Manbar altawhid issue 80

Page 1

‫الشيﺦ يﺰبﻚ‬

‫العدد ‪ ۸۰‬ـــــ ﺁﺫارــ نيسان ــــ السنة الﺜامنة‬

‫من الجاهلية‪:‬‬ ‫نحن وﺇ ّياﻛم‬ ‫في خندﻕ‬ ‫ع ّﺰﺓ واﺣد‬

‫ﺇيران ‪ ...‬القيادﺓ اإلستﺜناﺋية‬ ‫واإلنتصار النووﻱ‬ ‫اليمن‪ :‬ﺇعصار العﺰﻡ‬ ‫في مواﺟهة »عاﺻفة الحﺰﻡ«‬


‫معاً في خندﻕ واﺣد‬


‫العدد‬

‫‪80‬‬

‫آذار ‪ -‬نيسان ‪ 2015‬السنة الثامنة‬

‫‪34‬‬ ‫‪ 06‬الغالف‬

‫روسيا تعود‬ ‫الى المياه الدافئة‬ ‫عبر بوابة ملفات المنطقة‬

‫‪36‬‬

‫‪ 9‬حزب التوحيد العربي‬

‫د‪ .‬خلف المفتاح‪:‬‬ ‫الحوار الداخلي‬ ‫خيارنا اإلستراتيجي‬

‫‪ 29‬لبنانيات‬

‫‪42‬‬

‫‪ 31‬دوليات‬

‫هل تتخلّص مصر‬ ‫من قيودها وتش ّكل‬ ‫رافعة نهوض عربي؟‬

‫‪ 38‬عربيات‬

‫‪46‬‬ ‫اإلرهاب يستهدف‬ ‫مخيم اليرموك‬ ‫ألنه عنوان القضية الفلسطينية؟‬ ‫منبر التوحيد‬

‫نشرة داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في حزب التوحيد العربي‬

‫املدير العام ‪ :‬أمني اإلعالم هشام األعور‬ ‫مسؤول قسم العربي والدولي ‪ :‬محمود صالح‬ ‫بئر حسن – نادي الغولف اللبناني ـ بناية الغولف ـ الطابق الثالث‬

‫تلفاكس‪ 01/822998 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪ 44‬فلسطينيات‬

‫رئيسة التحرير ‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫املدير املالي ‪ :‬حكمت ابو ذياب‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬ ‫‪EmaiL : manbar@tawhidarabi.org‬‬ ‫‪www. tawhidarabi.org‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫ﺇيران‬ ‫النووية‪...‬‬ ‫فماﺫا‬ ‫عن‬ ‫العرب؟‬

‫في ﻇﻞ ما تشﻬدﻩ منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ من صراعات‬ ‫الﻘوﻯ علﻰ املستويني اإلقليمي والدولي والتفاعالت املرتبطة‬ ‫بﺈعادة توﺯيﻊ مناﻃق النفوذ في العالم‪ ،‬ﺟاﺀ اإلعالن علﻰ‬ ‫لسان وﺯير اﳋارﺟية اإليراني محمد ﺟواد ﻇريف عن التوصﻞ‬ ‫الﻰ تفاهم بني ﺇيران والدول الست )الواليات املتحدة وروﺳيا‬ ‫والصني وبريطانيا وفرنسا وأملانيا( في لوﺯان بعد مفاوﺿات‬ ‫ﻃويلة‪ ،‬وما ﺟرﻯ خطوة أولﻰ نحو توقيﻊ اإلتفاﻕ النﻬائي في‬ ‫حزيران الﻘادم‪.‬‬ ‫اﻵن وقد ﳒحت ﺇيران في التوصﻞ الﻰ تفاهم مﻊ الغرب‪،‬‬ ‫فﺈن حلفاﺀها في ﺳوريا والعراﻕ واليمن والبحرين ولبنان بدأوا‬ ‫يﻬ ﹼللون بﻬﺬا اإلنتصار التاريﺨي‪ ،‬كما من حق ﺇيران أن تشعر‬ ‫بالفﺨر واإلعتزاﺯ بﻬﺬا اإلﳒاﺯ التاريﺨي الﺬي يﻘ ﹼر بحق الشعب‬ ‫اإليراني في التﺨصيب النووي لتصبح ﺇيران دولة نووية‪،‬‬ ‫كما أنﻬا ﺳتستعيد أكثر من ‪ 120‬مليار دوالر‪ ،‬والشركات‬ ‫الغربية ﺳتتﻬافت عليﻬا لﻺﺳتثمار‪ ،‬فيما العرب منشغلون‬ ‫بحروبﻬم التي تنمو علﻰ أﺳاﺱ العداﺀ املستشري بني‬ ‫أنﻈمتﻬا ورﺳائلﻬا الدموية التكفيرية في أكثر من ﺳاحة‪.‬‬ ‫ولكن ماذا عن الغيث املنتﻈر من مطر لوﺯان وانعكاﺳاتﻪ‬ ‫علﻰ األوﺿاﻉ الداخلية التي تشﻬدها بعﺾ البلدان العربية‬ ‫التي تعاني من لﻬب نار التكفيريني املدعومني من ﺟﻬات‬ ‫عربية وغربية وأميركية؟‬ ‫ﺳيمد حكامﻬا اليد الﻰ‬ ‫وماذا عن موقف دول اﳋليﺞ‪ ،‬هﻞ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺇيران التي تدرﻙ حﻘيﻘة مشاريعﻬم في املنطﻘة وآخرها‬ ‫عملية »عاصفة اﳊزم« والﻬﺠوم الدموي علﻰ اﳊوﺛيني في‬ ‫اليمن وقبلﻪ دعم اﳉماعات املسلحة في كﻞ من ﺳوريا‬ ‫والعراﻕ ولبنان؟ وماذا عن الدور اإلﺳرائيلي التي أبدت حكومة‬ ‫نتنياهو بالطبﻊ انزعاﺟﻬا من هﺬا اإلتفاﻕ التي عملت ليالﹰ‬ ‫ونﻬارا ﹰ علﻰ تعطيلﻪ ولكنﻬا فشلت في نﻬاية املطاف؟‬ ‫عملياﹰ‪ ،‬ﺇن أفق اﳋيارات املتاحة أمام الدول اﳋليﺠية ﺿيق‬ ‫ﺟداﹰ‪ ،‬وقد يكون الﺬهاب نحو خيار اﳊوار مﻊ ﺇيران‪ ،‬واإلقتناﻉ‬ ‫بﻘبول الدور اإليراني في املنطﻘة هو األرﺟح‪ ،‬فالرهان اﳋليﺠي‬ ‫علﻰ الدول األوروبية‪ ،‬التي ﺳعت ﺇلﻰ ﲢسني عالقاتﻬا معﻬا‬ ‫عن ﻃريق صفﻘات السالﺡ‪ ،‬لم يستطﻊ أن يﻘدم لﻬا أكثر من‬ ‫ﺿغوﻁ لتحسني ﺷروﻁ التفاوﺽ مﻊ ﺇيران‪ ،‬كما أنﻬا بدت‬ ‫عاﺟزة عن فرملة ﺇتفاقا ﹰ تريد الواليات املتحدة توقيعﻪ‪ ،‬وﺇال‬ ‫ﺳوف يؤدي عنادها حتما ﹰ في حال اﺳتمر الﻰ مراكمتﻬا املزيد‬ ‫من الﻬزائم‪ ،‬وﺟ ﹼر املنطﻘة الﻰ مزيد من التصعيد في أكثر من‬ ‫مكان‪ ،‬خصوصا ﹰ في اليمن‪ ،‬وفي نﻬاية املطاف ﺳتكون ﺟميﻊ‬ ‫اﳉﻬات مﻀطرة ﺇلﻰ اﳉلوﺱ حول الطاولة نفسﻬا‪.‬‬ ‫هﺬا ما تؤكد عليﻪ التﻘارير‪ ،‬حتﻰ الكيان الصﻬيوني رغم‬ ‫معارﺿة نتنياهو فﻬو ﺳيعمد ﺇلﻰ ركوب املوﺟة‪ ،‬أو علﻰ‬


‫األقﻞ ﺳتسمح لﻬا ﻇروفﻬا باإلنتﻈار حتﻰ خروﺝ الرئيس‬ ‫أوباما من السلطة‪ ،‬لكن اﳋطر األكبر ﺳيكون علﻰ الرياﺽ‬ ‫التي ﲢاول ﺟاهدة عرقلة التوصﻞ الﻰ اإلتفاﻕ النووي‬ ‫وفﻀلت الﻬروب الﻰ األمام من خالل عدوانﻬا علﻰ اليمن‬ ‫ﹼ‬ ‫وذلﻚ بعد انتزاﻉ ﺟماعة ”أنصار اﷲ“ املﻘربة من ﻃﻬران‬ ‫دورها للمشاركة في اﳊكم والﻘيادة املباﺷرة والفاعلة في‬ ‫اليمن‪ ،‬وهي لم تعد تلﻚ املنﻈمة التي حاربتﻬا الرياﺽ قبﻞ‬ ‫ﺳنوات قليلة‪ ،‬ألن خبراتﻬا العسكرية ونفوذها السياﺳي‬ ‫والشعبي أصبح حﻘيﻘة ال ﳝكن ﲡاهلﻬا‪.‬‬ ‫في الساحات األخرﻯ‪ ،‬ﳝكن الﻘول ﺇن الدور اإليراني أيﻀا ﹰ‬ ‫تنامﻰ بشكﻞ الفت وفرﺽ حﻀورﻩ اإليﺠابي والفاعﻞ في كﻞ‬ ‫من العراﻕ وﺳوريا ولبنان‪ ،‬في حني تراﺟﻊ النفوذ السعودي‬ ‫كثيراﹰ‪ ،‬أي أن الرياﺽ خسرت املعركة التي تﺨوﺿﻬا منﺬ‬ ‫ﺳنوات ﻃويلة لﻺبﻘاﺀ علﻰ موقعﻬا في املنطﻘة بسبب‬ ‫اﺿطرار الواليات املتحدة ﺇلﻰ التفاهم مﻊ ﻃﻬران‪.‬‬ ‫ﺇنﻬا ”مرونة املصارﻉ“ علﻰ حد قول مرﺷد الثورة اإليرانية‬ ‫آية اﷲ السيد علي خامنئي التي ﲡسدت في صورة ﺇيران‬ ‫الﻘوية والتي وقفت الﻰ ﺟانب الﻘﻀية الفلسطينية ودعمت‬ ‫مﻘاومتﻬا في صراعﻬا ﺿد العدو الصﻬيوني ونصرتﻬا‬ ‫للمﻘاومة في لبنان‪ ،‬ودعمﻬا للشعب السوري والعراقي في‬ ‫محاربة اإلرهاب واﳉماعات التكفيرية املسلحة‪.‬‬ ‫ولكن ألم يكفي منطﻘتنا العربية دما ﹰﺀ ودموعا ﹰ وتكفيرا ﹰ‬ ‫وفتنا ﹰ متنﻘلة من هنا وهناﻙ؟ أليس من املسؤولية العربية‬ ‫واإلﺳالمية أن تبادر اململكة العربية السعودية لطي‬ ‫صفحة املاﺿي واملساهمة في عملية وقف ﺳيﻞ التكفير‬ ‫اﳉارف والزاحف الﻰ املنطﻘة عبر“داعﺶ“ و“النصرة“‪،‬‬ ‫واألﺟدﻯ أن تسارﻉ السعودية للتعاون مﻊ ﺇيران‪ ،‬الﺬي‬ ‫ﺳيفتح املنطﻘة أمام نﻬﻀة اقتصادية وأﺳواﻕ مشتركة‬ ‫واﺳتثمارات هائلة وتبادل ﲡاري واﺳﻊ‪ ،‬بدال ﹰ من اإلﺳتمرار في‬ ‫حالة الغليان والتي كان آخرها عملية ”عاصفة اﳊزم“ علﻰ‬ ‫اليمن وبتدخﻞ أميركي فاﺿح بعد أن كشفت ”وول ﺳتريت‬ ‫ﺟورنال“ األميركية‪ ،‬نﻘالﹰ عن مسؤولني أميركيني‪ ،‬مشاركة‬ ‫اﳉيﺶ األميركي في تﻘدﱘ املساعدات الالﺯمة ﺇلﻰ اململكة‬ ‫ﺿد الشعب اليمني‪،‬‬ ‫العربية السعودية في حملتﻬا اﳉوية ﹼ‬ ‫ومن خالل توفير املزيد من املعلومات اإلﺳتﺨبارية‪ ،‬والﻘنابﻞ‬ ‫ومﻬمات التز ﹼود بالوقود في اﳉو للطائرات التي ﹼ‬ ‫تنفﺬ الغارات‬ ‫هناﻙ‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫لﻘد ﺷكلت ”عاصفة اﳊزم“ صاعﻘا كﻬربائيا أصاب‬ ‫اليمنيني وهم ”فﻘراﺀ“ اﳋليﺞ‪ ،‬بعد اﺳتباحة ﻃيران التحالف‬ ‫العربي ألرﺽ اليمن‪ .‬وﺇذا كان الﻘرار بﺈنشاﺀ »الﻘ ﹼوة العربية‬ ‫املشتركة«‪ ،‬وحدﻩ حدﺛا ﹰ تاريﺨياﹰ‪ ،‬ولكن أين الشﻬامة‬

‫العربية عندما يرﻯ العالم ﺟنود هﺬﻩ الﻘ ﹼوة وهم يتدخﹼ لون‬ ‫في اليمن أو ليبيا وغيرها من البلدان العربية لسفﻚ‬ ‫الدماﺀ وقتﻞ ﺷعوبﻬا وتدمير ﳑتلكاتﻬا والﻘﻀاﺀ علﻰ‬ ‫ﺛرواتﻬا الوﻃنية‪ .‬لﻘد كان من املفترﺽ أن تتشكﻞ هﺬﻩ‬ ‫الﻘوة العربية منﺬ ﺯمن بعيد ليس لﻘتﻞ ﺷعب عربي وﺇﳕا‬ ‫لنصرة الشعب الفلسطيني والدفاﻉ عن مدنﻪ وقراﻩ في‬ ‫مواﺟﻬة اإلﺳتيطان الصﻬيوني الزاحف ومساعدتﻪ لنيﻞ‬ ‫حﻘوقﻪ بدال ﹰ من تﻘدﱘ املبادرات التي تﺨدم العدو وتفرﺽ‬ ‫تناﺯالت علﻰ الفلسطينيني‪ .‬و »ﺇﺳرائيﻞ« تستغﻞ حكومتﻬا‬ ‫»عاصفة اﳊزم« العسكرية لتصدير حالة من الفزﻉ عﻘب‬ ‫وصول الﻘوات البحرية املصرية مﻀيق »باب املندب«‪ ،‬ﺯاعمة‬ ‫أن فﻰ ذلﻚ تﻬديدا ﹰ ألمنﻬا‪ ،‬وهي محاولة ﳋلﻂ األوراﻕ بشكﻞ‬ ‫أكبر في املنطﻘة واإلﺳتفادة من التناقﻀات‪.‬‬ ‫في أي حال وﺇن كانت اﳊسابات في بداية اﳊرب تﺨتلف‬ ‫عنﻬا أﺛناﺀ العمليات‪ ،‬فال ﺷﻚ أن عاصفة التفاهم النووي‬ ‫ﺳتطغﻰ علﻰ ما عداها من رياﺡ هوﺟاﺀ ال ﲢصد ﺳوﻯ الﺬل‬ ‫واملﻬانة بد ﹰﺀا من ﺇتفاقية كامب ديفيد مرورا ﹰ بوادي عربة وصوال ﹰ‬ ‫الﻰ أوﺳلو‪ ،‬فيما يبﻘﻰ اﳊﻞ السياﺳي – وليس العسكري‬ ‫يتوﺟب علﻰ ﺟماعة »عاصفة اﳊزم«‬ ‫– اﳋيار األنسب الﺬي‬ ‫ﹼ‬ ‫اللﺠوﺀ ﺇليﻪ عند التعامﻞ مﻊ اﳊوﺛيني واإلعتراف بحﺠمﻬم‬ ‫الدﳝوغرافي والسياﺳي‪ ،‬حفاﻇا ﹰ علﻰ اﺠﻤﻟتمﻊ اليمني‬ ‫ونسيﺠﻪ الوﻃني وبنية البالد التحتية التي ﳝتد عمرها ﺇلﻰ‬ ‫أكثر من نصف قرن‪ ،‬وما تبﻘﻰ من دولة ومؤﺳسات وأمن‬ ‫وﺳكينة في البالد‪ .‬وﺇذا ﺟنحت اململكة العربية السعودية‬ ‫نحو اﳊوار في اليمن‪ ،‬وهﺬا ما ﺳيحصﻞ عاﺟالﹰ أم آﺟالﹰ علﻰ‬ ‫اعتبار أن الغارات ﺳتفﻘد وهﺠﻬا‪ ،‬وأن املسرﺡ اليمني ﺷديد‬ ‫التعﻘيد ﺇذا ﹼ‬ ‫فكرت السعودية وحلفاﺅها في ﺷن حرب برية‬ ‫فﺄهﻞ الﻘبائﻞ بطبيعتﻬم مسلحون ومﻘاتلون‪ ،‬وبالتالي‬ ‫عواصف ﳝنية داخلية ﺳتﺨلفﻬا »عاصفة اﳊزم«‪ ،‬فﻀالﹰ‬ ‫عن عواصف ﺇرتدادية داخﻞ دول خليﺠية‪ ،‬ومنﻬا ﺇلﻰ كﻞ‬ ‫املنطﻘة بغياب أي خطة بديلة لدﻯ هﺬﻩ الدول علﻰ وقﻊ ما‬ ‫يرددﻩ كثيرون‪ ،‬قد يشكﻞ ذلﻚ مؤﺷرا ﹰ ومثاال ﹰ رﲟا يشﺠعﻬا‬ ‫في ما بعد علﻰ البحث عن تسوية ليس في ﺳوريا فحسب‪،‬‬ ‫بﻞ في العراﻕ ولبنان‪ ...‬علﻰ قاعدة اإلقرار ﲟكانة ﺇيران ودورها‬ ‫الرئيسي في مواﺟﻬة ”ﺇﺳرائيﻞ“ وحلفائﻬا في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وعليﻪ هﻞ تدفﻊ ”عاصفة النووي“ اﳉميﻊ ﺇلﻰ ﻃاولة اﳊوار‬ ‫والتسويات‪ ،‬أم ﺳتتحول ”رياﺡ اﳊزم“ ﺇلﻰ ﺇعصار ال يرحم‬ ‫أحد‪ ...‬ويكون اليمن ﳕوذﺝ اﳋرائﻂ اﳉديدة في املنطﻘة؟‬

‫ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻷﻋﻮﺭ‬


‫غالف‬

‫تفاهم تاريخي بين ﺇيران ودوﻝ ‪۱+٥‬‬ ‫ﺇنتصار بﺄبعاد ﺇقليمية ودولية‬ ‫بدأ فصﻞ ﺟديد بني ﺇيران ودول ‪ 1+5‬بعد التوصﻞ‬ ‫الﻰ تفاهم لوﺯان األخير‪ ،‬حﻘﻘت خاللﻪ ﺇيران‬ ‫ﺟملة من األهداف‪ ،‬وانتزعت حﻘوقﻬا النووية‬ ‫وبﺈعتراف العالم أﺟمﻊ وكسرت اﳊصار املفروﺽ‬ ‫عليﻬا‪ ،‬وهي بﺬلﻚ مﻬﹼ دت لرفﻊ كامﻞ العﻘوبات‬ ‫اإلقتصادية‪.‬‬ ‫ﺇنﻪ ﺇنتصار تاريﺨي مؤﺯر وﺛمرة ﺟﻬود كبيرة‬ ‫بﹸﺬلت وتﻀحيات ﺟسام وصبر الواﺛق املﻘتدر‪،‬‬ ‫لم يرهبﻬا حصار ﻃويﻞ وﺟائر‪ ،‬وبﺈرادة ﺷعبﻬا‬ ‫العﻈيم اﺳتطاعت ﺇيران من حصد ﺛمار ﺇعدادها‬ ‫ﲤسكت بحﻘوقﻬا‬ ‫وقوتﻬا ونﻈافة قﻀاياها‪ ،‬ﹼ‬ ‫النووية وحصلت علﻰ ما تريد‪.‬‬ ‫التفاهم مﻊ دول الغرب هو البداية‪ ،‬والعﻘوبات‬ ‫ﺳتﹸرفﻊ حتما ﹰ وبشكﻞ مباﺷر‪ ،‬واﳋطوة الثانية‬ ‫قادمة ال محالة‪ ،‬واإلقرار بدور ﺇيران اإلقليمي هو‬ ‫العنوان الﺬي دار حولﻪ اﳉدل‪.‬‬ ‫ﹸحسم األمر‪ ،‬ﺇيران في قلب اإلﺳتراتيﺠية‬ ‫الدولية‪ ،‬النﺠاﺡ ال يتحﻘق صدفة وهو ليس ناﲡا ﹰ‬ ‫عن النوايا اﳊسنة‪ ،‬ﺇيران فرﺿت ﺇيﻘاعﻬا وحكمة‬ ‫قيادتﻬا في امليدان والرﺅﻯ‪ ،‬ووصلت الﻰ مرحلة‬ ‫التواﺯن اإلﺳتراتيﺠي من خالل محصلة ﲢالفاتﻬا‬ ‫الراﺳﺨة‪ ،‬وفي اﳉﻬة األخرﻯ الواليات املتحدة و ﹶمن‬ ‫يدور في فلكﻬا‪ ،‬ﺇمتنعت تلﻚ الﻘوﻯ عن اللﺠوﺀ‬ ‫الﻰ الﻘوة العسكرية‪ ،‬هﺬا ما ﺳمح إليران بﺄن‬ ‫تفاوﺽ من خالل خطوات ﺛابتة وواﺛﻘة ألكثر من‬ ‫عشر ﺳنوات‪.‬‬ ‫واﳉانب اﻵخر في قوة ﺇيران‪ ،‬صدﻕ ﲢالفاتﻬا‬ ‫الدولية مﻊ دول مثﻞ روﺳيا والصني‪ ،‬اﺳتطاعت من‬ ‫ترﺟمة عناصر قوتﻬا في ذروة العملية التفاوﺿية‪،‬‬ ‫وﺳﻘطت حسابات العدو الصﻬيوني‪ ،‬الﺬي لم‬ ‫يﹸفلح في دفﻊ حليفﻪ األميركي إلﺳتﺨدام أوراﻕ‬ ‫قوتﻪ في مغامرة ﺟديدة ﺿد ﺇيران‪ ،‬ألن األميركي‬ ‫كانت حساباتﻪ مﺨتلفة بعد أن أرهﻘتﻪ حروبﻪ‬ ‫في أفغانستان والعراﻕ وغيرها‪ ،‬وﺳﻘﻂ اﳋيار‬ ‫العسكري ﺿد ﺇيران وبشكﻞ نﻬائي بالتواﺯي مﻊ‬ ‫حسابات امليدان واﳉغرافيا السياﺳية‪.‬‬ ‫ﺇيران أعلنت للعالم أﺟمﻊ‪ ،‬أنﻬا ﺳتفي بوعودها‬ ‫في ﺇتفاﻕ لوﺯان بعد أن ﹼ‬ ‫ﲤكنت من حفﻆ حﻘوقﻬا‬ ‫النووية‪ ،‬وهي تعلن بﺄن خياراتﻬا مفتوحة ﺇذا ما‬ ‫ﹼ‬ ‫أخﻞ الطرف اﻵخر بوعودﻩ‪.‬‬ ‫دول العالم الواﺯنة اعترفت صراحة بﺄن ﺇيران‬ ‫حﻘﻘت ﺇنتصارا ﹰ ﺳياﺳيا ﹰ ﺳيؤ ﹼدي الﻰ حﻞ أكثر‬ ‫املشاكﻞ العالﻘة في املنطﻘة‪ ،‬ومثﻞ هﺬا اإلﳒاﺯ‬ ‫كان ﺛمرة اﳉﻬود واألﺛمان اإلقتصادية والسياﺳية‬ ‫التي قدمتﻬا ﺇيران علﻰ مدﻯ عﻘود من الزمن‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫املفاوﺿات النووية بني ﺇيران ودول ‪ 1+5‬في لوﺯان‬

‫وفي حساب اﳋسائر‪ ،‬العدو الصﻬيوني اﳋاﺳر‬ ‫األكبر‪ ،‬وبعد أن ﻃوت ﺇيران صفحة مﻀت ها‬ ‫هي اليوم منفتحة نحو أفق رحب ﺳيحﻘق لﻬا‬ ‫وﳊلفائﻬا فرﺹ أفﻀﻞ للعيﺶ بكرامة وبعيدا ﹰ عن‬ ‫التﻬديدات اﳋارﺟية من أي ﺟﻬة كانت‪.‬‬ ‫من ﺟﻬتﻬا‪ ،‬تريد الﻘوﻯ الكبرﻯ كبح البرنامﺞ‬ ‫النووي اإليراني ومراقبتﻪ بشكﻞ وﺛيق للتﺄكد من‬ ‫أن ﺇيران لن ﲤتلﻚ أبدا السالﺡ النووي مﻘابﻞ رفﻊ‬ ‫العﻘوبات الدولية التي تﺨنق االقتصاد اإليراني‪.‬‬ ‫وفي صلب املشكلة أﺟﻬزة الطرد املركزي التي‬ ‫تتيح تﺨصيب اليورانيوم الﺬي ﺇذا خصب بنسبة‬ ‫‪ ٪90‬ﳝكن أن يستﺨدم في صنﻊ أﺳلحة ذرية‪.‬‬ ‫وتشتبﻪ اﺠﻤﻟموعة الدولية بﺄن ﺇيران تريد امتالﻙ‬ ‫السالﺡ الﺬري وهو ما تنفيﻪ اﳉمﻬورية اإلﺳالمية‬ ‫بشدة‪.‬‬ ‫وم ﹼرت مرحلة التفاوﺽ الطويلة بكثير من‬ ‫اﳉدل وكان من الصعب معرفة أﺟواﺀ املفاوﺿات‬ ‫بدقة بعد تصريحات أولﻰ متفائلة‪ ،‬أدلﻰ بﻬا وﺯير‬ ‫اﳋارﺟية الروﺳي ﺳيرغي الفروف حني أﺷار ﺇلﻰ‬ ‫»اتفاﻕ مبدئي علﻰ النﻘاﻁ األﺳاﺳية«‪.‬‬ ‫وفي باريس أعلن وﺯير اﳋارﺟية الفرنسي لوران‬ ‫فابيوﺱ أن اﶈادﺛات »أحرﺯت تﻘدما لكنﻪ ليس‬ ‫كافيا« للتوصﻞ ﺇلﻰ اتفاﻕ‪.‬‬ ‫وقبﻞ ذلﻚ أعلن وﺯير اﳋارﺟية البريطاني فيليب‬ ‫هاموند عن وﺟود »ﺇﻃار عام« لتسوية مﻊ ﺇيران‬ ‫غير أنﻪ ماﺯال يتعني الﻘيام بكثير من العمﻞ‪.‬‬ ‫وقال هاموند »اعتﻘد أن لدينا اإلﻃار العام‬ ‫لتسوية لكن ماﺯال هناﻙ مسائﻞ أﺳاﺳية يتعني‬ ‫العمﻞ عليﻬا«‪ ،‬مﻀيفا أنﻪ »ﰎ ﺇحراﺯ تﻘدم هام في‬ ‫األيام األخيرة لكن التﻘدم ماﺯال بطيئا«‪.‬‬ ‫من ﺟﻬتﻪ قال دبلوماﺳي أملاني ﺇن »اﶈادﺛات‬ ‫تعثرت عند عدة مسائﻞ هامة‪ ،‬معتبرا ﹰ أنﻪ من‬ ‫املمكن التوصﻞ ﺇلﻰ اتفاﻕ »بوﺟود حسن النية«‪.‬‬

‫‪٦‬‬

‫ووفﻘا للتﻘارير‪ ،‬ركزت األﻃراف املشاركة في‬ ‫اﶈادﺛات النووية االيرانية علﻰ حﻞ ﺛالﺙ خالفات‬ ‫رئيسية‪ ،‬الزمن اﶈدد‪ ،‬رفﻊ العﻘوبات وما يسمﻰ بـ‬ ‫»آلية العﻘوبات«‪.‬‬ ‫أوالﹰ‪ ،‬املﻬلة الزمنية‪ ،‬تﺄمﻞ الﻘوﻯ الست من أن‬ ‫تعلق ﺇيران أنشطتﻬا النووية لفترة ال تﻘﻞ عن ‪10‬‬ ‫ﺳنوات مﻘبلة‪ .‬في حني أن أيران التي اﺷترﻃت‬ ‫في البداية أن ال تتﺠاوﺯ املﻬلة الزمنية ﺳبﻊ‬ ‫ﺳنوات توافق علﻰ الشرﻁ من حيث املبدأ‪ ،‬ﺇال أنﻬا‬ ‫ﻃلبت ﺇلغاﺀ ﺟميﻊ الﻘيود بعد هﺬﻩ الفترة‪ ،‬كما‬ ‫تﺄمﻞ ﺇيران تطوير أﺟﻬزة ﻃرد مركزي متﻘدمة‪،‬‬ ‫وتﺨصيب اليورانيوم بوتيرة أﺳرﻉ‪ ،‬وعائدات أعلﻰ‪،‬‬ ‫هﺬا يﺠعﻞ الدول الغربية تﺨشﻰ من أن تستمر‬ ‫ﺇيران تطوير برنامﺠﻬا النووي بعد ‪ 10‬أعوام‪.‬‬ ‫ﺛانياﹰ‪ ،‬رفﻊ العﻘوبات‪ ،‬تتطلﻊ ﺇيران الﻰ التوصﻞ‬ ‫الﻰ ﺇلغاﺀ العﻘوبات فور ﲢﻘيق ﺇتفاﻕ ﺷامﻞ‪ ،‬وقد‬ ‫قدمت ﺇيران تناﺯالت كبيرة لتحﻘيق هﺬﻩ الغاية‪،‬‬ ‫وقبلت بتﻘليﻞ أﺟﻬزة الطرد املركزي ﲟعاملﻬا‬ ‫النووية ﺇلﻰ أقﻞ من ‪ .٦000‬لكن‪ ،‬الدول الست‬ ‫الكبرﻯ املشاركة في اﶈادﺛات النووية اإليرانية‬ ‫تعتﻘد أنﻪ ينبغي رفﻊ العﻘوبات املفروﺿة علﻰ‬ ‫ﺇيران تدريﺠياﹰ‪ ،‬وينبغي اﳊفاﻅ علﻰ الﻘيود‬ ‫املفروﺿة علﻰ اﺳتيراد ﺇيران للتكنولوﺟيا النووية‬ ‫لعدة ﺳنوات‪.‬‬ ‫وأخيراﹰ‪ ،‬آلية العﻘوبات‪ ،‬تريد أميركا وحلفاﺅها‬ ‫األوروبيون اﺳتعادة فرﺽ العﻘوبات علﻰ ﺇيران‬ ‫بسرعة في حال ﺇنتﻬاﻙ األخيرة لﻺتفاﻕ‪ ،‬حتﻰ ﶈوا‬ ‫الﻰ ﺯيادة فشﻞ ﺇتفاقية اﶈادﺛات النووية اإليرانية‬ ‫وﺯيادة العﻘوبات اﳉديدة علﻰ ﺇيران في حال عدم‬ ‫قبول األخيرة اإلتفاﻕ في ﺇﻃار غربي‪ ،‬وهﺬا لم‬ ‫تﻘبلﻪ ﺇيران‪.‬‬ ‫وقال وﺯير اﳋارﺟية الصيني وانﻎ يي عن‬ ‫املفاوﺿات النووية قبﻞ الوصول الﻰ التفاهم‪،‬‬


‫»ﺇنﻪ في الوقت الراهن‪ ،‬بدأت اﳋالفات تتشكﻞ‬ ‫بوﺿوﺡ‪ ،‬وتشكﻞ ﻃريﻘة ﳊلﻬا‪ ،‬واﳋالفات بني‬ ‫األﻃراف تتﻘلﺺ تدريﺠياﹰ‪ .‬مﻀيفاﹰ‪ ،‬أن اﳉانب‬ ‫الصيني يشارﻙ بنشاﻁ في املفاوﺿات كطرف‬ ‫مﻬم‪ ،‬وتلعب دورا ﹰ بنا ﹰﺀ‪ .‬وﺟميﻊ األﻃراف تعلق‬ ‫أهمية كبيرة علﻰ تعليﻘات واقتراحات اﳉانب‬ ‫الصيني«‪.‬‬ ‫ولعبت اﳋالفات الﻘائمة بني األﻃراف املشاركة‬ ‫في املفاوﺿات النووية اإليرانية دورا ﹰ في تﺄخر اإلﳒاﺯ‪،‬‬ ‫وهناﻙ مﺠموعة من العوامﻞ املعﻘدة األخرﻯ‬ ‫التي أ ﹼﺛرت علﻰ املفاوﺿات مثﻞ األﺯمة في العراﻕ‬ ‫وﺳوريا واﳊرب في اليمن‪ ،‬كما تﺄ ﹼﺛرت بالﻘرارات‬ ‫السياﺳية للرئيس األميركي باراﻙ أوباما واملرﺷد‬ ‫األعلﻰ اإليراني آية اﷲ علي خامنئي‪ .‬لﺬلﻚ‪ ،‬فﺈنﻪ‬ ‫علﻰ الرغم من أن مستﻘبﻞ املفاوﺿات مشرﻕ‪ ،‬ﺇال‬ ‫أنﻪ ال تزال تواﺟﻪ عﻘبات عديدة بعد ﺇﳒاﺯ تفاهم‬ ‫لوﺯان‪.‬‬ ‫ومﻊ ذلﻚ‪ ،‬ﳒاﺡ اﶈادﺛات النووية اإليرانية لن‬ ‫يؤﺛر علﻰ العالقات بني ﺇيران وأميركا والغرب‬ ‫فحسب‪ ،‬وﺇﳕا اختراﻕ مﻬم نحو ﲢول ﺇيران الﻰ‬ ‫وﺿعﻬا الطبيعي‪ ،‬وﺳوف يكون لﻬا أيﻀا ﹰ تﺄﺛير‬ ‫كبير علﻰ الﻬيكﻞ اإلقليمي‪ .‬وقال أحد اﶈللني‬ ‫االﺳتراتيﺠيني األميركيني ﺇن تنامي النفوذ‬ ‫اإليرانية في الساحة الدولية ال ﳝكن وقفﻬا‪،‬‬ ‫بغﺾ النﻈر عن ﳒاﺡ املفاوﺿات النووية اإليرانية‪،‬‬ ‫وهﺬﻩ حﻘيﻘة ال ﺟدال فيﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ‬ ‫وعمﻞ الوقت لصالح ﺇيران في مفاوﺿاتﻬا‬ ‫النووية‪ ،‬هﺬﻩ ﺇحدﻯ نﻘاﻁ قوتﻬا‪ ،‬التي تفرﺽ‬ ‫علﻰ ﺇدارة أوباما ﺇﳒاﺯ اتفاﻕ معﻬا‪ ،‬لكنﻪ ليس‬ ‫مكمن الﻘوة الوحيد‪ ،‬ﺇذ ﲢتفﻆ ﺇيران في ﺟعبتﻬا‬ ‫بﺄوراﻕ كثيرة‪ ،‬منﻬا ما بات معرو ﹰفا ومنﻬا ما لم‬ ‫يكشف عنﻪ بعد‪ ،‬وهي تستفيد من التواﺯنات‬ ‫اإلقليمية اﳉديدة في املنطﻘة ما يحﻘق فوائد‬ ‫لﻬا وﳊلفائﻬا‪.‬‬ ‫وأدارت ﺇيران ملفﻬا النووي اعتمادﹰا علﻰ عدد من‬ ‫عناصر الﻘوة‪ ،‬يدرﻙ األميركيون ﺟيدا ﹰ مدﻯ نفوذها‬ ‫اإلقليمي وقدراتﻬا العسكرية والدفاعية‪ ،‬وأي‬ ‫ﹰ‬ ‫فﻀال عن العوائق‬ ‫حرب معﻬا لﻬا كلفتﻬا‪ .‬هﺬا‬ ‫االقتصادية‪ ،‬والداخلية األميركية التي ﲢول دون‬ ‫هﺬﻩ اﳋطوة‪ ،‬أيﻀا ﹰ التحديات اﻵتية من املارد‬ ‫الصيني‪ ،‬والدب الروﺳي‪.‬‬ ‫في اﳊسابات األميركية يعمﻞ الوقت لصالح‬ ‫ﺇيران‪ ،‬التي ﺳتستمر بﺈﺟراﺀ األبحاﺙ النووية‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وﳝكنﻬا ذلﻚ من تطوير ﺟيﻞ ﺟديد من أﺟﻬزة‬ ‫الطرد املركزي الﺬي يعمﻞ بﻘوة تزيد أﺿعاف املرات‪،‬‬ ‫باملﻘارنة مﻊ قوة األﺟﻬزة التي ﲤلكﻬا حالياﹰ‪ ،‬يؤكد‬ ‫هﺬا األمر أنﻪ كلما تﺄخر ﺇﳒاﺯ االتفاﻕ‪ ،‬تﻘدمت ﺇيران‬ ‫خطوة ﺇﺿافية في برنامﺠﻬا النووي‪.‬‬

‫املرﺷد األعلﻰ للﺠمﻬورية اإلﺳالمية آية اﷲ علي خامنئي‬

‫من هنا ذهب الطرفان ﺇلﻰ املفاوﺿات‪ ،‬وهناﻙ‬ ‫ﹶمن يعتﻘد في أوﺳاﻁ اﳋبراﺀ‪ ،‬واملراقبني‪ ،‬أن‬ ‫مكاﺳب ﺇيران من التفاهم ﺳتكون أكثر من‬ ‫مكاﺳب أميركا‪ ،‬مثﻞ هﺬا اإلتفاﻕ ينطوي ﺿمنﹰا‬ ‫علﻰ اعتراف دولي بتحول ﺇيران من العب ﺇقليمي‬ ‫أﺳاﺳي ﺇلﻰ ﻃرف دولي فاعﻞ يحسب لﻪ ألف‬ ‫حساب‪ ،‬ﺇذا لم تصﻞ املفاوﺿات النووية ﺇلﻰ نتيﺠة‬ ‫واملتﻀرر األكبر ﺳتكون أميركا وليس ﺇيران‪ ،‬كالم‬ ‫أعلنﻪ منﺬ أيام قليلة املرﺷد األعلﻰ للﺠمﻬورية‬ ‫اإلﺳالمية السيد علي خامنئي‪ .‬وأكد علﻰ أن‬ ‫ﺇيران لن تتﻀرر وﻃريق اﳊﻞ لديﻬا هو االقتصاد‬ ‫املﻘاوم‪ ،‬وهي لن تو ﹼقﻊ اإلتفاﻕ النﻬائي ﺇال ﺇذا رﹸفعت‬ ‫كامﻞ العﻘوبات‪.‬‬ ‫وفي ﺟولة املفاوﺿات الـ ‪ 1٤‬بني أملانيا والدول‬ ‫اﳋمس دائمة العﻀوية في مﺠلس األمن )الواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ ،‬وروﺳيا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬ ‫والصني( وأملانيا من ﺟانب‪ ،‬وﺇيران من ﺟانب آخر‪،‬‬ ‫فﺈما‬ ‫وكانت التوقعات من تلﻚ اﳉولة عالية‪ ،‬ﹼ‬ ‫وﺇما ﺇنتﻬاﺀ ملسار التفاوﺽ‪ .‬وارتبﻂ ﺳﻘف‬ ‫اتفاﻕ ﹼ‬ ‫التوقعات املرتفﻊ بﺠملة اإلتصاالت املباﺷرة بني‬ ‫واﺷنطن وﻃﻬران‪ ،‬ﺳواﺀ عبر الرﺳائﻞ املتبادلة‬ ‫بني الرئيس األميركي باراﻙ أوباما واملرﺷد‬ ‫األعلﻰ للثورة اإلﺳالمية آية اﷲ علي خامنئي‪،‬‬ ‫مرورا ﹰ باملكاملة الﻬاتفية بني الرئيس األميركي‬ ‫أوباما والرئيس اإليراني حسن روحاني‪ ،‬وانتﻬا ﹰﺀ‬ ‫باإلتصاالت املباﺷرة بني وﺯارتي اﳋارﺟية اإليرانية‬ ‫واألميركية‪.‬‬ ‫وما تبني بعد حوالي عام من التفاوﺽ أنﻪ ال‬ ‫اتفاﻕ ﺇال علﻰ اﳊد األدنﻰ‪ ،‬وهو االﺳتمرار في‬ ‫للتوصﻞ إلتفاﻕ بني‬ ‫التفاوﺽ وﲢديد موعد نﻬائي‬ ‫ﹼ‬

‫‪٧‬‬

‫ﻃﻬران والﻘوﻯ الست‪ ،‬يكون مطلﻊ صيف ‪.2015‬‬

‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺨﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﻤﺴﺔ‬ ‫ﻭﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ‬ ‫وألﻘت التصريحات األميركية املتحمسة‬ ‫للوصول ﺇلﻰ اتفاﻕ »بﺄي ﺛمن« مﻊ ﺇيران في ملفﻬا‬ ‫النووي‪ ،‬بﻈاللﻬا علﻰ العالقة الباردة بني واﺷنطن‬ ‫والرياﺽ‪ .‬وال يﺨفي املسؤولون السعوديون قلﻘﻬم‬ ‫من ﺳعي األميركيني ﺇلﻰ ﺇمﻀاﺀ اتفاﻕ مﻊ ﺇيران‪.‬‬ ‫وﺳبق أن ع ﹼبر السعوديون عن هﺬا الﻘلق‬ ‫للمسؤولني األميركيني الﺬي ﺯاروا الرياﺽ في‬ ‫السنتني املاﺿيتني وبينﻬم الرئيس باراﻙ أوباما‬ ‫الﺬي أوﺿح أن التوصﻞ إلتفاﻕ مﻊ ﺇيران هو السبيﻞ‬ ‫األمثﻞ الﺬي يحﻘق مصالح اﳉميﻊ في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وفشلت محاوالت ﺇدارة أوباما املتكررة في‬ ‫ﻃمﺄنة السعوديني ومن ورائﻬم بﻘية دول اﳋليﺞ‬ ‫حول االنفتاﺡ علﻰ ﺇيران‪ .‬ويثير اﺳتعﺠال ﺇدارة‬ ‫أوباما علﻰ ﺇبرام اتفاﻕ مﻊ ﻃﻬران الكثير من‬ ‫األﺳئلة لدﻯ حلفاﺀ واﺷنطن‪.‬‬ ‫ونﻘلت وكالة فارﺱ لﻸنباﺀ عن وﺯير اﳋارﺟية‬ ‫اإليراني محمد ﺟواد ﻇريف قولﻪ »لن تﻘبﻞ‬ ‫ﺇيران املطالب املبالﻎ فيﻬا وغير املنطﻘية«‪ ،‬في‬ ‫ﺇﺷارة ﺇلﻰ مﻘترﺡ أوباما بﺄن تلزم ﻃﻬران نفسﻬا‬ ‫بتﺠميد أنشطتﻬا النووية اﳊساﺳة ملدة عشر‬ ‫ﺳنوات‪ .‬وقال ﻇريف‪» :‬موقف أوباما ﺟرﻯ التعبير‬ ‫عنﻪ بعبارات غير مﻘبولة وتنم عن تﻬديد«‪.‬‬ ‫وتساﺀل مراقبون عن السر الﺬي يﺠعﻞ‬ ‫ﺇدارة أوباما أكثر عﺠلة من اإليرانيني علﻰ عﻘد‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫غالف‬ ‫اإلتفاﻕ‪ ،‬مﻊ أنﻪ ﺳيمكن ﺇيران من ﲢﻘيق عدة‬ ‫مكاﺳب أهمﻬا رفﻊ العﻘوبات املفروﺿة عليﻬا‪،‬‬ ‫وﲤكينﻬا من اﺳتعادة األموال اﺠﻤﻟمدة في البنوﻙ‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫واإلنفتاﺡ األميركي املستعﺠﻞ علﻰ ﻃﻬران‬ ‫ﺟعﻞ الرياﺽ‪ ،‬وخاصة مﻊ تسلم العاهﻞ السعودي‬ ‫اﳉديد امللﻚ ﺳلمان مﻘاليد اﳊكم‪ ،‬تفكر في‬ ‫اﺳتراتيﺠية ﺟديدة في الشكﻞ وفي املﻀمون‬ ‫وتدعي أتﻬا تسعﻰ ﺇلﻰ فرﺽ‬ ‫هي تبعية مفرﻃة ﹼ‬ ‫التواﺯن باملنطﻘة‪ ،‬حيث تتﹼﺠﻪ األنﻈار الﻰ ما قد‬ ‫تسفر عنﻪ اﳊرب علﻰ اإلرهاب التي ال يبدو أن‬ ‫أميركا راغبة في الرمي بثﻘلﻬا لتغيير املعادلة‬ ‫علﻰ األرﺽ‪ ،‬بﻞ هناﻙ دوائر في واﺷنطن وعواصم‬ ‫غربية عدة ترﻯ أن الصراﻉ املﺬهبي في اإلقليم‬ ‫حربا ﹰ داخلية بني املسلمني‪ ،‬فلماذا تتدخﻞ؟‬ ‫ﺇن حلفاﺀ واﺷنطن في املنطﻘة وﲢديدا ﹰ دول‬ ‫اﳋليﺞ ال ﺳيما السعودية ﺳعوا أيﻀا ﹰ الﻰ عدم‬ ‫اإلﺳراﻉ في ﺇﳒاﺯ اإلتفاﻕ النووي اإليراني ريثما يﺠري‬ ‫اإلتفاﻕ وتسوية األﺯمات في املنطﻘة‪ ،‬الﺳيما‬ ‫تلﻚ املتعلﻘة بتداعيات خالفاتﻬم مﻊ ﺇيران حول‬ ‫العراﻕ وﺳوريا )فالسعوديون يﺨافون من أن يﻘوم‬ ‫أوباما بحﻞ قﻀية البرنامﺞ النووي اإليراني ويترﻙ‬ ‫األمور األخرﻯ ﺟانبا ﹰ كما فعﻞ بالنسبة للحرب‬ ‫في ﺳوريا حيث اكتفﻰ باﳊصول علﻰ تعﻬﹼ د‬ ‫ﺳوري – روﺳي بﺈﺯالة الترﺳانة الكيميائية( وعدم‬ ‫حسم اﳊرب والتدخﻞ املباﺷر ملصلحة العصابات‬ ‫املدعومة من السعودية‪.‬‬ ‫وبدا من تصريحات وﺯير اﳋارﺟية السعودي‬ ‫ﺳعود الفيصﻞ بعد اﺳتﻘبالﻪ وﺯير اﳋارﺟية‬ ‫األميركي أن اململكة ال ﲢبﺬ التوقيﻊ علﻰ اإلتفاﻕ‬ ‫بني واﺷنطن وﻃﻬران قبﻞ معاﳉة آﺛار املواﺟﻬة‬ ‫مﻊ ﺇيران الﺳيما بعد أحداﺙ اليمن املتسارعة‪.‬‬ ‫وبتﻘدير املصدر الدبلوماﺳي ﺇن اإلدارة‬ ‫األميركية تﺄخﺬ بعني اإلعتبار خالل تفاوﺿﻬا مﻊ‬ ‫اﳊكومة اإليرانية املشﻬد الراهن في املنطﻘة‪ ،‬بﻞ‬ ‫ﺇنﻬا ال تتﺨﺬ موقفا ﹰ ﺳلبيا ﹰ ﳑا تﻘوم بﻪ اﳊكومة‬ ‫العراقية في حربﻬا ﺿد »داعﺶ« ﲟا في ذلﻚ‬ ‫االﺳتعانة باﳊرﺱ الثوري اإليراني‪ ،‬كما أن ﺇدارة‬ ‫أوباما التي أعلنت تﺄييدها للرئيس اليمني املنتﻘﻞ‬ ‫الﻰ عدن‪ ،‬ال تﺬهب بﻬﺬا املوقف كما السعودية‬ ‫وبعﺾ دول اﳋليﺞ الﻰ حدود التعبئة العسكرية‬ ‫ﺿد اﳊوﺛيني‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬يعتﻘد املصدر أن واﺷنطن ﲢاول‬ ‫مسايرة السعودية وباقي حلفائﻬا في اﳋليﺞ‪،‬‬ ‫لكنﻬا تتصرف وفق أﺟندتﻬا في املنطﻘة آخﺬة‬ ‫بعني اإلعتبار التواﺯنات السياﺳية والعسكرية‪،‬‬ ‫وحﺠم النفوذ اإليراني املتعاﻇم في الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ‪ ،‬ال بﻞ ﺇن اإلدارة األميركية أدركت مؤخرا ﹰ‬ ‫أن هناﻙ ﲢوالت أخﺬت تتﻀح أكثر في املوقف‬ ‫األوروبي أو بعﺾ الدول األوروبية بعد »تشﻈي‬ ‫حﻈر« التنﻈيمات اإلرهابية التكفيرية بﺄﺷكال‬ ‫كبيرة في أوروبا‪.‬‬ ‫ﺇن الدولة في ﺇيران تدرﻙ مﺨاﻃر العﻘوبات‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﺇﺳتﻘبال وﺯير اﳋارﺟية اإليرانية محمد ﺟواد ﻇريف‬ ‫لدﻯ عودتﻪ من مفاوﺿات لوﺯان‬

‫اإلقتصادية لﺬلﻚ تبحث عن تسوية‪ ،‬أما الواليات‬ ‫املتحدة فﻬي اﺳتنفدت قدرتﻬا العسكرية في‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ وخرﺟت من العراﻕ بعد أن عزﺯ‬ ‫تدخلﻬا هناﻙ من نفوذ ﻃﻬران في ﺷكﻞ كبير‪،‬‬ ‫وتﺨرﺝ من أفغانستان أيﻀاﹰ‪.‬‬ ‫ﺇن نﻬاية التفاوﺽ بني ﺇيران والدول اﳋمس‬ ‫الكبرﻯ وأملانيا يدل علﻰ أن تلﻚ الدول بدأت‬ ‫بالتفاهم وهي علﻰ موعد في حزيران الﻘادم إلﳒاﺯ‬ ‫اإلتفاﻕ النﻬائي‪ ،‬ويرﻯ بعﺾ اﶈللني السياﺳيني‬ ‫أنﻪ ﺇذا أﳒز هﺬا اإلتفاﻕ فلن تكون هناﻙ مباركة‬ ‫أميركية تلﻘائية للنفوذ اإليراني في املنطﻘة‬ ‫واﳋليﺞ ولن تعود العالقات األميركية – اإليرانية‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳيشكﻞ اإلتفاﻕ بيئة‬ ‫الﻰ وﺿﻊ ﻃبيعي‪ ،‬ﺇﳕا‬ ‫ﺇيﺠابية للتفاوﺽ حول امللفات اﳋالفية في‬ ‫املنطﻘة بدل بيئة التوتر السائدة حالياﹰ‪.‬‬ ‫وبالتالي ﺇن اإليرانيني لم يﻘبلوا بﺈﺿافة ملفات‬ ‫عالﻘة أخرﻯ ﺇلﻰ عملية التفاوﺽ خالل مرحلة‬ ‫التفاهم‪ ،‬كما رفﻀوا السماﺡ بتفتيﺶ املنشﺂت‬ ‫العسكرية اإليرانية فيما وافﻘت علﻰ خفﺾ‬ ‫التﺨصيب ﺇلﻰ ‪ ٪5‬والتفتيﺶ الكلي واملفاﺟﺊ‬ ‫ملنشﺂتﻬا النووية‪ ،‬هﺬا من ﺟﻬة ومن ﺟﻬة أخرﻯ‬ ‫ﺇن البيئة الدولية مؤاتية ومستعﺠلة ﺇﳒاﺯ اإلتفاﻕ‬ ‫النﻬائي‪ ،‬نﻈرا ﹰ ﺇلﻰ تﻬافت الشركات الغربية‬ ‫لالﺳتثمار في ﺇيران عﻘب ﺇﳒاﺯ اإلتفاﻕ األولي‪.‬‬ ‫وعن تداعيات املفاوﺿات حول امللف النووي بحد‬ ‫ذاتﻬا‪ ،‬فﻘد انعكست ارتياحا ﹰ نفسيا ﹰ لدﻯ الشعب‬ ‫يتحسن الوﺿﻊ اإلقتصادي بعد‪،‬‬ ‫اإليراني دون أن‬ ‫ﹼ‬ ‫فيما خلﻘت انزعاﺟا ﹰ لدﻯ السعودية و »ﺇﺳرائيﻞ«‪،‬‬ ‫التي ﺇنزعﺠت من اعتراف الدول املفاوﺿة بحق‬ ‫ﺇيران بالتﺨصيب ﳑا يبﻘي لﻬا الﻘدرة النووية‪،‬‬ ‫فيما يعود اإلنزعاﺝ السعودي ﺇلﻰ اﳋوف من أن‬ ‫يؤ ﹼدي التفاوﺽ ﺇلﻰ تسليم أميركي بنفوذ ﺇيران‬ ‫في املنطﻘة‪.‬‬ ‫علﻰ الرغم من كافة العراقيﻞ‪ ،‬ماﺯالت كﻞ‬

‫‪8‬‬

‫أﻃراف التفاوﺽ تﺄمﻞ بالوصول ﺇلﻰ نتيﺠة‬ ‫ﺇيﺠابية‪ ،‬وبالنسبة ﺇلﻰ ﺇيران والواليات املتحدة‬ ‫األميركية فﺈن املنافﻊ املتبادلة وكﺬلﻚ اﺨﻤﻟاوف‬ ‫والتﻬديدات املشتركة تعزﱢﺯ من رغبة كال‬ ‫اﳉانبني في ﺇﳒاﺡ اإلتفاﻕ النووي؛ ألن ﳒاحﻪ يعني‬ ‫مكاﺳب ﺳياﺳة مﻬ ﱠمة في مﻘدمتﻬا التنسيق‬ ‫علﻰ صعيد مواﺟﻬة تﻬديد تنﻈيم »الدولة‬ ‫اإلﺳالمية« )داعﺶ( في العراﻕ وﺳوريا‪ ،‬ومﻬما‬ ‫يكن من أخ ﹴﺬ وردﱟ بني الطرفني األميركي واإليراني؛‬ ‫فﺈنﻬما ال يح ﱢبﺬان العودة باملسار التفاوﺿي ﺇلﻰ‬ ‫ما قبﻞ ﺟنيف املؤقت‪ ،‬ويراهن مﺨتصون ﺇيرانيون‬ ‫في ﻃﻬران علﻰ أن اإلدارة األميركية ال ﲤلﻚ‬ ‫خيارﹰا ﺳوﻯ ﺇدامة اﶈادﺛات والﻘبول باتفاﻕ »ﺟيد«‬ ‫بالنسبة ﺇلﻰ ﻃﻬران؛ وذلﻚ علﻰ الرغم من أنﻪ لن‬ ‫يكون من السﻬﻞ في قﻀية اﺳتراتيﺠية كﻬﺬﻩ‬ ‫أن تنتﻬي املفاوﺿات باتفاﻕ »رابح‪/‬رابح« وهي‬ ‫الصيغة التي تريدها ﺇيران‪.‬‬ ‫في أي حال من األحوال‪ ،‬لم يعد الﻬامﺶ الزمني‬ ‫املتاﺡ ﳉميﻊ األﻃراف‪ ،‬أمرا ﹰ مساعداﹰ‪ ،‬بﻞ بات عامالﹰ‬ ‫ﺿاغطا ﹰ لتكوين بيئة ما‪ ،‬ال تتيح التﺨلﺺ من‬ ‫التواريﺦ اﶈددة حزيران الﻘادم‪ ،‬بﻞ من املمكن‬ ‫التوصﻞ وكما بات متعارفا ﹰ عليﻪ‪ ،‬ﺇلﻰ اتفاﻕ ال‬ ‫يﻈﻬر كسر التواﺯنات الﻘائمة‪ ،‬وال يلغي مﺨاوف‬ ‫بعﻀﻬم‪ ،‬في مواﺯاة عدم تسﺠيﻞ نصر أو خسارة‬ ‫مدوية ألي من األﻃراف املنﺨرﻃة في املفاوﺿات‪،‬‬ ‫وهو أمر يسعﻰ ﺇليﻪ اﳉميﻊ‪ ،‬باﺳتثناﺀ »ﺇﺳرائيﻞ«‬ ‫التي فﻘدت صبرها‪ ،‬ورﲟا وعيﻬا‪ ،‬األمر الﺬي‬ ‫ﺳيحرﻙ غرائزها العدوانية باﲡاهات عربية عدة‪،‬‬ ‫ومن بينﻬا لبنان أو قطاﻉ غزة‪ ،‬وهو أمر في مطلق‬ ‫األحوال أيﻀاﹰ‪ ،‬يعتبر كباﺷا ﹰ ﺇيرانيا ﹰ »ﺇﺳرائيلياﹰ«‪،‬‬ ‫ﹸﺟرب مرات عدة منﺬ العام ‪ 200٦‬ولغاية ‪،201٤‬‬ ‫فﻬﻞ ﺳيكون صيف ‪ 2015‬حاراﹰ؟‪.‬‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬


‫السيد ﺇبراهيم ﺃمين السيد بعد لقاﺋه وهاب‪:‬‬ ‫وهاب موقﻊ متقدﻡ من مواقﻊ المقاومة‬ ‫ﺇعتبر رئيس اﺠﻤﻟلس السياﺳي في ”حزب اﷲ“ السيد‬ ‫ﺇبراهيم أمني السيد أن رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير‬ ‫وئام وهاب هو في موقﻊ متﻘدم من مواقﻊ املﻘاومة‪.‬‬ ‫كالم السيد ﺟاﺀ خالل ﺯيارتﻪ للوﺯير وهاب يرافﻘﻪ اﳊاﺝ‬ ‫محمود الﻘماﻃي والدكتور علي ﺿاهر بحﻀور نائب رئيس‬ ‫حزب التوحيد العربي ﺳليمان الصايﻎ وأعﻀاﺀ املكتب‬ ‫السياﺳي حافﻆ أبو املنﻰ‪ ،‬عصمت العريﻀي‪ ،‬هشام‬ ‫األعور‪ ،‬محمد الصايﻎ‪ ،‬أمير ﺳري الدين وﺷادي غندور‪.‬‬ ‫وبعد اللﻘاﺀ قال السيد‪” :‬تشرفنا بزيارة األﺥ العزيز‬ ‫األﺳتاذ وئام وهاب‪ ،‬ونعتبر أن الوﺯير وهاب أﺳاﺳي وفي‬ ‫موقﻊ متﻘدم ﺟدا ﹰ في العمﻞ السياﺳي والوﻃني والﻘومي‬ ‫ﹰ‬ ‫خصوصا علﻰ صعيد الدفاﻉ عن قﻀايا الوﻃن واملﻘاومة وهاب مستﻘبالﹰ السيد ﺇبراهيم السيد واﳊاﺝ محمود قماﻃي والد‪ .‬علي ﺿاهر بحﻀور أعﻀاﺀ املكتب السياﺳي‬ ‫والﻘﻀايا الﻘومية ﺟميعﻬا“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬هﺬا اﳉﻬد والنﻀال الﺬي ع ﹼودنا عليﻪ الوﺯير‬ ‫مﻘدرين فيﻪ ﺷﺠاعتﻪ وصرامتﻪ في‬ ‫وهاب باﺳتمرار‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫مﻘاربة األمور وفي كثير من امللفات واألفكار واإلقتراحات‬ ‫التي يﻘدمﻬا ﲡاﻩ الكثير من املشاكﻞ التي تواﺟﻪ كﻞ‬ ‫اللبنانيني“‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد السيد أن ”وهاب ليس ﺳندا ﹰ للمﻘاومة بﻞ هو في‬ ‫موقﻊ متﻘدم من مواقﻊ املﻘاومة املوﺟودة في لبنان وفي‬ ‫هﺬﻩ اﳊالة من الطبيعي ﺟدا ﹰ ومن وقت ﻵخر أن يشرفنا هو‬ ‫بزيارتﻪ أو نتشرﻕ نحن بزيارتﻪ لنتبادل اﻵراﺀ واألفكار حول‬ ‫ما يﺠري في وﻃننا أو علﻰ مستوﻯ املنطﻘة والكﻞ يعرف أن ما تشﻬدﻩ من مبادرات ﻃيبة ومسؤولة علﻰ صعيد اﳊوار املوﺟود في لبنان بني ”حزب‬ ‫املنطﻘة ولبنان اليوم يحتاﺝ الﻰ مزيد من تبادل األفكار ووﺟﻬات النﻈر اﷲ“ وتيار املستﻘبﻞ ﺇﳕا يﺄتي في هﺬا السياﻕ املسؤول واﳉدي بينما نرﻯ‬ ‫وﲢديد السياﺳات الناﺟعة للوصول الﻰ وﺿﻊ أفﻀﻞ“‪.‬‬ ‫وننﻈر الﻰ األصوات التي ﲢدﺛت بلغة الفتنة وبلغة مﺬهبية مﻘيتة واﺿعني‬ ‫وأﺿاف السيد‪” :‬اﳊمدﷲ كانت اﳉلسة كما تعودنا دائما ﹰ في ﺟلسات هﺬﻩ األصوات والسياﺳات في ﺇﻃار اﳋدمة ملشاريﻊ األعداﺀ التي ﲡري في‬ ‫الوﺯير وهاب منتﺠة وحميمة وﺟميلة ﺟداﹰ‪.‬‬ ‫املنطﻘة وفي لبنان“‪.‬‬ ‫وردا علﻰ ﺳؤال حول ما يﺠري في املنطﻘة وانعكاﺳاتﻪ علﻰ لبنان‪،‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬حينما يكون اﳊوار نتيﺠتﻪ في اﳉلسة املاﺿية أن املصلحة‬ ‫ﹼ‬ ‫أكد السيد ”أن لبنان يﻘﻊ ﲢت تﺄﺛير مﺠريات املنطﻘة وأحداﺛﻬا وتطوراتﻬا اﺳتراتيﺠية في اﳊوار بني ”حزب اﷲ“ وتيار املستﻘبﻞ فﺈذا ﹰ ﺇن خالف هﺬا‬ ‫السريعة لﺬلﻚ علﻰ اللبنانيني أن ال ينتﻈروا ما يحدﺙ عليﻬم أو لﻬم وﺇﳕا أن الرأي هو أصوات خارﺝ املصلحة اإلﺳتراتيﺠية‪ ،‬وﺇذا كانت خارﺝ املصلحة‬ ‫يبادروا بسرعة وبﻘوة متﺠاوﺯين الكثير من اﳋصومات أو اﳋالفات السياﺳية االﺳتراتيﺠية فيملﻚ الرأي العام أن يﻀعﻬا حيث يشاﺀ حينئﺬ ألن فيما‬ ‫لبناﺀ وﺿعية لبنانية علﻰ املستوﻯ السياﺳي واإلﺟتماعي واألمني بشكﻞ يكون املطلوب وﺿﻊ اللبنانيني في ﺇﻃار املصلحة االﺳتراتيﺠية فالﺬي يﻘف‬ ‫يتناﺳب مﻊ هﺬا التﺄﺛير ﲟﺠريات املنطﻘة علﻰ لبنان“‪ ،‬مشيرا ﹰ الﻰ أن ”ما ﺟرﻯ خارﺟﻬا يﻀﻊ نفسﻪ في مكان آخر“‪.‬‬

‫‪...‬وعرض مﻊ وفد من مشايﺦ عين ﺟرفا‬ ‫األوﺿاﻉ في البلدﺓ وﺟوارها‬ ‫ﺇﺳتﻘبﻞ رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام وهاب‪ ،‬وفدا ﹰ من‬ ‫مشايﺦ عني ﺟرفا‪ ،‬في دارتﻪ في اﳉاهلية‪.‬‬ ‫تناول اللﻘاﺀ األوﺿاﻉ املعيشية واإلﳕائية واألمنية في بلدة عني‬ ‫ﺟرفا وﺟوارها‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫وهاب في ﺫﻛرﻯ مولد السيدﺓ فاﻁمة الﺰهراء عليها السﻼﻡ‪:‬‬ ‫لن نقبل بﺄن يقود محمد بن سلمان المنطقة الى مﻐامرﺓ ومقامرﺓ‬ ‫ﲟناﺳبة ذكرﻯ مولد السيدة فاﻃمة الزهراﺀ‬ ‫عليﻬا السالم‪ ،‬ﺯار رئيس الﻬيئة الشرعية في‬ ‫”حزب اﷲ“ الشيﺦ محمد يزبﻚ‪ ،‬علﻰ رأﺱ‬ ‫وفد من ”حزب اﷲ“ ﺿم اﳊاﺝ محمود قماﻃي‬ ‫والدكتور علي ﺿاهر ومسؤول ”حزب اﷲ“ في‬ ‫اﳉبﻞ اﳊاﺝ بالل داغر‪ ،‬املرﺟﻊ الروحي الشيﺦ أبو‬ ‫علي ﺳليمان أبوذياب‪ ،‬في منزلﻪ في اﳉاهلية‬ ‫بحﻀور رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب‬ ‫وأعﻀاﺀ املكتب السياﺳي في اﳊزب وأعﻀاﺀ‬ ‫هيئة العمﻞ التوحيدي ورئيس الﻘﻀاﺀ املﺬهبي‬ ‫الدرﺯي السابق الﻘاﺿي الشيﺦ مرﺳﻞ نصر‬ ‫ورئيس وأعﻀاﺀ بلدية اﳉاهلية ومﺨاتيرها‪ ،‬ورئيس‬ ‫وأعﻀاﺀ الرابطة األدبية اإلﺟتماعية في اﳉاهلية‬ ‫وعدد من كبار رﺟال املوحدين الدروﺯ‪.‬‬ ‫ألﻘيت خالل املناﺳبة كلمات ﹼ‬ ‫أكدت علﻰ دور‬ ‫املﻘاومة واملﻀي قدما ﹰ في ﲢرير فلسطني‪ ،‬والوﺿﻊ‬ ‫في اليمن واملنطﻘة‪ ،‬اﺳتﻬ ﹼلﻬا الدكتور الشيﺦ‬ ‫غسان أبوذياب بكلمة ترحيبية فﻘال‪:‬‬

‫وهاب متوﺳطا ﹰ الشيﺦ أبو علي ﺳليمان أبوذياب والشيﺦ مرﺳﻞ نصر خالل اﺳتﻘبال الشيﺦ محمد يزبﻚ والوفد املرافق لﻪ‬ ‫من اليمني الشيﺦ مرﺳﻞ نصر‪ ،‬اﳊاﺝ داغر‪ ،‬وهاب‪ ،‬الشيﺦ يزبﻚ والشيﺦ أبوذياب‬

‫الد‪ .‬الشيﺦ غسان أبوذياب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫”فﻘد ﻃاب اللﻘاﺀ وﺯها‪ ،‬وراﻕ املﻀمون وحال‪،‬‬ ‫حللتم أهالﹰ ووﻃئتم ﺳﻬالﹰ‪ ،‬ودخلتم من الباب‪،‬‬ ‫وﺇﳕا تؤتﻰ البيوت من أبوابﻬا‪ ،‬وﺯرﰎ ديارا ﹰ ما بدلت‬ ‫خالل وال فارقت مﻘال مﻊ تغير حال‪ ،‬وفي تﻘلب‬ ‫األحوال علم ﺟواهر الرﺟال‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬املناﺳبة ميالد فاﻃمة ﺳالم اﷲ علﻰ‬ ‫قدرها العالي‪ ،‬وﺷرفﻬا الرفيﻊ‪ ،‬ﺳيدة نساﺀ العاملني‬ ‫ﻃراﹰ‪ ،‬وحبيبة ﺳيد املرﺳلني قطعاﹰ‪ ،‬وصاحبة‬ ‫أمير املؤمنني ﺟﻬراﹰ‪ ،‬فاﷲ الفاﻃر وهي فاﻃمة‪،‬‬ ‫املفطومة عن الكدورات البشرية والرعونات‬ ‫العنصرية‪ ،‬واﺨﻤﻟتصة باﳋصائﺺ الفاﻃمية‪،‬‬ ‫أم السبطني وﺇحدﻯ حﺠﺞ اﷲ علﻰ اﳋافﻘني‪،‬‬ ‫ريحانة ﺳدرة املنتﻬﻰ وكلمة التﻘوﻯ والعروة‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الوﺛﻘﻰ وﺳتر اﷲ املرخﻰ والسعيدة العﻈمﻰ‬ ‫واملرﱘ الكبرﻯ والصالة الوﺳطﻰ واألنسية اﳊوراﺀ‬ ‫التي بﺬريتﻬا دارت الﻘرون األولﻰ‪ ،‬البتول العﺬراﺀ‪،‬‬ ‫اﳊرة البيﻀاﺀ‪ ،‬مشكاة نور اﷲ‪ ،‬أم أبيﻬا وﺳيدة‬ ‫ﺷيعتﻬا وبنيﻬا‪ ،‬امللكة الصديﻘة فاﻃمة الزهراﺀ‬ ‫عليﻬا ﺳالم اﷲ‪.‬‬ ‫املناﺳبة ﺟمعية‪ ،‬والﻀدية اإلبلسية فرقية‪،‬‬ ‫وذات اﳊق الشعشعانية الالهيولية تشرﻕ علﻰ‬ ‫الساعني في لم تباين ﺷعث الدوحة التوحيدية‪،‬‬ ‫والعصبة اإلﺳالمية‪ ،‬واألمة اﶈمدية‪.‬‬ ‫فاﻃمة تنادينا اليوم وتﻘول ما قالﻪ علي‪ ،‬أيﻬا‬ ‫الناﺱ ﺷﻘوا أمواﺝ الفﱳ بسفن النﺠاة وعرﺟوا‬ ‫عن ﻃريق املنافرة وﺿعوا عن تيﺠان املفاخرة‪،‬‬ ‫أفلح من نﻬﺾ بﺠناﺡ أو اﺳتسلم فﺄراﺡ‪ ...‬هﺬا‬ ‫ماﺀ أﺟن ولﻘمة يغﺺ بﻬا آكلﻬا‪ ،‬ومﺠتني الثمرة‬ ‫لغير وقت ﺇيناعﻬا كالزارﻉ بغير أرﺿﻪ‪ ،‬وبئس الزاد‬ ‫الﻰ املعاد العدوان علﻰ العباد‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫أما واﷲ‪ ،‬ما لﻬﺬا أتﻰ وال بﻬﺬا بعث محمد‬ ‫ﺇبن عبد اﷲ‪ ،‬بﻞ ألﺟﻞ حصول الفرﻕ في األديان‪،‬‬ ‫والعكوف علﻰ النيران‪ ،‬وعبادة األوﺛان‪ ،‬ونكران اﷲ‬ ‫مﻊ العرفان‪ ،‬فﺄنار اﷲ ﲟحمد صلﻰ اﷲ عليﻪ وآلﻪ‬ ‫وصحبﻪ ومن واالهم وواالﻩ ﻇلمﻬا وكشف عن‬ ‫الﻘلوب همﻬا وﺟلﻰ عن األبصار غممﻬا وقام في‬ ‫الناﺱ بالﻬداية فﺄنﻘﺬهم من الغواية وبصرهم‬ ‫من العماية وهداهم الﻰ الدين الﻘوﱘ ودعاهم‬ ‫الﻰ الطريق املستﻘيم‪ ،‬فﻘبلوا منﻬم فﺄﺳرﻯ‬ ‫بﻬم‪ ،‬الﻰ أن بلغت األدوار ﲤامﻬا‪ ،‬فمتبعي الطريق‬ ‫األقوم وﺳالكي الدرب األﺳلم ال فرقة بينﻬم‬ ‫وال اختالف‪ ،‬ولن يعودوا كفارا ﹰ يﻀرب بعﻀﻬم‬ ‫رقاب بعﺾ‪ ،‬ولن يسمحوا للشيطان الﻘاعد في‬ ‫العمائر والسبﻞ أن يفر ﹼقﻬم بﺨالفات اإلعتﻘادات‬ ‫وامللﻞ‪ ،‬ألن اختالف العلماﺀ في تﺄويﻞ اﻵيات رحمة‪،‬‬ ‫ومﻬما تباينت التفاﺳير والتحاليﻞ‪ ،‬فﺠامﻊ‬ ‫الفروﻕ في ﺷﻬادة التوحيد والﻘبلة‪ ،‬واﳊق ﺛﻘيﻞ‬


‫وهاب والشيﺦ محمد يزبﻚ‬

‫مريﺀ‪ ،‬والباﻃﻞ خفيف وبيﺀ‪ ،‬وفي حﻀرة الزهراﺀ‬ ‫ملتﻘانا‪ ،‬وفيﻬا نحتفﻞ بتنوعنا وتعددنا وغنانا“‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬

‫اﳊﻀور‬

‫ﺛم كان كلمة للشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”نحمدﻩ تعالﻰ علﻰ كﻞ حال‪ ،‬ونسﺄلﻪ رﺿاﻩ‬ ‫وﺇصالﺡ اﳊال وحسن املﺂل ونرحب بسماحتكم‬ ‫وحﻀرتكم ترحيبا ﹰ وفيرا ﹰ ونشكركم علﻰ ﺯيارتكم‬ ‫ﺷكرا ﹰ كثيراﹰ‪ ،‬يا ﺳماحة الشيﺦ محمد يزبﻚ‬ ‫املو ﹼقر‪ ،‬ويا رفاقﻪ الكرام واﳊاﺿرين املك ﹼرمني ﺟميعا ﹰ‬ ‫ملا لسماحتكم عندنا من املﻘام الكبير واإلحترام‬ ‫علﻰ حسن التواصﻞ والتفاهم واإلهتمام‬ ‫واإلقدام“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬لﻘد تك ﹼرمتم اليوم وقدمتم في يوم من‬ ‫هﺬﻩ األيام املباركة‪ ،‬أيام ذكرﻯ مولد فاﻃمة الزهراﺀ‪،‬‬ ‫ﺯهراﺀ األمة العالية املﻘام عليﻬا السالم“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬ﺇن األﱈ ال تبنﻰ ﺇالﹼ بالتعاون والوفاﻕ‬ ‫وﺇعطاﺀ كﻞ ذي حق حﻘﻪ بالتﻘارب والتالقي يﺠمﻊ‬ ‫ويسدد األمور‬ ‫ويﻘرب ويبعد التفرقة ويحبب‬ ‫ﹼ‬ ‫ويص ﹼوب‪ ،‬والبعد ﺟفاﺀ وابتعاد بعيد عن اإلتفاﻕ‬ ‫واإلﲢاد وليس في صالح البالد والعباد‪ ،‬وما هو‬ ‫عند اﷲ املراد‪ ،‬قال اﷲ تعالﻰ وتبارﻙ‪ :‬واعتصموا‬ ‫بحبﻞ اﷲ ﺟميعا ﹰ وال تفرقوا‪.‬‬ ‫وقال الرﺳول ص ﹼلﻰ اﷲ عليﻪ وﺳ ﹼلم‪” :‬وال‬ ‫ﲢاﺳدوا وال تباغﻀوا وكونوا عباد اﷲ ﺇخواناﹰ‪،‬‬ ‫نعمة من اﷲ تعالﻰ ﺟودة الرأي ورحابة اﳉانب‬ ‫وﺟميﻞ الصبر وﻃول اإلحتمال وبلوﻍ النصر“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬ﺇنﹼكم يا ﺳماحة الشيﺦ تﻘومون ﲟا‬ ‫يﻘرب ويؤلف وهﺬا من حسن الرأي والوعي وكرﱘ‬ ‫التصرف وما أﺟملﻪ في هﺬﻩ األيام املباركة أيام‬ ‫ذكرﻯ مولد فاﻃمة الزهراﺀ املباركة“‪.‬‬ ‫وﺇننا في هﺬﻩ املناﺳبة الكرﳝة في بلدة اﳉاهلية‬ ‫وعند هﺬا الﻘول نحيي ﺳماحة السيد األمني‬

‫العام لـ ”حزب اﷲ“‪ ،‬قائد املﻘاومة الصحيحة‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫الفﺬ الرحب اﳉوانب‪ ،‬الوافر املواهب‪،‬‬ ‫الﻘائد‬ ‫ونحييكم ونحتفي بﺬكرﻯ السيدة الزهراﺀ معا‪،‬ﹰ‬ ‫الزهراﺀ الكرﳝة‪ ،‬ﺯهراﺀ أمة اإلﺳالم املشرقة‬ ‫الزاهرة كرﳝة بيت النبوة الفاﺿلة الطاهرة‪ ،‬فتاة‬ ‫اإلﳝان الصحيح الرﺟيحة الباهرة‪ ،‬أليفة الوفاﺀ‬ ‫واملروﺀة والكرم والصبر والثبات‪ ،‬السامية الﻘدر‬ ‫والﺬكر والصفات‪ ،‬الكرﳝة الغالية والرفيﻘة‬ ‫الداعية ﺟامعة األخالﻕ العالية واألﺳماﺀ الراقية‪،‬‬ ‫الصديﻘة املباركة الزكية الصابرة األمينة الوفية‬ ‫اﶈدﺛة من رب البرية ﺇلﻬاماﹰ‪،‬‬ ‫الراﺿية املرﺿية‪ ،‬ﹼ‬ ‫املتوﺟة بالرﺿﻰ ﺇكراماﹰ‪.‬‬ ‫اﳊوراﺀ األنسية العابدة اﺠﻤﻟاهدة باﺳتمرار‬ ‫الﻘائمة الباكية بني يدي ربﻬا ﺟﻞ ﺟاللﻪ راﺿية‬ ‫راﺟية وفطمﻬا من النار‪.‬‬ ‫ﺇنﻬا ﺳيدة نساﺀ العاملني‪ ،‬ﺇبنة الرﺳول األكرم‬ ‫صلﻰ اﷲ عليﻪ وﺳ ﹼلم وقرينة اإلمام املك ﹼرم عليﻪ‬ ‫ﹼ‬ ‫املعﻈم‬ ‫السالم‪ ،‬وأ ﹼم أئمة أهﻞ البيت الفاﻃمي‬ ‫الكرام عليﻪ السالم‪.‬‬ ‫رحمة اﷲ وبركاتﻪ عليكم أهﻞ البيت ﺇنﻪ‬ ‫حميد مﺠيد‪.‬‬ ‫ﺇنﻬا اﳉوهرة الفريدة ذات الﻘلب الزاهر بالنور‬ ‫والوﺟﻪ املشرﻕ الوقور‪ ،‬ﺳالم عليﻚ يا ﺯهراﺀ يوم‬

‫‪11‬‬

‫وتﻀرعت‪،‬‬ ‫وبكيت‬ ‫كبرت‬ ‫طمت وملا‬ ‫لدت وحني ﹸف‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹸو ﹺ‬ ‫وحني الﻰ ﺟبريﻞ عليﻪ السالم الروﺡ الزكية‬ ‫رﺟعت آمنة‬ ‫أﺳلمت والﻰ رﺿوان اﷲ وﺟوارﻩ ودارﻩ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹺ‬ ‫راﺿية مرﺿية‪ ،‬تاركة بعدﻙ أﺷعة أنوار هادية‬ ‫مﻬدية تﻬتدي الناﺱ بﻬا في ﺳ ﹼرائﻬم وﺿ ﹼرائﻬم‬ ‫وفي اﳊياة وعند املمات“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬فاﻃمة الزهراﺀ قدوتنا‬ ‫ﺟميعاﹰ‪ ،‬وقد قال اﷲ تعالﻰ‪” :‬ﺇن الﺬين قالوا‬ ‫ربنا اﷲ ﺛم اﺳتﻘاموا فال خوف عليﻬم وال هم‬ ‫يحزنون‪ ،‬ﺟعلنا اﷲ تعالﻰ منﻬم ﲟنﹼﻪ“‪.‬‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫ﺟدد وهاب ﹼ‬ ‫تﺄكيدﻩ علﻰ ”الوقوف الﻰ‬ ‫من ﺟﻬتﻪ ﹼ‬ ‫ﺟانب املﻘاومة في كﻞ الﻈروف واألوقات ألنﻬا‬ ‫تﻘف دائما ﹰ الﻰ ﺟانب اﳊق“‪.‬‬ ‫وﺇذ رأﻯ أنﻪ ”ال يﺠوﺯ السكوت عما يﺠري اليوم‬ ‫في اليمن من عدوان يﻘودﻩ أحد األوالد ولن نﻘبﻞ‬ ‫بﺄن يﻘود محمد بن ﺳلمان املنطﻘة الﻰ مغامرة‬ ‫ومﻘامرة‪ ،‬وهناﻙ ال نعرف ﺇذا كان الوالد يﹸدرﻙ ما‬ ‫يفعلﻪ الولد وما نﺨشاﻩ أن يدمر اﳊفيد كﻞ ما‬ ‫صنعﻪ اﳉد للمملكة في مغامرة غير محسوبة‪،‬‬ ‫نتيﺠتﻬا الفشﻞ اﶈسوم“‪ ،‬دعا وهاب ”عﻘالﺀ‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫ﺇنتﻘال الوفد الﻰ دارة وهاب في اﳉاهلية‬

‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫حد لﻬﺬا املﻘامر اليوم بكﻞ مصير‬ ‫اململكة لوﺿﻊ ﹼ‬ ‫األمة ‪ -‬وهﺬا الكالم أقولﻪ ألننا ال نﺨشﻰ باﳊق‬ ‫ﺳ ﹼلﻂ عليﻪ‬ ‫لومة الئم و ﹶمن خشي من بشر مثلﻪ ﹸ‬ ‫ معتبرا ﹰ أن هناﻙ فرقا ﹰ كبيرا ﹰ في ما نسمعﻪ اليوم‬‫من املﻘاربات بني اﳉمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية‬ ‫وبعﺾ الدول العربية‪ ،‬فﻘال‪” :‬ﺇيران دعمت لبنان‬ ‫وأنتم ﺳكتم عن احتالل عاصمتﻪ‪ ،‬ﺇيران دعمت‬ ‫فلسطني وأنتم تفرﺟتم عليﻬا‪ ،‬ﺇيران تدعم‬ ‫ﺳوريا وأنتم تدفعون لتدميرها وتدمير أهلﻬا‪،‬‬ ‫ونحن ‪ -‬هﺬﻩ الطائفة ‪ -‬معنية بسالمة ﺳوريا‬ ‫وﺳالمة أهلﻬا خاصة وأن نصفنا اﻵخر في ﺳوريا‬ ‫ونحن معنيون في الدفاﻉ عنﻬا“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬ﺇيران فاوﺿﻬا العالم واحترمﻬا‬ ‫واملشكلة بﺄنكم أنتم يحتﻘركم أﺳيادكم كﻞ‬ ‫يوم“‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالﻘول‪” :‬نكن كﻞ اﶈبة لكﻞ الدول‬ ‫العربية وفي ﻃليعتﻬا ﺷعب اﳊﺠاﺯ وﳒد‪ ،‬كما‬ ‫نكن كﻞ االحترام لكﻞ ﺷعوب املنطﻘة‪ ،‬ولكن آن‬ ‫لنا في ﳊﻈة مصيرية أن نﻘول اﳊﻘيﻘة‪ ،‬ويﺠب أن‬ ‫يتشدقوا ألربﻊ‬ ‫ال نالم علﻰ قولﻬا‪ ،‬ألنﻪ ال يﺠوﺯ أن‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳنوات بكﻞ املعزوفة من قتﻞ لﻸﻃفال والنساﺀ‬ ‫وما الﻰ ذلﻚ في ﺳوريا‪ ،‬وها نحن نشﻬد خالل‬ ‫أﺳابيﻊ في اليمن رﲟا ﺇذا امتدت أﺳابيﻊ أخرﻯ‬ ‫ﺳتتﺠاوﺯ اﳋسائر‪ ،‬األربﻊ ﺳنوات التي حصلت في‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬لﺬلﻚ ﺇن اﺯدواﺟية املعايير هﺬﻩ ال يسكت‬ ‫عنﻬا ﺇال ﺇنسان يسكت عن اﳊق ونحن من الﺬين‬ ‫ال نسكت عن اﳊق“‪.‬‬

‫ﻳﺰﺑﻚ‪ :‬ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﳉﺒﻞ ﻓﻲ ﺧﻨﺪﻕ‬ ‫ﻋﺰﺓ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫بدورﻩ ﹼ‬ ‫أكد رئيس الﻬيئة الشرعية في ”حزب‬ ‫اﷲ“ الشيﺦ محمد يزبﻚ أن اﳊﻞ في اليمن ال‬ ‫يكون ﺇال حالﹰ ﺳياﺳيا ﹰ يحفﻆ أهﻞ اليمن‪ ،‬واﳊﻞ في‬ ‫ﺳوريا أيﻀا ﹰ ال يكون ﺇال حالﹰ ﺳياﺳيا ﹰ يحفﻆ ﺳوريا‬ ‫بوحدتﻬا وبرئيسﻬا ونﻈامﻬا وﺷعبﻬا بعيدا ﹰ عن‬ ‫كﻞ التﺠار الﺬين يتاﺟرون‪ ،‬واﳊﻞ في لبنان ال يكون‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب مستﻘبالﹰ الشيﺦ يزبﻚ والوفد املرافق لﻪ في دارتﻪ في اﳉاهلية‬ ‫الشيﺦ يزبﻚ يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﺇال بالتفاهم واﳊوار‪ ،‬وأيﻀا ﹰ عندما يتحدﺛون عن‬ ‫اقتراﻉ رئيس ويرموننا بالالئمة أو يتﻬﺠمون فﺄيﻀا ﹰ‬ ‫نحن نﻘول تعالوا‪ ،‬عودوا الﻰ صوابكم‪ ،‬فلنتفاهم‪،‬‬ ‫فلنﺨتار الشﺨصية الواعية التي تﺨدم لبنان‬ ‫ومصاﳊﻪ وال تﺨدم اﻵخرين ومصاﳊﻬم‪ ،‬فﻬﺬا‬ ‫التﺠني علﻰ اﻵخرين ليس ملصلحتﻬم وال‬ ‫ملصلحة أحد وﺇﳕا لبنان ال يﻘوم ﺇال بﺄهلﻪ وبكﻞ‬ ‫مكوناتﻪ ال بﺈلغاﺀ أحد وﺇﳕا بيد واحدة تنطلق‬ ‫من منطلق الوحدة الوﻃنية في لبنان والوحدة‬ ‫اإلﺳالمية ‪ -‬املسيحية‪ ،‬وهﺬﻩ الوحدة هي صمام‬

‫‪12‬‬

‫األمان‪ ،‬وكما أن عزة لبنان وبﻘائﻪ وﲢريرﻩ كان‬ ‫بوحدة هﺬا الشعب واﳉيﺶ واملﻘاومة أيﻀا ﹰ يﺠب‬ ‫أن نحافﻆ علﻰ هﺬﻩ الوحدة ونحن نسﺠﻞ اليوم‬ ‫ﳉيشنا البطﻞ ولﻘوانا األمنية ما يﻘومون بﻪ في‬ ‫مواﺟﻬة اﻵخرين لتﺄمني اإلﺳتﻘرار“‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ علﻰ‬ ‫ﺿرورة دعم اﳉيﺶ ليستمر في مواقفﻪ وقدرتﻪ‬ ‫وﺇمكانياتﻪ ﳊماية لبنان واﺳتﻘرارﻩ“‪.‬‬ ‫وﺟدد يزبﻚ تﺄكيدﻩ علﻰ أن ”املﻘاومة واﳉبﻞ في‬ ‫ﹼ‬ ‫خندﻕ عزة واحد وليس ﲟﻘدور أحد أن يسلبنا هﺬﻩ‬ ‫العزة“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أنﻪ ”عندما تﺂمروا علﻰ اقتالﻉ‬ ‫املﻘاومة كان هﺬا اﳉبﻞ صامدا ﹰ كصﺨرة ﳊماية‬ ‫الوﻃن‪ ،‬وانتصرنا في عام ‪ 200٦‬رغم كﻞ تلﻚ‬ ‫املؤامرة الدولية والعربية واإلﺳرائيلية إلقتالﻉ‬ ‫عزتنا‪ ،‬لكن نحن علﻰ يﻘني بﺄن هﺬا الشعب‬ ‫املستﻀعف املﻈلوم الﺬي يﹸﻘصف ليﻞ نﻬار‬ ‫ﺳينتصر ويﺨرﺝ من ﲢت الرماد والدمار وما‬ ‫دخﻞ بﻪ هؤالﺀ األمراﺀ وامللوﻙ والصبية وﺇن ﺷاﺀ‬ ‫اﷲ نﻬاية النﻬاية‪ ،‬وما كنا نتمنﻰ أن يصﻞ األمر‬ ‫بﺄمتنا الﻰ هﺬا املستوﻯ من اإلنحطاﻁ الفكري‬ ‫والوعي‪ ،‬لكن املال يﹸعمي ويﹸصم والكرﺳي أيﻀا ﹰ‬ ‫تﹸعمي وتصم وهؤالﺀ ﻇنوا أن ﲟﻘدورهم فعﻞ كﻞ‬ ‫ﺷيﺀ“‪.‬‬ ‫ﺛم ﺇنتﻘﻞ الوفد الﻰ دارة وهاب حيث أقيم مﺄدبة‬ ‫غﺬاﺀ علﻰ ﺷرفﻪ‪.‬‬


‫ﺟولة تفقدية للتوﺣيد العربي‬ ‫الى محافﻈة السويداء وﺟبل الشيﺦ‬ ‫قام وفد من حزب التوحيد العربي بزيارة الﻰ‬ ‫ﺳوريا برئاﺳة رئيس مﺠلس األمناﺀ عصمت‬ ‫العريﻀي وأعﻀاﺀ املكتب السياﺳي رﺷيد‬ ‫ﺟنبالﻁ وماهر ﺳري الدين والرفيق هادي وهاب‪.‬‬ ‫وﺷملت الزيارة محافﻈة السويداﺀ حيث‬ ‫ﺇلتﻘﻰ الوفد ﺷيﺨي عﻘﻞ ﻃائفة املوحدين الدروﺯ‬ ‫الشيﺦ يوﺳف ﺟربوﻉ والشيﺦ حمود اﳊناوي‪،‬‬ ‫باإلﺿافة الﻰ لﻘائﻪ الشيﺦ ركان األﻃرﺵ حيث‬ ‫كانت مناﺳبة للتباحث في عدد من األمور‬ ‫التي تتعلق بﺄوﺿاﻉ أهﻞ اﳉبﻞ في ﻇﻞ الﻬﺠمة‬ ‫التكفيرية التي تتعرﺽ لﻬا ﺳوريا‪.‬‬ ‫كما ﺯار الوفد قرية ”أم الزيتون“ لينتﻘﻞ بعدها‬ ‫الﻰ ﺯيارة بلدة ”بكا“ اﶈاذية ملدينة بصرﻯ الشام‬ ‫في محافﻈة درعا حيث أقيم مﺄدبة غداﺀ علﻰ‬ ‫ﺷرف الوفد ﺿمت عددا ﹰ كبيرا ﹰ من املشايﺦ‬ ‫واألهالي ورئيس البلدية‪ ،‬وألﻘيت خاللﻬا عدد من‬ ‫الكلمات التي ﹼ‬ ‫أكدت علﻰ وقوف حزب التوحيد‬ ‫العربي الﻰ ﺟانب أهلنا في ﺟبﻞ الشيﺦ‪.‬‬ ‫بعدها ﺇنتﻘﻞ الوفد الﻰ مدينة ﺟرمانا‬ ‫والتﻘﻰ مشايﺨﻬا وﺷبابﻬا الﺬين أعربوا عن‬ ‫تﺄييدهم ملواقف الوﺯير وهاب الداعمة لسوريا‬ ‫وقيادتﻬا وﺟيشﻬا وﺷعبﻬا‪ ،‬كما نﻘﻞ الوفد‬ ‫ﲢيات رئيس اﳊزب وئام وهاب ووقوفﻪ الﻰ ﺟانب‬ ‫أهلنا في السويداﺀ في مواﺟﻬة قوﻯ اإلرهاب‬ ‫والتكفير والبﻘاﺀ الﻰ ﺟانب ﺳوريا مﻬما بلغت‬ ‫التﻀحيات‪.‬‬ ‫وختم الوفد ﺟولتﻪ بزيارة بلدة ”عرنة“ في‬ ‫ﺟبﻞ الشيﺦ فالتﻘﻰ كبير مشايﺦ ﺟبﻞ الشيﺦ‬ ‫أبو نبيﻪ ﺳليمان كبول وﰎﹼ التشديد علﻰ البﻘاﺀ‬ ‫باﳉﻬوﺯية التامة ملواﺟﻬة كافة اإلحتماالت دفاعا ﹰ‬ ‫عن أرﺽ اﳉبﻞ وﺳوريا املﻘاومة والصامدة في‬ ‫وﺟﻪ اإلرهاب والتكفير‪.‬‬

‫وفد التوحيد العربي خالل ﺯيارتﻪ ﺷيﺦ عﻘﻞ ﻃائفة املوحدين املسلمني الشيﺦ محمود اﳊناوي‬

‫‪ ...‬وخالل ﺯيارتﻪ ﺷيﺦ عﻘﻞ ﻃائفة املوحدين املسلمني الشيﺦ يوﺳف ﺟربوﻉ‬

‫‪ ...‬وخالل ﺯيارتﻪ كبير مشايﺦ ﺟبﻞ الشيﺦ‪ ،‬الشيﺦ أبو نبيﻪ ﺳليمان كبول‬

‫‪ ...‬وخالل ﺯيارتﻪ الشيﺦ راكان األﻃرﺵ‬

‫‪1٣‬‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫وهاب ﺃﻁلﻖ من ﻛاﺯينو لبنان مــــــــ‬ ‫وهاب متوﺳطا ﹰ النائب فيصﻞ الداوود والوﺯيرة ليلﻰ الصلح حمادة وبدا في الصورة‬ ‫الوﺯراﺀ‪ :‬وديﻊ اﳋاﺯن‪ ،‬عدنان منصور وفايز ﺷكر‬

‫وهاب يلﻘﻰ كلمتﻪ‬

‫برعاية وحﻀور رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام وهاب‪ ،‬أقامت‬ ‫املؤﺳسة التوحيدية للﺨدمات اإلﺟتماعية حفﻞ عشاﺀ‪ ،‬في صالة السفراﺀ‬ ‫في كاﺯينو لبنان‪ ،‬يعود ريعﻪ إلﺳتكمال بناﺀ ”قرية التوحيد“ )مركز الرﺟاﺀ ملعاﳉة‬ ‫اإلدمان(‪ ،‬بحﻀور الوﺯيرة ليلﻰ الصلح حمادة‪ ،‬ورئيس حركة النﻀال العربي‬ ‫النائب فيصﻞ الداوود‪ ،‬واألمني الﻘطري في حزب البعث العربي اإلﺷتراكي في‬ ‫لبنان الوﺯير فايز ﺷكر‪ ،‬والوﺯراﺀ‪ :‬عدنان منصور‪ ،‬ناﺟي البستاني‪ ،‬وديﻊ اﳋاﺯن‪،‬‬ ‫ﺯاهر اﳋطيب والوﺯير أنور اﳋليﻞ ﳑثالﹰ باألﺳتاذ ﺟوﺯيف الغريب والنواب‪ :‬ﺇميﻞ‬ ‫رحمﻪ‪ ،‬فريد اﳋاﺯن ومروان فارﺱ‪ ،‬مدير عام األمن العام اللواﺀ عباﺱ ابراهيم‬ ‫ﳑثالﹰ بالعميد أنطوان عﻘيﻘي‪ ،‬واألﺳتاذ روﺟيﻪ عاﺯار ﳑثالﹰ العماد ميشال عون‪،‬‬ ‫ووفد مﺠلس النواب والشيوﺥ البلﺠيكي برئاﺳة السيناتور فيليب دوينتر‪،‬‬

‫والﻘنصﻞ أنطوان عﻘيﻘي‪ ،‬والسفراﺀ‪ :‬ﺟوﺯف مارتينوﺱ وﺇيلي الترﻙ وعدد‬ ‫من اإلعالميني ورﺅﺳاﺀ بلديات ومﺨاتير وﳑثلي األحزاب وهيئات اﺠﻤﻟتمﻊ املدني‬ ‫وﺷﺨصيات دبلوماﺳية أدبية واﺟتماعية‪ ،‬وفكرية‪.‬‬ ‫أفتتح اﳊفﻞ بالنشيد الوﻃني‪ ،‬ﺛم ألﻘﻰ راعي اﳊفﻞ الوﺯير وئام وهاب‬ ‫كلمة‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫ﳒتمﻊ اليوم من أﺟﻞ أن نﻀيﺀ ﺷمعة ”مركز الرﺟاﺀ ملعاﳉة اإلدمان“‪ ،‬وهي‬ ‫خطوة علﻰ مسار مشروﻉ بناﺀ ”قرية التوحيد“ الﺬي بدأناﻩ منﺬ ﺳنوات‪،‬‬ ‫ﺇقتناعا منﹼا بﻀرورة ﺇﺳتبدال الزبائنية السياﺳية ببناﺀ املؤﺳسات وخدمة‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬نعم‪ ،‬ﺇن أ ﹼول الغيث قطرة‪ ...‬ﺛم ينﻬمر‪.‬‬ ‫من اليسار النائب ﺇميﻞ رحمة وعﻘيلتﻪ‬

‫ﺟانب من اﳊﻀور‬

‫ﺟانب آخر من اﳊﻀور‬

‫من اليسار السيدة لني وهاب‪ .‬فريق مسرحية خبر عاﺟﻞ‪ ،‬والسيدة حكمت أبوذياب‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪1٤‬‬


‫ــــــــرﻛﺰ »الرﺟاء« لمعالجة اإلدمان‬

‫السيدة وهاب مستﻘبلة الوفد البرملاني البلﺠيكي برئاﺳة السيناتور فيليب دوينتر‬

‫وهاب متوﺳطا ﹰ عﻘيلتﻪ السيدة لني وهاب والوﺯيرة ليلﻰ الصلح حمادة‬

‫فمشروﻉ ”الرﺟاﺀ ملعاﳉة اإلدمان“ الﺬي نﹸﻘدم عليﻪ مﻊ أمثالكم من أصحاب‬ ‫الﻬمم العالية هو خطوة علﻰ ﻃريق اﳋير والتنمية انطالقا ﹰ من ﺷعورنا‬ ‫باملسؤولية ﲡاﻩ مﺠتمعنا‪ ،‬والسعي لتﺠميﻊ اﳉﻬود والطاقات للسير قدما‬ ‫في مكافحة هﺬﻩ اﻵفة اإلﺟتماعية التي تفتﻚ بشراﺳة أﺟسام ﺷبابنا‬ ‫وعﻘولﻬم‪ ،‬ﺳاعني ومﻊ اﳋ ﹼيرين الﻰ بناﺀ هﺬا الصرﺡ الطبي واإلﺟتماعي‬ ‫الﺬي يشكﻞ األمﻞ والرﺟاﺀ عند ﹶمن هم بحاﺟة للرعاية الصحية واإلحتﻀان‬ ‫وتﻘدﱘ العون واملساعدة‪ ،‬في ﻇﻞ تﻘاعس الكثيرين عن الﻘيام بﻬﺬا الدور‬ ‫الوﻃني ﺇنﻘاذا ﹰ ألﺟيالنا الصاعدة‪ ،‬خاصة وأن العالﺝ أصبح حكرا ﹰ علﻰ األغنياﺀ‬ ‫في اﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬لﺬلﻚ نريدﻩ مركزا ﹰ يستﻘبﻞ اﳉميﻊ ﲟعزل عن ﺇمكانياتﻬم ووفﻘا‬ ‫ﳊاﺟياتﻬم“‪.‬‬

‫ﺟدد وهاب ترحيبﻪ باﳊاﺿرين‪ ،‬داعيا ﹰ ﺇياهم ”لنتحد معا‪ ،‬ألن املسؤولية‬ ‫ﺛم ﹼ‬ ‫تﻘتﻀي منا التكاتف والتعاون ملواﺟﻬة هﺬﻩ اﻵفة اﳋطيرة التي باتت تشكﻞ‬ ‫يﻬدد النسيﺞ اإلﺟتماعي ويﻬدر ﻃاقة ﺷبابنا“‪.‬‬ ‫خطرا ﹰ حﻘيﻘيا ﹰ ﹼ‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬اإلدمان أﺷبﻪ بﻘنبلة موقوتة ال تنفﺠر ﺇال موتا‪،‬ﹰ‬ ‫ومسؤولية مكافحتﻬا تﻘﻊ علينا ﺟميعا ﹰ وليس منا ﹶمن هو خارﺝ هﺬﻩ‬ ‫املسؤولية“‪.‬‬ ‫ﺛم ﰎﹼ عرﺽ فيلما ﹰ وﺛائﻘيا ﹰ ملراحﻞ ﺇنشاﺀ ”قرية التوحيد“‪ ،‬تال الفيلم عرﺽ‬ ‫ملسرحية ”خبر عاﺟﻞ“‪ ،‬واختتم العشاﺀ بفرقة أنس الفنية‪ ،‬حيث قدم الفنان‬ ‫أنس صباﺡ فﺨري أﺟمﻞ األغاني والﻘدود اﳊلبية أعادت اﳊاﺿرين الﻰ صفاﺀ‬ ‫الفن املاﺿي اﳉميﻞ‪.‬‬

‫من اليسار النائب ﺯاهر اﳋطيب والنائب مروان فارﺱ وعﻘيلتﻪ‬

‫ﺟانب من اﳊﻀور اإلعالمي‬

‫وهاب متوﺳطا ﹰ رئيس وأعﻀاﺀ بلدية ﺳرﺟبال وكﻞ من رئيس بلدية اﳉاهلية وديردوريت‬

‫‪15‬‬

‫يتﻘدم رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام وهاب‬ ‫واملؤﺳسة التوحيدية للﺨدمات اإلﺟتماعية بالشكر‬ ‫ﳉميﻊ اﳊﻀور ويﺨصان بالشكر الفنان أنس صباﺡ‬ ‫فﺨري وفرقتﻪ‪ ،‬الﺬي أحيا اﳊفﻞ وأﻃرب اﳊﻀور بصوتﻪ‬ ‫العﺬب‪ ،‬والسيد علي ﺟمالو وابنﻪ علﻰ تﻘدﱘ الفيلم‬ ‫الوﺛائﻘي الﺬي ﹸعرﺽ خاللﻪ مراحﻞ ﺇنشاﺀ مستشفﻰ‬ ‫الصحابي ﺳلمان الفارﺳي وصوال ﹰ الﻰ البدﺀ بﺈنشاﺀ‬ ‫مركز ”الرﺟاﺀ“ ملعاﳉة اإلدمان‪.‬‬ ‫كما يتﻘدمان بالشكر من أعﻀاﺀ فرقة ”خبر عاﺟﻞ“‪:‬‬ ‫ﺟيلبير ﺿو )مدير اإلنتاﺝ(‪ ،‬ﺷربﻞ اﺳكندر‪ ،‬ميالد رﺯﻕ‪،‬‬ ‫رﳝون صليبا‪ ،‬ﺟيﻬان خماﺱ‪ ،‬هبة داغر‪ ،‬ومن ﺇدارة كاﺯينو‬ ‫لبنان وﺷركة آرﺵ ملشاركتﻬم في ﺇﳒاﺡ هﺬا اﳊفﻞ‪.‬‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫ﺍﳌﺘﺒﺮﻋﻮﻥ‬

‫ﺍﳌﺘﺒﺮﻋﻮﻥ‬ ‫ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ‬

‫ﺩﻭﻻﺭ‬

‫ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﳒﻴﺐ ﻣﻴﻘﺎﺗﻲ‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺼﺎﻡ ﻓﺎﺭﺱ ﳑﺜﻼ‬ ‫ﺑﺎﻻﺳﺘﺎﺫ ﺳﺠﻴﻊ ﻋﻄﻴﻪ‬ ‫ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻋﻮﻥ ﳑﺜﻼﹰ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺎﺋﺐ ﺭﻭﺟﻴﻪ ﻋﺎﺯﺍﺭ‬

‫‪10,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻧﺎﺟﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻲ‬

‫‪1,000,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪1,500 $‬‬ ‫‪5,000,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪1,500,000‬‬

‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻓﺎﻳﺰ ﺷﻜﺮ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻧﻮﺭ ﺍﳋﻠﻴﻞ ‪ -‬ﳑﺜﻠﻼ‬ ‫ﺑﺎﻻﺳﺘﺎﺫ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ‬

‫‪5,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮﻳﺪ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﳋﺎﺯﻥ‬

‫‪1,500 $‬‬

‫‪500 $‬‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻓﻀﻴﻞ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺷﻮﻗﻲ ﺣﺪﺍﺩ ‪ -‬ﻣﺨﺘﺎﺭ‬ ‫ﻛﻔﺮﻣﺘﻰ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻏﺴﺎﻥ ﺧﻮﺭﻱ ‪-‬‬ ‫ﻣﺨﺘﺎﺭﻋﺒﻴﻪ‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪500 $‬‬ ‫‪1,000 $‬‬ ‫‪200,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪200,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪200,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪٣,000,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻓﺎﻳﺰ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬ ‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻦ ﺣﻴﺪﺭ‬

‫‪$ 10,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺧﻀﺮ‬

‫‪10,000 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﳝﻦ ﻃﺮﺑﻴﻪ‬

‫‪10,000 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺑﻴﺎﺭ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻓﺘﻮﺵ‬

‫‪5,000 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺣﺒﻴﺐ ﺭﺣﻤﻪ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﳊﺎﺝ ﻣﺤﺴﻦ ﺣﺠﻴﺞ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﺩﻳﻊ ﺍﳋﺎﺯﻥ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺷﻔﻴﻖ ﺍﻟﻌﻴﺎﺵ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺯﺍﻫﺮ ﺍﻧﻮﺭ ﺍﳋﻄﻴﺐ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺑﻴﺎﺭ ﻧﺼﺮﻱ ﺣﻜﻴﻢ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻣﺎﺭﺗﻴﻨﻮﺱ‬

‫‪2,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ ﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﻋﻘﻴﻘﻲ‬

‫‪$ 1,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺍﳉﺮﺩﻱ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻧﻌﻤﻪ ﻓﺮﺡ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﺳﻴﺮﺝ ﺑﺮﻭﻧﺴﺖ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺼﺎﻡ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺳﻤﻌﺎﻥ ﺣﺒﻴﻘﺔ‬

‫‪250 $‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﺑﻮﺧﺰﺍﻡ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﶈﻠﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫ﻣﺨﺎﺋﻴﻞ ﻋﻮﺽ‬

‫‪700 $‬‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺑﻨﺎﻥ ﻭﻫﺎﺏ‬

‫‪200 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺳﻤﻴﺮ ﺍﺑﻮ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬

‫‪600 $‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﺑﱳ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﻮﻣﺎﻧﻲ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻠﻮﺍﻥ ﺑﺪﻳﻦ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻴﺎﺱ ﺟﺮﻳﺲ ﺍﺑﻮ ﻧﻌﻤﻪ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﺍﻟﻒ ‪ -‬ﻭﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﺷﺎﺩ‬ ‫ﻭﻫﺎﺏ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫‪1,000 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﻮﻥ‬

‫‪200 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﻳﺎﺽ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺯﻫﻴﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﶈﺎﻣﻲ ﻣﺠﻴﺪ ﺍﺑﻮ ﻣﺴﻌﺪ‬

‫‪500 $‬‬

‫‪500,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﻨﻰ ﻓﺎﻳﺰ ﺷﻜﺮ‬

‫‪500 $‬‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﺎﻫﺮ ﺳﻠﻴﻢ‬

‫‪500 $‬‬

‫ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻛﺮﻡ ﺿﻮ‬

‫‪500 $‬‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻓﺎﺭﺱ‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﺳﺪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻤﻴﺢ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬ ‫ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﻣﺴﻌﺪ ﺣﺠﻞ‬ ‫ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺟﺮﺟﺲ ﺍﺑﻮ ﺟﻮﺩﻩ‬ ‫ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺩﻳﺮ ﺩﻭﺭﻳﺖ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻏﺴﺎﻥ ﺍﻻﻋﻮﺭ ‪ -‬ﺑﻠﺪﻳﺔ‬ ‫ﻗﺮﻧﺎﻳﻞ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫‪500,000‬‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﺪﺍﻭﻭﺩ‬

‫ﺭﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺷﺎﺭﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﻧﺒﻴﻪ ﺍﻻﺣﻤﺪﻳﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻧﻄﻮﺍﻥ ﺑﺸﺎﺭﻩ ﺍﺑﻮ‬ ‫ﺭﺟﻴﻠﻲ ‪ -‬ﺭﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺳﺮﺟﺒﺎﻝ‬

‫‪200,000‬‬

‫ﺍﶈﺎﻣﻲ ﻓﺎﺩﻱ ﺣﺪﺍﺩ‬

‫‪300 $‬‬

‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻣﺮﺍﺩ‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻣﻴﻞ ﺭﺣﻤﻪ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫‪5,000 $‬‬

‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﻔﺪﻱ‬ ‫ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﻋﺪﻧﺎﻥ ﻣﻨﺼﻮﺭ‬

‫ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ‬

‫ﺩﻭﻻﺭ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫‪1,000,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬

‫‪2,000 $‬‬ ‫‪1,000,000‬‬

‫‪1,000 $‬‬ ‫ل‪.‬ل‬

‫‪500 $‬‬

‫‪500,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺣﻨﺎ ﺭﺣﻤﻪ‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪500,000‬‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪500,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬

‫‪1٦‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻏﺴﺎﻥ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮﻑ‬

‫‪300 $‬‬

‫ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻓﺮﻳﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ‬

‫‪300 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺼﻮﺡ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬ ‫ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﻋﻠﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻋﻘﻴﻠﺘﻪ‬

‫‪300 $‬‬

‫ﺩﺍﻧﺎ ﺭﻣﻀﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﻣﺰﻱ ﻓﺆﺍﺩ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫‪1,500,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺼﻴﺮ ﻓﻮﺍﺯ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫‪300 $‬‬ ‫‪٣50,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬


‫ﺍﳌﺘﺒﺮﻋﻮﻥ‬

‫ﺍﳌﺘﺒﺮﻋﻮﻥ‬ ‫ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ‬

‫ﺩﻭﻻﺭ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﺠﻴﺪ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫‪200 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻧﺪﺭﻳﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ‬

‫‪200 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ‬

‫‪200 $‬‬

‫ﺍﻵﻧﺴﺔ ﲤﺎﺭﺍ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫‪200 $‬‬

‫ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﲔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﲔ –‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻧﻬﺎﺩ ﺍﳊﻤﺮﺍ‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﻴﺜﻢ ﺷﻌﺒﺎﻥ‬ ‫‪200 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﺎﻡ ﻫﻼﻝ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﳌﻴﺲ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻴﺐ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻣﲔ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﻼﻣﺔ‬

‫ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ‬

‫‪200 $‬‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺑﻄﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﺑﻮﺧﺰﺍﻡ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻤﻴﺮ ﺿﻮ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﻣﺰﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﻪ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﻫﺎﻳﻞ ﻣﻈﻔﺮ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻧﻮﺍﻝ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺪﻳﻦ ﳒﻴﺐ ﻗﺮﺿﺎﺏ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺳﻼﻡ ﺍﺑﻮ ﻣﺠﺎﻫﺪ‬

‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻬﺎﺩ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺟﺪﻱ ﺫﺑﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﳊﻜﻴﻢ‬

‫‪٣00,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻏﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﻳﺎﻥ‬

‫ﺩﻭﻻﺭ‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﳊﻜﻴﻢ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻛﺎﻣﻞ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﺑﻮﺣﻤﺪﺍﻥ‬ ‫– ﺭﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻏﺮﻳﻔﻪ‬

‫‪150 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻣﻞ ﺷﺎﻣﻲ‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﺍﺩﻳﺐ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫‪150 $‬‬

‫ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﻛﺮﱘ ﺍﺳﺪ ﺯﻳﺘﻮﻥ‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻔﻴﻒ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫‪150 $‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪200,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺑﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺟﻮﺩ‬ ‫ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺯﺍﻫﻲ ﻋﻮﻥ‬

‫‪50 $‬‬

‫‪50 $‬‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪200,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺳﻴﻤﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪ‬

‫‪50 $‬‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪200,000‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﺳﻌﺪ‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺒﻴﻞ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺮﻡ ﺯﺍﻫﻲ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻧﻮﺭ ﻣﺎﺿﻲ‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﻀﺎﻝ ﺭﺍﻣﺰ ﺯﻳﺘﻮﻧﻲ‬

‫‪50 $‬‬

‫‪200,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺼﺎﻡ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻭﻟﻴﺪ ﻋﺒﻮﺩ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﺅﻭﻑ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪200,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪150,000‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﺟﺐ ﻗﺎﻧﺼﻮ‬

‫ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻦ ﺟﺒﻖ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﻠﺪ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﺋﻞ ﻧﺼﺮﺍﷲ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﺍﻣﻲ ﺧﺪﺍﺝ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺍﺟﻲ ﺍﺑﻮﺧﺰﺍﻡ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻣﺎﻝ ﻭﻫﺒﻲ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﻫﺒﻲ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻣﲔ ﻃﻲ ﺍﺑﻮﺿﺮﻏﻢ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻻ ﺳﺘﺎﺫ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺎﺯﻥ ﺟﺒﻮﺭ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺎﺟﺪ ﻏﺎﱎ ﺍﺑﻮﺧﺰﺍﻡ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻤﺎﺩ ﻫﺎﻧﻲ ﺑﺮﻛﺔ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﻟﺆﻱ ﺍﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺎﺩﻱ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﺑﻮﺧﺰﺍﻡ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻛﺮ‬

‫‪100 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ‬

‫‪100 $‬‬

‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬ ‫‪100,000‬‬ ‫ل‪.‬ل‬

‫‪50 $‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻼﺀ ﻧﺪﱘ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻣﻴﻞ ﺿﺎﻫﺮ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﻠﺤﻢ ﻣﺎﺭﻭﻥ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻵﻧﺴﺔ ﻻﺭﺍ ﺑﺴﺎﻡ ﻋﺰﺑﻪ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺑﻬﺎﺀ ﺷﻮﻗﻲ ﺷﺮﻑ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺣﺎﺯﻡ ﺷﻨﻴﻒ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬ ‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻵﻧﺴﺔ ﺭﻳﺘﺎ ﻓﻐﺎﻟﻲ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻤﻴﻞ ﺷﻨﻴﻒ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺎﺀ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﺴﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﻏﻴﺪ ﺣﻴﺪﺭ‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﺋﻞ ﻗﺮﺿﺎﺏ‬

