مجلة منبر التوحيد العدد 82

Page 1

‫العدد ‪ ۸۲‬ــ ﺃيلوﻝ ــ ﺕ‪ ۱‬ــ ﺕ‪ ۲‬ــ السنة الﺜامنة‬

‫رجﻞ القرار‪...‬‬



‫‪82‬‬

‫العدد‬

‫أيلول ـ تشرين أول ـ تشرين ثاني ‪ 2015‬السنة الثامنة‬

‫‪06‬‬ ‫روسيا تحارب اإلرهاب‬ ‫وتغ ّير الموازين‬ ‫الدولية‬

‫‪ 06‬الغالف‬

‫‪38‬‬ ‫سوريا‬ ‫الرقم الصعب‬ ‫في المعادلة اإلقليمية‬

‫إيران‬ ‫ما بعد اإلتفاق‬ ‫النووي ‪...‬‬

‫‪ 40‬دوليات‬

‫‪46‬‬ ‫فلسطين تنتفض‬ ‫في مواجهة‬ ‫الغزاة الصهاينة‬ ‫نشرة داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في حزب التوحيد العربي‬

‫‪ 36‬لبنانيات‬ ‫‪ 38‬عربيات‬

‫‪40‬‬

‫منبر التوحيد‬

‫‪ 08‬حزب‬ ‫التوحيد العربي‬

‫املدير العام ‪ :‬أمني اإلعالم هشام األعور‬ ‫مسؤول قسم العربي والدولي ‪ :‬محمود صالح‬ ‫بئر حسن – نادي الغولف اللبناني ـ بناية الغولف ـ الطابق الثالث‬

‫تلفاكس‪ 01/822998 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪ 46‬فلسطينيات‬ ‫‪ 48‬منبر إجتماعي‬

‫رئيسة التحرير ‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫املدير املالي ‪ :‬حكمت ابو ذياب‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬ ‫‪EmaiL : manbar@tawhidarabi.org‬‬ ‫‪www. tawhidarabi.org‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫بوتين‬ ‫يﻜتب‬ ‫التاريﺦ‬ ‫ﺻفحاﺕ‬ ‫ﻋ ّز‬ ‫وﻛرامة‬

‫اﳊدﺙ األبرﺯ علﻰ مستوﻯ العالم بﺄﺳرﻩ هو دخول‬ ‫روﺳيا الﻰ ﺳاحة الصراﻉ في منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫ومن البوابة السورية‪ ،‬ليس أمرا ﹰ اعتياديا ﹰ أن ترﻯ األبصار‬ ‫ﺷاخصة الﻰ هﺬا اﳊدﺙ ملا لﻪ من تﺄثير علﻰ مستﻘبﻞ‬ ‫املنطﻘة ومن تداعيات ﺳتطال تﺄثيراتﻬا كﻞ بﻘاﻉ املعمورة‬ ‫لعﻘود ﻃويلة‪.‬‬ ‫ويصف اﳋبراﺀ اﳊراﻙ العسكري الروﺳي في ﺳوريا بﺄنﻪ‬ ‫ﳝثﻞ أحد أكثر اﳋطوات العسكرية جرأة منﺬ عام ‪،19٤5‬‬ ‫وهو يعني في أبعادﻩ‪ ،‬بﺄن روﺳيا ”تتسلم مسؤولية محاربة‬ ‫التطرف الﺬي أنﻬﻚ الواليات املتحدة“‪ ،‬واألهم يعتبر الرئيس‬ ‫الروﺳي فالدﳝير بوتني‪ ،‬أن محاربة اإلرهاب ”الداعشي“‬ ‫قﻀية وجودية لروﺳيا‪ ،‬وبالتﺄكيد إن تولي روﺳيا هﺬا الدور‬ ‫يعني تغ ﹼيرا ﹰ جوهريا ﹰ في العالقات بني الﻘوﻯ داخﻞ الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ‪ ،‬ما يعني أن روﺳيا أصبحت حامية للشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ وألوروبا املتﺨوفة من اإلرهاب والالجئني وإمدادات‬ ‫الطاقة‪.‬‬ ‫بدأ الرئيس بوتني أولﻰ خطواتﻪ واختار الزمان واملكان‪ ،‬ومن‬ ‫قلب املنطﻘة التي هي األهم في العالم‪ ،‬وما أجمﻞ اإلقدام‬ ‫عندما يتراجﻊ اﻵخرون‪ ،‬وهو اﳊﻘيﻘة التي تعطي قوة‬ ‫ﹼ‬ ‫وتؤكد حتمية اإلنتصار‪ ،‬أعلنت روﺳيا‬ ‫دافعة وتغﺬي األمﻞ‬ ‫اإلﺳتﺠابة للطلب السوري بتﻘدﱘ مساعدة عسكرية‬ ‫ميدانية في مواجﻬة اإلرهاب‪ ،‬ومن غرفة عمليات مشتركة‬ ‫بدأ التنسيق وكانت العمليات العسكرية الصاعﻘة ومن‬ ‫خالل منﻈومة عسكرية متكاملة يديرها ﲢالف جدي‬ ‫ﶈاربة اإلرهاب‪ ،‬وفي األﺳاﺱ محور املﻘاومة الﺬي هيﺄ‬ ‫كﻞ ما يلزم لتكون روﺳيا ﺷريكا ﹰ ﳑيزا ﹰ فاعال ﹰ في املعركة‬ ‫الدفاعية في مواجﻬة اﳋطر اإلرهابي واﳋطة األميركية‬ ‫الﻘائمة علﻰ قاعدة حرب اإلﺳتنزاف‪.‬‬ ‫وأرادها الرئيس بوتني أن تكون مفاجﺄة اﺳتراتيﺠية من‬ ‫العيار الثﻘيﻞ ومفاعيلﻬا تفﻀح األدوار األميركية وتلﻚ‬ ‫ﹼ‬ ‫املتشكﻞ‬ ‫التابعة التي اﺳتثمرت في اإلرهاب‪ ،‬ودخﻞ اﳊلف‬ ‫اﳊرب وهدفﻪ اجتثاﺙ اإلرهاب وبداية النﻬاية لسﻘوﻁ‬ ‫املشروﻉ الصﻬيو‪ -‬أميركي الﺬي يستثمر بﻪ‪.‬‬ ‫وعﻈمة الرﺅية الروﺳية هي في قدرتﻬا وامتالكﻬا الرﺅية‬ ‫الصائبة وهي ﹶمن يعرف اﳊﻘيﻘة السورية ومدﻯ حكمة‬


‫وﺷﺠاعة الﻘيادة السورية علﻰ مواجﻬة التحديات‪ ،‬هﺬﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺷكلت مسارا ﹰ واﺿحا ﹰ لبداية تغيير املعادالت‬ ‫العوامﻞ‬ ‫في املنطﻘة‪.‬‬ ‫روﺳيا تﻘوم بحرب دفاعية من خالل وقوفﻬا الﻰ جانب‬ ‫ﺳوريا في ﲢالف راﺳﺦ‪ ،‬وهي تدافﻊ عن ﺳوريا بﻘدر‬ ‫دفاعﻬا عن نفسﻬا‪ ،‬وروﺳيا بﺬلﻚ فﻀحت أوهام أعداﺀ‬ ‫ﺳوريا الﺬين نﻈروا إليﻬا علﻰ أنﻬا مﺠرد أنبوب نفﻂ بني‬ ‫قطر وتركيا الﻰ أوروبا‪ ،‬وهي حرب وقائية أيﻀا ﹰ هدفﻬا أن ال‬ ‫يعود اإلرهاب الﻰ روﺳيا بعد هزﳝتﻪ في ﺳوريا‪.‬‬ ‫وهناﻙ وجﻪ ﺁخر ملا تﻘوم بﻪ روﺳيا من إرﺳال رﺳائﻞ‬ ‫صاروخية من بحر قزوين لكﻞ من قطر والسعودية‪ ،‬أن‬ ‫بوﺳعنا وصولكم إن لم توقفوا دوركم اإلرهابي ﺿد‬ ‫روﺳيا نفسﻬا‪.‬‬ ‫وأثبتت األحداﺙ أهمية الدور الروﺳي ومﻀمونﻪ‪ ،‬إن‬ ‫علﻰ مستوﻯ املنطﻘة والعالم في محاربة اإلرهاب‬ ‫واﳊفاﻅ علﻰ السلم العاملي ﲟا يتناﺳب مﻊ الﻘوانني‬ ‫تتحمﻞ دورها ومسؤوليتﻬا بكﻞ جدارة‪،‬‬ ‫الدولية‪ ،‬وروﺳيا‬ ‫ﹼ‬ ‫لﺬلﻚ جاﺀت الﻰ ﺳوريا من موقﻊ الﻘوة ودفاعا ﹰ عن اﳊق‬ ‫والعدل وحماية للﻘﻀايا املشتركة بني البلدين‪.‬‬ ‫من هنا كانت ﺯيارة الرئيس بشار األﺳد الﻰ موﺳكو‬ ‫وأهميتﻬا في توقيتﻬا وإﻃارها ومكانﻬا‪ ،‬قمة علﻰ‬ ‫مستوﻯ التصورات والوقائﻊ ورﺳالة قوية بﺈمتياﺯ مفادها‪،‬‬ ‫روﺳيا مﻊ خيار الشعب السوري و ﹶمن ال يفﻬم عليﻪ‬ ‫أن يفﻬم ويثق بﺄن خيارات روﺳيا واﺿحة بﺄن الرئيس‬ ‫بشار األﺳد هو رجﻞ املرحلة واملراحﻞ الالحﻘة‪ ،‬وروﺳيا‬ ‫ال تفاوﺽ وتعﻘد الصفﻘات علﻰ حساب حلفائﻬا‪ ،‬يحق‬ ‫لروﺳيا ما ال يحق لغيرها والرئيس فالدﳝير بوتني هو‬ ‫رجﻞ العالم وﺳيسﺠﻞ لﻪ التاريﺦ أروﻉ صفحات اﺠﻤﻟد‬ ‫والعزة ومساهمتﻪ في هزﳝة اإلرهاب وحماية العالم من‬ ‫ﺷرورﻩ‪.‬‬ ‫إنﻪ التحدي األكبر عند روﺳيا‪ ،‬وﺳاحتﻪ بالﻀرورة‬ ‫ﺳوريا التي ﺳتكشف بالﻘريب العاجﻞ مدﻯ ﳒاعة‬ ‫رﺅية بوتني كبوصلة هادية في ﳊﻈة قادمة‪ .‬إنﻬا ﳊﻈة‬ ‫النصر اﻵتية علﻰ وقﻊ هدير املﻘاتالت اﳉوية الروﺳية‬ ‫والدفاعات األرﺿية واألنﻈمة الصاروخية في مواجﻬة‬

‫ﻃموحات اإلمبراﻃورية األميركية التي تتستﹼر برداﺀ‬ ‫”داعﺶ“ و“ النصرة“ وغيرها من اﳉماعات التكفيرية التي‬ ‫تشكﻞ تﻬديدا ﹰ للبشرية جمعاﺀ‪ ،‬والتي تنﻈر لنفسﻬا‬ ‫بحسبانﻬا ”قﻀية“ و“هدف“ وال تعترف بالدول العربية‬ ‫ككيانات ذات ﺳيادة واﺳتﻘالل‪ ،‬وإﳕا كواليات متعددة‬ ‫ﳝكن اللﺠوﺀ إليﻬا وقت اﳊاجة من أجﻞ ﺷن حروب‬ ‫تكفيرية وإغراﻕ الساحات العربية بﺄبشﻊ أنواﻉ الﻘتﻞ‬ ‫والتنكيﻞ واإلجرام‪.‬‬ ‫إن رﺅية بوتني وفلسفتﻪ تفيد وال ﺷﻚ في إدراﻙ‬ ‫كنﻪ املسار الﺬي أوصلنا الﻰ اللحﻈة اﳊالية من عمر‬ ‫اإلمبراﻃورية األميركية‪ ،‬إنﻪ مستﻘبﻞ العالم الﺬي‬ ‫ترﺳم خيوﻃﻪ من صﻘيﻊ موﺳكو العائدة الﻰ التاريﺦ‬ ‫بﻘوة اﳉغرافيا‪ ،‬فيما التاريﺦ املز ﹼور الﺬي يحاول ﺷيوﺥ‬ ‫الزيت صنعﻪ بدعم أميركي وبﺄياد تكفيرية ال ﳝلﻚ تغيير‬ ‫اﳉغرافيا مﻬما ﹼ‬ ‫ﲤكن من معاندتﻬا‪ ،‬فاملال والسالﺡ‬ ‫أﺿعف أمام مﻘاومة اإلرادة املمﻬورة بتوقيﻊ الشﻬداﺀ‬ ‫الﺬين ﺳﻘطوا ويسﻘطون علﻰ أرﺽ ﺳوريا التي تصنﻊ‬ ‫للحرية مﺠداﹰ‪ ،‬وللشعوب أمالﹰ‪ ،‬فاألصعب قد مﻀﻰ‪،‬‬ ‫وواﺷنطن تﻘف مﺬهولة ومعﻬا عربان اﳋليﺞ في الوقت‬ ‫الﺬي يلتف التاريﺦ صوب موﺳكو وﻃﻬران ودمشق‬ ‫والﻘاهرة وبغداد وصنعاﺀ ليكتب من جديد ليس علﻰ يد‬ ‫العثمانيني السالجﻘة وال الوهابيني في السعودية وإﳕا‬ ‫بسواعد ﹶمن يستﺄصلون اإلرهاب فﻬؤالﺀ وحدهم ﹶمن‬ ‫يصنعون املستﻘبﻞ ”لتبﻘﻰ ﺳوريا ملن يدافﻊ عنﻬا“ ‪.‬‬ ‫وما من ﺷﻚ بﺄن كﻞ عربي ﺷريف يتمنﻰ أن تﻘﻀي‬ ‫ﺳوريا علﻰ جميﻊ املنﻈمات اإلرهابية وأن ﲢافﻆ علﻰ‬ ‫وحدتﻬا وأن يعود الناﺯحني الﻰ وﻃنﻬم‪ ،‬وأن يشاهد بفرﺡ‬ ‫كبير ﺳحب بيﻀاﺀ في ﺳماﺀ قاﺳيون رغما ﹰ عن أنوف‬ ‫كﻞ اﳋونة الﺬين يبيعون ﺷرف األمة ويدمرون وجودها‬ ‫باإلنحياﺯ الﻰ قوﻯ الﻘتﻞ واإلجرام والتﺠويﻊ والتشريد كي‬ ‫يبﻘﻰ أحرار ﺳوريا رﺅوﺳﻬم مرفوعة‪ ...‬ماﺿون في ﻃريق‬ ‫إﺳﻘاﻁ الغزاة‪ ...‬ورﺅوﺱ العرب األحرار مرفوعة بﻬمتﻬم‬ ‫وعيوننا ترقب ﺷعلة النصر املبني‪.‬‬

‫ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻷﻋﻮﺭ‬


‫الغالف‬

‫روسيا تحارب اإلرهاب وتغ ّير الموازين الدولية‬ ‫وراﺀ التواجد العسكري الروﺳي في منطﻘة الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ أﺳباب متعددة‪ ،‬بعﻀﻬا يتعلق باألوﺿاﻉ‬ ‫اإلقليمية وبعﻀﻬا اﻵخر يتعلق ﲟصالح روﺳيا‬ ‫االﺳتراتيﺠية املتعلﻘة باإلﺳتثمارات النفطية وأنابيب‬ ‫النفﻂ والغاﺯ‪ ،‬وهﺬا التواجد ﳝكنﻬا من اﳊد من هيمنة‬ ‫الواليات املتحدة وحلفائﻬا الدوليني واإلقليميني‪ ،‬وتﺄمني‬ ‫مﻈلة حماية ﳊلفاﺀ روﺳيا في املنطﻘة ﲟا يتكامﻞ مﻊ‬ ‫اإلﺳتراتيﺠية الروﺳية واإلمساﻙ ﲟفاصﻞ التحوالت‬ ‫الراهنة واﶈتملة‪.‬‬ ‫ﺷعرت روﺳيا أنﻬا في ﺳباﻕ مﻊ الزمن وﳊﻈتﻬا‬ ‫الراهنة قد ال تتك ﹼرر مرة أخرﻯ‪ ،‬إذا حصلت مفاجﺂت غير‬ ‫متوقعة في منطﻘة تغلي منﺬ ﺳنوات علﻰ وقﻊ األحداﺙ‬ ‫واألﺯمات اﳉارية‪ ،‬واﳋطوة الروﺳية قطعت الطريق علﻰ‬ ‫تركيا الساعية إلنشاﺀ ”منطﻘة عاﺯلة“ في الشمال‬ ‫السوري بﻬدف تدريب الفصائﻞ املسلحة‪ ،‬وﻃلبت ذلﻚ‬ ‫من دول اإلﲢاد األوروبي التي أبدت اﺳتعدادها لبحث تلﻚ‬ ‫الفكرة‪.‬‬ ‫وتدور تساﺅالت في هﺬا الصدد‪ ،‬هﻞ ﺳتكون ﺳوريا‬ ‫مدخالﹰ الﻰ إعادة إنتاﺝ نﻈام دولي متعدد األقطاب‪،‬‬ ‫يستعيد في ﺳياقﻪ الروﺱ مكانتﻬم الدولية مﻘابﻞ‬ ‫تراجﻊ الﻬيمنة األميركية؟‬ ‫يرﻯ اﳋبراﺀ في الشﺄن الدولي‪ ،‬أن أي تعاون ﺳياﺳي‬ ‫وعسكري في الشرﻕ األوﺳﻂ ولو كان محدوداﹰ‪ ،‬قد يؤدي‬ ‫الﻰ تطورات جغرافية ﺳياﺳية – إيﺠابية‪ ،‬واﺷتراﻙ‬ ‫الصني في احتواﺀ مﺨاﻃر توﺳﻊ إنفﺠار الشرﻕ األوﺳﻂ‪،‬‬ ‫وتﻘتﻀي مصالح بكني اإلقتصادية اﳊؤول دون توﺳﻊ‬ ‫النزاﻉ وانتشار الفوﺿﻰ‪ ،‬وال يسﻊ بريطانيا وفرنسا أداﺀ دور‬ ‫حاﺳم في الشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬وعسير علﻰ الواليات املتحدة‬ ‫أن تؤدي مثﻞ هﺬا الدور ألن املنطﻘة منﻘسمة ﺳياﺳيا ﹰ‬ ‫وإثنيا ﹰ ومناﻃﻘيا ﹰ وهي تنزلق الﻰ قاﻉ العنف‪ ،‬وهﺬﻩ اﳊالة‬ ‫تﻘتﻀي مساعدة خارجية وليس هيمنة جديدة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫تﺄتي أهمية اإلﺳتﻘرار اإلقليمي‪.‬‬ ‫تفﻀﻞ البﻘاﺀ بعيدا ﹰ عن أداﺀ أي‬ ‫وال ﺷﻚ في أن الصني ﹼ‬ ‫دور بارﺯ‪ ،‬وقد ﲢسب أن الدور الثانوي يﺨدم مصاﳊﻬا‪ ،‬ولكن‬ ‫الفوﺿﻰ اإلقليمية قد تنتشر الﻰ الشمال الشرقي‪،‬‬ ‫وتتفشﻰ عدواها في ﺁﺳيا الوﺳطﻰ وﺷمال ﺷرﻕ ﺁﺳيا‪،‬‬ ‫ولن تنﺠو كﻞ من الصني وروﺳيا من ارتداد تفشي العنف‬ ‫والﻀرر‪ ،‬وقد يلحق الﻀرر ﲟصالح أميركا وأصدقائﻬا‪،‬‬ ‫ويﻘ ﹼوﺽ اإلﺳتﻘرار اإلقليمي‪ ،‬لﺬا ﺁن أوان التحلي بﺠرأة‬ ‫اﺳتراتيﺠية‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ وحدها روﺳيا كانت تعد العدة‪ ،‬وبعد أﺯمة‬ ‫أوكرانيا مباﺷرة‪ ،‬تﻘ ﹼدمت روﺳيا عام ‪ 201٤‬وأحكمت‬ ‫ﺳيطرتﻬا علﻰ ﺷبﻪ جزيرة الﻘرم‪ ،‬وأعلنت عن مواصلة‬ ‫تطوير أﺳطولﻬا في البحر األﺳود‪ ،‬وجاﺀ هﺬا التطور‬ ‫ليغ ﹼير الكثير من التواﺯنات‪ ،‬ﹼ‬ ‫وأكدت روﺳيا علﻰ قدرتﻬا‬ ‫علﻰ تﻘدﱘ الغاﺯ الطبيعي للﺠميﻊ ﲟا فيﻬا تركيا بشكﻞ‬ ‫خاﺹ‪ ،‬وفي وقت ﲢ ﹼركت روﺳيا عسكريا ﹰ في أوكرانيا‪،‬‬ ‫كانت ردود الﻘوﻯ الغربية التي ﲢﻘق التواﺯن ﺿعيفة أمام‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني‪:‬‬ ‫رجﻞ الﻘرار‪...‬‬

‫روﺳيا ومنﻘسمة‪ ،‬وكﺬلﻚ أﻇﻬرت اﳊرب بالوكالة التي‬ ‫اﺳتﻬدفت ﺳوريا‪ ،‬أن مﻘدرة الواليات املتحدة علﻰ إبراﺯ‬ ‫قوتﻬا بالﻘرب من منطﻘة التﺄثير الروﺳي بدت محدودة‪.‬‬

‫ﺑﻮﺗﲔ ﻳﻀﻊ ﺍﻣﻴﺮﻛﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ‬ ‫وﳑا ال ﺷﻚ فيﻪ أن نشر الﻘوات الروﺳية وفي ﺳوريا‬ ‫مؤخرا ﹰ واملساهمة الفاعلة في محاربة اإلرهاب من خالل‬ ‫إعادة رﺳم مسار األحداﺙ هو خطوة لتثبيت موقﻊ روﺳيا‬ ‫في الساحة الدولية بعد العﻘوبات التي فرﺿت عليﻬا‬ ‫نتيﺠة لﻘرارها ﺿم الﻘرم‪ ،‬وأيﻀا ﹰ أرﺳﻞ الرئيس بوتني‬ ‫رﺳالة بﺄنﻪ لن يكون هناﻙ حﻞ لﻸﺯمة السورية من دون‬ ‫موﺳكو‪.‬‬ ‫وبﺬلﻚ وﺿﻊ الرئيس فالدﳝير بوتني الواليات املتحدة‬ ‫والدول األوروبية والعربية أمام أمر واقﻊ‪ ،‬بﺄن ال خيار أمامﻬم‬ ‫ﺳوﻯ ما اختارﻩ‪ ،‬في املﻘابﻞ بدا أن الرئيس األميركي باراﻙ‬ ‫أوباما‪ ،‬لن ينﺠر الﻰ ﺳوريا وال حلول في جعبتﻪ ملا ﺁلت‬ ‫إليﻪ األمور‪ ،‬ورأﻯ إذا كان بوتني يعتﻘد بﺄنﻪ ﳝلﻚ اﳊﻞ‪ ،‬ليﺄتي‪،‬‬ ‫وإذا ﳒح تكون واﺷنطن قادرة علﻰ الﻘول أنﻬا ﺳاهمت‬ ‫في اإلﳒاﺡ‪ ،‬وإذا فشﻞ ﺳيكون هناﻙ مستنﻘﻊ ﺳوريا‪.‬‬ ‫واﺿح أن موﺳكو تراهن علﻰ خﻀوﻉ الواليات املتحدة‬ ‫وبريطانيا وفرنسا لﻸمر الواقﻊ الﺬي ﲤليﻪ اإلﺳتراتيﺠية‬ ‫الروﺳية في ﺳوريا وألن واﺷنطن غير راغبة في تولي‬ ‫هﺬا امللف الصعب وألن أوروبا تريد إيﻘاف الﻬﺠرة إليﻬا‪،‬‬ ‫وواﺷنطن ال ﲤانﻊ الﻘيادة الروﺳية في ﺳوريا ﺿد ”داعﺶ“‪،‬‬ ‫لكنﻬا ال تريد مباركة ﺿرب املعارﺿة العسكرية‪ ،‬وال‬

‫‪٦‬‬

‫تريد أن تبدو ألصدقائﻬا العرب أو لتركيا بﺄنﻬا أكملت‬ ‫”الطبﺨة“‪.‬‬ ‫وروﺳيا التي انتﻘلت الﻰ مرحلة جديدة وأخﺬت ﺯمام‬ ‫املبادرة في املنطﻘة‪ ،‬أصبحت أكثر وﺿوحا ﹰ في مواقفﻬا‬ ‫وهي ترفﺾ وبﻘوة أي حديث عن مرحلة إنتﻘالية في‬ ‫ﺳوريا حسب الرﺅية األميركية‪ ،‬وترفﺾ أي نﺺ يشير الﻰ‬ ‫إبعاد الرئيس بشار األﺳد وهي لن تتﺨلﻰ عنﻪ ال في بداية‬ ‫املرحلة وال في نﻬايتﻬا‪ ،‬وخالصة املوقف األميركي نحو‬ ‫الطرﺡ الروﺳي هو أن الﻘرار في يديكم‪.‬‬ ‫وبﺬلﻚ قلبت روﺳيا املواﺯين السورية واإلقليمية‬ ‫بوجودها العسكري املعلن واملتزايد علﻰ الساحﻞ السوري‪،‬‬ ‫بعدما جعلت التواﺯنات اإلقليمية السائدة في الشﻬور‬ ‫األخيرة هبا ﹰﺀ منثوراﹰ‪ ،‬وأغلق الوجود العسكري الروﺳي‬ ‫في ﺳوريا فصالﹰ مﻬما ﹰ امتد في املنطﻘة خالل العﻘد‬ ‫املنصرم‪ ،‬مفادﻩ اﺳتثمار الﻘوﻯ اإلقليمية بالصراعات‬ ‫وإدارتﻬا بعدما فتح الباب أمام عودة البعد الدولي لﻬﺬﻩ‬ ‫الصراعات من اﻵن فصاعداﹰ‪.‬‬ ‫وفي االﺳتراتيﺠية الروﺳية األوﺳﻊ ومنﺬ تولي بوتني‬ ‫مﻘاليد اﳊكم ﲤ ﹼيزت ﺳياﺳتﻪ بالتركيز علﻰ مسﺄلتني‬ ‫أﺳاﺳيتني‪ ،‬األولﻰ داخلية ومفادها تﺄمني السيادة الكاملة‬ ‫لروﺳيا علﻰ أمورها الداخلية‪ ،‬عبر ﲢييد التﺄثير اﳋارجي‬ ‫علﻰ ﺳياﺳة روﺳيا الداخلية‪ ،‬وحشد الشعب الروﺳي‬ ‫وراﺀ الفكرة الوﻃنية‪ ،‬واملسﺄلة الثانية هي اﳊفاﻅ علﻰ‬ ‫حرية اﳊركة علﻰ املسرﺡ الدولي تسمح لروﺳيا باﳊفاﻅ‬ ‫علﻰ مصاﳊﻬا وراﺀ البحار وفي جوارها اﳉغرافي‪ ،‬ويعني‬ ‫ذلﻚ‪ ،‬أن تتحدﻯ روﺳيا النﻈام الدولي ﺁحادي الﻘطبية‬ ‫عبر خلق مواقﻊ جيو – ﺳياﺳية في مناﻃق جغرافية‬


‫مﺨتلفة ملواﺯنة الﻀغوﻁ األميركية عليﻬا‪.‬‬ ‫كثيرة هي املؤﺷرات التي تدل علﻰ براغماتية روﺳية‬ ‫فﺠة في التعاﻃي مﻊ الصراﻉ الدائر في املنطﻘة وفي‬ ‫األﺯمة في ﺳوريا‪ ،‬وهاجس روﺳيا هو ﺿمان اﺳتﻘرار‬ ‫مصاﳊﻬا ونفوذها‪ ،‬ويﺄتي مبرر تصعيدها العسكري‪ ،‬مرة‬ ‫للدفاﻉ عن أمنﻬا الﺬاتي ﲟناﺯلة اإلرهابيني ”اﳉﻬاديني“ علﻰ‬ ‫األرﺽ السورية ومنﻊ قيام قاعدة إرتكاﺯ ﲢ ﹼرﺽ علﻰ التطرف‬ ‫بني مسلمي روﺳيا والدول اﺠﻤﻟاورة لﻬا‪ ،‬ومرة ثانية لفرﺽ‬ ‫حﻀور واﺯن ﳝكنﻬا من موقﻊ الﻘوة من دخول أية مفاوﺿات‬ ‫مرتﻘبة ملعاﳉة امللف السوري‪ ،‬وبالتالي دفﻊ تنافسﻬا مﻊ‬ ‫الغرب علﻰ األدوار والنفوذ الﻰ مستوﻯ أعلﻰ‪.‬‬ ‫بدأت روﺳيا عملياتﻬا العسكرية في ﺳوريا ﲢت عنوان‬ ‫اﳊرب علﻰ اإلرهاب‪ ،‬وأبلغت ﹶمن يعنيﻬم األمر‪ ،‬أن أحد ركائز‬ ‫تدخلﻬا هو دعم الدول السورية من خالل تﺄمني غطاﺀ‬ ‫جوي للﺠيﺶ السوري ليكون العباﹰ أﺳاﺳياﹰ علﻰ مسرﺡ‬ ‫األحداﺙ‪ ،‬والﻘﻀاﺀ علﻰ التنﻈيمات اإلرهابية‪ ،‬وﻃالبت‬ ‫موﺳكو قوﻯ ”التحالف الدولي“ ﺿد ”داعﺶ“ الﺬي تﻘودﻩ‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬أن تﻘ ﹼر بﺄن روﺳيا هي الﻘيادة الشرعية‬ ‫فوﻕ األجواﺀ السورية وأن روﺳيا هي التي ﲤلي قواعد‬ ‫اإلﺷتباﻙ وهﺬا ﲢول أﺳاﺳي في العالقات العسكرية‬ ‫اﳉيو – ﺳياﺳية في الشرﻕ األوﺳﻂ بد ﹰﺀا بسوريا‪ ،‬وموﺳكو‬ ‫لن تكتفي بسوريا‪ ،‬لﺬلﻚ تنوي توﺳيﻊ قيادتﻬا وﺳلطتﻬا‬ ‫لتشمﻞ العراﻕ ﲢت غطاﺀ اﳊرب علﻰ ”داعﺶ“‪.‬‬

‫ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ‬ ‫وتنﺠح موﺳكو في صنﻊ اﶈور الﺬي ﲢ ﹼدثت عنﻪ والﺬي‬ ‫يﻀم العراﻕ وﺳوريا وإيران وروﺳيا و“حزب اﷲ“‪ ،‬ورﺳالتﻬا‬ ‫هي‪ :‬أنا األقدر‪ ،‬وأنا األقوﻯ‪ ،‬وأميركا ال ﲤانﻊ‪ ،‬أنﻬا ال تريد أن‬ ‫تكون األقوﻯ واألقدر في الشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬والسؤال هنا‪ :‬هﻞ‬ ‫كﻞ هﺬا بسبب قرار إدارة أوباما العاﺯمة علﻰ الالإنﺨراﻁ أم‬ ‫أنﻪ وفق اﺳتراتيﺠية أميركية بعيدة املدﻯ؟!‬ ‫والسؤال امل ﹼلح‪ ،‬كيف تتموﺿﻊ املنطﻘة العربية في‬ ‫ﺿوﺀ التحالفات اإلقليمية الدولية اﳉديدة‪ ،‬وأين مكانﻬا‬ ‫في املشﻬد الدولي في ﻇﻞ التحديات األمنية الﻀﺨمة‬ ‫وفي مﻘدمﻬا ”الداعشية“‪ ،‬وبعد التدخﻞ العسكري‬ ‫الروﺳي في ﺳوريا‪ ،‬تصبح املسﺄلة السورية محورية‪،‬‬ ‫لكنﻬا في واقﻊ األمر‪ ،‬ليست البوصلة الوحيدة إلعادة‬ ‫ﲤوﺿﻊ املنطﻘة العربية في الساحة الدولية‪.‬‬ ‫وبالتﺄكيد‪ ،‬إن إمتناﻉ إدارة أوباما عن اإلنﺨراﻁ في‬ ‫ﺳوريا ﺳاهم في قرار موﺳكو مﻞﺀ الفراﻍ ﲟا يؤدي الﻰ‬ ‫إعادة ﲤوﺿﻊ روﺳيا في منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ ورﲟا ال‬ ‫ﲤانﻊ واﺷنطن أن تﺄخﺬ موﺳكو موقعا ﹰ اﺳتراتيﺠيا ﹰ عبر‬ ‫البوابة السورية ألن إدارة أوباما إرتﺄت‪ ،‬أن مصلحة الواليات‬ ‫املتحدة تﻘتﻀي التح ﹼول نحو الشرﻕ األقصﻰ بعيدا ﹰ عن‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ‪.‬‬ ‫روﺳيا دخلت الساحة السورية عسكريا ﹰ بدعوة من‬ ‫اﳊكومة الشرعية في دمشق‪ ،‬والواليات املتحدة لم تشﻚ‬ ‫بشرعية اﳊكومة السورية عندما عﻘدت معﻬا اإلتفاقات‬ ‫املعنية بالترﺳانة النووية السورية‪.‬‬ ‫الرئيس األميركي باراﻙ أوباما لن يﺨوﺽ وروﺳيا ”حربا ﹰ‬ ‫بالوكالة“ ولم يتفق ونﻈيرﻩ الروﺳي فالدﳝير بوتني في‬

‫لﻘائﻬما األخير علﻰ عنواني التسوية السياﺳية في‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬لﺬلﻚ لم يتﺄخر ﺳيد الكرملني في بدﺀ اﳊرب التي‬ ‫اﺳتع ﹼد لﻬا ﻃوال األﺷﻬر األخيرة‪ ،‬وأوباما ال ﳝلﻚ في‬ ‫هﺬﻩ املرحلة ﺳوﻯ اإلنتﻈار ﳉالﺀ نتائﺞ املعركة الروﺳية‪،‬‬ ‫ويفﻀﻞ التعاون ولكنﻪ لن يتدخﻞ أكثر ﳑا فعﻞ حتﻰ اﻵن‪،‬‬ ‫وإن بدا أن ﲢالفﻪ الدولي – اإلقليمي إلحتواﺀ ”داعﺶ“ لم‬ ‫يفلح رغم مرور ﺳنة كاملة علﻰ بدﺀ عمليات في اﳊرب‬ ‫علﻰ ”داعﺶ“‪.‬‬ ‫عادت روﺳيا بﻘوة الﻰ الشرﻕ األوﺳﻂ من البوابة‬ ‫السورية‪ ،‬فالرئيس الروﺳي بوتني هو اليوم الشريﻚ‬ ‫األﺳاﺳي في رﺳم املشﻬد السياﺳي والعسكري في‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬وهﺬا ما جعﻞ األحادية التي ﲤتعت بﻬا الواليات‬ ‫املتحدة األميركية منﺬ انتﻬاﺀ اﳊرب الباردة تتراجﻊ‪.‬‬ ‫ال ﺷﻚ بﺄنﻪ أصبح هناﻙ مؤﺷرا ﹰ مﻬماﹰ للتحوالت التي‬ ‫قد تؤﺳس لواقﻊ جديد للعالقات الدولية والنﻈام العاملي‬ ‫املعاصر يتﺠسد في الكيفية التي ﳒح بﻬا الرئيس‬ ‫الروﺳي بوتني مؤخرا ﹰ من ﺳحب البساﻁ من الواليات‬ ‫املتحدة األميركية ‪ ،‬الالعب األهم واألكثر تﺄثير علﻰ املسرﺡ‬ ‫الدولي منﺬ نﻬاية اﳊرب العاملية الثانية‪ ،‬وبدا هﺬا واﺿحاﹰ‬ ‫من خالل مواقف روﺳيا وبوتني الﺬي يﻘودها للعودة الﻰ‬ ‫املسرﺡ الدولي بﻘوة مناوئة مﻘلﻘة للغرب‪ ،‬بﺄجندتﻬا‬ ‫ومصاﳊﻬا‪ ،‬وﺳاعية إلنﻬاﻙ الواليات املتحدة االميركية‬ ‫أكثر في مسارﺡ عمليات خارﺝ مناﻃق نفوذ روﺳيا االﲢادية‬ ‫في الﻘوقاﺯ وجمﻬوريات االﲢاد السوفيتي السابق‪.‬‬ ‫فسوريا بالنسبة الﻰ روﺳيا هي واحدة من أهم الدول‬ ‫في منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬كما ترﻯ أن ﺳوريا هي حﺠر‬ ‫الزاوية لﻸمن في الشرﻕ األوﺳﻂ وعدم االﺳتﻘرار أو اﳊرب‬ ‫ﺳيؤدي الﻰ ﺯعزعة االﺳتﻘرار حتماﹰ في الدول اﺠﻤﻟاورة‪ ،‬ﳑا قد‬ ‫يؤدي الﻰ فوﺿﻰ حتمية في املنطﻘة بﺄﺳرها‪ ،‬ويشكﻞ ذلﻚ‬ ‫تﻬديدا ﹰ حﻘيﻘياﹰ لﻸمن اإلقليمي ككﻞ‪ ،‬لﺬلﻚ من الواﺿح أن‬ ‫الروﺱ يعملون بﻘوة علﻰ ﺿمان اﺳتمرار النﻈام السياﺳي‬ ‫الﺬي يﻘودﻩ الرئيس بشار األﺳد لﻀمان احتفاﻇﻬم اﶈصن‬ ‫املتبﻘي لﻬم قرب مياﻩ البحر األبيﺾ املتوﺳﻂ‪.‬‬ ‫ﺳعت روﺳيا إلﻰ اﺳتعادة مكانتﻬا ووجودها علﻰ‬ ‫الساحة الدولية كﻘوة كبرﻯ في مواﺯنة أميركا حيث‬ ‫ﲤكن قادة الكرملني من اﺳتعادة مكانة روﺳيا وبناﺀ‬ ‫ﲢالفات مكنت الﻘيادة الروﺳية من إعادة رﺳم خريطة‬ ‫العالم من جديد عبر ﲢالفات ﲤثلت في منﻈمة ﺷنغﻬاي‬ ‫للدفاﻉ والتعاون املشترﻙ ومﺠموعة دول البريكس التي‬ ‫تﻀم في صفوفﻬا غالبية ﺳكان العالم والتحكم‬ ‫بﺈقتصادياتﻪ ‪ ،‬هاتان اﺠﻤﻟموعتان تﻘفان اليوم في وجﻪ‬ ‫التوﺳﻊ األميركي والتحكم والتفرد األميركي في حكم‬ ‫العالم ‪ ،‬أميركا تعاني من وﺿﻊ اقتصادي متردﹴ ومن بطالة‬ ‫مستشرية بني صفوف مواﻃنيﻬا كما أن اقتصادها‬ ‫لم يتعاف من الﻬزات التي تعرﺽ لﻬا‪ ،‬باإلﺿافة الﻰ‬ ‫خسارتﻬا في حروبﻬا في افغانستان والعراﻕ فﻀالﹰ أن‬ ‫هناﻙ أصوات أميركية تتعالﻰ احتﺠاجا علﻰ السياﺳة‬ ‫األميركية اﳋارجية وهناﻙ أصوات تعتبر إﺳرائيﻞ عبئا‬ ‫أمنيا ﹰ علﻰ االقتصاد األميركي خاصة وان دافﻊ الﻀرائب‬ ‫األميركي يدفﻊ جزﺀ من الﻀرائب املستحﻘة عليﻪ ألجﻞ‬ ‫ﲢﻘيق امن »إﺳرائيﻞ« وان ما تﻘدمﻪ اﳊكومة األميركية‬ ‫من دعم ال محدود لـ »إﺳرائيﻞ« يكلف اﳋزينة األميركية‬ ‫مليارات الدوالرات‪.‬‬

‫‪٧‬‬

‫هناﻙ تغيير كبير حاصﻞ اﻵن علﻰ املسرﺡ الدولي‬ ‫ﲟا فيﻪ من تراجﻊ ثﻘﻞ وتﺄثير واﺷنطن وتﻘدم موﺳكو‬ ‫وعودتﻬا بكﻞ ﺯخم وقوة ملﻘارعة واﺷنطن‪ ،‬وقﻀية‬ ‫ﺳوريا أحد تلﻚ املؤﺷرات‪ ،‬وبالتالي فﺈن الصراﻉ الروﺳي‬ ‫األميركي علﻰ ﺳوريا ﺳوف يرﺳم ﻃبيعة العالقات في‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ‪.‬‬ ‫من هنا خطة موﺳكو ال تﻘتصر علﻰ منطﻘة الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ فﻘﻂ‪ ،‬إﳕا في أفريﻘيا وﺁﺳيا أيﻀا‪ ،‬وهدفﻬا‬ ‫النﻬائي هو التﺄثير علﻰ الوﺿﻊ اﳉديد للنﻈام العاملي‪.‬‬ ‫فروﺳيا ﲢ ﹼولت في النزاﻉ اﳊالي من العب ثانوي‪ ،‬الﺬي‬ ‫تعاون مﻊ الغرب خالل الثورة في تونس وليبيا‪ ،‬إلﻰ العب‬ ‫مركزي‪ ،‬وأكبر مثال علﻰ ذلﻚ‪ ،‬ما يﺠري في ﺳوريا‪ ،‬حيث‬ ‫ﺳﺠلت روﺳيا إﳒاﺯات هامة ج ﹰدا‪ ،‬بفﻀﻞ التكتيﻚ الﺬي‬ ‫اتبعتﻪ‪ ،‬عن ﻃريق عزل ﺳاحة املعركة‪ ،‬أ ﹾي اﺳتﺨدام‬ ‫مﺠلس األمن الدولي ملنﻊ أي تدخﻞ غربي عسكري في‬ ‫ﺳوريا‪.‬‬ ‫ولوحﻈت في الفترة األخيرة تغييرات في السياﺳة‬ ‫الروﺳية بالشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬وهي ﺳياﺳة ترتكز علﻰ عدم‬ ‫التناﺯل عن مواقفﻬا‪ ،‬وأبعد بكثير من املواجﻬة في ﺳوريا‬ ‫فﻘﻂ وتﻘوم بالتوﺳﻊ في مناﻃق أخرﻯ‪ :‬ففي إيران تواصﻞ‬ ‫روﺳيا تﻘدﱘ املساعدات إليران وتوثق العالقات الثنائية‪،‬‬ ‫والتي أكدت عليﻬا روﺳيا عن ﻃريق دعﻬما إليران في‬ ‫امللف النووي اﳋاﺹ فيﻬا‪ ،‬أما في العراﻕ‪ ،‬فﺈن اﳉﻬود‬ ‫املكثفة التي بﺬلتﻬا موﺳكو للعودة إلﻰ بالد الرافدين‬ ‫بدأت ﲡني الثمار‪.‬‬ ‫أﺿف الﻰ دول اﳋليﺞ‪ ،‬التي عملت علﻰ إبعاد روﺳيا‬ ‫من املنطﻘة‪ ،‬وجدت نفسﻬا مطلوبة من قبﻞ موﺳكو‪،‬‬ ‫التي ال تتوقف عن إجراﺀ االتصاالت‪ ،‬وتﻘدﱘ العروﺽ‬ ‫املغرية مثﻞ العتاد واألﺳلحة العسكرية‪ ،‬كما أن وﺯير‬ ‫اﳋارجية‪ ،‬ﺳيرغي الفروف‪ ،‬قام بزيارة إلﻰ السعودية وإلﻰ‬ ‫عدد من الدول اﳋليﺠية ومصر‪ ،‬وكان في جعبتﻪ العديد‬ ‫من االقتراحات للدفاﻉ عن دول مﺠلس التعاون اﳋليﺠي‬ ‫من اﳉﻬات والفئات املتطرفة عبر تشكيﻞ جبﻬة واﺳعة‬ ‫ﶈاربة اإلرهاب ﲟشاركة الالعبني الدوليني األﺳاﺳيني ودول‬ ‫املنطﻘة وﲟا فيﻬا ﺳوريا‪ ،‬كما أن األردن وارد في حسابات‬ ‫الروﺱ‪ ،‬ولكن الصورة ما ﺯالت غير واﺿحة‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق بالفلسطينيني‪ ،‬فﺈن روﺳيا معنية ج ﹰدا‬ ‫بتﺠديد العملية التفاوﺿية بني إﺳرائيﻞ والفلسطينيني‪،‬‬ ‫وذلﻚ بﻬدف التﺄكيد علﻰ عودتﻬا إلﻰ املنطﻘة وصرف‬ ‫األنﻈار عن مناﻃق نزاﻉ أخرﻯ بالشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬األمر الﺬي‬ ‫ﺳيفتح أمامﻬا الطريق إلﻰ املشاركة الفعلية في ترتيب‬ ‫النﻈام العاملي اﳉديد‪ ،‬ﲟا يتماﺷﻰ مﻊ مواقفﻬا‪ ،‬وتغيير‬ ‫الوﺿﻊ اﳉيوﺳياﺳي في العديد من الدول في الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ وخارجﻪ‪.‬‬ ‫لم تعد األﺯمة السورية مﺠرد أﺯمة عادية‪ ،‬بﻞ أصبحت‬ ‫بداية تنافس دولي علﻰ ﲢﻘيق مكاﺳب وكسب مواقﻊ‪،‬‬ ‫وتغ ﹼيرت الﻈروف اإلقليمية والدولية بعدما خطت روﺳيا‬ ‫مسارا ﹰ يعﺠز اﻵخرون عن السير في خطاﻩ‪.‬‬ ‫إنﻬا اﳋطوة األولﻰ نحو إعادة بناﺀ عالم متواﺯن يبعد‬ ‫الﻬيمنة األميركية ويﺠعﻞ املستﻘبﻞ أكثر أمالﹰ لﻸجيال‬ ‫الﻘادمة‪.‬‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫وهاب يﻜ ّرﻡ السفير الروسي في لبنان ﺃلﻜسندر زاسبيﻜين‬ ‫في ﺣفﻞ رسمي وﺷعبي ﺣاﺷد في دارتﻪ في الﺠاهلية ويولم ﻋلﻰ ﺷرفﻪ‬ ‫أقام رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب حفالﹰ تكرﳝيا ﹰ للسفير الروﺳي في لبنان‬ ‫ألكسندر ﺯاﺳبيكني في دارتﻪ في اﳉاهلية تﺄييدا ﹰ‬ ‫للدور الروﺳي في مواجﻬة اإلرهاب التكفيري‬ ‫وحفﻆ السالم في املنطﻘة‪ ،‬حيث وصﻞ السفير‬ ‫الروﺳي واملوكب املرافق الﻰ اﳉاهلية ﲢت يافطات‬ ‫الترحيب واألعالم اللبنانية والروﺳية وأعالم حزب‬ ‫التوحيد العربي التي انتشرت وصور الرئيس‬ ‫الروﺳي فالدﳝير بوتني علﻰ مسافة ‪ 20‬كيلومتر من‬ ‫الدامور الﻰ بلدة اﳉاهلية‪ ،‬بحﻀور السفير اإليراني‬ ‫في لبنان محمد فتحعلي‪ ،‬السفير الفلسطيني‬ ‫في لبنان أﺷرف دبور‪ ،‬وقنصﻞ عام جمﻬورية مصر‬ ‫العربية في لبنان األﺳتاذ ﺷريف البحراوي‪ ،‬املرجﻊ‬ ‫الروحي لطائفة املسلمني املوحدين الدروﺯ الشيﺦ‬ ‫أبوعلي ﺳليمان أبوذياب‪ ،‬نائب رئيس املكتب‬ ‫السياﺳي في ”حزب اﷲ“ اﳊاﺝ محمود قماﻃي‬ ‫يرافﻘﻪ الدكتور علي ﺿاهر‪ ،‬الوﺯير ماريو عون ﳑثالﹰ‬ ‫العماد ميشال عون‪ ،‬والعميد منير ﺷعبان ﳑثالﹰ‬ ‫وﺯير الداخلية نﻬاد املشنوﻕ‪ ،‬ورئيس حزب اإلﲢاد‬ ‫الوﺯير عبدالرحيم مراد ورئيس ”املركز الوﻃني“‬ ‫في الشمال كمال اﳋير‪ ،‬ورئيس اﺠﻤﻟلس األعلﻰ في‬ ‫اﳊزب السوري الﻘوي االجتماعي الوﺯير السابق‬ ‫محمود عبداﳋالق ﳑثالﹰ رئيس اﳊزب أﺳعد حردان‪،‬‬ ‫النائب وجيﻪ البعريني‪ ،‬الوﺯير يوﺳف ﺳعادة ﳑثالﹰ‬ ‫رئيس تيار املردة ﺳليمان فرﳒية‪ ،‬واﶈامي جوﺯيف‬ ‫عيد ﳑثالﹰ رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيﺦ‬ ‫ﺳامي اﳉم ﹼيﻞ‪ ،‬األمني الﻘطري ﳊزب البعث‬ ‫العربي االﺷتراكي في لبنان الوﺯير فايز ﺷكر‪،‬‬ ‫النائبني السابﻘني ﺯاهر اﳋطيب وفيصﻞ الداوود‪،‬‬ ‫والسفير السابق إيلي الترﻙ‪ ،‬العﻘيد كمال صفا‬ ‫ﳑثالﹰ مدير عام األمن العام اللواﺀ عباﺱ ابراهيم‪،‬‬ ‫املﻘدم حنا اللحام ﳑثالﹰ مدير عام األمن الداخلي‬ ‫اللواﺀ ابراهيم بصبوﺹ‪ ،‬العميد مﺠدي أبوﺿرغم‬ ‫ﳑثالﹰ مدير عام أمن الدولة اللواﺀ جورﺝ قرعة‪ ،‬ونائب‬ ‫مدير عام أمن الدولة العميد محمد الطفيلي‪،‬‬ ‫وأمني ﺳر حركة فتح اإلنتفاﺿة – إقليم لبنان‬ ‫أبوإيﻬاب حسن ﺯيدان يرافﻘﻪ محمود صالح كما‬ ‫حﻀر عن حركة فتح كﻞ من فتحي أبوالعردات‬ ‫وﺳالم وهبﻪ وصالح ﺯيدان باإلﺿافة الﻰ ﳑثلني‬ ‫عن األحزاب اللبنانية‪ ،‬وﺷﺨصيات إعالمية ورئيس‬ ‫املنﻈمة العاملية ﳊوار األديان واﳊﻀارات في‬ ‫العالم ”األويسكو“ البروفسور د‪ .‬مﺨلﺺ أحمد‬ ‫اﳉدة‪ ،‬وأعﻀاﺀ املكتب السياﺳي ومﺠلس األمناﺀ‬ ‫في حزب التوحيد العربي‪ ،‬وحشد من الوفود‬ ‫الشعبية واملشايﺦ من ﺳوريا ولبنان ورﺅﺳاﺀ‬ ‫البلديات واﺨﻤﻟاتير‪ ،‬وهيئة العمﻞ التوحيدي‪.‬‬ ‫اﺳتﻬﻞ اﳊفﻞ الﺬي أولم خاللﻪ وهاب علﻰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب خالل اﺳتﻘبالﻪ السفير الروﺳي في لبنان ﺁلكسندر ﺯاﺳبيكني‬

