1
نص مسرحي
أحالم مدينة
2
تأليف :عبداإلله السماع
المكان= أي فضاء يوحي بالجمود والرتابة الشخصيات= = 1الطفلة :شخصية رمزية تقدم المسرحية ثم تعلن عن نهايتها . = 2الشاعرة :كانت مولعة بالشعر فتخلت عن ولعها . =3السياسي :كان مناضال ثم توارى =4المسرحي :كان عاشقا للخشبة ثم اختفى الشخصيات الثالثة تربطهم عالقة حميمية لدرجة التماهي بحكم التواجد اليومي في نفس المكان. = 5الصديق:شخصية معروفة بنشاطها المستمر في المدينة .
3
اإلنارة األولى :الحيلة. اإلنارة الثانية :اليقظة. اإلنارة الثالثة :الحلم. اإلنارة الرابعة :الصدمة. اإلنارة الخامسة :نهاية الحيلة.
4
اإلنارة األولى الحيلة. في مؤخرة الخشبة توجد طفلة في جمود ثم تبدأ بالتململ والتحرك تدريجيا ،تتقدم نحو وسط الخشبة . الطفلة :ماذا ترون أمامكم ؟ طفلة ،أليس كذلك؟ طبعا شكلي يشبه أية طفلة.لكن أنا لست كما أبدو لكم أنا لم أختر بعد أن يكون لي وجود.اقصد أن أصير أحد أبناء هذه المدينة. أنا مازلت مشروع طفل أو طفلة . أنا مجرد فكرة ..فكرة تحلق فوق هذه المدينة ،قد يلتقطها أي واحد منكم . أقصد أي واحد منكم هو أب أو أم محتمل . وحتى ال أكون مشروعا فاشال ،أو مشروع مرارة ..أو مشروع معانات... أو مشروع إحباط..أو..أو...أو... المهم لكي ال أطيل عليكم ,سوف أخبركم عن سبب وجودي المؤقت في المدينة .
5
فأنا هنا (بهمس) لكي أتجسس على المدينة ،لحساب عدد كبير من مشاريع أطفال .أريد أن أعرف أحوال المدينة ،أقصد أحالمها .وألعرف ذلك فكرت في حيلة . سوف أنشر في المدينة خبر زيارة رجل مهم .وسترون ...ال..ال..لن أخبركم تابعوا معي بشرط أن ال تفسدوا علي حيلتي بألسنتكم .أرموا بها وراء ظهوركم . (بعد أن تنطق الكلمة األخيرة تنسحب )
ظالم
اإلنارة الثانية اليقظة. ثالثة أشخاص موزعين على الخشبة ،منهمكون في نفخ البالونات ،بعد نفخها يفجرونها .في مءخرة الخشبة توجد ساعة كبيرة منزوعة العقارب لكن عقاربها معلقة عليها وركام من الجرائد وصفحات الكتب المهملة متناثرة على أرضية الخشبة. يدخل الصديق ويجدهم منهمكين في نفخ البالونات وتفجيرها . الصديق :الم تتعبوا من النفخ؟ يهمله الجميع لفترة ثم يلتفت إليه المسرحي. المسرحي( :بسخرية) ألم تتعب من المجيئ؟ الصديق :إنكم جزء من ذاكرتي كيف سأقتلعكم منها ؟ السياسي( :بسخرية) تعالى وتمدد ،سوف نحتاج فقط إلى مسمار ومطرقة . سنحدث ثقبا صغيرا وسط رأسك ... المسرحي :وسنبدأ في النفخ حتى يسيل دماغك،من أنفك أومن فمك ،أو من أية
6
جهة بها ثقب. الشاعرة :بعدها سنفرز ذاكرتك كما تفرز أمك الحص عن العدس . ما لنا سنأخذه وما هو لك ،ابلعه. السياسي :وهكذا ستتخلص من وجودنا في ذاكرتك ،وسنتخلص نحن اآلخرين من مجيئك . الصديق :تنقصكم أظافر طويلة وأنياب حادة لتتحولوا إلى وحوش شرسة. الشاعرة :إذا اصنع لنا أقفاصا وابدأ بترويضنا ،ثم اعرضنا في األسواق والساحات ليتفرج علينا اآلدميين أمثالك. المسرحي:في المرات السابقة كنت تأتي إلينا وتشارك معنا لعبتنا ،وعندما ترحل كنت تهدينا تحية. السياسي :أو تنثر علينا ما جمعته من أخبار عن المدينة .هذه المرة جئتنا قاضيا . الشاعرة(:ضحكة جنونية) مع سبق اإلصرار والترصد. الصديق(:يتأملهم بإشفاق) لقد امتص هذا المكان إشراقكم في هذا الظالم ،لدرجة أنكم تبدون ككتلة من الغبار ال تنفع أال عنكبوتا يعلق عليها خيوطه الستقبال ضحاياه. الشاعرة:ال ..الظالم بريء ..وحده الظالم يحمينا من ألم المشاهدة.مشاهدة مدينة مدينة تتشوه. الصديق:ماذا غيرتم بهذا الظالم ؟الجالد؟(يضحك بسخرية)مازلتم ضحايا . الضحية هي ..هي دائما السياسي:األفضل أن نكون ضحايا اختيارنا عوضا أن نكون ضحايا مختارون وبعناية.
