Manbar altawhid issue 79

Page 1

‫‪۲‬ـ ﺷﺒاﻁ ‪ - ۲۰۱٥‬السنة الﺜامنة‬ ‫‪۱‬ـ ﻙ‪۲‬ـ‬ ‫العدد ‪ ۷۹‬ــ ﻙ‪۱‬ـ‬

‫د‪ .‬عمار األسد‪:‬‬ ‫سوريا تع ّزﺯ‬ ‫ﺇنتصارها‬ ‫بالحوار‬

‫ﺇرهاب ﺇخوان الشياﻁين يستهدف مصر ‪...‬‬ ‫جيشها أﻗوﻯ منهﻢ‬ ‫من الﻘنيطرة الى مزارع ﺷﺒعا‪...‬‬ ‫ساﺣة ﺻراع واﺣدة‬



‫العدد‬

‫‪79‬‬

‫كانون أول ـ كانون ثاني ـ شباط ‪ 2015‬السنة الثامنة‬

‫‪30‬‬ ‫‪ 06‬الغالف‬

‫العد العكسي‬ ‫لهزيمة اإلرهاب‬ ‫في سوريا‬

‫‪ 16‬حزب‬

‫‪34‬‬

‫التوحيد العربي‬

‫فلسطين وخطوة جذرية‬ ‫بإنضمامها لمحكمة‬ ‫الجنايات الدولية‬

‫‪ 26‬لبنانيات‬

‫‪35‬‬

‫‪ 28‬عربيات‬

‫أوباما «بطة عرجاء»‬ ‫بعد سيطرة الجمهوريين‬ ‫على الكونغرس!؟‬

‫‪ 34‬فلسطينيات‬ ‫‪ 35‬دوليات‬

‫‪40‬‬ ‫روسيا تواجه التحدي األميركي‬ ‫في الشرق األوسط‬ ‫كما في أوكرانيا‬ ‫منبر التوحيد‬

‫نشرة داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في حزب التوحيد العربي‬

‫املدير العام ‪ :‬أمني اإلعالم هشام األعور‬ ‫مسؤول قسم العربي والدولي ‪ :‬محمود صالح‬ ‫بئر حسن – نادي الغولف اللبناني ـ بناية الغولف ـ الطابق الثالث‬

‫تلفاكس‪ 01/822998 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪ 48‬ثقافة‬

‫رئيسة التحرير ‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫املدير املالي ‪ :‬حكمت ابو ذياب‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬ ‫‪EmaiL : manbar@tawhidarabi.org‬‬ ‫‪www. tawhidarabi.org‬‬

‫العدد ‪ -79‬كانون اول ـ كانون ثاني ـ شباط ‪2015‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫عدوان‬ ‫الﻘنيطرة‪:‬‬ ‫تﻘهﻘر‬ ‫«ﺇسراﺋيل»‬ ‫وﺇنكفاء‬ ‫المتﺂمرين‬

‫في زمن ليس فيه مجال للتردد وألنصاف احللول‪ ،‬هناﻙ‬ ‫ﹶمن ق ﹼرر رفع راية التحدي والتصدي لﻺرهاب‪ ،‬وأن يكون في‬ ‫خطوط املواجهة األمامية عسكريا ً وسياسياً‪.‬‬ ‫هؤالء رأوا أن التردد واخلنوع كانا دوما ً غذاء اإلرهاب وكانا‬ ‫من أسبابه وانتشارﻩ السرطاني املدمر‪...‬‬ ‫هؤالء دعوا أن تكون احلرب على اإلرهاب شاملة عسكرية‬ ‫وسياسية وإعالمية‪ ،‬وأن تكون حربا ً هجومية استباقية‬ ‫وليست مجرد حرب دفاعية‪ ،‬فقرروا أن تكون احلرب على‬ ‫اجلماعات التكفيرية املسلحة حرب شعوب ومقاومة وليس‬ ‫حرب حكومات وجيوﺵ فقﻂ‪.‬‬ ‫نحن نعرف أن هناﻙ اﻵالف من اخلائفني واملترددين‬ ‫واملرتعشني الذين مازالوا يرون في “داعﺶ” وأخواتها فزاعة‪،‬‬ ‫وقد انخدعوا وخافوا حني ربﻂ التكفير نفسه باإلسالم ربطا ً‬ ‫شيطانيا ً خبيثا ً بهدف جعل هذا الوباء عصيا ً على القضاء‬ ‫عليه‪ ،‬وجعل الواهمني يربطون مواجهة اإلرهاب ﲟواجهة‬ ‫اإلسالم! فيما اإلسالم من أعمالهم التكفيرية براء‪.‬‬ ‫حني وقفنا منذ اليوم األول الى جانب سوريا قيادة وشعبا ً‬ ‫في مواجهة املشروع التكفيري التدميري كنا على قناعة‬ ‫بد أن تكون مرجعا ً للقاصي‬ ‫راسخة بأن هذﻩ الوقفة ال ﹼ‬ ‫والداني يسترشدون بها الذين يعملون والذين ال يعملون‪...‬‬ ‫رأينا أن العروبة تنادينا لنكون صفا ً واحدا ً ضد اإلرهاب‬ ‫متدد شرقا ً وغربا ً وشماال ً وجنوباً‪،‬‬ ‫التكفيري الذي سرعان ما ﹼ‬ ‫وأنه ال توجد دولة أو شعب ﲟنأﻯ عن أعماله اإلجرامية‪ ،‬وأن‬ ‫ﹶمن يتصورون أنهم بعيدون سيتفاجأون بأنه أقرب إليهم مما‬ ‫يتوقعون‪.‬‬ ‫هذا العالم الغربي الذي لم يهتز للنساء العربيات‬ ‫واملسلمات واإليزيديات اللواتي تنتهﻚ أعراضهن‪ ...‬ويبعن‬ ‫في األسواق‪.‬‬ ‫هذا العالم الذي لم تتحرﻙ له شعرة واحدة ومئات اﻵالف‬ ‫من السوريني قتلوا ويقتلون كل يوم‪ ...‬وتهدم منازلهم‪...‬‬ ‫ومراكز خدماتهم‪...‬‬ ‫هذا العالم الذي لم ينبس ببنت شفة عن العمليات‬ ‫اإلنتحارية ضد اللبنانيني في بئر حسن والضاحية اجلنوبية‬ ‫وبعلبﻚ والهرمل وجبل محسن‪ ...‬وغيرها من املناطق‬ ‫اللبنانية التي اكتوت بنار اإلغتياالت والتفجيرات اإلرهابية‪.‬‬


‫هذا العالم‪ ...‬والذي لقب نفسه بالعالم احلر‪ ...‬الذي‬ ‫تواطأ مع الكيان الغاصب في فلسطني اﶈتلة من أجل‬ ‫قتل شعب رفﺾ اخلنوع ورفﺾ اإلستسالم ورفﺾ التفريﻂ‬ ‫بأرضه ومقدساته‪ ...‬وحريته‪ ...‬ومقاومته‪ ...‬وكرامته‪...‬‬ ‫هذا الغرب الذي لم يداخله اإلحساس بالذنب وهو يشارﻙ‬ ‫في املؤامرة على العراقيني والسوريني واملصريني واللبنانيني‬ ‫والفلسطينيني‪ ...‬سارع العديد من العرب واملسلمني الى‬ ‫تسخير منابرهم ومساجدهم للتضامن معه على إثر‬ ‫مقتل ‪ 12‬صحافيا ً فرنسيا ً بعد الهجوم “الداعشي” على‬ ‫صحيفة “شارلي إيبدو” وبعد العمليات اإلستباقية التي‬ ‫ﹼ‬ ‫نفذتها الشرطة البلجيكية ضد التكفيريني املقيمني‬ ‫على أراضيها‪ ،‬مرددين شعار‪“ :‬فليسقﻂ اإلرهاب في أوروبا‪...‬‬ ‫ولكن بشرط أن ال يحيا في بالد العرب واملسلمني«!!!‬ ‫هو العار بنفسه حني يتﺂمر هؤالء مع “إسرائيل” ضد‬ ‫املقاومة التي تدافع عن كرامة وعزة ومقدسات ونساء‬ ‫وعرﺽ وأرﺽ العرب املسلمني‪.‬‬ ‫املقاومة أثارت غضب “إسرائيل” بﺈرادة أبنائها‪ ،‬ودماء‬ ‫شهدائها‪ ،‬في مواجهة إحتالل تدعمه أميركا وأدواتها في‬ ‫املنطقة‪ ،‬تساندﻩ وتساعدﻩ لينتصر على قوم ال ﳝلﻚ سوﻯ‬ ‫والتمسﻚ بقضيته‪ ،‬لتﻈل إرادة املقاومني‬ ‫خيار التصدي‬ ‫ﹼ‬ ‫أقوﻯ من كل الطائرات والدبابات‪.‬‬ ‫ويستمر العدوان اإلسرائيلي على املقاومة وآخرها‬ ‫العدوان الغاشم والغادر في القنيطرة الذي استهدف عدد‬ ‫من كوادر املقاومة‪ ،‬الذين ما فتئوا يجاهدون في سبيل‬ ‫درء اﺨﻤﻟاطر وإنهاء العدوان والدفاع عن املقدسات ألنها‬ ‫بوصلتهم كانت وستبقى فلسطني كل فلسطني‪.‬‬ ‫ورغم اﺠﻤﻟازر التكفيرية واجلراﺡ األليمة التي تصيب أهلنا‬ ‫في سوريا‪ ،‬هناﻙ مجموعة من احلقائق التي ارتسمت بعد‬ ‫عدوان “القنيطرة” والتي باتت تشكل مالمح مرحلة جديدة‬ ‫في طبيعة اإلرهاب اإلسرائيلي والتكفيري في املنطقة‪.‬‬ ‫أولى هذﻩ احلقائق أن املستهدف بعدوان القنيطرة هو‬ ‫اجتثاﺙ املقاومة عبر طريق تصفية كوادرها‪ ،‬وفتح الطريق‬ ‫أمام تطبيق مشروع اجلماعات التكفيرية الذي يتناغم مع‬ ‫مشاريع طائفية وعرقية في املنطقة‪ ،‬أما ثاني هذﻩ احلقائق‬ ‫أن لغة املقاومة تثبت يوما ً بعد يوم أنها اللغة الوحيدة‬

‫التي يفهمها العدو اإلرهابي العنصري والتكفيري‪ ،‬وأنه‬ ‫كلما متسكنا بنهﺞ املقاومة انتصرنا على أعدائنا‪ ،‬وثالثها‬ ‫أن التكامل بني الشعب واملقاومة واجليﺶ هو الضمانة‬ ‫الرئيسية لتوفير شروط النصر في مواجهة كافة أشكال‬ ‫العدوان والتط ﹼرف والتكفير وإفشال أهدافهم الفتنوية‬ ‫والتدميرية‪.‬‬ ‫بعد عدوان القنيطرة سرعان ما كان رد املقاومة موجعا ً‬ ‫على جنود العدو اإلسرائيلي حينما استهدفت مجموعة‬ ‫شهداء القنيطرة موكبا ً عسكريا ً إسرائيليا ً في مزارع‬ ‫ﹼ‬ ‫لتؤكد أن دماء املقاومني ليست رخيصة وأننا قوم‬ ‫شبعا‬ ‫لن ينسى أراضيه اﶈتلة‪ ،‬وأن اجلبهة واحدة في اجلوالن‬ ‫واجلنوب‪ ،‬وبأن معركتنا واحدة في سوريا ولبنان‪ ،‬مذكرين‬ ‫العالم بكالم أمني عام »حزب اﷲ« السيد حسن نصراﷲ‬ ‫الذي قاله في إنتصار متوز ‪» :200٦‬إذا أردمتوها حربا ً مفتوحة‬ ‫فلتكن حربا ً مفتوحة«‪.‬‬ ‫رد املقاومة كان سريعا ً ورادعا ً أمام أي نية إسرائيلية‬ ‫لﻺعتداء على لبنان ال بل أكثر من ذلﻚ‪ ،‬فعملية مزارع‬ ‫شبعا ستﻈل تقﺾ »نتنياهو« في مضاجعه والذي بات‬ ‫حزبه مهددا ً بالسقوط في اإلنتخابات اإلسرائيلية املقبلة‬ ‫بعد عجز آلة الدمار اإلسرائيلية في النيل من عزﳝة‬ ‫املقاومني وإرادتهم الصلبة‪.‬‬ ‫حتما ً نحن في زمن سيد املقاومة‪ ،‬فال قيمة للحياة‬ ‫بال مقاومة التي هي أساس احلرية والكرامة‪ ،‬ومن قلب‬ ‫هذﻩ احلرب العدوانية والتكفيرية‪ ،‬فﺈننا مدعوون جميعا ً‬ ‫إلستنهاﺽ الهمم وشحذ النفوس ﲢت راية املقاومة‬ ‫صانعة مجد العرب واملسلمني‪.‬‬ ‫فتحية الى شهداء املقاومة في القنيطرة‪ ،‬والى كل‬ ‫الشهداء والصامدين واﺠﻤﻟاهدين الذين أعادوا لنا كعرب‬ ‫ومسلمني بعﺾ كرامتنا التي إنتزعها منا أعداؤنا بزرعهم‬ ‫ﹼ‬ ‫وذكروا هؤالء‬ ‫الفرقة والشتات واإلقتتال فيما بيننا‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫احتل‬ ‫املتخاذلني واملتﺂمرين أن هناﻙ عدوﹼﹰا واحدا ً هو ﹶمن‬ ‫نوجه إليه‬ ‫أرضنا وأخذ حقوقنا وأهدر كرامتنا‪ ،‬فهو ﹶمن ﹼ‬ ‫أسلحتنا ونحشد له جموعنا‪.‬‬

‫ﺃﻣﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻷﻋﻮﺭ‬


‫غالف‬

‫مصر بدأت معركتها‬ ‫ﺿد الجماعات اإلرهابية‬ ‫مازال املشهد متواصال ً في مصر العروبة‬ ‫بعد أن طوت األحداﺙ أعوامها األربعة‬ ‫األخيرة‪ ،‬ومنذ ثورة ‪ 25‬يناير‪ /‬كانون الثاني‬ ‫‪ ،2011‬هناﻙ ﹶمن أسرع وركب موجتها‬ ‫والبعﺾ عقد الصفقات السرية مع الواليات‬ ‫املتحدة ومضمونها حقبة جديدة تتأقلم‬ ‫مع طلبات الدول اإلستعمارية وتسويق ما‬ ‫يسمى بـ “اإلسالم السياسي”‪ ،‬ودور جماعة‬ ‫“اإلخوان املسلمني” التي إلتقطت الفرصة‬ ‫وكانت بﺈنتﻈارها وأعدت لها ما يلزم من‬ ‫تغطية‪ ،‬بينما كان الشعب املصري في وادٍ‬ ‫آخر‪ ،‬ويومها اعتقدت إدارة الرئيس األميركي‬ ‫باراﻙ أوباما‪ ،‬أن وصول “اإلسالم السياسي”‬ ‫الى السلطة عبر اإلنتخابات‪ ،‬أفضل السبل‬ ‫إلحتواء اﺠﻤﻟتمعات واستمرار احلالة الراهنة‬ ‫بعد تغيير الواجهات وتسليم مقاليد احلكم‬ ‫لـ “اإلخوان املسلمني”‪.‬‬ ‫التوجه حﻈي برعاية سياسية‬ ‫مثل هذا‬ ‫ﹼ‬ ‫أميركية‪ ،‬وهذا يتطابق مع “النموذج التركي”‬ ‫الذي جرﻯ اإلعداد له‪ ،‬كما حﻈي برعاية‬ ‫سياسية ومالية قطرية‪.‬‬ ‫وخالل هذﻩ الفترة احلرجة‪ ،‬كان املواطن‬ ‫املصري يبحث عن هويته الضائعة في خضم‬ ‫احلسابات اإلقليمية والدولية‪ ،‬وهي الهوية‬ ‫القومية العروبية التي تؤمن بوحدة املصير‬ ‫مع أبناء أمته العربية‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻫﺪﻑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ؟‬ ‫ومصر العروبة التي ألفت التسامح‬ ‫الديني‪ ،‬ولم يألف أهلها العنف الدموي‪،‬‬ ‫وجدت نفسها هذﻩ املرة وكأنها ﲡلس على‬ ‫برميل من البارود بعد أن ﲢ ﹼول املزاج الشعبي‬ ‫وهو يرﻯ الدماء وهي تسيل في الطرقات‬ ‫والساحات‪ ،‬وتزايدت الشعارات الدينية على‬ ‫حساب الشعارات التي تتعلق بالصراع‬ ‫السياسي واملبادﺉ واإلصرار على وحدة األمة‬ ‫والعدالة اإلجتماعية وقضية احلرية بشقيها‬ ‫حرية الوطن واملواطن‪ ،‬وأصبحت الشعارات ال‬ ‫تأتي على ذكر األوطان وال تشير الى العدو‬ ‫ﹼ‬ ‫يؤكد بأن هدف “اإلخوان‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وهذا‬ ‫املسلمني” هو الوصول الى السلطة بأي‬ ‫ثمن وحتى لو اقترن ذلﻚ برضا “إسرائيل”‬ ‫العلني من خالل التطمينات املباشرة وغير‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس عبد الفتاﺡ السيسي وعد باإلنتصار على اإلرهاب‬

‫املباشرة باحلفاﻅ على معاهدة كامب ديفيد‬ ‫وتوابعها‪.‬‬ ‫وخالل املرحلة اإلنتقالية تراجع “اإلخوان”‬ ‫الى الوراء ابتعادا ً عن الوطن‪ ،‬وبدوا وكأنهم‬ ‫يخلعون عن أنفسهم بعﺾ الشعارات التي‬ ‫طاملا تغنوا بها‪ ،‬وما يتعلق منها باجلهاد‬ ‫وﲢرير فلسطني والقدس‪ ،‬الى أن وصل األمر‬ ‫بالرئيس اﺨﻤﻟلوع محمد مرسي ألن يخاطب‬ ‫الرئيس اإلسرائيلي شمعون بيريز آنذاﻙ‬ ‫بعبارة “عزيزي‪ ،‬وأمتنى لبالدكم السالم‬ ‫والتقدم واإلزدهار”‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫واﲡه “اإلخوان” آنذاﻙ‪ ،‬نحو غموﺽ واضح‬ ‫وانعدام في األفق‪ ،‬وشتان ما بني الشعارات‬ ‫ووقائع امليدان‪ ،‬وكان التصعيد بينهم وبني‬ ‫اﺠﻤﻟتمع‪ ،‬أرادوا السيطرة عليه بتشريعاتهم‬ ‫وأفكارهم‪ ،‬وﻇهر تصعيد نوعي في أساليب‬

‫‪٦‬‬

‫اإلرهاب‪ ،‬وشملت نقل اإلرهاب من منطقة‬ ‫سيناء التي ﳒح اجليﺶ املصري في محاصرة‬ ‫اإلرهابيني فيها الى الكتلة السكنية في‬ ‫قلب املدن وامليادين واستخدام العنف ضد‬ ‫املدنيني واإلرهاب النفسي واملعنوي وخلق‬ ‫قالقل ومشكالت لتعطيل املسار الطبيعي‬ ‫للحياة‪ ،‬لكن يوم ‪ 30‬حزيران ‪ ،2013‬كان ﲟثابة‬ ‫ثورة ثانية هدفها تصحيح املسار ومنع احلرب‬ ‫األهلية والتأكيد على أن مصر لن تعود الى‬ ‫الوراء وهي تطوي صفحة من تاريخها بعد أن‬ ‫حاول األعداء تغييب دورها وأسرها في تبعية‬ ‫مفرطة‪.‬‬ ‫وجاء تولي عبدالفتاﺡ السيسي حكم‬ ‫مصر في مرحلة هامة في تاريخ مصر‬ ‫التي توقفت عند مفترق طرق تاريخي لم‬ ‫تشهدﻩ من قبل‪ ،‬وأمامها ﲢديات سياسية‬


‫املعركة ضد اإلرهاب واحدة واإلنتصار حليف اجليﺶ املصري‬

‫واقتصادية واجتماعية وتركة ثقيلة‪ ،‬واجلميع‬ ‫يأمل أن تعود مصر قوية معافاة ومنتصرة‪،‬‬ ‫وهناﻙ عالقة تكاملية بني نهوﺽ مصر‬ ‫ويسجل للرئيس السيسي‬ ‫ونهوﺽ األمة‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫أنه أنقذ مصر من حكم “اإلخوان املسلمني”‬ ‫الذين فشلوا في احلكم على كل الصعد‪،‬‬ ‫حيث قدموا الوالء على اخلبرة حتى ثار عليهم‬ ‫الشعب بعد سنة واحدة وتدخل اجليﺶ‬ ‫املصري من أجل منع حرب أهلية ووضع حد‬ ‫لﻺرهاب املتنقﹼ ل‪.‬‬

‫ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ‬ ‫واليوم ال ﳝكن فصل األحداﺙ اجلارية في‬ ‫مصر عن مجمل أحداﺙ الوطن العربي‪،‬‬ ‫وكل األمور الداخلية في مصر تبدو وكأنها‬ ‫متشابكة‪ ،‬اجليﺶ املصري ودورﻩ‪ ،‬وميدان‬ ‫التحرير ودورﻩ و ﹶمن يسيطر عليه وعلى‬ ‫أحداثه‪ ،‬وهل بﺈمكان امليادين األخرﻯ أن‬ ‫ﲢسم إﲡاﻩ األحداﺙ؟ وهل مازال “اإلخوان‬ ‫ﹼ‬ ‫ﲢديا ً ملستقبل مصر؟‬ ‫املسلمون”‬ ‫يشكلون ﹼ‬ ‫وهناﻙ مسؤوليات مصر العربية‪ ،‬وبالتأكيد‪،‬‬

‫تواجه مصر ﲢديات أمنية كبيرة‪ ،‬إضافة الى‬ ‫التحديات اإلجتماعية واإلقتصادية الصعبة‪.‬‬ ‫إن ضعف احلشد “اإلخواني” في هذﻩ‬ ‫ﲢديهم‪ ،‬بل‬ ‫املرحلة‪ ،‬ليس دليل خالﺹ من ﹼ‬ ‫عالمة قرينة على ﲢ ﹼول بنيوي في خطﻂ‬ ‫ﲢركهم نحو املزيد من العنف‪ ،‬فاإلرهاب‬ ‫يضرب من خالل عبوات ناسفة ﰎﹼ استبدالها‬ ‫ﹼ‬ ‫املنﻈم‪ ،‬واخلطير أن اإلستمرار في‬ ‫باحلشد‬ ‫الوضع القائم على ما هو عليه قد يؤدي الى‬ ‫تفاقم األمور‪ ،‬والقوﻯ اإلخوانية تزداد تطرفا ً‬ ‫في مواجهة احلكم‪ ،‬والسؤال هنا عن موقع‬ ‫القوﻯ املدنية في هذا الصراع‪ ،‬واجلواب يتع ﹼلق‬ ‫ﲟدﻯ انتقال احلكم نحو دﳝقراطية ليبرالية‪.‬‬ ‫في مصر‪ ،‬وفي هذﻩ املرحلة بالذات‪ ،‬تأكد‬ ‫أن هناﻙ اتفاقا ً عاما ً على اعتبار الشرعية‬ ‫هي الرضا على احلكم أو القبول الطوعي‬ ‫لغالبية اﺠﻤﻟتمع بحق النخبة احلاكمة في‬ ‫ممارسة السلطة‪ ،‬أما املشروعية فهي تعني‬ ‫إلتزام النخبة احلاكمة ومؤسسات الدولة‬ ‫واملواطنني بالدستور والقانون‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫اإلقرار بشرعية ومشروعية جمهورية مصر‬ ‫برئاسة عبدالفتاﺡ السيسي‪ ،‬فهي نتاج ثورة‬

‫‪7‬‬

‫“‪ 25‬يناير‪ /‬كانون الثاني” وموجتها الثانية في‬ ‫‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيو‪ ،‬والتي أعقبتها تﻈاهرات‬ ‫مليونية ف ﹼوضت السيسي محاربة اإلرهاب‪،‬‬ ‫وصوال ً الى إقرار الدستور ثم انتخابه رئيسا ً‬ ‫ﲟا يشبه اإلجماع‪.‬‬ ‫وأمام التحديات املاثلة التي تواجه مصر‪،‬‬ ‫ﳝثل اإلنقسام واإلستقطاب في اﺠﻤﻟتمع‬ ‫واملعارضة التي تقودها جماعة “اإلخوان‬ ‫للتمدد‬ ‫املسلمني” تهديدا ً محدوداً‪ ،‬لكنه قابل‬ ‫ﹼ‬ ‫فيما لو أتيحت لهم الفرصة وهم يرونها في‬ ‫خلﻂ األوراق ومحاربة اجليﺶ املصري‪.‬‬

‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﻭﻋﺪ‬ ‫ﺑﺎﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‬ ‫ومصر اليوم تخوﺽ مواجهة صعبة‬ ‫وقوية في مواجهة اﺠﻤﻟموعات املسلحة‬ ‫وإتﹼهم السيسي جماعة “اإلخوان املسلمني”‬ ‫ﲟساندة العمليات اإلرهابية التي ﲡري في‬ ‫مصر‪ ،‬وتعهﹼ د خوﺽ املعركة حتى النهاية‬ ‫واإلنتصار‪ ،‬واستنفرت السلطات املصرية‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫غالف‬ ‫مخلفات الهجوم على دورية حلرس احلدود املصرية في الفرافرة‬

‫كامل قوتها بعد أن ط ﹼوقت الهجوم األخير في‬ ‫سيناء والذي استهدف مقرات أمنية وتس ﹼبب‬ ‫في مقتل وإصابة عشرات العسكريني‪،‬‬ ‫وأعقبها تشكيل قيادة عسكرية موحدة‬ ‫ملنطقة شرق القناة ومكلفة أيضا ً مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وإتهم السيسي جماعة “اإلخوان‬ ‫املسلمني” في شكل رسمي بالضلوع‬ ‫في حوادﺙ العنف التي جرت في البالد‬ ‫منذ سقوطهم عن احلكم في صيف‬ ‫‪ ،2013‬ونقل السيسي عن قيادات اإلخوان‬ ‫تهديدهم عندما كان وزيرا ً للدفاع‪ ،‬بأنهم‬ ‫هددوا “ستجدون أشخاصا ً يأتون من كل‬ ‫ﹼ‬ ‫الدنيا )العراق وأفغانستان( لقتالكم”‪ ،‬وقال‬ ‫السيسي‪ :‬كنا نعلم أن هذا املسار سيحدﺙ‬ ‫في حال عزل مرسي واملصريون يعلمون ذلﻚ‪،‬‬ ‫وأتينا على تنﻈيم في أقوﻯ حالته ﳝلﻚ‬ ‫مقدرات كبيرة‪ ،‬وﻇل يعمل منذ سنوات‪ ،‬حتى‬ ‫أن هناﻙ دوال ً ت ﹸقاد من هذا التنﻈيم )اإلخوان(‪،‬‬ ‫وحمل هذﻩ الدول مسؤولية مساندة اإلرهاب‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫متوعدا ً ﹶمن ساند ودعم‬ ‫ووعد املصريني بالثأر‬ ‫ﹼ‬ ‫العملية اإلرهابية األخيرة “إننا نراﻩ ونتابعه‬ ‫وسنتصدﻯ له”‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وبكل تأكيد‪ ،‬إن الهجمات على مقرات‬ ‫وقوات اجليﺶ املصري في سيناء هي‬ ‫مشبوهة وهي تصب في مصلحة اإلحتالل‬ ‫الصهيوني‪ ،‬والذين يهاجمون عناصر ومقرات‬ ‫قوات اجليﺶ املصري في سيناء ويشعلون‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫النيران ويرتكبون أعمال القتل‪ ،‬إﳕا يساعدون‬ ‫اإلحتالل الصهيوني‪.‬‬ ‫وانتقد وزير اخلارجية املصرية سامح شكري‬ ‫استقبال وزارة اخلارجية األميركية وفد من‬ ‫جماعة “اإلخوان املسلمني” املصنفة في‬ ‫القاهرة “إرهابية” ورفﺾ بشدة التصريحات‬ ‫األميركية التي بررت استضافتهم‪ ،‬باعتبارهم‬ ‫ينتمون الى حزب سياسي‪ ،‬وهذﻩ التصريحات‬ ‫غير مفهومة‪ ،‬وكيف يتم التواصل مع عناصر‬ ‫ضالعة في عمليات إرهابية لترويع املصريني‬ ‫وتهدد أمنهم‪ ،‬وقال شكري‪ ،‬إذا كنا نرغب‬ ‫في أن ندفن رؤوسنا في الرمال حتى ال نرﻯ‬ ‫احلقيقة فهذا شيء آخر‪ ،‬وذلﻚ في إشارة الى‬ ‫أن مصر ترﻯ حقيقة الوضع وعلى اﻵخرين أن‬ ‫يدركوﻩ‪ ،‬وهذﻩ األمور يجب تناولها في شكل‬ ‫متسق مع دعاوﻯ محاربة اإلرهاب والتضامن‬ ‫بني الدول ﶈاربة اإلرهاب‪.‬‬ ‫لقد انعكس إرهاب سيناء بشكل غضب‬ ‫شعبي كبير لدﻯ املصريني كافة وخاصة‬ ‫اجليﺶ املصري ومعه الشرطة وباتوا جميعا ً‬ ‫في خندق واحد‪ ،‬على رغم إنتقادات هنا‬ ‫ومؤاخذات وتساؤالت هناﻙ‪ ،‬وأحاديث الشارع‬ ‫تنضح بكم هائل من كراهية “اإلخوان”‪،‬‬ ‫وتوعدهم مع عدم التفرقة بني ﹶمن قتل‬ ‫اجلنود في سيناء وبقية محافﻈات مصر‬ ‫وبني اجلماعة باعتبارهم ذراعا ً من أذرعتها‪،‬‬ ‫وزاد طني أفعال “اإلخوان” بلة شماتتهم‪ ،‬إذ‬ ‫حفلت تدويناتهم بكم هائل من التكبير‬

