al-akhbar18-12-2010

Page 20

‫‪20‬‬

‫رأي‬ ‫أسعد أبو خليل*‬

‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2010‬العدد ‪1294‬‬

‫الحملة على «األخبار» ذعر‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كانت القرصنة ضد موقع «األخبار» حدثًا عرضيًا في اإلعالم العربي‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العدو اإلسرائيلي للمراسل ّ‬ ‫عساف بو رحال‪ .‬لكن عندما تعرض‬ ‫كان خبر قتل‬ ‫ّ‬ ‫كاتب حريري لـ«سحسوح»‪ ،‬تحول الحدث إلى اعتداء أبشع من اعتداء إسرائيل‬ ‫اإلعالم ــ ماذا تقول عن وزير أتى بتزكية من الوزير‬ ‫على لبنان‪ .‬أما وزير‬ ‫ّ ّ‬ ‫على «األخبار»‬ ‫الفضيحة‪ ،‬املاريشال للو املر ــ فلم يالحظ ما حدث‪ .‬القرصنة ً‬ ‫ّ‬ ‫مقبولة ألن الرأي الواحد هو املطلوب‪ .‬وحدها «السفير» مشكورة ــ آزرت‬ ‫تتعرض ج��ري��دة مل��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعرضت‬ ‫ل��م‬ ‫له «األخبار» حتى قبل أن تصدر‬ ‫ـــ من سموم وهجوم وشائعات‪.‬‬ ‫ول �ي��د ج�ن�ب�لاط وغ �ي��ره ّ‬ ‫عيروها‬ ‫ق �ب��ل أن ي� �ص ��در ال � �ع� ��دد الصفر‬ ‫م �ن �ه��ا‪ .‬االع� �ت ��راض ل ��م ي �ك��ن على‬ ‫املضمون ـــ وه��م لم ي��روه حينها‬ ‫ـ�ـ�ـ ب��ل ع�ل��ى ف�ك��رة إي �ج��اد صحيفة‬ ‫غير موالية لرأسمالهم‪ .‬ل��م ت�ت� ّ‬ ‫�ورع صحف مال‬ ‫ال�ن�ف��ط وال�س�م�س��رة واالت �ج��ار ب��ال��رق�ي��ق األبيض‬ ‫عن النيل منها عبر الحديث عن تمويلها آنذاك‪.‬‬ ‫هذه الحملة كانت واضحة في مراميها‪ :‬الحقبة‬ ‫ال �س �ع� ّ‬ ‫�ودي��ة ال�ث��ان�ي��ة (م �ن��ذ ‪ 11‬أي �ل��ول) ال تسمح‬ ‫بوجهة نظر أخرى في اإلعالم العربي‪ ،‬والراعي‬ ‫األم �ي��رك��ي ط�ل��ب ت�ط��وي��ع ت ��ام ل�ت�س�ه�ي��ل حروبه‪.‬‬ ‫ل �ه��ذا‪ ،‬ي �ت �ش��ارك امل��وس��اد م��ع ال �ن �ظ��ام السعودي‬ ‫في الحملة على قناة «الجزيرة»‪ .‬ثم ذهبت ‪500‬‬ ‫ّ‬ ‫«الحرة» أدراج‬ ‫مليون دوالر لإلنفاق على محطة‬ ‫الصحراء‪.‬‬ ‫وك ��ان ي�ن�ق��ص أن ي�ت�ح� ّ�ول إل �ي��اس امل � ّ�ر إل��ى ناقد‬ ‫ص �ح��اف��ي‪ ،‬ي�ع�ط��ي رأي� ��ه ف ��ي ال �ك�ل�ام الصحافي‪،‬‬ ‫وي�ع� ّ�د ال �ع� ّ�دة إلص ��دار صحيفة خ� ّ‬ ‫�اص��ة ب��ه‪ ،‬وهو‬ ‫ال ��ذي ت �خ��رج ال�ك�ل�م��ة م��ن ف�م��ه ب�ص�ع��وب��ة بالغة‪.