7
الشاعرة :هذه العتمة أرحم لنا من أن نبقى بالخارج. المسرحي:أن نتحول كما قلت يا صديق إلى كائنات من غبار أرحم من أن تفرغ أرواحنا من محتواها اآلدمي،ونشحن بمحتوى وحشي. (يهملون صديقهم ويرجعون إلى لعبة النفخ) السياسي :أنا أنفخ إذا أنا موجود(.يضحك بتهكم) الشاعرة:أنا أنفخ ألفجر طاقتي ،إذا أنا موجودة(.تضحك بتهكم) المسرحي :أنا أنفخ ألنظف رئتي إذا أنا موجود(.يضحك بتهكم) الصديق :ألم تصلكم أخبار؟ المسرحي:أخبار؟(يضحك ويستمر في النفخ) السياسي:أخبارك معروفة ومكررة(.يضحك ويستمر في النفخ) إذا كان مصدرك جريدتك فقد قرأناها طوال وعرضا والجديد. الصديق :ال..الخبر ال عالقة له بالجريدة بل له عالقة بما يقع بالمدينة. (يتوقفون عن النفخ ويتطلعون إلى الصديق) الصديق :المدينة تستعد الستقبال رجل مهم. المسرحي :وما دخلنا نحن بهذه الزيارة؟ الصديق :ألم تكن لكم أحالم ومشاريع؟ هذه فرصة. المسرحي :لقد تخلصنا من غريزة األحالم .حولوا أحالمنا بهذه المدينة إلى كوابيس. الشاعرة :شيء يشبه السحر ..يعرفه الجميع وال يعرفه أحد ..المهم هناك شيء يجتاح المدينة ،يجثم على صدرها وعلى صدر كل حالم ...أفهمت؟ الصديق:كيف ستبدو هذه المدينة إذا تخلى أبناءها عن أحالمهم ؟
8
السياسي :لماذا يطلب منا أن نكشف عن أحالمنا ؟ليعلقوها على مدخل المدينة احتفاء بالزائر ،أو لتعبئتها هي األخرى في الصناديق ويصدروها . الصديق :المدينة بحاجة إليها ،لتستمر وإال تحول سكانها إلى صناديق مملوءة بالنفايات وستدمر المدينة ويتحول كل شيء إلى أنقاض.ثم يأتي من يدعي أنه سينظفها ليستعملها ألغراضه الخاصة ،التي التخفى على أحد. السياسي:يحتاجون أحالمنا فقط ليتأكدوا على أننا ما زلنا على قيد الحياة. الصديق:عليكم أن تشاركوا حتى ال ينفردوا بهذا الزائر. المسرحي:ماذا سيحمل لنل هذا الزائر؟حقيبة مملوءة بالوعود؟ الصديق:ماذا ستخسرون إذا عرضتم أحالمكم أقصد مشاعركم ؟كل ما تفعلونه هو النفخ في البالونات ومطاردة عقارب الساعة . الشاعرة :على األقل نحن اخترنا أن نكون نفاخون ولم نختار أن نكون مصاصون. الصديق :سوف لن تكفيكم رياح األرض كلها لملئ هذه البالونات وستدمنون النفخ وستنساكم المدينة وأهلها .فكروا قبل أن تتخذوا أي موقف .سأرجع إليكم عندما يصل الزائر. (عندما يغادر الصديق يتركهم في حالة حيرة ،ينظرون إلى بعضهم ويخيم عليهم صمت رهيب). المسرحي :مبدأ إفعل أي شيء يمكن أن يمأل وجودك تصدع اآلن . السياسي :نفذ إلينا خبر الزيارة كيد وفتحت تلك النافذة التي أغلقناها. النافذة التي نطل منها على أحالمنا . الشاعرة :أغلقناها لكي ال نجن وعوضناها بالنفخ .وأصبح النفخ هو لعبتنا الجديدة.
9
الرئة وحدها عالمة وجودنا . المسرحي :لقد ارتبطنا بالمدينة ولم نجن منها سوى الفشل ،رغم السباق الذي كنا نخوضه من أجلها .لم يفض بنا إال إلى اإلحباط .فكان البد أن نبحث عن شيء يحمينا من هذا الغول. اعتنقنا هذا المبدأ لنعيش .اخترنا وجودا آخر بدال من المدينة . الشاعرة :لكن يا عزيزي ال تنسى أننا عندما كنا ننتمي إلى المدينة ،أقصد عندما كنا نشارك وجودها كنا قريبين من أهلها .أما مع هذا الخيار فقد انعزلنا وصرنا مجرد أفراد ،كل واحد منا منفي في أدغال ذاته . المسرحي :اختلط علينا أمرنا ،وأصبح واقعنا ملتبس وغامض . وهذا ما أفقدنا اإلحساس بوجود المدينة . السياسي :رغم أننا نعيش فيها ،اقتصر شعورنا بها كمكان فقط.استبدلنا العيش في أدغال المدينة بالعيش في أدغال ذواتنا . الشاعرة :كان من الطبيعي أن ينمو بداخلنا هذا الشعور .الشعور بالمدينة كمكان ،ألن المدينة حولتنا إلى مجرد أجساد بدون روح . المسرحي :كانت عالقتنا بالمدينة حميمية ،وبدأت تضيع هذه العالقة تدريجيا. انقطع تواصلنا معها ،حتى تحولنا إلى مخلوقات غريبة عنها . لم نعد نعرفها ،واألخطر من ذلك لم يعد يعنينا مصيرها ،ولو أنه هو قدرنا بل تاريخنا . الشاعرة :شيء غريب ال يصدق .إننا اآلن نشعر بالحنين إليها ،رغم أننا نعيش فيها .أن تحن إلى شيء معنا ه أنك تفتقده .كيف نفسر ما يقع لنل اآلن؟ كيف ضاعت المدينة في داخلنا ؟وأين دفناها ؟
10
السياسي :دفناها في النسيان .ضيعناها حين غفلنا عنها .ضاعت في النسيان ، ضاعت في النسيان الشاعرة :نسيناها ألننا نسينا أحالمنا .أحالمنا التي علقناها على حبل كما تعلق المرأة غسيلها ،تتركه للريح والشمس .نسينا المدينة في أحالمنا المعلقة . المسرحي :لم يكن الريح لطيفا هادئا بل عاصفا فضاعت أحالمنا وشتتها الريح . ولم تكن الشمس دافئة بل كانت حارقة .بهتت ألوان أحالمنا وضاعت ،ولم نعد نتعرف عليها ولم نجد أمامنا إال النسيان . الشاعرة :أصبح الحبل المعلق فارغا ،ال معنى له .بعد أن كان خالصنا الوحيد الذي حملناه ثقل أحالمنا . السياسي :إهمال المدينة ألحالمنا أوقعنا في هذا االختيار .بدل ألن تبقى معلقة بداخلنا فتخنقنا . المسرحي :ماذا كانت النتيجة ؟الضياع .ضاعت أحالمنا .استبدلنا إهمال المدينة لنا بإهمالنا لذواتنا . الشاعرة :وماذا حصل أصبنا باإلعياء .لم يكن أمامنا سوى حبل معلقا في الهواء بدون سند ،فعلقنا عليه أحالمنا لنرتاح ونخلد للنسيان . السياسي :كلما هزتنا أزمة أو أصيبنا بصدمة ،نجتهد لنقيم محكمة ،ونشرع في محاكمة ذواتنا ،ونبدأ في استعراض التهم . المسرحي :تتحول المحكمة إلى معرض نعلق على جنباتها لوحات تجسد هزائمنا وأخطائنا .وفي ختام المحاكمة يخرج كل واحد منا وبيده سوط وهو الشيء الوحيد الذي أجادت إبداعه وأتقنت ابتكاره محكمتنا العتيدة .
11
الشاعرة:هل قضية المدينة ستظل دائما محصورة بين من يمتص ومن يمص. السياسي :نحن أمام معادلة صعبة ،وكل واحد منا يجد نفسه مرغما على التمسك بأحد طرفي المعادلة . المسرحي:إذا أردت أن تحمل القضية عليك أن تتحول إما إلى جالد أو إلى سوط وإذا اخترت التخلي عن القضية عليك أن تلوذ بالنسيان .تنعزل بذاتك هذا هو قدرنا وهذه هي معادلة وجودنا . السياسي :بل تاريخنا الذي حولناه إلى قدر لكي نعفي أنفسنا من المسؤولية والتفكير في المستقبل . الشاعرة :هذه المدينة المنسية هي ضحية مبررات ذاتية .كل واحد يشهر مبرره مبرره في وجهها .حتى تحول واقعها إلى فريسة محاصرة . المسرحي :وبدأ كل واحد يغرز أظافره في جسمها .كل حسب طول ظفره. فتحولت الحياة في هذه المدينة إلى كرنفال للنهش .ووقف من ال يملك أظافر يتفرج على هذا الكرنفال . الشاعرة :وفي أية جهة نقف؟أول إلى أية طائفة ننتمي في هذا الكرنفال ؟ السياسي :نحن ال نملك قلوبا من حجر وال تسكننا روح شيطان حتى نتحمل عنف هذه الفرجة أو نشارك فيها . المسرحي :أن هذه المدينة تسكن في قلوبنا وابتلينا بعشقها ،ولما تحول واقعها إلى كرنفال للنهش انعزلنا حتى ال نصاب بالجنون من هذا االحتفال الرهيب . السياسي:خبر زيارة الرجل المهم حررنا من سجن الذات ،وها نحن في حيرة من أمرنا .فهل نملك شيئا نقدمه عربونا على عودتنا إلى المدينة ؟
12
الشاعرة:نملك قلوبا قادرة على الحب ،وتاريخ أحالمنا شاد على ذلك. المسرحي:يا رفاقي كل ما نملكه لهذه المدينة أحالم جميلة ،لنكسر قفص روحنا ولندعها تحلق في سما ء المدينة. ظالم
اإلنارة الثالثة. الحلم. األشخاص الثالثة موزعين على الخشبة وهم في حالة شرود.تتقدم الشاعرة إلى وسط الخشبة وهي في حالة خشوع .يسلط الضوء فقط على الشاعرة بينما يظل باقي الشخصيات في الظالم .تتوجه الشاعرة بالكالم إلى امرأة مفترضة. الشاعرة :أين وجهي الذي كان ؟...أين مالمحي التي كانت تميزني ؟ أين تركت نظراتي ؟آه ..فقدتها عند ذلك المنعطف . المنعطف الذي رمى بي إلى الغياب . هناك عند ذلك المنعطف فقدت نظرتي التي أفحص بها األشياء والوجوه والسماء ،األرض ،البحر ،تعاسة اإلنسان ،جبروته ،والحب.هذا اإلحساس أين تركته ؟عند ذلك المنعطف .البد من الرجوع إليه ألسترجع نظرتي للحياة واألشياء.أريد أن أسترجع أحاسيسي ومشاعري ،ألعيد تركيب تاريخي .هناك عند ذلك المنعطف توقف تاريخي .هناك فقدت قصيدتي.
