Manbar altawhid issue 19

Page 1

‫القذافي ‪ :‬الفاطمية حل جذري‬ ‫للواقع اإلسالمي المتردي‬ ‫الفقر في السعودية ثمرة اإلنحراف الملكي‬ ‫العدد ‪ 19‬ــ آب ‪2008‬‬

‫جهاد أزعور ‪ :‬ال تباعد‬ ‫بين المعارضة والمواالة‬ ‫في األفكار اإلقتصادية‬

‫لقاء المقاومين‬

‫سمير القنطار‬ ‫يتنشق الحرية في الجاهلية‬

‫مهرجان التأسيس الثاني‬

‫إستفتاء شعبي لـ «تيار التوحيد اللبناني»‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬


‫مفهومنا للنضال العربي‬ ‫اننا نرى ان هناك ضرورة العادة صياغة منظومة االمن القومي العربي‪ ,‬على أسس وأهداف نوعية‬ ‫وتوحدهم في مواجهة‬ ‫تتفاعل مع املرحلة‪ ,‬وتلبي احلاجات التاريخية الضاغطة‪ .‬وفي أولها تضامن العرب ّ‬ ‫احلملة العدوانية الظاملة‪ .‬وذلك‪ ,‬بتّبني جميع املقاومات العربية ودعمها‪ .‬بدءا ً بدعم اخليار الوطني‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وجتميد االتفاقات التي عقدت مع اسرائيل‪ ،‬وربط التفاهمات واملعاهدات مع اميركا وبعض‬ ‫الدول االوروبية‪ ،‬بتعديل موقفهما من الصراع العربي الصهيوني واخملطط اجلاري تنفيذه‪ .‬باعتبار مقررات‬ ‫القمة العربية التي عقدت في بيروت “آذار ‪ ،”2002‬كح ٍد أدنى ألي مباحثات للحل السلمي مع إسرائيل‪.‬‬ ‫النه على اثر احداث ‪ 11‬ايلول‪ ،‬وبعد ان اعلن الرئيس االميركي تقسيم العالم الى معسكرين اثنني على‬ ‫مبدأ “إما معنا‪ ...‬واما ضدنا” وقعت املنطقة العربية اسيرة لإلدارة االميركية التي استقطبت حلفاءها‬ ‫في اوروبا لتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫فاذا ما اختارت ان تكون مع اميركا‪ ،‬فانها تختار والية حلف االطلسي وتتخلى عن حقوق السيادة‬ ‫القومية والوطنية‪ .‬وتصبح سوقا ً اقتصاديا ً مفتوحا ً على مصراعيه‪ .‬يستسلم لتدفق صناعات متعددة‬ ‫اجلنسية‪ ،‬ويشكل سوق تصريف غير منتج‪ ،‬حيث يجب ان تكون في السلة االميركية املفروضة فرضا ً‬ ‫اصناف متعددة‪ .‬وليس عليك ايها العربي من خيار‪ ،‬فكل ما في السلة عليك اخذه وإبتالعه وحتويله الى‬ ‫آليات عمل للتنفيذ على طريقة ّ‬ ‫نفذ وال تعترض ‪ .‬واذا لم يختر العربي حاكما ً كان ام محكوما ً اخليار‬ ‫االميركي‪ ،‬فانه موسوم باالرهاب واالجرام والتخلف‪ .‬وعليه احلرب مفتوحة النه من معسكر االرهاب‪.‬‬ ‫واذا كان بعض العرب واملسلمني قد عبروا عن فرحهم بالضربات التي كالها متطرفون الميركا‪ ،‬فان‬ ‫اجلزء االكبر من هؤالء ادانوا ويدينون قتل االبرياء املدنيني‪ ،‬وخاصة في الداخل العربي‪ .‬ميكننا ان نؤكد‬ ‫هنا‪ :‬بان االغلبية العربية االسالمية ال تدين بالوالء للمتطرفني‪ ،‬واالدارة االميركية تعرف متاما ً مدى‬ ‫شعبية االعتدال االسالمي‪ ،‬ومدى انحسار قوى التطرف‪ .‬لكنها لم تستطع ان متيز او تفرق بني معتدلني‬ ‫ومتطرفني‪ .‬فاكل سواسية في نظرها‪ ،‬ذلك ان السيطرة على االمة العربية والعالم االسالمي حسب‬ ‫مشروع الشرق االوسط الكبير‪ ،‬تستلزم شحن االميركيني وحلفائهم باجتاه عدو محدد وفق القاعدة‬ ‫العسكرية التي تقول‪”:‬ان لم تقتله قتلك”‪.‬‬ ‫ان امة واجهت الغزاة واملستعمرين وانتصرت عليهم‪ ،‬ال ميكن باي حال ان تستسلم للمخطط‬ ‫الصهيوني الكبير الذي تبنته اميركا‪ ،‬كذلك فان هذه االمة العربية التي بنت اعرق احلضارات‪ ،‬وابدع فيها‬ ‫علماء ومفكرون في اكتشافات علمية متقدمة‪ ،‬وقدمت ثقافة انسانية حضارية‪ ،‬ال ميكن ان تقبل بان‬ ‫يفرض عليها متطرفون مناهج التدمير واجلهل وتفسيرات دينية تتصادم مع جوهر االسالم العظيم‪.‬‬ ‫فال االمركة تقودنا للتحرر والتقدم والوحدة‪ ،‬وال التطرف كمشروع حرب اهلية واستنزاف داخلي‪ ،‬يوفر‬ ‫مقومات التحصني ملقاومة املشروع الصهيوني‪.‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫في هذا العدد‬

‫منبر التوحيد‬

‫املنبر اللبناني‬ ‫د‪ .‬محمد اجملذوب‪ :‬الوصاية الدولية على مزارع شبعا‬ ‫انتهاك للسيادة‬ ‫اميل رحمة ‪ :‬اللقاء املسيحي يرسخ الوجود املسيحي‬

‫ص ‪50‬‬ ‫ص ‪54‬‬

‫املنبر العربي‬ ‫سوريا في قلب املعادلة اإلقليمية‬

‫ص ‪56‬‬

‫االحتالل األميركي يسرق نفط العراق‬

‫ص ‪60‬‬

‫املنبر الفلسطيني‬ ‫محمد ياسني‪:‬الوحدة حماية للقضية واحلقوق‬ ‫مقاومان يرويان مشاركتهما ودالل املغربي‬ ‫في عملية “كمال عدوان”‬ ‫امللف الثورة الناصرية بعد ‪ 56‬عاماً‬

‫املنبر الدولي‬ ‫آخر التحوالت في أميركا الالتينية‬

‫املنبر االقتصادي‬

‫ص ‪64‬‬ ‫ص ‪68‬‬ ‫ص ‪76‬‬

‫ص ‪92‬‬

‫مشروع وعد يبني أكثر من ‪ 200‬مبنى‬

‫ص ‪96‬‬

‫قطاع العقارات في لبنان رؤية وآفاق‬

‫ص ‪100‬‬

‫املنبر الثقافي‬ ‫د‪ .‬يوسف احلوراني‪:‬‬ ‫بنية اليهود الذهنية تخالف االندماج والشعوب األخرى‬

‫ص ‪108‬‬

‫منبر املرأة‬ ‫امسكت بقطاعات ولكنها ليست قائدة‬

‫ص ‪116‬‬

‫منبر رياضة ‪ :‬شوماخر ملك الفورموال‬

‫ص ‪122‬‬

‫نشرة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد التاسع عشر ‪ /‬آب ‪2008‬‬

‫أول‬

‫الكالم‬

‫أعراس لبنان أزفت مواعيدها وزينت جنبات الطرق‬ ‫ومداخل القرى بالزهور واكاليل الفخار تستقبل‬ ‫احملررين بعهد املقاومة وتكبير االنتصار في مهرجان‬ ‫الراية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫والعرسان كثر ‪198‬جثمانا وخمسة أسرى‬ ‫عميدهم سمير القنطار‪ ،‬إبرة التاريخ اجلديد تؤشر‬ ‫على بعث قومي وتوحيدي يسري في كل شرايني‬ ‫األمة من الكويت إلى املتوسط‪ ،‬أتت أمس بألوانها‬ ‫الزاهية املتمايزة تطرح ميالد حلم وقوام وطن آخذ‬ ‫بالنمو في النفوس ليصير حقيقة بالفعل يقف‬ ‫على قدميه بقامته الفارعة ينتزع حقوقه ويتبوأ‬ ‫عرشه فتكون إرادته القضاء والقدر‪..‬‬

‫وعبثا ً تقنع ديوك ‪ 14‬شباط الصائحة باألمس‪،‬‬ ‫فخرست في هيبة «السيد» وآيات إجنازه وثبات سميره‬ ‫وفصاحته فكأن على مناقيرها الطير‪ ..‬أنها ليس حبة‬ ‫زؤان عفنة ميكن ألي صوص صهيوني أو ألي نسر سوري‬ ‫أن ينقض عليها ويزدردها على عجل‪..‬‬

‫عبثا ً تستنهض إنساننا األصيل املتكلس فيهم‬ ‫باالنتظار‪ ..‬رمبا لم يعد حيا ً ليفك احلصار‪ ..‬فإذا العبد‬ ‫عبد في سيادته وسيد في عبوديته للطواغيت‪،‬‬ ‫فكالهما معادلة تكامل وتوأم ارتهان‪..‬‬ ‫لكنهم «سواء أفهمونا أم أساؤوا فهمنا فإننا‬ ‫نعمل للحياة ولن نتخلى عنها»‪ ،‬واحلياة لم تكن‬ ‫يوما ً سوى وقفة عز فقط تفرض حقيقتها ومعناها‬ ‫على هذا الوجود‪ ،‬على حد قول الزعيم الذي توهمت‬ ‫احلكومة اللبنانية الغبية‪ ،‬جدة تلك‪ ،‬أنها أعدمته‬ ‫فإذا احلقيقة التي استشهد من أجلها تصبح روح‬ ‫احلياة ألمة هي احلياة نفسها‪.‬‬ ‫وقفة العز التي استلهمتها املقاومة بكل أوردة‬ ‫الكرامة فيها فكانت هي‪ ..‬وكانت اجلاهلية قطبا ً‬ ‫وطنيا ً على مدى األمة يفيء إليه احملررون واملقاومون‪،‬‬ ‫حتضن اجلميع‪ ،‬وتعلن‪ :‬ولى زمن الهزائم‪ ،‬ولى زمن‬ ‫إقطاع األمراء والبيوك‪.‬‬

‫اسرة التحرير‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪1‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫السالح بالسالح‬ ‫واليد التي تمتد إليه تقطع!‬

‫منذ صدور القرار ‪ 1559‬عن مجلس االمن الدولي قبل اربع‬ ‫سنوات‪ ،‬في ‪ 2‬ايلول ‪ ،2004‬ولبنان يعيش في ازمة وجودية‬ ‫حقيقية‪ ،‬ككيان وهوية ونظام سياسي‪ ،‬اذ جاء القرار املذكور‬ ‫ليضع اللبنانيني في أتون فتنة داخلية‪ ،‬وقد بدأت فعلياً‪ ،‬عندما‬ ‫قرر فريق سياسي لبناني‪ ،‬كان يسمى “لقاء قرنة شهوان” ثم‬ ‫توسع ليطلق عليه اسم “لقاء البريستول”‪َ ،‬‬ ‫نقل لبنان من موقع‬ ‫وخط وطني سياسي استراتيجي يلتزم باملقاومة ضد العدو‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬ويسير بعالقات مميزة مع سوريا ويقيم تنسيقا ً‬ ‫وتعاونا ً معها‪ ،‬ويرفض توطني الفلسطينيني ويطالب لهم بحق‬ ‫العودة إلى ديارهم التي اغتصبت وشردوا منها بفعل مؤامرة‬ ‫دولية‪ ،‬بدأت بوعد بلفور املشؤوم في ‪ 2‬تشرين الثاني ‪ ،1917‬الى‬ ‫س ّمي “الشرق‬ ‫وضع لبنان في اطار مشروع اميركي للمنطقة ُ‬ ‫االوسط الكبير”‪ ،‬وهو نسخة طبق االصل ملشروع شيمون‬ ‫بيريز “الشرق االوسط اجلديد” الذي اطلقه عشية مؤمتر مدريد‬ ‫للسالم مطلع التسعينيات من القرن املاضي‪ ،‬هذا املشروع‬ ‫الذي يدخل من بوابة االقتصاد‪ ،‬وينهي الهوية العربية‪ ،‬ويذ ّوب‬ ‫الفلسطينيني في الشتات باجملتمعات التي يقيمون فيها‪،‬‬ ‫فينتفي حق العودة‪ ،‬ويتكرس التوطني‪ ،‬وينتهي الصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي ملصلحة الدولة العبرية‪ ،‬ملا يضمن لها وجودها اآلمن‬ ‫ويزيل اي تهديد لها سواء أكان باحلرب العسكرية التقليدية‬ ‫من قبل الدولة العربية‪ ،‬ام باملقاومة والكفاح املسلح من قبل‬ ‫الشعوب العربية‪.‬‬ ‫مشروع “الشرق االوسط اجلديد” هذا الذي اعاد ترميمه‬ ‫الرئيس االميركي جورج بوش‪ ،‬بعد ان تداعى مع اتفاقيات‬ ‫اوسلو ووادي عربة‪ ،‬واإلخفاق الذي حصل على مسار احللول‬ ‫التي طرحت للمسألة الفلسطينية‪ ،‬اراد االنطالق منه عبر‬ ‫العراق لرسم خارطة جيو – سياسية جديدة للمنطقة‪ ،‬تكون‬ ‫استكماال ً التفاقية سايكس بيكو التي جنحت في اقامة‬ ‫كيانات سياسية‪ ،‬وفشلت في انشاء دويالت طائفية ومذهبية‬ ‫وعرقية‪ ،‬بسبب املقاومة التي ظهرت ضد تقسيم املشرق‬ ‫العربي‪ ،‬فتنادى الوطنيون والقوميون في بالد الشام‪ ،‬الى مؤمتر‬ ‫س ّمي “املؤمتر السوري االول”‪ ،‬حيث ضم وفودا ً من لبنان وسوريا‬ ‫ُ‬ ‫منبر‬ ‫وفلسطني واالردن‪ ،‬رفضت جتزئة سوريا الطبيعية واعلنت‬ ‫التوحيد‬ ‫املقاومة ضد االحتالل الفرنسي والبريطاني‪ ،‬وخاض يوسف‬

‫‪2‬‬

‫العظمة‪ ،‬وكان وزيرا ً للدفاع في حكومة امللك فيصل‪ ،‬معركة‬ ‫في ميسلون‪ ،‬ضد االحتالل الفرنسي ملنع تفتيت سورية‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫فمعاهدة سايكس – بيكو عام ‪ 1916‬بني فرنسا وبريطانيا‪،‬‬ ‫مهدت لوعد بلفور عام ‪ 1917‬الذي أعطى فلسطني لليهود‬ ‫دون وجه حق‪ ،‬وفي تلك املرحلة ولد “شرق أدنى جديد” بكيانات‬ ‫ودول مصطنعة‪ ،‬فاشتعلت انتفاضات وثورات وانعقدت مؤمترات‪،‬‬ ‫وكلها مت اخمادها وقمعها‪ ،‬وتورط زعماء عرب في املؤامرة‬ ‫االستعمارية‪ ،‬بعد ان مت ايصالهم الى السلطة‪ ،‬للسكوت عن‬ ‫التقسيم والدولة الصهيونية املوعودة‪.‬‬ ‫وما حصل قبل حوالى القرن‪ ،‬يتجدد في مطلع القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬وجاء الرئيس بوش مدعوما ً من احملافظني اجلدد‪ ،‬لتثبيت‬ ‫الكيان الصهيوني الذي بدأ االنهيار فيه‪ ،‬مع انتصار املقاومة في‬ ‫لبنان عام ‪ 2000‬وحترير االرض من االحتالل االسرائيلي وبل بارادة‬ ‫القتال واالستشهاد‪.‬‬ ‫لقد شكل خروج اسرائيل مهزومة من لبنان‪ ،‬على يد املقاومة‪،‬‬ ‫هو تغيير استراتيجي كبير‪ ،‬بدأ يرسم خارطة جديدة للمنطقة‪،‬‬ ‫غير تلك التي حيكت في املطابخ الدولية واإلقليمية وأنتجت‬ ‫جغرافيات سياسية جديدة ضمت كيانات مصطنعة من دولة‬ ‫لبنان الكبير الذي أعلنه اجلنرال غورو عام ‪ ،1920‬بعد ثالث سنوات‬ ‫على وعد بلفور بإقامة دولة اسرائيل‪ ،‬الى إنشاء امارة االردن‪،‬‬ ‫وكاد ان ينجح في حتويل العراق الى ثالث دويالت طائفية وعرقية‪،‬‬ ‫شيعية في اجلنوب‪ ،‬وسنية في الوسط وكردية في الشمال‪،‬‬ ‫وكذلك في سوريا‪ ،‬دولة علوية في الساحل‪ ،‬وسنية في الداخل‪،‬‬ ‫ودرزية في اجلنوب‪.‬‬ ‫وقد أحبط الوطنيون واملقاومون اللبنانيون‪ ،‬كل مشاريع‬ ‫التقسيم والتجزئة‪ ،‬التي رسمت للبنان‪ ،‬منذ منتصف‬ ‫السبعينيات من القرن املاضي‪ ،‬فسجلوا انتصارات باهرة على‬ ‫اخملطط اإلسرائيلي املدعوم أميركياً‪ ،‬فلم تنجح كل االعتداءات‬ ‫العسكرية االسرائيلية وال االجتياحات التي كان أكبرها الذي‬ ‫حصل عام ‪ ،1982‬وسقط حتت ضربات املقاومة التي طردت‬ ‫اسرائيل من ثاني عاصمة عربية حتتلها وهي بيروت‪ ،‬ولم‬ ‫تتمكن ان تبقى اال بضعة ايام‪ ،‬بعد ان الحقها املقاومون في‬ ‫حرب عصابات ضد قواتها‪ ،‬في الشوارع واألحياء‪ ،‬وكانت أبرز‬


‫العمليات البطولية تلك التي نفذها خالد علوان في مقهى‬ ‫الوميبي بشارع احلمراء وامام مرأى املواطنني عندما صرع ثالثة‬ ‫عسكريني بينهم ضابط مبسدسه‪ ،‬وف ّر‪ .‬فالتقطت قوات‬ ‫االحتالل مكبرات الصوت وبدأت تستغيث‪ :‬ال تطلقوا النار‬ ‫علينا‪ ،‬اننا راحلون!‬ ‫هذه البطوالت للمقاومة‪ ،‬والتي توجت بانتصار كبير في صد‬ ‫العدوان االسرائيلي صيف ‪ ،2006‬وصمود لبنان ‪ 33‬يوماً‪ ،‬ضد آلة‬ ‫احلرب االسرائيلية يحاول اطراف في السلطة اللبنانية‪ ،‬من قوى‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬ان ميدوا يدهم الى املقاومة‪ ،‬وقد التزموا امام ادارة‬ ‫بوش‪ ،‬انهم في مشروعه وفي خدمته‪ ،‬وهم يتكفلون باملقاومة‪،‬‬ ‫وهم يحاصرون سوريا في لبنان ويعملون إلسقاط نظامها‪،‬‬ ‫ويحتضنون املعارضني للحكم فيها‪ ،‬وهذا يتطلب ان تساعدهم‬ ‫اإلدارة االميركية ليمسكوا بالسلطة في لبنان‪ ،‬وبدأ ذلك بإخراج‬ ‫القوات السورية من لبنان‪ ،‬التي تفرض “وصايتها”‪ ،‬حيث يتمكن‬ ‫هذا الفريق من السيطرة على السلطة‪ ،‬وقيام اجهزة عسكرية‬ ‫وامنية‪ ،‬تستطيع اجتثاث كل ما له عالقة بسوريا‪ ،‬وتضعف‬ ‫املقاومة سياسيا ً وشعبياً‪ ،‬وال يعود لها سند عربي واقليمي‪،‬‬ ‫فيتمكن عندها نزع سالحها‪ ،‬ويصبح لبنان مهيأً‪ ،‬ليدخل في‬ ‫املشروع االميركي لـ”الشرق االوسط اجلديد” واقامة سالم مع‬ ‫اسرائيل‪.‬‬ ‫هذه التعهدات من قبل قوى ‪ 14‬شباط لم تنفذ‪ ،‬وفشلت في‬ ‫ان حتكم‪ ،‬كما تعثرت في ان تنزع سالح املقاومة تطبيقا ً للقرار‬ ‫‪ ،1559‬الذي كان وليد جنبالط يقول انه رفض تطبيقه بالقوة‬ ‫بل باحلوار‪ ،‬امام قصر األليزيه في فرنسا‪ ،‬وان سعد احلريري ذهب‬ ‫الى واشنطن طالبا ً مزيدا ً من الوقت له للتوصل الى حل داخلي‬ ‫لسالح املقاومة‪ ،‬لكن صبر وزيرة اخلارجية االميركية كونداليزا‬ ‫رايس نفد‪ ،‬بعد عام على وصول حلفائها وادوات املشروع االميركي‬ ‫الى احلكم‪ ،‬فكان عدوان متوز ‪ ،2006‬لرسم “الشرق االوسط‬ ‫اجلديد” الذي تعطله املعارضة واملقاومة في لبنان‪ ،‬وتدعمهما‬ ‫سوريا‪ ،‬وتساندهما ايران‪ ،‬فانهزمت اسرائيل امام املقاومة في‬ ‫لبنان‪ ،‬التي لم تقبل ان تستثمر انتصارها إال مبزيد من املشاركة‬ ‫في احلكم‪ ،‬لع ّلها تعيد “االبن الضال” واملنحرفني عن لبنانيتهم‬ ‫الى رشدهم ووطنيتهم‪ .‬فكل هؤالء املرتبطني لم يتمكنوا من‬ ‫االفالت من القرار االميركي‪ ،‬الذي طلب منهم‪ ،‬ان يستمروا في‬ ‫التصويب على املقاومة وسالحها‪ ،‬واضعافها وضرب معنوياتها‬ ‫وارباكها في الداخل اللبناني‪ ،‬وجرها الى حروب داخلية‪ ،‬ومنعها‬ ‫من ان حتتفل باالنتصار‪ ،‬وتشويه صورتها وصورة قائدها السيد‬ ‫حسن نصراهلل‪ ،‬وتولى وليد جنبالط مع جوقة ‪ 14‬شباط‬ ‫هذه احلملة ورفع من منسوب خطابه ضد املقاومة والتعبئة‬ ‫السياسية والشعبية ضدها‪ ،‬فوصف سالحها بـ “الغدر” وسخر‬ ‫من “والية الفقيه”‪ ،‬واقترب من املس مبقدسات لدى املقاومة‪،‬‬ ‫وتناول السيد نصراهلل بكالم غير الئق‪ ،‬وادعى أنه سيسحب‬ ‫الصواريخ منها‪ ،‬ووصل به االمر الى حد أنه طالب بالغاء شبكة‬

‫اتصاالتها‪ ،‬وأصر على احلكومة اصدار قرار حولها‪ ،‬واشعل فتنة‪،‬‬ ‫كادت ان تتحول الى حرب اهلية‪ ،‬لوال احلسم العسكري السريع‬ ‫للمعارضة‪ ،‬ومنع اصحاب الفتنة من جر لبنان اليها عبر معارك‬ ‫مذهبية وطائفية‪.‬‬ ‫فشلت قوى ‪ 14‬شباط وبقرار اميركي من املس بسالح االشارة‬ ‫للمقاومة‪ ،‬كما خسرت رهانها على ان اسرائيل تستطيع‬ ‫تدمير الصواريخ التي باتت تشكل قوة ردع للبنان بوجه العدوان‬ ‫االسرائيلي بعد ان وصلت هذه الصواريخ الى حيفا و”ما بعد‬ ‫بعد حيفا”‪ ،‬والى كل املستوطنات واملرافق واملرافئ واملؤسسات‪،‬‬ ‫فسقط “االمن االسرائيلي”‪ ،‬وانهار اجليش الذي ال يقهر‪ ،‬وبدأت‬ ‫العودة املعاكسة للمهاجرين اليهود املستوطنني فلسطني‬ ‫اغتصاباً‪.‬‬ ‫مع خسارة احلرب في العام ‪ ،2006‬وهزمية اجليش االسرائيلي‪،‬‬ ‫وبعد االنهيار العسكري لقوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬وانفراط ميليشياتها‬ ‫بعد ساعتني على قرار احلسم امليداني الذي اتخذته املعارضة في‬ ‫بيروت‪ ،‬للجم حصول فتنة فيها‪ ،‬وبعد ان اعلن جنبالط هزميته‬ ‫واستسالمه وتسليم مراكزه ومكاتبه وسالحه للمعارضة‬ ‫واجليش‪ ،‬وانعقاد مؤمتر الدوحة الذي طرح اتفاقا ً انتزعت فيه‬ ‫املعارضة مطالبها‪ ،‬فانتخب رئيس توافقي للجمهورية‪ ،‬وتشكلت‬ ‫حكومة وحدة وطنية بثلث ضامن للمعارضة‪ .‬إمنا الفريق‬ ‫االميركي في احلكومة وعلى رأسه فؤاد السنيورة الذي سمته‬ ‫السعودية مدعومة من االدارة االميركية رئيسا ً للحكومة للمرة‬ ‫الثانية‪ ،‬عاد الى البحث في سالح املقاومة‪ ،‬الذي أثبت فعاليته‬ ‫في حترير االرض واالسرى‪ ،‬وكان االنتصار الكبير بعودة عميد‬ ‫األسرى سمير القنطار‪ ،‬وحتريره بعد ‪ 30‬عاما ً على اسره‪.‬‬ ‫فهذا االنتصار الذي حققته املقاومة بتحرير االسرى من دون‬ ‫قيد او شرط‪ ،‬اعترف لها العدو بذلك‪ ،‬فجاء السنيورة الذي كان‬ ‫على رأس املستقبلني لالسرى مع رئيسي اجلمهورية ومجلس‬ ‫النواب واركان الدولة‪ ،‬ليرفض تضمني البيان الوزاري للحكومة‬ ‫فقرة كانت في بيان احلكومة السابقة حول املقاومة وحقها في‬ ‫الدفاع‪ ،‬واعتبر ان املقاومة سقطت مع القرار ‪ 1701‬الذي صدر‬ ‫عن مجلس االمن الدولي‪.‬‬ ‫ويكشف السنيورة في تفكيره هذا‪ ،‬انه وفريقه لن يخرجوا من‬ ‫ارتباطهم‪ ،‬بنزع سالح املقاومة‪ ،‬ومهما كانت الكلفة عالية على‬ ‫لبنان‪ ،‬وهم يحاولون منذ اربع سنوات ومع صدور القرار ‪ ،1559‬ان‬ ‫يصلوا الى املقاومة وسالحها‪ ،‬لكنهم فشلوا بل انهزموا‪ ،‬الن‬ ‫سيد املقاومة وعدهم ووعد اسيادهم‪ ،‬بأن اليد التي متتد الى‬ ‫املقاومة ستقطع‪ ،‬وان من سيواجه سالح املقاومة سنواجهه‬ ‫بالسالح‪ ،‬الذي هو سالح حترير لبنان والدفاع عنه‪.‬‬ ‫والرسائل السابقة تلقاها السنيورة‪ ،‬وهو يعرف ان ال حكومة‬ ‫دون بيان وزاري حتتل املقاومة صدارته‪.‬‬

‫التوحيد”‬ ‫“منبر‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪3‬‬


‫الغالف‬ ‫الجاهلية تكرم المقاومة باحتضانها عميد المح ّررين البطل سمير القنطار‬

‫وهاب ‪ :‬يا سيد حسن‪ ،‬ونحن اهل معروف أوفياء‬ ‫وانت اصبحت بحجم امة تخط زمن انتصاراتها‬

‫التاريخ القومي والعربي للدروز كتب من جديد نهار االحد في‬ ‫‪ ،2008/7/20‬من بلدة اجلاهلية التي شهدت عرساً وطنياً جمع‬ ‫كل الشرفاء باستقبال عميد احملررين سمير القنطار‪ ،‬فيما‬ ‫اكدت الكلمات على التمسك باخليارات الوطنية والقومية‬ ‫وبدور طائفة املوحدين الدروز كحماة للثغور الوطنية والعربية‬ ‫واالسالمية‪.‬‬ ‫فاجلاهلية جمعت كل القوى من حزب اهلل واحلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي‪ ،‬الى احلزب الشيوعي اللبناني وحزب البعث‬ ‫العربي االشتراكي والفصائل الفلسطينية الى جتمع العلماء‬ ‫املسلمني والهيئات املدنية وحشود شعبية اقسمت على الوفاء‬ ‫لقائد املقاومة وسيدها حسن نصراهلل وعلى احلب والتمسك‬ ‫باملبادئ املؤسسة لزمن االنتصارات املشغول بوقفات العز والوحدة‬ ‫الوطنية القومية والبطولة املؤيدة بصحة العقيدة ووجهة اجلهاد‬ ‫الوحيدة فلسطني‪ ،‬من أجل بناء وطن قوي ومعافى وقادر على‬ ‫هزمية مشاريع االعداء‪.‬‬ ‫فاجلاهلية جمعت رفاق درب سمير القنطار باملقاومة واجلهاد‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪4‬‬

‫ومت تكرميه لنضاالته وللتأكيد على خيار املقاومة ودورها بتحرير‬ ‫كامل التراب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فاحتفال اجلاهلية كان تكرميا من القلب الى القلب لكل‬ ‫الشهداء واالسرى في السجون االسرائيلية وفي مقدمتهم احمد‬ ‫سعدات ومروان البرغوثي وآالف االسرى الذين اقسموا على الوفاء‬ ‫لفلسطني وللعروبة ولكل الشرفاء على امتداد هذا العالم‪ .‬فكان‬ ‫تكرمياً للبنان ولفلسطني وللمجاهدين في العراق‪ ،‬وليس فلكلورياً‬ ‫ولغايات انتخابية‪ ،‬واتفاقات ثنائية ال متت الى الثوابت الوطنية‬ ‫لسمير القنطار بصلة‪.‬‬ ‫فاحتفال اجلاهلية جمع كل اخمللصني‪ ،‬وجاء التكرمي ليعيد‬ ‫الصورة الى تفاوتها بعد ان حاول البعض تشويهها وأخذها‬ ‫باجتاهات سياسية ضيقة وحسابات تكتلية فئوية وآنية صغيرة‪.‬‬ ‫فاحتفال اجلاهلية شكل من خالل احلضور اجلماهيري واحلشد‬ ‫الديني الذي تقدمه احد املراجع الروحية الدرزية الشيخ ابو علي‬ ‫سليمان ابو ذياب رسالة بان الدروز على ثوابتهم ولن يضيعوا‬ ‫البوصلة مهما حاول البعض ذلك‪.‬‬


‫كما جاء احلشد الشعبي في قصبة الشوف الهوائية‪،‬‬ ‫مع قوس النصر وزغاريد النسوة واليافطات واالعالم اللبنانية‬ ‫والفلسطينية واالحزاب الوطنية حيث ارتدى الشابات والشبان‬ ‫قمصاناً حتمل صور االمني العام حلزب اهلل السيد حسن نصراهلل‬ ‫وسمير القنطار و”احلاج رضوان” اضافة الى شعارات التيار‬ ‫وصورهم متأل البلدة‪ ،‬وشكلت رسالة بانه ال ميكن الحد ان يأخذ‬ ‫الدروز باجتاه مغاير لتاريخهم‪ ،‬فيما كانت كلمات السيد حسن‬ ‫“كما وعدتكم بالنصر” واناشيد تيار التوحيد اللبناني تصدح على‬ ‫امتداد الشوف وقوافل املشاركني من املناطق‪ ،‬فتعبر الوديان وتشق‬ ‫طرقها الى السماء مع كلمات “نصرك هز الدني” لتشكل رسالة‬ ‫واضحة قرأها البعض جيدا ً لتسقط احالم التقسيم والدويالت‬ ‫محمي وال‬ ‫والكانتونات واالمن الذاتي ولتؤكد بان ظهر املقاومة‬ ‫ّ‬ ‫ميكن ان يطعن‪ ،‬ال من اخللف وال من اجلانب‪.‬‬ ‫ففي عبيه كان لقاء السياسيني املتنافرين غالباً املتوافقني‬ ‫آنياً بخجل بفضل القنطار الستقباله اما في اجلاهلية فكان‬ ‫احتاد القلوب والسواعد على تزخيم املقاومة وعضدها وتكرمي‬ ‫املقاومني الذين ينقذون في هذا العصر شرف األمة وحيدين في‬ ‫أزمنة التحدي‪.‬‬

‫املرجع الروحي الشيخ ابو ذياب‪:‬‬ ‫حتررك اكليل نصر‬ ‫على جبني الوطن‬ ‫ثم القى املرجع الروحي في طائفة املوحدين‬ ‫الدروز الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب كلمة‬ ‫رحب باحلضور وبعميد احملررين في بلدة اجلاهلية‬ ‫الصابرة‪ ،‬وحيا بطوالت القنطار ورفاقه االسرى‪،‬‬ ‫واكد انتماء ابناء اجلبل للمقاومة في االجناز الذي‬ ‫حققته والنادر على امتداد تاريخ العرب‪ ،‬وحيا‬ ‫العماد ميشال سليمان على مواقفه الوطنية‬ ‫والقيادة السورية ملا لها عندنا من تضحيات‪ ،‬كما‬ ‫وجه التحية الى سيد املقاومة االمني العام حلزب‬ ‫ّ‬ ‫اهلل السيد حسن نصراهلل واعتبر خروج القنطار‬ ‫اكليل نصر على جبني الوطن واملقاومة‪.‬‬

‫املهرجان الذي بدأ عند الواحدة بعد ظهر االحد في دارة رئيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني الرفيق وئام وهاب عرّف به وقدم اخلطباء‬ ‫خالله الرفيق بهاء عبد اخلالق‪ ،‬ومما قاله‪ :‬سالمنا اليوم وابدا ً هو‬ ‫إعالن انتماء لهذه األبية األبية املقاومة الشريفة التي ما زالت‬ ‫تتعالى على جراحاتها وتلملم دماءها الشريفة من اروقة الطائفية‬ ‫واملذهبية‪ .‬وحتاول ان تعيد الضالني في نفق املصالح الضيقة‬ ‫واالرتهان الى جوهر احلق ورحاب الوطن يقيناً منها انه وطن اجلميع‪،‬‬ ‫وانها القلب النابض حرية‪...‬‬ ‫عرق نابض‪ ،‬نقول‪ :‬ان املقاومة االسالمية الوطنية‬ ‫فالى كل‬ ‫ٍ‬ ‫اللبنانية متثل سيادة وعزة وكرامة هذا الوطن وحريته‪ ....‬لذا كان‬ ‫النصر تلو النصر ‪ ...‬هدية‪.‬‬ ‫فيا رماح العزة انتصبي‪ ،‬وعانقي النجوم الراقصة فرحاً وعيداً‪،‬‬ ‫انه عيد النصر‪ ،‬عيد احلرية‪ ،‬عيد الوطن والقضية‪ ...‬ويا رماح العزة‬ ‫تس ّنني‪ ،‬فصدور األعداء ال زالت عطشى ـ اما اجملاهدون البواسل‪،‬‬ ‫فال زالوا ينتفضون شوقاً وامياناً الستكمال املسيرة الى ما بعد‬ ‫بعد شبعا‪ .‬وتوالى تقدمي اخلطباء وفق البرنامج احملدد اآلتي‪ ..‬عقبه‬ ‫غداء على شرف حترير العميد احملرر سمير القنطار احتفاء بانتصار‬ ‫املقاومة‪..‬‬

‫صايغ ووهاب وقماطي والقنطار‬

‫الشيخ ضو‪:‬‬ ‫نبارك لسيد الوعد الصادق‬ ‫الذي ب ّر بعهده‬ ‫وكانت كلمة لهيئة العمل التوحيدي القاها‬ ‫رئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو‬ ‫جاء فيها‪:‬‬ ‫في عرس البطولة والتحرير وفي يوم العنفوان‬ ‫واإلباء‪ .‬ومن جبل االبطال واملقاومني ومن عرين‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪5‬‬


‫الغالف‬

‫جانب من حضور رجال الدين االجالء وقماطي‬

‫االسود في اجلاهلية أقف مرحباً‪ ،‬مع االعتراف‬ ‫بأنني وقفت حائرا ً ال اجد في الكالم عبارات تفي‬ ‫االبطال والشرفاء وصانعي التاريخ حقهم‪ ،‬النني‬ ‫اكتب عنهم مبداد احلبر وهم كتبوه بأحرف من‬ ‫ذهب وبعرق اجلهاد ودماء العزة والكرامة‪ ،‬نعم‬ ‫هم الذين قال عنهم احلديث الشريف (ان هلل‬ ‫رجاال ً اذا ارادوا اراد) هم الذين انتصر دمهم على‬ ‫سيف اجلزار‪ ،‬هم الذين سجنوا بإرادتهم وعزتهم‬ ‫سجانيهم‪ ،‬هم الذين شهادتهم حياة الن احلياة‬ ‫لالقوياء في نفوسهم ال للضعفاء‪ ،‬هم الذين‬ ‫امتشقوا السيف على م ّر التاريخ دفاعا ً عن‬ ‫االرض والعرض‪ ،‬هم الذين لم تنجب ارحامهم اال‬ ‫الشرفاء واالبطال امثالك ايها الفارس العائد الى‬ ‫جبلك ومقاومتك على حصان اجملد واالنتصار‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬نعم يا سمير نحمد اهلل الذي كتب لنا‬ ‫شرف مصافحتك‪ .‬يا من عبرت القفار والبحار‬ ‫لتعود مكلالً جبينك بالغار‪ ،‬يا من رفعت رأس‬ ‫جبلك واالمة عالياً‪ ،‬حملت السالح مؤمنا ً بقضية‬ ‫العرب واملسلمني االولى مدافعا ً عن القدس‬ ‫الشريف واالرض التي اغتصبها الصهاينة الفجار‬ ‫فكنت العلم واملنار‪ .‬اهالً بك وبعودتك املظفرة الى‬ ‫الديار‪ ،‬فبإسمنا وبإسم كل الشرفاء واملناضلني‬ ‫من بني معروف نتقدم بالشكر والتهنئة والتبريك‬ ‫لصاحب الوعد الصادق الذي صدق وعده وب ّر‬ ‫عهده‪ ،‬اذا وعد صدق واذا قال فعل‪ ،‬سيد اجملاهدين‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪6‬‬

‫فرقة الزفة واعالم التيار في عرس استقبال القنطار‬

‫وصانع النصر املبني حجة املسلمني سماحة‬ ‫االمني العام السيد حسن نصر اهلل‪ ،‬حفظه اهلل‪،‬‬ ‫على هذا االنتصار العظيم الذي توج االنتصارات‬ ‫السابقة واعاد لنا االبطال امليامني‪ ،‬كما لن ننسى‬ ‫الشهيد الكبير احلاج رضوان عماد املقاومة وصانع‬ ‫االنتصارين وكل الشهداء الذين اصبحوا للوطن‬

‫قرابني‪ ،‬وفي جوار ربهم آمنني‪ ،‬لهم الف الف حتية‬ ‫اجالل واكبار والعزاء والتبريك لعائالتهم وذويهم‬ ‫ولهم العزة والفخار والى كل املقاومني الرابضني‬ ‫في اخلطوط االمامية متيقظني ليالً ونهارا‪ .‬لهؤالء‬ ‫جميعا ً نعدكم بأننا لن ننسى ما صنعتموه‬ ‫وسنبقى اوفياء لهذه املقاومة الشريفة ولكل‬


‫وهاب والقنطار يصطحبان املرجع ابو ذياب الى دارة وهاب‬

‫وفرق املوسيقى اضفت على االستقبال حلنا ً‬

‫االحرار‪ .‬كما لن ننسى الشقيقة سوريا وقائدها‬ ‫البشار الذي قدم الغالي والنفيس لدعم املقاومة‬ ‫في مواجهة العدو الصهيوني وكان شريكا ً‬ ‫في االنتصار‪ .‬الف الف حتية لكم ولكل االخوة‬ ‫في سوريا قيادة وشعباً‪ .‬والشكر كل الشكر‬ ‫للجمهورية االسالمية االيرانية ولثورتها املظفرة‬ ‫التي اعادت لالمة عزتها وبريقها ووقفت الى‬ ‫جانب املستضعفني واول من اغلق سفارة العار‬ ‫ورفع علم فلسطني‪ ،‬غير آبهة جلبروت الطغاة‬ ‫املستكبرين ولتكن لكم قدوة ايها املستعربون‬

‫شكر‬

‫كرسي بائد‬ ‫الالهثون خلف االميركيني طمعا ً في‬ ‫ّ‬ ‫آت ال محال على يد الشعب‬ ‫عقيم‪ ،‬ولكن احلساب ٍ‬ ‫العربي العظيم‪.‬‬ ‫وختم ضو‪ :‬كلمة اخيرة هي كلمة حق لكم‬ ‫ايها املقاومون انتم لالمة ماضي عزتها وكرامة‬ ‫حاضرها ورهان املستقبل‪ .‬سدد اهلل خطاكم وما‬ ‫النصر إال من عند اهلل (ومن املؤمنني رجال صدقوا‬ ‫ما عاهدوا اهلل عليه فمنهم من قضى نحبه‬ ‫ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديال)‪ .‬والسالم‬ ‫عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫شكر‪:‬‬ ‫هذا هو زمن سمير القنطار‬ ‫والقى االمني القطري حلزب البعث العربي‬ ‫االشتراكي الوزير السابق فايز شكر كلمة جاء‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫اذا كان ال بد من خطوط للفصل بني مواسم‬ ‫الزمن العربي احلديث‪ ،‬واذا كان ال بد من اختصار‬ ‫للمكان العربي الواعد‪ ،‬فان هذا الزمان هو زمان‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪7‬‬


‫الغالف‬

‫جانب من احلضور‬

‫املقاومة‪ ،‬وهذا املكان هو اجلنوب الذي يعانق اجلبل‬ ‫ويتفيؤه كل لبنان وترغب بلونه ودوره عواصم كل‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫احلمد هلل يا سمير إنك في جبل الرجال الرجال‬ ‫الذين لم يقفوا إال حيث أمتهم تقف‪.‬‬ ‫احلمد هلل يا سمير إنك تختصر سيرة بني‬ ‫معروف في حب فلسطني من اجلاهلية الى جبل‬ ‫العرب‪ ،‬وفي جبل سلطان األطرش الى شواطئ‬ ‫خلده‪.‬‬ ‫احلمد هلل يا سمير إنك كنت مقاوما ً في االسر‪،‬‬ ‫كنت صحيحا ً عندما حتكم وكثر اخملطئون‪ ،‬وكنت‬ ‫مصيبا ً عندما راهن املتوهمون‪ ،‬وخرجت شامخا ً‬ ‫سموحا ً مترفعا ً خالفا ً لرغبة احلاقدين وفوق طاقة‬ ‫العاديني وخوف الزاحفني‪.‬‬ ‫احلمد هلل يا سمير انك كتبت وخاطبت ولم‬ ‫يأخذك امليدان الصاخب لروائح الفتنة الى حيث‬ ‫يريد‪ ،‬بل كنت وفيا ً ملبادئك ولقضيتك شطرك‬ ‫شطر امتك‪ ،‬لم حترجك ولم تخرجك املذاهب‬ ‫والطوائف من جلدك من حبك من التزامك‪.‬‬ ‫احلمد هلل يا سمير انك اعتبرت اصغر تنظيم‬ ‫فلسطيني مقاتل هو بحجم املسلمني وكل‬ ‫العرب‪ ،‬النه تختصر فيه ارادة مفترضة ونصر‬ ‫أكيد‪.‬‬ ‫احلمد هلل يا سمير انك آت الينا وانت دليل‬ ‫مرحلة تبشر بالنصر ألمتك ولشرفائها وعمالء‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪8‬‬

‫السيدة لني وهاب ترعى حلف الوفاء‬

‫العقول املريضة وحقد النفوس اململوءة هزمية‬ ‫وغيظا ً وإحباطاً‪.‬‬ ‫وتابع شكر‪ :‬في يوم االحتفال بعيد االسرى‬ ‫وفي اجلبل العربي وصوال ً الى جبل العرب في يوم‬ ‫التوحيد اللبناني في مهرجان تيار التوحيد‪ ،‬حيث‬ ‫يبدو ان يوم االحد ما زال كأنه يوم االربعاء‪ .‬انه يوم‬ ‫ميالدك ويوم حريتنا نحن نستأذن حبيبنا االسير‬ ‫الطليق واحباءنا الشهداء لنقول في املشهد‬

‫السياسي اآلتي‪:‬‬ ‫ان مرحلة جديدة قد بدأت في لبنان واملنطقة‬ ‫وان هذه املرحلة ال توصف لها حول اندحار الهجوم‬ ‫االميركي وصمود املقاومة‪.‬‬ ‫ان التحالف النضالي في االطار الرسمي‬ ‫العربي الذي قادته دمشق بني املقاومة في لبنان‬ ‫وفلسطني والعراق جتاوزت مفاعيله ونتائجه‬ ‫حدود التقدير عند الواليات املتحدة وحلفائها في‬


‫املنطقة‪.‬‬ ‫لقد بلغت العالقة بني دمشق وطهران‬ ‫بصفتها حتالفا ً استراتيجيا ً في مواجهة اعداء‬ ‫العرب واملسلمني من القوة والتأثير في السابق‪،‬‬ ‫والحقا ً وإن شاء اهلل ما يتجاوز حسابات الصغار‬ ‫واملرضى من الذين ال يفهمون الشعوب اال ملالً‬ ‫ومذاهب وقبائل وعشائر وملوكا ً وبيوكا ً وامراء‪.‬‬ ‫استطاعت سوريا مبوقعها االقليمي وبقيادتها‬ ‫احلكيمة والشجاعة التي مثلها القائد بشار‬ ‫االسد ان تفرض على اطراف الصراع في املنطقة‬ ‫والعالم العودة اليها كي ال يأخذ هذا الصراع‬ ‫يضر باالنسانية‬ ‫العالم كله الى حريق ودمار ّ‬ ‫وتكامل احلضارات وشعوب املنطقة‪.‬‬ ‫استطاعت املقاومة العراقية معتمدة على‬ ‫شعب العراق الصامد الصابر وعلى معونة سوريا‬ ‫وايران ان تطلق رصاصة الرحمة السياسية بعد‬ ‫مكابدة قاسية على مشروع املعاهدة االيرانية‬ ‫االميركية العراقية سيرا ً على طريق وحدة العراق‬ ‫واندحار االحتالل‪.‬‬ ‫لقد فشلت كل احملاوالت االميركية‬ ‫واالسرائيلية والتي كانت في بعض االحيان‬ ‫عربية في تصفية التيار الفلسطيني اجلذري‬ ‫داخل فلسطني وخارجها وحيث اودى هذا الفشل‬ ‫الى حوار بني السلطة وحماس وسائر التنظيمات‬ ‫الفلسطينية على قواعد التوازن القائم شعبيا ً‬ ‫وسياسياً‪.‬‬ ‫ان لبنان وبعد ان اعترفوا ان سيادته ال تتناقض‬ ‫مع مقاومته لالحتالل بل تكملها وهي شرط‬ ‫هذه السيادة‪.‬‬ ‫لبنان بعد ان تيمنوا ان االميركي له مصالح وال‬ ‫اصدقاء له‪ ،‬واذا عجز عن حماية مصاحله كيف‬ ‫يستطيع ان يحمي اصدقاءه؟‬ ‫لبنان الذي انتصرت فيه ارادة الوفاق على‬ ‫الرغبة في التسلط واالستئثار‪ ،‬ولبناننا نحن‬ ‫ولبنان الوحدة الوطنية هو لبنان املقاومة‪ ،‬هو‬ ‫لبنان العربي‪ ،‬هو لبنان احمليط الطبيعي القومي‪.‬‬ ‫ان متوضع السلطة اللبنانية بكل مؤسساتها‬ ‫وفق ارادة اللبنانيني ومصاحلهم الوطنية والقومية‬ ‫هو الذي يصون مشروع استعادة الدولة بتضافر‬ ‫جهود كل القوى واالطراف‪.‬‬ ‫لقد قاومنا حتى االمس القريب مشروع‬ ‫االنتصار الذي رغبت فيه بعض القوى في الداخل‬ ‫معتمدة على دعم القوى اخلارجية‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫الواليات االميركية‪.‬‬ ‫واذا كان الشيء بالشيء يذكر فاننا ال نسعى‬ ‫وحلفاءنا الى ما ال نعتبره موحدا ً في وعينا‬ ‫وثقافتنا ونظرتنا للبنان ولصيغة احلكم فيه‪.‬‬ ‫سالح املقاومة هو غير سالح امليليشيات‬ ‫واالعتراض عليه قبل ان تصبح الدولة قادرة على‬ ‫ردع العدوان هو اعتراض ال يخدم اال اسرائيل‬ ‫واعداء لبنان‪ .‬والعالقات اللبنانية السورية هي‬ ‫في مصلحة لبنان وفي مصلحتهما معا ان‬ ‫تكون متميزة‪ ،‬وسوريا ال تريد شيئا ً من لبنان اال‬ ‫ما يرغب فيه اللبنانيون ومتكن من خالله مصلحة‬ ‫البلدين‪ ،‬اما التآمر على سوريا فلن نسكت عنه‬

‫وهاب يعانق القنطار‬

‫ابو ذياب يحيي القنطار‬

‫ويصافحه رئيس بلدية اجلاهلية امني ابو ذياب‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪9‬‬


‫الغالف‬

‫دهام‬

‫ولن يتحمله لبنان‪.‬‬ ‫االنتخابات النيابية يجب ان تعبر ليس فقط‬ ‫عن حجم القوى بل ان يتقدمها التزام اخالقي‬ ‫يعدم استعمال املال السياسي‪ ،‬ان مثل هذه‬ ‫االنتخابات التي يجب ان تخاض على قاعدة برامج‬ ‫الوفاق الوطني هي غير تلك التي ميكن ان تخاض‬ ‫على اساس الصراع املذهبي والطائفي‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪10‬‬

‫وأضاف شكر‪ :‬حقائق النصر وحلظاته لم تكن‬ ‫في يوم من االيام بحجم حق الشعوب في العدل‬ ‫واحلق واحلرية ونحن العرب من شعوب هذا العالم‬ ‫التي تعرضت للقهر والعدوان والتخلف‪.‬‬ ‫مع ربيع املقاومة وصمودها في لبنان وفلسطني‬ ‫والعراق نلحظ زمنا آخر وبداية جديدة‪ .‬إنه زمن‬ ‫ومرحلة سمير القنطار‪.‬‬

‫دهام‪:‬‬ ‫ال حياة بدون مقاومة‪،‬‬ ‫فاملقاومة ثقافة احلياة‬ ‫وكانت كلمة تيار اجملتمع املدني املقاوم واحلركة‬ ‫الثقافية االجتماعية وقد القاها رامز دهام حيث قال‪:‬‬


‫من مكاني هناك حيث اجلس كنت احدق في‬ ‫عيني سمير علني أرى ذاك اخملرز الذي تعلمناه في‬ ‫رواياتنا االنهزامية املتوارثة فواهلل ما رأيت اال حطام‬ ‫تنسر‪ ،‬كيف ال وعينا‬ ‫مخرز تكسر وشعاع الحظ ّ‬ ‫سمير تفولذتا من بطاح فلسطني ووهادها واجلبال‬ ‫وتدرع جفناه بجبال اجلليل االجل واصبحت عيون‬ ‫املقاومني الشرفاء جتوب ارضنا متارس هواية التفتيش‬ ‫عن مخارز مشرئبة فجورا ً خللعها وحتطيمها‪.‬‬ ‫ان سمير القنطار عندما قام بعملية نهاريا‪ ،‬لم‬ ‫تكن هذه العملية االنتصار االكبر‪ .‬لقد سبقها‬ ‫انتصار على الذات‪ ،‬انتصار على القوقعة الفردية‬ ‫والعائلية والعشائرية والقبلية والطائفية‪ ،‬فكان‬ ‫في نهاريا يجسد هذا االنسان اجلليل العظيم‬ ‫الذي اختار طريق املقاومة‪ ،‬الن املقاومة ليست آنية‬ ‫وجزئية‪ ،‬وانها عصب احلياة‪ ،‬وال حياة بدون مقاومة‪.‬‬ ‫انها ثقافة احلياة وال ثقافة للحياة غير املقاومة‪.‬‬ ‫ان معركة القيم التي خاضها سمير ورفاقه‬ ‫اجملاهدون في كل أوان‪ ،‬هذه املعركة هي االساس‬ ‫في حتركنا‪ ،‬وهي االساس الذي جمعنا هنا في‬ ‫هذا البيت الكرمي من هذا اجلبل االشم‪ .‬انها‬ ‫معركة قيم حيث اصبحت الكرامة والشهامة‬ ‫والشرف والوفاء كلمات خشبية في ألسنة هؤالء‬ ‫الضعفاء اجلبناء الذين ذلت نفوسهم وسقطت‬ ‫على جوانب الطريق غير مأسوف عليها‪.‬‬ ‫انني وباسم تيار اجملتمع املدني املقاوم واحلركة‬ ‫الثقافية االجتماعية اللذين يعمالن في لبنان على‬ ‫نشر ثقافة املقاومة وعلى تعميق الوعي القومي‬ ‫والوطني‪ .‬ارى ان حترير أسير ليس نهاية املطاف‪،‬‬ ‫وان استرجاع قطعة ارض ليست نهاية املقاومة‪،‬‬ ‫فاملقاومة عمل حياة‪ .‬وإني أتذكر في هذه املناسبة‬ ‫هنا في بعقلني اجملاورة الكاتب املبدع سعيد تقي‬ ‫الدين الذي قال ليس من املهم ان تصرع التنني‪ ،‬بل‬ ‫املهم ومن املهم جدا ً ان تصارعه‪.‬‬

‫الصليغ‬

‫الصايغ‪:‬‬ ‫املقاومة ليست بندقية فحسب‬ ‫بل إرادة حياة وثقافة‬ ‫كما القى كلمة احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي االستاذ حافظ الصايغ ومما جاء فيها‪:‬‬

‫ان يكون سمير في اجلاهلية محرَّراً‪ ،‬فنحن‬ ‫لم نعرفه اال ح ّرا ً ا ّبيا ً يوم كان يشتم جالديه في‬ ‫سجون العدو‪ ،‬وكان حرا ً النهم قيدوا جسده‬ ‫اما روحه وارادته فبقيتا حرتني‪ ،‬وشعاعك النور‬ ‫يهتدي بها املقاومون على طول العالم العربي‬ ‫وما عداه‪.‬‬ ‫وان يكون سمير في هذا اجلبل‪ ،‬اجلبل الذي‬ ‫اؤمتن للدفاع عن لبنان‪ ،‬عن هذه الشواطئ‪ ،‬اؤمتن‬

‫ليدافع عن الكرامة والعزة‪ ،‬هذا اجلبل الذي ما‬ ‫بخل يوما ً في تقدمي الشهيد تلو الشهيد‪،‬‬ ‫فأول شهيد عام ‪ 1936‬على ارض فلسطني‬ ‫كان الرفيق القومي االجتماعي حسني البنا‪،‬‬ ‫واول استشهادي في مقاومة االحتالل كان‬ ‫وجدي الصايغ‪ ،‬فك ّرت السبحة‪ .‬فإذا بنا ّ‬ ‫نزف‬ ‫صبايانا في هذا اجلبل من ابتسام حرب الى‬ ‫سناء محيدلي الى كل الشهداء الذين مضوا‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪11‬‬


‫الغالف‬ ‫ليقولوا إن ّ‬ ‫كل تاريخ ال يكتب بدماء االحرار‬ ‫واملناضلني ليس يليق بأمتنا وال بشعبنا‪.‬‬ ‫وها هو سمير القنطار يعود الينا والى بيروت‪،‬‬ ‫ان مشهد بيروت يجب ان يكون عبرة لكل‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬ويجب ان يكون الصفحة اجلديدة‬ ‫في مسيرة الوطن‪ ،‬فان كان السياسيون‬ ‫على اختالف تياراتهم وفئوياتهم وطوائفهم‬ ‫ومذهبياتهم‪ ،‬اجتمعوا‪ ،‬فإن مصداقية‬ ‫اجتماعهم هو االستحقاقات التي سيرسمون‬ ‫بها اليوم وغدا ً هذا الوطن وليست مظاهر‬ ‫الفولكلور ال في بيروت وال في اي مكان‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬في اجلاهلية‪ ،‬يجتمع املقاومون‬ ‫بينما في االمس اجتمع السياسيون‪.‬‬ ‫املقاومون حولك يا سمير‪ ،‬يشدون على يد‬ ‫النهج الذي اختاره شعبنا‪ .‬وكما قال سيد‬ ‫املقاومة‪ ،‬املقاومة هي ارادتهم وهي قدر في‬ ‫شعبنا‪ ،‬يحمل رايتها باالمس هذا القائد‪،‬‬ ‫وغدا ً يحمل رايتها اي قائد من هذا الشعب‪،‬‬ ‫واليوم ودون أي مكابرة ودون اي مت ّلق‪ ،‬من يحمل‬ ‫راية املقاومة هو سيد املقاومة‪ ،‬هو السيد‬ ‫حسن نصراهلل‪.‬‬

‫وفد من القيادة العامة وجبهة التحرير الفلسطينية‬

‫مأدبة التكرمي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪12‬‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫واملقاومة لم تعد شأنا ً لبنانياً‪ ،‬بل اصبحت‬ ‫ككرة الثلج تكبر وتكبر على طول العالم‬ ‫العربي‪ ،‬لكنها تكبر في ضمير الشعب‬ ‫واألمة‪ ،‬وفي ارادة هذا الشعب وهذه األمة‪ .‬واذا‬

‫كان بعض االنظمة العربية قد ساءهم عمل‬ ‫املقاومة ونضالها‪ ،‬وما زالوا يراهنون على‬ ‫العدو واميركا‪ ،‬فان شعوبه وارادة التغيير‬ ‫فيها ال بد قادمة وان لبنان لبنان النموذج‪،‬‬ ‫لبنان الذي لم يعد مساحة جغرافية‪ ،‬لبنان‬ ‫ليس ‪ 10453‬كلم‪ ،2‬لبنان مساحته ضمير‬ ‫االحرار في كل العالم‪ ،‬وليس في اجلغرافيا‬ ‫واالمتار املربعة‪.‬‬ ‫وتابع الصايغ‪ :‬ايها االخوة اجملتمعون‪ ،‬في‬ ‫هذه املرحلة وكما قلت‪ ،‬ان كان لتحرير االسرى‬ ‫وحترير لبنان من شراكة تنتمي لنهج التحرير‬ ‫وتعزيز الوحدة الوطنية‪ ،‬فنحن لها‪ ،‬لنبني‬ ‫صفحات جديدة في مسيرة بناء الدولة القادرة‬ ‫والعادلة واسقاط مقولة ان لبنان قوته في‬ ‫ليتحول القول بان لبنان قوته في دولة قادرة‬ ‫وعادلة وفي مقاومة تناضل لتحرير االرض‬ ‫وحترير االنسان‪.‬‬ ‫وختم‪ :‬املقاومة ليست بندقية فحسب‪،‬‬ ‫املقاومة هي ثقافة‪ ،‬هي ارادة وما اجملتمعون اليوم‬ ‫حول نهج املقاومة اال مقاومون‪ ،‬يقاومون منطق‬ ‫االستسالم ومنطق الرهانات على اخلارج‪ ،‬يقاومون‬ ‫منطق التشتت والتمزق الطائفي والتفتت‬ ‫املذهبي‪.‬‬ ‫فأهالً بكم في هذا اجلبل الذي توحده املقاومة‬ ‫مقاومة العدو‪ ،‬وال توحده ال احالف رباعية وال‬ ‫انتخابات نيابية بقدر ما توحده ارادة الناس حول‬ ‫االلتفاف مبشروع املقاومة‪.‬‬ ‫غدا ً سنذهب الى احلكومة اللبنانية والى‬ ‫بيانها الوزاري‪ ،‬وبقدر ما يكون هذا البيان حلاجات‬ ‫ومتطلبات املرحلة احلالية والتي تسس عليها‬ ‫ملستقبل زاهر للبنان وملستقبل السيادة واحلرية‬ ‫واالستقالل احلقيقي للبنان بقدر ما نكون‬ ‫نستحق جهاد سمير القنطار ورفاق شهدائنا‬ ‫وأسرانا احملررين‪ ،‬بقدر ما نقول لهم‪ :‬اهالً بكم‬ ‫فان معاناتكم في السجون قد ف ّرج عنها هذا‬ ‫االنتقال النوعي في لبنان‪ ،‬من لبنان الرجعة الى‬ ‫لبنان االنتفاضة الى لبنان الغد اآلتي والنصر‬ ‫املؤزر‪.‬‬


‫قماطي‬

‫القنطار متحدثا‬

‫قماطي‪ :‬املقاومة تساوم‬ ‫على حلفائها مبعسول الكالم‬ ‫اما كلمة حزب اهلل فقد ألقاها عضو املكتب‬ ‫السياسي محمود قماطي‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫في هذا اجلبل االشم من جبل املقاومة‪ ،‬خرج‬ ‫البطل سمير القنطار ليقوم بواجبه الوطني‬ ‫بعملية جريئة‪ ،‬فأصبح اسيراً‪ .‬ثم طال به الزمن‬ ‫ليصبح عميد االسرى في السجون االسرائيلية‪.‬‬ ‫ولكنه اليوم‪ ،‬لم يعد عميد األسرى بل اصبح‬ ‫عميد االحرار وعميد احلرية‪.‬‬ ‫هذه احلرية التي جسدتها املقاومة في كل‬ ‫ما فعلته حتى اآلن‪ ،‬املقاومة التي حررت االرض‪،‬‬ ‫املقاومة التي حررت االسرى‪ .‬املقاومة التي‬ ‫استعادت جثامني الشهداء‪ ،‬املقاومة التي‬ ‫اصبحت رقما ً صعبا ً في معادلة املنطقة‪ ،‬ورقما ً‬ ‫اساسيا ً في احلياة السياسية اللبنانية‪.‬‬ ‫املقاومة التي رفعت كرامة العرب‪ ،‬مسلمني‬ ‫ومسيحيني‪ ،‬ورفعت كرامة العالم االسالمي‬ ‫برمته‪ ،‬واصبحت منوذجا ً للشرفاء وقدوة لالحرار‬ ‫في العالم‪ ،‬هذه املقاومة ستستمر‪ .‬هذه املقاومة‬ ‫ضرورة وطنية وحاجة لبنانية عربية اسالمية‪،‬‬ ‫دورها ال يقتصر على استعادة االسرى وال ينتهي‬ ‫في حترير ما تبقى من ارض محتلة ال في شبعا‬ ‫وال في تالل كفرشوبا وال في تالل الغجر‪ ،‬دورها‬ ‫يرتبط باستراتيجية التحرير واستراتيجية‬ ‫الدفاع الوطني التي يزمعون على مناقشتها‬ ‫داخل حكومة الوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫هذه املقاومة‪ ،‬ما قدمته من شهداء ومن‬ ‫معوقني ومن جرحى واسرى “احلمد للله لقد حترروا”‪،‬‬ ‫وما قدمته من تضحيات وعطاءات ال ميكن ان يزول‬ ‫مبجرد احراج سياسي وشعارات واهمة وهمية‬ ‫جوفاء‪ ،‬مطلية بطالء رمبا يقولون عنه إنه وطني‬ ‫وهو في احلقيقة ليس وطنيا ً وامنا يتبع للخارج‪.‬‬

‫وهاب والقنطار يقطعان قالب احللوى‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪13‬‬


‫الغالف‬ ‫هذه التضحيات سوف نكون اوفياء لها‪ .‬هذه‬ ‫العطاءات سوف نحافظ عليها‪ .‬هذه اإلجنازات‪،‬‬ ‫هذه املقاومة هي قوة لبنان وهي التي حققت‬ ‫بالفعل سيادته‪ ،‬هذه املقاومة هي التي حققت‬ ‫بالفعل استقالل لبنان وحريته‪ ،‬لذلك يجب ان‬ ‫نستمر بالتمسك بها‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬نحن حاضرون بكل ايجابية‪ ،‬نحن جاهزون‬ ‫للحوار بل نتوق الى هذا احلوار‪ ،‬الننا ننطلق من‬ ‫موقع وطني لبناني قوي‪ ،‬ألن ما حققته املقاومة‬ ‫وما حتققه املقاومة وما ستحققه املقاومة للبنان‬ ‫يستدعي التمسك بهذه املقاومة وبسالحها‪ ،‬الن‬ ‫عزة لبنان وكرامته وقوته في مواجهة اي عدوان‬ ‫او في صنع معادلة الردع‪ ،‬معادلة القوة املتكافئة‬ ‫او ما يقولون عنه انه “توازن الرعب”‪ ،‬هذه املعادلة‬ ‫هي التي متنع اسرائيل اليوم بأن تقوم بأي عدوان‬ ‫على لبنان او حتسب الف حساب في ان تكرر‬ ‫العدوان على لبنان‪.‬‬ ‫ولقد فهمت الشعوب هذه احلقيقة‪ ،‬الشعوب‬ ‫العربية والشعوب االسالمية ويجب ان يفهم‬ ‫ايضا ً فريق املواالة الذي كان في السلطة‪ ،‬يجب‬ ‫ان يفهم هذه املعادلة بكل وضوح‪ ،‬لم تعد‬ ‫املقاومة حكرا ً على فريق في لبنان‪ ،‬ولم تعد‬ ‫املقاومة حكرا ً على الشعب اللبناني وال على‬ ‫العرب وال على املسلمني‪ ،‬لقد اصبحت هذه‬ ‫املقاومة لكل الشرفاء واالحرار في العالم‪ .‬يجب‬ ‫اال يعودوا الى تصغير الدوائر‪ .‬ويجب بعد واحلمد‬ ‫للله حترير االسرى وبفضلهم وببركة عميد‬ ‫األحرار البطل سمير القنطار واخوانه‪ ،‬وبفضل‬ ‫اخوانه االسرى احملررين معه ايضاً‪ ،‬من ابطال‬ ‫حزب اهلل وابطال حرب متوز وبفضل جثامني‬ ‫الشهداء الذين تنوعت انتماءاتهم‪ ،‬دللت ‪99‬‬ ‫جثة ألبطال املقاومة الوطنية اللبنانية من‬ ‫االحزاب اللبنانية كافة‪ ،‬دللت على هذا التنوع‬ ‫الوطني الذي يحتضن املقاومة منذ ربع قرن‬ ‫وحتى اآلن‪ .‬كل هذا يجب ان يلتفت اليه هذا‬ ‫الفريق الذي كان يسيطر على السلطة وان‬ ‫يفهم هذه احلقيقة وان ال يعود‪.‬‬ ‫وكما قلت بفضل هذه العملية وعملية‬ ‫الرضوان التي سميت باسم الشهيد البطل‬ ‫القائد احلاج رضوان‪ ،‬بفضل هذه العملية‬ ‫“عملية الرضوان” عملية التبادل‪ ،‬اجتمع الوطن‬ ‫كله مواالة ومعارضة وخطوا خطوة ايجابية‪،‬‬ ‫نتمنى ان تستمر وتتقدم وتتطور‪ ،‬ألنه يجب‬ ‫ان يعلموا ان ال هم وال غيرهم‪ ،‬ال في لبنان وال‬ ‫في املنطقة يستطيعون ان يؤثروا او ان يحققوا‬ ‫اي تراجع في مسيرة املقاومة‪ .‬بل عليهم ان‬ ‫يلتقطوا الفرصة التاريخية السانحة اليوم‪.‬‬ ‫فاملوجودون في اجلبل وغيرهم خارج اجلبل (وقد‬ ‫بدأ املوجودون يلتقطون الفرصة) عليهم جميعا ً‬ ‫ان يلتقطوا ويثبتوا لبنانيتهم ووطنيتهم‬ ‫وقوميتهم وعروبتهم ولو في اطار املصالح‪ ،‬ألن‬ ‫كل من يعترض املقاومة او يدخل في مشروع‬ ‫اجهاض املقاومة او يساهم في مشروع القضاء‬ ‫على املقاومة سوف يسقط هو ومصاحله‬ ‫وشخصه وموقعه الى األبد‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪14‬‬

‫نعم لقد سقط القناع ونحن نفتح صفحة‬ ‫ايجابية بكل رحابة صدر ومند اليد الى كل‬ ‫الشركاء في الوطن الذين خانوه والذين غدروه‬ ‫والذين اخلصوا‪ ،‬معا ً نفتح صفحة جديدة ومند‬ ‫اليد لكي نخرج من املأزق من االزمة الى احلل‬ ‫ليرتاح لبنان‪.‬‬ ‫وختم قماطي موجها ً التحية الى هذا اجلبل‬ ‫االشم والى تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬وقال‪ :‬وهنا‬ ‫ال يظنن احد ان املقاومة تساوم على حلفائها‪،‬‬ ‫وال يظنن احد ان ببعض معسول الكالم ميكن‬ ‫للمقاومة ان تتخلى عن حلفائها‪ .‬نعم اذا‬ ‫غيروا سياستهم ونهجهم وعادوا الى مشروع‬ ‫املقاومة والى جادة الصواب وصححوا البوصلة‪،‬‬ ‫سوف نستقبلهم‪ ،‬ولكن ليس على حساب‬ ‫حلفائنا‪ .‬حلفاؤنا اخمللصون الذين وقفوا الى‬ ‫جانب املقاومة ايام الشدة ال ننساهم‪ ،‬وقد‬ ‫قالها السيد حسن نصر اهلل‪“ :‬ان من وقف‬ ‫معنا في حرب متوز له دين في أعناقنا لن ننساه‬ ‫أبداً”‪ .‬اذا ارادوا ان يكفروا هم عن سيئاتهم‬ ‫وان يخرجوا من خطأ رهاناتهم وان يعودوا الى‬ ‫الرهان الصحيح فأهال وسهالً نستقبلهم‪.‬‬ ‫ولكن بالقدر الذي يستحقونه‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫بالقدر الذي يريدونه ابداً‪.‬‬ ‫حتية الى هذا اجلبل املقاوم الذي حاولوا ان‬ ‫يش ّوهوا صورته ولم ينجحوا ولن ينجحوا‪ .‬هذا‬ ‫اجلبل سيبقى مقاوماً‪ .‬حتية الى عميد االحرار‬ ‫سمير القنطارورفاقه‪.‬‬ ‫انه عهد االنتصارات لقد بدأ‪ ،‬وولى عهد النكبة‬ ‫وحل محله عهد النهضة وعهد احلرية وعهد‬ ‫االنتصارات‪ ..‬والى املزيد من االنتصارات‪.‬‬

‫وهاب‪ :‬أنصح جنبالط‬ ‫بان يخرج من مركب بوش‬ ‫قبل غرقه األخير‬ ‫واقول للسيد حسن‪ :‬أنت صانع‬ ‫عزتنا ومنقذ شرفنا‪ .‬نحن معاً‬ ‫في السلم كما في احلرب!‬ ‫ سوريا بالنسبة للدروز ِقبلتنا‬‫الثالثة‪ ،‬هي ّ‬ ‫مكة الثانية‪،‬‬ ‫وهذا أقل الوفاء‬ ‫ ايران الى جانب قضايانا‬‫الوطنية بينما العرب يتفرجون‬ ‫على حرق لبنان وذبح فلسطني‬

‫وهاب‬

‫وهاب‪ :‬املقاومة اكبر م ّنا جميعاًُ‪،‬‬ ‫فلنترك صغائرنا ونرتق الى‬ ‫عظمتها‬ ‫وختاما ً كانت كلمة رئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫اهالً َ‬ ‫بك يا شامخ الرأس في اجلاهلية‪ ،‬التي ما‬ ‫أحنت رأسها يوما ً ملتج ّبر او حاقد او سلطان‪.‬‬ ‫أهالً بك يا شامخ الرأس في بلدة التوحيد‬ ‫واملوحدين‪ ،‬في جبل االحرار‪ ،‬جبل التوحيد‪ ،‬جبل‬ ‫وعمار‪.‬‬ ‫احفاد سلمان الفارسي‪ ،‬وابي ذ ّر‪ ،‬واملقداد‪ّ ،‬‬ ‫أهالً بك يا شامخ الرأس في بلدة هي على‬ ‫السجان‪ ،‬كرمية مع الضيف‪،‬‬ ‫صورتِك‪ ،‬قاسية مع‬ ‫ّ‬ ‫عزيزة في وجه الظالم‪ ،‬متوت قبل ان تركع‪.‬‬ ‫إنها فرحة كبيرة ان يعود سمير‪ ،‬لكن‬ ‫الفرحة االكبر‪ ،‬ستكون عندما تخرج فلسطني‬ ‫سجانه‪ ،‬ويصبح‬ ‫من سجنها‪ ،‬ويطرد العراق‬ ‫ّ‬ ‫لبنان كبيرا ً شامخا ً عزيزا ً على صورة مقاومته‪،‬‬ ‫وعلى صورة سيد املقاومة اللبنانية والعربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬سماحة السيد حسن نصر اهلل‪.‬‬ ‫اليوم نؤكد مع سمير‪ ،‬ومع كل الشرفاء ان من‬ ‫يكون مع املقاومة‪ ،‬فحتما ً سيكون مع سوريا ومع‬ ‫قائدها‪ ،‬ومع قائد املمانعة العربية‪ ،‬الرئيس “بشار‬ ‫االسد”‪ ،‬اطال اهلل بعمره‪“ ،‬بشار االسد” الذي كان‬ ‫عمالقا ً بكل معنى الكلمة في باريس‪ ،‬فكانت‬ ‫بالشكل قمة املتوسط‪ ،‬وفي املضمون اي قمة‬ ‫بشار االسد‪“ .‬بشار االسد” الذي وقف وحيدا ً في‬ ‫هذه االمة‪ ،‬وبقيت هامته مرتفعة رغم تطاول كل‬ ‫صغار االمة والعالم عليها‪.‬‬ ‫كنت على حق يا سمير‪ ،‬عندما قلت انه لوال‬ ‫سوريا النتهكت كرامة بيوتنا واعراضنا وارضنا‪،‬‬ ‫ومن حق الوفاء علينا ان نحفظ لسوريا ِقبلتنا‬ ‫الثالثة‪ ،‬هذا الوفاء‪ ،‬سوريا التي هي بالنسبة‬ ‫للدروز ّ‬ ‫مكة الثانية‪.‬‬ ‫من يكون مع املقاومة‪ ،‬يجب ان يكون مع‬ ‫اجلمهورية االسالمية االيرانية‪ ،‬التي لم تترك‬


‫راية فلسطني منذ انتصار الثورة‪ ،‬فيما العرب‬ ‫يتفرجون على فلسطني‪ ،‬وعلى احتالل لبنان‪،‬‬ ‫كانت ايران الى جانبنا وجانب قضايانا العربية‪.‬‬ ‫املقاومة اكبر منّا جميعاًُ‪ ،‬فلنترك صغائرنا ونرتق‬ ‫الى عظمتها‪ .‬لذا اقول من الشوف‪ ،‬من اجلاهلية‪،‬‬ ‫وعلى بعد بضعة كيلومترات من اخملتارة‪ ،‬يا استاذ‬ ‫وليد مبحبة الناصح‪ ،‬واحلريص‪ ،‬مركب “جورج بوش”‬ ‫يغرق‪ ،‬والننا حريصون على اجلبل والدروز‪ ،‬نقول لك‪:‬‬ ‫نحن لم نختلف على مال او سلطة‪ ،‬او قطعة‬ ‫ارض‪ ،‬نحن اختلفنا على السياسة بعد ان جمعنا‬ ‫الو ّد والصداقة لسنوات اختلفنا عندما اعتبرنا‬ ‫ان مصلحة الدروز مع حلف املقاومة واملمانعة‪،‬‬ ‫وها هو ينتصر وليس الدروز خارج االنتصار اليوم‪،‬‬ ‫بفضل موقفنا وموقف القوى الوطنية داخل‬ ‫الطائفة لذا اقول لك‪ :‬املركب يغرق‪ ،‬اخرج منه‬ ‫قبل ان يكتمل غرقه خالل اشهر‪ ،‬وعندما تخرج‬ ‫منه سيعود ُّ‬ ‫كل شيء الى حاله‪ ،‬وينتهي اخلالف‬ ‫السياسي على املشروع‪ ،‬وتنتفي اسباب اخلالف‬ ‫الكبير‪ ،‬اما الصغائر فال مشكلة عندنا بها مع‬ ‫احد‪ ،‬ال معك وال مع غيرك‪.‬‬ ‫ونحن يا مشايخنا‪ ،‬يا رفاقي‪ ،‬املقاومة قد ٌر‬ ‫وليست خياراً‪ ،‬ونحن جديون‪ ،‬ولن نتهرب من قدرنا‪.‬‬ ‫واليك يا حبيبنا‪ ،‬يا سيد حسن‪ ،‬لك منا كل‬ ‫وفاء وحب ومعروف‪ ،‬انت‬ ‫احلب والوفاء‪ ،‬ونحن اهل ٍ‬ ‫اصبحت بحجم امة اليوم تقودها من انتصار الى‬ ‫اخر‪ ،‬انت صانع استقاللنا‪ ،‬انت صانع عزّتنا‪ ،‬وصانع‬ ‫شموخنا‪ ،‬قبلك كنا نحن العرب في ّ‬ ‫الذل ومعك‬ ‫اصبحنا نفتخر اننا عرب‪.‬‬ ‫ننسق معك وانت داخل‬ ‫كنا‬ ‫واخيراً‪ ،‬يا سمير‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫القضبان‪ ،‬اليوم اصبحنا في مشروع واحد خارج‬ ‫القضبان‪ .‬الوطن ينتظرنا‪ ،‬اجلوالن احلبيب يشتاق‬ ‫الينا‪ ،‬بقعاتا ومجدل شمس‪ ،‬ومسعدة‪ ،‬وعني قنيا‬ ‫اشتاقت الينا‪ ،‬فلسطني تنادينا أالّ نتركها بني ايدي‬ ‫اجلالدين‪ ،‬العراق اجلريح يسأل عن نخوتنا العربية‬ ‫وهو يُقتل اليوم‪ .‬على الوعد سنبقى مع القدس‪،‬‬ ‫مع بغداد‪ ،‬مع الشام التي لوالها لسقطت كل‬ ‫املقاومات العربية في مشروع احلصار‪.‬‬ ‫اهالً بك في بيتك وبني اهلك‪ ،‬واهالً برفاقنا من‬ ‫احلزب السوري‪ ،‬الشيوعي‪ ،‬البعث‪.‬‬ ‫اهالً بأخوتنا في حزب اهلل‪ ،‬معا ً كنّا في احلرب‪،‬‬ ‫ومعا ً سنبقى في احلرب والسلم‪ ،‬وللخائفني اقول‪:‬‬ ‫ليس حزب اهلل هو من يترك حلفاءه ويتخلى عن‬ ‫الذين وقفوا معه في االيام الصعبة‪.‬‬

‫العميد القنطار‪ :‬ال استراتيجية‬ ‫دفاعية تبقينا متفرجني‬ ‫على ذبح فلسطني‬ ‫وألقى عميد احملررين سمير القنطار‪ ،‬كلمة‬ ‫شكر فيها اجلميع على تنظيم هذا االحتفال‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬طموحي اال اكرم اكثر من ذلك على ما‬ ‫فعلته في املاضي‪ ،‬ما كان في املاضي هو عن‬ ‫املاضي‪ ،‬وطموحي ايضا ً ان اكرم على ما سأفعله‬ ‫في املستقبل‪ ،‬انني انتهز هذه املناسبة للتأكيد‬

‫القنطار‬

‫عبد اخلالق‬

‫على اهمية ان ننتقل كقوى وطنية وفلسطينية‬ ‫الى مرحلة جديدة‪ ،‬ويجب ان ينتهي زمن النقاش‬ ‫واحلوار على لبنانية وغير لبنانية‪ ،‬هناك فلسطني‪.‬‬ ‫ال تقبلوا ان تورثوا ابناءكم ما ورثناه عن آبائنا‪ ،‬لقد‬ ‫ورثنا عن آبائنا بلدا ً نتيجة لذلك ولم تنته هذه‬ ‫املصائب اال اذا انتزعنا هذا الكيان الغاصب من‬ ‫ارضنا والى األبد‪ .‬وما هنا ايها االخوة وكمقاوم ال‬ ‫اقبل بأي استراتيجية دفاعية جتعل من سالحنا‬ ‫يأكله الصدأ وال اقبل ايضا ً باي استراتيجية‬

‫دفاعية يجعلنا متفرجني على مذابح فلسطني‪،‬‬ ‫لقد حان الوقت ان نعيد ثقافة فلسطني الى‬ ‫عقولنا وحياتنا اليومية‪ ،‬واملطلوب من هذا اجلبل‬ ‫العزيز الكرمي ان يكون مستعدا ً ليس للدفاع عن‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬ألن هذا املوضوع انتهينا منه‪،‬‬ ‫سالح املقاومة ال خوف عليه‪ ،‬ولكن على اجلبل‬ ‫ان يكون مستعدا ً ليحمي ظهر اجملاهدين وميدهم‬ ‫بالقوة والسالح على اجلبهة‪ ،‬ويجب ان تلبوا نداء‬ ‫الواجب بروح العسكر‪.‬‬

‫كان من أبرز احلضور‪ :‬وفد من حزب اهلل ضم عضو املكتب السياسي محمود قماطي‬ ‫ومسؤول منطقة اجلبل في احلزب بالل داغر‪ ،‬حافظ الصايغ عن احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وفد من احلزب الشيوعي اللبناني‪ ،‬االمني القطري حلزب البعث العربي‬ ‫االشتراكي في لبنان فايز شكر‪ ،‬اسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان‪ ،‬وفد من‬ ‫جتمع العلماء املسلمني‪ ،‬وفد من فصائل الثورة الفلسطينية‪ ،‬رئيس املركز الوطني‬ ‫في املنية كمال اخلير ووفد من احلركة الثقافية في اجلبل وتيار اجملتمع املدني املقاوم‬ ‫وحشد من اهالي اجلبل ومشايخ الطائفة الدرزية ووفود من محازبي التيار ومناصريه‬ ‫في املناطق‪.‬‬ ‫زيارة وهاب والقنطار للمرجع الشيخ أبو ذياب كانت سبقت املهرجان زيارة قام بها‬ ‫البطل املقاوم احملرر سمير القنطار الى منزل احد املراجع الروحية في الطائفة الدرزية‬ ‫الشيخ ابو علي ابو ذياب‪ ،‬بحضور وهاب وعدد من مسؤولي التيار واملشايخ‪ ،‬حيث هنأ‬ ‫الشيخ ابو ذياب القنطار بتحريره من االسر وحيّا صموده في السجن‪ ،‬وبارك مواقفه‪.‬‬ ‫ثم اصطحب وهاب والقنطار الشيخ ابو ذياب بوفد كبير من مشايخ الطائفة الدرزية‬ ‫الى مكان املهرجان‪ ،‬حيث استقبل في شوارع بلدة اجلاهلية بنثر األرز‪ ،‬وعند مدخل‬ ‫املهرجان كانت فرقة املوسيقى تصدح بأحلان التكرمي والتعظيم‪ ،‬حيث اصطفت فرقة‬ ‫من “تيار التوحيد اللبناني” بلباس عسكري حتمل أعالم التيار‪ ،‬وأدت التحية لرئيس‬ ‫التيار وللقنطار‪ ،‬حيث هتفت لهما احلشود الشعبية مترافقة مع اطالق االسهم‬ ‫النارية تكرمياً‪ ،‬كما قامت فرقة للفولكلور اللبناني بأداء رقصات فنية ابتهاجاً بقدوم‬ ‫عريس اجلبل املقاوم سمير القنطار‪ ،‬فتحول املهرجان الى عرس وطني وشعبي كبير‪.‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪15‬‬


‫الغالف‬ ‫لوال “عملية الرضوان” لظل سجيناً حتى العام ‪ ٢٥٢٢‬وعمره ‪ ٥٦٠‬سنة!!‬

‫سمير القنطار‪ ..‬حراً بب ّزة الصاعقة‬ ‫و«بندقية مغنية» لتحرير أمة‬

‫القنطار حرا ً‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪16‬‬

‫فتى من قريته عبيه‪ ،‬بلدة األمير السيد‬ ‫جمال الدين التنوخي العالم التوحيدي‬ ‫والشارح األشهر ومحجة مريديه عبر األجيال‪،‬‬ ‫يطل على البحر الذي جتوبه بوارج الفاحتني‬ ‫وتعبر سماء وطنه مرات يوميا ً طائرات الغزاة‬ ‫تعربد‪ .‬يشهد قوافلهم تتوالى ميخرون قلوبنا‬ ‫ونفوسنا وعقولنا وشرفنا وبسطاء شعبنا‬ ‫يعتصمون بزوايب الطوائف وازقة املذاهب‬ ‫ومشاعات البيوك وخراجات األمراء‪ ..‬ويقولون‬ ‫«األرض ال تدور»!!‪ ،‬لكنها تدور‪ ،‬كما كانت من‬ ‫آزال الدهور!!‬ ‫حمل قلبه ودمه ونشره شراعا ً على سارية‬ ‫عمره يتحدى تربية عامة غير قومية جتر‬ ‫قيودها وتتدحرج بأصفادها إلى املاضي حتني‬ ‫هامها للمير والبيك واآلغا واملقدم والشيخ‬ ‫والكاهن وهؤالء يقدمون الفدية واملكوس‬ ‫للمحتل ليثبتهم في منطراتهم الصغيرة‪.‬‬ ‫كانوا نواطير األجنبي وما زال جلهم كذلك!‬ ‫وأمة هذا شأنها لن تفلح!‬ ‫شرع سمير القنطار يبحث عن انتماء يبقيه‬ ‫قريبا ً من فوهة البركان املفتوح فإذا فلسطني‬ ‫وجبهة التحرير الفلسطينية على موعد معه‪،‬‬ ‫فأهلته ضابطا ً مترعا ً بالعزم منفوحا ً بالعزمية‬ ‫واملهارة‪.‬‬ ‫خطط عملية للتسلل من غور األردن إلى‬ ‫بيسان مبجموعة فدائية فكانت «بسالة»‬ ‫اجليش األردني املهدورة «في سبيل التاج» قد‬ ‫رصدتها واشتبكت معها فقتلت واعتقلت‬ ‫أفرادها وكان نصيب سمير سجن سنة في‬ ‫األردن‪ .‬وما إن أطلق سراحه حتى شرع يقتحم‬ ‫فلسطني من بابها األزرق العريض بـ»عملية‬ ‫جمال عبد الناصر» ليحاول ان ينفخ في وجدان‬ ‫عالم عربي أعشى‪ ،‬لوال النهضة الناشطة‬ ‫وفداء املقاومة‪ ،‬ما ميكن ان يبعث رميمه إلى‬ ‫نهاريا العتقال مسؤول مفاعل دميونا لتحرير‬ ‫أسرى فدائيني في سجون العدو‪.‬‬ ‫اشتبكت مجموعة القنطار بدورية شرطة‬ ‫فقتلت أحد رقبائها ثم مع وحدات عسكرية‬ ‫معززة فقتلت فدائيني اثنيني (عبداجمليد أصالن‬ ‫ومهنا املؤيد)‪ ،‬واخملطوفني (العالم هاران وابنته)‪،‬‬ ‫وجرحت القنطار واألبرص واعتقلتهما ليواجها‬ ‫أبشع صنوف تعذيب «الدميقراطية» العنصرية‬ ‫اليهودية الصهيوينة‪ ،‬من نزع الرصاص من‬ ‫اجلروح دون جراحة وتعليقهما على اجلدار أياما ً‬ ‫في العراء إلى تعريضهما الستباحة العامة‬


‫واجلنود‪...‬‬ ‫ومن هناك حكم «قاضي» اإلرهاب بالطالق‬ ‫بني وجهه األسمر والشمس عقودا ً لتبقى نهبا ً‬ ‫خلنازير االحتالل‪ ،‬يخجل ان مير عمره في حضن‬ ‫حنانها الدافئ متفرجا ً ذليال ً كأي عربي معتدل‬ ‫بل معتل‪ ،‬يساوم باطل عدوه ليؤجل عبوديته او‬ ‫يزينها‪ ،‬فاستمد من العتمة فجرا ً كما يستمد‬ ‫اجلذر املكني في عتمة الثرى نسغ النضارة وحياة‬ ‫البطولة ألجيال لم تولد بعد رمبا تقرأ عنه‪ ،‬إن‬ ‫بقي من يقرأ ويكتب في عالم عربي متجاهل‬ ‫و ُمجهَّ ل‪ ..‬فكيف وها هي هذه األجيال تراه‬ ‫يرمي قميص الزنزانة في وجه سجانيه ويلبس‬ ‫بزة ميدان نخبة صاعقة املقاومة اإلسالمية‬ ‫متسلما ً راية املسيرة فوق منصة ملعب الراية‬ ‫رافعا ً يده بالقسم على متابعة جلجلة الفداء‬ ‫ألجل فلسطني وثقافة حتريرها‪ ،‬محددا ً مهمة‬ ‫جليلة لعمله الفدائي املقبل هي الثأر للقائد‬ ‫الشهيد املغدور عماد مغنية‪.‬‬ ‫سمير واحد جليلني ولعاملني‪:‬‬ ‫الفتى الراسخ اخلطى الواثق النهج يختار‬ ‫العمل الفدائي على السفر إلى أوروبا للتعلم‪،‬‬ ‫الذي رأى فتيان األمس كهول اليوم أم شهداء‬ ‫القرن الغابر‪ ،‬رمبا في زمن يتداعى فيه األخيار‬ ‫ويندرون ويوحش طريقهم‪...‬‬ ‫والكهل األربعيني احملرر الناضج املمتلئ‬ ‫رجولة وعلما ً وتواضعا ً وفكرا ً وتوازنا ً واستعدادا ً‬ ‫ال يقل عن حماس الفتوة للعطاء والبذل‪.‬‬ ‫يفتقد والده سامي ويشعر ألول مرة قرب قبره‬ ‫بغربة مستجدة لم يشعر وطأتها عليه قبال ً‬ ‫وقبر اخته سناء ويرزرع وردتني بجانبهما ويزرف‬ ‫عاطفته حارة فوقهما علهما يسمعان في‬ ‫السماء! لكأنه يعيش خارج الزمن املتداعي‬ ‫يحاول ان يستنقذ بعض نخوته التليدة‬ ‫الغابرة‪ ...‬لكن عالم السبعينيات املدوي الضاج‬ ‫باسم العروبة والتقدم واليسار والتحرر ليس‬ ‫هو عالم القرن احلادي والعشرين‪.‬‬ ‫حترر من عتمة السجن في ضوء سمير‬ ‫وفجره إلى ضوء بلد باهت لواله ولوال محرريه‬ ‫وروح الفداء التي تزخر في نفوس أفواج وسرايا‬ ‫تستعد لتلبية النداء حتت طبقة الثرثرة‬ ‫والضجيج وزحيرها التي يثيرها اتباع األجنبي‬ ‫في كل مكان‪ ،‬ليعطلوا هدوء وسالسة‬ ‫التحقق‪.‬‬ ‫هذا في لغة اهل التوحيد زمن الكشف ودوره‪:‬‬ ‫كشف األقنعة ووكشف الذمم‪ ،‬كشف النفوس‬ ‫وكشف األفعال واملواقف‪ ،‬ليكون لكل نفس ما‬ ‫فعلت قبل احلساب العتيد في دور القيامة‪...‬‬ ‫أما القيامة؟ قيامة هذه األمة وكشف إمكانات‬ ‫انتصارها الكبيرة ها هي تتأهب لقرع اجراس‬ ‫التحرير‪ ..‬وها قد دق النفير‪ ،‬واجلهاد فرض عني‪،‬‬ ‫فماذا فعل كل منكم‪ ،‬أيها الناس!!‬ ‫وسمير املؤشر بني عاملني‪ :‬عالم يتهاوى‬ ‫حتت ضغط انقسام القلوب شتى وتفسخ‬ ‫اجلهود والبنى واضطراب اخلطط وتداعي الدول‬ ‫والكيانات إلى عالم الوحدة واالجتاه واليقني‬

‫نهاريا في لقطة من اجلو‬

‫يعشق البندقية‬

‫مع مروان البرغوثي في االسر‬

‫واملعرفة واالنتماء واشتباك السواعد وائتالف‬ ‫القلوب‪ ،‬هو عالم النهضة البناءة الهادية‬ ‫املهدية احملررة الذي يتكامل إجنازا ً إجنازا ً بنموه‬ ‫املذهل!!‬

‫“جمال عبد الناصر”‬ ‫في نهاريا‬ ‫في وقائع األرشيف أنه بتاريخ ‪ 22‬نيسان‬ ‫‪ 1979‬نفذ سمير القنطار «عملية جمال عبد‬ ‫الناصر» مع ثالثة من رفاقه هم‪ :‬عبد اجمليد‬ ‫اصالن ومهنا املؤيد واحمد االبرص في نهاريا‪،‬‬ ‫حيث توجد حامية عسكرية كبرى اضافة الى‬ ‫الكلية احلربية ومقر الشرطة وخفر مدفعية‬ ‫السواحل وشبكة االنذار البحري ومقر‬

‫جعل السجن مدرسة قتال‬ ‫ّ‬ ‫كذب سمير مقولة موشي‬ ‫ديان عندما قال‪« :‬لو قدر لهؤالء‬ ‫املعتقلني بان يخرجوا من هنا‬ ‫خلرجوا عالة على اوطانهم»‪،‬‬ ‫فاذا هو يتحرر فدائياً لتحرير‬ ‫شعب بكامله من نقيصة‬ ‫الدونية والهزمية‪.‬‬

‫الزوارق العسكرية االسرائيلية شيربورغ‪ .‬وقد‬ ‫استطاعت اجملموعة اختراق حواجز االسطول‬ ‫السادس واخفاء الزورق عن الرادار وحرس الشاطئ‪.‬‬ ‫اقتحمت اجملموعة مستوطنة نهاريا الختطاف‬ ‫رهائن اسرائيليني منهم العالم النووي مسؤول‬ ‫مفاعل دميونا داني هاران ملبادلتهم مبقاومني‬ ‫معتقلني في السجون االسرائيلية‪ ،‬الثانية‬ ‫فجرا ً احدى البنايات العالية التي حتمل الرقم‬ ‫‪ 61‬في شارع جابوتنسكي وانقسمت اجملموعة‬ ‫الى اثنتني‪ ...،‬وبعد ذلك اشتبك افراد اجملموعة‬ ‫مع دورية شرطة اسرائيلية فقتل الرقيب‬ ‫الياهو شاهار من مستوطنة معلوت‪ .‬وبعدها‬ ‫استطاعت اجملموعة اسر عالم الذرة االسرائيلي‬ ‫داني هاران وابنته واقتادته الى الشاطئ‪ .‬وحاولت‬ ‫اجملموعة الصعود إلى الزورق‪ ،‬فتعرضت لهجوم‬ ‫استشهد من جرائه احد فدائييها واصيب آخر‬ ‫بجراح بالغة‪ .‬كما أن سمير قد أصيب بخمس‬ ‫رصاصات في انحاء جسده كافة‪ ،‬وبعد ان‬ ‫استقدمت قوات العدو وحدات كبيرة من اجليش‬ ‫دارت اشتباكات عنيفة معها‪ ،‬جنح سمير باطالق‬ ‫النار على قائد قطاع الساحل واجلبهة الداخلية‬ ‫الشمالية في اجليش اإلسرائيلي اجلنرال يوسف‬ ‫تساحور‪ ،‬فجرحه بثالث رصاصات في صدره وجنا‬ ‫باعجوبة‪ ...‬وكانت احلصيلة النهائية للعملية‬ ‫ستة قتلى إسرائيليني من بينهم عالم الذرة‬ ‫داني هاران واثنا عشر جريحاً‪.‬‬ ‫اما افراد العملية فلقد استشهد منهم‬ ‫اثنان هما عبد اجمليد أصالن ومهنا املؤيد واعتقل‬ ‫سمير القنطار وأحمد االبرص‪ ،‬الذي اطلق‬ ‫سراحه في عملية تبادل لالسرى عام ‪.1985‬‬

‫إلى مقاومة قضاة اإلرهاب‬ ‫نقل األسير سمير القنطار وهو ينزف دما ً‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪17‬‬


‫الغالف‬ ‫الى شاطئ نهاريا للتحقيق معه حول ظروف‬ ‫العملية التي نفذها وأهدافها‪ .‬فتعرض‬ ‫لتعذيب ال يصدقه عقل بشري‪ ،‬وفي رسالة‬ ‫من داخل سجنه شرح سمير قصة تعذيبه‬ ‫قائالً‪« :‬لقد صلبت عاريا ً على حائط وبدا جنود‬ ‫االحتالل يتدربون فن القتال على جسدي‪،‬‬ ‫بقيت حتت الشمس اياما وليالي واقفا ويداي‬ ‫لألعلى مقيدتان باحلائط ورأسي مكسو بكيس‬ ‫من القماش االسود الذي تنبعث منه رائحة‬ ‫نتنة‪ .‬بعد حفلة التعذيب هذه كبلوا جسدي‬ ‫باجلنازير والصقوا باذني مكبرات للصوت ومنها‬ ‫تدوي صافرة في الرأس حتى فقدت الشعور‬ ‫واإلحساس بالوجود‪ ،‬اقسى ما عانيته عندما‬ ‫وقعت جريحاً‪ ,‬وبدأت عمليات استئصال بعض‬ ‫الرصاصات من جسدي‪ ،‬حيث كنت شاهدا ً على‬ ‫مشهد استئصال تلك الرصاصات‪ ،‬ألنهم لم‬ ‫يعطوني مادة مسكنة لأللم‪ ،‬وعندما حاولت‬ ‫الصراخ من األلم اغلقوا فمي‪ ,‬وكلما كنت‬ ‫احضر للعيادة في السجن للتغيير على اجلرح‬ ‫كان الطبيب يدخل اصبعه في اجلرح بحجة ان‬ ‫عليه أن يتأكد من عيار الطلقات التي اخترقت‬ ‫جسدي‪ ،‬وأثناء التحقيق‪ ,‬كنت اجلس امام‬ ‫احملقق مكبل اليدين والقدمني‪ ,‬ويطفئ احملقق‬ ‫يدي‪ .‬بقيت في زنزانة طولها نصف‬ ‫سجائره في ّ‬ ‫متر وعرضها نصف متر وسط الظلمة ال أعلم‬ ‫متى يبدأ النهار ومتى ينتهي الليل»‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 24‬نيسان ‪ 1979‬عرض رئيس الوزراء‬ ‫االسرائيلي مناحيم بيغن على جلنة الشؤون‬ ‫اخلارجية واالمن في الكنيست االسرائيلي‬ ‫مشروع قرار يقضي بالغاء قرار سابق اتخذه‬ ‫مجلس الوزراء بعدم فرض عقوبة االعدام على‬ ‫الفدائيني‪ .‬أيده كثيرون منهم اسحق شامير‬ ‫بتاريخ ‪ .1979/4/25‬كما اعلن بيغن خالل‬ ‫تشييع قتلى عملية نهاريا «انه بخصوص‬ ‫الفدائي سمير القنطار‪ ،‬فإننا نفكر بانتقام لم‬ ‫يخترعه الشيطان»‪.‬‬ ‫عزم االسرائيليون تخفيف احلكم الى خمسة‬ ‫مؤبدات كعامل سياسي يساهم في تعزيز‬ ‫العالقات مع مصر‪ ،‬وكي ال يكون هناك إحراج‬

‫من سمير إلى عائلته‪:‬‬ ‫«رفضت إطالقي بطلب شخصي»‬ ‫«وكانت عرضت ادارة السجون االسرائيلية على عميد االسرى اللبنانيني في‬ ‫السجون االسرائيلية سمير القنطار وعلى االسرى الذين قضوا في السجون‬ ‫االسرائيلية فترة تزيد عن العشرين عاما‪ ،‬ان يتقدموا بطلب خطي للنظر في‬ ‫اطالق سراحهم‪ ،‬على ان يشرحوا فيه االسباب الشخصية التي تدفعهم الى‬ ‫التقدم بطلب اطالق سراحهم‪ .‬وقد رفض االسير القنطار التقدم بهذا الطلب‬ ‫«النه يرفض رفضا قاطعا تغليب الطابع الشخصي على املوضوع»‪ .‬وأكد‬ ‫القنطار «ان ال قيمة حقيقية حلريته اذا لم ترتبط بحرية الوطن اآلتية على االكف‬ ‫اجملرحة من كثرة ما امتشقت حجارة االرض التي تأكل محتليها»‪( .‬السفيرـ‬ ‫الثالثاء ‪ 4‬شباط ‪)2003‬‬ ‫وهو حكم مجحف وخيالي وتبغي اسرائيل من‬ ‫ورائه ابقاء سمير القنطار في سجونها حتى‬ ‫املوت‪ .‬وهذا احلكم هو غير قانوني‪ ،‬الن سمير‬ ‫أسير حرب‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وكل نفسه‪:‬‬ ‫محامي اإلرادة القومية‬ ‫وطلب سمير في احملكمة املرافعة عن‬ ‫نفسه‪ ،‬حيث قال‪« :‬ال تهمني مدة احلكم مئة‬ ‫او خمسمئة سنة من السجن املؤبد‪ ،‬املهم‬ ‫بالنسبة لنا اننا جئنا الى هنا إلثبات وجودنا‬ ‫وفعلنا ما أردنا لكي نثبت انه في املستقبل‬ ‫سيحصل الشعب الفلسطيني على هويته‬ ‫الوطنية في هذه البالد»‪.‬‬ ‫قانوني او مطالبة سياسية بتخفيف احلكم‪.‬‬ ‫وفي ‪ 28‬كانون الثاني من العام ‪ 1980‬حكمت‬ ‫احملكمة االسرائيلية املركزية في «تل ابيب»‬ ‫على االسير سمير القنطار بخمسة مؤبدات‬ ‫اضيف اليها ‪ 47‬عاما اي ما يعادل ‪ 542‬عاماً‪،‬‬

‫صلحا‪ :‬قرية لبنانية محتلة منذ ‪ 1948‬خارج حسابات االنعزال اللبناني‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪18‬‬

‫القائد املناضل بالسجن‬ ‫ولم يبق سجن في اسرائيل اال وزاره سمير ونال‬ ‫فيه ما يكفي من التعذيب‪ ،‬معتقل الصرفند‪،‬‬ ‫معتقل عسقالن‪ ،‬معتقل بئر السبع املركزي‪،‬‬ ‫معتقل اجللمة‪ ،‬معتقل الرملة‪ ،‬معتقل جنيد‪،‬‬ ‫الى ان استقر في معتقل هدارمي قرب نتانيا‪.‬‬ ‫وناضل ألجل احلد االدنى من شروط العيش‬ ‫االنسانية التي تفيض عن «الدميقراطية»‬ ‫اليهودية الصهيونية‪ ،‬فلم حتط من عزميته‬ ‫مطلقاً‪ .‬فخاض القنطار عشرات االضرابات‬ ‫وسقط خالل هذه االضرابات عدد من االسرى‬ ‫شهداء من بينهم راسم حالوة وانيس دولة‬ ‫واسحق مراغة وحسن عبيدات‪ ،‬حتى اصبح‬ ‫عضوا قياديا في اللجنة الوطنية لألسرى‬ ‫داخل معتقل نفحة‪ ،‬وهي اللجنة التي تقوم‬ ‫بالتفاوض مع ادارة السجن ومديرية السجون‪،‬‬ ‫اضافة الى اشرافه على اوضاع املعتقلني اجلدد‬ ‫الذين يعتقلون جراء االنتفاضة إلعدادهم‬ ‫نفسيا ً ومعنويا ً من اجل ان ينطلقوا من جديد‬


‫متكنت صواريخ املقاومة ان تضع حدا ً للغزاة وألول مرة في تاريخنا‬

‫فدائيني في مواجهة التنني اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫بعد اضراب عن الطعام دام ‪ 19‬يوما ً انتزع‬ ‫سمير حقه مع رفاقه االسرى في التعلم‬ ‫باملراسلة من داخل سجنه وبعد جهود كبيرة‬ ‫ومتواصلة ومتعبة سمح له في العام ‪1992‬‬ ‫االلتحاق بجامعة تل ابيب املفتوحة وهي‬ ‫تسمح بانتهاج اسلوب التعلم عن بعد‪ ،‬وقد‬ ‫تخصص مبادة العلوم االنسانية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وانهى دراسة االجازة في حزيران العام ‪1997‬‬ ‫وبعد ان انهى املواد املطلوبة منه كتب بحثني‬ ‫اضافيني الى املواد بعنوان «املفاجآت العسكرية‬ ‫في احلرب العاملية الثانية»‪ ،‬والثاني بعنوان‬ ‫«تناقض االمن والدميقراطية في اسرائيل»‪.‬‬ ‫وفي متوز العام ‪ 1998‬رفضت إسرائيل طلب‬ ‫االسير سمير القنطار متابعة دراسته العليا‬ ‫في جامعة خاصة موجودة في اسرائيل‪.‬‬ ‫يعاني سمير القنطار من الناحية الصحية‬ ‫من مرض الربو ومن رصاصة ال تزال مستقرة في‬ ‫رئته اليمنى وهي تهدده دائما ً بخطر كبير كما‬ ‫لم يُسمح لعائلته بلقائه منذ اعتقاله في‬ ‫‪ 1979/4/22‬إال في لبنان بعد اضطرار إسرائيل‬ ‫لإلفراج عنه في عملية التبادل األخيرة في ‪16‬‬ ‫متوز ‪ ،2008‬بعدما يزيد عن ‪ 29‬سنة اعتقال‪.‬‬ ‫وقال موشي ديان في السبعينيات‪« :‬لو قدر‬ ‫لهؤالء املعتقلني بان يخرجوا من هنا خلرجوا‬ ‫عالة على اوطانهم»‪ ،‬فاذا بسمير ورفاقه‬ ‫يتحررون ويعودون إلى ساح اجلهاد إلنقاذ شرف‬ ‫األمة رمبا في مقاومتهم وحيدين!‬ ‫وإبقاء سمير القنطار رهينة للمقايضة‬ ‫امنا هو من افظع االنتهاكات حلقوق االنسان‬

‫جيش النخبة اخلائبة دوما ً‬

‫وللقوانني الدولية كافة التي حتظر احتجاز‬ ‫الرهائن‪ ،‬مع االشارة الى ان االسير سمير‬ ‫القنطار اعتقل بتاريخ ‪ 22‬نيسان ‪1979‬‬ ‫والعملية العسكرية التي قادها كانت ردا على‬ ‫االجتياح االسرائيلي للبنان في آذار ‪ .1978‬رغم‬ ‫كل ما تعرض له القنطار رفض أن يوقع رسائل‬ ‫اعتذار الهالي قتلى عملية نهاريا الشهيرة او‬ ‫يقدم اعتراف ندم على ما فعل‪ .‬ويقول معلقاً‪:‬‬ ‫«انا لست نادما ً اال على شيء واحد هو انني‬ ‫منحت في العام ‪ 1979‬شرف الدفاع عن أمتي‪،‬‬ ‫ولكني حرمت من فرصة الدفاع عن بيتي وأهلي‬ ‫وأرضي ووطني اثناء االجتياح االسرائيلي العام‬ ‫‪ .»1982‬ورفض قطعا ً في شباط العام ‪2003‬‬

‫عرضا ً قدمته ادارة السجون االسرائيلية على‬ ‫االسرى الذين قضوا في السجون االسرائيلية‬ ‫اكثر من عشرين عاما ان يتقدموا بطلب‬ ‫استرحام الطالق سراحهم‪ .‬ولقد رفض االسير‬ ‫القنطار التقدم بهذا الطلب‪ ،‬النه تغليب‬ ‫الطابع الشخصي على املوضوع القومي‪.‬‬

‫السيد نصراهلل‪ :‬القنطار أولوية‬ ‫ومستعدون لكل االحتماالت‬ ‫رغم كل عمليات التبادل التي جرت سابقا ً‬ ‫بني العدو اإلسرائيلي والفلسطينيني ومن ثم‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪19‬‬


‫الغالف‬ ‫مع حزب اهلل لم يطلق سراح سمير القنطار‪،‬‬ ‫بسبب التعنت االسرائيلي من جهة وبسبب‬ ‫عدم اصرار اجلهات املفاوضة معهم‪ ،‬كما في‬ ‫حالة خطف سفينة اكيلو الورو االيطالية‬ ‫بتاريخ ‪ 1984/10/7‬وكان على متنها رعايا‬ ‫اميركيون واسرائيليون‪.‬‬ ‫لكن بعد ان تبنى حزب اهلل قضية حترير‬ ‫سمير القنطار وملس التعنت اإلسرائيلي واعتبر‬ ‫ان حتريره جزء من واجب قومي ووطني وشرعي‬ ‫اخذ يغدو إجنازه مسألة وقت ليس إال لتتحقق‬ ‫الظروف املالئمة ولو كانت حربا ً بحجم حرب‬ ‫متوز ‪ 2006‬وتضحياتها اجلسام في سبيل إعزاز‬ ‫أمتنا وفرض إرادتها املطلقة التي ال رد لها‪.‬‬ ‫أعلن السيد حسن نصراهلل‪« :‬القنطار ا ّول‬ ‫في الئحتنا» عشية اتخاذ احلكومة االسرائيلية‬ ‫قرارها في شأن صفقة تبادل االسرى مع «حزب‬ ‫اهلل»‪ ،‬خالل افطار اقامته االنشطة النسائية‬ ‫في «هيئة دعم املقاومة االسالمية» في حديقة‬ ‫بلدية الغبيري‪ ،‬نهار االحد‪ 9 ،‬تشرين الثاني‬ ‫‪ .2003‬وهي صفقة تضمنت االفراج ‪ 400‬اسير‬ ‫فلسطيني ولبناني‪ .‬ولم يكن موقف السيد‬ ‫كالما ً للمناورة التفاوضية‪.‬‬ ‫ثم بعد سنة قال السيد نصر اهلل «ملتزمون‬ ‫بقضية القنطار ولدينا خيارات ملواجهة أسوأ‬ ‫االحتماالت»‪ ،‬في ‪ 26‬كانون الثاني ‪ ،2004‬في‬ ‫مسجد االمامني احلسنني في حارة حريك‪،‬‬ ‫وأن صفقة التبادل املتوقعة ستكون على‬ ‫مرحلتني من عملية تبادل االسرى بني حزب اهلل‬ ‫واسرائيل‪ :‬في املرحلة االولى سيتم اطالق ‪23‬‬ ‫لبنانيا بينهم الشيخ عبد الكرمي عبيد واحلاج‬ ‫ابو علي مصطفى الديراني وانور ياسني اضافة‬ ‫الى ‪ 400‬فلسطيني وعدد من املعتقلني العرب‪،‬‬ ‫مؤكدا التزام احلزب بقضية االسير سمير‬ ‫القنطار الذي ستتواصل املفاوضات بشأنه‪،‬‬ ‫الفتا االنتباه الى انه وفي اسوأ االحتماالت‬ ‫فان لدى احلزب «خيارات وآفاقاً‪ ،‬واالبواب ليست‬ ‫مسدودة امامنا وآمالنا كبيرة»‪.‬‬ ‫وقال سماحته‪ :‬سيكون سمير هو القضية‬ ‫املركزية للمقاومة االسالمية وحزب اهلل في‬ ‫املرحلة املقبلة‪... ،‬هذا التزام قاطع‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد ايضا‪ ،‬يجب ان نقف باجالل واكبار امام‬ ‫الروح الكبيرة والعزم واملعنويات التي جتلت‬ ‫في موقف االخ سمير القنطار»‪ ...‬وتابع‪« :‬واريد‬ ‫ان اقول لسمير وعائلة سمير‪ :‬اننا سنكون‬ ‫بالتأكيد عند ثقتهم وحسن ظنهم‪ ،‬ولن‬ ‫نخ ّيب آمالهم‪ ،‬ان شاء اهلل»‪ .‬وعلى هامش‬

‫حتولت نصف اجملنزرة تابوتا ً لثمانية قتلى وقفصا ً ألسيرين‬

‫املؤمتر الصحافي سئل السيد نصراهلل‪« :‬هل‬ ‫ال يزال حزب اهلل ملتزما ً تهديداته بأسر جنود‬ ‫اسرائيليني امام اي تعنت اسرائيلي بتنفيذ‬ ‫املرحلة الثانية من عملية تبادل االسرى؟»‪.‬‬ ‫فأجاب بحزم تام‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫وملا أمتت الصفقة وحترر األسرى ونكث‬ ‫اإلسرائيليون بتعهدهم بإطالق األسير سمير‬ ‫القنطار قال السيد حسن نصر اهلل مهددا ً‬ ‫متوعداً‪ ،‬في مجمع سيد الشهداء خالل حفل‬ ‫استقبالهم‪ ،‬نهار اجلمعة ‪ 30‬كانون الثاني‬ ‫‪« :2004‬االسرائيليون حمقى‪ ،‬ألنهم احتفظوا‬ ‫بالقنطار‪ ..‬وسيندمون»‪.‬‬

‫احلرية تساوي حرباً‬ ‫وكانت املقاومة اإلسالمية تعد لعملية أسر‬ ‫وقامت بتنفيذها مبحاوالت عدة لم يحالفها‬ ‫احلظ حتى نهار اإلثنني ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬عندما‬ ‫متكنت من رصد مركبتني إسرائيليني على‬ ‫الطريق احلدودي احملاذي خلراج عيثا الشعب‪،‬‬ ‫فانقضت عليهما باقتحام صاعق فقتلت ‪8‬‬ ‫وأسرت ‪ ،2‬وتولت مجموعات الدعم واإلسناد‬ ‫التعامل مع التعزيزات اإلسرائيلية التي لم‬ ‫تتمكن من استعادت األسيرين‪ .‬العملية أطلق‬ ‫عليها «الوعد الصادق» في داللة على مصداقية‬ ‫تصريحات األمني العام للحزب حسن نصر اهلل‬

‫القنطار أولوية «السيد»‬ ‫أعلن السيد حسن نصراهلل‪« :‬القنطار اوّل في الئحتنا‪ ،»..‬ولدى احلزب «خيارات وآفاق‪،‬‬ ‫واالبواب ليست مسدودة امامنا وآمالنا كبيرة»‪ .‬و»سيكون سمير هو القضية املركزية‬ ‫للمقاومة االسالمية وحزب اهلل ‪ ..‬هذا التزام قاطع»‪ .‬وملا لم يطلقوا سراحه في كانون‬ ‫الثاني ‪ 2004‬قال سماحته مهددا ً «االسرائيليون حمقى‪ ،‬ألنهم احتفظوا بالقنطار‪..‬‬ ‫وسيندمون»‪ .‬فتأملوا!!‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪20‬‬

