كتاب عن السلطان يعقوب المنصور الموحدي رحمه الله تعالى

Page 1

‫يعقوب‬

‫السلطان‬

‫مجد أمتي و فخر قريتي‬ ‫كتاب‬

‫تاريخي‬

‫‪1‬‬

‫اجتماعي‬


‫‪-1‬االهداء‬ ‫الموح‪ +‬دي‬ ‫‪+‬ولي التّقي الع‪++‬ارف باهللِ ‪ ،‬البط‪++‬ل‬ ‫إلى‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫روح أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين ال‪ِ +‬‬ ‫اإلسالمي " موالي(‪ ")1‬يعقوب المنصور المغ‪++‬ربي ‪ ،‬الزاه‪++‬د ‪ ،‬العاب‪++‬د ‪ ،‬المجتهد ‪،‬‬ ‫المجاهد ‪ ،‬رجل المجد الضائع ‪.‬‬ ‫وإلى‬ ‫ض‪++++‬حى من أج‪++++‬ل تعليمي ‪ ،‬وأ َّم َن لي‬ ‫روح المرح‪++++‬وم وال‪++++‬دي الّ‪++++‬ذي‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت األولى لهذا الكتاب ‪ ،‬وإلى والدتي الصابرة التي ك‪++‬انت إلى جانب‪++‬ه‬ ‫الخطوا ِ‬ ‫أطال هللا في عمرها ‪.‬‬ ‫والى‬ ‫جميع أبناء قريتي في السلطان يعقوب الفوقا والتحتا ‪ ،‬وت‪++‬ل الزع‪++‬ازع‬ ‫ِ‬ ‫ش‪ِّ ++‬رفوا باإلقام‪++‬ة إلى ج‪++‬وار الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫ُمقيمين و ُمغ‪++‬تربين ‪ ،‬الّ‪++‬ذين ُ‬ ‫يكون مع الخالدين ‪.‬‬ ‫المجاهد ال ّزاهد ‪ ،‬الّذي أبى إالّ أن‬ ‫َ‬ ‫والى‬ ‫‪+‬دفاع بثق ‪ٍ +‬ة في الحي‪++‬اة‬ ‫ك‪++‬ل من علّم‪++‬ني ‪ ،‬وش‪ّ +‬‬ ‫‪+‬جعني ‪ ،‬وحثّ‪++‬ني على االن‪ِ +‬‬ ‫اُهدي هذا الكتاب ‪.‬‬

‫خليل محمد عبدوني‬ ‫االربعاء ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 1441‬الموافق ‪.2020 -1-1‬‬ ‫ق على امير المؤمنين أو على الحاكم بصفة‬ ‫لقب مغرب ٌي يُطل ُ‬ ‫‪ –1‬موالي ‪ٌ :‬‬

‫‪2‬‬

‫عامة‪.‬‬


‫‪ -2‬المقدمة‬ ‫ق المبين ‪،‬‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬الّذي أرشد عبا َده المؤمنين إلى‬ ‫طريق الح ّ‬ ‫الحم ُد هلل ّ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ب الشّمال وحثّهم وأرشدهم ألن يكونوا من‬ ‫فحذرهم أن يكونوا من أصحا ِ‬ ‫وخاتم النّبيين‬ ‫القرآن على سيّ ِد المرسلين ‪،‬‬ ‫ب اليمين ‪ ،‬وذلك بأن أنز َل‬ ‫َ‬ ‫أصحا ِ‬ ‫ِ‬ ‫سيّدنا مح ّمد صلّى هللا عليه وسلم الصادق األمين ‪ ،‬وأكرمنا من بعده بالخلفاء‬ ‫الراشدين ‪ ،‬واألئمة المهتدين ومن تبعهم بإحسا ٍن إلى يوم الدّين ‪ ،‬من الدّعا ِة ‪،‬‬ ‫صالحين ‪.‬‬ ‫واألئ ّم ِة ‪ ،‬واألوليا ِء ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ُ‬ ‫بحيث أبرزنا أمو ًرا‬ ‫س َر لنا إنجاز هذا الكتاب ‪،‬‬ ‫وبع ُد ‪ ،‬فإنّنا نحم ُد هللا على أن ي ّ‬ ‫عن القرية وعن الولي السلطان يعقوب ‪ ،‬لم يتم التطرق إليها سابقًا اذ بقيت‬ ‫ٌ‬ ‫وأحداث مغمورةٌ أو ُمغيّبة ‪ ،‬ولم ترد أصاًل في الكتب السابقة ‪ ،‬وذلك‬ ‫هناك أمو ٌر‬ ‫عن القرية وعن السلطان يعقوب الولي العارف باهلل الّذي أكرمه هللاُ بأن‬ ‫يكون مرابطًا في ثغور اإلسالم في بال ِد المغرب واألندلس ‪ ،‬ومن ثُ َّم هيَّأ له‬ ‫رباط إلى يوم القيامة‬ ‫ّام ليكون في منطق ٍة هي في‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أسباب الوفا ِة في بالد الش ِ‬ ‫واخي ًرا ‪ ،‬وليس آخ ًرا ‪ ،‬فإنني أرجو هللا أن يحتسبه ضمن األولياء ‪ ،‬الذين ذكرهم‬ ‫في كتابه العزيز ‪ ،‬حيث يقول في سورة يونس ‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫‪3‬‬


‫أ ّما بعد ‪ ،‬لم يَد ُْر في َخلَدي (خاطري) أب ًدا أن‬ ‫تكون المالحظاتُ ‪ ،‬والمعلوماتُ‬ ‫َ‬ ‫سجلتُها ُ‬ ‫منذ مطلع شبابي عن قريتي السلطان يعقوب ‪ ،‬وعن‬ ‫والمشاهداتُ الّتي ّ‬ ‫ب أو وثيق ٍة ‪ ،‬اذ كنتُ أختزنُها قبل ذلك في ذاكرتي ‪،‬‬ ‫أهلها وسلطانها ما ّدةً لكتا ٍ‬ ‫أوراق كعاد ٍة الزمتني منذ الصغر ‪.‬‬ ‫ض َها على‬ ‫ّ‬ ‫وأسج ُل بع َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ‪ ،‬وتش ُّعباتها عن قريتي ‪ ،‬وعن أمير المؤمنين‬ ‫وإزا َء كثر ِة المعلوما ِ‬ ‫السلطان يعقوب وخوفًا من أن يدخ َل النسيانُ إلى ذاكرتي ‪ ،‬فينتزع منها أمو ًرا‬ ‫ت نهار األربعاء ‪/22/10‬‬ ‫أساسيّةً وأحداثًا ها ّمةً ‪ ،‬بدأت بتدوين تلك المعلوما ِ‬ ‫‪ 1986‬الموافق للتاسع عشر من صفر عام ‪ 1407‬ھ ‪ ،‬والّتي تتضمنُ كل معلوم ٍة‬ ‫أو مالحظ ٍة أو مشاهد ٍة عن قريتي ‪ ،‬الّتي عشتُ فيها ‪ ،‬وأحببتُها ‪ ،‬وعن أهلها ‪،‬‬ ‫ث الّتي عاشتها هذه‬ ‫وعاداتها ‪ ،‬وموروثاتها ‪ ،‬وعن رجالها ونسائها واألحدا ِ‬ ‫ق على تسميته بسلسلة جبال لبنان‬ ‫القريةُ القابعةُ على أعلى ق ّم ٍة ‪ ،‬فيما اتُفِ َ‬ ‫ب بلدة مجدل‬ ‫الوسطى ‪ ،‬الّتي تبدأ عند بلد ِة مجدل عنجر ‪ ،‬وتمت ُد إلى جنو ِ‬ ‫بلهيص في البقاع الغربي ‪.‬‬ ‫مكان ‪ ،‬أو قري ٍة ‪ ،‬أومدين ٍة اس ًما يرافقها ويُميّزها عن‬ ‫موقع أو‬ ‫وبالتالي ‪ ،‬فإنّ لكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫صحابي ‪،‬‬ ‫ولي أو شهي ٍد ‪ ،‬أو‬ ‫كضريح‬ ‫ث ما أو َم ْع ٍلم ما ‪،‬‬ ‫غيرها استنا ًدا لحد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫س ّميتْ على اسم السلطان‬ ‫قربها أو بين بيوتها كما هو حا ُل قريتي ‪ ،‬الّتي ُ‬ ‫الموحدين في المغرب ‪ ،‬و يبقى‬ ‫الموحدي ‪ ،‬أبرز سالطين دولة‬ ‫يعقوب المنصور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا اإلس ُم يُالزمها ما لم يتغيّ ْر بفعل االنسان ومرور الزمن ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫التاريخ‬ ‫غي َر أنَّ‬ ‫باق ‪ ،‬وهو ال ّ‬ ‫ث والوقائع ‪ ،‬حت َّى وإن تع ّر َ‬ ‫سج ُل االمينُ لألحدا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ض االحيان إلى تحريف ال ُمغرضين ‪ ،‬لكنّهُ يبقى الخ ّزان األوحد والمؤتمن‬ ‫في بع ِ‬ ‫سطح الكر ِة األرضي ِة من تطو ٍر للمجتمعات ‪،‬‬ ‫على كل ما جرى ‪ ،‬ويجري على‬ ‫ِ‬ ‫ث مع الملو ِك‬ ‫والثقافات ‪ ،‬واالختراعات واالكتشافات العلمية ‪ ،‬ومن أحدا ٍ‬

‫‪4‬‬


‫ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وكم‬ ‫ب ‪ ،‬وما تتضمنه هذه‬ ‫ت وسلبيا ٍ‬ ‫األحداث من إيجابيا ٍ‬ ‫واألمرا ِء والشعو ِ‬ ‫ت ‪ ،‬سادتْ ثُ َّم بادتْ ؟‪.‬‬ ‫ت ‪ ،‬وحضارا ٍ‬ ‫من دو ٍل وامبراطوريا ٍ‬ ‫ضروري بعد مضي ما يزيد على الثالثين عا ًما ‪ ،‬من‬ ‫لذلك ‪ ،‬وجدتُ أنّه من ال ّ‬ ‫دوين والتسجي ِل ‪ ،‬الحفاظ على تراث قريتنا وعلى اسمها ‪ ،‬وتاريخها والحفاظ‬ ‫التّ ِ‬ ‫على ما جمعتُه طيلةَ تلك المد ِة عن قريتي وعن أمير المؤمنين السلطان يعقوب‬ ‫الموحدي ‪.‬‬ ‫المنصور‬ ‫ّ‬ ‫ي القناع‪++‬ة بع‪+‬دم التفري‪+‬ط بم‪+‬ا جمعت‪++‬ه ‪ُ ،‬مَؤ يَ‪+‬دةً ومدعوم‪+‬ةً بتش‪+‬جيع‬ ‫اذ تولّدتْ لد َّ‬ ‫الكث‪++‬يرين من أه‪++‬ل القري‪++‬ة واألحب‪++‬ة واألص‪++‬دقاء ‪ ،‬وإص‪++‬رارهم ب‪++‬أن توثّ‪++‬ق تل‪++‬ك‬ ‫‪+‬ون مرج ًعا لك‪++‬ل من يري‪ُ +‬د‬ ‫ب يوضع بين أي‪++‬دي القُ‪َّ +‬راء ‪ ،‬ليك‪َ +‬‬ ‫المعلومات ضمن كتا ٍ‬ ‫أن يُل َّم بتاريخها ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫التأريخ ‪ ،‬وج ّل ما‬ ‫أقو ُل ذل َك ‪ ،‬وأنا أؤ ّك ُد بأنّني لست مؤ ِّر ًخا ‪ ،‬وال أدّعي‬ ‫ب‪،‬‬ ‫قمتُ ب‪++‬ه هو جم‪++‬ع م‪++‬ا تيس‪++‬ر لي من معلوم‪++‬ا ٍ‬ ‫ت تاريخي‪ٍ ++‬ة من بط‪++‬و ِن الكت ِ‬ ‫س ‪ ،‬ومن مالحظ‪++‬اتي الشّخص‪++‬ية ‪ ،‬آ ِماًل أن‬ ‫والمجال ِ‬ ‫‪+‬ع ومن أف‪++‬وا ِه النّ‪++‬ا ِ‬ ‫ت والمراج‪ِ +‬‬ ‫بعض‪+‬ا‬ ‫بعض‪+‬ا من حق‪++‬ه علين‪++‬ا ‪ ،‬وك‪++‬ذلك‬ ‫أفِ َي السلطان يعقوب الولي العارف باهلل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من ح‪++‬ق قري‪++‬تي عل َّي وعلى جمي‪++‬ع أبنائها ‪ ،‬مس‪++‬تعينًا باهلل ‪ ،‬على ه‪++‬ذه المهم‪++‬ة‬ ‫و ُمصلّيًا على نبيّه مح ّمد أفضل صالة وأت َّم تسليم ‪.‬‬

‫خليل محمد عبدوني‬ ‫‪ – 5‬جمادى األولى ‪ 1441‬الموافق ‪2020 -1-1‬‬

‫‪5‬‬


‫وأضيف قائاًل ‪:‬‬ ‫أهالي بلدتي ‪ ،‬أصدقائي ‪ ،‬وزمالئي الك‪+‬رام ؛ ُمحبّي الس‪+‬لطان يعق‪+‬وب ‪ ،‬بع‪+‬د م‪+‬رور‬ ‫حوالى ثالث سنوات على إصدار الطبعة األولى لكتابنا هذا ‪ ،‬استجدت أح‪++‬داث ‪،‬‬ ‫وبرزت معطيات جديدة ‪ ،‬نتيجة الطالعنا على المزيد من المراجع ‪ ،‬إض‪++‬افة لم‪++‬ا‬ ‫وص‪++‬لني من مالحظ‪++‬ات ومعلوم‪++‬ات ُمقدّم‪++‬ة من ُمحبّي الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب (قري ‪+‬ةً‬ ‫وسلطانًا) ‪ ،‬مع التأكيد بأنَّ الذي دفعهم الى ذلك هو حرصهم ألن يكون الكتاب‬ ‫وحض ‪+‬هم‬ ‫ُمميّزا بأعلى مستوى من االتقان والشمولية ‪ ،‬مع تق‪++‬ديرنا لتش‪++‬جيعهم‬ ‫ّ‬ ‫الصدار طبعة ثانية للكتاب ‪.‬‬ ‫ولكن نظ ًرا للمسافة الزمنية القريبة ألصدار الطبعة األولى ‪ ،‬ومراعاةً للظ‪++‬روف‬ ‫الص ‪+‬عبة ال‪++‬تي تم‪++‬ر به‪++‬ا البالد والعب‪++‬اد ‪ ،‬رأيت من غ‪++‬ير المناس‪++‬ب‬ ‫االقتص‪++‬ادية‬ ‫ّ‬ ‫إصدار طبع‪+‬ة ثاني‪+‬ة للكت‪+‬اب ب‪+‬الوقت الحاض‪+‬ر ‪ ،‬ل‪+‬ذلك فض‪+‬لت نش‪+‬ر الكت‪+‬اب على‬ ‫ص‪++‬فحات األن‪++‬ترنت متض‪++‬منًا م‪++‬ا اس‪++‬تجد من معلوم‪++‬ات ‪ ،‬لتك‪++‬ون ه‪++‬ذه المعلوم‪++‬ات‬ ‫بمتناول كل من لم يحصل على نسخة من الطبعة األولى ‪.‬‬ ‫من بين المالحظات التي وصلتني ‪ ،‬والتي تقبلتها بكل تقدير ورحابة صدر أنَّه‬ ‫هناك تكرار لبعض النق‪++‬اط ‪ ،‬وان‪++‬ا أعلم ذل‪++‬ك جي‪ً +‬دا ‪ ،‬وحج‪++‬تي في ه‪++‬ذا األم‪++‬ر ه‪++‬و‬ ‫ت‬ ‫الستنتاج جديد لموض‪++‬وع لم ي‪++‬رد س‪++‬ابقا اذ أنَّ‬ ‫توضيح لفكر ٍة جديد ٍة أو تثبي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المؤرخين أوردوا عدة روايات وإض‪++‬افات في المس‪++‬ألة الواح‪++‬دة ‪ ،‬وبالت‪++‬الي ف‪++‬إنَّ‬ ‫كل مؤرخ أظهر تفاصيل معينة ‪ ،‬لم يُظهرها غ‪++‬يره من الم‪++‬ؤرخين ‪ ،‬فالش‪++‬مولية‬ ‫تقتضي اثبات ما أورده كل مؤرخ ليكون اإللمام كاماًل وجليًّا في كل األم‪++‬ور ‪.‬‬ ‫إضافة الى أنَّ ه‪++‬ذا التك‪++‬رار ين‪++‬درج تحت عن‪++‬وان ‪ :‬ال‪++‬رد على ال ُمش‪++‬ككين بوف‪++‬اة‬ ‫السلطان يعقوب في بالد الشام ‪ .‬وبرأيي الخاص ‪ ،‬إنَّ الشمولية ال‪++‬تي اعتم‪++‬دتها‬ ‫تستوجب هكذا إحاطة بكافة مراحل حياة ومكان وف‪++‬اة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬ال‪++‬تي‬ ‫‪6‬‬


‫من واجبنا إثب‪+‬ات حص‪+‬ولها في بالد الش‪+‬ام ‪ ،‬م‪+‬ع الترك‪+‬يز على زي‪+‬ارات االخ‪+‬وة‬ ‫المغاربة لضريحه على مدى مئات السنين وهم على ظه‪++‬ور بغ‪++‬الهم ‪ .‬وبالت‪++‬الي‬ ‫إنَّ هذا التكرار ال ُمتع َّمد حصوله ضمن عدة نقاط هو إسهام في دحض مقول‪+‬ة‬ ‫بعض الم‪++‬ؤرخين ال‪++‬ذين يتهم‪++‬ون المش‪++‬ارقة ‪ ،‬في مس‪++‬ألة مك‪++‬ان وف‪++‬اة الس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب بعبارات (اختالق وفاته في المشرق نتيجة لولوعهم به ‪ ---‬كما يتّهمون‬ ‫المش‪++‬ارقة باله‪++‬ذيان ‪ ---‬وبكالم ال أص‪++‬ل ل‪++‬ه) ض‪++‬اربين ع‪++‬رض الحائ‪++‬ط أق‪++‬وال‬ ‫الم‪++‬ؤرخين اآلخ‪++‬رين وم‪++‬ا تقول‪++‬ه العام‪++‬ة في بالد الش‪++‬ام بش‪++‬كل ع‪++‬ام ‪ ،‬إض‪++‬افة‬ ‫لتج‪++‬اهلهم زي‪++‬ارات المغارب‪++‬ة لض‪++‬ريحه وهم على ظه‪++‬ور بغ‪++‬الهم ‪ ،‬وعلى م‪++‬دى‬ ‫‪+‬ال ‪ ،‬وبالت‪++‬الي‬ ‫مئات السنين ‪ ،‬والبكاء قربه والمناداة الصريحة باسمه بص‪++‬وت ع‪ٍ +‬‬ ‫ماهو مبرر تجشّمهم عناء السفر وطول مدته ‪ ،‬إن لم تكن وفات‪++‬ه وجثمان‪++‬ه في‬ ‫‪+‬تنتاجا‬ ‫بالد الشام (حاليًا في لبنان) ‪ .‬عل ًما بأن معظمهم من أقاربه وقبيلت‪++‬ه واس‪+‬‬ ‫ً‬ ‫مع التأكيد تكون هذه الزيارة لزوم ما ال يلزم ‪ ،‬فيما ل‪++‬و أنهم مقتنع‪++‬ون بوفات‪++‬ه‬ ‫في المغرب كما ذكر القليل من المؤرخين‬ ‫وال ننس‪++‬ى أنهم ك‪++‬انوا يقيم‪++‬ون في البل‪++‬دة ع‪++‬دة أي‪++‬ام ‪ ،‬ومنهم من ي‪++‬أتي بع‪++‬د‬ ‫انتهائه من آداء مناسك الحج والعمرة ‪.‬‬

‫فهل كانوا‪ +‬ي‪++‬زورون ويبك‪++‬ون وين‪++‬ادون‪ +‬الص‪++‬خر والحج‪++‬ر‬ ‫والشجر‬

‫والمدر ؟ ‪.‬‬

‫أ َّما بالنس‪+++‬بة للمعلوم‪+++‬ات الجدي‪+++‬دة ال‪+++‬تي وردت عن القس‪+++‬م الث‪+++‬اني ‪ ،‬فق‪+++‬د ت َّم‬‫إدراجها ضمن العناوين والفقرات المناسبة ‪.‬‬ ‫خليل محمد عبدوني‬ ‫‪ 13‬ذو القعدة ‪ 1443‬الموافق ‪ 12‬حزيران ‪2022‬‬

‫‪7‬‬


‫تقديم‬ ‫ لقد اطلعتُ على كتاب األستاذ خليل عبدوني ‪ ،‬وهو بعنوان ‪ " :‬السلطان‬‫يعقوب ‪ :‬مجد أمتي وفخر قريتي" ‪ ،‬وأثلج صدري أنَّه دراسة غنيّة ‪ ،‬واءمت‬ ‫بين التاريخ والتراث والجهاد واالجتهاد ‪ ،‬وموضوعها ‪ :‬السلطان يعقوب‬ ‫المنصور الموحدي ‪ ،‬وقد بذل الباحث جهده في استقصاء المعلومات وتسليط‬ ‫سم دراسته الى قسمين ‪:‬‬ ‫الضوء عليها ‪ ،‬وقد ق ّ‬ ‫القسم االول ‪ :‬يدور حول السلطان المهاجر ‪ ،‬وانتصاراته الباهرة ‪ ،‬و آرائه‬ ‫الفقهية ‪ ،‬وهو المجتهد الذي يرفض التقليد ‪.‬‬ ‫والقسم الثاني ‪ :‬يُص ّور فيه حياة قريته ‪ ،‬وعاداتها ‪ ،‬وتقاليدها ‪ ،‬والبارزين‬ ‫فيها أمواتًا وأحيا ًء بأسلوب أقل ما يقال عنه ‪ :‬انّه اسلوب روائي ُمش ّوق‬ ‫يشدك اليه وينال اإلعجاب وقرية السلطان يعقوب بقسميها وقد طبعها‬ ‫السلطان العابد التقي بصالحه وعلمه ‪ ،‬هي قرية ُمتبتّلة ترنو الى السماء في‬ ‫رب الع ّزة شاكرة على نعمة وجود الرجل الصالح في‬ ‫عناق‬ ‫دائم ‪ ،‬وتُناجي َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أرضها ‪.‬‬ ‫لقد بدأ السلطان حياته مالكيًا ثم تح ّول ظاهريًا ‪ ،‬وهو المجاهد والمجتهد‬ ‫الذي ينطوي على خير وتأله ورزانة ‪ ،‬كما وصفه االمام الذهبي ‪ ،‬وكان يميل‬ ‫الى التقشف ومجالسة الصلحاء وال ُمحدّثين ‪ ،‬نصي ًرا للعلم وأهله با ًّرا بهم ‪،‬‬ ‫ويصور شخصيته ما جاء في سير أعالم النبالء (‪ ، )21/311‬قال تاج الدين‬ ‫بن َح ُمويه ‪ :‬دخلت مراكش في أيام يعقوب فلقد كانت الدنيا بسيادته ُمجملة ‪،‬‬ ‫يُقصد لفضله وعدله ولبذله وحسن معتقده ‪ ،‬وكانت مجالسه ُمزينةً بحضور‬ ‫‪8‬‬


‫العلماء والفضالء ‪ ،‬تُفتتح بالتالوة ثم بالحديث ‪ ،‬ثم يدعو هو ‪ ،‬وكان يُجيد حفظ‬ ‫القرآن ‪ ،‬ويحفظ الحديث ‪ ،‬ويتكلم في الفقه ويناظر ‪ ،‬بزي العلماء والزهاد ‪،‬‬

‫صنّف في العبادات وله فتاوى ‪ .‬وليس أشد داللة على تمسكه بالكتاب والسنة‬ ‫من موقفه من أحد الفقهاء ‪ .‬سأله السلطان يعقوب ما قرأت ؟ قال تواليف‬ ‫االمام – يعني ابن تومرت – قال ف َز َو َرني وقال ‪ :‬ما هكذا يقول الطالب ‪ ،‬حكمك‬ ‫سنَّة ‪ ،‬ثم بعد ذلك قل ما شئت ‪.‬‬ ‫أن تقول ‪ :‬قرأت كتاب هللا ‪ ،‬وقرأت من ال ُّ‬ ‫وحول هجرته الى المشرق يقول ابن خلكان ‪ )7/10( :‬حكى لي جمع كبير‬ ‫بدمشق أنَّ في البقاع بالقرب من المجدل قرية يقال لها ‪ ( :‬ح َّمارة – المنارة‬ ‫حاليًا) قربها مشهد يعرف بقبر األمير يعقوب ملك المغرب ‪.‬‬ ‫أقول ‪ :‬إنَّ الهضبة العالية المباركة التي فيها قبر السلطان يعقوب هي ما‬ ‫أصبحت تُعرف باسم السلطان يعقوب الفوقا ‪ ،‬وجدير بالذكر أنَّ هجرة المغاربة‬ ‫الى المشرق قديمة وهو ما يؤكده مؤرخ بيروت المحروسة ‪ .‬ونقتبس من‬ ‫كالمه حيث يقول ‪ :‬تؤكد المصادر التاريخية العربية واألجنبية على هجرة‬ ‫مغاربية مبكرة الى بالد الشام ‪ ،‬وهذه الهجرة لم تكن ألسباب علمية فحسب ‪،‬‬ ‫وإنما ألسباب جهادية ولمشاركة المسلمين في الدفاع عن بالد الشام (موسوعة‬ ‫العائالت البيروتية ‪ )30 /1‬وقد كانت مواسم الحج والعمرة وطلب الجهاد‬ ‫والعلم من العوامل الرئيسية التي شجعت المغاربة واألندلسيين على الهجرة ‪.‬‬ ‫سان حالق في موسوعته ( ‪ )41 /1‬الى ظهور‬ ‫ثم يشير المؤرخ الدكتور ح ّ‬ ‫َح ْرفَي الواو والنون في أواخر أسماء بعض العائالت البيروتية مثل بعيون –‬ ‫بيضون – وهي صيغة مغربية للعديد من األسماء مثل ‪ :‬خلدون (ابن خلدون)‬ ‫زيدون (ابن زيدون) – عبدون (ابن عبدون) – سعدون – حمدون ‪ .‬وهنا لنا أن‬

‫‪9‬‬


‫نظن مع الترجيح أنَّ عائلة عبدوني في السلطان يعقوب هي من أصول‬ ‫مغاربية ومثلها عائلة الجاروش التي يسميها المؤرخ الزحلي عيسى‬ ‫المعلوف " الدراويش" انظر(تاريخ االسر الشرقية ‪ )19 /7‬حيث يقول ‪ :‬وسكان‬

‫هذه القرية ‪ -‬أي السلطان يعقوب – هم دراويش ‪ ،‬وهو ما يلتقي مع ما ذكره‬ ‫مؤلف الكتاب حول زيارات متكررة للمغاربة لضريح السلطان يعقوب العابد‬ ‫المجاهد ‪ ،‬كما يمكننا أن نضيف الى الزمة (الواو والنون) الزمة أخرى مغاربية‬ ‫وهي النطق بحرف القاف ‪ ،‬ونشير إلى أن معنى كلمة درويش في اللغة ‪:‬‬ ‫ضا على فقراء الصوفية ( انظر د‪.‬‬ ‫تعني الزاهد والمتعبد وهي فارسية تطلق اي ً‬ ‫خالدي في المورد العذب ص ‪ . )77 :‬وال يفوتني أن اُشي َر الى أنني كنت أول‬ ‫من كتب عن السلطان يعقوب ‪ ،‬في مجلة الفكر االسالمي البيروتية التي كانت‬ ‫تصدر عن دار الفتوى في لبنان في السبعينات‪ +‬من القرن الماضي ‪ .‬كما‬ ‫ترجمت له ترجمة واسعة في كتابي ‪ :‬العلماء المسلمون في البقاع ‪.‬‬ ‫إنَّ تجربة األستاذ عبدوني ناجحة وتأتي بعد محاوالت قام بها النَّابهون‬ ‫من أبناء السلطان يعقوب ‪ ،‬ومنهم االستاذ يوسف الجاروش رحمه هللا ‪ .‬وكان‬ ‫لقلم الكاتب السيّال واألسلوب األدبي الرفيع الدور األبرز في إشراقة هذا‬ ‫الكتاب ‪ ،‬كما نشير الى أن دراسته كانت إستقصائية بالنسبة الى عادات‬ ‫وتقاليد وشخصيات بلدته ‪ ،‬ونكتفي بذكر اثنين منهم على سبيل المثال حيث‬ ‫يقول ‪ :‬رجل طموح وقور وعنده خبرة وبعد نظر‪ ...‬ويتابع واصفًا هجرته الى‬ ‫بالد الغرب ‪ ،‬وعودته الناجحة التي سمحت له بشراء مئات آالف األمتار‬ ‫المربعة من األراضي ‪ ،‬ثم توجيهه أوالده للدراسة في الخارج وتحصيل‬ ‫صا على حبة قمح واحدة توضع‬ ‫الشهادات الجامعية العليا ‪ ،‬ومع ذلك كان حري ً‬

‫‪10‬‬


‫في غير محلها ‪ ،‬ولكنه كان أحرص على مساعدة المحتاجين دون حساب ‪ .‬ثم‬ ‫يتساءل هل عرفته ؟ ‪...‬إنَّه الحاج أبو أحمد محمد عبد الفتاح الجاروش ‪.‬‬ ‫ونعطي مثااًل آخر بعنوان ‪ :‬سيد المجالس بوقاره وهيبته ورأيه السديد وبعد‬ ‫متدحا تصرفاته وإنسانيته يقول لك ‪ :‬هل عرفته ؟‬ ‫أن يتحدث عنه بإسهاب ُم ً‬ ‫وذلك بعد أن يُشبعك تشويقًا ‪...‬إنَّه المختار األسبق الحاج كامل محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫ت من قريته ‪:‬‬ ‫وهكذا يُتحفنا المؤلف بعناوين فضفاضة ومطابقة لصفات رجاال ٍ‬ ‫سيد المجالس بوقاره وهيبته ورأيه السديد ‪ ---‬سيد العطاء والتواضع‬ ‫والخدمات ‪ ---‬ذاكرة القرية ‪ ---‬براءة ذمة ‪ ---‬قامة شامخة مميزة ‪ ---‬رجل وقور‬ ‫وطموح وعنده خبرة وبعد نظر ‪ -‬رجل مبارك ‪ ---‬رمز األمانة ‪ ---‬مجاهد في‬ ‫رزقه بالحالل ‪ ---‬شاذلي شامخ ‪ ---‬ومختار الحرب والمواقف ‪ .---‬كلها عناوين‬ ‫تصور بطوالت أبناء قريته ‪.‬‬ ‫لقد كانت تجربة االستاذ عبدوني بريئة وناجحة ‪ ،‬تمتاز بأسلوب روائي جميل‬ ‫وأمانة في النقل ‪ ،‬وتوثيق لكل معلومة ‪ ،‬وهو يمزج األسطورة بالتاريخ ‪ ،‬ويكاد‬ ‫يقنعك بأنها الحقيقة بعينها ‪ ،‬كما يمتاز أسلوبه بشمولية في الحديث عن أبناء‬ ‫قريته ‪ ،‬وكأنهم ُأسرة واحدة ‪ ،‬وهنا الروعة في وحدة الصف في القرية ‪،‬‬ ‫ت مختلفة ‪ .‬ونوجز مالمح دراسته بالتالي ‪:‬‬ ‫وليسوا ُأس ًرا وعائال ٍ‬ ‫‪ -1‬كان ُموفقًا في عرض صورة السلطان المغربية باختصار ‪ ،‬دون أن يتعمق‬ ‫في دراسته ُمتحر ًرا من التقليد ‪ُ ،‬مثبتًا قناعتنا بأن السلطان يعقوب كان‬ ‫مجته ًد ا ‪ ،‬صاحب آراء فقهية ‪ ،‬إضافة ألعماله الجهادية والبطولية والعمرانية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعتزا ٌز ببلدته وبقاعه المعطاء ‪ ،‬وإظهار حسنات رجال قريته ونشاطاتهم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬التاريخ والتراث يتعانقان في كتابه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬عرضه للمعلومات تميّز بشفافية مطلقة ومحببة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬وأخي ًرا أجدني متوج ًها اليه باإلعجاب على ما قام به ‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫ُ‬ ‫فيمكث في االرض ) [ الرعد ‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫وأختم بقول هللا تعالى ‪ ( :‬وأ ّما ما ينف ُع‬ ‫َ‬ ‫آية ‪. ]17‬‬ ‫الشيخ الباحث سليم عبد اللطيف يوسف ‪.‬‬

‫‪ - 3‬شكر وتقدير‬ ‫بجزيل الشك ِر والتقدي ِر ‪ ،‬لكل‬ ‫باسمي ‪ ،‬واسم أهالي قريتي الكرام ‪ ،‬أتق ّد ُم‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ديم‬ ‫من ساهم في إنج‪++‬ا ِز ه‪++‬ذا الكت‪++‬اب ‪ ،‬وذل‪++‬ك من خال ِل تش‪++‬جيعه ‪ ،‬ومش‪++‬اركته بتق‪ِ +‬‬ ‫‪+‬ون‬ ‫ت ‪ ،‬وتص‪++‬حيح بعض المعلوم‪++‬ات ‪ ،‬ليك‪َ +‬‬ ‫ت واإلقتراح‪++‬ا ِ‬ ‫ت والتع‪++‬ديال ِ‬ ‫بعض اإلض‪++‬افا ِ‬ ‫الكتاب شاماًل يُب ِر ُز قريتنا بأبهى ص‪++‬ور ٍة يع‪++‬ت ُز به‪++‬ا ك‪++‬ل من ينتمي إليه‪++‬ا ‪ ،‬وفي‬ ‫ُ‬ ‫سادة ‪:‬‬ ‫طليعتهم ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫شيخ قُ َّراء البق‪++‬اع ‪ ،‬والم‪++‬دي ُر الع‪++‬ام‬ ‫ فضيلة الشّيخ الدّكتور علي محمد الغ ّزاوي (‬‫سسات أزهر البقاع ‪ ،‬وإما ُم بلدة السلطان يعقوب التحتا (لوسي) مؤلف كتاب ‪:‬‬ ‫لمؤ ّ‬ ‫"القاضي الشرعي " ‪.‬‬ ‫ مؤ ّرخ البقاع فضيلة الشّيخ الباحث سليم عب‪++‬د اللطي‪++‬ف يوس‪++‬ف (مج‪++‬دل عنجر)‬‫دبل‪++‬وم في اللغ‪++‬ة العربي‪++‬ة وآدابه‪++‬ا من الجامع‪++‬ة اللبنانية ‪ .‬ل‪++‬ه ع‪++‬دة مؤلف‪++‬ات ‪،‬‬ ‫وابحاث ومقاالت ‪.‬‬ ‫فض‪++‬يلة الش‪++‬يخ األس‪++‬تاذ محم‪++‬د مح‪++‬يي ال‪+‬دّين عب‪++‬د الفت‪++‬اح (مج‪++‬دل عنج‪++‬ر) االم‪++‬ام‬‫األسبق في مسجد قريتنا السلطان يعقوب الفوقا ‪ ،‬اذ ه‪+‬و في طليع‪++‬ة ال ُمم‪++‬ي ِّزين‬ ‫على مستوى لبنان والحائز على ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬إجازة في حفظ القرآن الك‪++‬ريم وقراءات‪++‬ه العش‪++‬ر من جامع‪++‬ة األزه‪++‬ر‬ ‫الشريف – قسم القراءات – في جمهورية مصر العربية ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪ – 2‬إجازة في اللغة العربية وآدابها (الجامعة اللبنانية) – عام ‪ 2000‬م ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬دبلوم في اللغة العربية وآدابها (الجامعة اللبنانية) – عام ‪ 2002‬م ‪.‬‬ ‫‪– 4‬إجازة في الشريعة والقانون من كلية الشريعة اإلس‪++‬المية (دار الفت‪++‬وى‬ ‫بيروت) ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬دبلوم في الشريعة والقانون من كلية الشريعة اإلسالمية (دار الفتوى –‬ ‫بيروت) ‪.‬‬ ‫ المهندس الحاج سعيد محمد عبدوني ‪.‬‬‫ سيادة العميد ال ّركن المتقاعد عمر كامل عبدوني ‪.‬‬‫سفير علي محمد الجاروش (جامعة الدول العربية) والحائز على ‪:‬‬ ‫ سعادة ال ّ‬‫أ‪ -‬دبلوم في الدراسات االسالمية من جامعة القاهرة ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ماجستير في علم النفس من جامعة القاهرة ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬دكتوراه فخرية في التاريخ من جامعة بغداد ‪.‬‬ ‫ األستاذ الحاج حسين خليل س‪++‬ميدي (إج‪++‬ازة جامعي‪++‬ة في اللغ‪++‬ة العربي‪++‬ة جامع‪++‬ة‬‫األزهر مصر) ‪.‬‬ ‫األس‪++‬تاذ الح‪++‬اج يوس‪++‬ف مص‪++‬طفى الع‪ّ ++‬رة (إج‪++‬ازة جامعي‪++‬ة في الت‪++‬اريخ الجامع‪++‬ة‬‫اللبنانية )‪.‬‬ ‫ االس‪++‬تاذ الح‪++‬اج علي قاسم عل‪++‬وان (إج‪++‬ازة جامعي‪++‬ة في اللغ‪++‬ة العربي‪++‬ة الجامع‪++‬ة‬‫اللبنانية)‬ ‫ األستاذ الحاج أمين محم‪++‬د الع‪ّ +‬رة (م‪++‬دير المدرس‪++‬ة الرس‪++‬مية لم‪++‬دة تزي‪++‬د عن ‪40‬‬‫عا ًما)‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫األس‪+++‬تاذ الح‪+++‬اج محمد عمرعبّ‪+++‬اس(إج‪+++‬ازة جامعي‪+++‬ة في اللغ‪+++‬ة العربية الجامع‪+++‬ة‬‫اللبنانية )‪.‬‬ ‫س‪++‬ميّة قاس ‪++‬م عب‪++‬اس (إج ‪++‬ازة جامعي‪++‬ة في اللغ‪++‬ة اإلنكليزي‪++‬ة الجامع‪++‬ة‬ ‫االس‪++‬تاذة ُ‬‫اللبنانية )‪.‬‬ ‫ االستاذة نظمية خليل عبدوني (إجازة جامعية في التاريخ الجامعة اللبنانية )‪.‬‬‫سن ‪ ،‬وبعض الشباب‬ ‫كما ‪ ،‬أنّه قد ت َّم‬ ‫ض كبا ِر ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلستئناس بمعلوما ِ‬ ‫ت وآراء ‪ ،‬بع ِ‬ ‫وأخص ّ‬ ‫بالذكر منهم ‪ - :‬أحمد الحاج بركات (أبو عمر) ‪ -‬الحاج هاشم أحم‪++‬د الع ‪ّ +‬رة‬ ‫ُّ‬ ‫ الحاج سعيد أحمد شاهين ‪ -‬الحاج حميد أحمد الجاروش ‪ -‬الحاج محمد أحمد‬‫سميدي ‪ -‬الحاج أحمد يوسف الجاروش – الحاج علي أحمد وهبه ‪ -‬الحاج محم‪++‬د‬ ‫توفيق صالح ‪ -‬االستاذ محمد سعيد ع‪+‬رابي – االس‪++‬تاذ رب‪+‬اح مح‪+‬يي ال‪++‬دين الفيل ‪-‬‬ ‫االستاذ الحاج حامد محمد الخطيب ‪ -‬الحاج شنديل نجيب ف‪++‬ارس ‪ -‬الح‪++‬اج نجيب‬ ‫محمد سميدي واالستاذ ناظم محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫‪+‬اب اك‪++‬ثر دقّ ‪+‬ةً ‪ ،‬وش‪++‬موليةً ‪ ،‬وإتقانً‪++‬ا ‪ ،‬والجمي ‪ُ +‬ع ق ‪ّ +‬د َم خبرتَ‪++‬ه‬ ‫ِم َّما جع ‪َ +‬ل الكت‪َ +‬‬ ‫صا من الجميع ‪ ،‬بأن‬ ‫ومعلوماتِه مشاركةً منه بالحفاظ على تاريخ القرية ‪ ،‬وحر ً‬ ‫ال يُنس‪++‬ى من‪++‬ه أي أم ‪ٍ +‬ر على م‪++‬رو ِر ال‪++‬زمن ‪ ،‬وهديّ ‪+‬ةً منّ‪++‬ا جمي ًعا ألجيالن‪++‬ا الحالي‪++‬ة‬ ‫ليكون ُذخ ًرا ومرج ًعا ‪ ،‬لك‪++‬ل من يري‪ُ +‬د أن يس‪++‬تطل َع ت‪َ +‬‬ ‫‪+‬اريخ قريتن‪++‬ا ‪:‬‬ ‫والمستقبلية‬ ‫َ‬

‫السلطان يعقوب‬

‫‪.‬‬

‫خليل محمد عبدوني‬ ‫األربعاء ‪ 5‬جمادى األولى ‪1441 -‬‬ ‫الموافق‪2020 -1-1 +‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪ - 4‬شكر خاص‬ ‫باسمي واسم أهالي قريتي السلطان يعقوب أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من‬ ‫‪ – 1‬ال‪+‬دكتور فيص‪+‬ل (ملحم) جلّ‪+‬ول ‪ :‬درس في الجامع‪++‬ة اللبناني‪++‬ة ‪ ،‬وجامعة‬ ‫ب‪++‬يروت العربي‪++‬ة والس‪++‬وربون في ب‪++‬اريس ‪ ،‬وجامع‪++‬ة مونت‪++‬اني في ب‪++‬وردو (في‬ ‫فرنسا) حاصل على بك‪++‬الوريوس في الجغرافيا ‪ ،‬وماجس‪++‬تير في علم االجتم‪++‬اع ‪،‬‬ ‫ودبلوم عا ٍل في الدراسات ال ُمع َّمقة في االنتروبولجيا عن أطروحة حول البق‪++‬اع‬ ‫‪.‬‬ ‫ ُمد ِّرس في مدرسة السلطان يعقوب الفوقا الرسمية ‪. 1975 - 1972‬‬‫ باحث في أكاديمي‪++‬ة ب‪++‬اريس للجيوبوليتي‪++‬ك ‪ .‬نش‪++‬ر‪ ،‬وينشر مق‪++‬االت وأبحاثً‪++‬ا‬‫حول العالم العربي بلغات عربية وأجنبية ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫عضو مؤسس ‪ ،‬ومس‪++‬ؤول ‪ ،‬ومستش‪++‬ار‪ ،‬ومش‪++‬ارك في م‪++‬ؤتمرات ‪ ،‬ومنظم‪++‬ات‬‫عربية ودولية ‪.‬‬ ‫ عضو األمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ‪.‬‬‫ رئيس الجمعية العربية للدفاع عن حرية التعبير‪ ،‬له عدة مؤلفات ‪.‬‬‫‪ -2‬ال‪++‬دكتور س‪++‬امي كليب ‪ :‬دكت‪++‬وراه في اإلعالم وفلس‪++‬فة اللغ‪++‬ة ‪ ،‬والخط‪++‬اب‬ ‫السياسي من فرنسا ولبنان ‪.‬‬ ‫ تولى مناصب إعالمية عديدة في فرنسا بين ‪ 1990‬و‪ ، 2009‬كان أبرزها‬‫رئيس تحرير في إذا َعتَي فرنسا الدولية ‪ ،‬ومونت كارلو الدولية ‪.‬‬ ‫ مستشار رئاسي ‪ ،‬للهولدينغ اإلعالمي الفرنسي ‪ ،‬ال ُم َو َّجه الى العالم العربي‬‫ كاتب لس‪++‬نوات طويل‪++‬ة ‪ ،‬في ص‪++‬حف ودوري‪++‬ات عربي‪++‬ة ‪ ،‬وأجنبية ‪ ،‬بينه‪++‬ا ‪:‬‬‫السفير والرأي العام الكويتية ‪ ،‬واألنوار‪ ،‬واألخبار ‪.‬‬ ‫ مقدم برامج ‪ ،‬في ع‪++‬دة قن‪++‬وات فض‪++‬ائية ‪ .‬ل‪++‬ه العديد من المؤلف‪++‬ات السياس‪++‬ية ‪،‬‬‫واألدبية ‪.‬‬ ‫ مؤسس موقع خمس نجوم على اإلنترنت ‪ ،‬ومقدم برنامج حوار س‪++‬امي على‬‫اليوتيوب ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدكتورة يارا بوريللو ‪ :‬إيطالية االب ‪ ،‬ولبنانية األم (أمها الص‪++‬حافية ثري‪++‬ا‬ ‫عاصي) ‪.‬‬ ‫ درست في كوليج بروتستانت في بيروت ‪ .‬خريجة الجامعة اليسوعية في‬‫الفنون والميادين السمعية والبصرية ‪ .‬خريجة أكاديمية السينما اللبنانية ‪.‬‬ ‫ تُجي‪+++‬د االيطالي‪+++‬ة ‪ ،‬والفرنس‪+++‬ية ‪ ،‬والعربي‪+++‬ة ‪ ،‬واإلنكليزي‪+++‬ة ‪ ،‬واأللماني‪+++‬ة ‪،‬‬‫واإلسبانية‬ ‫‪16‬‬


‫ أشرفت على إخراج عدة افالم وثائقية ‪.‬‬‫ تعمل حاليًا على إخ‪+‬راج فيلم وث‪+‬ائقي ‪ ،‬بعن‪+‬وان " ال‪++‬ذهبي والحفيد "‪ ،‬وهو‬‫حول عالقة السلطان يعقوب المنص‪+‬ور الموح‪+‬دي المغ‪+‬ربي م‪+‬ع الفيلس‪+‬وف " ابن‬ ‫رشد الحفيد "‪.‬‬ ‫وبعد ‪ ،‬فنحن وجميع أهالي السلطان يعقوب ‪ ،‬نشكر الدكاترة (جلّ‪++‬ول ‪ ،‬كليب ‪،‬‬ ‫بوريللو)‪ ،‬ونقدر جهودهم ‪ ،‬ذلك لتشجيعهم الداعم والمستمر لتأليف ه‪++‬ذا الكت‪++‬اب ‪،‬‬ ‫إضافة لجهودهم الحثيثة والمتواصلة إلخراج فيلم وث‪++‬ائقي عن عالق‪++‬ة الس‪++‬لطان‬ ‫يعق‪+++‬وب المنص‪+++‬ور الموح‪+++‬دي المغ‪+++‬ربي ‪ ،‬بالفيلس‪+++‬وف ابن رش‪+++‬د (الحفيد) اذ أن‬ ‫متابعتهم لهذا األمر م‪++‬ا زالت متواص‪++‬لة ‪ ،‬رغم بعض العراقي‪++‬ل ال‪++‬تي ك‪++‬انت س‪++‬ببًا‬ ‫في تأخير إنجاز هذا الفيلم ‪ ،‬وجهودهم ه‪++‬ذه موزع‪++‬ة م‪++‬ا بين لبن‪++‬ان ‪ ،‬والمغ‪++‬رب ‪،‬‬ ‫وفرنسا ‪.‬‬ ‫خليل محمد عبدوني‬ ‫االربعاء ‪ 5‬جمادى األولى ‪ - 1443‬الموافق ‪. 2020 – 1 – 1‬‬

‫‪ - 5‬تمهيد‬ ‫إنَّ هذا الكتاب يتميّ ُز عن غيره بشمولي ٍة واسعة ‪ ،‬تُحيطُ‬ ‫ب الحي‪++‬اة‬ ‫بكل جوان ِ‬ ‫ِ‬ ‫الموح‪ ++‬دي‬ ‫ق بحياة أمير المؤمنين السلطان يعقوب المنصور‬ ‫في القرية وبما يتعل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ق إليه‪++‬ا‬ ‫ب‬ ‫وعناوين ومواضي َع عدي‪++‬د ٍة ‪ ،‬ومتنوع‪ٍ +‬ة ‪ ،‬لم يَتط‪++‬ر ْ‬ ‫َ‬ ‫إذ تطرقّنا فيه ألبوا ٍ‬ ‫اإلطالع على المراجع التاريخي‪ِ +‬ة‬ ‫من سبقنا في هذا المجال ‪ ،‬وبالتالي فإنّني بعد‬ ‫ِ‬ ‫المناسبة وعلى مخزون الذاكر ِة الشّعبي ِة الّتي يختزنُها معظم األهالي ‪ ،‬رأيتُ من‬ ‫الكتاب على قسمين وملحق ‪:‬‬ ‫المناسب أن أجع َل‬ ‫َ‬ ‫الموح‪ ++‬دي‬ ‫‪-1‬القس ‪ُ +‬م االو ُل ‪ :‬عن أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور‬ ‫ّ‬ ‫ويتضمنُ العناوين التالية ‪:‬‬ ‫‪17‬‬


‫أ‪ -‬التعري‪++‬ف به ‪-‬‬ ‫أوالده ‪ -‬و‪ -‬وزراؤه –‬

‫ب‪ -‬ص‪++‬فاته ‪-‬‬

‫ج – بيعت‪++‬ه ‪-‬‬ ‫ح‪ُ -‬كتَّابه ‪-‬‬

‫ز‪ -‬قضاته ‪-‬‬

‫إهتمامه باألعمال العمرانيّة ‪-‬‬

‫الموح‪ ++‬دين ه ‪-‬‬ ‫د‪ -‬راي‪++‬ة‬ ‫ّ‬ ‫ط ‪ُ -‬ح َّجاب‪++‬ه ‪-‬‬

‫ك‪ -‬إهتمامات متفرقة –‬

‫ل ‪ -‬الحروب ونتائجها ‪:‬‬

‫(‪-1‬غنائم المسلمين –‪ -2‬قصيدة م‪++‬ديح – ‪ -3‬نت‪++‬ائج معرك‪++‬ة االرك –‬ ‫االنتص‪++‬ار)‬

‫ي‪-‬‬

‫‪ - 4‬أس‪++‬باب‬

‫م ‪ -‬بين يعق‪++‬وب وص‪++‬الح ال‪++‬دّين ‪ -‬ن ‪ -‬حيثيّ‪++‬ات زه‪++‬ده ومغادرت‪++‬ه‬

‫المغرب ‪ -‬س ‪ -‬إضاءات على مكان وفاته ‪-‬ع ‪ -‬السلطان يعقوب المريني‪ -‬ف‬ ‫ مخزون الذاكرة الشعبية ‪ -‬ص ‪ -‬ترجيح وفاته في بالد الشام – ق ‪ -‬السلطان‬‫يعقوب شاع ًرا ‪ -‬ر‪ -‬الس‪++‬لطان المغب‪++‬ون – ش ‪ -‬أي ن‪++‬ور ال‪+‬دّين عاص‪++‬ره ؟ ت ‪-‬‬ ‫تس‪++‬اؤالت واس‪++‬تنتاجات ‪ -‬ث ‪ -‬متفرق‪++‬ات –خ ‪ -‬نثري‪++‬ات‬ ‫معاص‪++‬رون‬

‫– ذ ‪ -‬فقه‪++‬اء وفالس‪++‬فة‬

‫‪-‬ض ‪ -‬يعق‪++‬وب وابن ع‪++‬ربي ‪ -‬ظ ‪ -‬س‪++‬رد لبعض كراماته (ع‪++‬ددها‬

‫‪. )17‬‬ ‫‪ - 2‬القس ُم الثاني‪ : +‬عن قرية السلطان يعق‪+‬وب ‪ ،‬ويتض‪++‬من األب‪++‬واب التالية ‪ :‬أ‪-‬‬ ‫معلوم‪++‬ات عام‪++‬ة (‪17‬عنوانًا ) ب ‪ -‬مراف‪++‬ق وخ‪++‬دمات عام‪++‬ة (‪ 17‬عنوانًا)ج ‪ -‬وظ‪++‬ائف‬ ‫ومهن‬ ‫(‪9‬عناوين) د ‪ -‬شخص‪+‬يات ومواق‪+‬ف (‪17‬عنوانً‪+‬ا)‬ ‫و‪ -‬مهن قديمة (‪ 15‬عنوانًا) ز‪ -‬الهجرة (‪ 10‬عناوين)‬

‫ھ – قروي‪+‬ات (‪21‬عنوانً‪++‬ا)‬ ‫ح ‪ -‬متفرقات (‪20‬عنوانًا) ‪.‬‬

‫‪ - 3‬والملحق يتضمن أكثر من ‪ 90‬صورة ملونة ‪ ،‬وعدة صور عادية ‪.‬‬ ‫أ َّما بعد ‪ ،‬فلقد رأين‪++‬ا من المناس‪++‬ب ‪ ،‬أن نُل ِح‪ +‬ق به‪++‬ذه الفق‪++‬رة إض‪++‬اءات مفي‪++‬دة‬ ‫على أسماء أشخاص وأماكن ومصطلحات ‪ ،‬ستجدها ضمن الكتاب ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المرابطون ‪ :‬أصل كلمة الرباط ‪ ،‬هي م‪++‬ا تُرب‪++‬ط به الداب‪++‬ة ‪ ،‬ثم قيل لك‪++‬ل‬ ‫أهل ثغر (مدينة أو موقع متقدم على الحدود ‪ ،‬وخاصة الم‪++‬دن الس‪++‬احلية) ‪ ،‬ي‪++‬دافع‬ ‫‪18‬‬


‫ع َّمن خلفه ‪ :‬رباط ‪ .‬فك‪++‬ان الرب‪++‬اط ه‪++‬و مالزم‪++‬ة الجه‪++‬اد ‪ ،‬روى البخ‪++‬اري بس‪++‬نده‬ ‫عن سهل بن سعد الساعدي ‪ ،‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه أن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬ ‫وسلم قال ‪ " :‬رباط يوم في سبيل هللا ‪ ،‬خير من الدنيا وما فيها ‪".‬‬ ‫ضا " بالملثّمين " ويرجع سبب هذه التس‪++‬مية الى أنهم‬ ‫والمرابطون يُس َّم ْو َن أي ً‬ ‫قوم يتلثم‪++‬ون وال يكش‪++‬فون عن وج‪++‬وههم ‪ .‬وهم من قبيل‪++‬ة ص‪++‬نهاجة األمازيغي‪++‬ة‬ ‫البربرية ‪ .‬حكموا قبل الموحدين مدة ‪ 90‬عا ًما ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أمير المؤمنين‪ +‬يوسف بن تاشفين ‪ :‬تولى الحكم ع‪++‬ام ‪ 1085‬م ‪،‬‬ ‫وك‪++‬انت الف‪++‬ترة الس‪++‬ابقة للم‪++‬رابطين تُس‪++‬مى ‪ ":‬عص‪++‬ر مل‪++‬وك الطوائ‪++‬ف " ‪ ،‬فك‪++‬ان‬ ‫قس‪َ +‬مين الى قبائل ودويالت ومن‪++‬اطق مس‪++‬تقلة عن بعض‪++‬ها‬ ‫المغرب واألندلس ‪ُ ،‬م َّ‬ ‫البعض ‪ ،‬وك‪++‬ان حكامه‪++‬ا منغمس‪++‬ين في األم‪++‬ور الدنيوي‪++‬ة ‪ ،‬وبالخالف‪++‬ات الداخلي‪++‬ة ‪،‬‬ ‫وفيم‪++‬ا بينهم ‪ .‬وللمزي‪++‬د من الدق‪++‬ة والموض‪++‬وعية ف‪++‬إنَّ ع‪++‬دد ال‪++‬دول ال‪++‬تي ك‪++‬انت‬ ‫ضمن األندلس بلغ ‪ 22‬دولة ‪ .‬ول ّما قضت مشيئة هللا أن يتغير هذا الوضع هيّأ‬ ‫"الشيخ عبد هللا بن ياسين" وإلى جانب‪++‬ه "أب‪++‬و بك‪++‬ر بن عم‪++‬ر اللمت‪+‬وني" فمه‪++‬دا‬ ‫طريق التآلف بين القبائل وبعون هللا بثَّا فيها من جديد روح الدين اإلسالمي‬ ‫الصحيح ‪ .‬وأبوبكر هذا كان‬ ‫مجاه ًدا حيث دخ ل اإلس الم على ي ده أك ثر من خمس عش رة دول ة‬ ‫افريقية‪.‬‬ ‫من بعد " أبوبكر اللمتوني" استلم يوسف بن تاشفين الحكم ‪ ،‬فجمع شمل‬ ‫البالد في المغرب واألندلس ‪ .‬خاض عدة معارك ‪ ،‬وأهمها معركة ‪ :‬الزالق‪++‬ة‬

‫(‬

‫‪ 1086‬م) ‪ ،‬التي انتصر فيه‪++‬ا على النص‪++‬ارى بقي‪++‬ادة ألف‪++‬ونس الس‪++‬ادس ‪ ،‬وك‪++‬ان‬ ‫أعظم شخصية في دولة المرابطين ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ج‪ -‬ال ّزالقة ‪ :‬مكان في المنطقة الجنوبية من البرتغال ‪ ،‬جرت فيه معرك‪++‬ة‬ ‫بين الجيش االس‪+++‬المي بقي‪+++‬ادة أم‪+++‬ير المؤم‪+++‬نين يوس‪+++‬ف بن تاش‪+++‬فين ‪ ،‬وجيش‬ ‫النصارى بقيادة ألفونس السادس انتص‪++‬ر فيه‪++‬ا ابن تاش‪++‬فين انتص‪++‬ا ًرا م‪ّ +‬‬ ‫‪+‬ؤز ًرا ‪،‬‬ ‫وذلك في عام (‪ 1086‬م) ‪.‬‬ ‫د‪ -‬الموحدون وابن تومرت ‪ :‬اُطل‪++‬ق عليهم ه‪++‬ذا االس‪++‬م ‪ ،‬ألنهم دع‪++‬وا الى‬ ‫سنّة فقط ‪ ،‬لذا عُرفت دولتهم ‪:‬‬ ‫توحيد هللا وتطبيق شريعته من خالل القرآن وال ُّ‬ ‫بالدول‪++‬ة الموحدي‪++‬ة مؤسس‪++‬ها الحقيقي والفعلي ‪ ،‬ه‪++‬و ‪ :‬محم‪++‬د بن ت‪++‬ومرت ‪ ،‬ال‪++‬ذي‬ ‫س‪+‬نَّة ‪ ،‬وش‪++‬يعة ‪ ،‬ومعتزل‪++‬ة ‪ .‬ك‪++‬ان يق‪++‬ول عن‬ ‫أخذ علمه من تيارات مختلفة تُمثل ُ‬ ‫نفسه انه المهدي المنتظر ‪ ،‬وانه معصوم عن الكبائر ‪ ،‬والص‪++‬غائر ‪ ،‬والنس‪++‬يان ‪،‬‬ ‫سنّة والجماعة ‪ ،‬لم تثبت العصمة إال للرس‪++‬ل واألنبي‪++‬اء عليهم‬ ‫بينما عند أهل ال ُّ‬ ‫أفضل الصالة وأت ّم التسليم ‪ .‬وابن تومرت هو من قبيل‪++‬ة (مص‪++‬مودة) األمازيغي‪++‬ة‬ ‫البربرية وكان من تالميذه والمقربين منه عبد المؤمن بن علي ( ج‪++‬د الس‪++‬لطان‬ ‫يعق‪++‬وب) ‪ ،‬ال‪++‬ذي أوص‪++‬ى ل‪++‬ه بالبيع‪++‬ة من بع‪++‬د وفات‪++‬ه ‪ ،‬وه‪++‬ذا م‪++‬ا حص‪++‬ل في ع‪++‬ام‬ ‫‪ 1130‬م ‪.‬‬ ‫هه‪ -‬عبد المؤمن بن علي ‪( :‬جد السلطان يعقوب) هو عبد المؤمن بن علي‬ ‫بن مخل‪+++‬وف بن م‪+++‬روان الك‪+++‬ومي ‪( ،‬نس‪+++‬بةً الى كومي‪+++‬ة من قبائ‪+++‬ل األم‪+++‬ازيغ‬ ‫ّ‬ ‫الفخارية ‪.‬‬ ‫البربرية) ‪-‬والده كان يصنع األواني‬ ‫تولى الحكم في عام ‪ 1130‬م ‪ ،‬فكان عليه أن يحقق غرض‪+‬ين هم‪+‬ا ‪:‬‬ ‫إخضاع القبائل المغربية الموحدي‪++‬ة ‪ ،‬والقض‪++‬اء على الدول‪++‬ة المرابطي‪++‬ة ‪ .‬تحق‪++‬ق‬ ‫له ذلك ‪ ،‬بعد أن تجاوز عدة عقب‪++‬ات ‪ .‬خض‪++‬ع ل‪++‬ه المغرب‪++‬ان (االقص‪++‬ى واالوسط) ‪،‬‬ ‫واستولى على إشبيلية ‪ ،‬وقرطبة ‪ ،‬وغــرناطة (في األن‪++‬دلس‪ -‬اس‪++‬بانيا) ‪ ،‬والجزائ‪++‬ر‪،‬‬

‫‪20‬‬


‫والمهدية ‪ ،‬وطرابلس الغرب ‪ ،‬وسائر بالد افريقي‪++‬ا (ت‪++‬ونس – حاليً‪++‬ا) ‪ ،‬إض‪++‬افة الى‬ ‫أنَّه كان ُمميّ ًزا في إنشاء األساطيل ‪.‬‬ ‫و‪ -‬يوسف بن عبد المؤمن ‪( :‬والد السلطان يعقوب) ‪ ،‬تولى الخالفة في‬ ‫عام ‪ 1163‬م حارب بعض القبائ‪++‬ل ال‪++‬تي خ‪++‬رجت عن الدول‪++‬ة الموحدي‪++‬ة ‪ .‬ك‪++‬ذلك‬ ‫قام بعدة حروب وغزوات في األندلس ‪ .‬و كانت له أعمال جهادية ضخمة ضد‬ ‫النصارى كانت مدينة م‪++‬راكش في عهد أبي يعق‪++‬وب يوس‪++‬ف بن عبد الم‪++‬ؤمن ‪،‬‬ ‫من أهم مراكز الثقافة اإلسالمية في العلوم ‪ ،‬واآلداب ‪ ،‬والفنون ‪.‬‬ ‫ت‪++‬وفي في ع‪++‬ام ‪ 1184‬م ‪ ،‬في األن‪++‬دلس وه‪++‬و في جه‪++‬اد الص‪++‬ليبيين ‪ ،‬فت‪++‬ولى‬ ‫الخالفة من بعده ابنه السلطان يعقوب بن يوس‪+‬ف بن عب‪+‬د الم‪+‬ؤمن المنص‪+‬ور‬ ‫الموحدي‬ ‫ز‪ -‬األندلس ‪ :‬هذا االسم يعود الى زهرة األن‪++‬دلس ‪ ،‬وهي نب‪++‬ات زاهي األل‪++‬وان‬ ‫موطن‪++‬ه أوروب‪++‬ا وح‪++‬وض البح‪++‬ر المتوس‪++‬ط ‪ ،‬واألن‪++‬دلس ك‪++‬انت تض‪++‬م إس‪++‬بانيا‬ ‫والبرتغ‪++‬ال عل ًم‪++‬ا أن ه‪++‬اتين ال‪++‬دولتين مجتمع‪++‬تين يُطل‪++‬ق عليهم‪++‬ا جغرافيًّ‪++‬ا ‪ ،‬ش‪++‬به‬ ‫جزيرة إيبريا ((‪ . IBERIA‬وهناك سبب آخ‪++‬ر للتس‪++‬مية وه‪++‬و ‪ :‬أنَّ بعض القبائ‪++‬ل‬ ‫الهمجي‪+++‬ة ال‪+++‬تي ج‪+++‬اءت من ش‪+++‬مال اس‪+++‬كندنافيا من بالد الس‪+++‬ويد وال‪+++‬دانمارك‬ ‫والنروج وغيرها ‪ ،‬وقيل‬ ‫جاءت من ألمانيا ‪ ،‬هجمت على منطقة األندلس وعاشت فيها فترة من الزمن ‪،‬‬ ‫فس‪ِّ +‬ميت ه‪+‬ذه البالد بفانداليس‪+‬يا ‪،‬‬ ‫ه‪+‬ذه القبائ‪+‬ل ك‪+‬انت تس‪+‬مى الفن‪+‬دال (‪ُ )vandal‬‬ ‫وح ِّرفت مع األيام لتصبح " أندلس"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حكمها المسلمون حوالى ‪ 800‬سنة ‪ ،‬حص‪++‬لت خالله‪++‬ا مئ‪++‬ات المع‪++‬ارك وك‪++‬ان‬ ‫أهمها معركة الزاّل قة بقيادة أمير المؤمنين يوسف بن تاش‪++‬فين ‪ ،‬ومعرك‪++‬ة األرك‬ ‫بقيادة أمير المؤمنين السلطان يعقوب المنصور الموحدي ‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫ح‪ -‬األرك ‪ ( ALARCOS (:‬موق‪++‬ع في أواس‪++‬ط اس‪++‬بانيا ‪ ،‬ج‪++‬رت في‪++‬ه معرك‪++‬ة‬ ‫مش‪++‬هورة بين جيش المس‪++‬لمين بقي‪++‬ادة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور الموح‪++‬دي ‪،‬‬ ‫وجيوش النصارى بقيادة ألفونس الثامن ‪ ،‬انتصر فيها الجيش االسالمي نص‪ً ++‬را‬ ‫س ّميت هذه المعركة ‪ :‬معركة األرك الخالدة وال‪++‬تي‬ ‫ساحقًا على جيوش أوروبا ُ‬ ‫كانت في عام ‪ 591‬هجري (‪ 1195‬م) ‪.‬‬ ‫ط – ص‪++‬الح ال‪++‬دين األي‪++‬وبي‪ +‬وابن‪++‬ه األفض‪++‬ل ن‪++‬ور ال‪++‬دين ‪ :‬اس‪++‬مه‬ ‫الحقيقي يوسف بن أيوب ‪ ،‬ولد في تكريت بالعراق ‪ .‬كان عنده ‪ 17‬ابنًا أكبرهم‬ ‫اسمه‬

‫" علي" ولقبه الملك األفضل نور الدين بن صالح الدين ‪.‬‬ ‫ح‪++‬ارب ص‪++‬الح ال‪++‬دين (يوس‪++‬ف بن اي‪++‬وب) الص‪++‬ليبيين ‪ ،‬وانتصر عليهم في‬

‫عدة معارك ‪ ،‬وأهم انتصاراته كانت في معركة حطين الش‪++‬هيرة ‪ ،‬وال‪++‬تي ج‪++‬رت‬ ‫في فلسطين غربي بحيرة طبريّا وذلك في عام (‪ 1187‬م) ‪.‬‬ ‫توفي صالح الدين عام (‪ 1193‬م) في دمشق ودُفن فيه‪++‬ا ‪ ،‬وض‪+‬ريحه موج‪+‬ود‬ ‫بجانب الجامع األموي الكبير ‪.‬‬ ‫استلم الحكم من بعده ابنه " علي" الذي كان لقبه الملك األفضل نور الدين ‪.‬‬ ‫وفي تلك الفترة كان السلطان يعقوب في بالد الشام ‪ .‬تع ّرف ملك دمشق نور‬ ‫الدين عليه ‪ ،‬وبعد وفاته ‪ ،‬أنشأ له مقا ًما ومصلًى ‪ ،‬وزاويةً الى جانب ضريحه‬ ‫يُطعم فيها الصادر والوارد ‪ .‬عاش ملك دمشق نور الدين بن صالح الدين من‬ ‫بعد وفاة السلطان يعقوب مدة ‪ 25‬سنة ‪.‬‬ ‫سميت بهذا االسم ‪ ،‬منذ زمن بعيد ‪ ،‬ألنّه يُق‪++‬ال أنَّ ق‪++‬بر‬ ‫ي – كرك نوح ‪ُ :‬‬ ‫سيدنا نوح عليه السالم موجو ٌد في تلك المنطقة ‪ ،‬وهي كانت عاصمةَ البق‪++‬اع‬

‫‪22‬‬


‫األوس‪++‬ط والغ‪++‬ربي (هات‪++‬ان المنطقت‪++‬ان مجتمعت‪++‬ان م‪++‬ع بعض‪++‬هما ‪ ،‬كانت‪++‬ا تُس ‪ّ +‬ميان‬ ‫منطقة كرك نوح) ‪.‬‬ ‫ومن بع‪++‬دها أص‪++‬بحت قب الي‪++‬اس عاص‪++‬مة البق‪++‬اع الغ‪++‬ربي واألوس‪++‬ط ‪( ،‬أي‬ ‫عاصمة منطقة كرك نوح كلها) ‪ .‬بعد ذلك أصبحت زحلة عاصمة البقاع ‪.‬‬ ‫ك – بنو غانيّة ‪ :‬ع‪++‬دة إخ‪++‬وة وأبن‪++‬اء (يحي – محم‪++‬د – زكري‪++‬ا وغ‪++‬يرهم) أب‪++‬وهم‬ ‫اسمه علي وأمهم اسمها غانيّة (بتشديد‪ +‬الياء ألنها من غانة كما ذكر ال‪++‬دكتور‬ ‫مؤنس) فتم نسبهم لوالدتهم لعاد ٍة كانت سائدة عندهم في تلك األيام وهم من‬ ‫بقايا الدولة المرابطية ‪ ،‬تحالفوا مع قبائل بني س‪++‬ليم ‪ ،‬وب‪++‬ني هالل وم‪++‬ع جن‪++‬ود‬ ‫الغزو الممل‪+‬وكي ال‪++‬ذي ك‪++‬ان يق‪++‬وده قراق‪+‬وش التق‪++‬وي ‪ ،‬وه‪++‬و من اتب‪++‬اع ص‪++‬الح‬ ‫الدين األيوبي والدولة العباس‪++‬ية ‪ .‬انض‪++‬م اليهم المغارب‪++‬ة المعارض‪++‬ون للس‪++‬الطين‬ ‫الموح‪++‬دين ‪ ،‬وذل‪++‬ك ألنَّ " بن‪++‬و غانيّ‪++‬ة " ك‪++‬انوا يطمح‪++‬ون ألن تك‪++‬ون الخالف‪++‬ة لهم‬ ‫وليس للموحدين ‪ ،‬وهم كانوا شوكة قوية في خاصرة الدولة الموحدية ‪.‬‬

‫خليل محمد عبدوني‬ ‫االربعاء ‪ 5‬جمادى االولى ‪1441‬‬ ‫الموافق ‪2020-1-1‬‬

‫‪23‬‬


‫القسم األول ‪:‬‬ ‫أمير المؤمنين‪+‬‬ ‫الولي السلطان يعقوب‬

‫المنصور الموحدي المغربي‬

‫عند بعض المؤرخين ‪ 545(:‬هـ‪ 595 -‬هـ؟)‪ 1150(-‬م ‪ 1199 -‬م؟)‬ ‫وعن‪+++‬د البعض اآلخر‪554(:‬هـ‪595-‬هـ؟) ‪ 1199 - 1160( -‬م؟)‬

‫(‬

‫‪))))1‬كههه‬

‫الموح‪ +‬دين ب‪++‬ل أب‪+‬ر ُزهم ‪ ،‬وهو أب‪+‬و‬ ‫‪ - 6‬التعريف به ‪ :‬هو أح ُد ملو ِك دول‪+‬ة‬ ‫ّ‬ ‫يوس‪+++‬ف يعق‪+++‬وب بن يوس‪+++‬ف بن عب‪+++‬د الم‪+++‬ؤمن بن علي القيس‪+++‬ي الك‪+++‬ومي‬ ‫‪24‬‬


‫ق طار من فردوسنا المفق‪++‬ود‬ ‫المراكشي ‪،‬‬ ‫ب بل هو نس ٌر عمال ٌ‬ ‫ُ‬ ‫صاحب بال ِد المغر ِ‬ ‫‪ :‬األندلس ‪ ،‬وحلّق عاليًا في األجواء وألقى عصا التسيار على ق ّم‪ٍ +‬ة ش‪++‬اهق ٍة في‬ ‫البقاع الغربي (سابقًا في بالد الش‪++‬ام ‪ -‬حاليً‪++‬ا في لبن‪++‬ان) ‪ ،‬وأعطى اس‪++‬مه الك‪++‬ريم‬ ‫لها فكانت بلدةُ السلطان يعقوب ‪ .‬إنه‪++‬ا ق ّم‪ +‬ةٌ في ُك‪ِّ +‬ل ش‪++‬ي ٍء ‪ ،‬اس‪++‬تمدت ش‪َ +‬‬ ‫‪+‬موخها‬ ‫‪+‬ار مجب‪++‬و ٌل‬ ‫من‬ ‫شموخ نفسه الكبيرة وروح‪++‬ه الط‪++‬اهرة ‪ ،‬حتّى أنَّ نس‪++‬ي َمها المعط‪َ +‬‬ ‫ِ‬ ‫ت من إيمان السلطان يعقوب ‪ ،‬وأصال ِة عقيدته اإلسالمية الصافية(‪.)2‬‬ ‫بنفحا ٍ‬ ‫أمه ‪َ ،‬أ َمة رومية إس‪++‬مها ‪ :‬س‪++‬حر أو س‪++‬احر ‪ .‬ل‪++‬ه من األوالد س‪++‬تة عش‪++‬ر ع‪++‬دا‬ ‫البنات‬ ‫ذكر بعض المؤرخين ‪ ،‬أنَّ نسبه يتصل باإلمام علي ك‪َّ +‬رم هللا وجه‪++‬ه ‪ ،‬وبالت‪++‬الي‬‫بالبيت النبوي الش‪++‬ريف ‪ .‬وفي كت‪++‬اب البي‪++‬ذق عن أخب‪++‬ار المه‪++‬دي ابن ت‪++‬ومرت ‪،‬‬ ‫نجد شجرة طويلة لنسب كل من المهدي وعبد المؤمن (جد الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب)‬ ‫وكلها ترتفع الى الرسول صلّى هللا عليه وسلّم ‪.‬‬ ‫الس‪+‬مر ِة‬ ‫‪+‬افي ُ‬ ‫‪ -7‬صفاته ‪ :‬المراكش‪++‬ي في المعجب يق‪++‬ول ‪ :‬ك‪++‬ان يعق‪ُ +‬‬ ‫‪+‬وب ص‪َ +‬‬ ‫أعين‬ ‫ج ًّدا إلى الطول ما ه‪++‬و ‪ ،‬جمي‪َ +‬ل الوج‪ِ +‬ه‬ ‫َ‬

‫(‪)3‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪+‬ل ‪،‬‬ ‫أف‪++‬وهَ ‪ ،‬أق‪++‬نى ‪ ،‬ش‪++‬دي َد الكح‪ِ +‬‬

‫مستدي َر اللحي ِة ضخ َم األعضاء ‪ ،‬جهوري الصوت ‪ ،‬جزل األلفاظ ‪ ،‬أص‪++‬دق الن‪++‬اس‬ ‫لهجة‬ ‫سنِّه فالمراكشي يقول في المعجب توفي وله من العم‪++‬ر ثم‪++‬ان و أربع‪++‬ون‬ ‫‪-1‬هناك إختالف بين المؤرخين حول ِ‬ ‫سنة وكذلك عند ابن العماد الحنبلي في شذرات ال‪++‬ذهب ‪ ،‬وعن‪++‬د ال‪++‬ذهبي في س‪++‬ير أعالم النبالء ‪ .‬وابن ابي زرع‬ ‫يقول في روض القرطاس سنه يوم توفي أربعون سنة وكذلك عند ابن عذارى في البيان المغرب ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬من مقال للشيخ الباحث سليم عبد اللطيف يوسف في مجلة الفكر االسالمي عدد ‪ - 11‬ت‪.1978 - 2‬‬ ‫‪ – 3‬أعين ‪ :‬واسع العينين‬ ‫‪ - 4‬أفوه ‪ :‬واسع الفم‬ ‫‪ - 5‬األنف األقنى ‪ :‬الذي ارتفع أعاله واحدودب وضاق منخراه ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫وأحسنهم وأكثرهم إصابة بالظن ‪ُ ،‬مج ّربًا لألمور ‪ ،‬عارفًا بأصول الخير والشر ‪،‬‬ ‫سا شجا ًعا ‪ ،‬ق‪++‬وي الفراس‪++‬ة ‪ ،‬خب‪++‬ي ًرا‬ ‫وفروعهما ‪ .‬والذهبي يقول عنه ‪ ... :‬كان فار ً‬ ‫باألمور ‪ ،‬خليقًا لألمارة ‪ ،‬ينطوي على دي ٍن ‪ ،‬وخير ‪ ،‬ورزانة ‪.‬‬ ‫مراكش‬ ‫تاج الدّين بن َح ُمويه ‪ ،‬الّذي كان ُمق ّربًا منه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬دخلت‬ ‫يصفُه ُ‬ ‫َ‬ ‫وحسن‬ ‫في أيّام يعقوب ‪ ،‬فلقد كانت الدّنيا بسيادته ُمجملة ‪ ،‬يُقص ُد لفضله ولبذله‬ ‫ِ‬ ‫سه مزيّنةً بحضور العلما ِء‬ ‫فأعذب موردي‬ ‫معتقده ‪،‬‬ ‫وأنجح مقصدي ‪ ،‬وكانت مجال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث ثم يدعو هو ‪ ،‬وكان يُجي ُد حف‪+‬ظَ الق‪++‬رآن ‪،‬‬ ‫والفضال ِء ‪ ،‬تُ ُ‬ ‫فتتح بالتالوة ثم بالحدي ِ‬ ‫ويحفظُ‬ ‫َ‬ ‫الحديث ‪ ،‬ويتكل ُم في الفقه ‪ ،‬ويُناظ ُر وينسبونه إلى مذهب الظّ‪+‬اهر(‪ ،)1‬ك‪+‬ان‬ ‫‪+‬يحا مهيبً‪++‬ا ‪ ،‬حس‪++‬ن الص‪++‬ورة ‪ ،‬ت‪++‬ام الخلق‪++‬ة ال يُ‪++‬رى من‪++‬ه اكفه‪++‬رار(‪ ، )2‬وال عن‬ ‫فص‪ً +‬‬ ‫ي ُّ‬ ‫الزه‪++‬ا ِد والعلم‪++‬ا ِء وعلي‪++‬ه جالل‪++‬ة المل‪++‬وك(‪ ، )3‬نقش على‬ ‫مجالسه إع‪++‬راض ‪ ،‬ب‪++‬ز ّ‬ ‫خاتمه ‪:‬‬

‫" على هللا ت‪++‬وكلت "‪.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫وهو أول من كتب العالم‪++‬ة بي‪++‬ده من‬

‫ملوك الموحدين " الحمد هلل وحده " فجرى عملهم على ذلك(‪ .)5‬ال يجترىء أح ‪ٌ +‬د‬ ‫على مخادعته(‪. )6‬‬ ‫س‪++‬محا ‪ ،‬يهب مائة أل‪++‬ف دين‪++‬ار‬ ‫وابن الج‪++‬وزي يق‪++‬ول عن‪++‬ه ‪ :‬ك‪++‬ان ج‪++‬وا ًدا‬ ‫ً‬ ‫وخمسين ألفًا ويتفقد أرباب البيوت ‪ ،‬ويكرم العلماء والفقهاء ‪ ،‬ولم يُس‪++‬م ْع من‪++‬ه‬ ‫كلمة فُحش وكان عاداًل ُمتمس ‪ً +‬كا بالش‪++‬رع ‪ ،‬يص‪++‬لي بالن‪++‬اس الص‪++‬لوات الخمس ‪،‬‬ ‫ويلبس الصوف على جسده ويقف للمرأة والضعيف ‪ ،‬ويأخ‪++‬ذ لهم الح‪++‬ق وك‪++‬ان‬ ‫يقتل في بعض االحيان على شرب الخمر ‪.‬‬ ‫سسه خلف بن داوود األصفهاني المتوفي سنة ‪ 270‬ھ ( ‪884‬م) وخالصته أنه يجب صوغ‬ ‫‪-1‬المذهب الظاهري ‪ :‬أ ّ‬ ‫أحكام الشريعة بأن يرجع فقط إلى ظاهر القرآن والسنة وأاّل يؤخذ في ذلك بالرأي والقياس( محمد عنان‪ ،‬عصر‬ ‫الموحدين_ يعقوب المنصور ص ‪ _.)240‬وهذا المذهب كان عميده في المغرب واألندلس ابن حزم األندلسي ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اكفهرار ‪ :‬العبوس الشديد ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الذهبي في سير أعالم النبالء ج ‪ 21‬ص ‪ 312‬و ما بعده ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ابن أبي زرع في االنيس المطرب ص ‪-219‬‬ ‫‪ - 5‬السالوي في االستقصا ص ‪.198‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪ - 6‬ابن عذارى في البيان المغرب ص ‪.270 :‬‬

‫ضا ال ُع َّمال(‪ )1‬الذين تشكو منهم الرعاي‪+‬ا ‪ ،‬ويض‪+‬يف ق‪+‬ائاًل ‪ ... :‬وك‪+‬ان ق‪+‬د‬ ‫ويقتل أي ً‬ ‫َعظُ َم ملكه ‪ ،‬واتسعت دائرة سلطانه ‪ ،‬حتى أن‪++‬ه لم يب‪++‬ق بجمي‪++‬ع أقط‪++‬ار المغ‪++‬رب‬ ‫من البحر المحيط (األطلسي) الى برقة (شرق ليبيا) إال من هو في طاعت‪++‬ه ‪ ،‬الى‬ ‫غير ذلك من جزيرة األندلس (اسبانيا والبرتغال ‪ ،‬اليوم)(‪. )2‬‬ ‫يُع‪++‬د عه‪++‬ده العه‪++‬د ال‪++‬ذهبي للمغ‪++‬رب من ناحي‪++‬ة العم‪++‬ران والحض‪++‬ارة واس‪++‬تقرار‬ ‫األمن ح‪++‬تى اذا وق‪++‬ع ال‪++‬دينار ال يوج‪++‬د من يأخ‪++‬ذه إال ص‪++‬احبه ‪ .‬تخ‪++‬رج الم‪++‬رأة‬ ‫بمفرده ‪++‬ا فال يتع ‪++‬رض له ‪++‬ا أح ‪++‬د ‪ ،‬يجلس القاض‪+++‬ي أك‪+++‬ثر من ش‪+++‬هر وال يج‪+++‬د‬ ‫متخاصمين ‪.‬‬ ‫والتربوي‪++‬ة ‪ ،‬ف‪َ+‬أ ْولى الح‪َ +‬‬ ‫‪+‬ديث‬

‫الموح‪ +‬دين العقديّة‬ ‫‪+‬الح من‪++‬اهج‬ ‫ّ‬ ‫إتّجه نحو إص‪ِ +‬‬ ‫النّبوي عنايةً خاصةً ‪ .‬إهت َم بالجيش ون ّ‬ ‫ظم‪++‬ه ‪ ،‬وب‪++‬نى أس‪++‬طواًل لم يكن ل‪++‬ه مثي‪ٌ +‬ل‬ ‫(‪)3‬‬

‫في الشّرق والغرب(‪.)4‬‬ ‫أمر برفض فروع الفقه ‪ ،‬وإحراق كتب المذاهب ‪ ،‬وأن الفقهاء اليفتون إال‬ ‫من الكتاب والسنة النبوية ‪ ،‬وال يُقلِّدون أح ًدا من االئمة المجته‪++‬دين ‪ ،‬ب‪++‬ل تك‪++‬ون‬ ‫أحك‪++‬امهم بم‪++‬ا ي‪++‬ؤدي إلي‪++‬ه اجته‪++‬ادهم من اس‪++‬تنباطهم القض‪++‬ايا من الكت‪++‬اب ‪،‬‬ ‫والح‪++‬ديث واالجم‪++‬اع والقي‪++‬اس‬

‫(‪)5‬‬

‫‪ .‬أح‪++‬رق كتب الم‪++‬ذهب الم‪++‬الكي ‪ ،‬وذل‪++‬ك بقص‪++‬د‬

‫مح‪++‬وه من البالد على وج‪++‬ه االطالق ‪ ،‬أم‪++‬ا عالقت‪++‬ه بالمتص‪++‬وفة ال‪++‬ذين ك‪++‬انت‬ ‫معاملت‪++‬ه لهم على النقيض حيث ق‪ّ +‬رب وس‪++‬اند من قَبِ‪َ +‬ل ال‪++‬دخول تحت طاعت‪++‬ه ‪،‬‬ ‫والقدوم الى حضرته من خالل ارتق‪++‬ائهم ألعلى الم‪++‬راتب ‪ ،‬وأج‪++‬زل العطاي‪++‬ا لهم‬ ‫والت‪++‬برك بهم ‪ ،‬والحض‪++‬ور لجن‪++‬ائزهم ودع‪++‬واتهم الص‪++‬الحة وم‪++‬رافقتهم ل‪++‬ه في‬ ‫جه‪++‬اده ‪ .‬وأم‪++‬ا من خالف‪++‬ه ‪ ،‬فق‪++‬د تم مالحقتهم وتع‪++‬ذيبهم وإرغ‪++‬امهم على قب‪++‬ول‬ ‫طاعته بالقوة ‪.‬‬ ‫نجح في استقطاب العديد من األولياء وعلماء الصوفية ‪ ،‬وجعلهم تحت سلطته‬ ‫‪27‬‬


‫‪-1‬الع َّمال ‪ :‬الح َّكام ‪ .‬ال‪++‬والة ‪.‬‬ ‫‪. 76‬‬

‫‪ -2‬س‪++‬بط ابن الج‪++‬وزي في كتاب‪++‬ه م‪++‬رآة الزم‪++‬ان ج ‪ 2 :‬ص ‪ 75 :‬و‬ ‫‪ – 4‬ابن خلدون في تاريخه ج ‪. 6 :‬‬

‫‪ – 3‬العقديّة ‪ :‬كل ما يتصل بأمور العقيدة ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬السالوي في االستقصا ‪ .‬ص ‪. 200 :‬‬

‫المطلق‪+++‬ة من جه‪+++‬ة لي‪+++‬أمن ش‪َّ +++‬رهم من خالل إعالء ش‪+++‬انهم ‪ ،‬وتحيي‪+++‬دهم من خالل‬

‫سياسته االنفتاحية على التصوف والمتصوفة ‪ .‬ومن جهة أخرى أن يبقوا تحت‬ ‫ناظري‪++‬ه وس‪++‬لطته م‪++‬ع ت‪++‬وخي الح‪++‬ذر الش‪++‬ديد منهم(‪ .)1‬ص ‪+‬نَّف في العب‪++‬ادات ول‪++‬ه‬ ‫مجموعة فتاوى‬ ‫ كان مالكيًا ثم تحول ظاهريًا بقناعته ‪ ،‬وفي أواخر أيامه مال الى الشافعية ‪.‬‬‫ اعتنق أفكار ابن تومرت ‪ ،‬مؤسس الدولة الموحدي‪++‬ة ‪ ،‬وبقناعت‪++‬ه أعلن فس‪++‬ادها‬‫وتب َّرأ منها ‪ .‬كان فقهاء زمانه يرجعون إلي‪++‬ه في الفت‪++‬اوى والمش‪++‬كالت الفقهي‪++‬ة‬ ‫والشرعية ‪.‬‬ ‫ ذكر الذهبي أنَّ أبا يوسف يعقوب المنصور ‪ ،‬سأل الفقيه أبا بكر الجياني ‪ :‬م‪++‬ا‬‫غض‪+‬ب‬ ‫قرأت ؟ قال تواليف االمام (يعني ابن ت‪++‬ومرت) ‪ ،‬ق‪++‬ال ‪ :‬ف‪َ +‬ز َو َرني (نظ‪++‬رة ال ُم َ‬ ‫أو الغاضب) ‪ ،‬وقال ما هكذا يقول الطالب ! حكم‪++‬ك أن تق‪++‬ول ‪ :‬ق‪++‬رأت كت‪++‬اب هللا ‪،‬‬ ‫وقرأت من السنَّة ‪ ،‬ثم بعد ذلك قل ما ش‪++‬ئت (‪ . ++)2‬وعلي‪++‬ه ف‪++‬إنَّ الص‪++‬فات الس‪++‬ابقة‬ ‫تدل على أنَّه كان ُمجته ًدا متمكنًا وموثوقًا به ‪.‬‬ ‫وذك‪++‬ر الس‪++‬الوي ‪ :‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان واس‪++‬طة عق‪++‬د مل‪++‬وك الموح‪++‬دين ‪ ،‬ال‪++‬ذي ض‪ّ +‬‬‫‪+‬خم‬ ‫الدولة وش ّرفها وكانت أيامه أيام دع‪++‬ة وأمن ورخ‪++‬اء ورفاهي‪++‬ة وبهج‪++‬ة ‪ .‬ص‪++‬نع‬ ‫هللا ع َّز وجل في أيامه األمن بالمشرق والمغرب واالن‪++‬دلس ‪ .‬فك‪++‬انت الظعين‪++‬ة‬

‫(‪)3‬‬

‫تخ‪++‬رج من بالد ن‪++‬ول (في المغ‪++‬رب) فتنتهي الى برق‪++‬ة (في ش‪++‬رق ليبي‪++‬ا) وح‪++‬دها‬ ‫صن البالد ‪،‬‬ ‫الترى من يتعرض لها ‪ ،‬وال من يسومها بسوء ‪ ،‬ضبط الثغور(‪ )4‬وح ّ‬ ‫وبنى‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪28‬‬


‫‪-1‬دراسة للحصول على درحة الماجستير في تاريخ المغربي – جامعة ح ّمه لخضر ال‪++‬وادي – باش‪++‬راف ع‪++‬دد من‬ ‫دكاترة الجامعة المذكورة ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬الذهبي في سير اعالم النبالء ‪ ،‬وعند الصالبي في دولة الموحدين ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الظعينة ‪ :‬المرأة في الهودج على ظهر الجمل ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬الثغور ‪ :‬المدن المتقدمة على الحدود وخاصة المدن الساحلية ‪.‬‬

‫المساجد والمدارس في بالد افريقيا ‪ ،‬والمغرب ‪ ،‬واألندلس ‪ ،‬وبنى المارستانات‬ ‫(المستشفيات) للمرضى والمجانين ‪ ،‬وأجرى عليهم االنفاق في جميع أعماله ‪،‬‬ ‫وأجرى المرتبات على الفقهاء وطلبة العلم كل على قدر مرتبته ‪ ،‬وبنى‬ ‫الصوامع والقناطر ‪ ،‬وحفر اآلبار للماء في البرية ‪ ،‬واتخذ عليها المنازل ‪،‬‬ ‫فكانت أيامه زينة للدهر وشرفًا لالسالم وأهله ‪.‬‬ ‫سنّهُ يوم‬ ‫‪ - 8‬بيعته ‪ :‬صاحب ال ُمعجب يقول ‪ :‬بوي َع له في حياة أبيه ‪ ،‬وكانت ِ‬ ‫صار إليه األم ُر إثنتين وثالثين سنة ‪ ،‬فكانت واليته منذ وفاة أبيه ‪ ،‬إلى أن‬ ‫توف َي في شهر صفر الكائن في سنة ‪ 595‬ھ ‪ 1199 -‬م ست عشرة سنة ‪،‬‬ ‫ثمان وأربعون سنة وقد وخطه‬ ‫وثمانية أشهر وأيا ًما ‪ .‬توفي وله من العمر‬ ‫ٍ‬

‫(‪)1‬‬

‫الشيب ‪ .‬ت ّمت له البيعة ‪ ،‬في عام ‪ 580‬ھ ( ‪ 1184‬م) ‪.‬‬ ‫وكان الّذي سعى في بيعته وقام بها ور ّغب فيها وتولّى ِكبَ َر أمرها ‪ ،‬ابنُ‬ ‫عمه أبو يزيد عبد ال ّرحمن بن عمر بن عبد المؤمن ‪ ،‬فت ّم له األم ُر ‪ ،‬وبايعه‬ ‫ص‬ ‫الناس ‪ ،‬فل ّما فرغ مما أراده من ذلك وتهيأ له ‪ ،‬أعلن وفاةَ أبيه عند خوا ِ‬ ‫أهل الدَّول ِة ولم تج ِر عادتهم بإعالن موت خلفائهم عند العا ّم ِة ‪ ،‬وذلك ألنّه‬ ‫كان من إخوته وعمومته منافسون ال يرونه أهاًل لإلمارة ‪ ،‬لما كانوا يعرفون‬ ‫شدّة‬ ‫من سوء صباه ‪ ،‬فلق َي منهم ِ‬

‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫وقال ابن أبي زرع ‪ :‬لما تمت له البيعة ‪ ،‬وطاعت له األ ّمة ‪ ،‬كان أول شيء‬ ‫فعله ‪ ،‬أن أخرج مائة ألف دينار ذهبًا من بيت المال ‪ ،‬فف َّرقها في الضعفاء‬ ‫من بيوتات المغرب ‪ ،‬وكتب الى جميع بالده ‪ ،‬بتسريح السجون ورد المظالم‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫ضا ‪.‬‬ ‫‪-1‬وخطه الشيب ‪ :‬خالط سواد شعره بيا ً‬ ‫‪ – 2‬المراكشي في المعجب ‪.‬‬

‫التي ظلمها ال ُع َّمال في أيام أبيه ‪ ،‬وأكرم الفقهاء وراعى الصلحاء ‪ ،‬وأهل‬ ‫الفضل وأجرى على اكثرهم االنفاق من بيت المال(‪.)1‬‬ ‫‪ - 9‬راية (علم) الموح‪+‬دين ‪ :‬في بداي ‪ِ +‬ة معرك‪ِ +‬ة األرك ‪ ،‬دُفعـتْ ص‪++‬فوفُ‬ ‫الموح‪ +‬دين إلى المقدّم‪++‬ة ‪،‬‬ ‫المتطوعين تحتَ أعالمه‪++‬ا الخض‪++‬راء وه‪++‬و ل‪++‬ونُ علم‬ ‫ّ‬ ‫تفتتح الموقع‬ ‫َ‬ ‫لِ‬

‫(‪)2‬‬

‫ق أم‪++‬ا َم المنص‪++‬ور ‪،‬‬ ‫‪ .‬أ ّم‪++‬ا العل ُم‬ ‫ّس ‪ ،‬فك‪++‬ان يخف ‪ُ +‬‬ ‫األبيض المق ‪+‬د ُ‬ ‫ُ‬

‫منقوشًا عليه ‪ " :‬ال إله إال هللا ‪ ،‬مح ّمد رسول هللا ‪ ،‬ال غالب إال هللا "‬

‫(‪)3‬‬

‫ومم‪+++‬ا يج‪+++‬د ُر ذك‪+++‬ره ‪ ،‬أنّ دول‪+++‬ةَ‬ ‫ض دول‪+++‬ة‬ ‫ّ‬ ‫الموح‪ +++‬دين ‪ ،‬ق‪+++‬امت على أنق‪+++‬ا ِ‬ ‫ت الداخلي‪++‬ة ‪،‬‬ ‫ب إقب‪++‬الِهم على ال‪++‬دنيا ‪ ،‬وقي‪++‬ام الث‪++‬ورا ِ‬ ‫المرابطين الّ‪++‬تي تف ّككتْ بس‪++‬ب ِ‬ ‫وعلى أث‪++‬ر هزيم‪++‬تين متت‪++‬اليتين في األن‪++‬دلس بع‪++‬د أن جاه‪++‬دوا ورفع‪++‬وا راي‪++‬ةَ‬ ‫اإلسالم لمدة ‪ 90‬عا ًما ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬أوالده ‪ :‬كان له من الولد ‪ ،‬محمد ولي عهده ‪ ،‬إب‪++‬راهيم ‪ ،‬عب‪++‬د هللا ‪،‬‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬زكريّا ‪ ،‬إدريس ‪ ،‬عيسى ‪ ،‬موسى ‪ ،‬ص‪++‬الح ‪ ،‬عثم‪++‬ان ‪ ،‬ي‪++‬ونس ‪،‬‬ ‫سعد ‪ ،‬مساعد ‪ ،‬الحسن ‪ ،‬الحس‪++‬ين ه‪++‬ؤالء أوالده المخلّف‪++‬ون بع‪++‬ده ‪ .‬م‪++‬ات ل‪++‬ه في‬ ‫حياته عدد منهم ‪ ،‬من بينهم إبنه األكبر‪ :‬يوسف‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫‪ -11‬وزراؤه ‪ :‬أبو حفص ‪ ،‬عمر بن أبي زيد الهنتاني إلى أن مات ‪ ،‬ثم‬ ‫وزر له بعده أبو بكر بن عبد هللا بن أبي حفص ‪ .‬وبعد وفات‪++‬ه ‪ ،‬وق‪++‬ع اختي‪++‬اره‬ ‫على أبي عب‪++‬د هللا محم‪++‬د بن أبي بك‪++‬ر ابن الش‪++‬يخ أبي حفص ‪ ،‬ومن بع‪++‬ده تم‬ ‫توزير عبد الرحمن بن موسى بن يوجان الهنتاني ‪ ،‬فلم يزل عبد الرحمن هذا‬ ‫وزي ًرا ‪ ،‬إلى أن مات أبو يوسف ‪.‬‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬السالوي في االستقصا ‪ – 2 .‬يوسف أشباخ في تاريخ األندلس ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬المصدر نفسه ‪ ،‬وكذلك عند السرجاني في قصة األندلس ‪.‬‬

‫‪ -12‬قضاته ‪ :‬أبو جعفر محم‪++‬د بن مض‪++‬اء المتق‪++‬دم ال‪++‬ذكر‪ ،‬إلى أن م‪++‬ات ‪،‬‬ ‫وولي بع‪++‬ده أبوعبد هللا محم‪++‬د بن م‪++‬روان ومن بع‪++‬ده أب‪++‬و القاس‪++‬م أحم‪++‬د بن‬ ‫محمد وبقي قاضيا ً الى أن توفي يعقوب المنصور‪.‬‬ ‫‪ُ - 13‬كتَّابه ‪ :‬أبو الفضل جعفر‪ ،‬المع‪+‬روف ب‪+‬ابن محش‪+‬وة ‪ .‬ك‪+‬ان من ُكتَّاب‬ ‫أبيه جمع الى براعة الكتابة ‪ ،‬سعة الرواية ‪ ،‬وغ‪++‬زارة الحف‪++‬ظ ‪ ،‬وذك‪++‬اء النفس ‪ .‬لم‬ ‫يزل كاتبًا ل‪+‬ه الى أن ت‪+‬وفي ‪ ،‬أع‪++‬ني أب‪+‬ا الفض‪++‬ل ‪ .‬فكتب ل‪+‬ه بع‪+‬ده ‪ ،‬أب‪++‬و عب‪++‬د هللا‬ ‫محمد بن عبد الرحمن بن عياش ‪ ،‬ولم يزل أبو عبد هللا هذا ‪ ،‬كاتبًا له والبن‪++‬ه‬ ‫محمد ولحفيده يوسف ‪.‬‬ ‫أيض‪+‬ا الى أن‬ ‫‪ُ -14‬ح ّجابه ‪:‬عنبرالخصي مواله ‪ ،‬ثم ريحان الخصي م‪++‬واله‬ ‫ً‬ ‫مات‬

‫‪ - 15‬اهتمامه باالعمال العمرانية‬ ‫باألعمال العمرانيّ ِة الّ‪+‬تي تظه‪ُ +‬ر َعظَم‪+‬ةَ الدّول‪ِ +‬ة‬ ‫كان رحمه هللا ‪ُ ،‬مهت ًما‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ان مدين‪++‬ة الرب‪++‬اط الّ‪++‬تي اخت َ‬ ‫طه‪++‬ا أب‪++‬وه ورس ‪َ +‬م‬ ‫وحض‪++‬ارتها لق‪++‬د ش‪++‬رع في بُني‪ِ +‬‬ ‫يعق‪++‬وب‬ ‫فاستأنف‬ ‫حدو َدها وابتدأ في بنائها ‪ ،‬فعاقه الموتُ المحتو ُم عن إتمامها ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪31‬‬


‫كبير المساح ِة‬ ‫العم َل في بنائها ‪ ،‬إلى أن أت َّم أسوارها وبنى فيها مسج ًدا عظي ًما‬ ‫َ‬ ‫‪ ،‬واس َع الفنا ِء وعمل له مئذنةً في نهاية العلو ‪ ،‬على هيئ ِة منار ِة اإلس‪++‬كندرية ‪،‬‬ ‫ويُصع ُد عليها بدون درج ‪.‬‬ ‫‪+‬رف بمس‪++‬جد‬ ‫‪+‬وب قب‪++‬ل أن يكتم‪َ +‬ل بن‪++‬ا ُء المدين‪ِ +‬ة والمس‪++‬جد ‪ ،‬الّ‪++‬ذي ُع‪َ +‬‬ ‫تُ‪++‬وفي يعق‪ُ +‬‬ ‫حس‪+++‬ان ول ّم‪+++‬ا ت‪+++‬ولّى ابنه الحكم أت َّم بن‪+++‬ا َءه ‪ .‬كم‪+++‬ا ب‪+++‬نى في مدين‪+++‬ة م‪+++‬راكش‬ ‫ّ‬ ‫بيمارستانًا(مستشفى) ما أظنُّ أنَّ في الدنيا مثله ‪ ،‬وذلك أنّه تخيّ َر ساحةً فس‪++‬يحةً‬ ‫موضع في البلد وأمر البنّائين بإتقانه على أحسن الوجوه ‪ ...‬وكان يُع‪++‬الج‬ ‫بأعدل‬ ‫ٍ‬ ‫فيه األغنيا ُء‬ ‫يعقوب في كل جمع ٍة بعد صالته ‪ ،‬يركب إلى‬ ‫والفقرا ُء والغرباء ‪ .‬كان‬ ‫ُ‬ ‫البيمارستان (المستشفى) ليعو َد المرضى ويسأل عن أهل كل بيت (‪.)1‬‬ ‫‪+‬وب المنص‪++‬و ُر رحم‪++‬ه هللا ‪ ،‬ل ّم‪++‬ا ع‪++‬زم على‬ ‫سالوي فيقول ‪ :‬كان يعق‪ُ +‬‬ ‫أ َّما ال ّ‬ ‫المس‪++‬ي ِر إلى األن‪++‬دلس بقص‪++‬د الجه‪++‬ا ِد أوص‪++‬ى إلى ن ّواب‪++‬ه ووكالئ‪++‬ه ببن‪++‬ا ِء قص‪++‬بة‬ ‫م‪++‬راكش(‪ )2‬واالعتن‪++‬اء بتش‪++‬ييد‪ +‬قص‪++‬ورها ‪ .‬فمن آث‪++‬اره الباقي‪++‬ة به‪++‬ا إلى اآلن بابه‪++‬ا‬ ‫المع‪++‬روف بب‪++‬اب أكن‪++‬اور ‪ ،‬وال مزي‪َ ++‬د على ض‪++‬خامته وارتفاعه ‪ ،‬وأم‪++‬رهم ببن‪++‬اء‬ ‫اليوم وتشيي ِد مناره الماثل به ‪ ،‬ومن‪++‬ار‬ ‫ب إليه إلى‬ ‫الجامع األعظم بها ‪ ،‬المنسو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االرتفاع و ِعظَ ِم الهيكل ‪ .‬ق‪++‬ال ابن س‪++‬عيد‬ ‫جامع الكتبيين المضروب به المثل في‬ ‫ِ‬ ‫ذراع وعشرة أذرع " ‪.‬‬ ‫‪ " :‬طو ُل صومعة الكتبيين بمراكش مئة‬ ‫ٍ‬ ‫ضا ببناء مدين‪ِ +‬ة‬ ‫ض" سال "‪ ،‬أمر أي ً‬ ‫ول ّما اجتاز المنصو ُر في سفره هذا بأر ِ‬ ‫ستْ (سنة ‪593‬هجرية – ‪ 1197‬ميالدية) وأكمل سورها ‪ ،‬و ُر ِّكبت‬ ‫رباط الفتح فا ُ ِّ‬ ‫س َ‬ ‫األعظم بطالع‪++‬ة " سال ومدرسة الجوفي‪++‬ة " ‪ .‬ق‪++‬ال‬ ‫أبوابه‪++‬ا وأم‪++‬ر ببن‪++‬اء المس‪++‬جد‬ ‫ِ‬ ‫صاحب الروض المعطار ‪ " :‬كان يعم ُل في بنائه ونق ِل حجارته وترابه سبعمائة‬

‫‪32‬‬


‫األعظم‬ ‫سان ومنار ِه‬ ‫أسي ٍر من أسارى الفرنج في قيودها ‪ ،‬وأمر ببنا ِء‬ ‫جامع ح ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المضروب به المثل في الضخام ِة وحسن الصنعة ‪ ،‬قالوا ولم يتم بناؤه ‪.‬‬ ‫ول ّما فر َغ المنصو ُر من وقعة األرك ‪ ،‬واحت َّل(‪ )3‬بمدين ِة إشبيلية (في إسبانيا)‬ ‫أخذ في إتم‪++‬ام بن‪++‬اء جامعه‪++‬ا األعظم ‪ ،‬وتش‪++‬ييد من‪++‬اره (ال جيرال‪++‬دا ‪ ،‬في اس‪++‬بانيا)‬ ‫ال ُمشاك ِل للمنا َري ِن ال ُمتق ِّد َمين فهو ثالث‪+‬ةُ األث‪++‬افي‬

‫(‪)4‬‬

‫بالنس‪++‬بة لهم‪++‬ا ‪ ،‬ب‪++‬ل قي‪َ +‬ل إنّ‪++‬ه‬

‫ليس في‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬المراكشي في المعجب ‪ - 2 .‬قصبة ‪ :‬مجموعة سكنية في حي مستقل يحيط بها سور ‪ – 3 .‬احت َّل ‪ :‬استقر ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ثالثة األثافي ‪ :‬تستعمل للحجر الثالث الذي يوضع تحت القدر لتثبيته على موقد النار ‪ ،‬وهن‪++‬ا المقص‪++‬ود به‪++‬ا‬ ‫أنه ببناء المنار الثالث تم تثبيت الركائز األساسية ألظهار التكامل والمتانة والج‪+‬ودة في فن العم‪++‬ارة اإلس‪++‬المية‬ ‫واننا نلفت النظر لالستعمال الخاطىء للمؤرخ لعبارة "ثالثة األثافي" اذ أنها تستعمل عادة في األمور السلبية ‪.‬‬

‫بالد اإلسالم منا ٌر أعظم منه ‪ ،‬وعمل لهذا المنار تفافيح(‪ )1‬من أملح ما يكون ‪.‬‬ ‫قال في القرطاس ‪ ":‬بلغت من ال ِعظَ ِم الى ما ال يُعرف قدره إاّل ان الوسطى‬ ‫منها لم تدخل على باب المنار ‪ ،‬حتى قُلعت الرخامة من اسفله ‪ .‬وزنة الع‪++‬امود‬ ‫الذي ُر ِّكبَت عليه أربع‪++‬ون رب ًع‪++‬ا من الحدي‪++‬د ‪ ،‬وك‪++‬ان ال‪++‬ذي ص‪++‬نعها ورفعه‪++‬ا في‬ ‫أعلى المنار المذكور المعلم أبو الليث الصقلّي و ُم ِّوهت تلك التفافيح بمئة أل‪++‬ف‬ ‫دينار ذهبًا "‪.‬‬ ‫ولما َك ُم َل جامع إشبيلية وصلّى فيه ‪ ،‬أمر ببناء حصن البرج على واديها ‪.‬‬ ‫وق‪++‬د تق‪++‬دم لن‪++‬ا في أخب‪++‬ار عب‪++‬د الم‪++‬ؤمن ‪ ،‬أنَّه ه‪++‬دم أس‪++‬وار مدين‪++‬ة ف‪++‬اس ‪ ،‬وأنَّ‬ ‫حفيده المنصور هذا شرع في بنائها ‪ ،‬ثم أتمها ابنه الناصر بعده ‪.‬‬ ‫ولم‪++‬ا رج‪َ ++‬ع المنص‪++‬و ُر من األن‪++‬دلس إلى م‪++‬راكش ‪ ،‬وجد ك‪َ ++‬ل م‪++‬ا أم‪++‬ر ب‪++‬ه من‬ ‫والج‪++‬امع‬ ‫ت قد ت َّم على أكم‪ِ ++‬ل ح‪++‬ا ٍل وأحس‪++‬نه ‪ ،‬مث‪++‬ل القص‪++‬ب ِة والقص‪++‬ور‬ ‫البن‪++‬اءا ِ‬ ‫ِ‬ ‫والص‪++‬وامع ‪ ،‬وأنف‪++‬ق على ذل‪++‬ك كله من أخم‪++‬اس الغن‪++‬ائم ‪ ،‬وك‪++‬ان ق‪++‬د تغيّر على‬ ‫‪33‬‬


‫الوكال ِء والصنّاع الّ‪++‬ذين تولّ‪++‬وا بِن‪++‬ا َء ذل‪++‬ك ‪ ،‬ألنّ‪++‬ه س‪++‬عى إلي‪++‬ه ب‪++‬أنّهم احتجن‪++‬وا‬ ‫األم‪++‬وا َل ‪ ،‬وص‪++‬نعوا للج‪++‬امع س‪++‬بعةَ أب‪++‬واب على ع‪++‬دد أب‪++‬واب جهنم ‪ ،‬فلم‪++‬ا دخل‪++‬ه‬ ‫(‪)2‬‬

‫ب‪،‬‬ ‫المنصور وتط َّو َ‬ ‫ف به ‪ ،‬أعجبه فسأل عن عد ِد أبوابه فقيل أنّه‪++‬ا س‪++‬بعة أب‪++‬وا ٍ‬ ‫والثّامن هو الّذي دخل منه أمير المؤمنين ‪ ،‬فقال المنصور عند ذل‪++‬ك ‪ ":‬ال ب‪++‬أس‬ ‫بالغالي ‪ ،‬إذا قيل حسن " واتخذ المنصور رحمه هللا في جامعه هذا لمصاّل ه ب‪++‬ه‬ ‫مقص‪++‬ورة عجيب‪++‬ة ُم‪++‬دبَّرة بِ ِحيَ ‪ٍ +‬ل هندس‪++‬ي ٍة ‪ ،‬بحيث تنتص‪++‬ب اذا اس‪++‬تقر المنص‪++‬ور‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ووزراؤه بمصاّل ه منها ‪ ،‬وتختفي اذا انفصلوا عنها ‪.‬‬ ‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬تفافيح ‪ :‬كرات حجرية على شكل تفاح ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬احتجنوا ‪ :‬احتجزوا األموال ألنفسهم ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬السالوي في االستقصا ‪.‬‬

‫بنى عد ًدا كبي ًرا من المساج ِد والحص‪++‬و ِن والقص‪++‬و ِر في المغ‪++‬رب واألن‪++‬دلس‬

‫(‪)1‬‬

‫‪،‬‬

‫ولم يُش ْد أمي ٌر من أسرته ‪ ،‬مثل ما شاد من المساج ِد واألبني ِة الفخمة(‪ . )2‬و أنشأ‬ ‫كذلك المدارس ‪.‬‬ ‫ ب‪++‬نى في مدين‪++‬ة س‪++‬ال المنتزه‪++‬ات البديع‪++‬ة ‪ .‬ك‪++‬ذلك ب‪++‬نى مرص ‪ً +‬دا في إش‪++‬بيلية‬‫(اسبانيا)‪.‬‬ ‫ في عهده تم صناعة دبابات من األخشاب العظيمة ‪ ،‬والتي ك‪++‬انت تحم‪++‬ل اس‪++‬م‬‫(البرج المبارك) (‪.)3‬‬ ‫خص به مدينة فاس من البناءات ‪:‬‬ ‫ واليك بعض ما‬‫َّ‬ ‫ كان عدد المساجد ‪ 785‬مسج ًدا ‪.‬‬‫ عدد أفران الخبز ‪ 1170‬فرنًا ‪.‬‬‫‪ -‬عدد الفنادق ‪ 469‬فندقًا ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫ عدد الحوانيت بلغ ‪ 9280‬حانوتًا ‪.‬‬‫‪ -‬وعدد معامل الصابون بلغ ‪ 47‬معماًل ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫‪ –1‬المراكشي في المعجب ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬يوسف أشباخ في تاريخ األندلس ص ‪. 90 :‬‬ ‫‪ –3‬نقال عن المؤرخ محمد المنوني في بحث أعدّه الباحث محمد جمال الهوبي بعنوان ‪ :‬أسباب النصر‬ ‫والتمكين للدولة الموحدية في عهد يعقوب المنصور الموحدي – الجامعة اإلسالمية – غ ّزة ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الجزنائي في ‪ :‬جنى زهرة االس في بناء مدينة فاس ‪.‬‬

‫‪ - 16‬اهتمامات متفرقة‬ ‫كان السلطان يعقوب ‪ ،‬إذا وف َد عليه أه ُل بل ٍد أول ما يسألهم عن والتهم ‪،‬‬ ‫وقضاتهم و ُع َّمالهم فإذا أثنوا خ‪++‬ي ًرا ‪ ،‬ق‪++‬ال ‪ " :‬إعلم‪++‬وا أنّكم مس‪++‬ؤولون عن ه‪++‬ذه‬ ‫الشهادة يوم القيامة فال يقولنَّ امرٌؤ منكم إالّ حقًا "‪.‬‬ ‫س الضعفاء ‪.‬‬ ‫ يقفُ في الطرقات ‪ ،‬ليقضي‬‫َ‬ ‫حوائج المرأ ِة والنّا ِ‬ ‫واألسواق واألسعار‪.‬‬ ‫س‬ ‫ يستطل ُع أخبا َر النّا ِ‬‫ِ‬ ‫شج ُع على األم ِر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫ يُ ّ‬‫ يتولّى اإلمامةَ بنفسه في الصلوات الخمس ‪.‬‬‫بختان األيتام ‪ ،‬ويأم ُر لهم بصدقة ‪.‬‬ ‫ كان كثي َر الصدق ِة ‪ ،‬ويأم ُر‬‫ِ‬ ‫ كان يجم ُع الزكاةَ ويُف ِّرقها بنفسه ‪.‬‬‫‪35‬‬


‫– أمر بحفر آبار للماء في البرية ‪.‬‬ ‫ أبطل الخم َر في ممالكه ‪.‬‬‫ كانت له اهتمامات ُمميزة في أمور الزراعة ‪ ،‬والص‪++‬ناعة ‪ ،‬والتج‪++‬ارة الداخلي‪++‬ة‬‫والخارجية ‪.‬‬ ‫ ك‪++‬انت ل‪++‬ه اهتمام‪++‬ات خاص‪++‬ة و ُمم‪++‬يزة في الص‪++‬ناعات الحربي‪++‬ة ‪ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أن‬‫اسطوله كان يتألف من ‪ 400‬سفينة حربية ‪.‬‬ ‫ت العقيمة ‪.‬‬ ‫ ألغى المناظرا ِ‬‫– إليه تُنسب الدنانير اليعقوبية ‪.‬‬ ‫ عمل دا ًرا لأليتام فيه نحو ألف صبي وعشرة معلمين ‪.‬‬‫ ف ّرق في عي ٍد ‪ ،‬نيّفًا وسبعين ألف شاة ‪.‬‬‫ في عه‪++‬ده ‪ ،‬اص‪++‬بحت دولت‪++‬ه إش‪++‬عا ًعا حض‪++‬اريًا ‪ ،‬يض‪++‬اهي بغ‪++‬داد ودمش‪++‬ق في‬‫المشرق‬ ‫ في بعض األحيان ‪ ،‬وعندما تكون الظروف العسكرية مناسبة معه ‪ ،‬كان يُقفل‬‫مض‪++‬يق جب‪++‬ل ط‪++‬ارق ‪ ،‬ذل‪++‬ك ليك‪++‬ون س‪ً +‬دا مني ًع‪++‬ا في وج‪++‬ه الجي‪++‬وش واالم‪++‬دادات‬ ‫القادمة من شمالي أوروبا ‪ ،‬قاصدة بالد الشام لمساندة الصليبيين ‪.‬‬ ‫ ‪ ...‬عمل الوزارة ألبيه ‪ ،‬وخبر الخير والشر ‪ ،‬وكشف أحوال الدواوين ‪.‬‬‫ عن طلبة علم الحديث كان يقول ‪ :‬يا معشر الموحدين انتم قبائل ‪ ،‬فمن ناب‪++‬ه‬‫أمر فزع الى قبيلت‪++‬ه ‪ ،‬وه‪++‬ؤالء طلب‪++‬ة العلم ال قبي‪++‬ل لهم إال أن‪++‬ا ‪ ،‬ق‪++‬ال ‪ :‬فعظم‪++‬وا‬ ‫عند الموحدين(‪. )1‬‬ ‫ ك‪++‬ان ي‪++‬أمر بالن‪++‬داء في األس‪++‬واق للمب‪++‬ادرة الى الص‪++‬الة ‪ ،‬فمن غف‪++‬ل عنه‪++‬ا أو‬‫اشتغل عنها بمعيشته ‪ ،‬ع َّزره تعزي ًرا بلي ًغا(‪. )2‬‬ ‫‪36‬‬


‫ إذا كان عشر ذي الحجة ‪ ،‬أمر والة الزكاة بإحضارها ‪ ،‬فيفرقها في األصناف‬‫الثمانية‬

‫(‪+)3‬‬

‫الم‪++‬ذكورة في الق‪++‬رآن الك‪++‬ريم في س‪++‬ورة التوب‪++‬ة ‪ " :‬إنَّم‪++‬ا الص‪++‬دقات‬

‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلف‪++‬ة قل‪++‬وبهم وفي الرق‪++‬اب والغ‪++‬ارمين‬ ‫وفي سبيل هللا وابن السبيل فريضة من هللا وهللا عليم حكيم (آية رقم ‪. )60‬‬ ‫ ‪...‬استرد المنصور قفصة (في تونس) وقتل في أهله‪++‬ا فأس‪++‬رف ‪ ،‬ثم قت‪++‬ل ع ّم‪++‬ه‬‫واخاه (ألنهم ك‪++‬انوا معارض‪++‬ين ل‪++‬ه) ‪ ،‬ومن بع‪++‬دها ن‪++‬دم وتزهَّد وتقش‪++‬ف وج‪++‬الس‬ ‫الصلحاء والمحدِّثين وم‪++‬ال الى الظ‪++‬اهر وأع‪++‬رض عن المالكي‪++‬ة ‪ ،‬وأح‪++‬رق م‪++‬ا ال‬ ‫يحصى من كتب الفروع(‪. )4‬‬ ‫أ َّم ا المؤرخ أشباخ والمراكشي وأخرون فيذكرون أنه قتل أخويه وع ّمه(‪. )5‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-1‬الذهبي في سير االم النبالء – جزء ‪. 21‬‬ ‫‪ – 3‬الذهبي في تاريخ اإلسالم – جزء ‪. 42‬‬

‫الصفدي في الوافي بالوفيات ‪-‬جزء ‪. 29‬‬

‫‪ – 4‬الذهبي في سير اعالم النبالء – جزء ‪. 21‬‬

‫‪ – 5‬يوسف أشباخ في تاريخ األندلس في عهد المرابطين والموحدين ‪ .‬وكذلك عند المراكشي في ال ُمعجب ‪.‬‬

‫ أعلن فساد أقوال ابن ت‪++‬ومرت (ك‪++‬ان يعتق‪++‬د به‪++‬ا ب‪++‬ادىء االمر) ‪ ،‬وال‪++‬ذي ك‪++‬ان‬‫يقول عن نفسه أنه المهدي المنتظر ‪ ،‬وهو معصوم ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫مجلس‪+‬ا استش‪++‬اريًا لالس‪++‬تعانة ب‪++‬آراء من حول‪++‬ه في معظم األم‪++‬ور‪،‬‬ ‫ كان يعق‪++‬د‬‫ً‬ ‫وباألخص عندما كان يستعد للمعارك ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫ومن لطائف‪++‬ه أنّ‪++‬ه بعث لبعض ُع ّمال‪++‬ه‬

‫أن ينظ َر له رجاًل لت‪++‬أديب أوالده ‪ ،‬فبعث ل‪++‬ه العام‪ُ +‬ل رجلين وكتب معهم‪++‬ا كتابً‪++‬ا‬ ‫يقول فيه بعثتُ إليك برجلين ؛ أح‪++‬دهما بح‪ٌ +‬ر في علم‪++‬ه ‪ ،‬واآلخ‪++‬ر ب‪ٌ +‬ر في دينه ‪،‬‬ ‫يرض بهما ‪ ،‬فوقّع على ظهر الكتاب ‪ " :‬ظه َر الفسا ُد في ال‪++‬ب ِر‬ ‫فلما امتحنهما لم‬ ‫َ‬ ‫والبح ِر"‪ ،‬وأعادهما (‪.)3‬‬ ‫ ومن فضائله قال ال ُمصنف رحمه هللا ‪ :‬حكى لي الشيخ الصالح الفاضل‬‫أب‪++‬و العب‪++‬اس ابن ت‪++‬اميت المغ‪++‬ربي ال‪++‬ذي ك‪++‬ان في ال‪++‬ديار المص‪++‬رية س‪++‬نة ‪640‬‬ ‫‪37‬‬


‫هجري‪++‬ة (‪1243‬م) من فض‪++‬ائله الغ‪++‬رائب وك‪++‬ان ق‪++‬د ص‪++‬حبه زمانً‪++‬ا ‪ ،‬وانتف‪++‬ع ب‪++‬ه ‪،‬‬ ‫واستفاد منه قال وكل ما أحكيه فإنما على المشاهدة والعي‪++‬ان ‪ ( ،‬ال عن فالن ‪،‬‬ ‫ت لم يكن بم‪++‬راكش أحس‪++‬ن ص‪++‬ورة من‪++‬ه ل‪++‬ه‬ ‫وفالن قال ) ‪ :‬كان ليعقوب ابن أخ ٍ‬ ‫ُّب ومعه امرأت‪++‬ه ‪ ،‬فرآه‪++‬ا ابن‬ ‫ص الد َّ‬ ‫ثماني عشرة سنة ‪ ،‬فَقَ ِد َم مراكش رج ٌل يُرقِّ ُ‬ ‫أخت يعقوب ‪ ،‬فأعجبته فأرسل اليها ‪ ،‬فأخذها فوقف زوجها ليعق‪++‬وب وق‪++‬ال ‪ :‬ي‪++‬ا‬ ‫أمير المؤمنين إنني رجل غريب ‪ ،‬وقد غصبني ابن أختك واخ‪++‬ذ زوج‪++‬تي ‪ .‬فق‪++‬ال‬ ‫له اتبعني ‪ .‬وجاء الى قصر ابن أخته وقال للرجل ‪ :‬قف ههنا ‪.‬‬ ‫ابن أخته ‪ ،‬وقال له ‪ :‬لِ َم أخذت زوجة هذا الرجل ؟‬ ‫دخل القصر ‪ ،‬فاستدعى َ‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬المراكشي في المعجب ‪ ،‬والذهبي في سير أعالم النبالء ج ‪ - 21 :‬ص ‪. 312 :‬‬ ‫‪ – 2‬ابن ابي زرع في روض القرطاس ص ‪ ، 223 :‬والسالوي في االستقصا ص ‪. 187 :‬‬ ‫‪ – 3‬مفتي مكة ابن دحالن في الفتوحات اإلسالمية ‪.‬‬

‫فانكر ‪ ،‬فدعا بالرجل وقال له ‪ :‬قد أنكر ‪ .‬فقال ي‪++‬ا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين لي ُكليب‪++‬ة ق‪++‬د‬ ‫ربَّتها المرأة تُحضر كل امرأة في ه‪++‬ذا القص‪++‬ر واُحض‪++‬ر ال ُكليب‪++‬ة ‪ ،‬فهي تعرفه‪++‬ا‬ ‫من بين ألف امرأة ‪ ،‬فإن وقفت عندها وإال فاقتلني ‪ ،‬فقال للرجل ‪ :‬أخرج ‪ ،‬وقال‬ ‫البن اخت‪++‬ه ‪ :‬ال تبقى في القص‪++‬ر ام‪++‬رأةٌ إال تخ‪++‬رج ‪ .‬ف‪++‬أخرج النس‪++‬اء ‪ ،‬وخ‪++‬رجت‬ ‫المرأة بينهن وقد غيَّر زيَّها ‪ ،‬وألبسها الحلي والجواهر والثياب الفاخرة ‪ .‬أطلق‬ ‫ال ُكليبة فجاءت فوقفت عندها ‪ ،‬فاستدعى الرجل ‪ ،‬فقال له ‪ :‬خذ زوجتك بما عليها‬ ‫ثم التفت الى ابن أخت‪+‬ه ‪ ،‬وق‪+‬ال ل‪+‬ه ‪ :‬قص‪+‬رك ممل‪+‬و ٌء ب‪+‬الجواري ال ُمستحس‪+‬نات ‪،‬‬ ‫وأنت تم َّد عين‪++‬ك إلى ام‪+‬رأة رج‪ٍ +‬ل غ‪++‬ريب ج‪+‬اء من بالد بعي‪++‬دة تأخ‪++‬ذها غص‪+‬بًا‬ ‫من‪++‬ه ثم ق‪++‬ال لغلمان‪++‬ه ‪ :‬أعط‪++‬وه الرم‪++‬اح ‪ .‬وه‪++‬ذه قتل‪++‬ة المغارب‪++‬ة ‪ .‬فخ‪++‬رجت أم‪++‬ه‬

‫‪38‬‬


‫حاس‪++‬رةً فبكت بين يدي‪++‬ه ‪ ،‬وق‪++‬الت ‪ :‬م‪++‬ا لي غ‪++‬يره ‪ ،‬فق‪++‬ال وهللا أله‪++‬ذبنَّ ب‪++‬ه مل‪++‬وك‬ ‫المغرب وغيرهم ‪ ،‬وقتله‬

‫(‪)1‬‬

‫ضا قال أبو العباس ‪ :‬اشتهرت امرأةٌ بالزهد ‪ ،‬وأنها م‪++‬ا تأك‪++‬ل‬ ‫ ومن فضائله أي ً‬‫الخبز ‪ ،‬فبعث اليها يعقوب ‪ ،‬وقال ‪ :‬أقيمي عندي في القصر أيا ًما ألتبارك بك ‪.‬‬ ‫سقاية يو ًما ‪ ،‬فرأت ال َّزاهدة‬ ‫فأقامت عنده مدَّة ‪ ،‬فدخلت بعض جواريه الى ال ِّ‬ ‫تأكل الخبز في ال‪++‬بيت ال ُمخص‪++‬ص للم‪++‬اء ‪ ،‬فبهتت وج‪++‬اءت الي‪++‬ه ‪ ،‬فأخبرت‪++‬ه فق‪++‬ال‬ ‫صحيحا‬ ‫لها وهللا لئن سمع هذا غيري منك ألقتلنك ‪ ،‬ثم بحث عن ذلك فوجده‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬فأرس‪++‬ل الى ال َّزاه‪++‬دة خمس مئ‪++‬ة دين‪++‬ار وثيابً‪++‬ا وق‪++‬ال له‪++‬ا ‪ :‬ق‪++‬د حص‪++‬لنا على‬ ‫البركة بمقامك عن‪++‬دنا ‪ ،‬وق‪++‬د س‪++‬ألني بن‪++‬و ع ِّمي ‪ ،‬أن تقيمي عن‪++‬دهم في قص‪++‬رهم‬ ‫ت عندنا لتصل إليهم بركت ِك ‪ .‬فانتقلت إليهم ‪ ،‬ولم يُظ ِه‪++‬ر أم‪++‬ر الم‪++‬رأة‬ ‫مثلما أقم ِ‬

‫(‬

‫‪. )2‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬‬

‫سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬المصدر نفسه ‪.‬‬

‫ تقلدت المرأة في عهد المنصور بعض المناصب ‪ ،‬وك‪++‬ان له‪++‬ا مكان‪++‬ة مرموق‪++‬ة‬‫في المجتم‪++‬ع فنج‪++‬د حفص‪++‬ة الركومي‪++‬ة ال‪++‬تي اهتمت بت‪++‬دريس نس‪++‬اء المنص‪++‬ور‬ ‫الموحدي وأخت الطبيب بن ابي ُزهر ‪ ،‬وابنته‪+‬ا بنت أبي العالء ‪ ،‬الل‪++‬تين برعت‪+‬ا‬ ‫في الطب وقامتا بعناية نساء الخليفة المنصور الموحدي وتوليدهن(‪. )1‬‬ ‫ ‪ ...‬ذلك إضافة الى العالقات الوديّة والتسامح بين الدولة الموحدية في عه‪++‬د‬‫رحب الخليف‪++‬ة المنص‪++‬ور بالبعث‪++‬ة‬ ‫يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور والبابوي‪++‬ة األوروبي‪++‬ة ‪ ،‬حيث َّ‬ ‫التي عينها الباباوات الفتداء األسرى ‪ ،‬وأمر بتسهيل مهمتها في جمي‪++‬ع أنح‪++‬اء‬ ‫البالد وتمكنت البعثة من شراء ‪ 186‬أسي ًرا في تونس وغيرها (‪. )2‬‬ ‫‪39‬‬


‫ كان مجلس المنصور رحمه هللا مجلس الفض‪++‬الء واألدب‪++‬اء وأرب‪++‬اب المع‪++‬ارف‬‫والفنون ‪ .‬حكى أبو الفضل التيفاشي ‪ ،‬قال ‪ :‬جرت ُمناظرة بين يدي ملك المغرب‬ ‫يعقوب المنصور ‪ ،‬وكانت بين الفقيه أبي الولي‪++‬د بن رش‪++‬د المع‪++‬روف بالحفي‪++‬د ‪،‬‬ ‫والرئيس الوزير أبي بكر بن ُزهر ‪ ،‬وكان األول قرطبيًا ‪ ،‬والث‪+‬اني إش‪++‬بيليًا ‪ ،‬فق‪++‬ال‬ ‫ابن رشد البن ُزهر في تفضيل قرطبة ‪ " :‬ما أدري ما تقول غير أنه إذا م‪++‬ات‬ ‫عال ٌم بإشبيلية فاُريد بيع كتبه ُحملت الى قرطب‪++‬ة ح‪++‬تى تُب‪++‬اع فيه‪++‬ا ‪ ،‬وإن م‪++‬ات‬ ‫طرب بقرطبة فاُري‪++‬د بي‪++‬ع آالت‪++‬ه ُحملت الى إش‪++‬بيلية "‪ .‬ق‪++‬ال ابن خلك‪++‬ان ‪ :‬ك‪++‬ان‬ ‫ًم ٌ‬ ‫ابن ُزهر من أه‪++‬ل بيت كلهم علم‪++‬اء رؤس‪++‬اء ‪ ،‬حكم‪++‬اء ‪ ،‬وزراء ‪ ،‬ن‪++‬الوا الم‪++‬راتب‬ ‫العليّ‪++‬ة ‪ ،‬وتق‪++‬دموا عن‪++‬د المل‪++‬وك ؛ ونف‪++‬ذت أوام‪++‬رهم وك‪++‬ان يتك‪++‬رر وروده على‬ ‫الحضرة بمراكش فيقيم بها ويرجع الى األندلس ‪ ،‬ومما قال‪++‬ه بم‪++‬راكش يتش‪++‬وق‬ ‫الى ولد له صغير تركه بإشبيلية ‪:‬‬ ‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬‬

‫نوارة شرقي في الحياة االجتماعية في الغرب اإلسالمي في عهد الموحدين ‪.‬‬ ‫‪- 2‬إبراهيم القادري بو تشيش في تاريخ الغرب اإلسالمي ‪.‬‬

‫ولي واحد مثل فرخ القطا‬

‫صغير تَخلَّف قلبي لديه‬

‫نأت عنه داري فيا وحشتي‬

‫لذاك الش َُخيص وذاك ال ُو َجيه‬

‫ش َّوقَني و تش ّوقته‬ ‫تَ َ‬

‫فيبكي علَي وأبكي عليه‬

‫لقد تعب الشوق ما بيننا‬

‫فمنه إل َّي ومنِّي إليه‬

‫ق‪++‬ال المق ‪ِّ +‬ري في نفح الطِّيب ‪ :‬أخ‪++‬برني الط‪++‬بيب الم‪++‬اهر الص‪++‬الح العالّم‪++‬ة أب‪++‬و‬ ‫القاسم بن محمد الوزير األندلسي األص‪+‬ل ‪ ،‬أنَّ ابن ُزه‪+‬ر ل َّما ق‪++‬ال ه‪++‬ذه األبي‪++‬ات‬ ‫وسمعها يعقوب المنصور أرسل المهندسين الى إش‪++‬بيلية – يع‪++‬ني من غ‪++‬ير علم‬ ‫‪40‬‬


‫من ابن ُزهر‪ -‬وأمرهم أن يحيط‪++‬وا عل ًم‪++‬ا ب‪++‬بيوت ابن ُزه‪++‬ر وحارت‪++‬ه ‪ ،‬ثم يبن‪++‬وا‬ ‫مثلها بحضرة م‪++‬راكش ‪ .‬ففعل‪++‬وا م‪++‬ا أم‪++‬رهم ب‪++‬ه في أق‪++‬رب م‪++‬دة ‪ ،‬وفرش‪++‬ها بمث‪++‬ل‬ ‫فرشه ؛ وجعل فيها مثل آالته ‪ ،‬ثم أم‪+‬ر بنق‪+‬ل عي‪+‬ال ابن ُزه‪+‬ر وأوالده وحش‪+‬مه‬ ‫وحاجياته الى تلك الدار ‪ ،‬ثم احت‪++‬ال علي‪++‬ه ح‪++‬تى ج‪++‬اء الى ذل‪++‬ك الموض‪++‬ع ف‪++‬رآه‬ ‫أشبه شيء ببيوته وحارته ‪ ،‬فاحتار لذلك وظن أنه ن‪++‬ائم وأنَّ ذل‪++‬ك أحالم فقي‪++‬ل‬ ‫له ‪ :‬ادخل البيت الذي يشبه بيتك ‪ ،‬فدخله ف‪++‬إذا ول‪++‬ده ال‪++‬ذي يتش‪ّ +‬وق الي‪++‬ه يلعب‬ ‫في البيت ؛ فحصل له من السرور ما ال مزيد عليه وال يُ َعبَّر عنه(‪. )1‬‬ ‫ومن وصاياه ‪ ،‬قال ‪ :‬أوصيكم بتق‪++‬وى هللا تع‪++‬الى ‪ ،‬وباأليت‪++‬ام واليتيم‪++‬ة ‪ .‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه‬ ‫الش‪++‬يخ أب‪++‬و محم‪++‬د عب‪++‬د الواح‪++‬د ‪ :‬ي‪++‬ا س‪++‬يدنا ي‪++‬ا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين ‪ ،‬و َم ِن االيت‪++‬ا ُم‬ ‫واليتيمة قال اليتيمة جزيرة االندلس واأليتام سكانها المسلمون ‪ .‬وإياكم والغفلة‬ ‫فيما يصلح بها من تشييد أسوارها وحماي‪++‬ة ثغوره‪++‬ا وتربي‪++‬ة أجناده‪++‬ا وتوف‪++‬ير‬ ‫ِرعايته‪++‬ا ولتعلم‪++‬وا أع‪َّ +‬زكم هللا ‪ ،‬أنَّه ليس في نفوس‪++‬نا أعظم من ه ِّمه‪++‬ا ‪ ،‬ونحن‬ ‫اآلن ق‪++‬د اس‪++‬تودعنا هللا تع‪++‬الى وحس‪++‬ن نظ‪++‬ركم فيه‪++‬ا ‪ ،‬ف‪++‬انظروا أمن المس‪++‬لمين‬ ‫وأجروا الشرائع على منهاجها(‪. )2‬‬ ‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬السالوي في االستقصا ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ابن عذارى في البيان المغرب ص ‪. 339 :‬‬

‫وتعقيبًا على ما سبق اليك ما يقوله مؤرخ البقاع فضيلة الشيخ الباحث س‪++‬ليم‬ ‫يوسف " إنّ هذه الصفات ‪ ،‬الّ‪++‬تي ذكره‪++‬ا المؤ ّرخ‪++‬ون للس‪++‬لطا ِن يعق‪++‬وب ‪ ،‬هي م‪++‬ا‬ ‫الحك َم مسؤوليةٌ وأمانةٌ ‪ ،‬وهللا تع‪++‬الى يق‪++‬ول ‪:‬‬ ‫يجب أن‬ ‫َ‬ ‫يكون عليه الحاك ُم إذ أنَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس‪++‬ماوات واألرض والجب‪++‬ال ف‪++‬أبيّ َن أن يحملنه‪++‬ا‬ ‫" إنّ‪++‬ا عرض‪++‬نا األمان‪++‬ةَ على ّ‬ ‫فقن منه‪++‬ا وحمله‪++‬ا اإلنس‪++‬ان إنّ‪++‬ه ك‪++‬ان ظلو ًما جه ‪+‬واًل " (اآلي‪++‬ة ‪ )72‬س‪++‬ورة‬ ‫ّ‬ ‫وأش ‪َ +‬‬ ‫األحزاب " ‪.‬‬