13
فقدت مفرداتي التي أعشقها .هناك فقدت كلماتي التي ربيتها وحضنتها . كانت كل كلمة تقطر عشقا وألما .كنت أكتب قصيدتي من كل هذه الكلمات التي ربيتها في داخلي لتصبح كائنا لغويا يدل علي وعلى وجودي الذي اخترته. لكنه ضاع عند ذلك المنعطف .كيف أرجع إليه ألسترجع حياتي ويتحرك تاريخي. (تطوف حول الخشبة فتنتابها حالة إلهام لكتابة قصيدة فتسقط في غيبوبة إبداعية) :كسرة خبز معلقة في الهواء تطوف بها أفواه مكممة بأسالك شوكية (تعيد تالوة المطلع) :ال ..أريد مطلعا أخر لقصيدتي :يتعثرون بأكف المتسولين فيهدونهم شعارا. :ال ...ال( تصمت لوهلة ثم تتحرك كراقصة فالمينكو) :أحس أنه مفعم بالشجاعة ذهب ألى ساحة عامة علق حبال على شجرة وشنق نفسه. :ال ..القصيدة تهرب مني تستعصي علي (تلتفت إلى المرأة المفترضة ) :وجهك ضوا من نظرا من عيوني وبال سؤال كشف سرو وقال :
14
حكايتي صنتها لي يعزها هي لي بقات من حرمة مرا لي ضاعت بين الرجلين والرجال . تكلمي وقولي أنت قصيدتي لي محنتني هذي شحال وشحال حكايتي في وجهي مرسومة وفي مراية الزمان واضحا ومفهوما شعلت فضولك وسال لسانك بالكالم ضوات حكايتي بعيونك بعد ما كانت في قلب الظالم. شايفه فيك يا مراية الزمان سيرة مرا دخلت لغابة وفي بالها جنان توغلت في قلبها وقلبت على قصابها وصنعت ناي عزفت وغنات وفي بالها الطيور على اكتافها تبات فاقت من لمنام وفي بالها تسقي الرمان وعلى جنب العين تظفر شعرها وتشم ريحة الزهار والريحان لكن بالها خانها وبين نياب الدياب
15
انتهى حالها ظالم
شخصية المسرحي تتقدم إلى مقدمة الخشبة،يجر وراءه عربة على شكل خشبة . يدخل في نوبة حلم. المسرحي: خبر زيارة الرجل المهم ،أيقض في نفسي تحديا لم يسبق أن عرفته طوال مواجهة الحصار الذي خنق شغفي بالمسرح .المسرح ،فضاء حريتي ،حرية جسدي ،حرية لساني .حرية أفكاري ,أرض حلمي وجنوني ... أنا اآلن مستعد أن أعرض في أي مكان ،حتى لو تطلب مني أن أنظف مزبلة . ال أملك خيرا آخر ،بعد أن هدموا القاعات التي كانت تضمنا جسدا جسدا تلحمنا لنتبادل دفئ الحياة وجمال االحتفال ،وبنوا بنايات تصدنا ،تشتتنا لتعزلنا فردا فردا . (يموضع المسرحي خشبته المتحركة ويعلن عن عنوان المسرحية) المسرحي :عنوان هذ المسرحية هو :حكايات من الشارع. هذ المسرحية فيها زوج ديال الممثلين .إيوا بزاف
16
أنا فيا المؤلف والمخرج وزوج ديال الممثلين ؟ نمشي نطلب من ذاك الشاعرة تعمل معيا الدور ديال لمرا (يذهب إلى مؤخرة الخشبة ويجلب معه الشاعرة .يقتربان من الخشبة المتحركة ويقفان بجوارها ). المسرحي :فهمتي الدور ديالك شنو هو ؟بال ماتكون حفضاه راكي عتكون عيشاه .باينا عليك التكرفيص. (سلط الضوء فقط على المسرحي والشاعرة الممثلة ،وتضرب دقات بداية المسرحية) المسرحية. الرجل :شكتعمل هنا ؟ومن فوقاش وأنت جالسا قدامي ؟ المرأة :من لي نزلتي على الكرسي وحتتي على ذا الطاس ديال القهوة وبديتي كتشرب فحال لي كترضع ..ويدك كيقفقفو .مالك ياك ما كتنفاح ؟ الرجل :أودي شنو عتنفاح ؟إلى كان على الطابا ما عندي ما نعمل بها وعاد خصك تكون هاز معك ماليطا ديال كلينكس وكيف ما كتعراف الزناقي ما نقصينشي الزبل باش نزيدو نكملو بكلينكس . أما إذا كنت كتقصد البيضا .شقاربني ليال .البيضة واعرا وخصك تكون وارث. المرأة :وهي غير البلية ديال القهوة هي لي جابتك وصافي الرجل :وانتينا لي جالسا كسمسر فيا شكون لي جابك؟ المرأة :شنو عنقولك؟ كنت واقفا كنتمنظر على البحر وسهيت في الطيور
17
