عدد اليوم السابع - ٢ ديسمبر ٢٠١٨

Page 1

‫ألول مرة‪ ..‬مجلس تحرير «اليوم السابع» داخل مطبخ وزارة التعليم فى لقاء الساعات الثالث مع قيادات الوزارة‬

‫ثورة التعليم لتغيير مستقبل مصر‬

‫طارق شوقى‪ :‬مهمتنا االنتقال بالطالب من ثقافة الدرجات للمهارات‪ ..‬ووضعنا ‪ 11‬ألف شاشة عرض داخل الفصول‬ ‫بعض املدرسني يثيرون الرعب من النظام الجديد ويروجون لألكاذيب خوف ًا على أموال الدروس الخصوصية‬ ‫ربطنا ‪ 2500‬مدرسة ببنك املعرفة و«التابلت» مجرد أداة وليس األساس‪ ..‬واالمتحانات والتصحيح إلكترونيا‬ ‫امتحانات الثانوية العامة تكلفنا سنوي ًا ملياراً و‪ 700‬مليون جنيه وستنخفض بعد ‪ 7‬سنوات إلى ‪ 200‬مليون جنيه‬ ‫‪03‬‬

‫بدعم من جهاز «املشروعات الصغيرة»‬

‫‪w w w . y o u m 7 . c o m‬‬ ‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪ 24 - 2018‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫‪Sunday - 2 December 2018 - Issue NO. 2742‬‬

‫‪10‬‬ ‫قصة «جوزيف وعصام» مع إنشاء أول‬ ‫مصنع للوحات الكهربائية بأسيوط‬

‫‪ 3‬جنيهات‬

‫إعالن مصر خالية من العشوائيات الخطرة نهاية ‪2019‬‬ ‫مدير صندوق تطوير العشوائيات‪ 351 :‬منطقة عشوائية بمختلف املحافظات وطورنا ‪ %80‬منها‪ ..‬و‪ 19‬مليار جنيه تكلفة تنفيذ ‪ 215‬ألف وحدة لسكانها‬

‫وموضحا أن إجماىل عدد الوحدات السكنية املستهدف تنفيذها‬ ‫لسكان هذه املناطق يبلغ نحو ‪ 215‬ألف وحدة سكنية‪.‬‬ ‫وتابع أنه تم االنتهاء من تنفيذ نحو ‪ 25‬ألف وحدة سكنية‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل ‪ 23‬ألف وحدة سكنية‪ ،‬تم االنتهاء منها بالتعاون‬ ‫مع األهاىل‪ ،‬وجار تنفيذ نحو ‪ 95‬ألف وحدة سكنية بمختلف‬ ‫املناطق العشوائية بكل املحافظات‪ ،‬مضيفا أنه يتبقى نحو ‪60‬‬ ‫ألف وحدة سكنية‪ ،‬منها ‪ 28‬ألف وحدة سكنية عبارة عن أمالك‬ ‫خاصة‪ ،‬الفتا إىل أن املناطق العشوائية التى تتواجد عىل أمالك‬ ‫خاصة تمثل تحديا كبريا بسبب رفض املواطنني التعاون مع‬ ‫الحكومة‪ ،‬مشريا إىل أنه سيتم التعامل مع هذه املناطق بنظرية‬ ‫التمكني من التطوير‪ ،‬بمعنى قيام الحكومة بتقديم الرسومات‬ ‫التنفيذية‪ ،‬والرتاخيص‪ ،‬ومخطط التطوير لألهاىل‪ ،‬وإصدار‬ ‫تراخيص الهدم والبناء‪ ،‬بحيث تتم عملية التطوير من خالل‬ ‫األهاىل بمساعدة الحكومة‪.‬‬

‫كتب ‪ -‬أحمد حسن‬ ‫أكد املهندس خالد صديق‪ ،‬املدير التنفيذى لصندوق تطوير‬ ‫املناطق العشوائية‪ ،‬أن نهاية عام ‪ 2019‬ستشهد إعالن مرص‬ ‫خالية من املناطق العشوائية الخطرة‪ ،‬وقال لـ«اليوم السابع»‪،‬‬ ‫إن إجماىل املبالغ التى تم رصفها حتى اآلن لتطوير هذه املناطق‬ ‫بلغ نحو ‪ 14‬مليار جنيه‪ ،‬مشريا إىل أنه يتبقى نحو ‪ 5‬مليارات‬ ‫إلنهاء باقى املناطق التى تمثل نحو ‪ %20‬فقط من املناطق‬ ‫العشوائية الخطرة املوجودة ىف مرص‪.‬‬ ‫وأضاف صديق‪ ،‬أن السنوات األربعة األخرية شهدت االنتهاء‬ ‫من نحو ‪ %80‬من املناطق العشوائية والتى يبلغ عددها ‪351‬‬ ‫منطقة بمختلف املحافظات‪ ،‬مضيفا أنه من املقرر إعالن‬ ‫أكثر من ‪ 5‬محافظات خالية من املناطق العشوائية الخطرة‪،‬‬ ‫هى بورسعيد والوادى الجديد والفيوم واملنوفية والسويس‪،‬‬

‫وزيرة التخطيط‪ :‬الصندوق السيادى يدخل العمل فى ‪2019‬‬

‫األرقام ما بتكدبش‪ ..‬تكلفة املنتجات البترولية‬ ‫عند مستوى خام برنت ‪ 85‬دوالر‪/‬برميل‬

‫هالة السعيد‪ :‬الصندوقان الروسى والعمانى طلبا التعاون مع الصندوق املصرى‪ ..‬ونعمل على استغالل كل الفرص االستثمارية املتاحة‬

‫أسطوانة البوتاجاز املنزلى‬ ‫سعر البيع ملواطن بالجنيه التكلفة الفعلية بالجنيه ما تتحمله الدولة من دعم بالجنيه‬ ‫‪50‬‬

‫‪161‬‬

‫‪111‬‬

‫بنزين ‪95‬‬ ‫سعر البيع ملواطن بالجنيه التكلفة الفعلية بالجنيه ما تتحمله الدولة من دعم بالجنيه‬ ‫‪7.75‬‬

‫‪9.4‬‬

‫‪1.7‬‬

‫بنزين ‪92‬‬ ‫سعر البيع ملواطن بالجنيه التكلفة الفعلية بالجنيه ما تتحمله الدولة من دعم بالجنيه‬ ‫‪6.75‬‬

‫‪8.8‬‬

‫‪2.0‬‬

‫بنزين ‪80‬‬ ‫سعر البيع ملواطن بالجنيه التكلفة الفعلية بالجنيه ما تتحمله الدولة من دعم بالجنيه‬ ‫‪5.50‬‬

‫‪7.6‬‬

‫‪2.1‬‬

‫سوالر ‪ -‬لتر‬ ‫سعر البيع ملواطن بالجنيه التكلفة الفعلية بالجنيه ما تتحمله الدولة من دعم بالجنيه‬ ‫‪5.50‬‬

‫‪9.3‬‬

‫سعر النسخة‪:‬‬

‫السعودية ‪ 3‬رياالت‬

‫‪3.8‬‬ ‫الكويت ‪ 0.25‬دينار‬

‫التفاصيل‪ ,,‬صفحة ‪2‬‬

‫كتب ‪ -‬مصطفى عبد التواب‬ ‫كشفت وزيــرة التخطيط واملتابعة‬ ‫واإلصالح اإلدارى الدكتورة هالة السعيد‪،‬‬ ‫أن الصندوق السيادى سوف يبدأ مهامه‬ ‫خالل الربع األول من ‪ ،2019‬وقالت‪ ،‬ىف‬ ‫ترصيحات أمس‪ ،‬إن «التخطيط» أرسلت‬ ‫لرئيس مجلس الوزراء النظام األساىس‬ ‫لعمل الصندوق خالل األسبوع املاىض‪،‬‬ ‫مضيفة أن الصندوقني السياديني العمانى‬ ‫والروىس أرسال إىل وزارة التخطيط بهدف‬ ‫االستثمار املشرتك مع صندوق مرص‬ ‫السيادى‪ ،‬ومشرية إىل أن الصندوق يعمل‬ ‫عىل استغالل كل الفرص االستثمارية‬ ‫املتاحة‪.‬‬ ‫وأشارت «السعيد» إىل أن الصندوق‬ ‫«األم» سوف يكون معفى من الرضائب‬ ‫لكن الصناديق الفرعية لن تكون معفاة‪،‬‬ ‫مؤكدة أن لجنة اختيار املدير التنفيذى‬ ‫تجتمع مع مرشحني للمناصب بالصندوق‬ ‫وتتحرى الدقة ىف اختياراتها‪.‬‬ ‫كانت وزيــرة التخطيط أعلنت‪ ،‬ىف‬ ‫ترصيحات سابقة‪ ،‬أن لجنة تقييم األصول‬ ‫استقرت عىل ‪ 20‬أصال غري مستغلة‪،‬‬

‫البحرين ‪ 3‬دنانير‬

‫قطر ‪ 3‬رياالت‬

‫اإلمارات ‪ 3‬دراهم‬

‫ومنترشة عىل مستوى الجمهورية لضمها‬ ‫للصندوق‪ ،‬مشرية إىل أن معيار االختيار‬ ‫هو قدرة هذه األصول عىل االستغالل‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬مشددة عىل أنه ال يمكن ضم‬ ‫كل األصول غري املستغلة دفعة واحدة إىل‬ ‫عمان ‪ 300‬بيسة‬

‫األردن ‪ 0.6‬دينار‬

‫الصندوق حتى ال تحدث تخمة ىف رأس‬ ‫مال الصندوق دون استثمارات حقيقية‪.‬‬ ‫وىف وقت سابق أيضا كشفت توصيات‬ ‫حكومية من املقرر تقديمها ملدير‬ ‫الصندوق السيادى املقرر حسم اسمه‬

‫لبنان ‪ 1200‬ليرة‬

‫تونس دينار واحد‬

‫املغرب ‪ 8‬دراهم‬

‫خالل األيام القليلة املقبلة‪ ،‬عن توجه‬ ‫مرص نحو جذب استثمارات وخلق فرص‬ ‫عمل ىف عدد من القطاعات‪ ،‬التى كانت‬ ‫الحكومة وصفتها بأنها قطاعات استوفت‬ ‫املعايري املطلوبة للبدء ىف االستثمار بها‪،‬‬ ‫وبحسب التوصيات فإن القطاعات التى‬ ‫تتوجه لها مرص‪ ،‬هى الصناعات التحويلية‬ ‫وبصفة خاصة الكيماوية والبرتوكيماوية‪،‬‬ ‫واألدوية والصناعات الهندسية واملنتجات‬ ‫الغذائية والتصنيع الزراعى‪ ،‬والصناعات‬ ‫االستهالكية‪ ،‬إىل جانب توجه مرص‬ ‫للتوسع ىف قطاع تجارة الجملة والتجزئة‪،‬‬ ‫والخدمات اللوجستية‪.‬‬ ‫وبحسب التوصيات التى تجهزها‬ ‫الحكومة ىف تقارير شاملة لتكون عىل‬ ‫مكتب مدير الصندوق فور توليه املهمة‬ ‫بشكل رسمى‪ ،‬فإن الحكومة تتوجه ملزيد‬ ‫من االستثمار ىف الخدمات األساسية‪،‬‬ ‫مثل التعليم والصحة واألنشطة املكملة‬ ‫لها‪ ،‬إىل جانب االستثمارات ىف قطاع‬ ‫السياحة واملطاعم والفنادق‪ ،‬وكذلك‬ ‫االستثمار ىف قطاع تكنولوجيا املعلومات‪،‬‬ ‫واالستخراجات من «الغاز والبرتول‬ ‫والتعدين»‪.‬‬ ‫غزة ‪ 0.5‬دوالر‬

‫رام الله ‪ 0.60‬دوالر‬

‫لندن ‪ 1‬جك‬

‫أستراليا ‪ 1‬دوالر أسترالى‬

‫السودان ‪ 0.5‬دوالر‬

‫جينيف ‪ 0.35‬فرنك‬

‫ليبيا ‪ 0.5‬دوالر‬


‫‪p.3‬‬ ‫قيادات مجلس تحرير‬ ‫«اليوم السابع»‬

‫قيادات وزارة‬ ‫التربية والتعليم‬

‫خالد صالح‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة ورئيس التحرير‬ ‫رضا حجازى‬ ‫رئيس قطاع التعليم العام‬

‫دندراوى الهوارى‬ ‫رئيس التحرير التنفيذى‬

‫اللواء يسرى سالم‬ ‫رئيس هيئة األبنية التعليمية‬ ‫كريم عبدالسالم‬ ‫رئيس التحرير التنفيذى‬

‫عصام شلتوت‬

‫شيرين حمدى‬

‫رئيس التحرير التنفيذى‬

‫مستشار الوزير للتطوير اإلدارى‬

‫محمد الدسوقى رشدى‬ ‫رئيس التحرير التنفيذى‬ ‫نيللى الزيات‬ ‫معاون الوزير لقطاع الطفولة املبكرة‬

‫يوسف أيوب‬ ‫رئيس تحرير «صوت األمة»‬

‫اللواء الوليد مرسى‬ ‫رئيس قطاع مكتب الوزير‬ ‫عمرو جاد‬ ‫رئيس التحرير التنفيذى‬

‫‪ 3‬ساعات فى مطبخ وزارة التعليم‬

‫د‪ .‬محمد عمر‬ ‫نائب الوزير لشؤون املعلمني‬

‫حبيبة عز‬ ‫مستشار الوزير للتعليم الفنى‬

‫دينا البرعى‬ ‫مستشار الوزير للتقويم واالمتحانات‬

‫أحمد ضاهر‬ ‫مساعد الوزير لتكنولوجيا املعلومات‬

‫جولة «االطمئنان على املستقبل» داخل‬ ‫عقل طارق شوقى وقيادات الوزارة‬ ‫«اليوم السابع» تفتح ملف تطوير التعليم وتفاصيل النظام الجديد‪ ..‬الوزير والقيادات يستعرضون‬ ‫الفلسفة الجديدة لبناء عقول مصر‪ ..‬وخريطة اإلمكانات والتطلعات ورؤية الوزارة حتى ‪2030‬‬

‫«بالعلم واملال يبنى الناس مُ لكهم‪ ..‬لم ُيبن مُ ٌ‬ ‫لك عىل جهل وإقالل»‪..‬‬ ‫هكذا لخص أمري الشعراء أحمد شوقى قضية التنمية والبناء‪ ،‬التى‬ ‫يتضافر فيها الوعى مع االقتصاد إلحداث إزاحة إيجابية ىف األوضاع‪،‬‬ ‫ومع اشتغال الدولة بدأب عىل ملف البناء والتعمري واالستثمار‬ ‫والتنمية االقتصادية‪ ،‬وإحرازها نتائج إيجابية وفق كل األرقام‬ ‫واملــؤرشات‪ ،‬يتبقى ملف العلم والتعليم الستكمال أُسس البناء‬ ‫وتثبيتها‪.‬‬ ‫الناظر املنصف ىف أحوال التعليم خالل العقود األخرية لن يكون‬ ‫بمقدوره الهروب من الحقيقة املزعجة‪ :‬أصبحنا نملك تعليما ضعيفا‬ ‫ومهرتئا‪ ،‬واملنظومة الرتبوية بوضعيتها القائمة ال توفر أساسا متينا‬ ‫وراسخا لخوض معركة البناء‪ ،‬أو الرهان الواثق عىل املستقبل‪ ..‬وىف‬ ‫الزاوية املقابلة لهذه الصورة الضبابية‪ ،‬يقف وزير الرتبية والتعليم‬ ‫والتعليم الفنى‪ ،‬الدكتور طارق شوقى‪ ،‬ممسكا ملفا ضخما عنوانه‬ ‫«تطوير التعليم»‪ ،‬لكن املشكلة أن كثريين من املهتمني بهذا امللف‬ ‫الحيوى ال يستوعبون كامل تفاصيله بعد‪ ،‬وأن عملية تدفق املعلومات‬ ‫من املؤسسة الرتبوية والتعليمية األوىل ىف مرص إىل املعنيني بنشاطها‪-‬‬ ‫معلمني وطالبا وأولياء أمور‪ -‬ليست ىف الحالة املُثىل‪ ..‬يستطيع الراغب‬ ‫أن يبحث ويفتش ويسأل؛ ليضع يده عىل فلسفة التطوير وهيكل‬ ‫الخطة الجديدة‪ ،‬لكن البعيدين عن مجال التفتيش والسؤال ما زالوا‬ ‫ال يعرفون‪ ،‬أو ال تصلهم الصورة الحقيقية ىف هيئتها الكاملة‪ ،‬وأمام‬

‫هذه الفجوة ترتتب أدوار ومسؤوليات أكرب عىل اإلعالم‪ ،‬واستشعارا‬ ‫من جانبنا لهذه املسؤولية كان لزاما علينا أن نسعى للبحث والفهم‬ ‫والتعمق ىف تفاصيل املشهد الجديد وخفاياه‪ ،‬وأن نحمل أسئلتنا‬ ‫وأسئلة املهتمني بأوضاع التعليم‪ ،‬لنضعها عىل مكتب رجل التعليم‬ ‫األول واملسؤول املبارش عن مستقبله‪.‬‬ ‫دلفنا باب قرص األمرية فائقة «ابنة الخديو إسماعيل بالتبنى»‬ ‫ىف شارع صفية زغلول بوسط القاهرة‪ ،‬الذى تشغله وزارة الرتبية‬ ‫والتعليم والتعليم الفنى منذ عقود‪ ..‬وللوهلة األوىل ال يبدو القرص‬ ‫منسجما مع كونه وزارة خدمية ضخمة الحجم واالمتدادات‬ ‫واألطراف‪ ،‬وال تبدو فخامته متناسقة مع الحالة املرتدية التى يعانيها‬ ‫نظامنا التعليمى ىف السنوات الطويلة املاضية‪ ..‬املشهد يستدعى‬ ‫للذهن أسئلة عديدة‪ ،‬تخص نظام التعليم الجديد والتاريخ والعمارة‬ ‫وغريها من األمور‪ ،‬وربما تكون إجابة بعضها ىف استعداد الوزارة‬ ‫لالنتقال إىل مقر جديد بالعاصمة اإلدارية ىف غضون شهور‪ ،‬ولكن‬ ‫تظل أغلب اإلجابات ىف املكتب الفسيح الذى يشغل الجانب األيمن من‬ ‫ثانى طوابق املبنى‪.‬‬ ‫وصل مجلس تحرير «اليوم السابع» إىل مكتب وزير الرتبية‬ ‫والتعليم‪ ،‬وجدنا الدكتور طارق شوقى ىف انتظارنا برفقة كتيبة‬ ‫كبرية من أبرز معاونيه‪ :‬نائب الوزير لشؤون املعلم‪ ،‬ومستشار‬ ‫التقويم واالمتحانات‪ ،‬ومستشار التعليم الفنى‪ ،‬ورئيس هيئة األبنية‬

‫التعليمية‪ ،‬وعدد من قيادات مركز إعداد املناهج والقائمني عىل‬ ‫الخطط الفنية والتنفيذية لهيكلة املدارس وتطبيق نظام التعليم‬ ‫الجديد‪ ،‬وخالل اللقاء الذى استمر أكثر من ثالث ساعات‪ ،‬تحدث‬ ‫الوزير ومعاونوه ىف كل امللفات واملوضوعات‪ ،‬رشحوا فلسفة النظام‬ ‫الجديد وآليات ترميم النظام القديم‪ ،‬تلقوا أسئلة الفضول واإلحراج‬ ‫وأجابوا عنها جميعا برحابة وسعة صدر‪ ..‬أقروا بأنهم ال يملكون‬ ‫اليقني املطلق‪ ،‬وحتى وهم يخوضون تجربة تحديث مُ ّ‬ ‫خططة‬ ‫بشكل علمى ومنهجى‪ ،‬فإنهم يعون تماما أن التجارب تقبل الحذف‬ ‫واإلضافة والتعديل والتطوير طوال الوقت‪ ،‬لهذا يعملون برؤية‬ ‫مرحلية تتابع فيها األولويات وتتكامل‪ ،‬ال لتصنع النجاح فقط‪،‬‬ ‫وإنما لتضمن استدامته واستمراره‪ ،‬كما اعرتفوا ببعض القصور‬ ‫ىف خطط تسويق النظام الجديد‪ ،‬وحاجتهم لتكثيف الجهد عىل‬ ‫هذا املحور‪ ،‬بقدر حاجتهم للدعم واملساندة من اإلعالم والوسطاء‬ ‫االجتماعيني ذوى الحضور والقدرة عىل التواصل والوصول للناس‪.‬‬ ‫كان اللقاء مثمرا ومليئا بالتفاصيل‪ ،‬التى توفر صورة وافية عن‬ ‫مرشوع طموح‪ ،‬يصلح ألن يكون رهانا حقيقيا عىل املستقبل‪ ،‬وأن‬ ‫يتكامل مع جهود البناء والتعمري والتنمية االقتصادية‪ ،‬لتتحقق‬ ‫رؤية أمري الشعراء‪ ،‬ونبنى مُ لك مرص واقتدارها كما يفعل كل‬ ‫الناهضني والسائرين إىل املستقبل‪ ،‬بالعلم واملال معا‪ ،‬ال بالجهل‬ ‫واإلقالل‪.‬‬

‫إحسان السيد‬ ‫مدير التحرير‬

‫محمود سعدالدين‬ ‫مدير التحرير‬

‫حازم حسني‬ ‫مدير تحرير «صوت األمة»‬

‫محمد أحمد طنطاوى‬ ‫رئيس قسم األخبار‬

‫هدى زكريا‬ ‫نائب رئيس قسم التحقيقات‬


‫‪ 3‬ساعات هى الفرتة التى استغرقها الحوار مع الدكتور طارق شوقى وزير الرتبية والتعليم والتعليم الفنى‪ ،‬وقيادات الوزارة رؤساء القطاعات املختلفة‪ ،‬وهم‬ ‫دكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام‪ ،‬دكتور محمد عمر نائب الوزير لشؤون املعلمني‪ ،‬املهندس أحمد ضاهر مساعد الوزير لتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬اللواء‬ ‫يرسى سالم رئيس هيئة األبنية التعليمية‪ ،‬اللواء الوليد مرىس رئيس قطاع مكتب الوزير‪ ،‬حبيبة عز مستشار الوزير لشؤون التعليم الفنى‪ ،‬دكتورة دينا الربعى‬ ‫مستشار الوزير للتقويم االمتحانات‪ ،‬دكتورة نيلىل الزيات معاون الوزير لقطاع الطفولة املبكرة‪ ،‬شريين حمدى مساعد الوزير للتطوير اإلدارى‪.‬‬ ‫فرتة زمنية رسد فيها تفاصيل فلسفة النظام الجديد وطرق تطبيقها والتى ال تختلف كثريا عن نظريتها القائمة واملطبقة ىف دول العالم املتقدم بشكل يتناسب مع‬ ‫واقع الطالب املرصى الحاىل‪ ،‬وهذا بهدف إحداث طفرة معرفية كبرية تقوم عىل ثقافة التعلم والفهم وليس الحفظ والتلقني لخلق أجيال قادرة عىل صياغة املستقبل‪.‬‬ ‫خالل تلك الفرتة الزمنية تطرق الدكتور طارق شوقى ومعاونوه‪ ،‬للحديث عن كثري من القضايا «نظام االمتحانات الجديد‪ ،‬تأهيل املعلمني‪ ،‬التابلت‪ ،‬تجهيز املدارس‬ ‫ببنية تحتيه تكنولوجية»‪ ..‬وغريها من امللفات الكثرية التى عرضها عليه عدد من قيادات مجلس تحرير «اليوم السابع» ىف لقائهم معه ىف محاولة منهم لنقل كل ما‬ ‫يدور ىف أذهان أطراف العملية التعليمية من طالب ومعلمني وأولياء أمور‪.‬‬

‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 24‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬ ‫‪Sunday - 2 December 2018‬‬ ‫‪Issue NO. 2742‬‬

‫‪04‬‬

‫طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى حواره مع «اليوم السابع»‪:‬‬

‫نظام التعليم الجديد ثورة كبرى‬ ‫لتغيير مستقبل مصر‬ ‫«ثورة تعليمية وتغيري ثقاىف»‬

‫املدرسون ىف مراكز الدروس الخصوصية طوال‬ ‫العام‪ ،‬ويقوم الطالب فعال بحفظ الــ‪ 100‬مسألة‬ ‫ىف إطار اتفاق ضمنى غري مكتوب بينه وبني ا ُملعلم‬ ‫أن االمتحان لن يخرج عنها‪ ،‬لذلك ظهر مصطلح‬ ‫االمتحان املتوقع‪ ،‬ورغم كل هذا يوجد غش‪ ،‬لذا‬ ‫نسعى إلزالة كل هذا‪ ،‬وأتذكر أنه عندما تم طرح‬ ‫الخطة تساءل الجميع‪ :‬هل هذا يعنى عدم وجود‬ ‫ثانوية عامة؟ فأجبنا بالطبع ال‪ ،‬لكن سنرسخ لثانوية‬ ‫عامة جديدة قائمة عىل الفهم‪ ،‬وهذا تسبب ىف «لبخة»‬ ‫للطالب‪ ،‬ألنهم اعتادوا عىل الحفظ‪ ،‬لذلك قررنا إدخال‬ ‫التغيري وتطبيقه عىل مراحل‪ ،‬وهذا كله إلنقاذهم مما‬ ‫هم فيه‪.‬‬

‫خالد صالح‪ :‬كيف تم بناء منظومة‬ ‫التعليم الجديدة؟ وما فلسفة التعليم‬ ‫خالل تلك املرحلة؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬نحن ننفذ خطة غري‬ ‫عادية وكبرية للغاية‪ ،‬ففريق وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم يقوم بجهد رهيب‬ ‫لتطبيق الخطة وتبسيطها وتوصيلها‬ ‫للناس‪ ،‬خاصة أن منظومة التعليم املرصى املعروفة‬ ‫كان يتم تطبيقها من قبل أى وزير يتوىل املنصب عىل‬ ‫ما يقرب من ‪ 22‬مليون طالب‪ ،‬وكان األمر بمثابة‬ ‫مسؤولية كبرية‪ ،‬لذلك أخذنا عىل عاتقنا مهمة تنفيذ‬ ‫خطة التعليم الجديدة‪ ،‬التى تعتمد عىل بُعدين‬ ‫رئيسيني‪ ،‬أوال‪ :‬تغيري املنظومة القائمة «ننسف البيت‬ ‫القديم»‪ ،‬وثانيا‪ :‬بناء أخرى بديلة تنطلق من القاع‪.‬‬ ‫وهذا النظام الجديد لم يأخذ حقه ولم يتم تسليط‬ ‫الضوء عليه كما ينبغى‪ ،‬فاألمر ال يرتبط فقط بأننا‬ ‫قمنا بتغيري كتب‪ ،‬لكن ىف أننا انطلقنا من نقطة‬ ‫الصفر‪ ،‬وكانت بدايتنا من مركز إعداد املناهج الذى‬ ‫قام بوضع إطار عام للمناهج الجديدة لنصبح‬ ‫أمام طالب مختلف تماما بعد انقضاء ‪ 16‬عاما من‬ ‫الدراسة قبل الجامعية‪ ،‬وبالتاىل يمكن القول إننا أمام‬ ‫أكرب تجربة تعليمية لم يشهدها العالم من قبل‪ ،‬وهذا‬ ‫ليس ادعاء‪ ،‬ولكن بشهادة الجميع‪ ،‬فاملناهج الجديدة‬ ‫ال عالقة لها بما كان معروفا من قبل عن املناهج‬ ‫الحكومية‪ ،‬فاليوم لدينا كتب لغة عربية وتربية دينية‬ ‫ولغات بأسماء متعددة وتخصصات مختلفة تقوم‬ ‫جميعا عىل فلسفة جديدة تماما تعتمد عىل دور‬ ‫مغاير كليا للمعلم‪.‬‬

‫تلقينا دعوة من‬ ‫حكومة دبى‬ ‫للمشاركة فى‬ ‫فعاليات قمة‬ ‫املعرفة لعرض‬ ‫خطة تطوير‬ ‫التعليم التى‬ ‫تستهدف النشء‬ ‫والحديث عن بنك‬ ‫املعرفة‬

‫خالد صالح‪ :‬هل تم تأهيل املعلمني‬ ‫بالفعل عىل كيفية تطبيق تلك‬ ‫املنظومة التعليمية الجديدة؟‬ ‫طــارق شوقى‪ :‬نحاول اآلن إعداد‬ ‫املعلمني بقدر اإلمكان‪ ،‬لكن لدينا مشوار‬ ‫طويل ليتفهموا ما هو الدور الجديد‬ ‫خاصة معلمى رياض األطفال‪ ،‬وىف نفس‬ ‫الوقت الذى يتم فيه إعداد النظام الجديد لن نرتك ‪11‬‬ ‫جيال آخر يشعرون بالضياع بداية من الصف الثانى‬ ‫االبتدائى فيما فوق‪ ،‬لذا كانت هناك رضورة لفعل‬ ‫ىشء ما‪.‬‬ ‫وىف الوقت الذى يتحدث فيه أولياء األمور عن مليون‬ ‫أمر آخر‪ ،‬فمنهم مثال من يتحدث عن الكثافات داخل‬ ‫الفصول‪ ،‬وآخرون عن الصيانة‪ ،‬أدركنا أن تعليم‬ ‫الطالب بشكل حقيقى هو مربط الفرس وىف الوقت‬ ‫نفسه لدينا علم باملشاكل األخرى ولم ننكر وجودها‪،‬‬ ‫لكنها ال تحتاج لكل هؤالء الخرباء واملستشارين الذين‬ ‫تمت االستعانة بهم لوضع املرشوع الجديد‪ ،‬هى‬ ‫فقط تحتاج ألموال وأراض وحلول أخرى‪ ،‬لكن األمر‬ ‫الصعب والتحدى الحقيقى هو كيفية تغيري ثقافة‬ ‫التعليم القديمة التى كان يعيش الطالب ىف ظلها‬ ‫ىف حالة رعب خاصة طالب املرحلة الثانوية وقت‬ ‫االمتحانات‪ ،‬بسبب قناعه األهل برضورة تحصيل‬ ‫أبنائهم عىل درجات مرتفعة كدليل عىل التفوق‪ ،‬ىف‬ ‫الوقت الذى يتحصل فيه األول ىف املدارس اإلنجليزية‬ ‫عىل ‪.60٪‬‬ ‫نحن نحاول تذكرة الناس بأن هدفنا هو التعليم‬ ‫وليس الدرجات التى تدفعهم لبيع كل غال وثمني من‬ ‫أجل توفري ثمن الدروس الخصوصية بعيدًا عن ثقافة‬ ‫االستمتاع بالعملية التعليمية نفسها‪ ،‬التى نحاول‬ ‫خلقها من خالل املنظومة التعليمية الجديدة‪ ..‬إذن‬ ‫ما نقوم به اآلن هو إحداث تغيري ثقاىف‪ ،‬وبالتاىل غرينا‬ ‫نظام االمتحان ىف املرحلة الثانوية ليس ىف فكرة‬ ‫«التابلت» فقط‪ ،‬لكن ىف طرح أسئلة تقوم عىل الفهم‬ ‫وليس الحفظ‪ ،‬ألن األخرية مهارة غري مهمة‪ ،‬والدليل‬ ‫عىل ذلك أننا نسمح بدخول الطالب االمتحان بالكتاب‬ ‫املدرىس‪.‬‬ ‫املشكلة الحقيقية هى أن الطالب ال يعى ذلك‪ ،‬وال‬ ‫يدرك أنه لم يعد ىف حاجة لحفظ املنهج كما كان من‬ ‫قبل‪ ،‬وأن األمر أصبح غري مرتبط بفكرة الدرجات‬ ‫والحصول عىل نسبة مئوية معينة‪ ،‬وإنما ىف كيفية‬ ‫تأهيل الطالب سواء بطريقة تفكري ومذاكرة جديدة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫شخصا ما دفعهم ىف اتجاه‬ ‫فالطالب أذكياء لكن‬ ‫معني‪ ،‬واملشكلة أن األهاىل ال يعرفون سوى الطريقة‬ ‫التقليدية ىف التعليم‪ ،‬لذا مهمتنا هى االنتقال من‬ ‫ثقافة الدرجات للمهارات‪ ..‬نريد شخصا يعرف وال‬ ‫يحفظ‪ ،‬وهذا أمر صعب‪ ،‬وتحقيق هذه النقلة هو‬ ‫مكمن اإلشكالية كلها‪ ،‬وتطبيقها يحتاج لجهد كبري‬ ‫مع مركز االمتحانات لتغيري طبيعة األسئلة‪.‬‬ ‫اللعبة القديمة كان فيها طرفان‪ ،‬الوزارة مع‬ ‫أولياء األمور‪ ،‬األوىل تعطى ‪ 100‬مسألة يركز عليها‬

‫لسنا ضد‬ ‫البيزنس أو‬ ‫أن يربح أحد‬ ‫لكن ليس على‬ ‫حساب الطالب‬ ‫واألهالى‬ ‫وتدمير‬ ‫فلسفة‬ ‫النظام‬ ‫الجديد‬

‫وضعنا ‪ 11‬ألف‬ ‫شاشة عرض‬ ‫داخل ‪ 11‬ألف‬ ‫فصل دراسى‬ ‫على مستوى‬ ‫الجمهورية‬ ‫وسيتم تطبيق‬ ‫النظام فى‬ ‫كل املدارس‬ ‫الحكومية‬

‫خالد صالح‪ :‬وما هى آليات التنفيذ‪،‬‬ ‫هل هناك خطة زمنية محددة؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬نحن ال نتحدث عن‬ ‫أفكار‪ ،‬لكن عن آليات تنفيذ‪ ،‬ورغم ما‬ ‫قيل بشأن الخطة وإنها لن تحدث‪،‬‬ ‫فإنها حدثت بالفعل‪ ،‬ففى ‪ 22‬سبتمرب‬ ‫املاىض أصبحت املناهج الجديدة ىف يد ‪ 2.5‬مليون‬ ‫طالب‪ ،‬واملطلع عليها سيجد أنها مختلفة تماما عن‬ ‫نظريتها القديمة وتقوم عىل فلسفة جديدة‪ ،‬ولو‬ ‫سألنا أولياء األمور اآلن فسنجد لديهم ردود أفعال‬ ‫إيجابية تماما‪ ،‬وكل ما ذكرناه بشأن املرحلة الثانوية‬ ‫هى أننا سنغري طريقة طرح أسئلة االمتحانات‪،‬‬ ‫وبالفعل أنتجنا أول نموذج اسرتشادى منذ ‪ 10‬أيام‪،‬‬ ‫حتى حينما حدث جدل‪ ،‬كان السبب فيه املعلمني‬ ‫أنفسهم أصحاب الدروس الخصوصية الذين ال‬ ‫تروق لهم الفكرة‪ ،‬ألنهم سيترضرون ويخرسون‬ ‫نتيجة ابتعاد الطالب عنهم‪ ،‬فعندما يدرك الطالب أن‬ ‫االمتحانات بدون درجات فلن يعود ىف حاجة‬ ‫للذهاب للمراكز الخاصة وإهدار ماله‪ ،‬وأمام هذا‬ ‫يلجأ بعض املعلمني لرتهيب الطالب وإثارة الرعب ىف‬ ‫نفوسهم وترويج أكاذيب حول صعوبة األسئلة التى‬ ‫سيتم طرحها‪ ،‬فيقول لهم «أنا شخصيا عجزت عن‬ ‫إجابة النموذج االسرتشادى» فيدفعهم لالعرتاض‬ ‫عىل النظام الجديد‪ ،‬وهذا ما نجده عىل أرض الواقع‪.‬‬

‫«نظام االمتحانات‬ ‫والتصحيح إلكرتونيا»‬ ‫خالد صالح‪ :‬كيف سيتمكن الطالب‬ ‫من خوض االمتحان عرب «التابلت»؟‬ ‫طــارق شوقى‪ :‬نحاول أن نخلق‬ ‫اسرتاتيجية جديدة‪ ،‬وسنعطى طالب‬ ‫املرحلة الثانوية «التابلت» بحيث‬ ‫يخضعون لالختبار أربع مرات ىف العام‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬وسيتم إرسال اإلجابات إلكرتونيا‬ ‫ملعلمني مختلفني يقومون بتصحيحها دون توضيح‬ ‫هوية الطالب‪ ،‬ودون أن يخضع األخري لضغط من‬ ‫قبل معلم دروس خصوصية عىل أمل الحصول عىل‬ ‫درجات مرتفعه‪ ،‬فنظام االمتحانات والتصحيح‬ ‫سيكون إلكرتونيا فقط من خالل جهاز وشبكة‬ ‫إنرتنت‪ ،‬ولن نسمع مرة أخرى عن عمليات نقل‬ ‫أوراق األسئلة واإلجابات ىف الصناديق أو الكنرتول‪،‬‬ ‫فمثال ىف مرحلة أوىل ثانوى فقط لدينا ‪ 10‬مواد‬ ‫مطبقة عىل ‪ 600‬ألف طالب‪ ،‬وبالتاىل يصبح لدينا ‪6‬‬ ‫ماليني امتحان ىف املرة الواحدة‪ ،‬وبما أن الطالب‬ ‫سيخضع لها ‪ 4‬مرات ىف العام‪ ،‬فهذا يعنى أننا أمام‬ ‫‪ 24‬مليون امتحان ىف مرحلة أوىل ثانوى فقط‪،‬‬ ‫والعام املقبل سيطبق نفس النظام عىل مراحل‬ ‫تعليمية أخرى ونتعامل مع ‪ 50‬أو ‪ 75‬مليون‬ ‫امتحان‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫وهنا يجب أن أتحدث عن مركز املناهج الذى‬ ‫«يعافر» من أجل بناء األسئلة التى سيتم طرحها‬ ‫عىل الطالب من خالل تلك التقنيات التكنولوجية‬ ‫الحديثة‪ ،‬وهى عملية كبرية خالية من العنرص‬ ‫البرشى تماما‪ ،‬وبالتاىل من هذا الحديث يتضح‬ ‫أن «التابلت» مجرد أداة وليس األساس ليتساءل‬ ‫الجميع بني الحني واآلخر «أين التابلت؟»‪.‬‬

‫خالد صــاح‪ :‬وهــل تلك التقنية‬ ‫ستسمح بطرح أسئلة مختلفة‬ ‫ومتنوعة باختالف املـــدارس‬ ‫واملديريات؟‬

‫الدكتورة دينا الربعى‪ ،‬مستشار‬ ‫الوزير للتقويم واالمتحانات‪ :‬نقطة‬ ‫أخرى مهمة‪ ،‬أنه من خالل التقنيات‬ ‫الحديثة يمكن معرفة الوقت الذى‬ ‫استغرقه الطالب لإلجابة عن األسئلة‪ ،‬وتظهر النتيجة‬ ‫بعد تصحيح األسئلة ىف نفس الوقت أو بعدها‬ ‫بساعات قليلة‪ ،‬نظرا الختالف طبيعة األسئلة‪ ،‬ما بني‬ ‫اختيار من متعدد وأخرى تحليلية‪ ،‬وهذا ما تتيحه‬ ‫التكنولوجيا بشكل عبقرى‪.‬‬

‫دينا الربعى‪ ،‬مستشار الوزير‬ ‫للتقويم واالمتحانات‪ :‬هناك بنك أسئلة‬ ‫ىف مختلف التخصصات يمكن االستعانة‬ ‫به لكل مدرسة عىل حدة‪ ،‬وىف نفس‬ ‫الوقت يحتوى عىل أسئلة متكافئة ىف املستوى‬ ‫والصعوبة‪ ،‬وهنا تكمن عبقرية السوفت وير الذى‬ ‫يحقق أعىل معدالت الرسية‪ ،‬فاألسئلة يتم طرحها من‬ ‫قبل الحاسب اآلىل وال يوجد من يتنبأ بها‪ ،‬وهذا نظام‬ ‫يُطبق ىف العديد من الدول املتقدمة‪.‬‬

‫نحاول أن نخلق استراتيجية جديدة‪ ..‬وسنعطى طالب املرحلة الثانوية‬ ‫«التابلت» بحيث يخضعون لالختبار أربع مرات هذا العام‬ ‫«بنك األسئلة»‬

‫الدكتور طارق شوقى‪ :‬املعلم يقوم‬ ‫بتصحيح اإلجابات املرسلة إليه عرب‬ ‫التابلت ويضع النتيجة وبعدها الحاسب‬ ‫اآلىل هو الذى يقوم بتسكني األسئلة‬ ‫واإلجابات‪ ،‬وبالتاىل ال يمكن ألحد أن يطلع عىل نتيجة‬ ‫الطالب عرب هذا السيستم التكنولوجى‪.‬‬ ‫خالد صالح‪ :‬وهل هذا تم تطبيقه‬ ‫بالفعل؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬يُطبق هذا النظام اآلن‬ ‫عىل الصف األول الثانوى وسيتم منح‬ ‫أجهزة التابلت عىل طالب مدارس‬ ‫محافظات القناة األسبوع الجارى‪ ،‬وهذا‬ ‫جزء مرتبط فقط بآلية االمتحانات التى قررنا فيها‬

‫االستعانة بتلك التقنيات «التابلت» للقضاء عىل‬ ‫ظاهرة ترسيب االمتحانات‪.‬‬ ‫خالد صالح‪ :‬وهل تم تطبيق هذا‬ ‫النظام ىف دول أخرى قبلنا؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬هذا النظام مأخوذ عن‬ ‫«بريسون» وهى تقنيه يتم العمل بها‬ ‫حول العالم‪ ،‬وعىل مستوى الدول‬ ‫العربية تم تطبيقه ىف سلطنة عمان‪،‬‬ ‫لكن هناك جزءًا ىف هذه املراحل «مرصى» خاص‬ ‫بنا‪ ،‬فهذه الجهة أعطتنا السوفت وير الخاص‬ ‫بعملية التصحيح وتعريبها وصناعة االمتحان‪،‬‬ ‫لكنها ىف األساس ال تستخدم التابلت بل تقوم‬ ‫بوضع اإلجابات عىل ورق وإرسالها ملدارس‬


‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 24‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬ ‫‪Sunday - 2 December 2018‬‬ ‫‪Issue NO. 2742‬‬

‫‪05‬‬

‫تعليم الطالب مربط الفرس‪ ..‬ومهمتنا االنتقال بالطالب من ثقافة الدرجات والحفظ للمهارات والفهم‬

‫نسقنا مع التعليم العالى لتطبيق النظام الجديد بالجامعات فى ‪2021‬‬

‫بعض املدرسني يثيرون الرعب فى نفوس الطالب من النظام الجديد ويروجون لألكاذيب خوف ًا على أموال الدروس الخصوصية‬

‫«التابلت» مجرد أداة وليس األساس‪ ..‬ووضع االمتحانات والتصحيح سيكون إلكترونيا‬ ‫وتفاصيل كثرية تستحق اإلشادة‪ ،‬فمثال إذا تحدثنا‬ ‫عن جزئية تدريب املعلمني هناك تفاصيل تتعلق‬ ‫بتدريب ‪ 131‬ألف معلم‪ ،‬وصلنا لهم ىف مختلف‬ ‫املحافظات والقرى‪ ،‬وهناك حدوتة حلوة تستحق‬ ‫أن تروى‪ ،‬ليس املهم متى سيتم تطبيق نظام‬ ‫«التابلت» ولكن األهم أيضا عىل ماذا سيحتوى؟‬

‫«تطوير املعلم ليتناسب‬ ‫مع النظام الجديد»‬ ‫خالد صالح‪ :‬وهل املعلم لديه القدرة‬ ‫عىل التعامل مع التابلت؟ وهل نحن‬ ‫مستعدون له من ناحية اإلنفاق‬ ‫والصيانة واألعمار االفرتاضية مثال‬ ‫للسريفرات؟‬

‫«توفري اإلنرتنت‬ ‫ىف املدارس»‬ ‫خالد صــاح‪ :‬ومــاذا عن باقات‬ ‫اإلنرتنت وتزويد املدارس بشبكات‬ ‫‪ wifi‬لتسهيل عملية التصفح‬ ‫للطالب؟ ومــاذا أيضا سيحدث ىف‬ ‫حالة استخدامه من املنزل؟‬ ‫أحمد ضاهر‪ ،‬مساعد الوزير‬ ‫لتكنولوجيا املعلومات‪ :‬تم ربط ما‬ ‫يقرب من ‪ 2500‬مدرسة ببنك املعرفة‬ ‫عرب سريفرات داخلية‪ ،‬وبالتاىل ىف‬ ‫حالة وجود الطالب داخل املدرسة يمكنه تصفح‬ ‫البنك من خالل «التابلت» مجانا‪ ،‬وىف حالة وجود‬ ‫أى تكلفة إضافية تتحملها الوزارة لتوفري أى‬ ‫متطلبات من الداخل أو الخارج‪ ،‬أما ىف حالة‬ ‫وجود الطالب ىف منزله سيكون أمام خيارين‪ ،‬إما‬ ‫الدخول عىل البنك من خالل رشيحة مربوطة‬ ‫ببنك املعرفة أيضا تتيح باقة إنرتنت يختارها‬ ‫الطالب وفقا إلمكانياته املادية من قبل رشكات‬ ‫االتصاالت التى تتيحها له بأسعار مخفضة بناء‬ ‫عىل اتفاق مسبق مع الوزارة‪ ،‬أو إذا كان متاحا‬ ‫لديه اإلنرتنت ىف منزله بالفعل يمكنه تحميل‬ ‫بعض الفيديوهات املحدودة املرتبطة بأجزاء‬ ‫علمية فقط يريد مراجعتها او االطالع عليها حتى‬ ‫ال يتحمل تكلفة مادية عالية‪.‬‬ ‫الدكتورة دينا برعى‪ ،‬مستشار‬ ‫الوزير للتقويم واالمتحانات‪ :‬قررنا‬ ‫ربط التابلت باملدارس لتشجيع‬ ‫الطالب الذين ال يواظبون عىل‬ ‫الحضور‪ ،‬فهناك حاالت ملدارس نجدها خاوية من‬ ‫الطالب‪ ،‬وبالتاىل إتاحة الدخول عىل املوقع من‬ ‫داخل املدرسة هو تحفيز للطالب عىل الحضور‪.‬‬