‫‪ ...‬والسفير اإليراني في لبنان محمد فتحعلي‬

‫جانب من اﳊﻀور الرﺳمي والدبلوماﺳي وﳑثلي األحزاب والﻘوﻯ األمنية والعسكرية‬

‫‪8‬‬


‫ﺷرف السفير الروﺳي ﺯاﺳبيكني بالنشيدين‬ ‫الوﻃني والنشيد الوﻃني الروﺳي‪ ،‬ثم ألﻘيت‬ ‫كلمات عدة ناﺷدت بالدور الروﺳي في مواجﻬة‬ ‫اإلرهاب وحفﻆ السالم الدولي وفي املنطﻘة‪،‬‬ ‫اﺳتﻬلت بكلمة عريف اﳊفﻞ أمني الداخلية‬ ‫الرفيق هشام األعور‪ ،‬جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”بكﻞ مشاعر الفﺨر واإلعتزاﺯ وبكﻞ ابتﻬاﺝ‬ ‫نرحب بسعادة ﺳفير روﺳيا اإلﲢادية في لبنان‬ ‫ألكسندر ﺯاﺳبكني‪ ،‬والترحيب اليوم مزدوﺝ‬ ‫منﻪ ما يتعلق بشﺨصﻪ الﺬي يتمتﻊ بﺄخالقية‬ ‫وج ﹼلﻪ يتع ﹼلق بدور روﺳيا‬ ‫عالية وحنكة معﻬودة‪ ،‬ﹸ‬ ‫اإلﲢادية اليوم وهي تتﻘدم اﳋطﻰ بكامﻞ ثبات‬ ‫وقوة واقتدار وﺷﺠاعة والتي تواجﻪ معنا قوﻯ‬ ‫اإلرهاب بﺄنواعﻬا غير عابئة بصيحات الدول التي‬ ‫تﺂمرت علﻰ ﺳوريا“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬روﺳيا اليوم الصديق واﳊليف الوفي‪،‬‬ ‫تشاركنا اإلنتصار واختارت التوقيت املناﺳب‬ ‫وهي بﺬلﻚ تساهم في دحر األحادية الﻘطبية‬ ‫وتبشر بوالدة فﺠر جديد في املنطﻘة والعالم“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬نرﻯ اليوم وبكامﻞ وﺿوﺡ بﺄن مﻘاييس‬ ‫الزمن قد تغ ﹼيرت‪ ،‬فلم تعد املسافة ﺷاﺳعة‬ ‫بني بلدة اﳉاهلية وروﺳيا اإلﲢادية ألن املوقف‬ ‫الشﺠاﻉ والوفاﺀ وصدﻕ التحالفات والﻬدف‬ ‫املشترﻙ أصبح متطابﻘا ﹰ ويشكﻞ عالمة مﻀيئة‬ ‫في تاريﺦ البشرية واملنطﻘة‪ ،‬وها هو جرﺱ اإلنﺬار‬ ‫قد ﹸقرﻉ في الكرملني معلنا ﹰ عن والدة نﻈام عاملي‬ ‫جديد يعاد رﺳمﻪ من بوابة محاربة اإلرهاب‬ ‫التكفيري‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬فمن ﺳوريا الواثﻘة من جيشﻬا‬ ‫وﺷعبﻬا وحكمة قيادتﻬا وصالبة أصدقائﻬا‬ ‫وحلفائﻬا ألف ﲢية لروﺳيا اإلﲢادية في موقفﻬا‬ ‫التاريﺨي الﻰ جانب الشعب السوري في حربﻪ‬ ‫ﺿد اﳉماعات التكفيرية املسلحة بﺈدارتﻬا‬ ‫الدولية وأدواتﻬا اإلقليمية واملال الفتنوي الﺬي‬ ‫يغﺬي اإلرهاب‪ ،‬وألف ﲢية ﺷكر وتﻘدير للرئيس‬ ‫الروﺳي بوتني الﺬي أحبتﻪ قلوبنا ﹼ‬ ‫وعﻈمتﻪ عﻘولنا‬ ‫وهو الﺬي جعﻞ من وحدة ﺳوريا من أولويات األمن‬ ‫الﻘومي الروﺳي“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬أما فلسطني التي ﲢ ﹼولت الﻰ‬ ‫قﻀية مركزية تﺨتزن كرامة العرب واملسلمني‬ ‫وحﻘوقﻬم في األرﺽ واملﻘدﺳات واإلنسان‪ ،‬فﺈنﻬا‬ ‫تعتبر بﺄن اإلحتالل الصﻬيوني واإلرهاب التكفيري‬ ‫وجﻬان لعملة واحدة‪ .‬ففلسطني تنﻈر بعني‬ ‫يغمرها النصر الﻰ الدور الروﺳي الواﺯن في‬ ‫محاربة اإلرهاب ومعاﳉة تبعاتﻪ جراﺀ الفوﺿﻰ‬ ‫واﳉنوﺡ السريﻊ نحو اإلرهاب التكفيري الﺬي‬ ‫ﻃاملا صاغت موﺳكو ﺳياﺳاتﻬا علﻰ محاربتﻪ‬ ‫رﺅية ومنﻬﺠا ﹰ ومسلكاﹰ“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬ﺳعادة السفير‪ ،‬أنت‬ ‫اليوم بني محبيﻚ وأنت ﲤ ﹼثﻞ روﺳيا اإلﲢادية‪ ،‬الدولة‬ ‫األهم في العالم‪ ،‬وهي تﻘف معنا وتعزﺯ صمودنا‬ ‫وانتصارنا‪ ،‬وقلوبنا ﲢفﻈكم وترحب بكم“‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬اﳋير‪،‬السفير اإليراني محمد فتحعلي‪ ،‬املرجﻊ الروحي الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب‪ ،‬ﺯاﺳبيكني والوﺯير يوﺳف ﺳعادة‬

‫من اليمني‪ :‬النائب وجيﻪ البعريني‪ ،‬والسفير إيلي الترﻙ وجانب من اﳊﻀور‬

‫أمني الداخليةهشام األعور يلﻘي كلمتﻪ‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫ثم ألﻘﻰ رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫ﹼ‬ ‫وهاب كلمة ﹼ‬ ‫أكد خاللﻬا علﻰ أن ”إنتصار ﺳوريا‬ ‫حتمي بعد دخول ﺳالﺡ اﳉو الروﺳي حيث ”جاﺀ‬ ‫قرار الرئيس بوتني ليعيد التواﺯن اﺨﻤﻟتﻞ الﻰ اللعبة‬ ‫الدولية بعدما انتزﻉ ورقة مﺠلس األمن التي‬ ‫كانت تستعمﻞ للحصار والتﺠويﻊ واإلذالل“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬ها هو الرئيس بوتني يبادر علﻰ األرﺽ‬ ‫في ﺳوريا ويسﻘﻂ كﻞ الرهانات بعدما صمدت‬ ‫ﺳوريا بﻘائدها وجيشﻬا وﺷعبﻬا ﳋمس ﺳنوات‬ ‫فلوال صمود ﺳوريا واملﻘاومة ودعم اﳉمﻬورية‬ ‫اإلﺳالمية اإليرانية ما كنا لنشاهد ما نراﻩ اليوم‬ ‫علﻰ يد أبطال ﺳالﺡ اﳉو الروﺳي“‪ ،‬موجﻬا ﹰ‬ ‫التحية الﻰ الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني الﺬي‬ ‫يﻘوم بصيانة األمن العاملي عبر إيﻘاف اﳉنون‬ ‫األميركي والغربي الﺬي عشناﻩ في العراﻕ وليبيا‬ ‫وجﻪ التحية الﻰ الرئيس بشار األﺳد‬ ‫وﺳوريا‪ ،‬كما ﹼ‬ ‫واﳉيﺶ العربي السوري وﺷﻬدائﻪ وﺷعب ﺳوريا‬ ‫والﻰ أمني عام ”حزب اﷲ“ السيد حسن نصراﷲ‬ ‫الﺬي ما ترﻙ موقعا ﹰ من مواقﻊ العز في هﺬﻩ األمة‬ ‫إال وكان فيﻪ‪ ،‬وﲢية الﻰ إيران قائدا ﹰ وحكومة‬ ‫وﺷعباﹰ‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ السفير الروﺳي ألكسندر‬ ‫ﺯاﺳبيكني بالﻘول‪” :‬وأنت يا ﺳعادة السفير كنت‬ ‫خالل السنوات املاﺿية مﻘاتالﹰ ليس علﻰ صعيد‬ ‫لبنان فحسب بﻞ علﻰ صعيد املنطﻘة‪ ،‬فعملت‬ ‫إلعادة دور روﺳيا الﻰ منطﻘة حساﺳة كانت‬ ‫تعاني من تفرد مﺠانني واﺷنطن“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ متوجﻬا ﹰ الﻰ ﻃائفة املسلمني‬ ‫املوحدين الدروﺯ في ﺳوريا بالﻘول‪ ” :‬إن ﺳﻘوﻁ‬ ‫ﺳوريا مستحيﻞ وهﺬا يعني صمود السويداﺀ‬ ‫وجبﻞ الشيﺦ أكيد‪ ،‬فلست خائفا ﹰ وعليكم أن ال‬ ‫تﺨافوا‪ ،‬فالسويداﺀ ﺳتكون بﺨير ولن يﻘترب أحد‬ ‫منﻬا“‪.‬‬ ‫وﳑا جاﺀ في الكلمة‪” :‬منﺬ ﺳﻘوﻁ بغداد عام‬ ‫‪ 200٣‬ومحاوالت أميركا إلذالل هﺬﻩ املنطﻘة لم‬ ‫تتوقف‪ :‬إﺳﻘاﻁ ليبيا بيد التكفيريني ومحاولة‬ ‫إﺳﻘاﻁ مصر بيد اإلخوان املنافﻘني ثم اﳊرب‬ ‫علﻰ ﺳوريا‪ .‬فمنﺬ ذلﻚ الوقت ونحن نعيﺶ ذال ﹰ‬ ‫مستمرا ﹰ تﺨ ﹼللﻪ إنتصار ﲤوﺯ كمحطة مركزية في‬ ‫صراعنا مﻊ العدو‪“.‬‬ ‫وتابﻊ‪ ” :‬اﻵن جاﺀ قرار الرئيس بوتني ليعيد‬ ‫التواﺯن اﺨﻤﻟتﻞ الﻰ اللعبة الدولية بعدما انتزﻉ‬ ‫ورقة مﺠلس األمن التي كانت تستعمﻞ للحصار‬ ‫والتﺠويﻊ واإلذالل‪ ،‬ها هو يبادر علﻰ األرﺽ في‬ ‫ﺳوريا ويسﻘﻂ كﻞ الرهانات بعدما صمدت‬ ‫ﺳوريا بﻘائدها وجيشﻬا وﺷعبﻬا ﳋمس ﺳنوات‪،‬‬ ‫فلوال صمود ﺳوريا واملﻘاومة ودعم اﳉمﻬورية‬ ‫اإلﺳالمية اإليرانية ما كنا لنشاهد ما نراﻩ اليوم‬ ‫علﻰ يد أبطال ﺳالﺡ اﳉو الروﺳي“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬قلنا منﺬ البداية أن ﺳﻘوﻁ ﺳوريا‬ ‫ﳑنوﻉ واﻵن نﻘول أن انتصار ﺳوريا حتمي“‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬ ‫السفير الروﺳي ألكسندر ﺯاﺳبيكني يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ووجﻪ وهاب التحية الﻰ الرئيس الروﺳي فالدﳝير‬ ‫بوتني الﺬي يﻘوم بصيانة األمن العاملي عبر إيﻘاف‬ ‫اﳉنون األميركي والغربي الﺬي عشناﻩ في العراﻕ‬ ‫وجﻪ التحية الﻰ الرئيس‬ ‫وليبيا وﺳوريا‪ ،‬كما ﹼ‬ ‫بشار األﺳد واﳉيﺶ العربي السوري وﺷﻬدائﻪ‬ ‫وﺷعب ﺳوريا والﻰ أمني عام ”حزب اﷲ“ السيد‬ ‫حسن نصراﷲ الﺬي ما ترﻙ موقعا ﹰ من مواقﻊ‬ ‫العز في هﺬﻩ األمة إال وكان فيﻪ‪ ،‬وﲢية الﻰ إيران‬ ‫قائدا ﹰ وحكومة وﺷعباﹰ‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ السفير‬ ‫الروﺳي ألكسندر ﺯاﺳبيكني بالﻘول‪” :‬وأنت يا‬ ‫ﺳعادة السفير كنت خالل السنوات املاﺿية‬ ‫مﻘاتالﹰ ليس علﻰ صعيد لبنان فحسب بﻞ علﻰ‬ ‫صعيد املنطﻘة‪ ،‬فعملت إلعادة دور روﺳيا الﻰ‬ ‫منطﻘة حساﺳة كانت تعاني من تفرد مﺠانني‬ ‫واﺷنطن“‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وختم وهاب كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬وألهلنا أقول إن‬ ‫ﺳﻘوﻁ ﺳوريا مستحيﻞ وهﺬا يعني أن صمود‬ ‫السويداﺀ وجبﻞ الشيﺦ أكيد‪ ،‬فلست خائفا ﹰ‬ ‫وعليكم أن ال تﺨافوا فالسويداﺀ ﺳتكون بﺨير‬ ‫ولن يﻘترب أحد منﻬا‪ ،‬متوجﻬا ﹰ بالشكر الﻰ كافة‬ ‫األجﻬزة األمنية التي تعمﻞ ﻃوال الوقت علﻰ‬ ‫حفﻆ األمن واألمان في جميﻊ األماكن كافة“‪.‬‬

‫ﺯﺍﺳﺒﻴﻜﲔ‬ ‫ثم كان كلمة للسفير الروﺳي في لبنان‬ ‫ألكسندر ﺯاﺳبيكني أثنﻰ خاللﻬا علﻰ جﻬود‬ ‫اﳉيﺶ اللبناني وقوﻯ األمن في لبنان ملكافحة‬ ‫اإلرهاب التكفيري‪ ،‬ثم قدم ﶈة ﺳريعة عن‬ ‫السياﺳة اﳋارجية الروﺳية بالنسبة للمرحلة‬


‫التي نعيشﻬا اليوم حيث“ نعيﺶ مرحلة حاﺳمة‬ ‫ﲡري فيﻬا تطورات ﺳريعة‪ ،‬موﺿحا ﹰ أن روﺳيا‬ ‫تعتبر أنﻪ من الواجب املصيري الصمود في وجﻪ‬ ‫التحديات وتوحيد اﳉﻬود من أجﻞ إنﻘاذ البشرية‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أن روﺳيا ترفﺾ‬ ‫من اﶈنة التي ﲤر بﻬا“‪،‬‬ ‫نﻈام الﻘطب الواحد الﺬي ﲡسد خالل عشرات‬ ‫السنني األخيرة باﳊمالت العسكرية وتوﺳﻊ‬ ‫الناتو وإﺳﻘاﻁ األنﻈمة وﺯرﻉ الفوﺿﻰ في أماكن‬ ‫مﺨتلفة ابتداﺀ من يوغوﺳالفيا وانتﻬاﺀ بالشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ وأوكرانيا‪ ،‬مؤكدا ﹰ أن نﻬﺞ بوتني يرمي‬ ‫الﻰ تطور الشراكة الدولية علﻰ قدم املساواة‬ ‫الفتا ﹰ الﻰ املبادرات الروﺳية العديدة الرامية الﻰ‬ ‫متساو باملنطﻘة األورو أﻃلسية‬ ‫إقامة نﻈام أمن‬ ‫ﹴ‬ ‫واإلقليم اإلقتصادي املوحد من لشبونا الﻰ‬ ‫فالدموﺳتوﻙ الﺬي هو أﺳاﺳي لرﺅية مستﻘبﻞ‬ ‫العالقات الدولية في إﻃار التعددية والنفﻊ‬ ‫املتبادل‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ اﳉﻬود التي تﻘوم بﻬا روﺳيا‬ ‫في إيﺠاد اﳊلول ﳊﻞ النزاعات عبر وقف العنف‬ ‫وترتيب اﳊوار الوﻃني دون التدخﻞ اﳋارجي مﻊ‬ ‫اعتماد الشرعية الدولية والدور املركزي لﻸﱈ‬ ‫املتحدة موﺿحا ﹰ أن قﻀية مكافحة اإلرهاب هو‬ ‫أولوية قصوﻯ لدﻯ اﺠﻤﻟتمﻊ الدولي“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪ ” :‬نؤ ﹼيد ﺳوريا بﻘيادة الرئيس بشار األﺳد‬ ‫كدولة ذات ﺳيادة انطالقا ﹰ من اإلتفاﻕ بني الطرفني‬ ‫والتزاما ﹰ بالثوابت األخالقية للسياﺳة الروﺳية‬ ‫وواثﻘون أن قﻀيتنا عادلة ألننا نسعﻰ الﻰ إعادة‬ ‫التوافق في اﺠﻤﻟتمﻊ العربي وتثبيت مبدأ العيﺶ‬ ‫املشترﻙ في دول تﻀمن حريات وحﻘوﻕ اإلنسان‬ ‫واملساواة دون ﲤييز ﻃائفي أو إثني داعيا ﹰ الﻰ ﺿرورة‬ ‫بناﺀ حاجز متني في وجﻪ مشروﻉ تفكيﻚ الدول‬ ‫وإقامة الكانتونات الطائفية عبر رفﻊ راية الدفاﻉ‬ ‫عن قﻀايا املنطﻘة األﺳاﺳية وبالدرجة األولﻰ‬ ‫قﻀية الشعب الفلسطيني‪ ،‬موﺿحا ﹰ أن اﳉميﻊ‬ ‫متفﻘون اليوم علﻰ ﺿرورة إحياﺀ املناﺥ الوﻃني‬ ‫التحرري الﺬي خلﻘﻪ املناﺿلون الﻘدماﺀ علﻰ‬ ‫ﳒدد‬ ‫الصعيد اإلقليمي وأنﻪ من الواجب علينا أن ﹼ‬ ‫روﺡ التﻀامن في النﻀال من أجﻞ إجالل السالم‬ ‫العادل والدائم في الشرﻕ األوﺳﻂ وفﻘا ﹰ لﻘرارات‬ ‫األﱈ املتحدة“‪.‬‬ ‫وختم بالﻘول‪” :‬ﺳوف نواصﻞ العمليات‬ ‫املشتركة مﻊ اﳉيﺶ السوري وﺳوف نتعاون‬ ‫مﻊ اﳉميﻊ الﺬين يﻘفون ﺿد التطرف واإلرهاب‬ ‫والغطرﺳة حتﻰ النصر وإحالل السالم في ﺳوريا‬ ‫عندها ﺳوف يكون ﺷعب لبنان مرتاحا ﹰ ويعيﺶ‬ ‫دون قلق وبسالمة ورفاهية“‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬البعريني‪ ،‬ﺯاﺳبيكني‪ ،‬فتحعلي‪،‬والشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب‬

‫الوﺯير عبد الرحيم مراد يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﻣﺮﺍﺩ‬ ‫ثم ألﻘﻰ الوﺯير عبدالرحيم مراد كلمة األحزاب‬ ‫والﻘوﻯ الوﻃنية اللبنانية أﺷاد خاللﻬا بالدور‬ ‫الروﺳي فيما يتعلق بالوﺿﻊ العربي اﳊالي‪،‬‬ ‫واتﺨاذها خطوات نوعية ملساعدة ﺳوريا للﻘﻀاﺀ‬

‫جانب من اﳊﻀور‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫علﻰ اإلرهاب الﺬي ترﻯ بﺄنﻪ ليس خطرا ﹰ علﻰ ﺳوريا‬ ‫وحدها وال علﻰ الدول العربية فﻘﻂ وإﳕا هو خطر‬ ‫أيﻀا ﹰ علﻰ أوروبا وأميركا والعالم أجمﻊ‪ ،‬ﺁمالﹰ أن‬ ‫يكون لبنان علﻰ األجندة الروﺳية بعد أن وصلت‬ ‫األوﺿاﻉ في لبنان الﻰ ﻃريق مسدود حيث ال نرﻯ‬ ‫اﳊﻞ إال بﺨطوات إصالحية جﺬرية يكون فيﻬا‬ ‫الشعب مصدر كﻞ السلطات عبر قانون إنتﺨابي‬ ‫يعتمد النسبية الكاملة أو املوﺳعة متوجﻬا‬ ‫بالتحية الﻰ السفير ﺯاﺳبيكني محييا موقف‬ ‫بالدﻩ وموقفﻪ الشﺨصي املنصف لﻘﻀايانا‬ ‫العادلة وبﺨاصة علﻰ صعيد ﺳوريا التي ﺳتنتصر‬ ‫علﻰ املؤامرة الكونية التي اﺳتﻬدفتﻬا“‪.‬‬ ‫وﳑا جاﺀ في الكلمة‪” :‬أبدأ بتوجيﻪ الشكر‬ ‫والتﻘدير للصديق العزيز األﺥ وئام وهاب‪ ،‬علﻰ‬ ‫قيامﻪ بﻬﺬﻩ املبادرة الطيبة‪ ،‬بتكرﱘ رجﻞ نبيﻞ‪ ،‬ﳝثﻞ‬ ‫دولة عﻈيمة‪ ،‬كانت وماﺯالت الﻰ جانب اﳊﻘوﻕ‬ ‫العربية‪ ،‬في اﶈافﻞ الدولية‪ ،‬هي دولة روﺳيا‬ ‫اإلﲢادية‪ ،‬التي ربطتنا بﻬا عالقات وثيﻘة منﺬ أيام‬ ‫اإلﲢاد السوفياتي‪ ،‬وقد ﲤﹼت ترجمة هﺬﻩ العالقة‬ ‫ﺳياﺳيا ﹰ واقتصاديا ﹰ وعسكريا ﹰ وباألخﺺ في ﺯمن‬ ‫الﻘائد العربي العﻈيم جمال عبدالناصر‪.‬‬ ‫واليوم نﻘف ﲢية إكبار لروﺳيا ودورها فيما‬ ‫يتع ﹼلق بالوﺿﻊ العربي اﳊالي‪ ،‬واتﺨاذها خطوات‬ ‫نوعية ملساعدة ﺳوريا‪ ،‬للﻘﻀاﺀ علﻰ اإلرهاب الﺬي‬ ‫ترﻯ وهي علﻰ حق بﺄنﻪ ليس خطرا ﹰ علﻰ ﺳوريا‬ ‫وحدها وال علﻰ الدول العربية فﻘﻂ‪ ،‬وإﳕا هو خطر‬ ‫أيﻀا ﹰ علﻰ أوروبا وأميركا والعالم أجمﻊ‪.‬‬ ‫هﺬا اإلرهاب املتنامي‪ ،‬رعتﻪ ﹼ‬ ‫وﺷﺠعت‬ ‫وغﺬتﻪ‬ ‫ﹼ‬ ‫عليﻪ الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬لتﺨريب‬ ‫اﺠﻤﻟتمعات العربية دعما ﹰ للكيان الصﻬيوني‪،‬‬ ‫وبالتنسيق معﻪ‪ ،‬مستﻬدفة الواقﻊ العربي‬ ‫بنسيﺠﻪ اإلجتماعي‪ ،‬وبﺠيوﺷﻪ الوﻃنية‪ ،‬دون‬ ‫أن ننسﻰ رﺅيتﻬا الﻀيﻘة لﻺﺳالم والعمﻞ علﻰ‬ ‫تشويﻬﻪ‪ ،‬واإلنﻘﻀاﺽ علﻰ العروبة‪ ،‬والنفﺦ في‬ ‫نيران اإلثنيات التي ﲤثﻞ غنﻰ للمﺠتمﻊ العربي‬ ‫الكبير‪ ،‬في ﺳبيﻞ ﲡزئة اﺠﻤﻟزأ‪ ،‬وﲢويﻞ كﻞ مﺠتمﻊ‬ ‫علﻰ حدا الﻰ مﺠتمعات من الطوائف واملﺬاهب‪،‬‬ ‫تتصارﻉ فيما بينﻬا علﻰ حساب الوﻃن ووحدتﻪ‪،‬‬ ‫واﺠﻤﻟتمﻊ وﺳالمة مكوناتﻪ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬إن هدف الواليات املتحدة األميركية‬ ‫ومعﻬا الغرب كلﻪ‪ ،‬ترﺳيﺦ الكيان الصﻬيوني‪،‬‬ ‫وهو ما تسعﻰ الﻰ ﲢﻘيﻘﻪ بتدمير البنﻰ التحتية‬ ‫للمﺠتمعات العربية‪ ،‬وﲢويﻞ دول الطوﻕ اﶈيطة‬ ‫بفلسطني الﻰ كيانات ﳑزقة‪ ،‬وإتاحة الفرصة‬ ‫لتﻞ أبيب لﻺﺳتيالﺀ علﻰ ما تبﻘﻰ من فلسطني‪،‬‬ ‫ولتدمير املسﺠد األقصﻰ واألماكن املﻘدﺳة‬ ‫األخرﻯ‪.‬‬ ‫من هنا رهاننا علﻰ الدور الروﺳي وعلﻰ دول‬ ‫”البريكس“ لوﺿﻊ حد للغطرﺳة األميركية‪،‬‬ ‫ولوحدوية الﻘوة التي ﲤثلﻬا‪ ،‬بﻘصد الﻬيمنة علﻰ‬ ‫العالم بﺄﺳرﻩ‪ ،‬كما نتطلﻊ الﻰ رﺳم خارﻃة جديدة‬ ‫للنﻈام العاملي اﳊالي‪ ،‬يﻘﻀي علﻰ الﻬيمنة‬ ‫األميركية‪ ،‬بعد أن مر العالم بتﺠربتي عصبة األﱈ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫من الوﺳﻂ ﳝيناﹰ‪ :‬ﺯاﺳبيكني‪،‬عون‪ ،‬دبور‪ ،‬قماﻃي‪ ،‬البعريني‪ ،‬العميد ﺷعبان‪،‬البحراوي‪ ،‬مراد‪ ،‬الداوود‪ ،‬فتحعلي‪ ،‬الشيﺦ أبوذياب ووهاب‬ ‫وفد هيئة العمﻞ التوحيدي‬

‫بعد اﳊرب العاملية األولﻰ‪ ،‬واألﱈ املتحدة بعد اﳊرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬فاألولﻰ أي عصبة األﱈ لم تعمر‬ ‫أكثر من ‪ 15‬ﺳنة‪ ،‬والثانية أي األﱈ املتحدة‪ ،‬أعطت‬ ‫حق الفيتو للدول التي انتصرت في اﳊرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬وكانت النتيﺠة ما نشﻬدﻩ اليوم من‬ ‫إرباﻙ دولي‪ ،‬وفوﺿﻰ باﳉملة‪ ،‬األمر الﺬي يﺠعلنا‬ ‫نؤكد علﻰ أهمية دول البريكس“‪ :‬روﺳيا والصني‬ ‫والﻬند والبراﺯيﻞ وجنوب أفريﻘيا‪ ،‬وأهمية أن تعمﻞ‬ ‫علﻰ صياغة نﻈام عاملي جديد‪ ،‬يﻀﻊ حدا لﻬيمنة‬ ‫الدوالر باعتماد عملة جديدة‪ ،‬وينصف الدول‬ ‫النامية‪ ،‬ﲟساعدتﻬا دون اﺳتغالل واﺳتعمار‬ ‫جديد‪ ،‬وتكون هﺬﻩ املنﻈومة اﳉديدة‪ ،‬هي صوت‬ ‫اﳊق للشعوب وللدول التي تعاني من ﻇلم الغرب‬

‫‪12‬‬

‫وقﻬرﻩ‪ ،‬كما تكون صاحبة الصوت األعلﻰ‪ ،‬والفيتو‬ ‫األقوﻯ في جميﻊ الﻘﻀايا العادلة“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬إننا حني نراهن علﻰ روﺳيا ودورها‬ ‫في ما يتعلق بﺠميﻊ قﻀايانا‪ ،‬من فلسطني الﻰ‬ ‫ﺳوريا والعراﻕ واليمن وليبيا‪ ،‬فﺈننا نعني رهانا ﹰ‬ ‫علﻰ عالقة اﺳتراتيﺠية دائمة‪ ،‬مثمنني ما ﰎﹼ‬ ‫إﳒاﺯﻩ بني موﺳكو والﻘاهرة‪ ،‬مﻊ األمﻞ بﺄن يكون‬ ‫لبنان أيﻀا ﹰ علﻰ األجندة الروﺳية بعد أن وصلت‬ ‫األوﺿاﻉ عندنا الﻰ ﻃريق مسدود‪ ،‬حيث ال نرﻯ اﳊﻞ‬ ‫إال بﺨطوات إصالحية جﺬرية يكون فيﻬا الشعب‬ ‫مصدر كﻞ السلطات‪ ،‬عبر قانون إنتﺨابي يعتمد‬ ‫النسبية الكاملة أو املوﺳعة‪ ،‬لكي يﻘول الرأي‬ ‫العام كلمتﻪ‪ ،‬ويكون اإلعتبار لرأي كﻞ مواﻃن‪،‬‬


‫دون إنتﻘاﺹ أو مصادرة‪ ،‬وبعيدا ﹰ عن الطائفية‬ ‫واملﺬهبية والﻀغوﻁ املالية‪ ،‬فيﺄتي التمثيﻞ‬ ‫حﻘيﻘياﹰ‪ ،‬وباألحﺠام الفعلية للﻘوﻯ السياﺳية‬ ‫واﳊزبية والشﺨصيات الوﻃنية‪ ،‬وعندها يسﻬﻞ‬ ‫اﺳتكمال بناﺀ مؤﺳسات الدولة‪ ،‬من رئاﺳة‬ ‫اﳉمﻬورية الﻰ حكومة جديدة‪ ،‬الﻰ اﺳتعادة كﻞ‬ ‫اإلدارات واألجﻬزة واملؤﺳسات هيبتﻬا‪ ،‬والعمﻞ‬ ‫علﻰ تفعيﻞ اﳋدمات اإلجتماعية والصحية‬ ‫واألمنية وتﺄمني املاﺀ والكﻬرباﺀ وإنصاف قطاﻉ‬ ‫العمﻞ بكﻞ مكوناتﻪ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬لم يكن ﲟﻘدورنا أن نتحدﺙ بﻬﺬا‬ ‫حدا للعدوان‬ ‫التفاﺅل‪ ،‬لوال أن املﻘاومة قد وﺿعت ﹼ‬ ‫الصﻬيوني‪ ،‬وأصبح الوﻃن واملواﻃن ﺁ ﹺمنﹶني‪ ،‬وأصبح‬ ‫باإلمكان اإلهتمام بالداخﻞ دون خوف من عدوان‬ ‫جديد‪ ،‬لﺬلﻚ نتمسﻚ بالثالثية الﺬهبية‪ :‬اﳉيﺶ‬ ‫والشعب واملﻘاومة مﻊ التﺄكيد علﻰ أهمية ما ورد‬ ‫في الطائف عن العالقة املميزة مﻊ ﺳوريا‪ ،‬واﳉيدة‬ ‫مﻊ الدول العربية“‪.‬‬ ‫وختم مراد كلمتﻪ موجﻬا ﹰ التحية الﻰ ﺳعادة‬ ‫السفير ﺯاﺳبيكني‪ ،‬ملوقف بالدﻩ‪ ،‬وموقفﻪ‬ ‫الشﺨصي املنصف لﻘﻀايانا العادلة‪ ،‬وبﺨاصة‬ ‫علﻰ صعيد ﺳوريا التي ﺳتنتصر علﻰ املؤامرة‬ ‫الكونية التي اﺳتﻬدفتﻬا‪ ،‬مادام في هﺬا العالم‬ ‫صوت حق قوي‪ ،‬كالصوت الروﺳي‪ ،‬صديق الدول‬ ‫املستﻀعفة بﻘيادة الزعيم التاريﺨي الكبير‬ ‫الرئيس بوتني“‪.‬‬

‫ﺍﻟﻐﻀﺒﺎﻥ‬

‫الشيﺦ أبو عصام حسن الغﻀبان يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ثم كان كلمة للوفد السوري املشارﻙ في‬ ‫اﳊفﻞ ألﻘاها الشيﺦ أبوعصام حسن الغﻀبان‬ ‫أثنﻰ خاللﻬا علﻰ دعم روﺳيا لسوريا في كﻞ‬

‫من اليمني‪ :‬ﺯاﺳبيكني‪ ،‬عون‪ ،‬دبور‪ ،‬قماﻃي‪ ،‬البعريني والعميد ﺷعبان‬

‫مواقفﻬا السياﺳية واإلجتمتاعية والعسكرية‬ ‫واإلقتصادية واملنتديات الدولية ومﺠلس األمن‬ ‫واألﱈ املتحدة وﺷرعة حﻘوﻕ اإلنسان‪ ،‬متوجﻬا ﹰ‬ ‫الﻰ السفير الروﺳي ﺯاﺳبيكني بالﻘول‪ ” :‬إننا يا‬ ‫ﺳعادة السفير‪ ،‬أحفاد ﺳلطان باﺷا األﻃرﺵ‬ ‫وابراهيم الﻬﺠري وﺳلمان واملﻘداد‪ ،‬لن نﻘبﻞ‬ ‫الﻬوان ونعاهدكم بالوفاﺀ ملواقفكم الشﺠاعة‬ ‫مﻊ كﻞ الﺬين وقفوا معنا في األﺯمة املصيرية التي‬ ‫نتعرﺽ لﻬا واﳊرب الكونية التي تﹸشن علينا“‪،‬‬ ‫كما توجﻪ الﻰ الوﺯير وهاب بالﻘول‪” :‬ﺳتبﻘﻰ‬ ‫جبلنا في هﺬا اﳉبﻞ‪ ،‬وﺳتبﻘﻰ ﺷعلة الوفاﺀ ورمز‬ ‫العطاﺀ ولن ننساﻙ وأنت الﺬي ما نسي تاريﺨﻪ‬ ‫ودينﻪ وأرﺿﻪ ووﻃنﻪ وأمتﻪ‪ ،‬ك ﹼرمت روﺳيا اليوم‬ ‫فك ﹼرمتنا في ﺳوريا يانعم الكرامة والشﺠاعة‬ ‫والعنفوان والنبﻞ والوفاﺀ“‪.‬‬ ‫وﳑا جاﺀ في الكلمة وبعد الترحيب‪” :‬من ﺳوريا‬ ‫مﻬد اﳊﻀارات والرﺳاالت‪ ،‬أتينا إليكم‪ ،‬لنعرب عن‬ ‫ﺳعادتنا بﻬﺬا التكرﱘ املستحق‪ ،‬لدولة وقفت الﻰ‬ ‫جانبنا منﺬ عﻘود ﻃويلة‪ ،‬ﹼ‬ ‫وأكدت دعمﻬا في كﻞ‬ ‫مواقفﻬا السياﺳية واالجتماعية والعسكرية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬واملنتديات الدولية‪ ،‬ومﺠلس األمن‬ ‫واألﱈ املتحدة وﺷرعة حﻘوﻕ اإلنسان“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬إننا يا ﺳعادة السفير‪ ،‬نو ﹼد وعبر‬ ‫ﺳعادتكم أن تنﻘلوا لدولتكم الكبرﻯ‪ ،‬كﻞ‬ ‫مشاعر اإلمتنان والوفاﺀ واﳉميﻞ‪ ،‬ملا تﻘومون بﻪ في‬ ‫دعم دولتنا وجيشنا وﺷعبنا في ﺳوريا اﳉريحة‪،‬‬ ‫ووقوفكم الﻰ جانب الشعوب املﻈلومة‪ ،‬والصابرة‬ ‫علﻰ أنﻈمة حكامﻬا الﻘمعية والديكتاتورية‪،‬‬ ‫والﻘبلية والعشائرية وفي مكافحتكم لﻘوﻯ‬ ‫اإلرهاب والتكفير‪ ،‬الﺬين عاثوا في األرﺽ فسادا ﹰ‬ ‫وقتالﹰ وتدميراﹰ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬إننا يا ﺳعادة السفير‪ ،‬وبﺈﺳم ﻃائفة‬ ‫املسلمني املوحدين في ﺳوريا‪ ،‬املتمسكني‬ ‫بﺄرﺿﻬم وبلدهم‪ ،‬نﻘول لكم‪ ،‬إن أبناﺀ التوحيد‬

‫‪1٣‬‬

‫ﺳيبﻘون كما تعرفون‪ ،‬مدافعني عن دولتﻬم‪،‬‬ ‫واقفني الﻰ جانب قيادتﻬا التاريﺨية‪ ،‬التي صمدت‬ ‫ودافعت كﻞ السنني املاﺿية من أجﻞ عدم تناﺯلﻬا‬ ‫عن فلسطني واملﻘاومة وعالقاتﻬا الدولية املؤمنة‬ ‫بﻬا‪ ،‬وكﻞ ذلﻚ بحكمة قائدها الرئيس بشار األﺳد‬ ‫وجيشﻬا وﺷعبﻬا“‪.‬‬ ‫وختم الغﻀبان بالﻘول‪” :‬إننا يا ﺳعادة‬ ‫السفير‪ ،‬أحفاد ﺳلطان باﺷا األﻃرﺵ قائد الثورة‬ ‫السورية الكبرﻯ‪ ،‬وابراهيم الﻬﺠري‪ ،‬وﺳلمان‬ ‫واملﻘداد‪ ،‬لن نﻘبﻞ الﻬوان‪ ،‬ولن نرﺿﻰ أن يكون قبر‬ ‫التاريﺦ مكانا ﹰ لنا ﲢت الشمس‪ ،‬نعاهدكم بالوفاﺀ‬ ‫ملواقفكم الشﺠاعة‪ ،‬مﻊ كﻞ الﺬين وقفوا معنا‬ ‫في األﺯمة املصيرية التي نتعرﺽ لﻬا‪ ،‬واﳊرب‬ ‫الكونية التي تﹸشن علينا‪ ،‬متوجﻬا ﹰ للوﺯير وهاب‬ ‫بالﻘول‪ ” :‬ﺳتبﻘﻰ جبلنا في هﺬا اﳉبﻞ‪ ،‬وﺳتبﻘﻰ‬ ‫ﺷعلة الوفاﺀ ورمز العطاﺀ ولن ننساﻙ وأنت الﺬي‬ ‫ما نسي تاريﺨﻪ ودينﻪ وأرﺿﻪ ووﻃنﻪ وأمتﻪ‪ ،‬ك ﹼرمت‬ ‫روﺳيا اليوم فك ﹼرمتنا في ﺳوريا يا نعم الكرامة‬ ‫والشﺠاعة والعنفوان والنبﻞ والوفاﺀ“‪.‬‬

‫ﻣﻌ ﹼﺪﻱ‬ ‫كما كان كلمة لرئيس ﳉنة التواصﻞ الدرﺯية‬ ‫معدي‪ ،‬نﹸﻘلت عبر موقﻊ‬ ‫لعرب ‪ ٤8‬الشيﺦ علي‬ ‫ﹼ‬ ‫التواصﻞ اإلجتماعي ”السكايب“‪ ،‬جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”أحييكم ﲢية التوحيد واإلﳝان‪ ،‬ﲢية العروبة‬ ‫والنﻀال واملﻘاومة والصمود واإلنتصار‪ ،‬ﲢية‬ ‫الشكر والتﻘدير ألخينا األﺳتاذ وئام وهاب علﻰ‬ ‫هﺬﻩ اللفتة الكرﳝة بتكرﳝﻪ لسعادة السفير‬ ‫الروﺳي ألكسندر ﺯاﺳبيكني‪ ،‬وليس هﺬا بغريب‬ ‫علﻰ األﺥ وئام املناﺿﻞ واملﻘاوم‪ ،‬صاحب التاريﺦ‬ ‫اﳊافﻞ بالوﻃنية الصادقة والنﻀال في ﺳبيﻞ‬ ‫اﳊق ولﻪ في مشروﻉ التواصﻞ بصمات وجوالت“‪.‬‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫وتابﻊ‪” :‬إن التصدي الدبلوماﺳي الروﺳي منﺬ‬ ‫بداية املؤامرة الكونية علﻰ ﺳوريا العروبة من‬ ‫قبﻞ اإلمبريالية األميركية واإلﺳتعمار الغربي‬ ‫والرجعية العربية و ﹶمن يدور في فلكﻬم ملن‬ ‫األهمية في مكان في اﺳتعادة التواﺯن الدولي‬ ‫ونصرة املﻈلوم ورد الﻈاملني‪.‬‬ ‫واليوم وفي ﻇﻞ قرار الﻘيادة الروﺳية بالدخول‬ ‫الفعلي الﻰ ﺳاحة املعركة والتصميم لﻘطﻊ‬ ‫دابر اإلرهاب وكنس العصابات اإلرهابية من أرﺽ‬ ‫بالد الشام‪ ،‬يتوجب علينا وعلﻰ كﻞ الشرفاﺀ أن‬ ‫نرفﻊ للشعب الروﺳي العﻈيم وللﻘيادة الروﺳية‬ ‫الشﺠاعة وعلﻰ رأﺳﻬم الرئيس فالدﳝير بوتني‬ ‫أﺳمﻰ معاني التﻘدير والعرفان‪ ،‬وأذكﻰ ﺁيات الوفاﺀ‬ ‫واإلمتنان‪ ،‬وال يسعنا في هﺬﻩ املناﺳبة إال أن نوجﻪ‬ ‫نداﺀنا املتكرر ﳉميﻊ أبناﺀ الشعب السوري الكرﱘ‬ ‫للتالقي والتراﺿي والتسامح والتصالح رغم‬ ‫اﳉراﺡ املؤملة واﳉلوﺱ الﻰ ﻃاولة اﳊوار إلحﻘاﻕ‬ ‫اﳊﻘوﻕ املشروعة للشعب واملصلحة العليا‬ ‫للوﻃن‪.‬‬ ‫بد لنا وبكﻞ تواﺿﻊ من التﺄكيد علﻰ الدور‬ ‫وال ﹼ‬ ‫التاريﺨي املﻬم ألهﻞ بني معروف في ﺳوريا ولبنان‬ ‫وفلسطني في التصدي للمستعمرين واملتﺂمرين‬ ‫والعابثني منﺬ بداية اﳊمالت الصليبية منﺬ ألف‬ ‫عام وحتﻰ اليوم“‪.‬‬ ‫معدي‪” :‬إن ﺳياﺳة املؤﺳسة‬ ‫وأﺿاف‬ ‫ﹼ‬ ‫اإلﺳرائيلية ودعمﻬا لعصابات ”جبﻬة النصرة“‬ ‫اإلرهابية عسكريا ﹰ وماديا ﹰ ومعنويا ﹰ ولوجستيا ﹰ‬ ‫وﻃبيا ﹰ خصوصا ﹰ في ريف الﻘنيطرة وعلﻰ الرغم‬ ‫من ثﻘتنا الكاملة بالﻘيادة السورية اﳊكيمة‬ ‫واﳉيﺶ العربي السوري البطﻞ‪ ،‬بدعم األهﻞ‬ ‫وحماية الوﻃن واملواﻃنني‪ ،‬ولكن يتط ﹼلب منا‬ ‫جميعا ﹰ الوقوف الﻰ جانب أهلنا الصامدين هناﻙ‬ ‫خصوصا ﹰ بلدة حﻀر الباﺳلة وقرﻯ جبﻞ الشيﺦ‬ ‫الصامدة ودعمﻬم بكﻞ اإلمكانيات إلفشال كافة‬ ‫اﺨﻤﻟططات واملؤامرات“‪.‬‬ ‫معدي بالﻘول‪” :‬إن في الﻘلب لغصة‬ ‫وختم‬ ‫ﹼ‬ ‫وفي العيون لدمعة لعدم ﲤكننا من مشاركتكم‬ ‫والتواصﻞ معكم وجاهياﹰ‪ ،‬ولكننا نعاهدكم‬ ‫أننا علﻰ العﻬد باقون‪ ،‬وفي مشروﻉ التواصﻞ‬ ‫الوﻃني مستمرون‪ ،‬وإن ﺷاﺀاﷲ لﻘاﺅنا قريب علﻰ‬ ‫أرﺽ دمشق اﳋالدة وعلﻰ قمم جبال الشوف‬ ‫الشامﺨة‪ ،‬فمن هنا‪ ،‬من ”يركا“‪ ،‬من أرﺽ اﳉليﻞ‬ ‫وأرﺽ الزيتون الطاهر املبارﻙ والسنديان الصامد‬ ‫الشامﺦ‪ ،‬نبعث بتحياتنا باﺳم األﺥ إحسان مراد‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫واملركز العام للتواصﻞ‪ ،‬وبﺈﺳم املشايﺦ‬ ‫املنسق‬ ‫والشباب أعﻀاﺀ ﳉنة التواصﻞ وبﺈﺳم جميﻊ‬ ‫األهﻞ واإلخوان والسالم عليكم ورحمة اﷲ‬ ‫وبركاتﻪ“‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وفد حركة فتح اإلنتفاﺿة‬

‫اﳊﻀور‬

‫من اليسار‪ :‬رئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب وجانب من اﳊﻀور‬

‫‪1٤‬‬


‫وهاب ﺃماﻡ وفود ﺃ ّمﺖ دارتﻪ في الﺠاهلية‪:‬‬

‫الحﻜومة مﺸلولة بالﻜامﻞ واستمرارها يﺨدﻡ ﺃﻁراﻑ‬ ‫سياسية معينة وﻻ يﺨدﻡ الوﺿﻊ في البلد‬ ‫ﹼ‬ ‫أكد رئيس حزب التوحيد الوﺯير وئام وهاب أن‬ ‫”اﳊكومة اليوم تشﻬد مرحلة دقيﻘة نتيﺠة‬ ‫التﺠاذبات السياﺳية اﳊاصلة“‪ ،‬معتبرا ﹰ أنﻬا‬ ‫مشلولة بالكامﻞ الفتا ﹰ الﻰ وجود أجواﺀ لدﻯ‬ ‫فريق ‪ 8‬ﺁذار بعدم اﳊاجة الﺳتمراها خاصة‬ ‫وأنﻬا مشلولة بالكامﻞ ولم تستطﻊ مواجﻬة‬ ‫ﲢد من التحديات املوجودة أمامﻬا حيث‬ ‫أي ﹼ‬ ‫أن ملف النفايات ماﺯال علﻰ وﺿعﻪ وكﺬلﻚ‬ ‫األمر بالنسبة للكﻬرباﺀ والتعيينات األمنية‬ ‫باإلﺿافة الﻰ اﺯدياد الفساد‪ ،‬موﺿحا ﹰ أن‬ ‫اﺳتمرارها علﻰ هﺬا الشكﻞ يﺨدم أﻃرافا ﹰ‬ ‫ﺳياﺳية معينة وال يﺨدم الوﺿﻊ في البلد‬ ‫بشكﻞ عام“‪.‬‬ ‫أمت‬ ‫وإذ أوﺿح خالل اﺳتﻘبالﻪ وفودا ﹰ ﺷعبية ﹼ‬ ‫دارتﻪ في اﳉاهلية من كافة مناﻃق وقرﻯ اﳉبﻞ‪،‬‬ ‫أن اﺳتمرار اﳊكومة علﻰ هﺬا الشكﻞ هو ﺷبيﻪ‬ ‫تعني أو‬ ‫بتصريف األعمال ﻃاملا ال تستطيﻊ أن ﹼ‬ ‫تعالﺞ ملفي النفايات والكﻬرباﺀ‪ ،‬رأﻯ وهاب أنﻪ‬ ‫ﻃاملا اﳊكومة غير قادرة علﻰ اإلجتماﻉ أصبح‬ ‫اﺳتﻘالتﻬا أفﻀﻞ ولتستمر بتصريف األعمال‬ ‫حتﻰ الﻘيام بﺨطوات تﺨرجنا من الوﺿﻊ‬ ‫اﳊالي“‪.‬‬ ‫واﺿاف‪” :‬إن اﳊديث عن إنتﺨاب رئيس‬ ‫للﺠمﻬورية هو كالم ﺳﺨيف ال يوصﻞ الﻰ مكان‬ ‫ألننا أمام أﺯمة وﻃنية وأﺯمة نﻈام ال يﺨرجنا‬ ‫منﻬا إنتﺨاب رئيس للﺠمﻬورية الﺬي هو دعوة‬ ‫ألن نﻀم الﻰ العصابة املوجودة عنصرا ﹰ ﺁخرا ﹰ‬ ‫يصبح عﻀوا ﹰ بﻬﺬﻩ العصابة املتحكمة بكﻞ‬ ‫أمور البلد“‪ ،‬داعيا ﹰ الﻰ الﺬهاب بﺈﲡاﻩ تسوية‬ ‫ﺷاملة تشمﻞ قانون إنتﺨاب وبعﺾ التعديالت‬ ‫علﻰ إتفاﻕ الطائف الﺬي أثبت فشالﹰ ذريعا ﹰ في‬ ‫إدارة البلد كما تشمﻞ مﺠلس الشيوﺥ وكيفية‬ ‫التعديﻞ فيﻪ حتﻰ يصبح قادرا ﹰ للتنفيﺬ ليتم‬ ‫إنتﺨاب رئيس جمﻬورية في النﻬاية الﺬي ﺳيﺄتي‬ ‫تتويﺠا ﹰ لﻺتفاﻕ‪ ،‬وليس إنتﺨاب رئيس للﺠمﻬورية‬ ‫للترقيﻊ“‪.‬‬ ‫وإذ ﹼ‬ ‫أكد أن الوﺿﻊ األمني ﳑسوﻙ واألجﻬزة‬ ‫األمنية كافة من قوﻯ األمن العام واألمن الداخلي‬ ‫واﳉيﺶ يﻘومون بواجباتﻬم وأن اﻵلية العامة في‬ ‫الﻘﻀاﺀ تسير علﻰ أكمﻞ وجﻪ وهﺬا هو األﺳاﺱ‪،‬‬ ‫رأﻯ وهاب أن الﻘرار السياﺳي معطﻞ وﺳيبﻘﻰ‬ ‫كﺬلﻚ لوقت ﻃويﻞ الرتباﻁ اﳉميﻊ بالوﺿﻊ‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ الﺬين يربطون أنفسﻬم‬