‫‪8‬‬

‫واحلمد على مقتل اجلنود‪ ،‬معتبرين ذلﻚ‬ ‫قصاصا ً لفﺾ “رابعة” و”النهضة” أو “انتقاما ً‬ ‫من جنود كفرة”‪.‬‬ ‫واكتملت املنﻈومة “اإلخوانية” وهي‬ ‫تبث بيان من قناة “رابعة” تطالب البعثات‬ ‫والشركات األجنبية وممثليها األجانب بالرحيل‬ ‫عن مصر قبل ‪ 11‬شباط ‪ 2015‬املوافق الذكرﻯ‬ ‫الرابعة لتنحي مبارﻙ‪ ،‬وهذﻩ محاولة إلعادة‬ ‫إستنساﺥ ما جرﻯ يوم التنحي آملني بعودة‬ ‫مرسي الى القصر مع أن مثل هذﻩ العودة‬ ‫هي من املستحيالت‪ ،‬وهم يسعون الى خلﻂ‬ ‫وتتوجه أنﻈارهم صوب قصر اإلﲢادية‬ ‫األوراق‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫الرئاسي‪.‬‬ ‫نقول‪ ،‬ما يجري في مصر من استهداف‬ ‫للجيﺶ من خالل العمليات اإلرهابية‪ ،‬لم‬ ‫ﹼ‬ ‫سطر أروع‬ ‫يأت من فراﻍ‪ ،‬هذا اجليﺶ الذي‬ ‫ﹺ‬ ‫مالحم البطولة في سبيل كرامة وعزة مصر‬ ‫وعروبتها‪ ،‬وكسر الغطرسة اإلسرائيلية في‬ ‫عبورﻩ التاريخي لقناة السويس في حرب‬ ‫تشرين‪ /‬أكتوبر ‪ ،1973‬مثل هذا اجليﺶ لن‬ ‫تهزمه عصابات القتل واإلجرام التي تخدم‬ ‫مشاريع األعداء‪ ،‬والنصر سيكون حليفه‬ ‫واملعركة ضد اإلرهاب واحدة‪ ،‬ومصر ستعود‬ ‫حتما ً كما كانت وبعودتها يتحقق النصر‬ ‫النهائي‪ ،‬إنه ليوم قريب‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬


‫ﻏارة الﻘنيطرة وكابوس اإلﺣتﻼﻝ‬

‫بعد أيام مضت على الغارة اإلسرائيلية‬ ‫التي استهدفت سبعة من مجاهدي‬ ‫محور املقاومة و”حزب اﷲ”‪ ،‬الذي اكتفى‬ ‫ببيان مقتضب عن الغارة وترﻙ التعليق‬ ‫عليها ألمني عام “حزب اﷲ” السيد حسن‬ ‫نصراﷲ‪..‬‬ ‫الصهاينة في تلﻚ األثناء عاشوا كابوس‬ ‫اإلنتﻈار‪ ،‬فكل يوم كانوا يحسبونه بشهر‬ ‫كامل فيما املقاومة اإلسالمية تصرفت‬ ‫بهدوء الواثق وتعاملت مع تداعيات الغارة‬ ‫الصهيونية ببرودة أعصاب تكاد تفقد‬ ‫قادة الصهاينة صوابهم‪.‬‬ ‫ولم يتأخر الثأر‪ ،‬ر ﹼدت املقاومة من خالل‬ ‫عملية نوعية في مزارع شبعا اﶈتلة ودفع‬ ‫العدو ثمن عدوانه وﰎﹼ تلقينه درسا ً لن‬ ‫ينساﻩ‪.‬‬ ‫وامللفت في أمر الصهاينة أنهم‬ ‫شهداء املقاومة األبطال في غارة القنيطرة‬ ‫ثم يبدأون بﺈتصاالتهم‬ ‫يرتكبون اجلرﳝة ﹼ‬ ‫اإلقليمية والدولية ملنع أي رد محتمل من‬ ‫الضحية‪ ،‬وألنهم يعرفون من خالل ﲡاربهم‬ ‫لتحقيق أهداف اعتداءاتهم فكان لهم أكثر‬ ‫املريرة مع املقاومة اإلسالمية في جنوب لبنان من معاهدة وإتفاق مع أطراف عربية سقطت‬ ‫أنهم أمام خصم يستحيل ترويضه أو تدوير في شرﻙ ما أسموﻩ بعملية السالم بني العرب‬ ‫الزوايا معه‪ ،‬فﺈن حالة الرعب التي تخ ﹼيم على واإلسرائيليني‪ ،‬لكن اللعب مع “حزب اﷲ” ومحور‬ ‫قطعان مستوطنيهم وجنودهم املهزومني تكاد املقاومة له شأن آخر‪ .‬هنا يدرﻙ الصهاينة حجم‬ ‫تطيح بكل ما ع ﹼولوا عليه في غارتهم األخيرة اخلطأ الذي ارتكبوﻩ في القنيطرة وفداحة النتائﺞ‬ ‫على موكب “حزب اﷲ” في القنيطرة‪ ،‬فقد التي ينتﻈرونها‪ ،‬فيهرعون الى موسكو حل ﹼثها‬ ‫اعتقدوا كعادتهم أنهم بفعلتهم قادرون على على ممارسة الضغﻂ على “حزب اﷲ” واإليرانيني‬ ‫تغيير قواعد اإلشتباﻙ في اجلوالن السوري وفرﺽ للتخفيف من حالة التوتر والترقب في املنطقة‬ ‫معادلة جديدة قوامها القوة الرادعة اإلسرائيلية وعلى احلدود الشمالية والشرقية مع فلسطني‬ ‫في اجلوالن اﶈتل واإلرهاب التكفيري في الداخل اﶈتلة‪ ،‬ولﻸسباب عينها يعلن قادة الكيان عن‬ ‫استعدادهم لتقبل رد موضعي من املقاومة‬ ‫السوري اﶈاذي للجوالن بحيث تتح ﹼول هذﻩ‬ ‫مساو في الشكل لغارتهم ومغاير في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫ٍ‬ ‫املنطقة وفق تقديراتهم وبالسرعة املمكنة الى‬ ‫النتائﺞ خشية اإلنزالق الى حرب مفتوحة‪ ،‬ويدرﻙ‬ ‫حزام آمن أشبه ﲟا كانت عليه األمور في جنوب‬ ‫العدو أن رد املقاومة في مزارع شبعا هو مجرد‬ ‫لبنان قبل خمسة عشر عاماً‪...‬‬ ‫رسالة نارية لها ما بعدها‪.‬‬ ‫القادة الصهاينة الذين ينسون أو يتناسون‬ ‫واملقاومة اإلسالمية التي اكتشفت قبل غيرها‬ ‫أن عصر عربدتهم قد و ﹼلى الى غير رجعة وأن‬ ‫هشاشة اﺠﻤﻟتمع الصهيوني‪ ،‬تدرﻙ أنهم أهل غدر‬ ‫ﹼ‬ ‫وهشمت كبرياءهم في‬ ‫السواعد التي هزمتهم‬ ‫جنوب لبنان هي أكثر استعدادا ً اليوم ملقاومتهم وكذب وخداع وأنهم بطبيعتهم العدوانية غير‬ ‫مؤهلني ألي شكل من أشكال السالم املزعوم‬ ‫ومالحقة جنودهم الى جحورهم‪.‬‬ ‫يص ﹼرون على التخندق وراء إنتصارات وهمية مع جيرانهم وهم منذ نشوء كيانهم قبل‬ ‫على أنﻈمة عربية ارتبطت باملشيئة األميركية سبعة وستني عاما ً يعملون تقتيالً وتدميرا ً في‬ ‫ﹼ‬ ‫ومكنتهم بفعل ترددها وتخاذلها من تﻈهير أمتنا ويجهدون للقضاء نهائيا ً على الشعب‬ ‫القوة اإلسرائيلية بصورة جعلت منها قوة ال الفلسطيني وشطب قضيته العادلة وصوال ً‬ ‫الى تهويد وطرد ما تبقى من أرﺽ وشعب في‬ ‫تﹸقهر‪.‬‬ ‫والقياس الصهيوني على أساس هذﻩ القاعدة فلسطني‪ ،‬لكن مقاومة الشعب الفلسطيني‬ ‫أحلق به الهزائم املتتالية في لبنان وفلسطني على وقواﻩ احلية مستمرة رغم صعوبة الﻈروف وتواطؤ‬ ‫أيدي مجاهدي املقاومة اإلسالمية والفلسطينية‪ ،‬اﺠﻤﻟتمع الدولي‪.‬‬ ‫ومحور املقاومة اليوم وأمام مأثرة جديدة من‬ ‫فمع األنﻈمة العربية ﳒح الصهاينة في سياسة‬ ‫وسخروا وسطاء محليني ودوليني مﺂثر الكيان الصهيوني اإلجرامية‪ ،‬ال تعير كثير‬ ‫املناورة واإلبتزاز‬ ‫ﹼ‬

‫‪9‬‬

‫وتعد‬ ‫اهتمام لضجيﺞ الصهاينة وصخبهم‬ ‫ﹼ‬ ‫العدة لﻺقتصاﺹ لشهداء غارة القنيطرة‬ ‫والشهداء الذين سبقوهم على هذا الطريق‪،‬‬ ‫وهي ﹼ‬ ‫تؤكد أن ال خطوط حمراء أمام ر ﹼدها الذي لن‬ ‫يكون إال أكثر إيالما ً على اإلسرائيليني من غارة‬ ‫القنيطرة ونتائجها‪.‬‬ ‫وعملية املقاومة على أيدي أبطال “حزب اﷲ”‬ ‫في مزارع شبعا لم تتأخر في توقيتها الذي أذهل‬ ‫العدو وكان ﲟثابة صفعة أولية‪ ،‬حرمته من‬ ‫التبجح بردعه املزعوم‪ ،‬وهو اليوم يخشى قواعد‬ ‫اإلشتباﻙ اجلديدة التي أعلنها سيد املقاومة‪،‬‬ ‫أمني عام “حزب اﷲ” السيد حسن نصراﷲ‪.‬‬ ‫واملقاومة كما عودتنا لن تساوم على دماء‬ ‫شهدائها ومحور املقاومة وفق كل املعطيات‬ ‫امليدانية يتقدم بخطى ثابتة في إيران وسوريا‬ ‫كما في العراق ولبنان وفلسطني‪ ،‬وهو ﳝتلﻚ‬ ‫من القوة واإلرادة واخلبرة ما ﳝكنه من اإلنتصار‬ ‫على الصهاينة اﶈتلني وإحلاق الهزﳝة الساحقة‬ ‫بأدواتهم من اإلرهابيني والتكفيريني‪.‬‬ ‫املعركة على قوﻯ املقاومة واملمانعة واحدة‪،‬‬ ‫والعدو واحد‪ ،‬واحلرب سجال‪ ...‬وما بني غارة العدو‬ ‫في القنيطرة يوم ‪ 18‬كانون الثاني ورد املقاومة‬ ‫السريع في مزارع شبعا يوم ‪ 28‬كانون الثاني‪،‬‬ ‫داللة بالغة تع ﹼبر عن جهوزية املقاومة ملنع العدو‬ ‫من ﲢقيق أي إﳒاز بعدها‪ ،‬وإ ﹼن غدا ً لناﻇرﻩ قريب!!‪.‬‬

‫ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪﺍﻥ‬

‫ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ‬ ‫ﳊﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫غالف‬

‫من الﻘنيطرة الى مزارع ﺷﺒعا‪...‬‬ ‫ساﺣة ﺻراع واﺣدة‬ ‫وكما عودتنا املقاومة في لبنان قالت‬ ‫كلمتها‪ ،‬وهذﻩ املرة في مزارع شبعا اللبنانية‬ ‫اﶈتلة وبأسلوبها املعتاد في ردع العدوان‬ ‫وإعالن اجلدارة والقدرة على احلسم وعدم‬ ‫اإلنتﻈار‪ ،‬كيف ال وهي التي قاتلت بلحمها‬ ‫ودمها وصواريخها مسجلة أروع صفحات‬ ‫من البطولة والفداء‪.‬‬ ‫لم ينعم العدو الصهيوني بعدوانه‬ ‫واستهدافه مجاهدي املقاومة في القنيطرة‬ ‫الذين ارتقوا الى العلى شهداء احلق والعدل‬ ‫ومقارعة األعداء وفي خندق املواجهة األول‪،‬‬ ‫أيقﻆ املقاومون العدو من أحالمه وهو يغازل‬ ‫الزمن‪ ،‬وأضاعوا عليه حلﻈات ابتهاجه وغدرﻩ‬ ‫باستهداف ثلة من املقاومني من أشرف‬ ‫الناس وأكرم بني البشر‪ ،‬ومرة أخرﻯ تنكسر‬ ‫أحالم الصهاينة في مزارع شبعا‪.‬‬ ‫وألن الزمن هو زمن املقاومة وال شيء يدعو‬ ‫للترف في جنوب لبنان الشموﺥ واإلباء‪،‬‬ ‫إال للحﻈات التأمل والكبرياء وعﻈمة‬ ‫املقاومة‪ ،‬هناﻙ تبدو احلقيقة في أروع‬ ‫صورها يصبغها أبطال املقاومة بالدم والنار‬ ‫واإلقدام‪ ،‬وهم دوما ً قادمون فهذا الزمان هو‬ ‫زمانهم ومكانهم وشتان ما بينهم وما بني‬ ‫أولئﻚ القابعني في قصورهم ومسلوبي‬ ‫اإلرادة واألفعال إال من ارتهانهم وتبعيتهم‬ ‫ملعادالت البترودوالر وبعيدا ً عن قضايا األمة‬ ‫في لبنان وفلسطني كما في سوريا والعراق‬ ‫وإيران عمق املقاومة وسندها ورصيدها‬ ‫والوفاء الذي ال ينضب‪.‬‬ ‫ورد املقاومة على غارة القنيطرة جاء‬ ‫سريعا ً في مزارع شبعا اللبنانية اﶈتلة‪ ،‬وفي‬ ‫وضح النهار ومن خالل املواجهة املباشرة‪.‬‬ ‫هنا املقاومة التي تعطي القيمة إلنسانية‬ ‫اإلنسان من خالل مدﻯ مقاومة العدو‬ ‫الصهيوني ورد عدوانه‪ ،‬وال تأتي القيمة من‬ ‫خالل التلطي بعوائد النفﻂ والغاز ودعم‬ ‫العصابات التكفيرية وتقدﱘ اخلدمات ألعداء‬ ‫األمة‪.‬‬ ‫وفي لبنان‪ ،‬املقاومة ال حدود لها والرد‬ ‫يأتي كما قال أمني عام “حزب اﷲ”‪ ،‬سماحة‬ ‫السيد حسن نصراﷲ‪“ :‬نواجه العدوان‪ ،‬أي‬ ‫كان العدوان وفي أي زمان وكيفما كان”‪،‬‬ ‫“ومن حق املقاومة أن ترد أينما كان وكيفما‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫السيد نصراﷲ‪ :‬نحن ال نخاف احلرب وال نخشاها وال نتردد في مواجهتها وسنواجهها إذا فرضت علينا‬ ‫كان ‪ ،‬وفي أي زمان”‪.‬‬ ‫لقد أصبحت املقاومة تعادل تاريخ األمة‪،‬‬ ‫ألنها األشد قدرة على تعكير مزاج العدو‬ ‫وراحته‪ ،‬وردها على العدوان يعادل كابوسا ً‬ ‫حقيقيا ً يعيشه العدو‪ ،‬وثقافة املقاومة‬ ‫أصبحت مدرسة ومنارة لﻸجيال وهي ال تعرف‬ ‫األشعار اﺠﻤﻟردة ولكنها تعرف كيف تصنع‬ ‫اإلنتصارات‪ ،‬لذلﻚ فالوضع اإلستراتيجي‬ ‫للعدو اليوم في مواجهة املقاومة أسوأ مما‬ ‫كان خالل حرب عام ‪ ،200٦‬فلم يعد العدو‬ ‫ليجرؤ على القيام بعملية برية والتقدم وإﳕا‬ ‫يعتمد على السالﺡ األميركي املمول بنفﻂ‬ ‫بعﺾ “العرب”‪ ،‬ويحاول العدو أن يبحث‬ ‫عن صورة إنتصار كما فعل في القنيطرة‬ ‫يوم ‪ 18‬كانون الثاني ‪ ،2015‬محاوال ً بذلﻚ‬ ‫إشعار العصابات التكفيرية في جنوب‬ ‫سوريا بالدعم والطمأنينة ورفع معنوياتهم‬ ‫الهابطة‪ ،‬لكنه فشل في ﲢقيق أي إﳒاز‪.‬‬ ‫أراد العدو من عملية القنيطرة‪ ،‬خلﻂ‬ ‫األوراق وفي وقت بالﻎ احلساسية‪ ،‬وهذا يع ﹼبر‬ ‫عن طموﺡ ومغامرة هدفها فرﺽ وقائع‬ ‫ومعادالت جديدة وتغيير قواعد اإلشتباﻙ‬ ‫على ساحة الصراع‪ ،‬وجاء العدوان قبل‬ ‫وﻇن‬ ‫اإلنتخابات اإلسرائيلية بنحو شهرين‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫أن عدوانه سيمر دون رد‪ ،‬وكانت اإليحاءات‬ ‫التي حاول تسويقها بأن الوضع ﲢت‬ ‫السيطرة‪ ،‬لكنه حصد اخليبة والتخبﻂ بني‬

‫‪10‬‬

‫صفوفه‪ ،‬وحاول تسويق التهدئة عبر رسائل‬ ‫الى جهات دولية فاعلة وهذا بحد ذاته نوع‬ ‫من اإلذالل ليس إال‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺼﺮﺍﷲ‪ :‬ﻧﺤﻦ ﻻ‬ ‫ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺇﺷﺘﺒﺎﻙ ﻭﻻ‬ ‫ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ‬ ‫وفي إطاللة أمني عام “حزب اﷲ”‪ ،‬سماحة‬ ‫السيد حسن نصراﷲ في احتفال ملناسبة‬ ‫شهداء القنيطرة أقيم في مجمع سيد‬ ‫الشهداء‪ ،‬وبحضور رئيس جلنة األمن القومي‬ ‫والسياسات اخلارجية في مجلس الشورﻯ‬ ‫اإليراني عالء الدين بروجوردي على رأس وفد‬ ‫إيراني‪ ،‬أرسل سماحته رسائل بالغة األهمية‬ ‫في خطابه وحدد معادلة ردعية جديدة‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكل في الواقع ردﹼﹰا سياسياً‪ ،‬الى جانب‬ ‫الرد العسكري الذي قام به احلزب في مزارع‬ ‫شبعا‪ ،‬ومحددا ً من جديد وجهة الصراع‪:‬‬ ‫“العدو هو اإلسرائيلي والصراع معه وجودي‪،‬‬ ‫أما أية معارﻙ أخرﻯ مع التكفيريني‪ ،‬فهي‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكل ملحقات لذلﻚ الصراع مع العدو‪،‬‬ ‫ومسرﺡ املواجهة واحد مع اإلسرائيلي‬ ‫في سوريا ولبنان‪ ،‬وال تفكيﻚ للساحات‬ ‫وامليادين”‪.‬‬ ‫وحكمة املقاومة هي التي متنعها من‬


‫احلرب الشاملة‪ ،‬وال يعني ذلﻚ ضعفا ً أو‬ ‫عجزاً‪ ،‬واملقاومة قادرة ومستعدة ألي احتمال‬ ‫فهي ليست مردوعة ولن تكن‪.‬‬ ‫وشدد سماحته على التقدير “األحمق”‬ ‫ﹼ‬ ‫للقادة اإلسرائيليني‪ ،‬واﺨﻤﻟاطر الكبرﻯ التي‬ ‫كانت ستلحق بهم وبكيانهم وبأمنهم‬ ‫واقتصادهم وبكل شيء‪ ،‬ﹼ‬ ‫وأكد أن اإلغتيال‬ ‫أ ﹼدﻯ الى نتائﺞ معكوسة‪ ،‬وثبت أن اجليﺶ‬ ‫اإلسرائيلي وأجهزته األمنية وكل مقدراته‬ ‫عاجزة عن مواجهة إرادة املقاومة وفعلها‬ ‫امليداني‪ ،‬و”إسرائيل” هذﻩ هي أوهن من‬ ‫بيت العنكبوت ولن تكون غير ذلﻚ‪ ،‬بينما‬ ‫املقاومة في لبنان هي في كامل عافيتها‬ ‫وجهوزيتها ووعيها وحرفيتها وشجاعتها‬ ‫وحكمتها وحضورها‪ ،‬أما اجلماعات‬ ‫التكفيرية املسلحة وخصوصا ً تلﻚ‬ ‫املتواجدة على حدود اإلحتالل في اجلوالن‪،‬‬ ‫هي حليف طبيعي للعدو اإلسرائيلي‪ ،‬وهي‬ ‫جيﺶ حلد سوري جديد وإن رﹸفعت الراية‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫الرسالة األهم لسماحته‪ ،‬أن على‬ ‫اإلسرائيلي أن يفهم‪ ،‬أن هذﻩ املقاومة‬ ‫حكيمة وليست مردوعة‪ ،‬ويوجد فرق ما بني‬ ‫احلكمة واخلوف‪ ،‬وليأخذ العدو علماً‪ ،‬نحن‬

‫ال نخاف احلرب وال نخشاها وال نتر ﹼدد في‬ ‫مواجهتها وسنواجهها إذا ﹸفرضت علينا‬ ‫وسننتصر بها إن شاء اﷲ‪.‬‬ ‫وأعلن سيد املقاومة‪ ،‬لم يعد يعنينا أي‬ ‫شيء اسمه قواعد إشتباﻙ‪ ،‬نحن ال نعترف‬ ‫بقواعد إشتباﻙ‪ ،‬إنتهت في مواجهة‬ ‫العدوان واإلغتيال‪ ،‬ولم نعد نعترف بتفكيﻚ‬ ‫الساحات وامليادين‪ ،‬ومن حقنا الشرعي‬ ‫واألخالقي واإلنساني وفي القانون الدولي ملن‬ ‫يريد أن يناقشنا بالقانون‪ ،‬أن نواجه العدوان‪،‬‬ ‫وقال سماحته‪“ :‬إن اإلسرائيلي يهرب من‬ ‫املواجهة العسكرية‪ ،‬ويذهب للتفتيﺶ‪،‬‬ ‫ﹶمن هم املسؤولون‪ ،‬ﹶمن هم الشباب الذين‬ ‫أذلوﻩ يوم األربعاء ‪ 28‬كانون الثاني في مزارع‬ ‫شبعا‪ ،‬فيغتالهم‪ ،‬بعبوة هنا أو رصاصة‬ ‫هناﻙ‪...‬‬ ‫ورسالتي اليوم‪“ :‬من اﻵن وصاعداً‪ ،‬أي كادر‬ ‫من كوادر “حزب اﷲ” املقاومني‪ ،‬أي شاب من‬ ‫شباب “حزب اﷲ” يقتل غيلة‪ ،‬سنحمل‬ ‫املسؤولية لﻺسرائيلي وسنعتبر من حقنا‬ ‫أن نرد في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي‬ ‫نراها مناسبة واحلرب سجال‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد نصراﷲ‪ ،‬أن اإلسرائيلي في وضع‬ ‫يشعر فيه أنه قادر على تهديد اجلميع في‬

‫املنطقة وأنه قادر على اإلعتداء على اجلميع‬ ‫متى يريد‪ ،‬وهو مستفيد جدا ً من أوضاع‬ ‫املنطقة‪ ،‬واحلروب القائمة في دول اجلوار‬ ‫وانهماﻙ جيوﺵ املنطقة وحركات املقاومة‪،‬‬ ‫واإلنقسامات في اﺠﻤﻟتمعات وغياب كامل‬ ‫للدول العربية وملا يسمى اجلامعة العربية‪،‬‬ ‫وهذا ليس باألمر اجلديد‪.‬‬ ‫وباختصار‪ ،‬بكل شفافية ووضوﺡ الواثق‬ ‫والقادر‪ ،‬ﲢدد املقاومة مسارها وهي تعي متاما ً‬ ‫حجم التحديات‪ ،‬قالها سيد املقاومة‪ ،‬يجب‬ ‫الرد على جرﳝة العدو ويجب وضع حد لهذا‬ ‫التمادي الصهيوني في القتل والعدوان‪ ،‬وأن‬ ‫األمر يستحق التضحية ولو ذهبت األمور الى‬ ‫النهايات‪ ،‬وجاءت العملية في مزارع شبعا‬ ‫في ذروة استنفار العدو‪...‬‬ ‫لقد أصبحت املقاومة عنوانا ً في حياتنا‬ ‫اليومية‪ ،‬دخلت التاريخ من أبوابه الواسعة‬ ‫بفضل التضحيات وإلتزام القول بالفعل‬ ‫وهي حاضرة وبكل قوة وأينما كانت فهي‬ ‫تزرع األمل وتخﻂ مسارا ً لﻸجيال‪ ،‬احلق يؤخذ‬ ‫وال يﹸعطى‪ ،‬واملقاومة جاهزة بوعدها وفعلها‪،‬‬ ‫وانتصارها هدف الشرفاء في أمتنا‪.‬‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬

‫املقاومة قالت كلمتها في مزارع شبعا‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫غالف‬

‫عضو مجلﺲ الشعﺐ السوري‬ ‫الدكتور عمار األسد لـ «منﺒر التوﺣيد»‪:‬‬ ‫سوريا تع ّزﺯ ﺇنتصارها بالحوار والمصالحات الوﻁنية‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﺗﺒﺎﻋﺎﹰ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ‪ ،‬ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻹﳒﺎﺯﺍﺕ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺃﻋﺪﺍﺀ‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺑﺄﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﻗﻢ ﺻﻌﺐ‬ ‫ﻻ ﳝﻜﻦ ﲡﺎﻭﺯﻩ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬ ‫ﺃﺟﻤﻊ‪ ،‬ﺻﻤﺪﺕ ﻭﻗﺎﻭﻣﺖ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﺘﻰ‬ ‫ﻫﺠﻤﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‪،‬‬ ‫ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻛﻞ ﺃﺩﻭﺍﺕ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﺳﺨﺮﺕ‬ ‫ﺍﳊﻘﺪ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ‪،‬‬ ‫ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺩﻭﻝ ﺣﺎﻗﺪﺓ ﺭﺍﻫﻨﺖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪.‬‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ‬ ‫ﺍﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ‬ ‫ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﻧﺴﻒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻫﺎﻧﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﺍﳊﺴﺎﺑﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺪﻭﺭ ﺑﲔ ﻃﺮﻓﲔ ﻣﺨﺘﻠﻔﲔ‬ ‫ﺟﺬﺭﻳﺎﹰ ﻭﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﻘﺎﻃﻊ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻰ‬ ‫ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻫﻮ ﺍﳊﻞ‬ ‫ﺍﻷﻣﺜﻞ‪.‬‬ ‫ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺑﺠﻴﺸﻬﺎ‬ ‫ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﳊﻜﻴﻤﺔ‪،‬‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﺎﻗﺖ‬ ‫ﻛﻞ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﳌﺮﺍﻗﺒﲔ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ‪،‬‬ ‫ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺃﻭﻓﻴﺎﺀ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺆﺷﺮ ﻫﺎﻡ ﳌﺪﻯ ﺻﻮﺍﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﺠﻤﻟﺎﻟﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﺆﺷﺮﺍ ﹰ‬ ‫ﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﺮﺿﺖ ﺇﻳﻘﺎﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ‬ ‫ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺃﺩﻭﺍﺗﻪ‪.‬‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻹﳒﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ‬ ‫ﻭﳉﺎﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻧﻌﻄﺎﻑ ﺣﺎﺳﻤﺔ‪ ،‬ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻣﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﻮﻝ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺳﻴﻒ‬ ‫ﺻﺎﻧﻌﻴﻪ ﻭﻣﹶﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺗﺴﻮﻳﻘﻪ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻣﺮﺗﲔ‪.‬‬ ‫ﺩﺧﻠﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ‬ ‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻭﻛﺴﺒﺖ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﲤﻠﻚ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻫﻲ‬ ‫ﻭﺭﻗﺔ ﺻﻤﻮﺩ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺳﻜﺘﺖ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﺗﻠﻄﺖ‬ ‫ﺑﺘﺤﺎﻟﻒ ﺩﻭﻟﻲ ‪» -‬ﻋﺮﺑﻲ«‬ ‫ﻭﻫﺪﻓﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻳﻀﺮﺏ‬ ‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻧﻜﺸﻔﺖ‬ ‫ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺴﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻫﻲ ﲤﻠﻚ‬ ‫ﻭﺍﳌﻘﺪﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺟﺰﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺤﻮﺭ ﻣﻘﺎﻭﻡ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﳊﻮﺍﺭ »ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ‪-‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺗﻀﺤﺖ‬ ‫ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺗﻌﺰﺯﺕ ﻗﻮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺻﻼﺑﺘﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻭﺧﻴﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﺿﺢ‪ ،‬ﺃﻥ ﺃﻱ ﺣﻞ‬ ‫ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺔ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺇﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ‪ ،‬ﺃﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ؟ ﺍﳊﻮﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ – ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ؟ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻮﺭ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ‬ ‫ﻫﻨﺎ ﻧﺼﻪ‪:‬‬

‫‪12‬‬


‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﲤﺘﻠﻚ ﺩﻭﺭﺍﹰ ﻓﺎﻋﻼﹰ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻧﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪﻯ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺼﺎﻣﺪ ﺭﻏﻢ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ‬ ‫ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻫﻮ‬ ‫ﺧﻴﺎﺭﻧﺎ ﺍﻷﻭﺣﺪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺳﻤﺤﺖ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻭﺻﻮﻻﹰ‬ ‫ﺍﻟﻰ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ؟‬ ‫إن املواطن السوري الشريف الذي تربى على‬ ‫عشق هذﻩ األرﺽ وشرب حبها في كل قطرة ماء‬ ‫ارتشفها والذي أدرﻙ منذ اللحﻈة األولى خطورة‬ ‫وهول هذﻩ املؤامرة‪ ،‬فلم يتوان حلﻈة عن بذل أغلى‬ ‫ما لديه دفاعا ً عن وطنه واجليﺶ العربي السوري‬ ‫البطل أذهل العالم ﲟدﻯ صمودﻩ وبقرارات قيادته‬ ‫وقدرتها على قراءة املواقف السياسية والرد‬ ‫بطريقة جعلت الكثيرين يتفاجأون وكذلﻚ‬ ‫التفاف الشعب حولها وإﳝانهم املطلق بها‬ ‫وبقراراتها‪ ،‬وكذلﻚ األصدقاء الذين وقفوا بصدق‬ ‫وقدموا كل الدعم واملساندة‪.‬‬ ‫وإذا عدنا الى التاريخ القريب‪ ،‬وحاولنا سبر‬ ‫مكنوناته‪ ،‬وهي مازالت ملموسة حتى اﻵن وﰎﹼ‬ ‫ترجمتها على أرﺽ الواقع وفي امليدان‪ ،‬ﳝتلﻚ‬ ‫اجليﺶ العربي السوري عقيدة قتالية راسخة‬ ‫ومجربة وقدم التضحيات صونا ً لكرامة اإلنسان‬ ‫الذي هو أصل كل بناء‪ ،‬ومن هنا تأتي عﻈمة‬ ‫سوريا وقوتها‪.‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺎﺳﻠﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﺃﺟﻨﺪﺗﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﹼﺏ‬ ‫ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ‪ ،‬ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ‬ ‫ﺣﺠﻢ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﳑﻦ ﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؟‬ ‫سوريا لوال ثباتها املطلق على مواقفها‪،‬‬ ‫والسمة التي طبعت السياسة السورية منذ‬ ‫اللحﻈة األولى هي املوقف الثابت واحلق الذي‬ ‫ال حياد عنه وبهذين السمتني أدرﻙ اﺠﻤﻟتمع‬ ‫الدولي الوضع‪ ،‬وتغيير الكثير من املواقف جاء‬ ‫بفضل صمود سوريا وقوتها‪ ،‬واحلق ال يدركه إال‬ ‫مطالب قوي ونحن ملكنا هذﻩ القوة لندافع‬ ‫عن حقنا‪.‬‬ ‫وقوة سوريا أيضا ً تأتي من مناعتها وهذا لم‬ ‫يدركه األعداء‪ ،‬وهي استطاعت أن متتلﻚ دورا ً‬ ‫فاعالً في معادالت املنطقة‪ ،‬ومفهوم القوة‬ ‫ال يقاس بﺈمتالﻙ الثروات ولكن في كيفية‬ ‫استخدامها وتكريسها خلدمة األوطان‪ ،‬وفي أي‬ ‫خانة يصب‪ .‬وسوريا في هذا اﺠﻤﻟال تعتبر األغنى‬ ‫وهي الدولة التي ال مديونية عليها وهذا من‬ ‫شأنه أن يعزز قوتها واستقاللها وانتصارها في‬ ‫مواجهة التحديات‪.‬‬ ‫واجليﺶ العربي السوري وجلان الدفاع الوطني‬ ‫هم أبناء هذا الوطن وهم ﹶمن ﳝلكون قوة العقيدة‬ ‫واإلﳝان املطلق بحقهم في الدفاع عن أرضهم‪،‬‬