الكابيوطات مجموعين مع بعضهم .مرة مرة كتنزل شي وحدا حتى شميت الريحا ديال القهوة وسرات معيا ودلعت في الدم ديالي ولقيت راسي كالسا كنشرب القهوة فحالك ونزلت أنت . الرجل :وأنا كنت مغيلف ولقيت راسي كنتمشى بجنب البحر وكنتأمل فيه شي شوية.واحد الساعة حسيت بالدم ديالي كيغوت بالعاداو .وبديت كنجسس وحسيت فحال لي عتجيني الدوخة .عاد فطنت بالريحة ديال القهوة وبال ما نشعر لقيت راسي جالس وشد في يدي الطاس ديال القهوة حتى شربتا عاد هديت شوية. قولي بعدا شنوسميتك؟ المرأة :شنو عتعمل بسميتي ؟عندك يسحبلك مصيدني ؟ هكذا كتبداو .شنو سميتك وكتسال بشنو عنديرلك. باغي تخدمني حتى في الحالمة أوال؟ الرجل :كيفاش ؟دابا أنتينا غير حالمة ؟(يحاول لمسها لكنها تصده) المرأة :اجمع يدك عليا .ما تفضحناشي.احنا غير على هذو (تقصد الجمهور) لي كيشوفو فينا قلنا حالما الرجل :حتى أنا ما حديتكشي ما دام حنا غير حالما .وأنت عارفا ما كاين شهود في الحالما .كلشي دايز .قل لي بغيتي واعمل لي عجبك ماشي غير حالما وكان ،ها احنا مطلوقين فحال ذاك الكابيوطات لي قلتي المرأة :وا كيفاش دابا ؟سمعتي حالما وما كاين فيها شهود وباغي تفوز؟ اسمع راه غير نكليكي عليك تطير ونقلب على شي واحد باغي يسمعني راني لقيت راسي مشارجيا وبغيت نشاطي .بال ما نحتاج ال لكمبيوتير وال
18
نكون مشاركا في لنطيرنيت .أنا معدال الشبكة لراسي .غير تبت واعمل عقلك وخليني نفوج على قلبي وال نكليكي عليك ونطيرك من قدامي . الرجل :أنا كنت كنحك عليك وصافي .حتى أنا معدل اشبكة لراسي مين كيتلفلي الرشام كندالع فيها .حتى أنت غير خروجتي فيا تطاحنا مع بعضنا .إيوا سربي راسك إذا بغيتي تكوب فيا الهم لي جمعاه قبل ما يشد الموقع ديالي .قل لي بعدا أنت شكادير بذاك الصاك معك ؟ حتى في الحالما كتجيبو الصيكان معكم ؟ المرأة :نجيب معيا حتى الكوافيرا سوقك هذاك؟ رام ماشي غير عننخويو على بعضنا ونتطفاو. الرجل :قبل ما تطفيني وال نطفيك خصنا نتفاهمو بعدا . ماشي تخوي عليا قلبك وتسلتي وتخليني حاصل بكالمي لي أنا كنقلب على من نخويه . المرأة :احنا بزوج محتاجين لبعضنا وبال ما نضيعو الوقت الحالما راه عمرها قصير. الرجل :واخا الكابيوطا ديالي قل لي عجبك ولي ما يعجبني ولي ما يعجب حتى هذو . (ظالم قصير ثم إضاءة) المرأة( :مرتبكة ويبدو عليها االنفعال وهي تبحث عن بداية لكالمها ،وفجأة تصرخ) :الخوف .نعم الخوف ..ها أنا شديت راس الخيط من قبايال وأنا كنقلب مناين عنبدا كالمي .
19
كتعيا تدرب راسك قبل ما تطالقا شي واحد على لكالم لي بغا تقول .ومين كتوصل الساعة كتلف ويضيعلك راس الخيط. لكن هاهو مشبر عندي وهللا ما يفلت. الخوف ..خريج عليا ومرمدلي حياتي ساكن في القلب ورتاه ..الناس كتورث الديور والفلوس وأنا وارثا الخوف ما مخلينيشي نعيش حياتي على خاطري ،كيتسارا فيا كيف بغا . عاميني ومعيشني غير في الظالم ،ومتلفلي الطريق . لساني كيرجع فحال شي مسن ما كنقدر نقول والو ،ومن لي كتحرفلي كلقى راسي كنغوت (تصرخ) وحتى إذا بغيت نتكلم كاع شكون هذا لي عيسمعك كما كنتي دبرت على هذ الحيلة كان شي واحد يسمعني (تنحني وتجلس على األرض ورجليها ممدودتين وكانها تستعد للنواح) :مين كنت صغيرا يعني بالغا ما كنت كنقدر نتكلم مع شي واحد على المشاعر ديالي ،كنت كنخاف (بصوت مرتفع )يتعرف السر ديالي ونكول الهراوا(.تقوم بحركات إيروتيكية وتظهر مفاتنها ) ومين كبرت شوية تغرمت وما قدرتي نصرح بالحب ديالي للشخص لي كنت مربوطا فيه .عالش؟قولو لي عالش؟ كنت كنخاف يطيرلي البوشون .وقولو لي عالش؟ ألن البنت عمال فحال شي ردوما لي عندا الغلقل ديال الفرشي يعني البوشون .مين لي كيجيو يفتحوها يعني الردوما خصا تسمع الصوت ..خصا دير باق ..إذا مادارتي باق كيكون دخالها الريح وإذا دخاال الريح
20