‫‪ -17‬الحروب ونتائجها‬ ‫‪41‬‬


‫الحك َم واستق ّر وض ُعه ‪ ،‬بدأت تلوح أما َمه مشكلتان أال وهما ‪:‬‬ ‫بعد أن استل َم ُ‬ ‫خروج ابن غانية وتمرد نصارى األندلس ؛ ومن اللطيف أن هاتين المشكلتين‬ ‫أبرزتا شخصية المنصور في إبداعه وتخطيطه ‪ ،‬وبراعته في إدارة أمور‬ ‫دولته ‪ ،‬فغدا عصره ؛ العصر الذهبي للدولة الموحدية ‪ ،‬ومن أروع عصور‬ ‫تاريخ اإلسالم في المغرب واألندلس(‪. )1‬‬ ‫المدن الواحدة تلو األخرى ‪ ،‬وقد‬ ‫‪ -1‬إبن غانيّة الّذي أخذ يستولي على‬ ‫ِ‬ ‫الموحدين(‪ ،)2‬وأنَّ ابن غانيّة ه‪+‬ذا‬ ‫ذكر المراكشي بأنّه هذا أو ُل اختال ٍل في دولة‬ ‫ّ‬ ‫(الحقا انضم اليه أخوه) ‪ ،‬كان في ليبيا وشرق تونس ‪ ،‬وق‪++‬د تح‪++‬الف م‪++‬ع قبائ‪++‬ل‬ ‫بني سليم وبني هالل ومع جنود الغزو المملوكي ‪ ،‬الذي ك‪++‬ان يق‪++‬وده قراق‪++‬وش‬ ‫‪+‬رب‬ ‫‪+‬بح المغ‪ُ +‬‬ ‫التق‪++‬وي وأعلن‪++‬وا والءهم للدول‪++‬ة العباس‪++‬ية و ُرف ‪َ +‬ع ش‪++‬عارهم ‪ ،‬وأص‪َ +‬‬ ‫األوسط واألدنى تَابِ َعين َ‬ ‫اض‪َ +‬عين ألتب‪++‬اع الخالف‪++‬ة العباس‪++‬ية في بغ‪++‬داد ‪ ،‬وب‪++‬ذلك‬ ‫وخ ِ‬ ‫‪+‬رق الع‪++‬ربي كم‪+‬ا ك‪++‬انوا‬ ‫ق أم‪++‬ام‬ ‫أصبح هناك عائ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الموح‪ +‬دين ليقوم‪++‬وا بغ‪++‬ز ِو المش‪ِ +‬‬ ‫يطمحون(‪ .)3‬وال‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬ابن األثير في الكامل في التاريخ ‪.‬‬ ‫والحميَري في الروض المعطار ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬المراكشي في المعجب ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ – 3‬الصالبي في دولة الموحدين ص ‪ . 169 :‬والسالوي في االستقصا ص ‪. 160 :‬‬

‫ع‪+++‬بر والتِهم‬ ‫ننس‪+++‬ى أنَّ العباس‪+++‬يّين ك‪+++‬انوا يُخطّط‪+++‬ون للوص‪+++‬ول إلى المغ‪+++‬رب‬ ‫َ‬ ‫مصر‪ ،‬وشما ِل أفريقيا ‪.‬‬ ‫وأتباعهم في‬ ‫َ‬ ‫وإلي‪++‬ك م‪++‬ا يقوله ابن جب‪++‬ير في رحلته ‪ :‬المص‪++‬ريون ك‪++‬انوا ي‪++‬ترقّبون مجي َء‬ ‫الموحدي عند وص‪++‬وله‬ ‫الموحدين ومنهم من حبَّ َر خطبةً ‪ ،‬يلقيها أمام المنصور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى مصر‪ ،‬اذ كان المنص‪++‬ور يُص‪ّ +‬رح برغبت‪++‬ه في إزال‪++‬ة الب‪++‬دع والمن‪++‬اكير ال‪++‬تي‬ ‫‪42‬‬


‫حصلت في مصر ‪ .‬وك‪++‬ان يع‪++‬رب عن أمل‪++‬ه في أن تُقم‪++‬ع ه‪++‬ذه الب‪++‬دع ال ُمجحف‪++‬ة‬ ‫بحق المسلمين بسيوف الموحدين أنصار الدّين‬

‫(‪)1‬‬

‫جيش‪+‬ه‬ ‫أ ّما يعقوب ‪ ،‬فقد أرسل‬ ‫َ‬

‫ت ليقضي على ثورة ابن غانية ‪ ،‬فك‪++‬انت المنازل‪+‬ةُ بين ك ‪ٍ +‬ر وف‪++‬ر الى‬ ‫ع ّدةَ مرا ٍ‬ ‫أن ترأس يعقوب بنفسه الجيش وسار به حتى اشتبك مع ابن غانية وأتباعه‬ ‫‪ .‬انتص‪+++‬ر عليهم ‪ ،‬وش‪+++‬تتهم في ن‪+++‬واح عدي‪+++‬دة من ت‪+++‬ونس وليبي‪+++‬ا وفي بعض‬ ‫الجزر ‪ .‬وبذلك يكون المنص‪++‬ور ق‪++‬د اس‪++‬تطاع أن ي‪++‬ؤمن ظه‪++‬ره ‪ ،‬ويوح‪++‬د الجبه‪++‬ة‬ ‫ُ‬ ‫الداخلية ‪ ،‬وأعاد تنظيم البيت المغربي من الداخل ‪ .‬ولذلك أرجأ جهاد النص‪++‬ارى‬ ‫في األندلس ‪ ،‬الى حين االنتهاء من مشاكل ب‪++‬ني غاني‪++‬ة وحلف‪++‬ائهم ‪ .‬وه‪++‬ذا ي‪++‬دل‬ ‫على عمق تفكيره االستراتيجي وبعد نظره العسكري (‪.)2‬‬ ‫الموحدين ‪ ،‬أن ابتُلِيت بمش‪++‬كلة ب‪++‬ني‬ ‫وبالنتيجة ‪ ،‬كان من سو ِء ح ِظ دولة‬ ‫ّ‬ ‫غانية‬ ‫التي لم تقدرها الدولة حق تقديرها ‪ ،‬وأصبحت في النهاية من أسباب سقوط‬ ‫الدولة(‪ . )3‬ومن سلبيات ابن غانية ما ذكره السالوي نقال عن ابن ابي رزع ‪:‬‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ – 1‬د ‪ .‬محمد عنان في دولة اإلسالم في األندلس ص ‪. 243 – 240 :‬‬ ‫‪ – 2‬الصالبي في دولة الموحدين ص‪ 170 :‬وموسوعة المغرب العربي ج ‪ 31 :‬ص ‪. 168 :‬‬ ‫‪ – 3‬الصالبي في دولة الموحدين ‪.‬‬

‫دخل ابن غانية مدينة بجاية يوم جمعة والناس في الصالة ‪ .‬وك‪++‬انت األب‪++‬واب‬ ‫العامة للم‪++‬دن ال تُغل‪++‬ق وقت ص‪++‬الة الجمع‪++‬ة ‪ ،‬ف‪++‬ارتقب ابن غاني‪++‬ة الن‪++‬اس ح‪++‬تى‬ ‫أحرموا بالصالة ثم اقتحم عليهم المدينة وعم‪++‬د الى الج‪++‬امع األعظم وأدار ب‪++‬ه‬ ‫الخيل وال ِرجل ‪ ،‬فمن بايعه خلّى سبيله ‪ ،‬ومن امتنع عن مبايعته ضرب عنق‪++‬ه ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫ق‪+‬ال ‪ :‬وأق‪+‬ام به‪+‬ا س‪++‬بعة أش‪++‬هر ‪ ،‬ثم اس‪+‬تُر ِجعت من ي‪+‬ده ومن ذل‪+‬ك الي‪++‬وم اتخ‪+‬ذ‬ ‫الناس غلق أبواب المدينة يوم الجمعة وقت الصالة ‪.‬‬ ‫إضعاف المسلمين ‪ ،‬واالستيال ِء‬ ‫َمرد نصارى األندلس ‪ ،‬وعملهم على‬ ‫‪ - 2‬ت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ونس الهدن ‪+‬ةَ‬ ‫طلب ألف‪+‬‬ ‫على أمالكهم فه‪++‬اجمهم يعق‪++‬وب وع‪++‬اد منتص ‪ً +‬را ‪ ،‬عن‪++‬دها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت فاستجاب له يعقوب ‪ .‬وقبل أن تنتهي مدةُ الهدنة نكثها ألفونس‬ ‫لخمس سنوا ٍ‬ ‫ت المحدّد لها ‪ .‬أخذ يُغي ُر على الم‪++‬دن األندلس‪++‬ية ‪ ،‬ومن ث ّم بعث‬ ‫‪ ،‬ولم يلتزم بالوق ِ‬ ‫مريض‪+‬ا ‪ ،‬وإلي‪++‬ك نص ال ّرس‪++‬الة وهي‬ ‫برسال ٍة إستفزا ّزي ٍة إلى يعقوب وكان حينها‬ ‫ً‬ ‫الس‪++‬موات‬ ‫باس‪++‬مك الله َّم ف‪++‬اطر ّ‬ ‫تأس‪++‬لم ابن الفخ‪++‬ار ‪ّ " :‬‬ ‫من إنش‪++‬اء اليه‪++‬ودي ال ُم ّ‬ ‫سيد المس‪++‬يح روح هللا وكلمت‪++‬ه ال ّرس‪++‬ول الفص‪++‬يح ‪.‬‬ ‫واالرض ‪ ،‬وصلّى هللا على ال ّ‬ ‫ب(‪ )2‬أنّك‬ ‫ب(‪ )1‬وال ذي ٍّ‬ ‫لب ثاق ٍ‬ ‫عقل الز ٍ‬ ‫أ ّما بعد ‪ ،‬أيها األمي ُر‪ ،‬فال يخفى على كل ذي ٍ‬ ‫أمير الملّ ِة الحنيفية ‪ ،‬كما أنّني أمير الملّ ِة النصرانية ‪ ،‬وأنّك ال يخفى عليك م‪++‬ا هو‬ ‫س من التخ‪++‬ا ُذ ِل والتواك‪++‬ل وإهم‪++‬ال الرعاي‪++‬ا وإخالدهم إلى‬ ‫علي‪++‬ه رؤس‪++‬ا ُء األن‪++‬دل ِ‬ ‫سهم بحكم القه ِر والخسف ‪ ،‬وأخلي الديار ‪ ،‬وأسبي ال‪++‬ذراري ‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬وأنا أسو ُ‬ ‫ال ّراحا ِ‬ ‫ان وال ع‪++‬ذر لكم عن التخل‪++‬ف عن نص‪++‬رتهم ‪ ،‬وقد‬ ‫واُمثّ ُل ب‪++‬الكهول ‪ ،‬وأقت‪ُ +‬ل الش‪+‬بّ َ‬ ‫أمكنت‪++‬ك ي‪++‬د الق‪++‬درة ‪ ،‬وأنتم تعتق‪++‬دون أنَّ هللا ف‪++‬رض عليكم ‪ ،‬قت‪++‬ال عش‪++‬رة من‪++‬ا‬ ‫بواح‪++‬د منكم (اآلن خفّ‪++‬ف هللا عنكم وعلم أنّ فيكم ض‪++‬عفًا)(‪ )3‬فق‪++‬د ف‪++‬رض عليكم‬ ‫قتال اثنين منا بواحد منكم ونحن اآلن‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ – 2‬ث‪+++++‬اقب ‪ :‬ناف‪+++++‬ذ بحذاق‪+++++‬ة وبع‪+++++‬د نظ‪+++++‬ر ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الزب ‪ :‬ث‪+++++‬ابت وراجح ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬جزء من آية ‪ 66‬من سورة األنفال ‪.‬‬

‫نقات ُل عشرة منكم بواحد منا ‪ ،‬وال تقدرون دفا ًعا ‪ ،‬وال تس‪++‬تطيعون امتنا ًعا ‪ .‬ثم‬ ‫ُح ِك َي لي أنّك أخذتَ في االحتف‪++‬ال ‪ ،‬وأش‪++‬رفتَ على رب‪++‬و ِة القت‪++‬ال وتماط‪ُ +‬ل نفس‪++‬ك‬ ‫‪44‬‬


‫ّ‬ ‫عا ًما بعد عام ‪ ،‬تُق ِّد ُم ِرجاًل‬ ‫كذيب‬ ‫وتؤخر أخرى ‪ ،‬وال آدري الجبنُ أبطأ بك ‪ ،‬أم التّ ُ‪+‬‬ ‫بما اُنز َل عليك ‪ .‬ثم ُح ِك َي لي عنك أنّك ال تجد سبياًل إلى الحرب ‪ ،‬لعلّك ال يسو ُغ‬ ‫قحم بها ‪ ،‬فه‪++‬ا أن‪++‬ا أق‪++‬ول ل‪++‬ك م‪+‬ا في ذل‪++‬ك وأعت‪++‬ذر عن‪++‬ك ولك أن تتوج‪++‬ه‬ ‫لك التّ ُّ‬ ‫بجمل ٍة من عندك بالمراكب والشواني(‪ ، )1‬وأجوز إليك بجملتي واُبارزك في أع ّز‬ ‫االماكن عندك ‪ ،‬فإن كانت لك الغلبة فغنيمة عظيمة جاءت الي‪++‬ك ‪ ،‬وهدي‪++‬ة َمثُلَتْ‬ ‫بين يديك وإن كانت لي ‪ ،‬كانت ي‪++‬دي العلي‪++‬ا علي‪++‬ك واس‪++‬تحققتُ إم‪++‬ارةَ الملّ‪++‬تين ‪،‬‬ ‫والتق‪ّ ++++‬د َم على الفئ‪++++‬تين ‪ ،‬والحك َم على ال‪++++‬ب ّرين وهللا يوف‪++++‬ق اإلرادة ويوض‪++++‬ح‬ ‫رب غيره وال خير إال خيره ‪.‬‬ ‫السعادة ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ق‬ ‫كتاب ألفونس وقرأه‬ ‫فلما وصل‬ ‫يعقوب ‪ ،‬غض‪++‬ب غض‪+‬بًا ش‪++‬دي ًدا ‪ ،‬وم‪ّ +‬ز َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال ّرسالةَ وكتب على ظهر قطع ٍة من األوراق ال ُمم ّزق‪++‬ة ‪ ،‬اآلي‪++‬ة الكريم‪++‬ة ‪ " :‬ارج‪++‬ع‬ ‫إليهم فلنأتيّنهم بجنو ٍد ال قِبَ َل لهم بها ولنُخ ‪ِ +‬رجنَّهم منه‪++‬ا ّ‬ ‫أذل‪++‬ة وهم ص‪++‬اغرون "‬ ‫(النمل ‪ )37‬الجواب ما ترى ال ما تسمع ‪ ،‬ثم كتب بيتًا من الشعر للمتنبي ‪:‬‬ ‫وال كتب إال المشرفية‬

‫(‪)2‬‬

‫والقنا‬

‫(‪)3‬‬

‫وال رسل إالّ الخميس العرمرم (‪()4‬مفتي م ّكة)‪.‬‬

‫ثم أمر بإخراج القبة الحمراء ‪ ،‬وسيفه الكب‪++‬ير ‪ ،‬إي‪++‬ذانًا بال‪++‬دعوة الى الجه‪++‬اد ؛‬ ‫وأمر الجند الذين اجتمعوا من كل صوب بالسير ت ًّوا الى س‪++‬بتة ‪ ،‬والى غيره‪++‬ا‬ ‫من أمكن‪++‬ة العب‪++‬ور الى االن‪++‬دلس ‪ ،‬ودوت ص‪++‬يحات الجه‪++‬اد في جمي‪++‬ع أنح‪++‬اء‬ ‫المغرب من سال (غرب المغرب) حتى برقة ( شرق ليبيا) ضد النص‪++‬ارى ‪ ،‬ال‪++‬ذين‬ ‫أصبحوا خط ًرا على اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪-1‬الشواني ‪ :‬ج ‪ .‬شونة وهي سفينة حربية جهادية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬المشرفية ‪ :‬السيوف ‪.‬‬

‫‪ – 3‬القنا ‪ :‬الرماح ‪.‬‬

‫‪ – 4‬الخميس العرمرم ‪ :‬الجيش الكثير ‪.‬‬

‫وفي نفس الوقت الذي سارت فيه س‪++‬ائر جن‪++‬د الغ‪++‬رب النص‪++‬راني الى محارب‪++‬ة‬ ‫صالح الدين واسترداد بيت المقدس ‪ ،‬هرع الرجال والشباب والشيوخ ‪ ،‬وس‪++‬كان‬ ‫‪45‬‬


‫الهضاب والصحارى والش‪++‬واطىء في جمي‪++‬ع أنح‪++‬اء المغ‪++‬رب الى ألوي‪++‬ة القت‪++‬ال‬ ‫الفتت‪++‬اح اس‪++‬بانيا وأخ‪++‬ذ الخط‪++‬ر ال ‪+‬دّاهم ين‪++‬ذر الغ‪++‬رب في ال‪++‬وقت ال‪++‬ذي ح‪++‬اول‬ ‫النصارى فيه أن يرفعوا الصليب في المشرق ‪.‬‬ ‫ثم جهز جيشًا كبي ًرا ‪ ،‬بلغ قوامه مائتي الف مسلم‬

‫(‪)1‬‬

‫وقطع مضيق جبل ط‪++‬ارق‬

‫ودخل االندلس ‪ ،‬وفي تلك األثناء كان الشيخ مح‪++‬يي ال‪++‬دين بن ع‪++‬ربي م‪++‬ا ي‪++‬زال‬ ‫في المغرب ‪ ،‬وشاهد جيوش الموحدين وهي متوجهة الى األندلس ‪ ،‬فقال رضي‬ ‫هللا عنه في الفتوح‪+++‬ات المكي‪+++‬ة ‪ :‬كنت بمدين‪+++‬ة ف‪+++‬اس ‪ ،‬س‪+++‬نة اح‪+++‬دى وتس‪+++‬عين‬ ‫وخمسمائة وعساكر الموحدين قد جازت الى األندلس لقتال الع‪++‬دو ‪ ،‬فلقيت رجاًل‬ ‫من رج‪++‬ال هللا ‪ ،‬فس‪++‬ألني م‪++‬ا تق‪++‬ول في ه‪++‬ذا الجيش ؟ ه‪++‬ل يُفتح ل‪++‬ه وينتص‪++‬ر في‬ ‫هذه السنة ‪ ،‬أم ال ؟ فقلت له ما عندك أنت في ذلك ؟‪.‬‬ ‫فقال ‪ " :‬إنّ هللا تعالى قد ذكره في كتابه ‪ ،‬وبش َّر به نبيّه في قوله تعالى ‪( :‬إنّا‬ ‫فتح‪ +‬ا ُمبينً‪++‬ا ‪ ،‬من غ‪++‬ير تك‪++‬رار األل‪++‬ف في‬ ‫فتح‪ +‬ا مبينًا) ‪ ،‬وموض‪++‬ع البش‪++‬رى ً‬ ‫فتحنا لك ً‬ ‫ُمبينً‪++‬ا فإنّه‪++‬ا إلطالق الوق‪++‬وف في تم‪++‬ام اآلي‪++‬ة ‪ ،‬فنظ‪++‬رت ‪ ،‬وحس‪++‬بت الح‪++‬روف ‪،‬‬ ‫فتح‪ +‬ا ‪+ 489 :‬‬ ‫فوج‪++‬دت الفتح يك‪++‬ون في س‪++‬نة إح‪++‬دى وتس‪++‬عين وخمس‪++‬مائة ‪ً :‬‬ ‫مبينا ‪591 = 102 :‬‬ ‫ب من‬ ‫ي متاب ًعا سيره حتى استق َّر في‬ ‫الجيش‬ ‫وبقي‬ ‫الموحد ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫موضع قري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مجلس‪+‬ا إستش‪++‬اريًّا‬ ‫موقع األرك (أواسط إس‪++‬بانيا)‪ ...‬وف‪++‬و ًرا عق‪++‬د الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫ً‬ ‫حول المعركة واستعرض اآلرا َء المطروح‪++‬ة ‪ ،‬فأخ‪++‬ذ بالخطة الّ‪++‬تي طرحه‪++‬ا علي‪++‬ه‬ ‫الموح‪ +++‬دي ‪.‬‬ ‫ب النتص‪+++‬ار الجيش‬ ‫ّ‬ ‫ابن ص‪+++‬ناديد ‪ ،‬والّ‪+++‬تي ك‪+++‬انت من أه ِّم األس‪+++‬با ِ‬ ‫وتفاصيلها ‪:‬‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬د ‪ .‬السرجاني في قصة األندلس ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫أشار ابن صناديد على السلطان يعقوب باختيار قائد موحد للجيوش ‪ ،‬كما أشار‬ ‫عليه بتقسيم‪ +‬الجيش على النحو التالي ‪:‬‬ ‫ األندلس‪++‬يون ويق‪++‬ودهم أح‪++‬د أب‪++‬رز زعم‪++‬ائهم ح‪++‬تى ال تض‪++‬عف ع‪++‬زيمتهم عن‪++‬دما‬‫يُولّى عليهم قائد ليس منهم ‪ ،‬فاختير ابن صناديد لقيادتهم ويوض‪++‬ع في ميمن‪++‬ة‬ ‫الجيش‬ ‫ العرب والبربر ويوضعون في الميسرة ‪.‬‬‫الجيش الموحدي النظامي ويوضع في القلب‪.‬‬‫ المتطوعون من عرب وبربر واندلس‪++‬يين يوض‪++‬عون في مقدم‪++‬ة الجيش للب‪++‬دء‬‫بالقتال ‪.‬‬ ‫ عقد السلطان يعقوب قائ ًدا لكل قبيلة ‪ ،‬وقائ ًدا لكل قسم من الجيش ‪.‬‬‫ السلطان المنصور والقوات االحتياطي‪++‬ة المؤلف‪++‬ة من ص‪++‬فوة الجن‪++‬د ‪ ،‬والح‪++‬رس‬‫األميري وقسم من المتطوعين ‪ ،‬تق‪+‬وم بمراقب‪+‬ة المعرك‪+‬ة من بُع‪ٍ +‬د لتت‪+‬دخل م‪+‬تى‬ ‫لزم االمر‪ ،‬وموقع هذا الجيش خلف التالل مع وجود من يراقب س‪++‬ير المعرك‪++‬ة‬ ‫من على قممها ‪ ،‬كي يتلقى إشارةً او خب ًرا للتدخل في الوقت المناسب ‪.‬‬ ‫ عيَّن الوزير " أبو يحي بن أبي حفص " قائ ًدا عا ّمًا للجيوش ‪.‬‬‫وقبل أن تبدأ المعركة وعند اكتما ِل الحش‪++‬د ‪ ،‬وانته‪++‬اء االس‪++‬تعدا ِد للقت‪++‬ال ‪ ،‬أرس‪++‬ل‬ ‫‪+‬ير يق‪++‬ول لكم ‪،‬‬ ‫األمي ُر‬ ‫الموحد ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي رسالة إلى كل المسلمين ‪ ،‬يقول فيها ‪ " :‬إنَّ األم‪َ +‬‬ ‫اغف‪+‬روا له ف‪+‬إنّ ه‪+‬ذا موض‪++‬ع غف‪+‬ران ‪ ،‬وتغ‪++‬افروا فيم‪+‬ا بينكم وطيّب‪+‬وا نفوس‪++‬كم ‪،‬‬ ‫‪+‬اس جميعهم‬ ‫وأخلص‪++‬وا هلل نيّ‪++‬اتكم " فق‪++‬الوا ‪ " :‬منكم يُطلب الغف‪++‬ران " ‪ ،‬وبكى النّ‪ُ +‬‬ ‫وداع ‪،‬‬ ‫ص ‪ ،‬وعلم‪++‬وا أنّ‪++‬ه موق‪++‬ف‬ ‫وأعظموا ما سمعوه من أميرهم المؤم ِن ال ُمخل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ثم ق‪++‬ام الخطب‪++‬اء يخطب‪++‬ون عن الجه‪++‬اد ‪ ،‬ويُ‪++‬ذ ِّكرون بفض‪++‬له وش‪++‬رفه ومكانت‪++‬ه‬ ‫ويُح ّمسون‬ ‫‪47‬‬


‫ص‪ِ +‬د َع بالن‪++‬داء ‪ ،‬وبأخ‪ِ +‬ذ‬ ‫‪+‬وس ومن الغ‪++‬د ُ‬ ‫ت النف‪ُ +‬‬ ‫الجن َد ل‪++‬ه (‪ )1‬فنش‪++‬ط الن‪ُ +‬‬ ‫ُ‬ ‫‪+‬اس ‪ ،‬وط‪++‬اب ِ‬ ‫السالح والبرو ِز إلى اللقاء(‪. )2‬‬ ‫ِ‬ ‫وفي ص‪+++‬بيحة ي‪+++‬وم األرك ‪ ،‬أذاع أب‪+++‬و يوس‪+++‬ف بين س‪+++‬ائر الجند ‪ ،‬لكي يُ‪+++‬ذ ّكي‬ ‫‪+‬بر ُح ٍلم رآه في الليل‪++‬ة الس‪++‬ابقة ‪ ،‬مف‪++‬اده أنّ‪++‬ه رأى في نوم‪++‬ه‬ ‫حماستهم للقت‪++‬ال خ‪َ +‬‬ ‫ب فُتِ َح في الس‪++‬ماء ‪ ،‬وبي‪++‬ده‬ ‫أبيض ‪،‬‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فار ً‬ ‫يخرج من ب‪++‬ا ٍ‬ ‫سا به َي الطلع ِة على فر ٍ‬ ‫الس‪++‬ماء‬ ‫راية خض‪++‬راء وق‪++‬د انتش‪++‬رت في اآلف‪++‬اق يق‪++‬ول له ‪ :‬إنّه من مالئك‪ِ ++‬ة ّ‬ ‫الس ‪+‬ابعة ‪ ،‬وإنّ‪++‬ه ج‪++‬اء يُبش‪++‬ره بالنّص‪++‬ر بح‪++‬ول هللا‬ ‫ّ‬

‫(‪)3‬‬

‫‪ ،‬ثم أنش‪++‬دني ه‪++‬ذه األبي‪++‬ات‬

‫فحفظتها ‪ ،‬فانتبهت ‪ ،‬وكأنما نُقشت في قلبي ‪:‬‬ ‫بشائر نصر هللا جاءتك سافرة‬

‫لتعلم أنَّ هللا ينصر ناصره‬

‫فابشر بنصر هللا والفتح إنَّه‬

‫قريب وخيل هللا الشك ظافرة‬

‫فتفني جيوش الروم بالسيف والقنا‬

‫وتخلي بال ًدا ال تُرى بعد عامرة‬

‫(‪)4‬‬

‫فايقنت بالفتح والظف‪++‬ر ان ش‪++‬اء هللا تع‪++‬الى ‪ ...‬فق‪++‬ويت معنوي‪++‬اتُ الجن‪ِ +‬د ‪ ،‬وق‪++‬اتلوا‬ ‫موق‪+‬ع يُس‪َّ +‬مى األرك‬ ‫ت وشراس ٍة ‪ ،‬فتحقق النص ُر‪ .‬والتقى الجيش‪+‬ان في‬ ‫بصب ٍر وثبا ٍ‬ ‫ٍ‬

‫(‬

‫‪ ،)5‬في ‪ 9‬شعبان سنة ‪ 591‬هجرية (‪ 18‬تموز ‪ 1195‬م) ‪.‬عل ًما بأن جيش ألفونس‪++‬و‬ ‫كان يزيد على ثالثمائة ألف(‪ )6‬فكانت الغلبة لجيوش المس‪++‬لمين ‪ ،‬بقي‪++‬ادة يعق‪++‬وب‬ ‫المنصور‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬ابن عذارى في البيان المغرب ‪ ،‬والسرجاني في قصة األندلس ‪ ،‬والسالوي في االستقصا ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ابن الخطيب في رقم الحلل ‪ ،‬والسرجاني في قصة األندلس ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الصالبي في دولة الموحدين ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ابن ابي زرع في روض القرطاس ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬األرك ‪ :‬موقع شمالي قرطبة وجنوب طليطلة في اسبانيا ‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫‪ – 6‬ابن ابي زرع في روض القرطاس ‪.‬‬

‫" وجعل كلمة الذين كفروا الس‪++‬فلى وكلم‪++‬ة هللا هي العلي‪++‬ا وهللا عزي‪++‬ز حكيم "‬ ‫وتحقق م‪++‬ا توقع‪++‬ه الرج‪++‬ل الم‪++‬ؤمن أم‪++‬ام ابن ع‪++‬ربي ال‪++‬ذي أض‪++‬اف ق‪++‬ائاًل ‪ " :‬ثم‬ ‫ج‪++‬زت الى االن‪++‬دلس في الس‪++‬نة الم‪++‬ذكورة وق‪++‬د نص‪++‬ر هللا المس‪++‬لمين فه‪++‬ذا من‬ ‫الفتح االلهي لهذا الشخص" (مفتي مكة ابن دحالن) ‪.‬‬ ‫وكي تكتمل صورة القائد المجاهد يعقوب المنصور الموحدي ال بُ‪َّ +‬د أن نَ ُم‪َّ +‬ر‬ ‫ولو سري ًع ا على مجريات سير معركة األرك كما ذكرها معظم المؤرخين ‪:‬‬ ‫كان جيش ألفونسو يحتل موق ًعا مرتف ًعا يطل على القوات ال ُمسلمة ‪ .‬وفي يوم‬ ‫القتال بدأ المتطوعون في الجيش الموحدي بالتقدم قلياًل‬ ‫لجس النبض ‪ ،‬واتَّبع‬ ‫ِّ‬ ‫القشتاليون نظا ًما ُمتمي ًزا وذكيًا وهو نزول الجيش على دفعات ‪ ،‬فكانت الدفعة‬ ‫هائج تتالت أمواجه‬ ‫األولى ما بين سبعة الى ثمانية آالف جندي ‪ ،‬فكانوا كبح ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫فر َّد المتطوعون المسلمون هذه الهجمة ‪ ،‬فأتبعها ألفونسو بهجمة ثانية ‪،‬‬ ‫فقاومها المتطوعة مقاومة قوية ج ًدا ‪ ،‬ثم كانت الهجمة الثالثة قوية وعنيفة‬ ‫ج ًدا وأكثر عد ًدا فاستطاع المسيحيون اختراق مقدمة الجيش اإلسالمي وقتلوا‬ ‫كثي ًرا من افراد الجيش الموحدي ‪ ،‬وكان من بينهم أبو يحي بن أبي حفص‬ ‫القائد العام للجيش الموحدي ‪ -‬فظن الفونسو أنه السلطان يعقوب – واستمروا‬ ‫يخترقون الجيش الموحدي حتى وصلوا الى القلب ‪ ،‬فما كان من ابن صناديد‬ ‫والعرب والبربر – أجنحة الجيش اإلسالمي ‪ -‬إال أن حاصروا القشتاليين‬ ‫وفصلوا بين مقدمة جيشهم ومؤخرته ‪ ،‬وبدأت بشائر النصر تلوح في األفق ‪،‬‬ ‫عندئ ٍذ تلقى جيش السلطان يعقوب الموجود خلف التالل خب ًرا بوجوب التدخل‬ ‫لحسم المعركة نهائيًا ‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫خرج السلطان يعقوب المنصور الموحدي مع جيشه من خلف التالل والراية‬ ‫البيضاء مكتوب عليها " ال إله إال هللا ‪ ،‬محمد رسول هللا ‪ ،‬ال غالب إال هللا " ‪،‬‬ ‫وقر ُع طبول الموحدين وزعقات األبواق ‪ ،‬وأصوات المجاهدين بالتكبير قد‬ ‫زلزلت األرض ‪ ،‬فتفاجأ ألفونسو وقواد جيشه وتساءل ‪ ،‬فأتاه الجواب ‪ :‬انّه‬ ‫المنصور الموحدي وما قاتلك حتى اآلن سوى طالئع جيوشه ومقدمات‬ ‫عساكره ‪ ،‬فانهارت معنوياته ومعنويات قواده وجيشه وفتكت بهم جيوش‬ ‫الموحدين فت ًكا ذري ًعا من كل جانب ‪ ،‬فبدأ جيش ألفونسو بالفرار من أرض‬ ‫المعركة ‪ ،‬وكذلك ألفونسو هرب مع من تبقى من المحيطين به ‪ ،‬ودخل حصن‬ ‫األرك وخرج من باب خلفي كي ال يعلم به أحد فانتهت المعركة بانتصار‬ ‫ساحق لصالح الجيش اإلسالمي بقيادة السلطان يعقوب المنصور الموحدي ‪.‬‬ ‫وب‪++‬ذلك يك‪++‬ون م‪++‬ا توقع‪++‬ه جيش ألفونس‪++‬و ب‪++‬إحرازه النص‪++‬ر ‪ ،‬ق‪++‬د ذهب أدراج‬ ‫الرياح واليك م‪+‬ا ذك‪++‬ره الص‪++‬البي ‪ :‬وق‪++‬د أحض‪+‬روا معهم جماع‪++‬ات من اليه‪++‬ود ‪،‬‬ ‫لشراء أسرى المسلمين بعد انتهاء المعركة لصالحهم ليتم بيعهم بعد ذل‪++‬ك في‬ ‫أوروبا ‪ .‬ولكن " هللا غالب على أمره "‪.‬‬ ‫شبَّهَ معركةَ‬ ‫األرك بمعركة حطّين ‪ ،‬ألنّه كانت في األندلس معار ُك‬ ‫هناك من َ‬ ‫ِ‬ ‫صليبيّةٌ مشابهةٌ للّتي جرت في المشرق ‪ ،‬ويمكننا الق‪++‬و ُل ب‪++‬أنّ معرك ‪+‬ةَ الزالّقة‬ ‫بقيادة أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين(‪ )2‬ومعركةَ األرك بقي‪+‬ادة أم‪+‬ير المؤم‪+‬نين‬ ‫(‪)1‬‬

‫السلطان يعقوب ‪ ،‬هما من أه ِّم المعار ِك الّ‪++‬تي ج‪++‬رت في المغ‪++‬رب واألن‪++‬دلس (أي‬ ‫اس‪++‬بانيا والبرتغ‪++‬ال ‪ ،‬في عص‪++‬رنا ه‪++‬ذا)‪ ،‬على م‪++‬دى ح‪++‬والى ‪ 800‬س‪++‬ن ٍة من حكم‬ ‫المسلمين هناك ‪ ،‬وتجدر اإلشارةُ إلى أنّه كانت هناك معارك صغيرة في المغرب‬ ‫واألندلس قبل معركة األرك وبعدها ‪ِ ،‬عل ًما بأنّ المسافة ال ّزمنية بين المعركتين‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬الزالقة ‪ :‬موقع في اسبانيا جرت فيه المعركة عام ‪ 1086‬م ‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫‪ – 2‬يوسف بن تاشفين أهم شخصية في دولة المرابطين التي حكمت أكثر من ‪ 90‬عا ًما قبل الموحدين ‪.‬‬

‫المذكورتين هي ‪ 112‬سنة‬

‫(‪. )1‬‬

‫ كان المنصور يقوم باستعراض الجنود امام كافة أفراد الشعب ‪ ،‬وذلك إلبراز‬‫مدى قوة جيوشهم مما كان له األثر الكبير في المساندة المعنوية للجيوش‬ ‫المجاهدة ‪.‬‬ ‫ كان يقوم باستعراضات للجيوش في األندلس إلشاعة الرعب في قلوب‬‫النصارى ‪.‬‬ ‫ استخدم نظام التجسس على العدو لمعرفة أحواله ونقاط ضعفه ومدى قوته‬‫ اثناء سيره الى معركة األرك ظفر رجاله بطائفة من النصارى حاولت‬‫التجسس عليهم – اهتم بالطالئع التي تُنذر الناس بالغارات عن طريق إشعال‬ ‫النار على قمم الجبال ‪ ،‬الى جانب استخدام الطبول في التنبيه(‪. )2‬‬ ‫وال ننسى أنّه خاض العشرات من المعارك في المغرب وشمال افريقيا‬ ‫واألندلس ‪ ،‬ولكن معركة األرك التي قيل عنها (حطين األندلس) ‪ ،‬كانت قمة‬ ‫انتصاراته ‪.‬‬

‫‪ - 18‬غنائم المسلمين‬ ‫كانت غنائ ُم المسلمين في معرك ِة األر َك ‪ ،‬أكث َر من أن تُحصى ‪ ،‬حتى قي َل‬ ‫أل‪++‬ف‬ ‫دروع اإلفرنج ستّون ألفًا ‪ ،‬وعدد الخيام مائة‬ ‫بأنّه حصل لبيت المال من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وخمسون ألف خيمة ‪ ،‬والخيل ثمانون والبغال مائ‪++‬ة أل‪++‬ف ‪ ،‬والحم‪++‬ير ‪ 400‬ألف ‪،‬‬ ‫جاء بها الكفّا ُر لحم ِل أثقالهم ‪ .‬أما الجواه ُر واألموا ُل فال تُحصى ‪ .‬وقيل أنّ عد َد‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬ابن ابي زرع في روض القرطاس ‪ ،‬وعند العسلي في الحروب الصليبية ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬د ‪ .‬ليلى أحمد النجار في المغرب واألندلس في عهد المنصور الموحدي ‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫ألف قتي ٍل ‪ ،‬وبلغ عدد األسرى ‪ 30‬ألفًا ‪ ،‬حتى‬ ‫قتلى الفرنج قد وصل إلى ‪146‬‬ ‫َ‬ ‫بِي َع األسير ب‪++‬درهم ‪ ،‬والس‪++‬يف بنص‪++‬ف درهم ‪ ،‬والف‪++‬رس بخمسة دراهم ‪ ،‬والحم‪++‬ار‬ ‫يعقوب الغنائ َم بين المسلمين بمقتضى الش‪++‬رع‬ ‫س َم‬ ‫ُ‬ ‫بدرهم ‪ ،‬وق َّ‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ .‬واستش‪++‬هد من‬

‫المسلمين نحو عشرين ألف شهيد ‪.‬‬ ‫خص المؤرخون هذه المعركة بكثي ٍر من المديح ‪ ،‬لما لها من نكاي ٍة‬ ‫لقد‬ ‫َّ‬ ‫كبير ٍة في النصارى ‪ ،‬مما جعلها ت‪++‬وازي وقع‪++‬ة الزالق‪++‬ة أو تض‪++‬اهيها ومنهم من‬ ‫أطلق عليها لقب " معركة حطين األندلس"‪ ،‬واألر ُك موض ‪ٌ +‬ع بن‪++‬واحي بطلي‪++‬وس‬ ‫(في إسبانيا) ‪.‬‬ ‫رأس‪++‬ه‬ ‫نج‪++‬ا ألف‪++‬ونس مل‪++‬ك النّص‪++‬ارى إلى طليطل‪++‬ة في أس‪++‬وإ ح‪++‬ال ‪ ،‬فحلق‬ ‫َ‬ ‫ش ‪ ،‬وال يق‪++‬رب‬ ‫ولحيتَ‪++‬ه ون ّكس ص‪++‬ليبَه وآلى على نفس‪++‬ه أن ال ين‪++‬ا َم على ف‪++‬را ٍ‬ ‫سا وال دابة حتى يأخذ بالثار‬ ‫النّسا َء ‪ ،‬وال يركب فر ً‬

‫(‪.)2‬‬

‫ومما ذكره الدكتور السرجاني ‪ :‬دخل المس‪++‬لمون حص‪++‬ن األرك بالس‪++‬يف عن‪++‬وة ‪،‬‬ ‫وأضرموا النيران في أبوابه ‪ ،‬واحتووا على جميع ما ك‪++‬ان في‪++‬ه من األم‪++‬وال ‪،‬‬ ‫وال‪++‬ذخائر ‪ ،‬واألرزاق واألس‪++‬لحة وال ُع ‪َ +‬دد واالمتع‪++‬ة وال‪++‬دواب والنس‪++‬اء والذري‪++‬ة ‪،‬‬ ‫وقُتل في هذه الغزاة من ال َكفَ‪++‬رة أل‪++‬وف ال تُع‪++‬د وال تُحص‪++‬ى ‪ ،‬وال يعلم له‪++‬ا اح‪ٌ +‬د‬ ‫عد ًدا إال هللا تعالى(‪." )3‬‬ ‫‪ -1‬عند العسلي في الحر وب الصليبية ص‪ . 157‬وكذلك عند المق ّري في نفح الطيب ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المق ّري في نفح الطيب ج ‪ 1 :‬ص ‪. 443 :‬‬ ‫‪ - 3‬د ‪ .‬السرجاني في قصة األندلس ص ‪.594 :‬‬

‫‪52‬‬


‫‪ -19‬قصيدة مديح‬ ‫بعد االنتهاء من معركة االرك ‪ ،‬أنشده الشعراء قصائد عديدة ‪ .‬غير أنَّ‬ ‫قصيدة ابن حزمون نالت إعجابه ‪ ،‬وهي من أربعين بيتًا ‪ ،‬سنكتفي منها بما‬ ‫يلي ‪:‬‬ ‫حيتك معطرة النفس‬

‫س‬ ‫نفحات الفتح بأندل ِ‬

‫فذر الكفار ومأتمهم‬

‫س‬ ‫إنَّ االسالم لفي عر ِ‬

‫أإما َم الحق وناصره‬

‫س‬ ‫طهرت االرض من الدن ِ‬

‫ومألتَ قلوب الناس هدى‬

‫س‬ ‫فدنا التوفيق لملتم ِ‬

‫ورفعتَ منار الدين على‬

‫س‬ ‫ُع ُم ٍد ُ‬ ‫ش ٍّم وعلى أس ِ‬

‫وصدعتَ رداء الكفر كما‬

‫(‪)2‬‬ ‫س‬ ‫صدع الديجور سنا قب ِ‬

‫(‪)3‬‬

‫ومضيتَ ألمر هللا على‬ ‫سقيتَ بنجيعهم(‪)4‬اُك ًما‬

‫س‬ ‫ثق ٍة باهلل ولم تخ ِ‬

‫(‪)5‬‬

‫س‬ ‫وطئوا منهن على ده ِ‬

‫فأولئك حزب الكفر أال‬

‫س‬ ‫إنَّ‬ ‫َ‬ ‫الكفار لفي نك ِ‬

‫لم يبق بها مثوى رجل‬

‫س‬ ‫إال وعليه شذى فر ِ‬

‫إن كان نجا إذفنشهم‬

‫(‪)1‬‬

‫( ‪)6‬‬

‫س‬ ‫فإلى عي ٍ‬ ‫ش نك ٍد تع ِ‬

‫أجزيرة أندلس اعتصمي‬

‫بإمام األمة واحترسي‬

‫ال يُخلفُ ربك موعده‬

‫َد ِّو ْخ أقطارهم ودس‬ ‫‪ - 2‬الديجور‪ :‬الظالم الدامس ‪.‬‬

‫‪-1‬الدنس ‪ :‬الكفر ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سنا قبس ‪ :‬شعاع نور ‪.‬‬

‫‪ - 5‬اُك ًما ‪ :‬تالاًل‬

‫‪ - 4‬النجيع ‪ :‬الدم ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬اذفنشهم ‪ :‬اسم ملكهم اذفونش أو ألفونس ‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪.‬‬

‫(‪)7‬‬


‫‪ - 7‬المراكشي في ال ُمعجب ‪.‬‬

‫‪ -20‬نتائج معركة‪ +‬االرك (باختصار)‬ ‫الروح المعنويةُ لمسلمي األندلس ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬ارتفع ِ‬ ‫‪ - 2‬سقوطُ هيبة ملوك النصارى ‪.‬‬ ‫الموحدون نص‪ً +‬را عظي ًم‪++‬ا جعلهم ‪ ،‬يفك‪++‬رون بج‪ٍّ +‬د في توحي‪ِ +‬د الع‪++‬الم‬ ‫‪ - 3‬حقّق‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي كله تحت سيطرتهم ‪.‬‬ ‫والموحدين في العالم أجمع ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إرتفا ُع نجم السلطان يعقوب المنصور‬ ‫ّ‬ ‫الموحدين ‪.‬‬ ‫بعض قبائ ِل المغرب الّتي تفكر في الثّورة على‬ ‫‪ - 5‬إنصاعت‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫األفراح أرجا َء العالم اإلسالمي في شرقه وغربه ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫‪ - 6‬ع ّم ِ‬ ‫‪+‬يب نص‪++‬ارى اإلس‪++‬بان بهزيم‪ٍ +‬ة نفس‪+‬يّ ٍة أثّ‪++‬رت في نفوس‪++‬هم ‪ ،‬وتحطّمت‬ ‫‪ -7‬اُص‪َ +‬‬ ‫آمالهم في االستيالء على أراضي المسلمين في األندلس وإبعادهم ‪.‬‬ ‫الموحدين ‪.‬‬ ‫ت مع دولة‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 8‬جعلت ملو َك النصارى يتسارعون في عقد المعاهدا ِ‬ ‫رص‬ ‫تفجرت أحق‪+++‬ا ُد القساوس‪+++‬ة والرهب‪+++‬ان في نفوس‪+++‬هم ‪ ،‬وعمل‪+++‬وا على‬ ‫‪- 9‬‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫صفوف إستعدا ًدا لمعار َك قادمة ‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫س‪++‬ج َّل التّ‬ ‫ت‬ ‫‪++‬اريخ اإل س‪++‬المي ‪ُ ،‬‬ ‫وس‪ِّ ++‬جلتْ على ص‪++‬فحا ِ‬ ‫‪ -10‬دخلت معرك‪++‬ةُ األر ِك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ّزمن بما ِء ّ‬ ‫صافي(‪. )1‬‬ ‫الذهب ال ّ‬ ‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬الصالبي في دولة الموحدين ص ‪. 183 :‬‬

‫‪54‬‬


‫‪ – 21‬أسباب االنتصار (باختصار)‬ ‫بتصحيح العقيدة‪.‬‬ ‫‪ -1‬اإلهتما ُم‬ ‫ِ‬ ‫الموحدين بالمرضى ‪ ،‬والضعفا ِء ‪ ،‬واأليتام ‪ ،‬والفقراء ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إهتما ُم دولة‬ ‫ّ‬ ‫أهل الكبائ ِر‪،‬‬ ‫ساق ‪ ،‬وتغليظُ العقوبة على‬ ‫‪ - 3‬محاربةُ المنك ِر‪ ،‬والتضيي ُ‬ ‫ق على الف ّ‬ ‫ِ‬ ‫بإشراف السلطان بنفسه ‪.‬‬ ‫ب االجتها ِد ‪ ،‬ومحاربة الجمود ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬فَ ْت ُح با ِ‬ ‫‪ - 5‬إحترام العلماء ‪ ،‬والقضاة ‪ ،‬والفقهاء ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الحز ُم والقيادةُ ال ّرشيدةُ الّ‪+‬تي تميّ‪َ +‬ز به‪+‬ا أب‪+‬و يوس‪+‬ف المنص‪+‬ور في قيادت‪+‬ه‬ ‫الموحدين ‪.‬‬ ‫لدولة‬ ‫ّ‬ ‫ش‬ ‫‪ - 7‬االهتما ُم بمبدإ الشورى ‪ ،‬واالبتعا ُد عن التسلّط ‪ ،‬واالعجاب بالرأي ‪ ،‬وتهمي ِ‬ ‫اآلخرين ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬االهتما ُم بمعرف ِة نفسية األقوام المشارك ِة في الجهاد ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬جودةُ التخطيط ‪.‬‬ ‫‪ -10‬االهتما ُم بوحدة القيادة ‪.‬‬ ‫‪ -11‬إذكا ُء روح الجهاد في الجنود ‪.‬‬ ‫‪+‬وب من رعيّت‪++‬ه أن يغف‪++‬روا‬ ‫‪ -12‬تواض ُع القياد ِة ‪ ،‬ويظه‪++‬ر ذل‪++‬ك عن‪++‬دما طلب يعق‪ُ +‬‬ ‫الناس وبكوا مما سمعوا من زعيمهم ‪.‬‬ ‫له ‪ ،‬وأن يتغافروا فيما بينهم ‪ ،‬فتأثّر‬ ‫ُ‬ ‫‪ -13‬سريانُ روح األمل ‪ ،‬والتفاؤل بالرؤى ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬الصالبي في دولة الموحدين ص ‪. 184 :‬‬

‫‪55‬‬


‫‪ – 22‬بين يعقوب وصالح الدين‬ ‫الموحدي ‪.‬‬ ‫رسالةُ صالح الدّين األيوبي إلى السلطان يعقوب‬ ‫ّ‬ ‫جاءت رس‪++‬الةُ يوس‪++‬ف بن أي‪++‬وب (ص‪++‬الح ال‪+‬دّين األي‪++‬وبي) ‪ ،‬تُ‪++‬ب ِر ُز مكان‪+‬ةَ‬ ‫سعةَ علمه ‪ ،‬ومعرفته ب‪++‬الحرب‬ ‫السلطان يعقوب عنده ‪ ،‬وتُبيّنُ له مكانةَ ُحك ِمه ‪ ،‬و ِ‬ ‫‪ ،‬لذلك بيّن له البيئةَ الجغرافيةَ للبالد ‪ ،‬كما أوضح وش‪++‬رح ل‪++‬ه الطريق ‪+‬ةَ الّ‪++‬تي‬ ‫صليبي وإخراجه من األرض ‪ ،‬وما بقي منها في يده‪...‬‬ ‫بدأها في قهر العد ِو ال ّ‬ ‫كما وأثنى صالح الدّين على الق ّو ِة التي كان يتمتّ ُع بها السلطان يعقوب‬ ‫في المغرب العربي ‪ ،‬لذلك طالبه بأن تكون تل َك الق ّوة مد ًدا للمسلمين في‬ ‫الش‪++‬رق ‪ ،‬وال ينبغي أن‬ ‫الش ‪+‬رق كم‪++‬ا األع‪++‬داء يم ‪+‬دّون أتب‪++‬ا َعهم من الغ‪++‬رب إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫يكون الع‪++‬د ُو أس‪++‬رع وأق‪++‬وى بم‪++‬دده من المس‪++‬لمين ‪ ،‬وك‪++‬ان في ذل‪++‬ك إش‪++‬ارة إلى‬ ‫َ‬ ‫طلبه من السلطان يعقوب اإلغاثةَ والمدد ‪ .‬وهذه الرسالة طويلة إذ تبلغ حوالي‬ ‫ض مق‪++‬اط َع‬ ‫عشر صفحات ‪ ،‬وهي من إنشاء القاضي الفاضل ‪ ،‬لذا س‪++‬أكتفي بع‪++‬ر ِ‬ ‫منها تُبيّنُ ما أسلفت ‪ ،‬حيث جاء فيها ‪:‬‬ ‫العنوان‬ ‫بالغ إلى محل التّقوى الطّاهر ‪ ،‬و مستق ّر حزب هللا الظاهر من المغرب أعلى‬ ‫هللا به كلمة اإليمان ‪ ،‬ورفع به منار البّر واإلحسان ‪.‬‬ ‫بسم هللا ال ّرحمن ال ّرحيم‪:‬‬ ‫الفقي ُر إلى رحم ِة ربه يوسف بن أيوب (صالح الدين) ‪ ،‬أما بعد ‪ :‬فالحم ُد هللِ‬ ‫‪+++‬ر بالبريّة ‪ ،‬الحفي بالحنيفيّة ‪ ،‬الّ‪+++‬ذي‬ ‫الماض‪+++‬ي المش‪+++‬يّة ‪ ،‬ال ُممض‪+++‬ي القض‪+++‬يّة ‪ ،‬البَ ُّ‬ ‫الق‪++‬رض ‪،‬‬ ‫األرض ‪ ،‬وأغ‪++‬نى من أهله‪++‬ا من س‪++‬أله‬ ‫اس‪++‬تعمل عليه‪++‬ا من اس‪++‬تع َمر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأجزل أجر من أجرى على يده النافلة والفرض ‪ ،‬وزان س‪++‬ماء الملّ‪++‬ة ب‪++‬دراري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذراري الّتي‬ ‫‪56‬‬


‫بعضها من بعض ‪ ،‬وصلّى هللا على س‪+‬يّدنا مح ّم‪++‬د الّ‪++‬ذي أن‪++‬زل علي‪++‬ه كتابً‪++‬ا‬ ‫فيه الشّفا ُء والتّبيانُ وبنى اإلسالم بر ّمته الّتي شبّهها ص‪++‬احبها بالبني‪++‬ان ‪ ،‬وعلى‬ ‫صطفاهم ‪ ،‬وط ّهرهم ونصروه وظاهروا رسوله ‪.‬‬ ‫آله وصحبه الّذين ا ّ‬ ‫الص‪++‬يبة ‪ ،‬الواجب‪++‬ة ال‪++‬رد ‪،‬‬ ‫‪ ...‬ثم ق‪++‬ال فيها ‪ :‬وه‪++‬ذه التحية الطيّبة ‪ ،‬الكريمة‬ ‫ّ‬ ‫الموجبة للقصد تحيّة أستنير منها الكتاب ‪ ،‬وأستثيب عنه‪++‬ا الج‪++‬واب ‪ ،‬حفّ‪++‬ز له‪++‬ا‬ ‫ق ق‪++‬دي ٌم واآلخر م‪++‬را ٌم عظي ٌم ‪ ...‬إذ لم يُ ّ‬ ‫‪++‬ؤخ ْر فتح البالد‬ ‫ح‪++‬افزان ‪ :‬أح‪++‬دهما ش‪++‬و ٌ‬ ‫بعدها إالّ أنَّ فر َع الكفا ِر بالشّام استصرخ(‪ )1‬بأصل الكفّ‪++‬ار من الغ‪++‬رب فأج‪++‬ابوهم‬ ‫ت(‪ )2‬ووح‪++‬دانًا‪ ...‬فخ‪++‬رج ك‪ُّ +‬ل يلبّي دع‪++‬وةَ‬ ‫رجااًل وفرس‪++‬انًا ‪ ،‬وش‪++‬يبًا وش‪++‬بانًا ‪ ،‬وزراف‪++‬ا ٍ‬ ‫بطركه وال يحتاج إلى عزمة ملكه ‪.‬‬ ‫ب ‪ ،‬مل‪++‬ؤوا‬ ‫‪ ...‬ثم ق‪++‬ال فيه‪++‬ا ‪ :‬وجلب الكف‪++‬ا ُر إلى المحص‪++‬ورين‬ ‫ّ‬ ‫بالش‪+‬ام كل مجل‪++‬و ٍ‬ ‫ت وأس‪++‬لحة ‪،‬‬ ‫ت وأطعم‪++‬ة ‪ ،‬وآال ٍ‬ ‫عليهم ثغ‪++‬رتهم(‪ )3‬من ك‪++‬ل مطل‪++‬وب ما بين أق‪++‬وا ٍ‬ ‫ب وفضة ‪ ،‬إلى أن شحنوا بال َدهم رجااًل ُمقاتلة وذخائ َر للعاجل‪++‬ة ‪ ،‬من‬ ‫ونقدّي ذه ٍ‬ ‫حربهم واآلجلة‪....‬‬ ‫‪ ...‬ولما كانت حضرةُ سلطان اإلسالم وقائ‪++‬د المجاه‪++‬دين إلى دار الس‪++‬الم ‪،‬‬ ‫أولى من توج‪+‬ه إلي‪++‬ه اإلس‪++‬الم بش‪++‬كواه وبثّ‪+‬ه ‪ ،‬واس‪++‬تعان ب‪+‬ه على حماي‪+‬ة نس‪+‬له‬ ‫وحرثه ‪.‬‬ ‫‪...‬وت‪+‬ابع ق‪+‬ائاًل ‪ :‬ك‪+‬ان المتوق‪ُ +‬ع من تل‪+‬كَ الدول‪ِ +‬ة العالي‪+‬ة ‪ ،‬والعزم‪ِ +‬ة الغادي‪+‬ة ‪ ،‬م‪+‬ع‬ ‫الق‪++‬در ِة الوافي‪++‬ة والمهم‪++‬ة المهدي‪++‬ة الهادي‪++‬ة ‪ ،‬أن يم‪++‬د غ‪++‬رب االس‪++‬الم المس‪++‬لمين‬ ‫بأكثر م َّما أم َّد به غرب الكفار الكافرين ‪ ،‬فيمألها عليهم جوار ك‪++‬األعالم ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫(في‬

‫سنوات ‪ 588 +- 585‬أرسل صالح ال‪++‬دين ثالث رس‪++‬ائل إلى المنص‪++‬ور يستجيش‪++‬ه‬ ‫على الفرنج بأن‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬استصرخ ‪ :‬استنجد‬

‫‪ – 2‬زرافات ‪ :‬جماعات او مجموعات ‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ – 3‬ثغرتهم ‪ :‬مدينتهم ‪.‬‬


‫‪ – 4‬جوار كاألعالم ‪ :‬سفن كالجبال العالية ‪.‬‬

‫يبعث إليه بأسطوله ألن أسطول صالح الدين أصبح ضعيفًا بعد تحريره القدس‬ ‫وبالمقارنة مع اسطول الصليبيين)(‪...)1‬‬ ‫والس ‪+‬الطين ابن منق‪++‬ذ ال ّرس‪++‬الةَ إلى ال‪++‬وزير أبي‬ ‫‪+‬وك‬ ‫ّ‬ ‫وأخ‪++‬ي ًرا ‪ ،‬س ‪+‬لّم س‪++‬في ُر المل‪ِ +‬‬ ‫والس ‪+‬الم‬ ‫الحج‪ +‬ة ‪ ،‬وك‪++‬ان ال‪++‬دخو ُل على يعق‪++‬وب‬ ‫حفص ي‪++‬وم الخميس س‪++‬ابع ذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليه في العشرين من ذي الحجة عام ‪ 586‬هجري (‪ 1190‬م) ‪.‬‬ ‫وفي هذا النهار ُحملت هدية السلطان الى خزانت‪++‬ه ال‪++‬تي اش‪++‬تملت على ‪ :‬ختم‪ٍ +‬ة‬ ‫كريم ٍة في ربع ٍة ُمخيّشة(‪ ،)2‬مسك ثالث مئ‪+‬ة مثق‪+‬ال ‪ ،‬عن‪+‬بر عش‪+‬ر قالئ‪+‬د ع‪+‬ددها‬ ‫ست مئة حبة عود في سفط عشرة أمناء ‪ ،‬ده‪++‬ان بلس‪++‬ان مئ‪++‬ة درهم واح‪++‬دة ‪،‬‬ ‫قس ّي بأوتارها مئة وقوسان ‪ ،‬سروج عشرون ‪ ،‬نصول سيوف هندية ‪ ،‬عش‪++‬رون‬ ‫نشاب ياسج(‪ )3‬خاص مريش كب‪++‬ير ومتوس‪++‬ط ‪ ،‬ض‪++‬من ص‪++‬ندوقَي خش‪++‬ب ُمجلّ‪++‬دة ‪،‬‬ ‫سبع مئ‪++‬ة س‪++‬هم(‪ . )4‬وذك‪++‬ر ال‪++‬دكتور العب‪++‬ادي ان المنص‪++‬ور خال ب‪++‬ابن منق‪++‬ذ على‬ ‫اختصاص وانفراد فتلقى الجواب من المنصور ُمجماًل ‪ ،‬واُحيل على ما يوض‪+‬حه‬ ‫له الوزراء ُمفس ًرا و ُمك ّماًل وخرج الرسول من الحضرة بعد ذلك بخمس‪++‬ة أي‪++‬ام‬ ‫ولم يُعلم به‬ ‫يعقوب المنصور ‪ ،‬لم يُعجبه أن يخاطبَه صالح الدّين‬ ‫سالوي أنّ‬ ‫ويذكر ال ّ‬ ‫َ‬ ‫‪+‬وب أس‪ّ +‬رها في نفسه ‪ ،‬ولكنّ‪++‬ه‬ ‫بلقب أمير المسلمين ال أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين ‪ ،‬وأنّ يعق‪َ +‬‬ ‫‪+‬وب‬ ‫أكرم وفادةَ رسول صالح الدّين دون أن يُحقّ َ‬ ‫ضا ‪ .‬وقد قيل أنَّ يعق‪َ +‬‬ ‫ق له غر ً‬ ‫المنصور ج ّهز مع ذلك مائةً وثم‪++‬انين س‪++‬فينةً ‪ ،‬وح‪++‬ال دون اس‪++‬تيالء الص‪++‬ليبيين‬ ‫ب على‬ ‫ّام ‪ ،‬وقد دل ّل ابن خلدون بذلك على‬ ‫تفوق مل‪++‬وك المغ‪++‬ر ِ‬ ‫على سواح ِل الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫المشرق في إنشاء األساطيل الجهادية ‪.‬‬ ‫ملوك‬ ‫ِ‬ ‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪58‬‬


‫‪- 1‬محمد زاهد أبو غدة على صفحة العلماء السوريين ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬مخيشة ‪ :‬مغشاة بالذهب ‪.‬‬

‫‪ – 3‬ياسج ‪ :‬السهم ذو الرأس المدببة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬الرسالة كاملة في كتاب الروضتين في اخبار الدولتين – أبو شامة – ج ‪ 4:‬ص ‪. 196 :‬‬

‫الموح‪ +‬دي لم يقاب ‪ْ +‬ل‬ ‫يعقوب المنصور‬ ‫على أنّ ما ذكره‬ ‫بعض المؤ ّرخين من أنّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كتاب صالح الدّين باالرتياح ‪ ،‬ألنّه لم يلقّبه بلقب أمير المؤم‪++‬نين غ‪++‬ير مقنع ألن‬ ‫َ‬ ‫النص ‪+‬رانية باإلس‪++‬الم في‬ ‫ص‬ ‫ّ‬ ‫يمتن َع عن مساعدته ‪ ،‬إنّما كان ذلك راج ًعا إلى تربُّ ِ‬ ‫س والمغرب م ًعا ‪ ،‬إضافةً إلى أنَّ قراقوش ‪ ،‬وهو من أعوان صالح ال‪++‬دين‬ ‫األندل ِ‬ ‫اشترك في حرب ابن غانية ضد السلطان يعقوب المنصور الموحدي(‪. )1‬‬ ‫وأن‪+‬ا أمي‪+‬ل الى ه‪+‬ذا ال‪+‬رأي ‪ ،‬ألن ص‪+‬الح الس‪+‬لطان وورع‪+‬ه يمنعان‪+‬ه من الت‪+‬أثر‬ ‫ألمر دنيوي يتعلق بلقب(‪. )2‬‬ ‫ولع َّل العامل النفسي كان له تأثي ٌر في العالق‪++‬ة بين القائ‪++‬دين ‪ ،‬إذ ك‪++‬ان الس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب يُخطّطُ لغزو الشرق ‪ ،‬ليجع َل مركز الخالفة اإلس‪++‬المية في م‪++‬راكش ‪ ،‬بينم‪++‬ا‬ ‫كان ص‪+‬الح ال‪+‬دين يتوس‪ُ +‬ع وينتص‪+‬ر ‪ ،‬ويثبّت ُحك َمه في المش‪+‬رق ‪ ،‬ويخطّ‪+‬طُ‬ ‫ع‪+‬بر‬ ‫َ‬ ‫والته ومؤيّديه في مص َر ‪ ،‬للوصول إلى المغ‪++‬رب ليض ‪ّ +‬مه إلى الخالف‪ِ +‬ة العباس ‪+‬يّ ِة‬ ‫بشكل عام ‪.‬‬ ‫يرغب به الخلفا ُء العبّاسيّون‬ ‫اإلسالميّة في بغداد ‪ .‬وهذا ما كان‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫والص‪++‬البي يق‪++‬ول ‪ :‬رفض المنص‪++‬ور ارس‪++‬ال النج‪++‬دة ل‪++‬دوافع نفس‪++‬ية ‪ ،‬وح‪++‬زازات‬ ‫سياسية وموقف داخلي متوتر‪ ،‬وخارجي متربص ‪ ،‬ولقد أكرم سلطان الموح‪++‬دين‬ ‫سفير صالح الدين وبالغ في إكرامه ‪.‬‬ ‫والعبادي يقول ‪ ... :‬ويُس‪++‬تفاد من بعض وص‪++‬ايا ص‪++‬الح ال‪++‬دين الى س‪++‬فرائه ‪ ،‬أنَّ‬ ‫الموحدين قد استاؤوا من قيام دولته ‪ ،‬وما ت‪++‬رتب على ذل‪++‬ك من ظه‪++‬ور ش‪++‬عار‬ ‫العباس‪++‬يين من جدي‪++‬د في تل‪++‬ك البالد ‪ .‬وه‪++‬ذا الكالم ص‪++‬حيح في ج‪++‬وهره ‪ ،‬ألنَّ‬ ‫الموح‪+++‬دين لم يع‪+++‬ترفوا بخالف‪+++‬ة العباس‪+++‬يين ‪ .‬وك‪+++‬انوا ي‪+++‬رون أنَّ دار الخالف‪+++‬ة‬ ‫الش‪++‬رعية هي مدين‪++‬ة م‪++‬راكش ال بغ‪++‬داد وك‪++‬ذلك تب‪++‬دو تل‪++‬ك الحال‪++‬ة النفس‪++‬ية في‬ ‫‪59‬‬


‫ص‪++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++‬يغة ال‪++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++‬دعاء‬ ‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ – 1‬د ‪ .‬حسن إبراهيم حسن في كتابه تاريخ اإلسالم ج ‪. 4 :‬‬

‫‪ – 2‬الشيخ الباحث سليم يوسف ‪.‬‬

‫لخلفاء الموحدين في خطبه الجمعة ‪ " :‬اللهم وارض عن المجاهد في سبيلك ‪،‬‬ ‫ال ُمح‪++‬يي س‪++‬نة رس‪++‬ولك ‪ ،‬الخليف‪++‬ة االم‪++‬ام أبي يوس‪++‬ف أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين بن أم‪++‬ير‬ ‫المؤمنين بن أمير المؤمنين "‪...‬وابن عذارى يقول ‪ :‬ذل‪++‬ك م‪++‬ا نقش‪++‬ه على ختم‪++‬ه‬ ‫الذي يمهر المراسالت به ‪ ،‬فهذا الحرص على تكرار لفظ أمير المؤم‪++‬نين دون‬ ‫ذكر أسماء الخلفاء قد يكون له صلة بهذه الحالة النفسية ‪.‬‬ ‫وتعقيبً‪++‬ا على العالق‪++‬ة بين الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب وص‪++‬الح ال‪++‬دين ‪ ،‬الي‪++‬ك م‪++‬ا يقول‪++‬ه‬ ‫الصالبي ‪...‬لو التقى ص‪++‬الح ال‪++‬دين م‪++‬ع الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور في غرف‪++‬ة‬ ‫مباحثات ُمغلقة لوصلوا الى أمور تنفع األمة كلها ‪ ،‬نظ ًرا لما تميز ب‪++‬ه ص‪++‬الح‬ ‫الدين من مرونة سياسية منقطعة النظير ‪ ،‬ولِما وصل اليه الس‪++‬لطان المنص‪++‬ور‬ ‫الس‪+‬نّة‬ ‫من حرص‪++‬ه على إص‪++‬الح عقائ‪++‬د الموح‪++‬دين ‪ ،‬واالق‪++‬تراب من منهج أه‪++‬ل‬ ‫ّ‬ ‫والجماعة ‪ ،‬ولكن هللا غالب على أمره ‪.‬‬ ‫ومهم‪++‬ا يكن من ش‪++‬يء ف‪++‬إنَّ ه‪++‬ذا الخالف السياس‪++‬ي وال َعقَ‪++‬دي ال‪++‬ذي وق‪++‬ع بين‬ ‫عاهل المشرق والمغرب ‪ ،‬لم يحل دون تعاون شعوبهما في الس ّراء والض ّراء ‪،‬‬ ‫كما هو الحال في كل زمان ومكان ‪ .‬فمن المعروف من كتب التراجم المختلفة‬ ‫‪ ،‬أنَّ عد ًدا كب‪+‬ي ًرا من المغارب‪+‬ة ق‪+‬د س‪++‬اهموا في الح‪+‬روب الص‪++‬ليبية الى ج‪+‬انب‬ ‫إخوانهم المشارقة واستشهد منهم عدد كبير دُفن في فلسطين ‪.‬‬ ‫واستكمااًل لموضوع العالقة بين صالح الدين والسلطان يعقوب ‪ ،‬اليك ما‬ ‫ذكرته الدكتورة المغربية حسناء الشريف الكتاني على صفحتها على األنترنت‬

‫‪60‬‬


‫في يوم السبت ‪ 25‬من ربيع الثاني عام ‪ 583‬هجري الموافق لعام ‪ 1187‬م ‪،‬‬ ‫ج ّهز السلطان البطل صالح الدين األيوبي جيشًا ج ّرا ًرا ش ّكله من جنود ض َّم‬ ‫مسلمين من كل مكان لتحرير بيت المقدس من المحتلين الصليبيين الذين‬ ‫عاثوا فيه بطشًا وفسا ًدا واستولوا عليه عام ‪ 495‬هجري الموافق لعام‬ ‫‪ 1099‬م ‪ ،‬ولكنه أراد أن يع ِّز َز جيشه بنخب ٍة عُرفت بالشراسة في النزال‬ ‫واالستماتة في حب األقصى وبيت المقدس ‪ .‬فماذا فعل ؟‪.‬‬ ‫طلب صالح الدين األيوبي من سلطان المغرب " أبي يوسف يعقوب المنصور‬ ‫الموحدي" م َّد يد العون بإرسال شباب من خيرة جنده وهكذا كان ‪.‬‬ ‫أتدرون لماذا طلب هذا الطلب من السلطان الموحدي ؟‪.‬‬ ‫ألنه كانت لديه خبرة عظيمة في القتال لنصرة اخوانه في االندلس وتحريرهم‬ ‫من المملكتين الصليبيتين الهمجيتين ‪ :‬قشتاله واألراغون في اسبانيا ‪.‬‬ ‫لم يتردد السلطان الموحدي ‪ ،‬فأرسل اسطواًل بحريًا يضم ‪ 180‬سفينة محملة‬ ‫بالجنود والفرسان واألسلحة والمؤونات الحربية ‪.‬‬ ‫كانت خطة صالح الدين األيوبي حينذاك هي تصدي الجيش المغربي للتعزيزات‬ ‫العسكرية للصليبيين من أوروبا ‪ ،‬وخاصة الفاتيكان ‪ ،‬واالنجليز ‪ ،‬واليونان ‪،‬‬ ‫والبيزنطيين والصرب الذين كانت عاصمتهم القسطنطينية ‪.‬‬ ‫بدأ النزال ودخل الجيش المغربي الى القدس من الباب الذي كان يعتبر األشد‬ ‫تحصنًا وقوة في اسوار المدينة ‪ ،‬ثم دخل بقية جيش صالح الدين فكان الفضل‬ ‫للفرسان المغاربة الموحدين في فك الحصار والنصر في يوم ُع َّد من أيام هللا‬ ‫في معركة حطين الخالدة ‪ ،‬تحررت فلسطين بالكامل واندحر الصليبيون ‪.‬‬ ‫فما كان من صالح الدين األيوبي إال أن كافأ الجيش المغربي الموحدي بتسمية‬ ‫أحد أبواب أسوار المدينة الذي دخل منه الجيش المغربي باسمه " باب‬ ‫المغاربة " وبإسكانهم في منطقة قريبة من األقصى اسمها " ساحة البراق " اذ‬ ‫‪61‬‬


‫أن لها قدسية خاصة ‪ ،‬ألن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نزل بها بِبُراقه‬ ‫س ِّمي ب ‪ " :‬حي المغاربة " ‪.‬‬ ‫ليلة االسراء والمعراج ف ُ‬ ‫قال صالح الدين عن المغاربة ‪ " :‬أسكنت هنا من يثبتون في البَ ِّر ويبطشون‬ ‫في البحر وخير من يؤتمنون على المسجد األقصى وعلى هذه المدينة "‪.‬‬ ‫ضا ‪ " :‬المغاربة قوم ال نؤتمن قبلهم "‪.‬‬ ‫وقال أي ً‬ ‫ثم أتى بعد صالح الدين األيوبي ابنه األكبر السلطان األفضل األيوبي ليجعل‬ ‫حي المغاربة وقفًا على أهل المغرب اليُباع واليُشترى الى يوم الدين ‪.‬‬ ‫وقد ذكر ذلك مجير الدين ‪ " :‬حارة المغاربة ‪ ،‬هي بجوار المسجد من جهة‬ ‫الغرب ونسبتها الى المغاربة لكونها موقوفة عليهم وألنهم يسكنون بها "‪ .‬إال‬ ‫أن السلطات الصهيونية قامت سنة ‪ 1967‬بتهجير المغاربة وارسال ج ّرافات‬ ‫لحارتهم لهدمها بأكملها في ‪ 3‬أيام بالرغم من أنها عُرفت عبر التاريخ بأنها‬ ‫طبق من المجتمع‬ ‫من أقدم المآثر التاريخية األثرية في القدس وسط صم ٍ‬ ‫ت ُم ٍ‬ ‫الدولي ‪ ،‬وكان مجموع المباني التي ُجرفت آنذاك ‪ 135‬مبنى ‪ .‬فسووا الحي‬ ‫باألرض وغيّروا اسم ساحة البراق لتصبح " ساحة المبكى " يقيم فيها‬ ‫ضا الى أن أهل المغرب خاصة‬ ‫الصهاينة صلواتهم ‪ .‬أحب أن ُأشير أي ً‬ ‫يحجون أو يعتمرون بمكة ويزورون المدينة‬ ‫والمسلمين عمو ًما كانوا عندما‬ ‫ّ‬ ‫المنورة ‪ ،‬يُع ِّرجون على بيت المقدس ويصلّون في المسجد األقصى ‪،‬‬ ‫ضا ‪.‬‬ ‫وبالمناسبة كان حي المغاربة يضم أندلسيين أي ً‬ ‫(ونحن نضيف ‪ -‬أي الهيئة االستشارية للكتاب ‪ -‬أن قس ًما من الحجاج المغاربة‬ ‫كانوا يتابعون سيرهم الى بالد الشام ليزوروا ضريح موالهم السلطان يعقوب‬ ‫المغربي) ‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫وجلّهم لم يعد الى المغرب‬ ‫بقي أحفاد المغاربة صامدين بالرغم من االحتالل ُ‬ ‫فتجمعوا في منطقة القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة‪.‬‬ ‫ومن العائالت المغربية الشهيرة هناك ‪ :‬الكتاني العلمي السوسي الريفي‪...‬وغيرها‬

‫‪ - 23‬حيثيات زهده ومغادرته المغرب‬ ‫المغرب‬ ‫شجعته على أن يتر َك‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫اجتمعتْ عن َد السلطان يعقوب عدة ُمعطيا ٍ‬ ‫ويسوح ويزه َد ‪ ،‬متوج ًها إلى المشرق ‪ ،‬وذلك حسب رغبت‪++‬ه الّ‪++‬تي أفص‪++‬ح عنه‪++‬ا‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ ،‬وأهمها ‪:‬‬ ‫عدةَ مرا ٍ‬ ‫‪+‬ير‬ ‫‪ - 1‬اليافعي يق‪++‬ول ‪...:‬قلتُ ‪ ،‬وق‪++‬د تق‪+‬دّم أنّ‬ ‫بعض المغارب‪ِ +‬ة ي‪++‬ذكرون أنّ االم‪َ +‬‬ ‫َ‬ ‫يعقوب خلّى وس‪++‬اح في األرض ‪ .‬س‪++‬معتُ ممن ال ش ‪ّ +‬ك في ص‪++‬الحه من الفق‪++‬را ِء‬ ‫شيوخ المغارب ِة‬ ‫ب ‪ ،‬أنّ جم ًعا من‬ ‫ال ّ‬ ‫صادقين المتجردين المباركين من بالد المغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬ذكروا رسالةَ أبي القاسم القُشيري(‪ ،)1‬فراموا أن يعارضوا رس‪++‬الته (‪ )2‬برس‪++‬ال ٍة‬ ‫يخرج من المغرب مل ٌك‬ ‫صح لهم ذلك ‪ ،‬حت ّى‬ ‫مشتملة على‬ ‫شيوخ مغاربة ‪ ،‬وال يَ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الشيخ الكب‪++‬ير‬ ‫يزه ُد في الدّنيا ‪ ،‬كما فعل إبراهيم بن أدهم في المشرق ‪ .‬فاجتمع‬ ‫أبو ابراهيم بن أدهم(‪ )3‬الى أمير المؤمنين يعقوب ‪ ،‬وأقنعه بأن يزهد ويأخذ دور‬ ‫ابراهيم بن ادهم في المغرب ‪.‬‬ ‫وال ننسى ما قاله الحنبلي‪ ":‬فل َّما تزهَّ َد يعقوب وانس‪++‬لخ عن المل‪++‬ك ت َّم لهم ذل‪++‬ك‬ ‫"‪.‬‬ ‫‪-2‬وابن عذارى (المغربي) يقول ‪ :‬ح‪+‬دّث الس‪++‬يد أب‪++‬و علي ابن الس‪++‬يد ابي موس‪++‬ى‬ ‫ابن‬ ‫المنص‪++‬ور ق‪++‬ال ‪ :‬خ‪++‬رج س‪++‬يدنا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين المنص‪++‬ور ذات ي‪++‬وم الى ري‪++‬اض‬ ‫الكبير‬

‫‪63‬‬


‫(حديقة واسعة) وبين يديه جميع أوالده الكبير منهم والصغير ‪ ،‬وهم في نحو‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬رسالة أبي القاسم القشيري ‪ :‬تتضمن ذكر مناقب ومزايا وصفات مشايخ المشرق ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬يعارضوا رسالته ‪ :‬أي أنهم يريدون ابراز مزايا وصفات مشايخ المغرب كما فعل المشارقة مع مشايخهم ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬توضيح ‪ :‬إن كبير مشايخ المغرب الذي كان معاصرا للس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ي‪++‬دعى أب‪++‬و إب‪++‬راهيم بن أدهم وه‪++‬و‬ ‫غير الذي كان في المشرق ‪ .‬اذ أن الولي الصالح ابراهيم بن ادهم الذي ك‪++‬ان وال‪++‬ده أح‪++‬د مل‪++‬وك خراس‪++‬ان ق‪++‬د‬ ‫توفي في سنة ‪ 162‬هجرية (‪ 780‬م) والمسافة الزمنية بينهما هي اك‪++‬ثر من ‪ 400‬س‪++‬نة ‪ ،‬فنظ‪++‬را لتش‪++‬ابه األس‪++‬ماء‬ ‫اقتضى التوضيح‬

‫خمسة عشر ول ًدا فنظ‪++‬ر نظ‪+‬رة اليهم ثم التفت م‪++‬را ًرا يك‪++‬رره عليهم ‪ ،‬الى أن‬ ‫قال لهم ولمن حضر معهم ‪ :‬رأيت البارح‪++‬ة في من‪++‬امي س‪++‬يدنا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين‬ ‫أبي وهو في هيئتي وعلى شبه صورتي ه‪++‬ذه ال‪++‬تي نحن فيه‪++‬ا معكم ‪ ،‬وأوالده‬ ‫معه كلهم كما أنتم أوالدي معي ‪ ،‬وكلّم‪++‬ني كي‪++‬ف أكلمكم ‪ ،‬فق‪++‬ال لي ‪ :‬ي‪++‬ا يعق‪++‬وب‬ ‫لِ َم قتلت أخاك وعمك (‪ )1‬؟ وك ّررها عل َّي مرا ًرا ‪ ،‬كأنه يعاتبني عتابًا ‪ ،‬ثم قال لي‬ ‫‪:‬‬ ‫( إنَّك ميتً وإنَّهم ميتون * ثم إنَّكم يوم القيامة عن‪++‬د ربكم تختص‪++‬مون ) ‪ ،‬ثم بكى‬ ‫المنصور حتى بلّت دموعه لحيته ‪.‬‬ ‫وذكروا ‪ ،‬وهللا أعلم ‪ ،‬أنَّه من وقت تلك الرؤيا التي رآها المنصور ‪ ،‬قام‬ ‫بنفسه أن يختلع عن الملك ويبقى يعبد هللا حتى يموت ‪ ،‬فق ‪+‬دَّم ابن‪++‬ه الناص‪++‬ر ‪،‬‬ ‫وأوص‪++‬ى وص‪++‬اياه وغ‪++‬اب ‪ ،‬وأخ‪++‬بر (أي ابن‪++‬ه) الن‪++‬اس بموت‪++‬ه ‪ ،‬وهللا أعلم بحقيق‪++‬ة‬ ‫أمره وفي مك‪+‬ان آخ‪+‬ر يق‪+‬ول ابن ع‪+‬ذارى(المغ‪+‬ربي) ‪ :‬أوص‪+‬ى وص‪+‬اياه ث َّم دع‪+‬ا‬ ‫للناس ‪ ،‬وخرج الموحدون عنه ‪ ،‬فلم يره أحد بعد ذلك اليوم ‪ .‬رحم‪++‬ة هللا تع‪++‬الى‬ ‫عليه ‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫وأ َّما ما ُذكر عنه ِمن قَت ِل اخيه وع ِّمه ‪ ،‬فقد تضطر الملوك الى ه‪++‬ذا ‪ ( :‬اذ ق‪++‬د‬ ‫تم ذكر أكثر من عشرين حالة قتل ‪ ،‬مرت في التاريخ االسالمي كما حصل مع‬ ‫السلطان يعقوب) ‪.‬‬ ‫خالف مع ابن‪+‬ه بوجه‪+‬ات النظ‪++‬ر ‪ ،‬فلق‪++‬د ك‪++‬ان عم‪ُ +‬ره ح‪+‬والى ‪18‬‬ ‫‪ - 3‬كان على‬ ‫ٍ‬ ‫عا ًم‪++‬ا وذل‪++‬ك بخص‪++‬وص مس‪++‬ألة الحكم وكيفي ‪ِ +‬ة إدارة البالد ‪ ".‬إذ ظه‪++‬رت علي‪++‬ه‬ ‫عالماتُ العناد ومخالفته أمر الشورى‬

‫(‪)2‬‬

‫وهذا ما تفس‪++‬ره خس‪++‬ارته (أي االبن) في‬

‫معركة‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬قتلهما ألنهما حاوال أن ينفص‪++‬ال عن حكم‪++‬ه (أي أن‪++‬ه ك‪++‬انت هن‪++‬اك محاول‪++‬ة انقالبي‪++‬ة على حكم‪++‬ه أو انفص‪++‬الية‬ ‫عنه)‬ ‫واستنادا للحديث النبوي الشريف " إذا بويع خليفتان بأرض فاقتلوا اآلخر منهما " والحديث صحيح عن‪++‬د مس‪++‬لم‬ ‫وعند أخرون ‪ .‬وذلك كي ال ينفرط عقد األمة ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬د ‪ .‬حسين مؤنس في كتابه ‪ :‬معالم تاريخ المغرب واألندلس ص ‪. 229 :‬‬

‫سا قاسيًا لقادة المسلمين ‪ ،‬وأشد قساوةً البن السلطان‬ ‫العقاب ‪ ،‬والّتي كانت در ً‬ ‫يعقوب ‪ :‬محمد الناصر ‪ ،‬فلقد استش‪++‬هد اك‪++‬ثر من ‪ 500‬أل‪++‬ف ش‪++‬هيد من جي‪++‬وش‬ ‫المس‪++‬لمين ‪ ،‬ومن حينه‪++‬ا ب‪++‬دأت ش‪++‬مس الدولة الموحدي‪++‬ة ب‪++‬االفول " وك‪++‬انت ه‪++‬ذه‬ ‫الواقعة هي الطامة الكبرى على األندلس بل على المغرب كله (‪." )1‬‬ ‫عل ًما بأنها قد حصلت في سنة ‪ 609‬هجرية ‪ 1211 -‬ميالدية ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ص ّرح عدة م ّرات في مجالسه برغبته في التوجه الى مصر ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الحظ تغلغل التفسيرات الفلسفية المخالفة ألصول الدين لدى عامة الناس ‪،‬‬ ‫وال‪+++‬تي ال تتناس‪+++‬ب وتدين‪+++‬ه الش‪+++‬ديد ‪ ،‬وك‪+++‬ان يجيب ك‪+++‬ل من يس‪+++‬أله عن تل‪+++‬ك‬ ‫الش‪++‬روحات وعن تش‪++‬عبات آراء األئم‪++‬ة في األم‪++‬ور الفقهي‪++‬ة ‪ ،‬بك‪++‬ل ح‪++‬زم وثق‪++‬ة‬ ‫وانفع‪++‬ال ‪ :‬ليس إال ه‪++‬ذا ‪ ،‬ويش‪++‬ير الى الق‪++‬رآن الك‪++‬ريم ‪ ،‬أو الس‪++‬نة النبوي‪++‬ة ‪ ،‬أو‬ ‫ص ا منه كي ال تتضعضع أفكار األمة في تفاصيل تلك األمور‬ ‫السيف ‪ ،‬وذلك حر ً‬ ‫‪65‬‬


‫ويح‪ُّ +‬ز في نفس‪++‬ه ‪ ،‬مم‪++‬ا أقنع‪++‬ه األخ‪++‬ذ بالم‪++‬ذهب‬ ‫‪ ،‬وهذا ما ك‪++‬ان يزعج‪++‬ه ويؤرق‪++‬ه‬ ‫ُ‬ ‫الظ‪+++‬اهري ‪ ،‬ال‪+++‬ذي ك‪+++‬ان إمام‪+++‬ه وعمي‪+++‬ده في المغ‪+++‬رب واألن‪+++‬دلس ؛ ابن ح‪+++‬زم‬ ‫األندلسي ‪.‬‬ ‫ت بتشوقه ألداء فريض ِة الحج ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ص َّر َح ع ّدةَ م ّرا ٍ‬ ‫صةً في مدين‪++‬ة‬ ‫‪ - 7‬تأثّر كثي ًرا بموت عد ٍد كبي ٍر من المسلمين في حياته ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫قفصة (في تونس) ‪.‬‬ ‫الس‪+‬رجاني في حلق‪ٍ +‬ة تلفزيوني‪+‬ة عن الدول‪+‬ة الموحدّية ‪:‬‬ ‫‪ - 8‬ذكر الدكتور راغب ّ‬ ‫ي‬ ‫" تبرأ‬ ‫يعقوب من أفكار ابن تومرت ‪ ،‬الّذي كان يق‪++‬ول عن نفس‪++‬ه أنّ‪++‬ه المه‪++‬د ُ‬ ‫ُ‬ ‫المنتظر وأنّه معصو ٌم ‪ ،‬م ّما أثار امتعاض قادة جيشه الّذين ال زالوا على ما‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬مفتي مكة ابن دحالن في الفتوحات اإلسالمية ‪.‬‬

‫يقول‪++‬ه ابن ت‪++‬ومرت "‪ .‬وربّم‪++‬ا ‪ ،‬ك‪++‬ان لهم دو ٌر في دف‪++‬ع المنص‪++‬ور لخروج‪++‬ه من‬ ‫المغرب ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬يقول ابن أبي زرع ‪ ،‬أنّ المنصو َر ص ّرح في آخر حيات‪+‬ه بأنّ‪+‬ه ن‪+‬دم على‬ ‫ثالث ِة أمور ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬إدخا ُل البد ِو العربان من إفريقي‪++‬ة إلى المغ‪++‬رب ‪ ،‬م‪++‬ع أنّ‪++‬ه يعلم أنّهم‬ ‫أهل فساد ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬بنا ُء رباط الفتح ‪ ،‬أنفق فيه بيت المال ‪ ،‬وهو بعد لم يُع ّمر‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬إطالق أسارى األرك ‪ ،‬وال بُ َّد لهم أن يطالبوا بثأرهم ‪.‬‬ ‫عزوف نفسيّ ٍة‬ ‫االسباب التسعة السابقةَ مجتمعة ‪ ،‬أدخلته في مرحلة‬ ‫إنَّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ف والتّزه‪++‬د ‪ ،‬والتف‪ّ +‬رغ للعب‪++‬ادة ل‪++‬يريح‬ ‫زاهدة بكل أمور الدنيا ودفعته إلى‬ ‫ّ‬ ‫التقش‪ِ +‬‬ ‫‪66‬‬


‫نفسيَتَه ‪ ،‬وذلك باإللتجا ِء إلى المولى سبحانه وتعالى ‪ ،‬بعي ًدا عن كل أمور الحكم‬ ‫نفس ‪+‬يتُه مطمئنّ‪++‬ة ‪ ،‬ومستأنس‪++‬ة باهلل‬ ‫ومش‪++‬اك ِل الن‪++‬اس وهم‪++‬وم ال‪++‬دنيا ‪ .‬ولكي تبقى‬ ‫ّ‬ ‫تع‪++‬الى لم يكن أمام‪++‬ه س‪++‬وى االبتع‪++‬اد عن المغ‪++‬رب ‪ ،‬وعلى األرجح ب‪++‬دأ حيات‪++‬ه‬ ‫الش‪+‬ام ‪ .‬وب‪++‬ذلك يك‪++‬ون ق‪++‬د ن‪++‬زل‬ ‫الجديدة بآدا ِء فريضة الحج ث َّم انتق‪++‬ل إلى بالد ّ‬ ‫عند رغبة مشايخ المغ‪++‬رب ولبَّى طلبهم بمغادرت‪++‬ه المغ‪++‬رب ‪ ،‬ليتس‪+‬نّى لهم ال‪++‬ر ّد‬ ‫على الرسالة القشيرية ‪.‬‬

‫ص‪+++‬لة أليس‪+++‬ت ه‪+++‬ذه االس‪+++‬باب كافي‪+++‬ة لتزه‪+++‬ده ومغادرت‪+++‬ه‬ ‫ وبال ُم َح ِّ‬‫المغرب ؟‬

‫صة (الرقم ‪)2‬‬ ‫تعقيب على الفقرة ‪ 23‬وخا َّ‬ ‫ أال ترى معي أيها القارىء الكريم ‪ ،‬بأنَّ ما ذكره ابن عذارى (المغربي) يوحي‬‫بإشكا ٍل ما في حصول الوفاة ؟ ‪.‬‬ ‫ إنَّ بعض المؤرخين ذكروا أنَّ المنصور قد أوصى بأن يُدفن الى جانب‬‫الطريق (في مراكش) ‪ ،‬ليترحم الناس عليه ‪.‬‬ ‫فال يغيب عن بالنا أن كثي ًرا من المسؤولين ‪ ،‬والملوك ‪ ،‬واالمراء ‪ ،‬وحتى عامة‬ ‫الناس يُج ِّه زون قبورهم قبل الوفاة ‪ ،‬ولكن (ال تدري نفس بأي أرض تموت) ‪.‬‬ ‫وتوضيحا لذلك ‪ ،‬فإنَّ هذا االمر يؤخذ على أحد الوجهين التاليين ‪:‬‬ ‫ً‬

‫‪67‬‬


‫‪ -1‬تكرار مرضه الشديد ‪ ،‬والذي يستمر لفترة طويلة ‪ ،‬دفعه ألن يوصي‬ ‫بذلك تحسبًا لوفاته بشكل مفاجىء ‪ .‬ومن المرجح أنَّه في هذه الفترة قد بدأ‬ ‫يُضمر في نفسه أم ًرا ما ‪ ،‬ويلمح بذلك بين الحين واآلخر ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بعدما تجمعت عنده عدة معطيات جديدة ‪ ،‬إضافة لما سبقها ‪ ،‬بدأ يُجهز‬ ‫نفسه للتخلّي عن الحكم ‪ ،‬والتفرغ للتزهد والعبادة ‪ .‬تبع ذلك وبتقدي ٍر من هللا‬ ‫فأضمر في نفسه وبشكل نهائي ‪ ،‬أن يختل َع عن الحكم‬ ‫رؤيا رآها عن والده ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫(أي أنه بلغة عصرنا هذا ان يستقيل أو يتنحى ‪ ،‬أو يتخلى عن الحكم البنه‬ ‫ص‬ ‫محمد الناصر) ‪ ،‬ويعب َد هللا حتى يموت وأوصى وصاياه وغاب ‪( .‬وأهم شخ ٍ‬ ‫علم بغيابه وبشك ٍل س ّري ابنه محمد الناصر ‪ ،‬وقد يكون الوحيد الذي علم‬ ‫بذلك) ‪ .‬وهو الذي أخبر الناس بموت والده وهللا أعلم بحقيقة أمره ‪.‬‬ ‫ويظهر أنَّ هذه الوصايا كانت تغطيةً وتموي ًها لخروجه س ًرا من المغرب ‪.‬‬ ‫واستكمااًل لهذا االمر ‪ ،‬واستنا ًدا للمراجع التاريخية التي اطَّلعنا عليها ‪،‬‬ ‫والمعطيات التي تحصلت لدينا ‪ ،‬اُرجح شخصيًا وبنسب ٍة عالي ٍة أنَّه كانت‬ ‫هناك" جنازة رمزية " على َأ ْعيُ ِن الناس لصرف االنظار عن خروجه س ًّرا ‪،‬‬ ‫قاص ًدا الحجاز لتأدية مناسك الحج والعمرة ‪ ،‬وع َّرج بطريقه على بالد الشام ‪،‬‬ ‫وهذا ما جعل غالبية العامة وبعض المؤرخين يتخبطون في مسألة مجريات‬ ‫االمور في أواخر أيامه بالمغرب ‪ ،‬وخاصة في أمر وفاته ‪ .‬وال أرى أي تفسير‬ ‫آخر لهذه " القُطبة المخفية " سوى أنها حصلت على شكل تمثيلية محبوكة‬ ‫بإخراج جيد لتسهيل خروجه دون ان يشعر أحد ‪ .‬وقد يكون هذا التحليل أو‬ ‫االستنتاج هو الوحيد ‪.‬‬ ‫لذا نرى أنَّه من شبه المؤكد أنَّ االحتمال الثاني ‪ ،‬هو االقرب الى الواقع‬ ‫ويتفق كما ذكرنا سابقًا مع عادة الموحدين ‪ ،‬لناحية عدم إفصاحهم عن‬ ‫مجريات أمور الوفاة والجنازة والعزاء وكيفية تولّي الوالي الجديد ‪ ،‬وال يعلم‬ ‫‪68‬‬


‫وجل ما في االمر أنَّهم كانوا يكتفون‬ ‫بذلك إال الخواص من أهل الدولة ‪ُ .‬‬ ‫بالقول للعامة ‪ :‬توفي أمير المؤمنين ‪ ،‬وتمت المبايعة لولي عهده فالن أو ابنه‬ ‫فالن ‪ ،‬وينتهي االمر عند هذا الحد ‪.‬‬ ‫وتاكي ًدا لما ذكرناه سابقًا ‪ ،‬إليك ما يقوله المؤرخ محمد المنوني في بحث‬ ‫أعده الباحث محمد جمال الهوبي بعنوان ‪ :‬أسباب النصر والتمكين للدولة‬ ‫الموحدية في عهد يعقوب المنصور الموحدي – الجامعة اإلسالمية – غ َّزة ‪...‬‬ ‫وتحرير الخبر(أي جمعه وربطه ببعضه البعض) من عدة روايات متناثرة في‬ ‫كتب التاريخ على النحو التالي ‪ :‬جاء الشيخ أبو ابراهيم بن أدهم الى المنصور‬ ‫س َّر يعقوب بذلك واُعجب بما لديه من الكرامات ‪ ،‬فاحتقر‬ ‫يعقوب واجتمع به ‪ ،‬ف ُ‬ ‫المنصور ما هو فيه من ملك الدنيا ‪ ،‬فزهد فيه وصار من كبار األولياء ‪ ،‬كما‬ ‫رأى المنصور أباه في المنام يعاتبه على قتله أخيه وعمه الذين خرجا على‬ ‫دولته (وفي هذا األمر يقول األستاذ محمد رشيد ملين ‪ ،‬أنَّ المنصور لما قتل‬ ‫أخاه وع ّمه جزا ًء لخيانتهما ‪ ،‬جنح الى الزهد والتقشف وقلة المآكل والملبس‬ ‫وخشونة الحياة وتعلق بالصوفية والصالحين والمتبتلين) ‪ ،‬ثم قال له أبوه في‬ ‫الرؤيا ‪ ":‬إنك ميت وإنهم ميتون (‪ )30‬ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون‬ ‫(‪ )31‬سورة الزمر" ‪.‬‬ ‫عندها بكى المنصور وأرسل ألم عمه وأم أخيه يسترضيهما ‪ ،‬وولى ابن أم‬ ‫أخيه " فاس " كر ًما ‪ ،‬وأمر الناصر بالخير له ‪ ،‬وبقي واليًا على فاس ‪30‬‬ ‫عا ًم ا وقيل لما رآى المنصور الرؤيا انخلع من ملكه وأخذ في عبادة هللا‬ ‫حتى توفي ‪ ،‬كما أن المنصور ص ّرح للموحدين بالرحلة الى المشرق وجعل‬ ‫يذكر البالد المصرية وما فيها من البدع والمنكرات ويقول ‪:‬‬ ‫نحن إن شاء هللاُ ُمطهروها ‪ .‬وبتحقيق الخبر عند جميع الروايات السابقة‬ ‫باألخيرة يتضح للباحث التالي ‪ :‬أنَّ يعقوب المنصور الموحدي الرجل الصالح‬ ‫‪69‬‬


‫سا بهم ‪ ،‬تأثر عندما رأى‬ ‫الذي طالما كان ُمتأث ًرا بالصالحين و ُمحبًا لهم وأني ً‬ ‫كرامات رجل من أولياء هللا الكبار ‪ ،‬فبغَّضه ذلك في ال ُملك ور َّغبه في التقرب‬ ‫إلى هللا واالعتزال لعبوديته ‪ ،‬كما كانت الرؤيا التي رأها لوالده في مقتل‬ ‫أخويه وعمه ‪ ،‬قد أشعلت ما بداخله من شعوره بالندم ‪ ،‬ودفعت همته الى‬ ‫صا وقد كانت األرض المصرية والشامية تكثر‬ ‫اإلقدام على ذلك األمر ‪ .‬خصو ً‬ ‫فيها البدع والمنكرات لما تعرضت له من هجمات صليبية حانقة ‪ ،‬ولعله أراد‬ ‫أن يقلد مؤسس الدولة الموحدية محمد بن تومرت عندما اتجه من المشرق‬ ‫الى المغرب وأسس دولة الموحدين ‪ ،‬فأراد أن ينهج نهجه باالنتقال من‬ ‫المغرب الى المشرق في الشام ‪ ،‬ليؤسس دعوة للموحدين ومن ثم دولة ‪،‬‬ ‫وبهذا ذهب متخفيًا لِيُزيل المنكرات ‪ ،‬فاُعجب به أهل الشام لصالحه وتقواه ‪،‬‬ ‫لكن الظروف السياسية التي كانت في بالد الشام ‪ ،‬وتحدي ًدا السلطنة األيوبية‬ ‫بعد وفاة الناصر صالح الدين األيوبي ‪ ،‬لم تكن مستقرة ‪ ،‬فقد شهدت نزاعات‬ ‫بين أبناء السلطان واألعمام على وراثة الملك ‪ ،‬إضافة لالستعدادات الصليبية‬ ‫لحمالت أخرى ‪.‬‬

‫‪ - 24‬اضاءاتٌ على مكان وفاته‬ ‫اختلف المؤ ّرخون‬

‫(‪)1‬‬

‫بشأ ِن مكان وفاته ‪ ،‬فمنهم من قال إنّه توف َي في سال (في‬

‫المغرب) ‪ ،‬وهناك من قال إنّه توفي في تينمل (تينملل أو تينمال ‪ -‬في المغرب) ‪،‬‬ ‫وآخرون ذكروا انّه توفي في مراكش (في المغرب) ‪ ،‬ولكنّهم اتفقوا على سنة‬ ‫ضا على شهر وفاته‬ ‫وفاتِه وهي ‪ 595‬هجرية (‪1199‬م) غي َر أنّهم اختلفوا أي ً‬ ‫توفي في‬ ‫فمنهم من قال " إنّه توفي في جمادى األولى ‪ ،‬وهناك من ذكر انّه‬ ‫َ‬ ‫صفر ‪ ،‬وآخرون ذكروا انّه توفي في ربيع األول "‪ ،‬وابن خلكان ذكر انّه توفي‬ ‫في بالد الشّام ‪ ،‬على ق ّم ِة جب ٍل في البقاع مقابل قرية ح ّمارة ‪ .‬ومنهم من لم‬ ‫يذكر أي شيء عن الوفاة ‪ ،‬حيث يكتفي بالقول ‪ :‬ثم توفي يعقوب في سنة ‪595‬‬ ‫‪70‬‬


‫هجرية ‪ ،‬أما الدكتور حسن إبراهيم حسن فيقول ‪ :‬لم يذكر أح ٌد من المؤ ّرخين أنّه‬ ‫مات بالمغرب سوى عبد الواحد المراكشي ‪.‬‬ ‫خ‪++‬ارج‬ ‫أساس‪++‬ي ل‪++‬ترجيح وفات‪++‬ه‬ ‫منطل‪++‬ق‬ ‫ت هي بداي‪++‬ة‬ ‫َ‬ ‫إنّ ه‪++‬ذه اإلختالف‪++‬ا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ب فليس من المقبول أن يم‪++‬وتَ قَائ ‪ٌ +‬د ‪ ،‬وبط ‪ٌ +‬ل ‪ ،‬وأم‪++‬ي ٌر للمؤم‪++‬نين ‪ ،‬في بالد‬ ‫المغر ِ‬ ‫ّيار‬ ‫حكم فيه‪++‬ا أك‪++‬ثر من ‪ 16‬عا ًم‪++‬ا وأبلى بال ًء حس ‪+‬نًا في الح‪++‬روب ‪ ،‬وحم َى ال ‪+‬د َ‬ ‫‪+‬وح في‬ ‫اإلسالميةَ ‪ ،‬وكان نشيطًا في جميع المج‪++‬االت ث ّم يك‪++‬ون هن‪++‬اك ع‪++‬د ُم وض‪ٍ +‬‬ ‫مكان وزم‪+‬ان وفات‪+‬ه ل‪+‬دى بعض الم‪+‬ؤ ّرخين ‪ ،‬ح‪+‬تى ض‪+‬من المغ‪+‬رب (وفات‪+‬ه في ‪:‬‬ ‫ثالثة أماكن وثالثة أشهر)‬ ‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬المؤرخون الذين يقولون أنه توفي في المغرب هم ‪ :‬المق ِّري ‪ ،‬المراكشي ‪ ،‬الشريف الغرناطي ‪.‬‬

‫َ‬ ‫حدث معه أم ٌر غير اعتي‪++‬ادي ‪ ،‬فمن يت‪++‬اب ُع مس‪++‬يرةَ حياته ‪،‬‬ ‫إاّل أن يكون قد‬ ‫وما كان يُص ّر ُح به ‪ ،‬يقتن ُع بأنّه قد حقّق اُمنيتَه واتّجه إلى المش‪++‬رق ‪ .‬والننس‪++‬ى‬ ‫أنَّه قد تجمعت لديه عدة ُمعطيات دفعته للمغادرة ‪.‬‬ ‫أ َّما القواع‪++‬د الش‪++‬عبية العريض‪++‬ة في الش‪++‬ام والبق‪++‬اع (في لبن‪++‬ان) وقبيل‪++‬ة‬ ‫السلطان وأقاربه في المغرب ‪ ،‬يؤكدون وفاته في بالد الشام ‪ ،‬على قم‪++‬ة جب‪++‬ل‬ ‫مقابل قرية‬ ‫ح َّمارة ( المنارة ‪ -‬حاليًا في لبنان ) وكما ذك‪++‬ر ال‪++‬ذهبي نقاًل عن أبي ش‪++‬امة ‪" :‬‬ ‫مقر ِع ّزه ‪ ،‬لم يُختلف هكذا في وفاته "‬ ‫لو مات مثل هذا السلطان في‬ ‫ِّ‬

‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬

‫ب ‪ ،‬عن وف‪++‬اة " أب‪++‬و يعق‪++‬وب يوسف " ‪،‬‬ ‫وإليك ما ذكره المراكشي في ال ُمعج ِ‬ ‫والد السلطان يعقوب ‪ ...‬ف‪++‬أخبرني من ك‪++‬ان معهم في تل‪++‬ك الس‪++‬فرة ‪ ،‬أنّ‪++‬ه س‪++‬مع‬ ‫الص‪+‬الةُ على الجن‪++‬ازة ‪ ،‬ال يعرف‪++‬ون‬ ‫الندا َء في ما بين العشاءين في العسك ِر كل‪++‬ه‬ ‫ّ‬ ‫على من صلّوا ‪ ،‬ولم يعلم بذلك إالّ خواص أهل الدّولة ‪ ،‬وساروا به حتّى بلغوا‬ ‫إش‪+‬بيلية (في إس‪++‬بانيا) ‪ ،‬فنزلوه‪++‬ا فص‪+‬بّروه‬

‫(‪)2‬‬

‫‪71‬‬

‫ت م‪+‬ع ك‪++‬افور‬ ‫‪ ،‬وبعث‪++‬وا ب‪+‬ه في ت‪++‬ابو ٍ‬


‫الحاجب مواله المتقدم ّ‬ ‫الذكر ‪ ،‬إلى تينمل (أو تينملل) فدفن هناك م‪++‬ع أبي‪++‬ه عب‪++‬د‬ ‫المؤمن ‪ ،‬وابن تومرت‬

‫(‪. )3‬‬

‫الموحدين ‪ ،‬أال ترى معي أيها القارى ُء الكري ُم‬ ‫إنطالقًا من هذا التقليد عند‬ ‫ّ‬ ‫أنّه ال مان َع من إخفاء خبر ُزهد السلطان يعقوب ‪ ،‬وخروجه من المغ‪++‬رب س‪ًّ +‬را‪،‬‬ ‫وتكذيب الحاكم ‪ ،‬ومن ش‪++‬ب ِه‬ ‫كشف األمر‬ ‫والقو ُل عنه أنّه مات ‪ ،‬فال يستطي ُع أح ٌد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المؤ ّك ِد ‪ ،‬أنّ هذا األمر قد ت ّم بشكل س ّري ‪.‬‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬الذهبي في سير أعالم النبالء ج ‪ 21 :‬ص ‪. 319 :‬‬ ‫‪ – 2‬صبَّروه ‪ :‬حنَّطوه ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬المراكشي في المعجب ‪.‬‬

‫وإليك ما ذكرته بعض المصادر التاريخية ‪ :‬ابن خلّكان يقول في وفيات األعيان‬ ‫حكى لي جم‪ٌ +‬ع كث‪++‬ي ٌر بدمش‪++‬ق ‪ ،‬س‪++‬نة ‪ 680‬هجرية (‪1282‬م) ‪ ،‬أنّ‪++‬ه ب‪++‬القرب من‬ ‫المجدل البُليدة ‪ ،‬الّتي من أعمال البقاع(‪)1‬العزيزي(‪ )2‬بالشّام قريةٌ يُقال لها ح ّم‪++‬ارة‬ ‫‪+‬ل تل‪++‬ك‬ ‫‪ ،‬وإلى جانبها مشه ٌد يُعرف بقبر األمير يعق‪++‬وب مل‪ُ +‬ك المغ‪++‬رب ‪ ،‬وك‪ُ +‬ل أه‪ِ +‬‬ ‫النّواحي متفقون على ذلك وليس عندهم فيه خالف‬

‫(‪. )3‬‬

‫والمق ّري يقول في نفح الطيب ‪ " :‬توفي السلطان يعقوب سنة خمس وتس‪++‬عين‬ ‫وخمسمائة بمدينة سال ‪ ،‬وكانت واليته خمس عشرة سنة ‪ ،‬وما يقال أنه س‪++‬اح‬ ‫في األرض ‪ ،‬وتخلّى عن الملك ‪ ،‬ووصل الى الش‪++‬ام ‪ ،‬ودفن في البق‪++‬اع ‪ ،‬ال أص‪++‬ل‬ ‫ل‪++‬ه وإن حكى ابن خلك‪++‬ان بعض‪++‬ه وممن ص ‪ّ +‬رح ببطالن ه‪++‬ذا الق‪++‬ول الش‪++‬ريف‬ ‫الغرناطي في شرح مقصورة حازم ‪ ،‬وقال أن ذلك من هذيان العامة ‪ ،‬لولوعهم‬ ‫بالسلطان المذكور"‬

‫(‪.)4‬‬

‫‪72‬‬


‫المقري والشريف الغرناطي من " السالوي" وه و‬ ‫ واليك الرد على ما ذكره‬‫ّ‬ ‫مؤرخ مغربي موثوق به ‪ :‬وعندي ‪ ،‬أن إنكار ما حكاه ابن خلكان ليس بجيد ‪،‬‬ ‫وهب أن أهل المغرب قالوا ذلك تول ًعا به ‪ ،‬فما بال أهل المشرق يتولعون ب‪++‬ه‬ ‫ويتخذون له المشهد ثم يتف‪++‬ق كب‪++‬يرهم وص‪+‬غيرهم على أن‪+‬ه ق‪++‬بر يعق‪++‬وب مل‪+‬ك‬ ‫المغرب ‪ ،‬من غ‪++‬ير أص‪ٍ +‬ل وال مس‪++‬تن ٍد ه‪++‬ذا بعي‪ٌ +‬د عن الع‪++‬ادة ‪ ،‬ب‪++‬ل ال بُ‪َّ +‬د أن يك‪++‬ون‬ ‫ص ٌل ‪ ،‬وهللا أعلم بحقيقته(‪.)5‬‬ ‫لذلك أ ّ‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬أعمال البقاع ‪ :‬بلدات أو قرى بقاعية ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬العزيز أو العزيزي ‪ :‬نسبة الى الملك العزيز عماد الدين ‪ ،‬وقول آخر كانت عبادة االله عزيز شائعة في ه‪++‬ذا‬ ‫السهل فقيل بقاع ( المعلوف في تاريخ البقاع وسورية المجوفة ص ‪. )157 :‬‬ ‫‪ – 3‬ابن خلكان في وفيات األعيان ج ‪ 7 :‬ص ‪ 3 :‬رقم الترجمة ‪. 829 :‬‬ ‫‪ – 5‬السالوي في االستقصا ص ‪. 204 :‬‬

‫‪ – 4‬مفتي مكة ابن دحالن في الفتوحات اإلسالمية ‪.‬‬

‫وفي سياق الرد على المق ّري يقول المعلوف ‪ ":‬السلطان يعقوب ه‪++‬و في قري‪++‬ة‬ ‫الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ق‪++‬رب ح ّم‪++‬ارة ‪ ،‬وق‪++‬د أنك‪++‬ره المق‪++‬ري في نفح الطّيب ‪ ،‬ولعل‪++‬ه‬ ‫كمغ‪++‬ربي لم ي‪++‬رض لس‪++‬لطانه بالقص‪++‬ة المروي‪++‬ة عن تزه‪++‬ده الكث‪++‬ير ‪ .‬والس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب رابية سامقةٌ(‪ )1‬على ما حولها من اآلكام(‪ )2‬والرعان‬

‫‪)3‬‬

‫بديعة الموقع(‪. )4‬‬

‫ الرحالة المغربي ابن بطوطة يقول في رحلته المشهورة والتي كانت في‬‫عام ‪ 1325‬م ‪ :‬كنّا في ب‪++‬يروتَ ثم قص‪++‬دنا منه‪++‬ا زي‪++‬ارة أبي يوس‪++‬ف يعق‪++‬وب ‪،‬‬ ‫الّذي يزعمون أنّه من ملوك المغرب ‪ .‬وهو في منطقة تُس َّمى " كرك نوح "(‪، )5‬‬ ‫ينسج الحص َر ويقتاتُ بثمنها ‪.‬‬ ‫كان‬ ‫ُ‬ ‫مطروح‪ +‬ا‬ ‫مرض ‪+‬ا ش‪++‬دي ًدا ‪ ،‬وأق‪++‬ام‬ ‫يُحكى أنّ‪++‬ه دخ‪++‬ل مدين ‪+‬ةَ دمش‪++‬ق فم‪++‬رض به‪++‬ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ليلتمس بستانًا يكون‬ ‫ق‪،‬‬ ‫باألسواق فلما برَئ من مرضه ‪ ،‬خرج إلى ظاهر دمش َ‬ ‫َ‬ ‫سا له فاستؤج َر لحراسة بستا ٍن للملك نور الدّين ‪ ،‬وأق‪++‬ام في حراس‪++‬ته س‪++‬تة‬ ‫حار ً‬ ‫‪73‬‬


‫أشهر ‪ .‬فل َّما كان في أوان الفاكهة أتى الملك إلى ذلك البستان ‪ ،‬وأمر وكي‪++‬ل البس‪++‬تان‬ ‫ضا ‪ ،‬فأمره‬ ‫أبا يوسف أن يأتي بر َّمان يأكل منه الملك ‪ ،‬فأتاه بر َّمان فوجده حام ً‬ ‫ضا ‪ ،‬فقال ل‪++‬ه الوكي‪++‬ل ‪ :‬أتك‪++‬ون في‬ ‫ضا حام ً‬ ‫أن يأتي بغيره ‪ ،‬ففعل ذلك ‪ ،‬فوجده أي ً‬ ‫حراسة هذا البستان منذ ستة أشهر ‪ ،‬وال تعرف الحلو من الحامض ؟ ‪.‬‬ ‫فق‪++‬ال إنّم‪++‬ا اس‪++‬تأجرتني على الحراس‪++‬ة ال على األك‪++‬ل ‪ .‬ف‪++‬أتى الوكي‪++‬ل الى المل‪++‬ك‬ ‫فأعلمه بذلك ‪ ،‬فبعث اليه الملك ‪ ،‬وكان قد رأى في المنام أنّه يجتمع م‪++‬ع أبي‬ ‫يوسف فتف َّرس أنّه هو فق‪++‬ال ل‪++‬ه ‪ " :‬أنت أب‪++‬و يوس‪++‬ف؟ " ق‪++‬ال ‪ :‬نعم ! فق‪++‬ام الي‪++‬ه‬ ‫وعانقه‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬سامقة ‪ :‬عالية ‪.‬‬

‫‪ – 3‬الرعان ‪ :‬الجبال العالية ‪.‬‬

‫‪ – 2‬اآلكام ‪ :‬التالل ‪.‬‬

‫‪ – 4‬المعلوف في تاريخ البقاع وسورية المجوفة ص ‪. 498 :‬‬ ‫‪ – 5‬يُرجى مراجعة التعريف بمنطقة كرك نوح ( في المقدمات ‪ :‬تمهيد الفقرة " ي " ) ‪.‬‬

‫وأجلس‪+++‬ه الى جانب‪+++‬ه ‪ ،‬ث َّم احتمل‪+++‬ه الى مجلس‪+++‬ه فأض‪+++‬افه بض‪+++‬ياف ٍة من الحالل‬ ‫المكتسب بك ِّد يمينه وأقام عنده أيا ًما ‪.‬‬ ‫ث َّم خرج من دمشق فا ًّرا بنفسه في أوان البرد الشديد ‪ ،‬فأتى قرية من قراها‬ ‫وبعد مدة ارسل كتابًا الى ملك دمشق وذكر في آخره ‪ :‬وإن كان ابراهيم بن‬ ‫أدهم قد خرج عن ملك خراسان ‪ ،‬فأنا قد خرجت عن ملك المغرب ‪ ،‬وعن‬ ‫هذه الصنعة والسالم ‪ .‬وف َّر من حينه ‪ ،‬وذهب صاحب البيت بالكتاب الى الملك‬ ‫نور الدين ‪ ،‬فوصل الملك الى تلك القرية (مرة ثانية) ‪ ،‬وطلب أبا يوسف فلم‬ ‫يجد له أث ًرا ‪ ،‬وال وقع له على خبر ‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫ ال ّرحالةُ عبد الغني النّابلسي تنقّل في البقاع من قري‪ٍ +‬ة إلى قري‪+‬ة ‪ ،‬حتّى‬‫ع‪+‬بر م ّم‪ٍ +‬ر بين الجب‪++‬ال ‪ ،‬وذل‪++‬ك‬ ‫توج‪ +‬ه إلى قريتن‪+‬ا‬ ‫وصل إلى كام ِد الّلوز ‪ ،‬ومنها‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫منذ حوالي ‪ 332‬سنة ‪ ،‬ولندعه يقول ‪:‬‬ ‫‪+‬رب ‪ ،‬ونس‪++‬قي‬ ‫" ثم سرنا إلى أن وصلنا إلى عين ع ّزة ‪ ،‬فوقفنا هن‪++‬اك نش‪ُ +‬‬ ‫س إلى المسير مستف ّزة ‪ .‬ثم سرنا ‪ ،‬حتى صعدنا إلى حض‪++‬رة م‪++‬والي‬ ‫َ‬ ‫الدواب بنف ٍ‬ ‫‪+‬ال ‪ ،‬وهن‪++‬اك قري‪+‬ةٌ ‪،‬‬ ‫يعقوب المنصور عليه الرحمة والرضوان ‪ ،‬وهو في جب ٍل ع‪ٍ +‬‬ ‫‪+‬ريحه المب‪++‬ارك ‪ ،‬ودعون‪++‬ا عن‪++‬ده هللا‬ ‫وجدنا فيها جماع‪+‬ةً من اإلخ‪++‬وان ‪ ،‬فزرن‪++‬ا ض‪َ +‬‬ ‫تعالى وتبارك ‪ ...‬ثم جلسنا في تلك القري‪ِ +‬ة ‪ ،‬تحت ش‪+‬جر ٍة كب‪+‬ير ٍة من الس‪+‬نديان ‪،‬‬ ‫منسوبة إلى يعقوب المذكور عليه ال ّرحمة والرضوان " ‪.‬‬ ‫الزركشي في كتابه ‪ -‬أخبار الدولتين ‪ -‬يقول ‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫حاجا ‪ ،‬ق‪++‬ال أب‪++‬و س‪++‬عيد أخ‪++‬برني الح‪++‬اج ( ابن مزينة أو مرينة)‬ ‫‪ ...‬وقيل أنّه مشى‬ ‫بعض المش‪++‬ارقة ‪ ،‬انَّ ق‪++‬ب َر يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور مل‪++‬ك المغ‪++‬رب ‪ ،‬ببل ‪ِ +‬د‬ ‫ق‪++‬ال أخ‪++‬برني‬ ‫ُ‬ ‫الشّام يُتب ّر ُك به ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬ ‫إنَّ الص‪++‬حافي الفلس‪++‬طيني ناف‪++‬ذ أب‪++‬و حس‪++‬نة ‪ ،‬والمح‪++‬امي الفلس‪++‬طيني ذا األص‪++‬ل‬ ‫المغربي ظافر بن خضراء ‪ ،‬قد ألّفا كتابًا اس‪++‬مه أمالك المغارب‪++‬ة في فلس‪++‬طين ‪،‬‬ ‫وذكرا أنَّ قس ًما كبي ًرا من المغاربة الذين أت‪++‬وا من المغ‪++‬رب على أي‪++‬ام يعق‪++‬وب‬ ‫المنص‪++‬ور لنج‪++‬دة ص‪++‬الح ال‪++‬دين ‪ ،‬في حرب‪++‬ه ض‪++‬د الص‪++‬ليبيين ‪ ،‬ق‪++‬د اس‪++‬تقروا في‬ ‫مناطق كثيرة من فلسطين وخاصة في مدينة القدس ‪ ،‬حيث ك‪++‬ان فيه‪++‬ا منطق‪++‬ة‬ ‫خاص‪++‬ة بهم ‪ ،‬تُس‪ّ +‬مى حي المغارب‪++‬ة ‪ ،‬وأح‪++‬د األب‪++‬واب يُس‪َّ +‬مى ب‪++‬اب المغارب‪++‬ة وهم‬ ‫استق ّروا ‪ ،‬وتملّكوا األراضي والبيوت ‪ ،‬في أيام الملك األفض‪++‬ل ‪ .‬كم‪++‬ا يُق ‪+‬دّر بعض‬ ‫المؤرخين أنَّ بداية إقامة المغاربة ببيت المقدس تعود الى عام ‪ 909‬م ‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫عطفًا على الفقرة السابقة ‪ ،‬أال تالحظ معي أيها القارى ُء العزيز ‪ ،‬بانّ هناك‬ ‫ق‪++‬رب المس‪++‬ج ِد األقص‪++‬ى في‬ ‫ه‪++‬دم الص‪++‬هاينة للحي المغ‪++‬ربي‬ ‫رابطً‪++‬ا قويً‪++‬ا بين‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الموحدون وخاصةً يعقوب المنصور باليهود في‬ ‫القدس عام ‪ ، 1967‬وبما فعله‬ ‫ّ‬ ‫المغرب أي‪+‬ام حكمه ‪ ،‬إذ ألبس‪+‬هم ثيابً‪+‬ا فيه‪+‬ا مذلّ‪+‬ةٌ واحتق‪+‬ا ٌر لهم ‪ ،‬ذل‪+‬ك ألنّ‪+‬ه لم‬ ‫يصح عنده إسالمهم ‪ ،‬إضافةً الى أنّ يعقوب المنصور ق‪++‬د أرسل ‪ 180‬س‪++‬فينة‬ ‫َّ‬ ‫جهاديّة لمساعدة صالح الدين ‪ ،‬كما ذكر بعض المؤرخين ‪ ،‬وك‪++‬ان لهم دور ه‪++‬ام‬ ‫وحاسم في االنتصار على الفرنجة ‪ ،‬وهذا مما ال يرضى به كل أعداء اإلسالم ‪.‬‬ ‫والعبادي يقول ‪ ... :‬ومن الطريف ان بعض الروايات اإلس‪++‬المية ‪ ،‬اش‪++‬ارت الى‬ ‫أن الخليفة المنصور لم يمت بأرض المغرب وإن ّما مات في فلسطين ‪ ،‬بعد أن‬ ‫‪+‬ذهب‬ ‫ترك ملكه وبالده ورحل إلى األراضي المقدس ِة لجها ِد الص‪++‬ليبيين ‪ ،‬ب‪++‬ل وي‪ُ +‬‬ ‫‪+‬اس‬ ‫ابن خلّك‪++‬ان إلى أن‪++‬ه رأى في البق‪++‬اع ق‪++‬ب ًرا ب‪++‬القرب من المج‪++‬دل ‪ ،‬وأنّ النّ‪َ +‬‬ ‫هناك يؤ ّكدون على أنّه قبر يعقوب ملك المغرب ويتباركون به ‪.‬‬ ‫البعض إنّ‪++‬ه ق‪++‬د تخلّى عن ال ُمل ‪ِ +‬ك ‪ ،‬وذهب خفي‪+‬ةً إلى األن‪++‬دلس ‪ ،‬حيث‬ ‫‪ ...‬وق‪++‬ال‬ ‫ُ‬ ‫البعض اآلخ ُر ‪ ،‬بل إنّه توجه إلى البيت‬ ‫يرابط في ثغورها لجهاد الكفار ‪ ،‬وقال‬ ‫ُ‬ ‫الح‪++‬رام وج‪++‬اور في المدين‪++‬ة ‪ ،‬عن‪َ +‬د ق‪++‬بر ال ّرس‪++‬ول ص‪+‬لّى هللاُ علي‪++‬ه وس‪+‬لّم ‪ ،‬حيث‬ ‫ٌ‬ ‫ثالث ‪ ،‬بل إنّ‪++‬ه رح‪++‬ل إلى االراض‪++‬ي المقدّس‪++‬ة بفلس‪++‬طين‬ ‫ق‬ ‫يُخفي أمره ‪ .‬وقال فري ٌ‬ ‫لجهاد الصليبيّين هناك ‪.‬‬ ‫وعن مقبر ِة المغارب‪ِ +‬ة في فلس‪+‬طين ‪ ،‬يُق‪++‬ال ‪ :‬ولع‪َّ +‬ل ه‪+‬ذه المق‪+‬برة ك‪++‬انت‬ ‫ق عليها إسم يعقوب المنص‪+‬ور ‪،‬‬ ‫للمغاربة الّذين استشهدوا في فلسطين ‪ ،‬ثم اُطلِ َ‬ ‫تذكاري لها باعتباره المجاهد األكبر ‪ ،‬وسلطان هؤالء المجاهدين ‪.‬‬ ‫كرم ٍز‬ ‫ٍ‬

‫(‪)1‬‬

‫إنّ ه‪++‬ذه الوف‪++‬اة الب‪++‬اكرة للس‪++‬لطان يعق‪++‬وب (عم‪++‬ره بين ‪ 39‬إلى ‪ 48‬س‪++‬نة) ‪،‬‬ ‫تستوقفُ نظرنا ألنّ الرج َل كان ُمن َه ًكا ‪ ،‬خائ َر القُوى ‪ ،‬قب‪++‬ل ذل‪++‬ك ب‪++‬أربع س‪++‬نوات ‪،‬‬ ‫‪76‬‬


‫ي ‪ ،‬ك‪++‬ان‬ ‫أي أنّه كان‬ ‫ض ال نعرفها‪ ...‬ف‪+‬البيتُ‬ ‫َ‬ ‫الموح‪ +‬د ُ‬ ‫ّ‬ ‫ضعيف البني ِة ‪ ،‬مصابًا بأمرا ٍ‬ ‫ُمصابًا بش‪++‬يء ما ‪ ،‬إذ ليس من الط‪++‬بيعي أن يم‪++‬وتَ رج‪ٌ +‬ل وعم‪++‬ره ‪ 47‬س‪++‬نة ‪،‬‬ ‫وإبنه سنّه ‪ 37‬سنة وحفيده عمره ‪ 34‬سنة(‪. )2‬‬ ‫‪...‬منذ حوالي ‪ 800‬سنة ‪ ،‬قَ ِد َم إلى هذه المنطقة مل ٌك مغرب ٌي ‪ ،‬يُدعى يعقوب ‪،‬‬‫وكان قبل مجيئه إلى لبنان ‪ ،‬قد ع َّر َج على مص َر ثم سوريا ‪ ،‬وسكن هذا‬ ‫ُ‬ ‫حيث عمل ناطو ًرا على األرزاق ‪ ،‬وأخذ يتر ّد ُد‬ ‫السلطان في بلدة عيثا الفخار‬ ‫المناطق المقابل ِة لعيثا الفخار ويقال أنّه حف َر قب ًرا ‪ ،‬وأوصى‬ ‫بحكم عمله إلى‬ ‫ِ‬ ‫ق اسم البلدة ‪،‬‬ ‫الّذين كان يعم ُل عندهم أن يدفنوه فيه ‪ .‬ومن هنا كان اشتقا ُ‬ ‫ّ‬ ‫بالذكر أنّ هذا القب َر مقص ٌد لكثي ٍر من الزائرين(‪. )3‬‬ ‫والجدير‬ ‫عاد الخليفة المنصور من األندلس الى عاصمة مملكته مراكش وقد بدت عليه‬‫عالمات المرض واإلنهاك النا ِج َمين عن الحمالت طويلة األمد التي قام بها ‪،‬‬ ‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬العبادي في ‪ :‬دراسات في تاريخ المغرب واألندلس ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬د ‪ .‬حسين مؤنس في ‪ :‬معالم تاريخ المغرب واألندلس ‪.‬‬

‫‪ – 3‬عفيف مرهج في كتابه اعرف لبنان ‪.‬‬

‫‪ ...‬وهكذا بعد أن زكى ابنه الناصر على والية العهد ‪ ،‬انسحب من الحياة‬ ‫صا وقته للتعبد وألعمال البر واإلحسان ‪.‬‬ ‫العامة ُمخ ِّ‬ ‫ص ً‬ ‫أ َّم ا وصاياه فكانت عديدة ومتنوعة شملت مختلف الشؤون والمجاالت وك َّرر‬ ‫بعضها أكثر من م ّرة ‪ ،‬م َّما أثار استغراب الحاضرين المستمعين له (‪.")1‬‬ ‫و نحن نتساءل أال يُخبيء هذا االستغراب وذاك التكرار في طيَّاتهما أم ًرا ما‬ ‫أضمره يعقوب المنصور في نفسه ؟‪.‬‬

‫‪ - 25‬السلطان يعقوب المريني‬

‫‪77‬‬


‫هناك سلطانٌ يعقوب آخر‪ ،‬واسمه الكامل ‪ :‬السلطان يعقوب بن عبد الحق‬ ‫خالف على‬ ‫ي‬ ‫المنصور المريني (أي من بني مرين) ‪ .‬ه‪++‬ذا الس‪++‬لطانُ ‪ ،‬ال يوج‪++‬د أ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬اس‬ ‫مكان وفاته الّ‪++‬تي حص‪++‬لت في المغ‪++‬رب ‪ ،‬وذكرن‪++‬اه هن‪++‬ا ح‪++‬ت ّى ال يحص‪++‬ل التب‪ٌ +‬‬ ‫الموح‪ +‬دي ‪ .‬ولع‪ًّ +‬ل بعض المغارب‪++‬ة ق‪++‬د اختل‪++‬ط علي‪++‬ه‬ ‫بينه وبين يعقوب المنصور‬ ‫ّ‬ ‫ين او السلطانين ‪ِ ،‬عل ًما ب‪++‬أنّ دول‪+‬ةَ ب‪++‬ني م‪++‬رين ‪ ،‬ق‪++‬د أتت بع‪++‬د‬ ‫األمر ‪ ،‬بين األمي َر ِ‬ ‫الموحدية ‪.‬‬ ‫دولة بني عبد المؤمن‬ ‫ّ‬

‫‪ - 26‬مخزون الذاكرة الشعبية‬ ‫واألساس لوجود القرية ‪ ،‬إذ قب َل وفاته كان‬ ‫السبب‬ ‫أ ‪ -‬السلطان يعقوب ‪ ،‬هو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس‪+‬كنُ إلى‬ ‫سكان ‪ ،‬وبع‪++‬د وفات‪++‬ه بح‪++‬والى ‪ 150‬س‪++‬نة ‪ ،‬ب‪++‬دأ ّ‬ ‫الجب ُل غي َر مأهو ٍل بال ّ‬ ‫الس‪+‬كنُ الفعل ُي‬ ‫جانبه بأعدا ٍد قليل ٍة ‪ ،‬أ ّما الحقبةُ الممت‪++‬دةُ من‪++‬ذ وفات‪++‬ه إلى أن ب‪++‬دأ‬ ‫ّ‬ ‫قربه ‪ ،‬أي خالل المئة وخمس‪++‬ين س‪++‬نة األولى من وفات‪++‬ه ك‪++‬ان ي‪++‬زوره ع‪++‬د ٌد من‬ ‫أقاربه ‪ ،‬ومحبّيه ومن قبيلت‪+‬ه ثم يع‪+‬و ُد قس‪ٌ +‬م منهم إلى المغ‪+‬رب ‪ ،‬والقس‪ُ +‬م اآلخ‪ُ +‬ر‬ ‫يبقى في بعض قرى‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬المؤرخ االسباني أمبروسيو هويثي ميراندا في كتابه ‪ :‬التاريخ السياسي لألمبراطورية الموحدية ‪.‬‬

‫بالد الشّام وفلسطين ‪ ،‬وكانوا يك ّررون زياراتهم له كلما أرادوا ‪.‬‬ ‫سكن الفعلي ‪ ،‬استق َّر عد ٌد قلي ٌل منهم إلى جانب ضريحه ‪ ،‬ومن تبقّى‬ ‫عندما بدأ ال ّ‬ ‫عاد إلى حيث يسكن (في قري‪++‬ة ديش‪++‬وم الفلس‪++‬طينية وحي المغارب‪++‬ة في الق‪++‬دس‬ ‫صةً قري‪++‬ة ح ّم‪++‬ارة ‪ ،‬ومنطق‪++‬ة ع ‪ّ +‬زة) ‪،‬‬ ‫وبعض القرى المجاورة لمكان وفاته ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫وتأكي ‪ً +‬دا له‪++‬ذا االمر فإنّ‪++‬ه حتّى أيامن‪++‬ا ه‪++‬ذه ‪ ،‬هن‪++‬اك منطق ‪+‬ةٌ جبلي ‪+‬ةٌ في المن‪++‬ارة‬ ‫(ح ّمارة ‪ -‬سابقًا) تُس ّمى" عريض بيت الع ّرة " الّذين سكنوا ح ّمارة قبل أن ينتقلوا‬ ‫‪78‬‬


‫ص من آل الع‪ّ +‬رة في المن‪++‬ارة ‪،‬‬ ‫الى السلطان يعقوب ‪ ،‬وحاليً‪++‬ا ال يوج‪++‬د أي ش‪++‬خ ٍ‬ ‫وموق‪++‬ع ه‪++‬ذا "الع‪++‬ريض" ه‪++‬و بين عين الفوقا والقس‪++‬اطل الّ‪++‬تى تُ ّ‬ ‫غ‪++‬ذي الق‪++‬رى‬ ‫سكنُ يزدا ُد عا ًما بعد عام ‪ ،‬وكذلك ف‪++‬إنَّ بعض‬ ‫المجاورة بالمياه ومن ثم صار ال ّ‬ ‫سن يقولون انَّ أجدادهم قدموا الى السلطان يعقوب الفوقا ‪ ،‬من منطق‪++‬ة‬ ‫كبار ال ّ‬ ‫ع َّزة ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إنّه حين توفي السلطان يعقوب ‪ ،‬وانتش َر الخب ُر في القرى المجاورة‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ض‪++‬ربت " النوب‪++‬ات " وعلت أص‪++‬واتُ التكب‪++‬ي ِر والتهلي‪ِ ++‬ل ‪ ،‬ممزوج‪++‬ةً باإليقاع‪++‬ا ِ‬ ‫الموس‪+++‬يقي ِة الص‪+++‬ادرة عن اآلالت الّ‪+++‬تي ك‪+++‬انت ض‪+++‬من " النوبة " ‪ ،‬إض‪+++‬افةً إلى‬ ‫ت اإلسالمية الخفّاقة ‪ ،‬واجتمعت كله‪+‬ا ح‪+‬و َل الجثم‪+‬ا ِن في م‪+‬ا يُع‪+‬رفُ الي‪+‬وم‬ ‫ال ّرايا ِ‬ ‫بسهل عيثا ّ‬ ‫حسب تقالي‪++‬د تل‪++‬ك‬ ‫هام جل ٍل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الفخار‪ ،‬وكان إخراج النوبات يت ُّم ألم ٍر ٍ‬ ‫األي‪++‬ام ‪ ،‬وعن‪++‬دما اجتم‪++‬ع المس‪++‬لمون لدفن‪++‬ه لم يعرف‪++‬وا أين يدفنونه ‪ ،‬ف‪++‬إذا ح ّرك‪++‬وا‬ ‫يصعب حمله ‪ ،‬فسألوا إم‪++‬رأةً عج‪++‬و ًزا‬ ‫الجثمان باتجاه ح ّمارة أوعيثا الفخار ‪ ،‬كان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كانت تعرف حالتَ‪++‬ه فأج‪++‬ابتهم أنّ‪++‬ه ك‪++‬ان يقص‪ُ +‬د ق ّم‪ +‬ةَ الجب‪ِ +‬ل بين الحين واآلخ‪++‬ر‪،‬‬ ‫للعباد ِة والتأ ّم ِل ‪ ،‬وأخبرها بأنّه ق‪++‬د حف‪َ +‬ر ق‪++‬ب َره هن‪++‬اك ‪ .‬وه‪++‬ذا م‪++‬ا ك‪++‬ان رحم‪++‬ه هللا‬ ‫وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬ ‫وهناك رواية شعبية أخرى ‪ ،‬تفيد بان الغطاء الذي كان يغطي جثمانه ط ار‬ ‫من على النعش (المحمل) باتجاه أعلى الجبل وحطَّ حيث دُفن ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬ ‫بعض المغارب ِة ‪ ،‬كان يوافيهم األج‪ُ +‬ل ‪ ،‬خال َل زي‪+‬ارتهم للس‪+‬لطان‬ ‫ج ‪ -‬إنّ‬ ‫َ‬ ‫يعقوب المغربي فيت ُّم دفنهم في مقبرة البلدة القريبة من ضريحه ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬عندما كان عد ٌد من المغاربة ‪ ،‬وأعدا ٌد من قرية ديشوم (في فلسطين) ‪،‬‬ ‫ب السلطان وقبيلتِ ِه ي‪++‬زورون المق‪++‬ام ‪ ،‬ك‪++‬ان أه‪ُ +‬ل‬ ‫حيث يوجد فيها‬ ‫ٌ‬ ‫أناس من أقار ِ‬ ‫حسب استطاعته ‪.‬‬ ‫القري ِة يستضيفون ال ّزوا َر ك ٌل‬ ‫َ‬ ‫‪79‬‬