‫وصمودهم البطولي ما هو إال التعبير الطبيعي‬ ‫عن قوة اإلرادة والتصميم في قلب كل فرد‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫والقيادة كانت تعي متاما ً حجم االستهداف‬ ‫وخيوط املؤامرة وفصولها‪ ،‬وتصرفت بحكمة‬ ‫بالغة وخطﻂ مدروسة بعناية‪ ،‬وكانت تعرف بأن‬ ‫املعركة ستطول‪ ،‬واعتقد األعداء أن استنزاف‬ ‫سوريا سيحقق أهدافهم على املدﻯ الطويل‪،‬‬ ‫لكن ما حصل هو العكس‪ ،‬سوريا قاومت برؤية‬ ‫واضحة وهذا أحد مصادر قوتها‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻰ ﻫﺠﻤﺔ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻭﺷﺮﻛﺎﺀ ﻳ ﹼﺪﻋﻮﻥ‬ ‫»ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ«‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﹸ‬ ‫ﺷ ﹼﻨﺖ ﺿﺪ ﺳﻮﺭﻳﺎ؟‬ ‫الهدف كان واضحا‪ ً ،‬ضرب سوريا‪ ،‬ما يعني‬ ‫ضرب املقاومة ومحورها وخلخلة املنطقة باعتبار‬ ‫سوريا الداعم األساسي للمقاومة في املنطقة‬ ‫والدفاع عن احلق وقضايا األمة العربية‪.‬‬ ‫وأيضا ً العدوان على سوريا هو حلقة من‬ ‫مشروع استعماري‪ ،‬إعتقد أصحابه بأن الفرصة‬ ‫سانحة على ضوء األحداﺙ التي عصفت‬ ‫باملنطقة‪ ،‬وأرادوا تصفية حساباتهم مع سوريا‬ ‫ألنها دولة ممانعة ومقاومة ‪ ،‬وبالتالي املهيمنة‬ ‫على املنطقة‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ﻣﺤﻮﺭ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺟﺒﻬﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬ ‫ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﺃﺛﺒﺖ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ‪ ،‬ﺃﻧﻪ ﺭﻗﻢ ﺻﻌﺐ ﺃﺛﺒﺖ‬ ‫ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺟﺪﻭﺍﻩ ﻭﺗﺮﺟﻢ ﺧﻄﻄﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ‬ ‫ﻭﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻓﻌﺎﻝ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺜﺎﺭ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﻛﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻭﺃﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺑﹸﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ؟‬ ‫األسس التي بني عليها محور املقاومة هي‬ ‫األسس واملفاهيم التي زرعت في فكر وعقيدة‬ ‫كل مواطن شريف وهي التشبث باألرﺽ والدفاع‬ ‫عنها واإلﳝان بعودة احلقوق الضائعة إلى أصحابها‬ ‫واستنصار الضعيف حتى يحصل على حقه‬ ‫أينما كان في هذا العالم‪.‬‬ ‫وﻇهر مدﻯ قوة وصالبة محور املقاومة من‬ ‫خالل تطور األحداﺙ والوقائع امليدانية‪ ،‬ﹼ‬ ‫وتأكد بأن‬ ‫محور املقاومة هو جبهة واحدة متكاملة وتعززت‬ ‫قدراته وهو يقوم بواجباته في حماية األرﺽ‬ ‫والشعب وانتزاع احلقوق وصون كرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫وإستهداف سوريا يعني استهداف قضايا‬ ‫األمة‪ ،‬وقضية اإلنسان العربي الذي يعيﺶ بحرية‬ ‫وكرامة‪ ،‬وحرية الوطن واملواطن ال ﳝكن فصلهما‪،‬‬ ‫وبالتأكيد فﺈن احلرب الرعناء التي ﹸ‬ ‫شنﹼت ضد‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫غالف‬ ‫سوريا ستؤ ﹼثر على قضايا أمتنا ومنها القضية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫وهدف األعداء هو استهداف املواقف السورية‬ ‫املدافعة عن قضايا األمة بشكل عام والقضية‬ ‫الفلسطينية بشكل خاﺹ ورغم هول األزمة‬ ‫مازلنا نؤكد ونساند وندعم إخوتنا في فلسطني‬ ‫وكل حر شريف في الوطن العربي‪.‬‬ ‫وأيضا ً استهداف سوريا هو استهداف للدول‬ ‫التي وقفت الى جانب سوريا من األصدقاء‬ ‫واحللفاء‪ ،‬وفي مقدمتها إيران وروسيا والصني‪،‬‬ ‫والقضايا في العالم متصلة وتتأثر ببعضها‬ ‫البعﺾ‪ ،‬وهذا يعني أن سوريا وانتصارها بوابة‬ ‫لعالم جديد إلرساء معادالت وتوازنات جديدة‪.‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻬﺎ؟‬ ‫أوهموا الشعب في العالم العربي بربيع عربي‬ ‫رسموﻩ فتح ﹼول املشهد إلى دمار عربي وتشتت‬ ‫وانهيار‪ ،‬هناﻙ الكثير من املواطنني العرب أدركوا‬ ‫ويدركون حتى اﻵن خطورة هذﻩ املؤامرة وبدأوا‬ ‫العمل على إعادة حساباتهم طبعا ال ﳝكن‬ ‫إهمال دور التضليل اإلعالمي بتأثيرﻩ السلبي‬ ‫الذي شوﻩ احلقائق‪ ،‬لذلﻚ أؤكد على أهمية‬ ‫األعالم بنقل احلقيقة وتوضيح احلقائق‪ .‬وفي‬ ‫النتائﺞ خسر العالم العربي ماديا ً واقتصاديا ً‬ ‫واجتماعياً‪ ،‬واخلاسر األكبر املواطن العربي ودورﻩ‬ ‫اإلنساني واحلضاري‪ ،‬وهي عملية مبرمجة‪ ،‬دفع‬ ‫العالم العربي أثمانها‪ ،‬وتداعياتها ستكون كبيرة‬ ‫بالتأكيد‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺃﺯﻣﺘﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﳊﻮﺍﺭ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺣﻞ‬ ‫ﻗﺎﺩﻡ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﻭﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﺿﺪ ﺳﻮﺭﻳﺎ؟‬ ‫احلوار البناء واملصاحلات الوطنية‪ ،‬فاألسس ال‬ ‫يضعها إال السوريون أنفسهم فهم قادرون على‬ ‫حل األزمة والوقوف ضد هذﻩ املؤامرة‪.‬‬ ‫وبداية احلل هو في ﲢقيق حوار »سوري ‪-‬‬ ‫سوري«‪ ،‬واألولوية فيه حماية الوطن ووضع جميع‬ ‫اإلمكانيات املتاحة ﶈاربة اإلرهاب‪.‬‬ ‫واحلل أيضا ً يجب أن يكون دون أي تدخل خارجي‬ ‫أو فرﺽ أجندة خارجية و يعتمد على احلوار بني‬ ‫السوريني أنفسهم وﳒاﺡ هذا احلل متوقف على‬ ‫كل من يؤمن بوحدة سوريا واستقالل قرارها‬ ‫الوطني كطريق إلنهاء األزمة‪.‬‬ ‫وسيكون دور روسيا كشريﻚ في أن تساعد‬ ‫وترعى مبادرات احلوار‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎﹰ‪،‬‬ ‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﺍﳊﺮﺍﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺘﻌﺪﺩ ﺍﳌﺴﺎﺭﺍﺕ؟‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫بالطبع التحرﻙ العسكري وانتصارات اجليﺶ‬ ‫العربي السوري على األرﺽ هو األساس في توجيه‬ ‫احلراﻙ السياسي والدبلوماسي‪ ،‬فالقوة على‬ ‫األرﺽ هي القادرة على تغيير املواقف والقرارات‪.‬‬ ‫واملطلوب تعزيز قدراتنا العسكرية باستمرار‬ ‫ودعم جيشنا بكل مستلزمات القوة‪ ،‬فهو‬ ‫الوحيد القادر على حماية الوطن واملواطنني ودحر‬ ‫األعداء وأدواتهم‪.‬‬ ‫ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﲔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﲔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺝ؟‬ ‫الوطن للجميع والالجئون السوريون هم أبناء‬ ‫هذا الوطن العديد منهم خرج خوفا ً أو ترهيبا ً‬ ‫وهم مرحب بهم وبكل ﹶمن يود العودة الى‬ ‫أحضان الوطن والكثير اليوم يعودون ويتم تسوية‬ ‫أوضاعهم‪.‬‬ ‫ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺗﺸ ﹼﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﺍﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺣﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﳌﺎﺫﺍ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺪﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ‪ ،‬ﻫﻞ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﳌﺪﻯ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﲤ ﹼﺪﺩ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ‪ ،‬ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﻓﻲ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ؟‬ ‫الرئيس األسد وبعد أربع سنوات من األزمة قدم‬ ‫للعالم مثاال ً عن الرئيس الذي أحبه شعبه وآمن‬ ‫به إﳝانا ً مطلقا ً وترجم هذا احلب في اإلستحقاق‬ ‫الرئاسي والسياسة التي انتهجها في تأكيدﻩ‬ ‫على خطورة اإلرهاب والفكر التكفيري‪ ،‬وقد فاجأ‬ ‫ذلﻚ الكثير من املراهنني واخلاسرين واليوم موقف‬ ‫واشنطن اجلديد ما هو إال اعتراف بفكر ومواقف‬ ‫الرئيس بشار األسد والتخوف من مد الفكر‬ ‫التكفيري اإلرهابي الذي ال ﳝكن ضبطه‪.‬‬ ‫وواشنطن لها حساباتها وهي بدأت تخاف‬ ‫متدد اإلرهاب الى مناطق‬ ‫على مصاحلها‪ ،‬بعد أن ﹼ‬ ‫أخرﻯ من العالم‪ ،‬وبالتالي ال ﳝكن قيادة العالم‬

‫‪1٤‬‬

‫الى اﺠﻤﻟهول‪.‬‬ ‫»ﺣﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺣﻞ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻲ«‪ ،‬ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﲔ ﻣﹶﻦ ﻭﻣﹶﻦ؟ ﻫﻞ‬ ‫ﻫﻮ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﲔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻭﺭ ﻣﻌﻬﺎ؟‬ ‫طبعا ً احلل سيكون سوري – سوري بامتياز دون‬ ‫تدخل خارجي‪ ،‬وكما قلت سابقا ً هو حوار بني كل‬ ‫من يؤمن بوحدة سوريا واستقالل قرارها الوطني‪،‬‬ ‫وهذا ما ﹼ‬ ‫أكدته احلكومة منذ بداية األزمة وعملت‬ ‫جاهدة لتطبيقه‪ ،‬فاإلختالف في الرأي ال يفسد‬ ‫للود قضية واملعارضة الوطنية البناءة التي تؤمن‬ ‫باستقالل سوريا مرحب بها على طاولة احلوار‬ ‫وصوال ً إلى احلل‪.‬‬ ‫وهدف احلل السياسي وخطه األساسي هو‬ ‫املصاحلات الوطنية وضرورة إنهاء اإلرهاب وتعزيز‬ ‫سيادة الدولة على كل أراضيها‪.‬‬ ‫ونحن نسير قدما ً في املصاحلات الوطنية‪،‬‬ ‫وقد انتشرت في كل أنحاء الوطن ألن ﹶمن حمل‬ ‫السالﺡ من أبناء الشعب السوري أدرﻙ اﻵن أهمية‬ ‫املصاحلة كحل سوري لﻸزمة والعودة الى حضن‬ ‫الوطن‪ ،‬وإلعادة إعمار سوريا ال بد من تكاتف‬ ‫األيدي رغم اختالف اﻵراء‪ ،‬فمصلحة الوطن فوق‬ ‫كل املصالح‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻧﻰ‬ ‫ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻟﹼﻢ‬ ‫ﻭﺃﺣﺒﻂ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺮﻳﺮ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﹺ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﳊﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻼﺣﻖ؟‬ ‫أقول له املسؤولية كبيرة‪ ،‬ولكن إﳝاني املطلق‬ ‫بأن كل مواطن شريف على امتداد هذا الوطن‬ ‫قادر على ﲢملها‪ ،‬جميعنا تألم وعانى ولكن دائما ً‬ ‫الفرﺡ يخلق بقوة اإلرادة من قلب املعاناة‪.‬‬

‫ﺣﻮﺍﺭ‪ :‬ﺷﻴﺮﻳﻦ ﺳﻴﺪﻭ‬ ‫ﻣﻜﺘﺐ ﺩﻣﺸﻖ‬


‫اإلرهاب التكفيري ‪ ...‬ﺻناعة ﺇستعمارية‬ ‫في توصيف اإلرهاب ال ﳝكن اختزال مضامينه وهي تتغ ﹼير حسب األﳕاط التي‬ ‫تناسب كل مرحلة‪ ،‬وهناﻙ نوع من التعمية حول مفهوم اإلرهاب‪ ،‬الذي قد يأتي‬ ‫على شكل “ثورة” كما حاولت الدول اإلستعمارية تسويقه خالل األحداﺙ التي‬ ‫امت ﹼدت منذ عام ‪ 2011‬وحتى اللحﻈة الراهنة‪ ،‬هذا ال ينفي احلاجة الى التغيير نحو‬ ‫األفضل واستعادة اإلستقالل احلقيقي لعدد من الدول العربية التي راهنت على‬ ‫اجلانب األميركي والغربي في إيجاد تسوية في املنطقة‪ ،‬ﲢفﻆ لﻸنﻈمة املرتهنة‬ ‫ماء الوجه أمام شعوبها‪ ،‬تلﻚ التي وقعت أسيرة املعاهدات وتراجع دورها اإلقليمي‬ ‫واﶈلي بشكل تدريجي الى أن فقدت صالحيتها أمام شعوبها‪ ،‬وكان ال بد من الثورة‬ ‫ﹼ‬ ‫والتحكم ﲟواردها وموقعها ودورها‪.‬‬ ‫احلقيقية إلعادة قرارها‬ ‫وال بد من اجلزم بأن الثورات احلقيقية يستحيل أن تنجح بأسلوب “تسليم املفتاﺡ”‬ ‫بدعم من قوﻯ خارجية‪ ،‬ومثل هذا الفعل ال يستقيم مع واقع احلال وال مع منطق‬ ‫األشياء‪ ،‬وبالتأكيد فالقوﻯ اخلارجية ال تريد إال مصاحلها فقﻂ‪ ،‬وال يصح أن يتصور أحد‬ ‫أنها بعد املصالح تريد ﲢرير الشعب من احتالل أو ﲢقيق تنمية أو تعزيز إستقالله‪.‬‬ ‫املشروع الغربي وهو أميركي – أوروبي‪ ،‬يزحف على خطني وبحركة كماشة على‬ ‫اجلناحني تطوق وﲢاصر‪ ،‬واخلﻂ األول هو خﻂ الفتنة وهو مرئي ومسموع ومحسوس‬ ‫وهدفه إغراق املنطقة في صراع طويل وهو مبني على خطﻂ ومراحل‪ ،‬وقد بدأ يزحف‬ ‫منذ عدة سنوات وعنوانه “صراع إسالمي – إسالمي”‪.‬‬ ‫واخلﻂ الثاني هو اخلﻂ املوازي خلﻂ الفتنة‪ ،‬والذي يزحف بسرعة الفتة حتى يسبق‬ ‫غيرﻩ واملتم ﹼثل بتقسيم املنطقة على طريقة “سايكس – بيكو” مع تعديل تقتضيه‬ ‫املتغ ﹼيرات والوقائع اجلديدة‪.‬‬ ‫واخلرائﻂ اجلديدة ال توزع إرﺙ اخلالفة العثمانية كما فعلت قوﻯ اإلستعمار آنذاﻙ‪،‬‬ ‫ولكنها تترﻙ بعﺾ األدوار للعثمانيني اجلدد تبعا ً للوقائع اجلديدة‪ ،‬من هنا نالحﻆ‬ ‫إحلاﺡ “رجب طيب أردوغان تركيا” على التحالف الغربي األميركي للحصول على‬ ‫منطقة “عازلة أو آمنة” أي اقتطاع جزء من األراضي السورية على طول الشريﻂ‬ ‫احلدودي تصلح ألن تكون حصته املفترضة‪.‬‬ ‫لكن هذﻩ احلسابات سقطت بفضل صمود سوريا ومعها محور املقاومة وما‬ ‫ﹼ‬ ‫شكله من قوة ردع فاعلة في مواجهة مثل تلﻚ املشاريع‪ ،‬يضاف الى ذلﻚ فشل‬ ‫املشروع “اإلخواني” في املنطقة الى غير رجعة‪.‬‬ ‫واخلرائﻂ اجلديدة تبغي توزيع إرﺙ املشروع القومي العربي الذي ﹼ‬ ‫متكن من‬ ‫طرد اإلستعمار الغربي في مرحلة سابقة وحاول أن ﳝﻸ الفراﻍ ولكن ﰎﹼ محاربته‬ ‫واستنزاف قدراته خالل سلسلة من احلروب واألزمات ومن خالل الدور الوﻇيفي الذي‬ ‫أوكل للكيان الصهيوني كحارس ملصالح الدول اإلستعمارية ومعول هدم في جسد‬ ‫األمة العربية ومانعا ً لنهضتها والدور املكمل للقوﻯ الرجعية العربية التي ارتبطت‬ ‫بنيويا ً باملشروع اإلستعماري الغربي مفضلة مصاحلها اﻵنية الضيقة على حساب‬ ‫قضايا األمة بأسرها‪.‬‬ ‫“سايكس – بيكو” األولى‪ ،‬كانت خطا ً على خريطة تصل بني عكا وكركوﻙ‬ ‫وساهمت في نشوء الكيان الصهيوني مع ما رافق ذلﻚ من إرهاب الدول وعصابات‬ ‫القتل املبرمﺞ‪.‬‬ ‫هذﻩ املرة ليس هناﻙ خطا ً فاصالً‪ ،‬وإﳕا هناﻙ مواقع متناثرة‪ ،‬والتقسيم في املرة‬ ‫األولى كان جغرافيا ً وتوزيع أوطان‪ ،‬ولكن التقسيم هذﻩ املرة هو تقسيم موارد‬ ‫ومواقع‪ ،‬وبوضوﺡ ما يجري تقسيمه اﻵن هو أوال ً النفﻂ وفوائضه‪ ،‬مثلما حصل في‬ ‫ليبيا والعراق‪.‬‬ ‫وتطبيق “سايكس – بيكو” اجلديدة هو اإلرهاب الذي مت ﹼثله الدول اإلستعمارية التي‬ ‫جرﻯ توزيع نفﻂ ليبيا عليها ﲟوجب إمتيازات مفروضة ومن خالل نسب أذيعت على‬ ‫املﻸ )لفرنسا ‪“ ٪ 30‬لشركة توتال”‪ ،‬و‪ ٪ 20‬لبريطانيا “شركة بريتﺶ بتروليم”( أي‬ ‫احلصة األقل ألنها أخذت الكثير من نفﻂ العراق‪ ،‬وإيطاليا طالبت بحق مكتسب‬ ‫والشركات األميركية تلح على دخول قائمة الوارثني‪.‬‬ ‫وﰎﹼ تخصيﺺ املواقع من خالل قاعدة لﻸسطول السادس األميركي في طرابلس‬ ‫ومركز مخابراتي في بنغازي‪ ،‬وطبرق لبريطانيا‪ ،‬وإيطاليا ﲢتﺞ بأنها تاريخيا ً تعتبر‬

‫ليبيا منطقة نفوذ لها‪ ،‬وكل هذا وصوت املعارﻙ ال يزال يدوي‪ ،‬وسيل الدماء ال يزال‬ ‫يتدفق‪.‬‬ ‫إرهاب الدول اإلستعمارية بحق فلسطني وقضيتها التي جمعت العرب وم ﹼثلت‬ ‫محور الصراع العربي – الصهيوني عند محطة تاريخية معينة وحتى لو كان ذلﻚ‬ ‫شكالً بالنسبة للدول التي تدور في الفلﻚ األميركي وعمليا ً بالنسبة لسوريا‬ ‫ومصر ودول املواجهة آنذاﻙ‪ ،‬في النهاية بقيت سوريا ومعها محور املقاومة وعمقه‬ ‫إيران‪ ،‬ولكن على مستوﻯ الساحة اﺠﻤﻟتمعية‪ ،‬لكن اإلرهاب مورس مرة أخرﻯ لتطويع‬ ‫األنﻈمة العربية التي ناصبت الكيان الصهيوني العداء‪ ،‬يحاولون تركيعها طوعا ً أو‬ ‫كرها ً للقبول بالوجود الصهيوني واإلعتراف بشرعيته‪ ،‬أي أن فلسطني تﹸذبح مرتني‪.‬‬ ‫وفي ﻇل هذا اإلرهاب يتع ﹼرﺽ الوطن العربي الى متزيق وحدته اجلغرافية واﺠﻤﻟتمعية‪،‬‬ ‫ويجري كل ذلﻚ ﲢت مﻈلة الغرب األميركي وهيمنته وعربدة الكيان الصهيوني‪،‬‬ ‫ويعترف معﻈم العرب بشرعية الكيان ويفاوضونه في محاولة إلسترجاع ما ﳝكن‬ ‫إسترجاعه أو إرجاعه وكأن الغرب صاحب احلق املطلق واإلرادة والهيمنة املطلقة‪ ،‬وال‬ ‫سبيل أمام “العرب” إال القبول‪.‬‬ ‫وجاءت احلركات التي تدعي “اإلسالم” أمثال “داعﺶ” و”النصرة” وغيرها وبشكل‬ ‫عنيف ودموي لتعطي شرعية للنﻈام الرسمي العربي الذي إرتبﻂ بعجلة القوﻯ‬ ‫الغربية وإلعتبارها أهون من هذﻩ احلركات فيما لو أتيحت لها الفرصة أو لو وصلت‬ ‫الى سدة احلكم وأعطت “شرعية” للكيان الصهيوني في ممارسة إرهابه‪ ،‬والتقى‬ ‫اجلانبان ﲢت املﻈلة األميركية وﲟباركة منها للتصدي لﻺرهاب اجلديد وعملية خلﻂ‬ ‫لﻸوراق‪.‬‬ ‫ال يولد اإلرهاب من فراﻍ بل هو نتاج كل الﻈروف والتراكمات السلبية التي تركت‬ ‫بصماتها على أرﺽ الواقع‪ ،‬هو نتاج احلروب والعدوان واملشاريع اإلستعمارية‪.‬‬ ‫ويبدو اإلرهاب كعارﺽ جديد في الدول اإلستعمارية رغم أنه صنيعتها ويرتد‬ ‫عليها كلما سنحت له الفرصة‪ ،‬إنه كالوباء عابر للحدود وال يحتاج الى إجازة مرور‪،‬‬ ‫وهو يستغل الدين وطهارته‪ ،‬وهو ال دين له في الواقع‪ ،‬وهو ينكر علينا كل مقدساتنا‪،‬‬ ‫ويﹸحرف ويبدع في اختالق الذرائع والنواهي‪ ،‬فهو تكفيري سبيله القتل والدمار‪.‬‬ ‫وفي عصر العوملة‪ ،‬يأخذ اإلرهاب أشكاال ً جديدة‪ ،‬ويصبح الفقر والبطالة واجلوع‬ ‫والقهر والفساد ﲟثابة الناﰋ الفعلي لهذا العصر مع ما يرافق ذلﻚ من أزمات‬ ‫إقتصادية واجتماعية وحروب ال حدود لها‪.‬‬ ‫يتم تسليحه؟‬ ‫والسؤال‪ ،‬من جديد‪ ،‬ما منشأ اإلرهاب و ﹶمن املستفيد منه وكيف ﹼ‬ ‫وما هي أهدافه القريبة والبعيدة؟ كل هذﻩ املفردات ﳒدها في قاموس الدول‬ ‫اإلستعمارية‪.‬‬ ‫اإلرهاب صنيعة تلﻚ الدول وهي املستفيدة على حساب ضحايا أبرياء ال ذنب لهم‬ ‫سوﻯ أنهم وجدوا في عصر القوﻯ الغاشمة عدوة الشعوب‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫وهاب استﻘﺒل فتحعلي‬ ‫وعرﺽ معه األوﺿاع في لﺒنان والمنطﻘة‬ ‫إستقبل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬بعد ﻇهر اليوم‪ ،‬في مكتبه في‬ ‫بيرت‪ ،‬سفير اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية في‬ ‫لبنان محمد فتحعلي‪ ،‬بحضور املستشار األول‬ ‫في السفارة اإليرانية السيد جاويد واملستشار‬ ‫السياسي للوزير وهاب ياسر الصفدي‪.‬‬ ‫تناول اللقاء األوضاع في لبنان واملنطقة‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد‬ ‫خالله اجلانبان على ضرورة دعم اجليوﺵ في لبنان‬ ‫وسوريا والعراق واملقاومة ملواجهة خطر اإلرهاب‬ ‫التكفيري في املنطقة‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء أثنى وهاب على دور “اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية التي ﲢتضن كل حركات‬ ‫املقاومة في املنطقة والتي لم تقصر يوما ً ال‬ ‫في فلسطني وال في لبنان وال في كل األماكن‬ ‫التي كانت حركات املقاومة بحاجة إليها‪،‬‬ ‫تقدم الدعم اليوم لصمود سوريا ولبنان‬ ‫والتي ﹼ‬ ‫والعراق‪ ،‬ولهذﻩ املواجهة الكبيرة التي نخوضها‬ ‫في مواجهة اإلرهاب”‪ ،‬موضحا ً أن “اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية هي أول ﹶمن أدرﻙ اخلطر‬ ‫التكفيري واإلرهابي في املنطقة عندما كانت‬ ‫بعﺾ الدول األوروبية والغربية غارقة في بعﺾ‬ ‫الشعارات الكاذبة والرنانة والتي بدأت تنعكس‬ ‫اليوم سلبا ً عليها عندما كانوا يتحدثون عن‬ ‫تغيير وربيع ومعارضات هذﻩ معتدلة وتلﻚ‬ ‫فتبني بعد كل هذﻩ‬ ‫ليبرالية وما الى ذلﻚ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫التجربة بأن املعركة هنا بني محورين محور‬ ‫إرهابي وآخر يرفﺾ اإلرهاب بقيادة اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية وﲟشاركة اجليوﺵ في‬ ‫املنطقة منها اجليﺶ العراقي والسوري واللبناني‬ ‫الذين يلعبون دورا ً كبيرا ً ويحﻈون بدعم كبير من‬ ‫اﺠﻤﻟهورية اإلسالمية اإليرانية في مواجهة هذا‬ ‫الوحﺶ التكفيري”‪ ،‬مستنكرا ً “كل ما حصل من‬ ‫إرهاب في العالم خاصة في فرنسا في الفترة‬ ‫األخيرة”‪ ،‬متمنيا ً “أن يكون ما حصل حافزا ً لتلﻚ‬ ‫الدول لتعديل سياستها في املنطقة والشروع‬ ‫فورا ً في دعم اجليوﺵ والقوﻯ التي تواجه‬ ‫اإلرهاب وفي طليعتها اجليﺶ السوري والعراقي‬ ‫واللبناني واملقاومة التي لعبت الدور الكبير في‬ ‫مواجهة اإلرهاب على كل الساحات في املنطقة‬ ‫العربية”‪.‬‬ ‫كما متنى وهاب “من بعﺾ الدول العربية‬ ‫الغائبة‪ :‬إما الغائبة عن الوعي وإما الغائبة عن‬ ‫هذﻩ املواجهة‪ ،‬أن تدرﻙ بأن هذا اإلرهاب سيصل‬ ‫إليها أكان عاجالً أو آجالً وعليها أن تدرﻙ بأن‬ ‫هناﻙ ضرورة إلنخراطها في مواجهة هذا اإلرهاب‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب مستقبالً السفير اإليراني في لبنان محمد فتحعلي‬

‫وشريكة في تلﻚ املواجهة ألنها قد تكون إحدﻯ‬ ‫ضحاياﻩ”‪.‬‬ ‫ثمن سفير اجلمهورية اإلسالمية‬ ‫جهته‬ ‫من‬ ‫ﹼ‬ ‫اإليرانية محمد فتحلي تلﻚ الزيارة التي تناولت‬ ‫الكثير من امللفات السياسية ذات اإلهتمام‬ ‫املشترﻙ”‪ ،‬مثمنا ً عاليا ً “املواقف املبدئية والثابتة‬ ‫والراسخة املتخذة من قبل معالي الوزير وهاب‬ ‫ﲡاﻩ كل التطورات السياسية اجلارية على‬