‬‬ ‫ه� ��ذا ال � ��ذي ت� �ح � ّ�ول إل� ��ى ب �ط��ل ال� �ع ��ار ف ��ي وثائق‬ ‫ويكيليكس ـــ بعدما كذب على الشعب اللبناني‬ ‫ع��ن اقتنائه ل�ط��ائ��رات امل�ي��غ‪ ،‬وب�ع��دم��ا ك��ذب على‬ ‫ّ‬ ‫عشية حرب ّ‬ ‫تموز عندما وعد‬ ‫الشعب ّ اللبناني‬ ‫ب��أن يعلم الجيش اللبناني إس��رائ�ي��ل درس��ًا لن‬ ‫ّ‬ ‫الطبية‬ ‫العناية‬ ‫ت�ن�س��اه‪ ،‬وال ��ذي ال يجد وس��ائ� ّ�ل ّ‬ ‫�ري��ة‪ .‬ل��ل��و امل � ّ�ر غير‬ ‫إال ف��ي امل�ن�ت�ج�ع��ات ال �س��وي �س�‬ ‫راض ع��ن «األخ �ب��ار» ووص��ف صحافيًا شجاعًا‬ ‫ٍ‬ ‫ورص �ي �ن��ًا ف��ي ال �ج��ري��دة ب�ـ«ال�ع�م�ي��ل اإلسرائيلي‬ ‫رقم واح��د»‪ ،‬فيما كان يسدي النصح إلسرائيل‪.‬‬ ‫إل� �ي ��اس امل � � ّ�ر س � ��اوى ب�ي�ن امل �ط��ال �ب��ة بمحاسبته‬ ‫ّ‬ ‫والقتل‪ .‬وتحدث ـــ لجهله في اللغة وف��ي املنطق‬ ‫ُ‬ ‫ـــ عن «قتلته»‪ ،‬ناسيًا أنه ّ‬ ‫حي يرزق‪ .‬أقحم الياس‬ ‫املر الشعب اللبناني ّ‬ ‫ّ‬ ‫برمته في الدفاع عن نفسه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأق �ح��م رئ �ي��س ال�ح�ك��وم��ة ورئ �ي��س الجمهورية‬ ‫في بيان َ‬ ‫«ح��رده»‪ ،‬ال��ذي لم يجرؤ على أن يقرأه‬ ‫ّ‬ ‫املتواضعة‬ ‫ُبنفسه‪ ،‬وإن ك��ان��ت ق��درات��ه ّ ال�ل�غ��وي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ت ّ‬ ‫فسر اإلحجام‪ .‬املاريشال للو قال‪ ،‬في ما قال‪ ،‬إن‬ ‫ّ‬ ‫هناك من يخون فقط بسبب االختالف في الرأي‪.‬‬

‫هل هناك من ينصحه في ّأوس��اط املستشارين‪،‬‬ ‫الذين اقتناهم له أب��وه‪ ،‬ب��أن التخوين ال��ذي تلى‬ ‫نشر وث��ائ��ق «ويكيليكس» ك��ان بسبب إسدائه‬ ‫ال �ن �ص ��ح إلس ��رائ� �ي ��ل وب �س �ب ��ب ق �ب ��ح تحليالته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األميركية‬ ‫تنف السفيرة‬ ‫الطائفية الكريهة (ل��م ّ ِ‬ ‫ّ‬ ‫تنف‬ ‫الحديث ّ املذكور‪ ،‬كما أن وزارة الخارجية لم ِ‬ ‫ّ‬ ‫صحة أي من وثائق ويكيليكس)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال �ص��ارخ ب ّ��اب�ت��ذال وس��وق��ي��ة ف��ي ب��ري��ة اإلنترنت‪،‬‬ ‫ف ��ارس خ��ش��ان ـ�ـ�ـ وه��و ص�ح��اف��ي‪ ،‬ف� ّق��ط ّبمعايير‬ ‫صحافة آل سعود وآل الحريري ـــ نظر أن وثائق‬ ‫«األخبار» ّليست من وثائق ويكيليكس‪ .