‫ضريح السلطان يعقوب بعد‬ ‫هه‪ -‬إنّ كثي ًرا من الحجاج المغاربة ‪ ،‬كانوا يزورون‬ ‫َ‬ ‫أيام ق‪++‬رب‬ ‫انتهائهم من مناسك الحج وقبل عودتهم إلى المغرب ‪ ،‬فيمكثون ع ّدةَ ٍ‬ ‫ضريحه ‪ ،‬ثم يغادرون إلى المغرب على ظهور بغالهم ‪.‬‬ ‫و ‪ -‬كان عد ٌد من المغاربة يزور المقام بين الحين واآلخر ‪ ،‬فمنهم من‬ ‫يجهش بالبكاء عن َد ضريحه ‪ ،‬ويص ّر ُح بأنَّهُ من أقرب‪++‬ا ِء الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫ُ‬ ‫‪+‬رب الض‪++‬ريح ‪ِ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنّهم‬ ‫ومنهم من ك‪++‬ان يُقي ُم حلق‪+‬ةَ ِذ ْك‪ٍ +‬ر وأناش‪++‬ي َد ديني‪ٍ +‬ة ق‪َ +‬‬ ‫كانوا يتكلّمون بلهج ِة البربر ‪ ،‬وال يُفهم من كالمهم إالّ كلمة " يا يعقوب " أو" ي‪++‬ا‬ ‫ب‬ ‫يعقوب "‪ .‬ومنهم من كان يقول عن نفسه ‪ ،‬انّ‪++‬ه ط‪ُ +‬‬ ‫‪+‬بيب أعش‪++‬ا ٍ‬

‫موالي‬ ‫مغربي ‪.‬‬

‫اج من السلطان يعقوب ‪ ،‬منهم ‪ :‬الحاج نسيب‪ +‬إبراهيم‬ ‫ض‬ ‫ّ‬ ‫ز – نقاًل عن بع ِ‬ ‫الحج ِ‬ ‫الحج ‪،‬‬ ‫لمناسك‬ ‫ش ًدا أو ُم َع ِّرفًا للحجاج) أنّهم أثنا َء تأديتهم‬ ‫ِ‬ ‫وهبة (بما أنه كان ُمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجا مغاربةً ‪ ،‬فت‪++‬داولوا معهم بش‪++‬أن الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫وبتقدي ٍر من هللا ‪ ،‬التقوا ُح ّج ً‬ ‫اج المغاربة من يؤ ّك ُد أنّ السلطان يعق‪++‬وب لم يمت في‬ ‫فتبيّ َن أنّ من بي ِن ُ‬ ‫الح ّج ِ‬ ‫المغرب ‪.‬‬ ‫ح ‪ -‬نقاًل عن الحاج ش‪++‬حادة الص‪++‬ميلي ( من عيث‪++‬ا الفخ‪++‬ار) وهو رج‪ٌ +‬ل وق‪++‬و ٌر‬ ‫ومحتر ٌم عمره حوالى ‪ 95‬سنة ‪ ،‬وهو بكام ِل قواه العقلية والذهنية ‪ :‬أنّه عندما‬ ‫‪+‬رب عين ع‪ّ +‬زة ‪،‬‬ ‫كان شابًا ياف ًعا في الخامسة عشرة من عمره كان موج‪++‬و ًدا ق‪َ +‬‬ ‫رأى حوالى‬ ‫ثماني‪+++‬ةَ‬ ‫بغ‪+++‬ال ُمح ّملة بالحاجي‪+++‬ات م‪+++‬ع أص‪+++‬حابها فس‪+++‬ألهم من أنتم ‪ ،‬وإلى أين‬ ‫ٍ‬ ‫تريدون ّ‬ ‫الذهاب ؟ أجابوه نحن مغاربةٌ جئن‪++‬ا ن‪++‬زور موالن‪++‬ا الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬ثم‬ ‫أكملوا طريقهم صعو ًدا إلى قرية السلطان يعقوب ‪.‬‬

‫‪80‬‬


‫ط – نقاًل عن المرحوم الحاج أحمد صالح عبد هللا الحاج أنَّه ‪ :‬في أوائل‬ ‫الس‪++‬تينات‪ +‬من الق‪++‬رن الماض‪++‬ي ‪ ،‬حض‪++‬ر الى القري‪++‬ة مجموع‪++‬ة رج‪++‬ال مغارب‪++‬ة ‪،‬‬ ‫يلبسون ال ّزي والطربوش المغ‪++‬ربي ‪ .‬وبع‪++‬د أن أتم‪++‬وا زي‪++‬ارتهم للمق‪++‬ام ولض‪++‬ريح‬ ‫السلطان يعقوب المغربي ‪ ،‬التقاهم الحاج أحمد ص‪++‬الح عب‪++‬د هللا وتح‪++‬ادث معهم ‪،‬‬ ‫وأخبرهم أنَّ جدّه مغربي األصل ‪ ،‬واس‪++‬مه عب‪++‬د هللا الح‪++‬اج فظهر على وج‪++‬وههم‬ ‫االعج‪++‬اب والس‪++‬رور ومن ث َّم دع‪++‬اهم الى منزل‪++‬ه في ت‪++‬ل الزع‪++‬ازع واستض‪++‬افهم‬ ‫وأكرمهم وقام بالواجب على أكمل وجه ‪ ،‬وبعدها غادروا الى المغرب ‪.‬‬ ‫فالسؤال الّذي يطرح نفسه وبكل عفوية ‪ :‬لماذا أتى هؤالء المغاربة الى قريتن‪++‬ا‬ ‫لزيارة ضريح السلطان يعقوب ‪ ،‬إن لم يكن جثمانه في داخله ؟‪.‬‬ ‫ي ‪ -‬في أوائ‪++‬ل الس‪++‬تينات من الق‪++‬رن الماض‪++‬ي ‪ ،‬حضر الى القري‪++‬ة بعض‬ ‫المغاربة فسألت أهلي من هؤالء ؟ أجابوني ‪ :‬أنهم مغاربة أت‪++‬وا ل‪++‬يزوروا ض‪++‬ريح‬ ‫السلطان يعقوب فركضت وراءهم أنا وبعض الفتية ورأين‪++‬اهم دخل‪++‬وا الى ق‪++‬رب‬ ‫الضريح ومن ثم سمعناهم يبكون ويقول‪++‬ون بص‪++‬وت ع‪++‬ا ٍل ُمته‪+‬دِّج ‪ " :‬ي‪++‬ا م‪++‬والي‬ ‫يعقوب "‪ .‬استراحوا قلياًل وأنشدوا بعض األناشيد الدينية بلهجتهم المغربي‪++‬ة ‪ ،‬ثم‬ ‫غادروا القرية على ظهور بغالهم ‪.‬‬ ‫والش‪+‬يخ‬ ‫الش‪+‬يخ توفي‪++‬ق اله‪++‬بري ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ك – من ُز ّواره عاّل مة ب‪++‬يروت المغف‪++‬ور ل‪++‬ه ّ‬ ‫مظهر‬ ‫الش‪+‬يخ عثم‪++‬ان س‪++‬راج ال‪+‬دّين ‪ ،‬ومرك‪++‬زه إي‪++‬ران ‪ ،‬وهو ش‪++‬يخ‬ ‫عالء ال‪+‬دّين ش‪++‬قيق ّ‬ ‫الش ‪+‬يخ عب‪++‬د هللا أم‪++‬را ‪ ،‬ش‪++‬يخ الطريق‪++‬ة‬ ‫الطريقة النقشبنديّة والقادريّة ‪ .‬كما زاره ّ‬ ‫في سوريا‬ ‫ولبنان وقد ك‪++‬انوا يبك‪++‬ون أم‪++‬ا َم ض‪++‬ريحه وق‪++‬د ع‪++‬ادوا القهق‪++‬رى عن‪++‬د انص‪+‬رافهم‬ ‫الموح‪ +‬دي ‪ ،‬وأح‪++‬د األقط‪++‬اب الس‪++‬بعة‬ ‫تأ ُّدبًا وتهيُبًا ‪ ،‬وقد أ ّكدوا أنّه السلطان يعق‪++‬وب‬ ‫ّ‬ ‫‪81‬‬


‫المشهورين و وصفوه بالولي العارف باهلل ‪ .‬هذا ما ذكره الباحث سليم يوسف‬ ‫في مجلة الفكر اإلسالمي عدد ‪ 11‬عام ‪ 1978‬م ‪.‬‬ ‫‪+‬ثر من م‪++‬ر ٍة ‪ ،‬إم‪++‬ام‬ ‫ل ‪ -‬من الذين زاروا‬ ‫ضريحهُ من ُذ مد ٍة غير بعيد ٍة وألك‪َ +‬‬ ‫َ‬ ‫الج‪++‬امع األم‪++‬وي بدمش‪++‬ق الش‪++‬يخ محم‪++‬د ف ‪ّ +‬واز النّم‪++‬ر ‪ ،‬وابن م‪++‬دير معه‪++‬د الفتح‬ ‫اإلس‪+‬المي في دمشق س‪+‬ابقًا العاّل م‪+‬ة الش‪+‬يخ عب‪+‬د ال‪+‬ر ّزاق الحل‪+‬بي رحم‪+‬ه هللا ‪،‬‬ ‫برفقة العالّمة الشيخ عبد الهادي الخرسة ‪.‬‬

‫‪ - 27‬ترجيح وفاته وبنسبة عالية في بالد الشام‬ ‫فيما يلي نُجمل المعطيات التي توفرت لدينا لتوضيح هذا االمر ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬االختالف في مكان وفاته لدى المؤرخين المغاربة (سال – مراكش – تينمل‬ ‫أو تينملل) ‪ .‬وهذه المدن كلها موجودة في المغرب ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬االختالف في شهر وفاته (صفر‪ -‬ربيع االول – جمادى االولى ) ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬االختالف في سنوات عمره (‪. ) 49 - 48 - 41- 39 - 37‬‬ ‫‪ - 4‬إن ما ذكره العبادي يُثبت أن المغاربة ال يعرفون مكان وفاته ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إن الحج‪++‬اج المغارب‪++‬ة ال‪++‬ذين ينتم‪++‬ون إلى قبيلت‪++‬ه ‪ ،‬يؤك‪++‬دون وفات‪++‬ه خ‪++‬ارج‬ ‫المغرب‬ ‫‪ - 6‬لو صحت وفاته في المغرب ‪ ،‬لم تظهر االختالفات السابقة ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬وكم‪++‬ا ذك‪++‬ر ال‪++‬ذهبي في س‪++‬ير أعالم النبالء نقاًل عن ابي ش‪++‬امة ‪ " :‬وق‪++‬د‬ ‫يُقال لو مات مثل هذا السلطان في مقر ِع ِّزه ‪ ،‬لم يُختلف هكذا في وفاته "‪.‬‬ ‫‪ -8‬ص ّرح عدة مرات برغبته في أداء فريضة الحج ‪.‬‬

‫‪ - 9‬صرح عدة مرات برغبته في التوجه الى الديار المصرية ‪.‬‬ ‫‪82‬‬


‫‪ - 10‬هناك أك‪++‬ثر من أم‪++‬ير يحم‪++‬ل اس‪++‬م يعق‪++‬وب ‪ ،‬ومن بينهم يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور‬ ‫المريني مما قد يثير الشكوك ‪ ،‬حول اسم األمير الذي خرج من المغ‪++‬رب ‪ ،‬ومن‬ ‫الذي بقي ‪.‬‬ ‫‪ - 11‬طلب منه كبير مشايخ المغرب ‪ ،‬بأن يزه‪++‬د ‪ ،‬وي‪++‬ترك الحكم ‪ ،‬ليس‪++‬تطيعوا‬ ‫الرد على الرس‪++‬الة القش‪++‬يرية ‪ ،‬برس‪++‬الة مغربي‪++‬ة مماثل‪++‬ة ‪ ،‬كم‪++‬ا فع‪++‬ل إب‪++‬راهيم بن‬ ‫أدهم في المش‪++‬رق ‪ .‬وال ننس‪++‬ى م‪++‬ا قال‪++‬ه الحنبلي في ش‪++‬ذرات ال‪++‬ذهب ‪ " :‬فلم‪++‬ا‬ ‫تزهد يعقوب وانسلخ عن الحكم تم لهم ذلك "‪.‬‬ ‫‪ - 12‬م‪++‬ا ذك‪++‬ره المؤرخ‪++‬ون ‪ :‬ابن خلك‪++‬ان – الزركش‪++‬ي – الس‪++‬الوي(مغ‪++‬ربي) – ابن‬ ‫والرحال‪++‬ة الدمش‪++‬قي‬ ‫الرحال‪++‬ة المغ‪++‬ربي ابن بطوط‪++‬ة ‪،‬‬ ‫عذارى(مغربي) – اليافعي –‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عبد الغني النابلسي ‪.‬‬ ‫‪ - 13‬هناك تطابق واضح ووثيق ‪ ،‬بين ما طلبه منه مشايخ المغرب وما ذكره‬ ‫ابن بطوطة المغربي ‪ ،‬ال‪++‬ذي زار ض‪++‬ريح الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب بع‪++‬د وفات‪++‬ه بح‪++‬والى‬ ‫‪ 125‬سنة ‪ .‬أي منذ حوالى ‪ 700‬سنة تقريبًا حتى أيامنا هذه ‪.‬‬ ‫َش‪+‬بُّه الس‪+‬لطان يعق‪+‬وب‬ ‫‪ - 14‬وبالتالي من أين اتى المش‪+‬ارقة به‪++‬ذا الخ‪+‬بر (أي ت َ‬ ‫بابراهيم بن أدهم حيث ذكر ابن بطوطة ذلك نقال عن رسالة يعقوب الى ن‪++‬ور‬ ‫الدين ملك دمشق )؟‪.‬‬ ‫‪ - 15‬بالطبع لقد َعلِ َم ابن بطوطة بذلك ‪ ،‬من أهالي القرى المجاورة لضريحه ‪،‬‬ ‫فكيف علم ه‪++‬ؤالء الن‪++‬اس بتفاص‪++‬يل مض‪++‬مون الرس‪++‬الة ‪ ،‬وم‪++‬ا تبعه‪++‬ا من تع‪ّ +‬رف‬ ‫مل‪++‬ك دمش‪++‬ق علي‪++‬ه واستض‪++‬افته ل‪++‬ه في قص‪++‬ره ‪ ،‬وتفاص‪++‬يل أخ‪++‬رى ‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫السلطان يعقوب قد عاش بينهم ‪ .‬وأي عاقل يقبل بأنَّ هذه االمور ق‪++‬د اختلقه‪++‬ا‬ ‫سكان‬

‫القرى المحيطة بمكان وفاته من تلقاء أنفسهم ؟ ‪.‬‬ ‫‪83‬‬


‫‪ -16‬وبالتالي ليس من المعقول ‪ ،‬أن تكون وفاته وجثمان‪++‬ه في المغ‪++‬رب ‪ ،‬بينم‪++‬ا‬ ‫يأتي المغاربة الى المشرق ‪ ،‬ليزوروه ‪ ،‬ويبك‪++‬وا عن‪++‬د ض‪++‬ريحه ‪ ،‬وين‪++‬ادوه باس‪++‬مه‬ ‫الواضح والصريح و من ثم يمكثوا عدة أيام الى جانب ضريحه ‪ ،‬ثم هناك من‬ ‫مجاف للعادة والعقل‬ ‫يقول انّه توفي في المغرب فهذا التوصيف غير مألوف ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫والتاريخ ‪ ،‬ومخالف للمنطق السليم ‪.‬‬ ‫‪ - 17‬إن لفظ الكالم في قريتنا ‪ ،‬وخاص‪+‬ة لف‪+‬ظ ح‪+‬رف الق‪+‬اف " ق " يش‪+‬به الى‬ ‫حد كبير لفظها في دول المغرب العربي ( المغرب ‪ ،‬الجزائر وت‪+‬ونس ) ‪ ،‬وخاص‪+‬ة‬ ‫اللهجة التونسية وإنّنا نلحظُ ذلك من خالل التّلفاز ‪.‬‬ ‫‪ - 18‬عد ٌد من العائالت أصلها من المغرب ‪ :‬آل عبدوني ‪ -‬آل سعدي ‪ -‬آل عرابي –‬ ‫آل أبو مراد ‪ -‬آل الع ّرة ‪ -‬آل بركات ‪ -‬آل صالح ‪ .‬وه‪+‬ذا االم‪+‬ر ي‪+‬ردده كب‪+‬ار الس‪+‬ن في‬ ‫قريتنا منذ مئات السنين ‪ .‬فما هو مبرر إنتقال هذه العائالت من المغرب ‪ ،‬ومن‬ ‫بعض قرى فلسطين ‪ ،‬ومن بعض القرى المجاورة ‪ ،‬إلى قم ِة جب ٍل جرداء قفراء‬ ‫في بالد الشام ؟ ‪.‬‬ ‫البقاع والشّام ‪ ،‬والمغاربة المقربين من السلطان‬ ‫‪ -19‬إنَّ القواع َد الشّعبيّةَ في‬ ‫ِ‬ ‫يعق‪++‬وب يؤك‪++‬دون وفات‪++‬ه في بالد الش‪++‬ام ‪ ،‬وه‪++‬ذا االم‪++‬ر ليس من ب‪++‬اب " االتف‪++‬اق‬ ‫المسبق بينهم ‪ ،‬أو من باب الهذيان " ‪ ،‬كما ذكر بعض المؤرخين المغاربة ‪ ،‬بل‬ ‫واقع االمر كذلك ‪ ،‬وتأكي ًدا لذلك فإن المغاربة ومن مسافات بعيدة كانوا ي‪++‬أتون‬ ‫لزيارة ضريحه (حاليًا في لبنان) ‪.‬‬ ‫األج‪ +‬ر ِد‬ ‫‪+‬ل‬ ‫ّ‬ ‫سك ِن على ق ّم‪ِ +‬ة ّ‬ ‫اس على ال ّ‬ ‫‪ - 20‬ليس هناك أي أم ٍر يُ ّ‬ ‫شج ُع النّ َ‬ ‫الجب‪ِ +‬‬ ‫سكن ونشوء‬ ‫المقف ِر سوى وجود ضريحه ‪ ،‬وكما يعلم الجميع ‪ ،‬فإن بدايات ال ّ‬

‫قرب مصادر المياه ‪ ،‬ال على قمم الجبال ‪.‬‬ ‫الحضارات تكون‬ ‫َ‬ ‫‪84‬‬


‫الش‪+‬ام أن يتولّع‪++‬وا ب‪++‬أمرا ِء وس‪++‬الطين المش‪++‬رق ‪ :‬نورال‪+‬دّين‬ ‫‪ - 21‬األحرى بأهل‬ ‫ّ‬ ‫زنكي أو ص‪++‬الح ال‪++‬دّين األي‪++‬وبي أو ابن‪++‬ه األفضل ن‪++‬ور ال‪++‬دين ‪ .‬ولم‪++‬اذا يتولّع‪++‬ون‬ ‫يعش م ّدةً بينهم ‪ ،‬وتعرفوا عليه عن كثب ؟‪.‬‬ ‫سلطان يعقوب المغربي ‪ ،‬إن لم‬ ‫ْ‬ ‫بال ّ‬ ‫سلطان يعقوب لم يُنج ْد صالح الدّين بالق‪++‬د ِر الّ‪++‬ذي ك‪++‬ان يتوقعه‬ ‫‪ - 22‬بما أنّ ال ّ‬ ‫فاألحرى بأهل المشرق أن يتن ّكروا له ‪ ،‬ال أن يتولعوا به ‪.‬‬ ‫‪ًّ -23‬‬ ‫‪+‬اس في القري‪ِ +‬ة ‪ ،‬والق‪++‬رى المج‪++‬اور ِة عن اس‪++‬م الس‪++‬لطان‬ ‫إن م‪++‬ا يحفظ‪++‬ه النّ‪ُ +‬‬ ‫ت النّ‪++‬اس‬ ‫يعق‪++‬وب وبأنّ‪++‬ه مغ‪++‬رب ٌي ‪ ،‬ال يُمكنُ أليَّ ِة ق‪ّ +‬و ٍة في األرض أن تُغيّ‪َ +‬ر قناع‪++‬ا ِ‬ ‫بهذا األمر‪ ،‬الّ‪++‬ذي حفظ‪++‬وه وتوارث‪++‬وه أبًا عن ج‪ٍّ +‬د ‪ ،‬وعلى م‪++‬دى مئ‪++‬ات الس‪++‬نين ‪،‬‬ ‫الس‪+‬لطان اس‪++‬مه يعق‪++‬وب ‪ ،‬وأنّ‪++‬ه مغ‪++‬رب ٌي‬ ‫وأنّ ُج َّل ما يعترفُ به النّاس ‪ :‬هو أنّ‬ ‫ّ‬ ‫وكفى ‪ ،‬وهذا نتيجة لتكتّمه وعدم إفصاحه عن شخصيّته الحقيقية ‪.‬‬ ‫الش‪+‬ام ‪ ،‬ليش‪++‬ار َك في الجه‪++‬اد ض‪++‬د الص‪++‬ليبيين ‪،‬‬ ‫‪ - 24‬ت َ​َحفُزهُ للتوج‪ِ +‬ه الى بالد ّ‬ ‫ت‬ ‫والس‪+‬احل ‪،‬‬ ‫يراقب تحركاتِهم بين بالد الشام‬ ‫وتبين الحقًا أنّه كان‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع‪+‬بر مم‪+‬را ٍ‬ ‫‪+‬روم‬ ‫تُؤدّي الى سهل البقاع فَيُخ‪++‬بر األيوب‪++‬يين ب‪++‬ذلك ‪ ،‬اض‪++‬افةً لعمل‪++‬ه كن‪++‬اطو ٍر لك‪ِ +‬‬ ‫عيثا الفخار‪.‬‬ ‫‪ - 25‬بع‪++‬د االطالع على بعض كتب التص‪++‬وف والمتص‪++‬وفين ‪ ،‬ت‪++‬بين لن‪++‬ا أن‬ ‫الم‪++‬ؤمن ال‪++‬ذي يتعم‪++‬ق في التزه‪++‬د والتقش‪++‬ف والعب‪++‬ادة ‪ ،‬يس‪++‬لك طري‪++‬ق التكتم‬ ‫واالبتع‪++‬اد عن الن‪++‬اس فيك‪++‬ون ق‪++‬د أبحر بعي‪ً ++‬دا في أعم‪++‬اق الص‪++‬وفية ‪ ،‬ليص‪++‬بح‬ ‫زاه ًدا ‪،‬عاب ًدا ‪ ،‬متقشفًا حتى في ملبسه ومأكله وال يري‪++‬د أن ينكش‪++‬ف أم‪++‬ره أم‪++‬ام‬ ‫اآلخرين ‪.‬‬ ‫وثبت ل‪++‬دينا ‪ ،‬أن ع‪++‬دم االفص‪++‬اح عن شخص‪++‬يته ‪ ،‬هي من أساس‪++‬يات التص‪++‬وف ‪،‬‬ ‫وهذا ما حصل مع السلطان يعقوب ‪ ،‬عل ًما بأن موج‪+‬ة التص‪+‬وف ه‪++‬ذه ك‪+‬انت في‬

‫‪85‬‬


‫أوجها ‪ ،‬في تل‪++‬ك االي‪++‬ام ش‪++‬رقًا وغربًا في البالد االس‪++‬المية ‪ ،‬وال ننس‪++‬ى أن‪++‬ه من‪++‬ذ‬ ‫نشأته ظهرت‬ ‫عليه نزعة التصوف والتزه‪++‬د ‪ ،‬وذل‪++‬ك من خالل ارتدائ‪++‬ه الثي‪++‬اب الص‪++‬وفية من‪++‬ذ‬ ‫مطلع شبابه تشب ًها بالمتصوفين ‪ ،‬والحقًا نجح في استقطاب العديد من األولياء‬ ‫وعلماء الصوفية ‪ .‬كذلك يجب أال ننسى ما قاله اليافعي في كتابه مرآة الجنان‬ ‫" ‪ ...‬ز ِه َد وصار من كبار االولياء ‪".‬‬ ‫‪ - 26‬إنَّ توصيف حالته المرضية عندما كان في دمشق ‪ ،‬هو نفس التوصيف‬ ‫عندما كان يأتيه المرض وهو في المغرب ‪.‬‬ ‫‪ – 27‬ظهوره بالرؤى ‪ُ ،‬مع ِّرفًا عن نفسه لعشرات المرات على مدى مئات‬ ‫السنين ‪.‬‬ ‫سئل النبي‬ ‫واستباقًا ألي تعليق أو تشكيك في مسألة الرؤى نورد ما يلي ‪ُ " :‬‬ ‫صلّى هللا عليه وسلم عن قوله سبحانه وتعالى ‪ " :‬لهم البشرى في الحياة‬ ‫الدنيا وفي اآلخرة " سورة يونس (‪ )64‬قال ‪ :‬هي الرؤيا الصادقة يراها‬ ‫ضا الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جز ًءا من‬ ‫الرجل أو تُرى له ‪ ،‬وقال أي ً‬ ‫النبوة ‪ ،‬وبالتالي فهي كرامة من هللا سبحانه وتعالى (هذا الحديث ورد عند‬ ‫ابن ماجه في السنن) ‪.‬‬ ‫‪ – 28‬الخليفة يعقوب المنصور حضر جنازة طبيبه الخاص ابن طُفيل التي‬ ‫ضا ابن‬ ‫حصلت في عام ‪ 1185‬م ‪ ،‬بينما لم يحضر جنازة طبيبه الخاص أي ً‬ ‫رشد الحفيد التي حصلت في عام ‪ 1198‬م ألنه كان قد غادر المغرب متوج ًها‬ ‫الى بالد الحجاز لتأدية مناسك الحج والعمرة ‪ ،‬ومن ثم بتقدير من هللا ع َّرج‬ ‫في طريقه على بالد الشام وحصل معه ما حصل ‪.‬‬

‫‪86‬‬


‫‪ - 28‬السلطان يعقوب المنصور الموحدي " مغبون"‬ ‫الموحدين ‪ ،‬حكموا بال ًدا تُضاهي ما‬ ‫الدكتور السرجاني يقول ‪ :‬إنَّ الخلفا َء‬ ‫ّ‬ ‫حكم‪++‬ه العباس‪++‬يون في أوج ق‪++‬وتهم وك‪++‬ان أب‪++‬و يوس‪++‬ف من زعم‪++‬اء الموح‪++‬دين‬ ‫جي‪++‬وش‬ ‫القالئل الّذين استطاعوا قيادةَ جيوشهم قيادةً سليمةً حكيمة ‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ُ‬ ‫الموح‪ +‬دين في أيّام‪++‬ه ق ‪ّ +‬وةً ض‪++‬اربةً ك‪++‬برى ‪ .‬فك‪++‬ان أق‪++‬وى شخص‪++‬ي ٍة في ت‪++‬اريخ‬ ‫ّ‬ ‫ت في ت‪++‬اريخ اإلس‪++‬الم بص‪++‬ف ٍة عام‪ٍ +‬ة ‪ ،‬وق‪++‬د ُع‪َّ +‬د‬ ‫ّ‬ ‫الموحدين ومن أعظم الشخص‪+‬يّا ِ‬ ‫بعض الم‪++‬ؤ ّرخين وك‪++‬ذلك‬ ‫عص‪++‬ره في دول‪++‬ة‬ ‫الموح‪ +‬دين بالعص‪++‬ر ال‪+ّ +‬ذهبي كم‪++‬ا أنّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ت عن الدّول‪+‬ة‬ ‫الموحدي‪+‬ة ‪ ،‬ب‪++‬أنّ‬ ‫ّ‬ ‫بعض ال‪+‬دّعاة ي‪++‬ذكرون على التّلف‪++‬از ض‪++‬من حلق‪+‬ا ٍ‬ ‫معركةَ األرك تُشبه إلى ح ٍّد كبي ٍر معرك‪++‬ة حطّين (قي‪++‬ل عنه‪++‬ا حطين األن‪++‬دلس) أو‬ ‫ال‪++‬يرموك ‪ ،‬أو القادس‪+‬يّة ‪ ،‬فهي ك‪++‬انت بنتائجه‪++‬ا الس‪َّ +‬د الم‪++‬ني َع في وج‪++‬ه الح‪++‬روب‬ ‫سلطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬هو من كب‪++‬ار‬ ‫الصليبيّة في األندلس والمغرب ‪ .‬وهذا يعني أنّ ال ّ‬ ‫القادة المجاه‪++‬دين كأمث‪++‬ال خالد بن الولي‪++‬د أو س‪++‬عد بن أبي وقّ‪++‬اص ‪ ،‬أو ص‪++‬الح‬ ‫الدّين األيوبي (الذي طلب النج‪+‬دة من‪+‬ه) والب‪+‬احث اله‪+‬وبي يق‪+‬ول ‪ :‬تم‪+‬يز عص‪+‬ر‬ ‫بنجاح إسالمي كبير على كافة المستويات الديني‪++‬ة واإلداري‪++‬ة‬ ‫المنصور الموحدي‬ ‫ٍ‬ ‫والعس‪++‬كرية ‪ ،‬حق‪++‬ق ب‪++‬ه يعق‪++‬وب نص‪++‬ر اإلس‪++‬الم ورف‪++‬ع راي‪++‬ة الجه‪++‬اد وم َّكن لبالد‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫وبوفاته انطوت مرحلة من أحف‪++‬ل مراح‪++‬ل ت‪++‬اريخ المغ‪++‬رب واألن‪++‬دلس باألح‪++‬داث‬ ‫والبطوالت ‪ ،‬فك‪+‬انت نقط‪+‬ة البداي‪+‬ة لنهاي‪+‬ة دول‪+‬ة الموح‪+‬دين ب‪+‬ل لنهاي‪+‬ة األن‪+‬دلس‬ ‫كلها وقد أحسن لسان الدين الخطيب عندما وصف يعقوب المنص‪++‬ور الموح‪++‬دي‬ ‫ب ‪ " :‬بنجم بني عبد المؤمن وجوهرتهم "‬ ‫‪87‬‬


‫الس ‪+‬لطان يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور‬ ‫وبع‪++‬د ‪ ،‬أال ت‪++‬رى معي أيه‪++‬ا الق‪++‬ارىء الك‪++‬ريم ب‪++‬أنَّ‬‫ّ‬ ‫الموحدي "مغبونٌ "‪ ،‬بمعنى أنّنا ال نق ّد ُر صفاتِه ‪ ،‬وأعمالَ‪+‬ه ‪ ،‬ومعار َك‪++‬ه ‪ ،‬ودفا َع‪+‬ه‬ ‫ّ‬ ‫المس‪+++‬لمين بالمس‪+++‬توى الّ‪+++‬ذي يس‪+++‬تحقّه ؟ وبالتّ‪+++‬الي ‪ ،‬م‪+++‬اذا‬ ‫ق ‪ ،‬وعن‬ ‫عن الح‪ِّ +++‬‬ ‫ّ‬ ‫باستطاعتنا أن نقول‬

‫عن أم‪++‬ير قائ‪++‬د ‪ ،‬وس‪++‬لطان مجاه‪++‬د ‪ ،‬وق‪++‬ف في وج‪++‬ه جي‪++‬وش أوروب‪++‬ا وانتص‪++‬ر‬ ‫عليها ‪،‬‬ ‫فهو ‪ :‬أمير المؤم‪++‬نين ‪ ،‬ابن أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين (وال‪++‬ده) ‪ ،‬ابن أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين (ج‪++‬ده) ‪،‬‬ ‫الخليف‪++‬ة ‪ ،‬الس‪++‬لطان ‪ ،‬ال‪++‬ولي ‪ ،‬ال‪++‬والي ‪ ،‬المجاه‪++‬د ‪ ،‬المجته‪++‬د ‪ ،‬الزاه‪++‬د ‪ ،‬العابد ‪ ،‬قائ‪++‬د‬ ‫معركة حطين األندلس؟ ‪.‬‬ ‫بعد هذا إسمح لي أيها القارىء الكريم ‪ ،‬بأن أجزم واثقًا أنَّ ه‪++‬ذه الص‪++‬فات لم‬ ‫تجتمع عند أي قائد إسالمي آخر ؟ وبالتالي أليس هو رجل المجد الضائع ‪،‬‬ ‫وهذا أقل ما يُقال عنه ؟‪.‬‬

‫‪88‬‬


‫‪ - 29‬السلطان يعقوب شاعراً‬ ‫شتُ ِه َر له من قوله ‪ ،‬شع ٌر أفسد به العرب على قراقوش ‪ ،‬أحد ممالي‪++‬ك‬ ‫‪...‬وا ْ‬ ‫صالح الدّين والّذي كان قد استولى على طرابلس (في ليبيا) وقابس (في تونس)‬ ‫و َعظُ َم أمره بالغرب ‪:‬‬ ‫ساري لطيته‬ ‫يا أيها الراكب ال َّ‬

‫على عُذافرة(‪)1‬تشقى بها االك ُم‬

‫بَلّ ْغ سليما على بعد الديار بها‬

‫بيني وبينكم الرحمن والرحم‬

‫يا قومنا ال تشبوا الحرب ان خمدت‬

‫واستمسكوا ب ُعرى االيمان واعتصموا‬

‫حاشى األعاريب أن ترضى بمنقص ٍة‬

‫يا ليت شعري هل ألبابهم عدموا‬

‫يقودهم أرمني(‪ )2‬ال خالق له‬

‫كأنَّه بينهم من جهله َعلَ ُم‬

‫هللا يعلم اني ما دعوتكم‬

‫دعاء ذي ترة(‪ )3‬يوما فينتقم‬

‫وال التجأت ألمر يستعان به‬

‫من األمور وهذا الخلق قد علموا‬

‫رحم‬ ‫لكن ألجزي رسول هللا عن‬ ‫ٍ‬

‫تنمى اليه وترعى تلكم الذمم‬

‫فإن أتيتم فحبل الوصل متص ٌل‬

‫وإن أبيتم فعند السيف نحتكم‬

‫فلما وقفوا على الشّعر‪ ،‬مالوا إلى المنصور‪ ،‬وانحرفوا عن قراقوش ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬عذافرة ‪ :‬الناقة القوية الصلبة الشديدة ‪.‬‬ ‫‪89‬‬


‫‪ – 2‬أرمني ‪ :‬يدعى قراقوش األرمني أو التقوي ‪ ،‬الذي قال عنه ابن أبي زرع غالم بني أيوب ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ذي ت ّرة ‪ :‬طالب ثأر ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬الصفدي في الوافي بالوفيات ج ‪ 29 :‬ص ‪ 9 :‬و ‪. 10‬‬

‫‪ - 30‬أي نور الدين عاصره ؟‬ ‫ث بأمره ‪ ،‬وذل‪+‬ك خالل‬ ‫ُكلّما طرحنا اسم السلطان يعقوب بقص ِد التباح ِ‬ ‫ث أو جلس ٍة ‪ ،‬ينبري أح ُد الحاضرين فيقول ‪ " :‬إنّ ن‪++‬ور ال ‪+‬دّين زنكي‬ ‫ث أو بح ٍ‬ ‫حدي ٍ‬ ‫ف على السلطان يعق‪+‬وب الموح‪+‬دي المغ‪+‬ربي ‪ ،‬وه‪+‬و من أنّش‪+‬أ‬ ‫أو الشهيد " تع ّر َ‬ ‫المصلّى والمزار إلى جانب ضريحه ‪ ،‬وكذلك ذكر الرحالة المغربي ابن بطوط‪++‬ة‬ ‫في رحلته المشهورة ‪ ،‬أن ملك المغرب يعقوب أرسل رس‪++‬الة الى مل‪++‬ك دمش‪++‬ق‬ ‫نورالدين ‪ ،‬وذلك عندما كان في بالد الشام ‪ .‬بعد وف‪++‬اة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬أنش‪++‬أ‬ ‫هذا الملك زاوية بقرب الضريح يُطعم فيها الصادر والوارد ‪.‬‬ ‫الع على ع‪ّ +++‬د ِة مص‪+++‬اد َر تاريخي‪ٍ +++‬ة ‪ ،‬تَ‪+++‬بيّ َن أنّ ن‪+++‬ور ال‪+++‬دّين زنكي‬ ‫وبع‪َ +++‬د اإلطّ ِ‬ ‫سلطان يعقوب بحوالى ‪ 25‬سنة ‪ ،‬أي في عام ‪1174‬‬ ‫(أوالشهيد) قد توفّي قبل ال ّ‬ ‫‪+‬اس‬ ‫م ‪ ،‬بينما وفاة ال ّ‬ ‫سلطان يعقوب كانت بعد عام ‪ 1199‬م ‪ ،‬فه‪++‬ذا يع‪++‬ني أنّ النّ‪َ +‬‬ ‫دون معرف ٍة وتدقيق ‪.‬‬ ‫سلطان نورالدّين ونسبوه إلى آل زنكي‬ ‫َ‬ ‫سمعوا باسم ال ّ‬ ‫المراجع المتوفر ِة ل‪+‬دينا ‪ ،‬ومن خالل بعض‬ ‫والتدقيق في‬ ‫ث‬ ‫ونتيجةً للبح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ر‬ ‫المواقع على األنترنت تَبيّ َن أنّ صالح ال‪+‬دّين األيّ‪++‬وبي ‪ ،‬ك‪++‬ان عن‪++‬ده س‪++‬بعةَ عش‪َ +‬‬ ‫ق علي‪++‬ه لقب الملك األفض‪++‬ل نورال‪+‬دّين ‪ ،‬وغلب‬ ‫ابنً‪++‬ا أك‪++‬برهم اس‪++‬مه " علي" واُطلِ‪َ +‬‬ ‫س ‪ ،‬وه‪++‬و الّ‪++‬ذي اس‪++‬تلم الحك َم بع‪++‬د‬ ‫عليه هذا الّلقب عند ت‪++‬داول اس‪++‬مه بين الن‪++‬ا ِ‬

‫‪90‬‬


‫عمره وف‪++‬ترةَ حكم‪++‬ه‬ ‫وفاة أبيه صالح الدّين ‪ ،‬وذلك في عام ‪ 1193‬م ‪ ،‬فتبيّ َن أنَّ‬ ‫َ‬ ‫سلطان يعقوب في المشرق ‪.‬‬ ‫تتطاب ُ‬ ‫ق مع الفترة الّتي كان فيها ال ّ‬ ‫سلطان يعقوب ‪ ،‬واستضافه في‬ ‫وبنا ًء عليه ‪ ،‬فإنَّ األمي َر الّذي تع ّر َ‬ ‫ف على ال ّ‬ ‫قصره ‪ ،‬وبنى له مزا ًرا ومص‪+‬لًّ ًى إلى ج‪+‬انب ض‪+‬ريحه ‪ ،‬ه‪+‬و المل‪+‬ك األفض‪+‬ل ن‪+‬ور‬ ‫الدّين بن صالح الدّين األيوبي ‪ ،‬وليس نورالدّين زنكي كم‪++‬ا تظنُ العام ‪+‬ةُ ‪ ،‬وكم‪++‬ا‬ ‫البعض على مواقع األنترنت ‪.‬‬ ‫يذك ُر‬ ‫ُ‬ ‫وإليك ما ذكره موقع " معرفة " نقاًل عن موسوع ِة الحض‪+‬ارة اإلس‪+‬المية ‪:‬‬ ‫خلف أباهُ كثاني أم‪++‬ي ٍر على‬ ‫المل ُك األفض ُل بن صالح الدين (‪ 1169‬م ‪ 1225 -‬م)‬ ‫َ‬ ‫ش األيوبي في معركة كرسون ‪.‬‬ ‫دمش َ‬ ‫ق وكان قائ َد الجي ِ‬ ‫بعض من سيرته ‪ :‬هو أبو الحسن علي ‪ ،‬الملقّب الملك األفضل نورالدّين بن‬ ‫ٌ‬ ‫سلطان صالح الدّين يوس‪++‬ف بن أيّ‪++‬وب ‪ ،‬أح‪++‬د مل‪++‬وك الدّول‪++‬ة األيّوبيّة ‪ُ .‬ولِ‪َ +‬د في‬ ‫ال ّ‬ ‫الق‪++‬اهرة ووال‪++‬ده يومئ‪ٍ +‬ذ وزي‪ُ +‬ر المص‪++‬رييّن وك‪++‬ان أك‪++‬بر أوالد أبي‪++‬ه ‪ ،‬وإلي‪++‬ه ك‪++‬انت‬ ‫والي‪+‬ة عه‪+‬ده ‪ ،‬فل َّما ت‪+‬وفّي وال‪+‬ده في دمش‪+‬ق ك‪+‬ان المل‪+‬ك األفض‪+‬ل نورال‪+‬دّين في‬ ‫ق ‪ ،‬واس‪++‬تق َّل أخ‪++‬وه المل‪++‬ك العزي‪++‬ز عم‪++‬اد ال ‪+‬دّين‬ ‫ص‪++‬حبته ‪ ،‬فاس‪++‬تق َّل بمملك ‪ِ +‬ة دمش ‪َ +‬‬ ‫عثمان بالديّار المصرية ‪ ،‬وبقي الملك الظّاهر أخوهما بحلب ‪.‬‬ ‫ب العلما َء ويعظّ ُم ُحر َمتَ ُهم‬ ‫وكان األفضل ذا فضيل ٍة ومعرف ٍة ونباه ٍة ‪ ،‬وكان يُ ِح ُ‬ ‫وبالنتيج ِة ‪ ،‬فإنّهُ عاص َر السلطان يعقوب وعاش من بعده ألكثر من ‪ 25‬سنة ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪ -‬تساؤالت واستنتاجات‬

‫ت على ظهور بغالهم من ُذ‬ ‫أ‪ -‬إنّ اإلخوةَ المغاربةَ ‪ ،‬كانوا يقطعون‬ ‫َ‬ ‫آالف الكيلومترا ِ‬ ‫أكث َر من ‪ 750‬سنة فهي مسافاتٌ طويلةٌ ج ًّدا وشاقّةً ‪ ،‬وتأخذ وقتًا طوياًل ذهابًا‬ ‫وإيابًا ‪ ،‬إذ كانوا يقطعون مسافةً في المغرب ‪ ،‬ثم الجزائر وتونس وليبيا ومص‪++‬ر‬ ‫وفلسطين وجنوب لبنان ‪ ،‬وإن كان أحدهم آتيً‪++‬ا من الحج‪++‬از بع‪++‬د أدائ‪++‬ه فريض‪+‬ةَ‬ ‫‪91‬‬


‫الحج فعليه أن يقط َع األردن وسوريّا أو فلسطين ‪ ،‬حتى يستطي َع الجمي ‪ُ +‬ع زي‪++‬ارةَ‬ ‫ِّ‬ ‫‪+‬ل في‬ ‫م‪++‬والهم ّ‬ ‫الس ‪+‬لطان يعق‪++‬وب المغ‪++‬ربي ‪ .‬ف‪++‬إن لم يكنْ م‪++‬دفونًا على ق ّم‪ِ +‬ة جب‪ٍ +‬‬ ‫سف ِر م‪++‬ع م‪++‬ا يحتاجون‪++‬ه‬ ‫سو ُغ ت َ​َجشُّمهم عنا َء ال ّ‬ ‫البقاع الغربي (لبنان) ‪ ،‬فما هو ُم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وم ولالستراحة خالل سفرهم الطويل ؟‪.‬‬ ‫والبحث عن‬ ‫وطعام‬ ‫من أمتع ٍة‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫أماكن للنّ ِ‬ ‫وبالت‪++‬الي أال ت‪++‬دل ه‪++‬ذه الزي‪++‬ارات على عل‪++‬و ق‪++‬دره و ِعظَ ِم ش‪++‬أنه عن‪++‬دهم ‪ ،‬وعلى‬ ‫مكان ضريحه ؟‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إنَّ تكتُّ َم السلطان يعقوب وعد َم إفص‪++‬احه عن شخص‪+‬يّته الحقيقيّ‪ِ +‬ة عن‪++‬دما‬ ‫سرية التّامة عند من عرف‬ ‫ّام إالّ للقلي ِل ج ًّدا ‪ ،‬مع اإلحتفاظ بال ّ‬ ‫كان في بال ِد الش ِ‬ ‫عنه هذا األمر ‪ ،‬ف ُربَّما‬ ‫لضمان عدم وصول أي خ‪++‬ب ٍر إلى المغ‪++‬رب ‪ ،‬مف‪++‬اده ب‪++‬أنّ‬ ‫ِ‬ ‫الش‪+‬ام ‪ ،‬وذل‪++‬ك للتغطي‪ِ +‬ة على‬ ‫سلطان يعقوب ما يزا ُل حيًّا وهو موجو ٌد في بال ِد ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫يخ‪+‬رج‬ ‫خروجه س ًّرا من المغرب ْإذ أنّ‪+‬هُ بنظ‪ِ +‬ر المغارب‪ِ +‬ة ق‪+‬د ت‪++‬وفّي عن‪+‬دهم ولم‬ ‫ْ‬ ‫ًّ‬ ‫حاجا وال عاب ًدا أو زاه ًدا ‪ .‬وكذلك إنسجا ًما مع تزهده العميق ‪.‬‬ ‫الس‪+‬لطان يعق‪++‬وب ‪،‬‬ ‫األقرب إلى‬ ‫اإلستنتاج‬ ‫ج‪-‬‬ ‫الواقع ‪ ،‬هو أنّه ت َّم إقناع ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬رف‬ ‫‪+‬رج من المغ‪++‬رب‬ ‫دون أن يع‪َ +‬‬ ‫َ‬ ‫وانسجا ًما مع ميله للتّ ُّ‬ ‫جر ِد والتّزه ِد ‪ ،‬بأن يخ‪َ +‬‬ ‫ق‬ ‫ت المبايع ‪+‬ةُ البن‪++‬ه ‪ ،‬وه‪++‬ذا يتف ‪ُ +‬‬ ‫ب‪++‬ذلك النّ‪ُ +‬‬ ‫‪+‬اس ويُق‪++‬ا ُل للعا ّم‪ِ +‬ة بأنّ‪++‬ه ت‪++‬وف َي وتم ِ‬ ‫‪+‬واص من‬ ‫الموحدين وذل‪++‬ك ب‪++‬أنّهم ال يعلن‪++‬ون عن وف‪++‬اة أم‪++‬يرهم إالّ للخ‪+‬‬ ‫وأسلوب‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫أهل الدّول ِة إضافة للمعطيات التي تجمعت لديه ‪.‬‬ ‫ق‪،‬‬ ‫عدم‬ ‫وعطفًا على‬ ‫الوضوح بشأن مكان وفاته وتاريخها ‪ ،‬واس‪++‬تنا ًدا لم‪++‬ا س‪++‬ب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ون هن‪++‬اك خط‪ٌ +‬ر على حياته من قِبَ‪ِ +‬ل الحاق‪++‬دين علي‪++‬ه أو‬ ‫فإنني ال أستبع ُد أن يك‪َ +‬‬ ‫بعض زعم‪+‬ا ِء القبائل ‪ ،‬بقاي‪+‬ا المعارض‪+‬ة ‪،‬‬ ‫ش‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المتض‪ّ +‬ررين من‪+‬ه وهم ‪ :‬ق‪+‬ادةُ الجي ِ‬ ‫أهالي قفصة ‪ ،‬وبعض أقاربه ‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫وبالتّالي أال ترى معي أ ُّيها القارئ الكريم ‪ ،‬بأنّه ال مان َع من إخفا ِء خب ِر خروجه‬ ‫س ًّرا من المغرب والق‪++‬ول عن‪++‬ه أنّ‪++‬ه م‪++‬ات ‪ ،‬وذل‪++‬ك للحف‪++‬ا ِظ على كرامت‪++‬ه وحيات‪++‬ه‬ ‫بالتوجه شرقًا إلى مص‪َ +‬ر ‪ ،‬م‪++‬ع تش‪ّ +‬وقه ألدا ِء فريض‪ِ +‬ة الحج ‪ ،‬وال‬ ‫وتلبيةً لرغبته‬ ‫ّ‬ ‫ننسى انَّه أظهر ندمه على أمور كثيرة جرت في حياته ‪ ،‬كما أنَّه أبدى رغبته‬ ‫في أن يُمضي باقي حياته في التعبد والتزهد ‪.‬‬ ‫الس‪++++‬ري‬ ‫د ‪ -‬من هم المس‪++++‬تفيدون من ه‪++++‬ذا اإلنقالب األبيض أو االتف‪++++‬اق ّ‬ ‫المغرب بموجبه ؟‪.‬‬ ‫يعقوب المنصور قد غادر‬ ‫رجح أنّ‬ ‫سلمي الّذي من ال ُم َّ‬ ‫ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫* المستفيدون هم ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إبنه تسلّ َم الحكم من بعده بطريق ٍة سلس ٍة وسلمية ‪.‬‬ ‫متعض‪++‬ين من موق‪++‬ف أم‪++‬ير‬ ‫‪ - 2‬استرض‪++‬ا ُء ق‪++‬ادة الجيش الّ‪++‬ذين ك‪++‬انوا ُم‬ ‫َ‬ ‫المؤمنين يعقوب من قضيّة ابن تومرت ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الموحدين إذ أصبح بإمكانهم الر ّد على ال ّرسالة القُشيريّة ‪.‬‬ ‫مشايخ‬ ‫‪-3‬‬ ‫ّ‬ ‫‪+‬رج من المغ‪++‬رب‬ ‫‪ – 4‬أم‪++‬ي ُر المؤم‪++‬نين يعق‪++‬وب إذ أص‪++‬بح بإمكان‪++‬ه أن يخ‪َ +‬‬ ‫يس‪+++‬وح ويحج ويتف‪+++‬رغ للعب‪+++‬ادة‬ ‫مطمئنَّ الب‪+++‬ال وبطريق‪ٍ +++‬ة تُلبّي رغبتَ‪+++‬ه في أن‬ ‫َ‬ ‫والتزهد ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إنّ أمي َر المؤمنين يعقوب المنصور قد ربح بخروج‪++‬ه من المغ‪++‬رب ‪،‬‬ ‫ثواب إجراء ال ّرد على ال ّرسالة القُشيريّة من قِبَ ِل مشايخ المغرب ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ق أي خالف ق‪++‬د يق‪ُ +‬ع مع‪++‬ه أو بين ابن‪++‬ه‬ ‫‪ - 6‬بخروج‪++‬ه من المغ‪++‬رب ‪ ،‬اس‪++‬تب َ‬ ‫ش فيما بعد ‪.‬‬ ‫وقاد ِة الجي ِ‬ ‫كسب مباركةَ‬ ‫المشايخ ‪ ،‬ورضاهم ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫‪93‬‬


‫فبذلك وكما تق‪++‬ول العا ّم‪ +‬ةُ ‪ ،‬لق‪++‬د ض‪++‬رب يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور بخروج‪++‬ه من المغ‪++‬رب‬ ‫ع ّدةَ عصافي َر بحج ٍر واحد ‪.‬‬ ‫صاًل ق ّمةَ هذا الجبل ؟‬ ‫سلطان يعقوب أ ّ‬ ‫هه‪ -‬قد يسأ ُل سائ ٌل ‪ ،‬لماذا قصد ال ّ‬ ‫إستنتاجا من مسير ِة حياته ‪:‬‬ ‫ب التالي ِة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ذلك لألسبا ِ‬ ‫دفن على هذه الق ّم‪+‬ة ‪ ،‬ويك‪+‬ون ب‪+‬ذلك‬ ‫‪ - 1‬إرادةُ هللا وحكمتُهُ بأن يموتَ ويُ َ‬ ‫سببًا لنشو ِء هذه القرية الّتي تباركتْ باسمه ‪.‬‬ ‫‪+‬ع ‪ ،‬إذ‬ ‫الستطالع المنطقة‬ ‫‪ - 2‬حبّه‬ ‫ِ‬ ‫واإلشراف عليها جيّ ًدا من مك‪ٍ +‬‬ ‫‪+‬ان مرتف‪ٍ +‬‬ ‫ِ‬ ‫األرزاق ألراضي عيثا الفخار ‪ ،‬اضافةً الى أنّه كان‬ ‫أنَّه كان يعم ُل ناطو ًرا على‬ ‫ِ‬

‫ت الصليبيين ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يراقب تحركا ِ‬ ‫‪ - 3‬الحظ وجو َد صخو ٍر كبير ٍة وشجر ٍة عمالق ٍة جذبت انتباهه ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ميلُه للعباد ِة والتّزه ِد ‪ ،‬فكم‪+‬ا يعلم الكث‪+‬يرون ف‪+‬إنّ ُّ‬ ‫الزه‪+‬اد والص‪+‬وفيين ‪،‬‬ ‫يحبّذون االبتع‪+‬ا َد عن النّ‪++‬اس ‪ ،‬فيقص‪++‬دون قِ َم َم الجب‪+‬ا ِل والكه‪+‬وف ‪ ،‬ليتف ّرغ‪+‬وا بك‪+‬ل‬ ‫أحاسيسهم وجوارحهم لعبادة هللا ‪.‬‬ ‫و ‪ -‬المق ّري يُنكر ما ذكره ابن خلكان وكذلك الشريف الغرناطي يقول ‪ :‬انَّ‬ ‫ذل‪++‬ك من ه‪++‬ذيان العام‪++‬ة ‪ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ ابن خلك‪++‬ان ك‪++‬ان قاض‪++‬ي القض‪++‬اة في بالد‬ ‫الشام وما نقله ك‪+‬ان ق‪+‬د س‪+‬معه من جم‪+‬ع كب‪+‬ير في دمش‪+‬ق والبق‪+‬اع ‪ ،‬وبالت‪+‬الي‬ ‫أليس في كالم المق ّري والشريف الغرناطي استخفاف بعقول العامة في دمشق‬ ‫والبق‪++‬اع ومن ك‪++‬ان ي‪++‬زور ض‪++‬ريحه من المغارب‪++‬ة ‪ ،‬وب‪++‬المؤرخين اآلخ‪++‬رين ؟ ‪.‬‬ ‫واألحرى بهذين المؤرخين ‪ ،‬ك‪++‬ان عليهم‪++‬ا أن يبحث‪++‬ا ويحقق‪++‬ا بجدي‪++‬ة عن مك‪++‬ان‬ ‫وجود ضريحه ‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫ز‪ -‬عد ٌد من العائالت التي أساس‪++‬ها من المغ‪++‬رب ‪ ،‬انتقلت من قري‪++‬ة ح َّمارة‬ ‫وقري‪++‬ة ع‪َّ ++‬زة ومن فلس‪++‬طين (ومن بينهم آل عب‪++‬دوني وآل الع‪++‬رة) ‪ ،‬إلى قم‪++‬ة‬ ‫الجب‪++‬ل غ‪++‬ير المأهول‪++‬ة بالس‪++‬كان عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ فص‪++‬ل الش‪++‬تاء ب‪++‬ارد ج ‪ً +‬دا في ذل‪++‬ك‬ ‫الموق‪++‬ع ‪ ،‬إض‪++‬افة الى أنَّهم بانتق‪++‬الهم الى قم‪++‬ة الجب‪++‬ل ق‪++‬د ابتع‪++‬دوا عن مص‪++‬ادر‬ ‫المياه ‪ .‬فما هو السبب؟‬ ‫وإقن‪+‬اع‬ ‫بوضوح‬ ‫ح ‪ -‬إنَّ كل من يقول أنَّه توفي في المغرب ‪ ،‬عليه االجابة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عن س‪++‬بب زي‪++‬ارة المغارب‪++‬ة لض‪++‬ريحه (في بالد الش‪++‬ام ‪ ،‬والحقً‪++‬ا في لبن‪++‬ان) على‬ ‫مدى مئات السنين والبكاء قربه ‪ ،‬والمناداة الصريحة والواضحة باس‪++‬مه ‪ ،‬عل ًم‪+‬ا‬ ‫بأنهم كانوا يأتون على ظه‪++‬ور بغ‪++‬الهم ‪ ،‬ولم يكون‪++‬وا على متن ط‪++‬ائرات فخم‪++‬ة‬ ‫ضمن رحل‪+‬ة س‪++‬ياحية ‪ .‬و ك‪++‬ذلك عن ذك‪++‬ر ثالث‪++‬ة م‪+‬دن لوفات‪+‬ه ‪ ،‬وعن ذك‪++‬ر ثالث‪+‬ة‬ ‫سنِ ِّي عمره (‪10‬س‪+‬نوات) ض‪+‬ائعة بين‬ ‫أشهر عن توقيت وفاته ‪ ،‬وعن الفرق في ِ‬ ‫س‪+‬نِ ِّي حكم‪++‬ه (‪ 16 +-15 +-14‬س‪+‬نة وثماني‪+‬ة أش‪++‬هر) ‪.‬‬ ‫المؤرخين وعن الفرق في ِ‬ ‫وهل يظن‬ ‫المغاربة أنَّ المشارقة قد اختلقوا أمر ضريحه ‪ ،‬وكذلك أم‪++‬ر مض‪++‬مون الرس‪++‬الة‬ ‫التي بعثها السلطان يعقوب الى ملك دمش‪++‬ق ن‪++‬ور ال‪++‬دين ‪ ،‬وخاص‪++‬ة م‪++‬ا تض‪++‬منته‬ ‫عن تشبهه بإبراهيم بن أدهم ‪ ،‬إذ أنَّ ه‪++‬ذا التش‪++‬به يتط‪++‬ابق م‪++‬ع م‪++‬ا طلب‪++‬ه من‪++‬ه‬ ‫مشايخ المغرب ؟ فه‪++‬ل ه‪++‬ذا التط‪++‬ابق اختلق‪++‬ه أه‪++‬ل المش‪++‬رق ؟ وبالت‪++‬الي لم‪++‬اذا لم‬ ‫يختلقوا أي أمر عن غيره ؟ ‪.‬‬

‫ص‪+++‬لة علي‪+++‬ه أن يُق‪ِّ +++‬د َم ت‪+++‬بري ًرا ُمقن ًع‪+++‬ا وموثّقً‪+++‬ا لك‪+++‬ل ه‪+++‬ذه‬ ‫وبال ُم َح ِّ‬ ‫االختالفات‬ ‫ط – إنَّ التالل وقمم الجب‪++‬ال القريب‪++‬ة من ض‪++‬ريحه م‪++‬ا زالت ح‪++‬تى الي‪++‬وم غ‪++‬ير‬ ‫مأهولة بالسكان ‪ ،‬وهذا يعني لوال وجود ضريحه هناك ‪ ،‬كانت قمة ذل‪++‬ك الجب‪++‬ل‬ ‫كغيرها خالية من السكان ‪.‬‬ ‫‪95‬‬


‫ي ‪ -‬يذكر ابن خلّكان أنّه في سنة ‪ 1282‬م ‪ ،‬أي بع‪++‬د م‪++‬رو ِر ح‪++‬والى ‪ 83‬س‪++‬نة‬ ‫على وفاة السلطان يعقوب ‪ ،‬أنّه مقابل ح ّمارة يوج‪++‬د مش‪+‬ه ٌد يُع‪َ +‬رفُ بق‪++‬ب ِر األم‪++‬ير‬ ‫يعقوب ملك المغرب ‪ .‬وهذا يعني أنّه بعد مرو ِر تلكَ المد ِة على وفات‪++‬ه ‪ ،‬لم يكن‬ ‫قرب ضريحه ‪.‬‬ ‫قد بدأ السكنُ‬ ‫َ‬ ‫ق نورالدّين زاويةً‬ ‫ك‪ -‬ذكر ابن بطوطة أنّه بالقرب من ضريحه ‪ ،‬أنشأ مل ُك دمش َ‬ ‫صادر ‪ ،‬فهذا يعني أنّه بعد مرور ‪ 125‬سنة على وفاته لم‬ ‫يُط َع ُم فيها الوارد وال ّ‬ ‫يكن قد بدأ السكنُ واالستقرا ُر إلى ج‪++‬انب ض‪++‬ريحه ‪ ،‬ب‪++‬ل ك‪++‬ان ال‪ّ +‬زوا ُر يزورون‪++‬ه‬ ‫لمد ٍة قصير ٍة ثم يعودون ‪.‬‬ ‫سكني ‪ ،‬ه‪++‬و ح‪++‬والي ‪ 650‬س‪++‬نة‬ ‫لذا‬ ‫سلطان يعقوب الفوقا ال ّ‬ ‫ُمر قريتِنَا ال ّ‬ ‫ِّ‬ ‫أرج ُح ع َ‬ ‫تقريبًا ‪ .‬هذا االستقرار السكني بدأ بأعدا ٍد قليل ٍة ج ‪ً +‬دا ‪ ،‬وص‪++‬ار ي‪++‬زداد ببط ٍء على‬ ‫مدى عشرات السنين إن لم يكن أكثر ‪.‬‬ ‫ل‪ -‬بما أنّني مقتن ٌع بّأن وفاتَه ‪ ،‬لم تكن عام ‪ 1199‬م ‪ ،‬وذلك ألنّه قط‪+‬ع بال َد‬ ‫ب مرو ًرا بليبيا ومص َر ‪ ،‬وصواًل إلى بالد الحجاز(الس‪++‬عودية حالي ‪+‬ا ً) ‪ ،‬وفيه‪++‬ا‬ ‫المغر ِ‬ ‫الش ‪+‬ام وبقي فيه‪++‬ا م‪++‬دةً ‪ ،‬ثم اس ‪+‬تُؤ ِج َر لحراس ‪ِ +‬ة‬ ‫الحج ثم‬ ‫أت َّم مناس ‪َ +‬ك‬ ‫توج‪ +‬ه إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫بس‪++‬تا ٍن للمل‪++‬ك نورال‪+‬دّين ‪ ،‬وأق‪++‬ام في حراس‪++‬ته س‪+‬تّةَ أش‪++‬ه ٍر ‪ ،‬ثم انتق‪++‬ل إلى عيث‪++‬ا‬ ‫الفخ‪++‬ار حيث عم‪++‬ل ن‪++‬اطو ًرا على األرزاق ‪ ،‬وك‪++‬ان يقص‪++‬د ق ّم‪ ++‬ةَ‬ ‫الجب‪++‬ل القف‪++‬را ِء‬ ‫ِ‬ ‫الجردا ِء ‪ ،‬ليتعبّد هللا في مكا ٍن غ‪++‬ير م‪++‬أهو ٍل ‪ ،‬فه‪++‬ذه األم‪++‬ور ال يمكن أن تت َّم في‬ ‫أرج ُح وفاتَه بعد عام ‪ 1199‬م بع‪++‬دة س‪++‬نوات ‪،‬‬ ‫ت قصي ٍر ‪ .‬وبنا ًء عليه فإنّني‬ ‫ّ‬ ‫وق ٍ‬ ‫ض ‪َّ +‬م‬ ‫‪+‬بره بي‪++‬ده ‪ ،‬ض‪َ +‬‬ ‫‪+‬من مغ‪++‬ار ٍة في قلب الص‪++‬خرة ‪ ،‬ليَ ُ‬ ‫عل ًم‪++‬ا بأنّ‪++‬ه ك‪++‬ان يحف ‪ُ +‬ر ق‪َ +‬‬ ‫جثمانه عند الوفاة وهللا أعلم‬ ‫ف‬ ‫ت ‪ ،‬وإاَّل ما مع‪++‬نى أنّ‪++‬ه عن‪++‬دما تع‪َّ +‬ر َ‬ ‫م – نحن مطمئنّون لما سبق من استنتاجا ٍ‬ ‫عليه مل ُك دمشق نورالدّين غيَّ َر مكان إقامته ‪ ،‬وأرسل له كتابًا وذكر في آخ‪++‬ره‬ ‫‪96‬‬


‫أنّه تخلّى عن ُمل ِك المغرب كم‪++‬ا تخلّى عن‪++‬ه إب‪++‬راهيم بن أدهم في خراس‪++‬ان ‪...‬‬ ‫بعدها أتى ملك دمشق لزيارته م ّرةً ثانيةً ‪ ،‬فلم يجده ‪.‬‬ ‫فالس‪++‬ؤا ُل ال‪++‬ذي يط‪++‬رح نفسه ‪ :‬أليس من حس‪++‬ن حظ‪++‬ه أن يتع‪++‬رف علي‪++‬ه مل‪++‬ك‬ ‫‪+‬ان إقامت‪++‬ه بع‪++‬د م‪++‬ا تع‪ّ +‬رف علي‪++‬ه مل‪++‬ك‬ ‫‪+‬ر الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب مك‪َ +‬‬ ‫دمشق فلماذا غيّ‪َ +‬‬ ‫دمشق ؟‪.‬‬ ‫‪+‬ف أم‪++‬ره للعا ّمة ‪ ،‬إض‪++‬افةً لرغبت‪++‬ه‬ ‫الجواب بك ِّل بساط ٍة وقناع ٍة ال يري‪ُ +‬د أن ينكش‪َ +‬‬‫ُ‬ ‫احتمال آخر ‪.‬‬ ‫بأن يُكمل باقي حياته في العبادة والتزهد ‪ ،‬إذ أنّني ال أرى أي‬ ‫ٍ‬ ‫ن – ذكر ابن بطوطة أنه كان في بيروت ومنها قصد منطقة كرك نوح (ال‪++‬تي‬ ‫كانت منطقتنا تابعة لها) ليزور ضريح ملك المغرب يعقوب ‪ ،‬وطب ًعا عرف ه‪++‬ذه‬ ‫المعلومة من المغاربة الذين سكنوا بيروت منذ زمن بعيد ‪ ،‬كم‪++‬ا ذك‪++‬ر ال‪++‬دكتور‬ ‫حس‪+‬ان حالق ‪ :‬ان أص‪++‬ل بعض الع‪++‬ائالت البيروتي‪++‬ة يع‪++‬ود الى المغ‪++‬رب الع‪++‬ربي‬ ‫ّ‬ ‫(بيض‪++‬ون ‪ -‬بعي‪++‬ون وغيره‪++‬ا) فبطبيع‪++‬ة الح‪++‬ال و" تحص‪++‬يل حاص‪++‬ل " ان مغارب‪++‬ة‬ ‫ب ‪++‬يروت يعرف ‪++‬ون مك ‪++‬ان ض‪+++‬ريح مل‪+++‬ك المغ ‪++‬رب الس‪+++‬لطان يعق‪+++‬وب المنص‪+++‬ور‬ ‫الموحدي ‪ .‬وإال لماذا أرشدوا ابن بطوطة المغربي لزيارة ضريحه ؟‪.‬‬

‫‪ - 32‬متفرقات‬ ‫ت وبشك ٍل تطول مع‪++‬ه ه‪++‬ذه الحال‪++‬ة‬ ‫أ ‪ -‬مرض السلطان يعقوب مر ً‬ ‫ضا شديدًا ع ّدةَ مرا ٍ‬ ‫ضية حتى يصل إلى الشفاء التام ‪ ".‬كما أنّ‪+‬ه م‪+‬رض بنفس الوص‪+‬ف عن‪+‬دما‬ ‫ال َم َر ِ‬ ‫كان في دمشق "‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬اليهود في عه‪++‬د الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ :‬في أواخ‪ِ +‬ر أيّام‪++‬ه ‪ ،‬أمر أن يُميَّ َز‬ ‫يختص بهم دون غ‪++‬يرهم ‪ ...‬وذل‪++‬ك على أش‪++‬نع‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫اليه‪++‬و ُد الّ‪++‬ذين ب‪++‬المغرب بلب‪++‬ا ٍ‬ ‫‪+‬ح عن‪++‬دي إس‪++‬المهم‬ ‫صور ٍة ‪ ،‬ألنّه كان يشكُّ في إسالمهم ‪ ...‬وك‪++‬ان يق‪++‬ول ‪ :‬لو ص‪ّ +‬‬ ‫‪97‬‬


‫‪+‬ح عن‪++‬دي‬ ‫ل‪++‬تركتهم يختلط‪++‬ون بالمس‪++‬لمين في أنكحتهم وس‪++‬ائر أم‪++‬ورهم ولو ص‪ّ +‬‬ ‫وس‪+‬بَ ْيتُ ذراريهم وجعلت أم‪+‬والَهم فيًئا للمس‪+‬لمين ‪ ،‬ولكنّي‬ ‫كفرهم لقتلتُ رج‪+‬الَهم َ‬ ‫متر ّد ٌد في أمرهم‪...‬‬ ‫‪ ...‬ولم تنعقد عندنا ذ ّمةٌ‬ ‫نصراني منذ أن قام أم ُر المصامدة(‪ ، )1‬وال‬ ‫ليهودي وال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في جمي‪++‬ع بالد المس‪++‬لمين في المغ‪++‬رب بيع ‪+‬ةٌ(‪ )2‬وال كنيس ‪+‬ةٌ ‪ ،‬إنّم‪++‬ا اليه‪++‬ود عن‪++‬دنا‬ ‫يُظه‪++‬رون اإلس‪++‬الم ويص ‪+‬لّون في المس‪++‬اجد ‪ ،‬ويُق ِرُئون أوالدهم الق‪++‬رآن ‪ ،‬ج‪++‬ارين‬ ‫على ملّتنا ‪ ،‬وهللا أعل ُم بما تكنُّ صدورهم وتحويه بيوتهم(‪.)3‬‬ ‫ج ‪ -‬محن‪++‬ة ابن رش‪++‬د (الحفي‪++‬د) ‪ :‬غضب يعق‪++‬وب من‪++‬ه ألنّ‪++‬ه ش‪++‬رح بعض كتب‬ ‫اإلغريق الفلسفية وذكر كال ًم‪++‬ا أغض‪++‬ب الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬كم‪++‬ا أنّ هن‪++‬اك بعض‬ ‫‪+‬رق كتب‪++‬ه ‪ ،‬وك‪++‬ذلك فع‪++‬ل‬ ‫الحاقدين ‪ ،‬قد زادوا الفرق‪+‬ةَ بينهما فب‪++‬ادر يعق‪ُ +‬‬ ‫‪+‬وب إلى ح‪ِ +‬‬ ‫ب الفالسفة اإلغريق ‪ .‬وبع َد ُم ّد ٍة عفا عن‪++‬ه وع‪++‬ادت المي‪++‬اه إلى‬ ‫بعد ٍد كبي ٍر من كت ِ‬ ‫مجاريها بينهما‬

‫(‪)4‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪ – 2‬بيعة ‪ :‬مكان للعبادة ‪.‬‬

‫‪- 1‬المصامدة ‪ :‬نسبة الى قبيلة مصمودة ‪.‬‬

‫‪ – 4‬نفس المصدر ‪.‬‬

‫‪ – 3‬المراكشي في المعجب ‪.‬‬

‫ص‪َ +‬غ ِر س‪+‬نّ ِه‬ ‫د ‪ -‬خوفه على الدول‪++‬ة من ابنه ‪ ...:‬ولكن م‪++‬ا ش‪++‬غل نفوس‪++‬نا س‪++‬وى ِ‬ ‫(عن ابنه) وهلل م‪+++‬ا خفي ‪ ،‬وللنّ‪+++‬اس م‪+++‬ا ظه‪+++‬ر ‪ .‬وإذا وافقتم على م‪+++‬ا ذك‪+++‬رتم (أي‬ ‫والتوفي‪+‬ق فيم‪+‬ا‬ ‫واإلقب‪+‬ال‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫تأييدهم البنه بوالية العهد) ‪ ،‬فادعوا هللا تعالى ب‪+‬اليُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادّعيتم وعليه ع‪ّ +‬ولتم ‪ ،‬وهللا تع‪++‬الى يُعينكم ويُعين‪++‬ه بكم ال رب س‪++‬واه ‪ ،‬وإذا ك‪++‬ان‬ ‫بعون هللا فال تتركوه لرأيه حتى ينتب‪++‬ه ويظه‪++‬ر ويكم‪++‬ل عقل‪++‬ه ‪ ،‬ويفع‪++‬ل هللا بع‪++‬د‬ ‫هذا ما يشاء(‪.)1‬‬

‫‪98‬‬


‫هه‪ -‬قال تاج الدين بن َح ُمويه السرخسي ‪ - :‬حاكيًا يعقوب‬ ‫المنصور ‪... :‬وقال لي يو ًما كيف ترى هذه البالد ؟ وأين هي من بالدك‬ ‫الشامية ؟ فقلت له ‪ :‬يا سيدنا ‪ ،‬بالدكم حسنة األبنية ُم َج َّملة ُم َك َّملة وفيها عيب‬ ‫سم ضاح ًكا وظهر إعجابه‬ ‫واحد ‪ .‬فقال ما هو؟ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنَّها تُنسي األوطان ‪ ،‬فتب َّ‬ ‫بالجواب ‪ ،‬وأمر لي من غ ٍد بزيادة رتبة (‪. )2‬‬ ‫و ‪ -‬ومما يتصل بتُقى المنصور وحماسته الدينية ‪ ،‬ما يُنسب إليه من أنه كان‬ ‫ينوي افتتاح مصر ‪ ،‬فالمراكشي يقول ‪ :‬أن المنصور صرح للموحدين بالرحلة‬ ‫الى المشرق وأنه كان يذكر البالد المصرية وما فيها من المناكر والبدع‬ ‫ويقول نحن ان شاء هللا مطهروها ‪ ،‬ولم يزل هذا عزمه الى ان مات ‪.‬‬ ‫وابن جبير يقول ‪ :‬وليتحقق المتحقق ‪ ،‬ويعتقد االعتقاد الصحيح ‪ ،‬أنَّه ال إسالم‬ ‫إال ببالد المغرب ألنهم على جادة واضحة ‪ ،‬وما سوى ذلك مما بهذه الجهات‬ ‫الشرقية فأهواء وبدع وفرقة ضالة وشيع ‪ ،‬إال من عصم هللا ع َّز وجل من‬ ‫أهلها ‪ ،‬كما أنه ال عدل وال دين والحق على وجهه إال عند الموحدين أع َّزهم‬ ‫هللا ‪ ،‬فهم أئمة العدل في هذا الزمان ‪ ،‬وكل من سواهم من الملوك في هذا‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬ابن عذارى في البيان المغرب ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬دراسة للحصول على درجة الماجستير في تاريخ المغرب العربي – جامعة الشهيد ح ّمه لخضر – باشراف‬ ‫عدد من دكاترة الجامعة المذكورة ‪.‬‬

‫األوان فعلى غير الطريقة ‪ ،‬إذ يستجلبون أموال الناس بكل حيلة وسبب‬ ‫ويركبون طرائق من الظلم لم يُسمع بمثلها ‪ ،‬اللهم إال هذا السلطان العادل‬ ‫صالح الدين ‪ ،‬لو كان له أعوان على الحق ‪.‬‬ ‫ز – العبادي يقول ‪ ... :‬وال شك أن ابن تومرت قد أيقن بعد رحلته الطويلة‬ ‫الى المشرق والمغرب ‪ ،‬أنَّ عالج هذه الحالة يقتضي إنشاء خالفة إسالمية‬ ‫جديدة ‪ ،‬تضم تحت لوائها العالم اإلسالمي كله وتتولى إصالحه وعالجه ‪.‬‬ ‫‪99‬‬


‫ح – ومما ذكره الدكتور عنان ‪ :‬أن ابن تومرت قال ألتباعه وكانوا يجلسون‬ ‫تحت شجرة الخروب المواجهة لمسجد تينملل ‪ :‬ليبصرنَّ منكم من طالت حياته‬ ‫أمراء مصر ‪ ،‬مستظلين بهذه الشجرة ‪ ،‬قاعدين تحتها ‪.‬‬ ‫ط ‪ -‬يستخلص مما تقدم ومن أقوال ابن جبير خاصة ‪ ،‬أنَّه كانت توجد ثمة‬ ‫فكرة موحدية لغزو مصر ‪ ،‬وأنّ هذه الفكرة ترجع الى ما قبل عهد المنصور ‪،‬‬ ‫وأنّها تبلورت في عهده ‪ ،‬واتخذت طاب ًعا قويًا ‪ ،‬وذلك لما أبداه المنصور من‬ ‫عزم وضخامة في أهبّاته العسكرية ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي ‪ -‬يشير الرحالة المعاصر ابن جبير الى الضريبة اإلضافية التي فرضها‬ ‫اإلفرنج في الشام على التجار المغاربة دونًا عن سائر تجار المسلمين " أل ن‬ ‫طائفة من أنجاد المغاربة غزت مع السلطان نور الدين محمود زنكي أحد‬ ‫الحصون ‪ ،‬فكان لهم في أخذه غنى ظهر واشتهر ‪ ،‬فجازاهم االفرنج بهذه‬ ‫الضريبة المكسية الزموها رؤوسهم "‪ .‬ثم يشير ابن جبير في مكان آخر من‬ ‫كتابه الى اهتمام الملوك وأهل اليسار والخواتين من النساء في الشرق‬ ‫العربي بفداء األسرى من المغاربة ‪ ،‬فكل من يُخرج من ماله وصية بهذه‬ ‫الجهات الشامية وسواها ‪ ،‬إنما يعينها في افتكاك المغاربة خاصة لبعدهم عن‬ ‫بالدهم ‪.‬‬

‫ك – و مما ذكره السالوي في االستقصا ‪ ،‬ع ّما حصل عند وفاة المهدي ابن‬ ‫تومرت (مؤسس الدولة الموحدية) نقاًل عن ابن خلدون الذي يقول ‪ ":‬ل ّما مات‬ ‫المهدي خشي أصحابه من افتراق الكلمة وما يُتوقع من سخط المصامدة‬ ‫لوالية عبد المؤمن (جد السلطان يعقوب) ‪ ،‬لكونه من غير جلدتهم ‪ ،‬فأرجأوا‬ ‫األمر الى ان تُخالط بشاشة الدعوة قلوبهم ‪ ،‬وكتموا موته ثالث سنين يُ َم ِّوهون‬ ‫سنّته في الصالة ‪ ،‬ويدخل أصحابه الى بيته كأنه‬ ‫فيها بمرضه ‪ ،‬ويقيمون ُ‬ ‫‪100‬‬


‫اختصهم بعيادته ‪ ،‬فيجلسون حول قبره ويتفاوضون في شؤونهم ‪ ،‬ثم يخرجون‬ ‫إلنفاذ ما أبرموه ‪ ،‬ويتولى ذلك عبد المؤمن ‪ ،‬حتى إذا استحكم أمرهم وتمكنت‬ ‫الدعوة من كافتهم كشفوا القنا َع عن حالهم ‪ ،‬وتماأل من بقي من العشرة على‬ ‫تقديم عبد المؤمن ‪ ،‬وتولى ِكبَ َر ذلك الشيخ أبو حفص عمر بن يحي الهنتاني‬ ‫جد الملوك الحفصيين أصحاب تونس ‪ ،‬فأظهروا للناس موت المهدي وعهده‬ ‫لصاحبه ‪ ،‬وانقاد بقية أصحابه لذلك ‪ .‬وروى لهم يحي بن يغمور أنه كان‬ ‫يقول في دعائه إثر صلواته ‪:‬‬ ‫" اللهم بارك في الصاحب األفضل " فرضي الكافة وانقادوا له وأجمعوا على‬ ‫بيعته ‪.‬‬ ‫ل – زعموا أن عبد المؤمن استعمل في ذلك حيلة تم بها ما أراد ‪ ،‬وذلك أنه‬ ‫عمد الى طائر (لعلّه ببغاء) وأسد فضراهما(‪ )1‬حتى أنسا به ‪ ،‬وعلّم الطائر أن‬ ‫يقول عند عالمة نصبها له ‪ ":‬النصر والتمكين لعبد المؤمن أمير المؤمنين "‪.‬‬ ‫وعلّم األسد أن يبصبص‬

‫(‪)2‬‬

‫له ويتمسح به كلما رآه ! ثم جمع عبد المؤمن‬

‫ّ‬ ‫وحذرهم عاقبة البغي‬ ‫ضهم على األلفة واجتماع الكلمة ‪،‬‬ ‫الموحدين وخطبهم وح ّ‬ ‫والخالف وبينما هو في ذلك ؛ أرسل سائس األسد أسده ‪ ،‬وصفّر صاحب‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬فضراهما ‪ :‬روضهما على الحيلة والدهاء ‪ – 2 .‬يبصبص ‪ :‬يفتح عينيه ويحرك ذنبه ‪.‬‬

‫الطائر لطائره ‪ ،‬فبصبص هذا ! وأعلن بالنصر هذا ! فتعجب الحاضرون من ذلك‬ ‫ورأوا أنها كرامة لعبد المؤمن ‪ ،‬فازدادوا بها بصيرة في أمره وثباتًا على‬ ‫بيعته ‪ ،‬مع ما كان من تقديم المهدي له في الصالة أيام مرضه ‪ ،‬وفي ذلك‬ ‫يقول بعضهم ‪:‬‬ ‫ابتهاجا باألسد‬ ‫أنس الشبل‬ ‫ً‬

‫ورأى شبه أبيه فقصد‬

‫ودعا الطائر بالنصر لكم‬

‫فقضى حقكم حين وفد ‪.‬‬ ‫‪101‬‬


‫وكانت بيعة عبد المؤمن العامة بعد صالة الجمعة لعشرين يو ًما من ربيع‬ ‫األول سنة ‪ 526‬هجرية بجامع تينملل ‪ .‬وأول من بايعه العشرة أصحاب‬ ‫المهدي ‪ ،‬ثم الخمسون من أشياخ الموحدين ‪ ،‬ثم كافة الموحدين ‪.‬‬ ‫م – وعن قصة األسد والغراب (الببغاء) يقول المؤرخ المق ّري نقاًل عن تاج‬ ‫الدين بن حمويه السرخسي في رحلته الى المغرب األقصى ‪ " :‬أن هذه‬ ‫القصة وقعت ليعقوب المنصور الموحدي ‪ ،‬وذلك أنّ قو ًما من الغرباء قصدوه‬ ‫ومعهم حيوانات ُم َعلَّمة منها أسد وغراب ‪ ،‬فربض األسد بين يدي المنصور ‪،‬‬ ‫ودعا الغراب له بالنصر ‪ ،‬وهذا هو الصحيح ألن السرخسي يحدث عن‬ ‫مشاهدة لوجوده في المغرب زمن المنصور ‪.‬‬ ‫ولكنني شخصيًا ال أستبعد حصول األمرين م ًعا فالجد (عبد المؤمن) حكم في‬ ‫زمن ‪ ،‬وحفيده (السلطان يعقوب) حكم في زمن آخر ‪ ،‬وال مانع من أن يُقَلِّ َد‬ ‫الحفي ُد الج َد ‪.‬‬ ‫ن – يحكى أن عبد المؤمن (جد السلطان يعقوب) في صباه كان نائ ًما قرب‬ ‫أبيه ‪ ،‬وأبوه مشتغل بعمله في الطين (لصناعة الفخار) ‪ ،‬فسمع أبوه دويًا في‬ ‫السماء ‪ ،‬فرفع رأسه فرأى سحابة سوداء من النحل قد هوت ُمطبقةً على‬ ‫الدار ‪ ،‬فنزلت كلها مجتمعة على عبد المؤمن ‪ ،‬وهو نائم فغطته ‪ ،‬ولم يظهر من‬ ‫تحتها وال استيقظ لها ‪ ،‬فرأته أمه على تلك الحال ‪ ،‬فصاحت خوفًا على ولدها‬ ‫فس َّك تها أبوه ‪ ،‬ثم قالت ‪ " :‬أخاف عليه " فقال ‪ " :‬ال بأس عليه ‪ ،‬بل إني‬ ‫ُمتعجب مما عليه ذلك " ‪ ،‬ثم إنَّه غسل يديه من الطين ولبس ثيابه ووقف‬ ‫ينتظر ما يكون من أمر النحل ‪ ،‬فطار عنه بأجمعه ‪ ،‬ثم استيقظ الصبي (أي جد‬ ‫تر به أث ًرا ! ولم‬ ‫السلطان يعقوب) ‪ ،‬وما به من ألم ! فتفقدت أمه جسده فلم َ‬ ‫يشك أل ًما !" ‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫وكان بالقرب منهم رجل معروف بالزجر ‪ ،‬فمضى ابوه اليه فأخبره بما رآه‬ ‫من النحل مع ولده ‪ ،‬فقال الزاجر(‪ " :)1‬يوشك أن يكون له شأن يجتمع على‬ ‫طاعته أهل المغرب " فكان من أمره ما اشتهر(‪. )2‬‬ ‫س ‪ -‬ومن حكايات المنصور يعقوب ‪ ،‬أنَّ رجاًل من المشارقة وصل اليه في‬ ‫ي رسو ٍل وزعم أنَّه من الهند ‪ ،‬وذكر أنّ ذلك الملك (الهندي) رأى في كتاب‬ ‫ز ّ‬ ‫ملحم ٍة عنده ‪ ،‬أن أبا يوسف هذا يصل بجيوشه من المغرب ويملك المشرق ثم‬ ‫يفتح الهند ‪ .‬طلب هذا الرسول ان يجتمع به ‪ ،‬فقال المنصور ‪ " :‬العاقل الكريم‬ ‫ينخدع في ماله وال ينخدع في عقله ‪ ،‬وأمر بإنزاله واجراء الضيافة عليه‬ ‫حتى ينفصل(‪ ، )3‬وأ َّما االجتماع به فال سبيل اليه "‪.‬‬ ‫ع – رفع اليه صاحب شرطته أنَّ رجاًل من العا َّمة ممن ابتاله هللا بحب الخمر‬ ‫اشتاق الى عادته فقالت له زوجته ‪ :‬قد علمتَ أنَّ الخليفةَ يقتل على الشرب ‪،‬‬ ‫ت اذا شربت ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬أنا أحسم األمر ‪ ،‬فقيّد‬ ‫وأنت فيك عربدة وقلة صم ٍ‬ ‫نفسه بقي ِد حدي ٍد ثم اشتغل بشرابه وأغلق بابه ‪ ،‬فن َّم به أحد أنذال جيرانه الى‬ ‫ضرب السكران الح َّد الخفيف ‪ ،‬ويؤخذ‬ ‫صاحب الشرطة ‪ ،‬فأمر المنصور أن يُ‬ ‫َ‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪- 1‬الزاجر ‪ :‬الكاهن ‪.‬‬

‫‪ – 2‬السالوي في االستقصا ‪.‬‬

‫‪ – 3‬ينفصل ‪ :‬يغادر‬

‫القيد من رجله ويوضع في رجل الغ ّماز(‪ )1‬بعد أن يُضرب على تجسسه ويودع‬

‫السجن حتى يستريح الناس منه‬

‫(‪. )2‬‬

‫يصلي الخليفة بالناس الفجر ‪ ،‬ويركب‬ ‫ف – من عادتهم يوم المصافّ (‪ )3‬أن‬ ‫َ‬ ‫وحوله خمسة آالف من الق َّراء البسين الدُّروع ‪ ،‬حاملين األسلحة ‪ ،‬فيقرأون‬ ‫سب ًعا من القرآن ‪ ،‬ويدعو الخليفة ال يدعو غيره ‪ ،‬وكان له طبّال اسمه ح َّماد‬ ‫ُ‬ ‫ُمقَدَّم الطبّالين وخلفه مئة كوس(‪ )4‬وليس في العسكر من له طبل غير الخليفة‬ ‫فإذا فرغ من الدعاء بعد القراءة قال ‪ :‬ياح ّماد ‪ ،‬فيقول ‪ :‬لبيك ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اضرب‬ ‫‪103‬‬


‫ق الكوسات ‪ ،‬وتحمل العساكر ‪ ،‬وهاتان الخلتان ال يشارك الخليفة‬ ‫الطبل ‪ .‬فتد ُّ‬ ‫فيهما أحد ‪ :‬الدعاء ‪ ،‬وقوله ‪ :‬يا ح ّماد اضرب الطبل ‪ .‬وطبل الخليفة المنصور‬ ‫الموحدي كان كبي ًرا ج ًّدا ‪ ،‬بحيث يُسمع قرعه على مسيرة يومين ‪.‬‬ ‫ص – ومما ذكره السالوي ‪ ... :‬واعلم أن أرض افريقية والمغرب لم تكن‬ ‫للعرب بوطن في األيام السالفة ‪ ،‬ال في الجاهلية وال في صدر األسالم ‪ ،‬وإنما‬ ‫كان المغرب وطنًا ألمة البربر خاصة ‪ ،‬اليشاركهم فيه غيرهم ‪.‬‬ ‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬‫ساد) ‪.‬‬ ‫‪-1‬الغ َّماز ‪ :‬الذي يسعى بالشر (الف ّ‬ ‫‪ – 2‬الصفدي في الوافي بالوفيات ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يوم اصطفاف الجيش استعدادا لالنطالق للحرب ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬كوس ‪ :‬أسطوانة معدنية صغيرة على شكل كأس تشبه طبلة صغيرة ‪.‬‬

‫‪ - 33‬نثريات‬ ‫الج‪++‬دير ذك‪++‬ره ‪ ،‬أنَّه ك‪++‬ان يوج‪++‬د على م‪++‬دخل المق‪++‬ام الّ‪++‬ذي يس‪++‬بق موق‪++‬ع‬ ‫الضريح باب قديم من الخشب عمره مئ‪++‬ات الس‪++‬نين ‪ ،‬وب‪+‬ه عش‪++‬رات المس‪++‬امير‬ ‫‪+‬اس لص‪++‬فا ِء قل‪++‬وبهم وإيم‪++‬انهم وبس‪++‬اطتهم‬ ‫ذات " الطبع‪++‬ة العريض‪++‬ة " ‪ ،‬وك‪++‬ان النّ‪ُ +‬‬ ‫‪+‬امير تَب ُر ًك‪++‬ا‬ ‫وش ّد ِة تعلقهم بالسلطان يعقوب ‪ ،‬كانوا يُقبّلون هذا الباب وتل‪++‬ك المس‪َ +‬‬ ‫‪+‬اب موج‪++‬و ٌد ح‪++‬تى اآلن ‪،‬‬ ‫بص‪++‬احب المق‪++‬ام‬ ‫الس‪+‬فر ‪ ،‬والب‪ُ +‬‬ ‫وخاص‪+‬ةً إذا أراد أح‪++‬دهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫داخل المقام ‪.‬‬ ‫‪104‬‬


‫كي ال ننسى ‪ ،‬ومن أج ِل ك ِّل زائ ٍر يدخل القريةَ ‪ ،‬فق‪++‬د ت ّم كتاب‪+‬ةُ نب‪++‬ذ ٍة عن حي‪++‬اة‬ ‫الش‪+‬يخ عب‪++‬د اله‪++‬ادي الخرس‪++‬ة‬ ‫الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب إلى ج‪++‬انب الض‪++‬ريح ‪ ،‬من قب‪++‬ل ّ‬ ‫الدّمشقي (اإلمام األسبق للبلدة) ‪ ،‬كما وت ّم كتابة نب‪++‬ذ ٍة أخ‪+‬رى في س‪++‬احة البل‪++‬دة ‪،‬‬ ‫إض‪+++‬افةً إلى ص‪+++‬ور ٍة تش‪+++‬بيهي ٍة ل‪+++‬ه وهو على ص‪+++‬هوة ج‪+++‬واده ‪ ،‬وخلف‪+++‬ه وعلى‬ ‫سان وذلك بمبادرة من متط‪++‬وعي الس‪++‬لطان‬ ‫جانبيه ‪ ،‬لوحةٌ تمثل مئذنةَ ومسج َد ح ّ‬ ‫يعقوب ‪ ،‬بإشراف اآلنسة سناء سعيـد عبدوني ‪ ،‬وذلك في العام ‪ 2016‬م ‪ .‬كم‪++‬ا‬ ‫أنني (مؤلف الكتاب) قد كتبت له ترجمة قص‪++‬يرة و ُمعبّ‪++‬رة تم وض‪++‬عها الى ج‪++‬انب‬ ‫الضريح وذلك في عام ‪ 2020‬م ‪.‬‬ ‫‪-1‬إنَّ من ر ّم َم ضريح السلطان يعقوب وزيّنه بالرخ‪++‬ام ‪ ،‬ه‪++‬و علي بن مص‪++‬طفى‬ ‫أبو مراد وهو أخو ذوابة وعم أحمد أبو مراد ‪ ،‬وذلك منذ أكثر من ‪ 120‬س‪++‬نة‬ ‫واسمه مكتوب على الر خام في الواجهة الداخلية لناحية الغرب ‪ ،‬ضمن جوف‬ ‫مثلث الرخام الذي يعلو الضريح ‪.‬‬ ‫وثائقي عن عالقة الفيلسوف‬ ‫فيلم‬ ‫‪ ‬في ‪ 25‬حزيران ‪ 2019‬م ‪ ،‬بدأ تصوير‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بالس‪+‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وذل‪++‬ك بإش‪++‬راف ال‪++‬دكاترة ملحم جلّ‪++‬ول (أو‬ ‫ابن رشد (الحفيد)‬ ‫ّ‬ ‫فيصل) ‪ ،‬وسامي كليب والمخرجة السينمائيّة يارا بوريللو (أ ّمها الصحافيّة ثريّا‬ ‫ت‪،‬‬ ‫عاصي ‪ ،‬وأبوها إيطالي) ومعهم المص ّور أيّوب ‪ .‬وقد زاروا القريةَ ع ‪ّ +‬دةَ م‪++‬را ٍ‬ ‫ت ‪ :‬معي ‪ ،‬وم‪++‬ع الح‪++‬اج حمي‪++‬د أحم‪++‬د‬ ‫وصوروا ما يجب تصويره ‪ ،‬وأجروا مق‪++‬ابال ٍ‬ ‫الج‪++‬اروش ‪ ،‬والح‪++‬اج س‪++‬عد محم‪++‬د الج‪++‬اروش ‪ ،‬ورج‪++‬ل األعم‪++‬ال علي حس‪++‬ين‬ ‫الحاجة فاطمة خليل الخطيب عبدوني ( إم محمد حميد) ‪ ،‬وذلك ‪،‬‬ ‫الجاروش ومع‬ ‫ّ‬ ‫سلطان يعقوب قد توفّي في لبنان ‪ ،‬وليس في المغرب ‪.‬‬ ‫ليثبتوا أن ال ّ‬ ‫‪ ‬هناك بعض المؤ ّرخين ‪ ،‬فهم كالم ابن خلّكان على معناه الظّاهر شكاًل ‪،‬‬ ‫ي للس‪++‬لطان يعق‪++‬وب (كم‪++‬ا لس ‪+‬يّدنا الخض‪++‬ر‬ ‫سروا كلمةَ المشّه ِد بأنّه مزا ٌر رم ّز ٌ‬ ‫وف ّ‬ ‫‪105‬‬


‫علي‪++‬ه الس‪++‬الم ‪ ،‬م‪++‬زارات عدي‪++‬دة في أرج‪++‬اء البالد اإلس‪++‬الميّة) ‪ ،‬وب‪++‬ذلك فهم‪++‬وا أنّ‬ ‫ُجثمانَه ال يوجد في المشرق ‪ ،‬وهذا تفسي ٌر خاطى ٌء لما يقصده ابن خلّكان ‪.‬‬ ‫ب ل إنّ م‪++‬ا يقص‪++‬ده هو ع‪++‬دم وج‪++‬ود مس‪++‬اكن إلى جانبه ‪ِ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ موق ‪َ +‬ع‬ ‫ضريحه هو على مسافة أكثر من ستّين كيلومت ًرا عن دمشق غربًا ‪ .‬ف‪++‬إذا ك‪++‬ان‬ ‫نش ‪+‬ئوا ل‪++‬ه م‪++‬زا ًرا ‪ ،‬أو مقا ًم‪++‬ا في‬ ‫ّام يحبّونه ويقدّرونه فاألجدر بهم أن يُ ِ‬ ‫أه ُل الش ِ‬ ‫دمشق ‪ ،‬أو إحدى ضواحيها ‪.‬‬

‫‪ - 34‬فقهاء وفالسفة معاصرون‬ ‫من كتاب ‪ :‬قصة األندلس للدكتور راغب السرجاني ‪:‬‬

‫‪-1‬ابن الع َّوام االشبيلي ( وفاة ‪ 1185‬م ) ‪:‬‬ ‫اهتم بالفالحة فأتقنها ‪ ،‬وصنَّفها عل ًما مستقاًل كاماًل ‪ ،‬وصل علمه الى أوروبا ‪،‬‬ ‫استفاد منه المسلمون وغيرهم من علمه المتميّز في التربة واالسمدة‬ ‫والحرث والسقي ‪ ،‬له كتاب عظيم في " الفالحة " رفيع الشأن ‪ .‬عاش في فترة‬ ‫حكم يوسف بن عبد المؤمن (والد السلطان يعقوب) ‪ .‬توفي بعد سنة من‬ ‫والية يعقوب المنصور ‪.‬‬

‫‪ –2‬ابن طُفيل (‪1100‬م – ‪ 1185‬م) ‪:‬‬ ‫كان عال ًما صد ًرا ‪ ،‬حكي ًما فيلسوفًا ‪ُ ،‬محقِّقًا ‪ ،‬متص ّوفًا ‪ ،‬طبيبًا ماه ًرا ‪ ،‬فقي ًها ‪ ،‬بارع‬ ‫االدب ‪ :‬ناظ ًما (أي للشعر) ‪ ،‬ناث ًرا (يكتب نث ًرا) ‪ ،‬مشار ًكا في جملة من الفنون ‪.‬‬ ‫من تالميذه الفيلسوف الكبير ابن رشد الحفيد ‪ .‬هو صاحب المَؤ لَّف الفلسفي‬ ‫الشهير ‪ :‬رسالة حي بن يقظان ‪.‬‬ ‫كان طبيبًا للخليفة يعقوب المنصور ‪.‬‬‫‪106‬‬


‫توفي بمراكش سنة ‪ 1185‬م ‪ ،‬حضر الخليفة يعقوب المنصور جنازته ‪.‬‬

‫‪ – 3‬ابن رشد الحفيد (‪ 1126‬م – ‪ 1198‬م) ‪:‬‬ ‫نشأ في بيت من بيوت العلم ‪ ،‬فقد كان جده ابن رشد ‪ ،‬ورث العلم الغزير ‪،‬‬ ‫خاصة في الفقه عن أبيه وجده ‪ ،‬وقيل انه تلقى علوم الفلسفة على ابن‬ ‫باجة ‪ ،‬وقد ذكر الذهبي أنَّ ابن رشد ما ترك االشتغال منذ َعقَل سوى ليلتين‬ ‫ليلة موت أبيه وليلة عرسه ‪ ،‬وأنه س َّود فيما ألّف وقيّد نح ًوا من عشرة‬ ‫آالف ورقة ‪ .‬له مؤلفات عديدة منها ‪ :‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه‬ ‫والكليات في الطب ‪ ،‬وشرح كتبًا عديدة للفالسفة االغريق ‪ .‬العديد من فالسفة‬ ‫أوروبا تأثروا بأفكاره وعلومه وتصانيفه ‪ .‬كان طبيبًا للخليفة المنصور ‪.‬‬ ‫توفي في عام ‪ 1198‬م ‪ ،‬ولم يذكر أي من المؤرخين ‪ ،‬أنَّ أمير المؤمنين‬ ‫يعقوب المنصور حضر جنازته ‪ ،‬ألنه كان قد غادر الى بالد الشام ‪ ،‬وهللا أعلم‬ ‫فهل يُعقل أنَّ يكون أحد أطباء الخليفة وال يحضر جنازته ؟ ‪.‬‬

‫‪ – 4‬االمام الشاطبي (‪ 1144‬م ‪ 1194 -‬م) ‪:‬‬ ‫يصفه الذهبي فيقول ‪ :‬الشيخ االمام ‪ ،‬العالم العامل ‪ ،‬القدوة ‪ ،‬سيد الق ّراء ‪،‬‬ ‫األندلسي ‪ ،‬الشاطبي الضرير ‪.‬‬ ‫والسبكي يقول في حقّه ‪ :‬إنه كان قوي الحافظة ‪ ،‬واسع المحفوظ ‪ ،‬كثير الفنون‬ ‫فقي ًها مقرًئا ُمح ّدثًا ‪ ،‬نحويًا ‪ ،‬زاه ًدا ‪ ،‬عاب ًدا ‪ ،‬ناس ًكا ‪ ،‬يتوقد ذكاء ‪.‬‬ ‫والسخاوي يقول ‪ :‬أقطع أنه كان ُمكاشفًا ‪ ،‬وأنه سأل هللا كتمان حاله ‪ ،‬ما كان‬ ‫أحد يعلم أي شيء هو ‪.‬‬ ‫عاصر السلطان يعقوب المنصور الموحدي ‪.‬‬‫توفي بالقاهرة ودفن (بالقرافة) وقبره مشهور معروف ‪.‬‬

‫‪ - 5‬ابن ُجبير (‪ 1145‬م – ‪ 1217‬م) ‪:‬‬ ‫‪107‬‬


‫ورحالة ‪ ،‬عُني باألدب ‪ ،‬وتقدم في صناعة الشعر والكتابة ‪ ،‬وتعلم‬ ‫أديب‬ ‫َّ‬ ‫القراءات ‪ .‬ابن الخطيب أثنى عليه فقال في حقه ‪ ،‬إنه من علماء األندلس‬ ‫بالفقه ‪ ،‬والحديث ‪ ،‬والمشاركة في األداب ‪ .‬أشهر مؤلفاته ‪ " :‬رحلة ابن جبير " ‪.‬‬ ‫توفي ودفن باإلسكندرية ‪.‬‬ ‫عاصر السلطان يعقوب المنصور الموحدي ‪.‬‬

‫‪ – 6‬أبو بكر بن أبي ُزهر (‪ 1113‬م – ‪ 1199‬م ) ‪:‬‬ ‫ولد في إشبيلية من عائلة فيها العديد من األطباء والفالسفة واألدباء ‪ ،‬اشتهر‬ ‫بالطب واللغة والشعر ‪ ،‬لقب بجالينوس عصره ‪ ،‬اذ لم يكن في زمانه أعلم‬ ‫منه في صناعة الطب ‪ ،‬خلّف رسالة في طب العيون ‪ ،‬وكان حاذفًا في هذا‬ ‫المجال ‪.‬‬ ‫كان طبيبًا ليعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن المنصور الموحدي فق ّربه اليه‪.‬‬

‫‪ - 35‬يعقوب المنصور ومحيي الدين بن عربي‬ ‫من كتاب سلسلة االعالم من الفالسفة ‪ .‬د ‪ .‬فاروق عبد المعطي نقاًل عن‬ ‫كتاب ابن عربي " الفتوحات المكية – جزء ‪ ، " – 4‬كتب ما يلي "‪:‬‬ ‫واألمر الوحيد المؤكد هو أنَّ ابن عربي لم ينل عند السالطين الموحدين من‬ ‫الحظوة ما سيناله فيما بعد عند أمراء المشرق اإلسالمي في القسم الثاني‬ ‫من حياته ‪ ،‬بل أكثر من هذا ‪ ،‬نراه هو بنفسه يشير ‪ ،‬وإن كانت إشارته‬ ‫غامضة كل الغموض ‪ ،‬الى مناقشات عنيفة قامت بينه وبين السلطان يعقوب‬ ‫المنصور حول أمور دينية ‪ ،‬مناقشات يبدو أنَّ ابن عربي لم يخرج منها‬ ‫‪108‬‬


‫موفور الكرامة والشأن ‪ ،‬قال ابن عربي ‪ :‬دخلت على بعض الصالحين بسبتة‬ ‫على بحر الزقاق (مضيق جبل طارق) ‪ ،‬وكان قد جرى بيني وبين السلطان‬ ‫من الكالم ما يوجب وغر الصدر ‪ ،‬ويضع من القدر ‪ ،‬فوصل اليه الخبر ‪ ،‬فل َّما‬ ‫أبصرني قال لي ‪ :‬يا أخي ذ َّل من ليس له ظالم يعضده ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬وض َّل من‬ ‫ليس له عالم يرشده ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أخي ! الرفق ‪ ،‬الرفق ‪ .‬فقلت له ‪ :‬ما دام رأس‬ ‫المال محفوظًا ‪ ،‬أعني به الدّين ‪ ،‬فقال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬وسكت عنّي ‪.‬‬ ‫لقبه " الشيخ األكبر" ‪ ،‬مؤلفاته تزيد عن ‪ 800‬لم يبق منها سوى ‪. 100‬‬ ‫وابن عربي ولد في األندلس سنة ‪ 1164‬م وتوفي في دمشق سنة ‪ 1240‬م‬ ‫ودفن في سفح جبل قاسيون ‪.‬‬

‫‪َ - 36‬مكرماتٌ وامو ٌر غير عادية‬ ‫‪+‬يوف‬ ‫سنورد أحداثًا حصلت‬ ‫َ‬ ‫ضمن القري ِة مع بعض س ّكانها ‪ ،‬أو م‪++‬ع ض‪ٍ +‬‬ ‫دخلوها منها ما هو قدي ٌم ومنها ما ه‪++‬و ح‪ٌ +‬‬ ‫‪+‬ديث ‪ ،‬وجميعه‪++‬ا تتناقله‪++‬ا األلس‪++‬نُ على‬ ‫م ِّر الس‪++‬نين وكله‪++‬ا حص‪++‬لت بتق‪++‬دي ٍر من هللا إكرا ًم‪++‬ا من‪++‬ه تع‪++‬الى لمق‪++‬ام ال‪++‬ولي ‪،‬‬ ‫الموح‪ +‬دي المغ‪++‬ربي وتتض‪++‬من‬ ‫الع‪++‬ارف باهلل ‪ ،‬أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫ّ‬ ‫العناوين التالية ‪:‬‬

‫الش‪++++‬نق إكرا ًم‪++++‬ا للس‪++++‬لطان‬ ‫أ‪ -‬نجا من ّ‬ ‫‪109‬‬

‫ب ‪ -‬حكاية الجراد‬


‫يعقوب‬ ‫ج‪ -‬حكاية قائد الثوار شكيب وهّاب‬

‫د ‪ -‬حكاية الشّموع‬

‫هه‪ -‬شهادة موثوقة‬

‫و‪ -‬الدّعسة‬ ‫ح ‪ -‬حكاية قطيع الغنم‬

‫سجاد‬ ‫ز‪ -‬سارق ال ّ‬ ‫ط‪ -‬حكاية بيع النحاسيّات‬

‫ي ‪ -‬االسطنبولي والضرائب العثمانية‬

‫ك ‪ -‬حكاية سارق النّذور‬

‫ل ‪ -‬حكاية اإلجتياح الصهيوني‬

‫م ‪ -‬شهادة شاهد عيان من خارج‬

‫ن ‪ -‬شهادة شاهد عيان من داخل‬

‫القرية‬

‫القرية‬ ‫ع – النّذور‬

‫س ‪ -‬بعض ما قيل عن المعركة‬

‫ص ‪ -‬كلمة ال بد منها‬

‫ف ‪ -‬متف ّرقات‬

‫أ‪ -‬نجا من الشنق إكرا ًما للسلطان يعقوب‬ ‫أيام الحكم العثماني ‪ ،‬خدم المرحوم محمود الع ّرة ( والد المرحوم المختار‬ ‫الجيش من مك‪++‬ا ٍن إلى آخ‪َ +‬ر ‪ ،‬ومن‬ ‫أبو محمود) جن‪++‬ديًّا في الجيش ال‪++‬تركي ‪ .‬تنقّ‪َ +‬ل‬ ‫ُ‬ ‫بل ‪ٍ +‬د إلى بل‪++‬د ح‪++‬ت َّى اس‪++‬تق َّر في منطق‪++‬ة أبلح أو ري‪++‬اق ‪ .‬خط‪++‬ر للمرح‪++‬وم محم‪++‬ود‬ ‫‪+‬زور عائلته ‪ ،‬ف‪++‬ترك الموق‪َ +‬ع الّ‪++‬ذي‬ ‫الع ّرة ‪ ،‬بما أنّه أصبح قريبًا من القري‪++‬ة ‪ ،‬أن ي‪َ +‬‬ ‫‪110‬‬


‫كان فيه دون إذ ٍن من رئيسه العسكري ‪ .‬زار القريةَ والعائلةَ ‪ ،‬وعاد إلى موقع‪++‬ه‬ ‫ق علي‪++‬ه‬ ‫في تلك المنطقة وتص ّرفه هذا في نظ ِر القانو ِن العسكري التّركي ‪ ،‬ينطب ُ‬ ‫الش‪+‬نق ال محال‪++‬ة وه‪++‬ذا م‪++‬ا‬ ‫الحك َم عليه س‪++‬يكون ّ‬ ‫صفة " فراري" ‪ ،‬وهذا يعني أنّ ُ‬ ‫ضابط المسؤول عنه ‪.‬‬ ‫أبلغه به ال ّ‬ ‫فر َج عنه ‪،‬‬ ‫ظهر إلى خارج خيمته ورفع يديه يدعو‬ ‫رب العالمين بأن يُ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الش‪+‬نق كر ًم‪++‬ا من‪++‬ه تع‪++‬الى وإكرا ًما للس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وك‪ّ +‬رر‬ ‫ويُنجيه من عقوبة ّ‬ ‫الض‪++‬ابطُ ‪ ،‬ويظهر أنّ‪++‬ه ك‪++‬ان مت‪++‬ديّنًا‬ ‫ت ولحس‪++‬ن حظ‪++‬ه س‪++‬معه‬ ‫ّ‬ ‫دع‪++‬ا َءه ع‪++‬دةَ م‪++‬را ٍ‬ ‫أوصوفيًّا ويحتر ُم ويقدّر مقا َم األولي‪++‬اء والص‪++‬الحين ‪ ،‬وهن‪++‬اك من يق‪++‬ول ب‪++‬أنَّ ه‪++‬ذا‬ ‫ضابط مغربي كان يخدم في الجيش التّركي فتقدّم من محمود الع ّرة ‪ ،‬وتحادث‬ ‫ال ّ‬ ‫معه قائاًل ‪:‬‬ ‫لماذا فعلتَ هكذا ؟‬

‫‪ -‬ألزو َر عائلتي ‪ ،‬وأقاربي ‪.‬‬

‫من أين أنت ؟‬

‫‪ -‬من السلطان يعقوب ‪.‬‬

‫من هو السلطان يعقوب ؟‬

‫‪ -‬أجابه بأنه ول ٌي و له كرامات ‪.‬‬

‫شدك إلى طريق الهروب ‪ ،‬إكرا ًما هلل ‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ر َّ‬ ‫قلب ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ضاب ِط له ‪ ،‬وقال له سُأر ِ‬ ‫ومن ث ّم لمقام السلطان يعقوب ‪ ،‬لتعود إلى قريتك ‪ ،‬وأقاربك ‪ ،‬وعائلتك‪.‬‬ ‫وعلى هذا ت ّم األم ُر ‪ ،‬وعاد محمود الع ّرة إلى قريته وعائلته بسالم ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬حكاية الجراد‬ ‫ب العالمي ِة األولى ‪ ،‬الّتي انطلقت شرارتُها في ع‪++‬ام ‪ 1914‬م ‪،‬‬ ‫خالل الحر ِ‬ ‫ق أي أث ٍر ي‪++‬دل على أنّه‪++‬ا ك‪++‬انت‬ ‫اكتسح الجرا ُد جمي َع‬ ‫المناطق الخضراء ‪ ،‬ولم يب َ‬ ‫ِ‬ ‫الس‪++‬نديان الموج‪++‬ودة ق‪++‬رب ض‪++‬ريح‬ ‫أعش‪++‬ابًا‬ ‫ّ‬ ‫وأش‪++‬جا ًرا خض‪++‬را َء ‪ ،‬إنّم‪++‬ا ش‪++‬جرة ّ‬ ‫‪111‬‬


‫‪+‬إكرام‬ ‫يقترب منها الجرا ُد ‪ ،‬وبقيتْ خضرا َء كم‪++‬ا هي ‪ ،‬وذل‪++‬ك ب‪+‬‬ ‫السلطان يعقوب لم‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫صالح ‪.‬‬ ‫من هللا لمقام الولي ال ّ‬

‫ج ‪ -‬حكاية قائد الثوار شكيب وهّاب‬ ‫خالل الحرب ضد اإلستعما ِر الفرنسي ‪ ،‬وفي عام ‪ 1925‬م ‪ ،‬دخل القريةَ‬ ‫الش‪+‬وف ‪ ،‬وك‪+‬ان مركز قيادت‪+‬ه‬ ‫الثّائ ُر شكيب‪ +‬وهّاب مع رجاله ‪ ،‬وه‪+‬و من منطق‪+‬ة ّ‬ ‫في بيت جد والدتي (خليل يوسف الع ّرة) وجن‪++‬وده تو ّزع‪++‬وا على ال‪++‬بيوت ‪ ،‬وفي‬ ‫‪+‬ل والق‪++‬ذائف من‬ ‫المق‪++‬ام فَعلم ِ‬ ‫ت الق‪ّ +‬واتُ الفرنس‪+‬يّةُ ب‪++‬ذلك ‪ ،‬فقص‪++‬فت القري‪+‬ةَ بالقناب‪ِ +‬‬ ‫ت الحربيّة ‪ ،‬بقص ِد محاصرة الثوار والقض‪++‬اء عليهم ‪ .‬ولكن معظم القناب‪++‬ل‬ ‫الطائرا ِ‬ ‫سلطان يعقوب لشكيب وهّاب برؤيا‬ ‫الّتي سقطت لم‬ ‫ْ‬ ‫ليل ظهر ال ّ‬ ‫تنفجر ‪ ،‬وخال َل الّ ِ‬ ‫ي من ك‪++‬ثرة م‪++‬ا تلقّيت من‬ ‫في المن‪++‬ام ق‪++‬ائاًل ل‪++‬ه ‪ :‬إرح‪ْ +‬ل عنّي فلق‪++‬د اح‪++‬ترقَتْ ي‪++‬دا َ‬ ‫صباح س‪++‬ار ورجال‪++‬ه ب‪++‬اك ًرا مغ‪++‬ادرين القري‪+‬ةَ‬ ‫القنابل عنك وعن رجالك ‪ ،‬وفي ال ّ‬ ‫وسطَ‬ ‫ب صاحب البيت واألهالي من هذا األم‪++‬ر ‪ ،‬وك‪++‬ان من نت‪++‬ائج القص‪++‬ف‬ ‫ّ‬ ‫تعج ِ‬ ‫أن استشهدت زوجة " أبو أمين عبدوني" ‪.‬‬

‫د ‪ -‬حكاية الشموع‬ ‫يُحكى أنّه في عام ‪ 1950‬م ‪ ،‬تج ّم َع في المقام عد ٌد كبي ٌر من الشّموع ‪،‬‬ ‫‪+‬اس أنّ‪++‬ه من‬ ‫الّ‪++‬تي ك‪++‬انت تُق‪ّ +‬د ُم كن‪++‬ذو ٍر لمق‪++‬ام الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وق‪++‬د رأى النّ‪ُ +‬‬ ‫الش‪+‬موع ‪ ،‬ليُس‪++‬تفا َد من ثمنه‪++‬ا ش‪++‬راء بخ‪++‬و ٍر أو قطع‪++‬ة‬ ‫المناسب أن تُب‪++‬ا َع ه‪++‬ذه ّ‬ ‫ث مناسبة‬ ‫أثا ٍ‬ ‫ق في المس‪++‬جد الملح‪++‬ق‬ ‫‪+‬ب حري ‪ٌ +‬‬ ‫‪+‬اس ني‪++‬ا ٌم ‪ ،‬ش‪َّ +‬‬ ‫للمق‪++‬ام ‪ ،‬وفي إح‪++‬دى اللي‪++‬الي والنّ‪ُ +‬‬ ‫‪+‬روش على‬ ‫الس ‪+‬جا َد المف‪+‬‬ ‫بالمق‪++‬ام فتن‪++‬ادى األه‪++‬الي إلطف‪++‬اء الحريق ‪ِ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ق ب‪++‬إذن هللا ‪ ،‬ومن ث ّم ببركة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وهن‪++‬اك من‬ ‫األرض لم يح‪++‬تر ْ‬ ‫صا ما قد نس َي شمعةً ُمضاءةً وأحدثت ذلك الحريق ‪.‬‬ ‫يقول بأنّ شخ ً‬ ‫‪112‬‬


‫هه‪ -‬شهادة موثوقة‬ ‫روى لي العميد ال ّركن المتقاعد عمر كامل عبدوني ‪ ،‬أنّه في أواسط‬ ‫ت من القرن الماضي ‪ ،‬حضر إلى القري‪++‬ة ش‪ٌ +‬‬ ‫‪+‬يخ مغ‪+‬رب ٌي ‪ ،‬يقص‪++‬د زي‪++‬ارةَ‬ ‫الخمسينا ِ‬ ‫ضريح السلطان يعقوب وكان يومها فتًى ياف ًعا واقفًا مع صديقه نسيب إبراهيم‬ ‫الش‪+‬يخ المغ‪++‬ربي أن يُرش‪++‬داه على ض‪++‬ريح الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫وهبه ‪ ،‬طلب منهما‬ ‫ّ‬ ‫المغربي فرافق‪++‬اه ح‪++‬تى وص‪+‬لوا جمي ًع‪++‬ا إلى ب‪++‬اب ال ُمص‪+‬لّى فوج‪+‬دوه ُمقفاًل ‪ .‬وه‪+‬و‬ ‫ضريح ‪ ،‬ذهب الفتى نسيب إلحض‪++‬ار المفت‪++‬اح ‪،‬‬ ‫مدخ ٌل إلزام ٌي ليص َل ال ّزائ ُر إلى ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وإذا ب‪++‬ه‬ ‫وأثناء غيابه بقي‬ ‫الشيخ المغربي والف‪++‬تى عم‪++‬ر عب‪++‬دوني ق‪َ +‬‬ ‫‪+‬رب الب‪++‬ا ِ‬ ‫صغي ُر ‪ ،‬فقال له الشّيخ المغربي ‪ " :‬ال‬ ‫يفتح لوحده دون‬ ‫ّاب ال ّ‬ ‫مفتاح ‪ ،‬فتفاجأ الش ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬اب‬ ‫تخف أنا من أقرب‪++‬اء الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب " ول ّما رج‪++‬ع الف‪++‬تى اآلخ‪++‬ر ووج‪++‬د الب‪َ +‬‬ ‫ضا وولّى هاربًا ‪ ،‬خائفًا ‪ ،‬مندهشًا ‪ ...‬كي‪++‬ف فتِ َح الب‪++‬اب ؟‬ ‫مفتوحا رمى بالمفتاح أر ً‬ ‫ً‬ ‫ناداه الشّيخ المغربي إرجع وال تخف ومن ثم أكمل زيارت‪++‬ه ‪ ،‬وقف‪++‬ل راج ًع‪++‬ا من‬ ‫حيث أتى ‪.‬‬

‫و‪ -‬الدعسة‬ ‫ت ‪ ،‬وما قبلها من القرن العشرين كانت تقا ُم الدّعسةُ في‬ ‫ستينا ِ‪+‬‬ ‫أوائل ال ّ‬ ‫‪+‬رب ض‪++‬ريح أح‪ِ +‬د األولي‪++‬اء ‪ ،‬وك‪++‬ان النّ‪++‬اس يتج ّمع‪++‬ون من‬ ‫منطقة " دير زن‪++‬ون " ق‪َ +‬‬ ‫ت ‪ ،‬وطب‪+‬واًل ‪،‬‬ ‫جميع القرى المجاور ِة وكل قري ٍة ترافقه‪++‬ا " نوب‪++‬ة " تتض‪++‬منُ راي‪++‬ا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ق ه‪++‬ذه الجم‪++‬وع باتج‪++‬اه‬ ‫وصنوجا ويذهبون إلى المكان المتّفق عليه ‪ ،‬وال تنطل‪ُ +‬‬ ‫ً‬ ‫المكان‬ ‫الس‪+‬لطان يعق‪++‬وب وراياته‪++‬ا بإش‪++‬راف المرح‪++‬وم‬ ‫المقصود ‪ ،‬إالّ عندما تكون فرق‪+‬ةُ ّ‬ ‫ب ‪ ،‬وينطلق‪++‬ون جمي ًع‪++‬ا ُمهلّلين‬ ‫الح‪++‬اج " أب‪++‬و ع‪++‬دي الخطيب " في طليع‪ِ ++‬ة الم‪++‬وك ِ‬ ‫ُمكبّرين ينشدون األناشي َد المناسبةَ لهذا اإلحتفال ‪.‬‬ ‫‪113‬‬


‫ز‪ -‬سارق السجاد‬ ‫سلطان يعقوب‬ ‫سجادة من مقام ال ّ‬ ‫اس ‪ :‬أنّ أح َد الرجا ِل ‪ ،‬حاول سرقَة ّ‬ ‫يتناق ُل النّ ُ‬ ‫في الّليل وظنّ أنّه يسير في وديا ٍن ‪ ،‬وجبا ٍل ‪ ،‬يهبطُ ‪ ،‬ويصع ُد ‪ ،‬وعندما أط َّل‬ ‫درج أمام المقام ‪ ،‬فَذ ِع َر لما حصل معه ‪ ،‬فترك‬ ‫الصباح وجد نفسه على‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫سجا َدة وولّى هاربًا ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ح ‪ -‬حكاية قطيع الغنم‬ ‫ت من القرن العشرين ‪ ،‬دخل القريةَ قطي ٌع من الغنم ‪،‬‬ ‫في أواس ِط ال ّ‬ ‫سبعينا ِ‬ ‫‪+‬ل ‪ ،‬حيث‬ ‫يعود آلل نصر ال‪+‬دّين من كام‪ِ +‬د الّل‪++‬وز (قري‪++‬ة مج‪++‬اورة) ‪ ،‬وذل‪++‬ك في الّلي‪ِ +‬‬ ‫وض‪+‬ريح الس‪+‬لطان‬ ‫مق‪+‬ام‬ ‫ق‪+‬رب‬ ‫سار هذا القطي ُع ح‪+‬تى اس‪+‬تق َّر في باح‪ِ +‬ة المس‪+‬جد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يعقوب ‪ ،‬وكأنّه يحمل خريطةً باألزقّ ِة الّتي سلكها ‪ ،‬حتى وصل إلى ذلك المكان ‪،‬‬ ‫ت مس‪++‬تفه ًما عن كيفيّ‪ِ +‬ة‬ ‫عل ًم‪++‬ا بأنّ‪++‬ه ل‪++‬و ك‪++‬ان ش‪++‬خص غ‪++‬ريب ‪ ،‬لس‪++‬أل ع ‪ّ +‬دةَ م‪ّ +‬را ٍ‬ ‫الوصو ِل إلى المقام وكأنَّ هذه األغنام ضيوفٌ أتت لزي‪++‬ارة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪،‬‬ ‫مع العلم بأنّ هذا القطيع بقي ثابتًا في ساحة المس‪+‬جد ح‪+‬تى أتى ص‪++‬احبه عن‪+‬د‬ ‫يوس‪+‬خ‬ ‫يغيب عن بالن‪++‬ا أنَّ القطي‪َ +‬ع لم‬ ‫الصباح ‪ ،‬وساقه إلى مرعاه وقريته ‪ ،‬وال‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪+‬راف‬ ‫صاحب‬ ‫(أي لم يُبَ ِّعر) ‪ ،‬في دار الجامع ‪ .‬وبع َد مد ٍة عاد‬ ‫ُ‬ ‫القطيع وذبح ِع َّدةَ خ‪ٍ +‬‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ير في زي‪++‬ارة قطيع‪++‬ه ل‪++‬ه ‪ ،‬وت ّم‬ ‫ق‪++‬رب مق‪++‬ام الس‪++‬لطان ‪ ،‬إكرا ًم‪++‬ا ل‪++‬ه‬ ‫ّ‬ ‫متوس ‪ً +‬ما الخ‪َ +‬‬ ‫توزيع لحومها على الفقراء في القرية‪.‬‬

‫ط ‪ -‬حكاية بيع النحاسيات‬ ‫‪114‬‬


‫الحاجة بديعة رشيد الخطيب عبدوني زوجة المرحوم المختار‬ ‫ذكرت أمامي‬ ‫ّ‬ ‫تنظيف المقام ‪،‬‬ ‫ابراهيم علي وهبة ‪ ،‬الّتي كانت تُشرفُ على الزيارات ‪ ،‬وعلى‬ ‫ِ‬ ‫القطع النحاسيّة القديم‪++‬ة ‪ ،‬من ص‪++‬حو ٍن وغيره‪++‬ا (ه‪++‬ذه االدوات‬ ‫بعض‬ ‫أنّها باعت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كان يستعملها الزوار للطعام) لرج ٍل ُمتج ّو ٍل ‪ ،‬يش‪+‬تري مث‪+‬ل ه‪+‬ذه القطع ‪ .‬وبع‪++‬د أن‬ ‫‪+‬ق القري‪++‬ة العموميّ‪ِ +‬ة‬ ‫غادر القريةَ بوق ٍ‬ ‫ت قص‪++‬ي ٍر ‪ ،‬ولعلّ‪++‬ه ك‪++‬ان م‪++‬ا ي‪++‬زا ُل على طري‪ِ +‬‬ ‫الحاجة قائاًل لها ‪ ":‬خذي هذه القطع عني" ‪ ،‬ولم يُطالبها‬ ‫حتى عاد مسر ًعا إلى‬ ‫ّ‬ ‫بالثمن ولم يُص ّر ْح ماذا جرى معه ‪ ،‬وقف َل راج ًعا ُمسر ًعا كأنّه خ‪++‬ائفٌ من أم ‪ٍ +‬ر‬ ‫سيحدث له ‪ .‬والحقًا ذكر صاحب الحمار ألحد أبناء القري‪++‬ة أنَّ حم‪++‬اره " ح‪++‬رن‬ ‫" ولم ينق‪++‬اد مع‪++‬ه باتج‪++‬اه قريت‪++‬ه ‪ ،‬ح‪++‬اول ع‪++‬دة م‪++‬رات إجب‪++‬اره على الس‪++‬ير فلم‬ ‫يتج‪++‬اوب مع‪++‬ه ‪ ،‬وخالل ال ُمش‪++‬ادّة ص‪++‬ارت النحاس‪++‬يات ت‪++‬تراقص في " ُ‬ ‫الخ‪ +‬رج " ‪،‬‬ ‫وجه حماره باتج‪++‬اه قريتن‪++‬ا ‪ ،‬فه‪++‬دأ وس‪++‬ار بش‪++‬كل ع‪++‬ادي فأض‪++‬مر ص‪++‬احب‬ ‫عندئ ٍذ ّ‬ ‫الحمار في نفسه أنَّ السلطان يعقوب ال يريد أن تباع هذه القطع فأعادها ‪.‬‬

‫ي ‪ -‬االسطنبولي والضرائب العثمانية‪+‬‬ ‫ نقاًل عن كتاب السلطان يعقوب تاريخ صور وذكري‪++‬ات ‪ ،‬لالس‪++‬تاذ محم‪++‬د خليل‬‫سعدى (مع بعض التصرف) ‪:‬‬ ‫في فترة الحكم العثماني ‪ ،‬كان على كل قرية أن تدفع الضرائب عن‬ ‫ش ‪َّ +‬ك َل ذل‪++‬ك عبًئا ثقياًل على األه‪++‬الي ‪ ،‬نظ ‪ً +‬را‬ ‫المنتوج‪++‬ات والمحاص‪++‬يل الزراعي‪++‬ة ‪َ .‬‬ ‫لتدهور األوضاع المعيشية في ذل‪++‬ك ال‪++‬وقت ‪ .‬من هن‪++‬ا ح‪++‬اول أه‪++‬الي القري‪++‬ة أن‬ ‫يحص‪++‬لوا على إعف‪++‬ا ٍء من ه‪++‬ذه الض‪++‬رائب من الس‪++‬لطات التركي‪++‬ة ‪ .‬ل‪++‬ذا ق‪++‬امت‬ ‫مجموعة من وجهاء البلدة بزي‪++‬ارة ال‪++‬والي العثم‪++‬اني في عنج‪++‬ر ‪ ،‬ط‪++‬البين من‪++‬ه‬ ‫أن يُعفيهم‬

‫‪115‬‬


‫‪+‬ولين في ذل‪++‬ك على مكانة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ال‪++‬ذي يس‪++‬كنون‬ ‫من الض‪++‬رائب ‪ُ ،‬مع‪ِّ +‬‬ ‫حول مقامه وضريحه ويخدمون‪++‬ه ‪ .‬طلب ال‪++‬والي من أه‪++‬الي البل‪++‬دة وثيق‪++‬ة تُ‪++‬بين‬ ‫أهمية السلطان يعقوب ومكانته ‪ .‬حينها وقع االختيار على " أب‪++‬و ي‪++‬ونس الع ‪ّ +‬رة "‬ ‫كي يذهب‬ ‫حض ‪َ +‬ر المعلوم‪++‬ات ال‪++‬تي تثبت ذل‪++‬ك ‪ .‬وبالفع‪++‬ل ذهب أب‪++‬و‬ ‫الى المغ‪++‬رب الع‪++‬ربي ليُ ِ‬ ‫ت وافيةً عن السلطان يعقوب ‪.‬‬ ‫يونس الى المغرب واستطاع أن يُحض َر معلوما ٍ‬ ‫وفي حينه اُعطيت تلك المعلومات الى مصطفى يوس‪++‬ف الع‪ّ +‬رة لي‪++‬ذهب به‪++‬ا الى‬ ‫تركيا ‪ ،‬وذلك ألنه كان يجيد اللغ‪++‬ة التركي‪++‬ة ‪ .‬حم‪++‬ل تل‪++‬ك المعلوم‪++‬ات وتوج‪++‬ه به‪++‬ا‬ ‫الى اسطنبول (عاصمة السلطنة العثمانية) لمقابلة الباب العالي ‪.‬‬ ‫بعد عدَّة أسابيع ‪ ،‬عاد مصطفى يوسف الع ّرة ‪ ،‬ومعه فرم‪++‬ان من الس‪++‬لطان عب‪++‬د‬ ‫الحميد يتضمن إعفا ًء من الضرائب لكافة أهالي البلدة ‪ ،‬وذلك إكرا ًم‪++‬ا من هللا ‪،‬‬ ‫ثم من ح‪++‬امي البالد االس‪++‬المية الس‪++‬لطان عب‪++‬د الحميد ‪ ،‬لمكان‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫المغربي ‪َ ،‬‬ ‫وخ َدمه وجيرانه ‪ ،‬وعموم االهالي ‪ .‬على إثر ذل‪++‬ك ‪ ،‬أطل‪++‬ق األه‪++‬الي لقب‬ ‫" اسطنبولي" على مصطفى يوس‪++‬ف الع‪ّ +‬رة ‪ .‬وه‪++‬ذا اللقب هو وس‪++‬ام ش‪++‬رف ل‪++‬ه ‪،‬‬ ‫ولعائلته ولكافة أهل البلدة ‪.‬‬

‫ك ‪ -‬قصة سارق النّذور‬ ‫منذ عشرات الس‪+‬نين ‪ ،‬حض‪+‬رت الى القري‪+‬ة عائلة من إح‪+‬دى الق‪+‬رى‬ ‫المج‪++‬اورة لزي‪++‬ارة ض‪++‬ريح الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وبع‪++‬د االنته‪++‬اء من الزي‪++‬ارة ‪ ،‬ع‪++‬اد‬ ‫أف‪++‬راد العائل‪++‬ة الى الس‪++‬احة العام‪++‬ة حيث توج‪++‬د س‪++‬يارتهم ‪ ،‬فت‪++‬أخر وص‪++‬ول أح‪++‬د‬ ‫االخوة من هذه العائلة الى الساحة ‪ ،‬فرجع االخ اآلخر ليع‪++‬رف الس‪++‬بب ‪ ،‬فوج‪++‬د‬ ‫أخاه يمشي ويدور في باحة المسجد فسأله ‪ :‬لماذا تأخرت ولم‪++‬اذا تفع‪++‬ل هك‪++‬ذا ؟‬

‫‪116‬‬


‫أجابه ‪ :‬أحس أنني ضائع ‪ ،‬وال أستطيع سوى المشي والدوران في هذه الساحة‬ ‫‪ .‬رد عليه أخوه‬ ‫سائاًل ‪ :‬هل فعلت أم ًرا ما سيًئا !؟ أجابه ‪ :‬نعم ‪ ،‬لقد سرقت النق‪++‬ود الموج‪++‬ودة في‬ ‫المقام قرب الضريح ‪ .‬فانتهره أخوه وأجبره على إع‪+‬ادة المبل‪+‬غ ال‪+‬ذي س‪+‬رقه ‪.‬‬ ‫اُعيد المبلغ الى داخل المقام قرب الض‪++‬ريح وانتهى االمر وع‪++‬ادت العائل‪++‬ة الى‬ ‫قريتها بسالم ‪.‬‬

‫ل ‪ -‬قصة االجتياح‪ +‬الصهيوني‬ ‫صهيوني عام ‪1982‬م ‪ ،‬وحين‬ ‫مما شاهدناه وعشناه ‪ ،‬أنّه خال َل‬ ‫اإلجتياح ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫وص‪+‬لتْ ق‪+‬واتُ الع‪+‬د ِو إلى منطق‪+‬ة س‪+‬هل خرب‪+‬ة روح‪+‬ا ‪ ،‬وع‪ّ +‬زة ‪ ،‬وبي‪+‬ادر الع‪+‬دس ‪،‬‬ ‫‪+‬يب األه‪++‬الي ب‪++‬ذع ٍر‬ ‫ت القريةُ بالمدافع والطائرات والقنابل الفس‪++‬فورية ‪ ،‬فاُص‪َ +‬‬ ‫قصف ِ‬ ‫شدي ٍد ‪ ،‬وظنّوا أنّهم على أبواب اآلخ‪+‬رة وظَنَّ أه‪+‬الي الق‪+‬رى المج‪+‬اورة ‪ ،‬أنّ‪+‬ه لم‬ ‫ص على قي‪ِ ++‬د الحي‪++‬اة في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬له‪++‬ول م‪++‬ا رأوا من‬ ‫يب‪َ ++‬‬ ‫ق أي ش‪++‬خ ٍ‬ ‫‪+‬ذائف على القرية ‪ .‬وبع‪++‬د أن ه‪++‬دأ القص‪++‬فُ ‪ ،‬ه‪++‬رع س‪++‬كان الق‪+++‬رى‬ ‫تس‪++‬اق ِط الق ‪+‬‬ ‫ِ‬ ‫المجاورة الى قريتنا ‪ ،‬ليقفوا على ما حصل ‪ ،‬فيسعفوا الجرحى ويخلوا الموتى ‪،‬‬ ‫جرحا بسيطًا ‪ ،‬وإن ّما‬ ‫ولكن الحمد هلل ‪ ،‬لم يُصب أح ٌد بأذى ‪ ،‬ولم يُجرح أح ٌد ولو‬ ‫ً‬ ‫ته‪+++‬دّمت بعض ال‪+++‬بيوت وتص‪+++‬دّع البعض اآلخ‪+++‬ر ‪ ،‬و ُد ِّمرتْ بعض الس‪+++‬يّارات ‪،‬‬ ‫ت الخسائ ُر على الماديّات ك ّل ذلك بع‪++‬ون هللا ورعايت‪++‬ه ‪ ،‬ومن ث ّم ببرك‪++‬ة‬ ‫فاقتصر ِ‬ ‫السلطان يعقوب ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫م ‪ -‬شهادة شاهد عيان من خارج القرية‬ ‫روى المهندس الحاج سعيد محمد عب‪++‬دوني ‪ ،‬وهو من أه‪++‬الي بل‪++‬دة‬ ‫‪+‬ف على‬ ‫ث القص‪ِ +‬‬ ‫السلطان يعقوب الفوقا ‪ ،‬وك‪++‬ان يس‪++‬كنُ في جب جنّين عن‪َ +‬د ح‪++‬دو ِ‬ ‫البلدة ‪ :‬أنَّ المدفعيّةَ الص‪+‬هيونيّةَ المتواج‪+‬دة ق‪+‬رب كفريّ‪+‬ا ( قري‪+‬ة في س‪+‬فوح الجب‪+‬ال‬ ‫‪117‬‬