كتفسد .أنا قلتلكوم عالش زياك بعدا الحالما ما فيها شهود أوال؟ كبرت شوية والعمر بدا كيزرب .قلت مع راسي أنا ما عندي ما نديد بشي زواج نكمل الطريق بوحدي .هاني بال حريق الراس .لكن الخوف هو لي حاكم . كنت كنخاف نرجع هدرا ديال لمجالس ونولي مشى بكالم ومجا بكالم وأنا نتزوج .ومين لي تزوجت تزرفت .عالش؟(تتهيأ وكأنها تستعد للقيام بأشغال البيت) :توجه كالمها للممثل اآلخر:ها عالش جيبت معيا صاكي ارتحتي دابا . :وكتبدا شطب يما تشطب ..صبن يما تصبن طيب يما تطيب حتى يطيب قلبك .وفي الليل كتمشي تجبد في الفراش .مع من ؟وقولو لي مع من؟ مع لي طالع لي في النصيب(تضحك بسخرية) وفي الصباح (تقوم بحركة المرأة الحامل وتقطع الخشبة من يمينها إلى يسارها ) :ولد يما تولد هذا ذكر وهذي لنثى .وكتبدا تربي وكيبدا الرجل يطالق الحناجر ديالو.المرا أش هذ الصداع ؟واش معيرتاح حد في دارو .سكت عليا ذاك البزاوز ديالك. والو بزاوز ديالي (تحاول اسكات األوالد اإلفتراضيين)سكتوالعيال العيال باركا من الزكا ..وفي األخير آش كتسمع ؟ مالك أنت حضيا غير الماكال والوالدة فحا لمعزة ..كشوفنا واحلين غير مع راسنا عاد كتزيد تكمال بالعيال . وهي دابا أنا السبب في األزمة في البالد أجي بعدا واش ما تفهمناشي عليهم بزوج هذ لوالد حلمت بهم بوحدي وحملت بهم .
21
ياله كتبدا تلكلم مع الرجل كيسمح فيك ويخرج ويخليك كتغلي فحال شي سخان كيمشي يهرد الناب في القهوة حتى كينشف ويرجع بالليل مسايطط مهلوك كياكل وينعاس .وقولو لي مع من عتهدار وتخوي عليه قلبك ها عالش أنا مزرفا في حياتي حتى لقيت راسي كنشاطي. ظالم
الرجل( :تنسحب المرأة .يتحرك الرجل ويسلط علي الضوء ،بينما تظل المرأة في الظالم) :بعد صمت قصير :أنا تحقرت وبهدلتني الحقرة ...كيفاش وقعلي ؟قولو لي كيفاش وقعلك؟ :رجعت فحال شي واحد طارلو الطوييار .كان كيسحبلي قافز ،وأنا كالني الحوت. أنا بنادم كنعيش من ذاك لي سخا به البحر عليا ،يعني بحري.عندي واحد البويطل :مشهور دابا بالباطيرا .ياله كتبدا تقشع الشمس كنهز القفيفة ديالي ونحط فيها لي عطا هللا ودكيكة وبويكطة ديال الكارو وشي حاجة كتنكل وكندردب للمرسى . كنفسخ الباطل وكنخرج ندبر على راسي .بالخويطات والصنانر والطعوم ديال السردين .كنمشي قبالت لبالد ونرمي المخطف وكنبدا نصيد .كندلي لخويطات وما كيقطع هللا نصيب .مع نص النهار كنرجع فحالي ،كنبيع ذاك لحويتات . كيما كتعرفو لحويتات ديال الصنارة مبيوعين ،وهكذا ماشي مع الوقت .
22
حتى لواحد النهار ،ياله أنا وصلت للمرسى ويتعرمو عليا البياعة والشراية ، وهو يوقف عليا واحد وقالي ":آهيا الدوز ذاك الحوت للداللة راه احنا عييينا ميكين عليك .ايوا خصك تخلص العشور " قلتلو :أخا يراه احنا غير كنتفتفو مع الوقت واش هذ العريرم ديال الحوت نعشر عليه؟وهويقول لي " :أنا ماشي شغلي إما تدوز تعشر أوال نستزواك ". :وايلي مالو هذ حماق ؟عاليش عيعشرو هذو ؟.قلت مع راسي أرا نمشي عند الكبير ديالوم راه يعفيني من هذ العشور .وأنا نمشي لعندو .آش قال لي ؟قولو لي أش قالك ؟قال لي ":آخويا راه صحابين القصبور كيعشرو في السوق ولو يكون عندهوم غي زوج قبيطات " :قلتلو :راه عندي غير واحد العريرم ديال الحوت آشفي ما يتعشر ؟وهو يقول لي ":إذا ما عشرتيشي باش عنبنيو ليكم سبيطارات والمداريس ونعدلولكم الطريق ؟". :ياك آخاي هي دابا أنا لي موقف االتنمية في لبالد ومخلي العواول بال قراية . ملي دابا مركيتني حتى أنا عنمركيكم . :هذوك لمراكب لي كيبانو من لبالد فحال شي عمارات ولي شبكين على التون ما كاين غير ثلج وبلج وسيفط هذوك ما عليهم عشور ؟شنو قالي ؟قولو لي شنو قالك ؟ قال ":هذوك مراكب كبار حنا كنمشيو عندوم ونجيبو لعشور .وعاد هذا شغل اإلدارة ماشي شغلك " :مالي أنا ماشي مواطن ؟ما تسوقليشي .مشيت فحالي .في الطريق قلت مع راسي هذا بغا يتبتني بهذ الكالم وصافي .وانا نطالع قافز مطور .لغدا ركبت في الباطل واخرجت للبحر فحال العادة لكن رسيت حدا ذاك لمراكب لي كيشرجيو التون وبقيت سامر عليهم عل ى هذطوك لي قالي كيجيو حتى لعندم وياخدو العشور .