‫استغرقنا عاما كامال فى متابعة قضايا الشبكات‪ ..‬وتعاون معنا أطراف عديدة من‬ ‫مؤسسات الدولة لنضع خطة متعلقة بأساليب االختبارات الجديدة والتصحيح‬ ‫الـ«‪ »IG‬الربيطانية ىف كندا والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية واألرجنتني لتصحيحها وإعادة إرسالها‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬ويوجد مصنع يقوم بأخذ هذا الورق‬ ‫وإجراء تصوير ضوئى له‪ ،‬ويتم إدخاله مرة‬ ‫أخرى للكمبيوتر‪ ،‬لكن من الصعب تطبيق الفكرة‬ ‫ىف مرص ألن هذا يعنى ترسيب النتائج مرة أخرى‪،‬‬ ‫خاصة مع صعوبة نقل األوراق من مختلف أنحاء‬ ‫الجمهورية لهذا املصنع‪ ،‬ومن هنا جاءت فكرة‬ ‫«التابلت»‪.‬‬ ‫وبالتاىل فكرنا إذا اعتمدنا عىل بنك املعرفة‬ ‫فهذا يعنى إتاحة محتوى ثرى جدا للطالب‬ ‫يكون بمثابة بحر من املعرفة يغنيه عن رشاء‬ ‫كتب خارجية‪ ،‬وهذا أيضا يتضمنه التابلت‪ ،‬حيث‬ ‫ستتم إتاحته ليكون ىف يد كل طالب قريبا جدا‬ ‫ليطلع عليه ىف أى وقت‪ ،‬وهو مقسم لعدة مجاالت‬ ‫وتخصصات‪ ،‬مثال يوجد ما هو خاص بالبحث‬ ‫العلمى والتعليم العاىل ومراحل ما قبل التعليم‬

‫الجامعى‪ ،‬مثال الترشيح ىف الطب‪ ،‬ومزود بأسماء‬ ‫جهات النرش للمعارف ىف مستويات وتخصصات‬ ‫مختلفة‪ ،‬وهناك أيضا ما هو خاص بالزراعة‬ ‫والصناعة والهندسة وهكذا‪ ..‬هذا باإلضافة ملنهج‬ ‫الثانوية العامة‪ ،‬حيث ستتم إتاحة كل املناهج‬ ‫بطريقتني‪ ،‬األوىل من خالل عرض محتوى الكتاب‬ ‫املدرىس الحكومى ىف نسخة ‪ PDF‬حتى ال يضطر‬ ‫الطالب لحمله والذهاب به يوميا للمدرسة‪،‬‬ ‫والثانية تعتمد عىل إتاحة محتوى إضاىف‪ ،‬حيث‬ ‫إننا بحثنا رشقا وغربا من مصادر مختلفة‪ ،‬وهناك‬ ‫مواد فيديو وأخرى مكتوبة باإلضافة الختبارات‬ ‫تجريبية‪.‬‬ ‫امليزة التى يتيحها بنك املعرفة للطالب أن عملية‬ ‫التصفح التى تتم عرب التابلت بدليل النارشين‬ ‫وليس الدليل الدراىس‪ ،‬وبالتاىل نحن أمام أداة‬ ‫ليس فقط لالمتحان ولكن للمذاكرة أيضا‪ ،‬تقدم‬ ‫مادة علمية ممتعة للطالب‪ ،‬فمثال جميع دروس‬

‫الرياضيات مزودة بربامج تفاعليه ترشح كل‬ ‫أجزائها ويطلع عليها الطالب ىف بيته أو حتى عىل‬ ‫القهوة‪ ،‬ولدينا موسوعة مثل «بريتانيكا» تعاقدنا‬ ‫معهم لتأليف ‪ 650‬درسا ملنهج أوىل ثانوى‬ ‫بالعربى ألول مرة عىل مستوى العالم‪ ،‬وبخالف‬ ‫هذا أدرجنا تعليمات وإرشادات للمعلم نفسه‬ ‫نرشح له كيفية التعامل مع كل درس‪.‬‬ ‫الخالصة‪ ..‬نحن نعمل ىف أربعة اتجاهات‪،‬‬ ‫ونحتاج لتعاون إعالمى معنا ليتم تسليط الضوء‬ ‫عىل هذا املرشوع وتبصري الناس بالتغيري الذى‬ ‫سيحدثه‪ ،‬والهدف من ورائه أننا نُحدث ثورة‬ ‫رهيبة بدأت من املرحلة االبتدائية‪ ،‬فهناك ‪2.5‬‬ ‫مليون طالب وأب وأم يعيشون حياة جديدة‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫وأود أن أقول إن مرشوع التعليم الجديد‬ ‫غري مرتبط بوزير بعينه‪ ،‬والبد أن يكتمل‪ ،‬فكل‬ ‫سطر دُوّن ىف الخطة خلفه حدوتة ومجهود كبري‬

‫طارق شوقى‪ :‬استغرقنا عاما كامال ىف‬ ‫متابعة قضايا الشبكات‪ ،‬وتعاون معنا‬ ‫أطراف عديدة من مؤسسات الدولة‬ ‫لنضع خطة متعلقة بأساليب‬ ‫االختبارات الجديدة والتصحيح‪ ،‬خاصة أنها قضية‬ ‫أمن قومى وليس أمرا عابرا‪ ،‬وبالتاىل استعددنا لها‬ ‫فنيا وتأمينيا حتى تم االستقرار عىل فكرة‬ ‫تخصيص شبكات داخلية ىف املــدارس ليصبح‬ ‫الطالب داخل إطار تكنولوجى مستقل طوال فرتة‬ ‫وجوده بالداخل‪ ،‬وحصلنا عىل نسخة من بنك‬ ‫املعرفة بمجهود كبري ليتم طرحها عرب سريفرات‬ ‫داخل املدارس‪ ،‬وهذه املعركة يشاركنا ىف خوضها‬ ‫قرابة ‪ 65‬رشكة تعمل ىف ‪ 2530‬مدرسة ىف السلوم‬ ‫وشالتني وسيناء وغريها‪ ،‬وحتى اآلن تم وضع ‪11‬‬ ‫ألف شاشة عرض داخل ‪ 11‬ألف فصل دراىس‪ ،‬من‬ ‫أكرب قرية وحتى أصغر قرية‪ ،‬وال أحد يعرف هذه‬ ‫املعلومة‪ ،‬وكل شاشة موصلة بسريفر‪ ،‬وسيتم‬ ‫تطبيق هذا النظام ىف كل املدارس الحكومية‪.‬‬ ‫كما انتهت وزارة االتصاالت بالفعل من توصيل‬ ‫ألياف ضوئية لــ‪ 2530‬مدرسة و‪ 700‬مدرسة تم‬ ‫تزويدها بشبكات داخلية وسريفرات‪ ،‬وبالتاىل البنية‬ ‫املعلوماتية ملدارسنا الثانوية قفزت تماما وسبق‬ ‫أن طلبت من سيادة الرئيس عبدالفتاح السيىس‬ ‫إدراج هذه الخطة مستقبال داخل مراكز الشباب‬ ‫وقصور الثقافة لتحفيز الشباب عىل التعامل مع‬ ‫بنك املعرفة‪ ،‬باعتباره مكتبة رقمية ضخمه بدال‬ ‫من إهدار أوقات فراغهم دون جدوى‪ ،‬ومع بداية‬ ‫العام املقبل «يناير» سيتم توفري األلياف الضوئية‬ ‫وشبكات داخلية ‪ wifi‬وسريفرات بنك املعرفة ىف‬ ‫بقية املدارس‪.‬‬ ‫خالد صالح‪ :‬وما دور البنك الدوىل ىف‬ ‫هذا املرشوع الضخم؟‬ ‫ً‬ ‫سابقا ال‬ ‫طارق شوقى‪ :‬كل ما ذكرته‬ ‫عالقة له بالبنك الدوىل‪ ،‬ألن األخري ال يدفع‬ ‫مقابل حوائط أو أسالك وأجهزة‪ ،‬وإنما‬ ‫يستثمر ىف البرش وتدريبهم‪ ،‬ولكن ال‬ ‫يدفع لألبنية أو الصيانة‪.‬‬

‫وزارة االتصاالت‬ ‫انتهت من‬ ‫توصيل‬ ‫ألياف ضوئية‬ ‫لــ‪2530‬‬ ‫مدرسة و‪700‬‬ ‫مدرسة تم‬ ‫تزويدها‬ ‫بشبكات داخلية‬ ‫وسيرفرات‬

‫رسالتى ألولياء‬ ‫األمور أن‬ ‫هدفنا هو‬ ‫التعليم وليس‬ ‫الدرجات‪..‬‬ ‫ومشروع‬ ‫التعليم‬ ‫غير مرتبط‬ ‫بوزير بعينه‬ ‫وسيستمر‬

‫نفكر استراتيجياً‬ ‫ونحتاج لتغيير‬ ‫القوانني‬ ‫القديمة وإيمان‬ ‫مجتمعى‬ ‫باملشروع ألن‬ ‫التطوير ليس‬ ‫قضية «التربية‬ ‫والتعليم»‬ ‫وحدها‬

‫الدكتور محمد عمر‪ ،‬نائب الوزير‬ ‫لشؤون املعلمني‪ :‬هناك ميزة يتيحها‬ ‫العمل بهذه الطريقة املؤسسية‪ ،‬وهى أنها‬ ‫نابعة من خطة الدولة نفسها خالل األربع‬ ‫سنوات املقبلة ‪ 2022‬اقتطعناها من اسرتاتيجية‬ ‫التنمية املستدامة رؤية مرص ‪ ،2030‬وسواء كانت‬ ‫الحكومة الحالية موجودة أو غري موجودة فهذه‬ ‫الخطة مستمرة‪ ،‬وهذا مرتبط بتغيري ترشيعى ىف‬ ‫قوانني كثرية جدا لتحقيق الخطة بهذا الشكل‪.‬‬ ‫وأثناء وضعنا للربنامج وضعنا كل التكلفة املتوقعة‬ ‫خالل العام الجارى واألعوام املقبلة‪ ،‬ووضعنا ىف‬ ‫اعتبارنا األعمار االفرتاضية لتلك التقنيات أيضا‪،‬‬ ‫وبعقد مقارنة رسيعة ىف حجم اإلنفاق بني فرتة ما قبل‬ ‫تطبيق الخطة وما سيحدث بعد تطبيقها‪ ،‬نجد مثال‬ ‫فيما يتعلق بمسألة امتحانات الثانوية‪ ،‬أن االمتحان‬ ‫القومى الواحد تكلف هذا العام مليا ًرا و‪ 700‬مليون‬ ‫جنيه ممثلة ىف تكاليف نقل وطائرات وأماكن تخزين‬ ‫لألوراق وتعيني عاملني عليها‪ ،‬والعام املاىض مليار‬ ‫و‪ 300‬مليون‪ ،‬والعام املقبل من املتوقع أن تصل‬ ‫التكلفة إىل مليارين‪ ،‬لكن بعد سبع سنوات من اآلن‬ ‫سنصل إىل تكلفة ‪ 200‬مليون جنيه فقط‪ ،‬وستكون‬ ‫تلك التكلفة ناجمة مثال عن املعامالت القادمة من‬ ‫السريفر الرئيىس ىف القاهرة للمديريات وهكذا‪.‬‬ ‫ولكن هل فكرنا يوما أين يذهب ورق اإلجابات؟‪..‬‬ ‫اإلجابة أنه يظل قرابة ‪ 15‬عاما دون أن يقرتب منه‬ ‫أحد‪ ،‬ويتم تخزين املاليني منه ىف مساحات شاسعة‪،‬‬ ‫وبالتاىل كان الورق ىف حد ذاته بمثابة كارثة ىف عملية‬ ‫التخزين وما تتطلبه من توفري عمالة وأبنية‪ ،‬وهى‬ ‫عمليات مكلفة للغاية‪ ،‬وبالتاىل إن كان هذا االستثمار‬ ‫الذى نجريه اآلن مكلفا إال أن العائد منه مضمون‬ ‫وينبغى أال ننظر لألمر فقط كإنفاق ولكن كعملية‬ ‫توفري ىف املوازنة العامة للدولة خالل السنوات املقبلة‪.‬‬ ‫خالد صالح‪ :‬وهل استخدام التابلت‬ ‫سيكون مقصورا عىل الطالب فقط؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬املعلمون أيضا سيحصلون‬ ‫عىل «تابلت» مزود بمحتوى مختلف عن‬ ‫نظريه الذى يملكه الطالب‪ ،‬ونفس الىشء‬ ‫بالنسبة لنظار املدارس ومديرى املديريات‬ ‫التعليمية‪ ،‬فنحن نريد أن نخلق شبكة تواصل إلكرتونية‬ ‫معهم‪ ،‬والجديد ىف األمر أيضا أننا سنخصص شبكة‬ ‫يمكن من خاللها رؤية ما يحدث داخل الفصول ىف‬ ‫مختلف املحافظات‪ ،‬فمن مكتبى سأتواصل مع مدير‬ ‫املديرية عن طريق التكنولوجيا‪ ،‬ولن نكون ىف حاجة‬ ‫إلرسال خطابات‪ ،‬وسأكتب رسالة ألبنائى الطالب‬ ‫تظهر لهم عىل اجهزتهم ىف وقت واحد‪ ،‬ويمكن أن أفعل‬ ‫الىشء نفسه مع املعلمني‪ ،‬وهذا سيساعدنا ىف السيطرة‬ ‫عىل املنظومة بأكملها‪ .‬ويمكننى أيضا أن أرى ما يحدث‬ ‫داخل مخازن الكتب‪ ،‬وإن كان هناك تأخر ىف توزيعها‪،‬‬ ‫وهذا سيتم تطبيقه ىف يناير املقبل‪ ،‬ىف النهاية نريد أن‬ ‫ندير بالتكنولوجيا‪ ،‬وكل هذا تحقق ىف أقل من عام‬ ‫ونصف فقط‪ ،‬وهذا إنجاز رهيب‪ ،‬لكن لم يره الناس‬ ‫بعد‪ ،‬وكل هذا يحدث بنفس االستثمار ولن تحمل تكلفة‬ ‫إضافية‪ ،‬فنحن نستثمر مرة واحدة فقط‪.‬‬ ‫كريم عبدالسالم‪ :‬وهل يتم تطبيق‬ ‫هذا النظام «اختبارات التابلت» عىل‬ ‫جميع املراحل الدراسية؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬هذا النظام يتم تطبيقه ىف‬ ‫أوىل ثانوى فقط‪ ،‬لكن يتم استغالله ىف‬ ‫بقية األعوام بعد ذلك‪ ،‬وإذا تحدثنا عن‬ ‫عائد االستثمار فسنجد أننا اسرتددنا‬ ‫أموالنا ىف فرتة تقل عن ‪ 3‬سنني‪ ،‬وبعد ذلك سنحقق‬ ‫مكسبا‪ ،‬ألنه سيتم استخدامه ىف الجامعات أيضا‪ ،‬وبناء‬ ‫عليه سيتم منح رخص مزاولة املهنة للمعلمني‪ ،‬فهناك‬ ‫بنوك أسئلة خاصة للمهندسني وأساتذة الجامعات‪،‬‬ ‫وهذا استثمار قومى ال يعنى وزارة الرتبية والتعليم‬ ‫وحدها بدليل أن الدكتورة هالة زايد‪ ،‬وزيرة الصحة‪،‬‬ ‫نفسها حريصة عىل توفري برامج تأهيل طبية خاصة‬ ‫بالطالب من خالل النافذة نفسها‪.‬‬


‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 24‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬ ‫‪Sunday - 2 December 2018‬‬ ‫‪Issue NO. 2742‬‬

‫‪06‬‬

‫الدكتورة دينا البرعى مستشار الوزير للتقويم واالمتحانات‪ :‬التقنيات‬ ‫الحديثة ستعرفنا الوقت الذى استغرقه الطالب لإلجابة عن األسئلة‬ ‫أحمد ضاهر مساعد الوزير لتكنولوجيا املعلومات‪ :‬نتفاوض مع شركات االتصاالت لتوفير‬ ‫باقات نت تناسب كل الطالب‪ ..‬وربطنا ‪ 2500‬مدرسة ببنك املعرفة عبر سيرفرات داخلية‬ ‫الدكتور محمد عمر‪ ،‬نائب الوزير‬ ‫لشؤون املعلمني‪ :‬نريد أن نبنى املعلم‬ ‫بشكل مختلف‪ ،‬يقوم عىل املبادئ‬ ‫اإلنسانية ىف األساس ليكون قدوة حسنة‬ ‫ومثاال يحتذى به بالنسبة لألجيال القادمة‪ ،‬ونحاول‬ ‫تحقيق ذلك من خالل أساليب تقييم تعتمد عىل‬ ‫أدوات محددة مرتبطة بجزاءات للمقرصين ىف أدائهم‬ ‫وحوافز ومكافآت بناء عىل األداء الجيد‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫أننا نعمل عىل مرشوع منح رخص مزاولة مهنة‬ ‫للمعلمني والتى سيتم منحها بناء عىل املسميات‬ ‫الوظيفية املختلفة‪ ،‬ويتم ىف إطارها عمليات الرتقية‬ ‫والدرجات التصاعدية أو اإليقاف عن العمل ىف حالة‬ ‫التقصري‪.‬‬ ‫وسبق أن أعطينا مواصفات املعلم الذى نرغب أن‬ ‫يشاركنا ىف منظومة التعليم الجديدة‪ ،‬لكليات الرتبية‪،‬‬ ‫حتى يتم تأهيل خريجيها لسوق العمل ومتطلبات‬ ‫املرحلة الجديدة‪ ،‬وبعيدا عن املوازنة الخاصة للدولة‬ ‫نستثمر مع كثري من القطاعات لتوفري عائد مادى يتم‬ ‫ضخه ىف بند املعلمني‪ ،‬وهناك أطروحة تعمل عليها‬ ‫وزارة الرتبية والتعليم بالتعاون مع نظريتها للتعليم‬ ‫الفنى‪ ،‬وهى أن يتم تحديد مسارات تعليمية مختلفة‬ ‫للطلبة النابغني واملتفوقني علميا‪.‬‬

‫«اهتمام عربى ودوىل بالنظام‬ ‫التعليمى املرصى»‬

‫المالمح الرئيسية‬ ‫للمشروع‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ تعليم يركز على‬‫املتعلم‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ تعلم للحياة‬‫وليس لالمتحان‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ تعلم متعدد‬‫التخصصات‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ تخريج طالب‬‫مبدع ومبتكر‬ ‫مستمر فى التعليم‬ ‫والتعلم مدى‬ ‫الحياة ولديه قوة‬ ‫تنافسية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫ الوصول ملعلم‬‫مدرب على أساليب‬ ‫تربوية جديدة‬ ‫واستراتيجيات‬ ‫تعليمية مبتكرة‬ ‫وممتعة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫يقوم املشروع‬ ‫على فكرة بناء‬ ‫املستقبل‬ ‫باستهداف‪52‬‬ ‫مليون طالب‬ ‫فى مرحلة رياض‬ ‫األطفال والصف‬ ‫األول االبتدائى‬ ‫وتحسني الحاضر‬ ‫باستهداف طالب‬ ‫الصف الثانى‬ ‫االبتدائى وحتى‬ ‫الثالث الثانوى‪.‬‬

‫كريم عبدالسالم‪ :‬وما القيمة التى‬ ‫سنجنيها مــن تطبيق هذه‬ ‫املنظومة؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬تلقيت دعوة بصحبه‬ ‫الدكتور خالد عبدالغفار‪ ،‬وزير التعليم‬ ‫العاىل والبحث العلمى‪ ،‬للسفر إىل دبى‬ ‫وعرض خطة تطوير التعليم التى‬ ‫تستهدف النشء‪ ،‬والحديث عن بنك املعرفة ىف إطار‬ ‫فعاليات قمة املعرفة التى تحل مرص ضيفة رشف لها‬ ‫هذا العام‪ ،‬وبالتاىل هذا دليل عىل اهتمام دولة مثل‬ ‫اإلمارات باالطالع عىل خطة مرص لتطوير التعليم‪،‬‬ ‫مما يفتح املجال أمام الحصول عىل دعم مادى‬ ‫ومعنوى للمرشوع لتطبيق الخطة الجديدة‪ ،‬ويمكن‬ ‫أيضا أن تتم إتاحة محتوى بنك املعرفة ملثل تلك‬ ‫الدول بمقابل‪ ،‬وهذا مورد آخر‪.‬‬ ‫وبعيدا عن الدول العربية سيتم عقد مؤتمر أفريقيا‬ ‫ىف مرص قريبا بحضور وزيرة االستثمار والتعاون‬ ‫الدوىل سحر نرص لعرض املرشوع أيضا‪ ،‬وهذا‬ ‫معناه أننا نستثمر ىف ىشء محىل ثم أقليمى ثم دوىل‪،‬‬ ‫وهذا فكر أعىل بكثري‪ .‬أستطيع القول إن بنك املعرفة‬ ‫استثمار كبري جدا‪ ،‬عملية التسويق التى نتبعها ىف‬ ‫املحافل الدولية ستجلب لنا موارد بعد ذلك‪ ،‬وبخالف‬ ‫هذا لدينا مرشوع آخر نستثمر فيه وهو العنرص‬ ‫البرشى الذى سيساهم ىف إنجاح تلك املنظومة عن‬ ‫طريق تدريبه وتأهيله‪.‬‬ ‫الدكتور محمد عمر‪ ،‬نائب الوزير‬ ‫لشؤون املعلمني‪ :‬إن لم يكن العنرص‬ ‫البرشى عىل نفس املستوى من الكفاءة‬ ‫واألداء «فكأن املرشوع راح ىف الهوى»‪،‬‬ ‫فنحن لدينا ‪ 160‬نوعا من املدرسني ىف القطاع‬ ‫العام والفنى‪ ،‬ولدينا تخصصات داخلية وفقا‬ ‫للمواد واملراحل الدراسية‪ ،‬وكل مرحلة ولها معلم‬ ‫خاص بها‪ ،‬مما يعنى أنه لدينا ‪ 160‬مسمى‬ ‫وظيفيا‪ ،‬وهناك مشكلة أخرى أيضا ما بني القوانني‬ ‫وبعضها‪ ،‬وبالتاىل فإن كم املشاكل اإلداريــة‬ ‫واالختالفات بني القوانني املطبقة مثل املحليات‬ ‫والتعليم والخدمة املدنية‪ ،‬وقوانني االجتماعيني‪ ،‬كل‬ ‫ذلك بمثابة التحدى الحقيقى لنا‪ ،‬ونعمل عليه‪.‬‬ ‫الدكتور طارق شوقى‪ :‬نحن نفكر‬ ‫اسرتاتيجيا ونحتاج لتغيري القوانني‬ ‫كليا‪ ،‬لدينا مئات القرارات الوزارية‬ ‫املعمول بها وترشيعات يعود تاريخها‬ ‫لستينيات القرن املاىض‪ ،‬وهذه مسألة عصيبة‬ ‫نحتاج أن ننسف كل تلك القوانني‪.‬‬ ‫محمد أحمد طنطاوى‪ :‬وهل تم‬ ‫االنتهاء من تأهيل املعلمني للمناهج‬ ‫الجديدة؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬املعلم هو الحلقة األهم خاصة ىف‬ ‫املرحلة االبتدائية‪ ،‬وتم طرح دليل املعلم الخاص‬ ‫بمرحلة «كى جى ‪ »2‬نرشح له كيفية تدريس املهارات‬ ‫الحياتية وخريطة التدريس‪ ،‬وقدمنا له إسكريبت‬

