زهﺮة ﺑﻴﻦ اﻷﺷﺠﺎر ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﺑﻘﻠﻢ :ص س وﻗﻒ زهﻴﺮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮة ﺳﻌﺎدة و رﺿﺎ ،آﺎن ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ﻟﺘﻮﻩ ﻣﻦ ري أﺷﺠﺎر اﻟﺰﻳﺘﻮن ،ﺗﻠﻚ اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺎهﺎ اﻷﺳﺮة ﻣﻨﺬ أﺟﻴﺎل ،اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ وﺣﺪهﺎ ﻳﻨﺴﻴﻪ اﻷﺣﺰان اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ،و ﻳﺸﻐﻠﻪ دﻗﺎﺋﻖ ﻋﻦ اﻟﺪﻣﺎر و اﻟﺨﺮاب اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻲ آﻞ اﻟﻘﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻓﻲ آﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ وﻃﻨﻪ ،اﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﻳﺬآﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ و ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻪ ؛ آﺎن ﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮدﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺧﺎرج اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪ ﺣﺎﺟﺰا أﻗﺎﻣﻪ اﻷوﻏﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻟﻤﺆدى ﻟﻘﺮﻳﺘﻪ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،أوﻗﻔﻮﻩ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻦ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ دﻟﻮ ﺑﻪ أوراق ﻣﻄﺒﻘﺔ أرﺑﻊ ﻃﺒﻘﺎت و ﻳﺄﺧﺬ ورﻗﺔ ،ﻓﻲ آﻞ ورﻗﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﺤﺪدة ، ارﺗﺠﻔﺖ اﻷﻳﺪي ،و ارﺗﻌﺸﺖ اﻷﺻﺎﺑﻊ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ إﻻ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ،آﻞ ﻓﺮد ﻳﻤﺴﻚ اﻟﻮرﻗﺔ و ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ،ﻳﺤﺎول اﺳﺘﻘﺮاء اﻟﻐﻴﺐ ،و آﺎن ﻧﺼﻴﺐ ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ آﺘﺐ ﺑﻬﺎ " : ﺗﻜﺴﻴﺮ اﻷﻃﺮاف " ،ﻳﺎ ﻟﻠﺮأﻓﺔ … إﻧﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ هﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺨﻴﻞ … ﻓﻘﻂ ﺗﻜﺴﻴﺮ اﻷﻃﺮاف ،ﻓﻜﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺠﺮى ،و آﺎن ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻟﺼﻐﺮ ﺳﻨﻪ و ﺧﻔﺔ ﺣﺮآﺘﻪ ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﺠﺮى ﻓﻲ ﻣﺴﺎرات ﻣﺘﻌﺮﺟﺔ آﻲ ﺗﺨﻄﺌﻪ رﺻﺎﺻﺎﺗﻬﻢ ، و أﺑﺪا ﻟﻦ ﻳﺘﻌﻘﺒﻪ أﺣﺪهﻢ ﻋﺎرﻳﺎ ﺑﺪون دروﻋﻪ و ﺳﻼﺣﻪ اﻟﺘﻲ ﺑﻐﻴﺮهﺎ ﻳﻜﻦ أﺟﺒﻦ ﻣﻦ ﺟﺮذ ﺣﻘﻴﺮ ،و هﻲ أﺛﻘﻞ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ،و ﻟﻜﻨﻪ أﺑﻰ ،رﻓﺾ أن ﻳﻈﻬﺮ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟﺨﺎﺋﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،و أﻣﺎﻣﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻳﻌﺎﻗﺒﻮن ﺑﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ،و آﺎن ﻣﺎ آﺎن . اﺳﺘﻌﺎد زهﻴﺮ ﻣﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ و هﻮ ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺼﺺ ،و دﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺄﺛﺮا و هﻮ ﻳﺮى ﻋﻠﻰ اﻟﺬي آﺎن ﺷﻌﻠﺔ ﻧﺸﺎط ﻻ ﺗﻬﺪأ ﻃﺮﻳﺢ اﻟﻔﺮاش ،ﻋﺎد ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺤﻤﻮﻻ ،أﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻣﻔﺘﺘﺔ ﻣﻦ أﺛﺮ هﺮاوات و ﻣﻄﺎرق ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ هﺬا اﻟﺰﻣﺎن ،ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ،آﻞ ﻣﺎ ﻳﺬآﺮﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻣﺴﻚ أﺣﺪهﻢ ﺑﺬراﻋﻴﻪ و أﺟﺒﺮﻩ ﺛﺎن ﻋﻠﻰ ﻓﺮدهﻤﺎ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﺪى و هﻮى اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪﺗﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻷﻟﻢ ﻓﺄﻏﻤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻘﺪﻣﻴﻪ و آﺎن هﺬا ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻪ . ﺑﻌﺪﻣﺎ رﺣﻞ اﻷوﻏﺎد و ﻓﻜﻮا اﻟﺤﺎﺟﺰ اﻟﺬي أﻗﺎﻣﻮﻩ – ﺣﺎﺟﺰ اﻟﻤﻮت – ﻧﻘﻠﻪ أﺣﺪهﻢ إﻟﻲ ﺑﻴﺘﻪ ،و اﻟﻜﻞ – ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻻت – ﻳﻌﺮف ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ،و آﻴﻒ ﻻ و ﻗﺪ اﻣﺘﺰﺟﺖ دﻣﺎؤهﻢ و ارﺗﻮت ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺲ اﻷرض … أرض اﻟﻮﻃﻦ ،
ﺑﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﺟﺪﻩ اﻷآﺒﺮ … ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﺣﺪاد ،ﺑﻴﺖ اﻟﻜﺮم ،و ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻬﺪاء ؛ ﻓﻬﺬا اﻟﺒﻴﺖ – آﻜﻞ ﺑﻴﻮت اﻟﻮﻃﻦ – ﻗﺪم ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ . ﻻ ﺗﺒﻚ ﻳﺎ زهﻴﺮ ،و اﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻤﻚ إﻟﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ،و ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻴﺘﻚ و ﻋﻘﻴﺪﺗﻚ ،و أﺣﺬر ﻣﻜﺮهﻢ ،و ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻴﺮا أﺑﺪا ،و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻨﺢ ﻟﻚ اﻟﻔﺮﺻﺔ و ﺗﺼﻞ إﻟﻲ أﺳﻤﻰ اﻟﻤﺮاﺗﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،اآﺸﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ،و اﻓﻀﺤﻬﻢ ﻓﻲ آﻞ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت . ﺗﺤﺴﺲ زهﻴﺮ ﺷﺠﺮة زﻳﺘﻮن ﺑﺤﺐ ،و ﻧﻈﺮ إﻟﻲ زهﺮة ﻧﺒﺘﺖ ﺑﺠﻮارهﺎ ، زهﺮة ﻟﻢ ﻳﺰرﻋﻬﺎ أﺣﺪ ،و ﻋﺎودﺗﻪ اﻟﺬآﺮﻳﺎت : ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ،و رﻏﻢ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻟﻤﻜﺜﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺎرهﻢ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺸﺎب ﻓﻘﺪ ودع اﻟﺪﻧﻴﺎ ،رﺑﻤﺎ آﺎن ﻣﻮﺗﻪ راﺣﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ أﻟﻤﻪ ،و ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ذوﻳﻬﻢ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﻦ وﺣﺸﻴﺔ اﻟﺬﺋﺎب ،و ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻠﻪ اﻟﺘﻠﻔﺎز ﻣﻦ ﻣﺸﺎهﺪ ﻗﺘﻞ و ﺗﺪﻣﻴﺮ و ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻟﻠﺠﺴﺪ و اﻟﺮوح ،ﻳﺬآﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻠﺖ وآﺎﻻت اﻷﻧﺒﺎء اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻧﺒﺄ ﻣﻘﺘﻞ ﺳﻴﺪة أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ دهﺴﺘﻬﺎ دﺑﺎﺑﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ،اﻧﻪ ﻳﻜﻦ آﻞ اﺣﺘﺮام و ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺴﻴﺪة و أﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ،ارﺗﻀﻮا أ ،ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻊ ﻣﻦ ﻻ ﺣﻮل ﻟﻬﻢ و ﻻ ﻗﻮة ،و ﻳﻔﻀﺤﻮا ﻣﻦ أﺷﺎﻋﻮا أﻧﻬﻢ ﺷﻌﻠﺔ اﻟﺤﻀﺎرة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،و ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮة ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﻳﻮم ﻣﻘﺘﻞ ﺻﺤﻔﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻗﻨﺎص إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ و ﻳﻨﺴﻮن – أ ،ﻳﺘﻨﺎﺳﻮن – اﻟﻤﺌﺎت ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻪ ،ﺧﻼل ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻗﺘﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋﺘﻴﻦ ﺷﺨﺺ … ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﻮهﻴﻦ … و اﻟﻌﺎﺟﺰﻳﻦ … آﻞ ﻓﺮد ﻣﻦ هﺆﻻء وراءﻩ أﺳﺮة هﻮ ﻋﺎﺋﻠﻬﺎ – رﺑﻤﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ – ﻳﺘﺮآﻬﻢ ﻟﻤﻦ ؟ ﻳﺘﺮآﻬﻢ ﻟﺮﺣﻤﺔ اﷲ ﺑﻌﺪ أن اآﺘﻔﻰ اﻵﺧﺮون ﺑﺎﻟﻜﻼم ،ﻳﺠﻠﺴﻮن ﻋﻠﻰ أراﺋﻚ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻣﻤﻮﻟﻲ ﻗﺘﻠﺔ ﺷﻌﺒﻪ ،و ﻳﺸﺮﺑﻮن اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻐﺎزﻳﺔ ﻓﻲ آﺌﻮس آﻴﻼ ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮات ﺻﻮرهﻢ و هﻢ ﻳﻤﺴﻜﻮن ﺑﺎﻟﺰﺟﺎﺟﺎت ذات اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺸﻬﻴﺮة ،ﻟﻬﻢ اﷲ ،و ﻣﺎذا ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻔﻌﻠﻮا أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ! ﻓﻲ ﻧﻈﺮهﻢ أن ﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ وﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻰ ،ﻣﺎدام آﻞ رﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻲ ﺑﻴﺘﻪ اﻟﻤﻜﻴﻒ و ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﻤﺎ ﻟﺬ وﻃﺎب ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ،و ﺿﺎﻗﺖ ﺣﺠﺮاﺗﻪ ﺑﻤﺎ اﺗﺴﻌﺖ ﻋﻠﻰ آﻤﺎﻟﻴﺎت ،و ﺻﻐﺎرﻩ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪة ،و ﻧﻮﻣﺘﻪ ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻬﻤﺎ اﻟﻠﻴﻦ آﻠﻬﺎ ﺳﻌﺎدة ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻪ ﺑﺂﺧﺮﻳﻦ … ﻳﻜﻔﻬﻢ أﻧﻪ ﻳﺸﺎرك ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ ﺻﻼة ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ آﻞ أﺳﺒﻮع ،دﻋﺎء ﺑﺄن ﻳﻨﺼﺮهﻢ اﷲ و ﻳﺜﺒﺖ أﻗﺪاﻣﻬﻢ إﻟﻲ أن ﻳﺒﺎدوا ﺟﻤﻴﻌﺎ ،اﻧﻪ ﻳﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﻟﻌﻦ ﺣﻔﺪة اﻟﻘﺮدة و اﻟﺨﻨﺎزﻳﺮ ،ﻣﺎذا ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻔﻌﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا ! اﻧﺘﺒﻪ زهﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮودﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت ﺑﻌﻴﺪ ،ﻳﻘﺘﺮب ﺳﺮﻳﻌﺎ ،ﻣﻴﺰ اﻟﺼﻮت ؛ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺧﺒﻴﺮا ،إﻧﻬﺎ اﻟﺠﺮاﻓﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﻟﺘﻬﺪم و ﺗﺪك ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة ،ﺗﻐﻄﻰ اﻟﻤﺮوﺣﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ ﺳﻤﺎءﻩ ﻋﻠﻰ
ﺻﻮﺗﻬﺎ ،ﻓﺤﻴﺢ اﻷﻓﺎﻋﻲ و ﻋﻮاء اﻟﺬﺋﺎب اﻣﺘﺰﺟﺎ ﻣﻌﺎ ،و ﻟﻜﻦ ﻻ … إن ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ اﻟﻌﺬارى و أﻣﻪ اﻟﺘﻲ ذهﺐ اﻟﺒﻜﺎء ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﻴﻘﻴﻪ اﻟﻠﺬﻳﻦ أآﻠﻬﻤﺎ اﻟﺬﺋﺎب ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﺮﻳﺴﺔ ﺳﻬﻠﺔ ،اﻧﻪ رﺟﻞ ،و ﺳﻴﺘﺼﺮف آﺮﺟﻞ … اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﻴﺮان ﺧﻔﺎﻓﻴﺶ اﻟﺸﺮ و اﻟﻈﻼم ﺗﺤﺼﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪون ﺗﻤﻴﻴﺰ ،و اﻧﻬﺪم ﺳﻮر اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ،و داﺳﺖ ﺁﻟﻴﺎت اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ أﺷﺠﺎرﻩ ؛ أﺷﺠﺎر اﻟﺰﻳﺘﻮن … اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺘﻲ ﻇﻠﻮا ﻳﺮﻋﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﻴﻦ ،أﺷﺠﺎر ﺷﻬﺪت هﺬا اﻟﻮﻃﻦ و هﻮ ﺣﺮ ،و ﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﺮاﻩ ﻳﻌﻮد ﻃﻠﻴﻘﺎ ،ﻗﺎوﻣﺖ و ﻗﺎوﻣﺖ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻧﺤﻨﺖ ،و ﺧﻀﻌﺖ ،و ﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﺣﺎول أن ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻲء … أي ﺷﻲء ، و ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺬي أﺛﺨﻨﺘﻪ اﻟﺠﺮاح و ﺗﺴﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ دﻣﺎء اﻟﺤﻴﺎة أﻧﻬﺎرا ﻟﻢ ﻳﻄﺎوﻋﻪ أو ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟﻪ ،ﻣﺎﻳﺆﺳﻔﻪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻢ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ ،ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ،و ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﺎدر روﺣﻪ ﺟﺴﺪﻩ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ اﺳﺘﺮﺟﻊ آﻞ ﻣﺎ رﺁﻩ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻷوﻏﺎد ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻘﺼﻴﺮة ،أﻓﻌﺎل ﻟﻴﺲ أﻗﻠﻬﺎ اﻟﻘﺘﻞ … اﻟﺘﺸﺮﻳﺪ … اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ … اﻟﺘﺮوﻳﻊ … اﻻﻏﺘﺼﺎب … اﻟﻤﺎدي و اﻟﻤﻌﻨﻮي ،و ﺑﻨﻈﺮة ﻋﻴﻨﻪ اﻷﺧﻴﺮة رﺁهﺎ … زهﺮة ﻟﻢ ﻳﺰرﻋﻬﺎ أﺣﺪ ،و ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻘﺘﻠﻌﻬﺎ اﻟﺸﻴﻄﺎن ،زهﺮة ﺷﻬﺪت آﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻷﺷﺠﺎر اﻟﺴﻼم اﻟﺘﻲ ﺻﺎرت ﻓﻲ ﺧﺒﺮ آﺎن .