‫‪1٦‬‬

‫الصعيدين اللبناني واإلقليمي خاصة املواقف‬ ‫الراسخة واملبدئية والثابتة في مجال احتضان‬ ‫ومؤازرة نهﺞ املقاومة ومحور املمانعة”‪ ،‬الفتا ً الى‬ ‫الرؤﻯ املشتركة بني اجلانبني‪ ،‬خالل اللقاء‪“ ،‬في‬ ‫أن تكون التطورات السياسية اجلارية من حولنا‬ ‫بالشكل الذي يؤدي الى املزيد من الهدوء واألمن‬ ‫واإلستقرار في ربوع لبنان الشقيق”‪ ،‬متوجها ً الى‬ ‫وهاب بالتهنئة بحلول العام اجلديد‪.‬‬


‫‪...‬وﺯار المفتي دريان‪:‬‬ ‫خطاب المفتي جامﻊ لكل اللﺒنانين‬

‫زار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب‪ ،‬على‬ ‫رأس وفد من مشايخ هيئة العمل التوحيدي‬ ‫وأعضاء املكتب السياسي في احلزب‪ ،‬مفتي‬ ‫اجلمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان‬ ‫في دار اإلفتاء‪ ،‬لتهنئته ﲟنصبه‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال وهاب‪“ :‬أتينا اليوم ملباركة صاحب‬ ‫السماحة”‪ ،‬مثنيا ً على “اخلطاب الذي تفضل به‬ ‫سماحته منذ توليه دار اإلفتاء وهو خطاب كل‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ً “أن صاحب السماحة اليوم‬ ‫اللبنانيني”‪،‬‬ ‫في خطابه يوحد كل املسلمني حول هذا اخلطاب‪،‬‬ ‫الذي ﳝكن أن يكون جامعا ً ليس لكل املسلمني في‬ ‫لبنان فقﻂ‪ ،‬ال بل لكل اللبنانيني”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬بكل صراحة‪ ،‬لقد تابعناﻩ منذ وصوله‬ ‫الى دار الفتوﻯ‪ ،‬تابعنا كل خطاباته حول الوضع‬ ‫اللبناني‪ ،‬والوضع اإلسالمي والوضع العربي‪،‬‬ ‫ما ﹼ‬ ‫دل على أن صاحب السماحة هو صاحب‬ ‫فكر وموقف واضحان‪ ،‬ويحاول إعادة تصويب‬ ‫كل الصراع في املنطقة‪ ،‬وهو أكد لنا وهذا ما‬ ‫أفرحنا بأنه يجب على العرب وعلى املسلمني‬ ‫إعادة تصويب الصراع باﲡاﻩ العدو األساسي‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬والقضية األساسية القدس الذي‬ ‫نرﻯ ما تتحمله اليوم نتيجة العدوان اإلسرائيلي‬ ‫عليها‪ ،‬لذلﻚ نحن نعتبر أن هذا اخلطاب ﳝثل كل‬ ‫املسلمني‪ ،‬كما ﳝثل كل اللبنانيني‪ ،‬باإلضافة الى‬ ‫تأكيد سماحته بأن اإلرهاب قبل أن يكون عدوا‬ ‫لﻶخر هو عدو للمسلمني‪ ،‬وهذﻩ الدار ‪ -‬إن شاء‬

‫وهاب خالل زيارته املفتي دريان على رأس وفد من هيئة العمل التوحيدي‬

‫اﷲ ‪ -‬بوجود صاحب السماحة ستكون دارا ً لكل‬ ‫املسلمني اللبنانيني وغير اللبنانيني‪ ،‬وستكون‬ ‫دارا ً لكل اللبنانيني”‪ ،‬مشددا ً على “قيام مؤسسة‬ ‫جامعة‪ ،‬مؤسسة ﲡمع كل املذاهب اإلسالمية‬ ‫في لبنان وأن تتحول الى مؤسسة حقيقية‪ ،‬وأن‬ ‫تتحول هذﻩ القمة اإلسالمية التي تعقد بني احلني‬ ‫واﻵخر الى مؤسسة حقيقية تبدأ ﲟعاجلة القضايا‬ ‫التي تهم كل املسلمني وتكون بقيادة هذﻩ الدار‬ ‫التي هي السد املنيع في مواجهة اإلرهاب الذي‬ ‫أتى الى املنطقة والذي بدأ يطرق األبواب اللبنانية”‪،‬‬ ‫مشيدا ً ﲟوقف صاحب السماحة من املؤسسة‬ ‫العسكرية التي يعتبرها خطا ً أحمر يجب الدفاع‬ ‫عنه ودعمه لتثبيت األمن واالستقرار في لبنان”‪.‬‬ ‫وردﹼﹰا على سؤال‪ :‬هل تتوقع إجراء انتخابات‬ ‫رئاسية؟ أجاب وهاب‪“ :‬ال أرﻯ أن هناﻙ ﻇروفا ً‬

‫‪17‬‬

‫جدية إلجراء هذﻩ االنتخابات‪ ،‬كنا نحسب حساب‬ ‫املفاوضات اإليرانية ‪ -‬األميركية‪ ،‬التي ﹸمددت‪ ،‬ويبدو‬ ‫بأن هذا األمر سيأخذ وقتا ً أكثر‪ ،‬معتبرا ً أن موضوع‬ ‫اإلنتخابات الرئاسية سيبقى معلقاً‪ ،‬إال إذا أخذ‬ ‫احلوار اللبناني – اللبناني مداﻩ”‪ ،‬داعيا ً ‪ -‬من دار‬ ‫الفتوﻯ ‪ -‬الرئيس سعد احلريري للعودة الى لبنان‬ ‫ألن الوضع اللبناني بحاجة لعودة الرئيس سعد‬ ‫احلريري ألنه يعطي زخما ً كبيرا ً للحوار مع “حزب‬ ‫اﷲ” ومع األطراف اﻵخرين‪ ،‬وهذا احلوار هو حاجة‬ ‫ماسة للبنان وللبنانيني‪ ،‬ويشكل ضمانة وحماية‬ ‫للوضع اللبناني في ﻇل األخطار احلالية‪ ،‬موضحا ً‬ ‫أنه إذا بدأ حوار جدي بني كل األطراف اللبنانية‬ ‫ممكن أن متر اإلنتخابات الرئاسية في ﻇل هذا احلوار‪،‬‬ ‫أما إذا بقيت اخلطوط مقطوعة كما هي اليوم‬ ‫أعتقد بأن اإلنتخابات ستبقى مؤجلة”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫‪...‬وبعد لﻘاﺋه مﻘﺒل‪:‬‬ ‫على مجلﺲ النواب‬ ‫تﺄمين األمواﻝ لدعﻢ الجيﺶ‬

‫زار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يرافقه مستشارﻩ السياسي ياسر‬ ‫الصفدي‪ ،‬نائب رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وزير‬ ‫الدفاع الوطني سمير مقبل في مكتبه في‬ ‫وزارة الدفاع ‪ -‬في اليرزة‪ ،‬تناول اللقاء األوضاع‬ ‫في املنطقة وخاصة مواجهة اإلرهاب‬ ‫ودعم اجليﺶ‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد خالله وهاب »على ضرورة‬ ‫اإلستثمار باألمن«‪ ،‬داعيا ً »كل املسؤولني في‬ ‫السلطتني التشريعية والتنفيذية أن يتجاوبوا‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫مع هذا اإلستثمار‪ ،‬خاصة في مجلس النواب‬ ‫الذي تقع على عاتقه مسؤولية تأمني كل‬ ‫مستلزمات اإلستثمار باألمن«‪.‬‬ ‫وإذ أشاد ﲟواقف دولة الرئيس سمير مقبل‬ ‫في »مواجهة اإلرهاب ودعم اجليﺶ واجلهود‬ ‫التي يقوم بها لتأمني الدعم الالزم للمؤسسة‬ ‫العسكرية لتستطيع مواجهة االرهاب«‪،‬‬ ‫أشار وهاب الى الهبات التي ﹸمنحت للجيﺶ‪،‬‬ ‫داعيا ً »مجلس النواب الى ضرورة تأمني كل‬

‫‪18‬‬

‫األموال الالزمة لهذﻩ املؤسسة ألننا اليوم‬ ‫على أبواب مرحلة دقيقة وخطيرة‪ ،‬ولبنان‬ ‫كما تعرفون مستهدف في هذﻩ املرحلة كما‬ ‫حال دول املنطقة‪ ،‬لذا يجب تأمني كل الدعم‬ ‫الالزم للجيﺶ اللبناني الذي أثبت قدرته‬ ‫بالردع وعلى حماية لبنان«‪.‬‬ ‫كما زار وهاب قائد اجليﺶ جان قهوجي‬ ‫وجرﻯ عرﺽ لﻸوضاع األمنية على الساحة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬


‫‪...‬وﺯار السفير الفلسطيني في لﺒنان‬ ‫زار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير‬ ‫وئام وهاب السفير الفلسطيني في‬ ‫لبنان أشرف دبور‪ ،‬يرافقه مستشارﻩ‬ ‫السياسي ياسر الصفدي ورئيس مجلس‬ ‫األمناء في احلزب عصمت العريضي‪ ،‬في‬ ‫مقر السفارة‪ ،‬في بئر حسن‪ ،‬تناول اللقاء‬ ‫ضرورة االعتراف بالدولة الفلسطينية‬ ‫ووضع اﺨﻤﻟيمات الفلسطينية في لبنان ﹼ‬ ‫أكد‬ ‫وهاب خالله على الوقوف خلف القيادة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬التي ستتوجه الى األﱈ‬ ‫املتحدة لفرﺽ اإلعتراف بها وهي اليوم في‬ ‫مرحلة دقيقة وخطيرة ألن نتنياهو وقيادة‬ ‫العدو تقود معركة حياة أو موت في هذا‬ ‫املوضوع وواضح الضغﻂ الذي متارسه‬ ‫على السلطة الفلسطينية من أجل‬ ‫ذلﻚ”‪ ،‬موضحا ً أهمية الوقوف الى جانب‬ ‫الدولة الفلسطينية في الوقت الذي‬ ‫تواجه احلرب عليها خاصة بعد أن بدأنا‬ ‫نلمس تغيرا ً كبيرا ً في مواقف الكثير من‬ ‫الدول”‪ ،‬مشيدا ً “باخلطوات التي تتم في‬ ‫بعﺾ الدول األوروبية )دول اإلﲢاد األوروبي(‬ ‫عبر بعﺾ البرملانات وبعﺾ احلكومات‬ ‫التي بدأت تتحرر الى حد كبير من الضغﻂ‬ ‫الصهيوني عليها في موضوع فلسطني‬ ‫فبدأت تضغﻂ على حكومتها لضرورة‬ ‫اإلعتراف بالدولة الفلسطينية التي‬ ‫يجب أن تقام وفق قرار املوقف الرسمي‬ ‫الفلسطيني على حدود الـ ‪ ٦7‬ولكن نحن‬ ‫تربينا لنقول على كل فلسطني من البحر‬ ‫الى النهر هكذا نفهم فلسطني وهكذا‬ ‫نعرفها”‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل ﹼ‬ ‫أكد وهاب على‬ ‫حرﺹ السفير دبور في أن تكون اﺨﻤﻟيمات‬ ‫الفلسطينية في لبنان ﲢت سقف‬ ‫القانون والسلطة اللبنانية والسلم‬ ‫األهلي اللبناني‪ ،‬ورفضه والقوﻯ‬ ‫الفلسطينية الوطنية األخرﻯ املتواجدة‬ ‫في لبنان أي تواجد إرهابي داخل اﺨﻤﻟيمات‬ ‫وأي محاولة من البعﺾ ألن تشكل‬ ‫اﺨﻤﻟيمات ملجأ لﻺرهاب‪ ،‬هذﻩ اﺨﻤﻟيمات‬ ‫التي يتواجد فيها شعبنا الفلسطيني‬

‫وهاب خالل زيارته السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور‬

‫يجب أن يكون القرار فيها ملﻚ هذا‬ ‫الشعب وأهلها وقواها الوطنية وليس‬ ‫ملﻚ أي حفنة ﲢاول جر اﺨﻤﻟيمات الى ما ال‬ ‫يريدﻩ لبنان وال تريدﻩ فلسطني”‪ ،‬داعيا ً الى‬ ‫“اإلهتمام باﺨﻤﻟيمات وباحلالة اإلجتماعية‬

‫‪19‬‬

‫للفلسطينيني وعلى األقل تأمني احلد‬ ‫األدنى من اخلدمات لهم‪ ،‬ألنه آن األوان‬ ‫لننﻈر الى هذا املوضوع بهذﻩ الطريقة ال‬ ‫أن نتحدﺙ فقﻂ في موضوع السالﺡ أو‬ ‫اإلرهاب”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫‪...‬وﺇستﻘﺒل الشيﺨين‬ ‫أﺣمد الﻘطان وماهر عﺒد الرﺯاق‬ ‫واستقبل وهاب في مكتبه في بئر حسن‬ ‫الشيخني أحمد القطان وماهر عبد الرزاق‬ ‫بحضور عدد من مشايخ هيئة العمل التوحيدي‬ ‫ومستشارﻩ السياسي ياسر الصفدي ورئيس‬ ‫مجلس األمناء في احلزب عصمت العريضي‪.‬‬ ‫وتناول اللقاء األوضاع اﶈلية واإلقليمية وشؤون‬ ‫إسالمية‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد اجلانبان على أهمية احلوار بني‬ ‫“حزب اﷲ” و”تيار املستقبل” ودعم املؤسسة‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء أثنى وهاب على مواقف الشيخني‬ ‫“املؤيدة للمقاومة والدعوة الى اإلسالم احلقيقي‬ ‫الذي نفهمه‪ ،‬إسالم اﶈبة والتسامح وإسالم‬ ‫رسول اﷲ )ﺹ( وليس اإلسالم األميركي التكفيري‬ ‫الذي نراﻩ اليوم”‪ ،‬داعيا ً الى “مشروع على مستوﻯ‬ ‫األمة ملواجهة الوحﺶ التكفيري الذي سيفتﻚ‬ ‫بهذﻩ األمة إذا استمر على هذﻩ السياسة أو إذا‬ ‫سمحنا له بأن يستمر في تصاعدﻩ احلالي”‪.‬‬ ‫ورحب وهاب “باحلوار بني “حزب اﷲ” و”تيار‬ ‫املستقبل” الذي سيخفف من االحتقان املذهبي‬ ‫ويفتح أفق أخرﻯ لتسوية على الساحة اللبنانية‬ ‫ما سينعكس إيجابا ً على كل األوضاع أكانت‬ ‫أمنية أو سياسية خاصة وأن الوضع يستدعي‬ ‫الوقوف الى جانب اجليﺶ اللبناني الذي يخوﺽ‬ ‫باسمنا جميعا ً املعركة ضد اإلرهاب وضد‬ ‫التكفير”‪ ،‬داعيا ً “للوقوف الى جانب اجليﺶ دون‬ ‫شرط ودون أي مقابل ألن اجليﺶ يدفع الدم اليوم‬ ‫حماية لكل اللبنانيني ونيابة عنهم”‪.‬‬ ‫من جهته ﹼ‬ ‫أكد الشيخ أحمد القطان على‬ ‫أهمية احلوار بني “حزب اﷲ” و”تيار املستقبل”‪،‬‬ ‫الذي ال بد أن يعكس أجواء مريحة بالنسبة‬ ‫للشعب اللبناني‪.‬‬ ‫وإذ أمل أن يكون احلوار ناجحا ً وبناء ويعالﺞ‬ ‫كل اخلالفات التي تأزم مذهبيا ً وسياسيا ً الوضع‬ ‫في لبنان‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد الشيخ القطان وقوفه مع أي‬ ‫حوار لبناني ‪ -‬لبناني من شأنه أن يريح الشارع‬ ‫من الناحية املذهبية والطائفية”‪ ،‬داعيا ً الى دعم‬ ‫املؤسسة العسكرية ألنها الضامن الوحيد‬ ‫ألمن لبنان واستقرارﻩ ووحدته‪ ،‬موضحا ً أن “ما‬ ‫نراﻩ اليوم من التكفيريني واإلرهابيني ال ﳝثل أي‬ ‫طائفة أو مذهب ‪ -‬وخاصة نحن كمسلمني سنﹼة‬ ‫ نعتبر هؤالء خارجني عن اإلسالم ال دخل لهم‬‫بتعاليم ومنهﺞ وسنة محمد )ﺹ(”‪ ،‬داعيا ً جميع‬ ‫اللبنانيني ملواجهة هذا اإلرهاب التكفيري”‪.‬‬ ‫من جهته الشيخ ماهر عبد الرزاق ﹼ‬ ‫أكد على‬ ‫“ضرورة اإلسراع في حل ملف العسكريني‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب مستقبالً الشيخني أحمد القطان وماهر عبدالرزاق‬

‫اﺨﻤﻟطوفني معتبرا ً أن كثرة الطباخني وزحمة‬ ‫املفاوضني من شأنها أن تفسد هذا امللف‬ ‫وﲡعله أكثر تعقيداً‪ ،‬داعيا ً الى أن يكون هذا‬ ‫امللف حصريا ً بيد اللواء عباس ابراهيم الذي‬ ‫هو على دراية ومعرفة مسبقة بهذﻩ اﺠﻤﻟموعات‬ ‫وكيفية التعامل معها والى أهمية وضرورة‬ ‫التعاون الكامل مع اللواء ابراهيم متوجها ً الى‬

‫‪20‬‬

‫السياسيني بعدم التشويﺶ عليه واختراع‬ ‫مفاوضني جدد في هذا امللف ﲟا يضر ﲟصلحة‬ ‫هذا امللف”‪ ،‬مرحبا ً باحلوار القائم بني “حزب اﷲ”‬ ‫وتيار املستقبل ألنه يحصن لبنان ملا له من ضرورة‬ ‫وطنية وحاجة إسالمية لكل الشارع اللبناني‬ ‫آمالً أن يكون حوارا ً بناء منتجا ً صادقا ً وشفافا ً‬ ‫يحل كل األزمات العالقة”‪.‬‬


‫‪...‬وﺷارﻙ في لﻘاء الﻘيادات الحزبية‬ ‫شارﻙ رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في اللقاء الذي‬ ‫جمع عددا ً من القيادات احلزبية والشخصيات الوطنية اللبنانية‪ ،‬بدعوة‬ ‫من رئيس اﺠﻤﻟلس السياسي في “حزب اﷲ” السيد إبراهيم أمني السيد‪.‬‬ ‫بداية‪ ،‬وجه اﺠﻤﻟتمعون التحية لروﺡ فقيد لبنان‪ ،‬دولة الرئيس عمر كرامي‪،‬‬ ‫متوجهني بالعزاء إلى عائلته وإلى اللبنانيني عامة وأهل طرابلس خاصة‪،‬‬ ‫“سائلني املولى أن يتغمدﻩ بواسع رحمته”‪.‬‬ ‫وتباحث اﺠﻤﻟتمعون في ما يجري من تطورات في املنطقة ولبنان وتوافقوا‬ ‫على “ضرورة توحيد اجلهود للمصلحة الوطنية والقومية”‪ ،‬مؤكدين‬ ‫“أهمية مناﺥ احلوار املوجود بني اللبنانيني”‪ ،‬آملني في “أن يؤدي هذا املناﺥ‬ ‫إلى حل األزمات السياسية واألمنية واالقتصادية املوجودة في البلد”‪.‬‬ ‫كما أشار اﺠﻤﻟتمعون “إلى ضرورة ﲢصني لبنان ملواجهة األخطار املتمثلة‬ ‫بالعدو الصهيوني واإلرهاب التكفيري”‪.‬‬ ‫وتوجه اﺠﻤﻟتمعون بالتحية إلى اجليﺶ اللبناني‪ ،‬والقوﻯ األمنية “على‬ ‫تضحياتها في سبيل حفﻆ أمن لبنان وسالمته”‪ ،‬كما أكدوا “رهانهم‬ ‫الدائم على املقاومة‪ ،‬إلى جانب اجليﺶ والشعب‪ ،‬في الدفاع عن لبنان في‬ ‫مواجهة كل األخطار التي ﲢدق به”‪.‬‬

‫‪...‬ومن الجاهلية‪ :‬لتنسيﻖ فعلي بين الجيشين اللﺒناني‬ ‫والسوري والمﻘاومة للﻘضاء على التكفيريين‬

‫أعلن رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام‬ ‫وهاب أن “اجليﺶ اللبناني أثبت مرة جديدة أنه‬ ‫قادر على اتخاذ القرار وعلى حسم املعركة‬ ‫وحماية حدود لبنان عندما يتوفر القرار السياسي‬ ‫والقيادة الشجاعة كما هو حاصل اليوم”‪ ،‬محييا ً‬ ‫اجليﺶ قيادة وعناصر على ﳒاحه في املواجهة‬ ‫التي خاضها في جرود رأس بعلبﻚ خالل اليومني‬ ‫املاضيني”‪ ،‬مقدما ً “التعازي بالشهداء الذين‬ ‫سقطوا ونشد على أيدي اجلنود الذين يسهرون‬ ‫على طول احلدود اللبنانية”‪ ،‬داعيا ً اللبنانيني أن‬ ‫يكونوا مطمئنني بأن لديهم جيشا ً قادرا ً على‬ ‫مواجهة اإلرهابيني وعلى قتلهم ومنعهم من‬ ‫دخول األراضي اللبنانية‪ ،‬الى جانب حلفائه من‬ ‫الشعب اللبناني واملقاومة البطلة التي تساهم‬ ‫في كثير من املناطق في حماية لبنان وكل‬ ‫اللبنانيني وكل املناطق اللبنانية دون استثناء”‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد وهاب‪ ،‬خالل استقباله وفودا ً شعبية من‬ ‫أمت دارته في اجلاهلية‪،‬‬ ‫كافة مناطق وقرﻯ اجلبل‪ ،‬ﹼ‬ ‫أن “املواجهة التي أرادها التكفيريون في رأس‬ ‫بعلبﻚ هي عملية غدر جديدة باجليﺶ‪ ،‬ﲢ ﹼولت الى‬ ‫مواجهة حقيقية دفع فيها اإلرهابيون الثمن”‪،‬‬ ‫متمنيا ً أن “تتط ﹼور تلﻚ املواجهة بﺈﲡاﻩ تنسيق‬ ‫فعلي بني اجليﺶ اللبناني واجليﺶ السوري‬ ‫واملقاومة‪ ،‬ألنه دون هذا التنسيق الفعلي ال ﳝكن‬ ‫القضاء على هذا اخلطر املوجود في هذﻩ املنطقة‬ ‫التي تقع بني احلدود اللبنانية – السورية”‪ ،‬كما‬

‫متنﹼى “على بعﺾ اللبنانيني وبعﺾ املسؤولني‬ ‫اللبنانيني أن يتجاوزوا عقدهم الشخصية‬ ‫والسياسية ويسمحوا للجيﺶ اللبناني أو‬ ‫يشجعوا اجليﺶ اللبناني على التنسيق مع‬ ‫اجليﺶ السوري واملقاومة إلنهاء هذﻩ البؤرة التي‬ ‫ستبقى مصدر تهديد للبنان إذا بقي التعاطي‬ ‫معها بهذﻩ الطريقة وال يجوز أن يبقى اجليﺶ‬ ‫بالنتيجة مستنفرا ً بدرجة عالية باستمرار على‬ ‫احلدود إنتﻈارا ً لهجوم أو خرق من هنا أو هناﻙ”‪.‬‬ ‫وأشار وهاب الى موضوع طرابلس‪“ ،‬حيث‬ ‫انتقلنا من مشكلة أمنية الى مشكلة‬ ‫إنسانية”‪ ،‬داعيا ً الى إطالق سراﺡ املوقوفني ﲟا‬

‫‪21‬‬

‫فيهم قادة اﶈاور إذا لم يكن أحد منهم متورطا ً‬ ‫في قتل مباشر لعناصر اجليﺶ أو ألبرياء آخرين”‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ً أهمية القيام ﲟصاحلة حقيقية في‬ ‫ً‬ ‫طرابلس‪ ،‬داعيا “تيار املستقبل والرئيس ﳒيب‬ ‫ميقاتي والوزير فيصل كرامي واألخوة في احلزب‬ ‫العربي الدﳝقراطي الى القيام ﲟصاحلة جدية‪،‬‬ ‫واملبادرة إليها إلراحة طرابلس وأهلها والتي‬ ‫أﻇهر تفجيرا جبل محسن بأنها غير متعثرة‬ ‫أو غير مستحيلة حيث ﻇهر كل التعاطف‬ ‫الوطني والطرابلسي مع أهالي جبل محسن‪،‬‬ ‫ما يجب أن يؤسس الى مصاحلة حقيقية على‬ ‫وجه السرعة”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫وهاب معزياً بوفاة الملﻚ السعودي عﺒدﷲ بن عﺒد العزيز‬

‫شارﻙ رئيس “حزب التوحيد العربي” الوزير وئام وهاب في التعازي‬ ‫بوفاة امللﻚ السعودي عبداﷲ بن عبد العزيز‪ ،‬الذي أقيم في قاعة‬ ‫الرئيس الشهيد رفيق احلريري في مسجد محمد األمني ‪ -‬وسﻂ بيروت‪،‬‬ ‫قدم التعازي لسفير اململكة العربية السعودية في لبنان علي‬ ‫حيث ﹼ‬

‫عواﺽ عسيري وأعضاء السلﻚ الدبلوماسي العامل في السفارة‪.‬‬ ‫سجل املعزين بامللﻚ عبداﷲ‬ ‫ورأﻯ وهاب في كلمته التي دونها في ﹼ‬ ‫أن‪“ :‬بفقدانه تخسر أمتنا العربية واإلسالمية قائدا ً كبيرا ً بقي على‬ ‫إلتزاماته ﲡاﻩ أمته وشعبه”‪.‬‬

‫وهاب ﻗدﻡ واجﺐ العزاء على رأس وفد بالرﺋيﺲ الراﺣل عمر كرامي‬

‫تقاطرت الوفود الرسمية والشعبية الى قاعة‬ ‫املؤمترات في معرﺽ رشيد كرامي الدولي في‬ ‫طرابلس‪ ،‬لتقدﱘ واجب العزاء بالرئيس الراحل‬ ‫عمر كرامي‪ ،‬حيث تقبل التعازي شقيقه معن‬ ‫وﳒالﻩ خالد وفيصل عمر كرامي‪ ،‬الرئيس ﳒيب‬ ‫ميقاتي وافراد العائلة‪.‬‬ ‫وقد حضر معزيا ً الوزير وئام وهاب على راس‬ ‫وفد من حزب التوحيد العربي وهيئة العمل‬ ‫التوحيدي‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪22‬‬


‫وهاب خﻼﻝ لﻘاء تضامني مﻊ الشيﺦ سلمان‪:‬‬ ‫الفتنة لن تحدﺙ وﻗدرنا اإلنتصار‬

‫شارﻙ رئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬بلقاء علمائي وسياسي‬ ‫حاشد تضامنا ً مع أمني عام جمعية‬ ‫البحرينية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫»الوفاق«‬ ‫املعارضة سماحة الشيخ علي‬ ‫سلمان‪ ،‬الذي اعتقل بقرار مجنون من‬ ‫السلطة البحرينية‪.‬‬ ‫وأقيم اللقاء في مطعم الساحة –‬ ‫طريق املطار‪ ،‬بحضور نائب األمني العام لـ‬ ‫»حزب اﷲ« الشيخ نعيم قاسم‪ ،‬املتحدﺙ‬ ‫باسم املعارضة البحرينية الشيخ حسن‬ ‫سلطان‪ ،‬املفتي اجلعفري املمتاز الشيخ‬ ‫أحمد قبالن‪ ،‬الشيخ ماهر حمود‪ ،‬وعدد‬ ‫من الشخصيات السياسية والدينية‬ ‫وحشود شعبية‪.‬‬ ‫وكانت لوهاب كلمة توجه فيها الى‬ ‫ملﻚ البحرين حمد بن عيسى آل خليفة‬

‫قائالً‪» :‬قدرﻙ السقوط أمام قرار الشعب‬ ‫في البحرين‪ ،‬لن ينقذﻙ أحد أو يدعمﻚ‬ ‫ﹶملﻚ هو بحاجة لدعم‪ ،‬فﺈرادة شعبنا‬ ‫أقوﻯ‪ ،‬وبالتﻈاهر السلمي ستسقطﻚ‬ ‫البحرين ولن تفيدكم خطتكم إلنقاذ‬ ‫عرشكم«‪.‬‬ ‫ورأﻯ وهاب أن »البحرين ستنتصر‬ ‫وكذلﻚ العراق وسوريا«‪ ،‬معتبرا ً أنه »طاملا‬ ‫في هذﻩ األمة شخﺺ كاألمني العام لـ‬ ‫»حزب اﷲ« السيد حسن نصراﷲ لن‬ ‫ﲢدﺙ الفتنة وقدرنا اإلنتصار«‪.‬‬ ‫وختم وهاب كلمته قائالً‪» :‬الى احلر ﹼية يا‬ ‫شيخ علي مهما طال الزمن والى مزابل‬ ‫التاريخ أيها احلكام الﻈالم«‪ ،‬مقدما ً ﲢيته‬ ‫للشيخ سلمان في سجنه والشعب‬ ‫البحريني في سجنه األكبر‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬دعا نائب األمني العام لـ‬

‫‪23‬‬

‫»حزب اﷲ« الشيخ نعيم قاسم »الى‬ ‫اإلفراج الفوري عن الشيخ علي سلمان‬ ‫وعن القيادات والنساء وشعب البحرين‬ ‫املوجود في سجون احلكم الطاغي‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ً أن »شعب البحرين‬ ‫هناﻙ«‪،‬‬ ‫هو في اخلﻂ املقاوم وكان يقف الى‬ ‫جانب القضية الفلسطينية ودفع‬ ‫ثمنا ً لتأييد هذﻩ القضية«‪ ،‬متوجها ً‬ ‫لنﻈام البحرين بالقول »عندما أدخلتم‬ ‫الشيخ سلمان الى السجن بدأت‬ ‫حريته احلقيقية التي ستبقى نورا ً‬ ‫وعلﹶما ً ال تستطيعون ﲡاوزﻩ وخير لكم‬ ‫أن تستدركوا ألنه ملصلحة اجلميع‬ ‫ومصلحة شعب البحرين«‪.‬‬ ‫وكانت كلمات دعت النﻈام البحريني الى التوقف‬ ‫عن اإلستبداد والعودة الى احلوار وإنصاف الناس‪،‬‬ ‫كما دعت لﻺفراج الفوري عن الشيخ سلمان‪.‬‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫مفوﺿية السيدات في ﺣزب التوﺣيد العربي و ّﺯعت الهدايا‬ ‫بمناسﺒة عيدي الميﻼد ورأس السنة‬