‫‪ 20,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺗﻴﺎ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﺑﻮﻧﺎﺻﻴﻒ‬

‫‪ 20,000‬ل‪.‬ل‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺸﺎﺭ ﺑﻮﻧﺎﺻﻴﻒ‬

‫‪ 10,000‬ل‪.‬ل‬

‫‪ 50,000‬ل‪.‬ل‬

‫‪$ 89,٤50‬‬

‫‪1٧‬‬

‫ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ‬

‫‪22500000‬ل‪.‬ل‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫وهاب رعى مصالحة في بلدﺓ ﺟرمانا في ريف دمشﻖ‬ ‫ﹼ‬ ‫أكد رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام‬ ‫أن ”مرحلة اﳋوف علﻰ ﺳﻘوﻁ ﺳوريا قد انتﻬت‬ ‫ونحن اليوم نعيﺶ مرحلة البدﺀ بانتصار ﺳوريا‬ ‫ومنطﻘﻬا وﺟيشﻬا ورئيسﻬا“‪.‬‬ ‫كالم وهاب ﺟاﺀ خالل رعايتﻪ مصاﳊة في بلدة‬ ‫ﺟرمانا في ريف دمشق بحﻀور محافﻆ ريف‬ ‫دمشق وأمني فرﻉ اﳊزب البعث العربي اإلﺷتراكي‬ ‫في الريف وحشد من مشايﺦ الطائفة في‬ ‫ﺟرمانا وﺟبﻞ الشيﺦ وﺟبﻞ العرب وﺿباﻁ من‬ ‫الفرقة الرابعة وأهالي ﺟرمانا‪ ،‬لفت خاللﻬا الﻰ‬ ‫أن ”اﳉميﻊ حاولوا أن يشوﺷوا نتيﺠة األحداﺙ‬ ‫التي ﺟرت في السنوات املاﺿية وخاصة علﻰ‬ ‫بعﺾ املواقف‪ ،‬وكثير من األعداﺀ ﻃرﺡ أﺳئلة‬ ‫حول موقف بني معروف‪ ،‬هﺬﻩ الطائفة العربية‬ ‫األصيلة‪ ،‬لﺬا مشايﺨنا يؤكدون ذلﻚ ونحن ﹼ‬ ‫نؤكد‬ ‫خلفﻬم لنﻘول بﺄن هﺬﻩ الطائفة كانت باﺳتمرار‬ ‫وﺳتبﻘﻰ الﻰ ﺟانب اﳊق الﺬي هو بالنسبة لنا‬ ‫الوقوف الﻰ ﺟانب اﳉيﺶ العربي السوري والﻰ‬ ‫ﺟانب املﻘاومة ورئيس ﺳوريا الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األﺳد‪ ،‬هﺬا املوقف هو ما ﹼ‬ ‫نؤكد عليﻪ‬ ‫وليس ﲟوقف ﺷبيﻪ‪ ،‬نحن بني اﳊق والباﻃﻞ الﻰ‬ ‫ﺟانب اﳊق الﺬي هو بالنسبة لنا الدولة السورية‬ ‫ورئيسﻬا وﺟيشﻬا‪ ،‬والباﻃﻞ بالنسبة لنا هو‬ ‫اإلرهاب الﺬي ﺳنواﺟﻬﻪ في كﻞ املناﻃق ﺇبتداﺀ من‬ ‫ﺟبال الﻘلمون في لبنان وصوال ﹰ الﻰ ﺟبﻞ الشيﺦ‬ ‫وحلب‪ ،‬هﺬا اإلرهاب ال ﳝكن أن ينتصر في ﺳوريا‬ ‫والسنوات املاﺿية أﺛبتت بﺄن هﺬا اإلرهاب ال ﳝكن‬ ‫أن ينتصر واألﺷﻬر املﻘبلة ﺳتثبت أن اإلرهاب لن‬ ‫ينتصر‪ ،‬وكلما كان هناﻙ أي تطور علﻰ الساحة‬ ‫ال يصب في خدمة ﺳوريا وﺟيشﻬا واملﻘاومة‬ ‫نحن ﺟاهزون لنكون الﻰ ﺟانبﻬم لينتصر اﳊق‬ ‫ولتنتصر ﺳوريا ولتنتصروا أنتم“‪.‬‬ ‫وﺇذ وﺟﻪ ”الشكر ﻵل الغاوي الﺬين ﲡاوبوا منﺬ‬ ‫الساعات األولﻰ مﻊ اﳉﻬود التي بﹸﺬلت إلنﻬاﺀ هﺬا‬ ‫املوﺿوﻉ الﺬي أتﻰ نتيﺠة حادﺛة عابر“‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد وهاب‬ ‫أن ”العالقة بني ﺟرمانا وبني أي مكون من مكونات‬ ‫اﳉيﺶ العربي السوري ليست بحاﺟة ال ﳉﻬودنا‬ ‫وال ﳉﻬود آخرين فﺠرمانا هي ﺟزﺀ من هﺬا اﳉيﺶ‬ ‫الﺬي كان ﺟز ﹰﺀا من ﺟرمانا خالل فترة السنوات‬ ‫املاﺿية التي دافﻊ فيﻬا اﳉيﺶ عن هﺬﻩ املنطﻘة‬ ‫وبالتحديد الفرقة الرابعة التي قامت بدور كبير‬ ‫في هﺬﻩ املنطﻘة‪ ،‬لﺬلﻚ كانت منﺬ اللحﻈات‬ ‫األولﻰ عائلة الشﻬيد متﺠاوبة مﻊ كﻞ اﳉﻬود“‪.‬‬ ‫وﳑا ﺟاﺀ في الكلمة‪:‬‬ ‫”هﺬﻩ املصاﳊة ﺟاﺀت ﲟبادرة من األخوة الﺬين‬ ‫تولوا العمﻞ لﻬﺬا اليوم‪ ،‬وأوال ﹰ أود أن أﺷكر آل‬ ‫الغاوي الﺬين ﲡاوبوا منﺬ الساعات األولﻰ مﻊ‬ ‫اﳉﻬود التي بﹸﺬلت إلنﻬاﺀ هﺬا املوﺿوﻉ الﺬي أتﻰ‬ ‫نتيﺠة حادﺛة عابر والعالقة بني ﺟرمانا وبني أي‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫مكون من مكونات اﳉيﺶ العربي السوري ليست‬ ‫بحاﺟة ال ﳉﻬودنا وال ﳉﻬود آخرين فﺠرمانا هي‬ ‫ﺟزﺀ من هﺬا اﳉيﺶ واﳉيﺶ كان ﺟز ﹰﺀا من ﺟرمانا‬ ‫خالل فترة السنوات املاﺿية التي دافﻊ فيﻬا اﳉيﺶ‬ ‫عن هﺬﻩ املنطﻘة وبالتحديد الفرقة الرابعة التي‬ ‫قامت بدور كبير في هﺬﻩ املنطﻘة‪ ،‬لﺬلﻚ كان منﺬ‬ ‫اللحﻈات األولﻰ عائلة الشﻬيد متﺠاوبة مﻊ كﻞ‬ ‫اﳉﻬود ولﻬا كﻞ الشكر“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬نلتﻘي اليوم وهناﻙ أﺳئلة كثيرة حول‬ ‫ما يدور في ﺳوريا واملنطﻘة لﺬا أﺳتطيﻊ أن أقول‬ ‫لكم بﺄن مرحلة اﳋوف علﻰ ﺳﻘوﻁ ﺳوريا قد‬ ‫انتﻬت ونحن اليوم نعيﺶ مرحلة البدﺀ بانتصار‬ ‫ﺳوريا ومنطﻘﻬا وﺟيشﻬا ورئيسﻬا“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬أﺳئلة كثيرة كانت تﹸطرﺡ واﳉميﻊ‬ ‫حاولوا أن يشوﺷوا نتيﺠة األحداﺙ التي ﺟرت في‬ ‫السنوات املاﺿية وخاصة علﻰ بعﺾ املواقف‪،‬‬ ‫كثير من األعداﺀ يطرحون أﺳئلة حول موقف‬ ‫بني معروف‪ ،‬هﺬﻩ الطائفة العربية األصيلة‪ ،‬لﺬا‬

‫‪18‬‬

‫مشايﺨنا يؤكدون ذلﻚ وأنا ﹼ‬ ‫أﺅكد خلفﻬم ألقول‬ ‫بﺄن هﺬﻩ الطائفة كانت باﺳتمرار وﺳتبﻘﻰ الﻰ‬ ‫ﺟانب اﳊق الﺬي هو بالنسبة لنا الوقوف الﻰ‬ ‫ﺟانب اﳉيﺶ العربي السوري والﻰ ﺟانب املﻘاومة‬ ‫ورئيس ﺳوريا الرئيس الدكتور بشار األﺳد‪ ،‬هﺬا‬ ‫املوقف هو ما ﹼ‬ ‫نؤكد عليﻪ وليس ﲟوقف ﺷبيﻪ‪،‬‬ ‫نحن بني اﳊق والباﻃﻞ الﻰ ﺟانب اﳊق الﺬي هو‬ ‫بالنسبة لنا الدولة السورية ورئيسﻬا وﺟيشﻬا‬ ‫والباﻃﻞ بالنسبة لنا هو اإلرهاب الﺬي ﺳنواﺟﻬﻪ‬ ‫في كﻞ املناﻃق ﺇبتداﺀ من ﺟبال الﻘلمون في لبنان‬ ‫وصوال ﹰ الﻰ ﺟبﻞ الشيﺦ وصوال ﹰ الﻰ حلب‪ ،‬هﺬا‬ ‫اإلرهاب ال ﳝكن أن ينتصر في ﺳوريا‪ ،‬والسنوات‬ ‫املاﺿية أﺛبتت بﺄن هﺬا اإلرهاب ال ﳝكن أن ينتصر‬ ‫واألﺷﻬر املﻘبلة ﺳتثبت أن اإلرهاب لن ينتصر‪،‬‬ ‫وكلما كان هناﻙ أي تطور علﻰ الساحة ال يصب‬ ‫في خدمة ﺳوريا وﺟيشﻬا واملﻘاومة نحن ﺟاهزون‬ ‫لنكون الﻰ ﺟانبﻬم لينتصر اﳊق ولتنتصر ﺳوريا‬ ‫ولتنتصروا أنتم“‪.‬‬


‫وهاب خﻼﻝ استقباله وفداً برلمانياً بلجيكياً‪:‬‬ ‫نحن واألوروبيون ﺷعﺐ واﺣد ومصالحنا واﺣدﺓ‬ ‫اﺳتﻘبﻞ رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وفدا ﹰ برملانيا ﹰ بلﺠيكياﹰ‪ ،‬الﺬي‬ ‫ﺯارﻩ في دارتﻪ في اﳉاهلية بعد ﺯيارة الوفد لسوريا ولﻘائﻪ الرئيس بشار األﺳد‪،‬‬ ‫وبحث معﻪ آخر املستﺠدات في ﺳوريا واملنطﻘة‪.‬‬ ‫وبعد اللﻘاﺀ كانت كلمة لرئيس الوفد البلﺠيكي فيليب دوينتر حيث قال‪:‬‬ ‫”أعﺠبت بشﺨصية الرئيس بشار األﺳد وعلﻰ األوروبيني أن يعلموا أن خطر‬ ‫داعﺶ والصراﻉ ﺿد اإلرهاب مشترﻙ‪ ،‬والصراﻉ الﺬي يواﺟﻬﻪ الرئيس األﺳد‬ ‫هو نفسﻪ الﺬي تواﺟﻬﻪ أوروبا والعدو واحد‪ ،‬من هنا يﺠب العمﻞ علﻰ وقف‬ ‫الﻘطيعة مﻊ ﺳوريا وعودة العالقات الدبلوماﺳية كما يﺠب التﺄكيد علﻰ أن‬ ‫الرئيس األﺳد هو حليف وليس عدواﹰ“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬قتال اﳉيﺶ السوري لعدو مشترﻙ أي داعﺶ هي معركتنا‪،‬‬ ‫والﻬﺠوم اإلرهابي علﻰ لندن وأوروبا يثبت أننا نواﺟﻪ العدو نفسﻪ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬الرئيس األﺳد واﳉيﺶ السوري يواﺟﻬان اإلرهاب وﺟﻬود الواليات‬ ‫املتحدة وأوروبا ليست كافية لﺬا يﺠب بﺬل ﺟﻬود مﻀاعفة ملواﺟﻬة اإلرهاب‪،‬‬ ‫وال نطلب وﺟود تدخﻞ ميداني ألن اﳉيﺶ السوري لديﻪ اﳋبرة الكافية والعديد‬ ‫ملواﺟﻬة اإلرهاب‪ ،‬لﺬا يﺠب دعم النﻈام في ﺳوريا“‪ ،‬مﺠددا ﹰ تﺄكيدﻩ علﻰ ”أن‬ ‫وقف مﻘاﻃعة النﻈام هي أﺳاﺳية وبعدها ﳝكن للرئيس األﺳد أن يصب‬ ‫تركيزﻩ علﻰ املواﺟﻬة‪ ،‬وﺇذا ﲤكنا من الوصول الﻰ ﺇتفاﻕ بﻬﺬا الشﺄن نكون قد‬ ‫بﺬلنا اﳉﻬود الكافية لتتوحد ﺳوريا والتحالف الدولي والدول التي تدعم‬ ‫الدﳝﻘراﻃية في العالم ﲢت ﺟبﻬة واحدة ملواﺟﻬة اإلرهاب ما ﳝكننا من‬ ‫ﲢﻘيق نتائﺞ ﺇيﺠابية في مواﺟﻬة هؤالﺀ البرابرة“‪.‬‬ ‫من ﺟﻬتﻪ ﹼ‬ ‫أكد وهاب علﻰ ”أننا ودول الغرب في معركة واحدة في هﺬﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫املواﺟﻬة مﻊ اإلرهاب مثنيا علﻰ الدور الكبير الﺬي يﻘومون بﻪ في تلﻚ املواﺟﻬة‬ ‫وهم أدركوا باكرا ﹰ بﺄن اﳋطر الﺬي يﻬدد منطﻘتنا يﻬدد أوروبا‪ ،‬ونحن في معركة‬

‫واحدة وﺇياهم في مواﺟﻬة اإلرهاب ألن اﳋطر الﺬي يتﻬدد منطﻘتنا يتﻬدد‬ ‫أوروبا وأي خطر يﻬدد الدول األوروبية حتما ﹰ ﺳينعكس علﻰ املنطﻘة والعكس‬ ‫صحيح‪ ،‬لﺬلﻚ هناﻙ ﺿرورة لدعم اﳉيوﺵ العربية التي تواﺟﻪ اإلرهاب في‬ ‫املنطﻘة وهﺬا أمر أﺳاﺳي ومﻬم ويﺠب أن يدركﻪ األوروبيون ونحن نالحﻆ‬ ‫بﺄن موقف النواب في البرملانات األوروبية والشيوﺥ تﺨتلف الﻰ حد كبير في‬ ‫مواقفﻬا عن موقف اﳊكومات ألنﻬا األخيرة تراعي بعﺾ املواقف األخرﻯ‬ ‫وبعﺾ املصالح الكبرﻯ ﲟعزل عن مصالح الشعوب‪ ،‬ونحن ﺷﺠعنا اإلخوة‬ ‫النواب علﻰ توﺳيﻊ هﺬﻩ اﳊركة بﺈﲡاﻩ نواب آخرين من دول اإلﲢاد األوروبي أن‬ ‫يﺄتوا الﻰ املنطﻘة ويطلعوا علﻰ كﻞ ما يﺠري فيﻬا ألننا كلنا في ﺳفينة‬ ‫واحدة ويﺠب أن نواﺟﻪ اإلرهاب مﺠتمعني“‪.‬‬ ‫وأخيرا ﹰ ﺷكر وهاب الوفد علﻰ اﳉﻬود الشﺨصية التي يﻘوم بﻬا بدون أي دعم‬ ‫من أحد‪ ،‬مﻀيفا ﹰ ”بﺄننﹼا واألوروبيون ﺷعب واحد ومصاﳊنا واحدة ومشكلتنا‬ ‫هي اﳊكومات التي ال تتفﻬﹼ م مصلحة ﺷعوبﻬا ومصلحة ﺷعوب املنطﻘة‪،‬‬ ‫ولكن مصاﳊنا واحدة واﳋطر واحد واملواﺟﻬة يﺠب أن تكون واحدة“‪.‬‬

‫رأﻯ رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام وهاب أن ”التدخﻞ البري في‬ ‫اليمن‪ ،‬في حال حصولﻪ‪ ،‬ﺳيكون توريطا ﹰ للمملكة العربية السعودية ولن‬ ‫يكون األميركي بعيدا ﹰ عن هﺬا التوريﻂ الﺬي ﺳيكون مﻘدمة لتغييرات‬ ‫كبيرة علﻰ مستوﻯ املنطﻘة‪ ،‬موﺿحا ﹰ أن هﺬا العدوان وصﻞ الﻰ نﻬايتﻪ‬ ‫وأعلﻰ ذروتﻪ“‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫أمت‬ ‫وأكد وهاب خالل اﺳتﻘبالﻪ وفودا ﹰ ﺷعبية من مناﻃق وقرﻯ اﳉبﻞ ﹼ‬ ‫دراتﻪ في اﳉاهلية‪” ،‬أن هﺬا العدوان لن يحﻘق ﺷيئا ﹰ علﻰ األرﺽ ألن ال أفق لﻪ‬ ‫بعد‪ ،‬ﺇال ما نشاهدﻩ من قتﻞ للمدنيني والتدمير للبنﻰ التحتية واملؤﺳسات‬ ‫تنمرا ﹰ‬ ‫في بلد عربي وهو ﺳيفشﻞ كما فشﻞ غيرﻩ“‪ ،‬معتبرا ﹰ هﺬا ”العدوان ﹼ‬ ‫عربيا ﹰ لم نرﻩ يوما ﹰ في مواﺟﻬة العدو اﳊﻘيﻘي“‪ ،‬متسائالﹰ ”كيف أصبحت‬ ‫هﺬﻩ اﳊماﺳة موﺟودة لﻘتﻞ ومﻬاﺟمة ﺷعب عربي كالشعب اليمني“؟‬ ‫وتوﺟﻪ وهاب للﺠميﻊ خاصة الدول اﳋليﺠية التي تﻘوم اليوم بالتحريﺾ علﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳉمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية أو تريد أن تﺄخﺬ العرب في مواﺟﻬة اﳉمﻬورية‬ ‫اإلﺳالمية اإليرانية بالﻘول‪” :‬األمن العربي لﻪ أﺳس وأهمﻬا هو أن نكون في‬ ‫مواﺟﻬة العدو اإلﺳرائيلي“‪ ،‬معتبرا ﹰ أن ﲢرير فلسطني وبيت املﻘدﺱ أهم رﲟا‬ ‫من ﲢرير عدن وصنعاﺀ وصعدة“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن ”هﺬﻩ املناﻃق فيﻬا ﺷعوب فﻘيرة‬ ‫وﻃيبة وأهلﻬا ال يريد اﳊرب مﻊ أحد ويريد التغيير علﻰ املستوﻯ الداخلي“‪.‬‬ ‫وﺇذ رأﻯ ”أننا لسنا في عصر تستطيﻊ فيﻪ دولة أن تﻘول لي مصالح في‬ ‫دولة أخرﻯ وتشن حربا ﹰ عليﻬا‪ ،‬ما يب ﹼرر العدوان علﻰ فلسطني واإلحتالل‬

‫األميركي للعراﻕ وبالتالي يبرر اإلحتالل اإلﺳرائيلي لفلسطني اﶈتلة واﳉوالن‬ ‫ومزارﻉ ﺷبعا في لبنان وهﺬا األمر ال يﺠوﺯ أن يسود“‪ ،‬دعا وهاب ”اململكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬ونحن ال نريد لﻬا ولشعبﻬا ﺇال اﳋير‪ ،‬ملراﺟعة حساباتﻬا‬ ‫في هﺬا األمر‪ ،‬وأن ال تتو ﹼرﻁ كما تو ﹼرﻁ في املاﺿي الرئيس صدام حسني‬ ‫واﳉميﻊ يعرف ماذا ﺟنت السعودية في حرب الكويت وماﺯلنا ندفﻊ حتﻰ اﻵن‬ ‫ﺛمنا ﹰ لﻬا وللتﻬ ﹼور الﺬي حصﻞ يومﻬا“‪ ،‬متمنيا ﹰ ”أال يكون التﻬ ﹼور في اليمن‬ ‫اليوم ﺷبيﻪ بﺬلﻚ الﺬي حدﺙ في العدوان علﻰ الكويت“‪ ،‬داعيا ﹰ اﳉميﻊ الﻰ‬ ‫مراﺟعة حساباتﻬم والتﺠاوب مﻊ الوﺳاﻃة العمانية التي تسعﻰ بشكﻞ‬ ‫ﺟدي لوقف العدوان علﻰ اليمن“‪.‬‬

‫‪...‬ووفوداً ﺷعبية ﺃ ّمﺖ دارته في الجاهلية‪:‬‬ ‫التدخل الب ّرﻱ في اليمن توريﻂ للسعودية ولن يكون األميرﻛي بعيداً عنه‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫مﺄتم ﺷعبي مهيﺐ وﺣشد من المشايﺦ وبحضور وهاب‬ ‫في ِ‬ ‫الجاهلية تو ّدﻉ الشيﺦ التقي الفاﺿل ﺃبورﺿوان مهنا ﺃبوﺫياب‬

‫الفﻘيد الراحﻞ الشيﺦ أبورﺿوان مﻬنا أبوذياب‬

‫ﺷ ﹼيعت بلدة اﳉاهلية في الشوف الشيﺦ‬ ‫التﻘي الفاﺿﻞ أبو رﺿوان مﻬنا أبوذياب في حﻀور‬ ‫رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام وهاب‬ ‫وحشد ﺷعبي من أبناﺀ اﳉبﻞ وحﻀور عدد كبير‬ ‫يتﻘدمﻬم املرﺟعان‬ ‫من مشايﺦ الطائفة الدرﺯية‬ ‫ﹼ‬ ‫الروحيان الشيﺨان‪ :‬أبو ﺳليمان حسيب الصايﻎ‬ ‫وأبو علي ﺳليمان أبوذياب‪ ،‬حيث أقيم للفﻘيد‬ ‫مﺄﰎ مﻬيب ألﻘيت خاللﻪ كلمات أﺷادت ﲟزايا‬ ‫الراحﻞ‪.‬‬ ‫فبعد كلمة العربف نﻀال أبوذياب‪ ،‬كان كلمة‬ ‫للشيﺦ ﺳلمان أبوذياب ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”ﺇنﹼا ﷲ وﺇنﹼا ﺇليﻪ راﺟعون‪ ،‬يا أيتﻬا النفس‬ ‫املطمئنة ﺇرﺟعي الﻰ ربﻚ راﺿية مرﺿية“‪.‬‬ ‫بد منﻪ‪ ،‬فال اعتراﺽ‬ ‫املوت حقﹼ وأحق ما فيﻪ أنﻪ ال ﹼ‬ ‫وال لﹺ ﹶم وال كيف‪ ،‬وﺇﳕا نشر الفﻀيلة واﺟب‪ ،‬وذكر‬ ‫اﳊسنات عند املوت أوﺟب‪.‬‬ ‫ﺇبن عمي أبو رﺿوان مﻬنا‪ ،‬عاﺵ يتيم األب وهو‬ ‫في العﻘد األول من عمرﻩ‪ ،‬ورأﺳمالﻪ مﺨافة اﷲ‪،‬‬ ‫كافح الفﻘر وﺟاهد النفس‪ ،‬ورأﺳمالﻪ الﻘناعة‪.‬‬ ‫تعامﻞ مﻊ الناﺱ ﲟحبة ورأﺳمالﻪ الصدﻕ‪،‬‬ ‫وتعامﻞ مﻊ أهﻞ بيتﻪ وأع ﹼز الناﺱ ﺇليﻪ‪ ،‬ﲟا يرﺿي‬ ‫ﹼ‬ ‫وﺟﻞ‪ ،‬ﺇلتزم بﺄمر الدين وﺟاهد في حفﻆ‬ ‫اﷲ ع ﹼز‬ ‫قدرﻩ اﷲ في ﺳعيﻪ ﺇليﻪ‪ ،‬وتساهﻞ‬ ‫املعلوم ﲟا ﹼ‬ ‫في أمر الدنيا وفات حﻘﹼ ﻪ ومالﻪ مرارا ﹰ والرﺿﻰ بادﹴ‬ ‫عليﻪ“‪.‬‬ ‫كان مﻘداما ﹰ وصاحب مروﺀة‪ ،‬كرﱘ النفس‪ ،‬ﻃيب‬ ‫ولب حصني‪،‬‬ ‫املعشر‪ ،‬نﻘي الروﺡ‪ ،‬ذا عﻘﻞ رصني ﱟ‬ ‫قلما يرفﺾ ﻃلبا ﹰ ألحد‪ ،‬وكما قال الشاعر‪:‬‬ ‫ما قال ال ﺇال في تشﻬﹼ دﻩ‬ ‫لوال التشﻬﹼ د كانت الﺅﻩ نعم‬ ‫وتابﻊ‪ :‬تشرﻕ بسمتﻪ اﺳتﻘباالﹰ‪ ،‬وتﻀيﺀ عيناﻩ‬ ‫ترحيباﹰ‪ ،‬ويعطي من الﻘلب بال حساب‪ ،‬يواﺟﻪ‬ ‫الصعاب بالرﺿﻰ والتسليم‪ ،‬وير ﹼدد دائماﹰ‪ :‬يا موالنا‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫من اليمني وهاب‪ ،‬الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب والشيﺦ أبو ﺳليمان حسيب الصايﻎ‬

‫ﺇليﻚ التسليم ومنﻚ السالم‪.‬‬ ‫ﺇختبرتﻪ اﳊياة بﺄمور كثيرة فكان صابرا ﹰ ومفلحاﹰ‪،‬‬ ‫وم ﹼرت عليﻪ مﺨاﻃر عديدة وكان في صون اﷲ‬ ‫وعنايتﻪ“‬ ‫وختم أبوذياب كلمتﻪ بالﻘول‪ ” :‬يا ابن عمي‪ ،‬يا‬ ‫أيﻬا التﻘي‪ ،‬النﻘي؛ املوت في كنف الطاعة نعمة‪،‬‬ ‫وفي رﺿﻰ الرحمن رحمة‪ ،‬ولكن في الﻘلب لغيبة‬ ‫فﻀﻞ ال ينساﻩ اﶈب‬ ‫األخيار ألم وحسرة‪ ،‬وتﺬكار‬ ‫ﹴ‬ ‫عمرﻩ‪ ،‬متﻘدما ﹰ من اﳊﻀور الكرﱘ بالشكر اﳉزيﻞ‬ ‫”ﳊسن مؤاﺳاتكم لنا‪ ،‬ونطلب من اﷲ ع ﹼز وﺟﻞ‬ ‫ﹼ‬ ‫يعﻈم أﺟركم‪ ،‬ونسﺄل املولﻰ الكرﱘ الرحمة‬ ‫أن‬ ‫والثواب لفيﻘدنا الغالي“‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧﺰﺍﺭ ﺳﺎﻣﻲ ﺃﺑﻮﺩﻳﺎﺏ‬ ‫ﺛم ألﻘﻰ حفيد الراحﻞ الشاعر نزار ﺳامي‬ ‫أبودياب كلمة‪ ،‬هنا نصﻬا‪:‬‬ ‫”يا موت يا رحمة نفوﺱ املؤمنني‬ ‫ميزان عدلﻚ كرتﻊ كفوف السنني‬ ‫وريشــتـﻚ بتشـحـﻞ مـن عـمارنا‬ ‫ونحنا علﻰ تنفيﺬ حكمﻚ صابرين‬ ‫منسـتعطفﻚ يا عالم بﺄﺳرارنا‬ ‫تشـفﻊ بنا وبﻘلوبنا تزيد اليﻘني‬ ‫وكلما خسرنا ﺟوهـرة من ديارنا‬ ‫عا خزنة اﳉوهر مالني تردها‬ ‫ويحتفﻆ فيﻬا ﺷفيﻊ املرﺳلني‬ ‫وتابﻊ‪” :‬صباﺡ اﳋير يا ﺟدي‪ ،‬صباﺡ اﳋير يا‬ ‫حبيب الﻘلب‪ ،‬صباﺡ للدفﺀ في قلبﻚ اﳊنون‬ ‫وروحﻚ الطاهرة‪ ،‬صباﺡ األحبة‪ ،‬أوالدﻙ الست‪،‬‬ ‫صباﺡ ﳉدتي أﻃال اﷲ بعمرها‪ ،‬صباﺡ لورود‬ ‫الدار تناديﻚ‪ ،‬ﺟدي أبا رﺿوان ﺇنتﻈر قليالﹰ فما ﺯلنا‬ ‫بحاﺟة لﻈلﻚ‪ ،‬ﳊنوتﻚ‪ ،‬لعطفﻚ‪ ،‬لدعواتﻚ لنا‬

‫‪20‬‬

‫قبﻞ الﺬهاب ﺇلﻰ املدرﺳة واﳉامعة )اﷲ يوفﻘكم‬ ‫ويحميكم يا ﺟدي(‪.‬‬ ‫”هو الﻘدر‪ ،‬هي اﳊياة‪ ،‬مصابنا كبير والغصة‬ ‫أكبر‪ ،‬وتعﺠز الكلمات عن وصفﻚ فﺄنت مدرﺳة‬ ‫في الكرم واﳊب واإلخالﺹ‪ ،‬كنت تعلمنا كيف‬ ‫نحب اﻵخر وكيف نحسن معاملة بعﻀنا‬ ‫البعﺾ‪ ،‬لم تكن يوما ﹰ تفرﻕ بني عائلة وأخرﻯ في‬ ‫بلدتﻚ التي أحببت‪ ،‬ها هي اﳉاهلية اليوم تودعﻚ‬ ‫ﲟﺄﰎ مﻬيب بشيوخﻬا وقادتﻬا ورﺟالﻬا‪ ،‬ﺳالم‬ ‫عليﻚ يا ﺟدي‪ ،‬ﺳالم علﻰ نفحة الطيب تفوﺡ من‬ ‫روحﻚ‪.‬‬ ‫أما وبعد اﳊنني ﺷوﻕ يحاكي غربة أبنائﻚ وها‬ ‫هي حنان ﺇبنتﻚ الغالية تبعث لﻚ رﺳالة من بالد‬ ‫اإلغتراب علﻬا تستطيﻊ أن تﺨفف من صعوبة‬ ‫الغربة وآالم الرحيﻞ فتﻘول‪ :‬ﺳالم لروحﻚ الطيبة‬ ‫يا ﹶمن نثرت علﻰ األهﻞ ﺳالمﻚ‪ ،‬ﺳالم لشﺬﻯ اﶈبة‬ ‫يفوﺡ من قلب قلبﻚ‪ ،‬لﻀياﺀ الرحمة فوﻕ ﺟبينﻚ‪،‬‬ ‫أبي يا حبيب قلبي‪ ،‬كغياب الشمس رحيلﻚ‪،‬‬ ‫كﺨيوﻁ النور تودﻉ األفق بسكون‪ ،‬كﺄلوان تشﻊ‬ ‫قبﻞ الرحيﻞ‪ ،‬كﺄنﻚ مسافر ﺇلﻰ عالم أرقﻰ وعالم‬ ‫أﺟمﻞ‪ ،‬أبي كنسمة ﻃيب أنت ﺳﺄنتﻈرها مﻊ‬ ‫بداية كﻞ ربيﻊ بفرحة ﻃفلة تشتاﻕ ﳊنو قلبﻚ‪،‬‬ ‫ﳊنان عينيﻚ‪ ،‬لدفﺀ عباﺀتﻚ‪ ،‬لنغمة التوحيد في‬ ‫صوتﻚ‪ ،‬يا أروﻉ أب ﺳﺄﺷتاﻕ ﺇليﻪ“‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﺴﺎﻥ ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ﺛم رﺛﻰ الشيﺦ غسان أبوذياب الراحﻞ ﲟرﺛاة‬ ‫ﹼ‬ ‫عدد فيﻬا مزايا الراحﻞ فﻘال‪:‬‬ ‫ﺷعرية ﹼ‬ ‫ﺷيﺦ تﻘي فاﺿﻞ متع ﹼبد‬ ‫والصدﻕ يشﻬد ما فعلت وتﻘصد‬ ‫أﺳمﻚ في لطيفﻚ واﳒلﻰ‬ ‫تتﻬنﻰ‬ ‫ﹸ‬


‫من اليمني وهاب‪ ،‬الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب وﺟانب من املشيعني‬

‫خلﻘا ﹰ حميدا ﹰ بالسعادة يرغد‬ ‫وﺟﻪ صبيح باﶈبة والتﻘﻰ‬ ‫يحكي الوداعة ﺳرﻩ املتو ﹼقد‬ ‫وﺯهدت في دار الفناﺀ وغ ﹼرها‬ ‫فاهنﺄ بدار الع ﹼز أنت مﺨ ﹼلد‬ ‫وﺷربت كﺄﺱ اليتم دون تﺄفف‬ ‫ورﺿيت ما ﺷاﺀ اﳊكيم املوﺟد‬ ‫ورعاﻙ ﺷيﺦ فاﺿﻞ ومك ﹼرم‬ ‫ألبي ﺳعيد املواقف تشﻬد‬ ‫وصحبت ﺷيﺨا ﹰ عاملا ﹰ متنسكا ﹰ‬ ‫وأخﺬت عنﻪ ما يفيد ويسعد‬ ‫أعني ﺳليمان التﻘي وحسبﻪ‬ ‫ﳋ ﹼلة اإلخوان ﺷيﺦ مرﺷد‬ ‫وصبرت صبر اﺨﻤﻟلصني علﻰ البالﺀ‬ ‫للمﻘدر يسﺠد‬ ‫راﺽ‬ ‫ﹼ‬ ‫والﻘلب ﹴ‬ ‫واﳉسم أﺿناﻩ التص ﹼبر والعناﺀ‬ ‫حتﻰ بدا ﺷمعا ﹰ يﺬوب ويوقد‬ ‫ولبست حسن اﳋلق ﺛوبا ﹰ ناصعا ﹰ‬ ‫يزدان بالﻘلب النﻘي وﲢمد‬ ‫والناﺱ حني رأوﻙ ندبا ﹰ فاﺿالﹰ‬ ‫قالوا بﺄنﻚ في النعيم مؤكد‬ ‫ﹶمن يﹸتﻘن اإلخالﺹ يﺨشاﻩ الورﻯ‬ ‫وكﺄنﻪ بني األنام الفرقد‬ ‫ورحلت عنا والدموﻉ ﺳﺨ ﹼية‬ ‫تبكي مح ﹼياﻙ البﻬي تتنﻬﹼ د‬ ‫رحمات ربي كالسحاب عديدها‬ ‫املتﺠدد‬ ‫يطرا عليﻚ معينﻬا‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬ ‫ﺛم ألﻘﻰ األﺳتاذ نبيﻪ العياﺹ كلمة الرابطة‬ ‫ﹼ‬ ‫األدبية اإلﺟتماعية‪ ،‬وﳑا ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”نحمد اﷲ ع ﹼز ﹼ‬ ‫وﺟﻞ علﻰ نعمﻪ‪ ،‬وفي مﻘدمتﻬا‬ ‫نعمة الرﺿا والتسليم‪.‬‬ ‫نفتﻘد اليوم ﺷيﺨا ﹰ ﺟليالﹰ‪ ،‬عاﺵ في بلدتنا‪،‬‬ ‫فعرفناﻩ عن قرب‪ ،‬فكان مثالﹰ ومثاالﹰ‪ ،‬عبد خالﻘﻪ‬ ‫بصمت األتﻘياﺀ‪ ،‬فكان قدوة بسلوكﻪ الﻘوﱘ‪،‬‬ ‫فصفت ن ﹼيتﻪ‪ ،‬والنت كلمتﻪ‪.‬‬ ‫ﺳﺨي في عطائﻪ‪ ،‬كبير‬ ‫صادﻕ في صداقتﻪ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫في تواﺿعﻪ‪ ،‬ﺇتسﻊ قلبﻪ للكﻞ‪ ،‬فﺄح ﹼبﻪ واحترمﻪ‬ ‫اﳉميﻊ‪ ،‬لم نشﻬدﻩ يوما ﹰ غاﺿباﹰ‪ ،‬بﻞ محبا ﹰ راﺿيا ﹰ‬ ‫داعيا ﹰ الﻰ الوفاﻕ والتالقي والسالم‪ ،‬يلﻘانا بوﺟﻬﻪ‬

‫البشوﺵ‪ ،‬ويفارقنا بالكلمة الطيبة‪ ،‬يغمرنا‬ ‫لطفا ﹰ وحناناﹰ‪.‬‬ ‫وﺇذا ﺟالسناﻩ نشعر بدفﺀ اﳊديث ورياﺿة‬ ‫النفس‪ ،‬فنتمنﻰ لو عرفناﻩ من ذي قبﻞ ولم نﻀيﻊ‬ ‫تلﻚ الفترة من الزمن‪.‬‬ ‫في صدرﻩ الرحب يﻘطن التسامح‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﲡﺬر في‬ ‫تراب قريتﻪ قانعا ﹰ بالرﺯﻕ اﳊالل‪ ،‬فما عرفناﻩ لﻬث‬ ‫وراﺀ مال‪ ،‬وال اﺳتﻬوتﻪ صﻬوة اﳉاﻩ‪ ،‬وعندما انتﻘﻰ‬ ‫الﻘدر الشيﺦ أبا رﺿوان وأمثالﻪ ﳑن رحلوا‪ ،‬بتنا‬ ‫نشعر بغربة‪ ،‬ونتﻬ ﹼيب ﳑا يﺨفيﻪ الزمن“‪.‬‬ ‫وختم العياﺹ كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬ﺳتبﻘﻰ في‬ ‫ذاكرتنا يا ﺷيﺨنا اﳉليﻞ‪ ،‬ﺳيرة مؤنسة ودافئة‬ ‫في صﻘيﻊ هﺬﻩ اﳊياة‪ ،‬وكلما اهت ﹼز ﺳ ﹼلم الﻘيم‬ ‫األخالقية واإلنسانية‪ ،‬نعود ﺇليﻚ فنشحﺬ الﻬمم‬ ‫متﻘدما ﹰ من‬ ‫ﺳ ﹶير الصاﳊني أمثالﻚ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫مستعيدين ﹺ‬ ‫أﺳرة الفﻘيد ومن كﻞ األهﻞ واألقارب بالتعاﺯي‬ ‫يتغمد الراحﻞ بواﺳﻊ‬ ‫الﻘلبية‪ ،‬راﺟيا ﹰ اﷲ أن‬ ‫ﹼ‬ ‫رحمتﻪ‪ ،‬وللحﻀور العمر املديد“‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﻴﺪ ﻓﺎﻳﺰ ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ﺛم كان كلمة للشيﺦ ﺳعيد فايز أبوذياب ﺟاﺀ‬ ‫ﹼ‬ ‫فيﻬا‪:‬‬ ‫أقف أمامكم اليوم ألو ﹼدﻉ ﺷيﺨا ﹰ ﺟليالﹰ كبيرا ﹰ‬ ‫في تواﺿعﻪ بليغا ﹰ في صحتﻪ‪ ،‬ﺟميﻞ في ﺳمتﻪ‪،‬‬ ‫ال يتك ﹼلم بغيبة وال يفرﺡ ألحد ﲟصيبة‪ ،‬كان رﺅوفا ﹰ‬ ‫عطوفا ﹰ مراقبا ﹰ لنفسﻪ مﻬﺬبا ﹰ ألخالقﻪ مستشعرا ﹰ‬ ‫ﳋالﻘﻪ‪ ،‬مﻘتفيا ﹰ آﺛار السلف الصالح من مشايﺨنا‪،‬‬ ‫كان مواﻇبا ﹰ علﻰ دينﻪ‪ ،‬صادﻕ اللسان‪ ،‬لني اﳉنان‪،‬‬ ‫رﺅوفاﹰ‪ ،‬عطوفاﹰ‪ ،‬غيوراﹰ‪ ،‬متسامحاﹰ‪ ،‬كرﱘ النفس‪،‬‬ ‫تع ﹼلمت منﻪ الكثير‪ ،‬تع ﹼلمت الصبر واإلحتمال‪،‬‬ ‫وفاتني أكثر ﳑا نالني‪.‬‬ ‫لم أرﻩ غاﺿبا ﹰ أو منزعﺠاﹰ‪ ،‬فسﺄلتﻪ‪ ،‬علمني يا‬ ‫عمي كيف وصلت الﻰ ما أنت عليﻪ من ترويﺾ‬ ‫النفس والصبر والرﺿﻰ؟‬ ‫فﺄﺟابني ببساﻃة‪ :‬قال اﷲ تعالﻰ في كتابﻪ‬ ‫العزيز‪ ،‬ﺇن الدنيا عندي ال تساوي ﺟناﺡ بعوﺿة‪،‬‬ ‫فﻬﻞ من العﻘﻞ أن يغﻀب اإلنسان من أﺟﻞ ﺟناﺡ‬ ‫بعوﺿة؟‬ ‫هﺬا غيﺾ من فيﺾ ﳑا كان يتح ﹼلﻰ بﻪ فﻘيدنا‬ ‫املرحوم الشيﺦ أبورﺿوان‪ ،‬حيث كان منسﺠما ﹰ‬ ‫مﻊ قناعاتﻪ مراقبا ﹰ لنفسﻪ‪ ،‬محبا ﹰ لدينﻪ وأهلﻪ‬

‫‪21‬‬

‫حشد من املشايﺦ املشيعني‬

‫ووﻃنﻪ‪.‬‬ ‫رحم اﷲ ﺷيﺨنا وفﻘيدنا الشيﺦ أبورﺿوان‬ ‫وأﺳكنﻪ فسيح ﺟناتﻪ“‪.‬‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻏﺴﺎﻥ ﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ﺛم ألﻘﻰ الدكتور الشيﺦ غسان بوذياب كلمة‬ ‫ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”هوذا املوت‪ ،‬هادم اللﺬات‪ ،‬ومفرﻕ اﳉماعات‪،‬‬ ‫اﳊكم الﻘﻀاﺀ‪ ،‬الﺬي يدرﻙ البشر أينما كانوا‪ ،‬ولو‬ ‫في بروﺝ مشيدة‪ ،‬أو في أعماﻕ األرﺽ‪ .‬فسبحان‬ ‫من قﻬر عبادﻩ باملوت‪.‬‬ ‫أيﻬا اإلخوة املشيعون األفاﺿﻞ‪ ،‬اﳊمد ﷲ الﺬي‬ ‫من علينا بﻬدﻯ اإلﺳالم واإلﳝان والتوحيد‪ ،‬وتفﻀﻞ‬ ‫علﻰ عبادﻩ بواﺿح اﳊق وبرهان التﺄييد‪ ،‬اﳊمد ﷲ‬ ‫الﺬي هدانا وعلمنا بﺄنبيائﻪ ورﺳلﻪ ما لم نعلم‪،‬‬ ‫وتفﻀﻞ علينا وأكرم وأنعم‪ ،‬فﺄدلنا وأرﺷدنا ﺇلﻰ‬ ‫األفﻀﻞ األرﺷد األقوم‪.‬‬ ‫قال ﺟدنا محمد خاﰎ النبيني وﺳيد املرﺳلني‬ ‫عن ربﻪ تعالﻰ وتﻘدﺱ ﺇن املوت حق‪ ،‬واﳉنة حق‪،‬‬ ‫والنار حق‪ ،‬وقال صلوات اﷲ عليﻪ ملا ﺳئﻞ يا‬ ‫رﺳول ﱠ‬ ‫اﷲ‪ ،‬أ ﹶ ﹼي املؤمنني أفﻀﻞ؟ ﹶقال‪ :‬أحسنﻬم‬ ‫ﹶ‬ ‫س؟ قال‪ :‬أكثرهم‬ ‫خﹸ لﻘﹰا‪ ،‬قال‪ :‬فﺄ ﱡي املؤمنني أ ﹾك ﹶي ﹸ‬ ‫للموت ذكرﹰا‪ ،‬وأ ﹶ‬ ‫حسنﻬم ملا بعدﻩ اﺳتعدادﹰا‪ ،‬أولئﻚ‬ ‫ﹾ‬ ‫األكياﺱ‪.‬‬ ‫وﺳمﻊ يﻘول ﺇنﻪ ما من يوم ينشق فﺠر ﺇال‬ ‫وينادي منادﹴ‪ :‬يا بن آدم‪ ،‬أنا خلق ﺟديد‪ ،‬وعلﻰ عملﻚ‬ ‫ﺷﻬيد‪ ،‬فتزود مني‪ ،‬فﺈني ال أعود ﺇلﻰ يوم الﻘيامة‪.‬‬ ‫فﻘيدنا الغالي‪ ،‬أيﻬا األفاﺿﻞ‪ ،‬ﺳمﻊ فوعﻰ‪،‬‬ ‫واهتدﻯ فارعوﻯ‪ ،‬وآﺛر اﺳتبدال الفاني بالباقي‪،‬‬ ‫فما حاد وال غوﻯ‪.‬‬ ‫كان ﺷيﺨا ﹰ ورعا ﹰ تﻘياﹰ‪ ،‬وندبا ﹰ هماما ﹰ نﻘياﹰ‪ ،‬كان‬ ‫حسن اﳋلق‪ ،‬ﻃيب املزايا والصفات‪ ،‬رقيق املعاني‬ ‫واأللفاﻅ‪ ،‬مﻬﺬب األخالﻕ‪ ،‬مطيعا ﹰ للﺨالﻕ‪ .‬لم‬ ‫يشدهﻪ ما يطيب البﻘية‪ ،‬ولم تغرﻩ الزخارف‬ ‫البراقة‪ ،‬بﻞ عاﺵ في حالﻪ حاالت النسﻚ‬ ‫والتصوف‪ ،‬كما يعيﺶ األعراف‪ ،‬الﺬين وصف حال‬ ‫أحدهم أهﻞ العرفان بالﻘول ﺇن عالمة العارف‬ ‫باﷲ كائن بائن‪ ،‬كائن مﻊ الناﺱ‪ ،‬بائن عنﻬم‬ ‫في السر‪ ،‬يؤاكلﻚ ويشاربﻚ وﳝاﺯحﻚ وقلبﻪ في‬ ‫ملكوت الﻘدﺱ‪.‬‬ ‫هو ذا حال الشيﺦ أبو رﺿوان‪ ،‬ﺷيﺦ عاقﻞ‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫ﺟويد‪ ،‬صال في ربوﻉ التوحيد وﺟال‪ ،‬فكان رﺟالﹰ‬ ‫من الرﺟال الرﺟال‪ ،‬تواﺯنت في ﻃبعﻪ برودة اﳊلم‬ ‫والﻘوة الغﻀبية‪ ،‬فﺄﺛمرت ﺷﺠاعة وموقفا ﹰ وهم ﹰة‬ ‫وﺇقداماﹰ‪ .‬كان محبا ﹰ محبوباﹰ‪ ،‬ﺇذا م ﹼر‪ ،‬كان مرورﻩ‬ ‫لطيفاﹰ‪ ،‬وﺇذا ﺟلس‪ ،‬ﺟلس صامتا ﹰ متفكراﹰ‪ ،‬ال يثﻘﻞ‬ ‫علﻰ ﺳامعيﻪ بكثرة الكالم‪ ،‬وال علﻰ ﺟيرانﻪ‬ ‫وأهلﻪ باﳉدال واﳋصام‪.‬‬ ‫تفتﻘد اﳊدائق الرياﺽ الغناﺀ ﺯهورا ﹰ ﺷﺬية‬ ‫كﺄمثالﻚ أيﻬا الشيﺦ الراحﻞ‪ ،‬كنت كما بلدة‬ ‫والتعدد والغير ﹼية وقبول‬ ‫اﳉاهلية‪ ،‬مثاال ﹰ في التنوﻉ‬ ‫ﹼ‬ ‫اﻵخر كما هو‪ ،‬مﻊ رحيلﻚ ورحيﻞ أمثالﻚ‪ ،‬تﺨسر‬ ‫الﻬيئة الروحية العليا في ﻃائفة املسلمني‬ ‫املوحدين الدروﺯ رﺟاال ﹰ صدقوا وما بدلوا تبديالﹰ‪،‬‬ ‫كﺬلﻚ ﺳتفتﻘد مساﺟد الرحمن ومﺠالس الﺬكر‬ ‫وخلوات النسﻚ حﻀورﻙ اﳉميﻞ‪ ،‬وعزاﺅنا أن ذكر‬ ‫أمثالﻚ يبﻘﻰ مستمراﹰ‪ ،‬نﻬﺠا ﹰ مﻀيئاﹰ‪ ،‬لنﻘتبس‪،‬‬ ‫ونﻘتدي‪ ،‬وآخر دعوانا أن نطلب الرحمة والرﺿوان‬ ‫لنا ولﻚ من العلي الﻘدير‪ ،‬والصبر والسلوان‬ ‫ألﺳرتﻚ ومحبيﻚ‪ ،‬واﳊمد ﷲ رب العاملني‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫كما رﺛﻰ الشيﺦ أبو علي ﺳليمان بوذياب‬ ‫عدد فيﻬا مزايا الراحﻞ فﻘال‪:‬‬ ‫الراحﻞ ﲟرﺛاة ﹼ‬ ‫خليﻞ صالح حسن اﳋالل‬ ‫وفي مﺨلﺺ صافي اﳋصال‬ ‫ﹼ‬ ‫السﺠايا‬ ‫ﺟليس مؤنس حلو ﹼ‬ ‫رقيق الﻘلب مﺄنوﺱ املﻘال‬ ‫تﻘي‬ ‫أمني صادﻕ ﺷﻬم ﹼ‬ ‫كرﱘ اﳋﹸلق ﳑدوﺡ الفعال‬ ‫ندب فﻀيﻞ‬ ‫رﺿي صابر ﹲ‬ ‫ﹼ‬ ‫غيور ال ﹼ‬ ‫تكﻞ عن النﹼوال‬ ‫ﺷريف الﺬات محمود املزايا‬ ‫صفاتﻚ حسنﻬا حسن وغال‬ ‫صحيح‬ ‫قلب‬ ‫ﻃلبت ﹼ‬ ‫الدين عن ﹴ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﹸﻘت الﻰ السعادة واملعالي‬ ‫وت ﹶ‬ ‫محب‬ ‫راﺝ‬ ‫ﱟ‬ ‫رﺟوت اﷲ من ﹴ‬ ‫مطيعا ﹰ للمﻘدﺱ ذي اﳉالل‬ ‫ولي عﻬد‬ ‫حفﻈت األهﻞ حفﻆ ﹼ‬ ‫مﺠدا ﹰ في ﺟنﻰ الرﺯﻕ اﳊالل‬ ‫ﹼ‬ ‫رب العرﺵ لزما ﹰ‬ ‫لزمت كتاب ﹼ‬ ‫ﺷغوف الفكر باﳊكم ا ﹼلﻶلي‬ ‫مبدﻉ األكوان ع ﹼز‬ ‫فطاعة‬ ‫ﹺ‬ ‫يراﻩ ﹶمن رﺟا مولﻰ املوالي‬ ‫أن ﹶ ﹾبت ﺇليﻪ مبتﻬالﹰ فﻘيرا ﹰ‬ ‫صحيح الﻘصد من غير اعتالل‬ ‫ورﹸمت رﺿاﻩ روما ﹰ مستمرا ﹰ‬ ‫ودﹸمت علﻰ الوالﺀ واإلبتﻬال‬ ‫وأ ﹼديت الفروﺽ أداﺀ ح ﱟق‬ ‫عال‬ ‫األﺳرار‬ ‫عالم‬ ‫لرب‬ ‫ﱟ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﹶ‬ ‫وﺳامل ﹶت األباعد واألداني‬ ‫بﻘلب من ﻇالم اﳊﻘد خال‬ ‫ﹴ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫مح ﹼبا ﹰ فاﺿالﹰ ﺷيﺨا ﹰ عطوفا ﹰ‬ ‫ﺳليما ﹰ ﻃاب كاملاﺀ الزﹼالل‬ ‫أخﺬت مكارم األخالﻕ نﻬﺠا ﹰ‬ ‫يؤول الﻰ السالمة والكمال‬ ‫ﺟعلت مح ﹼبة الﻬادي ﺳبيالﹰ‬ ‫الﻰ ﹸحسن العواقب واملﺂل‬ ‫رﺿيت ﲟا أراد اﷲ ﹸحكما ﹰ‬ ‫بصبرواحتمال‬ ‫ﺟزﻉ‬ ‫بال‬ ‫ﹴ‬ ‫ﹴ‬ ‫وكلت الﻰ املﹸﻬﹶ ﹾيمن ﹼ‬ ‫أمر‬ ‫كﻞ ﹴ‬ ‫ارتﻀاﺀ واتﹼكال‬ ‫حسن‬ ‫علﻰ‬ ‫ﹴ‬ ‫فﺨصﻚ بالرﺿﻰ باري البرايا‬ ‫ﹼ‬ ‫وأوالﻙ العطاﺀ علﻰ التوالي‬ ‫وكنت أﹸنسا ﹰ‬ ‫رحلت عن الديار‬ ‫ﹶ‬ ‫ﹶ‬ ‫بطعم بالوال والﺬكر حال‬ ‫ﹴ‬ ‫وكنت مفﻀاال ﹰ وف ﹼيا ﹰ‬ ‫وغبت‬ ‫ﹶ‬ ‫ﹶ‬ ‫تتوﻕ الﻰ الوفا في كﻞ حال‬ ‫علﻰ العينني أمر اﷲ يعلو‬ ‫للعلي مﻊ السؤال‬ ‫ونﺨﻀﻊ‬ ‫ﹼ‬ ‫ونسﺄلﻪ الرﺿﻰ عنﹼا دواما ﹰ‬ ‫وﺳكنﻰ دارﻩ ال ﹼرحب اﺠﻤﻟال‬ ‫ﹸ‬ ‫ورحمة ب ﹼرﻩ األبدي تترﻯ‬ ‫وانفصال‬ ‫انﻘطاﻉ‬ ‫بال‬ ‫عليﻚ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹴ‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫ﺛم كان كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫الوﺯير وئام وهاب ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫” اﳊمدﷲ رب العاملني‪ ،‬والصالة علﻰ ﺳيدنا‬ ‫ونبينا‪ ،‬صاحب الزمان‪ ،‬وعلﻰ أخوتﻪ األﺷراف‬ ‫الطاهرين‪ ،‬وآلﻪ وصحبﻪ العاملني يوم الدين‪“...‬‬ ‫السادة املشايﺦ األﺟالﺀ‪ ،‬املشيعون األفاﺿﻞ‪،‬‬ ‫للسر الساكن‬ ‫أهلنا األعزاﺀ‪ :‬حاولنا مرارا ﹰ أن نتع ﹼرف ﹼ‬ ‫في أعماﻕ ﺷيﺨنا املرحوم أبا رﺿوان مﻬنا أبودياب‬ ‫رحمات اﷲ عليﻪ‪...‬‬ ‫فكنا كلما ﺇقتربنا منﻪ‪ ،‬ﺇﺯددنا ﺷغفا ﹰ ملعرفة‬ ‫ذلﻚ اﳉوهر‪ ،‬الﺬي انكشف علﻰ قسمات وﺟﻬﻪ‪،‬‬ ‫نورا ﹰ يﻀيﺀ الطريق للﺨالﺹ والﻬداية والتﻘوﻯ‬ ‫واإللتزام‪...‬‬ ‫فمنﺬ البدايات‪ ،‬ﺳمعنا من رعيلﻪ وأترابﻪ وكﻞ‬ ‫من عرفﻪ‪ ،‬ذات الصفات اﳊميدة‪ ،‬واﳋﹸلق اﳊسن‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫ونﻈافة الكف‪ ،‬وﺇباﺀ النفس‪ ،‬والغيرة علﻰ عيالﻪ‬ ‫ومﺠتمعﻪ وأبناﺀ عشيرتﻪ‪...‬‬ ‫ونحن ما عرفناﻩ أيﻀاﹰ‪ ،‬ﺇال ركنا ﹰ توحيدياﹰ‪،‬‬ ‫وعﻘالﹰ مدركا ﹰ واعيا ﹰ ﺇﺟتماعياﹰ‪ ،‬ومسلكا ﹰ وصراﻃا ﹰ‬ ‫وصدقا ﹰ ﺇنسانياﹰ‪ ،‬محبا ﹰ لﻺخوان‪ ،‬يﻘول اﳊق وينطق‬ ‫بﻪ بالﻘلب واللسان‪ ،‬ﺟامعا ﹰ للشمﻞ فوﻕ كﻞ‬ ‫اﳊسابات‪ ،‬ﺇنﻪ ﺳنبلة الﻘمح املمتلئة غالالﹰ‪،‬‬ ‫ينحني ﺇحتسابا ﹰ ملن تنحني لﻪ الﻬامات واألرﺽ‬ ‫والبحار واﳉبال‪...‬‬ ‫دائما ﹰ كان في ﺇنحنائﻪ يالمس التراب‪ ،‬يعبث بﻪ‬ ‫ويﻘ ﹼلبﻪ ويزرعﻪ ويسﻘيﻪ‪ ،‬ويﻘتات ﳑا ﺟنت يداﻩ‪،‬‬ ‫بعرﻕ اﳉبني‪ ،‬وذكر اﷲ ﺳبحانﻪ وتعالﻰ لﻪ اﳊمد‬ ‫والشكر وال معبود ﺳواﻩ‪...‬‬ ‫تعامﻞ مﻊ اﳊﺠر‪ ،‬فكانت يداﻩ تبني‪ ،‬وتﹸرﺳي‬ ‫دعائم الوحدة‪ ،‬واﶈبة‪ ،‬والعطاﺀ والسالم‪...‬‬ ‫وتعامﻞ مﻊ الناﺱ فكانت ﺷﻬادتﻬم ﳑﻬورة‬ ‫بالثﻘة ملا يحمﻞ في ذاتﻪ من أواصر األلفة والدعاﺀ‪،‬‬ ‫ملالقاة يوم اﻵخرة‪ ،‬واملثول أمام اﳊق الﺬي وحدﻩ‬ ‫يﻀﻊ امليزان‪ ،‬ويﻀﻊ عالمات اإلمتحان‪“...‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬عرفناﻙ يا ﺷيﺨنا ربا ﹰ لعائلة‬ ‫كرﳝة‪ ،‬حنوناﹰ‪ ،‬عطوفاﹰ‪ ،‬وهبتﻬم ما ملكت‬ ‫يداﻙ‪ ،‬وأﺟمﻞ ما أعطيتﻬم لﻘمة العيﺶ‬ ‫اﳊالل‪ ،‬املﻀمﺨة بعرﻕ ﺟبينﻚ‪ ،‬وتعب األيام‪،‬‬ ‫ومصاعب اﳊياة‪...‬‬ ‫تﺬهب‪ ،‬وتترﻙ في قلوبنا غصة‪ ،‬وفي عيوننا‬ ‫دمعة وفاﺀ‪ ،‬كيف ال‪ ،‬وقد تعلمنا منﻚ الكثير وما‬ ‫كنت يوماﹰ‪ ،‬ﺇال مرﺷد‪ ،‬ودليﻞ‪ ،‬وفاعﻞ للﺨير علﻰ‬ ‫الدوام‪“...‬‬ ‫وختم وهاب كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬ﺳنبﻘﻰ نلﻘاﻙ‬ ‫كلما أخﺬنا اﳊنني والشوﻕ ﺇلﻰ عاملﻚ في رحاب‬ ‫اإلﳝان‪ ،‬وكلما ذكرناﻙ في نكران الﺬات‪ ،‬والطاعة‬ ‫والتسليم لرب العباد‪...‬‬ ‫ﺳنبﻘﻰ نراﻙ كلما رأينا أحدا ﹰ من عائلتﻚ الكرﳝة‪ ،‬وﺳوف‬ ‫نعرف عنﻚ‪ ،‬أكثر بعد رحيلﻚ‪ ،‬ﳑﹶن صاهرتﻪ وﺟاورتﻪ ومشيت‬ ‫دربﻪ‪ ،‬ﺷيﺨنا اﳉليﻞ أبو علي ﺳليمان أﻃال املولﻰ بﻘاﻩ‪...‬‬ ‫اﳉاهلية يا ﺷيﺨنا‪ ،‬ﺳتبﻘﻰ علﻰ خطاﻙ‪ ،‬قلعة لﻺﳝان‪،‬‬ ‫وموئالﹰ لﻸهﻞ واﳋالن واألخوان‪،‬‬ ‫ﺳﺄذكرﻙ أباﹰ روحياﹰ لي‪ ،‬رافﻘتني بﺈﺳتمرار بالدعاﺀ واﶈبة‪،‬‬ ‫لﻚ الرحمة‪ ،‬ولﺬويﻚ ولكﻞ من ﺷاركنا في هﺬا اليوم‬ ‫األﺟر العﻈيم“‪.‬‬