‬لم يعلم‬ ‫صاحبكم أن ويكيليكس نشرت بعد ّأيام الوثائق‬ ‫ُ‬ ‫التي نشرت في «األخبار»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عملية القرصنة‬ ‫إدارة «األخبار» أحدًا في‬ ‫لم‬ ‫تتهم ُ َ‬ ‫وإن ّ‬ ‫رصن عن أهوائه عبر نشره صورًا‬ ‫عب َر املق‬ ‫ِ‬ ‫للملك ال�س�ع��ودي (ال�ل�غ��ة ال�ع��رب� ّ�ي��ة ف��ي القرصنة‬ ‫وم ّ‬ ‫كانت ضعيفة ُ‬ ‫طريقة االستشراق‬ ‫شوهة على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلس��رائ �ي �ل��ي ـ�ـ�ـ إن �ه��ا ص��دف��ة ـ�ـ�ـ أو إن �ه��ا مترجمة‬ ‫عبر «غ��وغ��ل«)‪ .‬والقرصنة أت��ت ف��ي س�ي��اق نشر‬ ‫«األخبار»‪،‬‬ ‫ال��وث��ائ��ق‪ .‬و«س � ّ�ر» نشر ال��وث��ائ��ق ف��ي‬ ‫َ‬ ‫ليس ّ‬ ‫بسر‪ .‬أنقل عن الرفيق إبراهيم األمني قوله‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية من يجرؤ على‬ ‫وهل هناك في الصحافة ّ‬ ‫ن�ش��ر ال��وث��ائ��ق؟ ال �ط��ري��ف أن اإلع�ل��ام السعودي‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالمية املحيطة‬ ‫والحريري تجاهل العاصفة‬ ‫بويكيليكس إلى أن ج��اءت األوام��ر‪ .‬وهل ينطق‬ ‫اإلع �ل�ام ال �س �ع��ودي وال �ح��ري��ري (ال��ذي �ل��ي ّ‬ ‫لألول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫طبعًا) من دون أم��ر؟ األم��ر أت��ى ب��أن يتم التطرق‬

‫فقط إل��ى الوثائق من حيث تناولها ألمير قطر‬ ‫�واري��خ ّح��زب الله والسالح‬ ‫ورئ�ي��س س��وري��ا وص� ّ‬ ‫�ي‪ .‬أي ظن ُمخطط لدن واح��د من‬ ‫النووي اإلي��ران� ّ‬ ‫أمراء آل سعود أن الوثائق يمكن ًأن تفيد طرفهم‬ ‫فتوى عقاب صقر مثال)‪ .‬فأتت أبواق‬ ‫(هذه كانت‬ ‫ّ‬ ‫الفضيحة الكبرى في الوثائق‬ ‫�أن‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫لام‬ ‫ه��ذا اإلع�‬ ‫ّ‬ ‫ك��ان��ت ف��ي إذالل ال�ح��ك��ام ال�ع��رب م��ن قبل راعيهم‬ ‫بمسؤول‬ ‫األم �ي��رك��ي‪ .‬املّ�ل��ك ال �س �ع��ودي ي�ج�ت�م��ع‬ ‫ُ ّ‬ ‫أم �ي��رك��ي م �ت��دن��ي امل �س �ت��وى‪ ،‬وي ��رج ��وه أن تعدل‬ ‫ال�ح�ك��وم��ة األم �ي��رك� ّ�ي��ة ب�ع��ض إج� � ��راءات الهجرة‬

‫بحق الوافدين وال��واف��دات من السعودية كي ال‬ ‫ي�ب��دو ه��و حقيرًا بنظر أص��دق��ائ��ه وأع��دائ��ه على‬ ‫ٍّ‬ ‫حد سواء ـــ كما قال في وثيقة‪ .‬اإلعالم الحريري‬ ‫ّ‬ ‫نفى أن يكون سعد الحريري قد حرض على غزو‬ ‫من الوثائق ـــ هل هناك‬ ‫إيران‪ ،‬كما جاء في واحدة ّ‬ ‫من ينفي الحظوة التي يتمتع بها سعد ونادر‬ ‫ّ‬ ‫أميركية؟