‫برعاية وحضور رئيسة املؤسسة التوحيدية‬ ‫اجلميع باخلير والبركة‪ ،‬نتمنى أن تكون السنة‬ ‫للخدمات االجتماعية السيدة لني وهاب‪ ،‬وﲟناسبة‬ ‫املقبلة سنة محبة ويسر وبحبوحة‪ ،‬كما نأمل‬ ‫حلول عيدي امليالد ورأس السنة‪ ،‬ﹼ‬ ‫نﻈمت مفوضية‬ ‫يعم الفرﺡ واالستقرار واألمن الوطن العربي‬ ‫أن‬ ‫ﹼ‬ ‫السيدات في حزب التوحيد العربي إحتفاالً‪ ،‬في‬ ‫عامة ولبنان خاصة‪ ،‬على أن تتكاتف اجلهود لبناء‬ ‫مركز احلزب في اجلاهلية‪ ،‬وزﹼع خالله »بابا نويل«‬ ‫وطن مزدهر متقدم هدفه وحدة الكلمة ورﺹ‬ ‫الهدايا على األطفال واألغطية على احلاضرين‪،‬‬ ‫الصفوف ملواجهة أي خطر يريد النيل من وحدتنا‬ ‫على أنغام موسيقى وأغاني العيد التي أضافت‬ ‫وإرادتنا ألننا شعب يؤمن باحلرية وبأن الوطن‬ ‫جوا ً من الفرﺡ وأدخلت البهجة والسعادة الى‬ ‫جلميع أبنائه«‪.‬‬ ‫وتابع‪» :‬نحن في حزب التوحيد العربي يدنا ممدودة‬ ‫قلوب األطفال‪.‬‬ ‫جلميع األفرقاء للتعاون ﲟا فيه مصلحة بناء الوطن‪،‬‬ ‫حضر االحتفال كل من أمني الداخلية الرفيق‬ ‫وهذا ما تعلمناﻩ في مدرستنا التوحيدية التي يقود‬ ‫هشام األعور‪ ،‬ورئيس الرابطة األدبية االجتماعية‬ ‫مسيرتها قائدنا املناضل الرفيق وئام وهاب ‪ -‬أطال‬ ‫اخليرية في اجلاهلية األستاذ نبيه العياﺹ‪ ،‬وعدد‬ ‫اﷲ بعمرﻩ ‪ -‬ألننا به انتصرنا في معركة استعادة‬ ‫من األصدقاء واملناصرين‪.‬‬ ‫اجلاهلية‬ ‫في‬ ‫الشباب‬ ‫ملفوﺽ‬ ‫تخلل اإلحتفال كلمة‬ ‫الكرامة وإثبات الوجود«‪.‬‬ ‫الرفيق جهاد أبوذياب يلقي كلمته‬ ‫رحب خاللها باحلضور مهنئا ً‬ ‫وفي اخلتام توجه أبوذياب بالشكر الى كل ﹶمن‬ ‫الرفيق جهاد أبوذياب ﹼ‬ ‫اجلميع بحلول عيدي امليالد ورأس السنة‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫شاركهم فرحة العيد والى مفوضية السيدات‬ ‫»يسرني اليوم أن أقف أمامكم متحدثا ً باسمي وباسم رفاقي في جلهودها الدائمة في إقامة املناسبات التي ﲡمع اجلميع في أجواء من‬ ‫حزب التوحيد العربي‪ ،‬في مناسبة حلول العام اجلديد أعادﻩ اﷲ على الفرﺡ والسعادة واﶈبة«‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪2٤‬‬


‫مفوﺿية الجاهلية للسيدات ّ‬ ‫نﻈمت دورة تمريضية‬

‫ﲢت عنوان “التمريﺾ رسالة إنسانية”‪ ،‬ﹼ‬ ‫نﻈمت مفوضية‬ ‫اجلاهلية للسيدات في حزب التوحيد العربي‪ ،‬دورة متريضية‪،‬‬ ‫في مركز احلزب في اجلاهلية‪ ،‬هدفت من خاللها الى جمع أكبر‬ ‫عدد ممكن من الشباب والشابات للتمرس بالعمل التمريضي‪،‬‬ ‫ليكونوا على جهوزية تامة عند قيامهم بواجبهم اإلنساني‬ ‫حيال حدوﺙ أي طارﺉ‪.‬‬ ‫واستكماال ً لهذﻩ الدورة أقامت املفوضية حملة فحﺺ‬ ‫لفئات الدم‪ ،‬ليكون لديها أرشيفا ً بجميع فئات الدم‬ ‫إلستخدامها عند احلاجة‪.‬‬ ‫وفي ختام الدورة ﰎﹼ توزيع شهادات على املشاركني‬ ‫واملشاركات في الدورة‪ ،‬بحضور أمني الداخلية واإلعالم في‬ ‫احلزب الرفيق هشام األعور ‪ ،‬فكان كلمة ملفوضية اجلاهلية‬ ‫للسيدات ألقتها املفوضة ندﻯ أبوذياب ﹼ‬ ‫أكدت فيها على‬ ‫أهمية هذا النوع من النشاطات ليكون اجلميع على جهوزية‬ ‫تامة ما ﳝكنهم القيام بواجبهم اإلنساني عند أي طارﺉ قد‬ ‫يحدﺙ‪ ،‬متوجهة بالشكر الى أمانة الداخلية مثنية على‬ ‫جهودها الدائمة للقيام بجميع النشاطات التي تفيد اﺠﻤﻟتمع‪،‬‬ ‫كما توجهﹼ ت بالشكر الى الطاقم التمريضي املمثل باملمرﺽ‬ ‫غسان العياﺹ الذي أفاد اجلميع بخبراته التمريضية‪.‬‬

‫بلدية الجاهلية والرابطة األدبية اإلجتماعية الﺨيرية والهيﺌات اإلجتماعية‬ ‫جالت على بلدات بنويتي وسرجﺒاﻝ ووادي بنحليه مهنﺌة باألعياد‬

‫ﲟناسبة حلول عيدي امليالد ورأس السنة اجلديدة‪ ،‬وفي جو‬ ‫من اﶈبة والتﺂلف‪ ،‬قامت بلدية اجلاهلية والرابطة األدبية‬ ‫االجتماعية اخليرية في اجلاهلية‪ ،‬والهيئات اإلجتماعية في‬ ‫البلدة بجولة على بلدات بنويتي وسرجبال ووادي بنحليه‬ ‫للتهنئة بحلول عيدي امليالد ورأس السنة اجلديدة بحضور‬ ‫رؤساء وأعضاء بلديات تلﻚ القرﻯ وهيئاتها اإلختيارية‬ ‫والدينية وروابطها الثقافية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫وألقي خالل اجلولة كلمات ﹼ‬ ‫أكدت على مزيد من التالحم‬ ‫واأللفة واﶈبة والتواصل فيما بني البلدات ما يؤدي الى‬ ‫تطورها وجعلها ﳕوذجا ً للتعايﺶ والتكامل الوطني التي‬ ‫يحتاجها اجلبل في تلﻚ الفترة العصيبة التي ﲢدق بلبنان‬ ‫واملنطقة‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر لبناني‬

‫هل من ﺣلوﻝ لﻸﺯمة اللﺒنانية‬ ‫في العاﻡ ‪۲۰۱٥‬؟‬ ‫إستقبل اللبنانيون العام اجلديد على أمل كبير بأن‬ ‫يحمل إليهم حلوال ً ناجعة رغم التراكمات السلبية‬ ‫وحال األزمة التي تهدد اإلستقرار ومستقبل الوطن‬ ‫على كافة الصعد احلياتية‪.‬‬ ‫وما بني الوقائع املاثلة والتصور املأمول ﳝكن‬ ‫القول‪ ،‬إن أحداﺙ املستقبل هي جزء ال يتجزﹼأ من‬ ‫أحداﺙ املاضي‪ ،‬لكن تاريخ لبنان احلضاري واإلنساني‬ ‫يسمح لنا بأن نستمر في الرهان والقول‪ ،‬بأن لبنان‬ ‫سيخرج من أزماته وسيتغ ﹼلب على أخطارﻩ‪ ،‬وهو الذي‬ ‫وصل الى القرن احلادي والعشرين متجاوزا ً الكثير من‬ ‫العقبات وبعﺾ عوامل الضعف‪ ،‬واليوم ال ﳝكن فصل‬ ‫التداعيات السلبية على لبنان‪ ،‬تلﻚ التي عصفت‬ ‫باملنطقة بسبب حالة الصراع التي تسود املنطقة‬ ‫منذ أن زﹸرع الكيان الصهيوني في جسد األمة وعلى‬ ‫أرﺽ فلسطني‪.‬‬ ‫ولم يكن لبنان حالة طارئة في تاريخ املنطقة‪،‬‬ ‫ألن دورﻩ ﲡاوز إمكانياته وحدودﻩ اجلغرافية الى حدود‬ ‫الفعل والتأثير في أكثر من ساحة‪ ،‬وذلﻚ ملا يتمتع‬ ‫به من أصالة ومفاهيم وطنية واستقاللية في الرأي‬ ‫والقرار تك ﹼرست عبر تاريخه الطويل وبسبب تنوعه‬ ‫الفكري‪ ،‬وتركيبته السكانية‪ ،‬وقدرﻩ أنه كان دائما ً في‬ ‫واجهة األحداﺙ ومؤثرا ً ومتأثرا ً بكل ما يجري حوله‪.‬‬ ‫وعاﺵ لبنان في بداية استقالله بدستور جيد‬ ‫نسبيا ً إذا قيس بدساتير الدول الغربية‪ ،‬وميثاقه‬ ‫الوطني غير مكتوب ولكنه يرمي الى تدعيم صيغة‬ ‫اإلستقالل في نفوس املواطنني‪ ،‬حيث أعلن رسميا ً بأن‬ ‫لبنان ذو وجه عربي‪ ،‬وجاءت األحداﺙ ﹼ‬ ‫لتؤكد بأن لبنان‬ ‫هو ﲟثابة القلب والعقل في ضمير أبناء األمة بسبب‬ ‫ما يتمتع به من قيم وأصالة ومواقف ﹼ‬ ‫أكدت من خالل‬ ‫ﲢمل املسؤولية وبكل‬ ‫التضحيات التي قدمت بأنه ﹼ‬ ‫جدارة وكان عروبيا ً ومقاوما ً بﺈمتياز‪.‬‬ ‫وفي اﺠﻤﻟال املتعلق بالوطنية وداخل إدارة الدولة‬ ‫وبرملانها التمثيلي وحكوماتها املتعاقبة‪ ،‬كثر احلديث‬ ‫عن دور لبنان بسبب حالة اجلدل املستمرة نتيجة‬ ‫التطورات اإلقليمية وحجم اإلستهداف وحيث‬ ‫األخطار تهدد املنطقة بأسرها‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يتك ﹼرر يتعلق بتمثيل إرادة الناخب‬ ‫اللبناني في برملانه‪ ،‬هل هو صحيحا ً وسليماً؟ وما‬ ‫طبيعة القانون اإلنتخابي الذي يسمح بالتمثيل‬ ‫احلقيقي؟‬ ‫وعندما شغر منصب رئيس اجلمهورية منذ ‪ 25‬أيار‬ ‫‪ 201٤‬وحتى اﻵن لم يتوافق أهل الرأي ورؤساء الكتل‬ ‫النيابية على توحيد نﻈرتهم لﻸزمة املصيرية التي‬ ‫فتأجلت جلسات البرملان واحدة‬ ‫ﲢيﻂ بوجود لبنان‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫تلو األخرﻯ‪ ،‬وال تزال تتأجل بﺈنتﻈار توافق إقليمي ودولي‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ينعكس على قرارات النواب كي يخرجوا من أزمتهم‬ ‫برئيس جديد للبالد‪ ،‬يستكمل لبنان به هيكليته‬ ‫الدستورية‪ ،‬بعد أن توزﹼعت صالحيات رئيس اجلمهورية‬ ‫ما بني رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء‬ ‫ومن غير جدوﻯ للبالد‪ ،‬وخالل تطورات إقليمية صعبة‬ ‫وﲢديات خطرة لم تشهدها املنطقة ولبنان من قبل‪.‬‬ ‫اليوم تﻈهر احلاجة املاسة أكثر من أي وقت الى‬ ‫تعديل قانون اإلنتخابات‪ ،‬بﺈﲡاﻩ قانون يسمح بتمثيل‬ ‫حقيقي والتخلﺺ من سيطرة الزعماء املصطنعة‪ ،‬أي‬ ‫البحث عن إجراء قانوني يسمح بﺈزالة الطائفية على‬ ‫مراحل والوصول الى مجلس نيابي أكثر متثيالً إلرادة‬ ‫الشعب وأكثر قدرة على إنتخاب رئيس للجمهورية‬ ‫كي يستطيع التحرﻙ إلنقاذ الدولة‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬ما الذي ﳝنع إتفاق اللبنانيني؟ وملاذا ال‬ ‫ينتخب رئيس من قبل الشعب مباشرة؟ وهذا أيضا ً‬ ‫يخدم إضعاف الطائفية وإلغائها‪ ،‬وهذا السؤال وغيرﻩ‬ ‫برسم النخب احلاكمة واألحزاب جميعها‪ ،‬والسؤال‬ ‫أيضاً‪ ،‬أين اإلرادة الشعبية اجلامعة؟‬ ‫ومنذ إنتهاء والية الرئيس السابق ميشال‬

‫‪2٦‬‬

‫سليمان في أيار املاضي‪ ،‬ينهمﻚ لبنان بتسيير أعمال‬ ‫مؤسساته الدستورية قدر املستطاع وسﻂ خالف‬ ‫سياسي مستفحل يبقى منصب الرئاسة شاغراً‪،‬‬ ‫إذ يفشل البرملان الذي ينتخب الرئيس في ﲢقيق‬ ‫النصاب املطلوب لذلﻚ‪.‬‬ ‫ولبنان منذ ذلﻚ احلني دخل في نقاﺵ األنﻈمة‬ ‫اإلنتخابية‪ ،‬النسبية واألكثرية والفردية‪ ،‬وعيوب‬ ‫وإيجابيات تلﻚ القوانني وتطابقها وطبيعة النﻈام‬ ‫السياسي وصيغته الطائفية‪ ،‬وتوازناته السياسية‪،‬‬ ‫فبات حساب النتائﺞ يغلب حساب القانون‪ ،‬الى أن‬ ‫برز قانون جديد بﺈسم “القانون األرثوذوكسي” الذي‬ ‫يطالب بانتخاب الطوائف ملرشحيها‪ ،‬ما أعاد خلﻂ‬ ‫األوراق وأطاﺡ بالقوانني املطروحة وحصل التمديد‬ ‫للمجلس النيابي على أساس الضرورة شرط إعداد‬ ‫قانون جديد لﻺنتخابات‪ ،‬إال أن ما خلصت إليه اللجنة‬ ‫األخيرة من قانون مختلﻂ بني النﻈامني األكثري‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكل مخرجا ً مؤقتا ً لتسوية تضمن‬ ‫والنسبي‪،‬‬ ‫استمرار الواقع احلالي للنﻈام السياسي على ما هو‬ ‫عليه‪ ،‬إالﹼ أن تأجيل البث بالقانون الى ما بعد انتخاب‬


‫رئيس جديد للجمهورية‪ ،‬يعيد ربﻂ امللفات ببعضها‬ ‫وترحيلها الى التسوية الكبرﻯ وتوازناتها اجلديدة‪،‬‬ ‫وهذا ما جعل البرملان ﳝ ﹼدد لنفسه والية ثانية من‬ ‫أربع سنوات على أن تنتهي والية النواب املمددين‬ ‫ألنفسهم قسرًا في العام ‪ ،2017‬أما املبرر فكان عدم‬ ‫القدرة على إجراء انتخابات نياب ﹼية بسبب الوضع‬ ‫األمني الدقيق في لبنان‪.‬‬ ‫أضف الى ملف العسكريني اﺨﻤﻟطوفني في جرود‬ ‫عرسال الذي رﹸ ﹼحل بدورﻩ الى العام احلالي‪.‬‬

‫إنتشار اجليﺶ اللبناني في عرسال‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ٢٠١٥‬ﻭﺣﻠﻮﻝ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ؟!‬ ‫وفي ﻇل تكثيف التحركات الداخلية واخلارجية من‬ ‫أجل التوصل الى حلول لﻸزمات اﺨﻤﻟتلفة وخصوصا ً‬ ‫على صعيد اإلنتخابات الرئاسية وحماية اإلستقرار‬ ‫الداخلي وتشكيل حكومة جديدة وإجراء اإلنتخابات‬ ‫النيابية بعد اإلتفاق على قانون إنتخابي جديد‪ ،‬إنتهى‬ ‫العام ‪ 201٤‬بﺈنطالقة إيجابية للحوار بني “حزب‬ ‫اﷲ” وتيار “املستقبل” والتحضير للحوار بني احلزب‬ ‫وحزب الكتائب‪ ،‬كما استمرت التحضيرات من أجل‬ ‫عقد لقاء بني العماد ميشال عون ورئيس “القوات‬ ‫اللبنانية” سمير جعجع بعد أن حصلت عدة لقاءات‬ ‫متهيدية بني مسؤولني عونيني ومسؤولني في القوات‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫وﲟوازة ذلﻚ تتكثف التحركات اإليرانية والفرنسية‬ ‫والسعودية والروسية من أجل التوصل الى حلول‬ ‫لﻸزمة اللبنانية‪ ،‬حماية لﻺستقرار األمني والداخلي‬ ‫وتخفيف أجواء التشنﺞ العام وخصوصا ً على صعيد‬ ‫العالقات السنية – الشيعية‪ ،‬والتحضير إلجراء‬ ‫اإلنتخابات الرئاسية بعد التوافق على رئيس يحﻈى‬ ‫ﲟوافقة جميع األطراف األساسيني‪.‬‬ ‫وتنقل املصادر الدبلوماسية أن فرنسا‪ ،‬وفي‬ ‫مقاربتها للشأن اللبناني املستعصي حاليا ً على‬ ‫احللول‪ ،‬تأمل أن يؤدي حوار تيار “املستقبل” و”حزب‬ ‫اﷲ” من جهة‪ ،‬و”القوات اللبنانية” و”التيار الوطني‬ ‫احل ﹼر” من جهة ثانية‪ ،‬إلى نتائﺞ إيجابية‪ .‬واعتبرت أن‬ ‫أي تق ﹼدم في احلوار يسهﹼ ل البدء بطرﺡ ﹼ‬ ‫حل متكامل‬ ‫لﻸزمة اللبنانية‪ ،‬وتلفت املصادر الدبلوماسية أن ما‬ ‫تريدﻩ فرنسا هو “اتفاق دوحة”‪ ،‬وإﳕا في لبنان هذﻩ امل ﹼرة‪،‬‬ ‫عبر جمع احلوارين اإلسالمي واملسيحي ضمن حوار‬ ‫وطني شامل‪ ،‬األمر الذي يدل على أن العام ‪ 2015‬قد‬ ‫يحمل مؤشرات إيجابية للتوصل الى حلول ﺨﻤﻟتلف‬ ‫األزمات ما لم ﲢصل تطورات غير تقليدية كقيام‬ ‫العدو الصهيوني بحرب جديدة‪ ،‬والتي حاول فتحها‬ ‫من اجلوالن من خالل عدوان القنيطرة على سيارتني‬ ‫لـ “حزب اﷲ” سقﻂ خالله ستة مقاومني في “حزب‬ ‫اﷲ”‪ ،‬من بينهم جهاد إبن الشهيد عماد مغنية‪ ،‬ما‬ ‫ﹼ‬ ‫سيشكل نقطة ﲢول في الصراع املفتوﺡ بني “حزب‬ ‫اﷲ” و”إسرائيل”‪ ،‬إذ م ﹼثل اإلعتداء اإلسرائيلي على‬ ‫القنيطرة السورية‪ ،‬عالمات استفهام كبيرة حول‬ ‫دخول العامل اإلسرائيلي على خﻂ الصراع اجلاري في‬

‫سوريا‪ ،‬وتداعيات ذلﻚ على الساحة اللبنانية التي‬ ‫دخلت مرحلة بالغة احلساسية أمنياً‪ ،‬على الرغم‬ ‫من مناخات احلوار والتوافق القائمة بني كافة القوﻯ‬ ‫السياسية‪ ،‬بهدف تهدئة الساحة الداخلية‪ ،‬والعمل‬ ‫ملواجهة التحديات األمنية الناجمة عن استهداف‬ ‫لبنان من قبل اإلرهاب‪ :‬فمسلسل التفجيرات الذي‬ ‫عاد بقوة بعد تفجيري جبل محسن‪ ،‬والكشف عن‬ ‫ﹼ‬ ‫مخططات إرهابية إلثارة الفتنة وضرب‬ ‫سلسلة‬ ‫الهدوء الذي تنعم به الساحة اللبنانية‪ ،‬تزامن مع‬ ‫تط ﹼورات دراماتيكية تشهدها املنطقة‪ ،‬وتصاعد في‬ ‫موجة اإلرهاب التي طالت أوروبا‪ ،‬فيما يستمر الصراع‬ ‫عنيفا ً على الساحتني السورية والعراقية‪.‬‬ ‫وما يجري في عرسال حاليا ً هو ﲟثابة ناقوس اخلطر‬ ‫ملا ﳝكن أن يصبح عليه لبنان إن لم تسارع احلكومة‬ ‫اللبنانية والقوﻯ السياسية اللبنانية الى معاجلته‬ ‫بالتي هي أحسن حتى ال يصبح لبنان جزءا ً من‬ ‫املشكلة أو احلريق املشتعل من دمشق إلى املوصل‪.‬‬ ‫وهذا األمر إذا لم يتم التعامل معه بالتنسيق‬ ‫بني اجليشني اللبناني والسوري واملقاومة‪ ،‬فهو أقرب‬ ‫وصفة إلى اخلراب في لبنان‪ ،‬الذي بدأ عامه اجلديد‬ ‫مع تفجيرين إلنتحاريني في جبل محسن‪ ،‬هزﹼا األمن‬ ‫في طرابلس بعد إستقرار عرفته منذ تطبيق اخلطة‬ ‫األمنية فيها في أيار من العام ‪.201٤‬‬ ‫لقد حقﹼ ق اجليﺶ اللبناني إﳒازات أمنية وعسكرية‬ ‫رفعه الى مستوﻯ متق ﹼدم من الثقة التي حﻈي‬ ‫بها من الشعب اللبناني‪ ،‬كما من اﺠﻤﻟتمع الدولي‬ ‫والعالم العربي‪ ،‬فتدفقت عليه املساعدات والهبات‬ ‫لتسليحه وتعزيز قدراته في محاربته لﻺرهاب‪ ،‬إذ أثبت‬ ‫قدرته بني اجليوﺵ التي ﲢارب هذﻩ الﻈاهرة العاملية‪ ،‬أن‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكل الضمانة‬ ‫املؤسسة العسكرية ﳒحت في أن‬ ‫للسلم األهلي‪ ،‬بتنفيذ اخلطﻂ األمنية التي وضعت‬ ‫لعدد من املناطق بقرار سياسي‪ ،‬وهذا ما ساهم في‬ ‫أن يحﻈى لبنان باإلستقرار‪.‬‬ ‫وال ﳝكننا ﲡاهل الوضع اإلقتصادي الذي وصل‬ ‫إليه لبنان في العام ‪ 201٤‬من اقتصاد منهﻚ بسبب‬ ‫األزمات السياسية املتتالية منذ تسع سنوات‬ ‫وتداعيات الثورة السورية‪ ،‬التي بدأت في ‪ ،2011‬إذ‬ ‫بلغت خسائر لبنان بفعل األزمة السورية ‪ ٪11‬في‬

‫‪27‬‬

‫حني ال تتجاوز الـ ‪ ٪1,5‬في كل من تركيا ومصر واألردن‪،‬‬ ‫ويتﹸو ﱠقع أن يصبح ما بني ‪ 220‬و‪ 320‬ألف مواطن لبناني‬ ‫عاطلني عن العمل في ‪.2015‬‬ ‫كذلﻚ ويتوقع أن يبقى العجز في املالية العامة في‬ ‫مستوﻯ نهاية ‪ ،2013‬عند ‪ ٪9,3‬من الناﰋ اﶈلي اإلجمالي‬ ‫نتيجة تكاليف اللجوء السوري‪ ،‬إذ بلﻎ عدد الالجئني‬ ‫السوريني إلى لبنان ‪ 1,5‬مليون شخﺺ‪ ،‬ما يعادل حوالى‬ ‫ثلث سكان البالد‪ ،‬وفق تقديرات البنﻚ الدولي‪.‬‬ ‫وأمام هذا الوضع املأزوم‪ ،‬اضطر البرملان للتجديد‬ ‫لنفسه‪ ،‬فال املؤسسة العسكرية وال القوﻯ األمنية‬ ‫ﲟقدورها في ﻇل الوضع الداخلي املشحون بالتوتر‬ ‫تأمني إجراء انتخابات تشريعية تتسم باحلد األدنى من‬ ‫األمن ومن النزاهة والشفافية‪ ،‬هذا بصرف النﻈر عن‬ ‫حاجتنا املاسة لتشريع قانون انتخابي جديد‪.‬‬ ‫ويبدو الوضع املعيشي لنا خالل العام املنصرم في‬ ‫غاية السوء‪ ،‬فالقطاع السياحي وهو مصدر رئيسي من‬ ‫مصادر الدخل لعشرات ألوف العائالت في خﻂ انحداري‬ ‫واضح‪ ،‬بعد أن أصبح لبنان بلدا ً غير آمن بالنسبة‬ ‫للسياﺡ العرب‪ ،‬واستشرت البطالة فيه‪ ،‬وأصيب‬ ‫القطاع الزراعي بأضرار فادحة لصعوبة التصدير من‬ ‫جهة ولسوء األحوال اجلوية من جهة أخرﻯ‪.‬‬ ‫في عام ‪ 201٤‬باتت اجلمهورية بال رأس وقامت‬ ‫حكومة بـ ‪ 2٤‬رأساً‪ ،‬وأكمل مجلس النواب عملية‬ ‫التمديد لنفسه‪ ،‬ولكن استحال انتخاب رئيس‬ ‫للدولة بني مرشح معلن وآخر مضمر وآخرين ينﻈرون‬ ‫وينتﻈرون‪ ،‬كما هي سنة العسكريني اﺨﻤﻟطوفني الذين‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكلون مأزقا ً وطنيا ً عاما ً ال يعرف أحد سبل اخلالﺹ‬ ‫منه خصوصا ً بعدما تشعبت سبل التفاوﺽ حكوميا ً‬ ‫وتبرع بعﺾ املشايخ لغايات غير مكشوفة حتى‬ ‫الساعة دون الوصول الى بريق أمل يعطي ألهاليهم‬ ‫الطمأنينة حول مصيرهم‪ ،‬والهيبة الضائعة واألمن‬ ‫املهزوز‪ ،‬فضالً عن كونها السنة التي قيل فيها أخيرا ً‬ ‫للرعايا اللبنانيني أن الفساد املستشري في ربوعهم‬ ‫لم يسلم منه ما يأكلون ويشربون ويسكنون ناهيﻚ‬ ‫بالهواء الذي يتنشقون!‬ ‫فهل يكون العام ‪ 2015‬عام احللول؟‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫تحديات الواﻗﻊ العربي‬ ‫في التوﺻيﻒ‪ ...‬أين األفعاﻝ؟‬ ‫ﳝر عاملنا العربي أمام أخطر مراحل تاريخه‪،‬‬ ‫ونحن أمام موقف صعب وغير مسبوق‪ ،‬وأحداﺙ‬ ‫جديدة ومترابطة ﲡري على أرﺽ الواقع‪،‬‬ ‫تنﻈيمات إرهابية ترتع في كل مكان وﲢالفات‬ ‫غامضة ومعقدة من العالقات السياسية‪،‬‬ ‫بعضها يئن ﲢت وطأة عقود من اجلهل والتخلف‬ ‫والتبعية وكأن عصر اإلنفتاﺡ والنهضة لم‬ ‫ﳝر في بعﺾ البلدان العربية التي استيقﻈت‬ ‫على تدفق الذهب األسود الذي لم يفلح في‬ ‫تصويب مسارها واختارت العيﺶ في ﻇالم التيه‬ ‫وعبادة الذات على حساب قضايا األمة ومصالح‬ ‫الشعوب‪ ،‬وبدال ً من التقدم في الرؤﻯ والسمو في‬ ‫األهداف‪ ،‬إختارت التقوقع ونسﺞ الفنت واملؤامرات‪،‬‬ ‫وارتبطت بعجلة قوﻯ الﻈلم والعبودية وﻇ ﹼلت‬ ‫أداة طيعة بيد القوﻯ اإلستعمارية في سبيل‬ ‫احلفاﻅ على مكاسب ذاتية رخيصة على حساب‬ ‫الصالح العام لشعوبها‪.‬‬ ‫وإزاء هذﻩ املواقف الهابطة والهزيلة‪ ،‬بقيت‬ ‫“سايكس – بيكو” على حالها ما يقارب قرن من‬ ‫الزمن الى أن انتهت صالحيتها‪ ،‬وحان موسم‬ ‫القطاف‪ ،‬وما زرعوﻩ يحصدونه اليوم على شكل‬ ‫متاعب وهوان وإنحدار ال مثيل له‪.‬‬ ‫املنطقة اليوم أمام منعطف يتجاوز “سايكس‬ ‫– بيكو”‪ ،‬حيث الهجمة اجلديدة والضغوط‬ ‫املستترة والعالنية‪ ،‬اخلارجية منها والداخلية‪،‬‬ ‫هذﻩ اللحﻈة تستدعي التفكير مليا ً والربﻂ‬ ‫بني ما يحدﺙ في امليدان وما ﳝكن أن تنتهي إليه‬ ‫اخلريطة السياسية للتحوالت اجلارية في املنطقة‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫الوضع الذي ﳝر به عاملنا العربي يثير جملة‬ ‫من التساؤالت عن حقيقة الواقع بكل ما فيه‬ ‫من نتاقضات وسواد‪ ،‬من عنف وتعرجات وحالة‬ ‫من التفتت والضياع‪ ،‬والسؤال األهم ما يتع ﹼلق‬ ‫باإلختالف واخلالف وهي كلمات لم تعد مناسبة‬ ‫إذ تغ ﹼيرت قواميس السياسة منذ أن ضاعت الرؤﻯ‬ ‫في مهب األحداﺙ التي أملﹼت في عاملنا العربي‬ ‫خالل السنوات املاضية‪ ،‬لم يحصل التغيير في‬ ‫إﲡاﻩ األفضل وكأن البعﺾ من أولي األمر يسيرون‬ ‫بعكس الزمن نحو مزيد من اإلنحطاط إن لم نقل‬ ‫الضياع واإلرتهان‪.‬‬ ‫عملية دفع أثمان التخلف كبيرة بسبب‬ ‫املواقف السياسية غير املسؤولة وحجم الفساد‬ ‫املستشري بدول النفﻂ والغاز‪ ،‬ويبدو للناﻇر من‬ ‫بعيد بأن عاملنا العربي يترنﹼح كما لم يحصل‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫قمة الكويت ملكافحة اإلرهاب‬