‫مﺄتم ﺷعبي مهيﺐ وﺣشد من المشايﺦ وبحضور الوﺯيرين وهاب والعريضي‬ ‫في ِ‬ ‫بيصور و ّدعﺖ ﺇبنها البار المر ّبي عاﺻم العريضي‬ ‫وﺳﻂ أﺟواﺀ من اﳊزن و ﹼدعت بلدة بيصور في‬ ‫مﺄﺛم حاﺷد ومﻬيب ﺇبنﻬا البار املربي عاصم‬ ‫عبد اﷲ العريﻀي )أبو ﺟالل( عن عمر ناهز الـ‬ ‫‪ 55‬عاماﹰ‪ ،‬بحﻀور رئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫الوﺯير وئام وهاب ونائبﻪ األﺳتاذ ﺳليمان الصايﻎ‬ ‫والوﺯير غاﺯي العريﻀي وﳑثﻞ التيار الوﻃني اﳊر‬ ‫الدكتور بسام الﻬاﺷم‪ ،‬وﳑثﻞ ”حزب اﷲ“ اﳊﺞ‬ ‫بالل داغر‪ ،‬وﳑثﻞ األمير ﻃالل ﺇرﺳالن الشيﺦ‬ ‫عماد العماد‪ ،‬ووفود من اﳊزب السوري الﻘومي‬ ‫اإلﺟتماعي واﳊزب التﻘدمي اإلﺷتراكي‬ ‫وحركة أمﻞ ورﺅﺳاﺀ بلديات اﳉبﻞ واﺨﻤﻟاتير‬ ‫ورﺅﺳاﺀ األندية واﳉمعيات األهلية وتيار اﺠﻤﻟتمﻊ‬ ‫املدني‪ ،‬وﳑثلي وﺯارة التربية والدائرة الرياﺿية‬ ‫والفنانني فﻬد العبداﷲ ونعمة بدوي عفيف‬ ‫ﺷيا وفﻬمي أبوفراﺝ‪ ،‬وحشد كبير من رﺟال‬ ‫الدين والشﺨصيات والفاعليات السياﺳية‬ ‫واالﺟتماعية والتعليمية وأهالي البلدة واﳉوار‪.‬‬ ‫وألﻘيت خالل املﺄﰎ كلمات ن ﹼوهت بالفﻘيد‬ ‫وبدورﻩ التربوي املم ﹼيز الﻰ ﺟانب مشاركتﻪ‬ ‫الفعالة بكافة النشاﻃات الثﻘافية والتربوية‬ ‫ﹼ‬ ‫والرياﺿية واالﺟتماعية‪ ،‬فكانت كلمات باﺳم‬ ‫الرابطة الثﻘافية وﺛانوية بيصور وﺛانوية األرﺯ‬ ‫ألﻘاها كﻞ من األﺳتاذ راﺟح مالعب واألﺳتاذ‬ ‫أمني العريﻀي واألﺳتاذ غاﺯي مطاوﻉ‪ ،‬كما ألﻘﻰ‬ ‫كﻞ من الشيﺦ صالﺡ مالعب واألﺳتاذ حاﰎ‬ ‫مالعب واألﺳتاذ ﺟﻬاد الشوفي قصائد تﺄبينية‪،‬‬ ‫وألﻘﻰ رئيس بلدية بيصور كلمة أهالي البلدة‪.‬‬ ‫ﺛم ألﻘﻰ ﺷﻘيق الفﻘيد‪ ،‬رئيس مﺠلس‬ ‫ﹼ‬ ‫األمناﺀ في حزب التوحيد العربي‪ ،‬الرفيق‬ ‫عصمت العريﻀي‬ ‫كلمة عائلة الفﻘيد‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫” ﹶمن قال التعيس ﹶمن ليس لﻪ صديق واألتعس‬ ‫ﹶمن كان لﻪ صديق وخسرﻩ“‪.‬‬ ‫”عاصم‪ ،‬أخي‪ ،‬لكنﻪ صديق ورفيق‪ ،‬وحبيب‪،‬‬ ‫الﺬي رفﻊ رأﺳنا ﺟميعا ﹰ في السلم واﳊرب وفي‬ ‫اﳊياة اإلﺟتماعية وفي التﻘدﳝات والتﻀحيات‬ ‫وفي ﺇدائﻪ للواﺟب حيث يدعوﻩ أن يكون‪.‬‬ ‫عاصم أﳒب ﺟالل وميسم وﺳناﺀ‪ ،‬لكنﻪ كان‬ ‫والدا ﹰ لفراﺱ‪ ،‬لراﺟي‪ ،‬لغيث‪ ،‬ملكرم‪ ،‬لسماﺡ‪،‬‬ ‫لفادي ﳋلدون‪ ،‬كان أبا ﹰ لﻬم ﺟميعاﹰ‪ ،‬وكانت دارﻩ‬ ‫ومنزلﻪ موئال ﹰ ألفراحﻬم وﺳﻬراتﻬم ولياليﻬم‬ ‫ومحبتﻬم وعشﻘﻬم لبعﻀﻬم البعﺾ‪.‬‬ ‫عاصم‪ ،‬كانت بيصور همﻪ‪ ،‬وغاية رﺳالتﻪ في‬ ‫اﳊياة التي أمﻀاها‪ ،‬و ﹶمن لم يصدقني فليصمت‪،‬‬ ‫و ﹶمن ﺳبﻘني في الكالم اﺳتطال واﺳتطاب‪،‬‬ ‫أما أنا فال ﳝكنني أن أقول أكثر ﳑا قلت ﺇال ﲟا‬ ‫رأيتﻪ منﻪ خالل السنتني األخيرتني من عمرﻩ‪،‬‬ ‫كان دائما ﹰ يحﺬرني‪ ،‬وكان دائما ﹰ يدعوني للﺬهاب‬

‫من اليمني ﳑثﻞ التيار الوﻃني اﳊر بسام الﻬاﺷم‪ ،‬الوﺯير غاﺯي العريﻀي‪ ،‬وهاب‪ ،‬اﳊاﺝ داغر‪ ،‬الشيﺦ عماد العماد‪ ،‬الصايﻎ‬

‫من اليسار وهاب وحشد من املشايﺦ املشيعني‬

‫معﻪ الﻰ تلة الرادار ملشاهدة ﺷروﻕ الشمس‬ ‫علﻰ بيصور‪ ،‬كما كان يدعوني ألصطحابﻪ الﻰ‬ ‫ليالي العيد في ليالي ”العشور“ وللﺬهاب الﻰ‬ ‫ﺳاحة البلدة أيام األعياد حيث يﺠتمﻊ األهالي‬ ‫يعايدون ويحبون بعﻀﻬم البعﺾ‪.‬‬ ‫عاصم ﺇنني أكبرﻩ بسنتني ولكنﻪ بعﻘلﻪ‬ ‫وروحﻪ ومحبتﻪ وﻃﻬارتﻪ ونﻘاوتﻪ وصفاﺀ نيتﻪ‬ ‫أكبر مني بكثير كثير‪...‬‬ ‫عاصم أيﻬا املؤمن‪ ،‬عاصم يا ﹶمن ناديت اﳋالق‬ ‫العﻈيم لﻺقتراب منﻪ‪...‬‬ ‫عاصم‪ ،‬يا ﹶمن ذهبت الﻰ املشايﺦ األتﻘياﺀ‬ ‫األﺟالﺀ‪ ،‬يا ﹶمن أمﻀيت أﺷﻬرﻙ األخيرة تتتلمﺬ‬ ‫علﻰ أيديﻬم‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام توﺟﻪ العريﻀي بالشكر الﻰ‬ ‫اﳉمﻊ الكرﱘ ملواﺳاتﻪ وعائلتﻪ في مصابﻬم‬ ‫األليم‪.‬‬ ‫وبعد الصالة عن روﺡ الفﻘيد ووري ﺟثمانﻪ‬ ‫الثرﻯ في مدافن العائلة في بيصور‪.‬‬ ‫وتﻘبلت العائلة التعاﺯي علﻰ مدﻯ ﺛالﺛة‬ ‫أيام تﻘدم خاللﻬا بالعزاﺀ كﻞ من ﺷيﺨي عﻘﻞ‬ ‫الطائفة نعيم حسن وناصر الدين الغريب‬

‫‪2٣‬‬

‫والوﺯير أكرم ﺷﻬيب والوﺯير محمود عبد اﳋالق‬ ‫والنائب اﳊاﺝ علي عمار ومستشار الوﺯير ﺟبران‬ ‫باﺳيﻞ ﺳيزار أبي خليﻞ‪ ،‬وﳑثﻞ النائب هنري حلو‬ ‫ﺟورﺝ صليبي وكﻞ من اللواﺀ ﺳمير الﻘاﺿي‬ ‫والعميد أنور يحي والعميد توفيق أبو ﺇبراهيم‬ ‫وقاﺿي املﺬهب نزيﻪ أبو ابراهيم والنائب السابق‬ ‫فيصﻞ الصايﻎ وقيادة اﳊزب الﻘومي في اﳉبﻞ‪،‬‬ ‫واﳊزب اإلﺷتراكي في منطﻘة عاليﻪ‪ ،‬ووفد‬ ‫لﻘاﺀ األحزاب والشﺨصيات اللبنانية ﺿم كﻞ‬ ‫من عﻀو املكتب السياﺳي لـ ”حزب اﷲ“ اﳊاﺝ‬ ‫علي ﺿاهر ومﻬدي مصطفﻰ وﺳمير ﺷركس‬ ‫وفادي اﳊسامي وخليﻞ ذيب ووفد من اﳊزب‬ ‫الدﳝﻘراﻃي اللبناني تﻘدمﻪ لواﺀ ﺟابر ووفود من‬ ‫ﺷركة تويوتا وبنﻚ لبنان واملﻬﺠر وبيروت والبالد‬ ‫العربية واملوارد‪.‬‬ ‫كﺬلﻚ حﻀرت السيدة لني وهاب والسيدة‬ ‫حياة النكدي واألﺳتاذ هادي وهاب واتصﻞ معزيا ﹰ‬ ‫العميد مصطفﻰ حمدان أمني ﺳر الﻬيئة‬ ‫الﻘيادية ‪ -‬املرابطون واألﺳتاذ توفيق مﻬنا نائب‬ ‫رئيس اﳊزب الﻘومي واألﺳتاذ فؤاد حسن وعدد‬ ‫كبير من قادة األﺟﻬزة العسكرية واألمنية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫بلدية الجاهلية والهيئات النساﺋية‬ ‫في البلدﺓ ﺃﺣيﺖ مناسبة عيد األﻡ‬ ‫بﺠو من األلفة واﶈبة والتعاون والوحدة‬ ‫أقامت بلدية اﳉاهلية والﻬيئات النسائية من‬ ‫كافة العائالت في اﳉاهلية ”صبحية“ ﲟناﺳبة‬ ‫عيد األم‪ ،‬في دار بلدة اﳉاهلية‪ ،‬ﲟشاركة وحﻀور‬ ‫عﻘيلة الوﺯير وئام وهاب السيدة لني وهاب‪ ،‬حﻀر‬ ‫اﳊفﻞ النائب األﺳﻘفي العام في اﳉبﻞ األب‬ ‫نعمان قزحيا‪ ،‬وراعي أبرﺷية الودايا ودير الﻘمر‬ ‫األب هشام الزعبي‪ ،‬ورئيس بلدية ﺳرﺟبال أنطوان‬ ‫بورﺟيلي ﳑثالﹰ باألﺳتاذ هاﺷم الﻬاﺷم‪ ،‬وأخويات‬ ‫بنويتي ووادي الدير ووادي بنحلي ووادي ديردوريت‬ ‫وﺳرﺟبال‪ ،‬ورئيس ﺟمعية ”واحة العطاﺀ“ الشيﺦ‬ ‫ﺳليمان عبداﳋالق ﳑثالﹰ بالسيدة روال أبوﺷﻘرا‬ ‫العياﺹ وأعﻀاﺀ اﳉمعية‪ ،‬ورئيس الرابطة‬ ‫األدبية اإلﺟتماعية اﳋيرية األﺳتاذ نبيﻪ العياﺹ‬ ‫وأعﻀاﺅها‪ ،‬وعدد من ﺳيدات كفرحيم واﳉاهلية‬ ‫والﻘرﻯ اﺠﻤﻟاورة‪.‬‬ ‫افتتح اﳊفﻞ بالنشيد الوﻃني‪ ،‬وتﺨللﻪ كلمات‬ ‫عدة اﺳتﻬلت بكلمة عريفة اﳊفﻞ منال أبوذياب‪،‬‬ ‫ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬

‫من اليمني السيدة لني وهاب ووالدتﻬا مشاركتان في اﳊفﻞ‬ ‫ﺟانب من اﳊﻀور‬

‫السيدة منال أبوذياب تلﻘي كلمتﻬا‬

‫”يا ﺳائلي عن ﹶمن تكون حبيبتي بني النساﺀ‪،‬‬ ‫ﹶمن غيرها يعطي وال يرﺟو ملا يعطي ﺟزاﺀ تلﻚ‬ ‫التي أوصﻰ بﻬا بكتابﻪ رب السماﺀ‪ ،‬أمي ﺛم أمي‬ ‫بوركت يا خير النساﺀ“‪.‬‬ ‫ﺛم أمي‪،‬‬ ‫ﹺ‬ ‫وتابعت‪” :‬أمي هي أول كلمة‪ ،‬تلفﻈﻬا ﺷفاﻩ‬ ‫ﻃفﻞ‪ ،‬ﺷفاﻩ مريﺾ‪ ،‬وكﺄن في تردادها ﺷفاﺀ‬ ‫تلﻘائي‪ ،‬فﻬي التي لم تستﺨدم في كلماتﻬا‬ ‫الشافية تﻘنيات حديثة بﻞ اﺳتﺨدمت عاﻃفتﻬا‬ ‫وحنانﻬا ورﺅيتﻬا لﻸمور‪ ،‬كي تبني فﻀاﺀ ومناخا ﹰ‬ ‫من اللحم اﳊي ال يك ﹼلف دماﺀ حني يﺨطو أبناﺅها‬ ‫فوﻕ بر الالأمان في بلد منﺬور للﺨراب الدائم“‪.‬‬ ‫وأﺿافت‪” :‬في ﺯمن تكريس اﳋطايا‪ ،‬تبﻘﻰ األم‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫األرفﻊ واألرقﻰ واألﻃﻬر علﻰ اإلﻃالﻕ‪ ،‬تعطي من‬ ‫اﳊرمان وﲢيا بﻘناعة اإلكتفاﺀ‪ ،‬فلﻬا في ﹼ‬ ‫كﻞ يوم‬ ‫ﹼ‬ ‫وكﻞ ﺷﻬر من السنة عيد“‪.‬‬ ‫وختمت كلمتﻬا بالﻘول‪” :‬تبﻘﻰ الكلمات‬ ‫لكثرة اﺳتﻬالكﻬا عاﺟزة عن نﻘﻞ ما يﺨالﺞ‬ ‫فﺄبﻘاكن اﷲ لنا ذخرا ﹰ‬ ‫خواﻃرها من مشاعر‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫بعمركن“‪.‬‬ ‫وأﻃال‬ ‫ﹼ‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬ ‫ﺛم كان قصيدة للشاعر محمد العياﺹ ﲢت‬ ‫ﹼ‬ ‫أنت“‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫أم‬ ‫”يا‬ ‫عنوان‬ ‫ﹺ‬

‫‪2٤‬‬

‫يﻚ‬ ‫يﻚ يا ﺯينة األكوان ل ﹼب ﹺ‬ ‫ل ﹼب ﹺ‬ ‫طفيﻚ‬ ‫ها قد أتينا الﻰ أحﻀان ﹺع‬ ‫ﹺ‬ ‫نرﺟو الطﻬارة من أفواﻩ أفئدة‬ ‫ﹶيﻚ‬ ‫والعني ترنو الﻰ دنيا حنان ﹺ‬ ‫ﺟئنا نﻘول‪ :‬صباﺡ اﳋير يا قمرا ﹰ‬ ‫والنور فيﻪ‪ ،‬ﹶملﹺن أكمام بﹸردي ﹾ ﹺﻚ‬ ‫مبارﻙ عيدﻙ الف ﹼواﺡ في ﹸق ﹺب ﹴﻞ‬ ‫يﻚ‬ ‫ﳝشي ﺷﺬاها علﻰ وردات ﹼ‬ ‫خد ﹺ‬ ‫ﺯهر ﲤاهﻰ في مكارمﻪ‬ ‫يا مرﺝ ﹴ‬ ‫ﹲ‬ ‫نحﻞ يحوم علﻰ فﻘران ﺯنديﻚ‬ ‫أنت الرحيق‪ ،‬ﹼ‬ ‫وكﻞ اﳋلق يرﺷفﻪ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﺛدييﻚ‬ ‫واﳋلق ما كان لوال ﺷﻬد‬ ‫ﹺ‬ ‫أنت الوﺟود‪ ،‬وما بانت كواكبﻪ‬ ‫ﹺ‬


‫خالل قﺺ ﺷريﻂ ﺇفتتاﺡ معمﻞ اﳋياﻃة في اﳉاهلية‬

‫األﺳتاذ محمد العياﺹ يلﻘي قصيدتﻪ‬

‫لو لم ﲡودي علﻰ الدنيا ﹼ‬ ‫يﻚ‬ ‫بكف ﹺ‬ ‫أنت الوئام‪ ،‬ولﻸرواﺡ منعشة‬ ‫ﹺ‬ ‫كت ﺟنبيﻚ‬ ‫ويﻘﻈة الفكر ﺇن ح ﹼر ﹺ‬ ‫أنت الربيﻊ بشمس اﳊب يدفئنا‬ ‫ﹺ‬ ‫لرﺟيلﻚ‬ ‫أرﺽ اﳉنائن قد أحنت‬ ‫ﹺ‬ ‫مدي حنانﻚ في أﻃالل أمتنا‬ ‫ﹼ‬ ‫لنعليﻚ‬ ‫ﺇن الطلول قد اﺷتاقت‬ ‫ﹺ‬ ‫ﺯيدي العﻘول بﺄنوارﹴ ومعرف ﹴة‬ ‫حواليﻚ‬ ‫كﺄبطال‬ ‫الرﺟال‬ ‫دعي‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺇن السيادة في أوﻃاننا غ ﹸربت‬ ‫مﺬ غاب عنﻬا رفيف من ﺟناحيﻚ‬ ‫مﺠتمﻊ‬ ‫لﻚ الﻘيادة في تطوير‬ ‫ﹴ‬ ‫يعلو رقيا ﹰ علﻰ أبراﺝ كتفيﻚ‬ ‫فﺄنت اللحن يطربنا‬ ‫فﺈن فرﹺحنا‪،‬‬ ‫ﹺ‬ ‫ﺟفنيﻚ‬ ‫وﺇن بصرنا فمن أرياف‬ ‫ﹺ‬ ‫أنت عيو ﹲن في محاﺟرنا‬ ‫يا أ ﹼم ﹺ‬ ‫عينيﻚ‬ ‫أغمﻀت‬ ‫يبكي الزمان ﺇذا‬ ‫ﹺ‬ ‫ﹺ‬

‫صورة تﺬكارية في معمﻞ اﳋياﻃة‬

‫ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ﺟانب من اﳊﻀور‬

‫السيدة ﺳحر أبو ذياب تلﻘي كلمتﻬا‬

‫ﺛم ألﻘت السيدة ﺳحر وهاب أبوذياب كلمة‬ ‫ﹼ‬ ‫من وحي املناﺳبة‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫فائﺾ وهبا‬ ‫ﺷكرا ﹰ لربي حنا ﹲن‬ ‫ﹲ‬ ‫لكي تربي البنني الطالﻊ األدبا‬

‫أحببت أمي وكانت لي رعايتﻬا‬ ‫خير العالﺝ ﺇذا قلبي ﺷكا النﹼصبا‬ ‫ﺇن ﺿاقت األرﺽ في عيني وما اتﹼسعت‬ ‫فﻘلبﻬا السمح رغم الﻀيق قد رحبا‬ ‫وبعد التحية قالت‪” :‬ولعلﻪ من حسن الصنيﻊ‬ ‫أن يتالﺯم عيد األم مﻊ مطلﻊ الربيﻊ‪ ،‬فكالهما‬ ‫ﳝ ﹼثﻞ رمزاﹰ‪ ،‬لتﺠدد اﳊياة‪ ،‬وإلنطالﻕ مواﺳم اﳋير‬ ‫والعطاﺀ‪ .‬فكما األﺯهار في اﳊﻘول ﲤنح أريﺠﻬا‬ ‫للعابرين من دون ﲤييز بني كائن وآخر‪ ،‬كﺬلﻚ تبﺬل‬ ‫األم ذاتﻬا علﻰ مﺬبح التﻀحية دون مﻘابﻞ‪.‬‬ ‫وﺇذا كانت األم تتبوأ هﺬﻩ املكانة السامية في‬ ‫الوﺟدان العام فﺈن مكانتﻬا في وﺟدان ﺟمعيتنا‬ ‫هي األﺳمﻰ‪ ،‬كيف ال وهي ﺇنسانة تزيﻞ الﻬموم‪،‬‬ ‫وتﻀيﺀ الطريق كالشمس ﺇذا فاقت من نومﻬا‪،‬‬

‫‪25‬‬

‫عم الﻈالم الﻬدﻯ‪.‬‬ ‫وﺇذا نامت ﹼ‬ ‫وفي تلﻚ املناﺳبة أعلنت أبوذياب ﺇفتتاﺡ‬ ‫مشغﻞ للﺨياﻃة لصبايا اﳉاهلية والﻘرﻯ‬ ‫اﺠﻤﻟاورة‪.‬‬ ‫قدمﻪ‬ ‫وهنا ﲡدر اإلﺷارة الﻰ أن مبنﻰ املشغﻞ ﹼ‬ ‫رئيس حزب التوحيد العربي الوﺯير وئام وهاب ملدة‬ ‫ﺛالﺙ ﺳنوات باإلﺿافة الﻰ مو ﹼلد كﻬربائي‪ ،‬كما‬ ‫أخﺬت ﺟمعية ”واحة العطاﺀ“ علﻰ عاتﻘﻬا تﺄمني‬ ‫مستلزمات املركز من ماكينات خياﻃة ولواﺯمﻬا‬ ‫بالتعاون والتنسيق مﻊ بلدية اﳉاهلية واﳉمعية‬ ‫النسائية اﳋيرية واﳉمعيات األهلية في البلدة‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫كما ﲡدر املالحﻈة الﻰ أن ريﻊ اﳊفﻞ عاد الﻰ‬ ‫تشغيﻞ املشغﻞ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫بلدﺓ سرﺟباﻝ‬ ‫ﺃﺣيﺖ مناسبة‬ ‫عيد األﻡ‬ ‫برعاية وﺣضور‬ ‫السيدﺓ لين وهاب‬ ‫برعاية وحﻀور السيدة لني وهاب علﻰ رأﺱ وفد‬ ‫من ﺳيدات بلدة اﳉاهلية‪ ،‬أحيت ﺟمعية ﺳيدات‬ ‫ﺳرﺟبال اﳋيرية‪ ،‬مناﺳبة عيد األم‪ ،‬فﺄقامت‬ ‫صبحية في صالون كنيسة مار أنطونيوﺱ في‬ ‫ﺳرﺟبال‪ ،‬حﻀرها عدد من الﻬيئات النسائية في‬ ‫البلدة واﳉوار‪.‬‬ ‫افتتحت املناﺳبة بالنشيد الوﻃني‪ ،‬ﺛم ألﻘﻰ‬ ‫األﺳتاذ ﺟوﺯف ﳒم كلمة من وحي املناﺳبة ﺟاﺀ‬ ‫فيﻬا‪:‬‬

‫ﺳيدات ﺟمعية ﺳيدات ﺳرﺟبال اﳋيرية يستﻘبلن السيدة وهاب والوفد املرافق لﻬا‬ ‫السيدة وهاب متوﺳطة اﳊﻀور‬

‫األﺳتاذ ﺟوﺯيف ﳒم يلﻘي كلمتﻪ‬

‫أمﻚ مرتني‪ :‬مرة ألنﻬا حملتﻚ في‬ ‫”يﻘال‪ :‬أكرم ﹼ‬ ‫بطنﻬا ‪ 9‬أﺷﻬر‪ ،‬ومرة أخرﻯ ألنﻬا ﺳﻬرت الليالي‬ ‫بﺠانبﻚ‪.‬‬ ‫وأقﻞ ما ﳝكن فعلﻪ‪ ،‬عرفانا ﹰ باﳉميﻞ هو تكرﱘ‬ ‫األم في عيدها‪ ،‬فﻬﺬا ال يفي أتعابﻬا وتفانيﻬا من‬ ‫أﺟﻞ أوالدها“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬ﺇن اﷲ أوصﻰ بالوصايا الـ ‪ 10‬بتكرﱘ‬ ‫األم حتﻰ أصبحت فرﺿاﹰ‪ ،‬وكﺬلﻚ السيد املسيح‪،‬‬ ‫أوصﻰ يوحنا اﳊبيب وهو علﻰ الصليب باإلهتمام‬ ‫بﺄمﻪ مشيرا ﹰ الﻰ مرﱘ‪.‬‬ ‫ﺇن األم الصاﳊة تعطي اﳊنان واإلهتمام‬ ‫ألوالدها‪ ،‬فال نريد أﺟياال ﹰ متماﺳكة بدون أم مﻬما‬ ‫اﺳتنﺠدنا بالبديﻞ أي ”املربية“‪ ،‬وهناﻙ أمثلة ال‬ ‫ﲢصﻰ عن الدور اإليﺠابي لﻸم مثﻞ‪:‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫أعطني أما ﹰ مثﻘفة أعطيﻚ أ ﹼﹰما صاﳊة‪.‬‬ ‫ﹶمن تﻬز السرير بيمينﻬا تﻬز العالم بيسارها‪.‬‬ ‫ولم‪..‬‬ ‫فتﹼﺶ عن األم ﹼ‬ ‫بعد كﻞ هﺬﻩ األمثلة وﺟب علينا اإلهتمام‬ ‫بتربية الفتاة وتثﻘيفﻬا وﺇعدادها كي تكون في‬ ‫املستﻘبﻞ أ ﹼﹰما صاﳊة‪ ،‬هﺬا ﺇذا ما كنا نصبو الﻰ‬ ‫مﺠتمﻊ ﺳليم ومعافﻰ‪.‬‬ ‫أما في ما يتع ﹼلق بﺈنتﻘاﺹ حﻘوﻕ املرأة في‬ ‫ﺷرقنا املريﺾ‪ ،‬الﺬي يئن من اﳉﻬﻞ‪ ،‬فامتثاال ﹰ‬ ‫باملﻘولة التي تﻘول بﺄن اﳊق يؤخﺬ وال يعطﻰ‪،‬‬ ‫فعلﻰ املرأة أال تستﺠدي حﻘوقﻬا من غيرها بﻞ‬ ‫أن تعمﻞ ﺟاهدة كي تﺄخﺬ حﻘوقﻬا بيدها وهﺬا‬ ‫ال يتحﻘق ﺇال بحﻀورها الفاعﻞ واملم ﹼيز من خالل‬ ‫املؤﺳسات اإلﺟتماعية واإلﳕائية والرعائية وحتﻰ‬

‫‪2٦‬‬

‫السياﺳية‪.‬‬ ‫وختم ﳒم كلمتﻪ موﺟﻬا ﹰ التحية الﻰ ﺟمعية‬ ‫ﺳيدات ﺳرﺟبال‪ ،‬رئيسة وأعﻀاﺀ‪ ،‬علﻰ اﳉﻬود‬ ‫التي تبﺬلﻬا في مﺠال تثﻘيف األم وفي مﺠاالت‬ ‫أخرﻯ وخاصة علﻰ دأبﻬم الدائم لتكرﱘ األمﻬات‬ ‫وﺯرﻉ البسمة والفرﺡ علﻰ وﺟوهﻬن“‪.‬‬ ‫ﺛم ألﻘﻰ الشاعر ﺟريس أبورﺟيلي )اﳊسون(‬ ‫قصيدة من وحي املناﺳبة‪ ،‬أﺷاد فيﻬا بعﻈمة‬ ‫األم وتفانيﻬا وتﻀحياتﻬا أمام أوالدها وعائلتﻬا‪.‬‬ ‫كما كان كلمة للسيدة لني وهاب أﺛنت خاللﻬا‬ ‫علﻰ دور األم املرادف للعطاﺀ والكرم الالمتناهي‪،‬‬ ‫الفت ﹰة الﻰ أنﻪ مﻬما قيﻞ من قصائد وكلمات ال‬ ‫ﳝكن وفاﺀ األم حﻘﻬا‪ ،‬مؤكدة علﻰ أهمية تثﻘيف‬ ‫املرأة ونيلﻬا ﳊﻘوقﻬا‪ ،‬وذلﻚ ال يتم ﺇال بالتشبث‬


‫السيدتان وهاب وﺳلفاني واألمﻬات املكرمات يﻘطعن قالب اﳊلوﻯ‬

‫رئيسة ﺟمعية ﺳيدات ﺳرﺟبال اﳋيرية ﺟوليا ﺳلفاني تلﻘي كلمتﻬا‬

‫بﺄرﺿنا واﳊفاﻅ علﻰ تكامﻞ العيﺶ املشترﻙ‬ ‫فيما بيننا“‪.‬‬ ‫هﺬا وك ﹼرمت السيدة وهاب كﻞ من األم نصرت‬ ‫أبوذياب وﳒيبة ﳒم‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام ﺷكرت رئيسة ﺟمعية ﺳيدات‬ ‫ﺳرﺟبال اﳋيرية السيدة ﺟوليا ﺳلفاني اﳊﻀور‪،‬‬ ‫ﺛم ﰎﹼ بعد ذلﻚ توﺯيﻊ الﻬدايا علﻰ الفائزين في‬ ‫ﹼ‬ ‫التنبوال‪.‬‬

‫السيدة وهاب خالل تكرﱘ األم نصرت أبوذياب واألم ﳒيبة ﳒم‬

‫مفوﺿية الهﻼلية تعيد ترميم نبﻊ »عين الضيعة«‬ ‫ﲟبادرة وتط ﹼوﻉ من مفوﺿية الﻬاللية في حزب‬ ‫التوحيد العربي‪ ،‬وفي ﺟ ﹼو من األلفة واﶈبة بني‬ ‫مﺨتلف أهالي البلدة‪ ،‬أعيد ترميم نبﻊ ”عني‬ ‫الﻀيعة“ الﻘدﱘ في بلدة الﻬاللية في املﱳ األعلﻰ‪،‬‬ ‫والتي تﹸعد من أهم املعالم التراﺛية في البلدة ﺇذ‬ ‫يعود ﺇنشاﺅها الﻰ حوالي ‪ 250‬ﺳنة‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد‬ ‫مفوﺽ املﱳ األوﺳﻂ الرفيق نعيم الدنف‪ ،‬بﺄن‬ ‫”تلﻚ العني هي وصية أﺟداد تناوبوا علﻰ حراﺳتﻬا‬ ‫باملناﺟﻞ واملعاول‪ ،‬وهي رمز الفرﺡ وﺳاحة العز‪،‬‬ ‫وملتﻘﻰ األهﻞ واألحبة واألصدقاﺀ‪ ،‬ﺇنطالقا ﹰ من‬ ‫ذلﻚ بادرت مفوﺿية الﻬاللية مشكورة إلﺯالة‬ ‫غبار األيام اﳉاﺛمة علﻰ أنفاﺱ نبعنا الﻘدﱘ والﺬي‬ ‫نريدﻩ ﺷامﺨا ﹰ كالبرﺝ ومبتسما ﹰ كالصباﺡ“‪.‬‬ ‫وختم‪” :‬ﺇنﻪ املكان الﺬي يﺠمعنا علﻰ مﺨتلف‬ ‫ألواننا السياﺳية لنتﺬ ﹼوﻕ منﻪ أﻃيب ماﺀ وهبنا‬ ‫ﺇياﻩ اﷲ ﺳبحانﻪ وتعالﻰ‪ ،‬الﺬي ﺟعﻞ من املاﺀ كﻞ‬ ‫ﺷيﺀ حي“‪.‬‬ ‫توﺟﻪ نﻘيب التعبئة في مفوﺿية املﱳ‬ ‫بدورﻩ ﹼ‬ ‫األوﺳﻂ الرفيق كرﱘ ﺯيتوني بالشكر لرفاقنا في‬ ‫مفوﺿية الﻬاللية الﺬين تطوعوا لترميم نبﻊ‬ ‫”عني الﻀيعة“ بعد أن ﻃمرﻩ اإلهمال‪ ،‬فالقﻰ‬ ‫النشاﻁ اﺳتحسان األهالي‪ ،‬آمالﹰ أن يكون هﺬا‬ ‫النشاﻁ بداية ورﺷة داخﻞ البلدة‪ ،‬ما ﳝ ﹼثﻞ ﳕوذﺟا ﹰ‬ ‫يﻘتدﻯ بﻪ في باقي الﻘرﻯ والبلدات اﺠﻤﻟاورة“‪.‬‬

‫توﺟﻪ ﺯيتوني بالشكر لرئيس حزب‬ ‫وفي اﳋتام‪ ،‬ﹼ‬ ‫التوحيد العربي وئام وهاب علﻰ دعمﻪ املستمر‬

‫‪2٧‬‬

‫للمشاريﻊ اإلﳕائية‪ ،‬ما يساعد علﻰ الﻘﻀاﺀ علﻰ‬ ‫اﳊرمان الﺬي تعاني منﻪ قرانا في منطﻘة املﱳ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫ﺃمانة ﺷﺆون المرﺃﺓ في ﺣﺰب التوﺣيد العربي ﺷارﻛﺖ‬ ‫في الوقفة التضامنية النساﺋية مﻊ الشعﺐ اليمني‬

‫ﺷاركت أمينة ﺷؤون املرأة في حزب التوحيد العربي السيدة فدﻯ وهاب‬ ‫أبوﺿرغم علﻰ رأﺱ وفد من ﺳيدات اﳊزب في الوقفة التﻀامنية النسائية مﻊ‬ ‫الشعب اليمني التي نﹸﻈمت أمام اإلﺳكوا‪ ،‬ﲟشاركة وحﻀور الﻬيئات النسائية‬ ‫في األحزاب الوﻃنية اللبنانية‪ ،‬ألﻘي خاللﻬا كلمات ﺷددت علﻰ ﺿرورة وقف‬ ‫العداون السعودي ‪ -‬األميركي علﻰ اليمن وﺇدانة التدخﻞ اﳋارﺟي‪ ،‬داعية الﻰ حﻞ‬ ‫األﺯمة ﺳلميا ﹰ عبر اﳊوار‪.‬‬ ‫وكان كلمة ألمينة ﺷؤون املرأة في حزب التوحيد العربي السيدة فدﻯ وهاب‬ ‫أبودرغم ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫»من بيروت عاصمة املﻘاومة والعروبة‪...‬‬ ‫بيروت الوافﻘة دوما ﹰ مﻊ الﻘﻀايا الوﻃنية والﻘومية‪.‬‬ ‫نعلنﻬا وبكﻞ وﺿوﺡ‪ ،‬وقوفنا ﺇلﻰ ﺟانب الشعب اليمني الشﻘيق‪ ،‬في وﺟﻪ‬ ‫العدوان الﺬي يتعرﺽ لﻪ‪.‬‬ ‫نعلنﻬا صرخة اإلباﺀ الﻘومي العربي‪ ،‬بعد أن ﺳﻘطت أقنعة العار واﳋيانة عن‬ ‫وﺟوﻩ من يدعون العروبة وتاريﺨﻬا اﺠﻤﻟيد‪...‬‬ ‫نعلنﻬا في وﺟﻪ العالم املرتﻬن إلرادة االﺳتعمار‪ ،‬ذلﻚ الﺬي يتباهﻰ باﳊرية‬ ‫واإلﺳتﻘالل وكرامة اإلنسان‪...‬‬ ‫نعلنﻬا في وﺟﻪ األﱈ املتحدة الصامتﻪ عن ذبح األبرياﺀ وقتلﻬم وتدميرهم‬ ‫وتﻬﺠيرهم‪،‬‬ ‫نعلنﻬا ﺇدانة واﺿحة لكﻞ اﳉمعيات واملؤﺳسات الراعية ﳊﻘوﻕ اإلنسان‪ ،‬في‬ ‫وﺟﻪ الﻈلم واإلﺳتعباد والﻘﻬر واﳊرمان‪...‬‬ ‫وأﺿافت‪” :‬من بيروت نعلنﻬا صرخة مدوية‪ ،‬أن يوقفوا هﺬا العﻬر والكفر‪،‬‬ ‫وﳑارﺳة قتﻞ الشعوب الداعية للعيﺶ بعزة وكرامة‪...‬‬ ‫ﺇنﻪ ﺯمن العار عليكم يا عرب‪ ،‬ووصمة الﺬل علﻰ ﺟبينكم‪...‬‬ ‫تناﺳيتم فلسطني‪ ،‬وكنيسة الﻘيامة‪ ،‬واملسﺠد األقصﻰ الشريف‪....‬‬ ‫تناﺳيتم مﺬابح بني صﻬيون ومﺠاﺯرهم‪...‬‬ ‫تﺨاذلتم يوم ﺇﺳتبيحت بيروت من عدو اﷲ واألرﺽ والبشر‪...‬‬ ‫وﺿعتم رﺅوﺳكم في رمالكم السوداﺀ‪ ،‬يوم تدمير العراﻕ وﺳوريا بﻞ ﺇنكم‬ ‫مولتم الغزو‪ ،‬وحرﺿتم عليﻪ‪ ،‬وﺳﺠدﰎ أمام أﺳيادكم املستعمرين‪ ،‬وتنكرﰎ‬ ‫لسﺠودكم أمام العزة اإللﻬية الﺬي تدعون اإلنتماﺀ ﺇليﻬا‪ ،‬وأنتم عبدة األوﺛان‬ ‫واألصنام واملرابني‪...‬‬ ‫وتساﺀلت‪” :‬أين ﺟيوﺷكم املتﺠﻬة لفلسطني؟‬ ‫أين ﻃائراتكم في دﻙ معاقﻞ العدوان والكفر واإلرهاب؟‬ ‫أين ﺛﻘافتكم في هدم اﳊﻀارات وتاريﺦ تكوين البشرية في بالد الرافدين وفي‬ ‫أرﺽ الرﺳاالت والشرائﻊ والﻘوانيني في بالد الشام؟‬ ‫أين حﻘوﻕ ناﺳكم اﳉائعة في صحاريكم الشاﺳعة‪ ،‬اﶈرومني من املدارﺱ‬ ‫واملستشفيات وأبسﻂ اﳊﻘوﻕ ومﻘومات العيﺶ الكرﱘ؟‬ ‫أين ملياراتكم‪ ،‬وﺛرواتكم‪ ،‬السارقينﻬا من ﺷعوبكم؟‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫أين النﺨوة‪ ،‬واألصالة‪ ،‬والرﺟولة‪ ،‬والشﻬامة التي تتحدﺛون عنﻬا وأنتم كنتم‬ ‫وما ﺯلتم وﺳتبﻘون أﺷباﻩ الرﺟال؟‬ ‫ﺇن ﺯمنكم قد ولﻰ وذهب‪ ،‬وﺟاﺀ ﺯمن الشعوب الرافﻀة‪ ،‬ﺯمن املعادالت اﳉديدة‬ ‫التي حررت األرﺽ في لبنان‪ ،‬وﲢرر اإلنسان في كﻞ مكان من العبودية والﺬل‬ ‫واإلنتﻘاد والﻬوان‪...‬‬ ‫كفاكم لعب امليسر في مصير الشعوب واألوﻃان‪...‬‬ ‫مكانكم ﳑارﺳة هﺬﻩ اللعبة حيث أمﻀيتم عمركم في أندية اﳋزي والعار‪...‬‬ ‫وفي اﳋتام وﺟﻬت السيدة فدﻯ وهاب أبودرغم ”ﲢية لشعبنا العربي في اليمن‬ ‫املناﺿﻞ‪ ،‬ولشعوبنا الثائرة في وﺟﻪ حكم الطغيان‪ ،‬ولكﻞ مﻘاوم عربي مؤمن‬ ‫بﻘﻀيتﻪ من ربوﻉ فلسطني الﻰ ﺳوريا والعراﻕ وكﻞ مكان‪...‬‬ ‫ﲢية من حزب التوحيد العربي‪ ،‬ومن كﻞ مواﻃن ﺷريف والﻰ رﺟاالت العروبة‬ ‫اﻵتية علﻰ ﺳواعدكم بوادر العز واﺠﻤﻟد واإلنتصار‪...‬‬ ‫ﲢية للناﺱ الصابرين اﺠﻤﻟاهدين‪ ،‬للﺠرحﻰ واملشردين‪ ،‬ولشﻬدائنا الرحمة‪ ،‬وعﻬدا ﹰ‬ ‫آت‪ ،‬والنصر ال مفر منﻪ مﻬما بلغت التﻀحيات‪.“...‬‬ ‫بﺄن الصبح ﹴ‬

‫‪ ...‬ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ »ﺻﺒﺤﻴﺔ« ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺇﳕﺎﺀ ﺷﺤﻴﻢ‬ ‫ﲟﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ‬

‫هﺬا وﺷاركت أبوﺿرغم علﻰ رأﺱ وفد من ﺳيدات اﳊزب في‬ ‫الصبحية اإلﺟتماعية التي أحيتﻬا ﺟمعية ﺇﳕاﺀ ﺷحيم ألمﻬات من‬ ‫اإلقليم ﲟناﺳبة عيد األم‪ ،‬في مطعم األوراﺱ اﳉية‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫منبر لبناني‬

‫لبنان ﺃماﻡ العواﺻف الخارﺟية‬ ‫‪ ...‬ما المطلوب داخلياً؟‬

‫يتوالﻰ السيناريو املتكرر الﺬي تشﻬدﻩ‬ ‫اﶈكمة الدولية في الهاي‪ ،‬ﳑثالﹰ في مباراة‬ ‫ﺇﻃالﻕ األكاذيب والشتائم بوﺟﻪ ﺷريحة‬ ‫واﺳعة من اللبنانيني بحﺠة قول اﳊﻘيﻘة وال‬ ‫ﺷيﺀ غير اﳊﻘيﻘة!؟‬ ‫وبصرف النﻈر عن رأينا بﻬﺬﻩ اﶈكمة‬ ‫الدولية والﻈروف التي ﺳاهمت في نشﺄتﻬا‬ ‫وتكوينﻬا‪ ،‬ومسارها الﻘانوني غير املرﺿي‪،‬‬ ‫ومﺨالفتﻬا الغرﺽ األﺳاﺳي الﺬي وﺿعت‬ ‫ألﺟلﻪ‪ ،‬والتي ال تتفق بالطبﻊ مﻊ قواعد‬ ‫العدل واإلنصاف‪ ،‬وهي عوامﻞ أدت مﺠتمعة‬ ‫بتغيير مﺠرﻯ اغتيال الرئيس رفيق اﳊريري‬ ‫وانحرافﻬا عن مسارها الطبيعي‪ ،‬غير‬

‫أن اإلﺳتماﻉ للمتحدﺛني من داخﻞ قاعة‬ ‫اﶈكمة ال يعني اإلنتصار لﻬا‪ ،‬ولكن رﲟا يكون‬ ‫من ﺿمانات التفتيﺶ عن ﺇبرة ”العدل“ في‬ ‫كومة ”األكاذيب“‪ ،‬ومدخالﹰ للكشف عن ﺯيف‬ ‫حﻘيﻘة وقﻊ فيﻬا بعﺾ اللبنانيني وغيرهم‬ ‫ﳊﻈة وقوﻉ ﺟرﳝة اإلغتيال‪.‬‬ ‫فاللبنانيون يريدون معرفة ﹶقتﹶلة الرئيس‬ ‫رفيق اﳊريري‪ ،‬ولكن بﻘدر من التعﻘﻞ الﺬي‬ ‫يرفﺾ كﻞ أﺷكال الﻬلوﺳة والﻬستيريا‬ ‫التي ﹼ‬ ‫ﲢكمت بعﻘﻞ فؤاد السنيورة أﺛناﺀ اإلدالﺀ‬ ‫بشﻬادتﻪ أمام اﶈكمة الدولية‪ ،‬ومحاوالتﻪ‬ ‫املتكررة اﺳتفزاﺯ اللبنانيني‪ ،‬وكيﻞ اإلتﻬامات‬ ‫والشتائم بحﻘﻬم‪ ،‬متصنﹼعا ﹰ قول اﳊﻘيﻘة‬

‫‪29‬‬

‫التي أرادها مﺠرد وﺳيلة للﻬﺠوم علﻰ اﳊوار‬ ‫بني ”حزب اﷲ“ و“تيار املستﻘبﻞ“‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تفويت الفرصة أمام الرئيس ﺳعد اﳊريري‬ ‫للوصول الﻰ رئاﺳة اﳊكومة‪ ،‬ومن ﺛم تﻬيئة‬ ‫األﺟواﺀ لترﺷحﻪ مﺠددا ﹰ من خالل ﺯعمﻪ أمام‬ ‫اﶈكمة أن الرئيس رفيق اﳊريري أبلغﻪ أنﻪ ” ﰎ‬ ‫ﺇكتشاف أكثر من محاولة إلغتيالﻪ من قبﻞ‬ ‫حزب اﷲ“‪ ،‬وهي محاولة من السنيورة إلعادة‬ ‫تسويﻘﻪ للمرحلة الﻘادمة‪.‬‬ ‫ال ﺟدال في أن السنيورة يطمح الﻰ‬ ‫تعطيﻞ اﳊوار بني اللبنانيني‪ ،‬ورﲟا يكون‬ ‫من حسن حﻆ هيئة اﶈكمة وفريق الدفاﻉ‬ ‫واإلدعاﺀ واملشاهدين علﻰ الﻬواﺀ أن رئيس‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫حكومتﻬم السابق لم يفرﻁ كعادتﻪ في‬ ‫البكاﺀ ولم تﺨنﻪ دموعﻪ كما حصﻞ معﻪ‬ ‫أيام العدوان اإلﺳرائيلي علﻰ لبنان عام ‪،200٦‬‬ ‫فﻬﺬا من حﻆ اللبنانيني أيﻀا ﹰ ليكتشفوا‬ ‫انعدام املسؤولية التي تتحدﻯ مستﺨدمة‬ ‫كﻞ أﺳاليب اﳋداﻉ والتﻀليﻞ‪ ،‬وتغيب‬ ‫عنﻬا كﻞ األدلة واإلﺛباتات الﻘطع ﹼية ﲢﻘيﻘا ﹰ‬ ‫ملبدأ العدالة وصونا ﹰ للحﻘيﻘة علﻰ مﻘاﺱ‬ ‫األﺷﺨاﺹ وﺇن اﺳتدعﻰ ذلﻚ تﺨريب البلد‬ ‫وتدميرﻩ وﺟر اللبنانيني الﻰ الفتنة والﻬالﻙ‪.‬‬ ‫بالطبﻊ‪ ،‬لم يستغرب اللبنانيون كﻞ ما‬ ‫تف ﹼوﻩ بﻪ السنيورة أمام اﶈكمة‪ ،‬فشﻬادتﻪ‬ ‫التي تل ﹼونت باإل ﹼدعاﺀات الباﻃلة توحي حتما ﹰ‬ ‫بﺄنﻪ ليس من ﻃينة رﺅوﺳاﺀ حكومات لبنان‬ ‫أمثال رياﺽ الصلح وتﻘي الدين الصلح‬ ‫ورﺷيد كرامي وﺳليم اﳊﺺ وعمر كرامي‬ ‫وغيرهم من الﺬين نفتﻘدهم في األﺯمات‬ ‫الوﻃنية وخالل املﻬمات الصعبة‪ ،‬فشتﹼان‬ ‫بني الثرﻯ والثر ﹼيا‪ ،‬بني الوﻃنية والتﺨاذل‪ ،‬بني‬ ‫النزاهة وﺳرقة املال العام‪ ،‬بني اﳊرﺹ علﻰ‬ ‫الوحدة الوﻃنية والعمﻞ من أﺟﻞ الفتنة التي‬ ‫ﹼ‬ ‫يتلﺬذون بدمائﻬا التي تسيﻞ‬ ‫بات الكثيرون‬ ‫كﻞ يوم في ﺳوريا والعراﻕ ومصر واليمن‬ ‫وليبيا والبحرين ولبنان‪.‬‬ ‫ألم يكن من األﺟدﻯ أن يتصرف السنيورة‬ ‫في قاعة اﶈكمة كرئيس حكومة ﺳابق‬ ‫يواﺟﻪ ﺷعبﻪ باﳊﻘيﻘة حني وقف خالل‬ ‫عدوان ﲤوﺯ ‪ 200٦‬ﺿد ﺇرادة اللبنانيني الت ﹼواقني‬ ‫الﻰ العيﺶ بعزة وكرامة‪ ،‬ويكشف للبنانيني‬ ‫والعالم بﺄﺟمعﻪ كيف اﺳتطاﻉ أن يح ﹼول وﺯارة‬ ‫املالية الﻰ مغارة ﺷغلﻬا الشاغﻞ امتصاﺹ‬ ‫دم املوﻇفني والعمال والفالحني‪.‬‬ ‫يا دولة الرئيس ‪...‬‬ ‫ﺇن فسادﻙ ما بعدﻩ فساد وهدر لم يو ﹼفر‬ ‫مبلﻎ ‪ 11‬مليار دوالر أميركي‪ ،‬الﺬي أصبح‬ ‫عالمتﻚ التﺠارية في عالم السطو علﻰ‬ ‫املال العام والﺬي أنفﻘتﻪ حكومتﻚ امليمونة‬ ‫بعد اﺳتﻘالة الوﺯراﺀ الشيعة والوﺯير يعﻘوب‬ ‫الص ﹼراف حيث ال مستندات قانونية فيﻬا‬ ‫علﻰ اإلﻃالﻕ‪ ،‬وبينﻬا هبات ومساعدات الﻰ‬ ‫حكومتﻚ قمت بﻬدرها علﻰ الرغم ما ينطوي‬ ‫ذلﻚ علﻰ بعد ﺳياﺳي وﻃني في حﺠم ﺇهدار‬ ‫مالي ﺿﺨم والتطاول علﻰ أموال اللبنانيني‬ ‫دون حسيب أو رقيب‪.‬‬ ‫وماذا عن ”ويكيليكس“ التي كشفت عن‬ ‫حﻘائق صادمة تكشف مدﻯ تورﻃﻚ خالل‬ ‫اﺟتماعاتﻚ مﻊ السفير األميركي ﺟيفري‬ ‫فيلتمان‪ ،‬وهﺠومﻚ علﻰ املﻘاومة وأهﻞ‬ ‫املﻘاومة خدمة ملشاريﻊ تدمير لبنان والﻘﻀاﺀ‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫علﻰ مﻘاومتﻪ التي بﺬلت الغالي والنفيس‬ ‫دفاعا ﹰ عن كرامة الوﻃن بوﺟﻪ آلة الدمار‬ ‫اإلﺳرائيلية؟‬ ‫هناﻙ ﹶمن يعتﻘد أن السنيورة قد كتب‬ ‫السطر األخير في نﻬاية مشوارﻩ السياﺳي‪،‬‬ ‫فاألﺷﻬر الﻘادمة رﲟا تكون حاﺳمة بني‬ ‫ق ﹼلة متم ﹼردة علﻰ اﳊوار الداخلي ﲢاول فرﺽ‬ ‫أﺟندتﻬا الﻬداﹼمة بﻘوة علﻰ اللبنانيني‪،‬‬ ‫وأغلبية لبنانية معتدلة لن تترﻙ مﺠاال ﹰ أمام‬ ‫الفتنويني لكي يعبثون بﺄمن البلد واﺳتﻘرارﻩ‪،‬‬ ‫وهﺬﻩ مسؤولية ﺟميﻊ اللبنانيني علﻰ امتداد‬ ‫ﻃوائفﻬم ومﺬاهبﻬم‪ ،‬وعلﻰ مﺨتلف فئاتﻬم‬ ‫ﹼ‬ ‫ولعﻞ أكثر الفرحني‬ ‫وتوﺟﻬاتﻬم السياﺳية‪،‬‬ ‫ﲟواقف السنيورة واملؤيدين لﻪ هم بالطبﻊ‬ ‫الﺬين يﻀمرون الشر للبنان واللبنانيني ودب‬ ‫الفوﺿﻰ فيﻪ‪ ،‬وفي ﻃليعة هؤالﺀ اﳉماعات‬ ‫التكفيرية املسلحة التي لن تو ﹼفر بلدا ﹰ عربيا ﹰ‬ ‫للعبث بﺄمنﻪ واﺳتﻘرارﻩ وﺟ ﹼر اﳋراب والويالت‬ ‫والتﻬﺠير ألهلﻪ‪.‬‬ ‫ﺇن ﺇصرار السنيورة علﻰ مﻬاﺟمة املﻘاومة‬ ‫من الهاي بعد فشﻞ كﻞ اﳉﻬود بﺈنشاﺀ مناﻃق‬ ‫عاﺯلة وﺇمارات تكفيرية مسلحة بفعﻞ وعي‬ ‫اللبنانيني ومنعة اﳉيﺶ وصالبة املﻘاومة‬ ‫يعني أن هناﻙ مﺨططا ﹰ يطﻞ برأﺳﻪ من‬ ‫ﺟديد علﻰ املﻘاومة ولبنان واﳊكومة واﳊوار‪،‬‬ ‫ولكن رﲟا نسي أحدهم أو تناﺳﻰ أن ﲟﻘدورﻩ‬ ‫أن يحﻘق مكاﺳب ﺳياﺳية من خالل ﺇﻃالﻕ‬ ‫مواقف فتنوية والرهان علﻰ متغيرات خارﺟية‬ ‫تﺄتي ملصلحتﻬم الشﺨصية‪ ،‬ولكن فات‬ ‫هؤالﺀ بﺄن كﻞ املتنافسني لدخول ﺟنﹼة السرايا‬ ‫اﳊكومي تلزمﻬم التمتﻊ ﲟعايير أخالقية‬ ‫مع ﹼينة‪ ،‬والتحلي ﲟزايا وﻃنية تشدد علﻰ‬ ‫أهمية التكامﻞ الداخلي ومعاﳉة األوﺿاﻉ‬ ‫االقتصادية ومشكلة التفاقم املعيشي‬ ‫عند اللبنانيني‪ ،‬واﳊفاﻅ علﻰ اﳋزينة العامة‪،‬‬ ‫وتﺄمني الغطاﺀ السياﺳي للمؤﺳسة‬ ‫العسكرية في معركة الدفاﻉ عن الوﻃن ﺿد‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬ونبﺬ العنف والفتنة التي يس ﹼوﻕ لﻬا‬ ‫الكثيرون‪ ،‬وﺇالﹼ ﲢ ﹼول هؤالﺀ ﺟميعا ﹰ الﻰ أمر فات‬ ‫ﺯمانﻪ والﻰ غير رﺟعة‪.‬‬ ‫وفيما العرﺽ مستم ﹼر علﻰ مسرﺡ الهاي‬ ‫وبعد أن تط ﹼوﻉ السنيورة إلفراﻍ ما تبﻘﻰ في‬ ‫ﺟعبتﻪ من ﺇهانات بالرئيس رفيق اﳊريري‪،‬‬ ‫وتوصيفﻪ كرﺟﻞ غير ﺟدير بتحمﻞ مسؤولية‬ ‫ﳑارﺳة الشﺄن العام‪ ،‬حيث يتفادﻯ مواﺟﻬة‬ ‫التحديات ويبكي حتﻰ اإلنﻬيار علﻰ كتف‬ ‫السنيورة أمام املصاعب‪ ،‬ويحاول ﺷراﺀ الﺬﱈ‬ ‫ورﺷوة املسؤولني السوريني »لتسﻬيﻞ األمور«‪،‬‬ ‫دخلت املنطﻘة العربية منعطفا ﹰ ﺟديدا ﹰ علﻰ‬