‬ ‫الحريري عند اإلدارة ـــ كل إدارة ـــ‬ ‫وخصوصًا في بوق األمير‬ ‫في أبواق آل سعود‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صحافية‬ ‫س �ل �م��ان وأوالده‪ ،‬ت �ت �ص��ن��ع رص ��ان ��ة‬ ‫(أب� ��رزت وث�ي�ق��ة أم�ي��رك� ّ�ي��ة رص ��دت ل� ّ�واق��ع اإلعالم‬ ‫ال�س�ع��ودي م��دى االح�ت�ق��ار ال��ذي تكنه الحكومة‬ ‫ّ‬ ‫يعنون‬ ‫األميركية لإلعالم السعودي) ال ّ تليق بمن‬ ‫ِ‬ ‫ع�ل��ى ص��در الصفحة األول ��ى أن خ ��ادم الحرمني‬ ‫طمأن الشعب إل��ى صحته‪ .‬إع�لام آل سعود ّ‬ ‫قرر‬ ‫ّ‬ ‫أن ن�ش��ر ال��وث��ائ��ق ك ��ان خ��اط �ئ��ًا‪ ،‬م��ن وج �ه��ة ّنظر‬ ‫ّ‬ ‫ال �ص �ح��اف��ة امل��وض��وع��ي��ة‪ .‬ه� ��ؤالء ال��ذي��ن يتلقون‬ ‫األدوار واألوام � ��ر وامل �ن��اص��ب م��ن ل��دن مستشار‬ ‫اب��ن األم �ي��ر أو أم�ي�ن��ه ل �ش��ؤون ال �ل��ذات امل�ل�ك� ّ�ي��ة‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫يتورعون عن إصدار أحكام وعظات في واجبات‬ ‫الصحافة‪ .‬عقاب صقر ك��ان ّأظ��رف عندما أفتى‬ ‫في موقع «ن��او ح��ري��ري» ب��أن نشر الوثائق كان‬ ‫ُ ّ‬ ‫بفريق ‪ّ 8‬آذار‪ :‬لعل األمر التبس على صقر‬ ‫مضرًا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا‪ .‬لعله ظن أن محمد رعد‪ ،‬ال إلياس املر‪ ،‬كان‬ ‫ّ‬ ‫األميركية في لبنان‪ ،‬نصائح‬ ‫ُيرسل عبر السفيرة‬ ‫وإرشادات إلى إسرائيل‪.‬‬ ‫لكن م��ن ح��ق الحكم ال�س�ع��ودي (وال �ح��ري��ري) أن‬ ‫�ار»‪ .‬ه ��ؤالء ك��ان��وا قد‬ ‫ي�ث��ور ع�ل��ى ج��ري��دة «األخ� �ب � ّ‬ ‫ق� ّ�رروا أن يحتكروا بالكامل ك��ل اإلع�ل�ام العربي‬ ‫بعدما سقط حكم ص� ّ�دام‪ ،‬وبعد أن ّ‬ ‫يمم الطاغية‬ ‫ّ‬ ‫بألقاب ملكية‬ ‫الليبي وجهه نحو أفريقيا‪ ،‬حاملًا‬ ‫ّ‬ ‫فارغة‪ .‬رفيق الحريري‪ ،‬هو ال��ذي ق� ّ�رر أن اإلعالم‬ ‫العربي يجب أن يماشي بالكامل‪ ،‬ومن دون أي‬ ‫استثناء‪ ،‬مشيئة أسياده في ال��ري��اض‪ .‬ه��ذا كان‬ ‫سبب محاربته من دون هوادة ملحطة «الجديد»‪.‬‬ ‫وق � � ��د ع� �م ��ل ال� �ح� �ك ��م ال � �س � �ع� ��ودي ع� �ل ��ى ابتياع‬ ‫اإلع�ل�ام واألق�ل�ام واألف ��راد يمنة وي�س��رة (ويسار‬ ‫الحكم السعودي‬ ‫ديموقراطي‪،‬‬ ‫ثارت ثائرة ّ‬ ‫أيضًا)‪ّ .‬‬ ‫على «الجزيرة» ّ‬ ‫وقرر أنها باتت تمثل خطرًا على‬ ‫لام السعودي أبدًا‬ ‫األم��ن السعودي‪ .‬لم يكن اإلع� ّ‬ ‫ليعترف ـــ وال حتى ال�ي� ّ�وم ـــ ب��أن هناك أكثر من‬ ‫يشاطر آل‬ ‫رأي في السعودية‪ ،‬أو أن هناك من ال‬ ‫ُ‬ ‫سعود آراءهم‪ .