‫من قبل وحتى أحالم املواطن العربي لم تعد‬ ‫كما كانت‪ ،‬وتغ ﹼيرت أولوياته احلياتية على وقع ما‬ ‫يجري من إنقسام عمودي وأفقي في بنية اﺠﻤﻟتمع‪،‬‬ ‫والبعﺾ إبتعد عن حالة عدم اإلكتراﺙ وأصبح‬ ‫يريد اإلستقرار بأي ثمن وخاصة أولئﻚ الذين‬ ‫لديهم الكثير ليخسروﻩ من جراء عدم اإلستقرار‬ ‫وكأن اخلسارة تقابل اإلستقرار في معادلة تع ﹼبر‬ ‫عن واقع من البؤس واأللم‪ ،‬ويحلو للبعﺾ اﻵخر‬ ‫أن يرفع شعارات دﳝوغاجية ويتس ﹼلح بالفوضى‬ ‫واإلرتهان ألعداء األمة‪.‬‬ ‫ولعل األقرب الى الواقع املنﻈور‪ ،‬أن مطلب‬ ‫اإلستقرار العربي سيﻈل شعارا ً وهو لن يعود في‬ ‫زمن قريب‪ ،‬وأن املستقبل يحمل في طياته صراعا ً‬ ‫طويالً وهذﻩ املرة ليس صوابا ً مواجهة أعداء األمة‬ ‫فقﻂ‪ ،‬لﻸسف رغم أنه الصراع احلقيقي الذي‬ ‫قدمنا من أجله التضحيات واجتمعت األمة‬ ‫بأسرها من خالل تضامن مكوناتها وتكاملهم‬ ‫على رؤية واحدة‪ ،‬أما اليوم أصبح لدينا صيغا ً‬ ‫جديدة ناﻇمة حلياتنا اليومية‪.‬‬ ‫ما حصل خالل السنوات القليلة املاضية‬ ‫ليس أمرا ً عاديا ً بل هو استباحة مبرمجة لكل‬ ‫ما هو ملتزم بعروبته وبقضايا أمته وﲢت عناوين‬ ‫وشعارات من صنع أعداء األمة والبعﺾ من الذين‬ ‫سخروا أنفسهم وباعوها بأرخﺺ األثمان خدمة‬ ‫ألجندات تكفيرية وتخريبية ومشاريع إستعمارية‬

‫‪28‬‬

‫هدفها إضعاف دول قائمة ونهب الثروات وصوال ً‬ ‫الى الهيمنة الكاملة‪.‬‬ ‫إن أسباب الوهن والضعف كثيرة‪ ،‬لكن اخلروج‬ ‫منها يتط ﹼلب آليات جديدة‪ ،‬تقرأ الواقع كما‬ ‫هو ومعرفة محركات ما جرﻯ من أحداﺙ وبكل‬ ‫موضوعية وجرأة‪ ،‬ولعل األزمة كشفت الكثير في‬ ‫النﻈام الرسمي العربي ذاﻙ الذي ارتبﻂ باألجندات‬ ‫اخلارجية وسخر كل إمكانياته لشراء استقرارﻩ‬ ‫وتقوقعه بعيدا ً عن رؤية األمور ومعاجلتها وإحداﺙ‬ ‫تغيير فعلي في مؤسساته وإال فﺈن مسببات‬ ‫التغيير ستﻈل ماثلة إذا لم ﲡد العالج اجلذري‬ ‫املناسب‪ ،‬ولذلﻚ فﺈن إنتشار التط ﹼرف في ﻇل‬ ‫أوضاع تتم ﹼيز بﺈنسداد األفق السياسي وارتفاع‬ ‫الضغوط املعيشية هو وصفة إلستمرار احلالة‬ ‫الراهنة في معﻈم البلدان العربية‪ ،‬والعرب اليوم‬ ‫بني خيارين‪ :‬إما بناء مجتمعات مفتوحة تتحاور‬ ‫في العلن وتتحدﺙ وتنتقد ومتارس السياسة‬ ‫وتخضع أنﻈمتها ملبادﺉ فصل السلطات‬ ‫وللمساءلة واﶈاسبة والنقد واإلنتخابات الدورية‪،‬‬ ‫وإما بناء مجتمعات مغلقة يسودها اخلوف‬ ‫والقمع‪ ،‬فعلنية األفكار وعلنية املعارضة أفضل‬ ‫من سر ﹼيتها‪.‬‬ ‫وفي أجواء اخلوف والرعب التي ﹼ‬ ‫لفت العالم‬ ‫العربي‪ ،‬يحاول البعﺾ أن ير ﹼوج لنهاية العرب أو‬ ‫موتهم السريري ويحزم بأنهم وصلوا الى حافة‬


‫الهاوية‪ ،‬مثل هذا الوصف يصب في صالح أعداء‬ ‫العروبة‪ ،‬وهو يأتي بالتوازي مع تفاقم األخطار‬ ‫وﲢول األزمات الى حروب غبية‪ ،‬واخلالفات الشرسة‬ ‫الى قتال وحشي ودمار شامل‪.‬‬ ‫وفي هذا الزمن الصعب تتك ﹼرر التساؤالت‬ ‫ملصلحة ﹶمن يتم إذكاء النيران؟ وأين املبادرات‬ ‫العربية وأين أصحاب القرار في العالم العربي؟‬ ‫ألم يستوعبوا أهمية املبادرات ومفاعيلها‬ ‫اإلنقاذية‪ ،‬والسؤال الى متى تراهن الدول الكبرﻯ‬ ‫على بقاء مصاحلها في أمان؟ وهي التي لم تنتهز‬ ‫الفرصة إلحالل األمن والسالم وهي في ذلﻚ‬ ‫تتساوﻯ مع “إسرائيل” وتذعن ملصالح الكيان الذي‬ ‫يعمل ﶈاصرتها بكل الوسائل واألساليب وبشتى‬ ‫أشكال التﺂمر واخلبث الصهيوني‪ ،‬بهدف نسف‬ ‫أي أمل في إطفاء احلرائق ووقف الدمار‪ ،‬ونتيجة‬ ‫لذلﻚ تواصلت الكارثة وتندلع نيران حروب عربية‬ ‫تستخدم األدوات اﶈلية التي ساوت نفسها‬ ‫باإلرهاب‪ ،‬وتوفر الذرائع لـ “إسرائيل” لتشن مزيدا ً‬ ‫من احلروب ضد الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫لقد وصلت سكاكني األجرام الى احلناجر بعدما‬ ‫تسلل التط ﹼرف الى الصفوف وانتشر اإلرهاب‬ ‫الذي ش ﹼوﻩ مطالب الشعوب وأمعن في القتل‬ ‫والتشريد والسبي وقطع رؤوس األبرياء‪.‬‬ ‫منذ بداية األحداﺙ في املنطقة عام ‪،2011‬‬ ‫ﻇهر جليا ً بان العرب وقضاياهم في دائرة اخلطر‬ ‫الداهم‪ ،‬وبأن هناﻙ مخطﻂ متكامل قد بدأ فعالً‬ ‫وأهدافه كبيرة‪ ،‬توالت األحداﺙ من خالل إيقاع‬ ‫منتﻈم وضع املنطقة ﲢت تهديدات متزايدة‬ ‫ومتتالية‪ ،‬وكأن الهدف استدعاء قوﻯ أجنبية‬ ‫خارجية ومهما بلغت األثمان والشروط بعضها‬ ‫علني واﻵخر خفي وفي محصلتها هناﻙ هدف‬ ‫سقوط املنطقة ﲢت الهيمنة األميركية ونهب‬ ‫ثروات ومقدرات الدول العربية‪ ،‬وكل ذلﻚ ﲢت‬ ‫شعار أن أمن العالم ال يتجزأ وأن ما يحدﺙ هنا‬ ‫يؤثر هناﻙ‪ ،‬أي اختالق األسباب واستثمار األزمة‬ ‫ونهب ثروات املنطقة وقيمتها االستراتيجية‬ ‫وإضعاف الكيانات القائمة وتأمني أمن الكيان‬ ‫الصهيوني‪.‬‬ ‫ونعود الى التاريخ القريب وما ﲢدثت به‬ ‫كونداليزا رايس عن “الفوضى اخلالقة”‪ ،‬وأفكار‬ ‫ﹶمن سبقها‪ ،‬هنري كسينجر عن “الغموﺽ‬ ‫البناء”‪ ،‬وبالعودة الى سياسات الواليات املتحدة‬ ‫األميركية في املنطقة وخصوصا ً منذ نهاية‬ ‫احلرب العاملية الثانية ومجيء الرئيس األميركي‬ ‫“إيزنهاور” بنﻈرية “الفراﻍ” في الشرق األوسﻂ‬ ‫والتي يسعى الى تطبيقها وزير خارجيته “جون‬ ‫فوستر داالس” ندرﻙ مدﻯ اإلهتمام األميركي‬ ‫بهذﻩ املنطقة والدخول إليها لورثة اإلستعمارين‬ ‫البريطاني والفرنسي‪.‬‬ ‫والسؤال املتعلق بتطورات األحداﺙ في‬ ‫املنطقة‪ ،‬كيف ولد تنﻈيم “داعﺶ” بهذﻩ السرعة‬ ‫وﻇهر ﲢت سمع وبصر أجهزة اإلستخبارات‬ ‫الغربية التي تزعم أنها تكافح اإلرهاب‪ ،‬بينما‬

‫إجتماع وزراء خارجية العرب ملواجهة اإلرهاب‬

‫هي في احلقيقة التي صنعته‪ ،‬وتبدو كمن يحضر‬ ‫“املسرحية” بشكل كامل فصولها ومشاهدها‬ ‫وريعها‪ ،‬ويدفع أبناء أمتنا العربية واإلسالمية‬ ‫الفاتورة في كل مرة دماء وأمواال ً ونفطا ً وقواعد‬ ‫أجنبية جديدة‪ ،‬وحالة من عدم اإلستقرار‬ ‫ومواجهات تبدأ وال تنتهي‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫املؤكد الذي تثبته احلقائق‬ ‫ولعل اجلديد‬ ‫الدامغة هو صناعتهم لـ “داعﺶ” وهي وبراءة‬ ‫اختراعهم احلصرية‪ ،‬للمخطﻂ اخلبيث لتجزئة‬ ‫الدول العربية وتفكيﻚ أوصالها وترويع شعوبها‬ ‫متعمد للدين اإلسالمي‪.‬‬ ‫وتشويه‬ ‫ﹼ‬ ‫هذا اإلرهاب الذي يطل على العاملني العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬يأتي هذﻩ املرة إلسقاط نﻈم احلكم‬ ‫القائمة وأركانها وتكريس التعصب بأنواعه‬ ‫القاتلة وتصدير اخلوف لﻸقليات الدينية والعرقية‬ ‫ايضاً‪ ،‬وذهب اﺨﻤﻟططون بعيدا ً في استثمارهم‬ ‫ملا جرﻯ من أحداﺙ محدودة‪ ،‬كانت تتحدﺙ عن‬ ‫قضايا إجتماعية وإقتصادية ومكافحة الفساد‪،‬‬ ‫وجرﻯ استغاللها خلدمة أهداف أخرﻯ وتنفيذ‬ ‫مخططات مبيتة‪ ،‬استغل أصحابها ﻇروف‬ ‫األوطان‪ ،‬وليس صدفة ما حدﺙ خالل فترة زمنية‬ ‫قصيرة نسبيا ً في مناطق الوطن العربي‪.‬‬ ‫ووصول “اإلخوان املسلمني” الى حكم مصر‬ ‫وسقوطهم السريع‪ ،‬له دالالته البالغة‪ ،‬وفي‬ ‫جانبه اﻵخر يعني سقوط ملشروع عثماني جديد‪،‬‬ ‫ضربته املاليني في مصر العروبة في الثالثني من‬ ‫حزيران العام ‪ ،2013‬وسقطت اﺨﻤﻟططات واملشاريع‬ ‫تباعاً‪ ،‬ولكن املالحﻆ أيضاً‪ ،‬أن سقوط مخطﻂ‬ ‫يهدف الى ضرب اإلستقرار في املنطقة إال ويتبعه‬ ‫مشروع آخر يستهدف البالد في مكان آخر‪،‬‬ ‫والهدف من وراء ذلﻚ إحكام القبضة على الدول‬ ‫العربية وتوجيه اخليارات الوطنية خلدمة أهداف‬ ‫بعيدة من املصالح العليا لشعوب املنطقة‪.‬‬ ‫ويتط ﹼلع املواطن العربي الى مصر من جديد‪،‬‬ ‫الى دورها الذي ﳝثل أهمية خاصة بني دول‬ ‫املنطقة‪ ،‬وثبت من خالل الوقائع‪ ،‬أن تراجع هذا‬

‫‪29‬‬

‫الدور بعد “كامب ديفيد”‪ ،‬قد أ ﹼدﻯ الى تداعيات‬ ‫سلبية خطيرة على املنطقة ك ﹼلها وأحدﺙ‬ ‫تغييرات جذرية وحروبا ً جديدة سمحت للعدو‬ ‫الصهيوني في توجيه ضربات موجعة للقضية‬ ‫الفلسطينية قادتها الى مسار من مفاوضات ال‬ ‫تنتهي والهدف إطالة أمد التفاوﺽ في محاولة‬ ‫لكسب الوقت وخلق وقائع جديدة‪.‬‬ ‫إن إنتشار التطرف ومتدد اإلرهاب وامتالكه‬ ‫أحدﺙ أنواع األسلحة واألموال‪ ،‬هو مؤشر خطير‬ ‫ملا قد يحدﺙ من تطورات جديدة‪ ،‬ال نهايات لها‬ ‫سوﻯ الدمار أو التقسيمات ونتائجه الوخيمة‬ ‫على دول املنطقة بأسرها‪ ،‬وكذلﻚ إن توافد آالف‬ ‫اإلرهابيني األجانب من شتى بقاع األرﺽ حول‬ ‫املنطقة الى ساحة حرب دولية بعد حصول‬ ‫اإلرهابيني على الدعم املالي والعسكري الكبير‪،‬‬ ‫وما ﳒم من دخول “التحالف الدولي – الغربي”‬ ‫عبر غارات لم ﲢقق حتى اﻵن سوﻯ بعﺾ التقدم‬ ‫ألسباب ضمنية ستفصح عنها األحداﺙ‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬كيف اخلروج من هذﻩ احلالة النازفة‬ ‫في جسد األمة العربية؟ وما دور املواطن العربي؟‬ ‫هل يرضى باستمرار احلالة الراهنة وما ستقود‬ ‫إليه؟‬ ‫الدمار واخلراب يجري بتسارع كبير وهناﻙ ﹶمن‬ ‫يساهم عن قصد أو غير قصد في تسعير النيران‬ ‫التي تأتي على كل شيء‪.‬‬ ‫املعركة أصبحت معركة وجود أو ال وجود‪ ،‬ورﲟا‬ ‫تقود الى ما هو أسوأ بكثير‪ ،‬فهل دخلت البالد في‬ ‫عهد جديد من العصور الﻈالمية الى حني؟‪.‬‬ ‫ورغم ذلﻚ يبقى األمل في شرفاء األمة‪ ،‬أولئﻚ‬ ‫الذين يقبضون على اجلمر وال يفرطون بقضايا‬ ‫أمتهم‪ ،‬يقدمون التضحيات والدماء الزكية‬ ‫الطاهرة من أجل كرامتهم وعزة أوطانهم‪.‬‬ ‫هل نتع ﹼلم الدرس من واقع خطير وصعب ينذر‬ ‫بكارثة‪...‬‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫العد العكسي‬ ‫لهزيمة اإلرهاب في سوريا‬ ‫تخوﺽ سوريا احلرب ضد التكفيريني الذين‬ ‫هم أحد األدوات التي استخدمت من قبل‬ ‫أعداء أمتنا العربية واإلسالمية‪ ،‬وهي بذلﻚ‬ ‫تدافع عن قضايا األمة جمعاء وفي مقدمتها‬ ‫القضية الفلسطينية حيث يريد األعداء‬ ‫تصفيتها وطمسها نهائيا ً كقضية شعب‬ ‫وحقوق‪.‬‬ ‫فﺈنتصار سوريا هو انتصار ﶈور املقاومة الذي‬ ‫سيتمكن من خلق معادلة جديدة في املنطقة‬ ‫وصوال ً الى تغيير التوازنات الدولية لصالح قوﻯ‬ ‫التحرر التواقة الى نيل حريتها وﲢرر أوطانها‬ ‫من التبعية املقنعة لقوﻯ االستعمار اجلديد‬ ‫بكافة أشكاله االقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وهذا سيسمح لفلسطني‬ ‫التمسﻚ بثوابتها الوطنية والقومية وبعيدا ً‬ ‫عن الضغوط األميركية واستخدام كافة‬ ‫اخليارات املتاحة لدحر اإلحتالل الصهيوني عن‬ ‫أرﺽ فلسطني‪.‬‬ ‫وسوريا تدفع العدوان عن أرضها وشعبها في‬ ‫ﲢالف راسخ مع حلفائها‪ ،‬وأهدافها واضحة‬ ‫وهي تبحث عن حل لﻸزمة التي خلقها أعداء‬ ‫سوريا وأدواتهم في املنطقة‪ ،‬واحلل الذي تراﻩ‬ ‫هو الذي يحقق مصالح الشعب السوري‬ ‫ويأتي من خالل احلوار فيما بينهم وبعيدا ً عن‬ ‫التدخالت اخلارجية املعادية‪ ،‬وهي ستواصل‬ ‫هذا املسعى حتى يت ﹼوج باإلنتصار على اإلرهاب‬ ‫وقطع دابر املؤامرة التي يواصل أطرافها‬ ‫تﺂمرهم على سوريا‪ ،‬وبغطاء غربي تقودﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫وتشكل غطاء إلستمرار‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫احلالة الراهنة وهي بذلﻚ تريد استنزاف سوريا‬ ‫وإضعافها وتفتيتها‪.‬‬ ‫ولم يدرﻙ أعداء سوريا‪ ،‬بأن حربهم اﺠﻤﻟنونة‬ ‫ضدها‪ ،‬سترتد عليهم وستذوق بلدانهم‬ ‫شر ما صنعته أياديهم‪ ،‬وتستمر سوريا في‬ ‫صمودها ومقاومتها العدوان وال خيار أمامها‬ ‫إال اإلنتصار على اإلرهاب‪ ،‬ويحقق اجليﺶ العربي‬ ‫السوري ﳒاحات عدة على األرﺽ )إذ بلﻎ عدد‬ ‫قتلى “داعﺶ” و”النصرة” الذين سقطوا بنيران‬ ‫اجليﺶ أكثر من عدد القتلى الذين سقطوا في‬ ‫ألف غارة قام بها التحالف العربي الدولي(‪.‬‬ ‫إن إنتصار سوريا في مواجهة اإلرهاب‬ ‫وصانعيه سيمكنها من ﲢقيق إﳒازات هامة‬ ‫وهزﳝة الغطرسة األميركية والغربية عموما ً‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس بشار األسد‬

‫وإفشال أهداف العدوان التي ال تتوقف عند حد‬ ‫معني واألطماع تتجاوز أي حيز مفترﺽ وتشمل‬ ‫ثروات املنطقة ومواقعها اإلستراتيجية‬ ‫وصوال ً للتدخل في رسم مستقبل األجيال‬ ‫ﲟا يالئم املصالح اإلستعمارية في الهيمنة‬ ‫والسيطرة‪.‬‬ ‫أثبتت وقائع امليدان‪ ،‬بأن سوريا متلﻚ كل‬ ‫خياراتها وهي متاحة وهذا ما ﹼ‬ ‫ﳝكنها من‬ ‫حسم املعركة ضد أعدائها بكل قوة وجدارة‪،‬‬ ‫ورغم احلرب التي شنﹼت عليها خالل السنوات‬ ‫األربع املاضية‪ ،‬وهي تسعى الى ﲢقيق أهدافها‬ ‫في وأد املؤامرة وضمن رؤية واضحة‪ ،‬وهي ال‬ ‫تستعجل أي حل يسمح بتقدﱘ تنازالت ﲢت‬ ‫عنوان التسويات املطروحة‪ ،‬وهي تختار الوقت‬ ‫املناسب لطرﺡ أفكارها وتترﻙ الى امليدان‬ ‫الكلمة الفصل‪ ،‬وهي ترﻯ أن الﻈروف مازالت‬ ‫غير ناضجة في ﻇل غياب عملية سياسية‬ ‫واضحة‪ ،‬ورغم ذلﻚ تتصرف بﺈيجابية وتستمع‬ ‫الى رؤﻯ وأفكار األصدقاء واحللفاء‪ ،‬وهي ﹼ‬ ‫تؤكد‬ ‫أيضاً‪ ،‬بأن املصاحلات الوطنية هي أفضل‬ ‫السبل لتفويت الفرصة على األعداء وأدواتهم‪،‬‬ ‫وهي املدخل احلقيقي نحو حل يأتي ملصلحة‬ ‫السوريني من خالل احلوار فيما بينهم‪.‬‬ ‫واستقبلت سوريا املبعوﺙ الدولي ستيفان‬

‫‪30‬‬

‫دي ميستورا‪ ،‬وع ﹼبرت عن استعدادها لدراسة‬ ‫أفكارﻩ بغﺾ النﻈر عن حساباتها العملية‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫يتمكن جيشها الباسل من ﲢقيق‬ ‫حيث‬ ‫إﳒازات هامة على األرﺽ‪ ،‬وهي تعي التوازنات‬ ‫اإلقليمية والدولية وجوهرها ومسارها الالحق‪،‬‬ ‫ومن هنا مت ﹼيزت السياسة السورية بطول‬ ‫النفس والرؤية البعيدة‪ ،‬لذلﻚ انطلقت من‬ ‫وحدته ومﺂله‬ ‫حساب دقيق ملكونات الصراع‬ ‫ﹼ‬ ‫الالحق وصوال ً الى نقطة اإلنعطاف التي تشير‬ ‫الى ضرورة البحث في مخارج جدية لتجاوز‬ ‫األزمة‪ ،‬ومع تقاطع إقليمي ودولي من الناحية‬ ‫السياسية ﶈاربة اإلرهاب بتجلياته وتداعياته‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫اجلدية في محاربة اإلرهاب‬ ‫عدم‬ ‫لكن‬ ‫ﹼ‬ ‫واإلستمرار في دعمه من قبل اﻵخرين‪ ،‬يعني‬ ‫استمرار الصراع وتفريخ حركات متطرفة‬ ‫جديدة‪ :‬فاألطراف املشاركة في الصراع‪ ،‬إضافة‬ ‫الى عجزها عن تقدﱘ حلول سياسية ناجعة‪،‬‬ ‫ترفﺾ املشاركة في حوار سياسي بنﹼاء وهذا‬ ‫يدل على دورها في تعميق األزمة‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن ﳒاﺡ املؤمترات القادمة على‬ ‫األرضية السابقة لن يأتي باحلل بل سيقود‬ ‫الى تعقيدات جديدة‪ ،‬وأسباب ذلﻚ تتعلق‬ ‫بغياب اإلرادة الدولية أو تواريها خلف مصالح‬


‫الرئيس بشار األسد متفقدا ً مواقع اجليﺶ في جوبر‬

‫دول وأنﻈمة‪ ،‬واستمرار اﺠﻤﻟموعات املتطرفة‬ ‫واإلرهابية في تنفيذ أجندات إقليمية ودولية‬ ‫تهدف الى تدمير مقدرات سوريا وبنيتها‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫وكذلﻚ‪ ،‬إن إنتﻈار بعﺾ القوﻯ السياسية‬ ‫أن يأتي احلل من اخلارج‪ ،‬وفي وقت تفتقد هي‬ ‫ألبسﻂ املقومات للمبادرة السياسية‪ ،‬يعني‬ ‫الدوران في حلقة مفرغة‪.‬‬

‫ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻨﺪﺍﺕ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫إن مقومات النجاﺡ ألي مبادرة تتج ﹼلى في‬ ‫قدرتها على فتح ثغرة في جدار األزمة‪ ،‬ووضع‬ ‫أسس مقبولة ألي حل سياسي شامل وعميق‬ ‫مع مكونات سياسية من املعارضة الوطنية‬ ‫السلمية التي ترفﺾ التدخل اخلارجي والعنف‬ ‫والطائفية والتقسيم واإلرتهان للخارج‪ .‬هذﻩ‬ ‫األساسيات ضرورية لبناء مناﺥ مالئم حلوار‬ ‫سياسي مع معارضة الداخل‪ ،‬ومثل هذا‬ ‫التصور‪ ،‬سيسمح بضبﻂ آليات الصراع مع‬ ‫احلكومة السورية‪ .‬أما اجلهات التي تلعب من‬ ‫خلف احلدود واﶈكومة بأجندات خارجية‪ ،‬فهي‬ ‫ﲟسؤولية األطراف الدولية واإلقليمية التي‬

‫ﹼ‬ ‫يتحكم بضبطها‪،‬‬ ‫ساهمت بصنعها وهي ﹶمن‬ ‫هذﻩ األطراف هي ذاتها التي ﹼ‬ ‫غذت اإلرهاب‬ ‫ومتوله‪ ،‬والسؤال األهم يتعلق بﺈستعداد تلﻚ‬ ‫األطراف ألن تغ ﹼير سلوكها والتوصل الى‬ ‫قناعة بأن الصراع بأشكاله احلالية أصبح‬ ‫كارثة إقليمية ودولية‪ ،‬أما في حال لم تتوفر‬ ‫تلﻚ املؤشرات‪ ،‬هذا يعني إصرار تلﻚ الدول‬ ‫الضالعة على مواصلة القتال بأدواتها اﶈلية‬ ‫واخلارجية بهدف اإلستمرار في لعبة التدمير‬ ‫واخلراب‪ ،‬وهذا يعني أن أبواب احلل السياسي قد‬ ‫أغلقت متاماً‪ ،‬وهناﻙ ﹶمن يحاول اإلستثمار في‬ ‫األزمة ويلعب لعبة الوقت واإلستنزاف‪ ،‬وﳝلﻚ‬ ‫طول النفس ألنه ال يدفع الثمن وأكثر من ذلﻚ‪،‬‬ ‫فهو املستفيد األكبر من احلالة الراهنة ألكثر‬ ‫من سبب‪ ،‬وألكثر من هدف‪ ،‬و ﹶمن يدفع الثمن‬ ‫هم أهل املنطقة بالذات وخاصة أولئﻚ الذين‬ ‫ارتضوا أن يكونوا مجرد أدوات في لعبة كبيرة‬ ‫هدفها إعادة تقسيم املنطقة وهذا حسب‬ ‫تصورهم ال ﳝكن أن يتم إال بتدمير كل املوانع‬ ‫والعوائق وكل أسباب الصمود واملقاومة‪ ،‬لكن‬ ‫إﲡاﻩ الريح ال تأتي كما تشتهي سفن الربان‪.‬‬ ‫وفي ﻇل هذﻩ األجواء‪ ،‬يستمر البحث عن‬ ‫سبل إيجاد توافقات إقليمية ودولية للخروج‬ ‫من احلرب والشروع في حل األزمة‪ ،‬ويتم ربﻂ‬ ‫امللفات ببعضها في املنطقة والعالم وهذﻩ‬

‫‪31‬‬

‫ﲟثابة وصفة إلستمرار احلالة الراهنة‪ ،‬ألن‬ ‫الﻈروف الدولية وخصوصا ً العالقة احلساسة‬ ‫بني موسكو وواشنطن ﲢتاج الى املزيد من‬ ‫التطوير والبحث عن نقاط التالقي أو امليل الى‬ ‫نوع من التهدئة أو التجميد حسب استعارات‬ ‫املبعوﺙ الدولي ستيفان دي ميستورا الذي يرﻯ‬ ‫بأنها حرب باردة وتﹼرت األجواء الدولية على نحو‬ ‫غير مقبول‪ .‬وضمن هذﻩ الﻈروف‪ ،‬تستخدم‬ ‫املنﻈمات املتطرفة مثل “داعﺶ” و”النصرة”‬ ‫وغيرها من اجلماعات املرتبطة بالقاعدة‬ ‫واملوضوعة على الئحة اإلرهاب العاملي‪ ،‬بعﺾ‬ ‫األسلحة النوعية التي حازت عليها من خالل‬ ‫معارﻙ اإلقصاء التي جرت مع تنﻈيمات أخرﻯ‬ ‫محسوبة على ما يسمى “اإلعتدال”‪ ،‬وهي‬ ‫بذلﻚ ﲢاول أن توحي بأنها القوة الفاعلة على‬ ‫األرﺽ‪ ،‬وهي تعمل إلفشال فكرة أو خطة‬ ‫املبعوﺙ الدولي دي ميستورا وهي تبغي من وراء‬ ‫ذلﻚ خلق واقع جديد على األرﺽ يك ﹼرس صراعا ً‬ ‫متعدد األطراف‪ ،‬أي بقاء الصراع مفتوحا ً في‬ ‫األمد املنﻈور‪ ،‬ورﲟا يكون هذا التطور ردا ً مباشرا ً‬ ‫على بعﺾ املواقف اجلديدة التي برزت مؤخرا ً‬ ‫والقائلة “بأن ما ﳝكنه القضاء على اإلرهاب‬ ‫هو إعادة اللحمة بني اجليﺶ السوري النﻈامي‬ ‫ومقاتلي املعارضة بعد تغيير سياسي”‪ ،‬ويأتي‬ ‫هذا التطور في سياق اإلتصاالت التي تقوم بها‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬ ‫روسيا خللق نوع من التوافقات ضمن “املعارضة”‬ ‫تتخطى اإلنقسامات والشرذمة‪ ،‬وعدم ممانعة‬ ‫الواليات املتحدة على هذﻩ اجلهود‪ ،‬والبعﺾ‬ ‫ﲢدﺙ عن ضرورة توحيد اجلهود‬ ‫من “املعارضة” ﹼ‬ ‫بد من عملية‬ ‫ﶈاربة “داعﺶ”‪ ،‬اخلطر األكبر‪ ،‬وال ﹼ‬ ‫سياسية‪ ،‬وحل سياسي يجب أن يقوم على‬ ‫ثم توافق إقليمي‬ ‫توافق سوري ‪ -‬سوري أوال ً ﹼ‬ ‫ودولي‪.‬‬ ‫وموقف موسكو يتم ﹼيز بالوضوﺡ‪ ،‬وهي تريد‬ ‫حال ً سياسياً‪ ،‬ولن تسمح ألحد بتجاوز اخلطوط‬ ‫احلمراء التي متس بالسيادة السورية ورسالتها‬ ‫واضحة الى اجلهات الدولية في هذا اﺠﻤﻟال‪ ،‬وهي‬ ‫تبحث عن حل سياسي يؤدي الى عزل القوﻯ‬ ‫تتمسﻚ باحلل العسكري‬ ‫املتطرفة التي‬ ‫ﹼ‬ ‫ولديها أجندتها اخلاصة‪.‬‬ ‫ويبدو أن الطريق أصبحت سالكة أمام أي‬ ‫مبادرة روسية فاعلة‪ ،‬في الوقت الذي غابت فيه‬ ‫أي مبادرة أميركية أو غربية أو عربية للخروج‬ ‫من احلالة الراهنة‪ ،‬وهذا ﹼ‬ ‫يؤكد احلقائق التي‬ ‫أشرنا إليها عن مدﻯ حجم الرهان على تدمير‬ ‫سوريا أو إضعافها وتفتيتها‪ ،‬وﳝكن القول‪،‬‬ ‫فشلت الدول الغربية ومعها الواليات املتحدة‬ ‫وأدواتها في املنطقة في إيجاد أي حل مقبول‪،‬‬ ‫وهي التي ساهمت في عدم التوصل الى حل‬ ‫من أجل ﲢقيق مكاسب آنية ومصلحية‪،‬‬ ‫لذلﻚ هي لم تفعل أو ال تريد أن تفعل‪.‬‬