‫حول خطف جنود ملبادلتهم مع املعتقلني‬ ‫اللبنانيني في السجون اإلسرائيلية‪ ،‬وفي‬ ‫طليعتهم سمير القنطار‪.‬‬ ‫رد إسرائيل على العملية جاء عنيفا جداً‪،‬‬ ‫بعدما أعلنت حكومتها إنذارا ً لساعات عدة‬ ‫مهددة حزب اهلل بإعادتهما دون قيد او شرط‪،‬‬ ‫وإال فستضطر الستعادتهما هي‪ ،‬فرد األمني‬ ‫العام السيد نصراهلل مبؤمتر صحافي عشية ‪12‬‬ ‫متوز وقال العملية‪« :‬حجمها هالقد األسيران‬ ‫لقاء األسرى وبس»‪ .‬لكن التعنت العنصري‬ ‫الصهيوني استمر فال يخلع جلده إال مرغما ً‬ ‫فقامت طائراته باختراق األجواء اللبنانية‬ ‫وقصفت مطار بيروت السادسة صباح األربعاء‬ ‫‪ 14‬متوز‪ .‬وبحوالى‪ 4000 ‬صاروخ استهدفت‬ ‫شمالي إسرائيل وصوال ً إلى العفولة هزت‬ ‫خرافة «اجليش اإلسرائيلي الذي ال يقهر»‪.‬‬ ‫وكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية وبشرية‬ ‫وسياسية وعسكرية كبيرة اكثر من احلروب‬ ‫السابقة مجتمعة‪.‬‬ ‫غيرت إسرائيل خططها خالل احلرب مرات‬ ‫أربع وكلها فشلت‪ :‬في إسكات الصواريخ‪،‬‬ ‫تنشيط جيشها‪ ،‬استعادة األسرى‪ ،‬اعتقال‬ ‫اي من قادة حزب اهلل أو قتلهم‪ ،‬االحتفاظ‬ ‫بأراض لبنانية محتلة‪ ،‬تفجير الفتنة األهلية‬ ‫الداخلية اللبنانية‪.‬‬ ‫والقوة الفاعلة حقيقة ثابتة لتثبيت احلقوق‬ ‫القومية والدولية فعند انتصار املقاومة‬ ‫في بالدنا ألول مرة في التاريخ احلديث بوجه‬ ‫غاز ومحتل من دون حتقيق إسرائيل ايا ً من‬ ‫اهدافها االستراتيجية حترك العالم‪ :‬العرب‬ ‫إلنقاذ ماء الوجه واستيعاب والدة قوة في‬ ‫املنطقة تستنهض الشعوب على عروشهم‬ ‫املستسلمة‪ ،‬وسوريا وإيران لتعزيز حال‬ ‫الصمود ورفع سقف الثوابت‪ ،‬األميركيون‬ ‫واألوروبيون للحرص على امن إسرائيل بواسطة‬ ‫املؤسسات الدولية فكانت والدة القرار ‪1701‬‬


‫املتعسرة والتي لم متنع االعتداءات اإلسرائيلية‬ ‫حتى اللحظة‪.‬‬ ‫مبوجب هذا القرار وللمرة األولى منذ ثالثة‬ ‫عقود‪ ،‬انتشر ‪ 15‬ألف جندي من اجليش اللبناني‬ ‫جنوب نهر الليطاني إلى جانب قوات معززة‬ ‫تابعة لالمم املتحدة بلغ عددها ‪ 13‬ألف جندي‬ ‫من ‪ 26‬دولة عربية واجنبية‪ .‬كما نص القرار‬ ‫‪ 1701‬على إطالق سراح اجلنديني اإلسرائيليني‬ ‫«بدون شروط» وعلى تسوية قضية املعتقلني‬ ‫اللبنانيني في السجون اإلسرائيلية‪.‬‬

‫والوعد الصادق حترير محتوم‬ ‫لم تسفر إجراءات تنفيذ القرار ‪ 1701‬عن‬ ‫حتقيق تبادل أسرى‪ ،‬ألن إسرائيل كانت تستهدف‬ ‫حتنيط االنتصار اللبناني بنقل املواجهة إلى‬ ‫الداخل وإعادة التدخل العسكري في ‪ 7‬او ‪10‬‬ ‫أيار ‪ 2008‬إن متكنت املواالة من حتقيق صمود‬ ‫على األرض ضد املعارضة التي يتزعمها حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬فتعيد خلط األوراق من جديد وتتقدم‬ ‫مع حلفائها لطرح املشكلة األعتى عندهم‬ ‫وهو سالح املقاومة و»محاربة اإلرهاب»‪ ،‬كما‬ ‫يزعمون‪ .‬لكن أدرك حزب اهلل ما يخطط عبر‬ ‫املطار‪ ،‬فصابحهم قبل ان مياسوه‪ ،‬واستبق‬ ‫األمور قبل ان تضع اوزارها ويصبح تصحيحها‬ ‫جسيما ً وبثالث ساعات أمكنه إجهاض الفتنة‬ ‫العسكرية ونقل لبنان إلى طاولة حوار حائر‬ ‫وطائر بني بيروت والدوحة حتى أمكن انتخاب‬ ‫رئيس وتشكيل حكومة ملا تتفق بعد على‬

‫سيد الوعد = سيد املقاومة = سيد النصر =سيد التحرير‬

‫بيانها الوزاري بعد ‪ 13‬جلسة صياغة‪ ،‬ألنهم‬ ‫خجلون من أسيادهم كيف هزمتهم املقاومة‬ ‫واستنقذت لبنان من احابيلهم وجعلت‬ ‫التزاماتهم غير ذات موضوع‪.‬‬ ‫االنتصار احلاسم للمعارضة وتعزيز نطاق‬ ‫الضمان الشعبي للمقاومة أسقط في‬ ‫يد إسرائيل فلم جتد سوى العودة سرا ً عبر‬ ‫الوساطة الدولية األملانية الستعادة جندييها‬ ‫علها تشكل مسمارا ً لعرش أوملرت املتهاوي‪،‬‬ ‫فكان إجناز التحرير مكتمال ً حتريرا ً إلنساننا‬

‫األسير حيا ً ام شهيدا ً مسجى في مقبرة‬ ‫األرقام أعيد إحياؤهم أسماء وقامات بطولة‪.‬‬ ‫فعاد سمير وإخوته واخواته‪ ،‬جنوم املسارح‬ ‫والساحات واملنصات واالحتفاالت لهم في كل‬ ‫ساحة بلدة عرس وفي كل قلب حرارة‪ ،‬لكأن‬ ‫كال ً منهم ابن كل ام وابن كل أب ورفيق الكل‪،‬‬ ‫ترابا ً فرحا ً من تاريخنا املقاوم اجلميل يعود إلينا‬ ‫ويعيدوننا إليه‪.‬‬

‫اعداد ‪ :‬هاني احللبي‬

‫احملررون‪ :‬سمير القنطار‪ ،‬حسني سليمان‪ ،‬محمد سرور‪ ،‬ماهر كوراني وخضر زيدان‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪21‬‬


‫الغالف‬

‫القنطار يزور مقر السفارة الكوبية‬

‫القائمة بأعمال السفارة الكوبية تقدم صورة الرئيس الكوبي التاريخي كاسترو الى القنطار‬

‫زار املناضل سمير‬ ‫القنطار مقر السفارة‬ ‫الكوبية معلنا ً تضامنه‬ ‫مع األسرى الكوبيني في‬ ‫سجون الواليات املتحدة‬ ‫األميركية‪ ،‬ومع الشعب‬ ‫الكوبي في مقاومته‪.‬‬ ‫ووجه القنطار حتية الى‬ ‫الرئيس السابق فيديل‬ ‫كاسترو‪ ،‬والى الرئيس‬ ‫احلالي راوول كاسترو‪.‬‬ ‫وبعد سماع النشيدين‬ ‫قدمت‬ ‫الكوبي واللبناني‪ّ ،‬‬ ‫القائمة بأعمال السفارة‬ ‫ماريا إيزابيل ڤيالسيكرا‬ ‫الى القنطار العلم‬ ‫الكوبي قائلة له‪“ :‬هذه‬ ‫راية بالد شعب يقاوم منذ‬ ‫‪ 50‬عاما َ ضد االمبريالية‬ ‫املتوحشة”‪.‬‬

‫لقاء بين القنطار‬ ‫ومشايخ السويداء وجبل العرب‬ ‫اقام عدد من مشايخ الطائفة الدرزية‬ ‫يرأسه مشايخ الطائفة في جبل العرب‪ ،‬وجبل‬ ‫الشيخ والسويداء لقاء في قاعة الفانتزي‬ ‫وورد – طريق املطار مع االسير احملرر سمير‬ ‫القنطار احتفاء بخروجه من االسر‪ ،‬حضره‬ ‫ممثلون عن حزب اهلل وعدد من الشخصيات‬ ‫السياسية والعلمائية‪ ،‬حيث ألقى عضو‬ ‫اجمللس السياسي في حزب اهلل محمود‬ ‫قماطي كلمة نقل فيها حتيات السيد حسن‬ ‫نصراهلل للوفد‪ ،‬واكد انفتاح حزب اهلل على‬ ‫شركائه في الوطن‪ ،‬وقال‪“ :‬هذه املقاومة لن‬ ‫نتخلى عنها وسنكون إيجابيني في كل االمور‬ ‫املطروحة في لبنان في البيان الوزراي في‬ ‫قانون االنتخابات‪ ،‬في إجراء االنتخابات وفي‬ ‫احلوار الوطني الذي سيرعاه رئيس اجلمهورية‪،‬‬ ‫سنكون ايجابيني الى اقصى الدرجات”‪ .‬وشدد‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪22‬‬

‫قماطي على ان احدا ً لن يستطيع ان ميحو‬ ‫اصالة طائفة املوحدين الدروز مشيدا ً بدورها‬ ‫املقاوم‪.‬‬ ‫بدوره رئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب‬ ‫لفت الى ان املقاومة وسالحها يجب ان تعزز في‬ ‫البيان الوزاري الذي يحضر للحكومة اجلديدة‬ ‫حتى انتهاء الصراع العربي االسرائيلي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫“اليوم طاملا ان هناك جلنة في لبنان لصياغة‬ ‫البيان الوزراي حتى ال يعيدنا البعض وفي‬ ‫طليعتهم رئيس احلكومة فؤاد السنيورة الى‬ ‫بعض التفاهات التي كانت قائمة في املاضي‪،‬‬ ‫فليكن االمر محسوما ً امام اجلميع من يريد ان‬ ‫يبحث فليتفضل‪ ،‬وينضم الى هذه املقاومة‬ ‫واستراتيجيتها التحريرية والدفاعية‪ ،‬نحن‬ ‫هكذا نفهم االستراتيجية الدفاعية وال نفهم‬ ‫ان على املقاومة ان تتخلى عن سالحها وتتحول‬

‫الى مجموعة متقاعدين طاملا ان هذا الكيان‬ ‫الغاصب موجود”‪.‬‬ ‫كلمة الوفد القاها احملامي عاطف ابو خير‬ ‫مثنيا ً على اجنازات املقاومة والتي كان آخرها‬ ‫عملية التبادل مشيدا ً بصدقية االمني العام‬ ‫حلزب اهلل السيد حسن نصراهلل وقيادة احلزب‬ ‫التي طاملا وعد وفى وناقال ً حتيات الشعب‬ ‫السوري لتضحياتها‪.‬‬ ‫كما كانت كلمة للنائب السابق فيصل‬ ‫الداوود اعتبر فيها ان االنتصارات التي‬ ‫حققتها املقاومة هي شرف لألمة العربية‬ ‫واالسالمية التي سطرت تاريخا جديدا من‬ ‫النضال‪.‬‬ ‫كما شكر داوود حزب اهلل على االجناز‬ ‫بإعادة سمير القنطار وهو أضاء بنضاله تاريخ‬ ‫املوحدين الدروز‪.‬‬


‫الغالف‬

‫ذكرى‬ ‫التأسيس‬

‫اإلستفتاء الشعبي الثاني‬ ‫في ذكرى تأسيس تيار التوحيد اللبناني‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪107‬‬ ‫‪23‬‬


‫الغالف‬ ‫وهاب خاطب أعضاء وأنصار «تيار التوحيد اللبناني» في مهرجان ذكرى تأسيسه الثانية‬

‫انتم شركاء في صنع االنتصارات والمستقبل‬

‫وهاب يدخل قاعة االحتفال‬

‫نعم‪“ ،‬بلدة اجلاهلية” ستبقى الرقم الصعب في معادلة‬ ‫اجلبل‪ ،‬فالعام ‪ 2008‬لم يكن كغيره من األعوام على بلدة اجلاهلية‬ ‫الشوفية‪ ،‬التي ارتقت في الثالث عشر من شهر متوز املنصرم‬ ‫من منصب دبلوماسية األقطاب التي قصدتها لتثبيت أواصر‬ ‫الصداقة والعالقات مع رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب مؤيدة مواقفه الثابتة واجلريئة في تصديه ومقاومة‬ ‫املشروع الصهيوني ‪ -‬األميركي‪ ،‬الى منصب الكواكب حيث‬ ‫ضاهت في ذلك اليوم كوكب الشمس إشراقاً وانبعاثاً أضفاه‬ ‫عليها إشراق شمس تيار التوحيد اللبناني التي حجبت بطلعتها‬ ‫وشروقها شعاع كوكب الشمس‪ ،‬باسطة نورها ودفئها على‬ ‫بلدة اجلاهلية التي عرفت ألول مرة في تاريخها بوجود شمس‬ ‫أخرى‪ :‬شمس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬التي أنعشت أهل بلدة‬ ‫اجلاهلية ودب فيهم النشاط واحليوية فأصبحوا كخلية نحل‬ ‫ال تعرف الكلل وال امللل‪ ،‬همها الوحيد حتقيق هدفها في إثبات‬ ‫وجودها على اخلارطة احلزبية‪ ،‬فترى كوادر التيار من أطفال وفتية‬ ‫وفتيات وشباب موزعني جماعات جماعات‪ ،‬ينفذون مهامهم على‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪24‬‬

‫أكمل وجه بدءا ً من ساحة دار البلدة اخلارجية وصوالً الى القاعة‬ ‫الداخلية‪ ،‬حيث رصت املقاعد وعلقت أعالم التيار واليافطات‬ ‫املرصعة بأعمق املعاني والتعابير املأخوذة من أقوال الرئيس وهاب‬ ‫“ نحن أبناء اجلبل‪ ،‬أبناء مقاومة ولسنا فقط حلفاء لها”‪ ،‬وبني‬ ‫الساحة اخلارجية والقاعة الداخلية تعبر جسرا ً من مواقف‬ ‫رئيس التيار اجلريئة التي أعلن عنها مبناسبات عديدة‪“ :‬السالح‬ ‫في أيدينا زينة الرجال‪ ،‬وفي أيديهم سالح الغدر واخليانة”‪”...‬التيار‬ ‫دخل املعادلة السياسية وبات الرقم الصعب في اجلبل كما في‬ ‫لبنان”‪.‬‬ ‫ألول مرة لم تغب الشمس عن بلدة اجلاهلية‪ ،‬بانتظار اليوم‬ ‫املنتظر‪ :‬يوم االحتفال بالذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني الذي أثبت مع الوقت‪ ،‬رئيساً وكوادر واعضاء‪ ،‬القدرة على‬ ‫كسر قيود اإلقطاع للحفاظ على تاريخ اجلبل األشم في املقاومة‬ ‫والعزة والكرامة لنصرة احلق وإزهاق الباطل في سبيل الدفاع عن‬ ‫الوطن وانتمائه القومي‪.‬‬ ‫فمنذ الصباح ومع اطاللتك على مداخل البلدة تستقبلك‬


‫ذكرى‬ ‫التأسيس‬

‫مقدمة احلضور‬

‫شمس تيار التوحيد في رايات تزهو بألوانها‪ :‬األحمر الذي يرمز الى‬ ‫دم الشهادة واألصفر إلى املقاومة ووعدها الصادق والغيرة على‬ ‫الوطن واألبيض رمز السالم واحلرية واالستقالل من النير الصهيوني‬ ‫واألخضر املتمثل باألرز اخلالد الشامخ واألبي الذي ال ينحني‪ ،‬يتالعب‬ ‫بها الهواء على دراجات هوائية‪ ،‬وما إن دقت الساعة العاشرة حتى‬ ‫بدأ مناصرو التيار بالتوافد من كل حدب وصوب والبسمة ترتسم‬ ‫على ثغورهم‪ ،‬وبريق األمل يتألأل في عيونهم التواقة لرؤية رئيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬وبني الوفد واآلخر‬ ‫ترتدي ساحة دار البلدة ثوبها األبيض نسجته عمامات رجال‬ ‫التقوى‪ ،‬عمامات مشايخ التوحيد الذين أتوا ملباركة رئيس التيار‬ ‫في الذكرى الثانية لتأسيس التيار وحثه على مواصلة جهوده‬ ‫للدفاع عن تاريخ العرب اجملاهدين املوحدين الدروز كما دافع عنه‬ ‫قائد الثورة السورية سلطان باشا األطرش‪.‬‬ ‫وقد زين براعم التيار وأطفاله الواعدون ساحة االحتفال‬ ‫بشعارات وأعالم صغيرة حملوها وتباهوا بها‪.‬‬ ‫اكتمل احلضور مبن حضر‪ ،‬والكل آذان صاغية‪ ،‬وعيون شاخصة‬ ‫الى ساحة قاعة االحتفال ملواكبة وصول رئيس التيار الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب الذي ّ‬ ‫حل كحمامة بيضاء ناشرة السالم واألمل‬ ‫في نفوس الشباب اجلياشة واملتعطشة للقائه‪.‬‬ ‫وما هي إال حلظات حتى تصاعدت الهتافات ودوّى التصفيق‬

‫ترحيباً بالرئيس وهاب الذي حيّا احلضور‪ ،‬واألمل يغمر قلبه فيزيده‬ ‫إشراقاً وعزماً على متابعة مشواره النضالي‪ ،‬وبعد أن اتخذ مكانه‬ ‫في مقدمة احلضور الذي خيمت عليه العمامات البيضاء وروح‬ ‫التقوى واإلميان‪ ،‬افتتح املهرجان بالوقوف دقيقة صمت تذكرا ً‬ ‫لروح الرفيق أمني التعبئة املرحوم غازي عبد اخلالق وأرواح شهداء‬ ‫املقاومة واملعارضة الوطنية اللبنانية‪ ،‬ثم الوقوف للنشيد الوطني‬ ‫اللبناني ونشيد تيار التوحيد اللبناني‪.‬‬ ‫وألقيت في املناسبة كلمات استهلها معرّف املهرجان الرفيق‬ ‫بهاء عبد اخلالق بكلمة رحب فيها باحلضور‪ ،‬مثنياً على مزايا ومواقف‬ ‫رئيس التيار وكوادره اجلريئة والتواقة دوماً الى احلرية في سبيل‬ ‫التغيير الذي “يرسي ثقافة احلياة بدل سياسات القمع واالستئثار‬ ‫واإللغاء وثقافة الوطن واملواطنية‪ ،‬بدل االصطفاف والتجييش‬ ‫وترسيم الكانتونات االجتماعية والسياسية والطائفية للدفاع‬ ‫عن الهوية العربية والثوابت الوطنية والقومية” التي ورثوها عن‬ ‫قائد الثورة السورية سلطان باشا األطرش وثبتوا جذورها بالوقوف‬ ‫الى جانب املقاومة ووعدها الصادق‪.‬‬ ‫كما ألقى الشاعر طارق آل ناصر الدين قصيدة من وحي‬ ‫املناسبة (نصها في مكان آخر)‪ ،‬بعدها حتدث الوزير وهاب على‬ ‫أصداء شعارات التهليل التي أطلقها شباب تيار التوحيد في‬ ‫القاعة والتي كانت تستوقف كلمته بني احلني واآلخر‪.‬‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪25‬‬


‫الغالف‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫وهاب‬ ‫سنتان من التمايز‪ ،‬واملبادرة‪ ،‬واجلرأة‪ ،‬والصدق‪،‬‬ ‫والكثير من املعرفة‪ ،‬معرفة احلالة‪ ،‬والواقع‪،‬‬ ‫وموازين القوى والتطورات‪ ،‬وآفاقها‪ .‬سنتان‬ ‫مليئتان بالنضاالت الوطنية واالجتماعية‬ ‫ومليئتان باالنتصارات الكبرى والتاريخية‪ .‬سنتان‬ ‫من احلكمة‪ ،‬وانتم يا شباب التوحيد في قلب‬ ‫احلكمة وروادها‪ .‬احلكمة كانت خالل السنتني‬ ‫مجسدة مبواقفكم‪ ،‬وبنضاالتكم‪ ،‬وبتضحياتكم‪.‬‬ ‫جسدمت باعتزاز وفخر‪ ،‬وصالبة احلكمة التي تربى‬ ‫عليها اآلباء واألجداد واستمرت بكم سمة وقيمة‪،‬‬ ‫ميزتهم التاريخية وعقيدتهم‪ ،‬وعقدهم العقلي‬ ‫والديني‪ ،‬وآليات تفكيرهم ومنبع إبداعهم‪.‬‬ ‫احلكمة جتسدت بالتزامكم احلكيم واجلريء‪،‬‬ ‫بدءا بتأسيس التيار‪ ،‬والبرنامج واألفكار التي‬ ‫تطوعتم الجنازها‪ ،‬إلى االلتزامات الصريحة‬ ‫الواضحة بقضايا الوطن والشعب‪ ،‬والصدق‬ ‫والشفافية في جتسيد احلقيقة‪ ،‬وتفعيل العقل‬ ‫واليقظة‪ ،‬واخذ املكان الذي يليق بلبنان وشعبه‬ ‫اجملاهد العربي املقاوم‪ ،‬وفي قلب لبنان وشعبه‬ ‫يشمخ جبل املقاومة والوحدة الوطنية وااللتزام‬ ‫بقضايا األمة والدفاع عنها‪.‬‬

‫وأعضاءه بقوله‪ :‬سنتان سجلت لكم بطوالت‬ ‫وأعمال متيزت بالوعي واإلقدام فكتبت‬ ‫تاريخكم‪ ،‬في لوحة شرف النضال الوطني‪،‬‬ ‫والقومي‪.‬‬ ‫كنتم اجلرأة واإلقدام‪ ،‬كنتم الرجال عندما‬ ‫عزت الرجال‪ ،‬أصحاب املبادئ عندما غابت املبادئ‬ ‫وح ّولها الزعماء ورعاعهم إلى سلعة جتارية‬ ‫يتقلبون ويتبدلون كما يبدل الفرد فيكم حذاءه‬ ‫يومياً‪.‬‬ ‫كنتم اجلرأة واإلقدام عندما ارتهب اجلميع‪،‬‬ ‫وتخلفوا‪ ،‬كان صوتكم صادحا باحلق عاليا يوم‬

‫امام الصمود‬ ‫ذابت اخملاطر كجبل ملح‬ ‫وخاطب وهاب شباب تيار التوحيد وكوادره‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪26‬‬

‫االجيال على اختالف مراحلها العمرية احتشدت‬

‫خفتت األصوات‪ ،‬حضرمت في كل ميدان‪ ،‬وفي كل‬ ‫ساحة شرف وتضحية‪ ،‬وفي كل حلظة وموقف‬ ‫ساعة غاب اآلخرون‪ ،‬احنوا ظهورهم للعاصفة‪،‬‬ ‫وخافوا من التطورات‪ ،‬وارتهبوا من التدخالت‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وافترضوا أن املرحلة صارت لألميركي‬ ‫واإلسرائيلي وأتباعهما‪.‬‬ ‫أما انتم وإخوتكم وشعبكم وجمهور تيار‬ ‫التوحيد فقد أيقن باكرا أن العاصفة التي‬ ‫يخافون منها ليست سوى زوبعة في فنجان‪،‬‬ ‫وغيمة صيف عابرة‪ ،‬واملؤامرة التي ارتهبوا منها‬ ‫أو انخرطوا فيها حلفظ رؤوسهم أو لكسب موقع‬


‫ذكرى‬ ‫التأسيس‬

‫احلشد الشعبي‬

‫على جماجم أبناء شعبهم وفي خدمة العدو‬ ‫اإلسرائيلي واألميركي‪ ،‬تلك املؤامرة لم تكن سوى‬ ‫وهم وسراب خادع‪ ،‬فكل ما حسبوا‪ ،‬وتوقعوا‪،‬‬ ‫وارتهنوا له أو ارتهبوا منه‪ ،‬سقط وتداعى كجبل‬ ‫امللح‪.‬‬

‫نحاسب ونتحاسب‬ ‫بعد سنتني تقضي احلكمة أن نحاسب‪ ،‬وان‬ ‫نتحاسب‪ ،‬أن نقول ما لنا وما علينا‪ ،‬فما الذي‬ ‫قالوه‪ ،‬وما الذي فعلوه‪ ،‬وما الذي قلناه وما الذي‬ ‫فعلنا ومن منا كان على حقّ ‪ ،‬وكيف جاءت النتائج‬ ‫العملية واملعيشة‪ ،‬وملن شهدت منا؟‬ ‫ندعو اجلميع حملاسبتنا‪ ،‬وندعو اجلميع حملاسبة‬

‫أنفسهم واآلخرين‪ .‬ونحن جاهزون جنرؤ كعادتنا‬ ‫على حتمل مسؤولياتنا وحتمل مسؤوليات رهاناتنا‪،‬‬ ‫والتزاماتنا‪ ,‬وما وصلنا إليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نرغب بأن يكون اجلميع منفتحا على‬ ‫النقد وعلى احلوار‪ ،‬وعلى قبول النتائج وحتمل‬ ‫املسؤوليات ال إلقائها على اآلخرين وعلى الظروف‬ ‫والتطورات‪.‬‬ ‫قالوا‪ ،‬بان املرحلة إلسرائيل وأميركا وحتالفاتها‪،‬‬ ‫وللتدخالت الدولية وراهنوا وعملوا على إسقاط‬ ‫املقاومة وسحب سالحها وتأمروا عليها‪.‬‬ ‫قالوا وراهنوا وتورطوا وتأمروا على سوريا‬ ‫وعروبتها وحاولوا إسقاطها‪ .‬حسبوا أنهم‬ ‫قادرون على كسر ذراعها‪ ،‬وتغيير مسلكها‬ ‫وسـياساتها‪.‬‬

‫صمدنا رغم الضغوط‬ ‫سعوا وعملوا على تغيير االجتاه‪ ،‬وعلى نقل‬ ‫لبنان إلى الضفة األخرى‪ ،‬وانساقوا مع الشعارات‬ ‫واألهداف واخملططات اإلسرائيلية واألميركية‬ ‫وعملوا كل ما بوسعهم خلدمة تلك املشاريع‪،‬‬ ‫فعطلوا احلوار‪ ،‬واغتصبوا السلطة‪ ،‬ودمروا‬ ‫وجتاوزوا الدستور‪ ،‬وأقاموا حكومة عرجاء فاقدة‬ ‫للشرعية‪ ،‬وعارضوا وعاندوا املشاركة‪ ،‬ورفضوا‬ ‫مبدأ الثلث الضامن‪ ،‬وهشموا اجليش وتآمروا‬ ‫على وحدته ووطنيته‪ ،‬وعبثوا باملؤسسات األمنية‬ ‫وأقاموا مؤسسات تابعة لالستخبارات األميركية‬ ‫واإلسرائيلية‪ ،‬وحاولوا تغيير عقيدة وبنية اجليش‬

‫ارتكبوا كل احلماقات‪،‬‬ ‫وباعوا الدماء‬ ‫وتاجروا بها‬ ‫حريصون على موقع‬ ‫ودور وتاريخ طائفة‬ ‫املوحدين الدروز‬ ‫جانب من احلضور‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪27‬‬


‫الغالف‬ ‫استعانوا بنظام الفساد‬ ‫والتآمر السعودي الذي‬ ‫نهب خيرات شعبه ودفع‬ ‫األموال لتخريب لبنان‬ ‫وضرب مقاومته‬ ‫اللبناني ليكون أداة إسرائيلية أميركية للتآمر‬ ‫على املقاومة وعلى الوحدة الوطنية واالستقرار‪.‬‬ ‫استقدموا اخلبراء األجانب‪ ،‬ورجال األمن‬ ‫من السي أي ايه‪ ،‬والـ أف بي أي‪ ،‬ومن املوساد‬ ‫واملستعربني‪ ،‬جاؤوا بشذاذ اآلفاق من كل حدب‬ ‫وصوب‪ ،‬واتوا باملرتزقة العرب وغير العرب‪ ،‬وكدسوا‬ ‫السالح‪ ،‬ووزعوه‪ ،‬وأقاموا الشركات األمنية‬ ‫اخلاصة‪ ،‬واشتروا الناس‪ ،‬وسلحوا‪ ،‬واستعدوا‬ ‫واتخذوا قرارات ظاملة في ليلة ظلماء لتجريد‬ ‫املقاومة من سالحها‪ ،‬وإقامة نظاما دكتاتوريا‬ ‫أحاديا‪ ،‬يتزعمه شيخ يحمل اجلنسية السعودية‬ ‫تساعده مجموعة من الصبية املعروفني في‬ ‫ارتباطاتهم وتاريخهم‪ ،‬وقصدوا القيام مبا عجزت‬ ‫عنه إسرائيل وأميركا‪ ،‬وعربها‪.‬‬ ‫همشوا القضاء اللبناني وأساؤوا إليه ومسوا‬ ‫بكرامته في محاولة يائسة الستبداله بقضاء‬ ‫يوصف بأنه دولي وفي حقيقته انتداب ألجهزة‬ ‫األمن اإلسرائيلية واألميركية الستخدام اجلرائم‬ ‫التي ارتكبوا واملتاجرة بالدماء التي أزهقت‪ ،‬في‬ ‫خطة متكاملة الستهداف املقاومة واملعارضة‬ ‫وسوريا‪ ,‬والتطاول على الشرفاء وحجز حريتهم‪،‬‬ ‫واعتقالهم ظلما ً وعدواناً‪.‬‬ ‫تعاونوا جهارا ً مع العدو الصهيوني في حرب متوز‪،‬‬ ‫وقدموا املعلومات‪ ،‬وامنوا سيطرة اإلسرائيليني‬ ‫على االتصاالت‪ ،‬وعلى املرافق‪ ،‬ودفعوا بغلمانهم‬ ‫للتجسس على املقاومة ومواقعها وقادتها‪.‬‬

‫حضور كثيف من املشايخ‬

‫من اليمني السيدة لني وهاب‪ ،‬يوسف ضو‪ ،‬بهاء عبداخلاق‪ ،‬وهاب‪ ،‬سليمان الصايغ‪ ،‬ياسر الصفدي وغسان العريان‬

‫وواجهتم حلف العميل واجلزار‬ ‫بعضهم لم يغير في طبيعته وسيرته‪ ،‬فقد‬ ‫شب ويشب عميال‪ ،‬يفاخر بعمالته‪ ،‬جزارا‪ ،‬ارتكب‬ ‫مجازر اإلبادة اجلماعية وقتل عن عمد الضباط في‬ ‫اجليش والقادة‪.‬‬ ‫فهؤالء معروفون ولم نستغرب موقفهم‬ ‫واملوقع الذي اختاروا‪.‬‬ ‫أما البعض اآلخر فقد بصق بالصحن الذي أكل‬ ‫منه‪ ،‬وانقلب على حتالفاته وتاريخه‪ ،‬وخان شهداءه‪،‬‬ ‫وطعن أصدقاءه الصدوقني‪ ،‬وتآمر على من كان‬ ‫لهم شرف حماية اجلبل واملساهمة في الدفاع‬ ‫عنه‪ ،‬ومن كان لهم الدور األبرز في إبقائه حياً‪،‬‬ ‫وفي متكينه من فرض سلطته وهيمنته القهرية‬ ‫على اجلبل وأبنائه‪ ،‬ومن متكينه من السيطرة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪28‬‬

‫السيدة كارين نصار‪ ،‬شبلي بدر ويوسف ابو ذياب‬

‫على الدولة ومفاصلها واستخدامها الستزالم‬ ‫وإفقار الشعب اللبناني عامة وأبناء اجلبل بصورة‬ ‫خاصة‪ ،‬فنهب األموال‪ ،‬وتاجر بآالم الناس‪ ،‬ونهب‬ ‫ممتلكات الشركاء بالوطن‪ ،‬والبعض اآلخر ممن جاء‬ ‫إلى السياسة وراثة‪ ،‬منتدبا من أسياده في أجهزة‬ ‫األمن العربية واألميركية‪ ،‬تقوده مجموعة من‬

‫اإلجراء والهامشيني ممن يسمون مستشارين‪.‬‬

‫باعوا الدماء وتاجروا بها‬ ‫ارتكبوا كل احلماقات‪ ،‬وباعوا الدماء وتاجروا‬


‫ذكرى‬ ‫التأسيس‬ ‫بها‪ ،‬وسعوا لفرض التدويل‪ ،‬والتعريب‪ ،‬وإحلاق‬ ‫لبنان باحملور األميركي اإلسرائيلي الرجعي العربي‬ ‫املتصدع واملهزوم‪.‬‬ ‫عملوا على استقدام كل الساقطني في‬ ‫العالم‪ ،‬واملرتزقة‪ ،‬وجتار املافيا لتخدمي مشروعهم‬ ‫في السيطرة على لبنان‪ ،‬وحتويله محمية‬ ‫ألسيادهم اإلسرائيليني‪.‬‬ ‫بذلوا كل ما استطاعوا‪ ،‬وراهنوا‪ ،‬واستجدوا‪،‬‬ ‫واستنجدوا‪ ،‬وقدموا كل ما لديهم بإذالل‪،‬‬ ‫وخنوع‪ ،‬واستسالم‪ ،‬هدفهم اإلمساك بالسلطة‬ ‫وأجهزتها‪ ،‬وفرض سيطرتهم الستكمال عملية‬ ‫النهب املنظمة التي مارسوها على مدى عشرات‬ ‫السنوات ليزيدوا من ثرواتهم على حساب بطون‬ ‫الشعب اجلائع وعلى حساب تعليم األطفال‪،‬‬ ‫وعلى حساب تدفئة املنازل‪ ،‬واملواسم الزراعية‬ ‫التي تبور‪.‬‬ ‫دمروا الصناعة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وقطاع اخلدمات‪،‬‬ ‫وقطاعات السياحة وأفقروا الشعب ليصبح ذليال‬ ‫على أعتابهم يطلب مساعدة طبية‪ ،‬أو مدرسية‪،‬‬ ‫أو تنكه زيت‪ ،‬وعلبة حليب وسمنة‪.‬‬ ‫تفردوا‪ ،‬واستأسدوا بدعم األميركي وافترضوا‬ ‫أنهم أسياد منتصرون‪.‬‬

‫النظام السعودي فاسد ومتآمر‬ ‫استعانوا بنظام الفساد والتآمر السعودي‬ ‫الذي نهب خيرات شعبه وأمته ودفع األموال‬ ‫لتخريب لبنان وضرب مقاومته خدمة لألميركيني‬ ‫وإسرائيل حتى يتسنى له بيع أرض العرب‬ ‫واملسلمني وتوقيع االتفاقيات مع جورج بوش دون‬ ‫ان ينتبه احد الى ما يفعله‪.‬‬ ‫ومرت العاصفة‪ ،‬وذاب الثلج وبان وسخهم‪،‬‬ ‫وما جنت أيديهم فأطلق التاريخ وقائعه وأحداثه‬ ‫وأحكامه‪.‬‬ ‫أما نحن وانتم‪ ،‬وإخوتكم ورفاقكم في‬ ‫املعارضة واملقاومة فقد كان خياركم صحيحا ً‬ ‫وجاءت النتائج العملية في مصلحة رهاناتكم‪،‬‬ ‫وفي خدمة مشروعاتكم‪ ،‬وفي قلب أهدافكم‬ ‫وبرامجكم‪.‬‬ ‫هزموا ويهزمون مع هزمية أميركا ويتحملون‬ ‫اليوم املسؤولية وحدهم عما آلت إليه األمور وال‬ ‫بد أن يدفعوا الثمن‪.‬‬

‫حقكم أن تطلبوا‬ ‫احلساب ملن اخذ الطائفة‬ ‫الدرزية إلى خيانة‬ ‫تاريخها ودورها ودماء‬ ‫شهدائها وأبطالها‬

‫هزمت سيدتهم أميركا في العراق‪ ،‬وفي‬ ‫أفغانستان‪ ،‬وهزم التحالف العاملي ضد سوريا‬ ‫وإيران‪ ،‬وهزمت احلرب الكونية التي شنت على‬ ‫املقاومة في متوز‪ ،‬هزمت محاوالت تدويل لبنان‬ ‫وإحلاقه محمية أميركية صهيونية‪ ،‬وهزمت‬ ‫اجلهود لتوريط سوريا واملقاومة واملعارضة بدم‬ ‫احلريري‪ ،‬واآلخرين الذين سقطوا‪.‬‬ ‫هزموا في الداخل وعجزت شركاتهم األمنية‪،‬‬ ‫وميليشياتهم‪ ،‬وحكومتهم‪ .‬اما احملكمة الدولية‬ ‫فستتحول حملاكمتهم‪.‬‬ ‫وعند أول اختبار عملي تبخرت أوهامهم‪،‬‬ ‫وانهار جبل امللح الذي راهنوا عليه‪ ،‬فلم يجدوا‬ ‫من يدافع عن خياراتهم‪ ،‬وال من يقبل حمايتهم‬ ‫حتى الشخصية فالذوا يستجدونها من املعارضة‬ ‫وقادتها‪ ،‬ساعة حشروا كاجلرذان في مخابئهم‬ ‫يرتعدون ويرجتفون وقد جفت أفواههم خوفا‬ ‫وارتهابا‪.‬‬ ‫كلكم والعالم كله شاهد عليهم‪ ،‬رعاديد‬ ‫مذعورون‪ ،‬رأيتم والعالم رأى وسمع كيف‬ ‫تصرفوا‪ ،‬وما قالوه‪ ،‬وشهدمت بأم العني من كان‬

‫منهم يرفع الصوت يهدد ويزبد‪ ،‬ويريد جتريد‬ ‫املقاومة من السالح‪ ،‬وسحب الصواريخ‬ ‫كيف تصرف مذعورا واستسلم ذليال ال‬ ‫ينشد سوى حمايته الشخصية‪ ،‬وقد ترك‬ ‫من أمرهم بالقتال والغدر لشأنهم‪ ،‬بال سالح‬ ‫وبال ذخائر وبال نصير‪ ،‬أو داعم‪.‬‬ ‫يوم ذهبوا إلى املستنقع اآلسن‪ ،‬قلنا لهم قول‬ ‫األخ الناصح‪ ،‬الصادق واحلريص‪ ،‬ال تخطئوا ‪ ،‬وال‬ ‫تذهبوا بعيدا ً في اخليانة والصفاقة‪ ،‬وال تتجبروا‪،‬‬ ‫وقلنا لهم ان كنتم فعال خائفني على حياتكم‬ ‫فنحن والطائفة وفاعلياتها قادرون وجاهزون‬ ‫حلمايتكم ومصاحلتكم مع املقاومة وشعبها‪،‬‬ ‫ومع سوريا وقائدها وجيشها وشعبها األبي‬ ‫البطل‪.‬‬

‫حريصون على موقع الدروز‬ ‫وعندما أصروا كان لنا املوقف املبدئي احلاسم‬ ‫والصوت املرتفع دفاعا ً عن شعبنا‪ ،‬وعن امتنا‪،‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪29‬‬


‫الغالف‬ ‫وعن جبلنا‪ ،‬وعن طائفتنا‪ ،‬طائفة العرب املوحدين‬ ‫الدروز حرصا على موقعها ودورها وتاريخها ومنعا‬ ‫التهامها‪ ،‬الن بعض من يقوم عليها قد خان‪،‬‬ ‫وتبرأ من تاريخها‪ ،‬وجتاوزها‪ ،‬وكشفنا باملوقف‪،‬‬ ‫وبالصالبة وبالنضال أن العرب املوحدين ليسوا‬ ‫اتباع أولئك اخلونة‪ ،‬وال هم أتباع أولئك املرتهبني‬ ‫القابعني في بيوتهم يخافون من قول كلمة احلق‬ ‫بصوت عال وبجرأة‪ ،‬يفلسفون عجزهم باحلياد‪،‬‬ ‫وانتظار التطورات واملتغيرات حتى يقفوا في صف‬ ‫املنتصرين‪.‬‬

‫وانتصرنا للبنان ومقاومته‬ ‫يخافون ضوء الشمس‪ ،‬ويرتهبون من شباب‬ ‫صاعد‪ ،‬ومن تيارات واعدة تشق طريقها بثبات‬ ‫وبتقدم مضطرد‪.‬‬

‫اليوم يا شباب تيار التوحيد ويا شعبه حقكم‬ ‫أن تقولوا بصوت مرتفع لقد انتصرنا وانتصرنا‬ ‫للبنان الوحدة الوطنية واملقاومة واملشاركة‪،‬‬ ‫انتصرنا وانتصر لبنان العربي الهوية واالنتماء‬ ‫واللسان وااللتزام بقضايا العرب‪.‬‬ ‫حقكم أن تطلبوا احلساب‪ ،‬فال يستوي من‬ ‫راهن وكذب‪ ،‬من خان وخاب أمله‪ ،‬من اخذ البالد‬ ‫واجلبل والطائفة إلى خيانة تاريخها ودورها‬ ‫ودماء شهدائها وأبطالها‪ ،‬وقادتها العظام‪،‬‬ ‫من ارتهب ووقف على احلياد‪ ،‬وكتم صوته‪،‬‬ ‫وجلم جمهوره‪ ،‬ومنعه من املشاركة الفاعلة‬ ‫في التصدي لألرذال‪ ،‬املهووسني‪ ،‬املتآمرين‪.‬‬

‫يتحالفون ضد حترر تيار التوحيد‬

‫فتح باب احلساب‬ ‫ومن يعتقد ان احلكومة اجلديدة تعني اقفال‬ ‫باب احلساب فهو مخطئ انها محطة مؤقتة‬ ‫وبعدها سنفتح باب احلساب مع من حاول تدمير‬ ‫لبنان والتآمر‪ ،‬عليه فهؤالء ال ميكنهم ان يستمروا‬ ‫العبني على الساحة السياسية دون حساب‪،‬‬ ‫فواهم من يعتقد ان باب احلساب قد اقفل واألتفه‬ ‫منه والواهم أكثر منه من يعتقد انه قادر على ان‬ ‫يشتري عفوا ً ملتآمر مقابل مقعد وزاري او نيابي او‬ ‫ابتسامة صفراء كاذبة‪.‬‬ ‫احلق أال يستوي األمر بني أولئك املتآمرين‪ ،‬ومع‬ ‫من قاوم‪ ،‬وجترأ‪ ،‬وراهن رهانا صحيحا على شعبه‬ ‫ومقاومته وأمته وحتمل عبء الدفاع عن املقاومة‬ ‫وحقها‪ ،‬وعن سوريا وعروبتها وعن لبنان ووحدته‬ ‫وعن اجلبل وكرامته وعزته‪.‬‬ ‫لكم أن تقولوا لهم أمام العالم اجمع‪ ،‬تعالوا‬ ‫إلى كلمة سواء‪ ،‬فقد كنا وطيلة الفترة املاضية‬ ‫حريصني على وحدتنا وعلى وحدة اجلبل‪ ،‬وعزته‪،‬‬ ‫وموقعه رائدا قوميا عربيا كما تركه لنا األجداد‬ ‫واآلباء‪ ،‬ومن يخرج على قيم األجداد يخرج من‬ ‫جلده‪ ،‬ومن بيئته‪ ،‬ووطنه‪ ،‬قلنا وعرضنا وما زلنا‬ ‫نعرض من جديد‪:‬‬ ‫كفوا عن األالعيب‪ ،‬كفوا عن الرهانات اخلاطئة‪،‬‬ ‫عودوا إلى رشدكم‪ ،‬عودوا إلى وطنيتكم‪ ،‬ومن‬ ‫منكم كان مبتليا‪ ،‬فليمتلك اجلرأة باالنسحاب‬ ‫من احلياة السياسية إلى الصفوف اخللفية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪30‬‬

‫عريف االحتفال الرفيق بهاء عبد اخلالق‬

‫وليسلم من يريد ومن يرثه لنتعامل معه على‬ ‫قواعد احلق واملنطق‪ ،‬واملساواة‪ ،‬واحلرية‪ ،‬والعمل‬ ‫اجملزي ملصلحة اجلميع‪.‬‬ ‫نقول لهم ذهبتم يوم ذهب يومكم وانتهيتم‬ ‫يوم انتهى عصركم‪ ،‬ونحذركم من جديد ونوضح‬ ‫للجميع لن تستطيعوا بغربال أكاذيبكم مرة‬ ‫ثانية أن حتجبوا شمسنا‪ ،‬وإن استعرمت غرباال ً من‬ ‫أمثالكم ممن تربعوا في كرسي الوراثة ليست‬ ‫لهم قوة أو فعل أو صدق سوى أنهم كمثلكم‬ ‫ورثة من الطبيعة نفسها‪ ،‬ومن الطينة نفسها‪،‬‬

‫يحاولون اليوم تغطية السموات بالقبوات‪،‬‬ ‫ويتحالفون ضد تيار التوحيد‪ ،‬ضد مشروعكم‬ ‫التحرري‪ ،‬ضد مشروعكم الوطني الصادق‪،‬‬ ‫مشروعكم الشعبي املتحرر من عقد املاضي‬ ‫وقيمه‪ ،‬املتمرد على اإلقطاع البائد وعصره‬ ‫املندثر‪ ،‬املتمرد على التقاليد املوروثة‪ ،‬القائمة‬ ‫على استزالم الناس‪ ،‬واملتاجرة بهم‪ ،‬وإقصائهم‪،‬‬ ‫وحرمان الشباب من حق املشاركة‪ ،‬ويقطعون‬ ‫الطريق على الفاعليات والقوى االجتماعية‬ ‫الصاعدة‪.‬‬ ‫لهؤالء وملن يسايرهم ويسير في طريقهم‬ ‫نقول‪ ،‬ومرة أخرى بعد األلف قولنا الصادق‪ ،‬ورأينا‬ ‫السديد كما ثبت خالل السنوات املنصرمة‪ ،‬وملن‬ ‫يشكك مبا نقول ننصحه بان يعود إلى األرشيف‬ ‫ويقارن بنفسه‪.‬‬ ‫لهم نقول عبثا حتاولون‪ ،‬وعجزا ً تبذلون‪ ،‬وخطأ‬ ‫ترتكبون‪ ،‬فالتاريخ ال يرحم ومن تط ّوع وصمد‪،‬‬ ‫وتقدم الصفوف‪ ،‬وراهن وناضل وانتصر لن‬ ‫تستطيعوا بأحابيلكم وأكاذيبكم أن متنعوه من‬ ‫الوصول إلى حيث أراد وسعى‪ ،‬فالقافلة تسير وإن‬ ‫نبحتم‪.‬‬ ‫وملن مازال يتأثر أو يقنع‪ ،‬أو يراهن‪ ،‬أو ينخدع‬

‫سالحنا جاهز إذا هدد أحد اجلبل‬ ‫ولن يسبقنا أحد في الدفاع عنه‬ ‫لن نقبل أن يكون اجلبل وقوداً‬

‫في خدمة بعض املشاريع الشخصية واخلارجية‬


‫ذكرى‬ ‫التأسيس‬

‫نحن في احلكومة‬ ‫عبر كل الشرفاء فيها‬ ‫ولكن هذا ال يعني‬ ‫بأننا سنسكت‬ ‫على االخطاء‬ ‫بأقوالهم وممارساتهم‪ ،‬أيضا نقول قول األخ‬ ‫الناصح‪ :‬يا أبناء اجلبل األشم‪ ،‬يا أبناء طائفة‬ ‫املوحدين العرب‪ ،‬يا دروز لبنان واملشرق العربي‬ ‫ال تنخدعوا بكالمهم وبأوهامهم‪ ،‬و ال تأخذكم‬ ‫أكاذيب وأساطير‪ ،‬وال تعطوا آذانا ً لروايات مفبركة‬ ‫كاذبة عن بطوالت وهمية‪ ،‬لم نشهدها‪ ،‬ولم‬ ‫نلمس لها اثراً‪ ،‬وال تسمعوا للمسعورين املراهنني‬ ‫على ماض صار في اخللف‪ ،‬وال تأخذكم حميتهم‬ ‫الكاذبة واخلادعة‪.‬‬

‫سالحنا للدفاع عن اجلبل‬ ‫نسمع الكثير من الكالم التحريضي والتعبوي‪،‬‬ ‫والعدائي للمقاومة وللمعارضة‪ ،‬ونلمس جهدا ً‬ ‫للبعض في التسليح والتدريب‪ ،‬ونعرف عن وفود‬ ‫ترسل الى اخلليج ودوله‪ ،‬والى األردن لتتسلم‬ ‫مساعدات كما يزعمون‪ ،‬والى املهاجر بحجة‬ ‫جمع املال لشراء السالح واالستعداد‪ ،‬والقول‬ ‫كاذب بأن الهدف حماية اجلبل‪ ،‬وصيانة كرامة‬ ‫الدروز‪ ،‬فاجلبل يحميه أبناؤه‪ ،‬وحلفاؤه الصادقون‪،‬‬ ‫وهنا أقول إن سالحنا جاهز إذا هدد أحد اجلبل‬ ‫ولن يسبقنا أحد في الدفاع عنه‪ ،‬ولكن لن نقبل‬ ‫أن يكون اجلبل وقودا ً في خدمة بعض املشاريع‬ ‫الشخصية واخلارجية‪.‬‬ ‫نسألكم بحق اهلل‪ ،‬ملاذا السالح‪ ،‬وملاذا‬ ‫األموال‪ ،‬وملاذا هذا السعار؟؟ هل تريدون معارك‬ ‫مع الضاحية اجلنوبية‪ ،‬هل تنتدبون أنفسكم‬ ‫لالشتباك مع املقاومة‪ ،‬هل يصدق أحدكم‬ ‫انه قادر على هزمية املقاومة وقد عجزت حرب‬ ‫كونية وعاملية في متوز‪ ،‬هل يعقل أحدكم فيقبل‬ ‫الكالم الذي يُقال‪ ،‬وقد س ّلم الشخص الذي و ّرط‬ ‫اجلبل وو ّرط لبنان برهانات خاسرة لثالث سنوات‬ ‫ونراه يستجدي الصلح‪ ،‬والعالقات مع املقاومة‬ ‫ومع سوريا‪ ،‬ويتملص من مواقفه السابقة‪،‬‬ ‫ويستعطف املعارضة‪ ،‬يغير موقفه في الساعة‬ ‫ستني مرة كما تفعل احلرباء بجلدها‪.‬‬

‫نحن في احلكومة‬ ‫بكل الشرفاء فيها‬ ‫يا أبناء اجلبل األشم‪ ،‬يا أبناء طائفة املوحدين‬

‫الدروز‪ ،‬ال خطر عليكم من املقاومة‪ ،‬وال خطر من‬ ‫املعارضة‪ ،‬لم تكن يوما ضدكم‪ ،‬ولن تكون‪ ،‬فانتم‬ ‫قلبها‪ ،‬وشعبها‪ ،‬وجزء عزيز من عزتها وقوتها‪،‬‬ ‫وتياركم تيار التوحيد في طليعتها‪.‬‬ ‫انتبهوا جيدا‪َ ،‬من فشل باألمس‪ ،‬و َمن عجز‪،‬‬ ‫ومن خابت آماله ورهاناته يحاول معكم اليوم‪،‬‬ ‫ويتلطى بالبعض‪ ،‬وعندما يسأل عما يجري يتذرع‬ ‫بأنه ال ميون وليست له عالقة بهذا السعار‪ ،‬هو‬ ‫اليوم يتملص‪ ،‬ويحملكم املسؤولية‪ ،‬أو هو عاجز‬ ‫وقد أخليت الساحة لعمالء املوساد اإلسرائيلي‬ ‫وهدفهم واضح وباين كما تشير الدراسات‬ ‫اإلسرائيلية واألجنبية وتفيد بان بعض عمالء‬ ‫املوساد وبأوامر من القيادات الصهيونية يسعى‬ ‫الفتعال معارك خاسرة في اجلبل‪ ،‬وهدفه تهجير‬ ‫الدروز إلى فلسطني احملتلة ليقوموا بسد الثغرات‪،‬‬ ‫وكي يستخدموا مرتزقة حلماية الكيان الصهيوني‬ ‫املتداعي يعملون مع اجليش الصهيوني بعد أن‬ ‫بات الصهاينة واليهود يرفضون التطوع واخلدمة‬ ‫في جيش فقدوا الثقة به‪ ،‬وهزم‪ ،‬ودخل عصر‬ ‫الهزائم واالنكسارات‪.‬‬ ‫يا أبناء اجلبل‪ ،‬يا أبناء طائفة املوحدين الدروز‪،‬‬ ‫نسألكم هل لكم مصلحة مبا يخطط ويعد‬ ‫لكم؟ هل تقبلون أن تكونوا خراف العيد للتضحية‬ ‫بكم على مذبح مصالح إسرائيل ولسد عجزها؟‬ ‫وأجدادكم وإباؤكم خاضوا معارك الشرف‬ ‫والتضحية‪ ،‬وقادوا ثورات التحرر ضد االستعمار‬ ‫الفرنسي والعثماني‪ ،‬وقدموا آالف الشهداء في‬ ‫مواجهة االستعمار االستيطاني الصهيوني‪.‬‬

‫هل ترتضون ان يكون‬ ‫احد منا وزيراً‬ ‫مع السنيورة‬ ‫بعد كل‬ ‫هذه السنوات؟‬

‫ميثلنا كل الشرفاء في احلكومة‬ ‫اسمع البعض يسأل ملاذا لم منثل في احلكومة؟‬ ‫نحن في احلكومة عبر كل الشرفاء فيها ولكن هذا‬ ‫ال يعني بأننا سنسكت على االخطاء او املمارسات او‬ ‫سنسكت اذا لم يضع وزراء املعارضة حدا ً ملمارسات‬ ‫عانينا منها طيلة السنوات املاضية‪.‬‬ ‫اما متثيلنا الشخصي فهل ترتضون ان يكون احد‬ ‫منا وزيرا ً مع السنيورة بعد كل هذه السنوات؟‬ ‫وبالنسبة لقانون االنتخاب فنحن نصر على‬ ‫النسبية كمدخل لبناء وطن مبعزل عن حجم‬ ‫الدوائر (قضاء – محافظة ‪ -‬نصف محافظة او دائرة‬ ‫واحدة)‪.‬‬

‫نصرمت املظلوم‬ ‫واملقاومة فنصركم اهلل‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬يا شباب تيار التوحيد ناصرمت‬ ‫املقاومة فنصركم اهلل معها‪ ،‬انتصرمت بها وانتصرت‬ ‫بكم‪ .‬قاتلتم اخليانة واخلونة‪ ،‬فتحقق لكم ما‬ ‫طلبتم‪ .‬صبرمت على ظلم ذوي القربى‪ ،‬وراهنتم على‬ ‫أمتكم وشعبكم وها انتم حتصدون االنتصارات‪.‬‬ ‫عرفتم الطريق الصحيح وسلكتم التوجهات‬ ‫التاريخية فصار التاريخ يكتب عن بطوالتكم وعن‬ ‫صدق التزاماتكم‪.‬‬ ‫حاصروا سوريا وأنتم رفضتم حصارها وانتصرمت‬ ‫لها وها هي سوريا تنتصر بكم ومعكم وتفتح‬ ‫لها بوابات أوروبا‪ ،‬ويفاوضها األميركي مهزوما‬ ‫ويستجدي عطفها اإلسرائيلي ويتعمق دورها‬ ‫ويعظم شأنها‪.‬‬ ‫ناصرمت املقاومة ودافعتم عنها وها هي انتصرت‪،‬‬ ‫وتنتصر بكم ولكم ومعكم‪ ،‬وها هو سمير القنطار‬ ‫يعود إلى ربوع جبله جبل العرب الدروز مرفوع الرأس‬ ‫منتصرا محررا على يد املقاومة اإلسالمية التي‬ ‫صدق وعدها‪ ،‬فحررته ورفاقه ولم يتحرر على يد‬ ‫أشياع وأتباع أميركا وعمالء إسرائيل‪.‬‬ ‫صدقتم االلتزام‪ ،‬صدقتم الوعد‪ ،‬واهلل معكم‪،‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪31‬‬


‫ذكرى‬ ‫التأسيس‬

‫الغالف‬ ‫والنصر لكم‪ ،‬ولن ينجح ثعابني التقليد مهما‬ ‫كبروا او صغروا‪ ،‬ورجاالت الوراثة السياسية‪ ،‬وزعماء‬ ‫املاضي في قطع الطريق عليكم وعلى تياركم‬ ‫وحضوركم مهما فعلوا فقد ذهب الزمان الذي كان‬ ‫يستطيع ورثة اإلقطاع احتكار الطائفة وسرقة‬ ‫متثيلها واملتاجرة بها‪.‬‬ ‫من ال يعرف التاريخ‪ ،‬ومن ال يقرأ في كتاب‬ ‫الواقع‪ ،‬ومن لم يعتد على وجود قوى شابة ناشطة‬ ‫ناشئة حاملة مشروعا تقدميا عصريا عربيا حترريا‪،‬‬ ‫منسجما ومتفاعال مع التطورات‪.‬‬ ‫من يفترض ويتعامل مع الواقع كأنه جامد ابدي‬ ‫منغلق على ما ورثه‪ ،‬لن يكون له ما يريد فقد تقدم‬ ‫الزمان‪ ،‬وأدرك الناس‪ ،‬وباتوا يعرفون مصيرهم وهم‬

‫قادرون على التمييز بني اخلير والشر‪ ،‬بني املاضي‬ ‫العتيق واجلديد العصري‪.‬‬ ‫ولبلدتي كلمة باإلذن من كل الرفاق‪ :‬ستبقني‬ ‫الرقم الصعب في معادلة اجلبل مهما فعلوا‪ ،‬وكما‬ ‫وعدتك في السابق سأعدك اليوم من يرمي عليك‬ ‫حجرا ً سأجعل حجارة منزله تغرق في البحر‪ ،‬حتى‬ ‫لو كان عمر منزله ‪ 300‬عام! لن نعتدي على أحد‪،‬‬ ‫لكن زمن التعدي اصبح من املاضي فأنت خط احمر‬ ‫من يقترب منه سيتمزق بناره‪.‬‬ ‫يا شباب التوحيد إنتم احلاضر والشركاء في‬ ‫صنع االنتصارات‪ ،‬وانتم املستقبل‪.‬‬ ‫هم األمس‪ ،‬وهم املاضي إلى ماضيهم فليذهبوا‬ ‫وسيذهبون قريبا وسريعا مهما حاولوا اإلساءة‬

‫لكم ولدوركم‪ ،‬فالشمس تسطع والناس تقشع‬ ‫وكل غد لناظره قريب‪.‬‬ ‫سنة ثالثة على التأسيس‪ ،‬تبدأ من جديد والوعد‬ ‫بان تنتصر قضيتكم‪ ،‬وان يتحرر شعبكم‪ ،‬وان يحكم‬ ‫نفسه بنفسه‪ ،‬وان يتجدد النظام‪ ،‬وتتغير قواعد‬ ‫احملاصصة‪ ،‬وان ينفتح املستقبل على دور للشباب‪،‬‬ ‫وللمشاركة احلقيقية وللمواطنية املتساوية‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬سنة آتية وفيها الكثير من العمل‪،‬‬ ‫واجلهد‪ ،‬والنضال واملسيرة نستكملها معا‪ ،‬مع‬ ‫احللفاء من اجل تغيير جوهري في بنية النظام‪،‬‬ ‫وخللق وظائف جديدة نوعية رائدة للكيان كي يصبح‬ ‫لبنان بحجم مقاومته وشعبه‪ ،‬وقواه التوحيدية‬ ‫التجديدية‪ .‬إلى األمام النصر حليفنا وسننتصر‪.‬‬

‫قصيدة الشاعر‬ ‫طارق آل ناصر الدين‬ ‫ه ّلت بشائرهم عيدا ً على العيد ‬ ‫هذا خيال “ابو ابراهيم” بان على‬ ‫ ‬ ‫نص ٌر او املوت دوما ً أمر سادتنا‪ ...‬‬ ‫عادوا الى ارضهم باحلسنيني معا ً‬ ‫واآلسرون هم االسرى ووعدك يا‬ ‫من هم وكيف أتوا؟ س ٌر ومعجزة!‬ ‫دالل اجمل من كل الدالل بدت‬ ‫والمسوا االرض افرادا ً بأمتهم‪ ...‬‬ ‫حدق بأجمل عباد السماء وقد ‬ ‫ّ‬ ‫توحد اهلل مع ابنائه فأتى ‬ ‫ّ‬ ‫أهلي ‪ ...‬العروبة تبقى خير شاهد ٍة‬ ‫تعربوا منذ نطق الضاد وانطلقوا‬ ‫لم يعبدوا صنماً‪ ...‬لم يخفروا ذمما ً‬ ‫واسكنوا ارزا ً في اجفانهم وبنوا ‬ ‫أي احلكومات تأتي كي تكافئهم‬ ‫وِزرُ النفايات في شننعير منتظ ٌر‬

‫وحكمة العدل ان يختار جعجعهم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪32‬‬

‫أبشر بعودِ األخوة الصي ِد‪...‬‬ ‫سلمان ِ‬

‫أي الشراكة بني السائرين على‬

‫وجوههم ‪ ...‬عانقوهم بالزغاريد‪..‬‬

‫بني املتاريس يا متوز منشؤنا ‬

‫ونُ ِف ّذ االمر‪...‬اهالً بالصنادي ِد!‬

‫دماؤنا كيف يا متوز نهدرها ‬

‫عط ُر اجلثامني فاق العطر في العود‪..‬‬ ‫درس للمواعي ِد‪....‬‬ ‫معلم الصدق ٌ‬ ‫الناس هم ّ‬ ‫كفارة البيد‪..‬‬ ‫هم اشرف‬ ‫ِ‬ ‫وللسمير هنا ختم االناشيد‪...‬‬

‫فاألرض ُحبلى بآالف العناقيد‪...‬‬ ‫سعوا الى موع ٍد مع خير معبود‪...‬‬ ‫النصر اإللهي من قدس البواريد‪...‬‬ ‫على انتماء عميق الغور محمودِ‪...‬‬ ‫موحدين فهم ابناء توحيد‪...‬‬ ‫ّ‬

‫وجوههم أتخمت بالالطمني ولن ‬ ‫عشيرتي َحزِ َن التاريخ حني سعى‬ ‫ابناء معروف انتم من مواقعكم‬

‫موالي عقلي ونفسي وهي سيدتي‪..‬‬ ‫وسابق األمس بالتالي‪ ...‬يعود غدا ً‬ ‫منبعث ‬ ‫وجودنا عائ ٌد في كل‬ ‫ٍ‬ ‫فمن ارادوا لنا التسديس‪ ..‬نحن هنا‬ ‫والنشتكيني عارٌ في مجالسنا ‬ ‫ُّ‬ ‫من أرضنا للسما جنتاز رحلتنا‬

‫تقمصوا اجملد دوما ً دون متجيد‪...‬‬

‫ومن سمانا الى ارض القداسة كم‬

‫لبنانهم ارض تأبي ٍد وتخلي ِد‪...‬‬

‫ُ‬ ‫دافع ال نارُ املدافع في يوم من‬ ‫قلب امل ِ‬

‫على البطوالت‪ ...‬ضيعان التقاليد‪..‬‬

‫باألمس حني اتى املستكبرون وقد‬

‫وزير بيئتها اآلتي كجلمود‪...‬‬

‫سدت عمامة سلطان مدا ِف َع ُهم ‬ ‫ّ‬

‫وزارة العدل‪ ...‬يا سعد املطاري ِد‪..‬‬ ‫درب الشهادات مع خ ّريج تلمودِ‪...‬‬ ‫واالكثريون بني الكأس والغي ِد‪..‬‬ ‫يح ومسنودِ‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫محاصصات لش ّب ٍ‬

‫تخفي املساحيق آثار التجاعي ِد‪...‬‬ ‫الى الزعامة ُعشاق االخاديد‪...‬‬ ‫تبنى االساطير يوم الروح للجودِ‪...‬‬ ‫وكلمة احلق‪ ...‬إعال ٌء ملعبودي‪....‬‬ ‫واخلالد للروح والقمصان للدود‪...‬‬ ‫حدودنا خمسة من غير حتديد‪....‬‬ ‫ابناء طه وهم ابناء دافي ِد‪....‬‬ ‫آت يا دُنى حيدي‪...‬‬ ‫سيف التنوخي ٍ‬ ‫بومضة احلق‪ ...‬سحقا ً للرعادي ِد‪...‬‬ ‫حب غير محدودِ‪...‬‬ ‫ُعدنا كخفق ِة ٍ‬ ‫النصر باسم اهلل مشهودِ‪..‬‬

‫ظنوا السالح انتصارا ً غير محدودِ‪...‬‬ ‫عمامات األجاوي ِد‪...‬‬ ‫تأهبي يا‬ ‫ِ‬


‫الغالف‬

‫وزير المالية السابق جهاد أزعور لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬

‫ال ارى تباعداً في االفكار االقتصادية‬ ‫بين المعارضة والمواالة‬

‫انطلق لبنان الى آفاق جديدة‪ ،‬رحلت‬ ‫احلكومة الالشرعية‪ ،‬آخذة معها كل‬ ‫االوزار التي رمتها على كاهل لبنان‬ ‫واللبنانيني‪ ،‬ولو انها تركتهم في نفق‬ ‫مظلم غير معروف املصير‪ ،‬لم يعرف‬ ‫اللبنانيون هل يفرحون ام يحزنون‪ .‬اخلبراء‬ ‫االقتصاديون يؤكدون أن باريس ‪ 3‬فشل‪ ،‬وأن‬ ‫الورقة االصالحية لم تنفذ كما توقعوا‪،‬‬ ‫ويردون االسباب الى فشل السياسات‬ ‫االقتصادية والنهج االقتصادي القائم‬ ‫في البالد منذ سنوات طويلة‪ .‬منذ فترة‬ ‫ّ‬ ‫أكد اخلبراء ان الدولة انتهت اقتصادياً‪،‬‬ ‫واتهموها بالعجز حتى عن مساعدة‬ ‫املواطن‪ ،‬ليقول احدهم نها اصبحت عبئاً‬ ‫على املواطنني‪ .‬رحلت احلكومة‪ ،‬ولكن‬ ‫يبقى ان نعلم اين تركتنا‪ ،‬هل اوصلتنا‬ ‫الى نصف الطريق وتركتنا ام انها حددت‬ ‫لنا بوصلة تشير الى اجلهة الصحيحة‬ ‫للخروج من نفق األزمة؟ لرمبا هي سوداوية‬ ‫الرؤية جعلتنا نراها حالكة‪.‬‬ ‫في عجقة التسلم والتسليم‪ ،‬وحتضير‬ ‫البيان الوزاري الذي بات يتململ اللبنانيون‬ ‫من تأخيره‪ ،‬ال بل يتخوفون من طول االنتظار‪.‬‬ ‫كان ال بد من استطالع رأي وزير املالية‬ ‫السابق جهاد ازعور في ما تتقاذفه اآلراء عن‬ ‫الوضع االقتصادي للبالد‪ ،‬وباريس ‪ 3‬والورقة‬ ‫االصالحية ومسؤولية املعارضة عن سوء‬ ‫احلال االقتصادية‪ .‬ينفي ازعور فشل مؤمتر‬ ‫باريس ‪ 3‬وعدم حتقيق الورقة االصالحية‪ ،‬ال‬ ‫بل يتهجم على معارضيه ويصفهم بعدم‬ ‫االطالع وممارسة التعمية على املواطنني‬ ‫عبر التعميم وعدم الغوص في جوهر االمور‪.‬‬ ‫كما يحمل املعارضة مسؤولية “احتالل‬ ‫الوسط التجاري” وتعطيل مجلس النواب‬ ‫ليشيد في جانب آخر باجنازات احلكومة في‬ ‫برأيك ما هي التحديات التي ستواجهها املواد الغذائية‪ ،‬تواجه احلكومة حتديا ً اساسيا ً‬ ‫يكمن في كيفية جمع وحشد كل الطاقات‬ ‫العملية االصالحية‪ ،‬مؤكدا ً ان كالمه ليس احلكومة في الشق االقتصادي؟‬ ‫سياسياً‪ .‬كالم ازعور جاء خالل مقابلة‬ ‫اضافة الى التحديات املعروفة من ارتفاع في املرحلة اجلديدة وخالل الفترة القصيرة من‬ ‫االسعار بسبب ارتفاع سعر النفط وارتفاع اسعار عمرها‪ ،‬اي عشرة اشهر لتستطيع ان حتقق اهدافا ً‬ ‫اجرتها “منبر التوحيد” معه‪ ،‬هنا نصها‪:‬‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪33‬‬


‫الغالف‬ ‫وقناعات لطاملا آمنت بها‪ ،‬كرئيس حكومة وكفريق‬ ‫عمل‪ .‬مما يتطلب من احلكومة قدرة على توظيف‬ ‫الوضع السياسي احلالي خلدمة االقتصاد‪ ،‬فخالل‬ ‫الفترة املاضية أخّ رت االوضاع السياسية تطورات‬ ‫اقتصادية عدة كبلوغ حجم استثمارات إقرار عدد‬ ‫من املشاريع في مجلس النواب‪ ،‬فاحلكومة يجب‬ ‫ان تستفيد من وجود كل التيارات السياسية‬ ‫في احلكومة‪ ،‬ألن هذا الوجود وهذه املشاركة ولو‬ ‫لم تصل الى مرحلة التوافق‪ ،‬لكن أقلها تفرض‬ ‫منطق املشاركة في حتمل املسؤوليات وبالتالي‬ ‫توضع املسؤولية على عاتق اجلميع كما تتشارك‬ ‫كل الكتل السياسية في اتخاذ القرارات والتحدي‬ ‫االساسي هو كيف يستطيعون ان يوظفوا هذه‬ ‫االشياء في املرحلة اآلتية لتحقيق اكبر قدر ممكن‬ ‫من االهداف املوضوعة‪.‬‬ ‫ماذا تتضمن هذه االهداف؟‬ ‫اولها تسريع وتيرة العمل من خالل العمل‬ ‫التشريعي بالتحديد فهناك ‪ 25‬مشروع قانون‬ ‫اقتصادي موجودة في مجلس النواب وهناك مليار‬

‫السياسية قادرة على تخطي خالفاتها على‬ ‫الصعيد االقتصادي؟‬ ‫هنا يجب االخذ باالعتبار حالتني‪ ،‬اذا كان هناك‬ ‫تباين في االفكار حول الطروحات االقتصادية‬ ‫بني الفريقني‪ ،‬هذا ليس مبشكلة‪ ،‬فالشؤون‬ ‫االقتصادية موضوع تستطيع االطراف اجراء حوار‬ ‫حوله والوصول الى قاسم مشترك بينها اكثر‬ ‫بكثير من الشؤون السياسية‪ ،‬وبالتالي هذا امر‬ ‫غير خطير‪ .‬املقلق هو كالم او نوايا البعض بوضع‬ ‫امللف االقتصادي في عملية املساومة السياسية‪،‬‬ ‫وبالتالي تطرح االعتراضات وفقا ً خلطط االطراف‬ ‫السياسية‪ ،‬فال يعالج امللف االقتصادي اال مقابل‬ ‫معاجلة امللف السياسي‪ .‬وهذا خطر‪ ،‬الن من‬ ‫سيدفع الثمن كالعادة االقتصاد واملواطن في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وهذا ما رأيناه في السنتني املاضيتني‪ ،‬حيث‬ ‫استخدم التعطيل في الوسط التجاري مادة‬ ‫للصراع السياسي‪ ،‬كانت انعكاساته السلبية‬ ‫كبيرة جدا ً على املواطنني الذين دفعوا الثمن‪.‬‬

‫الـ ‪ $1.20‬الى الـ‪ ،$1.60‬اضافة الى ارتفاع اسعار‬ ‫املواد الغذائية‪ .‬كل هذا كان يحصل وكان باريس ‪3‬‬ ‫يتنفذ والدليل ان صندوق النقد الدولي نوه بذلك‬ ‫عبر قوله ان جناح لبنان فاق الول سنة التوقعات‪،‬‬ ‫ووضعت االطر ومت خلق آلية مؤسساتية الول مرة‬ ‫ومت العمل عليها بطريقة تضمن استمرارية العمل‬ ‫والذي بكل تأكيد سيستمر من خالل اللجان الوزارية‬ ‫والهيكلية املوضوعة‪.‬‬ ‫مسار باريس ‪ 3‬ال يزال في طريقه‪ ،‬ولكنه يحتاج‬ ‫الى تطوير‪ ،‬وهذا امر طبيعي‪ .‬فأي برنامج يتحضر‬ ‫يجب ان يتمتع باملرونة ليتطور مع تغيرات الواقع‪.‬‬ ‫فاذا كان البرنامج جامدا ً يفقد قيمته ألنه لن يكون‬ ‫في وقته‪ ،‬وبالتالي اذا البرنامج ُح ّضر في عام ‪2007‬‬ ‫لينجز في عام ‪ ،2011‬يحتاج للتطور في عامي ‪2006‬‬ ‫و‪ 2009‬واال ميوت‪ ،‬وهذه حال باريس ‪ ،3‬فعندما اجنز‬ ‫لم يكن سعر النفط ‪ $140‬ولم تكن اسعار املواد‬ ‫الغذائية الى ارتفاع‪ ،‬لذلك اصبح من الضروري‬ ‫تطويره على ضوء هذه املستجدات‪.‬‬ ‫باريس ‪ 3‬عبارة عن خطة عمل مميزة حتوي برامج‬

‫ما تطرحه املعارضة في اخلصخصة‬ ‫طرحناه قبلهم والعبرة اآلن في التنفيذ‬ ‫يتم العمل حالياً على تكنولوجيا حديثة في قطاع‬ ‫الكهرباء عبر ع ّداد الكتروني للتحكم عن بعد‬ ‫اخطأت احلكومة او اصابت في قراراتها‬ ‫غداً التاريخ سيحدد‬ ‫و ‪ 3‬مليون دوالر مشاريع امنائية‪ ،‬وقرارات عدة يجب‬ ‫ان تتخذ‪.‬‬ ‫حكومة عشرة اشهر ماذا تستطيع ان تفعل؟‬ ‫الكثير‪ ،‬وخاصة ان هناك امورا كثيرة محضرة‪،‬‬ ‫كما ان النية االصالحية موجودة فرئيس احلكومة‬ ‫ووزير املالية اجلديد شطح كما الفريق املعني‬ ‫باملوضوع االقتصادي في هذا التوجه‪.‬‬

‫ينبغي عدم املقايضة‬ ‫بني السياسي واالقتصادي‬ ‫اعتبرت أن وجود كل التيارات السياسية‬ ‫في احلكومة عامل ايجابي‪ ،‬ولكن بحسب‬ ‫التصريحات هناك بعض اخلالف حول نقاط‬ ‫اقتصادية في البيان الوزاري‪ .‬برأيك هل االطراف‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪34‬‬

‫باريس ‪ 3‬مسار ال يتوقف‬ ‫في ظل تخوفك من اختالط السياسة‬ ‫باالقتصاد‪ ،‬هل انت قلق على مصير مؤمتر “باريس‬ ‫‪”3‬؟‬ ‫ال‪ ،‬ألن باريس ‪ 3‬عبارة عن مسار وليس محطة‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬انطالقته كانت محطة‪ ،‬ولكنه مسار ملدة‬ ‫خمس سنوات‪ .‬هذا املسار انطلق في فترة جد‬ ‫صعبة‪ ،‬فعام ‪ 2007‬شهد حرب نهر البارد‪ ،‬وعانى‬ ‫من تداعيات حرب متوز التي كنا خرجنا منها حديثا ً‬ ‫اضافة الى االغتياالت وتعطيل مجلس نواب وعدم‬ ‫انتخاب رئيس للجمهورية ملدة ستة اشهر‪ ،‬هذا‬ ‫على الصعيد السياسي واالمني‪ .‬اما على الصعيد‬ ‫االقتصادي فشهد العام ارتفاع اسعار النفط عامليا ً‬ ‫من الـ ‪ 50‬الى ‪ ،$140‬كما ارتفاع في سعر اليورو من‬

‫من جهة‪ ،‬يقابلها متويل خاص بها من جهة اخرى‪.‬‬ ‫يتألف هذا البرنامج من شقوق عدة‪ :‬شق اقتصادي‬ ‫خاص‪ ،‬شق النمو له متويله‪ ،‬وشق اجتماعي يشكل‬ ‫‪ %40‬من اجراءات باريس ‪ 3‬وله هيكلية خاصة‬ ‫به‪ ،‬وشق ثالث متعلق بتحسني اخلدمات العامة‬ ‫كالكهرباء والهاتف واملياه وله اآللية خاصة به جزء‬ ‫منها اخلصخصة‪ .‬اي ان باريس ‪ 3‬يحوي على اجراءات‬ ‫من جهة ودعم هادف من جهة اخرى‪ .‬فاملال اخملصص‬ ‫للنمو ال يذهب للموازنة بل لدعم املشاريع االنتاجية‬ ‫فقط‪ ،‬والدعم من اجل القطاع االجتماعي يستثمر‬ ‫في مشاريع اجتماعية‪ .‬هذه قوة باريس ‪ 3‬ومن هذا‬ ‫املدخل نقيمه‪ ،‬لم نعد كما في السابق نأني باملال‬ ‫لنعالج مشكلة الدين كما كان يقول لنا البعض‪.‬‬ ‫ولكن اخلبراء يؤكدون أن باريس ‪ 3‬فشل والورقة‬ ‫اإلصالحية لم ولن تنفذ؟‬ ‫من يقول هذا الكالم غير مطلع كفاية على ما‬


‫يحصل‪ ،‬هناك تقارير فصلية اصدرتها وزارة املالية‬ ‫تشرح كيفية سير تقدم العمل واالصالحات‪ .‬انا‬ ‫شخصيا ً افضل اخلروج من كالم العموميات‪ ،‬وعلى‬ ‫احملللني ان كانوا سياسيني او خبراء الدخول في‬ ‫جوهر املوضوع‪ ،‬بعيدا ً عن اطالق الشعارات‪.‬‬ ‫هناك وقائع لعام ‪ 2007‬تشير الى حدوث عدة‬ ‫اصالحات نفذ من خاللها البرنامج املوضوع لعام‬ ‫‪ ،2007‬اضافة الى ذلك هناك مجموعة من االجراءات‬ ‫اتخذت وتتخذ حالياً‪ ،‬ومنها مجموعة من مشاريع‬ ‫قوانني اجنزت وارسلت الى اجمللس النيابي‪ .‬نعم‪ ،‬كان‬ ‫بإمكان لبنان السير بسرعة اكبر واالستفادة اكثر‬ ‫لو سارت القوانني بسرعة اكبر ولو لم يكن هناك‬ ‫جو سياسي متشنج كان عنصر الثقة لعب دور‬ ‫أكبر‪ ،‬لكن هذا ال يعني ابدا ً ان املؤمتر فشل‪ .‬وما جناح‬ ‫البرنامج مع صندوق النقد الدولي إال اشارة على‬ ‫جدية العمل احلاصل‪.‬‬ ‫لكن هذا املسار ممكن ان يتوقف بالكامل‪،‬‬ ‫الن املعارضة اصبحت متلك الثلث املعطل وهي‬ ‫تعارض نهائياً خياراتكم وباألخص اخلصخصة؟‬ ‫في عام ‪ ،2005‬وضع البيان الوزاري مبشاركة حركة‬ ‫امل وحزب اهلل‪ ،‬وتضمن اخلصخصة وبالتحديد‬ ‫كيفية خصخصة قطاع االتصاالت‪ .‬كما ان مشروع‬ ‫خصخصة الكهرباء اشتغل عليه وحضر مشروع‬ ‫القانون اخلاص به الوزير محمد فنيش‪ .‬والتيار‬ ‫الوطني احلر الذي دخل كجديد‪ ،‬خاض االنتخابات‬ ‫على اساس برنامج تضمن اخلصخصة وتصغير‬ ‫حجم الدولة‪ ،‬اي انه ليبرالي اكثر من احلكومة‪ .‬عند‬ ‫التسلم والتسليم‪ ،‬اعلن كل من وزير االتصاالت‬ ‫جبران باسيل املنتمي الى التيار الوطني احلر‪ ،‬ووزير‬ ‫الكهرباء حليف التيار الوطني احلر‪ ،‬عن برامج‬ ‫واضحة تضمنت القيام بعملية خصخصة‪ ،‬لكن‬ ‫من دون ان تتحول الى عملية توزيع مصالح‪ .‬وهذا‬ ‫ما كنا نطرحه‪ ،‬العبرة اآلن في التنفيذ‪ ،‬هناك آلية‬ ‫وضعت هي خصخصة قطاع االتصاالت‪ .‬الوزير‬ ‫اجلديد الذي هوعضو في اجمللس االعلى للخصخصة‬ ‫ومسؤول عن القطاع‪ ،‬كذلك االمر وزير الكهرباء‬ ‫ووزير العمل محمد فنيش هو عضو دائم‪ ،‬ليقدموا‬ ‫مالحظاتهم‪ .‬اعود واكرر الكالم في العموم ال يعني‬ ‫شيئاً‪ ،‬يقولون “هذا غير مقبول؟”‪ .‬فليشرحوا ملاذا‪،‬‬ ‫وليعطونا البديل؟ عندما كانوا في املعارضة كانوا‬ ‫يستطيعون معارضتنا من دون طرح بديل وهذا حق‬ ‫لهم اعطاء البديل من العمل االيجابي الدميقراطي‪،‬‬ ‫املعارضة لم تكن مجبرة بتقدمي البديل‪ ،‬لكن اليوم‬ ‫اصبحوا في احلكومة ومشاركني في القرار وبالتالي‬ ‫ال يستطيعون املعارضة اال بطرح البديل‪ ،‬على اي‬ ‫قاعدة ستحكم؟‬ ‫ماذا تتوقع ان يكون بديل املعارضة؟‬ ‫ال ادري‪ ،‬لكن كل االفكار التي تطرحها املعارضة‪،‬‬ ‫ليس لدي فيها اي مشكلة اذا وضعت كبدائل النها‬ ‫نفسها التي تطرحها احلكومة‪ .‬ال ارى تباعدا ً في‬ ‫االفكار االقتصادية بني املعارضة واملواالة‪ .‬ألعطيك‬ ‫مثالً‪ ،‬عندما قام االحتاد االوروبي بورشة عمل حول‬ ‫املواضيع االجتماعية ضمت كل االحزاب السياسية‪،‬‬ ‫وكل حزب قدم ورقة عبرت عن رؤيته االقتصادية‪.‬‬ ‫خرجت عن هذه الورشة ورقة مشتركة قدمها‬

‫احلكومة احلالية هي‬ ‫التي ستستمر وتكمل‬ ‫االجراءات انشاء اهلل تكون‬ ‫اجراءاتها هادفة اكثر من‬ ‫اجراءاتنا وتركز اكثر على‬ ‫اصحاب احلاجة‬ ‫لي مسؤول االحتاد االوروبي اطلعت عليها ومن ثم‬ ‫اعطيته ورقة باريس ‪ 3‬ليقارنها مع ورقة االحتاد‬ ‫االوروبي ‪ ...‬انهما متشابهان الى حد كبير‪ .‬انطالقا ً‬ ‫من هذا ولسوء احلظ يستخدم امللف االقتصادي‬ ‫االجتماعي الغراض اخرى‪.‬‬

‫ليست اخلصخصة غوالً‬ ‫يعارض اخلبراء القول ان الدولة قادرة على‬ ‫خصخصة قطاع الكهرباء‪ ،‬أال تعتقد ان حل‬ ‫مشكلة الكهرباء باخلصخصة امر صعب او غير‬ ‫منطقي في ظل آالف املشاكل التي يشهدها‬ ‫القطاع؟‬ ‫اخلصخصة ال تتم بالشكل نفسه في كل‬ ‫القطاعات‪ .‬اخلصخصة معناها بسيط‪ ،‬هناك‬ ‫خدمة عامة تقدم للمستهلك بنوعية معينة‪،‬‬ ‫يأتي القطاع اخلاص ليشارك في حتسني نوعية هذه‬ ‫اخلدمة نظرا ً المتالكه خبرة اكثر في هذه املواضيع‪،‬‬ ‫كما ان موظف القطاع اخلاص يشعر مبسؤولية‬ ‫مباشرة عن عمله وهذا ما ليس موجودا ً في القطاع‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ممكن في بعض االحيان ان نخصخص ادارة القطاع‬

‫فقط‪ ،‬اي نطلب من القطاع اخلاص ادارته‪ ،‬وفي بعض‬ ‫االحيان نطلب من القطاع اخلاص االستثمار فيه‬ ‫كقطاع الكهرباء‪ ،‬هناك اماكن سيستثمر فيها‬ ‫القطاع اخلاص ويقيم معامل كهرباء جديدة‪ .‬فنحن‬ ‫حاليا ً في فصل الصيف واستهالك الكهرباء في‬ ‫نقطة الذروة اي ‪ 2200‬ميغاوات‪ ،‬كل معامل لبنان ال‬ ‫تعطي اكثر من ‪ 1600‬ميغاوات‪ ،‬ال يصل للمستهلك‬ ‫اكثر من ‪1200‬ميغاوات اي ان هناك نقصا ً بألف‬ ‫ميغاوات ولهذا تنقطع الكهرباء‪ .‬املشكلة انهم ال‬ ‫يقولون ملاذا تنقطع الكهرباء بل يجعلون من فتح‬ ‫االعتمادات سبب انقطاع الكهرباء الوحيد‪ ،‬رغم‬ ‫ان لو عملت كل املعامل سويا ً حالياً‪ ،‬ما تستطيع‬ ‫ان تعطيه كمعدل وسطي لكل لبنان ال يفوق الـ‬ ‫‪ 14‬ساعة‪ .‬ما معنى هذا؟ معناه اننا بحاجة الى‬ ‫معامل جديدة‪ .‬من افضل ان يبني معامل؟ الدولة‬ ‫ام القطاع اخلاص؟ طبعا ً القطاع اخلاص ألنه يديرها‬ ‫بشكل افضل‪ .‬القطاع اخلاص يدير الكهرباء في‬ ‫عاليه وجبيل وزحلة بشكل جيد جداً‪ ،‬ملاذا ال‬ ‫نعمم هذا على كل لبنان‪ ،‬هذا ليس اختراعا ً جديدا ً‬ ‫ليتم التعامل معه كـ”غول”‪ ،‬انه شيء طبيعي‪.‬‬ ‫نتكلم دائما ً بالتعميم الذي يبعدنا عن التفاصيل‬ ‫ويشكل نوعا ً من تعمية املواطن‪ .‬تستطيع عملية‬ ‫اخلصخصة ان تكون سلبية او ايجابية‪ .‬هل‬ ‫املستشفيات واملدارس اخلاصة في لبنان سلبية؟‬ ‫املأخذ عليكم انكم تبتعدون عن الواقع على‬ ‫االرض‪ ،‬تقولون نبني معامل ونعطي كهرباء‬ ‫في وقت سيصطدم املديرون بالفلتان والفساد‬ ‫املوجودين بحيث يتهرب املواطنون عن دفع‬ ‫الفواتير عدا عن التعليق على اخلطوط‪..‬؟ تضعون‬ ‫اخلطط وكأن البلد على خير ما يرام وتنطلقون‪،‬‬ ‫بينما الواقع مختلف كلياً؟‬ ‫حالياً‪ ،‬في لبنان هناك شركات تدير اجلباية بشكل‬ ‫ممتاز اذ تصل نسبتها الى ‪.%99‬‬ ‫لكن املواطنني يأخذون كهرباء بشكل غير‬ ‫شرعي عبر التعليق على اخلطوط؟‬ ‫ليس في هذه االماكن‪ ،‬فهناك مراقبة‪ .‬ملاذا ليس‬ ‫هناك سرقة في جبيل واجلباية تبلغ ‪ ،%98‬انه نفسه‬ ‫الشعب اللبناني موزع طائفيا ً في تلك املنطقة بني‬ ‫مسلم ومسيحي‪ .‬وملاذا في زحلة الشيء نفسه‪.‬‬ ‫لنكون موضوعيني‪ ،‬الم ننجح في قطاع االتصاالت‪،‬‬ ‫كل املشتركني يدفعون في كل املناطق اللبنانية‪،‬‬ ‫الشركات قادرة على السيطرة على الوضع بقطع‬ ‫اخلطوط في كثير من األحيان بسبب وجود تكنولوجيا‬ ‫حديثة‪ ،‬ويتم العمل حاليا ً على تكنولوجيا حديثة‬ ‫عداد الكتروني للتحكم عن‬ ‫في قطاع الكهرباء عبر ّ‬ ‫بعد‪ ،‬هل هذا تصرف عملي او نظري؟‬ ‫لبنان تنقصه حاجة انتاجية في الكهرباء هناك‬ ‫معامل في زحلة‪ ،‬صور‪ ،‬وبعلبك‪ ،‬كلفة االنتاج فيها‬ ‫اربع مرات تفوق معدل سعر برميل النفط‪ ،‬نعمل‬ ‫لبناء معامل جديدة‪ .‬اين يصنف هذا العمل في‬ ‫الشق النظري ام العملي؟‬ ‫اذا كان اجلميع سيتبع سياسة شد احلبال‪ ،‬وال‬ ‫راض عن اداء احد‪ ،‬كيف سيبنى االقتصاد؟‬ ‫احد ٍ‬ ‫“عدم القبول مبا قام به اآلخر” مشكلة اساسية‬ ‫في لبنان ومرتبطة بعقلية احلكم‪ .‬واعتبرها انا‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪35‬‬


‫الغالف‬ ‫شخصيا ً من اصعب املشاكل التي تقف في وجه‬ ‫عملية التغيير‪ .‬على كل شخص ان يعي وجود‬ ‫شخص آخر يفهم ويعمل بشكل صحيح‪ ،‬ال احد‬ ‫يستطيع املتابعة اذا كان كل شخص سيأتي‬ ‫وينقض ما فعل سابقوه‪ .‬هذا تضييع للوقت وهدر‬ ‫للفرص ألن كل شخص سيكون معرضا ً ألن يأتي‬ ‫احد غيره ينقض ما فعله هو‪.‬‬ ‫انا كوزير ما ركزت عليه هو ان التغيير واالصالح‬ ‫استمرارية ويتحقق خطوة خطوة‪ .‬كما الذي يبني‬ ‫بناية‪ ،‬انا اشتريت بناية بناها من قبلي وحتتاج الى‬ ‫القليل من العمل لتصبح جاهزة‪ .‬هل آتي واهدمها‬ ‫ألعيد بنائها من جديد بحجة اني لست من بناها؟‬ ‫ليس هناك منطق في هذا‪ ،‬من يصل الى مركز‬ ‫او منصب او مسؤولية عليه اكمال املسيرة في‬ ‫مجاالت معينة ورمبا اعادة النظر في مجاالت اخرى‪،‬‬ ‫واالعتراف باجملهود الذي قام به من سبقه‪ .‬هذا‬ ‫اساس العمل وخاصة في بلد كلبنان ال يزال ينقصه‬ ‫الكثير‪ ،‬من هنا اوصي بالتواضع في العمل والقبول‬ ‫في اآلخر‪.‬‬

‫ال شك هناك مشاكل‬ ‫املشكلة االساسية ان اخصامكم يعارضون‬ ‫النهج الذي تنتمي اليه وليس شخص جهاد‬ ‫ازعور او فؤاد السنيورة‪ .‬الناس ترى أنكم اخطأمت‬ ‫وكلفتم البالد ‪ 45‬مليار دوالر ديناً؟‬ ‫خالل الـ‪ 15‬سنة ضمت احلكومات كل التيارات‬ ‫السياسية املوزعة حاليا ً بني مواالة ومعارضة‪.‬‬ ‫وحدثت خالل الـ‪ 15‬عاما ً ايجابيات كثيرة‪ ،‬اعترف‬ ‫بوجود مشاكل ولهذا كان باريس ‪ ،3‬قمنا بباريس ‪3‬‬ ‫ملعاجلة املشاكل املتراكمة عبر ‪ 15‬سنة مضت‪ .‬أتت‬ ‫احلكومة وقالت ان هناك اختالال نعرفه‪ ،‬فعرضنا‬ ‫برنامج آخذ بعني االعتبار كل االفكار املوجودة عند‬ ‫االحزاب السياسية والبرامج والتي على اساسها‬ ‫خاض البعض انتخابات عام ‪ ،2005‬واتصلنا باخلبراء‬ ‫االقتصاديني واالجتماعيني وبنينا البرامج وناقشناها‬ ‫وعرضناه على اختصاصيني دوليني اعتبروا البرنامج‬ ‫طموح وجيد جداً‪ .‬انا اقر بوجود خلل‪ ،‬ولكن ما اريد‬ ‫ان اقوله إن األخطاء حصلت خالل اخلمس عشرة‬ ‫سنة املاضية عندما كان اجلميع في احلكم‪.‬‬ ‫تكلمنا عن املعارضة القوية التي يلقاها باريس‬ ‫‪3‬؟!‬ ‫اذا كان يوجد مشروع مختلف عن باريس ‪3‬‬ ‫قل ُيطرح بتفاصيله‪ .‬نحن طرحنا مشروعا متكامال‬ ‫يحتوي على الرؤية العامة والتفاصيل واخلطط‬ ‫القطاعية‪ .‬نحن لم نطرح هذا املشروع فقط‬ ‫كفكرة بل كنهج وخلقنا اآللية للتنفيذ وتشكلت‬ ‫جلان وزارية عملت على حتضير تقارير شهرية تتيح‬ ‫للمتابع معرفة كل التفاصيل احلاصلة وكنا نرسله‬ ‫الى النواب والوزراء والصحافيني واخلبراء ولكل الدول‬ ‫املشاركة في باريس ‪ .3‬من يطلع على هذه التقارير‬ ‫يدرك ان هناك الكثير حتقق‪ .‬ولكن ال يستطيع احد ان‬ ‫يقول لم يحصل شيء‪ ،‬اقرؤا‪ ،‬قارنوا‪ ،‬قيموا وانتقدونا‪.‬‬ ‫ال تستطيع التقييم من دون ان تقوم بواجبك‪.‬‬ ‫كيف تصف أداء احلكومة األخيرة في الشق‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪36‬‬

‫االقتصادي؟‬ ‫ممتاز‪ ،‬فرغم كل الظروف الصعبة‪ ،‬تراجع الدين‬ ‫للناجت احمللي رغم كل الصعوبات‪ ،‬ويسجل ايضا ً لهذه‬ ‫احلكومة انها وضعت على الطاولة كل حسابات‬ ‫الدولة وارقامها من عام ‪ 1990‬الى ‪ ،2006‬قلنا‬ ‫تفضلوا ادرسوها وحددوا اين كانت االختالالت ليتبني‬ ‫اخملطئ‪ .‬قلنا لهم دققوا فيها لتعرفوا ماذا قبضت‬ ‫الدولة وكيف كان يصرف املال وأين‪ .‬وكي ال يبقى‬ ‫العمل نظريا ً بل فعلي‪ ،‬ارسلنا مشروع الى مجلس‬ ‫النواب يقول التالي انه ميكن من خالل هيئة مستقلة‬ ‫تستعني بشركات تدقيق عاملية اعادة النظر ومراقبة‬ ‫كل حسابات الدولة من عام ‪ 1990‬اي منذ انتهاء‬ ‫احلرب االهلية حتى اآلن‪ ،‬مع عدم رفع كل ما هو مبرور‬ ‫الزمن وامكانية محاكمة كل من يثبت انه ضالع‬ ‫بشيء خاطئ‪ .‬هذا املشروع أجنز في أيار ‪.2006‬‬ ‫أين أصبح هذا املشروع؟‬ ‫في عهدة احلكومة‪ ،‬كنت أمتنى من احد نواب‬ ‫التيار الوطني احلر الذين يطرحون موضوع احملاسبة‬

‫والبنك الدولي‪ .‬كانت تقديرات النمو ‪ %4‬لعام ‪.2007‬‬ ‫اما االرقام األخيرة والرسمية فتحدد بعد ان تنتهي‬ ‫احلسابات كافة‪ ،‬والتي تشمل عمل االحصاء املركزي‬ ‫وعمل مؤسسات ومراكز اخرى‪ ،‬وكل ما قبل ذلك‬ ‫هو مجرد تقديرات‪ .‬وهذا ما يحصل في كل بلدان‬ ‫العالم‪ .‬علما ً ان هذا الرقم (‪ )%4‬تأكد وعاد اجلميع‬ ‫واعتمد رقم الـ‪.%4‬‬ ‫في وقت من االوقات كان هناك تشكيك‪ ،‬طبيعي‪،‬‬ ‫رمبا من يراقب ال ميلك كل املعلومات‪ ،‬ولكن رقم النمو‬ ‫ليس معيار سياسي ليحصل هناك خالف عليه‪ ،‬هو‬ ‫معيار اقتصادي وهذه إحدى املشاكل التي يجب ان‬ ‫نخرج منها في لبنان وهي تسييس كل االمور‪.‬‬ ‫لكن هاجمت املعارضة في كثير من احملطات‪،‬‬ ‫وملقياً عليها اللوم في اإلساءة لالقتصاد ؟‬ ‫ال شك في أننا مررنا مبرحلة كانت فيها نسبة‬ ‫التشنج عالية‪ ،‬وانا عندما تكلمت عن هذه االمور‬ ‫ال استخدمها ألغراض سياسية بل بالتحديد انا‬ ‫عندما تكلمت في هذا املوضوع كان ردا ً على الكالم‬

‫اذا كان يوجد مشروع‬ ‫مختلف عن باريس ‪3‬‬ ‫قليُطرح بتفاصيله‬ ‫مشروع احملاسبة اصبح‬ ‫في عهدتهم ليذهبوا الى‬ ‫مجلس النواب ويقرّوه‬ ‫ان يدعموا هذا املشروع او حتى يعلنوا موافقتهم‬ ‫عليه‪ .‬ال يهم هذا اآلن‪ ،‬اليوم هم في احلكومة‬ ‫وهذا املشروع اصبح في عهدتهم ليذهبوا الى‬ ‫مجلس النواب ويق ّروه‪ .‬فاحملاسبة لها اصول‪ ،‬ال تكون‬ ‫بالتشهير‪ ،‬بل باحلجج والقرائن‪ .‬واذا كنت اريد ان‬ ‫احاسب يجب ان تكون لدي القدرة على احملاسبة‪،‬‬ ‫وبالتالي أربط كالمي بأفعال‪ ،‬لتأتي األفعال على قدر‬ ‫الكالم‪.‬‬

‫ينبغي حترير االقتصاد‬ ‫من السياسة‬ ‫غالباً ما كان يحصل تضارب في األرقام عند‬ ‫إعالنها من قبل وزارة املالية‪ ،‬كمعدل النمو على‬ ‫سبيل املثال؟‬ ‫ليست وزارة املالية هي من يعلن نسبة النمو‪،‬‬ ‫نسبة النمو تعلن بناء على أرقام من مصرف لبنان‬

‫عن ان هذه احلكومة تعمل على القاعدة االثني‬ ‫عشرية للموازنة ولم ترسل موازنة جمللس النواب‬ ‫بعكس احلقيقة‪ .‬أنا كنت مضطرا ألن اوضح للرأي‬ ‫العام هذا املوضوع‪ ،‬وان هناك ثالثة مشاريع موازنات‬ ‫وان تأخيرها له تأثير سلبي على حياتهم مثالً موازنة‬ ‫عام ‪ 2006‬تتضمن مجموعة كبيرة من االجراءات‬ ‫التي تعالج تداعيات حرب متوز‪ ،‬لم تقر حتى اآلن‬ ‫وبالتالي لم تعالج‪ ،‬وفي موازنة ‪ 2007‬إجراءات‬ ‫تسهيلية كثيرة للناس‪ ،‬ولكن بسبب توقفها لم‬ ‫يستفد منها الناس باالضافة الى مشاريع امنائية‬ ‫بقيمة مليار و‪ 300‬مليون دوالر لم تقر بعد‪ .‬هذه‬ ‫حقيقة ال نستطيع تغييبها‪ .‬كان هناك ثالثة‬ ‫مشاريع موازنات بقيت في مجلس النواب سنة‬ ‫ونصف او سنتني بسبب اقفال اجمللس‪.‬‬ ‫حصل هناك اقفال جتاري لوسط بيروت وايضا ً اجلو‬ ‫العام الذي خلق في البلد كان سلبيا ً على االقتصاد‪.‬‬ ‫هذه حقيقة ملاذا نخاف منها‪ .‬البعض يظن ان هذه‬ ‫التصريحات تستخدم في السياسة‪ .‬ليس صحيحاً‪،‬‬


‫وهذه من احدى املشاكل في البلد ال نستطيع ان‬ ‫نستخدم كل االساليب في العمل السياسي‪،‬‬ ‫هناك اساليب محرمة ومنها الضرر مبصالح الناس‪.‬‬ ‫ان يكون االقتصاد رهينة للسياسة امرا ً ترفضه كل‬ ‫التيارات السياسية‪ .‬هذا ما كنت اقوله التأخير في‬ ‫أن االصالح اضاعة في الوقت وتفريط في مصالح‬ ‫الناس‪ .‬اذا كان هناك من يعتبر ان كالمي سياسي‬ ‫ليست لدي مشكلة‪ .‬انا مقتنع ان ما فعلته املعارضة‬ ‫من اقفال للوسط التجاري وتعطيل للمؤسسات‬ ‫خطأ‪ ،‬لو فعلت هذا االكثرية كنت سأقول الشيء‬ ‫نفسه‪ .‬هذه هي احلقيقة وال يجوز ان نحولها الى‬ ‫كذبة اذا كان كالمي يزعج البعض‪.‬‬ ‫انا كوزير مالية مسؤول عن املال العام ومصالح‬ ‫اقتصادية واالقتصاد اللبناني من حكم موقعي اتكلم‪.‬‬ ‫لو كنت مواطنا ً لرمبا قلت كالما مختلفا مثل كثير‬ ‫من املواطنني‪ .‬ليست وظيفتي فقط ادارة الضرائب‬ ‫واملوازنة بل مسؤول عن تأمني كل القدرة املالية‬ ‫للدولة اللبنانية لتعمل ومسؤول من خالل وزارتي‬ ‫بتقدمي مجموعة كبيرة من اخلدمات للناس ومسؤول‬ ‫عن االقتصاد جزئيا ً وواجبي ان انفذ هذه املسؤولية‪،‬‬ ‫وحتى بعد ان انهيت وزارتي كمواطن اقول يجب عدم‬ ‫اغفال املوضوع االقتصادي عن احلوارالوطني‪.‬‬ ‫نحن لسنا بوارد الدخول في سجال سياسي‬ ‫رمبا طواه الزمن‪ ،‬ولكن املواطنني يأخذون عليكم‬ ‫وعلى املعارضة في حالة الشلل التي شهدتها‬ ‫البالد‪ ،‬فإذا كانت املعارضة اعتصمت في رياض‬ ‫الصلح‪ ،‬فاحلكومة متكزت في السرايا ولم حتاول‬ ‫حل املشكلة؟‬ ‫هذا سؤال وجيه‪ ،‬ويطرحه كثر من الناس‪،‬‬ ‫وكل شخص ينظر الى االمر من جانبه اذ ان االمر‬ ‫له جوانب عدة وكان على احلكومة اخذ كل هذه‬ ‫اجلوانب بعني االعتبار‪ .‬اثناء اجتماعات احلكومة كان‬ ‫يحصل تباين في وجهات النظر عن موقف احلكومة‬ ‫جتاه التعطيل وكان مدار بحث طويل‪ .‬البعض كان‬ ‫يقول ان احلكومة ال تستطيع تخطي حدود معينة‪،‬‬ ‫ألنها تكون تضرب السلم االهلي والبعض كان‬ ‫يقول إن عدم معاجلة هذا املشكل يضعف هيبة‬ ‫الدولة واحلكم‪.‬‬ ‫كان هناك أكثر من وجهة نظر‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫من اكثر املواضيع التي تطرح في مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫احلكومة بالنتيجة أخذت قرارا ً باحملافظة على‬ ‫ما تسميه السلم االهلي حتى لو ا ّثر ذلك على‬ ‫املؤسسات‪ ،‬اخطأت احلكومة او اصابت؟ غدا ً التاريخ‬ ‫سيحدد‪ .‬ولكن هذا ما كان يحصل داخل اجمللس‪.‬‬

‫النمو هو الكفيل‬ ‫بزيادة القدرة الشرائية‬ ‫يعاني املواطن اللبناني من انخفاض كبير في‬ ‫قدرته الشرائية‪ ،‬ماذا فعلت احلكومة ملعاجلة هذا‬ ‫األمر؟‬ ‫هناك سلع أساسية تشكل ركيزة في استهالك‬ ‫الفقير‪ ،‬من واجب احلكومة القيام بإجراءات معينة‬ ‫للتخفيف عنهم‪ ،‬كما هناك مواطنون وضعهم‬

‫‪ %20‬عندما ارتفع سعر البنزين اي انهم يضحون‪،‬‬ ‫هناك عملية تأقلم حتصل‪ .‬اهم شيء اال حتول‬ ‫املشكلة اخلارجية الى مشكلة داخلية كما حصل‬ ‫في الثمانينيات‪ ،‬يحصل تضخم سريع وتآكل االجور‬ ‫من خالل تضخم داخلي‪.‬‬

‫ترحيل ملف األجور‬ ‫إلى احلكومة املقبلة‬

‫االجتماعي مضغوط اكثر بسبب االوضاع املعيشية‬ ‫يجب ان تقف الى جانبهم‪ .‬اخذت احلكومة اجراءات‬ ‫عدة كدعم القمح‪ ،‬البنزين‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬وازالة‬ ‫الرسوم اجلمركية عن حوالى ‪ 20‬سلعة اساسية‬ ‫كالسكر‪ ،‬االرز‪ ،‬املعلبات‪ ،‬واحلليب‪ ...‬وقمنا بتصحيح‬ ‫جزء من األجور ومن املؤكد ستكون هناك اجراءات‬ ‫اخرى‪ ،‬احلكومة احلالية هي التي ستستمر وتكمل‬ ‫االجراءات ان شاء اهلل تكون اجراءاتها هادفة اكثر‬ ‫من اجراءاتنا وتركز اكثر على اصحاب احلاجة‪.‬‬ ‫اذا كنت تتكلم عن دعم لسلع االستهالك‬ ‫االساسية‪ ،‬فلماذا هذا االرتفاع اجلنوني في اسعار‬ ‫املواد الغذائية واحملروقات‪ ،‬ماهي السلع االساسية‬ ‫برأيكم؟‬ ‫اوالً‪ ،‬الدعم يخفف جزءا ً من ارتفاع االسعار وال يلغي‬ ‫ارتفاعها‪ ،‬ثانيا ً ارتفاع االسعارمشكلة ليست بسيطة‪،‬‬ ‫وخاصة في ظل الوضع الذي نعيش فيه‪.‬ارتفاع األسعار‬ ‫في لبنان أقل من االرتفاع في دول اخلليج امنا في اخلليج‬ ‫هناك حركة اقتصادية أكبر‪ .‬نحن بحاجة الى توسيع‬ ‫احلركة االقتصادية فنحن بحاجة الى منو اكبر‪ ،‬فأفضل‬ ‫شيء للمحافظة على القدرة الشرائية حتقيق منو‬ ‫اقتصادي‪ .‬هذا هو املدخل االساسي حلل املشكلة‪،‬‬ ‫وليس بصعب فالنمو ممكن في ظل حالة الفورة‬ ‫الكبيرة جدا ً التي تشهدها املنطقة‪.‬‬ ‫هل سينتظر املواطن توسيع احلركة االقتصادية‬ ‫وتسجيل منو‪ ،‬هل يستطيع االنتظار طوال هذا‬ ‫الوقت؟‬ ‫احلمد هلل‪ ،‬عامليا ً االمور الى حتسن‪ ،‬اسعار النفط‬ ‫عادت لتنخفض‪ ،‬فانخفضت من‪ 160‬دوالر الى ‪120‬‬ ‫دوالر‪ ،‬وكذلك اسعار السلع االساسية واسعار املواد‬ ‫االولية ايضا‪ .‬اضافة الى ذلك االقتصاد نشط بعد‬ ‫مؤمتر الدوحة‪ ،‬هناك حركة من املفترض ان تنعكس‬ ‫على حياة املواطن وهذا شيء مهم جدا‪.‬‬ ‫ومن املفترض مع عودة املؤسسات ان تقر‬ ‫مجموعة من القوانني تؤثر ايجابيا ً على حياة‬ ‫املواطن‪ .‬تدريجيا ً املشكلة ستنحل‪ ،‬وليست هناك‬ ‫مشكلة اال وتأخذ وقتها لتحل‪ .‬في اميركا أغنى بلد‬ ‫في العالم انخفضت نسبة االستهالك احملروقات‬

‫يرى االحتاد العمالي العام “ان أي بيان وزاري ال‬ ‫يضع في رأس أولوياته موضوع تصحيح األجور‬ ‫ورفع احلد األدنى انطالقاً من األرقام التي قدمها‬ ‫االحتاد العمالي العام إلى جلنة املؤشر والتي‬ ‫حلظت النسب التراكمية العلمية للغالء‪ ،‬لن‬ ‫يعني أكثرية الشعب اللبناني”‪ ،‬فهل سيتضمن‬ ‫ذلك البيان الوزاري؟‬ ‫ليست لدي معلومات‪ ،‬لكني متأكد ان البيان‬ ‫سيتضمن ما له عالقة في موضوع تصحيح االجور‪.‬‬ ‫ذكرت في حديث سابق أن فكرة الـ‪ 960‬ألف‬ ‫ليرة طرحت لتفشيل احلوار بني االحتاد العمالي‬ ‫العام وأرباب العمل‪ ،‬برأيك كم يجب ان يكون احلد‬ ‫االدنى؟‬ ‫في ذاك الوقت‪ ،‬تكلمت عن هذا املوضوع وأعطيت‬ ‫كل املعلومات التي كانت عندي‪ ،‬ولكن ما كان يطرح‬ ‫غير مبني على قاعدة علمية وغير قابل للحياة‬ ‫اقتصادياً‪ ،‬وغير مرتبط مع التضخم الذي عاشه‬ ‫لبنان في السنوات العشر األخيرة‪ .‬ولم يكن هذا ما‬ ‫يفاوض عليه االحتاد العاملي ورئيسه في املناقشات‬ ‫مع الهيئات االقتصادية كانت املفاوصات جتري على‬ ‫ارقام مختلفة‪ .‬هذا اصبح املوضوع وراءنا وسيطرح‬ ‫مجددا ً مع احلكومة اجلديدة‪.‬‬ ‫مساع لبحث امللف االقتصادي في احلوار‬ ‫اين مكانة الشؤون االقتصادية واالجتماعية‬ ‫في احلوار الذي سيطلقه رئيس اجلمهورية حول‬ ‫املواضيع اخلالفية في البلد؟‬ ‫انا قمت بجولة على كل السياسيني من سعد‬ ‫احلريري الى نبيه بري‪ ،‬الى سمير جعجع الى وليد‬ ‫جنبالط وآخرين‪ ،‬ومهدت الى ان يكون امللف‬ ‫االقتصادي واالجتماعي ليس بالضرورة على طاولة‬ ‫احلوار هذا‪ ،‬ولكن املهم ان يكون هناك حوار جدي‬ ‫حول هذا املوضوع إن كان على طاولة احلوار او في‬ ‫مؤمتر حوار خاص‪ .‬انا كنت وما زلت من املقتنعني‬ ‫بهذا املوضوع‪ ،‬في عام ‪ 2006‬قصدت الرئيس فؤاد‬ ‫السنيورة والرئيس نبيه بري وطلبت ان يكون املوضوع‬ ‫االقتصادي على طاولة احلوار‪ ،‬ليس من موقعي كوزير‬ ‫امنا كمواطن ناشط في احلقل العام يعتبر أن من‬ ‫الضروري ان يكون احلوار حول املواضيع التي تهم‬ ‫املواطنني‪ .‬ال ارى حوار منطقي عقالني في دولة‬ ‫دميقراطية حضارية اال ان يكون املوضوع االقتصادي‬ ‫واالجتماعي في اعلى سلم االولويات‪.‬‬ ‫وهل ملست جتاوباً من قبلهم؟‬ ‫نعم‪ ،‬ملست جتاوباً‪ ،‬لكن العبرة تبقى في التنفيذ‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبوذياب‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪37‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫ألن عملية واحدة في فلسطين لم تشبع نضاله ضد العدو اإلسرائيلي‬

‫سمير القنطار يتموضع‬ ‫في المقاومة ولن يعمل في السياسة‬

‫منذ ان وصل العميد احمل ّرر من سجون العدو‬ ‫االسرائيلي سمير القنطار مع رفاقه االسرى‬ ‫احملررين الى ارض ملعب الراية في الضاحية‬ ‫اجلنوبية من بيروت‪ ،‬واعتلى املنبر إللقاء كلمة‬ ‫االسرى احملررين في مهرجان حتريرهم‪ ،‬اكد انه‬ ‫عائد الى فلسطني‪ ،‬ملالقاة الصهاينة من جديد‬ ‫في معركة استعادة االرض املغتصبة‪.‬‬ ‫وكانت هذه العبارة كافية‪ ،‬للتعرف على اقدم‬ ‫اسير في سجون االحتالل االسرائيلي‪ ،‬وما يفكر‬ ‫للمستقبل‪ ،‬واختصر كل الكالم الذي نسج‬ ‫حوله في اإلعالم وخارجه‪ ،‬من انه سيعمل في‬ ‫السياسة‪ ،‬وسيترشح لالنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫واملوسم القادم هو لها‪ ،‬على غرار ما فعل اسير‬ ‫محرر آخر هو انور ياسني الذي ترشح لالنتخابات‬ ‫النيابية في اجلنوب عام ‪ ،2005‬فأنهى بذلك نضال‬ ‫‪ 17‬عاما ً في االسر واعمال املقاومة‪ ،‬وانتهى الى‬ ‫مندوب إلحدى احملطات التلفزيونية‪.‬‬ ‫لن يسلك القنطار هذا الطريق‪ ،‬فهو لم‬ ‫يدخل معترك العمل املقاوم وكان في ربيعه‬ ‫السادس عشر‪ ،‬ويذهب الى مستوطنة نهاريا‬ ‫في عملية فدائية ويجرح فيها ويسجن ‪29‬‬ ‫عاماً‪ ،‬ليقدم نفسه مرشحا ً النتخابات نيابية‪ ،‬او‬ ‫لعمل سياسي تقليدي‪ ،‬على الطريقة اللبنانية‪،‬‬ ‫فينتمي الى احد االحزاب السياسية وجلها‬ ‫طائفي وتابع لزعماء االقطاع‪ ،‬بل هو يؤكد انه‬ ‫يتطلع الى استمرار املقاومة التي ال تنتهي في‬ ‫لبنان عند حدود شبعا‪ ،‬بل ابعد منها الى داخل‬ ‫فلسطني‪ ،‬اي وفق النموذج املقاوم للعملية التي‬ ‫قام مع رفاقه من «جبهة التحرير الفلسطينية»‬ ‫في نيسان ‪ ،1979‬عندما انطلق بهم زورق‬ ‫مطاطي الى مستعمرة نهاريا لتنفيذ عملية‬ ‫اسر اسرائيليني ملبادلتهم بأسرى فلسطينيني‬ ‫ولبنانيني وعرب‪.‬‬ ‫هذا االسلوب املقاوم هو ما يؤمن به االسير‬ ‫العتيق في سجون الكيان الغاصب‪ ،‬وينطلق من‬ ‫نظرة موضوعية الى مفهوم الصراع مع العدو‬ ‫االسرائيلي على انه صراع قومي وليس كيانيا او‬ ‫قطريا فقط‪ ،‬الن املشروع الصهيوني ال يقتصر‬ ‫على اغتصاب فلسطني‪ ،‬بل ميتد الى خارجها‪،‬‬ ‫ألنه مشروع ديني توراتي‪ ،‬على اساس حلم‬ ‫«اسرائيل الكبرى» من الفرات الى النيل‪ ،‬وقد‬ ‫زاد تعمقه ومعرفته في خطورة هذا املشروع‬ ‫من خالل متابعاته وقراءاته عنه داخل سجنه‬ ‫ملا يتضمنه من ابتالع لألرض وتهويدها‪ ،‬وطرد‬ ‫الشعب من كل ارض يجري احتاللها‪ ،‬واستقدام‬ ‫املستوطنني اليهود ليقيموا مكان السكان‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪38‬‬