‬خرقت «الجزيرة» ّ‬ ‫محرمات كبرى‬ ‫ع�ن��دم��ا أف� ��ردت ش��اش�ت�ه��ا ل �ع��رض وج �ه��ات نظر‬ ‫ُمعارضني ُ‬ ‫ومعارضات ـــ حتى ال ننسى الرفيقة‬ ‫هكذا تفاقم الخالف‬ ‫الشجاعة مضاوي الرشيد‪ّ .‬‬ ‫السعودي ـــ القطري‪ ،‬وهكذا تولدت الصلحة بني‬ ‫ّ‬ ‫السعودية وقطر في ما بعد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أرادت أن توسع نطاق الخالف (في‬ ‫لكن ال قطر ّ‬ ‫العلن على األق��ل)‪ ،‬وال الحكم السعودي أراد أن‬ ‫يحتمل املزيد من «الجزيرة»‪ .‬اختلف األمراء في‬ ‫ش��أن املصالحة م��ع قطر‪ ،‬وإن ك��ان األم�ي��ر نايف‬ ‫(وزير التعذيب وقطع الرؤوس الذي نال شهادة‬ ‫ّ‬ ‫فخرية من الغالي على قلب امل��وس��اد ـــ‬ ‫دك�ت��وراه‬ ‫�ؤاد السنيورة)‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ـــ‬ ‫ويكيليكس‬ ‫من‬ ‫لوثيقة‬ ‫وفقًا‬ ‫ّ‬ ‫من ُامل ّ‬ ‫تحمسني للمصالحة كي تكف املحطة عن‬ ‫ّ‬ ‫السعودية‪ .‬اتفق‬ ‫استضافة وجوه من املعارضة‬ ‫اصطناع‬ ‫وعلى ُ‬ ‫نْ‬ ‫الجانبان على تجميد الخالف نْ‬ ‫ّ‬ ‫الود وذلك لكسب هدنة بني الطرفي املتحاربي‬ ‫ّ‬ ‫(ت �ت �ج��اه��ل وس ��ائ ��ل اإلع �ل ��ام ال �ع��رب��ي��ة ألسباب‬

‫ّ‬ ‫واض�ح��ة س��وء ع�لاق��ة الحكم ال�س�ع��ودي ب�ك��ل من‬ ‫ُ‬ ‫اإلم � ��ارات وس�ل�ط�ن��ة ع� �م ��ان)‪ .‬ض� ّ�ي�ق��ت املصالحة‬ ‫ُنطاق التعبير في «الجزيرة»‪ ،‬واختفت أصوات‬ ‫ّ‬ ‫السعودية عن املحطة‪ .‬باتت «الجزيرة»‬ ‫املعارضة‬ ‫ّ‬ ‫وكالة األنباء السعودية في تغطيتها‬ ‫على‬ ‫تعتمد‬ ‫ّ‬ ‫ململكة القهر الوهابي‪.‬‬ ‫السالح األبرز في أيدي آل سعود‪ :‬هم‬ ‫اإلعالم هو ّ‬ ‫الذين ق� ّ�رروا أن الرياضة والفن والدين يجب أن‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ .‬اإللهاء الشعبي هو‬ ‫تكون أفيون الشعوب‬ ‫عنوان املرحلة خدمة لحروب ّأميركا وإسرائيل‬ ‫ّ‬ ‫بني ظهرانينا‪ .‬هم الذي ّ‬ ‫قضية فلسطني‬ ‫قرروا أن‬ ‫ّ‬ ‫العربية وأن تصبح‬ ‫يجب أن تغيب عن التغطية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحبية (وصل أكاديمي‬ ‫أخوية‬ ‫تغطية إسرائيل‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيلي إل��ى السعودية ه��ذا األس�ب��وع بدعوة‬ ‫م��ن األم �ي��ر ت��رك��ي الفيصل ـ�ـ�ـ ال�ص��دي��ق الصدوق‬ ‫ألس��ام��ة ب��ن الدن ـــ ون � ّ�وه بغياب مشاعر العداء‬ ‫إسرائيل)‪.