مجلة الاصلاح الجزائرية- العدد الثاني والعشرين

Page 1

‫جملة جامعة‬ ‫ت�صدر عن دار الف�ضيلة للن�شر والتوزيع‬

‫مدير الـمجلة‬ ‫الـمدير‬

‫توفيق عمروين‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫عز الدين رم�ضاين‬ ‫�أع�ضاء التحرير‪:‬‬ ‫عمر احلاج م�سعود‬ ‫عثمان عي�سي‬ ‫جنيب جلواح‬

‫الت�صميم والإخراج الفني‪:‬‬ ‫دار الف�ضيلة للن�شر والتوزيع‬ ‫الطباعة‪:‬‬ ‫مطبعة الديوان‬

‫عنوان املجلة‪:‬‬

‫دار الف�ضيلة للن�شر والتوزيع‬

‫حي باحة (‪ ،)03‬رقم (‪ )28‬الليدو ـ‬ ‫املحمدية ـ اجلزائر‬

‫الهاتف والفاك�س‪:‬‬

‫‪)021( 51 94 63‬‬ ‫التوزيع (جوال)‪)0661( 62 53 08 :‬‬

‫الربيد الإلكرتوين‪:‬‬

‫‪darelfadhila@maktoob.com‬‬

‫املوقع على ال�شبكة العنكبوتية‪:‬‬ ‫‪www.rayatalislah.com‬‬

‫االعتاف بال َف�ضل لذوي ال َف�ضل‪ ،‬حتَّى‬ ‫�إنَّ َّ‬ ‫مما اتَّفق على ُح�س ِنه جمي ُع ال ُعقالء ُخ ُلق رِ‬ ‫�شاع بني ال َّنا�س قدميا مث ٌل يقول‪« :‬ال رَ‬ ‫يعتف بال َف�ضل َلذوي ال َف�ضل �إلاَّ ذوو ال َف�ضل»‪.‬‬ ‫االع�تراف املحمو ِد �أن ُي َق َّر بال َف�ضل َ‬ ‫ال�سلفية ال َّنق َّية يف‬ ‫و�إنَّ منَ‬ ‫ِ‬ ‫حل َملة ال َّدعوة َّ‬ ‫حماربة التَّط ُّرف والغل ِّو و ُمنا َب َذة ِفكر التَّكفري والتَّفجري‪ ،‬وت�صدِّ يهم لهذا ال ِفكر الأع َوج‬ ‫باحلجة وال َبيان‪ ،‬ونق�ضِ ُ�ش َبه �أ�صحا ِبه بال َقلم وال ِّل�سان‪ ،‬يف فتاويهم وكتُبهم ودُرو�سهم‬ ‫َّ‬ ‫ري‪،‬‬ ‫ري‪ُ ،‬‬ ‫وع�صِ م بهم جم ٌع غف ٌ‬ ‫ومحُ ا�ضراتهم ويف ُخ َطبهم على املنابر‪ ،‬ف ُهدي بهم خل ٌق كث ٌ‬ ‫ال�صولة ل ُل َغة ال َّنار‬ ‫ف� ُ‬ ‫أ�صلحوا وب َّينوا ون�صحوا و�أف�صحوا يف عزِّ �أ َّيام الفتنة‪ ،‬ويوم كانت َّ‬ ‫وال َّر�صا�ص‪ ،‬ومل يفعلوا ذلك م�ساير ًَة جله ٍة �سيا�سي ٍة‪ ،‬وال ركو ًبا حلملة انتخابية‪ ،‬وال‬ ‫منا�صب دنيوية‪ ،‬بل انطال ًقا من مبد�أ ال َّن�صيحة وال َّدعوة �إىل اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫طم ًعا يف‬ ‫َ‬ ‫اليوم ـ وهم ُك رُث ـ من يجح ُد َ‬ ‫ال�سلفيني‬ ‫و�إنَّ َّ‬ ‫مما يح ُّز يف ال ُّنفو�س �أن يخرج علينا َ‬ ‫ف�ضل َّ‬ ‫جحده وي َّدعي �أ�س َم َج‬ ‫وغل يف ِ‬ ‫ك َّله وينكر �أ َثرهم اجلميل يف التَّ�صدِّ ي لت َّيار التَّكفري‪ ،‬بل ُي ِ‬ ‫ال�سلف ِّيني كانوا �سب ًبا يف الأزمة‪ ،‬وطر ًفا يف ال ِفتنة‪ ،‬واهلل ي�شهد �إ َّنهم‬ ‫ِ‬ ‫الكذب ب�أنَّ ه�ؤالء َّ‬ ‫لكاذبون!!