‫قطاع التعليم‬ ‫الفنى‪:‬‬ ‫تــم إنــشــاء ‪ 7‬مــــدارس تتبع‬ ‫نظام التكنولوجيا التطبيقية‬ ‫بالتعاون مع القطاع الخاص‬ ‫ووزارة الــتــربــيــة والتعليم‬ ‫والتعليم الفنى‪.‬‬ ‫تطبق املدارس نظام التعليم‬ ‫والتدريب املزدوج حيث يقضى‬ ‫الطالب ثالثة أيــام باملدرسة‬ ‫ويومني باملصنع‪.‬‬ ‫يعتمد املنهج على إكساب‬ ‫الطالب الــجــدارات املهنية‬ ‫التى تحتاجها الصناعة حسب‬ ‫أفضل املمارسات الدولية فى‬ ‫مجال التعليم الفنى والتدريب‬ ‫املهنى‪.‬‬ ‫تــشــمــل املـــزايـــا املــقــدمــة‬ ‫للطالب‪ :‬وجبة يومية ساخنة‪،‬‬ ‫مــصــروف جيب شــهــرى‪ ،‬نقل‬ ‫الطالب‪ ،‬وزيا مدرسيا‪.‬‬

‫«معالجة» كاألفالم‪ ،‬فاملناهج بالنسبة لنا مرشوع‬ ‫حلم‪ ،‬ووىل األمر ال يرى كل هذا‪ ،‬هو فقط يالحظ كتابا‬ ‫ىف يد طفله وال يعلم ما الذى يتم معه‪ ،‬فتلك الكتب‬ ‫تم إعدادها عن طريق خرباء ىف أمريكا وإنجلرتا‬ ‫بالتعاون مع مركز املناهج عىل أرقى مستوى ممكن‪..‬‬ ‫العاملون ىف الوزارة ال ينامون‪ ،‬ويعملون عىل كافة‬ ‫املستويات من تأليف وتدريب ومتابعة‪ ،‬ولألسف هذه‬ ‫الصورة لم تصل لألهاىل وال يدركون أهمية خطوة‬ ‫تأليف املناهج التى تتم ألول مرة عىل يد الوزارة‪،‬‬ ‫وهذا بمثابة استثمار كبري بعدما اعتادت األخرية‬ ‫خالل السنوات املاضية طرح مناقصات عىل مؤلفني‪،‬‬ ‫وهذا األمر تغري تماما‪ ،‬حيث أصبحت عملية التأليف‬ ‫تتم ىف هيئة سالسل دون الحاجة لتغيري املؤلف كل‬ ‫عام‪ ،‬مع العلم أنه يتم الحصول عىل نسخة تفاعليه‬ ‫للمناهج وفقا للعقد املربم مع كل مؤلف‪ ،‬وعندما‬ ‫تكون املدارس مؤهلة لن يحتاج الطالب لحمل قرابة‬ ‫‪ 3‬كيلو عىل ظهره‪ ،‬ألنه سيجد كل هذا ىف جهاز صغري‬ ‫بني يديه يوفر له نسخا إلكرتونية من املنهج‪.‬‬ ‫الدكتور محمد عمر نائب الوزير‬ ‫لشؤون املعلمني‪ :‬فلسفة التعليم‬ ‫الجديدة ال تعتمد عىل الكتاب أو املنهج‬ ‫امللموس ىف يد الطالب‪ ،‬فهذا ليس‬ ‫املعيار ولكن أهمية دليل املعلم الذى أصبح بمثابة‬ ‫املحرك األساىس ىف عملية التطوير‪ ،‬وحتى العام‬ ‫املاىض كانت الوزارة تطبع دليال واحدا لكل مدرسة‬ ‫يتم وضعه ىف املكتبة يطلع عليه املعلمون رسيعا‪،‬‬ ‫وملعالجه هذا األمر قررنا طباعة الدليل بعدد كل‬ ‫املعلمني لرشح كيفية تدريس املنهج دون أن نمثل‬ ‫أى عبء إضاىف عىل الدولة‪.‬‬ ‫محمد أحمد طنطاوى‪ :‬ما دور‬ ‫الــوزارة إليقاف عمليات تدريس‬ ‫مناهج املستوى الرفيع القديمة‬ ‫التى تتم ىف بعض املدارس الخاصة؟‬ ‫الدكتور محمد عمر نائب الوزير‬ ‫لشؤون املعلمني‪ :‬نحن ال نراقب‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬وهذه مشكلة ليست ىف‬ ‫التعليم وحــده‪ ،‬لكن ىف مختلف‬ ‫القطاعات ليس لدينا هذه القوى البرشية‪ ،‬لكن‬ ‫االستثمارات والتكنولوجيا التى نطبقها اآلن‬ ‫ستمكننا من الوصول ألصغر فصل ىف مرص‬ ‫ومعرفة ما يحدث فيه‪ ،‬وهذا ما لم نستطع فعله ىف‬ ‫السنوات املاضية عرب البرش‪ ،‬ولكن ستفعله‬ ‫التكنولوجيا‪.‬‬ ‫كريم عبد السالم‪ :‬كيف نحصن هذا‬ ‫املرشوع اإلنسانى من محاوالت‬ ‫البعض لتعطيله؟‬ ‫الدكتور محمد عمر نائب الوزير‬ ‫لشؤون املعلمني‪ :‬القانون وضع آليات‬ ‫كثرية جدا لتحديد هل املشتكى مُترضر‬ ‫فعال أم ال‪ ،‬وله صفة ووجاهة قانونية أم‬ ‫ال‪ ،‬ألن الربنامج الذى نتحدث عنه هو برنامج دولة‬ ‫بالكامل ملتزمة به وتم عرضه عىل مجلس النواب‬ ‫واألخري وافق عليه‪ ،‬وبالتاىل نحن ننفذ ما التزمت به‬ ‫الدولة ووعدت به‪ ،‬عىل سبيل املثال رئيس مجلس‬ ‫النواب يسأل الحكومة كل ‪ 6‬أشهر‪ ،‬ما الذى قدمته‬ ‫وزاراتها من بينهم وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬وحتى اآلن‬ ‫نحن نذاكر ونحرض بيانات تُرسل لرئيس الوزراء‬ ‫ليتم إرسالها للربملان ليطلع عليها‪.‬‬ ‫فالربملان وافق وأعطى الثقة للحكومة بأن تعمل‬ ‫وفقا لربنامج تعليمى مكون من ‪ 40‬صفحة تم فيها‬ ‫رشح هذا املرشوع ىف برنامج الحكومة‪ ،‬ونحن أدينا‬ ‫قسمً ا أمام الشعب املرصى أن نحافظ عىل سيادة هذه‬ ‫الدولة‪ ،‬والسيادة ليست األرض فقط‪ ،‬وإنما جزء منها‬ ‫يتعلق بالفكر وعقليه الناس وثقافتهم‪ ،‬وهذا جزء من‬ ‫السيادة واستقرار البلد‪.‬‬ ‫الدكتور طــارق شوقى‪ :‬لألسف‬ ‫الشديد نحن تعايشنا مع فكرة الغش‪،‬‬ ‫وهذه ليست مشكلة محدودة‪ ،‬وإنما‬ ‫مرتبطة بحجم اإلنفاق املتمثل ىف املليار‬ ‫و‪ 700‬تكلفة االمتحان الواحد‪ ،‬مقابل تأمني ووسائل‬ ‫نقل وحرب كبرية تخوضها مؤسسات الدولة ضد‬ ‫الغش‪ ،‬ويبقى بداخىل رغبة ىف معرفة ملاذا يسعى‬ ‫الطالب للحصول عىل درجات مضللة ال تعرب عن‬ ‫مجهوده الحقيقى‪ ،‬ىف عملية ينتج عنها إخراج‬ ‫مواطنني غشاشني‪ ،‬لكن إن كنا نملك بالفعل قيما‬ ‫ومُثال وقمنا بغرسها ىف األطفال لوفرنا كل هذه‬

‫حبيبة عز مستشار الوزير لشؤون التعليم الفنى‪ :‬لدينا نظام تعليم مزدوج جديد سميناه‬ ‫«التكنولوجيا التطبيقية» ليحصل الخريج على شهادة تمكنه من العمل واملنافسة محليا وخارجيا‬ ‫األموال‪ ،‬لكن لألسف نبدو وكأننا نفرتض أن الغش‬ ‫هو األساس وأن غري العادى هو عدم الغش‪ ،‬وهذه‬ ‫ظاهرة‪.‬‬ ‫وتعقيبًا عىل الكالم السابق‪ ،‬نحن ال نستطيع‬ ‫متابعة ‪ 60‬ألف مدرسة عىل مدار اليوم‪ ،‬ألنه من‬ ‫املفرتض أن يكون املعلم نفسه يشعر باملسؤولية‬ ‫تجاه عمله وتجاه الطالب‪ ،‬وبالتاىل نحن ىف حاجة‬ ‫الستعادة بعض القيم وغرسها ىف األطفال الجدد‪،‬‬ ‫هذا باإلضافة لدور الدراما والسينما ىف نقل صورة‬ ‫إيجابية ال تتناىف مع تلك القيم‪.‬‬

‫املرشوع واإلعالم‬ ‫دندراوى الهوارى‪ :‬هل هناك لجنة‬ ‫مش ّكلة معنية بتوضيح هذا األمر‬ ‫ورشحه للناس أم ال؟‬

‫طارق شوقى‪ :‬النقل عن الــوزارات‬ ‫األخــرى قد يكون أسهل بكثري من‬ ‫التعامل مع قضايا الرتبية والتعليم‪ ،‬فهى‬ ‫تحتاج لعمق وليس خربية الواقع‪ ،‬ونحن‬ ‫لدينا مشكلة هى أننا نخاطب فئات مختلفة وطبقات‬ ‫اجتماعية مختلفة معنية باألمر‪ ،‬وبالتاىل نحتاج للغة‬ ‫خطاب متنوعة إلظهار الدور الحقيقى الذى يؤديه‬ ‫هذا الفريق ىف مهمة إعداد املناهج للمرحلة االبتدائية‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬ورشح قصة التابلت والتقنيات‬ ‫التكنولوجية املستخدمة ومحتوى بنك املعرفة‬ ‫وتفاصيل كثرية‪ ،‬وبالتاىل نريد مساعدة اإلعالم معنا‪..‬‬ ‫نريد أن نكون رشكاء بعيدًا عن فكرة الثقافة الخربية‬ ‫فقط‪ ..‬نريد مناقشة ومعالجة عميقة لكثري من‬ ‫القضايا ونقلها من موقعها وليس بناء عىل أحاديث‬ ‫أشخاص‪ ،‬ال نريد إعالما يشكر ىف الوزير وال ىف‬ ‫القائمني عىل املــروع‪ ،‬لكن الرتكيز عىل جوهر‬ ‫املرشوع فعال لتخريج أجيال نفخر بها ىف املستقبل‪،‬‬

‫وال مانع من ذكر السلبيات مثل اإليجابيات‪ ،‬فاملهم‬ ‫هو أن يكتمل املرشوع حتى وإن تغري الوزير‬ ‫والقائمون عليه‪ ،‬وهذا هو النجاح بالنسبة لنا‪ .‬نحتاج‬ ‫إليمان مجتمعى بأن هذه ليست قضية الرتبية‬ ‫والتعليم وحدها ولكنها قضيتكم‪ ..‬نحن مستمرون‪،‬‬ ‫كل هذا املجهود كان لتريم واحد فقط ىف الصف األول‬ ‫االبتدائى سننتقل بعدها للصف الثانى والثالث‬ ‫والرابع وهكذا‪ ،‬ومعنا حواىل ‪ 17‬رشيكا ىف تأليف‬ ‫املحتوى‪ ،‬وبالتاىل هذه امللحمة تحتاج لنقل صورتها‬ ‫بشكل حقيقى‪.‬‬ ‫محمود سعدالدين‪ :‬ملاذا قرصت‬ ‫وزارة الرتبية والتعليم ىف تصدير‬ ‫رسالة إعالمية قوية ومحرتمة‬ ‫تليق بمرشوع كبري مثل مرشوع‬ ‫الوزارة حاليا؟‬


‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 24‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬ ‫‪Sunday - 2 December 2018‬‬ ‫‪Issue NO. 2742‬‬

‫‪07‬‬

‫الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام‪ :‬فكرة املناهج‬ ‫الجديدة قائمة على األنشطة لتنمية مهارات الطالب‬ ‫الدكتور محمد عمر نائب الوزير لشؤون املعلمني‪ :‬امتحانات الثانوية العامة تكلفنا‬ ‫سنوي ًا مليار ًا و‪ 700‬مليون جنيه وستنخفض بعد ‪ 7‬سنوات إلى ‪ 200‬مليون جنيه فقط‬ ‫مستوى‪ ،‬ووفقا آلراء خرباء ومتخصصني أنتجنا‬ ‫مناهج يمكن تدريسها ىف أمريكا نفسها‪ ،‬وفوجئنا‬ ‫بأن هناك صناعة كاملة تقوم عىل الكتب الخارجية‬ ‫وطلبوا منا إعطاءهم إطار املناهج‪ ،‬وبالطبع رفضنا‬ ‫ألن القائمني عىل تلك الصناعة يريدون إنتاج كتب‬ ‫تقوم عىل فكرة حل األنشطة وليس الفهم والتفكري‪،‬‬ ‫وبالتاىل بعدما قمنا بطباعة الكتاب املدرىس‬ ‫الحكومى فوجئنا بوجود ملخصات وكتب خارجية‬ ‫وكتب مقلدة‪ ،‬موجودة ىف األسواق‪ ،‬وحينما بحثنا‬ ‫وجدنا أنها ىف مخازن ىف الطرق الزراعية‪ ،‬وهى‬ ‫كتب مقلدة ومرضوبة ال تحمل اسم مؤلف أو نارش‬ ‫وال رقم ترخيص وال أى ىشء‪ ،‬وثقافة واضعى‬ ‫هذه الكتب ونارشيها تقوم عىل نقل الكتاب األصىل‬ ‫وتزويده بتمارين وحلولها‪ ،‬وبالتاىل تدمري ما نقوم‬ ‫باإلعداد له من فلسفة واسرتاتيجية‪ ،‬ولألسف‬ ‫االهاىل تستجيب وتقوم برشاء تلك الكتب‪.‬‬ ‫إذًا نحن أمام مشهدين‪ ،‬األول أشخاص يجتهدون‬ ‫لتأليف منهج عىل أعىل مستوى وقدر من الجودة‬ ‫وعىل يد خرباء دوليني ومتخصصني‪ ،‬وآخرون‬ ‫يقومون بتقليد نسخة منها وتشويهها وعرضها ىف‬ ‫األسواق ألولياء األمور دون مراجعة أو ترخيص‪،‬‬ ‫ورغم تحذيرنا لألهاىل بأن هذه الكتب مرضوبة‬ ‫فإنهم لم يستوعبوا هذا‪.‬‬ ‫نحن لسنا ضد أن يربح أحد لكن ليس عىل حساب‬ ‫الطالب واألهاىل‪ ،‬لذا دعونا النارشين للتعاون معنا‪،‬‬ ‫لكن لم يستجب أحد سوى دور النرش الكبرية‪،‬‬ ‫واتفقنا وقلت لهم نصا‪« :‬أنا مش عايزكم تقفلوا لكن‬ ‫متعملش كتاب ترضبنى بيه زى زمان‪ ..‬اعملوا كتاب‬ ‫الحكومة لكن بجودة عالية وليس كتابا آخر باسم‬ ‫مختلف‪ ،‬قدم ىل كتابا مساعدا مطورا وليس آخر ضد‬ ‫الكتاب الحكومى األصىل»‪ ،‬وىف النهاية اتفقنا عىل‬ ‫إخراج الكتب الرائعة املوجودة‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالتصدى لدور نرش بري السلم أبلغنا‬ ‫بالفعل الجهات األمنية للقبض عىل املسؤولني عنها‪،‬‬ ‫واكتشفنا أنهم يخفون تلك الكتب مجهولة املصدر‬ ‫مثل املخدرات ىف مناطق نائية‪.‬‬ ‫الدكتور رضا حجازى‪ ،‬رئيس قطاع‬ ‫التعليم العام‪ :‬فكرة املناهج الجديدة‬ ‫قائمة عىل األنشطة لتنمية مهارات‬ ‫الطالب‪ ،‬ولو وىل األمر أو منتجو الكتب‬ ‫الخارجية املخالفة قدموا أسئلة وأجوبة فهذا يعنى أن‬ ‫مجهودنا يذهب هباء‪ ،‬ألن فلسفة املناهج الجديدة‬ ‫تقوم عىل كيفية التعلم‪ ،‬فأنا ال يمهنى الوصول‬ ‫ملعلومة صحيحة بنسبة ‪ 100٪‬ولكن يهمنى كيفية‬ ‫الوصول للمعلومة سواء الطالب بمفرده أو مع‬ ‫زمالئه‪.‬‬

‫توقيع شراكة مع شركة سيمنس األملانية لتدريب الطالب فى ‪ 16‬مدرسة‬ ‫وتأهيلهم ومنحهم شهادات دولية معتمدة‬ ‫الدكتورة دينا برعى‪ ،‬مستشار‬ ‫الوزير لالختبارات‪ :‬ما نحتاجه اآلن‬ ‫هو تعاون اإلعالم معنا إلنجاز هذه‬ ‫املهمة عىل أكمل وجه‪ ،‬خاصة ومن‬ ‫واقع عمىل داخل وزارة الرتبية والتعليم ملدة ‪25‬‬ ‫عاما لدى قناعة أن هذا املرشوع سينجح ألنه يقدم‬ ‫جانبا مختلفا تماما‪ ،‬وىف النهاية نحن عىل دراية‬ ‫باملشاكل املوجودة عىل أرض الواقع والتى يشكو‬ ‫منها البعض ونسعى لحلها‪ ،‬لكن يجب أيضا‬ ‫الرتكيز عىل هذا املرشوع الجديد وإعطاؤه حقه‬ ‫إعالميا‪.‬‬ ‫الدكتور طارق شوقى‪ :‬نحن لسنا‬ ‫«بتوع» إعالم ولكل منا ملف‪ ،‬وال نعرف‬ ‫سوى أن نحقق ىف هذ امللفات خطوات‬ ‫إيجابية‪ ،‬لذلك مثال ال نجد قيادات‬ ‫الوزارة ومسؤوىل تلك القطاعات يظهرون للناس ىف‬

‫اإلعالم ألنهم لم يأتوا لهذه املناصب من أجل الشهرة‪،‬‬ ‫لكن لتحقيق ىشء مختلف بالفعل عىل أرض الواقع‪،‬‬ ‫وىف الوقت نفسه نحتاج لتبسيط املعلومة للناس‬ ‫ومخاطبة كل الفئات واملستويات مع الرتكيز عىل‬ ‫جوهر املرشوع فعليا‪ ،‬وليس أى معارك أخرى‬ ‫هامشية وهذا دور اإلعالم‪ ،‬ليس لدينا أجندة ونعمل‬ ‫ليل نهار‪ ،‬نتحدث هاتفيا ىف الساعة الواحدة بعد‬ ‫منتصف الليل‪ ،‬ال نعرف الراحة فعليا فنحن نخوض‬ ‫معركة حقيقية‪.‬‬ ‫محمد الدسوقى رشدى‪ :‬ملاذا ال نرى‬ ‫قوافل تجوب ىف محافظات مرص‬ ‫لتوعية الناس بهذا املرشوع القومى‬ ‫أو الظهور ىف التليفزيون أسبوعيا‬ ‫من خالل مؤتمر صحفى تنقله كل وسائل‬ ‫اإلعالم؟‬

‫طارق شوقى‪ :‬أتفق معك تماما‪ ،‬لكن‬ ‫عددنا قليل للغاية‪ ،‬فاملجموعة املسؤولة‬ ‫عن التطوير فعليا قليلة ال تزيد عىل ‪25‬‬ ‫فردا‪ ،‬وباقى األفراد متعاونون معنا من‬ ‫الخارج‪ ،‬كما أن الوزارة نفسها معنية بالنظام‬ ‫القديم الذى مازال يتم العمل به حتى اآلن‪،‬‬ ‫ونصارع الزمن من أجل تغيريه‪ ،‬وبالتاىل هؤالء‬ ‫الناس ليس لديهم املساحة للخروج بشكل دورى‬ ‫والحديث‪.‬‬ ‫شخصيا أتعامل بمفردى مع ما يقرب من ‪30‬‬ ‫محطة تليفزيونية‪ ،‬ولدينا ضغط كبري‪ ،‬وأفكر‬ ‫جديا أن يكون هناك مراسل مقيم معنا ىف الوزارة‬ ‫يطلع عىل كل ىشء ويتحدث معنا باستمرار ليعرف‬ ‫تفاصيل األمور وحقيقتها‪ ،‬وأريــده أن يكون‬ ‫رشيكى «ىف املطبخ»‪.‬‬ ‫ىف أمور أخرى نحارب من أجلها عىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫الكتب الخارجية‪ ،‬أنتجنا كتبا حكومية عىل أعىل‬