‫ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺳﻮﺭﻱ ‪ -‬ﺳﻮﺭﻱ‬ ‫وعن ماهية اإلتصاالت الروسية مع األطراف‬ ‫املعنية‪ ،‬هي تريد حوار غير رسمي ﲢضيري أو‬ ‫متهيدي إلستعادة اللياقة والتحضير‪ ،‬وبدأت‬ ‫بدعوة شخصيات سياسية يعرفونها وﲢدثوا‬ ‫معها في السنوات السابقة‪.‬‬ ‫وكان نائب وزير اخلارجية الروسية ميخائيل‬ ‫ﲢدﺙ عن إمكانية عقد مؤمتر‬ ‫بوغدانوف قد ﹼ‬ ‫موسكو ‪ ،1 -‬وقال هناﻙ مؤشرات إيجابية‪،‬‬ ‫ولكن ﹶمن يرفﺾ املشاركة‪ ،‬سيقدمه أمام‬ ‫العالم على أنه ضد احلل‪ ،‬وبدورﻩ قال املبعوﺙ‬ ‫الدولي دي ميستورا‪“ :‬في حال جرﻯ تبنﹼي املبادرة‬ ‫الروسية ودعمها ﳝكن أن تكون مكملة خلطة‬ ‫ﲡميد القتال بد ًءا من حلب‪.‬‬ ‫الالفت أن روسيا ودي ميستورا‪ ،‬لم يقدما‬ ‫حتى اﻵن أي مبادرة مكتوبة‪ ،‬لكنهم يهتمون‬ ‫بتفعيل احلل السياسي ويدعمون احلوار‬ ‫السوري ‪ -‬السوري‪.‬‬ ‫ونقول جدال ً في حال ﹼ‬ ‫متكنت روسيا من جمع‬ ‫األطراف فعلياً‪ ،‬كما هي األفكار الروسية‬ ‫سيتحدﺙ الوفد‬ ‫واملواقف املبدئية والثابتة‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫السوري باإلعتماد على “لغة واقعية سياسية”‬ ‫وتتم ﹼثل في قراءة مفادها‪ ،‬أن أي حلول يجب أن‬ ‫ﲡري في إطار توافق الطرفني‪ ،‬ومن خالل حوار‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس بشار األسد مستقبالً بوغدانوف‬

‫سوري ‪ -‬سوري‪ ،‬على أن يؤخذ بعني اإلعتبار‪،‬‬ ‫أن ثمة طرفا ً ﳝلﻚ القدرة واملساحة واجليﺶ‬ ‫واالعتراف الدولي والرؤية الواضحة ﲟساندة‬ ‫حلفاء أقوياء‪ ،‬بينما الطرف اﻵخر مشتﹼت‬ ‫بني والءات مختلفة وضعيفة البنية والقدرة‬ ‫التأثيرية‪ ،‬وتدور في رؤﻯ حاضرية مستويات‬ ‫مختلفة من التصورات عن سوريا الغد‪.‬‬ ‫سوريا واجهت بقوة‪ ،‬صمدت وانتصرت بكافة‬ ‫املقاييس ورغم شدة الهجمة‪ ،‬وهي ستتجاوز‬ ‫كل القطوع وستفرﺽ معادلتها في امليدان‬ ‫والرؤﻯ‪ ،‬وهي ترﻯ تناقضات املشهد الدولي‬ ‫الراهن وعجزﻩ‪ ،‬ونتائﺞ املبادرات السابقة كانت‬ ‫أشبه ما تكون بتصادم قوﻯ وفي محصلتها‬ ‫لم تؤدﱢ الى أي نتيجة‪.‬‬ ‫لكن املبادرة اليوم مختلفة‪ ،‬بﺈعتبار أن‬ ‫الراعي هو روسيا‪ ،‬صديقة سوريا‪ ،‬وهي ليست‬ ‫ﳒما ً محبوبا ً لدﻯ دول الغرب وتوابعه‪ ،‬بينما‬ ‫يراها اإلعالم احلليف في مبادرتها وكأنها وجه‬ ‫من أوجه التعاون السوري مع اجلهود الدولية‬ ‫لتحقيق تسويات تصل ألن تكون مدخال ً إلنهاء‬ ‫األزمة‪ ،‬علما ً بأن الفشل سيقع على عاتق‬ ‫الطرف األضعف في املعادلة ومكمن ضعفه‬ ‫في قدرته على اإللتزام واخلروج من اللعبة‬ ‫“املعارضة” الى ﲢمل املسؤولية الوطنية‬ ‫واإلقالع عن الرهانات واألجندات اخلارجية‪.‬‬ ‫ما قاله مخائيل بوغدانوف وهو يقوم‬ ‫بتنسيق جهود احلوار بصراحة ودبلوماسية‬ ‫“بأن موسكو ال تبني توقعات كبيرة على هذﻩ‬ ‫اللقاءات”‪ ،‬وهذا يعني أن الدولة السورية لن‬ ‫تتخلى عن أي صالحية من صالحياتها وال عن‬ ‫دورها الذي حافﻈت عليه بالتضحيات‪.‬‬ ‫وتلقى مبادرة املبعوﺙ الدولي الى سوريا‬ ‫ستيفان دي ميستورا‪ ،‬التشجيع من دون‬ ‫املوافقة‪ ،‬ويراها خبراء العمل الدبلوماسي‬ ‫في سوريا‪ ،‬بأنها “ضعيفة ومثيرة للريبة”‪،‬‬ ‫لكن سيتم التعاون بشأنها وينتﻈر من‬ ‫املبعوﺙ الدولي‪ ،‬أن يكون “خالقا ً أكثر” وعليه‬

‫‪32‬‬

‫اإلعتراف بوضوﺡ بأن الدولة السورية هي التي‬ ‫تق ﹼرر كيف تسير األمور في النهاية‪ ،‬واألولوية‬ ‫محاربة اإلرهاب وإيجاد مداخل حقيقية للبدء‬ ‫بﺈنهاء األزمة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرﻯ ينﻈر أعداء سوريا بريبة الى‬ ‫خطة املبعوﺙ الدولي دي ميستورا وعلى أنها‬ ‫مشروع شفهي غير مكتوب‪ ،‬واملبادرة الروسية‬ ‫مشروع غامﺾ‪ ،‬وهم بذلﻚ يحاولون خلﻂ‬ ‫األوراق والعودة الى بيان جنيف ‪ 1 -‬رغم أن‬ ‫الﻈروف تغ ﹼيرت كثيرا ً بعد أن فشلوا من النيل‬ ‫من سوريا‪ ،‬واألفق بالنسبة إليهم سوداوي‪،‬‬ ‫وخاصة في ﻇل رفﺾ أميركي ملا تعتبرﻩ تركيا‬ ‫مشروعا ً مثالياً‪ ،‬وهو إقامة منطقة عازلة‬ ‫)اﻵمنة( حسب تعبيرهم وأ ﹼيدتها فرنسا في‬ ‫ذلﻚ‪.‬‬ ‫أما مضمون املبادرة الروسية فهو ضرورة‬ ‫تضافر اجلهود ملواجهة اإلرهابيني‪ ،‬وإجراء حوار‬ ‫من دون شروط مسبقة ولكن “مع بيان جنيف‬ ‫في فقرته التي تتحدﺙ عن محاربة اإلرهاب‬ ‫مع ﲡاهل ما سمي هيئة احلكم اإلنتقالية”‬ ‫ومقابل اعتبار احلوار مساهمة في جهود‬ ‫املبعوﺙ الدولي‪ ،‬ودعوة إيران للمشاركة في‬ ‫جهودها‪.‬‬ ‫إن مشاركة سوريا في اللقاء التمهيدي‬ ‫التشاوري في موسكو‪ ،‬سيأتي تلبية لتطلعات‬ ‫السوريني إليجاد حل لﻸزمة يهدف الى التوافق‬ ‫على عقد مؤمتر للحوار بني السوريني أنفسهم‬ ‫من دون أي تدخل خارجي‪.‬‬ ‫وتضمنت رسالة الدعوة الروسية أسسا ً‬ ‫ﹼ‬ ‫ومبادﺉ‪ ،‬التأكيد على احترام روسيا لسيادة‬ ‫سوريا واستقاللها ووحدة أراضيها‪ ،‬والتنويه‬ ‫الى الصداقة التقليدية بني البلدين‪ ،‬والتعاطف‬ ‫مع الشعب السوري بكل مكوناته‪ ،‬والتنديد‬ ‫باإلرهاب بكافة أشكاله وضرورة تضافر اجلهود‬ ‫ملواجهة اإلرهابيني واملتطرفني في سوريا‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬


‫تونﺲ الﺨضراء وخارﻁة ﻁريﻖ جديدة‬ ‫الﺒاجي ﻗاﺋد السﺒسي رﺋيساً‬ ‫تأت األحالم‬ ‫الدرس التونسي بالﻎ األهمية‪ ،‬لم ﹺ‬ ‫الوردية من فراﻍ‪ ،‬إنها حكاية شعب ونضال طويل‬ ‫من أجل إحداﺙ التحوالت اإلقتصادية واإلجتماعية‬ ‫والسياسية‪ ،‬واملفاعيل مستمرة‪ ،‬وفي نتائﺞ اإلنتخابات‬ ‫البرملانية التونسية )تشرين األول ‪ ،(201٤‬كان هناﻙ‬ ‫خطوة جديدة في اإلﲡاﻩ الصحيح‪.‬‬ ‫إنتهت املرحلة التي قادت فيها حركة النهضة مع‬ ‫حليفيها حزبي “التكتل” و”املؤمتر”‪ ،‬حيث تقدم حزب‬ ‫“نداء تونس” ونال ‪ 85‬مقعدا ً في البرملان اجلديد‪ ،‬وهذا‬ ‫يسمح له بتشكيل إئتالف ليحصل على غالبية ‪109‬‬ ‫مقاعد من أصل ‪ 217‬مقعدا ً التي تخوله تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬وهنا أصر رئيس حزب “نداء تونس” العلماني‬ ‫الباجي قائد السبسي إنه “لن يحكم البلد ﲟفردﻩ‬ ‫ويجب أن نحكم مع غيرنا‪ ،‬لكن وفق نتائﺞ اإلنتخابات”‪،‬‬ ‫وثبت هنا أن ﲡربة حكم الترويكا التي إمتدت ما بني‬ ‫‪ 201٤ - 2011‬قد سقطت نتيجة تراجع مت ﹼدد حركة‬ ‫“النهضة”‪ ،‬وبدأت مرحلة جديدة مختلفة متاماً‪ ،‬وهي‬ ‫في جوهرها مختلفة متاماً‪ ،‬وهي تعني إعادة رسم‬ ‫اخلريطة السياسية في البالد وقيام ﲢالفات جديدة‪،‬‬ ‫أي حصل تغيير جذري في املعادلة السياسية‪ ،‬وبرزت‬ ‫قوﻯ سياسية جديدة مثل “اجلبهة الشعبية”‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أن خطة تقسيم تونس ما بني “مؤمنني وغير‬ ‫مؤمنني” سقطت وهي اخلطة التي وضعت حركة‬ ‫“النهضة” في موقع متقدم‪ ،‬لكن اإلنتخابات البرملانية‬ ‫خلقت واقعا ً جديداً‪ ،‬وبهذا استطاعت تونس إعادة‬ ‫توجيه البوصلة في اإلﲡاﻩ الصحيح‪.‬‬ ‫تونس اخلضراء أمام مرحلة جديدة‪ ،‬واستطاعت‬ ‫اإلجابة عن التساؤالت اجلارية من خالل عملية التغيير‬ ‫نحو األفضل‪ ،‬وأصبح الطريق مع ﹼبدا ً أمام مستقبل‬ ‫واعد‪ ،‬واإلستقرار مطلب اجلميع من خالل حياة حرة‬ ‫كرﳝة‪.‬‬ ‫فاز رئيس حزب “نداء تونس” الباجي قائد السبسي‬ ‫في اإلنتخابات الرئاسية‪ ،‬وأصبح أول رئيس للجمهورية‬ ‫الثانية في تونس‪ ،‬وحزبه يسيطر على برملانها ويسمى‬ ‫رئيس حكومتها “احلبيب الصيد”‪ ،‬بعد إنتخابات‬ ‫رئاسية شهدت تنافسا ً حادا ً بني السبسي وبني‬ ‫الرئيس املنتهية واليته منصف املرزوقي‪ ،‬حيث جرت‬ ‫جولة اإلنتخابات الثنائية في ‪ 20‬كانون األول ‪.201٤‬‬ ‫وما حققه حزب “نداء تونس” في اإلنتخابات‬ ‫ثم الرئاسية كان ﲟثابة مفاجأة كبرﻯ‬ ‫التشريعية ومن ﹼ‬ ‫لـ “حركة النهضة” التي تصورت قيادتها أنها ستﻈل‬ ‫محتفﻈة ﲟوقعها في املركز األول‪ ،‬ويعزو تقدم حزب‬ ‫“نداء تونس” الذي لم يتجاوز عمرﻩ سنتني ونصف‬ ‫السنة الى حنكة مؤسسه الباجي قائد السبسي‬ ‫الذي دخل املعترﻙ السياسي في خمسينيات القرن‬

‫الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي‬ ‫املاضي‪ ،‬وكان أول رئيس حكومة بعد الثورة في العام‬ ‫‪ ،2011‬وقدم في واجهة احلزب وجوها ً كانت خليطة‬ ‫من اليساريني والنقابيني ورجال األعمال واستطاع أن‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكل واجهة مقبولة سياسيا ً واجتماعياً‪.‬‬ ‫وحركة النهضة التي لم تقدم مرشحا ً للرئاسة‪،‬‬ ‫وعندما حسم الصراع بعد اجلولة اإلنتخابية األولى‬ ‫التي شارﻙ فيها ‪ 27‬مرشحاً‪ ،‬في اإلعادة بني منصف‬ ‫املرزوقي والباجي قائد السبسي‪ ،‬كان للوقائع السابقة‬ ‫دورها في احلسم عندما حاكمت مرحلة الترويكا‬ ‫وحملتها مسؤولية التوترات واإلخفاقات التي وقعت‬ ‫ﹼ‬ ‫خالل السنوات السابقة‪ ،‬وكان شبح اإلرهاب ماثالً‬ ‫واإلسالم السياسي الذي ﲢالف معه املرزوقي‪ ،‬ومن‬ ‫ناحية أخرﻯ‪ ،‬كان هناﻙ اإلستقطاب السياسي‬ ‫واضحاً‪ ،‬حيث إصطفت القوﻯ العلمانية والليبرالية‬ ‫والسياسية والقومية الى جانب السبسي‪.‬‬ ‫وبذلﻚ أنهت اإلستحقاقات التونسية “الرئاسية‬ ‫والتشريعية” فترة الترويكا التي أدارت املرحلة بعد‬ ‫إطاحة “بن علي”‪ ،‬والواقع اجلديد الذي آلت إليه‬ ‫التطورات السياسية أسقﻂ فرضية التعايﺶ بحكم‬ ‫الضرورة‪ ،‬وبذلﻚ استطاعت تونس أن توفر لتجربتها‬ ‫الراهنة فرضيات اإلنسجام والتضامن‪ ،‬وسيكون‬ ‫الرئيس السبسي متحررا ً من قيود تقدﱘ التنازالت‪،‬‬ ‫وتركيبة احلكومة لن تعوزها الغالبية لتمرير مشاريع‬ ‫القوانني التي تضع برنامجه السياسي على محﻚ‬ ‫اإلختبار اعتمادا ً على مساندة الغالبية‪ ،‬أما املعارضة‬ ‫فستكون في حل من أي إعتبار‪ ،‬غير ما يحتمه النقد‬ ‫البناء الذي يطرﺡ البدائل‪.‬‬ ‫وسيكون حزب “نداء تونس” في وضع مريح بسبب‬

‫‪33‬‬

‫تعاقد الثقة مع الناخبني وﳒاحه في أن يضمن هامشا ً‬ ‫أوسع في إطالق اليد‪ ،‬من دون مزاحمة أي طرف منافس‪،‬‬ ‫عدا ما يتطلبه وفاق الفاعليات التي ه ﹼبت لدعمه في‬ ‫اإلستحقاقات اإلنتخابية‪.‬‬ ‫لقد نأﻯ حزب “النهضة” )الذي احتل املرتبة الثانية‬ ‫في اإلنتخابات التشريعية( بنفسه عن إقتحام‬ ‫معركة الرئاسة ورﲟا فعل ذلﻚ بهاجس اإلستفادة من‬ ‫أخطاء ﲡارب “اإلخوان املسلمني” في مصر أو إستيعاب‬ ‫الدروس من عثرات احلكم في املرحلة اإلنتقالية‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ساعد في تعبيد الطريق أمام العملية السياسية‪،‬‬ ‫وهو بذلﻚ ضمن في أن يﻈل طرفا ً في املعادلة احلالية‪،‬‬ ‫سواء في دعم املعارضة املرتقبة أو في مشاورات‬ ‫تشكيل احلكومة اجلديدة‪.‬‬ ‫ومثلما كان الباجي قائد السبسي عنصرا ً فاعالً‬ ‫في املشاورات التي قادت الى تشكيل حكومة كفاءات‬ ‫لرعاية اإلستحقاقات اإلنتخابية‪ ،‬فهو في وضع مريح‬ ‫كرجل املرحلة الذي يعرف مكامن األخطاء والعثرات‬ ‫في التجربة السابقة‪ ،‬واختيارﻩ لرئيس احلكومة‬ ‫سيح ﹼررﻩ أكثر من أعباء السلطة التنفيذية بالنﻈر الى‬ ‫حجم املشاكل والصعوبات اإلقتصادية واإلجتماعية‪،‬‬ ‫ومعاودة بناء ثقة الفاعليات املؤثرة في أوساط رجال‬ ‫األعمال واإلستثمار واحلياة النقابية والى اإلهتمامات‬ ‫الكبرﻯ لفئات الشباب والنساء الذين ﹼ‬ ‫شكلوا عماد‬ ‫الثورة التونسية‪.‬‬ ‫التجربة التونسية‪ ،‬رﲟا هي فريدة في كومة‬ ‫األحداﺙ التي عصفت بالعديد من الدول العربية‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ويشكل مدخالً ألي تفاؤل سيأتي الحقاً‪ ،‬وذلﻚ بعد‬ ‫ﳒاﺡ اإلنتخابات البرملانية والرئاسية‪ ،‬وهناﻙ نوع من‬ ‫التعقل واملوضوعية لدﻯ املكونات التونسية التي‬ ‫تعاملت مع الواقع السياسي كما هو‪ ،‬ولم ﲡنح الى‬ ‫التطرف في املوقف وال الى امليل الى إلغاء اﻵخرين‪،‬‬ ‫بحجة أنها متلﻚ “تفويضا ً ربانياً” بذلﻚ‪ ،‬ويبدو أن اﺨﻤﻟاﺽ‬ ‫التونسي ﳝلﻚ حﻈا ً أفضل من سواﻩ بأن ينتهي الى‬ ‫والدة نﻈام سياسي قريب من لغة العصر‪ ،‬رﲟا هذا‬ ‫ما كان يحلم به محمد البوعزيزي قبل أربع سنوات‪،‬‬ ‫وليس صدفة أن يتم إختيار تونس “بلد العام ‪”201٤‬‬ ‫من قبل صحف عاملية‪ ،‬هذا البلد وبالرغم من صغر‬ ‫حجمه مقارنة بجيرانه‪ ،‬لكنه إستحق اللقب بكل‬ ‫جدارة وإقتدار‪.‬‬ ‫لقد خطت تونس خطوة هامة في اإلﲡاﻩ الصحيح‪،‬‬ ‫وقيادتها ﹼ‬ ‫تؤكد بأن محاربة اإلرهاب أولوية‪ ،‬وكذلﻚ خلق‬ ‫ﲢوالت إقتصادية واجتماعية تساهم في خلق فرﺹ‬ ‫عمل جديدة وبناء نهضة تونسية حقيقية تنعكس‬ ‫على كافة فئات اﺠﻤﻟتمع التونسي‪.‬‬

‫ﺃﺩﻫﻢ ﻣﺤﻤﻮﺩ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫فلسطين وخطوة جذرية بإنضمامها‬ ‫لمحكمة الجنايات الدولية‬ ‫إنضمام فلسطني الى محكمة اجلنايات‬ ‫الدولية هي خطوة في اإلﲡاﻩ الصحيح والبدء‬ ‫في مرحلة جديدة مختلفة‪ ،‬وتعني أن مرحلة‬ ‫التفاوﺽ املكوكية التي استمرت أكثر من‬ ‫عقدين من الزمن قد إنتهت‪ ،‬تلﻚ التي كانت‬ ‫فرصة للعدو‪ ،‬إستطاع من خاللها أن يفرﺽ‬ ‫وقائع جديدة مثل زيادة حجم اإلستيطان في‬ ‫األرﺽ الفلسطينية واستغالل عامل الوقت‬ ‫من أجل تهميﺶ القضية الفلسطينية‬ ‫ووضعها في مرتبة متأخرة في سلم األولويات‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬واإلستفادة القصوﻯ‬ ‫من مغاﱎ وفوائد إتفاق أوسلو ‪ 1993‬وما‬ ‫بعدﻩ‪ ،‬فيما لعب الراعي األميركي املفترﺽ‬ ‫على عامل الوقت أيضا ً من أجل تطويع عدد من‬ ‫الدول العربية دافعا ً الى التطبيع مع “إسرائيل”‬ ‫ومحاوال ً تغيير إﲡاﻩ البوصلة ومجرﻯ الصراع في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وجاءت األحداﺙ والتطورات الالحقة خالل‬ ‫ﹼ‬ ‫لتشكل ضربة قاسية للقضية‬ ‫السنوات األخيرة‬ ‫الفلسطينية بسبب التطورات السلبية التي‬ ‫عصفت باملنطقة وحجم اإلستهداف للدول‬ ‫العربية التي ترﻯ في خيار املقاومة سبيالً لتحرير‬ ‫األرﺽ وعودة الشعب الفلسطيني الى ديارﻩ‪ ،‬وتأثير‬ ‫ذلﻚ على الشعب الفلسطيني وقضيته وهي‬ ‫قضية األمة جمعاء‪.‬‬ ‫إن تغيير طبيعة الصراع وأدواته بعد إنضمام‬ ‫فلسطني الى محكمة اجلنايات الدولية‪ ،‬سيفتح‬ ‫الطريق أمام القضية الفلسطينية لتﻈهر كما‬ ‫هي‪ ،‬قضية حق وعدالة وستفضح جرائم احلرب‬ ‫اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫إنه التحدي اجلديد في املعادلة اجلديدة‪ ،‬بعد أن‬ ‫ل ﹼوحت الواليات املتحدة بﺈجراءات ضد السلطة‬ ‫الفلسطينية في حال إنضمامها الى محكمة‬ ‫اجلنايات الدولية‪ ،‬في إشارة الى املساعدات املالية‬ ‫وشددت على إجراء‬ ‫السنوية واحتمال ﲡميدها‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫مفاوضات مباشرة مع اإلسرائيليني تتو ﹼلى رعايتها‬ ‫لتسوية النزاع‪ ،‬لكن هذﻩ املفاوضات ثبت فشلها‬ ‫وعقمها خالل أكثر من عقدين من الزمن‪.‬‬ ‫ويستغل رئيس حكومة العدو بنيامني نتنياهو‬ ‫التطورات األخيرة في مجلس األمن وفشل‬ ‫التصويت على مشروع القرار الفلسطيني الذي‬ ‫ﰎﹼ تقدﳝه‪ .‬وتقدﱘ فلسطني طلب اإلنضمام الى‬ ‫محكمة اجلنايات الدولية‪ ،‬كفرصة ملواجهة‬ ‫خصومه في اإلنتخابات القادمة واملقررة في آذار‬ ‫‪ ،2015‬وبنفس الوقت ﻇهرت الواليات املتحدة‬ ‫على حقيقتها وليس بصفة “راعي املفاوضات”‪،‬‬ ‫حيث أعلنت املتحدثة بﺈسم اخلارجية األميركية‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫فلسطني تنضم ﶈكمة اجلنايات الدولية مليون دوالر شهرياً‪ ،‬في حال فرﺽ عقوبات‬ ‫عليها من جانب “إسرائيل” والواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وتؤكد السلطة أنها ماضية في برنامجها‬ ‫لنيل اإلعتراف والعضوية الفلسطينية في‬ ‫مختلف املؤسسات الدولية‪.‬‬ ‫ويرﻯ مراقبون‪“ ،‬إن اإلعتراﺽ على املشروع‬ ‫في مجلس األمن لم يكن نابعا ً من ذكر قضية‬ ‫الالجئني وال قضية القدس‪ ،‬بل إن الغضب‬ ‫اإلسرائيلي ناجم عن اجلرأة الفلسطينية في‬ ‫إتﹼخاذ خطوات آحادية اجلانب وإثارة اإلستفزاز‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكل تهديدا ً‬ ‫فتحويله الى صراع دولي‬ ‫حقيقيا ً للسياسة اإلسرائيلية التي تريد أن‬ ‫تبقي بأيديها إحتكار إدارة الصراع وإقرار كل‬ ‫جني بساكي تعليقا ً على قبول األﱈ املتحدة طلب‬ ‫السلطة الفلسطينية اإلنضمام الى اﶈكمة ما يتع ﹼلق باملفاوضات‪.‬‬ ‫إن ما يسمى عملية السالم التي بدأت منذ‬ ‫اجلنائية الدولية‪“ ،‬إن الفلسطينيني غير مؤهلني‬ ‫لﻺنضمام الى هذﻩ الهيئة‪ ،‬وأن الواليات املتحدة إتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة الى أوسلو‬ ‫ال تعتقد أن دولة فلسطني تعتبر دولة ذات سيادة‪ ،‬وخارطة الطريق وأنابوليس وغيرها‪ ،‬ما هي إال‬ ‫وال تعترف بها بهذا الوصف‪ ،‬وال تعتقد أنها مؤهلة خطوات ﰎﹼ إﳒازها من خالل الواليات املتحدة‬ ‫لﻺنضمام الى معاهدة روما” التي تأسست ﲟوجبها حلماية الكيان الصهيوني وإضعاف القضية‬ ‫الفلسطينية كقضية ﲢرر وطني‪ ،‬ومحاولة‬ ‫اﶈكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬ ‫والهجمة التي بدأتها “إسرائيل” على السلطة لتصفية القضية وفرﺽ وقائع جديدة على األرﺽ‪،‬‬ ‫الفلسطينية ال تنحصر باملعاني والتصريحات أمام وابتزاز التنازالت من السلطة الفلسطينية بعد‬ ‫اإلسرائيليني والواليات املتحدة واﺠﻤﻟتمع الدولي‪ ،‬محاصرتها سياسيا ً واقتصاديا ً وجعلها رهينة‬ ‫إنها هجمة ﲢمل في طياتها أهدافا ً عدة‪ ،‬ويقف بيد الدول املانحة‪ ،‬وجعل السلطة الفلسطينية‬ ‫خلفها رئيس حكومة العدو بنيامني نتنياهو مجرد عنوان دون مضمون‪ ،‬والوقائع العملية ﹼ‬ ‫تؤكد‬ ‫الذي يخوﺽ معركته اإلنتخابية‪ ،‬بعد تبكير وباعتراف السلطة الفلسطينية ذاتها‪ ،‬بأنها ال‬ ‫موعدها‪ ،‬وهو يستغل األزمة ليصدرها الى اخلارج متلﻚ السيادة على األرﺽ واألجواء واملعابر احلدودية‪،‬‬ ‫وما شهدته احللبة الدولية من تطورات في ملف ويعيﺶ الفلسطينيون في الضفة الغربية ضمن‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬والطلب الفلسطيني مناطق منعزلة عن بعضها البعﺾ وفي مناطق‬ ‫الذي ﹲق ﹼدم الى محكمة اجلنايات الدولية‪ ،‬أشعل يعوزها التجاور اجلغرافي‪.‬‬ ‫احللبة السياسية واحلزبية اإلسرائيلية من جديد‪،‬‬ ‫لقد إستطاع الشعب الفلسطيني وبقواﻩ احلية‬ ‫حيث يستغله كل طرف ملصلحته اإلنتخابية‪ ،‬ومن خالل كفاﺡ طويل وتضحيات كبيرة‪ ،‬أن يحقق‬ ‫واستغالل نتنياهو لهذا الطلب وصل ذروته عندما الكثير من اإلﳒازات‪ ،‬أهمها‪ :‬احلفاﻅ على هويته‬ ‫أعلن “أن احلكومة اإلسرائيلية ستقف كحد الوطنية وتأكيد حقوقه أمام العالم أجمع‪ ،‬وﰎﹼ‬ ‫السيف الى جانب اجليﺶ وقادته أمام السلطة ذلﻚ من خالل حركة ﲢرير وطنية إطارها منﻈمة‬ ‫الفلسطينية الى محاكمتهم كمجرمي حرب”‪ ،‬التحرير‪ ،‬لكن خسارة بعﺾ املناطق‪ ،‬كانت بفعل‬ ‫وفي ﻇل التطورات األخيرة على الساحة الدولية مواقف سياسية راهنت على ما يسمى عملية‬ ‫واخلطوات التي إتخذتها‬ ‫وتهدد بﺈتﹼخاذها السلطة السالم واملفاوضات برعاية أميركية حصرية هي‬ ‫ﹼ‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬عاد املوضوعان األمني والسياسي أقرب ما تكون الى الوصاية كما ﹼ‬ ‫أكدتها األحداﺙ‪.‬‬ ‫يتربعان على رأس القضايا‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت للتخلﺺ من هذﻩ اﻵليات‬ ‫وتعلن السلطة الفلسطينية‪ ،‬أنها تنوي التوجه العقيمة وعدم الرهان من جديد على الواليات‬ ‫تقدم املتحدة التي متد الكيان الصهيوني بأسباب‬ ‫الى الدول العربية والى اجلامعة العربية كي ﹼ‬ ‫طلب دعم اقتصادي طاملا تواصل قرار التجميد البقاء‪ ،‬وشعبنا الفلسطيني ﳝلﻚ كافة املؤهالت‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وبأن السلطة ستطالب بتطبيق فوري إلستمرار مسيرته النضالية حتى النصر‪.‬‬ ‫لقرار القمة العربية األخير‪ ،‬في شأن منح شبكة‬ ‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬ ‫آمان إقتصادي للسلطة الفلسطينية بقيمة ‪100‬‬