23
بقيت حتى نزل الليل ما ظهار حد وأنا نرجع فحالي . ياله أنا وصلت للمرسى وأنا نلقاهم واقفين .انزل واحد منهوم وقالي ":هذ الباطل راه جينا نسيزواه "قلتلهم عالش آشديرت؟ما عندي والو في هذ الباطل ما معيا حتى شوكة ليوما ناشفا .وهو يقول لي ":هذ الباطل كتدي به الحراكة ودابا عنسيزواه ". عييت ما نغوت آخوتي حتى تسالتلي الهدرا وبدا يخرج من فمي غير لبزاق ونشفت .أنا ماشي فحالتي وندورا مع راسي وقلت عالش سيزاو الباطيل وأنا ما حبسونيشي ؟وأنا نفهم بأن الباطل هو لي زعمني باش نمشي نبش ونعرف الحقيقة . واش لعشور غير عليا وعلى موالت القصبور أو على كلشي ؟ حسيت بالحقرة آخوتي ها حقك ولكن تبتو وأن نقصد الشالي وجلست على واحد الحجرا وسهيت مع راسي حتى لقيت راسي كنشاطي . ظالم
24
حلم السياسي السياسي( :يتقدم الرجل السياسي وهو يجر منصته ويتجه إلى يسار الخشبة .يدخل في نوبة حلم ) السياسي...:وأنا في عمر الزهور أسرتني مفردات كبيرة،الديمقراطية ،اإلشتراكية المساواة ،المواطن ،الوطن ...انبهرت وابتليت بالسياسة .تعلمت من كبار المناضلين .قرأت كتب التاريخ ..وسحرني تاريخ رجال المقاومة واضطلعت على تجارب الشعوب ،فأمنت بقضايا المظلومين .كبر معي حلم جيل ..وطن تسوده العدالة والمساواة ..محاربة الفقر ..القضاء على األمية ..كبر الحلم ووجدت نفسي مطاردا ،أستمع إلى األغاني المهربة وأقرأ الكتب المهربة ..أتسلم المنشورات كأني أحمل قنبلة .أتابع نشاط المناضلين وأتضامن مع المعتقلين كخارج عن القبيلة .وبدأ يضيع الحلم في زحمة السؤال .وبدأت فكرة المواطنة تزداد غموضا ،والوطن يزداد ضيقا ،فما عاد يتسع ألحالمنا البسيطة . هربت من هذه األحالم وأوقفت عقاريب تاريخي . أما اآلن وبعد خبر زيارة الرجل المهم ،أتسائل هل باإلمكان إعادة جمع أشالء هذا الحلم والسير بنفس العنفوانة ؟
25
(تتحول الشخصية جذريا) :الحقيقة ..إيه الحقيقة شحال من مرة اسماعتو هذ الكلمة على لسان الفهامية وبقات في ودنكم شابطا بال مزية الحقيقة إيه الحقيقة بال طبل بال غيطة الحقيقة تظهر لنا في دقيقة فارشا لي كانو غابقين وبالتخرويض عايشين الحقيقة إيه الحقيقة سمعو كالم الصح إذا بغيتو حقكم بصاح بال وعي بال تعليم البرامج من كالمكم تكون ومنكم الرجال لي تسيير وتصون بطريقة سهلة وبسيطة كل واحد ياخذ صيدي يسجل فيها حاجتو لي نقصاه حقيقة وفكرتو لي عجباه بال ما يخمم في التصرفيقة تجمع كل الصديات مع برامج اإلحزاب لي بغات الحق نعطيوها للكمبيوتر يخزن عندو بال خوف شي واحد يزندو وبطريقة علمية اليكترونية يعطينا النتائج االنتخابية يختار البرامج والحزب لي قلبوم علينا والحقيقة اإلليكترونية هي الضامن لينا إيه الحقيقة هذي هي الحقيقة . ظالم
26
اإلنارة الرابعة الصدمة. (األشخاص الثالثة موزعين على الخشبة ،كل واحد منهم يحمل ملفا وبداخله أوراق على أساس أنها مشروعه الذي سيتم تقديمه عند وصول الرجل المهم . يطول انتظارهم ويبدؤون بالتحرك في الخشبة ،ترافقهم موسيقى رتيبة تشبه دقات الساعة .يأتي الصديق فيجدهم في حالة قلق .يبدو عليه التردد والخوف ، حتى ينتبهوا إليه فيتسابقون على االقتراب منه .يتطلع إليهم واحدا واحدا فيشعر بالخوف فيتدخل أحدهم ) المسرحي:أين رجلك المهم ؟ (يحاول الصديق الرد لكنه اليقدر) الشاعرة :جئت لتخبرنا بوصوله ،لنستعد لمقابلته ،حتى اليبدو علينا االضطراب عند وصوله هاه..هاه.. السياسي:تكلم قل أي شيء .ما هذا الذعر الذي يبدو عليك ؟