‫‪٣0‬‬

‫ﺇيﻘاﻉ توقيﻊ اإلتفاﻕ النووي في لوﺯان بني‬ ‫اﺠﻤﻟموعة الدولية وﻃﻬران‪ ،‬فﻀالﹰ عن التطورات‬ ‫العسكرية التي فرﺿتﻬا عملية »عاصفة‬ ‫اﳊزم«‪ ،‬وﺇعالن الدول اﳋليﺠية مدعومة‬ ‫ببعﺾ الدول العربية وبغطاﺀ أميركي اﳊرب‬ ‫علﻰ اليمن ﲢت ذريعة الﻘﻀاﺀ علﻰ اﳊوﺛيني‬ ‫وانعكاﺳات هﺬﻩ األحداﺙ والتطورات علﻰ‬ ‫الساحة اللبنانية‪ ،‬األمر الﺬي اعتبرﻩ عدد‬ ‫من املراقبني مؤﺷرا ﹰ علﻰ بداية التﻘارب‬ ‫السعودي – اإليراني‪ ،‬الﺬي ﳝكن أن يفﻀي ﺇلﻰ‬ ‫نتائﺞ ﺇيﺠابية تفﻀي ﺇلﻰ التعﺠيﻞ في ﺇنﻬاﺀ‬ ‫الشغور الرئاﺳي‪ ،‬فيما رأﻯ آخرون أنﻪ من املبكر‬ ‫ترﺟمة تﻘاﻃﻊ مصالح الدول املتﺨاصمة‬ ‫ﺇلﻰ تفاهمات تشمﻞ معاﳉة مرحلية ألﺯمة‬ ‫لبنان السياﺳية‪ ،‬نﻈرا ﹰ ﺇلﻰ أن أمام هﺬﻩ‬ ‫التفاهمات ﺟدول أعمال مثﻘالﹰ ﺇقليميا ﹰ قد‬ ‫يكون لبنان في آخر أولوياتﻪ‪ ،‬من دون ﺇغفال أن‬ ‫هﺬﻩ التفاهمات تساعد علﻰ ﺳياﺳة حفﻆ‬ ‫األمن واإلﺳتﻘرار فيﻪ التي ﲡمﻊ عليﻬا الﻘوﻯ‬ ‫الدولية واإلقليمية املﻬتمة باﳊد من خسائر‬ ‫تداعيات األﺯمة السورية عليﻪ‪.‬‬ ‫وفي ﻇﻞ اﳊرائق اإلقليمية املشتعلة من‬ ‫حولنا‪ ،‬ليس هناﻙ بديﻞ من اﳊوار بني األفرقاﺀ‬ ‫اللبنانيني ﺳعيا ﹰ الﻰ تدوير الزوايا‪ ،‬ودرﺀ الفتنة‪،‬‬ ‫ومنعا ﹰ لعودة اإلقتتال الداخلي‪ .‬وتﺨفيﺾ‬ ‫ﺳﻘف بعﺾ اﳋطابات والتﺨفيف من تﺄﺟيﺞ‬ ‫الصراعات الطائفية واملﺬهبية املتنﻘلة‪ ،‬فيما‬ ‫تبﻘﻰ املسؤولية األكبر علﻰ حكومة الرئيس‬ ‫ﺳالم التي عليﻬا أن تتعامﻞ مﻊ هﺬا امللف‬ ‫ﲟا يدعم وحدة املوقف الداخلي في الدفﻊ‬ ‫بعﺠلة البالد في اﲡاﻩ انتﺨاب رئيس ﺟديد‬ ‫للﺠمﻬورية وبداية التحﻀير إلﺟراﺀ اإلنتﺨابات‬ ‫النيابية‪ ،‬ووﺿﻊ حد ﳊالة اﳉمود النيابي الﺬي‬ ‫فرﺿﻬا قانون التمديد اﺠﻤﻟحف بحق اللبنانيني‬ ‫وﺳلب ﺇرادتﻬم الناخبة وحﻘﻬم الدﳝﻘراﻃي‬ ‫في انتﺨاب نواب األمة‪ ،‬دون أن ننسﻰ قﻀية‬ ‫اﺨﻤﻟطوفني العسكريني علﻰ أيدي »داعﺶ«‬ ‫و »النصرة«‪ ،‬فﻬﺬا امللف يبﻘﻰ وصمة عار‬ ‫علﻰ ﺟبني املسؤولني وعﺠزهم عن ﺇيﺠاد‬ ‫مﺨرﺝ مناﺳب لﻘﻀية اﺨﻤﻟطوفني‪ ،‬بعيدا ﹰ عن‬ ‫ﺷروﻁ املﻘايﻀة‪ ،‬ﺇذ ال يعﻘﻞ أن يطلب من‬ ‫الدولة اللبنانية التفاوﺽ مﻊ ﹶمن تلطﺨت‬ ‫أيديﻬم بدماﺀ ﺷﻬداﺀ املؤﺳسة العسكرية‬ ‫أو منحﻬم براﺀة ذمة عن ﺟميﻊ أعمالﻬم‬ ‫اإلﺟرامية‪.‬‬

‫ﺳﻠﻴﻢ ﻓﺨﺮﺍﻟﺪﻳﻦ‬


‫منبر دولي‬

‫الوﻻيات المتحدﺓ والقضايا العربية‬ ‫والمتحوﻝ‬ ‫بين الﺜابﺖ‬ ‫ّ‬ ‫العدوان السعودي علﻰ اليمن‬

‫ﺳاهمت الواليات املتحدة األميركية في اللعب‬ ‫ﲟصائر معﻈم العرب بشكﻞ يومي‪ ،‬أحيانا ﹰ بفرﺽ‬ ‫حكام ال يحﻈون بثﻘة الشعب‪ ،‬وبالدفاﻉ عن آخرين‬ ‫فﻘدوا تلﻚ الثﻘة بعد أن أذعنوا إلتفاقيات مﻊ‬ ‫العدو الصﻬيوني‪ ،‬وأميركا اعتبرت كامﻞ املنطﻘة‬ ‫ﹼ‬ ‫انفكت‬ ‫مزرعة لعسكرييﻬا ولشركاتﻬا‪ ،‬وما‬ ‫وتﻬدد بالتدخﻞ‪ ،‬تكسر اإلرادات وتلوﺡ‬ ‫تنﻬب املوارد‬ ‫ﹼ‬ ‫بالعﻘوبات‪ ،‬وكان لواﺷنطن في العﻘود املاﺿية‬ ‫دور أﺳاﺳي في كسر وحدة الرأي واملواقف‬ ‫العربية ومنعت قيام أي تﻀامن عربي فعال أو‬ ‫أي ﺷكﻞ من أﺷكال التكامﻞ والوحدة‪ ،‬وﻃ ﹼورت‬ ‫ﺳياﺳة »ف ﹼرﻕ تسد« اإلﺳتعمارية ولعبت علﻰ‬ ‫أوتار الفﱳ من أﺟﻞ ﲢﻘيق اإلنﻘسام والتشرذم‪،‬‬ ‫وأﺛارت صراعات ﺟديدة بني الطوائف واملﺬاهب‬ ‫ﹼ‬ ‫وغﺬت ذلﻚ بالكراهية‪ ،‬وتعاملت ﲟمارﺳة واهية‬

‫من خالل اﺳتﺨدامﻬا معايير مزدوﺟة‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وتؤكد اﳊﻘائق الدامغة‪ ،‬أن الواليات املتحدة‬ ‫ليست حريصة علﻰ اإلﺳتﻘرار اإلقليمي كما‬ ‫تر ﹼوﺝ أو أي ﺇﺳتﻘرار داخﻞ الدول العربية‪ ،‬وهي‬ ‫تعمﻞ علﻰ ﺇذكاﺀ اﳋالفات وتﻀﺨيمﻬا في‬ ‫تبدد ﺇمكانيات األقطار العربية‬ ‫املنطﻘة وهي ﹼ‬ ‫وأموالﻬا وأرصدتﻬا تغطية ﳊروبﻬا وﺇدارتﻬا‬ ‫لﻸﺯمات وتﻘدم النصائح الﻀارة لدول ﺇرتبطت بﻬا‬ ‫ﹼ‬ ‫وﲢﺬرها من أعداﺀ وهميني‪ ،‬وتﻘف ﺿد الﻘﻀايا‬ ‫العربية في اﶈافﻞ الدولية وتثير أﺟﻬزة اإلعالم‬ ‫األميركية واألوروبية ﺿدها‪ ،‬وآخر ما ﺟاﺀت بﻪ هو‬ ‫ﺛم عادت معلنة‬ ‫اإلرهاب الﺬي اﺳتﺨدمتﻪ كﺄداة ﹼ‬ ‫اﳊرب عليﻪ‪.‬‬ ‫ﺇن ﺇﺛارة املشكالت اﳊﻘيﻘية والوهمية بني‬ ‫الدول العربية‪ ،‬لتحﻘيق أهداف مﺨتلفة من‬

‫‪٣1‬‬

‫بينﻬا تعﻘيد عملية التنمية واﺳتﻬداف العمﻞ‬ ‫العربي املشترﻙ وصوال ﹰ الﻰ ﺇﺛارة مشاعر العداﺀ‬ ‫بني الدول العربية‪ ،‬وهي بﺬلﻚ ﺷريﻚ كامﻞ في‬ ‫كثير من اﳊروب والنزاعات العربية‪ ،‬وهي تﻬدف‬ ‫الﻰ خلق حالة من عدم اإلﺳتﻘرار اإلقليمي‪ ،‬وﺷن‬ ‫اﳊروب املسلحة ﺇن اقتﻀﻰ األمر كما فعلت في‬ ‫العراﻕ‪.‬‬ ‫ولﻘد ﺳاهمت الواليات املتحدة‪ ،‬كطرف‬ ‫أﺳاﺳي في نﻈام دولي معادﹴ في اإلﺟمال‪ ،‬في‬ ‫ﺳلب العرب نفطﻬم بﺄرخﺺ األﺛمان‪ ،‬وفي اللعب‬ ‫ﲟصائرهم‪ ،‬واحتﻀنت املشروﻉ الصﻬيوني‪،‬‬ ‫وﺟعلت من عدو العرب األﺳاﺳي‪ ،‬مﺠتمعا ﹰ‬ ‫مدﺟﺠا ﹰ بالسالﺡ‪ ،‬يتم ﹼون من الترﺳانة األميركية‬ ‫بحرية مطلﻘة‪ ،‬بﻞ وأصبحت اإلرادة األميركية‬ ‫تبدو أحيانا ﹰ وكﺄنﻬا رهينة األفﻀليات والرغبات‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬ ‫الصادرة من الكيان الصﻬيوني‪.‬‬ ‫واملسﺄلة هي في ﺇرادة املواﺟﻬة‪ ،‬مواﺟﻬة‬ ‫اﳊﻘيﻘة‪ ،‬هﺬﻩ اإلرادة لدﻯ معﻈم األنﻈمة العربية‬ ‫أصبحت ﺿعيفة أو مرتﻬنة‪ ،‬وما هي في الواقﻊ‬ ‫ﺇال صورة من صور التﺨلف والتمزﹼﻕ في اﺠﻤﻟتمﻊ‬ ‫العربي املعاصر‪ ،‬والﺬي يعيﺶ علﻰ األرﺟح في‬ ‫أﺳوأ أيامﻪ‪.‬‬ ‫ومنﺬ نﻬاية اﳊرب العاملية الثانية‪ ،‬وبزوﻍ ﳒم‬ ‫الواليات املتحدة األميركية كﻘوة عﻈمﻰ‪ ،‬بدأت‬ ‫السياﺳة األميركية تتسم بالغطرﺳة ومحاولة‬ ‫الﻬيمنة علﻰ العالم بﺄﺳرﻩ‪ ،‬حتﻰ لو أدﻯ ذلﻚ ﺇلﻰ‬ ‫ﺇﺳﻘاﻁ كﻞ األبﺠديات األخالقية املتعارف عليﻬا‪ ،‬أو‬ ‫أدﻯ ﺇلﻰ خرﻕ كﻞ الﻘوانني واملواﺛيق الدولية‪ .‬فاملﻬم‬ ‫في النﻬاية هو ﲢﻘيق املصالح واالﺳتراتيﺠية‬ ‫األميركية‪ ،‬التي يﺠب أن تتحﻘق بﺄي ﺷكﻞ من‬ ‫األﺷكال‪ ،‬حتﻰ لو كان الثمن هو العبور علﻰ‬ ‫أﺷالﺀ ﺟثث ﺷعوب بﺄكملﻬا ﺿمن مﺨططﻬا‬ ‫للشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد الﺬي هدفﻪ خلق حالة من‬ ‫الفوﺿﻰ واإلحتراب واإلقتتال تؤدي الﻰ تﻘسيم‬ ‫العالم العربي‪ ،‬خدمة ألمن »ﺇﺳرائيﻞ« وﺳعيا ﹰ‬ ‫لتثبيت وترﺳيﺦ الكيان اإلﺳرائيلي وهيمنتﻪ‬ ‫علﻰ املنطﻘﻪ بفعﻞ التحالف اإلﺳتراتيﺠي‬ ‫األميركي اإلﺳرائيلي‪ ،‬فﺄغرقت املنطﻘة بالفوﺿﻰ‬ ‫واإلﺿطرابات بد ﹰﺀا بﺄفغانستان والعراﻕ وﺳوريا‬ ‫واليمن من خالل مشاركتﻬا العسكرية املباﺷرة‬ ‫أو غير املباﺷرة عبر حروب بالوكالة عبر حلفائﻬا‬ ‫وأدواتﻬا في املنطﻘة‪ ،‬كما هو حال اليمن اليوم‬ ‫حيث ﺷنﹼت السعودية عدوانﻬا عليﻪ‪ ،‬ومن ﹼ‬ ‫املؤكد‬ ‫أنﻪ ما كان للسعودية وﺷركائﻬا في العدوان‬ ‫علﻰ اليمن أن يشنوا هﺠومﻬم الغاﺷم لو لم‬ ‫تشﺠﻊ الواليات املتحدة علﻰ ذلﻚ‪ ،‬وتعطي الﻀوﺀ‬ ‫األخﻀر للﻘيام بﻬﺬا العدوان‪ ،‬رغم علمﻬا في‬ ‫ﺳترتد علﻰ منفﺬيﻬا‪ ،‬آﺟالﹰ أم‬ ‫ﺿوﺀ ﲡاربﻬا أنﻬا‬ ‫ﹼ‬ ‫آﺟالﹰ‪ ،‬ﲢﻘيﻘا ﹰ ملصاﳊﻬا في اليمن‪ ،‬حيث تﺨ ﹼوفت‬ ‫من ﺳﻘوﻁ مﻀيق باب املندب‪ ،‬بيد حكومة‬ ‫مستﻘلة حليفة إليران‪ ،‬وهﺬا املﻀيق يشكﻞ ﳑرا ﹰ‬ ‫حيويا ﹰ للتﺠارة الدولية‪ ،‬حيث تعبر منﻪ حوالي ‪٣8‬‬ ‫‪ ٪‬من التﺠارة العاملية‪ ،‬وتنﻘﻞ عبرﻩ حامالت النفﻂ‬ ‫حوالي ‪ ٤‬ماليني برميﻞ يومياﹰ‪ ،‬وهو املم ﹼر الﻀروري‬ ‫لتحركات األﺳاﻃيﻞ البحرية بني اﶈيﻂ الﻬادي‬ ‫واﶈيﻂ األﻃلسي‪ ،‬عبر البحرين األحمر واألبيﺾ‬ ‫املتوﺳﻂ‪ ،‬ناهيﻚ عن أ ﹼن اليمن لﻪ حدود ﻃويلة‬ ‫مﻊ أكبر دولة منتﺠة للنفﻂ ومؤﺛرة في ﲢديد‬ ‫أي اململكة العربية السعودية‪ ،‬ﺇﺿافة‬ ‫أﺳعارﻩ‪ ،‬ﹼ‬ ‫الﻰ عوامﻞ أخرﻯ ﲤ ﹼثلت في توفير غطاﺀ ﺇعالمي‬ ‫وﺳياﺳي كثيف لتمرير اإلتفاﻕ النووي بني ﺇيران‬ ‫واﳊكومات الغربية‪ ،‬الﺬي ﺟوب ﹺ ﹶﻪ ﲟعارﺿة من‬ ‫السعودية والعدو الصﻬيوني‪ ،‬ومن تيارات داخﻞ‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬ومن ﺷﺄن حرب بحﺠم اﳊرب‬ ‫علﻰ اليمن أن ﹼ‬ ‫ﲢتﻞ مرتبة متﻘدمة علﻰ اإلهتمام‬ ‫بتوقيﻊ ﺇتفاﻕ حول النووي اإليراني‪ ،‬وهﺬا يسﻬﹼ ﻞ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫امللﻚ ﺳلمان بن عبد العزيز والرئيس باراﻙ أوباما‬

‫علﻰ اﳊكومات الغربية‪ ،‬وﲢديدا ﹰ اإلدارة األميركية‪،‬‬ ‫ﲤرير هﺬا االتفاﻕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬ ‫مﻊ بداية الفترة الرئاﺳية الثانية للرئيس‬ ‫األميركي »باراﻙ أوباما«‪ ،‬التي كانت محملة بكثير‬ ‫من اﻵمال والتوقعات علﻰ الصعيدين الداخلي‬ ‫واﳋارﺟي‪ ،‬بعد فترة من التراﺟﻊ خالل ﺳنوات‬ ‫بوﺵ اإلبن واحتاللﻪ للعراﻕ في العام ‪ ،200٣‬أﺛيرت‬ ‫تساﺅالت عن رﺅية اإلدارة األميركية للتطورات‬ ‫في املنطﻘة‪ ،‬ويﺄتي في مﻘدمتﻬا التطورات‬ ‫علﻰ الساحة املصرية‪ ،‬حيث مثﻞ ﳒاﺡ ﺛورة ‪25‬‬ ‫يناير ‪ 2011‬في اإلﻃاحة بنﻈام »مبارﻙ«‪ ،‬اﳊليف‬ ‫االﺳتراتيﺠي للواليات املتحدة األميركية‪ ،‬صدمة‬ ‫غير متوقعة ملؤﺳسات صنﻊ الﻘرار األميركي‪،‬‬ ‫ومﻊ اإلﻃاحة بالنﻈام السابق في ‪ 11‬ﺷباﻁ‬ ‫وﺛم اإلﻃاحة بالرئيس املصري »اإلخواني«‬ ‫‪ ،2011‬ﹼ‬ ‫محمد مرﺳي في ‪ ٣0‬حزيران ‪.201٣‬‬ ‫وما تعاني منﻪ املنطﻘة العربية من فوﺿﻰ‬ ‫واﺿطرابات يعود للسياﺳة األميركية في‬ ‫املنطﻘة بعد احتاللﻬا للعراﻕ‪ :‬ففي ﻇﻞ اإلحتالل‬ ‫األميركي بدعم من حلفاﺀ أميركا في املنطﻘﻪ‬ ‫أغرﻕ العراﻕ في اﺿطرابات داخلية خدمت أهداف‬ ‫وتطلعات اإلحتالل األميركي في املنطﻘة إلﺿعاف‬ ‫العراﻕ وتﻘسيمﻪ الﻰ فدراليات واإلﺳتمرار في‬ ‫ﺳياﺳة اإلقصاﺀ والعزل ﲟا يسمح لدول اﶈور‬ ‫في التدخﻞ في الشؤون الداخلية للعراﻕ‪ ،‬عكس‬ ‫الوﺿﻊ في ﺳوريا حيث اصطدم اﺨﻤﻟطﻂ األميركي‬ ‫بﻘوة وصالبة وﲤاﺳﻚ اﳉيﺶ العربي السوري وقوة‬ ‫وﲤاﺳﻚ الﻘيادة السياﺳية السورية‪ ،‬وﺇن صمود‬ ‫ﺳوريا دفﻊ لﻬﺬا التغير الدولي واإلقليمي بدعم‬ ‫روﺳيا والصني ودول البريكس لسوريا ووقوفﻬما‬ ‫في وﺟﻪ اﺨﻤﻟطﻂ األميركي للشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫اﳉديد‪ ،‬خسارة أميركا ملوقفﻬا وموقف حلفائﻬا‬ ‫من ﺳوريا دفﻊ بحالة التصعيد الﺬي يشﻬدﻩ‬

‫‪٣2‬‬

‫العراﻕ‪ ،‬تصريحات الرئيس األميركي حول العراﻕ‬ ‫تدل علﻰ حالة التﺨبﻂ في السياﺳة األميركية‬ ‫ﲡاﻩ مستﺠدات األحداﺙ في املنطﻘﻪ وحالة‬ ‫الغليان التي تعيشﻬا األنﻈمة العربية وغيرها‬ ‫ﳑن يسير في فلﻚ السياﺳة األميركية التي‬ ‫قبلت وانﺨرﻃت في املشروﻉ األميركي الصﻬيوني‬ ‫للشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد وهدفﻪ ﺇﺷعال نيران الفﱳ‬ ‫واﳊرب الطائفية‪.‬‬ ‫هﺬﻩ املواقف للرئيس األميركي في اﺯدواﺟية‬ ‫املعايير الﺬي تنتﻬﺠﻪ اإلدارة األميركية لم يعد‬ ‫غريباﹰ‪ ،‬خاصة وأن أميركا هي ﹶمن تدعم اإلرهاب‬ ‫في ﺳوريا والعراﻕ ولبنان وفلسطني وهي تﻘف‬ ‫عاﺟزة عن ﲢﻘيق أهدافﻬا ومطامعﻬا في‬ ‫املنطﻘة وأن مشروعﻬا للشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد‬ ‫ﲢطم علﻰ صﺨرة الصمود للشعب السوري‪.‬‬ ‫والرئيس األميركي ترﻙ خيارات بالدﻩ مفتوحة‬ ‫أمام كﻞ اإلحتماالت ووفق كﻞ الﻈروف وبحسب‬ ‫املعطيات علﻰ األرﺽ وقال في حال تعرﺽ‬ ‫أمننا الﻘومي للﺨطر ﺳنتحرﻙ وهﺬا يعكس‬ ‫أن أميركا مرتاحة للﺬي يﺠري في املنطﻘة‬ ‫وﺇنﻬا تدعم اإلرهاب وتسلح اﺠﻤﻟموعات اإلرهابية‬ ‫وتدفﻊ بﻬم ألتون الصراﻉ الﺬي تشﻬدﻩ املنطﻘة‪،‬‬ ‫دعوة أوباما بﺄن هناﻙ حاﺟة ملﻘاربة ﺇقليمية‬ ‫للمشاركة والتدريب مﻊ دول ﺷريكة في الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ وﺷمال أفريﻘيا‪ ،‬الرئيس األميركي أوباما‬ ‫بتصريحاتﻪ ومواقفﻪ يﺠسد ﺳياﺳة اإلحتواﺀ‬ ‫والدفﻊ بالصراﻉ الﺬي تشﻬدﻩ املنطﻘة ﺿمن‬ ‫السياﺳة الناعمة األميركية بحيث يﻘتتﻞ‬ ‫األخوة ﺳواﺀ في العراﻕ أو ﺳوريا أو لبنان أو‬ ‫فلسطني ويدفﻊ إلدخال الصراعات اإلقليمية‬ ‫ﺿمن ﺳياﺳة التحريﺾ املﺬهبي والطائفي‬ ‫ليعم العنف واإلقتتال في املنطﻘة برمتﻬا لتمرير‬ ‫أهداف أميركا والصﻬيونية العاملية لتﻘسيم‬ ‫املنطﻘة لدويالت وﳑالﻚ ﻃائفية‪ ،‬ﺇن حﻘيﻘة ما‬ ‫يﺠري في العراﻕ هو محاولة أميركية مﻊ دول‬ ‫اﳉوار املتحالفة مﻊ أميركا إلعادة تﻘسيم األدوار‬


‫في العراﻕ وفق املصلحة األميركية الصﻬيونية‬ ‫ووفق مﻊ ما يﺨدم حلفاﺀ أميركا في املنطﻘة‪.‬‬

‫ﺍﳌﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺩﻓﻌﺖ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ‬ ‫قد يسﺄل ﺳائﻞ حول السر في مسارعة‬ ‫أميركا للتفاهم مﻊ ﺇيران‪ ،‬ليتﻀح بعد ذلﻚ‪ ،‬أن‬ ‫املصالح املتزايدة في املنطﻘة‪ ،‬وبالتزامن مﻊ‬ ‫األﺯمات املتالحﻘة هي من تفرﺽ حاﺟة أميركا‬ ‫للتفاهم‪ ،‬وﺛمة من يرﻯ أن أميركا تريد أن ﲡعﻞ‬ ‫ﺇيران حليفتﻬا ملكافحة »اإلرهاب«‪ ،‬حيث تشكﻞ‬ ‫ﺇيران مفتاﺡ حﻞ أﺳاﺳي ال ﳝكن االﺳتغناﺀ عنﻪ‪،‬‬ ‫في ﻇﻞ ما تشﻬدﻩ منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ من‬ ‫صراعات من ﺷﺄنﻬا أن تﻬدد املصالح األميركية‬ ‫في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وﺯادت اﳊاﺟة األميركية إليران في الوقت اﳊالي‬ ‫بعدما أدركت أميركا عدم قدرتﻬا علﻰ مواﺟﻬة‬ ‫تنﻈيم الدولة وحدها‪ ،‬األمر الﺬي دفعﻬا إلنشاﺀ‬ ‫ﲢالف دولي وﺿم دول ﺇقليمية ﺇليﻪ‪ ،‬ولكن‬ ‫عدم وﺟود ﺇيران في هﺬا التحالف يحدﺙ فﺠوة‬ ‫اﺳتراتيﺠية قد تؤدي ﺇلﻰ فشﻞ اﳉﻬود الرامية‬ ‫ﺇلﻰ »ردﻉ« تنﻈيم الدولة‪.‬‬ ‫ويﺠعﻞ التحرﻙ األميركي واملكثف خالل الفترة‬ ‫األخيرة مﻊ ﺇيران‪ ،‬دول اﳋليﺞ العربي في حالة من‬ ‫التوتر‪ ،‬وحسب متابعني فﺈن الﻬاﺟس اﳋليﺠي‬ ‫مبني علﻰ ﺇمكانية ﻇﻬور »مباحثات ﺳرية« بني‬ ‫واﺷنطن وﻃﻬران قد تفﻀي ﺇلﻰ تناﺯالت أميركية‬ ‫لصالح ﺇيران وعلﻰ حساب دول اﳋليﺞ‪.‬‬ ‫تدعي بﺄن لﻬا‬ ‫واﳉدير ذكرﻩ‪ ،‬أن دول اﳋليﺞ ﹼ‬ ‫مشكالت ونزاعات متعددة مﻊ ﺇيران تعود‬ ‫أﺳبابﻬا ﺇلﻰ عوامﻞ اﳉوار اﳉغرافي‪ ،‬أو التنافس‬ ‫االﺳتراتيﺠي‪ ،‬أو االختالف املﺬهبي‪ ،‬وﺟميعﻬا‬ ‫عوامﻞ مصطنعة‪.‬‬ ‫وقد ال يﺨفﻰ علﻰ أحد أن الواليات املتحدة‬ ‫األميركية لﻬا عالقات وارتباﻃات وﺛيﻘة مﻊ دول‬ ‫اﳋليﺞ العربي‪ ،‬فﺈعالنﻬا التفاهم مﻊ ﺇيران‪ ،‬وﺇنﻬاﺀ‬ ‫فرﺽ العﻘوبات مﻊ حﻞ ﺟﺬري لبرنامﺠﻬا النووي‬ ‫يعني تراﺟﻊ مستوﻯ العالقات مﻊ هﺬﻩ الدول‬ ‫كما يس ﹼوﻕ‪ ،‬وﺳتﻀطر دول اﳋليﺞ لالعتماد علﻰ‬ ‫حلفائﻬا األوروبيني لكن هﺬا ال يلبي ﺇحتياﺟاتﻬم‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ‪ ،‬هﺬا التحالف ﺳيﺠعﻞ الدول العربية‬ ‫اﳋليﺠية معرﺿة ملواﺟﻬة خيارات صعبة‪ ،‬فﻬي‬ ‫ﺇما أن تﻘبﻞ بالتﻘارب مﻊ ﺇيران‪ ،‬وﺇما أن ترفﺾ خيار‬ ‫التﻘارب‪ ،‬وعندها ﺳتكون مطالبة بامتالﻙ بدائﻞ‬ ‫وﺳياﺳات قادرة علﻰ املنافسة والصراﻉ‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ليس موﺟوداﹰ‪ ،‬لﺬلﻚ ﲢاول السعودية اﺳتﺨدام‬ ‫نفوذها املالي من أﺟﻞ ﲢﻘيق غايات ﺳياﺳية‪.‬‬ ‫ويفترﺽ أال يكون لدﻯ دول مﺠلس التعاون‬ ‫اﳋليﺠي رﺳم ﹰيا أي اعتراﺽ علﻰ أي ﺟﻬد يرمي ﺇلﻰ‬

‫ﲢسني العالقات بني الواليات املتحدة األميركية‬ ‫وﺇيران؛ فالسالم واالﺳتﻘرار في منطﻘة اﳋليﺞ هو‬ ‫مطلب عربي ويصب في اﺳتﻘرار املنطﻘة‪ ،‬لكنﻬا‬ ‫تعترﺽ علﻰ احتمال تﻘدﱘ الواليات املتحدة‬ ‫تناﺯالت كبيرة وخطيرة إليران في ﺇﻃار صفﻘة من‬ ‫أﺟﻞ الوصول إلتفاﻕ ﺛنائي ما يؤﺛر بشكﻞ ﺟﺬري‬ ‫علﻰ أمن دول اﳋليﺞ العربية وحﻘوقﻬا كما‬ ‫تدعي‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ومﻊ ذلﻚ‪ ،‬ال تﺨفي دول اﳋليﺞ خشيتﻬا من أن‬ ‫يسفر التﻘارب بني واﺷنطن وﻃﻬران عن »صفﻘة‬ ‫مصالح« ﲤنح تسﻬيالت ﺇقليمية للثانية في‬ ‫املنطﻘة ﲟوافﻘة أميركية ﺿمنية؛ وهو األمر الﺬي‬ ‫من ﺷﺄنﻪ أن يﻘلﺺ هامﺶ املناورة السياﺳية‬ ‫لدول اﳋليﺞ العربية لصالح ﺇيران‪ ،‬التي ﺳتبرﺯ‬ ‫كﻘوة ﺇقليمية مﻬيمنة ومسيطرة في املنطﻘة‪.‬‬ ‫ووفﻘﹰا لﻬﺬﻩ الرﺅية‪ ،‬فﺈن هﺬا التﻘارب ﺳيطرﺡ‬ ‫ﲢديات اﺳتراتيﺠية فيما يﺨﺺ أمن اﳋليﺞ ﲢدي ﹰدا‬ ‫ﲟا ﺳيترتب عليﻪ من انفراد ﺇيراني باملنطﻘة‪ ،‬في‬ ‫ﻇﻞ غياب مواﺯن ﺇقليمي آخر؛ حيث ﺇن الواليات‬ ‫املتحدة تﻘوم بﻬﺬا الدور منﺬ اﳊرب علﻰ العراﻕ‬ ‫عام ‪.200٣‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فﺈن مبعث الﻘلق اﳋليﺠي يتمثﻞ‬ ‫فيما ﳝكن اعتبارﻩ اندفا ﹰعا أميرك ﹰيا نحو ﺇيران من‬ ‫منطلق املصالح األميركية اﳋاصة‪ ،‬دون مراعاة‬ ‫هواﺟس دول اﳋليﺞ املشروعة‪ ،‬وﺇغفال ﺇدخالﻬا في‬ ‫صلب عملية ﺇعادة صياغة اﳋريطة املستﻘبلية‬ ‫للمنطﻘة‪.‬‬ ‫ويصف مراقبون السياﺳة اﳋارﺟية لواﺷنطن‬ ‫بﺄنﻬا غير واﺿحة في منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫أمام ﲢديات اﳊالة السياﺳية في املنطﻘة‪ ،‬وغير‬ ‫قادرة علﻰ بسﻂ حلول واقعية مستﻘبالﹰ‪.‬‬ ‫ويستطيﻊ املتتبﻊ لﻸحداﺙ أن يلحﻆ أن اندالﻉ‬ ‫األحداﺙ والتغييرات التي بدأت منﺬ بداية عام‬ ‫‪ ،2011‬ﺟعﻞ واﺷنطن تتعامﻞ باﺯدواﺟية املعايير‬ ‫ﲡاﻩ األحداﺙ‪ ،‬فعلﻰ ﺳبيﻞ املثال لم تتﺨﻞ‬ ‫اإلدارة األميركية عن مصر كدولة حليفة ﺳابﻘا ﹰ‬ ‫فحسب‪ ،‬بﻞ فرﺿت عليﻬا ﻃوﻕ العزلة وقطعت‬ ‫عنﻬا برنامﺞ املعونة‪ ،‬وذلﻚ في أعﻘاب ﺳﻘوﻁ‬ ‫حكم الرئيس اإلخواني املعزول محمد مرﺳي‪،‬‬ ‫ورفﻀت اإلعتراف بالترتيبات الدﺳتورية اﳉديدة‪،‬‬ ‫ﺛم عادت وقبلت بﻬا ﲢت ﺿغﻂ الوقائﻊ‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫واﺯدواﺟية املعايير األميركية واﺿحة‪ ،‬ففي‬ ‫حني تتفق مﻊ اململكة العربية السعودية في‬ ‫دعم املعارﺿة السورية فﺈنﻬا تﺨتلف معﻬا في‬ ‫تﺄييدها للتحوالت في مصر‪ ،‬واألمر الﺬي يزيد من‬ ‫حيرة املتابعني للسياﺳة األميركية في الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ محاوالتﻬا وﺳياﺳتﻬا املعلنة في‬ ‫محاربة اإلرهاب وتعﻘب عناصرﻩ‪ ،‬في حني تﻘوم‬ ‫بدعم اإلرهاب‪ ،‬ويبدو ذلﻚ واﺿحا ﹰ في ﲢالفﻬا مﻊ‬ ‫اﳉماعات اإلﺳالمية في املنطﻘة‪ ،‬وكشف ذلﻚ‬ ‫التحالف عدم ﺇﳝانﻬا بﻘﻀايا حﻘوﻕ اإلنسان‬

‫‪٣٣‬‬

‫وأنﻬا ﻇلت ﲢملﻬا الفتة تالحق بﻬا الدول‪ ،‬فﻘد‬ ‫غﻀت البصر عن أعمال ﺇرهابية اﺳتﻬدفت أمن‬ ‫واﺳتﻘرار املواﻃنني في مصر وغيرها‪.‬‬ ‫ويرﻯ اﳋبراﺀ أن محطة اإلنتكاﺳات األميركية‬ ‫في الشرﻕ األوﺳﻂ بدأت بالتحالفات مﻊ تيارات‬ ‫اإلﺳالم السياﺳي باملنطﻘة‪ ،‬بعد أن راهنت‬ ‫واﺷنطن عليﻬا كحليف بديﻞ لﻸنﻈمة البائدة‪،‬‬ ‫ولكن ﲟرور الوقت تعرﺽ حكم اإلﺳالميني ملﺄﺯﻕ‬ ‫فعلي )خاصة في مصر وتونس‪ ،‬ليصﻞ في نﻬاية‬ ‫املطاف ﺇلﻰ ﺇﺳﻘاﻁ اإلخوان املسلمني في مصر‬ ‫في ‪ ٣0‬حزيران ‪ ،201٣‬وهو نفس السيناريو الﻘريب‬ ‫الﺬي حصﻞ في تونس(‪.‬‬ ‫كما أن عدم قدرة أميركا علﻰ ﲤرير تسوية‬ ‫ما في عملية السالم املزعومة بني اإلﺳرائيليني‬ ‫والسلطة الفلسطينية‪ ،‬أدﻯ ﺇلﻰ تﻀاﺅل هيبة‬ ‫الواليات املتحدة األميركية دوليا ﹰ في الصراﻉ الﺬي‬ ‫ال يوﺟد لﻪ حﻞ منﺬ عﻘود‪ ،‬رغم الزيارات املكوكية‬ ‫التي يﺠريﻬا وﺯير اﳋارﺟية األميركي ﺇلﻰ الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ‪ ،‬لتفعيﻞ عملية السالم من ﺟﻬة‬ ‫وﲢسني العالقات مﻊ حلفائﻬا االﺳتراتيﺠيني‪،‬‬ ‫وعلﻰ رأﺳﻬم اململكة العربية السعودية‪ ،‬التي‬ ‫تﻘف موقف النﻘيﺾ من التﻘارب األميركي‬ ‫االيراني األخير‪.‬‬ ‫تﻘود هﺬﻩ املؤﺷرات السياﺳية املراقبني ﺇلﻰ‬ ‫اﺳتنتاﺝ أن الواليات املتحدة بدأت تتحرﻙ لتدارﻙ‬ ‫األخطاﺀ التي ارتكبتﻬا بعد أن أوﺷكت علﻰ‬ ‫فﻘدان أهم حلفائﻬا االﺳتراتيﺠيني في املنطﻘة‪،‬‬ ‫خاصة في ﻇﻞ تنامي الدور الصيني الﺬي أﺿحﻰ‬ ‫ﳝثﻞ تﻬديدا ﹰ للمصالح األميركية في الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ واﲡاﻩ مصر ﺇلﻰ تدعيم عالقاتﻬا مﻊ‬ ‫روﺳيا‪.‬‬ ‫في املﻘابﻞ يحرﺹ البيت األبيﺾ علﻰ نفي‬ ‫التﻘارير التي تشير ﺇلﻰ أن املنطﻘة العربية‬ ‫تراﺟعت أهميتﻬا أميركيا ﹰ ولم تعد بﺬات األهمية‬ ‫التي هي عليﻬا‪ ،‬حسب ما يﻘولﻪ الكثير من‬ ‫اﳋبراﺀ واﶈللني‪ ،‬وأن اإلنسحاب األميركي من‬ ‫قﻀاياها لن يسبب أﺿرارا ﹰ البتة‪.‬‬ ‫أما في الوقائﻊ فالسياﺳة األميركية‬ ‫لﻬا ﺛوابتﻬا عندما يتعلق األمر بحماية أمن‬ ‫»ﺇﺳرائيﻞ« قاعدتﻬا املتﻘدمة في املنطﻘة‪،‬‬ ‫وﺷن اﳊروب ﳊمايتﻬا ﺇن اقتﻀﻰ األمر‪ ،‬وذلﻚ‬ ‫يرتبﻂ باملصالح اإلﺳتراتيﺠية ألميركا في‬ ‫العالم‪ .‬وهي في نفس الوقت ﲤلﻚ الﻘدرة‬ ‫لﻺﺳتدارة وتغيير ﲢالفاتﻬا التكتيكية عندما‬ ‫تﻘتﻀي ﺿرورة مصاﳊﻬا‪ ،‬ﺷﺄنﻬا في ذلﻚ ﺷﺄن‬ ‫اإلمبراﻃوريات اإلﺳتعمارية حيث الغطرﺳة‪،‬‬ ‫أما مصالح الدول والشعوب األخرﻯ فليست‬ ‫موﺟودة ﺿمن أولوياتﻬا‪.‬‬

‫ﳌﻴﺲ ﺩﺍﻏﺮ‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬

‫روسيا تعود الى المياه الدافئة‬ ‫عبر بوابة ملفات المنطقة‬ ‫وﺷائﺞ كثيرة وعالقات تاريﺨية عريﻘة تربﻂ روﺳيا‬ ‫باملنطﻘة العربية‪ ،‬وهي عالقات قدﳝة تعود الﻰ عﻘود‬ ‫من الزمن‪ ،‬وﺳارعت روﺳيا منﺬ ما بعد اﳊرب العاملية‬ ‫األولﻰ إلقامة عالقات مﻊ الدول العربية الناﺷئة آنﺬاﻙ‪،‬‬ ‫ولكن حﻘبة اإلﺳتعمار الغربي كانت في ذروتﻬا‪،‬‬ ‫من حيث الﻬيمنة علﻰ املنطﻘة‪ ،‬هﺬا ما منﻊ اإلﲢاد‬ ‫السوفياتي آنﺬاﻙ من الوصول الﻰ املياﻩ الدافئة في‬ ‫حوﺽ البحر األبيﺾ املتوﺳﻂ ومنطﻘة اﳋليﺞ‪ ،‬وبﻘي‬ ‫األمر هكﺬا حتﻰ اﳊرب العاملية الثانية‪.‬‬ ‫وبعد مرحلة ﺇنحسار النفوذ اإلﺳتعماري من‬ ‫املنطﻘة دعم اإلﲢاد السوفياتي آنﺬاﻙ حركات التحرر‬ ‫العربية واﺳتﻘالل عدد من الدول العربية‪ ،‬ما ﺳمح‬ ‫بتحﻘيق تواﺯن ما في املنطﻘة‪ ،‬وأﺿحﻰ الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫برمتﻪ مسرحا ﹰ للتنافس بني اإلﲢاد السوفياتي والواليات‬ ‫املتحدة وبﺄبعاد الصراﻉ الﺬي كان ﺟاريا ﹰ آنﺬاﻙ علﻰ‬ ‫مستوﻯ املنطﻘة والعالم‪ ،‬وما لم ﳝكن ﲢﻘيﻘﻪ في‬ ‫املاﺿي بالﻘوة ﳝكن ﲢﻘيﻘﻪ اﻵن بالعالقات اإلقتصادية‬ ‫والدبلوماﺳية الﻬادئة واألخﺬ بعني اإلعتبار مصالح‬ ‫اﻵخر‪ ،‬وبات العديد من الدول ترفﺾ وﺿﻊ الرهان علﻰ‬ ‫معسكر واحد في ﺳياﺳتﻬا أو تصريف أو ﺷراﺀ‬ ‫حاﺟاتﻬا من ﺳوﻕ واحد‪ .‬وتغ ﹼيرت ذهنية الدبلوماﺳية‬ ‫الروﺳية ولم تعد ذات اﲡاﻩ واحد بﻞ تعتمد اﳋيارات‬ ‫املمكنة‪.‬‬ ‫اليوم يﻘترب الروﺱ من املياﻩ الدافئة دون مواﺟﻬات‬ ‫وال مﺨاوف يﻀعون اﳋطوة تلو األخرﻯ‪ .‬واألﺳلحة‬ ‫الروﺳية تعرﺽ في معرﺽ األﺳلحة في أبو ﻇبي‬ ‫ﺳنويا ﹰ ولدﻯ معﻈم دول اﳋليﺞ ﳕاذﺝ منﻬا حتﻰ‬ ‫اململكة تنﻈر في اقتناﺀها ودخلت اإلﺳتثمارات بلدان‬ ‫املنطﻘة ناهيﻚ عن ”البزنس“ املتوﺳﻂ وﻇﻬور مناﻃق‬ ‫ﺳكنية ومحالت ﲡارية روﺳية كاملة في دولة اإلمارات‬ ‫العربية‪ ،‬وحتﻰ الروﺳية كلغة باتت مطلوبة هناﻙ‪.‬‬ ‫ومواقف موﺳكو من كافة الﻘﻀايا الساخنة العربية‬ ‫تتطابق أو قريبة من مواقف العرب أنفسﻬم‪ ،‬ﺇﺿافة‬ ‫الﻰ أن روﺳيا تدرﻙ أهمية العثور علﻰ لغة مشتركة‬ ‫مﻊ العالم اإلﺳالمي في املرحلة التاريﺨية اﳊاﺿرة التي‬ ‫ﳝر بﻬا العالم‪ ،‬فانﻀمت عﻀوا ﹰ مراقبا ﹰ ملنﻈمة املؤﲤر‬ ‫اإلﺳالمي وبعثت ﲟراقب لﻬا في ﺟامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫ورفﻀت اﳊرب في أفغانستان وفي العراﻕ وبعثت‬ ‫بﻘوة حفﻆ ﺳالم للسودان وبادرت بﺈرﺳال مساعدات‬ ‫للفلسطينيني‪ ،‬ودعت للمحادﺛات مﻊ حماﺱ‪ ،‬ونالت‬ ‫ﺳياﺳتﻬا في مواﺟﻬة اﳊركة اإلنفصالية املسلحة‬ ‫في الشيشان تفﻬم الدول املسلمة‪ ،‬فربحت موﺳكو‬ ‫ﺟبﻬة هامة في املعركة املصيرية‪.‬‬ ‫ورأينا كيف تط ﹼور املوقف الروﺳي بعد األحداﺙ التي‬ ‫عصفت بسوريا خالل السنوات األربﻊ املاﺿية‪ ،‬من‬ ‫خالل الدعم السياﺳي والدبلوماﺳي والعسكري الﺬي‬ ‫ﺟاﺀ بالتواﺯي مﻊ عودة روﺳيا الﻰ املنطﻘة وبﻘوة‪ ،‬ﺇذ أ ﹼن‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني ونﻈيرﻩ املصري عبد الفتاﺡ السيسي‬

‫ﳑارﺳة حق النﻘﺾ )الفيتو( في مﺠلس األمن الدولي‬ ‫ﺛالﺙ م ﹼرات متتالية خالل تسعة أﺷﻬر ﹼ‬ ‫تؤﺷر ﺇلﻰ‬ ‫ﺳابﻘة في العالقات الدولية وتد ﹼلﻞ كﺬلﻚ علﻰ املكانة‬ ‫االﺳتثنائية لﻸﺯمة السورية في ﺳياﻕ ﺳعي موﺳكو‬ ‫إلﺳتعادة موقعﻬا الدولي وﺇعادة رﺳم وهيكلة‬ ‫ﺳياﺳاتﻬا ﲡاﻩ بلدان املنطﻘة‪.‬‬ ‫وحسب وﺟﻬة نﻈر صنﹼاﻉ الﻘرار في موﺳكو‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﲢتﻞ‬ ‫الساحة السورية موقعا ﹰ فريدا ﹰ علﻰ خارﻃة الطموحات‬ ‫الروﺳية‪ ،‬ﺇذ يتيح املرور عبر اﳋﻂ االﺳتراتيﺠي نحو‬ ‫البحر األبيﺾ املتوﺳﻂ الوصول ﺇلﻰ اﶈيﻂ الﻬندي‬ ‫وحماية أمن اﳋاصرة اﳉنوبية لروﺳيا‪ .‬وهكﺬا فﺈ ﹼن‬ ‫التنصت في‬ ‫الﻘاعدة البحرية في ﻃرﻃوﺱ وقاعدة‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكالن موقعا ﹰ مثال ﹼيا ﹰ في مواﺟﻬة منﻈومة‬ ‫كسب‬ ‫الدرﻉ الصاروخية األﻃلسية املرتﻘبة في تركيا‪.‬‬ ‫بﺄي ﺛمن التشبث ﲟوﻃﺊ قدم في ﺷرﻕ‬ ‫وﲢاول روﺳيا ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫تتمكن فيﻪ من ﺇﺛبات وﺟودها كﻘ ﹼوة‬ ‫املتوﺳﻂ وﲟوقﻊ‬ ‫كبرﻯ تعود بزخم ﺇلﻰ املسرﺡ العاملي منﺬ ‪ ،2008‬أل ﹼن‬ ‫ذلﻚ يعزﹼﺯ قدرات التﺄﺛير في أوﺿاﻉ املنطﻘة ويﺠبر الﻘ ﹼوة‬ ‫العﻈمﻰ الوحيدة أي الواليات املتحدة األميركية علﻰ‬ ‫عﻘد ترتيبات معﻬا أو العودة يوما ﹰ للثنائية الدولية‪،‬‬ ‫أق ﹼلﻪ حيال األﺯمة السورية‪.‬‬ ‫وعلﻰ رغم اللﻬﺠة العالية ومفردات اﳊرب الباردة‬ ‫السابﻘة‪ ،‬تلتزم موﺳكو‪ ،‬كما واﺷنطن وباريس وغيرها‬ ‫دولي حول ﺳوريا‬ ‫من الالعبني‪ ،‬قواعد اللعبة ملنﻊ صدام ﹼ‬ ‫في لعبة أﱈ معﻘﹼ دة ﺳتغ ﹼير وﺟﻪ املنطﻘة نﻈرا ﹰ ﺇلﻰ‬ ‫اإلصطفاف اإلقليمي اﳊاد وموقﻊ ﺳوريا املركزي في‬ ‫قلب الشرﻕ والعاملني العربي واإلﺳالمي‪.‬‬ ‫هﺬا وماﺯالت العالقات قوية بني روﺳيا )االﲢاد‬ ‫السوفياتي ﺳابﻘاﹰ( ومصر ﺇذ للمرة الثانية يؤكد الروﺱ‬ ‫صدﻕ العالقات مﻊ املصريني رغم كﻞ ما حدﺙ من ﺟفاﺀ‬ ‫ﲢسنا ﹰ‬ ‫في ﺳنوات ماﺿية‪ ،‬وﺷﻬدت تلﻚ العالقات ﹼ‬

‫‪٣٤‬‬

‫ﺇيﺠابيا ﹰ مثمراﹰ‪ ،‬خاصة بعد الزيارة الرﺳمية للرئيس‬ ‫بوتني ﺇلﻰ ﺟمﻬورية مصر العربية‪ ،‬ولﻘائﻪ نﻈيرﻩ‬ ‫عبدالفتاﺡ السيسي يوم ‪ 2015/2/10‬ويعود هﺬا ﺇلﻰ أن‬ ‫دوائر صنﻊ الﻘرار الروﺳي الرئيسة حريصة علﻰ تطوير‬ ‫العالقات‪ ،‬نﻈرا ﹰ ألهمية مصر بالنسبة للسياﺳة‬ ‫اﳋارﺟية الروﺳية في الشرﻕ األوﺳﻂ وﺷمال ﺇفريﻘيا‪.‬‬ ‫ولﻘد توصﻞ الرئيسان ﺇلﻰ رﺅية مشتركة‪ ،‬تﻘﻀي‬ ‫بﻀرورة التعامﻞ مﻊ قﻀية »اإلرهاب« في ﺇﻃار منﻈور‬ ‫ﺷامﻞ يﻀمن اﺟتثاﺛﻬا من ﺟﺬورها‪ .‬وﺷددا علﻰ اﺨﻤﻟاﻃر‬ ‫الناﺟمة عن األوﺿاﻉ غير املستﻘرة في املنطﻘة‪ ،‬ورفﺾ‬ ‫التدخالت اﳋارﺟية وﲤويﻞ امليليشيات املسلحة‪ ،‬مﻊ‬ ‫ﺿرورة التوصﻞ ﺇلﻰ حﻞ ﺳياﺳي لﻸﺯمة‪ ،‬وﺇﺟراﺀ حوار‬ ‫بني ﺟميﻊ الفرقاﺀ السوريني‪ ،‬ومن مﺨتلف األﻃياف‬ ‫السياﺳية واﳊزبية التي تنبﺬ »اإلرهاب«‪ .‬وحددا دور‬ ‫مصر الوﻇيفي في املنطﻘة كﻘوة ملكافحة كﻞ أﺷكال‬ ‫التطرف‪ ،‬وذلﻚ مفيد لالﺳتراتيﺠية الروﺳية في‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬كي يؤﺳس عليﻬا »تواﺯن املصالح« وعالقات‬ ‫أكثر اﺳتﻘرارا ﹰ ورﺳوخا ﹰ بعيدا ﹰ عن ملفات الدﳝﻘراﻃية‬ ‫وحﻘوﻕ اإلنسان!‪.‬‬ ‫تكمن أهمية ﺯيارة الرئيس بوتني ﺇلﻰ مصر‪ ،‬في‬ ‫أنﻬا تﺄكيد وانتصار لﻺﺟراﺀ الﺬي أﻃاﺡ بحكم اإلخوان‬ ‫املسلمني في حزيران ‪ ،201٤‬ﺇﺿافة ﺇلﻰ أنﻬا فرصة‬ ‫ﺛمينة لدفﻊ وتوﻃيد العالقات الثنائية بني البلدين‪،‬‬ ‫خصوصا ﹰ أنﻬا ﺟاﺀت في الوقت الﺬي تواﺟﻪ فيﻪ روﺳيا‬ ‫ﲢ ﹼديات عدة في ﺷرﻕ أوروبا‪ ،‬قﻀية أوكرانيا‪ ،‬ومنصات‬ ‫الصواريﺦ األميركية وﺷرﻕ آﺳيا‪ ،‬والنتائﺞ السلبية‬ ‫التي ﻇﻬرت بعد العدوان اإلﺳرائيلي »اﳉرف الصامد«‬ ‫علﻰ قطاﻉ غزة‪ ،‬كما ﺟاﺀت إلﺯالة اﻵﺛار الناﺟمة عن‬ ‫املوقف األميركي‪ ،‬وتعليق املساعدات العسكرية ملصر‪،‬‬ ‫والتي اﺳتطاعت مصر أن تتﺠاوﺯها من خالل الدعم‬ ‫املادي الﺬي قدمتﻪ دول اﳋليﺞ‪ ،‬والدعم العسكري الﺬي‬