‬‬ ‫ضد‬ ‫ّ‬ ‫لهذا‪ ،‬ف ِّ��إن ّالحكم السعودي (وتابعه الحريري)‬ ‫قرر ُمبكرًا أن «األخبار» ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدو للمشروع السعودي‬ ‫كانت «األخبار»‬ ‫�و‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫�ي‪.‬‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫�را‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫اإل‬ ‫ـــ‬ ‫األميركي‬ ‫ـــ‬ ‫(ومبتذلة) بالخط ُامل ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقليدية ُ‬ ‫ملنطق‬ ‫د‬ ‫ؤي‬ ‫ناطقة‬ ‫ّ‬ ‫االكتراث السعودي ـــ الحريري أقل‬ ‫املقاومة لكان ّ‬ ‫فإن ّ‬ ‫تنبه آل سعود ضد «األخبار»‬ ‫بكثير‪ .‬لهذا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لتعودهم على انعدام أي نوع من‬ ‫يعود ال فقط‬

‫القاسي ضد نظام حكمهم وضد‬ ‫النقد الطري أو ّ‬ ‫سياساتهم‪ ،‬ب��ل إن ّطبيعة الحلف ال�س�ع��ودي ـــ‬ ‫ّ‬ ‫أساسية في الخطة‬ ‫اإلسرائيلي الذي يمثل حلقة‬ ‫األم� �ي ��رك � ّ�ي ��ة مل �ن �ط �ق��ة ال� �ش ��رق األوس � � ��ط تقتضي‬ ‫ال �س �ي �ط��رة االح �ت �ك � ّ‬ ‫�اري ��ة ع �ل��ى وس ��ائ ��ل التعبير‬ ‫ّ‬ ‫العربية من أجل تغييب أي تسليط للضوء على‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا ال�ج��ان��ب م��ن ال�ع�لاق��ات ال��دول��ي��ة ف��ي الشرق‬

‫اإلعالم هو السالح األبرز في‬ ‫قرروا ّأن‬ ‫أيدي آل سعود الذين ّ‬ ‫الرياضة والفن والدين يجب أن‬ ‫تكون أفيون الشعوب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األوس � ��ط‪ .‬وي �ض �ي� ّ�ره��م أن «األخ� �ب ��ار» ف��ع��ال��ة في‬ ‫م��ا تقوم ب��ه‪ .‬ل��و أن «األخ �ب��ار» تنتمي إل��ى إعالم‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسة ّ«العبث» مل��ا ك��ان أع��داؤه��ا ق��د اكترثوا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لعلهم تمنوا ذلك‪.‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫قد تكون قرصنة موقع «األخبار» متعلقة بنشر‬

‫وثائق ويكيليكس أو بسياق خط الجريدة منذ‬ ‫انطالقتها امل��زع�ج��ة‪ .‬واإلع�ل�ام اللبناني يعكس‬ ‫اإلع �ل��ام ال �ع��رب��ي ف ��ي م �س��أل��ة ت� �ك ��رار الشعارات‬ ‫وامل ��واق ��ف‪ :‬م ��اذا ي�ت�غ� ّ�ي��ر م��ن م��واق��ف راش ��د فايد‬ ‫ّ‬ ‫الحريرية في‬ ‫الحاشية‬ ‫في «النهار» إلى مواقف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نشرة الحريري‪ ،‬إلى مواقف املعلقني اللبنانيني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السعودية؟