‫القنطار مصافحا ً الرؤساء الثالثة‬

‫االصليني في فلسطني‪.‬‬ ‫بهذا الوعي خلطورة اخملطط الصهيوني‪ ،‬يقوم‬ ‫القنطار في حملة تعبئة بعد حتريره‪ ،‬كما كان‬ ‫في اثناء اسره من خالل مضمون الرسائل التي‬ ‫كانت تتسرب من سجنه وتصب في هذا االجتاه‪،‬‬ ‫وكشف من خالل مواقفه عن ان موقعه هو‬ ‫في املقاومة ال اكثر وال اقل‪ ،‬ولن يكون خارجها‪،‬‬ ‫ويتحضر لدور فيها‪ ،‬بالرغم من عقود السجن‬ ‫الثالثة‪ ،‬النه ال يعتبر نفسه اصبح متقاعدا ً او‬ ‫من املقاومني القدامى‪ ،‬فهو ال تكفيه عملية‬ ‫واحدة قام بها ضد العدو االسرائيلي في نهاريا ‪،‬‬ ‫فهو كما خرج من السجن في االردن بعد عملية‬ ‫في بيسان وعاد للنضال فهو سيمارس الدور‬ ‫نفسه كما يقول القنطار في مجالسه‪ ،‬او كما‬ ‫يعلن انه متشوق ملقاتلة العدو الغاصب‪ ،‬الذي‬ ‫ارسل قادته وبعد اقل من ‪ 24‬ساعة على خروجه‬ ‫من االسر‪ ،‬رسائل تهديد باغتياله‪ ،‬واصبح هدفا ً‬ ‫للعدو االسرائيلي الذي اعتبر اطالق سراح‬ ‫بد من تصفيته‪،‬‬ ‫القنطار إذالال ً للدولة العبرية‪ ،‬وال ّ‬ ‫كي ميوت هذا الرمز املقاوم‪ ،‬الذي بخروجه من‬ ‫السجن في عملية «الوعد الصادق» التي نفذها‬ ‫«حزب اهلل»‪ ،‬امنا شكل صفعة إلسرائيل التي‬ ‫لم تتمكن من استرجاع جندييها االسيرين اال‬ ‫بشروط املقاومة التي سجلت انتصارا عليها‪،‬‬ ‫وهذا ما خلق ارباكا ً في صفوف قادة العدو الذين‬

‫انقسموا فيما بينهم حول اجلدوى من عملية‬ ‫تبادل االسرى‪.‬‬ ‫فالقنطار وبخروجه من السجن افقد العدو‬ ‫صوابه‪ ،‬وبدأ يفكر كيف يقضي عليه ال سيما‬ ‫عندما سمعه يعلن انه سيعود الى فلسطني‪،‬‬ ‫وهذا ما دفع بقيادة املقاومة‪ ،‬الى تشديد إجراءات‬ ‫احلراسة على سمير‪ ،‬وهي لم يسبق وان فعلتها‬ ‫مع اسرى محررين آخرين‪ ،‬الن ثمن اطالق سراحه‬ ‫كان كبيراً‪ ،‬ولن تتركه لقمة سائغة وصيدا ً‬ ‫سهالً للعدو فيجند عمالءه لقتله‪ ،‬كما في‬ ‫استهدافه الغتيال االخوين مجذوب في صيدا‪،‬‬ ‫وجهاد احمد جبريل في بيروت وناصر العوالي‬ ‫وديب صالح في الضاحية اجلنوبية‪ ،‬وقد مت‬ ‫اكتشاف شبكات تتعامل مع العدو االسرائيلي‬ ‫كانت وراء هذه العمليات ومنها شبكة محمود‬ ‫رافع الذي اعترف بتنفيذ تفجير سيارتي كل من‬ ‫جبريل واالخوين مجذوب‪.‬‬ ‫فاحلماية االمنية للقنطار اصبحت من حياته‬ ‫اليومية‪ ،‬ألنه مؤهل للعب دور في املقاومة‪ ،‬التي‬ ‫ال يرى انها يجب ان تتوقف‪ ،‬او تدخل من ضمن‬ ‫استراتيجية دفاعية فيأكل الصدأ سالحها‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يخطط له اميركيا ً واسرائيلياً‪ ،‬مع حلفاء لهما‬ ‫في لبنان‪ ،‬وهو ما ادركه القنطار منذ االيام االولى‬ ‫لتحريره من االسر‪ ،‬ووجه من خالل الكلمات التي‬ ‫القاها في مناسبات االحتفال بعودته‪ ،‬رسائل‬


‫السيد والقنطار في ملعب الراية‬

‫واضحة‪ ،‬وكان اكثرها تعبيرا ً ما قاله في عبيه‬ ‫وامام النائب وليد جنبالط‪ ،‬بأن سالح املقاومة‬ ‫والتحرير ال يقف عند شبعا بل ابعد منها‪ ،‬وحذر‬ ‫من مد اليد على سالح املقاومة‪ ،‬وقال بوجوب‬ ‫قطعها من قبل احلزب التقدمي االشتراكي‬ ‫قبل غيره‪ ،‬الن كمال جنبالط اوصى باحلفاظ‬ ‫على املقاومة وسالحها‪ ،‬وقد أحرج كالمه جنل‬ ‫مؤسس احلزب االشتراكي الذي يعتبره القنطار‬ ‫انه انحرف عن مسيرة ونهج والده‪ ،‬عندما كان‬ ‫يتحدث عن سالح املقاومة انه سالح غدر‪ ،‬وشن‬ ‫حملة على شبكة اتصاالت املقاومة‪ ،‬ولم يتورع‬ ‫عن القول إنه سيأخذ الصواريخ من املقاومة‪،‬‬ ‫وال عندما كا ن مع حلفائه في قوى ‪ 14‬شباط‬ ‫يباركون العدوان االسرائيلي في صيف ‪2006‬‬ ‫على لبنان ومقاومته‪.‬‬ ‫فلم يهادن القنطار او يتهاون او يساوم على‬ ‫مبادئه وقناعاته‪ ،‬فهو قرر ومنذ اللحظة االولى‬ ‫لوصوله الى لبنان‪ ،‬ان يعلن عن انه ثابت في‬ ‫انتمائه الى املقاومة‪ ،‬ويكشف عن تفكيره‬ ‫السياسي الذي ال يلتقي مع اصحاب املشاريع‬ ‫التآمرية على املقاومة‪ ،‬بحيث شكلت مواقفه‬ ‫استنهاضا ً للغة الوطنية والقومية وايقاظا ً‬ ‫للعداء إلسرائيل وترسيخا ً لثقافة املقاومة‪،‬‬ ‫بعد ان كان يُنعت كل من يتحدث بهذا املفهوم‬ ‫ويفكر هذا التفكير‪ ،‬بأنه يتكلم «بلغة خشبية»‬ ‫لتعميم ثقافة االستسالم واخلنوع وأن «العني ال‬ ‫تقاوم اخملرز»‪ ،‬وان اسرائيل االقوى وهي االبقى وال‬ ‫بد من االعتراف بوجودها‪ ،‬وانكار وجود الشعب‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطيني وحقه بالعودة‪ ،‬بل القبول بالتوطني‬ ‫وعدم عودة القدس‪ ،‬وال كامل االراضي احملتلة‪.‬‬ ‫وهكذا فتحت عودة القنطار كما غيره من‬ ‫االسرى وجثامني شهداء من جنسيات عربية‬ ‫مختلفة‪ ،‬الباب على مصراعيه‪ ،‬للتأكيد ان‬ ‫القضية املركزية للعرب هي فلسطني التي‬ ‫يجب اال تنسى واال تبقى فقط في الذاكرة‪ ،‬بل‬ ‫العمل والنضال والكفاح بالسالح والكلمة وكل‬ ‫شيء ممكن الستردادها‪ ،‬ومن دون هذا الهدف‬ ‫فان اسرائيل ستحقق مشروعها التوراتي‬ ‫التوسعي‪ ،‬وتبقى اجملزرة الصهيونية قائمة بحق‬ ‫الفلسطينيني كما اللبنانيني والسوريني‪.‬‬ ‫فالقواعد التي أرساها القنطار للصراع والتي‬ ‫هي قومية بامتياز‪ ،‬اي ان فلسطني قضية قومية‪،‬‬ ‫ولذلك هو انتسب الى فصيل فلسطيني‪ ،‬ادراكا ً‬

‫احملررون القنطار وسليمان وزيدان وسرور وكوراني‬

‫منه ان الصراع قومي ووجودي مع اسرائيل‪ ،‬وهذا‬ ‫ما قاله في اكثر من اطاللة سياسية واعالمية‪،‬‬ ‫في اشارة واضحة منه‪ ،‬انه دون حترير فلسطني‪،‬‬ ‫ال استقرار في املنطقة‪.‬‬ ‫وقد يكون القنطار في اعالنه هذه التوجهات‬ ‫ال يتطابق مع ما تطرحه «املقاومة االسالمية»‬ ‫في لبنان‪ ،‬التي حتصر نضالها في حترير االرض‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ولكنها تتفق معه في التفكير‬ ‫االستراتيجي حول اخلطر الصهيوني الدائم‬ ‫والقائم واملستمر‪ ،‬وهي بهذا املعنى تقبل بعد‬ ‫جناح استراتيجية التحرير االنتقال للبحث‬ ‫في استراتيجية دفاعية‪ ،‬تشكل املقاومة احد‬ ‫اعمدتها‪ ،‬وهو ما ترك االمني العام «حلزب اهلل»‬ ‫السيد حسن نصراهلل‪ ،‬يدعو الى احلوار حول‬ ‫االستراتيجية الدفاعية‪ ،‬وليس عن املقاومة‬ ‫وسالحها‪ ،‬الن هذا امر مس ّلم به‪ ،‬بعد جناح‬ ‫املقاومة واستراتيجيتها في حترير االرض واالسرى‪،‬‬ ‫واعترف لها بهذا الدور خصومها قبل حلفائها‪،‬‬ ‫ومن كان يطالبها بتسليم سالحها ووضع قرار‬ ‫احلرب والسلم بيد احلكومة‪.‬‬ ‫«فحزب اهلل» قد ال يذهب مع القنطار في ان‬ ‫سالح املقاومة ابعد من شبعا ومزارعها‪ ،‬لكنه‬ ‫بالتأكيد لن يكون مكتوف األيدي اذا ما استمر‬ ‫ذبح الشعب الفلسطيني او انتهكت املقدسات‪،‬‬ ‫او مت وضع مشاريع توطني للفلسطينيني ورفض‬ ‫حق عودتهم‪ ،‬فهذه مسائل يقر بها «حزب‬ ‫اهلل» كحقوق للشعب الفلسطيني يسانده‬ ‫للحصول عليها‪ ،‬لكن كيف وبأية وسيلة‪ ،‬فهذه‬ ‫امور ال يفصح عنها قادة احلزب وال يبوحون بها‪،‬‬ ‫بالرغم من ان اسرائيل تتهم املقاومة في لبنان‬

‫انها تساعد املقاومة في فلسطني سواء باملال‬ ‫او السالح او التدريب‪ ،‬ووجه قادة العدو اكثر من‬ ‫اتهام بهذا اخلصوص لـ»حزب اهلل» ومنها انه‬ ‫ارسل باخرة سالح قبل سنوات لدعم االنتفاضة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫فاملقاومة في لبنان كما في فلسطني وحتى‬ ‫في العراق‪ ،‬هي في االجتاه الواحد ضد االحتالل‪،‬‬ ‫وهي بهذا املعنى واحدة وان تعددت اساليبها‪،‬‬ ‫وبالتأكيد هي على تنسيق وتعاون سياسي‬ ‫واعالمي‪ ،‬وبذلك ال يخطئ سمير القنطار ابدا ً‬ ‫في اعتبار ان املعركة مع اسرائيل لها بعد قومي‬ ‫بحلفاء على املستوى االقليمي والدولي‪ ،‬كما‬ ‫يحصل مع كل حركات املقاومة والتحرير في‬ ‫العالم التي لها حلفاء طبيعيون‪.‬‬ ‫فالدور الذي رسمه لنفسه القنطار بعد‬ ‫حتريره‪ ،‬هو الطريق نفسه الذي سلكه الى‬ ‫فلسطني عبر البندقية والعمليات الفدائية‪ ،‬ولم‬ ‫تسقط هذه النظرية‪ ،‬وأثبتت صحتها في لبنان‬ ‫وفي داخل فلسطني‪ ،‬جلهة اعتماد نهج الكفاح‬ ‫املسلح‪ ،‬وليس اسلوب التفاوض الدبلوماسي‬ ‫الذي لم يسترجع ارضا عربية محتلة‪ ،‬فال القرار‬ ‫‪ 242‬اعاد الضفة الغربية وغزة واجلوالن‪ ،‬وال القرار‬ ‫‪ 425‬حرر اجلنوب‪ ،‬وال القرار ‪ 194‬الذي مضى على‬ ‫صدوره ‪ 60‬عاما ً ّ‬ ‫مكن الفلسطينيني من العودة‬ ‫الى ارضهم‪ ،‬وحدها املقاومة كما يقول القنطار‪،‬‬ ‫ومثله املؤمنون بها‪ ،‬هي اقصر الطرق السترداد‬ ‫كل ارض محتلة سواء في مزارع شبعا او اجلوالن‬ ‫او فلسطني‪.‬‬

‫زهير العياش‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪39‬‬


‫منبر لبناني‬

‫اسرائيل تسأل‪ :‬كيف التعايش مع ‪ 40‬ألف صاروخ للمقاومة؟‬

‫زمن قوة لبنان في ضعفه ولى‬ ‫إلى زمن قوة لبنان في مقاومته‬ ‫عندما وقف االمني العام لـ”حزب اهلل”‬ ‫السيد حسن نصراهلل‪ ،‬في كانون الثاني من‬ ‫العام ‪ ،2004‬واثناء عملية تبادل أسرى‪ ،‬لم يخرج‬ ‫فيها االسير سمير القنطار‪ ،‬انه سيأتي اليوم‬ ‫الذي سيكون بيننا‪ ،‬وحذر العدو االسرائيلي‬ ‫من االستمرار في اعتقاله‪ ،‬وبان االفراج عنه‬ ‫سيتم من خالل عملية اسر جنود اسرائيليني‪،‬‬ ‫وهو االسلوب الذي اعتمدته املقاومة‪ ،‬في كل‬ ‫صفقات التبادل‪ ،‬حتى انها استفادت من اشالء‬ ‫جثث جنود قتلوا في املواجهات مع املقاومة في‬ ‫لبنان‪ ،‬وكان آخرها اطالق سراح االسير نسيم‬ ‫نسر مقابل اشالء جلنود اسرائيليني سقطوا في‬ ‫العدوان االسرائيلي على لبنان‪.‬‬ ‫وصدق وعد السيد نصراهلل‪ ،‬الذي اطلقه‬ ‫بعد عملية اسر اجلنديني االسرائيليني في ‪12‬‬ ‫متوز ‪ ،2006‬حيث اطلق على العملية “الوعد‬ ‫الصادق”‪ ،‬ولم يصدق رئيس احلكومة االسرائيلية‬ ‫ايهود اوملرت‪ ،‬انه يواجه رجالً صادقاً‪ ،‬بينما كان‬ ‫قادة العدو يتعاطون مع حكام يكذبون على‬ ‫شعوبهم‪ ،‬فلم يصدقوا معهم‪ ،‬فهم وعدوهم‬ ‫بتحرير فلسطني واالرض العربية احملتلة‪،‬‬ ‫وتخلفوا عنه‪ ،‬ال بل زادت مساحات االراضي‬ ‫احملتلة‪ ،‬وابلغوا الفلسطينيني في العام ‪،1948‬‬ ‫وبعد نكبتهم وتهجيرهم من ارضهم بسبب‬ ‫هزمية اجليوش العربية‪ ،‬بانهم سيعودون الى‬ ‫ارضهم‪ ،‬وحتى اليوم لم يتمكنوا من ذلك‪ ،‬ولم‬ ‫تتحقق العودة التي حفظتها لهم االمم املتحدة‬ ‫بالقرار ‪ ،194‬ال بل خسر الفلسطينيون ارضهم‬ ‫في الضفة الغربية وغزة‪ ،‬في نكسة ‪،1967‬‬ ‫كما فقد السوريون اجلوالن واملصريون سيناء‪،‬‬ ‫وحاولت سوريا ومصر استعادة ارضهما احملتلة‬ ‫في حرب تشرين ‪ ،1973‬فكادت الدولتان ان حتققا‬ ‫نصراً‪ ،‬لكنهما اضاعتا الفرصة السباب تتعلق‬ ‫بسير املعركة‪ ،‬وتراجع مصر عنها وتركت سوريا‬ ‫وحيدة فيها‪ ،‬ثم الدعم االميركي السرائيل الذي‬ ‫ّ‬ ‫مكنها من استعادة املبادرة والسيطرة على‬ ‫سيناء واجلوالن‪.‬‬ ‫فما اعلنه السيد نصراهلل يوم عملية االسر‬ ‫كان صادقاً‪ ،‬وان عميد االسرى سمير القنطار‬ ‫سيعود دون شروط ومبفاوضات عبر طرف ثالث‪،‬‬ ‫كما حصل في صفقات سابقة‪ ،‬وفشلت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪40‬‬

‫سيد املقاومة وزمن االنتصارات نصراهلل‬

‫اسرائيل باستعادة اجلنديني عبر احلرب التي‬ ‫دامت ‪ 33‬يوماً‪ ،‬وسجلت خاللها املقاومة انتصارا ً‬ ‫كبيراً‪ ،‬اعترفت به جلنة “فينوغراد” االسرائيلية‬ ‫في تقريرها‪ ،‬وكشفت عن اندحار اجليش الذي ال‬ ‫يقهر‪.‬‬ ‫ض ّيع اوملرت عامني على اطالق القنطار‬ ‫واربعة اسرى للمقاومة اسروا خالل حرب متوز‬ ‫‪ ،2006‬وتسبب بحرب مدمرة على لبنان‪ ،‬الذي‬ ‫خرج منها منتصرا ً واعاد بناء ما تهدم‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي كانت صواريخ املقاومة تنهمر على‬ ‫املستوطنات الصهيونية ال سيما تلك البعيدة‬

‫الكنيست االسرائيلي‬

‫عن احلدود وفي عمق اسرائيل‪ ،‬فشكلت قوة‬ ‫ردع مع العدو الصهيوني‪ ،‬الذي بات يخشى من‬ ‫صواريخ املقاومة وبات يحسب لها حساباً‪ ،‬وهي‬ ‫لم تخسر سوى ربع الكمية التي متلكها والتي‬ ‫قدرتها قيادة العدو بحوالى ‪ 15‬الف صاروخ‪،‬‬ ‫وارتفع العدد بعد العدوان الى نحو ‪ 40‬الف‬ ‫صاروخ باعتراف وزير الدفاع ايهود باراك الذي‬ ‫اشار الى ان بعض هذه الصواريخ يصل الى‬ ‫مدى ‪ 300‬كلم‪ ،‬وهي تصل الى مكتبه في وزارة‬ ‫الدفاع‪.‬‬ ‫لقد اعترفت اسرائيل‪ ،‬ان املقاومة خرجت‬ ‫منتصرة بعد حرب ‪ 33‬يوماً‪ ،‬فهي لم تستسلم‪،‬‬ ‫واحتفظت بجثتي اجلنديني االسيرين‬ ‫االسرائيليني كما اعادت بناء قدراتها العسكرية‬ ‫والبنى التحتية‪ ،‬باعتراف قادة العدو الذين بدأوا‬ ‫يتحدثون عن تقارير امنية وعسكرية تشير الى‬ ‫بناء املقاومة حتصينات واقامة خنادق ومقار‬ ‫حتت االرض‪ ،‬وتتم هذه االعمال في مناطق عمل‬ ‫القوات الدولية الى جانب اجليش اللبناني‪،‬‬ ‫ووجهت قيادة العدو اتهاما ً لالمم املتحدة بان‬ ‫قواتها تتغاضى عن استعادة املقاومة قوتها‬


‫سالح التحرير‬ ‫يعيد األرض‬ ‫ويستعيد األسرى‬ ‫وسيتحول للدفاع‬ ‫العسكرية‪ ،‬التي ال تعرف الدولة العبرية كيف‬ ‫ستتعايش وهذه املقاومة‪ ،‬ولذلك بدأت ترتفع‬ ‫في اسرائيل تصريحات‪ ،‬تشير الى ضرورة اقفال‬ ‫امللفات مع لبنان‪ ،‬ومن بينها ملف االسرى‪،‬‬ ‫في الوقت الذي بدأ حترك دولي لتسليم مزارع‬ ‫شبعا الى االمم املتحدة ووضعها حتت الوصاية‬ ‫الدولية‪ ،‬كمقدمة لفتح موضوع سالح املقاومة‬ ‫في لبنان‪ ،‬من ضمن مخطط اميركي اال يبقى‬ ‫سالح اال في يد اجليش اللبناني تطبيقا ً للقرارين‬ ‫‪ 1559‬و‪.1701‬‬ ‫لكن صفقة األسرى جاءت ملصلحة املقاومة‪،‬‬ ‫واستكماال النتصارها الذي حققته في صيف‬ ‫‪ ،2006‬وهي لن تندرج في اطار ما يخطط‬ ‫للمقاومة‪ ،‬التي لن تقفل ملف الدفاع عن‬ ‫لبنان‪ ،‬وسالحها الذي استخدمته في التحرير‪،‬‬ ‫ستضعه في خدمة استراتيجية دفاعية يتفق‬ ‫عليها على طاولة حوار وطني‪ ،‬النه خارج وجود‬ ‫هذه االستراتيجية لن تسلم املقاومة سالحها‪،‬‬ ‫الن اهل اجلنوب الذين شهدوا زمنني في لبنان‪،‬‬ ‫زمن قوة لبنان في ضعفه‪ ،‬وزمن قوة لبنان في‬ ‫مقاومته‪ ،‬لن يعودوا الى زمن الضعف‪ ،‬بعد‬ ‫ان حققت املقاومة القوة للبنان‪ ،‬وهي قوة‬ ‫ردع وتسجيل االنتصارات التي حتققت على‬ ‫أكبر جيش في الشرق االوسط‪ ،‬باعتراف تقرير‬ ‫“فينوغراد”‪.‬‬ ‫وأتى توقيت إطالق االسرى ليتزامن مع مرور‬ ‫عامني على عملية الوعد الصادق‪ ،‬وحرب متوز‪،‬‬ ‫فاعطى للمقاومة نصرا ً جديداً‪ ،‬ليزيد من تألقها‬ ‫ووهجها‪ ،‬بعد محاولة حلفاء اميركا في لبنان‬ ‫من قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬تشويه صورتها‪ ،‬وجرها الى‬ ‫حروب داخلية‪ ،‬والتحريض مذهبيا ً عليها‪ ،‬واظهار‬ ‫سالحها وكأنه سالح ميليشيا واقتتال داخلي‪،‬‬ ‫او يعمل ملصلحة احملور السوري ‪ -‬االيراني‪ ،‬وليس‬ ‫لتحرير ارض لبنان من االحتالل االسرائيلي‪،‬‬ ‫واستعادة االسرى‪ ،‬فردت املقاومة على كل هذه‬ ‫املزاعم‪ ،‬مبفاوضات سرية وغير مباشرة‪ ،‬فتمكنت‬ ‫من ان تسجل انتصارا ً اعترف به اخلصوم قبل‬ ‫االصدقاء‪ ،‬واضطر الفريق احلاكم الى ان يؤكد‬ ‫على ان املقاومة في “عملية الرضوان” وهي على‬ ‫اسم عماد مغنية (احلاج رضوان)‪ ،‬الذي كان وراء‬

‫عميد احملررين املقاوم سمير القنطار‬

‫عملية الوعد الصادق‪ ،‬اثبتت ان سالحها موجه‬ ‫الى العدو وعندما جلأت اليه في الداخل‪ ،‬فكان‬ ‫اضطرارا ً للدفاع عنه‪.‬‬ ‫لقد شكلت عملية اطالق االسرى دعما ً‬ ‫حلركة “حماس” التي تفاوض لإلفراج عن أسرى‬ ‫فلسطينيني في سجون العدو ملبادلتهم‬ ‫باجلندي اإلسرائيلي جيلعاد شاليط‪ ،‬فكما‬ ‫استفادت “حماس” من املقاومة في حترير لبنان‬ ‫عام ‪ ،2000‬فاندلعت االنتفاضة الفلسطينية‪،‬‬ ‫لتسير على خط املقاومة في لبنان التي حررت‬ ‫االرض دون مفاوضات‪ ،‬ودون انتظار تنفيذ القرارات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫فتجربة املقاومة في لبنان‪ ،‬باتت منوذجا ً‬

‫يُحتذى في فلسطني‪ ،‬كما في العراق‪ ،‬وقد تنتقل‬ ‫الى اجلوالن‪ ،‬واصبحت مدرسة في حرب التحرير‬ ‫الشعبية‪ ،‬كما في الصمود الشعبي‪ ،‬مما فرض‬ ‫على املؤسسة العسكرية اإلسرائيلية أن تعيد‬ ‫النظر في عقيدتها القتالية والعسكرية‪.‬‬ ‫فاالنتصار الذي حققته املقاومة في صيف‬ ‫‪ ،2006‬اجبر اوملرت على ان يستجيب لتحرير‬ ‫االسرى من دون قيد وشرط‪ ،‬وهو الدرس الذي‬ ‫تعلمته “حماس” في حترير غزة واجبار اسرائيل‬ ‫على االنسحاب منها وتفكيك املستوطنات‪ ،‬بعد‬ ‫ان استخدمت الصواريخ ضدها‪ ،‬وهي على طريق‬ ‫حترير آالف األسرى ملبادالتهم باجلندي االسير‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪41‬‬


‫منبر لبناني‬

‫المعارضة حققت شروطها في تشكيل الحكومة‬ ‫بالثلث الضامن والحقائب‬

‫حكومة التوازن الوطني‬

‫تأخرت قوى ‪ 14‬شباط حوالى عام ونصف‬ ‫العام لتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية‪،‬‬ ‫وناورت ‪ 45‬يوما ً بعد انتخاب رئيس اجلمهورية‬ ‫العماد ميشال سليمان لتلبي مطالب املعارضة‪،‬‬ ‫التي نالت في اتفاق الدوحة الثلث الضامن‪،‬‬ ‫وحصلت في توزيع احلقائب على حقوقها في‬ ‫الوزارات السيادية واخلدماتية‪ ،‬وكل ذلك بسبب‬ ‫تراجع املشروع االميركي وفشله في لبنان كما‬ ‫في املنطقة من العراق الى فلسطني‪ ،‬وانكفاء دور‬ ‫«الدول العربية املعتدلة» احلليفة الميركا والتي‬ ‫متثلها السعودية ومصر واالردن‪ ،‬وتقدم احلضور‬ ‫السوري وااليراني اكثر في امللفات الساخنة‪،‬‬ ‫حيث لم تنفع عملية اقصاء سوريا وحتجيم‬ ‫نفوذها العربي واالقليمي‪ ،‬واستطاعت مع ايران ان‬ ‫تشكال محورا ً جنح في مواجهة احملور االميركي ‪-‬‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬مع االنتصار الذي سجلته املقاومة في‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪42‬‬

‫صيف ‪ 2006‬على اجليش االسرائيلي‪ ،‬في احلرب التي‬ ‫شنها على لبنان‪ ،‬فاعطى املعارضة اللبنانية دفعا ً‬ ‫قوياً‪ ،‬فتمكنت من ان تصل الى مطالبها من خالل‬ ‫قوتها السياسية والشعبية والتي ظهرت في‬ ‫التظاهرات واالعتصامات والتحركات التي قامت‬ ‫بها خالل عام ونصف العام‪ ،‬وت ّوجتها مبا حصل في‬ ‫‪ 7‬و‪ 8‬أيار املاضي‪ ،‬عندما حسمت الوضع على األرض‬ ‫في بعض مناطق بيروت واإلمساك بها عسكريا ً‬ ‫وتسليمها للجيش اللبناني‪ ،‬وقد ادى ذلك الى‬ ‫الوصول حلل سياسي كانت ترفضه قوى السلطة‪،‬‬ ‫وعادت فرضخت له‪ ،‬فتم انتخاب املرشح التوافقي‬ ‫العماد ميشال سليمان‪ ،‬ثم تشكيل احلكومة‬ ‫التي فرضت املعارضة ممثليها فيها والشخصيات‬ ‫أص ّرت‬ ‫املرشحة لتسلم احلقائب الوزارية التي َ‬ ‫عليها املعارضة‪.‬‬ ‫فلم تتمكن املواالة من إقصاء الوزير علي قانصو‬

‫الرئيس السابق للحزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫عن التشكيلة احلكومية‪ ،‬ورضخ الرئيس فؤاد‬ ‫السنيورة والنائب سعد احلريري لتوزيره‪ ،‬مقابل توزير‬ ‫ابراهيم محمد مهدي شمس الدين‪ ،‬الذي طرح‬ ‫اسمه النائب وليد جنبالط ولم يالق اعتراضا ً من‬ ‫قبل الثنائي الشيعي «امل» و»حزب اهلل»‪ ،‬النهما‬ ‫تركا اخليار للمواالة وتسهيالً لصدور مراسيم‬ ‫تشكيل احلكومة قبل ذهاب الرئيس سليمان الى‬ ‫باريس حلضور قمة من «اجل االحتاد املتوسطي»‪،‬‬ ‫وهذا ما كان متوقعاً‪ ،‬وساهم الدخول القطري‬ ‫على خط تأليف احلكومة الى حلحلة العقد‪،‬‬ ‫ال سيما تلك التي كانت داخل الفريق احلاكم‪ ،‬ال‬ ‫سيما في اجلانب املسلم منه‪ ،‬اذ تنازل كل من‬ ‫احلريري وجنبالط عن مقاعد مسيحية ملصلحة‬ ‫مسيحيي السلطة‪ ،‬فلم يحصل جنبالط على‬ ‫حقيبة ملسيحي من كتلته بعد ان سمى الوزير‬


‫نعمة طعمة للمهجرين‪ ،‬لكن مقعده وحقيبته‬ ‫ذهبت الى الوزير رميون عودة‪ ،‬كما تنازل احلريري عن‬ ‫توزير النائب السابق غطاس خوري ملصلحة توزير‬ ‫نسيب حلود وهو من «لقاء قرنة شهوان»‪ ،‬كما‬ ‫تخلى احلريري عن حقيبة العدل ملصلحة «القوات‬ ‫اللبنانية» التي سمت ابراهيم النجار‪.‬‬ ‫فوالدة احلكومة كانت «قيصرية وقسرية» فهي‬ ‫فرضت فرضا ً على االطراف اللبنانية‪ ،‬بعد ان بدأت‬ ‫االشتباكات تنتقل وتتوسع من منطقة الى اخرى‪،‬‬ ‫كادت ان تطيح باتفاق الدوحة‪ ،‬وتهدد صيف لبنان‬ ‫بأن يتحول الى ساخن كما ّ‬ ‫حذر ووعد مساعد‬ ‫وزير اخلارجية االميركية ديفيد ولش‪ ،‬وهو ما ترك‬ ‫رئيس اجلمهورية يصاب بإحباط‪ ،‬وهدد بأنه سيوجه‬ ‫رسالة الى اللبنانيني يشرح فيها كل شيء‪ ،‬وأعلن‬ ‫الرئيس نبيه بري أنه سيوجه دعوة جمللس النواب‬ ‫لعقد جلسة عامة ملناقشة اسباب تأخر تشكيل‬ ‫احلكومة التي قال رئيسها املكلف‪ ،‬انه ليس مقيدا ً‬ ‫مبهلة دستورية‪ ،‬ولن يلجأ الى االعتذار‪ ،‬وقد تسبب‬ ‫كل ذلك برفع مستوى التشنج والتوتر السياسي‪،‬‬ ‫مما فرض اتصاالت عربية وإقليمية ودولية ملنع انهيار‬ ‫احلل السياسي‪ ،‬وتلقى سعد احلريري توجيهات‬ ‫سعودية‪ ،‬بضرورة تليني املواقف‪ ،‬وتسهيل تشكيل‬ ‫احلكومة ورفع «الفيتوات»‪ ،‬عن بعض االسماء‬ ‫وحتديدا ً علي قانصو الذي كشف احلريري انه اعترض‬ ‫حمله مسؤولية مجزرة حلبا‬ ‫عليه ألنه هدده او ّ‬ ‫التي ذهب ضحيتها ‪ 11‬شهيدا ً قوميا ً اجتماعياً‪،‬‬ ‫اضافة الى ان السنيورة حتدث عن عدم انسجامه‪،‬‬ ‫مع قانصو ألنه كان مشاكسا ً في احلكومات‬ ‫التي ترأسها رفيق احلريري‪ ،‬ولم يكن على تفاهم‬ ‫معه واعترض على محاولته خصخصة الضمان‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫ومع تراجع الفريق احلاكم عن شروطه وعدم‬ ‫متكنه من محاولة تأخير تشكيل احلكومة‪ ،‬كان‬ ‫بد من ان تبصر احلكومة النور‪ ،‬التي أعطت‬ ‫ال ّ‬ ‫العماد ميشال عون حصته الكاملة‪ ،‬واعاد التوازن‬ ‫للتمثيل املسيحي داخلها‪ ،‬الذي كان جزءا ً كبيرا ً‬ ‫منه مع كتلة «املستقبل»‪ ،‬و»اللقاء الدميقراطي»‬ ‫الذي يرأسه جنبالط‪.‬‬ ‫واخذ الرئيس السنيورة اربعة وزراء سماهم‬ ‫هو‪ ،‬ليؤكد ان له خصوصيته اخملتلفة عن «تيار‬ ‫املستقبل» الذي ال ينتمي اليه‪ ،‬ويعتبر نفسه‬ ‫صديقا ً آلل احلريري وحتديدا ً للرئيس الراحل رفيق‬ ‫احلريري‪ ،‬وقد استفاد السنيورة من الدعم العربي‬ ‫والدولي له‪ ،‬فسعى الى نوع من االستقاللية عن‬ ‫سعد احلريري الذي أظهر انزعاجا ً منه‪ ،‬النه اخذ‬ ‫مكانه في رئاسة احلكومة للمرة الثانية‪ ،‬وفاقت‬ ‫حصة السنيورة تلك التي حصل عليها العماد‬ ‫سليمان‪ ،‬وضمت ثالثة وزراء هم الياس املر وزيرا ً‬ ‫للدفاع‪ ،‬زياد بارود وزيرا ً للداخلية ويوسف تقال وزير‬ ‫دولة‪ ،‬اما السنيورة فسمى كالً من‪ :‬خالد قباني‬ ‫وزير دولة‪ ،‬جان اوغاسبيان وزير دولة‪ ،‬محمد شطح‬ ‫وزير مالية‪ ،‬رميون عوده وزير املهجرين‪.‬‬ ‫ولم يتمكن احلريري من ان يأتي بوزراء من «تيار‬ ‫يسمي شخصيات‬ ‫املستقبل»‪ ،‬فاضطر الى ان‬ ‫ّ‬ ‫سنية مستقلة‪ ،‬وان كانت قريبة سياسيا ً من‬

‫التيار‪ ،‬ولها عالقات مع السعودية‪ ،‬كالوزير متام‬ ‫سالم الذي يتوزر للمرة االولى‪ ،‬وهذه اشارة الى انه‬ ‫سيكون مرشحا ً في االنتخابات النيابية على الئحة‬ ‫احلريري في بيروت‪ ،‬والوزير محمد الصفدي الذي كاد‬ ‫اصر على وزارة االشغال‬ ‫ان يخرج من احلكومة‪ ،‬ألنه ّ‬ ‫التي انتقلت الى كتلة جنبالط وتسلمها الوزير‬ ‫غازي العريضي‪ ،‬وجاءت نصيحة سعودية للصفدي‬ ‫أبقته في احلكومة بحقيبة وزارة االقتصاد‪ ،‬وسميت‬ ‫بهية احلريري لوزارة التربية‪.‬‬ ‫وهكذا صدرت مراسيم احلكومة دون أن تتغير‬ ‫حصة حركة «أمل» ال في احلقائب او االسماء سوى‬ ‫تبديل طالل الساحلي بغازي زعيتر الذي حصل‬ ‫على حقيبة الصناعة‪ ،‬وبقيت وزارة العمل مع‬ ‫«حزب اهلل» ممثالً بالوزير محمد فنيش‪ ،‬فيما ذهبت‬ ‫حصة «حزب اهلل» الى الوزير طالل ارسالن عن‬ ‫املقعد الدرزي وعلي قانصو عن املقعد الشيعي‪.‬‬ ‫وهذه احلكومة التي تشكل تناقضات داخلها‪،‬‬ ‫جلهة التوجه السياسي‪ ،‬ألن ثمة تباينا ً كبيرا ً‬ ‫في املواقف بني اعضائها جلهة سالح املقاومة‪،‬‬ ‫والعالقة مع سوريا‪ ،‬واالتصاالت مع الواليات‬ ‫املتحدة األميركية ودورها في لبنان‪ ،‬اضافة الى‬ ‫تباعد في وجهات النظر جلهة اخلصخصة واخلطة‬ ‫االقتصادية والشأن االجتماعي واإلمناء املتوازن‪،‬‬ ‫وهذه املسائل سيتضمنها البيان الوزاري للحكومة‬ ‫الذي يؤكد الرئيس السنيورة انه لن يشكل عائقا ً‬ ‫امام انطالقة احلكومة‪ ،‬بعدما مت حسم املوقف من‬ ‫موضوع سالح املقاومة ودوره وموقعه‪ ،‬وسيترك‬ ‫لطاولة احلوار الذي سيديره رئيس اجلمهورية بعد‬ ‫نيل احلكومة الثقة‪ ،‬والتي ستنصرف الى التحضير‬ ‫لالنتخابات النيابية في ربيع عام ‪ ،2009‬وسيكون‬ ‫لوزير الداخلية اجلديد زياد بارود‪ ،‬دور اساسي في‬ ‫حتديث العملية االنتخابية‪ ،‬وهو ما تضمنه مشروع‬ ‫الهيئة الوطنية لقانون االنتخاب التي ترأسها‬ ‫فؤاد بطرس‪ ،‬وكان بارود عضوا ً فاعالً فيها‪ ،‬حيث‬ ‫تضمن املشروع بنودا ً إصالحية إلجراء انتخابات‬ ‫حرة ونزيهة بعيدا ً عن تأثير املال واإلعالم ونفوذ‬ ‫السلطة‪ ،‬او جلهة آليات االنتخاب واعتماد البطاقة‬ ‫االنتخابية املمغنطة‪ ،‬واساليب الفرز االلكترونية‬ ‫وليس اليدوية‪.‬‬ ‫كل هذه البنود اإلصالحية‪ ،‬سيقوم الوزير بارود‬ ‫بوضعها موضع التنفيذ‪ ،‬لتكون السلطة حيادية‬ ‫في هذه االنتخابات التي كانت الشكوى من‬ ‫تدخلها فيها‪.‬‬ ‫فالبيان الوزاري لن يدخل في القضايا اخلالفية‪،‬‬ ‫وسيركز على معاجلة االزمة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية التي تضغط على اللبنانيني بسبب‬ ‫ارتفاع اسعار النفط‪ ،‬وازمة الغذاء في العالم‪،‬‬ ‫وهبوط سعر الدوالر وارتفاع سعر اليورو الخ‪...‬‬ ‫وتنتظر احلكومة اجلديدة التعيينات اإلدارية‬ ‫واألمنية والعسكرية والدبلوماسية والقضائية‪،‬‬ ‫وهي مسألة حساسة ودقيقة‪ ،‬جلهة اآللية التي‬ ‫ستعتمد لهذه التعيينات‪ ،‬وهي كانت دائما ً مدار‬ ‫خالفات حول توزيع احلصص الطائفية والسياسية‬ ‫والفئوية‪ ،‬وأن «كباشاً» سيحصل حول التعيينات‪،‬‬ ‫ال سيما في املراكز العسكرية واالمنية‪ ،‬ورمبا‬

‫تعطل انطالقة احلكومة‪ ،‬اذا لم يعتمد معيار عادل‬ ‫ومتساو في التعيينات‪.‬‬ ‫ويبقى ان تقوم احلكومة كونها متثل الوحدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬بتحقيق الوفاق السياسي الذي ال‬ ‫بد انه سيؤثر في اجملتمع اللبناني ويفتح باب‬ ‫ّ‬ ‫احلوار والتصالح‪ ،‬حيث ينتظر ان يتم لقاء بني‬ ‫السيد نصراهلل والنائب احلريري‪ ،‬بعد ان شكل‬ ‫اإلجماع الوطني على اعتبار اإلفراج عن االسرى‬ ‫اللبنانيني واستعادة جثامني الشهداء‪ ،‬عمالً‬ ‫وطنيا ً كبيراً‪ ،‬قابلته األطراف السياسية في‬ ‫املواالة واملعارضة بالترحيب والتقدير‪ ،‬وهو ما دفع‬ ‫باألمني العام «حلزب اهلل» للدعوة الى التالقي‬ ‫واحلوار‪ ،‬إلخراج لبنان من محنته‪ ،‬وقد القت دعوته‬ ‫ترحيباً‪ ،‬وبدأت تظهر ليونة في مواقف كل من‬ ‫احلريري وجنبالط اللذين خفضا من شروطهما‬ ‫ومطالبهما‪ ،‬وانفتح رئيس احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي على احلوار مع أطراف في املعارضة‪،‬‬ ‫فاتصل بالرئيس عمر كرامي بعد لقائه بالوزير‬ ‫ارسالن‪ ،‬وأعطى توجيهات لقيادات حزبه للتواصل‬ ‫مع احزاب املعارضة في اجلبل‪ ،‬ال سيما القومي‬ ‫و»تيار التوحيد اللبناني» واالمتناع عن حصول اي‬ ‫اشكال امني معهما‪.‬‬ ‫فاألمن سيتقدم عمل احلكومة‪ ،‬وهي ستنجح في‬ ‫تثبيته اذا ما استطاعت حتقيق الوفاق السياسي‪،‬‬ ‫الذي يهيئ ايضا ً إلجراء االنتخابات النيابية في‬ ‫ظل استقرار أمني‪ ،‬وهو شرط لتكون حرة ونزيهة‪،‬‬ ‫إضافة الى انه يشجع على تدفق االستثمارات الى‬ ‫لبنان‪ ،‬في ظل «الطفرة النفطية» التي لم يتمكن‬ ‫من االستفادة منها حتى اآلن‪.‬‬ ‫وما سيساعد على توفير األمن‪ ،‬وعدم انزالق‬ ‫لبنان نحو حرب اهلية‪ ،‬هو التوافق العربي‬ ‫واالقليمي والدولي‪ ،‬على جتنيب الساحة اللبنانية‬ ‫الصراعات اخلارحية‪ ،‬ال سيما مع التباعد السوري ‪-‬‬ ‫السعودي الذي كانت له انعكاسات سلبية على‬ ‫الوضع اللبناني‪ ،‬وثمة اتصاالت عربية وإقليمية‬ ‫من اجل اعادة العالقات بني دمشق والرياض‪ ،‬وقد‬ ‫يقوم الرئيس االسد بزيارة اململكة‪ ،‬كرئيس للقمة‬ ‫العربية‪ ،‬وقد تفتح باب احلوار العربي ‪ -‬العربي‪،‬‬ ‫الذي سيعيد ترتيب البيت العربي‪ ،‬وهو ما اكدت‬ ‫عليه القمة العربية االخيرة في دمشق‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫هذا البيت العالقات اللبنانية ‪ -‬السورية‪ ،‬التي‬ ‫بدأ احلوار حولها في اللقاء الذي جمع الرئيسني‬ ‫االسد وسليمان في باريس على هامش قمة االحتاد‬ ‫املتوسطي‪ ،‬وفي القمة الرباعية التي انعقدت في‬ ‫العاصمة الفرنسية وحضرها كل من الرئيس‬ ‫الفرنسي نيكوال ساركوزي وامير قطر الشيخ‬ ‫حمد بن جبر آل ثاني والرئيسني السوري واللبناني‪،‬‬ ‫وأعلنت خاللها ان االسد اكد ان بالده ال متانع في‬ ‫اقامة عالقات دبلوماسية بني بيروت ودمشق‪ ،‬طاملا‬ ‫ان حكومة الوحدة الوطنية شكلت‪.‬‬ ‫وعودة العالقات اللبنانية ‪ -‬السورية الى‬ ‫طبيعتها ستخفف من التوتر الداخلي‪ ،‬وستسقط‬ ‫اوهام من اعتقد انه يستطيع ان يقيم جدارا ً بني‬ ‫البلدين الشقيقني‪.‬‬

‫زهير العياش‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪43‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫مفعول القرار ‪ 1559‬بإقامة جدار بين لبنان وسوريا سقط‬

‫اطمئنان سوري بأن الحكم في لبنان‬ ‫يتجه نحو التوازن ولن يكون معادياً‬

‫الرئيسان االسد وسليمان‬ ‫بعد اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيسني اللبناني‬ ‫العماد ميشال سليمان والسوري الدكتور بشار‬ ‫االسد والرباعي مع الرئيس الفرنسي نيكوال‬ ‫ساركوزي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل‬ ‫ثاني على هامش مؤمتر “االحتاد من اجل املتوسط”‬ ‫في باريس‪ ،‬فان الطريق فتحت لعودة العالقات‬ ‫الطبيعية بني بيروت ودمشق‪ ،‬بعد ان عطلتها او‬ ‫حاولت قطعها قوى ‪ 14‬شباط التي قررت نقل‬ ‫لبنان من العالقات املميزة مع سوريا‪ ،‬ومعاهدة‬ ‫االخوة والتعاون والتنسيق بينهما‪ ،‬الى احملور‬ ‫املعادي لها‪ ،‬باالنخراط في املشروع األميركي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪44‬‬

‫للمنطقة وهو «الشرق االوسط اجلديد»‪.‬‬ ‫هذه احملاولة التي بدأت في صيف ‪،2004‬‬ ‫عندما مت اصدار القرار ‪ 1559‬عن مجلس االمن‬ ‫باقتراح تقدمت به كل من اميركا وفرنسا التي‬ ‫كانت برئاسة جاك شيراك‪ ،‬وطالب بسحب‬ ‫سوريا قواتها من لبنان‪ ،‬حيث اعطى هذا القرار‬ ‫دعما ً لفريق «لقاء بريستول» الذي وقف مع‬ ‫القرار‪ ،‬ألنه رفض التمديد للرئيس اميل حلود حتت‬ ‫ذريعة تعديل الدستور‪ ،‬وهو التعديل نفسه الذي‬ ‫حصل للرئيس الياس الهراوي ومثله النتخاب‬ ‫العماد ميشال سليمان رئيسا ً للجمهورية ولكن‬

‫بفذلكة دستورية‪ ،‬وهي انقضاء املهل وفق املادة‬ ‫‪ 78‬من الدستور‪.‬‬ ‫والخراج سوريا من لبنان كانت جرمية اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬التي لم يتوصل التحقيق‬ ‫الدولي حتى اآلن الى إصدار قرار اتهامي حولها‬ ‫بل توصيف ملا حصل واصدار تقارير إجرائية حول‬ ‫عمل جلنة التحقيق الدولية‪.‬‬ ‫مت استغالل عملية اغتيال احلريري ضد سوريا‬ ‫التي قررت سحب قواتها‪ ،‬بعد ان ادرك رئيسها‬ ‫بشار االسد حجم املؤامرة عليها‪ ،‬ألنها لم‬ ‫ترضخ للشروط االميركية وتنفذها سواء في‬


‫العراق مبساندة االحتالل‪ ،‬او في لبنان بنزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬او في فلسطني بعدم دعم املقاومة‬ ‫فيها وإبقاء مكاتب فصائلها ومنظماتها‬ ‫مفتوحة في دمشق‪.‬‬ ‫لقد انحنت سوريا امام العاصفة االميركية‬ ‫التي هبت على العراق‪ ،‬ولكنها لم تسقط امامها‪،‬‬ ‫واستطاعت ان تتمايل مع الريح دون ان تصيبها‪،‬‬ ‫وقررت االدارة االميركية ان تواجه سوريا من لبنان‪،‬‬ ‫عبر ما سمي بـ»ثورة االرز»‪ ،‬واعتمادها كنموذج‬ ‫ينتقل الى دمشق وإطالق «ثورة الياسمني»‬ ‫و»ربيع دمشق»‪ ،‬واالتكال على رموز داخل النظام‬ ‫السوري قد يشكلون «حصان طروادة» الشعال‬ ‫ثورة في سوريا تفرض على القيادة السورية‬ ‫تغيير سلوكها واالستجابة للشروط األميركية‪،‬‬ ‫او اسقاط النظام‪ ،‬وهذا ما دفع بوليد جنبالط‬ ‫الى رفع سقف العداء لسوريا ورئيسها ظنا ً منه‬ ‫ان النظام يتجه نحو السقوط‪ ،‬لكن رهانه فشل‪،‬‬ ‫وانهار خصوم احلكم في سوريا من هم في موقع‬ ‫املسؤولية او من معارضيه‪.‬‬ ‫صمدت سوريا داخلياً‪ ،‬ولم يؤثر عليها‬ ‫انسحاب جيشها من لبنان‪ ،‬الذي كان الهدف‬ ‫منه‪ ،‬هو حتريضه على قيادته‪ ،‬لكنه التف حولها‪،‬‬ ‫بعدما أنكر من حماهم اجليش السوري ومنع‬ ‫تقسيم لبنان ووقوعه حتت االحتالل االسرائيلي‪،‬‬ ‫دور سوريا وقواتها في لبنان‪ ،‬فربح الرئيس االسد‬ ‫املعركة ولم ميكن بعض االطراف السياسية‬ ‫اللبنانية من ان متس بكرامة جيشه‪.‬‬ ‫صمدت القيادة في سوريا بوجه الضغوط‬ ‫االميركية‪ ،‬فلم تنفع قرارات محاوالت عزلها عربيا ً‬ ‫ودولياً‪ ،‬كما لم تنجح محاوالت التهويل باحملكمة‬ ‫الدولية بشأن اغتيال احلريري ضدها‪ ،‬فقدمت‬ ‫دمشق كل التسهيالت وساعدت التحقيق‬ ‫واعلن الرئيس االسد انه لن يوفر الغطاء الي‬ ‫سوري يثبت تورطه‪ ،‬فتم تعطيل ورقة احملكمة‬ ‫بعد «ثورة الياسمني» واجراءات العزل وقرارات‬ ‫مجلس االمن وضغوطات جورج بوش السياسية‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫لم تتراجع سوريا عن موقفها الرافض لالحتالل‬ ‫االميركي للعراق‪ ،‬واثناء العدوان االسرائيلي على‬ ‫لبنان صيف ‪ 2006‬قدمت الدعم للمقاومة‬ ‫باعتراف قيادتها‪ ،‬واستمرت في احتضان حركات‬ ‫املقاومة في فلسطني‪ ،‬وهذا ما اغضب اميركا‬ ‫وحلفاءها الغربيني‪ ،‬وتبني لهم ان سوريا اصبحت‬ ‫اقوى بعد انتصار املقاومة في لبنان‪ ،‬وباتت متلك‬ ‫اوراقا ً اكثر في فلسطني‪ ،‬وهي معبر احلل في‬ ‫العراق كما جاء في تقرير جلنة بايكر ‪ -‬هاملتون‪.‬‬ ‫كل هذه التطورات اعطت سوريا حجما ً عربيا ً‬ ‫زاد مع انعقاد القمة العربية فيها‪ ،‬وباتت رقما ً‬ ‫صعبا ً في املعادلة االقليمية‪ ،‬وهي على تواصل‬ ‫مع دول خارج احملور االميركي مثل الهند والصني‬ ‫وروسيا اضافة الى دول في اميركا الالتينية وقد‬ ‫رفع هذا املوقع مرتبة سوريا الى دولة اقليمية‬ ‫اساسية ومحورية في املنطقة‪ ،‬فاندفعت‬ ‫نحوها الدول حملاورتها في حل قضايا في املنطقة‬ ‫ومنها لبنان‪ ،‬حيث مت التسليم بدورها في انها‬

‫سليمان واألسد يلتقيان على عالقات دبلوماسية‬ ‫وتفعيل معاهدة األخوة والتعاون‬ ‫جزء من احلل وليس من املشكلة‪ ،‬فساعدت‬ ‫في اجناز اتفاق الدوحة‪ ،‬وقبله في املبادرة التي‬ ‫اطلقتها فرنسا وحملها وزير خارجيتها برنار‬ ‫كوشنير وكادت ان تنجح لوال التعطيل االميركي‬ ‫لها‪ ،‬وابقاء لبنان رهينة لتنفيذ شروط االدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬لكن املبادرة الفرنسية جرت ترجمتها‬ ‫في اتفاق الدوحة الذي فتح الطريق النتخاب‬ ‫رئيس اجلمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية‪،‬‬ ‫ومنع انزالق لبنان نحو الفتنة واحلرب األهلية‪ ،‬وقد‬ ‫ظهرت بصمات سوريا في هذا االتفاق بالتنسيق‬ ‫مع قطر‪ ،‬ودور فرنسي غير مرئي‪ ،‬وهو ما أعاد‬ ‫التواصل بني الرئيسني ساركوزي واالسد‪ ،‬وتوجيه‬ ‫دعوة للرئيس السوري لزيارة باريس واملشاركة‬ ‫في قمة «االحتاد من اجل املتوسط» وذكرى الثورة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬ومن العاصمة الفرنسية ابلغ الرئيس‬ ‫السوري نظيره الفرنسي أنه ال ميانع باقامة‬ ‫عالقات دبلوماسية مع لبنان‪ ،‬وهو القرار الذي‬ ‫اتخذ في أثناء انعقاد اجمللس األعلى اللبناني‬ ‫السوري في ‪ 5‬آذار ‪ 2005‬وقبل قرار االسد سحب‬ ‫القوات السورية من لبنان‪.‬‬ ‫وهذ القرار أعاد الرئيس االسد التأكيد عليه‬ ‫في باريس امام الرئيس العماد سليمان‪ ،‬وانه‬ ‫يجب تفعيل اجمللس االعلى اللبناني ‪ -‬السوري ال‬ ‫الغاؤه كما طالب جنبالط‪ ،‬والبحث في االتفاقات‬ ‫املعقودة بني البلدين‪.‬‬ ‫وترك قرار الرئيس السوري ارتياحا ً لبنانياً‪ ،‬ومتت‬ ‫ترجمته بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫الن سوريا تريد االطمئنان الى ان لبنان لن يكون‬ ‫معاديا لها او قاعدة اميركية وال مقرا ً لالعتداء‬ ‫عليها‪ ،‬وممرا ً لعبور املعادين لنظامها وتهديد‬ ‫امنها الوطني والقومي‪ ،‬وهي باتت تطمئن الى‬ ‫وجود رئيس جمهورية ال يطعن بها‪ ،‬والى حكومة‬ ‫لن تأخذ قرارات ضدها‪.‬‬

‫بعد هذا االطمئنان السوري ان خاصرة سوريا‬ ‫في لبنان لن تكون رخوة ضدها‪ ،‬جاء القرار بعودة‬ ‫العالقات‪ ،‬وحضر وزير اخلارجية وليد املعلم الى‬ ‫بيروت‪ ،‬ونقل دعوة للرئيس سليمان لزيارة سوريا‪،‬‬ ‫التي سيلبيها مع استقرار وضع احلكومة‪.‬‬ ‫والقمة اللبنانية ‪ -‬السورية‪ ،‬ستضع العالقات‬ ‫الدبلوماسية في اطارها املؤسساتي ومن خالل‬ ‫القوانني التي حتكم العالقات بني الدول‪.‬‬ ‫واقامة عالقات دبلوماسية وترسيم احلدود‬ ‫يراها اطراف ‪ 14‬شباط‪ ،‬وكأنها اعتراف سوريا‬ ‫بلبنان‪ ،‬دون ان يشيروا الى انه سبق ملسؤولني‬ ‫سوريني ان اعترفوا باستقالل لبنان وسيادته‪،‬‬ ‫ولكن فات هؤالء ان الدول تتجه الى فتح احلدود‬ ‫ال الى ترسيمها وحتديدها‪ ،‬وهذه احلدود بني‬ ‫لبنان وسوريا رسمها االستعمار الفرنسي‪ ،‬في‬ ‫اتفاقية سايكس ‪ -‬بيكو‪ ،‬التي مت من خاللها‬ ‫تقاسم املشرق العربي بني بريطانيا وفرنسا‬ ‫بعد سقوط االمبراطورية العثمانية‪ ،‬حيث مهّ د‬ ‫هذا التقسيم الى وعد بلفور وانشاء الكيان‬ ‫الصهيوني على غرار الكيانات االخرى التي‬ ‫انشأها االستعمار‪ ،‬والتي تتكرر اآلن عبر قرارات‬ ‫مجلس االمن الدولي بشأن لبنان ودعت سوريا‬ ‫الى اقامة عالقات دبلوماسية معه‪ ،‬وهو ما‬ ‫يخالف سيادة الدول‪.‬‬ ‫فمفعول القرار ‪ 1559‬بدأ يتهاوى وكان‬ ‫يهدف الى اقامة جدار بني سوريا ولبنان‪ ،‬ونشر‬ ‫قوات دولية بينهما‪ ،‬وكل ذلك‪ ،‬ملنع التفاعل بني‬ ‫البلدين‪ ،‬ورفع حالة العداء بينهما‪ ،‬حيث ثبت ان‬ ‫تظهير مسألة ترسيم احلدود يتجه الى محاولة‬ ‫الغاء العمق القومي والطبيعي للمقاومة‬ ‫ومحاصرتها‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪45‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫جنبالط المتقلب بدأ يخسر نفسه وحلفاؤه ولن يربح خصومه‬

‫خطابه عن فلسطين والمقاومة أزعج الحريري‬ ‫ألنه ضد «لبنان ً‬ ‫أوال»‬ ‫ابلغ ما كتبه االديب الراحل سعيد تقي‬ ‫الدين عن املرحوم كمال جنبالط عندما وصفه‬ ‫بـ»قضيب الزعرور»‪ ،‬املوصوف بأنه كثير العقد‪،‬‬ ‫كما ان الرئيس فؤاد شهاب كان عندما يعلن‬ ‫جنبالط عن موقف تصعيدي‪ ،‬يسأله ماذا تريد‬ ‫من خدمات‪ ،‬فيهدأ ليفك مطالبه عن ضرورة‬ ‫مشاركة لبنان في دول عدم االنحياز مثالً‪.‬‬ ‫وهذا األداء اجلنبالطي في السياسة موروث‬ ‫داخل العائلة اإلقطاعية اجلنبالطية‪ ،‬التي قدمت‬ ‫الى الشوف قبل نحو أربع سنوات من عائلة‬ ‫كردية من حلب وتكنت بآل «جنبوالد»‪ ،‬وقد وصلت‬ ‫الزعامة الى وليد جنبالط االبن الوحيد لكمال‬ ‫الذي لم يكن خياره العمل السياسي‪ ،‬بل الشأن‬ ‫الفلسفي والالهوتي‪ ،‬متأثرا ً باآلباء اليسوعيني‬ ‫الذين تتلمذ على أيديهم في مدرسة عينطورة‬ ‫ثم اجلامعة اليسوعية اضافة الى تأثره بفالسفة‬ ‫الهند‪.‬‬ ‫فوليد جنبالط الوريث السياسي ألبيه‬ ‫يشبهه في ممارساته السياسية‪ ،‬فهو مثله‪،‬‬ ‫متقلب املوقف متحول التحالفات ومتطلب‬ ‫في السلطة‪ ،‬لذلك باتت املدرسة اجلنبالطية‬ ‫في السياسة موصوفة بالزئبقية وعدم الثبات‬ ‫ليس على املواقف‪ ،‬بل على املبادئ ايضاً‪ ،‬ويجري‬ ‫تبريرها من قبل بعض املقربني من جنبالط‪ ،‬انه‬ ‫«براغماتي» ومن املدرسة الواقعية في السياسة‪،‬‬ ‫وانه ميتاز في اسلوب مختلف عن اآلخرين حيث‬ ‫الرجل اسلوب‪ ،‬لكن عندما يصل هذا النموذج الى‬ ‫حد اعالن مواقف واتخاذ قرارات‪ ،‬كادت ان تتسبب‬ ‫بحرب أهلية‪ ،‬مثل إصراره على ان تتخذ احلكومة‬ ‫قرارا ً بوقف شبكة اتصاالت املقاومة‪ ،‬فان مثل هذا‬ ‫التصرف يخرج عن كونه اسلوبا ً في السياسة‪ ،‬امنا‬ ‫هو انخراط في مشروع سياسي‪ ،‬فكيف اذا كان‬ ‫مشروعا ً اميركياً! وكان جنبالط نفسه اعترف‬ ‫انه هو فيه ومنه‪ ،‬وذهب الى واشنطن وقابل كبار‬ ‫املسؤولني وطالبهم بالعمل على إسقاط النظام‬ ‫في سوريا‪ ،‬فجوبه بالرفض‪ ،‬الن املطلوب تغيير‬ ‫سلوكه ال تبديله‪ ،‬وقد فهم الرسالة االميركية‪،‬‬ ‫التي تلقاها بعد شهرين من العدوان االسرائيلي‬ ‫على لبنان صيف ‪ ،6002‬عندما تبلغ من وزيرة‬ ‫اخلارجية االميركية كونداليزا رايس ان الرئيس‬ ‫بشار االسد ثابت في موقعه‪.‬‬ ‫منذ ذلك التاريخ في تشرين االول ‪6002‬‬ ‫وجنبالط ال يلتقط ما تريده االدارة االميركية‪،‬‬ ‫وهو قليل املعلومات عن خططها النها تتبدل‪،‬‬ ‫بفعل تعثر املشروع االميركي للمنطقة الذي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪46‬‬

‫رايس وجنبالط‬ ‫راهن عليه رئيس احلزب التقدمي االشتراكي‬ ‫وحلفاؤه‪ ،‬بان التغيير سيصيب كل املنطقة‪،‬‬ ‫واول من سيطالهم هو احلكم في سوريا‪ ،‬وبنوا‬ ‫سياستهم على هذه املقولة‪ ،‬التي شجعهم‬ ‫عبد احلليم خدام نائب الرئيس السوري السابق‬ ‫على االعتماد عليها‪ ،‬وان املسألة مسألة‬ ‫وقت‪ ،‬وهناك قوى معارضة ناهضة في سوريا‪،‬‬ ‫تعمل على إطالق «ربيع سوريا» على غرار «ربيع‬ ‫لبنان»‪ ،‬وان حركة مثقفني بدأت تطرح موضوع‬ ‫الدميقراطية واحلريات وال بد من االستفادة منها‪،‬‬ ‫ومد يد املساعدة لها‪ ،‬وفتح بوابات االعالم لها‪،‬‬ ‫وهذا ما دفع بجنبالط الى احلديث الدائم عن‬ ‫هؤالء واالشادة بهم ودعم حركتهم‪.‬‬ ‫لكن الرهان اجلنبالطي فشل مع التحول‬ ‫االميركي نحو املطالبة لفتح احلوار مع سوريا‬ ‫وايران كما جاء في تقرير جلنة بايكر – هاميلتون‪،‬‬ ‫كما خسرت قوى ‪ 41‬شباط معركة احملكمة‬ ‫الدولية بشأن اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬النها‬ ‫لن تنعقد قبل صدور القرار االتهامي الذي لم‬ ‫تتوفر عناصره بعد‪ ،‬وقد سقط مع اكتشاف امر‬ ‫الشهود الزور ومن ابرزهم محمد زهير الصديق‬ ‫الذي مت تهريبه من فرنسا الى االمارات العربية‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫لقد شعر جنبالط انه فقد اوراقا ً كان يعتمد‬ ‫عليها منها املشروع االميركي في املنطقة الذي‬

‫تعثر وفشل‪ ،‬وتوظيف احملكمة الدولية سياسياً‪،‬‬ ‫وخروج الرئيس الفرنسي جاك شيراك من االليزيه‪،‬‬ ‫ومجيء رئيس جديد هو نيكوال ساركوزي‪،‬الذي‬ ‫قرر أن ينسف كل ماضي السياسة الفرنسية‪،‬‬ ‫وان يبعد الشخصانية عن العالقات الدولية‬ ‫كما فعل شيراك مع لبنان حيث كانت العالقة‬ ‫باملسؤولني اللبنانيني متر بآل احلريري (رفيق احلريري)‪،‬‬ ‫كما أثبتت السعودية انها غير فاعلة عربياً‪ ،‬ولم‬ ‫يتمكن احملور الذي اقامته بالتعاون مع اميركا مما‬ ‫س ّمي «الدول العربية املعتدلة» من ان يحاصر‬ ‫ُ‬ ‫سوريا‪ ،‬التي جنحت في عقد القمة العربية فيها‪،‬‬ ‫مما اعطاها حجما ً عربيا ً وأعادها نقطة جذب‬ ‫اقليمية ودولية‪.‬‬ ‫هذه التحوالت اربكت جنبالط الذي ذهب بعيدا ً‬ ‫في رفع العداء للمقاومة واملطالبة بنزع سالحها‪،‬‬ ‫حيث كشفت تطورات االحداث التي حصلت في‬ ‫ايار املاضي من خالل حترك املعارضة واملقاومة‬ ‫للدفاع عن سالح املقاومة في وجه سالح الفتنة‪،‬‬ ‫ان قوى ‪ 14‬شباط متروكة عربيا ً ودولياً‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ع ّبر عنه جنبالط في مجالسه واعترف ان حترك‬ ‫«البارجة كول» قرابة الشواطئ اللبنانية‪ ،‬كان‬ ‫عرضا ً ضارا ً وغير مفيد للفريق احلاكم‪ ،‬الذي‬ ‫كان ينتظر دخوال عسكريا اميركيا مباشرا‪ ،‬في‬ ‫حال حتركت املعارضة عسكرياً‪ ،‬وأسقطت بيروت‬ ‫ولبنان في يدها‪ ،‬واعادت النفوذ السوري وااليراني‪،‬‬


‫فتبني لزعيم اخملتارة‪ ،‬ان حترك املعارضة جاء في‬ ‫الوقت الذي كانت تدور املفاوضات غير املباشرة‬ ‫بني سوريا واسرائيل عبر تركيا‪ ،‬وان حوارا ً يجري‬ ‫بالواسطة مع ايران عبر االحتاد االوروبي حول امللف‬ ‫النووي‪ ،‬واقامة عالقات شبه دبلوماسية اضافة‬ ‫الى انكفاء الدور السعودي بعد إخفاق قيادة‬ ‫اململكة وحلفائها في منع عقد القمة العربية‬ ‫في دمشق‪ ،‬التي ساهمت قطر بقوة في عقدها‪،‬‬ ‫فاعطتها سوريا ورقة مرور لترعى حالً لألزمة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬جاء إثر احداث ايار‪ ،‬لتستعجل عقد‬ ‫مؤمتر للحوار في الدوحة والوصول الى اتفاق‪ ،‬فتح‬ ‫ابواب مجلس النواب النتخاب رئيس اجلمهورية‬ ‫العماد ميشال سليمان‪ ،‬وازالة اعتصام املعارضة‬ ‫الذي أمن لها الثلث الضامن في حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫هذه التطورات دفعت بجنبالط الى القيام‬ ‫بعملية «نقد ذاتي»‪ ،‬واستذكر انه اعلن على‬ ‫طاولة التشاور في مجلس النواب‪ ،‬ان مشروعه‬ ‫فشل‪ ،‬كما بات على يقني ان املعارضة باتت‬ ‫االقوى عسكريا ً وشعبياً‪ ،‬وال ميكن القفز فوق‬ ‫هذه الوقائع‪ ،‬فاعلن استسالمه وتسليم‬ ‫مكاتبه احلزبية‪ ،‬ورفض اي مغامرة عسكرية كان‬ ‫متطرفون من حزبه وبعض انصاره يريدون أخذه‬ ‫إليها في بيروت واجلبل‪ ،‬حيث اظهرت الوقائع ان‬ ‫مروان حمادة خدعه في موضوع شبكة اتصاالت‬ ‫املقاومة‪ ،‬وان االمر جاء من واشنطن لتحريك‬ ‫ملفها‪ ،‬فوقع في الفخ‪ ،‬وقد اباح بذلك للرئيس‬ ‫نبيه بري وأكد له‪ ،‬انه لن يوزر حمادة ولن يكون‬ ‫على الئحته في االنتخابات النيابية‪ ،‬ولم يعد‬ ‫باستطاعته الرهان اكثر على اميركيني‪ ،‬وهو‬ ‫سيعود الى إعادة متوضعه السياسي‪ ،‬وسيبتعد‬ ‫عن «صقور املواالة» ومن لهم ارتباطات مع االدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬وبدأ يوجه انتقادات الذعة في مجالسه‬ ‫لسمير جعجع ويطلق عليه لقب «جعجع خليل‬ ‫جعجع»‪ ،‬وعلى وزن «جبران خليل جبران»‪ ،‬وانه لن‬ ‫يتحالف مع «القوات اللبنانية» في اجلبل‪ ،‬حيث‬ ‫استعاد في أثناء كلمته في احتفال عبيه بتحرير‬ ‫سمير القنطار من األسر‪ ،‬معارك اجلبل مستذكرا ً‬ ‫النضال املشترك مع الفلسطينيني وأعاد التأكيد‬ ‫على ضرورة عدم نسيان النضال الفلسطيني‬

‫احلريري وجنبالط‬

‫«نقده الذاتي»‬ ‫لن يفتح له‬ ‫الطريق إلى‬ ‫الضاحية الجنوبية‬ ‫ودمشق‬ ‫وضرورة دعمه حتى واالنخراط فيه‪ .‬وكان موقفا ً‬ ‫الفتا ً له وبعيدا ً عن شعار السياديني اجلدد‪ ،‬حول‬ ‫«لبنان اوالً»‪ ،‬وتلقى انتقادات من حلفائه في‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬ليس من جعجع فقط بل من سعد‬ ‫احلريري الذي لم يستسغ عودة جنبالط الى لغة‬ ‫السبعينيات والثمانينيات من القرن املاضي‪ ،‬التي‬ ‫يعتبرها «استقالليو البريستول وقريطم» لغة‬ ‫خشبية‪ .‬وهو نعت يطلقه يساريون قدامى لتبرير‬ ‫ارمتائهم في احضان املشروع االميركي‪ ،‬والقبول‬ ‫باسرائيل التي لم تعد عدوا ً بالنسبة اليهم‪.‬‬ ‫وما زاد من ارتباك جنبالط‪ ،‬وضياع بوصلته‬ ‫السياسية‪ ،‬االنفتاح الفرنسي على سوريا‬ ‫وتغيير السلوك اجتاهها‪ ،‬حيث قرر الرئيس نيكوال‬ ‫ساركوزي فك احلظر عنها‪ ،‬بعد ان تأكد انها مفتاح‬

‫احلل في املنطقة وان لفرنسا مصالح معها‪ ،‬وال‬ ‫بد من ان تكون لها عالقات ايجابية معها‪ ،‬عجلت‬ ‫بها التطورات على الساحة اللبنانية‪ ،‬وانتخاب‬ ‫رئيس للجمهورية اعتبره ساركوزي انه منه‬ ‫ميكن الولوج الى فتح صفحة جديدة‪ ،‬فكانت‬ ‫زيارة الرئيس االسد الى فرنسا ومشاركته في‬ ‫احتفاالت ثورتها ثم في قمة «االحتاد من اجل‬ ‫املتوسط»‪ ،‬وقد تقززت عينا جنبالط وهو يرى‬ ‫االسد على منصة االحتفاالت في فرنسا وفي‬ ‫قمة املتوسط‪ ،‬وفي القمة الرباعية التي جمعته‬ ‫الى ساركوزي وامير قطر والرئيس سليمان‪.‬‬ ‫لم يعد جنبالط قادرا ً على قراءة التحوالت‬ ‫العربية والدولية‪ ،‬وهو الذي يقال عنه انه يقرأ‪،‬‬ ‫وله «انتنات» تلتقط التغييرات‪ ،‬ألن الفترة التي‬ ‫كان فيها يز ّود باملعلومات زمن االحتاد السوفياتي‬ ‫وسفيره في لبنان‪ ،‬الى اخملابرات السورية ومن‬ ‫كانوا في موقع القرار السوري من املسؤولني‪،‬‬ ‫قد و ّلى‪ ،‬وان واشنطن ترى مصاحلها‪ ،‬وباريس‬ ‫تفتش عن استثمارات لشركاتها‪ ،‬فعندما توترت‬ ‫العالقات بني سوريا وفرنسا‪ ،‬فعلى قاعدة ان‬ ‫الرئيس شيراك كان يريد ان حتظى بالده بالتنقيب‬ ‫عن النفط عبر شركة «توتال» وحصول شركة‬ ‫«فرانس تيليكوم» على استثمارات في الهاتف‬ ‫اخللوي‪ ،‬وملا لم يحصل ذلك‪ ،‬استصدر الرئيس‬ ‫الفرنسي مع نظيره االميركي جورج بوش القرار‬ ‫‪ 1559‬الذي يطالب بسحب القوات السورية‬ ‫من لبنان‪ ،‬ونزع سالح املقاومة‪ ،‬ورفض التمديد‬ ‫للرئيس اميل حلود‪.‬‬ ‫ومع الرئيس ساركوزي تعززت العالقات وجرى‬ ‫التوقيع على استثمارات لشركتي «توتال»‬ ‫و»ايرباص» وغيرهما‪ ،‬وهذه اشارات الى ان حسابات‬ ‫الدول تقف عند مصاحلها‪ ،‬وليس لهذه الدول‬ ‫مصالح مع جنبالط وحلفائه‪ ،‬سوى ما طلبته‬ ‫منهم االدارة االميركية وهو العمل على نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬وعندما فشلوا ولم يتمكنوا من احلكم‬ ‫وخسروا االرض عسكريا ً وشعبيا ً امام املعارضة‪،‬‬ ‫لم تعد تهتم بهم‪ ،‬ال بل نبذتهم النهم لم يكونوا‬ ‫على مستوى ما قدموا انفسهم لتنفيذه‪.‬‬ ‫فالضياع اجلنبالطي بدأ يؤثر على حتالفاته‪،‬‬ ‫فهو بات غير موثوق من حلفائه في ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫وبدأت عمليات التشكيك املتبادلة بينهم‪ ،‬وقد‬ ‫يخسرهم ويخسر نفسه ‪ ،‬وهو لن يربح خصومه‬ ‫‪ ،‬كما ان الطرقات ما زالت مقفلة ولن تفتح في‬ ‫املدى املنظور امامه باجتاه الضاحية اجلنوبية للقاء‬ ‫السيد حسن نصراهلل او دمشق ملقابلة قيادتها‬ ‫‪ ،‬وقد مت ابالغه من حزب اهلل ان ال عودة الى‬ ‫التحالف الرباعي‪ ،‬وال تخلي عن حلفائه وان االرض‬ ‫السورية لن تستقبل من انقلب على حتالفاته‬ ‫وخان الوفاء ملن وقفت سوريا معه ومع اهل اجلبل‬ ‫خصوصا ً ‪،‬ولبنان عموما ً في ايام الشدة واثناء‬ ‫الغزو الصهيوني للبنان ومحاصرة اجلبل‪ ،‬حيث‬ ‫ذكره املناضل سمير القنطار في اول اطاللة له في‬ ‫عبيه‪ ،‬بان ال ينسى سوريا وما قدمته ألهل اجلبل‪.‬‬

‫جورج معوض‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪47‬‬


‫منبر لبناني‬

‫تسليح الجيش أميركياً يطرح السؤال عن الدور الذي ينتظره‬

‫الرئيس سليمان يرفض إخراجه‬ ‫عن موقعه وعقيدته القتالية‬ ‫في الوقت الذي يتطلع اللبنانيون الى تشكيل‬ ‫احلكومة اجلديدة‪ ،‬فان االدارة االميركية تتطلع‬ ‫الى اعادة بناء اجليش وتسليحه‪ ،‬وكذلك تأهيل‬ ‫االجهزة االمنية‪ ،‬وان اخلالف الذي سيظهر داخل‬ ‫احلكومة‪ ،‬سيكون اضافة الى عناوين البيان‬ ‫الوزاري‪ ،‬حول مسألة تكوين القوى العسكرية‬ ‫واالمنية‪ ،‬الن االطراف اللبنانية تنظر الى هذه‬ ‫املسألة من زاويتني مختلفتني‪.‬‬ ‫فالفريق احلاكم كان يعمل خالل السنوات‬

‫اي جيش ألي دور؟‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪48‬‬

‫الثالث التي اعقبت اخلروج السوري من لبنان‪ ،‬الى‬ ‫تطهير املؤسسات العسكرية واالمنية‪ ،‬من الذين‬ ‫كان يسميهم ادوات النظام االمني اللبناني‬ ‫– السوري املشترك‪ ،‬وقد جرت عملية اجتثاث‬ ‫للضباط املوالني او الذين كانوا على تواصل مع‬ ‫اخملابرات السورية في لبنان‪ ،‬ومنهم من كان يعمل‬ ‫من موقعه املهني‪ ،‬وليس الرتباطه السياسي‪،‬‬ ‫اضافة الى ان من تعاون مع اجليش السوري‬ ‫وجهازه االمني‪ ،‬فامنا كان يقوم مبهامه مع جيش‬

‫شرعي باعتراف كل احلكومات التي تعاقبت منذ‬ ‫قبل اتفاق الطائف وبعده‪.‬‬ ‫وهذه العملية اجلراحية‪ ،‬لم تنجح‪ ،‬الن قائد‬ ‫اجليش العماد ميشال سليمان لم يتجاوب مع‬ ‫مطالب الفريق احلاكم‪ ،‬الذي كان يسعى الى‬ ‫وضع يده على املؤسسة العسكرية وتغيير‬ ‫عقيدتها‪ ،‬وقد تنبهت لذلك املقاومة التي حذرت‬ ‫من املس بهذه املؤسسة الوطنية‪ ،‬ومنعت من‬ ‫حتقيق اهداف قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬التي ارتبطت‬


‫باملشروع االميركي كما تتهمها املعارضة التي‬ ‫تؤكد ان االدارة االميركية حاولت ان تأخذ اجليش‬ ‫من موقعه الذي رسم له بعد اتفاق الطائف‪،‬‬ ‫ومن خالل ممارسته‪ ،‬كداعم ومؤيد للمقاومة‪،‬‬ ‫الى جيش يقف ضدها‪ ،‬وهو ما رفضه العماد‬ ‫سليمان‪ ،‬حيث دفع اجليش عشرات الشهداء في‬ ‫اثناء العدوان االسرائيلي على لبنان صيف ‪.2006‬‬ ‫وكان املطلوب للجيش اميركياً‪ ،‬ان يتم‬ ‫تسليحه‪ ،‬ليقف بوجه املقاومة‪ ،‬ويعمل على‬ ‫نزع سالحها ومحاصرة حركتها‪ ،‬وحتجيم دورها‪،‬‬ ‫وإلغاء قوتها العسكرية ودورها االمني‪ ،‬بإزالة ما‬ ‫يدعيه حلفاء اميركا في لبنان «املربعات االمنية»‬ ‫وشبكة االتصاالت‪ ،‬ومراقبة املطار واملرافئ‪،‬‬ ‫واستقدام السالح من خارج الشرعية اللبنانية‪.‬‬ ‫كل هذه االتهامات التي يجري ترويجها ضد‬ ‫املقاومة‪ ،‬تخدم اسرائيل ومشروعها التوسعي‬ ‫في املنطقة ومنها لبنان التي لها اطماع فيه‪،‬‬ ‫من مياهه الى ارضه ودوره‪ ،‬وقد وقفت املقاومة‬ ‫في كل مكوناتها السياسية واحلزبية ضد هذا‬ ‫املشروع ومنعت من حتقيقه‪ ،‬وهزمته عسكريا ً‬ ‫وسياسيا ً وامنياً‪ ،‬فلم يتمكن هذا املشروع من‬ ‫ان يوصل عمالءه الى احلكم‪ ،‬من خالل احتالله‬ ‫للبنان‪ ،‬وعندما بدأت املقاومة تواجه قوات‬ ‫االحتالل االسرائيلي‪ ،‬سقط احلكم الذي اقامه‬ ‫العدو االسرائيلي وبدأ تراجع املشروع االسرائيلي‬ ‫الى ان انهزم في عام ‪ ،2000‬ثم في العام ‪.2006‬‬ ‫انهزام املشروع االسرائيلي‪ ،‬دفع باالدارة‬ ‫االميركية الى ان تتوجه الى الداخل اللبناني‪ ،‬من‬ ‫اجل ان تعيد احياءه عبر سلطة سياسية لها‬ ‫قوة عسكرية وامنية تستند اليها‪ ،‬اي محاولة‬ ‫اعادة انتاج ما حصل بعد االجتياح االسرائيلي‬ ‫عام ‪ ،1982‬وهذا ما حاولت ان تقيمه بعد خروج‬ ‫«القوات السورية» من لبنان وما سمي بـ»ثورة‬ ‫االرز»‪ ،‬التي اخذت على عاتقها تطبيق القرار‬ ‫‪ ،1559‬ونزع سالح املقاومة‪ ،‬فعندما فشلت في‬ ‫نزعه عبر احلوار‪ ،‬ومن ثم في العدوان االسرائيلي‪،‬‬ ‫فان اخلطة اجلديدة ستكون عبر القوى العسكرية‬ ‫واألمنية اللبنانية‪ ،‬وقد وضعت وزارة الدفاع‬ ‫االميركية برنامجا ً ملساعدات للجيش اللبناني‪،‬‬ ‫وقد اقر الكونغرس االميركي لتجهيزه مبلغ ‪281‬‬ ‫مليون دوالر اميركي ‪ ،‬وكذلك اقر مبلغ ‪ 50‬مليون‬ ‫دوالر اميركي لقوى االمن الداخلي‪.‬‬ ‫هذه املساعدات جرى التنسيق مع وزير‬ ‫الدفاع الياس املر حولها‪ ،‬ال سيما بعد احداث‬ ‫مخيم نهر البارد‪ ،‬والصمود الذي اظهره اجليش‬ ‫اللبناني بوجه العصابات املسلحة‪ ،‬التي اتخذت‬ ‫اسم «فتح االسالم»‪ ،‬وضمت عناصر اسالمية‬ ‫اصولية من دول مختلفة عربية واجنبية‪ ،‬ومن‬ ‫ثم جناحه في القضاء على هذه العصابات‪ ،‬لكن‬ ‫اجليش واجه نقصا ً في التجهيز مما ابطأ عملياته‬ ‫العسكرية واحلسم السريع وامتدت املعارك ثالثة‬ ‫اشهر سقط للجيش فيها حوالى ‪ 175‬شهيدا‬ ‫وعشرات اجلرحى‪ ،‬وهو ما دفع بالواليات املتحدة‬ ‫االميركية‪ ،‬الى دراسة النقص الذي يواجه اجليش‬ ‫اللبناني‪ ،‬ال سيما في املروحيات املقاتلة اجملهزة‬

‫بقواعد الطالق صواريخ‪ ،‬والدبابات‪ ،‬وهذا السالح‬ ‫يستخدم للداخل اكثر منه ملواجهة العدو‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬حيث حاجة لبنان الى طائرات حربية‬ ‫مقاتلة‪ ،‬والى صواريخ ارض جو ملواجهة غارات‬ ‫الطيران االسرائيلي‪ ،‬وهذه نقطة ضعف للبنان‪،‬‬ ‫ظهرت في عدوان متوز األخير وفي اعتداءات‬ ‫سابقة‪ ،‬وكان لبنان منذ الستينيات يطالب‬ ‫بأن تكون لديه شبكة صواريخ لصد الغارات‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬اضافة الى اقامة مواقع للرادارات‬ ‫لكشف الطائرات املغيرة‪.‬‬ ‫فتسليح اجليش من قبل االدارة االميركية‪ ،‬بدأ‬ ‫يطرح اسئلة عن الدور الذي يريدونه له‪ ،‬ويتبني من‬ ‫خالل نوعية السالح املطروح واملساعدة املقدمة‪،‬‬ ‫انه يجري اعداد اجليش لدور داخلي اوالً‪ ،‬ضد‬

‫نصرهللا‬ ‫حذر من‬ ‫تحضيره‬ ‫لوضعه‬ ‫في مواجهة‬ ‫المقاومة‬

‫املقاومة‪ ،‬ثم ملواجهة احلركات االصولية ضمن‬ ‫احلرب على «االرهاب»‪ ،‬كما تدعي اميركا‪ ،‬التي‬ ‫كانت ترغب ان تقوم حكومة فؤاد السنيورة بذلك‪،‬‬ ‫لكن لم تتمكن بسبب موازين القوى الداخلية‬ ‫التي تقف ضد هذا التوجه‪ ،‬حيث يخشى انقسام‬ ‫اجليش وانفراطه‪ ،‬في حال اصطدم باملقاومة‪.‬‬ ‫لذلك توجهت االدارة االميركية الى جتهيز‬ ‫قوى االمن الداخلي‪ ،‬وفرع املعلومات فيها‪ ،‬الن‬ ‫هذه املؤسسة تخضع لقوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬لكن‬ ‫لم يحصل ما تريده الن التوازنات السياسية‪ ،‬ال‬ ‫ميكنها ان تسمح لفريق ان يأخذ مؤسسة امنية‬ ‫في اجتاه يخالف طبيعة التكوين السياسي‬ ‫والطائفي للبنان‪.‬‬ ‫وبعد انتخاب العماد ميشال سليمان‪ ،‬حتاول‬ ‫االدارة االميركية عبر الوزير الياس املر الذي يقال انه‬ ‫فتح طريق سليمان الى القصر اجلمهوري‪ ،‬بعد ان‬ ‫امن له التأييد االميركي‪ ،‬الذي كان يضع فيتو على‬ ‫ّ‬ ‫اسمه ‪ ،‬النه متهم منذ كان قائدا للجيش بأنه مع‬ ‫املقاومة وسوريا‪ ،‬فسقط االعتراض االميركي‪ ،‬وهذا‬ ‫ما وضع عالمات استفهام حول متسك سليمان‬ ‫باملر وزيرا ً للدفاع واصرار اميركي عليه‪ ،‬حيث مت ربط‬ ‫ذلك بالدور الذي يقوم به املر مع االدارة االميركية‬ ‫لتسليح اجليش وقد وضعت املعارضة «فيتو» على‬ ‫اسم املر لوزارة الدفاع‪ ،‬خشية ان يكون ثمة صفقة‬ ‫متت تتعلق بدور مستقبلي للمؤسسة العسكرية‬ ‫في الداخل اللبناني وحتديدا ً ضد املقاومة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ترك االمني العام «حلزب اهلل» السيد حسن نصراهلل‬ ‫يحذر من وضع اجليش في مواجهة املقاومة‪ ،‬وقد‬ ‫وصلت الرسالة الى من يعمل بهذا االجتاه‪ ،‬ان‬ ‫ال يخطئ في حرف اجليش عن املهام التي كان‬ ‫فيها خالل السنوات املاضية‪ ،‬وادخاله في الصراع‬ ‫الداخلي‪ ،‬حيث ينهار فوراً‪ ،‬وهذا ما تلمسه الرئيس‬ ‫اميل حلود عندما كان قائدا ً للجيش ولم يقبل زج‬ ‫اجليش ضد املقاومة‪ ،‬كما لم يوافق العماد ميشال‬ ‫سليمان وضع اجليش مبواجهة املعارضة عندما‬ ‫كانت في ‪ 14‬آذار‪ ،‬او عندما اصبحت في ‪ 8‬آذار‪.‬‬ ‫وتتوقع اوساط سياسية‪ ،‬ان العماد سليمان‬ ‫من موقعه في رئاسة اجلمهورية لن يغير موقفه‪،‬‬ ‫وسيصدم االدارة االميركية ويفشل مخططها‪.‬‬

‫انطوان خيراهلل‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪49‬‬


‫حتقيق‬

‫رئيس المنتدى القومي العربي د‪ .‬محمد المجذوب‪:‬‬ ‫موقف مجلس األمن الدولي من المزارع‬ ‫مخالف للقواعد المستقرة في القانون الدولي العام‬ ‫اجلنوب اللبناني هو خط متاس التاريخ واجلغرافيا مع القضية الفلسطينية‬ ‫وأزمة الشرق األوسط‪ ،‬ورغم أن مسؤولي الكيان الصهيوني يصرحون‬ ‫باستمرار أن ليست لديهم أية أطماع في األراضي اللبنانية‪ ،‬فإن املمارسات‬ ‫واالحتالل والعدوان يثبت عكس ذلك‪.‬‬ ‫وبالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على دحر قوات االحتالل‬ ‫االسرائيلي من القسم األعظم من جنوب لبنان‪ ،‬إالّ أن اجلدل احمللي واإلقليمي‬ ‫والدولي حول الوضع اجلديد الذي ّ‬ ‫حل على لبنان بعد استعادة القسم األكبر‬ ‫من األراضي احملتلة‪ ،‬ال يزال يطرح في سياق الصراع العربي ‪ -‬االسرائيلي‪،‬‬ ‫وذلك ألسباب عدة ال حصر لها ومتداخلة فيما بينها‪ ،‬أهمها وأبرزها بقاء‬ ‫جزء من األرض اللبنانية أسير االحتالل في تالل كفرشوبا ومزارع شبعا التي‬ ‫يكتف بذلك بل عمد الى‬ ‫استولى عليها العدو الصهيوني عام ‪ ،1967‬ولم‬ ‫ِ‬ ‫طرد سكانها وح ّولها الى منطقة عسكرية‪ ،‬فضالً عن اإلشكاليات الناجمة‬ ‫عن الطريقة التي جرى فيها ترسيم احلدود عام ‪ 2000‬من جانب األمم املتحدة‬ ‫والتي ُعرِفت يومذاك بـ “خط الرسن” أو “اخلط األزرق” والتي كانت موضع‬ ‫حتفظات لبنانية جدية تتصل بالسيادة اللبنانية باعتبارها خطا ً وهميا ً‬ ‫حتاول األمم املتحدة وفريقها جعله أمرا ً واقعا ً يرسم احلدود الفاصلة بني لبنان‬ ‫واسرائيل في مرحلة ما بعد االحتالل‪ ،‬إضافة الى بقاء لبنان وب ّره وبحره‬ ‫محتالً مش ّرع ّا على اخلروقات واالعتداءات االسرائيلية‪ ،‬ما جعل سيادته‬ ‫الوطنية عرضة لالستباحة في كل حلظة‪.‬‬ ‫غير أن هذه األسباب لم تكن مجرد أعراض‪ ،‬والذي جعل لبنان محصنا ً‬ ‫ضد حرب “اسرائيلية” غايتها قلب موازين ما بعد التحرير أو الثأر لهزمية‬ ‫قوات االحتالل بعد حرب متوز ‪ 2006‬أو حترير كل األسرى واملعتقلني العرب‬ ‫والفلسطينيني من السجون االسرائيلية‪ ،‬مبا فيهم عميد احملررين سمير‬ ‫ّ‬ ‫شكلتها املقاومة‬ ‫القنطار‪ ،‬يكمن في معادلة الردع واملواجهة التي‬ ‫اإلسالمية في إطار االستراتيجية الوطنية اللبنانية الشاملة‪.‬‬ ‫وتثبت عودة اجلدل حول املقاومة وسالحها في األسابيع املنصرمة إضافة‬ ‫الى اجلدل حول مصير لبنان وسيادته في فضاء الصراع العربي ‪ -‬االسرائيلي‬ ‫محمالً على صهوة القرار‬ ‫الى دائرة غير مسبوقة‪ ،‬غير أنه هذه املرة جاء‬ ‫ّ‬ ‫الدولي رقم ‪ ،1559‬حيث ذهبت التفسيرات األميركية ‪ -‬الصهيونية الى‬ ‫توظيفه بصورة أساسية ضمن دائرة السجال احملتدم حول نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬مثلما جرى توظيف بنوده األخرى في االجتاه الذي يفك ارتباط لبنان‬ ‫مبحيطه القومي عبر دمى داخلية يح ّركها املشروع األميركي ‪ -‬الصهيوني‬ ‫وفق مآربه ومصاحله اخلاصة‪ ،‬ممهدا ً الطريق لنظام سياسي لبناني يصبح‬ ‫معه عقد اتفاقية سالم مع اسرائيل أمرا ً بديهياً‪.‬‬ ‫وهذا ما أعاد السجال اليوم حول قضية مزارع شبعا التي ترتبط بعروة‬ ‫وثقى مع مصير سالح املقاومة‪ ،‬حيث تطرح‬ ‫ساحات شاسعة من التشكيك بلبنانيتها‪،‬‬ ‫بالرغم من خطاب رئيس اجلمهورية األسبق‬ ‫إميل حلود الذي جاء واضحا ً حني اعتبر أن‬ ‫مزارع شبعا هي أرض لبنانية ال تزال حتت‬ ‫االحتالل وأن لبنان سيواصل العمل من أجل‬ ‫استعادتها بالوسائل كافة‪ ،‬مبا فيها سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬إضافة الى إقرار واعتراف سوريا‬ ‫تقدم به ممثل‬ ‫بلبنانية هذه املزارع عبر كتاب ّ‬ ‫سوريا في األمم املتحدة السفير مخايل وهبه‬ ‫في أواسط تشرين الثاني من العام ‪ 2000‬حول‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪50‬‬

‫جزء من مزارع شبعا‬ ‫مزارع شبعا مطالبا ً اجملتمع الدولي بالعمل على إخراج االحتالل االسرائيلي‬ ‫منها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من انصرام أعوام عدة على هذا الطرح السياسي والقانوني‪،‬‬ ‫ال يزال املنطق الدولي على حاله‪ ،‬األمر الذي أفسح اجملال أمام عودة التسييس‬ ‫االسرائيلي للقضية وتوظيفها تبعا ً للتحوالت التي عصفت بلبنان واملنطقة‬ ‫بعد صدور القرار ‪ 1559‬في العام ‪ ،2004‬ما يلفت النظر الى أن اسرائيل‬ ‫تسعى الى توظيف مزارع شبعا في سياق أي تسوية مفترضة مع سوريا‪،‬‬ ‫بحيث أن احلرص على بقاء هذا اجلزء حتت سلطة االحتالل يكمن في إبقاء‬ ‫خيط وصل تفاوضي مع احلكومة اللبنانية يفتح على قضايا أساسية مثل‬ ‫معاهدة السالم والتطبيع واملياه والترتيبات األمنية وسواها‪ ،‬هذا باإلضافة‬ ‫الى هدف آخر قوامه حتويل هذه املزارع الواقعة على مثلث احلدود املشتركة‬ ‫اللبنانية – الفلسطينية ‪ -‬السورية الى مجال جيوسياسي وأمني للضغط‬ ‫على سوريا‪ .‬ومع تصاعد وتيرة البحث عن وسيلة لوضع حزب اهلل أمام‬ ‫حقائق جديدة تبرر نزع سالحه وتسهيل هذه املهمة على الرئيس اللبناني‬ ‫املنتخب سليمان الذي من املفترض أن يشرف على احلوار الوطني املنتظر‬ ‫بدؤه بعد نيل احلكومة العتيدة الثقة وفق بنود اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫ويتزايد احلديث اليوم دوليا ً وأميركيا ً واسرائيليا ً عن احتمال امكان انسحاب‬ ‫اسرائيل من مزارع شبعا احملتلة ووضعها حتت الوصاية الدولية تطبيقا ً‬ ‫للقرار ‪ ،1701‬الذي ُطرِح إبان حرب متوز ‪2006‬‬ ‫بالرغم من رفضها القاطع آنذاك باعتبارها أن‬ ‫أي انسحابات جديدة بعد هزميتها العسكرية‬ ‫أمام حزب اهلل سيعطي الفرصة له لتوظيف‬ ‫مثل هذه اخلطوة ملصلحته وليستخدمها في‬ ‫حربه اإلعالمية لكسب املزيد من األنصار في‬ ‫الساحات العربية واالسالمية التي اعتبرها‬ ‫حزب اهلل مؤامرة تستهدف سالحه من قبل‬ ‫املشروع األميركي الذي متثله وزيرة اخلارجية‬ ‫األميركية كوندليزا رايس خالل زيارتها األخيرة‬ ‫ثم تبعها في ذلك وزير‬ ‫الى العاصمة بيروت‪ّ ،‬‬


‫اخلارجية البريطانية ديفيد ميليباند‪.‬‬ ‫وقد أثارت هذه املبادرة لدى أوساط كثيرة لبنانية وعربية ودولية تساؤالت‬ ‫مشككة حول مدى جديتها وفرص جناحها ومدى أفقها السياسي في ظل‬ ‫الواقع املغاير الذي عاشته املنطقة من خالل تبلور متغيرات مهمة ال س ّيما‬ ‫عودة املفاوضات غير املباشرة بني سوريا واسرائيل بوساطة تركية‪ ،‬واقتناع‬ ‫اإلدارة األميركية التي سترحل بضرورة أن تعمل في هذا االجتاه العتقادها‬ ‫بأن مثل هذا االنسحاب س ُيضعف املقاومة االسالمية ويعزز مكانة القوى‬ ‫الدميوقراطية لتمهيد الطريق أمام الرئيس التوافقي للبحث في آليات جعل‬ ‫هذا السالح‪ ،‬حتت تص ّرف اجليش في إطار االستراتيجية الدفاعية التي ينبغي‬ ‫وضعها باتفاق جميع األطراف اللبنانية‪.‬‬ ‫كل هذه التساؤالت والشكوك كانت محور لقائنا مع رئيس املنتدى‬ ‫القومي العربي الدكتور محمد اجملذوب في حوار هذا نصه‪:‬‬ ‫ما هي هوية مزارع شبعا‪ :‬سورية أم لبنانية؟ وكم تبلغ حصة ّ‬ ‫كل من‬ ‫البلدين؟‬ ‫التقسيمات السياسية واالدارية الراهنة فرضت على املنطقة‪ ،‬في نهاية‬ ‫احلرب العاملية االولى‪ ،‬بعد انهيار االمبراطورية العثمانية وانشاء ثالث دول‬ ‫(سوريا ولبنان وفلسطني) حتت االنتدابني الفرنسي والبريطاني‪ .‬ومشكلة‬ ‫منطقة مزارع شبعا انها تقع على احلدود املشتركة بني الدول الثالث‪ ،‬وانها‬ ‫مالصقة لهضبة اجلوالن‪ ،‬وانها غنية باملياه وانها تتمتع مبوقع استراتيجي‬ ‫بالنسبة الى اجلنوب اللبناني والشمال الفلسطيني‪.‬‬ ‫وفي حرب العام ‪ ،1967‬احتلت اسرائيل هذه املزارع وما حولها‪ ،‬كما‬ ‫احتلت غيرها من االراضي العربية في مصر واالردن‪ ،‬واعتبرتها بعد صدور‬ ‫قرار مجلس االمن الدولي‪ ،‬الرقم ‪ ،242‬ارضا ً سورية يرتبط مصيرها مبصير‬ ‫منطقة اجلوالن السورية‪.‬‬ ‫ومع ان لبنان كان يؤكد دوما ً الهوية اللبنانية للمزارع‪ ،‬فانه لم يتخذ منذ‬ ‫العام ‪ ،1967‬اي تدبير ولم يقدم اي شكوى الى اجلهات اخملتصة‪ ،‬للمطالبة‬ ‫باستعادة هذه املزارع‪ .‬ولم تتن ّبه السلطات اللبنانية الى هذا االمر االّ بعد‬ ‫اكراه اسرائيل في العام ‪ ،2000‬وبفضل حزب اهلل على االنسحاب من معظم‬ ‫االراضي اللبنانية احملتلة في اجلنوب‪.‬‬ ‫وتأزم الوضع بعد فشل العدوان االسرائيلي في العام ‪ ،2006‬وادعاء العدو‬ ‫بأن مزارع شبعا سورية وتخضع آللية تنفيذ القرار ‪ ،242‬وكان الغرض من‬ ‫ذلك اثارة اخلالف بني سوريا ولبنان حول ملكية املزارع‪ .‬ولكن املسؤولني‬ ‫السوريني سارعوا الى اإلقرار بان تلك املنطقة هي ارض لبنانية‪.‬‬ ‫فالرئيس السوري اكد في ‪“ 2000/10/12‬ان مزارع شبعا لبنانية‪ ،‬ومن حق‬ ‫الشعب اللبناني ان يناضل ضد محتليها االسرائيليني”‪ .‬وفي ‪،2003/12/1‬‬ ‫صرح لصحيفة “نيويورك تاميز” بان املزارع “لبنانية وليست سورية”‪ .‬وفي‬ ‫‪ ،2005/11/29‬قال وزير اخلارجية السورية االسبق امام قمة (يورو ميد) في‬ ‫برشلونة “ان مزارع شبعا لبنانية” وفي ‪ ،2006/8/7‬أدلى وزير اخلارجية السورية‬ ‫احلالي بتصريح اكد فيه لبنانية املزارع‪.‬‬ ‫واملؤسف ان احلكومة اللبنانية لم حتتج رسميا ً على احتالل اسرائيل‬ ‫ملنطقة مزارع شبعا في حرب العام ‪ ،1967‬ولم تعترض بعد ذلك باالسم‬ ‫على موضوع املزارع في العام ‪ ،2000‬في رسالتها الرسمية الى االمم املتحدة‬ ‫التي قالت فيها ان اخلط االزرق الذي رسمته املنظمة الدولية مقبول عموماً‪،‬‬ ‫وذلك دون اية اشارة واضحة الى املزارع‪.‬‬ ‫واملؤسف ايضا ً ان مجلس االمن الدولي لم‬ ‫نب‪ ،‬في قراره ‪ ،1701‬الصادر في ‪،2006/8/11‬‬ ‫يت ّ‬ ‫اإلقرار السوري بامللكية اللبنانية للمزارع‪.‬‬ ‫لقد اكتفى في ديباجة القرار باعتبار مزارع‬ ‫شبعا من “مناطق احلدود املتنازع عليها او غير‬ ‫املؤكد”‪ .‬ويعتبر موقفه من هذه املسألة مخالفا ً‬ ‫للقواعد املستقرة في القانون الدولي العام‪،‬‬ ‫فملكية املزارع ليست موضع نزاع‪ ،‬واسرائيل‬ ‫لم تزعم يوما ً ان املزارع جزء من ارضها‪ ،‬وسوريا‬ ‫اقرت‪ ،‬بشكل صريح وواضح‪ ،‬بلبنان ّيتها وهذا‬ ‫عد تصرفا ً رسميا ً ملزما ً لها لقد كان‬ ‫االقرار ي ُ ّ‬

‫الدكتور محمد اجملذوب ‪ :‬الوصاية انتهاك للسيادة‬ ‫على مجلس االمن االعتداد بهذا االقرار‪ ،‬واستلهام االجتهاد الدولي في هذا‬ ‫الصدد والزام اسرائيل باالنسحاب من املزارع‪.‬‬

‫التصريحات العلنية ملزمة ملصدرها‬ ‫ما هو هذا االجتهاد الدولي الذي تشيرون اليه؟‬ ‫هو اجتهاد محكمة العدل الدولية‪ ،‬فقد اكد القضاء الدولي بعد احلرب‬ ‫العاملية الثانية القوة االلزامية للتصرفات الصادرة عن االرادة املنفردة‪ ،‬وذلك‬ ‫في احلكم الذي اصدرته محكمة نورمبرغ حملاكمة كبار اجملرمني النازيني‪،‬‬ ‫واشارت فيه الى ان املانيا التزمت تصريحات حكومتها حول “احترام سالمة‬ ‫وحرية بعض الدول‪ ،‬مثل هولندا وبلجيكا‪ ،‬اال ان انتهاكها لهذه االلتزامات‬ ‫جاء مخالفا ً لقواعد القانون الدولي”‪.‬‬ ‫وفي احلكمني الصادرين عن محكمة العدل الدولية‪ ،‬في ‪ ،1974/12/20‬في‬ ‫قض ّيتي التجارب النووية (استراليا ضد فرنسا‪ ،‬ونيوزيلندا ضد فرنسا) اكدت‬ ‫احملكمة ان التصريحات العلنية التي صدرت عن احلكومة الفرنسية ووعدت‬ ‫فيها بوقف التجارب الذرية الفرنسية في جنوب احمليط الهادي تعتبر ملزمة‬ ‫لفرنسا‪.‬‬ ‫إثارة املسألة إلرباك احلكم وتأزمي العالقات مع‬ ‫سوريا‬ ‫ما اهداف اثارة ملف مزارع شبعا في الوقت‬ ‫الراهن وبالتزامن مع العهد الرئاسي اجلديد؟‬ ‫الهدف الرئيسي يكمن في ارباك احلكم في‬ ‫عهده اجلديد‪ ،‬واثارة اخلالفات الداخلية‪ ،‬وتأزمي‬ ‫العالقات مع سوريا‪ ،‬مع ان املسؤولني في هذه‬ ‫الدولة قد اقروا واعترفوا وصرحوا مرارا ً بان املزارع‬ ‫لبنانية‪ .‬وكان على احلكومة اللبنانية ان تتسلح‬ ‫باملوقف السوري الصريح وتتخذ االجراءات‬ ‫داخليا ً وخارجياً‪ ،‬الثبات هذه امللكية في سجالت‬ ‫االمم املتحدة ووضع حد لهذه املشكلة‪.‬‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪51‬‬


‫حتقيق‬ ‫وفي البحث عن االسباب واالهداف ال نستبعد النية السيئة واملبنية‬ ‫الحراج حزب اهلل وتصويره امام الرأي العام العربي املبهور بانتصاراته بانه‬ ‫عاجز عن حترير مزارع شبعا‪ ،‬وبأن تصريحاته عن التحرير ليست سوى مزاعم‬ ‫او معارك كالمية‪.‬‬ ‫الوصاية الدولية تآمر على السيادة اللبنانية‬ ‫هل طرح وضع مزارع شبعا حتت الوصاية الدولية حالة شرعية في‬ ‫القانون الدولي؟‬ ‫طرح هذا املوضوع يدخل في خانة التآمر على السيادة اللبنانية‪ .‬ان‬ ‫الوصاية الدولية هي من مهام االمم املتحدة التي نصت في ميثاقها على‬ ‫انشاء مجلس الوصاية لتستعني به اللغاء االستعمار مبفهومه القدمي‪.‬‬ ‫وكان لنظام الوصاية‪ ،‬بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ما يبرره‪ ،‬وكانت مهمته‬ ‫حتويل املستعمرات وما شابهها من امالك خاصة تخضع بال رقيب‪،‬‬ ‫الستغالل بعض الدول‪ ،‬الى امالك عامة تخضع لرقابة دولية‪.‬‬ ‫ونشير الى ان الدول احلليفة قررت في نهاية احلرب العاملية االولى‬ ‫تصفية ممتلكات االمبراطوريتني االملانية والعثمانية عن طريق وضعها‬ ‫حتت االنتداب‪ .‬وفي نهاية احلرب العاملية الثانية فكر احللفاء في استبدال‬ ‫نظام االنتداب بنظام آخر يتالءم واملبادئ التحررية التي نادت بها االمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬فأنشأوا نظام الوصاية الدولية‪ ،‬واخضعوا بعض املستعمرات‬ ‫القدمية لهذا النظام (مثل ليبيا والصومال وارتيريا) قبل منحها‬ ‫االستقالل‪.‬‬ ‫وزال نظام الوصاية اليوم ولم تعد هناك تقريبا ً أقاليم خاضعة‬ ‫للوصاية الدولية‪ .‬وال نذكر ان االمم املتحدة اقدمت بعد استقالل االقاليم‬ ‫التي خضعت للوصاية‪ ،‬على وضع اقاليم جديدة‪ ،‬او على اقتطاع مناطق‬ ‫تخضع لسيادة دولة ما واخضاعها لنظام الوصاية الدولية‪.‬‬ ‫ولو س ّلمنا جدال ً بأن مزارع شبعا قابلة او مؤهلة لوضعها حتت الوصاية‬ ‫الدولية‪ ،‬فان هذا االمر ال ميكن ان يتم اال برضى الدولة اللبنانية وبإبرام‬ ‫اتفاقية بني لبنان واالمم املتحدة‪ .‬ولو افترضنا ان لبنان وافق على مشروع‬ ‫من هذا النوع فإنه يكون قد تخلى عن مقومات سيادته واستقالله‬ ‫ّ‬ ‫محتل من أراضيه‪.‬‬ ‫ومطالبه باستعادة جزء‬ ‫والوصاية الدولية إللغاء دور املقاومة‬ ‫هل وضع مزارع شبعا حتت الوصاية الدولية ميهد النحسار دور‬ ‫املقاومة وانخراط سالحها ضمن استراتيجية دفاعية رسمية للدولة‬ ‫اللبنانية ويؤدي إلى فتح باب املفاوضات املباشرة بني سوريا وإسرائيل‬ ‫وهذا ما تسعى إليه اليوم الدول املتحالفة مع اميركا؟‬ ‫الهدف من وضع املزارع حتت الوصاية الدولية هو اوالً‪ ،‬الغاء دور املقاومة‬ ‫في حترير هذه املنطقة احملتلة من ارض الوطن‪ ،‬وهو ثانيا ً توفير اسباب‬ ‫االمن والسالم للعدو االسرائيلي قرب احلدود اللبنانية‪.‬‬ ‫ونحن ال نرى عالقة مباشرة بني هذا االمر وانخراط سالح املقاومة في‬ ‫استراتيجية دفاعية رسمية للدولة او بني هذا االمر وفتح باب املفاوضات‬ ‫بني سوريا واسرائيل‪.‬‬ ‫ان املسألة اخلاصة مبزارع شبعا ستتمحور دائما ً حول التساؤل اآلتي‪:‬‬ ‫هل املزارع ارض لبنانية؟ اذا كان اجلواب بااليجاب كان على دول العالم‪ ،‬وال‬ ‫سيما االمم املتحدة ان تعمل على اعادتها الى مالكها‪ .‬وعليها في حال‬ ‫العجز عن اعادتها الى لبنان‪ ،‬ان تق ّر بشرعية املقاومة واستعمال السالح‬ ‫العادتها‪ ،‬وفقا ًَ ملبدأ حق الدفاع املشروع الذي يباركه ميثاق االمم املتحدة‬ ‫في املادة ‪.51‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪52‬‬

‫رتبت «سايكس بيكو» بضاعة‬ ‫فاسدة كثيرة للعابثين الكيانين‬ ‫ما هي مدة الوصاية الدولية؟‬ ‫ليست للوصاية الدولية مبدئيا ً مدة محددة‪ .‬ولكن ذلك ال يحول دون‬ ‫قيام مجلس االمن الدولي بتحديد مدة معينة‪ .‬وهذا ما فعله بالنسبة‬ ‫الى الوصاية على ليبيا والصومال وغيرهما من االقاليم االفريقية‪ .‬ونكرر‬ ‫بان مزارع شبعا لن توضع حتت الوصاية الدولية اال باللجوء الى القوة ضد‬ ‫ارادة الشعب اللبناني‪.‬‬ ‫هل ستؤدي الوصاية الى فتح املفاوضات مع الكيان الصهيوني‬ ‫وفق اجلدل املطروح سابقاً وفق االرض مقابل السالم؟ وما الضمانات‬ ‫اللتزام اسرائيل بذلك؟‬ ‫ال عالقة بني فكرة الوصاية والدخول في مفاوضات مع العدو واجلدل‬ ‫حول شعار (االرض مقابل السالم)‪ .‬يقسم بالضبابية واخلداع والالمنطق‬ ‫فما معنى‪ :‬األرض مقابل السالم؟ وما هي االرض التي سيتنازل عنها‬ ‫العرب للعدو للحصول على السالم؟ أال يرفع العدو شعار‪“ :‬حدودك يا‬ ‫اسرائيل من الفرات الى النيل”‪ .‬وما هو مضمون السالم الذي يجب ان‬ ‫يسود بعد التنازل عن االرض؟ ومن قال بأن اسرائيل واسيادها يسعون‬ ‫الستتباب السالم في املنطقة العربية؟ وهل العقيدة الصهيونية‬ ‫القائمة على العنف والتشريد والتطهير والتوسع جاهزة لاللتزام‬ ‫بالسالم؟‬

‫ال معارض النتشار اجليش‬ ‫القرار ‪ 1701‬ينص على انتشار اجليش مبؤازرة القوات الدولية‪ ،‬فلماذا ال‬ ‫ينتشر اجليش في مزارع شبعا اذا انسحبت منها إسرائيل؟‬ ‫ليس هناك بني اللبنانيني معارض واحد النتشار اجليش‬ ‫اللبناني في مزارع شبعا اذا انسحبت منها اسرائيل‪ .‬إن‬ ‫هذا اجليش منتشر في اجلنوب واملزارع جزء من اجلنوب‪.‬‬ ‫وباستطاعته االنتشار في املزارع دون مؤازرة القوات الدولية‬ ‫وسيلقى عندها ترحيبا ً حارا ً من السكان وجيشنا الباسل‬ ‫يتمتع اليوم لبنانيا ً وعربيا ً ودوليا ً بسمعة طيبة ومكانة‬ ‫وطنية رفيعة ويتميز بتماسك وتالحم وصمود أمام األعاصير‬ ‫والفنت‪.‬‬

‫اعداد وحوار ‪ :‬ليديا أبو درغم‬


‫رايس أبلغت السنيورة تفريغ البيان الوزاري من المقاومة‬

‫قوة وطنية يحتاجها لبنان‬ ‫في غياب استراتيجية دفاعية‬ ‫لم تكن املفاجأة في ان يأخذ البيان‬ ‫الوزاري للحكومة‪ ،‬هذا الوقت من‬ ‫التأخير بسبب فقرة تتعلق باملقاومة‪،‬‬ ‫الن رئيس احلكومة وبعض الوزراء من‬ ‫حلفائه في قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬كانوا‬ ‫ينتظرون حلظة صياغة هذا البيان‪،‬‬ ‫لينتقموا من املقاومة وسالحها‬ ‫الذي يعتبرون انه ُج ّرب توظيفه في‬ ‫الداخل‪ ،‬في احداث ايار املاضي‪ ،‬وادى‬ ‫ذلك الى حصول حتول في موازين‬ ‫القوى السياسية‪ ،‬ومتكنت املعارضة‬ ‫من حتقيق شروطها‪.‬‬ ‫هذا االستغالل من قبل السنيورة جلنة البيان الوزاري‬ ‫لالحداث االخيرة‪ ،‬التي حصلت كرد ونتيجة على قراري احلكومة ضد‬ ‫املقاومة وسالح اتصاالتها ‪،‬وقد عادت احلكومة السابقة عنهما‪ ،‬ولم يكن‬ ‫التحرك العسكري الذي قامت به املعارضة «دراماتيكياً» اذ ان كل العملية‬ ‫لم تستغرق سوى ثالث ساعات في بيروت‪ ،‬حيث استسلم مقاتلو «تيار‬ ‫املستقبل» واالشتراكي بسرعة‪ ،‬بعد ان شعروا ان املعركة غير متوازنة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حصل في اجلبل ايضاً‪ ،‬حيث تسلم اجليش املراكز احلزبية والعسكرية‬ ‫لقوى املواالة‪ ،‬وعادت االمور طبيعية دون وقوع خسائر كبيرة‪.‬‬ ‫فسالح املقاومة موجود ومعترف به شرعيا ً من خالل اتفاق الطائف الذي‬ ‫تكرس موادا في الدستور‪ ،‬منذ عقود‪ ،‬ومت تكريسه سالحا للدفاع عن لبنان‬ ‫في «تفاهم نيسان» اثر احلرب االسرائيلية على لبنان في نيسان ‪ ،1996‬كما‬ ‫لم تسقطه احلكومات املتعاقبة من بياناتها الوزارية حتى بعد حترير اجلنوب‬ ‫في العام ‪ ،2000‬واكدت عليه احلكومة السابقة التي ترأسها فؤاد السنيورة‪،‬‬ ‫بأنه حق مشروع في الدفاع عن لبنان‪.‬‬ ‫واثبتت املقاومة انها حاجة ضرورية للبنان‪ ،‬كقوة ردع للعدو االسرائيلي‪،‬‬ ‫في غياب استراتيجية دفاعية دعا الى االسراع في احلوار حولها االمني العام‬ ‫«حلزب اهلل» السيد حسن نصر اهلل‪ ،‬وبدأ رئيس اجلمهورية العماد ميشال‬ ‫سليمان توجيه الدعوات للشخصيات التي متثلت في احلوار الذي دعا اليه‬ ‫الرئيس نبيه بري في مجلس النواب قبل اكثر من سنتني‪ ،‬وهي الشخصيات‬ ‫نفسها التي متت دعوتها الى مؤمتر احلوار في الدوحة وانتجت اتفاقا مت تنفيذ‬ ‫شقني منه هما انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية‬ ‫تأخرت في اجناز البيان الوزاري‪ ،‬بسبب رفض السنيورة ذكر املقاومة في البيان‬ ‫جلهة حاجة لبنان اليها لتحرير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا‬ ‫وتالل كفرشوبا‪ ،‬فهو يعتبر ان هذه مهمة الدولة وقواتها العسكرية وعمل‬ ‫دبلوماسيتها وتطبيق القرار ‪ 1701‬الذي ينص على حترير مزارع شبعا‪ ،‬وال‬ ‫يجوز ان يبقى سالح غير سالح الشرعية‪.‬‬ ‫هنا وقع اخلالف داخل جلنة صياغة البيان حيث طلب احد ممثلي املعارضة‬ ‫ادراج الفقرة التي وردت في البيان الوزاري للحكومة السابقة‪ ،‬وهو ما رفضه‬ ‫السنيورة ومعه وزراء «تيار املستقبل» و»القوات اللبنانية» والكتائب «و»قرنة‬ ‫شهوان»‪ ،‬بذريعة انه بعد صدور القرار ‪ 1701‬بفعل العدوان االسرائيلي في‬ ‫متوز ‪ ،2006‬تغيرت اشياء كثيرة‪ ،‬وبات اجليش في اجلنوب عند اخلط االزرق‬ ‫تسانده القوات الدولية‪ ،‬ولم يعد مسموحا ً وجود اسلحة ومسلحني او‬ ‫منظمات مسلحة‪.‬‬