‫قدمتﻪ روﺳيا عبر اتفاقيات السالﺡ اﳉديدة‪ ،‬والطاقة‬ ‫النووية لﻸغراﺽ السلمية‪ ،‬ولتؤكد أيﻀا ﹰ علﻰ أهمية‬ ‫دور مصر‪ ،‬وأنﻬا الشريﻚ الﺬي ﳝكن اإلعتماد عليﻪ في‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ وﺷمال ﺇفريﻘيا‪ ،‬خصوصا ﹰ بعدما أعرب‬ ‫الرئيس السيسي دعمﻪ للتحالف الدولي ملواﺟﻬة‬ ‫خطر »اإلرهاب«‪ .‬وأكثر املتحمسني من اإلدارة الروﺳية‬ ‫لتطوير العالقات االﺳتراتيﺠية مﻊ مصر هو نفسﻪ‬ ‫الرئيس بوتني الﺬي يعتبر أن »مصر تعد ﺷريكا ﹰ رئيسا ﹰ‬ ‫لروﺳيا في املنطﻘة«‪ ،‬وهي تريد أن تساعدها ﲟساعيﻬا‬ ‫للنمو واإلﺯدهار اإلقتصادي‪ ،‬وفي مﺠال مواﺟﻬة أﺯمة‬ ‫الطاقة وح ﹼلﻬا‪ ،‬كما أكد الرئيس بوتني أن »ملصر دورا ﹰ‬ ‫مﻬما ﹰ تلعبﻪ في العالم اإلﺳالمي« وﺳتستمر فيﻪ‬ ‫»ملنﻊ أيديولوﺟيا الكراهية التي تنشرها امليليشيات‬ ‫املﺬهبية«‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ‪ -‬ﺍﳋﻠﻴﺠﻴﺔ‬ ‫علﻰ مستوﻯ العالقات الروﺳية مﻊ دول اﳋليﺞ‪ ،‬ﺛمة‬ ‫ﺛالﺛة مﺠاالت رئيسية قد تتحرﻙ فيﻬا هﺬﻩ العالقات‪،‬‬ ‫وهي قطاﻉ الصناعة النفطية‪ ،‬ومشروعات الطاقة‬ ‫النووية املﻘترحة حديثاﹰ‪ ،‬وبرامﺞ التسلح العسكري‪.‬‬ ‫فعلﻰ صعيد الصناعة النفطية‪ ،‬هناﻙ اﻵن تعاون‬ ‫روﺳي مﻊ بعﺾ دول املنطﻘة‪ ،‬ﺇذ تستثمر ﺷركات‬ ‫روﺳية في هﺬﻩ الصناعة منﺬ بﻀﻊ ﺳنوات‪.‬‬ ‫وعلﻰ رغم ذلﻚ‪ ،‬ﺛمة ﲢديان يفرﺿان نفسيﻬما‬ ‫علﻰ هﺬا الصعيد‪ ،‬يتمثﻞ األول في محدودية مستوﻯ‬ ‫تكنولوﺟيا صناعة النفﻂ الروﺳية‪ ،‬قياﺳا ﹰ بنﻈيراتﻬا‬ ‫لدﻯ ﺷركات النفﻂ العاملية‪ ،‬ويتمثﻞ الثاني في‬ ‫املﻘاربة التي اعتمدتﻬا الشركات الروﺳية لنشاﻃﻬا‬ ‫في املنطﻘة‪ ،‬حيث ﳉﺄت هﺬﻩ الشركات لتمويﻞ‬ ‫اﺳتثماراتﻬا من املصارف اﶈلية‪ ،‬بدال ﹰ من اعتمادها‬ ‫علﻰ رأﺱ املال الروﺳي‪ .‬علﻰ صعيد مشروعات الطاقة‬ ‫النووية املﻘترحة حديثا ﹰ في املنطﻘة‪ ،‬ﻇﻬر حديث‬ ‫مبكر عن احتمال ﳉوﺀ دول مﺠلس التعاون اﳋليﺠي‬ ‫ﺇلﻰ روﺳيا لتكون اﳉﻬة املعتمدة لتشييد بنﻰ هﺬﻩ‬ ‫الطاقة‪ .‬وذلﻚ علﻰ غرار ما هو حاصﻞ حاليا ﹰ في ﺇيران‬ ‫والﻬند‪ ،‬وما قد يحصﻞ حديثا ﹰ في تركيا ورﲟا في مصر‪.‬‬ ‫أخيراﹰ‪ ،‬وباالنتﻘال ﺇلﻰ قﻀية التعاون العسكري بني‬ ‫روﺳيا ودول مﺠلس التعاون اﳋليﺠي‪ ،‬فﺈن البعد األهم‬ ‫الﺬي ﳝكن التوقف عندﻩ هو ﺇمكان تزويد موﺳكو لﻬﺬﻩ‬ ‫الدول بﻘدرات صاروخية ذات مغزﻯ‪.‬‬ ‫وﺛمة ﲢ ﱟد يفرﺽ نفسﻪ علﻰ هﺬا الصعيد‪ ،‬وهو أن‬ ‫العالقات الروﺳية اﳋليﺠية ال تزال يافعة وغير واﺿحة‬ ‫املعالم علﻰ مستوﻯ السﻘف الﺬي ﳝكن أن تصﻞ ﺇليﻪ‪،‬‬ ‫في ﺿوﺀ اإلرتباﻃات الراهنة لدول املنطﻘة‪ ،‬خصوصا ﹰ تلﻚ‬ ‫الﻘائمة مﻊ أميركا‪ ،‬بيد أن هﺬا األمر علﻰ رغم أهميتﻪ‬ ‫وواقعيتﻪ في اﳊسابات اﳉارية علﻰ األرﺽ ال يحول من‬ ‫دون ﺳعي دول املنطﻘة بﺈﲡاﻩ اﺳتنفاد عالقاتﻬا بروﺳيا‬ ‫من أﺟﻞ تطوير قدرات صاروخية ذات مغزﻯ‪.‬‬ ‫فمﻊ الفشﻞ الغربي في امللف السوري ووقوف‬ ‫روﺳيا كحليف اﺳتراتيﺠي للسوريني في مﺠاالت‬ ‫عدة أبرﺯها الدعم الﺬي يلﻘاﻩ األﺳطول الروﺳي في‬ ‫البحر املتوﺳﻂ انطالقا ﹰ من ميناﺀ ﻃرﻃوﺱ ﺇﺿافة‬ ‫ﺇلﻰ ﺇمكانية أن ﲢﻈﻰ روﺳيا بدعم من نﻘاﻁ أخرﻯ‬

‫علﻰ املتوﺳﻂ بعد التﻘارب األخير مﻊ مصر والعالقات‬ ‫الطيبة مﻊ اﳉزائر‪ .‬وكان متوقعا ﹰ أن يسعﻰ الغرب ﺇلﻰ‬ ‫مناكفة الروﺱ من نﻘطة انطالقﻬم نحو املياﻩ الدافئة‬ ‫املتمثلة في البحر األﺳود وﲢديدا ﹰ ﺳيفاﺳتوبول‪.‬‬ ‫وقد يكون ما حدﺙ في أوكرانيا محاولة ﳉر روﺳيا‬ ‫الﻰ حسبة من املﻘايﻀة بشﺄن امللف السوري ﲢديداﹰ‪،‬‬ ‫لكن الشواهد حتﻰ اﻵن تﻘول ﺇن روﺳيا لن تفرﻁ في‬ ‫املعركة الثالثة بعد أن خسرت معركة أولﻰ أمام‬ ‫الغرب حينما ﳒح األخير في اللعب بورقة املعارﺿة‬ ‫والثورات امللونة مﺠددا ﹰ ومعركة ﺛانية عند التسويات‬ ‫حينما ﺷاركت في رعاية اﳊوار بني املعارﺿة والسلطة‬ ‫السابﻘة في أوكرانيا‪.‬‬ ‫فﻘد بدأت روﺳيا معركة اقتصادية مﻀمونة‬ ‫النتائﺞ ﲟطالبة ﺷركة غاﺯبروم كييف بتسديد ديون‬ ‫ﺳابﻘة وصلت ﺇلﻰ ‪ 1,5‬مليار دوالر‪ ،‬أما عن اﳋطوات‬ ‫العسكرية فروﺳيا علﻰ اﺳتعداد للدخول في حرب‬ ‫عاملية ﺇذا كانت هي السبيﻞ لعدم خنﻘﻬا بحرياﹰ‪.‬‬ ‫وﺇذا كانت األﺯمة السورية‪ ،‬ومحاوالت الغرب ﺇﺳﻘاﻁ‬ ‫الدولة الوﻃنية السورية إلعادة تعوﱘ هيمنتﻪ علﻰ‬ ‫العالم بﻘيادة أميركا‪ ،‬قد ﺷكلت نﻘطة التحول اﳉديدة‬ ‫التي ارتكزت ﺇليﻬا الﻘيادة الروﺳية برئاﺳة بوتني‬ ‫إلﺳتعادة نفوذها الدولي وكسر الﻬيمنة األميركية‬ ‫الغربية‪ ،‬مستندة ﺇلﻰ ﺛبات وصمود ﺳوريا في مواﺟﻬة‬ ‫اﳊرب االﺳتعمارية الغربية وأدواتﻬا في املنطﻘة‪ ،‬فﺈن‬ ‫األﺯمة األوكرانية ﺟاﺀت لتؤكد وﲡسد عودة روﺳيا ـ‬ ‫بوتني ﺇلﻰ ﳑارﺳة دورها الدولي باعتبارها دولة عﻈمﻰ‪ ،‬ال‬ ‫ﳝكن أن تﻘبﻞ أو تتﻬاون أمام اﺳتفزاﺯات الغرب وتدخالتﻪ‬ ‫في محيطﻬا اﳊيوي‪ ،‬في محاولة واﺿحة لتﻘزﱘ دور‬ ‫روﺳيا ودفعﻬا ﺇلﻰ التﺨلي عن ﺳياﺳتﻬا الداعمة‬ ‫لسوريا‪ ،‬واﺳتطرادا ﹰ ﺇخﻀاعﻬا للﻬيمنة األميركية‬ ‫ﺿم أوكرانيا ﺇلﻰ االﲢاد األوروبي‪ ،‬وتاليا ﹰ ﺇلﻰ‬ ‫الغربية عبر ﹼ‬ ‫حلف األﻃلسي‪ ،‬ودخول األﺳاﻃيﻞ العسكرية الغربية‬ ‫ﺇلﻰ البحر األﺳود والسيطرة علﻰ ﺷبﻪ ﺟزيرة الﻘرم‬ ‫ﳊرمان روﺳيا من الوصول ﺇلﻰ املياﻩ الدافئة‪ ،‬ومحاصرة‬ ‫أﺳطولﻬا املرابﻂ في موانﺊ اﳉزيرة‪.‬‬ ‫غير أن مسارعة بوتني ﺇلﻰ الرد علﻰ هﺬﻩ التدخالت‬ ‫الغربية وﺇحباﻁ أهدافﻬا‪ ،‬وتوقيﻊ اتفاقية انﻀمام‬ ‫ﺟمﻬورية الﻘرم ﺇلﻰ روﺳيا اإلﲢادية‪ ،‬اﺳتﺠابة لطلب‬ ‫برملانﻬا وﺷعبﻬا‪ ،‬ورغبة الشعب الروﺳي ومﺠلس‬ ‫الدوما البرملان الروﺳي‪ ،‬قطﻊ الطريق علﻰ أميركا‬ ‫وحلفائﻬا الغربيني‪ ،‬في محاوالتﻬم األخيرة للحيلولة‬ ‫دون عودة روﺳيا إلﺳتئناف دورها كﻘوة عﻈمﻰ قادرة‪،‬‬ ‫ﺇلﻰ ﺟانب الصني وبﻘية مﺠموعة دول البريكس‪ ،‬أن‬ ‫تﻀﻊ حدا ﹰ لنﻈام أحادي الﻘطبية والتﺄﺳيس لبناﺀ‬ ‫نﻈام دولي ﺟديد يﻘوم علﻰ التعددية والتشاركية‬ ‫واحترام مصالح الدول وﺳيادتﻬا واﺳتﻘاللﻬا‪.‬‬ ‫وﺇذا كان فشﻞ الغرب بﻘيادة أميركا في ﺇﺳﻘاﻁ‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬قد و ﹼلد تواﺯنا ﹰ دوليا ﹰ ﺟديدا ﹰ وأحيا حربا ﹰ باردة‬ ‫ﺳاخنة‪ ،‬ودفﻊ الغرب ﺇلﻰ التفاهم مﻊ ﺇيران والتسليم‬ ‫ببرنامﺠﻬا النووي‪ ،‬فﺈن عودة ﺟزيرة الﻘرم ﺇلﻰ روﺳيا‬ ‫اإلﲢادية‪ ،‬تصحيحا ﹰ ﳋطﺄ تاريﺨي اقترفﻪ نيكيتا‬ ‫خروتشوف بﻀمﻬا ﺇلﻰ أوكرانيا عام ‪ ،195٤‬كما‬ ‫قال بوتني‪ ،‬يشكﻞ تدﺷينا ﹰ عمليا ﹰ إلﺳتعادة روﺳيا‬ ‫دورها كدولة عﻈمﻰ‪ ،‬وتكريسا ﹰ لﻬﺬا الدور الﺬي ال‬

‫‪٣5‬‬

‫يستطيﻊ الغرب أن يحول دونﻪ‪ ،‬ال ﺳيما أنﻪ يئن من‬ ‫األﺯمات اإلقتصادية واملالية‪ ،‬ويعاني من العﺠز عن‬ ‫اﺳتعادة فرﺽ هيمنتﻪ اإلﺳتعمارية بواﺳطة الﻘوة‬ ‫العسكرية‪ ،‬وهو ما أكدتﻪ دروﺱ حروبﻪ الفاﺷلة في‬ ‫العراﻕ وأفغانستان‪ ،‬وأخيرا ﹰ حربﻪ بالوﺳاﻃة في ﺳوريا‪.‬‬ ‫علﻰ أن هﺬا التحول الﻬام في التواﺯنات الدولية في‬ ‫غير مصلحة اﶈور األميركي الغربي وأدواتﻪ في املنطﻘة‬ ‫والعالم‪ ،‬ﺳيكون لﻪ انعكاﺳات ﺇيﺠابية علﻰ األﺯمة‬ ‫السورية‪ ،‬بتسريﻊ عمليات اﳊسم ﺿد قوﻯ اإلرهاب‬ ‫والتكفير‪ ،‬وكﺬلﻚ ﲟزيد من تراﺟﻊ النفوذ األميركي‬ ‫الغربي في املنطﻘة والعالم‪.‬‬ ‫كانت والﺯالت األﺯمة السورية كاﺷفة لفعالية‬ ‫الدور الروﺳي في املنطﻘة‪ ،‬وم ﹼثلت نﻘطة ﲢ ﹼول عﺠلت‬ ‫باﺳتعادة روﺳيا ملكانتﻬا كﻘوة مؤﺛرة في ﺷؤون‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬ومﻞﺀ الفراﻍ‪ ،‬بعدما اتبعت الواليات املتحدة‬ ‫ﺳياﺳة اإلنكفاﺀ‪ ،‬واقترابﻬا من التﺨلي عن نفﻂ‬ ‫اﳋليﺞ‪ ،‬وألﺟﻞ ذلﻚ أرﺳلت رﺳائﻞ عدة ﺇلﻰ دول املنطﻘة‬ ‫تدعوها لﻺعتماد علﻰ ذاتﻬا أمنياﹰ‪.‬‬ ‫لﻘد أخﺬت املصالح املتبادلة بني روﺳيا ودول املنطﻘة‬ ‫بالنمو‪ ،‬واﺳتطاعت موﺳكو ﺇعادة بناﺀ عالقاتﻬا مﻊ عدد‬ ‫كبير من الدول العربية‪ ،‬ﺷملت حلفاﺀ تﻘليديني ﺳابﻘني‬ ‫في مﻘدمﻬم مصر واﳉزائر وﺳوريا‪ ،‬وﺷركاﺀ ﺟدد مثﻞ‬ ‫دول اﳋليﺞ واألردن والسودان‪ ،‬وأصبح لروﺳيا مصالح‬ ‫حﻘيﻘية تسعﻰ للمحافﻈة عليﻬا وحمايتﻬا وتطويرها‪..‬‬ ‫وترتبﻂ املصالح الروﺳية بثالﺛة قطاعات رئيسة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ـ التعاون ﲟﺠال الطاقة »نفﻂ‪ ،‬غاﺯ‪ ،‬وكﻬرباﺀ«‪.‬‬ ‫ـ التعاون التﻘني في اﺠﻤﻟاالت الصناعية والتنموية‪.‬‬ ‫ـ التعاون العسكري‪ ،‬وتﺄمني السالﺡ ملن يرغب من‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫تتزايد أهمية الشراكة بني روﺳيا وعدد من البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬وفي املﻘدمة مصر‪ ،‬فﻬناﻙ آفاﻕ رحبة‬ ‫للتعاون الروﺳي العربي في مﺠاالت الطاقة النووية‬ ‫لﻸغراﺽ السلمية‪ ،‬وتكنولوﺟيا الفﻀاﺀ‪ ،‬وتطوير‬ ‫البنية الصناعية واإلقتصادية العربية‪ .‬يﻀاف ﺇلﻰ هﺬا‬ ‫حاﺟة الدول العربية للدعم السياﺳي والدبلوماﺳي‬ ‫الروﺳي فيما يتعلق بﻘﻀايا املنطﻘة‪ ،‬خاصة الﻘﻀية‬ ‫الفلسطينية داخﻞ األﱈ املتحدة وخارﺟﻬا‪ ،‬حيث يتسم‬ ‫املوقف الروﺳي بالتواﺯن‪ ،‬في مﻘابﻞ التح ﹼيز األميركي‬ ‫الدائم واألعمﻰ لـ »ﺇﺳرائيﻞ«‪.‬‬ ‫لﻘد عادت روﺳيا ﺇلﻰ العالم‪ ،‬حني قررت العودة ﺇلﻰ‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬وﺷمال ﺇفريﻘيا الﺳيما بعد التراكم‬ ‫الالفت الﺬي حﻘﻘتﻪ الدولة الروﺳية في عالقاتﻬا‬ ‫ﲟﺨتلف املناﻃق االﺳتراتيﺠية علﻰ مدﻯ العﻘد املاﺿي‬ ‫»ﺳواﺀ منطﻘة آﺳيا الوﺳطﻰ‪ ،‬أم ﺷرﻕ آﺳيا وﺷمال‬ ‫ﺇفريﻘيا‪ ،‬أم في ﺳياﻕ مﺠموعة البريكس« وهو ما‬ ‫يؤكد أن ﲢوالت السياﺳة الروﺳية تدور وفق مصالح‬ ‫ﺇقتصادية عاملية كبرﻯ‪ ،‬وليست ترتيبات اﺳتراتيﺠية‬ ‫ﺷرﻕ أوﺳطية فحسب‪ .‬ﺇذ ال ﳝثﻞ الشرﻕ األوﺳﻂ ﺳوﻯ‬ ‫أحد مسارﺡ السياﺳة اﳋارﺟية الروﺳية‪ .‬هﺬا الوﺿﻊ‬ ‫االﺳتراتيﺠي اﳉديد‪ ،‬بغﺾ النﻈر عن النوايا أو الرغبات‬ ‫الروﺳية‪ ،‬هو الوﺿﻊ اﳉديد لروﺳيا العائدة ﺇلﻰ املياﻩ‬ ‫الدافئة علﻰ أﺳس وﺷراكات ومساحات مﺨتلفة ﲤاما ﹰ‬ ‫عن السابق‪.‬‬

‫ﳌﻴﺲ ﺩﺍﻏﺮ‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫مﻘابلة‬

‫عضو القيادﺓ القطرية‬ ‫في سوريا‬ ‫د‪ .‬خلف المفتاح‬ ‫لـ »منبر التوﺣيد«‪:‬‬

‫سوريا تحارب اإلرهاب والحوار‬ ‫الداخلي خيارنا اإلستراتيجي‬

‫ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷ ﹼﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﳋﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺻﻤﺪﺕ ﻭﻗﺎﻭﻣﺖ ﻭﺗﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻋﺘﻰ ﻫﺠﻤﺔ ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ ﹸ‬ ‫ﺳ ﹼﺨﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻔﻮﻕ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻈﻤﻰ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺜﻞ ﺳﻮﺭﻳﺎ‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻭﺯﺭ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﻣﺘﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺩﻓﻌﺖ‬ ‫ﺿﺮﻳﺒﺔ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺤﻂ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬ ‫ﺃﺟﻤﻊ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﺒﺮﺍﺳﺎﹰ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﻭﺻﻤﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﻭﺇﻧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺑﺒﻌﺪﻫﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ‬ ‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﳌﻘﺎﻭﻡ ﻟﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺮﺏ ﺃﺭﺍﺩﺕ‬ ‫ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﳊﺮ ﻭﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻌﻔﻦ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺭﺍﺀﻩ‪ ،‬ﻭﻋﺎﺩ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﺍﻟﺴﻼﺟﻘﺔ ﻳﻌﻴﺪﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻣﻊ ﺟ ﹼﺰﺍﺭﻫﻢ ﺍﳌﺮﺗﺪﻱ ﺛﻴﺎﺑﺎﹰ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳌﺆﺗﻠﻔﺔ ﻣﻊ ﺧﻠﻴﺞ ﻻ‬ ‫ﻳﻨﻔﻚ ﺇﻋﺮﺍﺑﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺆﻣﻦ ﺑﻮﻃﻨﻪ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﺢ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﳌﺪﻋﻮﻡ ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬

‫ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺻﻤﺪﺕ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻄﺎﻣﻌﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﺍﳌﺴﺘﻌﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺑﻨﻲ ﺻﻬﻴﻮﻥ‪.‬‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﻠﻤﹼ ﺲ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺁﻓﺎﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺭﺣﺒﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﺮﺽ ﻣﻌﺎﺩﻻﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﻲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﻜﺮﹼﺱ‬ ‫ﻧﻬﺠﺎﹰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺎﹰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﹼﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗ ﹼﺪﻣﺖ‬ ‫ﻭﺃﻋﻄﺖ ﺍﳌﻌﻨﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﳌﻮﺍﻃﻦ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﻮﺏ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﻭﺗﻌﺮﻑ‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﳌﺆﺯﺭ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﻘﻴﻨﺎﹰ ﺑﺄﻥ ﺣﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﳌﺜﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ‬ ‫ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﲔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻲ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﺟﻴﺸﻬﺎ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ‬ ‫ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﳊﻜﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻭﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪،‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟـ ”ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ“ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ‬ ‫ﺧﻠﻒ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻫﻨﺎ ﻧﺼﻪ‪:‬‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪٣٦‬‬

‫ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﳋﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻷﺻﺢ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﺖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻜﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺪﺭﻭﻥ ﺍﳌﻮﻗﻒ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟‬ ‫اليوم الوﺿﻊ العام في كﻞ تفاصيﻞ‬ ‫األﺯمة يشير ﺇلﻰ اإلقتراب أكثر من اإلنتصار‬ ‫اإلﺳتراتيﺠي‪ ،‬فالدولة السورية بﻘيت قوية‬ ‫ومتماﺳكة مؤﺛرة في اﳊدﺙ وهي األقوﻯ في‬ ‫امليدان العسكري والسياﺳي‪ ،‬وتبني أن ما‬ ‫تواﺟﻬﻪ هو ﺇرهاب منﻈم ومؤامرة دولية ﺇقليمية‬ ‫تستﻬدفﻬا كموقﻊ وهوية عروبية مﻘاومة‪.‬‬ ‫ولﺬلﻚ أصبح املناﺥ الدولي يتﺠﻪ نحو ﺇعادة‬ ‫النﻈر في املوقف من األﺯمة بعدما تكشفت‬ ‫أبعادها اﳊﻘيﻘية‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺗﺒﻌﻪ ﺗﻐﻴﹼﺮ ﻓﻲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻗﻠﻪ ﺍﳌﻌﻠﻨﺔ ﲡﺎﻩ ﺳﻮﺭﻳﺎ‪،‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ‬ ‫ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ؟‬ ‫التغير اإلعالمي يشير ﺇلﻰ بداية ﲢول في‬ ‫املواقف السياﺳية واإلعالم يساهم في خلق‬ ‫مناﺥ ورأي عام في الغرب يفسح في اﺠﻤﻟال‬ ‫إلﺳتدارة في مواقف الدول العربية التي أدركت‬ ‫فشﻞ مﺨططاتﻬا في ﺳوريا‪.‬‬


‫ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻞ ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﲡﺎﻩ ﺳﻮﺭﻳﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ؟‬ ‫التصريحات اإلعالمية توفر فرصة للساﺳة‬ ‫كي يتراﺟعوا في مواقفﻬم حتﻰ ال يﻈﻬروا‬ ‫ﲟﻈﻬر الكاذب والفاﺷﻞ في نﻈر الرأي العام في‬ ‫بلدانﻬم‪.‬‬ ‫ﻫﻞ ﺗﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ‪ ،‬ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﳊﻈﺔ‬ ‫ﺃﻡ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﺴﺒﻖ ﺑﲔ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ؟‬ ‫ال أرﻯ أي عالقة بني ما ﺟرﻯ في اليمن وما حدﺙ‬ ‫في ﺳوريا من أعمال عسكرية‪ .‬في ﺳوريا حرب‬ ‫فيﻬا كر وفر وﳒاﺡ وﺇخفاﻕ في بعﺾ األماكن‪،‬‬ ‫ولكن باملعنﻰ اإلﺳتراتيﺠي اﳉيﺶ العربي‬ ‫السوري هو األقوﻯ علﻰ األرﺽ وهو ﹶمن يواﺟﻪ‬ ‫اإلرهاب ويدمر مرتزقتﻪ‪.‬‬ ‫ﺳوريا ليست اليمن‪ ،‬واليمن ﺳيكون مﻬلكة‬ ‫ومحرقة للﺨليﺞ واﺳتنزافا ﹰ لطاقاتﻪ وابتزاﺯا ﹰ لﻪ‬ ‫ونﻬبا ﹰ لثرواتﻪ من خالل صفﻘات التسليح‪.‬‬ ‫ﻫﻞ ﺃﺗﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ‬ ‫ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻫﻤﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ؟‬ ‫اﳉنوب السوري كما الشمال لن يسﻘطا هﺬﻩ‬ ‫معارﻙ في حرب‪ ،‬واألردن ﺟغرافيا ﹰ لﻺيﺠار ووكر‬ ‫مؤامرات علﻰ املنطﻘة منﺬ نشﺄتﻪ‪ ،‬وهو يﻘوم‬ ‫بدورﻩ الوﻇيفي‪.‬‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﻈﻮﻅ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﻜﺴﺐ‬ ‫ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﻌﻠﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻭﺍﻹﺷﺘﺒﺎﻙ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﹼﺮﺕ ﻣﻨﺬ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﹴﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭﺓ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ؟‬ ‫ﺳوريا واملﻘاومة أﺳﻘطت كﻞ قواعد‬ ‫اإلﺷتباﻙ‪ ،‬التي هي خطوﻁ وهمية رﺳمﻬا‬

‫العدو الصﻬيوني في ﺯمن قوتﻪ‪ ،‬اليوم نحن أمام‬ ‫واقﻊ ﺟديد وقواعد اﺷتباﻙ ﺟديدة يحددها محور‬ ‫املﻘاومة ال العدو الصﻬيوني‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺑﻌﺪﻭﺍﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﻦ‪ ،‬ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ‬ ‫ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻒ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺭﻏﻢ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﺷﺒﻪ ﻧﺎﺟﺰ‪ ،‬ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻔﺦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﻋﺒﺌﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻞ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ؟‬ ‫السعودية ال تتصرف أو تتﺨﺬ مواقف أو قرارات‬ ‫ﺇال بﺈيعاﺯ وموافﻘة أميركية‪ ،‬واليمن هو الفﺦ الﺬي‬ ‫وقعوا فيﻪ كما وقﻊ العراﻕ في فﺦ الكويت‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﳑﻜﻦ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ‬ ‫ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﳊﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺠﻮﻡ ﺷﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ‬ ‫ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻭﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺪﻑ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺍﳊﻠﻴﻔﺔ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ‪ ،‬ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﺪ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﻗﻒ‬

‫ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻟﻦ ﻳﺴﻘﻄﺎ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ‬ ‫ﻟﻺﻳﺠﺎﺭ ﻭﻭﻛﺮ ﻟﻠﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﻓﺦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫‪٣٧‬‬

‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ؟ ﺃﻡ ﻫﻮ ﺍﳋﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ؟‬ ‫أردوغان ﺳياﺳي غير متواﺯن ومصاب بﺠنون‬ ‫العﻈمة‪ ،‬وأمام فشﻞ مشروعﻪ اإلخواني نراﻩ‬ ‫متوترا ﹰ ومنفعالﹰ ال يركن لتصرف‪ ،‬وهو يدرﻙ أن‬ ‫ﺇيران لﻬا حﻀور في املنطﻘة‪ ،‬ولتركيا مصالح‬ ‫معﻬا ال يستطيﻊ ﲡاوﺯها وهو يحاول أن يواﺯن‬ ‫بني عالقتﻪ مﻊ السعودية وﺇيران ليوﺟد مﺨارﺝ‬ ‫لفشلﻪ في املستﻘبﻞ‪.‬‬ ‫ﻫﻲ ﺣﺮﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﺩﻭﺍﺕ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻣﻌﻠﻨﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ‪ ،‬ﻫﻞ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ‬ ‫ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺮﺑﻲ ﻗﻮﻣﻲ ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻡ‬ ‫ﺃﻥ ﻭﻃﻨﺎﹰ ﻋﺮﺑﻴﺎﹰ ﺟﺪﻳﺪﺍﹰ ﻳﺘﻜﻮﻥ‪ ،‬ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻣﺎ ﻫﻲ‬ ‫ﻣﻼﻣﺤﻪ؟‬ ‫املنطﻘة تشﻬد مواﺟﻬة بني مشروعني‪،‬‬ ‫مشروﻉ أميركي ‪ -‬صﻬيوني لﻪ توابﻊ ﺇقليمية‪،‬‬ ‫ومشروﻉ عروبي مﻘاوم ووﻃني‪ ،‬املسﺄلة ﺳياﺳية‬ ‫والدين هو غطاﺀ وﺳتار لﻬا‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﳌﻠﺘﻬﺒﺔ‪ ،‬ﻫﻞ ﳝﻜﻦ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺩﺭﺟﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ؟‬ ‫اﳊوار هو خيارنا اإلﺳتراتيﺠي في الداخﻞ‬ ‫واﳊرب علﻰ اإلرهاب هي خيارنا‪ ،‬وال حﻞ ﺳياﺳي‬ ‫ﺇال الﺬي حددﻩ ﺳيادة الرئيس بشار األﺳد في‬ ‫‪ ،201٣/1/٦‬ففيﻪ رﺅية وﻃنية للحﻞ وخريطة‬ ‫ﻃريق‪.‬‬

‫ﺣﻮﺍﺭ ﺩﳝﺎ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫ﻣﻜﺘﺐ ﺩﻣﺸﻖ‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫العدوان على اليمن تعبير عن الفشل‬ ‫وﺇنعداﻡ للرﺅية واإلرتهان لﻸعداء‬ ‫في تداعيات األوﺿاﻉ األمنية واألحداﺙ في‬ ‫اليمن‪ ،‬يستمر الصراﻉ في املنطﻘة بني مشروعني‬ ‫متناقﻀني‪ ،‬أحدهما يستغﻞ األوﺿاﻉ اﳉديدة‬ ‫التي نشﺄت قبﻞ أكثر من أربﻊ ﺳنوات من أﺟﻞ‬ ‫اإلﺳتفادة من الوقائﻊ وﺇبراﺯ دورﻩ في املنطﻘة من‬ ‫خالل أﺟندة املشروﻉ األميركي ‪ -‬الغربي الﺬي‬ ‫يستﻬدف املنطﻘة بﺄﺳرها‪ ،‬واملشروﻉ اﻵخر هو‬ ‫مشروﻉ مﻘاومة الﻬيمنة والﻬﺠمة التي تشن‬ ‫علﻰ املنطﻘة لتغيير األوﺿاﻉ في عدد من الدول‬ ‫العربية لصالح املشروﻉ املسمﻰ الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫اﳉديد‪ ،‬أما النيران املندلعة في املنطﻘة فﻬي‬ ‫مﺠرد وﺳيلة لتﻬيئة البيئة املناﺳبة إلﺿعاف‬ ‫األنﻈمة الﻘائمة وﺇعادة تﻘسيم املنطﻘة حسب‬ ‫النتائﺞ املتوخاة‪.‬‬ ‫نحن اليوم في ذروة الصراﻉ‪ ،‬واليمن يﻘﻊ في‬ ‫منطﻘة اﺳتراتيﺠية هامة‪ ،‬يﺠعﻞ من هﺬا البلد‬ ‫محﻂ أنﻈار وأﻃماﻉ الدول اإلﺳتعمارية وأدواتﻬا‬ ‫في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وأدرﻙ فريق ﳝني ومك ﹼون أﺳاﺳي هو ”أنصار‬ ‫اﷲ“ ) اﳊوﺛيون( بﺄن املرحلة أصبحت مناﺳبة‬ ‫إلنتزاﻉ حﻘوﻕ ﹸهدرت علﻰ مدار عﻘود من الزمن‬ ‫وبالتالي فﻬم املعادالت الداخلية واﳋارﺟية التي‬ ‫غابت عن الدول اﳋليﺠية والسعودية وأﻇﻬر‬ ‫اإلﺳتعداد لﻬﺬا التطور‪.‬‬ ‫وبداية اختارت دول ﺟوار اليمن تبني اإلﺳتنزاف‬ ‫املتبادل كسياﺳة‪ ،‬وهﺬﻩ ﺳياﺳة خاﻃئة‪ ،‬ألنﻬا‬ ‫تواﺯي ما أريد للمنطﻘة من اﺳتنزاف وتدمير‬ ‫واإلﺳتفادة من النتائﺞ لتحﻘيق أهداف ﺳياﺳية‬ ‫واﺳتثمار في خسارة اﻵخرين‪.‬‬

‫ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ‬ ‫ويرﻯ مراقبون‪ ،‬أن دول اﳋليﺞ فوﺟئت بﺄحداﺙ‬ ‫اليمن وفي هﺬا تبرير ﳊالة العﺠز وعدم صياغة‬ ‫ﺇﺳتراتيﺠيا ﺇﺯاﺀها‪ ،‬وفي حني ﹼ‬ ‫ﲤكن فريق دولي‬ ‫من اﳊصول علﻰ معلومات مفصلة والﻘيام‬ ‫بتحليﻞ منطﻘي وواقعي إلفراﺯات اﳊالة اليمنية‬ ‫وتداعياتﻬا‪ ،‬ﺇال أن رد الفعﻞ لدول مﺠلس التعاون‬ ‫اﳋليﺠي كان ﺳلبياﹰ‪ ،‬وتﻘول املعلومات تلﻚ‬ ‫ﺇن تنﻈيم ”الﻘاعدة“ في ﺷبﻪ اﳉزيرة العربية‬ ‫يستفيد من اﳊساﺳيات ويﻘوم بتﺠنيد رﺟال‬ ‫من الﻘبائﻞ الس ﹼن ﹼية للﻘتال ﺿد ”أنصار اﷲ“‬ ‫)اﳊوﺛيني( وﻇﻬر الحﻘا ﹰ حﻘيﻘة ما يد ﹼبر من أدوار‬ ‫مكملة تﻘوم بﻬا الﻘاعدة وأمثالﻬا‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وبالتﺄكيد فﺈن حالة اإلﺳتنزاف املتبادل في‬ ‫اليمن‪ ،‬هي وصفة للﻀياﻉ واإلختباﺀ وراﺀ اإلصبﻊ‬ ‫وهي رﺳالة ﺳيئة تعني دﻉ اﳊرائق تستمر‪،‬‬ ‫لكن السعودية ودول اﳋليﺞ ﺇختارت تﺄﺟيﺞ‬ ‫النيران والتدخﻞ في ﺷؤون اليمن من خالل‬ ‫أعد لﻪ من قبﻞ‪ ،‬ويزعمون‬ ‫عدوان عسكري كبير ﹼ‬ ‫بعد ذلﻚ‪ ،‬بﺄن الغياب اﳋليﺠي واألميركي هو‬ ‫السبب في تفاقم األمور أخيرا ﹰ في اليمن‪ ،‬وهو في‬ ‫حﻘيﻘة األمر اعتراف ﺿمني بسياﺳة اإلﺳتنزاف‬ ‫املتبادل وتعبير عن الفشﻞ‪ ،‬وهﺬا يعني أن املبادرة‬ ‫السعودية في اليمن ﺳﻘطت وأي مبادرة ﺟديدة‬ ‫ﺳيكون مصيرها الفشﻞ‪ ،‬ألن التدخﻞ في ﺷؤون‬ ‫بلد آخر ومحاولة فرﺽ حﻞ ما ال يرﺿي مكونات‬ ‫اليمن‪ ،‬وفي أتون صراﻉ داخلي وخارﺟي‪ ،‬يصبح‬ ‫اليمن مستﻬدفا ﹰ لتحﻘيق مكاﺳب لﻶخرين علﻰ‬ ‫أرﺿﻪ بعد فشﻞ أولئﻚ في ﲢﻘيق أي ﺇﳒاﺯ في‬ ‫ﺳوريا من خالل دعمﻬم لﻘوﻯ تكفيرية وعصابات‬ ‫هدفﻬا الﻘتﻞ والتدمير لتحﻘيق مﺂرب ﺳياﺳية‬ ‫ألصحاب املشروﻉ الﺬي يستﻬدف املنطﻘة‪.‬‬ ‫وفي املﻘابﻞ‪ ،‬وكما تشير الوقائﻊ‪ ،‬نرﻯ أن‬ ‫السياﺳات األميركية واﳋليﺠية تتﺨ ﹼبﻂ في‬ ‫ﺳائر أرﺟاﺀ املنطﻘة وخسائر ﺳياﺳية بدأت ولم‬ ‫تنت ﹺﻪ بعد وآخرها العدوان الﻬمﺠي الﺬي تﻘودﻩ‬ ‫السعودية علﻰ اليمن‪.‬‬ ‫ﺇن ﺳياﺳة اإلقصاﺀ‪ ،‬التي مورﺳت علﻰ مكونات‬ ‫ﳝنية أﺳاﺳية في اليمن ومنﻬم ”اﳊوﺛيني“‬

‫‪٣8‬‬

‫الﺬين يطالبون بزيادة حصتﻬم في ﺇدارة البالد وﰎﹼ‬ ‫تعريﻀﻬم للمزيد من اإلقصاﺀ في أعﻘاب املبادرة‬ ‫التي أﻃلﻘﻬا مﺠلس التعاون اﳋليﺠي وأرغمت‬ ‫الرئيس علي عبداﷲ صالح تسليم السلطة الﻰ‬ ‫عبدربﻪ منصور هادي رغم مشاركة ”اﳊوﺛيني“ في‬ ‫اﳊوار‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﺷكلت اﺳتيا ﹰﺀ كبيرا ﹰ الﻰ ﺟانب اﳊكومة‬ ‫اليمنية في ﻇﻞ رئاﺳة هادي وتبعات التدخﻞ‬ ‫السعودي في ﺷؤون اليمن من خالل مبادرات‬ ‫هدفﻬا فرﺽ أﺟندة ال ﲢﻘق ﻃموحات اليمنيني‪.‬‬ ‫وكانت أحداﺙ أيلول ‪ 201٤‬فاصلة هامة في‬ ‫تاريﺦ اليمن‪ ،‬أ ﹼدت الﻰ اﺳتﻘالة هادي وحﻞ البرملان‬ ‫وتغيير املعادالت في البالد‪.‬‬

‫ﺇﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ‬ ‫ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫وفي هﺬا الوقت‪ ،‬كانت ”الﻘاعدة“ في ﺟزيرة‬ ‫العرب‪ ،‬تراقب هﺬﻩ التطورات بعني اإلهتمام‪ ،‬ﺇذ‬ ‫أنﻬا تستفيد من الفوﺿﻰ‪ ،‬وترﻯ في البلدان التي‬ ‫تتسم بحكومة ﺿعيفة فرصة لفرﺽ ﺳيطرة‬ ‫التنﻈيم عليﻬا‪.‬‬ ‫وبالتالي فﺈن فشﻞ الﻘاعدة وأخواتﻬا في العراﻕ‬ ‫وﺳوريا ﺳيدفعﻬا الﻰ التعويﺾ في مكان آخر‬ ‫واليمن مرﺷح لﻬﺬﻩ الغاية‪ ،‬وﺳتحتاﺝ ”الﻘاعدة“‬ ‫الﻰ ﻃريﻘة للتعويﺾ عن هﺬﻩ النكسة‪ ،‬وﺳتحاول‬


‫تعزيز نفوذها في ﺟنوب اليمن ومن ﺷﺄن ذلﻚ أن‬ ‫يساهم في منافسة ”داعﺶ“ في العراﻕ وﺳوريا‪،‬‬ ‫وكﺬلﻚ فعلت السعودية وبﻘية دول اﳋليﺞ‪.‬‬ ‫ويرﻯ مراقبون‪ ،‬أن توصﻞ ﺇيران الﻰ ﺇتفاﻕ مﻊ‬ ‫واﺷنطن ودول ‪ 1+5‬ﺳيساهم في تغيير املعادالت‬ ‫من ﺟديد في املنطﻘة‪ ،‬وﳒاﺡ السياﺳة اﳋارﺟية‬ ‫اإليرانية في العراﻕ وﺳوريا ولبنان من ﺷﺄنﻬا أن‬ ‫تنعكس في اليمن أيﻀاﹰ‪ ،‬بعد أن حﻘق ”أنصار‬ ‫اﷲ“ )اﳊوﺛيون( نتائﺞ هامة علﻰ صعيد ﲢﻘيق‬ ‫اإلﺳتﻘرار وفرﺽ أﺟندة وﻃنية ﳝنية‪ ،‬أي أن ﺇيران‬ ‫التي ﳒحت في فرﺽ حﻀورها علﻰ مﻀيق هرمز‪،‬‬ ‫وهو أهم مﻀيق بحري اﺳتراتيﺠي ومثﻞ هﺬا لﻪ‬ ‫حساباتﻪ اإلﺳتراتيﺠية‪ ،‬مرﺷحة اﻵن لتحﻘيق‬ ‫ﺇﳒاﺯات أكثر أهمية‪.‬‬ ‫وتنحو املساعي السعودية في اليمن نحو‬ ‫التصدي للثورة اليمنية وتدمير قدرات اليمن‬ ‫وﺇﺿعافﻪ ومحاصرتﻪ وﺟعلﻪ مﺠرد تابﻊ لﻸﺟندة‬ ‫السعودية‪ ،‬وﺟاﺀ العدوان السعودي األخير وما‬ ‫يسمﻰ ”عاصفة اﳊزم“ لنفس الغاية‪.‬‬ ‫واألهداف السعودية كما ير ﹼوﺝ لﻬا هدفﻬا دفﻊ‬ ‫األﻃراف اليمنية ﲟا فيﻬا اﳊوﺛيني‪ ،‬نحو صيغة ما‬ ‫مﺨتلفة‪ ،‬وهناﻙ ﹶمن يرﻯ بﺄن ال أحد يستطيﻊ أن‬ ‫يكسب كﻞ ﺷيﺀ في اليمن‪ ،‬وهﺬا يعني عمليا ﹰ‬ ‫التدخﻞ في ﺷؤون اليمن وفرﺽ أﺟندة معينة‬ ‫ﲡعﻞ من السعودية العبا ﹰ أﺳاﺳيا ﹰ في ﺷﺄن‬ ‫اليمن الداخلي‪.‬‬ ‫من هنا كان السيناريو اﳉديد‪ ،‬ﰎﹼ الدفﻊ بﺈعادة‬ ‫الرئيس عبدربﻪ منصور هادي الﻰ اﳊكم‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ﻃلب اإلﺳتنﺠاد بتدخﻞ ”قوات درﻉ اﳉزيرة“ لتغيير‬ ‫مسار التحوالت‪..‬‬ ‫ول ﹼوحت السعودية بﺈﺳتﺨدام الﻘوة واتﺨاذ‬ ‫ﺇﺟراﺀات ﺟاﺀت علﻰ لسان وﺯير خارﺟيتﻬا ﺳعود‬ ‫الفيصﻞ‪” :‬ﳊماية املنطﻘة في حال عدم وﺟود‬ ‫حﻞ ﺳلمي للفوﺿﻰ في اليمن“‪ ،‬أي أن السيناريو‬ ‫السعودي ‪ -‬األميركي الﺬي ﺟرﻯ اإلعداد لﻪ‪ ،‬هو‬ ‫العمﻞ علﻰ تعزيز موقف الرئيس املتراﺟﻊ عن‬ ‫اﺳتﻘالتﻪ من خالل التﻬديد والوعيد واﺳتﺨدام‬ ‫الﻘوة‪ ،‬وتشكيﻞ ﲢالف ”عربي ‪ -‬ﺇﺳالمي“ للﻘيام‬ ‫باملﻬمة وكانت ”عاصفة اﳊزم“ بداية لدور‬ ‫ﺳعودي ﺟديد في املنطﻘة يﺄخﺬ علﻰ عاتﻘﻪ‬ ‫أهداف املشروﻉ األميركي في املنطﻘة أي خدمة‬ ‫هﺬا املشروﻉ واإلندفاﻉ نحو تبعية مفرﻃة‪ ،‬وﰎﹼ‬ ‫ﺇختيار ﺇﺟتماﻉ ما يسمﻰ ”الﻘمة العربية“ لتﺄكيد‬ ‫هﺬا النﻬﺞ التدميري اﳉديد في اليمن واملنطﻘة‬ ‫وهو تعبير عن الفشﻞ الﺬي ﹸمني بﻪ هﺬا الدور في‬ ‫أماكن أخرﻯ‪.‬‬ ‫وكﻞ املؤﺷرات ﹼ‬ ‫تؤكد أن دوال ﹰ ﺇﺳالمية مثﻞ‬ ‫الباكستان‪ ،‬بدأت تنﻈر بواقعية ﳊﻘيﻘة ما د ﹼبر‬ ‫للمنطﻘة بشكﻞ عام واﺳتﻬداف اليمن بشكﻞ‬ ‫خاﺹ‪ ،‬وهناﻙ توافق ما بني باكستان وﺇيران بﺄن‬ ‫اﳊوار اليمني هو السبيﻞ األﳒح ﳊﻞ املشاكﻞ‬ ‫الداخلية في اليمن‪.‬‬ ‫ﺇن محاولة خلﻂ األوراﻕ من ﺟديد في اليمن‬

‫مﺨلفات العدوان السعودي علﻰ اليمن‬

‫والتدخﻞ في ﺷؤونﻪ‪ ،‬هو عمﻞ خطير علﻰ األمن‬ ‫الﻘومي العربي ويغﺬي الصراعات الطائفية‬ ‫واملناﻃﻘية‪ ،‬وأصبح اليمن بﺬلﻚ مﻈﻬرا ﹰ بارﺯا ﹰ‬ ‫يعكس التنافس اإلقليمي ويؤﺛر في املعادالت‬ ‫الﻘائمة في منطﻘة هامة من العالم‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳيمكن الﻘوﻯ اليمنية الفاعلة واﳊريصة‬ ‫علﻰ مستﻘبﻞ بالدها من حسم الصراﻉ هناﻙ‬ ‫ﹼ‬ ‫وﺳيمكن ”أنصار اﷲ“ اﳊوﺛيني والﻘوﻯ املتحالفة‬ ‫من السيطرة التامة علﻰ األوﺿاﻉ وصوال ﹰ الﻰ باب‬ ‫املندب وهو مﻀيق اﺳتراتيﺠي هام‪ ،‬وﺳتعمﻞ‬ ‫ﺇيران بالتواﺯي من ﺇحكام ﺳيطرتﻬا علﻰ مﻀيق‬ ‫هرمز كﻘوة ﺇقليمية مﻬمة في الشرﻕ األوﺳﻂ‪،‬‬ ‫وﺳتتواﺟد علﻰ أهم الطرﻕ البحرية التي تنﻘﻞ‬ ‫النفﻂ عبر اﶈيﻂ الﻬندي والبحر األحمر وهﺬا‬ ‫ﺳيعزﹼﺯ دورها وأهميتﻬا بالنسبة لﻺقتصاد‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫وفي أبعاد ما يﺠري في الشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬هناﻙ‬ ‫البعد اإلقتصادي وحساب املصالح وترابﻂ‬ ‫امللفات في املنطﻘة والعالم واﳊرب علﻰ اإلرهاب‬ ‫ﲟا فيﻪ ﺇرهاب ”الﻘاعدة“ في اليمن‪ ،‬واليوم تتك ﹼرﺱ‬ ‫وقائﻊ ﺟديدة في املنطﻘة‪ ،‬ومن العبث التدخﻞ‬ ‫في ﺷؤون اليمن ألنﻪ ﺳيعني امتداد اللﻬيب الﻰ‬ ‫أماكن أخرﻯ يعتﻘد البعﺾ بﺄنﻬا بعيدة‪ ،‬وفي ﻇﻞ‬ ‫ما يﺠري في املنطﻘة من أحداﺙ وحرائق ﺳنتوقﻊ‬ ‫الكثير ﺇذا ما اﺳتمرت ﺳياﺳة اللعب علﻰ أوتار‬ ‫التناقﻀات وهي كثيرة‪.‬‬ ‫وعملية ”عاصفة اﳊزم“ هي املع ﹼبر عن ﲢالف‬ ‫مشبوﻩ تﻘودﻩ السعودية ﺷكالﹰ وهو يؤﲤر من‬ ‫خالل أدوات املشروﻉ األميركي ‪ -‬الصﻬيوني في‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬وهو يعني اﺳتالب اإلرادة واإلنﺨراﻁ في‬ ‫العدوان‪ ،‬ومحاولة فاﺷلة إلعادة التواﺯنات اﳉديدة‬ ‫في املنطﻘة تلﻚ التي أﺛبتت فشﻞ املشروﻉ وأدواتﻪ‬ ‫وفي هﺬا كشف للحﻘائق واألوهام ومحاولة‬ ‫للسيطرة علﻰ بلد عربي مستﻘﻞ بﺈرادتﻪ وتاريﺨﻪ‬

‫‪٣9‬‬

‫اﳊافﻞ باإللتزام بالﻘﻀايا الﻘومية حيث يﺠري‬ ‫تدمير مﻘدراتﻪ وﺇﺿعافﻪ وﺇفﻘارﻩ ودفعﻪ للﻘبول‬ ‫باﳊلول األميركية في املنطﻘة وبعيدا ﹰ عن حﻘوﻕ‬ ‫اليمنيني التي ﹸه ﹺدرت‪ ،‬وتغﺬية الﻀغائن واألحﻘاد‬ ‫ورﺳم مسارا ﹰ لﻸحداﺙ من خالل عدوان مبيت‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هﻞ بدأ موﺳم اﳊصاد وتبادل األدوار‬ ‫بعد أن فشﻞ املشروﻉ األميركي ‪ -‬الصﻬيوني‬ ‫في املنطﻘة‪ ،‬ويتم تﻬيئة املسرﺡ ﳊروب ﺟديدة‬ ‫من نوﻉ آخر تﹸبﻘي علﻰ األهداف ذاتﻬا مﻊ نﻘﻞ‬ ‫األعباﺀ والتكاليف الباهﻈة علﻰ دول بعينﻬا‬ ‫مثﻞ السعودية وبﻘية دول اﳋليﺞ وبنفس الوقت‬ ‫اﺳتﺨدام الشعوب وقودا ﹰ إلبﻘاﺀ حالة اإلﺳتنزاف‬ ‫مستمرة‪.‬‬ ‫ﺇنﻬا حروب مﺠنونة هدفﻬا التدمير وﺇﺿعاف دول‬ ‫املنطﻘة وﺟعلﻬا رهينة بيد الدول اإلﺳتعمارية‬ ‫والتنصﻞ نﻬائيا ﹰ من الﻘﻀايا العربية ومنﻬا‬ ‫قﻀية فلسطني التي يتم تصفيتﻬا عملياﹰ‪ ،‬ألم‬ ‫ﲡري اإلنتﺨابات اإلﺳرائيلية ﲢت ﺷعار ”ﺇﺳرائيﻞ‬ ‫دولة اليﻬود في العالم“‪ ،‬أي أن ”عاصفة اﳊزم“‬ ‫ﺟاﺀت في وقتﻬا املناﺳب لفرﺽ حلول أميركية ‪-‬‬ ‫صﻬيونية بﺄدوات عربية‪ ،‬والرئيس األميركي أوباما‬ ‫أعلن عن اﺳتعدادﻩ لتﻘدﱘ ﺳالﺡ نوعي ”للﻘوة‬ ‫العسكرية املشتركة“ املزمﻊ تشكيلﻬا للﻘيام‬ ‫بدورها في املنطﻘة وﻃبعا ﹰ لن يكون من مﻬامﻬا‬ ‫ﲢرير فلسطني أو حماية ﺷعبﻬا‪.‬‬ ‫نﻘول‪ ،‬ﺇن حسابات أعداﺀ األمة ﺳتسﻘﻂ حتماﹰ‪،‬‬ ‫والساحة اليمنية مفتوحة علﻰ ﺷتﻰ التطورات‬ ‫ومﺨتلف أنواﻉ التحالفات بعد أن ﻃوت السعودية‬ ‫صفحة مﻀت‪ ،‬وبعد أن ﺳﻘطت األقنعة وتب ﹼينت‬ ‫الوﺟوﻩ كما هي‪ ،‬ونسﺄل من ﺟديد عن مصدر‬ ‫اإلرهاب وأهدافﻪ ومتﻰ ﺳيتم هزﳝتﻪ وﺇﺳﻘاﻁ‬ ‫املشاريﻊ التي تدعمﻪ؟!‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫سوريا تﻐ ّير وﺟه المنطقة‬ ‫بصمودها ومقاومتها لﻺرهاب وﺻانعيه‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ‬ ‫ﺇﺳتطاعت ﺳوريا وعبر تاريﺨﻬا الطويﻞ أن‬ ‫عالمة مﻀيئة ووﺟﻪ نﻀالي متم ﹼيز‪ ،‬ﹼ‬ ‫وﲤكنت من‬ ‫ﺇحداﺙ ﲢوالت ﺇقتصادية وﺇﺟتماعية وﺳياﺳية عبر‬ ‫مسيرة عطاﺀ ال ينﻘطﻊ ورﺅية واﺿحة ملستﻘبﻞ‬ ‫أمتﻬا وهي لم تﻬادن يوما ﹰ في ﺛوابتﻬا وخياراتﻬا‬ ‫الوﻃنية والﻘومية‪ ،‬وواﺟﻬت ﺟملة من التحديات‬ ‫ورفعت راية الوحدة من خالل مﻀمون اﺳتراتيﺠي‬ ‫يتم ﹼثﻞ في ﺇعالﺀ كلمة اإلنسان العربي وﺳعت الﻰ‬ ‫بناﺀ الوﻃن بكﻞ ما ﲤلكﻪ من ﺇمكانيات وأرﺳت‬ ‫ﺳياﺳة ﺛابتة واﺳتراتيﺠية ﲤ ﹼيزت باإللتزام وعدم‬ ‫املﻬادنة عندما يتع ﹼلق األمر باملصير العربي املشترﻙ‬ ‫ﺇنطالقا ﹰ من مواﺟﻬة التحديات املاﺛلة‪ ،‬وهي التي‬ ‫رأت أن ﲢﻘيق الوحدة هو الطريق اﳉﺬري ملواﺟﻬة‬ ‫حالة التﺠزئة واإلنﻘسام ويﻘ ﹼدر تعزيز ﺳيادة الوﻃن‬ ‫ينعكس ذلﻚ علﻰ بناﺀ األﺷمﻞ‪ ،‬وهي أول من نادت‬ ‫ﲟواﺟﻬة التبعية واﺳتكمال مﻘومات بناﺀ األمن‬ ‫الﻘومي العربي علﻰ أﺳس ﺳليمة‪ ،‬وﺳوريا هي‬ ‫أول ﹶمن أﻃلق برامﺞ التنمية اإلقتصادية ومشاركة‬ ‫املواﻃنني واحترام حﻘوﻕ اإلنسان‪ ،‬ورأت أن التﺨ ﹼلف هو‬ ‫مرﺽ مزمن خ ﹼلفتﻪ ﺳنوات اإلحتالل األﺟنبي بﺄنواعﻪ‬ ‫الﻘدﱘ واﳊديث‪ ،‬ووﺿعت خططا ﹰ فاعلة من أﺟﻞ‬ ‫ﲢﻘيق تنمية متواﺯنة تربﻂ بني النمو وعدالة التوﺯيﻊ‪،‬‬ ‫وهناﻙ التح ﹼدي املتم ﹼثﻞ في اإللتزام بالﻘﻀايا الﻘومية‬ ‫وفي املﻘدمة منﻬا الﻘﻀية الفلسطينية ومواﺟﻬة‬ ‫الغطرﺳة الصﻬيونية‪.‬‬ ‫األمة العربية اليوم بحالة من الﻘلق حول مصيرها‬ ‫ومستﻘبلﻬا‪ ،‬بعد أن تفشﻰ اإلرهاب في ربوعﻬا‪،‬‬ ‫واملطلوب كيف يتم حسم املعركة في مواﺟﻬتﻪ وهي‬ ‫مسؤولية اﳉميﻊ‪ ،‬ولﻸﺳف عمﻞ البعﺾ علﻰ تغﺬية‬ ‫اإلرهاب وﲤويلﻪ وتﻘدﱘ الدعم لﻪ من أﺟﻞ ﲢﻘيق مﺂرب‬ ‫فئوية ﺿيﻘة وغايات ال أخالقية غامرت باألمن الﻘومي‬ ‫العربي وحاولت رﺳم واقﻊ ﺟديد مﺨتلف يؤدي الﻰ‬ ‫ذوبان النﻈام العربي في نطاﻕ آخر يفﻘدﻩ هويتﻪ‬