‫الدكتور طارق شوقى‪ :‬نحن لسنا ضد‬ ‫البيزنس‪ ،‬ولكن ضد تدمري الفلسفة التى‬ ‫نسعى لها والتى تصب ىف النهاية ىف‬ ‫مصلحة أوالدنا‪ ،‬ولسنا ضد الدروس‬ ‫الخصوصية بهذا العنوان‪ ،‬ولكننا ضد الفكرة التى‬ ‫تحدث داخل السنرت وهى تلقني الطالب‪ ،‬والهدف ىف‬ ‫النهاية أن يكون ابنى فاهما ومتعلما‪ ،‬من املمكن أن‬ ‫يكون هناك بيزنس غري ضار يقدم تعليما صحيحا‪،‬‬ ‫ففكرة الدروس الخصوصية تقوم عىل أن هناك طالبا‬ ‫قد يحتاجون مزيدا من الوقت والرشح لالستيعاب‪،‬‬ ‫لكن املشكلة هنا والتى تجعلها مرضة هى أنه يتم‬ ‫تقديم مواد غري مفيدة يحصل من خاللها الطالب عىل‬ ‫درجات دون تعليم حقيقى‪.‬‬ ‫األهاىل يريدون السري ىف أقرص الطرق‪ ،‬لذلك نحن‬ ‫نعى أن هذه الحرب لن تنتهى بالكالم‪ ،‬وعندما‬ ‫قررنا أن تكون امتحانات الصف األول الثانوى‬ ‫بدون درجات‪ ،‬فهذا يعنى أننا رضبنا الدروس‬ ‫الخصوصية ىف مقتل ولم يعد الطالب بحاجة إليها‪.‬‬ ‫وعندما يستخدم الطالب «التابلت» سيجد نفسه‬ ‫أمام جهاز يقدم له مادة علمية مسلية وشيقة تغنيه‬ ‫عن اآلالف التى يدفعها ىف الدروس الخصوصية‬ ‫حتى لو تكلف ثمن رشيحة اإلنرتنت ‪ 100‬جنيه‪ ،‬هذا‬ ‫أفضل من ‪ 1000‬جنيه يدفعها ىف الدروس‪ ،‬وبالتاىل‬ ‫لن يذهب لها ولن يشرتى كتبا خارجية سيدرك تماما‬ ‫أن األمر أصبح مرتبطا بالفهم واالستيعاب وليس‬ ‫التلقني‪ ،‬وهذا ما أحدث حالة من الهيسرتيا ملعلمى‬ ‫الدروس الخصوصية‪.‬‬

‫«التعليم الجامعى يسري عىل الدرب»‬

‫واحد؟‬

‫يوسف أيوب‪ :‬التعليم مرحلتان‬ ‫جامعى وما قبل الجامعى‪ ،‬كيف‬ ‫يتم التنسيق بني مسؤوىل املرحلتني‬ ‫ليكون هناك تسلسل تعليمى‬

‫يستهدف المشروع ‪128596‬‬ ‫معلما موزعين كاآلتى‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 76735‬معلما فى‬ ‫املدارس الحكومية‬

‫‪2‬‬

‫‪ 870‬معلما فى‬ ‫املدارس القومية‬

‫‪3‬‬

‫‪ 1000‬معلم فى‬ ‫املدارس اليابانية‬

‫‪4‬‬

‫‪ 13185‬معلما فى‬ ‫املدارس الخاصة‬ ‫«عربى‪ -‬لغات»‬

‫‪5‬‬

‫‪ 11000‬معلم فى‬ ‫املدارس الرسمية‬ ‫لغات «التجريبية»‬

‫‪6‬‬

‫‪ 23706‬معلمني‬ ‫فى املعاهد‬ ‫األزهرية‬

‫‪7‬‬

‫‪ 2100‬معلم فى‬ ‫املدارس التابعة‬ ‫للكنيسة‬

‫والفئات المستهدفة هى‪:‬‬ ‫ معلمو رياض أطفال ‪KG1‬‬‫ معلمو رياض األطفال ‪KG2‬‬‫ معلمو الصف األول‬‫االبتدائى‬ ‫ معلمو الصف الثانى‬‫االبتدائى‬ ‫ معلمو الصف الثالث‬‫االبتدائى‬ ‫ معلمو الصفوف من الرابع‬‫االبتدائى وحتى األول اإلعدادى‬

‫مرحلة تدريب المعلمين‪:‬‬ ‫ مرحلة تدريب جميع‬‫املعلمني‬ ‫ مرحلة تدريب املدربني‪:‬‬‫‪ 4012‬معلم رياض أطفال‬ ‫و‪ 2500‬معلم للصف األول‬ ‫االبتدائى‬ ‫ مرحلة تدريب الخبراء‪30 :‬‬‫معلما‬

‫طــارق شوقى‪ :‬سبق وأن قمنا‬ ‫بالتنسيق مع الدكتور خالد عبدالغفار‪،‬‬ ‫وزير التعليم العاىل‪ ،‬خالل مؤتمر‬ ‫الشباب‪ ،‬من أجل إثبات أننا نعمل‬ ‫سويا عرب خطة واضحة‪ ،‬فأنا عضو دائم ىف‬ ‫املجلس األعىل للجامعات‪ ،‬وىف نفس الوقت هو‬ ‫عضو ىف مجلس التعليم قبل الجامعى‪ ،‬وبالتاىل‬ ‫هناك لجنة مشرتكة ونظام االمتحانات الذى‬ ‫نستثمر فيه اآلن سيتم تطبيقه بعد ذلك ىف‬ ‫الجامعات ىف ‪ ،2021‬وسيتم طرح مناهج الكليات‬ ‫واالمتحانات بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫يوسف أيوب‪ :‬هل خطة التطوير‬ ‫امتدت لتشمل قطاع التعليم‬ ‫الفنى؟ وهل سنصل إىل خريجني‬ ‫يتناسبون مع احتياجات السوق؟‬ ‫حبيبة عز‪ ،‬مستشار الوزير‬ ‫لشؤون التعليم الفنى‪ :‬ىف مجال‬ ‫التعليم الفنى لدينا نظام تعليم‬ ‫مزدوج جديد سميناه «التكنولوجيا‬ ‫التطبيقية» وهذا النظام يجعلنا أمام خريج‬ ‫حاصل عىل شهادة تمكنه من العمل واملنافسة‬ ‫ليس داخل مرص ولكن عىل مستوى العالم‪.‬‬ ‫نعلم أن ‪ 90٪‬من طالب التعليم الفنى‬ ‫يرغبون ىف االلتحاق بكليات الهندسة‪ ،‬وهذا‬ ‫حق له‪ ،‬أن يستكمل تعليمه ويعد للماجستري‬ ‫والدكتوراه ويحتفظ أيضا بالوجاهة االجتماعية‬ ‫التى يرغب فيها‪ ،‬لذا ىف نظام التعليم الفنى‬ ‫الجديد نتحدث عن دراسة ثالث سنوات يمكن‬ ‫بعدها أن يكمل دراسته‪ ،‬لكن الجانب الجيد ىف‬ ‫هذا األمر هو أن الطالب يحق له العمل أثناء‬ ‫فرتة الدراسة داخل املدرسة نفسها ويربح ماال‪،‬‬ ‫بل يتم ربطه بسوق العمل الخارجى أيضا‪،‬‬ ‫وبالتاىل بهذه الطريقة تمكنا من توفري كثري من‬ ‫الوقت واملجهود‪.‬‬ ‫هذا النظام تم تطبيقه فيما يقرب من ‪7‬‬ ‫مدارس بالرشاكة مع كربى الرشكات‪ ،‬وحتى‬ ‫يومنا هذا نتلقى عروضا من رجال أعمال‬ ‫ملشاركتنا ىف تحقيق هذا الحلم وتوفري املوارد‪،‬‬ ‫ألنه ىف الوقت نفسه يعلم حجم الفائدة التى‬ ‫ستعود عليه ىف املستقبل‪.‬‬ ‫وزارة الرتبية والتعليم والتعليم الفنى هى‬ ‫الوحيدة التى تملك ما يقرب من ‪ 55‬ألف عقار‬ ‫ىف هذا املجال‪ ،‬مما يعنى أنه لدينا الكثري من‬ ‫اإلمكانيات واألراىض‪ ،‬فمثال نحن نملك ‪84‬‬ ‫ألف مرت مساحة مدارس فنية‪ ،‬باإلضافة لتمتع‬ ‫العديد منها ببنية تحتية تكنولوجية وثروات‬ ‫أخرى كثرية يمكن الحديث عنها وتسليط الضوء‬ ‫عليها إعالميا الستغاللها وتقديمها للناس‪.‬‬ ‫ومن األمور التى لم يتم تسليط الضوء عليها عىل‬ ‫سبيل املثال توقيع رشاكة مع رشكة سيمنس األملانية‬ ‫لتدريب الطالب ىف ‪ 16‬مدرسة وتأهيلهم ومنحهم‬ ‫شهادات دولية معتمدة من أملانيا‪.‬‬ ‫حــازم حسني‪ :‬هل هناك آلية‬ ‫لتسويق منظومة التعليم الجديدة‬ ‫بني املدرسني أنفسهم خاصة أن‬ ‫بعضهم ليس عىل دراية بتفاصيلها‬ ‫كمعلمى اللغة الفرنسية مثال؟ وهل هناك‬ ‫وسيلة لتقييم أداء املعلمني امللتحقني بها؟‬ ‫طارق شوقى‪ :‬نحن نبنى مرشوعا‬ ‫صعبا ىف وقــت محدود وظــروف‬ ‫تعجيزية محيطة بشكل عام‪ ،‬لدينا‬ ‫إطار عام لالثنى عرش عاما املقبلة‪،‬‬ ‫لكن ال يمكن الكشف عن تفاصيله حاليا‪ ،‬ألننا‬ ‫نسري ىف عمليه التغيري خطوة بخطوة‪ ،‬وفيما‬ ‫يتعلق بموضوع اللغات واملستوى الرفيع فهذا‬ ‫األمر يحتاج ملزيد من التوضيح والرشح‪ ،‬وقد‬ ‫التقينا بالفعل بمعلمى اللغة الفرنسية وتناقشنا‬ ‫معهم ىف كل ىشء واستوعبوا األمر‪ ،‬نحن نعمل عىل‬ ‫مرشوع ضخم ونتمنى أن يصل هذا اإلحساس‬ ‫للناس‪.‬‬ ‫الدكتور رضا حجازى‪ ،‬رئيس‬ ‫قطاع التعليم العام‪ :‬هذا املرشوع‬ ‫خاص بالوطن‪ ،‬إذا نجح فسوف يعود‬ ‫بالنفع علينا جميعا‪ ،‬فقد تتناقله الدول‬ ‫مما يزيد من فرص إعارة املعلمني املرصيني ىف‬ ‫الخارج ويدر هذا أرباحا عىل البلد ويصبح مصدر‬ ‫دخل لنا‪.‬‬


‫أيام‬

‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 24‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬

‫كريم عبدالسالم‬

‫‪Sunday - 2 December 2018‬‬ ‫‪Issue NO. 2742‬‬

‫‪08‬‬

‫إحسان السيد‬ ‫تكتب‪:‬‬

‫‪e.elsayed@youm7.com‬‬

‫«املاميز»‪ ..‬فى‬ ‫حضرة وزير التعليم‬ ‫ملدة قاربت الثالث ساعات‪ ،‬استمعت للدكتور طارق‬ ‫شوقى‪ ،‬وزير الرتبية والتعليم‪ ،‬ىف لقاء موسع مع‬ ‫مجلس تحرير الجريدة‪ ،‬يتحدث عن فلسفته ىف‬ ‫منظومة التعليم الجديدة‪ ..‬استيعابى لحديث الوزير‬ ‫لم يكن محاولة اللتقاط عنوان جاذب‪ ،‬أو معلومة‬ ‫ننفرد بنرشها ىف «اليوم السابع» فقط‪ ،‬ولكن حاولت‬ ‫استغالل هذا اللقاء ليطمنئ قلبى‪ ،‬فأنا إحدى‬ ‫«املاميز»!‬ ‫استمعت للوزير بأذن أم مرصية‪ ،‬ابنها تجاوز‬ ‫السبع سنوات‪ ،‬ويتم عامه الثامن بعد شهور قليلة‪،‬‬ ‫وهو أحد تالميذ الصف األول االبتدائى الذى يطبق‬ ‫عليه منظومة التعليم الجديدة‪ ،‬بإحدى املدارس‬ ‫التجريبية الرسمية‪.‬‬ ‫أعلم جيدا ما يدور ىف ذهن كل أم لها طفل‪ ،‬كطفىل‪،‬‬ ‫يخضع ملنظومة التعليم الجديدة‪ ،‬أشعر ببعض‬ ‫مخاوفهم املرشوعة بحكم حداثة التجربة‪ ،‬أحمل‬ ‫تساؤالت عديدة تثار ليال ونهارا عىل جروب «املاميز»‬ ‫للفصل‪ ،‬بدايه من «ممكن حد يقوىل الهووم ورك‬ ‫النهارده»‪ ..‬حتى «هو الوزير عايز مننا إيه؟!»‪ ..‬وما‬ ‫أدراك ما بينهم من أسئلة أخرى عديدة‪..‬‬ ‫قد تكون مخاوىف أقل بكثري من أولياء أمور زمالء‬ ‫ابنى‪ ،‬بحكم كونى صحفية مثال واطالعى عىل‬ ‫تفاصيل املنظومة الجديدة للتعليم وهدفها ىف بناء‬ ‫شخصية الطالب وفهمه‪ ،‬بعيدا عن الحفظ والتلقني‪،‬‬ ‫أو ربما ألننى باألساس أهتم بتنمية شخصية رجل‬ ‫صغري ومهاراته‪ ،‬أسأله يوميا «فهمت إيه النهارده‬ ‫وعرفت إيه جديد؟»‪.‬‬ ‫الوزير يعلم ما يدور حوله‪ ،‬يدرك أن ما يريد‬ ‫أن يصل لكل وىل أمر‪ ،‬لم يصل بالشكل املطلوب‬ ‫املتكامل‪ ،‬يعرتف بجرأة أن بعض األسئلة التى تدور‬ ‫ىف ذهنهم قد ال تكون إجاباتها متاحة اآلن‪ ،‬لكنه‬ ‫يستعد لها وفريقه‪ ..‬ويحدد ملفاته‪.‬‬ ‫الحقيقة‪ ،‬فلسفة املنظومة الجديدة‪ ،‬ال تقف عند‬ ‫تغيري منهج أو نظام‪ ،‬لكنها تهدف لتكوين شخصية‬ ‫طالب قادرة عىل الفهم‪ ،‬شخصية لديها شغف املعرفة‬ ‫واالطالع‪ ،‬شخصية مبدعة قادرة عىل استيعاب كل‬ ‫النواحى العلمية والحياتية‪ ..‬أتذكر اآلن رشح الدكتور‬ ‫طارق شوقى حني أمسك بهاتفه املتصل بشاشة‬ ‫عرض كبرية‪ ،‬ليوضح لنا كيف نجعل الطالب املرصى‬ ‫محبا للمذاكرة والتعلم وليس مجربا عليها لتحصيل‬ ‫الدرجات فقط‪ ..‬الوزير قرر أن يرشح التجربة بشكل‬ ‫عمىل‪ ..‬سجل حسابه عىل «بنك املعرفة»‪ ..‬أدخل رقمه‬ ‫الرسى‪ ..‬واعترب نفسه طالبا ىف الصف األول الثانوى‪،‬‬ ‫يدرس الخاليا وأنواعها‪ ..‬عرض لنا مجموعة من‬ ‫الخيارات التى تتاح للطالب هنا‪ ..‬فيديوهات مبسطة‬ ‫للرشح بشكل جاذب‪ ،‬مراجع وأبحاث‪.‬‬ ‫منظومة التعليم الجديدة ترضب الــدروس‬ ‫الخصوصية ىف مقتل‪ ،‬فهى تلغى كل التنبؤات‬ ‫والتوقعات اإلراديــة والالإرادية ملدرىس املراكز‬ ‫التعليمية‪ ،‬عن امتحانات نصف العام ونهايته‪ ،‬فال‬ ‫يوجد معلم واحد يتدخل ىف وضع أسئلة االمتحان‪ ،‬ألن‬ ‫بنك األسئلة هو من يحدد إلكرتونيا أسئلة االمتحان‪،‬‬ ‫لكل طالب وفق درجات صعوبة محددة‪ ،‬تقيس مدى‬ ‫الفهم‪ ،‬وال يطلب منه إجابة نموذجية‪ ..‬وهو ما يراهن‬ ‫عليه «شوقى» بدمج التكنولوجيا مع التعليم‪.‬‬ ‫الوزير يطمنئ «املاميز»‪« :‬مفيش درجات»‪..‬‬ ‫نظام التعليم الجديد الذى يطبق عىل طالب أوىل‬ ‫ابتدائى يعتمد عىل تنمية مهارات الفكر واإلبداع‬ ‫والنقد‪ ،‬والتواصل واملشاركة ىف موضوعات متنوعة‬ ‫يتعرف منها الطفل عىل معلومات مبسطة تنمى من‬ ‫قدرته عىل الفهم‪ ،‬مثال كتب «‪ ،»connect‬وكتاب‬ ‫«‪ ،»discovery‬والتى تضم العلوم والرياضيات‬ ‫والدراسات واألنشطة التى تحث عىل بناء الشخصية‪،‬‬ ‫والتقييم للطالب دوريا‪.‬‬ ‫قناعة كل وىل أمر بنظام التعليم تحتاج منه أن‬ ‫يوفر وقتا من يومه‪ ،‬لفهم هذا النظام‪ ،‬محاولة الفهم‬ ‫ىف حد ذاتها جزء من الطمأنة‪ ،‬دون ترديد مشكالت‬ ‫وسلبيات «عىل السمع فقط»‪ ..‬ومتابعة دورية للطفل‬ ‫واستيعابه‪ ،‬وقدرة معلمه عىل توصيل املعلومة له‬ ‫بشكل جاذب ومقنع‪.‬‬ ‫«شوقى» واضح‪ ،‬يعلم أن الفكرة ال تقف عند‬ ‫حد إطالقها للعلن‪ ،‬ويعلم أيضا أن هناك تحديات‬ ‫صعبة‪ ،‬وأطراف قد تتعمد عرقلة املنظومة الجديدة‪،‬‬ ‫ليس لرغبة منها بتعطيل نظام التعليم والبحث عن‬ ‫سلبياته فقط‪ ،‬ولكن لعرقلة مرشوع دولة تعمل عىل‬ ‫بناء اإلنسان‪.‬‬ ‫«شوقى» متفائل بتحفظ‪ ..‬يغامر بحساب‪ ..‬مقتنع‬ ‫برضورة التغيري ويعلم جيدا صعوبات تحقيقه‪ ،‬لكنه‬ ‫يرص‪ ..‬يثق ويراهن بنتائج إيجابية‪ ..‬رسم حلمه‬ ‫وحدد طريق الوصول إليه‪ ..‬يعدكم بطالب واع‪..‬‬ ‫فاهم‪ ،‬بطالب مبدع‪.‬‬ ‫ويقول للماميز‪..‬‬ ‫انسوا الدرجات‬ ‫مفيش امتحانات‬ ‫حاربوا الدروس الخصوصية‬ ‫نموا معرفة أبنائكم‬ ‫ادعموا مرشوع بنائهم من جديد‪..‬‬ ‫وساعدونى لبناء مجتمع يتعلم‪..‬ويفكر‪ ..‬ويبتكر‪.‬‬

‫‪k.abdelsalam@youm7.com‬‬

‫مشروع تطوير التعليم‪ ..‬حياة أو موت‬ ‫قناعة كل ولى‬ ‫أمر بنظام‬ ‫التعليم تحتاج‬ ‫منه أن يوفر‬ ‫وقتا من‬ ‫يومه‪ ،‬لفهم‬ ‫هذا النظام‪،‬‬ ‫محاولة‬ ‫الفهم فى حد‬ ‫ذاتها جزء من‬ ‫الطمأنة‪ ،‬دون‬ ‫ترديد مشكالت‬ ‫وسلبيات على‬ ‫السمع فقط‬

‫يستهدف‬ ‫البداية من‬ ‫جديد‪ ،‬تعليم‬ ‫حقيقى‬ ‫يقوم على‬ ‫إكساب الطالب‬ ‫املهارات‬ ‫واللغات ومنحه‬ ‫فرصة للفهم‬ ‫والتفكير‪ ،‬ومن‬ ‫ثم وضعه على‬ ‫طريق اإلبداع‬

‫الحصيلة التى‬ ‫خرجنا بها من‬ ‫لقاء الدكتور‬ ‫طارق شوقى‬ ‫وقيادات وزارة‬ ‫التربية والتعليم‪،‬‬ ‫أننا إزاء برنامج‬ ‫طموح للغاية‪،‬‬ ‫توفر له الوقت‬ ‫َّ‬ ‫الكافى للدراسة‬ ‫والبحث واإلعداد‬ ‫والتجهيز‪،‬‬ ‫ووقفت وراءه‬ ‫كتيبة من الفنيني‬ ‫واألكاديميني‬

‫لسنوات طويلة ظللنا ندور ىف دوامة مشاكل وعيوب‬ ‫أنظمة التعليم العام والتعليم الفنى عندنا‪ ،‬وكلما‬ ‫جاء وزير للتعليم غرق ىف التفاصيل الهامشية مثل‬ ‫إلغاء الصف السادس أو اإلبقاء عليه‪ ،‬أو املطالبة‬ ‫بميزانيات إضافية لرتميم األبنية التعليمية وبناء‬ ‫مدارس جديدة لتقليل الكثافة ىف الفصول‪ ،‬ثم‬ ‫الدخول ىف نفق الثانوية العامة بتكلفتها الخرافية‬ ‫وما تثريه من رعب لدى أولياء األمور والطالب‬ ‫وما يدور حولها من سوق سوداء ىف الدروس‬ ‫الخصوصية واملدارس املوازية ىف السناتر والكتب‬ ‫الخارجية‪ ،‬لكن لم يتحدث أحد طوال األربعني أو‬ ‫الخمسني عاما املاضية عن جودة التعليم ونوعية‬ ‫الخريجني من مدارسنا وجامعاتنا ليصبحوا‬ ‫املهنيني والفنيني واملسؤولني عن تسيري مختلف‬ ‫أمور الدولة‪ ،‬وصار لدى الجميع قناعة أنه ال أمل‬ ‫ىف التعليم املرصى وعىل من يرغب ىف تعليم أوالده‬ ‫وضمان وظيفة مرموقة لهم أن يتوجه إىل التعليم‬ ‫األجنبى‪ ،‬املدارس اإلنرتناشيونال والجامعات‬ ‫األجنبية‪.‬‬ ‫واستمر الهدر والنزيف طوال العقود الخمسة‬ ‫املاضية‪ ،‬مليارات الدولة توجه ملدارس وجامعات ال‬ ‫تعلم شيئا ويتخرج منها املاليني ليحملوا شهاداتهم‬ ‫ويعلقوها عىل الحوائط لتسديد خانات اجتماعية‬