‬ ‫(واللبنانيات) في مختلف الصحف‬ ‫ّ‬ ‫ع�ل��ى ال�ص�ح��ف أن ت �ك��رر إح��داه��ا األخ� ��رى‪ ،‬وهذا‬ ‫ّ‬ ‫السياسية (أي على طريقة‬ ‫ه��و صلب ال��دع��اي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ُ«غوبلز» ف��ي تعريفه ف��ي يومياته ع��ن «التكرار‬ ‫ّ‬ ‫امل ِّ‬ ‫السياسية)‪ .‬أي‬ ‫تكرر» كتعريف بسيط للدعاية‬ ‫على مختلف أمراء آل سعود أن يصدروا صحفًا‬ ‫ّ‬ ‫الدعائية‪ .‬أم��ا «األنوار»‬ ‫تكرار الرسالة‬ ‫من أج��ل‬ ‫ّ‬ ‫فهي من مخلفات اهتمام الشيخ زاي��د باإلعالم‬ ‫العربي (لكن أعترف بشغفي بكتابات الصحافي‬ ‫الرصني‪ ،‬رفيق خوري)‪.‬‬ ‫ال يمكن أن يمر نشر وث��ائ��ق ويكيليكس مرور‬ ‫�دث ك �ب �ي��ر ف ��ي س �ي��اق العالقات‬ ‫ال � �ك ��رام‪ .‬ه ��ذا ح � ّ‬ ‫ال��دول� ّ�ي��ة وس �ي �ش��ك��ل ع�ل�ام��ة ف��ارق��ة ف��ي التاريخ‬ ‫ال ��دب� �ل ��وم ��اس ��ي األم � �ي� ��رك� ��ي‪ .‬ك � ��ان وزي� � � ّ�ر الدفاع‬ ‫ّاألم� �ي ��رك ��ي‪ ،‬روب� � ��رت غ �ي �ت��س‪ ،‬ع �ل��ى ح� ��ق عندما‬ ‫�ورة نشر الوثائق وم��ن مضاعفات‬ ‫قلل م��ن خ�ط� ّ‬ ‫نشرها‪ .‬ق��ال إن نشر الوثائق قد يكون مزعجًا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ستستمر في تعاطيها‬ ‫املختلفة‬ ‫لكن الحكومات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأح��ادي �ث �ه��ا م ��ع م �م��ث �ل��ي ال �ح �ك��وم��ة األميركية‬ ‫الوثائق (و‪1000‬‬ ‫لحاجتهم إليها‪ .‬قد يكون‬ ‫ُ‬ ‫نشر ّ‬ ‫ّ‬ ‫منها قد نشر إلى اآلن فقط ـــ أي أن هناك الكثير‬ ‫ُ‬ ‫نشر) من العالمات الفارقة في‬ ‫الكثير مما لم ي ُ‬ ‫وخصوصًا ف��ي ما‬ ‫�ر‪،‬‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫امل‬ ‫التاريخ األميركي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي�ت�ع��ل��ق ب��ال�ش��رق األوس� ��ط‪ .‬إن ج��ولنْ��ت��ي الوزيرة‬ ‫كلينتون وال��وزي��ر غيتس األخ�ي��رت�ْي� كانتا من‬ ‫مفاعيل نشر الوثائق ـــ وإن كان‬ ‫مع‬ ‫ّ‬ ‫أجل التعامل نْ‬ ‫ه� ُ�دف ال�ج��ول�ت�ْي� ُم�غ��ل�ف��ًا ت�ح��ت ع�ن��اوي��ن مراوغة‬ ‫ك��امل �ع �ت��اد‪ .‬ل��م ت�ن��ف ال�ح�ك��وم��ة األم �ي��رك� ّ�ي��ة ّ‬ ‫صحة‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.