‫الرئيس بشار األﺳد مستﻘبالﹰ الوفد البرملاني الفرنسي‬

‫الﻘومية‪ ،‬وأصبح مطلوبا ﹰ اليوم ﺿرورة حسم الصراﻉ‬ ‫في مواﺟﻬة اإلرهاب وفﻀح صانعيﻪ و ﹶمن ف ﹼرﻃوا‬ ‫باألمن الﻘومي العربي‪ ،‬واملطلوب أيﻀا ﹰ كفاﺡ دﺅوب‬ ‫ﺿد التبعية التي يحاول ترﺳيﺨﻬا أولئﻚ الﺬين هانوا‬ ‫وف ﹼرﻃوا‪ ،‬واملطلوب تعزيز وصيانة اإلﺳتﻘالل للدول‬ ‫التي تواﺟﻪ املشروﻉ اإلﺳتعماري وأدواتﻪ في املنطﻘة‬ ‫من خالل حشد الطاقات في مواﺟﻬة الﻬﺠمة‬ ‫اإلﺳتعمارية وأدواتﻬا التكفيرية‪.‬‬ ‫ﺇن ﺇمتالﻙ الثروات العربية‪ ،‬كان من األﺟدﻯ أن يرﺳﺦ‬ ‫قيم املواﻃنة والوحدة ويعزﹼﺯ مكانة األمة في مواﺟﻬة‬ ‫املشاريﻊ التي تستﻬدف أمتنا‪ ،‬ال أن تكون الثروة‬ ‫ﺳببا ﹰ لﻺنﻘسام والسماﺡ للدول الطامعة بنﻬب‬ ‫تلﻚ الثروات ووﺿﻊ البالد ﲢت اﳊماية األﺟنبية مﻘابﻞ‬ ‫اﳊفاﻅ علﻰ كراﺳي العروﺵ املزيفة واملرتﻬنة‪.‬‬ ‫وكان األﺟدﻯ أن يتم ترﺳيﺦ الوحدة بني أبناﺀ األمة‬ ‫الواحدة‪ ،‬وليس الﻀرب علﻰ أوتار الطائفية‪ ،‬واملطلوب‬ ‫اليوم مواﺟﻬة ﲢدي الطائفية التي تنﻬﺶ اﳉسد‬ ‫العربي وتﻀﻊ البالد في حالة من عدم اإلﺳتﻘرار‬ ‫الداخلي الﺬي يؤﺛر علﻰ النﻈام العربي بﺄكملﻪ‪.‬‬ ‫لﻘد فعلت األحداﺙ والتطورات فعلﻬا منﺬ أكثر‬ ‫من أربﻊ ﺳنوات وهي ناﺟمة عن تراكمات‬ ‫ﺳلبية وحالة من اﳋلﻂ وفﻘدان البوصلة‬ ‫حماة الديار‬ ‫لدﻯ املراهنني علﻰ اﳋراب والدمار من‬ ‫خالل مشاريﻊ تدميرية تﺨدم أعداﺀ أمتنا‪،‬‬ ‫ووصﻞ التبعثر العربي حدا ﹰ لم يسبق لﻪ‬ ‫مثيﻞ‪ ،‬وصار النﻈام العربي مفتوحا ﹰ للدول‬ ‫اإلﺳتعمارية‪ ،‬وخرﺟت األموال العربية الﻰ‬ ‫خارﺝ البلدان ﲢبس نفسﻬا في عﻘار أو‬ ‫اﺳتثمار أو في مﻀاربات خاﺳرة‪ ،‬أو لدعم‬ ‫دول بعيدة ﺟغرافيا ﹰ ﳊﻞ أﺯماتﻬا املالية‬ ‫واإلقتصادية‪.‬‬ ‫وأمام فشﻞ املشروﻉ األميركي املسمﻰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪٤0‬‬

‫الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد واﳊرب الكونية التي ﺷنﹼت ﺿد‬ ‫ﺳوريا واملﻘاومة‪ ،‬صمدت ﺳوريا وقاومت وانتصرت في‬ ‫وﺳﺨﹼ ر‬ ‫مواﺟﻬة اﳊرب الﻬمﺠية التي ﹸﺷنﹼت عليﻬا ﹸ‬ ‫لﻬا من اإلمكانيات ما يفوﻕ أكبر اﳊروب في التاريﺦ‬ ‫املعاصر‪.‬‬ ‫ووﺟﻪ الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد الﺬي ر ﹼوﺝ لﻪ أميركيا ﹰ‬ ‫ﹼ‬ ‫وﺇﺳرائيليا ﹰ لن يكون كما أرادوا‪ ،‬بﻞ هو وﺟﻪ مﻘاوم‬ ‫ملتزم بﻘﻀايا األمة‪ ،‬واملنطﻘة اليوم علﻰ أبواب‬ ‫تغييرات اﺳتراتيﺠية كبرﻯ فرﺿتﻬا ﺇرادة املﻘاومة‬ ‫وقدرتﻬا علﻰ التصدي للعدوان وهزﳝتﻪ واإلنتﻘال الﻰ‬ ‫مرحلة الﻬﺠوم وفرﺽ املعادالت اﳉديدة‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫تتكشف األوهام علﻰ صورة املشﻬد‬ ‫واليوم‬ ‫ويبدأ العد التناﺯلي إلعالن ﳊﻈة اﳊﻘيﻘة املت ﹼوﺟة‬ ‫باإلنتصارات‪ ،‬واملنطﻘة أصبحت منفتحة علﻰ‬ ‫آفاﻕ ﺟديدة رحبة والصراﻉ مستمر لكن ليس كما‬ ‫يشتﻬي أعداﺀ األمة‪ ،‬وبدأ الوقت يﻀيق علﻰ اﳋاﺳرين‬ ‫وباتوا علﻰ مفترﻕ ﻃرﻕ‪ ،‬ألن الوقائﻊ اﳉديدة تفرﺽ‬ ‫ذاتﻬا وعليﻬم اإللتزام باملعادالت اﳉديدة أو ﺇنتﻈار‬ ‫خسائر أفدﺡ تصﻞ الﻰ حد الﻬزﳝة ولعنة التاريﺦ‪،‬‬ ‫واختاروا العدوان علﻰ اليمن من باب التعويﺾ علﻰ‬ ‫فشﻞ مشروعﻬم‪ ،‬لكن اليمن ﺳيكون مﻘبرة ألعداﺀ‬ ‫األمة وﺇرادة اﳊياة لدﻯ اليمنيني أكبر من ملياراتﻬم‬ ‫وترﺳانات أﺳلحتﻬم‪.‬‬ ‫وفي ﺇنتصار محور املﻘاومة يتكرﺱ النﻬﺞ اﳉديد‬ ‫امللتزم بﻘﻀايا األمة في مواﺟﻬة الﻘوﻯ العاتية‬ ‫وأدواتﻬا‪ .‬وفي الوﺿﻊ العربي الراهن ال بد من فﻬم‬ ‫اﳊﻘائق وما يدور من أحداﺙ ومواقف وﺳياﺳات علﻰ‬ ‫مستوﻯ أنﻈمة اﳊكم ورغبات الشعوب وآمالﻬا‬ ‫العريﻀة‪ ،‬وخصوصا ﹰ ما يتع ﹼلق منﻬا باإلرهاب وتﺄﺛيراتﻪ‬ ‫اﻵنية والالحﻘة علﻰ مستﻘبﻞ الﻘﻀايا العربية‬ ‫ومسﺄلة العمﻞ املشترﻙ لدرﺀ األخطار‪.‬‬ ‫التساﺅالت مشروعة وهي موﺿوعية في التوصيف‬


‫كما هي مسؤولية في اﳊﻞ‪ ،‬كيف نشﺄ اإلرهاب وما‬ ‫هي مﻘومات التصدي لﻪ‪ ،‬ﺇن علﻰ الصعد الداخلية‬ ‫أو اﳋارﺟية؟ وكيفية فﻬم الصمت الطويﻞ الﺬي الﺯم‬ ‫نشﺄة ”داعﺶ“ وﳕ ﹼوﻩ وتدريبﻪ وتسلحﻪ‪ ،‬وهﻞ يعﻘﻞ أن‬ ‫نرﻯ خطر اإلرهاب وهو يتزايد ويﻬدد دوال ﹰ قائمة‪ ،‬ويتم‬ ‫دعمﻪ عالنية من دول عربية بعينﻬا غير آبﻬة بتداعياتﻪ‬ ‫ونتائﺠﻪ الوخيمة علﻰ مستﻘبﻞ األمة‪ ،‬وبينما‬ ‫اﳋالفات العربية تتزايد هي األخرﻯ مﻊ تزايد مﺨاﻃر‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬ﺇنﻬا الكارﺛة علﻰ املستوﻯ العربي‪ ،‬وهي‬ ‫الفشﻞ للعالم أﺟمﻊ‪ ،‬وماذا يعني اﺳتسالم البعﺾ‬ ‫واإلنﻀمام الﻰ قوﻯ التطرف والسلوﻙ املتوحﺶ‪ ،‬وما‬ ‫قيمة املؤﲤرات الدولية والتحالف الغربي – العربي‬ ‫املزعوم بينما يستمر تدفق األموال والدعم من دول‬ ‫عربية لﻘوﻯ اإلرهاب‪ ،‬واﺳتمرار تدفق عصابات اإلﺟرام‬ ‫التي تعبر حدود أكثر من دولة لينﻀموا ﺇليﻬم‪ ،‬وما‬ ‫ﺟدوﻯ تكتﻞ الدول في ﲢالفات دون أي ﺇﳒاﺯ ذي معنﻰ‬ ‫يﻀﻊ حدا ﹰ لﻺرهاب‪ ،‬ومعﻈم تلﻚ الدول ﹶمن ﺳاهم في‬ ‫صنﻊ اإلرهاب ودعمﻪ‪ ،‬وهناﻙ ﹶمن يحاول اإلختباﺀ خلف‬ ‫تعﻘيدات األوﺿاﻉ السياﺳية في املنطﻘة والشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ‪ ،‬واﳊديث عن خريطة ﺳياﺳية عربية‬ ‫ملغومة ﲟشاكﻞ حدود وأقليات وﻃوائف ومﺬاهب‪،‬‬ ‫وفي هﺬا ﺇذكاﺀ آخر للفﱳ واملساهمة في اللعب علﻰ‬ ‫أوتار التناقﻀات وتسعير النيران‪ ،‬وهناﻙ ﹶمن يص ﹼور‬ ‫اﳊالة من خالل تعميم افتراﺿي واعتﻘاد ﺳائد‪ ،‬بﺄن‬ ‫ال حكومة عربية قادرة علﻰ حماية ﺷعبﻬا بﻘدراتﻬا‬ ‫الﺬاتية‪ ،‬وهﺬا يعيدنا الﻰ أصﻞ البالﺀ والسؤال‪ ،‬ما‬ ‫الﺬي ﺳاهم في ﺿرب أﺳس األمن الﻘومي العربي‬ ‫ومﻘوماتﻪ؟ و ﹶمن أدار ﻇﻬرﻩ للعروبة اﳊﻘيﻘية كفكرة‬ ‫ﺟامعة وموحدة؟ و ﹶمن ﺟمﻊ بﺬور اإلنﻘسام وأﺷاﻉ‬ ‫اﳋراب والدمار وارتبﻂ ﲟشاريﻊ التﻘسيم والﻬيمنة‬ ‫اإلﺳتعمارية‪.‬‬

‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺩﻭﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ‬ ‫وفي البحث عن كيفية اإلنتصار علﻰ اإلرهاب ال بد‬ ‫من عملية ﺇعادة تﻘييم ﺷاملة وﺟريئة ﺠﻤﻟمﻞ األوﺿاﻉ‬ ‫العربية والبحث من خالل نﻈرة معمﻘة في األﺳباب‬ ‫والنتائﺞ املتوخاة للوصول الﻰ واقﻊ ﺟديد أفﻀﻞ يﻀﻊ‬ ‫حدا ﹰ للسلبيات واإلنﻬيارات والعمﻞ علﻰ وأدها قبﻞ أن‬ ‫تتط ﹼور الﻰ حالة تﺄتي علﻰ كﻞ ﺷيﺀ وعندها ﺳتصبح‬ ‫التكلفة واألﺛمان مرتفعة قد تﺄتي علﻰ ما تبﻘﻰ من‬ ‫عوامﻞ ﺟامعة‪.‬‬ ‫ﺳوريا تواﺟﻪ اإلرهاب الﺬي ﳝ ﹼول من قبﻞ أﻃراف‬ ‫دولية وﺇقليمية‪ ،‬وﺛبت بﺄن اإلرهاب يﻘوم بدور وﻇيفي‪،‬‬ ‫وهﺬا يعني أن تلﻚ الدول املمولة والداعمة ﲤتلﻚ‬ ‫ﺇمكانية ﺿبﻂ تلﻚ اﺠﻤﻟموعات ولكنﻬا تنتﻈر فرصتﻬا‬ ‫تﺄت ولن تﺄتي بالتﺄكيد‪ ،‬وهي تبحث عن ﺇﳒاﺯ‬ ‫التي لم ﹺ‬ ‫ما ولو كان بسيطا ﹰ ﳝكنﻬا من فرﺽ ﳕوذﺝ ما في‬ ‫ﺳياﻕ مشروعﻬا النﻬائي‪ ،‬وأمام الفشﻞ تسعﻰ تلﻚ‬ ‫اﺠﻤﻟموعات اإلرهابية الﻰ محاولة تدمير مﻘومات الدول‬ ‫السورية وﲤزيق النسيﺞ اإلﺟتماعي والبناﺀ علﻰ‬

‫وﺯير اﳋارﺟية السورية وليد املعلم ونﻈيرﻩ الروﺳي ﺳيرغي الفروف‬

‫أنﻘاﺽ مشروﻉ ﺳياﺳي أﺛبت صوابيتﻪ وقوتﻪ في‬ ‫مواﺟﻬة الﻬﺠمة خالل أكثر من أربعة أعوام‪ ،‬وأعداﺀ‬ ‫ﺳوريا يعتﻘدون أن الفوﺿﻰ واﳋراب والتدمير ﺳيحﻘق‬ ‫الغايات اإلﺳتعمارية كما رﺳمت في مشروﻉ الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ اﳉديد األميركي ‪ -‬الصﻬيوني‪.‬‬ ‫ﺇن النموذﺝ الﺬي يﺠري الترويﺞ لﻪ يتطابق مﻊ‬ ‫مواصفات ”داعﺶ“ وما ﲤ ﹼثلﻪ‪ ،‬ويعني ﺇدخال اﺠﻤﻟتمﻊ‬ ‫العربي في صراعات ﻃويلة تساهم في تفاقم املﺄﺳاة‪،‬‬ ‫والتﻘسيم علﻰ أﺳاﺱ اإلنتماﺀ الطائفي يعني تفتيت‬ ‫ﺳوريا ومدخالﹰ الﻰ ﺇنشاﺀ دويالت وﺇمارات دينية علﻰ‬ ‫أنﻘاﺽ الدولة الوﻃنية‪ ،‬وهﺬا ﺳيلغي بدورﻩ أي آفاﻕ‬ ‫لبناﺀ دولة وﻃنية وقومية‪ ،‬وفي حال ”التوافق علﻰ‬ ‫مشروﻉ كﻬﺬا كما ير ﹼوﺝ أعداﺀ العروبة‪ ،‬فﺈن املنطﻘة‬ ‫وﺷعوبﻬا ﺳتشﻬد نﻬاية الشعارات واملمارﺳات‬ ‫الوﻃنية والوحدوية‪ ،‬وعلﻰ مثﻞ هﺬﻩ اﻵليات تعمﻞ‬ ‫التنﻈيمات التكفيرية لفرﺽ النموذﺝ اﻵحادي الﺬي‬ ‫ﺳتكون األقليات أولﻰ ﺿحاياﻩ‪.‬‬ ‫لﻸﻃماﻉ اإلﺳتعمارية في الوﻃن العربي امتداداتﻬا‬ ‫وعناصر قوتﻬا‪ ،‬وخالل اﳊرب الكونية التي تشن علﻰ‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬ﺇﺳتنفرت قوﻯ الﻬيمنة الدولية كﻞ ما ﲤلﻚ‬ ‫ملواﺟﻬة مشروﻉ التحرر والنﻬوﺽ العربي ﳑثالﹰ بﻘوﻯ‬ ‫املﻘاومة‪ ،‬وعملت الﻘوﻯ الباغية علﻰ ﺇختبار كﻞ أدواتﻬا‬ ‫خالل مراحﻞ بعيدة في تاريﺦ املنطﻘة‪ ،‬من أول خريطة‬ ‫لسايكس – بيكو وﺯرﻉ الكيان الصﻬيوني في قلب أمتنا‬ ‫العربية‪ ،‬وﺇنشاﺀ الدول العائلية في اﳋليﺞ والتﻘسيمات‬ ‫الشائعة في بلدان املغرب العربي وﺷمال أفريﻘيا والﻰ‬ ‫آخر املستعمرات الصﻬيونية في فلسطني الﻰ الﻘواعد‬ ‫العسكرية األﺟنبية واﳉيوﺵ اإلﺳتعمارية التي‬ ‫تسيطر علﻰ العديد من اﳉغرافيا العربية‪.‬‬ ‫ويستمر الصراﻉ وهدفﻪ ﺇعادة تﻘسيم املنطﻘة‬ ‫علﻰ أﺳس ﺟديدة وكنتاﺝ للحروب األميركية في‬ ‫أفغانستان والعراﻕ واﳊرب التي تدور رحاها علﻰ‬ ‫األراﺿي السورية واﺳتﺨدام الﻘوﻯ التكفيرية في‬ ‫هﺬﻩ اﳊرب بالرغم من اإلدعاﺀ بﺄن التحالف الغربي‬ ‫– العربي يعمﻞ ﶈاربة ”داعﺶ“ الﺬي يعمﻞ لتنفيﺬ‬ ‫اﺨﻤﻟطﻂ املرﺳوم ويستﺨدم عدونا كﻞ أﺳاليب‬ ‫التﻀليﻞ‪ ،‬وفي هﺬا اﺠﻤﻟال يتساﺀل الكاتب األميركي‬ ‫توماﺱ فريدمان بﻘولﻪ‪” :‬ما هي مصلحتنا في محاربة‬ ‫آخرالدفاعات ”داعﺶ“ في وﺟﻪ ﺇيران‪ ،‬وهﺬا السؤال‬ ‫يوﺟﻪ الﻰ الدول العربية التي تشارﻙ أيﻀا ﹰ في هﺬﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳊرب علﻰ ”داعﺶ“‪ ،‬وحتﻰ لو كانت من باب الفرﺿيات‬ ‫وبدون آليات فاعلة‪.‬‬ ‫وبعد التطورات واملستﺠدات في امليدان ﺳواﺀ في‬ ‫العراﻕ أو ﺳوريا تتغ ﹼير املعادالت والتواﺯنات لصالح قوﻯ‬ ‫املﻘاومة في أمتنا وهﺬا ما اعتبرﻩ أبرﺯ ﺟنرال أميركي‬ ‫ديفيد باتريوﺱ ”بﺄنﻪ يﻬدد التواﺯنات اإلقليمية“ ﻃبعا ﹰ‬ ‫بغير ما يشتﻬي أعداﺀ أمتنا‪.‬‬

‫‪٤1‬‬

‫لﻘد ﺛبت من خالل وقائﻊ امليدان‪ ،‬أن أعداﺀ ﺳوريا‬ ‫يﺠﻬلون ﻃبيعة موقﻊ ﺳوريا اﳉغرافي ودورها‬ ‫السياﺳي وهم أيﻀا ﹰ قللوا من دور مصر التي تعتبر‬ ‫اﺳتﻘرار ﺳوريا ﺟز ﹰﺀا من أمنﻬا الﻘومي‪ ،‬وهي ترﻯ‬ ‫نفس اﺨﻤﻟاﻃر التي تﻬدد ﺳوريا واﺳتوعبت الدرﺱ‬ ‫ﺟيداﹰ‪ ،‬واإلﺳتدارة السعودية األخيرة بﺈﲡاﻩ تركيا قيﻞ‬ ‫الكثير عنﻬا وأقلﻪ البحث عن ﺳياﺳة ﺷرﻕ أوﺳطية‬ ‫ﺟديدة وكما قالوا‪” :‬ألن حال الشرﻕ املتﻬاوي لم تعد‬ ‫ﲢتمﻞ الصراعات العبثية ومطلوب تعاون ﺳعودي –‬ ‫تركي ﺿروري للمواﺟﻬة املﻘبلة! واإلعداد لسياﺳة‬ ‫ﺷاملة لوقف حالة التداعي اﳉارية وبناﺀ ﺷرﻕ عربي‬ ‫ﺟديد ﲟشاركة الﻘوﻯ الفاعلة في املنطﻘة التي قرأت‬ ‫املشﻬد بشكﻞ صحيح!(‪ ،‬والسؤال‪ ،‬ﹶمن هي الﻘوﻯ‬ ‫الفاعلة‪ ،‬أليس اﺳتﻬداف اليمن يﺄتي من خالل هﺬا‬ ‫املنﻈور؟ وهو تعبير عن فشﻞ املشروﻉ األميركي‬ ‫وأدواتﻪ في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وفي النتائﺞ نﻘول ﺇن محور املﻘاومة حﻘﹼ ق اإلنتصار‪،‬‬ ‫ﺇيران أصبحت العبا ﹰ ﺇقليميا ﹰ قويا ﹰ وتتحرﻙ بكﻞ قوة‪،‬‬ ‫وﺳوريا بدأت مرحلة الﻬﺠوم املعاكس وهي ﲢصد‬ ‫اإلنتصارات وتﻬزم املشروﻉ املعادي الﺬي اﺳتﻬدفﻬا‬ ‫منﺬ أربﻊ ﺳنوات‪.‬‬ ‫أما حلفاﺀ واﺷنطن‪ ،‬فﻬم يع ﹼبرون عن ﺇمتعاﺿﻬم‬ ‫ويتحدﺛون عن متطلبات وﺷروﻁ اﳊلف اﳉديد‬ ‫ﹼ‬ ‫املتشكﻞ من أﺟﻞ حماية قﻀاياهم املشتركة‪،‬‬ ‫لكنﻬم ال يحصدون ﺇال التعبير عن خيبة أملﻬم‬ ‫بالشريﻚ األميركي‪ ،‬ويحاولون تغيير ﺇﲡاﻩ البوصلة‬ ‫واإلﺷارة الﻰ ”اﳋطر اإليراني“ متناﺳني اﳋطر‬ ‫الصﻬيوني علﻰ األمة ﺟمعاﺀ‪ ،‬وهم يتﹼﻬمون واﺷنطن‬ ‫بﺄنﻬا تﻘايﺾ املنطﻘة من أﺟﻞ ﲢﻘيق مكاﺳب في‬ ‫مكان آخر‪ ،‬ونسوا أنﻬم مﺠرد ألعوبة بﺄيدي واﺷنطن‬ ‫ودول الغرب اإلﺳتعماري‪.‬‬ ‫لﻘد ﺛبتت صحة الرﺅية السورية التي رأت أن‬ ‫اﺳتﻬداف ﺳوريا يعني ﺇفساﺡ اﺠﻤﻟال للﺠماعات‬ ‫املتطرفة ولﻘوﻯ اإلرهاب للتمدد في املنطﻘة‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ﺛبت علﻰ أرﺽ الواقﻊ‪.‬‬ ‫ﺳوريا اليوم هي ﹶمن يحمي املنطﻘة من ﺇنتشار‬ ‫اإلرهاب الﺬي أرادوا من خاللﻪ ﲢﻘيق مﺂربﻬم في تدمير‬ ‫املنطﻘة ولكنﻪ ﺇرت ﹼد علﻰ صانعيﻪ‪.‬‬ ‫نﻘول‪ ،‬ﺳوريا رقم صعب ال ﳝكن ﲡاوﺯﻩ في معادالت‬ ‫املنطﻘة وهي اليوم ﲢﻘق املزيد من اإلﳒاﺯات التي‬ ‫أصبحت تؤﺛر ﺇيﺠابيا ﹰ في التواﺯنات الدولية لصالح‬ ‫قوﻯ التحرر ومﻘاومة الﻬﺠمة اإلﺳتعمارية اﳉديدة‪،‬‬ ‫وهي اليوم علﻰ أبواب مرحلة ﺟديدة وﺳتعود أقوﻯ‬ ‫ﳑا كانت‪ ،‬عربية الﻬوﻯ واﳉﺬور وامللتزمة بﻘﻀايا األمة‬ ‫وﺷعلة كفاﺡ ومنارة لكﻞ أحرار العالم‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫هل تتخلّص مصر من قيودها‬ ‫وتش ّكل رافعة نهوض عربي؟‬ ‫في ﺇﺳتﻘراﺀ وﲢليﻞ أحداﺙ العالم العربي خالل‬ ‫السنوات الﻘليلة املاﺿية‪ ،‬نتوقف عند اللحﻈة‬ ‫الراهنة وربطﻬا بالتراكمات السابﻘة‪ ،‬وهنا ﳒزم بﺄن ما‬ ‫يﺄت‬ ‫يﺠري في املنطﻘة العربية من أحداﺙ ﺟسام لم ﹺ‬ ‫من فراﻍ‪ ،‬وهناﻙ اﺳتﻬداف للنﻈام العربي ومحاوالت‬ ‫إلنشاﺀ نﻈام ﺇقليمي غير قومي وهدف أصحاب هﺬا‬ ‫املشروﻉ ﺇعادة رﺳم خارﻃة املنطﻘة‪ ،‬ويبدو واﺿحا ﹰ أن‬ ‫هدف السياﺳة اإلﺳتعمارية األميركية منﻬا والغربية‬ ‫عموما ﹰ يتم ﹼثﻞ في ﺇعادة تﻘاﺳم النفوذ واملصالح‪ ،‬ومن‬ ‫أﺟﻞ ﲢﻘيق هﺬا الﻬدف يريدون ﺇﺿعاف الدول العربية‬ ‫الﻘائمة من خالل ﺿرب ﳊمتﻬا الداخلية وﺇﺛارة الفﱳ‬ ‫بني مكوناتﻬا وﺇتﹼباﻉ أﺳاليب متعددة ومبتكرة لتحﻘيق‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ ﲟﺠملﻬا البيئة‬ ‫الﻬدف‪ ،‬وخلق ﻇروف وأحداﺙ‬ ‫املناﺳبة‪ ،‬لﺬلﻚ ال أحد يستطيﻊ أن ينكر‪ ،‬أن خططا ﹰ‬ ‫وﺿعت وحروبا ﹰ ﺷنﹼت إليﻘاف املد الﻘومي العربي‪،‬‬ ‫وأن أحالفا ﹰ قد أقيمت لتفكيﻚ النﻈام العربي‪ ،‬بربﻂ‬ ‫بعﺾ أعﻀائﻪ بدول اﺳتعمارية ﻃامعة ﲢت مسمﻰ‬ ‫”املصالح املشتركة“ وهي في ﺟوهرها تبعية مفرﻃة‬ ‫وتسليم كافة األوراﻕ لﻸﺟنبي علﻰ حساب مصالح‬ ‫األمة العربية‪ ،‬وأن محاوالت ﺇقامة نﻈام ﺟديد علﻰ‬ ‫أﺳس دينية ودمﺞ الدول العربية في ﺇﻃار أكبر هي من‬ ‫أﺳاﺳيات املشروﻉ الﺬي ﺟرﻯ تسويﻘﻪ عشية أحداﺙ‬ ‫ما يسمﻰ ”الربيﻊ العربي“‪ ،‬ومثﻞ هﺬﻩ األحداﺙ ﺳبﻘﻬا‬ ‫مشاركة مؤﺳسات أميركية وأوروبية وحكومات عربية‬ ‫لتصفية الفكر الﻘومي وتعميق اﳋالفات والنزاعات‬ ‫العربية‪ ،‬واﺳتنزاف الﻘدرات العربية في معارﻙ داخلية‬ ‫وهامشية ومحاولة لتغيير بوصلة الصراﻉ في املنطﻘة‬ ‫ﲟا يﺨدم أهداف الدول االﺳتعمارية‪.‬‬

‫ﻣﺼﺮ ﻭﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‬ ‫وال أحد ينكر الدور الرئيسي الﺬي قامت بﻪ الواليات‬ ‫املتحدة إلعادة ترتيب أوﺿاﻉ املنطﻘة خالل الفترة‬ ‫التي أعﻘبت حرب عام ‪ ،19٧٣‬وقد أ ﹼدت هﺬﻩ التحديات‬ ‫والتطورات الﻰ أﺯمة عربية‪ ،‬وأدخلت املنطﻘة الﻰ دهاليز‬ ‫ما يسمﻰ عملية السالم وعلﻰ الطريﻘة األميركية‪،‬‬ ‫وأخطر ما في هﺬﻩ الﻈاهرة أنﻬا رتﹼبت أﺛارا ﹰ وحفرت‬ ‫عالمات واﺿحة‪ ،‬وتس ﹼللت الﻰ النفس العربية ﲢ ﹼلﻞ‬ ‫مﻘومات الﻘومية وتفﻚ الرباﻁ بينﻬا‪ ،‬وتركتﻬا نﻬبا ﹰ‬ ‫لرياﺡ اﳊاﺿر والﻰ تطلعات مادية عاﺟلة أو تﻘوقﻊ‬ ‫قطري‪ ،‬وبلﻎ التعثر العربي ح ﹼدا ﹰ لم يسبق لﻪ مثيﻞ‪.‬‬ ‫لﻘد كانت مصر مستﻬدفة في دورها الﻘومي‪ ،‬وكان‬ ‫هدف املساعي األميركية والغربية عموماﹰ‪ ،‬يتم ﹼثﻞ في‬ ‫عزل مصر عن النﻈام العربي‪ ،‬واختراقﻬا كان من أهم‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس املصري عبدالفتاﺡ السيسي ونﻈيرﻩ الروﺳي فالدﳝير بوتني‬

‫الﻘﻀايا التي ع ﹼبئت لﻬا اإلمكانيات املادية واإلعالمية‬ ‫والسياﺳية‪ ،‬وبعد حرب تشرين ‪ ،19٧٣‬عملت الواليات‬ ‫املتحدة علﻰ أن تبﻘﻰ الﻘوة العسكرية املصرية دون‬ ‫مستواها الﺬي كانت عليﻪ قبﻞ اﳊرب‪ ،‬والعمﻞ علﻰ‬ ‫ﲢﻘيق ﺇختراﻕ أميركي كامﻞ ملصر يتم ﲟوﺟبﻪ الﻘﻀاﺀ‬ ‫علﻰ الﻘيم الوﻃنية والﻘومية واإلﳒاﺯات اإلﺟتماعية‬ ‫ويفرﺽ قيما ﹰ ﺟديدة في مﺠاالت اإلﺳتﻬالﻙ‬ ‫واإلنعزالية‪ ،‬وحرمان مصر من الوصول الﻰ نﻘطة‬ ‫الثﻘة بالﻘدرات الﺬاتية‪ ،‬وفرﺿت عليﻬا أن تﻈﻞ دائما ﹰ‬ ‫عند حد اﳊاﺟة الﻰ الواليات املتحدة‪ ،‬واﳊاﺟة الﻰ مزيد‬ ‫من التناﺯالت الداخلية واﳋارﺟية لتحصﻞ علﻰ أقﻞ‬ ‫الﻀروريات وﲢفﻆ اإلﺳتﻘرار الداخلي‪ ،‬وفرﺿت علﻰ‬ ‫الﻘيادة السياﺳية آنﺬاﻙ مزاﺟا ﹰ يدفﻊ الﻰ الشعور‬ ‫بﺄهمية ﺇرﺿاﺀ الرأي العام األميركي خاصة والغربي‬ ‫عامة من خالل تﻘدﱘ تناﺯالت في ﺷكﻞ مبادرات‪ ،‬وكانت‬ ‫ﺇتفاقية كامب ديفيد التي ﺳاهمت في ﺇبعاد مصر عن‬ ‫قﻀايا أمتﻬا العربية وﺳمحت للعدو بﺈﺳتثمار اﳋلﻞ‬ ‫الﺬي أصاب األمن الﻘومي العربي‪ ،‬من خالل محاولتﻪ‬ ‫ﺿرب املﻘاومة في فلسطني ولبنان وحصار ﺳوريا‬ ‫بدعم أميركي وغربي مباﺷر‪ ،‬والحﻘا ﹰ اﳊرب الكونية‬ ‫التي ﺷنﹼت علﻰ ﺳوريا‪ ،‬أوصلت عاملنا العربي الﻰ نوﻉ‬ ‫من التيﻪ اإلﺳتراتيﺠي‪ ،‬وبغياب مصر ﺇفتﻘد العالم‬ ‫العربي دور الﻘوة اﳊيوية الﻘادرة علﻰ أداﺀ دور الرافعة‬ ‫التاريﺨية ﲟا ﲤتلكﻪ من موارد دﳝغرافية واقتصادية‬ ‫وعسكرية وﺛﻘافية‪.‬‬ ‫لﻘد حان الوقت لوقف حالة التردي ووقف اإلنﻬيارات‬ ‫واﳋروﺝ من اﳊالة الراهنة‪ ،‬وهﺬا لن يتم دون عودة مصر‬ ‫الﻰ دورها الطبيعي واﺳتعادة اﳊيوية والﻘدرة وعلﻰ‬ ‫أﺳس ﺟديدة‪ ،‬عبر ﺇعطاﺀ مصر دورها املركزي بعيدا ﹰ‬ ‫عن الﻬيمنة األميركية وﺿغوﻃﻬا ومن خالل ﺇﻃار‬

‫‪٤2‬‬

‫ﺳياﺳي للحيوية املصرية وباإلﺳتﻘاللية عن اإلرادة‬ ‫األميركية الﻰ ﺇرادة عربية ﺟامعة تلتزم بﻘﻀايا األمة‬ ‫العربية وقﻀاياها املركزية ومواﺟﻬة التحديات بدال ﹰ‬ ‫من حالة اإلنكفاﺀ التي أصابت النﻈام الرﺳمي العربي‬ ‫ﲟعﻈمﻪ وذلﻚ ﲢت ﻇالل اإلعتدال املزعوم الﺬي ﺳﻬﹼ ﻞ‬ ‫للمشروﻉ اإلﺳتعماري ﺇحداﺙ ﺛغرة في ﺟسد األمة‬ ‫وﺯادها اﺳتنزافا ﹰ وﺇﺿعافا ﹰ لﻘدرتﻬا علﻰ املواﺟﻬة‪.‬‬ ‫ﺇن اإلقتصاد املدعوم من اﳋارﺝ وحدﻩ ال يبني نﻬﻀة‬ ‫حﻘيﻘية ولكنﻪ يلبي اللحﻈة‪ ،‬بﻞ يدوم العمﻞ املؤﻃر‬ ‫بﺨطﻂ تنمية حﻘيﻘية تستلﻬم الﻘدرات الﺬاتية‬ ‫وتفﺠر الطاقات الكامنة وبتغيير ﺛﻘافي ﺟﺬري تﻀﻊ‬ ‫ﹼ‬ ‫مصر كنموذﺝ ﶈاربة اإلرهاب واإللتفات الﻰ ما بناﻩ‬ ‫الشعب املصري خالل عﻘود‪ ،‬اليوم يعود العرب الﻰ‬ ‫مصر وتعود هي ﺇليﻬم‪ ،‬لكن املطلوب دورا ﹰ اﺳتراتيﺠيا ﹰ‬ ‫ملصر يلتزم قﻀايا األمة العربية‪ ،‬وفلسطني أولوية‬ ‫ألنﻬا الﻘﻀية املركزية لﻸمة‪ ،‬واليﻘﻈة التامة من‬ ‫محاوالت ﺇدخال مصر في دوامة ﺟديدة ﲢت مسميات‬ ‫واهية ﳉرها الﻰ أتون صراﻉ ﺟديد في اليمن ﺳيكون‬ ‫أكثر تدميرا ﹰ ملﻘومات العرب وتطلعاتﻬم‪ ،‬وفي وقت‬ ‫تداوي مصر ﺟروحﻬا ورغم ﻇروفﻬا الصعبة‪ ،‬فﺈن ﺛمن‬ ‫ﺟرها الﻰ نفق ﺟديد ﺳيكون كارﺛياﹰ‪.‬‬ ‫لﻘد هدفت السياﺳة األميركية الﻰ ﲢﻘيق ﺇختراﻕ‬ ‫كامﻞ ملصر يتم ﲟوﺟبﻪ الﻘﻀاﺀ علﻰ الﻘيم الوﻃنية‬ ‫والﻘومية واإلﳒاﺯات اإلﺟتماعية وفرﺽ قيما ﹰ ﺟديدة في‬ ‫مﺠاالت اإلﺳتﻬالﻙ واإلنعزالية والعداﺀ للعروبة والعرب‪،‬‬ ‫وهي بﺬلﻚ هدفت الﻰ ﲢﻘيق اإلختراﻕ الﺬي يحرم مصر‬ ‫من الوصول الﻰ نﻘطة الثﻘة بالﻘدرات الﺬاتية وفرﺿت‬ ‫عليﻬا أن تﻈﻞ عند حد اﳊاﺟة الﻰ الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫واﳊاﺟة الﻰ مزيد من التناﺯالت الداخلية واﳋارﺟية‬ ‫لتحصﻞ علﻰ أقﻞ الﻀروريات‪ ،‬كما فرﺿت مزاﺟا ﹰ معينا ﹰ‬


‫يدفﻊ الﻰ الشعور بﺄهمية ﺇرﺿاﺀ الرأي العام األميركي‬ ‫خاصة والعربي عامة وذلﻚ يدفعﻬا لتﻘدﱘ التناﺯالت‬ ‫التي صورها اإلعالم األميركي بﺄنﻬا مبادرات ﺷﺠاعة‬ ‫وعﻘالنية ومتحﻀرة‪.‬‬

‫ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺘﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‬ ‫وﲢ ﹼركت السياﺳة األميركية بﺨطﻰ ﺳريعة في‬ ‫ﺇﲡاهات متعددة في النﻈام العربي‪ ،‬وﲢﻘيق اختراﻕ‬ ‫في الساحة الفلسطينية وتسويﻎ املفاوﺿات علﻰ‬ ‫أنﻬا وﺳيلة إلﺳترﺟاﻉ اﳊﻘوﻕ الفلسطينية وﲢت‬ ‫ﺳتار ”اإلعتدال“ واإلﺳتﺠابة للمزاﺝ الغربي في تسوية‬ ‫الﻘﻀايا الدولية‪.‬‬ ‫وعملت الواليات املتحدة أيﻀا ﹰ علﻰ ﲢطيم الطاقة‬ ‫املعنوية لعرب النفﻂ والغاﺯ من خالل التالعب‬ ‫بﺄﺳعارﻩ‪ ،‬ومنعت قيام تكامﻞ ﺇقتصادي عربي‪ ،‬وذهب‬ ‫بعيدا ﹰ في ﺇﺿعاف عوامﻞ الﻘوة وبث روﺡ التفرقة‬ ‫بني األنﻈمة العربية ﲢت مسميات ﺷتﻰ‪ ،‬وتشﺠيﻊ‬ ‫اﳋالفات العربية‪ ،‬وﻃرﻕ أبواب اﳊلول املنفردة‪ ،‬وفي‬ ‫الوقت نفسﻪ واصلت ﺳياﺳة دعم ”ﺇﺳرائيﻞ“ وتﺄكيد‬ ‫تفوقﻬا العسكري والسياﺳي‪ ،‬وعﻘدت معﻬا ﺇتفاقيات‬ ‫التعاون اإلﺳتراتيﺠي منﺬ أكثر من ﺛالﺛة عﻘود‪.‬‬ ‫ﺇن نﻘطة اإلرتكاﺯ الطبيعية للعالم العربي ينبغي‬ ‫أن تكون مصر دائما ﹰ ﲟوقعﻬا علﻰ اﳉسر املوصﻞ بني‬ ‫أفريﻘيا الشمالية وآﺳيا وامتالكﻬا لتﻘاليد الﻘيادة‬ ‫الالﺯمة بفعﻞ تعداد ﺷعبﻬا وقدراتﻪ‪ ،‬أن غياب مصر‬ ‫بعد ﺇتفاقية كامب ديفيد‪ ،‬ﺳاهم في ﺇﺿعاف بنية‬ ‫أقطار وﺿربة لﻸمن الﻘومي العربي‪.‬‬ ‫ﺇن أحد أهم أهداف الواليات املتحدة‪ ،‬هو ﺿرب ﺟسر‬ ‫الوصﻞ وتدميرﻩ والسماﺡ لـ ”ﺇﺳرائيﻞ“ بالﻬيمنة‬ ‫علﻰ املنطﻘة وﺳد املنافﺬ البرية بني مصر وﺳائر‬ ‫عرب الشرﻕ وهنا نﺬكر حرب السويس ‪ 195٦‬واﳊصار‬ ‫اإلقتصادي واﳊلف اإلﺳالمي‪.‬‬ ‫وبعد ﺇتفاقية كامب ديفيد‪ ،‬كانت اﳊرب اللبنانية‬ ‫وهي ليست مﺠرد حرب أهلية تﻘليدية‪ ،‬وﺇﳕا حرب‬ ‫ﺇقليمية ودولية‪ ،‬واملشكالت الداخلية في ﺳوريا‬ ‫ليست صراعات داخلية أو ﻃائفية وﺇﳕا أيﻀا ﹰ ﺇمتدادات‬ ‫لصراعات الﻘوة في النﻈام العربي‪.‬‬ ‫أن تتناﺯل ﺳوريا فﻬو أعﻘد من مشكلة أي قطر‬ ‫عربي‪ ،‬ألن ﺳوريا تتناﺯل عن ﺟزﺀ حيوي من مصادر قوتﻬا‬ ‫في النﻈام العربي وﺇلتزاماتﻬا الﻘومية‪ ،‬وهﺬا لن ولم‬ ‫يحصﻞ فاختارت املواﺟﻬة وحسم الصراﻉ‪.‬‬ ‫ومصر تواﺟﻪ ﺟملة من التحديات‪ ،‬بعﻀﻬا بفعﻞ‬ ‫التراكمات السلبية التي ﺇنعكست علﻰ ﺟميﻊ مناحي‬ ‫اﳊياة اإلقتصادية واإلﺟتماعية والسياﺳية وهي ناﺟمة‬ ‫عن اﳋلﻞ الكبير الﺬي أصاب األمن الﻘومي العربي بعد‬ ‫خروﺝ مصر عن معادلة الصراﻉ التي فرﺿتﻬا بنود‬ ‫معاهدة كامب ديفيد‪.‬‬ ‫اليوم تواﺟﻪ مصر ﲢديات ﺟديدة وهي ترﺳم مالمح‬ ‫مسارها اﳉديد للﺨروﺝ من اﳊالة السابﻘة الﻰ آفاﻕ‬ ‫العمﻞ املشترﻙ ولكن علﻰ أﺳس ﺟديدة‪ ،‬وبﻘيادة مصر‬

‫اﳉديدة التي ﹼ‬ ‫تؤكد أن الدولة املصرية ﳒحت في ترﺳيﺦ‬ ‫ﺷرعية ﺛورة ‪ 25‬يناير‪ /‬كانون الثاني ‪ 2011‬وما ﲤحﺾ‬ ‫عنﻬا وﺛورة ‪ ٣0‬حزيران‪ /‬يونيو ‪ 201٣‬بﻘيادة املشير‬ ‫عبدالفتاﺡ السيسي‪ ،‬وهي بﺬلﻚ ﲡاوﺯت حالة اﳉدل‬ ‫الﺬي أﺛارﻩ خصوم ﺛورتﻬا اﺠﻤﻟيدة‪ ،‬ﺳواﺀ من أولئﻚ الﺬين‬ ‫راهنوا علﻰ ما يسمﻰ ”الربيﻊ العربي“ ولكن بﻬدف‬ ‫السيطرة علﻰ مﻘدرات مصر ودورها وتسﺨيرﻩ من‬ ‫أﺟﻞ حسابات ﺿيﻘة تصب في خانة املصالح واألدوار‬ ‫اإلﺳتعمارية في عاملنا العربي وصوال ﹰ الﻰ الشرﻕ‬ ‫األوﺳﻂ اﳉديد األميركي‪.‬‬ ‫اليوم ﹼ‬ ‫تؤكد مصر حﻀورها الفاعﻞ‪ ،‬من خالل‬ ‫حكومة ﺷرعية ودﺳتور مستفتﻰ عليﻪ من الشعب‬ ‫ورئيس منتﺨب‪ ،‬ورﺅية تنموية ﰎﹼ عرﺽ تفاصيلﻬا في‬ ‫املؤﲤر اإلقتصادي األخير‪.‬‬ ‫ﺇن املشاركة الكثيفة من ﺷركات الﻘطاﻉ العام‬ ‫واﳋاﺹ‪ ،‬أفشلت محاوالت اإلرهابيني التي هدفت‬ ‫لزعزعة اإلﺳتﻘرار وخلق ذهنية لدﻯ دول العالم‬ ‫ومؤﺳساتﻪ اﺨﻤﻟتلفة بﺄن مصر ماﺯالت تعاني ﺇنعدام‬ ‫األمن وبالتالي لن تكون بيئة آمنة لﻺﺳتثمار‪ ،‬وهو ما‬ ‫ﺳيمنﻊ الﻘيادة واﳊكومة اﳉديدة من تنفيﺬ برنامﺞ‬ ‫اإلصالﺡ اإلقتصادي ويتسبب في ﺳﻘوﻃﻬا‪.‬‬ ‫ﺇن تكثيف أعمال اإلرهاب التي ﺳبﻘت عﻘد املؤﲤر‬ ‫اإلقتصادي‪ ،‬كان هدف اإلرهابيني من أﺟﻞ ﺇﺟﻬاﺽ‬ ‫املؤﲤر واﺳتﻬداف اﻵمنني ومؤﺳسات الدولة‪ ،‬ومحاولة‬ ‫لتشويﻪ صورة مصر اﳉديدة‪ ،‬وتعميم ذلﻚ ليصب في‬ ‫صالح ﹶمن ينتﻬﺞ العنف واإلرهاب بغية اإلنتﻘام بعد أن‬ ‫فشﻞ املشروﻉ التدميري الﺬي يحكم عﻘلية اإلرهاب‬ ‫وصانعيﻪ وهي عﻘلية منفصلة عن الواقﻊ وتنغمس‬ ‫في أحالم ﻇالمية وهي مصرة علﻰ عدم اﳋروﺝ منﻬا‬ ‫والتصالح مﻊ الواقﻊ واإللتفات الﻰ مصر وأبنائﻬا‬ ‫وأمتﻬا‪.‬‬ ‫ﺇن أهمية ﺇنعﻘاد املؤﲤر اإلقتصادي تتﺠاوﺯ اﳊساب‬ ‫ﹼ‬ ‫وتشكﻞ أهمية ﺳياﺳية ال تﻘﻞ ﺷﺄنا ﹰ عن‬ ‫اإلقتصادي‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳉانب اإلقتصادي‪ ،‬فﻬو يشكﻞ أهمية ﺳياﺳية من‬ ‫خالل اﳊشد الدولي الﺬي ﳝ ﹼثﻞ معﻈم دول العالم‪.‬‬

‫ﹼ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺩﻭﺭ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮ ﹼﺩﻱ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ‬ ‫ﺇن دور مصر أﺳاﺳي وهام في هﺬﻩ الفترة من‬ ‫تاريﺦ أمتنا‪ ،‬ألن مكانة مصر كبيرة في نفوﺱ أمتنا‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳتشكﻞ قاﻃرة‬ ‫وأن تتعافﻰ وتﻘوﻯ مصر يعني أنﻬا‬ ‫توحد الدول والشعوب العربية وﲡعﻞ لﻬا من أﺳباب‬ ‫الﻘوة ما يعﻀد من مكانة مصر واألمة علﻰ الساحة‬ ‫الدولية‪ ،‬والتﺨلﺺ من حالة التردي السائدة وﺇدراﻙ ما‬ ‫يتطلﻊ ﺇليﻪ الشعب العربي‪.‬‬ ‫وأعاد املؤﲤر اإلقتصادي‪ ،‬الﺬي ﺇفتتحﻪ الرئيس‬ ‫السيسي يوم ‪ 1٣‬آذار واﺳتمر ملدة ﺛالﺛة أيام متتالية‪،‬‬ ‫مصر الﻰ واﺟﻬة األحداﺙ بعدما ﻃالت محاولة اﻵخرين‬ ‫ﲡاهﻞ دور مصر‪ ،‬ولعﻞ وصف السيسي للمؤﲤر بﺄنﻪ‬ ‫ﲟثابة ”ذراﻉ مصر“ يوﺿح ما يﺄملﻪ من املؤﲤر الﺬي‬ ‫حشدت لﻪ اﳉﻬود السياﺳية واإلقتصادية‪ ،‬ومصر‬

‫‪٤٣‬‬

‫بﺬلﻚ توﺟﻪ من خالل املؤﲤر رﺳائﻞ عدة منﻬا رﺳالة‬ ‫ﺳالم ومحبة للعالم وفي وقت تواﺟﻪ ﺇرهابا ﹰ وﲢديات‬ ‫ﺟسيمة‪.‬‬ ‫وعﻘد املؤﲤر يعكس ﺇرادة مصر واملصريني في ﲢﻘيق‬ ‫التنمية املنشودة وموقﻊ مصر في قلب الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫يسمح لﻬا ألن تكون نﻘطة ﺇنطالﻕ كبرﻯ‪ ،‬واﺳتﻘرار‬ ‫وقوة مصر هي قوة ملكافحة اإلرهاب وتكاتف اﺠﻤﻟتمﻊ‬ ‫الدولي لﻀمان أمن واﺳتﻘرار العالم‪.‬‬ ‫وتدور أﺳئلة كثيرة وكبيرة حول دور مصر في هﺬﻩ‬ ‫املرحلة الﻬامة من تاريﺦ أمتنا العربية‪ ،‬مصر في‬ ‫تاريﺨﻬا لم تكن أداة في يد أعداﺀ األمة‪ ،‬بﻞ كانت رمحا ﹰ‬ ‫وﺳيفا ﹰ عروبياﹰ‪ ،‬حملت قﻀاياها ودفعت ﺿريبة اإلنتماﺀ‬ ‫وق ﹼدمت التﻀحيات‪ ،‬رغم ﺷدة الﻬﺠمة واألﺛمان‬ ‫الباهﻈة‪ ،‬وينﻈر ﺇليﻬا املواﻃن العربي بﺄنﻬا رافعة‬ ‫لنﻬوﺽ العرب وقوتﻬم‪.‬‬ ‫وبعد أن بدأ العدوان السعودي الﺬي اﺳتﻬدف اليمن‬ ‫من خالل حﺠﺞ وذرائﻊ ال عالقة لﻬا في الوقائﻊ‪ ،‬وهو‬ ‫عدوان مشبوﻩ يﺄتي في وقت بالﻎ الدقة واﳊساﺳية‬ ‫وهدفﻪ ﺇعادة خلﻂ األوراﻕ في املنطﻘة ملصلحة األعداﺀ‬ ‫واملتربصني بﺄمتنا‪ ،‬ويتم ﻃرﺡ اﺳم مصر في التداول من‬ ‫خالل تعمية مﻘصودة ال تفرﻕ بني أمن املشاريﻊ واﳊكام‬ ‫وبني األمن الﻘومي العربي الﺬي يعني الوقوف الﻰ ﺟانب‬ ‫اﳊق‪ ،‬وتوحيد املواقف والرﺅﻯ ﲟا يعود باملنفعة وتعزيز‬ ‫قوة البلدان العربية وصيانة أمنﻬا الﻘومي وحماية‬ ‫املواﻃن العربي في حريتﻪ وأمنﻪ واقتصادﻩ وتطلعاتﻪ‬ ‫املشروعة‪ .‬وكثيرة هي األﺳئلة التي تتحدﺙ حول قرار‬ ‫مصر التدخﻞ في أحداﺙ اليمن الداخلية واحتمال‬ ‫مشاركتﻬا الﻰ ﺟانب العدوان السعودي الﺬي يستﻬدف‬ ‫اليمن‪ ،‬وهنا أيﻀا ﹰ نفرﻕ بني ما يصدر علﻰ املستوﻯ‬ ‫الرﺳمي املصري من تعميم يتعلق بحماية دول اﳋليﺞ‬ ‫من أي عدوان خارﺟي وهو وﺟﻪ حق‪ ،‬وبني املشاركة في‬ ‫العدوان ﺿد قطر عربي مثﻞ اليمن وهو وﺟﻪ باﻃﻞ ما‬ ‫يعني ﺟر مصر الﻰ أتون صراعات ﺟديدة قد تﺄتي علﻰ‬ ‫ما تبﻘﻰ من أواصر العروبة وقيمﻬا اﳊﻘيﻘية‪.‬‬ ‫لﻘد رفﻀت باكستان اإلﳒرار الﻰ مثﻞ هﺬا الدور‬ ‫وهﺬا ما صادﻕ عليﻪ برملانﻬا‪ ،‬أي أن الشعب هناﻙ قال‬ ‫كلمتﻪ رغم اإلغراﺀات السعودية املطروحة واملوافﻘة‬ ‫األميركية علﻰ مثﻞ هﺬﻩ املشاركة املشبوهة‪.‬‬ ‫ويتط ﹼلﻊ املواﻃن العربي الﻰ دور فعال تﺨطوﻩ مصر‬ ‫إلعادة األمن الﻘومي العربي الﻰ ﺳابق عﻬدﻩ وترتيب‬ ‫أولويات العرب وقﻀاياهم ورﺹ الصفوف في مواﺟﻬة‬ ‫األعداﺀ‪ ،‬وتصويب البوصلة بﺈﲡاﻩ العدو الصﻬيوني‬ ‫واملشاريﻊ التي تستﻬدف املنطﻘة‪ ،‬والتﺨلﺺ من‬ ‫تبعات كامب ديفيد وما ﺟ ﹼرتﻪ من ويالت وحروب ﺷنتﻬا‬ ‫”ﺇﺳرائيﻞ“ علﻰ فلسطني ولبنان وﺳوريا‪ ،‬وهي ماﺯالت‬ ‫اﳋطر األكبر الﺬي يﻬدد األمة بﺄﺳرها‪.‬‬ ‫في هﺬﻩ املرحلة‪ ،‬مطلوب تصويب البوصلة في‬ ‫اإلﲡاﻩ الطبيعي‪ ،‬ناحية أعداﺀ األمة وعدم اإلﳒرار الﻰ‬ ‫حروب عبثية وهي خاﺳرة أخالقيا ﹰ وﺇنسانيا ﹰ وهي خيانة‬ ‫للعروبة وﺿربة في الصميم لركائز األمن الﻘومي‬ ‫العربي‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫اإلنتخابات اإلسراﺋيلية هدفها تسريﻊ عملية التهويد‬ ‫ﺟنوح نحو السياسات اليمينية األﻛﺜر تشدداً‬ ‫ﺇعادة ﺇنتﺨاب بنيامني نتنياهو رئيسا ﹰ‬ ‫ﳊكومة العدو اإلﺳرائيلي يوم ‪،2015/٣/1٧‬‬ ‫توﺿح صورة املشﻬد وتعني‪ ،‬أن ال عملية‬ ‫ﺳلمية وال دولة فلسطينية‪ ،‬هﺬا هو الواقﻊ‬ ‫الﺬي يحاول الصﻬاينة فرﺿﻪ‪ ،‬لﻘد مﻀﻰ منﺬ‬ ‫ﺇتفاﻕ أوﺳلو أكثر من عﻘدين من الزمن وهي‬ ‫فترة كافية للتبصر‪ ،‬وﺇعادة تﻘييم املرحلة‪.‬‬ ‫لم يكن حزب العمﻞ أفﻀﻞ من حزب‬ ‫”الليكود“ في ﺷيﺀ‪ ،‬كالهما صﻬاينة‪ ،‬وانتصار‬ ‫نتنياهو في اإلنتﺨابات وليس هرتسوﻍ‪ ،‬فﻸن‬ ‫املسﺄلة األﺳاﺳية في الكيان ال تتعلق‬ ‫باملشكالت اإلﺟتماعية وارتفاﻉ معدالت الفﻘر‬ ‫والبطالة والعنصرية حيال ﺷرائح من اليﻬود‬ ‫أنفسﻬم‪ ،‬وليس في تراﺟﻊ اﳋدمات العامة‬ ‫كالصحة والتعليم وال في أﺯمة السكن‪،‬‬ ‫فﻬو في هﺬا الكيان ليس عصب املوقف‪،‬‬ ‫ﺇنﻬم يستحﻘون نتنياهو فﻬو ينسﺠم مﻊ‬ ‫تطلعاتﻬم وهﺬا الكيان لم يكن يوما ﹰ راﺿيا ﹰ‬ ‫ﲟا يسمﻰ العملية السلمية‪ ،‬فﻬو األقدر علﻰ‬ ‫ترويﺞ الوهم‪ ،‬وهﺬﻩ اللحﻈة تعني اﺳتئناف‬ ‫الصراﻉ في مواﺟﻬة هﺬا الكيان الدخيﻞ ونزﻉ‬ ‫الشرعية عنﻪ وهو الغاصب ألرﺽ فلسطني‪،‬‬ ‫وحمالت املﻘاﻃعة والصراﻉ في الﻬيئات‬ ‫الدولية هي تعبير عن ﺇﺷكالية وﺟود هﺬا‬ ‫الكيان‪.‬‬ ‫ﺇن عودة ﺇنتﺨاب نتنياهو وﻇﻬورﻩ في صورة‬ ‫املشﻬد وصدارة العمﻞ السياﺳي ﲟشاركة‬ ‫‪ ٪ ٧2‬من ﺇﺟمالي الناخبني‪ ،‬تعيد تثبيت ﺯعامة‬ ‫”الليكود“‪ ،‬فاألمن ﺳيبﻘﻰ املوﺿوﻉ األول في‬ ‫ﺳلم اإلهتمامات اإلﺳرائيلية قبﻞ اإلقتصاد‬ ‫املﺄﺯوم وأﺯمة السكن رغم توﺳﻊ املستوﻃنات‬ ‫املستمر في األراﺿي اﶈتلة‪.‬‬ ‫واملشﻬد يعكس ﺇتساﻉ ﺳياﺳة نتنياهو‬ ‫بني اإلﺳرائيليني الﺬين يسمونﻪ ”ملﻚ‬ ‫ﺇﺳرائيﻞ“‪ ،‬وهم ترﺟموا في اإلقتراﻉ األخير‬ ‫ﺟنوحﻬم نحو السياﺳات اليمينية األكثر‬ ‫تشدداﹰ‪ ،‬ال ﺳيما ﺇﺯاﺀ الفلسطينيني‪ ،‬حيث‬ ‫اﺳتطاﻉ نتنياهو أن ينﺠح في ترهيب الناخب‬ ‫اإلﺳرائيلي من أن أي قيادة بديلة لﻘيادتﻪ أمام‬ ‫التﻬديدات املصيرية التي تواﺟﻬﻬا ”ﺇﺳرائيﻞ“‬ ‫لن تكون فاعلة‪ ،‬والترحيب الالفت الﺬي لﻘاﻩ‬ ‫نتنياهو في الكونغرﺱ األميركي‪ ،‬يعني أنﻪ‬ ‫األكثر ﺿمانة ملستﻘبﻞ الكيان وهو يدرﻙ‬ ‫أهمية دعم الكونغرﺱ لﻪ في هﺬﻩ املرحلة‪.‬‬ ‫ورأﻯ نتنياهو في توحيد فلسطينيي الداخﻞ‬ ‫ألول مرة قبﻞ اإلنتﺨابات تطورا ﹰ ﺳياﺳيا ﹰ مﻬما ﹰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫نتنياهو أمام الكونغرﺱ‬ ‫األميركي‬