‫الغربية في مواجه‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ) قد ش‪++‬اركت بالقص‪++‬ف على البل‪++‬دة ‪ ،‬ورأى‬ ‫ثوان داخ ‪َ +‬ل القري ‪ِ +‬ة ‪،‬‬ ‫بُِأ ِّم العين أنّه كلما انطلقت قذيفةٌ من كفريّا ‪ ،‬إنفجرت بعد‬ ‫ٍ‬ ‫فيتصاع ُد الدخانُ‬ ‫‪+‬ون‬ ‫‪+‬أيقن أنّ‪++‬ه ال بُ ‪َّ +‬د أن تك‪َ +‬‬ ‫‪+‬اكن داخله‪++‬ا وعلى أطرافها ‪ ،‬ف‪َ +‬‬ ‫والغب‪++‬ا ُر من ع ‪ّ +‬د ِة أم‪َ +‬‬ ‫ص ْب أح ٌد بأ ًذى ‪ ،‬ف‪++‬أردف‬ ‫الخسائ ُر في األرواح كبيرة ‪ .‬ولكن تبيَّ َن الحقًا أنّه لم يُ َ‬ ‫قائاًل نقاًل عن ابن عمر رضي هللا عنهما عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ‪" :‬‬ ‫الصالح عن مائ ٍة من أهل بيته وجيرانه البالء " ‪ .‬صدق‬ ‫إنّ هللاَ ليدفع بالمسلم‬ ‫ِ‬ ‫رسول هللا صلّى هللا عليه وسلّم ‪ .‬ال ّراوي عبد هللا بن عمر‪ -‬المح‪+‬دِّث ابن كث‪++‬ير‪-‬‬ ‫المصدر‪ :‬تفسير القرآن‪ -‬المجلد والرقم ‪. 1/447‬‬

‫ن ‪ -‬شهادة شاهد عيان من داخل القرية‬ ‫روى لي الحاج محمد أحمد سميدي ( أحد مخاتير البلدة ) قائاًل ‪ " :‬في‬ ‫صباح الخميس ‪ 10‬حزيران عام ‪ 1982‬م بدأت تظهر عالماتُ التّوت ِر العسكري‬ ‫ش العدو من قرى مدوخا ‪ ،‬البيرة ‪ ،‬وع ّزة وكنت‬ ‫في المنطقة وذلك باقتراب جي ِ‬ ‫تجوب أجواء المنطقة ‪.‬‬ ‫صاص والمدافع‬ ‫ُ‬ ‫ت الر ّ‬ ‫أسم ُع طلقا ِ‬ ‫ت القويّة ‪.‬‬ ‫ت اإلنفج‪++‬ارا ِ‬ ‫ت وأص‪++‬وا ِ‬ ‫بين الحين واآلخر ‪ُ ،‬كنّ‪++‬ا نس‪++‬مع ه‪++‬دي َر الط‪++‬ائرا ِ‬ ‫فقلت في نفسي بأنّ الّليلةَ القادمةَ ستكون صعبةً ال محالة ‪ ،‬إذ انّ األمور التي‬ ‫جرت خالل ذلك النّهار ‪ ،‬تدل على أنّ العدو يستعد‪ +‬للتقد ِّم شمااًل ‪ ،‬باتجاه قريتن‪++‬ا‬ ‫وباتجاه طريق بيروت ‪ -‬دمشق ‪ ،‬قاص ًدا الوصول إلى نقطة المصنع ‪.‬‬ ‫كانت القواتُ العربيةُ السوريةُ ‪ ،‬تَرص ُد تحركات العدو بكل دقّ ٍة وبسريّ ٍة‬ ‫تام ٍة وتتعامل معه بكل أن‪++‬واع االس‪++‬لحة المناس‪++‬بة ‪ ،‬ولم يخب ظنّي ‪ ،‬فم‪++‬ع حل‪++‬ول‬ ‫المساء بدأنا نسمع أص‪++‬وات إنفج‪++‬ار الق‪++‬ذائف الص‪++‬ادرة من ال‪++‬دبابات ‪ ،‬وأص‪++‬وات‬

‫‪118‬‬


‫الرشاشات الثقيلة ‪ ،‬فك‪++‬انت عنيف‪++‬ة ج‪ً +‬دا تص‪++‬م اآلذان ‪ ،‬رافقه‪++‬ا قص‪++‬ف ص‪++‬اروخي‬ ‫ومدفعي من‬ ‫الن‪++‬احيتين الش‪++‬رقية والغربي‪++‬ة ‪ ،‬على قريتن‪++‬ا الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا ‪ ،‬فتص‪++‬اعد‬ ‫الغبار في سماء القرية ‪ ،‬وأصاب الناس هلع شديد ‪ ،‬وانتش‪++‬رت روائح الق‪++‬ذائف‬ ‫الفسفورية‬ ‫إضافة الى اللون األصفر الذي خلفت‪++‬ه تل‪++‬ك القناب‪++‬ل ‪ ،‬واس‪++‬تمرت المعرك‪++‬ة ح‪++‬تى‬ ‫الساعة ‪ 12‬ظه ًرا من يوم الجمعة ‪ 11‬حزي‪++‬ران ‪ 1982‬م حيث ت َّم اإلتف‪++‬اق على‬ ‫وقف إطالق النار ‪.‬‬ ‫ت‪++‬ابع الح‪++‬اج أب‪++‬و العب‪++‬د ق‪++‬ائاًل ‪ " :‬خ‪++‬رجت من بي‪++‬تي ‪ ،‬ألتفقّ ‪َ +‬د القري ‪+‬ةَ ‪ ،‬فوج‪++‬دت‬ ‫ت‬ ‫إنهيارا ٍ‬ ‫وبعض ال‪++‬بيوت المتص‪+‬دّعة ‪ ،‬إستفس‪++‬رتُ عن‬ ‫ت‪،‬‬ ‫في الجدران ُ‬ ‫َ‬ ‫وحفَ‪ً +‬را في الطرق‪++‬ا ِ‬ ‫جريح ‪ ،‬وذلك بعون هللا‬ ‫أحوا ِل النّاس فما وجدت في القرية أي شهي ٍد ‪ ،‬وال أي‬ ‫ٍ‬ ‫ومن ث ّم بكرامة موالنا السلطان يعقوب ‪ ،‬فحمدتُ هللاَ على ذلك " ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث جرتْ قبل مفرق عيثا الفخ‪++‬ار ‪ ،‬وبع‪++‬ده‬ ‫موقع المعركة‬ ‫بعدها نزلتُ إلى‬ ‫ِ‬ ‫ت الص‪++‬هيونيّةَ المحترق ‪+‬ةَ م‪++‬ع‬ ‫بمسافة قليلة ‪ ،‬باتجاه مفرق قريتنا ‪ ،‬ف‪++‬رأيتُ ال ‪ّ +‬دبّابا ِ‬ ‫طواقمها العسكرية ‪ ،‬والحظتُ َمش‪++‬اه َد على األرض وبين البس‪++‬اتين ت‪++‬دل على أنَّ‬ ‫مس‪++‬رح‬ ‫البعض ممن ك‪++‬ان بيت‪++‬ه قريبً‪++‬ا من‬ ‫المعرك‪++‬ةَ ك‪++‬انت ض‪++‬اريّةً ‪ ،‬وس‪++‬معتُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫المعرك‪++‬ة بأنّ‪++‬ه عن‪++‬دما تق ‪ّ +‬د َم الع‪++‬دو من ناحي‪++‬ة الجن‪++‬وب ُمتّج ًه‪++‬ا ش‪++‬مااًل ‪ ،‬باغتت‪++‬ه‬ ‫القوات العربية السورية ‪ ،‬عن طريق كمين أعدته بإحكام فاستدرجت العدو ‪ ،‬ثم‬ ‫صاروخيّة مم‪++‬ا‬ ‫ص ‪ ،‬والقذائف ال ّ‬ ‫أطبقتْ على الجنود المهاجمين بِوابِ ٍل من الر ّ‬ ‫صا ِ‬ ‫‪+‬ائر فادح‪++‬ة ب‪++‬األرواح والعت‪++‬اد ‪ ،‬وأج‪++‬برت من بقي على‬ ‫أربك‪++‬ه ‪ ،‬وأوق‪++‬ع في‪++‬ه خس‪َ +‬‬ ‫التراجع ‪.‬‬

‫‪119‬‬


‫ت العربيةَ السوريةَ ‪ ،‬وتنفي ًذا للتعليمات ال ُمشدَّدة‪ +‬الصادرة عن‬ ‫وبذلك ‪ ،‬فإنّ الق ّوا ِ‬ ‫القي‪++‬ادة الس‪++‬ورية العلي‪++‬ا ‪ ،‬وبم‪++‬ؤازر ٍة من بعض الق ‪ّ +‬وى الفلس‪++‬طيني ِة والّلبناني‪++‬ة ‪،‬‬ ‫منعت وبكل ع ّزة وكبري‪+‬اء واستبس‪+‬ال ‪ ،‬تق‪+‬دم الجيش الص‪+‬هيوني باتج‪+‬اه طري‪+‬ق‬ ‫فس‪++‬جلت نص‪ً ++‬را ُم‪++‬ؤ َّز ًرا على الع‪++‬دو‬ ‫ب‪++‬يروت ‪ -‬دمش‪++‬ق عن‪++‬د نقط‪++‬ة المص‪++‬نع ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الص‪++‬هيوني ‪ ،‬وذل‪++‬ك بص‪++‬مو ِد المق‪++‬اتلين األبط‪++‬ال األش‪++‬اوس ‪ ،‬وب‪++‬دماء ش‪++‬هدائهم‬ ‫األب‪++‬رار ال ُمت ّوج‪++‬ة بأكالي‪++‬ل الغ‪++‬ار ‪ ،‬دخل‪++‬وا جمي ًع‪++‬ا الت‪َ +‬‬ ‫‪+‬أحرف من ن‪++‬و ٍر على‬ ‫‪+‬اريخ ب‪+‬‬ ‫ٍ‬ ‫صفحات الع ّز والمجد ‪.‬‬

‫س ‪ -‬بعض ما قيل عن معركة السلطان يعقوب –‬ ‫من أه ّم نتائج هذه المعركة ‪ ،‬أنّ مقولةَ " أسطورة الجيش الّذي ال يُقهر" ‪ ،‬قد‬ ‫أقدام السلطان يعقوب ‪ ،‬وذلك بفضل هللا ‪ ،‬وإكرا ًما منه تعالى‬ ‫تحطّمت عند‬ ‫ِ‬ ‫لموالنا السلطان يعقوب ومن ثم بفضل ثبات القوات العربية السورية التي‬ ‫تصدت ‪ ،‬وصمدت ‪ ،‬واستبسلت في الدفاع عن األرض التي رحبت بدماء‬ ‫الشهداء الطاهرة المشتاقة لمقابلة ربّها ‪ ،‬حيث جنة الخلد باالنتظار ‪.‬‬ ‫الصحف وعلى التلفاز ‪ ،‬والحقًا‬ ‫ بعد مد ٍة ذكر المحلّلون العسكريّون في‬‫ِ‬ ‫ت ال‪++‬تي ج‪++‬رت في منطق‪++‬ة الس‪++‬لطان‬ ‫على مواق‪++‬ع األن‪++‬ترنت ب‪++‬أنّ معرك ‪+‬ةَ ال ‪ّ +‬دبّابا ِ‬ ‫يعقوب هي أه ُم معرك ٍة بعد الحرب العالمية الثانية ‪.‬‬ ‫كتاب اس‪++‬تقالته من‬ ‫ في ‪ 15‬أيلول عام ‪ 1983‬م ‪ ،‬قدّم مناحيم بيغن‬‫َ‬ ‫رئاسة الحكومة في (إسرائيل) إلى رئيس الدّول‪++‬ة ح‪++‬اييم هرتس‪++‬وغ ‪ ،‬وه‪++‬و يت‪++‬ذ ّك ُر‬ ‫ق‪++‬و َل كب‪++‬ا ِر أحب‪++‬ار اليه‪++‬ود في أحالمهم التوراتيّة ‪ " :‬لكن إن ارت‪++‬دّوا عن قلع‪++‬ة‬ ‫السلطان ‪ ،‬إرتدّوا عن مج ٍد طمحوا إليه " ‪ ،‬والمقصود هنا بقلعة السلطان ‪ :‬قري‪++‬ة‬ ‫السلطان يعقوب‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪120‬‬


‫واليك بعض ما ذكرته بعض المواقع على األنترنت ‪:‬‬ ‫موقع ويكيبديا ‪ :‬في معركة السلطان يعقوب كانت خسارة الجيش الص‪++‬هيوني‬ ‫‪ 8‬دبابات وح‪++‬والى ‪ 30‬ق‪++‬تياًل ‪ ،‬وأس‪++‬ر ثالث‪++‬ة جن‪++‬ود على األق‪++‬ل – تُع‪++‬رض إح‪++‬دى‬ ‫الدبابات الصهيونية في متحف بانوراما حرب تشرين – في دمشق ‪.‬‬ ‫اُعتبرت هذه المعركة فشاًل استخباراتيًا ذري ًعا للكيان الصهيوني ‪.‬‬ ‫أ َّما الجنود الثالثة األسرى فقد تم التجول بهم في ش‪++‬وارع دمش‪++‬ق محم‪++‬ولين‬‫على ظه‪++‬ر دب‪++‬ابتهم ال‪++‬تي تم االس‪++‬تيالء عليه‪++‬ا وأك‪++‬د مراس‪++‬ل مجل‪++‬ة"ت‪++‬ايم ‪ :‬دين‬ ‫برليش"‬ ‫‪------------------------------------------------------------------------------‬‬‫‪-1‬اللواء إبراهيم مصطفى المحمود في كتابه الحرب والسياسة في بالد الشام ج ‪ :‬ص ‪، 489 :‬‬

‫رؤيته للجنود الثالثة المأسورين أحياء في دمش‪++‬ق في ذل‪++‬ك ال‪++‬وقت ‪ .‬ومن بين‬ ‫الجنود الثالث‪++‬ة م‪+‬واطن ص‪++‬هيوني أم‪++‬يركي يُ‪+‬دعى " زخ‪++‬اري بومي‪++‬ل " ال‪+‬ذي تم‬ ‫استعادة رفاته بتاريخ ‪ 3‬نيسان ‪ 2019‬بينم‪++‬ا الي‪++‬زال مص‪++‬ير " يه‪++‬ودا ك‪++‬اتس و‬ ‫تسفي فيلدمان " مجهواًل ‪.‬‬ ‫وكال‪+++‬ة أوق‪+++‬ات – الش‪+++‬ام اإلخباري‪+++‬ة – ذك‪+++‬رت م‪+++‬ا يلي ‪ :‬نقاًل عن الل‪+++‬واء‬ ‫الفلسطيني البلبيسي واصفَا المعركة بقول‪++‬ه ؛ ش‪++‬وهد الجن‪++‬ود الص‪++‬هاينة ي‪++‬تركون‬ ‫صلبين‬ ‫دباباتهم ويهربون كذلك أشار أبو ناصر أبوغريبة وهو من المناضلين ال ّ‬ ‫‪ ،‬كتب قائاًل ‪ :‬كنت حينه‪++‬ا في البق‪++‬اع ‪ ،‬تفاج‪++‬أ الع‪++‬دو بل‪++‬واء دباب‪++‬ات س‪++‬وري من‬ ‫ط‪++‬راز ‪ :‬ت ‪ 72‬اص‪++‬طدم ب‪++‬دباباتهم ‪ ،‬ود َّمر معظم دباب‪++‬ات الع‪++‬دو وآليَّات‪++‬ه ‪ ،‬وك‪++‬انت‬ ‫هزيمة نكراء ‪ ،‬كما اعترفت بذلك قياداتهم الميدانية ‪ ،‬وتابع البلبيس‪++‬ي ق‪++‬ائاًل ‪ :‬إنَّ‬ ‫‪+‬رفة ‪،‬‬ ‫معركة السلطان يعقوب أو معركة بيادر العدس هي إحدى المع‪++‬ارك ال ُمش‪ِّ +‬‬ ‫مثل معركة الكرامة ولقد وصف ضابط االس‪++‬تخبارات الص‪++‬هيوني ال ُملقّب ب ‪" :‬‬ ‫عيرون " ما جرى بقوله لم تكن تلك بمعركة ‪ ،‬ب‪++‬ل ك‪++‬انت مطحن‪++‬ة حيث رغبن‪++‬ا‬ ‫‪121‬‬


‫فق‪++‬ط ب‪++‬الخروج من المك‪++‬ان على قي‪++‬د الحي‪++‬اة ‪ ،‬خرجن‪++‬ا من ن‪++‬ار جهنم ولم يكن‬ ‫أمامنا سوى ‪ :‬االنسحاب أو االستسالم أو االنتحار ‪.‬‬ ‫أ َّما موقع " معرفة " فقد ذك‪++‬ر على األن‪++‬ترنت م‪++‬ا يلي ‪ :‬هن‪++‬اك وثيق‪++‬ة بخ‪++‬ط‬‫عرف‪+++‬ات عن مك‪+++‬ان دفن جن‪+++‬ود ص‪+++‬هاينة في دمش‪+++‬ق ‪ .‬كش‪+++‬ف وزي‪+++‬ر األمن‬ ‫الصهيوني األسبق عن وثيقة مكتوبة باللغة العربية ‪ ،‬يقال أنه‪++‬ا بخ‪++‬ط ال‪++‬رئيس‬ ‫الفلسطيني ال ّراحل ياسر عرفات توضح حال ومكان دفن ثالثة جن‪++‬ود ص‪++‬هاينة‬ ‫قتلوا في معركة السلطان يعقوب في البقاع اللبناني مع الجيش السوري إبَّان‬ ‫الحرب الصهيونية على لبنان في عام ‪ . 1982‬وق‪+‬ال أن ه‪+‬ذه الوثيق‪+‬ة تحت‪++‬وي‬ ‫صلة لمقبرة الشهداء الفلسطينيين في مخيّم اليرموك لاّل جئين ‪،‬‬ ‫على خريطة ُمف َّ‬ ‫الواقع‬ ‫صص‪++‬ت ل‪++‬دفن ش‪++‬هداء فص‪++‬ائل منظم‪++‬ة‬ ‫بمح‪++‬اذاة العاص‪++‬مة الس‪++‬ورية ‪ ،‬وال‪++‬تي ُخ ّ‬ ‫التحرير الفلسطينية الذين قُتلوا بعد عام ‪ . 1980‬وباإلضافة الى تحدي‪++‬د مواق‪++‬ع‬ ‫َوض ‪+‬ح أن الس‪++‬وريين حنّط‪++‬وا الجث‪++‬امين الص‪++‬هيونية و وض‪++‬عوها داخ‪++‬ل‬ ‫دفنهم ت َّ‬ ‫صنة ألجل الحفاظ عليها وتسهيل التعرف على هوية أصحابها ‪.‬‬ ‫توابيت ُمح َّ‬ ‫وجاء في النص وصف دقيق لمكان هذه القبور بالقرب من قبر الش‪++‬هيد عب‪++‬د‬ ‫العزيز الوجيه ‪ ،‬أحد مقاتلي ُمنظّمة التحرير ‪.‬‬ ‫يُذكر أن روسيا توس‪++‬طت من‪++‬ذ س‪++‬نتين بين س‪++‬وريا والكي‪++‬ان الص‪++‬هيوني ‪ ،‬ألج‪++‬ل‬ ‫البحث عن جث‪++‬امين جن‪++‬ود ص‪++‬هاينة م‪++‬دفونين في س‪++‬وريا ‪ ،‬وفي نيس‪++‬ان ‪2019‬‬ ‫قدِّمت هدية لنتنياهو وهو في عز معركته االنتخابية رف‪++‬اة الجن‪++‬دي الص‪++‬هيوني‬ ‫" زخريا باوميل " ال‪++‬ذي قُت‪++‬ل في معرك‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬فاس‪++‬تغلها نتني‪++‬اهو‬ ‫جي ًدا في معركت‪++‬ه االنتخابي‪++‬ة وفي مطل‪++‬ع الس‪++‬نة الحالي‪++‬ة ‪ 2021‬ق‪++‬امت الق‪++‬وات‬ ‫الروس‪+++‬ية بنبش مق‪+++‬برة ال‪+++‬يرموك بش‪+++‬ك ٍل ج‪+++‬ذري بحثً‪+++‬ا عن رف‪+++‬اة جن‪+++‬ديين‬ ‫ص‪++‬هيونيين قُتال في المعرك‪++‬ة ‪ ،‬يُ‪++‬دعيان (تس‪++‬في فل‪++‬دمان ويه‪++‬ودا ك‪++‬اتس) ‪ .‬ع‪++‬ثر‬ ‫‪122‬‬


‫الروس على ‪ 10‬جثامين يُعتقد أنّها لجنود صهاينة ‪ ،‬وأرسلوها الى تل أبيب ‪،‬‬ ‫لكن معهد الطب الشرعي في معهد " أبو كبير " في مدينة ياف‪++‬ا ق ‪َّ +‬رر أنَّ أيًّ‪++‬ا‬ ‫منهم لم يكن فلدمان أو كاتس ‪.‬‬ ‫ومما ذكره اللواء البلبيس‪++‬ي ‪ :‬عبَّر قائ‪++‬د كب‪++‬ير في الجيش الص‪++‬هيوني عن ك‪++‬ذب‬ ‫الحكومة بشأن الخسائر الحقيقية ‪ ،‬عن‪++‬دما ق‪++‬ال لمجل‪++‬ة (ه‪++‬اعوالم هازي‪++‬ه) العبري‪++‬ة‬ ‫في ش‪++‬هر تم‪++‬وز ‪ : 1982‬ال تس‪++‬تمعوا أب‪ً +‬دا لم‪++‬ا يقول‪++‬ه الن‪++‬اطق العس‪++‬كري فك‪++‬ل‬ ‫بياناته كاذبة وليست دقيقة ‪.‬‬

‫ع ‪ -‬النذور‬ ‫طري‪+‬ق الس‪+‬لطان‬ ‫‪+‬ذور هلل عن‬ ‫ما زال النّ ُ‬ ‫اس إلى يومنا ه‪+‬ذا ‪ ،‬ين‪+‬ذرون النّ َ‬ ‫ِ‬ ‫سابق ‪ ،‬وذلك لِتأثُ ِر البعض منهم بدعو ِة المشايخ‬ ‫يعقوب ولكن بوتير ٍة أقل من ال ّ‬ ‫لتحريم هذا األمر ‪ .‬فكان هناك ‪ ،‬من ين‪++‬ذ ُر نق‪++‬و ًدا أوذبيح‪+‬ةً ‪ ،‬أو ش‪++‬م ًعا ‪ ،‬أو زي‪++‬ارةً‬ ‫للمق‪++‬ام وهو ح‪++‬افي الق‪++‬دمين ‪ ،‬ومنهم من يق‪++‬رأ س‪++‬يرةَ ال ّرس‪++‬ول ص ‪+‬لّى هللا عليه‬ ‫ض ‪ ،‬فنذر إن ف‪ّ ++‬رج هللا‬ ‫وسلّم في المقام وذلك ألنّه م َّر بش ّد ٍ‪+‬ة أو‬ ‫ضيق ‪ ،‬أو مر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عنه كربته سيزور مقام السلطان يعقوب ‪ ،‬ويفي بنذره ‪.‬‬

‫ف ‪ -‬متفرقات‬ ‫‪+‬ال ونس‪++‬ا ٍء ‪ ،‬ي‪++‬رون بِ‪+‬ا ُ ِّم العين‬ ‫بعض كب‪++‬ا ِر‬ ‫ قدي ًما ‪ ،‬كان‬‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الس‪ِ +‬ن من رج‪ٍ +‬‬ ‫الش‪+‬يخ محم‪++‬د العجمي ‪ ،‬كُاًل على‬ ‫السلطان يعقوب أو شيخ ش‪+‬جرات حري‪++‬زي ‪ ،‬أو ّ‬ ‫حدة ‪ ،‬وكانت بعض النساء يتكلمن مع أحدهم عندما يظهر عليهنّ ‪.‬‬

‫‪123‬‬


‫ ذكرت إحدى النّساء ‪ ،‬بأنّ المرحومةَ خديجة " خادمة السلطان يعقوب‬‫سرير طفلها ‪ ،‬عن‪++‬د غيابه‪++‬ا‬ ‫سابقًا " (وقد مضى على موتها قرون) ‪ ،‬كانت ته ّز‬ ‫َ‬ ‫عن البيت ‪.‬‬ ‫وفي أحاديث متناقلة وغير مؤكده تفيد ‪ :‬أن المرحومة خديج‪++‬ة ال‪++‬تي ي‪++‬دعونها‬ ‫الناس " خديجة المجدوبة " ال تشكو من أية إعاق‪++‬ة عقلي‪++‬ة أو م‪++‬ا ش‪++‬ابه ذل‪++‬ك ‪،‬‬ ‫إنما اُطلق عليها ه‪+‬ذا اللقب ألنه‪+‬ا من آل المج‪+‬دوب (غ‪َّ +‬زة – البق‪+‬اع الغ‪+‬ربي –‬ ‫لبنان) ‪ .‬وقد تكون من بلد آخر ألنَّ عائلة "المجدوب" منتش‪++‬رة في ع‪++‬دة دول‬ ‫عربية ‪.‬‬ ‫ي أن يقط َع‬ ‫ي سور ٌ‬ ‫ بعد االجتياح الصهيوني أي بعد عام ‪ 1982‬م ‪ ،‬حاول جند ٌ‬‫سنديان الموج‪++‬ودة ق‪++‬رب الض‪++‬ريح بالمنش‪++‬ار ‪ ،‬وذل‪++‬ك ألنّه‬ ‫بعض أغصا ِن شجرة ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ويحجب عن‪++‬ه رؤي‪+‬ةَ الع‪++‬دو ‪ ،‬فح‪++‬اول أح‪ُ +‬د‬ ‫يُش‪ِّ +‬ك ُل عائقً‪++‬ا أم‪++‬ا َم مرص‪++‬ده (منظ‪++‬اره)‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫الشّبا ِ‬ ‫إقنا َعه بعدم اإلقدام على هذا األمر‪ ،‬اعتقا ًدا منه بأنّ ال‪++‬ولي الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ال‬ ‫ي به‪++‬ذا الكالم ‪ ،‬وعن‪++‬دما‬ ‫ي الس‪++‬ور ُ‬ ‫مس شجرته بسو ٍء ‪ ،‬لم يقتنع الجند ُ‬ ‫يقبل أن تُ َّ‬ ‫أغصان الشجر ِة ليقطعها سقط المنشا ُر فجأةً من يده ‪ ،‬وأصاب رجلَه‬ ‫اقترب من‬ ‫ِ‬ ‫بأ ًذى ظاه ٍر ‪ ،‬فكفَّ ع َّما كان ينوي القيام به ‪.‬‬ ‫ث الدّاخلي ِة ‪ ،‬الحظ أنّ هناك قذائف‬ ‫ حكى جند ٌ‬‫ي لبنان ٌي ‪ ،‬أنّه خال َل األحدا ِ‬ ‫كانت متجهةً نحو موقعه يتغيّ‪ُ +‬ر مس‪++‬ارها ‪ ،‬أو ال تنفج‪++‬ر ‪ ،‬أو تنفج‪++‬ر بعي‪ً +‬دا عن‪++‬ه ‪،‬‬ ‫واقتنع بأنَّ هناك س ًّرا ما في هذه القرية ‪.‬‬ ‫اس أنَّ الطيّارين (اإلسرائيليّين) ‪ ،‬عندما كانوا يقتربون من منطقة‬ ‫ يتناق ُل النّ ُ‬‫تشويش‪+‬ا في‬ ‫‪+‬ف بعض المواق‪++‬ع الص‪++‬ديقة ‪ ،‬الحظ‪++‬وا‬ ‫ً‬ ‫الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب بقص‪++‬د قص‪ِ +‬‬ ‫القذائف فال تُ‬ ‫صيب أهدافَها ‪.‬‬ ‫ت ‪ ،‬م ّما يُغيّ ُر مسا َر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أجهزة الطّائرا ِ‬ ‫‪124‬‬


‫كلمة البد منها‬ ‫أخي القارىء الكريم‬ ‫‪+‬ص واالح‪َ +‬‬ ‫ت ‪ ،‬ال‪++‬تي أوردناه‪++‬ا واطّلعتَ على‬ ‫إن القص‪َ +‬‬ ‫‪+‬داث والمكرم‪++‬ا ِ‬ ‫مجرياتها وتفاصيلها ‪ ،‬في القسم االول من هذا الكت‪++‬اب ‪ ،‬ق‪++‬د ح‪++‬دثت‬ ‫بال ش‪+‬ك بمش‪+‬يئة هللا وقدرت‪+‬ه ‪ ،‬إكرا ًم‪+‬ا من‪+‬ه س‪+‬بحانه و تع‪+‬الى له‪+‬ذا‬ ‫السلطان المجاهد ‪ ،‬المجتهد الزاهد ‪ ،‬العابد ‪ .‬ومن غير المقبول بتاتًا ‪،‬‬ ‫أن نسمح ألنفسنا ظنًا أو اعتقا ًدا أن السلطان يعقوب هو من فعل‬ ‫هذه االمور ‪.‬‬ ‫‪125‬‬


‫والحقيقة الثابتة أنَّ وراء هذه االحداث غير العادية ‪ ،‬التي حص‪++‬لت‬ ‫‪+‬ر الس‪++‬نين س‪++‬ر ال يعلم‪++‬ه إال هللا ‪ .‬وعلين‪++‬ا أال نغل‪++‬و‬ ‫في قريتنا على م‪ِّ +‬‬ ‫في هذه المسألة كي ال نقع في المحظورات ‪ ،‬ال سمح هللا ‪.‬‬ ‫لذلك أخي القارىء الكريم ‪ ،‬أو الزائر المس‪++‬لم الم‪++‬ؤمن ‪ ،‬كي ال تق‪++‬ع‬ ‫في الش‪+++‬بهات عن‪+++‬د اطِّالع‪+++‬ك على الكت‪+++‬اب ‪ ،‬أو زيارت‪+++‬ك لض‪+++‬ريح‬ ‫حض ‪َ +‬ر في نفس‪++‬ك ‪ :‬احترا ًم‪++‬ا‬ ‫الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬اح‪++‬رص أن تُ ِكنَّ وتُ ِ‬ ‫وتهيبًا لهذا البطل ‪ ،‬تق‪++‬دي ًرا لجه‪++‬اده وبطوالت‪++‬ه وزه‪++‬ده ودفاع‪++‬ه عن‬ ‫االسالم والمسلمين ‪ ،‬واعلم أنَّ صاحب القبر الينفع وال يضر ‪ ،‬وهللا‬ ‫سبحانه وتعالى هو النافع والضار ‪ ،‬وهو وح‪++‬ده المجيب لل‪++‬دعاء و‬ ‫ُمف ّرج الهموم والكروب ‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪:‬‬ ‫السلطان يعقوب ( القرية )‬ ‫ويضم ‪:‬‬ ‫ السلطان يعقوب الفوقا‬‫‪126‬‬


‫ السلطان يعقوب التحتا‬‫ تل الزعازع‬‫ ملف االغتراب في ‪ - :‬البرازيل‬‫ الواليات المتحدة االمريكية‬‫‪ -‬الدول العربية‬

‫أهالي بلدتي الكرام‬ ‫أرجو منكم أن تقبلوا مني اإلعتذار التالي ‪:‬‬ ‫إنَّ ك َّل من انتقل إلى رحمة هللا تعالى وورد اس‪++‬مه في‬ ‫الكتاب ندعو هللا أن يُ ِّ‬ ‫شآبيب الرحم ِة والغفران‬ ‫نز َل عليه‬ ‫َ‬ ‫فسيح جنانه‪.‬‬ ‫و يُسكنه‬ ‫َ‬ ‫و بعد‬ ‫‪127‬‬


‫ت من الّ‪++‬ذين‬ ‫أقول ما سبق ‪ ،‬ألنّني قد ذكرت أس‪++‬ما َء مئ‪++‬ا ٍ‬ ‫سبقونا إلى رحمت‪++‬ه تع‪++‬الى ف‪++‬رأيت من المستحس‪++‬ن ع‪++‬دم‬ ‫يش ‪+‬كل‬ ‫تك‪++‬رار كلم‪++‬ة " المرح‪++‬وم" لمئ‪++‬ات الم ‪ّ +‬رات ‪ ،‬إذ ق‪++‬د ّ‬ ‫إزعاجا ألذهان القُ َّراء األع ّزاء ‪ ،‬لذا أجدّد‬ ‫تكرارها ثقاًل أو‬ ‫ً‬ ‫اعت‪++‬ذاري منكم وأدع‪++‬و لهم جمي ًع‪++‬ا بال ّرحم‪ِ ++‬ة والغف‪++‬ران‬ ‫وحسن الختام ‪.‬‬

‫معلومات عا ّمة‬ ‫تتضمن العناوين التالية ‪:‬‬ ‫‪ -‬الموقع‬

‫‪ -‬الوضع اإلداري‬

‫‪ -‬السكان‬

‫‪ -‬البيوت‬

‫‪ -‬السيارات‬

‫‪ -‬المسافات‬

‫‪128‬‬


‫‪ -‬العائالت‬

‫‪ -‬سكان القرية األوائل‬

‫‪ -‬المساحة‬

‫‪ -‬اإلحصاء‬

‫‪ -‬هوائيات‬

‫‪ -‬القتلى اإلسرائيليون‬

‫‪ -‬المؤلفون السابقون‬

‫‪ -‬شكوى‬

‫‪ -‬السلطان يعقوب التحتا‬

‫‪ -‬مشروع بيادر لوسي‬

‫‪ -‬تل الزعازع‬

‫السلطان يعقوب الفوقا‬ ‫‪+‬ل في‬ ‫‪ - 37‬الموقع ‪ :‬تق‪ُ +‬ع قري‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا على ق ّم‪ِ +‬ة جب‪ٍ +‬‬ ‫سطح البح‪++‬ر ح‪++‬والى ‪ 1400‬م‪++‬تر ‪ ،‬وبموقعه‪++‬ا ه‪++‬ذا‬ ‫البقاع الغربي إذ ترتف ُع عن‬ ‫ِ‬ ‫عظم البقاع األوسط والغربي وراش‪+‬يّا ‪ ،‬وتُط‪ُ +‬ل على سلس‪+‬ل ِة جب‪+‬ال‬ ‫تُشرفُ على ُم ِ‬ ‫وخاص‪+‬ةً جب‪++‬ل الش‪++‬يخ‬ ‫الش‪+‬رقية ‪،‬‬ ‫سلس‪++‬لة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لبنان الغربيّة ‪ ،‬وعلى قس‪+ٍ +‬م كب‪++‬ي ٍر من ال ّ‬ ‫(حرمون) ووادي التيم وب‪+‬ذلك فهي من أه ِّم المواق‪+‬ع في المنطق‪+‬ة من الن‪+‬احيتين‬ ‫السياحيّ ِة واالستراتيجيّة تمت ُد أراض‪+‬يها من ح‪+‬دود أراض‪+‬ي كام‪+‬د الّل‪+‬وز جنوبً‪+‬ا ‪،‬‬ ‫قمم الجب‪++‬ال‬ ‫وحتّى الخي‪++‬ارة وال‪++‬دّكوة ش‪++‬مااًل ‪ ،‬ومن غ‪ّ ++‬زة والخي‪++‬ارة غربًا ‪ ،‬إلى ِ‬ ‫الموازية للقرية شرقًا أي بمحاذاة حدود أراض‪++‬ي بل‪++‬دة المن‪++‬ارة وهي مس‪++‬احاتٌ‬ ‫سكان وبالمقارنة مع غيرها ‪.‬‬ ‫واسعةٌ بالنسبة لعدد ال ّ‬ ‫‪129‬‬


‫وإليك ما يقوله الّلواء الر ّكن إبراهيم مصطفى المحمود في كتاب‪++‬ه الح‪++‬رب‬ ‫والسياسة في بالد الش‪+++‬ام ‪ " :‬في س‪+++‬هل البق‪+++‬اع الخص‪+++‬يب (في منطقة البق‪+++‬اع‬ ‫األوسط) وعلى ت ٍّل يعلو عن سطح البحر قرابة ‪ 1400‬متر تتربّ ُع قرية وادعة‬ ‫‪+‬دام‬ ‫س أق‪ِ +‬‬ ‫شامخة ‪ ،‬أبيّة ‪ ،‬منيعة ‪ ،‬آلى ثراها إاّل أن يبقى طاه ًرا عص‪+‬يًّا على ت‪++‬دني ِ‬ ‫الغ‪+++‬زاة الص‪+++‬هاينة‪ ...‬إنّها قري‪+++‬ة الس‪+++‬لطان يعق‪+++‬وب المطلّة على س‪+++‬هل البق‪+++‬اع‬ ‫الخصيب "‬

‫‪ -38‬الوضع اإلداري‬ ‫تتب ُع القريةُ من الناحية اإلدارية محافظةَ البقاع ‪ ،‬ومركزها مدينة زحلة – في‬ ‫قضاء البقاع الغربي ومركزه جب جنّين ‪ ،‬والتّبليغات ال ّرسمية تصلنا عن طريق‬ ‫مخفر بيادر العدس ‪.‬‬

‫سكان‬ ‫‪ -39‬ال ّ‬ ‫بل َغ عد ُد سكا ِن قرية السلطان يعقوب الفوقا ‪ ،‬وحسب إحصاء عام ‪ 1986‬م‬ ‫حوالى ‪ 600‬نسمة وهذا العدد قاب‪ٌ +‬ل للزي‪+‬اد ِة بش‪+‬ك ٍل ُمف‪+‬اجى ٍء وبنس‪+‬ب ٍة عالي‪+‬ة ‪،‬‬ ‫ضا وبنسب ٍة غ‪++‬ير عادي‪++‬ة ‪ ،‬وذل‪++‬ك حس‪++‬ب‬ ‫وكذلك ُمع ّر ٌ‬ ‫ض للنّقص بشك ٍل مفاجى ٍء أي ً‬ ‫األحوا ِل األمني ِة والمعيشية نظ ًرا ألن معظم األهالي يعتم‪++‬دون على الهج‪++‬رة إلى‬ ‫البرازيل والواليات المتحدة األميريكي‪++‬ة وبعض ال‪++‬دول العربية ‪ِ .‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ أع‪++‬دا َد‬ ‫المغتربين في هذه ال‪+‬دّول ‪ ،‬قد يزي‪ُ +‬د على أع‪+‬داد الموج‪+‬ودين في القري‪+‬ة أض‪+‬عافا‬ ‫مضاعفة ‪ ،‬وذلك ألنَّ من سافر قدي ًما ‪ ،‬أي منذ حوالي ‪ 100‬سنة ‪ ،‬وحت ّى أيامنا‬ ‫هذه أصبحت عائلته كبيرةً ‪ ،‬بحيث أصبح االب واأل ُم واألبنا ُء وأحفادُهم وأحف‪++‬ا ُد‬ ‫‪130‬‬


‫األبنا ِء مقيمين دائمين في مغترب‪++‬اتهم ‪ ،‬والقلي‪++‬ل من يع‪++‬ود إلى القري‪++‬ة ‪ ،‬ليس‪++‬تق َّر‬ ‫يف ‪ ،‬ثم يرجعون ‪.‬‬ ‫فيها بشك ٍل‬ ‫دائم ‪ ،‬وهناك مغتربون يزورون القريةَ خالل ال ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫ٍ‬

‫‪ - 40‬البيوت‬ ‫ت في القرية ‪ ،‬حتى أواخر عام ‪ 1986‬م ‪ 135‬بيتًا بين قديم‬ ‫بلغ عد ُد البيو ِ‬ ‫ث جميعها صالحة للسكن ‪ .‬وهذا العدد مشابه لعدد بيوت الس‪++‬لطان الفوق‪++‬ا‬ ‫وحدي ٍ‬ ‫في عام ‪ ، 1930‬وذلك استنا ًدا لخريط‪++‬ة دائ‪++‬رة المس‪++‬احة في زحل‪++‬ة ‪ِ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أن‬ ‫هذه البيوت كانت صغيرة المساحة ومتالص‪++‬قة ببعض‪++‬ها البعض ‪ ،‬وذل‪++‬ك لتوف‪++‬ير‬ ‫حائط في البناء ‪ ،‬وطب ًعا الجيران ك‪++‬انوا يقبل‪++‬ون ذل‪++‬ك بك‪++‬ل ت‪++‬رحيب ‪ ،‬عل ًم‪++‬ا بان‪++‬ه‬ ‫ك‪++‬انت تُفتح طاق‪++‬ة (فتح‪++‬ة) في الحائ‪++‬ط المش‪++‬ترك تُس‪++‬تعمل عن‪++‬د س‪++‬وء األح‪++‬وال‬ ‫الجوية ‪ ،‬والخوف من الحرب والسرقات ‪ ،‬والستعارة بعض الحاجيات الصغيرة ‪،‬‬ ‫فهذه " الطاقة " كانت بمثابة الهاتف أو الواتس آب‪...‬وما شابه ذلك ‪.‬‬ ‫وتوضيحا لتقارب العدد ‪ ،‬بين سنتي ‪ 1930‬و‪ 1986‬فذلك نتيجة لوجود بيوت‬ ‫ً‬ ‫قديمة قد ُهدِّمت وبُنيت بيوت أخرى مكانها أكبر منها ‪ ،‬ومن المؤكد أنَّ البيت‬ ‫الجديد يشمل عدة عقارات صغيرة من العقارات السابقة ‪ ،‬وهناك العشرات من‬ ‫البيوت القديمة تهدمت مع مرور الزمن ولم يتم بناء أي منزل مكانها ‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن أص‪++‬حابها و ورثتهم وب‪++‬اقي ذريتهم م‪++‬ازالوا في بالد االغ‪++‬تراب ‪ .‬أ ّم‪++‬ا ع‪++‬دد‬ ‫البيوت في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب التحت‪++‬ا (لوس‪++‬ي) ‪ ،‬نقاًل عن المرح‪++‬وم قاس‪++‬م بدوي‪++‬ة‬ ‫شاهين ‪ ،‬ك‪++‬ان ‪ 13‬م‪++‬نزاًل في ع‪++‬ام ‪ ، 1906‬وفي ع‪++‬ام ‪ 1930‬أص‪++‬بح ح‪++‬والى ‪70‬‬ ‫بيتًا وذل‪++‬ك حس‪++‬ب خريط‪++‬ة المس‪++‬احة في زحل‪++‬ة ‪ .‬وب‪++‬الوقت الحاض‪++‬ر (أي في ع‪++‬ام‬ ‫‪ ) 2020‬ف‪++‬إنَّ ع‪++‬دد ال‪++‬بيوت في لوس‪++‬ي ق‪++‬د يتج‪++‬اوز ‪ 400‬م‪++‬ا بين بيت مس‪++‬تقل‬ ‫وشقة ضمن بناية ‪ .‬إض‪++‬افة لح‪++‬والى ‪ 200‬مس‪++‬كن في حي الرم‪++‬ل ‪ ،‬وه‪++‬ذا الحي‬ ‫‪+‬جلون ض‪++‬من س‪++‬جالت‬ ‫عقاريًا يتبع بلدة غ ّزة ‪ ،‬أم‪++‬ا في س‪++‬جل النف‪++‬وس فهم ُمس‪ّ +‬‬ ‫نفوس (لوسي) ‪.‬‬ ‫‪131‬‬


‫‪ - 41‬السيارات‬ ‫ت في القرية ‪ ،‬و حسب إحصاء أواخر عام ‪ 1986‬م ‪75‬‬ ‫بلغ عد ُد ال ّ‬ ‫سيارا ِ‬ ‫سيارة‪.‬‬ ‫وإليك جدول اإلحصاء التالي ‪:‬‬ ‫السكان المقيمون‬

‫السيارات‬

‫البيوت‬

‫حوالى ‪600‬‬

‫‪75‬‬

‫‪135‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪545‬‬

‫‪120‬‬

‫‪170‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪562‬‬

‫‪191‬‬

‫‪213‬‬

‫‪2019‬‬

‫حوالى ‪600‬‬

‫‪245‬‬

‫‪290‬‬

‫السنة‪1986‬‬

‫ت ‪ ،‬هو في إزدي‪++‬ا ٍد مض‪++‬طر ٍد ‪ ،‬بينم‪++‬ا‬ ‫مالحظة ‪:‬‬ ‫نستنتج أنَّ ع‪++‬د َد ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت وال‪++‬بيو ِ‬ ‫الس‪+‬يّارا ِ‬ ‫ي‪++‬تراوح م‪++‬ا بين ‪ 550‬إلى ‪600‬‬ ‫الس‪++‬كان‬ ‫ع‪++‬دد‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫ع‪++‬دم‬ ‫نس‪++‬مة ‪ ،‬وذل‪++‬ك يع‪++‬و ُد إلى‬ ‫ِ‬

‫سكن الدّائم ‪ ،‬بسبب الحرك‪ِ +‬ة الدائم‪+‬ة للهج‪+‬رة ‪ .‬فكما نالح‪+‬ظ انَّ ع‪+‬د َد‬ ‫اإلستقرار وال ّ‬ ‫سكا ِن ‪ ،‬بقي كما هو تقريبًا خالل ‪ 33‬سنة ‪ .‬وبالنس‪++‬بة إلى ع‪++‬دد ال‪++‬بيوت فإنّن‪++‬ا‬ ‫ال ّ‬ ‫مستقل أو شقّ ٍة ضمن بناية ‪.‬‬ ‫نقصد بهذا اإلحصاء كل منز ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫واليك ما ذكرته جريدة زحلة الفتاة في عددها رقم ‪ 26‬بتاريخ ‪، 1922 +/4 +/5‬‬ ‫ع‪++‬دد س‪++‬كان الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ 611 :‬نس‪++‬مة ‪ ،‬ض‪++‬من ه‪++‬ذا الع‪++‬دد ‪ُ 146‬م َكلّفً‪++‬ا‬ ‫باالنتخابات مركز االقتراع ‪ :‬بيت المخت‪+‬ار ‪ .‬طب ًع‪+‬ا ه‪+‬ذا الع‪+‬دد يتض‪+‬من من س‪+‬افر‬ ‫ومن انتق‪++‬ل الى لوس‪++‬ي في تل‪++‬ك الحقب‪++‬ة ‪ِ .‬عل ًم‪++‬ا أنَّه م‪++‬ا بين ع‪++‬ا َمي(‪ – 1890‬و‬ ‫‪ )1926‬كان يوجد مركز واحد للمخترة وفي عام ‪ 1927‬م تم اس‪++‬تحداث مرك‪++‬ز‬ ‫جديد للمخترة في لوسي ‪.‬‬

‫‪ - 42‬مسافات‬

‫‪132‬‬


‫تبع ُد السلطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا عن الم‪++‬دن الم‪++‬ذكورة فيم‪++‬ا يلي ‪ ،‬تب ًع‪++‬ا للمس‪++‬افة‬ ‫المد ّونة أمام اسم كل مدينة ‪:‬‬ ‫زحلة‬

‫‪32‬كلم‬

‫بيروت‬

‫‪ 68‬كلم‬

‫برالياس‬

‫‪ 18‬كلم‬

‫شتورا‬

‫‪ 26‬كلم‬

‫بعلبك‬

‫‪ 60‬كلم‬

‫جب جنين‬

‫‪ 15‬كلم‬

‫راشيا‬

‫‪ 25‬كلم‬

‫دمشق‬

‫‪ 65‬كلم‬

‫المصنع‬

‫‪ 11‬كلم‬

‫‪ - 43‬العائالت‬ ‫عبدوني ‪ -‬الجاروش ‪ -‬سميدي‪ -‬الع ّرة – شاهين ‪ -‬المصري – الخطيب – سليمان‬ ‫– الهندي‪ -‬أبو مراد – عرابي ‪ -‬صوان‪ -‬فارس ‪ -‬أبو هميا ‪ -‬طه – كمك‪++‬وم ‪ -‬الص‪++‬يفي –‬ ‫صالح – وهبة – الفيل – بركات – زيتون – سعدي – عل‪+‬وان ‪ -‬عب‪++‬اس ‪ -‬درغ‪++‬ام ‪ -‬أب‪++‬و‬ ‫خرما – العموري – األحمد – الزهران ‪ -‬حصيد – سالم – البيدر‪ -‬أبو غض‪++‬يب – العلي‬ ‫ الشافعي – الشموري ‪.‬‬‫س ٍن ‪ ،‬فإنِّ بعض هذه العائالت أساس‪++‬ها من‬ ‫ت كبار ال ّ‬ ‫وإستنا ًدا لمعلوما ِ‬ ‫المغ‪++‬رب الع‪++‬ربي وأنّ قس‪ً +‬ما من آل الج‪++‬اروش أتى من ح‪++‬وران ‪ ،‬والقس‪++‬م اآلخر‬ ‫من منطقة حلب على إثر معركة م‪++‬رج داب‪++‬ق ع‪++‬ام ‪ 1516‬م ‪ ،‬أي من‪++‬ذ أك‪++‬ثر من‬ ‫‪ 500‬س‪++‬نة ‪ .‬أ ّما آل الع‪++‬رة ؛ فقس‪++‬م منهم ينتمي الى آل دس‪++‬وق في جب ج‪++‬نين‬ ‫ومصر(والجميع ينتم‪++‬ون الى الش‪++‬يخ الجلي‪++‬ل إب‪++‬راهيم الدس‪++‬وقي ‪ -‬مص‪++‬ري ‪ -‬أح‪++‬د‬ ‫أقطاب الصوفية) ‪ ،‬والقسم األخر من المغرب ‪ ،‬وربما يكون أصل جميع آل العرة‬ ‫من المغرب ‪.‬‬ ‫وإليك ما ذكره الباحث الشيخ سليم يوسف في كتابه (لبنان م‪++‬وطن الم‪++‬رابطين‬ ‫والعلم‪++‬اء وال ُعبّ‪++‬اد) ‪ :‬محم‪++‬د بن محم‪++‬د بن موس‪++‬ى البق‪++‬اعي الح ّم‪++‬اري (أي من‬ ‫ح ّمارة) الدمشقي الشافعي نزيل دمشق المعروف بال ُع ّرة ‪.‬‬ ‫‪133‬‬


‫ذكره النجم الغ ّزي في الكواكب وقال ‪ :‬كان دسوقي الطريقة ‪ ،‬شديد‪ +‬التعب‪++‬د هلل ‪،‬‬ ‫مواظبًا على ذكر هللا ال يفتر عنه طرفة عين ‪ ،‬ووجهه يتهلّل مثل الورد ن‪++‬و ًرا‬ ‫وكل من رآه يقول ‪ :‬إن‪++‬ه من أولي‪++‬اء هللا تع‪++‬الى ‪ .‬يق‪++‬ال إن‪++‬ه ُرؤي ب‪++‬الموقف في‬ ‫جب‪++‬ل عرف‪++‬ات وه‪++‬و يومئ‪++‬ذ بدمش‪++‬ق ‪ .‬وك‪++‬ان في بدايت‪++‬ه ذات ي‪++‬وم في بلدت‪++‬ه‬ ‫(ح ّمارة ‪ ،‬المنارة حاليًا) من أعمال البقاع فتحرك لحال‪++‬ة أخذت‪++‬ه وص‪++‬اح فس‪++‬معه‬ ‫جماعة كانوا مجتمعين في مكان ‪ ،‬فقال بعض‪++‬هم م‪+‬ا ه‪+‬ذا الص‪+‬ياح ؟ أج‪+‬اب رج‪+‬ل‬ ‫منهم ‪ :‬هذا محمد الع ّرة متحرك ‪.‬‬ ‫وكان في القوم رجل من الروم ‪ ،‬فقال الرومي ‪ :‬الش‪++‬يخ محم‪++‬د الع‪ّ +‬رة من أه‪++‬ل‬ ‫هذه البلدة ؟ ق‪++‬الوا ‪ :‬نعم ‪ .‬فق‪++‬ال ‪ :‬حيّ‪++‬اه هللا ‪ ،‬فق‪++‬الوا ‪ :‬من أين تعرف‪++‬ه ؟ ق‪++‬ال ‪ :‬وهللا‬ ‫إني أعرف‪++‬ه من وقع‪++‬ة رودس (جزي‪++‬رة في البح‪++‬ر المتوس‪++‬ط) ‪ ،‬وأن‪++‬ا رأيت‪++‬ه ق‪++‬دَّام‬ ‫السلطان سليمان (القانوني) بِ َعينَي رأسي ‪ .‬توفي صبيحة ي‪++‬وم الثالث‪++‬اء ‪ 19‬ربي‪++‬ع‬ ‫االول سنة ‪ 999‬هجرية ‪ 1590‬ميالدية ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫‪ -‬إنَّ عائالت ‪ :‬صالح ‪ ،‬ومراد ‪ ،‬وعرابي ‪ ،‬تعود ألسماء ثالثة إخوة من أ ٍ‬

‫مغربي اسمه عبد هللا الحاج ‪.‬‬ ‫إنَّ عائالت الخطيب ‪ ،‬وسليمان ‪ ،‬وفارس (يقال لهم أقارب بيت أبو سليمان)‬‫أصلها الخطيب تف َّرع منها عائلة س‪++‬ليمان ‪ ،‬وعائلة ف‪++‬ارس ‪ ،‬نس‪++‬بة الى ج ‪+‬دَّيهما‬ ‫(سليمان وفارس) ويعود نسب الجميع الى جدهم االقدم واالكبر ‪ ،‬الش‪++‬يخ الجلي‪++‬ل‬ ‫مسافر بن عدي (ضريحه في بلدة خربة قنافار – البق‪++‬اع الغ‪++‬ربي) ‪ِ ،‬عل ًما ب‪++‬أنَّ آل‬ ‫فارس في جب جنين ‪ ،‬هم أبناء عمومتهم ‪ ،‬أ َّما عائلة ف‪++‬ارس في كام‪++‬د الل‪++‬وز ‪،‬‬ ‫فهي عائلة مستقلة عنهم ‪ ،‬إنم‪++‬ا هن‪++‬اك نس‪++‬ب مص‪++‬اهرة بينهم ‪ ،‬وعائل‪++‬ة الخطيب‬

‫‪134‬‬


‫األم قَ‪ِ ++‬دمت الى لوس‪++‬ي من قري‪++‬ة " برك‪++‬ة بجعة " ال‪++‬تي ك‪++‬انت بين القرع‪++‬ون‬ ‫وبعلول ‪ ،‬وهذه القرية اندثرت منذ زمن بعيد ‪.‬‬ ‫مالحظ‪++‬ة ‪ :‬إنَّ عائل‪++‬ة الخطيب ال‪++‬تي تنتمي الى عائلة عب‪++‬دوني ‪ ،‬هي عائل‪++‬ة‬ ‫مستقلة عن عائالت (الخطيب وسليمان وفارس) وظهرت هذه العائلة ‪ ،‬ألن جدهم‬ ‫األكبر ‪ ،‬كان خطيبًا في المسجد ‪.‬‬ ‫وإليك أسماء الع‪++‬ائالت الّ‪++‬تي قص‪++‬دت قريتن‪++‬ا ‪ ،‬واس‪++‬تق ّرت فيه‪++‬ا ‪ ،‬وذلك خالل‬ ‫القرن العشرين ‪:‬‬ ‫ عائلة أبو هميا ‪ ،‬جاءت من كامد الّلوز ‪ ،‬أعتقد قبل اإلحصاء أي قبل عام‬‫‪.1932‬‬ ‫ عائلة الشّموري ق‪++‬دمت إلى لوس‪++‬ي ( في الس‪++‬بعينات من الق‪++‬رن الماض‪++‬ي )‬‫من بلدة المرج ‪.‬‬ ‫سس‪++‬ها المرح‪++‬وم األس‪++‬تاذ مح‪++‬يي ال‪+‬دّين الفي‪++‬ل ‪ ،‬وه‪++‬و من‬ ‫ عائلة الفيل ‪ :‬مؤ ّ‬‫ت ‪ ،‬حيث تزوج من الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬م‪++‬ارس‬ ‫بيروت وذلك في‬ ‫أوائل الخمسينا ِ‬ ‫ِ‬ ‫التّعليم ‪ ،‬وبقي مدي ًرا للمدرس ِة ال ّرسمية ‪ ،‬حتى توفاه هللا في تموز عام ‪ 1974‬م ‪.‬‬ ‫ عائلة ص ّوان ‪ :‬قدمت إلى البلدة من بلدة مجدل عنج‪++‬ر ‪ ،‬وذل‪++‬ك في أوائل‬‫ستينات‪. +‬‬ ‫ال ّ‬ ‫ عائلة طه ‪ :‬قدمت إلى لوسي من كامد الّلوز‪.‬‬‫عائلة الشافعي ‪ :‬قدمت من سوريا ‪.‬‬‫‪ -‬عائلة البيدر وعائلة العلي ‪ :‬قدمتا إلى السلطان من سوريا ‪.‬‬

‫‪135‬‬


‫ إنّ عائالت ‪ :‬الع ّم‪++‬وري ‪ ،‬األحمد ‪ ،‬ال ّزه‪++‬ران ‪ ،‬حص‪++‬يد وس‪++‬الم ‪ ،‬هم أص‪+‬اًل من‬‫ان الغ‪++‬زو الص‪++‬هيوني في ع‪++‬ام‬ ‫س ‪ّ +‬كان الجن‪++‬وب ‪ ،‬ن‪++‬زح قس ‪ٌ +‬م منهم إلى لوس‪++‬ي إبَّ َ‬ ‫‪ 1978‬م ‪ ،‬والقسم الباقي في عام ‪ 1982‬م ‪.‬‬ ‫ عائلة كمكوم قدمت الى لوسي من مصر ‪.‬‬‫عائلة أبوغضيب قدمت إلى لوسي من األردن ‪.‬‬‫بعض األشخاص قصدوا قريتنا ألنها على قم‪++‬ة جب‪++‬ل ع‪++‬ا ٍل ‪ ،‬هربً‪++‬ا من التجنيد‬‫ت‬ ‫اإلجب‪++‬اري على أي‪++‬ام الممالي‪++‬ك واألت‪++‬راك ‪ ،‬والبعض اآلخ‪++‬ر هربً‪++‬ا من ارت‪++‬دادا ٍ‬ ‫لمش‪++‬اك َل عائلي‪++‬ة أو عش‪++‬ائرية أو ديني‪++‬ة ‪ ،‬وم‪++‬ع م‪++‬رور ال‪++‬زمن ثبت أنَّ ه‪++‬ؤالء‬ ‫ت جديدة ‪.‬‬ ‫األشخاص كانوا أسا ً‬ ‫سا لعائال ٍ‬ ‫ت في القري‪++‬ة ‪ ،‬غادروها إلى ق‪++‬رى أخ‪++‬رى ‪ ،‬قص‪++‬دوها‬ ‫وهن‪++‬اك أف‪++‬را ٌد من ع‪++‬ائال ٍ‬ ‫واستق ّروا فيها ‪:‬‬ ‫ من آل أبو عرابي ‪ -‬من آل أبو مراد ‪ ،‬ومن آل سميدي ‪ ،‬سكنوا في قري‪++‬ة‬‫الخيارة ‪.‬‬ ‫ من آل عب‪++‬دوني ‪ ،‬الّ‪++‬تي أص‪++‬بحت " غنّ‪++‬وم " نس‪++‬بة إلى ج ‪+‬دّهم عب‪++‬د الغ‪++‬ني‬‫الملقّب بغنّوم ومن آل الصيفي سكنوا في بلدة المنصورة ‪.‬‬ ‫ من آل سميدي سكنوا في بلدة غ ّزة ‪.‬‬‫ من آل الجاروش ‪ ،‬سكنوا في بلدة علي النهري‪.‬‬‫قس ٌم من آل زغيب ‪ ،‬إنتقلوا من الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب إلى جب جنّين وإلى زحل‪++‬ة ‪،‬‬ ‫من‪++‬ذ أك‪++‬ثر من ‪ 150‬س‪++‬نة ‪ ،‬ه‪++‬ذا م‪++‬ا ذك‪++‬ره المعل‪++‬وف في كتاب‪++‬ه ت‪++‬اريخ االس‪++‬ر‬ ‫الشرقية منذ مئة سنة ‪.‬‬

‫من آل عبدوني في صفد ودمشق‬ ‫‪136‬‬


‫إنَّ عائلةَ عب‪+‬دوني في ص‪+‬فد ودمش‪++‬ق ‪ ،‬أص‪+‬لُها من الس‪+‬لطان يعق‪+‬وب ‪ ،‬وذل‪+‬ك‬ ‫شخص‪+‬ا‬ ‫حسب ما اختزن‪++‬اه في ذاكرتنا نقاًل عن أج‪++‬دادنا ‪ ،‬والمعلوم‪++‬اتُ تُفي‪ُ +‬د ب‪++‬أنَّ‬ ‫ً‬ ‫اسمه محمد عبدوني سافر منذ أك‪++‬ثر من ‪ 130‬س‪++‬نة إلى البرازي‪++‬ل أو أميرك‪++‬ا ‪،‬‬ ‫وانقطعت أخب‪+++‬اره ولم يرجع إلى القرية ‪ .‬ونقاًل عن جد وال‪+++‬دي ‪ ،‬محم‪+++‬د خلي‪+++‬ل‬ ‫عب‪++‬دوني الّ‪++‬ذي خ‪++‬دم في الجيش العثم‪++‬اني ‪ ،‬أن‪++‬ه م‪َّ ++‬ر بطريق‪++‬ه على ص‪++‬فد (في‬ ‫فلسطين) وتع ّرف على أقاربنا من آل عبدوني ‪.‬‬ ‫ت زارتنا السيدة‪ +‬رزان عبدوني من س ّكان دمش‪++‬ق ‪ ،‬وأفادتنا ب‪++‬أن‬ ‫من ُذ ع ّد ِة سنوا ٍ‬ ‫ج َّد أبيها يُس ّمى محمد عبدوني ‪ ،‬قد سافر من السلطان يعقوب إلى البرازيل أو‬ ‫أميركا ‪ ،‬ومن ثم أخ‪+‬ذ ي‪+‬تر ّد ُد ذهابًا وإيابً‪+‬ا بين مك‪+‬ان اغتراب‪+‬ه وفلس‪+‬طين بقص‪+‬د‬ ‫صهاينةُ‬ ‫فلسطين انتقلت عائلة‬ ‫َ‬ ‫التجارة ‪ .‬وأخي ًرا استق ّر في صفد ‪ ،‬وعندما احت َّل ال ّ‬ ‫عبدوني إلى دمش‪++‬ق ‪ ،‬وم‪++‬ا زال أوال ُد وأحف‪++‬ا ُد محم‪++‬د عب‪++‬دوني وب‪++‬اقي ذ ّريته في‬ ‫دمش‪++‬ق ‪ .‬ومنهم من س‪++‬افر خ‪++‬ارج س‪++‬وريا لض‪++‬رورات العمل ‪ .‬عل ًما ب‪++‬أنّ محم‪++‬د‬ ‫عبدوني قد توف َي ودفن في دمشق ‪.‬‬ ‫ ومما ذكره األستاذ ملحم جلّول (فيصل) ‪ ،‬أنّه الحظ أنّ عائلةَ عبدوني‬‫كانت من المق ّربين للس‪+‬لطان يعق‪+‬وب المنص‪++‬ور الموح‪+‬دي المغ‪+‬ربي ‪ ،‬وذلك أثن‪+‬ا َء‬ ‫‪+‬ائقي عن عالق‪++‬ة الس‪++‬لطان‬ ‫ت المطلوبةَ إلخراج‬ ‫جمع ِه وزمال َءه المعلوما ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فيلم وث‪ٍ +‬‬ ‫يعقوب‬

‫بالفيلسوف ابن رشد (الحفيد) ‪.‬‬ ‫ من خالل اطالعن‪+‬ا على بعض المص‪+‬ادر والمواق‪+‬ع على االن‪+‬ترنت (مثال موق‪+‬ع‬‫معرفة) ت‪+++‬بين أنَّ عائل‪+++‬ة عب‪+++‬دوني منتش‪+++‬رة في المغ‪+++‬رب ‪ :‬بال‪+++‬دار البيض‪+++‬اء ‪،‬‬ ‫والحسيمة وسطاط ‪ ،‬وكذلك في تلمسان والجزائر ‪.‬‬ ‫‪137‬‬


‫ضا في االردن وفلسطين وس‪++‬وريا ‪ ،‬والجمي‪++‬ع يع‪++‬ود‬ ‫وعائلة عبدوني منتشرة اي ً‬ ‫أصلهم الى المغرب ‪.‬‬ ‫ وفي برنامج " اإلتجاه " على التلفزيون المغربي تم ذكر ما يلي ‪ :‬العائلةُ‬‫العبدالوي‪+‬ةُ المعني‪+‬ةُ األندلس‪++‬ية يرج‪++‬ع نس‪++‬بها إلى ُأم‪++‬راء إش‪++‬بيلية في األن‪++‬دلس ‪،‬‬ ‫الموح‪ +‬دين ج‪++‬دهم األك‪++‬بر هو أب‪++‬و محم‪++‬د عب‪++‬د الم‪++‬ؤمن بن علي‬ ‫الس‪+‬الطين‬ ‫ّ‬ ‫أحف‪++‬اد ّ‬ ‫الكومي (جد السلطان يعق‪+‬وب) من ش‪+‬رفا ِء المغ‪+‬رب المنتس‪+‬ب آلل ال‪+‬بيت الحس‪+‬ن‬ ‫والحس‪++‬ين وعلي رضي هللا عنهم ‪ .‬ولهم أبن‪++‬اء عم‪++‬ومتهم في لبن‪++‬ان من ج‪++‬دهم‬ ‫سلطان أبو يوسف يعقوب المنصور قبيلة تسمى " عبدوني "‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫تنتسب األميرة سلمى بن‪++‬اني زوج‪++‬ة‬ ‫ومن ضم ِن البرنامج تم ذكر ما يلي ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫العاهل المغربي للعائل ِة العبدالوية المعنية األندلسية عن طريق أ ّمها ‪.‬‬

‫‪ - 44‬سكان القرية االوائل‪+‬‬ ‫ت‬ ‫ت كبار ال ّ‬ ‫سن ‪ ،‬وللواقع الميداني والجغرافي ألماكن البيو ِ‬ ‫إستنا ًدا لمعلوما ِ‬ ‫قرب ض‪++‬ريح الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬هي ‪ :‬آل الع‪ّ +‬رة ‪-‬‬ ‫ت الّتي سكنت‪+‬‬ ‫َ‬ ‫فإنَّ اُولى العائال ِ‬ ‫آل ع‪++‬رابي ‪ -‬آل س‪++‬عدي ‪ -‬آل أب‪+‬و م‪+‬راد ‪ -‬آل برك‪+‬ات ‪ -‬آل عب‪+‬دوني ‪ -‬آل ج‪+‬اروش ‪ ،‬وآل‬ ‫صالح‬ ‫ت جديد ٍة ‪ ،‬تعود إلى أسماء أوالد أو‬ ‫انبث َ‬ ‫ق من هذه العائالت أسماء عائال ٍ‬ ‫سس كل واح ٍد من هؤالء عائلةً مستقلّة ‪ .‬واليك المثال التالي عن‬ ‫إخوة فالن فأ ّ‬ ‫الع‪++‬ائالت الم‪++‬ذكورة أعاله ‪ :‬إنّ ص‪++‬الح ‪ ،‬وم‪++‬راد ‪ ،‬وع‪++‬رابي ‪ ،‬هم إخ‪++‬وة ‪ ،‬وأب‪++‬وهم‬ ‫مغربي‬ ‫أس ‪+‬س‬ ‫ص من ه‪++‬ؤالء االخ‪++‬وة ‪ ،‬ق‪++‬د ّ‬ ‫اسمه عبد هللا الحاج ‪ ،‬وبالتالي فإنَّ ك َّل ش‪++‬خ ٍ‬ ‫عائلةً مستقلةً ‪ ،‬وبنا ًء عليه ‪ ،‬فإنَّ أوالدهم وأحفادهم هم أبن‪+‬اء عموم‪+‬ة وأص‪+‬لهم‬ ‫ت على الدّفاتر‬ ‫جمي ًعا يعود لج ٍد‬ ‫مغربي واحد ‪ ،‬وعندما بدأ تسجي ُل أسماء العائال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪138‬‬


‫العثماني‪++‬ة ظه‪++‬رت ه‪++‬ذه الع‪++‬ائالتُ الجدي‪++‬دة والمس‪++‬تولدة من أس‪++‬ماء بعض أف‪++‬راد‬ ‫ت متالحقة ‪.‬‬ ‫الع‪++‬ائالت الموج‪++‬ودة أص‪+‬اًل ‪ .‬ثم تبعته‪++‬ا ع‪++‬ائالتٌ أخ‪++‬رى ‪ ،‬وعلى ف‪++‬ترا ٍ‬ ‫خاص‪++‬ةً من الق‪++‬دس ‪ ،‬وهم من أص‪++‬ول مغربي‪++‬ة ‪،‬‬ ‫فلس‪++‬طين‬ ‫فمنه‪++‬ا من أتى من‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫والّ‪++‬ذين أت‪++‬وا مع األس‪++‬طول الجه‪++‬ادي الّ‪++‬ذي أرس‪++‬له الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب لنج‪++‬دة‬ ‫السلطان صالح الدّين فاستطرا ًدا ما هو مب ّرر تركهم الق‪++‬دس ليس‪++‬كنوا على ق ّم‪ِ +‬ة‬ ‫جب ‪ٍ +‬ل ج‪++‬ردا َء قف‪++‬را َء في البق‪++‬اع الغ‪++‬ربي ‪ -‬لبن‪++‬ان (حاليً‪++‬ا) ‪ ،‬إن لم يكن الس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب مغربيًا ؟‪.‬‬

‫‪ - 45‬المساحة‬ ‫في عام ‪ 1927‬م أيام اإلنتداب الفرنسي ‪ ،‬بدأت أعما ُل التّحدي ِد والمساحة ‪،‬‬ ‫والملكية للعقارات بإشراف مهندس فرنسي يه‪++‬ودي اس‪++‬مه ‪ :‬إيلي ليفي ‪ .‬اس‪++‬تم َّر‬ ‫الس‪+‬ن ‪ ،‬وت‪++‬واريخ المحاض‪++‬ر‬ ‫العم ُل حتى عام ‪ 1931‬م وذلك حسب معلومات كبار ّ‬ ‫الس ‪+‬جل العق‪++‬اري في زحل‪++‬ة ‪ ،‬ومن ث ّم تب‪++‬ع ذل‪++‬ك ف‪++‬ترةٌ‬ ‫الموج‪++‬ودة ل‪++‬دى أمان‪++‬ة ّ‬ ‫‪+‬ل‬ ‫دقيق واالعتراض والتّصحيح في هذه المحاض‪++‬ر ‪ ،‬وكتابة المعلوم‪++‬ات عن ك‪ِ +‬‬ ‫للتّ ِ‬ ‫عقا ٍر على دف‪+‬ات َر كب‪+‬ير ٍة وس‪+‬ميكة ‪ .‬اُنج‪+‬زت ه‪+‬ذه األعم‪+‬ال بش‪+‬كلها النه‪+‬ائي ع‪+‬ام‬ ‫الس‪+‬ج ِل العق‪+‬اري ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫المسجلة على دفاتر‬ ‫حسب التّواريخ‬ ‫‪ 1936‬م ‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ب‪++‬دأ تس‪++‬ليم أوراق الط‪++‬ابو (س‪++‬ندات التمليك) ‪ ،‬وك‪++‬انت كب‪++‬يرة ولونها أزرق ‪ ،‬وكنّا‬ ‫الس ‪+‬ن عن فال ٍن‬ ‫نس‪++‬مع من كب‪++‬ار‬ ‫ّ‬ ‫للعقار قد ثَبُتَت بشك ٍل نهائي ِعل ًما‬

‫أنّ‪++‬ه اس‪++‬تل َم الورق ‪+‬ةَ ال ّزرق‪++‬ا َء ‪ ،‬أي أنّ ُملكيَتَ‪++‬ه‬ ‫ت القديم‪+‬ةَ ق‪++‬د أخ‪++‬ذها األت‪++‬راك‬ ‫ب‪++‬أنّ المس‪++‬تندا ِ‬

‫معهم ‪ ،‬وك‪++‬ان ال‪++‬دّفتر الّ‪++‬ذي يُس‪++‬ج ُل علي‪++‬ه أس‪++‬ما َء الم‪++‬الكين يُس‪ّ ++‬مى ‪ " :‬ال‪++‬دفتر‬ ‫الخاقاني" ‪.‬‬

‫‪ -46‬االحصاء‬ ‫‪139‬‬


‫‪+‬داب الفرنسي ‪ ،‬ت‪++‬بيّ َن أنَّ‬ ‫بعد أن انهزمت تركيا ‪ ،‬واس‪++‬تلم بال َدنَا اإلنت‪ُ +‬‬ ‫ت النّفوس ‪ ،‬والّتي ك‪+‬انت تُس‪ّ +‬مى ‪ " :‬ال‪+‬دفتر خان‪+‬ة "‬ ‫األترا َك قد أخذوا معهم سجالّ ِ‬ ‫س جديد‬ ‫مما اضطّ َر السلطات المحلية إلجراء إحصا ٍء لل ّ‬ ‫س ّكان ‪ ،‬وذلك لبن‪++‬ا ِء أس‪++‬ا ٍ‬ ‫س ّكاني حيث ُكتبت أسما ُء كل عائل ٍة على صفحة ‪ ،‬اُعطيت رق ًما خا ًّ‬ ‫صا‬ ‫للوضع ال ّ‬ ‫ص من األه‪++‬الي بطاق‪+‬ةَ هوي‪ٍ +‬ة‬ ‫بها ‪ ،‬يُس ّمى رقم ال ّ‬ ‫سجل ‪ .‬وبع‪++‬دها اس‪++‬تلم ك‪ُ +‬ل ش‪++‬خ ٍ‬ ‫بعض األخطاء في تسجيل األسماء‬ ‫إلثبات شخصيته ‪ ،‬مع العلم بأنّه قد حصلت‬ ‫ُ‬ ‫والعائالت‬ ‫مثال ‪ :‬األخوان محمد حامد الخطيب ‪ ،‬وسالم حامد الخطيب عبدوني هما‬ ‫مذكوران في نفس الصفحة ‪ ،‬وبرقم سجل واحد ‪ ،‬بالشكل المذكور أعاله ‪.‬‬

‫عبّاس ‪ -‬الجاروش‬ ‫عائلتان يُخيّ ُل للقارىء أن ال عالقةَ قُربى بينهما ‪ ،‬وال يُتص‪++‬ور أنّهم‪++‬ا‬ ‫عائلة واحدة والحقيقة خالف ذلك ‪ ،‬فهما من أص ٍل واح ٍد ‪ :‬الجاروش ‪.‬‬ ‫لقد اختار المرحوم الحاج عبّاس عبّاس ‪ ،‬تسجي َل اس‪+‬م العائلة عبّ‪+‬اس‬ ‫وليس الج‪++‬اروش ‪ ،‬وبقي أخ‪++‬وه المرح‪++‬وم أحم‪++‬د أب‪++‬و عبّ‪++‬اس الج‪++‬اروش ‪ ،‬محتفظا‬ ‫ت النّف‪++‬وس ‪ ،‬وذل‪++‬ك‬ ‫بالكني‪++‬ة األص‪++‬لية ومن هن‪++‬ا ب‪++‬دأت عائل‪++‬ة عبّ‪++‬اس على س‪++‬جال ِ‬ ‫خالل فتر ِة اإلحصاء عام ‪ 1932‬م ‪.‬‬

‫‪ - 47‬هوائياتٌ لتقوية لالتصال‬ ‫ت بدأت تنتش ُر في القرية ظاهرةُ تركيب هوائيّ‪++‬ات‬ ‫في أوائ ِل التسعينا ِ‬ ‫وص‪+‬لَةَ‬ ‫ت اإلذاعي‪++‬ة ‪ِ ،‬‬ ‫ث بعض المحطّ‪++‬ا ِ‬ ‫(أنتانات) في الحارة الفوقا ‪ ،‬وذلك لتقوية ب ِ‬ ‫وص ٍل وتقوي ٍة للهواتف الخلوية والثّابتة ‪ ،‬إضافة لتركيب أجه‪++‬زة خاص‪++‬ة لتقوي‪++‬ة‬ ‫بث االنترنت المو ّزع على البيوت ‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫‪ – 48‬القتلى (االسرائيليون ‪)1982-‬‬ ‫نهار اإلثنين ‪ 10‬كانون الثاني ‪ 1994‬م ‪ ،‬زار القريةَ وف ٌد من الكونغرس‬ ‫الس‪+‬فارة األميريكية في ب‪++‬يروت ‪ ،‬وع‪++‬د ٌد من‬ ‫األميركي برفقة القائم باألعمال في‬ ‫ّ‬ ‫سفارة وقد واكب الوف‪َ +‬د ع‪+‬د ٌد كب‪+‬ير من الص‪++‬حفيين والق‪+‬وى األمني‪+‬ة ‪،‬‬ ‫موظفي ال ّ‬ ‫وذلك بقصد اإلستفسار والبحث عن مصير جثث ثالثة جنو ٍد إس‪++‬رائيليين فُق‪++‬دوا‬ ‫خالل اإلجتي‪++‬اح الص‪++‬هيوني للبن‪++‬ان في حزي‪++‬ران ع‪++‬ام ‪ 1982‬في منطق‪++‬ة بي‪++‬ادر‬ ‫العدس ‪ ،‬وقد عُرفت هذه المعرك‪++‬ة بمعرك‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ .‬ت َّم اس‪++‬تقبا ُل الوف‪++‬د‬ ‫في م‪++‬نزل أحم‪++‬د م‪++‬ارون ش‪++‬اهين ‪ ،‬ث ّم غ‪++‬ادر متوج ًها إلى بي‪++‬ادر الع‪++‬دس ‪ ،‬وعيث‪++‬ا‬ ‫ّ‬ ‫الفخار ‪ ،‬والفالوج لإلطّالع على ساحة المعرك ِة واالستفس‪++‬ار عن مص‪++‬ي ِر الجن‪++‬و ِد‬ ‫الثالثة ‪.‬‬

‫‪ - 49‬المؤلفون السابقون‬ ‫سبقني بعض اإلخوة من محبّي قرية الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬بت‪++‬أليفهم كتبً‪++‬ا قيّم‪+‬ةً‬ ‫وهم ‪ -‬إضافة ألسماء الكتب ‪: -‬‬ ‫ المرحوم األستاذ يوسف حسين الجاروش _ " السلطان يعقوب بطول‪++‬ة وت‪++‬راث‬‫"‬ ‫ األستاذ محمد خليل سعده ‪ " -‬السلطان يعقوب تاريخ صور وذكريات " ‪.‬‬‫ المرحوم المختار الحاج أحمد محمد الجاروش ‪ " -‬إمام ال ّزاهدين " ‪.‬‬‫‪ -‬الحاج حسين علي الصيفي ‪ -‬ابن حارة النقارات ‪.‬‬

‫‪ - 50‬شكوى‬ ‫تشكو قريتنا من أمو ٍر كثير ٍة ‪ ،‬شأنها شأن كل قري ٍة نائي ٍة ‪ ،‬ال يصلها من‬ ‫ق المه ّم‪++‬ة‬ ‫صصات الّدولة إالّ القليل وبعد أن تش‪++‬ب َع الم‪++‬دنُ الكب‪++‬يرة ‪ ،‬والمن‪++‬اط ُ‬ ‫مخ ّ‬ ‫‪141‬‬


‫والمدعومة ‪ .‬قريتن‪++‬ا نظ‪ً +‬را لموقعه‪++‬ا الجمي‪++‬ل والفريد تطلب أن يُب‪++‬نى على تاللها‬ ‫ت‬ ‫مستش‪++‬فى ‪ ،‬أومن‪++‬تزه ‪ ،‬أوفن‪++‬دق يُح‪++‬اطُ الموق ‪ُ +‬ع باألش‪++‬جار ‪ ،‬وتنتشر في‪++‬ه الطّ‪++‬اوال ِ‬ ‫ت وغيرها ‪ ،‬فتصبح أرو َع منطق ٍة في لبنان والشّرق األوسط ‪.‬‬ ‫والشّمسيّا ِ‬

‫‪ - 51‬السلطان يعقوب التحتا (لوسي)‬ ‫اُق ِّد ُر عمرها بحوالى ‪ 150‬سنة (نحن في عام ‪ 2020‬م) ‪ ،‬قد يزي ُد قلياًل أو‬ ‫ينقص ‪ ،‬ترتفع عن س‪++‬طح البح‪++‬ر ح‪++‬والى ‪ 950‬م‪++‬ت ًرا ‪ ،‬جمي‪ُ +‬ع س‪ّ +‬كانها من أه‪++‬الي‬ ‫ُ‬ ‫قرب‬ ‫كن‬ ‫س َ‬ ‫ضلون ال ّ‬ ‫السلطان الفوقا ‪ ،‬فمع بداي ِة اهتمام النّاس بال ّزراعة ‪ ،‬بدأوا يُف ّ‬ ‫َ‬ ‫الس‪+‬ه ِل والجب‪+‬ل ‪ ،‬وب‪++‬ذلك ب‪++‬دأت‬ ‫أراضيهم ليتخلّصوا من النزو ِل والصعود م‪+‬ا بين ّ‬ ‫الس‪+‬نين ح‪+‬تى تك‪+‬ونت‬ ‫ت ّ‬ ‫تتجم ُع مناز َل قرب بعضها البعض ‪ ،‬وعلى م‪+‬دى عش‪+‬را ِ‬ ‫س ّكانها أكثر من س ّكان السلطان الفوقا ‪ ،‬ووض‪++‬عها مش‪++‬ابهٌ‬ ‫و َكبُرت ‪ ،‬وأصبح عد ُد ُ‬ ‫‪+‬ع‬ ‫لوضع الفوقا من حيث الهجرة وال ّزراعة والمش‪++‬اكل ‪ ...‬وغيرها ‪ .‬فهم‪++‬ا من نب‪ٍ +‬‬ ‫واح ٍد ‪ ،‬وأص ٍل واح ٍد ‪ ،‬وإحداهما تُكمل األخرى ‪.‬‬ ‫األرض أح ُد‬ ‫أيام الحكم التركي ‪ ،‬كان يمل ُك‬ ‫أخبرني أح ُد كبار ال ّ‬ ‫َ‬ ‫سن ‪ ،‬أنّه على ِ‬ ‫كبا ِر المالّكين وعنده ثالث بن‪++‬ات ‪ :‬لوس‪++‬ي وجوس‪++‬ي وحري‪++‬زي ‪ .‬ه‪++‬ذا المال‪++‬ك و ّزع‬ ‫صة ابنته لوسي ‪ ،‬حيث بُنيت فيما بعد قرية‬ ‫ضه على بناته فكانت منطقتنا ح ّ‬ ‫أر َ‬ ‫لوسي ‪ ،‬أو السلطان يعقوب التحتا ‪ .‬وهناك من يق‪++‬ول انَّ اس‪َ +‬م لوس‪++‬ي يع‪++‬ود إلى‬ ‫أيّ‪++‬ام الروم‪++‬ان ‪ .‬والبعض يق‪++‬ول ‪ :‬إن المرح‪++‬وم قاس‪++‬م بدوي‪++‬ة ش‪++‬اهين ك‪++‬ان يمل‪++‬ك‬ ‫مزرعة في أمريكا وك‪++‬ان اس‪+‬مها ‪ " :‬لوس‪++‬يا " أو " لوس‪++‬ي" ‪ ،‬وعن‪++‬دما ع‪+‬اد من‬ ‫مكان اغترابه أطلق هذا االسم على قريته السلطان يعقوب التحتا ‪ ،‬علم‪++‬ا بأن‪++‬ه‬ ‫سابقًا كان اسمها " مزرعة السلطان "‪ ،‬وق‪++‬د يك‪++‬ون هن‪++‬اك تش‪++‬ابه بين م‪++‬وقعي‬ ‫المزرعتين ‪.‬‬ ‫وأضيفُ قائاًل ‪ :‬إنّ السيّدين حسين الصيفي ومحمد سعده ‪ ،‬قد ذكرا في‬ ‫‪142‬‬


‫ص ٍل‬ ‫ت‪،‬‬ ‫بشكل ُمف ّ‬ ‫ت ‪ ،‬وعادا ٍ‬ ‫كتابيهما عن السلطان يعقوب التحتا أمو ًرا ‪ ،‬وشخصيا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي م‪++‬ا أزي‪++‬ده على م‪++‬ا ذك‪++‬راه ‪ .‬عل ًم‪++‬ا بأنّهم‪++‬ا ق‪++‬د أدرج‪++‬ا في‬ ‫وواف ‪ ،‬وليس ل‪++‬د َّ‬ ‫ٍ‬ ‫كتابيهم‪++‬ا مئ‪++‬ات الص‪++‬ور ألش‪++‬خاص ولع‪++‬ائالت من القري‪++‬ة ‪ ،‬وبالت‪++‬الي ليس من‬ ‫المستحسن تكرار ما ت ّم التطرق اليه سابقًا ‪.‬‬

‫‪ - 52‬مشروع بيادر لوسي‬ ‫أنشأته النقطةُ الرابعةُ (وهي شركة أميركية) ‪ ،‬كان جاه ًزا للعمل عام ‪1958‬‬ ‫دش ‪+‬نه ال ‪ّ +‬رئيس كمي‪++‬ل ش‪++‬معون ‪ ،‬ويومه‪++‬ا لم يكن ذا‬ ‫م وك‪++‬ان من ال ُمق ‪ّ +‬رر أن يُ ّ‬ ‫شعبي ٍة ‪ ،‬نظ ًرا ألحداث ذلك العام والمعروفة لدى الجميع ‪.‬‬ ‫تفجر ٍة في الكرسي الّذي‬ ‫قام نف ٌر من النّاس ُغرباء عن القرية ‪ ،‬بوضع ُم ّ‬ ‫يجلس علي‪++‬ه ال‪ّ +‬رئيس ش‪++‬معون ‪ ،‬ولكنّها ك‪++‬انت من نص‪++‬يب‬ ‫ك‪++‬ان من المق‪ّ +‬رر أن‬ ‫َ‬ ‫َر ُجل من ال‪++‬دّكوة من آل حس‪++‬ين ‪ ،‬إذ أنّ‪++‬ه جلس على المقع‪++‬د بطري‪++‬ق الخط‪++‬أ ‪،‬‬ ‫فانفجرت به وتناثرت أشالؤه في الهواء ‪ ،‬وبذلك تكون محاولة اغتيال ال‪ّ ++‬رئيس‬ ‫شمعون قد فشلت ‪ ،‬وت ّم تأجيل تنفيذ المشروع ألكث َر من عشر سنوات ‪.‬‬

‫‪ - 53‬تل الزعازع‬ ‫قريةٌ صغيرةٌ ‪ ،‬مؤلفةٌ من حوالى عشرين منزاًل (عام ‪ 2020‬م) ‪ ،‬وهي‬ ‫سكن في ذل‪++‬ك الموق‪++‬ع ‪،‬‬ ‫تتبع السلطان الفوقا وس ّكانها منها ‪ ،‬غير أنّهم أحبّوا ال ّ‬ ‫ليكونوا قرب أراضيهم وزراعتهم ‪.‬‬ ‫ني فيها مسج ٌد من تبرعات األهالي ‪ ،‬وذلك في عام ‪ 2014‬م ‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫بُ َ‬ ‫الش‪++‬يخ محمد‬ ‫الحين حتّى تاريخ‪++‬ه ت‪++‬ولّى الخطاب‪++‬ةَ واالمام‪++‬ةَ في‪++‬ه ‪ ،‬ك‪ٌ ++‬ل من ‪ّ :‬‬ ‫المهباني والشّيخ علي األمين ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬إنَّ ال ّزعز َع نباتٌ ‪ ،‬كان منتش ًرا في تلك البقعة ‪.‬‬ ‫‪143‬‬


‫مرافق وخدمات عامة‬ ‫تتضمن العناوين التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المسجد‬

‫‪ -‬المدرسة‬

‫‪ -‬الطريق الرئيسية‬

‫‪ -‬المياه و الخزان‬

‫‪ -‬الهاتف‬

‫‪ -‬البريد‬

‫‪ -‬الكهرباء‬

‫‪ -‬البلدية‬

‫ المخاتير‬‫‪-‬النوادي و الجمعيات‬

‫ المشايخ‬‫‪ -‬دار السلطان لتعليم القرآن‬

‫‪ - 54‬المسجد‬

‫‪144‬‬


‫المالصق لض‪++‬ريح‬ ‫أوالجامع الصغير ‪،‬‬ ‫المقام ‪،‬‬ ‫اس يُصلّون في‬ ‫كان النّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السلطان يعقوب وفي األعياد كانوا يُصلّون في منزل مص‪++‬طفى يوس‪++‬ف الع‪ّ +‬رة ‪،‬‬ ‫الطابق األرض‪++‬ي للمس‪++‬جد ع‪++‬ام ‪1350‬‬ ‫حيث توج ُد غرفةٌ واسعة ‪ .‬بعدها ت ّم بنا ُء‬ ‫ِ‬ ‫هج‪++‬ري المواف‪++‬ق للع‪++‬ام ‪ 1931‬ميالدي ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ط‪++‬ابق العل‪++‬وي ع‪++‬ام ‪ 1351‬هج‪++‬ري‬ ‫الموافق للع‪++‬ام ‪ 1932‬ميالدي ‪ .‬أ ّم‪++‬ا التّجدي‪ُ +‬د الح‪ُ +‬‬ ‫‪+‬ديث والتّوس‪++‬ي ُع ‪ ،‬فق‪++‬د ب‪++‬دأ ع‪++‬ام‬ ‫‪ 1982‬ميالدي حيث توقف العم‪ُ +‬ل ب‪+‬ه بس‪+‬بب اإلجتي‪+‬اح الص‪+‬هيوني للبن‪+‬ان ‪ ،‬ثم‬ ‫‪+‬تؤنف العم‪++‬ل ب‪++‬ه ع‪++‬ام ‪ 1985‬م وانتهى ع‪++‬ام ‪ 1986‬م كم‪++‬ا ك‪++‬ان ق‪++‬د ت ّم بن‪++‬اء‬ ‫اس‪+‬‬ ‫َ‬ ‫المئذنة بشكلها الحالي عام ‪ 1964‬م‬

‫‪ - 55‬المدرسة‬ ‫ضمن أحد منازل‬ ‫نظ ًرا لعد ِد التالميذ القليل ‪ ،‬كان يت ّم تدريسهم في غرف ٍة‬ ‫َ‬ ‫ق األرض‪ُ ++‬ي للمس‪++‬جد ‪ ،‬يُس‪++‬تعم ُل‬ ‫القرية وب‪++‬د ًءا من الع‪++‬ام ‪ 1936‬م ك‪++‬ان الطّ‪++‬اب ُ‬ ‫كمدرس ٍة ومن ث َّم ت َّم بنا ُء غرفتين في الحارة التّحتا ‪ ،‬عن روح المرحوم س‪++‬عيد‬ ‫ستُع ِملَتْ كمدرس ٍة خالل الخمسينات من الق‪++‬رن العش‪++‬رين ‪،‬‬ ‫محمد عبدوني ‪ ،‬وقد ا ْ‬ ‫الس‪+‬يدةُ‬ ‫وكانت تُس‪++‬تعم ُل‬ ‫الس‪+‬نين مدرس‪+‬ةً للمقاص‪ِ +‬د الّ‪++‬تي ك‪++‬انت ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫ً‬ ‫أيض‪+‬ا في بع ِ‬ ‫س فيها ‪ِ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ‬ ‫هدى طبّارة زوجة المرحوم االستاذ جمي‪++‬ل الج‪++‬اروش تُ‪++‬د ّر ُ‬ ‫هذا البناء أص‪+‬بح الحقًا مس‪+‬كنًا للش‪+‬يخ في الط‪+‬ابق االرض‪+‬ي ‪ ،‬واس‪+‬تعمل مرك‪ً +‬زا‬ ‫ضا وفي عام ‪ 2007‬م تم ترميم هذا المب‪++‬نى ليص‪++‬بح مرك ‪ً +‬زا دينيً‪++‬ا‬ ‫للمطحنة أي ً‬ ‫باسم جديد أال وهو‬

‫سلطان لتعليم القرآن "‪.‬‬ ‫" دار ال ّ‬

‫ق الثاني من المبنى فيُستعم ُل مسكنًا للشّيخ ‪ .‬والمدرسةُ الحاليةُ ‪،‬‬ ‫أ ّما الطاب ُ‬ ‫ت َّم بناؤها وأص‪+++‬بحت ج‪+++‬اهزةً للتعليم ع‪+++‬ام ‪ 1958‬م ‪ .‬ولقد اُ ْج‪ِ +++‬ريَتْ فيه‪+++‬ا بعض‬ ‫ت‬ ‫ت في ع‪++‬دد ال ُغ‪++‬رف على ف‪++‬ترا ٍ‬ ‫ت واُلحقت به‪++‬ا زي‪++‬ادا ِ‬ ‫ت ‪ ،‬والتجدي‪++‬دا ِ‬ ‫اإلص‪++‬الحا ِ‬ ‫متالحق ٍة‬ ‫‪145‬‬


‫وهي اآلن بحالة جيدة (‪1995‬م) ‪ .‬بعد ذلك في ‪ 13‬نيسان ‪ 2002‬م ت َّم وض ُع حجر‬ ‫األساس لبناء مدرس ٍ‪+‬ة جديد ٍة بحضور معالي وزير التربية عبد الرحيم مراد ورئيس‬ ‫ت الحفري‪+‬اتُ للبن‪+‬اء‬ ‫مجلس الجنوب قبالن قبالن ‪ .‬في ‪ 25‬كانون الث‪+‬اني ‪ 2003‬م ب‪+‬دأ ِ‬ ‫الجديد ‪ ...‬وأصبحت ج‪+‬اهزةً لالس‪++‬تعمال في بداي‪++‬ة الع‪+‬ام الدراس‪++‬ي ‪ 2008 _ 2007‬م‬ ‫فعلي في المدرس‪++‬ة الجدي‪++‬دة ‪ ،‬ك‪++‬ان نه‪++‬ا ُر االث‪++‬نين ‪29‬‬ ‫س‬ ‫ِعل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ أو َل ي‪++‬وم ت‪++‬دري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬باب القري‪ِ +‬ة ناديًا للنّش‪++‬اطات‬ ‫تشرين األول ‪ 2007‬م ‪ ،‬والمدرس‪++‬ة الس‪++‬ابقة يس‪++‬تعملها ش‪ُ +‬‬ ‫الرياضية ‪.‬‬ ‫‪ - 56‬إحصاءاتٌ مدرسيةٌ‪+‬‬ ‫وتش‪++‬جيع ‪ ،‬ومحب ‪ٍ +‬ة ‪ ،‬ق ‪+‬دّم لن‪++‬ا م‪++‬دي ُر مدرس‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوقا‬ ‫ب‪،‬‬ ‫بك‪++‬ل ت‪++‬رحي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ّرسمية‪ +‬األستاذ عمر محيي الدين الفيل المعلومات اإلحصائية التالية ‪:‬‬ ‫عدد التالميذ‬ ‫السنة الدراسية‬ ‫‪1997_1996‬م‬ ‫‪1998_1997‬‬ ‫‪1999_1998‬‬ ‫‪2000_1999‬‬ ‫‪2001_2000‬‬ ‫‪2002_2001‬‬ ‫‪2003_2002‬‬ ‫‪2004_2003‬‬ ‫‪2005_2004‬‬ ‫‪2006_2005‬‬ ‫‪2007_2006‬‬ ‫‪2008_2007‬‬

‫‪65‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪54‬‬

‫عدد المعلمين‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬

‫السنة الدراسية‬ ‫‪2009_2008‬‬ ‫‪2010_2009‬‬ ‫‪2011_2010‬‬ ‫‪2012_2011‬‬ ‫‪2013_2012‬‬ ‫‪2014_2013‬‬ ‫‪2015_2014‬‬ ‫‪2016_2015‬‬ ‫‪2017_2016‬‬ ‫‪2018_2017‬‬ ‫‪2019_2018‬‬ ‫‪2020_2019‬‬

‫عدد التالميذ‬ ‫‪49‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪76‬‬

‫عدد المعلمين‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫مالحظة ‪ :‬قب‪++‬ل بداية األح‪++‬داث الداخلية في لبن‪++‬ان ‪ ،‬أي قب‪++‬ل ع‪++‬ام ‪ 1975‬م‬ ‫كان في المدرسة حوالى ‪ 170‬تلمي ًذا و ‪ 13‬معل ًم‪++‬ا ‪ ،‬ونتيج‪+‬ةً لألح‪++‬داث س‪++‬افرت‬ ‫‪146‬‬


‫عائالتٌ كثيرةٌ خارج لبنان والبعض منها انتقل إلى لوس‪++‬ي ‪ ،‬واألثري‪++‬اء أرس‪++‬لوا‬ ‫أوالدهم إلى المدارس الخاصة ‪.‬‬

‫‪ - 57‬وثيقة عقد شراء قطعي لعقار المدرسة القديمة‬

‫‪147‬‬


‫ملحق توضيحي‪ +‬لوثيقة عقد شراء عقار المدرسة القديمة‬ ‫(راجع االصل على الرقم ‪)57‬‬ ‫نظ ًرا لعدم وضوح بعض الكلمات في ورقة العقد األساسي ‪ ،‬إليك نص‬ ‫العقد كما هو ُمثبت أصالً ‪:‬‬

‫(عقد شراء قطعي )‬

‫نحن مختار‪ ،‬وهيئة اختيارية ‪ ،‬وعموم أهالي السلطان يعقوب ( البقاع ) ‪ ،‬قد‬ ‫اشترينا ش‪+‬را ًء قطعيً‪+‬ا باتً‪+‬ا ‪ ،‬من المال‪+‬ك األص‪+‬يل والوكي‪+‬ل الس‪+‬يد محم‪+‬د محم‪+‬ود‬ ‫الع ّرة ومن وكيل صالح عبد الغني العرة ؛ السيد حسين أحمد الج‪++‬اروش ‪ ،‬دا ًرا‬ ‫بمحل‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب (البق‪++‬اع) ‪ ،‬مؤلف‪++‬ة من غرف‪++‬ة وفس‪++‬حة دار م‪++‬ع غرف‪++‬ة‬ ‫خراب ‪ ،‬نمرة العقار (‪ )974‬يحده شمااًل طريق ‪ ،‬وجنوبًا ملك السيد أحمد عب‪++‬د‬ ‫ال‪++‬رحيم ش‪++‬اهين ‪ ،‬وش‪++‬رقًا طري‪++‬ق ‪ ،‬وغربً‪++‬ا طري‪++‬ق ‪ ،‬بمبل‪++‬غ ق‪++‬دره (‪ 285‬م‪++‬ايتين‬ ‫وخمسة وثمانون ‪ .‬وردت هكذا في االصل ) ليرة سورية لبنانية ورق ‪.‬‬ ‫وللبيان ‪ ،‬حررنا هذا العقد تحري ًرا في ‪ 29‬نيس‪++‬ان ‪ ،1943‬وعن‪++‬دما يقتض‪++‬ي‬ ‫فراغ العقار رقم (‪ )974‬المذكور يحق لل َمالِ َكين األصيل والوكيل ‪ ،‬الحضور إلتمام‬ ‫معاملة الفراغ‬ ‫القَابِلَين بما فيه االصيل والوكيل ‪:‬‬

‫وكيل صالح غنوم ‪:‬‬ ‫حسين أحمد الجاروش‬

‫محمد محمود غنوم‬

‫ش‪++‬هود الش‪++‬راء ‪ :‬علي محم‪++‬د عي‪++‬اش ‪ -‬كام‪++‬ل محم‪++‬د عب‪++‬دوني ‪ -‬خلي‪++‬ل محم‪++‬د‬ ‫سميدي‬ ‫عباس محمد عباس ‪ -‬خليل الخطيب عبدوني ‪ -‬محمد أحمد عبد الفتاح ‪.‬‬ ‫‪148‬‬


‫مالحظة ‪ :‬ان ه‪++‬ذه الوثيق‪++‬ة ‪ ،‬تُثبت أن‪+‬ه تم ش‪++‬راء العق‪++‬ار رقم ‪ 974‬ال‪++‬تي‬ ‫بُنيت عليه المدرسة القديمة من محمد محمود العرة ‪ ،‬ومن وكيل صالح غنوم‬ ‫العرة‬ ‫السيد حسين أحمد الجاروش ‪ ،‬وذلك لصالح عم‪++‬وم أه‪++‬ل القري‪++‬ة ‪ .‬بع‪++‬دها ‪،‬‬ ‫تم بن‪++‬اء المدرس‪++‬ة القديم‪++‬ة ‪ ،‬عن روح المرح‪++‬وم س‪++‬عيد محم‪++‬د عب‪++‬دوني على‬ ‫العقار المذكور أعاله ‪.‬‬

‫‪ – 58‬الطريق الرئيسية‬ ‫الطريق ال ّرئيسيّ ِة المؤدّية للقرية عام ‪ 1948‬م ‪ ،‬وانتهى عام‬ ‫ق‬ ‫بدأ ش ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬إلى أن بدأ مدّها باإلسفلت عام ‪ 1957‬م ‪،‬‬ ‫‪ 1950‬م وبقي هكذا ع ّدةَ سنوا ٍ‬ ‫ت‬ ‫ت متتالية ‪ .‬وقد اُعي َد مدّها باإلسفلت ع ّدةَ مرا ٍ‬ ‫وعلى مراح َل خالل ع ّد ِة سنوا ٍ‬ ‫وت ّم توسيعها ألكثر من م ّر ٍة ‪ ،‬وهي اليوم بحال ٍة جيدة ‪.‬‬

‫‪ - 59‬المياه والخ ّزان‬ ‫يتعب ويشقى ‪ ،‬من أجل الحص‪+‬ول على ش‪+‬ربة م‪+‬ا ٍء‬ ‫كان الجي ُل القدي ُم‬ ‫ُ‬ ‫أوج ّر ٍة لغسل ثيابه فك‪+‬ان األه‪+‬الي يجلب‪+‬ون الم‪+‬ا َء من نهر الليط‪+‬اني ق‪+‬رب غ‪ّ +‬زة‬ ‫ومن العي‪++‬ون عين الفوقا‪ -‬عين س‪++‬فراح – عين أب‪++‬و حلفين ‪ -‬عين التّن‪++‬ور ‪ -‬عين‬ ‫القنا وعين الفالوج‬ ‫أما الماشيةُ ‪ ،‬فكانوا يسقونها من مياه األمطار ‪ ،‬الّتي كانت تُجم ُع في‬ ‫‪+‬ران ص‪++‬خرية منتش‪++‬رة في‬ ‫ض محفور ٍة أو‬ ‫َ‬ ‫تجاويف داخ‪َ +‬ل الص‪++‬خ ِر ‪ ،‬وفي أج‪ٍ +‬‬ ‫أحوا ٍ‬ ‫ض المعاص‪++‬ر ‪ ،‬والعي‪++‬ون ‪،‬‬ ‫من‪++‬اط َ‬ ‫ق عدي‪++‬د ٍة من الجبل ‪ ،‬وك‪++‬ذلك تُجم‪ُ ++‬ع في أح‪++‬وا ِ‬ ‫والبُرك وإليك أسماء بعضها ‪ :‬بئ ُر الجوز ِة ‪ ،‬وكان ق‪++‬رب بيت حس‪++‬ين أب‪++‬و عس‪++‬لي‬ ‫الجاروش وبئر ام سلمى وكان قريبًا من المسجد ‪ ،‬أجران الشّيخ محمد ‪ -‬أج‪++‬ران‬ ‫التّ‪++‬وم ‪ -‬أج‪++‬ران الحيريحة ‪ -‬برك‪++‬ة س‪++‬عديّا ‪ -‬برك‪++‬ة لوس‪++‬ي ‪ -‬برك‪++‬ة ق‪++‬رب بيت علي‬ ‫‪149‬‬


‫ي واس‪ٌ +‬ع ‪ ،‬تُجم‪ُ +‬ع في‪++‬ه‬ ‫عنقة الجاروش ‪ .‬وفي لوسي ك‪++‬ان هن‪++‬اك ص‪+‬‬ ‫‪+‬هريج ص‪++‬خ ّر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مياهُ األمطار وذل‪++‬ك في الح‪++‬ارة الفوق‪++‬ا ق‪++‬رب بيت توفي‪++‬ق أب‪++‬و م‪++‬راد ‪ ،‬كم‪++‬ا ك‪++‬ان‬ ‫يوجد آبا ٌر صخريةٌ منها بئر كبارية وبئر الحياة أو الحيّات ‪.‬‬ ‫سهل ‪ ،‬وكانت‬ ‫اس يجلبون المياه من آبا ٍر حفروها في ال ّ‬ ‫بعدها صار النّ ُ‬ ‫واس‪++‬ع ‪ ،‬عمق‪++‬ه ال يزي‪ُ ++‬د عن بض‪++‬عة أمت‪++‬ا ٍر ‪ ،‬فلقد ك‪++‬ان‬ ‫كبرمي‪++‬ل‬ ‫كل‬ ‫دائري‪++‬ةَ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الش‪ِ ++‬‬ ‫ٍ‬ ‫مخزونُ الميا ِه الجوفي ِة واف ًرا ‪ ،‬وذلك لكثرة األمطا ِر ‪ ،‬ولعدم وجود آبا ٍر إرتوازية‬ ‫‪+‬ع " تُجم‪ُ +‬ع فيه‪++‬ا‬ ‫في حينه وكان العدي ُد من ال ُ‬ ‫س ّكا ِن يبنون في بي‪++‬وتهم " آب‪++‬ا َر جم‪ٍ +‬‬ ‫ُ‬ ‫ت ب‪++‬البئر‪ ،‬ومن‬ ‫ب يص ُل‬ ‫مياه األمطار‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حيث يت ُّم إيصالها بواسطة أنبو ٍ‬ ‫سطح ال‪++‬بي ِ‬ ‫ليس لدي‪++‬ه " ب‪++‬ئر‬

‫يجلب الم‪++‬ا َء من ب‪++‬ئر الج‪++‬امع ‪ ،‬أو من ب‪++‬ئر‬ ‫جمع " ك‪++‬ان‬ ‫ُ‬

‫أقاربه ‪ ،‬وجيرانه ‪ .‬وسابقًا بنى المرحوم أبو حسين علي مرعي الهندي ب‪++‬ئ ًرا في‬ ‫وادي العين ‪ ،‬وأ ّمن مسارب لمياه األمطار كي تصب فيها ‪.‬‬ ‫ت إيصا ُل‬ ‫وبق َي الوض ُع على هذا المنوال إلى أن ت َّم في‬ ‫أواسط الخمسينا ِ‬ ‫ِ‬ ‫األنابيب " القساطل" من نبع شمسين دون أن تُ َّ‬ ‫ضخ المياهُ إلى البيوت ‪ ،‬ألنّه لم‬ ‫َ‬ ‫ني الخ ّزان ‪ِ ،‬عل ًما بأنّه أي‪++‬ام مخ‪++‬تر ِة ج‪++‬دي قاس‪++‬م الهن‪++‬دي (‬ ‫يكن حتى حينه قد بُ َ‬ ‫جمع‬ ‫بصهريج ما ٍء إلى القرية ويت ُّم تفري ُغهُ في بئ ِر‬ ‫‪ )1963 – 1957‬كان يُؤتى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫إلى جانب د ّكان خليل أبو خليل سميدي ‪ ،‬ثم يأتي أه ُل القري ِة ويمألون الجرار ‪،‬‬ ‫شجار بين الحاضرين ‪.‬‬ ‫وفي أغلب األحيان كان يحدث ِ‬ ‫بعدها ت ّم بنا ُء خزا ٍن صغي ٍر قرب بيت أبو سعيد عبدوني (الحديث) ‪ ،‬تُجم ُع‬ ‫ت من‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫والس‪++‬تينا ِ‬ ‫فيه المياه دون أن تُو ّز َع على البيوت ‪ ،‬وذلك خالل الخمسينا ِ‬ ‫‪+‬خم في ك‪++‬رم س‪++‬عيد محمد‬ ‫ان ض‪ٍ +‬‬ ‫الق‪++‬رن الماضي وفي ه‪++‬ذه الف‪++‬ترة ت ّم بن‪++‬ا ُء خ ‪ّ +‬ز ٍ‬ ‫ضهُ وكان جاه ًزا لالستعمال عام ‪1960‬‬ ‫ت الدّولةُ أر َ‬ ‫إبراهيم سميدي حيث اشتر ِ‬ ‫م ‪ ،‬وهو ك‪++‬ان وال ي‪++‬زا ُل يَض‪ُّ +‬‬ ‫ثالثين قري‪ٍ +‬ة في قض‪++‬اءي البق‪++‬اع‬ ‫‪+‬خ المي‪++‬اهَ لح‪++‬والي‬ ‫َ‬ ‫الغربي وراشيّا‬ ‫‪150‬‬


‫في هذه المرحلة ت ّم تمدي ُد شبكةُ ما ٍء في الحارة التّحتا ‪ ،‬وذلك بمستوى‬ ‫الش ‪+‬وارع على ه‪++‬ذه‬ ‫الخ ‪ّ +‬زا ِن الكب‪++‬ير وم‪++‬ا دون‪++‬ه وت َّم ت‪+‬‬ ‫ت في ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪+‬ركيب ع ‪ّ +‬دةَ حنفي‪++‬ا ٍ‬ ‫اس يجلب‪+‬ون الم‪+‬ا َء إلى بي‪+‬وتهم منها ‪ِ .‬عل ًما ب‪+‬أنَّ المي‪+‬اهَ ك‪+‬انت‬ ‫الشّبكة وصار النّ ُ‬ ‫ان‬ ‫ترف ُد الخ ّز َ‬ ‫من نبع شمسين قرب عنجر ‪ ،‬وفي نيسان ع‪++‬ام ‪ 1993‬م ‪ ،‬ت ّم ض‪++‬خ ُ المي‪++‬اه إلي‪++‬ه‬ ‫من مشروع بيادر لوسي ‪ .‬أ َّما الخ ّزانُ العائ ُد للقرية فقد ت ّم بناؤه عام ‪ 1971‬م‬ ‫ت المياهُ على المنازل ‪.‬‬ ‫قرب بيت علي سليم سميدي ‪ ،‬بعدها ُو ّزع ِ‬ ‫ومن الجدي ِر ِذكره أنَّ الموظف أحم‪++‬د ع‪++‬امر(من الص‪++‬ويري) ‪ ،‬قد عم‪َ +‬ل على‬ ‫الخ ّزا ِن الرئيسي لفتر ٍة قصير ٍة ‪ ،‬ومن بعده اس‪++‬تلم وال‪++‬دي محم‪++‬د خلي‪++‬ل عب‪++‬دوني‬ ‫الوظيفةَ لم‪++‬دة ‪ 19‬عا ًما ثم اُحي‪َ +‬ل إلى التّقاعد ‪ .‬بع‪++‬ده اس‪++‬تلم الوظيف‪+‬ةَ أخي طالل‬ ‫محم‪++‬د عب‪++‬دوني وذل‪++‬ك في ع‪++‬ام ‪ 1984‬م وم‪++‬ا زال ح‪++‬تى الي‪++‬وم ‪ .‬كما عم‪++‬ل على‬ ‫خ ّزان القرية محمد فارس شاهين منذ ع‪++‬ام ‪ 1972‬م ح‪++‬ت ّى أحي ‪َ +‬ل إلى التّقاعد ‪.‬‬ ‫والحقًا بع َد مد ٍة طويل ٍة ت َّم التعاق ُد مع ابن‪++‬ه فه‪++‬د محمد ش‪++‬اهين ‪ ،‬وم‪++‬ا زال يعم‪++‬ل‬ ‫في مصلحة المياه حتّى تاريخه ‪.‬‬

‫‪ - 60‬الهاتف‬ ‫سلكي ِة على أعمد ٍة خشبي ٍة ‪ ،‬في عهد مخترة‬ ‫خطوط‬ ‫ت ّم إيصا ُل‬ ‫الهاتف ال ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جدّي قاسم الهندي وذلك حوالى ع‪++‬ام ‪ 1958‬م ‪ ،‬إذ أنّه اس‪++‬تلم ه‪++‬ذه المه ّم‪++‬ة في‬ ‫أوصديق ل‪++‬ه في لبن‪++‬ان أو‬ ‫ب‬ ‫عام ‪ 1957‬م وكان كل من يُري ُد اإلتّصا َل بأي قري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يح‪ +‬و ُل اإلتص‪++‬ا َل إلى‬ ‫خارجه عليه اإلتّص‪++‬ال بمركز عيث‪++‬ا الفخ‪++‬ار ‪ ،‬وه‪++‬ذا المرك‪ُ +‬ز ّ‬ ‫زحلة أو بيروت ‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1963‬م إنتقل الهاتفُ إلى بيت المختار الجديد إبراهيم علي‬ ‫خارج‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫وهبي ‪ ،‬وإنّني أذكر جيّ ًدا ‪ ،‬أنّه عندما كان يأتي أي اتصا ٍل من أي قري ٍ‬ ‫‪151‬‬


‫البالد ‪ ،‬يت ُم إعالمه بطريق ِة المنادا ِة من على األسطح ‪ ،‬فيص ُل الخب ُر إلى ص‪++‬احب‬ ‫العالقة فيحضر إلى بيت المختار ‪ ،‬ويتحادث مع قريبه ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫في عام ‪ 1981‬م ‪ ،‬كانت الدّولة تقو ُم بجهو ٍد لتوزيع‬ ‫خطوط واشتراكا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬رب بيت‬ ‫للهاتف على البيوت ‪ ،‬وذلك بوضع أجهز ٍة في المركز التّ‪++‬ابع للدّول‪++‬ة ق‪َ +‬‬ ‫ب ك َّل شي ٍء ‪ِ ،‬عل ًما بأنّه قد قام‬ ‫جدّي غير أنَّ‬ ‫اإلجتياح الصهيون َي للبنان قد خ َّر َ‬ ‫َ‬ ‫ت اإلش‪++‬تراك باله‪++‬اتف في زحل‪++‬ة ل‪++‬دى‬ ‫عد ٌد كبي ٌر من س ّكا ِن القري‪ِ +‬ة بتق‪++‬ديم طلب‪++‬ا ِ‬ ‫ال‪+++‬دائرة المختص‪+++‬ة ‪ ،‬ولكن ك‪ّ +++‬ل ش‪+++‬ي ٍء توق‪+++‬ف بس‪+++‬بب أح‪+++‬وال الح‪+++‬رب وع‪+++‬دم‬ ‫اإلستقرار‪.‬‬ ‫وفي تش‪++‬رين الث‪++‬اني من ع‪++‬ام ‪ 1987‬م ‪ ،‬ت ّم ت‪++‬أمين خ‪++‬ط ه‪++‬اتف دولي‬ ‫(سنترال) في بيت حميد الجاروش وبعدها في ‪ 25‬حزي‪++‬ران ‪ 1989‬م ت َّم توزي ‪ُ +‬ع‬ ‫ت على المنازل ‪ ،‬وذلك من السنترال المذكور ‪.‬‬ ‫إشتراكا ٍ‬ ‫في نهاية عام ‪ 2001‬م ‪ ،‬ت ّم توزيع إشتراكات الهاتف على العموم من قبل‬ ‫الدّولة ‪.‬‬

‫‪ -61‬البريد‬ ‫منذ أكثر من ‪ 80‬سن ٍة كان يستل ُم البري َد (الرسائ َل) ‪ ،‬المرحوم خالد الخطيب‬ ‫ت ‪ ،‬ومن يعلم من القرية‬ ‫من ح ّمارة وهو جد يحيى صاحب محطّ ِة المحروقا ِ‬ ‫أنّ له رسالةً عنده ‪ ،‬ينزل ماشيًا ليستلمها ‪ .‬ث ّم بعد ذلك ‪ ،‬صار البري ُد يصلنا مع‬ ‫ساع اسمه حليم ‪ ،‬وهو من خربة قنافار ‪ ،‬فكان يأتي على حصانه ‪ ،‬وينتظره‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم المح ّد ِد ‪ ،‬فهذا‬ ‫يحضر في‬ ‫يوم معي ٍن ‪ ،‬فإن لم‬ ‫ْ‬ ‫النّ ُ‬ ‫اس بفارغ الصبر وفي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ساع آخر من جب جنّين‬ ‫يعني أنّه ال رسائ َل من الخارج ‪ .‬وبعده صار يأتي‬ ‫ٍ‬ ‫يدعى " أبوطالب "‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫ساحة ‪ ،‬وكل واح ٍد يقول في نفسه ‪ ،‬لعله يحمل‬ ‫كان ال ّرجا ُل ينتظرونه في ال ّ‬ ‫ساحة‬ ‫لي رسالةً من ‪ :‬ابني أو أخي ‪ ،‬أو أبي ‪ ...‬وبما أنّ بيتَنَا القديم كان جا ًرا لل ّ‬ ‫الس‪+++‬ن ‪ ،‬وأراقبهم وهم‬ ‫ث كب‪+++‬ار ّ‬ ‫العا ّم‪+++‬ة ‪ ،‬كنت أجلس جانبًا أس‪+++‬تمع إلى أح‪+++‬ادي ِ‬ ‫يلعبون بالورق ‪ ،‬فيرمون النكات على بعضهم ‪ ،‬وفي بعض األحيان يتشاجرون ‪،‬‬ ‫ويتغامزون‬ ‫ت ‪ ،‬ك‪++‬ان أح‪ُ +‬د الحاض‪++‬رين ين‪++‬دف ُع إلى‬ ‫وللتّسلية يتابعون ‪ .‬ومن خال ِل ه‪++‬ذه الجلس‪++‬ا ِ‬ ‫ساح ِة ‪ ،‬ليستطل َع أخبا َر " أبو طالب " وتتبعه أنظ‪++‬ار الحاض‪++‬رين ‪ :‬هل ظه‪++‬ر‬ ‫طرف ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫مع حصانه من الح‪++‬ارة التّحتا ق‪++‬رب بيت يوس‪++‬ف أب‪++‬وعرابي أم ال ؟ ويع‪++‬ود إلى‬ ‫ت ‪ ،‬إلى أن يُط‪َّ +‬ل " أب‪++‬و ط‪++‬الب " ‪،‬‬ ‫الجلسة خائبًا ‪ ،‬ويك ّررها هو أوغيره ع‪ّ +‬دةَ م‪++‬را ٍ‬ ‫ق وج‪++‬وه الحاض‪++‬رين ‪ ،‬لع ‪َّ +‬ل س‪++‬اعي البريد يحم ‪ُ +‬ل إليهم أخب‪++‬ا ًرا س‪++‬ا ّرة من‬ ‫فتش‪++‬ر ُ‬ ‫مغتربيهم ‪.‬‬ ‫ساحة ويُسلّ ُم على الحاضرين ‪ ،‬وهؤالء عيونهم مشّدودة إلى‬ ‫يص ُل إلى ال ّ‬ ‫‪+‬يب ه‪++‬ذا‬ ‫الجلدية ‪ ،‬ويسارع " أبو طالب " بقراءة أس‪++‬ماء الّ‪++‬ذين لهم نص‪ٌ +‬‬ ‫المحفظة ُ‬ ‫األسبوع ‪ ،‬فمن يستلم رسالةً‬ ‫ق ُحل ًما ال‬ ‫تنفرج أساري ُره ‪ ،‬ويب‪++‬دو علي‪++‬ه وكأنّ‪++‬ه حقَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫مثي َل له ‪.‬‬ ‫‪+‬ر " أب‪+‬و ط‪+‬الب " في‬ ‫ّأ ّما من لم يُحالفه الحظ باستالم رس‪+‬ال ٍة ‪ ،‬فعليه ان ينتظ‪َ +‬‬ ‫األس‪+++++‬بوع الاّل‬ ‫ح‪+++++‬ق ‪ ،‬ويع‪+++++‬ود إلى بيته وهو يُ ّكنُ في نفسه عتبًا على من لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورق كي ال يعود إلى بيته خائبًا ‪.‬‬ ‫يُفرحه ولو بقُصاص ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ومن ث ّم انتقل البري‪ُ +‬د من جب جنّين إلى عيث‪++‬ا ّ‬ ‫الفخ‪ +‬ار ‪ ،‬وقد ق‪++‬ام مص‪++‬طفى خلي‪++‬ل‬ ‫مادي من‬ ‫بدل‬ ‫سميدي باستالم البريد ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫س ُمخ ّ‬ ‫ص للبلدة ‪ ،‬وذلك لقا َء ٍ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ضمن كي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬تمر ط‪++‬وياًل بس‪++‬بب قلّ‪ِ +‬ة الم‪++‬ردود الم‪++‬ادّي ‪ ،‬ولس‪++‬فر‬ ‫الدّولة ‪ .‬غ‪++‬ير أنّ ذل‪++‬ك لم يس‪ْ +‬‬ ‫مصطفى سميدي ‪.‬‬ ‫‪153‬‬


‫ساع من الصويري ‪ ،‬يُدعى خليل أبو نمري ‪،‬‬ ‫بعدها صار البري ُد يصلنا مع‬ ‫ٍ‬ ‫الس‪+‬اعي نق‪++‬وال يحم‪++‬ل‬ ‫وكان يأتي إلى القرية على د ّراج ٍة ناريّة ‪ .‬ث ّم بع‪++‬ده ص‪++‬ار ّ‬ ‫إلينا ال ّرسائ َل راكبًا دراجته الناري‪++‬ة ‪ ،‬وبع‪++‬د ذلك ص‪++‬ار ي‪++‬أتي بس‪+‬يّارته ‪ ،‬وه‪++‬و من‬ ‫عيث‪++‬ا ّ‬ ‫الفخ‪ ++‬ار ‪ ،‬وم‪++‬ا زال ح‪++‬ت ّى اآلن (‪1986‬م) ‪ .‬وك‪++‬انوا يُس‪ّ ++‬مون س‪++‬اعي البري‪++‬د‬ ‫" بوسطجي" ‪ ،‬وهي مستعارةٌ من الّلغة الفرنسية ‪.‬‬ ‫وفي ف‪+‬ترة األح‪+‬داث الداخلي‪+‬ة في لبن‪+‬ان أي بين ع‪+‬ا َمي (‪ 1976‬و‪ )1980‬توق‪+‬ف‬ ‫البريد ‪ ،‬فص‪++‬ار األه‪++‬الي والمغ‪++‬تربون يتب‪++‬ادلون الرس‪++‬ائل فيم‪++‬ا بينهم عن طري‪++‬ق‬ ‫صاحب محل في سوق (الحميدية – دمشق) واسمه ش‪++‬فيق الغمي‪++‬ان ‪ ،‬ومن‪++‬ه الى‬ ‫" أبو صالح الهندي " حيث كان يُحضر بضاعته من الشام وخاصة من مح‪++‬ل‬ ‫الشخص المذكور ‪.‬‬ ‫‪+‬اع للبري‪++‬د ‪ ،‬فأص‪++‬بح النّ‪++‬اس‬ ‫بعد ذل‪++‬ك ‪ ،‬م‪ّ +‬رت ف‪++‬ترةٌ طويل‪+‬ةٌ ‪ ،‬ولم يكن هن‪++‬اك س‪ٍ +‬‬ ‫يعتمدون على المسافرين ذهابًا وإيابًا ‪ ،‬ليتبادلوا ال ّرسائ َل ‪ ،‬إلى أن ظهرت هجم ‪+‬ةُ‬ ‫ت اإلتصاالتُ ونق ُل األخب‪++‬ار فيما بينهم ‪ ،‬أس‪++‬هل‬ ‫الهواتف الخلوية والثّابتة فأصبح ِ‬ ‫أوراق‬ ‫وأس‪++‬رع ولم يع‪++‬د هن‪++‬اك ض‪++‬رورة لل ّرس‪++‬ائل إالّ لمن يُريد الحص‪++‬و َل على‬ ‫ٍ‬ ‫ثبوتيّ ٍة ‪ ،‬فأصبح بإمكانه إرسالها عن طريق " ليبان بوست " في جب جنّين ‪ ،‬أو‬ ‫سرعةَ ‪ ،‬فيمكن إرسالها بالبري‪++‬د‬ ‫أية مدين ٍة أخرى وإذا كانت المعاملة‬ ‫تستوجب ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫سريع "‪ " DHL‬وهي شركةٌ عالمية‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫‪ - 62‬الكهرباء‬ ‫ت ّم إيصا ُل الكهرباء إلى القرية في عام ‪ 1965‬م ‪ ،‬عل ًما بأنّه دشّنها الشّيخ‬ ‫بيار الجميّل بصفته وزي ًرا لألش‪++‬غال العامة ‪ .‬وك‪++‬ان النّ‪++‬اس يعتم‪++‬دون في اإلن‪++‬ارة‬ ‫سابقًا على القناديل ‪ ،‬والفوانيس " واللوكس " ‪ ،‬وغيرها من األدوات الّتي تعتم‪ُ ++‬د‬ ‫نتج عن االح‪++‬داث في لبن‪++‬ان ‪ ،‬إنقط‪++‬ا ٌع في التي‪++‬ار الكهرب‪++‬ائي‬ ‫على الك‪++‬از ‪ .‬من ث َّم َ‬ ‫‪154‬‬


‫ت ح‪++‬ل المش‪++‬كلة على‬ ‫ت طويل ٍة ‪ ،‬وعلى مدى س‪َ +‬‬ ‫‪+‬نين عدي‪++‬د ٍة ‪ ،‬فح‪++‬اول ك‪ُّ +‬ل بي ٍ‬ ‫لفترا ٍ‬ ‫طريقته ‪ ،‬وحسب إمكانياته فمنهم من اشترى مولِّ ًدا كهربائيًّا لبيته ‪ ،‬ومنهم من‬ ‫مصباحا على الغاز " اللوكس" أو قنادي َل على الكاز ‪.‬‬ ‫اشترى‬ ‫ً‬ ‫إلى أن اشترى محمد يوسف حسين أب‪++‬وعرابي مولّ‪ً +‬دا كهربائيً‪++‬ا ‪ ،‬حيث ت ّم رب‪+‬طُ‬ ‫معظم ال‪++‬بيوت ب‪++‬ه وذل‪++‬ك من خالل ش‪++‬بك ِة خط‪++‬و ٍط ُم‪ ++‬دّت على أعم‪++‬د ِة ش‪++‬ركة‬ ‫الكهرباء وكان ذلك في ‪ 19‬نيس‪++‬ان ‪ 1990‬م ‪ .‬بع‪++‬دها في ‪ 19‬تش‪++‬رين الث‪++‬اني‬ ‫‪+‬غ ُمرس ‪ٍ +‬ل من المغ‪++‬تربين في‬ ‫‪ 1990‬م ‪ ،‬ت ّم تأمينُ ُم َول ٍد للكهرباء من رص‪++‬ي ِد مبل‪ٍ +‬‬ ‫البرازيل ‪ .‬وما زالت هذه الطريقة تُستعم ُل إلى يومن‪++‬ا ه‪++‬ذا ‪ ،‬وذل‪++‬ك عن‪++‬د انقط‪++‬اع‬ ‫للش ‪+‬ركة ‪ ،‬فبه‪++‬ذه الحال‪++‬ة ل‪++‬دينا كهرب‪++‬اء على م‪++‬دى ‪24‬‬ ‫التّيّ‪++‬ار الكهرب‪++‬ائي التّ‪++‬ابع‬ ‫ّ‬ ‫ساعة ‪.‬‬

‫‪ - 63‬البلدية‬ ‫سست عام ‪ 1957‬م ‪ ،‬واستلم رئاستَ َها محمد علي عيّاش الع ّرة ‪ ،‬ث ّم‬ ‫تأ ّ‬ ‫‪+‬تمر في رئاس ‪ِ +‬ة‬ ‫ب في ع‪++‬ام ‪ 1963‬م ف‪++‬ؤاد أحمد الج‪++‬اروش ‪ ،‬ولكنّ‪++‬ه لم يس‪ْ +‬‬ ‫ا ْنتُ ِخ َ‬ ‫البلديّة م ّدةً طويلةً واستقال قب َل استكما ِل المدّة القانونية رغ َم أنّ‪++‬ه ك‪++‬ان نش‪++‬يطًا‬ ‫ت البلديّ ‪+‬ةُ وأص‪++‬بحت تحتَ إش‪++‬راف قائمق‪++‬ام البق‪++‬اع‬ ‫وف ّع ‪+‬ااًل ‪ .‬ث ّم م‪++‬ا لبثت أن ُحلَّ ِ‬ ‫الغربي ولم ّد ٍة طويلة ‪ .‬وم ّما يجد ُر ذكره أنّ والدي محمد خلي‪++‬ل عب‪++‬دوني ‪ ،‬عم‪++‬ل‬ ‫شاويش ‪+‬ا للبلدية على عه‪++‬د محم‪++‬د علي عيّ‪++‬اش الع‪ّ ++‬رة ‪ ،‬وأنّ محم‪++‬د علي أب‪++‬و‬ ‫ً‬ ‫عسلي الجاروش ‪ ،‬عمل كاتبًا للبلدية في عهد فؤاد أحمد الجاروش ‪.‬‬ ‫سا للبلدية ‪ ،‬ومن ث ّم اُقيلت‬ ‫في عام ‪ 1998‬م ‪ ،‬ت َّم‬ ‫ُ‬ ‫انتخاب خليل محمد صالح رئي ً‬ ‫ق على االستاذ أحم‪++‬د محم‪++‬د محم‪++‬ود الع ‪ّ +‬رة ‪،‬‬ ‫في عام ‪ 2001‬م ‪ ،‬بعدها ت َّم اإلتفا ُ‬ ‫الس ‪+‬نوات الثالث المتبقي‪++‬ة ‪ .‬وفي ع‪++‬ام ‪ 2004‬م ت ّم‬ ‫ليك‪++‬ون‬ ‫رئيس ‪+‬ا للبلدي‪++‬ة ليُكم ‪َ +‬ل ّ‬ ‫ً‬ ‫سا للبلدية ‪ ،‬وبع‪++‬ده في ع‪++‬ام ‪ 2010‬م‬ ‫انتخاب المهندس محمد حسن صالح رئي ً‬ ‫‪155‬‬


‫ت ّم انتخ‪++‬اب المهن‪++‬دس أحمد محم‪++‬د الج‪++‬اروش ‪ ،‬وفي ع‪++‬ام ‪ 2016‬م ت ّم انتخ‪++‬اب‬ ‫سا للبلدية ‪.‬‬ ‫العميد المتقاعد أحمد حميد الجاروش رئي ً‬ ‫في عهد آل صالح ت ّم تعيينُ خليل حسن سعدي شرطيًّا للبلدية ‪ ،‬وأحمد عبد‬ ‫الحفيظ عبدوني كاتبا ً ‪ ،‬ومص‪++‬طفى أحم‪++‬د الع‪ّ +‬رة أمينً‪++‬ا للص‪++‬ندوق ‪ ،‬كم‪++‬ا ت ّم تع‪++‬يين‬ ‫محمد حسين عرابي شرطيًّا ثانيًا ‪ ،‬في عهد الرئيس أحمد حميد الجاروش ‪.‬‬ ‫*مالحظة ها ّمة ‪ :‬انّ اآلنسةَ فاطمة ابراهيم وهبة ‪ ،‬هي أ ّو ُل فتا ٍة تُ‬ ‫نتخب‬ ‫ُ‬ ‫عض ًوا في المجلس البلدي (عام ‪ ، )2016‬وقد تكون األولى في المنطقة ‪.‬‬

‫‪ – 64‬المخاتير في السلطان يعقوب الفوقا‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬

‫أحمد عبد الفتاح‬ ‫شاهين‬ ‫كامل محمد عبدوني‬

‫أحمد ابراهيم سميدي ‪11 1890‬‬ ‫م‬ ‫‪1951‬م‬ ‫مصطفى عثمان الع ّرة ‪12 1896‬‬ ‫م‬ ‫إبراهيم أحمد سميدي ‪ 13 1902‬قاسم محمد الهندي ‪1957‬م‬ ‫م‬ ‫محمد عثمان الع ّرة‬ ‫‪ 14 1908‬إبراهيم علي وهبي ‪1963‬م‬ ‫م‬ ‫أبو سعيد عبدوني‬ ‫مصطفى أبوعرابي‬ ‫‪1994‬م‬ ‫‪15 1914‬‬ ‫بالتكليف‬ ‫م‬ ‫أحمد أبوعباس‬ ‫‪ 16 1920‬محمد أحمد سميدي ‪1998‬م‬ ‫الجاروش استقال ‪ ،‬فأكمل‬ ‫م‬ ‫العضو خليل سعدي‬ ‫الفترة المتبقية ‪.‬‬ ‫محمود محمد الهندي ‪ 17 1921‬أحمد يوسف أبوعرابي ‪1998‬م‬ ‫مختار ثا ِن‬ ‫م‬ ‫علي سليم سميدي‬ ‫‪ 18 1927‬أحمد محمد الجاروش ‪2004‬م‬ ‫م‬ ‫خليل محمد الخطيب‬ ‫‪ 19 1933‬عمر سعيد‪ +‬عبدوني ‪2010‬م‬ ‫‪156‬‬

‫‪1945‬م‬


‫عبدوني‬ ‫خليل علي أحمد‬ ‫‪10‬‬ ‫سميدي‬

‫م‬ ‫‪20 1939‬‬ ‫م‬

‫عمر سعيد‪ +‬عبدوني‬

‫‪2016‬م‬

‫‪ - 65‬المخاتير في السلطان يعقوب التحتا‬ ‫‪1‬‬

‫حسين يوسف عثمان‬

‫‪1927‬م ‪ 8‬شنديل فارس بالتكليف ‪1986‬م‬

‫الع ّرة‬ ‫‪2‬‬

‫محمد علي سميدي‬

‫‪1933‬م ‪9‬‬

‫صالح صالح بالتكليف‬

‫‪1997‬م‬

‫(أبو سعيد علي أحمد)‬ ‫‪3‬‬

‫محمد علي سميدي‬

‫‪4‬‬

‫علي خليل سعدي‬

‫‪5‬‬

‫سعيد بلعيص سعدي‬

‫‪6‬‬

‫حسن علي أحمد‬

‫‪1939‬م ‪1‬‬

‫علي محمد سعدي‬

‫‪1998‬م‬

‫‪0‬‬ ‫‪1945‬م ‪1‬‬

‫حميد محمد الجاروش ‪2004‬م‬

‫‪1‬‬ ‫‪1951‬م ‪1‬‬

‫عصام حسن سميدي‬

‫‪2010‬م‬

‫‪2‬‬ ‫‪1957‬م ‪1‬‬

‫سميدي‬ ‫‪7‬‬

‫محمد محمود الع ّرة‬

‫‪3‬‬ ‫‪1963‬م‬

‫‪157‬‬

‫عصام حسن سميدي‬

‫‪2016‬م‬


‫علما ً بأنّ بعضهم قد خدم ألكث َر من والي ٍة ‪ ،‬والبعض اآلخر ‪ ،‬خدم لمد ٍة‬ ‫طويل ٍة بسبب عدم إجراء اإلنتخابات في مواعي‪++‬دها ‪ ،‬ألنّ البال َد ك‪++‬انت في حال‪++‬ة‬ ‫ث متتالي ٍة ‪ ،‬وإليك الجدول اإلحصائي اإلجمالي ‪:‬‬ ‫ب وأحدا ٍ‬ ‫حرو ٍ‬ ‫آل سميدي‬ ‫آل عبدوني‬ ‫آل الع ّرة‬ ‫آل سعدي‬ ‫آل الجاروش‬ ‫آل الهندي‬

‫آل أبو عرابي‬ ‫آل وهبة‬ ‫آل فارس‬ ‫آل شاهين‬ ‫آل صالح‬

‫‪ 8‬مخاتير‬ ‫‪ 4‬مخاتير‬ ‫‪ 4‬مخاتير‬ ‫‪ 4‬مخاتير‬ ‫‪ 3‬مخاتير‬ ‫مختاران‬

‫مختاران‬ ‫مختار واحد‬ ‫مختار واحد‬ ‫مختار واحد‬ ‫مختار واحد‬

‫‪ - 66‬المشايخ في السلطان يعقوب الفوقا‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أحمد الخطيب عبدوني (الخطيب القديم والدة ‪ _1823‬وفاة ‪1928‬م)‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫يوسف الخطيب عبدوني‬ ‫محمد يوسف الخطيب عبدوني‬ ‫الشيخ حمزة أو أبو حمزة‬ ‫محمد عثمان الع ّرة‬ ‫الشيخ خالد‬ ‫الشيخ عمر( مصري)‬ ‫الشيخ أبوعبد هللا(من طفس)‬ ‫سليمان الحريري(سوري)‬ ‫محمد حسنين(أبو أنور من مصر)‬

‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬

‫محمد نصير (برالياس)‬ ‫محمد بني زام(المغرب)‬ ‫عبد السالم اإلسماعيل( سوري)‬ ‫نايف اللدن( خربة روحا)‬

‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪158‬‬

‫نجيب أبو شاهين( المنارة)‬ ‫علي حمود سويد( المنارة)‬ ‫جهاد درويش(قب إلياس( ‪1997‬م‬ ‫جودت العربيني( سوري)_تموز ‪1998‬‬ ‫محمد المهباني( سوري) نيسان ‪2001‬‬ ‫خالد درويش شباط ‪2006‬‬ ‫محمد حمدو مصيني(سوري)‪2006‬‬ ‫محمد عبد الفتاح(مجدل عنجر)‪2007‬‬ ‫العاّل مة الشيخ عبد الهادي الخرسة‬ ‫(سوري_ منتصف حزيران ‪) 2014‬‬ ‫حسن عثمان( سوري_ ‪ 7‬تموز ‪)2018‬‬ ‫علي الرفيع من بكا(رمضان ‪)2018‬‬ ‫وليد ال ُزكرة_ بعلبك أوائل أيار‪2019‬‬ ‫عمر أمامة (مجدل عنجرحزيران‬


‫‪ 15‬الشيخ فؤاد‬

‫‪29‬‬

‫سامر المهباني(سوري من حمص(‬ ‫جامع القراءات العشر_ نيسان ‪2020‬‬

‫‪ –30‬الشيخ محمود صالح (من المرج) أول عام ‪ – 2021‬سافر في أيلول ‪2021‬‬ ‫‪ – 31‬الشيخ الدكتور وفيق حجازي (من ب ّكا) أول تشرين الثاني ‪. 2021‬‬ ‫علم ‪+‬ا ً ب‪++‬أنّ ع‪++‬دداً من ه‪++‬ؤالء المش‪++‬ايخ ‪ ،‬ك‪++‬ان يق‪++‬وم ب‪++‬أداء اآلذان إض‪++‬افة‬ ‫لإلمامة والخطابة في المسجد ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤذن سوري من مع ّرة النّعمان اسمه محمد طه‪.‬‬ ‫في نهاية صيف ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫المؤذن عبد الناصر العسلي ( سوري) ‪.‬‬ ‫ في كانون الثاني ‪2011‬‬‫ّ‬ ‫المؤذن أديب الشّمالي ( ابو ابراهيم) وما زال‬ ‫ في ‪ 6‬تشرين الثاني ‪2011‬‬‫حت ّى اليوم ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المؤذنين القدامى ‪ :‬أحمد أبو مراد ووالده ‪ ،‬علي محمد سميدي ‪ ،‬سعيد‬ ‫ من‬‫أحم‪++‬د ش‪++‬اهين ‪ ،‬أحمد س‪++‬عيد ش‪++‬اهين ‪ ،‬محمد علي عبّ‪++‬اس ‪ ،‬إب‪++‬راهيم أب‪++‬و ف‪++‬ارس‬ ‫شاهين أبو قاسم شاهين وأخوه عبد ال ّرحمن شاهين ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬عند ف‪++‬راغ مرك‪++‬ز المش‪++‬يخة والخطاب‪++‬ة في المس‪++‬جد ‪ ،‬ك‪++‬ان يق‪++‬و ُم‬ ‫الس ‪+‬ن والق‪++‬ادرين من القري‪++‬ة ‪ ،‬وهم ‪ :‬إب‪++‬راهيم أب‪++‬و ف‪++‬ارس‬ ‫ب‪++‬الواجب أح ‪ُ +‬د كب‪++‬ا ِر‬ ‫ّ‬ ‫شاهين – محمد إب‪++‬راهيم ش‪++‬اهين ‪ -‬كام‪++‬ل محمد عب‪++‬دوني ‪ -‬أب‪++‬و جميل الج‪++‬اروش –‬ ‫عبدو يوسف الخطيب عب‪++‬دوني ‪ -‬حس‪++‬ين خليل س‪++‬ميدي – محمد علي س‪++‬ميدي –‬ ‫أحمد أبو مراد ‪.‬‬

‫‪ - 67‬المشايخ في السلطان يعقوب التحتا‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشيخ المصري أحمد فياض‬ ‫القاضي إبراهيم الّلدن‬

‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪159‬‬

‫بالل شحيمي‬ ‫أحمد درويش الكردي‬


‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 8‬عبد النّاصر الخطيب‬ ‫‪ 9‬الشيخ الحسيني المصري‬ ‫فضيلة الشيخ الدكتور علي‬ ‫‪10‬‬ ‫الغ ّزاوي‬ ‫منذ عام ‪1996‬م ‪ ،‬و ما زال حتى‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫( ‪ 2020‬م )‬

‫محمد أمامة‬ ‫هشام القدّومي‬ ‫حسن غبروش‬

‫ّ‬ ‫المؤذنين في لوسي ‪ :‬المرح‪++‬وم الح‪++‬اج حس‪++‬ن خلي‪++‬ل س‪++‬عدي ‪ -‬الح‪++‬اج قاسم‬ ‫ من‬‫علوان – أبو الفتح محمد الخرسة ‪.‬‬

‫‪ - 68‬مشايخ ودعاة في بالد االغتراب‬ ‫السلطان يعقوب تعتز بأبنائها في بالد االغتراب ‪ ،‬وخاصة في البرازيل لما‬ ‫بذلوه وما زالوا يبذلونه من جهود مباركة في الحفاظ على المجتمع االس‪++‬المي‬ ‫في االغتراب ‪ ،‬كما نُشيد بجهودهم الحثيثة والمتواصلة في إقناع الكث‪++‬يرين من‬ ‫المجتمع البرازيلي باعتناق ال‪++‬دين االس‪++‬المي ‪ ،‬فهم ال‪++‬دعاة واألبط‪++‬ال المجاه‪++‬دين‬ ‫بالحكم ‪++‬ة والموعظ‪++‬ة الحس ‪++‬نة والكلم‪++‬ة الطيب‪++‬ة ‪ ،‬والتط‪+++‬بيق الص‪++‬حيح لتع‪++‬اليم‬ ‫االسالم ‪ ،‬وبذلك يكون المسلم قدوة يُحتذى به ‪ ،‬وفي طليعتهم ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فضيلة الشيخ الوقور الجليل المرحوم خليل الص‪++‬يفي ‪ :‬داعي‪++‬ة اس‪++‬المي‬ ‫نشيط ك ّرس حياته في خدمة الدين االسالمي ‪ ،‬بطريقة سلس‪++‬ة ومقنع‪++‬ة وخاص‪++‬ة‬ ‫عندما ك‪++‬ان يقص‪++‬د بالد االغ‪++‬تراب ‪ .‬عم‪++‬ل إما ًم‪++‬ا في مس‪++‬اجد ص‪++‬يدا وجب ج‪++‬نين‬ ‫وبعلبك ‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫ب ‪ -‬فضيلة الشيخ علي محمد عبدوني ‪ :‬من كبار العلماء في البرازيل ‪ ،‬وممثل‬ ‫الندوة العالمية للشباب االسالمي في أمريكا الالتينية ‪. - wamy‬‬ ‫ج – الحاج أحمد علي الصيفي ‪ :‬داعية اسالمي ورئيس مركز الدعوة االسالمية‬ ‫ألمريكا الالتينية والبحر الكاريبي ‪.‬‬ ‫د – فضيلة الشيخ صالح أحمد سليمان درس في الجامعة اإلسالمية المدينة‬ ‫المنورة يعمل حال ًيا في البرازيل ‪.‬‬ ‫هـ – فض‪++‬يلة الش‪++‬يخ محم‪++‬د أحم‪++‬د عب‪++‬دوني ‪ :‬ام‪++‬ام وخطيب مس‪++‬جد تاوباتي‪++‬ه في‬ ‫البرازيل ‪.‬‬ ‫و – فضيلة الشيخ عبد الكريم حس‪++‬ني ال ُع‪ّ +‬رة ‪ ،‬درس وم‪+‬ا ي‪+‬زال يت‪++‬ابع الدراس‪++‬ات‬ ‫العلي‪++‬ا في الجامع‪++‬ة اإلس‪++‬المية ‪ -‬المدين‪++‬ة المن‪++‬ورة ح‪++‬ائز على درج‪++‬ة العالمي‪++‬ة‬ ‫(الماجستير) في العام ‪ 2020‬م ‪.‬‬ ‫زه‪ -‬فضيلة الشيخ كم‪++‬ال محم‪++‬د ش‪++‬اهين ‪ :‬إم‪++‬ام وخطيب مس‪++‬جد س‪++‬او برن‪++‬ادو في‬ ‫البرازيل ‪.‬‬

‫‪ – 69‬النوادي والجمعيات‬ ‫شَئتْ جمعيةٌ خيريةٌ إصالحيةٌ ‪،‬‬ ‫خالل األربعينات ( من القرن العشرين) اُ ْن ِ‬ ‫ش ‪+‬ى َء ن‪++‬ادي ال ّرابطة في خمس‪++‬ينات‬ ‫ق‪++‬امت ببعض اإلص‪++‬الحات في القرية ‪ .‬ث ّم اُ ْن ِ‬ ‫الق‪+++‬رن ذاته وك‪+++‬ان هن‪+++‬اك مش‪+++‬رو ٌع إلنش‪+++‬اء ن‪+++‬ا ٍد في أوائل الس‪+++‬بعينات ‪ ،‬ولكن‬ ‫َ‬ ‫والحروب المتتالية والهج‪++‬رة ‪ ،‬أوقفت مث‪++‬ل ه‪++‬ذه النش‪++‬اطات ‪ .‬وعلى م‪ّ +‬ر‬ ‫الحوادث‬ ‫َ‬ ‫لإلصالح واإلهتمام بأمور القرية ومصالحها ‪ ،‬إضافةً إلى‬ ‫السنين قامت جمعياتٌ‬ ‫ِ‬ ‫ّؤون االجتماعية ومساعدة بعض النّ‪++‬اس في أم‪++‬ور التعليم والطباب‪++‬ة ‪،‬‬ ‫ض الش ِ‬ ‫بع ِ‬ ‫في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوقا والتحتا وذل‪++‬ك مع بداي‪++‬ة الق‪++‬رن الواحد والعش‪++‬رين‬

‫‪161‬‬


‫ت وأوائل ه‪++‬ذا الق‪++‬رن ك‪++‬انت تق‪++‬و ُم جمعي‪++‬اتٌ ‪ ،‬ولكن لم‬ ‫وفيما بين أوائل الثّمانينا ِ‬ ‫تكن لتستم َّر طوياًل ‪.‬‬ ‫ في عام ‪ 2008‬م ت َّم إنشا ُء جمعية خيرية إسالمية في السلطان يعقوب‬‫الس‪+‬ادة ‪ :‬المهن‪++‬دس س‪++‬عيد محمد عب‪++‬دوني ‪-‬‬ ‫الفوقا تعاقب على رئاس‪++‬تها ك‪ّ +‬ل من ّ‬ ‫الح‪++‬اج عربي‪++‬د حس‪++‬ين وه‪++‬بي – العميد المتقاعد أحم‪++‬د حمي‪++‬د الج‪++‬اروش ‪ ،‬وحاليا‬ ‫رجل األعمال س‪++‬عد عم‪++‬ر عب‪++‬دوني (من‪++‬ذ ع‪++‬ام ‪ ، )2018‬ومن ثم تم التجدي‪++‬د ل‪++‬ه‬ ‫مدة ‪ 3‬سنوات ‪ ،‬ذلك في عام ‪. 2021‬‬ ‫ضا ‪،‬‬ ‫كما ت ّم إنشاء جمعية خيريّة إسالميّة في السلطان يعقوب التحتا أي ً‬ ‫سادة ‪ :‬رجل األعمال يوس‪++‬ف‬ ‫في عام ‪ 2008‬وقد تعاقب على رئاستها كل من ال ّ‬ ‫درغام ثم االستاذ عبد الك‪++‬ريم عب‪++‬دوني ‪ ،‬ومن بع‪++‬ده الح‪++‬اج عب‪++‬د الك‪++‬ريم ص‪++‬الح ‪،‬‬ ‫ومن ثم الح‪++‬اج أحم‪++‬د محم‪++‬د إب‪++‬راهيم س‪++‬ليمان في ع‪++‬ام ‪ ، 2021‬علم‪++‬ا ً ب‪++‬أنّ‬ ‫ّ‬ ‫مرخصتان من قبل وزارة الداخلية ‪.‬‬ ‫الجمعيّتين‬

‫‪ -70‬دار السلطان لتعليم القرآن‬ ‫في عام ‪ 2007‬م ‪ ،‬ت ّم ترمي ُم مبنى المدرسة القديمة التي بُنيتْ عن روح‬ ‫ث‬ ‫المرحوم سعيد محمد عب‪++‬دوني ‪ ،‬وفي نفس الع‪++‬ام ت ّم تجه‪++‬ي ُز ه‪++‬ذا المب‪++‬نى بأث‪++‬ا ٍ‬ ‫الس‪+‬لطان لتعليم‬ ‫ب ليكون الئقًا لمهم ٍة جديد ٍة وبعن‪++‬وا ٍن جدي‪ٍ +‬د أال وه‪++‬و " دار ّ‬ ‫مناس ٍ‬ ‫الق‪+++‬رآن " ‪ ،‬وذلك بعد أن ت ّم أخ‪ُ +++‬ذ موافقة دار الفت‪+++‬وى في البق‪+++‬اع على ه‪+++‬ذا‬ ‫األمر ‪ ،‬ومن أه ّم النشاطات الّتي تُقا ُم في هذا المرك ِز هي ‪:‬‬ ‫س ديني ٍة للنساء ‪.‬‬ ‫‪ -1‬إعطا ُء درو ٍ‬ ‫س ديني ٍة للفتيان والفتيات ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إعطا ُء درو ٍ‬ ‫‪162‬‬


‫‪ -3‬إقامة حفالت في المناسبات الدينية ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬القيام برحالتٌ ترفيهيةٌ للمشاركين في الدروس ‪.‬‬ ‫ت ُمقدَّم‪++‬ة من أه‪++‬ل الخ‪++‬ير ‪،‬‬ ‫علما ً بأنّه ت ّم ترميم هذا المركز وتجه‪++‬يزه بتبرع‪++‬ا ٍ‬ ‫ق‪++‬وم‬ ‫الص‪++‬حيح ‪ ،‬في ص‪++‬دو ِر‬ ‫روح اإليم‪++‬ا ِن‬ ‫الّ‪++‬ذين يحبّ‪++‬ون أن يج‪++‬دّدوا ويبثّ‪++‬وا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬ور دين‪++‬ه من مص‪++‬ادره‬ ‫‪+‬رج جي ‪ٌ +‬ل جدي ‪ٌ +‬د ‪ ،‬وقد أخ‪++‬ذ أم‪َ +‬‬ ‫مؤم‪++‬نين ‪ ،‬وأملهم أن يخ‪َ +‬‬ ‫الصحيحة وينابيعه الصافية الصادقة ‪.‬‬ ‫‪+‬ال‬ ‫وبعد ‪ ،‬ال تنسى أيها القارىء الكريم ‪ ،‬بأنّه هن‪++‬اك مجموع‪+‬ةٌ من رج‪ٍ +‬‬ ‫ت‬ ‫ونسا ٍء أشرفت على تنفيذ هذا التّرميم والتّجهيز ‪ ،‬وما زالت تُؤ ِّمنُ له المتطلبا ِ‬ ‫ق نش‪++‬اطاتِه ‪ ،‬وه‪++‬ذه المجموع‪++‬ة ال تبغي س‪++‬وى‬ ‫نس‪ُ +‬‬ ‫الالّزم‪+‬ةَ والنظاف‪+‬ةَ الالّئق‪+‬ةَ ‪ ،‬وتُ ّ‬ ‫األجر والثواب من هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫وظائف‪ -‬مراكز متفرقة‪ -‬مهن حرة‬ ‫تتضمن العناوين التالية‪:‬‬ ‫ المد ّرسون‪+‬‬‫ األسالك العسكرية‬‫ المحامون‬‫‪163‬‬


‫المهندسون‪+‬‬‫ طالب الجامعات‬‫ األطبّاء و الصيادلة‬‫ رجال أعمال في الخليج‬‫‪ -‬متفرقات‬

‫‪ -71‬المدرسون في السلطان يعقوب الفوقا‬ ‫‪1‬‬

‫أمين عيتاني _ قديم‬

‫‪2‬‬

‫بهجت الطرابلسي _ قديم‬

‫‪3‬‬

‫سالم عكومي _قديم‬

‫‪4‬‬

‫سامي حمادة _ قديم‬

‫‪5‬‬

‫شفيع القاسم _ قديم‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫علي الرفاعي _ قديم‬

‫‪8‬‬

‫ُمعين الشريف _ قديم‬ ‫حبيب كرم _ قديم‬

‫‪9‬‬

‫حلمي مراد _ قديم‬

‫‪10‬‬

‫منير اسكندر سمعان _ قديم‬

‫‪11‬‬

‫نظمي الحاج _ قديم‬

‫‪12‬‬

‫عمر األيوبي _ قديم‬

‫‪13‬‬

‫عبد المجيد المعصراني _ قديم‬

‫‪14‬‬

‫محمد أديب _ قديم‬

‫‪15‬‬

‫محيي الدين الفيل _ قديم‬

‫‪16‬‬

‫جميل الجاروش _ قديم‬

‫‪17‬‬

‫محمد علي الورداني (المنارة _‬

‫‪18‬‬

‫أحمد أبو ياسين (المنارة _ قديم)‬

‫‪164‬‬


‫قديم)‬ ‫‪19‬‬

‫محمد حسين الورداني (المنارة‬

‫‪20‬‬

‫قديم)‬ ‫‪21‬‬

‫عبد الرحيم أبوياسين (المنارة _‬ ‫قديم)‬

‫يوسف حسين الجاروش(مقاصد‬

‫‪22‬‬

‫هدى طبارة (مقاصد _ قديم)‬

‫قديم)‬ ‫‪23‬‬

‫سعد سعيد سميدي _ قديم‬

‫‪24‬‬

‫يوسف سعيد سميدي _ قديم‬

‫‪25‬‬

‫نسيب إبراهيم وهبي – قديم‬

‫‪26‬‬

‫محمد أبوعدي الخطيب – قديم‬

‫‪27‬‬

‫علي قاسم عباس‬

‫‪28‬‬

‫سامي قاسم عباس – قديم‬

‫‪29‬‬

‫رامز قاسم عباس – قديم‬

‫‪30‬‬

‫ُموريس أبي حنا‬

‫‪31‬‬

‫أمين محمد الع ّرة‬

‫‪32‬‬

‫يوسف مصطفى الع ّرة‬

‫‪33‬‬

‫حمادي جانم (المنارة)‬

‫‪34‬‬

‫غسان يونس (شحيم)‬

‫‪35‬‬

‫عماد الدين حمدانية _ المرج‬

‫‪36‬‬

‫حسن يوسف‬

‫‪37‬‬

‫فؤاد سليمان‬

‫‪38‬‬

‫نجيب أبو فيصل (كفرزبد)‬

‫‪39‬‬

‫محرز ريحانا ( ُكوسبا)‬

‫‪40‬‬

‫نايف إسطفان (حلبا)‬

‫‪41‬‬

‫خليل محمد عبدوني‬

‫‪42‬‬

‫غسان أبو حسن (جديتا)‬

‫‪43‬‬

‫محيي الدين رمضان (بيروت)‬

‫‪44‬‬

‫ملحم جلول (فيصل _ بيت شاما)‬

‫‪45‬‬

‫جورج حمصي‬

‫‪46‬‬

‫جورج فهد (الشمال)‬

‫‪47‬‬

‫جورج رعد (الشمال)‬

‫‪48‬‬

‫إبراهيم الدواليبي (زحلة)‬

‫‪49‬‬

‫إبراهيم الجديداني (زحلة)‬ ‫طوني طُعمة (زحلة)‬

‫‪50‬‬

‫إدمون ريا (زحلة)‬

‫‪52‬‬

‫حنا الحداد (كترمايا)‬

‫‪53‬‬

‫شكيب القزي‬

‫‪54‬‬

‫بشير عضيمي (النقاش)‬

‫‪55‬‬

‫بشارة مرهج (تعلبايا)‬

‫‪56‬‬

‫نبيل القادري‬

‫‪57‬‬

‫صالح همدر‬

‫‪58‬‬

‫خليل البعلبكي (المنارة)‬

‫‪59‬‬

‫خليل نصرهللا (بعلبك)‬

‫‪60‬‬

‫سامي مطر‬

‫‪61‬‬

‫أحمد حميد الجاروش‬

‫‪62‬‬

‫حامد سالم عبدوني‬

‫‪63‬‬

‫سعيد أحمد المصري‬

‫‪64‬‬

‫حامد محمد الخطيب‬

‫‪51‬‬

‫‪165‬‬


‫‪65‬‬

‫سمية قاسم عباس‬ ‫ُ‬

‫‪66‬‬

‫سعد هللا الورداني (المنارة)‬

‫‪67‬‬

‫عمر ُمحيي الدين الفيل‬

‫‪68‬‬

‫عمر محمد شاهين‬

‫‪69‬‬

‫ناظم محمد عبدوني‬

‫‪70‬‬

‫ياسمين علي علوان‬

‫‪71‬‬

‫رباح محيي الدين الفيل‬

‫‪72‬‬

‫بسام محيي الدين الفيل‬

‫‪73‬‬

‫أحمد عبد الحفيظ عبدوني‬

‫‪74‬‬

‫أحمد حسن الجاروش‬

‫‪75‬‬

‫إنعام صبحي الخطيب (المنارة)‬

‫‪76‬‬

‫محمد سعيد عرابي‬

‫‪77‬‬

‫خليل محمد سميدي‬

‫‪78‬‬

‫عبد الكريم عبدوني‬

‫‪79‬‬

‫ليلى أبوعلي (المنارة)‬

‫‪80‬‬

‫منيرة أبوعلي (المنارة)‬

‫‪81‬‬

‫كارين حمود (مجدل عنجر)‬

‫‪82‬‬

‫نورا حامد عبدوني‬

‫‪83‬‬

‫نظمية خليل عبدوني‬

‫‪84‬‬

‫محمد سعيد المصري‬

‫‪85‬‬

‫مريم علي وهبي‬

‫‪86‬‬

‫إيمان أمين الع ّرة‬

‫‪87‬‬

‫ليلى أمين الع ّرة‬

‫‪88‬‬

‫لبنى أمين الع ّرة‬

‫‪89‬‬

‫أحمد عبد الخالق (مجدل عنجر)‬

‫‪90‬‬

‫رانية صالحة (مجدل عنجر)‬

‫‪91‬‬

‫ميساء صالحة (الصويري)‬

‫‪92‬‬

‫‪93‬‬

‫سميرة أبو نوح (المنارة)‬

‫‪94‬‬

‫ُمطيعة حسين (مجدل عنجر)‬ ‫عائشة الغزاوي (غزة)‬

‫‪95‬‬

‫عائشة القادري (المنارة)‬

‫‪96‬‬

‫آالء جانيبن (الصويري)‬

‫‪97‬‬

‫خولة جانبيين (الصويري)‬

‫‪98‬‬

‫رنا عبد هللا (المنارة)‬

‫‪99‬‬

‫ُجمانة الصباحي‬

‫‪ 100‬فدوى التراس‬

‫‪101‬‬

‫ليلى محمد الع ّرة‬

‫‪ 102‬محمد عمرو نسيب وهبي‬

‫‪103‬‬

‫ماضي رشدي الجاروش‬

‫‪ 104‬أحمد علي عباس‬

‫‪105‬‬

‫أحمد عمر شاهين‬

‫‪ 106‬محيي الدين عمر الفيل‬

‫‪107‬‬

‫محمد عمر الفيل‬

‫‪ 108‬بالل رباح الفيل‬

‫‪109‬‬

‫محمد أمين الع ّرة‬

‫‪ 110‬أحمد قاسم الجاروش‬

‫‪111‬‬

‫تريز الجاروش‬

‫‪ 112‬منى عبد المعين صالح‬

‫‪113‬‬

‫هيثم يوسف الع ّرة‬

‫‪ 114‬عمر منيب عبدوني‬

‫‪115‬‬

‫يوسف خليل عبدوني‬

‫‪ 116‬دالل خليل عبدوني‬

‫‪117‬‬

‫أحمد محمد صالح‬

‫‪ 118‬مايا مصطفى عبدوني‬

‫‪119‬‬

‫أبو تحسين علي حسين ح ّمود‬

‫‪ 120‬هبة نسيب وهبة‬ ‫‪166‬‬


‫الجاروش(في غ ّزة) _ (قديم)‬ ‫‪ُ 121‬رقيّة محيي الدين عبد‬ ‫الفتاح (مجدل عنجر)‬

‫معلم‪++‬ون ج‪++‬دد ‪ :‬أم‪++‬ل س‪++‬ليم – عت‪++‬اد إس‪++‬ماعيل – كم‪++‬ال ال‪++‬ورداني – رش‪++‬دية ياس‪++‬ين – س‪++‬هام‬ ‫ذبيان ‪.‬‬ ‫محمد خالد زيتون (الصويري) حاجب في مدرسة السلطان يعقوب الفوقا ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬إنّ المعلمين ‪ ،‬واألس‪++‬اتذة ‪ ،‬وال‪++‬دكاترةَ الم‪++‬ذكورين س‪++‬ابقًا ‪ ،‬هم موزع‪++‬ون كم‪++‬ا‬ ‫يلي القس‪ُ +‬م األك‪++‬بر ُ د ّرس في القري‪++‬ة ‪ ،‬والقس‪ُ +‬م اآلخ‪ُ +‬ر د ّرس خارجه‪++‬ا ‪ ،‬وذل‪++‬ك في م‪++‬دارس‬ ‫ت وجامعات رسمي ٍة ‪ ،‬وخاص ٍة ‪ ،‬ومنهم ما يزال يُد ّرس في الدول العربية ‪.‬‬ ‫وثانويا ٍ‬

‫‪ -72‬المدرسون في السلطان يعقوب التحتا‬ ‫‪ 1‬علي محمد سميدي (إبن أبو سعيد علي أحمد) د ًّرس في بيروت‬

‫‪2‬‬

‫كمال البيضاوي‬

‫‪3‬‬

‫شفيع القاسم‬

‫‪4‬‬

‫مريم األسير‬

‫‪5‬‬

‫عفيف حنتس‬

‫‪6‬‬

‫أحمد حنتس‬

‫‪7‬‬

‫أحمد شمس الدين‬

‫‪8‬‬

‫عبد الرحمن حدادة‬

‫‪9‬‬

‫كمال شاهين‬

‫‪ 10‬علي قاسم علوان‬

‫‪ 11‬محمد عمر عباس‬

‫‪ 12‬حميد محمد‬

‫‪ 13‬يوسف محمد الهندي‬

‫الجاروش‬ ‫‪ 14‬شفية يوسف الع ّرة‬

‫‪ 15‬صونيا أبوعرابي‬

‫‪ 16‬آمال أبو هميا‬

‫‪ 17‬سلوى ناصر‬

‫‪ 18‬محمد زكريا القادري‬

‫‪ 19‬أحمد التغلبي‬

‫‪ 20‬حسين علي‬

‫‪ 21‬خليل أحمد رحال‬

‫‪ 22‬يوسف مصطفى‬ ‫الع ّرة‬

‫الورداني‬ ‫‪ 23‬محمد العفش‬

‫‪ 24‬يوسف سعيد سميدي‬

‫‪ 25‬فاطمة قاسم عباس‬

‫‪ 26‬سمية قاسم عباس‬

‫‪ 27‬إنعام حمودي‬

‫‪ 28‬قاسم حاالت‬

‫‪ 29‬إبراهيم الحمد‬

‫‪ 30‬نادين نخلة‬

‫‪ 31‬ندى طريف‬

‫‪167‬‬


‫‪ 32‬عصام خالدية‬

‫‪ 33‬أحمد عبد الحفيظ‬

‫‪ 34‬فاديا ساطي‬

‫عبدوني‬ ‫‪ 35‬عمر عبد الخالق‬

‫‪ 36‬إسبرانس إسطفان‬

‫‪ 37‬روى عبد الخالق‬

‫‪ 38‬رشدية ياسين‬

‫‪ 39‬نسرين الخوري‬

‫‪ 40‬أحمد فوزي الع ّرة‬

‫‪ 41‬هدى أبو علي‬

‫‪ 42‬فاطمة الع ّرة‬

‫‪ 43‬رامز الهندي‬

‫‪ 44‬يوسف أبو صالح‬

‫‪ 45‬ماري شهوان‬

‫‪ 46‬شادية األشقر‬

‫‪ 47‬منى حامد الخطيب‬

‫‪ 48‬محمد اليحيى‬

‫‪ 49‬رنا سعد أبوعرابي‬

‫‪ 50‬إنعام سعدي‬

‫‪ 51‬نجاح أحمد‬

‫‪ 52‬عمر الداهوك‬

‫‪ 53‬أميرة مراد‬

‫‪ 54‬نوال مراد‬

‫‪ 55‬إبتسام ن ًّ‬ ‫صار‬

‫‪ 56‬عتاب فارس‬

‫‪ 57‬حنان التغلبي‬

‫‪ 58‬سعيد فوزي أبو‬

‫‪ 59‬رانيا جبارة‬

‫‪ 60‬رانيا سلوم‬

‫‪ 61‬عمر السيد‬

‫‪ 62‬عمير القادري‬

‫‪ 63‬محمد يوسف‬

‫‪ 64‬عامر القادري‬

‫عرابي‬

‫القادري‬ ‫‪ 65‬ريم أسامة فرحات‬

‫‪ 66‬ريم يوسف المجذوب‬

‫‪ 67‬محمد أحمد أبو هميا‬

‫‪ 68‬هند جرادة‬

‫‪ 69‬غادة علي علوان‬

‫‪ 70‬بسام علي علوان‬

‫‪ 71‬حنان علي علوان‬

‫‪ 72‬ياسر علي علوان‬

‫‪ 73‬دالل علي علوان‬

‫‪ 74‬حميدة عمر عباس‬

‫‪ 75‬فاطمة سعدي‬

‫‪ 76‬عمر سعدي‬

‫‪ 77‬محمد قاسم جبارة‬

‫‪ 78‬نُهاد قاسم جبارة‬

‫‪ 79‬ندى بطرس‬

‫‪ 80‬أسمهان كمال‬

‫‪ 81‬كريمة حسين‬

‫‪ 82‬نسيب رباح‬

‫شاهين‬ ‫‪ 83‬طارق رزاق‬

‫سمعان النكت‬ ‫‪84‬‬ ‫ُ‬

‫‪ 85‬بسام غريزي‬

‫‪ 86‬جبران مزهر‬

‫‪ 87‬مكي مكي‬

‫‪ 88‬جمانة حسين‬

‫‪ 89‬نسرين محمد فرحات‬

‫‪ 90‬بارعة أحمد ساطي‬

‫‪ 91‬فاطمة أحمد طربين‬

‫‪ 92‬عبد الرحيم شمس‬

‫‪ 93‬آمال شمس الدين‬

‫‪ 94‬علي مزاحم‬

‫الدين‬ ‫‪ 95‬جعفر إبراهيم‬

‫‪ 96‬هيام محمد شرانق‬ ‫‪168‬‬

‫‪ 97‬عائشة سعيد‬


‫‪ 98‬محمد أحمد العجمي‬

‫‪ 99‬رضا الحاج‬

‫‪ 100‬إياد وليد الخطيب‬

‫‪ 101‬إيليانا السغبيني‬

‫‪ 102‬نبيل حداد‬

‫‪ 103‬بشير الحاج‬

‫‪ 104‬محمد الغندور‬

‫‪ 105‬أحمد رباح‬

‫‪ 106‬نور الدين أحمد‬

‫‪ 107‬صالح رباح‬

‫‪ 108‬فاطمة وهبي‬

‫‪ 109‬نجاة عصام صالح‬

‫‪ 110‬حسين كالكش‬

‫‪ 111‬فاديا وهبي‬

‫‪ 112‬عصام صالح‬

‫‪ 113‬إسعاف عراجي‬

‫‪ 114‬هدية سعيد علي‬

‫‪ 115‬أمية حمزة‬

‫‪ 116‬باسمة رحال‬

‫‪ 117‬إبتسام عصام‬

‫‪ 118‬محمد يوسف الهندي‬

‫سميدي‬ ‫‪ 119‬مرفت محمد‬

‫‪ 120‬ماجدة يوسف صالح‬

‫‪ 121‬ميمونة صالح‬

‫الجاروش‬ ‫‪ 122‬أميرة أحمد الهندي‬

‫‪ 123‬ثريا درغام‬ ‫المرحوم أحمد‬

‫‪ 125‬مالك عمر الفيل‬

‫‪126‬‬

‫‪ 128‬فاروق حبلص‬

‫‪ 129‬مريم يوسف الهندي‬

‫‪ 124‬ياسمين علي علوان‬ ‫‪ 127‬عائشة محمد عباس‬

‫محمود الع ّرة‬

‫من المدرسين القدامى ‪ :‬خير الدين الخطيب – منير شنتوح – عبد هللا محمد ‪.‬‬

‫‪169‬‬


‫‪ -73‬االسالك العسكرية‬ ‫اط‬ ‫هناك عد ٌد كبي ٌر في‬ ‫األسالك الع ّ‬ ‫سكرية ‪ ،‬من ُ‬ ‫ضبَّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ورتبا َء ‪ ،‬وأفراد ‪ ،‬وسأبدأ بذكر أسماء كبار الضباط ‪:‬‬

‫‪-1‬العميد ال ّركن المتقاعد عمر كامل عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ -2‬العميد المتقاعد محمد خليل عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ -3‬العميد المتقاعد كامل حسين عبدوني‪.‬‬ ‫‪ -4‬العميد المتقاعد أحمد حميد الجاروش‪.‬‬ ‫‪ -5‬العقيد الدكتور‪ +‬محمد علي علوان ‪.‬‬ ‫‪ -6‬العقيد جمال حميد الجاروش ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الرائد المتقاعد نسيب ابراهيم وهبة ‪.‬‬ ‫‪ -8‬النقيب الشهيد علي أحمد سميدي‪.‬‬ ‫‪170‬‬


‫أسماء الرتباء واألفراد في االسالك العسكرية كافة (والمتقاعدين)‬ ‫مع االعتذار مسبقًا ممن لم يرد اسمه ‪:‬‬ ‫محمد علي عياش الع ّرة (دركي قديم) ‪.‬‬ ‫عادل يوسف أبو عرابي‬

‫أحمد خليل سميدي‬

‫علي إبراهيم وهبه‬

‫حسين إبراهيم وهبة‬

‫أحمد علي بركات‬

‫علي خالد زيتون‬

‫المرحوم محمد سعده (أبو‬

‫المرحوم محمد يوسف أبو‬

‫المرحوم أحمد محمد‬

‫خليل العسكري)‬

‫قاسم الجاروش‬

‫ابراهيم شاهين‬

‫المرحوم خليل محمد سعده‬

‫قاسم أحمد خرفان‬

‫حسين مصطفى عرابي‬

‫محمود عمر عباس‬

‫عدنان محمد صوان‬

‫يوسف محمد عبدوني‬

‫جمال عبد الرحمن شاهين‬

‫محمد أحمد عبدوني‬

‫رياض أحمد عبدوني‬

‫محمد أحمد الع ّرة‬

‫أحمد حسين الجاروش‬

‫محمد حسين الجاروش‬

‫أحمد محمد عبدوني‬

‫خليل محمد عبدوني‬

‫عبده محمد الخطيب‬

‫هرون محمد الخطيب‬

‫منيب سعيد عبدوني‬

‫محمد عمر عبدوني‬

‫سعيد عمر عبدوني‬

‫محمد هرون الخطيب‬

‫وليم هرون الخطيب‬

‫عامر قاسم الجاروش‬

‫عماد قاسم الجاروش‬

‫محمد عمر شاهين‬

‫أحمد يوسف الع ّرة‬

‫رضى سعد عرابي‬

‫حسين محمد أبوعرابي‬

‫أحمد محمد عرابي‬

‫أحمد وحيد شاهين‬

‫رامي حسين أبوعرابي‬

‫عماد منير صالح‬

‫أحمد خليل أمين الع ّرة‬

‫ابراهيم سعيد أبو عرابي‬

‫علي سعيد أبو عرابي‬

‫محمد ابراهيم أبو عرابي‬

‫المرحوم عبدو قاسم عرابي‬

‫نادر قاسم علوان‬

‫أحمد أمين عبدوني‬

‫زكريا محمود عباس‬

‫عبد هللا سليم زيتون‬

‫سليمان مصطفى األحمد‬

‫سليم مصطفى األحمد‬

‫‪171‬‬


‫فيصل قاسم علوان‬

‫أحمد كرم األحمد‬

‫محمد خليل العرة‬

‫محمد خالد أبوعرابي‬

‫‪ -74‬طالب الجامعات‬ ‫هنالك عد ٌد كبي ٌر من الطّالب الجامعيين في السلطان الفوقا والتحتا ‪،‬‬ ‫وظائف‬ ‫وتل الزعازع ‪ ،‬وفي االغتراب ‪ ،‬وال أعرف الكثيرين منهم ‪ ،‬وهم استلموا‬ ‫َ‬ ‫وخاص‪ٍ +‬ة ‪،‬‬ ‫‪+‬ائف عا ّم‪ٍ +‬ة‬ ‫ومراك َز في لبنان وخارجه وتو ّزع‪++‬وا كم‪++‬ا يلي ‪ - :‬في وظ‪َ +‬‬ ‫ّ‬ ‫في لبنان – قِس‪ٌ +‬م س‪+‬افر إلى البرازيل ‪ -‬قِس‪ٌ +‬م س‪+‬افر إلى أميرك‪+‬ا ‪ -‬قِس‪ٌ +‬م س‪+‬افر إلى‬ ‫بشكل ع‪++‬ام ‪ ،‬في طليع‪++‬ة‬ ‫يمارس ِمهنا ً حرة ‪ .‬وهم‬ ‫والبعض اآلخ ُر‬ ‫الدول العربية ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ُم َميَّزين في وظائفهم ومراكزهم ‪.‬‬ ‫ت الّ‪++‬تي تخ ّرج‪++‬وا منه‪++‬ا فهي ‪ :‬الجامع‪++‬ة الّلبنانية ‪ ،‬الجامع‪++‬ة‬ ‫أ ّم‪++‬ا أه ُم الجامع‪++‬ا ِ‬ ‫األمريكية ‪ ،‬الجامعة العربي‪++‬ة ‪ ،‬الجامع ‪++‬ة الّلبناني ‪++‬ة الدولية ‪ ،‬جامعة دي‪+++‬ر البلمن‪++‬د ‪،‬‬ ‫جامعة ‪ AUST‬و جامعة هارفرد ‪.‬‬ ‫‪+‬ر‬ ‫ت في مص‪َ +‬‬ ‫وال ننسى أنَّ الجيل الق‪++‬دي َم من المتعلمين ق‪++‬د تخ ّرج‪++‬وا من جامع‪++‬ا ٍ‬ ‫وسوريا‪.‬‬

‫‪ -75‬المحامون‬ ‫ األستاذ المحامي محمد فؤاد الحاج بركات ‪.‬‬‫‪ -‬األستاذ محمد عبد الحفيظ عبدوني ( لم يمارس المهنة) ‪.‬‬

‫‪ -76‬المهندسون‬ ‫هناك عد ٌد كبي ٌر من المهندسين في السلطان الفوقا والتحتا وال أعرفُ‬ ‫أسما َء الجميع ومنهم ‪:‬‬ ‫‪172‬‬


‫ المهندس سعيد محمد عبدوني ‪ :‬هو األقدم ‪ ،‬وكان مدي ًرا للمكتب الفني ( التنظيم‬‫المدني) في البقاع الغربي وراشيّا ‪ ،‬ث ّم لفترة ست سنوات في زحلة ‪ ،‬وبعدها‬

‫اُحي َل إلى التّقاعد عام ‪ 2008‬م ‪.‬‬ ‫وممن أعرفُ من أسماء المهندسين اآلخرين مع اإلعتذار مس‪++‬بقًا ممن لم ي‪++‬رد‬ ‫اسمه المهندس الزراعي أحمد محمد عبد الفتاح الج‪+‬اروش ‪ ،‬وابنت‪+‬ه المهندس‪+‬ة‬ ‫الزراعي‪++‬ة نج‪++‬اح ‪ -‬محمد س‪++‬عيد عب‪++‬دوني – محمد حس‪++‬ن ص‪++‬الح ‪ -‬ع‪++‬امر س‪++‬عيد‬ ‫عبدوني‪ -‬محمد قاسم عباس ‪ -‬شادي سعيد عب‪++‬دوني ‪ -‬س‪++‬عد إب‪++‬راهيم الع ‪ّ +‬رة – أحمد‬ ‫محمد الجاروش – مصطفى يوسف الع‪ّ +‬رة ‪ -‬محم‪++‬د أحمد الج‪++‬اروش – محمد أحمد‬ ‫عبدوني ‪ -‬قاسم سامي عبّاس – علي ص‪+‬الح ‪ -‬ط‪+‬ارق علي عبّ‪+‬اس ‪ -‬محم د يوس ف‬ ‫أبو حمود العرة ‪ -‬منير مصطفى عبدوني ( مهندس معماري ) محمد حامد عب‪++‬دوني‬ ‫(مهن‪+++‬دس ميكانيك) ‪ -‬محم‪+++‬د حامد الخطيب (مهن‪+++‬دس ميكانيك) ‪ -‬ه‪+++‬ارون حام‪+++‬د‬ ‫الخطيب ( ماجستير هندس‪++‬ة إتص‪++‬االت) – علي قاس‪++‬م الج‪++‬اروش (ماجس‪++‬تير هندس‪++‬ة‬ ‫إتص‪++‬االت) ‪ -‬أحمد ف‪++‬ؤاد حميد الج‪++‬اروش (هندسة ميكانيك) علي إب‪++‬راهيم وه‪++‬بي‬ ‫(ماجس‪+++‬تير هندس‪+++‬ة كهرب‪+++‬اء) – محمد إب‪+++‬راهيم س‪+++‬ميدي (هندس‪+++‬ة مدنية) – أحمد‬ ‫محمود شاهين (هندسة إتصاالت) ‪ -‬حمزة محمد الع‪ّ +‬رة (هندس‪++‬ة ميكانيك) ‪ -‬محم‪++‬د‬ ‫إبراهيم صالح (ماجستير هندسة ميكانيك) ‪ -‬محمد أحمد الهن‪++‬دي (ماجس‪++‬تير هندسة‬ ‫ميكانيك) – محم د ش ئيم الج اروش (هندس ة اتص االت) ‪ -‬علي محم د زيت ون‬ ‫(بكالوريوس هندسة ميكانيكية)‪.‬‬

‫‪173‬‬


‫‪ -77‬االطباء والصيادلة والممرضون‬ ‫المرحوم أحمد فؤاد‬

‫المرحوم عبد القادر‬

‫عمر الصيفي‬

‫الصيفي‬

‫الجاروش‬ ‫وائل أحمد الجاروش رياض‬

‫عمرو عبد القادر‬ ‫الصيفي‬ ‫وليام أبوعرابي‬

‫محمد علي علوان‬

‫الصيفي‬ ‫محمد يوسف الع ّرة‬

‫إيمان درغام‬

‫أسامة الجاروش‬

‫لينا عمر عبدوني‬

‫محمد سامي الصيفي‬

‫قاسم‬

‫إبراهيم سعد أبوعرابي‬

‫محمد سعد أبوعرابي‬

‫أبوعرابي‬ ‫خلدون الجاروش‬

‫أيمن الصيفي‬

‫حسن محمد صالح‬

‫معاذ رياض الصيفي‬

‫منى محمد يوسف‬

‫وسام سميدي‬

‫عبد المعين صالح‬

‫مريم محمد أحمد‬

‫العرة‬

‫(طبيب أدوية)‬

‫(مختبر أسنان)‬

‫عبدوني‬

‫سمارة عبدوني‬

‫منال سليمان‬

‫أحمد علي علوان‬

‫سارة سليمان‬ ‫منال عبد الكريم صالح‬

‫ص‬

‫هيب أحم‬

‫عبدوني‬

‫الصيادلة هم ‪:‬‬ ‫جهاد جميل الجاروش‬ ‫حنين كمال عبدوني‬ ‫أحمد حميد الجاروش‬ ‫ليلى عصام سميدي‬

‫ماجد محمد الجاروش‬ ‫ماجدة القادري‬

‫بالل سامي عباس‬ ‫أحمد عبد الستار عبدوني‬

‫(زوجة الدكتور خليل سميدي) إسراء سمير العموري‬ ‫رنا حامد عبدوني‬

‫‪174‬‬

‫فاطمة مأمون الصيفي‬

‫د‬


‫أما ال ُممرضون والممرضات فهم ‪ :‬من أوائل ال ُممرضين القدامى ؛ محمد أبو‬ ‫سليم سميدي وأبو ميجر علوان ‪ ،‬فهم‪++‬ا اكتس‪++‬با خ‪++‬برة طبي‪++‬ة جي‪++‬دة ‪ ،‬بم‪++‬ا أنهم‪++‬ا‬ ‫ض‪+++‬ين ‪ .‬وك‪+++‬ان الن‪+++‬اس يستش‪+++‬يرونهما عن‪+++‬د‬ ‫خ‪+++‬دما في الجيش االم‪+++‬يركي ك ُم َم ِر َ‬ ‫الضرورة ‪.‬‬

‫الحاجة نديدة عرفان سميدي ‪ .‬رحمهم هللا جمي ًعا ‪.‬‬ ‫ومن أوائل الممرضات‬ ‫ّ‬ ‫أما الممرضات والممرضون في العصر الحديث فهم ‪:‬‬ ‫ليلى عمر الخطيب‬

‫محمد رحيل شاهين‬

‫علي فوزي أبوعرابي‬

‫ريما حسن رحال‬

‫منال خليل عبدوني‬

‫ُحسن محمد عبدوني‬

‫حنان الشموري‬

‫جمال الدين محمد عباس‬

‫عالء خليل سعدي‬

‫يوسف كرم األحمد‬

‫حرة( في الخليج )‬ ‫‪ -78‬رجال أعمال ووظائف ّ‬ ‫علي حسين الجاروش‬

‫محمد حسين الجاروش‬

‫أمين سعد الجاروش‬

‫محمد رشدي الجاروش‬

‫محمد خليل عبدوني‬

‫علي أحمد الجاروش‬

‫محمد سامر وهبي‬

‫يعقوب صالح عبدوني‬

‫محمد نسيم وهبي‬

‫أحمد ابراهيم سليمان ‪.‬‬

‫محمد أحمد سميدي ( مدير فندق في ‪ :‬أربيل ‪ -‬العراق )‬

‫‪175‬‬


‫‪ -79‬مراكز مميزة ومهن ح ّرة‬ ‫ المهن‪++‬دس ال‪ّ ++‬زراعي أحم‪++‬د محمد عبد الفتّ‪++‬اح الج‪++‬اروش ‪ :‬م‪++‬دير معم‪++‬ل‬‫الش‪++‬مندر الس‪ّ ++‬كري ‪ -‬عض‪++‬و دار الفت‪++‬وى واألوق‪++‬اف في البق‪++‬اع ‪ -‬عض‪++‬و المجلس‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي الشّرعي األعلى ‪.‬‬ ‫سفير علي محمد الجاروش ‪ :‬شغل ع ّدةَ مراكز في جامعة الدّول العربية‬ ‫ ال ّ‬‫خالل عشرات السنين ‪ ،‬وكان أعالها مدي ًرا للشؤون العربية في الجامعة ‪.‬‬ ‫ يوسف محمد الجاروش ‪ :‬مرشد سياح ٌي في قلعة بعلبك ‪.‬‬‫ عبد الك‪++‬ريم عب‪++‬دوني ‪ :‬م‪++‬دي ُر مص‪++‬رف ب‪++‬يروت والبالد العربي‪++‬ة ‪ ،‬ف‪+‬رع جب‬‫جنين‬ ‫ كامل عمر عبدوني ‪ :‬مدي ُر بنك لبنان والمهجر ‪ ،‬فرع جب جنين ‪.‬‬‫ حسين يوسف الع ّرة ‪ :‬مدي ُر بنك مصر‪ -‬لبنان فرع القرعون ‪.‬‬‫ حنان أحمد الجاروش ‪ :‬مصرف فرانس بنك شتورة ‪ ،‬ثم مديرة لفرع البنك‬‫في دمشق ‪.‬‬ ‫إبراهيم أبو هميا ‪ :‬كان مدي ًرا لبنك البركة – فرع شتورا ‪.‬‬‫ يوسف أحمد الجاروش ‪ :‬خبي ًرا في الشؤون العقارية ‪.‬‬‫ زياد حسين عبدوني ‪ :‬طيا ٌر مدن ٌي في البرازيل ‪.‬‬‫‪176‬‬


‫ بشير عبدوني ‪ :‬طيا ٌر مدن ٌي في أمريكا ‪.‬‬‫ فؤاد أحمد الجاروش ‪ :‬لديه مكتب لخدمات ‪ OMT‬في غ ّزة ‪.‬‬‫شطرنج بدرج ٍة ممتاز ٍة وعلى مستوى عالمي ‪.‬‬ ‫العب‬ ‫ رشيد عبدوني ‪:‬‬‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ محم‪++‬د خالد زيت‪++‬ون (رحم‪++‬ه هللا) ‪ :‬ك‪++‬ان رئيس دائ‪++‬ر ٍة في وزارة المالي‪++‬ة ‪-‬‬‫بيروت‬ ‫مما اتاح له فرصة التع ّر ف على معظم المسؤولين في الدولة ‪ .‬ومن خالل‬ ‫يس‪+‬ر أم‪++‬ور ومع‪++‬امالت ك‪++‬ل ش‪++‬خص ل‪++‬ه عالق‪++‬ة ب‪++‬وزارة المالي‪++‬ة ‪،‬‬ ‫مركزه ه‪++‬ذا ‪َّ ،‬‬ ‫وبالتالي في معظم الوزارات والدوائر الرسمية ‪ ،‬وخدمات‪+‬ه ه‪+‬ذه ش‪+‬ملت الجمي‪+‬ع‬ ‫من كافة المناطق اللبنانية ‪ ،‬وذلك ألن جميع الوزارات في الجمهورية اللبنانية‬ ‫‪ ،‬لها عالقة بوزارة المالية ‪.‬‬ ‫وال ننسى أنّه كان يُطل على اللبنانيين من خالل شاش‪++‬ة التلف‪++‬از ‪ ،‬م‪++‬رة أو‬ ‫مرتين في األسبوع بص‪++‬فته مراقبً‪++‬ا وممثاًل ل‪+‬وزارة المالي‪+‬ة على نت‪++‬ائج اللوت‪++‬و‬ ‫واليانصيب الوطني اللبناني ‪.‬‬ ‫ القنصل مصطفى عبدوني ‪ :‬من كبار رجال األعمال في البرازيل ‪ -‬قنص ٌل‬‫ي لألردن في البرازيل – سفي ٌر للنّوايا الحسنة لدى منظمة األمم المتّح‪++‬دة ‪،‬‬ ‫فخر ٌ‬ ‫ثم نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية ‪.‬‬ ‫ محمد مصطفى عبدوني ‪ :‬قنصل فخري للباكستان في ساوباولو – البرازيل‬‫ حسين خليل سميدي ‪ :‬عمل مدي ًرا في الثّمانينات والتّسعينات ‪ ،‬من القرن‬‫الماضي في مركز عمر المخت‪++‬ار ال‪++‬تربوي ودار الحن‪++‬ان لأليت‪++‬ام ‪ ،‬ثم ن‪++‬اظ ًرا في‬ ‫أزهر البقاع ‪.‬‬ ‫سا لدائرة المغتربين ‪ ،‬وهي من ضم ِن دوائر أزهر‬ ‫وفي الفترة األخيرة كان رئي ً‬ ‫البقاع ‪.‬‬ ‫‪177‬‬


‫ت ‪ ،‬في مكتب األمم‬ ‫ اآلنسة سناء س‪++‬عيد عب‪++‬دوني ‪ :‬تعم‪++‬ل من‪+ُ +‬ذ ع‪ّ +‬د ِة س‪++‬نوا ٍ‬‫سوريين ‪.‬‬ ‫المتّحدة المسؤول عن الاّل جئين ال ّ‬ ‫ سامي قاس‪++‬م عبّ‪++‬اس ‪ :‬مس‪++‬ؤول إدارة حص‪++‬ر التبغ والتنب‪++‬اك اللبنانية ف‪++‬رع‬‫جب جنين إضافة إلى أنّه أستاذ فلسفة ‪.‬‬ ‫ يوسف حسين الجاروش ‪ :‬أستاذ فلسفة في مقاصد بيروت ‪ ،‬ومؤلّف كتاب‬‫" السلطان يعقوب بطولة و تراث "‪.‬‬ ‫ المهندس محمد سعيد عبدوني ‪ :‬وكي ٌل لشركة السيارات اليابانية ‪NISSAN‬‬‫في البقاع ومركزها شتورة ‪ ،‬وذلك منذ حوالي عشر سنوات ‪.‬‬ ‫األسنان‬ ‫ت من القرن العشرين كان يحض ُر إلى قريتنا طبيب‬ ‫ خالل الستّينا ِ‪+‬‬‫ِ‬ ‫ناجي الخطيب وهو من جب جنّين ‪ ،‬وكان يستقب ُل المرضى في م‪++‬نزل المرح‪++‬وم‬ ‫أبو نصوح ‪.‬‬ ‫ حسني عبدوني ‪ :‬ميكانيكي سيارات إختصاص ‪V.W.‬‬‫ السيدة‪ +‬ص‪++‬فاء س‪++‬عيد عب‪++‬دوني تحم‪++‬ل ش‪++‬هادة البك‪++‬الوريوس في العالق‪++‬ات‬‫الدولية‬ ‫ حسين سعيد عبدوني ‪ :‬إستثمر فندقًا في بيروت ‪ ،‬وذلك في عام ‪ 1949‬م ‪،‬‬‫وخالل الخمسينات من القرن الماضي ‪ ،‬وك‪++‬ان اس‪++‬مه ‪ " :‬ن‪++‬زل الحم‪++‬راء الكب‪++‬ير"‪،‬‬ ‫وفي نفس الفترة كان صاحب مكتب سفريات ‪.‬‬ ‫ أحمد كمكوم ‪ :‬سمكري ‪ -‬تمديدات صحية ‪ ،‬بتقنية وخبرة جيدة ‪.‬‬‫ محمد أحمد سميدي ‪ :‬تمديدات صحية وكهربائية ‪ ،‬بخبرة جيدة ‪.‬‬‫ تمديدات كهربائية في المنازل ‪ :‬محمد أحمد شاهين – أحمد سالم عبدوني‬‫ يوسف أحمد المصري ‪ -‬حامد سالم عب‪++‬دوني ‪ -‬عم‪++‬ر مح‪++‬يي ال‪++‬دين الفي‪++‬ل ‪ -‬أحمد‬‫‪178‬‬


‫أب‪+++‬و ماضي الج‪+++‬اروش ‪ -‬محم‪+++‬د س‪+++‬عيد ش‪+++‬اهين ‪ -‬طالل محم‪+++‬د عب‪+++‬دوني ‪ -‬خليل‬ ‫مصطفى أبو عرابي ‪.‬‬ ‫عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ أول ش‪++‬خص ق‪++‬ام بتمدي‪++‬د االس‪++‬الك الكهربائي‪++‬ة داخ‪++‬ل ال‪++‬بيوت ه‪++‬و ‪:‬‬ ‫" شعالن " من بلدة علي النهري ‪.‬‬

‫ محمود محمد عرابي ‪ :‬خطّاط – محمد سعيد عرابي ‪ :‬أستاذ وخطّاط ‪.‬‬‫‪+‬ط ُمميّ ‪ٍ +‬ز ‪ ،‬ك َّرسه في‬ ‫ الحاج سعيد محمد ابراهيم سميدي ‪ :‬كان ص‪++‬احب خ‪ٍ +‬‬‫ت قرآني ٍة ُمميّزة ‪.‬‬ ‫كتابة لوحا ٍ‬ ‫ عبدو يوسف الخطيب عبدوني ‪ :‬كان صاحب خط مميز ‪.‬‬‫ أحمد عبد الغ‪++‬ني أب‪++‬و حدي‪++‬د س‪++‬ميدي (من س‪++‬كان الخي‪++‬ارة) خطّ‪++‬اط مش‪++‬هور‬‫وبدرجة ممتازة ‪.‬‬ ‫غس ‪+‬ان العلي (أب‪++‬و ش‪++‬وقي) ‪ :‬معلم‬ ‫ محم‪++‬د ح ّم‪++‬ادي أب‪++‬و ع‪++‬رابي ‪ :‬معلم حجر‪ّ -‬‬‫حجر‪.‬‬ ‫ حالّق‪++‬ون ‪ :‬محم‪++‬د خليل س‪++‬ميدي ‪ -‬ح ّم‪++‬ود خلي‪++‬ل س‪++‬ميدي ‪ -‬أحمد مص‪++‬طفى‬‫سميدي (والد أبو العبد) ‪ -‬سعيد قاسم عبد الغ‪+‬ني عب‪+‬دوني ‪ -‬أحم‪++‬د المص‪+‬ري‪ -‬أحم‪+‬د‬ ‫مارون شاهين ‪ -‬عبد الغني أبو حديد س‪++‬ميدي(اكم‪++‬ل ب‪++‬اقي حيات‪++‬ه في الخي‪++‬ارة) ‪-‬‬ ‫أحمد عمر الع ّرة ‪.‬‬ ‫ محم‪++‬د خلي‪++‬ل عب‪++‬دوني ب‪++‬دأ بالعم‪++‬ل م‪++‬ع " أطب‪++‬اء بال ح‪++‬دود " التابع‪++‬ة لألمم‬‫المتحدة في أول شهر آب عام ‪ 2021‬م ‪.‬‬

‫‪179‬‬


‫شخصيات ومواقف‬ ‫تتضمن العناوين التالية ‪:‬‬ ‫‪ -‬الشاذلية ‪ --‬قصة شاذلي‬

‫‪ -‬زيارات المفتي‬

‫‪ -‬قامتان شامختان‬

‫الخالف في مسألة الشيخ‬‫براءة ذمة‬‫سيد المجالس‬‫‪-‬سيد العطاء والتواضع والخدمات‬

‫‪-‬رجل وقور ومحترم ‪...‬‬

‫‪ -‬ذاكرة القرية‬

‫– رجل مبارك‬

‫‪180‬‬


‫‪ -‬مجاهد في رزقه بالحالل‬

‫رمز األمانة‬‫‪ -‬شاذلي شامخ‬

‫‪ -‬مختار الحرب والمواقف‬

‫‪-‬قامة شامخة مميزة‬

‫أيها القارىء الكريم‬ ‫أمامك كوكبةٌ من كبا ِر القوم ‪ ،‬سبقونا إلى رحمته تعالى فك ٌّل‬ ‫خصائص ‪ ،‬تَميّ‪َ +‬‬ ‫‪+‬ز به‪++‬ا عن غ‪++‬يره ف‪++‬ترك‬ ‫أبدع بما أودع هللاُ فيه من‬ ‫َ‬ ‫ت ها ّم‪ ++++‬ةً في ت‪++++‬اريخ قريتنا ‪ ،‬إذ ت‪++++‬تر ّد ُد بين الحين واآلخر‬ ‫بص‪++++‬ما ٍ‬ ‫لمجتم‪+++‬ع رع‪+++‬وه بحكمتهم وجه‪+++‬دهم وحس‪+++‬ن‬ ‫م‪+++‬آثرهُم وتق‪+++‬ديماتِهم‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت‪++‬دبيرهم ورع‪++‬ايتهم‪ ، +‬وم‪++‬ا ق‪+‬دّموه أله‪++‬ل ق‪++‬ريتهم ال يُق‪ّ +‬د ُر بالمادّي‪++‬ات ‪،‬‬ ‫مر الزمان ‪.‬‬ ‫فذكرهم سيبقى تتناقله األجيا ُل على ِّ‬ ‫نعترف وبكل تقدي ٍر ومحبّ ٍة‬ ‫فمن واجبنا نحن كأحفا ٍد لهم ‪ ،‬أن‬ ‫َ‬ ‫ق لهم ذلك ‪ .‬وهن‪++‬اك‬ ‫وح‪َّ +‬‬ ‫بحسن رعايتهم لقري ٍة ال تقبل أن تنس‪++‬اهم ‪ُ ،‬‬ ‫آخ‪++‬رون مميّ‪++‬زون أحب‪++‬وا ق‪++‬ريتهم ‪ ،‬وأتقن‪++‬وا‪ +‬م‪++‬ا عمل‪++‬وه وم‪++‬ا ق‪+‬دّموه ‪،‬‬ ‫ت تتناس‪++‬ب وس‪++‬يرتهم العملي‪++‬ة‬ ‫وأش‪++‬اروا ب‪++‬ه ‪ ،‬ت ّم ذك‪++‬رهم ض‪َ +‬‬ ‫‪+‬من فق‪++‬را ٍ‬ ‫والمعنوية ‪.‬‬

‫‪181‬‬


‫كل شخصي ٍة ‪ ،‬بحيث‬ ‫علما ً بأنّني قد تح ّريتُ الدّقةَ في توصيف ِ‬ ‫تَظه ُر أوصافُه مطابقةً لنشاطه ‪ ،‬وموقعه ‪ ،‬ومسيرة حياته بشكل ت‪++‬ام‬ ‫ومميّز ‪.‬‬ ‫وبالتالي فإنَّ هذه الشخصيات التي ذك‪+‬رت أعماله‪+‬ا وأوص‪+‬افها‪+‬‬ ‫في كافة أب‪++‬واب القس‪++‬م الث‪++‬اني من الكت‪++‬اب ‪ ،‬نفتق‪++‬دها الي‪++‬وم ‪ ،‬اذ ق‪++‬د‬ ‫اليجود الزمن القادم بأمثالها ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫‪ - 80‬زيارات المفتي‬ ‫زار القريةَ مفتي الجمهورية الّلبنانية‬ ‫نها ُر األح ِد ‪ 19‬تموز ‪ 1998‬م ‪َ ،‬‬ ‫الدكتور محمد رشيد قبَّاني بقصد اإل ّ‬ ‫ب ه‪+‬وائي (أن‪+‬تين) ‪،‬‬ ‫طالع على‬ ‫موق‪+‬ع ل‪+‬تركي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الظه‪++‬ر في‬ ‫القرآن الكريم التّابعة لدار الفتوى ‪ ،‬حيث صلًّى‬ ‫لتقوي ِة محطّة إذاعة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ق عن‪++‬د‬ ‫مسجد القري‪+‬ة ثم اطّل‪َ +‬ع على المك‪++‬ان ‪ ،‬وتن‪++‬او َل الغ‪++‬دا َء م‪++‬ع الوف‪ِ +‬د المراف‪ِ +‬‬ ‫المهندس سعيد عبدوني ‪.‬‬ ‫ في ‪ 25‬كانون الثاني ‪ ، 2015‬دشّن مفتي الجمهورية الشّيخ الدكتور عبد‬‫الّلطي‪+++‬ف دري‪+++‬ان المس‪+++‬ج َد الجديد في الس‪+++‬لطان يعق‪+++‬وب التحت‪+++‬ا (لوسي) ‪ ،‬وذلك‬ ‫بحضور عد ٍد من النّواب ‪ ،‬والمشايخ ‪ ،‬وأعدا ٍد كبير ٍة من المواطنين البقاعيين ‪.‬‬ ‫ نهار األحد ‪ 28‬تموز ‪ ، 2019‬لبًّى مفتي الجمهورية الّلبنانية الدكتور عبد‬‫الّلطيف دريان دعوة رج‪ِ +‬ل األعم‪++‬ال علي حس‪++‬ين الج‪++‬اروش لتن‪++‬اول الغ‪++‬داء في‬ ‫ب‬ ‫منزله الكائ ِن في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا ‪ ،‬وقد حض‪++‬ر الحف‪َ +‬ل ع‪++‬د ٌد من النّ‪++‬وا ِ‬ ‫والوزراء ‪ ،‬والمشايخ وممثلين عن باقي الطوائف ‪ ،‬ورؤساء بل‪++‬ديات ‪ ،‬ومخ‪++‬اتير‪،‬‬ ‫‪182‬‬


‫الس‪+‬ابق‬ ‫وحش ٌد كبي ٌر من أهالي القرية والقرى المجاورة ‪ .‬حض‪++‬ر الحف‪َ +‬ل ال‪++‬وزي ُر‬ ‫ّ‬ ‫اللواء أشرف ريفي من طرابلس ‪.‬‬ ‫أما مفتي زحلة والبقاع ‪ ،‬سماحة الشيخ خليل الميس فلقد زار القريةَ‬‫ت عديد ٍة ومتنوعة ‪.‬‬ ‫ت وذلك في مناسبا ٍ‬ ‫ت الم ّرا ِ‬ ‫عشرا ِ‬

‫‪ - 81‬الشاذلية‬ ‫سس‪++‬ها أب‪++‬و الحس‪++‬ن الش‪++‬اذلي في ت‪++‬ونس ‪ ،‬وامت‪++‬دّت إلى‬ ‫هي طريق‪++‬ةٌ ص‪++‬وفيّةٌ أ ّ‬ ‫ولبنان وسوريا واألردن ‪...‬‬ ‫فلسطين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سنوات ‪ ،‬كان اإلخوانُ الّذين‬ ‫في‬ ‫ت ال ّ‬ ‫أوائل القرن العشرين ‪ ،‬وخالل عشرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬عائرهم‬ ‫ينتم‪++‬ون إلى ه‪++‬ذه الطّريق‪++‬ة ‪ ،‬يجتمع‪++‬ون ُم‪++‬داورةً بين الق‪++‬رى ليقيم‪++‬وا ش‪َ +‬‬ ‫صةَ بهم ‪ .‬وعندما ي‪+‬أتي دو ُر قريتن‪+‬ا ك‪+‬انوا يجتمع‪+‬ون في م‪+‬نزل خليل محمد‬ ‫الخا ّ‬ ‫الخطيب عبدوني (أبو نصوح) ‪ ،‬يحضر هذا االجتماع معظ ُم أهالي القرية ‪ ،‬والقرى‬ ‫الش‪++‬اذلية‬ ‫المج‪++‬اورة وذل‪++‬ك ألنّ " أب‪++‬و نص‪++‬وح " ك‪++‬ان برتب‪++‬ة ُمق‪++‬دّم في الطّريقة ّ‬ ‫اليشرطية ‪ ،‬وكانوا يقرأون الوظيفة الخاص‪++‬ة به‪++‬ذه الطريق‪++‬ة ويقيم‪++‬ون الحض‪++‬رة‬ ‫الجماعية وقوفًا ‪ .‬عل ًما بأن الحاج محمد سعيد عب‪+‬دوني (أب‪+‬و س‪+‬عيد) ك‪+‬ان برتب‪+‬ة‬ ‫مقدم في البرازيل ‪.‬‬

‫‪ - 82‬قصة شاذلي‬ ‫قص ‪+‬ةٌ قص‪++‬يرةٌ وجميل ‪+‬ةٌ ‪ ،‬بطلها ش‪++‬اذل ٌي من أي‪++‬ام " ال‪+ّ +‬ذهب الع‪++‬تيق" ‪ ،‬مغم‪++‬و ٌر‬ ‫الش ‪+‬يخ قاسم الج‪++‬اروش (قاس‪++‬م‬ ‫بالبراءة والطهارة ‪ .‬كان ينتمي إلى هذه الطريقة ّ‬ ‫ليلى) ‪ ،‬وهو جد أبو جميل الجاروش ‪ ،‬ك‪++‬ان خاد ًم‪++‬ا لمق‪++‬ام الس‪++‬لطان و ُدفِ َن قربه ‪.‬‬ ‫يوم من األيام لزيارة " ال ّزاوية " مع آخ‪+‬رين ‪ ،‬وهي مق‪ّ +‬ر‬ ‫والق ّ‬ ‫صةُ أنّه ذهب في ٍ‬ ‫الطّريق ِة الشّاذلية اليشرطية في بلدة الكابري ق‪++‬رب ع ّك‪++‬ا في فلس‪++‬طين ‪ ،‬وعن‪++‬دما‬ ‫‪183‬‬


‫جلس مع شيخ الطّريقة قال له ‪ " :‬يا شيخ قاسم إبقى تعا لوحدك ما تجيب حد‬ ‫معاك " ‪ ،‬بالّلهجة التونسية ألنّ أصل شيخ الطريقة تونسي ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫شيخ‬ ‫حماره ‪ ،‬فك َّر َر له‬ ‫في ال ّزيارة الثانية ذهب الشّيخ قاسم وحده راكبًا‬ ‫َ‬ ‫أذهب ماش ‪+‬يًا ‪ .‬ف‪++‬ذهب في‬ ‫الطريق‪++‬ة نفس العب‪++‬ارة ‪ .‬فق‪++‬ال في نفس‪++‬ه يُري‪++‬دني أن‬ ‫َ‬ ‫دون حماره ! فقال له شيخ الطريق‪+‬ة " ي‪++‬ا ش‪++‬يخ قاس‪++‬م جيب ال‪+‬دّنيا‬ ‫المرة الثّالثة‬ ‫َ‬ ‫معك ‪ ،‬بس بقلب صافي لهذه الطّريقة "‪.‬‬ ‫فتأم ْل ‪ ،‬وف ّك ْر أيها القارىء العزيز بهذه الشّخصيّة البريئة الطّاهرة !‪.‬‬ ‫أين نحنُ وجمي ُع أفراد مجتمعاتنا من هكذا جوهرة نقيّة صافية ؟‬ ‫رحم هللا الشّيخ قاسم الجاروش وأمثاله ‪ ،‬وأسكنهم فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ - 83‬الخالف في مسألة الشيخ‬ ‫صةً في مسألة‬ ‫من عاد ِة أه ِل البلد ِة أن يختلفوا في أمو ٍر كثير ٍة ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫اختيار الشّيخ الّذي يتولى الخطابةَ واإلمامةَ بالمصلّين في المسجد ‪.‬‬ ‫منذ أكثر من ‪ 80‬سنة ‪ ،‬نشأ خالفٌ بين أهل القرية ‪ ،‬فمنهم من يُري ُد‬ ‫يوس‪++‬ف الخطيب عب‪++‬دوني إما ًم‪++‬ا ‪ ،‬ومنهم من يُري ‪ُ +‬د محمد عثم‪++‬ان الع ‪ّ +‬رة إما ًم‪++‬ا‬ ‫ق " أب‪+‬و أحم‪+‬د عثم‪+‬ان " قد ربح المعركة ‪ ،‬فانتق‪+‬ل يوس‪++‬ف‬ ‫للمسجد ويظهر أنّ فري َ‬ ‫الخطيب عبدوني إلى قرية سعسع في سوريّا حيث عمل إما ًما في تلك البلدة ‪.‬‬ ‫الص‪++‬الة ‪ ،‬رف‪++‬ع المرح‪++‬و ُم علي‬ ‫وفي ي‪++‬وم جمع ‪ٍ +‬ة عن‪++‬دما وق‪++‬ف المص ‪+‬لّون ألداء‬ ‫ّ‬ ‫أبوعسلي الجاروش صوتَه عاليًا ‪ ،‬قائاًل ‪ " :‬نويت أصلّي مقتديًا بيوس‪++‬ف الخطيب‬ ‫صارخ للطرف اآلخر ‪ ،‬ومعناه من يري‪ُ +‬د الخص‪++‬ا َم فأن‪++‬ا‬ ‫في سعسع " ‪ ،‬وهذا تح ٍّد‬ ‫ٍ‬ ‫دون أي‬ ‫جاه ٌز فلم يُجبه أحد ‪ .‬أدّى المصلّون صالتَهم ثم انص‪++‬رفوا إلى بي‪++‬وتهم‬ ‫َ‬ ‫كالم أو تعليق ‪ .‬وما زالوا حتّى اليوم يختلفون حول اختيار الشّيخ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪184‬‬


‫‪ - 84‬قامتان شامختان (لحل مشكلة الشيخ جاهزان)‬ ‫ت م ّرت فترةُ استقرا ٍر ‪ ،‬فكانت األمو ُر تجري على خي ِر‬ ‫سبعينا ِ‪+‬‬ ‫في ال ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ائب ‪ ،‬والحض‪++‬و ُر الق‪++‬و ُ‬ ‫الص‪ُ +‬‬ ‫ّ‬ ‫ما يُ‪++‬رام في البل‪++‬دة وذل‪++‬ك به ّم‪ِ +‬ة رج‪++‬ا ٍل لهم ال‪ّ +‬رأ ُ‬ ‫ض ‪ ،‬أوطع ٍن ب‪++‬ال ّ‬ ‫ظهر ‪،‬‬ ‫الفاع‪ُ +‬ل والمس‪++‬ؤو ُل ورأيهم مط‪++‬ا ٌع‬ ‫َ‬ ‫دون مناقش‪ٍ +‬ة أو اع‪++‬ترا ٍ‬ ‫كما يحصل في هذه األيام ‪.‬‬ ‫ما الّذي كان يجري في تلك الفترة ؟ ‪.‬‬ ‫ت في ذاكرتي ‪ ،‬وذلك عند حصول‬ ‫ كنتُ أسم ُع‬‫ُ‬ ‫وأراقب ‪ ،‬وأحتفظُ بمالحظا ٍ‬ ‫‪+‬اس ينتظ‪+‬رون‬ ‫أي‬ ‫صةً في مسألة الشّيخ ‪ .‬يومها ك‪++‬ان النّ‪ُ +‬‬ ‫خالف في القرية ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ق عليه الح‪++‬اج كام‪++‬ل محم‪++‬د عب‪++‬دوني ‪ ،‬والح‪++‬اج أب‪++‬و أحم‪++‬د عب‪++‬د الفتّ‪++‬اح‬ ‫م‪++‬ا س‪++‬يتف ُ‬ ‫وأخص بال‪++‬ذكر منهم‬ ‫الج‪++‬اروش ومعهم‪++‬ا بعض المستش‪++‬ارين في ه‪++‬ذا األم‪++‬ر ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الحاج إبراهيم أبو فارس شاهين ‪ ،‬والمختار إبراهيم علي وهبي ‪.‬‬ ‫ق‬ ‫اس ‪ ،‬أنَّ‬ ‫الخالف على مسأل ِة الشّيخ قد ُح َّل بما ت َ​َوافَ َ‬ ‫َ‬ ‫وعندما يعل ُم النّ ُ‬ ‫عليه هاتان القامتان الشّامختان (أبو محمد كامل ‪ ،‬وأبوأحمد عب‪++‬د الفت‪++‬اح) ‪ ،‬يطمئنُ‬ ‫الجمي ُع ويسو ُد الهدو ُء في المسج ِد ‪ ،‬والساحة ‪ ،‬والقرية‪...‬‬ ‫ت‬ ‫واستطرا ًدا لهذا األمر فلقد سمعت المرحوم الشّيخ " أبو أنور" عدةَ ّ‬ ‫مرا ٍ‬ ‫يقول " ستّي األولى من بيت عبدوني ‪ ،‬وس ‪+‬تّي الثانية من بيت الج‪++‬اروش"‪ .‬فلق‪++‬د‬ ‫فهم الوض ‪َ +‬ع في القري‪++‬ة على حقيقت‪++‬ه ‪ ،‬ووص‪++‬فه وص ‪+‬فًا واقعيًّ‪++‬ا ‪ ،‬وطبيعيًّا ‪ .‬وهو‬ ‫الحاجين المذكورين موافقان عليه فاألمور طبيعيةٌ وهادئة ‪ .‬وإن‬ ‫مقتن ٌع طالما أنّ‬ ‫ّ‬ ‫الحاجان الموقّران على انهاء خدماته ‪ ،‬نراه‬ ‫كان هناك خالفٌ مع الشّيخ واتفق‬ ‫ّ‬ ‫ض من أح‪ٍ ++‬د ‪ ،‬ويت ُّم البحث عن ب‪++‬ديل ‪ .‬أين نحن من‬ ‫يغ‪++‬اد ُر القري‪++‬ةَ دون اع‪++‬ترا ٍ‬ ‫زم ٍن عمره أكثر من خمسين سنة ؟ وأين ال ّرجا ُل أمثال القامتين الشّامختين مع‬ ‫من كان يشاركهما في إيجاد الحلول ؟ ‪.‬‬ ‫‪185‬‬


‫فسيح جنانه‪.‬‬ ‫رحمهم هللا جمي ًعا ‪ ،‬وأسكنهم‬ ‫َ‬

‫‪ – 85‬براءةُ ذ ّمة‬ ‫ُ‬ ‫ساحة ‪ ،‬بحضور رجا ٍل لهم الهيبة والوقا ُر ‪،‬‬ ‫كان‬ ‫الحديث ُمش ِّوقًا في ال ّ‬ ‫سديد ‪ ...‬ومن ضم ِن الحديث الّذي ت ّم تداول‪++‬ه في تل‪++‬ك الجلسة ‪ ،‬س‪++‬ؤا ٌل‬ ‫ي ال ّ‬ ‫وال ّرأ ُ‬ ‫‪+‬افر إلى‬ ‫طرح‪++‬ه أب‪++‬وعلي وه‪++‬بي على " أبو أحمد عثم‪++‬ان " ق‪++‬ائاًل له ‪ :‬قب‪++‬ل أن أس‪َ +‬‬ ‫البرازيل ‪ ،‬كنت أشتري بضاعةً لد ّكاني من رج ٍل يه‪++‬ودي يُ‪++‬دعى ف‪++‬رج ‪ ،‬ك‪++‬ان في‬ ‫زحلة ث ّم انتق َل إلى الشّام ‪ ،‬وسافرتُ وله دَينٌ في ذ ّمتي لم أستطع س‪++‬دا َدهُ قب ‪َ +‬ل‬ ‫سفر ‪ ،‬فماذا أفعل بعد مرو ِر أكثر من عشرين سنة ؟‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫ص ٍة مماثل ٍة ‪ ،‬جرت على عهد النّبي صلّى هللا‬ ‫أجابه أبو أحمد عثمان بق ّ‬ ‫‪+‬ل‬ ‫عليه وس ‪+‬لّم ومفاده‪++‬ا ؛ أنّ أح ‪َ +‬د المس‪++‬لمين اس‪++‬تدان مبل ًغا من الم‪++‬ال من رج‪ٍ +‬‬ ‫‪+‬ودي ‪ ،‬ليقض‪++‬ي حاج ‪+‬ةً ما ‪ ،‬ويظهر أنّ ه‪++‬ذا المس‪++‬ل َم ك‪++‬ان راغبً‪++‬ا بع‪++‬دم س‪++‬دا ِد‬ ‫يه‪ٍ +‬‬ ‫الدّين ‪ ،‬لكونه يهوديًا ‪ ،‬فكان الجواب من النّبي ص‪+‬لّى هللا عليه وس‪+‬لّم ‪ " :‬إنّ هللا‬ ‫تقف بين يدي هللا ‪ ،‬ويقول لك اليهودي ي‪++‬ا مس‪++‬لم لي‬ ‫ورسوله ال يقبالن لك أن‬ ‫َ‬ ‫ّين‬ ‫دين عندك في الدنيا فعليك أن تدفعه اآلن "‪ .‬فأنت‬ ‫كمسلم يجب أن تدف َع ال‪+‬د َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬احب‬ ‫‪ ،‬وتُب ّرىء ذ ّمتك قبل أن تق‪َ +‬‬ ‫‪+‬ف بين ي‪++‬دي هللا ‪ ،‬ويعاتب‪++‬ك هللاُ ‪ ،‬ورس‪++‬ولُه ‪ ،‬وص‪ُ +‬‬ ‫الدّين ‪.‬‬ ‫إذهب إلى الشّام ‪ ،‬واسأ ْل عنه ‪ ،‬وإذا كان‬ ‫وتابع أبو أحمد عثمان قائاًل ‪" :‬‬ ‫ْ‬ ‫ميّتًا فادفع الما َل ألبنائه ‪ ،‬وب ّرىء ذ ّمت‪++‬ك منه "‪ .‬بع‪َ +‬د م‪ّ +‬د ٍة ‪ ،‬انتق‪++‬ل أب‪++‬وعلي وه‪++‬بي‬ ‫إلى رحمة هللا تعالى ‪.‬‬ ‫ت المرحومة ام علي وهبي إلى الشّام ‪ ،‬برفقة خليل أبو خليل سميدي‬ ‫ذهب ِ‬ ‫‪+‬ان الّ‪++‬ذي يق‪ُ +‬ع في‪++‬ه مح‪++‬ل ف‪++‬رج في دمشق ‪ ،‬ف‪++‬دخال وس‪+‬لّما‬ ‫ألنّه كان يعرفُ المك‪َ +‬‬ ‫نفس‪+‬ه ولم يع‪+‬ترفْ لهم‪+‬ا بأنّه ف‪+‬رج ‪ ،‬وذل‪+‬ك خوفًا من أم‪ٍ +‬ر‬ ‫عليه ف‪+‬أنكر عليهم‪+‬ا‬ ‫َ‬ ‫‪186‬‬


‫ألحا علي‪++‬ه وطمأن‪++‬اه بأنّهما ال يض‪++‬مران ل‪++‬ه س‪++‬و ًءا ‪،‬‬ ‫مف‪++‬اجى ٍء قد يحص‪ُ ++‬ل له ‪َّ .‬‬ ‫وصارحه الحاج خليل سميدي وع ّرفه بنفسه وذ ّكره بأنّ‪++‬ه ك‪++‬ان يش‪++‬تري لدكاّن‪++‬ه‬ ‫من عنده في زحلة وكذلك بعد أن انتقل الى الشام فخاطبه قائاًل ‪:‬‬ ‫المتوجب على أحمد وهبي ُ‬ ‫منذ م ّد ٍة‬ ‫ّين‬ ‫" نحن أتينا من لبنان لندف َع لك الد َ‬ ‫ّ‬ ‫‪+‬ديم وتص‪+‬فّحه ‪ ،‬فوجد‬ ‫طويلة " ‪ ،‬عندها اطم‪++‬أنَّ اليه‪++‬ود ُ‬ ‫ي ف‪++‬رج ‪ ،‬وأمس‪++‬ك ب‪++‬دفت ٍر ق‪ٍ +‬‬ ‫االس َم والمبلغ ‪ .‬ولكنَّ األسعا َر وقيمةَ العملة الشّرائية ق‪++‬د تغيّ‪++‬رت ‪ .‬ق‪++‬اال له أطلب‬ ‫ما تشاء فنحن جاهزان لدفع المبلغ الّ‪++‬ذي تري‪++‬ده ح‪++‬تى ترض‪++‬ى وتُس‪++‬امح أحم‪++‬د‬ ‫ي أبا علي وهبي على التأخير‬ ‫وهبي ‪ .‬سلّماه المبل َغ الّذي يُرضيه وسامح اليهود ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ص من مقابلته ‪ ،‬وتقاضيه ‪ ،‬مع‬ ‫وبذلك اطمأنت‬ ‫ُ‬ ‫روح " أبوعلي وهبي " ‪ ،‬وتخلّ َ‬ ‫اليهودي أمام هللا ورسوله ‪.‬‬ ‫البعض لماذا أدرجت هذه الحادثة ضمن الكتاب؟ ‪.‬‬ ‫قد يسأ ُل‬ ‫ُ‬ ‫ت الحضارة العصرية ‪ ،‬والّذي يرى‬ ‫ليعرف الجي ُل الجدي ُد الغار ُ‬ ‫َ‬ ‫ق ‪ ،‬في متاها ِ‬ ‫أما َم‪+‬ه ويس‪+‬مع ويطّلع من االن‪+‬ترنت ‪ ،‬والرادي‪+‬و‪ ،‬والتلف‪+‬از ‪ ،‬والص‪+‬حف ‪ ،‬والمجاّل ت‬ ‫على فنون اإلحتيال والنّصب في مختلف مجاالت الحياة ‪ ،‬ومنها س‪++‬هولة " هضم‬ ‫الش‪+‬رعية ‪،‬‬ ‫ب وباإلحتيال عليهم وعلى الق‪++‬وانين ّ‬ ‫" حقوق اآلخرين ببرود ِة أعصا ٍ‬ ‫والوضعية ‪.‬‬ ‫ت إيمانه من هللا ورسوله‬ ‫هذا هو ابنُ السلطان الحقيقي ‪ ،‬الّذي استم َّد نفحا ِ‬ ‫وكتابه ‪ ،‬ومن ث ّم من إيم‪++‬ا ِن ال‪++‬ولي الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب وأخالقيّات‪++‬ه ‪ ،‬وس‪++‬لوكيّاته ‪،‬‬ ‫فترجمها سلو ًكا وسدا ًدا لحقوق اآلخرين واطمئنانًا نفس‪+‬يًّا ‪ ،‬وروحيًّ‪++‬ا ‪ ،‬وش‪++‬رعيًّا ‪،‬‬ ‫لض‪++‬ميره ووجدان‪++‬ه وعن ‪++‬د مقابل‪++‬ة ربّه س ‪++‬بحانه وتع‪+++‬الى ‪ .‬فكم نحن بحاج‪ٍ ++‬ة‬

‫‪187‬‬


‫لالقتداء بالمرحوم " أبوعلي وهبي " وأمثاله ‪ .‬رحم هللاُ " أبو علي وه‪++‬بي وأب‪++‬و‬ ‫أحمد عثمان " وأسكنهما فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ – 86‬سيد العطاء والتواضع والخدمات‬ ‫ب والقريب ‪ ،‬للفقير والغني ‪ ،‬ولكل صاحب‬ ‫بشوش ‪ ،‬وبيتُه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وج ُههُ‬ ‫مفتوح ‪ ،‬للغري ِ‬ ‫حاج ٍة لم ير ّد عن بابه أح ًدا طلب مساعدةً ‪ ،‬او استدان مبل ًغا لقضاء حاجة ما ‪،‬‬ ‫ص قصده الجراء معامل ٍة ما ‪،‬‬ ‫وال يهمه ان المدين أعاد المبل َغ أم ال ‪ ،‬وك ُل شخ ٍ‬ ‫يستقبلُهُ بالترحاب ويلبي طلبه بسرعة ‪ .‬في ك ِّل أوج ِه الخير وأبِوابه ‪ ،‬وفي ك ِّل‬ ‫مه ّم ٍة لمصلحة القرية هو في طليعة المشاركين والمساهمين ‪ .‬دائما ً وجهه‬ ‫تطلب منه أي أمر ‪ ،‬فبتواضعه‬ ‫حرج أن‬ ‫يطفح صفا ًء وبشاشةً فال تشع ُر بأي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وعطائه وخدماته ‪ ،‬وجيهٌ بك ِّل ما للكلمة من معنى ‪.‬‬ ‫الس ‪+‬نين ‪ ،‬يحم ‪ُ +‬ل مس‪++‬ؤوليةَ أه‪++‬الي الس‪++‬لطان‬ ‫ت ّ‬ ‫قضى في مرك ‪ِ +‬ز المخ‪++‬ترة عش‪++‬را ِ‬ ‫يعق‪++‬وب التحت‪++‬ا ‪ ،‬وأحيانً‪++‬ا كث‪++‬يرةً مس‪++‬ؤولية أه‪++‬الي الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا ‪ ،‬ألن‬ ‫مركز المخترة يكون شاغ ًرا في أحيان كثيرة ‪.‬‬ ‫ت " النقطةُ الرابعةُ "‬ ‫ومن األمور الّتي ذكرها أح ُد أبنائه ‪ ،‬أنه عندما قرر ِ‬ ‫حف‪َ +‬ر ب‪++‬ئ ٍر في منطق‪++‬ة بي‪++‬ادر لوس‪++‬ي ‪ ،‬ك‪++‬ان معظ ُم االه‪++‬الي معترض‪++‬ين على ه‪++‬ذا‬ ‫االم‪++‬ر‪ ،‬عل ًما بأنّه ض‪++‬منيّا ك‪++‬ان موافقا على ذل‪++‬ك ولكنّ‪++‬ه ال يري ‪ُ +‬د أن يحص ‪َ +‬ل أي‬ ‫خالف في القرية ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يوم زاره المرحوم أحمد أبو شاهين الع ّرة ‪ ،‬الّذي ك‪+‬ان ذا بص‪+‬ير ٍة‬ ‫وفي ٍ‬ ‫ى مس‪+‬تقبلي ٍة واض‪+‬ح ٍة ‪ ،‬وذا حج‪ٍ +‬ة ُمقنع‪ٍ +‬ة ‪ ،‬وذل‪+‬ك للتب‪+‬احث في مس‪+‬الة‬ ‫ثاقب ٍة ورؤ ً‬ ‫س بينهما اقتنع المختا ُر " ابو محمود " بوجهة نظر الح‪++‬اج‬ ‫حفر البئر‪ ،‬وبع َد تدا ُر ٍ‬ ‫أحمد‬

‫أب‪++‬و ش‪++‬اهين الع‪ّ ++‬رة ‪ ،‬فواف‪++‬ق على حف‪++‬ر الب‪++‬ئر ‪ ،‬إذ ه‪++‬و‬

‫أخالق‬ ‫لصالح عموم أهالي القرية والقرى المجاورة ‪ ،‬وذلك بكل عفوي ‪ٍ +‬ة وس‪++‬ع ِة‬ ‫ٍ‬ ‫‪188‬‬


‫ومسؤوليّة ‪ ،‬رغ َم انَّ ُمعظ َم االهالي كانوا غير م‪++‬وافقين على ه‪++‬ذا األمر ‪ .‬وتَ‪++‬بيَّ َن‬ ‫‪+‬اس‬ ‫ت الحياة للس ّكان واالراضي واقتنع النّ‪ُ +‬‬ ‫الحقًا انَّ هذا االمر هو من ضروريا ِ‬ ‫بعدئ ٍذ بأنَّ المختا َر" أبو‬

‫‪+‬ل مس‪++‬ؤولية‬ ‫محمود " كان صائبًا ‪ ،‬ومحقًّا في تح ّم‪ِ +‬‬

‫حفر البئر ‪.‬‬ ‫س وف‪ً +‬دا من القرية ‪ ،‬وزاروا المراج‪َ +‬ع النّيابي‪+‬ةَ في‬ ‫في عام ‪ 1964‬ت‪++‬رّأ َ‬ ‫المنطق‪++‬ة من أج‪++‬ل ت‪++‬أمين مبنًى جدي‪++‬د للمدرس‪ِ +‬ة ال ّرس‪++‬مي ِة في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫التحتا ‪ ،‬وأمام اصرا ِر ِه ومراجعته للمسؤولين المعنيين في المنطقة وفي ب‪++‬يروت‬ ‫ت ‪ ،‬ت َّم له ذلك بعون هللا ‪.‬‬ ‫ع ّدةَ م ّرا ٍ‬ ‫لم أسم ْع يو ًما أنّه اختلف م‪+‬ع أح‪ٍ +‬د ‪ ،‬او اعت‪+‬دى على أح‪ٍ +‬د ‪ ،‬او تَمنًّ‪َ +‬ع عن‬ ‫‪+‬يري ‪ ،‬أو خ‪++‬رج‬ ‫ص او ته ّر َ‬ ‫مساعدة اي شخ ٍ‬ ‫ب من المشاركة في أي مش‪ٍ +‬‬ ‫‪+‬روع خ‪ٍ +‬‬ ‫صاحب حاج ٍة ولم يكن راضيًا ‪.‬‬ ‫من عنده‬ ‫ُ‬ ‫ق علي‪++‬ه مخت‪++‬ار‬ ‫إنّنا بك ِّل تقدي ٍر ‪،‬‬ ‫واحترام لشخصه ‪ ،‬ولخدماته ‪ ،‬وتواض‪++‬عه ‪ ،‬نُطل ‪ُ +‬‬ ‫ٍ‬ ‫العطاء والتواضع والخدمات ‪.‬‬ ‫إنّه المرحوم محمد محمود الع ّرة (أبو محمود) رحمه هللا واسكنه فسيح‬ ‫جنانه‪.‬‬

‫‪ - 87‬سيد المجالس‬ ‫سديد)‬ ‫(بوقاره وهيبته ورأيه ال ّ‬ ‫ّارع ‪ ،‬بهيبته ووق‪++‬اره‬ ‫إن رأيتَهُ ُمقباًل من باب داره ‪ ،‬أو من‬ ‫ِ‬ ‫طرف الش ِ‬ ‫وعبا َءتِه ‪ ،‬يتبادر الى ذهنك فو ًرا أنّه من أهل الح ِّل والعقد ‪ ،‬وأنَّ رأيَهُ ال يُرد ‪.‬‬ ‫‪+‬رح الموض‪++‬و َع على الحاض‪++‬رين‬ ‫سا ‪ ،‬تراه‬ ‫يفتتحه ويط‪ُ +‬‬ ‫ُ‬ ‫ان حضرتَ مجل ً‬ ‫البعض‬ ‫‪+‬ر ‪ ،‬وي‪++‬ر ُد‬ ‫ُ‬ ‫بأسلوبه الهادىء والمقنع ويدو ُر النّق‪ُ +‬‬ ‫ص الى آخ‪َ +‬‬ ‫‪+‬اش من ش‪++‬خ ٍ‬ ‫‪189‬‬


‫َ‬ ‫االحاديث المتداولةَ ‪ ،‬بدقّ ٍة وش‪++‬فافي ٍة ‪،‬‬ ‫يراقب‬ ‫والحاج الموقّ ُر‬ ‫ض اآلخر ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫على البع ِ‬ ‫‪+‬ق‬ ‫ويتدخ ُل في بعض االحيان بسالس‪ٍ +‬ة وموض‪++‬وعية ‪ ،‬وهك‪++‬ذا الحض‪++‬و ُر بين مواف‪ٍ +‬‬ ‫ص آلخ‪َ +‬ر ‪ ،‬ولكنَّ الكلم‪+‬ةَ‬ ‫ض وم‪++‬ترد ٍد ‪ ،‬والنّق‪ُ +‬‬ ‫‪+‬اش بين م‪ٍّ +‬د وج‪++‬ز ٍر من ش‪++‬خ ٍ‬ ‫ومعتر ٍ‬ ‫سديد‪ +‬والنّهائي ‪ ،‬ينتظره الحاضرون من سيّ ِد الجلس‪++‬ة ‪ ،‬فين‪++‬بري‬ ‫الفصل‬ ‫والرأي ال ّ‬ ‫َ‬ ‫وتش‪+‬خص‬ ‫ي الح‪++‬اج في الموض‪+‬وع ؟‪ .‬فينص‪++‬تُ الحاض‪+‬رون‬ ‫ُ‬ ‫البعض ويسأله م‪+‬ا رأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أبصا ُرهم نحوه فيقول رأيَه بكل صراح ٍة وموضوعي ٍة وثق ٍة ويُظه ُر لهم حسنات‬ ‫سهم بالموافق‪+‬ة واالطمئن‪+‬ان ‪ ،‬ب‪+‬أنَّ م‪+‬ا قال‪+‬ه‬ ‫وإيجابيات رأيه فيه ّز الحاضرون رؤو َ‬ ‫وليس هن‪++‬اك من‬ ‫المناسب والمقن ُع ‪ ...‬فعندئ ٍذ ‪ ،‬الجمي ُع يوافقون‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الحاج هو ال ّرأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ثغر ٍة في رأي الحاج أبو محمد ‪.‬‬ ‫ض ‪ ،‬اذ ال يوج ُد أ ّ‬ ‫معتر ٍ‬ ‫في قراء ِة الموالد ‪ ،‬نراه في الطليعة ‪ ،‬وبلهجت ِه الواضحة ال ُمعبِّرة والقريبة‬ ‫يج‪++‬ذب انتب‪++‬اهَ الحاض‪++‬رين ‪ .‬أبص‪++‬ا ُرهم‬ ‫ب وبأس‪++‬لوبه وص‪++‬وت ِه ال‪ّ ++‬رخيم ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫من القل‪++‬و ِ‬ ‫مش ‪+‬دودةٌ الي‪++‬ه يراقب‪++‬ون حركاتِ‪++‬ه وتع‪++‬ابي َر وجهه ‪ .‬أ َّما أص‪++‬حاب ال‪++‬دعوة لق‪++‬راءة‬ ‫ّ‬ ‫المولد ‪ ،‬فانّهم يفتخرون بأنَّ قراءةَ سيرة ال ّرسول صلّى هللا عليه وس‪+‬لّم ‪ ،‬ك‪++‬انت‬ ‫بإشرافه ‪.‬‬ ‫‪+‬دفاع‬ ‫ّيخ ‪ ،‬أو‬ ‫عن َد غيا ِ‬ ‫فراغ مرك ِز" المشّيخة " ن‪++‬راه ي‪++‬رتقي المن‪++‬ب َر بك‪ِّ +‬ل ان‪ٍ +‬‬ ‫ِ‬ ‫ب الش ِ‬ ‫وهيب ٍة وثق ٍة ‪ ،‬ويُلقي خطبةَ الجمع ِة مهيمنًا على الحضور بلهجته ال ُمعبِّرة ‪ ،‬ومن‬ ‫ق ومطمئنٌ الى ال‪++‬واجب الّ‪++‬ذي ق‪++‬ام ب‪++‬ه‬ ‫‪+‬اح وواث‪ٌ +‬‬ ‫ث ّم يؤ ُّم المصلّين فالجمي ُع مرت‪ٌ +‬‬ ‫الحاج أبو محمد ‪.‬‬ ‫اس‬ ‫في مرك ِز المختر ِة ‪ ،‬شغل منصبَه بكل‬ ‫صدق وأمان ٍة ‪ ،‬وكان يخد ُم النَّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ب أو دائر ٍة حكومي ‪ٍ +‬ة دخ‪++‬ل اليه‪++‬ا طلبُ‪++‬ه‬ ‫ويسي ُر معهم إلتمام معامالتِهم ‪ ،‬وأي مكت ٍ‬ ‫ي النّ‪++‬اس والمس‪++‬ؤولين التقيتَ ‪ ،‬فالكل‬ ‫ُم‬ ‫ج‪++‬اب وبك‪ِّ ++‬ل اح‪++‬ترام ‪ .‬وأينم‪++‬ا ذهبتَ وأ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫س والمص‪++‬لحة العا ّم‪++‬ة ‪،‬‬ ‫يعرفُه ويق ِّد ُره ‪ .‬اليفوته أن يدخ َل بك ِل با ٍ‬ ‫ب فيه خي ٌر للنّا ِ‬ ‫المناسب ‪ ،‬وبأس‪++‬لوبه المقنع والق‪++‬ريب الى قل‪++‬وب‬ ‫وأغلب المشاك ِل يجد لها الح َل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪190‬‬


‫ض على ما طرحه الحاج من حلول‬ ‫الجميع ‪ ،‬الّذين ليس لديهم ّ‬ ‫حجة في االعترا ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ت العائلي ِة والدّيني ِة ‪ ،‬وعن َد تشكي ِل أي وف ٍد لمقابلة مسؤو ٍل‬ ‫في ك ِّل المناسبا ِ‬ ‫ق الوف‪ُ +‬د االّ بحض‪++‬ور الح‪++‬اج‬ ‫فتتح المناس‪++‬بةُ وال ينطل‪ُ +‬‬ ‫ما ‪ ،‬ه‪++‬و في الطّليع‪ِ +‬ة ‪ ،‬وال تُ ُ‬ ‫أبو محمد ‪ .‬وال ننسى أنّه بين الحين واآلخر ‪ ،‬وعن َد الض‪++‬رور ِة ك‪++‬ان يقص ‪+‬دُه ك ‪ّ +‬ل‬ ‫‪+‬روب‬ ‫ص ‪+‬ه من َألم‪++‬ه ‪ ،‬وذل‪++‬ك ب‪++‬أن يخل ‪َ +‬ع‬ ‫ّ‬ ‫رس المض‪َ +‬‬ ‫الض ‪َ +‬‬ ‫ُمت‪++‬ألّ ٍم من ضرسه ‪ ،‬ليُ َخلِّ َ‬ ‫ص ٍة تُس‪++‬مى ( َكلَبَ‪+‬ةُ األس‪++‬نا ِن) ‪ ،‬اذ ك‪++‬ان يومه‪++‬ا ال يوج‪ُ +‬د‬ ‫س) بواسطة آل ٍة خا ّ‬ ‫(ال ُمس ّو َ‬ ‫طبيب أس‪++‬نا ٍن ‪ ،‬وم‪++‬ا على الم‪++‬ريض س‪++‬وى الجل‪++‬وس على الكرسي الّ‪++‬ذي ينتظ‪++‬ره‬ ‫ُ‬ ‫تحت العريشة ‪.‬‬ ‫ان كنت أيها القارى ُء من الجي ِل الجديد ‪ ،‬فأنت معذور أاّل تعرف‪++‬ه ‪ .‬أم‪++‬ا ان‬ ‫القديم فليس لك العذ ُر أاّل تعرفه ‪.‬‬ ‫كنتَ من الجيل‬ ‫ِ‬ ‫واحترام المرحوم الح‪++‬اج كامل محمد عب‪++‬دوني رحمه هللا‬ ‫إنّه بكل تقدي ٍر ومحبة‬ ‫ٍ‬ ‫وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ - 88‬ذاكرة القرية‬ ‫تراه هادًئا ‪ ،‬باس ًما ‪ ،‬بشوشًا ‪ ،‬يمشي بسكين ٍة وطمأنين ٍة ووقا ٍر ‪ ،‬وقبل أن‬ ‫الس ‪+‬ال َم ‪ ،‬يُفاجُئ َك بدقّ ‪ِ +‬ة " التّ‪++‬واريخ " ال ُم َخ َّزنة في‬ ‫تتباد َل معه التّحيةَ وتلقي عليه‬ ‫ّ‬ ‫ذاكرته ‪ ،‬فيس‪++‬ارع َك الق‪++‬ول أنت فالنٌ ابن فال ٍن ‪ ،‬ول‪++‬دتَ في ي‪++‬وم ك‪++‬ذا ‪ ،‬من ش‪++‬هر‬ ‫كذا ‪ ،‬في سنة كذا ‪ ،‬وزواج أهلك كان في عام كذا وكذا ‪ .‬يا أهلل ! ما أس‪++‬ع َد هك‪++‬ذا‬ ‫انسا ٍن بنفسيته الهادئ ِة ‪ ،‬وبذاكرته الصافية !‪ .‬عل ًما بأنّه ال يقب‪++‬ل أن يجادلَ‪+‬هُ أح‪ٌ +‬د‬ ‫في دقّة التواريخ الّتي يختزنها ‪.‬‬ ‫‪+‬ذهب الى عمل‪++‬ه في الحق‪++‬ول مش‪+‬يًا على‬ ‫من ُذ نشأته عم‪ِ +‬ل في ال ّزراع‪++‬ة ‪ ،‬ك‪++‬ان ي‪ُ +‬‬ ‫االرض فأحبه‪+++‬ا وأحبت‪+++‬ه ‪ ،‬تف‪+++‬انى في‬ ‫ق‬ ‫االق‪+++‬دام أو على ص‪+++‬هو ِة ج‪+++‬واد ِه ‪ ،‬عش‪َ +++‬‬ ‫َ‬ ‫‪191‬‬


‫استصالحها وكان في طليعة الم‪++‬زارعين الّ‪++‬ذين يُتقن‪++‬ون عملَهم ‪ ،‬حيث دأب من‪++‬ذ‬ ‫ب‪++‬دايات عمل‪++‬ه في الحق‪++‬ول على العناية بالمزروع‪++‬ات البعلي‪++‬ة (حينه‪++‬ا لم تكن‬ ‫ق المحاص‪++‬ي َل الزراعيّ‪++‬ة في ق‪+‬رى جبل‬ ‫تتوفر المياه للري) وكث‪++‬ي ًرا م‪+‬ا ك‪+‬ان يُس‪ِّ +‬و ُ‬ ‫ق على ك‪++‬ل من يق‪++‬وم به‪++‬ذا العم‪++‬ل (المك‪++‬اري) ‪ ،‬ك‪++‬ان كغ‪++‬يره‬ ‫لبن‪++‬ان ‪ ،‬وك‪++‬ان يُطل ‪ُ +‬‬ ‫أيام قبل أن يعودوا الى بيوتهم ‪.‬‬ ‫يمضون ع ّدةَ ٍ‬ ‫في بداي ِة الستّينات من القرن الماضي ‪َ ،‬كثُ َر حف ُر اآلبار االرتوازية ‪ ،‬فعمل‬ ‫المشاريع الزراعيّة ‪ ،‬وعندما بدأ االهتمام بالزراع‪++‬ة المروي‪++‬ة ‪ ،‬ك‪++‬ان‬ ‫على إنشاء‬ ‫ِ‬ ‫س‪++‬وقون منتوج‪++‬اتِهم الزراعيّ‪++‬ة في س‪++‬وق‬ ‫ه‪++‬و وكث‪++‬يرون غ‪++‬يره من الفالّحين يُ ِّ‬ ‫الخضار في بيروت ‪ .‬ومع الغ‪++‬زو الحض‪++‬اري لبالدن‪++‬ا في ك‪++‬ل المج‪++‬اال ت تغيَّ َر ك‪ُ +‬ل‬ ‫ت اآلالتُ الحديث‪+‬ةُ ب‪+‬داًل من الخي‪++‬ل وال‪++‬دواب ‪ ،‬فص‪++‬ار يتنق‪ُ +‬ل بس‪+‬يّارته‬ ‫ش‪++‬ى ٍء وحلّ ِ‬ ‫المتواضع ِة ساه ًرا على رعاية مزروعاته ‪ ،‬وع ّماله ‪.‬‬ ‫كان هادًئا متواض ًعا ُمتقنًا لعمله ‪ ،‬وال أذكر يو ًما أ ّنه اختلف مع أح ٍد أو‬ ‫اعتدى على أمالكه أو أرزاقه ‪.‬‬ ‫ص له بص‪++‬ماتٌ في‬ ‫عذ ًرا أيها القارى ُء الكري ُم إن أطلتُ عليك ‪ ،‬فك ُّل شخ ٍ‬ ‫ت‪++‬اريخ قريتن‪++‬ا ‪ ،‬يجب أن يُعطى حقّه من التّق‪++‬دير واالح‪++‬ترام ‪ .‬وانّ‪++‬ني ألظن‪++‬ك ق‪++‬د‬ ‫أذكر اسمه ‪:‬‬ ‫عرفتَ شخصيتنا هذه من أوصافها قبل أن‬ ‫َ‬ ‫واحترام الحاج توفيق أحمد ص‪++‬الح (أب‪+‬و ص‪++‬بحي) ‪ ،‬رحم‪+‬ه‬ ‫انّه بكل محب ٍة وتقدي ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫هللا وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫وطموح وعنده خبرة وبعد نظر‬ ‫‪ – 89‬رج ٌل وقو ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫طموحه دفعه للهجرة وهو في ع ّز شبابه ‪ ،‬فكان في طليع ِة المهاجرين‬ ‫ُ‬ ‫ش كريم‪ٍ +‬ة‬ ‫‪+‬دق وأمان‪ٍ +‬ة ‪ ،‬ليؤ ِّمن‪++‬وا لقم‪+‬ةَ عي ٍ‬ ‫األوائ ِل الّذين تعب‪++‬وا وك‪++‬افحوا بكل ص‪ٍ +‬‬

‫‪192‬‬


‫و"خميرةً " مباركة تكون ُذخراً‬ ‫لسنين عم‪++‬ره المقبل‪++‬ة ‪ ،‬والّ‪++‬تي ك‪++‬انت ببرك‪ٍ +‬ة من‬ ‫َ‬ ‫هللا مديدة ‪.‬‬ ‫األموال فيه مشقّة ‪ ،‬اذ يُعاني‬ ‫ليس بال ّرحلة السهلة ‪ ،‬فتحصي ُل‬ ‫االغتراب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت كث‪++‬ير ٍة ‪ ،‬اض‪++‬افةً الى تعبه وك‪+‬دّه في العم‪++‬ل ‪ .‬فعلى س‪++‬بيل‬ ‫المغ‪ُ +‬‬ ‫‪+‬ترب من ص‪++‬عوبا ٍ‬ ‫ب بِلُ َغتِه‬ ‫‪+‬ع غ‪++‬ري ٍ‬ ‫المثال ال الحصر ‪ :‬الوحدةُ في الغربة وصعوبةُ التعامل مع مجتم‪ٍ +‬‬ ‫صةً اذا ك‪++‬ان عازبًا ‪ ،‬وقد علّمت‪+‬هُ‬ ‫وتقاليده ‪ ،‬اضافةً الى تسيير أموره اليوميّة ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫تجربته في االغتراب ‪ ،‬رغم حصوله على األموال التي تلبي حاجاته وطموحاته‬ ‫وما تتطلبه الحقً‪+‬ا عائلت‪+‬ه ‪ ،‬أنَّ الحي‪+‬اة في ال‪+‬وطن أهن‪+‬أ وأك‪+‬ثر أمانً‪+‬ا ‪ ،‬فك‪+‬ان م‪+‬ا‬ ‫ت واسعةً من األراض‪++‬ي ‪ ،‬من مالكها‬ ‫ح ّ‬ ‫صله من أموا ٍل داف ًعا ألن يشتر َ‬ ‫ي مساحا ٍ‬ ‫سابق رشدي باشا التركي ‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫طموح‪ +‬هُ لم يق‪++‬فْ عن‪++‬د ه‪++‬ذا الح‪++‬د ‪ ،‬بل ك‪++‬ان في طليع‪++‬ة من أرس ‪َ +‬ل أبن‪++‬ا َءه‬ ‫ُ‬ ‫ق والقاهرة فحصلوا على الشّهادات الجامعية العالية ‪.‬‬ ‫ليتعلّموا في دمش َ‬ ‫قمح " ملقاة "‬ ‫ومن باب حرصه على النّعم ِة كان ال يقبل أن تبقى أيّةُ حبّ ِة‬ ‫ٍ‬ ‫في مكا ٍن غير مناسب ‪ ،‬اذ كان يقول لمن بجانب‪++‬ه من أوالده ‪ :‬ال تع‪++‬رف في‬ ‫ق بابَهُ اليرده خائبً‪++‬ا ‪ ،‬ب‪++‬ل يُعطي‪++‬ه م‪++‬ا‬ ‫أيّ ِة حب ٍة أود َع هللاُ البركة ‪ .‬كل‬ ‫محتاج يطر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫قدّره هللاُ له ‪ ،‬ويخرج هذا المحتاج " مجبور الخاطر"‪ ،‬ويدعو للحاج " أبو أحم‪++‬د "‬ ‫بالخير والبركة ‪.‬‬ ‫وخاص‪+‬ةً عن‪++‬دما‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والحاج " أبوأحمد " ال يفوته أن يحض َر جمي‪َ +‬ع المناس‪++‬با ِ‬ ‫الس‪+‬فر ‪ ،‬فك‪++‬ان يُ‪++‬و ِّد ُع المس‪++‬افر أم‪++‬ا َم الحض‪++‬و ِر ‪ ،‬وي‪++‬ر ّد ُد‬ ‫يكون أح‪+‬دُهم على وش‪ِ +‬ك ّ‬ ‫عبارتَه المشهورة وبلهجته الشّعبيّة " بكرا بتشوفوا أك‪++‬بر خس‪++‬ارة ب‪++‬دها تحطه‪++‬ا‬ ‫الس‪ِ ++‬ن ‪ ،‬ولكن نحن ومن هم في‬ ‫الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب بالغرب‪++‬ة "‪ .‬قد يفهمه‪++‬ا كب‪++‬ا ُر ِّ‬ ‫عمرنا ‪ ،‬كنّا نتساءل في أنفسنا كيف تخسر القرية ؟ ‪.‬‬ ‫‪193‬‬


‫ويجلب األم‪++‬وا َل ‪ .‬وعن‪++‬دما كبرنا وص‪++‬رنا‬ ‫‪+‬افر ذهب ليعم‪َ +‬ل‬ ‫َ‬ ‫فبنظرنا أنَّ ه‪++‬ذا المس‪َ +‬‬ ‫نس‪+‬مع بالمش‪+‬اكل الّ‪++‬تي تحصل م‪+‬ع المغ‪+‬تربين وع‪+‬ائالتِهم وأوالدهم ‪ ،‬من اختالط‬ ‫ب لتقالي‪َ +‬د ال ص‪++‬لة لن‪++‬ا به‪++‬ا ‪ ،‬ص‪++‬رنا نُ‪++‬در ُك‬ ‫بأجيا ٍل غريب‪++‬ة عن مجتمعن‪++‬ا واكتس‪++‬ا ٍ‬ ‫ونقتنع بما كان يقوله الح‪++‬اج "أبو أحمد" ‪ ،‬فالخس‪++‬ارةُ كما ص‪++‬ار النّ‪++‬اس مقتنعين‬ ‫به‪+++‬ا هي ض‪+++‬يا ُع أجي‪+++‬ا ٍل كامل‪ٍ +++‬ة في المغترب‪+++‬ات ‪ ،‬وع‪+++‬ائالتٌ " ذابت" ولم يع‪+++‬د‬ ‫باستطاعتها العودةَ الى الوطن فه‪++‬ذه هي الخس‪++‬ارة ال‪++‬تي ك‪++‬ان يس‪++‬تبق ح‪++‬دوثها‬ ‫ت كث‪++‬يرةً ض‪++‬اعت‬ ‫نظ ًرا لتجربته في أميرك‪++‬ا ولبعد نظ‪ِ +‬ر ِه الثّ‪++‬اقب ‪ .‬نعم إن ع‪++‬ائال ٍ‬ ‫وبيوتًا اُقفلت أو تهدّمت في القرية بغي‪++‬اب أص‪++‬حابها وهم غ‪++‬ارقون في متاه‪++‬ات‬ ‫االغ‪++‬تراب ومش‪++‬اكله ‪ ،‬وال ننس‪+‬ى أنَّ هن‪+‬اك ع‪++‬ائالت م‪+‬ا زالت محافظ‪+‬ة ولكن كم‬ ‫عدد هذه العائالت ؟‪.‬‬ ‫ في أحد األيام ‪ ،‬قصد الحاج " أبو أحمد " منطقة الدكوة ‪ ،‬ليشرف على أرضه‬‫وع َّماله وأرزاقه ‪ ،‬ومن ضمنها كرم العنب الموجود تحت قرية الدكوة ‪ ،‬فوجد‬ ‫بعض النسوة يسرقن العنب ‪ ،‬فسألهن ‪ " :‬شو عم تعملوا بنص الكرم ؟ " أج ْبنَهُ ‪:‬‬ ‫" إنتَ شو دخلك "‪ "،‬فأس ّرها في نفسه ‪".‬‬ ‫عندما عاد مسا ًء الى بيته طلب من أوالده وأقاربه ‪ ،‬أن يذهبوا في‬ ‫الصباح الباكر الى الدكوة ومعهم بعض األدوات ليقتلعوا " الدوالي " وغيرها‪...‬‬ ‫تعجب أوالده وأقاربه من هذا األمر ‪ ،‬فسألوه ‪ :‬لماذا تُقدم على ذلك ؟ ‪.‬‬ ‫أجابهم بلهجته الشعبية ‪ " :‬الرزقة اللي بتبهدل صاحبها بالها " وبالنتيجة تم له‬ ‫ما أراد‪.‬‬ ‫والحاجة ام أحمد " كان أبناؤهما في طليعة‬ ‫بعد وفاة الحاج " أبو أحمد ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ب لتوسيع المسجد عن روح والِ َد ْي ِهما ‪.‬‬ ‫ال ُم‬ ‫َ‬ ‫بادرين باالكتتا ِ‬

‫‪194‬‬


‫وال ننسى أنّه كان موض َع ثق ٍة وأمان ٍة ‪ ،‬اذ كانت نس‪++‬ا ُء الح‪++‬ار ِة يُ‪++‬و ِدع َْن‬ ‫أموالهنَّ ال ُمرس‪++‬لة من أزواجهنَّ المغ‪++‬تربين عن‪++‬ده كأمان‪ٍ +‬ة ‪ ،‬فيحف‪+‬ظُ ه‪++‬ذه المب‪++‬الغ‬ ‫س‪++‬ج ُل على ك‪++‬ل أمان‪ٍ ++‬ة اس‪َ ++‬م‬ ‫ض‪++‬من‬ ‫َ‬ ‫ص‪++‬ندوق في منزل‪++‬ه ‪ ،‬عل ًم‪++‬ا بأنّ‪++‬ه ك‪++‬ان يُ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫صاحبتها ‪.‬‬ ‫وم ّما ك‪++‬ان يُ‪++‬ر ِّد َده دائ ًما قول‪++‬ه " ان ش‪++‬اء هللا ال‪++‬بيت االبيض بيص‪++‬ير أس‪++‬ود "‬ ‫سياس ِة األميركية تجاه العرب والمسلمين ‪.‬‬ ‫ضا منه على ال ّ‬ ‫اعترا ً‬ ‫‪+‬كل ش‪++‬به‬ ‫ من مواقف‪++‬ه أنّ‪++‬ه أخ‪++‬ذ من بعض األثري‪++‬اء قس ‪ً +‬ما من أم‪++‬والهم ‪ ،‬بش‪ٍ +‬‬‫ضا من رشدي باشا التركي ‪ ،‬ومن بينهم ج ‪+‬دّي قاس‪++‬م‬ ‫إجباري واشترى لهم أر ً‬ ‫الهندي ‪ ،‬وحسين أبو عسلي الجاروش وغيرهما ‪...‬‬ ‫ ومن مواقفه الّتي يُر ِّددُها أهالي المنارة ‪ :‬أنّه عندما أراد حبيب أو جرجي‬‫ص من‬ ‫أو هنري رزق هللا ( بيك ح ّمارة) بي َع أمال ِك ِه ‪ ،‬تصدّى أبو أحمد لك ِّل ش‪++‬خ ٍ‬ ‫ي ما يستطي ُع من أرض البيك في ح ّم‪++‬ارة ‪ ،‬ق‪+‬ائاًل‬ ‫السلطان يعقوب أراد أن يشتر َ‬ ‫‪+‬مح ألي‬ ‫‪+‬زم انَّ‬ ‫‪+‬ك في ح ّم‪++‬ارة هي أله‪++‬الي ح ّم‪++‬ارة ‪ ،‬وال أس‪ُ +‬‬ ‫َ‬ ‫أرض البي‪ِ +‬‬ ‫ل‪++‬ه وبح‪ٍ +‬‬ ‫ق االم ُر ويتملّ َك في أراضي جارتنا وجيراننا أهالي‬ ‫ص من قريتنا بأن يستب َ‬ ‫شخ ٍ‬ ‫ح ّمارة ‪ .‬وهذا الموقف الحازم للحاج " أبو أحمد" مازال حت ّى اليوم موض َع تق‪++‬دي ٍر‬ ‫واحترام‬ ‫ٍ‬

‫لدى جميع أهالي المنارة ‪.‬‬ ‫وأخي ًرا ‪ ،‬عذ ًرا أن أطلت عليك أيها القارىء الكريم ‪ ،‬العتقادي بأنّك قد عرفت‬ ‫شخصيتنا هذه من أوصافها ‪.‬‬ ‫واحترام ‪ ،‬المرحوم الحاج محمد أحمد عب‪+‬د الفتّ‪+‬اح‬ ‫انّه بكل محب ٍة وتقدي ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫الجاروش رحمه هللا واسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬ ‫‪195‬‬


‫‪ - 90‬رج ٌل مبار ٌك‬ ‫ي " أبو نصوح "‬ ‫ت ‪ ،‬أي قبل أن يشتر َ‬ ‫في ال ّزمن الماضي قبل الخمسينا ِ‬ ‫‪+‬اس ي‪+‬ذهبون الى عنج‪+‬ر‬ ‫مطحنَتَهُ الّتي كانت في منطق‪ِ +‬ة بي‪++‬ادر الع‪+‬دس ‪ ،‬ك‪++‬ان النّ‪ُ +‬‬ ‫لطحن القمح ‪ ،‬اذ كانت هن‪++‬اك مطحن‪+‬ةٌ تعمل بق‪ّ +‬وة دف‪++‬ع الم‪++‬اء ‪ .‬وفي أح‪++‬د األي‪++‬ام‬ ‫ِ‬ ‫ي‪++‬أتي‬ ‫القمح ‪ ،‬وقبل أن‬ ‫ذهبتْ مجموع‪++‬ةٌ من أهل الس‪++‬لطان الى عنجر ليطحن‪++‬وا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صتَه في غير دوره ‪.‬‬ ‫بقليل ‪ ،‬تق ّد َم أحدهم‬ ‫دورهم‬ ‫َ‬ ‫ليطحن ح ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ت األصواتُ ‪...‬وكان يرافقهم المرحوم سليمان‬ ‫َ‬ ‫غضب أه ُل السلطان وتعال ِ‬ ‫الخطيب (شقيق المرحوم أبو عدي) وه‪++‬و رج‪ٌ +‬ل مب‪++‬ار ٌك وله مكرم‪++‬اتٌ ‪ ،‬اق‪++‬ترب من‬ ‫ت المطحن‪++‬ة عن‬ ‫المطحن ‪ِ +‬ة وق‪++‬رأ م‪++‬ا‬ ‫ّ‬ ‫تيس ‪+‬ر له من أورا ٍد ودع‪++‬ا بص‪++‬م ٍ‬ ‫ت فت‪++‬وقف ِ‬ ‫الدّوران‬ ‫بعض رج‪+‬ال‬ ‫حاول صاحبُها وآخرون تشغيلَها ‪ ،‬فما استطاعوا ‪ .‬أجابهم‬ ‫ُ‬ ‫السلطان ال تستطيعون ذلك فهذا رج ٌل مبار ٌك وله مكرمات ‪ .‬عندها تراجع الق‪++‬و ُم‬ ‫وس ‪ِ +‬م َح أله‪++‬ل الس‪++‬لطان اس‪++‬تعادةَ دورهم ‪ ...‬حينئ ‪ٍ +‬ذ ق‪++‬رأ ال ّرج ‪ُ +‬ل‬ ‫ع ّم‪++‬ا ق‪++‬اموا ب‪++‬ه ُ‬ ‫‪+‬انبهر الجمي‪ُ +‬ع‬ ‫ت المطحن‪+‬ةُ بال‪++‬دوران ‪ ،‬ف‪+‬‬ ‫المب‪++‬ار ُك م‪++‬ا ّ‬ ‫َ‬ ‫تيس‪+‬ر ل‪++‬ه من أورا ٍد ف‪++‬انطلق ِ‬ ‫ودُهشوا لما حصل !‪.‬‬ ‫ت الدينيّ‪++‬ة ‪ ،‬وانس‪++‬جم جس‪++‬ديًّا‬ ‫م‪++‬رة ‪ ،‬حضر المرح‪++‬وم أبوع‪++‬دي اح‪++‬دى المناس‪++‬با ِ‬ ‫ت مبارك‪ٍ +‬ة ‪ ،‬على النّ‪++‬بي ص‪+‬لّى‬ ‫وروحيًّا بما ت ّم انشاده من أناش‪++‬ي َد ديني‪ٍ +‬ة وص‪+‬لوا ٍ‬ ‫هللا عليه‬ ‫الس‪ِ +‬ن يُع ِّرف‪++‬ون ه‪++‬ذا‬ ‫ضا ‪ ،‬وكان كبا ُر‬ ‫ِّ‬ ‫وسلّم ‪ ،‬فغاب أبوعدي عن الوعي ووقع أر ً‬ ‫الوضع على أنه (حالة روحيّة) ‪ ،‬ح‪++‬اول الحاض‪++‬رون ايقا َ‬ ‫ظه فلم يس‪++‬تطيعوا ‪ ،‬فم‪++‬ا‬ ‫َ‬ ‫ونفث‬ ‫كان منهم ااّل أن اس‪++‬تنجدوا بأخيه س‪++‬ليمان ‪ ،‬فحض‪++‬ر وق‪++‬رأ ِور ًدا اعت‪++‬اده ‪،‬‬ ‫في أذن أخيه ‪ ،‬فاستعاد أبو عدي وعيَه ‪ ،‬ونهض وعاد الى حالته الطبيعية ‪ ،‬فما‬ ‫‪196‬‬


‫وجهَ اليه كال ًما معاتبًا اياه ‪ ،‬ألنه كان قد‬ ‫نص‪++‬حهُ‬ ‫كان من أخيه سليمان ااّل أن َّ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ ،‬اذ كانت هذه الحالة تنتابُه كلما حضر مناس‪++‬بةً‬ ‫بأاّل يحض َر مثل هذه المناسبا ِ‬ ‫مماثلة‬ ‫س في الخلقين ‪ ،‬فطال‬ ‫األيام كانت هناك عائلةٌ تنتظ ُر‬ ‫في أحد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫غليان الدّب ِ‬ ‫ّبس وهذه عالمةُ عدم نضجه ‪ .‬استنجدت‪ +‬ه‪++‬ذه العائل‪+‬ةُ بالرج‪++‬ل‬ ‫األم ُر ولم (يَفُ ِر) الد ُ‬ ‫المبارك " سليمان " وعرضوا عليه االمر ‪ ،‬فم‪++‬ا ك‪++‬ان من‪++‬ه ااّل أن كش‪++‬ف عن ي‪++‬ده‬ ‫بشكل‬ ‫ّبس‬ ‫وقرأ ما تي ّ‬ ‫س َر له من أورا ٍد وأدخلها في الخلقي ِن ‪ ،‬ومن ث َّم ح َّرك الد َ‬ ‫ٍ‬ ‫ّبس بالغلي‪++‬ا ِن والف‪++‬ورا ِن ‪ ،‬ومن ث ّم س‪++‬حب س‪++‬ليمانُ ي ‪َ +‬ده من‬ ‫‪+‬ري ‪ ،‬ف‪++‬انطلق ال ‪+‬د ُ‬ ‫دائ‪ٍ +‬‬ ‫الخلقين ولم تُصب بأي حروق أو أذى ‪.‬‬ ‫وفي لوسي جرت حادثةٌ مماثلةٌ ‪ ،‬وكان حلّها باذن هللا على يد المرحوم‬ ‫محمد عل‪++‬وان (ج‪++‬د االس‪++‬تاذ علي قاس‪++‬م عل‪++‬وان) ‪ .‬رحم هللا كاّل ً من " س‪++‬ليمان‬ ‫الخطيب وأبوعدي ومحمد علوان " وأسكنهم فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ - 91‬رمز االمانة‬ ‫فتتحا يومه باسم هللا‬ ‫ُمبك ًرا على عمله اليومي ‪ ،‬يسي ُر بهدو ٍء واطمئنا ٍن ‪ُ ،‬م ً‬ ‫ورزق‬ ‫ق الحالل من‪++‬ه تع‪++‬الى ‪ ،‬فد ّكانُه مص‪++‬د ُر رزق‪++‬ه‬ ‫واالتك‪++‬ال علي‪++‬ه طالبً‪++‬ا ال ‪ّ +‬رز َ‬ ‫ِ‬ ‫عياله‬ ‫أراقب مشيتَه الهادئةَ ‪ ،‬ولهجتَه اللُطيفَه أثناء تعامله‬ ‫وبما أنّه كان جارنا كنتُ‬ ‫ُ‬ ‫ب وببشاش ‪ِ +‬ة وجه‪++‬ه‬ ‫م‪++‬ع الزب‪++‬ائن فعن‪++‬دما ي‪++‬دخ ُل عليه أح ‪+‬دُهم يس‪++‬تقبله بالتّرح‪++‬ا ِ‬ ‫المعهودة‬ ‫‪+‬ب ‪ ،‬والح‪++‬اج أب‪+‬و‬ ‫يأخذ‬ ‫ّ‬ ‫الش‪+‬اري حاجتَ‪+‬هُ وه‪+‬و مطمئنٌ بأنّ‪++‬ه دخ‪++‬ل المك‪َ +‬‬ ‫‪+‬ان المناس‪َ +‬‬ ‫محمد يقب‪ُ +++‬ل ب‪+++‬ال ّربح اليس‪+++‬ير اذ أنّه لم يكن ط ّما ًعا أو متالعبًا باألس‪+++‬عار ‪ ،‬ولم‬ ‫ض ‪ ،‬فال يهم‪++‬ه ان ك‪++‬ان‬ ‫اُالحظ أو أسمع يو ًما أنّ أح ًدا خرج من عن‪++‬ده غ‪++‬ير را ٍ‬ ‫‪197‬‬


‫الس‪+‬لعة ‪ ،‬ف‪++‬دفت ُر تس‪++‬جي ِل ال‪+‬دّيون ج‪++‬اهز ‪ ،‬وال ح‪++‬رج‬ ‫‪+‬ع ثمن ّ‬ ‫الشّاري قاد ًرا على دف‪ِ +‬‬ ‫‪+‬رج من ُد ّكانِه ش‪++‬اك ًرا ‪ ،‬حام‪ً +‬دا ُمت‪++‬أثِّ ًرا‬ ‫‪+‬بر على المعس‪++‬ر ‪ ،‬فالك‪ُ +‬ل يخ‪ُ +‬‬ ‫عنده ب‪++‬أن يص‪َ +‬‬ ‫بتسامحه ‪ ،‬وداعيًا له بالبركة وطول العمر ‪.‬‬ ‫كنت أنا ومن هم في عمري ‪ ،‬أكثر ما يش ُّد أنظا َرنا تلك (المرطبانات) الّتي‬ ‫تحت‪++‬وي على س‪++‬كاك َر مل ّون ‪ٍ +‬ة ‪ ،‬فنتل َّمظُ ش‪++‬وقًا لمعرف‪++‬ة طعمها ‪ ،‬اض‪++‬اف ٍة الى" قُفّ ‪ِ +‬ة‬ ‫التمر" المصنوعة من القش ‪ ،‬والّتي تحتوي على التّمر األشقر ‪ ،‬والى جانبه‪++‬ا "‬ ‫تنكة التمر األسود " وهذا النّوع أغلى ثمنًا من األشقر ‪ ،‬ولكي نش‪++‬تري ال بُ‪َّ +‬د أن‬ ‫يكون معنا بيضةً أو كميةً من القمح ان لم يكن لدينا نقود ‪.‬‬ ‫الس ‪+‬عر ونوعي ‪ِ +‬ة‬ ‫س به لناحي ‪ِ +‬ة ّ‬ ‫فبحس ِن تعامله وأمانته في تجارته ‪ ،‬وثق ِة النّا ِ‬ ‫غش ‪+‬ه ‪ ،‬أو‬ ‫صاحب ال‪++‬د ّكان قد‬ ‫ّ‬ ‫سلعة ‪ ،‬اضافةً الى أنّني لم أسمع أح ًدا يقو ُل أنّ‬ ‫ال ّ‬ ‫َ‬ ‫زاد في ثمن سلعته كما انّني لم أسمعه يوما ً‬ ‫يغتاب أح ًدا ‪ ،‬أو يفشي س ًّرا ألح‪++‬د‬ ‫ُ‬ ‫بالص‪+‬دق واألمان‪+‬ة وحف‪+‬ظ أس‪+‬رار النّ‪+‬اس اُوك‪َ +‬ل اليه اس‪++‬تالم‬ ‫‪ .‬فبأوصافه المتمثّل ِة‬ ‫ّ‬ ‫خاص ‪ٍ +‬ة على‬ ‫‪+‬جلُها في زاوي ‪ٍ +‬ة‬ ‫ّ‬ ‫" الن‪++‬ذور" الّ‪++‬تي ك‪++‬انت ت‪++‬أتي لمق‪++‬ام الس‪++‬لطان فيس‪ِّ +‬‬ ‫دفتره‬ ‫ّام ‪ ،‬كان يشتري م‪++‬ا يحتاجه المق‪++‬ا ُم من بخ‪++‬و ٍر وش‪++‬موع ‪.‬‬ ‫وعندما‬ ‫ُ‬ ‫يذهب الى الش ِ‬ ‫صندوق للنّذور في المق‪++‬ام ‪،‬‬ ‫فهو كان يتح ّم ُل هذه المسؤوليةَ نظ ًرا لعدم وجود‬ ‫ٍ‬ ‫ولم يكن هناك جمعيةٌ مشرفةٌ على أمور المسج ِد والمقام ‪ ،‬لتتح ّم َل تل‪++‬ك األمان‪++‬ة‬ ‫‪ .‬ك‪++‬ذلك ك‪++‬ان أمينً‪++‬ا على ال ّرس‪++‬ائ ِل من المغ‪++‬تربين واليهم ‪ ،‬فيوص‪++‬لها ألص‪++‬حابها‬ ‫الس‪+‬اح ِة المتمثّل‪ِ +‬ة بال‪+‬دّواوين ‪ ،‬واألح‪++‬اديث ‪،‬‬ ‫ت ّ‬ ‫بأمان‪++‬ة د ّكانُ‪+‬هُ ك‪++‬ان مح‪++‬ور نش‪++‬اطا ِ‬ ‫ق لمعرف‪++‬ة شخص‪++‬يتنا ه‪++‬ذه ‪،‬‬ ‫والتسلية ‪ .‬ص‪++‬ديقي الق‪++‬ارى ُء ‪ ،‬أع‪++‬رف أنّ‪++‬ك متش‪ّ +‬و ٌ‬ ‫فعذ ًرا ان أطلت عليك انّه بك ِل تقدير ومحب ٍة ‪:‬‬ ‫ألمرحوم خليل أبو خليل سميدي رحمه هللا وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬ ‫‪198‬‬


‫‪ - 92‬مجاه ٌد في رزقه بالحالل‬ ‫نبرةُ صوتِه عاليةٌ باستمرا ٍر ‪ ،‬يُكلّم َك ويُسلّ ُم عليك ‪ ،‬فيسألك عن أهل‪++‬ك‬ ‫ي‬ ‫صرا ٍر وطيب ِة قلب ‪ .‬ص‪++‬وتُه دائ ًم‪++‬ا وكم‪++‬ا يعرف‪++‬ه الجمي‪++‬ع ق‪ّ +‬و ُ‬ ‫وعيالك وأحوالك با ّ‬ ‫النبرة ‪.‬‬ ‫اس يُحبّونه ويحترمونه ‪ ،‬لبرا َءتِه‬ ‫لم أعهده على‬ ‫خالف مع أح ٍد ‪ ،‬فك ُّل النّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫س كم‪++‬ا‬ ‫وصفا ِء سريرته وصدقه في تعامله مع األخرين ‪ .‬ناد ًرا م‪++‬ا يختل ‪+‬طُ بالنّ‪++‬ا ِ‬ ‫‪+‬اط ‪ ،‬عالقتُه‬ ‫‪+‬دفاع ونش‪ٍ +‬‬ ‫يفعل اآلخ‪++‬رون فه‪++‬و يق‪++‬و ُم بعمله الي‪++‬ومي المعت‪++‬اد بك‪++‬ل ان‪ٍ +‬‬ ‫ت ُم‪++‬ردِّداً على‬ ‫ت الم‪++‬را ِ‬ ‫يوم تس‪++‬معه عش‪++‬را ِ‬ ‫باهلل متينةٌ وايمانه ال يتزعزع ‪ ،‬فكل ٍ‬ ‫ق بالشهادتين " أشهد أن ال إله االّ هللا وأشهد أنّ محم ‪ً +‬دا رس‪++‬ول‬ ‫مسامعك النُّط َ‬ ‫ت للنّظر يسم ُعهُ الج‪++‬يرانُ والم‪++‬ا َّرةُ على الطري‪++‬ق ‪ .‬أحيانً‪++‬ا‬ ‫ت عا ٍل ملف ٍ‬ ‫هللا " وبصو ٍ‬ ‫يقف على ش‪++‬رفة منزل‪++‬ه ‪ ،‬فيكلّ ُم الم‪++‬ا ّرةَ ولو ك‪++‬انوا بعي‪++‬دين عن‪++‬ه وبن‪++‬بر ِة ص‪++‬وته‬ ‫المعهودة‬ ‫وبشكل‬ ‫ضا من إنتاجه ‪ ،‬يُر ِّد ُد على مسامعه‬ ‫ي بع ً‬ ‫كل من يدخ ُل بيتَهُ ليشتر َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬يزان " موج ًه‪++‬ا‬ ‫دائم جز ًءا من آي ٍة قرآني ٍة كريم‪ٍ +‬ة ‪ ،‬أال وهي ‪ " :‬أوف‪++‬وا الكي‪َ +‬ل والم‪َ +‬‬ ‫ٍ‬ ‫كالمه الى عائلته ‪.‬‬ ‫أي‪+‬ام‬ ‫كان مسؤواًل عن عائل ٍة مؤلّف ٍة من حوالى عشرة أش‪+‬خاص ‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬ ‫ال ُعسر ِة بقيت عائلتهُ ُمكتفية ‪ ،‬عيشُها رغي ٌد من ك‪ِّ +‬د يمين‪++‬ه ‪ ،‬ولم ينقص‪++‬ها ش‪++‬يء‬ ‫من‬