‫جانب من االﺳتﻘباالت‬

‫جانب ﺁخر من االﺳتﻘباالت‬

‫وهاب مستﻘبالﹰ وفدا ﹰ من مفوﺿية ﺳيدات الشوف‬

‫بالوﺿﻊ السعودي وهم كثر وينتﻈرون أن تربح‬ ‫السعودية في اليمن التي لن تنتﻬي إال بﺨسارة‬ ‫وكارثة علﻰ السعودية بالﻘول‪” :‬الﻘرار السعودي‬ ‫لن يكون في وقت قريب ألن الوﺿﻊ السعودي‬

‫‪15‬‬

‫اليوم ال يسمح أن يكون لديﻬا قرار“‪.‬‬ ‫هﺬا واﺳتﻘبﻞ وهاب وفدا ﹰ من مفوﺿية ﺳيدات‬ ‫الشوف في حزب التوحيد العربي التي أﻃلعت‬ ‫وهاب علﻰ نشاﻃات املفوﺿية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫وهاب يﻜ ّرﻡ وزير اﻷﺷغاﻝ العامة والنقﻞ ﻏازي زﻋيتر‬ ‫في ﺣفﻞ رسمي وﺷعبي في دارتﻪ في الﺠاهلية وﺃولم ﻋلﻰ ﺷرفﻪ‬ ‫أقام رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب حفال ﹰ تكرﳝيا ﹰ لوﺯير األﺷغال العامة‬ ‫والنﻘﻞ الوﺯير غاﺯي ﺯعيتر‪ ،‬في دارتﻪ في‬ ‫اﳉاهلية‪ ،‬بحﻀور املرجﻊ الروحي في ﻃائفة‬ ‫املسلمني املوحدين الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان‬ ‫أبوذياب‪ ،‬الوﺯير ماريو عون وﳑثﻞ ”حزب اﷲ“‬ ‫اﳊاﺝ محمود قماﻃي‪ ،‬الدكتور علي ﺿاهر‪،‬‬ ‫وعﻀو كتلة الوفاﺀ للمﻘاومة النائب نوار‬ ‫الساحلي‪ ،‬وعﻀو كتلة ”التنمية والتحرير“‬ ‫النائب عبد اﺠﻤﻟيد صالح‪ ،‬وعﻀو تكتﻞ‬ ‫التغيير واإلصالﺡ النائب ﺯياد أﺳود والنائبان‬ ‫السابﻘان ﺯاهر اﳋطيب وفيصﻞ الداوود‪ ،‬وعﻀو‬ ‫املكتب السياﺳي في حركة أمﻞ الدكتور‬ ‫أحمد جمعة وﳑثﻞ اﳊزب السوري الﻘومي‬ ‫اإلجتماعي الدكتور نسيب أبوﺿرغم‪ ،‬ورئيس‬ ‫وأعﻀاﺀ اﺠﻤﻟلس البلدي واإلختياري في اﳉاهلية‬ ‫وهيئات اﺠﻤﻟالس البلدية واالختيارية في مناﻃق‬ ‫اﳉبﻞ والﻘرﻯ اﺠﻤﻟاورة والنائب األﺳﻘفي العام‬ ‫في صيدا ودير الﻘمر األب نعمان قزحيا وكاهن‬ ‫بنويتي والودايا األب هشام الزغبي‪ ،‬وﳑثلني‬ ‫عسكريني‪ ،‬وهيئات اجتماعية وتربوية وأعﻀاﺀ‬ ‫هيئة العمﻞ التوحيدي‪ ،‬ونائب رئيس حزب‬ ‫التوحيد العربي ﺳليمان الصايﻎ‪ ،‬وأعﻀاﺀ‬ ‫املكتب السياﺳي في اﳊزب ومكتب األمناﺀ‪،‬‬ ‫وحشد من الوفود الشعبية واملشايﺦ‪.‬‬

‫وهاب مستﻘبالﹰ الوﺯير ﺯعيتر‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬ ‫من اليمني‪ :‬النائب نوار الساحلي‪ ،‬وهاب‪ ،‬صالح‪ ،‬اﳋطيب‪ ،‬عون‪ ،‬ﺯعيتر‪ ،‬الشيﺦ أبوذياب‪ ،‬الداوود‪،‬قماﻃي والنائب ﺯياد أﺳود‬

‫الرفيق بﻬاﺀ عبد اﳋالق يلﻘي كلمتﻪ‬

‫اﺳتﻬﻞ اﳊفﻞ بكلمة ترحيبية لعريف‬ ‫اﳊفﻞ الرفيق بﻬاﺀ عبداﳋالق‪ ،‬جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫»إﺳﺄلوا عنﻬم في ﺯحمة التيﻪ اﶈاصر‬

‫الد‪ .‬علي ﺿاهر متوﺳطا ﹰ اﳊﻀور‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪1٦‬‬


‫بالفراﻍ‪...‬‬ ‫اﺨﻤﻟدر في‬ ‫إﺳﺄلوا عنﻬم في صحوة الوعي‬ ‫ﹼ‬ ‫جبني الوﻃن‪ ...‬والﻀياﻉ‪...‬‬ ‫ﹼ‬ ‫املعﺬب‪ ،‬وفي‬ ‫إﺳﺄلوا عنﻬم في غربة الشﺠن‬ ‫رهبة اﳋوف املشاﻉ‪...‬‬ ‫إﺳﺄلوا عنﻬم في وجﻊ اﳊروف اليابسة التي‬ ‫تشرب من أنيننا‪...‬‬ ‫املتحدر‬ ‫إﺳﺄلوا عنﻬم في ﺷارة األلم‬ ‫ﹼ‬ ‫من أغوار الصمت فينا‪ ...‬مكسوة بلون‬ ‫الشفق‪ ...‬مشحونة بﻈلمة الغسق في وﻃن‬ ‫السكينة«‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪» :‬هم تاريﺦ يكتبﻪ التاريﺦ‪ ...‬محرومون‬ ‫في الوﻃن ومن الوﻃن‪ ...‬تتسابق علﻰ ﺯيادة‬ ‫بدلت أﺳماﺀها‬ ‫معدالت حرمانﻬم ﺿمائر ﹼ‬ ‫وﺳﺠت بالفساد‪،‬‬ ‫بحسابات مصرفية‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫محصنة بﻘداﺳة الطائفية‪.‬‬ ‫لﻘد حللتم اليوم في قلوبنا أهالﹰ‪ ،‬كما في‬ ‫رحاب عرين عزﹼتنا وانتفاﺿتنا اإلنسانية‪ ،‬ووﻃﺄﰎ‬ ‫ﺳﻬال ﹰ في رياﺽ حريتنا والتزامنا كما وانتمائنا‬ ‫اإلنساني والوﻃني‪ ،‬فﻬنيئا ﹰ لﻚ معالي الوﺯير‬ ‫غاﺯي ﺯعيتر‪ ،‬هﺬا التكرﱘ املستحق علﻰ‬ ‫بصمتﻚ املتميزة وأخالقﻚ العالية أوالﹰ‪ ،‬وعلﻰ‬ ‫تفاعلﻚ مﻊ قﻀايا اﺠﻤﻟتمﻊ والناﺱ ثانياﹰ«‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪» :‬إن أبواب العصر تنفتح علﻰ‬ ‫مصراعيﻬا أمام مستﻘبلنا‪ ،‬وتﻬب علينا‬ ‫رياﺡ األمﻞ‪ ،‬بالرغم من املﺂﺳي التي خ ﹼلفتﻬا‬ ‫ﺳياﺳات السلطة املستدامة في نﻈامنا‬ ‫السياﺳي الفاﺳد‪.‬‬ ‫فلدﻯ لبنان اليوم نفﻂ وغاﺯ ونفايات‪ ،‬أي ذهب‬ ‫أﺳود وملون!!! ولديﻪ أيﻀا ﹰ فﻘر وحرمان وأﺯمات‬ ‫إقتصادية ومعيشية‪ ،‬ولديﻪ مؤﺳسات غارقة‬ ‫في ﻇلمة الفشﻞ والعﺠز نتيﺠة تراكم الفساد‬ ‫اإلداري واملالي املدعوم من ﺯعماﺀ صيغة األمر‬ ‫الواقﻊ علﻰ مر عﻘود‪ ،‬ولديﻪ كوارﺙ ﺳياﺳية‬ ‫واجتماعية وإنسانية‪ ،‬وبراكني اﺳتراتيﺠية‬ ‫وعواصف تكفيرية إجرامية وتفتيتية محلية‬ ‫وإقليمية‪ ،‬تتﻬدد كيانﻪ ومصير أبنائﻪ‪.‬‬ ‫ويبﻘﻰ السؤال الﺬي يتردد صداﻩ دائما ﹰ في‬ ‫فﻀاﺀات أحالمنا وحﻘوقنا املنسية‪ ،‬وهو‪ :‬هﻞ‬ ‫ﺳنلﺞ يوما ﹰ بوابة الزمن؟‬ ‫رﲟا‪ ،‬إذا ﲡاوﺯ اﳊوار بني اللبنانيني ذاتﻪ‪،‬‬ ‫وﲢ ﹼول الﻰ أداة ﳕتلﻚ عبرها الﻘدرة علﻰ‬ ‫إقرار قانون إنتﺨابي عادل‪ ،‬يفسح في اﺠﻤﻟال‬ ‫أمام جيﻞ ودم جديد‪ ،‬يؤمن بحتمية التغيير‬ ‫وبﻀرورة إﺳﻘاﻁ حدود الطوائف املمزقة‬ ‫فيتبدل معﻪ قدرنا األﺳود‪،‬‬ ‫للوﻃن واإلنسان‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ويلتﻘي جميﻊ اللبنانيني في رحاب وﻃن واحد‬ ‫موحد ﳉميﻊ أبنائﻪ‪ ،‬كما تتشكﻞ معﻪ األﻃر‬ ‫ﹼ‬ ‫وتبتكر من خاللﻪ الوﺳائﻞ التي تكفﻞ لنا‬ ‫تفاعال ﹰ مؤثرا ﹰ مﻊ معطيات العالم اﳊديث‪ ،‬أو‬ ‫رﲟا نصحو في صباحات األيام الﻘادمة علﻰ‬ ‫حلم مستحيﻞ يتحﻘق‪ ،‬فنرﻯ ﺯعماﺀ لبنان‬ ‫يتغلبون علﻰ ﺷراهتﻬم في الفساد‪ ،‬وعلﻰ‬

‫من اليمني‪ :‬الوﺯير ماريو عون‪ ،‬ﺯعيتر‪ ،‬الشيﺦ أبوذياب‪ ،‬الداوود وقماﻃي‬

‫من الوﺳﻂ‪ :‬النائب األﺳﻘفي العام في صيدا ودير الﻘمر األب نعمان قزحيا‪ ،‬وكاهن بنويتي والودايا األب‬ ‫هشام الزغبي‪ ،‬ورئيس بلدية ﺳرجبال أنطوان أبوﺯجيلي وجانب من اﳊﻀور‬

‫ﻃموحاتﻬم املدمرة للدولة واملؤﺳسات‪،‬‬ ‫وعلﻰ ﺳياﺳاتﻬم في اإلقصاﺀ واإللغاﺀ‬ ‫واإلﺳتئثار بالسلطة وﲟﻘدرات الدولة‪ ،‬وعلﻰ‬ ‫نزعتﻬم في اﶈاصصة الطائفية واملﺬهبية‬ ‫العابرة إلﺳتراتيﺠيات بناﺀ الوﻃن واإلنسان‪،‬‬ ‫عندها ﳝكننا الﻘول إننا قد نلﺞ ﻃريق‬ ‫ﲢصني الوﻃن بسياﺝ من الﻘيم اﳊﻀارية‬ ‫واإلنسانية التي هي رﺳالة أدياننا وثﻘافتنا‬ ‫العﻈيمة‪ ،‬وبالتالي ﳝكن لعملية النﻬﻀة‬ ‫والتﻘدم املنشودة أن تتحﻘق وفق معايير‬ ‫الشفافية واملسؤولية الوﻃنية‪.‬‬ ‫وختم عبداﳋالق كلمتﻪ بﻘول لسماحة‬ ‫اإلمام املغ ﹼيب موﺳﻰ الصدر‪:‬‬ ‫»في لبنان نعرف أن الثروة الوحيدة فيﻪ‬ ‫هي إنسانﻪ الﺬي كان خالل التاريﺦ بكفاﺀاتﻪ‬ ‫وﻃموحاتﻪ ومغامراتﻪ ومبادراتﻪ ﺳببا ﹰ ﺠﻤﻟد لبنان‬ ‫واﺯدهارﻩ وﺳالمة أراﺿيﻪ وعطائﻪ اﳊﻀاري‪ ،‬وأية‬ ‫محاولة لتﺠميد هﺬﻩ الكفاﺀات أو إلحتكار‬

‫‪1٧‬‬

‫العمﻞ السياﺳي واالجتماعي واالقتصادي‪،‬‬ ‫فﺈﳕا هي خطر مصيري علﻰ لبنان«‪.‬‬

‫ﳊﻮﺩ‬ ‫ثم ألﻘﻰ كﻞ من اﶈامي يوﺳف ﳊود ورئيس‬ ‫ﹼ‬ ‫بلدية ﺳرجبال أنطوان أبورجيلي كلمتني‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫أكدتا علﻰ أهمية األخﺬ بﻬموم اللبنانيني‬ ‫املعيشية واالقتصادية وﺿرورة إﳕاﺀ كافة‬ ‫املناﻃق اللبنانية عموما ﹰ واﳉبﻞ خصوصا ﹰ ألنﻪ‬ ‫جزﺀ ال يتﺠزأ بكافة تالوينﻪ ومكوناتﻪ‪.‬‬ ‫وأﺷار رئيس بلدية ﺳرجبال الﻰ أن »أهمية‬ ‫اإلﳕاﺀ اليوم في ﺿيعنا بالتزامن مﻊ توقيﻊ‬ ‫اإلتفاﻕ النووي والفراﻍ الرئاﺳي والﻀياﻉ علﻰ‬ ‫املستوﻯ اﳊكومي والتمديد ﺠﻤﻟلس النواب وفي‬ ‫ﻇﻞ انعدام مصادر الطاقة من كﻬرباﺀ ومياﻩ‬ ‫وتراكم النفايات هو للحفاﻅ علﻰ ﺿيعنا كما‬ ‫نحافﻆ علﻰ تﻘاليدنا وعاداتنا‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ جﻬود‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫اﶈامي يوﺳف ﳊود يلﻘي كلمتﻪ‬

‫الوﺯير ﺯعيتر واهتمامﻪ بﺈﳕاﺀ الﻘرﻯ الصغيرة‬ ‫رغم إمكانيات الوﺯارة اﶈدودة‪ ،‬مطالبا ﹰ باملزيد‬ ‫من املساعدات علﻰ صعيد البنﻰ التحتية‬ ‫والكماليات والﻀروريات بﻘولﻪ‪» :‬نحن إذ‬ ‫نبني مناﺯلنا ألننا نؤمن بﻀيعنا التي نبنيﻬا‬ ‫إﳝانا ﹰ منا بالعيﺶ املشترﻙ في اﳉبﻞ بشكﻞ‬ ‫خاﺹ والوﻃن بشكﻞ عام الﺬي ال ينﻘصﻪ‬ ‫إال اإلﳝان بﻪ‪ ،‬متوجﻬا ﹰ بالشكر الﻰ الوﺯيرين‬ ‫وهاب وﺯعيتر اللﺬان يعمالن دائما ﹰ علﻰ‬ ‫دعم وتنفيﺬ املشارﻉ اإلﳕائية في املناﻃق‬ ‫اﶈرومة«‪.‬‬

‫رئيس بلدية ﺳرجبال يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ثم ألﻘﻰ رئيس بلدية اﳉاهلية أمني‬ ‫أبوذياب كلمة ترحيبية بوﺯير األﺷغال‬ ‫العامة والنﻘﻞ ﺷاكرا ﹰ إياﻩ علﻰ جﻬودﻩ في‬ ‫تنفيﺬ املشاريﻊ اإلﳕائية في اﳉبﻞ وكافة‬ ‫املناﻃق اللبنانية‪ ،‬وﳑا جاﺀ في الكلمة‪:‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫»ﻃال إنتﻈارﻙ يا معالي الوﺯير ﺯعيتر‪،‬‬ ‫ولكننا ما رأيناﻙ يوما ﹰ إال معنا وفي صفوفنا‬ ‫وتسعﻰ دائما ﹰ الﻰ جانب الوﺯير وهاب لتحﻘيق‬ ‫ﺁمالنا وتفسير أحالمنا في جعﻞ هﺬﻩ البلدة‬ ‫والﻘرﻯ اﺠﻤﻟاورة ﳕوذجا ﹰ حﻀاريا ﹰ في الرقي والتﻘدم‬ ‫والعمران‪ ،‬فﺄهال ﹰ وﺳﻬال ﹰ بكم في بلدتكم وبني‬ ‫أهلكم وأصدقائكم ﺷاكرين لكم يا معالي‬ ‫الوﺯير ﺯيارتكم وما قدمتموﻩ من مشاريﻊ‬ ‫وأعمال ﺁملني أن نعبر وإياكم اﳉسور لنصﻞ‬ ‫الﻰ أراﺿينا املتعطشة الﻰ مساعدتكم‬ ‫بالطرقات واﳉدران واألقنية والتزفيت في‬ ‫األماكن املطلوبة«‪.‬‬ ‫وأﺿاف أبوذياب‪» :‬ليس اﺠﻤﻟلس البلدي هو ﹶمن‬ ‫يرحب بكم في اﳉاهلية وديردوريت ووادي الدير‬ ‫ووادي بنحليﻪ وبنويتي وﺳرجبال وﺷمعرين بﻞ‬ ‫املنطﻘة بﺄﺳرها بنسائﻬا وﺷيوخﻬا يرحبون‬ ‫بكم وفي قلوبﻬم اﶈبة والتﻘدير وعلﻰ‬ ‫ﺷفاهﻬم البسمة واألمﻞ وفي نفوﺳﻬم‬ ‫ﺷعور بالغبطة والسعادة باﺳتﻘبال قادة‬ ‫مﺨلصني ورجال ميامني‪ ،‬لﻬم علﻰ مساحة‬ ‫هﺬا الوﻃن مواقف مشرفة وأعمال يﹸشﻬد لﻬا‬ ‫بالنزاهة والتواﺯن«‪.‬‬ ‫ولفت الﻰ أن »ورﺷة العمﻞ في البلدية‬ ‫ﺷاقة ومﻀنية ورغم ذلﻚ أحببناها ونتعاون‬ ‫في خدمة البلدة واملناﻃق اﺠﻤﻟاورة‪ ،‬فنحن‬ ‫بحاجة ماﺳة الﻰ دعمكم يا معالي الوﺯير‬ ‫في كافة اﺠﻤﻟاالت ودعم جميﻊ اﺨﻤﻟلصني الﺬين‬ ‫يساهمون في بناﺀ هﺬﻩ الﻘرية والﻘرﻯ اﺠﻤﻟاورة‬ ‫املنسية منﺬ ﺯمن بعيد‪ ،‬أما مشاريعنا فكثيرة‬ ‫ونعمﻞ باﺳتمرار علﻰ ﲢﻘيﻘﻬا مﻊ وﺯارتكم‬ ‫الكرﳝة وبالتعاون مﻊ اﺨﻤﻟلصني ع ﹼلنا نصﻞ الﻰ‬ ‫قرﻯ ﳕوذجية يسودها الرقي وتﺨ ﹼيم عليﻬا روﺡ‬ ‫األلفة واﶈبة واإلخاﺀ«‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪» :‬أما املﻘيمون الراﺳﺨون في هﺬﻩ األرﺽ‬ ‫رﺳوﺥ األرﺯ والسنديان‪ ،‬املوحدون في السراﺀ‬ ‫والﻀراﺀ لم يوفروا جﻬدا ﹰ إال وبﺬلوﻩ في بناﺀ‬ ‫بلداتﻬم وإعالﺀ صروحﻬا التربوية واالجتماعية‬ ‫والسياحية والفنية والثﻘافية‪ ،‬وكما يسعدنا أن‬ ‫نشكر باﺳتمرار ﹶمن وقف ويﻘف دائما ﹰ الﻰ جانب‬ ‫اﺠﻤﻟلس البلدي وأهالي بلدتنا والبلدات اﺠﻤﻟاورة و ﹶمن‬ ‫نﺬر نفسﻪ ملساعدتنا ماديا ﹰ ومعنويا ﹰ وإﳕائياﹰ‪ ،‬إنﻪ‬ ‫معالي الوﺯير وئام وهاب‪ ،‬ﺷاكرين دعمﻪ املتواصﻞ‬ ‫لنا لتسﻬيﻞ مﻬماتنا في جميﻊ الدوائر الرﺳمية‬ ‫والسياﺳية والﺬي لوال دعمﻪ اﳊثيث لنا ملا كنا‬ ‫قد تﻘدمنا عمرانيا ﹰ وإﳕائيا ﹰ واقتصاديا ﹰ بالسرعة‬ ‫الﻘصوﻯ وتشﺠيعنا كمﺠلس بلدي للعمﻞ‬ ‫باﺳتمرار علﻰ ﲢﻘيق ﺁمال املواﻃنني والتعاون مﻊ‬ ‫اﳉميﻊ دون اﺳتثناﺀ ودون ﲤييز«‪.‬‬ ‫وختم أبوذياب كلمتﻪ متوجﻬا ﹰ بالشكر الﻰ‬ ‫الﻘوﻯ األمنية ﺿباﻃا ﹰ وعناصر ﺷاكرا ﹰ لﻬم‬ ‫جﻬودهم ومواكبتﻬم إلرﺳاﺀ األوﺿاﻉ األمنية‬ ‫علﻰ قواعد اﶈبة والسالم‪ ،‬مﺠددا ﹰ الترحيب بالوﺯير‬ ‫ﺯعيتر باﺳمﻪ وباﺳم أعﻀاﺀ اﺠﻤﻟلس البلدي‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬

‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ثم كان كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫ﹼ‬ ‫الوﺯير وئام وهاب ﹼ‬ ‫اكد فيﻬا علﻰ أهمية تشريﻊ‬ ‫الﻀرورة في اﺠﻤﻟلس النيابي واألمور الﻀرورية‬ ‫التي تﻬم اللبنانيني في اﳊكومة ألن حالة‬ ‫اليﺄﺱ لدﻯ اللبنانيني ال يﺠوﺯ ان تستمر‪،‬‬ ‫مطالبا ﹰ بﻀرورة إقرار الﻘرار السياﺳي وتفعيﻞ‬ ‫ﺳياﺳة الدولة في اإلﳕاﺀ املتواﺯن‪ ،‬داعيا ﹰ الﻰ‬ ‫ﺿرورة حسم ملف النفﻂ في حدود لبنان مﻊ‬ ‫»إﺳرائيﻞ« ألن ملف النفﻂ ينعﺶ ااإلقتصاد‪،‬‬ ‫موﺿحا ﹰ أن اﳉيﺶ واملﻘاومة هم ﹶمن يحموا‬ ‫الوﻃن وليس الﻘرار الدولي«‪.‬‬ ‫وﲤنﻰ وهاب علﻰ الوﺯير ﺯعيتر أن يحمﻞ الﻰ‬ ‫مﺠلس الوﺯراﺀ هموم الناﺱ وأن تتح ﹼول هﺬﻩ‬ ‫اﳊكومة الﻰ حكومة في خدمة الناﺱ ألن‬ ‫كافة املناﻃق اللبنانية بحاجة الﻰ اإلﳕاﺀ علﻰ‬ ‫كافة املستويات«‪.‬‬

‫ﺯﻋﻴﺘﺮ‬ ‫ثم ألﻘﻰ وﺯير األﺷغال العامة والنﻘﻞ غاﺯي‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺯﻉيتر كلمة أﺷار فيﻬا الﻰ معﻀلتني يعاني‬ ‫منﻬا لبنان واللبنانيون هو عمﻞ اﳊكومة التي‬ ‫كان يﺠب أن تكون إنتﻘالية الﻰ حني انتﺨاب‬ ‫رئيس للﺠمﻬورية وأيﻀا ﹰ العمﻞ التشريعي في‬ ‫اﺠﻤﻟلس النيابي‪ ،‬مطالبا ﹰ بﻀرورة عودة العمﻞ‬ ‫اﳊكومي وأن ينطلق اﺠﻤﻟلس النيابي بعملﻪ من‬ ‫خالل انعﻘاد دورة اﺳتثنائية أو أي وﺳيلة أخرﻯ‬ ‫تفعﻞ عمﻞ اﺠﻤﻟلس«‪.‬‬ ‫وإذ أﺷار الﻰ أن اإلمكانيات املتوفرة لوﺯارة‬ ‫األﺷغال العامة والنﻘﻞ محدودة‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد ﺯعيتر‬ ‫حاجة املناﻃق اللبنانية وبيروت العاصمة الﻰ‬


‫الوﺯير غاﺯي ﺯعيتر يلﻘي كلمتﻪ‬

‫اإلﳕاﺀ علﻰ صعيد الطرقات لكن ذلﻚ يتوقف‬ ‫علﻰ عمر اﳊكومة‪ ،‬متمنيا ﹰ حصول انتﺨابات‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫في رئاﺳة اﳉمﻬورية اليوم قبﻞ غد‬ ‫أنﻪ لن يفرﻁ بﺄي جﻬد كما أنﻪ لن يفرﻕ في‬ ‫عملﻪ بني ﻃائفة وأخرﻯ«‪ ،‬ﺳائرا ﹰ علﻰ خطﻰ‬ ‫إمام املﻘاومة والوﻃن اإلمام املغ ﹼيب موﺳﻰ‬ ‫الصدر الﺬي دعا دائما ﹰ ﲟواقفﻪ وكلماتﻪ الﻰ‬ ‫الوحدة الوﻃنية‪ ،‬وألن يكون لبنان لكﻞ أبنائﻪ‬ ‫وﻃوائفﻪ‪ ،‬وأن يكون لكﻞ اللبنانيني‪ ،‬وبﺄن‬ ‫لبنان وﻃن نﻬائي ﳉميﻊ أبنائﻪ‪ ،‬عربي الﻬوية‬ ‫واإلنتماﺀ وتلﻚ الكلمات ال ﺯالت منحوتة في‬ ‫أرﺯ الباروﻙ وقلعة بعلبﻚ وفي أي مكان في‬ ‫لبنان«‪.‬‬ ‫وختم ﺯعيتر كالمﻪ بالﻘول‪» :‬جميعا ﹰ يﺠب‬ ‫أن نكون للبنان لنح ﹼرر الوﻃن من عدونا‬ ‫الوحيد »إﺳرائيﻞ« الﺬي لن يكون إال بالوحدة‬ ‫الوﻃنية وعبر املﻘاومة واﳉيﺶ حامي الوﻃن‬ ‫واإلﺳتﻘرار«‪.‬‬ ‫وتﺨلﻞ التكرﱘ قﺺ ﺷريﻂ لتدﺷني ﻃريق‬ ‫قرية ﺷمعرين – بنويتي بحﻀور رﺅﺳاﺀ بلديات‬ ‫الﻘرﻯ اﺠﻤﻟاورة‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد اﳉانبان علﻰ ﺿرورة‬ ‫تفعيﻞ اإلﳕاﺀ في كافة املناﻃق اللبنانية‬ ‫بالرغم من الصعوبات املالية أو الوﺿﻊ‬ ‫اﳊكومي املتﺄﺯم‪ ،‬حيث أوﺿح وهاب أن ما‬ ‫حصﻞ في ﺳاحة رياﺽ الصلح يزيدنا قناعة‬ ‫أن املطلوب هو إﺳﻘاﻁ هﺬا النﻈام الطائفي‬ ‫الﺬي ال ينتﺞ إال األﺯمات واملشكلة هي مشكلة‬ ‫كﻞ الطاقم السياﺳي وليست مشكلة‬ ‫الوﺯير أو عناصر أمنية كما يص ﹼور البعﺾ‪ ،‬هﺬا‬ ‫الطاقم السياﺳي بديناصوراتﻪ الفاﺳدة هو‬ ‫من يتحمﻞ مسؤولية ما وصلت إليﻪ األوﺿاﻉ‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام منح اﺠﻤﻟلس البلدي في اﳉاهلية‬ ‫الوﺯير ﺯعيتر درﻉ ﺷكر وتﻘدير علﻰ جﻬودﻩ‪.‬‬ ‫وقد أولم وهاب علﻰ ﺷرف الوﺯير ﺯعيتر‪.‬‬

‫رئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب ﳝنح الوﺯير ﺯعيتر درعا ﹰ تﻘديريا ﹰ بحﻀور وهاب والشيﺦ أبوذياب‪ ،‬عون‪ ،‬صالح واﳋطيب‬

‫أبوذياب‪ ،‬وهاب‪ ،‬قماﻃي ﺯعيتر‪ ،‬الساحلي‪ ،‬أﺳود والﻀاهر خالل قﺺ ﺷريﻂ تدﺷني ﻃريق قرية ﺷمعرين ‪ -‬بنويتي‬

‫صورة تﺬكارية بعد قﺺ الشريﻂ‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫وهاب زار‬ ‫السويداء معزيا‬ ‫بالﺸيﺦ الﺸهيد‬ ‫ﺃبوفهد وﺣيد‬ ‫البلعوﺱ‬ ‫ﺯار رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب محافﻈة السويداﺀ في ﺳوريا برفﻘة‬ ‫املرجﻊ الروحي الشيﺦ راكان األﻃرﺵ‪ ،‬مﻘدما ﹰ‬ ‫التعاﺯي بالشﻬيد الشيﺦ أبو فﻬد وحيد‬ ‫البلعوﺱ‪ ،‬في منزلﻪ في السويداﺀ بحﻀور‬ ‫أوالدﻩ وأﺷﻘائﻪ‪ ،‬وقرأ الفاﲢة علﻰ ﺿريحﻪ‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد وهاب من منزل البلعوﺱ أن اﳋطر كبير‬ ‫علﻰ اﳉميﻊ ويتﻬددنا من كافة األمكنة‪ ،‬داعيا ﹰ‬ ‫اﳉميﻊ للتوحد والعمﻞ يدا ﹰ واحدة في مواجﻬة‬ ‫اﳋطر الﺬي لن يفرقنا“‪.‬‬ ‫وأﺿاف وهاب‪ :‬ﺳوريا أم للﺠميﻊ‪ ،‬وتسﻊ‬ ‫اﳉميﻊ والشيﺦ راكان األﻃرﺵ كان علﻰ حق‬ ‫عندما قال أن اﳉيﺶ العربي السوري هم من‬ ‫أبنائنا وأخوتنا وبﺄن اﳋطر كبير علينا إن كان‬ ‫من داعﺶ أو جبﻬة النصرة وكﻞ املتربصني بﻬﺬا‬ ‫اﳉبﻞ الﺬي يﺠب أن يكون واحدا ﹰ موحدا ﹰ وداعيا ﹰ‬ ‫للمواجﻬة في حال حصلت للدفاﻉ عن النفس‬ ‫وﺳوريا نزوال ﹰ عند تعليمات املشايﺦ األجالﺀ‬ ‫متوجﻬا ﹰ الﻰ الشيﺦ راكان األﻃرﺵ بالﻘول‪:‬‬ ‫”أﻃال اﷲ بعمرﻙ ألنﻚ ﺿمانة هﺬا اﳉبﻞ وهﺬا‬ ‫ما كان يؤكدﻩ الشيﺦ الشﻬيد وحيد البلعوﺱ‬ ‫ رحمﻪ اﷲ ‪ -‬وكﻞ الشﻬداﺀ الﺬين ﺳﻘطوا‪،‬‬‫واﳉبﻞ محﻈوﻅ‪ ،‬ألنﻚ فيﻪ متوجﻬا ﹰ الﻰ ﺁل‬ ‫البلعوﺱ بالﻘول‪” :‬أنتم كرﺳتم أنفسكم‬ ‫للدفاﻉ عن عﺬا اﳉبﻞ ونحن بتصرفكم“‪.‬‬ ‫من جﻬتﻪ أثنﻰ املرجﻊ الروحي الشيﺦ راكان‬ ‫األﻃرﺵ علﻰ مزايا الشﻬيد البلعوﺱ الﺬي‬ ‫اﺳتشﻬد دفاعا ﹰ عن الكرامة والعرﺽ والدين‬ ‫واﳉيﺶ وأن الشﻬداﺀ الﺬين ﺳﻘطوا هم‬ ‫ﺷﻬداﺀ اﶈبة والوفاﺀ واﷲ الﺬي رحم الشﻬداﺀ‬ ‫برحمتﻪ وحمﻰ ﺳوريا ‪ -‬بالد اﶈبة واألخالﻕ ‪-‬‬ ‫واﳉيﺶ وأبعد عن السويداﺀ ﺷر الفاﺳدين‬ ‫مؤكدا ﹰ أن السويداﺀ هي قلعة الصمود في‬ ‫ﺳوريا وخطﻬا األحمر‪.‬‬ ‫ثم ألﻘيت كلمات ﹼ‬ ‫أكدت علﻰ موقف وهاب‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وصول وهاب الﻰ منزل الشﻬيد وحيد البلعوﺱ‬

‫وهاب والوفد املرافق يﻘدمون التعاﺯي بالشﻬيد البلعوﺱ‬ ‫وهاب والوفد املرافق خالل ﺯيارتﻪ ﺿريح البلعوﺱ‬

‫وهاب مﻘدما‬ ‫التعاﺯي بشﻬداد‬ ‫ﺁل نعيم‬

‫‪20‬‬


‫املشرف في الوقوف دائما ﹰ الﻰ جانب املدافعني عن ﺳوريا‬ ‫عموما ﹰ والسويداﺀ خصوصاﹰ‪ ،‬ودعمﻪ املتواصﻞ لعوائﻞ الشﻬداﺀ‬ ‫واﳉرحﻰ‪.‬‬ ‫واختصر ﺷﻘيق البلعوﺱ ألم مصيبتﻬم بالﻘول‪” :‬الﻘدر‬ ‫أمر ونفﺬ واألنفاﺱ خلصت ولوال وقوﻉ اإلنفﺠار ملا ﲤكنا من‬ ‫افتداﺀ الطائفة“‪.‬‬ ‫وقدم التعاﺯي بشﻬداﺀ العائلة‪ ،‬حيث‬ ‫ثم ﺯار وهاب ﺁل نعيم ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫ألﻘيت كلمات أﺷادت ﲟوقف وهاب وحرصﻪ علﻰ الدفاﻉ عن‬ ‫السويداﺀ‪ ،‬معتبرين دروﺯ ﺳوريا ولبنان أﺳرة واحدة‪ ،‬موﺿحة‬ ‫أن السويداﺀ بتﻘدﳝﻬا ‪ 11‬ﺷﻬيدا ﹰ تؤكد للشاهد والﻘائﻞ‬ ‫أن الطائفة محمية من رب العباد ولﻬا كرامتﻬا ووجودها‬ ‫ومكانتﻬا مؤﲤنة وهاب علﻰ ﲤثيﻞ اﶈافﻈة ﲤثيالا ﹰ كامال ﹰ في‬ ‫حماية األرﺽ والعرﺽ ومساعدة املنكوبني واﶈتاجني مؤكدين‬ ‫وقوفﻬم ﲢت ﻇﻞ الﻘانون والوﻃن وعلم ﺳوريا مؤكدين أن‬ ‫السويداﺀ هي جزﺀ من أصﻞ ﺳوريا ‪ -‬الوﻃن الكبير“‪.‬‬ ‫من جﻬتﻪ‪ ،‬أوﺿح وهاب أن الشﻬداﺀ الﺬين ﺳﻘطوا كانوا قد‬ ‫ﻃلبوا الشﻬادة من أجﻞ ﺳوريا والسويداﺀ‪ ،‬وﺳعوا إليﻬا‪ ،‬وكان‬ ‫خيارهم األول حماية األرﺽ والعرﺽ والدين والسويداﺀ التي‬ ‫ال خوف عليﻬا‪ ،‬مؤكدا ﹰ أن وقوفﻪ الﻰ جانب السويداﺀ يعني‬ ‫الوقوف الﻰ جانب أنفسنا وعندما نﺄتي الﻰ السويداﺀ إﳕا نﺄتي‬ ‫الﻰ مناﺯلنا وأهلنا حيث الدم واحد واملصير واحد والتاريﺦ واحد‬ ‫واملستﻘبﻞ واحد‪ ،‬مؤكدا ﹰ صمود السويداﺀ ألنﻬا جزﺀ من ﺳوريا‬ ‫وألن مشروعﻬا هو ﺳوريا وخيارها األول هو العروبة“‪.‬‬ ‫وختم بالﻘول‪” :‬السويداﺀ صنعت إﺳتﻘالل ﺳوريا وأﺳست‬ ‫اﳉيﺶ الوﻃني العربي السوري الﺬي هو جيشنا وجيشكم‬ ‫وأوالد هﺬا اﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬الﺬي بدأ مﻊ الثورة السورية الكبرﻯ التي‬ ‫قادها ﺳلطان باﺷا األﻃرﺵ“‪.‬‬ ‫وقد أهدﻯ وهاب بندق``ية حربية لنﺠﻞ الشﻬيد فادي‬ ‫نعيم‪.‬‬

‫في منزل الشﻬيد وحيد البلعوﺱ‬

‫وهاب يﻘدم بندقية حربية لنﺠﻞ الشﻬيد فادي نعيم‬

‫وهاب خالل تﻘدﱘ التعاﺯي بشﻬداﺀ ﺁل نعيم‬

‫وهاب مع ّزياً بالوزير الراﺣﻞ إيلي سﻜاﻑ‬

‫ﺷارﻙ رئيس حزب التوحيد الوﺯير السابق وئام وهاب ترافﻘﻪ عﻘيلتﻪ السيدة لني وهاب وحشد من مشايﺦ هيئة العمﻞ‬ ‫التوحيدي علﻰ رأﺱ وفد من أعﻀاﺀ املكتب السياﺳي ومﺠلس األمناﺀ وعدد من مناصري اﳊزب بتﻘدﱘ التعاﺯي لعائلة الوﺯير‬ ‫الراحﻞ إيلي ﺳكاف في صالون كاتدرائية ﺳيدة النﺠاة في ﺯحلة‪.‬‬

‫وهاب وعﻘيلتﻪ يﻘدمان التعاﺯي الﻰ عائلة الوﺯير الراحﻞ إيلي ﺳكاف‬

‫وصول وهاب وعﻘيلتﻪ والوفد املرافق الﻰ كاتدرائية ﺳيدة النﺠاة للتعاﺯي بالراحﻞ إيلي ﺳكاف‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫وهاب ﺧﻼﻝ ﺣفﻞ اﺧتتاﻡ المﺨيم الﻜﺸفي السنوي للحزب‪:‬‬ ‫إلسقاﻁ ﻧﻈاﻡ المحاﺻصة والزباﺋنية وإلﻧتاﺝ قاﻧون إﻧتﺨاب ﻋصري وﺣﻀاري‬ ‫دعا رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب الﻰ ﺿرورة إﺳﻘاﻁ النﻈام السياﺳي‪،‬‬ ‫نﻈام اﶈاصصة والزبائنية رغم اﺿطرارنا‬ ‫الﻰ مراعاتﻪ في بعﺾ األوقات لتﻘدﱘ‬ ‫بعﺾ اﳋدمات‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ اﳊركة املطلبية‬ ‫الﻘائمة اليوم والتي ﻃالبنا بﻬا منﺬ عشر‬ ‫ﺳنوات للﻘﻀاﺀ علﻰ الفساد املستشري في‬ ‫الطبﻘة السياﺳية اﳊاكمة التي اعتﻘدت‬ ‫بﺄنﻬا قوية ﳊدود أن ال أحد قادر علﻰ هز‬ ‫كراﺳيﻬم‪ ،‬التي بدأت تﻬتز اليوم ألن املعادلة‬ ‫بدأت تﺨتلف وبدأ املواﻃنون يﺨرجون من وراﺀ‬ ‫متاريس الطوائف ويتحولون الﻰ مواﻃنني‬ ‫وبدأوا يعبرون عن أنفسﻬم“‪.‬‬ ‫كالم وهاب جاﺀ خالل حفﻞ اختتام اﺨﻤﻟيم‬ ‫الكشفي لكشافة حزب التوحيد العربي‬ ‫الﺬي أقيم في مستشفﻰ الصحابي ﺳلمان‬ ‫الفارﺳي )ﺹ(‪ ،‬ﲢت عنوان ”مﺨيم الشﻬيد‬ ‫حمزة صبح“‪ ،‬علﻰ مدﻯ أﺳبوﻉ تﺨللﻪ‬ ‫نشاﻃات ثﻘافية ورياﺿية ودورات تثﻘيفية‪،‬‬ ‫جدد‬ ‫بحﻀور حزبي وﺷعبي حاﺷد‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫وهاب تﺄكيدﻩ علﻰ ﺿرورة إﺳﻘاﻁ هﺬا النﻈام‬ ‫الطائفي والوصول الﻰ إنتﺨابات علﻰ أﺳاﺱ‬ ‫الدوائر الكبرﻯ والنسبية ال يعيد إنتاﺝ هﺬﻩ‬ ‫الطبﻘة السياﺳية املوجودة اليوم‪.‬‬ ‫ورأﻯ وهاب أن اإلصالﺡ يبدأ بﻘانون إنتﺨاب‬ ‫عصري وحﻀاري يوصﻞ الشباب الﻰ اﺠﻤﻟلس‬

‫وهاب واﳊﻀور وقوفا ﹰ لنشيد حزب التوحيد العربي‬

‫مشﻬد من مسرحية ﺷﻬيد التوحيد العربي‬

‫خالل الدورات التثﻘيفية في اﺨﻤﻟيم‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب متوﺳطا ﹰ عائلة الشﻬيد حمزة صبح‬

‫‪22‬‬


‫النيابي عبر مرﺷحني لنا من كافة املناﻃق‬ ‫والطوائف ألننا ال نؤمن بﻬﺬا النﻈام الطائفي‬ ‫الﺬي اﺿطررنا الﻰ التعامﻞ معﻪ‪ ،‬داعيا ﹰ الﻰ‬ ‫ﺿرورة ﲢويﻞ اﳊزب الﻰ مؤﺳسة ﺳياﺳية‬ ‫ﲢمي اﳉميﻊ‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ التوحيديني‬ ‫بالﻘول‪” :‬أنتم معنيون بﺄي توحيدي في لبنان‬ ‫أو خارجﻪ ﳊمايتﻪ ورعايتﻪ ومساعدتﻪ عندما‬ ‫تدعو اﳊاجة“‪.‬‬ ‫وختم وهاب متوجﻬا ﹰ بالشكر الﻰ قيادة‬ ‫اﺨﻤﻟيم علﻰ اﳉﻬود التي بﺬلتﻬا إلنشاﺀ هﺬا‬ ‫النشاﻁ السنوي‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ ﺿرورة الﻘيام بتلﻚ‬ ‫النشاﻃات الثﻘافية والرياﺿية والتثﻘيفية‬ ‫إللﻬاﺀ الشباب عن ﺁفة اﺨﻤﻟدارت اﳋطيرة التي‬ ‫تفتﻚ اليوم بشبابنا ومﺠتمعاتنا“‪.‬‬

‫من العرﺽ العسكري خالل اﺨﻤﻟيم‬

‫من العرﺽ العسكري خالل اﺨﻤﻟيم‬

‫كشافة التوحيد‬

‫مشﻬد ﺁخر من مسرحية ﺷﻬيد التوحيد العربي‬

‫من العرﺽ العسكري خالل اﺨﻤﻟيم‬

‫‪2٣‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫وهاب رﻋﻰ ﺣفﻞ توقيﻊ ﻛتاب الﺸاﻋر محمد العياﺹ في الﺠاهلية‪:‬‬

‫وﻻﺋي لحﻀر والسويداء وليﺲ للعواﺻم الغربية‬ ‫التي تستعملنا وترمينا ﻋند ﺃوﻝ مفترق‬ ‫رعﻰ رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬حفﻞ توقيﻊ كتاب الشاعر محمد العياﺹ‬ ‫”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‪ ،‬في دارة البلدة في اﳉاهلية‬ ‫بحﻀور عدد من املفكرين والشعراﺀ واملبدعني‬ ‫ومن بينﻬم الدكتور ميشال كعدي والشاعر‬ ‫األمير ﻃارﻕ ناصرالدين ومدير مدرﺳة الليسيﻪ‬ ‫ناﺳيونال ‪ -‬بﻘعاتا الشوف األﺳتاذ عاﻃف‬ ‫ﺷاذبﻚ‪ ،‬ورئيس وأعﻀاﺀ بلدية اﳉاهلية وهيئاتﻬا‬ ‫اإلختيارية‪ ،‬ورﺅﺳاﺀ البلديات واﳉمعيات الثﻘافية‬ ‫واألدبية في البلدة واﳉوار‪ ،‬والﻬيئات التعليمية‬ ‫والتربوية وحشد من الوفود الشعبية‪.‬‬ ‫اﺳتﻬﻞ اﳊفﻞ الﺬي ع ﹼرفﻪ األﺳتاذ منير أبوذياب‬ ‫بالنشيد الوﻃني ثم ألﻘيت كلمات عدة أثنت علﻰ‬ ‫املؤلف ومناقبيتﻪ‪ ،‬فكان كلمة لرئيس الرابطة‬ ‫اإلجتماعية اﳋيرية في اﳉاهلية األﺳتاذ نبيﻪ‬ ‫العياﺹ إﺳتﻬلﻬا بﺄبيات ﺷعرية‪ ،‬جاﺀ فيﻬا‪:‬‬

‫وصول وهاب الﻰ دار بلدة اﳉاهلية‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫وقوفا ﹰ للنشيد الوﻃني‬ ‫األﺳتاذ نبيﻪ العياﺹ يلﻘي كلمتﻪ‬

‫أهال بكم في رحاب الشعر أوﺳمة‬ ‫لكم صدﻯ ﳊنﻪ‪ ،‬والﻘلب أوتار‬ ‫الفن أفنان تكت ثﻘالﹰ‬ ‫في دوحة‬ ‫ﹼ‬ ‫ثمارها مﻬﺞ‪ ،‬والغرﺱ أفكار‬ ‫والﻘلب في نشوة‪ ،‬والعني ما ﺷﻬدت‬ ‫تبدي ﺳعادتﻬا‪ ،‬واﳉ ﹼو أنوار‬ ‫قيثارة الشعر لم يتعب لﻬا وتر‬ ‫والدفق أنﻬار‬ ‫همس السواقي بﻪ‪ ،‬ﹼ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫جانب من اﳊﻀور‬

‫‪2٤‬‬


‫جانب ﺁخر من اﳊﻀور‬

‫صدﻕ بثثتﻬا‬ ‫هﺬي املشاعر في‬ ‫ﹴ‬ ‫لوالكم الفكر‪ ،‬ما ﹼ‬ ‫فكتﻪ أوﺯار‬ ‫إن ح ﹼلق الشعر‪ ،‬أو نادت لﻪ قمم‬ ‫فﺄنتم في ﺳما اإللﻬام أقمار‬ ‫وتابﻊ العياﺹ‪” :‬األﺳتاذ محمد رفيق درب ﻃويﻞ‪،‬‬ ‫عرفتﻪ علﻰ مﻘاعد الدراﺳة وحتﻰ نﻬاية املرحلة‬ ‫اﳉامعية‪ ،‬وفي مﻬنة التعليم ﺯميالﹰ‪ ،‬وخالل هﺬﻩ‬ ‫املراحﻞ كنت أرﻯ فيﻪ موهبة واعدة برﺯت بواكيرها‬ ‫في ﺷعر الزجﻞ منﺬ املرحلة املتوﺳطة الﻰ أن‬ ‫تس ﹼلق علﻰ عﺠالة ﺳ ﹼلم الشعر الفصيح فكان‬ ‫إﳒاﺯﻩ ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“ فﺄمطرنا بﻪ ﺷعرا ﹰ وكشف‬ ‫عن إصرار يراعﻪ علﻰ اإلبداﻉ بالرغم من معاناة‬ ‫مﻬنة التعليم وقساوة اﳊياة“‪.‬‬ ‫إنﻪ ﺷﺬا عرﻕ اﳉباﻩ والكد املتواصﻞ‪ ،‬فشعر‬ ‫األﺳتاذ محمد ما عرف كسوفا ﹰ رغم الكسوف‬ ‫العربي حيث اﳊﻀارة تغتال نفسﻬا وتﺄكﻞ‬ ‫منﺠزاتﻬا“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬حني نفتح كتابﻪ ونﻘرأ إحدﻯ قصائدﻩ‪،‬‬ ‫ندخﻞ معﻪ منطﻘة النار‪ :‬فيحاصرنا ﺷعرﻩ‪ ،‬ونرﻯ‬ ‫أنفسنا محكومني بﻪ‪ ،‬كما لبنان بالبحر‪ ،‬والﻘمم‬ ‫بالثلﺞ‪ ،‬فننساﻕ خلف قصائدﻩ التي إﺳت ﹼلﻬا من‬ ‫رحم اﳊياة اليومية والكالم اليومي‪ ،‬فنسير مﻊ‬ ‫الكلمات الساخنة‪ ،‬والطاﺯجة واملعﺠونة بلحم‬ ‫الناﺱ وأعصابﻬم بعيدا ﹰ عن مفردات تص ﹼلبت‬ ‫ﹼ‬ ‫وتﺨشبت مفاصلﻬا‪ ،‬ولم تعد قادرة‬ ‫ﺷرايينﻬا‪،‬‬ ‫علﻰ املشي أو علﻰ الكالم‪.‬‬ ‫فشعرﻩ ذو قماﺵ ﺷعبي يسافر بﻪ الﻰ كﻞ‬ ‫العﻘول والﻘلوب‪ ،‬وكما قيﻞ‪” :‬فﻬو ملﻚ لكﻞ‬ ‫الناﺱ‪ ،‬فﻬو ”كاملاﺀ وكالﻬواﺀ‪ ،‬وكغناﺀ العصافير“‪،‬‬ ‫فيكون بﺬلﻚ قد ﺳافر من الﻘاموﺱ وأعلن‬ ‫عصيانﻪ علﻰ مفرداتﻪ وأحكامﻪ البوليسية‪ ،‬ولم‬ ‫يغفﻞ أن ﹼ‬ ‫يوﻃد اﳉسر بني التﻘليد والتﺠديد في‬ ‫عدد من قصائدﻩ“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬لﻘد قرأت عددا ﹰ من قصائدﻩ‪ ،‬فﺨلت‬ ‫نفسي في فردوﺱ فيﻪ كﻞ أصناف الطيبات وما‬ ‫تشتﻬيﻪ النفس والعني‪ ،‬فتنساب الﻘوافي بني‬ ‫يديﻪ مطواعة كﺠدول رقراﻕ‪ ،‬وتزداد اللغة ألﻘاﹰ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫حﻂ رحالﻪ‬ ‫واأللفاﻅ رقة‪ ،‬والبيان جماالﹰ‪ ،‬فﺈذا‬ ‫في أحﻀان الطبيعة‪ ،‬ﳒد أنفسنا علﻰ ﺿفاف‬ ‫نﻬر‪ ،‬نبترد برذاذ ﺷالل متد ﹼفق في قيﻆ هاجرة‪ ،‬أو‬ ‫روﺽ فيﻪ ﺷتﻰ ألوان األﺯاهر فنغتسﻞ‬ ‫نحن في ﹴ‬ ‫بﻘوارير عطورﻩ‪ ،‬وها هو األلق يتدحرﺝ فوﻕ هامات‬ ‫السنابﻞ‪ ،‬وإذا بالسحر يغفو علﻰ ﺯنود السامﻘات‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫الكد‬ ‫ونتشق عبير‬ ‫فنتنفس هواﺀ الﻘرية املعطاﺀ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫والكفاﺡ‪.‬‬ ‫وهو الﻘائﻞ في وصف النﻬر‪:‬‬ ‫”ويفتح ذراعا ﹰ للسماﺀ مﻬللالﹰ‬ ‫إذا أرﺳلت في جانبيﻪ السواقيا‬ ‫بنبﻞ ال يﺨاف من املدﻯ‬ ‫ويﻬوي ﹴ‬ ‫وللبحر‪ ،‬يلﻘاﻩ ﻃبيبا ﹰ مداويا‬ ‫وعنما يلﺞ باب املدﺡ يرﺷح ﺯيف اﶈبة الصادقة‬ ‫ﳑتزجا ﹰ بﺨميرة الوفاﺀ‪ ،‬وهو الﻘائﻞ في دارة الوﺯير‬ ‫وهاب‪:‬‬