‫وغير مسبوﻕ‪ ،‬ﺇذ قام باﺳتﺨدامﻪ ﳋدمة‬ ‫حملتﻪ في التحريﺾ ﺿدهم وتعبئة اليمني‬ ‫املتطرف وراﺀ برنامﺠﻪ اإلنتﺨابي والتحﺬير من‬ ‫اﺨﻤﻟاﻃر التي تﻬدد مستﻘبﻞ الكيان‪.‬‬ ‫وفي تصريحات نتنياهو عشية اإلنتﺨابات‪،‬‬ ‫رفﺾ حﻞ الدولتني وبعد اإلنتﺨابات عاد‬ ‫وأﺷار أن حﻞ الدولتني لم ينﻀﺞ بعد وأمامﻪ‬ ‫عﻘبات كثيرة وحاول بﻬﺬا ﺇرﺿاﺀ حليفﻪ‬ ‫األميركي الﺬي يعتبر حﻞ الدولتني أﺳاﺱ‬ ‫السياﺳة األميركية واإلﺟماﻉ الدولي علﻰ‬ ‫السواﺀ‪ ،‬ومن املالحﻆ أيﻀاﹰ‪ ،‬أن الساحة‬ ‫اإلعالمية األميركية بدأت ﺇلغاﺀ كلمة‬ ‫اإلحتالل اإلﺳرائيلي لﻸراﺿي الفلسطينية‬ ‫واﺳتبدالﻬا بكلمة تناﺯﻉ علﻰ األراﺿي‪ ،‬وهﺬا‬ ‫يعني أن تسويق اﳉانب األميركي للعملية‬ ‫السياﺳية هي مﺠرد خداﻉ لﻪ أهدافﻪ في‬ ‫خدمة الكيان‪.‬‬ ‫ﹰ‬ ‫وفي ”ﺇﺳرائيﻞ“ لم يعد النﻘاﺵ ﺟديا حول‬ ‫خيار الدﳝﻘراﻃية أو ﺇنﻬاﺀ اإلحتالل وﺇقامة‬ ‫الدولة الفلسطينية‪ ،‬واﳉديد هو‪ ،‬أن الناخب‬ ‫اإلﺳرائيلي ﺇختار وعود نتنياهو بعدم السماﺡ‬ ‫بﻘيام الدولة الفلسطينية‪ ،‬والرأي العام‬ ‫هناﻙ بﺄكثريتﻪ يعتبر أن ال حﻞ للمعﻀلة‬ ‫الدﳝغرافية ﺳوﻯ ”بنﻘاﺀ الدولة اليﻬودية“‪.‬‬ ‫ولطاملا ﹼ‬ ‫أكدت ”ﺇﺳرائيﻞ“ لسنوات أن األردن‬ ‫هو الوﻃن البديﻞ للفلسطينيني وقد تصرفت‬ ‫علﻰ هﺬا األﺳاﺱ‪.‬‬ ‫وبعد اإلنتﺨابات اإلﺳرائيلية ليس كما هو‬

‫‪٤٤‬‬

‫قبلﻬا‪ ،‬واألردن معرﺽ للﺨطر واملنطﻘة تطوي‬ ‫مرحلة‪ ،‬والوعود التي ﲡعﻞ من األردن ﺷريكا ﹰ‬ ‫ﺳتفﻘد صالحيتﻬا مﻊ مرور الزمن والتحوالت‬ ‫اﳉارية‪ ،‬واليوم هناﻙ اﳊرب ﺿد ”داعﺶ“‪،‬‬ ‫والواليات املتحدة لن ﲤنﻊ حليفﻬا اإلﺳرائيلي‬ ‫من ﺇﺟراﺀات ما تصب في صالح أهدافﻪ‪ ،‬وهﺬا‬ ‫يعني أن اعتماد األردن علﻰ الواليات املتحدة‬ ‫هو مغامرة ومﻘامرة والرئيس أوباما لن يفعﻞ‬ ‫أكثر من التعبير عن الﻘلق حيال أي تطور‬ ‫واألهم بالنسبة ﺇليﻪ مصالح الواليات املتحدة‬ ‫وأمن ”ﺇﺳرائيﻞ“‪.‬‬ ‫واﳊرب علﻰ ”داعﺶ“ كﺄداة ﺇلﻬاﺀ وتدمير‪،‬‬ ‫غ ﹼيرت من ﺳلم األولويات في املنطﻘة‪،‬‬ ‫وتراﺟعت الﻘﻀية الفلسطينية كثيراﹰ‪،‬‬ ‫ولﺬلﻚ نرﻯ بوﺿوﺡ ما يعلنﻪ اإلﺳرائيلي من‬ ‫تنصﻞ ملا يسمﻰ عملية السالم‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹰ‬ ‫وتريد ”ﺇﺳرائيﻞ“ أن ﲡعﻞ من غزة ﲢديا ملصر‪،‬‬ ‫تريد ملصر أن ترﺙ غزة وهي تدفﻊ بﻬا لتصبح‬ ‫مشكلة مصر‪ ،‬وأما في ما يتعلق باملوﺿوﻉ‬ ‫الفلسطيني برمتﻪ‪ ،‬فﺈن التحدي ملصر هو‬ ‫التحدي لسوريا ولﻘﻀايا األمة العربية‪،‬‬ ‫خاصة وأن ”ﺇﺳرائيﻞ“ ال تريد ”حﻞ الدولتني“‬ ‫وال حتﻰ قيام دولة فلسطينية علﻰ أقﻞ من‬ ‫‪ ٪ 20‬من أرﺽ فلسطني التاريﺨية‪ ،‬وترفﺾ ما‬ ‫يسمﻰ املبادرة العربية للسالم رغم ﺳﻘفﻬا‬ ‫الﻬابﻂ والﺬي يتﻀمن اإلعتراف بـ ”ﺇﺳرائيﻞ“‬ ‫والتعايﺶ معﻬا‪ ،‬والعدو يستفيد من اﳊالة‬ ‫الراهنة‪.‬‬


‫ﺟدوﻝ نتاﺋﺞ اإلنتخابات اإلسراﺋيلية‬ ‫اإلنتخابات الجديدﺓ ‪3117‬‬ ‫الحﺰب‬ ‫‪30‬‬ ‫الليكود‬ ‫‪24‬‬ ‫المعسكر الصهيوني‬ ‫‪13‬‬ ‫القاﺋمة العربية المشترﻛة‬ ‫‪11‬‬ ‫ﺣﺰب »يشي عتيد« الوسطي‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻛلنا »ﺟديد« ﻛحلون‬ ‫‪8‬‬ ‫البيﺖ اليهودﻱ‬ ‫‪7‬‬ ‫ﺣﺰب ﺷاﺱ اليميني ﺷرقي متﺰمﺖ‬ ‫‪6‬‬ ‫يهودوت هتوراﺓ‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺇسراﺋيل بيتنا‬ ‫‪5‬‬ ‫ﺣرﻛة ميرتﺲ‬ ‫‪120‬‬ ‫المجموﻉ‬

‫اإلنتخابات السابقة‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ﺟديد‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪120‬‬

‫وبنتائﺞ اإلنتﺨابات حصلت أحزاب اليمني واملتدينني علﻰ غالبية مطلﻘة ﲤ ﹼثلت بـ ‪ ٦٧‬مﻘعدا ﹰ في الكنيست اإلﺳرائيلي بينما‬ ‫حصلت أحزاب الوﺳﻂ واليسار علﻰ ‪ ٤0‬مﻘعدا ﹰ والﻘائمة العربية املشتركة علﻰ ‪ 1٣‬مﻘعداﹰ‪.‬‬ ‫ﺇن ﺇعادة ﺇنتﺨاب بنيامني نتنياهو‪ ،‬تعني‬ ‫أن ال أفق ملا يسمﻰ عملية السالم املروﺝ‬ ‫لﻬا أميركيا ﹰ وأوروبياﹰ‪ ،‬ونتنياهو بﺬلﻚ أفصح‬ ‫عن مرحلة ﺟديدة‪ ،‬أن ال حﻞ ﺳياﺳي‬ ‫ﹼ‬ ‫نتﺬكر أن السالم‬ ‫للصراﻉ‪ ،‬وهنا علينا أن‬ ‫مثﻞ اﳊرب ﲤاماﹰ‪ ،‬محكوم ﲟبدأ التواﺯنات‪ ،‬وال‬ ‫ﳝكنﻚ أن تكسب اﳊرب وموقفﻚ ﺿعيف‬ ‫في هﺬﻩ التواﺯنات‪ ،‬وال ﳝكنﻚ أن تكسب‬ ‫السالم اإلفتراﺿي وأنت تعاني‪ ،‬وهﺬا يعيدنا‬ ‫الﻰ الثوابت واملنطلﻘات األﺳاﺳية والﻰ‬ ‫اﳋيارات اﳊﻘيﻘية وبﺄن هﺬا الكيان الغاصب‬ ‫الﺬي قام علﻰ حساب فلسطني وﺷعبﻬا‬ ‫مستﺨدما ﹰ الﻘتﻞ والتدمير وبدعم من الﻘوة‬ ‫اإلﺳتعمارية‪ ،‬لن ﲡدي معﻪ عملية ﺳياﺳية‬ ‫تﻘودها وترعاها الواليات املتحدة وهي اﳊليف‬ ‫وﲤدﻩ بﺄدوات الﻘتﻞ‬ ‫اإلﺳتراتيﺠي لﻬﺬا الكيان ﹼ‬ ‫والتدمير وتﻘف عائﻘا ﹰ أمام تطلعات الشعب‬ ‫الفلسطيني في ﲢرير أرﺿﻪ‪.‬‬ ‫وعلﻰ ﺿوﺀ التحديات التي تواﺟﻪ املنطﻘة‬ ‫ﺇﺳتمر الصراﻉ وهو في ذروتﻪ يحاول نتنياهو‬ ‫أن يحصد أول ﺛمار اﳊرب التي تشن ﺿد‬ ‫ﺳوريا والتﻬرب من ﺇلتزامات ما ﺳمي عملية‬ ‫السالم‪ ،‬وهﺬا يعني أن الصراﻉ غير قابﻞ للحﻞ‬ ‫من بوابة اﳊلول السياﺳية ألن ﺷروﻃﻪ‬ ‫ومعطياتﻪ ليست متوفرة‪” ،‬ﺇﺳرائيﻞ“ ليست‬ ‫ﺟاهزة‪ ،‬واﳊال هﺬﻩ تثبت أن ما يسمﻰ املبادرة‬ ‫العربية ما هي ﺇال لزرﻉ األوهام في النفوﺱ‬ ‫وهي تعبير عن العﺠز ال أكثر‪ ،‬فكيف يطالبون‬ ‫بسالم ال ﳝلكون مﻘوماتﻪ وهم يﻘدمون‬ ‫التناﺯالت اﺠﻤﻟانية ألعداﺀ أمتنا‪.‬‬

‫اإلنتﺨابات اإلﺳرائيلية عام ‪2015‬‬

‫ﺇن نتائﺞ اإلنتﺨابات تشير الﻰ ﺷكﻞ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳيشكلﻬا بنيامني نتنياهو‪،‬‬ ‫اﳊكومة التي‬ ‫وهي تطوي صفحة ﺯرعت األوهام لدﻯ البعﺾ‬ ‫بﺄن هناﻙ ”عملية ﺳلمية“‪.‬‬ ‫اﻵن يعترف نتنياهو وبشكﻞ علني بﺄن حﻞ‬ ‫الدولتني غير قابﻞ للتحﻘيق في الﻈروف‬ ‫الراهنة‪ ،‬وهو ﺳيعمﻞ علﻰ ﺟعلﻪ مستحيال ﹰ‬ ‫من خالل عملية تﻬويد األرﺽ الفلسطينية‬ ‫وفرﺽ وقائﻊ ﺟديدة وفي غياب دور عربي‬ ‫يتلمس اﳊﻘائق‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫في املﻘابﻞ هناﻙ ﹶمن يتﺂمر علﻰ الﻘﻀايا‬

‫‪٤5‬‬

‫العربية ومنﻬا قﻀية الشعب الفلسطيني‬ ‫ويعمﻞ علﻰ تغيير ﺇﲡاﻩ البوصلة بطريﻘة‬ ‫تﺨدم أهداف املشروﻉ اإلﺳتعماري ‪-‬‬ ‫الصﻬيوني الﺬي يستﻬدف املنطﻘة ويﺠاهر‬ ‫في عدوانﻪ للمﻘاومة‪ ،‬هﺬا الواقﻊ الصعب‬ ‫يحتاﺝ الﻰ الكثير من أﺟﻞ تغييرﻩ واملرحلة‬ ‫الﻘادمة ﺳتكون مليئة باملتغيرات لصالح‬ ‫املﻘاومة وما ﲤ ﹼثلﻪ في ﺿمير أبناﺀ أمتنا‪ ،‬أي أن‬ ‫الصراﻉ ماﺯال مستمرا ﹰ ولﻪ أبعادﻩ‪.‬‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫اإلرهاب يستهدف مخيم اليرموك‬ ‫ألنه عنوان القضية الفلسطينية؟‬

‫مﺨيم اليرموﻙ‪ :‬عنوان الﻘﻀية الفلسطينية‬

‫ﻃاملا بﻘيت اﺨﻤﻟيمات الفلسطينية‪ ..‬فستﻈﻞ‬ ‫ﺷواهد النكبة قائمة‪ .‬لﺬلﻚ من الطبيعي أن‬ ‫ﲡري اﶈاوالت واحدة بعد أخرﻯ ﶈو هﺬﻩ اﺨﻤﻟيمات‬ ‫من الوﺟود‪ .‬من قبﻞ ﺟرﻯ تدمير مﺨيم نﻬرالبارد‬ ‫الﺬي ﰎ تﻬﺠير ﺳكانﻪ وهدمﻪ بشكﻞ كامﻞ‪،‬‬ ‫ومحاوالت ﺇعادة بنائﻪ ماتزال قائمة وقسم صغير‬ ‫من أهلﻪ عاد ﺇليﻪ‪ .‬اﻵن‪ :‬يتكرر ما حصﻞ من قبﻞ مﻊ‬ ‫مﺨيم اليرموﻙ وﲡري محاولة من ﺟديد إلﺯالتﻪ‪.‬‬ ‫اﺨﻤﻟيم هو أكبر مﺨيم لالﺟئني الفلسطينيني في‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬يسكنﻪ قرابة ‪ 120‬ألفا ﹰ من أبناﺀ ﺷعبنا‪،‬‬ ‫وفيﻪ يسكن أيﻀا ﹰ ﺳوريون‪ ،‬علﻰ أﻃرافﻪ‪ :‬في‬ ‫اﳊﺠر األﺳود وببيال والست ﺯينب وغيرها من‬ ‫املناﻃق‪ ،‬تتواﺟد نسبة قليلة من الفلسطينيني‬ ‫وعدد أكبر من السوريني‪.‬‬ ‫منﺬ بدﺀ األحداﺙ في ﺳوريا‪ ،‬حاولت الفصائﻞ‬ ‫الفلسطينية ووﺟﻬاﺀ اﺨﻤﻟيم‪ :‬ﺇبﻘاﺀ أهاليﻪ علﻰ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫اﳊياد‪ ،‬وﲡنيبﻪ األﺯمة للمحافﻈة عليﻪ‪ ،‬وعدم‬ ‫تفﻬمت‬ ‫الزﺝ بساكنيﻪ في أتون الصراﻉ السوري‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫كافة األﻃراف املعنية بالصراﻉ هﺬا املوقف‪،‬‬ ‫واﺳتطاﻉ اﺨﻤﻟيم أن يكون بؤرة اﺳتﻘطاب لالﺟئني‬ ‫السوريني من مﺨتلف املناﻃق‪ ،‬أبناﺀ ﺷعبنا‬ ‫تﻘاﺳموا الرغيف مﻊ ﺇخوتﻬم السوريني‪ ،‬بﻘي هﺬا‬ ‫الوﺿﻊ ﺇلﻰ أن قام مسلحو ما يسمﻰ باملعارﺿة‬ ‫ﲟحاوالت الدخول ﺇلﻰ اﺨﻤﻟيم عنو ﹰة وفي أكثر من‬ ‫حي‪ ،‬ذلﻚ وﺳﻂ رفﺾ أهاليﻪ‪ ،‬األمر الﺬي أدﻯ ﺇلﻰ‬ ‫تدخﻞ قوات اﳉيﺶ النﻈامي السوري حينﻬا‪،‬‬ ‫وحصلت اﺷتباكات ذهب ﺿحيتﻬا العشرات‬ ‫من الفلسطينيني‪ .‬ﺟرت اﺟتماعات عديدة بني‬ ‫األﻃراف الفاعلة إلدخال مواد غﺬائية وأدوية وﺟرﻯ‬ ‫اإلتفاﻕ علﻰ ﻃريﻘة خروﺝ ودخول أهالي اﺨﻤﻟيم‪.‬‬ ‫اعتﻘدنا أن الﻘﻀية انتﻬت عند هﺬا اﳊد لوال‬ ‫أحداﺙ األيام األخيرة‪:‬‬

‫‪٤٦‬‬

‫فﻘد دخﻞ مئات بﻞ آالف من مسلحي ”داعﺶ“‬ ‫و“النصرة“ ﺇلﻰ اﺨﻤﻟيم الﺬي يتواﺟد فيﻪ مسلحو‬ ‫”أكناف بيت املﻘدﺱ“ وبعﺾ مسلحي اﳊركتني‬ ‫اإلرهابيتني‪ .‬اﺷتباكات عنيفة ﺟرت وﲡري في‬ ‫اﺨﻤﻟيم‪ ،‬واﳊصيلة‪ :‬ﺿحايا كثر من الفلسطينيني‬ ‫والسوريني‪ ،‬عشرات ذبحتﻬم داعﺶ‪ ..‬وال تزال‬ ‫اإلﺷتباكات قائمة!‪.‬‬ ‫فصائﻞ املﻘاومة وﺇﺿافة ﺇلﻰ الوﺟوﻩ وأعيان‬ ‫اﺨﻤﻟيم كانت قد ﹼ‬ ‫ﺷكلت ﳉانا ﹰ أمنية من املواﻃنني‪،‬‬ ‫وهي غير مسلحة‪ ،‬للمحافﻈة علﻰ األمن في‬ ‫اﺨﻤﻟيم‪ .‬بعﺾ الفصائﻞ الفلسطينية تشتبﻚ‬ ‫مﻊ ﺟبﻬتي داعﺶ والنصرة في محاولة لﻬزم‬ ‫مﺨططﻬما للسيطرة علﻰ اﺨﻤﻟيم‪.‬‬ ‫الغريب‪ :‬أن املسلحني الرافﻀني للﺨروﺝ‬ ‫يدافعون عن دخولﻬم اﺨﻤﻟيم ويعلنون رغبتﻬم‬ ‫وهدفﻬم وهو الدخول ﺇلﻰ العاصمة السورية‬


‫مﺨيم اليرموﻙ‪ :‬ﺷواهد النكبة قائمة‬

‫دمشق‪ ،‬ومن بني املسلحني‪ :‬باكستانيون وأفغان‬ ‫وعرب من ﺟنسيات مﺨتلفة‪ ،‬أفارقة مسلمون‪،‬‬ ‫كاﺯاخستانيون وأوﺯباكستانيون وقرغيزيون‬ ‫من ﺟمﻬوريات كانت تﺄتلف مﻊ روﺳيا في‬ ‫”اإلﲢاد السوفياتي“‪ .‬واألﺷد غرابة‪ :‬أن هؤالﺀ‬ ‫من اﳉنسيات األخرﻯ ﹸعبؤوا بﺄنﻬم في دخولﻬم‬ ‫ﺇلﻰ دمشق ﺳيكونون علﻰ أبواب الﻘدﺱ‬ ‫وﺳيﻘومون بتحريرها‪ ،‬معﻈمﻬم ال يتﻘن‬ ‫اللغة العربية ويﺠﻬﻞ حﻘيﻘة األﺯمة وكﺬلﻚ‬ ‫ال يعرف ”ﺟغرافية“ ﺳوريا وال فلسطني وال‬ ‫املنطﻘة‪ .‬لم يعد ﺇلﻰ اﺨﻤﻟيم ﺳوﻯ ﺳكان قالئﻞ‬ ‫من ﺳاكنيﻪ‪ ،‬أما في املعﻈم فمايزالون خارﺟﻪ‬ ‫بعد تﻬﺠيرهم‪.‬‬ ‫الدولة من ﺟانبﻬا ونﻈرا ﹰ ملالبسات الوﺿﻊ‬ ‫حاصرت اﺨﻤﻟيم‪ ،‬وتتحكم في مياهﻪ وكﻬربائﻪ‪،‬‬ ‫وﺇمدادﻩ ﻃاملا بﻘي املسلحون في أرﺟائﻪ‪.‬‬ ‫بالتالي‪ :‬ماذا يريد األصوليون وحلفاﺅهم من‬ ‫اﺳتمرار ﲤركزهم في اﺨﻤﻟيم؟ أيريدون ﺇﺯالتﻪ عن‬ ‫الوﺟود؟ أيريدون ﺇبعاد أهلﻪ عنﻪ نﻬائياﹰ؟ ﺇذ ال مبرر‬ ‫الﺳتمرار بﻘائﻬم فيﻪ‪ ،‬وبﺨاصة أن أهلﻪ لم ولن‬ ‫يتدخلوا في األﺯمة السورية‪.‬‬ ‫محاولة ﺇﺯالة اﺨﻤﻟيم وﺇبﻘاﺀ أهلﻪ في التﻬﺠير‬ ‫تلتﻘي مباﺷرة أو بطريق غير مباﺷر مﻊ‬ ‫اﶈاوالت الصﻬيونية – األميركية ‪ -‬الغربية ﶈو‬

‫تعبير“الالﺟئني الفلسطينيني“ وتصب في مﺠرﻯ‪:‬‬ ‫تصفية الﻘﻀية الفلسطينية وتﹸلحق أفدﺡ‬ ‫الﻀرر باملشروﻉ الوﻃني الفلسطيني واﳊﻘوﻕ‬ ‫الوﻃنية لشعبنا‪.‬‬ ‫واﳉيﺶ السوري حﻘق الكثير من اإلﳒاﺯات‬ ‫العسكرية املﻬمة‪ .‬والدولة لﻬا أيﻀاﹸ حساباتﻬا‬ ‫بﺈمكانية التدخﻞ العسكري األﺟنبي وبﺨاصة‬ ‫اإلﺳرائيلي في ﺷؤونﻪ‪ .‬الرئيس األﺳد يبدو في كﻞ‬ ‫تصريحاتﻪ وﺟوالتﻪ واﺟتماعاتﻪ متماﺳكا ﹰ وقويا ﹰ‬ ‫وينطلق من موقﻊ املتحكم في الصراﻉ‪ ،‬وأكد في‬ ‫تصريح آخير لﻪ‪ :‬علﻰ ﲡديد تﺄييدﻩ ملبادرة املبعوﺙ‬ ‫الدولي للحﻞ عن ﻃريق التفاوﺽ‪.‬‬ ‫ﺳوريا لم تكن مدينة ألحد مطلﻘاﹰ‪ ،‬وهي قادرة‬ ‫علﻰ االﺳتمرار وباإلمكانيات الﺬاتية للصمود‬ ‫فترة ﻃويلة أخرﻯ وقد ابتدأت السنة اﳋامسة‬ ‫لﻸحداﺙ‪ ،‬أميركا من خالل كيري أكدت مؤخراﹸ‪ :‬أن‬ ‫النﻈام هو ﺟزﺀ أﺳاﺳي من اﳊﻞ وال ﳝكن ﲡاهلﻪ‪،‬‬ ‫واإلقتصاد السوري ماﺯال قوياﹰ‪ ،‬ويلﻘﻰ الدعم من‬ ‫ﺇيران وروﺳيا والصني وغيرها‪.‬‬ ‫اﳊياة وﺳﻂ العاصمة دمشق وفي مدن ﺳورية‬ ‫أخرﻯ تبدو ﻃبيعية‪ .‬والصراﻉ في ﺳوريا لن يﺠري‬ ‫ح ﹼلﻪ ﺇال من خالل ﻃاولة اﳊوار‪ ،‬واﳊوار فﻘﻂ ولو‬ ‫قاتلت املعارﺿة والداعشيون وأعوانﻬم عشرات‬ ‫السنني‪ ...‬فماذا يريدون غير تدمير الوﻃن السوري‬

‫‪٤٧‬‬

‫مثلما قاموا بتدمير العراﻕ؟! كﻞ ذلﻚ بالطبﻊ‬ ‫لصالح الكيان الصﻬيوني وحلفائﻪ وعمالئﻪ‪.‬‬ ‫حوارات موﺳكو بني النﻈام واملعارﺿة الداخلية‬ ‫هي األفﻀﻞ واألﺳلم للوﻃن السوري وبﻘائﻪ‪.‬‬ ‫ال نعتﻘد أن داعﺶ والنصرة هما ﺟزﺀ من اﳊﻞ!‬ ‫نتمنﻰ لو أن معارﺿة فنادﻕ السبﻊ ﳒوم تنﻀم‬ ‫ﺇلﻰ ﻃاولة اﳊوار في موﺳكو أم غيرها‪.‬‬ ‫يبﻘﻰ الﻘول‪ :‬ﺇن اﶈاوالت اﳉارية لزﺝ الالﺟئني‬ ‫الفلسطينيني عموما ﹰ وبشكﻞ خاﺹ ﺳكان‬ ‫مﺨيم اليرموﻙ في الصراﻉ في ﺳوريا‪ ،‬ﺳوف‬ ‫يؤدي ﺇلﻰ ﺷطب هﺬا اﺨﻤﻟيم‪ ،‬وذلﻚ لتمرير التسوية‬ ‫األميركية ‪ -‬اإلﺳرائيلية في تصفية الﻘﻀية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ويﺠيﺀ ذلﻚ في الوقت الﺬي عزﹼﺯ‬ ‫فيﻪ اليمني املتطرف واليمني األكثر تطرفا ﹰ من‬ ‫مواقعﻪ في الكيان الصﻬيوني من خالل انتﺨابات‬ ‫الكيان األخيرة وتكليف نتنياهو بتشكيﻞ‬ ‫اﳊكومة‪.‬‬ ‫ﺳياﺳة ﺷطب اﺨﻤﻟيمات الفلسطينية ومنﻬا‬ ‫مﺨيم اليرموﻙ تتماهﻰ مﻊ ﺳياﺳة تفتيت‬ ‫الدول العربية الﻰ دويالت‪ :‬ﻃائفية‪ ،‬مﺬهبية واﺛنية‬ ‫ﲢترب فيما بينﻬا لصالح ﺇنﻬاﺀ الصراﻉ العربي ‪-‬‬ ‫الفلسطيني – الصﻬيوني‪.‬‬

‫ﺩ‪ .‬ﻓﺎﻳﺰ ﺭﺷﻴﺪ‬

‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر رأي‬

‫مخيم عين الحلوﺓ ‪ ..‬عاﺻمة الشتات الفلسطيني‬ ‫في لبنان ﺇلى ﺃين؟‬ ‫عﻘب اغتيال الرئيس رفيق‬ ‫اﳊريري عام ‪ ،2005‬وﺇنسحاب‬ ‫الﻘوات السورية من لبنان‪،‬‬ ‫ﺇنﻘسم اللبنانيون حول‬ ‫ﺷكﻞ وﻃبيعة اإلﺳتﻘطابات‬ ‫اﳉديدة في مرحلة ما بعد‬ ‫رفيق اﳊريري‪ ،‬ووصلت حدة‬ ‫اإلنﻘسام الﻰ مرحلة كادت‬ ‫تطيح بكﻞ ما ع ﹼلق عليﻪ‬ ‫اللبنانيون من آمال ﳉﻬة‬ ‫العيﺶ املشترﻙ واإلﺯدهار‬ ‫وعودة لبنان الﻰ ما كان عليﻪ‬ ‫من مركز اقتصادي وﺛﻘافي‬ ‫وحﻀاري في منطﻘة كانت‬ ‫تتﺨبﻂ في مشاكلﻬا بعد‬ ‫اإلحتالل األميركي للعراﻕ‪.‬‬ ‫الﻘيادات الفلسطينية علﻰ‬ ‫تﻘدم حرصت علﻰ‬ ‫ﺿوﺀ ما ﹼ‬ ‫ﲢييد اﺨﻤﻟيمات الفلسطينية‬ ‫في لبنان عن التﺠاذبات‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وقد ﳒحت الﻰ حد كبير في‬ ‫ﺿبﻂ األمن داخﻞ اﺨﻤﻟيمات‪ ،‬األمر الﺬي‬ ‫القﻰ اﺳتحسانا ﹰ من كﻞ اللبنانيني علﻰ‬ ‫اختالف أﻃيافﻬم وﺇنتماﺀاتﻬم‪.‬‬ ‫لكن الرياﺡ التي عصفت باألمن اللبناني‬ ‫قبﻞ وبعد أحداﺙ مﺨيم نﻬر البارد‪ ،‬والتي‬ ‫أودت بحياة العشرات من اللبنانيني‬ ‫والفلسطينيني تركت آﺛارا ﹰ كبيرة علﻰ‬ ‫املستوﻯ النفسي واملادي في اﺨﻤﻟيمات‬ ‫الفلسطينية األخرﻯ‪.‬‬ ‫فمﺨ ﹼيم البداوي األقرب الﻰ مﺨيم نﻬر‬ ‫البارد ﺇحتﻀن وحدﻩ أكثر من ﺛلثي عدد‬ ‫السكان الناﺯحني من اﺨﻤﻟيم املدمر الﺬي‬ ‫كان يﻘطنﻪ قبﻞ األحداﺙ بني اﳉيﺶ‬ ‫اللبناني وفتح اإلﺳالم ما يربو علﻰ‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﺛالﺛني ألف الﺟﺊ فلسطيني‪ .‬وقد عملت‬ ‫الﻘيادات الفلسطينية ﺟاهدة ﶈاصرة‬ ‫تداعيات تلﻚ األحداﺙ علﻰ باقي اﺨﻤﻟيمات‬ ‫خصوصا ﹰ في مﺨيم عني اﳊلوة )أكبر تلﻚ‬ ‫اﺨﻤﻟيمات والﺬي يﻘطنﻪ أكثر من ﺳتني‬ ‫ألف الﺟﺊ وال يبعد عن مدينة صيدا الﻰ‬ ‫اﳉنوب أكثر من كيلومتر واحد( الﺬي‬ ‫بدأ يشﻬد ﻇﻬورا ﹰ علنيا ﹰ ﳊاالت ﺇﺳالمية‬ ‫متطرفة أعلنت الوالﺀ لـ ”فتح اإلﺳالم“ و‬ ‫”ﺟند الشام“ ”وكتائب عبداﷲ عزام“‪.‬‬ ‫هﺬا الواقﻊ املستﺠد في مﺨ ﹼيم عني‬ ‫اﳊلوة بات يثير الﻘلق في اﺨﻤﻟيم واﳉوار‬ ‫ينس بعد ما آلت ﺇليﻪ‬ ‫اللبناني الﺬي لم ﹶ‬ ‫مﺂﺱ وآالم‪.‬‬ ‫أحداﺙ مﺨيم نﻬر البارد من‬ ‫ﹴ‬ ‫وقد ﹼ‬ ‫تﺄكد الﻘلق بعد أن بدأ اﺨﻤﻟيم يشﻬد‬

‫‪٤8‬‬

‫ﺟوالت من اإلﺷتباكات الداخلية‬ ‫العنيفة بني ”حركة فتح“ و“فتح‬ ‫اإلﺳالم“ و“ﺟند الشام“ ونشطت‬ ‫عمليات الﻘتﻞ واإلغتيال وتﺨريب‬ ‫املمتلكات بفعﻞ الﻘنابﻞ‬ ‫العشوائية والعبوات التي‬ ‫خرقت أمن اﺨﻤﻟ ﹼيم وح ﹼولتﻪ الﻰ‬ ‫ﺳاحة لتصفية اﳊسابات بني‬ ‫املتﺨاصمني!‬ ‫ومﻊ بدﺀ األﺯمة في ﺳوريا‬ ‫واﺷتداد الصراﻉ هناﻙ وتباين‬ ‫املواقف الفلسطينية من ﻃبيعة‬ ‫ما يﺠري علﻰ الساحة السورية‬ ‫وصوال ﹰ الﻰ ما ﺷﻬدﻩ لبنان من‬ ‫ﺇرتدادات تلﻚ األﺯمة وﳉوﺀ بعﺾ‬ ‫املطلوبني من اللبنانيني الﻰ‬ ‫مﺨيم عني اﳊلوة )كفﻀﻞ ﺷاكر‬ ‫وﺷادي املولوي(‪ ،‬تعالت صيحات‬ ‫ﺳكان اﺨﻤﻟيم محﺬرة من اﺨﻤﻟاﻃر‬ ‫ﹼ‬ ‫وتشكلت اللﺠان‬ ‫اﶈدقة بﻬم‬ ‫من اﺠﻤﻟتمﻊ اﶈلي‪ ،‬فكانت اللﺠنة األهلية‬ ‫واملبادرة الشعبية واﳊراﻙ الشبابي ﺇﺿافة‬ ‫الﻰ اللﺠان الشعبية وﳉنة املتابعة‬ ‫املوﺟودتان أصالﹰ في اﺨﻤﻟيم والتي ﺇلتﻘت‬ ‫ﺟميعا ﹰ علﻰ حماية اﺨﻤﻟ ﹼيم وتعرية اﳉﻬات‬ ‫العابثة بﺄمنﻪ واﺳتﻘرارﻩ‪.‬‬ ‫هﺬا الواقﻊ حدا بالسلطات اللبنانية‬ ‫ﳑثلة ﲟدير عام األمن العام اللبناني اللواﺀ‬ ‫عباﺱ ﺇبراهيم لﻺلتﻘاﺀ مرارا ﹰ بالﻘيادات‬ ‫الفلسطينية وح ﹼثﻬا علﻰ اﺳتعﺠال‬ ‫اإلمساﻙ بالوﺿﻊ األمني للحيلولة دون‬ ‫أي فلتان كبير قد تصيب ﺷﻈاياﻩ مدينة‬ ‫صيدا واملناﻃق اﶈيطة بﻬا‪ ،‬وفي اﺳتﺠابة‬ ‫ﺳريعة توافﻘت الفصائﻞ الفلسطينية‬ ‫وأنصار اﷲ والﻘوﻯ اإلﺳالمية ﳑثلة‬


‫بعصبة األنصار واﳊركة اإلﺳالمية‬ ‫اﺠﻤﻟاهدة علﻰ تشكيﻞ قوة أمنية من‬ ‫‪ 225‬عﻀوا ﹰ باﺷرت عملﻬا في مﺨيم‬ ‫عني اﳊلوة مﻊ بداية ﺷﻬر ﲤوﺯ من العام‬ ‫املاﺿي‪ ،‬وﳒحت تلﻚ الﻘوة في ﺇﺿفاﺀ‬ ‫حالة من الطمﺄنينة لدﻯ ﺳكان اﺨﻤﻟيم‬ ‫رحبوا بنزولﻬا فﻀبطت حركة‬ ‫الﺬين ﹼ‬ ‫السير وأقامت اﳊواﺟز علﻰ املداخﻞ‬ ‫وح ﹼركت دوريات راﺟلة وﺳيارة والحﻘت‬ ‫واعتﻘلت العديد من مروﺟي ومتعاﻃي‬ ‫اﺨﻤﻟدرات‪ ،‬ولكن املتﻀررين من ﺇﺷاعة‬ ‫مناخات األمن واإلﺳتﻘرار في اﺨﻤﻟيم لم‬ ‫يرﻕ لﻬم ذلﻚ فدخلوا علﻰ خﻂ التعطيﻞ‬ ‫لعﺠلة األمن واغتالوا الشاب وليد‬ ‫ياﺳني من حركة فتح وأفشلوا محاوالت‬ ‫اللﺠنة األمنية إلﺳتدعاﺀ املشتبﻪ بﻬم‬ ‫للتحﻘيق معﻬم ما حملﻬا الحﻘا ﹰ علﻰ‬ ‫ﺇغالﻕ ملف اﳉرﳝة كما هو اﳊال مﻊ كﻞ‬ ‫اﳉرائم السابﻘة التي ﻃالت العديد من‬ ‫أبناﺀ اﺨﻤﻟيم‪ ،‬نﺬكر منﻬم علﻰ ﺳبيﻞ املثال‬ ‫ال اﳊصر‪ :‬العميد ﺟميﻞ ﺯيدان )ابن حركة‬ ‫فتح( والشيﺦ عرﺳان عيسﻰ )مسؤول‬ ‫ﺟمعية املشاريﻊ اإلﺳالمية في مﺨيم‬ ‫عني اﳊلوة(‪.‬‬ ‫ورغم أن ما ﺟرﻯ كان في ﺟوهرﻩ محاولة‬ ‫إلفشال اﳋطة األمنية ﺇال أن الﻘيادات‬ ‫السياﺳية والشعبية الفلسطينية‬ ‫ﲡاوﺯت األمر وأص ﹼرت علﻰ مواﺟﻬة‬ ‫التحدي وأعلنت عزمﻬا علﻰ اإلﺳتمرار‬ ‫في خطتﻬا األمنية في مﺨيم عني اﳊلوة‬ ‫وتعميمﻬا الحﻘا ﹰ علﻰ كﻞ اﺨﻤﻟيمات في‬ ‫لبنان‪ ،‬ﺇال أن لعبة الكر والفر في اﺨﻤﻟيم‬ ‫لم تتوقف ﺟراﺀ اإلﺳتﻘطابات اﳊادة‬ ‫التي أفرﺯتﻬا اﳊرب الكونية علﻰ ﺳوريا‬ ‫وارتداداتﻬا علﻰ الساحة اللبنانية وﺳعي‬ ‫البعﺾ لﻺﺳتثمار املﺬهبي للنيﻞ من هﺬا‬ ‫الطرف اللبناني أو ذاﻙ في منحﻰ مغاير ملا‬ ‫أﺟمعت عليﻪ الﻘوﻯ الوﻃنية واإلﺳالمية‬ ‫الفلسطينية ﳉﻬة ﲢييد اﺨﻤﻟيمات‬ ‫والتعاون مﻊ السلطات األمنية اللبنانية‬ ‫لفرﺽ األمن وحﻞ اإلﺷكاالت الطارئة مﻊ‬

‫الﻘوﻯ األمنية اللبنانية واﳉوار وبفﻀﻞ‬ ‫اﳉﻬود املكثفة للﺠنة األمنية العليا في‬ ‫مﺨيم عني اﳊلوة أمكن اﺳتيعاب املوقف‬ ‫وانتشال اﺨﻤﻟيم ﳑا كان يﹸﺨطﻂ لﻪ من‬ ‫فوﺿﻰ أمنية عارمة علﻰ كﻞ املستويات‬ ‫األمنية واإلﺟتماعية واإلقتصادية‪ ،‬وفتح‬ ‫قنوات للتواصﻞ مﻊ بعﺾ املعترﺿني علﻰ‬ ‫اﳋطة األمنية وأدائﻬا من الشباب املسلم‬ ‫الﺬين ﳝثلون ﺇئتالف ﺟند الشام وفتح‬ ‫اإلﺳالم وكتائب عبداﷲ عزام‪ ،‬األمر الﺬي‬ ‫ﺳاهم في توفير اﳊد األدنﻰ املطلوب أمنيا ﹰ‬ ‫في اﺨﻤﻟ ﹼيم‪.‬‬ ‫في هﺬﻩ األﺛناﺀ‪ ،‬أﺟرت حركة فتح‪ ،‬كبرﻯ‬ ‫الفصائﻞ الفلسطينية ﺟملة تعيينات‬ ‫تﻀمنت تعيني‬ ‫في أﺟﻬزتﻬا األمنية‬ ‫ﹼ‬ ‫اللواﺀ منير املﻘدﺡ مسؤوال ﹰ للﻘوﻯ األمنية‬ ‫في مﺨيمات لبنان وأبﻘت علﻰ العميد‬ ‫خالد الشايب مسؤوال ﹰ للﻘوة األمنية في‬ ‫مﺨيم عني اﳊلوة في محاولة لتفعيﻞ‬ ‫دور ”فتح“ األمني بعد كﻞ ما ﳊق بﻪ من‬ ‫ﺿعف وتراﺟﻊ‪.‬‬ ‫قبﻞ أيام قليلة عثرت الﻘوة األمنية‬ ‫تبني الحﻘا ﹰ أنﻬا تعود‬ ‫علﻰ ﺟثة مﻬترئة ﹼ‬ ‫للفلسطيني السوري ﺇبراهيم محمد‬ ‫اﳉنداوي اﶈسوب علﻰ اﳊزب العربي‬ ‫وتبني‬ ‫اإلﺷتراكي والشباب الﻘومي العربي ﹼ‬ ‫في التحﻘيﻘات أنﻪ أﹸعدم قبﻞ أﺳبوﻉ من‬ ‫العثور عليﻪ‪ ،‬تالﻩ بعد أيام مﻘتﻞ الشاب‬ ‫عيسﻰ موﺳﻰ فارﺱ أمام محلﻪ في‬ ‫ﺳوﻕ اﳋﻀار في مﺨيم عني اﳊلوة بﺄيدي‬ ‫ملتمني مﺠﻬولني!‬ ‫هﺬﻩ األﺟواﺀ املستﺠدة اﺳتدعت‬ ‫ﲢركا ﹰ عاﺟالﹰ للﻘيادات الفلسطينية‬ ‫التي لم تتوا ﹶن عن ﺇﺟراﺀ ﺇتصاالتﻬا مﻊ‬ ‫اﳉﻬات املعنية اللبنانية والفلسطينية‬ ‫حد ملوﺟة العنف‬ ‫لطمﺄنة الناﺱ ووﺿﻊ ﹼ‬ ‫اﳉديدة‪ ،‬لكن كﻞ تلﻚ التحركات واﳉﻬود‬ ‫الفلسطينية املسؤولة لم تﻘنﻊ اﳋارﺟني‬ ‫عن اإلﺟماﻉ الفلسطيني الوﻃني‬ ‫واإلﺳالمي بﺠدوﻯ اإللتزام بتحييد اﺨﻤﻟ ﹼيم‬ ‫وﺇعالﺀ املصلحة الفلسطينية علﻰ كﻞ‬

‫‪٤9‬‬

‫ما عداها من مصالح وأﺟندات خارﺟية‬ ‫مدمرة‪ ،‬فعمدوا الﻰ اختطاف املواﻃن‬ ‫اللبناني مروان عباﺱ عيسﻰ والعﻀو في‬ ‫”حزب اﷲ“ أﺛناﺀ تواﺟدﻩ عند صديق لﻪ‬ ‫ﺛم أعدموﻩ وألﻘوا‬ ‫في مﺨيم عني اﳊلوة‪ ،‬ﹼ‬ ‫بﺠثتﻪ في موقف للسيارات في أحد‬ ‫ﺷوارﻉ اﺨﻤﻟيم وأرفﻘوا اﳉثة برﺳالة تشير‬ ‫الﻰ أن الﻘتيﻞ عﻀو في ﺳرايا املﻘاومة‬ ‫وحارب في ﺳوريا!‪.‬‬ ‫”حزب اﷲ“ ﺇعتبر أن اﳉرﳝة هي رﺳالة‬ ‫فتنة لن ﲤ ﹼر وأن اﳉﻬات األمنية في‬ ‫اﺨﻤﻟ ﹼيم معنية بكشف اﳉناة وتسليمﻬم‬ ‫للعدالة‪.‬‬ ‫اﳉواب الفلسطيني لم يتﺄخر فسرعان‬ ‫ما ﰎﹼ تسليم املشتبﻪ بﻬما في اقتياد‬ ‫املغدور وهما خالد كعوﺵ وربيﻊ ﺳرحان‬ ‫الﻰ مﺨابرات اﳉيﺶ اللبناني في اﳉنوب‬ ‫لكشف مالبسات اﳉرﳝة والوقوف علﻰ‬ ‫حﻘيﻘة هوية املتورﻃني بالﻘتﻞ‪.‬‬ ‫ختاماﹰ‪ ،‬ويبﻘﻰ مﺨيم عني اﳊلوة في‬ ‫عني العاصفة‪ ،‬فﺈما أن تنﺠح الﻘيادات‬ ‫والشعبية‬ ‫واألمنية‬ ‫السياﺳية‬ ‫الفلسطينية في اﳊفاﻅ علﻰ أمن‬ ‫واﺳتﻘرار اﺨﻤﻟيم واﳉوار وتلفﻆ كﻞ من ﻇﻬر‬ ‫فيﻬا خارﺝ عن اإلﺟماﻉ الوﻃني اإلﺳالمي‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وﺇما أنﻬا ﺳتنكشف أمام‬ ‫ﹶمن راهن علﻰ قدرتﻬا علﻰ توفير األمن‬ ‫واألمان للمﺨيم ومحيطﻪ فمحﻀﻬا‬ ‫ﺛﻘتﻪ وقدم لﻬا من التسﻬيالت ما ﹼ‬ ‫مكنﻬا‬ ‫من تشكيﻞ قوة أمنية حﻈيت وألول مرة‬ ‫بتوافق فلسطيني لم يسبق لﻪ مثيﻞ‪.‬‬ ‫تساﺅالت برﺳم كﻞ فلسطيني غيور‬ ‫علﻰ مصلحة ﺷعبﻪ‪ ،‬وحريﺺ أن يبﻘﻰ‬ ‫اﺨﻤﻟ ﹼيم حاﺿنة للثورة ولثﻘافة التحرير‬ ‫والعودة وأن ال يكون بﺄي حال من األحوال‬ ‫عامﻞ تﻬديد ألمن واﺳتﻘرار لبنان‪.‬‬

‫ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪﺍﻥ‬

‫عﻀو اللﺠنة املركزية‬ ‫ﳊركة فتح اإلنتفاﺿة‬ ‫أمني ﺳر ﺇقليم لبنان‬ ‫العدد ‪ -80‬آذار ـ نيسان ‪2015‬‬


‫منبر حر‬

‫ﺃمراض‬ ‫عربية‪:‬‬ ‫ﺯمن الماﻝ‬ ‫واألنا!‬ ‫د‪ .‬فايﺰ رﺷيد‬

‫في حاﺿرنا‪ :‬من أكثر معايير تﻘييم اإلنسان في عاملنا العربي تﺄﺛيراﹰ‪ :‬رصيدﻩ البنكي ومدﻯ‬ ‫ﲢدﺙ في ﺟلسة‪ ،‬حتﻰ‬ ‫ما ﳝتلكﻪ من مال! الغالبية واﳊالة هﺬﻩ ﲢترمﻪ ﺇذا ما م ﹼر في ﺷارﻉ أو ﹼ‬ ‫لو كان تافﻬا ﹰ في قولﻪ وفعلﻪ وأخالقﻪ‪ .‬لﻸﺳف هﺬا هو ﺯمننا الرديﺀ‪ .‬أذكر في اﳋمسينيات‬ ‫والستينيات وعندما كان يتﻘدم أهﻞ خاﻃب ألهﻞ مﺨطوبة‪ ..‬فﺈن ما أول ما يبحث عنﻪ األخيرون‬ ‫في خطيب ابنتﻬم‪ :‬أخالقﻪ وتعاملﻪ مﻊ الناﺱ؟‪.‬‬ ‫لم يكونوا يسﺄلون عما ﳝتلكﻪ من مال‪ .‬األهم بالنسبة ﺇليﻬم‪ :‬أن تكون ابنتﻬم مﻊ ﺇنسان‬ ‫خلوﻕ بكﻞ ما ﲢمﻞ الكلمة من معنﻰ‪ ،‬يﻀمنون واﳊالة هﺬﻩ ﺳتر ابنتﻬم‪ .‬اليوم اختلفت‬ ‫الصورة ﺇلﻰ عكسﻬا‪ :‬األﺳئلة األهم للعروﺱ وأهلﻬا‪ :‬امتالﻙ العريس لشﻘة‪ ،‬ولسيارة خاصة‬ ‫فارهة! وحساب بنكي مريح واﺳتعدادﻩ لتشغيﻞ خادمة في البيت وأن تعﻘد حفلة الزواﺝ في‬ ‫فندﻕ كبير مشﻬور حتﻰ لو ﺳيﻈﻞ العريس مدانا ﹰ لسنوات ﻃويلة‪ ..‬وغير ذلﻚ من الطلبات‪.‬‬ ‫ال يﺠري السؤال عن أخالقﻪ فﻬي آخر اإلهتمامات!‪ ..‬أما عن ﺷكﻞ معيشة اإلبنة مﻊ ﺯوﺟﻬا‬ ‫فﻬﺬا أيﻀا ال يﻬم كثيرين‪ .‬من الﻘﻀايا أيﻀاﹰ‪ :‬ﺇفتﺨار أهﻞ الفتاة بﺄن ﺯواﺝ ابنتﻬم ﰎﹼ في فندﻕ‬ ‫راﻕ فﺨم ذو ‪ ٧‬ﳒوم وليس خمسة‪ ،‬وأن األكﻞ ﰎ اﺳتيرادﻩ من اﳋارﺝ‪ ،‬وأن ابنتﻬم متزوﺟة من‬ ‫ﺇنسان غني!‪ .‬كﺬلﻚ كثيرون ال يزوﺟون بناتﻬم لشباب نﻈرا ﹰ للفارﻕ الطبﻘي بني العريسني‬ ‫والعائلتني‪ ..‬هﺬا رغم اتفاﻕ البنت والشاب علﻰ الزواﺝ‪ .‬أيﻀا ﹰ كﺬلﻚ يﺠري ﺇﺟبار اإلبنة من الزواﺝ‬ ‫من غني رغم خيارها لشاب فﻘير‪ .‬ما نﻘصد قولﻪ‪ :‬ﺇن التباهي في ﺯمننا هو أيﻀا ﹰ في املال‪ ..‬وال‬ ‫ﺷيﺀ غيرﻩ‪.‬‬ ‫الغنﻰ بالطبﻊ ليس باملال‪ ..‬وﺇﳕا بغنﻰ النفس والﻘناعة التي ”هي كنز ال يفنﻰ“‪ .‬كﻞ األديان‬ ‫نادت باألخالﻕ ودعت ﺇلﻰ الﻘناعة والتواﺿﻊ والكرم والشﺠاعة والصدﻕ واألمانة‪ .‬يﻘول ﺯرادﺷت‪:‬‬ ‫ﹼ‬ ‫العفة‪ ..‬العدل‪ ..‬اإلخالﺹ‪..‬‬ ‫ﺳبﻊ فﻀائﻞ ال بد وأن تتوافر في اإلنسان‪ :‬اﳊكمة‪ ..‬الشﺠاعة‪..‬‬ ‫األمانة‪ ..‬الكرم‪ .‬أما بوذا فﻘد قال‪ :‬محراﺛي هو اﳊكمة‪ ،‬وقائد محراﺛي هو التواﺿﻊ‪ ،‬واملثابرة هي‬ ‫التي ﹼ‬ ‫ﲡر هﺬا اﶈراﺙ‪.‬‬ ‫أبﻘراﻁ يعتبر أن‪ :‬األمن مﻊ الفﻘر خير من الغنﻰ مﻊ اﳋوف‪ .‬الغني يﺨاف علﻰ ﺛروتﻪ من‬ ‫الﻀياﻉ‪ ..‬تراﻩ يتابﻊ في كﻞ ﺳاعة‪ ،‬آخر أﺳعار األﺳﻬم‪ ،‬وأﺳعار صرف العملة وغير ذلﻚ من‬ ‫الﻬواﺟس والتساﺅالت اليومية عن الربح واﳋسارة وغيرها‪ .‬ﹶمن ال ﳝتلﻚ ماال ﹰ غير حاﺟتﻪ‪..‬‬ ‫وبعﺾ الﻘليﻞ ينام خالي البال والﻀمير‪ .‬يﻘول ﺳﻘراﻁ‪ :‬العدل أمن النفس‪ ..‬ولم يﻘﻞ‪ :‬الغنﻰ‬ ‫أمن النفس‪ ..‬مثلما يعتﻘد كثيرون‪ .‬يﻘول املثﻞ العربي ﲟا معناﻩ ”من تتزوﺝ الﻘرد ألﺟﻞ مالﻪ‪..‬‬ ‫يﺬهب املال ويبﻘﻰ الﻘرد ألصحابﻪ“‪.‬‬ ‫ﹰ‬ ‫نعم‪ ،‬هناﻙ في الﺬات العربية أيﻀا مرﺽ يشيﻊ ويتزايد‪ :‬األنا‪ ..‬وليكن بعد ﹶي الطوفان!‪ .‬أنا من‬ ‫يريد أن يﻘﻀي عملﻪ قبﻞ كﻞ اﻵخرين ولو أنﻬم ينتﻈرون قبلي ولساعات ﻃويلة!‪ .‬ﹼ‬ ‫أنﻈر ألهمية‬ ‫التتابﻊ في الدور الطويﻞ من الناﺱ‪ ..‬لكن ﺇن تعلقﹼ األمر بي‪ ..‬فليﺬهب اﻵخرون ﺇلﻰ اﳉحيم؟! أقرأ‬ ‫محاﺿرات في موﺿوﻉ حرية املرأة‪ ..‬أما في بيتي فﺄتعامﻞ مﻊ ﺯوﺟتي وابنتي وﺷﻘيﻘتي مثﻞ‬ ‫قطﻊ من أﺛاﺙ البيت! ال أﺳمح ألي منﻬن ﲟناقشتي في رأي مﺨالف لوﺟﻬة نﻈري أو اإلنطالﻕ‬ ‫من أنﻬن بشر مثلي ‪ ..‬لﻬن حﻘوقﻬن‪ ..‬وهن علﻰ قدر املساواة معي في كﻞ اﺠﻤﻟاالت!‪.‬‬ ‫بعﺾ اﻵباﺀ يشترﻃون علﻰ أﺯواﺝ املستﻘبﻞ لبناتﻬم أن تكون رواتب بناتﻬم لﻬم بعد الزواﺝ‬ ‫لسنوات أو حتﻰ ﻃيلة فترات عملﻬن! هﺬا بالفعﻞ ما يﺠري في واقعنا لﻸﺳف‪ .‬وعلﻰ ذلﻚ‬ ‫قيس!‪.‬‬ ‫يسﺄلون عن أﺳباب تﺄخرنا في الكثير من اﺠﻤﻟاالت وفي اﶈصلة أيﻀاﹰ!؟ تﺄخﹸ ﹸرنا لم ينزل من‬ ‫ندعي التﻘدم ونحن منﻪ براﺀ وهو أيﻀا ﹰ منﹼا كﺬلﻚ‪ .‬نعتﻘد‬ ‫السماﺀ‪ ..‬صنعناﻩ ونصنعﻪ بﺄيدينا‪ ،‬ﹼ‬ ‫أنﻪ يتمثﻞ في األﺛاﺙ الفاخر‪ ..‬واألدوات التكنولوﺟية اﳊديثة وارتداﺀ أحدﺙ املوديالت وغير ذلﻚ‬ ‫من املﻈاهر السطحية! كﻞ هﺬﻩ توافﻪ ﺇذا ما قيست بالعامﻞ األهم‪ :‬العﻘلية التي تستوعب‬ ‫اﳉديد‪ ..‬والتﻘدم‪ ..‬العﻘلية اﳊﻀارية‪ ،‬الدﳝوقراﻃية‪ ،‬املنفتحة علﻰ اﻵخر‪ ..‬التي ﲢترم األنت قبﻞ‬ ‫األنا‪ ..‬العﻘلية التي ال ترﻯ في الﺬات ﺳ ﹼرا للوﺟود اإلنساني ‪ ..‬والتي ترﻯ الﺬات محوراﹰ‪ ..‬يتوﺟب‬ ‫علﻰ كﻞ اﻵخرين‪ ..‬الدوران حولﻪ‪.‬‬



‫مرﻛﺰ »الرﺟاء«‪ ..‬بتعاونكم نستمر‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.