‫زائفة‪ ،‬ثم يجلسون عىل املقاهى أو يبتلعهم وباء‬ ‫التطرف أو املخدرات أو يبدأون من جديد بعد‬ ‫ضياع نحو ‪ 16‬أو ‪ 17‬عاما من أعمارهم ىف تعليم‬ ‫بدون تعلم‪ ،‬ليتحولوا إىل بائعني دون مهارات أو‬ ‫موظفني ناقمني أو أصحاب مرشوعات خارسة‪،‬‬ ‫ومن يسافر منهم للخارج يعمل ىف أدنى املهن ألنه‬ ‫بدون مهارات تذكر‪.‬‬ ‫ومنذ عام ونصف فقط‪ ،‬أطلقت الدولة ممثلة ىف‬ ‫وازرة الرتبية والتعليم وبمشاركة وزارة التعليم‬ ‫العاىل‪ ،‬املرشوع القومى لتطوير التعليم العام‬ ‫والتعليم الفنى‪ ،‬وهدفه واضح وبسيط أن يكون‬ ‫التعليم ىف مدارسنا حقيقيا ويستطيع الطالب ىف‬ ‫املراحل األساسية قبل الجامعة أن يمتلك مجموعة‬ ‫من املهارات يمكن أن يكتفى بها ويدخل سوق‬ ‫العمل أو يكمل ىف الجامعات التخصصة والجامعات‬ ‫التكنولوجية الجديدة ليكون أكثر تخصصا وأفضل‬ ‫مهارة وأقدر عىل اقتحام سوق العمل ىف مرص وىف‬ ‫غريها من البالد العربية واألوروبية‪.‬‬ ‫هذا املرشوع القومى الذى بدأ بالفعل تطبيقه‬ ‫عىل املراحل السنية األوىل ‪ KG1‬و ‪ KG2‬والصف‬ ‫األول من التعليم األساىس‪ ،‬باإلضافة إىل الصف‬ ‫األول الثانوى‪ ،‬يستهدف البداية من جديد‪ ،‬تعليم‬ ‫حقيقى يقوم عىل إكساب الطالب املهارات واللغات‬

‫ومنحه فرصة للفهم والتفكري‪ ،‬ومن ثم وضعه عىل‬ ‫طريق اإلبداع‪ ،‬أيا كان التخصص الذى يدرسه‪ ،‬ألن‬ ‫مجتمعنا يموت ببطء لندرة اإلبداع فيه وتنغلق‬ ‫أمام خريجينا أسواق العمل بالداخل والخارج‬ ‫رغم أعدادهم املهولة لنقص املهارات والخربات‬ ‫التى تعلموها‪ ،‬وألن بالدا كنا نرسل إليها املعلمني‬ ‫والخرباء أصبحت ترفض استقبال معلمينا وخربائنا‬ ‫وتفوقت علينا ىف مستوى التعليم وجودته‪.‬‬ ‫هذا املرشوع القومى لتحسني جودة التعليم‪ ،‬كان‬ ‫البد له أن يصطدم بمافيا الدروس الخصوصية‬ ‫التى تستنزف الطالب وأولياء األمور وتقوم عىل‬ ‫الحفظ والتلقني وليس عىل الفهم واإلبداع واالبتكار‪،‬‬ ‫وأن تصطدم بمافيا نارشى الكتب الخارجية‬ ‫الذين يعملون عىل الفوز بمناقصات طباعة‬ ‫الكتب املدرسية الحكومية فيطبعونها بمناهج‬ ‫عقيمة وبصورة رديئة بينما يطلقون الكتاب‬ ‫الخارجى الغاىل الثمن املدعوم بالرشوح والصور‬ ‫واإليضاحات بصورة زاهية وجودة عالية‪ ،‬كما‬ ‫كان له أن يصطدم‪ ،‬وهذا هو األهم‪ ،‬بخوف أولياء‬ ‫األمور والطالب من التغيري‪ ،‬فهم‪ ،‬أى أولياء األمور‬ ‫والطالب‪ ،‬اعتادوا أن يسلموا رقابهم ملافيا الدروس‬ ‫الخصوصية ويدفعون كل ما لديهم ليحصلوا عىل‬ ‫املائة سؤال التى لن يخرج عنها االمتحان‪ ،‬وعندما‬

‫يحصلون عىل الدرجات النهائية ينسون كل ما‬ ‫حفظوه ويكتشفون أنهم لم يتعلموا شيئا‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك ال يطلبون سواه ويخشون تجربة الجديد الذى‬ ‫يستهدف مصلحتهم عىل املدى املنظور والبعيد‪.‬‬ ‫املشكلة األخرى التى تواجه هذا املرشوع العظيم‬ ‫إلنقاذ التعليم املرصى‪ ،‬أنه ال يحظى بالدعاية وال‬ ‫التسويق الالئقني‪ ،‬ليس فقط من وزارة التعليم‬ ‫نفسها‪ ،‬فالوزير طارق شوقى ال يمر أسبوع إال‬ ‫ويخرج عىل التليفزيونات يتحدث عن املرشوع‪،‬‬ ‫ولكن ما أقصده أن هذا املرشوع وهو مرشوع‬ ‫قومى للدولة املرصية‪ ،‬يحتاج أن تتكاتف وراءه كل‬ ‫جهات الدولة من إعالم وثقافة وقطاعات اإلنتاج‬ ‫الدرامى والسينمائى وحتى خطباء املساجد ووعاظ‬ ‫الكنائس‪ ،‬فهذا املرشوع هو بداية صحيحة لبناء‬ ‫إنسان مرصى مبدع ومبتكر‪ ،‬نعم قد ال يحقق‬ ‫املرشوع كل ىشء ىف السنة األوىل‪ ،‬ألن الظاهر لدينا‬ ‫هو الفصول املكتظة واملقاعد املتهالكة‪ ،‬لكن ما‬ ‫سيعود به حقيقة هو تخريج أجيال تعيد للمجتمع‬ ‫املرصى مجده وقدرته وإبداعه‪ ،‬وىف الوقت نفسه‬ ‫سيأتى املرشوع بعوائد اقتصادية ترمم املدارس‬ ‫الحالية وتبنى أخرى جديدة وتفتح املجاالت أمام‬ ‫الطالب ليتعلموا ما ينفعهم وما يساويهم بالطالب‬ ‫ىف أى بلد متقدم‪.‬‬

‫حازم حسني‬

‫‪elshaerhazem@yahoo.com‬‬

‫وزارة التعليم فى مهمة مفتوحة إلنقاذ املستقبل‬ ‫أكثر من ‪ 20‬مليون طالب يتو ّزعون عىل قرابة ‪60‬‬ ‫ألف مدرسة ىف مراحل التعليم األساىس‪ ،‬وخالل‬ ‫السنوات االثنتى عرشة املقبلة‪ ،‬من ا ُملنتظر أن‬ ‫تستقبل املدارس ‪ 20‬مليونًا آخرين تقريبًا‪ .‬وبني‬ ‫الرقمني وفارق السنوات‪ ،‬نقف اآلن عىل تخوم‬ ‫مرحلة مفصليّة ىف مسار التعليم‪ ،‬ال تستهدف فقط‬ ‫إنقاذ ‪ 40‬مليونًا حتى ‪ ،2030‬وإنما تستهدف‬ ‫إنقاذ التعليم املرصى ب ُرمّ ته‪ ،‬وإنقاذ املستقبل ك ّله‬ ‫بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫ال يُمكن بأيّة حال املراوغة وااللتفاف عىل‬ ‫حقيقة أن نظامنا التعليمى بوضعيته الحالية‬ ‫نظام سيّئ‪ ،‬ومُخرجاته ليست النموذج األمثل أو‬ ‫القياىس الذى يُمكننا التعويل عليه ىف بناء جيل‬ ‫ُتغيات العالم‪ ،‬وي ّ‬ ‫جديد‪ ،‬يُواكب م ّ‬ ‫ُحقق تط ّلعات‬ ‫التنمية والتحديث‪ .‬املرياث الذى تحمله الوزارة‬ ‫ج ّراء سنوات طويلة من االرتجال والعشوائية‪ ،‬بات‬ ‫يُثقل كاهلها‪ ،‬وكاهل العملية الرتبوية بكاملها‪،‬‬ ‫وال ح ّل إال التخ ّلص من املنظومة القديمة كاملة‪،‬‬ ‫لصالح منظومة جديدة‪ ،‬أكثر عرصية وتماس ًكا‪،‬‬ ‫دون خلخلة األعمدة التى تحمل البناء اآلن‪ ،‬لحني‬ ‫تثبيت األعمدة الجديدة‪ ،‬أى أن األمر يحتاج رؤية‬ ‫اسرتاتيجية بعيدة املدى‪ ،‬وىف الوقت نفسه خطة‬ ‫تكتيكية تُوازن بني املراحل ومُتط ّلباتها‪ ،‬وبالفعل‬ ‫تتح ّرك الوزارة حاليًا ىف هذا اإلطار‪.‬‬ ‫ما قاله الدكتور طارق شوقى‪ ،‬وزير الرتبية‬ ‫والتعليم والتعليم الفنى‪ ،‬ىف لقاء استمر أكثر‬ ‫من ثالث ساعات خالل استقباله مجلىس تحرير‬ ‫اليوم السابع وصوت األمة قبل عدّة أيام‪ ،‬يُنبئ عن‬ ‫أمور تدعو للتفاؤل‪ ،‬ويحمل كثريًا من التفاصيل‪،‬‬ ‫التى تصنع ىف تجاورها وتتابعها‪ ،‬صورة كاملة‬ ‫وواضحة املعالم‪ ،‬ملنظومة تعليمية تنتمى‬ ‫للمستقبل ببنيتها وروحها ُ‬ ‫وخططها ورهاناتها‬ ‫بعيدة املدى‪ ،‬وىف الوقت نفسه تُراعى طبيعة‬ ‫السياق املرصى واحتياجاته‪ ،‬العاجلة واملرحلية‪،‬‬ ‫وآثار سنوات التخبّط التى شهدتها وزارة التعليم‬ ‫وأجنحتها‪ .‬هكذا يُف ّكر الرجل وفريقه‪ ،‬حسبما‬ ‫عرضوا ورشحوا وناقشوا معنا‪ ،‬وبفضل هذا‬ ‫التفكري تملك وزارة التعليم اآلن رؤية للسنوات‬ ‫االثنتى عرشة املقبلة‪ ،‬تنسجم مع اسرتاتيجية‬ ‫الدولة «رؤيــة مرص ‪ ،»2030‬وتُــرىس دعائم‬ ‫االنطالق باملنظومة التعليمية إىل آفاق أبعد من هذا‬ ‫املدى الزمنى‪ ،‬وأكثر استقرا ًرا واستدامة ىف آليات‬ ‫عملها وضمان جودة مُخرجاتها بالشكل الذى‬ ‫يضمن لنا اإلفالت من قبضة املنظومة التعليمية‬ ‫القديمة‪ ،‬بما خ ّلفته من آثار فادحة عىل الوعى‬ ‫العام‪ ،‬وعىل قدرات املتع ّلمني ومهاراتهم‪ ،‬حتى‬ ‫وقاس عىل‬ ‫انعكست هذه اآلثار بشكل ضاغط‬ ‫ٍ‬ ‫االقتصاد والثقافة والسياسة وسوق العمل‪.‬‬ ‫الجيد ىف النظام الجديد أنه لم يهبط عىل املناخ‬ ‫التعليمى بـ«براشوت»‪ ،‬متجاهالً املرياث القديم‬ ‫وآثاره‪ ،‬وساعيًا لفرض رؤية واحدة‪ ،‬عاجلة وآنية‪،‬‬ ‫عىل املجتمع والفضاء التعليمى واملعلمني والطالب‬ ‫وأولياء األمور‪ ،‬وإنما راعى مُخ ّ‬ ‫ططوه أهمية‬ ‫توفري حزمة متكاملة من اآلليات واإلجراءات التى‬ ‫تُؤسس لنظام جديد‪ ،‬وتعمل عىل إصالح اختالالت‬ ‫جرسا‬ ‫النظام القديم‪ ،‬وىف الوقت نفسه تبنى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عريضا وصلبًا بني النظامني‪ ،‬وفق هذه الفلسفة‬ ‫انقسمت خطة العمل إىل محورين أساسيني‪ :‬األول‬ ‫يتمثل ىف إصالح وترميم النظام القديم‪ ،‬لتحسني‬ ‫قدرات ومهارات الطالب الذين قطعوا شو ً‬ ‫طا‬ ‫طويالً ىف التعليم بوضعه الحاىل‪ ،‬دون صدمته‬ ‫قاس يفوق استيعابهم‪ ،‬أو تركهم نهبًا‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫كامالً للمنظومة القديمة باختالالتها‪ ،‬لهذا عملت‬ ‫الخطة عىل تحسني املناهج وآليات التدريس ىف‬ ‫إطار متطور‪ ،‬لكنه غري مقطوع الصلة بما تعلموه‬ ‫واعتادوا عليه‪ ،‬مع تطوير آليات التقويم واالمتحان‬ ‫ُ‬ ‫لتكز بشكل أكرب عىل املعارف واملهارات والخربات‬ ‫العملية‪ ،‬متجاوزة مسألة الحفظ والتلقني وسباق‬ ‫تحصيل الدرجات‪ ،‬أما املحور الثانى فتمثّل ىف بناء‬ ‫وهندسة نظام تعليمى جديد‪ ،‬يستند إىل تعظيم‬ ‫دور املعرفة واملهارات املكتسبة من خالل النشاط‬ ‫واملمارسة العملية عىل حساب املناهج التلقينية‬ ‫وطرق االستظهار القديمة‪ ،‬ويبدأ هذا املحور‬ ‫بالوافدين الجدد عىل املنظومة التعليمية ىف العام‬ ‫الجارى (رياض أطفال ‪ – 1‬رياض أطفال ‪– 2‬‬

‫تصوير ‪ -‬محمود فخرى‬

‫الصف األول االبتدائى) عىل أن يتواصل التحاق‬ ‫السنوات الدراسية بالنظام الجديد لتكتمل الدائرة‬ ‫ىف العام ‪ 2027‬بدخول النظام الجديد للمرحلة‬ ‫الثانوية‪ ،‬مع وصول تالميذ الصف األول االبتدائى‬ ‫ىف ‪ 2019 /2018‬للصف األول الثانوى‪.‬‬ ‫إذا تجاوزنا مسألة الهندسة العامة للنظام‬ ‫الجديد‪ ،‬وتد ّرج تطبيقه زمنيًّا‪ ،‬فعىل صعيد التنفيذ‬ ‫العمىل تتضمّ ن العملية الرتبوية والتعليمية ىف‬ ‫صيغتها ا ُملبت َكرة مساحة من الدمج الفعّ ال بني‬ ‫املهارات واألنشطة ذات الطبيعة االجتماعية‪ ،‬التى‬ ‫يُمارسها الطالب مع مُع ّلميهم داخل الفصول‪،‬‬ ‫واملعارف واملعلومات ا ُمل َ‬ ‫كتسبة من خالل برامج‬ ‫وتطبيقات التع ّلم النشط‪ ،‬وتقنيات االتصال‬ ‫والتكنولوجيا التى يُتيحها النظام الجديد للطالب‬ ‫داخل املدرسة وخارجها‪ .‬وبحسب الخطة فإن‬ ‫مدارس املنظومة الجديدة ستجمعها دائرة‬ ‫اتصال مُتطوِّرة تربطها ببعضها‪ ،‬وبالوزارة‪ ،‬مع‬ ‫توفري «خوادم» داخلية تُتيح للطالب النفاذ إىل‬ ‫املناهج ومُحتوى بنك املعرفة‪ ،‬وتدعيم كل فصل‬ ‫بشاشة عرض ضخمة الستعراض الوسائط‬ ‫ا ُملصوَّرة‪ ،‬ورشح الدروس وممارسة األنشطة‬ ‫املختلفة‪ ،‬ويتكامل كل هذا مع أجهزة الحواسب‬ ‫اللوحية «تابلت» التى ِّ‬ ‫توفرها الوزارة للطالب‬ ‫بشكل مجانى‪ ،‬وهو ما يُتيح لهم مُتابعة الدروس‬ ‫ومذاكرتها وممارسة األنشطة عىل أجهزتهم‬ ‫الشخصية‪ ،‬وىف الوقت نفسه يُؤدِّون االمتحان‬ ‫ّ‬ ‫يتدخل فيه العامل‬ ‫من خاللها بشكل إلكرتونى ال‬ ‫البرشى‪ ،‬وهو ما يقطع الطريق نهائيًّا ولألبد‬ ‫ّ‬ ‫الغش وترسيب االمتحانات‪ ،‬واألهم‬ ‫عىل ظاهرة‬ ‫أن هذه األجهزة ستُتيح للوزارة التواصل ا ُملبارش‬ ‫والفعّ ال مع الطالب‪ ،‬بشكل يخلق مساحة حقيقية‬ ‫من التفاعل العميق وا ُملتّصل بني ماليني الطالب‬ ‫وا ُملع ّلمني‪ ،‬وكل املستويات القيادية والتنفيذية ىف‬ ‫الوزارة وإداراتها املختلفة‪.‬‬ ‫النظر ىف ملف نظام التعليم الجديد‪ ،‬وما‬ ‫يتضمّ نه من إيجابيات‪ ،‬وي ِّ‬ ‫ُبش به من وعود‬ ‫وعطايا‪ ،‬ال يُمكن أن ينفصل عن النظر لشخص‬ ‫الدكتور طارق شوقى وسريته الذاتية‪ ،‬ليس فقط‬ ‫ألنه أكاديمى م ِّ‬ ‫ُتخصص ىف الهندسة امليكانيكية‪،‬‬ ‫بما يعنيه هذا من مزاوجة بني املعرفة الرتبوية‬ ‫والتعليمية‪ ،‬وقدرة عىل البناء وهندسة األفكار‬ ‫وتوجيه القوى ىف مسارات مُثىل بشكل يُع ّ‬ ‫ظم‬ ‫طاقتها وآثارها‪ ،‬وال ألنه يحمل درجة املاجستري ىف‬ ‫الرياضيات التطبيقية بما ّ‬ ‫يوفره هذا من قدرة عىل‬ ‫االشتباك الجيد مع العلوم واملعارف التى يدرسها‬ ‫الطالب‪ ،‬وفهم آليات تبسيطها ووضع مناهجها‪،‬‬ ‫إىل جانب التفكري املنطقى والتح ّرك وفق حلقات‬ ‫أو مراحل مُتتابعة تنبنى كل منها عىل سابقتها‪،‬‬ ‫ولكن ألن الرجل يمتلك خربات واسعة ىف ملف‬

‫التعليم وتطويره وتحديث أُطر الرتبية ونقل‬ ‫املعرفة‪ ،‬تش ّكلت طوال ‪ 13‬سنة قضاها ىف منظمة‬ ‫األمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة «يونسكو»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومرشفا عىل‬ ‫بني ‪ 1999‬و‪ ،2012‬كان خاللها قائدًا‬ ‫عدد من املرشوعات حول العالم ىف مجال توظيف‬ ‫تطبيقات وتكنولوجيا االتصال ىف التعليم والثقافة‪،‬‬ ‫وتعظيم دورها ىف دعم العملية التعليمية وتعزيز‬ ‫قدرات ا ُملع ّلمني والدارسني‪ ،‬وىف هذه املرحلة ّ‬ ‫تول‬ ‫التنسيق لعدد من رشاكات اليونسكو مع رشكات‬ ‫تقنية ومعلوماتية كربى ىف مجال التعليم واملعرفة‪،‬‬ ‫وقاد ً‬ ‫أيضا مرشوعً ا عامليًّا أطلقته املنظمة إلعداد‬ ‫معايري قياسية لتدريب املعلمني عىل توظيف‬ ‫تقنيات االتصاالت واملعلومات ىف التدريس‪،‬‬ ‫وبعدها ترأس قسم تطبيقات تكنولوجيا االتصال‬ ‫واملعلومات ىف التعليم بمنظمة اليونسكو بني‬ ‫‪ 2005‬و‪.2008‬‬ ‫إىل جانب رؤية الوزير‪ ،‬وتفاصيل املرشوع‪،‬‬ ‫والجوانب اللوجستيّة والفنية والتنظيمية ا ُملتعلقة‬ ‫بنظام التعليم الجديد ‪ -‬والتى شغلت الجانب‬ ‫األكرب من لقاء الثالث ساعات‪ -‬كان أبرز ما‬ ‫ىف اللقاء تركيبة فريق العمل ا ُملعاون للوزير‪،‬‬ ‫واستناده بدرجة كبرية إىل ُفسيفسائية مُتنوِّعة من‬ ‫ذوى الخربة واملهارة‪ ،‬بمستويات عُ مرية وثقافية‬ ‫مختلفة ومتباينة‪ .‬وىف الحقيقة يُمكن إيجاز األمر‬ ‫ىف أننا أمام وزارة تعليم جديدة‪ ،‬ليست كما عهدنا‬ ‫من قبل‪ ،‬وال كما كانت حال الوزارة ىف فرتات‬ ‫سابقة‪ .‬خرج الدكتور طارق شوقى من الدوالب‬ ‫البريوقراطى التقليدى بصورة ملحوظة‪ ،‬فتنوّعت‬ ‫كتيبة ا ُملعاونني؛ لتض ّم أكاديميني م ِّ‬ ‫ُتخصصني ىف‬ ‫الرتبية وإعداد املناهج ونُظم التقويم واالمتحان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ومؤسسات دولية‪،‬‬ ‫عمل كثريون منهم ىف جامعات‬ ‫كما تض ّم شبابًا م ِّ‬ ‫ُتخصصني ىف علوم اإلدارة‬ ‫الحديثة والتخطيط والتسويق‪ ،‬وناشطني ىف‬ ‫املجتمع املدنى وقطاع التعليم الفنى داخل مرص‬ ‫وخارجها‪ .‬وإىل جانب هذه الرتكيبة الثرية‪ ،‬لم تقل‬ ‫العقول ثراء وال تنوُّعً ا عن هذا‪ .‬ىف الحقيقة شعرت‬ ‫بقدر غري ِّ‬ ‫هي من الدهشة واملفاجأة‪ ،‬أوال ً بسبب‬ ‫طبيعة الفريق وتكوينه‪ ،‬وثانيًا بسبب املحتوى‬ ‫النوعى الذى طرحه الفريق‪ ،‬والقدرات الفنية‬ ‫والعقلية واملعرفية التى بدت واضحة للغاية ىف‬ ‫سياق أحاديثهم وأطروحاتهم‪.‬‬ ‫خالل اللقاء الطويل تحدّثت الدكتورة دينا‬ ‫الربعى‪ ،‬مستشار الوزير للتقويم واالمتحانات‪،‬‬ ‫مُستعرضة الخطوط العريضة وجوانب من‬ ‫التفاصيل الدقيقة للنظام الجديد ىف املناهج‬ ‫وعملية التدريس وآليات املتابعة والتقويم‬ ‫واالمتحان‪ ،‬وتحدّث الدكتور محمد عمر‪ ،‬نائب‬ ‫الوزير لشؤون املعلم‪ ،‬عن تفاصيل برنامج إعداد‬ ‫وتأهيل ا ُملع ّلمني للنظام الجديد‪ ،‬وآليات مُتابعتهم‬