‫هنا العروبة في ألالﺀ ح ﹼلتﻬا‬ ‫هنا الوئام بشال العرب ملتفعا‬ ‫أرﻕ أو كنت ذا وجﻊ‬ ‫إن كنت ذا ﹴ‬ ‫عند الوئام تداوي اﳉرﺡ والوجعا‬ ‫ثم يﻘول في ميالد املعلم الشﻬيد كمال‬ ‫جنبالﻁ‪:‬‬ ‫أنت فينا‪ ...‬يا ﺷﺬا مﺠد عتيق‬ ‫في رياﺽ كﻞ ﺯهر في حناياها عريق‬ ‫نزرﻉ األرﺽ جماال ﹰ‬ ‫نحصد اﳋير تالال ﹰ‬ ‫ﳒعﻞ الكون كماال ﹰ يستفيق‬ ‫وإذا ﻃرﻕ باب الغزل‪ ،‬ترﻯ اﳊب الصادﻕ يزهو‬ ‫بالعفة والوفاﺀ‪ ،‬ويسمو فوﻕ الغرائز‪ ،‬ألم يﻘﻞ‪:‬‬ ‫إني أريدﻙ للصفاﺀ صديﻘة‬ ‫ﲢصنا‬ ‫يحميﻚ صدر باإلباﺀ ﹼ‬ ‫ما اﳊب إال للفﻀائﻞ معبر‬ ‫يروي األنام رجاحة وترصنا‬ ‫وفي رثائﻪ تدحرجت دمعة حمراﺀ علﻰ ورود‬ ‫إكليﻞ حزين ي ﹼثتﻬا مﻬﺠة دافﻘة وقلب جريح‪ ،‬وهو‬ ‫يﻘول في رثاﺀ الراحﻞ األﺳتاذ فؤاد ذبيان‪:‬‬ ‫ﲤﻀي وﻃيفﻚ مالﺊ األذهان‬ ‫يا ﺷمعة ذابت علﻰ األجفان‬ ‫مﻀمﺦ‬ ‫دمعي عطير من عالﻙ‬ ‫ﹼ‬ ‫ينساب ﺷعرا ﹰ من ذرﻯ أﺷﺠاني‬ ‫فكﺄني بﻪ مﻊ الشاعر عمر أبوريشﻪ عندما‬ ‫يﻘول‪:‬‬ ‫واﺳق ﺷعرﻙ منﻪ‬ ‫الﻘلب‬ ‫إجرﺡ‬ ‫ﹺ‬ ‫فدم الﻘلب خمرة األقالم‬ ‫وتابﻊ العياﺹ‪” :‬وعندما يدخﻞ بوابة الوﻃن‪ ،‬ﳒد‬ ‫الكلمة ﺳيفا ﹰ مسلوال ﹰ في وجﻪ اﶈتﻞ وﺯغردة نصر‬ ‫أو وعد في مواكب الشﻬداﺀ دفاعا ﹰ عن حق في‬ ‫وجﻪ الباﻃﻞ بﻘولﻪ‪:‬‬ ‫أيار غنﹼﻰ نشيد النصر‪ ،‬يا فرحا ﹰ‬ ‫غطﻰ البالد‪ ،‬ويا نعم األناﺷيد‬ ‫ﲤوﺯ جاﺀ بوعد الصدﻕ منطلﻘا ﹰ‬ ‫من ﺳ ﹼيد‪ ،‬ﺷرفت فيﻪ املواعيد‬

‫‪25‬‬

‫ال ﹼ‬ ‫ﺷﻚ أنﻪ ﺷاعر بارﻉ‪ ،‬يعرف كيف يبﻬر حدقة‬ ‫الشمس ويسطو علﻰ ﺿوﺀ الﻘمر‪ ،‬لن تروني‬ ‫مسﻬبا ﹰ أكثر في التحدﺙ عن قصائدﻩ‪ ،‬ألنني‬ ‫ﺿنني بالوقت إفساحا ﹰ في اﺠﻤﻟال للزمالﺀ املتحدثني‬ ‫الكرام وهم األقدر علﻰ الغوﺹ‪ ،‬فلﻬم مراكبﻬم‬ ‫الطليﻘة‪ ،‬ومﺠاذيفﻬم الرﺷيﻘة‪ ،‬وبحارهم‬ ‫العميﻘة ﳝﻸون ﺳاللنا بالدرر الثمينة والثمار‬ ‫الطيبة“‪.‬‬ ‫وختم العياﺹ بالﻘول‪” :‬أيﻬا األﺥ والصديق‬ ‫والزميﻞ باﺳم الرابطة أقول‪ ،‬نعمة من اﷲ دوﺯنت‬ ‫حنﺠرتﻚ دوﺯنة ﺷعرية‪ ،‬فكﺄني بﻚ تتنفس الشعر‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫تتمشﻂ بﻪ‪ ،‬وترتديﻪ“‪ ،‬ﺷعرﻙ عطر إنطلق من‬ ‫أحشاﺀ البرعم فنفﻊ اﳊﻘﻞ وأفرﺡ الرابية‪ ،‬فﻬنيئا ﹰ‬ ‫لﻚ ولنا عطاﺅﻙ الشعري في ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‪،‬‬ ‫فاﳋمرة الشعرية هي خمرة كﻞ العصور لكن‬ ‫كﺄﺳﻚ مﺨتلف عن كﻞ الكؤوﺱ‪ ،‬فﻘد عرفت أين‬ ‫أرﺽ املطر‪ ،‬وقد قال أحدهم‪” :‬عندما تبدأ البنادﻕ‬ ‫بالعزف ﲤوت الﻘصائد العصماﺀ“‪ ،‬لكن قصائدﻙ‬ ‫يا صديﻘي عصية علﻰ املوت‪ ،‬وقنديلﻚ الشعري‬ ‫لن ينطفﺊ ولو انطفﺄت النﺠوم بﻞ ﺳيﻈﻞ في‬ ‫ليلنا الطويﻞ يﻀيﺀ دروبنا الﻰ الثﻘافة واﳋير‬ ‫واﳊق واﳉمال“‪.‬‬

‫ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ثم كان كلمة للمﺠلس البلدي في اﳉاهلية‬ ‫ألﻘاها رئيسﻪ األﺳتاذ أمني أبوذياب جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫يحدونا ﺳرور بالﻎ إلقامة هﺬا اإلحتفال‪ ،‬إنﻪ‬ ‫إحتفال بوالدة كتاب ﺷعر في بلدتنا اﳉاهلية‬ ‫وهو من ”ﺷﺬا خواﻃر“ ﺯميلنا في اﺠﻤﻟلس البلدي‬ ‫األﺳتاذ محمد العياﺹ‪ ،‬ولو عادت بنا الﺬاكرة الﻰ‬ ‫جاهلية الﻘرون األولﻰ قبﻞ اإلﺳالم‪ ،‬لوجدنا العرب‬ ‫في تلﻚ اﻵونة يحتفلون مفتﺨرين بكﻞ ﺷاعر‬ ‫يولد في عشائرهم ألنﻪ كان يع ﹼبر عن مشاعرهم‬ ‫وأحاﺳيسﻬم في إثبات وجودهم ويستعينون بﻪ‬ ‫في الدفاﻉ عن قﻀاياهم ومعتﻘداتﻬم‪ ،‬إﺿافة‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫ﺷﺎﺫﺑﻚ‬

‫رئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫الﻰ صون الشرف والعرﺽ والكرامة“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬هكﺬا ﺷاعرنا في بلدتنا اﳉاهلية‪،‬‬ ‫صاحب كتاب ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‪ ،‬فﺈننا نراﻩ منكبا ﹰ‬ ‫علﻰ قﻀايا ﺷعبنا ووﻃننا وأمتنا العربية‪ ،‬يكتب‬ ‫لﻬا من خواﻃرﻩ معبرا ﹰ عن أحاﺳيسﻪ ومطالبا ﹰ‬ ‫بتحﻘيق اﳊرية والعدالة واملساواة‪ ،‬علما ﹰ أنﻪ‬ ‫لم يﻬمﻞ يوما ﹰ واجباتﻪ في اﺠﻤﻟلس البلدي‪ ،‬فﻬو‬ ‫دائما ﹰ معنا في اإلجتماعات واملناقشات واللﻘاﺀات‬ ‫اإلﳕائية والعمرانية‪ ،‬يبدي رأيﻪ بصراحتﻪ املعﻬودة‬ ‫غير متح ﹼيز ألحد‪ ،‬إال للمصلحة العامة والشﺄن‬ ‫العام‪.‬‬ ‫وأﺿاف أبوذياب‪” :‬ﺷاعرنا كما تعلمون هو أﺳتاذ‬ ‫في اللغة العربية ومنسﻘﻬا في مدرﺳة الليسيﻪ‬ ‫ناﺳيونال‪ ،‬نعرفﻪ كما تعرفﻪ إدارة املدرﺳة بﺄنﻪ‬ ‫إنسان صادﻕ ومﺨلﺺ في وﻇيفتﻪ‪ ،‬يعمﻞ بﺠد‬ ‫ويتفانﻰ من أجﻞ مصلحة األجيال الﺬين يعتبرهم‬ ‫ﺳفينة األمﻞ والنور ملستﻘبﻞ اﺠﻤﻟتمﻊ والوﻃن‪،‬‬ ‫كثيرا ﹰ ما قرأت لﻪ قصائد لتالميﺬﻩ يبثﻬم فيﻬا‬ ‫محبتﻪ وتشﺠيعﻪ علﻰ السير قدما ﹰ وصوال ﹰ لﻘمم‬ ‫الرقي والثﻘافة‪ ،‬قائالﹰ لﻬم في قصيدة بعنوان الﻰ‬ ‫تالميﺬي ﺹ ‪ 28‬من الكتاب‪:‬‬ ‫أيا صحبي‪ ،‬أيا أملي‬ ‫علﻰ األﻃواد ملﻘانا‬ ‫جبال الكون تدعوكم‬ ‫فﻬﻞ ترﺿون وديانا‬ ‫فشدوا اﳋيﻞ وانطلﻘوا‬ ‫الﻰ التاريﺦ فرﺳانا‬ ‫فمن كان بﻬﺬﻩ الصفات واملزايا والسلوﻙ فﺈنﻪ‬ ‫بﺠدارة يستحق التﻬنئة والتكرﱘ في بلدتنا‬ ‫اﳉاهلية ومن معالي الوﺯير وهاب اﶈب للعلم‬ ‫والثﻘافة واألدب“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬ومن مﺠلسنا البلدي‬ ‫والرابطة اإلجتماعية اﳋيرية في اﳉاهلية‪ ،‬مبروﻙ‬ ‫لﻚ كتابﻚ ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“ والﻰ مزيد من العطاﺀات‬ ‫الفكرية والشعرية وننتﻈر بفارﻍ الصبر كتابﻚ‬ ‫الثاني‪ ،‬وفﻘﻚ اﷲ“‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫األﺳتاذ عاﻃف ﺷاذبﻚ يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ثم ألﻘﻰ مدير مدرﺳة الليسيﻪ ناﺳيونال ‪-‬‬ ‫بﻘعاتا األﺳتاذ عاﻃف ﺷاذبﻚ كلمة اﺳتﻬلﻬا‬ ‫بﺄبيات ﺷعرية‪ ،‬وﳑا جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫في معرﺽ الشعر والشعراﺀ والﻘصيدة‪ ،‬وكي‬ ‫تطيب اﳋواﻃر مﻊ ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“ لﻸﺳتاذ محمد‬ ‫العياﺹ ﺳﺄبدأ كلمتي بﺄبيات ﺷعرية للمدرﺳة‬ ‫التي جمعتنا في رحابﻬا‪:‬‬ ‫”نبﺾ الﻘلوب كلحن ﺷادﻩ الوتر‬ ‫أغنية ما جفاها السمﻊ والبصر‬ ‫هي األقاحي عبير منﻚ مدرﺳتي‬ ‫غنﹼﻰ لﻬا ﻃربا ﹰ الطير والبشر‬ ‫قوافﻞ حملت للعمر أوﺳمة‬ ‫ر ﹼوادها رﺳﻞ‪ ،‬أفعالﻬا عبر‬ ‫خفاقة للعلﻰ راياتﻚ ارتفعت‬ ‫واﳊق ﺳيف بصبر فيﻚ ينتصر‬ ‫محﺠة أنت للعشاﻕ ﺷامﺨة‬ ‫ه ﹼبوا إليﻚ‪ ،‬وﺁيات الﻬدﻯ ذكروا‬ ‫تﺄلﻘي كبرا ﹰ واﺳتبشري فرحا ﹰ‬ ‫لﻚ التفوﻕ مكتوب ومنتﻈر‬ ‫كما تشرﻕ الشمس من خلف األعالي في كﻞ‬ ‫يوم‪ ،‬تشرﻕ ﺷمس الليسيﻪ ناﺳيونال في رحاب‬ ‫هﺬا الوﻃن‪ ،‬هﺬﻩ املؤﺳسة التربوية التي قادت‬ ‫ﺳفينة الﻬداية والرﺷد والتعليم والتثﻘيف منﺬ‬ ‫أكثر من أربعني عاماﹰ‪ ،‬وأجادت الﻘيادة بﻞ ﲤ ﹼيزت‬ ‫فيﻬا واﺳتطاعت أن توصﻞ اﻵالف من أبناﺀ لبنان‬ ‫الﻰ املراكز األولﻰ ومواقﻊ الﻘرار في جميﻊ امليادين‪،‬‬ ‫ويعود الفﻀﻞ بﺬلﻚ الﻰ مؤﺳسﻬا املربي الكبير‬ ‫الراحﻞ األﺳتاذ فؤاد ذبيان ‪ -‬رحمﻪ اﷲ ‪ -‬وبفﻀﻞ‬ ‫رئيسﻬا األﺳتاذ هيثم ذبيان ‪ -‬أﻃال اﷲ بعمرﻩ ‪،-‬‬ ‫وبفﻀﻞ جميﻊ العاملني فيﻬا من إداريني ومعلمني‬ ‫وموﻇفني والباقني علﻰ العﻬد واملستمرين بﺈذنﻪ‬ ‫تعالﻰ في صناعة املبدعني واملتفوقني‪.‬‬ ‫وتابﻊ ذبيان‪” :‬وأنت أﺳتاذ محمد رفيق الدرب‬ ‫الطويﻞ في مسيرة التربية والتعليم كنت‬

‫‪2٦‬‬

‫وماﺯلت من األوفياﺀ األوفياﺀ‪ ،‬واﺨﻤﻟلصني اﺨﻤﻟلصني‪،‬‬ ‫حيث أمﻀيت في ربوﻉ الليسيﻪ ناﺳيونال ما‬ ‫يزيد علﻰ ربﻊ قرن من النﻀال التربوي والعمﻞ‬ ‫املتواصﻞ‪ ،‬فكنت أﺳتاذا ﹰ للغة العربية وﺁدابﻬا‬ ‫ومشرفا ﹰ ورئيس قسم اللغة العربية في جميﻊ‬ ‫املراحﻞ‪ ،‬وكانت منابر الليسيﻪ ناﺳيونال تفتﺨر‬ ‫وتعتز بوجودﻙ وتتﺄ ﹼلق“‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫”أتﺬكر إﻃاللتﻚ في كﻞ مناﺳبة وكﻞ‬ ‫وأﺿاف‪:‬‬ ‫حفلة تﺨرﺝ وعلﻰ مدار السنوات الطوال مﻘدما ﹰ‬ ‫كنت أو متحدثا ﹰ أو خطيباﹰ‪ ،‬فالشعر والﻘصيدة‬ ‫كانا متالﺯمني لوجودﻙ‪ ،‬تنﻘلنا عبرهما الﻰ عالم‬ ‫من اﳋيال والواقﻊ في جمالية قﻞ نﻈيرها‪.‬‬ ‫ويﻘول األﺳتاذ محمد في قصيدتﻪ ”هﻞ غير‬ ‫روﺿﻚ“‪:‬‬ ‫هﻞ غير روﺿﻚ هﺬا اليوم يبتسم‬ ‫وهﻞ بغيرﻙ ﺯهر الروﺽ يعتصم‬ ‫ﺳﻘيتﻪ من ندﻯ العينني مغتبطا ﹰ‬ ‫أمﻪ األلم‬ ‫قلب‬ ‫ومن عصارة ﹴ ﹼ‬ ‫وفي قصيدة ”حنني“ ألﻘاها أثناﺀ إﺯاحة الستارة‬ ‫عن ﲤثال الراحﻞ الكبير فؤاد ذبيان‪:‬‬ ‫إحن إليﻚ‬ ‫ﹼ‬ ‫حنني الطيور لدوﺡ الشﺠر‬ ‫حنني الوهاد لدفق املطر‬ ‫حنني الشواﻃي‬ ‫حنني املراﺳي‬ ‫لعود السفني وأهﻞ الفكر‬ ‫وتابﻊ‪” :‬فاﳉوهر كلما صﻬرتﻪ النار إلتمﻊ وأﺿاﺀ‪،‬‬ ‫والبﺨور عندما يحترﻕ يفوﺡ ويتﻀ ﹼوﻉ‪ ،‬والشمعة‬ ‫عندما تﺬوب تنير الﻈلمات‪ ،‬فكنت أنت يا صديﻘي‪،‬‬ ‫كاﳉوهر والبﺨور والشمﻊ في ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‪،‬‬ ‫تعملﻘت علﻰ الشعر والﻘصيدة‪ ،‬وﻃوعت األوﺯان‬ ‫والﻘافية‪ ،‬فﺠاﺀت قصائدﻙ في جميﻊ األبواب التي‬ ‫ﻃرقتﻬا من الوجدانيات والوئاميات‪ ،‬والفؤاديات‬ ‫والوﻃنيات والعروبيات والغزليات واملناﺳبات‬ ‫تعبيرا ﹰ صادقا ﹰ عنﻚ‪ ،‬تفوﺡ نغما ﹰ وموﺳيﻘﻰ‪ ،‬جماال ﹰ‬ ‫وإبداعاﹰ‪ ،‬رقة وإحساﺳاﹰ‪ ،‬بالغة ورفعة‪ ،‬عنفوانا ﹰ‬ ‫وﺷموخاﹰ‪ ،‬أملا ﹰ وحزناﹰ‪ ،‬حسرة ووجعا ﹰ ملا وصلت إليﻪ‬ ‫أحوال وﻃننا والدول العربية فلست أنت الﻘائﻞ‬ ‫في قصيدة ”تفتح الورد“ متوجﻬا ﹰ الﻰ املسؤولني‬ ‫بالﻘول‪:‬‬ ‫”وابنوا العدالة في أرجاﺀ أمتنا‬ ‫كي يولد الطفﻞ صداحا ﹰ بال كفن‬ ‫ولنﺠعﻞ الزهر فواحا ﹰ بوحدتنا‬ ‫كي نستحق جمال الورد في الوﻃن‬ ‫وأﺿاف‪” :‬فكم هو جميﻞ باإلنسان أن يﺨتار‬ ‫لنفسﻪ ﻃريﻘا ﹰ ﳝشي فيﻪ متﺄنياﹰ‪ ،‬حامالﹰ في حنايا‬ ‫قلبﻪ وعﻘلﻪ رﺳالة يكتب حروفﻬا ﲟاﺀ اﳉﻬد‬ ‫واإلدراﻙ واﶈبة‪ ،‬وبنور إلﻬي وصراﻁ مستﻘيم‪.‬‬ ‫وأنت أخي وصديﻘي محمد من أولئﻚ الﺬين‬ ‫مشوا هﺬا الدرب وأنعمت علﻰ األجيال برﺳالة‬ ‫علم ومعرفة‪ ،‬وواكبتﻬم صادقا ﹰ مﺨلصا ﹰ ونفحت‬ ‫في نفوﺳﻬم ما كنت تﺨتزنﻪ من ثﻘافة وأدب‬ ‫وجد وإقدام“‪.‬‬ ‫وﺷعر وعنفوان ﹼ‬


‫وختم ﺷاذبﻚ قائالﹰ‪” :‬لﻚ منا‪ ،‬نحن أﺳرة‬ ‫الليسيﻪ ناﺳيونال كﻞ محبة وتﻘدير وإحترام‬ ‫متمنني لﻚ املثابرة واإلﺳتمرار ونرﻯ لﻚ في‬ ‫الﻘريب العاجﻞ مﺠموعة ﺷعرية جديدة“‪.‬‬

‫ﻛﻌﺪﻱ‬

‫الدكتور ميشال كعدي يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﲡمﻊ‬ ‫ثم ألﻘﻰ الدكتور ميشال كعدي كلمة ﹼ‬ ‫األدباﺀ واملفكرين والفنانني واألﺳاتﺬة اﳉامعيني‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬وﳑا جاﺀ في الكلمة‪:‬‬ ‫”النﺨب‪ ،‬النﹼﺠد من الشعراﺀ يكﻸون بالبصر‪،‬‬ ‫فﻬم في مغامرة اإلبداﻉ‪ ،‬تﹸرﻯ‪ ،‬هﻞ هناﻙ خزائن‬ ‫ﺿ ﹼيعت مفاتيحﻬا؟‬ ‫ﹸ‬ ‫في عمر الزمن أصحاب غزﹼار يكتبون علﻰ‬ ‫رتاﺝ العصر‪ ،‬ويبسطون ألنفسﻬم وﺳعا ﹰ في‬ ‫عﻘول البشر‪ ،‬ومﺠاذيف تﺨبﻂ في املساحات‪،‬‬ ‫وال ﹼرقاﻉ الواﺳعة‪ ،‬ليثبتوا أن الفتح والنﻀال‪،‬‬ ‫بالﻘلم والفكر واﳋواﻃر وﻃواف الشﺬا وأوﺯان‬ ‫اﳋليﻞ‪ ،‬لعلنا نصﻞ معا ﹰ الﻰ عتبات اﳋلق‪ ،‬كما‬ ‫كان لرينان وأهﻞ األكروبول‪ ،‬محمد العياﺹ‬ ‫واحد من هؤالﺀ يﹸعيد لﻸصالة عنوانا ﹰ علﻰ ﺷﺬا‬ ‫أعدوا‬ ‫اﳋواﻃر‪ ،‬علﻰ أنﻪ من ﺷعرائنا‪ ،‬الﺬين ﹼ‬ ‫للمعتزمات‪ ،‬وال امتراﺀ‪ ،‬هؤالﺀ إذا لم ينﻈموا‬ ‫ﹶقﻀوا‪ ،‬وإن مات فيﻬم الكالم والشدو فﻘد‬ ‫ابتﹸﺬلت حيوات‪ ،‬وأهينت لﹸبانة‪.‬‬ ‫أخﻀﻊ علﻰ ﺷق ريشتﻪ الوﺯن واﳊرف‪ ،‬حتﻰ‬ ‫إذا امتﹸشﻘت‪ ،‬ملﹼﻬا باﳉفون‪ ،‬وأعادها ملاﺿيات‬ ‫األيام وﺁتيات الليالي‪ ،‬قاﻃعا ﹰ اﳋطﻰ العراﺽ‪،‬‬ ‫علﻰ ومﺾ من الشعر‪ ،‬يحفر فيﻪ مزقا ﹰ من‬ ‫ﺿوﺀ اﳉاهلية وأﺳالﻙ نﻈر املعلم واألم والوﻃن‬ ‫واملزارﻉ والتراﺙ‪ ،‬ونعم الوئاميات واملناﺳبات‬ ‫وأغنيات اﳉراﺡ‪ ،‬واألناﺷيد‪ ،‬وها هو العياﺹ‬ ‫علﻰ وقﻊ محبتﻪ ﳊزب التوحيد العربي‪ ،‬ينشد‬ ‫رافعا ﹰ راية اﺠﻤﻟد وقائال ﹰ في ديوانﻪ ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‬ ‫ﺹ‪:٧٧‬‬

‫إرفﻊ راياتﻚ يا وﻃني‬

‫واﺷمﺦ باﺠﻤﻟد وال تﻬن‬

‫تيار نحن ويﺠمعنا‬ ‫فكر التوحيد مدﻯ الزمن‬ ‫وأﺿاف كعدي‪” :‬الشاعر محمد العياﺹ عرف‬ ‫كيف يرقﻰ بﺠر غزارتﻪ في ﻇالل النﹼشق األﺳود‪،‬‬ ‫حيث جاور املدﻯ‪ ،‬في مطالت الشوف‪ ،‬وﺷﻬﻞ‬ ‫الﺬرﻯ‪ ،‬وتصفيق أجنحة الﻘشاعم‪ ،‬اﳊاملة الﻰ‬ ‫فوﻕ‪ ،‬ﺷﺬا الربيﻊ والورود‪ ،‬والعطر اﺨﻤﻟبﺄ في جونة‬ ‫العطار‪ ،‬وأقبية بني عبد مناف‪ ،‬وأهﻞ التوحيد‪،‬‬ ‫وتشاﺀ املناﺳبات أن يكون لﻸدب األخالقي‬ ‫والوﻃني واإلنساني وفرة في التﻘدير‪ ،‬وذلﻚ وﱘ‬ ‫اﷲ‪ ،‬إقرار بنﻬوﺽ األدب العياصي‪ ،‬الﺬي أﺳﻬم‬ ‫في قيام حركة اإلخالﺹ‪ ،‬ونعم الوفاﺀ‪ ،‬يوم يتك ﹼلم‬ ‫علﻰ اﳉاهلية ونﻬرها‪ ،‬وعلﻰ ميالد املعلم كمال‬ ‫جنبالﻁ وأم الشﻬيد واملعلم وغير ذلﻚ‪ ،‬إقرأوا‬ ‫معي ما قالﻪ في ميالد املعلم كمال جنبالﻁ‪:‬‬ ‫أنت فينا‪...‬‬ ‫يا ﺷﺬا مﺠد عتيق‪،‬‬ ‫في رياﺽ‬ ‫كﻞ ﺯهر في حناياها‬ ‫عريق‬ ‫أنت فينا‪...‬‬ ‫ديوانﻪ من النوﻉ الﺬي يﺠمﻊ بني حالوات‬ ‫الﻘراﺀة‪ ،‬وردات اإللتفات الﻰ ﺯمن مﻀﻰ‪ ،‬وذلﻚ‬ ‫لنفﻊ واﺳتمرارية‪ ،‬لعلﻪ في ذلﻚ يعيدنا الﻰ ﺳمر‬ ‫العشايا‪ ،‬وذبالة الﻘنديﻞ الﺬي يبربر قبﻞ اإلنطفاﺀ‪،‬‬ ‫ولم يفتني أن أﲢدﺙ عن الﻀوﺀ الﺬي ﹼ‬ ‫لف بالندﻯ‬ ‫ﹼ‬ ‫والشرر‪ ،‬وﺯنﹼر األمكنة كﻘوﺱ قزﺡ‪ ،‬ثم أنار الغصون‬ ‫وخفيﻀات الدوالي والسمﻬريات العوالي والﻘلم‬ ‫اﺠﻤﻟيد‪ ،‬أما العنفوان فكان بﺄعلﻰ مناﻃﻪ وال جدال‪.‬‬ ‫صاحب ديوان ﺷﺬا اﳋواﻃر‪ ،‬يتسنﹼم يومﻪ‪ ،‬بتالوة‬ ‫ﺷعرية‪ ،‬وعند غيار الشمس يلبس الﻘصيدة‬ ‫أردية من اﳋ ﹼز والديباﺝ وأنوال الشوف‪ ،‬وإذا ﲤادﻯ‬ ‫ذكر لبنان‪ ،‬واﺳتﻘاللﻪ ومﺠد العروبة وعيد‬ ‫اﳉيﺶ‪ ،‬وأبطال املﻘاومة‪ ،‬وغزﹼة والعلم من دون أن‬ ‫ينسﻰ ﺳمراﺀﻩ‪ ،‬واﳊب املثالي‪ ،‬وهو في غمرة من‬ ‫الكالم تراﺀﻯ لي في تعبﻪ النفسي‪ ،‬ﻃالبا ﹰ أال يكثر‬ ‫اﳊسﻚ علﻰ الورد في وﻃنﻪ‪ ،‬وقد ﹼ‬ ‫ركز علﻰ لبنان‬ ‫العنبر واألصالة والعﻘﻞ واﺠﻤﻟد‪ ،‬فيﻘول في قصيدة‬ ‫لبنان في ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‪:‬‬ ‫لبنان يا روﺽ اﳉنﻰ‪ ،‬يا عنبر‬ ‫تتحدر‬ ‫منﻚ األصالة للنﻬﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪ ...‬فيﻚ العﻘول الﻰ النﺠوم ﺷوامﺦ‬ ‫تبغي العلﻰ والﻰ الصالﺡ تؤﺷر‬ ‫‪ ...‬تاريﺨﻚ اﺠﻤﻟد العريق من األلﻰ‬ ‫ﺿحوا بﺄرواﺡ ولم يتحسروا‬ ‫وتابﻊ كعدي‪” :‬ﺷاعر الشﺬا واﳋواﻃر‪ ،‬وهو في‬ ‫الغب‪ ،‬قرر أال يﻘ ﹼلد أحداﹰ‪ ،‬وحرﺹ علﻰ عنفوانﻪ‬ ‫إغراﺀ‬ ‫ﹼ‬ ‫ثم أﻃلق ﺷعرﻩ فزكا‪،‬‬ ‫الشعري‪ ،‬ومحتدﻩ الكرﱘ‪ ،‬ﹼ‬ ‫ثم وقف علﻰ نفس بعيدة األهداف‪ ،‬مصﻘولة‬ ‫ﹼ‬ ‫بالفن واملناﺯﻉ املرفدة بالعلم‪ ،‬حتﻰ غدت الﻘصائد‬ ‫عربية اﳊلية‪ ،‬ما فاتﻬا اإلﺷﺠاﺀ والتطريب ولكم‬

‫‪2٧‬‬

‫ألﻘي في خلد الﻘارﺉ‪ ،‬أن ﺳﺠوعا ﹰ تلﻘﻰ من بنات‬ ‫الﻬديﻞ تصدﺡ في الشعاف الشوفية‪.‬‬ ‫محمد العياﺹ‪ ،‬مزﹼﻕ علﻰ مردن قصائدﻩ‬ ‫يبال‪ ،‬أﻃعم الﻘلم ذاتﻪ‪ ،‬وأجرﻯ‬ ‫العصب ولم‬ ‫ﹺ‬ ‫عليﻪ منﻪ املدد الوفير‪ ،‬فغنﺠت لعبة الﻘصيدة‬ ‫فتندت وﻃاولت كواعب الدمﻰ‪ ،‬وعرﺱ‬ ‫علﻰ الورﻕ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫املواقف والكلمات والﺬكريات والتراﺙ‪ ،‬أما الوئام‬ ‫فﻬو مطبوﻉ فيﻪ‪ ،‬من دون تك ﹼلف أو قلق‪.‬‬ ‫من ميزات هﺬا الشاعر أنﻪ اﺳتﺨدم أﺯاميلﻪ‬ ‫للفن املباﺷر‪ ،‬لﻘد واجﻪ الغزل واملتفرقات‬ ‫بتعاﻃف ويسر‪ ،‬أمر املعاني والتراكيب بالصدﻕ‬ ‫واألمانة‪ ،‬تلﻚ التي تفيﺾ ﳕيرا ﹰ في نفسﻪ علﻰ‬ ‫أنﻪ ﹼ‬ ‫أكد ﺳم ﹼو اإلنسان‪ ،‬في الوجدانيات واملناﺳبات‬ ‫والوئاميات‪ ،‬والفؤاديات والوﻃنيات والعروبيات‬ ‫والغزليات واملتفرقات‪ ،‬وكﻞ ذلﻚ علﻰ خريطة‬ ‫ﲤ ﹼثلت بﺄنامﻞ تع ﹼرجت علﻰ العاﺝ‪ ،‬وفي عناﻕ‬ ‫الفنون‪ ،‬وﻃرف الريشة الولوﻉ باللفتة الصيداﺀ‪،‬‬ ‫ولغة الﻀاد وأصالتﻬا‪.‬‬ ‫س ﲟسحة من كرم املناﺳب‪،‬‬ ‫أما غزلﻪ فﻘد ﹸم ﹼ‬ ‫إنﻪ ما ب ﹺعد ﳑا انعﻘد عليﻪ اإلحساﺱ والترف‬ ‫الفني في اإلعتدال‬ ‫والﺬوﻕ‪ ،‬فﻘد اﺳتوﻯ العرف‬ ‫ﹼ‬ ‫وعليا الغايات‪.‬‬ ‫ﺳمراﺅﻩ‪ ،‬فاﺡ الشﺬا من ورد خدها‪ ،‬فدنا منﻬا‬ ‫بدقة وبغزل عفيف لعلﻬا تريح قلبﻪ وتشفيﻪ‬ ‫من اﳉراﺡ‪ ،‬فﻬﺬا من عمﻞ اﶈبة‪ ،‬فﻘال في قصيدة‬ ‫”لوالﻙ يا ﺳمراﺀ“ في ديوان ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‬ ‫ﺹ‪:1٧٣‬‬ ‫غ ﹼردت يا ﺳمراﺀ إذ فاﺡ الشﺬا‬ ‫خد للنﻬﻰ جﺬابا‬ ‫من ورد ﹼ‬ ‫وجعلتني أدنو إليﻚ برقة‬ ‫وأﺯحت عن قلبي اﳉريح ﺳرابا‬ ‫‪ ...‬ونفحتني قدﺱ اﶈبة صافيا ﹰ‬ ‫كاملاﺀ يحلو للﻈماﺀ ﺷرابا‬ ‫وأﺿاف‪” :‬في قصائدﻩ ينفحنا بالصور الغنية‪،‬‬ ‫والشدة‪ ،‬وإذا م ﹼر‬ ‫حيث تتصالح أحيانا ﹰ األمنية‬ ‫ﹼ‬ ‫ارتعاﺵ خفيف‪ ،‬فسرعان ما يتلﻘاﻙ بصورة‬ ‫ولفﻈة تطمئن‪ ،‬فتراﻙ بﻘبسة العﺠالن‪ ،‬مرتاحا ﹰ‬ ‫من اإلﺿطراب‪ ،‬وأنت تتنشق من ﺷﺬاﻩ“‪.‬‬ ‫وختم كعدي بالﻘول‪” :‬يا ﺷاعر ﺷﺬا اﳋواﻃر‪،‬‬ ‫حملنا إليﻚ فرحنا اليوم‪ ،‬وحسبﻚ منا اإلحساﺱ‪،‬‬ ‫بعﻈيم ما قرأنا‪ ،‬وما حملت إلينا‪ ،‬من عطر وﺷﺬا‬ ‫علﻰ أجنحة اﳋاﻃر‪.‬‬ ‫يا محمد ﺳلمت يداﻙ“‪.‬‬

‫ﻧﺎﺻﺮﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ثم كان كلمة للشاعر األمير ﻃارﻕ ناصرالدين‪،‬‬ ‫جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”لو اتكلت علﻰ جسدي ملا اﺳتعطت الوصول‬ ‫إليكم من فراﺵ املرﺽ واإلرهاﻕ‪ ،‬ولكن الﻘلب أمر‬ ‫وأوامر الﻘلب ال تﹸر ﹼد‪.‬‬ ‫ﻃالعتني يافطة اﳉاهلية‪ ،‬فارتسمت علﻰ‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫الشاعر ﻃارﻕ ناصر الدين يلﻘي كلمتﻪ‬

‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﺷفتي بسمة حزينة وﲤتمت لنفسي‪ ،‬إذا‬ ‫ﹼ‬ ‫أصبحت الداعشية هي الدين فاﳉاهلية هي‬ ‫الرب‪ ،‬واﳉاهلية كما أعلم وتعلمون ليست‬ ‫جﻬال ﹰ بالعلم واألدب والفن والشرف بﻞ علﻰ‬ ‫العكس ﲤاماﹰ‪ ،‬اﳉاهلية جﻬﻞ ملن يﺠﻬﻞ عليﻬا‬ ‫فتﺠﻬﻞ فوﻕ جﻬﻞ اﳉاهلني‪ ،‬إنﻬا العروبة التي‬ ‫تبحث عن جوهرها في اإلﳝان وكما حطمت‬ ‫قدﳝا ﹰ أصنام اﳊﺠر فﻬي اليوم قادرة علﻰ ﲢطيم‬ ‫أصنام البشر‪ ،‬وللﺠاهلية في قلبي باب حميم‬ ‫يرﺷدني الﻰ التوحيد والعروبة منﻪ دخلت‪،‬‬ ‫ألقول‪ :‬حياﻙ اﷲ يا معالي الصديق األحب وئام‬ ‫وهاب‪،‬‬ ‫يا وئاما ﹰ ما ﺳعﻰ إال الﻰ خير‪ ،‬ويا وهابا ﹰ ال‬ ‫يبﺨﻞ بدمﻪ إذا نادﻯ الوﻃن أو اﺳتغاثت املروﺀة!‬ ‫ترعﻰ تكرﱘ أديب هو املربي محمد العياﺹ‪ ،‬فلﻚ‬ ‫عندنا دين جديد وما أكثر ديونﻚ علينا وما أقﻞ‬ ‫وفاﺀنا لﻚ“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬أما بعد فﻘد أكرمني اﷲ بﺄن أولد‬ ‫في بيت ﺷعر وأﺳرة لغة‪ ،‬ومحيﻂ أدب‪ ،‬فﺄدركت‬ ‫منﺬ ﻃفولتي أن الشعر حﻘا ﹰ ديوان العرب‪..‬‬ ‫وختم ناصرالدين بالﻘول‪” :‬أيﻬا املربي الكبير‬ ‫األﺳتاذ محمد العياﺹ‪ ،‬أنت إذا أخي ومن واجب‬ ‫األخوة أن أقول لﻚ‪” :‬جمعت حياتﻚ املثمرة بكﻞ‬ ‫ما فيﻬا من فرﺡ وحزن وأمﻞ وتﺄمالت بكتاب‬ ‫ﺷعر جليﻞ فﺄصبح عمرﻙ أعمارا ﹰ وأصبحت‬ ‫دارﻙ دياراﹰ‪ ،‬تﻘمصت في كالمﻚ فصار دمﻚ حبرا ﹰ‬ ‫وصار جسدﻙ ورقا ﹰ ال يدركﻪ الﺬبول‪ ،‬غيرﻙ يﺨتار‬ ‫لتﻘاعدﻩ قصرا ﹰ علﻰ رابية أو منزال ﹰ في غابة‪ ،‬أنت‬ ‫اخترت أن تتﻘاعد في كتاب ورﲟا في كتب تليﻪ‪،‬‬ ‫فما أجمﻞ خيارﻙ يا صديﻘي‪ ،‬هنيئا ﹰ لنا بﻚ‪،‬‬ ‫وهنيئا ﹰ لبيتﻚ اﳉديد بيت ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“‪.‬‬

‫أن األميركي فشﻞ في الوصول الﻰ معادلة‬ ‫معتدلة‪ ،‬داعيا ﹰ الﻰ تشكيﻞ ﲢالف أميركي –‬ ‫أوروبي – ﺳعودي للﻘﻀاﺀ علﻰ اإلرهاب“‪.‬‬ ‫وﳑا جاﺀ في الكلمة‪:‬‬ ‫”يا ﺳنبلة البيادر الﺬهبية‪ ،‬أخبريني عن‬ ‫حكايات العشق في مواﺳم اﳊصاد‪ ...‬ع ﹼلميني‬ ‫الوقوﻉ في تربة األجداد‪ ،‬وأمسكي بيدي ألحمﻞ‬ ‫كمشة من ﺯوﺁن بلدي‪...‬‬ ‫أيتﻬا اﳊبيبة‪ ،‬تالوينﻚ تشبﻪ إﺷراقة الشمس‪،‬‬ ‫ودوران املطحنة العتيﻘة‪ ،‬تﺄخﺬنا إلنتﻈار الرغيف‬ ‫املوﺷح برائحة اﳊطب‪ ،‬ونيران التنور اﺨﻤﻟتبﺊ في‬ ‫خميرة العطاﺀ من أجﻞ اﶈتاجني‪...‬‬ ‫ﺳاكنة في كﻞ بيت ودار‪ ،‬وعطرﻙ ﺷﺬا‬ ‫ألنفاﺱ املتلﻬفني‪ ،‬واﳉوﻉ ترمينﻪ بعيدا ﹰ كلما‬ ‫اقتربت أفواهنا من مناداتﻚ للﻘاﺀ‪...‬‬ ‫أيتﻬا السنبلة املنحنية فوﻕ السﻬول‪،‬‬ ‫حبيباتﻚ تناثرت ﺷبعاﹰ‪ ،‬وﳊنا‪ ،‬ونثراﹰ‪ ،‬وﺷعراﹰ‪،‬‬ ‫ومواويﻞ الليﻞ علﻰ الدروب‪ ،‬وعلﻰ ﺿوﺀ الﻘناديﻞ‪،‬‬ ‫وأنني الناي‪ ،‬وحفيف األوراﻕ‪ ،‬لنسمة ﺁتية من فوﻕ‬ ‫التالل‪ ،‬تلفح الوجوﻩ‪ ،‬وتالمس املشاعر واﳊنني‪...‬‬ ‫اليوم أراﻙ في قلم املعلم واملربي‪ ،‬في صياغة‬ ‫األبيات‪ ،‬واحتكاﻙ األحرف والكلمات‪ ،‬تﻘعني علﻰ‬ ‫االوراﻕ البيﻀاﺀ‪ ،‬فتزداد ألﻘا ﹰ وﺳحراﹰ‪ ،‬وتسكنني‬ ‫في ديوان من عصارة الشعر‪ ،‬ومناجاة الروﺡ‪،‬‬ ‫وتعب األيام والسنني‪...‬‬ ‫هي البﺬار الصالح‪ ،‬تتساقﻂ في مراحﻞ‬ ‫العمر‪ ،‬فتﺄخﺬ منا كﻞ ما بنيناﻩ‪ ،‬وتترﻙ لنا‬ ‫ذكريات نحياها ما بﻘينا علﻰ قيد اﳊياة‪...‬‬ ‫هكﺬا يا محمد‪ ،‬تفتحت لديﻚ كﻞ األبواب‬ ‫والفصول‪ ،‬وغزلت ﺷعرﻙ بشرايني قلبﻚ‪،‬‬ ‫فاﺳتدارت لﻚ الﻘوافي‪ ،‬ونامت مطمئنة علﻰ‬ ‫صفحات الزمن‪ ،‬فعانﻘت البشر والشﺠر‬ ‫والصﺨر والنﻬر‪ ،‬وكﻞ املطارﺡ التي ﺷرد خيالﻚ‬ ‫الرحب لوصفﻬا ﲟا يليق وتستحق‪...‬‬ ‫كلما نﻈرت إليﻚ‪ ،‬تراﺀت لي مالمح اﻵباﺀ‪،‬‬ ‫مربيا ﹰ فاﺿالﹰ‪ ،‬ومعلما ﹰ ﳑسكا ﹰ باﳊرف واللغة‬ ‫والبيان‪ ،‬ورجال ﹰ يحتﻀن بني قومﻪ بكﻞ اﳊب‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫وكانت كلمة للوﺯير وهاب ﹼ‬ ‫أكد خاللﻬا علﻰ أن‬ ‫خيارنا هو ”الﻰ جانب اﳊق وكلمة اﳊق‪ ،‬موﺿحا ﹰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪28‬‬

‫والتفاني واإلخاﺀ‪ ،‬وعصاميا ﹰ ﺷريفا ﹰ نﻈيفاﹰ‪ ،‬ما‬ ‫أخﺬت منﻚ األيام‪ ...‬ﺳوﻯ ﺳفر العمر‪ ،‬ومحطات‬ ‫الشباب‪...‬‬ ‫في ديوانﻚ تناثرت األﺯهار والرياحني‪ ،‬ورﺳائﻞ‬ ‫الغرام‪ ،‬وكﻞ الشﻬداﺀ واملﻘاومني‪ ،‬فﺨرجت‬ ‫الفراﺷات امللونة من ﺷرانﻘﻬا‪ ،‬واﺳتوت أكواﺯ‬ ‫التني‪ ،‬وعناقيد الكروم‪ ،‬فﺄتيت من جديد لتزرﻉ‬ ‫فينا جمالية املشﻬد‪ ،‬ولوحة اإلبداﻉ واﳋلق‬ ‫واﳉمال‪...‬‬ ‫هو أنت يا أبا وائﻞ‪ ،‬أخا ﹰ كبيراﹰ‪ ،‬وصديﻘا ﹰ عزيزاﹰ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺿﻞ يوما ﹰ الطريق‪ ،‬لﻚ في عﻬدنا‬ ‫ورفيﻘا ﹰ ما‬ ‫املكان األرحب‪ ،‬فﺄنت جليس أبي وندﳝﻪ‪ ،‬فما‬ ‫هانت عليﻚ ﳊﻈات العمر الطويﻞ‪ ،‬وبﻘيت الﻰ‬ ‫جانبي‪ ،‬ﳑسكا ﹰ بيدي‪ ،‬تزودني بعاﻃفة األبوة‪،‬‬ ‫ومشاعر األخوة‪ ،‬ومؤمنا ﹰ بحرية الكلمة العابرة‬ ‫لكﻞ ﺷيﺀ في هﺬا الوجود‪...‬‬ ‫أﺷتم من عطرﻙ األدبي‪ ،‬باقات أﺯهار‬ ‫دعني‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳊدائق املل ﹼونة‪ ،‬وأترﻙ ملا تبﻘﹼ ﻰ من عمرﻙ‬ ‫الطويﻞ‪ ،‬ما يغني مكتباتنا‪ ،‬من ﺁفاﻕ فكرﻙ‪،‬‬ ‫ونسائم روحﻚ‪ ،‬ومشﻬدية الوفاﺀ‪ ،‬في وﻃن‬ ‫تتﺂكلﻪ النفايات‪ ،‬والسموم‪ ،‬وفساد اﳊكام‬ ‫واملتسلطني‪...‬‬ ‫أيﻬا املربي الكبير‪ ،‬والصديق اﳊبيب‪،‬‬ ‫هي أمسية ﲢيي كﻞ ما فينا‪ ،‬تﺄخﺬنا للﺨروﺝ‬ ‫من مرارة املعاناة‪ ،‬ودهاليز التكفير واإلرهاب‪،‬‬ ‫وﺳﻘوﻁ األقنعة عن الوجوﻩ الصفراﺀ‪ ،‬فﻬم ال‬ ‫ﳝتلكون ﺳوﻯ اﳊﻘد والعار والدمار وال ﳕتلﻚ‬ ‫نحن ﺳوﻯ لغة الفكر والكلمة واﳊوار‪...‬‬ ‫هو صراﻉ ما بني الﻈلمة ونور العﻘﻞ‪ ،‬وصياغة‬ ‫الثﻘافة واﳊﻀارة واملعرفة واإلﳝان‪ ،‬ونحن قوم‪،‬‬ ‫لم ننفصﻞ يوما ﹰ عن أرﺿنا ووﻃننا وأمتنا‪ ،‬ﳕﻀي‬ ‫في الساحات وامليادين‪ ،‬نغني للبيارﻕ والرايات‪،‬‬ ‫فنزرﻉ الكلمة هداية للتائﻬني‪ ،‬ودليال ﹰ للتائبني‪...‬‬ ‫أيﻬا األخوة‪ ،‬كنت ال أريد أن أدخلكم في دهاليز‬ ‫السياﺳة ولكن هﺬﻩ هي اﳊال إذ نحن اليوم في‬ ‫هﺬا الﻈرف العصيب ﳕر ﲟرحلة دقيﻘة وألن ال‬ ‫حياد في هﺬﻩ املرحلة‪ ،‬إخترنا أن نكون الﻰ جانب‬ ‫اﳊق وكلمة اﳊق‪ ،‬وكما ذهب أﺳالفنا يوما ﹰ ما‬ ‫لينصروا مﻘاوما ﹰ ﺿد محتﻞ في جبﻞ العرب في‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬كما ذهب ﺷكيب وهاب وفؤاد ﺳليم‬ ‫وفندي أبوياغي وغيرهم‪ ،‬نﺬهب اليوم الﻰ أهلنا‬ ‫في ﺳوريا‪ ،‬وكما راعﻰ البعﺾ اإلنتداب يومﻬا‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫نحﺬر اﳉميﻊ من أن يراعوا اإلنتداب اﳉديد‬ ‫اليوم“‪.‬‬ ‫وأعلن وهاب والﺀﻩ ”ألهلنا املﻬددين‪ ،‬وﳊﻀر‬ ‫والسويداﺀ وليس لباريس وواﺷنطن ألن حﻀر‬ ‫والسويداﺀ واﳉوالن يتولون حمايتي في األيام‬ ‫الصعبة بينما العواصم تستعملنا وترمينا‬ ‫عند أول مفترﻕ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬اليوم األميركي يﻘول بﺄنﻪ فشﻞ في‬ ‫الوصول الﻰ معادلة معتدلة“‪ ،‬داعيا ﹰ – ونحن‬ ‫لدينا اﳉرأة – األميركيني واألوروبيني والسعوديني‬ ‫الﻰ التحالف من أجﻞ الﻘﻀاﺀ علﻰ اإلرهاب‬