‬ ‫ومل يقف الأمر عند هذا احلدِّ حتَّى رموهم ب�أنواع من التُّهم الواهية من �أ َّنهم �أتبا ُع‬ ‫تع�صب وت�شدُّد‪ ،‬و�أ َّنهم ال َي ْ�ص ُلحون لتَعليم ال َّنا�س‬ ‫فكر وا ِفد‪ ،‬و�‬ ‫عقل ِ‬ ‫أ�صحاب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫جامد‪ ،‬و�أه ُل ُّ‬ ‫و�إمام ِتهم‪ ،‬وجت َّر�أ ُ‬ ‫بع�ضهم و�أخذ يط َعن يف وال ِئهم لوط ِنهم و�أ َّم ِتهم‪.‬‬ ‫وقد يتذ َّرع ُ‬ ‫بح َجج واهية من مثل ت�سمية بع�ض املارقني �أنف�سهم با�سم‬ ‫بع�ضهم ُ‬ ‫ال�سلف َّية‪ ،‬لكن ال يخفى على املب�صر �أنَّ التَّ�س ِّمي ال يغيرِّ من احلقيقة �شي ًئا‪ ،‬و�أنَّ العربة‬ ‫َّ‬ ‫باملنهج‪ ،‬ال باال�سم ِّ‬ ‫فال�سلفية دعو ٌة قائم ٌة على ال ِعلم ال َّنافع وال َعمل‬ ‫وال�شعار املُ َب ْه َرج‪َّ ،‬‬ ‫ال�شديد عن �إهدار دم امل�سلم وقتل الأنف�س الربيئة‪ ،‬و�إعطاء و ِّ‬ ‫ال�صالح‪ ،‬وال ُبعد َّ‬ ‫يل الأمر‬ ‫َّ‬ ‫حقَّه من َّ‬ ‫ال�سلف ُّيون‬ ‫الطاعة والوالء وعدم اخلروج عليه حتقي ًقا للأمن والإميان‪ ،‬ومل يكن َّ‬ ‫يوما ما مناوئني لأوطا ِنهم �أو ثائرينَ على �أ َّمتهم‪ ،‬بل هم حري�صون َّ‬ ‫كل احلر�ص على �أن‬ ‫ً‬ ‫حتيا �أ َّمتهم احلياة َّ‬ ‫الط ِّيبة‪ ،‬و�أن تن َع َم �أوطا ُنهم بالعزَّة وال ِّرفعة‪.‬‬ ‫ال�سابقة وال َف�ضل يجب �أن تحُ فظ كرامتُهم‪ ،‬وتُ�صان � ُ‬ ‫أعرا�ضهم‪ ،‬وتُقال‬ ‫�إنَّ �‬ ‫َ‬ ‫أ�صحاب َّ‬ ‫أف�سد‪.‬‬ ‫لي�س من �أ�ص َل َح ك َمن � َ‬ ‫عرثاتُهم‪� ،‬إذ َ‬ ‫ال�سلف َّية‪ ،‬واجلاحدون جلهو ِدهم‬ ‫وليتَّقِّ اهلل تعاىل املتن ِّكرون ل َف�ضل َح َملة ال َّدعوة َّ‬ ‫ال�صحيح‪ ،‬فاهلل تعاىل يقول‪﴿ :‬ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫ال َّرامية �إىل ر ِّد ال َّنا�س �إىل الإ�سالم َّ‬ ‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ﴾ [\‪َ ،]r‬و َح ْ�س ُب َنا ُ‬ ‫عم الوكيل‪،‬‬ ‫اهلل و ِن َ‬ ‫جميل كفيل‪.‬‬ ‫وهو ِب ُك ِّل ٍ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.