‫ومنحهم تراخيص الصالحية‪ ،‬التى تضمن بقاءهم‬ ‫ّ‬ ‫وترقيهم داخل املنظومة الجديدة‪ ،‬وتناول آلية‬ ‫اإلثابة والحوافز التى تفتح الباب لزيادة دخول‬ ‫ا ُملع ّلمني األكفاء وا ُمللتزمني بضوابط النظام‬ ‫الجديد‪ ،‬وفق فلسفة متطوِّرة وعادلة للموازنة‬ ‫بني املزايا وما ي ّ‬ ‫ُحققه ا ُملع ّلمون من جهد وفاعلية‬ ‫ىف دفع العملية الرتبوية بصيغتها الجديدة لألمام‪.‬‬ ‫وإىل جانب الصورة ا ُملرشقة التى تج ّلت ىف حديثى‬ ‫دينا وعمر‪ ،‬كانت مفاجأتى الحقيقية ىف الشابة‬ ‫حبيبة عز‪ ،‬مستشار الوزير للتعليم الفنى‪ ،‬وهى‬ ‫فتاة صغرية لم تتجاوز عرشينيات عُ مرها‪ ،‬كانت‬ ‫تعمل ىف منظمة مجتمع مدنى أملانية مهتمة‬ ‫بالتعليم الفنى وتعزيز املهارات التقنية واملعرفية‬ ‫لدى خريجى املدارس الفنية‪ ،‬وىف إطار توجه‬ ‫طارق شوقى لتجديد دماء الوزارة استعان بها‬ ‫مُستشا ًرا له‪ .‬والحقيقة أن هذه الشابة صغرية‬ ‫ّ‬ ‫السن كبرية الوعى تحدّثت بشكل مُتماسك وعميق‪،‬‬ ‫مُستعرضة حالة التعليم الفنى ولوجستيّاته‪،‬‬ ‫واإلمكانات والفرص التى يملكها‪ ،‬والرؤى املرحلية‬ ‫واالسرتاتيجية لتطويره‪ ،‬وبروتوكوالت التعاون مع‬ ‫رشكة «سيمنز» والجانب األملانى؛ لتطوير القطاع‬ ‫وتحسني مُخرجاته‪ ،‬وإطالق جامعات تكنولوجية‬ ‫لتغيري الصورة الذهنية وتعديل الوضعية‬ ‫االجتماعية لخريجى التعليم الفنى‪.‬‬ ‫عىل امتداد الحوار لم يعتصم الوزير وفريقه‬ ‫بمدرسة الصورة الوردية و«كله تمام»‪ .‬قال‬ ‫طارق شوقى إن النظام الجديد تجربة ديناميكية‬ ‫خاضعة للتطوير والتقييم والتعديل طوال الوقت‪،‬‬ ‫وإنه ال يستنكف أن يُناقشه الناس‪ ،‬وأن ينتقدوا‬ ‫ويُح ّللوا ويتحدّثوا عن السلبيات كما تُعرض‬ ‫اإليجابيات‪ ،‬واعرتفت الدكتورة دينا الربعى بأن‬ ‫تسويق نظام التعليم الجديد يحتاج جهدًا أكرب‪،‬‬ ‫بالدرجة التى يحتاجون فيها مساندة اإلعالم‬ ‫ودعمه ىف نقل الصورة للمعنيِّني بها من ا ُملع ّلمني‬ ‫والطالب وأولياء األمور‪ ،‬وأن عىل فريق الوزارة‬ ‫ً‬ ‫تكثيفا لرشح فلسفة النظام‬ ‫العمل بصورة أكثر‬ ‫الجديد وتفاصيله‪ .‬وتحدَّث الدكتور محمد عمر‬ ‫عن الصعوبات القائمة ىف ملف ا ُملع ّلمني‪ ،‬وتعدّد‬ ‫مسارات العمل من جانب الوزارة إلعادة تأهيلهم‪،‬‬ ‫وضمان استقرارهم ومصالحهم‪ ،‬وىف الوقت‬ ‫نفسه توفري مناخ مُالئم وداعم لنجاح النظام‬ ‫الجديد‪ ،‬وضامن الستفادة الدارسني وتجنيبهم‬ ‫آثار القصور الذى قد يعرتى أداء بعض ا ُملع ّلمني‪،‬‬ ‫بسبب احتياجهم وقتًا كبريًا الستيعاب النظام‬ ‫واالندماج الكامل والفعّ ال معه‪ .‬وتحدّثت حبيبة‬ ‫عز عن اإلمكانات ا ُملهدرة ىف قطاع التعليم الفنى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتوفر لدى املدارس من تجهيزات وقدرات‬ ‫وما‬ ‫فنية ولوجستية‪ ،‬وآثار الصورة الذهنية السيئة‬ ‫عن خريجى التعليم الفنى‪ ،‬والضغوط املجتمعية‬ ‫الواقعة عليهم بسبب املوروث ا ُملرتاكم من النظرة‬ ‫ا ُملتدنّية للمدارس الفنية‪ ،‬والبحث عن شهادة‬ ‫جامعية لتحسني الوضعية االجتماعية‪.‬‬ ‫الحصيلة التى خرجنا بها من لقاء الدكتور طارق‬ ‫شوقى وقيادات وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬أننا إزاء‬ ‫برنامج طموح للغاية‪َّ ،‬‬ ‫توفر له الوقت الكاىف للدراسة‬ ‫والبحث واإلعداد والتجهيز‪ ،‬ووقفت وراءه كتيبة من‬ ‫الفنيني واألكاديميني‪ ،‬الذين ال تنقصهم الرؤية وال‬ ‫الخربة‪ ،‬وىف الوقت ذاته يحظى بدعم مفتوح من‬ ‫ّ‬ ‫الدولة بكل َّ‬ ‫يتجل بوضوح ىف‬ ‫مؤسساتها‪ ،‬وهو ما‬ ‫تعاون كل الوزارات والجهات الرسمية مع الرتبية‬ ‫والتعليم ىف ُخططها إلنجاح املرشوع القومى الجديد‪.‬‬ ‫ؤشات والتفاصيل ا ُملتاحة تُ ّ‬ ‫كل ا ُمل ِّ‬ ‫بش بالنجاح‪ ،‬وكل‬ ‫العقبات واملشكالت القائمة تدعو ملزيد من العمل‬ ‫والجهد والتحدّى‪ ،‬وبني األمرين ال بديل عن تطوير‬ ‫التعليم املرصى‪ ،‬إذا كنّا نريد بناء واقع كفء يتدارك‬ ‫املرياث القاىس وضغوط املاىض الطويل‪ ،‬وتخطيط‬ ‫ِّ‬ ‫ويؤسس لدولة جديدة‬ ‫مستقبل يُلبّى التط ُّلعات‬ ‫عمادها املعرفة واملهارة ومواكبة العرص‪ ،‬واآلن‬ ‫تقطع وزارة التعليم خطواتها األوىل ىف هذا املسار‪،‬‬ ‫وتخوض مهمة مفتوحة الستعادة الواقع وإنقاذ‬ ‫املستقبل‪ ،‬وىف هذه املرحلة املفصلية أعتقد أنه َّ‬ ‫يتعي‬ ‫علينا جميعً ا أن نُنحّ ى رؤانا الشخصية ومخاوفنا‬ ‫ضيقة األفق‪ ،‬ونُشمّ ر عن سواعدنا لدعم هذه الرؤية‬ ‫الطموح‪ ،‬والتكاتف إلنجاح أهم مرشوعاتنا القومية‬ ‫عىل اإلطالق‪.‬‬


‫نقش الحجر‬

‫العدد ‪ - 2742‬األحد ‪ 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫‪ 24‬من ربيع األول ‪ 1440‬هـ‬

‫دندراوى الهوارى‬

‫‪Sunday - 2 December 2018‬‬ ‫‪Issue NO. 2742‬‬

‫‪09‬‬

‫‪d.elhawary@youm7.com‬‬

‫«تطوير التعليم» مشروع قومى إلنقاذ مصر اقتصاديا‬ ‫وسياسيا‪ ..‬ومن يعارضه «خائن»‪!!..‬‬ ‫ىف زمن االنهيارات وانتشار األوبئة‪ ،‬والرصاع بني‬ ‫الحياة واملوت‪ ،‬ال وجود لرفاهية الجدل السفسطائى‬ ‫العقيم‪ ،‬وإنما اإلعالء من شأن اإليمان باألفكار‬ ‫العظيمة‪ ،‬وقيمة العمل واالجتهاد ومواصلة الليل‬ ‫والنهار دون كلل أو ملل‪!!..‬‬ ‫ويعلم املرصيون جميعا أننا نعيش زمن أوبئة‬ ‫االنهيار ىف القطاعات الحيوية املتعلقة ببناء اإلنسان‬ ‫ملجابهة املستقبل ومالحقة ركب التقدم‪ ،‬وأولها‬ ‫«التعليم» وما من مواطن‪ ،‬بسيطا كان أو يأتى عىل‬ ‫رأس قائمة املثقفني‪ ،‬إال ويتحدث عن انهيار التعليم‬ ‫ىف مرص‪ ،‬والتباكى عىل حالة املنظومة املهرتئة‪،‬‬ ‫والقاتلة للكفاءات‪ ،‬واملوردة للجهل والتخلف‪،‬‬ ‫ويشيدون بالتجارب اليابانية واألملانية والكندية‬ ‫والسنغافورية‪!!..‬‬ ‫وعندما قرر الدكتور طارق شوقى‪ ،‬وزير الرتبية‬ ‫والتعليم‪ ،‬أن يخلع معطفه‪ ،‬وينزل بأقدامه ىف‬ ‫مستنقع األوبئة‪ ،‬النتشال العملية التعليمية بشكل‬ ‫علمى ممنهج‪ ،‬وبعد دراسة شاملة لكل النظم‬ ‫التعليمية العاملية املتطورة‪ ،‬والتوصل إىل «رس‬ ‫خلطة» فريدة تجمع بني التجارب املتقدمة‪ ،‬مع‬ ‫إضفاء العنارص املرصية‪ ،‬إيمانا بأن لكل مجتمع‬ ‫خصوصياته‪ ،‬ظهرت مجموعة املصالح التى‬ ‫تستثمر ىف جمع املال عىل حساب تشويه وتدمري‬ ‫عقول أطفال وشباب مرص‪!!..‬‬ ‫نعم‪ ،‬هناك أسوأ استثمار ألخطر العصابات‬ ‫واملافيا تفوق تجارة املخدرات واالختطاف واألعضاء‬ ‫البرشية والتجارة ىف األدوية املغشوشة‪ ،‬متمثلة ىف‬ ‫مافيا الدروس الخصوصية‪ ،‬وطبع الكتب الخارجية‪،‬‬ ‫التى تتكسب وتحقق مكاسب مالية ضخمة من‬ ‫انتهاك عقول أطفال وشباب مرص‪ ،‬وأن هذه املافيا‬ ‫تصطدم اصطداما مروعا مع كل مرشوع تطوير‪،‬‬ ‫ومحاولة إنقاذ ملنظومة التعليم‪ ،‬ويا للعجب‪ ،‬فإن‬

‫أولياء األمور‪ ،‬املتباكني عىل انهيار العملية التعليمية‪،‬‬ ‫يساعدون بشكل جوهرى ىف استفحال مافيا تدمري‬ ‫عقول أبنائهم‪ ،‬بتصديق الشائعات والرتويج لها عن‬ ‫عدم جدوى التطوير‪!!..‬‬ ‫الجميع يشتكى من حشو املناهج‪ ،‬والحفظ‬ ‫والتلقني‪ ،‬والشنطة املمتلئة بأنواع الكتب املدرسية‬ ‫والخارجية واملسميات الغريبة من الكشاكيل‪ ،‬ثم‬ ‫املعاناة من مافيا الدروس الخصوصية‪ ،‬وأصحاب‬ ‫الضمائر الخربة من املعلمني الذين يبتزون الطالب‬ ‫وأولياء أمورهم بالتحكم ىف الدرجات املمنوحة‬ ‫ألبنائهم‪ ،‬وعندما تهرع الدولة‪ ،‬متمثلة ىف وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم‪ ،‬ملواجهة هذا العبث‪ ،‬واالنتهاك‬ ‫الصارخ لعقول أطفال وشباب مرص‪ ،‬وتستحدث‬ ‫منظومة تعليمية يقف أمامها العقل بكثري من‬ ‫اإلعجاب واالنبهار‪ ،‬تجد أولياء األمور ساخطني‬ ‫وغاضبني ويصدقون الذين يشتكون منهم مر‬ ‫الشكوى‪!!..‬‬ ‫كيف ملواطن مرصى يشتكى مر الشكوى من‬ ‫مافيا تنفيض جيوبه وتشويه عقول أبنائه‪ ،‬وفاقدى‬ ‫الضمري بعدم الرشح ىف «املدارس»‪ ،‬ليعطوا دروسا‬ ‫خصوصية بمقابل ضخم ىف «املنازل»‪ ،‬ويساعد عىل‬ ‫الغش وقتل الضمري والقيم األخالقية‪ ،‬أن يصدق‬ ‫ما يروجون له عن فشل نظام التعليم الجديد؟!‬ ‫وهل من املنطق أن يبدى أصحاب الضمائر الخربة‬ ‫رأيا صائبا ومنزها عن الهوى ىف مرشوع يتقاطع‬ ‫مع مصالحهم الشخصية ويغلق حنفية االبتزاز‬ ‫والتشويه والتدمري؟!‬ ‫نظام التعليم الجديد‪ ،‬والذى يطبق ىف الصف األول‬ ‫الثانوى‪ ،‬مبهر‪ ،‬وسيقىض عىل كل األورام الخبيثة‬ ‫واملزمنة من جسد العملية التعليمية‪ ،‬وسيعيد مرص‬ ‫عىل طريق الريادة التعليمية والتنويرية التى فقدتها‬ ‫ىف الثالثني عاما األخرية‪ ،‬ويعتمد عىل تشكيل عقول‬

‫مفكرة‪ ،‬ومبتكرة‪ ،‬ومستنرية‪ ،‬وقادرة عىل الدفع‬ ‫بقمم ىف كل التخصصات‪ ،‬فستجد طبيبا ناجعا‪،‬‬ ‫ومهندسا مبتكرا‪ ،‬ومحاميا يمتلك أدواته‪ ،‬وإعالميا‬ ‫مثقفا‪ ،‬وأستاذا جامعيا مؤهال‪ ،‬وإداريا كفئا‪ ،‬وفنيا‬ ‫مدربا‪!!..‬‬ ‫نظام التعليم الجديد‪ ،‬مرشوع قومى‪ ،‬عىل جميع‬ ‫مؤسسات الدولة الرسمية وغري الرسمية‪ ،‬بجانب‬ ‫املرصيني جميعا‪ ،‬دعمه ومساندته‪ ،‬فهو األمل‬ ‫الحقيقى لبناء اإلنسان املرصى‪ ،‬ونهضة البالد‬ ‫اقتصاديا وسياسيا‪ ،‬ويجب أن نحذو حذو ما‬ ‫اتخذته دولة سنغافورة‪!!..‬‬ ‫وملن ال يعرف فإن سنغافورة كانت ىف منتصف‬ ‫القرن املاىض تعانى تدهورا اقتصاديا وسياسيا‬ ‫مريعا‪ ،‬وندرة ىف املوارد الطبيعية بسبب الحروب‬ ‫وما ألحقته بها من دمار قىض عىل األخرض واليابس‪،‬‬ ‫وعندما بدأ التفكري ىف نهضتها وتقدمها‪ ،‬لم يجد‬ ‫القائمون حينها سوى تطوير التعليم‪ ،‬واعتباره‬ ‫مرشوعا تنمويا حقيقيا قادرا عىل انتشال البالد من‬ ‫كل أوجاعها وآالمها‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬أمكن التوصل لنظام تعليمى متطور‪،‬‬ ‫جوهره تكوين وبناء اإلنسان السنغافورى‪ ،‬وأن‬ ‫يجعل منه عنرصا قادرا عىل املساهمة ىف تطوير‬ ‫مستقبل بالده‪ ،‬ويساهم ويساعد الطلبة عىل‬ ‫اكتشاف مواهبهم‪ ،‬واستغالل طاقاتهم بأفضل‬ ‫شكل ممكن‪ ،‬والتعلم أكثر لتحقيق نتائج مبهرة‪.‬‬ ‫ووفرت الحكومة السنغافورية‪ ،‬التدريب والتأهيل‬ ‫للمعلمني‪ ،‬باعتبارهم عنارص جوهرية ىف معادلة‬ ‫التطوير‪ ،‬بجانب استحداث البنية التحتية من‬ ‫تجهيزات متطورة‪ ،‬توفر للطالب فرصا عديدة‬ ‫ومتنوعة لتنمية قدراتهم ومواهبهم‪ ..‬كما يتميز‬ ‫املرشوع باملرونة الكافية التى تمكن الطلبة من‬ ‫توظيف كامل إمكانياتهم‪ ..‬وصار مرشوع التعليم‬

‫السنغافورى األفضل عامليا حاليا‪ ،‬ونهضت البالد‬ ‫بفضله‪.‬‬ ‫وال أزايد‪ ،‬أو أكون مجامال ومتجاوزا ىف التفاؤل‪،‬‬ ‫إذا أقررت ومن خالل ما رأيته بعينى وسمعته بأذنى‬ ‫ىف لقاء وزير الرتبية والتعليم الدكتور طارق شوقى‪،‬‬ ‫وباقى قيادات الوزارة‪ ،‬من رشح تفصيىل واضح‪،‬‬ ‫نظرى وعمىل‪ ،‬عن مرشوع مرص لتطوير التعليم‬ ‫واملطبق ىف الصف األول الثانوى‪ ،‬يضاهى مرشوع‬ ‫سنغافورة‪ ،‬بل يتفوق عليه ىف األخذ بأساليب العرص‬ ‫الجارى‪.‬‬ ‫رأينا خلية عمل‪ ،‬قادت إىل أن يرى املرشوع النور‪،‬‬ ‫ويتحقق عىل األرض‪ ،‬من مناهج وتدريب وتأهيل‪،‬‬ ‫واستثمارات ضخمة ىف البنية التحتية ىف املدارس‪،‬‬ ‫وإعداد الكوادر البرشية القادرة عىل استيعاب‬ ‫املرشوع‪ ،‬من حيث التدريب والتأهيل والوعى‬ ‫والفهم‪ ،‬والرقابة أيضا‪!!..‬‬ ‫خلية عمل راقية‪ ،‬تتسم بالتناغم‪ ،‬وإنكار الذات‪،‬‬ ‫بقيادة وزير الرتبية والتعليم‪ ،‬ال تلتفت لعصابات‬ ‫الدروس الخصوصية ومافيا الكتب الخارجية‬ ‫التى تبذل جهودا جبارة إلعاقة املرشوع‪ ،‬وليعلم‬ ‫القاىص والدانى‪ ،‬أن الدولة بمؤسساتها وشعبها‪،‬‬ ‫البد من االلتفاف ودعم ومساندة املرشوع‪ ،‬واعتباره‬ ‫قاطرة األمل لنقل مرص نحو آفاق رحبة من التقدم‬ ‫االقتصادى والسياىس‪ ..‬وأن أى فرد أو جماعة أو‬ ‫كيان يحاول إعاقة املرشوع‪ ،‬يعد «خائنا» ويخضع‬ ‫لعقوبات الخائن‪ ،‬قوال واحدا‪!!...‬‬ ‫تحية وإجالل ملسؤولني آمنوا باألفكار العظيمة‪،‬‬ ‫وترفعوا عن الجدل السفسطائى‪ ،‬والتفاهات والرتهات‪،‬‬ ‫والغرق ىف سفاسف األمور‪ ،‬وانطلقوا نحو بناء اإلنسان‬ ‫املرصى‪ ،‬من خالل مرشوع تطوير حقيقى سيعيد‬ ‫ملرص دورها التنويرى والتوعوى ىف نثر العلم‪ ،‬للعالم‪،‬‬ ‫ودفع الوطن لالزدهار االقتصادى والسياىس‪!!...‬‬

‫‪ 100‬كلمة‬ ‫عمرو جاد‬

‫اإلنجازات التى حققها المشروع‬ ‫بعد عام من تطبيقه‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫أول إطار عامل‬ ‫متكامل بمعايير‬ ‫عاملية للمناهج‬ ‫املصرية ملك الدولة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫بنك معرفة مصرى‬ ‫عاملى ودار نشر‬ ‫مصرية باإلضافة‬ ‫لفهرس استشهاد‬ ‫عربى عاملى‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫منصة إدارة مناهج‬ ‫للتعلم الرقمى‬ ‫األساسى والعالى‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫مركز امتحانات رقمية‬ ‫بمقاييس جودة‬ ‫عاملية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫إطالق نظام‬ ‫تعليم متطور لبناء‬ ‫الشخصية واإلنسان‬ ‫العصرى‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫نظام تقييم فريد‬ ‫يستخدم التكنولوجيا‬ ‫مع قياس االبتكار‬ ‫والفهم‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫شراكات لبناء محتوى‬ ‫عربى مع االحتفاظ‬ ‫بامللكية الفكرية‬ ‫للدولة وحوكمة‬ ‫سوق الكتب الخارجية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫إنهاء ظاهرة الدروس‬ ‫الخصوصية والغش‬ ‫وعودة الطالب إلى‬ ‫املدارس‪.‬‬