‫على هذه اآلراء ترد املقاومة‪ ،‬بانها‬ ‫قوة للبنان ال ميكن التفريط بها‪ ،‬وهذا‬ ‫ما اكد عليه الرئيس بري‪ ،‬واعلن عنه‬ ‫بوضوح العماد ميشال عون‪ ،‬حيث‬ ‫اجمعت مواقف املعارضة على رفض‬ ‫التفريط باملقاومة‪ ،‬او االستسالم‬ ‫لشروط االدارة االميركية التي لم تكن‬ ‫مرتاحة أبدا ً لفوز املعارضة بالثلث‬ ‫الضامن داخل احلكومة والطالق‬ ‫سراح سمير القنطار الذي نددت به‬ ‫السفيرة االميركية املعينة في لبنان‬ ‫ميشال سيسون‪ ،‬التي اغاظها حترير‬ ‫االسرى من سجون العدو‪ ،‬وقد ارتبك‬ ‫حلفاؤها في لبنان الذين اضطروا الى التسليم بانتصار املقاومة واجنازاتها‪،‬‬ ‫فطلبت الدبلوماسية االميركية منهم التشدد من موضوع املقاومة في‬ ‫البيان الوزاري وعدم اعطاء شرعية لها‪ ،‬فهي بالتصنيف االميركي منظمة‬ ‫ارهابية‪ ،‬وهذا ما حصل‪ ،‬وجاء التأخير في البيان الوزاري حول حق املقاومة في‬ ‫الدفاع عن لبنان‪ ،‬وقد تدخل الرئيس بري لتدوير الزوايا واتفق مع النائب وليد‬ ‫جنبالط ان يتم ادراج فقرة البيان الوزاري السابق مع مضمون القرار ‪،1701‬‬ ‫وترضي هذه التسوية الطرفان‪ ،‬لتنطلق احلكومة الى العمل في ظل ازمات‬ ‫اقتصادية واجتماعية خانقة وتقدمي حلول لها‪ ،‬حيث جرى نقاش مستفيض‬ ‫في جلنة صياغة البيان الوزاري حول اخلصخصة ومؤمتر باريس – ‪ ،3‬والتوجه‬ ‫االقتصادي واالجتماعي للحكومة‪ ،‬اضافة الى ملف املهجرين وضرورة‬ ‫إقفاله‪ ،‬وتفعيل مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫وتبني من تقارير دبلوماسية‪ ،‬ان املماطلة التي يبديها الفريق احلاكم بشأن‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬مرتبطة باشارات اميركية‪ ،‬ان االمم املتحدة تتجه نحو وضع‬ ‫مزارع شبعا حتت وصايتها وال تعود هناك حاجة للمقاومة وسالحها وقد ابلغت‬ ‫رايس الرئيس السنيورة بهذا التوجه‪ ،‬وطلبت منه االصرار على ان يتضمن‬ ‫البيان الوزاري القرار ‪ 1701‬فقط‪ ،‬وهو ما طالب به ايضا ً سعد احلريري الذي‬ ‫تلقى توجيهات من السعودية‪ ،‬ان ال يتساهل مبوضوع املقاومة وسالحها‪ ،‬بعد‬ ‫ان سيطرت على بيروت وباتت متلك القرار داخل احلكومة‪ ،‬فتشدد في موقفه‬ ‫بعد ان كان مرنا ً في اعتماد صيغة البيان الوزاري السابق‪ ،‬وهدد عبر نواب من‬ ‫كتلته بعدم اعطاء احلكومة الثقة‪ ،‬كما شن نواب من ‪ 14‬شباط حملة تطالب‬ ‫بنزع سالح املقاومة قبل االنتخابات النيابية التي ال ميكن حصولها مع وجوده‪،‬‬ ‫وقد فسر بعض املراقبني هذا الطلب بانه محاولة لتعطيلها الن النتائج لن‬ ‫تكون ملصلحة االغلبية النيابية احلالية التي ستفقد السلطة‪ ،‬في حني ان‬ ‫االنتخابات السابقة حصلت عبر اربع دورات متتتالية منذ العام ‪ 1992‬وبوجود‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬الذي كانت في ظله تقوم ورشة االعمار ايضا ً وحترك االقتصاد‪.‬‬ ‫فسالح املقاومة هو قوة للبنان في السياسة واالقتصاد واالمن وردع‬ ‫اسرائيل‪ ،‬وسيكون دافعا ً للحكومة على انها متثل الوحدة الوطنية ليس‬ ‫شكال بجمع ممثلي االحزاب والقوى السياسية والطائفية‪ ،‬بل مبضمون ما‬ ‫حتمله من توجه سياسي‪ ،‬ومناخ وفاقي‪ ،‬ورؤية اقتصادية‪ ،‬وبرنامج اجتماعي‬ ‫وامنائي‪ ،‬ودليل اصالحي يعبر عنها بيان وزاري تكون ترجمته على االرض‬ ‫مبشاريع واجنازات‪.‬‬

‫علي شرف الدين‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪53‬‬


‫منبر لبناني ‪ /‬مقابلة‬ ‫حيث اللقاءات الطائفية ورعاياتها تمسك العصا من وسطها‬

‫إميل رحمة لـ«منبر التوحيد»‪« :‬اللقاء الوطني المسيحي»‬ ‫يرسخ المسيحيين في واقعهم الطبيعي العربي‬ ‫واحلكم والتوازن في االدارة واالمناء اضافة الى‬ ‫قضايا التجنيس والتوطني وعودة املهجرين‬ ‫واملفقودين في سوريا والالجئني الى اسرائيل‪.‬‬ ‫وطالب اللقاء باحترام الدستور اللبناني‬ ‫ومتتني صالحيات رئيس اجلمهورية ووضع نظام‬ ‫داخلي جمللس الوزراء حتدد فيه آليات وموجبات‬ ‫عمل السلطة التنفيذية اضافة الى إقرار قانون‬ ‫عادل لالنتخابات النيابية وفق ما اتفق عليه في‬ ‫مؤمتر الدوحة وتصحيح اخللل احلاصل في متثيل‬ ‫املسيحيني في احلكومة واإلدارة واملؤسسات‬ ‫األمنية والعسكرية‪.‬‬

‫إن تكامل التالقي والتواصل البشري في أي‬ ‫بلد من البلدان يفترض نوعا ً من احلوار والتفاعل‬ ‫والتكاتف للوصول الى حل شامل وعادل يتفق‬ ‫عليه اجلميع‪ ،‬وهذا ما افتقدناه في لبنان منذ‬ ‫فترة طويلة بسبب تعدد الطوائف واملذاهب‬ ‫وتالوينها وتعدد أحزابها وزعاماتها‪ ،‬فكان ال بد‬ ‫من ايجاد وثيقة تكامل وتواصل بني املواطنني‬ ‫جميعا ً بشكل عام‪ ،‬واملسيحيني بشكل خاص‪،‬‬ ‫بهدف إيجاد نوع من احلوار والتفاعل فيما‬ ‫بينهم‪ ،‬ما يقرب الطوائف من بعضها بعضا ً‬ ‫ويجعلها في بوتقة واحدة‪ ،‬ومصير وفكر موحد‬ ‫حتت لواء الوطن واملواطنية‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تضمنه نداء السينودوس من‬ ‫أجل لبنان واالرشاد الرسولي في‬ ‫محاولة لتوحيد أهداف املسيحيني‬ ‫والسعي للتالقي بينهم ومع‬ ‫اآلخرين إحيا ًء لدورهم ولرسالتهم‬ ‫في لبنان والشرق‪ ،‬بعد االنحرافات‬ ‫واملناخات اخلطرة السائدة اليوم‬ ‫في لبنان والتي باتت تهدده شعبا ً‬ ‫وكياناً‪ ،‬حاضرا ً ومستقبالً‪ ،‬ما ترتب‬ ‫على اللبنانيني عامة‪ ،‬واملسيحيني‬ ‫حتمل املسؤولية التاريخية‬ ‫خاصة‪ّ ،‬‬ ‫املترتبة عليهم‪.‬‬ ‫وانطالقا ً من هذه املسؤولية اللقاء املسيحي‬ ‫كان ال بد من مواجهة هذه الفترة‬ ‫كما شددت الوثيقة على “اعتبار التعايش‬ ‫الصعبة واملصيرية احملفوفة باخملاطر من خالل‬ ‫خلق نوع من احلوار البناء لتوحيد الصفوف والرؤية اإلسالمي املسيحي املدخل الطبيعي الى‬ ‫املستقبلية خاصة بعد انقسام املسيحيني الى املواطنية” مؤكدة ان لبنان يعتبر “فاقدا ً رسالته‬ ‫تيارات عدة‪ ،‬ينشب بينهم التناحر الداخلي‪ ،‬ومبرر وجوده إذا فقد أحد مكوناته من املسيحيني‬ ‫واالضطهاد الذي حل بهم عبر التاريخ‪ ،‬فيوحد او املسلمني”‪.‬‬ ‫واكدت الوثيقة كذلك على “احلريات وعلى‬ ‫يتم إالّ باحلوار‬ ‫األرض واملصير السياسي وهو أمر ال ّ‬ ‫مع اآلخرين من خالل الدميقراطية التوافقية دور لبنان في محيطه العربي والعالم وجتذره‬ ‫ضمن رؤية تقودهم مع الوقت الى الدميقراطية في الشرق وانفتاحه على الغرب وعلى دور‬ ‫مبعانيها السائدة في العالم‪ ،‬وهو ما رمت املسيحيني التاريخي والطليعي في معارك‬ ‫إليه الدعوة العامة جلميع األطياف واألحزاب االستقالل والسيادة واملقاومة وبناء الدولة‬ ‫والهيئات املسيحية الى ملتقى الرابع من متوز‪ ،‬وممارسة الدميوقراطية وصناعة التغيير”‪.‬‬ ‫واعلنت الوثيقة االلتزام بـ”االعالن العاملي‬ ‫اجلدية والصدقية‪ ،‬وما يبنى‬ ‫األمر الذي يكسبه ّ‬ ‫عليهما من آمال خاصة‪ ،‬وقد اظهرت الوثيقة حلقوق االنسان ومواثيق منظمة األمم املتحدة‬ ‫السياسية للقاء ان تأسيسه يأتي بهدف توحيد والعهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية‬ ‫أهداف املسيحيني وصفوفهم إحياء لدورهم ومواثيق جامعة الدول العربية واإلرشاد الرسولي‬ ‫ورسالتهم في لبنان والشرق‪ .‬وإن اولى اهتمامات ونداء السينودس وكل التعاليم املسيحية”‪،‬‬ ‫اللقاء هي مسيحية وتتعلق بالقضايا وامللفات داعية الى “احترام املواثيق التي ترعى النظام‬ ‫التي تشكل هاجسا عند املسيحيني ومن بينها اللبناني القائم على االعتراف بحقوق كل‬ ‫قانون االنتخابات واحلقوق املسيحية في الدولة طائفة”‪ .‬ودعت “الى العمل بأصول الدميوقراطية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪54‬‬

‫املبسطة ضمن اجلماعة الطائفية الواحدة والى‬ ‫األخذ من جهة أخرى بالدميوقراطية التوافقية‬ ‫ضمن اجملتمع اللبناني املتعدد واملتنوع”‪ .‬كما‬ ‫دعت الوثيقة الى العمل “في سبيل اإلصالح‬ ‫ومكافحة الفساد واإلفساد بهدف بناء الدولة‬ ‫النظيفة والشفافة التي ترسي حكم القانون‬ ‫وتطمئن مواطنيها”‪.‬‬ ‫هذا ورفضت الوثيقة “كل مقوالت األمن‬ ‫الذاتي واحلمايات اخلارجية وكل مشاريع‬ ‫التقسيم واالنفصال” مشددة على ان “الدولة‬ ‫اللبنانية املوحدة والقادرة والعادلة هي ضمانة‬ ‫املسيحيني أفرادا ً وجماعات‪ ،‬وحامية‬ ‫وجودهم وهي التي ترسي لكل‬ ‫اللبنانيني منظومة أمنية حتمي لبنان‬ ‫من أي اعتداء وحتفظ سيادته من كل‬ ‫تدخل أجنبي مع األخذ في االعتبار‬ ‫مقتضيات الصراع مع اسرائيل الذي‬ ‫يشكل فرض التوطني أكبر شروره”‪.‬‬ ‫ودعت الى “ضرورة التوصل الى‬ ‫تسوية تاريخية بني لبنان وسوريا‬ ‫يتم مبوجبها بناء عالقات حسن‬ ‫اجلوار وترسيم احلدود وإقامة عالقات‬ ‫ديبلوماسية على غرار ما هو معمول‬ ‫به بني بلدين مستقلني مجاورين”‪،‬‬ ‫مؤكدة أن “حل أزمة املنطقة يفترض‬ ‫إيجاد تسوية شاملة وعادلة للصراع‬ ‫العربي اإلسرائيلي”‪ ،‬الفتة الى ان “للبنان دورا ً‬ ‫يقوم على متتني عالقات التضامن بني الدول‬ ‫والشعوب العربية واإلسهام في حل مشاكلها‬ ‫السياسية واإلقتصادية والثقافية”‪.‬‬ ‫هذا وشددت الوثيقة أيضا ً على ان “ال‬ ‫مستقبل وال حياة ألي مشروع مسيحي يقوم‬ ‫على عزل لبنان عن محيطه‪ ،‬فاملسيحيون‬ ‫مدعوون مع املسلمني لتقدمي منوذج متقدم ليس‬ ‫في العيش املشترك فحسب‪ ،‬ولكن في احلكم‬ ‫املشترك أيضا‪.‬‬ ‫ان الهدف من وراء إنشاء اللقاء املسيحي‬ ‫الوطني في الشكل‪ :‬لكي يخرج املعارضون‬ ‫املسيحيون مبشهد واحد ضمن إطار واحد عنده‬ ‫قيادته العليا وجلنة املتابعة وجلان االختصاص‬ ‫في املواضيع احلساسة املطروحة على الساحة‪.‬‬ ‫وفي املضمون‪ :‬لكي يرفع الصوت عاليا ً لتحقيق‬ ‫كل املطالب الثوابت التي تطالب بها املعارضة‬ ‫الوطنية اللبنانية‪ ،‬حيث ان اللقاء جزء ال يتجزأ‬ ‫من هذه املعارضة اجلامعة‪ .‬والثوابت هي‪:‬‬


‫الشراكة في احلكم‪ ،‬العالقات املميزة والسوية‬ ‫واجليدة مع سوريا‪ ،‬دعم ونصرة املقاومة كحركة‬ ‫رائدة نقلت لبنان من موقع الضعف الى موقع‬ ‫القوة ومن موقع متراجع الى موقع متقدم على‬ ‫الساحة االقليمية والدولية‪ .‬وباملناسبة لم يتم‬ ‫جتاهل صرح بكركي على االطالق ووثيقة اللقاء‬ ‫في كل مفاصلها هي ملصلحة املسيحيني من‬ ‫ضمن املصلحة الوطنية اللبنانية‪ ،‬ملناصرة‬ ‫العرب ضد أية قوة عاتية تسعى الى تهميشهم‪،‬‬ ‫وغيرها من األمور املتعلقة بتحسني القطاعات‬ ‫اإلنتاجية في لبنان ما يحد من هجرة الشباب‬ ‫الى اخلارج”‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل تلك األهداف املعلنة والبناءة‬ ‫إالّ أ ّن هذا اللقاء أثار الكثير من اجلدل حوله‬ ‫قبل أن يبصر النور عبر االتهامات املسيحية‬ ‫املسيحية حوله‪ ،‬خصوصا ً أن اإلعالن عنه‬ ‫أتى قبيل االنتخابات النيابية املقررة في العام‬ ‫املقبل‪ ،‬وعلى عتبة تشكيل حكومة جديدة‬ ‫مت ّثل عرابة قانون االنتخاب اجلديد بحسب مؤمتر‬ ‫الدوحة مما يشير الى ترتيبات سياسية جديدة‬ ‫على الساحة املسيحية تتالءم ودخول الرئيس‬ ‫سليمان كمعطى سياسي جديد ورئيسي‬ ‫في املعادلة املسيحية ومع مقتضيات املرحلة‬ ‫املقبلة التي ستقرر فيها االنتخابات النيابية‬ ‫ملن ستكون األكثرية وملن ستعطى الزعامة‬ ‫املسيحية األقوى ما يعمق الشرخ في صفوف‬ ‫املسيحيني ودخولهم في مرحلة فرز سياسي‬ ‫حاد حيث ستجد قوى ‪ 14‬آذار نفسها أمام‬ ‫معطى سياسي جديد يستدعي استراتيجية‬ ‫وأساليب جديدة لتخطيها‪ ،‬وغيرها من األمور‬ ‫التي اتهمت اللقاء بالتكتل الطائفي على‬ ‫حساب الوحدة الوطنية ما يساعد في تنامي‬ ‫العصبيات واألصوليات ّ‬ ‫وجتذرها‪.‬‬ ‫حيال هذه االتهامات كان ال بد من تسليط‬ ‫الضوء على األهداف احلقيقية لهذا اللقاء‬ ‫ودوره في توحيد املسيحيني في بوتقة فكرية‬ ‫ومصيرية واحدة انتعاشا ً لدورهم التاريخي‬ ‫ولرسالتهم في لبنان والشرق‪ ،‬إضافة الى أمور‬ ‫عدة أثارتها حفيظة الرأي العام املسيحي حول‬ ‫هذا اللقاء‪ ،‬ولدحرها كانت لنا وقفة مع رئيس‬ ‫حزب التضامن احملامي إميل رحمة في حوار جاء‬ ‫على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ما الهدف من إنشاء “اللقاء املسيحي‬ ‫الوطني” في الشكل واملضمون؟ كيف ميكن‬ ‫اعتبار وثيقة اللقاء بأنها ملصلحة املسيحيني‬ ‫في الوقت الذي يتم فيه جتاهل مرجعيتهم‬ ‫الوحيدة املتمثلة بالبطريرك مار نصر اهلل‬ ‫بطرس صفير؟‬ ‫ان الهدف من وراء إنشاء اللقاء املسيحي‬ ‫الوطني في الشكل‪ :‬لكي يخرج املعارضون‬ ‫املسيحيون مبشهد واحد ضمن إطار واحد لديه‬ ‫قيادته العليا وجلنة املتابعة وجلان االختصاص‬ ‫في املواضيع احلساسة املطروحة على الساحة‪.‬‬ ‫وفي املضمون‪ :‬لكي يرفع الصوت عاليا ً لتحقيق‬ ‫كل املطالب والثوابت التي تطالب بها املعارضة‬

‫اميل رحمة‬

‫الوطنية اللبنانية‪ ،‬حيث ان اللقاء جزء ال يتجزأ‬ ‫من هذه املعارضة اجلامعة‪ .‬والثوابت هي‪:‬‬ ‫الشراكة في احلكم‪ ،‬العالقات املميزة والسوية‬ ‫واجليدة مع سوريا‪ ،‬دعم ونصرة املقاومة كحركة‬ ‫رائدة نقلت لبنان من موقع الضعف الى موقع‬ ‫القوة ومن موقع متراجع الى موقع متقدم على‬ ‫الساحة االقليمية والدولية‪.‬‬ ‫وباملناسبة لم يتم جتاهل صرح بكركي على‬ ‫االطالق ووثيقة اللقاء في كل مفاصلها هي‬ ‫ملصلحة املسيحيني من ضمن املصلحة الوطنية‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫هناك الكثير من األقاويل التي انتشرت‬ ‫على لسان بعض املسؤولني كقولهم إن هذا‬ ‫اللقاء يؤسس لفراق مسيحي ويساهم في‬ ‫تزوير هوية املسيحيني احلقيقية القائمة‬ ‫على التفاعل العميق واحلضاري بني الشرق‬ ‫والغرب وبأنه خلية مفبركة في زمن الهيمنة‬ ‫السورية‪ ،‬إضافة الى خطورة مسألة التحالف‬ ‫مع الشيعة في مواجهة السنة التي ليس‬ ‫للمسيحيني أي مصلحة فيها‪ ،‬فما هو‬ ‫ردكم؟‬ ‫سؤالك انها أقاويل وانا اقول‬ ‫قلت في‬ ‫لقد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫انها شائعات مغرضة‪ .‬ان اللقاء لن يز ّور هوية‬ ‫سيلمعها‪ ،‬واشاعة‬ ‫املسيحيني بل على العكس‬ ‫ّ‬ ‫الهيمنة السورية قد سقطت وبات اجلميع‬ ‫ميجها ويلفظها‪ ،‬خاصة ان قمة االحتاد من اجل‬ ‫ّ‬ ‫املتوسط أثبتت بشكل ال يحمل لبسا بأن‬ ‫سوريا هي قوة محورية وصاحبة الدور الريادي‬ ‫في العالم العربي وان من مصلحة اللبنانيني‪،‬‬ ‫وحتديدا ً املسيحيني‪ ،‬إقامة أفضل العالقات مع‬ ‫النظام السوري وهذا ما حدث فعالً بني الرئيسني‬ ‫السوري بشار االسد واللبناني ميشال سليمان‬ ‫في خلوتهما‪ ،‬وهذا ما سيظهر جليا ً إبان الزيارة‬ ‫االولى للرئيس اللبناني الى دمشق‪.‬‬ ‫اما عن مسألة التحالف مع الشيعة‪ ،‬فلقد‬

‫أثبتت احملطات التي اعقبت التحالف مع حزب‬ ‫اهلل وحركة امل بأنها خلير املسيحيني وتقدمهم‪،‬‬ ‫وليس على االطالق لضررهم وان هذا التحالف‬ ‫موجه ضد السنة على االقل‪ ،‬واملسيحيون‬ ‫غير‬ ‫ّ‬ ‫حاضرون للعب دور املصلح في اي خالف شيعي‬ ‫– سني‪ ،‬ال سمح اهلل‪ .‬ان حتالف املعارضة‬ ‫املسيحية مع الشيعة هو فصل اميان وليس‬ ‫مصلحة ظرفية وحتالف املعارضة املسيحية مع‬ ‫املعارضة السنية واملعارضة الدرزية هو بالتوجه‬ ‫ذاته‪.‬‬ ‫هل من ضمن أهداف هذا اللقاء االلتفاف‬ ‫على موقعي رئاسة اجلمهورية والبطريركية‬ ‫املارونية؟‬ ‫إن من اهداف هذا اللقاء دعم موقع رئاسة‬ ‫اجلمهورية والبطريركية املارونية وليس االلتفاف‬ ‫عليهما‪ .‬وهذا مؤكد وموثق ان في قلب الوثيقة‬ ‫او في مضمون كلمة العماد ميشال عون في‬ ‫اللقاء االول في الضبية‪.‬‬ ‫ماذا يزيد هذا اللقاء على اخلارطة السياسية‬ ‫املسيحية والوطنية؟‬ ‫انه يضبط االمور ويوحد األصوات واآلراء‪ ،‬انه‬ ‫شبيه باالمنوذج الشيعي بني حركة امل وحزب‬ ‫اهلل‪ .‬لكن الفرق يكمن في ان االحزاب والقيادات‬ ‫املسيحية املعارضة كثيرة بينما عند الشيعة‬ ‫هي اثنان فقط‪.‬‬ ‫ما هي أبعاد هذا اللقاء؟ هل هو ظاهرة‬ ‫طائفية أم ضرورة وطنية ملحة؟‬ ‫انه ضرورة وطنية‪ ،‬فبدال ً من ان تذهب الى‬ ‫جسم املعارضة الوطنية اللبنانية افرقاء نذهب‬ ‫فريقا ً واحدا ً متراصاً‪.‬‬ ‫هل سيذهب من خالله املسيحيون الى‬ ‫التكتل الطائفي على حساب الوحدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأين مصلحة املسيحيني فيه؟‬ ‫ال مصلحة للمسيحيني على االطالق في‬ ‫اخلروج من اطار الوحدة الوطنية اللبنانية‪،‬‬ ‫استطيع ان أؤكد ان هذا اللقاء لن يؤسس لتكتل‬ ‫طائفي على حساب الوحدة الوطنية واذا كان‬ ‫االجتماع الشيعي او االجتماع السني املعارض‬ ‫او الدرزي املعارض يؤسس لتكتالت طائفية يك ّون‬ ‫تعاونا ً حتت هذا التوجه‪ .‬ولكن اللقاء هو من اجل‬ ‫حسن التنظيم واالنضباط من جهة وهو في‬ ‫صلب املعارضة الوطنية اللبنانية التي ترفع‬ ‫الوحدة الوطنية والشراكة والتوافق والتوازن‬ ‫مبادئ قواعد حتركها السياسية‪.‬‬ ‫هناك جهة تقول ان هذا اللقاء ال يتعدى‬ ‫اإلطار االنتخابي الفتقاده للمضمون‬ ‫السياسي حلاالت سياسية كان لها وزنها‬ ‫وتأثيرها في التاريخ السياسي املسيحي‬ ‫املعاصر‪ ،‬فما هو تعليقكم؟ وكيف تفسرون‬ ‫املضمون السياسي الذي يتحدثون عنه؟‬ ‫ص ِدموا لقيام لقائنا‪،‬‬ ‫انه كالم صادر عن الذين ُ‬ ‫وحركة اللقاء الفاعلة واملؤشرة ستدحض كل‬ ‫هذه االقاويل البائدة‪.‬‬

‫حاورته ليديا أبو درغم‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪55‬‬


‫منبر عربي‬

‫األسد في باريس‬ ‫سوريا في قلب المعادلة اإلقليمية‬

‫الرؤساء االسد‪ ،‬ساركوزي‪ ،‬سليمان واالمير خليفة‬

‫ضحك رجل مسن‪ ،‬وهو يرى االحتفالية العاملية‬ ‫بالرئيس السوري في باريس‪ ،‬وهز برأسه‪ ،‬فسأله‬ ‫احلضور ما بالك يا شيخ‪ ،‬قال تذكرت ما كنا‬ ‫نقوله في حداءاتنا قبل نحو ثالثة عقود ونيف‪،‬‬ ‫وماذا كنتم تقولون في احلداء‪ ،‬سأله احلضور‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ديغول خبر دولتك باريس مربط خيلنا‪ ،..‬وما الذي‬ ‫جعلك تتذكر تلك احلداءات‪ ،‬قال علينا أن نعدل‬ ‫من كلماتها لتطابق الواقع احملقق‪ ،‬لنقول اليوم‬ ‫ساركو خبر دولتك باريس مربع أسودنا‪.‬‬ ‫هكذا فهم وفسر صاحبنا العتيق املوقف‪،‬‬ ‫والتبدالت اجلارية‪ ،‬بدون الكثير من التنظيرات‪،‬‬ ‫والفلسفات‪ ،‬والبحث عن تفسيرات‪ ،‬وتعمق في‬ ‫علوم النفس االجتماعي‪ ،‬والتعرف إلى األسباب‬ ‫التي دفعت لتغيير النظرة واملوقف من سوريا‪،‬‬ ‫خاصة لساركوزي الذي يسمى في فرنسا «ساركو‬ ‫األميركي»‪ ،‬ووزير خارجيته الذي يسميه الفرنسيون‬ ‫«املهرج» لشدة ما تقلب في مواقفه السياسية‬ ‫وتصريحاته خاصة في ما يخص سوريا‪ ،‬ولبنان‪،‬‬ ‫وحزب اهلل وفلسطني وحماس وإيران‪.‬‬ ‫إذا ً شيء ما تغير فبدا على السطح واضحا وميكن‬ ‫ألي ناظر في الصورة أن يعرفه ويتلمسه ما جعل‬ ‫شيخنا اجلليل يفكر بابتداع حداء جديد‪ -‬واحلداء‬ ‫أغنية شعبية في األعراس واألفراح‪ ،‬والتظاهرات‪-‬‬ ‫فغ ّير اسم ديغول بساركو‪ ،‬ومربط اخليل إلى مربع‬ ‫أسودنا‪ ،‬تيمنا باحلال اجلديد‪ ،‬وعطفا على اسدية‬ ‫سوريا بقيادتها وبصالبتها وقدراتها على تفكيك‬ ‫األلغام‪ ،‬وجتاوز املؤامرات وكسر احلصارات‪ ،‬والظفر‬ ‫مبعركة مصيرية تاريخية غير مسبوقة‪ ،‬وقد جنحت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪56‬‬

‫في قلب املعطيات رأسا على عقب‪.‬‬ ‫االحتفالية بالرئيس األسد‪ ،‬وإجماع الصحافة‬ ‫واملعلقني على اعتباره عريس عرس باريس‬ ‫املتوسطي‪ ،‬متثل دالالت هامة جدا ً ونوعية‪ ،‬وفيها‬ ‫الكثير من املؤشرات عن متغيرات نوعية ليس في‬ ‫بيئة املنطقة‪ ،‬والتوازنات العاملية‪ ،‬بل في سياق‬ ‫التطورات احلاصلة والقادمة وكلها تشير إلى‬ ‫متغيرات حاسمة وحادة في اجتاهات التطورات‬ ‫ومساراتها ومستقبل املنطقة وعالقتها بالعالم‬ ‫واملبتدأ فيها مستقبل سوريا ودورها وقيمتها‪،‬‬ ‫وموقعها املتعاظم‪.‬‬

‫ماذا تقول الزيارة‪ ،‬واالحتفالية‪،‬‬ ‫وما الذي تدلل عليه؟‬ ‫سوريا خرجت نهائيا من حالة احلصار والعزلة‪،‬‬ ‫وكسرت إرادة القوى التي سعت لإلطباق عليها‬ ‫وإسقاطها أو تغيير مسلكها‪ ،‬وتاليا ً انكسرت‬ ‫وبصورة نهائية ورمبا أبدية قدرة الغرب على‬ ‫محاصرتها من خواصرها الرخوة في ميمنتها‬ ‫بغداد وميسرتها بيروت ناهيك عن عمان ودورها‬ ‫التاريخي في تشديد احلصارات‪.‬‬ ‫سوريا عنوة عن اإلدارات العربية التي تورطت‬ ‫كثيرا واندفعت أكثر مما هو مطلوب‪ ،‬إن كان‬ ‫مطلوباً‪ ،‬كسبت أوروبا‪ ،‬التي بدت بجميع دولها‬ ‫وإداراتها مستعجلة للعودة إلى الشرق العربي‬ ‫والى العالم العربي واإلسالمي من البوابة‬

‫السورية حصرا‪ ،‬بديال عن البوابة السعودية‬ ‫واملصرية التي أصبحت أضيق من أن تتسع ألحد‬ ‫بسبب األخطاء القاتلة التي ارتكبتها إداراتها في‬ ‫التعامل مع سوريا وحلفها املمانع واملقاومة وبدت‬ ‫أكثر أمركة من أميركا نفسها‪ ،‬وأكثر أسرلة في‬ ‫العداء لسوريا واملقاومات من إسرائيل‪ .‬وقد فاتها‬ ‫القطار على ما يبدو فقد غيرت أميركا موقفها‬ ‫ودفعت أوروبا في مقدمتها الستطالع التغيير إلى‬ ‫حني انتهاء االنتخابات األميركية لتمهيد الطريق‬ ‫وتسهيل آليات التعامل‪.‬‬ ‫سوريا ظفرت بدون أن تغير من مسلكها‪ ،‬أو‬ ‫تبدل من التزاماتها‪ ،‬أو حتالفاتها أو موقعها ودورها‪،‬‬ ‫فهي ما زالت على عالقة قوية مع إيران وستستمر‬ ‫بل وصار مطلوبا أوروبيا ً منها دور وسيط مع إيران‪،‬‬ ‫في إشارة قاطعة إلى سقوط نظرية كسب سوريا‬ ‫لعزلها وفصلها عن إيران‪ ،‬فالعالقات السورية‬ ‫اإليرانية تبدو حاجة أوروبية أميركية أيضا ً وهذه‬ ‫نقطة قوة هائلة لسوريا وإليران‪.‬‬ ‫سوريا انتصرت‪ ،‬وما هي عليه كمحطة رهان‬ ‫محورية من قبل أوروبا يعني أنها دخلت طور‬ ‫التشكل كقوة إقليمية نافذة وصاحبة صولة‬ ‫وجولة‪ ،‬بصفتها القوة الصاعدة في قلب العالم‬ ‫ومفصله احلاسم “بالد الشام والرافدين” وما‬ ‫االنفتاح األوروبي عليها سوى املؤشر واإلرهاص‬ ‫األول وغير املسبوق منذ مئات السنني عن دور‬ ‫يتعاظم لها لتتشكل قوة إقليمية محورية جتمع‬ ‫حتت جناحيها بالد الشام والرافدين في سياق‬ ‫جهد واع أو اضطراري في تطور حكمي يؤدي إلى‬


‫تعظيم وتكبير دور سوريا وموقعها وحجمها‪،‬‬ ‫حتى تتحول إلى قوة إقليمية ضامنة للشرق‬ ‫العربي وتطوراته‪ ،‬ومتحدثة باسمه‪ ،‬فقد غدت‬ ‫بدورها املطلوب حاجة ورغبة أميركية أوروبية‪ ،‬أي‬ ‫زالت العناصر والقوى واملصالح التي كانت حتول‬ ‫دون قيام قوة إقليمية عربية محورية في املنطقة‪،‬‬ ‫تلك املصالح التي جعلت املنطقة العربية خالل‬ ‫القرنني املاضيني منطقة تركيز العدوانية الغربية‬ ‫والسعي لتفتيت العرب‪ ،‬وللسبب ذاته أنشئ‬ ‫الكيان الصهيوني للحؤول دون قيام دول محورية‬ ‫كبرى‪ ،‬وللسبب نفسه كانت القواعد العسكرية‪،‬‬ ‫واالنتدابات‪ ،‬واالستثمار باألقليات‪ ،‬االثنية والدينية‪،‬‬ ‫إلى األقليات النخبوية احلاكمة‪ ،‬وأسرها‪ ،‬أو التي‬ ‫جيء بها عن طريق االنقالبات العسكرية‪ ،‬وكانت‬ ‫تقسيمات سايكس بيكو اللعينة‪.‬‬ ‫العالم يقتنع بالقوة‪ ،‬وبالقوة الصلبة‪ ،‬بقوة‬ ‫املقاومة‪ ،‬واملمانعة والصمود األسطوري‪ ،‬وليس‬ ‫باستيقاظ الضمير‪ ،‬فالنخب احلاكمة في الغرب‬ ‫ليس لها ضمير أو قيم سوى قيم الغزو‪ ،‬احلروب‪،‬‬ ‫االستعمار‪ ،‬السوق والسيطرة‪ ،‬ما يعني أن الغرب‬ ‫قد أيقن بان العرب قوة صلبة وخاصة عرب الشمال‬ ‫والشرق فقد ثبت أنهم قوة ال تقهر بل قادرة على‬ ‫قهر أعتى اإلمبراطوريات‪ ،‬مبا في ذلك حتالف أقوى‬ ‫إمبراطوريتني في الكون والتاريخ اجملسد بالتحالف‬ ‫األميركي األوروبي خالل السنوات املنصرمة الذي‬ ‫استهدف سوريا ومحورها املقاوم واملمانع‪ .‬فأن‬ ‫تفوض فرنسا الساركوزية باالنفتاح على سوريا‬ ‫وبإطالق عجلة العالقات وتطويرها بسرعة قصوى‬ ‫مبا في ذلك رزمه املصالح‪ ،‬واحلوافز‪ ،‬واإلقرار بحق‬ ‫سوريا باجلوالن وبتسوية عادلة للصراع العربي‬ ‫الصهيوني يشكل اإلقرار العملي غير املنقوص‬ ‫بالعجز في مواجهتها وتاليا اإلقرار بقدراتها‬ ‫وبدورها والشروع بالتعامل معها على أنها أمر‬ ‫واقع ال ميكن وال جتوز مجاوزته ومن يدير ظهره‬ ‫لسوريا يخسر هو وال تخسر سوريا كما هي احلال‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫السؤال املنطقي وماذا عن أدوات املشروع الغربي‬ ‫في املنطقة‪ ،‬ماذا عن لبنان ومستقبله ومستقبل‬ ‫التوازنات في بنيته؟ وماذا عن فلسطني وتوازن القوى‬ ‫فيها؟ وماذا عن العراق ومستقبله ومستقبل الدور‬ ‫السوري؟ وماذا تاليا عن األردن ومصر والسعودية‬ ‫واإلمارات والدول التي انتظمت في حلف االعتالل‬ ‫العربي وكان هدفه احملوري استهداف سوريا‬ ‫وحتالفاتها‪ ،‬التحالف الذي جنح في جر لبنان إلى‬ ‫حافة الهاوية وبوابه الفتنة‪ ،‬وجنح في اختراق األمن‬ ‫السوري وهيأ الغتيال القائد اجلهادي عماد مغنية‬ ‫في قلب دمشق‪ ،‬واجلواب املنطقي أن العالم‬ ‫العربي بدءا ً من الشام وبرها وساحلها وامتدادها‬ ‫الطبيعي بالد الرافدين بدأ رحلة التغيير مع‬ ‫صعود حلف سوريا املقاوم واملمانع‪ ،‬وبذلك مؤشر‬ ‫قاطع على بدء تداعي وانهيار مشروع السيطرة‬ ‫الغربية على املنطقة وعلى العالم ما يعني أن‬ ‫حقبة توازي ما كان في اخلمسينيات والستينيات‬ ‫قد دنت وستشهد بالضرورة اضطرابات أو تغييرات‬ ‫في البلدان العربية واإلسالمية تتولد عن طريق‬ ‫االنقالبات أو تغيير تكتالت ولوبيات‪ ،‬األسر احلاكمة‬ ‫أو االضطرابات‪.‬‬

‫الرؤساء االسد ومبارك وساركوزي‬

‫ماذا تريد أوروبا من االنفتاح على‬ ‫سوريا‪ ،‬وهل ستحقق ما تريده؟‬ ‫هو السؤال الذي يجري تسويقه على نطاق‬ ‫واسع‪ ،‬وفي التسويق محاولة للتشكيك‪ ،‬واتهام‬ ‫لسوريا والقصد تبرئة أوروبا من دورها السابق‪،‬‬ ‫وتصويرها أنها وأميركا وإسرائيل مازالت على‬ ‫قوتها وقدراتها‪ ،‬وتصوير سوريا وكأنها ذاهبة إلى‬ ‫حتفها بقرارها الواعي ساعية بأي ثمن لتقدمي‬ ‫الطاعة لألميركي واألوروبي‪ ،‬مبجرد أن لوحت فرنسا‬ ‫لها بانفتاح وبإقامة عالقات‪.‬‬ ‫تلك تفسيرات خاطئة مبجملها‪ ،‬ومقوالت قاصرة‪،‬‬ ‫أو مشغولة لتنفيس حالة االنتصار التي حققتها‬ ‫سوريا‪ ،‬ولوضع سوريا حتت قوس املسألة عن‬ ‫مستقبلها‪ ،‬ومستقبل حلفها‪ ،‬وعالقاتها مع إيران‪.‬‬ ‫احلقيقة املعاشة تفيد مبا ال يدع مجاال ً لشك‪ ،‬بان‬ ‫سوريا ذهبت إلى باريس بقامتها املرفوعة‪ ،‬وهامتها‬ ‫العالية‪ ،‬تصديقا ً لوعدها ووعد رئيسها‪ ،‬في خطابه‬ ‫احلدث املفصلي على مدرج جامعة دمشق عندما‬ ‫قال إن سوريا ال حتني رأسها إال هلل عز وجل‪.‬‬ ‫ذهبت سوريا وصارت جنم اجتماع باريس‬ ‫واحتفاالت فرنسا‪ ،‬وعرضها العسكري‪ ،‬وكسر‬ ‫األسد بحنكته وتهذيبه الرهانات والتوقعات ولم‬ ‫يصافح اوملرت‪ ،‬ولم يجاوره باجللوس‪ ،‬بل ذهب أبعد‬ ‫بان غادر القاعة عندما هم اوملرت بإلقاء كلمته‪،‬‬ ‫في مؤشر عملي مباشر غير مشكوك في صحته‬ ‫أن سوريا ما زالت عند موقفها وطريقتها في إدارة‬ ‫التفاوض مع اإلسرائيلي تراعي وتقف عند الشكل‪،‬‬ ‫وعند االبتسامة‪ ،‬املقعد‪ ،‬النظرة واللحظة ولن‬ ‫تفرط بأي منها كرمى ألحد وفي أي ظرف‪ ،‬وهكذا‬ ‫حتى بالشكل لم يقدم الرئيس األسد تنازال ً مبقابل‬ ‫انفتاح فرنسا وأوروبا على سوريا واستضافتها‬ ‫جنما ً الحتفاليتها بإطالق االحتاد من اجل املتوسط‪.‬‬

‫ملاذا تصرّف سوريا بهذه احلنكة‬ ‫واحلكمة؟‬ ‫ألسباب كثيرة ال حتصى‪ ،‬فهي ذاهبة إلى باريس‬ ‫وهي عارفة نفسها‪ ،‬ودورها وموقعها‪ ،‬وما بلغته‪،‬‬ ‫ومدركة انتصاراتها احملققة‪ ،‬وهي بالطبع عارفة‬ ‫ملا تريده منها أوروبا‪ ،‬وعارفة لألسباب العملية‬

‫التي تسببت باالنفتاح األوروبي عليها‪ ،‬ليست‬ ‫مخدوعة‪ ،‬وال مستعجلة وقد جنحت في كسر‬ ‫احتكار العالقة مع أوروبا عندما أقفلت أوروبا‬ ‫شراكتها مع سوريا ألسباب أميركية إسرائيلية‬ ‫بحتة‪ ،‬وجنحت في استبدال تلك العالقة بأخريات‬ ‫أجدى وأفضل بكثير‪ .‬فسوريا امليسورة اقتصادياً‪،‬‬ ‫واملنفتحة على آسيا‪ ،‬واملتقدمة في بنيتها‬ ‫والناشطة في نهضتها‪ ،‬وفي قدراتها على كل‬ ‫صعيد ليست الهثة خلف أوروبا والعالقات معها‪،‬‬ ‫وقد سبقت زيارة األسد إلى باريس زيارته إلى‬ ‫الهند في إشارة عملية واضحة أن سوريا الذاهبة‬ ‫إلى فرنسا ساعية إلى عالقات عميقة مع آسيا‬ ‫كبديل‪ ،‬وكمشارك أفضل من الشريك األوروبي‬ ‫وقواعد شراكته‪ .‬وقبل أن تذهب سوريا إلى فرنسا‪،‬‬ ‫لتفتح بوابات أوروبا والعالم أمامها‪ ،‬جنحت في‬ ‫كسر الدور األميركي األوروبي العربي املعتدل في‬ ‫لبنان‪ ،‬وتعرف أن أحداث أيار التي شهدتها بيروت‬ ‫شكلت منعطفا ً حادا ً وأدت إلى تغييرات نوعية‬ ‫درامية في توازن القوى وفي مستقبل الساحة‬ ‫اللبنانية ودور لبنان في الصراع العربي الصهيوني‬ ‫والصراع مع املنطقة وعليها‪ ،‬وقد كسبت املعركة‬ ‫عبر حلفائها بل وفوضت قطر لرعاية االتفاقات‬ ‫كبديل عن السعودية ومصر وكتصغير لهما‬ ‫ولدورهما عمليا ً في أخطر الساحات‪.‬‬ ‫ذهبت سوريا إلى باريس معتدة بنفسها‬ ‫ولديها وسيطها احملبب على قلبها في التفاوض‬ ‫مع إسرائيل‪ ،‬وهي عارفة متاما حاجات إسرائيل‬ ‫وقيادتها ورهاناتها على سوريا والتفاوض معها‬ ‫حتى في اللعبة الداخلية اإلسرائيلية نفسها‪،‬‬ ‫كما هي عارفة مأزق أميركا في العراق‪ ،‬ومأزق‬ ‫إسرائيل ومصر والسعودية مع حماس واملقاومة‬ ‫الفلسطينية في غزة والضفة واجلليل‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫معرفتها الواثقة مبا هو جار من متغيرات بنيوية‬ ‫وهيكلية على املشروع األميركي في العالم وفي‬ ‫أميركا نفسها وهذا ما دفع الرئيس األسد مرارا ً‬ ‫ليكرر قوله ال تسويات قبل اإلدارة األميركية‬ ‫اجلديدة‪ ،‬وال جدية في التفاوض بدون دور وحاضنة‬ ‫أميركية وأضاف إليها دورا فرنسيا وأوروبيا في‬ ‫إشارة تكرميية للساركوزية‪ .‬أما مستقبل االحتاد‬ ‫من اجل املتوسط‪ ،‬ومستقبل سوريا والعرب فيه‬ ‫فتلك مسألة حتتاج إلى معاجلة ونقاش في مكان‬ ‫آخر سنحاوله في مقاالت الحقة‪.‬‬

‫ميخائيل عوض‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪57‬‬


‫منبر عربي‬

‫الفقر في السعودية‬ ‫ثمرة «الشذوذ الملكي»‬

‫احد القصور امللكية‬ ‫يتصارع العالم على ثرواتها وخيراتها فيما‬ ‫يقبع اهلها حتت وطأة اجلوع والفقر‪ ،‬انها‬ ‫مفارقة خطيرة حتمل في طياتها اسئلة كثيرة‬ ‫ومهمة‪.‬‬ ‫اين اموال االسالم واملسلمني؟ اين مليارات‬ ‫الدوالرات التي تدخل يوميا ً خزينة اململكة؟‬ ‫اإلجابة واضحة وسهلة كونها تكمن في‬ ‫قصور امللوك واالمراء التي تقدم اجملوهرات‬ ‫الثمينة للحسناوات والعاهرات وترمي املاليني‬ ‫من الدوالرات على أجساد الراقصات اجلميالت‬ ‫في مالهي اخلالعة وتدفع االف الدوالرات لشراء‬ ‫أفخر انواع السيجار واملشروبات‪.‬‬ ‫يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫“اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر” صدق‬ ‫رسول اهلل‪ .‬ولكن كيف اذا اجتمع الكفر‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪58‬‬

‫والفقر معا ً حيث يعيش اهل الكفر تخمة املال‬ ‫والسلطة‪ ،‬ويكتنزون الذهب واملال الذي حرم‬ ‫اهلل اكتنازه فيما يعيش الشعب السعودي‬ ‫الشقيق حتت مستوى الفقر بنسبة ‪.%30‬‬ ‫يتصور الكثيرون من الناس ان غالبية الشعب‬ ‫السعودي تنعم بالبحبوحة والرخاء واالزدهار‪،‬‬ ‫لكنهم مخطئون‪ ،‬حيث يقبع السعوديون حتت‬ ‫خط الكفاف‪ :‬اي خط الفقر‪.‬‬ ‫ان زيارة حي “الشم ّيسي” في الرياض تظهر‬ ‫مدى الذل واجلوع واملرض وانعدام للمستوى‬ ‫االنساني في احلياة ويتجلى الفقر بأبخس‬ ‫صوره ويعبر الظلم واالستبداد عن نفسه‬ ‫في (جزان واملنطقة الشرقية واجلوف واحلدود‬ ‫الشمالية)‪.‬‬ ‫تقدر االحصاءات غير الرسمية وجود مليونني‬

‫ونصف املليون “عاطل عن العمل في اململكة‬ ‫وتتراوح اعمارهم بني ‪ 24/20‬عاماً”‪.‬‬ ‫يزحف الفقر بكل االجتاهات في السعودية‬ ‫ويطال القرى واالرياف‪ .‬وتقدر نسبة املتقاعدين‬ ‫الذين ال ميلكون مسكنا ً خاصا ً بهم بـ ‪ %40‬فيما‬ ‫يعيش ‪ % 58‬في بيوت شعبية او شقق عادية‪.‬‬ ‫وبتقرير حول الوضع التعليمي في السعودية‬ ‫متت مالحظة ارتفاع نسبة االمية نتيجة عدم‬ ‫قدرة االهل على متابعة حتصيل اوالدهم العلمي‬ ‫وفي تصنيف دولي جامعي أتت السعودية‬ ‫باملرتبة (‪ 2998‬من أصل ‪ )3000‬سابقة الصومال‬ ‫وجيبوتي فقط‪.‬‬ ‫وال ميكن للمراقب اال ان يالحظ اخللل‬ ‫االجتماعي واالخالقي الذي يتركه الفقر على‬ ‫اجملتمع السعودي‪ ،‬حيث يجر معه املرض واجلرمية‬


‫واالمية‪ .‬وبالتالي تعاني اململكة من ازمة‬ ‫مستفحلة لها نتائج وعواقب وخيمة‪.‬‬ ‫اعترفت احلكومة السعودية بحالة التردي‬ ‫االقتصادي الكبير الذي يصيب الشعب‬ ‫السعودي وقام امللك السعودي عبداهلل بن عبد‬ ‫العزيز بزيارة لألحياء واملدن الفقيرة وطالب‬ ‫بتسوية اوضاعها‪ .‬وقامت السلطات السعودية‬ ‫بانشاء صناديق واجهزة ملكافحة الفقر او‬ ‫عالجه مثل الصندوق اخليري ملكافحة الفقر‬ ‫ومشروع االسكان اخليري‪.‬‬ ‫نسي امللك ان هذه الصناديق ال تساوي ‪%1‬‬ ‫من حالة البذخ واالسراف التي متارسه االسرة‬ ‫احلاكمة في ماربيال وسويسرا والواليات املتحدة‬ ‫االميركية‪ ،‬كما ال تساوي ‪ %1‬من القصور‬ ‫امللكية التي تبنى حتت البحار وفوق اجلزر وتلبس‬ ‫بالذهب وترصع باجلواهر‪.‬‬ ‫انطبق القول على السعوديني “رضينا بالهم‬ ‫والهم ما راضي فينا” وافق الشعب على صناديق‬ ‫اخلير التي حتمل اسم اخلير فقط دون مدلوالته‪،‬‬ ‫حيث سيطر قطاع صغير من املوظفني على‬ ‫الصناديق فانعدم توزيع الثروة بشكل عادل مما‬ ‫رفع من حدة الفقر وتوسعت ظاهرة البطالة‬ ‫بني الشباب‪ ،‬وأسفر ذلك عن استغالل املنظمات‬ ‫املتطرفة اوضاع الفقراء‪ ،‬فيما التهميش الذي‬ ‫يطال مناطق االطراف زادها ابتعادا ً عن املركز‬ ‫وصعوبة في االندماج االجتماعي‪.‬‬ ‫يعتبر الفقر في السعودية فضيحة مدوية‬ ‫باعتبار ان هناك تناقضا ً بني الثروة الهائلة‬ ‫ومستوى الفقر ولعل الدراسة التي طلبها‬ ‫وزير العمل السعودي بغية وضع استراتيجية‬ ‫ملعاجلة الفقر استمرت ثالث سنوات ولن تنشر‬ ‫تفاصيلها وبقيت مخبأة ألنها حتمل ارقاما ً‬ ‫مرعبة اال خير دليل على املستوى املتدني لإلدارة‬ ‫السعودية في التعاطي مع اجملتمع السعودي‬ ‫الذي يتعامل مع حاجاته ومتطالباته بشكل‬ ‫سطحي غير آبهة بالضرر املادي واملعنوي الذي‬ ‫يصيب املواطن السعودي‪.‬‬ ‫ال تخلو الصحف السعودية من نشر تقارير‬ ‫مصورة عن الفقر في اململكة تتضمن مشاهد‬ ‫جملموعة من املواطنني يعيشون في بيوت من‬ ‫الصفيح‪ ،‬ال يتوافر لها احلد االدنى من اخلدمات‬ ‫حيث ميكن ادراج هؤالء ضمن التصنيف العاملي‬ ‫للفقر املدقع الذي يقصد به خط فقر الغذاء‪.‬‬ ‫ووفق تقديرات غير رسمية فان بني ‪ 20‬و‪%30‬‬ ‫من السعوديني البالغ عددهم نحو ‪ 17‬مليون‬ ‫نسمة تقريبا ً حتت خط الفقر ويعد اكثر من ‪75‬‬ ‫‪ %‬من السعوديني مدينيني لقروض استهالكية‬ ‫طويلة األجل‪.‬‬ ‫تعكس ارقام املستفيدين واملشمولني في‬ ‫قائمة مؤسسة الضمان االجتماعي والبالغ‬ ‫عددهم ‪ 1.5‬مليون فرد يصرف لهم شهريا ً‬ ‫حوالى ‪ 869‬مليون ريال حجم مشكلة الفقر‬ ‫في اململكة السعودية “الدوالر يعادل ‪3.75‬‬ ‫ريال”‪.‬‬ ‫تعد الدراسة التي اجراها الدكتور راشد‬

‫اهالي اجلويني (السعودية) معزولون عن العالم وحزام‬ ‫الفقر يشنق احالمهم‬

‫امللك عبداهلل ‪ :‬الفقر يهدد عرشه‬

‫فخامة القصور امللكية‬ ‫بن سعد الباز عام ‪ 2005‬من الدراسات التي‬ ‫تكشف مدى الوضع املعيشي املتردي الذي‬ ‫يعاني منه السعوديون‪ ،‬حيث يبلغ خط الفقر‬ ‫‪ 1120‬رياالً‪ ،‬والوصول الى مستوى الكفاف‬ ‫للمواطن ‪ 1660‬رياال ً بدون تكلفة السكن الذي‬ ‫يتعبر مشكلة اساسية وجوهرية في النظام‬ ‫االجتماعي االقتصادي السعودي‪.‬‬

‫األسباب املباشرة‬ ‫للفقر السعودي‬ ‫عدم التكافؤ في فرص التنمية‪:‬‬ ‫تتمثل في التوزيع غير املتكافئ ملشروعات‬ ‫التنمية بني مختلف مناطق السعودية وهو ما‬ ‫اوجد فجوة تنموية بني املناطق اخملتلفة‪ ،‬اضافة‬ ‫الى عدم توفر املقاومات االقتصادية في بعض‬ ‫املناطق مما يهدد وجودها ككيان اجتماعي قائم‬ ‫في ظل اجلوع واملرض والفقر الذي يصيبها‪.‬‬

‫‪ -2‬ازمة السكن وذلك نتيجة ارتفاع تكلفة‬ ‫املساكن مما ادى الى ظهور مناطق عشوائية‬ ‫حول املدن الكبرى وهذه املناطق العشوائية‬ ‫محرومة من الكثير من اخلدمات واملرافق‬ ‫وتشكل معاقل للفقر واجلرمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الهجرة من الريف الى املدينة‪:‬‬ ‫ترتفع الهجرة نحو املدينة بسبب الظروف‬ ‫املعيشية السيئة في الريف السعودي‪.‬‬ ‫‪ -4‬عدم وجود كوادر وطنية سعودية تستطيع‬ ‫التوافق مع احداث صندوق العمل اخليري الذي‬ ‫يقوم بدور تقدمي الهبات واملساعدات فقط دون‬ ‫محاولة خلق فرص عمل ومشاريع استثمارية‬ ‫وإنتاجية للشباب السعودي مما يحول اجملتمع‬ ‫الى سوق مساعدات يكون املواطن السعودي‬ ‫ضحية “احلسنة”‪.‬‬ ‫‪ -5‬غياب االحصاءات الرسمية احلقيقية‬ ‫التي تكون ركيزة عملية القتراح احللول بسبب‬ ‫تخوف االسرة احلاكمة من االرقام الصحيحة‬ ‫التي متثل وصمة عار وظل في تاريخ االسرة‬ ‫احلاكمة كونها فشلت في حتقيق االمن الغذائي‬ ‫واالجتماعي جملتمع يعيش في اغنى دول العالم‬ ‫ويقبع في الفقر‪.‬‬

‫الفقر السعودي‬ ‫يهدد الطبقة املتوسطة‬ ‫تتحمل الطبقة الوسطى في السعودية‬ ‫تبعات التضخم الذي يعيشه اقتصاد اململكة‬ ‫مما ادخل هذه الطبقة في ازمات مالية خانقة‬ ‫واملثير للقلق هو دخول عدد كبير من افراد‬ ‫هذه الطبقة في قوائم الفقراء‪ .‬ويعني دخول‬ ‫الطبقة الوسطى الى جداول الفقر خطرا ً‬ ‫قاتال ً على اجملتمع السعودي‪ ،‬حيث تعيش هذه‬ ‫الطبقة ازمات مالية ستؤدي الى زيادة التضخم‬ ‫او بالتالي تالشي الطبقة الوسطى وتوسع‬ ‫الطبقة الفقيرة‪.‬‬ ‫اذا اردت ان تعرف الوضع احلقيقي حلالة الوضع‬ ‫السعودي على املستوى الشعبي عليك تقسيم‬ ‫مستويات الدخول الى مستويني اساسيني‪:‬‬ ‫مستوى الكفاف‪.‬‬ ‫مستوى الفقر‪.‬‬ ‫حيث ستالحظ ان غالبية الشعب السعودي‬ ‫هي حتت مستوى الكفاف ويعاني حالة من‬ ‫التردي االقتصادي واالجتماعي والصحي‬ ‫واألمني‪ ،‬فيما تنحصر ثروات اململكة في‬ ‫االسرة احلاكمة التي تنفق املليارات على امللذات‬ ‫الشخصية‪ ،‬متجاهلة ان الفقر هو مصنع‬ ‫اجلرمية والرذيلة فيما العمل هو سبيل التطور‬ ‫والرقي‪ .‬وما يدفع للتعجب هو صمت الشارع‬ ‫السعودي الذي عليه ان يعمل بقول ابو ذر رضي‬ ‫اهلل عنه‪“ :‬عجبت مبن ال يجد قوت يومه كيف ال‬ ‫يخرج على الناس شاهرا ً سيفه”‪.‬‬

‫م‪.‬ا‪.‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪59‬‬


‫منبر عربي‬

‫االحتالل األميركي‬ ‫يسرق نفط العراق‬

‫آبار نفط‪ :‬ثروة العراق تذهب للشركات االميركية‪.‬‬

‫طوال اثنتي عشرة سنة حتت العقوبات (‪-1991‬‬ ‫‪ ،)2003‬انتقل العراق من مجتمع ثري‪ ،‬مجهز ببنية‬ ‫حتتية حديثة‪ ،‬وكذلك بنظامني للتعليم والصحة‬ ‫بني اكثر هذه النظم تطورا ً في الشرق االوسط‪،‬‬ ‫الى بلد مؤلف من قطاعات ضخمة من املواطنني‬ ‫الفقراء واحملرومني احملكومني بالعيش على اقل من‬ ‫دوالر واحد في اليوم‪ ،‬ولقد ناء األطفال والشبان‬ ‫والنساء واملسنون بأثقل عبء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لقد عاثت احلرب واإلهمال تخريبا تدميرا في‬ ‫صناعة النفط واملؤسسات اخلاصة العراقية‪،‬‬ ‫وأهملت ولم يُسمح بإعادة تأهيلها‪ ،‬واضطر‬ ‫البنك املركزي العراقي الى التخلي عن وظائفه‬ ‫خلزينة االمم املتحدة‪ ،‬وتعني إيداع كل مدخول‬ ‫س ّمي (حساب النفط) في بنك‬ ‫النفط في ما ُ‬ ‫باريس الوطني (‪ ،)BNP‬واصبح االقتصاد العراقي‬ ‫مشلوالً‪ ،‬واما موجودات العراق في اخلارج‪ ،‬مبا‬ ‫فيها موجودات املواطنني العراقيني االفراد‪ ،‬فقد‬ ‫ُجمدت‪ ،‬وكان العراق كبلد‪ ،‬والعراقيون كمواطنني‬ ‫يعتمدون على مجلس األمن للبقاء على قيد‬ ‫احلياة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪60‬‬

‫ينص قرار االمم املتحدة (‪ )986‬تاريخ ‪ 14‬نيسان‬ ‫‪ ،1995‬الذي يستند اليه برنامج النفط مقابل‬ ‫الغذاء‪ ،‬على ان مجلس االمن “قلق من وضع‬ ‫السكان العراقيني الغذائي والصحي واخلطر ومن‬ ‫مخاطر تفاقمه” ويساوي هذا القلق بالدوالر (‪2.6‬‬ ‫مليار في السنة) او (‪ 118‬دوالرا ً في السنة للفرد‬ ‫الواحد) هي ثمن مواد غذائية وطبية وكهرباء‬ ‫وماء وصرف صحي وتعليم وغيره‪...‬‬ ‫وذروة اخلراب والتدمير الذي حل بالبنية التحتية‬ ‫العراقية مع بدء الغزو االميركي في ‪ ،2003‬ومن‬ ‫ثم خلق حالة هالمية‪ ،‬بديالً عن الدولة‪ ،‬والتوجه‬ ‫نحو خيارات بشعة من االصطفاف‪ ،‬ارادها احملتل‬ ‫لتمزيق البلد وتفتيته ليسهل عليه نهب خيراته‬ ‫وخاصة النفط‪.‬‬ ‫وفي ظل حالة من البؤس والشقاء‪ ،‬والفقر‬ ‫املدقع‪ ،‬وضياع مرجعية مؤسسات حقيقية‬ ‫للدولة‪ ،‬غير تلك االمنية التي خلقت للحفاظ‬ ‫على نظام ُمحاصصة وتقاسم العائدات‬ ‫والسرقات التي يجري تأمينها اميركيا ً وبريطانياً‪.‬‬ ‫أما كالم ووعود بوش وبرمير “بأن كل عائلة‬

‫عراقية ستحصل على شيك سنوي من دخل‬ ‫النفط”‪ ،‬فهي امور جرى حسابها بدقة للحصول‬ ‫على موطئ قدم‪ ،‬وبتكتيك كلف كثيراً‪ ،‬في ظل‬ ‫تغييب ارادة الشعب العراقي وقواه احلية‪ ،‬وحتت‬ ‫بنود (االمن) ومحاربة “االرهاب”‪..‬‬

‫االحتالل االميركي خطط‬ ‫لسرقة النفط قبل الغزو وبعده‬ ‫السرقات التي استهدفت النفط العراقي بدأت‬ ‫عملياًُ من خالل الكميات املهربة والتي كانت تباع‬ ‫باسعار زهيدة بعد القرار (‪ )986‬واملتعلق بالنفط‬ ‫مقابل الغذاء‪ ،‬وتغاضت اجلهات الغربية كونها‬ ‫تستفيد من هذا الوضع وهنا بداية النهب‪ ،‬وحيث‬ ‫كانت الواليات املتحدة اول الدول املستوردة (‪1.2‬‬ ‫مليون برميل يومياً) ونصف مليون برميل الى‬ ‫اوروبا و‪ 150‬الف برميل الى آسيا‪..‬‬ ‫وليس غريبا ًَ ان يقوم االحتالل االميركي عند‬ ‫دخوله العراق مباشرة بحماية وزارة النفط فيما‬


‫ترك كل املرافق العراقية العامة واخلاصة عرضة‬ ‫للنهب والسلب والتدمير‪..‬‬ ‫وتبني فيما بعد ان هناك مقترحات عدة‪ ،‬كانت‬ ‫االدارة االميركية قد طرحتها وتداولتها بني‬ ‫اوساطها لالستيالء على النفط بذرائع واهية‪...‬‬ ‫وهناك من رأى ان يتم استغالل عائدات النفط‬ ‫بعد السيطرة على العراق من اجل تغطية‬ ‫النفقات العسكرية‪ ،‬وهذا ما اشار اليه املتحدث‬ ‫باسم مجلس االمن القومي االميركي مايك‬ ‫انتون في كانون ثاني ‪ 2003‬في صحيفة (نيوز‬ ‫– داي)‪“ :‬ان البيت االبيض وافق ان تلعب عائدات‬ ‫البترول العراقي دورا ً هاما ً خالل الوجود العسكري‬ ‫االميركي في العراق”‪.‬‬ ‫اما نائب الرئيس االميركي ديك تشيني‬ ‫ومساعدوه ومستشاروه وحلفاؤه من احملافظني‬ ‫اجلدد وملصالح خاصة واستراتيجيات في الوقت‬ ‫نفسه‪ ،‬فكان رأيهم‪“ :‬ان يتم االستيالء على‬ ‫النفط العراقي ووضع اليد عليه كامالً‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل عقود تقوم الشركات االميركية‬ ‫مبوجبها باحتكار الصناعة النفطية في العراق”‬ ‫او من خالل “التواجد العسكري املباشر في هذه‬ ‫املنطقة او قرب آبار البترول‪ ،‬والتحكم بتدفق‬ ‫النفط وعائداته منها الى الدول االخرى”‪.‬‬ ‫واقتراح آخر رأى ان يتم استغالل عائدات‬ ‫النفط الى حني التوصل الى حكومة شرعية‬ ‫(ودميوقراطية) وعلى ان يتم توزيع جزء من هذا‬ ‫العائد على مشاريع وجهود اعمار وهو الشيء‬ ‫الذي لم يحصل‪.‬‬ ‫يصنف االقتصاديون حقول النفط العراقية‬ ‫بأنها في املرتبة االولى في العالم من حيث‬ ‫انخفاض تكلفة االنتاج لوجود اخلام على مقربة‬ ‫من السطح وكلفة انتاج البرميل من النفط (‪1.5‬‬ ‫دوالر) ولذلك فاالرباح هائلة‪...‬‬ ‫والعراق ميتلك ‪ %12‬من االحتياطي العاملي‬ ‫املؤكد من النفط ويعتبر اهم احتياطي عاملي‬ ‫بعد السعودية‪ ،‬وهذا معناه ان السيطرة على‬ ‫العراق تعني احلصول على حوالى ربع احتاطي‬ ‫العالم من النفط‪.‬‬ ‫واهمية النفط العراقي‪ ،‬تبدو اوضح اذا مت‬ ‫ربط االحتياطي مبسألة االنخفاض في اخملزونات‬ ‫العاملية املهمة في الغرب‪ ،‬ومع امكانية نضوب‬ ‫اخملزونات املهمة كافة في الغرب‪ ،‬وفي قزوين في‬ ‫الـ (‪ )15‬سنة املقبلة‪..‬‬ ‫وبالتالي فان عدد السنوات التي سيستغرقها‬ ‫صرف االحتياط مبعدالت االنتاج احلالية ويقال بان‬ ‫آخر نقطة نفط ستكون في العراق‪ ،‬فالنفط‬ ‫العاملي ينضب وخالل السنوات اخلمس الى العشر‬ ‫القادمة سيستقر انتاج النفط‪ ،‬ويتجه فيما بعد‬ ‫الى االنخفاض مبعدل (‪ 5‬ماليني برميل يومياً)‪...‬‬ ‫واذا علمنا ان العراق ميتلك احتياطا ً مؤكدا ً من‬ ‫النفط يبلغ حوالى (‪ 115‬مليار برميل) ومعظم‬ ‫هذا االحتياطي في جنوب العراق (‪ )%65‬ومع ان‬ ‫(‪ )%90‬من مساحة البالد لم يتم مسحها بعد‪..‬‬ ‫واما معهد بيكر مركز دراسات الطاقة العاملية‬ ‫اكد ان احتياطي العراق قد يصل الى (‪ 215‬مليار)‬

‫برميل اذا مت اجراء عمليات بحث وتنقيب في‬ ‫منطقة الصحراء الغربية (في العراق)‪.‬‬

‫احتياطي العراق‬ ‫من النفط (‪ )215‬برميال‬ ‫واالحتالل االميركي اخذ يعمل على تقنني‬ ‫مسألة استيالئه على النفط العراقي بطرق‬ ‫التفافية غير مباشرة حتت شعارات مثل‪ :‬فتح‬

‫واستقدام خبرات اجنبية واالميركية خاصة‪،‬‬ ‫وعملية نهب وسرقة موصوفة للنفط العراقي‬ ‫تبدأ من الدراسات والتنقيب الى االستخراج‬ ‫والتصدير والهيمنة على االسواق العاملية‪.‬‬ ‫وكان مجلس العالقات اخلارجية بالكونغرس‬ ‫االميركي في كانون األول ‪ 2002‬قدم دراسة الى‬ ‫االداره االميركية حول النفط العراقي وهي عبارة‬ ‫عن توجه يشير الى ان البنية االساسية لقطاع‬ ‫النفط العراقي تعيش حالة متدهورة للغاية‬ ‫وحتتاج العادة االعمار (النقاذ االنتاج) وهذا االمر‬

‫جنود االحتالل مرتزقة برسم املوت!‬

‫يحتاج استثمارات مبليارات الدوالرات ومثال ذلك‪:‬‬ ‫تكلفة وحدات التصدير احلالية يحتاج ‪5‬‬ ‫مليارات‪.‬‬ ‫وتكلفة إعادة االنتاج الى ما كان قبل ‪1990‬‬ ‫حتتاج ‪ 8‬مليارات‪.‬‬

‫استخدام الدستور العراقي‬ ‫الحكام السيطرة على النفط‬

‫تشيني‪ :‬مهندس غزو العراق لنهب نفطه ملصلحته‬

‫االستثمارات االجنبية على مصراعيها‪ ،‬وازالة‬ ‫كل القيود على الشركات االجنبية املستثمرة‪،‬‬ ‫وضرورة االعتماد على احدث التقنيات لزيادة االنتاج‬

‫وكانت بوادر التطبيق العملي لهذا التوجه بعد‬ ‫احتالل العراق قد ظهرت في الدستور العراقي‬ ‫بحلته النهائية في ‪ 28‬آب ‪ 2005‬وعكس ما جاء‬ ‫به املندوب االميركي االول بول برمير وهو حتقيق‬ ‫طموحات املستثمرين االجانب‪.‬‬ ‫اذ يلزم الدستور اجلديد الدولة العراقية باصالح‬ ‫االقتصاد بطريقة تضمن االستثمار الكامل لكل‬ ‫ثرواته وتنويع هذه الثروات‪ ،‬وتطوير القطاع اخلاص‬ ‫او املقصود هنا اخلصخصة للقطاع العام‪ ،‬وحرية‬ ‫التجارة والسوق وفتح اجملاالت‪...‬‬ ‫فجاء في املادة (‪ 110‬من الدستور العراقي) “ان‬ ‫احلكومة الفيدرالية وحكومات املناطق املنتجة‬ ‫االخرى ستعمل على وضع استراتيجية لتطوير‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪61‬‬


‫منبر عربي‬

‫االحتالل االميركي سرقة النفط والثروات العراقية‬

‫الثروة النفطية واعتماد احدث التقنيات في‬ ‫السوق‪.‬‬ ‫وهذا يعني خصخصة شركة النفط الوطنية‬ ‫العراقية‪ ،‬وفتح االحتياطي العراقي امام شركات‬ ‫النفط العمالقة ويسمح الدستور لالقاليم‪،‬‬ ‫“التي من املمكن ان تشكل حاليا ً او الحقا ً بان‬ ‫تقرر سياستها النفطية ضمن حدودها اجلديدة‪،‬‬ ‫وان حتتفظ بنسبة كبيرة من عائدات احلقول‬ ‫املوجودة‪ ،‬وان حتتفظ الحقا ً بعائدات كل ما‬ ‫ستطوره من احلقول اجلديدة‪.‬‬ ‫ما هي اهداف االحتالل من السيطرة على‬ ‫النفط العراقي؟‬ ‫ان الواليات املتحدة االميركية اصبحت تعي‬ ‫متاما ً انها ليست وحدها على الساحة الدولية‬ ‫وخاصة من الناحية االقتصادية وهناك دول عديدة‬ ‫تسعى للوصول الى مستواها بل والتفوق عليها‬ ‫في املدى املنظور‪ ،‬وهي بدأت تعمل على محاولة‬ ‫افشال وصول اآلخرين الى مستواها‪ ،‬والتحكم‬ ‫في عملية صعودهم‪ ،‬فكان النفط اخلليجي‬ ‫والعراقي الوسيلة‪ ،‬وبالتالي فان القوة االقتصادية‬ ‫للدول الكبرى وخاصة اوروبا واليابان ترتكز اساسا ً‬ ‫على النفط املستورد من اخلارج‪ ،‬وسيطرة اميركا‬ ‫على هذا النفط سيعطيها مجاال ً لتحديد‬ ‫كميات االنتاج وكميات التوريد‪ ،‬واسعار النفط‪ ،‬مما‬ ‫يجعل تطوير هذه الدول االخرى ومنوها االقتصادي‬ ‫خاضعا ً بطريقة غير مباشرة لالشراف االميركي‬ ‫من خالل السيطرة على العراق تعني احلصول‬ ‫على حوالى ربع احتياطي العالم النفطي ويضاف‬ ‫الى ذلك ارباح الشركات النفطية‪...‬‬ ‫والعراق وحده ميتلك القدرة على زيادة االنتاج‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪62‬‬

‫وبعض احملللني يرى ان العراق في حدود السنوات‬ ‫اخلمسني سيبلغ قدرة السعودية احلالية او بحدود‬ ‫‪ 10‬ماليني برميل يومياً‪.‬‬ ‫ومن خالل سيطرة القوات االميركية على نفط‬ ‫العراق واخلليج سيمنع حتى إمكانية التفكير في‬ ‫استخدام سالح النفط‪.‬‬ ‫ومجلس الشيوخ االميركي وافق بشكل مبدئي‬ ‫يوم ‪ 2005/6/21‬على مشروع قانون حتت مسمى‬ ‫“ال اوبك” وهذا مينح وزارة العدل االميركية او جلنة‬ ‫التجارة االحتادية سلطة مقاضاة اوبك بتهمة‬ ‫التالعب باالسعار‪.‬‬

‫عملية نهب‬ ‫ثروة العراق النفطية‬ ‫فقد نشر معهد (بال تفورم) مع خمسة‬ ‫معاهد ومؤسسات غير حكومية تقريرا ضخما ً‬ ‫على درجة كبيرة من االهمية‪ ،‬وكاتب التقرير‬ ‫كريج موتيت‪ ،‬يفضح التقرير النوايا االميركية‬ ‫بشأن نهب الثروة النفطية والتعاقدات التي متت‬ ‫ملصلحة الشركات‪ ...‬ويقول التقرير “بينما يكافح‬ ‫الشعب العراقي من اجل حتديد وضمان مستقبله‬ ‫السياسي‪ ،‬فان اهم مورد اقتصادي لديه النفط‬ ‫يتم حتديد مصيره خلف ابواب مغلقة”‪.‬‬ ‫وتقول الدراسة “هناك خطة بني احلكومة‬ ‫االميركية والبريطانية على اتباع اسلوب العقود‬ ‫الطويلة االجل مع الشركات النفطية‪ ،‬مما يحول‬ ‫دون تدخل احملاكم والرقابة الدميوقراطية على هذه‬ ‫العملية”‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة الى نتيجتني اساسيتني‪:‬‬ ‫االولى ان العراق يخسر ما بني (‪ 194 – 74‬مليار‬ ‫دوالر) طيلة فترة العقود فيما يخص اول اثني‬ ‫عشر حقالً فيما لو كان سعر برميل النفط ‪40‬‬ ‫دوالرا‪.‬‬ ‫والثانية ان ارباح الشركات النفطية وعائداتها‬ ‫في العراق في هذه العقود وبهذه الشروط تتراوح‬ ‫‪ %162 - % 42‬وهو ما يزيد عن املعدل الطبيعي‬ ‫لالرباح الذي يبلغ ‪ %12‬في مثل هذه االستثمارات‬ ‫وتزداد عمليات السرقة والنهب بشكل اوسع‬ ‫في القطاع النفطي اذا مت احتساب ما يجري في‬ ‫قطاع النفط من عملية متويه وتضليل‪ ،‬وإعادة بناء‬ ‫وصيانة وتطوير وكلها منافذ للسرقة والنهب‪.‬‬ ‫في صحيفة االندي بندنت البريطانية اوضح‬ ‫فيليب ثورتون رئيس مؤسسة االقتصاد احلديث‬ ‫“من الواضح اآلن ان بريطانيا واميركا مصممتان‬ ‫على السيطرة على نسبة كبيرة من احتياطي‬ ‫النفط العاملي‪ ،‬مما يعني ان العراق بدال ً من ان‬ ‫يدشن مرحلة جديدة‪ ،‬وجد نفسه محصورا ً في‬ ‫الفخ القدمي لالحتالل الذي سيكلفه الغالي‬ ‫والنفيس في املستقبل املنظور”‪.‬‬ ‫ما هي عقود مشاركة االنتاج في مجال النفط؟‬ ‫والى ماذا تهدف؟‬ ‫منوذج التطوير الذي يروج له في العراق‪ ،‬يتفق‬ ‫خبراء النفط ان غرضها سياسي في املقام‬ ‫االول‪ ،‬فهي من الناحية الشكلية تبقي ملكية‬ ‫احتياطات النفط في يد الدولة‪ ،‬في حني انها‬ ‫عمليا ً تعطي شركات النفط‪ ،‬النتائج ذاتها مثل‬ ‫اتفاقيات االمتياز‪ ،‬وهناك صيغ قانونية ومالية‬ ‫تخضع عادة للشروط السرية التجارية‪ ،‬وتكون‬


‫بالتالي عمليا ً محصنة من اي تدقيق عام‪ ،‬وهي‬ ‫تربط احلكومة بشروط اقتصادية ال ميكن تغييرها‬ ‫طيلة عقود‪.‬‬ ‫وفي حال العراق‪ ،‬احلكومة ما زالت ضعيفة‪،‬‬ ‫والوضع االمني ما زال كئيباً‪ ،‬والبلد حتت االحتالل‬ ‫العسكري‪ ،‬ومن احملتمل ان يتم توقيع عقود‬ ‫مجحفة بحق العراق‪ ،‬وروجت االدارة االميركية‬ ‫لعقود مشاركة االنتاج‪.‬‬ ‫وقد طرح هذا الشكل من االتفاقيات في‬ ‫العراق ضمن مشروع مستقبل العراق الذي كان‬ ‫ضمن عملية تخطيط قبل الغزو عام ‪.2003‬‬ ‫وارقام وكالة الطاقة الدولية تؤشر الى ان عقود‬ ‫مشاركة االنتاج مستخدمة في حوالي ‪ %12‬من‬ ‫االحتياطي النفطي العاملي‪ ،‬وفي دول تتواجد‬ ‫فيها حقول النفط الصغيرة حيث تكلفة‬ ‫االنتاج عالية‪ ،‬واكتشاف النفط مشكوك فيه‪،‬‬ ‫وال ينطبق اي من هذه االوضاع على العراق‪ ،‬وتبني‬ ‫احلسابات اذا استخدمت احلكومة العراقية عقود‬ ‫مشاركة االنتاج فان التكلفة التي ستدفعها‬ ‫مقابل الرأسمال ستتراوح ما بني ‪ %75‬الى ‪%119‬‬ ‫ولذلك فامليزات غير ذات قيمة‪.‬‬

‫ملاذا عقود مشاركة االنتاج؟‬ ‫فهذه العقود هي اعادة تصميم جذرية‬ ‫لصناعة النفط العراقية تنقلها الى اخلصخصة‪،‬‬ ‫وسعي الواليات املتحدة وبريطانيا إلى االستفادة‬ ‫القصوى في سوق مضطرب‪ ،‬وحجز شركات‬ ‫النفط احتياطات جديدة من النفط تؤمن لها‬ ‫النمو في املستقبل والسيطرة شبه الكاملة‬ ‫على حقول النفط ومبوجب هذه العقود ستبقى‬ ‫احلكومة العراقية مسيطرة على ‪ 17‬حقالً من‬ ‫اصل ‪ 80‬حقالً نفطياً‪.‬‬ ‫والتعابير املستخدمة في عقود مشاركة‬ ‫االنتاج مضللة‪ ،‬النها تعطي الشركات السيطرة‬ ‫على تطوير النفط املدخل جلني ارباح طائلة‪ ،‬وقد‬ ‫يشتمل ذلك عقود إعادة الشراء‪ ،‬وعقود التطوير‬ ‫واإلنتاج‪...‬‬ ‫واالمتيازات فان الشركات تنتزع حقوق‬ ‫حكومات البلدان املنتجة وبشكل منعزل عن‬ ‫عناصر االقتصاد الوطني احمللية وبعض االمتيازات‬ ‫تصر على اعتبار النفط اخلام بعد استخراجه‬ ‫ملكا ً لصاحب االمتياز‪.‬‬ ‫فالشركة اخلاصة تقوم اوال ً في تأمني االستثمار‬ ‫في التنقيب ومن ثم في احلفر وبناء البنية التحتية‪.‬‬ ‫ويتم تخصيص احلصة االولى من النفط املستخرج‬ ‫الى الشركة التي تستخدم مبيعات النفط السترداد‬ ‫تكاليفها‪ ،‬وقيمة االستثمار الرأسمالي (ونفط‬ ‫التكلفة) يحسب من انتاج النفط كل عام‪.‬‬ ‫وحاملا يتم حتصيل التكاليف تقسم ارباح‬ ‫النفط املتبقية بني الدولة والشركة في نسب‬ ‫متفق عليها‪.‬‬ ‫ويتمتع العراق بطاقة نفطية هائلة ضمن‬ ‫اصل حقوله النفطية االربعة والسبعني‬ ‫املكتشفة والقائمة فعالً يتم استغالل ‪ 15‬حقالً‪،‬‬

‫وهناك حاجة الى مبالغ كبيرة من االستثمارات‬ ‫في احلقول املستغلة وحدها‪ ،‬واقدمت سلطات‬ ‫االحتالل كخطوة اولى في توجهها نحو اعادة‬ ‫السيطرة على املوارد النفطية والغاء شركة‬ ‫النفط الوطنية العراقية‪ ،‬وكذلك فان رئيس‬ ‫الوزراء العراقي نور املالكي وعد وزير الطاقة‬ ‫االميركي بفتح قطاع النفط للشركات االجنبية‬ ‫مع استكمال قانون االستثمار اجلديد‪ ...‬اي ان االمر‬ ‫خرج من االبواب املغلقة الى الباحات املكشوفة‬ ‫والى ذلك تتعدد صنوف االحتيال والسرقة والنهب‬ ‫للثروة النفطية‪.‬‬ ‫واعتبر اندرو سيمس مخطط السياسات‬ ‫مبؤسسة االقتصاديات اجلديدة محاوالت واشنطن‬ ‫ولندن البرام مثل هذا النوع من التعاقدات تأتي‬ ‫في اطار سعي حكومتي الدولتني للسيطرة على‬ ‫النفط منذ بداية اكتشافه‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه قدم اقتراحا ً لتطوير‬ ‫صناعة النفط العراقية دون اللجوء الى اتفاقيات‬ ‫املشاركة في االنتاج‪ ،‬حيث ميكن استغالل شبكة‬ ‫انتاج البترول التي ميتلكها العراق والتي تعتبر‬ ‫معقولة واستخدام الفوائد احلالية او االقتراض‬ ‫لتمويل التوسع في االنتاج‪.‬‬

‫عودة الى النهب والهيمنة‬ ‫الثروة النفطية والتي جرى تأميمها منذ عقود‬ ‫تعود اليوم سرا ً الى خصخصة وهيمنة الشركات‬ ‫الغربية وفي آذار املاضي قام ديك تشيني بزيارة‬ ‫الى العراق كانت مهمتها االساسية‪ ،‬تأمني‬ ‫العودة عن تأميم النفط‪ ،‬وبالتالي االلتفاف عما‬ ‫كان معموال ً به في العراق‪ ،‬ولعودة الهيمنة في‬ ‫ظل الفراغ واخلراب الذي خلفه االحتالل‪..‬‬ ‫يقولون الكثير عن إعادة االعمار بينما هم‬ ‫يوغلون في نهب العراق وسرقة نفطه وخيراته‪،‬‬ ‫وحتويله الى هيمنة كبريات الشركات النفطية‬ ‫العاملية بعد استبعاد شركات روسية وصينية‪..‬‬ ‫صحيفة الكارديان البريطانية ذكرت بعد زيارة‬ ‫تشيني تفاصيل الدفع السريع باجتاه العقود‬ ‫النفطية مع شركات بريتيش بتروليوم‪ ،‬واكسون‬ ‫موبيل االميركية‪ ،‬وشل الهولندية‪ ،‬وتوتال‬ ‫الفرنسية هذا الى جانب بعض الشركات االصغر‬ ‫حجما ً مثل شيفرون االميركية وغيرها التي حتاول‬ ‫احلصول على عقود‪...‬‬ ‫واخلطورة املركبة ليس فقط في دور اللصوص‬ ‫الصغار الذين يقبلون باي شيء طاملا مصاحلهم‬ ‫محفوظة واموالهم منقولة‪ ،‬فاالحتالل يذهب‬ ‫باجتاه البقاء في العراق باتفاقية امنية وانشاء‬ ‫قواعد عسكرية دائمة‪ ،‬وخطورة املسألة تكمن‬ ‫في العودة الى ما قبل ‪ 1961‬حيث خسرت تلك‬ ‫الشركات مكانتها وهيمنتها بسقوط امللكية‪.‬‬ ‫ولم يقتصر االمر على الشركات االوروبية‬ ‫واالميركية في السعي للفوز بنصيب في نفط‬ ‫العراق وحسب ما نشرته صحيفة يديعوت‬ ‫احرونوت االسرائيلية في ‪ 28‬ايار ‪2003‬م فان‬ ‫شركة (بزان) االسرائيلية التي تعمل في مجال‬

‫تشغيل مصافي التكرير تستعد كما اشار‬ ‫مديرها (بشار بن مردخاي) لشراء نفط العراق‬ ‫عن طريق تركيا بنسبة ‪ %10‬من اجمالي واردات‬ ‫اسرائيل من النفط‪...‬‬ ‫ويتوقع خبراء في صناعة النفط العراقي ان‬ ‫تكون شركة (هاليبيرتون) االميركية (كيه بي آر)‬ ‫التي كان يرأسها ديك تشيني في الفترة ‪– 1990‬‬ ‫‪ 2000‬والتي تعمل بقوة في العراق منذ ‪ 2003‬ان‬ ‫تكون لها حاليا ً بالفعل عقود العادة تأهيل قطاع‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫وكان قد دعا (‪ )61‬خبيرا نفطيا عراقيا لعدم‬ ‫اقرار قانون النفط والغاز اجلديد محذرين من‬ ‫ثغرات ميكن ان تستفيد منها الشركات االجنبية‪،‬‬ ‫على حساب املصلحة الوطنية‪ ،‬ويعطي مشروع‬ ‫القانون احلق للشركات االجنبية في االستثمار‬ ‫على اساس نظام تقاسم االرباح واالنتاج‬ ‫املعروف باسم (بي اس اي)‪ .‬وهذا النظام كما‬ ‫تقول صحيفة كريستيان ساينس مونتور يحقق‬ ‫مصالح الشركات االجنبية اكثر مما يحقق‬ ‫مصالح شعوب البلدان املنتجة‪.‬‬ ‫فاملشروع يطلق يد الشركات في السيطرة‬ ‫على نفط العراق وسيجعل من احتياطي النفط‬ ‫رهينة بأيدي الشركات االميركية والبريطانية‬ ‫فهو يعطي الشركات النفطية تلك احلق في‬ ‫السيطرة على ‪ %75‬من ارباح النفط‪.‬‬

‫احلل في استخدام سياسية‬ ‫نفطية عقالنية‬ ‫القطاع النفطي العراقي هو قطاع استراتيجي‬ ‫هام‪ ،‬ينبغي ان يظل ملكية عامة‪ ،‬السيما اخملزون‬ ‫النفطي‪ ،‬وال بد من استخدام سياسة نفطية‬ ‫عقالنية مبا يقلل تدريجيا ً من اعتماد االقتصاد‬ ‫العراقي على عوائد تصدير النفط اخلام‪ ،‬واحلفاظ‬ ‫على الثروة الوطنية النفطية من الهدر‪ ،‬وضمان‬ ‫حقوق االجيال القادمة فيها‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫االستثمارات االجنبية ولكن مع ضرورة حتديد‬ ‫اجملاالت التي تدخل فيها على صعيد االستخراج‬ ‫شرط عدم املساس باملصالح الوطنية‪.‬‬ ‫ومن الصعب ايضا ً التصور بان االقتصاد‬ ‫العراقي قادر على أداء التزاماته اخلارجية ضمن‬ ‫املدى املنظور نظرا ً للعوائق‪ ،‬فمؤسسات التمويل‬ ‫الدولية تفرض شروطها في احلد من نفوذ القطاع‬ ‫العام وتأمني اخلصخصة‪ ،‬وتسرع الوصايا املالية‬ ‫من خالل تدويل الوظيفة االقتصادية للدولة‬ ‫العراقية وترحيلها الى مؤسسات خارجية‪.‬‬ ‫من هنا تبرز مكانة ودور نشاط املؤسسات‬ ‫املدنية كي ال يترك مصير احلكومة العراقية‬ ‫عرضة للنهب‪ ،‬ضغط االحتالل من جهة وضغط‬ ‫الواقع املأساوي‪ ،‬ورغم ذلك فاالعتماد على الذات‬ ‫افضل بكل املقاييس‪ ،‬االحتالل اصل البالء وعندما‬ ‫يعرف السبب يبطل العجب‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪63‬‬


‫منبر فلسطيني‪/‬مقابلة‬ ‫محمد ياسين عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫المهمة األساسية الراهنة تنظيم جبهة شعبية عربية مناضلة‬ ‫تحمي الثوابت والقضية‬ ‫في كفاح امتنا العربية‪ ،‬سجل من البطولة والتضحيات‪ ،‬حافل باملعاني‬ ‫والدالالت‪ ،‬فالثورة الفلسطينية املعاصرة وحدت الدم‪ ،‬وباتت القضية‬ ‫واحدة من احمليط إلى اخلليج‪ ،‬وقومية املعركة اصبحت حقيقية قائمة‪.‬‬ ‫اليوم نقلب صفحات التاريخ احلاضر فينا ليروي لنا حكايات البطولة‬ ‫والفداء وروح التحدي والعنفوان‪ ،‬البعض قدم اغلى ما ميلك فهو في‬ ‫قائمة الشهداء والذين هم انبل البشر‪ ،‬ومنهم من ينتظر حامالً الراية‬ ‫ومجددا ً العزمية‪ ،‬وسمير القنطار ابن اجلبل االشم اليوم يعود الينا‪ ،‬وبعد‬ ‫صراع طويل انتصرت االرادة وباتت املقاومة ثقافة ورمز حاضر‪ ،‬فاملقاومة‬ ‫هي قاموسنا ومن يعرف سمير القنطار وعماد مغنية ودالل املغربي‬ ‫وسناء محيدلي وبقية املقاومني الذين تقدموا صفوف الفداء والشهادة‬ ‫يدرك ما معنى املقاومة والكرامة‪...‬‬ ‫وعملية جمال عبد الناصر البطولية في تفاصيلها مساء ‪1979/4/22‬قامت‬ ‫مجموعة من املقاومة الفلسطينية العربية مكونة من اربعة فدائيني من‬ ‫جبهة التحرير الفلسطينية بتنفيذ العملية في مستعمرة نهاريا في‬ ‫فلسطني احملتلة التي تبعد ‪ 10‬كلم عن احلدود اللبنانية‪.‬‬ ‫وصل الفدائيون الى املستعمرة عن طريق البحر مستخدمني زورقاً‬ ‫مطاطياً واقتحموا بناية حتمل الرقم (‪ )61‬وأسروا اثنني من االسرائيليني‬ ‫للعودة بهما الى قواعد املقاومة‪.‬‬ ‫واشتبك الفدائيون مع قوة اسرائيلية قرب الشاطئ فدارت معركة بني‬ ‫اجلانبني اشترك فيها الطيران احلربي الصهيوني‪ ،‬وأسفرت عن استشهاد‬ ‫اثنني من الفدائيني واسر اآلخرين‪ ،‬ومقتل اربعة اسرائيليني بينهم احد‬ ‫رجال الشرطة‪.‬‬ ‫وقد أتت عملية جمال عبد الناصر تؤكد قدرة املقاومة الفلسطينية‬ ‫على اختراق كلي لإلجراءات االمنية املشددة التي يتخذها الصهاينة‬ ‫والتي تزايدت شدتها وكثافتها بعد عملية الشهيد كمال عدوان في‬ ‫‪ 1978/3/11‬في املنطقة الساحلية بني حيفا وتل أبيب‪.‬‬ ‫ومجلة منبر التوحيد حتاور عضو اللجنة املركزية جلبهة التحرير‬ ‫الفلسطينية محمد ياسني إللقاء الضوء على صفحة مشرقة للبطولة‬ ‫والفداء وومنها عملية جمال عبد الناصر بقيادة املناضل الكبير سمير‬ ‫القنطار‪ ..‬وهنا نص احلوار‪:‬‬ ‫جبهة التحرير الفلسطينية لها تاريخ‬ ‫طويل في العمل الوطني الفلسطيني‬ ‫وامتداداته العربية نرجو تسليط الضوء على‬ ‫ابرز محطات الكفاح في تاريخ اجلبهة ودورها‬ ‫الفاعل وكونكم فصيالً في حتالف القوى‬ ‫الفلسطينية؟‬ ‫جبهة التحرير الفلسطينية جسدت‬ ‫بانطالقتها اإلرادة الفلسطينية املقاتلة‬ ‫امللتزمة بنهج الكفاح الشعبي املسلح‬ ‫واملقاومة التي تعتبرها الشكل الرئيسي‬ ‫للنضال الوطني الفلسطيني وبهذه الروحية‬ ‫نفذ العديد من العمليات العسكرية املميزة‬ ‫فكانت في طليعة الفصائل املقاتلة التي جتسد‬ ‫ارادة شعبنا وحقه في النضال الستعادة احلقوق‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪64‬‬

‫ياسني‬

‫الوطنية والتاريخية الثابتة وجوهر العودة إلى‬ ‫الوطن وتقرير املصير دون أية تداخالت خارجية‬ ‫في وطن حر ومحرر من االستعمار االستيطاني‬ ‫الصهيوني‪ .‬جبهة التحرير الفلسطينية التي‬ ‫نفذت عمليات في البر والبحر واجلو بدءا ً من‬ ‫عملية جمال عبد الناصر في نهاريا التي قادها‬ ‫الرفيق سمير القنطار األسير العائد إلى احلرية‬ ‫وعملية الزيب عبر البحر وعملية الطائرات‬ ‫الشراعية واملنطاد وبرختا وتلة العباد واملنارة‬ ‫األولى والثانية واملطلة وجبل الروس وزرعيت‬ ‫والعديد من املهام القتالية أثناء انتفاضة‬ ‫شعبنا الثانية‪ ،‬حيث رفعنا شعار التواصل مع‬ ‫انتفاضة شعبنا بالدم‪.‬‬ ‫كما تصدت اجلبهة حملاوالت أقلمة القضية‬

‫الفلسطينية والتسويات التي ال تلبي احلقوق‬ ‫الوطنية لشعبنا والتسليم بالكيان الصهيوني‬ ‫كأمر واقع على ارض فلسطني‪ ،‬ألننا نعتبر‬ ‫القضية الفلسطينية هي القضية املركزية‬ ‫لالمة العربية واإلسالمية وهي قضية االحرار‬ ‫في العالم ملا حتمله من ابعاد حضارية وثقافية‬ ‫وإنسانية‪.‬‬ ‫واجلبهة التي تؤمن بالوحدة الوطنية وتوحيد‬ ‫كل اجلهود ملواجهة مخاطر تصفية احلقوق تدعو‬ ‫إلى اعادة انتاج املشروع الوطني الفلسطيني‬ ‫وتوحيد كل اجلهود والطاقات إلعادة بناء م‪.‬ت‪.‬ف‪.‬‬ ‫وإحياء مؤسساتها لتحمل امللفات الوطنية‬ ‫الكبرى وعلى أساس دميقراطي لتصبح املسألة‬ ‫للفصائل حول برامجها وسلوكها‪.‬‬


‫شراكة الثوابت الوطنية تعيد‬ ‫االعتبار للقضية‬ ‫احلوار بني (السلطة الفلسطينية أو فتح)‬ ‫وحركة حماس إلى أين؟ وما هي العوائق التي‬ ‫تقف في طريق هذا احلوار وحتول دون الوصول‬ ‫إلى قاسم مشترك؟‬ ‫إن حالة االنقسام التي تشهدها ساحتنا‬ ‫الفلسطينية والتي هي بجوهرها انقسام حول‬ ‫الرؤية السياسية لعملية الصراع مع الكيان‬ ‫الصهيوني أصبحت مطلبا اسرائيليا اميركيا‬ ‫بامتياز من اجل االستفراد باحلالة الفلسطينية‬ ‫املفاوضة ملزيد من التنازالت‪ .‬واليوم عندما تصبح‬ ‫القضية الوطنية مهددة بخطر التصفية واحلقوق‬ ‫مهددة والشخصية الوطنية مهددة باإلذابة يصبح‬ ‫واجب اجلميع التالقي وتوحيد اجلهود ملواجهة اخلطر‬ ‫الداهم على قاعدة الثوابت الوطنية التي تصون‬ ‫احلقوق وحتمي القضية من خطر التصفية ويصبح‬ ‫اجلميع أمام مسؤولياتهم التاريخية في حماية‬ ‫املصالح الوطنية العليا وهذا يتطلب حوارا ً جادا ً‬ ‫ومسؤوال ً وبشكل دميقراطي على قاعدة مشروع‬ ‫وطني أساسه املقاومة الشعبية في حماية احلقوق‬ ‫والقضية‪ .‬وهذا لن يتم في سياقات السقوف‬ ‫اإلقليمية أو الشروط واإلمالءات الصهيونية‬ ‫واألميركية بل في إطار حوار وطني فلسطيني‬ ‫شامل يضم القوى كافة من فصائل وشخصيات‬ ‫وطنية ومؤسسات فكرية وثقافية واجتماعية‬ ‫تنتج املشروع الوطني املتصدي لالستحقاقات‬ ‫اجلسام التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية وعلى‬ ‫أساس هذا املشروع يعاد بناء م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬ممثالً شرعيا ً‬ ‫وحيدا ً لشعبنا وبشراكة وطنية على أساس‬ ‫دميقراطي فعال ال قوال حتى نعيد االعتبار للقضية‬ ‫الوطنية ونعيد مفهوم وحدة األرض والشعب‬ ‫الذي ميكن شعبنا من توحيد جهوده في ساحات‬ ‫النضال اخملتلفة ونعيد القضية إلى عمقها العربي‬ ‫واالسالمي والى وهجها على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫ال تلتزم إسرائيل فتنتكس‬ ‫التهدئة‬ ‫ما هو موقف جبهتكم من التهدئة في غزة؟‬ ‫وهل هي مرحلية او تكتيكية ام انها مقدمة‬ ‫ملرحلة جديدة من الرهانات ام انها استراحة‬ ‫محارب؟‬ ‫التهدئة وان كانت في وقتها الراهن حاجة‬ ‫وطنية فلسطينية لرفع املعاناة عن شعبنا احملاصر‬ ‫الذي بات يفتقر إلى احلد األدنى من مقومات احلياة‬ ‫ال نعتقد انها ستسير على ما يرام وحتقق االهداف‬ ‫املرجوة منها في رفع احلصار وفتح املعابر خاصة‬ ‫في ظل حالة االنقسام وعدم استعداد البعض‬ ‫للحوار الوطني عن التهدئة أو ربط التهدئة‬ ‫مبسألة اجلندي األسير ونرى ان هذه التهدئة ستمر‬ ‫بانتكاسات نتيجة عدم التزام العدو واستمراره‬

‫القنطار ورفاقه االسرى في املطار‬

‫بعمليات املالحقة واحلصار واالعتقال في الضفة‬ ‫الغربية وتعطيل املعابر ومنع دخول االحتياجات‬ ‫االساسية لشعبنا في قطاع غزة‪.‬‬

‫الطيران اإلسرائيلي قتل‬ ‫اخملطوفني هاران وابنته‬ ‫هل من نبذة عن تاريخ املناضل الكبير سمير‬ ‫القنطار والذي هو أحد اعضاء جبهة التحرير‬ ‫الفلسطينية وكيف مت أسره؟ وماذا تعني‬ ‫عودته لكم ولكل املناضلني؟‬ ‫سمير القنطار املناضل العربي اللبناني ابن‬ ‫جبل لبنان األشم من قرية عبيه قاد عملية‬ ‫الشهيد جمال عبد الناصر عبر البحر إلى‬ ‫مستوطنة نهاريا شمال فلسطني وهو في‬ ‫السابعة عشرة من عمره مع ثالثة مناضلني‬ ‫من سورية وفلسطني وكانت العملية أول رد‬ ‫عربي معمد على ارض فلسطني على اتفاقيات‬ ‫كامب ديفيد التي وقعها نظام انور السادات وكان‬ ‫هدف العملية اسر عالم ذرة يدعى داني اهاران‬ ‫من اجل مبادلته بأسرى فلسطينيني وعرب في‬ ‫السجون اإلسرائيلية وعند الوصول إلى الهدف‬ ‫انقسمت اجملموعة قسمني ظال يتعاملون مع‬ ‫جنود العدو وشرطة املستوطنة بقتال بطولي‬ ‫داخل املستوطنة وهما مهنا سليم املؤيد وعبد‬ ‫اجمليد اصالن اللذين قاتال حتى االستشهاد وسمير‬ ‫واحمد ابرص اقتادا الرهينة الذي متسك بابنته‪.‬‬ ‫وجنحا في اقتيادهما إلى الزورق واالنطالق في‬ ‫البحر فقام الطيران احلربي الصهيوني بقصف‬ ‫الزورق فأصيب سمير ورفيقه وقتل الرهينة‬ ‫وابنته‪ .‬وهكذا انتشل سمير ورفيقه جريحني من‬ ‫البحر واليوم وبعد ثالثني عاما من حياة سمير‬ ‫في األسر وهو الصامد العابر املتمسك مبوقفه‬ ‫بشجاعة يرفض املساومة ويدعو للتمسك‬

‫بالسالح ومواصلة املقاومة طريقا ً الستعادة‬ ‫احلقوق وبعودته واألسرى اللبنانيني ومعهم‬ ‫جثامني الشهداء تأكيد لصدق الوعد وأمانة‬ ‫العهد لسيد املقاومني العرب واالسالميني‪.‬‬ ‫يعود سمير رمز جيل املقاومني العرب امللتزم‬ ‫بالقضية املركزية لشعوب األمة العربية وعودة‬ ‫الشهداء تعيد إلى ذاكرة االجيال روح الفدائي روح‬ ‫التضحية والعطاء لتحملها األجيال حتى العودة‬ ‫والتحرير‪.‬‬

‫الوحدة حماية‬ ‫للقضية واحلقوق‬ ‫منظمة التحرير إلى أين؟ عادة البناء من‬ ‫جديد وعلى أساس االستفادة من التجربة‬ ‫املاضية ام املراوحة والتغني بأمجاد املاضي؟‬ ‫مما ال شك فيه أن م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬هي إجناز وطني‬ ‫كبير وهام للشعب الفلسطيني وقد حتقق هذا‬ ‫اإلجناز بفضل التضحيات التي قدمها الشعب‬ ‫الفلسطيني عبر مسيرته النضالية‪ ،‬ومن خالل‬ ‫الثورة الفلسطينية املعاصرة ومن خالل الدم‬ ‫املستمر حتى يومنا هذا في سبيل إجناز احلقوق‬ ‫الوطنية الفلسطينية‪ .‬صحيح أن م‪.‬ت‪.‬ف تأسست‬ ‫‪ 1964‬وبقرار عربي من خالل اجلامعة العربية‪،‬‬ ‫ولكنه ومن خالل الثورة الفلسطينية أصبحت‬ ‫متثل الكيان السياسي واملعنوي واملمثل الشرعي‬ ‫والوحيد للشعب الفلسطيني‪ .‬ولكن احلقيقة‬ ‫ال تخفى على أحد بعد العدوان الصهيوني على‬ ‫لبنان عام ‪ 1984‬وخروج الثورة الفلسطينية‬ ‫ومؤسسات املنظمة من بيروت وانتشارها في‬ ‫معظم األقطار العربية في ذلك الوقت وبعدها‬ ‫فعليا على األقطار احملاذية لفلسطني تعرضت‬ ‫املنظمة لضغوط كبيرة من اإلدارة األميركية ومن‬ ‫بعض النظام الرسمي العربي‪ .‬وكان االستعداد‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪65‬‬


‫منبر فلسطيني ‪ /‬مقابلة‬ ‫عند القيادة املتنفدة في املنظمة للتماهي مع‬ ‫املشاريع السياسية املطروحة‪ .‬في ذلك الوقت‬ ‫تعرضت املنظمة النقسام حاد أدى ذلك إلى‬ ‫خروج بعض الفصائل الفلسطينية من األطر‬ ‫التنظيمية للمنظمة نتيجة اخلالفات السياسية‬ ‫في الرؤى ملرحلة ما بعد اخلروج من بيروت والذي‬ ‫أدى أيضا إلى تعرض حركة فتح وهي التي كانت‬ ‫تعتبر فعليا كبرى الفصائل حلالة انشقاق‬ ‫كبير على اثر انتفاضة ‪ 1983/5/9‬نتيجة اخلالف‬ ‫السياسي داخل حركة فتح‪ .‬وكذلك تعرضت‬ ‫العديد من الفصائل حلاالت انقسام أيضاً‪ ،‬كل هذا‬ ‫أدى إلى فقدان املنظمة وحدانية التمثيل للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ .‬ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا‬ ‫تشهد الساحة الفلسطينية حالة من االنقسام‬ ‫احلاد ووجود اجتاهني سياسيني مختلفني‪ ،‬فقد‬ ‫أسهمت اتفاقيات أوسلو عام ‪ 1993‬في إحداث‬ ‫شرخ عمودي في املنظمة طال مختلف شرائح‬ ‫الشعب الفلسطيني وذلك بإصرار القيادة‬ ‫املتنفدة على املضي في مشاريع التسوية التي ال‬ ‫تلبي احلقوق الوطنية والتاريخية الثابتة والتي أدت‬ ‫إلى تقدمي تنازالت مست بجوهر احلقوق وجعلت‬ ‫من الضفة الغربية وقطاع غزة أراضي متنازعا ً‬ ‫عليها خاضعة للمفاوضات باعتبار اتفاق أوسلو‬ ‫ليس اتفاقا سياسيا يحدد احلقوق بل كان اتفاقا‬ ‫أمنيا اقتصاديا جوهره التخلي عن احلقوق بحجة‬ ‫أمن الكيان الصهيوني واستمرار وجوده‪.‬‬ ‫ومما تقدم وبعد أن اصطدم أصحاب نظرية املفاوضات‬ ‫واحللول الدبلوماسية بالواقع االنقسامي والضغوط‬ ‫الدولية ال بد من حوار وطني جاد ومسؤول يضع‬ ‫اجلميع امام مسؤولياتهم التاريخية والتزام املقاومة‬ ‫الشكل الرئيسي للنضال الوطني‪ .‬وهذا لن يتم إال‬ ‫بإعادة االعتبار للمشروع الوطني املقاوم على قاعدة‬ ‫جبهة وطنية متحدة والتي هي م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬لتنخرط كل‬ ‫الفصائل وكل االجتاهات الفكرية والسياسية والبنى‬ ‫االجتماعية في العملية النضالية التي حتمي احلقوق‬ ‫وحتافظ على القضية من خطر التصفية‪ .‬وحتى‬ ‫نصل إلى هذا الهدف النبيل علينا الشروع بحوار‬ ‫وطني يشمل اجلميع بعيدا ً عن الفئوية والعصبوية‬ ‫التنظيمية وبعيدا ً عن االستئثار والتفرد والسعي‬ ‫للهيمنة أو الثنائية حتى نستطيع أن نعيد بناء‬ ‫م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬وهيكليتها مبا يضمن الشراكة الوطنية‬ ‫للجميع دون استثناء أحد من خالل االتفاق على‬ ‫تشكيل مجلس وطني جديد باالنتخاب املباشر من‬ ‫الشعب‪ ،‬حيث أمكن لتعميق املسألة الدميقراطية‬ ‫في أوساط شعبنا واعادة االعتبار ملؤسسات املنظمة‬ ‫بدءا من اللجنة التنفيذية واجمللس املركزي لتكون‬ ‫املنظمة املمثل الشرعي الوحيد لشعبنا واإلطار‬ ‫املوحد للقوى الوطنية كافة‪.‬‬

‫نحو جبهة شعبية عربية‬ ‫مناضلة‬ ‫الشعب الفلسطيني شعب حي وغني بتراثه‬ ‫النضالي وتاريخه في الكفاح من اجل استعادة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪66‬‬

‫بإبعاد الثورة الفلسطينية عن األقطار احملاذية لفلسطني أصبحت‬ ‫املنظمة عرضة لضغوط كبيرة من اإلدارة األميركية ومن بعض‬ ‫النظام الرسمي العربي‬ ‫عملية جمال عبد الناصر التي قادها البطل سمير القنطار‬ ‫كانت الرد العربي الثوري من جبهة التحرير على استسالم نظام‬ ‫السادات بكامب ديفيد‪.‬‬ ‫أسهمت اتفاقيات أوسلو عام ‪ 1993‬في إحداث شرخ عمودي في‬ ‫املنظمة طال مختلف شرائح الشعب الفلسطيني وذلك بإصرار‬ ‫القيادة املتنفدة على املضي في مشاريع التسوية‬ ‫حقوقه واملفترض أن يتم التوصل لقواسم‬ ‫مشتركة ورؤية موحدة للصراع‪ ..‬ما هي اسباب‬ ‫التشتت واختالف الرؤى؟‬ ‫إن تواصل نضال الشعب الفلسطيني ليس‬ ‫مرهونا ً مبرحلة معينة‪ ،‬فالظروف التي عاشها‬ ‫شعبنا الفلسطيني عبر قرن من الصراع مع‬ ‫املشاريع االستعمارية والتي شكل املشروع‬ ‫الصهيوني االستيطاني في فلسطني ذروتها‬ ‫فرضت على الشعب الفلسطيني تواصل‬ ‫النضال من جيل إلى جيل‪ ،‬الن شعبنا ال ميكن‬ ‫أن يفرط بحقه للعيش كباقي شعوب االرض‬ ‫بحرية وكرامة يتمتع بهوية وطنية ووطن يقرر‬ ‫مصيره فيه دون اية تداخالت خارجية وقضيتنا‬ ‫الوطنية والتي هي القضية املركزية لشعوب‬ ‫االمة العربية واإلسالمية واحرار العالم وليست‬ ‫هي حكرا على الشعب الفلسطيني‪ ،‬فإنها‬ ‫باتت مسؤولية عربية اسالمية بالدرجة االولى‬

‫طليعتها الشعب الفلسطيني‪ .‬واليوم فإننا نرى‬ ‫أن حالة االنقسام هي حاجة أميركية ـ إسرائيلية‬ ‫النها تسهل اوال على األنظمة الرسمية العربية‬ ‫التخلص من تبعات القضية الفلسطينية وثانيا‬ ‫تسهل على الكيان الصهيوني ابتزاز الفريق‬ ‫املفاوض نحو املزيد من التنازالت مما يهدد القضية‬ ‫بخطر التصفية‪ .‬وهذا يتطلب اجلهود للوصول‬ ‫إلى مشروع وطني يكون األساس لوحدة وطنية‬ ‫فلسطينية تعيد االعتبار ملنظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية كقائدة للنضال الوطني وتعيد‬ ‫القضية إلى عمقها الشعبي العربي واإلسالمي‬ ‫وتنظيم احلالة اجلماهيرية نحو جبهة شعبية‬ ‫عربية تسهم في احلفاظ على وهج القضية‬ ‫ونحمي احلقوق من خطر التصفية ومن خطر‬ ‫التذويب في اجملتمعات العربية من خالل مؤامرات‬ ‫التهجير والتوطني‪.‬‬

‫حاوره محمود صالح‬


‫مقال‬

‫التجول‬ ‫بين المسارات‬

‫اذا كنت ال تقدر على تغيير التاريخ‪ ،‬فأقل االميان هو ان تعمل لبناء‬ ‫املستقبل‪.‬‬ ‫موجه الى اجملتمعات العربية بأحزابها ومثقفيها وجميع من‬ ‫هذا الكالم ّ‬ ‫حتمل مسؤولية االرتقاء من نقطة النشوء لفكرة خالقة‪ ،‬او بداية املناداة‬ ‫ّ‬ ‫بالعدالة االجتماعية واحلرية‪ ،‬او حتى بدء االنتفاضة على الثغرات االنهزامية‬ ‫في التاريخ العربي املوغل في القدم‪.‬‬ ‫نعود الى تكرار القول‪ ،‬ان الصراع مع العدو االسرائيلي هو صراع وجود‪.‬‬ ‫فإما ان تأخذ املعتقدات الدينية اليهودية طريقها الى عقول الشعوب‬ ‫وخاصة الشعوب العربية‪ ،‬في ما يتعلق بأحقيتهم باالرض حسب ا ّدعاءاتهم‬ ‫واخلرافات التي بنيت عليها‪ ،‬وتكون السيطرة لتلك املعتقدات املتحجرة‬ ‫واملنغلقة املتقوقعة على نفسها‪ ،‬وإما ان تندرج في سياق االرتقاء من “الدين‬ ‫اخلاص واخلير اخلاص” الى “الدين العام واخلير العام”‪ ،‬التي تنادي به جميع‬ ‫الشعوب املؤمنة بفكرة االله الواحد ال باالله اخلاص‪ ،‬كالذي ابتدعه اليهود‬ ‫النفسهم وحاربوا الكون كله من اجل ترسيخ معتقدهم هذا‪ ،‬ليتمكنوا‬ ‫من خالله التحكم مبصائر الشعوب واخضاعها واستغالل ثرواتها ومواردها‬ ‫خدمة ملصاحلهم واطماعهم بالسيطرة على العالم‪.‬‬ ‫متارس الصهيونية اليهودية دائما ً اخلداع في ما تعلنه‪ ،‬ألنها ال تضمر اخلير‬ ‫والتنعم باخليرات‪ ،‬اال‬ ‫الحد‪ ،‬اوال ً ألنها ال تعتبر ان هنالك شعوبا ًَ لها حق باحلياة‬ ‫ّ‬ ‫الشعب اليهودي املنغلق على ذاته‪ ،‬وألنها ثانيا ً تعتبر نفسها شعبا ً مختارا ً‬ ‫مميزا ً على اآلخرين‪ ،‬الذين ما خلقوا اال خلدمتهم وتأمني مصاحلهم‪.‬‬ ‫حتدروا من‬ ‫لقد جمعت الصهيونية العاملية بقايا العسكريني الذين ّ‬ ‫احلربني العامليتني االولى والثانية‪ ،‬وخططت الحتالل فلسطني ودفعت بهم‬ ‫الى تأليف العصابات املسلحة التي اعملت حقدها وسيوفها في اعناق‬ ‫وهجرتهم من ارضهم واستقدمت اليهود‬ ‫سكان فلسطني االصليني‬ ‫ّ‬ ‫من كل اقطار االرض واسكنتهم في ارض ال ميلكونها ومدن لم يبنوها‬ ‫ومؤسسات لم يكن لهم اي فضل في انشائها على مدى التاريخ‪ .‬وقد عملت‬ ‫الصهيونية اليهودية والعاملية على تأليف مجموعة اجهزة مدنية‪ ،‬اي انها‬ ‫انشأت كيانا ً اسمته “دولة” ليكون لالحتالل الصهيوني وجه مدني مؤلف‬ ‫تدعي العدالة االجتماعية‬ ‫من رئيس وحكومة وبرملان ومؤسسات مدنية ّ‬ ‫وجتاهر انها متارس الدميقراطية لتغطي اطماع العسكريني باالمساك بزمام‬ ‫االمور وحتقيق مشاريع غربية استعمارية‪ ،‬اتوا باالساس لتنفيذها واقامة‬ ‫اخملفر االمامي لها في وجه مجموعة دول ناطقة باللغة العربية‪ ،‬خرجت‬ ‫عن اصالتها وبعض اللمعات املميزة التي مرت بها واستطابت لذة العيش‪،‬‬ ‫بالتربع على عروش احلكم غير آبهة لالرتقاء بشعوبها من عيش البداوة‬ ‫االجتماعية والثقافية الى علياء احلضارة والقيم الهادفة‪.‬‬ ‫لقد متكنت اليهودية الصهيونية من التالعب الى حد بعيد بالسياسات‬ ‫وسخرت كذلك ايضاً‪ ،‬لالستمرار بسياستها‬ ‫العربية على مدى ستني عاماً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اخملادعة‪ ،‬حكومات الدول الغربية وخاصة االميركية‪ ،‬واستصرحت تلك‬ ‫احلكومات على قبولها بإقامة دولة فلسطينية‪ ،‬وما زال حتى يومنا هذا‪،‬‬ ‫كلما انتخب رئيس للواليات املتحدة االميركية يطلق العنان لتعهداته‬ ‫بتحقيق الدولة الفلسطينية املوعودة‪ ،‬ودائما ً كان ينتهي عهده دون حتقيق‬ ‫اي شيء مما وعد به‪ .‬واكبر دليل على ما نقول‪ ،‬اعالن بوش االبن ان عهده لن‬ ‫ينتهي اال والدولة الفلسطينية قد أقيمت‪ .‬وها هو عهد بوش قد انقضى‬ ‫تقريبا ً واحملصلة معروفة بدون شك‪.‬‬ ‫ان اسلوب اخلداع الذي مارسته ومتارسه دولة االغتصاب الصهيوني‪،‬‬ ‫تتم ّثل مبا يشبه التنقل بني املسارات العربية‪ ،‬اذا جاز التعبير‪ ،‬فحينا ً تفاوض‬ ‫اسرائيل مع املسار الفلسطيني وتقدم الوعود والتعهدات ومتارس املماطلة‬