‫وهو ﺁفة العصر‪ ،‬ألن الﺬئب الﺬي ربيتموﻩ بدأ‬ ‫يرتد عليكم‪ ،‬موﺿحا ﹰ أنﻪ منﺬ اللحﻈات األولﻰ‬ ‫إلنطالﻕ ما ﺳمي الربيﻊ العربي وهو ليس إال‬ ‫فتنة عربية بدأها األميركيون ﲟعاونة فريق عربي‬ ‫يدعﻰ ”اإلخوان املنافﻘني“ الﺬي يستﻬدف اليوم‬ ‫مصر‪ ،‬مؤكدا ﹰ أن ال قيام لﻬﺬﻩ األمة إذا لم تﻘم‬ ‫مصر وﺳنبﻘﻰ قبائﻞ متناحرة إال إذا جمعتنا‬ ‫العروبة الوحيدة التي يﺠب أن ﲡمعنا وإال‬ ‫ﺳنبﻘﻰ قبائﻞ متناحرة في حروب ال تنتﻬي“‪.‬‬ ‫ولم يتطرﻕ وهاب الﻰ الشﺄن اللبناني ألن‬ ‫الفريق السياﺳي اللبناني غارﻕ في كومة‬ ‫نفايات‪.‬‬ ‫وختم وهاب حديثﻪ بالﻘول‪” :‬في كﻞ يوم‬ ‫تشرﻕ الشمس وﺳتبﻘﻰ خيوﻃﻬا ترﺳﻞ‬ ‫املفكرين واملبدعني واملنتﺠني وﺳيبﻘﻰ ﺿوﺀها‬ ‫عالمة واﺿحة علﻰ إﺷعاعات العدل وانبعاثات‬ ‫الوجود ملالقاة اﳊرية‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ الشاعر محمد‬ ‫العياﺹ بالﻘول‪” :‬لﻚ أيﻬا األﺥ والصديق والرفيق‬ ‫كﻞ السعادة والصحة والنﺠاﺡ ومعا ﹰ ﺳنكمﻞ‬ ‫املسيرة دعاة للوحدة واأللفة والتعاون للحفاﻅ‬ ‫علﻰ مﺠتمعنا‪ ،‬وﺳتبﻘﻰ قصائدﻙ ﺯوادة نﻘتات‬ ‫منﻬا كلما اﺷتاقت ذاكرتنا ﳋبز الﻀعية وإبريق‬ ‫الفﺨار وﺳراﺝ الزيت وﺿوﺀ الشموﻉ“‪.‬‬

‫ﲢت عنوان ”هﺬا كتابي“‪ ،‬جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”هﺬا كتابي‪ ،‬وقد ر ﹼقت مﺠاليﻪ‬ ‫”ﺷﺬا اﳋواﻃر“ من قلبي مﺠانيﻪ‬ ‫في د ﹼفتيﻪ ثمار الشعر قد نﻀﺠت‬ ‫وباألصالة قد فاحت قوافيﻪ‬ ‫نسﺠتﻪ من خيوﻁ الوحي‪ ،‬فاجتمعت‬ ‫فيﻪ املعاني بنﺠوﻯ الصدﻕ تبنيﻪ‬ ‫وج ﹼللتﻪ بتاﺝ السحر عاﻃفتي‬ ‫أحيت ﺷﺬاﻩ وﺯادت في مراميﻪ‬ ‫وﺯ ﹼينتﻪ بﺄلوان مﺨ ﹼيلتي‬ ‫من البيان وﺳالت في حواﺷيﻪ‬ ‫أودعت فيﻪ أحاﺳيسي معطرة‬ ‫تفيﺾ ح ﹼبا ﹰ وإخالصا ﹰ معانيﻪ‬ ‫أردت منﻪ جالل الوصف في وﻃني‬

‫إذ أوجعتني ﺷﺠون في مغانيﻪ‬ ‫لﻬب‬ ‫وأمة العرب كم نامت علﻰ ﹴ‬ ‫أﺿنﻰ فؤادي وما خابت أمانيﻪ‬ ‫ﺳاﺡ النﻀال ﳉند اﳊق واﺳعة‬ ‫وفيصﻞ الشعر حاميﻪ وراعيﻪ‬ ‫إني ﺳعيد‪ ،‬وأهﻞ العلم في أدبي‬ ‫كما الثريا لبدر الفكر تغنيﻪ‬ ‫هﺬا اللﻘاﺀ بعني الﺬوﻕ يﺠمعنا‬ ‫قلب الوئام يؤاخيﻪ ويحويﻪ‬ ‫أهالﹰ حللتم‪ ،‬فدار الشعر دارتكم‬ ‫لكم كتابي مﻊ التﻘدير أهديﻪ‬ ‫قدم اﺠﻤﻟلس البلدي للشاعر‬ ‫وبعد توقيﻊ الكتاب ﹼ‬ ‫واملربي محمد العياﺹ درﻉ تﻘدير وﺷكر ومحبة‬ ‫لتفانيﻪ في العلم والعمﻞ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫رئيس وأعﻀاﺀ بلدية اﳉاهلية ﳝنحون العياﺹ درعا ﹰ تﻘديريا ﹰ بحﻀور وهاب‬

‫الشاعر محمد العياﺹ يلﻘي كلمتﻪ‬

‫وفي اﳋتام ألﻘﻰ الشاعر محمد العياﺹ كلمة‬ ‫ﺷكر توجﻪ بﻬا الﻰ اﳊاﺿرين من أصدقاﺀ وأقارب‬ ‫وﺯمالﺀ ومشايﺦ‪ ،‬وأدباﺀ وﺷعراﺀ فردا ﹰ فردا ﹰ والﻰ‬ ‫الﻘيمني علﻰ هﺬا اﳊفﻞ الﺬي جعﻞ ”أجواﺀنا تعبق‬ ‫علما ﹰ وفكراﹰ‪ ،‬وليس عندنا مطامر بﻞ عندنا منائر‬ ‫دائما ﹰ تفوﺡ حبا ﹰ وخلﻘا ﹰ وبشرا ﹰ ينفحﻬا العﻘﻞ‬ ‫فتنبت في الروﺡ نثرا ﹰ وﺷعراﹰ‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ الوﺯير‬ ‫وئام وهاب بالشكر لوﺿعﻪ مﻘدمة كتاب ”ﺷﺬا‬ ‫اﳋواﻃر“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن اللغة العربية ماﺯالت بﺨير‬ ‫والﺯالت تتﻘبﻞ الدخيﻞ عليﻬا برحابة صدر والﺯال‬ ‫الشعر ديوان العرب‪ ،‬متوجﻬا ﹰ الﻰ اﳊﻀور بﻘصيدة‬

‫من اليمني‪ :‬أبوذياب‪ ،‬وهاب‪ ،‬العياﺹ يﻘطعون قالب اﳊلوﻯ‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫»ﺷﺬا الﺨواﻁر«‬ ‫ﻛمﺸة من ﻋﺬاباﺕ السنين‬ ‫كتاب ”ﺷﺬا اﳋواﻃر“ للشاعر محمد العياﺹ‪ ،‬يﻘﻊ في ‪ 21٦‬صفحة‪ ،‬ديوان اﺳتﻬ ﹼلت‬ ‫قصائدﻩ من رحم اﳊياة اليومية والكالم اليومي‪ ،‬فانسابت قوافيﻪ مطواعة‪ ،‬فزادت‬ ‫اللغة ألﻘا ﹰ واأللفاﻅ رقة والبيان جماالﹰ‪.‬‬ ‫ديوان أعاد لﻸصالة عنوان‪ ،‬جامعا ﹰ بني حالوات الﻘراﺀة‪ ،‬وردات اإللتفات الﻰ ﺯمن‬ ‫مﻀﻰ‪.‬‬ ‫ﺷاعرﻩ اﺳتﺨدم أﺯاميلﻪ للفن املباﺷر‪،‬‬ ‫فواجﻪ الغزل واملتفرقات بتعاﻃف ويسر‪ ،‬أمر‬ ‫املعاني والتراكيب بالصدﻕ واألمانة‪ ،‬مؤكدا ﹰ‬ ‫ﺳمو اإلنسان‪ ،‬في الوجدانيات واملناﺳبات‬ ‫والوئاميات والفؤاديات والوﻃنيات والعروبيات‬ ‫والغزليات واملتفرقات‪.‬‬ ‫غزلﻪ ﹸم ﹼس ﲟسحة من كرم املناﺳب‪ ،‬ﳑا‬ ‫انعﻘد عليﻪ اإلحساﺱ والترف والﺬوﻕ‪ ،‬فاﺳتوﻯ‬ ‫العرف الفني في اإلعتدال وعليا الغايات‪.‬‬ ‫مديحﻪ يرﺷح ﺯيف اﶈبة الصادقة ﳑتزجا ﹰ‬ ‫بﺨميرة الوفاﺀ‪ ،‬وغزلﻪ ترﻯ فيﻪ اﳊب الصادﻕ‬ ‫يزهو بالعفة والوفاﺀ ويسمو فوﻕ الغرائز‪.‬‬ ‫من رثائﻪ تدحرجت دمعة حمراﺀ علﻰ ورود‬ ‫إكليﻞ حزين ب ﹼثتﻬا مﻬﺠة دافﻘة وقلب جريح‪.‬‬ ‫عندما تدخﻞ بوابة الوﻃن في ديوانﻪ‪ ،‬ﲡد‬ ‫الكلمة ﺳيفا ﹰ مسلوال ﹰ في وجﻪ اﶈتﻞ وﺯغردة‬ ‫نصر أو وعد في مواكب الشﻬداﺀ دفاعا ﹰ عن‬ ‫حق في وجﻪ الباﻃﻞ‪.‬‬ ‫محمد العياﺹ عرف كيف يبﻬر حدقة‬ ‫الشمس ويسطو علﻰ ﺿوﺀ الﻘمر‪.‬‬ ‫ق ﹼدم الكتاب معالي الوﺯير وئام وهاب وﳑا‬ ‫جاﺀ في املﻘدمة‪:‬‬

‫في وﻃن يتعﺬب بﺠراحاتﻪ البالغة‪،‬‬ ‫تنبري الكلمة مﺠﺬافا ﹰ يﹸبحر في فﻀاﺀ‬ ‫املوجود‪ ،‬ع ﹼلﻪ يﹸبلسم األمﻞ‪ ،‬ويفتح نافﺬة‬ ‫العودة للينابيﻊ الصافية‪ ،‬وللروﺡ امللونة‪،‬‬ ‫لبدﺀ يوم ﺁخر من عمر هﺬا الزمان‪...‬‬ ‫وللسواعد املالقية لشروﻕ الشمس‪ ،‬ﹺ‬ ‫هي خواﻃ ﹲر‪ ،‬إنبعثت من جمالية املشﻬد اﳉبلي‪ ،‬من دروب الﻀيعة الساكنة‬ ‫في وحدة األرﺽ‪ ،‬ومن حشرجات روﺡ تسافر الﻰ عالم الوﺯن واملبنﻰ واملعنﻰ‬ ‫والﻘافية‪...‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫خواﻃ ﹲر‪ ،‬تلونت كما قوﺱ قزﺡ‪ ،‬لوحة إبداعية‪ ،‬تتﻘارب في بنيانﻬا‪ ،‬وتتماﺳﻚ‬ ‫في إخراجﻬا‪ ،‬وتﹸغني في مواويﻞ الفرﺡ‪ ،‬وعشق الشﻬادة‪ ،‬وتﻘدﱘ الوفاﺀ ملن قﻀوا‬ ‫علﻰ ﻃريق الواجب والتﻀحية والعنفوان‪...‬‬ ‫إنﻬا الشﺬا الربيعي ملالمسة األقحوان والياﺳمني‪ ،‬هي ندية اﳋدين‪ ،‬ناعمة‬ ‫امللمس‪ ،‬عطرها يسكن في إختالجات النفس اإلنسانية‪ ،‬تنساب كﺠدول رقراﻕ‬ ‫علﻰ ﺿفاف نﻬر البلدة الﺬي رﺳمتﻪ يد املؤلف بتحنان وإنسﺠام وأنصار‪...‬‬ ‫هي ذكريات من صفحات العمر‪ ،‬واحتراف مﻬنة العﺬاب لتنشئة األجيال‬ ‫وبنيان املداميﻚ األﺳاﺱ لنﻬﻀة اﺠﻤﻟتمﻊ وتﻘدمﻪ‪ ،‬إنﻬا عصفورة الﻘرية‪،‬‬ ‫قرميدها األحمر‪ ،‬خوابيﻬا العتيﻘة‪ ،‬هي قيلولة املتغيبني من رحيﻞ األيام‪ ،‬وبﻘاﺀ‬ ‫الﺬكرﻯ ملن هاجروا وماﺯالت بصماتﻬم ﲢيي تراثنا وقيمنا وفﻀائلنا‪...‬‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪٣0‬‬

‫لم يترﻙ ﺯاوية إالﹼ وأﺿاﺀ لﻬا نبراﺳاﹰ‪ ،‬وقنديلﻪ ماﺯال يشﻬق فوﻕ مكتبﻪ‪ ،‬رغم‬ ‫تعب األيام‪ ،‬وصعوبة اﳊياة‪ ،‬إنﻪ يصارﻉ الدهر‪ ،‬في ﻃيبة تالقيﻚ حامل ﹰة مزايا‬ ‫وﺳﺠايا األولني‪ ،‬يسﻘيﻚ فيرويﻚ من عطﺶ قدﱘ ﲢن إليﻪ إلﻰ اﻵباﺀ واألجداد‪...‬‬ ‫أبياتﻪ خبﺄت لﻸمومة والطفولة واألبناﺀ واألحفاد‪ ،‬تزﹼينت قوافيﻪ بﺄيام الدراﺳة‬ ‫واملعلم والطالب‪ ،‬وكان للﺠاهلية الكثير بني‬ ‫ﺷعرﻩ واألجمﻞ حني قال‪:‬‬ ‫ﻇلي ﺿيا ﹰﺀ علﻰ هامات عزتنا‬ ‫فﺄن نالقي بﻬﺬا الطﻬر إﻵﻙ‬ ‫ولن ننساﻩ في قصائدﻩ للشوف والوﻃن‬ ‫والعروبة‪ ،‬للﺠنوب واملﻘاومة وللشام‬ ‫وفلسطني وغزة‪ ،‬وفي وصفﻪ ألﺷﺠار الزيتون‪،‬‬ ‫ومغارة جعيتا‪ ،‬وحث الناﺱ علﻰ عمﻞ اﳋير‪،‬‬ ‫وتكرﳝﻪ الدائم للمبدعني ﺷعرا ﹰ وغنا ﹰﺀ ورﺳما ﹰ‬ ‫ومﻘال‪...‬‬ ‫إنﻪ األﺳتاذ الصديق واملربي واملثالي محمد‬ ‫العياﺹ‬ ‫حالة منفردة في عالم الفكر واإلبداﻉ‪،‬‬ ‫تلﻘاﻩ علﻰ قلمﻪ مثابرا ﹰ ومعاندا ﹰ ومتالﺯما ﹰ‬ ‫مﻊ حياة الناﺱ وهمومﻬم‪ ،‬وحياة األوﻃان‬ ‫وﺷعوبﻬا‪ ،‬يلملم اﳉراﺡ ويداوي باﳊروف ﺁالم‬ ‫املعﺬبني‪ ،‬وﳝسح عن جبني الوﻃن إنﻘساماتﻪ‬ ‫املﺬهبية حني يؤكد بﻘولﻪ‪:‬‬ ‫فما الديانات إال أﳒم ﺳطعت‬ ‫واألنبياﺀ لغير اﳋير ما إنتدبوا‬ ‫أما عراكﻪ مﻊ الشعر‪ ،‬فليس ﻃمعا ﹰ برﺯﻕ‬ ‫ومال‪ ،‬فالشفافية مصدر إبداعﻪ وغناﻩ‪ ،‬يكتب‬ ‫حني يحتاﺝ للتعبير عما بداخلﻪ‪ ،‬ويصمت‬ ‫حني يصبح الصمت أكثر بالغة وبياناﹰ‪...‬‬ ‫يﻘتات مﻊ عيالﻪ اللﻘمة املﻀمﺨة بعرﻕ‬ ‫اﳉبني‪ ،‬من مﻬنة التعليم الرﺳولية‪ ،‬تزاد في روحﻪ الرحمة واﶈبة والتسامح‪،‬‬ ‫وينبري منبريا ﹰ في عالم اللغة واﳋطابة ﺳاكبا ﹰ إيﻘاعﻪ علﻰ السامعني ﲟا‬ ‫يتناﺳب واملﻀمون الفريد‪...‬‬ ‫إنسان يغاﺯل الورود واملواﺳم والفصول‪ ،‬ثابت في خياراتﻪ املبدئية‪ ،‬وعندما‬ ‫أصبح عمرﻩ ”كمشة من عﺬابات السنيني“ فراﺡ يلتمس الشعر كﻘطرة ندﻯ‬ ‫علﻰ وجنة عاﺷﻘة فﻘال‪:‬‬ ‫فال أبغي من األوﺯان نﻈما ﹰ‬ ‫إذا ما كان جزﺀا ﹰ من جناتي‬ ‫محمد العياﺹ‪:‬‬ ‫رﺳالتﻚ خزان ﹸة ﳑتلئ ﹸة باألدب والشعر واﳉمال‪ ،‬أدعوﻙ لتبﻘﻰ في هﺬا املﻀمار‪،‬‬ ‫صورة عن بلدتي‪ ،‬ولوحة عن وﻃني‪ ،‬وصرخة عن أمتي‪ ،‬لكي نبﻘﻰ ويبﻘﻰ لنا‬ ‫ما يﹸطربنا في هﺬا الوجود من معارﺝ الكلمة وعناﻕ الﻘوافي لكﻞ ﺷعر‬ ‫جميﻞ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻘﻚ ﺍﷲ‪ ،‬ﻭﺩﻣﺖ ﻟﻨﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﻨﲔ‪.‬‬ ‫ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‪ :‬ﻭﺋﺎﻡ ﻭﻫﺎﺏ‬


‫ً‬ ‫بطﻼ‬ ‫يتوﺝ‬ ‫اﻷولمبيﻚ ‪ -‬دميﺖ ّ‬ ‫في دورة التوﺣيد العربي السنوية لﻜرة القدﻡ‬ ‫بدعم وﲤويﻞ من قبﻞ رئيس حزب التوحيد العربي وئام‬ ‫وهاب وبلدية اﳉاهلية نﻈمت مفوﺿية اﳉاهلية في حزب‬ ‫التوحيد العربي دورتﻬا الرياﺿية السنوية لكرة الﻘدم‬ ‫علﻰ ملعب دار البلدة ﲟشاركة عدد من األندية والفرﻕ‬ ‫الرياﺿية‪.‬‬ ‫اﺳتمرت الدورة علﻰ مدﻯ أربعة أيام حيث أقيم في‬ ‫اليوم الرابﻊ حفﻞ اختتام بحﻀور عدد من الفعاليات‬ ‫البلدية واالجتماعية والرياﺿية واألهﻞ واملشﺠعني‪ ،‬و‬ ‫أمني الداخلية هشام األعور وأمني التربية والشباب ﺷادي‬ ‫غندور اللﺬين وﺯعا اﳉوائز وامليداليات علﻰ األندية والفرﻕ‬ ‫الرياﺿية حيث حاﺯ فريق أوملبيﻚ ‪ -‬دميت علﻰ كﺄﺱ‬ ‫البطولة ومبلﻎ مالي وقدرﻩ ‪ 500‬دوالر أميركي‪.‬‬ ‫األندية والفرﻕ الرياﺿية املشاركة‪:‬‬ ‫فريق أوملبيﻚ ‪ -‬دميت‬ ‫التعاﺿد ‪2‬‬ ‫نادي األحالم ‪ -‬كفرحيم‬ ‫نادي التوحيد العربي‬ ‫نادي التوحيد ‪ -‬السويداﺀ‬ ‫التﻀامن‬ ‫نادي بﻘعاتا‬ ‫نادي اﳉاهلية‬ ‫أما النتائﺞ فﺠاﺀت علﻰ الشكﻞ التالي‪:‬‬ ‫املرتبة األولﻰ‪ :‬فريق أوملبيﻚ ‪ -‬دميت‬ ‫املرتبة الثانية‪ :‬نادي اﳉاهلية‬ ‫املرتبة الثالثة‪ :‬حزب التوحيد العربي‬ ‫املرتبة الرابعة‪ :‬نادي التوحيد ‪ -‬السويداﺀ‬

‫األعور وغندور يتوﺳطان فريق األوملبيﻚ ‪ -‬دميت‬

‫فريق نادي التوحيد العربي لكرة الﻘدم‬

‫منتسبون جدد للتوﺣيد العربي في قرﻯ المناﺻﻒ‬ ‫أقام حزب التوحيد العربي حفﻞ قسم ﳝني لعدد من املنتسبني اﳉدد للحزب‪،‬‬ ‫وذلﻚ في مركز مفوﺿية املناصف في كفرحيم‪ ،‬بحﻀور أمني الداخلية للحزب‬ ‫هشام األعور‪ ،‬ومفوﺽ عام املناصف نبيﻞ أبوخزام وعدد من مفوﺿي املناﻃق‬ ‫في اﳊزب‪.‬‬ ‫واﺳتﻬﻞ أمني الداخلية املناﺳبة بشرﺡ دقيق ملبادﺉ اﳊزب منﺬ تﺄﺳيسﻪ‬ ‫مفصالﹰ مبادئﻪ وثوابتﻪ وتوجﻬاتﻪ السياﺳية ومسيرة رئيسﻪ الوﺯير وئام‬ ‫وهاب‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد األعور بﺄن اﳊزب مﻊ دعم اﳉيﺶ اللبناني واملﻘاومة في مواجﻬة‬ ‫اﳉماعات التكفيرية دفاعا ﹰ عن وحدة الوﻃن وصونا ﹰ لكرامة اللبنانيني‪.‬‬ ‫وختم األعور بالتوجﻪ الﻰ املنتسبني اﳉدد معتبرا ﹰ أنﻬم عنصر التغيير‪ ،‬وبﺄن‬ ‫إندفاعﻬم وهمتﻬم وإلتزامﻬم من ﺷﺄنﻪ أن يصنﻊ التغيير الﺬي من ﺷﺄنﻪ إيﺠاد‬ ‫اﳊلول اﳉﺬرية ملشاكلنا املستشرية في اﺠﻤﻟتمﻊ اللبناني وفي ﻃليعتﻬا إيﺠاد‬ ‫قانون إنتﺨاب عصري يﻘوم علﻰ أﺳاﺱ النسبية الكاملة في اإلنتﺨابات‪.‬‬

‫‪٣1‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫مفوﺿية سيداﺕ الﺸوﻑ في ﺣزب التوﺣيد العربي‬ ‫تقيم ﻏداء »المحبة والتﻼقي« في بلدة ﻛفرﺣيم‬ ‫احتفاال ﹰ بانطالقﻬا‪ ،‬أقامت مفوﺿية‬ ‫ﺳيدات الشوف في حزب التوحيد‬ ‫العربي‪ ،‬غداﺀ في دار بلدة كفرحيم‬ ‫الشوف ﲢت عنوان ”غداﺀ اﶈبة‬ ‫والتالقي“‪ ،‬بحﻀور رئيسة املؤﺳسة‬ ‫التوحيدية للﺨدمات اإلجتماعية‬ ‫السيدة لني وهاب ﳑثلة بﺄمني الداخلية‬ ‫الرفيق هشام األعور‪ ،‬وأمينة ﺷؤون املرأة‬ ‫في اﳊزب السيدة فدﻯ وهاب أبوﺿرغم‬ ‫والﻬيئات النسائية في البلدات اﺠﻤﻟاورة‬ ‫وحشد من املناصرات‪.‬‬

‫ﺣﺎﻃﻮﻡ‬

‫أمينة ﺷؤون املرأة فدﻯ وهاب تتوﺳﻂ ﺳيدات مفوﺿية ﺳيدات الشوف وأمني الداخلية هشام األعور‬

‫اﳊﻀور‬

‫الرفيﻘة كاتيا حاﻃوم تلﻘي كلمتﻬا‬

‫افتتح اﳊفﻞ بالنشيدين الوﻃني‬ ‫ونشيد اﳊزب‪ ،‬ثم ألﻘت عريفة اﳊفﻞ‬ ‫الرفيﻘة كاتيا حاﻃوم كلمة ترحيبية‬ ‫باﳊﻀور فﻘالت‪” :‬يشرفني أن أتوجﻪ‬ ‫إليكن بتحية محبة وتﻘدير وﺷكر‬ ‫علﻰ تلبيتكن هﺬﻩ الدعوة الكرﳝة‪،‬‬ ‫ومشاركتكن في هﺬا الغداﺀ الﺬي‬ ‫أردناﻩ يوما ﹰ ”للمحبة والتالقي“ وفي‬ ‫هﺬا التوقيت الﺬي لﻪ أكثر من معنﻰ‬ ‫وداللة‪ ،‬فﺠرحنا واحد ووجعنا وهمنا‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫خالل اﺳتﻘبال الوافدات من قرﻯ ومناﻃق الشوف‬

‫‪٣2‬‬


‫واحد ووﻃننا اﳊبيب لبنان وﻃن واحد‬ ‫للﺠميﻊ وﺳيبﻘﻰ كﺬلﻚ‪ ،‬وأمتنا‬ ‫ﺳتﺨرﺝ من محنتﻬا وﺳتنتصر في‬ ‫حربﻬا علﻰ اإلرهاب التكفيري الﺬي‬ ‫نعتبرﻩ وجﻬان لعملة واحدة يتكامﻞ‬ ‫مﻊ اإلرهاب الصﻬيوني‪ ،‬موجﻬة التحية‬ ‫الﻰ كﻞ ﺷﻬدائنا والﻰ صانعي بﺬور‬ ‫مﻘاومة اﳊرمان واإلحتالل من أجﻞ أن‬ ‫تبﻘﻰ راياتنا خفاقة في ﺳماﺀ اﳊرية‬ ‫والعزة والكرامة‪ ،‬موجﻬة التحية الﻰ‬ ‫أرملة الشﻬيد الرفيق حمزة صبح‪،‬‬ ‫ﺷﻬيد الغدر والتكفير“‪.‬‬ ‫وختمت كلمتﻬا بالﻘول‪” :‬إن مفوﺿية‬ ‫ﺳيدات الشوف في حزب التوحيد‬ ‫العربي أصبحت حاﺿرة علﻰ الساحة‬ ‫الشوفية من خالل مركزها الرئيسي‬ ‫في كفرحيم باإلﺿافة الﻰ ﳉانﻬا‬ ‫التنفيﺬية املنتشرة في قرﻯ وبلدات‬ ‫الشوف دعما ﹰ ﳊﻘوقنا وتﺄكيدا ﹰ علﻰ‬ ‫وحدة اﳉبﻞ‪ ،‬وتكامﻞ أبنائﻪ‪ ،‬فنحن علﻰ‬ ‫العﻬد أوفياﺀ ومستمرون في مسيرة‬ ‫العطاﺀ‪ ،‬فافتحوا لﻬا األبواب ألنﻬا ﹸولدت‬ ‫من أجلكم ولكم“‪.‬‬

‫جانب من اﳊﻀور‬

‫جانب ﺁخر من اﳊﻀور‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬

‫جانب ﺁخر من اﳊﻀور‬

‫أمينة ﺷؤون املرأة فدﻯ وهاب تلﻘي كلمتﻬا‬

‫ثم كان كلمة ألمينة ﺷؤون املرأة في‬ ‫اﳊزب الرفيﻘة فدﻯ وهاب جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”يشرفني أن أنﻘﻞ إليكن تﻘدير ومحبة‬ ‫وﺷكر رئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫وئام وهاب علﻰ تلبيتكن هﺬﻩ الدعوة‪،‬‬

‫جانب ﺁخر من اﳊﻀور‬

‫‪٣٣‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫ومشاركتكن هﺬا الغداﺀ ملفوﺿية‬ ‫ﺳيدات الشوف‪ ،‬فحﻀوركن في بلدة‬ ‫كفرحيم لﻪ نكﻬة متميزة‪ ،‬مستمدة‬ ‫من كونﻬا قلعة من قالﻉ التغيير في كﻞ‬ ‫ﺯمان‪ ،‬وقلعة من قالﻉ التوحيد‪ ،‬وحصنا ﹰ‬ ‫منيعا ﹰ من حصون التغيير واإلﳕاﺀ مﻬما‬ ‫اﺷتدت العواصف والرياﺡ“‪.‬‬ ‫وتابعت‪” :‬علﻰ هﺬا األﺳاﺱ قررنا أن‬ ‫نلتﻘي اليوم علﻰ هدف وقﻀية وهي‬ ‫التﺄكيد علﻰ دور املرأة في مﺠتمعنا‬ ‫وتعزيز حﻀورها علﻰ كافة املستويات‬ ‫االجتماعية والسياﺳية واالقتصادية‬ ‫والثﻘافية‪ ،‬فنحن حزب ينبثق في مﻬمتﻪ‬ ‫األﺳاﺳية من صفاﺀ فكر ن ﹼير أرﺳﻰ‬ ‫مفاهيمﻪ ومبادئﻪ معالي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب الﺬي ﹼ‬ ‫ﺷكﻞ اإلنسان بفكرﻩ الﻬدف‬ ‫والغاية والﻘﻀية‪ ،‬وهو املؤمن دوما ﹰ أنﻪ ال‬ ‫ﳝكن أن يتحرر اإلنسان إال بﺈنعتاقﻪ من‬ ‫قيود اﳉﻬﻞ والتبعية واﳊاجة واﳊرمان‬ ‫واإلنحياﺯ أبدا ﹰ للتالقي والتكامﻞ وملا فيﻪ‬ ‫خير مﺠتمعنا“‪.‬‬ ‫وأﺿافت‪” :‬وبﻬﺬﻩ املناﺳبة يطيب لي‬ ‫أتوجﻪ بالشكر اﳉزيﻞ الﻰ مفوﺿية‬ ‫أن‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳيدات الشوف علﻰ هﺬﻩ الدعوة‬ ‫التي أتاحت لنا هﺬﻩ الفرصة الثمينة‪،‬‬ ‫فرصة اللﻘاﺀ معكن جميعاﹰ‪ ،‬فﺄنﱳ‬ ‫من املساهمات في التغيير املنشود‬ ‫الﺬي لن يكون إال عبر قانون عصري‬ ‫لﻺنتﺨابات ألن لبنان اليوم في عني‬ ‫العاصفة‪ ،‬ولﺬلﻚ املطلوب ﲢصني‬ ‫الساحة الداخلية بﻘانون إنتﺨابات علﻰ‬ ‫أﺳاﺱ النسبية الكاملة‪ ،‬التي يتوحد‬ ‫من حولﻬا اللبنانيون‪ ،‬تكون الﻘاعدة‬ ‫اﳊﻘيﻘية للتغيير والنﻬوﺽ‪ ،‬بعيدا ﹰ عن‬ ‫كﻞ أﺷكال اإلقصاﺀ والتﻬميﺶ ومنعا ﹰ‬ ‫لﻺقتتال الداخلي‪.‬‬ ‫وختمت كلمتﻬا بالﻘول‪” :‬أعود وأكرر‬ ‫ترحيبي بكن جميعاﹰ‪ ،‬فﺄهال ﹰ وﺳﻬال ﹰ‬ ‫بﺠميﻊ اﳊاﺿرات علﻰ أمﻞ التواصﻞ‬ ‫الدائم ملا فيﻪ خير اﳉبﻞ ومصلحة أبنائﻪ‬ ‫جميعاﹰ“‪.‬‬

‫جانب من اﳊﻀور‬

‫مفوﺿة مفوﺿية ﺳيدات الشوف مي حرب والﻬيئة اإلدارية للمفوﺿية ﳝنحن األعور درعا ﹶ تﻘديريا ﹰ‬

‫الشوف الرفيﻘة مي حرب كلمة‬ ‫املفوﺿية‪ ،‬وﳑا جاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”تسﻊ ﺳنوات مﻀت وحزب التوحيد‬ ‫العربي من ﳒاﺡ الﻰ ﳒاﺡ‪ ،‬ومن محطة‬ ‫الﻰ أخرﻯ‪ ،‬ومسيرة التغيير والنﻀال‬ ‫واملثابرة والوعي مستمرة وباقية وثابتة‬ ‫وتبدلت‬ ‫مﻬما اﺷتدت العواصف‬ ‫ﹼ‬ ‫الﻈروف‪.‬‬ ‫ﹰ‬ ‫وها نحن اليوم نحتفﻞ معا بوالدة‬ ‫مفوﺿية ﺳيدات الشوف في حزب‬ ‫التوحيد العربي التي أردناها أن تكون‬ ‫جامعة وهادفة الﻰ اﶈبة والعطاﺀ‪،‬‬ ‫ﺣﺮﺏ‬ ‫وبناﺀة لكﻞ أهدافنا املستﻘبلية بﻬمة‬ ‫هﺬا وألﻘت املفوﺿة ملفوﺿية ﺳيدات وعزم واندفاﻉ“‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪٣٤‬‬

‫مفوﺿة مفوﺿية ﺳيدات الشوف مي حرب تلﻘي كلمتﻬا‬


‫وهاب مفاجئا ﹰ اﳊﻀور‬

‫وهاب يتوﺳﻂ الﻬيئة اإلدارية ملفوﺿية ﺳيدات الشوف‬

‫وتابعت حرب‪” :‬إن مسيرة مفوﺿية‬ ‫ﺳيدات الشوف ﺳتبﻘﻰ ﺷعلة مﻀيئة‬ ‫برعاية حكيمة وقيادة واعية جسدها‬ ‫ويﺠسدها رئيس حزبنا معالي الوﺯير وئام‬ ‫وهاب الﺬي فتح األبواب أمامنا للتﻘدم‬ ‫والتطور“‪.‬‬ ‫وختمت كلمتﻬا بالﻘول‪” :‬فﺄهال ﹰ وﺳﻬال ﹰ‬ ‫بكن علﻰ مائدة التوحيد العربي التي‬ ‫أردناها دوما ﹰ إﻃارا ﹰ للتالقي واﳊوار والعمﻞ‬ ‫الوﻃني املشترﻙ‪ ،‬فﻬﺬﻩ رﺳالتنا اليوم‬ ‫التي نعتبرها األمانة الدائمة بني أيدينا‬ ‫وأيدي ﺳيدات الشوف في حزب التوحيد‬ ‫العربي والﻰ مزيد من العطاﺀ والتعاون جانب من اﳊﻀور‬ ‫والتكامﻞ مﻊ كﻞ املنﻈمات النسائية‬ ‫وﻃن أفﻀﻞ لنا ولكﻞ‬ ‫اللبنانية من أجﻞ‬ ‫ﹴ‬ ‫أبنائنا“‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام تس ﹼلم أمني الداخلية الرفيق‬ ‫هشام األعور‪ ،‬ﳑثﻞ رئيسة املؤﺳسة‬ ‫التوحيدية للﺨدمات االجتماعية‬ ‫السيدة لني وهاب‪ ،‬درعا ﹰ تﻘديريا ﹰ كانت‬ ‫منحتﻪ الﻬيئة اإلدارية في مفوﺿية‬ ‫ﺳيدات الشوف للسيدة وهاب وفاﺀ‬ ‫للﺠﻬود التي تبﺬلﻬا إلﳒاﺡ املؤﺳسة‬ ‫التوحيدية وتﻘدمﻬا‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام ﹼ‬ ‫حﻞ رئيس حزب التوحيد‬ ‫العربي الوﺯير وئام وهاب ﺿيفا ﹰ مفاجئا ﹰ‬ ‫علﻰ اﳊﻀور مﻬنئا ﹰ بوالدة مفوﺿية‬ ‫وفد من ﺳيدات أخوية ﺳرجبال‬ ‫ﺳيدات الشوف‪.‬‬

‫‪٣5‬‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر لبناني‬

‫لبنان ما بين ﺃزماتﻪ الداﺧلية‬ ‫وتحدياتﻪ الﺨارجية ‪ ...‬ما العمﻞ؟‬

‫مشﻬد النفايات التي جرفتﻬا األمطار الﻰ الشوارﻉ والطرقات‬

‫نحن اليوم في مرحلة تاريﺨية هامة‬ ‫ومليئة بالتحديات علﻰ أنواعﻬا‪ ،‬إال أن لبنان‬ ‫يعاني األم ﹼرين‪ ،‬فﻬو واقﻊ ﺿمن محيﻂ‬ ‫يغلي بكﻞ ما فيﻪ من صراعات ﺷتﻰ‪ ،‬وما‬ ‫ﲢملﻪ لبنان عبر تاريﺨﻪ اﳊديث تعﺠز دول‬ ‫ﹼ‬ ‫ﲢملﻪ‪ ،‬ومﻊ هﺬا اﺳتطاﻉ لبنان‬ ‫كبرﻯ عن ﹼ‬ ‫إثبات حﻀورﻩ وبﻘوة في املنطﻘة‪ ،‬حدﺙ‬ ‫هﺬا عندما إنتفﺾ لبنان من أﺯماتﻪ التي‬ ‫ﺳببﻬا العدوان اإلﺳرائيلي خالل العﻘود‬ ‫ﻇن العدو أنﻪ يستطيﻊ‬ ‫املاﺿية‪ ،‬يومﻬا‬ ‫ﹼ‬ ‫اختراﻕ هﺬا البلد وجعلﻪ ﳑرا ﹰ الﻰ ﺳائر‬ ‫أرجاﺀ املنطﻘة‪.‬‬ ‫أصبح لبنان قويا ﹰ بفعﻞ مﻘاومتﻪ‬ ‫التي ﹼ‬ ‫دﺷنت عصرا ﹰ جديداﹰ‪ ،‬وﺿعتﻪ في‬ ‫دائرة الﻀوﺀ واإلهتمام من قبﻞ ﺳائر‬ ‫الدول الكبرﻯ‪ ،‬ولبنان الﺬي أرﺳﻰ حﻀورا ﹰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫واهتماما ﹰ هو الﺬي أثبت أن قوتﻪ ليست في‬ ‫ﺿعفﻪ بﻞ في مﻘاومتﻪ وﺷموخﻪ وإرادة‬ ‫اﳊياة لدﻯ أبنائﻪ‪.‬‬ ‫والسؤال اليوم‪ ،‬ما موقﻊ لبنان في اﳋارﻃة‬ ‫السياﺳية ودائرة الفعﻞ أمام التحديات‬ ‫التي تواجﻬﻪ في الداخﻞ واﳋارﺝ؟‬ ‫في واقﻊ اﳊال‪ ،‬يبدو لبنان وقد إنشغﻞ‬ ‫في أمور مﺨتلفة وأكثرها ﺿررا ﹰ وتداعيات‬ ‫ﺳلبية‪ ،‬هو حﺠم املعاناة التي يتك ﹼبدها‬ ‫املواﻃن اللبناني جراﺀ هول املﺄﺳاة املتمثلة‬ ‫بعشرات ﺁالف األﻃنان من النفايات‬ ‫املركونة في ﺷوارﻉ بيروت وغيرها من‬ ‫املناﻃق‪ ،‬وتزداد األمور تعﻘيدا ﹰ عندما نرﻯ‬ ‫أن ﺳبب التﻘصير هﺬا يعود ﳊسابات‬ ‫ﺷﺨصية ﺿيﻘة اﺳتغ ﹼلت اﳊالة الراهنة‬ ‫وغلبت مصاﳊﻬا الشﺨصية علﻰ حساب‬

‫‪٣٦‬‬

‫مصلحة الوﻃن واملواﻃن‪.‬‬ ‫لبنان أصبح علﻰ ﺷفير الﻬاوية‬ ‫علﻰ كافة الصعد اﳊياتية السياﺳية‬ ‫واإلجتماعية واﳋدماتية‪ ،‬حيث أن املواﻃن‬ ‫لم يعد قادرا ﹰ علﻰ التحمﻞ‪ ،‬النفايات التي‬ ‫ﺳبحت علﻰ الطرقات ﲢمﻞ األمراﺽ‬ ‫الﻰ صحة الناﺱ‪ ،‬فال وجود ألي حلحلة‬ ‫مللف النفايات حتﻰ الساعة‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫اللبنانيني في أﺯمة مفتوحة لن تﻘتصر‬ ‫علﻰ مشاهد أكوام النفايات وال علﻰ‬ ‫الروائح بعد توقف األمطار بﻞ ﺳيكون‬ ‫اللبنانيون علﻰ موعد جديد مﻊ مشاهد‬ ‫النفايات العائمة عند هطول املطر وهنا‬ ‫قد ال تنفﻊ إجراﺀات وﺯارة األﺷغال وحدها‬ ‫ال بفتح األقنية وال بتنﻈيف اﺠﻤﻟاري ﻃاملا‬ ‫النفايات مكومة في األحياﺀ والشوارﻉ وإن‬


‫كانت بلديات تﻘوم بتدابير وقائية ناجحة‬ ‫تتﺠنب من خاللﻬا الغرﻕ في الكارثة‪.‬‬ ‫إجتاحت النفايات البالد وحاصرت الناﺱ‬ ‫فانتﻈر اللبنانيون هبة من أهﻞ اﳊوار في‬ ‫اجتماعﻬم‪ ،‬وانتفاﺿة غﻀب حكومية‬ ‫ﲡعﻞ من اجتماﻉ مﺠلس الوﺯراﺀ ﺷﺄنا ﹰ‬ ‫اﺳتراتيﺠيا ﹰ ﻃارئاﹰ‪ ،‬إال أن ﺷيئا ﹰ من هﺬا لم‬ ‫يحصﻞ إذ أبﻘﻰ املتحاورون كارثة النفايات‬ ‫بندا ﹰ ثانيا ﹰ هامشيا ﹰ ورغم غﻀب رئيس‬ ‫اﳊكومة إال أنﻪ لم يصﻞ الﻰ حد اإلﺳتﻘالة‬ ‫وتوعد إذا لم يتم التوصﻞ الﻰ حﻞ‬ ‫هدد‬ ‫ﹼ‬ ‫كما ﹼ‬ ‫في مشكلة النفايات واﺷترﻁ ﺿمانات‬ ‫من كﻞ املكونات اﳊكومية بالتعاون في‬ ‫ملف النفايات وإال فال مﺠلس وﺯراﺀ‪.‬‬ ‫قﻀ ﹼية النفايات قد اﺳتفحلت ومﻸت‬ ‫الشوارﻉ في مشﻬد معيب وصادم لم‬ ‫يسبق لﻪ مثيﻞ وﲢ ﹼولت إلﻰ كارثة بيئية‬ ‫وصحية‪ ،‬واﳊﻘيﻘة أن األمطار الغزيرة‬ ‫لم ﲡرف فﻘﻂ أكوام الﻘمامة‪ ،‬بﻞ أخﺬت‬ ‫معﻬا أﺷالﺀ الدولة املفككة واملتحللة‬ ‫التي مﻀﻰ عليﻬا أﺷﻬر وهي تتﺨبﻂ في‬ ‫أﺯمة النفايات التي ﺳرت عليﻬا املعايير‬ ‫الطائفية واملﺬهبية املعتمدة من قبﻞ‬ ‫الطبﻘة السياﺳية تﻘليديا ﹰ في التعامﻞ‬ ‫مﻊ كﻞ ﺷاردة وواردة في هﺬا النﻈام‪،‬‬ ‫حتﻰ باتت املطامر تﺨﻀﻊ لﻘاعدة ‪ ٦‬و‪٦‬‬ ‫مكرر‪.‬‬ ‫أﺯمة النفايات وحدها مستمرة منﺬ‬ ‫أربعة أﺷﻬر بدون إيﺠاد اﳊلول لﻬا‪ .‬وهي‬ ‫أﺯمة من عشرات األﺯمات التي تﻘف‬ ‫السلطة عاجزة عن حلﻬا‪ ،‬في وقت‬ ‫مﻬمة اﳊكومة الوحيدة تﻘريبا ﹰ إمالﺀ فراﻍ‬ ‫الشرعية الﻰ أن ينتﺨب رئيس اﳉمﻬورية‪،‬‬ ‫وتعطيلﻬا يكمن في اﳋالف علﻰ امللفات‬ ‫السياﺳية ال في ﺁلية عمﻞ مﺠلس الوﺯراﺀ‬ ‫ونطاﻕ صالحياتﻪ املنوﻁ بﻬا‪ ،‬فال فرﺹ‬ ‫جدية لكسر الفراﻍ الرئاﺳي املستمر منﺬ‬ ‫ﺳنتني‪ ،‬وال فرﺹ حتﻰ إلجتماﻉ حكومي‬ ‫علﻰ أكوام النفايات‪ ،‬فيما يستمر الرئيس‬ ‫ﲤام ﺳالم بالتﻬديد بﻘلب الطاولة‪ ..‬لكنﻪ‬ ‫ال يفعﻞ‪ ،‬ﺁمال ﹰ بﺠلسة ﺠﻤﻟلس الوﺯراﺀ قد‬ ‫تغسﻞ بعﻀا ﹰ من ماﺀ وجﻪ هﺬﻩ اﳊكومة‬ ‫التي ﺳﻘطت منﺬ ﺯمن‪.‬‬ ‫إال أن اﳋرﻕ الوحيد املﺄمول حاليا ﹰ هو‬ ‫إمكانية عﻘد جلسة تشريعية‪ .‬ولﻬﺬﻩ‬ ‫الغاية يعمﻞ الرئيس نبيﻪ بري علﻰ تدوير‬ ‫الزوايا لﻺنطالﻕ بﺨطوات الﻀرورة في‬ ‫عﻘد جلسة تشريعية‪ ،‬وﺳﻂ ﲢﺬير البنﻚ‬ ‫الدولي من ﺳحب املساعدات املﻘرة‬ ‫للبنان‪ ،‬ويﻘوم بﺠﻬود اﺳتثنائية لتمرير‬ ‫”تشريﻊ الﻀرورة“‪ ،‬مستعينا ﹰ بكﻞ أدوات‬ ‫الترهيب ﳑا ينتﻈر لبنان من انتكاﺳات‬ ‫دولية ومحلية‪ ،‬إن لم يﻘر بعﺾ الﻘوانني‪،‬‬

‫جلسة اﳊوار الوﻃني‬

‫فيما يتحفﻆ حتﻰ اليوم علﻰ اﺳتعمال‬ ‫أدوات الترغيب‪ ،‬كﺈدراﺝ قانون االنتﺨاب‬ ‫أو قانون اﺳتعادة اﳉنسية أو غيرهما‪،‬‬ ‫بالرغم من أن الرئيس ب ﹼري يعرف‪ ،‬كما‬ ‫يعرف غيرﻩ‪ ،‬أن اﳉلسة لن تفيد في إحياﺀ‬ ‫مؤﺳسة مﺠلس النواب‪ ،‬التي فﻘدت‬ ‫ﺷرعيتﻬا بالتمديدين ثم بعدم الﻘدرة‬ ‫علﻰ اإلجتماﻉ‪ .‬لكن مﻊ ذلﻚ‪ ،‬ثمة من يﺄمﻞ‬ ‫تﺨفيف اإلحراﺝ عن النواب العاﻃلني من‬ ‫العمﻞ‪ .‬أﺿف أن أحدا ﹰ ال يصدﻕ أن ما‬ ‫يسمﻰ بتشريﻊ الﻀرورة ﺳيسحب البلد‬ ‫من املﻬوار أو أنﻪ ﺳيعني أن الدولة ما تزال‬ ‫علﻰ قيد اﳊياة‪.‬‬ ‫جمود املشﻬد السياﺳي وتعطيلﻪ في‬ ‫لبنان‪ ،‬قابلﻪ مفاجﺄتني كبيرتني ﲡلت في‬ ‫إﻃاللة األمني العام لـ ”حزب اﷲ“ السيد‬ ‫حسن نصراﷲ‪ ،‬في ذكرﻯ عاﺷوراﺀ‪،‬‬ ‫مل ﹼرتني خالل ﺳت عشرة ﺳاعة‪ ،‬بصور ﹴة‬ ‫متحديا ﹰ ”إﺳرائيﻞ“ إذ وقف‬ ‫ﺷﺨصي ﹴة‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫أمامﻬا لساعتني رغم اﶈاذير واﺨﻤﻟاﻃر‪،‬‬ ‫ﲢدﻯ التكفيريني‪ ،‬الﺬين ﲢدتﻬم‬ ‫كما‬ ‫ﹼ‬ ‫املسيرات اﳊاﺷدة واﳉموﻉ املكتﻈة‪ ،‬غير‬ ‫عابئة بسيارات مفﺨﺨة وال بﻬﺠمات‬ ‫انتحارية قاربت الصفر منﺬ السيطرة‬ ‫وموجﻬا ﹰ رﺳائﻞ‬ ‫علﻰ الﻘلمون والزبداني‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫باﳉملة إلﻰ الداخﻞ واﳋارﺝ‪ ،‬وأبرﺯها أن‬ ‫املﻘاومة املنﺨرﻃة في حرب ثالثية األبعاد‬ ‫ مﻊ »إﺳرائيﻞ« في اﳉنوب وﺿد اإلرهاب‬‫في الشرﻕ وفي وجﻪ التكفير في ﺳوريا ‪-‬‬ ‫لن تتعب ولن تﺨرﺝ منﻬا إال منتصرة‪ ،‬وأن‬ ‫جمﻬورها وأهلﻬا لن يتﺨليا عنﻬا‪.‬‬ ‫والتوصيف األمثﻞ واألوﺿح للحالة‬ ‫الراهنة في لبنان هو ما ﺳ ﹼلﻂ عليﻪ الﻀوﺀ‬