‫" مؤونة البيت "‪ .‬وذلك بعون هللا ث َّم به ّمته ‪ ،‬وبما ينتج‪++‬ه في‬

‫‪+‬ائض مم‪++‬ا يُنتجه ويش‪++‬تري بثمنه‬ ‫ب ومشتقاتِ ِه اذ ك‪++‬ان ي‪++‬بي ُع الف‪َ +‬‬ ‫منزله من الحلي ِ‬ ‫ما يلزمه من باقي‬

‫ق علي‪++‬ه‬ ‫" مؤون‪++‬ة ال‪++‬بيت "‪ .‬فه‪++‬و بعمل‪++‬ه ه‪++‬ذا ينطب‪ُ +‬‬

‫الح‪ُ +‬‬ ‫الش ‪+‬ريف ‪ " :‬من س‪++‬عى على عيال‪++‬ه من ِحلِّه (أي من الحالل) ‪،‬‬ ‫ي ّ‬ ‫‪+‬ديث النّب‪++‬و ُ‬

‫‪199‬‬


‫عفاف كان في درج‪++‬ة‬ ‫فهو كالمجاه ِد في سبيل هللا ‪ ،‬ومن طلب الدّنيا حالاًل في‬ ‫ٍ‬ ‫الشّهداء "‪ .‬صدق رسول هللا صلّى هللا عليه وسلّم ‪.‬‬ ‫س ‪ ،‬أو‬ ‫لم أسم ْع ولو مرةً واحدةً ‪ ،‬أنّ قطي َعهُ قد اعتدى على‬ ‫أرزاق النّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫أتلفها كما يفع ُل غي ُره من ال ّرعاة ‪.‬‬ ‫الس‪+‬ف َر في تل‪++‬كَ الحقب‪ِ +‬ة من ال‪++‬زمن ‪ ،‬ك‪++‬ان يقص‪+‬دُه الس‪++‬تدان ِة المبلغ‬ ‫ك ُّل من أراد ّ‬ ‫لكرم أوعقار صغي ٍر ‪ ،‬وبذلك‬ ‫شفهي‬ ‫سفر ‪ ،‬وذلك مقاب َل ره ٍن‬ ‫ضروري‬ ‫لتكاليف ال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سر لهم أم َر سفرهم ‪.‬‬ ‫قد ف َّر َج كربةَ العدي ِد وي ّ‬ ‫رب قائ ٍل يقول ‪ ،‬هنيًئا له بما أنّه أمضى معظ َم حياته في الطّبيع ِة ‪،‬‬ ‫وبع ُد ‪َّ ،‬‬ ‫‪+‬ام والم‪++‬اع ِز ‪ ،‬اذ لم يل ‪ّ +‬و ْث س‪++‬م َعهُ‬ ‫‪+‬اح ‪ ،‬وم‪++‬ع األغن‪ِ +‬‬ ‫بين الودي‪++‬ا ِن والجب‪ِ +‬‬ ‫‪+‬ال ‪ ،‬والبط‪ِ +‬‬ ‫وذهنَهُ ونفسيتَهُ بمشاكل البشر ‪.‬‬ ‫الشخص يا ترى؟ ‪.‬‬ ‫فمن هو هذا‬ ‫ُ‬ ‫واحترام المرحوم الحاج علي سليمان الجاروش رحمه هللا‬ ‫انّه بكل تقدي ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ - 93‬قامةٌ شامخةٌ مميزةٌ‬ ‫‪+‬أن‬ ‫رج ٌل‬ ‫ليس كباقي ال ّرجال ‪ ،‬مندف ٌع ‪ ،‬غيو ٌر ‪ ،‬مقدا ٌم على كل أم ٍر يرف ‪ُ +‬ع ش‪َ +‬‬ ‫َ‬ ‫القرية والمدرسة ‪ .‬وال نُغالي إن قلنا عنه أنّه عل ٌم من أعالم بالدي ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫رس‪+‬وخ ش‪+‬جرة أرز ُمع ِّمرة ش‪+‬امخة في‬ ‫راس‪+‬خا‬ ‫عندما يُط ُّل علي‪َ +‬ك تج‪+‬ده مهيبً‪+‬ا‬ ‫أعالي جبال لبنان ‪.‬‬ ‫في الخطاب ِة هو سيّ ُد منابر عصره ‪ ،‬في الشّعر له صوالتٌ وجوالت ‪،‬‬ ‫وكتبتْ عن‪++‬ه الص‪++‬حفُ والمجاّل تُ ‪ .‬اذا ُد ِع َي الحتف‪++‬ا ٍل أو مناس‪++‬ب ٍة ‪ ،‬هو في طليع‪++‬ة‬ ‫‪+‬ذب‬ ‫‪+‬خ على المن‪++‬اب ِر يج‪ُ +‬‬ ‫ال ُم َميّ‪++‬زين والاّل معين وبهيبت‪++‬ه وإطاللت‪++‬ه وحض‪++‬وره ال ّراس‪ِ +‬‬ ‫‪200‬‬


‫‪+‬اب الحض‪++‬و ِر فَيُ َعبِّرون عن‬ ‫انتب‪++‬اهَ الحاض‪++‬رين وبك‪ِ +‬ل عفوي‪ٍ +‬ة وش‪++‬فافي ٍة يس‪ُ +‬‬ ‫‪+‬لب ألب‪َ +‬‬ ‫اعجابهم بالتصفيق ‪.‬‬ ‫‪+‬وطن ‪ ،‬واال ّمة ‪،‬‬ ‫تراه ح َّ‬ ‫س ً‬ ‫ّين ‪ ،‬وال‪ٍ +‬‬ ‫اس‪+‬ا منفعاًل ‪ ،‬اذا تج‪++‬اوز أح‪ٌ +‬د ح‪++‬دو َد كرام‪ِ +‬ة ال‪+‬د ِ‬ ‫الموقف المستجد ‪ ،‬فتلحظه متأثّ ًرا س‪++‬لبًا بما ي‪++‬راه من‬ ‫ناسب‬ ‫فينطل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ق شع ُرهُ بما يُ‬ ‫ال مباال ِة رجا ِل وطن ِه واُ ّمت ِه أما َم القضايا المصيريّة الكبرى ‪.‬‬ ‫في إدار ِة المدرس ِة هو مشرفٌ بفعاليّ ٍة على تطبيق القوانين ‪ ،‬وال يقبل أن‬ ‫ق حقَ‪++‬ه ‪ ،‬من التّالميذ واألهل‬ ‫يَتميّ َز فالنٌ عن فالن ‪ ،‬ويجه ُد العط‪++‬ا ِء ك‪++‬ل ذي ح ‪ٍّ +‬‬ ‫والمعلّمين ‪.‬‬ ‫أجيا ٌل م‪ّ +‬رت وه‪++‬و ق‪++‬ائم على إدارة المدرس‪++‬ة ‪ ،‬فمنهم ض‪+‬بّاطٌ ‪ ،‬ومهندس‪++‬ون ‪،‬‬ ‫ومعلّم‪++‬ون ‪ ،‬وآخ‪++‬رون ُمميّ‪++‬زون في مختل‪++‬ف مج‪++‬االت الحي‪++‬اة ‪ ،‬وك ‪ٌّ +‬ل يت‪++‬ذ ّك ُر أي‪++‬ا َم‬ ‫يف وللمعلّ ِم اآلتي الى‬ ‫وسن َّي دراستِه‬ ‫وتدر ِجه في مراح‪++‬ل التعليم ‪ّ .‬‬ ‫ُّ‬ ‫للض ‪ِ +‬‬ ‫طفولتِه ِ‬ ‫‪+‬دره وبيتَه ويَجه‪ُ +‬د في ت‪++‬أمين‬ ‫مدرسة قريتن‪++‬ا من أقاصي ال‪++‬وطن ت‪++‬راهُ‬ ‫فاتحا ص‪َ +‬‬ ‫ً‬ ‫مسك ٍن له ‪.‬‬ ‫بالمرح والنّكات والشّعر يُساي ُر الحاضرين ‪.‬‬ ‫ت والدّواوين ‪،‬‬ ‫في ال ّ‬ ‫ت والحلقا ِ‬ ‫سهرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ُره بعد موتِ ِه ظ‪َّ +‬ل غائبًا عن‬ ‫أنا معك ان قُلتَ عنه أنّه " مغبون "‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ش ‪َ +‬ر في‬ ‫األذهان والعيون وله في شعره بك ِّل ميدا ٍن أكثر من قصيدة ‪ ،‬وس‪++‬ابقا نُ ِ‬ ‫أكثر من جريدة ‪.‬‬ ‫عُذ ًرا أيها القارى ُء الكري ُم ‪ ،‬ان ّ‬ ‫االفصاح عن شخصيّتنا‬ ‫تأخرتُ عليك في‬ ‫ِ‬ ‫نكتب عنه أك‪++‬ثر من ذلك ‪ ،‬وبك‪ِّ ++‬ل‬ ‫ق ان‬ ‫المميّ‪++‬ز ِة ه ‪++‬ذه فهو في الحقيقة يس ‪++‬تح ُ‬ ‫َ‬ ‫توس‪+‬عنا في‬ ‫محب ٍة وتق‪+‬دي ٍر ‪ ،‬نع‪+‬ترفُ بأنّن‪+‬ا ال نس‪+‬تطي ُع أن نَفِيَ‪+‬هُ حقَّهُ ك‪+‬اماًل مهما‬ ‫ّ‬ ‫الكتابة عن مسير ِة حياته ‪ ،‬فنحن تالميذه حتَّى في الكتابة عنه ‪.‬‬

‫‪201‬‬


‫واحترام ‪ :‬المرحوم االستاذ محيي الدّين أمين الفيل‬ ‫انّه بك ِّل محب ٍة وتقدي ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫رحمه هللا وأسكنه فسيح جنانه‪.‬‬

‫‪ - 94‬من قصائده‬ ‫قص‪++‬يدةٌ ُمه‪++‬داةٌ الى س‪++‬ماحة مف‪++‬تي الجمهوري‪++‬ة اللبناني‪++‬ة الش‪++‬يخ حس‪++‬ن خال‪++‬د‬ ‫بمناسبة خطابه الذي ألقاه في جب جنين وذلك في ‪.15/8/1967‬‬ ‫أدب الرسول على لسانك قد جرى‬

‫فملكت باألخالق أعناق الورى‬

‫لم اد ِر حين وعظتنا وهديتنا‬

‫هل كنت تنطق عنب ًرا أو جوهرا‬

‫أحنى اليك السامعون رؤوسهم‬

‫ل ّما ارتقيت على القلوب المنبرا‬ ‫والمرء إن ترك المحبة يُزدرى‬

‫علمتنا أن الحياة محبة‬ ‫علمتنا اإليمان خشية خالق‬

‫ال خوف مخلوق يُباع ويُشترى‬

‫علمتنا أن نستقيم على الهدى‬

‫فالمستقيم على الهدى لن يُقهرا‬

‫أقس‪++‬متُ ي‪++‬ا " حس‪++‬ن " الش‪++‬مائل والتقى‬

‫ب‪++‬ك ص‪++‬ار ش‪++‬عري " خال‪ً ++‬دا‬

‫"و ُمطَ ّهرا‬ ‫تدشين محط ِة الكهرباء في السلطان يعقوب الفوقا ‪ ،‬برعاي ِة مع‪++‬الي وزي ‪+‬ر‪+‬‬ ‫وبمناسب ِ‪+‬ة‬ ‫ِ‬

‫األشغال العامة يومها ‪ :‬الشّيخ بيار الجميّل وذلك في ‪. 1965/ 9/2‬‬

‫‪202‬‬


‫ألقى رج ُل المنابر ‪ ،‬مدي ُر المدرس ِة الرسمي ِة ‪ ،‬األستا ُذ الشاع ُر محيي ال‪++‬دين‬ ‫الفيل كلمةً ترحيبيةً بمعالي الوزير الجميّل وبالوفد المرافق ‪ ،‬ومن ضمنها هذه‬ ‫القصيدة ‪:‬‬ ‫ب ذاك أو يتصو ُر‬ ‫س ُ‬ ‫من كان يَح َ‬

‫البقاع ستُ ْز ِه ُر‬ ‫الكواكب في‬ ‫أنَّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫ّمس تطل ُع في ِحماه ُمنيرةً‬ ‫والش ُ‬

‫س ُر‬ ‫تجلو الظّال َم عن العيون وتح ُ‬

‫واألرض شو ٌك والحياةُ جهنّم‬ ‫ُ‬

‫ش ُر‬ ‫اس تُسر ُع للعذاب وتُح َ‬ ‫والنّ ُ‬

‫حتّى مددتَ اليه كفَّ َّك رحمةً‬

‫وفاض منه الكوث ُر‬ ‫فَ َزها البقا ُع‬ ‫َ‬

‫س فأشرقتْ‬ ‫أحييتَ آما َل النّفو ِ‬

‫سعادةُ والضمي ُر األنّو ُر‬ ‫فيها ال ّ‬

‫لبنان جنّةَ قاص ٍد‬ ‫وجعلتَ من‬ ‫َ‬

‫الغريب وينش ُر‬ ‫عنها يُحــ ِّدثُنا‬ ‫ُ‬

‫ال طائفيّةَ ال سـيادةَ بعده‬

‫للمجرمين وقد جال المستعم ُر‬

‫ّسائس ش ّمرتْ‬ ‫ولقد َذكرتُ َك والد‬ ‫ُ‬

‫عن ساقها والخائنون تن ّمروا‬

‫صا‬ ‫ّعب‬ ‫ُ‬ ‫والش ُ‬ ‫يـرقب(‪ُ )1‬م ْنقِذا و ُم َخلِّ ً‬

‫والموتُ يختطفُ النّ‬ ‫فوس ويزأ ُر‬ ‫َ‬

‫حتّى طلعتَ بنور وجهك قائ ًدا‬

‫تومي الي َك المكرماتُ وتنظ ُر‬

‫عهـدا ِن عه ُد محب ٍة وكرام ٍة‬

‫ُ‬ ‫يشمخ في العالء ويكب ُر‬ ‫لبنانُ‬

‫ئيس الحل ُو(‪ )2‬يبني وحدةً‬ ‫عاش ال ّر ُ‬

‫وطنيــّةً لبالده ويع ُمـ ُر‬

‫عاش الوزي ُر الش ُ‬ ‫ّيخ(‪ )3‬يحم ُل مشعالً‬

‫للـنّور يهدي فيه من يتعثَّ ُر‬

‫‪203‬‬


‫عاش المحافظ للبقاع ضمانة‬

‫ُكبرى يتيهُ (‪ )4‬بها البقا ُع ويفخ ُر‬

‫القلوب محبةً‬ ‫عاش الّذي مل َك‬ ‫َ‬

‫المتحر ُر ‪.‬‬ ‫عـبد العزي ِز(‪ )5‬القائ ُم‬ ‫ِّ‬

‫‪-1‬يرقب ‪ :‬ينتظر ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الرئيس الحلو ‪ :‬المقصود رئيس الجمهورية شارل حلو ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يتيه ‪ :‬يعتز ‪.‬‬

‫‪ - 3‬الوزير الشيخ ‪ :‬المقصود الشيخ بيار الجميل ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عبد العزيز (أبو حيدر) قائمقام البقاع الغربي في حينه ‪.‬‬

‫‪ – 95‬شاذلي شامخ‬ ‫في شبابه كان نشيطًا في كل المجاالت ‪ ،‬وخاصة الدينية واالجتماعية ‪ ،‬كذلك‬‫في شيخوخته ‪ ،‬بقيت همته عالية األداء كما كان شابًا ‪ ،‬مندف ًعا ‪ ،‬ملتز ًما‬ ‫بنشاطاته االجتماعية واإلسالمية ‪ُ ،‬محتضنًا الطريقة الشاذلية اليشرطية الصوفية‬ ‫ ورث ذلك أبًا عن جد ‪ ،‬فهو حلقة ضمن سلسلة من ال ُمتديينين الملتزمين‬‫الجادّين ‪ ،‬بكل ما للكلمة من معنى ‪.‬‬ ‫ هو برتبة مقدم في الطريقة الشاذلية اليشرطية ‪ ،‬بيته مرجع ومحور لكل‬‫النشاطات الدينية واالجتماعية ‪ ،‬وبنفسيته الهادئة المطمئنة ‪ ،‬واسلوبه السلس‬ ‫القريب من الروح والقلب ‪ ،‬يستقبل الزائرين والمريدين المنتسبين للطريقة‬ ‫الصوفية اآلنفة الذكر ‪.‬‬ ‫ في الجلسات والسهرات واالجتماعات هو محور الحديث ‪ ،‬ومرجع للحل‬‫والعقد ‪ ،‬وهو يتقبل جميع اآلراء بكل رحابة صدر ‪ ،‬وسعة أخالق ‪ ،‬ورويّة ‪،‬‬ ‫ويعطي كل ذي حق حقه في المشاركة بالحوار والمناقشة ‪ ،‬وبإيجاد الحلول‬ ‫المناسبة لكل ما يطرأ من مشاكل ‪.‬‬

‫‪204‬‬


‫ في االغتراب كان نشيطًا وف َّعااًل وصبو ًرا ‪ .‬ومن نشاطاته ال ُمميزة ‪ ،‬أنَّه كان‬‫ضمن مجموعة مؤلفة ‪ :‬منه ومن محمد أحمد الخطيب عبدوني (أبو أحمد) ‪،‬‬ ‫ومن محمود بركات ومن أمين محمد الجاروش ‪ ،‬وآخرين من خارج القرية ‪،‬‬ ‫هذه المجموعة كانت مهمتها جمع التبرعات من المسلمين المقيمين في‬ ‫أوهايو ‪ ،‬من أجل بناء أول مسجد في هذه الوالية األميركية ‪ ،‬فكانوا يعانون ‪،‬‬ ‫ويثابرون ‪ ،‬ويصبرون ‪ ،‬ويجمعون النقود بكل صبر وثبات و" طيبة خاطر"‪...‬‬ ‫وبالنتيجة تم لهم ما أرادوا ‪ ،‬وأصبح المسجد جاه ًزا الستقبال ال ُمصلِّين ‪ ،‬حيث‬ ‫تم تدشينه في عام ‪ ، 1952‬وبذلك فهو المسجد األول في والية أوهايو‬

‫األميركية ‪ ،‬وكان الحاج أبو يوسف أول خطبائه ‪.‬‬ ‫سل ويج ّهز كل ميت مسلم في أميركا ‪ ،‬إضافة‬ ‫منذ أكثر من ‪ 70‬سنة ‪ ،‬كان يغ ّ‬‫لمهمته في االمامة والخطابة في المسجد المذكور سابقًا ‪ ،‬إذ ال فرق عنده بين‬ ‫أبيض واسود ‪ ،‬أو بين عربي وغير عربي ‪ ،‬فالمهم عنده أن يكون مسل ًما ‪.‬‬ ‫أثابه هللا رحمة وغفرانًا وأج ًرا عظي ًما ‪.‬‬ ‫والننسى أنَّه كان يُشرف بهمة ونشاط عند حصول أي وفاة في البلدة ‪ ،‬فهو‬‫كان يشارك في تغسيل الميت وتجهيزه ‪ ،‬ومن ثم يُقيم " حضرة " حول‬ ‫" النعش أو المحمل " ُمر ِد ًدا ‪:‬‬ ‫" هللا‪ ...‬هللا ‪ ...‬هللا ‪ ...‬هللا "‬ ‫كلما ناديت يا هو‬

‫ما لنا مول ًى سوى هللا‬ ‫قال يا عبدي أنا هللا‬

‫وبتناسق ما بين حركاته واألناشيد الدينية التي‬ ‫ويدور حوله بشكل مهيب ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يرددها بإيقاع معين ‪ .‬ومن ثم يُتبعها بأنشودة دينية مطلعها ‪:‬‬ ‫" مولى يا صلّي وسلّم دائ ًما أب ًدا‬

‫على حبيبك خير الخلق كلهم " ‪.‬‬ ‫‪205‬‬


‫وطب ًعا فإن الجموع الغفيرة تُردد ما يقوله بكل صفاء وتناسق وترتيب ملفت‬ ‫للنظر فيهمن على الجميع شعور بالخشوع واإليمان ؛ فالبعض تدمع عيونهم ‪،‬‬ ‫والبعض اآلخر يشعر باختالجات في جسمه من ج ّراء انسجامهم بهذا المشهد‬ ‫اإليماني الرائع ‪.‬‬ ‫أيها القارىء الكريم ‪ ،‬إنني اُشاركك االعجاب والتقدير واالعتزاز بشخصيتنا‬ ‫ال ُمميّزة هذه إنَّه بكل فخر واحترام ‪ ،‬المرحوم محمد يوسف الخطيب عبدوني‬ ‫(أبو يوسف) رحمه هللا وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ - 96‬مختار المواقف والحرب‬ ‫ب العالمية األولى ‪ ،‬ومع الحرب كما يعل ُم‬ ‫تولّى مركزَ المختر ِة مع بداي ِة الحر ِ‬ ‫مختلف شؤون الحياة ‪ .‬والمختا ُر مرج ٌع لك ِّل‬ ‫شدّة في‬ ‫اس ضي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الجمي ُع يُ‬ ‫صيب النّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق و ِ‬ ‫األتراح ‪ ،‬واألفراح ‪.‬‬ ‫ت واألمور ‪ ،‬وكذلك في‬ ‫س في جميع المجاال ِ‬ ‫النّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫مفتوح أليجا ِد الحلول المناسبة‪ +‬لكل ُمشكل ٍة تطرأ في القرية‪ ، +‬أينم‪++‬ا ك‪++‬انت‬ ‫بابُه‬ ‫ٌ‬ ‫‪+‬ب وأحيان‪+‬ا ً‬ ‫‪+‬اع ‪ ،‬يج‪ُ +‬د الح‪َّ +‬ل المناس‪َ +‬‬ ‫وم‪++‬ع من حص‪++‬لت وبك‪ِّ +‬ل جدّي‪++‬ة وموض‪++‬وعي ٍة واقن‪ٍ +‬‬ ‫إحق‪+‬اق‬ ‫يفرضه على األطراف المختلف ِة ‪ ،‬فهو يتمتّ‪+ُ +‬ع بشخص‪+‬يّ ٍة ج‪+‬ا ّد ٍة ‪ ،‬ومتش‪+‬دّد ٍة في‬ ‫ِ‬ ‫ورفع األذى عن المظلوم ‪.‬‬ ‫ق‬ ‫الح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫بشكل ج‪++‬ا ٍّد‬ ‫سك ِر العثماني ‪ ،‬كان يتدخ ُل لحلّها‬ ‫أيّةُ مشكل ٍة جرت بين األهالي والع ّ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬ح الج‪++‬را ُد منطقتَنَ‪++‬ا خال َل‬ ‫وفوري وال يقب‪++‬ل ب‪++‬أن يُظل َم أح‪ٌ +‬د من قريته‪ . +‬وعن‪++‬دما اكتس‪َ +‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫اس على النه‪++‬وض ب‪++‬اكراً ليعمل‪++‬وا‬ ‫ب الّتي استم ّرت أربع سنوات ‪ ،‬كان‬ ‫يحث النّ َ‬ ‫الحر ِ‬ ‫والس‪+++‬هول ‪ ،‬مص‪+++‬طحبين معهم أدواتِهم‬ ‫على ط‪+++‬ر ِد الج‪+++‬را ِد من األرزاق في الجب‪+++‬ال‬ ‫ّ‬ ‫البدائيّة كالطّناج ِر والطبول ‪ ،‬وما الى ذلك ‪ ،‬يضربون عليها بالعص‪++‬ي فتُص ‪ِ +‬د ُر أص‪++‬واتا ً‬ ‫فيهرب الجرا ُد الى أماكنَ أخرى ‪.‬‬ ‫قويةً و ُمزعجةً ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪206‬‬


‫كان يتستّر‪ +‬على كل شاب ال يريد االلتحاق بالخدمة االجبارية مع الجيش التركي ‪،‬‬‫ويحاول تهريبه الى الجبل أو الى قرية أخرى ‪ ،‬إضافة الى أنّه كان يساعد كل من‬ ‫يريد السفر خارج البالد ‪.‬‬ ‫بيته‪ +‬مفتوح لكل غريب يدخل القرية وال مأوى له ‪.‬‬‫ٌ‬ ‫راسخ ‪ ،‬وتعلّقه باهلل وبرسوله لم يتزعز ْع ‪ ،‬فهو في طليع ِة ال ُمص‪++‬لّينً في‬ ‫ايمانُه‬ ‫ق الجا ِر على جاره الز ٌم بم‪++‬وجب ال ‪+‬دّين والقِيَم ‪،‬‬ ‫مقام السلطان يعقوب ‪ ،‬ولِ َم ال ‪ ،‬فح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ومقام السلطان ‪ :‬إنّه بكل تق‪++‬دير واح‪++‬ترام المرح‪++‬وم‬ ‫وشخصيّتنا هذه هو جا ُر ضريح‪+‬‬ ‫ِ‬ ‫مصطفى أبوعرابي ( جد ال‪++‬دكتور مص‪++‬طفى ف‪++‬وزي أب‪++‬وعرابي ) ‪ ،‬رحم‪++‬ه هللا وأس‪++‬كنه‬ ‫فسيح جنانه ‪.‬‬

‫قرويات‬ ‫و تتضمن العناوين التالية‪:‬‬ ‫‪ -‬الدّكاكين‪+‬‬

‫‪ -‬الخلقين‬

‫‪ -‬التّنور‬

‫‪ -‬صندوق الفرجة‬

‫سعيديني‬ ‫‪ -‬ال ّ‬

‫‪ -‬الج ّمًالون‬

‫‪ -‬إنهلطنا‬

‫‪ -‬الجمعية عند المختار‬

‫‪ -‬مات‪ ...‬لم يمت‪...‬‬

‫‪ -‬سباحة في الخ ّزان‬

‫‪ -‬الفلق‬

‫‪ -‬أكالت سادت ثم بادت‬

‫صة المطحنة‬ ‫‪-‬ق ّ‬

‫ القرندس‬‫‪207‬‬


‫صة الع ًّدادة‬ ‫‪-‬ق ّ‬

‫صة الجرن‬ ‫‪-‬ق ّ‬

‫‪ -‬قصة المكاري والعزاء‬

‫‪ -‬العونة ‪ -‬الجرصة‬

‫‪-‬التكافل‪ +‬االجتماعي‬

‫‪ -‬نثريات‬

‫‪ - 97‬الدكاكين‬ ‫‪+‬ناف‬ ‫كان يُبا ُع فيها كل ما يحتاجه البيتُ من موا َد تمويني‪ٍ +‬ة ‪ ،‬غ‪++‬ي َر أنَّ االص‪َ +‬‬ ‫لم تكن متنوع ‪+‬ةً كما هي الي‪++‬وم ‪ .‬عل ًم‪++‬ا ‪ ،‬ب‪++‬أنَّ عملي ‪+‬ةَ الش‪++‬را ِء ك‪++‬انت تت ُم ق‪++‬دي ًما‬ ‫ضا أو كميّة قليلة من القمح ‪ ،‬تُعاد ُل‬ ‫بطريقة تباد ِل ال ّ‬ ‫سلع فالشّاري يحم ُل معه بي ً‬ ‫سلع ِة الّتي يُري ُد شرا َءها والقلي ُل من النّاس كانوا يمتلكون النّق‪++‬ود ‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬ ‫ثمن ال ّ‬ ‫ت ‪ ،‬والنك‪++‬ات ‪ ،‬والتس‪++‬لي ِة ‪،‬‬ ‫ت ك‪++‬انت ه‪++‬ذه ال ‪+‬دّكاكينُ مس‪ً +‬‬ ‫‪+‬رحا للحكاي‪++‬ا ِ‬ ‫أغلب األوق‪++‬ا ِ‬ ‫واللعب بالورق‬ ‫‪+‬حاب ال‪++‬دكاكين في الس‪++‬لطان الفوقا هم ‪ :‬كام‪++‬ل محم‪++‬د عب‪++‬دوني ‪ ،‬حام‪++‬د‬ ‫أص‪ُ +‬‬ ‫الخطيب ‪ ،‬أبو علي وهبه ‪ ،‬خليل محمد سميدي ‪ ،‬أبو صالح الهندي ‪ ،‬س‪++‬عيد قاس‪++‬م‬ ‫أبوعرابي ‪ ،‬أبو عزيز ش‪++‬اهين ‪ ،‬أحم‪++‬د محمد الج‪++‬اروش (أب‪+‬و محسن)‪ ،‬محم‪++‬د أحم‪++‬د‬ ‫س‪++‬ميدي ‪ ،‬أم يوس‪++‬ف عب‪++‬دوني ‪ ،‬مص‪++‬طفى محم‪++‬د الج‪++‬اروش ‪ ،‬أب‪++‬و خليل غن‪++‬وم‬ ‫عب‪++‬دوني عب‪++‬دو يوسف الخطيب عب‪++‬دوني ‪ ،‬نس‪++‬يب‪ +‬أمين الع ‪ّ +‬رة ‪ ،‬محم‪++‬د حس‪++‬ين‬ ‫المصري ‪ ،‬أحمد حسين المصري ‪ ،‬محمد يوسف حسين أبو ع‪+‬رابي ‪ ،‬علي س‪+‬عد‬

‫‪208‬‬


‫الجاروش ‪ ،‬عمرو نسيب وهبه ‪ ،‬يوسف أحمد المصري ‪ ،‬أحمد س‪+‬عيد‪ +‬ش‪+‬اهين ‪،‬‬ ‫أحمد مارون شاهين ‪ ،‬جمال عبد الرحمن شاهين ‪.‬‬ ‫اضافةً الى أنّ " أبو صالح الهندي " و " سعيد محمد شاهين " كان‪++‬ا ب‪++‬ائعين‬ ‫ت وما شابهَ ذلك ‪.‬‬ ‫متج ِّولين ‪ ،‬يبيعان األقمشةَ والقطنيّا ِ‬ ‫وأصحاب الدكاكين في لوسي هم ‪ :‬أحمد أبو شاهين الع ّرة ‪ -‬أبو حس‪++‬ين بدوي‪++‬ة‬ ‫شاهين‪ -‬سعيد بلعيص سعدي – أبو صالح الهندي – علي حسن س‪++‬ميدي – خال‪++‬د‬ ‫زيتون – دكان نجال ‪ -‬بهجت الع ّرة – محمد قاسم علوان – محمد أحمد س‪++‬عدي –‬ ‫عمر أحمد الع ّرة – يوسف أبو قاسم الجاروش – أبو قاسم خرفان – زياد االحمد‬ ‫– إبراهيم حسن صالح – أحمد محمد الخطيب – أحمد محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫أ َّما أصحاب محالت " السوبر ماركت " فقد ُذكرت اسماؤهم في باب المتفرقات‬

‫‪ - 98‬الخلقين‬ ‫هي وعا ٌء واس ٌع ُمق ّع ٌر ‪ ،‬مستدي ُر الشّك ِل ‪ ،‬يُشبه قبّ ‪+‬ةً مقلوب ‪+‬ةً مص‪++‬نوعةً من‬ ‫ب ‪ ،‬فيتح ّو ُل بعد غلي‪++‬ه ح‪++‬ت َّى النّض‪++‬ج على النّ‪++‬ار‬ ‫س يوض ُع فيها عصي ُر العن ِ‬ ‫النّحا ِ‬ ‫ص‪+++‬بح اس‪+++‬مه " قلبة "‪ ،‬وفي بعض‬ ‫‪+‬لق‬ ‫س وتُس ‪++‬تعم ُل‬ ‫ُ‬ ‫القمح ‪ ،‬فيُ‬ ‫ً‬ ‫الى دب ٍ‬ ‫أيض‪++‬ا لس ‪ِ +‬‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬طح ليت َّم تجفيف‪++‬ه ‪ ،‬ثم يُطحنُ‬ ‫القرى يُس ُّمونَهُ‬ ‫ً‬ ‫قمحا مسلوقا ‪ ،‬بعدها يُنق ُل الى األس‪ِ +‬‬ ‫ص ٍة فيصبح بُرغاًل ‪.‬‬ ‫الحقًا في مطحن ٍة خا ّ‬ ‫اق والمحبّين ‪.‬‬ ‫ك‪++‬انت الخلقينُ مجم ًع‪++‬ا لألق‪++‬ارب والج‪++‬يران ‪ ،‬وملتقًى‬ ‫ّ‬ ‫للعش‪ِ ++‬‬ ‫باب يُفرغونه‪++‬ا من‬ ‫فعن‪++‬دما ك‪++‬انت‬ ‫تنض‪++‬ج القلب‪++‬ةُ (القمح المس‪++‬لوق) ‪ ،‬ك‪++‬ان ّ‬ ‫الش‪ُ ++‬‬ ‫ُ‬ ‫الخلقين ويضعونها في أوعي ٍة مصنوع ٍة من النّحاس ‪ ،‬أو األلمنيوم (أي في ألكان‬ ‫ُ‬ ‫حيث‬ ‫‪+‬طح ‪،‬‬ ‫– مفردها لَ َكن)‪ ،‬وتحملها الص‪++‬بايا على رؤوس‪++‬هنَّ اليص‪++‬الها الى األس‪ِ +‬‬ ‫ّباب بانتظارهنَّ ليُفرغوا القلب ‪+‬ةَ عليها ‪ .‬تتخلّ ‪ُ +‬ل ه‪++‬ذه ال ّرحل‪+‬ةُ من الخلقين الى‬ ‫الش ُ‬

‫‪209‬‬


‫والش‪++‬باب يس‪++‬رقونها خلس‪++‬ةً دون‬ ‫الص‪++‬بايا‬ ‫األس‪++‬طح همس‪++‬اتٌ ووشوش‪++‬اتٌ بين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫معرف ِة االهل ‪.‬‬

‫‪ - 99‬التّنور‬ ‫اندثر في أواخ ِر الس‪+‬تّينات‪ ، +‬ه‪+‬و بمثاب‪ِ +‬ة الف‪+‬رن النض‪+‬اج الخ‪++‬بز ‪ ،‬وهو على‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫‪+‬ب‬ ‫‪+‬ع مص‪++‬نوع من‬ ‫الفخ‪ +‬ار ‪ .‬تُحف‪ُ +‬ر ل‪++‬ه حف‪++‬رةٌ في األرض ‪ ،‬تُناس‪ُ +‬‬ ‫شكل برمي ٍل واس‪ٍ +‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪+‬نع الخ‪++‬بز ‪،‬‬ ‫حج َم‪ +‬هُ وتُش ‪َ +‬ع ُل الن‪++‬ا ُر في داخله فيحمى‬ ‫ويبث الح‪++‬رارةَ الكافي ‪+‬ةَ لص‪ِ +‬‬ ‫سنَةُ النّ‪++‬ا ِر ‪ ،‬يبقى الجم‪ُ +‬ر‬ ‫والدف َء في كل الغرفة المخ ّ‬ ‫صص ِة له ‪ .‬وعندما تخم ُد َأ ْل ِ‬ ‫الش‪++‬كل‬ ‫ت العجين المستدير ِة ّ‬ ‫ُم ِّ‬ ‫تأج ًجا في األسفل ‪ ،‬عندها تبدأ المرأةُ بلصق ُرقاقا ِ‬ ‫فينضج الخب ُز بس‪++‬رع ٍة‬ ‫بعزم وق ّو ٍة وبيدها "الكارة"‬ ‫على جدرا ِن التّنور الفُخاري ِة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ّ‬ ‫صةً مع الّلبنة وال ّزيتون ‪.‬‬ ‫ألذ وأشهى أنوا ُع الخبز ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫يتناسب‬ ‫كانت المرأةُ (الخبّازةُ) ‪ ،‬تقفُ في حفر ٍة ثاني ٍة ‪ ،‬بجانب التّنور كي‬ ‫َ‬ ‫ت على ج‪++‬داره ‪ ،‬بواس‪++‬طة‬ ‫وضعها مع وضع التّنور ‪ ،‬لتستطي َع لص َ‬ ‫ق ُّ‬ ‫الرقاقا ِ‬ ‫" الكارة " وهذه الحفرةُ كانت تُس ّمى" الجيازة "‪ ،‬وق‪++‬د تك‪++‬ون ه‪++‬ذه التّس‪++‬ميةُ من‬ ‫أيام العهد التّركي ‪.‬‬ ‫سنين ‪ ،‬كان في القرية أكثر من عش‪++‬ر ِة تن‪++‬اني َر‪ ،‬تع‪++‬ود ُملكيتُه‪++‬ا ع‪++‬ادةً‬ ‫على م ِّر ال ّ‬ ‫ص موزعين بين الع‪++‬ائالت ‪ ،‬وهي ‪ :‬تنّ‪++‬ور بيت عيّ‪++‬اش الع ‪ّ +‬رة – تنّ‪++‬ور بيت‬ ‫ألشخا ٍ‬ ‫أحم‪++‬د يوس‪++‬ف عثم‪++‬ان الع ‪ّ +‬رة ‪ -‬تنّ‪++‬ور بيت علي وهب‪++‬ة – تنّ‪++‬ور ام حس‪++‬ن (أوبيت‬ ‫الجاروش) ‪ -‬تنّور بيت الهندي – تنّ‪++‬ور بيت أب‪++‬وعرابي – تنّ‪++‬ور بيت خلي‪++‬ل غنّ‪++‬وم‬ ‫عبدوني ‪ -‬تنّور أبو نصوح عبدوني – تنّور أبوعلي ص‪++‬الح الج‪++‬اروش – تنّ‪++‬ور بيت‬ ‫دحروج أبو عرابي – تنّور بيت مصطوف سميدي (جد ابو العبد) – تنّور الس‪++‬احة ‪:‬‬ ‫الس ‪+‬احة‬ ‫هذا التنّو ُر ‪ ،‬تعود ُملكيتُه آلل بركات ‪ ،‬ونظ ًرا لوجوده في ناحي ٍة م‪++‬ا من ّ‬ ‫العا ّمة ‪ ،‬غلبت عليه هذه التّسمية ‪.‬‬ ‫‪210‬‬


‫بع‪++‬دما ان‪++‬دثرت ه‪++‬ذه الطريق‪+‬ةُ لص‪++‬ناعة الخ‪++‬بز ‪ ،‬اتس‪++‬عت طريق‪+‬ةُ الخ‪++‬ب ِز على‬ ‫س يحصلون‬ ‫ال ّ‬ ‫اج المصنوعة من الحديد ‪ .‬وفي العصر الحديث ‪ ،‬فانَّ ُمعظ َم النّا ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫الص‪+++‬اج‬ ‫على الخ‪+++‬بز من األف‪+++‬را ِن الحديث‪+++‬ة ‪ ،‬أو من مخ‪+++‬اب َز عا ّم‪ٍ +++‬ة تعمل على‬ ‫ّ‬ ‫الحديديّ ِة ‪ ،‬أو التّنور المصنوع من مادة " الستانلس"‪.‬‬ ‫الس ‪+‬هر ‪،‬‬ ‫سهرة ملجأ وديوانًا‬ ‫ّ‬ ‫للعش ‪+‬اق ومحبّي ّ‬ ‫عل ًما بأنَّ التّنو َر ‪ ،‬كان في ال ّ‬ ‫س في أي‪++‬ام الفق‪++‬ر و"‬ ‫وك‪++‬ان‬ ‫ً‬ ‫أيض‪++‬ا آتونًا للقم‪ِ ++‬ل ال ُملقى علي‪++‬ه ‪ ،‬من ثي‪++‬اب النّ‪++‬ا ِ‬ ‫التعثير"‪.‬‬

‫‪ - 100‬صندوق ‪ ":‬الفرجي أو الدني "‬ ‫ق‬ ‫ت ‪ ،‬كان يحض ُر الى القرية رج ٌل معه صندو ٌ‬ ‫حتّى أواخر الخمسينا ِ‬ ‫الحجم ‪ ،‬ويض‪++‬عه على ظهر حم‪++‬اره ان‬ ‫خشب ٌّي يحمله على ظهره اذا كان صغي َر‬ ‫ِ‬ ‫ض بدائي‪ٍ +‬ة ‪،‬‬ ‫كان كبي ًرا يُ ّ‬ ‫سميه صندوق (الفرج‪++‬ة أو ال‪++‬دني) ‪ ،‬وهو يش‪++‬به آل‪+‬ةَ ع‪++‬ر ٍ‬ ‫ص ‪َ +‬و ًرا في داخ‪++‬ل الص‪++‬ندوق من ناحي ‪ٍ +‬ة الى ُأخ‪++‬رى ‪ ،‬والمتف ّرج‪++‬ون‬ ‫ك‪++‬ان يُم ‪ِّ +‬ر ُر ُ‬ ‫صور من خالل دوائ َر زجاجي ٍة ‪ ،‬بدهش ٍة وإعجاب ‪.‬‬ ‫ينظرون الى هذه ال ّ‬ ‫صور فهم ‪ :‬عنترة بن شدّاد ‪ ،‬وأبو زيد الهاللي ‪ ،‬وغيرهما من‬ ‫أ ّما أبطا ُل هذه ال ّ‬ ‫صاحب هذا التّلفاز القديم ‪ ،‬يُر ِّد ُد قصيدته‬ ‫ص القديمة ‪ .‬وكان‬ ‫ُ‬ ‫أبطا ِل الق ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫المشهورة والتي مطلعها ‪:‬‬ ‫تعا تف ّرج يا سالم‬

‫على صندوق األحالم ‪............‬‬

‫مقدوحا ‪.‬‬ ‫ج بيضة ‪ ،‬أو قرشًا‬ ‫ً‬ ‫ويأخذ من المتف ّر ِ‬

‫‪ - 101‬السعيديني‬ ‫ت وما قبلها ‪ ،‬كان يحض ُر الى القرية رج ٌل‬ ‫ستينا ِ‪+‬‬ ‫غريب معه سعدانٌ‬ ‫ٌ‬ ‫خال َل ال ّ‬ ‫سعيديني "‪.‬‬ ‫والنّاس يعرفونه " بال ّ‬ ‫‪211‬‬


‫والس ‪+‬ي ِر خلفَ‪++‬ه‬ ‫‪+‬ركض األوال ُد لمالقاتِه‬ ‫عن‪++‬دما يص ‪ُ +‬ل الى مش‪++‬ارف القري‪++‬ة ‪ ،‬ي‪+‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تعج ب‪++‬المتف ّرجين كب‪++‬ا ًرا وص‪++‬غا ًرا ‪،‬‬ ‫الس‪++‬احة العا ّم‪ِ ++‬ة ‪ ،‬فتراه‪++‬ا‬ ‫حتّى يص‪++‬لوا الى‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫الع‪+‬روض فهي أس‪+‬ئلةٌ‬ ‫يوج ُهه‪+‬ا‬ ‫الس‪+‬عدانُ ‪ .‬أ ّم‪+‬ا‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫استعداداً للعروض الّتي س‪+‬يق ِّد ُمها ّ‬ ‫‪+‬رقص الص‪++‬بيّة ؟‬ ‫الس‪+‬عدان متوجه‪+‬ا ً الي‪++‬ه ب‪++‬القول ‪ :‬كي‪++‬ف ت‪+‬‬ ‫ُ‬ ‫سعيديني‪ +‬الى صديقه ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫كيف تمشي العج‪++‬و ُز ؟ وكي‪++‬ف تعجنُ ؟ وإلى م‪++‬ا هنال‪++‬ك من أس‪++‬ئل ٍة ُمش‪++‬ابه ٍة فيُقلِّ ُد‬ ‫سعدانُ الصبيّةَ والعجو َز باتقا ٍن‬ ‫رائع ‪ ،‬فتظه‪ُ +‬ر على وج‪++‬وه الحاض‪++‬رين اش‪++‬اراتُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الدهش ِة واالعجاب فيضحكون بال توقف ‪.‬‬ ‫ولكنَّ الحف َل األكبر والمهرجان األه َم يكون في دا ِر المختار ‪ ،‬ومن بعده عن َد‬ ‫الس‪+‬عيديني األس‪++‬ئلةَ‬ ‫وجها ِء القرية ‪ ،‬واليك م‪++‬ا ك‪++‬ان يج‪++‬ري عن‪++‬د المخت‪++‬ار ‪ :‬يُك‪ّ +‬ر ُر ّ‬ ‫سابقةَ ويزي ُد عليها فالن الفالني ‪ ،‬أومخت‪++‬ار قري‪ِ +‬ة ك‪++‬ذا أعطان‪++‬ا وأكرمن‪++‬ا ‪ ،‬ف‪++‬أين‬ ‫ال ّ‬ ‫سعدانُ ي َده ‪ ،‬ويضعها على رأسه ‪ ،‬ث َّم يُكم ُل الرج ُل قائاًل ‪ :‬فالنُ‬ ‫تضعه ؟ يرف ُع ال ّ‬ ‫الفالني أو مختار قري ِة كذا لم يُكرمنا ‪ ،‬ولم يُعطنا أي شي ٍء ‪ ،‬فأين تضعه ؟ فيم ُّد‬ ‫بالض ‪+‬حك‬ ‫الس ‪+‬عدانُ ي‪++‬ده على قف‪++‬اه األحمر! فينفج ‪ُ +‬ر الحاض‪++‬رون كب‪++‬ا ًرا وص‪++‬غا ًرا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سرور واالعجاب ! ث ّم تتبعها التعليقاتُ والوشوشات ‪.‬‬ ‫المبلّ ِل بدموع ال ّ‬ ‫ضحك ‪ ،‬البُ َّد أن يَ ُم َّد يده الى جيبه ويدف َع‬ ‫وبعد أن يستفي َ‬ ‫ق المختا ُر من نشوة ال ّ‬ ‫الس‪+‬عيديني‬ ‫الس‪+‬عدان !‪ .‬ويت‪++‬اب ُع ّ‬ ‫هديّةً " حرزانة "‪ ،‬وااّل س‪++‬يكون مص‪++‬ي ُره على قف‪++‬ا ّ‬ ‫جولتَه على وجهاء القرية ‪ُ ،‬مك ّر ًرا المشاه َد السابقة ‪.‬‬

‫‪ - 102‬الج ّمالون‬ ‫ت ‪ ،‬كانت المحاصيل تُنق‪++‬ل من‬ ‫في السنوات الماضية ‪ ،‬وحتّى أواسط الستّينا ِ‪+‬‬ ‫الون طريق وادي الغميق –‬ ‫الجما ِل ‪ ،‬فيسل ُك الج ّم َ‬ ‫ال ّ‬ ‫سهل الى القرية على ظهور ِ‬ ‫المقيتل‪++++‬ة – رأس ال‪++++‬وادي ث ّم الظّهر ‪ .‬ه‪++++‬ذه المحاص‪++++‬يل تع‪++++‬ود بغالبيته‪++++‬ا الى‬

‫‪212‬‬


‫المرحو ِمين محمد أحمد عبد الفتّاح الجاروش ‪ ،‬أحمد صالح عبد هللا ‪ ،‬حسين أب‪++‬و‬ ‫عسلي الجاروش ‪ ،‬جدّي قاسم محمد الهندي ‪ ،‬وعلي سليم سميدي ‪.‬‬ ‫يسمح لنا بركوب الجمل‬ ‫الج َّما ِل ‪ ،‬أن‬ ‫ُكنَّا ومن هم في أعمارنا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نطلب من َ‬ ‫‪+‬روم الموج‪++‬ودة الى ج‪++‬انب‬ ‫فكان يُلبّي طلبَنَا مقاب َل أن نعطيه شيًئا من عنب الك‪ِ +‬‬ ‫ركوب الجمل هو بنظرنا‬ ‫صاحب هذه‬ ‫الطريق ‪ .‬وال يُه ّمنا من هو‬ ‫األرزاق ‪ ،‬ألنَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الجم‪++‬ال‬ ‫أه ُّم شي ٍء في الدّنيا وفرصةٌ ال تُع ّوض ‪ ،‬فنسير معه راك‪++‬بين على ظه‪++‬ور ِ‬ ‫مش‪+‬يًا‬ ‫حتّى منطقة " المقيتلة " ‪ ،‬بعد أن‬ ‫يكون قد أخذ طلبَه من العنب ‪ .‬ث ّم نعو ُد ّ‬ ‫َ‬ ‫على األقدام ‪.‬‬ ‫وال ننسى أنه كان يوجد في السلطان الفوق‪+‬ا والتحت‪++‬ا أك‪++‬ثر من ‪ 20‬جماًل ‪ ،‬من‬ ‫أص‪++‬حابها ‪ :‬أب‪++‬و مص‪++‬طفى عب‪++‬دوني – أحم‪++‬د الح‪++‬اج وزي‪++‬ر برك‪++‬ات – أب‪++‬و م‪++‬أمون‬ ‫الصيفي – سعيد أبو حمود الع ّرة – أبو أحمد حسين خليل سعدي – بركات بركات‬ ‫– أبو خليل سعدي (العسكري) – حسن السيد بركات ‪ ...‬وغيرهم ‪.‬‬

‫‪ " - 103‬انهلطنا "‬ ‫صال ِة ‪ ،‬فقال لهم المرحو ُم‬ ‫أيام الجمعة وقف المصلّون آلداء ال ّ‬ ‫في أح ِد ِ‬ ‫االمام " أبو أحمد عثمان " ‪ ،‬انتظروني قلياًل‬ ‫سأذهب الى البيت لف‪++‬تر ٍة قص‪++‬يرة ثم‬ ‫ُ‬ ‫أعود ‪ .‬ففهم المصلّون أنّه ذهب ليُج ِّد َد وضو َءه ‪ .‬غ‪++‬اب نحو رب‪++‬ع س‪++‬اع ٍة ‪ ،‬وع‪++‬اد‬ ‫ين ق‪++‬ائاًل ‪ " :‬اس‪++‬تووا الى الص‪++‬الة "‪ ،‬فأجابه‬ ‫الى المس‪++‬جد‬ ‫موج ًه‪++‬ا كالمه للمص ‪+‬لّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫المرحوم حسين أبوعس‪+‬لي الج‪+‬اروش ق‪+‬ائاًل " ش‪+‬و نس‪+‬توي نحن انهلطنا هل‪+‬ط "‪،‬‬ ‫ت‬ ‫وهذه العبارةُ يوص‪++‬فُ به‪++‬ا الطّع‪++‬ا ُم الّ‪++‬ذي نض‪++‬ج كث‪++‬ي ًرا ‪ ،‬وبق َي على النّ‪++‬ار ل‪++‬وق ٍ‬ ‫زائ ٍد ال لزو َم له ‪ .‬فسرى الضح ُك بهدو ٍء بين المص‪+‬لّين ‪ ،‬ث ّم رجع‪+‬وا الى بي‪+‬وتهم ‪،‬‬ ‫وما زالوا حتّى اليوم يذكرون هذه الحادثة ‪.‬‬

‫‪ - 104‬الجمعية عند المختار‬ ‫‪213‬‬


‫سا ‪ ،‬أوتش‪++‬او ًرا في‬ ‫ث أي أم ٍر في البلدة يستدعي تفاه ًما ‪ ،‬أو تدار ً‬ ‫عند حدو ِ‬ ‫‪+‬اع في منزل‪++‬ه‬ ‫أم ٍر ما أو التّباحث في مش‪++‬كل ٍة طارئ‪ٍ +‬ة ‪ ،‬ك‪++‬ان المخت‪++‬ا ُر ي‪++‬دعو الجتم‪ٍ +‬‬ ‫‪+‬راف‬ ‫يحضره األعضا ُء وبعض كبا ِر ال ّ‬ ‫س ِن ‪ ،‬ليت‪++‬داولوا في األم‪++‬ر وبحض‪++‬ور أط‪ِ +‬‬ ‫ث الّ‪+‬تي ج‪+‬رت في‬ ‫سياق ‪ ،‬سأذكر‬ ‫النزاع اذا لزم األم ُر ‪ .‬وفي هذا ال ّ‬ ‫َ‬ ‫بعض الحواد ِ‬ ‫ِ‬ ‫البلدة ‪ ،‬منذ زم ٍن غير قريب ‪.‬‬

‫‪ - 105‬مات ‪ ...‬لم يمت ‪...‬‬ ‫في أح‪++‬د األيّ‪++‬ام الخالي‪++‬ة ‪ ،‬ص‪++‬عد الح‪ّ +‬واطُ رش‪++‬يد أب‪++‬وعرابي على س‪++‬طح بيت‬ ‫أحمد عبد الفتّاح شاهين ونادى بأعلى صوته ‪ ":‬يا س‪++‬امعين الص‪++‬وت ص‪++‬لوا على‬ ‫النبي ‪ ...‬سعيد قاسم أبوعرابي عطاكم عمره " أي أنَّه انتقل الى رحمة هللا‬ ‫اس بهذا الخبر ‪ ،‬وإنّني أذك ‪ُ +‬ر جيِّ ًدا أنّ ابن ‪+‬ةَ أخته م‪++‬ريم س‪++‬عيد‬ ‫تعالى ‪ ،‬فتفاجأ النّ ُ‬ ‫قاسم عبدوني ‪ ،‬هرعت من الحارة الفوقا ‪ ،‬حافيةً مهرولة ‪ ،‬مولولة وعلى خاله‪++‬ا‬ ‫الّذي‬ ‫اس وابنةُ أخته الى داخل البيت ‪ ،‬وك‪++‬ان يومها‬ ‫تُوف َي فجأةً باكية ‪ .‬وصل النّ ُ‬ ‫ت ‪ ،‬لق‪++‬د ك‪++‬ان‬ ‫ص‪++‬احب د ّك‪++‬ا ٍن ‪ ،‬فتفاج‪++‬أ الجمي‪ُ ++‬ع حيث وج‪++‬دوا " الميت "‬ ‫َ‬ ‫غ‪++‬ير ميّ ٍ‬ ‫مستلقيًا على سريره ضاح ًكا ما األمر‪...‬؟ ما الذي حصل؟‪.‬‬ ‫اجتم‪++‬اع ط‪++‬ارى ٍء في منزل‪++‬ه ‪ ،‬وعن‪++‬دما‬ ‫دع‪++‬ا المخت‪++‬ا ُر اب‪++‬راهيم وهب‪++‬ة الى‬ ‫ٍ‬ ‫القص‪ِ ++‬ة ‪ ،‬ن‪++‬زع يوس‪++‬ف أب‪++‬وعرابي " عقال‪++‬ه " عن‬ ‫اس‪++‬توعب الحاض‪++‬رون خفايا‬ ‫ّ‬ ‫صة رشيد أب‪++‬وعرابي ‪ ،‬والميّت الحي‬ ‫رأسه ‪ ،‬وانهال ضربًا و"بهدلة " ألبطال الق ّ‬ ‫س‪+‬عيد أب‪++‬وعرابي ق‪+‬ائاًل لهم‪++‬ا ‪ -‬بم‪+‬ا أنّ‪+‬ه كب‪++‬ير عائل‪++‬ة أب‪+‬وعرابي ‪ " -‬من غ‪++‬ير ش‪++‬ي‬ ‫بيقولوا عن بيت أبوعرابي خوث "‪.‬‬ ‫أ ّما القطبةُ المخفيةُ فكانت أوقيّة " هريسة " م‪++‬ع بعض النّق‪++‬ود ‪ُ ،‬مق َّد َم‪ +‬ةً من‬ ‫ب كانوا في الدّكان " حلوينة " الى رشيد أبوعرابي ليقوم بهذه المس‪++‬رحية ‪،‬‬ ‫شبا ٍ‬ ‫‪214‬‬


‫ومن ناحية الميت فهو يُري ُد أن يختب َر من يحبه من أقاربه ‪ ،‬وأردف ق‪++‬ائاًل لهم‬ ‫ّكان إرثًا ‪ ،‬اذ أنّه كان يومها ما ي‪++‬زا ُل‬ ‫أنتم ال تحبونني ولكنّكم جئتم لتتقاسموا الد َ‬ ‫عازبًا ‪.‬‬

‫‪ – 106‬سباحة في الخ ّزان‬ ‫كان هناك شبّانٌ صغار يس‪+‬بحون في خ‪ّ +‬زان القري‪ِ +‬ة الموج‪+‬ود ق‪+‬رب بيت "‬ ‫أبو سعيد عب‪++‬دوني " الح‪++‬ديث ‪ ،‬فك‪++‬ان الحك ُم عليهم ‪ ،‬ب‪++‬أن أتى بهم األس‪++‬تاذ جمي‪++‬ل‬ ‫ت الّ‪++‬تي ك‪++‬انت في‬ ‫الجاروش وهم شبهُ عراة ‪ " ،‬وعلّقهم " بأغصان شجرة الت‪++‬و ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫الذبيح ‪+‬ةُ عند الج ‪ّ +‬زار ومن ث ّم " خلعهم قتلة " لن ينس‪++‬وا‬ ‫ساحة البلدة كما تُعلّ ُ‬ ‫طعمها طالما هم على قيد الحياة ‪.‬‬

‫‪ – 107‬الفلق‬ ‫كانت تجري أمو ٌر أخ‪++‬رى ‪ :‬س‪++‬رقة عريش ‪ِ +‬ة فالن ‪ ...‬رم ُي حج‪++‬ار ٍة على بيت‬ ‫ت في المداخن ‪ ،‬وم‪+‬ا إلى ذل‪++‬ك ‪ ،‬فك‪++‬ان الحك ُم عليهم ب‪++‬أن‬ ‫فالن ‪ ...‬أو رمي مفرقعا ٍ‬ ‫" يعلقوا بالفلق" حيث تُثبَّتُ أرجلَ ُهم " بقشاط البارودة " فيمس‪++‬ك بها رجالن من‬ ‫رج ِل المذنبين واح ًدا‬ ‫رب على أسفل َأ ُ‬ ‫الطرفين ‪ ،‬والمختا ُر جاه ٌز بعصاه فيبدأ ال ّ‬ ‫ض َ‬ ‫‪+‬ذنب يص‪ُ +‬‬ ‫‪+‬رخ من ش‪ّ +‬د ِة االلم " دخيلكم التّوبة " ويس‪++‬تمر الض‪++‬رب ‪،‬‬ ‫تلو اآلخ‪++‬ر والم‪ُ +‬‬ ‫ق‬ ‫سا يلي ُ‬ ‫حتّى يتعب المختا ُر أو من يحل محلّه " ويستوي المذنب " الّذي أخذ در ً‬ ‫بذنبه‬

‫‪ - 108‬أكالت سادت ثم بادت‬ ‫‪215‬‬


‫عميشة ‪ :‬برغل مخلوط بالدّبس ‪ -‬بابيّة ‪ :‬فتّة خبز مع الماء والس ّكر والسمنة‪.‬‬ ‫زردة ‪ :‬أرز مع سكر وزعفران ومسك ولوز ‪ -‬ب ْقسمة ‪ :‬الثّلج مخلوط بالدّبس ‪.‬‬ ‫سميدي بالمشّة ‪ :‬نوع من االعش‪++‬اب ينبت في الجب‪++‬ل ‪ ،‬إبريّ ‪+‬ةُ األوراق تُ ُ‬ ‫طبخ مع‬ ‫البرغل ‪.‬‬ ‫حشوة الدّجاج ‪ :‬برغل مع كشك وبصل وزيت ‪ -‬سفسف ‪ :‬قاورما مع برغ‪++‬ل ُمبلّل‬ ‫بالماء ‪.‬‬ ‫بسيسة ‪ :‬عجين م‪+‬ع ال‪+‬دّبس تنض‪++‬ج على الص‪++‬اج ‪ -‬جرين‪++‬ات ‪ :‬أق‪++‬راص حل‪+‬وى من‬ ‫ّ‬ ‫ال‪++‬ذرة م‪++‬ع الس‪ّ ++‬كر أو ال‪++‬دّبس ‪ -‬طلمية ب‪++‬الح ّمص ‪ :‬يوض‪++‬ع الحمص على‬ ‫طحين‬ ‫الص‪+‬اج‪.‬‬ ‫العجين المرقوق وينضج على‬ ‫ّ‬

‫‪ -‬بليلة ‪ :‬برغ‪+‬ل مس‪+‬لوق أو قمح يخلط‬

‫بالحليب ‪.‬‬ ‫ألحلّيس المقلي بالبيض البلدي ‪ :‬والحليس هو نب‪++‬ات أخض‪++‬ر أوراقه إبريّ‪++‬ة ‪ ،‬يؤكل‬ ‫ُ‬ ‫منه الجذر ‪ ،‬وهو كرة بيضاء بقدر حبّ‪++‬ة الك‪++‬رز يُقلى مع ال‪++‬بيض ‪ ،‬وه‪++‬ذه النّبت‪+‬هُ‬ ‫أصبحت نادرةَ الوجود ‪.‬‬ ‫وهناك أكالتٌ شعبيّةٌ أخ‪++‬رى ‪ ،‬طبيعيّ‪+‬ةٌ ‪ّ ،‬‬ ‫مغذي‪+‬ةٌ ‪ ،‬ومفي‪++‬دةٌ ‪ ،‬ولكن لألس‪++‬ف‬ ‫صرية ‪ ،‬والخضار‪،‬‬ ‫استبدلناها وغيرها‬ ‫ت الع ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بأصناف عديدة و ُمتن ّوع ٍة ‪ ،‬من ال ُمعلّبا ِ‬ ‫ق‬ ‫ت الكيميائية الحديثة ‪ ،‬م ّما َأ ْل َح َ‬ ‫والفواك ِه ‪ ،‬والحبوب الّتي نضجتْ بتأثير ال ُمر َّكبا ِ‬ ‫صةً اذا أضفنا اليها قِلّة الحرك ِة واألنش‪++‬طة ‪،‬‬ ‫صحة تدهو ًرا غير‬ ‫مسبوق ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫بال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الّتي تعتمد على الجهد الجسدي ‪.‬‬

‫‪ - 109‬قصة المطحنة‬ ‫في أيّام الحكم التّركي ‪ ،‬كانت هناك مطحنةٌ في بلدة عنجر ‪ ،‬تعمل بطريق ِة‬ ‫لطحن حبوبهم‬ ‫اس من جميع القرى في المنطقة يقصدونها‬ ‫دفع الماء وكان النّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪216‬‬


‫القمح على ظه‪+++‬ور‬ ‫أكي‪+++‬اس‬ ‫ومن ض‪+++‬منهم أه‪+++‬الي قريتنا ‪ ،‬اذ ك‪+++‬انوا يُح ِّمل‪+++‬ون‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ه‪++‬ذه ال ّرحل ‪+‬ةُ نه‪++‬ا ًرا ك‪++‬اماًل أو‬ ‫ال ‪+‬دّواب ‪ ،‬وي‪++‬ذهبون الى المطحن‪++‬ة ‪ ،‬وقد تس‪++‬تغر ُ‬ ‫‪++‬اس‬ ‫أك‪++‬ثر ‪ ،‬اذ ق‪++‬د يط‪++‬رأ عط‪ٌ ++‬ل على المطحن‪++‬ة في بعض األحي‪++‬ان ‪ ،‬فينتظ‪ُ ++‬ر النّ ُ‬ ‫ُم ْجبَرين حتّى يت ّم إصالح العطل ‪.‬‬ ‫اس كانوا يستعملون الجاروشةَ ( أو الرحى ) قبل وجو ِد المطحنة ‪.‬‬ ‫عل ًما بأنَّ النّ َ‬ ‫‪+‬نين طويل ‪ٍ +‬ة الى أن أنش‪++‬أ خليل محمد الخطيب‬ ‫اس‪++‬تم ّر ه‪++‬ذا الوض‪++‬ع لس‪َ +‬‬ ‫‪+‬اس من‬ ‫عبدوني (أبو نصوح) مطحنةً في منطقة بياد ِر العدس ‪ ،‬وكان يقصدها النّ‪ُ +‬‬ ‫جميع الق‪++‬رى المج‪++‬اورة عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنّ اب‪++‬راهيم وهبة عم‪++‬ل ب ّرا ًك‪++‬ا عليه‪++‬ا (ع‪++‬اماًل‬ ‫عليها) ‪ ،‬وكذلك والدي محمد خليل عبدوني وأحمد عبد السالم عب‪++‬دوني ‪ ،‬وحس‪++‬ن‬ ‫فلفل شمس الدين من جب جنين ‪ ،‬إضافة الى فايز ابن صاحب المطحنة ‪.‬‬ ‫وفي لوسي ‪ ،‬كان قاسم بدويّة شاهين ‪ ،‬قد أنشأ مطحن‪+‬ةً بج‪++‬انب منزل‪++‬ه عن‪++‬د‬ ‫الطرق قرب بيت " أبو علي عيّاش الع ّرة " ‪ ،‬وكان يقصدها أه‪++‬الي الق‪++‬رى‬ ‫تقاطع‬ ‫ِ‬ ‫المج‪+‬اورة ‪ ،‬عل ًما ب‪+‬أنّ " أب‪+‬و جمي‪+‬ل غن‪+‬وم عب‪++‬دوني "عم‪+‬ل ب‪ّ +‬را ًكا عليه‪++‬ا ‪ ،‬وك‪+‬ذلك‬ ‫" إب‪++‬راهيم ص‪++‬الح الهن‪++‬دي" ‪ .‬بع‪++‬دها ت‪++‬وقفت المطحنت‪++‬ان عن العم‪++‬ل في زم‪++‬نين‬ ‫‪+‬احن في‬ ‫‪+‬اس يقص‪++‬دون مط‪َ +‬‬ ‫مختلفين بينهما ‪ ،‬وال أدري ما السبب ‪ ،‬فعندئ‪ٍ +‬ذ ب‪++‬دأ النّ‪ُ +‬‬ ‫‪+‬محا كري ًما م‪++‬ع‬ ‫القرى المجاورة ‪ .‬وال ننسى أن المرحوم قاس‪++‬م بدوي‪++‬ة ‪ ،‬ك‪++‬ان س‪ً +‬‬ ‫كل شخص محتاج قصده لي‪++‬ؤمن لقم‪++‬ة عيش لعائلت‪++‬ه ‪ ،‬وذل‪++‬ك بأن‪++‬ه ك‪++‬ان يعطي‬ ‫القمح والطحين لمن يطلب من‪++‬ه ذل‪++‬ك ‪ ،‬أو ألي ش‪++‬خص يع‪++‬رف أن‪++‬ه في ض‪++‬يق‬ ‫وعسرة في أمور حياته المعيشية ‪.‬‬ ‫ت من القرن الماضي ‪ ،‬كان يحض ُر الى القرية رج ٌل من بلدة‬ ‫ في الستّينا ِ‬‫ينطا اسمه ‪ :‬بشير ومعه مطحنةٌ تدور بواسطة مح ‪ّ +‬رك الج ‪ّ +‬رار(ال‪++‬تراكتور) وك‪++‬ان‬ ‫س ٍع من طرقات القرية ‪.‬‬ ‫يطحن‬ ‫ساحة العا ّمة ‪ ،‬أو أي مكان ُمت ّ‬ ‫القمح في ال ّ‬ ‫َ‬ ‫‪217‬‬


‫سبعينات من القرن الماضي ‪ ،‬ت ّم شرا ُء مطحن ٍة للقرية من صندوق‬ ‫ في ال ّ‬‫الوقف العائد لمقام السلطان يعقوب ‪ ،‬كونها مص‪++‬لحة عا ّمة ‪ ،‬خفّفت عن االه‪++‬الي‬ ‫ى أخ‪++‬رى ‪ ،‬عل ًم‪++‬ا بأنه ك‪++‬ان بعض الن‪++‬اس من‬ ‫ث عن مط‪َ +‬‬ ‫‪+‬احن في ق‪++‬ر ً‬ ‫عن‪++‬ا َء البح ِ‬ ‫خارج القرية يأتون ليطحنوا حبوبَهم في مطحنة السلطان يعق‪++‬وب ‪ .‬بقيتْ تعم ‪ُ +‬ل‬ ‫لمد ٍة طويل ٍة ‪ ،‬ولقد عمل " أبو جميل غنّوم " ب ّرا ًكا عليها ‪ ،‬وعندما مرض وعجز‬ ‫عن القيام بعمله ‪ ،‬تعاقب كل من " أبو حسيب " و" فؤاد أبوعلي سميدي " على‬ ‫تش‪+++‬غيلها ‪ ،‬ث َّم ت‪+++‬وقّفت بس‪+++‬بب تك‪+++‬رار أعطاله‪+++‬ا ‪ ،‬إض‪+++‬افةً إلى أنها لم تَ ُعد من‬ ‫س ص‪++‬اروا يعتم‪++‬دون‬ ‫أولويات المشرفين على أمور القرية ‪ ،‬وذلك ألنَّ ُمعظ َم النّا ِ‬ ‫على األفران الحديث ِة ‪ ،‬وبعدها على المخابز العا ّمة ‪.‬‬ ‫مط‪+‬احن في المن‪+‬ارة وزحلة‬ ‫كما ويت ُّم شرا ُء الحب‪+‬وب ‪ ،‬والبرغ‪ِ +‬ل ‪ ،‬والطّحين من‬ ‫َ‬ ‫وغيرهما ‪ ،‬أ ّما مكانُها فكان في المدرسة القديمة الّتي بُنيت عن روح المرحوم‬ ‫سعيد محمد عبدوني ‪ ،‬ومن ثم اتُ ِخ‪َ +‬ذت مس‪+‬كنًا إلم‪+‬ام البل‪+‬دة ‪ ،‬فس‪+‬كن فيه‪+‬ا ع‪+‬دد‬ ‫الطابق الثاني لينتقل المشايخ اليه مسكنًا جدي ‪ً +‬دا‬ ‫من المشايخ ‪ ،‬الى أن ت َّم بنا ُء‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬والحقًا أصبح مكان المطحنة كما ذكرنا سابقًا "دار السلطان لتعليم القرآن "‪.‬‬

‫‪ " - 110‬القرندس"‬ ‫من الفولكلور الشّعبي ‪ ،‬الّذي كان األوال ُد يُمارسونه في القرية لعبةٌ تُس ّمى‬ ‫ش‪،‬‬ ‫"القرندس"‪ .‬وهذه الّلعبةُ الفكاهية الظريفة ‪ ،‬ك‪++‬ان ه‪++‬دفها جم‪++‬ع بعض الق‪++‬رو ِ‬ ‫‪++‬ف أوغيره‪++‬ا من الس‪ّ ++‬كاكر ‪ .‬وتفاص‪++‬ي ُل ه‪++‬ذه‬ ‫ب وتين ُمجفّ ٍ‬ ‫أو الحلوي‪++‬ات من زبي ٍ‬ ‫كيس‪++++‬ا من " ُجنفيص "‪ ،‬يُخفي كام‪َ ++++‬ل جس‪++++‬مه حتّى‬ ‫يلبس أح‪ُ ++++‬د األوال ِد‬ ‫اللعبة‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّدين الجمل‪+‬ةَ‬ ‫قدميه ‪ ،‬ويقوده باقي األوالد ‪ ،‬ويطوفون به على بيوت القري‪ِ +‬ة ُم‪++‬رد َ‬ ‫‪+‬ال ‪ " :‬قرن‪++‬ديس قرن‪++‬ديس ‪ ،‬قرن‪++‬ديس قرن‪++‬ديس " ف‪++‬ك الكيس‬ ‫التالي‪++‬ة ‪ ،‬وبص‪++‬و ٍ‬ ‫ت ع‪ٍ +‬‬ ‫واعطينا لوال فالن (اسم ولد من أوالد البيت الدّاخلين اليه) ماجينا ‪.‬‬ ‫‪218‬‬


‫ت ش‪++‬يًئا من نق‪++‬و ٍد ‪ ،‬أو‬ ‫وهك‪++‬ذا تُ‪++‬ر ّد ُد ه‪++‬ذه الجمل‪+‬ةُ ‪ ،‬حتّى تعطيهم ربّ‪+‬ةُ ال‪++‬بي ِ‬ ‫‪+‬دس أح ‪َ +‬د أبن‪++‬ا ِء ال‪++‬بيت الّ‪++‬ذي‬ ‫م‪++‬أكوالت ‪ ،‬وفي بعض األحي‪++‬ان يك‪++‬ون الول ‪ُ +‬د القرن‪ُ +‬‬ ‫الكيس عن البس‪++‬ه‬ ‫ق " الحلوينة "‪ ،‬يُ‪++‬زا ُل‬ ‫دخل‪++‬وه وبع‪++‬د أن يس‪++‬تل َم الوف ‪ُ +‬د المراف ‪ُ +‬‬ ‫ُ‬ ‫ت الى‬ ‫فيُعرفُ من هو فترتف ُع الضحكاتُ ‪ ،‬وال ّ‬ ‫صيحاتُ والتعليق‪++‬اتُ ‪ ،‬وهك‪++‬ذا من بي ٍ‬ ‫بيت ‪.‬‬

‫‪ – 111‬قصة العدّادة‬ ‫على أيام مختر ِة أحمد عبد الفتّاح شاهين (‪ ، +)1951-1945‬حضر الى‬ ‫القرية موظّفو المالي ِة ليأخذوا من األهالي ض‪++‬ريبةً على المواش‪++‬ي ‪ ،‬وك‪++‬ان يُق‪++‬ال‬ ‫رؤوس الماش‪+++‬ي ِة ليأخ‪+++‬ذوا ال ّرس‪+++‬و َم‬ ‫ُّون‬ ‫لهم " الع‪+++‬دّادة "‪ ،‬أي أنّهم ك‪+++‬انوا يَع‪+++‬د َ‬ ‫َ‬ ‫س ‪ ،‬يرافقهم رجا ُل الدّر ِك من مخفر بيادر العدس ‪.‬‬ ‫المناسبةَ عن ِ‬ ‫كل رأ ٍ‬ ‫تمنّع األهالي عن دفع هذه الضريبة وذلك لعدم االستطاعة ‪ ،‬فما كان‬ ‫‪+‬ان الماش‪++‬ي ِة ‪،‬‬ ‫من م‪++‬وظّفي المالي ‪ِ +‬ة وبم‪++‬ؤازر ٍة من ال ‪+‬دّرك اال أن احتج‪++‬زوا قطع‪َ +‬‬ ‫وساقوها الى المخفر ‪ .‬ارتب َك أه ُل القري ِة وتشاوروا فيما بينهم اليجاد ح ٍّل له‪++‬ذه‬ ‫‪+‬ذهب الى‬ ‫المش‪++‬كلة ‪ .‬عندئذ طلب‪++‬وا من المخت‪++‬ار أحمد عب‪++‬د الفتّ‪++‬اح ش‪++‬اهين ‪ ،‬أن ي‪َ +‬‬ ‫المخفر ويتداو َل‬

‫باألمر مع العدّادة والدّرك ‪.‬‬ ‫ساحة‬ ‫اس في ال ّ‬ ‫توجه المختا ُر الى مخفر بيادر العدس ماشيًا ‪ ،‬وبقي النّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت يراقب‪++‬ون الوضع ‪ .‬وعن‪++‬دما وص‪++‬ل المخت‪++‬ا ُر الى المخفر‬ ‫وعلى األسطح والشّرفا ِ‬ ‫راف قائاًل للعدّادة والدّر ِك ‪ :‬هذه ّ‬ ‫بائح هديّة لكم فتص ‪ّ +‬رفوا‬ ‫الذ ُ‬ ‫أمسك فو ًرا بعدّة ِخ ٍ‬ ‫بها كما شئتم ‪ .‬وبع َد أخ ٍذ ور ٍّد ‪ ،‬سلّموه المواشي وساقها الى القرية ‪ ،‬وفي ه‪++‬ذه‬ ‫الّلحظة انفرجت أساري ُر األه‪+‬الي ‪ ،‬فق‪+‬د اطم‪+‬أنّوا الى أنَّ المش‪+‬كلةَ ق‪+‬د ُحلّت ‪ ،‬حيث‬ ‫‪219‬‬


‫توجه بها المختا ُر ص‪++‬عو ًدا الى القري‪+‬ة‬ ‫عان تُغادر المخفر ‪ ،‬ومن ث ّم‬ ‫شاهدوا القطّ َ‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫ساحة العا ّم ِة في القرية ‪ ،‬ع َّم‬ ‫وعندما وصل المختا ُر مع القطّعا ِن الى ال ّ‬ ‫ت المش‪++‬كلةُ‬ ‫الفرح وال ّ‬ ‫ُ‬ ‫سرو ُر األه‪+‬الي الّ‪+‬ذين اُعجب‪+‬وا بحنك‪ِ +‬ة المخت‪+‬ار ‪ ،‬وب‪+‬ذلك ُحلّ ِ‬ ‫س المرح‪++‬و ُم " أب‪++‬و س‪++‬عيد‪ +‬محمد‬ ‫بعون هللا ث ّم بحسن تدبير المخت‪++‬ار ‪ ،‬عن‪++‬دها تح َّم َ‬ ‫وتوجهَ بالكالم الى عموم األهالي قائاًل ‪:‬‬ ‫إبراهيم سميدي"‬ ‫ّ‬ ‫كل من يمشي لحالو‬

‫كل من يمشي ع خطّة‬

‫كل من يمشي لعيالو‬

‫الع ّوامة مانها ُزطّــــة ‪.‬‬

‫اس ليسوا في‬ ‫هذا نو ٌع من الشّعر البلدي (الق ّرادي) ‪ ،‬ومعناهُ العام أنَّ النّ َ‬ ‫الش‪+‬عر اش‪++‬ادة‬ ‫مرتب ٍة واحدة ‪ .‬وال يخفى عليك أ ُّيها القارى ُء الكري ُم ‪ ،‬بأنَّ في هذا ّ‬ ‫فسيح جنانه ‪.‬‬ ‫بما أنجزه المختار أحمد عبد الفتّاح شاهين ‪ ،‬رحمه هللا ‪ ،‬وأسكنه‬ ‫َ‬

‫‪ - 112‬قصة الجرن‬ ‫يوم من األيام ك‪++‬ان أب‪++‬و س‪++‬عيد محم‪++‬د إب‪++‬راهيم س‪++‬ميدي ‪ ،‬وكام‪++‬ل محمد‬ ‫في ٍ‬ ‫ب غ‪ّ +‬زةَ‬ ‫عبدوني في بلدة غ ّزة ُمشا ِر َك ْين في مناسبة زواج ‪ ،‬فما ك‪++‬ان من ش‪++‬با ِ‬ ‫للش‪+‬ابّين ل‪++‬يرفعوا " القيم‪++‬ة "‪ ،‬وه‪++‬ذه‬ ‫جرن الكبّ ِة أرضا ً ‪ ،‬وذلك تح ّديًا‬ ‫ااّل أن رموا‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫العادة كانت من تقاليد الزواج حين يكون أحد العروسين من خارج القرية ‪.‬‬ ‫فهم الشّابّان أنّ هنا َك تح ّديًا ما يواجههما ‪ ،‬وج‪+‬ال بخاطرهم‪+‬ا أنّ‪+‬ه اذا أق‪++‬دم‬ ‫رأسه ‪ ،‬اذ هو باس‪++‬تطاعته‬ ‫ق‬ ‫ّاب كامل عبدوني على حمل الجرن ‪ ،‬ورفعه فو َ‬ ‫الش ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬زعج ذل‪+‬ك ش‪++‬باب غ‪ّ +‬زة ‪ ،‬فينتقم‪+‬وا‬ ‫القيام بذلك ب ّكل س‪++‬هول ٍة ‪ ،‬ولكنَّ الخ‪َ +‬‬ ‫‪+‬وف أن يُ‪َ +‬‬ ‫للض ‪+‬رب ‪ ،‬فم‪++‬ا ك‪++‬ان‬ ‫منهما باألهانة وتوجي ِه الكالم البذي ِء ‪ ،‬و ُربَّما قد يتع ّرض‪++‬ان‬ ‫ّ‬ ‫من‬

‫َّس‪++‬ه وأف‪++‬رغ رصاص‪++‬اتِه في داخ‪++‬ل‬ ‫" أب‪++‬و س‪++‬عيد‪ " +‬إاّل أن َ‬ ‫ش‪َ ++‬ه َر ُمسد َ‬

‫‪220‬‬


‫ّاب بياكل ثق‪++‬ل الج‪++‬رن حالوة‬ ‫الجرن ‪ ،‬قائاًل عن رفيقه كامل عبدوني ‪ " :‬هذا الش ُ‬ ‫بدنا أكبر منه "‪.‬‬ ‫ت الجميع ‪.‬‬ ‫سا َد ال ّ‬ ‫فَ َ‬ ‫ت القضيةُ بحفظ كراما ِ‬ ‫صمتُ والهدو ُء ‪ ،‬وانته ِ‬

‫‪ - 113‬قصة المكاري والعزاء‬ ‫في الزمن الماضي ‪ ،‬كان بعض األهالي يذهبون الى منطقة الش‪++‬وف ل‪++‬بيع‬ ‫الحصر ‪ ،‬فكانوا يُح ِّملون بض‪++‬اعتهم على ال‪++‬دواب ‪ ،‬ويقص‪++‬دون تل‪++‬ك‬ ‫إنتاجهم من ُ‬ ‫المنطقة ‪ ،‬عبر ممرات جبلية صعو ًدا على جب‪++‬ل الب‪++‬اروك ‪ ،‬وعلى المقلب الث‪++‬اني‬ ‫نزواًل الى بلدة المعاصر ومنها الى باقي قرى الشوف ‪.‬‬ ‫منذ حوالى ‪ 90‬سنة ‪ ،‬قصدت مجموع‪++‬ة من األه‪++‬الي قري‪+‬ةً في الش‪++‬وف ‪،‬‬ ‫وكان على رأسها المختار االسبق محمود محمد الهندي (وفاة ‪ ، )1940‬وعندما‬ ‫الس‪+‬ن فيه‪++‬ا ‪،‬‬ ‫وصلوا الى مشارف إحدى القرى وجدوا عزا ًء لوفاة أح‪++‬د كب‪++‬ار‬ ‫ّ‬ ‫وه‪++‬ذا األم‪++‬ر يعي‪++‬ق عليهم مس‪++‬ألة بي‪++‬ع بض‪++‬اعتهم ‪ ،‬اذ أنَّ القري‪++‬ة بكامله‪++‬ا في‬ ‫حزن وحداد ‪ ...‬فما العمل ؟‪.‬‬ ‫أط‪++‬رق محم‪++‬ود الهن‪++‬دي قلياًل ‪ ،‬ث َّم طلب من مرافقي‪++‬ه أن يل‪++‬تزموا الص‪++‬مت‬ ‫ويَ َدعوه يتصرف بمف‪++‬رده بم‪++‬ا ي‪++‬راه مناس‪+‬بًا ‪ .‬س‪++‬أل الم‪++‬ا ّرةَ عن اس‪++‬م المت‪++‬وفى ‪،‬‬ ‫وعن أسماء أوالده وعن بعض المعلومات التي ال بد منها ‪ ،‬لنج‪++‬اح فكرت‪++‬ه ‪ .‬ث َّم‬ ‫لبس نفس‪+‬ه ش‪++‬عور الح‪+‬زن‬ ‫دخل ورفاقه الى مك‪+‬ان الع‪+‬زاء ليقوم‪+‬وا ب‪+‬الواجب ‪َ .‬أ َ‬ ‫واألسى والحيرة ‪ ،‬بمعنى أنه أبدى حزنه وأسفه لفقد صديقه المت‪++‬وفى ‪ ،‬وك ‪ّ +‬رر‬ ‫اسمه مرات عديدة ‪ُ ،‬مظه ًرا حزنه على الفقيد ‪ .‬كما أظه‪++‬ر حيرت‪++‬ه وقل‪++‬ة حيلت‪++‬ه‬ ‫حول كيفية بيع الحصر التي حملوها معهم ‪ .‬سمعه من كان بجانبه من أقرباء‬ ‫المتوفى فالتفت نحوه وشكره لمواساتهم ومشاركتهم الع‪++‬زاء وق‪++‬ال له من اين‬

‫‪221‬‬


‫انتم ؟ ولم‪++‬اذا أتيتم الى قريتن‪++‬ا ؟ ‪ .‬وأض‪++‬اف الس‪++‬ائل ق‪++‬ائاًل ‪ :‬الحظت علي‪++‬ك ح‪++‬يرة‬ ‫وإربا ًكا في أم ٍر ما ‪.‬‬ ‫أجابه محمود الهندي ‪ ،‬بع‪++‬د أن ك‪++‬رر مش‪++‬هد الح‪++‬زن واألس‪++‬ى على ص‪++‬ديقه‬ ‫المتوفى ‪ ،‬كان المتوفى قد طلب مني (أوصاني) أن اُحضر ل‪++‬ه بعض الحص‪++‬ر ل‪++‬ه‬ ‫وألوالده ‪ ،‬ويس‪++‬اعدني في بي‪++‬ع م‪++‬ا يتبقى منه‪++‬ا ‪ ،‬ق‪++‬ال ل‪++‬ه ‪ " :‬التهك‪++‬ل اله َّم ‪ ،‬أن‪++‬ا‬ ‫ساُساعدك في هذا األمر" ‪.‬‬ ‫تكلم هذا الشخص مع أقاربه ومعارف‪++‬ه ‪ ،‬واش‪++‬تروا منهم ك‪++‬ل م‪++‬ا يحملون‪++‬ه‬ ‫من ُحصر وبالنتيجة ت َّم هذا األمر بفطنة وحسن تدبير المختار محمود الهندي‬ ‫له ‪.‬‬ ‫وال تنسى أيها القارئ الك‪++‬ريم أنَّ محم‪++‬ود الهن‪++‬دي ال يع‪++‬رف المت‪++‬وفى ‪ ،‬وال‬ ‫أوالده ولم يطلبوا منه أي شيء (أي لم يوصوه بإحضار حص ٍر لهم) فتص ّور !!!‬

‫‪ " - 114‬العونة "‬ ‫ت تتع‪++‬اونُ فيم‪++‬ا بينه‪++‬ا في‬ ‫في ال ّ‬ ‫سابق كانت قريتُنا صغيرةً ‪ ،‬ومعظ ُم الع‪++‬ائال ِ‬ ‫‪+‬ارب والج‪++‬يرانُ ‪ ،‬ومن‬ ‫ك ّل عم ٍل يحت‪++‬اج الى ع‪++‬دد كب‪++‬ي ٍر من الع ّم‪++‬ال ‪ ،‬فين‪++‬دف ُع األق‪ُ +‬‬ ‫يرغب من االهالي مؤمنين بأواصر القُربى وحسن الجوار ‪ ،‬للمشاركة " بالعونة‬ ‫‪+‬اج اليه‪++‬ا ‪ ،‬ف‪+‬المجتم ُع الص‪++‬غي ُر مفط‪++‬و ٌر على التّع‪++‬اون في ك‪++‬ل أم‪++‬ور‬ ‫" ‪ ،‬لمن يحت‪ُ +‬‬ ‫ليس أما َمه أي بديل آخر ‪.‬‬ ‫حياته ‪ ،‬اذ‬ ‫َ‬ ‫هن‪++‬اك أم‪++‬و ٌر عدي‪++‬دةٌ ك‪++‬انوا يتع‪++‬اونون فيما بينهم إلنجازه‪++‬ا ‪ ،‬وفي طليعته‪++‬ا‬ ‫ت البيوتُ القديمةُ ‪ ،‬تُب‪++‬نى ج‪++‬درانها الخارجي‪++‬ة من الحج‪++‬ار ِة‬ ‫تتريب ال ّ‬ ‫سطح اذ كان ِ‬ ‫القروية‬ ‫الجبلية ‪ ،‬أ ّم‪++‬ا الج‪++‬دران الداخلي‪++‬ة فك‪++‬ان قس‪++‬م منه‪++‬ا يُب‪++‬نى من الحج‪++‬ارة والقس‪++‬م‬ ‫‪+‬طح ك‪++‬انت‬ ‫االخر يُب‪++‬نى من الط‪++‬وب ال‪++‬ترابي (بل‪++‬وك من ال‪++‬تراب والتبن) ‪ ،‬واألس‪ُ +‬‬ ‫‪222‬‬


‫‪+‬واح الخش‪++‬بية‬ ‫أعم‪++‬دةٌ خش‪++‬بيةٌ تُ َم‪ُّ +‬د أفقيً‪++‬ا ف‪++‬و َ‬ ‫ق الج‪++‬دران ‪ ،‬تعلوها طبق‪+‬ةٌ من األل‪ِ +‬‬ ‫الرقيقة ‪ ،‬والقصب أو الباّل ِن ‪ ،‬ومن ث ّم توض ‪ُ +‬ع فوقه‪++‬ا كمي ‪+‬ةٌ من األتربة بس‪++‬ماكة‬ ‫‪+‬بح‬ ‫ثالثين سنتيمت ًرا تقريبًا ‪ ،‬وبعدها يت ُّم ر ّ‬ ‫صها بواسطة المحدل‪ِ +‬ة الحجري‪++‬ة ‪ ،‬لتُص‪َ +‬‬ ‫ب مياه األمطار الى داخل البيت ‪.‬‬ ‫أكث َر تماس ًكا ‪ ،‬فتمنع‬ ‫ُّ‬ ‫تسر َ‬ ‫والي‪++‬ك تفص‪++‬يل م‪++‬ا ك‪++‬ان يج‪++‬ري في ش‪++‬أن المعونة ؛ قب‪++‬ل ي‪++‬وم من ت‪++‬تريب‬ ‫سطح كان الحواط يصع ُد على أحد األسطح ‪ ،‬وينادي بأعلى صوته ‪:‬‬ ‫ال ّ‬ ‫" يا سامعين الصوت صلّوا على النّ‪++‬بي ‪ ،‬عبك‪+‬را بيت فالن ب‪++‬دهم ي‪++‬ت ّربوا س‪++‬طح‬ ‫بيتهم وبيطلبوا منكم المعونة "‪.‬‬ ‫اس في اليوم التالي ‪ ،‬فيتقاسمون األعما َل فيم‪++‬ا بينهم ‪ ،‬ويعمل‪++‬ون بك‪ِّ +‬ل‬ ‫يحض ُر النّ ُ‬ ‫ت استراح ٍة ‪ ،‬يتخللها أح‪++‬اديث الم‪++‬رح والفكاه‪++‬ة طيل‪++‬ة ف‪++‬ترة‬ ‫ج ٍّد‬ ‫ٍ‬ ‫ونشاط مع فترا ِ‬ ‫العم‪++‬ل وهن‪++‬اك أعم‪++‬ا ٌل ُأخ‪++‬رى ‪ ،‬ك‪++‬انت تُنج‪ُ +‬ز بتع‪++‬اون الج‪++‬يران واألق‪++‬ارب ‪ ،‬ولكنّها‬ ‫‪+‬ك ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪+‬اج الكش‪ِ +‬‬ ‫تتطلب ُع َّمااًل أقل ومنها قط‪++‬افُ العن ِ‬ ‫ب لل‪ّ +‬زبيب وال‪+‬دّبس ‪ ،‬عملية انت‪ِ +‬‬ ‫‪+‬وج عن بعض‬ ‫عن َد نشو ِ‬ ‫‪+‬راح واألت‪++‬راح ‪ ،‬ج‪++‬رفُ الثل‪ِ +‬‬ ‫ب أي حري‪++‬ق ‪ ،‬مناس‪++‬باتُ األف‪ِ +‬‬ ‫الس‪++‬ن ‪ ،‬وفي حص‪+++‬اد الحب‪++‬وب بواس‪+++‬طة‬ ‫‪+‬طح بي ‪++‬وت كب ‪++‬ار‬ ‫ّ‬ ‫الطرق ‪++‬ات وعن أس ‪ِ +‬‬ ‫المناج‪++‬ل ‪ ،‬حيث تُنق‪++‬ل اك‪++‬وام الس‪++‬نابل الى البي‪++‬در حينه‪++‬ا يق‪++‬وم الرج‪++‬ل الم‪++‬دعو‬ ‫(بال‪++‬داروس) ب‪++‬الوقوف على الن‪++‬ورج (الم‪++‬ورج) المص‪++‬نوع من الخش‪++‬ب الخش‪++‬ن‬ ‫السميك ‪ ،‬والّذي في اسفله عشرات المسامير الغليظ‪++‬ة ال‪++‬تي تس‪++‬اهم في " تنعيم‬ ‫" المحصود ‪ ،‬تمهي ًدا لفصل الحبوب عن التبن ‪ ،‬والنورج هذا كان يجره الحمار‬ ‫الصابر " أبو صابر" ‪ ،‬وأحيانًا الثور أو البق‪+‬رة ‪ ،‬و(ال‪+‬داروس) ك‪+‬ان ي‪+‬ردد ملحمت‪+‬ه‬ ‫المشهورة والمعروفة لدى الجيل القديم والتي مطلعها ‪ " :‬هودي يا هودي ‪ ،‬ي‪+‬ا‬ ‫جمل مسعودي‪ "....‬طوال النهار ‪.‬‬

‫‪ " - 115‬الجرصة أو الزفة "‬ ‫‪223‬‬


‫ت ألحد األشخاص ‪ ،‬وذلك‬ ‫سابقًا كان شباب القرية يحتفلون بها عند والدة بن ٍ‬ ‫بإلزامه لبس ثياب قديمة و ُمنتّفة (مثال الطربوش والشروال والصدرية) لتكون‬ ‫صالحة لبهدلته بشكل جيد ومن ثم يُحضرون حما ًرا ويُلزمون المحتفى به‬ ‫بالركوب على ظهره بشكل مقلوب ‪ ،‬بمعنى أن يكون وجهه لناحية الذنب ‪ ،‬وال‬ ‫ننسى أنهم كانوا يُجبرونه على اإلمساك به (أي بالذنب) ‪ .‬ومن ثم تنطلق‬ ‫قرع على الطناجر والصحون‬ ‫الحفلة باألغاني الشعبية المناسبة " للبهدلة " مع‬ ‫ٍ‬ ‫النحاسية والطبل ‪ ،‬وعلى صفائح مصنوعة من " التنك "‪ ...‬وما شابهها ‪ ،‬فتصدر‬ ‫إيقاعات غير متناسقة مصحوبة " بزعق " الطحين عليه مع رشقه بالبيض ‪،‬‬ ‫ومن ثم يطوفون به شوارع القرية وأزقّتها ذهابا وإيابا ‪ .‬وفي أغلب األحيان‬ ‫ينقسم الشباب الى مجموعتين ‪ :‬األولى ُمهاجمة بذخيرتها من البيض والطحين‬ ‫والثانية مدافعة عن صاحب العالقة وهي مؤلفة من اخوته وأقاربه ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تتطور المعركة وتتحول الى مطاردة من بيت الى بيت ومن شارع الى شارع‬ ‫وأخيرا تنفذ ذخيرتهم من الطحين والبيض ويصبحون جميعا جاهزين‬ ‫"للعجة" اذ لم يعد ينقصهم سوى الزيت والنار ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ -116‬التكافل االجتماعي‬ ‫إنَّ مجتمع القرية مفطور على التعاون والتكافل ‪ ،‬ذلك لِصغر حجمه ‪ ،‬وألواصر‬ ‫القربى والجيرة والدين التي تجمعه ‪ ،‬فليس أمامه سوى التكافل الذاتي اذ ال‬ ‫ص َور هذا التكافل ما نُتحفك به من خالل النماذج‬ ‫يوجد أي بديل آخر ‪ .‬ومن ُ‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫قدي ًما ‪( :‬من خالل عادة االستعارة) ‪:‬‬ ‫‪-‬الجيران واألقارب " يستعيرون " من بعضهم عدة أشياء ‪ ،‬من بينها ‪:‬‬

‫‪224‬‬


‫ الدواب ألحضار الماء من العيون ‪ ،‬فهم كانوا يتقاسمون المياه باالتفاق ‪:‬‬‫جرة ماء لصاحب الدابة ‪ ،‬والجرة األخرى للذي استعار الحمار ‪( .‬فتصور كم‬ ‫نسرف في أيامنا !) ‪.‬‬ ‫ الخبز " أوالخميرة " لتحضير العجين ‪.‬‬‫ الثياب للظهور بمظهر الئق في المناسبات ‪.‬‬‫ بعض أثاث البيت عند قراءة مولد الرسول صلّى هللا عليه وسلم أو لتجهيز‬‫حفل زفاف ‪.‬‬ ‫ المغتربون كانوا يرسلون األموال لذويهم وللفقراء ‪ ،‬خاصة في شهر رمضان‬‫المبارك ‪.‬‬ ‫ توزيع زكاة األموال وزكاة الفطر والزروع على الفقراء في شهر رمضان‬‫المبارك ‪.‬‬

‫حديثًا ‪:‬‬ ‫يتم توزيع األموال والمواد التموينية على المحتاجين في شهر رمضان‬‫المبارك ‪.‬‬ ‫ المغتربون يرسلون األموال ‪ ،‬ويتم توزيعها أو توزيع مواد تموينية‬‫ومحروقات وأدوية على المحتاجين ‪ ،‬وتقديم منح مدرسية وجامعية ‪.‬‬ ‫في الفترة األخيرة ‪ ،‬ونظ ًرا لألحوال المعيشية الصعبة التي تمر بها البالد‬‫والعباد ‪ ،‬وذلك ابتدا ًء من عام ‪ 2019‬إزداد عطاء المغتربين ‪ ،‬اذ تم توزيع‬ ‫أموال ومواد تموينية وأدوية على كافة أهالي البلدة ‪ ،‬مع تقديم مساعدة مالية‬ ‫لمن يضطر الدخول الى المستشفى ألجراء عملية جراحية ‪ ،‬وتوزيع‬ ‫المحروقات للمحتاجين ‪ ،‬وهذه المساعدات تكررت عدة مرات ‪.‬‬

‫‪225‬‬


‫ في األعياد يتم تحضير إفطار وغداء في الساحة العامة في السلطان يعقوب‬‫الفوقا ‪ ،‬مع إحضار مجموعة ألعاب لألوالد ‪ ،‬تُنشر في ناحية ما من الساحة ‪.‬‬ ‫ يتم ذلك بالتعاون بين المغتربين والجمعية الخيرية اإلسالمية في السلطان‬‫يعقوب الفوقا ‪.‬‬ ‫ كذلك في السلطان يعقوب التحتا (لوسي) يتم توزيع األموال والمحروقات‬‫والمواد التموينية واألدوية ‪ ،‬وتقديم منح مدرسية وجامعية ‪ ،‬ومساعدة كل من‬ ‫يضطر الدخول الى المستشفى ‪.‬‬ ‫ في األعياد يتم تجهيز الطعام في قاعة مسجد لوسي ‪ ،‬إضافة لمجموعة‬‫ألعاب لألوالد تُنشر في الباحة الغربية للمسجد ‪ .‬طبعا يتم ذلك بالتعاون بين‬ ‫المغتربين والجمعية الخيرية اإلسالمية في لوسي ‪.‬‬ ‫ ال ننسى أنَّ هذه المساعدات والتقديمات ‪ ،‬قد شملت جميع العائالت السورية‬‫الموجودة في القرية منذ اكثر من ‪ 10‬سنوات ‪ ،‬نتيجة لألحداث الداخلية في‬ ‫سورية ‪.‬‬ ‫ عند حدوث وفاة في البلدة ‪ ،‬فإنَّ أقارب وجيران المتوفى يُحضرون الطعام‬‫ألهل العزاء لمدة ثالثة أيام على األقل ‪.‬‬ ‫ بكل تقدير وإعجاب ومحبة ‪ ،‬نُن ّوه بالتقديمات ال ُمرسلة من المغتربين في‬‫اميركا والبرازيل ‪.‬‬ ‫كما أننا نقدر ونشكر جهود المشايخ األجاّل ء ‪ ،‬واالخوة المشرفين على‬ ‫الجمعيات والنوادي في بالد االغتراب ‪ ،‬لتشجيعهم ودعمهم ونشاطهم المستمر‬ ‫للتقديمات اآلنفة الذكر ‪.‬‬ ‫كما أننا نقدر ونشكر الجمعيتين في السلطان الفوقا والتحتا لحسن إشرافهم‬‫على توزيع المساهمات والتقديمات بكافة أنواعها ‪.‬‬ ‫‪226‬‬


‫‪ - 117‬نثريات‬ ‫هناك أمو ٌر صغيرةٌ ‪ ،‬كانت تجري في القرى ‪ ،‬في زم ٍن كانت تعتم ُد فيه‬ ‫المؤونةُ على األعمال اليدوية القروية ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫أعالف بطريق ٍة شبه‬ ‫الخواريف ‪ :‬وذلك بإطعامها ما يُناسبها من‬ ‫ تعليفُ‬‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تسمن هذه الخرافُ ‪ ،‬وتصبح لحومها مناسبة " للقاورما "‪.‬‬ ‫إجباريّة ‪ ،‬كي‬ ‫َ‬ ‫عل ًم ا بأنه في الزمن الماضي كان يأتي الى القرية رجل معه خواريف على‬ ‫ظهورها عالمة ‪ ،‬وشكلها يدل على أنها ليست من منطقتنا ‪ ،‬وكان الناس‬ ‫يطلقون عليها عبارة " خواريف شرقية " ‪ ،‬ألنه كان يؤتى بها من سوريا ‪.‬‬ ‫والقاورما تُدّخر في (مسامن من الفخار) مؤونة لفصل الشتاء ‪.‬‬ ‫ق الّلحم بواسطة ِمدقّ ٍة خشبي ٍة أو حجري ٍة‬ ‫ جرنُ الكبّ ِة‬‫الحجري ‪ ،‬وفيه يُد ُّ‬ ‫ِ‬ ‫حتى يُصبح ناعما ً وطريًّا ‪ ،‬تحضي ًرا لوجبة " الكبّة النيّئة "‪ ،‬وهي من أشهى‬ ‫ّ‬ ‫وألذها ‪.‬‬ ‫الوجبات القروية‬ ‫ّجاج البلدي في البيوت ‪ ،‬اذ أن لحومها وبيضها ‪ ،‬كان أشهى م ّما‬ ‫ تربيةُ الد ِ‬‫األعالف والفيتامينات‬ ‫انتاجها اليوم يعتمد على‬ ‫نأكله اليوم وأذكى ‪ ،‬ألنّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫االصطناعية ‪.‬‬ ‫ص‬ ‫واستطرا ًدا لهذا األمر ؛ فمن العادات التي كانت س‪++‬ائدة ق‪++‬دي ًما ‪ ،‬أن ك‪++‬ل ش‪++‬خ ٍ‬ ‫أو مختار يزور مس‪++‬ؤواًل أو نائبً‪++‬ا في بيت‪++‬ه ‪ ،‬أو مرك‪++‬ز عمل‪++‬ه ‪ ،‬ك‪++‬ان يحم‪++‬ل مع‪++‬ه‬ ‫سلة بيض بل‪++‬دي هدي‪++‬ة (للمس‪++‬ؤول او البي‪++‬ك) ‪ .‬وك‪++‬انت ه‪++‬ذه الهدي‪++‬ة من األم‪++‬ور‬ ‫المميزة الفاخرة في تلك االيام ‪.‬‬ ‫تحضير المكانس (المشابط) ‪ :‬كانت النساء تذهبن الى الجبل لتحضرن نبات‬‫(قش) المكنس وفي البيوت يجرين عملية التنظيف والترتيب ‪ ،‬ومن ثم تتم‬

‫‪227‬‬


‫عملية الجمع والحبك ‪ ،‬فتصبح جاهزة لالستعمال المنزلي ‪.‬‬ ‫ كذلك كانت تتم في البيوت بشكل عام عملية تحضير بعض " األكالت‬‫الشعبية " منها ‪:‬‬ ‫تحضير الشعيرية البلدية ‪ ،‬العكوب ‪ ،‬الصعتر ‪ ،‬الكشك البلدي ‪ ،‬البرغل ‪،‬‬‫" المعقود " ‪ ،‬اللبنة ‪ ،‬دبس العنب ‪ ،‬الزبيب ‪ ،‬وتجفيف التين وعظام الذبائح مع‬ ‫ما تبقى عليها من اللحم ‪ ،‬تحضي ًرا لوجبة " الهريسة " التي تؤكل عادة في‬ ‫فصل الشتاء ‪ .‬تحضير المكبوسات ‪ :‬اللفت الخيار ‪ ،‬القثاء ‪ ،‬البندورة الخضراء ‪،‬‬ ‫والباذنجان وطب ًعا ال تتوفر جميعها لدى العائلة الواحدة ‪.‬‬

‫‪228‬‬


‫مهنٌ قديمةٌ‬ ‫وتتضمن العناوين التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬الدّاية‬

‫‪ -‬الح ّواط‬

‫‪ -‬رعيان ومواشي‬

‫‪ -‬حياكة الحصر واالطباق‬

‫‪ -‬النّواطير‬

‫‪ -‬ال ُمجلّخ‬

‫‪ -‬ال ُمبيّض‬

‫‪ -‬العطّار‬

‫‪ -‬البيطار‬

‫‪ -‬اإلسكافي‬

‫ بائع ّ‬‫الفخار ‪ -‬مصنع األحذية‬

‫مسحر رمضان‬ ‫‬‫ّ‬

‫‪ -‬النّ َور‬

‫‪ - 118‬الدّاية‬ ‫‪229‬‬

‫‪ -‬نثريات‬


‫الدّايةُ ‪ ،‬القابلة ‪ ،‬الوالّدةُ ‪ :‬ثالثةُ أسما ٍء لمهنة واحدة ‪ ،‬وهي بمثابة طبيب ٍة‬ ‫نسائيّة بخبر ٍة قرويّة ‪.‬‬ ‫من ال‪++‬دّايات ‪ :‬حرم‪++‬ة علي إب‪++‬راهيم (قديمة) ‪ -‬أم حس‪++‬ن الج‪++‬اروش ‪ -‬عائشة‬ ‫محمد عبّاس زوجة خليل غنّوم عبدوني – وشقيقتها ‪ :‬أم نجيب بركات ‪.‬‬ ‫ت ك‪++‬ان ال يوجد فيه‬ ‫ت قُ َ‬ ‫من ب‪++‬دور الطّبيب ‪ِ +‬ة النّس‪++‬ائيّة ‪ ،‬في وق ٍ‬ ‫ه‪++‬ؤالء ال ‪+‬دّايا ِ‬ ‫اكتسبن هذه المهنة بالخبرة ع ّمن س‪++‬بقهن‬ ‫أطباء وبأدوات بسيط ٍة وبدائيّة ‪ .‬فلقد‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّين واجبهنّ‬ ‫الس ‪+‬ابقة ‪ ،‬فلق‪++‬د أد َ‬ ‫وللش ‪+‬هادة أم‪++‬ا َم هللا ‪ ،‬وم ّمن س‪++‬معنا من األجي‪++‬ال ّ‬ ‫ت بما تتطلّبه هذه المهنة من سريّة وأمانة ‪.‬‬ ‫بكل‬ ‫صدق وأمانة و ُكنَّ ملتزما ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫طلب في‪++‬ه ‪ ،‬لياًل أو‬ ‫ت تُ ُ‬ ‫عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنَّ الدّاي‪++‬ةَ منهنَّ ‪ ،‬ك‪++‬انت ت‪++‬أتي في أي وق ٍ‬ ‫نها ًرا ‪ ،‬شعو ًرا منها بالمسؤوليّة ‪ ،‬حتّى ل‪++‬و ك‪++‬انت تق‪++‬و ُم بعم‪ٍ +‬ل في بيته‪++‬ا ‪ ،‬تتر ُك‪++‬ه‬ ‫وتتوجهُ فو ًرا الى بيت من طلبها ‪ .‬ولقد ُولِ َد بين أيديهنَّ مئ‪++‬اتُ الموالي‪++‬د ‪ ،‬فك‪++‬ان‬ ‫ّ‬ ‫رح َم ُهنَّ هللاُ وأس‪++‬كنهنَّ‬ ‫ب ال‪++‬والدة وآالمها ‪ِ .‬‬ ‫لهنَّ الفض‪ُ ++‬ل العظيم في تف‪++‬ريج ك‪++‬ر ِ‬ ‫فسيح جنانه ‪ ،‬وأثابهنَّ غفرانًا ورحمةً ونو ًرا يسعى بين أيديهنَّ بما قدَّمن ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ - 119‬الح ّواط‬ ‫كان يعم ُل بإشراف المختار ‪ ،‬يكلّفه بتبليغ النّاس أي أم ٍر ‪ ،‬أو دعوتهم‬ ‫سن للتّباحث في‬ ‫الى بيته ألم ٍر ما أو‬ ‫ض كبار ال ّ‬ ‫الجتماع طارئ لألعضاء ‪ ،‬وبع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مش‪++‬كل ٍة تس‪++‬تدعي التّش‪++‬اور والتّ‪++‬دارس ألخ‪++‬ذ الق‪++‬را ِر المناس‪++‬ب تمهي‪ً ++‬دا للتّنفي‪++‬ذ‬ ‫سطح أحد البيوت ‪ ،‬وينادي بأعلى صوته ‪ ،‬وذلك عند وف‪++‬ا ِة‬ ‫الصحيح كان يصع ُد‬ ‫َ‬ ‫ص أو فقدان غرض ما ‪ ...‬فهو يقوم بدور ُمكبّر الصوت (الميكروف‪++‬ون)‬ ‫أي شخ ٍ‬ ‫ت المناداةُ تت ُّم من على األسطح ‪.‬‬ ‫‪ ،‬الذي لم يكن معروفًا حينها ‪ ،‬لذا كان ِ‬

‫‪230‬‬


‫ن‪++‬ذكر من الح‪+‬واطين ‪ :‬علي محم‪++‬د س‪++‬ميدي ‪ ،‬أحمد أب‪+‬وعرابي (وال‪+‬د رش‪+‬يد) ‪،‬‬ ‫قاسم غنّوم عبدوني ‪ ،‬رشيد أبوعرابي ‪ ،‬محمد صالح الهندي ‪ ،‬محمد قاس‪++‬م عب‪++‬د‬ ‫الغني عبدوني ‪ ،‬جد سعيد أحمد شاهين ‪.‬‬ ‫وك‪++‬انت المن‪++‬اداةُ تت ُّم تب ًعا للنّص الت‪++‬الي ‪ ":‬ي‪++‬ا س‪++‬امعين الص‪++‬وت ص ‪+‬لّوا على‬ ‫النّبي"‪...‬ث ّم يذكر ال ُمراد‪...‬‬

‫‪ - 120‬رعيان ومواشي‬ ‫قديما ً كان في القرية ع ّدةُ قطعا ٍن من المواشي تعود ألصحابها ‪:‬‬ ‫بيت حمود مصطفى اسماعيل س‪++‬ميدي ‪ ،‬بيت حس‪++‬ين أبوعس‪++‬لي الج‪++‬اروش ‪ ،‬بيت‬ ‫علي س‪+‬ليمان الج‪+‬اروش ‪ ،‬بيت عب‪++‬د ال‪++‬رحمن أب‪+‬وعرابي ‪ ،‬بيت خليل س‪+‬عدي وآل‬ ‫بركات ‪...‬‬ ‫س من الماشية ‪،‬‬ ‫مع العلم ‪ ،‬أنَّ ك َّل بي ٍ‬ ‫ت في القرية ‪ ،‬كان عنده ع ّدةَ رؤو ٍ‬ ‫عدا القطعان المذكورة سابقًا ‪ .‬وكان ع‪++‬د ٌد كب‪++‬ي ٌر من األبق‪++‬ار تُس‪++‬تخد ُ‪+‬م للفالح‪++‬ة ‪،‬‬ ‫العجال " عن‪++‬دما تُجم‪++‬ع قب‪++‬ل أن‬ ‫ولالنتفاع بلحومها وحليبها وكانوا يس‪++‬مونها " َّ‬ ‫ثالثين عا ًم‪+‬ا ك‪++‬ان يوج‪ُ +‬د في القري‪+‬ة ح‪+‬والى‬ ‫تُساق الى المرعى ومنذ أك‪+‬ثر من‬ ‫َ‬ ‫ثالثماية رأس ماع ٍز وغنم ‪ ،‬يشرف على رعايتها عبد ال ّرحمن ابراهيم شاهين ‪،‬‬ ‫أيض‪+‬ا حص‪++‬انان وحم‪++‬اران وحاليً‪++‬ا ‪ ،‬لم يع‪++‬د في القري‪++‬ة رع‪++‬اة وال‬ ‫وك‪++‬ان يوج‪++‬د‬ ‫ً‬ ‫مواشي‬ ‫أ ّما ال ّرعاةُ على مرو ِر ال ّزمن فهم ‪ :‬علي سليمان الجاروش – س‪++‬ليمان‬ ‫علي الج‪++‬اروش ‪ -‬أحم‪++‬د علي الج‪++‬اروش – أحم‪++‬د خلي‪++‬ل س‪++‬ميدي – س‪++‬عيد قاس‪++‬م‬ ‫أبوعرابي – علي سويد (المنارة) أحمد محمد مصطفى الع ّرة – حمدان (س‪++‬وري) –‬ ‫راع من كفير ي‪++‬ابوس (س‪++‬وري) – أب‪++‬و س‪++‬لمان (تن‪++‬ورة) – يوس‪++‬ف محم‪++‬د ص‪++‬الح –‬ ‫ملحم عبدوني ‪ ،‬اضافةً لل ُرعا ِة من أصحاب القطعان ‪.‬‬ ‫‪231‬‬


‫أ ّم‪++‬ا رع‪++‬اةُ الج‪++‬دايا فهم ‪ :‬محم‪++‬ود خليل س‪++‬ميدي – كامل محمد قاس‪++‬م عب‪++‬دوني –‬ ‫خليل مصطفى أبو عرابي ‪ -‬كمال شاهين – علي ابراهيم وهبة – أحمد علي عب‪++‬د‬ ‫الرحمن شاهين – محمد سعيد شاهين – سعيد محمد قاسم الخطيب عبدوني ‪.‬‬

‫‪ - 121‬حياكة الحصر واالطباق‬ ‫القرن العشرين ‪ ،‬يجلبون‬ ‫اس من ُذ زم ٍن بعي ٍد ‪ ،‬وحتّى الستّينات من‬ ‫كان النّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫القش والب‪++‬وطَ من غاب‪++‬ة ع ّميق تحض‪++‬ي ًرا لحياك ‪ِ +‬ة الحص‪++‬ر ‪ ،‬وك‪++‬انت العملي‪++‬ة تتم‬ ‫َّ‬ ‫باستخدام خشبة بطول ثالثة أمت‪+‬ار تُس‪ّ +‬مى (النّ‪+‬ول) ‪ ،‬وتب‪+‬دأ عملي‪+‬ةُ الحياك‪+‬ة تب ًع‪++‬ا‬ ‫للمعلومات التي ورثوها ع َّمن سبقهم ‪ ،‬وهن‪++‬اك مقاس‪++‬اتٌ ُمعيّن‪+‬ةٌ لط‪++‬ول الحص‪++‬يرة‬ ‫أحج‪+‬ام ص‪++‬غيرة تُس‪ّ +‬مى (المف‪+‬رش) ‪ ،‬عل ًم‪++‬ا ب‪++‬أنّ ه‪++‬ذه‬ ‫وعرضها ‪ ،‬كما يمكن حياكة‬ ‫ٍ‬ ‫العملية ‪ ،‬كان يقو ُم بها النّسا ُء وبعض الرجال ‪.‬‬ ‫ق الدّواوينُ ‪ ،‬والحكايات ‪ ،‬والنوادر ‪ .‬كان البيت‬ ‫خالل عملية الحياكة ‪ ،‬تنطل ُ‬ ‫ت على‬ ‫يستعمل حصيرةً أو اثنتين ‪ ،‬وما فاض عن الحاج‪++‬ة يُح ِّمل ‪+‬هُ ص‪ُ +‬‬ ‫‪+‬احب ال‪++‬بي ِ‬ ‫ى أخرى ‪ ،‬منها قرى منطقة الشّوف ‪.‬‬ ‫ظهر حماره ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويذهب ليبي َعها في قر ً‬ ‫ّخص الّذي يقوم بهذا العمل يُس ّمى" مكاري" وللتّذكير فلقد كان‬ ‫وكان الش ُ‬ ‫ينسج الحص َر ليقتاتَ بثمنها ‪ ،‬وهذا األمر يردده عام‪++‬ة الن‪++‬اس‬ ‫السلطان يعقوب‬ ‫ُ‬ ‫دائ ًم‪++‬ا ‪ ،‬وال‪++‬ذي ج‪++‬اء مطابقً‪++‬ا لم‪++‬ا ذك‪++‬ره ابن بطّوط‪++‬ة في رحلت‪++‬ه ‪ .‬وك‪++‬ذلك ذك‪++‬ره‬ ‫المعلوف حيث يقول ‪ ..." :‬وأشه ُر الحصر في الخيارة ‪ ،‬والسلطان يعقوب " ‪.‬‬ ‫كما كانت تت ُّم حياكةُ‬ ‫ت‬ ‫أطباق مستديرة الشكل ‪ ،‬تُستعم ُل لوضع مستلزما ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ق العائل‪++‬ة حوله‪++‬ا لتتن‪++‬او َل طعامه‪++‬ا ‪ .‬وه‪++‬ذه األطب‪++‬اق‬ ‫ت الطّعام عليه‪++‬ا فتتحلّ‪ُ +‬‬ ‫وجبا ِ‬ ‫القش مل ّونة ‪.‬‬ ‫كانت تُحاك باستخدام عيدان رفيعة من‬ ‫ِّ‬

‫‪232‬‬


‫‪ - 122‬النواطير‬ ‫األماكن‬ ‫ب والتّين منتشرة في العديد من‬ ‫حتّى الستّينا ِ‪+‬‬ ‫ت ‪ ،‬كانت كرو ُم العن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫‪+‬اس يزرع‪++‬ون‬ ‫المحيط‪++‬ة بالقري‪++‬ة وك‪++‬ان النّ‪ُ +‬‬ ‫َ‬ ‫ب ‪ ،‬في مس‪++‬احا ٍ‬ ‫بعض أن‪++‬واع الحب‪++‬و ِ‬ ‫الش‪++‬عير‪ -‬الع‪++‬دس –‬ ‫ص‪++‬غير ٍة في الجب‪++‬ا ِل والودي‪++‬ان ومن ه‪++‬ذه الحب‪++‬وب ‪ :‬القمح ‪ّ -‬‬ ‫الح ّمص‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬ ‫‪+‬ف أص‪++‬حابُها ن‪++‬اطو ًرا‬ ‫ومن أج ِل الحفاظ على ه‪++‬ذه األمال ِك والمنتوج‪++‬ات ‪ ،‬كلّ‪َ +‬‬ ‫يق‪+++‬وم على حراس‪+++‬ة ه‪+++‬ذه األرزاق ‪ ،‬لمن‪+++‬ع أذى ال ّرع‪+++‬اة وقطع‪+++‬انهم ‪ .‬أذك‪ُ +++‬ر من‬ ‫النّواطير‪ :‬والدي محمد خليل عبدوني – ف‪+‬ؤاد أحم‪+‬د س‪+‬ميدي – س‪+‬عيد قاس‪+‬م عب‪+‬د‬ ‫الغ‪++‬ني عب‪++‬دوني – أحمد قاس‪++‬م عب‪++‬دوني – علي غنّ‪++‬وم عب‪++‬دوني – حس‪++‬ين علي‬ ‫الجاروش ‪ -‬محمد أحمد الهندي – قاسم أبوغوش سعدي – علي محمد س‪++‬ميدي –‬ ‫أبو قاسم محمد الجاروش‪.‬‬

‫‪ - 123‬المجلخ‬ ‫ت ‪ ،‬ويعم ‪ُ +‬ل على تجليخ (ص‪++‬قل)‬ ‫سنة ع ّدةَ ّ‬ ‫كان يأتي الى القري ِة خالل ال ّ‬ ‫مرا ٍ‬ ‫والمقص‪+‬ات وغيره‪+‬ا ‪ ،‬وذل‪+‬ك لتُ‬ ‫ص‪+‬بح ح‪+‬ادّة وقاطعة ‪،‬‬ ‫كالس‪+‬كاكين‬ ‫األدوات الح‪+‬ادّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫‪+‬كل دوالب الد ّراج‪++‬ة ‪ ،‬وفي أعاله‪++‬ا‬ ‫وكان يستعم ُل آلةً خاصة ل‪++‬ذلك وهي على ش‪ِ +‬‬ ‫ي يُس ّمى حجر الجلخ ‪ ،‬هذا ال ُمجلِّ ُخ غالبًا ما يكون سوريًّا ‪.‬‬ ‫حج ٌر دائر ٌ‬ ‫‪+‬خص اس‪++‬مه ص‪++‬الح فيّ‪++‬اض‬ ‫خالل الستّينا ِ‪+‬‬ ‫ت وما بعدها ‪ ،‬استق َّر في قريتنا ش‪ٌ +‬‬ ‫الخطيب والمعروف لدى جميع النّاس باسم " صالح المجلّخ " وبقي يقوم بعمله‬ ‫حتى وفاته ‪ ،‬وت ّم دفنه في مقبرة القرية (وهذا الش‪++‬خص أص‪++‬له ع‪++‬راقي ويق‪++‬ال‬ ‫إنه فلسطيني)‪.‬‬

‫‪233‬‬


‫‪ - 124‬ال ُمبيّض‬ ‫ض‬ ‫قدي ًما ‪ ،‬كان ع ّدةُ أشخا ٍ‬ ‫ص يحض ُرون الى القرية ‪ ،‬يعملون على تبيي ِ‬ ‫األدوات النحاسيّة ( تنظيفه‪++‬ا وتلميعها ) ‪ ،‬ويمكث‪++‬ون في القري‪++‬ة ع‪ّ +‬دةَ أيّ‪++‬ام ‪ .‬وك‪++‬ان‬ ‫أح ‪ُ +‬د أف‪++‬راد ه‪++‬ذه المجموع‪++‬ة يتج‪++‬ول في الطرق‪++‬ات مناديً‪++‬ا ‪ ":‬م‪++‬بيض ‪ ،‬م‪++‬بيض "‬ ‫وكانوا يستق ّرون في أح ِد ال‪++‬بيوت القديمة وغ‪++‬ير المس‪++‬كونة ليمارس‪++‬وا مهنتهم ‪.‬‬ ‫المرش‪+++‬حةُ للتب‪+++‬ييض فهي ‪ :‬الطّن‪+++‬اجر – الدّس‪+++‬وت (مفردها ‪ :‬دست) –‬ ‫ّ‬ ‫أ ّما األدواتُ‬ ‫صحون – والمقاليات ‪ ...‬وما شابهَ ذلك من األدوات النحاسية ‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫ت‬ ‫هذه المهنةُ انقرضتْ تقريبًا ‪ ،‬وذلك بسبب اعتم‪++‬ا ِد األه‪++‬الي على األدوا ِ‬ ‫الحديثة غير النحاسية ‪ .‬غالبية هؤالء " المبيضون " ك‪++‬انوا من بل‪++‬دة " جويّ‪++‬ا "‬ ‫الجنوبية ‪.‬‬

‫‪ - 125‬العطّار‬ ‫ت ‪ ،‬كان يأتي الى القرية رجل سوري أو فلسطيني‬ ‫حتّى أوائل السبعينا ِ‪+‬‬ ‫يُدعى " أبو أحم‪++‬د العط‪+‬ار " وك‪+‬ان يحم‪+‬ل مع‪+‬ه أش‪+‬يا َء ص‪++‬غير ٍة تُناس‪+‬ب النّس‪+‬ا َء‬ ‫قص ‪+‬ة عن‪++‬ترة‬ ‫والفتياتَ واألوال َد وكذلك بعض القصص ‪ :‬قصة أبو زي‪++‬د الهاللي – ّ‬ ‫صة نمر العدوان ‪...‬وغيرها ‪.‬‬ ‫بن شدّاد ‪ ،‬وق ّ‬ ‫اج ‪ ،‬فنتف ّرج نحن األوال ُد‬ ‫الح ّج ُ‬ ‫كما كان يحمل معه ناظو ًرا كالّذي يأتي به ُ‬ ‫على ما فيه من صو ٍر ثم يُر ِّد ُد لنا عبارتَه المشهورة ‪:‬‬ ‫ليك‪...‬ليك‪...‬شوف‪...‬شوف هذا طرزان ‪...‬أو غيره ‪.‬‬ ‫وفي بعض األحي‪++‬ا ِن ‪ ،‬ك‪++‬ان رج ‪ٌ +‬ل آخ‪++‬ر من آل س‪++‬ياج من ال ّرفي‪++‬د ‪ ،‬ي‪++‬أتي الى‬ ‫القرية ومعه من المتاع مثلما كان يبيعه أبو أحمد العطّار ‪.‬‬ ‫‪234‬‬


‫‪ - 126‬البيطار‬ ‫كان في القرية عد ٌد كبي ٌر من الدّواب ‪ ،‬لذا قصدها بعض " البيطرجيّة "‪،‬‬ ‫مس‪+‬رحا له‪+‬ذا العم‪+‬ل ‪ ،‬اذ‬ ‫الس‪+‬احةُ العا ّمة‬ ‫وذلك لتقصير حوافر " الدّواب " فك‪+‬انت ّ‬ ‫ً‬ ‫الس‪ِ +‬ن‬ ‫والش‪+‬باب وأص‪++‬حاب ال‪+‬دّواب ‪ ،‬حيث ت‪++‬دو ُر النك‪++‬اتُ‬ ‫ّ‬ ‫كان يجتمع فيه‪++‬ا كب‪++‬ا ُر ّ‬ ‫والحكاياتُ والوشوش‪++‬ات وقد ج‪+‬رت ع‪ّ +‬دةُ ح‪+‬وادث مض‪++‬حك ٍة بين البيط‪++‬ار وبعض‬ ‫شباب القرية ومن البيطرجية ‪ :‬أحمد قدّورة من جب جنّين – قبالن اس‪++‬طفان من‬ ‫جب جنّين – عيسى من عيثا الفخار ‪.‬‬

‫‪ - 127‬االسكافي‬ ‫سكافة " ‪ ،‬وعلى فترات‬ ‫ص من قريتنا مهنة " ال ّ‬ ‫قديما ً مارس ع ّدةُ أشخا ٍ‬ ‫متباينة منهم ‪ :‬حسن أحمد عبد الفتّاح الجاروش (عم أب‪+‬و محم‪++‬د س‪++‬عد) – ص‪++‬الح‬ ‫محمد الهندي ‪ -‬محمد سعيد عبدوني ‪ -‬محمد ص‪++‬الح الهن‪++‬دي وعلي عب‪++‬اس (وال‪++‬د‬ ‫أبو علي عباس) ‪.‬‬ ‫أيام ‪ ،‬فمن‬ ‫بعد ذلك ‪ ،‬كان يحض ُر الى القرية اسكاف ٌي ‪ ،‬ويلبث فيها ع ّدةَ ٍ‬ ‫الطبيعي أن ينا َم عند أح ِد األشخاص ‪ .‬أ ّما اسمه فهو ‪ ":‬أبو سيف ال ‪+‬دّين "‪ ،‬عل ًم‪++‬ا‬ ‫ت وما قبلها كان يحض ُر الى القرية اسكاف ٌي من زحلة يُ‪++‬دعى‬ ‫بأنّه خالل الستّينا ِ‬ ‫‪+‬اذج‬ ‫فيليب الم‪++‬ر ‪ ،‬فك‪++‬ان األه‪++‬الي يطلب‪++‬ون من‪++‬ه ص‪++‬ناعةَ بعض األحذي‪ِ ++‬ة من نم‪َ +‬‬ ‫ص ٍة تُستعم ُل في األعما ِل واألشغال الشّاقّة ‪ ،‬وغ‪++‬ير العادي‪++‬ة ‪ :‬كالفالح‪++‬ة – وبن‪++‬اء‬ ‫خا ّ‬ ‫الجدران – ورعاية الماشية وما شابه ذلك ‪.‬‬

‫‪ - 128‬مصنع االحذية‬

‫‪235‬‬


‫سبعين سن ٍة ‪ ،‬كان يوجد‬ ‫هل تعلم أيها القارئ الكريم ‪ ،‬أنّه من ُذ أكثر من‬ ‫َ‬ ‫في قريتنا مصن ٌع لصناعة األحذية بكامل معدّاته وتجهيزاته ‪ ،‬الّتي كانت األحدث‬ ‫خاص‪ٍ +‬ة ‪ ،‬وبقياس‪++‬ات متع‪+‬دّدة ‪ ،‬و"‬ ‫‪+‬والب‬ ‫ّ‬ ‫يوم‪++‬ذاك ‪ .‬اذ ك‪++‬انت األحذي‪+‬ةُ تُش‪ُّ +‬د على ق‪َ +‬‬ ‫ص ٍة تُس ّمى ‪" :‬مكنة الدّرز " أو " مكنة ال ّزند "‪.‬‬ ‫تُدرز" على آل ٍة خا ّ‬ ‫اس من جميع القرى المجاورة ‪ ،‬ألنه كان يمارس مهنة‬ ‫كان يقصدُه النّ ُ‬ ‫" الس‪++‬كافة "‪ ،‬إض‪++‬افة لص‪++‬ناعة األحذية ‪ .‬وم ّم‪++‬ا يزي‪++‬دك دهش‪+‬ةً أنّه المص‪++‬ن ُع األو ُل‬ ‫واألوح ُد في قريتنا والقرى المجاورة على مدى فتر ٍة طويلة من ال ّزمن ‪.‬‬ ‫ص‪+‬احب ه‪+‬ذه الفك‪+‬رةُ الفري‪+‬دة ‪،‬‬ ‫لتع‪+‬رف من ه‪+‬و‬ ‫وانّني أراك تس‪+‬تعج ُل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والس‪+‬ابقةُ الوحي‪+‬دة ‪ ،‬لقري‪ٍ +‬ة بحجم قريتن‪+‬ا ‪ ،‬عل ًم‪+‬ا بأنّ‪+‬ه ق‪+‬د تعلّ َم ه‪+‬ذه المهن‪+‬ة من‬ ‫ّ‬ ‫ص من بلدة حاصبيا ‪.‬‬ ‫شخ ٍ‬ ‫واحترام ‪ ،‬المرحوم الحاج محمد سعيد عبدوني (أبو سعيد‪) +‬‬ ‫انّه بك ّل تقدي ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫رحمه هللا وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫‪ - 129‬بائع ّ‬ ‫الفخار‬ ‫ّ‬ ‫الفخ‪ +‬ار (وهو من‬ ‫ت وما قبل ‪ ،‬كان يحض ُر الى القري‪++‬ة ب‪++‬ائ ُع‬ ‫في الستّينا ِ‪+‬‬ ‫الس‪+‬اح ِة‬ ‫‪+‬ان أو أك‪++‬ثر ‪ .‬يص‪++‬ل الى‬ ‫ّ‬ ‫راش‪+‬يّا الفخ‪++‬ار) ُم َح ِّماًل انتاج‪++‬ه على ظه‪ِ +‬ر حص‪ٍ +‬‬ ‫ّ‬ ‫الفخاري‪++‬ة‬ ‫أهم األواني المنزليّ‪ِ +‬ة‬ ‫العا ّمة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويعرض بضاعتَه في ناحي ٍة منها ‪ .‬ومن ِ‬ ‫الّتي يعرضها للبيع هي (بصيغة المفرد) ‪:‬‬ ‫ضاض‪++‬ة – الج‪ّ +‬رة –‬ ‫صحن –‬ ‫ْ‬ ‫المس‪+‬منة – االبري‪++‬ق – القِ‪++‬در – المق‪++‬ل – الخ ّ‬ ‫الدّسترة – ال ّ‬ ‫اللجينة ‪.‬‬ ‫سكروجة (قدر صغير) – الدورق ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫الخابية – التّليّة – الملعقة – المنشل – ال ّ‬ ‫إن س‪+++‬ألت أيها الق‪+++‬ارئ من الجي‪+++‬ل الجديد ‪ :‬ألي ش‪+++‬ي ٍء ك‪+++‬انت تُس‪+++‬تعم ُل ه‪+++‬ذه‬ ‫األواني ؟‬

‫اليك الجواب ‪:‬‬ ‫‪236‬‬


‫للماء ‪ :‬األبريق – الج ّرة – الخابية – التلية – المنشل – الدّورق ‪.‬‬ ‫سكروجة – الملعقة ‪.‬‬ ‫صحن – القدر – المقل ‪ -‬ال ّ‬ ‫للطعام ‪ :‬الدّسترة – المقالة – ال ّ‬ ‫سمنة ‪ :‬تستعمل لحفظ " القاورما " و" المعقود"‪...‬‬ ‫الم ْ‬ ‫ضاضة ‪ :‬تستعمل ألستخراج ال ّزبدة من الّلبن ال ّرائب الممزوج بالماء ‪.‬‬ ‫الخ ّ‬ ‫الخابية ‪ :‬تستعمل للدّبس – للزبيب ‪ -‬للزيتون – والطحين ‪...‬‬ ‫الدّستر ‪ :‬وعا ٌء واس‪ٌ +‬ع يُس‪++‬تعم ُل لخل‪++‬ط البرغ‪+‬ل م‪++‬ع الحليب " المح ّمض " تحض‪++‬ي ًرا‬ ‫النتاج الكشك ‪.‬‬ ‫اللّجينة ‪ :‬وعاء أصغر من الخابية وأكبر من الجرة تس‪++‬تعمل ‪ :‬لل ‪+‬دّبس – للحليب ‪-‬‬ ‫للزيتون‪...‬‬ ‫صنف من األواني المذكور ِة أعاله يوجد منه عدّة أحجام ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬ك ُل‬ ‫ٍ‬

‫مسحر رمضان‬ ‫‪- 130‬‬ ‫ّ‬ ‫تنتفض من فراشك بسرع ٍة واندفاع ‪ ،‬اذ أنّك تستقب ُل فترةَ سحو ٍر جديد ٍة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خ‪+‬اص في لي‪+‬الي رمض‪+‬ان‬ ‫س‪+‬حر ‪ ،‬الّ‪+‬ذي ل‪+‬ه ايق‪+‬ا ٌع‬ ‫ٌ‬ ‫بعد أن تسم َع قر َع طب‪ِ +‬ل ال ُم ِّ‬ ‫المسح َر يُر ِّد ُد عباراتِه المشهورة ‪ ":‬يا نايم‬ ‫المبارك ِة ‪ ،‬وبين الحي ِن واألخر تسمع‬ ‫ّ‬ ‫وح ِد الدّايم" و" يا ن‪++‬ايم قم لس‪++‬حورك ج‪++‬ايي النّ‪++‬بي ي‪++‬زورك " ‪ .‬فتُض‪++‬ا ُء ال‪++‬بيوتُ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪+‬وب أزق ‪+‬ةَ‬ ‫‪+‬ح ُر يج‪ُ +‬‬ ‫وتش‪++‬ع القنادي‪++‬ل كنج‪++‬وم الس‪++‬ماء في الّلي‪++‬الي الحالك‪++‬ة ‪ .‬والمس‪ّ +‬‬ ‫س ق‪+‬د نهض‪+‬وا لتن‪++‬اول‬ ‫القري ِة ذهابًا وإيابًا ع ّدةَ م‪ّ +‬را ٍ‬ ‫ت ‪ ،‬لِيطمئنَّ ب‪++‬انَّ جمي‪َ +‬ع النّ‪++‬ا ِ‬ ‫‪+‬حوره من أح‪++‬د ال‪++‬بيوت ‪ .‬وفي نهاي‪++‬ة‬ ‫سحورهم ‪ ،‬وبك ِّل بهج ٍة وترحيب يتن‪++‬اول س‪َ +‬‬ ‫صائمون " بحلوينة " رمضان وغالبًا ما تكون نقو ًدا ‪ .‬أ ّم‪++‬ا‬ ‫شهر رمضان يُكر ُمهُ ال ّ‬ ‫المسحرون فهم‬ ‫ّ‬ ‫سيد بركات – رشيد أبوعرابي – وفهد شاهين‬ ‫في السلطان الفوقا ‪ :‬محمد ال ّ‬ ‫‪237‬‬


‫في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب التحتا ‪ :‬اب‪++‬راهيم س‪++‬ليمان الخطيب (ش‪++‬قيق أب‪++‬و ع‪++‬دي)‬ ‫سيد بركات ‪ ،‬و أبو طالل بركات ‪ ،‬وأحمد حسن الجاروش ‪.‬‬ ‫ومحمد ال ّ‬