‫والرياء والتالعب على حرفية الكالم‪ ،‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬كانت تستمر في‬ ‫استخدام آلتها احلربية‪ ،‬مدمرة كل ما تطاله من بيوت وارزاق ومؤسسات‬ ‫حتى وصل االمر القتالع اشجار الزيتون املعمرة لتدمير االقتصاد والسخرية‬ ‫من قدسية تلك الرموز التاريخية‪.‬‬ ‫وعندما كان يلمس املفاوضون الفلسطينيون ان ما يسمى باملفاوضات قد‬ ‫مضي سنني عديدة‪ ،‬كانت حصيلتها‬ ‫وصلت الى الطريق املسدود وذلك بعد‬ ‫ّ‬ ‫تدمير مقومات العيش الكرمي في اماكن التجمعات الفلسطينية‪ ،‬يقابلها‬ ‫اغناء وبناء وتطور ومتتني االقتصاد في اماكن التواجد اليهودي‪.‬‬ ‫ينتقل الصهاينة الى مسار آخر غير املسار الفلسطيني‪ ،‬وميارسون‬ ‫االساليب اخلداعية نفسها ويتركون الفلسطينيني يلملمون اشالءهم‬ ‫اجلسدية والسياسية من ساح املعركة‪ ،‬وتستمر املفاوضات مع املسار‬ ‫اجلديد حتى الوصول الى العقدة ذاتها‪ ،‬والتي خطط لها اليهود مسبقاً‪،‬‬ ‫ومتارس االساليب هي هي‪ ،‬وبالوتيرة نفسها‪ ،‬وتنطلي احابيلهم على املسار‬ ‫تدمر وتندثر‪،‬‬ ‫اجلديد كما القدمي‪ ،‬وهكذا دواليك والزمن ينقضي؛ مناطق ّ‬ ‫وشعب يقهر ويذل ويجوع ويحاصر‪ ،‬ويحرم حتى من قطرة املاء وحبة الدواء‪،‬‬ ‫باالضافة الى شن احلروب بشكل دائم البقاء فكرة الردع االسرائيلية قائمة‬ ‫ترعب من يتجرأ على محاولة حتى التفكير بالتصدي لها‪.‬‬ ‫ماذا حصد العرب من التفاوض مع العدو االسرائيلي؟!‬ ‫ال شيء اال اخليبات املتتالية‪ ،‬وما تنازل االسرائيليون بالتفاوض ابدا ً عن ارض‬ ‫احتلوها‪ ،‬وخاصة حتى تاريخه لم يعلنوا حدود دولتهم‪ ،‬من اين والى اين‪ ،‬اال‬ ‫انهم كتبوا على باب برملانهم “حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل “‪ ،‬اي‬ ‫انها غير قابلة للتحديد‪ ،‬فهي تقصر او تطول حسب حيوية الدولة اليهودية‬ ‫واستمرار عدوانيتها وقوتها العسكرية املعادية‪.‬‬ ‫ان لعبة التنقل بني املسارات التفاوضية هي لعبة الهاء ال اكثر‪ ،‬وما اظن‬ ‫انه يجب بعد ان انكشفت كل االساليب اليهودية اخلبيثة من وراء القفز‬ ‫من مسار الى آخر‪ ،‬ان تستمر لعبة التفاوض واملراهنة على ذلك‪ ،‬اال اذا كان‬ ‫العرب قد اخذوا العبر املفيدة من حرب متوز ‪ ،2008‬بأن حقوق الشعوب ال‬ ‫ميكن ان تستعاد اال بالقوة املؤ ّيدة بصحة العقيدة واملمارسة اجلادة لها‪ ،‬وما‬ ‫املشهد االخير من فصول مسرحيات اليهود التفاوضية اال شاهد على ذلك‪،‬‬ ‫بأنهم قد خضعوا رغما ً عنهم لشروط املقاومة التي اعلنها سيدها‪ ،‬بأن‬ ‫املفاوضات غير املباشرة واالقرار باستعادة االسرى وجثامني الشهداء ال ميكن‬ ‫ان تتحقق اال بهذه الشروط‪ ،‬ال باحلرب وال باخلداع ‪ ،‬وحتى ال بضغط العالم‬ ‫كله باجتاه‪ ،‬غير اجتاه التفاوض غير املباشر‪.‬‬ ‫ان االزمنة الصعبة التي تأتي على االمم احلية‪ ،‬ال يكون لها خالص منها اال‬ ‫بالقوة والبطولة النابعة من عقيدة سليمة وصحيحة‪ .‬هكذا تكلم احد‬ ‫النهضويني من بالدنا‪ ،‬وهكذا يجب ان يعمل كل ت ّواق الى رؤية أمته منتصرة‬ ‫حرة‪ ،‬وبالده مستقلة محررة من كل احتالل واستعمار‪ ،‬ال بثورات تسمى‬ ‫تارة “ثورة االرز” وطورا ً “ثورة احلرية والسيادة” وما الى هنالك من تسميات‬ ‫قد اصبحت خارج التاريخ الذي يجب علينا اذا ما قدرنا على تغيير مساره‪،‬‬ ‫ان نعمل للمستقبل املشرق املضيء على دروب احلرية والواجب والنظام‬ ‫والقوة‪ ،‬هذه القيم التي جتسد حق املقاومة مبواجهة املشاريع الصهيونية‬ ‫الهادفة الى اقتالع شعب من ارضه‪ ،‬له تاريخه واصالته واحقيته واحالل‬ ‫ّ‬ ‫شذاذ اآلفاق الوافدين من دول عانت كثيرا ً عبر حقبات تاريخية طويلة من‬ ‫مثالب الصهيونية وممارساتها الال اخالقية‪.‬‬

‫شبلي بدر‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪67‬‬


‫منبر فلسطيني‪/‬مقابلة‬ ‫خليل الوزير أبو جهاد ّ‬ ‫حضر «عملية كمال عدوان» بتدريب لعام شاركت فيها دالل المغربي‬

‫مقاومان يرويان لـ”منبر التوحيد” التفاصيل ‪:‬‬ ‫مقتل ‪ 38‬إسرائيلياً بينهم شرطي وخسائر مادية كبيرة‬ ‫“عملية كمال عدوان” عملية الساحل هي‬ ‫من اكبر العمليات اخلاصة التي نفذتها املقاومة‬ ‫الفلسطينية داخل فلسطني احملتلة حتى اآلن‪.‬‬ ‫ففي الساعة السادسة واربعني دقيقة يوم‬ ‫السبت ‪ 1978/3/11‬قامت مجموعة دير ياسني‬ ‫املكونة من ثالثة عشر فدائياً بينهم البطلة‬ ‫القائدة دالل املغربي من حركة التحرير الوطني‬ ‫الفلسطيني فتح بتنفيذ عملية الشهيد كمال‬ ‫عدوان‪ ،‬في املنطقة الساحلية بني مدينتي حيفا‬ ‫وتل ابيب‪ ،‬امياناً بأن الطريق االساسي ملواجهة‬ ‫كل موجات التآمر على شعبنا وحتطيم احملاوالت‬ ‫الصهيونية لطمس القضية امنا يعتمدان على‬ ‫ركائز اساسية تتمثل في املقاومة املسلحة‬ ‫ضد االحتالل وتدعيم نضال شعبنا الصامد في‬ ‫االراضي احملتلة ووفاء لتضحيات ودماء الشهداء‬ ‫االبرار‪.‬‬ ‫نزل الفدائيون بزورقني على الساحل‬ ‫الفلسطيني في منطقة مستعمرة (معجان‬ ‫ميخائيل) التي تقع على بعد ‪ 25‬كلم جنوب حيفا‪،‬‬ ‫وعندما وصلوا الى الطريق الدولية أوقفوا سيارة‬ ‫واستقلوها باجتاه تل أبيب‪.‬‬ ‫وفي الطريق اوقفوا سيارة ركاب كبيرة (باص)‬ ‫وانتقلوا اليها مع ركابها بعد قليل أوقفوا باصا ً‬ ‫آخر‪ ،‬واقتادوا ركابه البالغ عددهم (‪ )63‬شخصا ً‬ ‫وضموهم الى ركاب السيارة األولى‪ ،‬واحتجزوهم‬ ‫رهائن ثم انطلقوا باجتاه تل ابيب‪.‬‬ ‫جندت السلطات االسرائيلية قوة كبيرة‬ ‫من اجليش االسرائيلي‪ ،‬والشرطة وحرس احلدود‬ ‫ملواجهة الفدائيني الذين استطاعوا تدمير‬ ‫شاحنتني وقتل من فيهما من اجلنود اثناء اعتراض‬ ‫القوات االسرائيلية اياهم وتابعوا طريقهم‪ .‬وعلى‬ ‫اثر ذلك قامت القوات االسرائيلية باستخدام‬ ‫الطائرات العمودية (الهليوكوبتر)‪ ،‬وانارت املنطقة‬ ‫بأكملها‪.‬‬ ‫استطاع الفدائيون اجتياز احلاجز الثاني الذي‬ ‫اقامته القوات االسرائيلية على الطريق الدولي‬ ‫بني حيفا وتل ابيب بعد قتل وجرح افراده وتدمير‬ ‫شاحنات اسرائيلية‪.‬‬ ‫وعندما اقترب الباص من تل ابيب صدرت‬ ‫األوامر للقوات االسرائيلية بإيقافه بأي ثمن‪،‬‬ ‫فوضعت السيارات في عرض الشارع‪ ،‬ومتركز اجلنود‬ ‫االسرائيليون على جانبي الطريق في منطقة‬ ‫“هرتسليا”‪ ،‬قرب ناد ريفي يحمل اسم (كانتري‬ ‫كلوب)‪ .‬ولكن الباص جنح في اختراق هذا احلاجز‬ ‫الثالث الذي اقامته القوات االسرائيلية‪ ،‬لعرقلة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪68‬‬

‫حسني فياض و خالد ابو اصبع‬ ‫تقدم الفدائيني‪ ...‬وتكررت محاوالت العدو في وضع‬ ‫احلواجز العاقة تقدم الفدائيني‪...‬‬ ‫وعندما فشلت القوات الصهيونية اطلقت‬ ‫النيران على دواليب الباص مما ادى الى تعطله‪،‬‬ ‫وعلى االثر نزل الفدائيون منه‪ ...‬وانتشروا في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وجرت معركة عنيفة بينهم وبني القوات‬ ‫اإلسرائيلية التي مت تعزيزها بقوات جديدة قدمت‬ ‫الى املنطقة من تل ابيب‪.‬‬

‫نتائج املعركة وتداعياتها‬ ‫في الكيان الصهيوني‬ ‫اسفرت املعركة عن استشهاد احد عشر فدائياً‪،‬‬ ‫واسر اثنني كانا قد جرحا‪ ،‬وانفجر الباص والرهائن‬ ‫بداخله بفعل نيران القوات االسرائيلية وادى ذلك‬ ‫الى مقتل وجرح جميع من فيه‪.‬‬ ‫واعترف ناطق اسرائيلي مبقتل (‪ )37‬اسرائيليا ً‬ ‫وجرح (‪ )82‬ومقتل شرطي واصابة تسعة آخرين‬ ‫ولكن العدو لم يصرح بعدد القتلى واجلرحى من‬ ‫جنوده‪..‬‬ ‫هزت عملية الشهيد كمال عدوان اجملتمع‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬بشكل لم يسبق له مثيل واشاعت‬

‫الرعب بني املستوطنني االسرائيليني في كل انحاء‬ ‫فلسطني وقامت السلطات االسرائيلية الول مرة‬ ‫منذ قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطني‬ ‫بفرض منع التجول بشكل شامل في منطقة‬ ‫واسعة متتد من مدينة تل ابيب وحتى ناتانيا شماال ً‬ ‫وتضم ثالثمئة الف من السكان‪ ،‬واغلقت املدارس‬ ‫واملصانع في املنطقة‪ ،‬واوقفت حترك القطارات‬ ‫والسيارات بني حيفا وتل ابيب وداخل تل ابيب‬ ‫وضواحيها وهرتسليا واملستعمرات القريبة‪.‬‬ ‫قامت السلطات الصهيونية بأكبر عملية‬ ‫تفتيش اشرف عليها قائد املنطقة الوسطى‪،‬‬ ‫واستمرت اكثر من يومني وشارك فيها (‪ )5700‬من‬ ‫رجال الشرطة وحرس احلدود‪.‬‬ ‫وفرضت شرطة تل ابيب احلماية على (‪)1200‬‬ ‫مؤسسة تعليمية و(‪ )99‬فندقا ً وخمسة‬ ‫مستشفيات واقامت عشرات احلواجز على‬ ‫الطريق‪ .‬واتخذت القيادة الصهيونية من نادي‬ ‫(كانتري كلوب) مقرا ً لتوجيه التعليمات التي‬ ‫استخدمت فيها الطائرات العمودية وقامت‬ ‫وحدات خفر السواحل بعملية تفتيش دقيقة على‬ ‫طول الساحل الفلسطيني الشمالي واالوسط‪.‬‬ ‫ومنعت السلطات العبور من الضفة الغربية‬ ‫الى داخل فلسطني احملتلة عام ‪ ،1948‬واغلقت‬


‫جسور العبور على نهر االردن واعتقلت العشرات‬ ‫من املواطنني العرب في املناطق الساحلية‬ ‫للتحقيق معهم‬ ‫ولالضاءة على هذه العملية البطولية‪ ،‬ومع عودة‬ ‫جثامني شهدائها وفي طليعتهم الشهيدة دالل‬ ‫املغربي التقت “منبر التوحيد” باثنني من االبطال‬ ‫الذين شاركوا في العملية هما خالد ابو اصبع (ابو‬ ‫صالح) وحسني فياض (فياض)‪ ،‬حيث عبر االخوة‬ ‫عن محبتهم واعتزازهم بدور املوحدين الدروز عبر‬ ‫التاريخ‪ ،‬وكانوا دائما ً في مقدمة الصفوف‪ ،‬فقدموا‬ ‫التضحيات وطلبوا نقل حتياتهم للرفيق وئام وهاب‬ ‫رئيس تيار التوحيد‪ ،‬وقالوا نحن نتابعه باستمرار‬ ‫ونحترمه ونأمل في زيارته قريبا ً ونفخر بأمثاله وان‬ ‫امتنا وثورتنا ومقاومتنا بخير بوجود هؤالء القادة‪...‬‬ ‫وفيما يلي نص احلوار الذي بدأه حسني فياض‬ ‫لالجابة على االسئلة‪:‬‬ ‫ارجو ان نتعرف في البدء على اسماء هؤالء‬ ‫االبطال الذين شاركوا في عملية الشهيد كمال‬ ‫عدوان‪ ،‬واالستعدادات للعملية؟‬ ‫دالل سعيد املغربي (جهاد) فلسطينية‪.‬‬ ‫محمود علي منيب (ابو هزاع) فلسطيني‪.‬‬ ‫يحي محمد سكاف (ابو جالل) لبناني من قضاء‬ ‫عكار‪.‬‬ ‫حسني ابراهيم فياض (فياض) فلسطيني‪.‬‬ ‫خالد محمد ابراهيم ابوا اصبع (ابو صالح)‬ ‫فلسطيني‪.‬‬ ‫خالد عبد الفتاح يوسف (عبد السالم)‬ ‫فلسطيني‪.‬‬ ‫محمد حسني الشمري (شمري) ميني‪.‬‬ ‫عبد الرؤوف عبد السالم علي (ابو احمد) ميني‪.‬‬ ‫علي حسني مراد (اسامة) لبناني (جنوب‬ ‫حناوية)‪.‬‬ ‫محمد راجي شرعان (وائل) فلسطيني (عني‬ ‫احللوة)‪.‬‬ ‫محمد فضل اسعد (ابو الرمز) املعروف بالوحش‬ ‫(فلسطيني)‪.‬‬ ‫عامر احمد عامرية (عامر) لبناني – طرابلس‪.‬‬ ‫محمد مسامح (فاخر) فلسطيني (من مواليد‬ ‫الكويت)‪.‬‬ ‫واجملموعة من كتيبة الشهيد ابو يوسف‬ ‫النجار واخلدمة اخلاصة‪ .‬ومت فرز افراد هذه اجملموعة‬ ‫والتدريبات االولية‪ ،‬وحيث بدأ االخ القائد ابو جهاد‬ ‫خليل الوزير بوضع اخلطة مع االخوة العسكريني‬ ‫املشرفني على التدريب‪ ،‬وفي خطط التدريب‬ ‫على العديد من انواع االسلحة التي يفترض‬ ‫استخدامها في العملية وشملت التدريبات قيادة‬ ‫الزوارق والسباحة والبوصلة واخلرائط وتدريبات‬ ‫بحرية وبرية‪ .‬واستمرت عملية التدريب ملدة عام‬ ‫شاركت فيها مجموعة من القادة العسكريني من‬ ‫ذوي اخلبرة العالية (ومن دون ذكر االسماء)‪.‬‬ ‫ما هي الظروف السياسية التي كانت سائدة‬ ‫آنذاك؟‬ ‫شعرنا في تلك املرحلة بأن هناك مؤامرة حتاك‬ ‫ضد القضية الفلسطينية متثلت في زيارة السادات‬ ‫للكيان الصهيوني ومحاولة االلتفاف على القرار‬ ‫الفلسطيني‪ .‬وكانت هناك ضرورة ملحة لتؤكد‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية وقوى املقاومة‬ ‫الوطنية الفلسطينية على انها قادة على الفعل‪.‬‬

‫حصلت؟‬ ‫في اليوم احملدد للعملية جتمعنا ليالً في احد‬ ‫االماكن في اجلنوب اللبناني‪ ،‬ومن ثم نقلنا على‬ ‫باخرة في ميناء صور‪ .‬وهناك التقينا باالخ ابو جهاد‬ ‫الوزير وأعطانا آخر التعليمات وودعنا بكل حنان‬ ‫القائد واالب‪.‬‬

‫اجملموعة وأربعة أيام‬ ‫في عرض البحر‬

‫فياض‬

‫وهي متثل رقما صعبا وال ميكن جتاوزها‪.‬‬ ‫وكان ال ّبد من عملية نوعية‪ ...‬هكذا عرفنا من‬ ‫خالل الدروس وتوجيهات االخ القائد ابو جهاد الوزير‬ ‫والذي كان يقول لنا ال بد ان تكونوا على مستوى‬ ‫احلدث‪ ،‬بتوجيه ضربة قوية للقوات الصهيونية‪،‬‬ ‫وأمل كل فلسطيني يتجه نحوكم‪.‬‬ ‫هدف العملية رد على زيارة السادات إلى‬ ‫إسرائيل‬ ‫ما هي االهداف احملددة للعملية وما االسلحة‬ ‫التي استخدمت في العملية؟‬ ‫بعض العسكريني قال بان االسلحة التي‬ ‫اعدت الفراد هذه اجملموعة تعادل اسلحة كتيبة‬ ‫كالسيكية‬ ‫وعن الهدف املادي للعملية‪ ،‬كان يتمثل في‬ ‫ضرب واقتحام ناد للضباط الصهاينة في قلب تل‬ ‫ابيب‪ ،‬وقتل ما ميكن قتله‪ ،‬واسر ما ميكن اسره‪...‬‬ ‫ومن ثم التوجه الى فندق بالقرب من هذا النادي‬ ‫الذي كان يقطن فيه املفاوض املصري الذي ارسله‬ ‫السادات للوصول الى ما يسمى “كامب ديفيد”‪.‬‬ ‫ومن االهداف املعنوية التأكيد على ان الثورة‬ ‫الفلسطينية وعلى رأسها حركة “فتح” رائدة‬ ‫النضال الفلسطيني‪ ،‬كانت تسعى دوما ً وتؤكد‬ ‫جلماهير شعبنا ولالسرى في سجون العدو بأنهم‬ ‫في القلب‪ ،‬وان حركة “فتح” تسعى لتحريرهم‬ ‫وكان على رأس املطلوب حتريرهم األخت (زكية‬ ‫الشموط) االسيرة البطلة التي ولدت داخل‬ ‫املعتقل‪.‬‬ ‫وكان االخ الرمز ابو عمار يقول‪“ :‬يا أخواني إني‬ ‫بحاجة الى عمل نوعي بكل معنى الكلمة‪ ..‬وأنا‬ ‫سأذهب الى لقاء جنيف وسأرفع رأسي بكم”‪.‬‬ ‫واالخ ابو جهاد الوزير كان يعد لصفقة اسلحة‬ ‫وطلبات نوعية من السالح‪ ،‬بحيث تؤدي الى‬ ‫نقلة نوعية على مستوى الكتائب والفصائل‬ ‫الفلسطينية العسكرية‪.‬‬ ‫كيف كان سير العملية منذ بدء التنفيذ‬ ‫وابرز محطاتها؟ وهل طبقت اخلطة املوضوعة‬ ‫كما أريد لها وما هي الصعوبات واملفاجآت التي‬

‫كان من املقرر ان ننطلق بالباخرة يوم ‪ 7‬آذار‬ ‫‪1978‬م لنصل الى نقطة محددة في قلب البحر‬ ‫في متام الساعة السابعة يوم ‪ 8‬آذار‪ .‬ثم ننطلق‬ ‫بزوارقنا الى مسافة ما يقارب ‪ 4‬ساعات حتى نرى‬ ‫في االفق اضواء تل ابيب‪ ،‬ومن ثم نهتدي اليها‬ ‫وننفذ األهداف‪.‬‬ ‫ولكن سوء االحوال اجلوية وبعض املعطيات‬ ‫اجلديدة‪ ،‬جعلت االوضاع مختلفة‪ ،‬مما حدا بقبطان‬ ‫السفينة ان يوقفها في نقطة لم تكن محددة‪،‬‬ ‫انزلنا الزورقني من على منت الباخرة وعلى بعد ال‬ ‫يقل عن (‪ 150 – 140‬ميالً) ومن املفترض ان يكون‬ ‫(‪.)110 – 90‬‬ ‫توجهنا بعد االنزال على االجتاه احملدد لنا على‬ ‫زاوية (‪ )90‬درجة ومت مواصلة املسيرة (في ظل اجواء‬ ‫عاصفة وامواج هائجة كاجلبال والزوارق كانت من‬ ‫نوع زوييك خفيفة‪ ،‬ال تستطيع ان تواجه تلك‬ ‫الرياح‪ ،‬نحو الهدف احملدد لنا‪.‬‬ ‫وبعد اربع ساعات من املسير لم نر ايا ً من‬ ‫االضواء التي كانت محددة‪ ،‬والتي من املفترض ان‬ ‫نراها‪ ،‬ونقطة املعاناة االولية هنا الضياع والظالم‬ ‫الدامس واالمطار والرياح وشبح املوت الذي بدأ‬ ‫يحيط بأفراد اجملموعة املكونة من زورقني (الزورق‬ ‫األول وعلى متنه سبعة افراد‪ ،‬والزورق الثاني‬ ‫على متنه ستة افراد) وثم االستمرار على هذا‬ ‫النحو حتى انقشع الظالم وبدأت االحوال اجلوية‬ ‫بالتحسن مع بزوغ الشمس‪ ،‬وبدأنا نبحث عن شيء‬ ‫اسمه اإلنقاذ او النجاة من الهالك دون جدوى‪.‬‬ ‫ونحن على هذا النحو ظهرت فجأة حول الزورق‬ ‫بعض االسماك الكبيرة (سمك الدرفيل) وهذا‬ ‫مؤشر لبداية االنفراج‪ ،‬واالسماك التي احاطت‬ ‫بالزورق اجتهت باجتاه معني‪ ،‬واخذنا في توجيه‬ ‫البوصلة على االجتاه ذاته‪ ،‬وبدأنا السير نحوها‬ ‫باستخدام اجملذاف بعد نفاد الوقود وحتى غروب‬ ‫يوم ‪ 9‬آذار ‪1978‬‬ ‫اوقفنا املسير بعدما لم نستطع رؤية السمك‬ ‫الذي كنا نهتدي به‪ ،‬وبدأنا البحث عن حلول‬ ‫للحالة‪.‬‬ ‫والبعض اقترح اطالق بعض القذائف والرصاصات‬ ‫املضيئة علنا ً نأتي باجلنود الصهاينة كي نشتبك‬ ‫معهم‪ ،‬ونحل هذا اللغز‪ ،‬أطلقنا الرصاصات في‬ ‫السماء وبعض القذائف املضيئة وانتظرنا قدوم‬ ‫اجلنود الصهاينة ولكنهم لم يأتوا إلينا وحتى هذه‬ ‫االمنية لم تتحقق‪..‬‬ ‫فجر يوم ‪ 11‬آذار الساعة (‪ )2.40‬صباحا ً وجدنا‬ ‫في االفق ضوءاً‪ ،‬وكان بالنسبة لنا فرحة كبرى‬ ‫وسعادة ال توصف حددنا على البوصلة واخذنا‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪69‬‬


‫منبر فلسطيني‬ ‫السير في هذا االجتاه‪ .‬وتأكدنا انه االجتاه ذاته الذي‬ ‫كانت تتحرك االسماك نحوه‪.‬‬ ‫كان الضوء يظهر فجأة ثم يختفي بسبب‬ ‫األمواج الكبيرة‪ ،‬تغيرت االوضاع فجأة واجتاه‬ ‫األمواج بدأ يساعد للوصول بسرعة كبيرة جدا ً‬ ‫في اجتاه اليابسة التي بدأت تظهر‪ ،‬ورأينا في االفق‬ ‫شيئا ً يشبه اجلامع او الكنيس‪ ،‬وفي االسفل خط‬ ‫اسود هو طريق االتوستراد‪ ،‬وظهرت اشجار وغابات‬ ‫خضراء في االسفل‪ ،‬وشاهدنا خيطا ً ذهبيا ً من‬ ‫الرمال‪ ،‬فرحنا‪ .‬وشبح املوت باألمواج بدأ يبتعد عنا‬ ‫تدريجياً‪ ،‬والشهادة كنا نراها بثمن غال‪ ،‬بالقتال مع‬ ‫العدو‪ ،‬واما املوت بال ثمن فكان أمرا ً صعبا ً علينا‪...‬‬ ‫قبل الوصول الى الشاطئ ومبسافة (‪ 1.5‬كلم)‬ ‫جاءت موجة كبيرة جدا ً من اعلى الى اسفل شدت‬ ‫الزورق االول الذي على متنه ستة افراد الى اسفل‬ ‫وساعدتنا ايضا ً في اخلروج‪ ،‬خرجنا اربعة افراد‬ ‫واستشهد اثنان (عبد السالم – وابو احمد اليمني)‬ ‫وخرج األخ وائل مغمى عليه‪.‬‬

‫اجملموعة على ارض فلسطني‬ ‫وصلنا الى الشاطئ بعد اربعة ايام من املسير‬ ‫واملعاناة القاسية‪ ،‬وحاولنا ان نأخذ قليالً من الراحة‬ ‫دون ان نعرف اننا على ارض فلسطني‪ ،‬تفاجأنا‬ ‫بساتر ترابي ومن خلفه آلية مجنزرة‪ ،‬احسسنا‬ ‫باخلطر الشديد‪ ،‬شكلنا مجموعة استطالع بقيادة‬ ‫األخت دالل املغربي‪ ،‬وتقدمت وعلى بعد نحو (‪200‬‬ ‫م) شاهدت لوحة مكتوب عليها باللغة العبرية‬ ‫وبدأت تصرخ بأعلى صوتها ولم تنتظر حتى تصل‬ ‫الينا‪“ ...‬يا شباب نحن على ارض فلسطني”‪.‬‬ ‫فجأة نهضنا وذهب اإلحساس بالتعب واجلميع‬ ‫أخذ السالح واستعد إال االخ وائل الذي كان مغمى‬ ‫عليه فزورقه ضربته األمواج‪..‬‬ ‫ماذا فعلتم في هذا املوقف؟‬ ‫كنا في الدروس التي تعلمناها قد تعرضنا‬ ‫للحديث عن هذا االحتمال اذا اصيب احدنا او‬ ‫مرض وكنا متفقني بـأن الهدف املركزي الرئيسي‬ ‫واالستراتيجي هو االسمى من اي حياة اي منا‪...‬‬ ‫وكان احلل الوحيد في مثل هذا احلال هو إطالق‬ ‫الرصاص عليه ودفنه ومتابعة املسير نحو الهدف‪...‬‬ ‫ولكن لم يستطع أحد ان يوجه سالحه باجتاه االخ‬ ‫وائل‪.‬‬ ‫وفجأة ظهرت سيارة صغيرة في الطريق‬ ‫الرئيسي باجتاه الشط‪ ،‬عملنا كمني أوقفناها‬ ‫تقدمت االخت دالل وسألت الفتاة (التي تقود‬ ‫السيارة‪ ،‬رغم ان تلك لم تكن متفاجئة ورمبا‬ ‫افترضت اننا جنود اسرائيليون) اين نحن وما‬ ‫اسمك؟‬ ‫عندها ادركت الفتاة األمر‪ ،‬خاصة ان دالل قالت‬ ‫لها نحن فدائيون من حركة فتح جئنا الى بالدنا‬ ‫لنقتل الصهاينة وما شابه ذلك (كانت دالل‬ ‫متأثرة جدا ً الستشهاد اثنني من اجملموعة)‪ .‬وعندما‬ ‫عرفنا الفتاة بأنها يهودية اميركية اطلقت دالل‬ ‫الرصاص بكل قوة وفرغت الغضب الذي كان ميأل‬ ‫صدرها‪ .‬وقبل اطالق النار كانت دالل قد قالت‪:‬‬ ‫كيف دخلت هذه البالد نحن من مينح الفيزا‪ .‬هذه‬ ‫بالدنا‪ ..‬وليس بيغن من مينح الفيزا (رئيس وزراء‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪70‬‬

‫“بالدي بالدي بالدي‬

‫لك حبي وفؤادي‬ ‫ِ‬

‫فلسطني يا ارض اجلدود‬ ‫اليك ال بد ان نعود”‬ ‫(للخشوع على ارض فلسطني وامام العلم وقع‬ ‫خاص ال يوصف‪.)...‬‬ ‫االخ وائل بدأ ينشد طل سالحي من جراحي يا‬ ‫ثورتنا طل سالحي‬ ‫السائق اصيب بسكتة قلبية ومت استبداله بآخر‬ ‫اسرائيلي‪.‬‬ ‫ كانت آليات خفيفة وجيب تالحقنا خلف‬‫الباص‪ ،‬وبدأ اطالق النار في اجتاهنا‪ ..‬وحذرناهم‬ ‫ثالث مرات بان ال يطلقوا النار ولم يستجيبوا بدأنا‬ ‫باطالق الرصاص باجتاههم ملنعهم من مالحقتنا‪،‬‬ ‫واالخت دالل اتت بأحد املصابني الصهاينة ووضعت‬ ‫البيانات التي كانت بحوزتنا داخل مالبسه والقته‬ ‫من الباب اخللفي للباص مبساعدة الشمري وابو‬ ‫هزاع‪.‬‬ ‫العدو اإلسرائيلي)‪.‬‬ ‫يوم ‪ 11‬آذار الساعة (‪ 30‬د ‪ 11‬سا) ظهرا ً ذهب‬ ‫االخ ابو صالح وابو جالل الى الشارع الرئيسي‬ ‫للبحث عن سياره كبيرة تصلح لنقل االسلحة‪،‬‬ ‫واستقر الرأي على ان تكون الوسيلة (باص) فقط‪،‬‬ ‫وبينما كان ابو صالح يلوح بيده فجأة وصل جيب‬ ‫ناقلة جند صهيونية‪ ،‬قال‪“ :‬يلعن ابوهم خليهم‬ ‫يشوفونا ونقتلهم”‪ .‬كانت اعصابنا مشدودة‬ ‫فهو يريد االشتباك مع الصهاينة هنا‪ .‬وهذا‬ ‫يعيقنا عن ان نصل تل ابيب وناقلة اجلند تتقدم‬ ‫باجتاهه‪ ..‬ولكنها لم تتوقف لوحوا له واستمروا‬ ‫في املسير‪...‬‬ ‫وعندما جاء الباص االول حاولنا‪ ،‬لكنه لم‬ ‫يتوقف الشارات االخ ابو صالح وابو جالل وعندما‬ ‫جاء الباص الثاني خرج االخ ابو الرمز الى منتصف‬ ‫الطريق وبدأ باطالق النار على الباص وسيطر على‬ ‫الشارع‪ .‬توقف الباص‪ ،‬وهبط البعض من الركاب‬ ‫الى اسفل الباص منبطحني على الرصيف‪،‬‬ ‫توجهنا نحو الباص وادخلنا الركاب فيه‪ ،‬وقفت‬ ‫دالل وهي تشير بسالحها باجتاه السائق وتقول‪:‬‬ ‫“تقدم‪ .‬اسرع”‪ ،‬وباقي افراد اجملموعة يعدون‬ ‫انفسهم‪ ،‬واحلقنا بالباص االول‪ ،‬واوقفناه بقوة‬ ‫السالح‪ ،‬وهبطت مجموعة االقتحام وافرغت‬ ‫محتويات الباص الثاني في داخل الباص رقم (‪)1‬‬ ‫واصبح لدينا في تلك اللحظة اكثر من (‪ )92‬راكبا‬ ‫داخل الباص‪.‬‬ ‫خاطبت دالل الصهاينة قائلة‪“ :‬لتعلموا جميعا ً‬ ‫ان ارض فلسطني عربية وستظل كذلك مهما‬ ‫علت اصواتكم وبناياتكم على ارضها”‪.‬‬ ‫وعند السيطرة على الباص عرفنا بالصدفة‪ ...‬ان‬ ‫هناك طيارا ً صهيونيا ً من بني الركاب‪ ،‬أخذنا قبعته‬ ‫ولوحنا بها وقلنا هذه هدية لياسر عرفات وهنا اول‬ ‫طلقة داخل الباص‪ ،‬عاد من بعدها االخ وائل الى‬ ‫وعيه بعد اإلغماء وبدأ يتلمس سالحه وذخيرته‪.‬‬ ‫ اخذت دالل علم فلسطني وقبلته ووضعته‬‫على مقدمة داخل الباص‪ ،‬ووقفت امامه بكل‬ ‫خشوع وبكت وبكينا واخذت تردد‪:‬‬

‫املعارك مع احلواجز‬ ‫واصلنا املسير نحو االمام وتفاجأنا باحلاجز‬ ‫رقم (‪ )1‬والذي هو عبارة عن باصني آخرين ممتلئني‬ ‫باالفراد‪ .‬ولم نعرف ما اذا كانت هذه خدعة من قبل‬ ‫االسرائيليني‪ ،‬او انهم ارادوا اغالق الطريق‪.‬‬ ‫تداركنا خطورة األمر ولم ننزل من الباص إللقاء‬ ‫القبض عليهم‪.‬‬ ‫وباشرناهم باطالق الرصاص وقذائف الهاون وآر‬ ‫بي جي واالنيرجا‪ ،‬وتبني بأنهم كانوا عسكريني‬ ‫ومدنيني وامطرونا برصاص غزير‪ ،‬واشتبكنا معهم‬ ‫ملدة ليست قصيرة ومت احراق الباصني ومت االلتفاف‬ ‫من حولهم واجتياز احلاجز رقم (‪.)1‬‬ ‫واصلنا املسير والسيارات العسكرية‬ ‫الصهيونية تالحقنا وتطلق النار علينا ومن ثم‬ ‫جاءت طائرات مروحية اسرائيلية الى اعلى الباص‬ ‫وبدأت تقترب من سطح الباص وحتاول كشفنا‬ ‫داخل الباص وقنصنا ومن جهة واصلنا االشتباك‬ ‫معهم‪.‬‬ ‫حتى وصلنا احلاجز رقم (‪ )2‬والذي كان عبارة‬ ‫عن حواجز حديدية ومسامير كبيرة وخرج اجلنود‬ ‫الصهاينة من كل االجتاهات وامطرونا بالرصاص‪،‬‬ ‫وتداركنا االمر وخطورته‪ ،‬اوقفنا الرهائن على‬ ‫الشبابيك (نوافذ الباص) كسواتر لنا‪ ،‬ومت االستمرار‬ ‫في االشتباك مع حاجز رقم (‪ )2‬حتى تدميرهم كليا ً‬ ‫واشعلنا النيران في كل مكان ومت اجتياز احلاجز‪...‬‬ ‫واحلواجز رقم (‪ )7-6-5-4-3‬كان مصيرها شبيها‬ ‫باحلاجز رقم (‪.)2‬‬ ‫وحتى وصلنا احلاجز رقم (‪ )8‬وهو عبارة عن‬ ‫مدخل مدينة تل ابيب من اجلهة الشمالية‪ ،‬وفي‬ ‫منطقة هرتسليا سنتركلوب‪ ...‬وهنا توقفنا وكان‬ ‫حاجز صعب للغاية‪ ،‬خاصة ان الكثيرين من االخوة‬ ‫سقطوا شهداء وجرحى وبدأت الذخيرة في النفاد‬ ‫وكما يبدو فان القرار من منعنا من دخول تل‬ ‫ابيب قد اتخذ وباستخدام كل الوسائل وكونه‬ ‫هدفا استراتيجيا بالنسبة الينا‪.‬‬ ‫اشرت لالخت دالل‪“ :‬يا اخت دالل توجهي مباشرة‬ ‫الى مطار بن غوريون فاشارت وقالت لي‪ :‬ال كما قال‬


‫االخ ابو جهاد‪ ،‬تل ابيب ‪ -‬تل ابيب)‪.‬‬ ‫فاحلاجز رقم (‪ )8‬كان عبارة عن اشتباك مستمر‬ ‫محاولة تقدم من جنود االحتالل القتحام الباص‬ ‫من الداخل والسيطرة عليه‪ ،‬ونحن ندافع عن هذا‬ ‫الباص كوقع أخير لنا‪.‬‬ ‫وحاول العدو اكثر من عشر محاوالت القتحام‬ ‫الباص ونحن نقاتل والطيران احلربي من فوقنا‪،‬‬ ‫ويطلق الرصاص في بعض االحيان‪ ،‬ونحن لم‬ ‫نتمكن من تدمير او اقتحام حاجز رقم (‪ ،)8‬واستمر‬ ‫احلال الى ما بعد مغيب الشمس‪.‬‬ ‫وكان جميع الركاب داخل الباص قتلى‪ ،‬وقتل‬ ‫غالبية الركاب الصهاينة من خالل غباء قادتهم‬ ‫ورصاصات الصهاينة كانت تخترق اليهودي قبل ان‬ ‫تصل الينا‪.)..‬‬ ‫ضربونا بقذيفة غازية لها رائحة خاصة‪ ،‬ولكن‬ ‫الباص كان عبارة عن ثقوب (كاملنخل) فانتشرت‬ ‫الغازات خارج الباص ولم تؤثر علينا كثيرا ً‬ ‫ولم يتبق من االخوة سوى خالد ابو اصبع (ابو‬ ‫صالح) وابو الرمز واسامة‪ ،‬وانا (حسني) وكان ابو‬ ‫جالل مصاب بذراعه االيسر بإصابة حارقة متفجرة‬ ‫وبدأ يصرخ فكان يأتي بيده املصابة وميسك بشعر‬ ‫الصهيوني حيا او ميتا وباليد األخرى حربته‬ ‫ويطعن الصهاينة بها‪.‬‬

‫خطة االنسحاب من الباص‬ ‫وكان ال بد ان نقوم بعملية انسحاب خارج الباص‬ ‫وكان على االخ خالد ابو اصبع وابو الرمز ان يقتحما‬ ‫النيران التي كانت في مقدمة الباص وينزال من‬ ‫امام الباص‪ ،‬وكان على االخ اسامة ان ينزل من احد‬ ‫النوافذ في منتصف الباص‪ ،‬وابو جالل من مؤخرة‬ ‫الباص وانا (حسني) اشكل لهم حماية وتغطية‬ ‫لعملية االنسحاب من خالل اطالق الرصاص‪.‬‬ ‫واثناء التنفيذ تقدم خالد (ابو صالح) وابو الرمز‬ ‫وعندما بدأوا في اقتحام النيران التي كانت في‬ ‫مقدمة الباص سمعوا صوت األخت دالل‪ :‬يا اخ ابو‬ ‫صالح توقفوا عند ذلك‪ ،‬وبدأوا يبحثون باجتاه الصوت‬ ‫فوجدوا االخت دالل ملقاة على ارض السيارة وتكاد‬ ‫النيران تلتهم جسدها فأوقفوها‪ ،‬وعند ذلك قالت‬ ‫االخت دالل‪“ :‬يا ابو صالح‪ ،‬ها هو سالحي‪ ،‬امتشقه‪،‬‬ ‫خذه‪ ،‬قاتل به وهنا ومن شدة النيران وحرارتها‬ ‫تدارك االخوة املوقف وحملوا االخت دالل‪ ،‬واجتازوا‬ ‫النيران‪ ،‬وهبطا بها الى اسفل السيارة (الباص)‬ ‫والى بعض الشجيرات القصيرة وشجرة واحدة‬ ‫كبيرة‪ ،‬والقوا بأنفسهم حتت الشجر‬ ‫ونفذ االخ اسامة ما طلب منه والقى بنفسه‬ ‫من النافذة واجته باجتاه األخوة‪.‬‬ ‫وهبط ابو جالل من الباب اخللفي‪ ،‬ولكنه كان‬ ‫غير طبيعي وهبط بشكل بطيء جداً‪ ،‬وكأنه يتنزه‬ ‫وطلقات العدو تخترق كل سنتمتر من جسده‬ ‫ميسك بيده اليسرى املصابة امعاءه ويدفعها‬ ‫باليمنى الى داخل بطنه‪ ،‬يطلقون النيران عليه‬ ‫وهو يتقدم باجتاه اخوته‪ ،‬تقدم دون ان يسقط‪ ،‬دون‬ ‫ان يركع وكأنه يقول لن اموت دون ان اودعكم واكون‬ ‫معكم‪ ،‬وصل اليهم والقى بجسده على االرض‪.‬‬ ‫وقبل نزولي من الباص اطلقت صاروخا ً باجتاه‬ ‫العدو‪ ،‬وعندها لم امتكن من اطالق الصاروخ الثاني‪،‬‬

‫حيث حصل انفجار قوي داخل الباص اطاح بي الى‬ ‫اخلارج‪ ،‬ولم اشعر باالصابات التي كانت في رأسي‬ ‫وذهبت باجتاه االخوة‪ ،‬وواصلنا القتال جميعا ً من‬ ‫خلف الباص‪.‬‬ ‫حاول اجلنود الصهاينة االقتراب منا‪ ،‬والسيطرة‬ ‫علينا من كل اجلهات‪ ،‬وكنا ندافع ونحاول ابعادهم‪،‬‬ ‫تواصلت االشتباكات والوقت يتقدم‪.‬‬ ‫واالخ اسامة كان بالقرب مني‪ ،‬ويطلق القذائف‬ ‫املُقنبلة باجتاه احدى محطات احملروقات‪ ،‬ويحاول‬ ‫تدميرها‪ ،‬اطلق قذيفة وقال ما حبت هذه القذيفة‬ ‫ان تدمر احملطة‪.‬‬ ‫وأذكر انه عندما حاول العدو التقدم بسيارات‬ ‫االطفاء واالسعاف من اجل اطفاء الباص فشل‪،‬‬ ‫فاالخ اسامة دمر عددا ً من اآلليات بقذائف مقنبلة‬ ‫وعطل السيارات التي حتاول االقتراب‪ ،‬حتى احترق‬ ‫كامل الباص وتفحم وفجأة يصرخ أسامة (آخ)‬ ‫وتأكدت انه مصاب واستشهد‪.‬‬

‫مواقف مميزة وبطولية‬ ‫واملوقف املميز لالخ ابو الرمز‪،‬الذي كان رمزا ً بكل‬

‫تسلم”‪.‬‬ ‫وابو الرمز من جديد يرد عليهم “سالم –‬ ‫سالم”‪.‬‬ ‫وعادت االمور كما حدث في املرة االولى وقال ابو‬ ‫الرمز‪“ :‬انا مصاب ال استطيع تعالوا خذوني”‪.‬‬ ‫وطالت هذه املرة‪ ...‬وعندما تقدموا ووصلوا الى‬ ‫حد معني من ابو الرمز‪ ،‬كان علي ان ارد عليهم‬ ‫بالقنبلة االخيرة لدي‪.‬‬ ‫وأعادوا من جديد والهبونا بالنيران‪ ،‬مثلما حدث‬ ‫اول مرة‪ ،‬وهنا اصيب االخ ابو صالح في يده وظهره‪،‬‬ ‫واصبت انا ايضاً‪.‬‬ ‫كانوا يحاولون ان يلقوا القبض على احد افراد‬ ‫اجملموعة حيا ً من اجل املعلومات‪ ،‬وبدأ اإلصرار‬ ‫واضحا ً على اسر واحد منا واستمرت احملاوالت‪،‬‬ ‫ويحاولون ان يقنعوا ابو الرمز ان يأتي اليهم وهم‬ ‫يقتربون أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫وعندما وصلوا الى نقطة قريبة جدا ً ال تتعدى‬ ‫اربعة امتار من ابو الرمز نهض من مكانه وهو‬ ‫عبارة عن جذع شجرة وخرج وهو يلقي مبا تبقى من‬ ‫طلقات باجتاههم وهم ميطرون ابو الرمز واملنطقة‬ ‫بالرصاص واستشهد االخ ابو الرمز ضاربا ً مثاال ً في‬ ‫املقاومة والصمود وكان رمزا ً بحق‪.‬‬

‫كان هدف حركة “فتح” من العملية‬ ‫هي حترير االسرى وفي طليعتهم‬ ‫األخت (زكية الشموط) االسيرة البطلة‬ ‫التي ولدت داخل املعتقل‪.‬‬ ‫معنى الكلمة (اذكر موقفا ً له في القاعدة‪ ،‬حمل‬ ‫صورته في قاعدة القاسمية وكتب حتتها الشهيد‬ ‫البطل ابو الرمز (الوحش))‪.‬‬ ‫هذا البطل (الوحش كما يسمي نفسه) وقف‬ ‫يرد على الصهاينة عندما اوقفوا اطالق الرصاص‪.‬‬ ‫وهم يقولون “سالم تسلم يا مخرب”‪ .‬رد عليهم‬ ‫بالقول‪“ :‬سالم – سالم” عند ذلك انتابنا شعور‬ ‫خاطف باخلوف والفزع وعدم الرضى وعدم القناعة‬ ‫مبوقف ابو الرمز‪.‬‬ ‫وعندما استمرت املفاوضات بني ابو الرمز‬ ‫والعدو الصهيوني في تلك الفترة من الهجوم‪،‬‬ ‫يقولون له تقدم ويقول‪ :‬أنا مصاب‪ ،‬ويقولون‬ ‫له اظهر نفسك ويقول لهم انا مصاب‪ ،‬حتى‬ ‫اقتنعوا مبوقف ابو الرمز وبكلماته وعندها تقدم‬ ‫الصهاينة وهم عبارة عن (‪ 6-5‬جنود) في الظالم‬ ‫الدامس الذي كان يحيط بنا‪ ،‬وعندما اقترب‬ ‫الصهاينة اطلق االخ ابو الرمز قنبلته االخيرة‬ ‫التي كانت معدة باجتاههم مما ادى الى مقتلهم او‬ ‫اصابتهم جميعاً‪.‬‬ ‫هنا امطرونا من كل اجلهات واحرقوا االرض من‬ ‫حتتنا حتى احسسنا بالرصاصات التي كانت تصل‬ ‫الى شعرنا‪...‬‬ ‫وعاد الصهاينة من جديد يرددون “سلم –‬

‫ شاهدت االخت دالل امام مكتب االخ القائد‬‫عزمي الصغير قائد كتيبة ابو يوسف النجار‬ ‫وهي حتضر حوائجها داخل السيارة العسكرية‬ ‫كانت دالل قوية وتدعو إلى الصبر واملصابرة‬ ‫والقوة‪.‬‬ ‫ كان االخ ابو جهاد الوزير عندما يأتي الينا‬‫ويوجهنا ببعض التعليمات‪ ،‬ويشرح لنا بعض‬ ‫املعلومات عن تل ابيب واملواقع التي يجب ضربها‪،‬‬ ‫كان يصطحب معه بعض احللوى وبيده يطعم‬ ‫االخوة‪ ،‬ويسأل عن طلباتنا وحاجاتنا فكان االخ‬ ‫واالب والقائد‪.‬‬ ‫ معظم القادة الفلسطينيني وعلى رأسهم‬‫االخ القائد ابو عمار كنا نرى دموعه في االستقبال‬ ‫والوداع‪.‬‬ ‫ دالل تركت وراءها وصية بخط يدها تطلب‬‫فيها من املقاتلني حملة البنادق جتميد جميع‬ ‫التناقضات الثانوية‪ ،‬وتصعيد التناقض الرئيسي‬ ‫مع سلطات االحتالل وتوجيه البنادق اليها‪ ،‬وقد‬ ‫استشهدت فداء ملا اوصت به‪ ،‬فقدمت حياتها‬ ‫دفاعا ً عن ثرى وطنها‪.‬‬

‫حوار محمود صالح‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪71‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫الفساد في الكيان الصهيوني‬ ‫يتفاقم وظاهرة متجذرة‪...‬‬

‫أولمرت‬ ‫يحاول الهروب‬ ‫نحو التهدئة‬ ‫والمفاوضات!؟‬ ‫بينما يغرق رئيس حكومة الكيان الصهيوني‬ ‫ايهود اوملرت في فضائح الفساد التي بدأت‬ ‫مالمحها اكثر وضوحاً‪ ،‬قال رزير صهيوني مقرب‬ ‫من اوملرت في (يديعوت احرنوت ‪ )5/29‬ومحاولة‬ ‫منه لوصف واقع احلال‪ ”:‬اوملرت محطم‪ ،‬وانا‬ ‫اعرفه منذ سنوات طويلة‪ ،‬وهو يتعذب ويعاني‪،‬‬ ‫فقد الثقة بالنفس‪ ،‬عيناه مطفأتان‪ ،‬وفقد‬ ‫الرغبة في االستمرار‪ ،‬فال يقوم بأي عمل‪ ،‬اذ انه‬ ‫على ما يبدو ال يفهم وضعه‪ ،‬حزين يالها من‬ ‫نهاية حزينة”‬ ‫والسؤال ههل بدأت املباريات االخيرة في‬ ‫موسم اوملرت‪ ،‬والنتائج لم تعد مهمة‪ ،‬فقد‬ ‫حدود وزير احلرب الصهيوني ايهود باراك‪ ،‬من لن‬ ‫يشارك في املوسم املقبل‪ ،‬وقد رمى الكرة في‬ ‫ملعب حزب “كدميا” واالخيره بحاجة الى انهاء‬ ‫االمر مع اوملرت‪ ،‬وهذا هو موسمه االخير‪ ،‬وال‬ ‫فائدة سياسية منه‪ ،‬جدول اليأس قد بدأ فعال ً‬ ‫وهو يحاول الهروب نحو االمام‪..‬‬ ‫اذا ً تشكل العاصفة التي تهب على احلياة‬ ‫السياسية في الكيان نهاية مرحلة سياسية‪،‬‬ ‫شهدت الصعود املفاجئ والكبير حلزب “كدميا”‬ ‫الذي اسسه شارون واوصله الى قمة الهرم‪،‬‬ ‫ثم تولي اوملرت زمام القيادة‪ ،‬وبعد وقت من‬ ‫توليه السلطة‪ ،‬اصبح اكثر رؤساء احلكومات‬ ‫(االسرائيلية) تعرضا ً لالنتقاد واقلهم شعبية‪،‬‬ ‫وما يجري اليوم‪ ،‬هو الفصل االخير من مسار‬ ‫شائك ووعر يعيشه اوملرت‪ ،‬منذ انتهاء املعارك‬ ‫في حرب متوز ‪2006‬م مع لبنان املقاوم‪ ،‬والفشل‬ ‫الذريع الذي منيت به القوات الصهيونية‪ ،‬وما‬ ‫زالت تداعياته مستمرة وحيث الفضائح في‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪72‬‬

‫هذا الكيان العنصري‪ ،‬وبداية العد العكسي‬ ‫لالنهيار حيث الفساد بدأ ينخر جذور الكيان‪.‬‬

‫جذور الفساد تعود الى بدايات‬ ‫احلركة الصهيونية‬ ‫من مراجعة سجالت التاريخ يتضح ان‬ ‫اسس سياسة الفساد احلالية تعود الى بدايات‬ ‫احلركة الصهيونية‪ ،‬فقد قامت هذه احلركة‬ ‫على اساس التبرعات‪ ،‬في البداية من اجل شراء‬ ‫السالح للدفاع عن االستيطان‬ ‫وتقول الباحثة أيتي أبراموف‪ ،‬ان احلركة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬ومن ثم الدولة العبرية فيما بعد‬ ‫“تسول لي فأتسول لك”‬ ‫سارت وفق سياسة ّ‬ ‫وبعد ذلك تطورت وتبدلت االمور‪ ،‬فأصبح‬ ‫التسول لتمويل االحزاب وبعدئذ لتمويل‬ ‫احلمالت االنتخابية الشخصية للسياسيني‪،‬‬ ‫وما فتئ ان حتول الى متويل مباذل احلياة‬ ‫الشخصية السياسيني‪.‬‬ ‫وقد بدأ هذا النهج في زمن رئيس احلكومة‬ ‫االول دافيد بن غوريون‪ ،‬الذي ارسل غولدا مائير‬ ‫مبهمة واكتشف انها فنانة في جمع التبرعات‬ ‫حاملة مليون دوالر نقداً‪ ،‬استخدمت الحتياجات‬ ‫الكيان احليوية‪..‬‬ ‫ورئيس حكومة الكيان االسبق بنيامني‬ ‫نتانياهو‪ ،‬مثل في حتقيق الشرطة اكثر من مره‪،‬‬ ‫ولم يستطيعوا توجيه الئحة اتهام ضده‪ ،‬وكان‬ ‫ناجحا ً في نسج عالقات الصداقة مع املتبرعني‪،‬‬ ‫ولم يكن يدير ظهره للمتبرعني بعد الرفع‪ ،‬بل‬

‫يتصل بهم اسبوعيا ً ويخبرهم عن نشاطه‪،‬‬ ‫ومنهم من قام بتمويل حملة عاملية بني اليهود‬ ‫بعنوان‪“ :‬نتانياهو جيد لليهود” ومن ابرز ممولي‬ ‫حمالت نتانياهو ايضا ً الثري اليميني (ايرفينغ‬ ‫موسكو فيتش) الذي يرفد املستوطنني‬ ‫بعشرات املاليني من الدوالرات ملشاريع تهويد‬ ‫القدس والضفة الغربية‬ ‫وباراك اعتمد على موظفيه ومساعديه‬ ‫للتعامل مع املتبرعني ويرفض مسايرتهم‬ ‫واجراء لقاءات مجاملة معهم ولكنه ال يتنازل‬ ‫عن اموالهم والطريقة التي اعتمدها باراك‬ ‫هي في اقامة جمعيات خيرية واجتماعية ويتم‬ ‫حتويل التبرعات غير القانونية عبرها‪...‬‬ ‫ورئيس حكومة الكيان السابق ارئييل شارون‬ ‫كان اكثر الرابحني من التبرعات االميركية‬ ‫واكثر الذين ارتبط اسمهم بالفساد‪ ،‬ولوال انه‬ ‫اصيب بشلل دماغي لم يفق منه‪ ،‬لكان هو‬ ‫االخر في غرف التحقيق‪ ،‬لقد حصل شارون على‬ ‫التبرعات من اخلارج عن طريق ابنه عومري الذي‬ ‫اخذ على عاتقه ملفات الشبهات والفساد‪،‬‬ ‫حيث اقام شركات وهمية في اخلارج‪ ،‬ومت حتويل‬ ‫االموال بواسطتها لتمويل مصاريف شارون‪...‬‬ ‫يتضح ان جميع رؤساء احلكومات في‬ ‫اسرائيل‪ ،‬تورطوا في تلقي اموال غير قانونية‪،‬‬ ‫والسؤال اذن ملاذا يقع اوملرت وحده حتت طائلة‬ ‫القضاء‪ ...‬وحتى قبل ان ينتهي التحقيق ضده‪،‬‬ ‫وقبل ان تقرر النيابه انها ستوجه ضده الئحة‬ ‫اتهام‪ ،‬ويتم احلكم على مستقبله السياسي‪.‬‬ ‫اوملرت يلمح من ان الخر‪ ،‬هي ان احلرب عليه‬ ‫ليست حربا ً ضد الفساد وال احلصول على اموال‪،‬‬


‫انها حرب على الطريق السياسي املفاجئ الذي‬ ‫انعطف اليه‪ ،‬فهو يدبر مفاوضات مع السلطة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وتوصل الى تهدئة مع حماس‬ ‫بالوساطة املصرية‪ ،‬وهناك صفقة لتبادل‬ ‫االسرى يطلق مبوجبها سراح اجلندي االسرائيلي‬ ‫جلعاد شاليت‪ ،‬ويدبر مفاوضات لتبادل االسرى‬ ‫مع لبنان‪ ،‬ومفاوضات مع سورية العادة اجلوالن‬ ‫احملتل – فهل هذا التوجه من اوملرت هو الذي‬ ‫استقطب ضده هذا العداء؟‬ ‫يقول ديفيد بن غوريون‪“ :‬من الصعب اقامة‬ ‫دولة‪ ،‬ولكن تذكروا من الصعب احملافظة‬ ‫عليها”‪ ...‬هذه هي صورة الواقع في حكومة‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ...‬فاوملرت يراهن على سراب‬ ‫خادع‪ ،‬والتهدئة التي يتحدث عنها في غزة‪،‬‬ ‫وتصريحاته عن مواجهة عسكرية هناك ما‬ ‫هي اال دخان وهباب فارغ‪ ،‬اشبه بدخان دوالرات‬ ‫موشيه تاالنسكي الذي تبرع الوملرت منذ العام‬ ‫‪.1991‬‬

‫اوملرت يحاول الهروب‬ ‫نحو االمام‬ ‫اعلن اوملرت في اجتماع كتله حزبه كدميا‪:‬‬ ‫“ ان القدس هي العاصمة االبدية السرائيل”‪،‬‬ ‫وامتدح وزير االسكان في حكومته زئيف بومي‬ ‫العالنه بناء مئات الوحدات السكنية اجلديدة‬ ‫في القدس وما حولها‬ ‫واوملرت بحاجة الى تهدئة احللبة االسرائيلية‬ ‫قليالً‪ ،‬ولكن ذلك ال يوحي بأنه جتاوز مرحلة‬ ‫اخلطر‪ ،‬فهو يدرك ان املساعي الجراء انتخابات‬ ‫متهيدية دخلت مرحلة عملية‪..‬‬ ‫وعندما سأله احملققون اين االموال؟ فانه‬ ‫فشل في دحض تهم الرشى‪ ،‬بينما مصادر‬ ‫الشرطة تتوقع تقدمي الئحة االتهام ضده في‬ ‫نهاية االمر‪ ..‬وكان اوملرت اعترف في اخر جولة‬ ‫اجريت معه بتسلم مبالغ مالية من الثري‬ ‫اليهودي االميركي موشيه تاالنسكي‪ ،‬كتبرع‬ ‫من االخير عندما كان اوملرت وزيرا ً للصحة‬ ‫منذ العام ‪1991‬م‪ ،‬ومنحه قروضا ً عديدة من‬ ‫دون استرجاعها‪ ،‬وكل ما فعله اوملرت انه وعد‬ ‫بتوحيد القدس وتوسيعها اي احكام السيطره‬ ‫الصهيونية عليها‪ ،‬وبرأب الصدع في اجملتمع‬ ‫االسرائيلي في القضايا الدينية‬ ‫وهجر من القدس‬ ‫ووسع اوملرت املستوطنات‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫احرج في الداخل حترك نحو‬ ‫اهلها‪ ،‬وعندما ُ‬ ‫االتراك للوساطة مع دمشق زاعما ً انه مستعد‬ ‫لالنسحاب من اجلوالن‪...‬‬ ‫ونسي اوملرت ان ‪ %90‬في املئة من‬ ‫االسرائيليني يعارضون االنسحاب من اجلوالن‪.‬‬ ‫ان كل ما يجري في هذا االطار هو لعب في‬ ‫حلقة مفرغة‪ ،‬متاما ً كما حصل في املفاوضات‬ ‫مع السلطة الفلسطينية‪ ،‬ووعود أوسلوا‬ ‫وانابوليس‪ ،‬والن قادة الكيان يدركون ابعاد‬ ‫املواجهة مع دمشق وايران وغزة ولبنان دفعة‬

‫واحدة‪ ،‬تؤذي الدولة العبرية غير قادرة على‬ ‫صد اآلف للصواريخ والقذائف‪ ،‬اذا ً ما يجري هو‬ ‫اللعبة املفضلة لكسب الوقت‪ ...‬واسرائيل‬ ‫الذاهبة الى انتخابات مبكرة ال تبالي بالسالم‪.‬‬ ‫يقول هنري كسينجر‪“ :‬ليس السرائيل سياسة‬ ‫خارجية‪ ،‬بل سياسة داخلية‪ ،‬وكل جتارب‬ ‫اسرائيل املاضية تشير الى ان بورصة اجتاهاتها‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ميكن ان تفسدها التحوالت الداخلية‬ ‫والعكس صحيح”‪ ،‬واستطالعات الرأي في‬ ‫الكيان الصهيوني نشرها معهد الدميوقراطية‬ ‫االسرائيلي‪:‬‬ ‫الفساد يسيطر على السياسة والسياسيني‬ ‫في اسرائيل‪.‬‬ ‫(ان ‪ %90‬من االسرائيليني يعتقدون ان الفساد‬ ‫يسيطر على السياسة وعلى السياسيني في‬ ‫اسرائيل)‪.‬‬ ‫(وان هناك هبوطا ً في ثقة االسرائيليني‬ ‫مبؤسسات احلكم والسلطة)‪.‬‬

‫(وان ‪ %51‬من االسرائيليني يعتقدون اذا اردت‬ ‫الوصول الى القمة في السياسة االسرائيلية‪،‬‬ ‫فال بد ان تتعاطى الفساد)‪.‬‬ ‫وعلق رئيس معهد الدميوقراطية االسرائيلي‬ ‫اريك كرمون على النتائج بالقول ‪”:‬نحن‬ ‫في وضع خطير جداً‪ ،‬فاالسرائيليني يديرون‬ ‫ظهورهم للسياسة وينفرون من السياسيني‪،‬‬ ‫ويفتشون عن خشبة انقاذ”‪.‬‬ ‫ويقول الباحثون بأن هناك حالة من القلق‬ ‫والشيخوخة املبكرة وعدم اليقني في‬ ‫(اسرائيل) وتآكل املنظومة اجملتمعية‪ ،‬وزيادة‬ ‫عدد املهاجرين الى اخلارج‪ ،‬وانهيار نظرية‬ ‫االجماع الوطني فيها‪ ،‬والعزوف عن احلياة‬ ‫العسكرية التي شكلت عماد الكيان والفشل‬ ‫الصهيوني في القضاء على السكان االصليني‪،‬‬ ‫وحتول (اسرائيل) الى عبئ على االستراتيجية‬ ‫االميركية وعدم القدرة على القضاء على‬ ‫املقاومة الفلسطينية والفشل في تغيير‬ ‫السياسات احلاكمة‪.‬‬ ‫(واسرائيل) ما زالت تعاني من اثار الصدمة‬ ‫اللبنانية ونتائج حرب متوز ‪.2006‬‬ ‫ولم يتبلور لدى حكومة الكيان او مؤسساتها‬ ‫العسكرية اي (خريطة طريق) محددة للتعاطي‬ ‫مع ما تسميه املشكلة االيرانية‪ ،‬وهي حترض‬ ‫على شن حرب ضد املنشآت النووية االيرانية‪.‬‬ ‫وهذا يعني ان اسرائيل ليست في وارد‬ ‫التسليم باحلقائق اجلديدة ومساعيها لكبح‬ ‫املشروع النووي االيراني ذهبت ادراج الرياح‪،‬‬ ‫وما يزيد االمور تعقيداً‪ ،‬هو حتقيقات الفساد‪،‬‬ ‫واملؤمرات احلزبية‬ ‫واسرائيل في مأزق الضعف هذا‪ ،‬امام‬ ‫خياران اثنان مطروحان للخروج اولهما‪ :‬يتمثل‬ ‫بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة تسيبي‬ ‫ليفني‪ ،‬واهمية هذه احلكومة‪ ،‬انها تؤجل‬ ‫وصول نتانياهو الى احلكم بفعل انتخابات‬ ‫نيابية مبكرة‪.‬‬ ‫والثاني‪ ،‬الذهاب الى انتخابات مبكره في‬ ‫تشرين الثاني‪ ،‬وهنا الرهان يتركز على تغيير‬ ‫مرتقب في مزاج الناخب االسرائيلي ودوافع‬ ‫الصورة هذه تشير الى الشلل على مستوى‬ ‫املبادرة في (اسرائيل) ويتماش مع الشلل‬ ‫احلاصل في واشنطن بفعل حمى االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪.‬‬ ‫والسؤال املطروح‪ :‬من يستفيد من ازمة‬ ‫الكيان في املنطقة؟ وما هي القوى االقليمية‬ ‫التي ستحاول تعبئة الفراغ‪.‬‬ ‫يقول مركز جافي االسرائيلي للدراسات‪:‬‬ ‫سوريا في املشرق‪ ،‬وتركيا في االقليم‪ ،‬وايران‬ ‫في اخلليج وحينها لن يكون مهما ً من سيأتي‬ ‫الى سده القرار في (اسرائيل) سوا ًء اكان‬ ‫نتانياهو او باراك او ليفني فاجلميع سيكونون‬ ‫امام وقائع جديدة مت بناؤها في فترة غياب‬ ‫اميركا واسرائيل من ساحة الشرق االوسط‪.‬‬

‫ادهم محمود‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪73‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫هل تستمر التهدئة مع الكيان الصهيوني‬ ‫في ظل مؤشرات واضحة النتفاضة فلسطينية جديدة؟‬ ‫الكيان الصهيوني عودنا دائما ً ان يستهتر‬ ‫بالتهدئة وان ينتهكها حتى حني كانت احلالة‬ ‫الفلسطينية بأفضل مما هي عليه اآلن‪ .‬والعدو‬ ‫يرى بأم عينه الضعف الذي تعانيه احلالة‬ ‫الفلسطينية في ظل االنقسام الذي يعزز‬ ‫ازماتها‪ ،‬وبعد مرور اكثر من شهر على سريان‬ ‫اتفاق التهدئة دون تغيير يذكر‪ ،‬وهذا ما اشارت‬ ‫اليه تقارير االونروا (احملايدة)‪ ،‬واالوضاع في قطاع‬ ‫غزة تزداد سوءاً‪ ،‬اي ان االسرائيليني لم يسقطوا‬ ‫احلصار املفروض عبر املعابر املوصلة بني الكيان‬ ‫وقطاع غزة‪ ،‬ولم يلتزموا باحلد األدنى املطلوب‪.‬‬

‫شروط التهدئة صهيونياً‬ ‫ألهداف مبيتة‬ ‫عندما اشترط الكيان الصهيوني الفصل‬ ‫بني التهدئة وبني صفقة االسرى (اطالق اجلندي‬ ‫شاليط مقابل عدد من االسرى) قيل وقتها ان‬ ‫التهدئة من شأنها ان تهيئ االجواء لنجاح‬ ‫عملية التبادل‪ .‬وقيل ايضا ً ان جناح التهدئة‪،‬‬ ‫وجناح صفقة التبادل‪ ،‬امور من شأنها ان تفتح‬ ‫الباب امام مباحثات (غير مباشرة) لفتح معبر‬ ‫رفح‪ ،‬واهمية معبر رفح انه معبر (سياسي)‬ ‫أكثر منه معبر للتزود باملواد التموينية وغيرها‪،‬‬ ‫وهو املعبر الذي يفتح أمام قطاع غزة افق‬ ‫التحرك نحو اخلارج‪.‬‬ ‫واملعابر التي تربط قطاع غزة بالكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬متثل تكريسا ً فظا ً حلالة التبعية‬ ‫االقتصادية للكيان‪ ،‬والتحكم بالقطاع وأهله‪.‬‬ ‫ومن هنا األهمية املميزة واالستثنائية لفتح‬ ‫معبر رفح‪ ،‬وكافة االطراف تدرك هذا االمر‪،‬‬ ‫ولذلك حتولت قضية معبر رفح الى قضية‬ ‫سياسية من الطراز االول‪.‬‬ ‫والوقائع اليومية والتصريحات اخملتلفة تؤكد‬ ‫ما مضمونه‪ ،‬اذا تعثرت التهدئة‪ ،‬وتعطلت‬ ‫صفقة التبادل‪ ،‬وبقيت قضية معبر رفح‬ ‫معلقة تنتظر دورها‪ ،‬فالعدو هو الذي اوصل‬ ‫االوضاع إلى هذه النقطة‪ ،‬ويواصل العدوان‪،‬‬ ‫والعمل على افراغ التهدئة من اي مضمون‪،‬‬ ‫وهذا ليس باالمر املفاجئ‪ ،‬فالعدو يدفع باجتاه‬ ‫فرض شروطه من خالل تطبيق (التهدئة) وفقا ً‬ ‫ملقاييسه‪..‬‬ ‫واحلقيقة املؤكدة ان االنقسام الفلسطيني‪،‬‬ ‫شكل ورقة قوية وهامة بيد العدو‪ ،‬وان من‬ ‫شأن استمرار االنقسام أن يشجع العدو‬ ‫على االستهتار أكثر فأكثر من التزاماته‬ ‫(املفترضة)‪.‬‬ ‫منبر من هنا ميكن القول إن التحفظات على‬

‫التوحيد‬

‫‪74‬‬

‫اوملرت التهدئة االخيرة قبل القيام بهجوم واسع على غزة‬

‫التهدئة كانت محقة وهناك من تنبأ بشكل‬ ‫مسبق بان العدو الصهيوني سوف يحاول أن‬ ‫يستغل التهدئة القلقة الى ابعد‪ ،‬وسوف‬ ‫يحاول كعادته ان يتهرب من استحقاقاتها‪،‬‬ ‫خاصة فتح معبر رفح‪ ،‬وإلغاء احلصار‪ ،‬وقد أتت‬ ‫الوقائع لتؤكد سوء نوايا العدو‪..‬‬

‫العدو استغل التهدئة‬ ‫ألهداف أخرى‬ ‫وعندما اشترط العدو استثناء الضفة‬ ‫الغربية من التهدئة كان يخطط ملواصلة حربه‬ ‫ضد املقاومة وبنيتها التحتية هناك‪ ،‬ولم يكن‬ ‫مفاجئا ً ان يصعد اجليش اإلسرائيلي من حملته‬

‫ضد حركة حماس في الضفة فشن حملة‬ ‫اعتقاالت في مدينة نابلس هي األوسع منذ‬ ‫شهور في صفوف احلركة واجليش االسرائيلي‪،‬‬ ‫مستهدفة اهم واكبر مركز جتاري في نابلس‬ ‫(مول نابلس) بحملة وصفت انها مذبحة‬ ‫ومجزرة انسانية بكل ما حتمله الكلمة من‬ ‫معنى‪ ،‬حيث طالت االعتقاالت رجال االعمال‬ ‫وصيارفة وطالب جامعات تتهمهم اسرائيل ان‬ ‫لهم صالت بحماس‪...‬‬ ‫واسرائيل استخدمت املفاوضات غطاء‬ ‫لالستيطان واحلصار‪ ،‬وحتى مصادر السلطة‬ ‫الفلسطينية اكدت بأن املفاوضات في ازمة وال‬ ‫يبدو انها تقود الى اي نتائج‪ ،‬فاسرائيل تتنكر‬ ‫للحقوق الفلسطينية‪ ،‬وتريد االبقاء على‬ ‫سيطرتها على القدس وفي الوقت نفسه‬ ‫تتحدث عن السالم وامكان التوصل الى اتفاق‬ ‫قبل نهاية العام‪ ،‬في عملية خداع سياسية‬ ‫كبرى هدفها اسكات الرأي العام‪.‬‬ ‫وفي الوقت ذاته يستمر االستيطان واقامة‬ ‫معازل للفلسطينيني كتلك التي اقامها نظام‬ ‫الفصل العنصري في جنوب افريقيا وغيرها‪.‬‬

‫فشل املفاوضات‬ ‫بداية لكنس االحتالل‬

‫ورغم الفشل الذريع الذي منيت به املفاوضات‬


‫مع الكيان الصهيوني‪ ،‬فهناك من يحاول‬ ‫اقناع اآلخرين بالرهان على الضغط‬ ‫االميركي من جديد‪ ،‬رغم ان االوراق باتت‬ ‫مكشوفة وانتهت املعزوفة التي كانت‬ ‫تدعو الى تقدمي مقترحات جديدة رغم ان‬ ‫العدو ما زال راغبا ً احلصول على مزيد من‬ ‫التنازالت من جعبة الطرف الفلسطيني‬ ‫املفاوض‪ ،‬وبذرائع احملافظة على استمرار‬ ‫املفاوضات‪ ،‬فهي عملية ابتزاز واضحة‪،‬‬ ‫واال فلو كانت املفاوضات صلبة النتهت‬ ‫منذ زمن طويل وملا استمرت يوما ً واحداً‪.‬‬ ‫لقد اثبتت االحداث‪ ،‬ان غزة قلعة‬ ‫صامدة ويصعب اقتحامها بالوسائل ساركوزي طالب يوقف االستيطان (كالم لالستهالك)‬ ‫العسكرية‪ ،‬حيث يتطلب ذلك ثمنا ً‬ ‫باهظا ً ال يقدر اجليش الصهيوني على‬ ‫من الوقت حلل االزمة السياسية املركبة‬ ‫حتمله‪.‬‬ ‫داخل اسرائيل‪ ،‬حيث السعي القالة اوملرت‪،‬‬ ‫في‬ ‫فاعلة‬ ‫خطوة‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫وال‬ ‫يداهم‬ ‫الوقت‬ ‫وتشكيل حكومة جديدة‪ ،‬او الذهاب الى‬ ‫االجتاه الصحيح‪ ،‬والكلمات لم تعد تداوي حل الكنيست والدعوة النتخابات مبكرة‪،‬‬ ‫اجلراح في االراضي الفلسطينية‪ ،‬تقول وزيرة واحلكومة لم تعد قادرة على صنع (السالم)‬ ‫اخلارجية االميركية رايس “ان االستيطان معيق او على شن احلرب‪...‬‬ ‫للسالم”‪ .‬هذا املوقف ال يتناسب مع حجم‬ ‫وميكن القول‪ :‬ان التهدئة في غزة‪ ،‬تعكس‬ ‫اجلرمية الصهيونية‪ ،‬ورغم ذلك نسمع احاديث فشل السياسة االسرائيلية – االميركية‪،‬‬ ‫وامياءات بان الواليات املتحدة قد تستعمل حق وفشل االدارة االميركية في تطبيق مشروع‬ ‫النقض الجهاض اي مشروع قرار في مجلس الشرق االوسط اجلديد‪ ...‬وها هي تفشل في‬ ‫االمن لوقف االستيطان الصهيوني في فلسطني وهي تعكس فشل سياسة احملارق‬ ‫االراضي الفلسطينية‪.‬‬ ‫ضد الشعب الفلسطيني‬ ‫بشكل‬ ‫تشارك‬ ‫وبأفعالها‬ ‫والواليات املتحدة‬ ‫وزير االمن الداخلي الصهيوني افي ديختر‬ ‫الشعب‬ ‫على‬ ‫العدوان‬ ‫في‬ ‫مباشر‬ ‫مباشر او غير‬ ‫يهدد بـ”ان التهدئة في غزة هي خطوة‬ ‫في‬ ‫السيئة‬ ‫صورتها‬ ‫وباتت‬ ‫الفلسطيني‪،‬‬ ‫صحيحة تخدم مصالح اسرائيل‪ ،‬ومصالح‬ ‫املنطقة اكثر وضوحا ً بعد فشل دعوات السالم حماس على السواء‪ ،‬ولكن في حال استمرار‬ ‫املزيفة في انابوليس وغيرها‪.‬‬ ‫اخلرق فان اسرائيل سترد بحرب جارفة”‪.‬‬ ‫واملعلق في صحيفة هارتس (امير اورون)‪:‬‬ ‫“التوجه اليوم ليس من احلرب الى السالم‪ ،‬وامنا‬ ‫هل ستصمد التهدئة‬ ‫من السالم الى احلرب”‪ .‬و”لقد بدت اسرائيل‬ ‫هذه املرة؟‬ ‫ضعيفة في نظر بيروت ودمشق وطهران وميكن‬ ‫حتديها وفرض وقائع قاسية عليها‪ ،‬الن احلكم‬ ‫يقول رئيس حكومة الكيان الصهيوني يتخوف من الثمن املطلوب لتغييرها”‪.‬‬ ‫ايهود اوملرت‪“ :‬انها املرة االخيرة‪ ،‬قبل القيام‬ ‫بهجوم واسع على قطاع غزة”‪.‬‬ ‫الوضع‬ ‫ويستمر اجلدل داخل الكيان ضد التهدئة‬ ‫وهناك من يقول‪“ :‬ان االتفاق يعني االعتراف‬ ‫ملصلحة مَن؟‬ ‫بحماس وهو يكسر جدران العزلة احمليطة‬ ‫بها‪ ،‬ويشجع السلطة الفلسطينية للتحاور‬ ‫في ظل حالة التراجع على املستويات‬ ‫مع حماس‪ ،‬ويشجع اجلهات الدولية على السياسية واالقتصادية كافة‪ ،‬وحيث‬ ‫محاورتها”‪.‬‬ ‫االستيطان يزداد‪ ،‬ورؤية بوش لم تتحقق‪،‬‬ ‫الصهيوني‬ ‫االحتالل‬ ‫بان‬ ‫تشير‬ ‫الدالئل‬ ‫كل‬ ‫ورغم ذلك املفاوضات مستمره‪ ،‬واللقاءات لم‬ ‫وبقية‬ ‫حماس‬ ‫حركة‬ ‫على‬ ‫الضغط‬ ‫سيواصل‬ ‫تتوقف‪ ،‬والناطقة بلسان وزارة اخلارجية في‬ ‫الفصائل بحصار جديد‪ ،‬وفي الوقت نفسه الكيان (اميرة اورن)‪:‬‬ ‫سيواصل الضغط على السلطة الفلسطينية‬ ‫“انه من املستحيل ان توافق اسرائيل على‬ ‫بإفشال دائم للمفاوضات‪.‬‬ ‫فتح املعابر التجارية التي تربط اسرائيل بقطاع‬ ‫نسبة‬ ‫ان‬ ‫الكيان‬ ‫داخل‬ ‫واستطالعات الرأي‬ ‫غزة دون تسوية قضية اجلندي شاليت”‪.‬‬ ‫(‪ )%64‬في املئة يقولون‪“ :‬إنهم ال يثقون بأن‬ ‫املواطنون‬ ‫عقدها‬ ‫التي‬ ‫واآلمال‬ ‫التهدئة ستصمد”‪ .‬و”ان التهدئة لم حتسن الفلسطينيون على التهدئة لتخفيف احلصار‬ ‫صورة اوملرت وباراك في الكيان”‪ .‬وحكومة واستعادة جزء من عجلة احلياة االقتصادية‬ ‫الكيان حتاول استرداد انفاسها واالستفادة واالجتماعية تالشت‪ ،‬ولم يتغير اي شيء في‬

‫احلياة املعيشية للفلسطينيني في‬ ‫قطاع غزة‪.‬‬ ‫ورغم ان الواليات املتحدة واسرائيل‬ ‫لهما مصلحة في التصعيد‪ ،‬ولكنهما‬ ‫ال ميلكان االوراق التي تسمح بتعديل‬ ‫موازين القوى على نحو يساعد على‬ ‫التوصل الى تسويات مقبولة من‬ ‫اجلميع‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة واسرائيل فشلتا في‬ ‫لبنان وفلسطني‪ ،‬وال توجد دالئل تشير‬ ‫على أنهما على وشك التسليم باالمر‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫الرئيس الفرنسي ساركوزي دعا الى‬ ‫انهاء الصراع االسرائيلي الفلسطيني‬ ‫وذكر خالل زيارته الكيان‪ ،‬ان امن‬ ‫اسرائيل ال ميكن ان يصبح حقيقة اال اذا‬ ‫شوهد قيام دولة فلسطينية الى جانب‬ ‫اسرائيل‪ ،‬وان تكون دولة فلسطينية مستقلة‬ ‫حديثة ودميوقراطية‪ ،‬قابلة للحياة وطالب‬ ‫بوقف االستيطان واالعتراف بالقدس عاصمة‬ ‫للدولتني”‪.‬‬ ‫مثل هذا الكالم جيد في الشكل واملالحظ‬ ‫انه لم يثر عاصفة وصرخة استنكار في صفوف‬ ‫اليمني املتطرف في اسرائيل ولم يتحرك احد‬ ‫لرفض ما قاله الضيف؟! ملاذا النه كالم بكالم‬ ‫ولالستهالك فقط وهو عدمي اجلدوى‪..‬‬ ‫التطورات األخيرة في القدس بداية النتفاضة‬ ‫جديدة‬ ‫تزايدت العمليات الفردية في القدس من‬ ‫(‪ )31‬عملية خالل عام ‪ 2007‬الى (‪ 71‬عملية)‬ ‫خالل سبعة اشهر من العام ‪.2008‬‬ ‫ورئيس جهاز اخملابرات العامة (الشاباك)‬ ‫يوفال ديسكني قال في جلسة اجمللس الوزاري‬ ‫املصغر حلكومة الكيان‪“ :‬ان عدد العمليات‬ ‫من مواطني القدس ضد اسرائيل تضاعف‬ ‫اربع مرات باملعدل في هذه السنة باملقارنة مع‬ ‫السنة السابقة”‪.‬‬ ‫و”ان دخول سلطات قانون اسرائيل اليوم‬ ‫في مخيم الالجئني اسهل من دخولها‬ ‫حي شعفاط في املنطقة القروية احمليطة‬ ‫بالقدس”‪.‬‬ ‫حوادث اجلرفات تثير الهلع في صفوف‬ ‫الصهاينة‪ ،‬وتقول صحيفة يديعوت احرونوت‪:‬‬ ‫“عندما هاجم فلسطيني املارة في احد شوارع‬ ‫القدس بجرافة في حادث هو الثاني من نوعه‬ ‫في غضون اسابيع قيل بأنها عالمات انتفاضة‬ ‫جديدة‪ ..‬فاالنتفاضة االولى بدأت بسلسلة‬ ‫حوادث غير مفسرة‪ ،‬وظواهر عنف تلقائي وما‬ ‫يحدث في القدس في الشهور االخيرة ليس‬ ‫عرضياً”‪.‬‬ ‫‪ ..‬انها االنتفاضة قادمة ال محالة‪ ،‬واملقاومة‬ ‫وحدها هي التي تصنع االنتصارات وتعيد‬ ‫احلقوق‪ ،‬ولن يضل من عرف طريق اخلالص‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪75‬‬


‫ملف‬ ‫ثورة يوليو بعد ‪ 56‬عاما على قيامها و‪ 38‬عاماً على غياب قائدها عبد الناصر‬

‫مراد‪ :‬أحيا عبد الناصر الوعي القومي بأهمية وضرورة الوحدة‬ ‫ً‬ ‫مثاال قيادياً تحررياً‬ ‫سعد‪ :‬قدم عبد الناصر‪ ،‬بإيجابياته وسلبياته‪،‬‬ ‫األربعاء منتصف ليل ‪ 23‬متوز ‪ 1952‬أمسك‬ ‫تنظيم الضباط األحرار في مصر بالسلطة‬ ‫وصباح ‪ 24‬كان أنور السادات يلقي البيان‬ ‫األول من إذاعة القاهرة فبدأ عهد في تاريخ‬ ‫مصر احلديث‪ ،‬عهد استقطب الكثير من‬ ‫اجلدل السياسي مبا له وما عليه‪ ،‬مبا هو شأن‬ ‫إنساني وِشأن وطني وشأن سياسي‪ ،‬فهذه‬ ‫التوصيفات ال تكتنز املطلق فاملطلق فيها‬ ‫هو النسبي على الدوام‪.‬‬ ‫ال شك في أن استعادة زمام احلكم من‬ ‫أسرة محمد علي األلباني األرناؤوطي إلى‬ ‫أيد مصرية وطنية غير عائلية إرثية‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن نوع احلكم السياسي والدستوري‬ ‫القائم‪ ،‬برأيي هو واجب قومي مصري وعربي‪،‬‬ ‫ألننا مؤهلون لقيادة انفسنا‪ ،‬وال نحتاج‬ ‫لوصاية تركية أو فارسية أو روسية او‬ ‫اميركية أو أوروبية أو حتى وصاية عربية من‬ ‫كيان على كيان آخر‪ ،‬وقد أسقطت املقاومة‬ ‫في لبنان كل الوصايات األجنبية والعربية‬ ‫وأقامت حقها الطبيعي في قيادة شعبها‬ ‫نحو العز واالنتصار‪.‬‬ ‫ثم ان ثورة يوليو كرست ملكية األمة‬ ‫ملواردها وأعلنت حقها فيها‪ ،‬مبا أسمته‬ ‫التأميم‪ ،‬وموضوعه حينها كان حق إدارة قناة‬ ‫السويس وتوظيف ريعها‪ ،‬لكن التأميم حق‬ ‫طبيعي مستغن عمن يعلنه بل محتاج فقط‬ ‫من يحققه‪ ،‬فتصرف األجنبي احملتل مهما‬ ‫طال يبقى طارئا ً وغير شرعي بامتنا ومبواردها‪،‬‬ ‫بهيئها السياسية وشخصيتها االجتماعية‬ ‫األرضية وهدر مصاحلها (كوعد بلفور واتفاقات‬ ‫سايكس بيكو وأخواتها‪ ..‬واغتصاب فلسطني‬ ‫ومشروع االستيطان اليهودي فيها ومنها)‪،‬‬ ‫مداه قيامها هي للتمتع بحقوقها الطبيعية‬ ‫بني كائنات األمم والبنيان السياسي الدولي‪،‬‬ ‫وجتلت هذه احلقوق أيضا ً في القيمومة على‬ ‫األرض الوطنية عبر االستصالح الزراعي وتوزيع‬ ‫امللكيات على صغار املزارعني‪ ..‬وهناك من يرى‬ ‫في التمليك تفتيتا للملكية العامة إلى‬ ‫ملكيات صغيرة فوتت على مصر االقتصاد‬ ‫الزراعي الواسع القادر على العاملية‪ ،‬فكان‬ ‫ممكنا ً التمليك باألسهم مثال ً في تعاونيات بدال ً‬ ‫من تقسيم األرض‪..‬‬ ‫البعد النفسي في الثورة يبدو هو األجل‬ ‫الذي ال خالف عليه بني الوطنيني املصريني‬ ‫والعرب أيضا ً فـ”على االستعمار ان يحمل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪76‬‬

‫عصاه ويرحل” و”إرفع رأسك يا اخي”‪ ،‬قبس من‬ ‫شعارات الثورة في التحرير النفسي لإلرادة‬ ‫املصرية على السكة نفسها التي شقتها‬ ‫احلركة القومية االجتماعية في املشرق العربي‬ ‫منذ اوائل ثالثينيات القرن العشرين‪ ،‬فكأن‬ ‫تيار التحرر القومي الذاتي آخذ في التصاعد‬ ‫حتى ترجم بأشكال سياسية بحقبة التحرر‬ ‫من االستعمار منذ األربعينيات حتى أوائل‬ ‫السبعينيات فكانت معظم الدول العربية‬ ‫قد استقلت في الشكل‪ ،‬لكنها خرجت من‬ ‫الزنزانة لتدخل إلى قاووش الدولة “الوطنية”‪،‬‬ ‫باحة السجن‪ ،‬وباسم العروبة غالبا ً والقومية‬ ‫العربية!! فقامت الدولة “الوطنية” بقتل كل‬ ‫روح ميكن ان تنهض بهذه األمة من علبها‬ ‫الفارغة‪ ،‬حتى أصبح التفلت‪ ،‬وهو أدنى أشكال‬ ‫حترر ما‪ ،‬من إسار الدولة الكيانية أشد وأدهى‬ ‫وأخطر على النسيج الوطني من مواجهة‬ ‫االستعمار األجنبي لقرون‪ ،‬فأعدم انطون‬ ‫سعادة في ‪ 8‬متوز ‪ 1949‬باسم قانون مغتصب‬ ‫بالسلطة الغاشمة الغبية‪ ،‬وأحبط جمال‬ ‫عبد الناصر بتكالب الرفاق واختراقاتهم‬ ‫وفردياتهم‪ ،‬حتى انفجر قلبه وهو يكاد يجمع‬ ‫شلوا عربيا إلى شلو آخر‪ ،‬ولم يكن له عزاء‬ ‫سوى طيبة الشعب واستعداده للتضحية‬

‫والعطاء وتعطشه لقيادة تاريخية قادرة‪،‬‬ ‫وزج بأحمد بن بلال في السجن باسم‬ ‫احلرص على الثورة التي اطلقها‪ ،‬وانقسم‬ ‫البعثان كانهما عاملان متمايزان ال جامع‬ ‫بينهما‪ ،‬ووقع عبد الناصر انفصال السودان‬ ‫لقاء االنسحاب البريطاني مبعاهدة ولدت‬ ‫االستقالل الكياني املصري‪ ،‬فخرجت منابع‬ ‫النيل وأرضه اخلصبة الغنية من السيادة‬ ‫الوطنية املصرية إلى دولة سودانية تتوق‬ ‫للوحدة مع مصر‪ ،‬كانت ضعيفة وظلت‬ ‫ضعيفة ومتنازعة‪ ،‬ومطارد رئيسها البشير‬ ‫باسم عدالة انتهازية ق ّوادة‪ ...‬يعني إعادة‬ ‫احتالل مصر باجلوع والعطش بدال ً من‬ ‫استرداد دين حفر القناة!!‬ ‫تبقى الدميقراطية احد أسئلة استجواب‬ ‫عبد الناصر الدائمة وعدم القدرة على بناء‬ ‫نظام قومي بحق أساسه مؤسسات عتيدة‬ ‫ينظمها نظام فكر ونهج عتيدين قوميني‬ ‫يستوحيان النظرة اجلديدة إلى احلياة واألمة‬ ‫واإلنسان واالقتصاد واجملتمع‪ ..‬فبقي األدب‬ ‫السياسي الناصري خواطر شفافة وأفكارا ً‬ ‫ال يجمعها نسق موحد ضابط يشدها إلى‬ ‫جوهرها الفكري الفلسفي السياسي ما بعد‬ ‫الفردي والكاريزما الزعامية‪ ،‬فما إن هوت قامة‬ ‫القائد الكبير حتى انعطف القطار يسحق‬ ‫أول ما يسحق أبناء الثورة أنفسهم بعدما‬ ‫كانت الثورة نفسها قد التهمت بعضا ً منهم‪،‬‬ ‫بدءا ً من اللواء محمد جنيب الذين سجنته في‬ ‫السنوات األولى فيحرم من عائلته وحقوقه‬ ‫املدنية والشخصية‪ ،‬حتى في رعاية ابنته‬ ‫املريضة مبرض عضال وإلقاء النظرة األخيرة‬ ‫على جثمانها‪ ،‬ورفض توسله لعبد الناصر من‬ ‫السجن ان يسمح له بحق الدفاع عن مصر إبان‬ ‫العدوان الثالثي فرفض طلبه‪ ...‬وصوال ً إلى زكريا‬ ‫محيي الدين وغيرهما‪ ..‬ثورة بهذه القسوة تكاد‬ ‫تفقد إنسانيتها وشرعيتها!!‬ ‫في متوز ‪ 2008‬وبالتزامن مع ذكرى االنتصار‬ ‫اجمليد ‪ 2006‬وأعراس لبنان بتحرر أسراه وجثامني‬ ‫شهادئه مع ذكرى ثورة ‪ 23‬يوليو اجمليدة رغبت‬ ‫“منبر التوحيد” أن حتيي ذكراها الطيبة وتعايد‬ ‫الوطنيني في لبنان والعالم العربي بهذا‬ ‫امللف الذي كان مع ‪ 3‬أقطاب ناصريني بارزين‪،‬‬ ‫لكن األستاذ كمال شاتيال أمني عام املؤمتر‬ ‫الشعبي اللبناني اعتذر لداع صحي‪ ،‬فبقيت‬ ‫لدينا مساهمتان من رئيس حزب االحتاد النائب‬


‫السابق والوزير السابق عبد الرحيم مراد ورئيس‬ ‫التنظيم الشعبي الناصري النائب املهندس‬ ‫اسامة سعد‪ ..‬هنا األسئلة واألجوبة‪..‬‬ ‫‪1‬ـ ما الذي قدمه الرئيس الراحل جمال‬ ‫عبد الناصر في جتربته القيادية لتغيير الواقع‬ ‫العربي؟‬ ‫ مراد‪ :‬لم تكن التجربة النضالية للقائد‬‫املعلم جمال عبد الناصر حلظة عابرة في تاريخ‬ ‫النضال العربي وامنا استطاعت هذه التجربة‬ ‫مبا متلكه من قوة احلس الثوري وبفترة قياسية‬ ‫ان حتدث تغييرا ً هاما ً في حياة االمة العربية‬ ‫ومستقبلها‪ ،‬فعلى املستوى الوطني متكنت‬ ‫ان تستعيد االدارة الوطنية من يد غاصبيها‪.‬‬ ‫اما على املستوى العربي فقد اطلقت مسيرة‬ ‫التحرر والتقدم العربيني‪ ،‬ومع هذه التجربة‬ ‫الرائدة لم يعد مصير االمة يتقرر في العواصم‬ ‫الغربية وامنا متليه ارادة الشعب العربي‪ ،‬وبتعبير‬ ‫ادق لقد حملت التجربة بظل القيادة الفذة‬ ‫جلمال عبد الناصر املشروع احلضاري العربي‬ ‫املستقل الذي مأل حياتنا العربية بالعزة‬ ‫والكرامة واصبح العرب من جديد على خارطة‬ ‫السياسة الدولية وليسوا ملحقني بسياسات‬ ‫القوى الكبرى‪.‬‬ ‫ سعد‪ :‬قدم الرئيس الراحل جمال عبد‬‫الناصر من خالل نضاله واجنازاته‪ ،‬بإيجابياتها‬ ‫وسلبياتها‪ ،‬مثاال ً قياديا ً يحتذى به في العالم‬ ‫الثالث‪ ،‬متثل في السعي نحو التحرر من‬ ‫االستعمار والتبعية‪ ،‬وبناء اقتصاد وطني قوامه‬ ‫اإلنتاج واالكتفاء الذاتي‪ ،‬والتنمية املستقلة‬ ‫الشاملة التي تهدف الى بناء وطن متحرر من‬ ‫القيود االجتماعية والثقافية التي وضعها‬ ‫االستعمار لتكبيل األمة‪ ،‬وتكريس تأخرها‬ ‫وتخلفها وارتباطها بقوى االستعمار‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬وبعد غيابه عن الساحة العربية‬ ‫والعاملية منذ أكثر من ثالثة عقود‪ ،‬ما زلنا‬ ‫نرى تأثيره في الواقع العربي‪ ،‬في املظاهرات‬ ‫التي تقوم بها جماهير شعبنا ضد انظمة‬ ‫االستبداد الرجعي احلاكمة‪ ،‬وفي االنتفاضة‬ ‫املقاومة في فلسطني العربية‪ ،‬واملقاومة‬ ‫املنتصرة في العراق على االحتالل االميركي‬ ‫وعمالئه‪ ،‬وفي لبنان من خالل التصدي البطولي‬ ‫جلماهير املقاومة ضد االجتياحات االسرائيلية‬ ‫املتتالية‪ ،‬وفي انتصار املقاومة عام ‪ ،0002‬وفي‬ ‫متوز عام ‪.6002‬‬ ‫‪ -2‬رمبا كانت هناك ازدواجية الرفض في‬ ‫الدخول في األحالف الدولية املتناحرة‪ ،‬لكنه‬ ‫اسهم بقوة في توليد احلياد االيجابي ومن‬ ‫بعده منظمة عدم االنحياز‪ ،‬وهما حلف ثالث‬ ‫يطرح استراتيجية في العالقات الدولية‪ ،‬ماذا‬ ‫افادت هذه االستراتيجية العرب؟‬ ‫ مراد‪ :‬اوال ً دعني اعترض على كلمة حلف‬‫ثالث في السؤال‪ ،‬ألن دول عدم االنحياز لم تكن‬ ‫حلفا ً ثالثا ً منافساً‪ ،‬بقدر ما كانت رابطة تضم‬ ‫الدول املتحررة من نير االستعمار والرافضة‬

‫اسامة سعد‬

‫عبد الرحيم مراد‬

‫النقسام العالم بني حلفني شرقي وغربي‪،‬‬ ‫ولسياسة االخضاع والتجاذب بني الدول‬ ‫الكبرى املمسكة بالقرار الدولي كي ال تذوب‬ ‫املصالح الوطنية للشعوب في دائرة مصالح‬ ‫الدول الكبرى‪ ،‬وسعيها الدؤوب للسيطرة‬ ‫على مناطق النفوذ في العالم على حساب‬ ‫الشعوب املقهورة‪.‬‬ ‫فبعيد احلرب العاملية الثانية واحلرب الباردة‬ ‫بني القطبني الدوليني‪ ،‬سعى زعماء حترريون‬ ‫استقالليون‪ ،‬وفي طليعتهم الرئيس عبد الناصر‬ ‫والرئيس الهندي نهرو واليوغوسالفي تيتو‬ ‫واالندونيسي سوكارنو الى تأسيس منظومة‬ ‫دول عدم االنحياز حتى ال يتحول العالم الى‬ ‫معسكرات تنشر الرعب واخلوف والدمار‪ ،‬ولقد‬ ‫ساعدت تلك املنظومة في دعم استقالل وحترر‬ ‫الشعوب من نير االستعمار في كل من افريقيا‬ ‫وآسيا‪ ،‬مما انتج عالقات دولية جديدة ال حتكمها‬ ‫جتاذبات القوى الكبرى‪ ،‬وأسهمت في حتقيق‬ ‫استقالل العديد من الدول‪.‬‬ ‫ سعد‪ :‬كان لسياسة عدم االنحياز‪،‬‬‫واحلياد االيجابي التي اختطها جمال عبد‬ ‫الناصر‪ ،‬مبشاركة رموز هذه احلركة كالرئيس‬ ‫اليوغوسالفي جوزف بروز تيتو‪ ،‬والرئيس الهندي‬ ‫نهرو‪ ،‬وغيرهم من زعماء تلك الفترة‪ ،‬االثر‬ ‫االيجابي الستقاللية شعوب العالم الثالث‪،‬‬ ‫ومنها االمة العربية حتى ال تقع فريسة‬ ‫الصراع الدولي القائم واحلرب الباردة‪ ،‬مما ساهم‬ ‫في جعل معظم العالم االشتراكي (سابقاً)‬ ‫وأغلب كتلة العالم الثالث تقف وتساند‬ ‫وتناصر احلقوق العربية في كل احملافل الدولية‪.‬‬

‫الدول العربية ولعل كانت قمة اخلرطوم بالءاتها‬ ‫الثالث بارزة للتاريخ‪ ،‬هل استطاعت بلورة نهج‬ ‫مواجهة فعلي لصيانة املصالح العربية؟‬ ‫ مراد‪ :‬لم تكن اجلامعة العربية بواقعها‬‫السياسي والتنظيمي ما كان يصبو اليه‬ ‫الرئيس عبد الناصر من عمل عربي مشترك‪،‬‬ ‫وامنا شكلت اجلامعة العربية املؤسسة‬ ‫الرسمية التي ميكن ان يلتقي فيها القادة‬ ‫العرب‪ ،‬لبحث شؤون االمة بعد ان باعدت بينهم‬ ‫السياسات االستعمارية االنقسامية‪ ،‬ولقد‬ ‫كانت تأتي قراراتها غير مزعجة لسياسات‬ ‫اخلارج املتآمرة على العرب والتي تتحكم بالقرار‬ ‫الرسمي العربي‪ .‬اال ان شخصية عبد الناصر‬ ‫وقيادته التاريخية كانت دائما ً حتول اي لقاء‬ ‫عربي‪ ،‬مهما كان مستواه الى عمل ايجابي‬ ‫ملصلحة االمة‪ .‬فعلى الرغم من ان النظم‬ ‫العربية في قمة اخلرطوم‪ ،‬هي امتداد ألنظمة‬ ‫عام ‪ 48‬التي اغتصبت فلسطني في عهدها‪،‬‬ ‫فلقد خرجت تلك القمة بقرارات رفضت فيها‬ ‫الهزمية واالستسالم واكدت على شعارات‬ ‫االمة الثالثة‪ ،‬ال صلح‪ ،‬ال مفاوضات‪ ،‬ال اعتراف‪،‬‬ ‫كمنهج عربي مقاوم متمسك مبواصلة مسيرة‬ ‫التحرر واالستقالل‪.‬‬ ‫ولقد استطاع الرئيس عبد الناصر ان يحقق‬ ‫التضامن العربي بعد عدوان ‪ 76‬ويخوض حرب‬ ‫االستنزاف‪ ،‬ويحقق ضربات موجعة للكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬ويعيد بناء الدفاعات املصرية‪،‬‬ ‫وشبكات الصواريخ على اجلبهة‪ ،‬ويعيد بناء‬ ‫اجليش‪ ،‬ويعد خطة العبور‪ ،‬التي اجنزت في حرب‬ ‫عام ‪ 37‬فحققت انتصاراً‪ ،‬يعود الى مرحلة‬ ‫االعداد السياسي والعسكري الكبير الذي‬ ‫صنعه جمال عبد الناصر‪ ،‬تاكيدا ً ملقولته‬ ‫الشهيرة ما أخذ بالقوة ال يسترد بغير القوة‪.‬‬ ‫ سعد‪ :‬نعم‪ ،‬وخاصة الفترة التي سبقت‬‫وفاة القائد اخلالد جمال عبد الناصر‪ ،‬ونرى ذلك‬ ‫ايضا ً بعد ارتداد السادات عن خط املواجهة‪،‬‬ ‫خط جمال عبد الناصر‪ ،‬وحتييد مصر عن الصراع‬

‫ما أُخذ بالقوة ال يسترد‬ ‫بغير القوة‬ ‫‪ -3‬حاول الرئيس عبد الناصر النهوض بالواقع‬ ‫العربي عبر مؤسسة العرب الرسمية جامعة‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪77‬‬


‫ملف‬ ‫العربي ‪ -‬الصهيوني‪ .‬وبرزت هذه اإليجابية من‬ ‫والتصدي للمشاريع‬ ‫خالل قيام جبهة الصمود‬ ‫ّ‬ ‫االستسالمية‪.‬‬ ‫رغم ان هذه اجلبهة لم تعط اإليجابية‬ ‫املطلوبة‪ ،‬او فلنقل بأنها لم حتقق ما هو مطلوب‬ ‫منها في عملية الصراع مع العدو الصهيوني‪،‬‬ ‫واالميركي‪ ،‬نظرا ً للصراعات العربية – العربية‪،‬‬ ‫واملتغيرات الدولية‪.‬‬ ‫ورغم ان الواقع العربي الرسمي الراهن‪ ،‬هو‬ ‫ومخز‪ ،‬اال ان الءات جمال عبد‬ ‫واقع استسالمي‬ ‫ٍ‬ ‫الناصر ما زالت حية في ضمير ووجدان الشعب‬ ‫العربي وقواه احلية املناضلة‪ ،‬حيث نرى املقاومة‬ ‫في فلسطني ولبنان والعراق وحتى في دارفور‬ ‫والصومال‪ ،‬ترسم الءاته بالدم عند كل عملية‬ ‫مقاومة وعند كل صرخة ألم مت ّوجة مبقاومة‬ ‫منتفضة في وجه االحتالل مكرسة الءاته‬ ‫بالعمل احلقيقي املباشر على أرض العروبة‪.‬‬ ‫وهذا ما يؤكد ان الءاته ما زالت قائمة‬ ‫وصاحلة‪ ،‬وتعبر عن آمال ونهج صحيح‪ ،‬وطريق‬ ‫عملي يجب ان يخط على أرض الواقع باملقاومة‪،‬‬ ‫وباملقاومة‪ ،‬وباملقاومة‪ ،‬وأن ما يؤخذ بالقوة ال‬ ‫يسترد إال بالقوة‪.‬‬

‫روابط قومية واجتماعية جتمع‬ ‫بني لبنان وسوريا‬ ‫‪ -4‬أسس الرئيس عبد الناصر لبنانيا ً تسوية‬ ‫مع الرئيس الراحل فؤاد شهاب مفادها اطالق‬ ‫يد شهاب في لبنان بغطاء عربي مقابل تأييده‬ ‫السياسة الناصرية عربياً‪ ،‬ماذا اسهمت هذه‬ ‫التسوية في اصالح النظام اللبناني اذا كانت‬ ‫تهدف اليه؟‬ ‫ مراد‪ :‬لقد جاء لقاء عبد الناصر وفؤاد‬‫شهاب دعما ً ملسيرة االنتصار على األحالف‬ ‫وعودة العالقات االخوية بني لبنان وسوريا الى‬ ‫طبيعتها‪ ،‬انطالقا ً مما يجمع البلدين من روابط‬ ‫قومية واجتماعية ال يكون فيها لبنان ممرا ً او‬ ‫مستقرا ً للتآمر على سوريا‪ ،‬في استراتيجية‬ ‫عربية حتفظ الوحدة الوطنية‪ ،‬وتصون االمن‬ ‫العربي وقواه املمانعة‪ ،‬ولقد ادى هذا االتفاق‪،‬‬ ‫الى استقرار أمني وسياسي طويل في لبنان لم‬ ‫تعكره اال محاوالت الكيان الصهيوني التعرض‬ ‫الستقرار لبنان باالعتداء الوحشي عليه وعلى‬ ‫مطاره‪ ،‬الن احداث توتر دائم وعدم استقرار في‬ ‫لبنان هو هدف صهيوني مركزي متليه اطماع‬ ‫صهيونية في اراضي لبنان ومياهه‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫اخرى يهدف الى استخدام لبنان في تهديد‬ ‫األمن القومي العربي عبر البوابة اللبنانية‪،‬‬ ‫التي كان يصفها قادة العدو باجلدار اللني‪ ،‬الذي‬ ‫ميكن اختراقه في اي حلظة‪ ،‬فجاءت املقاومة‬ ‫لتصحح خلال ً في العقلية الصهيونية‪ ،‬وثبت‬ ‫ان لبنان مقبرة الغزاة‪ ،‬وهو من أهم االسوار‬ ‫العربية الشامخة عزة وكرامة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪78‬‬

‫الرئيس جمال عبد الناصر‬

‫وفي هذه املناسبة نعتبر ان اي عمل او‬ ‫موقف يهدف الى نزع سالح املقاومة حتت أي‬ ‫شعار هو إضعاف للبنان في مواجهة املطامع‬ ‫الصهيونية‪ ،‬وان متانة العالقة مع الشقيقة‬ ‫سوريا تقوي لبنان وتسهم في تعزيز امن لبنان‬ ‫واستقراره‪.‬‬ ‫اما لناحية التجارب الوحدوية في مسيرة‬ ‫العمل الناصري فهي عديدة واهم ما فيها‬ ‫هو ما اعاد احياءه جمال عبد الناصر من وعي‬ ‫قومي باهمية الوحدة‪ ،‬وضرورة حتققها‪.‬‬ ‫ سعد‪ :‬لقد ساهمت هذه السياسة في‬‫إطالق مفهوم دولة العناية واملؤسسات في‬ ‫لبنان‪ ،‬من خالل انشاء بعض املؤسسات واإلدارات‬ ‫كالضمان االجتماعي‪ ،‬ومجلس اخلدمة املدنية‪،‬‬ ‫وديوان احملاسبة وحتى وزارة التصميم وغيرها‪،‬‬ ‫مما ساهم في كبح دولة املزرعة وديوان احملاسبة‪،‬‬ ‫وحتى وزارة التصميم وغيرها‪ ،‬مما ساهم‬ ‫في كبح دولة املزرعة او اعتماد الكفاءة في‬ ‫تعيني املوظفني‪ ،‬باإلضافة الى تخفيف األعباء‬ ‫املعيشية عن كاهل املواطنني وخاصة الطبقة‬ ‫العاملة والفقيرة‪ ،‬مما يؤكد أن هذه السياسة‬ ‫كانت ذات مدلول إيجابي على الصعيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬رغم ان املطلوب كان أكثر في عملية‬ ‫اإلصالح تلك‪ ،‬لكنه قياسا ً على الوضع السابق‬ ‫كان خطوة متقدمة‪ ،‬مما عزز السلم األهلي‬ ‫في البالد‪ ،‬وكبح من االحتقان الطائفي آنذاك‪،‬‬ ‫وساهم في تعزيز مفهوم الدولة نسبياً‪.‬‬ ‫وبعد غياب تأثير السياسة الناصرية‬ ‫والنهج الشهابي‪ ،‬عادت بؤر االنقسامات‬ ‫الطائفية واملذهبية الى صميم الشارع‬ ‫والدولة اللبنانية معاً‪ ،‬وانقسم اجملتمع‬ ‫عموديا ً وافقياً‪ ،‬وبدأت حرب الطوائف في شتى‬ ‫اشكالها وانواعها منذ عام ‪ ،5791‬تنهش في‬

‫الوطن وفي الشعب‪ ،‬حتى اآلن‪.‬‬

‫الوحدة املصرية السورية وضعت‬ ‫إسرائيل بني فكي كماشة‬ ‫‪ -5‬تالحقت في العهد الناصري مشاريع‬ ‫وحدات سياسية عربية‪ ،‬منها ما كان بعيدا‬ ‫جغرافيا عن مصر كسوريا والعراق واليمن‪،‬‬ ‫ومنها ما كان مجاورا ً لها كليبيا‪ ،‬ما هي‬ ‫االسباب احلقيقية النتكاستها؟ وما موقفها‬ ‫من الوحدات االقليمية العربية؟‬ ‫ مراد‪ :‬الوحدة في الفكر الناصري هي حتمية‬‫تاريخية ال ميكن منع حتققها وامنا ميكن تأخير‬ ‫قيامها‪ ،‬فما يجمع االمة من روابط قومية‬ ‫ومنها وحدة اللغة واملصير واآلمال واالهداف‬ ‫املشتركة‪ ،‬اكبر مما يفرقها‪ .‬فالوحدة قبل كل‬ ‫شيء هي عودة االمة الى ما كانت عليه من‬ ‫وحدة سياسية قبل ان يعمد املستعمر الى‬ ‫متزيقها كيانات قطرية يسعى من خالل هذه‬ ‫الكيانات الهزيلة إلى االمساك بارادة االمة‬ ‫والتحكم مبواردها وموقعها اجلغرافي املميز‪.‬‬ ‫فالوحدة اذا في الفكر الناصري ارادة حياة‬ ‫وحترر وتقدم وليست دعوة رومنسية عند جمال‬ ‫عبد الناصر‪.‬‬ ‫اننا نتساءل هل ميكن قبول واقع االمة اجملزأ‪،‬‬ ‫بظل عالم يتجه الى الوحدات والتكتالت‬ ‫الكبرى‪ ،‬بني شعوب ال يجمع بينها ما يجمع‬ ‫االمة العربية من روابط متينة؟ فهذه التكتالت‪،‬‬ ‫تهدف الى مواجهة التحديات الهائلة التي‬ ‫تفرض على تلك الشعوب‪ ،‬فالوحدة قوة ومنعة‪،‬‬ ‫وامتالك ارادة التقدم والتطور احلضاري‪ .‬الن‬ ‫دولة الوحدة تتكامل في االمكانيات والطاقات‬