‫‪٣٧‬‬

‫األمني العام لـ ”حزب اﷲ“ السيد حسن‬ ‫نصراﷲ‪ ،‬عندما نعﻰ اإلنتﺨابات الرئاﺳية‪،‬‬ ‫واﳊكومة امليتة ﺳريريا ﹰ من دون إعالن‬ ‫وفاتﻬا رﺳمياﹰ‪ .‬هﺬﻩ اﳊكومة التي ﻇنت‬ ‫أنﻬا ﲟنﺄﻯ عن تداعيات الفراﻍ الرئاﺳي‬ ‫أصابﻬا ﺷلﻞ تام‪ ،‬واﺠﻤﻟلس النيابي ﺷلﻞ‬ ‫نصفي‪ .‬وحدﻩ اﳊوار بﻘي املالذ‪ ،‬والسيد‬ ‫لم يﺬكر غيرﻩ باﳋير‪ ،‬وهو توأم اإلﺳتﻘرار‬ ‫وما تبﻘﻰ من اﺳتمرار لعمﻞ املؤﺳسات‪،‬‬ ‫فﺠاﺀ النعي علﻰ الشكﻞ اﻵتي‪ ،‬ال تنتﻈروا‬ ‫حوارا ﹰ ايرانيا ﹰ ‪ -‬ﺳعودياﹰ‪ ،‬األمور تزداد تعﻘيدا ﹰ‬ ‫في املنطﻘة‪ ،‬ال تنتﻈروا مبادرة أميركية أو‬ ‫غربية‪ ،‬لبنان خارﺝ اهتمامات الدول‪ ،‬لبنان‬ ‫اليوم متروﻙ لزعمائﻪ وألحزابﻪ‪.‬‬ ‫وبعد كﻞ ما تﻘدم هﻞ ينﺠو لبنان من يد‬ ‫الطبﻘة الفاﺳدة‪ ،‬التي في االﺳتراتيﺠيا‬ ‫قسم منﻬا يربﻂ مصير لبنان بحروب‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬وفي السياﺳة يربﻂ قسم منﻬا‬ ‫مصيرﻩ ﲟصاﳊﻪ الشﺨصية‪ ،‬وقسم ﺁخر‬ ‫يربﻂ مصيرﻩ ﲟصاﳊﻪ التﺠارية‪ ،‬والكارثة‬ ‫البيئية تتﻘاﻃﻊ مﻊ األﺿلﻊ للحالة‬ ‫السلبية الﻘاتلة التي تنتﻈر فرصتﻬا‬ ‫األكبر علﻰ ﺿوﺀ رﺅيتﻬا للتداعيات‬ ‫الراهنة في املنطﻘة وما قد تسفر عنﻪ‪،‬‬ ‫وفي هﺬا اﺠﻤﻟال نﻘول‪ ،‬لﻘد ﺁن األوان كي‬ ‫يستفيق البعﺾ من أحالمﻪ وغطرﺳتﻪ‬ ‫واإللتفات الﻰ الوﻃن الﺬي هو األغلﻰ‬ ‫واألثمن واألبﻘﻰ من كﻞ امتياﺯاتﻬم‪ ،‬قبﻞ‬ ‫أن تلفﻈﻬم األحداﺙ والتحوالت اﳉارية‪،‬‬ ‫وعندها لن ينفﻊ السير في ﻃريق إﺿاعتﻪ‬ ‫رﺅﻯ ال تعرف إال مصاﳊﻬا الﻀيﻘة‪.‬‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫سوريا الرقم الصعب في المعادلة اإلقليمية‬ ‫الزيارة الﻬامة التي قام بﻬا الرئيس بشار األﺳد الﻰ‬ ‫موﺳكو في ‪ 20‬تشرين األول ‪ ،2015‬هي حدﺙ تاريﺨي‬ ‫هام في مدلوالتﻪ السياﺳية والعسكرية‪ ،‬وهو يﺄتي في‬ ‫بعدﻩ االﺳتراتيﺠي ومداﻩ األعمق ليعيدنا الﻰ أمﺠاد‬ ‫حرب تشرين األول ‪ ،19٧٣‬يومﻬا ﹼ‬ ‫أكد الﻘائد اﳋالد حافﻆ‬ ‫األﺳد وفي ذروة تلﻚ اﳊرب‪” :‬نحن لسنا هواة حرب وإﳕا‬ ‫ندفﻊ العدوان عن بالدنا“‪.‬‬ ‫ما أﺷبﻪ اليوم باألمس‪ ،‬وبوفاﺀ الﻘائد الشﺠاﻉ لﻬﺬﻩ‬ ‫املسيرة وعلﻰ ﻃريق هزﳝة اإلرهاب وداعميﻪ جاﺀت ﺯيارة‬ ‫الرئيس بشار األﺳد الﻰ موﺳكو وبعد أﺳابيﻊ ثالثة علﻰ‬ ‫بدﺀ العمليات العسكرية الروﺳية في ﺳوريا‪ ،‬واإلجتماﻉ‬ ‫بالرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني في قمة هي األهم ملا‬ ‫لﻬا من نتائﺞ علﻰ مستوﻯ املنطﻘة والعالم ومسار‬ ‫جديد للحرب الكونية التي تشن علﻰ ﺳوريا بعد ما‬ ‫يﻘارب السنوات اﳋمس‪ ،‬واليوم تعمﻞ ﺳوريا وروﺳيا معا ﹰ‬ ‫لﻀرب اإلرهاب وهزﳝتﻪ واجتثاثﻪ من ﺳوريا واملنطﻘة‪.‬‬ ‫وفي مﻀمون الزيارة ما لﻪ عالقة بامليدان والرﺳائﻞ‬ ‫الصاروخية التي ال تﻘﻞ قوتﻬا ومدﻯ تﺄثيرها عن قوة ما‬ ‫اﺳتﺨدمتﻪ روﺳيا حتﻰ اﻵن من خالل حﻀورها الﻘوي‬ ‫وكمؤﺷر ملا ﲢتويﻪ جعبتﻬا للﻘادم من األيام حتﻰ يتم‬ ‫اكتمال صورة املشﻬد‪.‬‬ ‫وﳝكن الﻘول‪ ،‬رﺳائﻞ الزيارة واﺿحة ومفﻬومة وال‬ ‫ﲢتاﺝ الﻰ مزيد من الﻀوﺀ‪ ،‬فﻬي تتم أمام ﺳمﻊ وبصر‬ ‫العالم أجمﻊ‪ ،‬وملن ال يستوعب اﻵن بسبب هول الصدمة‪،‬‬ ‫نﻘول‪ ،‬عليﻪ اإلنتﻈار ليرﻯ خيار الشعب السوري الﺬي‬ ‫يتمسﻚ بﻘائدﻩ لتﻀاف خياراتﻪ الﻰ ما يﻘولﻪ بوتني من‬ ‫خالل امليدان وفي ميدان السياﺳة ”الرئيس بشار األﺳد‬ ‫رجﻞ املرحلة واملراحﻞ الالحﻘة“‪.‬‬ ‫وروﺳيا أثبتت بﺄنﻬا ال تعﻘد الصفﻘات وال تفاوﺽ‬ ‫علﻰ حساب حلفائﻬا وكﺬلﻚ هي ﺳوريا‪ ،‬واألهداف‬ ‫واﺿحة‪ ،‬وقد وصلت رﺳائلﻬا الﻰ كافة اإلﲡاهات‪،‬‬ ‫ونتائﺠﻬا األولية أوﺿحت حﻘيﻘة الواقﻊ السوري‬ ‫واإلقليمي‪ ،‬أن أحالم األعداﺀ أصبحت من املاﺿي بعد أن‬ ‫انﻘلبت املواﺯين‪ ،‬وثبت بﺄن اﳉيﺶ السوري هو األقدر علﻰ‬ ‫مواجﻬة اإلرهاب وهزﳝتﻪ‪.‬‬ ‫و ﹶمن يسﺄل عن مرحلة إنتﻘالية؟ نﻘول لﻪ إنتﻬﻰ عﻬد‬ ‫املناورات األميركية وتوابعﻬا بعد أن أبعد الرئيس األﺳد‬ ‫كﻞ األوهام والتكﻬنات‪ ،‬وﰎﹼ نﻘﻞ املرحلة الﻰ الثابتة‬ ‫الروﺳية املتحالفة مﻊ محور املﻘاومة‪.‬‬ ‫وثبت أن ”البترودوالر“ ال يﻘدم وال يؤخر أمام صالبة‬ ‫املواقف وامتالﻙ اإلرادة ملواجﻬة التحديات‪ ،‬وانتﻬت الﻰ‬ ‫غير رجعة‪ ،‬خدمات األجندات املصلحية‪ ،‬أو مسرحية‬ ‫األدوار التابعة واملشبوهة‪.‬‬ ‫وفي ﺳوريا كما في روﺳيا‪ ،‬يلتف الشعب خلف‬ ‫قيادتﻪ ألنﻪ مصمم علﻰ العيﺶ بكرامتﻪ وعزة أوﻃانﻪ‬ ‫وﻃريﻘﻪ ومسارﻩ وهدفﻪ واحد‪ ،‬هزﳝة اإلرهاب وصانعيﻪ‪.‬‬ ‫ﺳوريا هي عﻘدة الوصﻞ في عاملنا العربي‪ ،‬وهي‬ ‫قلب األمة واملع ﹼبرة عن ﻃموحاتﻬا واملتمسكة بثوابتﻬا‬ ‫واملدافعة عن قﻀاياها‪ ،‬وفي تاريﺨﻬا عبرة وهو تاريﺦ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫بوتني‪ :‬الرئيس بشار‬ ‫األﺳد رجﻞ املرحلة‬ ‫واملراحﻞ الالحﻘة‬

‫حافﻞ باملواقف والتﻀحيات‪ ،‬وفي حﻀارتﻬا مﺠد مشرﻕ‪،‬‬ ‫كثيرة هي املعاني والدالالت وهي بعيدة عن الوصف‬ ‫وتدخﻞ في املﻀامني‪ ،‬وهي اﳉامعة واملوحدة والرافعة‬ ‫لنﻬﻀة أمتنا وعزتﻬا واﶈافﻈة علﻰ ﺷرف اإلنتماﺀ في‬ ‫الفكر واملمارﺳة‪ ،‬وهي األبية واملدافعة الصلبة التي ال‬ ‫تلني واملسلحة بﺈرادة أحرار األمة واملدافعني عن كرامة‬ ‫اإلنسان في حياة حرة عزيزة‪ ،‬لﺬلﻚ حاربت ﺳوريا اﳉﻬﻞ‬ ‫وتس ﹼلحت باملعرفة وﺳاهمت في بناﺀ اإلنسان وهو‬ ‫األﺳاﺱ في قوتﻬا ومواجﻬتﻬا املشاريﻊ اإلﺳتعمارية‪،‬‬ ‫واﺳتطاعت بفﻀﻞ حكمة قيادتﻬا من أن تكون العبا ﹰ‬ ‫هاما ﹰ في املنطﻘة ومواقفﻬا يحسب لﻬا اﳊساب في‬ ‫اﶈافﻞ الدولية‪.‬‬ ‫وتستﻬدف ﺳوريا ألنﻬا قلعة األمة وحصنﻬا املنيﻊ‪،‬‬ ‫وتاريﺨﻬا املعاصر يروي لنا كيف صمدت ﺳوريا وقاومت‬ ‫وانتصرت رغم ﺷدة الﻬﺠمة وهول املﺄﺳاة واﳊرب‬ ‫الكونية التي ﹸﺷنﹼت عليﻬا‪.‬‬ ‫وحيال األﺯمة الراهنة في ﺳوريا وتداعياتﻬا اإلقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬رفﻀت الﻘيادة السورية كﻞ التسويات التي‬ ‫ال تلبي رغبات وﻃموحات الشعب السوري ومصاﳊﻪ‬ ‫وحافﻈت علﻰ ثوابتﻬا الوﻃنية والﻘومية ورفﻀت أي‬ ‫تسوية ﲤس بسيادتﻬا ووحدة أراﺿيﻬا‪ ،‬وفي هﺬا اﺠﻤﻟال‬ ‫ﹼ‬ ‫أكدت املصادر العاملية ”أن موقف ﺳوريا كان واﺿحا ﹰ أثناﺀ‬ ‫محادثات فيينا األخيرة بني اﳉانبني الروﺳي واألميركي‪،‬‬ ‫عندما كاد وﺯيري خارجية البلدين من التوصﻞ الﻰ‬ ‫”تسوية“ خالل ﺷﻬر ﺁب املاﺿي‪ ،‬والثابت أن الرئيس‬ ‫بشار األﺳد لعب دورا ﹰ في رفﺾ أي صيغة كانت تﹸعد‬ ‫تلب رغبة ﺳوريا ومصاﳊﻬا“‪ ،‬ما دفﻊ الﻰ تسﺨني‬ ‫إذا لم ﱢ‬ ‫ثم كان اﳋيار‬ ‫جبﻬات الﻘتال علﻰ كافة اﶈاور‪ ،‬ومن ﹼ‬ ‫اﳊالي الﺬي ﰎﹼ بطلب ﺳوري وتﺄكيدا ﹰ للتحالف الﻘائم بني‬ ‫ﺳوريا وروﺳيا‪ ،‬ويﺄتي هﺬا التصرف ليتوافق مﻊ مصلحة‬ ‫البلدين ‪ ،‬ويسمح لروﺳيا بترجمة دورها بشكﻞ عملي‬ ‫في الشرﻕ األوﺳﻂ ويعكس مكانتﻬا الدولية‪ .‬لﻘد‬ ‫ﹼ‬ ‫أكد الرئيس بشار األﺳد‪” :‬أن اﳉﻬود التي تبﺬلﻬا الدول‬ ‫الصديﻘة وفي مﻘدمﻬا إيران وروﺳيا تﺄتي لتعزيز صمود‬ ‫ﺳوريا والتعاون معﻬا في حربﻬا ﺿد اإلرهاب وهي محﻞ‬ ‫تﻘدير الشعب السوري‪ ،‬وأن ثمار هﺬﻩ اﳉﻬود والتعاون‬ ‫ﺳيحصدها جميﻊ الشعوب في املنطﻘة والعالم“‪.‬‬

‫‪٣8‬‬

‫ﺟﺒﻬﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﶈﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‬ ‫ﹼ‬ ‫وتؤكد إيران علﻰ أهمية العالقات اإلﺳتراتيﺠية‬ ‫مﻊ ﺳوريا وحرصﻬا علﻰ توﻃيدها والﺳيما في مﺠال‬ ‫مكافحة اإلرهاب ﲟا يحفﻆ األمن الﻘومي املشترﻙ‬ ‫للبلدين‪ ،‬وهﺬا ما أﺷار إليﻪ عالﺀ الدين بروجردي رئيس‬ ‫ﳉنة األمن الﻘومي والسياﺳة اﳋارجية في مﺠلس‬ ‫الشورﻯ اإليراني خالل ﺯيارتﻪ األخيرة لسوريا حيث أعرب‬ ‫عن ارتياﺡ بالدﻩ للتﻘدم اﳊاصﻞ علﻰ صعيد محاربة‬ ‫اإلرهاب بعد تشكيﻞ اﳉبﻬة السورية – اإليرانية –‬ ‫الروﺳية – العراقية‪ ،‬والﺬي كشف فشﻞ التحالف‬ ‫الدولي بﻘيادة الواليات املتحدة وﺯيف إ ﹼدعاﺀاتﻬا ﲟكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وأوﺿح أن أي مبادرة تطرﺡ ﳊﻞ األﺯمة في ﺳوريا‬ ‫يﺠب أن تتم بالتنسيق مﻊ اﳊكومة السورية حتﻰ‬ ‫يكتب لﻬا النﺠاﺡ‪ ،‬وأﺷار الﻰ أن العمليات العسكرية‬ ‫الروﺳية الداعمة لسوريا في مكافحة اإلرهاب هي‬ ‫أيﻀا ﹰ تدعم اﳉﻬود التي تبﺬل في مﺠال اﳊﻞ السياﺳي‬ ‫لﻸﺯمة فيﻬا‪.‬‬ ‫أما روﺳيا وفي ﺳياﻕ توصيف ما تﻘوم بﻪ من جﻬد‬ ‫ﶈاربة اإلرهاب في ﺳوريا‪ ،‬ﹼ‬ ‫يؤكد الرئيس الروﺳي فالدﳝير‬ ‫بوتني‪” :‬إن اﳊروب ال تﹸشن من أجﻞ قتﻞ الناﺱ‪ ،‬بﻞ من‬ ‫أجﻞ ﲢﻘيق مكاﺳب ﺳياﺳية أو إقتصادية“‪ ،‬وهو بﺬلﻚ‬ ‫يشير الﻰ ﺿرورة اجتراﺡ عملية ﺳياﺳية واﺳعة تبدأ‬ ‫بﺈنتﺨابات مبكرة تشترﻙ فيﻬا املعارﺿة املعتدلة‪.‬‬ ‫وما بني اﳊﻞ اإلفتراﺿي والوقائﻊ علﻰ األرﺽ مسافة‬ ‫ﳝكن أن ﳝﻸها التوافق علﻰ حﻞ األﺯمة‪ ،‬وهﺬا لم يتوفر‬ ‫بعد‪ ،‬لﺬلﻚ تﻈﻬر املسﺄلة السورية معﻘدة وكﺄنﻬا‬ ‫بداية ﳊرب ﺳياﺳية باردة ال تﺨاﺽ إال علﻰ نار املدافﻊ‬ ‫والصواريﺦ‪ ،‬ومﻊ أن روﺳيا والواليات املتحدة ﹼ‬ ‫تؤكد أن‬ ‫”داعﺶ“ هو الﻬدف املشترﻙ لتحالفﻬما الﻘصري‪ ،‬إال أن‬ ‫األحداﺙ األخيرة أثبتت‪ ،‬أن الدولتني تتفﻘان في كﻞ ﺷيﺀ‬ ‫ما عدا الﻬدف املشترﻙ‪.‬‬ ‫وتدور تساﺅالت حول النﻘلة النوعية في السياﺳة‬ ‫الروﺳية ﲡاﻩ منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ وﺳوريا بشكﻞ‬ ‫خاﺹ‪ ،‬واتﻬام البعﺾ لروﺳيا بﺄنﻬا تﻘوم بلعبة خطرة‬


‫في املنطﻘة‪ ،‬مثﻞ هﺬﻩ التساﺅالت أجاب عليﻬا الرئيس‬ ‫الروﺳي فالدﳝير بوتني خالل اللﻘاﺀات التي ﲤﹼت بينﻪ وبني‬ ‫عدد من ﺯوارﻩ‪ ،‬حيث ع ﹼبر عن صالبة املواقف التي أبداها‬ ‫الرئيس بشار األﺳد خالل أﺯمات مﺨتلفة في العالم‬ ‫وموقفﻪ املبدئي والشﺠاﻉ خالل أﺯمة جورجيا وتﺄكيدﻩ‬ ‫يومﻬا ”أن من حق روﺳيا في حماية فﻀائﻬا األمني“‪.‬‬ ‫واملوقف الروﺳي في ﺳوريا يﺄتي علﻰ ﺿوﺀ العالقة‬ ‫تعمﻘت‬ ‫التحالفية الوثيﻘة بني روﺳيا وﺳوريا التي ﹼ‬ ‫خالل عﻘود من الزمن‪ ،‬ومن الطبيعي أن يكون املوقف‬ ‫الروﺳي بﻬﺬﻩ الﻘوة وتكاملﻪ مﻊ اﳉﻬد الﺬي يبﺬلﻪ‬ ‫اﳉيﺶ السوري في محاربة اإلرهاب‪.‬‬

‫ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ‬ ‫وأمام صمود ﺳوريا وحلفائﻬا‪ ،‬وانسداد أفق األعداﺀ‪،‬‬ ‫تﻘدمت روﺳيا وهي تعي تطلعات الشعب السوري‪،‬‬ ‫وكان اللﻘاﺀ بني الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني واألميركي‬ ‫باراﻙ أوباما‪ ،‬وﻃبيعة اللﻘاﺀ واألرﺿية اﳉديدة تتمحور‬ ‫حول الﻈروف اﳉديدة والتداعيات اﳋطيرة التي يشكلﻬا‬ ‫اإلرهاب علﻰ العالم‪ ،‬وﰎﹼ البحث في إمكانية ﲢﻘيق‬ ‫تﻘدم يبدأ من ﺳوريا وال ينتﻬي في أوكرانيا‪ ،‬وهﺬا اللﻘاﺀ‬ ‫أيﻀا ﹰ يعني‪ ،‬دفن مساعي الواليات املتحدة ”عزل روﺳيا“‬ ‫واﺳتند بوتني الﻰ أوراﻕ قوة في ﺳوريا حيث بدأت قواعد‬ ‫اللعبة في ﺳوريا بالتغ ﹼير ملصلحة ﺳوريا وﲢالفاتﻬا‪.‬‬ ‫وفي وقت لم تثمر رهانات الالعب األميركي‪،‬‬ ‫اﺳتطاعت ﺳوريا بﻘيادتﻬا وجيشﻬا وتﻀحيات ﺷعبﻬا‬ ‫أن تصبح الرقم الصعب في املنطﻘة‪ ،‬وهي ﹶمن ه ﹼيﺄ‬ ‫الفرصة للحليف الروﺳي للتحرﻙ وبكﻞ قوة وأصبحت‬ ‫روﺳيا الالعب األهم في العالم وصاحب الدور اﳉديد‪،‬‬ ‫وبالتواﺯي مﻊ الوجود العسكري الروﺳي في املنطﻘة‬ ‫والبحر األبيﺾ املتوﺳﻂ وإعالنﻬا اﳊرب علﻰ اإلرهاب‬ ‫دون هوادة‪ ،‬إلتﻘطت أهمية اللحﻈة الراهنة واﺳتفادت‬ ‫من عبثية اإلﺳتراتيﺠية األميركية والغربية الﻘائمة‬ ‫علﻰ إﻃالة أمد النزاﻉ إلﺳتنزاف ﺳوريا وإﺿعافﻬا‪ ،‬حيث‬ ‫فشلت تلﻚ اإلﺳتراتيﺠية بعد أن انكشفت ”املعارﺿة“‬ ‫املصنﹼعة وهي أﺷبﻪ ما تكون ﲟسرﺡ لوكالﺀ دول إقليمية‬ ‫ودولية ال يﻬمﻬا ﺳوﻯ تسوية حساباتﻬا النفعية علﻰ‬ ‫حساب تدمير ﺳوريا‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ جاﺀت روﺳيا الﻰ ﺳوريا‪ ،‬وفي األبعاد هناﻙ‬ ‫تطور جديد وموقف واﺿح يعكس حسابات امليدان‪،‬‬ ‫وموقف روﺳيا حيال األﺯمة في ﺳوريا وتفسير ما يعنيﻪ‬ ‫جنيف ‪ 1 -‬علﻰ ﺿرورة إتفاﻕ األﻃراف علﻰ ﺷكﻞ الﻬيئة‬ ‫اإلنتﻘالية من خالل إﺷراﻙ املعارﺿة البناﺀة‪ ،‬واﳊوار‬ ‫ﺳوري – ﺳوري‪ ،‬وفي املﻀامني وما ﲢملﻪ تفيد بﺄن جنيف‬ ‫‪ 1‬ومك ﹼرر في ﻃبعتﻪ األميركية قد أصبح من املاﺿي‪،‬‬‫لﺬلﻚ كان بوتني مﻊ أوباما مﺨتلفاﹰ‪ ،‬وتسلح الرئيس‬ ‫بوتني باﺳتنتاجات املطبﺦ السياﺳي في الكرملني بعد‬ ‫التطورات املتسارعة علﻰ األرﺽ وتغ ﹼير قواعد اللعبة‪،‬‬ ‫وتﺄكيدات روﺳيا بﺄنﻬا لن تسمح بتكرار ﲡربة ليبيا‪،‬‬ ‫ولﻬا حساباتﻬا وال تريد أن تفاجﺄ بﺬات السيناريو في‬ ‫ﺁﺳيا الوﺳطﻰ‪ ،‬وقرار روﺳيا بﺄنﻬا ﺳتحارب اإلرهاب‬ ‫ولكن بطريﻘتﻬا وليس من خالل اللعبة التي ابتدعﻬا‬

‫اﻵخرون‪.‬‬ ‫ومن ﺳوريا اختارت روﺳيا نﻘطة إنطالقﻬا لكسر‬ ‫وﺿعية األحادية األميركية للعالم‪ ،‬ومنﺬ الفيتو‬ ‫الروﺳي في ﺷﺄن األﺯمة السورية في مﺠلس األمن‬ ‫الدولي في تشرين األول ‪ ،2011‬كان هﺬا أول إعالن روﺳي‬ ‫بﺄن الكرملني بدأ باملصارعة لزحزحة وﺿعية ”الﻘطب‬ ‫الواحد للعالم“ نتاﺝ اﳊرب الباردة‪ ،‬وهو ما كان معلنا ﹰ‬ ‫قبﻞ ﺳنتني مﻊ تشكيﻞ ”مﺠموعة دول البريكس“ مﻊ‬ ‫الصني والﻬند والبراﺯيﻞ ثم جنوب أفريﻘيا‪.‬‬ ‫ومن الباب الدمشﻘي هزت روﺳيا وﺿعية األحادية‬ ‫األميركية وأجبرت واﺷنطن علﻰ عدم اإلنفراد باألﺯمات‬ ‫العاملية كما جرﻯ في كوﺳوفو ‪ 1999‬وغزو العراﻕ في‬ ‫العام ‪ ،200٣‬ومن الناحية العملية كانت األﺯمة السورية‬ ‫ميدانا ﹰ إلثبات جدارة روﺳيا ودورها العاملي في حﻞ األﺯمات‬ ‫وهو ما ﰎﹼ ترجمتﻪ في بيان جنيف – ‪ ،2‬في ‪ ٣0‬حزيران‬ ‫ثم في إتفاﻕ كيري – الفروف في ‪ ٧‬أيار ‪،201٣‬‬ ‫‪ ،2012‬ﹼ‬ ‫ثم تكريس الثنائية األميركية –‬ ‫السورية‪،‬‬ ‫األﺯمة‬ ‫ﲡاﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫الروﺳية‪ ،‬عبر األﺯمة السورية التي كثفت الصراعات‬ ‫واإلﺳتﻘطابات الدولية واإلقليمية في إتفاﻕ الكيماوي‬ ‫السوري في ‪ 1٤‬أيلول ‪.201٤‬‬ ‫وبدأت اﳋطوة الروﺳية الثابتة والﻘوية في وقعﻬا‬ ‫وتﺄثيراتﻬا مﻊ بدﺀ الﻀربات اﳉوية الروﺳية في ﺳوريا‬ ‫ﺿد اإلرهاب واملسلحني اﳋارجني عن الﻘانون ﲢت‬ ‫مسمﻰ املعارﺿة املسلحة‪ ،‬وجرﻯ ذلﻚ في ‪ ٣0‬أيلول‬ ‫‪ ،2015‬وهو اليوم التالي إلجتماﻉ الرئيس بوتني مﻊ نﻈيرﻩ‬ ‫ويفسر علﻰ أنﻪ نوﻉ من‬ ‫األميركي أوباما في نيويورﻙ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫اﺠﻤﻟابﻬة ورﺳالة بالغة في مﻀمونﻬا وهي تعني ”أن ال‬ ‫حﻞ في ﺳوريا من دون روﺳيا“ وهي العبارة التي قالﻬا‬ ‫وﺯير اﳋارجية البريطانية وليام هيﻎ في تشرين الثاني‬ ‫‪ 2011‬وهي إقرار من اﳋارجية البريطانية التي تعتبر‬ ‫ﲟثابة املركز الرئيسي للتفكير السياﺳي للغرب‬ ‫األميركي – األوروبي‪.‬‬ ‫وعلﻰ صعيد املنطﻘة وفي الﻘراﺀات اإليﺠابية‪ ،‬يﹸنﻈر‬ ‫للدخول الروﺳي في معادلة الصراﻉ الدائر علﻰ أنﻪ‬ ‫فعﻞ نوعي وتﻘدمي ح ﹼرر الصراعات الﻘائمة من بعدها‬ ‫املﺬهبي وأعاد إليﻬا وجﻬﻬا السياﺳي‪ ،‬وهو دور ﺳينﺠح‬ ‫في وقف العنف املتفلت واﺳتفزاﺯاتﻪ الطائفية التي‬ ‫تشحﺬ نواﺯﻉ التطرف في املنطﻘة‪.‬‬ ‫لﻘد ﰎﹼ الدخول العسكري الروﺳي الﻰ ﺳوريا بطلب‬ ‫رﺳمي ورغبة ﺳورية وتنفيﺬا ﹰ ملعاهدات بني البلدين‪ ،‬وهﺬا‬ ‫يتوافق مﻊ الشرعية الدولية‪ ،‬ومشروعية التواجد لﻬا‬ ‫عالقة بالتكامﻞ في مواجﻬة اﺨﻤﻟاﻃر‪ ،‬وهو في مﻀامينﻪ‬ ‫دفاﻉ عن موﺳكو‪ ،‬وبالتالي فﺈن أمن ﺳوريا أصبح جز ﹰﺀا‬ ‫من األمن الﻘومي الروﺳي‪ ،‬واﳋطر اﳊﻘيﻘي الﺬي كان‬ ‫يﻬدد ﺳوريا‪ ،‬هو دعوة الرئيس التركي أردوغان إلقامة‬ ‫”منطﻘة ﺁمنة“ في ﺷمال ﺳوريا وعلﻰ ﻃول حدودها مﻊ‬ ‫تركيا ولكن في عمق األراﺿي السورية‪ ،‬ثم اإلندفاﻉ بعد‬ ‫ذلﻚ نحو الساحﻞ السوري بناﺀ علﻰ رﺅية تركيا وحلفائﻬا‬ ‫بﺄن الفرصة أصبحت ﺳانحة‪ ،‬ﺿاعت فرصتﻬم‪ ،‬ﹸحسم‬ ‫األمر بسرعة‪ ،‬وﲢ ﹼرﻙ الروﺱ بﻘوة ورﺅيتﻪ كﻞ ﹶمن يتحرﻙ‬ ‫عسكريا ﹰ ﺿد الدولة السورية ومؤﺳساتﻬا هو إرهابي‪.‬‬ ‫إن دخول روﺳيا في معادلة الصراﻉ ﺳيعيد األمن‬ ‫واإلﺳتﻘرار الﻰ املنطﻘة وﺳيساهم في هزﳝة اإلرهاب‬

‫‪٣9‬‬

‫والﻘﻀاﺀ عليﻪ‪ ،‬وﺳيحمي وحدة ﺳوريا‪ ،‬وبالتﺄكيد األمن‬ ‫ال يتﺠزﹼأ بني اﳊلفاﺀ وحسابات روﺳيا اإلﺳتراتيﺠية‬ ‫واﺿحة‪ ،‬ﺳوريا دولة هامة في املنطﻘة وﺯادها أهمية‬ ‫صمودها في مﻘاومة الﻬﺠمة الشرﺳة وإفشالﻬا‬ ‫اﳊرب الكونية ﺿدها‪.‬‬ ‫بني األمﻞ وﳊﻈة اإلنتصار اﳊاﺳم مسافة غير مرئية‬ ‫ملن يراقب األحداﺙ عن بعد‪ ،‬لكن ﹶمن يعيﺶ في قلب‬ ‫اﳊدﺙ لديﻪ ﺷعور ﺁخر مﺨتلف ﲤاماﹰ‪ ،‬ألن عالئم النصر‬ ‫النﻬائي وتباﺷيرﻩ بدأت تلوﺡ في ربوﻉ ﺳوريا‪ ،‬أنتﺠت‬ ‫وأﺳست ملرحلة جديدة في‬ ‫التﻀحيات عزة وكرامة ﹼ‬ ‫تاريﺨنا اﳊديث‪ ،‬هﺬﻩ املرحلة ﺳيكون لﻬا ما بعدها علﻰ‬ ‫مستوﻯ املنطﻘة والعالم‪.‬‬ ‫صناعة اإلنتصار ليست لعبة إقليمية أو دولية‪ ،‬هنا‬ ‫في ﺳوريا بالصمود واملﻘاومة تﹸصنﻊ اﳊياة وتتﺠلﻰ‬ ‫عﻈمة التﻀحيات‪.‬‬ ‫وﺳوريا يحق لﻬا ما يحق لغيرها‪ ،‬العروبة هنا موقف‬ ‫وﺷﺠاعة وحكمة وانتصار لﻘﻀايا األمة وليست‬ ‫معزوفة يتغنﹼﻰ بﻬا أولئﻚ املراهنني علﻰ أمﺠاد مزيفة‬ ‫صنعﻬا لﻬم النفﻂ والغاﺯ واإلرتباﻁ بﺄوهام ال صلة لﻬا‬ ‫في املﻀامني‪.‬‬ ‫وما بني الفكر واملمارﺳة‪ ،‬مساحة كبيرة من العطاﺀ‬ ‫أثبتت األحداﺙ ﲟا ال يدﻉ مﺠاال ﹰ للشﻚ‪ ،‬بﺄن ﺳوريا هي‬ ‫املدافﻊ األول عن قﻀايا أمتﻬا‪ ،‬حملت الراية وعبرت بﻬا‬ ‫من خالل صمودها ومﻘاومتﻬا وإلتزامﻬا الﺬي يصنﻊ‬ ‫اإلنتصار وما هانت وما النت وهي تواجﻪ أدوات اﳊﻘد‬ ‫والكراهية وأعداﺀ اإلنسانية وﺷﺬاذ اﻵفاﻕ وما أنتﺠﻪ‬ ‫اإلﺳتعمار من أدوات الفتنة والﻘتﻞ وأفكار الﻬدم‬ ‫واإلرهاب وكﻞ السياﺳات الرعناﺀ التي أنتﺠﻬا الفكر‬ ‫اإلﺳتعماري – املتصﻬني‪.‬‬ ‫ﹰ‬ ‫دمشق اليوم تزهو إنتصارا ومعﻬا كﻞ املدن السورية‬ ‫وكﻞ الﻘرﻯ والبيوت املتﺠﺬرة بحب األرﺽ‪ ،‬بينما يتﻘﻬﻘر‬ ‫األعداﺀ وتلوذ أدواتﻬم بالفرار من جحيم صنعوﻩ‬ ‫بﺄنفسﻬم‪.‬‬ ‫دقت ﺳاعة اﳊﻘيﻘة وفتح التاريﺦ ﺳﺠالتﻪ املزينة‬ ‫بﺄكاليﻞ الغار والورود ولسان حالﻪ يﻘول‪ :‬هؤالﺀ هم صناﻉ‬ ‫اﺠﻤﻟد والكرامة وأغلﻰ ما في الوجود وهم مشاعﻞ من‬ ‫نور تنير درب األجيال وتعلمﻬم حب الوﻃن والدفاﻉ عنﻪ‬ ‫مﻬما بلغت التﻀحيات وﺷدة الﻬﺠمة‪ ،‬وأن املعركة‬ ‫التي تتسلح باإلرادة تنتصر بالﻘﻀايا النﻈيفة وهي حق‬ ‫وعدل واﺳتحﻘاﻕ‪.‬‬ ‫ﺳوريا اليوم تشرﺡ للﻘريب والبعيد ما معنﻰ أن‬ ‫يكون املرﺀ جديرا ﹰ باﳊياة وكيف يصنﻊ اإلنتصار‪ ،‬وعلﻰ‬ ‫امتداد السنوات اﳋمس املاﺿية ﺷﻬدنا فصوال ﹰ متتالية‬ ‫وﺳلسلة ﻃويلة من األحداﺙ املتشابكة‪ ،‬لم تتحﻘق‬ ‫تكسرت أمام الصمود‬ ‫خاللﻬا أهداف األعداﺀ بﻞ‬ ‫ﹼ‬ ‫األﺳطوري الﺬي م ﹼثلﻪ اﳉيﺶ السوري بﻀباﻃﻪ وأفرادﻩ‬ ‫وحكمة وﺷﺠاعة قيادتﻪ التي إمتلكت رﺅية صائبة‪ ،‬ومن‬ ‫نصر الﻰ نصر‪ ،‬تتﻘدم ﺳوريا ويندحر اإلرهاب وصانعيﻪ‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬

‫إيران ما بعد اإلتفاق النووي ‪...‬‬ ‫إلتزاﻡ بمنطﻖ القﻀية ومواجهة التحدياﺕ‬ ‫بعد مفاوﺿات ﺷاقة إﺳتمرت ‪ 12‬عاماﹰ‪،‬‬ ‫ﻇﻬرت إلﻰ النور خطة العمﻞ املشتركة‬ ‫الشاملة بني إيران والسداﺳية‪ ،‬تلتزم ﻃﻬران‬ ‫ﲟوجبﻬا بوﺿﻊ قيود علﻰ برنامﺠﻬا النووي‬ ‫مﻘابﻞ رفﻊ العﻘوبات عنﻬا‪.‬‬ ‫و ﹸو ﹼقﻊ اإلتفاﻕ في ‪ 1٤‬ﲤوﺯ ‪ 2015‬بعد ‪ 21‬ﺷﻬرا ﹰ‬ ‫من املفاوﺿات وجولة أخيرة اﺳتمرت ‪ 1٧‬يوماﹰ‪،‬‬ ‫حيث كان واﺿحا ﹰ منﺬ بداية املفاوﺿات أن‬ ‫اإلتفاﻕ منﺠز‪ ،‬وأن ما يﺠري يتعلق بـ ”تﻬيئة‬ ‫األجواﺀ“ في كﻞ من أميركا وإيران لﻘبولﻪ‪ ،‬بعد‬ ‫أن باتت أميركا معنية بـ“التحالف“ مﻊ إيران‪،‬‬ ‫ألنﻬا تعتبر أن اﳋطر األكبر هو ذاﻙ الﻘادم من‬ ‫الصني‪ ،‬ولﻬﺬا اعتبرت أن أولويتﻬا هي منطﻘة‬ ‫الباﺳيفيﻚ )ﺁﺳيا واﶈيﻂ الﻬادي(‪ ،‬وانطلﻘت‬ ‫من ﺿرورة كسب الدول اﶈيطة بالصني في‬ ‫ﺳياﻕ ﺿمان حصارها في حال أرادت تطوير‬ ‫الصراﻉ‪.‬‬ ‫كما أنﻬا وهي تتراجﻊ عامليا ﹰ تريد ﺿمان‬ ‫اﺳتﻘرار اﳋليﺞ‪ ،‬وكسب إيران يساعد علﻰ‬ ‫ذلﻚ‪ ،‬وإيران كانت تدرﻙ جيدا ﹰ هﺬﻩ اﳊاجة‬ ‫األميركية لﻬا‪ ،‬لﻬﺬا ﻇلت تناور حتﻰ حصلت‬ ‫علﻰ ربﻂ رفﻊ العﻘوبات بالتوقيﻊ علﻰ اإلتفاﻕ‬ ‫النووي‪ ،‬ما أثار اﳋوف لدﻯ الكثير من املتابعني‪،‬‬ ‫ألنﻪ يعني أن إيران باتت قادرة علﻰ دعم وجودها‬ ‫في كﻞ من ﺳوريا ولبنان والعراﻕ واليمن‪ ،‬ما‬ ‫أثار تﺨوفات حلفاﺀ أميركا العرب والغربيني‪،‬‬ ‫وأﻃلق التكﻬنات بشﺄن أن أميركا قد أﻃلﻘت‬ ‫يد إيران في املنطﻘة‪.‬‬ ‫ال ﺷﻚ أن أميركا ﺿمنت توقيﻊ اإلتفاﻕ‪،‬‬ ‫ولﻬﺬا إنتﻘلت إلﻰ البحث في الوﺿﻊ اإلقليمي‪.‬‬ ‫وقد أﺷار الرئيس األميركي باراﻙ أوباما إلﻰ أن‬ ‫إدارتﻪ عاكفة علﻰ صياغة رﺅية للسياﺳة‬ ‫األميركية في كﻞ من ﺳوريا والعراﻕ واليمن‬ ‫للحفاﻅ علﻰ مصاﳊﻬا عبر ترتيب وﺿﻊ‬ ‫املنطﻘة ما ﺳيعطي إمتياﺯات كبيرة إليران‬ ‫في العراﻕ واليمن وﺳوريا‪.‬‬ ‫وبعد أن أصبح إتفاﻕ الغرب مﻊ إيران حول‬ ‫ملفﻬا النووي أمرا ﹰ واقعاﹰ‪ ،‬أثيرت التساﺅالت عن‬ ‫تداعيات هﺬا اإلتفاﻕ علﻰ امللفات الساخنة في‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬فﻘد فشلت الدول العربية اﳊليفة‬ ‫للواليات املتحدة في إقناﻉ أوباما بالتﺨلي‬ ‫عن ”ﻃموحﻪ“ بﺈنﻬاﺀ تاريﺨﻪ الرئاﺳي باتفاﻕ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس روحاني مستﻘبالﹰ نﻈيرﻩ الروﺳي فالدﳝير بوتني‬

‫غير مسبوﻕ‪ ،‬ينﻬي أو يﺨفف حالة العداﺀ‬ ‫املستمرة بني واﺷنطن وﻃﻬران منﺬ الثورة‬ ‫اإلﺳالمية في العام ‪ ،19٧9‬وبات عليﻬا اﻵن‬ ‫)أي الدول العربية( أن تفكر في إﺳتراتيﺠيات‬ ‫الرد السياﺳي علﻰ الواقﻊ اﳉديد من منطلق‬ ‫ﺿمان أمن الطاقة‪ ،‬واﳊفاﻅ علﻰ اإلﺳتﻘرار‬ ‫ومحاربة ”اإلرهاب“‪.‬‬ ‫إن إلغاﺀ العﻘوبات من ﺷﺄنﻪ أن يﹸح ﹺدﺙ‬ ‫تغييرا ﹰ في بنية االقتصاد اإليراني‪ ،‬ويوجﻬﻬا‬ ‫اﲡاهات جديدة تفرﺽ ﺳياﺳات جدية فيما‬ ‫يتعلق باإلﺳتثمار اﳋارجي‪ ،‬واملﹺلكية وﺷروﻁ‬ ‫التنافسية‪ .‬ومن املؤكد أن اإلتفاﻕ يحﻘق‬ ‫مكاﺳب اقتصادية إليران تتمثﻞ في رفﻊ‬ ‫العﻘوبات عن الشركات والبنوﻙ اإليرانية‬ ‫واﺳتئناف العالقات اإلقتصادية بني إيران‬ ‫والغرب وبناﺀ عالقات جديدة‪ ،‬وتبدو أملانيا‬ ‫متحمسة لﺬلﻚ‪ ،‬ويشاركﻬا اﳊماﺱ دول‬ ‫غربية أخرﻯ وﺷركات في قطاعي النفﻂ‬ ‫والغاﺯ‪ .‬وﺳتتمكن إيران من ﲢرير أرصدتﻬا‬ ‫ﹰ‬ ‫فﻀال عن عودة صادرات النفﻂ‬ ‫اﺠﻤﻟمدة‬ ‫اإليرانية‪.‬‬ ‫وقد ال يطوي ”االتفاﻕ اﳉيد“‪ ،‬كما وصفﻪ‬ ‫الرئيس اإليراني حسن روحاني‪ ،‬صفحة امللف‬ ‫النووي اإليراني إلﻰ األبد بﻘدر ما ﺳيفتح‬

‫‪٤0‬‬

‫ملفات جيوﺳياﺳية جديدة‪ ،‬ويﹸﺬكي نار‬ ‫ملفات أخرﻯ علﻰ وقﻊ صعود إيران وتعاﻇم‬ ‫نفوذها ودورها اإلقليمي‪.‬‬ ‫وما بعد توقيﻊ اإلتفاﻕ النووي اإليراني مﻊ‬ ‫دول ‪ ،1+5‬تبدأ مرحلة جديدة مﺨتلفة علﻰ‬ ‫مستوﻯ اﺠﻤﻟتمﻊ الدولي واإلقليمي‪ ،‬حيث إيران‬ ‫بدت في أوﺝ قوتﻬا علﻰ املستويني اإلقليمي‬ ‫والدولي وهي بﺬلﻚ ﲢصد ثمرة تﻀحيات‬ ‫اﺳتمرت عﻘودا ﹰ من الزمن‪ ،‬قاومت خاللﻬا‬ ‫جميﻊ أﺷكال اﳊصار واملﻘاﻃعة‪ ،‬وحافﻈت‬ ‫علﻰ ثوابتﻬا ورﺅيتﻬا وﲢالفاتﻬا وأﺳست‬ ‫إلرﺳاﺀ معادلة جديدة في املنطﻘة وﺳارعت‬ ‫الدول الغربية التي ناصبتﻬا العداﺀ لعﻘود‬ ‫ﻃويلة الﻰ خطب و ﹼدها‪ ،‬وهﺬا مؤﺷر هام‬ ‫ألهمية إيران ومكانتﻬا اإلقتصادية وحﻀورها‬ ‫الﻘوي كالعب إقليمي ﳝكن اإلعتماد عليﻪ‬ ‫إلرﺳاﺀ اإلﺳتﻘرار في املنطﻘة وحﻞ املشكالت‬ ‫العالﻘة‪.‬‬ ‫واإلتفاﻕ النووي الﺬي أبرم في فيينا يعني‬ ‫أن ﲢصﻞ إيران علﻰ كامﻞ حﻘوقﻬا النووية‪،‬‬ ‫وﲟصادقة مﺠلس األمن الدولي علﻰ اإلتفاﻕ‬ ‫باإلجماﻉ ﲟوجب الﻘرار ‪ 22٣1‬يعني أن اإلتفاﻕ‬ ‫نﻘﻞ ﺳاحة الصراﻉ الﻰ ﺳاحة الدول الغربية‬ ‫والواليات املتحدة‪ ،‬وهو إقرار واﺿح بﻘوة إيران‬


‫مفاوﺿات فيينا‪ :‬إنتصار دبلوماﺳي وﺳياﺳي إليران‬

‫ودورها‪ ،‬وتناﺯل أميركي فاﺿح لكﻞ السياﺳات‬ ‫التي ﰎﹼ الترويﺞ لﻬا عﻘودا ﹰ ﻃويلة‪ ،‬وباملﻘابﻞ هو‬ ‫إنتصار دبلوماﺳي وﺳياﺳي إليران‪ ،‬لم تتﺄخر‬ ‫املنطﻘة في قطف ثمارﻩ علﻰ صعيد محاربة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وﲡلﻰ ذلﻚ بالدور الروﺳي الرائد الﺬي‬ ‫أرﺳﻰ خريطة ﻃريق واﺿحة ملكافحة إرهاب‬ ‫”داعﺶ“ وأمثالﻬا‪ ،‬وت ﹼوﺝ بﺬلﻚ إنتصارا ﹰ عﻈيما ﹰ‬ ‫ﶈور املﻘاومة بكافة أركانﻪ‪ ،‬وذلﻚ بعد أن‬ ‫واجﻬت إيران منﺬ ‪ ٣5‬ﺳنة أميركا ودول الغرب‬ ‫مﺠتمعة‪ ،‬وهﺬﻩ املدة كافية لﻺقرار بدور إيران‬ ‫في املنطﻘة‪.‬‬ ‫فشﻞ اﳊصار اإلقتصادي علﻰ إيران‬ ‫ومحاوالت عزلﻬا وإخﻀاعﻬا‪ ،‬فصمدت‬ ‫وقاومت وانتصرت‪ ،‬وهي اليوم تتمسﻚ برفﻊ‬ ‫كامﻞ العﻘوبات الدولية التي فرﺿﻬا مﺠلس‬ ‫األمن وترفﺾ كﻞ أﺳاليب اﳋداﻉ واملماﻃلة‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫وفي مﻀامني اإلتفاﻕ النووي جوانب تﻘنية‬ ‫ﰎﹼ التركيز عليﻬا‪ ،‬لكن حﻞ املشاكﻞ العالﻘة‬ ‫ال ينسحب علﻰ حﻞ املشاكﻞ اﳋالفية بني‬ ‫إيران والواليات املتحدة‪ ،‬وﺳيمر وقت ﻃويﻞ‬ ‫قبﻞ الوصول الﻰ التعاون الطبيعي اإليﺠابي‬ ‫بني اﳉانبني‪ ،‬وماﺯال هناﻙ عوائق ذات ﻃبيعة‬ ‫اﺳتراتيﺠية وفق الرﺅية اإليرانية وﲢمﻞ بعدا ﹰ‬

‫إيديولوجيا ﹰ ملا ﲡسدﻩ من اﺳتكبار عاملي‪.‬‬ ‫إن قوة إيران اﳊﻘيﻘية ال ﳝكن حصرها‬ ‫في قدراتﻬا النووية واإلتفاﻕ الﺬي ﰎﹼ توقيعﻪ‬ ‫وإﳕا يتعدﻯ ذلﻚ الﻰ ملفات عديدة مترابطة‬ ‫ومتكاملة‪ ،‬تتعلق بﺄمن املنطﻘة ودور إيران‬ ‫اإلقليمي وإلتزامﻬا بﻘﻀايا األمة جمعاﺀ وهي‬ ‫قدمت الكثير علﻰ صعيد دعم املﻘاومة‬ ‫التي ﹼ‬ ‫الفلسطينية واللبنانية إﳝانا ﹰ منﻬا أن أي‬ ‫إنتصار يتحﻘق في أي مكان ﺳينعكس إيﺠابا ﹰ‬ ‫علﻰ املستوﻯ العالم ملصالح األمة ونصرة‬ ‫لﻘﻀاياها‪ ،‬وبالتﺄكيد ال ﳝكن فصﻞ منطق‬ ‫الﻘﻀية لدﻯ اﳉمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية‬ ‫عن منطق الدولة ‪ -‬األمة‪ ،‬وهﺬا هو عامﻞ‬ ‫الﻘوة الﺬي ﺳاهم في إنتزاﻉ إيران ﳊﻘوقﻬا‬ ‫ﹼ‬ ‫ومكنﻬا من مواجﻬة التحديات‬ ‫النووية‬ ‫وﲢﻘيق اإلنتصارات‪.‬‬ ‫وتﻘف إيران بكﻞ قوة الﻰ جانب قﻀايا‬ ‫أمتﻬا‪ ،‬في ﺳوريا والعراﻕ واليمن والبحرين‬ ‫وفلسطني ولبنان وغيرها‪ ،‬وهﺬا املوقف ليس‬ ‫ﳊﻈيا ﹰ وتكتيكيا ﹰ وإﳕا موقف ثابت وراﺳﺦ‬ ‫أﺳست لﻪ الثورة اإليرانية املباركة منﺬ فﺠر‬ ‫وقدمت التﻀحيات‬ ‫إنطالقﻬا عام ‪،19٧9‬‬ ‫ﹼ‬ ‫الكبيرة علﻰ ﻃريق ترﺳيﺦ اﺳتراتيﺠيتﻬا في‬ ‫مﻘارعة قوﻯ اإلﺳتكبار العاملي والوقوف الﻰ‬