‫‪ - 131‬النَّ َور‬ ‫عام ‪ ،‬وينصبون خيا َمهم في طرفها ‪ ،‬ويمكثون‬ ‫كانوا يزورون القريةَ ك َّل‬ ‫ٍ‬ ‫وشباب القري ِة وصباياها وأوالدها ‪،‬‬ ‫عدة أيّ ٍام فيسهرون ويمرحون ‪ ،‬ويرقصون ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يتف ّرجون ‪.‬‬ ‫أسنان عربي ‪ ،‬فيُقب ُل عليه‬ ‫طبيب‬ ‫كان من بينهم رج ٌل أو أكثر‪ ،‬يَدَّعي أنّه‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪+‬ف على أس‪++‬نانهم ‪ ،‬ومن ث َّم يض‪++‬ع لهم تلبيس ‪+‬ةً ص‪++‬فرا َء من‬ ‫س ليكش‪َ +‬‬ ‫ُ‬ ‫بعض النّ‪++‬ا ِ‬ ‫ذهب " تقليد" يُس ّمونها " سن ضحوك "‪ .‬وهذه المجموعةُ من النّور ‪ ،‬كانت ق‪++‬دي ًما‬ ‫ساح ِة العا ّمة بين دك‪++‬ان خلي‪++‬ل أب‪++‬و خليل س‪++‬ميدي وبيت أحمد‬ ‫تنصب حباًل في ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫عب‪++‬د الفتّ‪++‬اح ش‪++‬اهين ‪ ،‬فتس‪++‬ي ُر علي‪++‬ه ال ُّنوري‪+‬ةُ ف ّ‬ ‫ط‪++‬وم ذهابًا وإيابً‪++‬ا فال تق‪++‬ع ‪ ،‬وذل‪++‬ك‬ ‫‪+‬اس ينظ‪++‬رون اليها بدهش‪ٍ +‬ة وإعج‪++‬اب‬ ‫بتركيزها على حف ِظ ت‪++‬وازن جس‪++‬مها ‪ ،‬والنّ‪ُ +‬‬ ‫ويمر المشه ُد بسال م ‪.‬‬ ‫س أنفاس ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وحب ِ‬ ‫وخاص‪+‬ةً عن‪++‬د حص‪++‬ول األع‪++‬راس ‪ ،‬أو ق‪++‬دوم‬ ‫الس‪+‬نة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أ ّما في بقيّ‪ِ +‬ة أيّ‪++‬ام ّ‬ ‫المغتربين فكان يقصد القريةَ عد ٌد من النّو ِر يرقصون ‪ ،‬ويغنون ‪ ،‬و" يعتّب‪++‬ون "‪،‬‬ ‫حتّى تكون الهديةُ من "األمركاني ‪ ،‬حرزانة "‪.‬‬ ‫أ ّما أهم آالتهم الموسيقية ‪ ،‬الّتي كانوا يستعملونها في زياراتهم وفي االعراس‬ ‫فهي ال ّرب‪++‬اب ‪ -‬الطّب‪++‬ل – ال‪++‬بزق وال‪++‬دفوف ‪ ،‬المنج‪++‬ارة (الش‪++‬بابة) والمج‪++‬وز ‪ .‬وأهم‬ ‫المش‪++‬هورين به‪++‬ذا النّ‪++‬وع ‪ :‬ال ‪ّ +‬ريس قاسم وال ‪ّ +‬ريس مص‪++‬طفى ‪ ،‬ث ّم ال ‪ّ +‬ريس علي ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫وغالب وغيرهم ‪ .‬ومن ال ّراقصات ‪ :‬النّورية حبوس ‪ ،‬وال ننسى أنّ‬ ‫َ‬ ‫بعض النّ َوريا ِ‬

‫‪238‬‬


‫‪+‬ن عملي ‪+‬ةَ التبص‪++‬ي ِر ( ق راءة الك ف أو الفنج ان أو الص دف) فتس‪++‬ير‬ ‫ُكنَّ يُمارس‪َ +‬‬ ‫صارة "‪.‬‬ ‫ت عا ٍل " ب ّ‬ ‫احداهنَّ في الطرقات مناديةً بصو ٍ‬

‫‪ - 132‬نثريات‬ ‫ مريم الخيّاطة من كفريّا ‪ ،‬كانت تحض ُر الى القرية ‪ ،‬وتخيطُ ما يحتاجه‬‫‪+‬نزل‬ ‫االهالي ‪ .‬وعملها هذا كان يستم ُر لع َّد ِة ٍ‬ ‫أيام ‪ ،‬فمن الطّ‪++‬بيعي أن تن‪++‬ا َم في الم‪ِ +‬‬ ‫الّذي تعم ُل فيه ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ في البيوت كانت تت ُّم‬‫ُ‬ ‫بعض األعما ِل اليدوية الصغيرة ‪ ،‬كحياك ِة القُفّازا ِ‬ ‫الش‪+‬توية ‪ .‬ك‪++‬انت خي‪++‬وطُ‬ ‫‪+‬دوي‬ ‫(كف‪++‬وف) والك‪++‬نزات ّ‬ ‫وف تُنس‪ُ +‬‬ ‫ّ‬ ‫الص‪ِ +‬‬ ‫‪+‬ج على مغ‪ٍ +‬‬ ‫‪+‬زل ي‪ٍ +‬‬ ‫صغير‬ ‫خاص ‪+‬ة‬ ‫أيض ‪+‬ا ؛ التطّري‪++‬ز على األقمش‪++‬ة بواس‪++‬طة إب‪++‬ر ٍة‬ ‫ من األعم‪++‬ا ِل اليدوي‪++‬ة‬‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وخيــوط‬ ‫ٍ‬ ‫مل ّونة ‪ ،‬أو خ‪++‬رز مل‪++‬ون ‪ ،‬فتظه‪ُ +‬ر لوح‪++‬ات جميل‪++‬ة من المن‪++‬اظ ِر الطّبيعي‪++‬ة ك‪++‬الورو ِد‬ ‫ت قرآنيّ‪ٍ ++‬ة‬ ‫واألش‪++‬جار والطّي‪++‬ور ‪ ،‬وفي بعض‪++‬ها اآلخ‪++‬ر تك‪++‬ون تحف‪++‬ةً ب‪++‬ارزةً آلي‪++‬ا ٍ‬ ‫كريمة ‪.‬‬ ‫ ُمجبِّ ٌر للكس‪+‬ور ‪ ،‬ك‪+‬ان المرح‪+‬وم محم‪+‬د حس‪+‬ين خليل س‪+‬عدي ‪ ،‬والمرح‪+‬وم‬‫أبوعثم‪++‬ان الع‪ّ +‬رة يمارس‪++‬ان ه‪++‬ذه المهن‪++‬ة ‪ ،‬اس‪++‬تنا ًدا للخ‪++‬برة الّ‪++‬تي اكتس‪++‬باها َع َّمن‬ ‫تمارس السيّدة‪ +‬نزهة ابنة المرح‪++‬وم أبوعثم‪++‬ان الع‪ّ +‬رة‬ ‫سبقهما ‪ .‬وفي هذه األيام ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هذه المهنة ‪ ،‬بخبرتها الّتي اكتسبتها عن والدها ‪.‬‬

‫‪239‬‬


‫‪+‬ان‬ ‫نج ًدا لل ّ‬ ‫ المرحوم محمد ص ّوان ‪ ،‬كان ُم ِّ‬‫صوف ‪ ،‬م‪+‬ارس عملَ‪+‬هُ بك‪+‬ل اتق‪ٍ +‬‬ ‫وأمانة داخل البيوت رحمه هللا ‪ ،‬وأسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬ ‫الحاجةُ صدّيقة مصطفى يوسف الع ّرة كانت خيَّاطةً نسائيّةً ‪ ،‬أمينةً ‪ُ ،‬متقنةً‬ ‫‬‫ّ‬ ‫لعمله‪++‬ا ان ك‪++‬ان في بيته‪++‬ا أو في بيت من يس‪++‬تدعيها لتخي ‪+‬طَ ل‪++‬ه حاج ‪+‬ةً م‪++‬ا ‪.‬‬ ‫رحمها هللا وأسكنها فسيح جنانه ‪.‬‬ ‫ الحاج يوسف أبوعرابي كان معلّ َم بنا ٍء (معمرجي) إضافةً الى أنّه كان ُمجبّ ًرا‬‫ض بطريق‪++‬ة " ال ّكي "‪ .‬رحم‪++‬ه هللا وأس‪++‬كنه‬ ‫للكسو ِر الخفيفة و ُمعالِ ًجا لبعض االمرا ِ‬ ‫فسيح جنانه ‪.‬‬

‫الهجرة‬ ‫وتتضمن العناوين التالية ‪:‬‬ ‫‪ -‬بداية الهجرة‬

‫‪ -‬أول مهاجر لبناني‬

‫‪ -‬الرعيل األول من القرية‬

‫‪ -‬محطّة جديدة‬

‫ بعض مساوئ الهجرة‬‫‪240‬‬


‫‪ -‬سافر بالشّطارة‬

‫‪ -‬البنايات في بيروت‬

‫‪ -‬صامدون‬

‫‪ -‬المحاّل ت‬

‫‪ -‬معمل لالسفنج‬

‫‪ - 133‬بداية الهجرة‬ ‫ت الهجرةُ في أواخ ِر القرن التاسع عشر وبداي ِة القرن العشرين ‪،‬‬ ‫بدأ ِ‬ ‫ب العالمية األولى ‪ .‬حينه‪++‬ا ض‪++‬اقت‬ ‫وذلك في أواخر العهد العثماني ‪ ،‬وبداية الحر ِ‬ ‫الس ‪+‬لطات التّركي ‪ِ +‬ة‬ ‫س‪++‬بل العيش أم‪++‬ام األه‪++‬الي ‪ ،‬وك‪++‬ثرت‬ ‫ب ‪ ،‬واض‪++‬طهدت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الض ‪+‬رائ ِ‬ ‫ي (أي أي‪++‬ام س‪++‬فربرلك وأخ‪++‬ذ عس‪++‬كر) ‪ ،‬وم‪++‬ا الى‬ ‫األهالي وفرضت التّجني َد االجبار َّ‬ ‫وظلم وفساد ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ذلك من تع ّ‬ ‫س ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ك‪++‬انت طالئ‪ُ +‬ع ه‪++‬ذه الهج‪++‬رة باتج‪++‬اه كوب‪++‬ا –" دك‪++‬ار العبيد ‪ :‬عاص‪++‬مة الس‪++‬نغال "‪-‬‬ ‫الواليات المتحدة األميركية – البرازيل – األرجنتين والمكسيك وكوبا ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫كان حف ُل‬ ‫الوداع المو ّ‬ ‫سع للمس‪+‬افر ‪ ،‬يت ُّم في ال‪+‬بيت ‪ ،‬بحض‪+‬ور األق‪+‬ار ِ‬ ‫ِ‬ ‫والجيران والمحبّين ‪ ،‬فيتب ُع المس‪++‬افر األق‪++‬رب رح ًما الي‪++‬ه ‪ ،‬ويودّعونه في منطق‪++‬ة‬ ‫الظهر " بين الشقفينات الكبار والصغار " أي ق‪++‬رب بيت المرح‪++‬وم أحمد يوس‪++‬ف‬ ‫علي عبدوني ومنهم من يت ُّم توديعه في موق‪++‬ع " راس ال‪++‬وادي " ‪ ،‬وآخ‪++‬رون يت ّم‬ ‫وداعهم في موق‪+++‬ع " المقيتلة " حيث يع‪+++‬و ُد المودّع‪+++‬ون الى بي‪+++‬وتهم ‪ ،‬ويُت‪+++‬اب ُع‬ ‫‪+‬خص أو اثن‪++‬ان ‪ ،‬حتّى يص ‪َ +‬ل الى‬ ‫المس‪++‬اف ُر س‪++‬ي َرهُ على ظهر الحم‪++‬ار ‪ ،‬يرافق‪++‬ه ش‪+‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪241‬‬


‫‪+‬ائل النّق‪++‬ل المت‪++‬وفرة‬ ‫زحل‪++‬ة أو ش‪++‬تورا ‪ ،‬ومن هن‪++‬اك يقص‪ُ +‬د ب‪++‬يروتَ بواس‪++‬طة وس‪ِ +‬‬ ‫يومه‪++‬ا ‪ :‬القط‪++‬ا ُر التّ‪++‬رك ُي الق‪++‬دي ُم أو " البوس‪++‬طة الزحالوي‪++‬ة "‪ .‬بع‪++‬د ذل‪++‬ك ص‪++‬ار"‬ ‫التّوديع " يت ُم في البيت ‪ ،‬وينز ُل المس‪++‬اف ُر م‪++‬ع بعض األق‪++‬ارب الى طري‪++‬ق راش‪+‬يّا‬ ‫المصنع (أي منطقة بيادر العدس) ‪ ،‬ويذهب بالبوسطة الّتي كان يملكها رج ٌل من‬ ‫ق الطري‪++‬ق الى القري‪++‬ة ص‪++‬ارت " البوس‪++‬طة " ت‪++‬أتي الى‬ ‫راش‪++‬يّا وعن‪++‬دما ت ّم ش‪ُّ ++‬‬ ‫ساحة ‪ ،‬ويتم الوداع بحضور معظم األهالي اذ كانت تأتي بعد ذلك " بوسطة "‬ ‫ال ّ‬ ‫من عيثا ّ‬ ‫الفخار ‪.‬‬ ‫مكتوب‬ ‫كان أه ُل المسافر يبقون في حز ٍن وقلة " هداة بال "‪ ،‬حتّى يص َل منه‬ ‫ُ‬ ‫الوص‪++‬ول فيطمئنّ‪++‬ون ويع‪++‬ودون الى حي‪++‬اتهم العاديّ‪++‬ة ‪ ،‬في‪++‬أتي الج‪++‬يران واألق‪++‬ارب‬ ‫سفن ‪ ،‬وكذلك ارسال ال ّرس‪++‬ائل ‪،‬‬ ‫سف َر كان يت ُّم بواسطة ال ّ‬ ‫للتهنئة وال ننسى أنَّ ال ّ‬ ‫فكانت المس‪++‬افةُ الزمني‪++‬ة بين " التّودي‪++‬ع ووص‪++‬ول مكت‪++‬وب الوص‪++‬ول " ال تقل عن‬ ‫ثالثة أشهر‪.‬‬

‫‪ -134‬أول مهاجر لبناني‬ ‫‪+‬اني ه‪++‬اجر الى البرازي‪++‬ل ‪ ،‬إالَّ أنَّ العدي ‪َ +‬د من‬ ‫ث ّم‪++‬ة خالف ح‪++‬ول أ ّول لبن‪ٍ +‬‬ ‫الم‪++‬واطن يوس‪++‬ف موسى من مواليد مزي‪++‬ارة في‬ ‫ت تُش‪++‬ي ُر الى أنَّ‬ ‫َ‬ ‫االستقص‪++‬اءا ِ‬ ‫لبنان الشّمالي ‪ ،‬الّذي وصل الى البرازيل الع‪++‬ام ‪ ، 1880‬ك‪++‬ان أ ّول لبن‪++‬اني خ‪++‬رج‬ ‫مص‪+++‬ر‬ ‫رأس‪+++‬ا الى البرازيل بخالف الّ‪+++‬ذين ذهب‪+++‬وا أ ّواًل الى‬ ‫من لبن‪+++‬ان ُمتّج ًه‪+++‬ا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وأوروبّا ‪ ،‬ث ّم اتجهوا نحو البرازيل ‪ .‬وفي الوقت نفسه وصلت الى البرازيل أ ّو ُل‬ ‫مجموع ٍة من المهاجرين من بل‪++‬دة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب في س‪++‬هل البق‪++‬اع ‪ ،‬أعقبتها‬ ‫صة الهجرة الّلبنانية الى البرازيل ‪.‬‬ ‫مجموعاتٌ أخرى وابتدأت ق ّ‬ ‫لقد كان المهاجرون الّلبنانيون ‪ ،‬سوا ٌء منهم المزارعون ‪ ،‬أوالمثقّف‪++‬ون ‪،‬‬ ‫خاص ‪+‬ة من خالل مرف‪++‬أي س‪++‬انتوس وري‪++‬ودي‬ ‫يص‪++‬لون الى البرازي‪++‬ل وبص‪++‬ور ٍة‬ ‫ّ‬ ‫‪242‬‬


‫ُ‬ ‫صف ُر اليدين ‪ ،‬فكان عليهم أن يب‪++‬دأوا من‬ ‫‪+‬ير أنَّ‬ ‫حيث وص‪++‬لوا‪...‬غ‪َ +‬‬ ‫جانيرو ‪ ،‬وهم ِ‬ ‫ش عن لقم‪++‬ة‬ ‫َ‬ ‫روح الشّجاع ِة الّتي كانوا يتحلّون بها ‪ ،‬كانت تدف ُع بهم الى التّفتي ِ‬ ‫ق برازيلي ٍة رئيسي ٍة ثالث ‪:‬‬ ‫ش في إطار الحريّة ‪ ،‬وذلك في مناط َ‬ ‫عي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫حيث المناج ُم‬ ‫المنطقة الشّمالية حيث انتاج المطّاط (الكاوتشوك) ‪ ،‬والوسطى‬ ‫‪+‬ام أفض‪َ +‬ل ‪،‬‬ ‫‪ ،‬والجن‪ُ +‬‬ ‫‪+‬وب حيث إنت‪++‬اج البن ‪ .‬وهن‪++‬اك ك‪++‬انوا يناض‪++‬لون في س‪++‬بيل أيّ‪ٍ +‬‬ ‫ب ‪ ،‬مع البرازيليين وااليطاليين ‪ ،‬واأللمان ‪ ،‬مكتش‪++‬في ه‪++‬ذه‬ ‫وأصبحوا جنبًا الى جن ٍ‬ ‫صة في التّجار ِة المتج ّولة ‪،‬‬ ‫المناطق و ُمع ِّمريها وقد انطل َ‬ ‫ق الّلبنانيون بصور ٍة خا ّ‬ ‫يبيعون‬ ‫ق يعرض‪+++‬ون فيها األمش‪+++‬اطَ ‪ ،‬والمراي‪+++‬ا‬ ‫ت ‪ ،‬فك‪+++‬انوا يحمل‪+++‬ون ص‪+++‬نادي َ‬ ‫الخرض‪+++‬وا ِ‬ ‫والعطور‪...‬‬ ‫شعب ُمت‪++‬ديّنٌ فق‪++‬د ك‪+‬انوا يعرض‪++‬ون‬ ‫البرازيلي هو‬ ‫ّعب‬ ‫ٌ‬ ‫وبما أنّهم يعرفون أنّ الش َ‬ ‫َ‬ ‫أشيا َء جاؤوا بها من بالدهم وقِي َل يومه‪++‬ا أنّه‪++‬ا " ُمقدّس‪++‬ة " ‪ ،‬لكونه‪++‬ا قادم‪++‬ة من‬ ‫كص ‪َ +‬و ِر القدّيس‪++‬ين ‪ ،‬وذخ‪++‬ائ َر ‪ ،‬وقن‪++‬اني ُمعبّ‪++‬أةً " بمي‪++‬اه نه‪++‬ر‬ ‫األراض‪++‬ي المقدّس‪++‬ة ‪ُ ،‬‬ ‫الش ‪+‬وارع ‪ ،‬والق‪++‬رى والدّس‪++‬اكر(تج ّمع‪++‬ات س‪++‬كنيّة‬ ‫األردن "‪ ،‬ي‪++‬بيعون ك ‪ّ +‬ل ذل‪++‬ك في ّ‬ ‫ق عليهم في البداية اسم " كاشيروس " وباللّغة العربي‪++‬ة " أهل‬ ‫صغيرة)‪ ،‬لذلك اُطل َ‬ ‫ت البض‪++‬اعة‬ ‫ّ‬ ‫الكش‪+‬ة " أي (أه‪++‬ل الص‪++‬ندوق) ‪ ،‬وبع‪َ +‬د ف‪++‬تر ٍة ك‪++‬انوا يزي‪++‬دون من كميّ‪++‬ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫حيث ق‪++‬ال فيهم‬ ‫تج‪ +‬ار ش‪++‬نطة "‬ ‫ويس‪++‬افرون َ‬ ‫بين الم‪++‬دن المتج‪++‬اورة ‪ ،‬فيص‪++‬بحون " ّ‬ ‫الدّيبلوماسي‬

‫الش‪+‬نط ِة ك‪++‬ان‬ ‫والمؤ ّرخ ال‪++‬برازيلي دولغ‪+‬و مين‪++‬ازس أنَّ ت‪++‬اج َر‬ ‫ّ‬

‫نسب الى الغزا ِة المستكشفين األوائل (البانديرانتس) ‪.‬‬ ‫يُ ُ‬ ‫الكش‪ِ +‬ة ه‪++‬ؤالء ‪ ،‬ق‪++‬د أدّوا دو ًرا تاريخيًّا في تطّ‪++‬و ِر‬ ‫‪+‬ع أنَّ تُ َّجا َر‬ ‫ّ‬ ‫وفي الواق‪ِ +‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث ال يصل البريد في‬ ‫مناطق الدّاخل في البرازيل ‪ ،‬اذ أنّهم كانوا يصلون الى‬ ‫َ‬ ‫وأخبارها ‪ ،‬مساعدين‬ ‫أحداث المدن الكبرى‬ ‫ذلك الوقت وينقلون الى تل َك األماك ِن‬ ‫َ‬ ‫‪243‬‬


‫‪+‬اف والدّس‪++‬اكر ‪ ،‬والم‪++‬دن ‪ .‬وانطالقًا من "‬ ‫في ذل‪++‬ك على توثي‪++‬ق‬ ‫ّ‬ ‫الص‪+‬ل ِة بين األري‪ِ +‬‬ ‫‪+‬اكين ص‪++‬غير ٍة ‪،‬‬ ‫الكشّة " الّ‪++‬تي ك‪++‬انوا يحملونه‪++‬ا على ظه‪++‬ورهم ‪ ،‬ف‪++‬انّهم فتح‪++‬وا دك‪َ +‬‬ ‫ت تجاري‪++‬ة كب‪++‬يرة ‪ .‬ث ّم عن‪++‬دما ش‪++‬عروا باالس‪++‬تقرا ِر‬ ‫تح ‪ّ +‬ولت م‪++‬ع ال‪++‬وقت الى محال ٍ‬ ‫واالن‪++‬دماج االجتم‪++‬اعي أخ‪++‬ذوا يتع‪++‬اطون ب‪++‬أمور الثقاف‪ِ ++‬ة ‪ ،‬والعلم ‪،‬‬ ‫االقتص‪++‬ادي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والص‪+‬حف ‪.‬‬ ‫األيت‪+‬ام‬ ‫ودور‬ ‫والم‪+‬دارس‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫سياسة ‪ ،‬ويؤ ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سسون النّوادي والجمعيا ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقد ص‪++‬درت أو ُل ص‪++‬حيف ٍة في البرازيل باللّغ‪++‬ة العربي‪++‬ة ‪ ،‬في مدين‪++‬ة كامبين‪++‬اس‬ ‫العام ‪ 1895‬على يد سليم باليش الّذي يع‪++‬ود بأص‪++‬له الى زحل‪++‬ة ‪ ،‬الّ‪++‬تي أخ‪++‬ذت‬ ‫اس‪++‬م " الفيح‪++‬اء " ُم‪++‬دلِّاًل ب‪++‬ذلك على أنَّ فك‪++‬رةَ البق‪++‬ا ِء نهائيًا في البرازيل ‪ ،‬تل‪++‬ك‬ ‫ب ُممكنة ‪.‬‬ ‫األرض الّتي حضنتهم واستقبلتهم بترحا ٍ‬ ‫مالحظة ‪:‬‬

‫نجار في مجلّة الجيش الّلبناني عدد ‪ 317‬تشرين الثاني عام ‪_2011‬‬ ‫انّ هذا البحث كتبه األستاذ منير ّ‬

‫عنوان المقال ‪ :‬لبنان في العالم ‪.‬‬

‫‪ - 135‬الرعيل األول من المهاجرين‬ ‫سن في قريتنا ‪ ،‬فإن أول مجموعة من المهاجرين‬ ‫استنا ًدا لمعلومات كبار ال ّ‬ ‫صا من ‪ :‬آل بركات وآل سعدي وآل عبدوني ‪ ،‬ثم تبعتها‬ ‫كانت تضم أشخا ً‬ ‫مجموعات اُخرى ‪ .‬و اليكَ أسماء المسافرين من ال ّرعيل األول (أي ر ّواد‬ ‫الهجرة األوائل) ‪ ،‬ث ّم يتبعهم ال ّرعي ُل الثاني والثالث ‪ ،‬مع االعتذار ُمسبقًا عن‬ ‫نسيان بعض األسماء ‪ ،‬أوعدم ترتيبها زمنيًا ‪:‬‬ ‫عجاج بركات ‪ -‬محمد أحمد الهندي (جد والدتي) – قاسم محمد الهندي (جدّي) واخوت‪++‬ه – خلي‪++‬ل‬ ‫أبو خليل سميدي – محمد قاسم يوسف الج‪++‬اروش –علي الس‪++‬يد برك‪++‬ات – رض‪++‬ى أب‪++‬وعرابي –‬ ‫محم‪++‬ود أب‪++‬وعرابي – خليل محم‪++‬د عب‪++‬دوني (ج‪++‬دّي) ‪ -‬علي محم‪++‬د الهن‪++‬دي – خلي‪++‬ل غنّ‪++‬وم‬ ‫عبدوني – محمد أحمد عبد الفتّاح الجاروش – صالح عب‪++‬د هللا – أحم‪++‬د ص‪++‬الح عب‪++‬د هللا – محمد‬ ‫غنّوم عبدوني – أحمد حسين خليف‪++‬ة المص‪++‬ري وأوالده ‪ :‬محمد ويوس‪++‬ف وس‪++‬عيد – أب‪++‬وعمر‬ ‫دلّه – علي أحمد عبد الرحمن شاهين – قاسم عبّاس واخوته – يوس‪++‬ف أب‪++‬وعرابي – أب‪++‬وعلي‬ ‫‪244‬‬


‫فارس – قاس‪++‬م أبوغ‪++‬وش س‪++‬عدي – حس‪++‬ين يوس‪++‬ف عثم‪++‬ان الع‪ّ +‬رة – خالد زيت‪++‬ون وأوالده –‬ ‫أحمد أحمد درغام – س‪++‬عيد الص‪++‬يفي(الج‪++‬د) ‪ -‬أحم‪++‬د علي بدوي‪++‬ة ش‪++‬اهين ‪ -‬س‪++‬عيد أحم‪++‬د بدوي‪++‬ة‬ ‫ش‪++‬اهين – محمد أحمد بدوي‪++‬ة ش‪++‬اهين (أب‪++‬و كم‪++‬ال) –عثم‪++‬ان الهن‪++‬دي – أب‪++‬و حس‪++‬ن الج‪++‬اروش –‬ ‫محمود سميدي – رشيد الخطيب عبدوني – سعيد محمد حسين عبدوني – خليل يوسف الع ّرة‬ ‫(ج ّد والدتي) – أبو جميل الجاروش – أبو فارس (الجد) – كامل عبدوني وأخوه علي – حسين‬ ‫أبو عسلي الجاروش وابنه محمد – عدي الجاروش – أبناء علي أحمد س‪++‬ميدي – أب‪++‬و علي‬ ‫صالح الج‪++‬اروش – مص‪++‬طفى الج‪++‬اروش – مص‪++‬طفى أب‪++‬وعرابي (ج‪++‬د ال‪++‬دكتور مص‪++‬طفى ف‪++‬وزي‬ ‫أب‪++‬وعرابي) – علي س‪++‬ليم س‪++‬ميدي – أبوس‪++‬عيد محمد اب‪++‬راهيم س‪++‬ميدي – أبو أحم‪++‬د الح‪++‬اج‬ ‫عب‪++‬دوني (خ‪++‬ال وال‪++‬دي) – علي م‪++‬رعي الهن‪++‬دي – أحمد الع ‪ّ +‬رة (دلّة) ‪ -‬علي عيّ‪++‬اش الع ‪ّ +‬رة –‬ ‫ابراهيم الحاج الع ّرة وأوالده – علي أبوعسلي الجاروش – محمود خليل عبّ‪++‬اس الج‪++‬اروش‬ ‫ أب‪++‬و تحس‪++‬ين الج‪++‬اروش وأوالده – أب‪++‬وعلي أس‪++‬عد س‪++‬ميدي – علي أحم‪++‬د أبوخرم‪++‬ا – محمد‬‫حسين أبوخرما – محمد قاسم الخطيب عبدوني (أب‪++‬و عم‪++‬ر ويق‪++‬ال ل‪++‬ه ح ّم‪++‬ود) – حس‪++‬ين علي‬ ‫وهبة – نصوح عبدوني ‪ -‬حسن عبدوني ‪ -‬ع ّزالدين عب‪++‬دوني – ف‪++‬ايز عب‪++‬دوني ‪ -‬محم‪++‬د أبوس‪++‬ليم‬ ‫س‪++‬ميدي – أب‪++‬وع ّزات س‪++‬ميدي واخوته وابنه محم‪++‬د – أبونص‪++‬وح عب‪++‬دوني – عثم‪++‬ان الع‪++‬رة‬ ‫واخوته – أبناء عثمان الع ّرة (أي مص‪+‬طفى عثم‪++‬ان واخوته) – ش‪++‬فيع قاس‪++‬م عب‪++‬دوني – أب‪+‬و‬ ‫ع‪++‬دي الخطيب – محم‪++‬د س‪++‬عيد قاسم الخطيب عب‪++‬دوني وأوالده س‪++‬عيد ‪ ،‬كم‪++‬ال ‪ ،‬خالد ‪ ،‬عمر‬ ‫سام ‪ -‬سعيد قاسم الخطيب عبدوني – محمد خليل علي‬ ‫وب ّ‬ ‫الجاروش – عبد هللا قاسم عبدوني – سعيد قاسم عبد الغني عبدوني – محمد قاسم عبد الغني‬ ‫عبدوني – ابراهيم صالح الهن‪++‬دي وأوالده – أحم‪++‬د ص‪++‬الح الهن‪++‬دي وابن‪++‬ه محمد – أبوع‪++‬ادل‬ ‫بركات وأوالده – محمد علي عيّاش الع ّرة وأوالده – نجيب بركات – محمود بركات – جمي‪++‬ل‬ ‫بركات – محمد سعيد عبدوني وابنه حسني – سعيد أحمد عبد الرحمن شاهين – س‪++‬عيد أحمد‬ ‫شاهين ووالده أبوسعيد – علي درغام – سعيد درغام – حسن درغام – فارس أحمد ش‪++‬اهين‬ ‫واخوته ابراهيم وعبد الرحمن وعلي وأبوسعيد رحيّل وأوالدهم – يوسف أبوقاسم الجاروش‬ ‫الس‪+‬الم عب‪++‬دوني – أبن‪++‬اء س‪++‬ليم الخطيب عب‪++‬دوني – أحم‪++‬د محم‪++‬د ش‪++‬اهين – س‪++‬الم‬ ‫–احمد عب‪++‬د ّ‬ ‫عبدوني وأوالده جميل ومحمد وأحمد – أبوجميل غنّوم واخوت‪++‬ه – ف‪++‬ؤاد الج‪++‬اروش وأوالده‬ ‫‪245‬‬


‫– ابراهيم خليل سميدي وأوالده ‪ -‬محمد مصطفى عب‪++‬دوني ‪ -‬محم‪++‬د خلي‪++‬ل أبوخلي‪++‬ل س‪++‬ميدي‬ ‫واخوته مصطفى ويوسف وح ّمود وأوالدهم – فؤاد س‪++‬ميدي وأخ‪++‬واه أحمد وحس‪++‬ين – أحمد‬ ‫محمد علوان – محمد علي عبدوني – محمد قاسم حسين بركات – قاسم الهندي وأخوه أحمد‬ ‫ووالدهما محمد قاسم الهندي – حسين سعيد عب‪++‬دوني وأوالده ‪ -‬أب‪++‬وعزيز ش‪++‬اهين وأوالده –‬ ‫س‪++‬عيد عثم‪++‬ان الع‪ّ +‬رة – محم‪++‬د اب‪+‬راهيم زيت‪++‬ون – أحم‪++‬د عب‪++‬د الفتّ‪++‬اح ش‪++‬اهين وأوالده – قاسم‬ ‫محمد عبد الرحمن أبوعرابي واخوته – قاسم أحمد شاهين – يوسف محم‪++‬ود الع ‪ّ +‬رة وأوالده‬ ‫– مصطفى محمد عبدوني (ألجد) – يوسف ط ّراف بركات – حسين سميدي (عم خليل أبوخلي‪++‬ل‬ ‫س‪++‬ميدي) – أحم‪++‬د محم‪++‬د ش‪++‬اهين – قاسم ش‪++‬فيع عب‪++‬دوني – محمد ش‪++‬فيع عب‪++‬دوني – ع‪++‬دي‬ ‫الخطيب واخوته محمد وأحمد وعم‪++‬ر – محم‪++‬د أحم‪++‬د ش‪++‬اهين وأخ‪++‬وه كم‪++‬ال – حس‪++‬ن أحم‪++‬د‬ ‫الجاروش – محمد كامل عبدوني – عبد الحفيظ عبدوني – محم‪++‬د علي وهبة ‪ -‬مص‪++‬طفى كامل‬ ‫عبدوني – يوسف كامل عبدوني – أحمد محمد الحاج عبدوني وأخوه عبد الجلي‪++‬ل وأوالدهم‪++‬ا‬ ‫– ناظم الهن‪+‬دي واخوت‪+‬ه محمد وش‪+‬ريف وخليل وأحم‪+‬د – محم‪+‬د علي عبّ‪+‬اس وأخ‪+‬واه أحمد‬ ‫وصبحي – علي محمد سميدي ‪ -‬محمد علي سميدي وأوالده – محمد أحم‪++‬د س‪++‬ميدي ووال‪++‬ده‬ ‫– محمد فارس شاهين واخوته علي وأحمد وابراهيم – محمد خلي‪++‬ل الع ‪ّ +‬رة وأوالده – محمد‬ ‫ابراهيم شاهين وأوالده – وحيد شاهين ووالده – يوسف محم‪++‬د ص‪++‬الح واخوته وأوالدهم –‬ ‫أحمد علي وهبة – ابراهيم علي وهبة – أحم‪+‬د مص‪+‬طفى الج‪++‬اروش واخوت‪+‬ه – قاس‪+‬م أحم‪++‬د‬ ‫الجاروش –‬ ‫علي أحم‪++‬د عب‪++‬دوني – قاس‪++‬م أحمد عب‪++‬دوني – قاس‪++‬م محمد عب‪++‬دوني – يوس‪++‬ف محمد قاسم‬ ‫عبدوني – خليل محمد قاسم عبدوني – محمد يوسف علي عب‪++‬دوني واوالده – أحمد يوس‪++‬ف‬ ‫علي عب‪++‬دوني وابنه عب‪++‬د الك‪++‬ريم – يوسف أحم‪++‬د الج‪++‬اروش وأوالده أحمد ومحمد وص‪++‬الح‬ ‫وحسين – محمد حامد الخطيب وابنه أحمد واخوته – محمد ابراهيم أحمد س‪++‬ميدي واخوته‬ ‫وأوالدهم – عبدو يوس‪++‬ف الخطيب عب‪++‬دوني واخوته وأوالدهم – علي أس‪++‬عد س‪++‬ميدي – أحم‪++‬د‬ ‫أب‪+++‬ومراد وأوالده – س‪+++‬ليمان علي الج‪+++‬اروش واوالده – محم د علي س‪+++‬ليمان الج‪+++‬اروش‬ ‫واوالده – أحمد علي سليمان الجاروش – حسين علي أبوعس‪++‬لي الج‪++‬اروش وأوالده – حميد‬ ‫أحمد الج‪++‬اروش وأوالده – أحم‪++‬د اب‪++‬راهيم وهبة واخوته – محم‪++‬د علي عنق‪++‬ه الج‪++‬اروش‬ ‫‪246‬‬


‫واخوته – أحمد قاسم أبوعرابي – محمد مرعي الهندي وأوال ده ‪ :‬مرعي وأحمد ويوسف –‬ ‫أحم‪++‬د م‪+‬رعي الهن‪++‬دي – محم‪+‬د أمين الع‪ّ +‬رة واخوت‪++‬ه – أحمد محمد مص‪+‬طفى الع‪ّ +‬رة – محمد‬ ‫خليل علي أحمد سميدي واخوت‪++‬ه ‪ :‬علي وأحمد وحس‪++‬ين ومحم‪++‬ود وأوالدهم – رام‪++‬ز قاس‪++‬م‬ ‫عباّس – مصطفى محمد عب‪++‬دوني (الحفيد‪-‬الس‪++‬فير) يوس‪++‬ف محمد الج‪++‬اروش وأوالده – رش‪++‬دي‬ ‫الج‪++‬اروش – عمر الج‪++‬اروش وأوالده – امين محمد الج‪++‬اروش – اب‪++‬راهيم محمد الج‪++‬اروش ‪-‬‬ ‫محمد رضى أبوعرابي واخوته ‪ :‬عب‪++‬دو ومحم‪++‬ود وري‪++‬اض – عب‪++‬د ال‪++‬رحمن ش‪++‬اهين – ن‪++‬اظم‬ ‫محمد عبدوني ‪ -‬فوزي عرابي واوال ده – توفيق محمد عرابي – محمد يوس‪++‬ف أب‪++‬و ع‪++‬رابي‬ ‫– أحمد يوس‪+‬ف أب‪+‬وعرابي – ع‪+‬ادل يوس‪+‬ف أب‪+‬وعرابي واوالده – محمد محم‪+‬ود اب‪+‬وعرابي‬‫وأخوه يوسف وأوالدهما – جهجاه أبو هميا وأوال ده – مصطفى محمد أبوعرابي وأوالده –‬ ‫راجح محمد سميدي – عبد ال‪+‬رحيم ش‪+‬اهين وأوالده – ص‪+‬بحي ص‪+‬الح واخوت‪+‬ه – عبد رش‪+‬يد‬ ‫الخطيب عبدوني – سعد سعيد سميدي – محمد سعيد سميدي – يوسف سعيد سميدي – علي‬ ‫أحمد صالح – جهاد جميل الجاروش وأخوه أحمد – محمد أحمد عبد الفتّاح شاهين واخوته‬ ‫– شاكر الجاروش واخوته – محم‪++‬د علي عب‪++‬د ال‪++‬رحمن ش‪++‬اهين وأخ‪++‬وه أحم‪++‬د – أحم‪++‬د علي‬ ‫الس‪++‬يد برك‪++‬ات وأوالده – أحمد محمد الح‪++‬اج الع‪ّ +‬رة وأخ‪++‬وه ‪ :‬ج‪++‬ودت – أمين خلي‪++‬ل الع‪ّ +‬رة –‬ ‫محمد س‪++‬عيد ش‪++‬اهين وأوالده – محمد رش‪++‬يد أب‪++‬وعرابي واخوت‪++‬ه – محم‪++‬د علي أبوعس‪++‬لي‬ ‫الجاروش – أحمد علي أبوعس‪++‬لي الج‪++‬اروش – أحمد محم‪++‬ود س‪++‬ميدي واخوت‪++‬ه – علي أحمد‬ ‫وهبه وأخوته – أحمد حسين أبوعرابي‬ ‫وأوال ده (والد ام محمود) – رفيق عبدوني واخوته – أحمد علي عثمان الع ّرة – علي محمود‬ ‫الهندي – مقصود الهندي واخوه محمود – يوس‪++‬ف حس‪++‬ين أب‪++‬وعرابي وابنه محم‪++‬د – عب‪++‬دو‬ ‫أبوعبدو الجاروش وأخ‪++‬وه مص‪++‬طفى – حس‪++‬ين المص‪++‬ري وأوالده محمد ومحم‪++‬ود وأحم‪++‬د –‬ ‫قيس شاهين واخوته – ابراهيم الصيفي – علي الصيفي – سامي الصيفي ووالده واخوت‪++‬ه –‬ ‫فضيلة الشيخ خليل الصيفي – فضيلة الشيخ علي عب‪++‬دوني واخوت‪++‬ه – أحمد علي الص‪++‬يفي‬ ‫واخوته – رشدي نجيب الع ّرة واخوته – قاسم أبوعرابي واخوته – خليل سعدي (أبوابراهيم)‬ ‫واخوته – محمد ابراهيم سليمان وأخوه أحمد وأوالدهم‪+‬ا – علي أب‪+‬وعرابي وول‪+‬داه حس‪+‬ين‬ ‫ومحمد – شوقي بدوية شاهين واخوته – شنديل فارس – سعيد ح ّمادي العر ّة وأخوه علي‬ ‫‪247‬‬


‫وأوالدهم‪++‬ا – س‪++‬عيد أب‪++‬و ح ّم‪++‬ود الع‪ّ ++‬رة واخ‪++‬واه ‪ :‬يوس‪++‬ف وأحمد وأوالدهم – آل س‪++‬عدي في‬ ‫المكس‪++‬يك حتّى اآلن ( ‪ – + )2020‬مص‪++‬طفى علي عثم‪++‬ان الع ‪ّ +‬رة وأوالده ‪ -‬حس‪++‬ين علي عب‪++‬د‬ ‫الفتّاح الجاروش واوالده – أوالد أبوعلي صمير الج‪++‬اروش – محمد وزير برك‪++‬ات واخوت‪++‬ه‬ ‫– ذيب بركات واخوت‪++‬ه – ف‪++‬ؤاد الح‪++‬اج برك‪++‬ات واخوت‪++‬ه – أب‪++‬و ميج‪++‬ر عل‪++‬وان وأوالده – علي‬ ‫محمد سعدي – أمين عبدوني واخوته ‪ -‬أحمد ح ّمود الجاروش وأوالده – أبومأمون الصيفي‬ ‫وأوالده – سعيد صالح وأوالده – معروف الع ّرة واخوته – ملحم عب‪++‬دوني واخوت‪++‬ه ‪ -‬إب‪++‬راهيم‬ ‫عثمان الع ّرة وأوالده – حسن أبو حسن الجاروش وأوالده (لوسي) – جميل غنّوم عبدوني ‪.‬‬

‫حوران والقامشلي في سوريّا ومنهم ‪:‬‬ ‫والبعض ترك القريةَ ُمتج ًها الى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قاسم محمد عبد الغني عبدوني وأوالده – سعيد بن ابو سعيد علي احمد سميدي‬ ‫– صالح أبو صالح – أب‪++‬و ش‪++‬كيب‪ +‬ص‪++‬الح – أحم‪++‬د أب‪++‬ومراد – أبوقاسم الج‪++‬اروش –‬ ‫أحمد صالح الهندي وأبو فايز عباس ‪.‬‬ ‫صا اُ ّجبروا على الخدمة االلزاميّة جنو ًدا في‬ ‫يروي كبا ُر ال ِّ‬ ‫س ِن ‪ ،‬أنّ هناك أشخا ً‬ ‫الجيش التّ‪++‬ركي وم‪++‬اتوا خال َل الح‪++‬رب م‪++‬ع الث‪++‬ورة العربية الّ‪++‬تي ك‪++‬انت تُن‪++‬ادي‬ ‫باالس‪++‬تقالل عن تركي‪++‬ا فك‪++‬ان هن‪++‬اك تق‪++‬اطع مص‪++‬الح بين الث‪++‬ورة العربي‪++‬ة ودو ٍل‬ ‫االس‪+‬المية ‪،‬‬ ‫أخ‪++‬رى أوروبي‪++‬ة والص‪++‬هيونيّة العالمي‪++‬ة ال‪++‬تي تك‪++‬البت على الخالف‪++‬ة‬ ‫ّ‬ ‫إلزالته‪++‬ا عن الخريط‪++‬ة العالمي‪++‬ة ‪ ،‬وال ننس‪++‬ى أنّ هن‪++‬اك أس‪++‬بابًا داخلي ‪+‬ةً أوص‪++‬لت‬ ‫الدّولة العثمانية الى مرحلة الضعف واإلنهيار ‪.‬‬ ‫الس‪+‬ويس ‪ ،‬وفي س‪++‬وريّا‬ ‫ومن الّذين ماتوا في اليمن وسيناء‬ ‫قرب قناة ّ‬ ‫َ‬ ‫أماكن اُخرى من أرجا ِء األمبراطورية العثمانية االسالمية ‪ :‬قاسم‬ ‫والعراق ‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬ ‫محمد الجاروش (جد المرحوم قاسم الكردي) – محمد أحمد عب‪++‬د ال‪+‬رحمن ش‪++‬اهين‬ ‫(جد كمال شاهين) – مصطفى اسماعيل سميدي (ج‪++‬د أب‪++‬و العبد) – علي أب‪++‬و م‪++‬راد‬ ‫(والد توفيق) – محمد صالح علي حسين الج‪++‬اروش (وال‪++‬د ام محم‪++‬د أمين الع ‪ّ +‬رة)‬

‫‪248‬‬


‫محمد غنّوم عبدوني (االب وليس األبن) أبو كامل عبدوني – سعيد الصيفي (وال‪++‬د‬ ‫أبو مأمون) و جد سعيد درغام ‪ ...‬وغيرهم ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كيف ال ؟ وأعدا ُد المهاجرين قد يزي ُد‬ ‫أالغتراب هو‬ ‫الحديث اليوم ُي لألهالي ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫أض‪+++‬عاف المقيمين فال يخل‪+++‬و بيتٌ من مغ‪+++‬تربين ه‪+++‬اجروا ق‪+++‬دي ًما‬ ‫على عش‪+++‬ر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫وح‪++‬ديثًا وبس‪++‬بب س‪++‬هولة المواص‪++‬الت وس‪++‬رعتها في العص‪++‬ر الح‪++‬ديث ‪ ،‬أص‪++‬بح ِ‬ ‫الس‪++‬فر ‪،‬‬ ‫شج ُع النّاس على االقبال المتزايد على ّ‬ ‫سرةً وسريعةً مما يُ ِّ‬ ‫ال ّرحالتُ ُمي ّ‬ ‫ب ُأخ‪++‬رى منه‪++‬ا ص‪++‬عوبة العم‪++‬ل ‪ ،‬وقس‪++‬وة العيش في البالد ‪ ،‬ك‪++‬ذلك‬ ‫اض‪++‬افةً ألس‪++‬با ٍ‬ ‫فر‬ ‫الفوضى في العديد من األمور وأه ّمها التعامل بين النّاس وال ننسى أنَّ‬ ‫ّ‬ ‫الس ‪َ +‬‬ ‫أكثر من شهر ‪.‬‬ ‫ق‬ ‫ت ال ّرحلةُ تستغر ُ‬ ‫في ال ّ‬ ‫َ‬ ‫سابق كان عبر البحر وكان ِ‬ ‫طرق باب الهجرة من ُذ م ّد ٍة‬ ‫ان القري ِة قد اعتادوا على‬ ‫س ّك َ‬ ‫نستنتج ‪ :‬انَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫دعم م‪++‬الي واس‪++‬تقرا ٍر أم‪++‬ني ونفس‪++‬ي ‪ .‬وه‪++‬ذه الهج‪++‬رةُ بين‬ ‫طويل ٍة لما توفره من‬ ‫ٍ‬ ‫م ٍّد وجز ٍر ‪ ،‬وذلك حسب األحوال المعيش‪++‬ية واألمني‪++‬ة ‪ ،‬غ‪++‬ير المس‪++‬تق ّرة في لبن‪++‬ان‬ ‫والمنطقة‬ ‫أ ّما البلدانُ الّتي يقصدها المهاجرون في هذه الحقب ِة من ال ّزمن فهي ‪:‬‬ ‫البرازيل والواليات المتحدة األميركية ‪ ،‬وبعض الدّول العربية (وبخاصة الخليجية)‬ ‫وم ّما يج‪++‬د ُر ذك‪ُ ++‬ره أنّه يوج‪++‬د في بالد االغ‪++‬تراب ‪ :‬أص‪++‬حاب المحاّل ت الكب‪++‬يرة ‪،‬‬ ‫المهندس‪++‬ون ‪ ،‬األطّب‪++‬اء ‪ ،‬رج‪++‬ال األعم‪++‬ال ‪ ،‬المح‪++‬امون ‪ ،‬المس‪++‬ؤولون في ال‪++‬دّوائر‬ ‫الحكومية والنّوادي ‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬

‫بعض مساوئ الهجرة‬ ‫‪- 136‬‬ ‫ُ‬ ‫نذكر‬ ‫نكون صادقين مع أنفسنا ومع التّاريخ ‪ ،‬نرى من الواجب أن‬ ‫لكي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بعض مساوئ الهجرة ‪ ،‬فمن سلبياتها ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ضخمة ‪ ،‬ألنَّ معظم المهاجرين هم من الشباب ‪.‬‬ ‫ خسارةُ الطّاق ِة البشرية ال ّ‬‫‪249‬‬


‫الس‪++‬كان‬ ‫ت كث‪++‬يرةً أص‪++‬بحت تعيش حي‪++‬اة ّ‬ ‫ كم‪++‬ا يُمكننا الق‪++‬ول انَّ هن‪++‬ا َك ع‪++‬ائال ٍ‬‫األميركيين أو البرازيليين و" ذابوا " في تلك المجتمعات ‪ ،‬ومنهم ‪ -‬لألس‪++‬ف – من‬ ‫نس‪++‬ي بالده وأهله ومس‪++‬قط رأس‪++‬ه ‪ ،‬ومن الص‪++‬عب عودت‪++‬ه الى ال‪++‬وطن ‪ ،‬وق‪++‬د‬ ‫يكونون بأعدا ٍد كبير ٍة ‪.‬‬ ‫ت الهجرة ‪ :‬أنه كل من يريد ان يشتري عقا ًرا ‪ ،‬أو يب‪++‬ني بيتً‪++‬ا ‪ ،‬أو‬ ‫ ومن سلبيّا ِ‬‫يمتلكه بكامله (أي ‪ 2400‬سهم) ‪ ،‬تظه‪++‬ر أمام‪++‬ه عقب‪++‬ات ج َّمة ‪ ،‬وذلك ألن الورث‪++‬ة‬ ‫قد س‪+++‬افروا منذ زم ٍن بعي‪ٍ +++‬د ‪ ،‬فت‪+++‬وفي الجيل األول والث‪+++‬اني ‪ ،‬وقس‪+++‬م من الجيل‬ ‫كامل صعبة المنال بل مستحيلة أحيانًا‬ ‫الثالث ‪ ،‬وباتت رغبة التملك لعقا ٍر بشك ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ،‬اضافة لتعقيدات قانون التملك ورخصة البناء ‪ ،‬وتأمين المتطلبات والمس‪++‬تندات‬ ‫الالزمة ‪ ،‬من ال دوائر المالي‪++‬ة والعقاري‪++‬ة والمح‪++‬اكم الش‪++‬رعية والمدني‪++‬ة ‪ ،‬ول‪++‬دى‬ ‫كاتب العدل ‪ ،‬ومن وزارة الخارجية ودائرة النفوس وذلك ألن معظم المغ‪++‬تربين‬ ‫لم يُسجلوا زواجهم ‪ ،‬وال أوالدهم ‪ ،‬وال الوفيات التي حص‪+‬لت في االغ‪++‬تراب ‪ ،‬مم‪+‬ا‬ ‫جعل الحصول على حصر إرث وتنفي‪++‬ذه ونق‪++‬ل الملكي‪++‬ة من المس‪++‬تحيالت ‪ ،‬وإن‬ ‫جازف أو اضطر أحد ل‪++‬دخول ه‪++‬ذه المعرك‪++‬ة ‪ ،‬ي‪++‬دخل في تعقي‪++‬دات ومص‪++‬اريف ال‬ ‫طاقة له بها أحيانًا‬ ‫كما أننا نشير إلى أن استخفاف األهالي بهذه المشكلة ‪ ،‬وعدم قي‪++‬امهم ب‪++‬إجراء‬ ‫حصر اإلرث ونقل الملكية ‪ ،‬ولفترات طويلة ‪ ،‬زاد األمر تعقي ًدا ‪.‬‬

‫‪ - 137‬محطةٌ جديدةٌ‬ ‫ت القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬فُتحتْ محطّةٌ جديدة للهجرة وذل‪+‬ك‬ ‫في بدايا ِ‬ ‫الى موزام‪++‬بيق ( في افريقيا) ‪ ،‬حيث س‪++‬افر اليها ‪ :‬المهن‪++‬دس س‪++‬عد الع‪ّ +‬رة – الح‪++‬اج‬ ‫ابراهيم فارس شاهين – ناصر محمد علوان – حمزة محم‪++‬د ط‪++‬ه وس‪++‬عيد محم‪++‬د‬ ‫صالح ‪.‬‬ ‫‪250‬‬


‫‪ - 138‬سافر " بالشطارة "‬ ‫بالس‪+‬فينة‬ ‫المرحوم محمود سميدي عندما كان شابًّا ‪ ،‬سافر الى البرازيل‬ ‫ّ‬ ‫الس ‪+‬فر ‪ ،‬اذ ليس لدي‪++‬ه نق‪++‬و ٌد وال أوراق ثبوتي‪++‬ة ‪ ،‬وخال َل‬ ‫دون أن ي‪++‬دف َع تك‪َ +‬‬ ‫‪+‬اليف ّ‬ ‫سفين ِة وعمل معهم في المطبخ وفي غيره ووصل‬ ‫سفر‬ ‫صاحب ُع ّما َل ال ّ‬ ‫رحل ِة ال ّ‬ ‫َ‬ ‫الى البرازيل " بشطارته "‪.‬‬

‫‪ - 139‬صامدون (لم يسافروا)‬ ‫المهندس الزراعي أحمد محمد عبد الفتاح الج‪++‬اروش ‪ ،‬محم‪++‬د خليل عب‪++‬دوني (وال‪++‬دي)‬ ‫محمد خليل غنّ‪++‬وم عب‪++‬دوني ‪ ،‬رش‪++‬يد أب‪++‬وعرابي ‪ ،‬أحم‪++‬د خليل علي الج‪++‬اروش ‪ ،‬محم‪++‬د قاسم‬ ‫الجاروش ‪ ،‬س‪++‬عد محمد الج‪++‬اروش ‪ ،‬س‪++‬عيد قاس‪++‬م أب‪++‬وعرابي ‪ ،‬محم‪++‬د ص‪++‬الح الهن‪++‬دي ‪ ،‬محمد‬ ‫مصطفى الع‪ّ +‬رة ‪ ،‬أحمد قاسم عب‪++‬د الغ‪++‬ني عب‪++‬دوني ‪ ،‬يوسف محم‪++‬د أب‪++‬وعرابي ‪ ،‬س‪++‬عيد محم‪++‬د‬ ‫شاهين محمد عثمان الع ّرة ‪ ،‬علي سليمان الج‪++‬اروش ‪ ،‬أحم‪++‬د يوسف عثم‪++‬ان الع ‪ّ +‬رة ‪ ،‬نجيب‬ ‫خليل الع ّرة ‪ ،‬محمد أحمد صالح عبد هللا ‪ ،‬توفيق أحمد ص‪++‬الح ‪ ،‬حس‪++‬ن أحم‪++‬د ص‪++‬الح محم‪++‬د‬ ‫الحاج الع ّرة ‪ ،‬أبوش‪++‬نديل ف‪++‬ارس ‪ ،‬س امي قاس م عب اس ‪ ،‬علي قاس م عب اس ‪ ،‬محم ود عم ر‬ ‫عباس ‪.‬‬

‫‪ - 140‬البنايات في بيروت‬ ‫نظ ًرا لوجود رأسمال وفير ‪ ،‬نتيجةً للهجرة ‪ ،‬وبع َد عودة المغترب ‪ ،‬كان‬ ‫يعم ُد الى شراء ش‪+‬قّ ٍة أو بناي‪ٍ +‬ة في ب‪++‬يروت ‪ ،‬معظمه‪++‬ا في منطقة ب‪++‬رج ح ّم‪++‬ود ‪،‬‬ ‫والقلي ُل منها في باقي أحياء بيروت ‪ ،‬وذلك لالس‪++‬تفادة من ايجاره‪++‬ا ‪ ،‬عل ًما ب‪++‬أنَّ‬ ‫أناس من السلطان يعقوب‬ ‫عد َد هذه البنايات يزي ُد عن مئة بناي ٍة وشقّة يملكها‬ ‫ٌ‬ ‫الفوقا والتحتا ‪.‬‬

‫‪ - 141‬المحالت‬

‫‪251‬‬


‫نظ ًرا لوجود رأسما ٍل محترم ‪ ،‬عند بعض المغتربين العائدين الى القرية ‪،‬‬ ‫ت في ب ّرالي‪+‬اس وب‪+‬يروت ‪ ،‬للتج‪+‬ارة في مختل‪+‬ف‬ ‫فقد عم‪+‬د ه‪+‬ؤالء الى فتح محاّل ٍ‬ ‫البض‪++‬ائع منها ‪ :‬محاّل تٌ للموبيليا والمفروش‪++‬ات – لألدوات الكهربائية والمنزلي‪++‬ة –‬ ‫الس‪+‬يارات – للبورس‪+‬الن واألدوات الص‪+‬حية ‪،‬‬ ‫‪+‬ع ومع‪+‬ارض ّ‬ ‫لأللبسة الجاهزة – لِقِطَ ِ‬ ‫والتمديدات الكهربائية‪...‬‬ ‫ من أوائل التجار الذين افتتحوا تلك المحالت ‪:‬‬‫ محمد إبراهيم سميدي – محمود أحمد سميدي – خليل محم‪++‬د ص‪++‬الح – م‪++‬أمون‬‫الصيفي ‪ -‬سعيد أبو حمود الع ّرة – أحمد خليل سميدي – س‪++‬عيد رحي‪++‬ل ش‪++‬اهين –‬ ‫محمد إبراهيم عياش الع ّرة ‪ -‬أحمد ابراهيم وهبة – علي محم‪++‬د ص‪++‬الح وأوالده ‪-‬‬ ‫محمد سعيد صالح وأخ‪+‬وه إب‪+‬راهيم وأوالدهم‪++‬ا – ص‪++‬الح عب‪++‬دوني ‪ -‬عم‪++‬ر س‪++‬عدي‬ ‫وأخواه إبراهيم ويوسف – ذيب بركات ‪ ...‬وغيرهم‬

‫‪ - 142‬معمل االسفنج‬ ‫المغترب يوسف كامل عبدوني من البرازيل ‪ ،‬ورأى من المناسب‬ ‫عاد‬ ‫ُ‬ ‫الماس‪+‬ة‬ ‫س معماًل لالسفنج االصطناعي في هذه المنطقة ‪ ،‬نظ ًرا للحاج‪+‬ة‬ ‫ّ‬ ‫أن يؤ ِّ‬ ‫س َ‬ ‫الى ذلك إضافةً لل ّربح المادي الّذي يحققه من هذا العمل ‪ ،‬فاس‪++‬تور َد معماًل من‬ ‫واستأجر له مكانًا مناسبًا في قرية المنارة على الطريق العام ‪.‬‬ ‫البرازيل‬ ‫َ‬

‫المتفرقات‬

‫‪252‬‬


‫‪ -‬األحراج‬

‫‪ -‬المحفرة‬

‫‪ -‬الزراعة‬

‫‪ -‬معاصر الدبس‬

‫سارة‬ ‫‪ -‬ك َّ‬

‫‪ -‬سعديَّا‬

‫‪ُ -‬خ َرب أيوب وسطيا‬

‫‪ -‬النَّاقوس‬

‫‪ -‬أحدث معمل لالسفنج االصطناعي‬

‫‪ -‬الحجاج االوائل‬

‫‪ -‬وفيات حصلت في أماكن غير عادية‬

‫‪ -‬نثريات‬

‫‪ -‬عاصفة هوائية هوجاء ‪ -‬فوائد عامة‬

‫‪ -‬الكورونا‬

‫‪ -‬قراءة في خريطة‬

‫‪ -‬مفاجاة‬

‫‪ -‬الجفتلك ‪ -‬األوائل‬

‫ ماذا في محيط السلطان يعقوب والبقاع ؟‬‫خاتمة‬ ‫ظظ‬

‫‪ -143‬االحراج‬

‫‪253‬‬


‫ت من قِبَل‬ ‫ت ّم‬ ‫ُ‬ ‫تحريج المنطق ِة الشّرقية من جبل البلدة في أوائل الستّينا ِ‬ ‫‪+‬راف عليه‪++‬ا ‪ ،‬من‪++‬ذ ذل‪++‬ك ال‪++‬وقت رج‪ٌ +‬ل من‬ ‫الدّولة ويقو ُم على حراس‪++‬تها ‪ ،‬واالش‪ِ +‬‬ ‫المنارة يُدعى ‪ :‬أبو عطا ‪( .‬رحمه هللا) ‪.‬‬

‫‪ -144‬الزراعة‬ ‫في البداي ِة كانت ال ّزراعةُ بعليّةً ‪ ،‬أي الزراعة التي تكتفي بمياه األمطار‪،‬‬ ‫نظ ًرا لعدم ت‪++‬وفر المي‪++‬اه في فص‪+‬ل الص‪++‬يف ‪ .‬من ه‪++‬ذه المزروع‪++‬ات ‪ :‬ك‪++‬روم العنب‬ ‫والش‪+‬عير والع‪++‬دس والح ّمص ‪ ...‬وم‪++‬ا‬ ‫والتّين ‪ -‬الّل‪++‬وز – الج‪++‬وز والحب‪++‬وب ‪ :‬ك‪++‬القمح‬ ‫ّ‬ ‫اس حف ‪َ +‬ر آب‪++‬ا ٍر ارتوازي ‪ٍ +‬ة في أراض‪++‬يهم ‪،‬‬ ‫الى ذلك ‪ ،‬ث ّم مع بداي ِة الستّينات‪ ، +‬بدأ النّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫الس‪+‬هل‬ ‫فاستخرجوا الماء بواسطة‬ ‫صص ٍة لهذا الغرض ‪ ،‬وص‪++‬ار من ّ‬ ‫ت مخ ّ‬ ‫مضخا ٍ‬ ‫ب‬ ‫ري أراض‪+++‬يهم المزروع‪+++‬ة بمختل‪+++‬ف‬ ‫أن‪+++‬واع الخض‪+++‬ار ‪ ،‬والفاكه‪+++‬ة ‪ ،‬والحب‪+++‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬ر ب‪++‬ئ ًرا‬ ‫والشّمندر ال ّ‬ ‫ص حف‪َ +‬‬ ‫س ّكري والبطاطا واألشجار المثمرة عل ًما ب‪++‬أنَّ أو َل ش‪++‬خ ٍ‬ ‫ارتوازيةً هو ‪ :‬محمد خليل أب‪++‬و خليل س‪++‬ميدي ‪ .‬ك‪++‬ان ذل‪++‬ك بتش‪++‬جيع وإص‪++‬رار من‬ ‫المهندس الزراعي أحمد محمد عبد الفتاح الجاروش ‪ ،‬الذي ك‪++‬ان ق‪++‬د حف‪++‬ر ب‪++‬ئ ًرا‬ ‫قبل ذلك في منطقة معمل السكر الشمندري في خراج بلدة مجدل عنجر ‪.‬‬ ‫َّجاج ‪ ،‬وذلك لالستفادة‬ ‫ت ‪ ،‬بدأ النّ ُ‬ ‫في أواسط ال ّ‬ ‫سبعينا ِ‬ ‫اس يُنشئون مزار َع للد ِ‬ ‫ش‬ ‫ض واللحم ‪ .‬ث ّم أنش‪++‬أوا م‪++‬زار َع للبق‪++‬ر ‪ ،‬اذ ي‪++‬أتون له‪++‬ا بالحش‪++‬ائ ِ‬ ‫من مردود البي ِ‬ ‫األعالف وهي داخل مرابض‪++‬ها العص‪++‬رية ‪ ،‬وال ل‪++‬زوم ألن تس‪++‬رح في‬ ‫وأكي‪++‬اس‬ ‫ِ‬ ‫سهول والوديان ‪ ،‬والبطاح ‪.‬‬ ‫المراعي وال ّ‬

‫‪ -145‬معاصر الدبس‬ ‫‪254‬‬


‫ب ‪ ،‬ت‪++‬وفرت كمي‪++‬اتٌ كب‪++‬يرةٌ‬ ‫نظ ًرا‬ ‫التساع مساحة األراض‪++‬ي المزروع‪ِ +‬ة ب‪++‬العن ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬اج‬ ‫من ه‪++‬ذا‬ ‫نف فائضة عن حاج‪++‬ة العائل‪++‬ة ‪ ،‬فك‪++‬ان النّ‪ُ +‬‬ ‫ّ‬ ‫الص ‪ِ +‬‬ ‫‪+‬اس يعم‪++‬دون الى انت‪ِ +‬‬ ‫ال‪ّ ++‬زبيب وال ‪+‬دّبس ‪ .‬من هن‪++‬ا اُنش‪ِ++‬ئتْ ع ‪+‬دّة معاص‪َ ++‬ر وبقيت تُس‪++‬تعم ُل حتّى أوائ‪++‬ل‬ ‫‪+‬كل‬ ‫ت كروم العن ِ‬ ‫الستّينات‪ . +‬بعدها توقفت تدريجيًا ألنَّ مساحا ِ‬ ‫ب قد تناقص‪++‬ت بش‪ٍ +‬‬ ‫ب اعتم‪++‬اد‬ ‫كبي ٍر ‪ ،‬وذل‪++‬ك بس‪++‬بب األم‪++‬راض ال‪++‬تي أص‪++‬ابت " ال‪+‬دّوالي " ‪ ،‬وبسس‪++‬ب ِ‪+‬‬ ‫النّاس على اآلبار االرتوازي ِة ‪ ،‬والزراعة ‪ ،‬وعلى الهجرة ‪.‬‬ ‫‪+‬اس يقض‪++‬ون الّلي‪++‬الي واألي‪++‬ام على المعص‪++‬ر ِة ‪ ،‬حيث تحل‪++‬و‬ ‫وبع‪++‬دما ك‪++‬ان الن‪ُ +‬‬ ‫سهرات ‪ ،‬والمشاكل ‪ ...‬أصبحت اآلن مهملة ومندثرة ‪ ،‬تبكي مصيرها‬ ‫الحكاياتُ وال ّ‬ ‫الحزين ‪.‬‬ ‫أ ّما ال َمعاصر فتعود الى ‪ :‬محمد الحاج الع ‪ّ +‬رة – الح‪++‬اج س‪++‬عيد محمد إب‪++‬راهيم‬ ‫س‪++‬ميدي – والح‪++‬اج خلي‪++‬ل محمد س‪++‬ميدي ‪ ...‬كم‪++‬ا ك‪++‬ان يوج‪++‬د معاص‪++‬ر أخ‪++‬رى في‬ ‫أماكن ُمتف ّرق ٍة من الجبل وعند سفوحه ‪ ،‬وفي لوسي ‪ ،‬وقد اندثرت جميعها ‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ - 146‬المحفرة‬ ‫‪+‬راب‬ ‫ستخرج منه‪++‬ا التّ‪ُ +‬‬ ‫ُ‬ ‫تُوج ُد في الناحي ِة الشّرقية من جبل القرية محفرةٌ ‪ ،‬يُ‬ ‫‪+‬تخرج من ناحي‪ٍ +‬ة‬ ‫ت التّرابية القديم‪++‬ة ‪ ،‬كما ويُس‪+‬‬ ‫ُ‬ ‫األبيض الّذي يصلح لطين ال‪++‬بيو ِ‬ ‫ب األبيض النّ‪+‬اعم ‪ ،‬يُس‪+‬تعم ُل عن‪+‬د اس‪+‬تخراج‬ ‫ثانية ومعروفة ن‪+‬و ٌع آخر من التّ‪++‬را ِ‬ ‫‪+‬ير المحف‪++‬ر ِة‬ ‫العصير من العنب تمهي ًدا لصناعة ال‪+‬دّبس ‪ .‬ولس‪++‬و ِء الح‪++‬ظ ف‪++‬انَّ مص‪َ +‬‬ ‫ُ‬ ‫س‪،‬‬ ‫مش‪++‬ابهٌ لمص‪++‬ير المعاص‪++‬ر ‪،‬‬ ‫حيث ال‪++‬بيوتُ التّرابية القديم‪++‬ة ‪ ،‬وص‪++‬ناعةُ ال‪++‬دّب ِ‬ ‫أصبحت من الماضي ‪.‬‬

‫سارة‬ ‫‪ - 147‬ك ّ‬ ‫‪255‬‬


‫الطرف الشّمالي لحدود أراضي القرية ‪ ،‬في " عقبة‬ ‫كان يوج ُد على‬ ‫ِ‬ ‫بأحجام مختلفة‬ ‫صيِّ ُرها حصى‬ ‫سطيا " ‪ :‬ك ّ‬ ‫سارةٌ تعمل على تكسي ِر الحجارة ‪ ،‬فتُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫صالحة للبناء ‪ .‬كان يملكها المرحوم فؤاد الجاروش ‪ .‬وفي مرحلة ما ‪ ،‬كان‬ ‫سارة في " المقيتلة "‪.‬‬ ‫يوجد ك ّ‬

‫‪ -148‬سعديَّا‬ ‫ٌ‬ ‫ت ‪ ،‬وب‪++‬القرب‬ ‫يظه ُر أنّه كانت هناك قريةٌ ولها‬ ‫تاريخ ‪ ،‬حيث توجد آثا ُر بيو ٍ‬ ‫الص ‪+‬خرية‬ ‫منها توج‪++‬د برك ‪+‬ةُ م‪++‬اء تُس ‪ّ +‬مى بركة س‪++‬عديَّا ‪ ،‬وهي ض‪++‬من المنطق ‪ِ +‬ة‬ ‫ّ‬ ‫الموجودة هناك ‪.‬‬

‫‪ُ - 149‬خ َرب أيوب وسطيا‬ ‫ت ‪ ،‬وهي‬ ‫‪+‬رف ّ‬ ‫الش ‪+‬مالي لح‪++‬دود أراض‪++‬ي القري ‪ِ +‬ة ‪ ،‬توج ‪ُ +‬د بقايا بي‪++‬و ٍ‬ ‫على الطّ‪ِ +‬‬ ‫بقرب أراضي المنارة والص‪++‬ويري ‪ ،‬وم‪++‬ا ي‪++‬زال ظ‪++‬اه ًرا للعي‪++‬ان بقايا ُج‪ +‬درا ٍن ت‪++‬د ُّل‬ ‫على أنّها كانت مأهولة بالس ّكان في الزمن الماض‪+‬ي ‪ ،‬وهي تُ‬ ‫نس‪+‬ب ألس‪+‬م أي‪+‬وب‬ ‫ُ‬ ‫وأغلب الظ ِن أنّها كانت تابعة لقرية "‬ ‫وقد يكون أحد ُح ّكامها أو من ُزعماِئها ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سطيا " القريبة منها ‪.‬‬ ‫أشخاص ‪+‬ا‬ ‫الس ‪+‬ن من الق‪++‬رى المج‪++‬اورة ‪ ،‬أنّهم التق‪++‬وا‬ ‫بعض كبا ِر‬ ‫ذكر أمامي‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ض المناطق الّلبنانية ‪ ،‬وأخبروهم بأنَّ أجدا َدهم كانوا يسكنون في " سطيا‬ ‫في بع ِ‬ ‫الطح‪ ++‬ان ‪ .‬الى غ‪++‬رب ه‪++‬ذه القرية توج‪ُ ++‬د ص‪++‬خرةٌ‬ ‫"‪ ،‬وهم من آل الص‪++‬فدي وآل‬ ‫ّ‬ ‫ق عليها اسم " شقيف المشنقة " ‪ ،‬ويظه ُر أنّها كانت تُستعم ُل لش‪++‬نق‬ ‫كبيرةٌ ‪ ،‬يُطل ُ‬ ‫المجرمين اذ ما يزال فيها عالماتٌ تدل على ذلك ‪.‬‬ ‫والمؤ ّر ُخ المعلوفُ يقول ‪ ...":‬والدّكوة هي على خط مزرعة لوسي ‪ ،‬وفي‬ ‫الدّكوة مشنقةٌ من حدي ٍد في صخ ٍر ‪ ،‬يُس ّمى (شيّار المشنقة) ‪.‬‬ ‫‪256‬‬


‫‪ - 150‬النّاقوس‬ ‫صخور على المقلب الغربي للبلدة ‪ ،‬تبداُ بصخر ٍة فيها فُتحة‬ ‫سلسلةٌ من ال ّ‬ ‫س ّميت بالناقوس ‪.‬‬ ‫صغيرةٌ مستديرةٌ قطرها أكثر من مت ٍر ولذلك ُ‬

‫‪ - 151‬أحدث معمل لالسفنج االصطناعي‬ ‫درس في جامع‪++‬ة الحكم‪ِ ++‬ة في ب‪++‬يروتَ ‪ ،‬وح‪++‬از على ش‪++‬هاد ٍة في الق‪++‬انون‬ ‫‪+‬اع‬ ‫الش‪+‬هادة تُخ ِّوله أن ينتس‪+َ +‬‬ ‫وه‪++‬ذه ّ‬ ‫‪+‬ب الى نقاب‪++‬ة المح‪++‬امين ‪ ،‬ولكنّه نظ‪ً +‬را لألوض‪ِ +‬‬ ‫صناعة ‪.‬‬ ‫الموجودة في لبنان ‪ ،‬ولبُعد نظره الثاقب ‪ ،‬ارتأى أن يلتح َ‬ ‫ق بقطاع ال ّ‬ ‫المصنع وصاحبه األستاذ ‪:‬‬ ‫انّه مدي ُر‬ ‫ِ‬ ‫محمد عبد الحفيظ عبدوني‬ ‫ب‪++‬دأ العم‪َ +‬ل تحت اسم مص‪++‬نع " فرش‪++‬ات ليبرازيل" ‪ ،‬الّ‪++‬ذي ت ّم تأسيس‪++‬ه ع‪++‬ام‬ ‫َ‬ ‫أحدث ما توصل الي‪++‬ه العلم‬ ‫‪ 2002‬ومن ث ّم عمل على تطوير المصنع ‪ ،‬فاستقد َ‪+‬م‬ ‫انتاج‪ +‬ا ع‪++‬ال َي الج‪++‬ود ِة ‪،‬‬ ‫ت يض‪++‬بط عمله‪++‬ا الكوم‪++‬بيوتر(الحاس‪++‬وب) فأعطته‬ ‫ً‬ ‫من آال ٍ‬ ‫الص‪+‬ناعات األوروبية وق‪+‬ام بتص‪+‬دير إنتاج‪+‬ه الى األس‪++‬واق الخارجي‪+‬ة‬ ‫نافس ب‪+‬ه‬ ‫ّ‬ ‫إنتاجه قد غطّى معظم المن‪++‬اطق‬ ‫(افريقي‪++‬ا – غويّان‪++‬ا الفرنس‪++‬يّة) ‪ ،‬إض‪++‬افةً الى أنَّ‬ ‫َ‬ ‫الّلبنانية ‪.‬‬ ‫زار المص‪++‬ن َع العديد من الشخص‪++‬يات ال ّرس‪++‬مية ‪ ،‬ومنهم مع‪++‬الي وزير البيئ‪++‬ة‬ ‫رح‪ +‬ال برفق‪++‬ة س‪++‬فير ِة األمم المتح‪++‬دة (مارت‪++‬ا رواي‪++‬دس) ‪ ،‬رافقهم‪++‬ا ع‪++‬د ٌد من‬ ‫محمد ّ‬ ‫المهت ّمين بشؤون البيئ‪+‬ة ‪ ،‬اطّل‪َ +‬ع الجمي‪ُ +‬ع على أقس‪+‬ام المص‪+‬نع وأب‪+‬دوا إعج‪+‬ابهم‬ ‫بانتاجه ال ُم ُميَّ ِز ‪ ،‬وتطبيقه ألصول النظاف ِة والمحافظة على البيئة ‪ ،‬وذل‪++‬ك باع‪++‬ادة‬ ‫تصنيع بقايا االسفنج ‪ .‬نشير الى أنَّ هذه ال ّزيارة ت ّمت في العام ‪. 2014‬‬

‫‪257‬‬


‫‪+‬انوني‬ ‫ص ق‪+‬‬ ‫انتسب الى جمعي‪++‬ة الص‪++‬ناعيين ع‪++‬ام ‪ 2013‬وح‪++‬از على ت‪++‬رخي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للمصنع عام ‪. 2014‬‬ ‫شري ٌك في برنامج األمم المتّحد ِة ‪ ،‬اذ يعمل على تطوي ِر االنت‪++‬اج ‪ ،‬واس‪++‬تعمال‬ ‫الطّاق ِة البديلة المتجدّدة للمحافظة على بيئ ٍة نظيفة ‪.‬‬ ‫الص‪+‬ناعة والتّج‪++‬ارة‬ ‫‪+‬نيف الدّرج‪++‬ة األولى من غرف‪ِ +‬ة‬ ‫ّ‬ ‫حاز المص‪++‬ن ُع على تص‪ِ +‬‬ ‫ت بيئيّ‪++‬ة متع‪++‬دّدة ‪ ،‬وآخره‪++‬ا ع‪++‬ام ‪2019‬‬ ‫في زحل‪++‬ة ‪ ،‬وح‪++‬از‬ ‫ً‬ ‫أيض‪++‬ا على ش‪++‬هادا ٍ‬ ‫باالضافة الى شهادات دوليّة وأخرى محليّة ‪.‬‬ ‫أ ّما أهم منتوجات المصنع فهي ‪ :‬صناعة االسفنج – الفرش‪++‬ات – ال ّرفاص‪++‬ات‬ ‫بأنواع ومقاسات متعددة ‪.‬‬ ‫الحديدية والبولييستر ‪ ،‬وذلك‬ ‫ٍ‬ ‫أن عد َد الع ّما ِل في المصنع هو ‪ 90 :‬موظّفًا‪.‬‬ ‫يذكر‬ ‫َّ‬

‫‪ - 152‬وفيات حصلت في أماكن غير عاديّة‬ ‫ أب‪++‬و عب‪++‬د ال‪++‬رحيم ش‪++‬اهين تُ‪++‬وف َي في بل‪++‬دة غ‪ّ +‬زة ‪ ،‬أثن‪++‬ا َء زيارتِه ألص‪++‬حابه‬‫فأحض‪++‬روه الى مش‪++‬ارف القرية (حيث بيت ص‪++‬الح عب‪++‬دوني الي‪++‬وم) في س‪++‬يارة‬ ‫" جيب ويلّز" تع‪++‬ود ملكيته‪++‬ا للمرح‪++‬وم " أب‪++‬و ميجر عل‪++‬وان " ومن ثم على ظه ‪ِ +‬ر‬ ‫للس‪+‬يّارات‬ ‫‪+‬ق ّ‬ ‫حما ٍر حتى وصلوا به الى منزل‪++‬ه ‪ ،‬وذل‪++‬ك نظ‪ً +‬را لع‪++‬دم وج‪++‬و ِد طري‪ٍ +‬‬ ‫آنذاك ‪ ،‬حصل ذلك منذ أكثر من ‪ 70‬عا ًما ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫‪ -2‬مصطفى عبدوني ت‪++‬وفي خالل س‪++‬فره ‪ ،‬إث‪َ +‬ر عُط‪ٍ +‬ل ط‪+‬رأ على ُمحرك‪++‬ا ِ‬ ‫الطّائرة أثنا َء تحليقها عاليًا في السماء ‪ ،‬فه‪++‬وتْ وتحطمت وذل‪++‬ك من‪ُ +‬ذ أك‪++‬ثر من‬ ‫سبعين سنة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬محمد الحاج عب‪++‬دوني ت‪++‬وفي في تش‪++‬رين االول من ع‪++‬ام ‪ 1970‬في‬ ‫كرمه الكائ ِن تحتَ أجرا ِن الشّيخ محمد ‪.‬‬ ‫‪258‬‬


‫‪ – 4‬في ‪ 1976 +– 3 +- 31‬استش‪+‬هد علي محم‪+‬د حس‪+‬ين عي‪+‬اش الع‪ّ +‬رة في‬ ‫والكحالة في جب‪+‬ل لبن‪+‬ان ‪ ،‬وذل‪+‬ك خالل الح‪+‬رب‬ ‫منطقة ظهر الوحش بين عاليه‬ ‫ّ‬ ‫األهلية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬عب‪++‬د المل‪++‬ك الع‪ّ ++‬رة ت‪++‬وفي في الطّ‬ ‫ري‪++‬ق ال‪++‬ب ّري أثن‪++‬ا َء عودته من أدا ِء‬ ‫ِ‬ ‫فريضة الحج ‪.‬‬ ‫سعودية أثنا ِء تأديته لمناسك الحج ‪.‬‬ ‫‪ -6‬محمد قاسم الهندي توفي في ال ّ‬ ‫سعودية أثناء تأديته مناسك العمرة ‪.‬‬ ‫‪ -7‬بهجت الع ّرة توفي في ال ّ‬ ‫‪ – 8‬في ‪ 2006 ++– 7 ++– 19‬استش‪++‬هد ذيب برك‪++‬ات اث‪++‬ر قص‪++‬ف للط‪++‬يران‬ ‫الصهيوني على مزرعته الواقعة في خراج بلدة لوسي ‪.‬‬ ‫‪ -9‬يوسف أحمد الج‪++‬اروش (أب‪+‬و علي ص‪+‬الح) ‪ ،‬ت‪++‬وف َي داخ‪َ +‬ل المس‪+‬ج ِد وه‪+‬و‬ ‫القرآن وذلك في حزيران ‪ . 2014‬وهذه أ ّو ُل وفا ٍة تحص ُل في المسجد ‪.‬‬ ‫يقرأ‬ ‫َ‬ ‫‪ -10‬علي بركات توفي في الطائرة أثناء سفره الى البرازيل ‪.‬‬ ‫جذع شجرة الجوز‬ ‫الحاجة أم علي وهبة توفيت في" الحاكورة " عند‬ ‫‪-11‬‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫التي أحبتها ‪.‬‬ ‫‪ 12‬مصطفى محمد عبدوني توفي أثناء زيارته البنته زهرة في جب جنين‬ ‫عام ‪. 1971‬‬ ‫‪ -13‬عبد الستار عبدوني توفي في المرج ‪ ،‬عن‪++‬د ش‪++‬ريك ل‪++‬ه في التج‪++‬ارة‬ ‫شجا ٍر حصل بينهما ‪.‬‬ ‫خالل ِ‬ ‫‪ -14‬سالم الخطيب عبدوني (عم أبو جميل سالم) ‪ ،‬توفي فوق عيثا الفخار‬ ‫بسبب الثلوج والبرد الشديد‪ +‬؛ حينها شعر بالخدر يسري في جسمه فتجمد دمه‬ ‫وما لبث أن فارق الحياة ‪ ،‬وكان يومها في طريق العودة من الشام ‪.‬‬ ‫‪259‬‬


‫‪ - 153‬الحجاج األوائل‪+‬‬ ‫أبو سعيد الحاج وزير بركات وزوجته ‪ ،‬وأبو محمد أحمد الحاج الع‪ّ +‬رة (ج‪++‬د‬ ‫س ال‪++‬ذين أدّوا فريض‪+‬ةَ‬ ‫الحج ‪،‬‬ ‫الح‪++‬اج ج‪++‬ودت الع‪ّ +‬رة) وزوجته ك‪++‬انوا أوائ‪َ +‬ل النّ‪++‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫وذل‪++‬ك م‪++‬ا بين ع‪++‬امي ‪ 1870‬و ‪ 1880‬م ‪ ،‬وك‪++‬انت رحلتهم الى الحج‪++‬از في تلك‬ ‫ب واإلب‪++‬ل ‪ ،‬فط‪++‬الت م‪ّ +‬دةُ غي‪++‬ابهم ‪ .‬ظنَّ أق‪++‬اربُهم أنّهم قد‬ ‫األيّ‪++‬ام ‪ ،‬تعتمد على ال‪+‬دّوا ِ‬ ‫‪+‬الم فع َّم‬ ‫ماتوا على الطريق ‪ .‬وبع‪َ +‬د ع‪+‬دّة ش‪++‬هو ٍر ‪ ،‬وص‪++‬لوا الى القري‪++‬ة بخ‪++‬ي ٍر وس‪ٍ +‬‬ ‫الفرح والسرو ُر كافّةَ البل‪++‬د ِة ‪ ،‬وبع‪++‬د م‪++‬رور ف‪++‬ترة من ال‪++‬زمن ذهب الح‪++‬اج احم‪++‬د‬ ‫ُ‬ ‫عبدوني (والد أبو احمد الحج عبدوني وام عبد الرحيم شاهين وجدتي ام محم‪++‬د)‬ ‫والحقً‪++‬ا بع‪++‬د ف‪++‬ترة من ال‪++‬زمن ذهب الح‪++‬اج عب‪++‬اس عب‪++‬اس ‪ ،‬من هن‪++‬ا ج‪++‬اء لقب‬ ‫ت وأفرادها ‪ ،‬وأحفادها ‪.‬‬ ‫الحاج لهذه العائال ِ‬

‫‪ - 154‬نثريات متنوعة‬ ‫الخطيب الق‪+‬دي ُم (محم‪+‬د أحم‪+‬د عب‪+‬دوني) ‪ ،‬الّ‪+‬ذي تلقّى‬ ‫أو ُل رج ٍل ُمتعلِّ ٍم ك‪+‬ان‬‫ُ‬ ‫علو َمه في الشّام ‪.‬‬ ‫ في الزمن الماضي ‪ ،‬ونقاًل عن كبار السن في قريتنا والقرى المج‪++‬اورة ‪:‬‬‫أنه كان يحضر الى القرية شهود عيان ُم َكلَّفِين من قبل افتاء دمشق ‪ ،‬ليت َ​َح ُّروا‬ ‫رؤية الهالل ‪ ،‬وذلك الثبات رؤية هالل رمضان وعيد الفطر السعيد ‪ ،‬وكم‪++‬ا يعلم‬ ‫الجميع فإن منطقتنا كانت في الزمن الغ‪++‬ابر تابع‪++‬ة لوالي‪++‬ة دمش‪++‬ق ‪ .‬ولع‪َّ +‬ل ه‪++‬ذا‬ ‫االمر قد ك َّرسه مفتى دمشق آنذاك الشيخ محمد حامد وهو من ح ّمارة ‪.‬‬ ‫ الح‪+‬اج علي محمد س‪+‬ميدي عم‪+‬ل عند رش‪+‬دي باش‪+‬ا التّ‪+‬ركي ‪ ،‬الّ‪+‬ذي ك‪+‬ان‬‫مركزه في قرية اإلس‪++‬طبل (ال ّروض‪++‬ة الي‪++‬وم) ‪ ،‬وك‪++‬ان من ض‪++‬م ِن عمل‪++‬ه ‪ ،‬االش‪++‬راف‬ ‫‪260‬‬


‫على ُمح‪ّ +‬ر ٍك يض‪ُ +‬‬ ‫‪+‬خ المي‪++‬اهَ الى أعلى المب‪++‬نى ‪ ،‬ف‪++‬أطلق عليه رش‪++‬دي باش‪++‬ا لقب"‬ ‫علي الموترجي"‬ ‫وهذا األمر قد ذكره الحاج علي أمامي عدّة مرات ‪.‬‬ ‫ ابتدا ًءا من عام ‪ 1927‬ب‪++‬دأت اعم‪++‬ال المس‪++‬احة في قريتن‪++‬ا ‪ .‬عم‪++‬ل أحم‪++‬د‬‫حم‪++‬ود الج‪++‬اروش م‪++‬ع المهن‪++‬دس (فرنس‪++‬ي الجنس‪++‬ية) ال‪++‬ذي أش‪++‬رف على ه‪++‬ذه‬ ‫األعم‪++‬ال ‪ ،‬ذل‪++‬ك أي‪++‬ام اإلنت‪++‬داب الفرنس‪++‬ي ‪ ،‬وك‪++‬ان يومه‪++‬ا ش‪++‬ابًا ياف ًع‪++‬ا ‪ ،‬وبمرافقت‪++‬ه‬ ‫للمهن‪++‬دس اكتس‪++‬ب خ‪++‬برة عميق‪++‬ة في م‪++‬ا يخص ملكي‪++‬ة األراض‪++‬ي ‪ ،‬وح‪++‬دودها ‪،‬‬ ‫ومس‪++‬احتها ‪ ،‬وك‪++‬ان مقص ‪ً +‬دا لك‪++‬ل من يُش ‪ِ +‬كل علي‪++‬ه أم‪++‬ر يتعل‪++‬ق بف‪++‬رز األرض ‪،‬‬ ‫وتحديد ملكيتها ‪ ،‬ومساحتها ‪ ،‬وإظه‪++‬ار ح‪++‬دودها ‪ .‬وك‪++‬ان يمل‪++‬ك خرائ‪++‬ط يس‪++‬تخدمها‬ ‫في إنجاز هذه االعمال ‪.‬‬ ‫ت في لوسي هم ‪ :‬أحم‪++‬د علي بدويّ‪++‬ة ش‪++‬اهين ‪،‬‬ ‫ أو ُل من اش‪++‬ترى س‪++‬يارا ٍ‬‫وع ّمه س‪++‬عيد أحم‪++‬د بدويّة ش‪++‬اهين ‪ ،‬ومحمد أحمد بدويّ‪++‬ة ش‪++‬اهين (أب‪++‬و كم‪++‬ال) ‪،‬‬ ‫اضافةً الى شراء شاحنة (كميون) ‪ ،‬وذلك في عام ‪ 1929‬م ‪.‬‬ ‫ أو ُل من اش‪++‬ترى س‪++‬يارةً في الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا ‪ ،‬ه‪++‬و خلي‪++‬ل محم‪++‬د‬‫الخطيب عبدوني (أبو نصوح) ‪ ،‬وذلك في عام ‪ 1932‬م طراز فورد أب‪++‬و دعسة ‪.‬‬ ‫طريق الى القرية ‪.‬‬ ‫كان يضعها في لوسي ‪ ،‬نظ ًرا لعدم وجود‬ ‫ٍ‬ ‫ق وادي‬ ‫ كان أبو أحمد عثمان الع ّرة ‪،‬‬‫يطلب من النّ‪++‬اس أن يُنظّف‪++‬وا طري‪َ +‬‬ ‫ُ‬ ‫‪+‬دران من‬ ‫لوسي وطري َ‬ ‫ق وادي العين من الشّو ِك والحجارة ‪ ،‬إضافةً الى بن‪++‬اء ج‪ٍ +‬‬ ‫ب على الط‪++‬ريقين ‪ ،‬وك‪++‬ان‬ ‫س وال ‪+‬دّوا ِ‬ ‫الحجارة حيث يلزم وذلك لتسهيل مرو ِر النّا ِ‬ ‫‪+‬ل‬ ‫النّ‪ُ +‬‬ ‫‪+‬اس يلبّ‪++‬ون طلب " أب‪++‬و أحم‪++‬د عثم‪++‬ان " بك‪++‬ل " طيب ‪ِ +‬ة خ‪++‬اط ٍر" ودون أي مقاب‪ٍ +‬‬ ‫مادّي‬

‫‪261‬‬


‫ المرحوم مصطفى أبوعرابي (أبو خليل) ‪ ،‬ب‪+‬دَأ بتس‪+‬جي ِل الوفي‪+‬ات من‪+‬ذ ع‪+‬ام‬‫‪+‬ف لِف‪++‬تر ٍة م‪++‬ا ‪ ،‬بس‪++‬بب‬ ‫‪ ، 1930‬واستم َّر في ذلك حتّى وفاته ‪ ،‬علم‪+‬ا ً بأنّ‪++‬ه ق‪++‬د توقّ‪َ +‬‬ ‫هجرته الى البرازيل فكان خليل غنّوم عبدوني أ ّو ُل وفاة سجلها ‪ ،‬وذلك في ‪30‬‬ ‫س ِّجلتْ على دفتره هي للمرحوم علي سليمان‬ ‫تموز من عام ‪ 1930‬وآخر وفاة ُ‬

‫الجاروش الّتي كانت في ‪ 21‬تشرين الثاني عام ‪ 1985‬م ‪.‬‬ ‫ ومن ث ّم تابع ابنه فوزي هذا العم‪+‬ل ‪ ،‬فك‪+‬انت أ ّول وف‪++‬ا ٍة للمرح‪+‬وم رش‪++‬يد‬‫‪+‬جل ٍة هي‬ ‫أب‪++‬وعرابي الّ‪++‬تي حص‪++‬لت في ‪ 1‬ش‪++‬باط ع‪++‬ام ‪ ، 1986‬وآخ ‪ُ +‬ر وف‪++‬ا ٍة مس‪ّ +‬‬ ‫للمرحومة فاطمة سعيد أبوعرابي ‪ ،‬وكانت في ‪ 3‬آب ‪. 2006‬‬ ‫ي ‪ ،‬وذل‪++‬ك ج‪ّ +‬را َء هط‪++‬و ِل أمط‪++‬ار غزي‪++‬رة ‪،‬‬ ‫ في عام ‪ 1935‬حدث سي ٌل قو ٌ‬‫والص‪++‬خور ‪ ،‬في وادي لوس‪++‬ي ووادي العين ‪ ،‬وه‪++‬ذا‬ ‫ج‪++‬رفت كميّ‪++‬ةً من األتربة‬ ‫ّ‬ ‫سي ُل أحدث أضرا ًرا في عدد من المنازل في السلطان التحتا ‪ ،‬فيم‪++‬ا لم تح‪++‬دث‬ ‫ال ّ‬ ‫أيّة أضرا ٍر في السلطان الفوقا نظ ًرا لوجودها على ق ّمة الجبل ‪.‬‬ ‫ت واألربعين‪++‬ات من الق‪++‬رن العش‪++‬رين ‪ ،‬ذهب ع‪++‬د ٌد من ش‪++‬باب‬ ‫ في الثالثين‪++‬ا ِ‬‫فلسطين مع اإلنكل‪++‬يز قبل االحتالل الص‪++‬هيوني له‪++‬ا ‪ .‬ك‪++‬ذلك في‬ ‫القرية للعمل في‬ ‫َ‬ ‫س الفترة تقريبًا عمل عد ٌد من الشّباب في بلد ِة تُربل مع االحتالل الفرنس‪++‬ي‬ ‫نف ِ‬ ‫وكذلك في قطنا في سوريا ‪ .‬منهم ‪ :‬والدي محمد خليل عبدوني – إبراهيم ص‪++‬الح‬ ‫الهندي – محمد صالح الهندي – حسين محمود الهندي – علي أس‪++‬عد س‪++‬ميدي –‬ ‫مص‪++‬طفى محم‪++‬د أب‪++‬وعرابي ‪ -‬عب‪++‬د ال‪ّ +‬رحمن ش‪++‬اهين (أب‪++‬وعزيز) – أحم‪++‬د مص‪++‬طفى‬ ‫إسماعيل سميدي – أبناء يوسف الخطيب عبدوني – عبد الجليل عبدوني وأخ‪++‬وه‬ ‫أحمد – محمد حامد الخطيب (أبو حامد) – س‪+‬الم حام‪+‬د الخطيب عب‪+‬دوني – محم‪+‬د‬ ‫خليل علي الجاروش – حسن أحمد الجاروش – محم‪++‬د يوس‪++‬ف علي عب‪++‬دوني –‬ ‫‪262‬‬


‫أحمد يوسف علي عب‪++‬دوني–عب‪++‬د الغ‪++‬ني عب‪++‬دوني(غنّ‪++‬وم) ‪ -‬س‪++‬عيد قاس‪++‬م الخطيب‬ ‫عبدوني وعلي محمد سميدي وابنه ‪.‬‬ ‫منذ زمن بعيد ‪ ،‬حصل المرح‪++‬و ُم س‪++‬عيد بلعيص س‪++‬عدي على ُرخص‪ٍ +‬ة ل‪++‬بيع التّب‪++‬غ‬ ‫والتّنبا ِك من االدار ِة ال ّرسمية المختصة بذلك ‪ .‬وبعدها انتقلت هذه ال ّرخص‪++‬ةُ الى‬ ‫آل عنقة من كامد الّلوز ‪ ،‬ومن هنا بدأت تجارتُهم ومحاّل تُهم وثرواتُهم ‪.‬‬ ‫ث نكبة فلسطين عام ‪ ، 1948‬قص‪+‬د القري‪+‬ةَ ع‪++‬د ٌد من الع‪++‬ائالت‬ ‫ عند حدو ِ‬‫ب‬ ‫الفلس‪+++‬طيني ِة ‪ ،‬الّ‪+++‬تي ت‪+++‬ركت بيوتَه‪+++‬ا وقراه‪+++‬ا و ُممتلكاتِه‪+++‬ا ‪ ،‬خوفًا من االره‪+++‬ا ِ‬ ‫الصهيوني وسكنوا في بلدتنا ألكث َر من خمس سنوات ‪.‬‬ ‫ أول من اشترى جهاز راديو هو االستاذ جميل الجاروش ‪ ،‬وكان ذلك في‬‫أواخر االربعينات ‪.‬‬ ‫ في أوائل الخمسينات من القرن الماضي ‪ ،‬تخ‪ّ +‬رج المهن‪++‬دس أحم‪++‬د محمد‬‫عب‪+++‬د الفت‪+++‬اح الج‪+++‬اروش من جامع‪+++‬ة الق‪+++‬اهرة ‪ ،‬ح‪+++‬اماًل ش‪+++‬هادةً في الهندس‪+++‬ة‬ ‫الزراعي‪++‬ة ‪ ،‬فك‪++‬ان أول خ ‪ّ +‬ريج ج‪++‬امعي من القري‪++‬ة ‪ .‬وخالل وج‪++‬وده في مص‪++‬ر ‪،‬‬ ‫اكتسب خبرةً طبقَّها في منزله حيث أنشأ مروحةً هوائيةً على سطح المنزل ‪،‬‬ ‫وأ ّمن التمدي‪++‬دات الالزم‪++‬ة كي يش‪++‬حن بطاري ‪+‬ةً موج‪++‬ودةً في داخل‪++‬ه ‪ ،‬ومن ه‪++‬ذه‬ ‫البطارية أم َّد البيتَ بالكهرباء وكان يستمع الى جهاز الراديو متى يش‪++‬اء ‪ .‬كم‪++‬ا‬ ‫أ َّم َن مضخةً يدويةً تعم ُل على اس‪++‬تخراج المي‪++‬اه من " ب‪++‬ئر الجمع " ‪ ،‬الى األعلى‬ ‫ليتم اس‪++‬تعمالها في الم‪++‬نزل ‪ .‬وال ننس‪++‬ى أنّ‪++‬ه ك‪++‬ان المش‪++‬جع للمرح‪++‬وم " أب‪++‬و خليل‬ ‫سميدي"‪ ،‬كي يحفر بئ ًرا إرتوازيةً ‪ ،‬فكانت أول بئ ٍر في منطقتنا‪.‬‬ ‫‪ -‬في عام ‪ 1956‬م حدثت ه ّزةٌ قوية ‪ ،‬وكانت األضرار بسيطةً ‪.‬‬

‫‪263‬‬


‫ في أوائ ِل الستّينات‪ +‬من القرن الماضي ‪ ،‬أحضر أبو صالح الهندي الى‬‫‪+‬اس‬ ‫القري ‪ِ +‬ة‬ ‫شخص ‪+‬ا مع‪++‬ه جه‪++‬از تلفزي‪++‬ون ‪ ،‬اض‪++‬افةً لمول ‪ٍ +‬د للكهرب‪++‬اء ‪ ،‬وك‪++‬ان النّ‪ُ +‬‬ ‫ً‬ ‫مادي ‪.‬‬ ‫يسهرون عنده في ال ّد ّكا ِن لقا َء بد ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫ حتى فترة الستينات ‪ ،‬كان يأتي الى القرية مص ّور ‪ ،‬يحمل معه آلةً قديمة‬‫ض أحي‪++‬اء القرية‬ ‫ذات قاعدة خشبيّة ‪ ،‬فيق‪++‬وم بعمله في ّ‬ ‫الس‪+‬احة العا ّم‪++‬ة وفي بع ِ‬ ‫وذلك خالل فتر ِة االنتخابات ‪.‬‬ ‫ أ ّو ُل من اشترى جهاز تلفزيون ‪ ،‬هو المرحوم االستاذ محيي الدّين الفيل ‪،‬‬‫ثم المرحوم " أبونصوح "‪ ،‬وذلك في الستّينات من القرن الماضي ‪.‬‬ ‫ب والع‪++++‬دو‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫الح‪++++‬رب بين الع‪++++‬ر ِ‬ ‫ في تش‪++++‬رين األول ع‪++++‬ام ‪ 1973‬دار ِ‬‫الص‪++‬هيوني ‪ ،‬على جبه‪++‬تي مص‪++‬ر وس‪++‬وريا ‪ .‬عندئ‪ٍ +‬ذ ق‪+‬امت مجموع‪+‬ةٌ من وجه‪++‬اء‬ ‫ت ‪ ،‬من أم‪++‬وا ٍل وقطع ذهبي‪ٍ ++‬ة ثمين‪++‬ة ‪ُ ،‬مس‪++‬اهمةً منهم في‬ ‫البل‪++‬دة‬ ‫بجم‪++‬ع التّبرع‪++‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ه‪++‬ذه ‪ ،‬ت َّم تس‪++‬لي ُم المبل‪++‬غ‬ ‫المجهود الح‪++‬ربي ‪ ،‬وبع‪++‬د االنته‪++‬ا ِء من جول‪++‬ة التّب ّرع‪++‬ا ِ‬ ‫سوري‬ ‫المقدّم من أهالي السلطان يعقوب الفوقا والتحتا ‪ ،‬لمعالي وزير الدّفاع ال ّ‬ ‫يومها سيادة العماد مصطفى طالس ‪.‬‬ ‫األيام اُخبِ َر المرح‪+‬وم ف‪+‬ؤاد الج‪+‬اروش ‪ ،‬ب‪+‬أنّ هن‪+‬اك جن‪+‬ديًّا لبنانيًّا‬ ‫ في أح ِد‬‫ِ‬ ‫ت غ‪++‬ير الئق‪++‬ة في البل‪++‬دة ‪ ،‬فما‬ ‫اسمه داغر ‪ ،‬يتف ّوهُ‬ ‫بكالم ب‪++‬ذي ٍء ‪ ،‬ويق‪++‬وم بتص‪++‬رفا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي حاج‪+‬ةً م‪++‬ا ‪ ،‬دخل‬ ‫كان منه ااّل أن راقبَه ‪ ،‬وعندما َعلِ َم أنّه دخل الد َ‬ ‫ّكان ليش‪++‬تر َ‬ ‫ّكان ‪ ،‬وانه‪++‬ا َل عليه ض‪++‬ربًا واهان‪++‬ةً ق‪++‬ائاًل له ‪ " :‬روح لعن‪++‬د‬ ‫أبو أحمد ف‪++‬ؤاد ال‪++‬د َ‬ ‫الضابط تبعك وقل له رئيس بلدية الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬طرق‪++‬ني قتل‪++‬ة وكش‪++‬ني من‬ ‫البل‪++‬دة يلال من‬

‫ي ‪...‬ولم نعد‬ ‫ت ع‪++‬ا ٍل ُمنفع‪ٍ +‬ل ذهب الجن‪++‬د ُ‬ ‫ه‪++‬ون "‪ ...‬بص‪++‬و ٍ‬

‫نراه في القرية ‪.‬‬

‫‪264‬‬


‫ في عام ‪ 1976‬استشه َد األخ‪++‬وا ِن أحمد يوس‪++‬ف علي عب‪++‬دوني ‪ ،‬ومحمد‬‫ص طائش مص‪++‬دره منطق‪++‬ة ع‪ّ +‬زة ‪ ،‬وق‪++‬د كانا واقِفَ ْي ِن‬ ‫يوسف علي عبدوني برصا ٍ‬ ‫مع أكثر من عشر ِة رجا ٍل على سطح بئر بيت أبو سعيد عب‪++‬دوني الق‪++‬ديم ‪ ،‬وق‪++‬د‬ ‫اختارهما هللا من بين الجميع وبلحظ‪ٍ +‬ة واح‪++‬د ٍة ‪ ،‬وك‪++‬انوا جمي ًع‪++‬ا قب‪++‬ل ذل‪++‬ك بقليل‬ ‫ق داخ َل البيت ‪.‬‬ ‫يلعبون الور َ‬ ‫أوائ‪+‬ل‬ ‫ أ ّو ُل من اشترى جهاز تلفزي‪++‬ون مل‪ّ +‬ون هو حس‪++‬ني عب‪++‬دوني وذل‪++‬كَ في‬‫ِ‬ ‫الثّمانينات ‪.‬‬ ‫االجتياح الصهيوني للبنان ‪ ،‬انفجر لغ ٌم أرض ٌي‬ ‫ في حزيران ‪ ، 1982‬خال َل‬‫ِ‬ ‫رح من‬ ‫الس‪+‬يارةُ ُ‬ ‫ت ّ‬ ‫بسيّارة محمد حس‪++‬ين المص‪++‬ري في وادي ّ‬ ‫وج‪َ +‬‬ ‫نص‪+‬ار ‪ ،‬ف‪ُ +‬د ِّم َر ِ‬ ‫كان ب‪++‬داخلها وهم األس‪++‬تاذ س‪++‬عيد المص‪++‬ري – إب‪+‬راهيم س‪++‬ميدي – أحمد المص‪+‬ري‬ ‫ق ‪ -‬أصيب ب‪++‬أذى ب‪++‬الغ في‬ ‫سائ ُ‬ ‫وأحمد عبدوني ‪ .‬غير أنّ " أبو حسين " ‪ - ،‬وهو ال ّ‬ ‫جسده‪.‬‬ ‫ت البل‪++‬دةُ من قبل‬ ‫ص‪+‬فَ ِ‬ ‫ خال َل االجتياح الصهيوني عام ‪ ، 1982‬وبع‪++‬دما قُ ِ‬‫‪+‬راب في بعض المن‪++‬ازل ‪ ،‬عن‪++‬دها‬ ‫العدو سيطر على س‪ّ +‬كانها الخ‪++‬وفُ ‪ ،‬وحص‪++‬ل خ‪ٌ +‬‬ ‫‪+‬ف ومن قِلّ‪ِ +‬ة الم‪++‬ا ِء‬ ‫تركت أكثر من أربعين عائل ٍة القريةَ هربًا من تك‪++‬رار القص‪ِ +‬‬ ‫ق وال ّزبداني وق‪++‬د غ‪++‬ابوا عن القري‪++‬ة ألك‪++‬ثر من ثالث‪ِ +‬ة‬ ‫والكهرباء ‪ ،‬وقصدوا دمش َ‬ ‫أشهر ‪ .‬ومن هذه العائالت من سافر الى البرازيل انطالقًا من سوريا ‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1985‬افتتح السيد ري‪++‬اض رض‪++‬ى أب‪++‬و ع‪++‬رابي مطع ًم‪++‬ا في برالي‪++‬اس –‬‫الطريق العام ‪.‬‬ ‫ق طريق السلطان ‪ -‬لوسي وذل‪++‬ك بإش‪++‬راف‬ ‫ في أوائ ِل نيسان ‪ 1987‬بدأ ش ُّ‬‫جمعي ٍة نش‪++‬يطة من وجه‪++‬ا ِء وش‪++‬باب قري‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وك‪++‬ان على رأس‬

‫‪265‬‬


‫ه‪++‬ذه الجمعي‪++‬ة " الح‪++‬اج أبوش‪++‬كيب ص‪++‬الح " ‪ ،‬الّ‪++‬ذي قص‪++‬د البرازي ‪َ +‬ل ‪ ،‬وجمع من‬ ‫ق الطريق ‪.‬‬ ‫المغتربين مبل ًغا كافيًا لش ِّ‬ ‫ بدأ التّخطيطُ لج ِر المياه من مشروع بيادر لوسي الى خ‪ّ +‬زان الس‪++‬لطان الفوق‪+‬ا‬‫في ‪. 1987 - 5 - 9‬‬ ‫ ت ّم تعبيد الطريق بين لوسي والسلطان في ‪ 1987- 8 – 1‬عند المغيب ‪.‬‬‫قرب بيت أحمد‬ ‫ في ‪ 1988 - 5 – 10‬ت ّم تشغي ُل محطّ ِة الكهرباء الموجودة‬‫َ‬ ‫غنّوم‬ ‫عبدوني ‪.‬‬ ‫ في ‪ 1988 - 5 – 24‬ت ّم افتتاح محط ٍة تلفزيونية في القرية ‪ ،‬لمرحل ٍة تجريبية‬‫وصاحبها ناجح أكرم الترك من مجدل عنجر ‪ ،‬وذلك في بيت عدنان ص ّوان ‪.‬‬ ‫ت في‬ ‫ في عام ‪1988‬‬‫َ‬ ‫افتتح الحاج إبراهيم أحمد سميدي محطّ‪+‬ةً للمحروق‪++‬ا ِ‬ ‫ض يملكه‪++‬ا عن‪++‬د تق‪++‬اطع ط‪++‬رق (لوس‪++‬ي ‪ /‬ال‪++‬دكوة ‪ ---‬الخي‪++‬ارة ‪ /‬الراش‪++‬دية)‬ ‫قطعة أر ٍ‬ ‫المن‪+++‬ازل ‪،‬‬ ‫وهي مقابل‪+++‬ة (لش‪+++‬يّار المش‪+++‬نقة) ‪ ،‬وه‪+++‬و ي‪+++‬وزع المحروق‪+++‬ات على‬ ‫ِ‬ ‫ومشاريع األراضي ال ّزراعية ‪.‬‬ ‫سسات ‪،‬‬ ‫والمؤ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ت ‪ ،‬لصاحبه محمد‬ ‫ في عام ‪ 1987‬ت َّم‬‫ُ‬ ‫افتتاح مح ٍل لصنع الكراسي والطّاوال ِ‬ ‫علي عبّاس وأوالده ‪ ،‬ومركزه في المنارة – الطريق العام ‪.‬‬ ‫ في عام ‪ 1988‬افتتح الحاج فوزي أبوعرابي في لوسي فرنًا للمعجنات‬‫وتوابعها ‪.‬‬ ‫ في ‪ 1989 - 6 - 16‬وصلت " القساطل" المخصصة إليصال مياه الشفة ‪،‬‬‫من مش‪++‬روع بي‪++‬ادر لوس‪++‬ي الى الخ‪++‬زان الرئيس‪++‬ي في الس‪++‬لطان ‪ ،‬ومن‪++‬ه تُ‪++‬و َّز ُع‬

‫‪266‬‬


‫ثالثين قري‪ٍ ++‬ة في قض‪++‬اءي البق‪++‬اع الغ‪++‬ربي‬ ‫المي‪++‬اهُ على قريتن‪++‬ا ‪ ،‬وعلى ح‪++‬والى‬ ‫َ‬ ‫وراشيّا ‪ ،‬وبعد عمل استمر حوالى اربع سنوات ‪ ،‬تدفقت المياه ‪.‬‬ ‫ في أواخ ِر عام ‪ 1989‬وأوائ ِل عام ‪ 1990‬قصفٌ مدفع ٌي ص‪+‬هيون ٌي من‬‫صار ‪.‬‬ ‫قرب حاصبيّا ‪ ،‬وقصفٌ من‬ ‫الطيران على وادي ن ّ‬ ‫موقع " أبو قمحة " َ‬ ‫ِ‬ ‫لصنع أكي‪+‬اس‬ ‫معمل صغي ٍر‬ ‫افتتاح‬ ‫ أواخر شهر تشرين الثاني ‪ 1990 -‬ت َّم‬‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫البطاطا لألوالد (شيبس) في المنارة على الطريق العام ‪ ،‬لصاحبه أحمد عبدوني‬ ‫الص ‪+‬يدلي جه‪++‬اد‬ ‫‪+‬اح ص‪++‬يدليّة العب‪++‬ير ‪ ،‬لص‪++‬احبها‬ ‫ّ‬ ‫ في ع‪++‬ام ‪ 1991‬ت َّم افتت‪ُ +‬‬‫الجاروش وذلك في المنارة – الطريق العام ‪.‬‬ ‫ في ‪ 1991 - 7 - 28‬زار القريةَ معالي وزير الدّاخلية الّلواء سامي الخطيب ‪،‬‬‫وت ّم استقباله في منزل الحاج محمد علي سليمان الجاروش ‪.‬‬ ‫ في ‪ 1991 - 8 - 11‬زار القريةَ ميشال رينيه مع ّوض ‪ ،‬وت ّم استقباله في‬‫منزل رياض أبوعرابي ‪.‬‬ ‫صار ‪.‬‬ ‫ في ‪ 1991 - 12 – 17‬مجدّداً قصفٌ صهيون ٌي على وادي ن ّ‬‫ت هائل ٍة‬ ‫ت الثّ ُ‬ ‫لوج بكميّا ٍ‬ ‫ في نهاي ِة عام ‪ 1991‬وبداي ِة عام ‪ 1992‬تساقط ِ‬‫أيام متتالية ‪.‬‬ ‫ولمدة عشرة ٍ‬ ‫ في عام ‪ 1992‬افتتح الحاج فوزي علوان ملحمة في لوسي ‪.‬‬‫ب البالس‪++‬تيكية ‪ ،‬وذلك‬ ‫ في نيسان ‪ 1992‬ت َّم انشا ُء معم ٍل لتص‪++‬نيع األن‪++‬ابي ِ‬‫في لوسي لصاحبه خليل محمد سميدي ‪.‬‬ ‫ في ص‪++‬يف ع‪++‬ام ‪ 1992‬وص‪++‬يف ‪ 1993‬ت ّم توس‪++‬ي ُع الطريق الرئيس ‪+‬يّة‬‫للبلدة‪.‬‬

‫‪267‬‬


‫ في بداي ِة العام الدراسي ‪ 1993 - 1992‬ت َّم اعتما ُد اللغ ِة االنكليزية بداًل‬‫من الفرنسية في المدرسة بشك ٍل نهائي ‪ ،‬وبعد تد ّرج استمر سنوات عديدة ‪.‬‬ ‫افتتح محمد يوسف حسين أب‪++‬وعرابي محاًّل‬ ‫ في أوائ ِل شباط عام ‪1993‬‬‫َ‬ ‫ت في المنارة – الطريق العام ‪.‬‬ ‫لبيع الحلويّا ِ‬ ‫ في آذار عام ‪ 1993‬افتتح الحاج عبد الستّار عب‪++‬دوني اس‪++‬تراحةً و" س‪++‬وبّر‬‫ماركت " في المنارة ‪ -‬الطريق العام ‪.‬‬ ‫ في أواخر نيسان ع‪++‬ام ‪ 1993‬ت َّم ض‪ُّ +‬‬‫‪+‬خ المي‪++‬اهُ من مش‪++‬روع لوسي الى‬ ‫خ ّزان السلطان ‪.‬‬ ‫‪ -‬في ‪4‬‬

‫ت ّم‪++‬وز ع‪++‬ام ‪ 1993‬ت َّم تدش‪++‬ينُ مش‪++‬روع بي‪++‬ادر لوس‪++‬ي من قبل‬

‫ال ّرسميين‬ ‫وق‪++‬د حضر ه‪++‬ذا الحف ‪َ +‬ل دولة رئيس مجلس النّ‪++‬واب نبيه ب ‪ّ +‬ري ‪ ،‬وع‪++‬د ٌد من‬ ‫ت ال ّرس‪++‬مية ومن بينهم مع‪++‬الي وزي‪++‬ر الم‪++‬وارد‬ ‫ال‪++‬وزراء والنّ‪++‬واب والشّخص‪++‬يا ِ‬ ‫الكهربائية والمائية االستاذ ايلي حبيقة ‪ ،‬وحشد كبير من المواطنين ‪.‬‬ ‫أنشأ المختار االسبق علي محمد س‪++‬عدى وأوالده ‪ ،‬مؤسس‪++‬ة لتبري‪++‬د المنتوج‪++‬ات‬‫الزراعية أطلقوا عليها اسم " ب‪ّ +‬راد الس‪++‬لطان " وه‪++‬ذا ال‪++‬ب ّراد ك‪++‬ان مطلبًا ض‪++‬روريًا‬ ‫و ُملِ ًّحا لكاف‪++‬ة الم‪++‬زارعين ليض‪++‬عوا فيه منتوج‪++‬اتهم من الخض‪++‬ار والفواك‪++‬ه ‪ ،‬ولم‬ ‫يعودوا بحاجة للبحث عن برادات في أماكن اخرى ‪ .‬أ ّما مكانه فهو عن‪+‬د س‪+‬فح‬ ‫الجبل قريبًا من قرية تل الزعازع ‪.‬‬ ‫ت للمن‪++‬ازل ‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬بدأ‬ ‫ في أوائ ِل التِّسعينا ِ‪+‬‬‫ُ‬ ‫‪+‬تقدام خادم‪++‬ا ٍ‬ ‫بعض الموس‪++‬رين باس‪ِ +‬‬ ‫وذلك من ‪ :‬البرازيل – سري النكا – الحبشة – بنغالدش والفليبين ‪.‬‬ ‫ في عام ‪ 1994‬افتتح السيد فوزي الع ّرة " س‪++‬وبر م‪++‬اركت " ‪ ،‬في لوسي‬‫قرب المسجد ‪.‬‬ ‫‪268‬‬


‫‪+‬بيع اإلس‪++‬فنج‬ ‫ في ع‪++‬ام ‪1994‬‬‫َ‬ ‫افتتح الح‪++‬اج س‪++‬عد رضى ع‪++‬رابي محاًّل ل‪ِ +‬‬ ‫قص ‪+‬ارجيان‬ ‫االصطناعي في المنارة علما ً بأنّه وكي ٌل ‪ :‬لشركة " فوما " ولش‪++‬ركة " ّ‬ ‫‪+‬ف‬ ‫" في البقاع الغربي والشّركتان تمدَّا ِن المح َل‬ ‫باإلسفنج االصطناعي من مختل‪ِ +‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫القياس‪++‬ات واألن‪++‬واع ‪ ،‬ويت ّم تجهيزها في المح‪++‬ل باألقمش‪++‬ة وب‪++‬اقي ال ُمس‪++‬تلزما ِ‬ ‫الض‪++++‬روري ِة ‪ ،‬لِتُ‬ ‫ت محاّل ت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ص‪++++‬بح ج‪++++‬اهزةً لإلس‪++++‬تعما ِل الم‪++++‬نزلي ‪ ،‬ولتلبية طلب‪++++‬ا ِ‬ ‫عظم المناطق البقاعيّة ‪.‬‬ ‫المفروشا ِ‬ ‫ت وغيرها ‪ ،‬وإنتاجه هذا يُو َّز ُع في ُم ِ‬ ‫ في عام ‪ 1996‬ت َّم اعتما ُد الحاج عم‪++‬ر محم‪++‬د علي عيّ‪++‬اش الع‪ّ +‬رة ‪ ،‬وكياًل‬‫افتتح مكتبًا‬ ‫حصريًّا لشركة التّأمين " فيدلتي " في البقاع الغربي ‪ ،‬وبموجب ذل‪++‬ك‬ ‫َ‬ ‫لها في جب جنين ‪.‬‬ ‫س ‪ 1997 - 5 - 8‬زار سيادةُ الدكتور بشّار حافظ األسد القوات‬ ‫ نها ُر الخمي ِ‬‫العربية السورية المرابط‪++‬ة في قريتنا ‪ ،‬وك‪++‬ان برفقت‪++‬ه ع‪++‬د ٌد من الق‪++‬اد ِة األمن‪++‬يين‬ ‫السوريين ‪.‬‬

‫ت هويّ ٍة جديدة ‪.‬‬ ‫ في تشرين الثاني من عام ‪ 1997‬ت َّم الحصو ُل على بطاقا ِ‬‫صيدلي ماجد‬ ‫ في عام ‪ 1998‬ت ّم‬‫افتتاح صيدليّة " ماجد " في غ ّزة لصاحبها ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫الجاروش ‪.‬‬ ‫الس ‪+‬فير‬ ‫ نه‪++‬ار األح‪++‬د ‪ 1998 - 11 - 8‬زار لوس‪++‬ي والس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ّ ،‬‬‫البرازيلي‬ ‫المغتربين‬ ‫ في بداي ِة عهد " أبو شكيب‪ " +‬في رئاسة البلدية (‪ ، )1998‬قص َد‬‫َ‬ ‫ق في بنا ِء القصر البلدي ‪ ،‬فبهمته ‪ ،‬وحذاقت‪++‬ه ‪،‬‬ ‫م ّرةً أخرى لجمع المال ‪ ،‬كي ينطل َ‬ ‫ي ال مثي َل له في منطقتنا ‪.‬‬ ‫ت َّم هذا األم ُر وأصبح في السلطان يعقوب قص ٌر بلد ٌ‬ ‫‪269‬‬


‫ق جوزيه‬ ‫ نهار الجمع‪++‬ة ‪ 1999 - 5 - 21‬زار ال‪+‬‬‫الس‪+‬اب ُ‬ ‫‪+‬رئيس ال‪++‬برازيل ُي ّ‬ ‫ُ‬ ‫س‪++‬ارني لوس‪++‬ي وت ّم اس‪++‬تقباله في مب‪++‬نى البلدية ‪ .‬حض‪++‬ر ه‪++‬ذا االحتف‪++‬ال ع‪++‬د ٌد من‬ ‫ت ال ّرسمي ِة واألمنية والنّيابية ‪ ،‬باالضاف ِة الى حش ٍد كبير من المواطنين‬ ‫الشّخصيا ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ّمس بنسبة ‪ 82‬بالمئة في‬ ‫ت الش ُ‬ ‫ نهار األربعاء ‪ 1999 - 8 - 11‬انكسف ِ‬‫بيروت وأعلى نسب ٍة كانت في منطق ِة الهرمل ‪ 84‬بالمئة ‪ ،‬استم ّر هذا الكس‪++‬وفُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫س كث‪++‬ي ًرا‬ ‫ت وخ‪++‬فَّ ض‪++‬و ُء ّ‬ ‫بحيث أص‪َ +‬‬ ‫لم‪ّ +‬د ِة ثالث س‪++‬اعا ٍ‬ ‫‪+‬بح يُش‪++‬بهُ لحظ‪++‬ا ِ‬ ‫الش‪+‬م ِ‬ ‫الغروب ‪.‬‬ ‫ منذ حوالى عشرين سنة افتتح الحاج حس‪++‬ني الع‪َّ +‬رة " س‪++‬وبر م‪++‬اركت " ‪،‬‬‫في لوسي وذلك عند م‪++‬دخل البل‪++‬دة لناحي‪++‬ة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوقا ‪ .‬وفي ع‪++‬ام‬ ‫‪ 2016‬بدأ السيد ناجي الع ّرة باستثماره ‪ ،‬وذلك لقاء مبلغ شهري متفق عليه ‪.‬‬ ‫صحي ‪ ،‬بد ًءا‬ ‫رف ال ّ‬ ‫ في ‪ 2000 - 7 - 10‬بدأت الحفريّاتُ لتمدي ِد مجارير ال ّ‬‫ص ِ‬ ‫من قرب بيت أحمد عبد الفتّاح شاهين حتّى الخلّة الطّويلة ‪.‬‬ ‫ت الهاتف على‬ ‫ في نهاي ِة عام ‪ 2001‬وبداي ِة ‪ 2002‬ت ّم توزي ُع اشتراكا ِ‬‫القرية من قبل الدّولة ‪.‬‬ ‫افتتاح فر ٍن في القرية ‪ ،‬لصاحبه عمر سعيد‬ ‫ في أواخر نيسان ‪ 2004‬ت ّم‬‫ُ‬ ‫عبدوني وذلك في د ّكا ِن المرحوم كامل عبدوني ‪.‬‬ ‫سيد مرعي يوسف الهندي " س‪++‬وبّرماركت " في‬ ‫عام ‪ 2004‬افتتح ال ّ‬ ‫ في ِ‬‫غ ّزة – الطريق العام عند مفرق لوسي ‪.‬‬ ‫طريق الى منطقة " أجران الشّيخ محمد‬ ‫ق‬ ‫ في‬‫صيف عام ‪ 2005‬ت ّم ش ّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫"‪.‬‬ ‫‪270‬‬


‫ّمس بنسبة ‪ 90‬بالمئة في‬ ‫ت الش ُ‬ ‫ نهار األربعاء ‪ 2006 - 3 - 29‬انكسف ِ‬‫لبنان‬ ‫ب في لوس‪++‬ي ‪،‬‬ ‫ في عام ‪ 2006‬افتتح السيد حسين عرابي منش‪++‬رةَ خش‪ٍ +‬‬‫يصنع فيها كل ما يحتاجه البيت من أثاث ‪.‬‬ ‫بتمويل من‬ ‫افتتاح مستوصف الفاروق الطّبي ‪،‬‬ ‫ بتاريخ ‪ 2007 - 2 - 10‬ت ّم‬‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وبإشراف البلدية ودار الفتوى في البقاع ‪.‬‬ ‫أبناء الحاج محمد علي سميدي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ في أول آذار ‪ 2007‬بدأ تنفيذ مشروع المجارير العا ّمة لكافة البلدة ‪.‬‬‫ تميّز صيف ‪ 2008‬بكثرة حضو ِر المغتربين ‪ ،‬وكثر ِة األعراس ‪ ،‬وق‪++‬راء ِة‬‫الموالد ‪.‬‬ ‫‪+‬دوم المغ‪++‬تربين ‪ ،‬بس‪++‬بب رغبتهم المش‪++‬اركة‬ ‫تميّز ص‪++‬يف ‪ 2009‬بك‪++‬ثرة ق‪ِ +‬‬‫ت النّيابي ِة ‪ ،‬وكذلك تَميّ َز بكثرة األعراس ‪.‬‬ ‫باالنتخابا ِ‬ ‫ في عام ‪ 2010‬افتتح رج ُل االعم‪++‬ا ِل س‪++‬عد عم‪++‬ر عب‪++‬دوني معماًل ح‪++‬ديثًا‬‫شرائح البطاطا (شيبس) ‪ ،‬في المنارة ‪.‬‬ ‫لتصنيع‬ ‫ِ‬ ‫الص‪+‬يدلي‬ ‫افتتاح صيدليّة " السلطان " ‪ ،‬لص‪++‬احبها‬ ‫ في ‪ 2010 - 1 - 1‬ت َّم‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫بالل سامي عبّاس وذلك في ساحة لوسي قرب المسجد ‪.‬‬ ‫ منذ حوالى ‪ 8‬س‪++‬نوات افتتح الس‪++‬يد إب‪++‬راهيم أبوهمي‪++‬ا " س‪++‬وبر م‪++‬اركت " ‪ ،‬في‬‫لوسي‬ ‫ منذ حوالى ‪ 8‬سنوات افتتح الص‪++‬يدالني احم‪++‬د عب‪++‬د الس‪++‬تار عب‪++‬دوني ص‪++‬يدليةً‬‫عند مفرق دار الحنان ‪.‬‬ ‫ نهار األحد ‪ 16‬حزيران ‪ 2013‬اُقي َم احتفا ٌل في ساحة القري ِة بمناس‪++‬بة‬‫الس ‪+‬فير‬ ‫‪+‬ابيح‬ ‫ّ‬ ‫للش ‪+‬وارع على الطّاق‪++‬ة الشّمس‪++‬ية ‪ .‬حض‪++‬ره وتكلّ َم ب‪++‬ه ّ‬ ‫ب مص‪َ +‬‬ ‫ت‪++‬ركي ِ‬ ‫‪271‬‬


‫ال‪++‬برازيلي وس‪++‬فير األمم المتح‪++‬دة للنّوايا الحس‪++‬نة مص‪++‬طفى عب‪++‬دوني ‪ ،‬وبحض‪++‬ور‬ ‫أيض‪+++‬ا قائمق‪+++‬ام البق‪+++‬اع الغ‪+++‬ربي‬ ‫ممثّلين عن مكتب األمم المتّح‪+++‬د ِة ‪ ،‬وحض‪+++‬ره‬ ‫ً‬ ‫ورؤساء بلديات ومخاتير ‪.‬‬ ‫ إنَّ الجمعيّةَ الخيريّةَ االسالميّة في تاوباتي‪++‬ه – البرازي‪++‬ل ‪ ،‬بإش‪++‬راف الح‪++‬اج‬‫نجيب محمد س‪++‬ميدي ‪ ،‬بَنتْ مس‪++‬ج ًدا ‪ ،‬وحف‪++‬رت ع‪++‬دة آب‪++‬ار ارتوازي‪++‬ة في من‪++‬اطق‬ ‫اس‪++‬المية في أفريقي‪++‬ا حيث الس‪++‬كان بحاج‪++‬ة ماس‪++‬ة الى الم‪++‬اء ‪ ،‬وذل‪++‬ك باس‪++‬م‬ ‫السلطان يعقوب ‪.‬‬ ‫ في ع‪++‬ام ‪ 2017‬ق‪++‬ام عض‪++‬و الجمعي‪++‬ة الخيري‪++‬ة اإلس‪++‬المية في الس‪++‬لطان‬‫يعقوب الفوقا األستاذ الحاج حامد محمد الخطيب بتث‪++‬بيت لوح‪++‬ات ُم َرقّم‪++‬ة على‬ ‫القبور ‪ ،‬ومن ثم د َّو ن هذه األرقام وأسماء الموتى على دفتر خاص احتفظ به‬ ‫في بيته‬ ‫‪+‬ركيب محطّ‪ٍ +‬ة كهربائي‪ٍ +‬ة جدي‪++‬د ٍة في منطق‪++‬ة "‬ ‫ في شهر آب ‪ 2019‬ت َّم ت‪+‬‬‫ُ‬ ‫فترق الطرق ‪.‬‬ ‫الظّهر" قرب بيت محمد خليل عبدوني عن َد ُم‬ ‫ِ‬ ‫ت ال‪++‬دّكتورةُ ح‪++‬نين كم‪++‬ال عب‪++‬دوني ص‪++‬يدليّة في‬ ‫ في أيل‪++‬ول ‪ 2019‬افتتح ِ‬‫المنارة‬ ‫ في ‪ 2021 +– 4 +– 15‬تم حفر بئر إرتوازية في ( ب‪++‬نين – افريقي‪++‬ا ) عن‬‫روح المرح‪++‬وم عب‪++‬د الك‪++‬ريم أحم‪++‬د عب‪++‬دوني ‪ ،‬وك‪++‬ذلك عن روح المرح‪++‬وم أحم‪++‬د‬ ‫محمد مصطوف س‪+‬ميدي ‪ ،‬ذل‪+‬ك بإش‪+‬راف ودعم جمعي‪+‬ة أه‪+‬ل الفج‪+‬ر في مس‪+‬جد‬ ‫أبي بك‪++‬ر الص‪++‬دّيق في البرازي‪++‬ل وال ننس‪++‬ى أنّ المس‪++‬لمين في ذل‪++‬ك البل‪++‬د هم‬ ‫بحاجة ماسة الى الماء ‪.‬‬ ‫ في عام ‪ 2021‬حفر المغترب محمد سليمان الجاروش بئ ًرا إرتوازي‪++‬ة في‬‫افريقي‪++‬ة وذل‪++‬ك ص‪++‬دقة جاري‪++‬ة عن روح المرح‪++‬وم ع ِّمه أحم‪++‬د علي س‪++‬ليمان‬ ‫الجاروش‬ ‫‪272‬‬


‫ في أواخر ع‪++‬ام ‪ 2021‬ت‪++‬ب ّرع أبن‪++‬اء الح‪++‬اج س‪++‬ليمان الج‪++‬اروش ببن‪++‬اء مس‪++‬جد‬‫وحف‪++‬ر ب‪++‬ئر إرتوازي‪++‬ة في (ب‪++‬نين ‪ -‬افريقي‪++‬ا) وذل‪++‬ك عن روح المرحوم‪++‬ة وال‪++‬دتهم‬ ‫الحاجة ش ّما أحمد سميدي ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ - 155‬عاصفة هوائية هوجاء‬ ‫أواسط آذار عام ‪َ 2020‬هبَّتْ عاصفةٌ هوائيّةٌ هوجا ُء ‪ ،‬فأحدثت في‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫القريتين أضرا ًرا جس‪++‬يمةً ‪ ،‬ولكن األض‪++‬رار ك‪++‬انت أك‪++‬بر في الس‪++‬لطان الفوق‪++‬ا ‪ ،‬و‬ ‫األضرار هي ‪:‬‬ ‫ت ع ّد ِة منازل ‪.‬‬ ‫ َك ّ‬‫س َرت ُز َ‬ ‫جاج نوافذ ومداخل وصاال ِ‬ ‫سرتْ أغصانُ أشجا ٍر اُخرى ‪.‬‬ ‫ اقتلعتْ ع ّدةَ أشجا ٍر من جذورها ‪ ،‬وك ّ‬‫سرت القرمي َد الموجو َد على األسطح في غالبية المنازل ‪.‬‬ ‫ك ّ‬‫ اقتلعت كمية من قرميد المدرسة الرسمية في الس‪++‬لطان التحت‪++‬ا ‪ ،‬وبعض‬‫المنازل ‪.‬‬ ‫للش‪+‬ركة ع‪+‬دةَ‬ ‫ت األسال َك الكهربائيةَ ‪ ،‬فانقطع التيار الكهربائي العائ‪+‬د‬ ‫ّ‬ ‫ قطّع ِ‬‫أيام ‪.‬‬ ‫ اقتلعتْ ِع ّدةَ صحو ٍن القط ٍة (ستااليت) كانت على األسطح ‪.‬‬‫ت ‪ ،‬كانت على األسطح ‪.‬‬ ‫ رمت بع ّد ِة خ ّزانا ٍ‬‫ت فارغة للماء والمازو ِ‬ ‫‪+‬اج بعض‬ ‫ت عائد ٍة للطّاقة الشّمسية مع زجاجها ‪ ،‬وزج‪َ +‬‬ ‫ حطّمت ع ّدةَ خ ّزانا ٍ‬‫السيارات ‪.‬‬ ‫ث في الح‪++‬ارة الفوق‪++‬ا ‪ ،‬واتّك‪َ+‬أ‬ ‫ التوى عامودان عائدان ألجه‪++‬ز ِة تقوي‪++‬ة البّ ِ‬‫ت حسن ص ّوان ‪ ،‬ولكنّه لم يُح ِد ْث أيةَ أضرار ‪.‬‬ ‫أحدهما على بي ِ‬ ‫ت الكهرباء ‪ ،‬وارتطمتْ بعامود‬ ‫ت ال ّ‬ ‫سقيفةُ (الشّمسيّة) ‪ ،‬العائدةُ ل ُمولّدا ِ‬ ‫ طار ِ‬‫‪273‬‬


‫المس األرض ‪.‬‬ ‫ابع للشركة فأناخته حتى‬ ‫َ‬ ‫الكهرباء التّ ِ‬ ‫الش‪+++‬بك) ‪ ،‬العائد لملعب الرياض‪+++‬ة في المدرس‪+++‬ة‬ ‫ حطّمت‬‫س‪+++‬ياج الحدي‪ِ +++‬د ( ّ‬ ‫َ‬ ‫السابقة‬

‫‪ - 156‬فوائد عامة‬ ‫سياق الكتاب ‪ ،‬أن‪++‬ا‬ ‫أ ُّيها القارئ الكري ُم ‪ ،‬قد تقول أنَّ هذه الفقرة هي خارج‬ ‫ِ‬ ‫المراج‪++‬ع التاريخية خال َل التّ‪++‬أليف ‪ ،‬رأيتُ من‬ ‫اإلطالع على‬ ‫مع‪++‬ك ولكنّ‪++‬ني بع‪َ ++‬د‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ‪ ،‬العتق‪++‬ادي أنّ فيه‪++‬ا‬ ‫ضروري أن تكون القاعدةُ المد ّون‪+‬ةُ أدن‪++‬اه ض‪َ +‬‬ ‫ال ّ‬ ‫‪+‬من الكت‪++‬ا ِ‬ ‫إف‪+++‬ادة وخاصة لمن ال يعلم طريق‪+++‬ةَ التحوي‪+++‬ل من هج‪+++‬ري إلى ميالدي ‪ ،‬أو من‬ ‫ميالدي إلى هجري ‪.‬‬ ‫‪-1‬التّحويل إلى الميالدي ‪ :‬الميالدي =‬