‫ملواجهة التحديات الكبرى فهي حتمي وال تهدد‪،‬‬ ‫تصون وال تبدد‪.‬‬ ‫اما لناحية املشاريع الوحدوية في التجربة‬ ‫الناصرية‪ ،‬فإنها عديدة وأهم ما فيها انها اعادت‬ ‫احياء الذاكرة الوحدوية في الوعي الشعبي‪.‬‬ ‫وأكاد اقول إن جمال عبد الناصر حقق‬ ‫الوحدة الشعبية العربية قبل إعالنها رسميا ً‬ ‫ودستورياً‪ ،‬فالوعي القومي في اخلمسينيات‬ ‫والستينيات من القرن املاضي وصل الى أعلى‬ ‫درجاته فكان اي حدث في اي مكان من املنطقة‬ ‫العربية تتفاعل معه كل االمة من محيطها‬ ‫الى خليجها‪.‬‬ ‫واذا ما عدنا الى اول جتربة وحدوية رسمية في‬ ‫العصر احلديث وأعني بها وحدة مصر وسوريا‬ ‫التي سميت باجلمهورية العربية املتحدة فانها‬ ‫جاءت تعبيرا ً عن املشاعر الوحدوية اجلياشة‪،‬‬ ‫لدى الشعب العربي في كل من سوريا ومصر‪،‬‬ ‫واذا اردنا معرفة اهمية هذه اخلطوة الوحدوية‪،‬‬ ‫على الرغم مما اعتراها من اخطاء‪ ،‬علينا ان‬ ‫نرصد ما عبر عنه قادة العدو الصهيوني‪ ،‬حيث‬ ‫قال احد قادته ان دولة الوحدة وضعت اسرائيل‬ ‫بني فكي كماشة‪.‬‬ ‫من هنا ال نستغرب امر العمليات الذي‬ ‫اعطي لقوى االنفصال والرجعية العربية‬ ‫بالتحرك لضرب الوحدة‪ ،‬مستفيدين من بعض‬ ‫اخطاء في التجربة ولم يكن البعد اجلغرافي‬ ‫مانعا لقيامها وال حائال ً دون عودة الوحدة‪ ،‬الن‬ ‫اجلماهير الوحدوية في سوريا هبت رافضة‬ ‫االنفصال ومطالبة بعودة الوحدة‪ ،‬اال ان جمال‬ ‫عبد الناصر وحرصا منه على عدم اراقة الدماء‬ ‫في القطر العربي السوري‪ ،‬فضل عدم رفض‬ ‫الوحدة بالقوة‪ ،‬الن الوحدة قناعة يحققها‬ ‫الوحدويون‪ ،‬الن الوحدة في الفكر الناصري‪،‬‬ ‫ال تتحقق بالقوة كما حققها بسمارك في‬ ‫اوروبا‪ ،‬وامنا هي وليدة قناعة يقتضيها وعي‬ ‫باهمية قيام دولة الوحدة حلل ما تعانيه األمة‬ ‫من معوقات وما يجمعها من روابط‪ .‬وان من‬ ‫متطلبات قيام الوحدة الضرورية حتقيق الوحدة‬ ‫الوطنية كمقدمة للوحدة العربية الشاملة‪.‬‬ ‫اما لناحية الوحدات االقليمية العربية فان‬ ‫املوقف منها ترسمه طبيعة هذه الوحدات فاذا‬ ‫كانت تخدم مصالح االمة وقضاياها‪ ،‬فيمكن‬ ‫اعتبارها تصب في مسيرة العمل الوحدوي‪.‬‬ ‫اما اذا كان قيامها كتجمع اقليمي بديل عن‬ ‫االنتماء القومي العربي‪ ،‬فانها تكون ضارة في‬ ‫االمة ومسيرتها الوحدوية‪ .‬وقد شهدنا جتمعات‬ ‫اقليمية عديدة ومنها حلف بغداد الذي كان‬ ‫هدفه ضرب الوحدة وإسقاطها‪ .‬وقد شاهدنا‬ ‫بأم العني كيف أسقطه اجلماهير الوحدوية‪.‬‬ ‫ سعد‪ :‬ان كل هذه التجارب كان محركها‬‫اإلميان الراسخ بوحدة االمة العربية‪ ،‬وبضرورة‬ ‫عودة الدولة القومية ألمة جزأها االستعمار‬ ‫رغم ارادتها‪ ،‬لكن احلماس القومي املندفع‬ ‫لتحقيق الوحدة كان أكثر من املطلوب‪ ،‬مما‬

‫عبد الناصر خطيبا‬

‫ساهم في فشلها‪ ،‬إضافة الى ان قوى‬ ‫االستعمار كانت تتحني الفرصة لتنقض على‬ ‫اية عملية وحدوية لتمنع حدوثها‪ ،‬عبر قواها‬ ‫العسكرية أو عبر عمالئها‪.‬‬ ‫ومن خالل فشل هذه التجارب يتبني لنا‬ ‫أنها كانت حتتاج الى خطوات وحدوية علمية‬ ‫ومدروسة‪ ،‬بحيث تأتي الوحدة السياسة‬ ‫الشاملة‪ ،‬تتويجا ً لها‪ ،‬وفي الوقت ذاته عليها‬ ‫أن تأخذ بعني االعتبار ما كرسه االستعمار من‬ ‫فروقات واستثناءات في عملية البناء والتطور‬ ‫االجتماعي والثقافي والسياسي والوطني‬ ‫لكل شعب على حدة‪.‬‬ ‫إن املعيار األساسي في الناصرية للوحدة‬ ‫أوالً‪ ،‬هو في الدعوة السلمية لها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫عبر عنه جمال عبد الناصر في امليثاق‪ ،‬وعمليا ً‬ ‫عندما أجنزت الوحدة بني مصر وسوريا‪ ،‬وبعدها‬ ‫عندما متّ االنفصال ورفض جمال عبد الناصر‬ ‫استعمال القوة ضد القوى التي قادت عملية‬ ‫وانقضت على الوحدة‪.‬‬ ‫االنفصال‬ ‫ّ‬ ‫وثانياً‪ :‬اإلجماع الشعبي عند قيام اي وحدة‬ ‫عملية‪ ،‬وهذا ما قام به الزعيم جمال عبد‬ ‫ألح عليه االخوة في سوريا‬ ‫الناصر‪ ،‬عندما ّ‬ ‫مبعظم قياداتهم الشعبية على اقرار عملية‬ ‫الوحدة بني البلدين‪ ،‬وهذا ايضا ً يؤكد على ان‬ ‫املعيار الناصري الثالث للوحدة‪ ،‬هو الوحدة‬ ‫الوطنية الشعبية في كل قطر عربي‪ ،‬اضافة‬ ‫الى ان جمال عبد الناصر اكد على ان اي وحدة‬ ‫جزئية بني قطرين عربيني او اكثر هي خطوة‬ ‫ايجابية ومقدمة للوحدة العربية الشاملة‪.‬‬

‫الناصرية ثورة مستمرة تقارع‬ ‫االستعمار‬ ‫‪ -6‬ماذا بقي من روح ثورة يوليو ومن نهج‬ ‫عبد الناصر حتى اليوم في مصر‪ ،‬ثم في العالم‬ ‫العربي وخصوصا ً لبنان؟‬ ‫ مراد‪ :‬على الرغم من الهجمة الكبيرة التي‬‫تعرضت لها ثورة ‪ 32‬يوليو بعد غياب قائدها‬ ‫جمال عبد الناصر ما زالت تلك الثورة حية‬

‫في اجنازاتها الوطنية وفي الوجدان الشعبي‬ ‫العربي‪ ،‬وشكلت على مدى زمني طويل حالة‬ ‫اعتراض على نهج التسويات التفريطية‪.‬‬ ‫ومن رحم تلك الثورة نبتت مقاومات عربية‬ ‫تنتمي الى منهجها مهما كان عنوانها او حتت‬ ‫اي شعار تناضل‪.‬‬ ‫وفي صورة جلية على حيوية تلك الثورة‬ ‫مصرياً‪ ،‬حالة الرفض الشعبي في مصر‬ ‫لسياسة التطبيع التي نصت عليها اتفاقية‬ ‫كمب ديفيد املذلة التي لم تستطع نقل‬ ‫الشارع الشعبي في مصر الى مرحلة تطبيع‬ ‫العالقة مع الكيان الصهيوني على الرغم من‬ ‫حالة التطبيع الرسمي‪ ،‬وبقي هذا الشارع‬ ‫مقاوما الشكال التطبيع كافة وحتى اآلن‬ ‫سقط التطبيع شعبياً‪.‬‬ ‫اما لبنانيا ً فإن احلركة الناصرية في لبنان‬ ‫على الرغم من عدم إجناز وحدة تشكيالتها‬ ‫جسدته من دور حام النتماء‬ ‫السياسية‪ ،‬فإن ما ّ‬ ‫لبنان العربي ومن ممانعة عنيدة لكل تبعية‬ ‫ألميركا هي أحد العناوين االساسية لتعلق‬ ‫الشارع اللبناني بالناصرية‪ ،‬فالناصرية ثورة‬ ‫مستمرة تقارع االستعمار وتنتصر لقضايا‬ ‫احلرية والتقدم‪.‬‬ ‫وأختم وأقول إن التغيير الشامل لن يتحقق‬ ‫اال بعودة رايات جمال عبد الناصر خفاقة في‬ ‫كل افق‪.‬‬ ‫ سعد‪ :‬رغم كل ما جرى من ضرب ملنجزات‬‫ثورة يوليو الناصرية في مصر‪ ،‬واستالم‬ ‫السادات للسلطة وتراجع مصر عن دورها‬ ‫القومي العربي في عملية الصراع العربي –‬ ‫الصهيوني‪ ،‬بقيت جذوة النضال واملقاومة في‬ ‫وجدان طالئع هذا الشعب وما عمليات تنظيم‬ ‫ثورة مصر ضد املصالح الصهيونية واألميركية‬ ‫وعملية تصفية السادات باإلضافة الى احلركات‬ ‫اجلماهيرية املقاومة لعملية التطبيع‪ ،‬إال دليل‬ ‫على عدم انطفاء شعلة النضال التي اوقدها‬ ‫الزعيم جمال عبد الناصر‪ ،‬هذا في مصر‪ ،‬اما‬ ‫في بقية ارجاء العالم العربي فما زال الشعور‬ ‫القومي الوحدوي يعصف في قلوب وعقول‬ ‫اجلماهير العربية‪ ،‬وهذا ما نراه عند اية عملية‬ ‫مقاومة ضد قوى االحتالل الغاشم على شتى‬ ‫أنواعها من فلسطني والعراق ولبنان‪ ،‬حيث اكد‬ ‫انتصار املقاومة وتصديها البطولي للعدوان‬ ‫الصهيوني في متوز ‪ ،6002‬على وحدة ومصير‬ ‫الشعب العربي الذي انتفض في وجه حكامه‬ ‫الرجعيني ضد تخاذلهم وتآمرهم على املقاومة‬ ‫وتأييدهم للعدوان الصهيوني‪ ،‬فرفعت صور‬ ‫السيد حسن نصر اهلل مع صور القائد الراحل‬ ‫جمال عبد الناصر مع الءاته الثالث‪ ،‬ال صلح‪ ،‬ال‬ ‫تفاوض‪ ،‬وال استسالم‪ ،‬ما اخذ بالقوة ال يسترد‬ ‫اال بالقوة‪ ،‬أليست هي الءات العزة والكرامة‬ ‫العربية التي رفعت وأكدها كل من ناصر‬ ‫ونصراهلل في ارجاء الوطن العربي كله‪.‬‬

‫اعداد وحوار ‪ :‬هاني احللبي‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪79‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫المشرق العربي في الجاهلية‬ ‫بوفد اللجنة القانونية السورية ـ الفلسطينية لحق العودة‬

‫وهاب‪ :‬المقاومة أكدت إن الهزيمة ليست قدراً‬

‫الوفد امام دارة وهاب في اجلاهلية‬ ‫اجتمع في اجلاهلية املشرق العربي‪ ،‬من خالل‬ ‫وفد اللجنة القانونية السورية ‪ -‬الفلسطينية‬ ‫حلق العودة للنازحني الفلسطينيني‪ ،‬فضم في‬ ‫عداده شخصيات نيابية وسياسية وحزبية‬ ‫ودينية من سوريا وفلسطني والكويت واالردن‬ ‫والعراق‪ ،‬فالتقى في دارة رئيس “تيار التوحيد‬ ‫اللبناني” الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬مع‬ ‫شخصيات لبنانية‪ .‬فتجلت الوحدة الشعبية‬ ‫بهذا املشهد الذي قال عنه الوزير وهاب‪ ،‬انه‬ ‫ميثل حقيقة العالقات اللبنانية – السورية‪،‬‬ ‫كما العالقات بني املواطنني في هذه الدول التي‬ ‫جتمعهم قضية فلسطني كقضية مركزية‪.‬‬ ‫في هذا اللقاء الذي احب الوفد الذي زار‬ ‫لبنان لتهنئة رئيس اجلمهورية العماد ميشال‬ ‫سليمان بانتخابه‪ ،‬ثم لتقدمي التبريك لعميد‬ ‫االسرى احملرّر سمير القنطار بتحريره من االسر‪،‬‬ ‫ان يزور وهاب في اجلاهلية‪ ،‬لإلشادة مبواقفه‬ ‫الوطنية والقومية اجلرئية‪ ،‬وللتأكيد على وقوفه‬ ‫الى جانبه‪ ،‬النه ميثل اجليل الشاب الناهض في‬ ‫حمل قضية املقاومة واحلرية‪.‬‬ ‫وقد اقام رئيس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬مأدبة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪80‬‬

‫غداء على شرف الوفد احتفاالً به وتكرمياً لزيارته‬ ‫له‪ ،‬حضرها االمني القطري حلزب البعث العربي‬ ‫االشتراكي الوزير فايز شكر‪ ،‬االمني العام حلركة‬ ‫النضال اللبناني – العربي النائب السابق فيصل‬ ‫الداوود‪ ،‬ووفد من “التيار الوطني احلر” ضم جوزيف‬ ‫عون وانطوان اخلوري حرب‪ ،‬رئيس احلركة الثقافية‬ ‫االجتماعية غالب بو مصلح‪ ،‬ووفد من هيئة العمل‬ ‫التوحيدي برئاسة الشيخ صالح ضو‪ ،‬وحشد من‬ ‫الشخصيات السياسية واالعالمية والثقافية‪.‬‬ ‫اما الوفد السوري فضم نواباً من مجلس‬ ‫الشعب السوري يتقدمهم النائب محمد حبش‪،‬‬ ‫ورجال دين من مختلف الطوائف واملذاهب في‬ ‫سوريا‪ ،‬وشخصيات قانونية وثقافية واعالمية‪.‬‬

‫حبش حيّا وهاب قائالً‪ :‬نعتز‬ ‫بالرجال الذين امتحناهم في ايام‬ ‫السراء والضراء‬ ‫وبعد الغداء القى النائب حبش كلمة باسم‬ ‫الوفد‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬

‫الدكتور حبش عضو مجلس الشعب السوري‬


‫جئنا من دمشق فلسطينيني وسوريني‬ ‫ولبنانيني وكويتيني وعراقيني‪ ،‬ونحن نحمل‬ ‫رسالة واحدة هي رسالة احملبة بني الوطنني‬ ‫الكبيرين‪ ،‬وهما وطن واحد في ألوان‬ ‫متعددة‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬نحن نعتز بالرجال الذين امتحناهم‬ ‫في ايام السراء والضراء وكانوا يحملون قلبا ً‬ ‫واحدا ً وصوتا ً واحداً‪ .‬وهنا على هذه اجلبال‬ ‫اخلضراء تلتقي االفكار الطيبة من أجل بناء‬ ‫وطننا‪ ،‬لقد جئنا من الشام من مذاهب متعددة‬ ‫نحمل احلب والشوق الى لبنان‪.‬‬

‫قماطي‪ :‬مشروع املقاومة‬ ‫هو الرقم الصعب على مستوى‬ ‫املعادلة احمللية‪ ،‬واستمرار املقاومة‬ ‫ركن اساسي في استقرار لبنان‬ ‫واخلروج من أزمته‬

‫دمشقي‪ :‬ان االمة العربية تكبر‬ ‫بانتصارات حزب اهلل ومقاومته‬

‫الوزير وهاب‬

‫دمشقي‬ ‫كما حتدث رئيس اللجنة القانونية‬ ‫للجمعية عبد احلميد الدمشقي من الكويت‪،‬‬ ‫فح ّيا مواقف وهاب الذي جسد وجدان الشارع‬ ‫العربي‪ .‬واكد ان لوهاب رصيدا ً كبيرا ً لدى‬ ‫الشعوب العربية‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬ان الشعوب العربية التي عانت‬ ‫من قهر الهزائم اعانها اهلل بشعب لبنان‬ ‫ومقاومته وبالسيد االمني العام حلزب اهلل‬ ‫السيد حسن نصراهلل الذي اعاد لألمة‬ ‫كرامتها‪ ،‬وان االمة العربية تكبر بانتصارات‬ ‫حزب اهلل ومقاومته‪ ،‬وكلنا امل بان يستمر هذا‬ ‫النهج املقاوم الذي اعاد الينا رفات شهدائنا‪،‬‬ ‫وبعد ‪20‬سنة اعيد الينا جثمان الشهيد‬ ‫عبد الرازق اجلاسم‪ ،‬وآالف من اجلثامني‪ .‬ويجب‬ ‫استمرار النضال لتحرير األسرى كافة‪ ،‬ولن‬ ‫نراهن على رئيس اميركي قادم فنهج املقاومة‬ ‫هو نهج العز والكرامة‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وقال وهاب‪ :‬حملنا قضية املقاومة كل‬

‫شخص على طريقته‪ ،‬ولكن هذه املقاومة‬ ‫بعد ‪ 60‬سنة من الهزائم اصبحت اليوم‬ ‫النموذج والرمز ألمتنا بقيادة االمني العام‬ ‫السيد حسن نصراهلل لتحقق االنتصارات‬ ‫ولتقول لكل الشعوب العربية ان الهزمية‬ ‫ليست قدراً‪ ،‬وأن بإمكاننا ان نكون منتصرين‬ ‫وها نحن اليوم نعيش فرحة االنتصارات‬ ‫باجنازات املقاومة‪.‬‬ ‫واسف وهاب ان تكون هناك مجموعة دخلت‬ ‫هذه احلكومة والتي تسمى حكومة وحدة‬ ‫وطنية وهذا تكاذب وطني‪ .‬وال اؤمن ان هذه‬ ‫العصابة التي حكمت منذ ‪ 3‬سنوات ميكن ان‬ ‫يتم التعايش معها‪ ،‬ولكن شاءت الظروف ان‬ ‫تكون هذه الصغائر والطفيليات في اللجنة‬ ‫الوزارية‪ .‬ومن املعيب ان يكون هناك اشخاص‬ ‫يديرون النقاش بهذا املستوى في زمن االحتفاالت‬ ‫بإجنازات املقاومة‪.‬‬ ‫وعن العالقات اللبنانية السورية قال‬ ‫وهاب‪ :‬ال يستطيع احد ان يفصل ما بني‬ ‫الشعبني اللبناني والسوري وهذا ما صنعه‬ ‫اهلل بيننا‪ ،‬وهذا هو قدرنا بيد جلنة وزارية او‬ ‫بيد رئيس حكومة ينتظر اوامره ونحن ال‬ ‫ننتظر جلنة من ‪ 4‬او ‪ 5‬اشخاص ليقيموا‬ ‫العالقات اللبنانية – السورية‪ ،‬فنحن نعرف‬ ‫تصورنا لالستراتيجية الدفاعية وتصورنا‬ ‫للعالقات مع سوريا‪.‬‬ ‫وبعدها حتث االسير احملرر علي يونس‪ ،‬ثم‬ ‫النائب انس الشامي سفير االحتاد الدولي‬ ‫للسالم شاكرين االمني العام حلزب اهلل‬ ‫السيد حسن نصراهلل على موقفه وصموده‪،‬‬ ‫وحكمته التي ساهمت في صنع النصر‬ ‫لتحرير األسرى‪ ،‬كما شكر الوزير وهاب على‬ ‫موقفه‪.‬‬

‫قماطي‬ ‫واخيرا ً حتدث نائب رئيس اجمللس السياسي‬ ‫في حزب اهلل احلاج محمود قماطي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫يشرفني ان اكون معكم في هذه الوحدة‬ ‫املعبرة عن حقيقة العالقة اللبنانية –السورية‬ ‫ومستقبلها‪ ،‬ونحن ال زلنا في اجواء االنتصارات‬ ‫وعملية الرضوان والتي كانت تعبر بشكل كبير‬ ‫عن مدى الوحدة العربية حيث ان الشهداء كانوا‬ ‫متنوعني جلهة انتماء اجلنسية الكثر من قطر‬ ‫عربي وكانوا في املشروع الواحد‪ ،‬في مشروع‬ ‫املقاومة الذين قدموا لها حياتهم في سبيل‬ ‫نصرة االمة وعزتها وكرامتها‪ ،‬وفي هذه االجواء‬ ‫يجب ان نؤكد على ان مشروع املقاومة هو ليس‬ ‫مشروعا ً لبنانيا ً وليس مشروعا ً اسالمياً‪ ،‬وليس‬ ‫مشروعا ً قطرياً‪ ،‬انه مشروع االحرار والشرفاء‬ ‫في مواجهة اي احتالل في العالم‪ ،‬ومن جهتنا‬ ‫انه املشروع القومي العربي ليجمع اجلميع على‬ ‫قاعدة ضرورة مواجهة االستكبار واالستعمار‬ ‫االجنبي لتحرير النفوس واالرض‪ ،‬ولتحرير‬ ‫االرادة من اي امكانية هيمنة على اقتناص‬ ‫املستعمر االجنبي‪ ،‬فمشروع املقاومة هو الرقم‬ ‫الصعب على مستوى املعادلة احمللية الننا بذلك‬ ‫نكون قد حذفنا املقاومة‪ ،‬فالوضع الداخلي‬ ‫اللبناني ال يتحمل ان يكون مشروع املقاومة‬ ‫الكبير بتضحياته ال يتحمل وضعا ً لبنانيا ً ولو‬ ‫مبحدوديته أن يأتي باملقاومة وان تكون رقما ً في‬ ‫املعادلة الداخلية اللبنانية‪.‬‬ ‫واضاف‪ :‬ان التركيز اللبناني يجب ان ينصب‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪81‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫وهاب والداوود مع اعضاء من الوفد‬ ‫على مواجهة العدو االسرائيلي وحماية‬ ‫املقاومة‪ ،‬النها العمود الفقري الستمرار لبنان‬ ‫قويا ً في مواجهة االعتداءات االسرائيلية ورسم‬ ‫معادالت املنطقة‪.‬‬ ‫وتطرق الى االنتهاكات االسرائيلية لالجواء‬ ‫اللبنانية من جديد‪ ،‬فاالسرائيلي يتدخل‬ ‫بالشؤون الداخلية اللبنانية‪ ،‬واالميركي‬ ‫كذلك عبر كالم سيسون عن شبكة اتصاالت‬ ‫حزب اهلل وعن كاميرا في املطار‪ ،‬تصوروا ان‬ ‫االميركي بدأ يتحدث عن هذين املوضوعني‬ ‫اللذين اصبحا وراءنا‪ ،‬ونرى ان بعض احلكومة‬ ‫وهو الفريق املسيطر على احلكومة السابقة‬ ‫ال يناقش في سالح املقاومة او في موضوع‬ ‫املقاومة كمعادلة‪ ،‬ولم نسمع احدا ً منهم‬ ‫يتحدث عن اخلروقات االسرائيلية ومخالفة‬ ‫ذلك للقرار الـ ‪ 1701‬ولم تشهد اي حتركات‬ ‫ملنع هذه اخلروقات ولو على الصعيد‬ ‫الديبلوماسي‪.‬‬ ‫واكد قماطي ان حزب اهلل يتعامل مع املوضوع‬ ‫الداخلي باقصى درجات االيجابية للخروج من‬ ‫هذه االوضاع‪ ،‬من دائرة االزمة الى دائرة احلل‪،‬‬ ‫ولكن في الوقت نفسه على اساس عالقات‬ ‫متينة ومميزة مع الشقيقة سوريا‪ ،‬وعلى اساس‬ ‫ان املقاومة ركن اساسي‪ ،‬واستمرارها ركن‬ ‫اساس في استقرار لبنان واخلروج من أزمته‪ ،‬الن‬ ‫املقاومة والدولة كل يكمل بعضه بعضاً‪ ،‬وليس‬ ‫هناك اي تناقض بني مشروع الدولة واالستقرار‬ ‫والتطور‪ ،‬وكل التطورات في املنطقة ستكون‬ ‫ملصلحة املقاومة‪.‬‬ ‫واخيرا ً مت تقدمي درع اللجنة ودرع االسرى الى‬ ‫الوزير وهاب‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪82‬‬

‫وهاب يتسلم درعا ً من اعضاء في الوفد‬

‫‪ ...‬ومن احد االسرى السوريني احملررين‬


‫وهاب بعد استقباله وفد حزب هللا‪ :‬نحن جزء‬ ‫من المقاومة التي حمت لبنان وحررت أسراه‬

‫قيادة التيار مجتمعة الى وفد حزب اهلل‬

‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫ضم‬ ‫السابق وئام وهاب وفدا ً من حزب اهلل‬ ‫ّ‬ ‫النائب نوار الساحلي ومسؤول منطقة اجلبل‬ ‫بالل داغر وعقد اجتماع حضره نائب رئيس‬ ‫تيار التوحيد سليمان الصايغ وأمني الداخلية‬ ‫هشام األعور ومسؤولو منطقة اجلبل في حزب‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫وقال النائب الساحلي بعد اللقاء‪ :‬تشرفنا‬ ‫بزيارة معالي الصديق وئام وهاب ووجهنا له‬ ‫الدعوة للحضور وللمشاركة في املؤمتر الدائم‬ ‫لدعم املقاومة‪ ،‬ونحن نعت ّز بتوجيه الدعوة‬ ‫ألحد قادة املعارضة واملقاومة الذي نعتبره جزءا ً‬ ‫منها وأحد روادها والذي وقف ويقف دائما ً مع‬ ‫صمودها الذي حمى لبنان‪.‬‬ ‫بدوره قال الوزير وهاب‪ :‬تلقينا دعوة حلضور‬

‫املؤمتر الدائم لدعم املقاومة ولسنا بحاجة‬ ‫إلى الدعوة للمشاركة في هذا املؤمتر‪ ،‬ألننا‬ ‫نعتبر أنفسنا جزءا ً من املقاومة التي حمت‬ ‫لبنان واألمة‪ ،‬حيث تستعد اليوم لالحتفال‬ ‫بأحد أبرز اجنازاتها املتمثلة بإطالق األسرى‬ ‫وفي طليعتهم عميد األسرى في السجون‬ ‫اإلسرائيلية سمير القنطار‪ .‬هذه العملية هي‬ ‫رد على املنطق االنهزامي واالستسالمي الذي‬ ‫ساد ليس لبنان فقط بل كل األمة العربية‬ ‫منذ ستني عاماً‪.‬‬ ‫وأشاد وهاب باخلطوة املتقدمة والكبيرة‬ ‫التي أقدم عليها حزب اهلل على الصعيد‬ ‫السياسي بإعطاء حقيبتني وزاريتني للمعارضة‬ ‫وهذه خطوة فيها كل الكبر وحجمها كبير‬ ‫وساهمت في تعزيز وضع املعارضة بكل‬

‫أطيافها وستفتح اجملال أمام تعزيز واقعها‬ ‫استعدادا ً لالنتخابات النيابية املقبلة‪.‬‬ ‫سئل وهاب‪ :‬هل املعارضة الدرزية بكل‬ ‫أطيافها موافقة على توزير األمير طالل‬ ‫ارسالن؟‬ ‫ً‬ ‫قال وهاب‪ :‬طبعا‪ ،‬املعارضة الدرزية موافقة‬ ‫على توزير طالل ارسالن وكنا نفضل لو اسندت‬ ‫له حقيبة معينة‪ ،‬ولكن يبدو أن املعادلة لم‬ ‫حتسم بعد وكنا نتمنى أن يأتي ممثل املعارضة‬ ‫الدرزية من خارج األقطاب السياسيني كون‬ ‫احلكومة ال تضم أحدا ً من األقطاب‪ .‬فيما‬ ‫الوزير ارسالن قطب أساسي في املعارضة‬ ‫والبلد‪ ،‬ويبدو أن املعادلة فرضت هذا األمر‬ ‫والوزير ارسالن طبعا ً ميثلنا وميثل كل املعارضة‬ ‫الدرزية‪.‬‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪83‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫وهاب بعد زيارة عون‪ :‬وزراء المعارضة يمثلوننا‬ ‫ويجب ان يعطوا نموذجاً في السلطة بنظافة الكف‬

‫عون مستقبال وهاب واملشايخ‬

‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫العماد ميشال عون مع وفد من هيئة العمل التوحيدي‪.‬‬ ‫بعد اللقاء قال وهاب‪ :‬اللبنانيون ينتظرون وسيحكمون‬ ‫على أساس التصرفات وعلى اساس املمارسات‪ ،‬اعتقد‬ ‫ان ليس لدينا كمعارضة مبرر لكي ال ينجح وزراؤنا داخل‬ ‫احلكومة‪ .‬هذه احلقائب التي أخذتها املعارضة لن تكون فقط‬ ‫حقائب جلمهورها بل لكل اللبنانيني ويجب اال نتصرف مع‬ ‫اي مواطن على اساس انتمائه السياسي‪ :‬هذا هو توجه‬ ‫دولة الرئيس العماد ميشال عون‪ ،‬ان اللبنانيني بحاجة‬ ‫لتخفيض فاتورة االتصاالت‪ ،‬ويجب اال تبقى كما كانت في‬ ‫عهد الوزير السابق‪ ،‬اما وزارة الشؤون االجتماعية فكانت‬ ‫فيها عمليات نهب تتم عبر هذه الوزارة‪ ،‬هناك الكثير من‬ ‫املدارس الوهمية وكثير من املؤسسات تستخدم الدين‬ ‫لنهب اموال الدولة‪ ،‬كل ذلك يجب ان يتوقف‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬هناك موضوع الكهرباء والرقابة التي‬ ‫سيمارسها وزراء املعارضة داخل احلكومة‪ ،‬واذا لم ميارسوها‬ ‫فلن يكون هناك معنى ملشاركتهم‪ ،‬اما في موضوع‬ ‫املهجرين فحان الوقت أن تتوقف عملية النهب ويعود‬ ‫املهجر احلقيقي واملقيم ويأخذ حقه‪ ،‬اعتقد ان الوزير اجلديد‬ ‫له سمعة طيبة في البلد وفي القطاع الذي يعمل فيه‬ ‫ويجب أال يسمح بالوضع القائم وان يقفل هذا امللف‪ .‬لقد‬ ‫تصالح من قتل الناس ولم يزل الشعب خارج منازله‪ ،‬هذا‬ ‫ليس مبرراً‪.‬‬ ‫اضاف وهاب‪ :‬اما في موضوع وزارة الداخلية فلقد‬ ‫استمعنا الى وزير الداخلية وكان تصريحه وتوجهاته‬ ‫ممتازة‪ ،‬وامتنى ان ميسك جيدا ً بالقوى االمنية التي كانت في‬ ‫خدمتهم‪.‬‬ ‫وردا ً على سؤال قال‪“ :‬إن وزراء املعارضة ميثلوننا‪ ،‬ونحن‬ ‫منوذج في السلطة ويجب ان نعطي منوذجا ً في نظافة‬ ‫الكف‪ ،‬وعلى املواطن ان يدرك ان هناك شيئا ً ما تغير‪ ،‬ال‬ ‫نستطيع ان نكون موالني على “العميانة”‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬

‫وهاب وعون‬

‫ويصرح بعز الزيارة‬


‫استقبل القائم باالعمال الروسي في الجاهلية‬

‫وهاب‪ :‬على المعارضة أن توحد صفوفها‬ ‫وتبني مشروعها الوطني إلنقاذ لبنان وإصالح نظامه‬

‫وهاب مستقبال القائم باالعمال الروسي‬

‫زار القائم باألعمال في السفارة الروسية‬ ‫في لبنان رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب في دارته في اجلاهلية‬ ‫ودار حوار حول العالقات الثنائية بني البلدين‬ ‫ومستقبل التعاون وسبل تطويره‪ ،‬وقد‬ ‫استبقاه الوزير وهاب إلى مائدة الغداء‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال وهاب‪ :‬إن اللقاء مع سعادة‬ ‫القائم باألعمال تناول الوضع في لبنان‬ ‫واملنطقة‪ ،‬وروسيا بلد يلعب دورا ً محوريا ً‬ ‫في املنطقة والعالم وهي تعمل دائما ً على‬ ‫مساعدة لبنان وهي على عالقة بكل األطراف‬ ‫وعلى مسافة واحدة من كل اللبنانيني وهي‬ ‫دولة متوازنة في سياستها وهي باستمرار‬ ‫تسأل اللبنانيني عن كل الوسائل التي ميكنها‬ ‫أن تساعد بها لتدبير أمورهم في سبيل‬ ‫استقرار البلد‪ ،‬وهي مشكورة بذلك وتتناقض‬ ‫طبعا ً مع سياسة دول عديدة خاصة من‬ ‫بعض دول املنطقة وتدخلها في لبنان‪ ،‬وما‬ ‫كان الفتا ً في خالل األيام املاضية تصريح‬

‫للملك عبداهلل بن عبد العزيز‪ ،‬ملك بالد جند‬ ‫واحلجاز‪ ،‬الذي حتدث عن أن الذين تدخلوا في‬ ‫السياسة اللبنانية سيدفعون الثمن وهو‬ ‫أول الذين تدخلوا في السياسة اللبنانية‬ ‫وسيدفع الثمن هو وسفيره في لبنان الذي‬ ‫أساء كثيرا ً لعالقات مختلف اللبنانيني مع‬ ‫بالده‪ ،‬وتصحيح هذه العالقة يبدأ أوال ً بنقل‬ ‫هذا السفير من لبنان بعد جملة اإلساءات‬ ‫التي أحلقها بالعالقات‪ ،‬واللبنانيون لديهم‬ ‫من الثقافة والكفاءة التي تغنيهم وليسوا‬ ‫بحاجة إلى نصائح عبداهلل بن عبدالعزيز‪ ،‬وإذا‬ ‫كان فعال ً يريد أن يساعد لبنان فليرسل من‬ ‫األموال الكثيرة التي تنهب وهي أصال ً ملك‬ ‫األمة‪.‬‬ ‫أمر آخر أود اإلشارة إليه هو هذا اجلدل‬ ‫الدائر حول عملية تشكيل احلكومة‪ ،‬ولذلك‬ ‫أنا أقول اليوم للمعارضة أن تتوقف عن لعبة‬ ‫«شحذ» احلقائب وتسول الوزارات‪ ،‬ومنذ‬ ‫عامني وأكثر ونحن نتسول الوحدة الوطنية‬

‫وحكومة الوحدة الوطنية والتوافق ولسنا‬ ‫بحاجة للشهادات بالوطنية من أحد‪ ،‬بل نحن‬ ‫كمعارضة من يعطي ذلك‪ ،‬ويجب أن نأخذ‬ ‫لبنان إلى مرحلة جديدة ليست على شاكلة‬ ‫املرحلة السابقة في غصون السنوات الثالث‬ ‫األخيرة‪ ،‬ولتعمل املعارضة على تشكيل‬ ‫حكومة انتقالية وتبدأ املعارضة بقواها كافة‬ ‫عملية توحيد صفوفها والعمل على االنتقال‬ ‫إلى خوض االنتخابات النيابية املقبلة بدل‬ ‫التلهي مبراكز ومناصب ال تفيد‪ .‬واليوم أكثر من‬ ‫أي وقت املعارضة بحاجة إلى توحيد صفوفها‬ ‫وبناء مشروعها الوطني الستالم السلطة‬ ‫في لبنان ولتكن لديها اجلرأة والقول والعمل‬ ‫الستالم احلكم من خالل االنتخابات املقبلة‬ ‫والبدء بعملية اإلصالح السياسي وإنقاذ‬ ‫حقيقي للوضع في لبنان‪ ،‬ونحن ال يجمعنا‬ ‫شيء مع هذا الفريق احلاكم فكيف ميكن لنا‬ ‫أن جنلس معه على طاولة واحدة إال إذا أراد هذا‬ ‫البعض أن يستمر في لعبة التكاذب‪.‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪85‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫رئيس التيار يهنئ القيادة الكوبية‬ ‫بعيد انطالق الثورة‬ ‫معان عظيمة‬ ‫أن يذكر املرء كوبا تستوقفه‬ ‫ٍ‬ ‫تأخذ باهتمام عقله وقلبه‪ :‬أن النظام‬ ‫السياسي في كوبا هو نتاج ثورة فكرية‬ ‫سياسية جامعة ومشروع مرشح كبير‬ ‫لتحرير االنسان واجملتمع في كل اقطار العالم‬ ‫املقهورة بدءا ً من القائد الثائر الشهيد تشي‬ ‫غيفارا يستمر نسق الثورة ونظام احلقوق‬

‫واملبادئ راسخا ً متقدماً‪.‬‬ ‫مبناسبة احياء ذكرى “‪ 26‬متوز” عيد انطالقة‬ ‫الثورة الوطنية الكوبية يتشرف رئيس تيار‬ ‫التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫وقيادته وأعضاؤه بالتهنئة بعيد انطالقة‬ ‫الثورة الوطنية متمنني توطيد العالقات‬ ‫البناءة املتصاعدة بني التيار ونظام الثورة‬

‫في كوبا وقيادتها الشريفة الوفية واستمرار‬ ‫التالقي في لبنان وفي كوبا للمزيد من التعاون‪،‬‬ ‫بواسطة مسؤولة العالقات اخلارجية الرفيقة‬ ‫فريال ابوذياب إلى قائد الثورة الرئيس فيديل‬ ‫كاسترو ولرفيقه الرئيس احلالي راوول كاسترو‬ ‫وقيادة الدولة كافة والسفير الكوبي في لبنان‬ ‫وباقي طاقم السفارة‪.‬‬

‫نشاطات العالقات الخارجية في التيار‬ ‫زارت مسؤولة العالقات اخلارجية في تيار‬ ‫التوحيد اللبناني فريال ابوذياب سفارة ليبيريا في‬ ‫بيروت حيث التقت السفير فؤاد غندور‪ ،‬ونقلت‬ ‫اليه حتيات رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬كما جرى التداول في االوضاع الراهنة في‬ ‫املنطقة وقد دعا غندور اللبنانيني على اختالف‬ ‫احزابهم وطوائفهم الى توحيد مواقفهم البناءة‬ ‫للوحدة الوطنية على اساس غير طائفي يتجلى‬ ‫في قانون انتخابات حديث خارج القيد الطائفي‪،‬‬ ‫وابدى تقديره ملواقف رئيس التيار الوزير وئام‬ ‫وهاب الوطنية واجلريئة واحلريصة على املقاومة‬ ‫واستقالل لبنان‪ .‬واتفق الطرفان في نهاية اللقاء‬ ‫على تعزيز اواصر الصداقة والتعاون بني البلدين‬ ‫والشعبني الصديقني‪.‬‬ ‫كما التقت ابو ذياب القائمة بأعمال جمهورية‬ ‫كوبا في لبنان السيدة ماريا ايزابيل دي اورا‪ ,‬حيث‬ ‫جرى البحث في العالقة القائمة بني الطرفني‬ ‫واكدت رغبتها في دعم هذه العالقة و تطويرها‪.‬‬ ‫كما ابدت سرورها لتحرير عميد االسرى سمير‬ ‫القنطار ورفاقه االبطال‪.‬‬ ‫وزارت ابو ذياب مسؤولة العالقات اخلارجية في تيار‬

‫ابو ذياب مع القائمة بأعمال جمهورية كوبا‬

‫التوحيد اللبناني سفارة اليونان حيث التقت سعادة‬ ‫السفير بانوس كالوجيرو بولوس وقد شكلت هذه‬ ‫الزيارة انطالقة للعالقات الديبلوماسية بني الطرفني‪.‬‬ ‫وحملت ابو ذياب حتيات رئيس التيار التوحيد‬

‫الوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫من جهته رحب سعادة السفير بهذه‬ ‫الزيارة آمآل باستمرار التواصل لتوطيد العالقة‬ ‫الديبلوماسية الثنائية‪.‬‬

‫التيار يشارك السفارة الكوبية‬

‫مهرجان الشعر العربي‬ ‫في األونيسكو‬

‫أقامت السفارة الكوبية في لبنان احتفاال مبناسبة عيد انطالقة‬ ‫الثورة الوطنية الكوبية‪ ،‬في قصر األونيسكو في بيروت اجلمعة ‪25‬‬ ‫متوز املاضي‪ ،‬وشارك تيار التوحيد اللبناني الصديق للثورة الكوبية‬ ‫وللدولة الكوبية والشعب الكوبي املقاوم كوبا فرحها بانتصار‬ ‫ثورتها وبانطالقتها‪ ،‬فلبى دعوة السفارة إلى االحتفال‪ .‬ومثلت‬ ‫مسؤولة الشؤون اخلارجية في التيار فريال أبوذياب رئيس التيار الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب في االحتفال ومتنت باسمه للقنصل ماريا إيزابيل‬ ‫دياورا املزيد من التقدم واالنتصار والتعاون للشعب الكوبي‪.‬‬

‫لب تيار “التوحيد اللبناني”‪ ،‬ممثالً بهيئة مفوضية اجلاهلية النسائية وعدد من‬ ‫ّ‬ ‫املناصرات دعوة هيئة دعم املقاومة اإلسالمية حلضور مهرجان الشعر العربي‪ ،‬الذي‬ ‫أُقيم في قصر األونيسكو مبناسبة حلول شهر متوز‪ ،‬شهر النصر والتحرر‪ ،‬حيث أُقيمت‬ ‫أمسية شعرية حتت عنوان “أزيز القوافي”‪ ،‬ألقى خاللها الشاعر الشيخ أحمد فؤاد جنم‬ ‫قدم‬ ‫من مصر‪ ،‬والشاعر املتألق متيم البرغوتي من فلسطني قصائد من وحي املناسبة‪ّ .‬‬ ‫جدو بحضور حشد من وفود وممثلي األحزاب والقياديني‬ ‫الشاعرين اإلعالمي غسان بن ّ‬ ‫والسياسيني‪ ،‬إضافة الى حشد شعبي كبير‪.‬‬ ‫واختتمت األمسية بتوقيع كتاب “نداء التراب” للكاتب علي قاسم الطويل‪.‬‬

‫احتفالها بعيد الثورة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪86‬‬


‫شاركت في نشاط نسائي في بعلبك‬ ‫نصار‪ :‬نحن تيار تغييري ثوري غايته اإلنسان‬ ‫ّ‬

‫نصار تلقي كلمتها‬

‫مواصلة للمسيرة وتأييداً ملواقف املعارضة منذ نشأتها وحتى‬ ‫اليوم لبّت نساء تيار التوحيد اللبناني ممثلة بأمينة الشؤون‬ ‫القانونية في تيار التوحيد اللبناني احملامية كارين نصار على رأس‬ ‫وفد كبير من مفوضية نساء اجلاهلية مبشاركة نساء املعارضة‬ ‫اللبنانية دعوة هيئة دعم املقاومة حلفل إفطار في بعلبك مبناسبة‬ ‫ذكرى التحرير واالنتصار‪.‬‬ ‫وتخللت احلفل كلمات عدة منها كلمة حزب اهلل‪ ،‬حيث ألقتها‬ ‫مسؤولة الهيئات النسائية في حزب اهلل ام مهدي‪ ،‬وعن تيار املردة‬ ‫مسؤولة اللجان النسائية ميرنا زخريا‪ ،‬وكلمة تيار التوحيد‬ ‫اللبناني القتها امينة الشؤون القانونية احملامية كارين نصار حيث‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫جئنا من جبل العزة والكرامة‪ ...‬جئنا من شوف املقاومة الى بعلبك‬ ‫احلضارة‪ ...‬بعلبك الصمود والتصدي ‪ ...‬لنقول‪:‬‬ ‫ان الرب واحد‪ ...‬والقلب واحد‪ ...‬والدم واحد‪ ...‬والعدو واحد‪...‬‬ ‫جئنا حاملني بيارق الشرف والعنفوان والنصر‪ ...‬حاملني احلب والوفاء‪ ،‬من‬ ‫سيد الوفاء الرفيق وئام وهاب‪ ،‬الى سيد املقاومة سماحة السيد حسن‬ ‫نصراهلل‪.‬‬

‫من االحتفال‬

‫وفد مفوضية اجلاهلية النسائية‬ ‫نلتقي اليوم في ذكرى اجملد واخللود‪ ...‬ذكرى انتصار اخلير على الشر‪ ،‬بفعل‬ ‫االرادة التواقة الى النصر‪ ...‬هذه االرادة املرتبطة بالعقيدة الراسخة في جوهر‬ ‫الصراع وحتميته بزوال اسرائيل‪.‬‬ ‫ايتها االخوات‬ ‫لقد ولى زمن الهزائم‪ ،‬وجاء زمن االنتصار‪ ...‬هذه الكلمات املضيئة‬ ‫لسماحة السيد حسن نصراهلل‪ ،‬اضاءت الليل العربي القامت‪ ،‬واعادت للعرب‬ ‫كرامتهم التي فقدوها لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫نعم يا سماحة السيد‪ ،‬لقد ولى زمن الركوع واخلنوع والذل‪...‬‬ ‫لقد ولى زمن االنبطاح واالستسالم‪ ،‬وجاء زمن الرجال الشجعان‪ ،‬الذين‬ ‫عاهدوا اهلل على النصر‪ ..‬فنصرهم حتقق بوعده الصادق‪ ...‬من حترير القسم‬ ‫االكبر من االرض الى حترير كامل االسرى قريبا ً فتحقق ما لم حتققه املعاهدات‬ ‫واملؤمترات على مرور عشرات السنني بالذين زرعوا اجسادهم الطاهرة في‬ ‫االرض‪ ،‬فتعانقت مع ارز اخللود‪ ...‬وقهروا آلهة الغدر االسرائيلية‪ ..‬وعمالءها‬ ‫في الداخل واخلارج‪.‬‬ ‫فهب جبل وئام وهاب الثائر‪،‬‬ ‫الشرف‪،‬‬ ‫جنوب‬ ‫في‬ ‫املقاومني‬ ‫بنادق‬ ‫لقد زغردت‬ ‫ّ‬ ‫على اإلقطاع والتخلف والظلم واالستبداد‪ ،‬ليحتضن اهل املقاوم الشرفاء‪،‬‬ ‫ويكبر بهم‪.‬‬ ‫أعاد تيار التوحيد اللبناني الوجه احلقيقي جلبل بني معروف‪ ...‬جبل املقاومة‬ ‫واملمانعة والصمود‪ ...‬وأعاد كتابة التاريخ بشكله الصحيح والطبيعي‪ ...‬ألن‬ ‫تيار التوحيد ليس جديدا ً على شعبنا وامتنا‪ ،‬كونه يشكل امتدادا ً تاريخيا ً‬ ‫وقوميا ً للثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان االطرش‪.‬‬ ‫عامان على تأسيس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬حيث تزامنت انطالقته مع عيد‬ ‫املقاومة والتحرير‪ ..‬ولم يكن اخليار عشوائياً‪ ...‬بل انتقالي‪...‬‬ ‫ويرتكز على قناعة فكرية وسياسية لدى مؤسس التيار ورئيسه‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬الذي يختزن في وجدانه وعقله كل معاني واهداف مقاومة‬ ‫االحتالل الصهيوني ومواجهة هذا اخلطر الوجودي على امتنا العربية‬ ‫واإلسالمية‪.‬‬ ‫نحن تيار التوحيد لسنا مشروع وزير او نائب‪ ،‬وال نبكي على اطالل قصور‬ ‫قامت على نهب جهد وعرق ودم االبرياء والفقراء‪...‬‬ ‫نحن تيار تغييري ثوري‪ ....‬يؤمن بأن االنسان هو غاية ومنطلق احلياة‪.‬‬ ‫من هنا‪ ....‬من عرين االسود‪ ..‬اتوجه للمقاومة‪ ،‬وسيدها‪ ،‬وجمهورها‬ ‫وشهدائها االبرار‪ ،‬بتحية ع ّز واجالل واكبار‪ ...‬واعاهدهم باسم تيار التوحيد‬ ‫ورئيسه‪ ،‬بأننا على النهج املقاوم باقون‪ ..‬وعلى درب الشهادة مستمرون‪...‬‬ ‫وخلف قيادة نصراهلل سائرون‪ ..‬وهلل وحده الرأس خافضون‪.‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪87‬‬


‫منبر نشاطات‪ /‬مقابلة‬ ‫في ورشة التأسيس والمتابعة لتيار أخذ موقعه لبنانياً‬

‫أمينة الشؤون القانونية كارين نصار لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬ ‫نجاح المجتمع باتحاد فكر الرجل والمرأة وجهدهما نحو غد افضل‬

‫نصار تتحدث ملنبر التوحيد‬ ‫الشؤون القانونية هي جزء أساسي وهام في‬ ‫عملية االدارة والتنسيق بني مختلف أقسام‬ ‫العمل في اي جهة كانت‪ ،‬ومن ثم فإنها حتدد‬ ‫الطرائق السليمة في التعاطي االيجابي الفاعل‬ ‫وبني ربط اخلاص بالعام للحصول على افضل‬ ‫جدوى الجناح العمل وحتقيق االهداف بأفضل‬ ‫الطرائق واالساليب‪ ،‬فنحن جزء من هذا الوطن‬ ‫الشامخ لبنان‪.‬‬ ‫واالدارة الناجحة هي التي تنطلق من أسس‬ ‫واقعية وتعرف ما لها وما عليها وتضع االمكانيات‬ ‫املتاحة نصب اعينها لتحقيق الغايات االساسية‬ ‫التي يسعى اجلميع لتحقيقها‪.‬‬ ‫وفي “منبر التوحيد” وحيث نتطلع الى‬ ‫التغيير نحو االفضل حتقيقاً لألهداف الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬مت اعطاء االهمية للشؤون القانونية‪....‬‬ ‫حفاظاً على سالمة املسار‪ ....‬وحتقيقاً ملبدأ‬ ‫اجلدوى األفضل ‪ ...‬حتى نكون قدوة في العمل‬ ‫والتضحية لتحقيق األمنيات من خالل العمل‬ ‫املتواصل واملؤطر‪.‬‬ ‫ولإلطاللة على أهمية ودور الشؤون القانونية‪،‬‬ ‫كان لنا لقاء مع أمينة الشؤون القانونية الرفيقة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪88‬‬

‫كارين ّ‬ ‫نصار لنتحاور ونضع النقط على احلروف‪،‬‬ ‫وهنا نص احلوار‪:‬‬ ‫ ما هو دور امانة الشؤون القانونية في تيار‬‫التوحيد؟‬ ‫امانة الشؤون القانونية هي في اإلمانات‬ ‫االساسية في التيار سيما انها كانت اولى‬ ‫االمانات التي تشكلت وبدأت بالعمل لوضع االطر‬ ‫القانونية لنشأة التيار وانطالقه وعليه كانت هذه‬ ‫االمانة النواة التي ينطلق فيها اي تيار او مؤسسة‬ ‫او تنظيم‪ ،‬الن تأسيس مثل هذه احلركات او‬ ‫التنظيمات يقدم بعمل قانوني ان كان جلهة وضع‬ ‫الدستور والنظام الداخلي او جلهة املراحل التي‬ ‫مير بها تأسيس التنظيم داخل االدارات الرسمية‬ ‫في الدولة‪ .‬لهذا ميكن القول بان العمل في هذه‬ ‫االمانة بدأ قبل تأسيس تيار التوحيد اللبناني من‬ ‫الناحية القانونية وبعد تأسيس التيار يتوجه عمل‬ ‫الشؤون القانونية الى تنظيم انتساب املنتسبني‬ ‫والتحقق من توافر الشروط القانونية الالزمة‬ ‫لقبول انتسابهم وتنظيم شؤونهم داخل التيار‬ ‫ومعاجلة االشكاالت التي تقع لهم‪.‬‬ ‫واجلدير ذكره ان عمل امانة الشؤون القانونية‬

‫ال ينحصر في االمانة نفسها بل يشمل االمانات‬ ‫كافة اذ ان كل عمل ستقوم به اي امانة يخضع‬ ‫لقواعد قانونية تشرف عليها امانة الشؤون‬ ‫القانونية وفي النهاية تندمج االمانات كافة حتت‬ ‫مظلة حتقيق مصلحة التيار واهدافه‪.‬‬ ‫هل هناك آفاق لتطوير الشؤون القانونية‬ ‫بحيث يؤثر على اجملتمع واحلياة السياسية‬ ‫بشكل عام وكيف؟‬ ‫مما ال شك فيه ان القواعد القانونية يجب ان‬ ‫تكون مرنة بحيث تتكيف وتواكب تطور اجملتمع‪،‬‬ ‫وعليه فإن امانة الشؤون القانونية داخل التيار‬ ‫ينبغي ان تواكب توسع التيار وانتشاره وتنظيم‬ ‫اوضاع املنتسبني وشؤونهم‪ ،‬وتطور امانة الشؤون‬ ‫القانونية يتم من خالل ما يطرأ اثناء مسيرة التيار‬ ‫وما يستجد من ظروف أو أحداث‪.‬‬ ‫فالقواعد القانونية توضع لتنظيم العمل‬ ‫ومعاجلة االشكاالت التي قد تطرأ اال انه قد يحدث‬ ‫ان تستجد بعض التطورات التي لم توضع القواعد‬ ‫ملعاجلتها او يحدث امر استثنائي‪ ،‬هنا دور الشؤون‬ ‫القانونية الستحداث قواعد جديدة او تطوير‬ ‫القواعد املوجودة لتتناسب مع االوضاع املستجدة‪.‬‬


‫وملا كان املنتسبون للتيار اعضاء من اجملتمع‬ ‫فيكون العمل على تطوير ثقافتهم القانونية‬ ‫حماية لهم وحلقوقهم وجتنبا ً لهم من الوقوع‬ ‫باخطاء او ارتكاب افعال يعاقب عليها القانون‬ ‫مما يؤثر ايجابا ً على اجملتمع اما مدى التأثير على‬ ‫احلياة السياسية فهذا األمر يتوقف على الثقافة‬ ‫السياسية التي يعمل الفرد على تطويرها‬ ‫وحتسينها وليس بالضرورة ان يكون لديه فقط‬ ‫الثقافة القانونية‪.‬‬ ‫بناء ملا تقدم ان اعضاء تيار التوحيد ٌّ‬ ‫كل من مركزه‬ ‫ودائما ً وابدا ً حتت ظل القانون والدستور يسعون‬ ‫جاهدين للتطور والتطوير والعمل بتوجيهات من‬ ‫الرئيس وئام وهاب فيأتي هذا التطور متماشيا ً مع‬ ‫فكر وطموح املنتسب‪.‬‬ ‫هل توجد دورات ثقافية تتعلق بالشؤون‬ ‫القانونية‪ ،‬ذلك ألهميتها في تنمية القدرات‬ ‫الذاتية لالفراد وفي خلق وعي قانوني عام؟‬ ‫ان احد مشاريع االمانة هو الشروع بالقيام‬ ‫بندوات ومحاضرات تثقيفية قانونية هذا ما كنا‬ ‫باشرنا باعداده بهدف حتسني الثقافة القانونية‬ ‫للمنتسبني حلماية حقوقهم في اجملتمع وجتنب‬ ‫ارتكاب االخطاء التي يعاقب عليها القانون‪.‬‬ ‫فمن واجب كل مواطن معرفة ما عليه من‬ ‫واجبات وما له من حقوق‪ .‬اآلن وبعد ان كانت هذه‬ ‫التحضيرات قد توقفت بسبب التحضير لالحتفال‬ ‫بالذكرى السنوية ومن ثم كانت عودة االسرى اال‬ ‫انها سوف تتابع بالتعاون والتنسيق مع امينة‬ ‫الشؤون القانونية النسائية الرفيقة ندى ابو درغم‪،‬‬ ‫هذه الدورات سيكون هدفها التوعية وتوضيح‬ ‫بعض االمور القانونية وتقدمي االستشارة‪.‬‬ ‫هل انتم راضون عن عمل دائرتكم؟‬ ‫(ممازحة) هذا السؤال يجب توجيهه للرئيس‪...‬‬ ‫فاجلزء االكبر من عمل امانة الشؤون القانونية كان‬ ‫متابعة القضايا القانونية العالقة لدى احملاكم‬ ‫لعدد املنتسبني‪ ،‬وهذه القضايا نالت االهتمام‬ ‫االكبر لكون هؤالء املنتسبني عانوا ما عانوه بسبب‬ ‫انتمائهم لتيار التوحيد ووقوفهم بوجه الظلم‬ ‫والتحدي‪ ،‬واهلل وفقنا بحل هذه املسائل ورفع‬ ‫الظلم عنهم‪.‬‬ ‫بعيداً عن املواضيع القانونية‪ ،‬كيف نشأت‬ ‫فكرة مشاركة عنصر نسائي في تأسيس تيار‬ ‫التوحيد اللبناني؟‬ ‫ان العنصر النسائي في تيار التوحيد له اهمية‬ ‫كبيرة جدا ً في فكر مؤسس التيار الرئيس الرفيق‬ ‫وئام وهاب وهذا الفكر تكرس في الدستور والنظام‬ ‫الداخلي لتيارنا الذي يكرس مشاركة املرأة بشكل‬ ‫فعال في العمل السياسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫فجاء في املادة االولى الفقرة “ز” من دستورنا ما‬ ‫حرفيته‪:‬‬ ‫“تفعيل دور املرأة في احلياة العامة والعمل على‬ ‫تعديل القوانني املتعلقة بهذا الشأن”‪.‬‬ ‫ومن ناحية اخرى فانه من البديهي واملنطقي‬ ‫مشاركة العنصر النسائي في تأسيس تيار‬ ‫التوحيد سيما في ظل الثورة الفكرية التي تقوم‬

‫نصار‬ ‫بها املرأة ومشاركتها في كافة امليادين من سياسية‬ ‫وثقافية واجتماعية واقتصادية وخدماتية وحتى‬ ‫اجلهادية‪ ،‬حيث لم يعد من ميدان حكر على الرجل‬ ‫وحده‪ .‬وبالطبع جناح اجملتمع‪ ،‬ال يكون اال باحتاد فكر‬ ‫الرجل واملرأة اللذين يعمالن معا ً لغد افضل‪.‬‬ ‫ما هي النشاطات والندوات التي قمتم بها؟‬ ‫ان املشاركة في الندوات واحملاضرات بدأت بشكل‬ ‫مكثف منذ بدأ اعتصام املعارضة اللبنانية في‬ ‫ساحتي الشهداء ورياض الصلح‪ .‬فشاركت ممثلة‬ ‫تيار التوحيد بالكثير من احملاضرات في خيم حزب‬ ‫اهلل واملردة وحركة امل‪ .‬كانت مواضيعها متنوعة‬ ‫سياسية وقانونية واجتماعية‪ ،‬وكنا نواكب كافة‬ ‫االحداث التي كانت تطرأ بشكل سريع ونعمل على‬ ‫حث املناصرين على الصبر وانتظار االنتصار الذي‬ ‫سيكون قريبا ً وعدم التسرع والتهور بردات الفعل‬ ‫على االستفزازات التي كانت حتصل‪ .‬وها نحن اليوم‬ ‫عبرنا املرحلة االولى التي كانت االخطر واالشد‬ ‫وخرجنا مع حلفائنا منتصرين والعمل اآلن يجب‬ ‫ان ينصب على استكمال هذا االنتصار لتحقيق‬ ‫الهدف الذي من اجله اجتمعت املعارضة‪.‬‬ ‫اآلن وبعد ان انتهى اعتصام املعارضة‬ ‫وحققت مطالبها هل ما زلتم جتتمعون كنساء‬ ‫معارضة؟‬

‫خالل فترة االعتصام تكونت بيني وبني االخوات‬ ‫ممثالت االحزاب عالقة اخوة وصداقة‪ ،‬باالضافة الى‬ ‫الرابط االساسي الذي يجمعنا‪ ،‬فاملعارضة قامت‬ ‫لرفض هذا النهج املتبع في ادارة الدولة اضافة‬ ‫الى محاربة مشروع غربي يهدف الى تأليب الرأي‬ ‫العام على املقاومة‪ .‬وان كنا قد حققنا النصر‬ ‫على هذا املشروع اال ان محاولة النيل من عروبة‬ ‫لبنان لن تتوقف والنهج املتبع من ادارة الدولة لم‬ ‫يتغير بالشكل املطلوب لتحقيق االزدهار ووقف‬ ‫الهدر والسرقة‪ ،‬لذلك هدف جتمع نساء املعارضة‬ ‫لم ينجز بالكامل‪ .‬ومن هنا اجتماعاتنا يجب ان‬ ‫تستمر ان قلت حاليا ً بسبب االنشغال باعراس‬ ‫النصر وقبل اإلفراج عن األسرى كانت هناك ندوة‬ ‫ومؤخرا ً في بعلبك عن انتصار متوز شاركت فيها‬ ‫الى جانب احلاجة ام مهدي مسؤولة العالقات‬ ‫النسائية في حزب اهلل في بعلبك والسيدة ميرنا‬ ‫زخريا ً ممثلة تيار املردة وقد نقلت الى الرئيس اصداء‬ ‫هذا املهرجان والشعبية التي ينالها تيارنا في‬ ‫منطقة بعلبك وتقدير أهلها لصدقه ووقوفه الى‬ ‫جانب املقاومة في أحلك الظروف آملني لنا حتقيق‬ ‫الهدف الذي من اجله انشأ هذا التيار‪ ،‬بالرغم من‬ ‫املصاعب التي تواجهنا‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪89‬‬


‫منبر دولي‬

‫حرب تقرع طبولها المناورات اإلسرائيلية والدعاية ضد إيران‬

‫إيران تحوز قدرة نووية‬ ‫طورت سالحها وأهلت جيشها‬ ‫وسوريا ّ‬ ‫تقرع اسرائيل والواليات املتحدة االميركية‬ ‫طبول احلرب على ايران التي تنظر بسخرية وتهكم‬ ‫الى سيناريو عرض العضالت الذي متارسه الطائرات‬ ‫االسرائيلية والبوارج االميركية التي عجزت عن‬ ‫هزمية ثالثة مقاتلني من حزب اهلل في مارون الراس‪.‬‬ ‫هذه العضالت املنفوخة تخفي حتتها وهنا وضعفا‬ ‫يتجاوزان املعقول‪ ،‬ورغم هذا الضعف تدرس‬ ‫القيادتان االميركية واالسرائيلية امكانية حسم‬ ‫امللف النووي االيراني بشكل عسكري عبر توجيه‬ ‫ضربة جوية سريعة وحاسمة للمنشآت النووية‬ ‫االيرانية والتي تتوزع على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ اصفهان‪ :‬تستخدم ايران في هذا املوقع وسائل‬‫تخصيب اليورانيوم (‪ )UCFE‬حيث تصنع مادة‬ ‫اليورانيوم املعروفة بالكعكة الصفراء‪ .‬وقد قامت‬ ‫ايران بحفر نفق عميق في هذا املوقع الستخدامات‬ ‫لم تعرف اسبابها ويتمتع بحصانة امنية مشددة ومت‬ ‫حتويل خام اليورانيوم الى غاز سادس فلورايد اليورانيوم‪،‬‬ ‫وهو موقع مستطيل الشكل يصل طوله الى ‪180‬‬ ‫مترا وعرض ‪ 80‬مترا ويبعد عن طهران ‪ 335‬كلم‪.‬‬ ‫ ناتانز‪ :‬يتم في هذا املوقع تخصيب اليورانيوم‬‫حيث يضم اكثر من خمسني الف جهاز طرد‬ ‫مركزي ويقوم بتزويد مفاعل بوشهر النووي‪،‬‬ ‫باليورانيوم اخملصب مبستوى منخفض (‪.)L.E.U‬‬ ‫ويعتبر هذا املوقع مهم جدا ً كونه قادرا على انتاج‬ ‫كميات كبيرة تصلح إلنتاج اسلحة نووية‪ .‬والالفت‬ ‫ان ناتانز منشأة حتتية ارضية محصنة جدا ً ال ميكن‬ ‫ألي قدرات جوية الوصول اليها وتدميرها ويبعد هذا‬ ‫املوقع عن تل ابيب مسافة ‪ 1450‬كلم‪.‬‬ ‫ بوشهر‪ :‬مفاعل الطاقة النووية االيرانية الذي‬‫يعمل فيه خبراء روس ومزود بوقود نووي روسي من‬ ‫نوع ‪ LEU‬ويساهم في انتاج البلوتونيوم‪.‬‬ ‫ آراك‪ :‬موقع انتاج املاء الثقيل ويضم معمالً‬‫النتاج املاء الثقيل ومفاعالً وثالثة ابراج اساسية‬ ‫وتسعة ابراج صغيرة متتد على مساحة بطول ‪80‬‬ ‫مترا وعرض ‪ 30‬مترا‪.‬‬ ‫ مركز االبحاث النووية في طهران ‪ TNRC‬يتم‬‫فيه حتويل اليورانيوم اخلام الى يورانيوم مشع‪.‬‬ ‫ بارشني ويقع بالقرب من طهران حيث يعرف‬‫باملنشأة التي يتم من خاللها تطوير واختباراآلليات‬ ‫املتفجرة‪.‬‬

‫الهجوم اإلسرائيلي االميركي‬ ‫احملتمل‬ ‫كان الهجوم اجلوي االسرائيلي على املفاعل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪90‬‬

‫النووي العراقي عام ‪ 1981‬عملية ناجحة من‬ ‫الوجهة العسكرية‪ ،‬لكن الهجوم على املواقع‬ ‫النووية االيرانية تختلف وال ميكن ان تتحقق‬ ‫في ظل ظروف معقدة جدا ً اهمها‪ :‬أوال ً بعد‬ ‫املفاعالت النووية االيرانية عن القواعد العسكرية‬ ‫االسرائيلية بحسب دراسة معهد ماساتشوستس‬ ‫للتكنولوجيا‪ ،‬ستنطلق املقاتالت اإلسرائيلية من‬ ‫قاعدة هتزارمي قرب بئرسبع وقاعدة حتسور قرب‬ ‫اسدود ورامات ديفيد قرب حيفا‪ ،‬حيث تنطلق‬ ‫الطائرات االسرائيلية بثالثة اجتاهات ويتم تزويد‬ ‫الطائرات بالوقود جوا ً وتكون املسارات على الشكل‬ ‫التالي ‪ - :‬االنطالق شماال ً فوق املتوسط ثم التوجه‬ ‫شرقا ً فوق االراضي التركية وتبلغ هذه املسافة‬ ‫اجلوية حوالى ‪ 2220‬كلم للوصول الى اول نقطة او‬ ‫موقع نووي ايراني‪.‬‬

‫االنطالق نحو الشمال الشرقي عبر االردن‬ ‫والعراق وتقطع املقاتالت االسرائيلية مسافة ‪2160‬‬ ‫كلم للوصول الى هدفها‪.‬‬ ‫االنطالق نحو اجلنوب الشرقي عبر االجواء‬ ‫العراقية السعودية وتبلغ املسافة التي تقطعها‬ ‫الطائرات حوالى ‪ 2410‬كلم متر خاللها فوق مواقع‬ ‫عسكرية اميركية موجودة في اخلليج العربي‪ .‬فيما‬ ‫ستشارك القاذفات االميركية املوجودة في الشرق‬ ‫االوسط وسيعتمد اجليش االميركي على صواريخ‬ ‫كروز املوجهة باألقمار الصناعية وطائرات ف‪16‬‬ ‫وف‪ 18‬وقاذفات القنابل ‪ B52‬وقنابل من طراز جي‬ ‫بي يو أي وقاصفات اخملازن وتزن ‪ 130‬كلغ وتخترق‬ ‫لعمق ‪ 8,5‬أمتار في باطن االرض‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬استحالة تدمير املنشآت النووية االيرانية‬ ‫دفعة واحدة بسبب تنوع وانتشار هذه املنشآت‬ ‫بشكل متناثر على االراضي االيرانية‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬انعدام املعلومات االستخباراتية احلقيقية‬ ‫عن القدرات العسكرية التقليدية وغير التقليدية‬ ‫للقوات االيرانية ومدى قدرة ايران على الرد الذي‬ ‫قد يصل الى حد زوال اسرائيل من الوجود اذا ما‬ ‫تعرضت ايران لهجوم جوي اسرائيلي‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الوجود االقليمي اليران في دول املنطقة‬ ‫والتحالفات العسكرية والسياسية واالقتصادية‬ ‫التي قد حتول الكثير من الفصائل واخلاليا املسلحة‬ ‫للعمل ضد اسرائيل والواليات املتحدة في العالم‬ ‫عموما ً ومنطقة الشرق االوسط‪ ،‬خصوصا ً حيث‬ ‫ستتحول دول املقاومة واملمانعة الى حالة هجوم‬ ‫على اسرائيل وضرب امنها بغية حماية املعقل‬ ‫االسالمي االخير من الزوال‪.‬‬


‫االستعدادات االسرائيلية‬ ‫قامت اسرائيل قبل ثالثة اشهر مبناورات مختلفة‬ ‫جلهة كيفية التصرف في حال تعرضها لقصف‬ ‫بالصواريخ التقليدية والكيميائية وبدأت عملية‬ ‫جتهيز تقني للوسائل املطلوبة في مثل هذه‬ ‫الظروف‪.‬وجاءت املناورات اجلوية االخيرة لسالح اجلو‬ ‫االسرائيلي لتشكل حالة من االستعداد احلقيقي‬ ‫للقيام بأعمال عسكرية وال سيما بعد املالحظات‬ ‫التالية على املناورة االسرائيلية‪.‬‬ ‫قامت الطائرات مبناورات جوية اعتمدت على‬ ‫السرعة والتزود بالوقود جواً‪.‬‬ ‫وصلت املناورات الى املناطق اجملاورة للمياه‬ ‫االقليمية التونسية اي املسافة ذاتها التي يتوجب‬ ‫على املقاتالت االسرائيلية قطعها للوصول الى‬ ‫االهداف االيرانية‪.‬‬ ‫نوعية الطيارين االسرائيليني الذين خضعوا‬ ‫لدورات مكثفة على الطيران الطويل وعملية التزويد‬ ‫بالوقود وقصف مواقع محددة ودقيقة‪.‬‬

‫إمكانية الضربة الثانية‬ ‫يعتبر مفهوم الضربة الثانية مفهوما ً عسكريا ً‬ ‫ويهدف الى دراسة ردة الفعل العسكرية على‬ ‫الضربة االولى اي ردة فعل ايران العسكرية على‬ ‫الضربة التي ستوجه اليها من اسرائيل والواليات‬ ‫املتحدة االميركية وهذا ما يشغل بال وفكر‬ ‫املؤسسة العسكرية االسرائيلية واالميركية على‬ ‫حد سواء‪ ،‬حيث ان اجلانبني ال يعرفان بالضبط حجم‬ ‫وشمولية وشكل ردة الفعل االيرانية‪ ،‬حتى ان بعض‬ ‫اخملتصني االسرائيليني واالميركيني باتوا يؤكدون بأن‬ ‫ايران وصلت الى نقطة الالعودة في برنامجها النووي‪،‬‬ ‫لكن ما هو مؤكد بالنسبة لهم ان التعامل عسكريا ً‬ ‫مع هذا امللف هو مقامرة غير مضمونة النتائج‪،‬‬ ‫وهذا ما عبر عنه وزير الدفاع األميركي غيتس محذرا ً‬ ‫من ضرب ايران‪“ :‬سنخلق جيالً من اجلهاديني وأحفادنا‬ ‫سيقاتلون أعداءنا هنا في اميركا”‪.‬‬ ‫فيما أبدى رئيس االركان السابق االدميرال مامي مولن‬ ‫قلقه وحتفظه حول هجوم عسكري على ايران وعبر عن‬ ‫عدم معرفة القدرات االيرانية التي قد تشكل ضربة‬ ‫قاصمة للوجود العسكري االميركي في املنطقة‪.‬‬ ‫تفيد املعلومات االستخباراتية التي نقلتها اللجنة‬ ‫االمنية االسرائيلية أن ايران استطاعت احلصول‬ ‫على ‪ 12‬صاروخا ً روسيا ً بعيد املدى يصل مداها الى‬ ‫‪ 3000‬كلم وبإمكان هذه الصواريخ حمل رؤوس نووية‬

‫متفجرة واضافت املعلومات أنه مت نقل ‪ 18‬صاروخا ً من‬ ‫هذا النوع من اوكرانيا وصل منها ‪ 12‬صاروخا ً الى ايران‬ ‫وأكد التقرير على ان ايران حتولت الى قوة متلك قدرة‬ ‫نووية وصواريخ ارض – ارض مدمرة‪ .‬هذه املعلومات‬ ‫اذا ما متت اضافتها للقدرات العسكرية االيرانية‬ ‫املتطورة وشبكة الصواريخ القصيرة والبعيدة‬ ‫املدى التي تستطيع ضرب كل القواعد العسكرية‬ ‫الثابتة واملتحركة في منطقة الشرق االوسط أضف‬ ‫عليه دخول دول احلرب ضد اسرائيل مثل سوريا التي‬ ‫فاجأت اخلبراء الغربيني بقدرتها على تطوير صواريخ‬ ‫سكود بفضل خبراء كوريني شماليني أدخلوا تغييرات‬ ‫جوهرية على النموذج املتطور متنحه قدرات أفضل‬ ‫على القيادة والتحكم والسرعة والدقة في إصابة‬ ‫األهداف وحصول سوريا على منصات صواريخ ارض ‪-‬‬ ‫ارض وارض ‪ -‬جو متطورة وراجمات طويلة يصل مداها‬ ‫‪ 300‬كلم وتطلق ‪ 80‬صاروخا ً خالل ‪ 12‬ثانية مبساحة‬ ‫نارية تبلغ ‪ 4‬كلم للراجمة الواحدة‪ .‬كل هذا يجعل‬ ‫االسرائيليني في حالة خطر وحتت رحمة السوريني‬ ‫وااليرانيني‪ ،‬وتأخذ اسرائيل باحلسبان قدرات حزب اهلل‬ ‫الهائلة الذي يهدد امن اسرائيل في كل حلظة‪ ،‬واحلاجز‬ ‫النفسي الكبير جلنودها املهزومني من اسطورة حزب‬ ‫اهلل وعدم قدرتهم على جتاوز الهزائم املتتالية امام‬ ‫شجاعة وعنفوان اجملاهدين في جنوب لبنان وغزة‪.‬‬

‫الدعاية االميركية‬ ‫االرهاب والدعاية كالهما اتخذ اشكاال ً مختلفة‬

‫عبر التاريخ لكن االرهاب كشكل من اشكال‬ ‫الدعاية اصبح اكثر الظواهر ارباكا ً وخطرا ً على‬ ‫اجملتمع احلديث واالرهاب االميركي – االسرائيلي‬ ‫يشكل اليوم وسيلة تكتيكية تهدف الى ان يهزموا‬ ‫العدو نفسيا ً من خالل االستخدام احملسوب واملنظم‬ ‫للعنف والتهديد باستخدام العنف‪.‬‬ ‫تستخدم الواليات املتحدة االميركية (اخلوف) عبر‬ ‫التهديد والوعيد بعملية عسكرية تكون اسرائيل‬ ‫رأس احلربة فيها ضد ايران بالفترة الواقعة بعد‬ ‫نهاية آب‪ ،‬حسب بولتون ان اخليار االمثل للضربات‬ ‫اجلوية االسرائيلية سيكون خالل الفترة املقبلة بني‬ ‫‪ 4‬تشرين الثاني ‪ 2008‬و‪ 20‬كانون الثاني ‪ 2009‬وهي‬ ‫الفترة الفاصلة بني انتخابات الرئاسة األميركية‬ ‫وتنصيب الرئيس اجلديد‪.‬‬ ‫تأتي هذه احلملة االعالمية املركزة ضد ايران‬ ‫بهدف منعها من تطوير قدراتها النووية وتنضوي‬ ‫في سياق رسائل التهديد ولن تتعدى الرسالة‬ ‫كون االدارة االميركية التي خاضت ثالثة حروب في‬ ‫افغانستان والعراق ولبنان لم تستطع ان حتسم‬ ‫حربا ً ملصلحتها‪ ،‬ال بل هزمت عسكريا ً وأخالقيا ً وما‬ ‫زالت تعاني مع حليفتها اسرائيل آثار اخليبة والهزمية‬ ‫التي جتلت بعودة األسرى والشهداء كثمرة من ثمار‬ ‫انتصار متوز االلهي وبالتالي الضربة التي تلمح بها‬ ‫اسرائيل نتمنى حدوثها‪ ،‬ألنها ستكون نهاية زوال‬ ‫اسرائيل من الوجود كون بداية زوال اسرائيل بدأت‬ ‫من هنا من جنوب الكرامة‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪91‬‬


‫منبر دولي‬

‫أميركا الالتينية‪...‬‬ ‫إلى اليسار ُدر‬ ‫لم يشكل تفكك االحتاد السوفياتي واملنظومة‬ ‫االشتراكية أزمة عند بعض الشعوب‪ ،‬وبخاصة‬ ‫تلك التي عاشت حتت وطأة الديكتاتورية وفرق املوت‬ ‫واالغتياالت‪ ،‬ولم يكن هذا التفكك ليدفعها لالرمتاء‬ ‫في احضان الرأسمالية واالستسالم لها‪ ،‬ولهذا‬ ‫السبب اتخذت دول اميركا الالتينية توجها ً مختلفا ً‬ ‫عن التوجهات لدى الكثير من دول آسيا وافريقيا‪.‬‬ ‫فقد بات اليسار املمانع يسيطر على اجلزء‬ ‫األكبر من القارة الالتينية‪ ،‬حيث اختار شعوبها‬ ‫وفي ظل عملية دميقراطية‪ ،‬قادة وزعماء مييلون‬ ‫اكثر نحو االشتراكية واليسار‪ .‬وال تخفي تلك‬ ‫القيادات‪ ،‬التي لم ّ‬ ‫تتول احلكم عن طريق البندقية‬ ‫واالنقالبات كما كان سائدا ً في القرن العشرين‪،‬‬ ‫عداءها ضد السياسات االميركية‪.‬‬ ‫منذ وصول القائد القومي واألممي اوغو‬ ‫تشافيز الى السلطة في فنزويال وتدشني اولى‬ ‫قالع الثورة البوليفارية في القارة “عام ‪،”1998‬‬ ‫اخذ عقد “النيوليبرالية” باالنفراط حلقة تلو‬ ‫األخرى‪ ...‬البرازيل من “النيوليبرالية” الفجة الى‬ ‫االشتراكية الدميوقراطية‪ ،‬بوليفيا من ‪ 500‬عام‬ ‫من حكم االوروبيني البيض الى عودة اهل البالد‬ ‫االصليني‪ ،‬الهنود السمر واعادة تأسيس اجلمهورية‬ ‫وفقا ً لتاريخ وتراث امتها االصلية‪ ،‬االرجنتني من‬ ‫“النيوليبرالية” املتوحشة التي خصخصت حتى‬ ‫الشوارع واحلدائق العامة الى استعادة الدولة‬ ‫ثروات البالد االكوادور من “دولرة” االقتصاد الى‬ ‫اغالق أحد أكبر القواعد اجلوية االميركية في‬ ‫القارة ( قيد التفاوض والتنفيذ)‪.‬‬ ‫نيكارغوا من ‪ 17‬عاما ً من اإلفقار املتعمد والتجهيل‬ ‫املقصود الى عودة الساندينية الى السلطة ب ِ َن َفس‬ ‫جتديدي ناضج ال يهادن وال يجامل‪ ،‬كوبا التي صمدت‬ ‫وقاومت وانتصرت وتنتصر يوميا ً على تداعيات كارثة‬ ‫نهاية القرن العشرين وتقدم التضحيات الغالية‬ ‫وتتغلب على خطوب الدهر وتكالب االمبراليات‬ ‫الناعمة واخلشنة على حد سواء‪.‬‬

‫آخر التحوالت‬ ‫في أميركا الالتينية‬ ‫أدى فوز “مطران الفقراء” في انتخابات‬ ‫الباراغواي الى توسيع موجة احلكم اليساري‬ ‫وعزل احلكومات احملافظة املتبقية اكثر‪ .‬وما ان‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪92‬‬

‫يستلم فرناندو لوغو السلطة في اخلامس عشر‬ ‫من آب (اغسطس)‪ ،‬ستكون احلكومات الوحيدة‬ ‫ذات امليول الى سياسات البيت األبيض موجودة‬ ‫فقط في كولومبيا والسلفادور واملكسيك‪.‬‬ ‫لذلك فقد فتح فوز فرناندو لوغو الباب على‬ ‫مشهد جديد في القارة الالتينية‪ ،‬فأصبح اليسار‬ ‫متعددا ً في رؤيته االقتصادية وأبعاده الفكرية‬ ‫وأدائه السياسي ليتناسب مع املرحلة والتحوالت‬ ‫العاملية‪ ،‬ولعل خير من عبر عن هذه الرؤية اجلديدة‪،‬‬ ‫الرئيس االكوادوري رافاييل كوريا‪ ،‬بقوله‪“ :‬إن هناك‬ ‫طرقا ً جديدة للتفكير واحزابا ً جديدة تتولى‬

‫قرنني‪ ،‬جنحت احلكومات االميركية في وضع‬ ‫هذا املبدأ قيد التنفيذ‪ ،‬واستخدمت كمبرر‬ ‫للتدخالت االمبريالية في املنطقة‪ ،‬وطوال القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬فرضت ديكتاتوريات عسكرية لقمع‬ ‫احلركة الثورية للطبقة العاملة‪ ،‬لكن التغيرات‬ ‫االقتصادية حطمت هذا املبدأ وكل العالقات‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫االمر االكثر ازعاحا ً لواشنطن هو ان الصني‬ ‫تلعب دورا ً متزايدا ً في اميركا اجلنوبية‪ ،‬الرئيس‬ ‫الصيني “هوجينتاو” ونائبه “زجن كوينفوجن” قاما‬ ‫برحلتني إلى اميركا الالتينية خالل العامني‬

‫السلطة في املنطقة‪ ،‬وهم اكثر عدال ً ويخدمون‬ ‫واقع املنطقة وشعوبها”‪.‬‬

‫املاضيني‪ ،‬ووقعوا اتفاقيات جتارية واخرى للتعاون‬ ‫العسكري‪ ،‬واصبحت املنطقة مصدرا ً هاما ً‬ ‫للمواد اخلام للصناعات الصينية‪.‬‬ ‫كما تتعهد الصني باستثمار ‪100‬بليون دوالر‬ ‫في بناء العديد من املشروعات الكبرى‪ ،‬خاصة في‬ ‫النفط في فنزويال والغاز الطبيعي في بوليفيا‪.‬‬ ‫هذه التغيرات في العالقات االقتصادية تعني‬ ‫ان الرأسمالية االميركية لم تعد حتتكر السيطرة‬ ‫املنفردة على بلدان اميركا الالتينية‪ .‬وانها قلقة‬ ‫من تنامي العالقات بني بلدان املنطقة وبني القوى‬ ‫املنافسة للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫هذه هو اإلطار االساسي ملا ميكن تسميته‬ ‫باالجتاه نحو اليسار واليسار الوسط‪ ،‬وميكن‬ ‫وصفه بشكل أفضل بانه اجتاه نحو املقاومة‬ ‫واملمانعة والعيش بكرامة وعزة واحلفاظ على‬ ‫ثروات اميركا الالتينية وسيادة اراضيها من‬ ‫االستعمار االمبريالي االميركي واالوروبي‪.‬‬

‫واشنطن تفقد نفوذها‬ ‫تراجع النفوذ األميركي في القارة الالتينية‪،‬‬ ‫سواء أكان نتيجة الخطاء في السياسة اخلارجية‪،‬‬ ‫او لقرارات اتخذها هذا السياسي او ذاك‪ ،‬فإنها‬ ‫ترجع لتغيرات في االقتصاد العاملي ونتيجة‬ ‫للسياسات الكارثية االميركية او املدعومة منها‬ ‫خالل فترة التسعينيات التي كانت املنطقة تتجه‬ ‫قدما ً نحو اليمني‪.‬‬ ‫هذه التغيرات في االقتصاد العاملي كانت‬ ‫نتيجة للعوملة ونتيجة للهبوط النسبي املتزايد‬ ‫في الوضع الرأسمالية األميركية أداء غرب اوروبا‪.‬‬ ‫مبدأ “مونرو” الذي يقر برفض ألية قوة‬ ‫خارجية عدا الواليات املتحدة مبد نفوذها الى‬ ‫القارة الالتينية‪ ،‬أصبح غير قائم‪ .‬فعلى مدار‬

‫رونالد حمدان‬


‫منبر دراسات‬

‫حملة التشهير السعودية بالدولة الفاطمية زور وافتراء‬ ‫القذافي‪ :‬الفاطمية حل جذري للواقع اإلسالمي المتردي‬ ‫بعد ان غابت قيم التسامح الديني التي ارست دعائمها الدولة الفاطمية‪،‬‬ ‫وجعلت من الدولة االسالمية وحدة واحدة‪ ،‬وظهر فكر الغلو والتطرف وفتاوى‬ ‫التكفير على ايدي غالة املسلمني‪ ،‬وفي مقدمتهم اصحاب املذهب الوهابي‪،‬‬ ‫اصبحت االمة االسالمية تعيش اسوأ فترات تاريخها وال سيما بعد التهديدات‬ ‫االسرائيلية االميركية‪ ،‬التي تسعى الى السيطرة على العالم العربي‬ ‫واالسالمي كله‪ ،‬ال بل يتعدى ذلك الى اقتالع الدعوة االسالمية من جذورها‪،‬‬ ‫مبساعدة التكفيريني الذين ميثلون طابورا ً خامسا ً يعمل ضد مصالح العالم‬ ‫االسالمي‪ .‬ولم يتوقف اخلطر عند هذا احلد بل بدأت بوادر الفتنة تطل بوجهها‬ ‫القبيح بني الشيعة والسنة وازدادت فتاوى التكفير من قبل فقهاء الوهابية‬ ‫ضد الشيعة‪.‬‬ ‫قدمت الدولة الفاطمية منوذجا ً فريدا ً لنظام احلكم اإلسالمي الراقي الذي‬ ‫يحوي بني جنباته اطراف االمة كافة من اصحاب املذاهب اخملتلفة‪ ،‬وجتلت قيم‬ ‫التسامح واالطمئنان واالزدهار في اجملتمع الفاطمي‪.‬‬

‫احلملة الوهابية ضد الدولة الفاطمية‬ ‫تعتبر حملة الطعن والتشهير السعودية بالسيرة االسالمية لدولة‬ ‫اخلالفة الفاطمية استمرارا ً فاضحا ً لعملية احلصار الطويل ضد اهل املذاهب‬ ‫والطوائف االسالمية‪ .‬تزامن صعود اخلطاب الوهابي السعودي في القرن الثامن‬ ‫عشر مع استباحة دماء املسلمني وهدر اموالهم والتنكيل بأعراضهم‪ ،‬حتت‬ ‫غطاء ديني وفتاوى ال مرجعية لها سوى احلسابات الطائفية الضيقة والتي ال‬ ‫متت للدين االسالمي احلنيف بصلة‪.‬‬ ‫شكلت جلنة االفتاء السعودية موقعا ً متقدما ً في احلرب على املذاهب‬ ‫االسالمية كافة والفاطمية خاصة‪ ،‬ضاربة عرض احلائط االصول االخالقية‬ ‫لالسالم واملسلمني‪ ،‬فتحولت الفتاوى الوهابية التي هي تعبير عن االجتهاد‬ ‫في شؤون الدين للتشهير الرخيص والكاذب حول الدعوة الفاطمية واصولها‪،‬‬ ‫الفجار امللتحني حملة غش وتزوير للتاريخ‪ ،‬حيث‬ ‫فساقت مجموعة من‬ ‫ّ‬ ‫حملت الفتاوى الوهابية في مضمونها الكثير من احلقد والظلم والتسلط‬ ‫على خلفية سياسية محضة‪ ،‬وذلك باصدار فتاوى سقيمة طلبها السلطان‬ ‫السعودي بغية حتقيق خطة موجهة ترتكز حملاور عدة اهمها‪:‬‬ ‫تقويض النموذج التاريخي لبناء الدولة الفاطمية في نفوس املسلمني‬ ‫املعاصرين التواقني الى هذا النموذج املتطور على الصعيد السلوكي واالخالقي‬ ‫واحلضاري‪ ،‬كون الدولة الفاطمية وصفت بالنموذج االصفى اسالميا ً واالطول‬ ‫زمنيا ً جلماعات التشيع املقموعة على يد اصحاب السيادة السنية والعصابات‬ ‫االموية والعباسية وصوال ً للعصبية السعودية كامتداد حلالة االستبداد في‬ ‫العصر احلديث‪.‬‬ ‫تلويث السمعة املذهبية للدولة الفاطمية‪ :‬تأتي عملية احلرب املذهبية‬ ‫على الدولة الفاطمية من قبل النظام السعودي بهدف االساءة للمد الشيعي‬ ‫احلضاري الذي يحمل مفاهيم وقيما ً اخالقية وطنية وضرب اتساع جماهيرية‬ ‫حزب اهلل املقاوم واجلمهورية االسالمية االيرانية الداعمة للقضايا العربية‬ ‫واالسالمية ومحاولة لقطع الطريق على ظهور زعامة اسالمية حقيقية‬ ‫تسحب البساط والغطاء معا ً عن النظام السعودي العاجز عن حتقيق مصالح‬ ‫االمة بسبب السياسة الطائفية التي ينتهجها‪ ،‬فضالً عن ارمتائه في احضان‬ ‫املشروع االميركي‪.‬‬ ‫التوسع في إثارة النعرات الطائفية‪ :‬تغذي االسرة احلاكمة في السعودية‬ ‫بعض اجلماعات السلفية املتطرفة التي تختبئ وراء شعارات مذهبية بالية‬ ‫ومضللة‪ ،‬بهدف اثارة النعرات (السنية ‪ -‬الشيعية) والشائعات العرقية (فرس‬ ‫ عرب) عبر استحضار النظام الفاطمي واسقاط املفاهيم املشوهة على‬‫الواقع بغية اإلساءة للنموذج الفاطمي‪.‬‬

‫العميد معمر القذافي‬ ‫منع مصر من استرداد ارثها الفاطمي في مواجهة اخلطاب الوهابي الذي‬ ‫يخترق خطاب االزهر مما يشكل حاجزا ً مرتفعا ً امام اخلطاب االسالمي احلضاري‬ ‫الذي ازدهر في عهد الدولة الفاطمية‪.‬‬ ‫اجهاض اي عمل مستقبلي يرنو الى خلق صيغ جديدة للتعايش االسالمي‬ ‫بني اهالي املذاهب والطوائف خدمة ملشاريع تقسيمية تعهدها بوكالة‬ ‫حصرية آل سعود بأبخس االثمان للمحافظة على سلطانهم وعرشهم‪.‬‬

‫اخلطر الفاطمي على اململكة السعودية‬ ‫تشكلت اململكة السعودية اثر هزمية بعض املناطق واالمارات التي هدمتها‬ ‫الوهابية وحاولت اعادة صياغتها حتت وحدة قسرية لم تستطع التطور على‬ ‫مدى ثمانية عقود ولم تفلح بجمع شمل السكان باندماج واحد كما فشلت‬ ‫عملية بعث عاطفة وطنية موحدة‪ ،‬فانعدم االنسجام النفسي واملصلحي مما‬ ‫فتح باب عودة الصراع القدمي في اجلزيرة العربية على غرار العصبية الغالبة‬ ‫اي العصبية الوهابية التي اتخذت من التزمت املذهبي واجهة لها بغية‬ ‫االستقواء واالستئثار بالسلطة‪.‬‬ ‫هذا التململ في اجملتمع السعودي الذي ال ميلك وحدة نفسية مشتركة‬ ‫يجعل من الدولة الفاطمية التي قامت على العدل واملساواة والتطور خطرا ً‬ ‫محدقا ً على احلفنة القابضة ملقاليد احلكم في اململكة‪.‬‬

‫فتاوى وهابية سعودية ضد املقاومة‬ ‫لم تكن الفتاوى السعودية بحق الدولة الفاطمية اال تعبيرا ً عن روحية‬ ‫الظلم واالرهاب الفكري والنفسي والسلوكي وكرد فعل على الهزمية‬ ‫االخالقية التي تلقتها الدعوة الوهابية باملقارنة مع الدولة الفاطمية‪.‬‬ ‫لو اسقطنا احدى الفتاوى الوهابية على املعركة املصيرية التي تخوضها‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪93‬‬


‫منبر دراسات‬ ‫االمة العربية مع الكيان الصهيوني‪ ،‬نشاهد مدى االنحدار واحلقد في‬ ‫التعاطي السعودي مع القضايا الوطنية والقومية‪ .‬وخير دليل على هذا‬ ‫االنحدار ما عكسته فتاوى احد ازالم االسرة احلاكمة‪ ،‬وعضو جلنة الفتوى‬ ‫املدعو “عبد اهلل بن عبد الرحمن اجلبرين” خالل العدوان االسرائيلي على‬ ‫لبنان في متوز ‪ ،2006‬حيث حرمت تلك الفتوى على كل مسلم نصرة‬ ‫هذه املقاومة او االنضواء في صفوفها وحتى الدعاء لها بالنصر‪ ،‬وطالبت‬ ‫اهل السنة بالتبرؤ من املقاومة وان يخذلوا ويقاطعوا من ينضم اليها‪،‬‬ ‫كما اعتبرت ان املستهدف ليس اسرائيل بل اهل السنة!! وكأن التاريخ‬ ‫يعيد ذاته من خالل العصبية التي بدأها العباسيون ويترجمها اليوم‬ ‫امللوك السعوديون بفتاوى ظاملة يوظفون من خاللها التاريخ ويشوهون‬ ‫حقائقه‪ ،‬حتى بات التاريخ معبرا ً للصراع املذهبي بفتاوى التدليس‬ ‫والتغرير بغية شق الصف اإلسالمي وإجهاض كل عمليات املقاومة‬ ‫واملمانعة اإلسالمية‪.‬‬

‫القذافي والدولة الفاطمية اجلديدة‬ ‫حمل هموم شعبه منذ نعومة اظفاره وثار على الواقع الظالم‪،‬‬ ‫فاسترد كرامة الشعب والوطن بثورته التحررية‪.‬‬ ‫هكذا عرفنا القائد الليبي معمر القذافي الذي تطلع منذ بداية نضاله‬ ‫الى قضايا وطنية وقومية مقتديا ً بعمالق خالد هو جمال عبد الناصر‪ .‬ورغم‬ ‫كل الصعوبات والتحديات التي اعترت طريقه واصطدمت بطموحاته‪ ،‬اال انه‬ ‫بقي متوثبا ً ينظر الى االزمات على انها عابرة ومؤمنا ً بارادة االنسان كفاعل‬ ‫محرك للتاريخ‪.‬‬ ‫بعد احداث احلادي عشر من سبتمبر وتداعيات هذه االحداث وانعكاسها‬ ‫على الواقع الدولي والعربي وبروز الفتنة السنية – الشيعية ودعم اجلماعات‬ ‫الوهابية واالسالم السياسي االصولي حلركات الفتنة‪ ،‬عرف القذافي خطورة‬ ‫املرحلة املصيرية التي متر بها االمة‪ ،‬فاستنهض ذاكرته التي تعتمد الفكر‬ ‫واملنطق وقراءة التاريخ ‪ ،‬وبدأت رحلة البحث عن احلل االمثل لواقع تعتريه‬ ‫مظاهر الضعف والذل‪.‬‬ ‫دعا القذافي في “اغاديس” بـ ‪ 2007-3-31‬الى اقامة الدولة الفاطمية‬ ‫العصرية‪ ،‬مؤكدا ً على انتماء شمال افريقيا من الناحيتني الثقافية واحلضارية‬ ‫الى الثقافة الشيعية التي دخلت املنطقة منذ ما يزيد عن الف سنة‪ .‬وتوجه‬ ‫باحلديث الى الدور الوهابي السلبي املنطلق من فعل سياسي متقوقع‪ ،‬كاشفا ً‬ ‫عن الصورة القامتة للوهابيني وإسهامهم في تشويه وتدمير وطمس احلقائق‬ ‫الفعلية للفاطميني‪.‬‬ ‫ع ّرى القذافي الفكر الوهابي الذي يهدم معالم االسالم احلضارية حتت‬ ‫اسماء وحركات مشبوهة‪ ،‬ودعا بوضوح وجرأة لقيام دولة فاطمية جديدة‬ ‫تكون حالً أساسيا ً جلميع املشاكل العالقة ملا متثله الدعوة الفاطمية من قيم‬ ‫ومفاهيم منطلقة من التسامح واحلرية واالبداع‪.‬‬ ‫ما مي ّيز القذافي انه مثقف عامل‪ ،‬ينتهج الثقافة التي ميلكها قوال ً وفعالً‪،‬‬

‫ويح ّولها حلالة من احلراك الثقافي واالجتماعي والسياسي بغية الوصول الى‬ ‫نتائج حتمل طابع الصدق‪.‬‬ ‫زور الوهابيون اآلثار النبوية الشريفة وقبور آل البيت والصحابة واملهاجرين‬ ‫واالنصار حتت ذريعة حماية الدين االسالمي من الشعوذة مما عمق الشرخ‬ ‫االسالمي حول املسلمات احلقيقية لوحدة املسلمني في العالم‪.‬‬

‫الدولة الفاطمية تاريخ ومشروع‬ ‫كانت الدولة الفاطمية اسماعيلية املذهب‪ ،‬وكان حكامها ائمة املذهب‬ ‫من ابناء محمد ابن اسماعيل بن جعفر الصادق‪ .‬ورغم قيام دولتهم على‬ ‫اساس مذهبي‪ ،‬اال انها كانت مثاال ً يحتذى به في التسامح واحترام التعددية‬ ‫املذهبية والفكرية‪ ،‬فطبقوا روح االسالم املفعمة باخلير والرحمة‪ ،‬وانعكست‬ ‫على سياستهم جلهة فرض نوع من التفاهم بني شتى املذاهب كونهم أئمة‬ ‫للمسلمني كافة وليس لفئة منهم‪.‬‬ ‫انقسم حكم الفاطميني لفترتني‪ ،‬فترة مغربية واخرى مصرية‪ ،‬حيث نقلوا‬ ‫حاضرة دولتهم من املهدية في تونس ملصر‪ ،‬بعد ان بنوا القاهرة في عهد املعز‬ ‫لدين اهلل‪.‬‬ ‫أسس جوهر الصقلي مدينة القاهرة في الليلة نفسها التي دخل فيها‬ ‫مدينة مصر‪ .‬ورأى اال يفاجئ «السنة» في مساجدهم بإقامة شعائر املذهب‬ ‫الفاطمي خشية اثارة حفيظة املصريني‪ ،‬واحتراما ً لشعورهم‪ ،‬فسعى لبناء‬ ‫مسجد يكون رمزا ً لسيادة الدعوة الفاطمية‪ ،‬كما كانت القاهرة رمزا ً لسيادة‬ ‫الفاطميني على مصر‪ .‬لذلك شرع القائد جوهر في بناء اجلامع االزهر الذي‬ ‫انطلقت منه الدعوة بدون ان تفرض بالقوة على الشعب املصري‪ ،‬وكانت‬ ‫اروقة االزهر وغيره من املساجد تنطلق منها الدعوة والعلم والدرس للمذاهب‬ ‫االسالمية بدون متييز او كراهية‪.‬‬

‫املبادئ التي قامت عليها الدولة الفاطمية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪94‬‬

‫انطلقت الدعوة الفاطمية مستندة لقواعد ومبادئ انسانية وحضارية‬ ‫يحاول ساسة ومفكرو القرن احلادي والعشرين االستناد اليها‪ .‬ولعل اهم املبادئ‬ ‫التي قامت عليها الدعوة تنطلق من حقوق االنسان ودميقراطية املمارسة‪:‬‬ ‫حق االنسان في العلم‪ :‬حدث تطور جارف في احلياة الفكرية الفاطمية وال‬ ‫سيما في العلوم الفلسفية على اختالف انواعها وفنونها‪ ،‬اذ ازدهرت هذه‬ ‫العلوم ورعاها اخللفاء الفاطميون وكان بعضهم مبثابة علماء‪ .‬وقد اهتم‬ ‫الفاطميون برصد النجوم والرياضات والشعر الذي اتخذوه وسيلة من وسائل‬ ‫دعوتهم السياسية‪.‬‬ ‫حق االنسان في العمل‪ :‬ازدهرت التجارة واالعمال الفنية وخلق الفاطميون‬


‫اهمية كبرى ملصر كمركز من مراكز التجارة على املستوى الدولي بعد ان‬ ‫عرفوا اهمية املوقع اجلغرافي ملصر حيث فتح الفاطميون ‪ ...‬بني النيل والبحر‬ ‫االحمر (اخلليج احلاكمي) نسبة الى احلاكم بأمر اهلل‪ ،‬فكانت التجارة حرة وهي‬ ‫للنصارى واملسلمني على حد سواء‪.‬‬ ‫حق االنسان في االمن‪ :‬ساد االمن والعدل ارجاء البالد دون متييز وكانت الدولة‬ ‫الفاطمية التي متتد من اقصى احمليط االطلسي الى الفرات ووصل غناها الى‬ ‫الذروة‪ ،‬تنعم باالمن واالزدهار‪.‬‬ ‫حق االنسان في االستقرار‪ :‬ازدهرت احلركة العمرانية في عهد الفاطميني‬ ‫كما ازدهرت صناعة النسيج مما وفر دخال جيدا لعامة الشعب الذي نعم‬ ‫باالستقرار االقتصادي واالمني معاً‪.‬‬ ‫حق االنسان في امللبس‪ :‬كانت احلكومة الفاطمية تقوم بكسوة موظفيها‬ ‫في الصيف والشتاء وكسوة العامة من الفقراء واحملتاجني‪ ،‬وتقوم بسد حاجات‬ ‫عامة الشعب في املناسبات واالعياد ليشعر الناس بالفرح‪.‬‬ ‫حق االنسان في العالج‪ :‬كانت الدولة تقدم الدواء ملن يطلبه باجملان وتسهر‬ ‫على احوال الناس وال سيما املرضى منهم وتقدم لهم كل وسائل الراحة‬ ‫واالطمئنان‪.‬‬ ‫حق االنسان في املعرفة‪ :‬انشأ احلاكم بأمر اهلل دار احلكمة “ دار العلم” في‬ ‫العام ‪ 395‬هـ وزودها بالكتب من كل نوع من العلوم واآلداب والعقائد‪ ،‬وكان‬ ‫الطالب يتوافدون اليها من شتى االقطار وفيها اكثر من مئتي ألف كتاب‪.‬‬ ‫حق العبادة‪ :‬بلغ عدد املساجد في مصر آنذاك ستة وثالثني ألف مسجد‬ ‫في جميع املدن والقرى‪ ،‬ولكل مسجد يقع في حدود الدولة من الشام الى‬ ‫القيروان نفقات يقدمها اخلليفة من زيت وسجاد ورواتب للقوام والفراشني‬ ‫واملؤذنني‪ .‬واعتاد اخللفاء الفاطميون ان يقيموا في قصورهم الوالئم الفاخرة‬ ‫في االعياد واملناسبات العامة الناس‪ .‬وكان جميع الناس ميارسون شعائرهم‬ ‫الدينية بحرية تامة دون ضغط او إكراه‪.‬‬ ‫تسعى الواليات املتحدة االميركية واسرائيل في بالدنا العربية الى زرع الفنت‬ ‫وخلق الصراعات بني اصحاب االفكار واملذاهب‪ ،‬وال سيما أهل السنة والشيعة‬ ‫بهدف إفقار املنطقة واضعافها وحتويلها الى حالة دائمة من (الفوضى‬ ‫البناءة)‪.‬‬ ‫للتاريخ وتأمل التجارب‬ ‫العودة‬ ‫الى‬ ‫نحتاج‬ ‫الدقيقة‪،‬‬ ‫االوضاع‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫وفي‬ ‫ٍ‬ ‫املضيئة والرائدة التي مت فيها وأد الفنت وبناء جسور الثقة وحتقيق النهضة‬ ‫والرخاء للشعوب‪ .‬وعند العودة للتاريخ تسطع شمس الدولة الفاطمية التي‬ ‫قدمت منوذجا فريدا طيلة ‪ 260‬عاما وابرز ما خرجنا به من فترة حكم الدولة‬

‫الفاطمية هو قدرتها على درء الفتنة بني اهل السنة والشيعة‪ ،‬وكان احلاكم‬ ‫بأمر اهلل هو ابرز حكام هذه الدولة الذين مارسوا التسامح الديني والسياسي‪،‬‬ ‫وحتولت القاهرة الى منارة للثقافة والعلم‪ .‬وهنا نؤكد حاجتنا الى اجلوانب‬ ‫االيجابية من التجربة الفاطمية لبناء هوية عربية توحيدية جديدة وسط‬ ‫نيران الفنت والصراعات والتخلف‪.‬‬ ‫كما نسجل وصمة عار في سجل آل سعود املزورين لتاريخ الدولة الفاطمية‪.‬‬ ‫هذه الدولة التي دافعت عن الوجود االسالمي والعربي وبنت قيم احلرية والعدالة‬ ‫واملساواة‪ ،‬بدل قيم االستعباد واالستعالء واالحلاد الذي تنتهجها الوهابية‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬

‫الخلفاء الفاطميون العشرة‬ ‫التسلسل‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫اسم الخليفة‬ ‫عبيد هللا المهدي‬ ‫القائم بأمر هللا‬ ‫المنصور باهلل‬ ‫المعز لدين هللا‬ ‫العزيز باهلل‬ ‫الحاكم بأمر هللا‬ ‫الظاهر بأمر هللا‬ ‫المستنصر باهلل‬ ‫احمد المستعلي‬ ‫اآلمر بأحكام هللا‬

‫تاريخ‬ ‫الوالدة‬ ‫‪259‬‬ ‫‪279‬‬ ‫‪302‬‬ ‫‪319‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪467‬‬ ‫‪487‬‬

‫سنين‬ ‫الحياة‬ ‫‪63‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪37‬‬

‫تاريخ تسلمه‬ ‫الحكم‬ ‫‪297‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪365‬‬ ‫‪386‬‬ ‫‪411‬‬ ‫‪427‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪495‬‬

‫مدة الحكم‬

‫تاريخ الوفاة‬

‫‪25‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪322‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪365‬‬ ‫‪386‬‬ ‫‪411‬‬ ‫‪427‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪495‬‬ ‫‪524‬‬

‫مركز الحكم‬ ‫المغرب‬ ‫المغرب‬ ‫المغرب‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬ ‫الديار‪-‬المصرية‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪95‬‬


‫منبر اقتصادي ‪ /‬مقابلة‬

‫مشروع «وعد» يبني أكثر من ‪ 200‬مبنى‬

‫ّ‬ ‫جشي ‪ :‬الهم األكبر إنجاز إعمار الضاحية‬ ‫والمشروع مستمر بجهود المخلصين‬ ‫مشروع وعد ليس شركة خاصة بل هو‬ ‫أحد مشاريع جمعية مؤسسة جهاد البناء‬ ‫اإلمنائية إلعادة بناء الضاحية اجلنوبية ملدينة‬ ‫بيروت وميثل املالكني احلقيقيني للوحدات‬ ‫السكنية التي دمرت ويتكفل بإعادة بناء ما‬ ‫تهدم وفقا ً لتكليف قانوني واضح وصريح‪.‬‬ ‫بعد ان وضعت العمليات العسكرية في حرب‬ ‫‪ 2006‬أوزارها مخلفة دمارا ً لم يشهده لبنان منذ‬ ‫قيام دولة االحتالل اإلسرائيلي فكان أكثر همجية‬ ‫وتدميرا ً من حرب اجتياح لبنان عام ‪ .82‬فأطلق‬ ‫حزب اهلل من خالل جمعية «مؤسسة جهاد البناء‬ ‫االمنائية» مشروع «وعد»‪ ،‬إلعادة إعمار ما دمره‬ ‫العدوان في الضاحية اجلنوبية‪ ،‬أفضل مما كان‪..‬‏‬ ‫أثناء القتال وبعده كان التفكير الدائم‬ ‫واالستعداد لالنطالق مجددا ً بإعادة اإلعمار‬ ‫وكانت الندوات واللقاءات من جميع املهتمني‬ ‫في هذا الشأن من نقابة املهندسني إلى جميع‬ ‫املؤسسات واإلدارات الذين أخذوا على عاتقهم‬ ‫ال ّرد على هذه البربرية الصهيونية بإزالة‬ ‫آثار العدوان وإعادة ما تهدم وبأجمل مما كان‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء حرب متوز تبني أن عدد املباني املهدمة‬ ‫كليا ً وجزئيا ً يبلغ ‪ 281‬مبنى في كل من‪ :‬حارة‬ ‫حريك ـ برج البراجنة ـ الشياح ـ احلدث وهناك‬ ‫مبان مازالت قيد الدرس لتحديد أوضاعها‬ ‫أربعة‬ ‫ٍ‬ ‫هدما ً أو ترميماً‪ .‬واملساحة الوسطية للمبنى‬ ‫الواحد ‪ 3950‬مترا ً مربعا ً جلميع الطوابق مبا فيها‬ ‫الطوابق السفلية‪.‬‬ ‫وبذلك يكون مجموع ما يجب إعادة بنائه نحو‬ ‫مليون ومئة ألف متر‪ ،‬وعليه فإن التعويضات من‬ ‫الدولة في حال دفعها كاملة لن تكون كافية‬ ‫إلعادة اإلعمار‪ .‬وسيتحمل مشروع «وعد» الفرق‪،‬‬ ‫علما ً بأن كلفة إدارة املشروع بكل تفاصيلها‬ ‫من مهندسني وإداريني‪ ،‬وخالف ذلك ستكون‬ ‫على حساب جمعية «جهاد البناء» ولن يتحمل‬ ‫أصحاب احلقوق أي مصروفات بهذا اخلصوص‪.‬‬ ‫أما تغطية الفارق بني مستحقات أصحاب احلقوق‬ ‫والكلفة الفعلية فستكون من الهبات والتبرعات‪،‬‬ ‫حيث إن بعضا ً من املؤسسات واجلمعيات اخليرية‬ ‫على امتداد العاملني العربي واإلسالمي عرضت‬ ‫بعض املساعدات العينية لإلعمار‪ .‬ومنها مبادرة‬ ‫صندوق التنمية الكويتي الذي أخذ على عاتقه‬ ‫إعادة بناء ‪ 12‬مبنى في املنطقة املمتدة بني‬ ‫شارع حارة حريك شرقا ً وطريق املطار غربا ً بكلفة‬ ‫قيمتها نحو ‪ 15‬مليون دوالر‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪96‬‬

‫جشي يتحدث لـ «منبر التوحيد»‬ ‫تتوفر في خطط مشروع وعد مواصفات جتعل من‬ ‫املشروع مدينياً‪ ،‬معمارياً‪ ،‬اجتماعيا ً وإنسانياً‪ ،‬فهو‪:‬‬ ‫ مديني‪ :‬إذ يقترح تنفيذ التخطيطات امللحوظة‬‫واملصدقة مبا يسمح باحملافظة على مسارات‬ ‫أمكنة الذاكرة اجلماعية‪ .‬ويسمح في الوقت ذاته‬ ‫بتصنيف الشوارع إلى رئيسة وفرعية وداخلية‪،‬‬ ‫إلى دروب وممرات مشجرة للمشاة‪ .‬كما ميسح‬ ‫الشوارع ويعطي كالً منها طابعا ً خاصا ً بها‪.‬‬ ‫ويسمح بتنظيم السير وتسهيل املرور‪ ،‬ويلحظ‬

‫مواقف مؤقتة للسيارات أمام املتاجر واحملالت‬ ‫والدكاكني‪ ،‬وكذلك مواقف دائمة لسيارات‬ ‫الساكنني‪ .‬ويعزز احليز العام‪ ،‬مكان الذاكرة‬ ‫اجلماعية األكثر صالبة‪ ،‬ومكان تنفس هذا اجلزء‬ ‫من املدينة‪ ،‬ومكان لقاء الناس وتواصلهم‪:‬‬ ‫حتسني املسارات‪ ،‬تعريض األرصفة وتشجيرها‪،‬‬ ‫تنظيم الفسحات والفضالت‪ ،‬التوجيه‬ ‫باستمالك بعض العقارات املالئمة وإقامة‬ ‫احلدائق فيها وحتتها مواقف عامة للسيارات‪.‬‬


‫ مديني معماري‪ :‬إذ يص ّر التنظيم املديني‬‫املقترح على إعادة إنتاج كتل متناغمة مع‬ ‫جاراتها ومع محيطها‪ ،‬منتظمة‪ ،‬بسيطة‬ ‫األشكال‪ ،‬أليفة‪ ،‬هادئة بألوانها ألوان أرضنا‪ ،‬ألوان‬ ‫التراب واحلجر والرمل‪ .‬وينظم عالقتها بالشارع‬ ‫فهي موازنة له‪ ،‬متالصقة‪ ،‬تقف عند حدود‬ ‫التراجع اإللزامي فيها إلى األفقية الداخلية‬ ‫وبوابات الشوارع ظاهرة بوضوح‪ .‬وفي الزوايا‬ ‫مبان‪ ،‬ضيقة املعالم‪ .‬وينتج عبر كل ذلك‬ ‫املهمة‬ ‫ٍ‬ ‫نسيج مبني إجمالي متميز مبدينية واضحة‪.‬‬ ‫ويحسن عالقة املباني بالناس املارة وبالساكنني‪.‬‬ ‫ـ اجتماعي إنساني‪ :‬إذ إن تصميم املباني إلعادة‬ ‫بنائها في مساحاتها الطابقية‪ ،‬وفي الوظائف‬ ‫التي توزعت على مختلف الطوابق‪ ،‬إمنا يتم‬ ‫مبشاركة مباشرة من الناس أصحاب احلقوق‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬بالغت أجهزة الدولة في تضخيم‬ ‫حجم اخلسائر‪“ ‬املباشرة وغير املباشرة” لهدفني‬ ‫أساسيني‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬استجالب أكبر قدر ممكن من األموال‬ ‫اخلارجية حيث يوضع قسم منها في اصالح‬ ‫بعض ما ته َّدم‪ ،‬والباقي لترميم جيوب النافذين‬ ‫واملسؤولني‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الضغط على املقاومة لناحية تسليم‬ ‫سالحها وتفكيك بنيتها وتهميشها‪ ،‬في أحيان‬ ‫كثيرة‪ ،‬على غرار ما حدث في خطاب رئيس‬

‫احلكومة فؤاد السنيورة ‪ -‬في ‪ 11‬متوز ‪ -2007‬حيث‬ ‫تطرق الى التحديات التي يواجهها لبنان دون‬ ‫التطرق الى دور املقاومة في الدفاع عن الوطن‬ ‫ونقلها املشكلة الى الداخل «اإلسرائيلي»‪ .‬هذه‬ ‫املقاومة رفعت رأس لبنان عاليا ً ومعه العرب‬ ‫جميعا ً بعد إذالالت ونكسات متكررة‪ ،‬وخيانات‬ ‫معروفة‪ ،‬وتنازالت ليس أقل ما يقال فيها اال أنها‬ ‫«انبطاح» يكرس تاريخا ً من التعامل والتخاذل بني‬

‫أنظمة تقهر شعوبها وتساوم على حقوقهم‪.‬‬ ‫قدرت الدولة األضرار بحوالى ‪ 15‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫في حني رأى العديد من اخلبراء االقتصاديني أنها‬ ‫ال تزيد على ‪ 4‬مليارات دوالر‪ .‬في التقديرات التي‬ ‫نشرت بعد احلرب‪ ،‬تبينَّ ان أضرار البنى التحتية‬ ‫(طرقات‪ ،‬شبكات مياه‪ ،‬مطارات‪ ،‬قطاع الكهرباء‪...‬‬ ‫الخ) بلغت حوالى ‪ 1.362‬مليار دوالر‪ ،‬أما أضرار‬ ‫املساكن واملؤسسات التجارية في األقضية‬

‫مشاريع االبنية التي تقوم بها شركة «وعد»‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪97‬‬


‫منبر اقتصادي ‪ /‬مقابلة‬ ‫املتضررة فقد بلغت حوالى ‪ 1.454‬مليار دوالر‪ ،‬أما‬ ‫أضرار املؤسسات الصناعية فبلغت ‪ 190‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬ومحطات الوقود ‪ 10‬ماليني دوالر‪ ،‬واملنشآت‬ ‫العسكرية ‪ 16‬مليون دوالر‪ ،‬أي ما مجموعه ‪3.032‬‬ ‫مليار دوالر فقط ال غير‪.‬‬ ‫وكما العادة‪ ،‬سدت مؤسسة «جهاد البناء»‬ ‫التابعة حلزب اهلل تقصير الدولة حملة «وعد» إلعادة‬ ‫إعمار ما تهدم في الضاحية اجلنوبية ‪ -‬حتديداً‪ -‬وعلى‬ ‫أعلى مستوى جلهة البناء‪ ،‬أو املساحات اخلضراء‪ ،‬أو‬ ‫مواقف السيارات‪ .‬هذا املشروع هو جزء من خطة‬ ‫اجلمعية اإلمنائية والتي أطلقت عددا ً من املشاريع‬ ‫مثل بناء اجلسور واملدارس واملستشفيات وغيرها‬ ‫من املرافق العامة احليوية التي طالها العدوان‪.‬‬ ‫ويقوم املشروع على دفع األموال للمشردين الذين‬ ‫دمرت بيوتهم إليوائهم‪ ،‬باإلضافة الى اخلطة‬ ‫اإلعمارية واإلمنائية واإلنشائية‪.‬‬