‫‪a.gad@youm7.com‬‬

‫فريق طارق شوقى‬ ‫وأحالمه‬ ‫نحن من الجيل الذى كان شاهدًا عىل بداية انهيار التعليم ىف‬ ‫مرص تحت وطأة البريوقراطية والفساد اإلدارى وتحلل بعض‬ ‫القيم االجتماعية‪ ،‬بعدها لم نكن نُخفى دعمً ا ألى تغيري يطرأ‬ ‫عىل هذا النظام حتى لو كان مغام ًرا أو حا ًملا كما يظن البعض‬ ‫تجاه إيمانه الشديد بنظام التعليم الجديد الذى تتبناه الدولة‪،‬‬ ‫ال أنكر أن تفاصيل كثرية كانت غامضة اتضحت مع قراءتنا‬ ‫الكاملة للمرشوع‪ ،‬لكن الفلسفة والفكر من ورائه‪ ،‬والعقول التى‬ ‫تؤمن بكل هذا وتخلص له رأيناها عند لقاء الوزير طارق شوقى‬ ‫وفريقه املعاون ىف نظام التعليم الجديد‪ ..‬الرجل ليس حا ًملا تجاه‬ ‫املرشوع كما تصنفه بعض التحليالت‪ ،‬إنه غارق ىف تفاصيل‬ ‫حرب توقعناها جميعً ا من طابور أصحاب املصالح الذى يهدد‬ ‫هذا النظام فأقسموا عىل إفساده‪ ،‬تلك مهمة ثقيلة ندعو للوزير‬ ‫ورجاله بالتوفيق فيها‪ ،‬ونتمنى للنظام أن يلقى نجاحً ا ينتشلنا‬ ‫من املستنقع القديم‪.‬‬

‫يوسف أيوب‬

‫‪yo.ayoub@youm7.com‬‬

‫التعليم فى مصر سيراً على التجربة السنغافورية‬ ‫«ىل كوان يو»‪ ..‬هذا االسم ربما يكون غري معروف‬ ‫لدينا كمرصيني‪ ،‬لكنه أصبح رمزا للنهضة التى‬ ‫تعيشها سنغافورة حاليا‪ ،‬وهذا الشخص له قصة‬ ‫مرتبطة بواقع نعيشه حاليا ىف مرص‪.‬‬ ‫«ىل كوان يو»‪ ،‬الذى أتحدث عنه هو شخص‬ ‫تلقى تعليمه الجامعى ىف بريطانيا ىف جامعة‬ ‫كامربيدج وحصل عىل شهادة ىف القانون‪ ،‬ثم عاد‬ ‫إىل سنغافورة وعمل محاميا لعدة سنوات‪ ،‬وىف‬ ‫منتصف الخمسينيات أسس مع مجموعة من‬ ‫خريجى بريطانيا حزبا اشرتاكيا‪ ،‬وتم تعينه أمينا‬ ‫عاما للحزب‪ ،‬وبعدها فاز الحزب بانتخابات رئاسة‬ ‫سنغافورة عام ‪ ،1959‬وعني ىل كوان رئيسا للوزراء‬ ‫وكان عمره حينها ‪ 35‬سنة‪ ،‬وبعد ‪ 6‬سنوات أعلن ىل‬ ‫كوان استقالل سنغافورة عن ماليزيا‪ ،‬وأصبح أول‬ ‫رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة بعد االستقالل‪،‬‬ ‫واستمر ىف الحكم لثالث عقود متتالية‪ ،‬واشتهر‬ ‫بصفته مؤسس دولة سنغافورة الحديثة‪ ،‬ونقلها‬ ‫من دول العالم الثالث إىل مصاف الدول املتقدمة ىف‬ ‫سنوات قليلة‪ ..‬كيف حدث ذلك؟‪ ..‬هذه هى القصة‬ ‫التى أهتم بها‪.‬‬ ‫حينما توىل ىل كوان يو الحكم ىف سنغافورة‬ ‫بحث حوله عن أسباب تراجع بالده وحالة الجهل‬ ‫والتخلف‪ ،‬فوجد ضالته ىف التعليم‪ ،‬فقد فهم ىل كوان‬ ‫ومعاونوه أن سنغافورة ال تملك أية موارد طبيعية‬ ‫تساعدها عىل تحقيق نموّ اقتصادى‪ ،‬فهى دولة ىف‬ ‫مدينة واحدة‪ ،‬مع جزر صغرية جدا من جوانبها‪،‬‬ ‫فاختارت أن تركز عىل رأس املال الحقيقى الذى‬ ‫تملكه‪ ،‬والذى اعتمدت عليه ىف تحقيق معجزتها‬

‫االقتصادية‪ ،‬وهو بناء اإلنسان‪ ،‬ومن هنا جاءت‬ ‫فكرتهم بالرتكيز عىل التعليم‪ ،‬فوضعوا نظاما‬ ‫تعليميا يعترب أح َد أرقى أنظمة التعليم ىف العالم‬ ‫بال نزاع‪ ،‬حيث مكنها نظامها التعليمى من تكوين‬ ‫كفاءات وخربات ساهمت ىف بناء اقتصاد البلد‪ ،‬ورفع‬ ‫األب املؤسس لسنغافورة‪ ،‬شعار أن التعليم يتجاوز‬ ‫مجرد التعليم الرسمى‪ ،‬وقال ىف خطاب له ىف عام‬ ‫‪« 1977‬تعريفى للرجل املتعلم‪ ،‬هو رجل ال يتوقف‬ ‫أبدا عن التعلم ويريد أن يتعلم»‪.‬‬ ‫ملخص تجربة ىل كوان‪ ،‬وتحول سنغافورة من‬ ‫دولة شديدة الفقر إىل دولة متقدمة ىف كل املجاالت‪،‬‬ ‫أنه وضع التعليم نصب عينيه واعتربه رشيان الحياة‬ ‫الذى يضمن لسنغافورة مستقبل أفضل خالل‬ ‫‪ 50‬عاما‪ ،‬وخاض تحديات صعبة حتى أصبحت‬ ‫التجربة السنغافورية ىف التعليم األشهر عامليا‪،‬‬ ‫بل تفوقت عىل كوريا الجنوبية واليابان‪ ،‬وباتت‬ ‫تجربتها محل دراسة ىف الجامعات العاملية املهتمة‬ ‫بالتعليم وريادة األعمال‪.‬‬ ‫ما حدث ىف سنغافورة نرى له وجها يحدث اآلن‬ ‫ىف مرص‪ ،‬من خالل اسرتاتيجية التعليم التى أعلن‬ ‫عنها الدكتور طارق شوقى وتبناها واهتم بها‬ ‫الرئيس عبدالفتاح السيىس‪ ،‬الذى أعلن منذ اللحظة‬ ‫األوىل لتوليه الحكم ومن قبلها أيضا‪ ،‬أن نجاح‬ ‫مرص يتوقف عىل التعليم‪ ،‬لذلك نراه ىف كل جوالته‬ ‫الخارجية مهتما بموضوع التعليم‪ ،‬فعلها ىف اليابان‬ ‫وكوريا وأملانيا وغريها من الدول التى زارها‪ ،‬وطلب‬ ‫االطالع عىل النظام التعليمى ىف هذه الدول‪ ..‬االطالع‬ ‫ليس فقط عىل الورق‪ ،‬وإنما زيارة املؤسسات‬

‫التعليمية ليطلع بنفسه عىل النظام عىل األرض‪،‬‬ ‫ويتناقش مع أعضاء املنظومة التعليمية‪ ،‬معلمني‬ ‫وطلبة‪ ،‬ليعرف التفاصيل الدقيقة التى جعلت أملانيا‬ ‫دولة متقدمة علميا بناء عىل التعليم‪ ،‬وكذلك كوريا‬ ‫الجنوبية واليابان وغريهم من الدول‪ ،‬وىف النهاية‬ ‫طلب من وزارة الرتبية والتعليم أن تستعني بكل‬ ‫هذه التجارب لتضع نظاما جديدا للتعليم ىف مرص‬ ‫يتناسب مع إمكانياتنا وتطلعاتنا للمستقبل الذى‬ ‫نراه مبهرا‪.‬‬ ‫منذ عام تقريبا أطلق الدكتور طارق شوقى‪،‬‬ ‫هذه االسرتاتيجية التى تقوم عىل عدة أسس أراها‬ ‫نقطة انطالق مهمة للتقدم‪ ،‬وهى التحول من ثقافة‬ ‫الدرجات للمهارات‪ ،‬ومن ثقافة الحفظ والتلقني‬ ‫للفهم والتعلم النشط‪ ،‬مع إحداث نقلة نوعية‬ ‫ىف املناهج التعليمية‪ ،‬واالهتمام بتطوير قدرات‬ ‫املعلمني‪ ،‬ورفع مستوى كفاءة وذكاء الطالب‪ ،‬حتى‬ ‫يخرجوا لسوق العمل لديهم القدرة عىل التجاوب‬ ‫مع متطلبات السوق‪ ،‬وهنا برزت فكرة االهتمام‬ ‫بالتعليم الفنى‪ ،‬من خالل الرشاكة مع مؤسسات‬ ‫اقتصادية دولية تقوم ببناء مدارس لها ىف مرص‪،‬‬ ‫كما فعلنا مع املدارس اليابانية ورشكة سيمنز‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫هذا النظام الجديد للتعليم ىف مرص هو بمثابة‬ ‫الرافعة للدولة املرصية‪ ،‬حتى وإن كان هناك من‬ ‫يحاولون الطعن فيه‪ ،‬لتحقيق مصالح خاصة بهم‪،‬‬ ‫وأعنى هنا‪ ،‬لوبى مدرىس الدروس الخصوصية‪،‬‬ ‫أكثر املترضرين من النظام الجديد‪ ،‬ألنه سيقىض‬ ‫عىل أساطري طاملا عاشت عىل «سبوبة الدروس‬

‫الخصوصية»‪.‬‬ ‫أدرك ويدرك الدكتور طارق شوقى‪ ،‬وكل من‬ ‫يعملون ىف اسرتاتيجية التعليم أن لوبى الدروس‬ ‫الخصوصية لن يهدأ لهم بال‪ ،‬وأنهم سيظلون‬ ‫يحرضون أولياء األمور عىل الــوزارة والنظام‬ ‫الجديد‪ ،‬لكن املؤكد أيضا ً أن نهاية هذا اللوبى قريبة‪،‬‬ ‫خاصة بعدما يدرك أولياء األمور أن النظام الجديد‬ ‫سينقذهم من ناهبى أموالهم‪ ،‬من مدرسني معدومى‬ ‫الضمري‪ ،‬ال يهمهم ىشء سوى مصلحتهم الشخصية‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫نعم هناك لوبى مصالح يقف ضد مرشوع‬ ‫التعليم الجديد‪ ،‬لكن ىف نفس الوقت هناك شعب واع‬ ‫ومدرك أن الدولة تعمل حاليا عىل االرتقاء بالنظام‬ ‫التعليمى‪ ،‬وسيدرك أولياء األمور «املضحوك عليهم»‬ ‫أنهم كانوا ضحية للوبى السبوبة‪ ،‬سيدركون ذلك‬ ‫حينما يتعرفون عىل كل تفاصيل االسرتاتيجية‬ ‫الجديدة‪ ،‬وأنها ليست فقط اسرتاتيجية «تابلت» كما‬ ‫يروج لها البعض‪ ،‬أو وقف حال بعض املدرسني‪ ،‬او‬ ‫غريها من الشائعات التى أراها عىل مواقع التواصل‬ ‫االجتماعى‪ ،‬بل هى اسرتاتيجية متكاملة تستهدف‬ ‫صناعة جيل واع وفاهم وليس حافظا‪.‬‬ ‫تحية تقدير للدكتور طارق شوقى‪ ،‬وكل العاملني‬ ‫عىل تطبيق هذه االسرتاتيجية‪ ،‬فهم يعملون ىف‬ ‫صمت‪ ،‬لتخرج االسرتاتيجية بالشكل املرجو منها‪،‬‬ ‫وسيأتى يوم ليعرف كل املرصيني دور كل واحد من‬ ‫أعضاء خلية النحل التى ال تكل وال تمل داخل وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم لتحقق مرص النهضة التى تسعى‬ ‫لها‪.‬‬

‫بروتوكول تعاون‬ ‫التعليم ومؤسسة‬ ‫المدارس الدولية بمصر‪:‬‬ ‫ تقديم الدعم الفنى‬‫ملجموعة من املدارس‬ ‫الحكومية الدولية‬ ‫بمحافظات القاهرة‬ ‫واإلسكندرية والقليوبية‬ ‫وبورسعيد وغيرها بدءا من‬ ‫العام الدراسى ‪2019 2018‬‬ ‫ االتفاق على أن تتولى‬‫املدارس املستهدفة‬ ‫تدريس املناهج ذات الطبيعة‬ ‫الخاصة «الدولية» مع تأكيد‬ ‫التزامها بتدريس مواد الهوية‬ ‫القومية على جميع الطالب‬ ‫بتلك املدارس‪.‬‬ ‫ تبدأ الدراسة املستهدفة‬‫ببروتوكول التعاون خالل شهر‬ ‫أكتوبر من عام ‪.2018‬‬ ‫ اإلعالن ً‬‫الحقا عن وظائف‬ ‫«اإلدارة املدرسية‪ ،‬وأعضاء‬ ‫هيئة التدريس‪ ،‬واإلداريني»‬ ‫لهذه املدارس بنظام‬ ‫املأمورية من العاملني‬ ‫بالتربية والتعليم‪.‬‬ ‫ تتولى مؤسسة املدارس‬‫الدولية فى مصر تقديم‬ ‫«الدعم الفنى واملحتوى‬ ‫التعليمى» الالزمني لتشغيل‬ ‫املدارس املستهدفة‪،‬‬ ‫وكذلك تأهليها لالعتماد‬ ‫الدولى من الجهات الدولية‬ ‫املانحة‪.‬‬ ‫ تحقيق التكاتف والتكامل‬‫مع الوزارة من أجل النهوض‬ ‫واالرتقاء بمنظومة التعليم‬ ‫قبل الجامعى‪.‬‬

‫محمود سعد الدين‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫‪m.saadeldeen@youm7.com‬‬

‫فى حضرة وزير التعليم‬ ‫كيف سألنا وكيف أجاب‬ ‫‪ 8‬وزراء تعاقبوا عىل ديوان الرتبية والتعليم منذ قيام‬ ‫ثورة يناير ‪ ،2011‬غري أن الجدل لم يرتبط بأسمائهم‬ ‫بقدر ما ارتبط بالدكتور طارق شوقى‪ ،‬الوزير الحاىل‪،‬‬ ‫ألسباب مختلفة أهمها انفراده عن الوزراء السابقني‬ ‫باختيار الطريق األصعب وهو السري نحو مرشوع‬ ‫إلصالح املنظومة التعليمية بشكل كامل ال بقرارات‬ ‫فردية بإعادة «سنة سادسة باملرحلة االبتدائية» أو‬ ‫إلغائها‪ ،‬مثلما فعل الوزراء السابقون‪.‬‬ ‫السبب الثانى وراء الجدل حول وزير التعليم هو‬ ‫شخص وزير التعليم نفسه‪ ،‬عنيد‪ ،‬ينحاز إىل مرشوعه‬ ‫التعليمى ويدافع عنه بنفسه ال عرب وسطاء‪ ،‬فيقع من‬ ‫وقت آلخر ضحية مانشيتات صحفية تىسء له وللوزارة‬ ‫وللمرشوع التعليمى املهم‪ ،‬ألنه مع كل ترصيح جديد‪،‬‬ ‫يفتح بابا جديدا من الرصاع مع األعمدة الرئيسية‬ ‫التى يرتكز عليها النظام التعليمى بشكل عام بداية‬ ‫من أولياء األمور واملدرسني ومروا بالنارشين وختاما‬ ‫بأصحاب املصالح‪.‬‬ ‫الوقوف هنا يضع الدكتور طارق شوقى ىف مأزق دائم‬ ‫ويرصفه دائما إىل معارك جانبية بعيدا عن املعركة األهم‬ ‫إلصالح حال التعليم املرصى‪ ،‬وبالتاىل سؤالنا الرئيىس‬ ‫الحاكم‪ ..‬هل الدكتور طارق شوقى كوزير تربية وتعليم‬ ‫يمتلك مرشوعا حقيقيا لإلصالح وهل يستطيع تنفيذه‬ ‫أم ال؟‬ ‫اإلجابة بكل أمانة‪ ..‬نعم‪ ،‬يمتلك الوزير طارق شوقى‬ ‫مرشوعا حقيقيا للتطوير يعتمد عىل الفهم وليس‬ ‫الحفظ‪ ،‬ونعم يستطيع الوزير تنفيذ هذا املرشوع‬ ‫استنادا لخلفياته العلمية والعملية‪ ،‬فقبل أن يجلس‬ ‫عىل كرىس الوزارة كان مديرا ملكتب اليونسكو اإلقليمى‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا ىف الدول العربية‪ ،‬وهو منصب رفيع‬ ‫ال يجلس عليه إال أصحاب القدرات الحقيقية بعيدا عن‬ ‫الواسطة واملحبوسية‪ ،‬وبالتاىل املعطيات تقول إننا أمام‬ ‫مرشوع حقيقى وأمام وزير مؤهل لنقل حال التعليم ىف‬ ‫مرص من تحت الصفر إىل درجة مقبولة‪ ،‬وبناء عليه البد‬ ‫من املواجهة الحقيقية‪ ..‬أين تقع املشكلة؟‬ ‫بحثا عن إجابة ترىض ضمائرنا كأولياء أمور قبل‬ ‫أن نكون صحفيني‪ ،‬حددنا موعدا مع وزارة الرتبية‬ ‫والتعليم‪ ،‬األربعاء املاىض‪ ،‬وىف مكتب الوزير بالطابق‬ ‫الثانى دار حوار امتد لـ‪ 4‬ساعات بني الدكتور طارق‬ ‫شوقى‪ ،‬ومجلس تحرير «اليوم السابع» برئاسة األستاذ‬ ‫خالد صالح‪.‬‬ ‫هدفنا الرئيىس كان العودة بإجابة عن األسئلة التى‬ ‫تشغل بال أولياء األمور بداية بالتابلت وموقف التالميذ‬ ‫ىف الصف األول الثانوى ووضع املناهج الدراسية‬ ‫واآلليات الجديدة إلجراء االمتحانات وكيفية حماية بنك‬ ‫األسئلة من االخرتاق‪ ،‬وغريها من عرشات األسئلة وفلسفة‬ ‫املرشوع باألساس‪.‬‬ ‫بعد ساعتني من اإلنصات للحوار والجدل الدائر بني‬ ‫مجلس تحرير «اليوم السابع» وقيادات الوزارة‪ ،‬وقفت‬ ‫عىل ‪ 3‬عناوين عامة‪ ،‬أولها أن الوزير طارق شوقى‬ ‫يعشق التفاصيل وينغرق فيها باستطراد بعيدا عن‬ ‫املحاور الرئيسية‪ ،‬وثانيا أنه يتعصب ملرشوعه‪ ،‬وثالثا‬ ‫أن املرشوع املطروح يجسد قصة نجاح حقيقية نحو‬ ‫إصالح حال التعليم ىف مرص‪ ،‬ومن هنا كان مدخل سؤاىل‬ ‫لوزير التعليم‪.‬‬ ‫سألت الوزير‪« :‬يا دكتور طارق‪ ..‬ما استمعت إليه‬ ‫هو قصة نجاح حقيقية عن مرشوع طموح إلصالح‬ ‫حال التعليم ىف مرص‪ ،‬ولكن رجل الشارع حتى اآلن لم‬ ‫تصل إليه تلك الفكرة بأركانها الكاملة‪ ،‬وما يصدر له‬ ‫عن املرشوع هو األزمات املتتالية من عينة التابلت واللغة‬ ‫الثانية‪ ،‬فضال عن أن الوزارة وهى تخطط لهذا املرشوع‬ ‫املهم تجاهلت إعداد خطة إعالمية للرتويج له‪ ،‬ألنه البد أن‬ ‫يكون ألى مرشوع مسار للتسويق اإلعالمى والسياىس‬ ‫له مادام هذا املرشوع يعتمد عىل فكرة‪ ،‬والفكرة تحتاج‬ ‫من ينظر لها وباسمها‪ ،‬وال يصلح بأى حال من األحوال‬ ‫أن تتحدث وحدك عن املرشوع أو تجيب وحدك عن كل‬ ‫األسئلة‪ ،‬كما أنه طرح كل املعلومات املتعلقة بأوجه‬ ‫مرشوع إصالح التعليم باقة واحدة عىل املواطن‪ ،‬قد‬ ‫يصيبه بارتباك ىف التلقى والتعاطى مع ما يستقبل‪،‬‬ ‫ما يرتتب عليه مزيد من القلق والتوتر بشأن مستقبل‬ ‫ابنه أو بنته‪ ..‬وسؤاىل سيادة الوزير بشكل مبارش‪ ..‬ملاذا‬ ‫فشلت وزارة الرتبية والتعليم ىف الرتويج إعالميا ملرشوع‬ ‫حقيقى إلصالح التعليم؟‬ ‫توقعت أن ينزعج الوزير من السؤال‪ ..‬وخاب ظنى‪،‬‬ ‫ولقى الطرح والسؤال إعجاب الدكتور طارق‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«دا سؤال كويس»‪ ،‬وهنا أدركت أننى أتعامل مع قيادة‬ ‫تتقبل النقد طاملا يصب ىف خدمة مرشوعه األساىس‬ ‫إلصالح التعليم‪ ،‬وقبل أن يبدأ ىف اإلجابة‪ ،‬تعاىل صوت‬ ‫الدكتورة الفاضلة دينا برعى مستشار وزير التعليم‪،‬‬ ‫وقالت‪« :‬أيوه‪ ..‬عندنا مشاكل ىف اإلعالم وساعدونا‪..‬‬ ‫واحنا قاعدين مع بعض علشان كده»‪.‬‬ ‫بقدر ما كانت اإلجابة مخترصه‪ ،‬بقدر ما كانت‬ ‫مفتاحا لحوار طويل فيما بعد عن الرسالة اإلعالمية‬ ‫املطلوبة من وزارة التعليم إلنجاح املرشوع‪ ،‬والخط‬ ‫التسويقى املستهدف تعديل مساره لكى يقتنع رجل‬ ‫الشارع باملرشوع ويؤيده كل أطراف العملية التعليمية‪.‬‬ ‫انتهى لقاء الوزير‪ ،‬لكن لم ينته الجدل بشأن مرشوع‬ ‫التعليم‪ ،‬وأعتقد أنه من الواجب علينا املساهمة نحو مزيد‬ ‫من التوعية بمرشوع سيغري فعال من حال التعليم ىف مرص‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.