‫‪32‬‬ ‫(الهجري× ‪33‬‬

‫)‪622 +‬‬

‫مثال‪ :‬أي عام ميالدي يقابل عام ‪ 1422‬هجري؟‬ ‫‪32‬‬

‫(‪2001 =622 +) 33 ×1422‬م‬ ‫‪-2‬التّحويل إلى هجري ‪ :‬الهجري =‬

‫‪33‬‬ ‫(الميالدي‪32 ×)622-‬‬

‫مثال ‪ :‬أي عام هجري يقابل عام ‪2001‬م؟‬ ‫‪33‬‬ ‫(‪32 ×)2001-622‬‬

‫= ‪ 1422‬هجري‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬إذا كان الكس ُر المتبقي بعد الفاصل ِة ‪ ،‬أقل من نصف واح ٍد تُح ّو ُل‬ ‫سنة األقل مثال ‪ :‬إذا كان الجواب ‪ 964.3 :‬تحول إلى ‪ 964‬هجري ‪ ،‬وإذا‬ ‫إلى ال ّ‬ ‫سنةُ إلى األكثر ‪.‬‬ ‫كان الكسر المتبقي بعد الفاصلة أكثر من نصف واح ٍد تُحو ُل ال ّ‬ ‫مثال إذا كان الجواب ‪ 964.7‬تحول إلى ‪ 965‬هجري ‪.‬‬

‫‪274‬‬


‫الس‪+‬نة‬ ‫‪+‬بح ّ‬ ‫الس‪+‬نة الميالدي‪++‬ة ‪ ،‬فب‪++‬ذلك تُص‪ُ +‬‬ ‫سنةَ الهجريةَ ت‪++‬دخ ُل خالل ّ‬ ‫لماذا ؟ ألنّ ال ّ‬ ‫الميالدية لها عالقة بسنتين هجريتين ‪.‬‬ ‫‪ -3‬األبجدية العربية كانت سابقًا ُم َمنهجة على الترتيب التالي ‪ :‬أبجد – ه ّوز‬ ‫– حطي – كلمن – سعفص – قرشت – ثخذ – ضظغ ‪.‬‬ ‫وكانت هذه األحرف تُقَيَّم (أي تُعطى قيمة رقمية ) وذلك حسبما يلي ‪:‬‬ ‫أ ‪ – 1 :‬ب ‪ – 2 :‬ج ‪ – 3 :‬د ‪ – 4 :‬هه‪ – 5 :‬و ‪ – 6 :‬ز ‪ – 7 :‬ح ‪– 8 :‬‬ ‫ط ‪ 9 :‬ي ‪ – 10 :‬ك ‪ – 20 :‬ل ‪ – 30 :‬م ‪ – 40 :‬ن ‪ – 50 :‬س ‪60 :‬‬ ‫– ع ‪ 70 :‬ف ‪ – 80 :‬ص ‪ - 90 :‬ق ‪ – 100 :‬ر ‪ – 200 :‬ش ‪– 300 :‬‬ ‫– ث ‪ - 500 :‬خ ‪ – 600 :‬ذ ‪ – 700 :‬ض ‪– 800 :‬‬ ‫ت ‪400 :‬‬ ‫ظ ‪ - 900 :‬غ ‪. 1000 :‬‬ ‫‪ -4‬االرقام العربية هي ‪. 9 – 8 – 7 – 6 – 5 – 4 – 3 – 2 -1 - 0 :‬‬ ‫‪ –5‬أ ّما االرقام التي نستعملها حاليًا ‪ ،‬فهي أرقام هنديّة ‪.‬‬

‫‪ - 157‬قراءة في خريطة‬ ‫س َمة منذ ‪ 500‬سنة كما يلي ‪:‬‬ ‫التقسيمات االداريةً كانت ُمقَ َّ‬ ‫ّام يض‪ُ +‬م النّ‪++‬واحي التالي‪++‬ة ‪ :‬بعلب‪++‬ك ‪ -‬ك‪++‬رك ن‪++‬وح – قورن‪++‬ة (البق‪++‬اع) –‬ ‫لوا ُء الش ِ‬ ‫شوف البياض – شوف الحرادين – ح ّمارة – إقليم البالن ‪.‬‬ ‫وما يهمنا في هذا األم ِر هو ناحية (قضاء) ح ّمارة ‪ ،‬الّ‪++‬تي ك‪++‬انت تض ‪ُ +‬م الق‪++‬رى‬ ‫التالية ‪ :‬شمسين ‪ -‬عانه – ح ّمارة – غ ّزة – مدوخا – الليون – عين عرب – قرنانة‬ ‫ملول ‪ -‬عيت نيت ‪ -‬كفير التحتا – كفير الفوقا – ب ّكا – مج‪++‬دل – عين قنيا الص‪++‬غرى‬ ‫– صويرة – الصدد ‪ -‬كفردنيس – سطيا – ننوس – عين الحجة – خي‪++‬ارة الب ّراني‪++‬ة –‬ ‫عين قنيا الكبرى ‪( .‬عين قنيا كانت شمالي شرق ح ّمارة ‪ ،‬وموقعها بين ح ّم‪++‬ارة‬ ‫وجديدة يابوس ) ‪.‬‬

‫‪275‬‬


‫مجمو ُع س ّكا ِن هذه القرى هو ‪ 7212 :‬نسمة منذ ‪ 500‬س‪++‬نة ‪ .‬وبالنتيج‪++‬ة‬ ‫فانَّ اس َم قريتنا السلطان يعق‪+‬وب ‪ ،‬غ‪++‬ير م‪++‬ذكور م‪+‬ع أس‪+‬ماء الق‪++‬رى فيم‪+‬ا س‪++‬بق ‪،‬‬ ‫س‪+‬كان القري‪+‬ة‬ ‫أيض‪+‬ا ‪ ،‬فه‪+‬ذا يع‪+‬ني أنَّ ع‪+‬د َد‬ ‫وغير مذكو ٍر على الخريطة المرفق ِة‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وبيوتها كان قلياًل ‪ .‬ه‪++‬ذا م‪++‬ا ذك‪++‬ره د‪ .‬نبي‪++‬ل خليف‪++‬ة في كتاب‪++‬ه ن‪++‬واحي لبن‪++‬ان في‬ ‫القرن السادس عشر ‪ ،‬والخريطة موجودة في ملحق الصور ‪.‬‬

‫‪ " - 158‬الكورونا "‬ ‫صةً للذي يُعاني‬ ‫الكورونا وما أدراك ما الكورونا ‪ ،‬انّه‬ ‫فيروس قات ٌل ‪ ،‬وخا ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ضعف في مناعة جسمه ‪ ،‬فهو يهاج ُم الجها ُز التنفسي بشك ٍل حا ٍّد ومؤ ٍذ ‪.‬‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫درجه في‬ ‫وبما أنّه‬ ‫حدث عالم ٌي ويه ُم ال ّ‬ ‫صحةَ العا ّمة ‪ َ،‬رأيت من المناسب أن اُ َ‬ ‫الكتاب كي تطّل َع األجيا ُل القادمةُ على بعض تفاصيل األحداث في حينه مع‬ ‫التّركيز على ما حصل في منطقتنا وقريتنا ‪:‬‬ ‫فيروس مستج ٌد‬ ‫ في أواخ ِر عام ‪ 2019‬وخالل عام ‪ 2020‬اجتاح العال َم‬‫ٌ‬ ‫اسمه " كورونا فايروس ‪ ،‬كوفيد ‪ ،" 19‬ولقد قِي َل الكثير عن أسبابه ‪ ،‬وما يهمنا‬ ‫في هذا األم‪++‬ر رغبتن‪++‬ا في ت‪++‬دوي ِن األم‪++‬ور ال‪++‬تي ج‪++‬رت في منطقَتِنا وقريَتِنا في‬ ‫تل َك الفتر ِة ‪ ،‬لعلنا نعتب ُر نحن وأجيالنا القادمة بما قد يختب ُر هللاُ به عبا َده ‪.‬‬ ‫أعراض ه‪++‬ذا الم‪++‬رض فهي ‪ :‬ارتف‪++‬ا ُع ح‪++‬رارة الجس‪++‬م – الس‪++‬عا ُل الح‪++‬اد‬ ‫ أ ّما‬‫ُ‬ ‫ب‬ ‫والنّاش‪++‬ف – آال ٌم في الحنج‪++‬رة – ص‪+‬عوبةٌ في التنفس – اص‪++‬ابةُ الرئ‪++‬تين بالته‪+‬ا ٍ‬ ‫ستي الشم والذوق ‪.‬‬ ‫شديد وشل ٍل في وظيفتهما وفقدان حا ّ‬ ‫ت االجتماعية والصحية ‪ ،‬الّتي ت ّم تطبيقها في تلك األيام هي ‪:‬‬ ‫‪ -‬وأه ُم االحتياطا ِ‬

‫ غس ُل اليدي ِن بالماء والصابون لمد ٍة ال تق ُل عن ‪ 20‬ثانية ‪.‬‬‫ت والكفوف والمعقّمات الطّبية ‪.‬‬ ‫ استعما ُل الك ّماما ِ‬‫‪276‬‬


‫ االلتزا ُم بمساف ٍة ال تقل عن مترين بين االشخاص ‪.‬‬‫ عد ُم ال ُمصافح ِة والتقبيل والعناق ‪.‬‬‫ت االجتماعية ‪.‬‬ ‫ إلغا ُء الزيارا ِ‬‫ق أم‪++‬اكن العب‪++‬ادة االس‪++‬المي ِة والمس‪++‬يحية ‪ ،‬ب‪++‬د ًءا من منتص‪++‬ف آذار‬ ‫ إغال ُ‬‫وحتّى اشعار آخر ‪.‬‬ ‫ ت ّم زي‪++‬ادةُ العب‪++‬ارة التالية على اآلذان ‪ " :‬ص‪++‬لّوا في بي‪++‬وتكم ‪ ،‬ص‪++‬لّوا في‬‫بيوتكم " أو " صلّوا في رحالكم ‪ ،‬صلّوا في رحالكم "‪.‬‬ ‫ت التجاري‪++‬ة باس‪++‬تثناء محالت بي‪++‬ع الم‪++‬واد التمويني‪++‬ة‬ ‫ إغال ُ‬‫ق جميع المحال ِ‬ ‫ت ‪ ،‬ومحطات المحروقات ‪ ،‬واألفران ‪.‬‬ ‫(الدكاكين والسوبر ماركت) ‪ ،‬والصيدليا ِ‬ ‫المدارس والجامعات‬ ‫ت الرسمية بما فيها‬ ‫ إغال ُ‬‫ُ‬ ‫ق جميع الدوائر والمؤ ّ‬ ‫سسا ِ‬ ‫الرسمية والخاصة والمصارف ‪.‬‬ ‫الطرق المؤديةَ اليها وأبقت على مدخ ٍل أو اثنين ‪،‬‬ ‫ ك ُل قري ٍة ُأغلقت مناف َذ‬‫ِ‬ ‫وتحت المراقبة المستمرة ‪.‬‬ ‫ ت ّم مراقب‪+‬ةُ حركة ال‪++‬دخو ِل والخ‪++‬روج من القري‪++‬ة واليه‪++‬ا ‪ ،‬وذل‪++‬ك بانش‪++‬اء‬‫تعقيم للس‪++‬يارات‬ ‫‪+‬ل ش‪++‬باب القري‪ِ +‬ة م‪++‬ع إج‪++‬راء‬ ‫ٍ‬ ‫ح‪++‬اج ٍز على مف‪++‬رق لوسي من قِبَ‪ِ +‬‬ ‫ومراقبة الداخلين اليها ‪.‬‬ ‫ كذلك تم مراقبة مداخل السلطان يعقوب التحتا (لوسي) ‪.‬‬‫ت المسموح لها بال‪++‬دوام أن تُقف‪َ +‬ل أبوابَها عن‪َ +‬د الس‪++‬اع ِة‬ ‫ طُلِ َ‬‫ب من المحال ِ‬ ‫سابعة مساء ‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫ت العا ّمة ‪ ،‬وما شابهَ ذلك ‪.‬‬ ‫ ُمنعت التجمعات في النوادي وال ّ‬‫ساحا ِ‬

‫‪277‬‬


‫ت ‪ ،‬وذلك لتخفيف كثافتها‬ ‫ ت ّم اعتما ُد طريقة " مفرد ‪ -‬مجوز" ألرقام السيّارا ِ‬‫الشوارع ‪.‬‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫اس يطلبونه الى البيوت ‪.‬‬ ‫ ألحال ُ‬‫ق أقف َل صالونَه (محلّه) ‪ ،‬وصا َر النّ ُ‬ ‫األسواق الشعبية كافة ‪.‬‬ ‫ ت َّم إقفا ُل‬‫ِ‬ ‫ت العامة ااّل للضرورة القصوى ‪.‬‬ ‫ ُمن َع التجو ُل في الشوارع والطرقا ِ‬‫ت في مطار رفيق الحريري‬ ‫ت الحدو ُد الب ّرية ‪ ،‬وتوقفت حركة الطائرا ِ‬ ‫ أقفل ِ‬‫الدولي ‪.‬‬ ‫ أفض ُل طريق ٍة للوقاية من هذا الفايروس ‪ ،‬هي البقا ُء في المن‪++‬ازل وع‪++‬د ُم‬‫االختالط باآلخرين كي ال تنتق َل العدوى اليهم ‪.‬‬ ‫ راف‪++‬ق ه‪++‬ذا الوض‪++‬ع ارتف‪++‬ا ٌع جن‪++‬ون ٌي في س‪++‬عر ص‪++‬رف ال‪+‬دّوالر األم‪++‬ريكي ‪ ،‬اذ‬‫فاحش لجميع‬ ‫تجاوز (‪ 10,000‬ل ل في أواخر حزيران ‪ ، )2020‬وتبع ذلك غال ٌء‬ ‫ٌ‬ ‫ب سياس‪++‬ي ٍة ‪ ،‬واقتص‪++‬ادي ٍة ‪،‬‬ ‫الم‪++‬واد التموينية وكافة الم‪++‬واد األخ‪++‬رى ‪ .‬وذل‪++‬ك ألس‪++‬با ٍ‬ ‫إضافة لجشع التج‪++‬ار الكب‪++‬ار ‪ ،‬وض‪++‬غ ِط الكورونا ‪ .‬وفي تم‪++‬وز ‪ 2021‬وص‪++‬ل س‪++‬عر‬ ‫ال‪+++‬دوالر الى ‪ ، 23,500‬وفي أواس‪+++‬ط ك‪+++‬انون األول ‪ 2021‬وص‪+++‬ل س‪+++‬عره الى‬ ‫‪ 29300‬وفي أي‪+++‬ار ‪ 2022‬وص‪+++‬ل الى ‪ 38000‬ل ‪ .‬ل ‪ .‬وعن الغالء ح‪+++‬دث وال‬ ‫حرج ‪.‬‬ ‫ بَقيتْ منطقتنا وقريتنا نظيفةً من هذا المرض ‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬‫ في ‪ 24‬نيسان بدأ ش‪++‬ه ُر رمض‪++‬ان المب‪++‬ارك ‪ ،‬وعاص‪++‬فةُ الغالء والكورون‪++‬ا م‪++‬ا‬‫زالت مستمرة واالحتياطاتُ بقيت على حالها ‪.‬‬ ‫ في ‪ 24‬أي‪++‬ار ح ‪ّ +‬ل علين‪++‬ا عيد الفطر الس‪++‬عيد‪ ، +‬واألوض‪++‬اع كم‪++‬ا هي م‪++‬ع‬‫تخفيف بعض اإلجراءات ‪.‬‬ ‫‪278‬‬


‫ كان عد ُد المصلين يو َم العي ِد قلياًل (حوالى الخمسين) م‪++‬ع حض‪++‬ور البعض‬‫من لوس‪++++‬ي ألنّه لم تُقَم الص‪++++‬الة في مس‪++++‬جدها ‪ ،‬خوفًا من االكتظ‪++++‬اظ ‪ ،‬ومن ًعا‬ ‫لالختالط‬ ‫جميع التالميذ اف‪++‬ادات نج‪++‬اح ‪ ،‬وك‪++‬ذلك تَ َّم‬ ‫العام الدراسي ‪ ،‬ومنح‬ ‫ تَ َّم انها ُء‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت للش‪++‬هادات الرس‪++‬مية ‪ ،‬واُ‬ ‫‪+‬اح من قب‪++‬ل‬ ‫عطي‬ ‫ُ‬ ‫الغ‪++‬ا ُء االمتحان‪++‬ا ِ‬ ‫َ‬ ‫الطالب اف‪++‬ادات نج‪ٍ +‬‬ ‫وزارة التربية ‪.‬‬ ‫س ِم َح للمصلين أن يؤدوا ص‪++‬لواتهم في المس‪++‬اج ِد ‪ ،‬ش‪++‬رط التقي‪ِ +‬د بالتباعد‬ ‫ ُ‬‫فيما بينهم ‪.‬‬ ‫أصحاب العالق ِة يكتفون بقبول التعزي ِة‬ ‫ث وفا ٍة في القرية ‪ ،‬فإن‬ ‫َ‬ ‫ عند حدو ِ‬‫والبعض اآلخ ُر تتم تع‪++‬زيتهم بش‪++‬ك ٍل إف‪++‬رادي ‪ ،‬مع‬ ‫على الهاتف أو عبر األنترنت ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ت الوقاية والحماية للصحة العامة ‪ ،‬عل ًما بأن عد َد ال ُم ِّ‬ ‫ع‪++‬زين‬ ‫الحفاظ على ُمتطلبا ِ‬ ‫ش‪+‬يّعين ال‪++‬ذين يتبع‪++‬ون‬ ‫أق‪++‬ل من الع‪++‬ادة بش‪++‬ك ٍل ملح‪++‬وظ ‪ ،‬إض‪++‬افة الى أن ع‪++‬دد ال ُم َ‬ ‫الجنازة إلى المقبرة قليل نسبيًّا ‪ ،‬وهم بطبيعة الحال يضعون الكمامات الواقية ‪.‬‬ ‫صا ‪،‬‬ ‫ إن عدد المصلين في المسجد نهار الجمعة ‪ ،‬اليزيد عن خمسين شخ ً‬‫وهم ملتزمون بوضع الكمامات الواقية والتباعد فيما بينهم ‪.‬‬ ‫ في أواسط أيار ‪ ، 2020‬بدأت تظهر إصابات في مجدل عنجر والصويري‬‫ حتى أوائل حزيران ‪ ، 2020‬لم يحضر أي مغترب إلى السلطان يعقوب ‪،‬‬‫بينم‪++‬ا في الس‪++‬نين الس‪++‬ابقة ‪ ،‬وفي مث‪++‬ل ه‪++‬ذه األوق‪++‬ات من الس‪++‬نة ‪ ،‬ك‪++‬انت القرية‬ ‫تعج‬ ‫بالمغتربين وعائالتهم وخاصة قبل العيدين (الفطر واالضحى) وأوائل الصيف ‪.‬‬ ‫ في أواسط حزيران ‪ ،‬تم البدء بتخفيف إجراءات الوقاي‪++‬ة في أم‪++‬اكن العب‪++‬ادة ‪،‬‬‫وغيرها‪..‬‬ ‫‪279‬‬


‫ في ‪ 22‬حزيران ‪ ، 2020‬أصدرت السلطات الس‪+‬عودية المختص‪+‬ة ق‪+‬را ًرا‬‫مفاده أنّ " مناس‪++‬ك الحج له‪++‬ذه الس‪++‬نة ‪ ،‬ستقتص‪++‬ر على المقيمين داخل المملك‪++‬ة‬ ‫فق‪++‬ط وال حج‪++‬اج من الخ‪++‬ارج " ‪ .‬وك‪++‬ذلك حص‪++‬ل لموس‪++‬م الحج لع‪++‬ام ‪ 2021‬م ‪،‬‬ ‫‪ 1442‬هج‪++‬ري ‪ .‬ولنت‪++‬ذكر م ًع‪++‬ا ح‪++‬ديث رس‪++‬ول هللا ص ‪+‬لّى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم حيث‬ ‫يقول ‪:‬‬

‫تحجوا "‪.‬‬ ‫حجوا قبل أن ال‬ ‫ّ‬ ‫" ّ‬

‫ في أول تموز تم إعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي ‪.‬‬‫ خالل شهر تشرين الث‪++‬اني ‪ 2020‬وم‪+‬ا بع‪++‬ده ظه‪++‬رت إص‪++‬ابات عدي‪++‬دة بم‪++‬رض‬‫الكورونا في القرية ‪ ،‬وحصلت فيها عدة وفيات ‪ ،‬وكذلك في البرازيل واميركا ‪.‬‬

‫إنَّ ما تقد َم يقودنا الى الفقرة التالية ‪:‬‬ ‫ب ضار ٍة نافعة "‬ ‫" ُر َّ‬ ‫الن‪++‬اس يلج‪++‬أون إلى االس‪++‬تماع إلى‬ ‫ في كث‪++‬ي ٍر من البالد االجنبية ص‪++‬ار‬‫ُ‬ ‫‪+‬اك ‪ ،‬وطب ًعا‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫َ‬ ‫لترتاح نفس‪++‬ياتهم ‪ ،‬فيب‪++‬دو عليهم االطمئن‪++‬انُ وع‪++‬د ُم االرب‪ِ +‬‬ ‫ت أخرى ‪.‬‬ ‫هؤالء من ديانا ٍ‬ ‫ت قرآني‪ٍ +‬ة ‪ ،‬وأح‪َ +‬‬ ‫ت واالم‪++‬اكن‬ ‫ ت َّم كتابةُ آيا ٍ‬‫‪+‬اديث نبوي‪ٍ +‬ة ش‪++‬ريف ٍة ‪ ،‬في المحال ِ‬ ‫العا ّمة وعلى الباصات في دو ٍل أجنبية ‪.‬‬ ‫ت الكث‪++‬يرين‬ ‫ إنَّ الكمامةَ التي ص‪++‬ار الن‪ُ +‬‬‫‪+‬اس يض‪++‬عونها على أف‪++‬واههم ‪ ،‬أقنع ِ‬ ‫‪+‬اب ال‪++‬ذي ترتديه الم‪+‬رأةُ المس‪++‬لمةُ ه‪++‬و لص‪++‬الحها وس‪++‬المتها‬ ‫في العالم بأنَّ الحج‪َ +‬‬ ‫وحفظ كرامتها ‪.‬‬ ‫ت ‪ ،‬ال‪++‬تي ص‪++‬درت للوقاية من ه‪++‬ذا الف‪++‬ايروس ‪،‬‬ ‫ت والتوجيه‪++‬ا ِ‬ ‫ إنَّ التعليم‪++‬ا ِ‬‫تُشبهُ الى ح ٍد بعي ٍد كيفية الوضوء عند المسلمين ‪.‬‬

‫‪280‬‬


‫‪+‬ق واألم‪++‬ان ‪ ،‬والنظاف‪ِ +‬ة‬ ‫ تر ّ‬‫س َخ اقتنا ُع المس‪++‬لمين ‪ ،‬ب‪++‬أنَّ دينهم هو دين الح‪ِ +‬‬ ‫والسالم ‪.‬‬ ‫‪+‬دين‬ ‫ مئاتُ‬‫اآلالف إن لم يكن أكثر ‪ ،‬أعلنوا إسالمهم ‪ُ ،‬مقتنعين بأنّ ه‪++‬ذا ال‪َ +‬‬ ‫ِ‬ ‫الحق واألمان ‪ ،‬وأنه دين الدنيا واآلخرة في كافة االمو ِر ‪ ،‬ولكن هن‪++‬اك‬ ‫هو دين‬ ‫ِ‬ ‫اإلعالم المعادية لإلسالم ‪.‬‬ ‫تعتي ٌم على الموضوع من قبل وسائل‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬بب ه‪++‬ذا الف‪++‬ايروس ‪ ،‬هو من أطعم‪ِ +‬ة الص‪++‬ينيين ‪،‬‬ ‫ هناك من يقول ان س‪َ +‬‬‫التي تتضمن لحوم األفاعي ‪ ،‬الب ّزاق ‪ ،‬الضفادع ‪ ،‬الخفافيش ‪ ،‬الخن‪++‬افس ‪ ،‬العق‪++‬ارب ‪،‬‬ ‫الكالب والهررة ‪ ،‬ولحوم هذه الحيوانات والحشرات ‪ ،‬عادةً ال يتناولها المس‪++‬لمون‬ ‫في أطعمتهم ‪ .‬وآخرون يقول‪+‬ون إنّ‪+‬ه من ص‪+‬نع االنس‪+‬ان ‪ ،‬وذل‪+‬ك نتيج‪+‬ة ألخط‪+‬اء‬ ‫حصلت في المختبرات عل ًما بأنَّ بداية انتشاره كانت في الصين ‪ ،‬وقيل يومه‪++‬ا‬ ‫ان الخطأ المخبري وبداية انتشار الفايروس حصل في أفغانستان ‪ ،‬م‪++‬ع خ‪++‬براء‬ ‫أميركيين ‪ ،‬ثم بطريقة معينة وصل الى الصين ‪.‬‬ ‫ وأخي ًرا ‪ ،‬أيها الق‪++‬ارئ العزيز ق‪++‬د ال تظه‪++‬ر لنا حكم‪++‬ة هللا جلي‪++‬ة ‪ ،‬لكن في‬‫األمر حكمة وال شك ‪ ،‬والعبرة لمن يعتبر‪.‬‬

‫‪ -159‬مفاجأة‬ ‫إنَّ المؤرخ عيسى اسكندر المعلوف ‪ ،‬وهو من زحلة ‪ ،‬ذكر في كتابه‬ ‫تاريخ األسر الشّرقيّة عن السلطان يعقوب حوالى عام ‪ 1920‬ما يلي ‪:‬‬ ‫نُسبت الى السلطان يعقوب مل ُك المغرب ‪ .‬وجامع السلطان يعقوب في‬ ‫صخ ٍر حفره بيده كم‪++‬ا ي‪++‬روون ‪ ،‬وق‪++‬بره في المغ‪++‬ارة ض‪++‬من الج‪++‬امع ‪ .‬س‪ّ +‬كانُ ه‪++‬ذه‬ ‫القرية هم (دراويش) ‪ ،‬وبعض هؤالء الدّراويش هم ‪ :‬الجاروش ‪ ،‬العبدوني ‪ ،‬سيّاده‬ ‫هم بيت الع‪ّ +‬رة وأص‪++‬لهم من ب‪++‬ني دس‪++‬وق في جب جنّين ‪ ،‬وأص‪++‬لهم من مص‪++‬ر ‪.‬‬ ‫ومن السلطان‬ ‫‪281‬‬


‫يعقوب بنو زغيب ‪ ،‬ومنها ذهب أبو منصور الى زحلة ‪.‬‬ ‫سج ِل العقاري في زحلة‬ ‫في أحد األيّ ِام ‪ ،‬قصدتُ (أنا مؤلف الكتاب) ‪ ،‬أمانةَ ال ّ‬ ‫وبحثتُ عن عق‪++‬ا ٍر في منطقة خلّ‪++‬ة الدّرجة ‪ ،‬وهي ق‪++‬رب بيت المرح‪++‬وم س‪++‬عيد‬ ‫ت ‪ ،‬ومن الطّبيعي أنّه‬ ‫محمد إبراهيم سميدي وجيرانه ‪ .‬طلبتُ محض َر أح ِد العقارا ِ‬ ‫يوجد على كل محضر أسماء الجيران من كاف‪++‬ة الجه‪++‬ات ليك‪++‬ون تحدي‪ُ +‬د العق‪++‬ار‬ ‫واضحا ‪ .‬وفي محضر التّحدي ِد هذا ‪ ،‬ورد أنه عند جهة من ح‪++‬دود العق‪++‬ار ‪ ،‬نُقش‬ ‫ً‬ ‫اس‪++‬م‬

‫" مخ‪++‬ول " على ق‪++‬بر ‪ ،‬فه‪++‬ذا االس‪++‬م ‪ ،‬إض‪++‬افة الى مك‪++‬ان دفن الجث‪++‬ة‬

‫بعي‪ً +‬دا عن المق‪++‬برة واس‪++‬تنا ًدا لم‪++‬ا ذك‪++‬ره المعل‪++‬وف عن ب‪++‬ني زغيب ‪ ،‬يع‪++‬ود الى‬ ‫شخص الشك أنه مسيحي وهذا يعني أنّه منذ أكثر من ‪ 150‬سنة كان يس‪++‬كن‬ ‫بعض المسيحيين في قريتنا ‪.‬‬ ‫أرجو منك أيُها القارئ الكري ُم ‪ ،‬أاّل‬ ‫س ِن في قرية‬ ‫تستغرب األمر فكبار ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ح ّمارة ‪ ،‬يقولون أنّ أكث َر من نصف س‪ّ +‬كا ِن ق‪+‬ريتهم ك‪+‬انوا مس‪+‬يحيين في ال‪ّ +‬زمن‬ ‫ُ‬ ‫حيث يق‪++‬ول ‪ :‬ك‪++‬انت ح ّم‪++‬ارة قباًل ‪،‬‬ ‫الماض‪++‬ي ‪ ،‬وه‪++‬ذا م‪++‬ا يؤ ّك‪++‬ده الم‪++‬ؤ ّرخ المعل‪++‬وف‬ ‫نصفها نصارى ونصفها مسلمون ‪ ،‬وك‪++‬ان فيها س‪++‬بع جوام‪++‬ع وكن‪++‬ائس كث‪++‬يرة ‪،‬‬ ‫واليوم ليس فيها مسيحيون ‪ ،‬ونصاراها انقرض‪++‬وا (هك‪++‬ذا وردت) بالحادثة األولى‬ ‫ فتنة عام ‪ - 1840‬وتف ّرقوا في بسكنتا وغيرها ‪ ،‬من لبنان وس‪++‬وريّا ‪ .‬المعل‪++‬وف‬‫كتب ذلك في ‪ 13‬آب سنة ‪ 1918‬م ‪.‬‬ ‫فليس ُمستغربًا وجود عائل ٍة مسيحي ٍة أو أكثر في قريتنا ‪.‬‬

‫‪ - 160‬ماذا في محيط السلطان يعقوب والبقاع ؟‬

‫‪282‬‬


‫الي‪++‬ك م‪++‬ا ذك‪++‬ره الم‪++‬ؤ ّر ُخ عيس‪++‬ى إس‪++‬كندر المعل‪++‬وف في كتب‪++‬ه ‪ -1 :‬ت‪++‬اريخ‬ ‫األسر الشرقيّة ‪ -2 ،‬تاريخ البقاع وسورية المج ّوفة ‪ - 3 ،‬تاريخ مدين‪++‬ة زحل‪++‬ة ‪،‬‬ ‫وذل َك قب َل مئ ِة عام ‪.‬‬ ‫خمس قطع نقو ٍد‬ ‫‪ - 1‬السلطان يعقوب ‪ُ :‬و ِج َد فيها في أ ّول آذار سنة ‪1920‬‬ ‫ُ‬ ‫الس ‪+‬الم (بغ‪++‬داد) س‪++‬نة ‪ 304‬هجري‪++‬ة (‪)916‬‬ ‫ض ‪+‬ربتْ في مدين‪++‬ة‬ ‫ّ‬ ‫ذهبي‪++‬ة عبّاس ‪+‬يّة ُ‬ ‫ميالدية على أح‪+‬د جانبيه‪++‬ا (المتقّي باهلل) ‪ ،‬وعلى الث‪++‬اني (آي‪++‬ات دينية) ‪ ،‬والس‪+‬لطان‬ ‫‪+‬ب الى الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب المنص‪++‬ور ‪ ،‬ك‪++‬ان ب‪++‬زم ِن ص‪++‬الح ال‪+‬دّين‬ ‫يعقوب قريةٌ تُنس‪ُ +‬‬ ‫‪+‬ر ‪،‬‬ ‫‪+‬ج الحص‪َ +‬‬ ‫األيوبي ‪ ،‬وه‪++‬و من مل‪+‬وك المغ‪+‬رب ‪ .‬ج‪++‬اء متز ّه‪ً +‬دا الى البق‪++‬اع ونس‪َ +‬‬ ‫ناووس‪+‬ا (ق‪++‬ب ًرا حجريًا)‬ ‫وقي‪++‬ل أنّه ك‪++‬ان ينظر(ي‪++‬راقب) ك‪++‬روم عيث‪++‬ا ‪ ،‬فحف‪++‬ر لنفس‪++‬ه‬ ‫ً‬ ‫و ُدفِ َن فيه وهو مقابل عيثا على رابية وهناك قريةٌ‬ ‫قرب المدفن ‪ ،‬ومزرعةٌ في‬ ‫َ‬ ‫والس‪+‬فلى تُس‪ّ +‬مى مزرع‪+‬ة لوسه ‪،‬‬ ‫السهل ‪ ،‬فالعليا تُس‪ّ +‬مى قري‪++‬ة س‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وفيها بركةٌ صغيرة ‪.‬‬ ‫الجبل ‪ ،‬قرب عيثا ‪ ،‬وقبالها قرية السلطان يعقوب ‪،‬‬ ‫‪...- 2‬وكامد الّلو ِز تحتَ‬ ‫ِ‬ ‫ومزرع‪++‬ة لوسه تحت الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬وبين كامد والس‪++‬لطان يعق‪++‬وب وا ٍد ‪...‬‬ ‫وبين كامد وعيث‪++‬ا (الّل‪++‬وح المكت‪++‬وب والحجر المثق‪++‬وب) ‪ ،‬هم‪++‬ا محاّل ن على األ ّو ِل‬ ‫الج َهل‪ِ +‬ة ‪ ،‬والث‪++‬اني طبق‪++‬اتٌ ص‪++‬خريّة ُمتقابل‪+‬ةٌ ‪ ،‬ويبعد‬ ‫هش‪+‬مها‬ ‫كتابةٌ قديم‪+‬ةٌ ‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫بعض َ‬ ‫ذراع الى ثالث ٍة متجهة بعضها لبعض وثقوبها متقابل ‪+‬ةٌ ‪،‬‬ ‫الواحد عن اآلخ ِر من‬ ‫ٍ‬ ‫يُقال أنّها كانت حدو ًدا ونحوها لمملكتين قديمتين ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ...‬وح‪++‬ول عيث‪++‬ا ‪ ،‬عين ع‪ّ +‬زة باسم بل‪++‬د ٍة هي خرب‪++‬ة اآلن ‪ ،‬وغ‪++‬ربي ه‪++‬ذه‬‫العين (الّل‪++‬وح المكت‪++‬وب) ‪ ،‬و(الحج‪++‬ر المثق‪++‬وب) ‪ ،‬ونحن نزي‪++‬د و (الس‪++‬لطان‬ ‫‪+‬ال‬ ‫يعقوب لتكتمل الثالثيّة كما تق‪++‬ول العامة) ‪ .‬ف‪++‬الحج ُر المثق‪ُ +‬‬ ‫‪+‬وب ص‪++‬خ ٌر ع‪ٍ +‬‬ ‫ق وقن‪++‬اطر ‪ ،‬واللّ‪++‬وح المكت‪++‬وب تحت‪++‬ه ‪ ،‬في‪++‬ه كتاب ‪+‬ةٌ‬ ‫طويل محف‪++‬و ٌر فيه روا ٌ‬ ‫‪283‬‬


‫قديم‪+‬ةٌ تعتقد العا ّم‪ +‬ةُ هن‪+‬اك بالتّناق‪+‬ل ‪ ،‬أنّ‪++‬ه س‪++‬يحدث موقع‪+‬ةٌ غريب‪+‬ةٌ يتغطّى‬ ‫فيها الحج ُر بالدّم ‪ ،‬وفوق خربة ع ّزة صخ ٌر منقو ٌر وفيه مغارة فيها مياه‬ ‫صخر ‪ ،‬ال تزيد وال تنقص ‪.‬‬ ‫بنصفها في ال ّ‬ ‫‪ - 4‬السلطان يعقوب ‪ ،‬ولوسه مزرعة السلطان يعقوب ‪ ،‬يُشتّون فيها ‪ ،‬لهم‬ ‫للص ‪+‬يف ‪ .‬تبعد نص‪++‬ف س‪++‬اعة عن‬ ‫للش ‪+‬تاء ‪ ،‬وفي الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب‬ ‫فيه‪++‬ا بي‪++‬وت ّ‬ ‫ّ‬ ‫السلطان وعن المعلّق‪++‬ة خمس س‪++‬اعات ‪(،‬طب ًعا ذل‪++‬ك مش‪+‬يًا على األق‪++‬دام ‪ ،‬أو على‬ ‫ظهور الدواب)‬ ‫الفالوج بين أرض عيثا الفخار وأرض البيرة يُس ّمى عين التّنور‬ ‫‪ - 5‬نب ُع‬ ‫ِ‬ ‫ألنّه ف ّوا ٌر وهو ليس بمهم في الشّتاء ‪ ،‬وينزل في وادي (أبي عبيدا) في أرض‬ ‫كامد اللّوز وكان مكمنَا للثّوار ‪ .‬ففي شباط ‪ 1926‬قت‪++‬ل َ كمينُ‪++‬ه نح‪++‬و ‪ 52‬جن‪++‬ديًّا‬ ‫وجرح واح ‪ٌ +‬د واثن‪++‬ان كانا‬ ‫من المتطوعين والفرنسيين منهم رجالن من زحلة ‪ُ ،‬‬ ‫ت لنقل أمتعة العسكر ‪.‬‬ ‫يسوقان طناب َر على عجال ٍ‬ ‫وفي أواسط حزي‪++‬ران ‪ 1926‬ص‪++‬ارت موقع‪+‬ةٌ بين كمي ِن الف‪++‬الوج والقنّاص‪ِ +‬ة‬ ‫الّلبنانيّ‪++‬ة قُت‪َ +‬ل فيه‪++‬ا ف‪++‬ارس أب‪++‬و ملهب ‪ .‬وفي ي‪++‬وم الخميس ‪ 24‬حزي‪++‬ران ‪1926‬‬ ‫ح‪++‬دثت موقع ‪+‬ةٌ ثالث ‪+‬ةٌ فيه بقي‪++‬ادة ش‪++‬كيب‪ +‬و ّه‪++‬اب رئيس الثّ‪++‬وار وبقيت الى ي‪++‬وم‬ ‫الجمعة ‪.‬‬ ‫عل ًما ب‪++‬أنّ وادي أبي عبي‪++‬دا يُس ‪ّ +‬مى الي‪++‬وم وادي أبوعب‪++‬اد أو بعب‪++‬اد (تحريفا)‬ ‫مر بجيش‪++‬ه‬ ‫وهناك مقولة قديمةٌ تُفيد بأنّ‬ ‫َ‬ ‫أمين األ ّم ِة " أبو عبيدة بن الج ّراح " ‪ّ ،‬‬ ‫في هذا الوادي فمن هنا كانت بداية تسميته بهذا االسم ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬في البقاع مديرية جب جنين تتبعها احدى عش‪++‬رة قري‪++‬ة وهي ‪ :‬كام‪++‬د‬ ‫اللوز‪ -‬السلطان يعقوب – غ َّزة – ح َّمارة – عيثا – مدوخا – عين عرب – كفر دينس‬ ‫– المحيثة – رفيد وبيرة – ومزرعة واحدة هي ‪ :‬جرن النحاس ‪.‬‬ ‫‪284‬‬


‫ومن ص‪++‬ناعات ه‪++‬ذا القض‪++‬اء ‪ :‬ض‪++‬فر (حياك‪++‬ة) الحص‪++‬ر لك‪++‬ثرة األقص‪++‬اب‬ ‫والسعد(نوع من القش) ونحوه في غابة عمي‪++‬ق وم‪++‬ا يجاوره‪++‬ا ‪ ،‬ول‪++‬ذلك اش‪++‬تغل‬ ‫فيه‪++‬ا معظم الن‪++‬اس ‪ .‬وق‪++‬د روى أب‪++‬و الف‪++‬داء الحم‪++‬وي الم‪++‬ؤرخ ‪ ،‬وابن بطوط‪++‬ة‬ ‫الرحالة المغربي وغيرهما ‪ ،‬أن البق‪++‬اعيين اتقن‪++‬وا ه‪++‬ذه الص‪+‬ناعة ‪ ،‬وان الس‪++‬لطان‬ ‫يعق‪++‬وب المغ‪++‬ربي بع‪++‬د أن ت‪++‬رك ع‪++‬رش المل‪++‬ك زاه ‪ً +‬دا وج‪++‬اء الى البق‪++‬اع تزه‪++‬د‬ ‫واشتغل بضفر الحصر ‪ ،‬وانكر ذلك المق ّري غير أن ابن بطوطة اثبته ( أي أنه‬ ‫أثبت أن الس‪+‬لطان يعق‪+‬وب اش‪+‬تغل بحياك‪+‬ة الحص‪+‬ر ووفات‪+‬ه ك‪+‬انت في البق‪+‬اع) ‪،‬‬ ‫وأش‪++‬هر مح‪++‬ل له‪++‬ذه الص‪++‬ناعة اآلن ( أي من‪++‬ذ ‪ 100‬س‪++‬نة) في خي‪++‬ارة وس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب ‪.‬‬ ‫سهل ‪ ،‬أو هو ع‪++‬رب ٌي جمع بقع‪ٍ +‬ة بمع‪++‬نى األرض‬ ‫‪ -7‬البقا ُع عبران ٌي بمعنى ال ّ‬ ‫المنبسطة وقيل سريانية بمعنى السهول ‪.‬‬ ‫برج‬ ‫‪ - 8‬أواني كنائس ح ّمارة هي اآلن في كنيسة القرعون ‪ ،‬وفي واديها‬ ‫ٌ‬ ‫يُس ّمى القصر ‪ ،‬وقناطر يقال إنّه يوناني األصل ‪ ،‬وفيه كتاباتٌ يونانية ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬حرمون اسم جبل الشّيخ ‪ ،‬وحرمون بمعنى (قمة عالية) أو(مقدّس) ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬جب جنّين ‪ :‬جب (عبرانية) بمع‪++++‬نى ب‪++++‬ئر ‪ ،‬وجنّين تحري‪++++‬ف (جنّيم)‬ ‫بالعبرانية جمع جنّة بمعنى البساتين والحدائق ‪.‬‬ ‫‪ -11‬نهر أبو دجاجة قرب خربة روحا ‪ ،‬يطوفُ شتا ًء فقط على األرض ‪.‬‬ ‫‪ ...-12‬وفي ق ّم ِة جبل الشّيخ (قصر شبيب‪ ، )+‬وهو هيك ٌل قدي ٌم لبعل حرمون ‪.‬‬ ‫‪ -13‬كلمة " األورطة "عثمانية معناها فرقة عس‪++‬كرية والحق‪++‬ا ص‪++‬ار اس‪++‬مها‬ ‫كتيبة ‪.‬‬ ‫‪ -14‬بقاع العزيز(أي البقاع األوسط والغربي )‪ ...‬كان مقر والية هذا البقاع‬ ‫كرك نوح ‪ ...‬ث ّم قب الياس ‪( ،‬والحقًا أصبحت زحلة مق ًرا لمحافظة البقاع) ‪.‬‬ ‫‪285‬‬


‫ب فيه‪++‬ا‬ ‫ض مجدل عنجر ‪ُ ،‬‬ ‫س ‪+‬ل ِ َ‬ ‫‪ ...15‬ومن سورية ينحد ُر وادي الحرير ‪ ،‬بأر ِ‬ ‫الحري ‪ُ +‬ر والج‪ُ +‬‬ ‫فس ‪ِّ +‬م َي ب‪++‬ذلك (وادي الحرير) ‪ ،‬وهن‪++‬اك‬ ‫‪+‬وخ في الق‪++‬ديم من التج‪++‬ار ‪ُ ،‬‬ ‫جس ٌر صغي ٌر ‪.‬‬ ‫‪ -16‬ك‪+‬ان النم‪+‬ر ‪ ،‬واألس‪+‬د ‪ ،‬والض‪+‬بع ‪ ،‬وال‪+‬دب ‪ ،‬وغيره‪+‬ا كث‪+‬ي ًرا في البق‪+‬اع ‪،‬‬ ‫الض‪+++++‬واري األولى ‪ ،‬في البق‪+++++‬اع الغ‪+++++‬ربي‬ ‫واآلن ال يوج‪+++++‬د إال بقايا قليلة من‬ ‫ّ‬ ‫والص‪+‬خور ال ُم َكهف‪++‬ة (أي فيه‪++‬ا مغ‪++‬اور) ‪،‬‬ ‫وج‪ّ +‬زين ‪ ،‬حيث تك‪++‬ث ُر الغاب‪++‬اتُ والمغ‪++‬اور ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والذئب بكثرة ‪.‬‬ ‫مس‬ ‫وفو َ‬ ‫ضبع والثّعلب ‪ ،‬والنّ ُ‬ ‫ق ع ّميق يوجد اآلن النّم ُر ‪ ،‬وال ّ‬ ‫‪ – 17‬تشتهر القرعون بالح ّمص وح ّمارة بالح ّمص (والعدس) ‪ ،‬وغ ّزة بالبطيخ ‪.‬‬ ‫‪ -18‬قرية ح ّمارة أحرقها القُبيسي هي وعيثا ‪ ،‬من نحو مائتي سنة (إضافة‬ ‫مئة سنة الى يومنا هذا فتصبح ‪ 300‬سنة) ‪.‬‬ ‫‪ ... - 19‬جب ٌل فوق كامد الل‪++‬وز ‪ ،‬يُس‪ّ +‬مى جب‪++‬ل ع‪++‬رابي ‪ ،‬مقابل خربة روحا‬ ‫ومدوخا وهو مهم على ط‪++‬رف جب‪++‬ل الب‪++‬يرة وال ّرفيد ‪( .‬وفي وقتن‪++‬ا الحاضر يق‪++‬ال‬ ‫له جبل عربة ‪ ،‬أو الجبل الغربي – تحريفا) ‪.‬‬ ‫‪ - 20‬قرب عيثا والى شرق المصاول محلة المهدومة ‪ ،‬وهي كانت مدين‪+‬ةً‬ ‫ذات صخو ٍر ضخمة ‪.‬‬ ‫‪ - 21‬سنة ‪ 1201‬م كانت زالزل هائلة ‪ ،‬خربت مدن و دمرت قالع ‪ :‬حماه‬ ‫– بعلبك – دمشق – نابلس – عكا – طرابلس والقدس ‪.‬‬ ‫‪ - 22‬في سنة ‪ 1302‬م ح‪++‬دثت زلزل‪++‬ة عظيم‪++‬ة ه‪++‬دمت بعض اس‪++‬وار قلع‪++‬ة‬ ‫حماه وتضررت أماكن كثيرة في سورية ومصر وبعلبك ‪.‬‬ ‫‪ - 23‬في س‪++‬نة ‪ 1318‬م ح‪++‬دث في بعلب‪++‬ك س‪++‬يل ج‪++‬ارف ‪ ،‬وك‪++‬انت نتيجت‪++‬ه ‪:‬‬ ‫القتلى ‪ 147‬نف ًرا ‪ ،‬والمهدوم من البيوت ‪ 895‬بيتًا خرابًا ‪ ،‬و‪ 450‬بيتً‪++‬ا اختالاًل ‪،‬‬ ‫ومن الحوانيت ‪ ، 131‬ومن الطواحين ‪ ، 11‬قُتل فيها ‪ 47‬نف ًرا ‪.‬‬ ‫‪286‬‬


‫‪ - 24‬في عام ‪ 1400‬م انتش‪++‬ر في س‪++‬ورية الوي‪++‬ل المثلث ‪ :‬التت‪++‬ار ‪ ،‬الج‪++‬راد‬ ‫والطاعون ‪.‬‬ ‫‪ - 25‬في سنة ‪ 1443‬م امتد الطاعون في سورية حتى خ‪+‬رج من دمش‪+‬ق‬ ‫أكثر من ألف جنازة في يوم واحد ‪ ،‬ومات كثيرون في بعلبك والبقاع ‪.‬‬ ‫‪ - 26‬في عام ‪ 1503‬م طما سيل على أث‪++‬ر ديم‪++‬ة (مط‪++‬ر دائم في س‪++‬كون)‬ ‫استمرت ‪ 27‬يو ًما ‪ ،‬منها خمسة أي‪++‬ام بلياليه‪++‬ا ‪ ،‬لم يُ‪َ +‬ر ش‪++‬مس وال قم‪++‬ر ‪ ،‬فطغت‬ ‫األنهر طغيانًا عظي ًما واغ‪++‬رقت ال‪++‬بيوت وال‪++‬دواب والح‪++‬وانيت والبس‪++‬اتين ‪ ،‬و ُه‪++‬دم‬ ‫جسر جب جنين الذي كان مرتفع البناء من الحجر المتين ‪.‬‬ ‫‪ - 27‬في سنة ‪ 1526‬م جاء جراد من ناحي‪++‬ة الجن‪++‬وب في ش‪++‬هر نيس‪++‬ان ‪،‬‬ ‫فعاث في البالد ‪ ،‬وغطى أشجارها وأراضيها ‪ ،‬وأكل جميع الزروع والنب‪++‬ات ‪ ،‬ثم‬ ‫الزحاف فأكل جميع األشجار و َعقِبَه (تبعه) غالء فاحش ‪.‬‬ ‫خرج‬ ‫َّ‬ ‫‪ -28‬في سنة ‪ 1750‬م صار ثلج عظيم وك‪++‬ان في زحل‪++‬ة كث‪++‬ير االرتف‪++‬اع ‪،‬‬ ‫فس َّد طرقاتها واتصل الى ساحل بيروت ‪ ،‬حتى كان على المراكب ثالثة أش‪++‬بار‬ ‫وعقبه ضيق وجوع وغالء ‪ ( .‬هذا في زحلة وبيروت فتصور كيف ك‪++‬ان الثلج‬ ‫في قريتنا ؟) ‪.‬‬ ‫‪+‬ر‬ ‫‪ - 29‬سنة ‪ 1756‬م تساقط ٌ‬ ‫ثلج كث‪++‬ي ٌر في ش‪++‬هر تش‪++‬رين الث‪++‬اني ‪ ،‬و َكثُ‪َ +‬‬ ‫اس عن أعمالهم ‪.‬‬ ‫الجم ُد (الجليد) حتّى جمد نهر العاصي ‪ ،‬وتعطّل النّ ُ‬ ‫انبثاق‬ ‫‪ – 30‬سنة ‪ 1759‬م في ‪ 19‬تشرين األول ‪ ،‬حدثت زلزلة قويّة عند‬ ‫ِ‬ ‫الفجر وقتلت كثيرين ود ّمرت أم‪++‬اكنَهم ‪ ،‬وع‪++‬ادت في نص‪++‬ف تش‪++‬رين الث‪++‬اني بع‪++‬د‬ ‫س وخربت بالد بعلبك ‪ ،‬وراس بعلبك ونواحيها ‪ ،‬والشّام ‪ ،‬وقُتِ‪َ ++‬ل في‬ ‫غيا ِ‬ ‫ب الشّم ِ‬ ‫هذه األماكن نحو ثالثمائة نفر ‪ .‬وروى أح ُد المؤ ّرخين ‪ ،‬أنّ‪++‬ه قُتِ ‪َ +‬ل نح‪++‬و عش‪++‬رين‬

‫‪287‬‬


‫ض ‪ ،‬أو ترتع‪ُ ++‬د فرائص‪++‬ها‬ ‫ألفًا في س‪++‬هول بعلب‪++‬ك ‪ ،‬وبقيتْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‪++‬رقص أعط‪++‬افُ األر ِ‬ ‫اس الخيا َم كل تلك المدّة ‪.‬‬ ‫(ه ّزات ارتدادية) جز ًعا ثالثةَ أشه ٍر ‪ ،‬فسكن النّ ُ‬ ‫‪ - 31‬في س‪++‬نة ‪ 1760‬م تفش‪++‬ى ط‪++‬اعون ج‪++‬ارف ع َّم بالد الش‪++‬رق وأف‪++‬نى‬ ‫كث‪++‬يرين في م‪++‬دنها وال س‪++‬يما حلب ودمش‪++‬ق وامت‪++‬د الى زحل‪++‬ة ولبن‪++‬ان فأم‪++‬ات‬ ‫كثيرين وف َّر الناس الى االديار ( مفردها دير) والجب‪++‬ال العالي‪++‬ة م‪++‬ذعورين وبق‪++‬وا‬ ‫مدة طويلة الى أن تقلص ظله (انتهى) ‪.‬‬ ‫الس‪+‬اعة‬ ‫‪ - 32‬في ‪ 17‬نيسان س‪++‬نة ‪ 1761‬م رجعت ال ّزلزل‪++‬ة (اله‪ّ +‬زة) ‪ ،‬في ّ‬ ‫الثانية لياًل وهدمت قرية راس بعلبك كلها ‪ ،‬ونواحيها ‪.‬‬ ‫‪ - 33‬في سنة ‪ 1777‬م كثر الجراد في السواحل فأض َّر بها كث‪++‬ي ًرا واتص‪++‬ل‬ ‫الى الجرود ‪.‬‬ ‫فاحش في البالد ‪ ،‬فصار ثمن كيل الحنط ِة‬ ‫‪ - 34‬سنة ‪ 1778‬م صار غال ٌء‬ ‫ٌ‬ ‫(‪ 120‬كلغ) البيروتي اثني عشر غرشًا ‪ ،‬وقفةُ‬ ‫ِّ‬ ‫الرز بعشرين غرشًا ‪ ،‬وارتفعت‬ ‫أسعا ُر كل شيء ‪.‬‬ ‫‪ - 35‬سنة ‪ 1779‬م غطى ثلج كثير االرض ‪ ،‬واستقام أيا ًما كثيرةً ‪ ،‬وفي ‪8‬‬ ‫أيار َكثُ َر الشّتا ُء ونزل في راس بعلبك وحمص بَ َر ٌد كثي ٌر كان بحجم الخوخ‪++‬ة ‪،‬‬ ‫ي ‪ ،‬وأص‪++‬اب‬ ‫‪+‬هاب ن‪++‬ار ٌ‬ ‫الى أن بلغ مقدا َر بيض ِة الدّجاجة ‪ ،‬وفي هذا اليوم نزل ش‪ٌ +‬‬ ‫س خيل فنفقت ‪.‬‬ ‫ثالثةَ رؤو ِ‬ ‫‪ - 36‬في سنة ‪ 1784‬م في شهر كانون الث‪++‬اني ظه‪++‬ر في الغ‪++‬رب ُم‪++‬ذنّب ‪ ،‬ك‪++‬ان‬ ‫ذنبه متجه‪++‬ا الى الش‪++‬رق ‪ ،‬وخ‪++‬اف الن‪++‬اس من‪+‬ه وتطيّ‪++‬روا (تش‪++‬اءموا) من منظ‪++‬ره‬ ‫وحس‪++‬بوا لظه‪++‬وره حس‪++‬ابات ت‪++‬دور على تفش‪++‬ى االم‪++‬راض والح‪++‬روب والفواج‪++‬ع‬ ‫وك‪++‬انوا يقرع‪++‬ون على ص‪++‬دورهم ( وردت هك‪++‬ذا في األص‪++‬ل) ويس‪++‬تغيثون باإلل‪++‬ه‬ ‫ليدفع عنهم ش ّره ‪.‬‬ ‫‪288‬‬


‫‪ - 37‬في س‪++‬نة ‪ 1785‬م ع َّم الط‪++‬اعون مص‪++‬ر وب‪++‬يروت وط‪++‬رابلس وبعض‬ ‫انح‪++‬اء س‪++‬ورية ولبن‪++‬ان وه‪++‬رب الس‪++‬وريون الى الجب‪++‬ال العالي‪++‬ة وك‪++‬ثر الغالء‬ ‫وتضايق الناس‬ ‫ق كثي ٌر من‬ ‫‪ - 38‬سنة ‪ 1786‬م تفشّى الطّاعونُ في البقاع ‪ ،‬ومات فيه خل ٌ‬ ‫‪+‬ان ‪،‬‬ ‫ب الفض‪++‬ل ‪ ،‬وامتد الى‬ ‫حمص وض‪++‬واحيها ‪ ،‬ف‪++‬أفنى التّركم‪َ +‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الس ‪ّ +‬كان ومن ع‪++‬ر ِ‬ ‫والمسلمين ‪ ،‬والنّصارى ‪.‬‬ ‫‪ - 39‬في سنة ‪ 1793‬م اشتد الغالء لك‪++‬ثرة الفتن والنهب ‪ ،‬فص‪++‬ار م‪++‬د‬ ‫القمح الشامي بسعر ‪ 12‬غرشًا ‪ ،‬وقفة األرز بثالثين غرشًا ‪ ،‬وكيل الذرة بثالث‪++‬ة‬ ‫غروش‬ ‫‪ – 40‬السيول هدمت جس ًرا في زحلة على نهر البردوني في عام ‪ 1819‬م‬ ‫وهدم مرة ثانية عام ‪ 1822‬م ‪ ،‬ومرة ثالثة في عام ‪ 1897‬م ‪.‬‬ ‫‪ – 41‬في س‪++‬نة ‪ 1823‬م ح‪++‬دث في زحل‪++‬ة س‪++‬يل ج‪++‬ارف في الش‪++‬تاء حم‪++‬ل‬ ‫حجارةً كبيرةً واشجا ًرا عظيمة ‪.‬‬ ‫‪ – 42‬في سنة ‪ 1842‬م في ‪ 27‬نيس‪++‬ان ك‪++‬ان س‪++‬يل ج‪++‬ارف ومط‪++‬ر وب‪++‬رق‬ ‫ورعد مستديم ‪ ،‬وبعد غروب الش‪++‬مس س‪++‬قط بَ‪َ +‬ر ٌد عظيم كالرص‪++‬اص الس‪++‬باعي ‪،‬‬ ‫وبعضه كبيض الحمام نحو ثلث س‪++‬اعة ‪ ،‬وفي ي‪++‬وم الجمع‪++‬ة أول أي‪++‬ار اس‪++‬تؤنف‬ ‫السيل والبَ َرد والطوفان ‪.‬‬ ‫‪ – 43‬في ‪ 25‬كانون الثاني سنة ‪ 1850‬م س‪++‬قط ثلج عظيم لم يس‪++‬بق ل‪++‬ه‬ ‫مثيل من زمن بعيد وتوالى سقوطه في شباط فتضايق الناس ‪.‬‬ ‫‪ – 44‬في سنة ‪ 1854‬م حدث غالء شديد وبي‪++‬ع م‪+‬د الحنط‪+‬ة من ‪ 22‬الى‬ ‫‪ 26‬غرشا ‪.‬‬

‫‪289‬‬


‫سون الحلبي كاتب يد فؤاد باشا‬ ‫‪ – 45‬في سنة ‪ 1861‬م ع َّمر رزق هللا ح ّ‬ ‫المعتمد العثماني نحو الف بيت من قرى البقاع المحروق‪++‬ة والمهدوم‪++‬ة ‪ ،‬وذل‪++‬ك‬ ‫(بالمجان) ‪.‬‬ ‫بالتسخير‬ ‫ّ‬ ‫‪ – 46‬في سنة ‪ 1873‬م من ‪ 25‬كانون األول الى ‪ 6‬نيسان ‪ 1874‬م ك‪++‬ان‬ ‫فس‪+‬دّت الطرق‪++‬ات وح‪++‬دثت مس‪++‬تنقعات واس‪++‬عة في س‪++‬هل‬ ‫سقوط الثلج متواصال ‪ُ ،‬‬ ‫البقاع وضويق الناس والمواش‪++‬ي ‪ ،‬وبيعت خيش‪++‬ة التبن بس‪++‬تين غرش‪++‬ا ‪ ،‬ورط‪++‬ل‬ ‫الفحم (‪2‬كلغ ونصف) بقرشين ونصف ورطل األرز باثني عشر غرش‪++‬ا وارتفعت‬ ‫أسعار جميع الحاجيات ‪.‬‬ ‫‪ – 47‬في س‪++‬نة ‪ 1898‬م ك‪++‬ثر الثلج والجم‪++‬د (أي الجلي‪++‬د) ووق‪++‬ف القط‪++‬ار‬ ‫الحديدي ثالث مرات عن مسيره بين بيروت ودمشق وبقي الثلج حتى أواخ‪++‬ر‬ ‫شباط فتضايق الناس ‪.‬‬ ‫‪ – 48‬في أواخر سنة ‪ 1905‬م كثرت الثلوج واشتد البرد ووقف القط‪++‬ار‬ ‫الحديدي أحد عشر يوما ‪ ،‬وقرص البرد في السواحل حتى أنَّ مياه نهر الكلب‬ ‫جمدت في صهاريجها ومات كثيرون دنقًا ‪ ،‬وكذلك حصل في عام ‪ 1907‬م ‪.‬‬ ‫لج يتساقطُ م ّدةً طويلةً ‪،‬‬ ‫‪ - 49‬سنة ‪ 1911‬م في ‪ 17‬كانون الثاني ‪ ،‬بقي الثّ ُ‬ ‫سير ‪.‬‬ ‫ووقف القطا ُر أربعين يوما ً عن ال ّ‬ ‫‪ - 50‬قب ُر النّبي األسود قرب قرية عيثا الفخار ‪.‬‬ ‫واف لخميس الدّعسة في ب ّرالياس ‪.‬‬ ‫شرح‬ ‫‪- 51‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ - 52‬أسد البقاعي نشأ في ح ّمارة ‪ ،‬في البقاع العزي‪++‬ز ‪ ،‬وخ‪++‬رج منه‪++‬ا الى‬ ‫دمشق ‪.‬‬ ‫‪ - 53‬ع ّدةُ مشايخ وفقهاء من عيثا بصفة " العيثاوي " ‪.‬‬

‫‪290‬‬


‫‪ - 54‬ع ‪ّ +‬دةُ مش‪++‬ايخ وفقه‪++‬اء من آل البق‪++‬اعي ‪ ،‬من ح ّم‪++‬ارة وخربة روح‪++‬ا ‪،‬‬ ‫والبعض منهم عُرف " بالخربتاوي " نسبةً الى خربة روحا ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫‪ - 55‬ترجمةٌ مو ّ‬ ‫سعةٌ للشّيخ مسافر بن عدي ‪ ،‬مو ّزعة على عدة صفحا ٍ‬ ‫متف ّرق ٍة ‪.‬‬ ‫‪ - 56‬ع ّدةُ فقهاء عُرفوا " بالكامدي" ‪ ،‬نسبةً الى كامد الّلوز ‪.‬‬ ‫الش‪+‬يخ محمد‬ ‫‪ - 57‬عن ح ّمارة ‪ ،‬علماؤها القدماء ‪ :‬الشّيخ محمد أبو عكر – ّ‬ ‫أبو غنيم ووالده الشّيخ أحمد أبو غنيم ‪.‬‬ ‫الش‪+‬يخ علي أفن‪++‬دي مص‪++‬طفى أي‪++‬وب‬ ‫علماؤه‪++‬ا المح‪++‬دثون ‪ :‬المف‪++‬تي الح‪++‬الي ‪ّ ،‬‬ ‫(عام ‪ ، )1918‬ومحمد حامد مفتي الشّام من ح ّمارة ‪.‬‬ ‫‪ – 58‬كامد الّلوز ‪ :‬في ‪ 30‬آب ‪ 1918‬كان عدد بيوتها ‪ 40‬بيتًا ‪.‬‬ ‫‪ - 59‬كلمةُ لبنان عبرانيةٌ ‪ ،‬بمعنى األبيض ‪ ،‬وه‪++‬ذه إش‪++‬ارة الى دوام الثّلج‬ ‫على قممه ‪.‬‬ ‫س ِّم َي سه ُل البقاع ‪ ،‬سه َل نوح من زمن قديم ‪.‬‬ ‫‪ُ - 60‬‬ ‫‪ - 61‬الكر ُك على مقرب ٍة من زحلة ‪ ،‬وهي عاصمةُ البقاع القديم ‪.‬‬ ‫‪ – 62‬كانت زحلة احدى مستعمرات مدينة الكرك ‪.‬‬ ‫‪ – 63‬ك‪++‬انت الال والقرع‪++‬ون مش‪++‬هورتين بنس‪++‬ج البس‪++‬ط ( مفرده‪++‬ا بس‪++‬اط)‬ ‫والبلس (مفردها بالس) وهذا النوع يُنسج من الشعر ‪.‬‬ ‫‪ - 64‬دي‪++‬ر الق‪++‬ديس اس‪++‬بيريدون في قري‪++‬ة ح ّم‪++‬ارة واطالل‪++‬ه ض‪++‬خمة ‪ ،‬وفي‬ ‫القرية كنيسة القديسة بربارة ‪ ،‬مما يدل على أن أكثر من نصف سكان ح ّمارة‬ ‫مس‪++‬يحيون وعن‪++‬دما احرقه‪++‬ا القبيس‪++‬ي خ‪++‬ربت ورح‪++‬ل س‪++‬كانها المس‪++‬يحيون الى‬ ‫جهات مختلفة في لبنان وسوريا ‪.‬‬ ‫‪291‬‬


‫‪ ...- 65‬وس ّكانُ مجدل عنجر نحو مائتي نسمة ‪ .‬حوالى عام ‪. 1920‬‬ ‫‪ - 66‬وادي التيم ‪ :‬نسبة الى تيم هللا بن ثعلبة ‪.‬‬ ‫‪ - 67‬وخت‪++‬ام ه‪++‬ذه الفق‪++‬رات مس‪++‬ك وعن‪++‬بر ان ش‪++‬اء هللا تع‪++‬الى ‪ ،‬ق‪++‬ال أب‪++‬و‬ ‫مسهر ‪ :‬بلغنا أن سبب موت االوزاعي ‪ ،‬أنه دخ‪++‬ل الح ّم‪++‬ام وفي‪++‬ه ك‪++‬انون (وع‪++‬اء‬ ‫ألشعال النار) فيه نار وفحم ‪ ،‬فاغلقت إمرأته أو غيرها باب الح ّمام فلم‪++‬ا ه‪++‬اج‬ ‫الفحم صغرت نفسه ألن االوكسجين ب‪++‬دأ يتن‪++‬اقص) ع‪++‬الج الب‪++‬اب ليفتح‪++‬ه ف‪++‬امتنع‬ ‫عليه ‪ ،‬ف ُو ِج َد ميتًا متوس ًدا واض ًعا يده اليمنى تحت خده وهو مستقبل القبلة ‪...‬‬ ‫ثم ان‬ ‫الن‪++‬اس حمل‪++‬وه الى الخ‪++‬ارج ووض‪++‬عوه في النعش ‪ ،‬وأرادوا حمل‪++‬ه فط‪++‬ار بين‬ ‫السماء واألرض ‪ ...‬فاس‪++‬تمر الن‪++‬اس يع‪++‬دون (يركض‪++‬ون) خلف‪++‬ه ح‪++‬تى وص‪++‬لوا الى‬ ‫محل قبره المشهور في هذا اليوم ‪ ،‬فوجدوا النعش فار ًغا ما فيه أحد ‪ ،‬وق‪++‬بره‬ ‫م‪++‬ردود علي‪++‬ه ال‪++‬تراب وق‪++‬د دفنت‪++‬ه المالئك‪++‬ة الك‪++‬رام (وفات‪++‬ه ع‪++‬ام ‪ 773‬م) فبكى‬ ‫المسلمون في ذلك اليوم بكا ًء شدي ًدا لِما رأوا من كرامات‪++‬ه ‪ ...‬وأس‪++‬لم في ي‪++‬وم‬ ‫موته من اليهود والنصارى نحو ‪ 30‬ألفًا ‪.‬‬ ‫قد يسأل سائل لم‪+‬اذا ذكرت‪+‬ه في كت‪++‬ابي ه‪++‬ذا ؟ وذل‪++‬ك ألنَّه من موالي‪+‬د بعلب‪+‬ك ‪،‬‬ ‫وسكن مدة في ك‪++‬رك ن‪++‬وح ( فه‪++‬و من بقاعن‪++‬ا العزي‪++‬ز) وأكم‪++‬ل ب‪++‬اقي حيات‪++‬ه في‬ ‫بيروت رحمه هللا واسكنه فسيح جنانه ‪ ،‬واألمر اآلخر لنأخذ ع‪++‬برة من مس‪++‬يرة‬ ‫حياته ومما جرى عند وفاته ‪.‬‬

‫‪ " - 161‬الجفتلك "‬ ‫أرض‬ ‫الس‪+‬ن ‪ ،‬وفهمنا منهم أنّها‬ ‫لطالما سمعنا بكلمة الجفتلك من كب‪+‬ار‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫كاف ‪.‬‬ ‫صحيح ‪ ،‬ولكن غير‬ ‫تعود ملكيتها للباشا التّركي وهذا‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫فما معنى هذه التّسمية ؟ وما هي التّفاصيل الّتي توضحها ؟‬ ‫‪292‬‬


‫هي كلم ‪+‬ةٌ تركيّ‪++‬ة ‪ ،‬تع‪++‬ني مزرعة الس‪++‬لطان ‪ ،‬ف‪++‬المقطع األول من تل‪++‬ك الكلمة‬ ‫"جفت " ‪ ،‬تع‪++‬ني اثن‪++‬ان (ت‪++‬ذ ّكر معي جفت الص‪++‬يد ‪ ،‬ل‪++‬ه ف ّوهت‪++‬ان) ‪ ،‬فه‪++‬ذا يع‪++‬ني أنّ‬ ‫ق التّملّ ِك على شيئين والمقطع الثاني من الكلمة ‪ ":‬لك " أي‬ ‫الباشا التّركي له ح ُ‬ ‫لك الملكية على أمرين ‪ .‬فما هما ؟‬ ‫دقيق في عد ِة مراج َع ‪ ،‬من بينها ما ذكره المؤ ّرخ المعلوف‬ ‫بعد البح ِ‬ ‫ث والتّ ِ‬ ‫وع‪+++‬دة مواقع على األن‪+++‬ترنت ‪ ،‬ت‪+++‬بيّن ما يلي ‪ :‬أنّ الباشا التّ‪+++‬ركي ك‪+++‬ان يمتلك‬ ‫األراضي والقرى الموجودة ضمنها وليس فقط األراضي ‪.‬‬ ‫أيض ‪+‬ا ‪ ،‬أنّ أراض‪++‬ي الجفتلك ليس لها مس‪++‬احةٌ ُمح ‪+‬دّدةٌ ‪ ،‬وال ع‪++‬دد ق‪++‬رى‬ ‫وت‪++‬بيّن‬ ‫ً‬ ‫محدّد‬ ‫كانت مساحة الجفتلك ‪ ،‬عندما اشتراه درويش باشا ‪ ،‬بنحو خمسة آالف‬ ‫ليرة عثمانية ‪ ،‬مقابل ‪ 47‬أل‪++‬ف دونم ‪ .‬والجفتل‪++‬ك ك‪++‬ان يض‪++‬م ‪ :‬االس‪++‬طبل (الروض‪++‬ة‬ ‫اليوم) – حوش الحريمة – الخيارة – الدّكوة – الجزيرة – الوقف وعنجر ‪.‬‬

‫‪ - 162‬األوائل‪+‬‬ ‫إن مضمون هذه الفقرة قد ُذكر معظمه في فقرات متعددة ومستقلة ‪ ،‬لكن‬ ‫بنا ًء لتمنيات العديد من األهالي ‪ ،‬ونزوال عند رغبتهم تم ضم تلك المعلومات ‪،‬‬ ‫إضافة ألخرى استجدت أو تم تذ ّكرها ‪ ،‬وجعلناها في فقرة واحدة ُمراعين‬ ‫الترتيب الزمني قدر اإلمكان ‪:‬‬ ‫‪-1‬أول من جاهد مع العثمانيين هو الولي محمد الع َّرة ‪ ،‬وكان يومها من‬ ‫سكان قرية ح ّمارة (المنارة حاليا) ‪ ،‬وذلك منذ اكثر من ‪ 400‬سنة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ أول رجل متعلم وشيخ هو محمد احمد الخطيب عبدوني ( ‪– 1823‬‬‫‪. ) 1928‬‬ ‫‪-3‬أول مختار هو أحمد إبراهيم سميدي ( ‪. ) 1890‬‬ ‫‪293‬‬


‫‪–4‬أول ح ّواط هو جد سعيد الزغلول شاهين ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬أول من ش َّد أحذية وكان س ّكافًا هو حسن أحمد عبد الفتاح الجاروش‬ ‫(عم أبو محمد سعد) ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬أول من أدَّى فريضة الحج هم ‪ :‬أحمد الحاج دلّه العرة (جد الحاج جودت‬ ‫العرة) وعائلته وبيت الحاج بركات ‪.‬‬ ‫‪ –7‬أول مختار في لوسي هو حسين يوسف العرة (‪. )1927‬‬ ‫‪ – 8‬أول من اشترى سيارات وشاحنة في لوسي هم آل بدوية شاهين (عام‬ ‫‪. )1929‬‬ ‫‪ – 9‬أول من اشترى سيارة في السلطان يعقوب الفوقا هو خليل محمد‬ ‫الخطيب عبدوني (أبو نصوح) عام ‪. 1932‬‬ ‫‪ – 10‬أول من اشترى مطحنة من السلطان يعقوب الفوقا هو أبو نصوح‬ ‫عبدوني ‪ ،‬وكان مركزها في منطقة بيادر العدس ‪.‬‬ ‫‪ – 11‬أول من اشترى مطحنة في لوسي هو قاسم بدوية شاهين ‪.‬‬ ‫‪ -12‬أول مصنع لألحذية اشتراه محمد سعيد عبدوني ( أبو سعيد) وجهَّزه‬ ‫بأحدث اآلالت المتوفرة في حينه وذلك منذ حوالى ‪ 80‬سنة ‪.‬‬ ‫‪ – 13‬أول من حصل في المنطقة على رخصة لبيع التبغ والتنباك من إدارة‬ ‫حصر التبغ والتنباك اللبنانية الرسمية ‪ ،‬هو المرحوم سعيد بلعيص سعدى ‪.‬‬ ‫‪ – 14‬أول من أحضر آلة تصوير هو محمود بركات ‪.‬‬ ‫‪ –15‬أول من اشترى جهاز راديو هو األستاذ جميل الجاروش وذلك في‬ ‫أواخر األربعينات ‪.‬‬ ‫‪ – 16‬أول صاحب فندق ومكتب سفريات هو حسين سعيد عبدوني عام ‪1949‬‬ ‫‪ – 17‬أول خيّاطة كانت الحاجة صدّيقة مصطفى يوسف العرة ‪.‬‬ ‫‪294‬‬


‫‪ –18‬أول من كان يقوم بعملية خلع األسنان في منزله هو المختار األسبق‬ ‫كامل محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ -19‬أول خطيب في مسجد توليدو أوهايو ‪ ،‬كان المرحوم أبو يوسف الخطيب‬ ‫عبدوني ‪ .‬كان ذلك في عام ‪. 1952‬‬ ‫‪ – 20‬أول متخرج جامعي هو المهندس الزراعي أحمد محمد عبد الفتاح‬ ‫الجاروش ‪.‬‬ ‫‪ – 21‬أول ُمعلمة هي السيدة هدى طبّارة الجاروش ‪.‬‬ ‫‪ – 22‬أول رئيس بلدية هو محمد علي عياش العرة (‪ . )1957‬وسابقًا كان‬ ‫أول متطوع في قوى األمن الداخلي برتبة (دركي) ‪.‬‬ ‫‪ – 23‬أول من حفر بئرا ارتوازية هو محمد خليل أبو خليل سميدي ‪.‬‬ ‫‪ - 24‬أول من أحضر جهاز تلفزيون ( بااليجار) هو محمد صالح الهندي ‪.‬‬ ‫‪ – 25‬أول مسجد بُني في البرازيل ‪ ،‬وفي أمريكا الالتينية ‪ ،‬هو مسجد ساوبولو‬ ‫الذي ساهم وأشرف على بنائه الجمعية الخيرية اإلسالمية التي كان على‬ ‫رأسها كل من المرحومين ‪ :‬سعيد‪ +‬درغام ‪ ،‬يوسف محمود الع ّرة ‪ ،‬واألستاذ‬ ‫أحمد محمود الع ّرة ‪.‬‬ ‫‪ - 26‬أول من اشترى جهاز تلفزيون هو األستاذ محيي الدين الفيل ‪.‬‬ ‫‪ – 27‬أول ممرض في السلطان يعقوب الفوقا هو محمد أبو سليم سميدي ‪.‬‬ ‫‪ – 28‬أول ممرض في لوسي هو أبو ميجر علوان ‪.‬‬ ‫الحاجة نديدة عرفان سميدي ‪.‬‬ ‫‪ – 29‬أول ممرضة في السلطان الفوقا هي‬ ‫ّ‬ ‫‪ – 30‬أول من عمل على خزان الماء من القرية هو والدي محمد خليل‬ ‫عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ – 31‬أول طبيب هو الدكتور احمد فؤاد الجاروش ‪.‬‬ ‫‪295‬‬


‫‪ – 32‬أول مهندس مدني هو الحاج سعيد محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ – 33‬أول مهندسة زراعية هي السيدة نجاح أحمد الجاروش ‪.‬‬ ‫‪ – 34‬أول عميد ركن هو العميد الركن عمر كامل عبدوني ‪ ،‬وسابقًا كان قائ ًدا‬ ‫لمنطقة البقاع العسكرية ‪.‬‬ ‫‪ -35‬أول متطوع في قوى األمن العام هو الرائد المتقاعد نسيب إبراهيم‬ ‫وهبة ‪.‬‬

‫‪ – 36‬أول مضيف في الطيران كان محمد حسين سعيد عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ - 37‬أول جندي احتياطي (أي التحق بخدمة العلم ‪ :‬التجنيد اإلجباري) في‬ ‫العصر الحديث كان مؤلف الكتاب خليل عبدوني وذلك في صيف عام ‪.1973‬‬ ‫‪ – 38‬أول معمل اسفنج أحضره المغترب يوسف كامل عبدوني من البرازيل ‪.‬‬ ‫‪ – 39‬أول من اشترى تلفزيونًا مل ّونًا هو حسني محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ – 40‬في عام ‪ 1985‬كان الحاج خليل صالح (أبو شكيب) أول المتبرعين‬ ‫ألنشاء مؤسسات دار الفتوى وأزهر البقاع ‪ ،‬إثر اجتماع عُقد في منزله في‬ ‫السلطان يعقوب التحتا (لوسي) برئاسة سماحة مفتى البقاع وزحلة فضيلة‬ ‫الشيخ خليل الميس ‪ ،‬وبحضور عدد من وجهاء القرية والمنطقة ‪ ،‬وبذلك‬ ‫انطلقت إشعاعات العلم ونور المعرفة وحماسة المساهمة بالتبرعات من منزل‬ ‫الحاج أبو شكيب ‪ ،‬وهذا وسام شرف لسماحة المفتي ‪ ،‬ولصاحب البيت‬ ‫(المتبرع األول) ‪ ،‬ولعموم أهالي السلطان يعقوب ‪.‬‬ ‫‪ – 41‬أول قنصل وسفير هو السيد مصطفى محمد عبدوني (الحفيد) ‪.‬‬

‫‪296‬‬


‫‪ – 42‬أول من ترشّح لالنتخابات النيابية هو الحاج محمد سعيد صالح (رحمه‬ ‫هللا) مدعو ًم ا من الجماعة اإلسالمية ‪ ،‬ولكن لألسف لم يحالفه الحظ ‪ ،‬كان ذلك‬ ‫في عام ‪ 1992‬وم ّرة ثانية في عام ‪. 1996‬‬ ‫‪ – 43‬أول من افتتح محطة للمحروقات هو الحاج إبراهيم احمد سميدي ‪.‬‬ ‫‪ – 44‬أول صيدالني افتتح صيدلية هو جهاد جميل الجاروش ‪.‬‬ ‫‪ – 45‬أول معمل لشرائح البطاطا ( شيبس) كان لصاحبه أحمد محمد عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ – 46‬أول من اشترى مول ًدا كهربائيًا للبلدة هو محمد يوسف حسين أبو‬ ‫عرابي ‪.‬‬ ‫‪ – 47‬أول من اشترى حاسوبًا (كمبيوتر) هو محمد قاسم الهندي وذلك في‬ ‫عام ‪ 1993‬م ‪.‬‬ ‫‪ – 48‬أول من الّف كتابًا عن السلطان يعقوب (وليًّا وقريةً) هو األستاذ يوسف‬ ‫حسين الجاروش وذلك في عام ‪. 1996‬‬ ‫‪ – 49‬أول محامي هو األستاذ محمد فؤاد بركات ‪.‬‬ ‫‪ – 50‬أول فرن افتتحه عمر سعيد قاسم عبدوني ( ‪. )2004‬‬ ‫‪ – 51‬أول من توفي داخل المسجد هو يوسف أبو علي صالح الجاروش (‬ ‫‪. )2014‬‬ ‫‪ – 52‬أول فتاة انتخبت عضوا في المجلس البلدي هي فاطمة إبراهيم وهبة (‬ ‫‪. )2016‬‬ ‫‪ – 53‬أول من عمل مع منظمة " أطباء بال حدود " هو محمد خليل عبدوني‬ ‫وذلك بد ًءا من أول آب ‪ 2021‬مكتب طرابس شمالي لبنان ‪.‬‬

‫‪297‬‬


‫‪ - 163‬خاتمة‬ ‫صديقي القارىء العزيز ‪ ،‬أتمنى أن يكون هذا الكت‪++‬اب ق‪++‬د أعجب‪++‬ك ‪ ،‬وق‪++‬دم ل‪++‬ك فوائد‬ ‫زمن جميل ‪.‬‬ ‫كنت ال تعرفها ‪ ،‬أو كانت غائبة عن ذاكرتك ‪ ،‬فأيقظها وعاد بها الى‬ ‫ٍ‬ ‫الكث‪++‬ير للحص‪++‬ول على المراج‪++‬ع الّ‪++‬تي‬ ‫أحب ان ألفتَ نظ‪++‬رك ‪ ،‬الى أنّ‪++‬ني قد ع‪++‬انيتُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الش‪+‬ام ‪ .‬وع‪++‬انيت أك‪++‬ثر ولم‬ ‫توض‪++‬ح مك‪++‬ان وف‪++‬اة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬ال‪++‬تي حص‪++‬لت في بالد ّ‬ ‫ت مكتوب ٍة وموثّق ٍة عن العائالت ‪ ،‬وعن الحياة ‪ ،‬والتّعامل بين النّاس في‬ ‫أحصل على معلوما ٍ‬ ‫القرية ومع محيطه‪++‬ا ‪ ،‬فقريتنا ك‪++‬انت ص‪++‬غيرةً في الماضي التزيد عن بض‪++‬ع عش‪++‬رات من‬ ‫البيوت في أوائل القرن العشرين ‪ ،‬وان عدتَ بالتّ‪++‬اريخ الى أعم‪++‬ق من ذل‪++‬ك ‪ ،‬فمن المؤ ّك‪ِ +‬د‬ ‫ان القرية وعدد بيوتِها كان قليالً ج ًّدا ‪ ،‬فليس من المعقول أن ينتبه اليها أي‬ ‫أنَّ عد َد س ّك ِ‬ ‫ق عنها لنستن َد اليه‪++‬ا ‪ ،‬فهي باألعم‪++‬اق التاريخي‪ِ +‬ة غ‪++‬ير قديمة ‪ ،‬اذ يع‪++‬ود‬ ‫خ ويكتب وثائ َ‬ ‫مؤ ّر ٍ‬ ‫ت‪++‬اريخ بداي‪++‬ة الس‪++‬كن فيه‪++‬ا الى م‪++‬ا بع‪++‬د وف‪++‬اة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب ‪ ،‬بم‪++‬د ٍة ال تق‪++‬ل عن مئ‪++‬ة‬ ‫مكت‪+‬وب في خفاي‪+‬ا كتب‬ ‫‪+‬اس ش‪+‬فهيًا وال ش‪+‬يء‬ ‫ٌ‬ ‫وخمسين عا ًم‪+‬أ ‪ .‬فه‪+‬ذه األم‪+‬ور يت‪+‬داولها النّ ُ‬ ‫‪+‬كل‬ ‫التّاريخ ‪ ،‬وان ُو ِج‪َ +‬د‬ ‫ٌ‬ ‫بعض من ذل‪++‬ك فهو من ض‪++‬من م‪++‬ا أ َّر َخ أح‪++‬دهم له‪++‬ذه المنطقة بش‪ٍ +‬‬ ‫عام ‪.‬‬

‫‪298‬‬


‫ومن ث َّم فإننا ال نستطيع ان نلحظ نفس األحداث والمقاييس الزمنية ‪ ،‬لبداية نشوء قريتنا‬ ‫مقارن‪++‬ة م‪++‬ع الق‪++‬رى المج‪++‬اورة (ح ّم‪++‬ارة – مج‪++‬دل عنج‪++‬ر– كام‪++‬د الل‪++‬وز – غ‪ّ +‬زة – عيث‪++‬ا ّ‬ ‫الفخ‪ +‬ار)‬ ‫فتاريخ نشوء هذه القرى ‪ ،‬أعمق من تاريخ قريتنا بمئات أو آالف السنين ‪.‬‬ ‫‪+‬اس لت‪++‬اريخ البل‪++‬دة‬ ‫فتع‪++‬ا َل أيه‪++‬ا‬ ‫الص ‪+‬دي ُ‬ ‫‪+‬بر أنّ ه‪++‬ذه المحاولة هي أس‪ٌ +‬‬ ‫ّ‬ ‫ق الق‪++‬ارئ ‪ ،‬لنعت‪َ +‬‬ ‫الموثّق ومرج ٌع ُمتواض ٌع لمن يريد أن يعرفَ ماضيها‪.‬‬ ‫وأخي ًرا ‪ ،‬أق‪+‬ول ل‪+‬ك أيّها الق‪+‬ارئ ه‪+‬ذه قريتنا وه‪+‬ذه أوص‪+‬افها ‪ ،‬وه‪+‬ذا ما ج‪+‬رى فيه‪+‬ا ‪،‬‬ ‫الش ‪+‬رعية والتاريخيّ‪++‬ة ‪ ،‬وال من دواعي الض‪++‬مير والوج‪++‬دان أن نتغاضى‬ ‫فليس من األمان ‪ِ +‬ة ّ‬ ‫عن أمو ٍر حصلت فال نكتبها ‪ ،‬أو ندّعي أمو ًرا ليست لنا ولم تج ِر في قريتنا ‪.‬‬

‫أخوكم خليل محمد عبدوني ‪.‬‬

‫‪ - 164‬مسك الختام‬ ‫حب أن ُأذ ّك‪++‬ر َك أيّه‪++‬ا الق‪++‬ارئ الك‪++‬ريم‪، +‬‬ ‫وفي النّهاي ِة ‪ُ ،‬أ ُّ‬ ‫ب‪++‬أنَّ أ ّو َل آي ‪ٍ +‬ة قرآني ‪ٍ +‬ة كريم ‪ٍ +‬ة ‪ ،‬ن‪++‬زلت على س ‪+‬يّدنا مح ّمد‬ ‫صلّى هللا عليه وسلّم هي ‪:‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫"اقرأ باسم ربك الّذي خلق " سورة العلق (‪)1‬‬ ‫وأنّ آخ ‪َ +‬ر آي ‪ٍ +‬ة قرآني ‪ٍ +‬ة ُمبارك ‪ٍ +‬ة ن‪++‬زلت على س ‪+‬يّدنا مح ّمد‬ ‫صلّى هللا عليه وسلّم ‪ ،‬واستنا ًدا ألرجح األقوال هي ‪:‬‬ ‫‪299‬‬


‫" واتّق‪++‬وا يو ًم‪++‬ا تُرجع‪++‬ون في‪++‬ه إلى هللا ث َّم تُ‪++‬وفّى ك‪++‬ل‬ ‫س ما كسبت وهم ال يظلمون "‪.‬‬ ‫نف ٍ‬ ‫سورة البقرة (‪)281‬‬ ‫صدق هللا العظيم‬

‫‪.‬‬

‫‪165‬‬

‫ملحق الصور‬ ‫‪300‬‬


‫‪-1‬صورةٌ تشبيهيةٌ للسلطان يعقوب المنصور الموحدي المغربي‬ ‫في ساحة السلطان يعقوب الفوقا‪.‬‬

‫‪301‬‬


‫‪ -2‬نبذة عن السلطان يعقوب الموحدي المغربي في ساحة السلطان‬ ‫يعقوب الفوقا ‪.‬‬

‫‪ - 3‬صورةٌ رمزيةٌ لعبد المؤمن بن علي جد‬

‫‪ - 4‬ال ّراية المرافقة للسلطان يعقوب‬

‫السلطان يعقوب‪.‬‬

‫‪302‬‬


‫‪ - 5‬مسجد اسالمي قديم في األندلس (اسبانيا) ‪.‬‬

‫‪ - 6‬مسجد قرطبة في اسبانيا ( االندلس) التي حكمها المسلمون مدة ‪ 800‬سنة‬

‫‪303‬‬


‫‪ - 7‬مدخل المقام من ناحية ساحة البلدة ‪.‬‬

‫‪ - 8‬مئذنة حسان و ما تبقى من المسجد(في المغرب) ‪.‬‬

‫‪304‬‬


‫‪ - 10‬ألمسلمون م ّروا من هنا (اسبانيا)‪.‬‬

‫‪ - 9‬مسجد المنصورفي مراكش(المغرب)‬

‫‪ - 11‬صورة تشبيهية‬

‫‪305‬‬


‫‪ - 12‬جيش ألفونسو يفر من أمام جيش السلطان يعقوب‪(.‬لوحة تشبيهية)‪.‬‬

‫‪ -13‬خريطة إسبانيا والبرتغال(األندلس) ‪.‬‬ ‫‪306‬‬


‫‪ – 14‬قرب ضريح السطان يعقوب الموحدي المغربي(السلطان يعقوب الفوقا ) ‪.‬‬

‫‪ - 15‬مدخل المقام المؤدي الى ضريح السلطان يعقوب (في السلطان يعقوب الفوقا) ‪.‬‬

‫‪307‬‬


‫‪ - 16‬ضريح السلطان يعقوب المنصور الموحدي المغربي (في السلطان يعقوب الفوقا )‬

‫‪308‬‬


‫‪ - 17‬منظر طبيعي رائع الجمال في األندلس (اسبانيا) التي حكمها المسلمون مدة ‪ 800‬سنة ‪.‬‬

‫‪309‬‬


‫‪ - 18‬ضريح السلطان موجود داخل هذه‬ ‫الصخرة‪.‬‬

‫‪ -19‬الشيخ محمد ف ّواز النّمر يتوسط الشيخ‬ ‫الدكتور علي الغ ّزاوي والشيخ عبد الهادي‬ ‫الخرسة فوق مقام السلطان يعقوب‪.‬‬

‫‪ - 20‬مقام السلطان يعقوب من الداخل‪.‬‬

‫‪310‬‬


‫‪ - 21‬عملة الموحدين‪.‬‬

‫‪ - 22‬باب المقام القديم‪.‬‬

‫‪311‬‬


‫الرحالة الدمشقي عبد الغني النابلسي منذ ‪330‬‬ ‫‪ - 23‬هذه هي السنديانة الّتي جلس تحتها‬ ‫ّ‬ ‫سنة ‪ .‬وهي نفسها لم يقترب منها الجراد عام ‪1914‬م‪ .‬أثناء الحرب العالمية االولى‪.‬‬

‫‪ - 24‬مقدمة ضريح السلطان يعقوب المنصور الموحدي المغربي‪.‬‬

‫‪312‬‬


‫‪ - 25‬المصلّى المؤدي الى الضريح‪.‬‬

‫ط‬

‫‪ - 26‬ضريح خديجة خادمة السلطان ‪.‬‬

‫‪ - 27‬ضريح السلطان يعقوب المغربي الموحدي‬ ‫مع الترجمة ‪.‬‬

‫‪313‬‬


‫‪ - 28‬السلطان يعقوب الفوقا والتحتا كما تظهران من جبل الباروك ‪.‬‬

‫\‬

‫‪ - 29‬السلطان يعقوب الفوقا ‪ -‬من الناحية الشرقية‪.‬‬

‫‪314‬‬


‫‪ - 30‬مفرق طريق السلطان من ناحية المنارة‪.‬‬

‫‪ - 31‬مفرق طريقي السلطان الفوقا والتحتا‪.‬‬

‫‪315‬‬


‫‪ - 32‬المدخل الجنوبي الرئيسي لقرية السلطان يعقوب الفوقا ‪( .‬كوع الخلّة الطويلة ) ‪.‬‬

‫‪ - 33‬الناحية الشّمالية من قرية السلطان يعقوب الفوقا‪.‬‬

‫‪316‬‬


‫‪ - 34‬هذه الصورة تضم ‪ :‬الظهر‪ -‬تلة أبوعباس ‪ -‬العواريج ‪ ،‬التقطت من منطقة النّاقوس‪.‬‬

‫‪ - 35‬الناحية الغربية من السلطان الفوقا كما تبدو من موقع األجران‪.‬‬

‫‪317‬‬


‫‪ - 36‬السلطان يعقوب الفوقا كما تظهر من موقع الخضر الموجود على قمة جبل المنارة ‪.‬‬

‫‪ -37‬السلطان يعقوب الفوقا كما تظهر من موقع في غرب قرية ب َّكــــا ‪.‬‬

‫‪318‬‬


‫ساحة العا ّمة في قرية السلطان يعقوب الفوقا‪.‬‬ ‫‪ - 38‬ال ّ‬

‫‪ - 39‬الساحة العا ّمة في السلطان يعقوب الفوقا ‪.‬‬

‫‪319‬‬


‫‪ - 40‬البدر في منتصف شعبان ‪ . 1441‬في سماء السلطان يعقوب الفوقا ‪.‬‬

‫‪ - 41‬الجهة القبلية من السلطان يعقوب مع سهل بلدة ع ّزة ‪ ،‬هذه الصورة التقطت من مئذنة‬ ‫المسجد‬

‫‪320‬‬


‫‪ - 42‬السلطان يعقوب الفوقا والمنارة كما تظهران من أعلى (الجبل ‪ :‬الغربي او عربة أو عرابي)‪.‬‬

‫‪ - 43‬السلطان يعقوب الفوقا (الصورة ُمقَ َّربة) كما تظهر من أعلى الجبل ‪ :‬الغربي او عربة او‬ ‫عرابي‪.‬‬

‫‪321‬‬


‫‪ - 44‬مفرق طريق السلطان يعقوب التحتا ( لوسي ) من ناحية غ ّزة‪.‬‬

‫‪ - 45‬السلطان يعقوب التحتا (لوسي) كما تبدو من مئذنة مسجد حي الرمل‪.‬‬

‫‪322‬‬


‫‪ - 46‬لوسي كما تظهر من موقع أجران الشيخ محمد‪.‬‬

‫‪ - 47‬بركة لوسي وحي ال ّرمل كما يظهران من موقع النّاقوس ‪.‬‬

‫‪ -48‬قرية تل الزعازع كما تبدو من موقع سعديا‬ ‫‪323‬‬


‫‪ - 49‬مسجد السلطان يعقوب الفوقا المالصق لضريح السلطان يعقوب المنصور‪.‬‬

‫‪324‬‬


‫‪ - 50‬مدخل مسجد السلطان يعقوب التحتا من الناحية الشمالية‪.‬‬

‫‪ – 51‬الواجهة الغربية لمسجد السلطان يعقوب التحتا ‪.‬‬

‫‪325‬‬


‫‪ - 52‬مسجد تل الزعازع ‪.‬‬

‫‪ - 53‬مسجد حي الرمل (لوسي) ‪.‬‬

‫‪326‬‬


‫‪ - 54‬دار السلطان لتعليم القرآن في السلطان يعقوب الفوقا‪.‬‬

‫‪ - 55‬المدرسة السابقة التي أصبحت ناديًا للنشاطات الرياضية ‪.‬‬

‫‪327‬‬


‫‪ - 56‬واجهة مدرسة السلطان يعقوب الفوقا الرسمية (الناحية الغربية) ‪.‬‬

‫‪ - 57‬واجهة مدرسة السلطان يعقوب الفوقا الرسمية (الناحية الشرقية) ‪.‬‬

‫‪328‬‬


‫‪ - 58‬واجهة ومدخل مدرسة السلطان يعقوب التحتا من الناحية الشمالية‪.‬‬

‫‪ - 59‬استراحة االحياء قرب استراحة االموات ‪( .‬السلطان يعقوب الفوقا) ‪.‬‬

‫‪329‬‬


‫‪ - 60‬مدخل المستوصف الطبي في السلطان يعقوب الفوقا ‪.‬‬

‫‪-61‬الدكتورة سارة سليمان والممرضة ُحسن عبدوني أ ّما المريض فهو المهندس عامر عبدوني‪.‬‬

‫‪330‬‬


‫‪ - 62‬مبنى القصر البلدي ‪.‬‬

‫‪ - 63‬باحة القصر البلدي‪.‬‬ ‫‪331‬‬


‫‪ - 64‬مكتب جمعية السلطان يعقوب الفوقا ‪.‬‬

‫‪ - 65‬مكتب جمعية السلطان يعقوب التحتا ( لوسي ) ‪.‬‬

‫‪332‬‬


‫‪ - 66‬عين أبو حلفين‪.‬‬

‫‪ - 67‬عين الفوقا‪.‬‬

‫‪333‬‬


‫‪ - 68‬عين الفالوج‪.‬‬

‫الرحالة الدمشقي عبد الغني النابلسي منذ ‪ 332‬سنة ‪ ،‬ومن ثم أكمل‬ ‫‪ - 69‬عين عزة ‪ ،‬حيث م َّر‬ ‫َّ‬ ‫طريقه لزيارة ضريح السلطان يعقوب المنصورالموحدي ‪ ،‬وهذه العين كانت محطة استراحة‬ ‫لألخوة المغاربة عندما كانوا يزورون الضريح المذكور‪ .‬في أعلى الصورة تظهر السلطان‬ ‫يعقوب الفوقا‪.‬‬

‫‪334‬‬


‫‪ - 70‬بركة سعديّا ويظهر في الصورة مؤلف الكتاب خليل عبدوني ‪.‬‬

‫‪ - 71‬بركة سعديّا ويظهر في الصورة قسم من سهل البقاع الغربي واالوسط‪.‬‬

‫‪335‬‬


‫‪ - 72‬بركة لوسي ‪.‬‬

‫‪ - 73‬صورة لمشروع بيادر لوسي ويظهر فيها الموظّف المسؤول طالل عبدوني ‪.‬‬

‫‪336‬‬


‫‪ - 74‬الخزان القديم ‪.‬‬

‫‪ - 75‬خزان القرية ‪.‬‬

‫‪337‬‬


‫‪ - 76‬الخزان الرئيسي (الذي يغذي نحو ‪ 30‬قرية)‪.‬‬

‫‪ - 77‬ما تبقّى من معصرة المرحوم محمد الحاج الع ّرة‪.‬‬

‫‪338‬‬


‫‪ - 78‬النّاقوس‪.‬‬

‫‪ - 79‬شقيف المشنقة ‪.‬‬

‫‪339‬‬


‫‪ - 82‬نظرة على سهل البقاع من النّاقوس ‪.‬‬

‫‪ – 84‬القنديل ‪.‬‬ ‫‪ - 83‬الفانوس ‪.‬‬

‫‪340‬‬


‫‪ - 85‬جبل الشيخ كما يبدو من السلطان يعقوب الفوقا‪.‬‬

‫‪ - 86‬جبل الباروك وقسم من سهل البقاع الجنوبي ‪( .‬من السلطان يعقوب الفوقا )‬

‫‪341‬‬


‫‪ - 87‬جبل صنّين كما يبدو من السلطان يعقوب الفوقا‪.‬‬

‫‪ - 88‬نهر الليطاني وأوائل بحيرة القرعون كما يظهران من السلطان يعقوب الفوقا‬

‫‪342‬‬


‫‪ - 89‬سهل البقاع مغطى بالضباب ‪ .‬ويظهر في الصورة منزل الحاج عربيد حسين وهبة‬

‫‪343‬‬


‫‪ - 90‬خريطة لناحية ح ّمارة (منذ ‪500‬سنة) اسم السلطان يعقوب غير مذكور فيها‪.‬‬ ‫‪ - 91‬لحظات غروب الشمس كما تبدو من السلطان يعقوب الفوقا ‪.‬‬

‫‪344‬‬


‫‪ - 92‬هذه البئر ُحفرت في افريقيا بتبرعات ُمقدمة من مغتربينا في البرازيل ‪ -‬تاوباتيه ‪.‬‬

‫‪345‬‬


‫‪ - 93‬هذا المسجد تم بناؤه في افريقيا بتبرعات ُمقدمة من مغتربينا في البرازيل – تاوباتيه ‪.‬‬

‫‪346‬‬


‫‪ -166‬صور تذكارية ومستندات تاريخية‬

‫‪347‬‬


‫هذه الصورة التقطت عام ‪1974‬‬

‫‪348‬‬


‫‪ -1‬الصف االول‪ -1 : +‬محمد خليل الع ّرة – ‪ -2‬يوسف أبو علي صالح‬ ‫الج‪++‬اروش ‪ – 3 -‬أحم‪++‬د اب‪++‬راهيم وهبة ‪-4 -‬يوس‪++‬ف أب‪++‬و ع‪++‬رابي‪-5 -‬‬ ‫المختار ابراهيم علي وهبة ‪ -6-‬أحمد قاسم عبد الغني عبدوني‪-‬‬ ‫‪-2‬الصف الثاني ‪ -7 :‬ابراهيم أبو فارس شاهين‪ -8 -‬محمد أحمد عبد‬ ‫الفتّ‪++‬اح الج‪++‬اروش – ‪ -9‬المخت‪++‬ار حس‪++‬ن علي أحم‪++‬د س‪++‬ميدي – ‪-10‬‬ ‫حس‪++‬ن أحم‪++‬د الج‪++‬اروش – ‪ -11‬س‪++‬عد محم‪++‬د الج‪++‬اروش‪ -12 -‬الش‪++‬يخ‬ ‫محمد حسنين ( أبو أنور)‪ -13-‬جدّي قاسم محمد الهندي ‪ -14-‬خلي‪++‬ل‬ ‫محمد سميدي ‪.‬‬ ‫‪--3‬الص‪++‬ف الث‪++‬الث ‪ -15 –:‬محم‪++‬د مص‪++‬طفى عب‪++‬دوني – ‪ -16‬مص‪++‬طفى‬ ‫محم‪++‬د عب‪+‬دوني – ‪ -17‬كام‪++‬ل محم‪+‬د عب‪+‬دوني‪ -18 -‬المهن‪+‬دس س‪+‬عيد‬ ‫محمد عبدوني – ‪ -19‬االستاذ محيي الدين أمين الفيل ‪ – 20-‬محم‪++‬د‬ ‫علي سميدي – ‪ – 21‬حسين محمد المصري – ‪ -22‬محمد حسين أبو‬ ‫عسلي‬

‫الجاروش ‪.‬‬

‫‪349‬‬


‫ األستاذ محيي الدّين الفيل يُلقي قصيدةً ترحيبيةً بمعالي الوزير بيار‬‫الجميّل ‪ .‬ويظهر في الصورة سعد سعيد سميدي ‪ ،‬جميل الج‪++‬اروش ‪،‬‬ ‫أحم‪+‬د إب‪++‬راهيم وه‪++‬بي ‪ ،‬الح‪++‬اج أحم‪+‬د خلي‪++‬ل علي الج‪++‬اروش ‪ ،‬رض‪++‬ى‬ ‫أب‪+++‬وعرابي‪ ، +‬أحم‪+++‬د مص‪+++‬طفى الج‪+++‬اروش (أبوحس‪+++‬يب) ‪ ،‬محم‪+++‬د علي‬ ‫أبوعسلي الجاروش ‪ ،‬سعيد قاسم عبد الغني‪ +‬عبدوني ‪ ،‬محمود محمد‬ ‫علي أبوعرابي‪ ، +‬وسعيد محمد شاهين ‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪. 9/2/1965‬‬

‫‪350‬‬


‫ األستاذ محيي الدّين الفيل يتحد ُ‬‫ّث مع مع‪++‬الي ال‪++‬وزير بي‪++‬ار الجميّ‪++‬ل‬ ‫ويظهر في الصورة األس‪++‬تاذ جمي‪++‬ل الج‪++‬اروش والح‪++‬اج محم‪++‬د أحم‪++‬د‬ ‫سميدي – في‬

‫‪.9/2/1965‬‬

‫‪351‬‬


‫‪-1‬‬

‫الصف األول‪ -1:‬محمد خليل عبدوني (وال‪++‬دي)‪ -2-‬يوس‪++‬ف أبوص‪++‬الح ‪–3‬‬ ‫محمود بركات‪ –4 -‬االستاذ جميل الجاروش ‪ –5 -‬حس‪++‬ين المص‪++‬ري–‪-6‬‬ ‫حسن أحمد الجاروش‪ –7 -‬شفيع قاسم الخطيب عبدوني ‪.‬‬ ‫‪352‬‬


‫‪-2‬الصف الثاني ‪-8 - :‬اب‪++‬راهيم علي عب‪++‬اس ‪ -9 -‬س‪++‬عيد قاسم الخطيب‬ ‫عب‪++‬دوني – ‪ -10‬أحم‪++‬د يوس‪++‬ف علي عب‪++‬دوني – ‪ -11‬محمد خليل علي‬ ‫الج‪++‬اروش – ‪ -12‬محمد يوس‪++‬ف علي عب‪++‬دوني – ‪ -13‬محم‪++‬د حس‪++‬ين‬ ‫أبوعس‪++‬لي الج‪++‬اروش – ‪-14‬إب‪++‬راهيم يوس‪++‬ف الخطيب عب‪++‬دوني – ‪-15‬‬ ‫الولد عبدو شاهين (الماروني) – ‪-16‬علي غنوم عب‪++‬دوني – ‪ -17‬عم‪+‬ر‬ ‫عباس عباس (يظهر وجهه فقط) – ‪ -18‬مصطفى أبوعرابي‪( +‬أبو خليل)‬ ‫– ‪ -19‬أحمد ابراهيم أحمد سميدي‪.‬‬ ‫‪ -3‬الصف الثالث ‪ -20 - :‬أحمد مصطفى الجاروش – ‪ -21‬محم‪+‬د علي‬ ‫سميدي ‪ -22‬يوسف أب‪++‬وعلي ص‪++‬الح الج‪++‬اروش – ‪ -23‬عبد ال‪++‬رحمن‬ ‫شاهين (أبو عزيز) ‪ -24‬أحمد محمد صالح (أبو نسيب ( – ‪ -25‬سعيد‬ ‫محمد إب‪++‬راهيم س‪++‬ميدي – ‪ -26‬خال‪++‬د زيت‪++‬ون – ‪ -27‬أب‪++‬و جمي‪++‬ل غن‪++‬وم‬ ‫عب‪++‬دوني – ‪ -28‬س‪++‬عيد أحم‪++‬د ش‪++‬اهين(الزغل‪++‬ول) – ‪ -29‬عب‪++‬د الجلي‪++‬ل‬ ‫عبدوني ‪.‬‬ ‫‪ -4‬الصف األخير‪ -30 :‬أحمد محمد الهندي‪ -31 -‬قاسم محمد الهندي‬ ‫‪ –32‬توفيق دحروج عرابي‪ -33 – +‬محمد خليل غنوم عبدوني‪- 34 -‬‬ ‫ام راجح‬

‫‪353‬‬


354


355


356


‫المراجع‬ ‫‪ -1‬ابن خلكان ‪ :‬أبو العباس شمس ال‪+‬دين أحم‪+‬د بن محم‪+‬د بن أبي بكر‪ :‬وفي‪+‬ات األعي‪+‬ان وأنب‪+‬اء الزم‪+‬ان‬ ‫تحقيق إحسان عباس – دار صادر‪ -‬بيروت ‪ 1994‬المجلّد السابع ‪.‬‬ ‫‪-2‬ابن بطوطة ‪ :‬محمد بن عبد هللا بن إبراهيم المعروف بابن بطوطة ‪ :‬رحل‪+‬ة ابن بطوط‪+‬ة ‪ :‬تحف‪+‬ة النظ‪+‬ار‬ ‫في غ‪++‬رائب األمص‪++‬ار وعج‪++‬ائب األس‪++‬فار‪ :‬ش‪++‬رحه وكتب هوامش‪++‬ه طالل ح‪++‬رب دار الكتب العلمي‪++‬ة‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫‪ -3‬النابلسي ‪ :‬عبد الغني ‪ :‬حلة الذهب األبريز في رحلة بعلبك والبقاع العزيز مخطوطة‪ -‬شبكة األلوكة ‪.‬‬ ‫‪-4‬المراكش‪++‬ي ‪:‬عب‪++‬د الواح‪++‬د بن علي التميمي – من كت‪++‬اب المعجب في تلخيص أخب‪++‬ار المغ‪++‬رب –" دول‪++‬ة‬ ‫الموحدين "‪ -‬سلسلة المختار من ال‪++‬تراث الع‪++‬ربي ‪- 6 -‬اختي‪++‬ار وتق‪++‬ديم ال‪++‬دكتور أحم‪++‬د ب‪++‬در – منش‪++‬ورات‬ ‫وزارة الثقافة واالرشاد القومي ‪ -‬دمشق ‪.1978‬‬ ‫‪-5‬الي‪++‬افعي ‪ :‬االم‪++‬ام أبي عب‪++‬د هللا بن أس‪++‬عد بن علي بن س‪++‬ليمان ‪ :‬م‪++‬رآة الجن‪++‬ان وع‪++‬برة اليقظ‪++‬ان ‪.‬وض‪++‬ع‬ ‫حواشيه خليل المنصور – الجزء الثالث – دار الكتب العلمية – بيروت‪-‬ط ‪.1997-1‬‬ ‫‪ -6‬د‪.‬راغب السرجاني ‪ :‬قصة األندلس – مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة الطبعة األولى ‪.2011‬‬ ‫‪ -7‬الذهبي ‪ :‬شمس الدين محمد بن أحمد عثمان ‪ -‬سير أعالم النبالء ج ‪- -21:‬‬ ‫‪ -8‬الذهبي تاريخ االسالم ووفيات المشاهير واألعالم ‪ -‬دار الكتاب العربي ج ‪42 :‬‬ ‫‪ 9‬ابن أبي زرع ‪:‬علي بن عبد هللا ‪-‬روض القرطاس – دار المنصور للطباعة والوراقة – الرباط ‪1972‬‬ ‫‪ -10‬الس‪++‬الوي ‪ :‬أحم‪++‬د بن خال‪++‬د الناص‪++‬ري – االستقص‪++‬ا ألخب‪++‬ار دول المغ‪++‬رب األقص‪++‬ى – تحقي‪++‬ق جعف‪++‬ر‬ ‫الناصري ومحمد الناصري – دار الكتاب – الدار البيضاء – الجزء الثاني ‪.‬‬ ‫‪ -11‬دحالن ‪ :‬أحمد بن زي‪++‬ني (مف‪++‬تي مكة)‪ -‬الفتوح‪++‬ات االس‪++‬المية ‪ -‬المكتب‪++‬ة التجاري‪++‬ة – مصر‪ -‬س‪++‬نة‬ ‫‪1354‬هجرية ج ‪.1:‬‬ ‫سام العسلي ‪ :‬األيام الحاسمة في الحروب الصليبية – دارالنفائس بيروت ‪.1983‬‬ ‫‪ -12‬ب ّ‬ ‫‪ -13‬يوسف ‪ :‬الشيخ سليم عبد اللطيف – مقال في مجلة الفكر االسالمي عدد ‪ 11‬تشرين الثاني ‪1978‬‬ ‫بعنوان المنصور الموحدي ص ‪ 46 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪357‬‬


‫‪ -14‬الزركشي ‪ :‬محمد بن ابراهيم اللولوي – تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية – مطبع‪++‬ة الدول‪++‬ة‬ ‫التونسية ‪ 1289‬هجرية ‪.‬‬ ‫‪ -15‬نافذ أبو حسنة ‪ :‬أمالك المغاربة في فلسطين – حسن الصعيب – مدونة نور الدين رياضي‬ ‫‪ -16‬د‪.‬حسن ابراهيم حسن ‪ :‬تاريخ االسالم – دار احياء التراث العربي‪ -‬بيروت ج ‪4‬‬ ‫‪ -17‬الصفدي ‪ :‬صالح الدين بن أيبك – الوافي بالوفيات – دار احياء التراث العربي ج‪. 29:‬‬ ‫‪ -18‬الصالّبي ‪ :‬علي محمد محمد – دولة الموحدين دار البيارق ‪1998 -‬‬ ‫‪ -19‬ابن الجوزي ‪ :‬ش‪+‬مس ال‪+‬دين المع‪+‬روف بس‪+‬بط ‪ -‬م‪+‬رآة الزم‪+‬ان في ت‪+‬واريخ األعي‪+‬ان تحقيق اب‪+‬راهيم‬ ‫الزيبق – الرسالة العالمية ج ‪.22:‬‬ ‫‪ -20‬ابن ع‪++‬ذارى ‪ :‬أحم‪++‬د بن محمد‪ -‬البي‪++‬ان الغ‪++‬رب – حققه‪:‬بش‪++‬ار مع‪++‬روف ومحم‪++‬د ع‪++‬واد‪ .‬دارالغ‪++‬رب‬ ‫االسالمي – تونمس – مجلد ‪3.:‬‬ ‫‪ -21‬المق ّري ‪ :‬أحم‪++‬د بن محم‪++‬د التلمس‪++‬اني – نفح الطيب من غص‪++‬ن األن‪++‬دلس ال‪++‬رطيب_ تحقي‪++‬ق احس‪++‬ان‬ ‫عبّاس – دار صادر بيروت ‪.1968‬‬ ‫‪-22‬يوسف أشباخ ‪ :‬تاريخ األندلس في عهد المرابطين والموحدين– ترجمة وتعليق محم‪+‬د عبدهللا عن‪+‬ان‬ ‫– مكتبة الخانجي بالقاهرة – ط ‪1966 2 :‬الجزء الثاني‬ ‫‪ -23‬د‪.‬حسين مؤنس ‪ :‬معالم تاريخ المغرب واألندلس‪ -‬دار الرشاد – مصر‪.‬‬ ‫‪ -24‬ألعبّادي ‪ :‬أحمد مختار – دراسات في تاريخ المغرب واألندلس مؤسسة شباب الجامعة –االسكندرية‬ ‫‪-25‬عنان ‪ :‬محمد عبدهللا – دولة االسالم في األندلس – عصر الموحدين – يعقوب المنصور‬ ‫‪ -26‬أب‪++‬و ش‪++‬امة االمقدس‪++‬ي ‪ :‬ش‪++‬هاب ال‪++‬دين بن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن – كت‪++‬اب الروض‪++‬تين في أخب‪++‬ار ال‪++‬دولتين –‬ ‫مؤسسة الرسالة – طبعة أولى‪.2009 :‬‬ ‫‪ -27‬المعلوف ‪ :‬عيسى اس‪++‬كندر ‪ -‬ت‪++‬اريخ األس‪++‬ر الش‪++‬رقية ‪ -‬تحرير واش‪++‬راف ف‪++‬واز طرابلس‪++‬ي ‪ -‬ري‪++‬اض‬ ‫الريّس للكتب والنشر – رقم ‪ – 7‬البقاع ‪:‬طبعة أولى ‪.2009 :‬‬ ‫‪ -28‬المعلوف ‪ :‬عيسى اس‪+‬كندر ‪ -‬ت‪+‬اريخ البق‪+‬اع وس‪+‬ورية المجوف‪++‬ة – تق‪++‬ديم ف‪+‬واز طرابلسي‪ -‬اش‪++‬راف‬ ‫وتحقيق ‪ :‬زهير ه ّواري وابراهيم مهدي – دار الفارابي – طبعة أولى ‪.2018‬‬

‫‪358‬‬


‫‪ -29‬المعلوف ‪ :‬عيسى إسكندر – تاريخ مدينة زحلة‬ ‫‪ -30‬عفيف مرهج ‪ :‬اعرف لبنان ‪.‬‬ ‫‪ -31‬اللواء الركن ‪ :‬ابراهيم مصطفى المحمود – كتاب الحرب والسياسة في بالد الشام ‪ -‬جزء ‪2:‬‬ ‫نجار ‪ :‬مقال في مجلة الجيش اللبناني بعنوان لبنان في العالم عدد ‪ -317‬تشرين الثاني ‪2011‬‬ ‫‪ -32‬منير ّ‬ ‫‪ -33‬علي الجزنائي ‪ :‬زهرة اآل س في بناء مدينة فاس‪.‬‬ ‫‪ :34‬نوارة شرقي ‪ :‬الحياة االجتماعية في الغرب االسالمي في عهد الموحدين ‪.‬‬ ‫‪ 35‬بو تشيش ‪ :‬ابراهيم القادري ‪ :‬تاريخ الغرب االسالمي ‪.‬‬ ‫‪ -36‬يوسف ‪ :‬الشيخ الباحث سليم عبد اللطيف ‪ :‬لبنان موطن المرابطين والعلماء وال ُعبَّاد‪.‬‬ ‫‪ – 37‬ابن عم‪++‬اد الحنبلي ‪ :‬ش‪++‬ذرات ال‪++‬ذهب في اخب‪++‬ار من ذهب ‪ ،‬تحقي‪++‬ق عب‪++‬د الق‪++‬ادر األرن‪++‬اؤوط‬ ‫ومحمود األرناؤوط ‪ ،‬دار ابن كثير دمشق ‪1406‬هجري ‪.‬‬ ‫‪ -38‬ابن خل‪++‬دون ‪ :‬عب‪++‬د ال‪++‬رحمن ‪ ،‬كت‪++‬اب الع‪++‬بر ودي‪++‬وان المبت‪++‬دا والخ‪++‬بر في أي‪++‬ام الع‪++‬رب والعجم‪+‬‬ ‫والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪ .‬دار احياء التراث العربي – بيروت – لبنان ‪.‬‬ ‫‪ – 39‬ال ِحميَري ‪ :‬محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم ‪ ،‬الروض المعطار في خ‪+‬بر األقط‪+‬ار ‪ ،‬مكتب‪+‬ة‬ ‫لبنان ناشرون ‪ ،‬الطبعة الثاتية ‪.1989‬‬ ‫‪ – 40‬ابن الخطيب ‪ :‬لس‪++‬ان ال‪++‬دين محم‪++‬د بن عب‪++‬د هللا ‪ ،‬رقم الحل‪++‬ل في نظم ال‪++‬دول ‪ ،‬المطبع‪++‬ة‬ ‫العمومية تونس ‪ 1316‬هجري ‪.‬‬ ‫‪ – 41‬ابن جبير ‪ :‬رحلة ابن جبير ‪.‬‬ ‫‪ – 42‬د‪ .‬فاروق عبد المعطي ‪ :‬سلسلة األعالم من الفالسفة ‪ -‬ابن عربي ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬ ‫‪ – 43‬مخزون الذا ّكرة الشعبية لدى آهالي القرية ‪.‬‬ ‫إض‪++++++++++‬افة لبعض المراج‪++++++++++‬ع ال‪++++++++++‬تي ذك‪++++++++++‬رت في الحواش‪++++++++++‬ي وفي س‪++++++++++‬ياق النص ‪.‬‬

‫‪359‬‬


‫الفهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫رقم الفقرة‬

‫‪ 3‬المقدمات‬ ‫‪ 15‬شكر خاص‬

‫الصفحة‬ ‫رقم الفقرة‬

‫‪ 2 2‬االهداء‬ ‫‪ 12 4‬شكر وتقدير‬ ‫‪ 17‬تمهيد‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪105‬‬

‫القسم االول‪ :‬السلطان يعقوب المنصور المغربي الموحدي‬ ‫صفاته‬ ‫راية الموحدين‬ ‫وزراؤه‬ ‫كتّابه‬ ‫اهتماماته بالعمران‬ ‫الحروب ونتائجها‬ ‫قصيدة مديح‬ ‫أسباب االنتصار‬ ‫حيثيّات زهده ومغادرته‬ ‫المغرب‬ ‫السلطان يعقوب المريني‬ ‫ترجيح وفاته في بالد الشام‬ ‫السلطان يعقوب شاعرا‬ ‫إستنتاجات و تساؤالت‬ ‫نثريات‬ ‫يعقوب ومحيي الدين بن عربي‬

‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬

‫التعريف به‬ ‫بيعته‬ ‫أوالده‬ ‫قضاته‬ ‫حجابه‬ ‫ّ‬ ‫اهتمامات متفرقة‬ ‫غنائم المسلمين‬ ‫نتائج معركة األرك‬ ‫بين يعقوب وصالح الدين‬

‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪68‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪106‬‬

‫إضاءات على مكان وفاته‬ ‫مخزون الذاكرة الشعبية‬ ‫السلطان المغبون‬ ‫أي نور الدين عاصره؟‬ ‫متفرقات‬ ‫فقهاء وفالسفة معاصرون‬ ‫مكرمات وأمور غير عادية‪:‬‬ ‫أ‪-‬نجا من الشنق‬ ‫ج‪-‬قصة شكيب وهاب‬ ‫ه‪-‬شهادة موثوقة‬ ‫ز‪-‬سارق السجاد‬ ‫ط‪-‬حكاية بيع النحاسيات‬ ‫ك‪-‬سارق النذور‬ ‫م‪-‬شاهد عيان من الخارج‬ ‫س‪-‬بعض ما قيل عن نتائج‬ ‫المعركة‬ ‫ف‪-‬متفرقات‬

‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬

‫ب‪-‬حكاية الجراد‬ ‫د‪-‬حكاية الشموع‬ ‫و‪-‬الدّعسة‬ ‫ح‪-‬قطيع الغنم‬ ‫ي‪-‬االسطنبولي والضرائب‬ ‫ل‪-‬قصة االجتياح االسرائيلي‬ ‫ن‪-‬شاهد عيان من الداخل‬ ‫ع‪-‬النذور‬ ‫ص‪-‬كلمة ال بد منها‬ ‫‪360‬‬


‫القسم الثاني‪ :‬السلطان يعقوب – القرية معلومات عامة‬

‫‪122‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪133‬‬

‫الوضع االداري‬ ‫البيوت‬ ‫مسافات‬ ‫سكان القرية األوائل‬

‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪125‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪128‬‬

‫الموقع‬ ‫السكان‬ ‫سيّارات‬ ‫ال ّ‬ ‫العائالت‬

‫‪37‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪135‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪138‬‬

‫اإلحصاء‬ ‫القتلى االسرائيليون‬ ‫شكوى‬ ‫مشروع بيادر لوسي‬

‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪138‬‬

‫المساحة‬ ‫هوائيّات لتقوية االرسال‬ ‫سابقون‬ ‫المؤلّفون ال ّ‬ ‫السلطان يعقوب التحتا‬ ‫تل ال ّزعازع‬

‫‪45‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬

‫مرافق وخدمات‬

‫‪139‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪137‬‬

‫المدرسة‬

‫‪55‬‬

‫وثيقة عقد شراء العقار‬

‫‪57‬‬

‫المياه والخزان‬

‫‪59‬‬

‫البريد‬

‫‪61‬‬

‫البلدية‬

‫‪63‬‬

‫المخاتير في السلطان يعقوب‬ ‫التحتا‬ ‫المشايخ في السلطان يعقوب‬ ‫التحتا‬ ‫النّوادي والجمعيات‬

‫‪65‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬

‫المسجد‬

‫‪54‬‬

‫إحصاءات مدرسية‬

‫‪56‬‬

‫الطريق الرئيسية‬

‫‪58‬‬

‫الهاتف‬

‫‪60‬‬

‫الكهرباء‬

‫‪62‬‬

‫المخاتير في السلطان يعقوب‬ ‫الفوقا‬ ‫المشايخ في السلطان يعقوب‬ ‫الفوقا‬ ‫مشايخ ودعاة في بالد االغتراب‬

‫‪64‬‬

‫‪68‬‬

‫دار السلطان لتعليم القرآن‬

‫‪70‬‬

‫وظائف – مراكز متفرقة – ومهن حرة‬

‫‪361‬‬

‫‪66‬‬


‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪0‬‬

‫المدرسون في السلطان التحتا‬

‫‪72‬‬

‫طالب الجامعات‬

‫‪74‬‬

‫المهندسون‬

‫‪76‬‬

‫رجال أعمال في الخليج العربي‬

‫‪78‬‬

‫الشاذلية‬ ‫الخالف في مسألة الشيخ‬ ‫براءة ذمة‬ ‫سيد المجالس‬ ‫رجل وقور وطموح‬ ‫رمز االمانة‬ ‫قامة شامخة مميزة‬ ‫شاذلي شامخ‬ ‫‪ – 96‬مختار المواقف والحرب‬

‫‪17 81‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17 83‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪17 85‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18 87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪18 89‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪19 91‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪19 93‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪19 95‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪200‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪79‬‬

‫زيارات المفتي‬

‫‪80‬‬

‫قصة شاذلي‬

‫‪82‬‬

‫قامتان شامختان‬

‫‪84‬‬

‫سيد العطاء والتواضع‬

‫‪86‬‬

‫ذاكرة القرية‬

‫‪88‬‬

‫رجل مبارك‬

‫‪90‬‬

‫مجاهد في رزقه بالحالل‬

‫‪92‬‬

‫قصائد شعرية‬

‫‪94‬‬

‫قرويّات‬

‫‪201‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪73‬‬

‫شخصيات ومواقف‬

‫‪175‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 15‬المدرسون في السلطان الفوقا‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 16‬األسالك العسكرية‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 16‬المحامون‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 16‬األطباء والصيادلة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 17‬مراكز مميزة‬ ‫‪1‬‬

‫‪71‬‬

‫الخ ْلقين‬

‫‪98‬‬

‫‪362‬‬

‫‪ 202‬الدكاكين‬

‫‪97‬‬


‫‪20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪7‬‬

‫صندوق الفرجة‬

‫‪100‬‬

‫‪ 203‬التنور‬

‫‪99‬‬

‫الج ّمالون‬

‫‪102‬‬

‫سع ْيديني‬ ‫‪ 205‬ال ّ‬

‫‪101‬‬

‫الجمعية عند المختار‬

‫‪104‬‬

‫‪ 207‬انهلطنا‬

‫‪103‬‬

‫سباحة في الخزان‬

‫‪106‬‬

‫‪ 207‬مات ‪ ....‬لم يمت‬

‫‪105‬‬

‫أكالت سادت ثم بادت‬

‫‪108‬‬

‫‪ 209‬الفلق‬

‫‪107‬‬

‫القرندس‬

‫‪110‬‬

‫‪ 210‬قصة المطحنة‬

‫‪109‬‬

‫قصة الجرن‬

‫‪112‬‬

‫‪ 212‬قصة العدادة‬

‫‪111‬‬

‫العونة‬

‫‪114‬‬

‫‪ 214‬قصة المكاري‬

‫‪113‬‬

‫التكافل االجتماعي‬

‫‪116‬‬

‫‪ 217‬الجرصة أو الزفة‬

‫‪115‬‬

‫‪ - 117‬نثريات‬

‫مهن قديمة‬

‫‪222‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪220‬‬

‫الح ّواط‬

‫‪ 223 119‬الدّاية‬

‫‪118‬‬

‫حياكة الحصر والأطباق‬

‫‪ 224 121‬رعيان ومواشي‬

‫‪120‬‬

‫المجلخ‬

‫‪ 226 123‬النواطير‬

‫‪122‬‬

‫العطَار‬

‫‪ 227 125‬المبيّض‬

‫‪124‬‬

‫االسكافي‬

‫‪ 228 127‬البيطار‬

‫‪126‬‬

‫بائع الفخار‬

‫‪ 228 129‬مصنع االحذية‬

‫‪128‬‬

‫النَّ َور‬

‫مسحر رمضان‬ ‫‪230 131‬‬ ‫ّ‬

‫‪130‬‬

‫‪ 232‬نثريات‬

‫‪132‬‬

‫‪363‬‬


‫الهجرة‬

‫‪233‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪4‬‬

‫أول مهاجر لبناني‬

‫‪ 234 134‬بداية الهجرة‬

‫‪133‬‬

‫بعض مساوئ الهجرة‬

‫‪ 237 136‬الرعيل االول‬

‫‪135‬‬

‫سافر بالشّطارة‬

‫‪ 243 138‬محطة جديدة‬

‫‪137‬‬

‫البنايات‬

‫‪ 243 140‬صامدون (لم يسافروا)‬

‫‪139‬‬

‫أول معمل إسفنج‬

‫‪ 244 142‬المحالت‬

‫‪141‬‬

‫المتفرقات‬

‫‪245‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪7‬‬

‫الزراعة‬

‫‪ 246 144‬األحراج‬

‫‪143‬‬

‫المحفرة‬

‫‪ 247 146‬معاصر الدبس‬

‫‪145‬‬

‫سعديّا‬

‫سارة‬ ‫‪ 248 148‬الك ّ‬

‫‪147‬‬

‫الناقوس‬

‫‪ُ 248 150‬خ َرب أيوب وسطيا‬

‫‪149‬‬

‫وفيات حصلت في ‪....‬‬

‫‪ 249 152‬أحدث معمل إسفنج‬

‫‪151‬‬

‫نثريات متنوعة‬

‫‪ 252 154‬الحجاج االوائل‬

‫‪153‬‬

‫فوائد عامة‬

‫‪ 264 156‬عاصفة هوجاء‬

‫‪155‬‬

‫الكورونا‬

‫‪ 266 158‬قراءة في خريطة‬

‫‪157‬‬

‫ماذا في محيط السلطان‬ ‫والبقاع ؟‬ ‫األوائل‬

‫‪ 272 160‬مفاجأة‬

‫‪159‬‬

‫‪ 283 162‬الجفتلك‬

‫‪161‬‬

‫مسك الختام‬

‫‪ 289 164‬خاتمة‬

‫‪163‬‬

‫‪ 291‬ملحق الصور‬

‫المراجع‬

‫‪364‬‬

‫‪165‬‬


‫لالتصال من داخل‪ +‬لبنان‬ ‫المنزل‪56251528 :‬‬ ‫الج ّوال‪ +‬أو المحمول‪76065094 : +‬‬ ‫الج ّوال‪ +‬أو المحمول‪ +‬مع واتس آب‬ ‫‪7070499800961‬‬ ‫من خارج لبنان ‪0096128562515‬‬ ‫‪0096176065094‬‬ ‫مع واتس آب‬ ‫‪365‬‬


‫‪0096170704998‬‬ ‫إنَّ هذا الكتاب يتميز عن غيره بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يتضمن أكثر من ‪ 160‬موضوعًا ‪.‬‬

‫‪ -‬خليل محمد عبدوني‬

‫‪ -2‬يتضمن أكثر من ‪ 90‬صورة ملونة ‪.‬‬

‫ مواليد ‪ :‬السلطان يعقوب الفوقا‬‫‪.13/2/1953‬‬

‫‪ -3‬تم التوسع في موضوع الهجرة ‪.‬‬

‫ أنهى المرحلة االبتدائية عام‬‫‪ 1964‬في مدرسة القرية ‪.‬‬

‫‪ -4‬ارتكزنا في تأليف‪++‬ه على أك‪++‬ثر من ‪40‬‬ ‫مرج ًعا تاريخيًا ‪.‬‬

‫ أنهى المرحلة التكميلية (المتوسطة)‬‫عام ‪ 1968‬في متوسطة المنارة الرسمية ‪.‬‬

‫ت قَيِّ َم‪ٍ +‬ة تفض‪+‬ل‬ ‫‪ -5‬ت َّم إثراء الكت‪+‬اب بإض‪+‬افا ٍ‬ ‫به‪+++‬ا نخب‪+++‬ة من وجه‪+++‬اء القري‪+++‬ة وفعالياته‪+++‬ا‬

‫‪ -‬تخ ّرج من دار المعلمين والمعلمات في‬

‫و ُمثقَّفيها وكبار السن فيها ‪.‬‬

‫زحلة ‪ ،‬حاماًل الشهادة التعليمية ‪ ،‬وذلك‬ ‫في حزيران من عام ‪. 1971‬‬ ‫سا في التعليم االبتدائي الرسمي‬ ‫ ُعيِّنَ ُم َد ِّر ً‬‫في ‪25/3/1972‬‬

‫ م‪++‬ارس التعليم االبت‪++‬دائي الرس‪++‬مي لم‪++‬دة ‪45‬‬‫سنة تقريبًا ‪.‬‬ ‫‪ -‬اُحيل الى التقاعد في ‪.14/2/2017‬‬

‫‪366‬‬


‫هذا الكتاب‬ ‫ من جب‪++‬ال وص‪++‬حارى المغ‪++‬رب الع‪++‬ربي في أفريقي‪++‬ا ‪ ،‬الى رح‪++‬اب األن‪++‬دلس الرائ‪++‬ع الجم‪++‬ال‬‫ق أبواب أوروبا " فأوجست خيفة منه "‪.‬‬ ‫وعبر مضيق جبل طارق ‪ ،‬طَ َر َ‬ ‫انتصر على جيوشها في عدة معارك ‪ ،‬أهمها معركة األرك الخالدة (‪1195‬م) ‪.‬‬ ‫ حكم بالدًا تف‪++‬وق بمس‪++‬احتها م‪++‬ا حكم‪++‬ه العباس‪++‬يون في المش‪++‬رق ‪ ،‬فك‪++‬ان من أعظم الشخص‪++‬يات‬‫الب‪++‬ارزة في الت‪++‬اريخ االس‪++‬المي ‪ .‬بع‪++‬دها تز ّه‪++‬د وتخلّى عن الحكم‪ +‬وس‪++‬اح في االرض ‪ ،‬اذ أن ل‪++‬ه‬ ‫حيثياته ومبرراته في هذا االمر ‪ .‬حقق أمنيته بأدائ‪+‬ه فريض‪+‬ة الحج ‪ ،‬وع‪ّ +‬رج في طري‪+‬ق عودت‪+‬ه‬ ‫على بالد الشام ‪ ،‬كان متخفيًا ولم يفصح عن شخصيته الحقيقية إال للقليل ممن عاش بينهم ‪.‬‬ ‫سا لبستان ملك دمشق نور ال‪++‬دين بن ص‪++‬الح ال‪++‬دين األي‪++‬وبي ‪ ،‬ثم ن‪++‬اطو ًرا على‬ ‫عمل حار ً‬‫االرزاق في بلدة عيثا الفخار ‪ ،‬لي‪++‬ؤمن لقم‪++‬ة عيش‪++‬ه ‪ ،‬وبين الحين واآلخ‪++‬ر ك‪++‬ان ي‪++‬تردد الى قم‪++‬ة‬

‫‪367‬‬


‫الجبل زاهدًا ‪ ،‬عابدًا ‪ ،‬في مكان بعيد عن الناس ‪ ،‬وأثناء ذلك كان يحفر ضريحه ض‪++‬من ص‪++‬خرة‬ ‫صلدة كبيرة ‪ ،‬احتضنت جثمانه عند الوفاة ‪.‬‬ ‫ ظهرت بوادر السكن واالستقرار قرب ضريحه ‪ ،‬بعد مرور أكثر من ‪ 150‬سنة على وفاته‬‫وبالتالي فإن وجود ضريحه على قمة هذا الجبل ‪ ،‬كان الس‪++‬بب األوح‪++‬د لنش‪++‬وء قري‪++‬ة الس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب وذلك طب ًعا بعد ارادة هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫إنَّه السلطان يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ‪ ،‬المنصور الموحدي ‪ ،‬المجاهد المجتهد‬‫المغربي الوالدة والنشأة ‪ ،‬عل ًما بأن نسبه يتصل باإلم‪++‬ام علي ك‪َّ +‬رم هللا وجه‪++‬ه وبالت‪++‬الي ب‪++‬البيت‬ ‫وحد القبائل تحت امرته ‪ ،‬فكانت بداية انتص‪++‬اراته (في افريقيا) ومن‬ ‫النبوي الشر يف ‪ ،‬وهو الذي َّ‬ ‫ث َّم ت َّوجها بانتصارات عظيمة (في أوروبا) ‪ ،‬والمفارقة المهمة ‪ ،‬والملفتة للنظر‪ ،‬أنَّه ك‪++‬ان مش‪++‬رقي‬ ‫الوفاة (في آسيا) ‪ ،‬فهو ال شك رجل المجد الضائع ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬ ‫وقريتي تفتخر أنه مؤسسها وجاذب السكان الى قمته‪++‬ا من أص‪++‬قاع بعي‪++‬دة ‪ ،‬فك‪++‬انوا الن‪++‬واة‬ ‫االولى لنش‪++‬وء بل‪++‬دة الس‪++‬لطان يعق‪++‬وب الفوق‪++‬ا ‪ ،‬ال‪++‬تي ك‪++‬برت واتس‪++‬عت ‪ ،‬ومنه‪++‬ا تف‪++‬رعت الس‪++‬لطان‬ ‫يعقوب التحتا وتل الزعازع ‪ ،‬اضافة الى أغصان االغتراب في أميركا والبرازيل والبالد العربي‪++‬ة‬ ‫وهذه االغصان أصبحت مع مرور الزمن أكبر من الجذع االساسي بأضعاف كثيرة ‪.‬‬ ‫خليل محمد عبدوني‬

‫‪368‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.