‫مبادئ اإلعمار‬ ‫وأوصى الفريق الراغبني في إعادة إعمار حارة‬ ‫حريك بضرورة العمل من خالل مبادئ سبعة‬ ‫تبلورت الرؤية إليها ضمن سياق تخطيط‬ ‫متشارك‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬تأمني أسرع إعادة توزيع ممكنة للنازحني‬ ‫ضمن احل ّيز اجلغرافي إلقامتهم وذلك للحفاظ‬ ‫على النسيج االجتماعي الذي كان قائما ً في‬ ‫املنطقة قبل احلرب‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬حتسني نوعية الفسحات العامة‪ ،‬ويجب‬ ‫االعتراف باألمكنة العامة كحق للجماعة‬ ‫ملحة في محيط يسكنه ذوو الدخل‬ ‫وكحاجة ّ‬ ‫املنخفض‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬املوازنة بني حركة سير املركبات وحاجة‬ ‫املشاة‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬توفير إمكانية احلصول على اإلضاءة‬ ‫الكافية والتهوية الطبيعية في وحدات السكن‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬توفير مساحة كافية ملواقف سيارات‬ ‫تابعة للقطاع اخلاص من خالل ترتيب خيارات‬ ‫الركن في األحياء السكنية والتجارية‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬جعل إعادة االعمار جهدا ً تعاونيا ً بني‬ ‫القطاع العام الذي ميتلك دورا ً مدعما ً للح ّيز‬ ‫العام‪ ،‬وبني السكان والعاملني الذين يجب أن‬ ‫يتولوا مهام إعادة إعمار األبنية اخلاصة‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬االعتماد على مقاربات بسيطة‬ ‫وسهلة االستخدام في التخطيط‪ ،‬فتكون‬ ‫املنجزة أو اخملططات املؤسساتية التي‬ ‫املشاريع‬ ‫َ‬ ‫ُوضعت‪ ،‬في مكانها‪ ،‬وهي حتُ ّدد حيث أمكن‪،‬‬ ‫دائرة التدخالت ومداها‪ ،‬لتصبح ذات حجم ميكن‬ ‫بسهولة للجماعة املقيمة أن تتعامل معه‪.‬‬

‫وحلول ملشكلة السير‬ ‫‪ ‬كما اقترحت املبادرة حلوال ً ملشكلة السير‪،‬‬ ‫حيث ميكن «تقليص حركة مرور الشاحنات الكبيرة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪98‬‬

‫مشروع «وعد» مستمر‬ ‫احلجم واآلليات في الشوارع السكانية الض ّيقة‪،‬‬ ‫وأيضا ً خلق شبكة مساحات مفتوحة وخضراء‬ ‫تتك ّون من محور مركزي أخضر (شارع الشورى)‬ ‫وبلوك مؤسساتي في املنطقة (يتك ّون من كنيسة‬ ‫القديس يوسف وجامع احلسنني)‪ ،‬وتتصل بعدد‬ ‫من مساحات املنطقة املقترحة واخملصصة كليا ً أو‬ ‫جزئيا ً للمشاة‪ .‬وإلجناز ذلك‪ ،‬سيكون ضروريا ً تأمني‬ ‫طابق سفلي يكون مخصصا ً لركن السيارات‬ ‫بحيث يغطي حاجة السكان احملليني بينما تكون‬ ‫مواقف السيارات على مستوى الشارع مخصصة‬ ‫للسكان من ذوي احلاجات اخلاصة أو للسيارات‬ ‫الوافدة في زيارات محدودة األمد‪ ، ...‬وميكن التوصل‬ ‫الى تطبيق ذلك من خالل‪:‬‬ ‫أ‪ .‬توجيه السير العابر للمنطقة كله في اجتاه‬ ‫الشرايني الرئيسة األربعة (طريقان اثنان‪ ،‬يحوي كل‬ ‫منهما ّ‬ ‫خط ْي سير اثنني) التي حتيط باملنطقة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اعتماد معايير مالئمة في إدارة حركة السير‬ ‫والتجمعات السكنية في‬ ‫على مستوى املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫ضاحية بيروت اجلنوبية وخاصة بولفار الشياح‬ ‫الرئيسي‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬تبديل أمناط السير‪ :‬حتويل طريقي الشمال‪/‬‬ ‫اجلنوب الرئيسيتني إلى طرق باجتاه واحد من أجل‬ ‫تسهيل تدفق السير اآلتي إلى املنطقة وتوجيهه‪.‬‬ ‫د‪ .‬حتسني أماكن سير املشاة من أجل تشجيع‬ ‫الرحالت التجولية داخل احملور املركزي األخضر في‬ ‫شارع الشورى‪.‬‬ ‫طريقة العمل‪:‬‬ ‫‪ ‬هناك سياسات عامة يتقيد بها منفذو‬ ‫املشروع وهي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬السرعة القصوى في إجناز املشروع‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اعتماد مبدأ رعاية السالمة العامة‪.‬‬ ‫د‪ .‬االلتزام الكامل باجلوانب القانونية‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬إعتماد مبدأ التكامل مع البلديات واجلهات‬ ‫الرسمية‪.‬‬ ‫و‪ .‬احملافظة على املصالح التجارية ألصحاب‬ ‫املؤسسات‪.‬‬

‫ز‪ .‬االبتعاد عن الروتني اإلداري والتعقيدات‪،‬‬ ‫وإدارة املشروع بشكل محكم وشفاف وواضح‪،‬‬ ‫واستخدام نظم املعلوماتية‪ ،‬كذلك اختيار الكادر‬ ‫الكفؤ واألمني وصاحب السمعة الطيبة‪.‬‬ ‫‪ ‬انطالقا ً مما سبق‪ ،‬يقوم املشروع على تلزمي‬ ‫اإلنشاءات بناء على مناقصات تؤمن قدرا ً كبيرا ً‬ ‫من الشفافية وتوفير في األموال‪ .‬من هنا‪ ،‬لزِّم‬ ‫املشروع لشركات عدة ضمن شروط عديدة أبرزها‬ ‫أن ال يقل رأسمالها عن ‪ 50‬مليون دوالر‪ ،‬وإشادة‬ ‫األبنية على أحدث املواصفات الدولية املعتمدة‬ ‫في هذا اجملال‪ .‬كما أكد القائمون باملشروع على‬ ‫عدم وجود احتكار ملواد البناء بغية رفع أسعارها‬ ‫واملتاجرة بها والتحكم باألسعار‪.‬‬ ‫فوائد املشروع‪ :‬‬ ‫‪ ‬سيعاد بناء حوالى ‪ 200‬مبنى تضرر في احلرب‪،‬‬ ‫كما أنه سيساهم في توفير فرص عمل كبيرة‪،‬‬ ‫والتقديرات تشير الى حاجة املشروع حلوالى ‪20‬‬ ‫ألف عامل‪ ،‬األمر الذي سيساهم في خلق دورة‬ ‫اقتصادية واجتماعية في زمن الركود االقتصادي‬ ‫احلاصل اليوم‪ ،‬وارتفاع نسبة خطر الفقر الى‬ ‫مستوى أعلى مما كان عليه عاما ً بعد عام‪.‬‬ ‫مدة العمل وكلفة املشروع‪:‬‬ ‫‪ ‬تشير التقديرات الى ان انتهاء املشروع‬ ‫سيستغرق حوالى الـ ‪ 20‬شهراً‪ ،‬خاصة وان احتاد‬ ‫بلديات الضاحية سيشارك في اعادة اعمار البنى‬ ‫التحتية من ماء وكهرباء‪ .‬أما كلفة املشروع‬ ‫اإلجمالية فهي تقدر بـ ‪ 600‬مليون دوالر‪ ،‬موزعة‬ ‫على كلفة تشييد األبنية (‪ 350‬مليون دوالر)‪ ،‬والبنى‬ ‫التحتية (‪ 150‬مليون دوالر)‪ ،‬وكلفة استمالكات‬ ‫مواقف السيارات واحلدائق (‪ 100‬مليون دوالر)‬ ‫‪ ‬في املقابل‪ ،‬توجد بعض العقبات الروتينية‬ ‫من قبل الدولة «املقصودة وغير املقصودة»‬ ‫واملتعلقة بالرخص‪ ،‬حيث من املتوقع ان تأخذ وقتا ً‬ ‫طويالً كونها حتتاج «بحسب املصادر الى خطوات‬ ‫حكومية لتسريع اعادة االعمار‪ .‬ويتضمن ذلك‬


‫ابنية قيد االجناز‬ ‫التشريعات واخملطط العام واقرار التعويضات»‬ ‫وإصدار املراسيم التنفيذية الالزمة‪.‬‬ ‫اهداف املشروع‪:‬‬ ‫ــ إعادة الناس وبدون استثناء الى منازلهم‬ ‫واعمالهم بالسرعة القصوى املمكنة ‪.‬‬ ‫ــ إعادة بناء االمكنة‪( ،‬جديدة‪ ،‬بسيطة‪،‬‬ ‫محسنة) مع احلفاظ على ما مييزها في ذاكرة‬ ‫الناس‪ ،‬ومع اعادة الروح اليها‪.‬‬ ‫ــ إعادة النسيج االجتماعي‪ ،‬في االماكن‬ ‫التي اعيد إعمارها الى ما كان عليه قبل احلرب‬ ‫التدميرية‪ ,‬مبا يسمح له بالتفاعل السريع‪ ،‬مع‬ ‫النسيج االجتماعي الذي يضج باحلياة‪ ،‬والذي بقي‬ ‫في املناطق املالصقة ولم يغادرها‪ ،‬او عاد اليها‬ ‫بعد انقطاع قصير فور توقف االعمال احلربية‪.‬‬ ‫ــ إعطاء املقاومة‪ ،‬بعدا ً رمزيا ً وعاطفيا ً مضافاً‪،‬‬ ‫هو االصرار على املواجهة والتصدي والتثبيت‬ ‫باألمكنة‪ ،‬وااللتصاق بها‪ ،‬واإلصرار على العيش‬ ‫فيها رغم احلروب العدوانية املتكررة‪.‬‬ ‫إن إجناز املعاجلة األولية لهذا امللف بهذه‬ ‫السرعة القياسية أزعج العدو وسر الصديق‬ ‫وعزز التالحم بني املقاومة وأهلها‪ ،‬حيث جتاوز عدد‬ ‫األبنية (قيد اإلنشاء) ‪ 199‬مبنى منها بناية كزما‬ ‫املبنى األول الذي سلم عام ‪.2007‬‬

‫ّ‬ ‫جشي‬ ‫وكان جمللة «منبر التوحيد» فرصة للقاء مبدير‬ ‫ّ‬ ‫جشي الذي‬ ‫مشروع «وعد» املهندس حسن‬

‫أطلعنا على اهداف املشروع وآخر اجنازاته‪ ،‬حيث‬ ‫كان معه هذا احلوار‪:‬‬ ‫ما هو واقع هذا املشروع بعد مضي عامني‬ ‫على العدوان؟‬ ‫املشروع يعمل بوتيرة عالية جدا ً ومت تلزمي‬ ‫معظم املباني‪ ،‬حيث اننا معنيون بإعادة اعمار‬ ‫‪ 225‬مبنى ومساعدة مبان اخرى نتيجة الفروقات‬ ‫بني التعويضات والكلفة احلقيقية‪ .‬وعليه ما يتم‬ ‫التعامل معه لغاية اآلن ‪ 230‬مبنى منها ما مت‬ ‫استكمال اعمال الباطون ومنها ما هو قيد االجناز‪،‬‬ ‫إضافة الى املباني التي نعمل على تدعيم محيطها‪،‬‬ ‫وخالل االشهر القادمة سنبدأ بتسليم االهالي‬ ‫بشكل تدريجي وملدة سنة ونصف‪ ،‬ان شاء اهلل‪.‬‬ ‫الى ماذا يهدف مشروع وعد؟‬ ‫هدف املشروع انساني وهو اعادة الناس الى‬ ‫بيوتهم وجيرانهم وذاكرتهم‪.‬‬ ‫من يساهم في دفع األموال إلمتام هذا‬ ‫املشروع؟‬ ‫تساهم الدول املانحة مبوارد مالية عبر الدولة‬ ‫اللبنانية ووزارة وصندوق املهجرين واجلمعيات‬ ‫االهلية في الدول العربية واالسالمية تساهم مبوارد‬ ‫مادية وعينية مباشرة عبر مؤسسة جهاد البناء‪.‬‬ ‫ما هي حصيلة ما دفعته احلكومة من‬ ‫القروض اخلارجية؟‬ ‫ال علم لنا بقروض خارجية لإلعمار بل توجد‬ ‫هبات من دول مانحة‪.‬‬ ‫ما هو حجم الهبات واملساعدات املقدمة‬ ‫الى املشروع؟‬

‫الهبات غير محددة‪ ،‬ألننا في تواصل مستمر‬ ‫مع اجلهات الواهبة‪.‬‬ ‫هناك الكثير من املتضررين لم يتم دفع‬ ‫التعويضات لهم‪،‬‬ ‫كيف يؤثر ذلك على مشروعكم؟‬ ‫ان عدم االسراع في دفع التعويضات هو احد‬ ‫املشاكل االساسية التي اعترضت اجلدول الزمني‬ ‫للمشروع اال ان املشروع بجهود اخمللصني مستمر‬ ‫في تنفيذ عملية االعمار‪.‬‬ ‫هناك منازل غير قانونية في الضاحية‪ ،‬كيف‬ ‫يتم التعامل معها؟‬ ‫لقد أنشأ في مشروع وعد قسم الشؤون‬ ‫القانونية ملتابعة وحل املشاكل بالطريقة القانونية‬ ‫اال انه تبني لنا ان املشاكل القانونية ال تتجاوز نسبة‬ ‫‪ %2‬وهي نسبة طبيعية كما في املناطق اللبنانية‬ ‫وعملنا على حلها وتسويتها وذلك وفقا ً لتوصية‬ ‫سماحة االمني العام بهذا اخلصوص‪.‬‬ ‫هل هناك ماكينة سياسية تعمل خلف‬ ‫«وعد»؟‬ ‫ان مشروع وعد هو مشروع من مشاريع جمعية‬ ‫مؤسسة جهاد البناء االمنائية وليس هناك اية‬ ‫ماكينة سياسية خلفه‪ .‬اما الدعم السياسي‪،‬‬ ‫نعم هو موجود ويسهل الكثير من االمور‪.‬‬ ‫ما هي مشاريعكم املستقبلية؟‬ ‫حتى اآلن ال يوجد هناك اي مشاريع مستقبلية‪،‬‬ ‫والهم االول واالخير إجناز اعمار الضاحية‪ ،‬وحتى‬ ‫ذلك احلني لكل حادث حديث‪.‬‬

‫اعداد وحوار مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪99‬‬


‫منبر اقتصادي ‪ /‬حتقيق‬ ‫قطاع العقارات في لبنان رؤية وآفاق‬

‫رئيس جمعية منشئي وتجار االبنية في لبنان ايلي صوما ‪:‬‬ ‫لبنان لم يستفد من االستثمارات كما يجب قياساً الى دول المنطقة‬

‫ابنية واسعار مرتفعة‬ ‫لبنان لم يستفد من االستثمارات كما يجب‬ ‫واسعار العقارات متدنية قياسا الى دول املنطقة‬ ‫يحتل العقار منذ مدة بعيدة املرتبة االولى في‬ ‫صلب االستثمارات والتوظيفات العاملية‪ ،‬ويعتبر‬ ‫االقوى في امتصاص التضخم واالساس املنيع‬ ‫في مواجهة االخطار التي حتدق في عدم استقرار‬ ‫املوازين التجارية كونه يشمل مجاالت هامة عدة‬ ‫تتعلق بـ‪:‬‬ ‫_ ادارة االمالك العقارية‪.‬‬ ‫_ التطوير العقاري‪ ،‬شراء وجتزئة االراضي‪.‬‬ ‫_ االستثمار العقاري‪.‬‬ ‫وهذه اجملاالت املتخصصة في القطاع العقاري‬ ‫حترك اكثر من ‪ 100‬صناعة في قطاعات انتاجية‬ ‫اخرى‪ ،‬تبدأ من االستشارات الهندسية واملالية‬ ‫والقانونية على انواعها‪ ،‬الى صناعة البناء باختالف‬ ‫عناصرها‪ ،‬من شركات مواد البناء‪ ،‬واملتعهدين‬ ‫الذين يشتركون جميعهم في صناعة البناء‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬

‫لذلك فان القطاع العقاري يعتبر من اكبر‬ ‫القطاعات الصناعية في العالم‪ ،‬واحمل ّرك الفعلي‬ ‫لالقتصاد احمللي والوطني لكثير من البلدان‪،‬‬ ‫وتخفيف نسبة البطالة للقوى العاملة في‬ ‫مختلف الصناعات االخرى‪.‬‬

‫واقع القطاع العقاري في لبنان‬ ‫فما هو واقع هذا القطاع في لبنان بعد االحداث‬ ‫والتغيرات االمنية والسياسية التي عصفت في‬ ‫البالد بعد مسلسل االغتياالت وحرب متوز ‪2006‬‬ ‫وغيرها من االمور املتعلقة بهذا القطاع‪ ،‬التي‬ ‫كانت محور احلديث الذي دار مع رئيس جمعية‬ ‫منشئي وجتار االبنية في لبنان املهندس ايلي صوما‬ ‫والذي ّ‬ ‫اكد من خالله على ان العقار اللبناني شهد‬ ‫العديد من املتقلبات بسبب الظروف السياسية‬ ‫واالقتصادية التي أملّت بدول املنطقة عامة وبلبنان‬

‫خاصة عازيا ارتفاع اسعار الشقق واالبنية الى‬ ‫اسباب عدة اهمها‪:‬‬ ‫الفورة النفطية التي شهدتها دول اخلليج والتي‬ ‫دفعت املستثمرين العرب الى االستثمار في الدول‬ ‫العربية اذ بالرغم من نشاطه يشهد تراجعا نسبيا‬ ‫مقارنة مع االنتعاش الذي شهدته الدول احمليطة‬ ‫كسوريا ومصر واالردن وحتى تونس‪ ،‬ويضيف صوما‬ ‫على سبيل املثال ان سعر العقار في سوريا ارتفع‬ ‫‪ 6‬مرات اكثر مما كان عليه‪ ،‬و‪ 9‬مرات في االردن في‬ ‫الوقت الذي ارتفعت فيه االسعار في لبنان من‬ ‫بداية العام ‪ 2007‬مبعدل مرة واحدة‪ ،‬خصوصا في‬ ‫بيروت ‪ 3‬آالف دوالر في سعر املتر املربع في احلمرا‪،‬‬ ‫و‪ 5‬آالف دوالر في املتر املربع في النورماندي بعدما‬ ‫كان ‪ 3‬آالف في العام ‪ ،2005‬و‪ %25‬في املربع الذهبي‬ ‫لالشرفية وقلبها النابض “فرن احلايك”‪ ،‬اي ما‬ ‫نسبته ‪ %20‬في بيروت و‪ %10‬في املناطق‪.‬‬ ‫وتضاف اليها عوامل اخرى منها‪:‬‬


‫اوال‪ :‬ندرة االراضي في مدينة بيروت مما يستلزم‬ ‫احيانا هدم بناء قدمي لتشييد آخر مكانه‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬انخفاض الفوائد على الدوالرعامليا‬ ‫ومحاولة الهروب من الفوائد املتدنية مما جعل‬ ‫اللبنانيني يلجأون الى شراء العقارات‪.‬‬ ‫اما العامل االهم فهو االرتفاع اجلنوني السعار‬ ‫النفط مما اثر على الدورة االقتصادية ومن ضمنها‬ ‫قطاع البناء‪ ،‬وبشكل ايجابي من خالل انتقال عدد‬ ‫كبير من اليد العاملة اللبنانية من الكوادر املهنية‬ ‫واصحاب االختصاص الى الدول العربية مثل قطر‪،‬‬ ‫حيث يتقاضون رواتب مرتفعة مقارنة مع الرواتب‬ ‫التي كانوا يتقاضونها في لبنان مما دفعهم الى‬ ‫شراء الشقق واالراضي‪ ،‬وباسعار مرتفعة نظرا‬ ‫للمداخيل املرتفعة التي يتقاضونها‪.‬‬ ‫وهذا ما اشارت اليه االحصاءات العامة املسجلة‬ ‫في العام ‪ 2007‬في دائرة شؤون املعامالت مقارنة‬ ‫مع تلك املسجلة في العام ‪ 2006‬فيما يتعلق‬ ‫بقطاع البناء‪:‬‬ ‫ارتفاع مجموع املساحات للبناء السكني اجلديد‬ ‫بنسبة ‪ %8‬للعام ‪ 2007‬عن نتائج العام ‪.2006‬‬ ‫تدني مجموع املساحات للبناء التجاري اجلديد‬ ‫بنسبة ‪ %2.1‬عن نتائج العام ‪2007‬‬ ‫تراجع مساحات ابنية القطاعات االخرى‬ ‫كاخلدمات العامة واالقتصادية والسياحية بنسبة‬ ‫تتراوح بني ‪ %1‬و‪.%2‬‬ ‫ومبا يتعلق بالبناء السكني بشكل خاص فقد‬ ‫اشارت االحصاءات الى ما يلي‪:‬‬ ‫تسجيل معامالت االسكان ملا مجموعه ‪11005‬‬ ‫وحدات سكنية اصبحت جاهزة لالشغال او‬ ‫مسكونة‪.‬‬ ‫طلب تسجيل معامالت البنية سكنية جديدة‬

‫ايلي صوما يتحدث ملنبر التوحيد‬ ‫تشمل ‪ 18510‬وحدة سكنية من ضمنها ‪725‬‬ ‫ّ‬ ‫تخطت ‪ 300‬م‪.‬م بحيث‬ ‫فيال و‪ 1673‬شقة مبساحة‬ ‫ّ‬ ‫شكلت هذه اجملموعة ‪ %13‬من اعداد الشقق‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫ارتفاع نسبة البناء السكني الفخم في مدينة‬ ‫بيروت‪ ،‬بحيث شكلت هذه النوعية من البناء‬ ‫نسبة ‪ %50‬من مجموع االبنية السكنية املسجلة‬ ‫في بيروت‪.‬‬ ‫ارتفاع نوعية البناء العادي واملتوسط في‬ ‫محافظات البقاع واجلنوب والنبطية‪.‬‬ ‫ارتفاع نوعية البناء ذي املواصفات اجليدة في‬ ‫محافظة جبل لبنان‪.‬‬ ‫وباملقارنة مع العام ‪ 2006‬يتبينّ ارتفاع عدد‬ ‫الشقق السكنية املطلوبة للبناء بنسبة ‪%10‬‬ ‫بشكل عام (جداول ‪ 1-1‬و‪ 1-2‬و‪.) 1-3‬‬

‫االستثمار العربي‬ ‫ويشكل االستثمار اخلليجي نسبة ‪ %40‬من‬ ‫االستثمار العقاري العام اي ما يوازي ‪ 3.5‬مليارات‬ ‫دوالر اميركي‪ ،‬وبذلك تأتي نسبة استثمار اخلليجيني‬ ‫باملرتبة الثانية بعد استثمارات ابناء البلد املقيمني‬ ‫واملغتربني‪.‬‬ ‫وقد كشفت مصادر عقارية ان مستثمرين‬ ‫خليجيني وحتديدا من االمارات والكويت‪ ،‬اشتروا‬ ‫اراضي في لبنان مبساحات وصلت الى اكثر من‬ ‫‪ 200‬الف متر مربع بهدف اقامة مشروعات آجلة او‬ ‫االستفادة من حتسن اسعارها مستقبلياً‪.‬‬ ‫ففي اطار دور املستثمرين العرب وموقعهم في‬ ‫تفعيل هذا النشاط العقاري‪ ،‬يقول صوما‪ :‬في‬ ‫املاضي كانت مساهمة املستثمرين العرب في‬ ‫تفعيل قطاع العقار تشكل ‪ %80‬من اللبنانيني‪،‬‬ ‫خصوصا املغتربني منهم ما نسبته ‪ ، %20‬اما‬ ‫اليوم فقد انقلبت هذه املعادلة بشكل معاكس‪،‬‬ ‫خصوصا بالنسبة الى اللبنانيني الذين يعملون‬

‫في الدول العربية او االفريقية مما اراحنا كقطاع‬ ‫بناء بانتقال امللكية الى اللبنانيني‪ ،‬اما نسبة‬ ‫الـ ‪ %20‬املتبقية بالنسبة الى متلك العرب وفي‬ ‫ظل هذه االجواء املتأزمة فنحن نعتبرها ايضا‬ ‫ظاهرة ايجابية‪ ،‬خصوصا ان لبنان يعتبر االرخص‬ ‫عقاريا مقارنة مع دول املنطقة التي استفادت‬ ‫من الفورة النفطية في الوقت الذي حدت فيه‬ ‫االزمات السياسية واالمنية من استفادة لبنان‬ ‫منها‪ .‬وكل ذلك بسبب القوانني واالنظمة احلديثة‬ ‫التي اصدرتها احلكومة في العام ‪ 2001‬والتي‬ ‫تسهل ليس فقط للمستثمرين اللبنانيني بل‬ ‫ايضا للعرب امتالك العقارات وتغريهم بعوامل‬ ‫عدة منها سرعة التنفيذ وتخفيض الضرائب مما‬ ‫ادى ببعض الشركات العربية الى دراسة الدخول‬ ‫للسوق العقاري وتوظيف رساميل كبيرة‪( .‬راجع‬ ‫جدول ‪ -2-‬النشاط العقاري اخلليجي في لبنان) ‪.‬‬ ‫وذلك يعود الى استمرار الطلب من قبل املواطن‬ ‫اخلليجي او العربي على الشقق السكنية املميزة‬ ‫والنوعية الفاخرة‪ ،‬وشراء االراضي لبناء املساكن‬ ‫اخلاصة والفلل في مناطق االصطياف كوسيلة‬ ‫الستثمار فائض االموال‪ ،‬حيث تبينّ تسجيل ‪80‬‬ ‫معاملة بناء جديد في عقارات تعود ملكيتها‬ ‫جلاليات أجنبية بشكل عام وخليجية بشكل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫وفي تقرير أعدته شركة العقارية “كونتوار‬ ‫األمانة” احتل استثمار اخلليجيني املرتبة الثانية‬ ‫بعد استثمارات أبناء البلد املقيمني واملغتربني‬ ‫وبلغت نسب استثمارهم نحو ‪ %40‬من االستثمار‬ ‫العقاري العام أي ما يعادل ‪ 3.5‬مليارات دوالر‬ ‫أميركي‪ ،‬موزعة بني الكويت التي احتلت املرتبة‬ ‫األولى في االستثمارات‪ ،‬واإلمارات والسعودية‬ ‫وقطر على الشكل التالي‪( :‬جدول املستثمرين‬ ‫العرب)‬ ‫اضافة الى موقع لبنان االستراتيجي وانفراده‬ ‫بساحله ومناخه وطبيعته اخلالبة‪ ،‬كل هذه‬ ‫امليزات جعلت من لبنان محطة استراتيجية بني‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪101‬‬


‫منبر اقتصادي ‪ /‬حتقيق‬ ‫مقارنة بين ‪ 2006‬و‪ 2007‬في نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس‬

‫‪9000000‬‬ ‫‪8000000‬‬ ‫‪7000000‬‬ ‫‪6000000‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪5000000‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪4000000‬‬ ‫‪3000000‬‬ ‫‪2000000‬‬ ‫‪1000000‬‬ ‫نقابة طرابلس‬ ‫ﺱﻝﺏﺍﺭﻁ ﺓﺏﺍﻕﻥ‬

‫الشرق والغرب ومركز اهتمام للمستثمرين العرب‬ ‫واالجانب‪.‬‬

‫غالء مواد البناء‬ ‫وحول ارتفاع اسعار مواد البناء وتأثيره على قطاع‬ ‫العقارات ّ‬ ‫اكد صوما على ارتفاع اسعار مواد البناء‬ ‫بشكل الفت خالل العامني األخيرين‪ ،‬حيث ارتفع‬ ‫سعر طن احلديد مبعدل ‪ 4‬مرات (‪ 1200‬دوالر) ومادة‬ ‫الترابة ايضا‪ ،‬خصوصا بعد احتكار احدى الشركات‬ ‫الهندية الكبرى ملصانع احلديد بهدف االكتفاء‬ ‫الذاتي مما جعلها تتحكم باالسعار العاملية‪.‬‬ ‫وفي ذلك لفت صوما الى ان غالبية مواد البناء‬ ‫يتم استيرادها من اوروبا (فرنسا – املانيا ‪ -‬ايطاليا)‬ ‫مما جعلها تتأثر صعودا ً مع ارتفاع سعر صرف اليورو‬ ‫الذي يسجل ارقاما قياسية‪.‬‬

‫االغتراب اللبناني‬ ‫وفي حديثنا عن دور مستثمري االغتراب اللبناني‬ ‫في القطاع العقاري وكيف يتم ح ّثهم على توظيف‬ ‫اموالهم في ارض املنشأ واخلطوات الواجب اتخاذها‬ ‫حلماية حق املواطن اللبناني بالتم ّلك في ارضه‪،‬‬ ‫قال صوما‪ :‬نحن كجمعية منشئي وجتاراألبنية في‬ ‫لبنان نقوم دائما ً بجوالت الى دول االغتراب‪ ،‬ومن‬ ‫بينها اوستراليا‪ ،‬حيث نعقد اجتماعات ولقاءات‬ ‫ومحاضرات مع اجلالية اللبنانية لوضعها ضمن‬ ‫الصورة احلقيقية لالوضاع االقتصادية في لبنان‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪102‬‬

‫نقابة بيروت‬ ‫ﺕﻭﺭﻱﺏ ﺓﺏﺍﻕﻥ‬

‫خاصة في ما يتعلق بالقوانني التي اصدرتها‬ ‫احلكومة مؤخرا ً لتشجيع فرص االستثمار في‬ ‫لبنان واإلجنازات الكبرى التي قامت بها على صعيد‬ ‫البنية التحتية وتسهيل التواصل بني املناطق عبر‬ ‫ربطها بواسطة االوتوسترادات مما انعكس انتعاشا ً‬ ‫للمناطق فتحسنت اسعار االراضي واملساكن فيها‪،‬‬ ‫اضافة الى حتديث القوانني لتشجيع املغتربني على‬ ‫العودة‪ ،‬واستثمار اموالهم في جميع القطاعات‬ ‫االنتاجية‪ ،‬ومن هذه القوانني تسهيل نقل معامالت‬ ‫امللكية دون تواجد املغترب‪ ،‬مالك االرض اجلديد‪ ،‬اذ‬ ‫اصبح من املمكن نقلها الى اسم احد اقاربه او‬ ‫سائقه او غيره‪ ،‬وقد بلغ عدد معامالت نقل امللكية‬ ‫املسجلة ‪ 154‬الف عملية في العام ‪ 2007‬مقارنة‬ ‫مع ‪ 122‬الف عملية في العام ‪.2006‬‬ ‫اضافة الى انه في بادئ االمر لم تكن هناك‬ ‫تسهيالت تعطى للمواطن اللبناني بهدف‬ ‫التم ّلك‪ ،‬وكان االمر مقتصرا ً على مصرف‬ ‫االسكان الذي كان يقدم ما يقارب االلف شقة في‬ ‫السنة معتمدا ً على التمويل عبر هبات او قروض‬ ‫عربية ودولية من خالل فوائد مدعومة‪ ،‬من هنا‬ ‫كجمعية جتار االبنية قدمنا اقتراحات للحكومة‬ ‫وحلاكم مصرف لبنان حول كيفية تأمني االموال‬ ‫الالزمة كي نتمكن من تقدمي تسليفات بفوائد‬ ‫متدنية واالستفادة من القروض السكنية ومن‬ ‫هذه االقتراحات “االحتياط اإللزامي” الذي تضعه‬ ‫املصارف في مصرف لبنان والذي ميكن االستفادة‬ ‫منه‪ ،‬وبالفعل لقد متّ األخذ بهذا االقتراح مما اوجد‬ ‫بروتوكوال مشتركا ما بني املصارف واملؤسسة‬ ‫العامة لالسكان ومصرف االسكان ّ‬ ‫مكن من‬

‫‪0‬‬

‫توزيع القروض على املواطنني بفوائد مدعومة‬ ‫( نحو ‪ 700‬قرض من ضمنها قروض املؤسسة‬ ‫العسكرية لالسكان) ونحن حاليا ً بصدد السعي‬ ‫ّ‬ ‫يتمكن املواطن من‬ ‫لرفع سقف القروض كي‬ ‫التم ّلك نظرا ً لالرتفاع القياسي ألسعار الشقق‬ ‫آملني ان تتضاعف املبالغ الالزمة‪.‬‬ ‫وفي هذا االطار اشار صوما الى اخلالف‬ ‫بني اجلمعية ووزارة املالية حول رسم القيمة‬ ‫املضافة على منشئي االبنية والتي يتم دفعها‬ ‫فقط على املواد االولية عند البيع واالعفاء منها‬ ‫بعد استكمال البناء على اعتبار ان املنشئ هو‬ ‫املستهلك االخير ليتفاجؤوا فيما بعد مبئات‬ ‫الرسائل من قبل الدائرة املعنية تطالبهم بدفع‬ ‫ضرائب اضافية على املبيعات ايضا اي االبنية‬ ‫والشقق امللزمة بحجة ان عملية البيع والشراء‬ ‫تستند على مبدأ الشراكة‪ ،‬مما يعني خدمات‬ ‫متبادلة وما زال املوضوع معلقا حتى اليوم‬ ‫بانتظار احلل الالزم‪.‬‬ ‫وفي اخلتام تو ّقع صوما كمعظم املراقبني‬ ‫والق ّيمني على هذا القطاع مستقبال كبيرا في‬ ‫حال استمرار استتاب االمن وعودة االستقرار‬ ‫وعجلة احلياة الطبيعية واملؤسساتية الى‬ ‫لبنان متوقعا استمرار ارتفاع اسعار العقارات‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬فنصح الراغبني بشراء العقارات‬ ‫والشقق بالقيام مبثل هذه اخلطوة في ظل‬ ‫الظروف الراهنة مستفيدين من التدني‬ ‫النسبي لالسعار اضافة الى التسهيالت التي‬ ‫تقدمها املؤسسات املعنية ومنها مصرف‬ ‫االسكان واملصارف اللبنانية‪.‬‬


‫حركة تسجيل معامالت البناء في نقابة المهندسين لألعوام ‪ 2005‬الى ‪2007‬‬ ‫‪1,200.000‬‬ ‫‪900.000‬‬ ‫ﻡﺍﻉ‪2005‬‬ ‫ﻡﺍﻉ‪2006‬‬ ‫ﻡﺍﻉ‪2007‬‬

‫‪300.000‬‬

‫م ةحاسم‪.‬م‬

‫‪600.000‬‬

‫ﻝﻭ‬

‫ﻝﻭﺍ‬ ‫ﻥﻭ‬ ‫ﻥﺍﻙ‬ ‫ﻱ‬ ‫ﻥﺍ ﺙ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﻱﺭ‬ ‫ﺵﺕ‬ ‫ﻝﻭﺍ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﻱﺭ‬ ‫ﺵﺕ‬

‫ﺏﺁ‬

‫ﻝﻱﺃ‬

‫ﺭ‬

‫ﺯ‬ ‫ﻭﻡ ﺕ‬ ‫ﻥﺍ‬ ‫ﺭﻱ‬ ‫ﺯﺡ‬

‫ﺍﻱﺃ‬

‫ﺭ‬

‫ﻥﺍ‬ ‫ﺱﻱﻥ‬

‫ﺍ ﺫﺁ‬

‫ﻱﻥﺍ‬

‫ﺙ ﻝﺍ‬

‫ﻥ‬

‫ﻁﺍ‬ ‫ﺏﺵ‬

‫ﻭ‬ ‫ﻥﺍﻙ‬

‫‪0.000‬‬

‫االستثمار الخليجي في لبنان‬ ‫الدولة‬

‫قيمة االستثمار‬ ‫بالدوالر االميركي‬

‫الكويت‬

‫مليار و‪ 700‬مليون‬

‫اإلمارات‬

‫‪ 500‬مليون‬

‫السعودية‬

‫المشروع‬ ‫اسمه‬

‫قطر‬

‫مساحته م‪2‬‬

‫كلفته ‪$‬‬

‫‪205770‬‬ ‫‪77080‬‬ ‫‪ 12‬قصراً‬

‫‪ 1.3‬مليار‬ ‫‪ 27‬مليون‬ ‫‪ 100‬مليون‬ ‫‪ 35 +‬مليون‬

‫‪21447‬‬

‫‪660‬مليون‬ ‫‪ 200‬مليون‬

‫‪ 200‬مليون‬

‫ فور سيزنس‬‫‪ -‬الموفنبيك وغيره من المشاريع‬

‫‪21405‬‬

‫‪ 35‬مليون‬ ‫‪ 25‬مليون‬

‫من خالل بنك التمويل‬ ‫العربي أكثر من ‪100‬‬ ‫مليون دوالر مدفوع‬ ‫منها حالياً ‪ 60‬مليون‬

‫ شراء أرض ألمير دولة قطر‬‫ بناء مصفاة تكرير في‬‫طرابلس‬

‫‪ 90‬ألف‬

‫اكثر من‬ ‫مليار دوالر‬

‫وباألرقام‬

‫ القرية الفينيقية‬‫ الند مارك (كويتي‪ -‬لبناني)‬‫ مجمع قصور الساير‬‫ فندق «السفير هليوبوليتان»‬‫ بوابة بيروت‬‫‪ -‬ردم السوليدير‬

‫ب ّينت احدث احصاءات املديرية العامة للشؤون العقارية انها امتّت‬ ‫معامالت بيع ‪ 15644‬عقارا ً خالل شهر حزيران من العام احلالي و‪ 19399‬عقارا‬ ‫في شهر شباط املاضي اي بزيادة بلغت ‪ 3755‬عقارا‪.‬‬

‫واشار جدول اإلحصاءات الى ان املديرية العامة للشؤون العقارية أمتّت معامالت‬ ‫بيع ‪ 227559‬عقارا ً في مختلف املناطق اللبنانية خالل عام ‪ 2006‬واستوفت عنها‬ ‫رسوما بحوالى ‪ 301‬مليار ليرة لبنانية (ما يعادل ‪ 200‬مليون دوالر اميركي)‪.‬‬

‫اعداد وحوار ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪103‬‬


‫منبر اقتصادي‪/‬حتقيق‬

‫جن جنون األسعار‪ ،‬أما المواطنون فمزيد من الفقر‬ ‫اللبنانيون تحت وطأة األزمة األقسى منذ سنين‬

‫اسعار االغذية تسجل ارتفاعات قياسية‬ ‫احتل كل الرفوف‪ ،‬أقلق جميع املواطنني‬ ‫واتخذ له مكاناً في قائمة همومهم االولى من‬ ‫دون استئذان غير آبه بتداعياته القاسية على‬ ‫االسر اللبنانية‪ .‬فهو ال يخاف ال من اضرابات وال‬ ‫من دولة مفلسة وال من عيون مسمرة تراقب‬ ‫جنونه‪ .‬من املؤكد ان شبح الغالء في كل هذا‪،‬‬ ‫وال بوجود نقابات وال برفع احلد االدنى لألجور‬ ‫وال بالتبعات السياسية التي من املفروض ان‬ ‫يولدها جنونه عبر نفاذ صبر الشعب الفقير‬ ‫وانفجاره في وجه سياسييه الذين لطاملا‬ ‫سخروا قضاياه في بازار تسجيل املواقف‬ ‫والتجاذبات السياسية وخدمة االطراف‬ ‫اخلارجية‪...‬‬ ‫اجلميع يراقب احلياة السياسية اللبنانية‪،‬‬ ‫من األزمة إلى مؤمتر الدوحة فانتخاب ميشال‬ ‫سليمان الى تشكيل احلكومة مستمتعني‬ ‫ببروتوكوالت للتسلم والتسليم وبعدها انتظار‬ ‫البيان الوزاري واآلتي رمبا أعظم‪.‬‬ ‫لكن ال احد يتابع بجدية رعاية شؤون‬ ‫الناس واحوالهم‪ ،‬ففي حني يتقاذف الغالء‬ ‫وموجات ارتفاع األسعار املستهلكني تبقى‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪104‬‬

‫عيون السياسيني شاخصة الى تلك الهاالت‬ ‫املزيفة التي احاطوا بها انفسهم‪ ،‬الى االبراج‬ ‫القاطنني فيها بعيداً عن هموم الشعب الذي‬ ‫غرقوا في موجات ارتفاعات االسعار املتتالية‬ ‫التي ازداد عبئها على كاهلهم ال سيما في‬ ‫االشهر االخيرة‪.‬‬ ‫فقد حمل النصف االول من العام ‪2008‬‬ ‫ارتفاعات قياسية في اسعار املواد الغذائية‪،‬‬ ‫جتاوزت نسبة بعضها مئة في املئة فيما فاقت‬ ‫معظم الزيادات نسبة الـ‪ ،%50‬وخصوصا ً‬ ‫بالنسبة ملشتقات احلليب من البان واجبان املتأثرة‬ ‫سلبا ً باالرتفاع العاملي في اسعار مشتقات االلبان‬ ‫بسبب رفع اجملموعة االوروبية الدعم عن الصادرات‬ ‫الزراعية من اوروبا‪ ،‬وايضا ً الدعم عن مشتقات‬ ‫االلبان اذ ان لبنان يستورد معظم حاجاته من‬ ‫هذه االصناف من اوروبا‪ .‬اضافة الى االرتفاع في‬ ‫اسعار احلبوب اخملتلفة بعد االرتفاع العاملي في‬ ‫اسعار احلبوب عموما ً والقمح خصوصاً‪ ،‬حيث‬ ‫وصل سعر طن القمح الى اكثر من ‪ 400‬دوالر‪،‬‬ ‫االمر الذي ادى الى ارتفاع سعر الطحني وكل‬ ‫مشتقات القمح واسعار احلبوب‪..‬‬

‫ارتفاعات متتالية‬ ‫لألسعار‬ ‫وكانت اسعار املواد الغذائية قد سجلت‬ ‫ارتفاعا ً متتاليا ً في االسعار حيث ارتفع مستوى‬ ‫اسعار املواد الغذائية بنسبة ‪ %10.3‬من بداية‬ ‫عام ‪ .2008‬اذ ان باملقارنة بني االسعاراملسجلة في‬ ‫بداية كانون الثاني ونهاية حزيران ‪ ،2008‬يظهر‬ ‫املؤشر ارتفاعات كبيرة في اسعار املواد الغذائية‬ ‫كافة‪ .‬وتشير األرقام الى زيادة في سعر احلليب‬ ‫ومشتقاته بلغت ‪ %25‬لكيلو اللبنة وتراوحت بني‬ ‫‪ %54‬الى ‪ %77.8‬في املئة لألجبان‪ ،‬علما ً ان سعر‬ ‫علبة احلليب اجملفف (نيدو مثالً) ارتفعت بنسبة‬ ‫تقارب الـ‪( .%23.1‬ملاذا ارتفع سعر احلليب)‪.‬‬ ‫اما بالنسبة للحبوب فقد جتاوزت نسبة الزيادة‬ ‫في املئة في املئة لبعض األصناف‪ ،‬حيث ارتفع‬ ‫سعر األرز املصري من ‪ 1250‬ليرة للكيلو الى ‪2500‬‬ ‫ليرة اي زيادة ‪ ،%100‬كما زاد سعر االرز االيطالي‬ ‫بنسبة ‪ %83.4‬ليبلغ ‪ 2750‬للكيلو‪ .‬فيما بلغ سعر‬ ‫كيلو االرز االميركي ‪ 2500‬ليرة‪ ،‬ارتفاع من ‪1000‬‬ ‫ليرة في بداية العام اي بزيادة تبلغ نسبتها ‪.%150‬‬


‫(ارتفاع اسعار االرز) كما ارتفعت اسعار الزيوت‬ ‫من مشتقات احلبوب الى ‪ %48.3‬و‪.%59.3‬‬ ‫كما زادت اسعار السكر والنب والشاي‪ ،‬فيما‬ ‫بلغت نسبة زيادة الطحينة ‪ ،%88.9‬ليستقر سعر‬ ‫الكيلو عند ‪ 0058‬ليرة‪( .‬جدول رقم ‪)1‬‬

‫هل نستبدل السيارة؟‬ ‫ترتب على االرتفاع العاملي ألسعار احملروقات‪،‬‬ ‫حيث تضاعف سعر برميل النفط متجاوزا ً الـ‬ ‫‪ 100‬دوالر‪ ،‬عجز مالي وزيادة في تكاليف الشحن‬ ‫وارتفاع في اسعار مدخالت االنتاج (من الطاقة‬ ‫واملازوت والغاز والبنزين وغيرها من املواد املماثلة)‪.‬‬ ‫ويشكل ارتفاع اسعار النفط ومشتقاته عامالً‬ ‫اضافيا ً يساهم في تعقيد هذه االزمة‪ ،‬ففيما‬ ‫كان املواطن يسعى الى اقتناء سيارة فخمة نوعا ً‬ ‫ما‪ ،‬مستعملة او جديدة‪ ،‬بات يفتش عن السيارة‬ ‫الصغيرة واالقتصادية وسط زحمة من العروض‬ ‫التي تقدمها الوكاالت‪ ،‬ان جلهة التقسيط‬ ‫الطويل االمد‪ ،‬وان جلهة فترة السماح‪ ،‬وان جلهة‬ ‫الفوائد امليسرة‪ ،‬او استبدال السيارة القدمية‬ ‫بسيارة جديدة‪.‬‬ ‫ويعد ارتفاع اسعار البنزين عبئا ً ثقيال على‬ ‫ميزانية االسرة اللبنانية التي يشكل االنفاق على‬ ‫املواصالت فيها ما يقارب ‪ %02‬بني غاز وتنقالت‬ ‫وكهرباء‪ ...‬وفي ضوء االرتفاعات املستمرة السعار‬ ‫الوقود عاملياً‪ ،‬تتواصل اسعار احملروقات لتتجاوز‬ ‫الزيادة التي سجلها ارتفاع االسعار الـ‪.%53‬‬ ‫(جدول رقم ‪)2‬‬

‫االزمة تتفاقم‬ ‫ما يجعل االزمة تتفاقم اكثر هو عدم قدرة‬

‫لبنان‪ ،‬نتيجة حال التوتر املستمر في االوضاع‬ ‫السياسية واالمنية‪ ،‬وبرغم حتسن بعض املؤشرات‬ ‫ال سيما النمو االقتصادي خالل العام ‪ 2007‬وعدم‬ ‫االفادة من فرص النمو احلقيقية التي فوتت عليه‬ ‫رساميل كبيرة تفوق الـ‪ 4‬مليارات دوالر خالل‬ ‫السنوات الثالث املاضية‪ ،‬نتيجة خسارته فرص‬ ‫زيادة الناجت احمللي بحوالى ‪ 20‬في املئة ـ قياسا ً الى‬ ‫ما حتقق في دول املنطقة االضعف منه قدرة على‬ ‫جذب الرساميل في الظروف العادية‪ ،‬مثل االردن‬ ‫وسوريا ومصر‪.‬‬ ‫فبحسب احصاءات وزارة املالية كذلك‪ ،‬فان‬ ‫معدل الدخل الفردي في لبنان قد اصبح في العام‬ ‫‪ 2007‬ربع ما كان عليه في قبرص في العام ‪،2005‬‬ ‫بعدما كان يوازي ضعف ما كان عليه في قبرص‪.‬‬ ‫وفي حني تشير االحصاءات الى جتاوز معدل‬ ‫التضخم الـ‪ ،%7‬اشارت وزارة املالية في‬ ‫احصاءاتها الى ارتفاع معدل التضخم في لبنان‬ ‫في خالل العام ‪ 2007‬ليصل الى حوالى ‪%39.5‬‬ ‫بعدما كان نحو ‪ %4‬في العام ‪ ،2006‬اي مبعدل‬ ‫‪ 39.1‬نقطة مئوية‪ ،‬فيما تشير دراسة لـ «جمعية‬ ‫املستهلكني» الى ان التضخم املتراكم على مدى‬ ‫الثمانية عشر شهرا ً االخيرة منذ اطالق املؤشر في‬ ‫يوليو (متوز) ‪ ،2006‬بلغ ‪ ،%4.73‬االمر الذي يعكس‬ ‫ارتفاعا ً في اسعار سلع وخدمات استهالكية‬ ‫وغير استهالكية عدة على حد سواء نتيجة‬ ‫التطورات والصدمات االقتصادية اخلارجية‪.‬‬

‫بني الغالء والتفاوت االجتماعي‬ ‫وتكشف احدى الدراسات عن تراجع في‬ ‫القدرة الشرائية للمستهلك اللبناني خاصة ان‬ ‫الدخل الفردي اللبناني ال يأخذ في االعتبار نسبة‬ ‫الغالء من جهة‪ ،‬وطريقة توزيع الدخل املتفاوتة‬

‫المحروقات‬

‫كانون‬

‫‪ 20‬بيتر‬

‫الثاني‬

‫بنزين ‪95‬‬ ‫اوكتان‬ ‫بنزين ‪98‬‬ ‫اوكتان‬

‫‪24100‬‬

‫‪30300‬‬

‫‪24900‬‬

‫‪31100‬‬

‫‪33700‬‬

‫‪22800‬‬ ‫‪25300‬‬ ‫‪21600‬‬

‫‪36000‬‬ ‫‪35700‬‬ ‫‪22200‬‬

‫‪37600‬‬ ‫‪37000‬‬ ‫‪23200‬‬

‫مازوت‬ ‫كاز‬ ‫غاز زنة‬

‫الفارق‬

‫من جهة ثانية‪ .‬وصنفت بيروت بحسب الدراسة‬ ‫ثالث اغلى عاصمة في املنطقة مما يوضح ان‬ ‫الغالء اصاب لبنان اكثر من غيره‪ ،‬النتفاء عناصر‬ ‫املنافسة وسوء توزيع الدخل القومي‪ .‬في حني‬ ‫تشير اإلحصاءات إلى ان متوسط الدخل الفردي‬ ‫في لبنان هو ‪ 632‬دوالرا ً ‪ ،‬والدخل االجمالي ‪70‬‬ ‫الف اسرة يقل عن ‪ 300‬و‪ 530‬دوالراً‪ ،‬تكشف‬ ‫احدى الدراسات ان أسرة لبنانية من ‪ 5‬أفراد‬ ‫حتتاج إلى أكثر من ألف دوالر شهريا ً لإليفاء‬ ‫باحتياجاتها االستهالكية األساسية‪ ،‬وترتفع‬ ‫الكلفة في بيروت إلى مرة ونصف عن هذا‬ ‫املعدل العام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأرخى الغالء بظالله على اللبنانيني الذين‬ ‫يشكلون موجة الغالء هذا قلقا ً كبيرا ً لدى‬ ‫املواطنني اللبنانيني اذ ان هذه التجربة املعيشية‬ ‫تكاد تكون االقسى منذ عقود‪ .‬فبعد ارتفاع اسعار‬ ‫اللحوم واالجبان وااللبان واحلبوب والفواكه‪ ،‬يكاد‬ ‫هم املواطن العادي ينحصر باحلصول على قوته‬ ‫اليومي‪ ،‬وترتفع بسرعة فائقة اعداد االسر التي‬ ‫تتساقط من الطبقة الوسطى الى الفقيرة‬ ‫الى حد لم يعد ممكنا ً جتاهل تالشي هذه الطبقة‬ ‫(الوسطى) وانقسام اجملتمع اللبناني بشكل‬ ‫فاضح بني طبقة ثرية واخرى فقيرة‪ .‬ويأتي هذا‬ ‫الغالء الفاحش ليضيف عامالً آخر يساهم‬ ‫في توسيع رقعة الفقر في لبنان بعد ان تولت‬ ‫سياسة احلكومات السابقة واالوضاع االمنية‬ ‫والسياسية السيئة دورا ً كبيرا ً في توسيع رقعة‬ ‫الفقر في لبنان‪ .‬ففيما تظهر دراسة حديثة أن‬ ‫أسرة من ‪ 5‬أفراد حتتاج إلى أكثر من ألف دوالر‬ ‫شهريا ً لإليفاء باحتياجاتها االستهالكية بينما‬ ‫ال يزال احلد االدنى لألجور مجمدا ً منذ عام ‪1996‬‬

‫المؤشر‬ ‫الشهري‪%‬‬

‫الفرق في‬ ‫النصف‬ ‫االول‬

‫مؤشر‬ ‫النصف‬ ‫االول ‪%‬‬

‫‪8,6‬‬

‫‪8800‬‬

‫‪36،6‬‬

‫‪8800‬‬

‫‪35،4‬‬

‫‪14800‬‬ ‫‪11700‬‬ ‫‪1600‬‬

‫‪64،9‬‬ ‫‪46،3‬‬ ‫‪7،4‬‬

‫حزيران‬

‫تموز‬ ‫‪32900‬‬

‫‪2600‬‬ ‫‪2600‬‬

‫‪8،4‬‬

‫‪1600‬‬ ‫‪1300‬‬ ‫‪1000‬‬

‫‪4،5‬‬ ‫‪3،7‬‬ ‫‪4،5‬‬

‫‪ 12،5‬كيلو‬ ‫المصدر‪ :‬مؤشر السفير‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪105‬‬


‫منبر اقتصادي‪/‬حتقيق‬

‫املواد الغذائية واملشروبت غير الروحية‬

‫‪100.9‬‬

‫‪102‬‬

‫‪108‬‬

‫‪111‬‬

‫‪111.5‬‬

‫‪110‬‬

‫البسة واحذية‬

‫‪100‬‬

‫‪97‬‬

‫‪83‬‬

‫‪86.5‬‬

‫‪89.5‬‬

‫‪93‬‬

‫كانون اول‬ ‫‪2007‬‬

‫كانون‬ ‫ثاني‪2008‬‬

‫شباط‪2008‬‬

‫آذار‪2008‬‬

‫نيسان‪2008‬‬

‫ايار‪2008‬‬

‫مسكن وماء‬ ‫وغاز وكهرباء‬ ‫ومحروقات اخرى‬

‫‪99.5‬‬

‫‪99.3‬‬

‫‪99‬‬

‫‪101.2‬‬

‫‪102‬‬

‫‪103.5‬‬

‫صحة‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫‪100.5‬‬

‫‪101‬‬

‫‪100.5‬‬

‫‪102‬‬

‫النقل‬

‫‪100‬‬

‫‪101‬‬

‫‪102‬‬

‫‪105‬‬

‫‪107‬‬

‫‪112‬‬

‫على الرغم من زيادة التضخم وارتفاع االسعاروهو‬ ‫ما قضى على ما بني ربع وثلث القدرة الشرائية‬ ‫للمواطنني‪.‬‬

‫غياب أي سياسة حكومية‬ ‫وطيلة السنوات املاضية لم توجه سياسات‬ ‫احلكومات في لبنان الى مكافحة الفقر او‬ ‫احلد منه‪ ،‬بل لطاملا أعطت األولوية للقضايا‬ ‫االقتصادية على القضايا االجتماعية‪ ،‬بحيث ان‬

‫ارتفاع تاريخي السعار احملروقات‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪106‬‬

‫كانو اول‬ ‫‪2007‬‬

‫كانون‬ ‫ثاني‪2008‬‬

‫شباط‪ 2008‬آذار‪2008‬‬

‫نيسان‪ 2008‬ايار‪2008‬‬

‫التعامل مع الفقر ال يتم على قاعدة القضاء‬ ‫على األسباب واآلليات املولدة له‪ ،‬امنا على قاعدة‬ ‫معاجلة النتائج‪ .‬مما ادى الى ارتفاع في معدالت‬ ‫الفقر‪ ،‬بحيث تشير االحصائيات الى ان نحو ‪٩‬‬ ‫ّ‬ ‫بأقل‬ ‫في املئة من الشعب اللبناني يعيشون‬ ‫من دوالرين يومياً‪ ،‬بحيث أصبح نحو ‪ 003‬الف‬ ‫لبناني يعيشون بأقل من ‪ 57‬دوالرا ً شهرياً‪ ،‬و‪07‬‬ ‫الف اسرة تعيش دون احلد االدنى للفقر‪ .‬وتظهر‬ ‫جلنة «االسكوا» في دراسة لها ان عدد الفقراء‬ ‫في لبنان يناهز مليون شخص (في عام ‪ ،)7991‬اي‬ ‫ما يشكل ‪ %82‬من مجموع السكان‪ ،‬منهم ‪%52‬‬

‫من الفقراء املعدومني (دخل االسرة املكونة من‬ ‫‪ 5‬افراد يقل عن ‪ 603‬دوالرات شهرياً‪ ،‬وهو الدخل‬ ‫املقدر لتكاليف الغذاء فقط)‪ ،‬في حني ان ‪%57‬‬ ‫منهم يعيشون ضمن خط الفقر املطلق (دخل‬ ‫األسرة من ‪ 5‬افراد يقل عن ‪ 186‬دوالرا ً شهرياً)‪ .‬كما‬ ‫تكشف الدراسات عن خلل كلي في توزيع الدخل‬ ‫في لبنان إذ إن حصة ‪ %02‬األفقر من اللبنانيني‬ ‫من مجمل اإلنفاق االستهالكي ال تتجاوز ‪ ،% 7‬في‬ ‫حني أن حصة ‪ %02‬األغنى تصل إلى ‪.%34‬‬

‫حتقيق ‪ :‬وعد ابو ذياب‬


‫مؤشر اسعار المواد الغذائية‬ ‫الفارق في‬ ‫النصف االول‬

‫مؤشر النصف‬ ‫االول‪%‬‬ ‫‪-‬‬

‫المواد الغذائية‬

‫كانون الثاني‬

‫حزيران‬

‫تموز‬

‫الفارق‬

‫لحم بقر ‪1‬ك‬

‫‪-‬‬

‫لحم غنم ‪1‬ك‬

‫‪13000‬‬ ‫‪21000‬‬

‫‪13000‬‬

‫‪13000‬‬

‫‪-‬‬

‫المؤشر‬ ‫الشهري ‪%‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪23000‬‬

‫‪23000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪9.6‬‬

‫بيض‬

‫‪6000‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪20‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫لبنة تعنايل ‪1‬ك‬

‫‪6000‬‬

‫‪7000‬‬

‫‪7500‬‬

‫‪500‬‬

‫‪7.2‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪25‬‬

‫جبنة عكاوي ‪1‬ك‬

‫‪6500‬‬

‫‪9000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪11.2‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪53.9‬‬

‫جبنة بلدي ‪1‬ك‬

‫‪6500‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪53.9‬‬

‫جبنة قشقوان ‪1‬ك‬

‫‪9000‬‬

‫‪15000‬‬

‫‪16000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪6.7‬‬

‫‪7000‬‬

‫‪77.8‬‬

‫نيدو ‪2500‬غ‬

‫‪26000‬‬

‫‪32000‬‬

‫‪32000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪23.1‬‬

‫تاترا‪1800‬غ‬

‫‪17500‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪14.3‬‬

‫زبدة لورباك‬ ‫زبدة سميدس‬

‫‪3000‬‬

‫‪2750‬‬

‫‪2750‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪250 -‬‬

‫‪8.4 -‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪2250‬‬

‫‪2250‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪250‬‬

‫‪12.5‬‬

‫مازوال ذرة ‪ 2‬ليتر‬

‫‪6750‬‬

‫‪10750‬‬

‫‪10750‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪59.3‬‬

‫عافية ذرة‪ 2‬ليتر‬

‫‪7250‬‬

‫‪10750‬‬

‫‪10750‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪48.3‬‬

‫زيت زيتون ‪0.5‬ل‬

‫‪5250‬‬

‫‪5250‬‬

‫‪5250‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫سمنة الملعقتين ‪1‬ك‬

‫‪4000‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪5500‬‬

‫‪500‬‬

‫‪10‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪37.5‬‬

‫سلفر فيجيتال ‪1‬ك‬

‫‪4750‬‬

‫‪5500‬‬

‫‪5500‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪750‬‬

‫‪15.8‬‬

‫أرز مصري‪1‬ك‬

‫‪1250‬‬

‫‪2250‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪250‬‬

‫‪11.2‬‬

‫‪1250‬‬

‫‪100‬‬

‫أرز ايطالي ‪1‬ك‬

‫‪1500‬‬

‫‪2750‬‬

‫‪2750‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1250‬‬

‫‪83.4‬‬

‫أرز اميركي ‪1‬ك‬

‫‪1000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪150‬‬

‫عدس حلباوي ‪1‬ك‬

‫‪2000‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪3250‬‬

‫‪250‬‬

‫‪8.4‬‬

‫‪1250‬‬

‫‪62.5‬‬

‫حمص ‪1‬ك‬

‫‪3000‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪3250‬‬

‫‪250‬‬

‫‪8.4‬‬

‫‪250‬‬

‫‪8.4‬‬

‫سكر ‪1‬ك‬ ‫ملح ‪1‬ك‬

‫‪1000‬‬ ‫‪500‬‬

‫‪1250‬‬ ‫‪500‬‬

‫‪1250‬‬ ‫‪500‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪250‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪-‬‬

‫شاي ‪500‬غ‬

‫‪4750‬‬

‫‪5750‬‬

‫‪5750‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪21.1‬‬

‫بن نجار اوقية‬

‫‪2250‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪750‬‬

‫‪33.4‬‬

‫طحينة ‪1‬ك‬

‫‪4500‬‬

‫‪8500‬‬

‫‪8500‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪88.9‬‬

‫خضار ‪1/‬ك‬ ‫بندورة‬

‫‪1500‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫خيار‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪500‬‬

‫‪50‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫بصل‬

‫‪1500‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-500‬‬

‫‪33.4 -‬‬

‫حامض‬

‫‪750‬‬

‫‪1250‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪250 -‬‬

‫‪20 -‬‬

‫‪250‬‬

‫‪33.4‬‬

‫بطاطا‬

‫‪1000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫موز‬

‫‪1500‬‬

‫‪1750‬‬

‫‪1750‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪250‬‬

‫‪16.7‬‬

‫برتقال‬

‫‪1500‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪107‬‬


‫منبر ثقافي‬ ‫اللغة العربية الغنية ابتكرها تفاعل سومري أكادي منذ خمسة آالف عام‬

‫د‪ .‬يوسف الحوراني لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬ ‫مفهوم اإلله الكلي التدبير كشف سوري مشرقي‬ ‫السفر عبر العصور واحلقب مهنة خاصة وحرفة مقصورة‬ ‫على املؤرخني والفالسفة والشعراء‪ ،‬وأن تعلم ما كان وما هو‬ ‫كائن‪ ،‬متسك مفتاح تطور املعطيات وقانون سجل سير هذا‬ ‫التطور‪ ،‬فيمكنك ان تتوقع ما ستكون‪ ،‬ولك ان تصيب بهذا‬ ‫القدر أو ذاك على مقدار ما أوتيت من دقة العلم واإلحاطة‪..‬‬ ‫ونحن كشعب‪ ،‬منذ عصور مديدة‪ ،‬أهملنا علوم الذاكرة‬ ‫العامة وفاتتنا قوانينها‪ ،‬لو ال نفر قليل‪ ،‬كقلة خميرة العجني‬ ‫في صقيع الشتاء‪ ،‬تبقى ذخيرة ألجيال ملا ولدت بعد‪ ،‬يلقحها‬ ‫بعلوم احلياة وبناء اجملتمع وتشكيل القوى‪ ،‬حيث ال مستقبل‬ ‫ألمة من دونها‪..‬‬ ‫وعندما ترمي دلوك في مجرى معرفة خصب غزير ينبع من‬ ‫قمم تاريخنا وضفاف جمالياته‪ ،‬فتبرق فيه درر احلكمة ومآثر‬ ‫احلضارة لغة وديناً وإلهاً مدبراً أنضج كشفه العقل اجلمعي‪،‬‬ ‫حتى كان وحياً عربياً رحماناً رحيماً‪ ،‬تعالى وتقدس‪..‬‬ ‫فكيف إذا كان مجرى غرفنا الباحث الدكتور يوسف‬ ‫احلوراني‪ ،‬اخملتص في علم نشوء احلضارة وتكون البنية الذهنية‬ ‫العامة لشعبنا مما قبل الزمن التاريخي اجللي مع بدء الكتابة‪..‬‬ ‫حيث كان حوارا ً غنياً هنا نصه‪:‬‬ ‫درست نشوء احلضارة‪ ،‬والبنية الذهنية‬ ‫االجتماعية العامة‪ ،‬حيث كانت أطروحة‬ ‫الدكتوراه بعنوان “البنية الذهنية في الشرق‬ ‫اآلسيوي املتوسطي القدمي”‪ ،‬فما هي هذه‬ ‫البنية؟‬ ‫دراسة البنية الذهنية التي تتكون عند املرء‬ ‫من خالل ثقافته وسلوكه وبيئته فتك ّون عنده‬ ‫مسلمات وقناعات تتبلور في مبادئ سلوك غير‬ ‫مقصود يعالج على أساسها مسائل حياته‪.‬‬ ‫وبعد ان درست كيفية نشوء احلضارة في كتاب‬ ‫“مدخل إلى نشوء احلضارة”‪ ،‬توسعت بدراستها‬ ‫في أطروحتي “البنية الذهنية في الشرق اآلسيوي‬ ‫املتوسطي القدمي”‪ ،‬أي في حضارة بابل وبالد‬ ‫الرافدين وسوريا وفينيقيا‪ ،‬ألن هذه البنية تبني‬ ‫لي أنها متداخلة‪ ،‬فرغم اختالف التسميات كانت‬ ‫عقائدها متقاربة‪ ،‬بل تنطلق من مبدأ أساس وهو‬ ‫التجدد الدائم لإلنسان كظاهرة من ظاهرات‬ ‫التجدد السنوي العام للطبيعة‪ ،‬مبا يسمى املوت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪108‬‬

‫والقيامة‪ ،‬ألدونيس ومتوز واملسيح‪...‬‬ ‫كيف جتلت عقيدة التجدد والبعث في‬ ‫السلوكات النفسية والركائز الذهنية لتلك‬ ‫البنية التاريخية؟‬ ‫جتلت هذه العقيدة في نزعة االحتفال باحلزن‬ ‫وتعذيب الذات عند الساميني‪ ،‬وتذكاراته عبر‬ ‫مئات السنني‪ ،‬بطقوس االحتفال مبوت أدون وبعل‬ ‫عند الفينيقيني واجلمعة احلزينة عند املسيحيني‬ ‫وإحياء ذكرى عاشوراء عند املسلمني الشيعة‪..‬‬ ‫فهي خاصية الزمة للشعوب املنفتحة حضاريا ً‬ ‫والقادرة على التواصل مع شعوب العالم كافة‪.‬‬ ‫فطقس احلزن ال متارسه شعوب كثيرة‪ .‬ومن‬ ‫شروطه أن تكون ذهنية ممارسه ونفسيته قابلة‬ ‫للتعاطي معه كفعل وجود أساسي من صلب‬ ‫حياته‪ .‬وهو عبارة عن تنازل من االنسان عن‬ ‫كبريائه وعنفوانه للمجهول‪ ،‬لغير احملسوس‪،‬‬ ‫لأللوهة‪ .‬وجتلت تلك البنية الذهنية في تنظيمات‬ ‫اللغة‪.‬‬

‫كيف تشكل تنظيمات اللغة أحد أدلة‬ ‫البنية الذهنية العامة؟‬ ‫فاللغة التي يستعملها العالم اليوم‪ ،‬خصوصا‬ ‫اللغات األوروبية‪ ،‬بقواعدها ومبادئها تقوم على‬ ‫أقدم جتربة للتنظيم اللغوي حصلت في أرض‬ ‫الرافدين‪ ،‬وكانت نتيجته الكتابة املقطعية‬ ‫السومرية‪ ،‬حيث حاول السومريون تنظيم‬ ‫تعبيراتهم تصويريا ً أوال ً بواسطة تصوير األشياء‪،‬‬ ‫لكن لوجود ساميني معهم في أرض الرافدين‬ ‫وهم األكاديون جرى تطوير هذه الكتابة الصورية‬ ‫لتصبح صاحلة للتعبير عن لغة سامية ثالثية‬ ‫املقاطع‪ ،‬بينما السومرية كانت ذات مقطع واحد‪.‬‬ ‫فاملقطع كان يعبر عن موضوع واحد‪ .‬وألنه ال ميكن‬ ‫أن يكون لكل شيء أو حركة مقطع خاص به‪ .‬هذه‬ ‫التجربة ورثتها اللغة األكادية الغنية مبفرداتها‬ ‫ذات املقاطع الثالثة التي غدت في ما بعد صاحلة‬ ‫للتطبيق واالستعمال في اللغة العربية التي ال‬ ‫تبتعد كثيرا ً عن األكادية‪ ،‬بل الكثير من اخملتصني‬


‫يعتبرهما قرينتني من ذهنية عامة أصلية واحدة‪،‬‬ ‫ألن الكثير من املفردات األكادية ال نزال نحن اليوم‬ ‫نستعملها باستمرار أكان في اللغة احملكية أم‬ ‫باللغة الفصيحة‪ ،‬إلى حد أنني عندما أعجز عن‬ ‫إيجاد أصل أو مصدر لكلمة عامية يستعملها‬ ‫أهلنا أعود للغة األكادية فأجده فيها‪.‬‬ ‫هل نستطيع اجلزم إن العربية واألكادية‪،‬‬ ‫اصلهما واحد؟‬ ‫أستطيع اجلزم بأصلهما الواحد‪ .‬وأصلهما لغة‬ ‫كانت تتطور وتتبادل اخلبرات والتجارب مع اللغات‬ ‫األكادية ومع لغات أخرى كانت مجايلة لها‪،‬‬ ‫كذلك كان احلال مع لغة إيبال الكنعانية وفي ما‬ ‫بعد لغة أوغاريت األقرب إلى العربية‪.‬‬ ‫وهذه التجربة في النظام الذهني قادتني إلى‬ ‫متابعة الكشوفات األثرية للنصوص السامية‬ ‫القدمية‪ ،‬فكان أهمها كشف يتناول نص “عزت‬ ‫ود” في أضنة (احملتلة في تركيا وساس لفظتها‬ ‫أدنانيا‪ )..‬وهذا النص يجعلنا نكتشف اصول احللبي يحاور احلوراني‬ ‫العربية ليس في جزيرة العرب‪ ،‬أصول العربية‬ ‫العربي ولم يبدعها العرب؟‬ ‫املتداولة اليوم‪ ،‬التي في شمالي سوريا؛ عبر‬ ‫أي فتح عربي!؟ اللغة تطورت قبل الفتح‬ ‫ثالث دول هي‪ :‬شمأل‪ ،‬أوغاريت‪ ،‬وأدنة‪ .‬وقد وجد‬ ‫العربي بآالف السنني‪ ،‬ودور العرب فيها جليل‪،‬‬ ‫نص “عزت ود” في بلدة “قرت طيبة” (القرية‬ ‫لكنه يقتصر على االستفادة منها وفي عملية‬ ‫الطيبة) وتقع في ادنة اليوم‪ ،‬وهو يعود للقرن‬ ‫تقعيد النحو والصرف وضبطه‪ ،‬إلى درجة تقييده‬ ‫الثامن للميالد يضعنا وجها ً لوجه أمام احلقيقة‬ ‫وجتميده‪ .‬وعندما أسمع اليوم املنادين بتطوير‬ ‫التاريخية لتطور اللغة العربية منذ اوائل األلف‬ ‫اللغة العربية ابتسم لقلة تعمقهم بتطورها‬ ‫الثاني قبل امليالد‪ .‬واجلدير ذكره ان “ود” هو إله‬ ‫التاريخي‪.‬‬ ‫عرف عند العرب‪ ،‬وعزت تعني ما تعنيه في اللغة‬ ‫اكتسبت اللغة العربية خاللها عبقرية‬ ‫العربية احلديثة‪ .‬ومن الكلمات التي أذكرها اآلن توليد وغنى لم تشهده أية لغة اخرى‪ ،‬فمثالً‬ ‫في النص‪“ :‬بصدقي ومبحبتي وب ِن َعم لبي بنى أنا‬ ‫فعل استفاد املاضي املزيد يتضمن الداللة على‬ ‫عزت ود حاميات عزت بكل قاصيات”‪ .‬فهذه اللغة‬ ‫املتكلم واملوضوع املستفاد‪ ،‬فال يلتبس مع كلمات‬ ‫ال غبار على عروبتها‪..‬‬ ‫شقيقة لها في احلقل املعجمي نفسه مثل‬ ‫فائدة وأفاد وغيرهما‪ .‬كذلك جتد داللة شديدة‬ ‫العرب ذواتيون‬ ‫الغنى في فعل انتحر‪ :‬أن أحدهم نحر نفسه‬ ‫بنفسه بكلمة واحدة‪ ،‬فعل وفاعل ومفعول به‪.‬‬ ‫الربط بني الذهن واللغة فقط قد يصح على هذه البنية اللغوية العبقرية ال تنشأ إال لدى‬ ‫إنسان يتفاعل في الالمكان‪ ،‬ما دور املكان في إنسان ومجتمع على سويتها حتماً‪ ،‬وهو ممتلك‬ ‫ثالوث التفاعل‪ :‬األرض اإلنسان اللغة؟‬ ‫كل معطيات النبوغ والتقدم التي قد ال جتتمع‬ ‫القدماء‬ ‫للساميني‬ ‫ذكرت أن االمتياز الذهني‬ ‫في شعب آخر بالسوية نفسها‪.‬‬ ‫(فينيقيني‪ ،‬أكاديني‪ ،‬أموريني‪ ،‬أشوريني‪ ،‬إيبالويني‪)..،‬‬ ‫إذا كانت العربية تطورت قبل العرب بآالف‬ ‫أورثوه للعرب في لغتهم منذ ما يزيد عن خمسة السنني وكانت نظيرة لها اللغة التي تكلمها‬ ‫آالف عام‪ ،‬ولقد كانوا ذوي شخصية متميزة‪ ..‬أهل أدنانيا (أضنة احلالية) وإليها ينسب‬ ‫والحقا ً اكتشف النقطة نفسها ابن خلدون تاريخياً األدنانيون (العدنانيون‪ ،‬املستعربون في‬ ‫عندما قال إن العرب ذواتيون‪ ،‬أي يركزون على شمالي اجلزيرة العربية) فلماذا لم يتكلمها‬ ‫الذات‪ ،‬وليس على املوضوع‪ .‬ويريدون بناء هذا السيد املسيح بينما تكلم اآلرامية؟‬ ‫العالم على معيار حسهم الذاتي بالعالم‪ ،‬وليس‬ ‫كانت اللغة األكادية لغة عاملية في األلف‬ ‫على أساس ما هو عليه‪ .‬هذا االمتياز سببه امتياز الثاني قبل امليالد وطيلة ألف عام‪ ،‬حتى اضطر‬ ‫البيئة واألرض التي تفاعل الساميون معها ـ الفراعنة املصريون الستخدامها في مراسالتهم‬ ‫رغم اني غير مقتنع بالتصنيف الساللي التوراتي في رسائل تل العمارنة‪ ،‬أما في األلف األول‬ ‫التقليدي املعروف ـ وكذلك جتلى في امتياز قبل امليالد وبعده فكانت اآلرامية لغة عاملية‪،‬‬ ‫نفسي وسلوكي‪ ،‬ما جعل اللغة ومنظومتها لذا كان يندر وجود من ال يعرف اآلرامية حينها‪،‬‬ ‫االجتماعية العامة راقية جدا وصاحلة ألن تكون وكان من الضرورة ان يتكلم املسيح لغة أمته‬ ‫عاملية التداول واالنتشار‪.‬‬ ‫وبالده مادامت لغة عاملية واسعة االنتشار‪.‬‬ ‫يعني أن اللغة العربية لم يات بها الفتح وإلى اليوم أهل جنديسابور في إيران يتكلمون‬

‫اآلرامية وكذلك في صيدنايا ومعلوال السوريتني‪،‬‬ ‫اآلرامية ربت اللغة العربية وأغنتها وأنضجتها‬ ‫حتى غدت متداولة لدى الكافة من دون تقعيد‪..‬‬ ‫والتجربة الثالثة للغة عاملية منذ بضعة عقود‬ ‫هي لإلنكليزية‪ .‬لذلك افترض أن اللغة العربية‬ ‫بسبب كتابتها بالتشكيل (الفتحة والضمة‬ ‫والكسرة) أنها كانت تكتب باملقطعية الثالثية‬ ‫السومرية‪ ،‬بينما األبجدية الفينيقية املؤسسة‬ ‫للغات الالتينية جتاوزت التشكيل باعتمادها على‬ ‫ذهنية السامع‪.‬‬ ‫التشكيل في اللغة نعمة للدقة‪ ،‬ونقمة‬ ‫ُ‬ ‫مثال اختالف معنى‬ ‫للتداول اليومي والكتابي‬ ‫الفعل حسب تغير حركة عني الفعل؟‬ ‫التداول اليومي باللغة العربية (اآلرامية)‬ ‫نتجاوز التشكيل‪ ،‬وفي اللغات الفينيقية لم‬ ‫تسجل حتى اآلن نصوص واسعة‪ ،‬ألنها كانت دون‬ ‫تشكيل‪ .‬أضيف إلى مدلول الذاتية أن الذاتية‬ ‫السامية سمحت لهم باالنتقال من تصوير‬ ‫األشياء واشكالها للداللة اللغوية إلى تصوير‬ ‫ما ال يصور وهو نطق اإلنسان الذي صور مبخرج‬ ‫صوت عبروا عنه بحرف يرمز إليه ويكتب به‪ .‬هذا‬ ‫االنتقال من الشيء نفسه إلى اإلنسان ذاته يعبر‬ ‫عن قمة التعبير عن الذاتية اإلنسانية‪ .‬وعندما‬ ‫نصور كلمات هذا اإلنسان يلزم باألحرى أن نحترم‬ ‫هذا اإلنسان ذاته‪ .‬فنطقه يستحق التسجيل‬ ‫والتصوير ألي طبقة انتمى ومهما كان‪ .‬أصبح‬ ‫اإلنسان قيمة بذاته وهو مصدرها وليس مجرد‬ ‫دال على األشياء‪.‬‬

‫أنتجت ذهنيتنا أسس التشريع‬ ‫معروف أن بالدنا مؤسسة للفكر القانوني‬ ‫عبر التاريخ‪ ،‬الذي أسس احلقوق ونظم االجتماع‬ ‫املتمدن‪ ،‬ماذا أنتجت تلك الذهنية على هذا‬ ‫الصعيد؟‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪109‬‬


‫منبر ثقافي‬ ‫الرساالت السماوية كافة نشات من بالدنا‪،‬‬ ‫كرابط بني اإلنسان والسماء‪ ،‬من املشرق العربي‪.‬‬ ‫وإدراك هذه اخلاصية املمتازة يجعلنا ندرك ذات‬ ‫امتنا التي ننتمي إليها‪ .‬هذه الذاتية طوال التاريخ‬ ‫عبرت عن امتيازها وقدرتها على بناء قواعد‬ ‫لإلنسانية جمعاء‪ .‬كتشريعات احلقوق العاملية‬ ‫كان أساتذتها من بالدنا‪ ،‬أورنامو‪ ،‬لبت عشتار‪،‬‬ ‫مدرسة بيروت احلقوقية وأبرز أساتذتها أولبيان‬ ‫من صور‪ ،‬فقدمت وحدها ثلث قوانني جوستنيان‬ ‫الرومانية التي ارتكزت إليها الدساتير األوروبية‬ ‫جمعاء واعتمدتها في العصر الوسيط واحلديث‪،‬‬ ‫وعدنا نستفيد من فتاتها راهناً‪.‬‬

‫كشف الوجود اإللهي باالستدالل‬ ‫كل ملك كان يعلن سلطته انه مكلف إلهياً‬ ‫بإقامة العدل‪ ،‬فكيف نشأت فكرة اإلله عند‬ ‫السوريني القدماء او الشرقيني املتوسطيني‪،‬‬ ‫كما تسميهم؟‬ ‫فكرة اإلله التي وصلتنا منهم هي فكرة‬ ‫منطقية جداً‪ ،‬ناجتة عن االستدالل املنطقي‬ ‫وليس عن الوحي‪ .‬ابتدأوا بالتدرج فجعلوا لكل‬ ‫منظور محسوس بعدا ً آخر غير محسوس أكمل‬ ‫منه أسموه (أل)‪ ،‬للداللة على املطلق اخلاص‬ ‫بالشيء املعني‪ .‬فكلمة شجرة تعني شجرة‬ ‫معينة ونحددها اكثر بتحديد نوعها او مكانها‬ ‫وغير ذلك‪ ،‬لكن ان نقول (ال)شجر فيعني النموذج‬ ‫املطلق لكل شجرة‪ ،‬ونحن نستخدم التعريف في‬ ‫العربية للتعميم والكلية‪ .‬هذا الـ(ال) هو عندهم‬ ‫مبرتبة إله لنوع ما‪ ،‬وبعض العلماء رصد تصنيف‬ ‫حوالى ‪ 2500‬أل منها‪ ،‬فللتشريع (أل) للعدل‬ ‫تسند إليه التشاريع وتنسب إليه السلطات‪.‬‬ ‫ومنطقية االستدالل على فكرة اإلله‪ ،‬تبدو‬ ‫لنا من واقعة أنه عندما أرادوا تعريف (أل) وضعوا‬ ‫فوقها جنمة للداللة على السماء والعلو‪ ،‬وكذلك‬ ‫على العلة‪ ،‬وهكذا أصبح حقل اشتقاق (أل)‪ :‬آل‪،‬‬

‫يؤول‪ ...،‬يعني األصل والعلة واملصدر‪ ..‬اما عندما‬ ‫أرادوا حتديد العلة نفسها فاضطروا الستخدام‬ ‫جنمة ثانية فوقها‪ .‬فاصبحت (أل (أل)) فعنت‬ ‫عندهم األلوهة الكلية‪ ،‬أي علة العلل‪ ،‬ماوراء‬ ‫ماوراء احملسوس‪.‬‬ ‫وكأنها تدرج مراتب تعليل الوجود بكشف‬ ‫انتظام تكوينه‪..‬‬ ‫هو تدرج منطقي لفهم اإلنسان السوري‬ ‫وجوده‪ ،‬وبلغ هذا التصنيف واإلدراك املنطقي عند‬ ‫األموريني‪ ،‬بداللتهم إلى اإلله أمورو بنجمتني‪ ،‬أي بـ‬ ‫(أل(أل))‪ ،‬أي املطلق‪ .‬تضاف إلى سمة املطلق سمة‬ ‫اخرى هي “بيت رحمانو”‪ ..‬اما عند العرب فأضيفت‬ ‫إلى (أل (أل))= ألل‪ +‬هاء السكت= فكانت كلمة‬ ‫اهلل‪ ،‬رب العاملني‪ ..‬وسرني أن أكتشف أن الفعل‬ ‫الذي يستعمل للداللة على اإلله عند السومريني‬ ‫القدماء كان يعني التدبير دوماً‪ ،‬دبر‪ :‬في الكنعانية‬ ‫وفي العبرية‪ ،‬وقنى‪ :‬في لغة اوغاريت‪ ،‬يعنيان‬ ‫التدبير‪ .‬فاهلل يدبر املوجودات‪.‬‬ ‫املدبر كلمة ال تدل على فعل اخللق الذي أول‬ ‫ما يتبادر إلى ذهن املرء في معنى اإلله‪ ،‬حسب‬ ‫التوحيد املسيحي ـ اإلسالمي‪.‬‬ ‫لم تعن فكرة اإلله عند املتوسطيني كائنا ً‬ ‫سابق الكون وموجده من العدم‪ ،‬بل إله هو في‬ ‫الكون ومنه وغير مفارق له‪ ،‬وإال عند ذاك سيقعون‬ ‫في إشكالية خلق اإلله املطلق الذي يعبدونه في‬ ‫متوالية ال تنتهي‪ .‬وللداللة على التدبير اإللهي‬ ‫استعمل الساميون أفعاال ً ما زلنا نستعملها في‬ ‫العربية مثل فعل برأ وباري الكون‪ ،‬أي نقى الكون‪.‬‬ ‫وقنى أي ملك‪ ،‬وبنى أي دبر‪.‬‬ ‫يبدو املفهوم الفينيقي لأللوهة مقرباً جدا ً‬ ‫بني اإلنسان واإلله‪..‬‬ ‫الفكرة الدينية الفينيقية جتعل اإلله مالزما ً‬ ‫للكون وللوجود كله‪ ،‬مبنزلة األب لألسرة‪ .‬وعلى هذا‬ ‫تكرر في املسيحية لفظ “أبي الذي في السماء”‪،‬‬ ‫“ابن اهلل”‪ .‬مثالً كقول املسيح في موعظة اجلبل‪:‬‬ ‫“طوبى لصانعي السالم فإنهم أبناء اهلل يدعون”‪.‬‬ ‫بينما املسيحيون املتعصبون يريدون ان يروه ابن‬ ‫اهلل الوحيد‪..‬‬

‫د‪ .‬يوسف الحوراني‬ ‫ولد في يارون‪ ،‬قضاء بنت جبيل‪ ،1931 ،‬كان “مدخل إلى نشوء احلضارة” (‪ ،)1962‬اول بحث‬ ‫معمق باللغة العربية عن حضارة اإلنسان رسالة ماجستير‪ .‬وكانت أطروحة الدكتوراه بعنوان‬ ‫“البنية الذهنية في الشرق املتوسطي اآلسيوي القدمي” عن جامعة الكسليك ‪ .1977‬هو باحث‬ ‫محترف في فلسفة التاريخ وفي كيفية نشوء احلضارة وفي احلضارات القدمية‪ ،‬صدرت في كتاب‬ ‫عن دار النهار ‪ ،1993‬أمني الشؤون التاريخية في اجملمع الثقافي العربي‪ ،‬وحائز على رتبة أستاذ‬ ‫في اجلامعة اللبنانية‪.‬‬ ‫وله كتب أخرى منها‪ :‬لبنان في قيم تاريخه (النهار ‪ ،)1992‬جماليات احلكمة في التراث الثقافي‬ ‫البابلي (النهار ‪ ،)1994‬قانا اجلليل في اجلنوب اللبناني (نشر وزارة السياحة ‪ ،)1995‬مجاهل تاريخ‬ ‫الفينيقيني خالل سانخونياتن وفيلون اجلبيلي (دار الثقافة ‪ ،)1999‬اجملهول واملهمل من تاريخ‬ ‫اجلنوب اللبناني (جبل عاملة) من سجالت الفراعنة لأللف الثاني ق‪.‬م‪( .‬دار احلداثة ‪ ،)1999‬ملحمة‬ ‫بيروت امليمونة للشاعر “نن ّوس” من العهد الروماني (ترجمة ودراسة) (دار الثقافة ‪ ،)1999‬من تراث‬ ‫لبنان (دار احلداثة ‪ ،)2003‬إضافة إلى أبحاث عدة في اللغات القدمية‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪110‬‬

‫الدين الفينيقي أسس الفلسفة‬ ‫املثالية‬ ‫هل استقى أفالطون فكرة العاملني األعلى‬ ‫والسفلي من املفهوم الفينيقي لأللوهة‪ ،‬رغم‬ ‫أن اإلله عنده مفارق لوجود األشياء؟‬ ‫أسالفنا الكنعانيون جتنبوا كتابة رمز األلوهة‬ ‫بإضافة (أل) إلى أخرى‪ ،‬بل عبروا عن مفهومها‬ ‫باجلمع بقولهم “إلوهيم”‪ ،‬وعندما يتكلمون عنه‬ ‫يقولون اآللهة‪ ،‬كان هذا موازيا بالداللة واملفهوم‬ ‫لإلضافة األمورية‪.‬‬ ‫أما في احلضارية اليونانية فنجد طاليس ذا‬ ‫األصل الفينيقي وهو مؤسس الفكر العلمي‬ ‫الفلسفي عند اإلغريق‪ ،‬وهو أول احلكماء السبعة‬ ‫عندهم‪ ،‬قال إن الكون مليء باآللهة‪ .‬وكذلك‬ ‫أفالطون لم يخرج عن املفهوم املشرقي لإلله‬ ‫أن إلها ً لكل موجود‪ ،‬غايته أن يسمو إليه‪ .‬حتى‬ ‫أني أرى أن الفكر املعاصر سيعود ملعاجلة الفكرة‬ ‫اآلرامية املشرقية لأللوهة‪ ،‬من خالل ما أدركه‬ ‫وأحسه من حركة الوجود الطبيعي‪ .‬مثال اي‬ ‫شجرة تنمو وفق ما تتيحه إمكانات منوها‪ ،‬فإن‬ ‫توقفت إمكانات منوها ال يعني لزوما ً توقف مبدأ‬ ‫النمو لديها وال بطالن النمو في الواقع‪.‬‬ ‫وهناك فكر فلسفي أتوقع ان ينتشر وينال‬ ‫حقه من البحث‪ ،‬مفاده أن هناك صراعا ً بني‬ ‫اإلنسان والكون ذاته‪ ،‬وهذا هو مبدأ احلياة نفسه‪.‬‬ ‫فعندما تناقشني في فكرة حتاول أن أقتنع بها‬ ‫فأصبح امتدادا ً لك‪ .‬وأنا كذلك أسعى إلقناعك‬ ‫لتصبح امتدادا ً لي‪ ،‬األمر نفسه هناك صراع بني‬ ‫كائنات الكون وكل منها يسعى ألن يغلب غيره‬ ‫ليصبح هو الكون كله فيه‪ .‬لكن إمكانات منو‬ ‫الكائن تبقيه عند احلد الذي تسمح به‪.‬‬ ‫قد يتطور االجنذاب املتبادل إلى تصادم؟‬ ‫وهنا يكمن تعليل النزعة العدوانية املؤسسة‬ ‫لظاهرة احلروب‪ .‬األقرب إلى احلياة احليوانية على‬ ‫فطرتها الوحشية فعندما يرى احليوان صغارا ً‬ ‫من غير جيناته يقضي عليها‪ ،‬ألنه يريد بقاء من‬ ‫ينتمي إليه هو‪ ،‬ليصبح نوعه هو الكون‪.‬‬ ‫لهذا السبب اعتبر الفكر الديني أنه‬ ‫معني بالوعظ وبتهذيب الفطرة الوحشية‬ ‫الالاجنذابية املتصادمة‪ ،‬كقول املسيح أحبوا‬ ‫بعضكم بعضاً‪ ،‬وقول النبي محمد (ص) الدين‬ ‫عند اهلل هو املعاملة؟‬ ‫هذه النزعة السامية التي تتجلى باحلزن‬ ‫والتخلي والتنازل تشكل ثالوث املبدأ األخالقي‪،‬‬ ‫الذي ميكنه جتديد شباب اإلنسانية العجوز‬ ‫الراهنة‪ ،‬ليقوم على احلس الضميري‪ ،‬ألن اإلحساس‬ ‫الضميري يتعدى الفردية إلى رعاية اآلخر‪.‬‬ ‫هل تختلف البنية الذهنية بني شعب وآخر‪،‬‬ ‫مثالً كان ملك السومريني ومن تالهم رسوالً‬ ‫إلقامة العدل واحلكومة‪ ،‬أما الفرعون املصري‬ ‫فكان إلهاً عند املصريني؟‬ ‫لكل أمة ذاتية تتطور عبر الزمن‪ .‬وهذه الذاتية‬


‫تشكل جوهر كل فعالية األمة عبر تاريخها‪.‬‬ ‫فالنزعة الذاتية العربية نامية لدى الفرد إلى حد‬ ‫أنه ال يقبل اخلضوع لآلخرين إلى رفض التعاون‬ ‫معهم‪ ،‬بينما النفسية السامية‪ ،‬أسست‬ ‫لألخالق اإلنسانية ولروح القانون اإلنساني‪ .‬حتى‬ ‫في عمل اخلير قد ال جتد عربيني اثنني يتفقان‬ ‫عليه بل ينظران إليه أنه قتال بينهما للمنافسة‬ ‫واملنافحة وتبخيس عمل اآلخر‪ .‬كذلك األمر على‬ ‫صعيد الدول العربية الصغيرة منها ترفض‬ ‫وحدة مع جيرانها وتقبلها عندما تأمرها بها قوة‬ ‫متافيزيقية إلهية‪ .‬وعلى هذه احلال حتفظات كبيرة‬ ‫تثيرها جتربة الدولة العربية في الطورين األموي‬ ‫والعباسي‪ .‬حيث سلمت مقاليد الدولة بقناعة‬ ‫للعناصر غير العربية بالثقة في الرابطة الدينية‬ ‫كمسوغ وحيد للتوحد االجتماعي السياسي‪،‬‬ ‫فأدت إلى “خراب البصرة” وعاملها معها‪..‬‬ ‫قال املسيح ما يريد قوله هو‪ ،‬أما النبي‬ ‫محمد (ص) فعزا كل ما ورد في القرآن الكرمي‬ ‫إلى وحي إلهي أوحي به إليه‪ .‬هل هذا التمايز‬ ‫مرتبط بالبنية الذهنية العامة لكل منهما؟‬ ‫تتفق الرسالتان التوحيديتان على وحدة املصدر‬ ‫بينهما‪ ،‬سندا ً على األقل إلى النص القرآني‪ .‬لكن‬ ‫هناك افتراقات في األداء‪ ،‬املسيح لم يقل بفعل‬ ‫الوحي‪ ،‬نهج نهجا ً مثاليا ً يعلم بالقدوة وبالكلمة‬ ‫احملكية وباملوقف‪ ،‬بل ترك سيرة تعددت نصوصها‬ ‫عند تالمذته‪ ،‬ويخطئ املسيحيون عندما يرون‬ ‫في اإلجنيل املتداول كتابا مطلقاً‪ ،‬ألنه ليس من‬ ‫نص املسيح وكتابته‪ ،‬بل ما قيل فيه وعنه أنه‬ ‫قاله‪ .‬والبالد التي ع ّلم تعاليمه كانت على قسط‬ ‫مرموق من احلضارة‪ ،‬وفيها بنية ذهنية تبلورت‬ ‫قرونا ً مديدة من التمدن‪ ،‬بينما الرسول كانت‬ ‫بيئته محتاجة إلى احلد األدنى من تعاليم التقومي‬ ‫وبناء األسس احلضارية والذهنية العامة‪ .‬وكان‬ ‫ضروريا ً الربط بني األرض والسماء‪ ،‬بني اإلنسان‬ ‫وبني اهلل بصيغة الوحي‪ ،‬ليمكن تهذيب الذواتية‬

‫العربية القبلية املتنافرة وتوحيدها‪ ،‬كي يقبل‬ ‫العربي التطوير والتغيير والتحرر من أصنامه‬ ‫العبادية والذهنية والنفسية واالجتماعية‬ ‫السابقة لإلسالم‪.‬‬ ‫فاإلعجاز القرآني كان قادرا ً على مخاطبة‬ ‫األمم كافة‪ ،‬إضافة إلى أن التعاليم والتنظيمات‬ ‫االجتماعية التي قدمها كانت أكثر ارتباطا ً‬ ‫بحياة الناس من التعاليم املسيحية‪ ،‬ما وفر‬ ‫لإلسالم أرجحية وسيادة على الشعوب الفاقدة‬ ‫للتنظيم االجتماعي املدني واملتماسك فوجدت‬ ‫فيه مطالب تقدمها‪.‬‬ ‫قلت إن الكنعانيني كانوا يقولون باآللهة‬ ‫أو اإللوهيم‪ ،‬هنا كيف مت االنتقال من اجلمع‬ ‫الكنعاني إلى اإلله التوحيدي املنفرد بذاته في‬ ‫املسيحية واإلسالم؟‬ ‫عندما اكتشف الكنعانيون أن (أل) لم تعد‬ ‫تكفي لتفسير ماهية القدرة الغامضة املدبرة‬ ‫في كل ظاهراتها الطبيعية أضافوا إليه (أل)‬ ‫لتعبر (أل(أل)) عن اهلل املطلق في جتريده الكلي‬ ‫عن واقع مخصوص‪ ،‬وفي هذا املرتبة من التجريد‬ ‫لم يعد اهلل إلها ً خاصا ً بشعب معني‪..‬‬ ‫يصبح مثاالً أعظم للشعوب اإلنسانية كافة‪..‬‬ ‫يصبح إلها ً إنسانيا ً مطلقا ً لكل البشرية وللكون‬ ‫كله‪ ،‬فال يستطيع شعب ما أو دين ما ان يدعي أنه‬ ‫يحتكر اهلل‪ ،‬وأن إلهه هو اإلله الوحيد‪ ،‬ألن فكرة‬ ‫اهلل أصبحت مجردة عن اخلصوصية القومية‪.‬‬ ‫ما حال فكرة اإلله اخلاص “يهوه” الذي يدعيه‬ ‫اليهود بهم وحدهم؟‬ ‫(يجيب ضاحكاً) أظن أن الزمن جتاوز ذلك‪..‬‬ ‫جتاوز الزمن اإلله اخلاص أم التوهم بوجوده؟‬ ‫أظن أن اليهود لم يندمجوا مع الشعوب‬ ‫األخرى‪ ،‬ألن بنيتهم الذهنية كانت تخالف‬ ‫االندماج مع الشعوب األخرى‪ ،‬وأرى أن التاريخ‬ ‫اإلنساني سيتجاوز مفهوم األلوهة اخلاصة قريبا ً‬ ‫جدا ً وفي العالم كله‪ .‬ألنها طور نفسي ومنطقي‬

‫تخطاه العقل اإلنساني‪ .‬وسيعود هذا التاريخ إلى‬ ‫االهتمام بالنوازع اخلاصة بكل مجتمع ليحقق‬ ‫ذاته بها وفيها‪ .‬فيقيم هذه النوازع ويعمم ما‬ ‫يصلح منها إنسانيا ً واملنكمش على ذاته منها‬ ‫غير الصالح للتعميم ينقرض ويزول وتتخطاه‬ ‫سيرورة احلياة‪.‬‬ ‫عوداً إلى الذاتية العامة‪ ،‬هل عرف العرب ذاتاً‬ ‫مجتمعية؟‬ ‫العرب عرفوا ذاتية مجتمعية من خالل التعليم‬ ‫اإللهي‪ ،‬من خالل القرآن الكرمي‪ ،‬كنص جامع‬ ‫موحد لهم‪ .‬لكنهم لم يعرفوا تنظيما ً اجتماعيا ً‬ ‫منفصالً عن الدين‪ ،‬وهكذا هم حتى اليوم‪.‬‬ ‫لكن االسالم كدين هو مسكوني يتوجه‬ ‫للبشرية كافة‪ ،‬أي انه ينشد ذاتاً بشرية عامة‬ ‫ال ذاتاً قومية خاصة؟‬ ‫هذا ما أردت قوله أن العرب مييلون إلى نزعة‬ ‫إنسانية عامة اللتباسها بالدين‪ ،‬ويتحاربون‬ ‫بالتنافس‪ ،‬ومينعون االحتاد والتعاون بينهم‪ ،‬إال‬ ‫إذا كان االحتاد مرتبطا ً بفكرة دينية‪ ،‬لذلك نرى‬ ‫أن أشد الروابط واجملموعات عند العرب متاسكا ً‬ ‫وتأثيرا ً هي الدينية منها‪ .‬هذه من خواص العرب‬ ‫النفسية‪ ،‬ولم يقصر ابن خلدون عندما نبه‬ ‫العرب إلى هذه احلال دون ان يغوص في حتليالتها‬ ‫الدقيقة وأسبابها‪.‬‬ ‫قلت بوحدة البنية الذهنية النفسية في‬ ‫منطقة الشرق اآلسيوي املتوسطي القدمي‪ ،‬لكنها‬ ‫لم تتجل وحدة مجتمع وكيان سياسي‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫هي معطى تاريخي حضاري نفسي اجتماعي‪،‬‬ ‫أيضا ً أشار إليه املفكر احلضاري أنطون سعادة‪،‬‬ ‫لكن لم يسمح العالم باكتمال مشروعها‪.‬‬ ‫ففكرة سعادة فكرة جليلة بعلميتها وعلمانيتها‬ ‫املتجردة من العصبية الدينية في مجتمع متنوع‬ ‫العقائد‪ ،‬لكن أوروبا ناصبتها العداء‪ ،‬ولم جتد‬ ‫سندا ً دوليا ً يعزز االلتفاف الشعبي حولها‪.‬‬ ‫برأيك ما مستقبل الذهنية الواحدة ملنطقة‬ ‫شرقي املتوسط ومشروعها الوحدوي في واقع‬ ‫مواجهتها كماشة من األعداء في فلسطني‬ ‫جنوباً وبعد االحتالل األميركي للعراق بتحالف‬ ‫دولي شرقاً؟ بالضبط أي هل ميكن إلنسان هذا‬ ‫اجملتمع أن يقوم ويرفع التحدي عنه؟‬ ‫تبدو اليوم املصاعب املواجهة ملشروع وحدة‬ ‫شرقي املتوسط كبيرة جداً‪ ،‬ليس على املستوى‬ ‫الدولي بل احمللي‪ .‬بسبب أطماع سياسيني‬ ‫يتمسكون بها‪ ،‬وتربيات وثقافات يقتضيها‬ ‫املشروع الوحدوي مختلفة عن السائدة حالياً‪..‬‬ ‫واخلطوة األهم اليوم هي جتديد الذهنية من‬ ‫األفكار املتخلفة العالقة بها والتي حتط بها عن‬ ‫االنطالق والتقدم‪ .‬فقيادات سياسية كثيرة راهنة‬ ‫تغذي هذا التخلف وتشجعه‪ ،‬ألنها تراه األصلح‬ ‫لبقائها في القيادة‪ .‬لكن املؤمن بفكرة ما ال بد له‬ ‫من ملء نفسه مبقومات إميانه كي ال يقع أسير‬ ‫الفراغ والالمعنى‪.‬‬

‫حاوره هاني احللبي‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪111‬‬


‫حتقيق‬

‫لبناني يتج ّول‬ ‫في شوارع‬ ‫دمشق‬ ‫تبقى دمشق دائما ً محوراً‪ ،‬تكاد تختصر حال‬ ‫املنطقة‪ ،‬هي بيت القصيد اإلقليمي الذي ال‬ ‫يحسم إال مبا يناسبه وحني يناسبه‪ ،‬ال يفهم‬ ‫زائرها أو املراقب إن كانت سياسة “حافة الهاوية”‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪112‬‬

‫هواية ميارسها النظام أم واقعية مفرطة؟‬ ‫سوريا اليوم تختلف عما كانت عليه منذ‬ ‫سنوات قليلة خلت تغيرت من “فوق” ومن‬ ‫“حتت”‪ .‬من “فوق” تغير األعداء واألصدقاء وتبدلت‬

‫األولويات‪ ،‬مع تغير مالمح القادة‪ ،‬وعيون دمشق‬ ‫ال تتوقف عن التفتيش والتدقيق في تفاصيل‬ ‫املنطقة وهي مرتاحة إلى حدود كبيرة‪ .‬وسوريا‬ ‫من “فوق” العب إقليمي شاء األصدقاء واألعداء‬ ‫أم أبوا‪ ،‬فهي متتلك من األوراق ما يكفيها لسنوات‬ ‫وهي مترست في حتريكها واملساومة عليها‪.‬‬ ‫أما سوريا من “حتت” فهي أيضا ً تبدل مزاجها‬ ‫العام ما يلفت االنتباه‪ ،‬وترى ذلك بوضوح في‬ ‫شوارعها العامة وقد ازداد ازدحامها السكاني‬ ‫وتضاعف عدد مركباتها مرات ومرات‪.‬‬ ‫على وقع يافطات عريضة متثل علم الدولة‬ ‫وصورة رئيسها ومشاهد طبيعية وعبارات‬ ‫حاميك» و»سورية البلد بلدك»‬ ‫«سورية اهلل‬ ‫ِ‬ ‫تستقبلك دمشق‪ ،‬وعلى جانبي الطريق صفوف‬ ‫من األشجار اخلضراء بلون فاحت رغم قلة األمطار‪،‬‬ ‫وسريعا ً ما تطالعك وجوه أهلها املرسومة‬ ‫بالهم والتعب على سعي دؤوب نحو العمل‪،‬‬ ‫وتغلبك اندفاعاتهم املضيافة البريئة رغم قسوة‬ ‫املنطق وكالمهم غير اجملبول بدجل أهل التجارة‬ ‫والسياحة‪ .‬في محطة املعضمية املعتمدة حديثا ً‬ ‫يختلط القادمون واملسافرون برا ً بني لبنان وسوريا‬ ‫واألردن وبعض دول اخلليج‪.‬‬


‫في أحيائها القدمية كما احلديثة اجلميع‬ ‫سواسية في التفكير والتعاطي‪ ،‬ال تزعجهم‬ ‫كونك لبنانيا ً رغم املرارة والغصة التي تواجهك‬ ‫حني تع ّرف عن نفسك‪ ،‬وتفاجأ مبقدار الترحاب‬ ‫الذي يقدمونه مع عتب على «بعض اللبنانيني»‬ ‫وتصرفاتهم «جتاه ما قدمته سوريا لهم‬ ‫وللبنان»‪ ،‬يتكلمون بألم وحسرة على أيام مضت‬ ‫«اعتقدنا ان العالقة بألف خير»‪ ،‬وبالوقت نفسه‬ ‫ترى أعالم حزب اهلل وصور السيد نصر اهلل وقد‬ ‫مألت الشوارع واحملال والبيوت مع عبارات العزة‬ ‫والفخر‪.‬‬ ‫في كل أحياء دمشق ودساكرها وضواحيها‬ ‫ظالل الوضع اإلقليمي يخيم مبا طفق عليها‬ ‫من أعداد الالجئني العراقيني وما كانت عليه‬ ‫أعداد الالجئني الفلسطينيني منذ ما يزيد على‬ ‫نصف قرن‪ ،‬وباألمس القريب استقبلت الالجئني‬ ‫اللبنانيني خالل العدوان اإلسرائيلي‪ ،‬وهذا بالطبع‬ ‫خلق ردود فعل عكسية لدى عامة الناس الذين‬ ‫يسارعون إلى املقارنة بني حالهم وما يحدث في‬ ‫«دميقراطية العراق املستجدة» و»سيادة لبنان‬ ‫الناشئة ـ اخلائبة» وفلسطني املعاناة واالحتالل‬ ‫والقهر‪ ،‬واجلواب حاضر بسرعة البرق «هل‬ ‫تريدون لنا تلك األمثلة الساطعة واملشجعة؟»‬ ‫ولدى جتوالك داخل األحياء تراها قد حتولت إلى‬ ‫«عراقية» بامتياز مع كل ما حتمله من مشاكل‬ ‫وتبعات أعداد وقيم وصراعات تقطن في كنف‬ ‫الدولة املضيفة وهي متنوعة الطبقات واألفكار‬ ‫واإلمكانات املالية ما يلقي على السلطات‬ ‫الرسمية والشعبية تبعات كبيرة وآثارا ً اقتصادية‬ ‫وإمنائية وارتفاع أسعار السلع واملواد الغذائية‬ ‫واألبنية واألراضي واإليجارات وغيرها‪.‬‬ ‫يتوجس السوريون اخلوف من االحتماالت‬ ‫اإلقليمية مع طمأنينة إلى سالمة وصحة‬ ‫موقف بلدهم وثقة «مفرطة» بإمكانية املواجهة‬ ‫والتحدي‪.‬‬ ‫في ساحة البرامكة تنطلق الرحلة ومنها‬ ‫تتفرع شرايني حياة العاصمة‪ ،‬وعلى ميينها‬ ‫تربض كليات احلقوق والشريعة والتجارة التابعة‬ ‫جلامعة دمشق‪ ،‬وعلى رصيف شارع احللبوني‬ ‫تنتشر ظاهرة بيع الكتب اجلديدة واملستعملة‪،‬‬ ‫فإلى ساحة األمويني عاصمة اخلالفة التي‬ ‫تتوسطها نافورة مياه ونصب رمزي وبجانبها‬ ‫محطتا اإلذاعة والتلفزيون الرسميتان‪.‬‬ ‫شارعا الصاحلية واحلمرا صورة طبق األصل‬ ‫عن الشوارع السياحية الفخمة املستجدة‬ ‫على ضفاف املدينة القدمية وهي تتصف بالرونق‬ ‫وارتفاع األسعار بعكس ما هي عليه أسواق‬ ‫مثل احلميدية ومتفرعاته حيث الشارع مغطى‬ ‫بسقف‪ ،‬ويشهد ازدحاما ً يوميا ً ولم تنزع عنه‬ ‫تراثيته التصليحات التي أجريت على مدخله من‬ ‫ممرات حتت األرض وساللم كهربائية توصل اآلالف‬ ‫إليه‪ ،‬وهو عبارة عن سوق شعبي قدمي ممتد يرحب‬ ‫بك على مدخله محل لبيع األلبسة اسمه‬ ‫«محالت الواليات املتحدة اإلسالمية»‪ .‬يوصلك‬ ‫هذا اخلط املستقيم إلى أعمدة شاهقة ترتفع‬

‫سوريا ولبنان‬ ‫ينظر السوريون إلى الشعب اللبناني مبزيج من اإلعجاب واللوم‪ ،‬تراهم حينا ً يتحدثون‬ ‫بفخر عن املقاومة التي ال تشوبها شائبة‪ ،‬ثم يقارنونها‪ ،‬مبرارة‪ ،‬األصوات األخرى التي‬ ‫تتهجم على سوريا‪ ،‬ويلخص املواطن محمد إبراهيم الذي يعمل سائق سيارة أجرة‪ ،‬ذلك‬ ‫بالقول “بلدكم عجيب غريب‪ ،‬في اللحظة التي تسجلون انتصارا ً تاريخيا ً على العدو‬ ‫اإلسرائيلي وتلفتون نظر العالم‪ ،‬يخرج زعماء طوائف لشتم األبطال”‪ ،‬وحول الشعارات‬ ‫التي يرفعها حزب البعث احلاكم منذ العام ‪ 1963‬بالوحدة واحلرية واالشتراكية‪ ،‬أين‬ ‫منها في التجربة مع لبنان يسارع إلى الرد بأن “أخطاء جسيمة قد ارتكبت في العالقة‬ ‫ولم يحاسب املسؤولون عنها حتى اآلن”‪ ،‬ويسارع إلى شرح “مخاطر ودور االستعمار‬ ‫بكل أشكاله القدمية واحلديثة ولو اختلفت الوجوه‪ ،‬ولبنان جزء ال يتجزأ من محيطه‬ ‫الطبيعي وال ميكن فصله عنه كأنه جزيرة منعزلة”‪ ،‬ويترحم بألم على “الشهيد رفيق‬ ‫احلريري‪ ،‬الشخصية الكبيرة التي تفهمت هذا الواقع وعرفت كيف تتأقلم معه‪ ،‬ولذلك‬ ‫قتلوه”‪.‬‬ ‫يلقي لبنان بثقله على كاهل احلياة االجتماعية والسياسية والثقافية والفنية في‬ ‫سوريا منذ أمد بعيد‪ ،‬فهم يحفظون عن ظهر قلب كل برامج احملطات التلفزيونية‬ ‫اللبنانية على أنواعها‪ ،‬ويتأثرون بشخصياتها‪ ،‬ويتابعون أدق التفاصيل عنها ويحاولون‬ ‫التماهي مع جتارب عديدة‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه يعتبرون التعددية احلزبية أداة تفجير‬ ‫الواقع ومضرة باستقرار البلد وال تشكل مادة جذب آلرائهم‪.‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪113‬‬


‫فوقها بقايا قبب ضخمة حتمل النقوش الرومانية‬ ‫والعربية وتطل مبشهد عنفواني على رمز وحتفة‬ ‫دمشق والتراث اإلنساني‪« :‬اجلامع األموي»‪.‬‬ ‫في صحن اجلامع وداخله‪ ،‬منعت السلطات‬ ‫«قدر اإلمكان» تواجد طيور احلمام ملا تسببه من‬ ‫بقايا وأوساخ‪ ،‬كما حرصت على إطعامهم في‬ ‫الباحة اخلارجية بأعدادها التي تقدر باآلالف‪ .‬على‬ ‫يسار مدخل اجلامع‪ ،‬يرقد احملرر والقائد الكبير‬ ‫صالح الدين األيوبي‪ ،‬أما عن ميني املدخل فتكمل‬ ‫األسواق امتداد حركتها اللولبية أشبه مبتاهة‬ ‫على الداخل إليها أن يستفسر العارفني ليتمكن‬ ‫من اخلروج وهي أسواق متخصصة‪ :‬سوق الهال‪،‬‬ ‫البازورية‪ ،‬السروجي‪ ،‬احلدادين‪ ،‬األقمشة‪ ،‬اخلياطني‪،‬‬ ‫والصاغة فإلى شارعي مدحت باشا واحلريقة‪.‬‬ ‫هذه هي دمشق اليوم أقدم مدينة مأهولة‬ ‫في العالم‪ ،‬وقد بنيت ضمن بوابات سبع‪ :‬باب‬ ‫شرقي‪ ،‬باب توما‪ ،‬باب الصاحلية‪ ،‬باب مصلى‪ ،‬باب‬ ‫اجلابي‪ ،‬باب امليدان‪ ،‬باب سريجي‪ .‬لم حتفظ هذه‬ ‫اآلثار لكن ما بقي منها شاهدا ً على عظمة أيام‬ ‫سابقة مرت تشعرك في داخل أحيائها القدمية‬ ‫أنك بحمى التاريخ ومحاط به من كل االجتاهات‪،‬‬ ‫زوايا األماكن‪ ،‬فتوحات األبنية‪ ،‬استدارة القناطر‪،‬‬ ‫بهو ومداخل البيوت‪ ،‬املشربيات‪ ،‬األزقة احلجرية‪...‬‬ ‫كلها تدلك على زمن غابر ولى بجبروت من بنوه‬ ‫وبقيت صنائعهم تشهد عليهم‪ ،...‬مدينة لم‬ ‫تفقد ذاكرتها حتى بأدق التفاصيل‪ ،‬مدينة ما‬ ‫زالت حماماتها الشعبية تستقطب أهل البلد‬ ‫والسياح وتنفث بخارها املهدئ فتمتص الضغط‬ ‫والشحن من مسام أجساد ونفوس الر ّواد وتلعب‬ ‫دورها التاريخي كمتنفس ألهل املدن‪.‬‬ ‫في ساحة املرجة يكفي أن تشير ألي سيارة‬ ‫تكسي لكي يصطف رتل من السيارات‪ ،‬والنظام‬ ‫هنا يقول بأن السيارة على حساب الزبون وحده‬ ‫والسعر بحسب «العداد»‪ .‬وباملناسبة‪ ،‬تنظيم‬ ‫قطاع النقل العام في سوريا له ميزات خاصة إذ‬ ‫يلحظ دقة متناهية في استهداف كل الشوارع‬ ‫واألحياء وبني املدن في البالد ضمن استراتيجية‬ ‫واضحة وخدمة رخيصة الثمن ميكن أن تغني‬ ‫املواطن عن السيارة اخلاصة‪.‬‬ ‫يشرف جبل قاسيون على دمشق جلهة الغرب‬ ‫وفيه أحياء فخمة مثل‪ :‬مهاجرين وركن الدين‬ ‫اللتان تضمان عددا ً من السفارات ومساكن‬ ‫األجانب‪ ،‬وفي أعاله يطل على املدينة في مشهد‬ ‫رائع نهارا ً ـ لوال غيمة التلوث السوداء ـ وليالً‬ ‫متيزه قبب اجلوامع بألوانها اخلضراء وقد نشأت‬ ‫على سفحه العديد من املطاعم واملقاهي‪.‬‬ ‫شوارع دمشق وأحياؤها مفتوحة على كل‬ ‫االحتماالت واجلنسيات تضم أهلها األصليني‬ ‫والوافدين‪ ،‬فاألحياء التي تضم الفلسطينيني‬ ‫مثل مخيم اليرموك تسمى «مخيمات الوافدين»‬ ‫أو «العائدين»‪ ،‬ألنه مينع استعمال كلمة الجئني‬ ‫بالنسبة للفلسطينيني‪ ،‬وهم جزء ال يتجزأ من‬ ‫النسيج العمراني والسكاني وال متيزهم لوال‬ ‫بعض الشعارات واليافطات والصور على اجلدران‪.‬‬ ‫وال تستغرب األسماء والعائالت لو عثرت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪114‬‬