‫‪٤1‬‬

‫جانب الﻘﻀايا العادلة في العالم‪.‬‬ ‫وما بعد اإلتفاﻕ النووي‪ ،‬ملﹼا ينت ﹺﻪ الصراﻉ‬ ‫في املنطﻘة بﻞ هو في أوﺝ املواجﻬة وتعمﻞ‬ ‫الﻘوﻯ اإلﺳتكبارية علﻰ ﲢريﻚ توابعﻬا في‬ ‫املنطﻘة إلثارة حالة من عدم اإلﺳتﻘرار‪ ،‬ع ﹼلﻬا‬ ‫بﺬلﻚ ت ﹸفلح في خلﻂ األوراﻕ من جديد‪ ،‬لكن‬ ‫إيران أصبحت ذات خبرة ﻃويلة بكﻞ تلﻚ‬ ‫األﺳاليب وتعرف مكر األعداﺀ وما يﺨططون‪،‬‬ ‫فرصا أكبر لزيادة قوة‬ ‫كما ﺳيمنحﻬا اإلتفاﻕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﲢالفاتﻬا في عدد من الساحات التي لﻬا‬ ‫موالون فاعلون فيﻬا‪ ،‬مثﻞ‪ :‬ﺳوريا‪ ،‬ولبنان‪،‬‬ ‫والعراﻕ‪ ،‬واليمن‪ ،‬واﳋليﺞ العربي‪ ،‬وأن هﺬا‬ ‫النفوذ ﺳيﺄتي علﻰ حساب نفوذ عدد من‬ ‫الدول املؤثﱢرة في املنطﻘة وفي مﻘدمتﻬا‬ ‫السعودية وتركيا‪.‬‬ ‫إن رفﻊ العﻘوبات االقتصادية الناجم عن‬ ‫اإلتفاﻕ النووي اإليراني ي ﹶ ﹺع ﹸد بتﺬليﻞ العﻘبات‬ ‫الكبيرة التي تواجﻪ قطاﻉ التﺠارة بني مصر‬ ‫وإيران‪ ،‬وﻇاهريﹰا يبﻘﻰ الﻘيد الرئيسي الثاني‬ ‫الﺬي يك ﹼبﻞ العالقات املصرية ‪ -‬اإليرانية‪،‬‬ ‫ﹰ‬ ‫الفعال في السياﺳة‬ ‫متمثال بالدور السعودي‬ ‫ﹼ‬ ‫املصرية‪ ،‬ولكن ﳝكننا مالحﻈة أنﻪ في الوقت‬ ‫الﺬي تتﻘارب فيﻪ األهداف السياﺳية املصرية‬ ‫– اإليرانية حيث تشاﻃر إيران مصر قلﻘﻬا حول‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬ ‫الﻘﻀاﺀ علﻰ اإلرهاب األصولي‪ ،‬تبدو األهداف‬ ‫السياﺳية املشتركة املصرية ‪ -‬السعودية‬ ‫وكﺄنﻬا تتالﺷﻰ وتتﻀاﺀل؛ ففي الﻘمة العربية‬ ‫التي ﹸعﻘدت في ﺷرم الشيﺦ ملناقشة التدخﻞ‬ ‫باليمن بﻘيادة ﺳعودية في مارﺱ ‪ ،2015‬قدم‬ ‫السيسي رﺳالة تشﺠﻊ قادة الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫علﻰ ”حﻞ جميﻊ التحديات الناﺷئة ﺳلميا ﹰ‬ ‫ودون تدخﻞ أجنبي“‪ ،‬ما جعﻞ مصر وإيران‬ ‫تتمتعان اليوم بﻘواﺳم مشتركة أكثر من‬ ‫أي وقت مﻀﻰ‪ ،‬وﺿمن هﺬﻩ الﻈروف‪ ،‬فﺈن‬ ‫فرصة انفتاﺡ التعامﻞ التﺠاري ما بني الﻘوتني‬ ‫اإلقليميتني العﻈيمتني في الشرﻕ األوﺳﻂ‪،‬‬ ‫هي فرصة من اﶈتمﻞ أن تكون مغرية للغاية‬ ‫ومربحة‪.‬‬ ‫ومن الواﺿح أن اإلتفاﻕ النووي مﻊ إيران‪،‬‬ ‫لن يﺠسر الفﺠوة بينﻬا وبني جيرانﻬا العرب‬ ‫وإن كان ال أحد يﺠادل في أن االتفاﻕ النووي‪،‬‬ ‫ﺳيكون ﲟثابة صفﻘة يحﻘق فيﻬا كﻞ من‬ ‫ﻃﻬران وواﺷنطن مكاﺳب كثيرة‪ ،‬وفي‬ ‫مﻘدمة ذلﻚ أنﻬا قلﱠلت من احتمال نشوب‬ ‫حرب ﺿد إيران وﳝكن أن تشكﻞ ﺿمانة إلعادة‬ ‫ﹰ‬ ‫فﻀال عن إعادة بناﺀ‬ ‫تطوير إيران لسالﺡ نووي‪،‬‬ ‫الثﻘة وتطوير العالقات بني البلدين‪ .‬وتعتﻘد‬ ‫إيران أنﻬا قدمت تناﺯالت في برنامﺠﻬا النووي‬ ‫ﱢ‬ ‫ﲤكنﻬا من اﳊصول علﻰ مكاﺳب في املﻘابﻞ‪،‬‬ ‫ويﻈﻬر أن إﺯالة العﻘوبات هي املﻘابﻞ الﺬي‬ ‫تريدﻩ إيران بصورة أﺳاﺳية‪ ،‬وإذا ما حصلت‬ ‫علﻰ مطلبﻬا هﺬا فسينتعﺶ اقتصادها‪،‬‬ ‫ﺳوقﻬا مﻘص ﹰدا للمستثمرين‪.‬‬ ‫وتصبح ﹸ‬ ‫وإن كان اإلتفاﻕ يﺨ ﱢفف من ح ﱠدة التﻬديد‬ ‫األميركي بالنسبة إليران‪ ،‬إال أن األمر ال ينطبق‬ ‫بالنسبة للتﻬديدات علﻰ املستوﻯ اإلقليمي؛‬ ‫فاإلتفاﻕ من وجﻬة نﻈر جيران إيران في اﳋليﺞ‬ ‫العربي ﺳيعزﱢﺯ من قدرة إيران علﻰ فرﺽ‬ ‫ﺳيطرتﻬا علﻰ امللفات اإلقليمية‪.‬‬ ‫وفي املﻘابﻞ‪ ،‬لم تﻘ ﱢدم إيران ما من ﺷﺄنﻪ‬ ‫أن يﺨ ﱢفف من مﺨاوف جيرانﻬا العرب‪ ،‬وفيما‬ ‫كانت تﺨوﺽ مفاوﺿات صعبة مﻊ الغرب‬ ‫بشﺄن ملفﻬا النووي‪ ،‬كانت تواصﻞ بناﺀ ﺷبكة‬ ‫مصاﳊﻬا في الشرﻕ األوﺳﻂ في ﺳوريا‬ ‫والعراﻕ واليمن‪ .‬وال يبدو أن اإلتفاﻕ النووي‬ ‫ﺳ ﹸيح ﹺدﺙ تغييرﹰا في السياﺳة اإلقليمية‬ ‫إليران‪ ،‬ولن يثنيﻬا عن مواصلة حﻀورها في‬ ‫ﺳاحات تصنﱢفﻬا باملﻬمة لﻬا مثﻞ ﺳوريا‬ ‫والعراﻕ واليمن‪.‬‬ ‫لﻺتفاﻕ النووي بني إيران والغرب‪ ،‬أكثر من‬ ‫محطة‪ ،‬ومنﻬا العالقات الدولية‪ ،‬وعلﻰ الرغم‬ ‫من أن الرئيس األميركي باراﻙ أوباما اعتبرﻩ‬ ‫”إﳒاﺯا ﹰ تاريﺨياﹰ“‪ ،‬ورئيس الوﺯراﺀ اإلﺳرائيلي‬ ‫بنيامني نتنياهو رأﻯ فيﻪ ”خطﺄ ﹰ تاريﺨياﹰ“‪ ،‬إال‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫أن مراقبني وجدوا فيﻪ ”ﲢﻘيﻘا ﹰ للمطالب‬ ‫األﺳاﺳية لكﻞ األﻃراف“‪ .‬واعتبروا أن اإلتفاﻕ‬ ‫ﺳ ﹸيتيح إليران رفﻊ اﳊصار املالي واإلقتصادي‪،‬‬ ‫وﺳيفتح األبواب علﻰ مكاﺳب أخرﻯ علﻰ‬ ‫مستوﻯ دورها اإلقليمي وعالقاتﻬا الدولية‪.‬‬ ‫وإذا اختار الغرب عدم اإلنﺨراﻁ مﻊ إيران‬ ‫في مشاريﻊ اقتصادية بعد اإلتفاﻕ النووي‪،‬‬ ‫فستكون هﺬﻩ فرصة كبيرة لروﺳيا التي‬ ‫ﺳتستفيد من نفوذها السياﺳي واإلقتصادي‪،‬‬ ‫في بناﺀ مزيد من الشراكة مﻊ إيران‪ ،‬وبدأت‬ ‫مالمح هﺬﻩ الشراكة بالﻈﻬور ولعﻞ أبرﺯها‬ ‫قرار روﺳيا تسليم إيران املنﻈومة الدفاعية‬ ‫)إﺱ ‪ (٣00‬التي كانت ﹸﲢﺠم عن تسليمﻬا‬ ‫بفعﻞ العﻘوبات الدولية املفروﺿة علﻰ إيران‪،‬‬ ‫وﺳيكون ذلﻚ فاﲢة للكثير من صفﻘات‬ ‫السالﺡ ﲟﺠرد رفﻊ العﻘوبات خاصة مﻊ حاجة‬ ‫إيران الكبيرة ألﺳلحة حديثة‪ .‬وتنوي روﺳيا‬ ‫بناﺀ عالقات عسكرية ﻃويلة املدﻯ مﻊ إيران‪،‬‬ ‫ووصﻞ حﺠم املشتريات اإليرانية من السالﺡ‬ ‫الروﺳي في الفترة )‪ (2015-1991‬إلﻰ ‪٣0٤‬‬ ‫مليارات دوالر‪ .‬وعلﻰ صعيد التبادل التﺠاري‪،‬‬ ‫تﻘول التصريحات بن ﱠية اﳉانبني ﺯيادة حﺠم‬ ‫التبادل التﺠاري بينﻬما من ‪ 5‬مليارات إلﻰ‬ ‫‪ ٧0‬مليار دوالر ﺳنويﹼﹰا‪ .‬وفي العام ‪ 201٤‬و ﱠقعت‬ ‫روﺳيا وإيران اتفا ﹰقا لبناﺀ مرحلة جديدة في‬ ‫مفاعﻞ بوﺷﻬر‪ ،‬وﺳيستمر التعاون في مﺠال‬ ‫التﻘنية النووية بني إيران وروﺳيا‪.‬‬ ‫وفي اﺠﻤﻟمﻞ‪ ،‬فﺈ ﱠن الكثير من املزايا األمنية‬ ‫واإلقتصادية والعسكرية من املمكن أن‬ ‫ﲢﻘﻘﻬا روﺳيا نتيﺠة اإلتفاﻕ النووي‪ ،‬ولن‬ ‫يكون اإلتفاﻕ مانعا ﹰ أمام مزيد من التعاون‬ ‫الروﺳي‪ -‬اإليراني في الشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬وكﺬلﻚ‬ ‫اﳊال في منطﻘة الﻘوقاﺯ ووﺳﻂ ﺁﺳيا رغم‬ ‫التنافس الدولي في تلﻚ املنطﻘة‪ .‬وبدون ﲢول‬ ‫ﺳياﺳي كبير في العالقة بني الغرب وإيران‪،‬‬ ‫فﺈن العالقات الروﺳية ‪ -‬اإليرانية ﺳتكون‬ ‫األقوﻯ وﺳيحدﺙ تنسيق روﺳي ‪ -‬إيراني كبير‬ ‫في عدد من ملفات الشرﻕ األوﺳﻂ‪.‬‬ ‫وﲤ ﱢثﻞ إيران أهمية جيواﺳتراتيﺠية بالنسبة‬ ‫للصني فيما يتعلق بتوجﻬاتﻬا نحو الغرب‪،‬‬ ‫ﹰ‬ ‫عامال مﻬ ﹼﹰما لتعزيز‬ ‫وﺳيكون اإلتفاﻕ النووي‬ ‫العالقات الثنائية بني إيران والصني‪ ،‬وتعاونﻬما‬ ‫في عدد من اﺠﻤﻟاالت‪ ،‬ما ﺳيكون لﻪ نتائﺞ علﻰ‬ ‫اﺳتراتيﺠيات الواليات املتحدة األميركية في‬ ‫ﺁﺳيا والشرﻕ األوﺳﻂ‪.‬‬ ‫وكما أن إيران مﻬمة بالنسبة إلﻰ الصني‬ ‫وتوجﻬﻬا غرباﹰ‪ ،‬فالصني بالنسبة إليران بالغة‬ ‫األهمية في مواجﻬة الدور اﶈوري لواﺷنطن‬ ‫في ﺁﺳيا والتفوﻕ البحري األميركي‪ .‬وفي‬ ‫اﳉانب التسليحي ق ﱠدمت الصني إليران العون‬

‫‪٤2‬‬

‫في بناﺀ برنامﺞ الصواريﺦ اإليراني‪ ،‬وكانت‬ ‫مصدرا ﹰ في بناﺀ املنﻈومة الدفاعية اإليرانية‪.‬‬ ‫وﺿمن هﺬا ال ﹸبعد اﳉيواﺳتراتيﺠي في‬ ‫العالقة‪ ،‬فﺈن مشروﻉ إعادة إحياﺀ ﻃريق اﳊرير‪،‬‬ ‫الﺬي بات ”ﺳمة مﻬمة من ﺳمات السياﺳة‬ ‫اﳋارجية الصينية اﳊالية“ يرﺳم معالم‬ ‫العالقات املستﻘبلية بني الصني وإيران‪ ،‬حيث‬ ‫تﺄتي أهمية إيران االﺳتراتيﺠية في هﺬا‬ ‫املشروﻉ بوصفﻬا جسرﹰا بني الشرﻕ والغرب‪،‬‬ ‫ورغم وجود جسور أخرﻯ إال أن املسار اإليراني‬ ‫يعد األهم من بينﻬا‪.‬‬ ‫إن اإلتفاﻕ النووي ﺳيطلق يد الصني في‬ ‫بناﺀ الطريق الب ﹼري الﺬي تريدﻩ بالتعاون مﻊ‬ ‫إيران‪ ،‬وفي املﻘابﻞ ﺳتدخﻞ إيران كعﻀو كامﻞ‬ ‫العﻀوية في منﻈمة ﺷانغﻬاي؛ حيث أن‬ ‫العﻘوبات الدولية وقفت عﻘبة أمام ﲢﻘيق‬ ‫ذلﻚ في السابق‪ .‬وبدأت هﺬﻩ املنﻈمة تعطي‬ ‫منافسا‬ ‫مؤﺷرات ع ﱠدة علﻰ أنﻬا ﺳتكون‬ ‫ﹰ‬ ‫كبيرﹰا للواليات املتحدة األميركية في تلﻚ‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬ ‫وماذا عن الﻬند؟‬ ‫يبدو أن اإلقتصاد والطاقة يتصدران‬ ‫ملف العالقات اإليرانية ‪ -‬الﻬندية‪ ،‬وتبدو‬ ‫أولويات الﻬند لتعزيز عالقاتﻬا مﻊ إيران‬ ‫مرتكزة علﻰ الﻘطاعات اإلقتصادية ﲟا فيﻬا‬ ‫التﺠارة والطاقة والنﻘﻞ‪ ،‬وإن كانت العالقات‬ ‫السياﺳية تﺄخﺬ أبعادﹰا أخرﻯ حيث ﺳﻬﱠ لت‬ ‫إيران للﻬند الدخول إلﻰ أفغانستان وهو ما ترﻯ‬ ‫فيﻪ باكستان تﻬدي ﹰدا أمنيﹼﹰا لﻬا‪ .‬ومن املتوقﻊ أن‬ ‫يعزﱢﺯ اإلتفاﻕ النووي من العالقات البحرية بني‬ ‫إيران والﻬند خاصة مﻊ وجود بعﺾ املشاريﻊ‬ ‫التي أعاقتﻬا العﻘوبات‪ ،‬وو ﱠقعت الﻬند وإيران‬ ‫اتفا ﹰقا لتطوير ميناﺀ ﺷاﻩ بﻬار في جنوب‬ ‫ﺷرﻕ إيران‪ ،‬وهو امليناﺀ املطﻞ علﻰ خليﺞ‬ ‫ﹸعمان‪ ،‬قرب اﳊدود اإليرانية مﻊ باكستان‪ .‬وال‬ ‫تبدو باكستان راﺿية عن املشروﻉ حيث إن‬ ‫تشغيﻞ الرصيفني يتيح ألفغانستان اإلنفتاﺡ‬ ‫علﻰ منفﺬ بحري لعدم إﻃاللتﻬا علﻰ أي بحر‬ ‫ﳑا ﺳيﻘلﱢﻞ اعتمادها علﻰ باكستان‪ ،‬كما‬ ‫ﺳيتيح للﻬند الوصول إلﻰ أفغانستان دون‬ ‫اﳊاجة للمرور بباكستان‪.‬‬ ‫في كﻞ األحوال‪ ،‬فﺈن انعكاﺱ اإلتفاﻕ علﻰ‬ ‫املنطﻘة منوﻁ بتطبيﻘﻪ‪ .‬فﺈن كان التطبيق‬ ‫ﺳلسا ﹰ وﲡاوبت األﻃراف الغربية مﻊ ﻃﻬران‬ ‫خالل الفترة املﻘبلة‪ ،‬فﻬﺬا يعني مرونة إيرانية‬ ‫في السياﺳة اﳋارجية‪ .‬وفي حال تشدد هﺬﻩ‬ ‫األﻃراف‪ ،‬فﻬﺬا يعني عودة ﻃﻬران إلﻰ التشدد‬ ‫من جديد في ملفات السياﺳة األخرﻯ‪.‬‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬


‫منبر رأي‬

‫اﻷسد في موسﻜو‪ :‬استراتيﺠيا ‪ ..‬رساﺋﻞ وﺣﻞ سياسي‬ ‫”ﺯيارة كانت تاريﺨية“ بكﻞ املعاني‪ .‬وليس من‬ ‫الﻀروري التﺄكيد علﻰ أن مرحلة ما قبﻞ الزيارة‪،‬‬ ‫هي غير مرحلة ما بعدها‪ .‬وقد ال يكون من املبالغة‬ ‫الﻘول‪ :‬إن معركة جديدة قد اندلعت اﻵن‪ ،‬بعد أن‬ ‫أذاعت موﺳكو خبر الﻘمة التي جمعت بوتني‬ ‫واألﺳد‪ ،‬ونشرت بالصوت والصورة ما ﰎ تبادلﻪ من‬ ‫أحاديث مﺨصصة لوﺳائﻞ اإلعالم قبﻞ الدخول‬ ‫الﻰ الغرف املغلﻘة“‪.‬‬ ‫ﺯيارة الرئيس السوري بشار األﺳد الﻰ موﺳكو‬ ‫ولﻘاﺅﻩ مﻊ الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني‪ ،‬تستاهﻞ‬ ‫اﺨﻤﻟاﻃرة الفعلية من الرئيس السوري ومﻀيفيﻪ‬ ‫معان عديدة في وقت واحد‪ :‬إنﻬا‬ ‫الروﺱ‪ ،‬فﻬي ﲢمﻞ‬ ‫ﹴ‬ ‫تعزيز للعالقات االﺳتراتيﺠية الﻘائمة بني البلدين‬ ‫منﺬ ﺯمن ﻃويﻞ‪ ،‬وهي تبعث برﺳائﻞ كثيرة في‬ ‫اﲡاهات مﺨتلفة‪ ،‬وهي في النﻬاية تشي بانفراﺝ‬ ‫ﺳياﺳي في الصراﻉ السوري الﺬي دخلت عليﻪ‬ ‫أﻃراف محلية‪ ،‬عربية‪ ،‬إقليمية ودولية‪ .‬اإلنفراﺝ‬ ‫يعني حالﹰ ﺳياﺳيا ﹰ أقرب ﳑا يتصورﻩ اﳉميﻊ‪ .‬ذلﻚ‬ ‫وفﻘا ﹰ لتعبير بوتني في مكاملتﻪ األخيرة )اﳋميس‬ ‫‪ 22‬تشرين األول( مﻊ العاهﻞ األردني‪.‬‬ ‫قال الرئيس الروﺳي بعد نﻬاية الﻘمة مﻊ الرئيس‬ ‫السوري وأعاد تﺄكيدﻩ أثناﺀ مشاركتﻪ في منتدﻯ‬ ‫فالداي في ﺳوتشي علﻰ البحر األﺳود من ”أن‬ ‫اإلنتصار العسكري علﻰ اإلرهابيني لن ﹼ‬ ‫يحﻞ جميﻊ‬ ‫الﻘﻀايا‪ ،‬وإﳕا أيﻀا ﹰ ﺳوف يﻬيﺊ الﻈروف إلنطالﻕ‬ ‫العملية السياﺳية التي تشمﻞ جميﻊ مكونات‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬ألنﹼﻪ وحدﻩ ﺳوف يﻘ ﹼرر مصيرﻩ‪،‬‬ ‫ﲟشاركة دولية بعيدا ﹰ عن التﻬديدات واإلبتزاﺯ‬ ‫السياﺳي والعسكري“‪ ،‬مﻀيفاﹰ‪ ..‬اﺳتعداد‬ ‫روﺳيا لتنسيق خطتﻬا للحﻞ مﻊ األﻃراف األخرﻯ‬ ‫األهم‪ ،‬أن‬ ‫للﻘﻀاﺀ علﻰ اإلرهاب‪ ،‬مؤكدا ﹰ علﻰ‪ :‬أن‬ ‫ﹼ‬ ‫يﺠري التعامﻞ بنوايا صادقة بني حلفاﺀ‪ ،‬وليس بني‬ ‫أﻃراف متناقﻀة‪ .‬الﻘمة انعﻘدت بحﻀور أقطاب‬ ‫توهموا أ ﹼن‬ ‫اﳊكم في روﺳيا‪ ،‬وأخطﺄ كثيرون عندما ﹼ‬ ‫الزيارة جاﺀت الحتواﺀ الﻬﺠمات التي ﺷنﹼﻬا الغرب‬ ‫وحلفاﺅﻩ علﻰ الدور الروﺳي العسكري في اﳊرب‬ ‫علﻰ اإلرهاب في ﺳوريا‪ ،‬عبر محاولة تﻘدﱘ مبادرة‬ ‫ﺳياﺳية تالقي بني اﳋصوم في منتصف الطريق‪،‬‬ ‫تشددا ﹰ بينﻬم‪ ،‬تركيا والبعﺾ‬ ‫وخصوصا ﹰ األكثر‬ ‫ﹼ‬ ‫العربي‪ ،‬وبﺨاصة في امللف األكثر حساﺳية حول‬ ‫دور الرئيس السوري في ﹼ‬ ‫اﳊﻞ‪ ،‬وبﺨاصة أن األﻃراف‬ ‫الدولية واإلقليمية والبعﺾ عربية واﶈلية‪ ،‬بدأت‬ ‫تتكيف مﻊ قبول هﺬا الدور‪.‬‬ ‫وجﻬة نﻈر الرئيس بوتني تتمثﻞ في‪ :‬الﻘﻀاﺀ‬ ‫التام علﻰ اإلرهاب وبدون ذلﻚ فمن الصعب بدﺀ‬ ‫تسوية ﺳياﺳية‪ ،‬مشاركة من املعارﺿة املعتدلة‬ ‫في ﺳوريا كمكون من مكونات الشعب السوري‪،‬‬ ‫املشاركة الدولية البناﺀة البعيدة عن اإلبتزاﺯ‬ ‫والتﻬديد‪.‬‬ ‫الزيارة أعطت دفعة من الثﻘة للنﻈام السوري‪،‬‬

‫كان بحاجة إليﻬا‪ ،‬في ﻇﻞ تغول اﳉﻬات التي تريد‬ ‫اإلﻃاحة بﻪ‪ .‬الزيارة هي رد علﻰ التشويﻬات‪ ،‬التي‬ ‫تدعي بﺄن الرئيس السوري يﺨشﻰ مغادرة دمشق‬ ‫ﹼ‬ ‫خشية أن ال يعود‪ ،‬ألن الدائرة اﶈيطة بﻪ قد تنﻘلب‬ ‫عليﻪ‪ ،‬ووفﻘا ﹰ ملا ذكرﻩ موقﻊ الكرملني الرﺳمي‪ ،‬فﺈن‬ ‫الزيارة تؤكد عدم دقة هﺬﻩ التشويﻬات وﺯيفﻬا‬ ‫أيﻀاﹰ‪ .‬رﲟا يﺠادل البعﺾ بﺄن الرئيس السوري‬ ‫لم يتلق أي دعوة من دول عربية أو غربية منﺬ‬ ‫انفﺠار األﺯمة في بالدﻩ عام ‪ ،2011‬وحتﻰ لو تلﻘﻰ‬ ‫مثﻞ هﺬﻩ الدعوات‪ ،‬فﺈنﻪ لم يكن ليغادر خشية‬ ‫اعتراﺽ ﻃائرتﻪ في اﳉو‪ ،‬ورﲟا إﺳﻘاﻃﻬا‪ ،‬في ﻇﻞ‬ ‫الﻬيمنة األميركية علﻰ مﻘدرات العالم‪ ،‬فمن‬ ‫هي الدولة التي ﳝكن أن تتحدﻯ اإلدارة األميركية‪،‬‬ ‫وتوفر اﳊماية للرئيس السوري‪ ،‬غير روﺳيا‪.‬‬ ‫أراد الرئيس بوتني من الزيارة‪ :‬إثبات الدعم‬ ‫للنﻈام السوري وتﺄكيد ﺳيادة ﺳوريا وﺷرعية‬ ‫نﻈامﻬا ووحدة أراﺿيﻬا‪ .‬والزيارة في نفس الوقت‬ ‫رﺳالة إلﻰ أعداﺀ ﺳوريا الكثر‪ ،‬الﺬين حصروا‬ ‫همﻬم الوحيد في إدعاﺀ باﻃﻞ‪ ،‬عنوانﻪ ”اﳊرﺹ‬ ‫علﻰ الدﳝوقراﻃية في ﺳوريا“‪ ،‬وتطبيﻘاتﻬا‬ ‫في بلدانﻬم منﻬا براﺀ!‪ .‬الزيارة في نفس الوقت‬ ‫هي تﺄكيد علﻰ أن روﺳيا ماﺿية في ﺳوريا إلﻰ‬ ‫نﻬاية الشوﻁ‪ ،‬وأنﻬا أيﻀا ﹰ ماﺿية في مسيرتﻬا‬ ‫لتشكيﻞ قطب عاملي ﺁخر‪ ،‬وأن الساحة الدولية لم‬ ‫تعد مﺠاال ﹰ للعربدة األميركية فيﻬا‪ ،‬ولو حتﻰ عن‬ ‫ﻃريق عمالئﻬا املمولني‪ ،‬والدافعني لفواتير حروبﻬا‬ ‫ولصلفﻬا وﲢالفﻬا املعلن مﻊ العدو الصﻬيوني‪.‬‬ ‫الزيارة هي رﺳالة أيﻀا ﹰ لتركيا وألردوغان ﲢديداﹰ‪،‬‬ ‫بﺄن ال مﺠال ألحالم اإلمبراﻃورية العثمانية في‬ ‫هﺬا العصر‪ ،‬وال للتﺨطيﻂ إلعادة إنتاﺝ مرحلة‬ ‫السالﻃني العثمانيني‪ .‬الزيارة هي رﺳالة للبعﺾ‬ ‫العربي بﺄن ال يﺠمح بعيداﹰ‪ ..‬ال في خياالتﻪ وال في‬

‫‪٤٣‬‬

‫اﺷتراﻃاتﻪ‪ ،‬وأن هﺬا البعﺾ في النﻬاية ما هو إال‬ ‫ﹸمتلﻘﹼ ي ومﺄمور باتﺨاذ كﻞ اﳋطوات التي يفرﺿﻬا‬ ‫ويطلبﻬا السادة‪.‬‬ ‫ﺯيارة كانت ”تاريﺨية“ بكﻞ املعاني‪ .‬وليس من‬ ‫الﻀروري التﺄكيد علﻰ أن مرحلة ما قبﻞ الزيارة‪،‬‬ ‫هي غير مرحلة ما بعدها‪ .‬وقد ال يكون من‬ ‫املبالغة الﻘول‪ :‬إن معركة جديدة قد اندلعت اﻵن‪،‬‬ ‫بعد أن أذاعت موﺳكو خبر الﻘمة التي جمعت‬ ‫بوتني واألﺳد‪ ،‬ونشرت بالصوت والصورة ما ﰎﹼ‬ ‫تبادلﻪ من أحاديث مﺨصصة لوﺳائﻞ اإلعالم‬ ‫قبﻞ الدخول الﻰ الغرف املغلﻘة‪ ،‬ﳑا يعني أيﻀا ﹰ‬ ‫أن ردود الفعﻞ التي ﻇﻬرت مباﺷرة بعد الزيارة‪،‬‬ ‫تﺄكيد علﻰ أهميتﻬا‪ ،‬كما أن عاصفة التحليالت‬ ‫والتوقعات ﺳتستمر وبﺨاصة من قبﻞ أولئﻚ‬ ‫الﺬين ”حسموا“ أمورهم‪ ،‬ووعدوا السوريني‬ ‫والعرب والعالم‪ ،‬بﺄن ”األﺳد“ قد بات من املاﺿي‪،‬‬ ‫فيما ”الساحات“ املشتعلة وانتصارات اﳉيﺶ‬ ‫السوري‪ ،‬لم تﻘﻞ كلمتﻬا بعد‪ ،‬وهي وحدها التي‬ ‫ﺳتﹸﻘرﱢر اإلﲡاهات وتكشف عن اﳊﺠوم واألوﺯان‪،‬‬ ‫وتﻀﻊ اﳉميﻊ – وخصوصا ﹰ ﺷعوب املنطﻘة – أمام‬ ‫حﻘائق جديدة‪ ،‬أراد البعﺾ الطمس عليﻬا منﺬ‬ ‫ﺁذار ‪ ،2011‬لكنﻪ لم ولن يحصد ﺳوﻯ الفشﻞ‬ ‫واﳋيبة‪.‬‬ ‫بالنسبة لسوريا‪ ،‬فﺈن روﺳيا ‪ -‬منﺬ اﳊﻘبة‬ ‫السوفياتية ‪ -‬رأت فيﻬا بعدا ﹰ جغرافيا ﹰ وأمنيا ﹰ‬ ‫ملناﻃﻘﻬا ومناﻃق حلفائﻬا في اﳉمﻬوريات‬ ‫اإلﺳالمية‪ ،‬بالتالي ما يﺠري في ﺳوريا يؤثر بشكﻞ‬ ‫مباﺷر علﻰ الوﺿﻊ الروﺳي بكﻞ تفاصيلﻪ‪.‬‬ ‫منﺬ بداية الصراﻉ وقفت روﺳيا إلﻰ جانب‬ ‫ﺳوريا انطالقا ﹰ من اﺳتراتيﺠيتﻬا في املنطﻘة‪.‬‬ ‫ﺳوريا تدرﻙ هﺬﻩ اإلﺳتراتيﺠية منﺬ بدايات‬ ‫نشوئﻬا ولﺬلﻚ تﻘدمت بطلب لﻺنﻀمام لﻺﲢاد‬ ‫األوراﺳي‪ ،‬وفي أعوام ﺳابﻘة ﰎ توقيﻊ العديد من‬ ‫اإلتفاقيات بني البلدين‪.‬‬ ‫يبﻘﻰ الﻘول‪ :‬إنﻪ ومﻊ عوامﻞ الصراﻉ اﳉديدة في‬ ‫ﺳوريا واملنطﻘة عموما ﹰ واﻵخر اﳋفي علﻰ الساحة‬ ‫الدولية ‪ ..‬يﺠري تطوير للعالقة اإلﺳتراتيﺠية‬ ‫الﻘائمة أصالﹰ بني البلدين… أما ﺷكﻞ املساندة‬ ‫الروﺳية لسوريا فال ﲢددها فﻘﻂ أوﺿاﻉ ﺳوريا!‬ ‫وإﳕا أوﺿاﻉ املنطﻘة والساحة الدولية عموماﹰ!‬ ‫نتنياهو حاول إﺳتغالل الوﺿﻊ السوري ليبرﺯ دور‬ ‫كيانﻪ كالعب إقليمي في املنطﻘة!‪ ..‬لكنﻪ عاد‬ ‫من ﺯيارتﻪ ومﻘابلتﻪ لبوتني بﺨفي حنني!‬ ‫ﺯيارة األﺳد ملوﺳكو تشكﻞ بداية منعطف‬ ‫في مﺠمﻞ الصراﻉ السوري‪ ،‬ورﲟا تفتح اﻵفاﻕ‬ ‫ملنعطفات أخرﻯ في الصراعات الدائرة في‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬

‫ﺩ‪ .‬ﻓﺎﻳﺰ ﺭﺷﻴﺪ‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬

‫ترﻛيا تدفﻊ ﺛمن مغامراتها ورهاﻧاتها الﺨاﻁﺌة‬ ‫تعتبر منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ من املناﻃق‬ ‫األكثر أهمية في العالم‪ ،‬وذلﻚ نﻈرا ﹰ ألهميتﻬا‬ ‫اإلﺳتراتيﺠية علﻰ مر العصور وﺯادها أهمية وجود‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكﻞ اإلحتياﻃي األكبر‬ ‫اﺨﻤﻟزون النفطي الﺬي‬ ‫علﻰ مستوﻯ جميﻊ الﻘارات‪ ،‬هﺬا ما جعلﻬا محﻞ‬ ‫اهتمام الدول الكبرﻯ ألكثر من ﺳبب‪ ،‬واألهم‬ ‫ﻃرﻕ املواصالت وﺳبﻞ نﻘﻞ النفﻂ والغاﺯ‪ ،‬من هنا‬ ‫كانت األهمية اإلقتصادية والسياﺳية‪ ،‬وليس‬ ‫مبالغة ﹶمن يسيطر علﻰ املنطﻘة فﻬو بﺬلﻚ‬ ‫يسيطر علﻰ أهم مفاصﻞ التحكم واملنافسة‬ ‫ومصادر الثروة واألﺳواﻕ العاملية‪.‬‬ ‫وفي السنوات األخيرة تسارعت وتيرة األحداﺙ‬ ‫في املنطﻘة وألﻘت بتداعياتﻬا الثﻘيلة علﻰ‬ ‫مﺠمﻞ األوﺿاﻉ السياﺳية واإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعية لدول املنطﻘة‪ ،‬وتركيا واحدة‬ ‫من أكثر بلدان املنطﻘة تﺄثرا ﹰ باألحداﺙ بسبب‬ ‫موقعﻬا وﻃموحات قادتﻬا التي وصلت الﻰ درجة‬ ‫املبالغة الﻘصوﻯ واملغامرة‪ ،‬وهي اليوم ﺳتدفﻊ‬ ‫أثمانا ﹰ باهﻈة كنتاﺝ ﻃبيعي لكﻞ السياﺳات‬ ‫التي إتﹼبعتﻬا خالل السنوات الﻘليلة املاﺿية‪،‬‬ ‫من خالل تدخلﻬا السافر في الشؤون السورية‬ ‫وما تﻘوم بﻪ من دعم للعصابات املسلحة بﻬدف‬ ‫إﺿعاف ﺳوريا وفرﺽ الﻬيمنة علﻰ جزﺀ من‬ ‫األرﺽ السورية‪ ،‬ويعلم اﳉانب التركي أن حدود‬ ‫دورﻩ في ﺳوريا يبﻘﻰ محصورا ﹰ في العصابات‬ ‫التي أرﺳلﻬا وجﻬﹼ زها من أجﻞ التﺨريب وإﺷاعة‬ ‫حالة من عدم اإلﺳتﻘرار‪ ،‬ألن أذرعﻪ الﻘومية في‬ ‫ﺳوريا تبﻘﻰ هامشية أمام العرب واألكراد‪ ،‬لﺬلﻚ‬ ‫أراد حكام تركيا مدخالﹰ يعتمد علﻰ جماعات‬ ‫”اإلﺳالم السياﺳي“ مثﻞ حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫وحاول الرئيس التركي رجب ﻃيب أردوغان تسويق‬ ‫”جماعة اإلخوان املسلمني“ في ﺳوريا من خالل‬ ‫مساعيﻪ إلدخالﻬا في منﻈومة اﳊكم بكافة‬ ‫السبﻞ‪ ،‬وبدأ في نصائحﻪ املسمومة في بداية‬ ‫إندالﻉ األﺯمة في ﺳوريا‪ ،‬لكن املوقف الصلب‬ ‫والشﺠاﻉ الﺬي أبدتﻪ الﻘيادة السورية‪ ،‬جعلت‬ ‫أردوغان يبحث في أﺳاليب أخرﻯ واﺳتﺨدام‬ ‫الﻘوة من خالل اإلﺳتعانة بﺄدوات التﺨريب وفتح‬ ‫اﳊدود أمام العصابات املﺄجورة التي أتت من‬ ‫أصﻘاﻉ املعمورة‪ ،‬لﺬلﻚ ﺳادت حالة من التناحر‬ ‫والتحارب في صفوف اﳉماعات التي تدعي أحﻘية‬ ‫ﲤثيﻞ اإلﺳالم السياﺳي‪ ،‬كما أن هناﻙ املصالح‬ ‫ثم اإلنزالﻕ الﻰ‬ ‫املادية ألمراﺀ اﳊرب واﳋراب ومن ﹼ‬ ‫أجواﺀ املنافسة والتطرف‪.‬‬ ‫وهﺬا ﹼ‬ ‫يﺬكرنا ﲟا حصﻞ في مصر عندما أصبح‬ ‫التطرف عنوان عمﻞ ”اإلخوان“ هناﻙ قبﻞ الﻘﻀاﺀ‬ ‫علﻰ حكمﻬم‪ ،‬وهﺬا ينطبق علﻰ إخوان تركيا‪،‬‬ ‫ويﻀاف الﻰ ذلﻚ حالة املراوغة التي تصنﹼف‬ ‫أﺳلوب عمﻞ أردوغان وجماعتﻪ التي تتس ﹼلح‬ ‫بالتكوين العلماني األتاتوركي في الدولة التركية‬ ‫ويﻀاف إليﻬا النزعة الﻘومية ﳊزب أردوغان‬ ‫اإلﺳالمي الﺬي يحكم تركيا‪ ،‬لﺬلﻚ يستﺨدم‬ ‫أردوغان كافة تلﻚ العوامﻞ حسب مﻘتﻀﻰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫تركيا تدفﻊ ثمن ﲢالفاتﻬا مﻊ اإلرهاب‬

‫اﳊال‪ ،‬وهﺬﻩ املواصفات ﲡعﻞ اﳉانب األميركي‬ ‫مترددا ﹰ أمام تصرفات ﺷريكﻪ التركي ”الﻘومية‬ ‫اإلﺳالمية“‪.‬‬ ‫ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﲢﺎﻟﻔﻬﺎ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﲔ‬ ‫خسرت تركيا مصداقيتﻬا في املنطﻘة والعالم‬ ‫أمام أول إمتحان لﻬا في املنطﻘة عندما تﺂمرت‬ ‫علﻰ ﺳوريا‪ ،‬وﺿاعت أحالمﻬا في أن تكون الدولة‬ ‫املﻬيمنة في املنطﻘة وذات اليد الطولﻰ‪ ،‬وهي‬ ‫التي رهنت ﺳياﺳتﻬا ومواقفﻬا وموقعﻬا من‬ ‫أجﻞ ﲢﻘيق أهداف أكبر من حﺠمﻬا وإمكانياتﻬا‪،‬‬ ‫وعلﻰ الصعيد اإلقتصادي خسرت أﺳواﻕ ﺳوريا‬ ‫والعراﻕ ومصر ولبنان‪ ،‬واألهم فﻘدان الثﻘة‬ ‫بﻬا‪ ،‬وﺿاعت كﻞ اإلمتياﺯات واﳊوافز وﺿ ﹼيعت‬ ‫اإلﺳتﻘرار واألمن واألمان علﻰ حدودها مﻊ ﺳوريا‬ ‫وذلﻚ بعد تدخلﻬا السافر واملشني في األﺯمة‬ ‫السورية‪ ،‬وهي التي ﺷﺠعت اإلرهاب وتبنتﻪ ﺳرا ﹰ‬ ‫وعالنية من أجﻞ ﲢﻘيق أهداف ﺳياﺳية‪ ،‬وعملت‬ ‫علﻰ اﺳتحﻀار املاﺿي بكﻞ ما فيﻪ من جروﺡ‬ ‫وهمﺠية وراودتﻬا أحالمﻬا اإلمبراﻃورية بﺄنﻬا‬ ‫ﺳتصبح األمر الناهي في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وتركيا التي ﺳرقت لواﺀ اإلﺳكندرون بالتنسيق‬ ‫مﻊ الدول اإلﺳتعمارية‪ ،‬ﲢاول اﺳتنساﺥ املاﺿي‬ ‫األليم من خالل أﻃماعﻬا اﳉديدة في الشمال‬ ‫السوري‪ ،‬وهي التي اﺳتﺨدمت عصاباتﻬا لسرقة‬ ‫معامﻞ حلب الشﻬباﺀ في وﺿح النﻬار وأرادت‬ ‫بﺬلﻚ الﻘﻀاﺀ علﻰ النﻬﻀة اإلقتصادية التي‬ ‫جعلت من ﺳوريا واحة للعطاﺀ واألمﻞ لبناﺀ‬ ‫ﺳوريا اﳊديثة‪.‬‬ ‫وحكام تركيا قرأوا األوﺿاﻉ في املنطﻘة برﺅية‬ ‫عثمانية جديدة‪ ،‬كما لو أن ﺳوريا والية تابعة لﻬا‪،‬‬ ‫وهي بﺬلﻚ ﺷ ﹼرعت لنفسﻬا التدخﻞ في ﺷؤون بلد‬

‫‪٤٤‬‬

‫مﺠاور فتح لﻬا األبواب للتعاون من أجﻞ املصلحة‬ ‫املشتركة وكرامة اإلنسان‪ ،‬لكن تركيا خانت‬ ‫األمانة عندما اﺳتﻘدمت اإلرهابيني من كافة‬ ‫أرجاﺀ املعمورة‪ ،‬وأصبحت راعية ألكثر التنﻈيمات‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬اﺳتﺨدمت من الدين اإلﺳالمي ﺳتارا ﹰ‬ ‫وهدفﻬا السيطرة علﻰ املنطﻘة ووﺿعت نصب‬ ‫عينيﻬا ﺷعار تغيير النﻈام في ﺳوريا كمدخﻞ‬ ‫لتحﻘيق أهدافﻬا الدنيئة‪ ،‬وهي ﹶمن ﺷ ﹼرعت‬ ‫عداﺀها ملصر وليبيا وبعﺾ دول اﳋليﺞ‪.‬‬ ‫مدت تركيا‬ ‫ويسﺄلون ماذا فعلت تركيا أردوغان؟ ﹼ‬ ‫اإلرهابيني بالسالﺡ وبكافة أنواعﻪ وﰎﹼ تدريبﻬم‬ ‫ﲢت ذريعة دعمﻬا ملا يسمﻰ املعارﺿة‪ ،‬واﺳتمر‬ ‫ذلﻚ ﻃيلة السنوات املاﺿية ومنﺬ ربيﻊ العام‬ ‫‪ 2011‬وحتﻰ اللحﻈة الراهنة‪ ،‬وفي هﺬا اﺠﻤﻟال‬ ‫وصفت صحيفة ”ﺯمان“ إفالﺱ حكام تركيا ﲟا‬ ‫نشرتﻪ‪” :‬كنا ﺳنكون العثمانيني اﳉدد‪ ،‬ولن‬ ‫تتحرﻙ ورقة في الشرﻕ األوﺳﻂ من دون إرادتنا‪،‬‬ ‫لكننا أفﻘنا من أحالمنا علﻰ صوت الطائرات‬ ‫الروﺳية‪ ،‬وهي تﻘصف في ﺳوريا‪ ،‬نحن اﻵن في‬ ‫إفالﺱ كامﻞ للسياﺳات التركية ﲡاﻩ ﺳوريا‪،‬‬ ‫إنتﻬﻰ اﳊلم العثماني وال عمق وال اﺳتراتيﺠية‬ ‫وال عﻘﻞ وال فراﺳة“‪ ،‬وتﻘول الصحيفة‪” :‬إنتﻬت‬ ‫تركيا معزولة في ﺳياﺳتﻬا عن العالم كلﻪ‪ ،‬أما‬ ‫األﺳد الﺬي عملت تركيا علﻰ إعطاﺀ السالﺡ من‬ ‫دون حدود للمعارﺿة إلﺳﻘاﻃﻪ‪ ،‬ها هو يتحول‬ ‫الﻰ حالة ال ﳝكن ﲡاهلﻬا بالنسبة للعالم‪ ،‬لﻘد‬ ‫اصطدمت تركيا باﳊائﻂ في الداخﻞ واﳋارﺝ“‪.‬‬ ‫وفي مواجﻬة العدوان التركي وأدواتﻪ صمدت‬ ‫ﺳوريا وقاومت الﻬﺠمة اإلرهابية‪ ،‬وﺳﻘطت‬ ‫مشاريﻊ التﻘسيم والتفتيت وإثارة اﳊروب‬ ‫الدينية‪ ،‬وﺳﻘطت لعبة التكفيريني وأفكارهم‬ ‫السوداﺀ التي ﺷ ﹼوهت مفﻬوم اﳉﻬاد الﺬي هو في‬ ‫األﺳاﺱ دفاﻉ عن الوﻃن واألمة والوقوف بوجﻪ‬ ‫الغزو اإلﺳتعماري‪.‬‬


‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ‬ ‫ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ‬ ‫وثبت أن السياﺳة التركية ﲡاﻩ ﺳوريا لم‬ ‫ﲢﻘق أهدافﻬا وال ﲤلﻚ أي خطة بديلة بعد أن‬ ‫وﺿعت ﺷعار ”إﺳﻘاﻁ النﻈام“ في أولﻰ أولوياتﻬا‬ ‫وﺳﺨرت لﻪ كﻞ اإلمكانيات املادية والعسكرية‬ ‫واإلقتصادية والسياﺳية‪ ،‬وهﺬا يدل علﻰ عدم‬ ‫واقعية تلﻚ األهداف والﻘراﺀة اﳋاﻃئة لﻸوﺿاﻉ‪،‬‬ ‫وعلﻰ الصعيد الداخلي التركي تراجعت حﻈوﻅ‬ ‫”حزب العدالة والتنمية“ في نيﻞ أغلبية برملانية‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳتمكن أردوغان وﻃغمتﻪ اﳊاكمة من‬ ‫كانت‬ ‫اإلﺳتمرار بنفس السياﺳات السابﻘة‪.‬‬ ‫وفي حصاد أعمالﻪ وعدوانﻪ‪ ،‬إﺳتفاﻕ أردوغان‬ ‫ومعﻪ صاحب ”العمق اإلﺳتراتيﺠي“ ليﺠد أن‬ ‫روﺳيا وقد أصبحت علﻰ حدود تركيا اﳉنوبية‬ ‫وبني ﹼ‬ ‫فكي الكماﺷة الروﺳية وهﺬﻩ ﺳابﻘة لم‬ ‫تعﻬدها تركيا منﺬ اﳊﻘبة العثمانية األولﻰ‪،‬‬ ‫والنتيﺠة األهم لﻬﺬا التطور النوعي‪ ،‬ﰎﹼ إصابة‬ ‫حكام تركيا بالصدمة‪ ،‬وخاصة في ﻇﻞ تﺄكيدات‬ ‫روﺳية ع ﹼبر عنﻬا أحد الﻘادة ”أن العملية‬ ‫العسكرية الروﺳية مستمرة وصوال ﹰ الﻰ اﳊدود‬ ‫التركية“‪.‬‬ ‫وما بني اإلفالﺱ التركي واإلقدام الروﺳي‬ ‫الفاعﻞ في محاربة اإلرهاب علﻰ األرﺽ السورية‪،‬‬ ‫تبدو اﳋسائر التركية باهﻈة التكلفة ووقعﻬا‬ ‫ﲟثابة الكارثة التي ح ﹼلت دون ﺳابق إنﺬار‪ ،‬ويﻀاف‬ ‫إليﻬا اﳋسائر املعنوية التي ﹸمنيت بﻬا تركيا وهي‬ ‫خسائر من ﻃبيعة اﺳتراتيﺠية في مﺠملﻬا‪،‬‬ ‫وأﺿاعت تركيا فرصة ذهبية عندما حﻈيت‬ ‫بعروﺽ إقتصادية روﺳية‪ ،‬مثﻞ ما اتفق عليﻪ بني‬ ‫البلدين ملد خﻂ أنابيب الغاﺯ الطبيعي الروﺳي‬ ‫ثم الﻰ اليونان وما‬ ‫عبر األراﺿي التركية ومن ﹼ‬ ‫يعنيﻪ ذلﻚ من مكاﺳب مادية لتركيا‪ ،‬وجميعﻬا‬ ‫ﺿاعت بسبب السياﺳة التركية املغامرة‬ ‫والعدﳝة الرﺅية‪.‬‬ ‫وفي املﻘابﻞ اﺳتطاعت السياﺳة الروﺳية أن‬ ‫تلتقﻂ أهمية اللحﻈة الراهنة من خالل رﺅية واﺿحة‬ ‫وبعيدة املدﻯ‪ ،‬ورأت في الصمود السوري في مواجﻬة‬ ‫الﻬﺠمة اإلرهابية املدعومة من تركيا و ﹶمن يﻘف‬ ‫معﻬا كمحطة فاصلة‪ ،‬وبدأت روﺳيا العمﻞ من خالل‬ ‫غرفة عمليات رباعية تﻀم إليﻬا إيران وﺳوريا والعراﻕ‬ ‫وحانت ﳊﻈة التغيير الكبير عندما بدأت الطائرات‬ ‫الروﺳية تدﻙ مواقﻊ اإلرهابيني معلنة بداية النﻬاية‬ ‫لكﻞ املشاريﻊ الﻬدامة التي ﺳﺨرت اإلرهاب لتحﻘيق‬ ‫أهدافﻬا‪ ،‬وكشف الدخول الروﺳي الفعال مدﻯ ﺯيف‬ ‫اﳊرب علﻰ اإلرهاب ﲢت قيادة التحالف األميركي‬ ‫الﺬي إنطلق قبﻞ ﺳنة وكانت النتيﺠة تﻘدم ”داعﺶ“‬ ‫وأمثالﻬا من اﳉماعات اإلرهابية من ”جيﺶ الفتح“‬ ‫وغيرﻩ املدعوم تركيا ﹰ وخليﺠياﹰ‪.‬‬ ‫إن دخول العامﻞ الروﺳي في معادلة الصراﻉ في‬ ‫المنطﻘة وبﻘوة نوعية‪ ،‬خلق وقائﻊ جديدة في الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ بﺄكملﻪ وفي ﺳوريا بشكﻞ خاﺹ‪ ،‬ﹼ‬ ‫وﺷكﻞ ﺿربة‬ ‫قوية للدول اإلقليمية التي تدعم وتوجﻪ عمﻞ اﳉماعات‬ ‫املسلحة ﲢت مسمﻰ ”معارﺿة“‪ ،‬وفي اﶈصلة ﰎﹼ توجيﻪ‬ ‫صفعة قوية للغطرﺳة التركية وأربﻚ اﳊسابات جميعﻬا‬ ‫تشدﻕ بﻬا أردوغان تركيا‪.‬‬ ‫وقزﹼم األهداف التي ﻃاملا‬ ‫ﹼ‬

‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺗﺘﻐﻴﹼﺮ ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫وفي النتائﺞ املباﺷرة التي تبلورت بالدخول‬ ‫الروﺳي ﺳاحة الصراﻉ املباﺷر في املنطﻘة‪ ،‬ﰎﹼ‬ ‫إﺿعاف اﳉماعات املدعومة من تركيا والسعودية‬ ‫وقطر‪ ،‬واملالحﻆ أن روﺳيا حاولت في البدﺀ العمﻞ‬ ‫علﻰ إقناﻉ تلﻚ الدول باإلنﻀمام الﻰ ﲢالف‬ ‫إقليمي ﶈاربة اإلرهاب وتكون الدولة السورية‬ ‫جز ﹰﺀا منﻪ‪ ،‬لكنﻬا جوبﻬت بالرفﺾ‪ ،‬وهﺬا ما ﺳمح‬ ‫لروﺳيا كشف الوجﻪ اﳊﻘيﻘي ألهداف ومﺂرب‬ ‫تلﻚ الدول وحﻘيﻘة ما تﻘوم بﻪ من دعم اﳉماعات‬ ‫التﺨريبية‪.‬‬ ‫وتعتبر تركيا أكبر اﳋاﺳرين من الدخول‬ ‫العسكري الروﺳي الﻰ املنطﻘة‪ ،‬وذلﻚ بحكم‬ ‫دورها في الشمال السوري‪ ،‬ومن ﺷﺄن التداعيات‬ ‫اﶈتملة أن تؤثر في املنطﻘة الﻰ درجة ما‪ ،‬تكون‬ ‫أبعد من اﳊرب علﻰ ”داعﺶ“ والﻰ إعادة ترتيب‬ ‫أوﺿاﻉ املنطﻘة بغير ما تشتﻬي تركيا والدول‬ ‫األخرﻯ التي تشاركﻬا الﻬدف والوﺳيلة‪ ،‬وهﺬا‬ ‫يﹸفسح اﺠﻤﻟال أمام روﺳيا لتحﻘيق عدة أهداف‬ ‫اﺳتراتيﺠية ﲟا فيﻬا تغيير قواعد الصراﻉ في‬ ‫املنطﻘة وليس علﻰ اﳊدود السورية مﻊ تركيا‬ ‫فﻘﻂ وإﳕا يتعداﻩ ليصيب الداخﻞ التركي‬ ‫ومعادالتﻪ‪ ،‬وتبدو تركيا عاجزة وهي ترﻯ قواعد‬ ‫اللعبة امليدانية وهي تتغ ﹼير‪.‬‬ ‫وﻃاملا دعت تركيا إلقامة ”املنطﻘة اﻵمنة“‬ ‫وﻩي التعبير املم ﹼوﻩ عن أهدافﻬا في اقتطاﻉ جزﺀ‬ ‫من األراﺿي السورية مستغلة اﳊالة الراهنة‬ ‫ومستثمرة عدوانﻬا السافر‪ ،‬هﺬا الﻬدف أصبح في‬ ‫مﻬب الريح‪ ،‬وكﺬلﻚ فﺈن إقامة منطﻘة حﻈر جوي‬ ‫ﺳدا ﹰ‬ ‫الﻬدف منﻬا حماية اﺠﻤﻟموعات اإلرهابية دونﻪ ﹼ‬ ‫منيعا ﹰ أرﺳتﻪ روﺳيا بوجودها العسكري وال ﺳبيﻞ‬ ‫لتحﻘيق األهداف التركية‪.‬‬ ‫وأﻇﻬر اﳉانب الروﺳي خرقا ﹰ ﺷديدا ﹰ حيال التفكير‬ ‫التركي في إقامة هﺬﻩ املنطﻘة‪ ،‬وهي تﺄتي ردا ﹰ علﻰ‬ ‫تصريحات رئيس اﺠﻤﻟلس األوروبي الﺬي أعلن عﻘب‬ ‫لﻘائﻪ الرئيس التركي رجب ﻃيب أردوغان‪” :‬أن اإلﲢاد‬ ‫األوروبي مستعد ملناقشة كﻞ املوﺿوعات مﻊ تركيا‬ ‫ﲟا فيﻬا املنطﻘة العاﺯلة“‪.‬‬ ‫جاﺀت روﺳيا لترﺳم اﳊدود اﳉديدة للصراﻉ في‬ ‫ﺳوريا واملنطﻘة والعالم‪ ،‬وهي عاﺯمة علﻰ هزﳝة‬ ‫اإلرهاب الﺬي يﻬدد ﺳوريا وصوال ﹰ الﻰ روﺳيا‪ ،‬وفي‬ ‫حساباتﻬا أن اإلرهاب ﺳينتﻘﻞ من ﺳوريا الﻰ‬ ‫الﻘوقاﺯ وعبر تركيا بالﺬات‪ ،‬لﺬلﻚ جاﺀت روﺳيا لتربح‬ ‫اﳊرب علﻰ اإلرهاب‪ ،‬وهي بﺬلﻚ ترﺳم معادالت‬ ‫تواﺯنية تتيح فرصة أخرﻯ ملسار حﻞ ﺳياﺳي لﻸﺯمة‬ ‫في ﺳوريا‪ ،‬واختارت روﺳيا ﳊﻈة ال ﳝكن فيﻬا أن‬ ‫يتﻬمﻬا أحد بﺄن خطوتﻬا غير ﺷرعية‪ ،‬وتفاجﺄت‬ ‫تركيا بحزم روﺳيا حليفة ﺳوريا وبﻬﺬﻩ الطريﻘة‬ ‫الﻘوية‪.‬‬ ‫لم تفلح التﻬديدات التركية التي روﺝ لﻬا أردوغان‬ ‫نفسﻪ بﺄن روﺳيا ﺳتﺨسر الكثير في حال خسرت‬ ‫عالقتﻬا بتركيا‪ ،‬وأﺷار الﻰ النواحي اإلقتصادية‬ ‫ألنﻬا هاجسﻪ األول‪ ،‬لكن أقوالﻪ ليس لﻬا من‬ ‫ترجمة علﻰ أرﺽ الواقﻊ‪ ،‬ألن اإلﺳتثمارات التركية‬ ‫في روﺳيا هي املﻬددة وتبلﻎ قيمتﻬا نحو ‪ 52‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وأنﻘرة ال مصلحة لﻬا في توتير عالقاتﻬا‬

‫‪٤5‬‬

‫مﻊ روﺳيا وخاصة في وقت تتسم فيﻪ عالقات‬ ‫أردوغان بالتوتر مﻊ الدول األوروبية وواﺷنطن‬ ‫حول الكثير من الﻘﻀايا ومنﻬا الصراﻉ وأولوياتﻪ‬ ‫وموﺿوﻉ الالجئني الﻰ أوروبا وملف األكراد‪.‬‬ ‫وأنﻬﻰ الوجود الروﺳي ﺷعارات كانت تركيا‬ ‫ترفعﻬا وتروﺝ لﻬا‪ ،‬وأصبح هدف إقامة منطﻘة عاﺯلة‬ ‫ﺳاقطا ﹰ منطﻘيا ﹰ وعملياﹰ‪ ،‬وبالنسبة ملنطﻘة حﻈر‬ ‫الطيران التي أرادها أردوغان تغ ﹼيرت مفاهيمﻬا وعكس‬ ‫ما أرادﻩ‪ ،‬وبات الطيران الروﺳي والسوري هو املسيطر‬ ‫وﺳﻘطت منﻈومة قواعد اإلﺷتباﻙ السابﻘة‪ ،‬وما‬ ‫قالﻪ الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني من ”أن التدخﻞ‬ ‫الروﺳي جاﺀ بناﺀ علﻰ ﻃلب الرئيس السوري بشار‬ ‫األﺳد“‪ ،‬هﺬا لﻪ حساباتﻪ وهي داللة بالغة تشير الﻰ‬ ‫ﻃبيعة املواجﻬة اﳉديدة‪ ،‬وبﺬلﻚ ﺿﹸ ربت ﺷعارات‬ ‫أنﻘرة‪ ،‬ولم يب ﹶق أمامﻬا ﺳوﻯ اإلﺳتعانة بحلف‬ ‫ﺷمال األﻃلسي الﺬي يدرﻙ أنﻪ عاجز عن التدخﻞ وال‬ ‫يريد تطوير الوﺿﻊ الﻰ حرب عاملية ثالثة‪.‬‬ ‫وتدفﻊ تركيا ثمن مغامراتﻬا اﺠﻤﻟنونة ورهاناتﻬا‬ ‫اﳋاﻃئة بعد أن أفلت ﺯمام املبادرة من يدها‪ ،‬وهي‬ ‫بانتﻈار املزيد من الوقائﻊ امليدانية علﻰ األرﺽ وصوال ﹰ‬ ‫الﻰ ﻃاولة مفاوﺿات ﲢول دون تغيير املواﺯين لغير‬ ‫مصلحة روﺳيا وﺳوريا وإيران‪ ،‬وروﺳيا بﺬلﻚ ترﺳﺦ‬ ‫معادلة الربح وجاﺀت لتربح اﳊرب علﻰ اإلرهاب‬ ‫وداعميﻪ‪ ،‬وهي حرب يستفيد منﻬا كﻞ الﺬين تﺄذوا‬ ‫من ﺳياﺳات قطﻊ الرﺅوﺱ وتدمير التراﺙ وعثمنة‬ ‫املنطﻘة وإﺷاعة أجواﺀ اﳋراب والتدمير‪.‬‬ ‫وﺳلطة أردوغان هي أبرﺯ اﳋاﺳرين من دخول‬ ‫العامﻞ الروﺳي علﻰ خﻂ محاربة اإلرهاب ويﻘيد‬ ‫يدي تركيا في محاولتﻬا التﻀييق علﻰ األكراد في‬ ‫داخﻞ تركيا وخارجﻬا‪ ،‬وبنفس الوقت ما يحصﻞ‬ ‫يعد مكسبا ﹰ للﻘﻀية الكردية وﺳيمنﻊ الﻀربات‬ ‫التركية لﻘواعد حزب العمال الكردﺳتاني‪،‬‬ ‫وﺳيﻘطﻊ الطريق علﻰ محاوالت تركيا إلنتزاﻉ‬ ‫إعتراف دولي بﺈدارة ”منطﻘة عاﺯلة“ ﲤتد علﻰ ﻃول‬ ‫حدودها مﻊ ﺳوريا‪ ،‬وتﻘرب الوقت الﺬي يﺠعﻞ تركيا‬ ‫تدفﻊ ثمن اﺳتﺨدامﻬا ورقة الﻘوﻯ اإلﺳالموية‬ ‫”اﳉﻬادية“‪.‬‬ ‫أثبتت اإلنتﺨابات البرملانية التركية التي جرت في‬ ‫أول تشرين الثاني ‪ ،2015‬أن تركيا ماﺯالت في دائرة األﺯمة‬ ‫تﺄت باﳉديد في‬ ‫علﻰ مستوﻯ املنطﻘة‪ ،‬واإلنتﺨابات لم ﹺ‬ ‫مﻀمونﻬا‪ ،‬لكنﻬا كانت فرصة و ﹼفرها الرئيس التركي‬ ‫رجب ﻃيب أردوغان الﺬي رفﺾ منح املعارﺿة التركية‬ ‫تشكيﻞ اﳊكومة رغم نيلﻬا ‪ ٪ ٦0‬من مﻘاعد البرملان‬ ‫في إنتﺨابات حزيران ‪.2015‬‬ ‫وجديد نتائﺞ اإلنتﺨابات األخيرة‪ ،‬لم تتراجﻊ نسبة‬ ‫أصوات أحزاب املعارﺿة‪ ،‬لكن نسبة التصويت ﺯادت عن‬ ‫اإلنتﺨابات السابﻘة كما يدعي مد ﹼبرو هﺬا السيناريو‪،‬‬ ‫ويﻘول داوود أوغلو ”إن في ذلﻚ إنتصار للدﳝﻘراﻃية‬ ‫والشعب“ والسؤال أين كانت الدﳝﻘراﻃية في‬ ‫اإلنتﺨابات السابﻘة؟‬ ‫النتائﺞ األولية لﻺنتﺨابات اﳉديدة‪ ،‬أعطت حزب‬ ‫العدالة والتنمية ‪ ٪ ٤9,٤‬من أصوات الناخبني‪ ،‬وحزب‬ ‫الشعب اﳉمﻬوري ‪ ٪ 25‬وخزب اﳊركة الﻘومية ‪،٪ 12‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳيتمكن‬ ‫وحزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية ‪ ٪ 10,1٤‬وبﺬلﻚ‬ ‫حزب العدالة والتنمية من نيﻞ النصف ‪ 1 +‬في البرملان‬ ‫التركي ما يؤهلﻪ من تشكيﻞ اﳊكومة ﲟفردﻩ‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫فلسطين تنتفض في مواجهة الغزاة الصهاينة‬ ‫فلسطني تنتفﺾ في مواجﻬة الغزاة الصﻬاينة‬

‫واجﻪ الشعب الفلسطيني اإلﺳتعمار‬ ‫الصﻬيوني اإلﺳتيطاني عبر تاريﺨﻪ‬ ‫الطويﻞ‪ ،‬ولم تتوقف إنتفاﺿاتﻪ وهي ثورات‬ ‫متتالية وهو يواجﻪ أعتﻰ أنواﻉ اإلﺳتعمار‬ ‫اإلجالئي الﺬي يﻬدف الﻰ السيطرة علﻰ‬ ‫األرﺽ وتﻬﺠير السكان األصليني من‬ ‫أصحاب األرﺽ‪.‬‬ ‫وفي حني ارتكب العدو اﺠﻤﻟاﺯر البشعة‬ ‫لتصفية قﻀية الشعب الفلسطيني‬ ‫ولترهيبﻪ وتﻬﺠيرﻩ من أرﺿﻪ‪ ،‬إﺳتمر‬ ‫نﻀال الشعب الفلسطيني في داخﻞ‬ ‫فلسطني اﶈتلة وخارجﻬا واﺳتﺨدم‬ ‫ﺷتﹼﻰ السبﻞ وعلﻰ كافة األصعدة من‬ ‫أجﻞ تثبيت حﻘﹼ ﻪ في أرﺿﻪ وترﺳيﺦ‬ ‫إنتمائﻪ ألمتﻪ‪ ،‬وجوهر الصراﻉ في الوﻃن‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫بني الشعب الفلسطيني صاحب األرﺽ‬ ‫وبني املستوﻃنني الصﻬاينة علﻰ العالقة‬ ‫برقعة األرﺽ الفلسطينية نفسﻬا‪.‬‬ ‫وﺳعﻰ الصﻬاينة وما انفكوا الﻰ‬ ‫اﺳتكمال عملية إجالﺀ هﺬا الشعب عن‬ ‫أرﺿﻪ‪ ،‬وماﺯال الصراﻉ محتدما ﹰ منﺬ حوالي‬ ‫قرن من الزمن‪ ،‬والكيان الصﻬيوني ﳝعن‬ ‫في العمﻞ علﻰ ﲡسيد مشروعﻪ ﲟواصلة‬ ‫اﺳتيطانﻪ وتﻬويد األرﺽ‪.‬‬ ‫أثبتت األحداﺙ عﻘم ما يسمﻰ‬ ‫”مفاوﺿات ﺳالم“ وهي مﺠرد مسرحية‬ ‫من اإلتفاقيات واملؤﲤرات مثﻞ أوﺳلو‬ ‫وأنابوليس وما بعدها‪ ،‬فﻬي محاوالت‬ ‫مكشوفة يﻘوم بﻬا العدو و ﹶمن يدعمﻪ‬ ‫لكسب املزيد من الوقت لتﻬويد األرﺽ‬

‫‪٤٦‬‬

‫واﺳتكمال مشروعﻪ في ترحيﻞ ﹶمن‬ ‫بﻘي من الفلسطينيني علﻰ أرﺿﻬم‬ ‫التاريﺨية‪.‬‬ ‫ويستمر ﺷعبنا الفلسطيني في‬ ‫ثورتﻪ املتﺠددة وهدفﻪ التحرير والعودة‪،‬‬ ‫وما تشﻬدﻩ الﻘدﺱ وبﻘية األراﺿي‬ ‫الفلسطينية اﶈتلة من إنتفاﺿة‬ ‫مستمرة في مواجﻬة اﶈتﻞ ما هي إال دليال ﹰ‬ ‫علﻰ اﺳتمرار راية الكفاﺡ حتﻰ النصر‪.‬‬ ‫وفي الﺬكرﻯ السنوية الثانية إلنتفاﺿة‬ ‫”األقصﻰ“‪ ،‬إنطلﻘت إنتفاﺿة فلسطينية‬ ‫ثالثة‪ ،‬أﻃلﻘﻬا ﺷعبنا املناﺿﻞ بحسﻪ‬ ‫الوﻃني واﺳتعدادﻩ للتﻀحية وﳊماية‬ ‫مﻘدﺳاتﻪ والتمسﻚ بﺄرﺿﻪ‪ ،‬وهي حلﻘة‬ ‫في ﺳلسلة ﻃويلة من العمﻞ املستمر‬


‫إلبﻘاﺀ الﻘﻀية حية في نفوﺱ اﳉماهير‬ ‫الفلسطينية والعربية‪ ،‬وهي أيﻀا ﹰ تﺄتي‬ ‫ر ﹼدا ﹰ أوليا ﹰ مباﺷرا ﹰ علﻰ مﺠرم اﳊرب بنيامني‬ ‫نتنياهو وحكومة الناﺯيني اﳉدد ور ﹼدا علﻰ‬ ‫وﺯير التعليم املستوﻃن نفتالي بنيت الﺬي‬ ‫دعا الﻰ ”إبادة الفلسطينيني“ ووﺯير الزراعة‬ ‫اإلﺳرائيلي أوري أرييﻞ‪ ،‬وهو من حزب ديني‬ ‫إرهابي‪ ،‬ﺯار اﳊرم الشريف مرة بعد مرة‬ ‫وﲢدﺙ عن ”بناﺀ هيكﻞ ثالث“ والبحث في‬ ‫اﳋرافات‪ ،‬وفي الواقﻊ هناﻙ اﳊرم الشريف‬ ‫وفيﻪ املسﺠد األقصﻰ وقبة الصﺨرة‬ ‫املشرفة‪.‬‬ ‫والتحريﺾ اإلعالمي الﺬي يﻘوم بﻪ العدو‬ ‫من فلسطني اﶈتلة الﻰ الواليات املتحدة‬ ‫مسؤول بالتساوي مﻊ حكومة العدو‬ ‫الصﻬيوني عن قتﻞ أﻃفال فلسطني‬ ‫يتحدﺙ اإلعالم‬ ‫وﺷبابﻬا‪ ،‬وليس صدفة أن‬ ‫ﹼ‬ ‫األميركي ‪ -‬املتصﻬني‪” :‬أن ”إﺳرائيﻞ“ علﻰ‬ ‫بعد عملية إرهابية واحدة من خوﺽ‬ ‫عملية ”درﻉ واقية“ أخرﻯ‪ ،‬وهﺬا ما ﲢدثت‬ ‫بﻪ صحيفة ”جيروﺯاليم بوﺳت“ املتطرفة‬ ‫وتدعي‬ ‫التي ﳝلكﻬا ليكودي أميركي‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫صحيفة أميركية أخرﻯ هي ”نيويورﻙ‬ ‫تاﳝز“‪” :‬أن اليﻘني التاريﺨي يستعصي في‬ ‫أقدﺱ أماكن الﻘدﺱ“ وهﺬا كﺬب واﺿح‪،‬‬ ‫ألن اليﻘني هو اﳊرم الشريف والكﺬب هو‬ ‫الﻬيكﻞ‪.‬‬ ‫وهﻞ هناﻙ أﺷد صفاقة من صحيفة‬ ‫”نيويورﻙ تاﳝز“ عندما تكتب ”الواليات‬ ‫املتحدة تﻘول إنﻬا تعتبر أعمال العنف‬ ‫ﺿد ”إﺳرائيﻞ“ إرهاباﹰ“‪ ،‬ورغم ذلﻚ عملت‬ ‫الواليات املتحدة وخالل عﻘود علﻰ رعاية‬ ‫”عملية ﺳالم“ بﺬريعة البحث عن حﻞ‬ ‫عادل للﻘﻀية الفلسطينية‪ ،‬والسؤال‪،‬‬ ‫وماذا كانت النتائﺞ؟‬ ‫عملت الواليات املتحدة من أجﻞ نﻬاية‬ ‫فعالة للمﻘاﻃعة اإلقتصادية العربية لـ‬ ‫”إﺳرائيﻞ“ كبداية لفرﺽ التطبيﻊ العلني‬ ‫أو من خالل الصفﻘات الثنائية أو املتعددة‬ ‫األﻃراف‪ ،‬وعملت واﺷنطن علﻰ ﲢييد األﱈ‬ ‫املتحدة ومنﻈماتﻬا اﺨﻤﻟتلفة فيما يﺨﺺ‬ ‫الﻘﻀية الفلسطينية‪ ،‬وصارت الواليات‬ ‫املتحدة تعارﺽ بشكﻞ روتيني الﻘرارات‬ ‫والبيانات الصادرة عن األﱈ املتحدة والتي‬ ‫تتناول قﻀايا الوﺿﻊ النﻬائي حسب إتفاﻕ‬ ‫أوﺳلو ‪.199٣‬‬ ‫وتبنﹼت الواليات املتحدة عمليا ﹰ موقفا ﹰ‬ ‫مفادﻩ‪ ،‬أن إتفاﻕ ”إﺳرائيﻞ“ مﻊ منﻈمة‬ ‫التحرير يﹸﺨرﺝ الصراﻉ فعليا ﹰ من الساحات‬ ‫ﹼ‬ ‫مكنت الشعب الفلسطيني من‬ ‫التي‬ ‫إثبات الوجود بنﻈر الرأي العام الدولي‬ ‫ومبادﺉ الﻘانون‪ ،‬وبنفس الوقت حرمت‬ ‫الشعب الفلسطيني من التﺄييد من خالل‬

‫اإلنتفاﺿة مستمرة‬

‫الﻀغﻂ املستمر علﻰ الدول واملؤﺳسات‬ ‫الدولية التي ﺳاهمت نسبيا ﹰ في تﻘدﱘ‬ ‫العون املعنوي أو ما يلزم كمسكنات دون‬ ‫تﻘدﱘ العالﺝ املناﺳب لﻘﻀية فلسطينية‪،‬‬ ‫عمرها أكبر من عمر الدول التي تدور في‬ ‫الفلﻚ األميركي‪.‬‬ ‫لﻘد كان اإلﳒاﺯ لعملية أوﺳلو ‪199٣‬‬ ‫من منﻈور الواليات املتحدة اإلﺳتراتيﺠي‪،‬‬ ‫هو أن العملية حﻘﻘت جميﻊ أغراﺿﻬا‬ ‫ومنﻪ نﻬاية الصراﻉ بني الدول العربية‬ ‫و“إﺳرائيﻞ“ وحﻘﻘت إﳒاﺯا ﹰ اﺳتراتيﺠيا ﹰ‬ ‫للواليات املتحدة في املنطﻘة واﳋليﺞ‪،‬‬ ‫وبﺬلﻚ كانت أوﺳلو ﺿربة قاﺳية‬ ‫لنﻀاالت الشعب الفلسطيني الﻬادفة‬ ‫الﻰ التحرير والعودة‪.‬‬ ‫األبي وكما‬ ‫لكن الشعب الفلسطيني‬ ‫ﹼ‬ ‫ع ﹼودنا‪ ،‬هو صانﻊ الثورة بﺈنتفاﺿاتﻬا‬ ‫وه ﹼباتﻬا ولن يستكني ملغتصب‪ ،‬هو اليوم‬ ‫يتﻘدم الصفوف في صمودﻩ ومﻘاومتﻪ‬ ‫وهو يواجﻪ ﺁلة الﻘتﻞ اإلﺳرائيلية التي‬ ‫ﺷنﹼت هﺠمات متواصلة في األراﺿي‬ ‫واﺳتﺨدمت‬ ‫اﶈتلة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الرصاﺹ اﳊي وباﺷرت بﻘصف املناﻃق‬ ‫املﺄهولة وتنفيﺬ اإلعتﻘاالت وهدم املناﺯل‬ ‫وحصار املناﻃق وإقامة املئات من اﳊواجز‬ ‫بﻬدف ﺷﻞ اﳊياة العادية في فلسطني‪.‬‬ ‫ويواجﻪ ﺷعبنا الفلسطيني اﶈتﻞ‬ ‫الصﻬيوني بﺈرادتﻪ وإﳝانﻪ بعدالة قﻀيتﻪ‬ ‫وﲟا ﳝلﻚ من رﺳائﻞ الدفاﻉ عن النفس‬ ‫من اﳊﺠر الﻰ السكني‪ ،‬وهو بصمودﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫يؤكد مرة أخرﻯ‪ ،‬أنﻪ قادر علﻰ إبﻘاﺀ‬ ‫هﺬا‬ ‫قﻀيتﻪ حية في نفوﺱ اﳉماهير مﻬما‬ ‫عﻈمت التﻀحيات‪.‬‬

‫‪٤٧‬‬

‫إن التصدي البطولي الﺬي أبداﻩ أبناﺀ‬ ‫ﺷعبنا الفلسطيني في مواجﻬة قطعان‬ ‫املستوﻃنني والرد املتعاﻇم علﻰ إجرامﻬم‬ ‫هو دليﻞ قاﻃﻊ‪ ،‬بﺄن مﻊ هﺬا الشعب الثائر‬ ‫تنتﻘﻞ اإلنتفاﺿة املستمرة التي تسري‬ ‫في عروقﻪ من جيﻞ الﻰ جيﻞ‪ ،‬ويبﻘﻰ‬ ‫هدفﻪ ثابتا ﹰ واﺿحا ﹰ ال يتغ ﹼير‪ :‬التحرير‬ ‫والعودة بوصلة الشعب الفلسطيني‬ ‫ومسار نﻀالﻪ ثابت ال يتغ ﹼير مﻬما كانت‬ ‫الصعوبات‪ ،‬وهو اليوم يﻘدم مثاال ﹰ في‬ ‫تصديﻪ للغزاة الصﻬاينة‪.‬‬ ‫ومشاهد البطوالت التي يسطرها‬ ‫ﺷعبنا الفلسطيني بكافة فئاتﻪ‬ ‫العمرية وخاصة جيﻞ الشباب‪ ،‬فﻬي‬ ‫تبعث في النفوﺱ الثﻘة واألمﻞ‪ ،‬بﺄن‬ ‫جميﻊ التسويات واملؤﲤرات التي ف ﹼرﻃت‬ ‫بحﻘوقﻪ ال ﳝكن أن تلغي حﻘا ﹰ مﻘدﺳاﹰ‪،‬‬ ‫وقدرة ﺷعبنا علﻰ اجتراﺡ اﳊلول املناﺳبة‬ ‫إلﺳتمرار نﻀالﻪ املشروﻉ إلﺳترداد حﻘﻪ ال‬ ‫ﳝكن ألحد إيﻘافﻬا وهي قﻀية حق وعدل‬ ‫رغم ﻇلم اﺠﻤﻟتمﻊ الدولي‪.‬‬ ‫إن ﺷعبنا الﺬي قدم التﻀحيات وماﺯال‬ ‫مستمرا ﹰ في كفاحﻪ‪ ،‬لﻘادر علﻰ اإلﺳتمرار‬ ‫في إنتفاﺿتﻪ اﺠﻤﻟيدة وثورتﻪ املتﺠددة بروﺡ‬ ‫الشباب حتﻰ دحر اإلحتالل الصﻬيوني عن‬ ‫أرﺿﻪ‪ ،‬وهو يﺄمﻞ من كﻞ األﺷﻘاﺀ املساهمة‬ ‫في معركة التحرير ألنﻬا قﻀية األمة‬ ‫بﺄﺳرها وهي بوصلة األحرار في العالم‬ ‫أجمﻊ‪ ،‬وهي ﻃريق العزة والكرامة وأقصر‬ ‫الطرﻕ للوصول الﻰ اﳊق والعدل ودحر‬ ‫العدوان‪.‬‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬

‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر إجتماعي‬

‫المﺨدراﺕ ﺁفة العصر الﺨطيرة ‪...‬‬ ‫القرار بﺈيدﻙ‬ ‫إن ﻇاهرة تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات ليست باألمر‬ ‫اﳊديث‪ ،‬بﻞ إنﻬا ﻇاهرة قدﳝة في تاريﺦ‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬فﻘد عرفت منﺬ أﺯمنة بعيدة‪،‬‬ ‫وذلﻚ أن هﺬﻩ املواد إرتبطت عند املتاجرين‬ ‫فيﻬا بﺄحالم املال الوفير والثروة السريعة‪،‬‬ ‫كما ارتبطت عند ﹶمن يتعاﻃونﻬا بﺄحالم‬ ‫النشوة والسعادة واملتعة‪.‬‬ ‫فما هو مفﻬوم اﺨﻤﻟدرات‪ ،‬أنواعﻬا‪ ،‬وﺁثارها‬ ‫وﻃرﻕ الوقاية منﻬا؟‬

‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﺨﻤﻟﺪﺭﺍﺕ‬ ‫تعرف اﺨﻤﻟدرات بﺄنﻬا املواد التي تسبب‬ ‫اإلدمان وتسمم اﳉﻬاﺯ العصبي‪ ،‬ويﻀر‬ ‫تداولﻬا أو ﺯراعتﻬا أو وصفﻬا إال ألغراﺽ‬ ‫يحددها الﻘانون‪ ،‬وال تستعمﻞ إال بواﺳطة‬ ‫ﹶمن يﹸرخﺺ لﻪ ذلﻚ‪ ،‬وتشمﻞ األفيون‬ ‫ومشتﻘاتﻪ‪ ،‬اﳊشيﺶ وعﻘاقير الﻬلوﺳة‬ ‫والكوكايني واملنشطات‪.‬‬

‫ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﺨﻤﻟﺪﺍﺭﺕ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ‬ ‫موحد متﹼفق عليﻪ‬ ‫ال يوجد تصنيف‬ ‫ﹼ‬ ‫للمﺨدرات في إﻃار دولي‪ ،‬فﺈنﹼﻬا مواد تتوفر‬ ‫فيﻬا الﻘدرة علﻰ التعامﻞ مﻊ الكائن اﳊي‪،‬‬ ‫فتحدﺙ حالة اعتماد نفسي أو عﻀوي أو‬ ‫كليﻬما معاﹰ‪ ،‬ومنﻬا علﻰ ﺳبيﻞ اإلختصار‪:‬‬ ‫أ – فئة الكحوليات وتشمﻞ جميﻊ‬ ‫املشروبات الكحولية‪.‬‬ ‫ب – فئة الﻘنبيات‪ ،‬مثﻞ مستحﻀرات‬ ‫الﻘنب ﲟا في ذلﻚ البنﺞ أو الكيف أو‬ ‫اﳊشيﺶ‪.‬‬ ‫ﺝ – فئة الكوكايني‬ ‫د – فئة املﻬلوﺳات‬ ‫هـ – فئة الﱭ والشاي )الكافيني(‪.‬‬ ‫وﳝكن إيﺠاﺯ أهم ﺁثار تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات‬ ‫باﻵتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ :‬الﻘلق والتوتر مﻊ‬ ‫امليﻞ لﻺكتئاب واحتمال اإلصابة بﺈنفصام‬ ‫الشﺨصية‪ ،‬والشعور بالﺬنب والرغبة في‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫عﻘاب النفس‪ ،‬واﳊساﺳية والعصبية‬ ‫مﻊ أرﻕ مستمر ورغبة ﺷديدة في النوم‪،‬‬ ‫واﳋوف واليﺄﺱ‪ ،‬هلوﺳات مﻊ تﺨيالت‬ ‫ﺳمعية وبصرية‪ ،‬اإلﲡاﻩ نحو العدوانية‪،‬‬ ‫عدم الﻘدرة علﻰ ﲢديد الزمان واملكان‬ ‫واملسافات‪ ،‬ﺳعادة وانشراﺡ مؤقت وابتﻬاﺝ‬ ‫ﺯائد‪ ،‬األنانية واإلصرار علﻰ إﺷباﻉ الرغبات‬ ‫بﺄية وﺳيلة‪ ،‬ﺿعف في النشاﻁ واﳊيوية‬ ‫وعدم الﻘدرة علﻰ العمﻞ‪.‬‬ ‫ب – ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ :‬ﺿعف‬ ‫اإلنتماﺀ لﻸﺳرة وعدم الشعور باملسؤولية‬ ‫ﲡاهﻬا‪ ،‬التفكﻚ األﺳري والعزلة عن‬

‫‪٤8‬‬

‫اﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬تعلم السلوكيات السيئة كالكﺬب‬ ‫والسرقة واإلحتيال‪...‬‬ ‫هﺬا ويعد تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات من األﺳباب‬ ‫الرئيسة في حوادﺙ السير‪ ،‬وﺳوﺀ عالقة‬ ‫املتعاﻃي مﻊ جيرانﻪ وﺯمالئﻪ في العمﻞ‬ ‫والدراﺳة ويصبح منبوذاﹰ‪ ،‬وقد يفصﻞ عن‬ ‫العمﻞ أو املدرﺳة‪ ،‬وقلة التحصيﻞ العلمي‬ ‫والﻬروب من املدرﺳة أو اﳉامعة‪ ،‬والتﺄثير‬ ‫السلبي علﻰ بعﺾ األفراد األﺳوياﺀ‪.‬‬ ‫ﺝ – ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ :‬قلة اﳊركة والنشاﻁ‬ ‫وﺿعف املﻘاومة لﻸمراﺽ‪ ،‬وصداﻉ مزمن‬ ‫وﺷعور بالدوار واحمرار العيون واحتﻘانﻬا‬


‫وإلتﻬابات رئوية مزمنة واﺿطراب اﳉﻬاﺯ‬ ‫الﻬﻀمي واﺿطراب وﻇيفي بحواﺱ‬ ‫السمﻊ والبصر مصحوبا ﹰ بطنني في األذن‪،‬‬ ‫واإلصابة بالسرﻃان وإتالف الكبد وتﺄثير‬ ‫واﺿح علﻰ النشاﻁ اﳉنسي‪ ،‬حيث يﻘلﻞ‬ ‫اﺨﻤﻟدر من الطاقة اﳉنسية‪ ،‬وينﻘﺺ من‬ ‫إفراﺯات الغدد اﳉنسية‪.‬‬

‫ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﺨﻤﻟﺪﺭﺍﺕ‬ ‫تتم ﹼثﻞ الوقاية الﻬادفة من اإلدمان علﻰ‬ ‫تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات فيما يﺄتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ‪ :‬هي التي تصدر‬ ‫عن املؤﺳسات األمنية والصحية‪ ،‬والﻬيئات‬ ‫الﻘﻀائية في بلد معني ﳊماية أبناﺀ ذلﻚ‬ ‫البلد وﲡنيب ﺷبابﻪ مﺨاﻃر التردي في‬ ‫السكر واﳋدر واإلدمان‪.‬‬ ‫ب – ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ :‬إن تﻘوية اإلﳝان‬ ‫في نفس املسلم هي السبيﻞ األمثﻞ‬ ‫والطريق األقوم لتحصينﻪ من الوقوﻉ‬ ‫في ﺷرﻙ اﺨﻤﻟدرات واملسكرات وهي‬ ‫السد املنيﻊ ﳊمايتﻪ من التﻘليد األعمﻰ‬ ‫بد من‬ ‫للمدينة الوافرة الزائفة‪ ،‬وهنا ال ﹼ‬ ‫التوعية لتعميق وإرﺳاﺀ املبادﺉ األخالقية‪،‬‬ ‫واإللتزام بالﻀوابﻂ السلوكية والنفسية‬ ‫واإلجتماعية‪.‬‬ ‫ﺝ – ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫)ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﶈﻠﻲ(‪:‬‬ ‫فاألﺳرة هي اﳋلية األولﻰ في اﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬وفي‬ ‫بيئتﻬا ينشﺄ األبناﺀ في أﻃوار حياتﻬم‬ ‫األولﻰ‪ ،‬ويتمثلون بﺂبائﻬم عن ﻃريق اﶈاكاة‬ ‫والتﻘليد‪ ،‬فﺈذا كانت التنشئة اإلجتماعية‬ ‫متكاملة متوافﻘة مﻊ املبادﺉ والﻘيم‬ ‫األخالقية واإلﺳالمية وﺁدابﻪ الرفيعة‪ ،‬فﺈن‬ ‫األبناﺀ يستﻘون من اﳋصائﺺ النفسية‬ ‫ﹼ‬ ‫ﳝكنﻬم من‬ ‫والعﻘلية واألخالقية ما‬ ‫التوافق اإلجتماعي السليم‪.‬‬ ‫وأهم مراحﻞ العمر في التنشئة‬ ‫اإلجتماعية هي‪ :‬الطفولة واملراهﻘة‪ ،‬ودور‬ ‫األﺳرة في هﺬﻩ املﻈاهر يكمن في اإلهتمام‬ ‫بﺬات الطفﻞ وإمكاناتﻪ واﺳتعداداتﻪ‬ ‫وقدراتﻪ وإتاحة الفرصة أمامﻪ ملمارﺳة‬ ‫األعمال الﻬادفة في جو يتﹼسم باﳊرية دون‬ ‫الفوﺿﻰ‪ ،‬واملؤاﺯرة دون اﺨﻤﻟاذلة‪ ،‬واﳊماية دون‬ ‫اإلهمال‪.‬‬ ‫ويالحﻆ أن اإلفراﻁ واملغاالة في تنشئة‬ ‫الصغار يدفعان بالصغير الﻰ التﻘ ﹼيد‬ ‫باﳊدود أكثر من الالﺯم‪ ،‬بﻞ قد يؤدي بﻪ اﳊال‬

‫الﻰ الصالبة واﳉمود‪ ،‬كما أن التراخي في‬ ‫التنشئة يؤدي الﻰ ﲡاوﺯ الصغير اﳊدود‬ ‫واﻵداب املرعية‪ ،‬وعدم مراعاة اﳊﻘوﻕ‬ ‫واملشاعر‪.‬‬ ‫وأما بالنسبة إلختيار الصديق وجماعة‬ ‫الرفاﻕ‪ ،‬فﻘد ثبت من خالل الدراﺳات‬ ‫والتﺠارب أن املرﺀ يتك ﹼيف ﺳلوكﻪ بحسب‬ ‫اﺠﻤﻟموعة التي ﲢيﻂ بﻪ‪ ،‬وأن للصداقات‬ ‫اﳋاصة أثرا ﹰ عميﻘا ﹰ في توجيﻪ النفس‬ ‫والعﻘﻞ‪ ،‬وأن أثر الصديق في صديﻘﻪ عميق‪،‬‬ ‫فﺈن كان الصديق خ ﹼيرا ﹰ يعني صديﻘﻪ علﻰ‬ ‫أداﺀ الواجب‪ ،‬وحفﻆ اﳊﻘوﻕ‪ ،‬ويحﺠزﻩ عن‬ ‫يتمسﻚ‬ ‫السوﺀ‪ ،‬فﻬو قدوة حسنة يﺠب أن‬ ‫ﹼ‬ ‫بﻪ‪ ،‬ويحرﺹ علﻰ م ﹼودتﻪ وإال فليحﺬر اإلنﺨداﻉ‬ ‫ﲟن يزينون لﻪ ﻃرﻕ الغواية أو يسترﺳلون‬ ‫معﻪ في أﺳباب الغواية واللﻬو‪.‬‬ ‫بد أن نﺬكر دور املؤﺳسات التربوية‬ ‫وال ﹼ‬ ‫وتﺄثيرها علﻰ أبناﺀ اﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬فﻬي تعالﺞ‬ ‫ما تعﺠز األﺳرة عن عالجﻪ مثﻞ مشاكﻞ‬ ‫التدخني أو تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات أو اإلنحرافات‬ ‫السلوكية األخرﻯ‪ ،‬ولكي تﻘوم املؤﺳسات‬ ‫التربوية بﻬﺬا الدور الوقائي يﺠب مراعاة‬ ‫غرﺱ الﻘيم اإلنسانية في نفوﺱ الناﺷئة‬ ‫ومراقبة الطالب مراقبة دقيﻘة حتﻰ‬ ‫يتسنﹼﻰ من خالل مالحﻈات املشرفني‬ ‫اإلجتماعيني معاﳉة ما قد يبدر من‬ ‫أحدهم من ﳑارﺳات أخالقية ﺷاذة قد‬ ‫يكون من بينﻬا تزويد ﺯمالئﻪ ببعﺾ أنواﻉ‬ ‫اﺨﻤﻟدرات‪ ،‬وإجراﺀ بحوﺙ علﻰ أﺳر املدمنني‬ ‫علﻰ تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات ومحاولة إنتشال‬ ‫الطالب أو إبعادهم قدر اإلمكان عن‬ ‫املشاكﻞ األﺳرية‪ ،‬وأال يﻘتصر دور املدارﺱ‬ ‫علﻰ مواجﻬة هﺬﻩ املشاكﻞ وعالجﻬا بني‬

‫‪٤9‬‬

‫الطالب فحسب‪ ،‬بﻞ ﳝكن أن تؤدي املدارﺱ‬ ‫دورها في عالﺝ هﺬﻩ املشاكﻞ في اﺠﻤﻟتمعات‬ ‫اﶈلية التي توجد فيﻬا‪.‬‬ ‫وأخيرا ﹰ ال يﺠب أن ننسﻰ التوعية‬ ‫اإلعالمية ودور وﺳائﻞ اإلعالم في مكافحة‬ ‫اﺨﻤﻟدرات والوقاية منﻬا‪ :‬فلوﺳائﻞ اإلعالم‬ ‫مكانة رئيسية في حمالت مكافحة‬ ‫اﺨﻤﻟدرات والوقاية منﻬا‪ ،‬عبر الﻘيام بحملة‬ ‫دعائية بطريﻘة جﺬابة لنشر الوعي حول‬ ‫مﺨاﻃر اﺨﻤﻟدرات وﺁثارها السلبية علﻰ الفرد‬ ‫واﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬وتناول هﺬﻩ املشكلة بشيﺀ من‬ ‫يبني أﺿرار‬ ‫املناقشة والتحليﻞ الدقيق الﺬي ﹼ‬ ‫اﺨﻤﻟدرات وإبراﺯ الطرﻕ التي تساعد األفراد‬ ‫علﻰ التﺨلﺺ منﻬا‪.‬‬ ‫باإلﺿافة الﻰ إقامة محاﺿرات دينية‪،‬‬ ‫أو مسلسﻞ هادف عبر اإلذاعة والتلفزيون‬ ‫أو مﻘاالت علمية عبر الصحافة علﻰ أن‬ ‫تكون املعلومات املوجﻬة جديرة بالتصديق‬ ‫توجﻪ إليﻬم‪،‬‬ ‫والثﻘة من قبﻞ األفراد الﺬين ﹼ‬ ‫كما يﺠب فرﺽ رقابة صارمة علﻰ األفالم‬ ‫واملسلسالت الرديئة عربية أو أجنبية التي‬ ‫ﳝكن أن يستشف منﻬا أن تفرﺽ ألمور‬ ‫الفﺠور أو تعاﻃي اﺨﻤﻟدرات واﳋمور بصورة‬ ‫ﺷيﻘة ومغرية ومﻀللة للكثيرين من‬ ‫متابعيﻬا‪.‬‬ ‫وختاما ﹰ نردد ما قالﻪ السيد املسيح‬ ‫عليﻪ السالم‪” :‬ما ينفﻊ اإلنسان لو ملﻚ‬ ‫العالم كلﻪ وخسر نفسﻪ“‪ ،‬فكﻞ منﹼا‬ ‫نفسﻪ أمانة بني يديﻪ‪ ،‬فليﺠعلﻬا مدينة‪،‬‬ ‫بيوتﻬا اﶈبة والﻘيم األخالقية‪ ،‬وﻃريﻘﻬا‬ ‫العﻘﻞ والتسامح والتﹼنحي عن كﻞ خﹸ لق‬ ‫مﺬموم‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﺴﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫العدد ‪ -82‬أيلول ـ ت‪ 1‬ـ ت‪2‬ـ ‪2015‬‬


‫منبر حر‬

‫زاسبﻜين‬ ‫‪ ...‬ﺣالة‬ ‫دبلوماسية‬ ‫فريدة‬ ‫ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻷﻋﻮﺭ‬

‫البد لﻬﺬﻩ املﻘولة ﺷرﻁ ثالث‬ ‫”الرجﻞ املناﺳب في املكان املناﺳب“‪ .‬كان ﹼ‬ ‫لتصبح كالتالي‪” :‬الرجﻞ املناﺳب في املكان املناﺳب والزمن املناﺳب“ لكي‬ ‫تليق بالدبلوماﺳي العريق وهو ﺳفير دولة روﺳيا اإلﲢادية في لبنان ألكسندر‬ ‫ﺯاﺳبيكني الﺬي اﺳتطاﻉ وبسنوات قليلة أن يحوﺯ علﻰ احترام اللبنانيني أجمﻊ‬ ‫ﲟا يتمتﹼﻊ بﻪ من خلق رفيﻊ وإملام باللغة العربية ومﻘدرة دبلوماﺳية فائﻘة وقوة‬ ‫في اﳊق‪.‬‬ ‫فﻬو رجﻞ دبلوماﺳي يليق بالزمان واملكان معاﹰ‪ .‬ليس ألنﻪ يتمتﹼﻊ بﺨيال واﺳﻊ‪،‬‬ ‫وذكاﺀ حاد‪ ،‬وحسن الفﻬم فحسب‪ ،‬ولكن ألنﻪ مؤمن بعﻈمة دولتﻪ وقدرتﻬا‪،‬‬ ‫ومدافﻊ عنيد عن ﺳياﺳة بالدﻩ في رفﻀﻬا لﻶحادية األميركية والسبب ليس‬ ‫حسد الﻘوة األميركية علﻰ تﻘدمﻬا كما يتصورﻩ الساﺳة األميركيون وإﳕا‬ ‫لرفﺾ الﻬيمنة الﻘطبية التي تريد العالم كواكب صغيرة تدور حول مﺠ ﹼراتﻬا‪.‬‬ ‫وهو بالطبﻊ لولب اﳊراﻙ الدبلوماﺳي في لبنان من خالل مواقفﻪ التي هي‬ ‫بلورة ملوقف روﺳي ثابت ﲡاﻩ عدد من الﻘﻀايا واألﺯمات والتحديات التي تواجﻬﻬا‬ ‫منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ وخصوصا ﹰ في ما يتعلق باﳉﻬود الروﺳية املبﺬولة‬ ‫للتصدي ﳋطر اإلرهاب واملد التكفيري الﺬي يستﻬدف أمن واﺳتﻘرار جميﻊ الدول‬ ‫دون اﺳتثناﺀ‪ ،‬فيما لبنان جزﺀ من اﳊرب علﻰ اإلرهاب وهو يحتاﺝ الﻰ دعم إﺿافي‬ ‫ﲡاﻩ الدور الﺬي يﻘوم بﻪ اﳉيﺶ اللبناني واملﻘاومة في مواجﻬة اإلرهاب التكفيري‬ ‫والﻘﻀاﺀ علﻰ بؤرﻩ التدميرية‪.‬‬ ‫وإذا كان ”السفير“ حسب علم الدبلوماﺳية املعاصر هو اﳋﻂ الدفاعي األول‬ ‫لدولتﻪ‪ ،‬وهو املمثﻞ الشامﻞ لوﻃنﻪ‪ ،‬فكلﻬا صفات تنطبق علﻰ ﺯاﺳبيكني‪ ،‬الﺬي‬ ‫أثبت أنﻪ دبلوماﺳي من الطراﺯ الرفيﻊ‪ ،‬اﺳتطاﻉ ومن خالل إدراكﻪ العميق لطبيعة‬ ‫العالقات املتميزة التي تربﻂ بني روﺳيا وبني لبنان‪ ،‬أن يدخﻞ وبكﻞ مﻬنية عالية‬ ‫في نسيﺞ الفكر السياﺳي واالجتماعي والثﻘافي في لبنان‪ ،‬حتﻰ بتنا نراﻩ في‬ ‫كثير من األحيان يسﺠﻞ ﺳبﻘا ﹰ في حﻀورﻩ الدائم والﺬي ﻃغﻰ علﻰ حﻀور بﻘية‬ ‫السفراﺀ األجانب املعتمدين في لبنان وفي ﻃليعتﻬم ﺳفير الواليات املتحدة في‬ ‫لبنان‪ ،‬مستفيدا ﹰ بالطبﻊ من املساحة التي يعطيﻬا اإلعالم اللبناني كرائد في‬ ‫اﳊريات والتنوﻉ والتعدد والدﳝﻘراﻃية إليصال صوت بالدﻩ الﻰ مﺨتلف البلدان‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫السفير ﺯاﺳبكني هو ابن روﺳيا اإلﲢادية التي أثبتت قيادة وجيشا ﹰ وﺷعبا ﹰ أنﻬا‬ ‫أﺷﺠﻊ وأفﻀﻞ وأوفﻰ من كثير من العربان الﺬين خﺬلوا ﺳوريا وتﺂمروا عليﻬا‬ ‫وخططوا لتﺄجيﺞ األﺯمات في عديد من البلدان العربية ونشر اإلرهاب والتكفير‬ ‫تدعي نشر الدﳝﻘراﻃية وحﻘوﻕ اإلنسان‪.‬‬ ‫املم ﹼول من دول الزيت التي ﹼ‬ ‫فﺄلف ﲢية إليﻚ أيﻬا السفير اللبق وكﻞ الشكر لسياﺳة بالدكم اﳊكيمة‬ ‫في مكافحة اإلرهاب والﻬيمنة واإلﺳتبداد وأدواتﻬم في املنطﻘة‪ ،‬ووقوفﻬا ﺿد‬ ‫ﺳيطرة الﻘطب الواحد ملصلحة بناﺀ نﻈام عاملي متعدد األقطاب وعودة اﻵمال‬ ‫الﻰ الكثير من العرب في الﻘﻀاﺀ علﻰ اإلرهاب املمنﻬﺞ ﺿد أوﻃانﻬم ولﻶالم‬ ‫وللدمار الﺬي خلﻘتﻪ هﺬﻩ التنﻈيمات املتطرفة في قلوب وأرواﺡ األحرار العرب‬ ‫وعلﻰ أرﺿﻬم‪.‬‬


‫لقاء المحبة‬


‫قوة الدبلوماسية‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.