27
الصديق:حماسكم شل لساني (..يبدأ في التلعثم) :أنا ال ذنب لي في ما حصل . السياسي :ماذا حصل ؟تأجلت الزيارة ؟ الصديق :ال أعرف .المدينة ال تعرف أية حركة تؤكد أنها تستعد لزيارة الرجل المهم .وهناك من يقول أن الزيارة ألغيت ،والبعض يؤكد أنها كانت مجرد إشاعة . (بعد سماعهم للكلمة األخيرة يصابون بصدمة ،ثم ينهارون .يتطلع كل واحد منهم في ملفه الذي يحمله ،يتبادلون نظرات الخيبة ويدخلون فيس نوبة ضحك هستيري ثم يشرعون في تمزيق تلك األوراق التي يحملونها ). السياسي :لقد كنت بارعا في تنظيم مراسم تدميرنا من جديد . المسرحي :أقنعتنا بإطالق أحالمنا ،بعد أن رسمت لنا أفقا وهميا ،فلم يكن أمامنا إال أن نصدق أن ال حياة في المدينة بدون أحالمنا . الشاعرة:أي معبد هذا أصبحت كاهنه ،فحولت فرحتنا إلى طقس نقدم فيه أحالمنا حطبا لتشعل نار معبدك ،ولتسلمنا في نهاية احتفالك رماد أحالمنا بركة نتيمن بها في هذا العدم . السياسي :ألم نقل لك أن هذه المدينة تحول أحالمنا إلى كابوس يخنق أرواحنا ولم تصدق؟ الصديق :أنا ال أملك إال أن أتألم لحالكم ،ولم يكن في نيتي إصابة ذاتكم بجرح جديد.وأتسلى بهذا النزيف الذي تسبح فيه أرواحكم . المسرحي :وهل يكفي أن تكون نيتك حسنة حتى ال تصيبنا باألذى ؟ الشاعرة :وهل ألمك قادر على أن يرشدنا إلى طريق ينقدنا من هذا التيه؟
28
الصديق :لقد خبرت ذواتكم كل أنواع المعانات ،وكم من معركة خاضت ضد كل من حاول إلغاء وجودها .واآلن أراكم كأي فريسة مذعورة ،شلت بمجرد ما رأت الوحش .انكسرتم بمجرد ما عرفتم أن الزيارة لن تكون . السياسي:إلى متى ستظل هذه الذات محكوم عليها بخوض معارك خاسرة،ورثونا معارك خاسرة ونظيف إليها ما نخسره اآلن ؟ المسرحي :فمهما كانت قوتنا سنصاب بالعياء ،وهذا ما يقع اآلن في المدينة . لقد أصيب تاريخها بالعياء ،ومن الطبيعي أن تتيه ونصاب بالدوار والشلل. الصديق :كنتم في حالة ترقب أعادت إليكم إشراقكم ،وسرت في أجسادكم نسمة نسمة الحياة بعد أن عشتم مخاض أحالمكم ،استرجعت ذاتكم عنفوانها وحركتها بعد أن كانت شاحبة وساكنة . الشاعرة :كان من األفضل أن نتشبث بنسياننا ،لكنك أغويتنا بكذبة الزيارة وها نحن نضيف هزيمة أخرى إلى هزائمنا . الصديق :لو استسلمتم للنسيان ستصابون بالتعفن ،ومبدأ الحياة مرهون بالحركة كل ما هو تابت معرض للتعفن ،وأحالمكم هي الحركة التي تمد حياتكم بالحياة .البحر إذا تخلى عن أمواجه سيتعفن ،وأمواجه هي أحالمه وحلم البحر هو أن يكتسح البر ،وستبقى أمواجه تصارع الصخور التي تصدها إلى ما النهاية .بدون أن يصاب بالعياء ويمل أمواجه أقصد أحالمه السياسي :كالمك مقنع ومنطقك سليم ،لكنك نسيت أننا ال نملك قوة إصرار موج البحر. المسرحي :أين نفاختي؟ أريد أن أنفخ
29
(الشخصيات الثالث تبحث عن البالونات التي رمو بها على أرضية الخشبة يتناولونها ينفخون فيها ،لكنهم يكتشفون أن بالوناتهم متقوبة ،ينظرون إلى بعضهم البعض ويقصدون صديقهم المنزو في الركن فيجرونه يمسكونه من أذنه ويبدءون بنفخه من أذنيه وفمه ) ظالم
اإلنارة الخامسة نهاية الحيلة. تظهر الطفلة تطوف بالشخصيات الثالث الذين يقومون بنفخ صديقهم ثم تتوجه إلى الجمهور. الطفلة :فكرت في هذ الحيلة ألتعرف على أحوال هذه المدينة ،لكن لألسف لم أجن سوى الغموض ...الغموض ...كل شيء هنا غامض ...غامض ....غامض ..واآلن بإمكانكم إرجاع ألسنتكم إلى أماكنها . ظالم النهاية 2004/ 4/ 11بالعرائش عبد اإلله السماع .