‫على بعضها بالتركية أو اليونانية أو القوقازية‬ ‫أو الفارسية‪ ...‬فهي تضم قاصديها بسهولة‬ ‫مطلقة وميكنك أن تسمع فيها ألوانا ً شتى من‬ ‫اللغات كونها تعج بخليط عجيب من األلسن‪،‬‬ ‫هنا مشادة بني بائع وزبون باللغة الفارسية‬ ‫وهناك حديث يدور بصوت مرتفع بني شابني‬ ‫باللغة التركمانية ولدى استفسارهم يردونك‬ ‫إلى أن أصلهم من آسيا الوسطى «ولكننا‬ ‫سوريون عرب أقحاح نتكلم اللغة التركمانية»‪،‬‬ ‫ناهيك عن األكراد واألرمن والكلدان واآلشوريني‪.‬‬ ‫تعجب من وجود أعداد هائلة من السياح تأتي‬ ‫قاصدة شواهد التاريخ في سياحة ثقافية ومن‬ ‫جنسيات متعددة‪ :‬األوروبيون وأكثرهم أوروبا‬ ‫الشرقية‪ ،‬آسيوية‪ ،‬وطوفان بشري إيراني في‬ ‫زيارات لألماكن الدينية املقدسة‪.‬‬ ‫منت العاصمة على حساب األراضي الزراعية‬ ‫اخلصبة الشهيرة‪ ،‬مثل‪ :‬الغوطة وإنتاجها من‬ ‫اخلضار واملشمش أو املزة وداريا بإنتاج الصبار أو‬ ‫ضاحية صحنايا على اجلهة اجلنوبية املشتهرة‬ ‫بأشجار الزيتون املعمرة‪ ،‬مجمعات صناعية‬ ‫ضخمة‪ ،‬وأبنية سكنية مرتفعة‪.‬‬ ‫وخالل السنوات األخيرة أخذ ريف دمشق ـ‬ ‫كما قلبها ـ يتآكل من املساحات اخلضراء وتزحف‬ ‫غابات الباطون مستبيحة التربة اخلصبة واملياه‬ ‫النظيفة ولو اختلف شكل التمدد العمراني‬ ‫هذا في منطقة ضاحية غسولة (شمال شرق‬ ‫دمشق) حيث البناء ذات تنظيم مدني دقيق وهو‬ ‫مخصص ملوظفي القطاع العام‪.‬‬ ‫النهضة العمرانية البارزة في قطاعات البناء‬ ‫وارتفاع العديد من األبراج‪ ،‬ال يخفي حاالت الفقر‬ ‫املدقع في أحياء كثيرة‪ ،‬وانتقال البلد من نظام‬ ‫موجه إلى بعض الليبرالية يترك انعكاسات‬ ‫جمة على مسيرة حياة الناس‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫بنية االقتصاد تعتمد االكتفاء الذاتي‪ ،‬وهذا يبدو‬ ‫من خالل البضائع املوجودة في السوق كلها إنتاج‬ ‫وطني مع وفرة املهرب منها واألغلى‪.‬‬ ‫التلوث مشهد مألوف وفاقع‪ ،‬اللون األسود‬ ‫يلف هواء املدينة ويصبغ جدرانها‪ ،‬حركة النقل‬ ‫النشطة واستعمال مادة املازوت بكثرة يتسبب‬ ‫بكارثة حقيقية‪ ،‬وما يزيد الواقع اجلغرافي وسط‬ ‫دائرة جبلية ال تسمح مبمرات هوائية طبيعية‬ ‫تخفف التلوث‪.‬‬

‫دمشق ـ عامر مالعب‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪115‬‬


‫منبر املرأة‬ ‫مشاركة المرأة العاملة فعالة والهزات السياسية تضعفها‬

‫نادية عيسى ‪ :‬الذهنية الذكورية‬ ‫ال تزال تسيطر على المجتمع‬ ‫على مر السنني استطاعت املرأة اللبنانية‬ ‫اختراق قطاعات العمل كافة‪ ،‬حتى تلك التي‬ ‫يصفها البعض حكرا ً على الرجل‪ .‬اجتهدت‬ ‫ّ‬ ‫فترقت‪ ،‬لكن ضمن حدود‪.‬‬ ‫وعملت‪ ،‬جنحت‬ ‫فأهمية الوظائف التي تشغلها املرأة تتراجع‬ ‫كلما صعدنا درجة في السلم الوظيفي‪.‬‬ ‫فهي مهما برعت وبلورت كفاءتها‪ ،‬ال تكون‬ ‫القائدة‪.‬‬ ‫موقف الرجل من عمل املرأة مسألة معقدة‪،‬‬ ‫فالرجل يثق بها أماً فيؤمنها على اوالده‪،‬‬ ‫أجيال اجملتمع القادمة‪ ،‬ولكن يرفضها بشكل‬ ‫شبه قاطع منافسة له في األطر املهنية‪.‬‬ ‫هذا املوقف سبب اساسي للتمييز ضد املرأة‬ ‫على صعيد األجور‪ ،‬التقدميات االجتماعية‪،‬‬ ‫الترقيات في العمل‪..‬‬ ‫فاملرأة وبعد أكثر من قرن على انخراطها‬ ‫في سوق العمل الفعلي‪ .‬ال تزال النساء‬ ‫الطامحات الى وظائف قيادية غير قادرات‬ ‫على تخطي العوائق املتمثلة اساساً في‬ ‫نظرة الرجل الى عملها‪ ،‬مما يدفعهن الى‬ ‫التخلي عن هذه الطموحات‪.‬‬ ‫طرأ تغير كبير على وضع املرأة العاملة نتيجة‬ ‫اسباب متعددة ابرزها حتول لبنان الى مركز اول‬ ‫للترانزيت واخلدمات بني حاجة االنظمة املنشأة‬ ‫حديثا ً وبني املنتجات اآلتية من الدول الغربية‪،‬‬ ‫فبلغ عدد النساء العامالت في أواخر عام ‪1970‬‬ ‫‪ 94‬الف عائلة أي ‪ %17,5‬من املقيمني الذين‬ ‫لديهم عمل‪.‬‬ ‫آنذاك كانت نوعية االعمال التي تتعاطاها‬ ‫املرأة غير مؤثرة في التوجه العام لالنتاج‪،‬‬ ‫فانحصرت الوظائف التي تشغلها املرأة في‬ ‫املهن احلرة والتقنية والتي كانت تضم ما‬ ‫نسبته ‪ %21,3‬من مجموع اإلناث العامالت‪،‬‬ ‫باملمرضات والعامالت في اجلسم الطبي‬ ‫واملدرسات في املرحلتني االبتدائية واملتوسطة‬ ‫في القطاعني الرسمي واخلاص‪ .‬في قطاع‬ ‫اخلدمات تركز عمل املرأة في املهن التالية‪:‬‬ ‫مدبرات منزل‪ ،‬طاهيات‪ ،‬خدم مطاعم وفنادق‪،‬‬ ‫بائعات‪ ،‬مستكتبات‪ ،‬وموظفات مكاتب‪ .‬وحوالى‬ ‫‪ %50‬من عدد اإلناث العامالت ينتمني الى فئة‬ ‫األجراء الدائمني وحوالى ‪ %20‬أخريات مصنفات‬ ‫في فئة “املساعدين العائليني”‪ ،‬بينما ينخفض‬ ‫العدد وتنخفض النسبة اذا ما انتقلنا الى فئات‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪116‬‬

‫الذين يعملون منفردين‪.‬‬ ‫ان التواجد الكمي لإلناث‪ ،‬ال ينعكس اذاً‪،‬‬ ‫وبشكل آلي‪ ،‬على موقفهن داخل املستويات‬ ‫العليا من الهرم الوظيفي‪ .‬وهذا ما توضحه‬ ‫مثالً‪ ،‬تلك النسبة الضئيلة جداً‪ %2,1 :‬الى‬ ‫مجموع املديرين واملوظفني في املالكات العليا‬ ‫في القطاعني العام واخلاص‪ .‬فإن عدم الفهم‬ ‫هذا يزداد بالنسبة للوظائف العامة‪ ،‬حيث املادة‬ ‫‪ 12‬من الدستور اللبناني يؤكد صراحة على‬ ‫املساواة وحيث إن موظفي وموظفات القطاع‬ ‫العام يختارون وفق معايير واحدة ويخضعون‬ ‫ملباريات واحدة‪ ...‬الخ‪ ،‬حيث كان تقييم املرأة‬ ‫االساسي في الفئتني الرابعة والثالثة‪ ،‬بينما‬ ‫ال ذكر إلحداهن في الفئة الثانية أم في الفئة‬ ‫االولى‪.‬‬ ‫وهذا النموذج ال يختلف كثيرا ً مبضامينه عما‬ ‫كان موجودا ً في الوزارات واإلدارات داخل كلية‬ ‫التربية (وغيرها من كليات اجلامعة اللبنانية)‪،‬‬ ‫على زيادة وجود االناث في التعليم الثانوي‬ ‫الرسمي بشكل ملحوظ‪ .‬وبينما لم يرتفع‬ ‫عدد اإلناث بني اساتذة اجلامعة اللبنانية (اي بني‬ ‫موظفي الفئة الثانية) بالوتيرة نفسها‪ ،‬عدا ان‬ ‫امرأة واحدة لم ترق في تلك الفترة‪ ،‬الى مركز‬ ‫مدير عام او ما يوازيه في الفئة االولى‪.‬‬

‫كانت النساء في القطاع اخلاص مستبعدات‬ ‫عن مركز القرار النقابي‪ .‬فباستثناء نقابة عمال‬ ‫ضمت نساء ابتداء من العام ‪1955‬‬ ‫اخلياطة التي ّ‬ ‫ونقابة عمال املطابع‪ ،‬التي ضمت امرأة واحدة‬ ‫في العام ‪ ،1972‬ونقابة املعلمني في املدارس‬ ‫اخلاصة التي ضمت مد ّرسة واحدة‪ ،‬فإن باقي‬ ‫النقابات العمالية‪ ،‬بكل فيها من مستخدمي‬ ‫الفنادق واملطاعم‪ ،‬ونقابة موظفي املصارف لم‬ ‫تترشح او تنتخب امرأة واحدة جمللس قيادتها‬ ‫خالل الفترة احملددة سابقاً‪.‬‬ ‫اما في الوظيفة العامة‪ ،‬حيث قانون املوظفني‬ ‫كان يحظر وما زال قيام النقابات‪ ،‬فإن تواجد املرأة‬ ‫النقابي انحصر بشكل خاص‪ ،‬وباستثناء بعض‬ ‫النماذج من جلان قامت إبان إضراب العاملني في‬ ‫الريجي او الهاتف وانتهت بانتهاء تلك اإلضرابات‬ ‫في رابطة معلمي املدارس الرسمية وفي اللجنة‬ ‫التحضيرية لرابطة اساتذة التعليم الثانوي‬ ‫الرسمي‪ ،‬حيث احتلت املرأة موقعا ً مميزا ً في‬ ‫العام ‪1975‬؛ امنا لم تعكس في هذه اللجنة ال‬ ‫النسبة العامة للمد ّرسات في القطاع الثانوي‪،‬‬ ‫وال حتى عدد املندوبات املنتخبات من الثانويات‪.‬‬ ‫في العام ‪ 1975‬انعكست التقلبات اخلطيرة‬ ‫في عمليات اإلنتاج وفي االوضاع االقتصادية بعد‬ ‫عام ‪ 1975‬سلبا ً على وضع النساء إن بالنسبة‬


‫للحقوق‪ ،‬أم بالنسبة للدور داخل النقابات‪ ،‬لكن‬ ‫دراسة صادرة عن اإلحصاء املركزي في العام‬ ‫‪ 1997‬أظهرت ان املرأة خالل السنوات الفائتة‬ ‫دخلت ميادين النشاط االقتصادي بقوة بسبب‬ ‫ارتفاع نسبة التعليم ومستواه بني اإلناث‪،‬‬ ‫واألزمة االقتصادية التي ظهرت جلية في‬ ‫السنوات األولى لوقف احلرب االهلية‪.‬‬ ‫وسجلت املؤشرات الصادرة عن املصدر نفسه‬ ‫تغيرات أساسية ومهمة في توزع اإلناث على‬ ‫مجاالت النشاط االقتصادي‪ ،‬حيث انخفضت‬ ‫نسبة اإلناث اللواتي يعملن في الصناعة‬ ‫وارتفعت نسبة العامالت في قطاع التجارة‬ ‫واخلدمات بشكل الفت‪ ،‬وهذا عائد الى التغيرات‬ ‫التي طرأت على القطاع الصناعي‪ ،‬ال سيما تلك‬ ‫التي كان للمرأة فيها الدور االساسي (مصانع‬ ‫الغزل والنسيج على سبيل املثال) أيضا ً الى‬ ‫قطاع التجارة في اخلدمات‪ .‬ولكن هذه الدراسة‬ ‫سجلت انتصارا ً للمرأة في ارتفاع النسبة كثيرا ً‬ ‫بني املوظفني الدائمني وجلهة تساويها مع الرجل‬ ‫في فئتي اخملتصني واملوظفني اإلداريني‪ ،‬ولكنها‬ ‫من جهة اخرى اشارت الى نسبة النساء‬ ‫الضئيلة في فئة ارباب العمل والضعف في‬ ‫نسبة النساء الى الرجال على مستوى الكوادر‬ ‫العليا واملدراء (‪ %9‬مقابل ‪ %91‬للرجال)‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن االزدياد املطرد للمرأة اللبنانية‬ ‫في ميادين العمل والنشاط االقتصادي اخملتلفة‬ ‫لم ينعكس في صنع القرار االقتصادي واإلداري‬ ‫واإلشراف على تنفيذه‪ .‬فبالرغم من تواجدها‬ ‫الفعال في الكثير من القطاع كالتعليم‬ ‫ّ‬ ‫مثال ًّ نادرا ً ما عينت في موقع املسؤولية األول‬ ‫من مدرسة او ثانوية رسمية مختلطة او عن‬ ‫فرع اي كلية في اجلامعة اللبنانية‪ ،‬فموقعها‬ ‫في التعليم العام محدد‪ ،‬تقريباً‪ ،‬في مدارس‬ ‫وثانويات البنات‪ .‬وفي السياق نفسه‪ ،‬انه من‬ ‫النادر ان تعطي املرأة املسؤولية االولى او حتى‬ ‫مسؤولية أساسية في مجال االعمال الكبرى‬ ‫حتى وان كان يقع على عاتق بعض النساء وضع‬ ‫الدراسات املوجهة لتطور هذه االعمال‪.‬‬ ‫أظهرت دراسة عن تواجد كبير للمرأة في‬ ‫معامل اخلياطة واملستشفيات واملصارف‬ ‫واملؤسسات التجارية‪ ،‬بحيث باتت عنصرا ً لم‬ ‫يعد باإلمكان االستغناء عنه‪ ،‬خاصة في مجال‬ ‫اخلدمات‪ ،‬اذ ان عدد العامالت منها يتجاوز عدد‬ ‫الرجال في بيروت وضواحيها القريبة‪ ،‬وحتى‬ ‫في فروع املصارف األساسية العامة في بيروت‬ ‫الكبرى‪ .‬جند ان نسبة اإلناث قد تطورت بشكل‬ ‫مطرد خالل السنوات العشر التي تلت وقف‬ ‫احلرب االهلية لتصل الى ‪ %42,5‬من اجمالي‬ ‫العاملني في هذه املؤسسات املالية‪ .‬اضافة‬ ‫إلى نسبة النساء اللواتي يعملن في قسم‬ ‫التمريض واإلدارة في املستشفيات الكبرى قد‬ ‫أصبحت مهمة الى حد أن سير العمل ككل‪،‬‬ ‫وليس فقط اخلدمات الصحية‪ ،‬بات يرتكز على‬ ‫الوجود النسائي‪.‬‬ ‫وفيما اشارت الدراسة الى تطور املستوى‬

‫ناديا ب ّواب عيسى‬

‫التعليمي والى ازدياد االختصاصات اجلامعية وما‬ ‫بعد اجلامعية لدى النساء في القطاع اخلاص‬ ‫أظهرت عدم تناسب كبير بني عدد املسؤوالت‬ ‫في املؤسسات وعدد اجلامعيات‪ .‬إضافة الى‬ ‫انخفاض األجور لتصل في بعض االحيان الى‬ ‫ما دون احلد األدنى‪ ،‬وغياب مبدأ “األجر املتساوي‬ ‫للعمل املتساوي” في لبنان في ظل التمييز بني‬ ‫الرجل واملرأة‪ .‬وأبرزت املرأة بشكل فاضح انتهاكا ً‬ ‫للقوانني في إطار تشغيل األحداث وزيادة ساعات‬ ‫العمل وعدم تناسب هذه الساعات واألجور‬ ‫املعطاة واالنتساب الى الصندوق الوطني‬ ‫للضمان االجتماعي‪ .‬إذ بلغت نسبة االنتساب‬ ‫لصندوق الضمان االجتماعي في قطاع اخلياطة‬ ‫‪ %58,81‬وفي القطاع التجاري ‪.%33,33‬‬ ‫هذه النسب املرتفعة بحسب الدراسة تعود‬ ‫الى جهل قسم كبير من العامالت أوضاعهن‬ ‫املهنية وعدم إطالعهن على القوانني املرعية‬ ‫اإلجراء‪ ،‬وبالتحديد قانوني العمل والضمان‬ ‫االجتماعي وعدم متابعتهن للتحركات حول‬ ‫هذه املواضيع احلساسة من قبل نقاباتهن أو‬ ‫بعض اجلمعيات النسائية‪.‬‬ ‫اما في استفتاء لواقع املرأة في القطاع العام‬ ‫فأظهرت الدراسة تفاوتا ً في ناحية معرفة‬ ‫القوانني‪ ،‬حيث ان عددا ً من النساء ال يعرف‬ ‫بوجود متييز في التقدميات ال سيما املوظفات في‬ ‫الوزارات واالدارات العامة‪ ،‬واالستاذات في اجلامعة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬بالرغم من ان القوانني املرعية االجراء‬ ‫في مجال الوظيفة العامة وبالتحديد انظمة‬ ‫املوظفني تشرع لوجود فروقات بني املوظفة‬ ‫واملوظف‪ ،‬ان على صعيد التقدميات االجتماعية‬ ‫ام على الصعيد الضريبي‪.‬‬

‫وفي مجال العمل النقابي الحظت الدراسة‬ ‫تقصيرا ً في عمل النقابات للقيام بالدور املناط‬ ‫بها‪ ،‬نظرا ً جلهل العامالت واملستخدمات‬ ‫ما يجري إن في مجال القوانني املتعلقة‬ ‫بالعمل والضمانات االجتماعية ام في مجال‬ ‫احلقوق التي تتمتع بها املرأة العاملة اليوم‪.‬‬ ‫ويظهر هذا التقصير جليا ً من خالل جهل‬ ‫قسم كبير من العامالت اللواتي اتصلت‬ ‫بهم الدراسة لوجه نقابات في املهن التي‬ ‫ميارسنها فـ‪ %39,35‬من العامالت لها يعلمون‬ ‫بوجود تنظيم نقابي في دائرة عملهن‪ .‬ويبرز‬ ‫هذا اجلهل واضحا ً لدى العامالت في القطاع‬ ‫الصحي ‪ %64,18‬بينما تتراجع هذه النسبة‬ ‫في قطاع اخلياطة ‪.%32‬‬ ‫وتكمل الدراسة لتظهر نسبا ً منخفضة‬ ‫جدا ً لالنتساب في هذه النقابات‪ ،‬بالرغم من‬ ‫املعرفة فيها فبلغت نسبة املنتسبات الى‬ ‫نقابات في قطاع اخلياطة ‪ %8‬مقابل ‪ %8,3‬من‬ ‫العامالت في مؤسسات جتارية و‪ %15‬منهن في‬ ‫القطاع االستشفائي‪ ،‬وهي نسب متدنية جدا ً‬ ‫وتدل على انحسار العمل النقابي‪ ،‬خصوصا ً أن‬ ‫النساء في القطاعات الثالثة املذكورة شكلت‬ ‫أغلبية واضحة‪.‬‬

‫عيسى‬ ‫وما بني ‪ 2003‬و‪ 2008‬نكاد جنزم ان واقع املرأة‬ ‫لم يتغ ّير بشكل ملموس‪ ،‬ال رمبا اصبح اكثر‬ ‫صعوبة بعد األزمات واخلضات السياسية‬ ‫واالمنية التي مر بها لبنان‪ .‬فهذا الوضع شل‬ ‫حركة اجملتمع املدني ووقف عثرة في مسيرة‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪117‬‬


‫منبر املرأة‬

‫تقدمها‪ .‬لإلطالع على واقع املرأة العاملة التقت‬ ‫“منبر التوحيد” رئيسة جلنة اإلعالم والعالقات‬ ‫العربية والدولية نادية ب ّواب عيسى في رابطة‬ ‫املرأة العاملة في لبنان‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬ ‫كيف تقيمني واقع املرأة اللبنانية اليوم؟‬ ‫هناك حتسن ملموس في واقع املرأة في سوق‬ ‫العمل‪ ،‬فتكاتف املرأة في اجلمعيات وتعدد‬ ‫االتصاالت والتنسيق فيما بينها أثمرت واقعا ً‬ ‫أفضل للمرأة العاملة من خالل تعديل بعض‬ ‫القوانني كالضمان االجتماعي مثالً‪ .‬فاملرأة خالل‬ ‫هذه السنوات اكتسبت ثقة أكبر بنفسها‬ ‫وباملرأة بشكل عام‪ .‬في املاضي كانت املرأة ال تثق‬ ‫يكن يزرن طبيبة على‬ ‫بقدراتها حتى ان النساء لم ّ‬ ‫سبيل املثال ‪ ،‬لكن اليوم هذه االشياء اصبحت‬ ‫من املاضي نتيجة ازدياد نسبة الوعي بني النساء‬ ‫وإثبات املرأة جدارتها في مواقع كثيرة‪.‬‬ ‫ولكن تبقى الثغرة‪ ،‬عمل املرأة في اإلعالم الذي‬ ‫يعرقل مسيرة املرأة نتيجة تشويه صورتها عبر‬ ‫شركات اإلنتاج والدعاية‪ ،‬ألن القيمني عليها‬ ‫يستخدمونها كوسيلة للترويج لسلعهم او‬ ‫جلذب املشاهدين‪ .‬هذا االمر يسيء الى املرأة ويحد‬ ‫من صقل قدراتها‪ .‬فاملرأة ليست ذلك اإلنسان‬ ‫الذي يتمايل امام ماليني املشاهدين بتفاهة‬ ‫وسخافة بل هي إنسان قوي‪ ،‬ذكي‪ ،‬مثقف قادر‬ ‫على احتالل أعلى املراكز واملشاركة في مجاالت‬ ‫احلياة كافة‪.‬‬ ‫كيف استطعتم حتسني هذا الواقع‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫أنه كما يبدو كان جد معقّ د؟‬ ‫يضم اجملتمع املدني عددا ً كبيرا ً من اجلمعيات‬ ‫تهتم بشؤون املرأة‪ ،‬لكن رابطة املرأة العاملة‬ ‫هي الوحيدة املتخصصة في قطاع العمل‪،‬‬ ‫والتي تعايش املشاكل التي تعاني منها املرأة‬ ‫العاملة من خالل املكتب االستشاري القانوني‬ ‫الذي يتابع قضايا قانونية تخص املرأة العاملة‬ ‫بشكل أساسي الى جانب قضايا اجتماعية أخرى‬ ‫كالطالق مثالً‪.‬‬ ‫خالل السنوات املاضية حققنا إجنازا ً عظيما ً‬ ‫متثل بحصول املرأة على تقدميات الضمان‬ ‫االجتماعي عن أوالدها في حال كان زوجها غير‬ ‫مضمون‪.‬‬ ‫رابطة املرأة العاملة كان لها الدور األساسي‬ ‫في هذا اإلجناز‪ ،‬إذ إنها عقدت اجتماعات مع كل‬ ‫من وزيري العمل والعدل السابقني آنذاك علي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪118‬‬

‫ووزير‬ ‫قانصوه‬ ‫العدل بهيج طبارة ومع نائبات في البرملان‬ ‫اللبناني قدموا لنا املساعدة ورفعنا دعاوى عدة‬ ‫وقدمنا حججنا املرتكزة على عدم حتديد الضمان‬ ‫االجتماعي جلنس العامل الذي يستفيد من‬ ‫التقدميات فربحنا ‪ 15‬دعوى‪.‬‬ ‫اضافة الى ذلك رفعنا دعوى على عدد من‬ ‫ارباب العمل بسبب الصرف التعسفي خاصة‬ ‫في قطاع التعليم‪ ،‬فاستطعنا ان نعيد الى‬ ‫املرأة حقها اما عبر عودتها الى العمل او نيل‬ ‫تعويضها‪ .‬فقانون العمل ال مييز بني موظف‬ ‫وموظفة وال يأخذ الفروقات اجلنسية في عني‬ ‫االعتبار وال يحدد الفرق بني اجر املرأة والرجل‪،‬‬ ‫لكن املشكلة تكمن في اجملتمع الذي ينظر‬ ‫بدونية الى عمل املرأة‪ .‬فبالنسبة للمجتمع هي‬ ‫ليست مسؤولةعن إعالة العائلة بالرغم من أنها‬ ‫شريكة اساسية للرجل في اإلعالة‪ .‬املرأة نفسها‬ ‫تتأثر بعقلية اجملتمع الذكوري‪ ،‬فتظن ان عملها‬ ‫ثانوي او مساعد‪ .‬هذه النظرة تخلق متييزا ً بحقها‪،‬‬ ‫حيث تعاني النساء من صرف تعسفي اكثر من‬ ‫الرجل‪ .‬اضافة الى الشروط التي يضعها صاحب‬ ‫العمل عند التوظيف‪ ،‬وهذا مخالف كليا ً للقانون‪.‬‬ ‫حاجة النساء املاسة للعمل جتعلهن يقبلن بهذه‬ ‫العقود التي تأخذ احلق بصرفهم في حال الزواج‬ ‫او اإلجناب ليوفرن بعض املال في اإلجازات وهذا‬ ‫مخالف كليا ً للقانون‪.‬‬ ‫لكن هل النساء قادرات على دفع دعوى‬ ‫لناحية التكاليف املادية؟‬ ‫املرأة ال يتوجب عليها اي شيء فهناك محاميات‬ ‫متطوعات يعملن مع الرابطة‪ ،‬هي فقط تدفع‬ ‫الرسوم للمحاكم عندما تربح الدعوى وحتصل‬ ‫حقها‪.‬‬ ‫انتم كرابطة بالطبع لديكم بعض النفقات‪،‬‬ ‫كيف تغطونها اذاً؟‬ ‫في السابق وقبل أن تستفحل األزمة في البلد‬ ‫كان هناك عدد من املنظمات التي تقدم لنا الدعم‬ ‫املادي لسد بعض النفقات‪ ،‬ولكن اليوم هذا الدعم‬ ‫توقف لذلك نغطي النفقات بأنفسنا‪.‬‬ ‫اذا كنتم ترفعون دعاوى حملاربة القوانني‬ ‫اجملحفة‪ ،‬فكيف حتاربون العوائق غير الطبيعية‬ ‫التي تقف في وجه تقدم املرأة‪ ،‬مثالً انتم‬ ‫ال تستطيعون ان ترفعوا دعوى ضد صاحب‬ ‫مؤسسة ال يريد ان يعني امرأة في مركز مدير‬

‫‪...‬؟‬ ‫عندما اقول ان واقع املرأة في سوق العمل اصبح‬ ‫افضل‪ ،‬ال اعني انه اصبح ممتازا ً فنحن ال نستطيع‬ ‫تغيير الذهنية الذكورية في اجملتمع خالل سنوات‪.‬‬ ‫الكثيرون حتى اليوم ال يعطون لعمل املرأة في‬ ‫املؤسسات اي اهمية او فعالية‪ ،‬بالرغم من انهم‬ ‫ينظرون بجدية تامة الى عملها املنزلي الذي يطال‬ ‫اسرتها بالرغم من اثبات جدارتها في عملها‪.‬‬ ‫املضحك املبكي ان املرأة في كثير من االحيان‬ ‫تكون دعما ً ماديا ً كبيرا ً لألسرة‪ ،‬وان لم تكن‪،‬‬ ‫تعمل ليالً نهارا ً في البيت ومع اوالدها كمدبرة‬ ‫منزل‪ ،‬او مد ّرسة‪ ،‬ولكنهم ال يقولون عنها‬ ‫عاملة‪ .‬اليس هذا عمالً؟ متابعة االعمال املنزلية‬ ‫ومدارس االطفال‪ ،‬ليست عمالً؟ ينظرون الى هذا‬ ‫كواجب بالتالي ال يجوز ان يكون كالعصي التي‬ ‫متنع تقدمها في عملها خارج منزلها‪ .‬يعلمون‪،‬‬ ‫ويكونون على يقني بقدراتها على تربية اوالدها‬ ‫واالهتمام بهم وجعلهم مواطنني صاحلني وإدارة‬ ‫منزلها‪ ،‬ولكن يرفضون االعتراف بقدراتها خارج‬ ‫اطار املنزل‪ ،‬بل ينظرون الى ذلك العمل كنوع من‬ ‫“الديكور” الذي سيغني شخصيتها فقط‪.‬‬ ‫على صعيد الرابطة اقمنا ندوات في جميع‬ ‫احملافظات ونعمل الى جانب اجمللس النسائي‬ ‫اللبناني واللجنة األهلية ملتابعة قضايا املرأة‬ ‫لتحفيز املرأة للعمل من اجل الوصول الى مراكز‬ ‫القرار في العمل اإلداري والسياسي واالجتماعي‪...‬‬ ‫اضافة الى العمل على الصعيد اإلعالمي عبر‬ ‫نشر مقاالت في الصحف واإلطالالت التلفزيونية‬ ‫اإلذاعية التي قد تساهم في احلد من هذه‬ ‫الذهنية السائدة التي تصنف املرأة تصنيفا ً تابعا ً‬ ‫للرجل فنجد في بعض املناطق املرأة تأمتر من‬ ‫زوجها بشكل مطلق وفي الشؤون احلياتية كافة‪.‬‬ ‫ونالحظ ان عددا كبيرا من النساء مينع العديد‬ ‫من النساء للوصول الى مراكز متقدمة في‬ ‫العمل فنالحظ عدم وجود عدد كبير من املديرات‬ ‫العامات في املؤسسات والشركات واملصارف‪.‬‬ ‫اين تقيمون هذه الندوات؟‬ ‫في عدة مناطق‪ ،‬البقاع‪ ،‬اجلنوب‪ ،‬عكار‪ ،‬املنية‪،‬‬ ‫صيدا‪ ،‬النبطية‪ ،‬صور وبعقلني اضافة الى فرعنا‬ ‫الرئيسي في الشمال‪.‬‬ ‫لكن هذه الفترة كما العديد من اجلمعيات‪،‬‬ ‫يتعرقل نشاطنا باستمرار بسبب االوضاع‬ ‫السائدة في البلد التي جتبرنا على االبتعاد عن‬ ‫التجمعات وحتى الغاء بعض النشاطات فمثالً‬


‫منذ فترة كنا بصدد اقامة مؤمتر على صعيد‬ ‫موسع‪ ،‬لكن االوضاع االمنية منعتنا من ذلك‪.‬‬ ‫حتت اي مواضيع تقع عناوين هذه الندوات؟‬ ‫مواضيع هذه الندوات تندرج حتت الهدف‬ ‫الرئيسي للرابطة تأهيل وتوعية املرأة العاملة‬ ‫لتحسين وضعها واحلصول على حقوقها إما‬ ‫عبر اقامة ندوات عن اهمية “املرأة في العمل‬ ‫النقابي او على اهمية الفعالية التي يجب ان‬ ‫يكتسبها دورها في اي عملية تغيير في اجملتمع‪،‬‬ ‫وإبراز قدراتها التي ما من شك تخولها املنافسة‬ ‫على املراكز القيادية في امليادين كافة‪ ،‬اضافة‬ ‫الى اهمية الدور الذي لعبته املرأة في قطاعات‬ ‫الزراعة واحلرف واخلياطة املهمشة حالياً‪.‬‬ ‫ملاذا يتركز عمل املرأة في قطاعات محددة‬ ‫كالتعليم واملصارف مثالً؟‬ ‫ذكرت ان الذهنية الذكورية ال تزال تسيطر‬ ‫على اجملتمع‪ ،‬بالتالي تختار النساء هذه االعمال‬ ‫بتوجيه من ابيها وشقيقها او زوجها العتقادهم‬ ‫انها مناسبة اكثر لشخص املرأة‪ ،‬مثالً على‬ ‫صعيد التعليم كون املرأة االم طوال الوقت‬ ‫مع اوالدها يذهبون الى املدرسة سويا ً ويأخذون‬ ‫العطلة سوياً‪ ،‬او في مجال املصارف والتمريض‬ ‫او املؤسسات هنا دوام محدد وال يفرض على املرأة‬ ‫التنقل ألوقات طويلة او اخلروج ليالً‪ .‬حاليا ً هناك‬ ‫بعض االختراقات البسيطة في مجال الهندسة‬ ‫مثالً او مجال الصحافة‪ ،‬بالرغم من نظرة اجملتمع‬ ‫العمال على صعيد‬ ‫لهذه املهن من وقوف مع‬ ‫ّ‬ ‫الهندسة او اخلروج ليالً في الصحافة لتغطية‬ ‫اي حدث‪.‬‬ ‫ما اود ان اشير اليه هنا ان املرأة اصبحت تقف‬ ‫في وجه اجملتمع الذكوري وتتخذه من اجل اثبات‬ ‫قدرتها وجدارتها بالعمل‪ .‬باعتقادي مع تقدم‬ ‫الوقت سيتغ ّير متركز املرأة في قطاعات محددة‬ ‫قدرتها وجدارتها في العمل‪ .‬باعتقادي مع تقدم‬ ‫الوقت سيتغ ّير متركز املرأة في قطاعات محددة‬ ‫نتيجة هذا ونتيجة ازدياد الوعي وتغ ّير نظرة‬ ‫اجملتمع الى عمل املرأة‪.‬‬ ‫لكن في ظل هذه األزمة التي يعيشها لبنان‪،‬‬ ‫هل ستجد املرأة الفرصة لذلك؟‬ ‫صحيح ان املرأة تعاني في ظل هذه االزمة‬ ‫وتناقص فرص العمل من الصرف التعسفي اكثر‬ ‫من الرجل نظرا ً لعدم حتديد اجملتمع اي مسؤولية‬ ‫لها في إعالة العائلة‪ ،‬لكن املرأة وفي ظل هجرة‬ ‫الرجل الدائمة‪ ،‬اصبحت الفرص سانحة أمامها‬ ‫اكثر‪ ،‬فاملرأة اللبنانية قادرة بخبرتها وعلمها‬ ‫ومثابرتها ان تأخذ مراكز قيادية‪ .‬هذا األمر‪ ،‬اي ان‬ ‫تكون املرأة بديال‪ ،‬يحز في قلوبنا ولكن ال نستطيع‬ ‫ان ننكر انه خطوة الى االمام‪.‬‬ ‫في ظل هذه االزمة تشغل املرأة وظائف‬ ‫بسيطة مهما كان مستواها العلمي‪ ،‬أال‬ ‫تتخوفون من تراجع مستوى العلم عند املرأة؟‬ ‫مشكلة البطالة في لبنان تطال فئة الشباب‬ ‫كافة على حد سواء‪ ،‬لكن االجور املتدنية وهن‬ ‫يقبلنا عمالً حتى ال يشكلن عبئا ً على اهلهم او‬ ‫حتى ملساعدة االسرة‪ .‬غدا ً ستنتهي هذه الغيمة‬

‫رابطة المرأة العاملة‬ ‫علم وخبر ‪\669‬أد\‪94‬‬ ‫أهداف الرابطة‪ :‬ايصال املرأة العاملة لكافة حقوقها دون متييز‪:‬‬ ‫االجر‪ ،‬الترقية‪ ،‬التعويضات العائلية‬ ‫السعي إللزامية دور احلضانة تابعة للمؤسسات‬ ‫االهتمام بالشؤون الصحية العامة واحملافظة على البيئة‬ ‫تشجيع العمل احلر للمرأة واحملافظة على التراث اللبناني‪.‬‬ ‫توطيد العالقات بني النساء العامالت في جميع املؤسسات وتفعيل دور املرأة في كافة‬ ‫امليادين‪.‬‬ ‫نشاطات الرابطة‪:‬‬ ‫تأسيس مكتب استشاري ومتابعة قضايا قانونية تخص املرأة العاملة‪.‬‬ ‫وتخصيص خط ساخن لالتصاالت عند االستشارة‬ ‫اقامة دورات تدريبية حول تفعيل دور املرأة العاملة مع العمل النقابي في حافظات‬ ‫لبنان‬ ‫دورات اعداد مدربات‬ ‫االتصال باملسؤولني في مراكز القرار للمطالبة بتحقيق اهداف املرأة العاملة‬ ‫املشاركة في دورات تدريبية وتثقيفية خاصة باملراة العاملة محلية وعربية ودولية‬ ‫املشاركة في محكمة النساء العربية‬ ‫اصدار منشور سنوي في اول ايار يوم عيدالعمال يعبر عن مطال املرأة العاملة‬ ‫من سماء لبنان‪ ،‬فيعود االستثمار وفرص العمل‪.‬‬ ‫هذا الواقع لن يؤثر على التوجه نحو العلم‪،‬‬ ‫فاملرأة أثبتت انها تعرف حق املعرفة قيمة العلم‬ ‫والدليل ان نسب التسرب املدرسي لدى الفتيات‬ ‫اقل منه لدى الرجال‪ .‬فاملرأة تدرك ان العمل سالح‬ ‫لها يخ ّولها احلصول على عمل محترم ومردود‬ ‫اقتصادي يعطيها القوة في املوقع في حياتها‬ ‫املهنية كما الشخصية‪.‬‬ ‫هناك فتيات يعملن وهن ما دون السن‬ ‫القانونية‪ ،‬هل من دور للرابطة في هذا االطار؟‬ ‫هنا ال نستطيع ان نلعب نحن كرابطة دورا‬ ‫فعاال‪ ،‬خصوصا ً اذا كانت الفتاة تريد العمل‪ ،‬ولكن‬ ‫ّ‬ ‫هنا تقع املسؤولية على عاتق الدولة التي يجب‬ ‫ان جتد حال لهكذا حاالت‪ ،‬خصوصا ً الفتيات الذين‬ ‫يعملن عن عوز‪.‬‬ ‫ماذا عن النساء غير القادرات على االنخراط‬ ‫في سوق العمل؟‬ ‫في هذا اجملال‪ ،‬الرابطة اتخذت قرارا ً بإقامة‬ ‫دورات تدريبية لكل امرأة عاملة انقطعت عن‬ ‫العمل او خسرت عملها بسبب الزواج او اجازة‬ ‫امومة طويلة إلعادة تأهيلها لتواكب التطورات‬ ‫التي قد تكون طرأت على سوق العمل‪ ،‬لتندمج‬ ‫مجددا ً في سوق العمل‪.‬‬ ‫ما سبب عدم فعالية املرأة في العمل‬ ‫النقابي؟‬ ‫اجملتمع الذكوري‪ ،‬ثم اجملتمع الذكوري‪ .‬أوال ً هناك‬

‫جهل لدى النساء بعمل النقابات يصل احيانا ً‬ ‫الى حد ان املرأة ال تعرف بوجود نقابة ملهنتها عن‬ ‫قصد او عن غير قصد الى حد ان املرأة ال تعرف‬ ‫بوجود نقابة ملهنتها عن قصد او عن غير قصد‪.‬‬ ‫ففي الكثير من االوقات اصحاب العمل يقومون‬ ‫باخفاء هذا االمر عن العمال‪ ،‬وفي حاالت اخرى‬ ‫وبسبب طبيعة الطريقة التي تتعامل فيها مع‬ ‫عملها يجعلها ال تعرف‪ .‬فتأتي الى عملها ضمن‬ ‫وقت محدد تلتزم فيه‪ ،‬فال تعرف بوجود اجتماعات‬ ‫الهيئات العامة التي تقام عادة خارج الدوام‪.‬‬ ‫اضافة الى احملاربة التي يوجهها الرجل ضد‬ ‫املرأة في العمل النقابي الذي يحول دون وصولها‬ ‫الى مراكز تتيح لها الفرص للعمل بفعالية‪ .‬اذ‬ ‫ان الرجل يعتقد ان املواقع القيادية في النقابات‬ ‫هي حكر عليه بسبب التحركات والقرارات التي‬ ‫يحتاج الى اتخاذها‪.‬‬ ‫وتشكل محاربة املرأة للمرأة احدى اصعب‬ ‫واخطراملشاكل‪ ،‬فاملرأة احيانا ً ال جتد الكفاءة‬ ‫في زميلتها في النقابة او رمبا ألسباب نفسية‬ ‫كغيرة وحسد‪ .‬ال استطيع ان احدد فهذه‬ ‫مشكلة معقّ دة وجد حساسة‪ .‬الرابطة عضو‬ ‫في هيئة التنسيق النقابي‪ ،‬وتعمل دائما ً على‬ ‫اقامة ندوات لتوضح ماهية العمل النقابي‬ ‫وكيفية التعامل معه‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬وعد ابوذياب‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪119‬‬


‫منبر صحة‬

‫طرائق مختلفة لموت واحد‬ ‫التدخين السبب األول للوفيات في العالم‬ ‫ًأحياناً قد يتورط املرء برفقة سوء أو قد يبلى‬ ‫ببيت فيه أهل أو كبار مدخنون فيقضي حياته‬ ‫وكأنه في مشحرة دائمة‪ ،‬رائحة كريهة‪ ،‬إصابة‬ ‫األثاث والثياب بالتلف‪ ،‬تلوث هواء البيت في‬ ‫غرفها كلها‪ ،‬واألسوأ هو رفض النقد فكم مرة‬ ‫تصطدم مبدخن ويطلب منك أن تشكر ربك أنه‬ ‫سيصطحبك معه إلى اجلحيم مع اول دفعة من‬ ‫التعساء املدخنني!!‬ ‫كذلك األمر في حافلة النقل املشترك وفي‬ ‫سيارة األجرة أو في مركز العمل‪ ..‬ببساطة‬ ‫التدخني ابتالء‪ ،‬إمنا ينبغي عدم التسليم به‪ ،‬بل‬ ‫محاربته بحب‪ ،‬بهدف تخليص املبتلي به من‬ ‫بالئه‪.‬‬ ‫وهذا ال يتحقق من دون استشارة اخملتصني‬ ‫وعلمهم الذي يسهم بال شك باإلفادة من‬ ‫التجارب املتراكمة عندهم‪ ..‬لكن كل هذا ال‬ ‫يغني املدخن عن سالح اإلرادة وشحذ العزم في‬ ‫مواجهة تنني اجلحيم بالتدخني؟‬ ‫هنا مقابلة مع الدكتور عمر اخلليلي ( طبيب‬ ‫في جمعية الهالل األحمر الفلسطيني) هذا‬ ‫نصها‪..‬‬ ‫ما هي مخاطر التدخني على الصحة العامة؟‬ ‫إن نسبة املدخنني في بالدنا آخذة باالزدياد فقد‬ ‫ورد في مجلة ‪)journal medical British ( BMJ‬‬ ‫عام ‪ 1999‬مسرد للوفيات مبختلف األمراض‬ ‫التي سببها التدخني كما يقولون في بريطانيا‪:‬‬ ‫سرطانات الفم‪ ،‬البلعوم‪ ،‬احلنجرة‪ ،‬سرطان الثدي‪،‬‬ ‫سرطان الرئة‪ ،‬سرطان البنكرياس‪ ،‬سرطان املثانة‪،‬‬ ‫مرض القلب االفقاري‪ ،‬فرط ضغط الدم‪ ،‬تنكس‬ ‫العضلة القلبية‪ ،‬مرض القلب الرئوي امراض قلب‬ ‫اخرى‪ ،‬مرض وعائي محيطي‪ ،‬مرض وعائي دماغي‪،‬‬ ‫التهابات قصبات مزمن ونفاخ رئوي‪ ،‬سل رئوي‪ ،‬ربو‪...‬‬ ‫وأمراض اخرى‪..‬‬ ‫ان التدخني قد يسبب فقدان الذاكرة واملؤتة‬ ‫(البروستات)‪ ،‬والقصور الكلوي‪ ،‬امراض الغدة‬ ‫الدرقية العرج املتقطع‪ ،‬كسور الورك العنانة فرط‬ ‫الكولسترول‪ ،‬سرطان املبيض‪ ،‬سرطان الرحم‪ ،‬وفاة‬ ‫اجلنني والرضع‪ ،‬داء السكري‪ ،‬ترقق العظام سرطان‬ ‫الثدي‪ ،‬سرطان القولون واملستقيم‪ ،‬سرطان اجللد‪،‬‬ ‫جتعد الوجه‪ ،‬سرطان الكلية‪ ،‬عسر الهظم‪ ،‬زيادة‬ ‫االمراض اجلرثومية فقدان السمع‪.‬‬ ‫ما هي االمراض التي يتسبب بها التدخني او‬ ‫النرجيلة؟‬ ‫رغم تراكم ما يزعمون انها دالئل علمية التي‬ ‫تقول ان التدخني بكافة اشكاله يشكل سببا ً من‬ ‫اكثر اسباب املرض والوفيات‪.‬‬ ‫فاحلقيقة ان هؤالء االطباء ال يعلمون السبب‬ ‫احلقيقي لهذه االمراض املستعصية واخلطيرة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪120‬‬

‫الدكتور عمر اخلليلي‬

‫فنسبوها الى التدخني كون الكثير من الناس‬ ‫يدخنون السباب سياسية ومالية‪.‬‬ ‫فاالطباء ليس عندهم دليل علمي على ان هذه‬ ‫االمراض سببها هو التدخني‪ .‬فنرى هذه االمراض‬ ‫وغيرها تصيب املدخنني وغير املدخنني‪ ،‬كما ان‬ ‫سرطان الرئة الذي يقولون انه في ازدياد وانه‬ ‫خصوصا ً من التدخني يصيب غير املدخنني ايضاً‪.‬‬ ‫فهناك نوع جديد من التدخني ينتشر بني‬ ‫االميركيني‪ ،‬هو تدخني النارجيلة (الشيشة)‬ ‫الذي عرف في العالم العربي لعدة قرون‪ .‬وتشهد‬ ‫الواليات املتحدة انتشارا ً كبيرا ً ملا يسمى “مقاهي‬ ‫النارجيلة” التي تقدم النارجيلة كتجربة جديدة‬ ‫متميزة‪ .‬وهذا مختلف متاما ً عن هذا التصور‬ ‫السابق‪ ،‬فحجر النارجيلة الواحد يعادل تدخني‬ ‫‪ 15‬سيجارة‪ ،‬طبقا ً لدراستني اجريتا مؤخرا ً في‬

‫مصر‪ .‬اما في الشرق االوسط‪ ،‬حيث تنتشر مقاهي‬ ‫النارجيلة‪ ،‬فقد برزت مخاوف صحية جديدة من‬ ‫انتشار عدوى السل والصفراء (اليرقان) وغيرها من‬ ‫االمراض‪ ،‬عن طريق انبوب فم النارجيلة الذي يتناوب‬ ‫استعماله الزبائن‪ ،‬خاصة في املقاهي التي ال تزود‬ ‫روادها بالتغطية البالستيكية لفم النارجيلة‬ ‫والتي تساعد على احلماية من انتقال تلك األمراض‬ ‫من شخص الى آخر‪ ،‬وذلك لكونها ال تستعمل اال‬ ‫ملرة واحدة ولشخص واحد‪.‬‬ ‫ما هو تأثير هذه اآلفة اخلطيرة‪ ،‬التدخني‪ ،‬على‬ ‫انتاجية اجملتمع بشكل عام كونها تصنف من‬ ‫ضمن العادات السيئة؟‬ ‫ان السبب االول للحرائق املنزلية يعزى الى‬ ‫التدخني‪ ،‬ويزيد التدخني من استهالك املفروشات‬ ‫ويسبب تلفا ً للديكور كما يزيد من تكاليف‬ ‫التهوية والصيانة وما ينفقه املدخن على التبغ‬ ‫ميكنه ان يوفره لشراء الطعام او لتعليم االطفال‬ ‫او للرعاية الصحية‪.‬‬ ‫فالتدخني قد يؤدي الى امراض خطيرة مثل‬ ‫تصلب الشرايني وامراض القلب وغيرها‪.‬‬ ‫مباذا تنصحون املدخنني لالقالع عن هذه العادة‬ ‫الضارة؟‬ ‫فقد قامت جمعية لتشجيع االقالع عن التدخني‬ ‫في بريطانيا‪ ،‬تدعى سكيب‪ ،‬باستطالع آراء الف‬ ‫وسبعمئة وسبعة وخمسني من الرجال والنساء‪،‬‬ ‫من املدخنني ومن املقلعني عن التدخني واظهرت‬ ‫االرقام ان الفتيات في سن الرابعة عشرة معرضات‬ ‫لالقدام على ممارسة التدخني اكثر من نظرائهن من‬ ‫الفتيان في العمر نفسه مبقدار الضعف‪.‬‬ ‫ويذكر ان سرطان الرئة قد جتاوز سرطان الثدي‬ ‫في العام املاضي ليصبح اكثر االمراض خطرا‬ ‫على احلياة واظهرت الدراسة ان ثمانية في املئة‬ ‫من النساء ال يصدقن بأن للتدخني عالقة بارزة‬ ‫مبخاطر االصابة بسرطان الرئة‪ ،‬بينما كان ربع‬ ‫النساء الالئي شاركن في االستطالع ال يعرفن ان‬ ‫التدخني يزيد االصابة بأمراض القلب بينما قال ثلثا‬


‫املشاركات ان التدخني ال يزيد من مخاطر االجهاض‬ ‫وقال حوالى ثلث النساء املشاركات في االستطالع‬ ‫بأنهن ال يرغنب في االقالع عن التدخني خشية‬ ‫البدانة بينما يخشى اثنا عشر في املئة منهن من‬ ‫كيفية التعامل مع االجهاد عند االقالع‪ ،‬وقال ستة‬ ‫وعشرون في املئة منهن ان اهم ميزات التدخني هي‬ ‫انه يساعد على تخفيف اإلجهاد‪.‬‬ ‫كما عبر اثنا عشر في املئة من النساء عن‬ ‫قلقهن من امكانية السيطرة على االدمان او الرغبة‬ ‫اجلامحة عند املدخنني الى التدخني اال انه‪ ،‬بالرغم‬ ‫من هذه النتائج القامتة فان سبعا ً وثالثني في املئة‬ ‫من املدخنات قلن انهن يرغنب كثيرا ً في االقالع وقال‬ ‫عدد مماثل إنهن يرغنب في االقالع‪ ،‬ولكن ليس اآلن‬ ‫واظهر االستطالع بشكل عام ان الكثيرين لم‬

‫يكونوا مطلعني على االضرار التي يخلفها التدخني‬ ‫على الصحة‪ ،‬وبني هؤالء تسعة وثمانني في املئة‬ ‫يجهلن ان للتدخني عالقة بسرطان عنق الرحم‪،‬‬ ‫واثنني واربعني في املئة يجهلن ان التدخني يزيد من‬ ‫مخاطر االصابة باجللطة الدماغية‪ ،‬وثماني وثمانني‬ ‫ال يعرفن انه يزيد من مخاطر االصابة بهشاشة‬ ‫العظام‪ ،‬وثالثني في املئة يجهلن ان التدخني يزيد‬ ‫من مخاطر االصابة بسرطان الفم واحلنجرة‪.‬‬ ‫كما اظهر املشاركون في االستطالع جهالً‬ ‫مبخاطر التدخني على صحة االطفال الذين‬ ‫يعيشون في البيت نفسه مع املدخنني فقد قال‬ ‫عشرة في املئة من النساء انهن يرغنب في االقالع‬ ‫بسبب تأثيرات التدخني على احلمل وتسع وعشرون‬ ‫في املئة ال يعتقدون بأن ابناء املدخنني يتعرضون‬

‫ابرز اآلثار التدخين‬ ‫تتمثل آثاره املؤذية في االنسداد الرئوي املزمن ويصيب هذا املرض ‪ %20‬من املدخنني في لبنان‬ ‫ويقلص اجملاري الهوائية تدريجيا ً ويؤدي في نهاية املطاف الى املوت اثر االختناق‪.‬‬ ‫وتظهر اعراض مرض االنسداد الرئوي املزمن لدى املدخنني‪ ،‬او املقلعني عن التدخني الذين تخطوا‬ ‫سن االربعني‪ ،‬وهي تشمل السعال‪ ،‬وافراز البلغم في املراحل االولى وضيق التنفس عند السير حتى‬ ‫ولو ملسافات قصيرة او عند القيام بأعمال يومية بسيطة في احلاالت املتقدمة‪ ،‬ويحتل هذا املرض‬ ‫بحسب منظمة الصحة العاملية‪ ،‬املرتبة الرابعة بني احلاالت املرضية املسببة للوفاة في العالم‪.‬‬ ‫وينتج هذا املرض بصورة رئيسية من التدخني ويؤدي الى انسداد اجملاري الهوائية بشكل تدريجي‪،‬‬ ‫مما يجعل التنفس عملية صعبة‪ ،‬ويظهر هذا املرض لدى الراشدين‪ ،‬وال سيما بعد سن االربعني‪ ،‬وهو‬ ‫غير قابل للشفاء بشكل كامل‪ ،‬كما ال ميكن تخفيف اعراضه بسرعة بواسطة االدوية‪ ،‬لكن رغم‬ ‫ذلك ميكن الوقاية منه ومعاجلته‪..‬‬

‫ارقام مخيفة في لبنان‬ ‫اثبتت الدراسات ان ‪ %40‬من املراهقني اللبنانيني يدخنون السجائر او النرجيلة‪ .‬ولبنان هو االسوأ‬ ‫بني الدول العربية في نسبة التدخني ومكافحته‪ ،‬ففي كل يوم يقع مئة الف شاب على مستوى‬ ‫العالم في دائرة ادمان التبغ‪ .‬واذ يبلغ عدد الضحايا من الشباب ‪ 15‬الفا ً في البلدان املرتفعة الدخل‬ ‫يصل الرقم الى ‪ 84‬الف شاب يدمنون على التبغ يوميا ً في البلدان املتوسطة واملنخفضة الدخل‪.‬‬ ‫ويشير تقرير “الترصد العاملي لتعاطي التبغ بني الشباب ‪ ”2008-2007‬والذي اجري على تالميذ‬ ‫املدارس بني سن ‪ 13‬و‪ 15‬سنة الى النسبة العامة للطالب الذين يدخنون السجائر في الوقت الراهن‬ ‫تبلغ ‪ %5.9‬من مجموع الطالب‪.‬‬ ‫اذ تتخطى نسبة املدخنني في لبنان ‪ %35‬من مجمل الشعب اللبناني اما نسبة املدخنني‬ ‫احلاليني للسجائر بني طالب املدارس فتبلغ ‪ %5.8‬وهي ترتفع الى ‪ %40‬اذا ما حتدثنا عن نسبة‬ ‫املستهلكني النواع اخرى من التبغ بجانب السجائر بني طالب املدارس ال سيما النرجيلة‪.‬‬ ‫ويتعرض ‪ %80‬من طالب املدارس في لبنان للتدخني السلبي في منازلهم وهو امر يبدو انه ناجت‬ ‫عن قلة وعي االهل بالتأثير السلبي لتدخينهم على صحة اوالدهم‪ ،‬حيث يزيد خطر اصابة هؤالء‬ ‫االطفال بالتهابات الرئة واالذن الوسطى وبالربو كما بضعف اداء رئيتهم باملقارنة مع االطفال الذين‬ ‫ال يتعرضون لدخان السجائر‪.‬‬ ‫كذلك فان ‪ %75‬من طالب املدارس في لبنان يتعرضون للتدخني السلبي في االماكن العامة‬ ‫وهي النسب االعلى بني دول االقليم‪ .‬فبالرغم من صدور قرار عن وزارة الصحة في العام ‪ 1993‬مبنع‬ ‫التدخني في االماكن العامة اال ان تطبيق القرار ما زال منقوصا ً ويتحدث اخلبراء عن ضرورة ان يدعم‬ ‫هذا القرار بقانون يحظر التدخني في االماكن العامة واماكن العمل غير ان ذلك يستدعي ايضا ً وعيا ً‬ ‫من قبل غير املدخنني حلقهم في اال يكونوا مدخنني من الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫التدخني مرض العصر‪ ،‬وهو سم قاتل يختاره املدخن بإرادته الضعيفة ويصبح االدمان املصيبة‬ ‫االخطر‪ ،‬وما ينجم عن ذلك من توتر وتيه وعدم التركيز في خطوة االقالع عن هذه العادة السيئة‪.‬‬ ‫ولكن التغلب عليها ممكن بفعل االرادة والوعي قبل الوصول الى مرحلة الال عودة‪.‬‬

‫خملاطر االصابة بالربو‪ ،‬اكبر بكثير مما يحصل البناء‬ ‫غير املدخنني بينما يعتقد ثلثا املشاركني بأنه ال‬ ‫عالقة للتدخني مبوت املهد‪.‬‬ ‫ما هي فوائد االقالع عن التدخني؟‬ ‫مقارنة بالرجال‪ ،‬فان النساء اظهرن قلقا ً اكبر‬ ‫من فكرة اإلقالع عن التدخني وقال ثلثا النساء‬ ‫انهن يحتجن الى مساعدة من نوع ما كي يقلعن‬ ‫عن التدخني بينما بدا الرجال اكثر ثقة على‬ ‫االقالع والقدرة على االقدام عليه دون مساعدة‬ ‫وتقول جمعية سكيب املؤلفة من العاملني في‬ ‫اجملال الطبي ان النساء ال يزلن يجهلن الكثير من‬ ‫االخطار التي يخلفها التدخني وان النساء بحاجة‬ ‫الى املزيد من املعلومات واالستشارات في هذا اجملال‬ ‫خصوصاً‪ ،‬انهن معرضات اكثر من الرجال لالصابة‬ ‫باالمراض التي يسببها التدخني‪.‬‬ ‫قد توقف اكثر من ‪ 30‬مليون اميركي عن‬ ‫التدخني في الفترة ما بني عام ‪ 1964‬وعام ‪.1986‬‬ ‫وفي بريطانيا توقف في الفترة نفسها اكثر من‬ ‫عشرة ماليني شخص‪ .‬ويختلف الناس في قدرتهم‬ ‫على ترك التدخني‪ .‬ويقال ان هناك ‪ %15‬من املدخنني‬ ‫يستطيعون ان يتركونه بدون اي معاناة ويسهل‬ ‫ترك التدخني على من بدأ التدخني بعد العشرين‪،‬‬ ‫بينما يصعب على من يبدأ التدخني دون العشرين‪.‬‬ ‫كذلك فان من يدخن عددا ً محدودا ً من السجائر‬ ‫يستطيع الترك اكثر ممن كان يدخن اربعني او ستني‬ ‫سيجارة‪.‬‬ ‫ولترك التدخني ميكن اتباع اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫ويرى اخملتصون ان االقتناع التام بضرورة التوقف‬ ‫عن التدخني واجلانب النفسي لهما اهمية كبيرة‬ ‫في التوقف عن التدخني وجميع املواد املسببة‬ ‫لإلدمان‪ .‬اتركه كلية على نحو فجائي‪ .‬ال حتاول‬ ‫االنسحاب التدريجي عن طريق تدخني السجائر‬ ‫قليلة القار‪ ،‬الن ذلك سيجعلك تدخن بشراهة‬ ‫اكبر‪ ،‬وال تستخدم التبغ املمضوغ‪ .‬وقم بازالة‬ ‫السجائر ومطافئ السجائر جميعها من بيتك‪.‬‬ ‫اطلب مساعدة اصدقائك وعائلتك بأن يساعدوك‪.‬‬ ‫شغل نفسك دائماً‪ ،‬قم بإلهائها عن التفكير‬ ‫في السجائر‪ ،‬خفف من التوتر النفسي بقراءة‬ ‫الكتب او باالستحمام باملاء الساخن او مبمارسة‬ ‫الرياضة ال تلجأ الى عادات كريهة أخرى كالكحول‬ ‫او غيرها احصل على العالج املناسب ان لزم االمر‪.‬‬ ‫لن يضيرك ان جترب الصقات النيكوتني او علكة‬ ‫النيكوتني او البخاخ‪“ .‬بوبروبيون اس ار” هي حبوب‬ ‫مضادة للتدخني ميكن احلصول عليها بوصفة‬ ‫طبيب “‪ ”sr bupropion‬ال تيأس من محاولة ترك‬ ‫التدخني‪ ،‬فاالنتكاس امر شائع كما هو احلال‬ ‫بالنسبة لزيادة الوزن والنوبات واالكتئاب االكثار‬ ‫من شرب املاء واكل الفاكهة واخلضراوات الطازجة‪،‬‬ ‫وعدم تناول االطعمة الدسمة التوقف عن تناول‬ ‫القهوة والشاي وخاصة في االيام اخلمسة االولى‪،‬‬ ‫عدم التعرض للمشاكل واالنفعال مهما كانت‬ ‫الظروف‪ ،‬استعمال املسواك دائماً‪ ،‬االهتمام‬ ‫بالرياضة ميكن استخدام االبر الصينية‪ ،‬ولها دور‬ ‫مساعد في كثير من احلاالت‪.‬‬

‫اعداد وحوار راوية ابو ذياب‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪121‬‬


‫منبر رياضي‬

‫مايكل شوماخر‬ ‫ملك فورموال واحد‬

‫محطم االرقام القياسية‪ ،‬االسم الذي أصبح‬ ‫مرادفا ً للفورموال واحد‪ ،‬يعشق رائحة البنزين وزيت‬ ‫احملركات وحلبة السباق‪ ،‬سر جناح الفيراري وأحد‬ ‫افضل سائقي السيارات السريعة على االطالق‪.‬‬ ‫ولد مايكل شوماخر في الثالث من كانون‬ ‫الثاني ‪ 1969‬في مدينة هورت هيرمولهامي في‬ ‫محيط مدينة كولونيا األملانية‪ ،‬كانت طفولته‬ ‫متواضعة‪ ،‬فهو يقول إنه تربى على القيم‬ ‫العائلية واالنضباط والعمل الشاق‪ ،‬وهذه هي‬ ‫القيم التي رافقته في مراهقته‪.‬‬ ‫قام في سن الرابعة ألول مرة بالدوران في حلبة‬ ‫السباق للسيارات الصغيرة السريعة التي كان‬ ‫يديرها والده‪ ،‬وفي سن اخلامسة عشرة اصبح‬ ‫مايكل بطل املانيا في سباق السيارات الصغيرة‬ ‫للناشئني ومن ثم بدأت النجاحات تتابع‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1988‬كانت املرة االولى التي شارك فيها‬ ‫مايكل في سباق “فورموال فورد ‪ ،”1600‬لكن الطريق‬ ‫الى الفورموال واحد كان ما يزال طويالً امامه‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1989‬جنح في حتقيق املركز الثالث في‬ ‫مسابقة “فورموال ‪ ،”3‬وبعد عام واحد فقط فاز‬ ‫مايكل بلقب هذه املسابقة‪.‬‬

‫القفزة إلى عالم الفورموال واحد‬ ‫في عام ‪ 1991‬استطاع وألول مرة املشاركة في‬ ‫سباق السيارات السريعة “فورموال واحد”‪ ،‬وكانت‬ ‫قفزته الى ذلك من خالل عمله كسائق لفريق‬ ‫جوردان في جائزة بلجيكا الكبرى‪ ،‬بعدها انتقل‬ ‫الى فريق بينيتون‪ ،‬وفي عام ‪ 1994‬توج مايكل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪122‬‬

‫بطوالته السابقة بفوزه العالم في سباق فورموال‬ ‫واحد‪ .‬وفي عام ‪ 1995‬استطاع شوماخر احملافظة‬ ‫على هذا اللقب مع فريق بينيتون ليسطع بذلك‬ ‫جنمه في هذه الرياضة‪ .‬وفي عام ‪ 1996‬انتقل‬ ‫الى فريق فيراري‪ ،‬لكن احلظ لن يحالفه‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب املشاكل التقنية التي كانت تعاني منها‬ ‫سيارة فيراري‪ ،‬وفي عام ‪ 1999‬وحتديدا ً في سباق‬ ‫جائزة بريطانيا الكبرى في سلفرستون أدى حادث‬ ‫ارتطامه بحائط حلبة السباق الى كسور في‬ ‫اجزاء مختلفة من جسمه‪ ،‬مما اجبره على التوقف‬ ‫وعدم املشاركة لفترة طويلة في اي سباق وكانت‬ ‫تلك اوقات عصيبة خاضها مايكل شوماخر‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2000‬حتقق ما كان يحلم به مايكل‪،‬‬ ‫حيث فاز بالسباقات الثالثة في استراليا والبرازيل‬ ‫وسان مارينو على التوالي‪ .‬ومن خالل فوزه في‬ ‫ايطاليا والواليات املتحدة واليابان استطاع ان‬ ‫يحصد لقب بطولة العالم للمرة الثالثة‪.‬‬ ‫وكانت هذه املرة االولى التي حتقق فيها فيراري‬ ‫الفوز ببطولة العالم منذ ‪ 21‬عاماً‪ ،‬مما جعل من‬ ‫شوماخر وفيراري ماركة مسجلة للسرعة وفن‬ ‫قيادة السيارات السريعة ال تقوى الفرق األخرى‬ ‫على منافستها‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت اصبح من‬ ‫الصعب جدا ً انتزاع اللقب من فيراري وشوماخر‬ ‫حيث فاز باللقب من عام ‪ 2001‬حتى ‪ 2004‬على‬ ‫التوالي‪ ،‬وفوزه بلقب بطولة العالم ‪ 7‬مرات يجعل‬ ‫منه اسطورة من اساطير سباق “فورموال واحد”‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2006‬اعلن مايكل اعتزاله سباقات‬ ‫السيارات على حلبة مونزا االيطالية‪ ،‬واختتم‬ ‫مشواره في الفورموال واحد في حلبة انترالغوس‪،‬‬ ‫في البرازيل‪.‬‬


‫حياته اخلاصة‬ ‫تزوج شوماخر من صديقته كورينا في عام‬ ‫‪ 1995‬ولديهما طفالن‪ ،‬يعيش مايكل مع عائلته‬ ‫في سويسرا التي يعتبرها وطنه اجلديد وهو ال‬ ‫ينوي الرجوع والعيش في املانيا‪ .‬يعشق لعب كرة‬ ‫القدم وقد شارك في العديد من املباريات اخليرية‬ ‫ملصلحة منظمة اليونيسيف‪ ،‬وقد تبرع لضحايا‬ ‫كارثة تسونامي بعشرة ماليني دوالر‪ ،‬كما انه‬ ‫سفير فخري ملنظمة اليونيسكو‪ ،‬يجيد التحدث‬ ‫بأربع لغات‪ :‬االملانية‪ ،‬االجنليزية‪ ،‬الفرنسية‬ ‫وااليطالية‪.‬‬ ‫منح اجلنسية االيطالية تقديرا ً ملسيرته‬ ‫في فريق فيراري ويعمل اآلن مستشارا لهذا‬ ‫الفريق‪.‬‬ ‫لم يشعر شوماخر باملتعة‪ ،‬بالرغم من انه‬ ‫جنى ما يزيد عن ‪ 50‬مليون دوالر سنوياً‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من انه ميتلك طائرة خاصة‪ ،‬فبرأيه الشيء اجليد‬ ‫هو الشعور باألمان املالي واالستقاللية‪ ،‬ولكن‬ ‫السيئ باالمر هو اال تستطيع ان تستمتع باالمر‬ ‫بسبب املصورين‪ .‬وهذه ليست الطريقة التي‬ ‫يريد العيش بها‪ ،‬ولكن‪ ،‬ولكي يكون صريحاً‪،‬‬ ‫اعترف بأنه في موقف مميز ماديا ً وال ميكن ان‬ ‫يشتكي‪ ،‬فسوف يأتي وقت يصبح اقل شهرة‬ ‫وعندها سيتمكن من التجول بحرية والقيام‬ ‫باألشياء التي يريدها‪ ،‬ولكن هذا لن يكون اآلن‪،‬‬ ‫وال في السنوات اخلمس القادمة‪ ،‬يعتقد البعض‬ ‫ان شوماخر شخص متعجرف‪ ،‬لكن إجاباته‬ ‫تظهر العكس‪ ،‬فهو متواضع ألبعد احلدود‪ .‬فهو‬ ‫يرد سبب جناحه في صغره لوزنه اخلفيف‪ ،‬اما‬ ‫جناحه في شبابه فيرده الى انه يقود افضل‬ ‫سيارة‪ ،‬وألنه محظوظ جدا ً لكنه أبدا ً لم ميدح‬ ‫قدراته‪.‬‬ ‫وإذا سألت شوماخر عن سائقه املفضل‪ ،‬تأكد‬ ‫ان جوابه سيكون “ايرتون سينا”‪ ،‬فاألملاني يحمل‬ ‫في قلبه حبا ً للبرازيلي ال ميكن وصفه‪ ،‬وفي‬ ‫مناسبات عدة‪ ،‬صرح شوماخر عن هذا الشيء‬ ‫حتى أنه بكى عندما حطم احد االرقام القياسية‬ ‫للبرازيل في سباق ايطاليا عام ‪.2000‬‬ ‫ميكن القول إن ايرتون سينا هو املثال األعلى‬ ‫لشوماخر او البارون األحمر الذي يلقيه محبوه‬ ‫ومشجعو فريق فيراري‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫فيراري تحتفل‬ ‫بمرور ‪ 60‬عاماً‬ ‫على تأسيسها‬

‫أقامت ملكة سباقات الفورموال ‪“ 1‬فيراري” احتفاال ً في القاهرة مبرور ستني عاما ً على‬ ‫ميالد األسطورة اإليطالية‪ ،‬في ختام جولة عاملية شارك فيها ‪ 10‬آالف من مالكي سيارات‬ ‫فيراري عامليا ً ‪ّ .‬‬ ‫وأكدت خالل مؤمتر صحفي عقدته مع شركة «إم تي أي أوتوموتيف» ‪MTI‬‬ ‫‪ ، Automotive‬املستورد الوحيد لسيارات “فيراري” في مصر التزامها من جديد جتاه‬ ‫األسواق العربية عامة والسوق املصرية خاصة ‪.‬‬ ‫وقال ماركو كافانيا‪ ،‬املدير اإلقليمي ملبيعات “ فيراري” في الشرق األوسط وأفريقيا‪“ :‬‬ ‫إننا نفخر بأن تكون القاهرة هي مسك اخلتام لالحتفال العاملي بالعيد الستني لتأسيس‬ ‫الشركة وذلك مع شريكنا املتميز شركة ‪ ،MTI Automotive‬ولقد ازدهرت شراكتنا معا ً‬ ‫منذ عام ‪.”1998‬‬ ‫وبهذه املناسبة‪ ،‬أعلن ماركو في كلمته في املؤمتر ‪ :‬أن “فيراري” ستطرح ‪ 60‬سيارة‬ ‫فريدة من نوعها‪ ،‬كل منها ترتبط مبناسبة ضمن أهم ‪ 60‬مناسبة في تاريخ الشركة‪،‬‬ ‫وستعتمد هذه السيارات اجلديدة على موديل ‪ Scaglietti 612‬املعروف بأدائه املتميز‬ ‫والذي يوفر أعلى مستويات الراحة واألمان‪ ،‬مؤكدا ً تواجد وانتشار الشركة في ‪ 52‬سوق‬ ‫عاملية‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر أن اسم الشركة اإليطالية «فيراري» ‪ :Ferrari‬جاء من اسم عائلة‬ ‫مؤسس الشركة املتسابق الشهير اإليطالي “إنزو فيراري ‪ ”enzo ferrari‬املولود في‬ ‫الثامن عشر من فبراير عام ‪ 1898‬في مدينة مودينا اإليطالية‪.‬‬ ‫لم تكتفي “فيراري” بإجنازاتها على صعيد صناعة السيارات بل حققت إجنازات‬ ‫رياضية وأرقام قياسية يصعب جتاوزها بدءا ً من العام ‪ 1950‬بداية مشاركتها في‬ ‫سباقات الفورموال ‪ 1‬وحققت أولى نقاطها الـ ‪ 6‬وتوالت االنتصارات حتى قبل انضمام‬ ‫األملاني “مايكل شوماخر” الذي أضاف إلى سجلها انتصارات باهرة ووصلت النقاط التي‬ ‫أحرزها إلى أكثر من ‪ 1000‬نقطة فيما وصلت انتصاراتها إلى ‪ 183‬انتصارا ً وأحرزت لقب‬ ‫الصانعني ‪ 14‬مرة ولقب السائقني ‪ 13‬مرة منهم ‪ 5‬مرات ملايكل شوماخر‪.‬‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪123‬‬


‫منبر رأي‬

‫زمن التغيير وتقرير المصير‬

‫ستون عاما ً انقضت من التهجير واحلروب‬ ‫العبثية والهزائم املتكررة واحلصار‪ ،‬ستون عاما ً‬ ‫والقرارات الدولية املتعددة تتكدس في ادراج االمم‬ ‫املتحدة ومجلس االمن الدولي يغفلها النسيان‬ ‫طاملا ال تخدم كيان العدو‪ ،‬وبعض االنظمة العربية‬ ‫الواهنة متنّي النفس باسترجاع احلقوق وحترير‬ ‫االرض واملقدسات بدبلوماسية الضعف متاشيا ً مع‬ ‫مقولة قوة العرب بضعفهم التي تفرض عليهم‬ ‫ان ينهجوا طريق السالم والهدنة مع العدو الذي‬ ‫يفوق قدرتهم مجتمعني وسلكوا طريق االستسالم‬ ‫والتطبيع ووقعوا اتفاقيات الذل والعار واهمني‬ ‫ومض ّللني شعوبهم بأنهم سيستعيدون احلقوق‬ ‫واالرض بواسطة انصياعهم مبا يسمى بعصابة‬ ‫االمم املتحدة وليس عصبة االمم املتحدة‪ ،‬فما وجدوا‬ ‫اال الهزائم وضياع احلقوق‪ ،‬الى ان نشأت املقاومة‬ ‫الوطنية اللبنانية من النسيج الذاتي االجتماعي‬ ‫واصبحت ثقافة ميتلكها كل وطني حر‪ ،‬وانعم اهلل‬ ‫عليها بقيادة حكيمة وواعية واحتضنها الشعب‬ ‫بكل اطيافه واحسنت استعمال السالح وحتديد‬ ‫بوصلته من خالل التخطيط الواعي ملواجهة‬ ‫العدو‪ .‬وجتسدت بعمليات بطولية مظفرة عدة‬ ‫طيلة ثمانية عشر عاما ً حتى تكللت بالنصر املؤزر‬ ‫على ايدي اجملاهدين‪ .‬واتى التحرير عام الفني فعادت‬ ‫االرض وحترر االسرى اللبنانيون والعرب من سجون‬ ‫احملتل الصهيوني‪ ،‬فادركت اسرائيل انها في املواجهة‬ ‫مع شعب جدي قادر على االمساك مبفاصل االمور‬ ‫والتحكم بها‪ ،‬خاصة عندما ايقنت انها مقاومة‬ ‫شريفة وجديرة باالحترام بعدما اثبتت بتعاملها‬ ‫الواعي مع اهل الشريط احلدودي واملناطق احملررة ومع‬

‫من كانوا في صفوف العمالء اللحديني ومن تعاون‬ ‫مع العدو‪ ،‬فاثبتت للقاصي والداني بانها االجدر‬ ‫واالقدر على التصالح مع الذات والتسامح مع من‬ ‫ظلموا انفسهم وهم ال يعلمون فكانت القدوة‬ ‫واملثال‪ ،‬فاكتسبت املقاومة شرفا ً عظيماً‪ .‬فاملقاومة‬ ‫الفرنسية مثالً بعد انتصارها نصبت املشانق‬ ‫واعدمت حوالي خمسني الف مواطن فرنسي كانوا‬ ‫قد تعاملوا مع العدو‪ ،‬من هنا اظهرت املقاومة‬ ‫وعيا ً وحكمة في التعامل مع العمالء مما احلق رعبا ً‬ ‫حقيقيا ً في نفوس العدو الصهيوني عندما ادرك‬ ‫نباهة قيادة املقاومة‪ ،‬فباشرت بالتخطيط لتهيئة‬ ‫الظروف حلرب تستطيع معها‪ ،‬اذا وقعت‪ ،‬القضاء‬ ‫على املقاومة واضاف كل قوى املمانعة في املنطقة‬ ‫العربية‪ .‬ووضعت خريطة طريق‪ ،‬لذلك املشروع من‬ ‫خالل استعمال مجلس االمن واصدار قرارات جائرة‬ ‫بحق سوريا ولبنان وفلسطني باحلصار والعقوبات‬ ‫االقتصادية والتجويع والديون التي تتراكم وليس‬ ‫اخرها االغتياالت السياسية واستثمارها‪ ،‬وملا لم‬ ‫تأت النتيجة املرجوة كان التخطيط لعداون متوز ظنا ً‬ ‫منها بانها ستحقق باحلرب والدمار ما عجزت عنه‬ ‫بالسياسة واملكر من خالل ادواتها وعمالئها الصغار‪.‬‬ ‫ومن قلب الدمار وصوت املدافع والطائرات اتت غانية‬ ‫العصر رايس لتبشر العالم لوالدة شرق اوسط جديد‬ ‫ال مكان فيه اال ملن قدم اوراق اعتماده ووالئه للطاغوت‬ ‫االميركي وبدأ التبخير لثورة االرز واستغالل دماء‬ ‫الشهداء واستعملت قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬ال النهم اقوياء‬ ‫في قواعدهم‪ ،‬بل الن بعضهم كانوا عمالء باعوا‬ ‫الوطن بثالثني من الفضة مقابل مصاحلهم اخلاصة‬ ‫واوهمتهم باحلفاظ على مواقعهم السياسية‬

‫واستمرار لزعماتهم املنقرضة بحكم الواقع‪ ،‬وما‬ ‫نهاية العدوان وانتصار املقاومة ذهل العدو ومن‬ ‫ورائه اصيب بالصدمة كل من اطلقت عليه اميركا‬ ‫اسم قوى االعتدال العربية‪ ،‬حيث اصبح التخلي‬ ‫عن احلق والكرامة اعتداال ً واملطالبة باالرض واحلفاظ‬ ‫على العرض ارهاباً‪ ،‬وانهارت معنويات اجليش الذي‬ ‫قيل انه ال يقهر وفقد االسرائيلي الثقة بنفسه‬ ‫وببقاء كيانه فسقطت رمزية الدولة القوية‪ ،‬وما‬ ‫نشر في تقرير فينوغراد خير دليل عيى ذلك‪ .‬وخرجت‬ ‫املقاومة الودنية محتضنة من قبل الشعوب العربية‬ ‫واالسالمية مما ادى باالنظمة العربية وحكامها‬ ‫باعادة النظر في االتفاقيات املوقعة مع اسرائيل‬ ‫من جهة ودعم املقاومة باعادة اعمار لبنان من جهة‬ ‫اخرى‪ ،‬فالعودة عن اخلطأ فضيلة‪ ،‬فعودوا ايها العرب‬ ‫الى ضمائركم والى صحائف تاريخكم فبيضوها‬ ‫على البيعة والثقة‪ ،‬التي اوالكم اياها شعبكم‪،‬‬ ‫فثرواتكم وحضارتكم في فم التنني الذي سيلوك‬ ‫عظامكم اوال ً اذا ما حتقق له ما يريد‪ .‬فبالنظر‬ ‫الى شاه ايران وصدام حسني عبرة لكم ان كنتم‬ ‫تعتبرون‪ ،‬فعليكم بالطريق الواضح من خالل دعم‬ ‫خيار املقاومة الذي هو طريق اخلالص‪ .‬والرجوع الى‬ ‫احلق خير من التمادي على الباطل‪ ،‬فاحفظوا لكم‬ ‫مكانا ً في التاريخ‪ ،‬فالشعوب املؤمنة اخذت قرارها‬ ‫باملقاومة وال عودة الى اخلنوع واالستسالم‪ ،‬فمن‬ ‫له اذنان سامعتان فليسمع‪ ،‬فالنصر لالقوياء في‬ ‫نفوسهم ال للضعفاء‪.‬‬

‫رئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو‬

‫مفهوم الثورة في تيار التوحيد اللبناني‬

‫عند مصب نهر اجلاهلية وعلى مسافة بضعة‬ ‫اميال من بيروت شماالً‪ ،‬حيث يغسل جبل الشوف‬ ‫قدميه عند البحر‪ ،‬رسم لنا الزمن على صفحة‬ ‫الصخر قبسا ً ما لبث ان سطع نورا ً وهاجا ً حينما‬ ‫رفعت مشعله ايدي التوحيديني تاركة احلديث عنها‬ ‫الى االيام اخلالدة‪ .‬لقد ازدحمت في الثالث عشر‬ ‫من متوز املعاني في اجلاهلية التي حتولت معاقلها‬ ‫معتكفا ً ثوريا ً للحشود التي أمتها‪ ،‬حشود من‬ ‫مناطق الشوف‪ ،‬اجلرد‪ ،‬الشحار‪ ،‬املنت‪ ،‬راشيا وحاصبيا‬ ‫أ ّموا اجلاهلية ليسمعوا نداء قائد التوحيد الذي‬ ‫جسد بكلمات صورة حلم سرعان ما شكل منارة‬ ‫لالجيال الطالعة في سماء التغيير حتى بدت لنا‬ ‫معطيات ماضي االمير فخر الدين املعني الثاني حياً‪،‬‬ ‫التي وعينا اياها على نبض يومنا‪ ،‬الذي ما كان ليكون‬ ‫شمسا ً لوال ان لنا تراث حضور اصيل املرجتى نائي‬ ‫الطموح كأمنا الشوف وديعة مستقبل يحرسه اهلل‪.‬‬ ‫في اجلاهلية وقفت النخبة من احرار العروبة‬ ‫تستعرض مستقبل هذه االمة من خالل شباب‬ ‫وشابات التوحيد الذين اطلوا بشموخ وكبر وعنفوان‬ ‫يحملون السيف في ميينهم‪ ،‬والكتاب في يسارهم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪124‬‬

‫سائرين قدما ً في طريق الثورة ميارسون فيها احلرية‬ ‫على مدى طموحهم اميانا منهم بأنه ينبغي لنا ان‬ ‫نهتدي ابدا ً الى ما نؤدي به ثمن هذه احلرية التي هي‬ ‫أجر نستحقه‪ ،‬ال نعمة تأتينا لوجه اهلل‪ ،‬فتفتح امام‬ ‫ابنائنا صفحات مشرقة من ذلك الدفق من احليوية‬ ‫الذي ال ميهد كدليل قاطع على قدرة التوحيديني‬ ‫وإمكاناتهم العديدة والبعيدة املدى‪ ،‬وكتعبير عن‬ ‫ثورتهم التوحيدية التي نصورها كحالة سياسية‬ ‫وتنظيمية‪ ،‬تعكس حالة القلق والنقمة والغضب‬ ‫عندهم‪ ،‬انها شعور باحلاجة الى التحرر من كل‬ ‫شيء يرهق االنسان‪ ،‬حترر من الطائفية واإلقطاعية‬ ‫والعائلية حيث التخلف والتبعية حترر من اخلوف‬ ‫والكبت واحلرمان‪ ،‬حترر من الرياء والتواطؤ االجتماعي‪،‬‬ ‫انها مثالية املمكن في بناء هيكليات سياسية‬ ‫واجتماعية واقتصادية وقانونية جديدة‪ ،‬انها سياسة‬ ‫محتم عليها ان تكون نهائية وليست مرحلية‪ ،‬تسعى‬ ‫الى البناء والتنظيم وليس الى الهدم والتمزيق‪ ،‬انها‬ ‫نسق ثقافي جديد في مواجهة ما ميكن وصفه‬ ‫بـ”ثقافة الرداءة” مبا تتضمنه من قيم مختلفة‪ ،‬ومن‬ ‫فساد مالي وسياسي ومن تعزيز للعالقات الزبائنية‬

‫واحملسوبية والوالءات اإلقطاعية والقبلية‪.‬‬ ‫تلك هي الثورة التوحيدية‪ ،‬انها االنطالقة اجلديدة‬ ‫التي تطرح التغيير في القيم واالفكار واملمارسة‪،‬‬ ‫والتي يغادر معها التوحيديون فعال اجملتمع الذي عاش‬ ‫حياته اجلماعية مجزأة‪ ،‬الى سياق جديد يعيش فيه‬ ‫هذا اجملتمع حياته ككل ال يتجزأ‪.‬‬ ‫انها الثورة التي اتت بصوتها القوي‪ ،‬وسط‬ ‫عواصفنا وانقاضنا لتطبع القرن احلادي والعشرين‬ ‫بطابع التحرر‪.‬‬ ‫انها من صلب افكار املؤسس الرفيق وئام وهاب‬ ‫الذي جنح في ان يكون املؤمتن على الثورة التوحيدية‬ ‫التي اطلقها كعالج يفرض نفسه من اجل توسيع‬ ‫الطريق امام االبعاد احلقيقية ملتطلبات عصر‬ ‫التوحيد‪ ،‬انها القدر اجلديد الذي سيمكننا جميعا‬ ‫في ان نقوي شجاعتنا بشكل ال محدود يرسم هنا‬ ‫للغد اجلديد‪ ،‬انها الثورة التوحيدية‪.‬‬

‫امني الداخلية في تيار التوحيد‬

‫هشام االعور‬


‫سقوط األقنعة اإلقطاعية‬ ‫سقط قناعا الغدر واخلداع في أول استحقاق حقيقي حلشد املوحدين‬ ‫الدروز في مكان مقدس‪ ،‬حيث ابى هذا املكان الطاهر اال ان يظهر احلق بصورة‬ ‫االسير البطل سمير القنطار والباطل على صورة رجلني صغيرين يحاوالن‬ ‫التواري واالختفاء وراء عبارات مستهلكة كاذبة‪.‬‬ ‫خذلهما املكان برمزيته والزمان بصدقيته وجماهير البوابتني الصغيرتني‬ ‫بثورتها ومتردها على اشباه الرجال احلاملني بالزعامة‪ ،‬رغم احملاوالت احلثيثة‬ ‫إلجناح مشروع استنساخ الرجال في القصرين‪ ،‬اال ان املشروع ما زال متعذراً‪،‬‬ ‫ألن حالة القحط والتصحر التي تصيب الرجولة الرسمية العربية قد طالت‬ ‫القصرين معا ً بعد رحيل املالكني االصليني‪.‬‬ ‫بقيت أبواب األحالم مفتوحة للمشروعني اللذين انفصال بالشكل وتوحدا‬ ‫باملضمون‪ ،‬حيث حمل االول بعكورا ً اثقل منه اسقطه ارضا ً فيما حاول‬ ‫ف‬ ‫الثاني تبني فكر لم يستطع حمله ففقد عقله واستعان بعشبة َك ْي ٍ‬ ‫حتلق به عاليا ً وتأخذه حيثما تريد رغبته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫انها سخرية القدر عندما جتمع املناسبة حاملني بالزعامة‪ ،‬احدهما يرتدي‬ ‫قناعا ً قبيحا ً وينطق كالما ً معسوال ً والثاني قناعه ملتصق بشكله وأفعاله‬ ‫املشوهة‪ .‬واحلصيلة واحدة‪ :‬كالهما كاذبان‪.‬‬ ‫لم يكن ليل عبيه على قدر حلم السار َقني‪ ،‬حيث هربت اللحظة التاريخية‬ ‫ّ‬ ‫لتحط رحالها في اجلاهلية‪.‬‬ ‫التي انتظرها االثنان بفارغ الصبر‬ ‫طارت اللحظة الفاعلة واملؤثرة في التاريخ التوحيدي الذي بدأ كتابته‬ ‫رجل توحيدي صادق اسمه وئام وهاب الى بلدة اجلاهلية الشوفية التي بادلت‬ ‫في اوقات الشدة واحملنة الصادقني صدقهم والصابرين صبرهم‪ ،‬فتجلى‬ ‫برجل قال كلمته دون خوف او وجل وبال استرخاء او كسل غير‬ ‫الصدق‬ ‫ٍ‬ ‫مكترث لتهديد او لوعيد‪.‬‬ ‫عبر القائد وئام وهاب عن رؤيته السياسية العميقة بكل وضوح وشفافية‬ ‫يبك على‬ ‫وابتعد عن بورصة احلسابات الوزارية والتطلعات النيابية‪ ،‬فلم ِ‬ ‫اطالل وزارة كما فعل صاحب الصوت املبحوح ولم يستجد كرسيا ً او منصبا ً‬ ‫يحمي به قصرا ً فاقد احلياة‪.‬‬ ‫تعانق احلق والصدق في اجلاهلية‪ ،‬وزغردت نساء بني معروف للنصر املؤزر‬ ‫الذي ينتظر على االبواب‪ ،‬وأدت األسودُ سالم الشرف لزينة الرجال وأشرفهم‪،‬‬

‫وغصت الساحات بآالف الكبار فيما اختبئت اجلرذان الصغيرة في جحور‬ ‫يقولون عنها إنها قصور بنيت منذ مئات السنني‪.‬‬ ‫صفق االثنان هناك بعد حتية املقاومة وسوريا‪ ،‬وكأن املسرحية في فصولها‬ ‫االخيرة ولم يعلما ان االقنعة سقطت وبانت معالم وجوههم السوداء‪.‬‬ ‫لقد جاء دورالكشف عند التوحيديني‪ ،‬وحسنا ً فعال كونهما سيصفقان‬ ‫للمرة االخيرة‪ ،‬ألنهما لن يعودا الى خسبة التتويج ثانية بعد رحلة اخلداع‬ ‫والعهر الطويلة‪.‬‬ ‫كما لم تعد للمخرج ثقة باخملادعني وابلغهم بصوت مرتفع أن قواعد‬ ‫املسرح السياسي تغيرت وان النوايا ظهرت عبر األفعال واالقوال السابقة‪.‬‬ ‫يستغرب البعض انني اتكلم بلغة االرقام‪ ،‬هذا صحيح ألنهما خارج‬ ‫التاريخ التوحيدي وال ميثالن حالة نوعية في مستقبل طائفة املوحدين‬ ‫الدروز‪ ،‬بل هم معادلة رقمية ال معنى لها وال قيمة في زمن ال يعرف لغة‬ ‫االرقام امنا لغة االفعال واالقوال الصادقة‪.‬‬ ‫كان تاريخ القصرين ميثل عصر ضياع القيم واضطراب املعايير وموت‬ ‫الشيم‪ ،‬وهدم الذمم‪ ،‬وحصيلة للوجع والظلم وااللم‪ ،‬لذلك ندعوكم قائلني‪:‬‬ ‫أيها احلامل ضوءا ً وتوهجا ً ونوع رؤ ًى واميانا ً وقوال ً ينذر أمالً وينبت عمالً‬ ‫ويشرع في مدى االفق شراعا ً منقذاً‪ ،‬ايها الناشد حقيقة تشفي ومصداقية‬ ‫تعطي الوجود معنى‪ .‬تعال خذ حياة احلرف املقاوم من حياة الظرف القائم‬ ‫رغما ً عنك‪ ،‬وليدفع حرفك املتمرد الى التشبث باحلياة وقيمها‪ ،‬تعال ث ّبت‬ ‫شراع املراكب في خضم البحر العاصف‪ ،‬فنحن اليوم في مواجهة إلعادة‬ ‫الكرامة املسلوبة وتصحيح حركة التاريخ حيث جتري في احشاء مجتمعنا‬ ‫تغيرات جديرة بأن تشهد والدتها وتسهم في قيادتها‪ .‬تقدم الى تيار الثورة‪،‬‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬ألن االقطاع الدرزي في غرفة العناية الفائقة كونه‬ ‫دخل مرحلة الكومة وحالة املوت السريري التي توجب رصاصة الرحمة عليه‬ ‫كون العالج ّ‬ ‫تعذر ومحاوالت االنقاذ انعدمت‪ ،‬ورحمة اهلل لن تتدخل‪ ،‬ألننا‬ ‫امام حالة إحلاد وكفر‪.‬‬ ‫سقطت اقنعة الكذب‪ ،‬فظهر احلق وزهق الباطل‪.‬‬

‫مروان سعد الدين‬

‫أسهل طريقة لجلب السالح‬ ‫يا أهلي في فلسطني‪ ،‬في غزة وفي الضفة‪ ،‬وفي‬ ‫نابلس‪ ،‬وفي جنني‪ ،‬أعرف أنكم محاصرون وممنوع‬ ‫عليكم السالح‪ .‬ولكن هناك طريقة تستطيعون‬ ‫بها أن حتصلوا على ما حتلمون به وما ال حتلمون به‬ ‫من السالح‪ ،‬وفي وقت قصير جدا ً جداً‪.‬‬ ‫كل ما عليكم فعله هو التالي‪:‬‬ ‫تظاهروا بالتقاتل الداخلي فيما بينكم ملدة‬ ‫يومني‪ .‬واجلبوا عمالء الصهاينة‪ ،‬وهم كثر ما شاء‬ ‫اهلل‪ ،‬واقتلوهم في الساحات‪ ،‬واعتبروا أن القتلى‬ ‫هم من هذه احلركة أو تلك‪ ،‬وهذا التنظيم أو‬ ‫ذلك‪ ...‬وهذا التيار أو ذاك‪ ،‬وهذه املنظمة أو تلك‪..‬‬ ‫تظاهروا بأنكم تقاتلون وتقتلون بعضكم‬ ‫بعضاً‪..‬‬ ‫أجلبوا كميات كبيرة من الدهان األحمر وارموها‬ ‫فوق الساحات والطرقات‪ ..‬وضعوها في امكنة‬ ‫تستطيع التقاطها األقمار الصناعية األجنبية‬ ‫والـ”عربسات”‪ ...‬والـ”عربسات” بالتحديد!‬ ‫وتأكدوا من ان العالم كله ينظر إليكم وأنتم‬

‫“تتقاتلون”‪...‬‬ ‫وبعدها‪ ...‬وبعدها بدقائق معدودة‪ ...‬ستغدق‬ ‫عليكم عروض السالح من كل حدب وصوب‪:‬‬ ‫من اميركا‪ ...‬ومن إسرائيل‪ ،...‬ومن جتار السالح‪...‬‬ ‫ومن البريطانيني‪ ،‬وطبعاً‪ ،‬طبعاً‪ ،‬من إخوانكم في‬ ‫األنظمة العربية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ستتلقون سالحا من االجتاهات كلها‪ ،‬وستفتح‬ ‫املعابر التي أغلقها الصهاينة وأغلقتها األنظمة‬ ‫العربية‪..‬‬ ‫وسيعاد حفر األنفاق التي تصل بني غزة‬ ‫وسيناء‪ ،‬والتي طمرها النظام املصري منذ وقت‬ ‫قريب‪.‬‬ ‫وسيرسل إليكم النظام السعودي السيوف‬ ‫والقنابل واملدافع‪ ..‬واإلرهابيني‪ ..‬والنظام العراقي‬ ‫“اجلديد” العبوات‪ ...‬والنظام األردني املتفجرات‪..‬‬ ‫تقاتلوا ليومني‪ ...‬ليومني فقط!‬ ‫فأنتم محاصرون أصالً‪ ...‬ووطنكم “مخطوف”‪...‬‬ ‫وقضـيتكم يتم بيعــها‪..‬‬

‫ماذا ستخسرون؟‬ ‫تظاهروا بأنكم تتقاتلون ليومني‪ ..‬وستفتح‬ ‫عليكم “مغارة علي بابا”‪ ..‬ويظهر داخلها األربعون‬ ‫حرامي وبأيديهم ما هب ودب من السالح‪..‬‬ ‫“تقاتلوا” ليومني فقط! ‪ ...‬ليومني‪...‬‬ ‫ولكن‪ ،‬وأنتم “تتقاتلون”‪ ،‬تذكروا أنها مسرحية‪...‬‬ ‫ووسيلة متثلونها أنتم جللب السالح‪ ..‬وليست‬ ‫تقاتالً حقيقياً‪...‬‬ ‫فاحرصوا أال يأخذكم السيناريو إلى مكان‬ ‫آخر‪ ...‬فيصبح فيها الدهان األحمر‪ ..‬دماء‪..‬‬ ‫وتصيرون كما ذاك الصبي الذي كذب على‬ ‫أصدقائه العطاش بادعائه وجود املاء‪ ..‬فركضوا‬ ‫مسرعني لشربه!‬ ‫فتذكروا‪ ...‬تذكروا فقط أنها مسرحية‪ ..‬وإال‬ ‫خسرمت وطنكم وأنفسكم‪ ...‬والقضية!‬ ‫تذكروا! لعل الذكرى تنفع!‬

‫ربيع دهام‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪125‬‬


‫منبر قراء‬ ‫الى فضيلة الشيخ الجليل‬ ‫ابو سلمان يوسف الشعار‬ ‫رحمه هللا واسكنه فسيح جناته‬

‫الراعي‬ ‫يا س ّيدي املعروف بالراعي‬ ‫راعي الرعية توجك داعي‬ ‫صنت االمانة والعقل واعي‬ ‫وملا بوفاتك خ ّبر الناعي‬ ‫نسم صدى الرحمات ع شراعي‬ ‫ّ‬ ‫وصوت اليتامى زاد اقناعي‬ ‫مني بدو امورنا يراعي‬ ‫يا سيدي عرفنا مزايا فيك‬ ‫وملا يا راعي الناس بتناديك‬ ‫شفت بيقيني النور بيحاكيك‬ ‫اسياد خمسة طلت تغطيك‬ ‫وعمتنطرك اسياد تا تالقيك‬ ‫ما جيت بشعري انا ارثيك‬ ‫وما بريد عزي جيت تاهنيك‬ ‫يا سيدي اللي صار عنوانك‬ ‫رب اخلليقة اختار جيرانك‬ ‫عرفتك غني بحب اخوانك‬ ‫مضرب مثل صبرك وإميانك‬ ‫اال احلمد ما عتّب لسانك‬ ‫راعي رعيت حقوق خالنك‬ ‫بيصعب علينا كتير فقدانك‬ ‫من بعد ما قدمت برهانك‬ ‫سخر وحي يا شيخ منشانك‬ ‫وملا الوحي ع ّرف ع احسانك‬ ‫باجلبل عنا ضل جثمانك‬

‫اجلوهر مالك وظاهرك انسان‬ ‫ونور الطهارة ع جبينك بان‬ ‫مؤمن تقي ومتوج باميان‬ ‫وشاع اخلبر بسوريا ولبنان‬ ‫وصار احلكي يبكي على التحنان‬ ‫إسأل جنابك يا رفيع الشأن‬ ‫وعنا غبت يا شيخ بو سلمان‬ ‫بي اليتامى وطاهر النية‬ ‫ّ‬ ‫عيني‬ ‫راعي ومالك بنور‬ ‫ّ‬ ‫وسخرلك قدره الهية‬ ‫ملا كنت نامي ع املنيه‬ ‫بجنة خلد تا تلقوا سويه‬ ‫في‬ ‫شاعر بإنك ما زلت ّ‬ ‫وحي الشفافية‬ ‫بكلمات من ّ‬ ‫دار البقا برفقة االبرار‬ ‫اهل التقى واخلمسة االطهار‬

‫‪126‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪،‬‬ ‫حتية من هيئة العمل التوحيدي إلى البطل اجملاهد عميد األسرى‬ ‫سمير القنطار‪ ،‬ورفاقه احملررين من سجون احملتل اإلسرائيلي في‬ ‫فلسطني العربية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خجل ال ِعدا‬ ‫خَ جلت قيودُ االسر ما‬ ‫وب َ َدا عمي ُد االسر طودا ً شامخا ً‬ ‫الجم ‬ ‫حت ما لِلقول قي ٌد‬ ‫افص َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫انت في سجن العدوِّ ب ِذلَّ ٍة ‬ ‫ما َ‬ ‫فأبو ِفراس كان فتكا ً حرب ُ ُه‬ ‫فالسج ُن زادَك هيبة وكرامة ‬ ‫ِّ‬ ‫والسجن منزلِك الذي متلِ ُك ُه ‬ ‫ِّ‬ ‫وتُضي ُء ظل َمة ِّ‬ ‫سجن فرحة‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫ليلهم‬ ‫ال بُ َّد من‬ ‫فجر يُفاجئ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِحطني تشه ُد كيف كان مصي ُر ُه‬ ‫شعب في البالدِ مشرَّ ٌد ‬ ‫واال َن‬ ‫ٌ‬ ‫اصبحت لألسرى َعميدا ً وبيرقا ً‬ ‫َ‬

‫من االنبيا آخذ مزايا كتار‬ ‫رغم املرض ع جسم طاهر جار‬ ‫وصنت النفس آلخر املشوار‬ ‫بيدر لفعل اخلير والزوار‬

‫ناد البطولة إن جنت بك النوب‬

‫لكن يا شيخي مشيئة االقدار‬ ‫قدر اللي صار‬ ‫رب اخلليقة ّ‬

‫لبنان واجملد واإلخالص دينهم‬

‫وجبريل عم ينطر مع االخيار‬ ‫قالوا يا اهال بيوسف الشعار‬ ‫احلضار‬ ‫والروح عمتحضر مع ّ‬

‫لصاح من ِّددا‬ ‫لو ينطقُ القي ُد‬ ‫َ‬ ‫واآلسرو َن جبانة غ ّلوا اليدا‬ ‫ِ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫القلوب مع املدى‬ ‫وص َل‬ ‫داك َ‬ ‫َ‬ ‫انت في ِه زلزا ٌل يُصلي الرَّدَى‬ ‫بل َ‬ ‫ارادات ال ِعدا‬ ‫وبسج ِن ِه ُقهرَت‬ ‫ُ‬ ‫وكأنمِّ ا نطق احلدي ُد وزغرَدا‬ ‫آت غدا‬ ‫ُ‬ ‫حيلهم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫واآلسرو َن ر َ‬ ‫ملَّا ُ‬ ‫رب جاء مع احلدا‬ ‫شرو ُق ُ‬ ‫الع ِ‬ ‫ني بدا‬ ‫والعي ُد في ارض فلسط َ‬ ‫من جاء ُمحتالً وعاثَ ونمَ ردا‬ ‫سيكون شع ُب َك يا عد ُّو َ‬ ‫مشرَّدا‬ ‫ضا َء النِّضا ُل ب ِذكركم وتخلَّدا‬

‫الموت فخر‬ ‫ميضون للبذل أفواجا ً بال وجل‬

‫لطفي ديب عبد الرزاق‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بيرق النضال‬

‫يا أرز جندك لألهوال تنتدب‬ ‫كأمنا املوت في ساحاتهم لعب‬ ‫وهم لغير شعار األرز ما انشبوا‬

‫املوت فخر ولم تبخل بتضحية‬ ‫ما اعتاد شعبي على األعتاب ينتحب‬ ‫لبنان مقاوم ويبقى شامخا ً أبدا ً‬ ‫فليسمع الكون ولتفتخر به العرب‬

‫ابن املعاصر‬


‫مهداة الى الرئيس وئام وهاب‬ ‫ني او ثمن‬ ‫يللي بيعطي دون ِم ِّ‬ ‫وابعد الفتني الطاغيي وإلها كمن‬ ‫مبوقع حيادي كل انصارو ضمن‬ ‫بوقت الي كان الغير مش عم ينضمن‬ ‫تيارنا بسنتني اعطى للوجود‬ ‫قد خمس عقود م ّرو من زمن‬ ‫عادرب النور وبحكمي ودرايي‬ ‫وبقلب املكتبي وحبر الدوايي‬ ‫كتب تيارنا بأبيض سجلو ‬ ‫عبارات احملبي والهدايي‬ ‫ما ج ّرب وضع قادر يستغلو ‬ ‫يسخر ناس تعملوا دعايي‬ ‫ورئيسو املركز العالي وصلو ‬

‫كل الناس من عرفو بيجلو ‬ ‫فينا نبارك وفينا نقلو‬ ‫بدو عبايي‬ ‫امير وشيخ ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫هالطلي‬ ‫وفيك يبارك‬

‫بتواضع نهج عمرو من البدايي‬ ‫من التقدير حامل الف رايي‬ ‫دارك مرجع ووهاب فينا‬ ‫جايي ابن الشوف يشوف‬

‫وجودك بي منطقة الشوف ‬ ‫محلي‬ ‫الشوف ولبنان‬ ‫ِّ‬

‫ابن الشوف ‬

‫الى الرئيس اآلتي بإسم الشعب‬ ‫رئيس جديد للبنان جديد‪.‬‬ ‫رئيس للوطن الذي حاول ان يخرج من خالف اجلامع والكنيسة ليرى‬ ‫وجه اهلل اكثر وضوحا ً واشراقاً‪ ،‬فأعادوه الى اجلامع والكنيسة بعد ان‬ ‫غادرهما اهلل وابتعد عنهما االميان وسكنت فيهما الطائفية وهرب‬ ‫منهما الدين‪.‬‬ ‫حتكم االوطان في كل مكان بوحي من االرض ومن خالل الشعب‪ ،‬اال‬ ‫في لبنان‪ ،‬يفصلون له احلكم بعيدا ً عن ارضه ويحكمونه بغير شعبه‪.‬‬ ‫طريقة احلكم في لبنان طريقة الرأسني والذراعني واجلناحني‪ ،‬مما اوجب‬ ‫على كل رئيس ان يفتش على رفيقه في احلكم ورفيقه في الوطنية‪ .‬ومما‬ ‫يؤسف له ان بعض الرؤساء كان يفتش على رفيق في النفوذ وشريك‬ ‫في الصفقات‪ .‬فال مشاركة الجل الشعب‪ ،‬وال اتفاق خلدمة الوطن وال‬ ‫مساواة في سبيل العدل‪ .‬جاء الرؤساء من خالل اقطاع‪ ،‬او مال او وجاهة‬ ‫او وصولية وانتهازية‪ .‬جاؤوا من القصور ومن العائالت ومن النفوذ‪ ،‬فلم‬ ‫تتوجه انظارهم اال الى القصور والعائالت والنفوذ‪ ،‬لم يصعدوا من حتت‬ ‫ليشعروا مبن هم حتت‪ ،‬اي الشعب‪.‬‬ ‫الرئيس اجلديد لم يعرف القصور ولم يتعود الرخام ولم يتلذذ باحلرير‪،‬‬ ‫لقد خرج من صفوف الشعب‪ ،‬من صفوف اجليش املقاوم‪ .‬والنه هكذا‬ ‫سيشعر مبن هم حتت‪ ،‬ولن يحكم بعقلية االقطاع واهل القصر‪.‬‬ ‫الشعب يرى في شخص الرئيس محبة واخالصا ً وذكاء وحزماً‪ ،‬ويرى‬ ‫فيه ذلك املواطن املؤمن بلبنان االرض والشعب‪.‬‬ ‫يرى الشعب في شخص الرئيس ذلك املريض الذي انكر مرضه واخفى‬ ‫امله‪ ،‬ألنه يعجز عن دفع اجرة الطبيب وليس في جيبه ثمن الدواء وال‬ ‫ميلك ارضا ً ليبيعها تسديدا ً للمستشفى‪.‬‬ ‫والشعب على ثقة من ان ذلك املريض سيذكر الرئيس بحالته‪ ،‬فيعمل‬ ‫على تأمني الطبيب والدواء واملستشفى للمرضى في شخص الرئيس‬ ‫ذلك الطالب اجملتهد الكفوء املمتلئ رغبة بالعلم والتحصيل‪ ،‬والذي‬ ‫كان يبيع العلكة ويخدم زبائن املقهى في اوقات فراغه وفي ايام العطلة‪،‬‬ ‫والذي قفز الصفوف والدرجات قفزاً‪ ،‬وقد غادر املدرسة مرغما ً ألن العلم‬ ‫عال‪ ،‬والعني بصيرة واليد قصيرة‪ ،‬وذلك الطالب احملروم‬ ‫غال‪ ،‬والقسط ٍ‬ ‫سيعاون الرئيس في حتقيق مشروع للتعليم اجملاني يجعل اللبنانيني‬

‫كلهم سواء في الدرس والتحصيل‪.‬‬ ‫وفي شخص الرئيس ذلك العامل املسكني الذي استغلوه واقتلعوا‬ ‫القرش من جيبه مقابل يوم من عمره‪ ،‬وعندما زادوا اجره عشرة باملئة‬ ‫استرجعوها عشرة اضعاف الن األسعار ارتفعت مئة باملئة‪ .‬وذلك الفالح‬ ‫الذي خنقوه فبارت ارضه وباعها بالبخشيش‪ .‬فهذا وذاك سيكونان‬ ‫دائما ً الى جنب الرئيس فيريان معا ً في كل عامل شريكا ً في االنتاج‬ ‫واالرباح وفي كل فالح زارعا ً االرض ومالكا ً لها‪.‬‬ ‫وفي شخص الرئيس ذلك االنسان في لبنان‪ ،‬وقد حرموه الغذاء‬ ‫ليكدسوا رزا ً مسوسا ً وقمحا ً معفنا ً بسبب احتكاراتهم‪ ،‬ذلك االنسان‬ ‫اجلائع سيقف في محكمة الشعب برفقة الرئيس ليصوت على رؤوس‬ ‫احملتكرين واملستغلني واللصوص الذين امتصوا دماء الشعب‪ .‬وفي‬ ‫شخص الرئيس ذلك الطفل الشريد احلافي القدمني‪ ،‬يسكن في خيمة‬ ‫قيل له انها نعمة نزلت عليه من االمم املتحدة تعويضا ً له عن بيت‬ ‫وحقل وحديقة في وطن اغتصبه غريب محتل وجعله غريبا ً في غير‬ ‫وطنه‪.‬‬ ‫لقد باعوا قضيته وتاجروا مبصيبته وخانوا وطنه‪ ،‬ذلك الطفل احب‬ ‫من استقبله‪ ،‬واخلص ملن اضافه‪ .‬ذلك الطفل هو فلسطني‪ ،‬كل‬ ‫فلسطني‪ .‬فلسطني احلقيقة‪ ،‬وهي لبنانية كما هي فلسطينية‪ .‬لها‬ ‫اعطى لبنان شهداء‪ ،‬تضحية ومقاومة‪ .‬النه ال ميكن ان يعيش الضدان‬ ‫والعكسان والنقيضان في هذا الشرق‪ ،‬لبنان واسرائيل‪.‬‬ ‫فمن هؤالء يريد الفداء الستعادة االرض ومن يريد االستشهاد لتحرير‬ ‫الوطن‪ ،‬والذين يريدون االستسالم واالعتدال املذل وثقافة “الهمبرغر‬ ‫والهوت دوغ”‪ ،‬فعليهم ان يختفوا وان يتواروا في بطن االرض حتى تأتي‬ ‫الساعة‪ ،‬وحتما ً قريبة! وعندئذ يرى العالم وجههم ويسمع البشر‬ ‫صوتهم ويردد اجلميع مع الواقفني في ارض فلسطني‪“ :‬هنا في هذه‬ ‫االرض احملروقة قامت دولة مزعومة حينا ً وانتهت الى االبد”‪.‬‬ ‫وفق اهلل الرئيس‪ ...‬ولعهده نتمنى ان يوطد بهذا الوطن وحدته التي‬ ‫استشهد في سبيلها اآلالف من املقاومني الشرفاء‪.‬‬ ‫إرادة الشعب جاءت بالرئيس فهل يحكم الرئيس بإرادة الشعب؟‬

‫رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬

‫‪127‬‬


‫ قال رفات آلخر جاره‪ :‬يا جاري لنا ثالثون سنة هنا‪ ،‬لم نسمع اسماً‪ ،‬منذ ان‬‫هالوا علينا التراب أصبح كل منا رقماً‪ ،‬فأنا األول‪ .‬فمن أنت؟‬

‫حوار‬ ‫الشهادة‬

‫ أجابه الرفات الثاني‪ :‬صدقني لم أذكر منذ أن مددوا بعضي في جيرتك‪،‬‬‫من أنا؟ فقد أطاح بركان انفجار برأسي ومعظم كياني فهدرت كل ذاكرتي‬ ‫ومعالم األمكنة واألزمنة واملاهيات‪ ،‬فساعدني كي أستعيدها فأتذكر‪.‬‬ ‫ فقال األول‪ :‬أتذكر يا جاري أنني أحسست بك وتلمست بقاياك فإذا انت‬‫بعض صدر وحفنة عظام يكسوها حلم محروق ويدان تشيران إلى الشمال‪،‬‬ ‫وكان إنزالك قربي صبيحة العاشر من نيسان عام ‪..1985‬‬ ‫فعقب الرفات الثاني‪ :‬أكانوا عني يتكلمون مستهولني أني فجرت سيارتي‬ ‫املفخخة على طريق جزين فأبدت من اليهود وعمالئهم الكثير‪..‬‬ ‫نعم عنك كانوا يتكلمون وقد جرعتهم نخب املوت زؤاماً‪ ..‬فأنت رفات عروس‬ ‫اجلنوب سناء محيدلي البطلة األعظم شهرة في العالم املقاوم هذه األيام‪..‬‬ ‫فهنيئاً يا جاري‪ ..‬هنيئاً يا سناء!!‬ ‫فأجابت سناء‪ :‬ماذا أقول وأنت قبلي كما قلت منذ ثالثني عاماً راقد كحبة‬

‫هاني احللبي‬

‫احلنطة حتت التراب وال تتبرعم إال في حديقة بيتك‪ ،‬فهل لي ان أدعي شهرة‬ ‫في حضرتك وأنت األقدم والسابق‪ ،‬عرفني على جاللة فدائك؟‬ ‫أنا لم يطوحوا برأسي وال بجسمي بل أصبح جسدي كغربال أو مصفاة‬

‫لكثرة ما اخترقه من رصاص‪ ،‬كنت أقود رفاقي األبطال وعددهم ‪ 73‬مقاتالً‬ ‫استشهدوا جميعاً ماعدا اثنني وقعا في األسر وكانت عمليتنا ثأرا ً لثالثة‬ ‫قادة كبار اغتيلوا في فردان في بيروت حتت نظر وسمع الدولة اللبنانية‪ ..‬لم‬ ‫يقاومهم سوى بضعة رجال درك قتل بعضهم‪ ،‬ومن بقي حياً طردوهم من‬ ‫وظيفته‪ ..‬هل عرفت من انا؟‬ ‫نعم نعم أنت الشهيدة البطلة دالل سعيد املغربي‪ ..‬النموذج الذي حاكيته‬ ‫وغرت منه أيضاً فقررت ان أدشن عصر االستشهاديات بعدما دشنت أنت وليلى‬ ‫خالد وكثيرات عصر املقاومات املقاتالت!!‬ ‫سناء ودالل معاً ها نحن نلبس أسماءنا وبعض اجسادنا وبعضها اآلخر‬ ‫تسرب إلى أمنا األرض متتصه لتفيض لبناً وعسالً كثيرين‪ ..‬وتضيف سناء‪..:‬‬ ‫وبعضها الثالث تناثر في الفضاء ليُقيت نسورنا‪ ،‬وليشم شعبي كما كل‬ ‫تاريخه رائحة الفداء!!!‬ ‫تباركتما‪ ..‬يا عصفورتا أحالمنا‪..‬‬ ‫تباركتم يا شهداءنا امليامني أنتم جسر العودة وقنطرة االنتصار‪ ..‬وسارية‬ ‫الراية!!!‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫ح‬

‫ر ًا‬

‫س‬

‫م‬

‫ن‬ ‫ق‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ير ال ر‬

‫يوم المقاومة في الجاهلية‬

‫العدد ‪-19‬آب ‪2008‬‬


‫العام الثاني للتأسيس‬

‫مهرجان الوالء لـ «تيار التوحيد اللبناني»‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.