‫‪3٤‬‬


‫منبر دولي‬

‫أوباما «بطة عرجاء»‬ ‫بعد سيطرة الجمهوريين على الكونغرس!؟‬ ‫في إنتخابات نصف الوالية األخيرة‪،‬‬ ‫ق ﹼرر املواطنون األميركيون بأصواتهم منح‬ ‫السيطرة في مجلس الشيوﺥ الى املعارضة‬ ‫التي ﳝ ﹼثلها احلزب اجلمهوري وتعزيز إمساكها‬ ‫ﲟجلس النواب‪ ،‬هذا احلزب الذي اجتاﺡ ممثله‬ ‫األخير في قمة الدولة جورج دبليو بوﺵ بلدا ً‬ ‫بناء على أكاذيب وأباﺡ اللجوء الى التعذيب‬ ‫وخ ﹼلف قبل رحيله أخطر أزمة اقتصادية‬ ‫عرفها العالم منذ قرن‪.‬‬ ‫الكبائر اجلمهورية هذﻩ لم ﲢل دون تركيز‬ ‫احلملة اإلنتخابية األخيرة )التجديد النصفي‬ ‫للكونغرس( على صورة أوباما الذي بلﻎ معدل‬ ‫الثقة به املستوﻯ األكثر إنخفاضا ً تاريخيا ً‬ ‫ليحصل على ‪ ٪٤0‬من اﻵراء اإليجابية‪ ،‬رغم‬ ‫أن الرئيس أوباما أصلح األضرار التي أصابت‬ ‫اإلقتصاد والدبلوماسية على يد سلفه‪،‬‬ ‫ومباشرا ً في الوقت ذاته إصالحات كبرﻯ في‬ ‫نﻈامي الصحة والهجرة‪ ،‬بيد أن تقريع أوباما‬ ‫ﳝ ﹼثل مخرجا ً للمزاج الوطني‪ ،‬حيث تشير‬ ‫استطالعات الرأي‪ ،‬أن القسم األكبر من‬ ‫األميركيني يرﻯ أن الواليات املتحدة تسير في‬ ‫اإلﲡاﻩ اخلاطﺊ‪.‬‬ ‫ويرﻯ البعﺾ‪ ،‬أن الرئيس أوباما يتأ ﹼبﻂ‬ ‫الغموﺽ‪ ،‬بنﹼا ًء كان أو مدمراً‪ ،‬ويبدو أنه واعيا ً‬ ‫لرغبات األميركيني املتقلبة واملتناقضة‪،‬‬ ‫ولكنه يخشى احلسم وﻇهر هذا في أكثر‬ ‫من مفصل هام‪ ،‬لكنه إنتشل تركته من‬ ‫اإلنحسار عبر البوابة الكوبية‪ ،‬بعدما استنتﺞ‬ ‫أن املفاوضات النووية اإليرانية والعملية‬ ‫التفاوضية الفلسطينية – اإلسرائيلية‬ ‫ستصطدمان بحائﻂ املمانعة اجلمهورية‬ ‫داخل الكونغرس وخارجه‪ ،‬وأعلن إنهاء النهﺞ‬ ‫القدﱘ مع كوبا بعزمه على إقامة عالقات‬ ‫دبلوماسية بعد إنقطاع دام نصف قرن‪ ،‬ﹼ‬ ‫وأكد‬ ‫أن اخلمسني عاما ً املاضية أﻇهرت‪ ،‬أن عزل كوبا‬ ‫يعﻂ نتيجة وحان الوقت إلعتماد مقاربة‬ ‫لم‬ ‫ﹺ‬ ‫جديدة‪ ،‬واختار التوقيت املناسب قبل إنتقال‬ ‫األكثرية في مجلس الشيوﺥ ومجلس النواب‬ ‫الى اجلمهوريني أواخر كانون الثاني ‪.2015‬‬ ‫والذين ينتقدون سياسة باراﻙ أوباما‬ ‫املتعطشة لﻺنفتاﺡ على إيران بأي ثمن‪،‬‬ ‫يشيرون الى أن الرئيس األميركي استعجل‬ ‫اإلنفراج عندما بدأت العقوبات ﲡدي في إيران‪،‬‬ ‫فيما تعاني في العمق من نتائﺞ إنخفاﺽ‬ ‫أسعار النفﻂ وعليه فهذا الوقت وقت‬

‫الرئيس األميركي باراﻙ أوباما‬

‫املساومة وليس وقت اإلنفتاﺡ‪.‬‬ ‫ويبدو أن أوباما يريد التنصل من ضرورة‬ ‫مصادقة الكونغرس على أي صفقة نووية‬ ‫يبرمها مع اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬وقد‬ ‫يلجأ الى صيغة يزعم ﲟوجبها أن الصفقة‬ ‫النووية مع إيران تقع ﲢت طائلة مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬إذ أن األطراف التي تفاوﺽ مع إيران هي‬ ‫الدول اخلمس الدائمة العضوية في مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬والسؤال هل متر مثل هذﻩ اﶈاولة؟‬ ‫واإليرانيون يريدون إبقاء املسألة النووية خارج‬ ‫مجلس األمن وفي اإلطار احلالي أي ضمن دول‬ ‫ما يسمى ‪ 1+5‬الذي يضيف أملانيا الى الدول‬ ‫اخلمس‪ ،‬وفي اﶈصلة هناﻙ قناعة لدﻯ اإلدارة‬ ‫األميركية بعدم التصعيد ضد إيران في‬ ‫هذﻩ املرحلة لتفادي أي تشنﹼﺞ إقليمي أكبر‬ ‫أو رد فعل عكسي في احلرب ضد »داعﺶ«‬ ‫ويسميها البعﺾ بالشراكة الصامتة‪،‬‬ ‫أو املصالح امللتقية‪ ،‬التي متنع أي تصعيد‬ ‫أميركي‪ ،‬والهدف عزل »داعﺶ«‪.‬‬ ‫واملؤشر اجلديد في السياسة اخلارجية‬ ‫األميركية‪ ،‬ما أق ﹼرﻩ الكونغرس األميركي )في‬ ‫كانون األول ‪ (201٤‬من قانون يعزز الشراكة‬ ‫اإلستراتيجية مع »إسرائيل« وخصوصا ً عالقات‬ ‫الدفاع واألمن والطاقة واألبحاﺙ وغيرها‪ ،‬ويزيد‬ ‫القانون مخزونات األسلحة األميركية في‬

‫‪35‬‬

‫»إسرائيل« تسعة أضعاف لتصل قيمتها الى‬ ‫‪ 1,8‬بليون دوالر‪.‬‬ ‫هذا وم ﹼثلت اإلنتخابات التجديدية‬ ‫للكوﳒرس األميركي بغرفتيه النواب والشيوﺥ‬ ‫وحكام بعﺾ الواليات األميركية‪ ،‬والتي جرت‬ ‫يوم ‪ ٤‬نوفمبر ‪ 201٤‬ونتائجها دالالت مهمة‬ ‫بالنسبة للعالقة بني السلطتني التنفيذية‬ ‫والتشريعية للواليات املتحدة خالل العامني‬ ‫املتبقيني من والية الرئيس أوباما وانعكاسات‬ ‫ذلﻚ على سياسة الواليات املتحدة اخلارجية إزاء‬ ‫عدد من القضايا ذات الصلة بالعالم وخاصة‬ ‫منطقة الشرق األوسﻂ وفي مقدمتها‪ :‬امللف‬ ‫النووي اإليراني‪ ،‬امللف السوري والتنﻈيمات‬ ‫اإلرهابية وفي مقدمتها داعﺶ‪ ،‬عالقات‬ ‫الواليات املتحدة بحلفائها التقليديني في‬ ‫املنطقة العربية‪ ،‬وأخيرًا مستقبل القضية‬ ‫الفلسطينية؛ التي لم ﲡد الدعم املطلوب‬ ‫من الكوﳒرس الدﳝقراطي‪ ،‬الذي عجز أمام‬ ‫ﹼ‬ ‫املؤكد أن القضية‬ ‫سياسات “إسرائيل”‪ ،‬ومن‬ ‫الفلسطينية ستواجه ﲢديات أصعب مع‬ ‫الكوﳒرس اجلمهوري الذي لن يتوانى في‬ ‫التطرف بسياسته ﲡاﻩ اجلهود املبذولة‬ ‫لﻺعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها‬ ‫القدس الشرقية‪ ،‬وﲡاﻩ محاوالت “إسرائيل”‬ ‫مواصلة بناء املستوطنات‪ ،‬لذلﻚ مع سيطرة‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬ ‫اجلمهوريني على مجلسي الكوﳒرس )الشيوﺥ‬ ‫والنواب(‪ ،‬ال يﹸتوقع أن يكون هناﻙ تقدم في‬ ‫عملية السالم‪ ،‬أو مشاريع قوانني للضغﻂ‬ ‫على اجلانب اإلسرائيلي إلرغامه على اجللوس‬ ‫على طاولة املفاوضات‪ ،‬نﻈرا للعالقات القوية‬ ‫بني احلزب اجلمهوري واليمني اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫والدعم اجلمهوري املستمر للسياسات‬ ‫اإلسرائيلية في املنطقة‪.‬‬

‫ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﻮﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺼﻌﺐ‬

‫ﹼ‬ ‫شكل فوز اجلمهوريني في اإلنتخابات‬ ‫النصفية في الواليات املتحدة وسيطرتهم‬ ‫على الكونغرس ﲟجلسيه النواب والشيوﺥ‬ ‫نكسة كبرﻯ للرئيس باراﻙ أوباما واحلزب‬ ‫الدﳝوقراطي‪ ،‬تنذر بسنتني من التعايﺶ الصعب‬ ‫الذي سينعكس على السياسة الداخلية‬ ‫واخلارجية للواليات املتحدة‪ ،‬إذ سيكون احلزب‬ ‫اجلمهوري قادرا ً على إمالء أجنداته البرملانية‬ ‫حتى االنتخابات الرئاسية في ‪ :201٦‬داخليا ً‬ ‫بالتركيز على القضايا اإلقتصادية في البالد‬ ‫التي أعطوها األولوية فأعدوا القوانني املراعية‬ ‫للسماﺡ لبناء خﻂ أنابيب النفﻂ »كيستون‬ ‫إكس إل« بني كندا وخليﺞ املكسيﻚ وتطوير‬ ‫إنتاج الغاز الطبيعي ومساعدة الشركات‬ ‫الصغيرة واحلد من القوانني والتنﻈيمات التي‬ ‫يعتبرونها مكبلة للنمو االقتصادي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫الى إصالﺡ النﻈام الضريبي واحلد من مشكلة‬ ‫النفقات احلكومية وﲢسني النﻈام التربوي‪،‬‬ ‫إضافة الى التركيز على موضوع الهجرة التي‬ ‫تبقى ملفا ً ساخنا ً مع وصول عدد املهاجرين‬ ‫املقيمني بصفة غير مشروعة في الواليات‬ ‫املتحدة إلى أكثر من ‪ 11‬مليوناً‪ ،‬أما خارجيا ً‬ ‫فﺈن اجلمهوريني أﻇهروا تشددا ً إزاء بعﺾ‬ ‫قضايا الشرق األوسﻂ والعالقة مع روسيا‪ ،‬ما‬ ‫سيؤدي الى نقاﺵ داخل الكونغرس ﲟجلسيه‬ ‫الشيوﺥ والنواب‪ ،‬والسؤال الذي يفرﺽ نفسه‬ ‫هنا هو‪ ،‬كيف سيوﻇف اجلمهوريون غالبيتهم‬ ‫في الكونغرس في وقت ال يزال فيه أوباما‬ ‫ﳝسﻚ بسلطة النقﺾ ولن يوافق على األرجح‬ ‫على قوانني تقضي على أبرز »منجزات« فترته‬ ‫الرئاسية‪ ،‬بدءا بقانون إصالﺡ الضمان الصحي‬ ‫الذي يطلق عليه اسم »أوباما كير«؟‪.‬‬ ‫متكن مرشحو احلزب اجلمهوري من انتزاع ‪7‬‬ ‫مقاعد من الدﳝوقراطيني في مجلس الشيوﺥ‬ ‫ﹼ‬ ‫ليحتل اجلمهوريون ‪ 52‬مقعدا ً مقابل ‪٤5‬‬ ‫للدﳝوقراطيني‪ .‬كما عزز اجلمهوريون أيضا ً‬ ‫تقدمهم السابق في مجلس النواب‪.‬‬ ‫وبرغم ذلﻚ ال تخول هذﻩ النتيجة أعضاء‬ ‫الكونغرس اجلمهوريني إصدار تشريعات بشأن‬ ‫امللفات الكبرﻯ بشكل آحادي‪ ،‬لكنها متنحهم‬ ‫القدرة التامة على عرقلة أي مشروع ألوباما ال‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫املرشح اجلمهوري ميت رومني يحمل طفالً في ﲡمع انتخابي ألنصارﻩ ﲟدينة سانفورد بوالية فلوريدا‬ ‫يعجبهم‪ ،‬مما سيحتم على الرئيس األميركي‬ ‫تقدﱘ تنازالت عديدة إرضاء لهم في سبيل‬ ‫مترير أي قرار مصيري خالل عاميه الباقيني له‬ ‫في البيت األبيﺾ‪.‬‬ ‫ويتوقع أن تبدأ تداعيات سيطرة احلزب‬ ‫اجلمهوري على الكونغرس بالﻈهور خالل‬ ‫األشهر املقبلة مفتوحة على احتماالت شتى‪.‬‬ ‫والكرة ستكون من اﻵن فصاعدا ً في ملعبي‬ ‫الرئيس باراﻙ أوباما ورئيس كتلة اجلمهوريني‬ ‫في مجلس الشيوﺥ ميتﺶ ماكونيل‪ ،‬إذ إن‬ ‫مدﻯ التنسيق والتناغم بينهما سيحدد كيف‬ ‫سيكون وضع اتخاذ القرارات في املستقبل‪.‬‬ ‫فهل يرضى أوباما بشلل تام ومتضية العامني‬ ‫الباقيني في سياسة القيادة من اخللف التي‬ ‫وصم بها عهدﻩ حتى اﻵن‪ ،‬أم أنه سيرضخ‬ ‫لضغوط اإلنتخابات الرئاسية املقبلة وحاجة‬ ‫حزبه الدﳝوقراطي الى ﲢسني صورة أداء‬ ‫اإلدارة احلالية للبالد وهذا سيتطلب شجاعة‬ ‫وتفاهما ً وتنازالت مع احلزب اجلمهوري الذي‬ ‫بدورﻩ ال يجب أن يبدي أي اعتراﺽ على قرارات‬ ‫فيها صالح الشعب األميركي‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار يأتي دور ماكونيل ليكون‬ ‫براغماتيا ً مع أوباما قدر اإلمكان من أجل دعم‬ ‫موقف املرشح اجلمهوري لﻺنتخابات الرئاسية‬ ‫عام ‪ .201٦‬وبدأ الغزل بني أوباما وماكونيل منذ‬ ‫خطابيهما بخصوﺹ النتائح اذ أبدﻯ الطرفان‬ ‫حرصهما على مصلحة البالد واستعدادهما‬ ‫للعمل معاً‪.‬‬ ‫والواقع يؤكد أن سيطرة اجلمهوريني‬ ‫على الكوﳒرس إﳕا هو سالﺡ ذو حدين‪،‬‬ ‫فالدﳝقراطيون عازمون على وضع اجلمهوريني‬ ‫في الصدارة وسيحملونهم عواقب أي قرارات‬

‫‪3٦‬‬

‫خاطئة خالل العامني املتبقيني من والية أوباما‪،‬‬ ‫ورﲟا يدفع اجلمهوريون ثمن هذا النصر غاليا ً‬ ‫خالل املعركة الكبرﻯ على البيت األبيﺾ في‬ ‫‪ ،201٦‬فأي خطأ يرتكبونه من اليوم وصاعدا ً‬ ‫سيحسب بكل تأكيد لصالح املعسكر‬ ‫الدﳝقراطي‪ .‬ومما يؤكد هذا املعنى أيضا ً عدم‬ ‫وجود بارقة أمل لدﻯ اجلمهوريني أصال ً في‬ ‫االنتخابات الرئاسية املقبلة‪ ،‬التي ال يبدو أنهم‬ ‫ﳝلكون فيها مرشحا ً قويا ً يصلح ملنافسة‬ ‫الدﳝقراطية هيالري كلينتون على منصب‬ ‫الرئاسة عام ‪ ،201٦‬ألنهم يدركون أنه إذا كانت‬ ‫كلينتون سيئة‪ ،‬فﺈنها بالتأكيد لن تكون أسوأ‬ ‫من املرشحني اجلمهوريني املتاحني حاليا ً مثل‬ ‫سارة بالني وجون ماكني وميت رومني‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬فقد كانت انتخابات التجديد النصفي‬ ‫األخيرة “فخا” وقع فيه اجلمهوريون‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تؤكدﻩ الشواهد احلالية‪ ،‬التي تذهب‬ ‫إلى ما هو أبعد من ذلﻚ وتفترﺽ أن تصارع‬ ‫اجلمهوريني والدﳝقراطيني على السلطة قد‬ ‫ﲢ ﹼول إلى تقاسم غير معلن للسلطة يرتضي‬ ‫به الطرفان واألميركيون أيضاً‪ :‬بيت أبيﺾ‬ ‫دﳝقراطي‪ ،‬وكوﳒرس جمهوري‪ ،‬ولعل هذا هو‬ ‫السبب وراء إبداء الطرفني رغبة سريعة في‬ ‫التعاون بعد إعالن نتائﺞ االنتخابات‪.‬‬ ‫إن الفوز الكبير الذي حققه اجلمهوريون في‬ ‫انتخابات الكوﳒرس وسيطرتهم على مجلس‬ ‫الشيوﺥ‪ ،‬سيترﻙ الرئيس األميركي باراﻙ أوباما‬ ‫مثل “البطة العرجاء” في سياسته اخلارجية‬ ‫خالل العامني الباقيني له في السلطة‪ .‬وفي‬ ‫الوقت الذي يترقب فيه األميركيون والعالم‬ ‫من خلفهم‪ ،‬مواجهات ساخنة بني الكوﳒرس‪،‬‬ ‫اخلاضع لسيطرة اجلمهوريني‪ ،‬وحق “الفيتو”‬


‫الذﻯ سيحفﻆ ماء وجه أوباما‪ ،‬واجلميع‬ ‫يترقبون موقف اجلمهوريني من القضايا‬ ‫الدولية الشائكة وما سيطالها من مواءمات‬ ‫سياسية إجبارية خالل الفترة املقبلة‪.‬‬ ‫وتؤكد التوقعات أن قضية العالقات مع‬ ‫روسيا وامللف النووي اإليراني هما أول قضيتني‬ ‫ستقعان فريسة لـ “املشرط” اجلمهوري‪.‬‬

‫سيطرة اجلمهوريني على الكونغرس تقيد سياسة أوباما ﲡاﻩ إيران‬

‫ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﲔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺗﻘﻴﹼﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ‬ ‫ﲡﺎﻩ ﻃﻬﺮﺍﻥ‬ ‫وما يتعلق بامللف اإليراني‪ ،‬ال يخفى على‬ ‫أحد أن اجلمهوريني قد ضاقوا ذرعا ً بتمديد‬ ‫املفاوضات النووية التى قاربت على العام‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعتبرونه »تالعباً« من جانب طهران وفشال ً‬ ‫من جانب واشنطن‪ ،‬كما أن املوقف اجلمهوري‬ ‫يتوافق إلى حد كبير مع املوقف اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وبالتالي فﺈن إنزال عقوبات جديدة بطهران‬ ‫سيرضي اللوبي اليهودي‪ ،‬وبالتالي يعتبر‬ ‫نقطة ﲢسب للجمهوريني في اإلنتخابات‬ ‫الرئاسية‪.‬‬ ‫فﺈذا بدأ الكوﳒرس اجلديد عمله في وجود‬ ‫خالف واسع على اتفاق أﹸبرم مع إيران‪ ،‬أو على‬ ‫متديد غير مقنع للمفاوضات معها‪ ،‬فرﲟا‬ ‫تسعى األغلبية إلى تصعيد التوتر مع طهران‬ ‫عبر فرﺽ عقوبات جديدة عليها‪.‬‬ ‫وكان جمهوريو الكوﳒرس احلالي قد سعوا‬ ‫إلى ذلﻚ بداية العام ‪ ،201٤‬لكنهم لم ينجحوا‬ ‫في مترير مشروع قانون العقوبات‪ ،‬لكن تغير‬ ‫املوازين في الكوﳒرس احلالي قد ﹼ‬ ‫ﳝكنهم من‬ ‫مترير مثل هذا املشروع‪ ،‬وعندئذ سيكون أمام‬ ‫أوباما أحد خيارين‪ ،‬فﺈما أن يو ﹼقع املشروع‪،‬‬ ‫سعيا ً لبناء ثقة مع األغلبية اجلمهورية ووضع‬ ‫إيران في اختبار لكشف نواياها مبكراً‪ ،‬وإما‬ ‫أن يختار طريق الصدام‪ ،‬ويستخدم حقه في‬ ‫نقﺾ مشروع القانون‪ ،‬خاصة إذا كان لديه‬ ‫يقني باستحالة أن يعيد الكوﳒرس متريرﻩ‬ ‫بأغلبية الثلثني‪ ،‬لكن أوباما سيغامر‪ ،‬في حالة‬ ‫اختيارﻩ الصدام‪ ،‬بالدخول في معركة مفتوحة‬ ‫لن تكون في مصلحته مع الكوﳒرس الذي‬ ‫يستطيع إرباﻙ مشاريعه الداخلية‪.‬‬ ‫في هذا الوقت‪ ،‬تقول العديد من الوسائل‬ ‫اإلعالمية املتابعة‪ ،‬إ ﹼن الهم األول في السنتني‬ ‫املقبلتني هو ترتيب العالقة مع إيران‪ ،‬والكالم‬ ‫عن احلوار معها متداول في شكل واسع‪،‬‬ ‫خاص ًة وأ ﹼن أوباما مص ﹼر‪ ،‬في شكل شبه دائم‪،‬‬ ‫على تكرار رهانه على هذا احلوار‪ ،‬وترﻯ فيه‬ ‫اإلدارة األميركية مالذا ً للخالﺹ من الهم‬ ‫القادم من الشرق إلى الغرب‪ ،‬أال وهو “داعﺶ”‪،‬‬ ‫وهذا ما ﳝكن تفسيرﻩ من خالل الرسائل‬

‫السرية التي ﰎﹼ توجيهها من البيت األبيﺾ‬ ‫إلى املعنيني اإليرانيني تطلب فيها التعاون‬ ‫معها في العديد من امللفات‪ ،‬وفي مقدمتها‬ ‫“داعﺶ”‪ ،‬وبالتالي يفتح الباب أمام التندر‬ ‫لوجود حلحلة في العديد من القضايا أهمها‬ ‫امللف النووي اإليراني‪ ،‬ومن بعدها يتم حلحلة‬ ‫بقية القضايا‪ ،‬ومنها على سبيل املثال األزمة‬ ‫السورية‪ ،‬وهنا ال بد من التركيز على أن‬ ‫اإلنقسام اجلمهوري الذي ﻇهر حول التعامل‬ ‫مع األزمة السورية يغيب عند التطرق إلى‬ ‫أزمة البرنامﺞ النووي اإليراني‪ .‬فمع سيطرة‬ ‫اجلمهوريني على الكونغرس األميركي‪ ،‬فمن‬ ‫املتوقع أن يكون هناﻙ تشدد في مواقف‬ ‫الكونغرس من إيران وبرنامجها النووي‪،‬‬ ‫حيث يتبنى اجلمهوريون موقفا ً متشددا ً من‬ ‫البرنامﺞ النووي إليران‪ ،‬وسياساتها املتشددة‬ ‫في املنطقة‪.‬‬

‫ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻦ ﺭﻭﺳﻴﺎ‬ ‫وحول املوقف األميركي من روسيا‪ ،‬فعلى‬ ‫الرغم من العداء الواضح بني أوباما ونﻈيرﻩ‬ ‫الروسي فالدﳝير بوتني‪ ،‬فﺈن الرئيس األميركي‬ ‫ﲡنب حتى هذﻩ اللحﻈة الدخول في مواجهات‬ ‫مباشرة مع روسيا أو إبداء أي عداء صريح‬ ‫ملوسكو‪ ،‬ولكن الوضع مختلف بالنسبة‬ ‫للمعسكر اجلمهوري الذي يسعى لتشديد‬ ‫العقوبات على روسيا وال يخشى الدخول‬ ‫في مواجهة علنية معها بغﺾ النﻈر عن‬ ‫العواقب والتي ستؤثر بشكل مباشر على‬ ‫االقتصاد األميركي‪ ،‬خاصة وأن نزعة استعادة‬ ‫الوفاق بني احلزبني‪ ،‬فيما يتعلق باملوقف من‬ ‫روسيا‪ ،‬قد ارتسمت داخل الكونغرس بعقدﻩ‬

‫‪37‬‬

‫األخير‪ :‬لقد أيد الكونغرس بحماس امليدان‬ ‫األوكراني‪ ،‬واستيالء القوﻯ القومية املتطرفة‬ ‫املعادية لروسيا على السلطة في كييف‪ ،‬وزارت‬ ‫أوكرانيا عدة مجموعات من أعضاء مجلس‬ ‫الشيوﺥ األميركي الذين تهجموا بشدة‬ ‫على موسكو‪ ،‬كما أن الرئيس األوكراني بيوتر‬ ‫بوروشينكو دﹸعي للتحدﺙ أمام الكونغرس في‬ ‫دورة مشتركة ﺠﻤﻟلسيه‪.‬‬ ‫ومن املتوقع أن يتخذ الكونغرس األميركي‬ ‫موقفا ً حادا ً في معاداة روسيا‪ :‬ففي ‪ 18‬أيلول‬ ‫‪ 201٤‬تقدم عضو مجلس الشيوﺥ‪ ،‬الدﳝقراطي‬ ‫روبرت مينينديز‪ ،‬ﲟشروع قانون »ملساندة احلرية‬ ‫في أوكرانيا«‪ ،‬ينﺺ على منح أوكرانيا وجورجيا‬ ‫ومولدوفا وضع »حليف عسكري رئيسي غير‬ ‫عضو في الناتو«‪ ،‬ما يسمح بالشروع في تزويد‬ ‫هذﻩ البلدان باألسلحة األميركية‪ .‬ويﹸقترﺡ‪ ،‬لهذا‬ ‫الغرﺽ‪ ،‬تخصيﺺ ‪ 350‬مليون دوالر في العام‬ ‫املالي ‪ ،2015‬وفرﺽ عقوبات ضد أية شركة‬ ‫من أي بلد كان‪ ،‬إذا أقدمت على اإلستثمار في‬ ‫مجال الطاقة الروسية‪ .‬وطرﺡ أيضا ً عدد من‬ ‫القرارات ومشاريع القوانني التي تتهم روسيا‬ ‫بانتهاﻙ املعاهدات املتعلقة باألسلحة‪ .‬وفضال ً‬ ‫عن ذلﻚ‪ ،‬ينبغي أن نأخذ باإلعتبار بعﺾ بنود‬ ‫مشروع القانون اخلاﺹ بالدفاع الوطني للعام‬ ‫املالي ‪ .2015‬إذ تنﺺ صيغة مجلس النواب‬ ‫على إبقاء ‪ ٤50‬منصة إطالق ﲢت أرضية‬ ‫لصواريخ »مينيتمان ‪ «3 -‬في حالة اجلهوزية‬ ‫العملية‪ ،‬وكذلﻚ منع تخصيﺺ األموال‬ ‫للتقليﺺ ﲟوجب معاهدة »تقليﺺ األسلحة‬ ‫الهجومية« ما لم يتم التأكد من أن روسيا‬ ‫»ﲢترم سيادة أوكرانيا«‪ ،‬وال تخل ﲟعاهدة‬ ‫الصواريخ متوسطة وقصيرة املدﻯ‪.‬‬ ‫إدارة الرئيس باراﻙ أوباما لم تؤيد إقرار‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬ ‫مشاريع القوانني هذﻩ ألنها كانت تسعى‬ ‫للمحافﻈة على صالحيات السلطة‬ ‫التنفيذية‪ ،‬ولم تكن لها مصلحة في التحرﻙ‬ ‫ضمن أطر تشريعية صارمة‪ ،‬ولكن الوضع اﻵن‬ ‫تغير جذرياً‪ ،‬إذ أصبح بوسع اجلمهوريني اتخاذ‬ ‫القرارات باسم مجلسي الكونغرس )النواب‬ ‫والشيوﺥ( كليهما‪ ،‬ومن اﶈتمل أن ﲢﻈى‬ ‫التدابير املعادية لروسيا بالدعم التشريعي‪،‬‬ ‫تبني التجربة التاريخية‪ ،‬فﺈن مثل هذﻩ‬ ‫وكما ﹼ‬ ‫القوانني ستتصف بطابع طويل األمد‪ ،‬ومن‬ ‫الصعب جدا إعادة النﻈر فيها‪ ،‬أو إلغائها‪.‬‬ ‫ويبدو أن قائمة التدابير التشريعية التي‬ ‫سوف يتخذها الكونغرس بعقدﻩ اجلديد‬ ‫ستتضمن اإلجراءات مثل‪:‬‬ ‫تغطية تشريعية للعقوبات التمييزية‬ ‫ضد قطاعات اإلقتصاد الروسي املفصلية‬ ‫)اﺠﻤﻟال املالي‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصناعات احلربية(‪،‬‬ ‫ووقف العالقات مع اجلانب الروسي في اﺠﻤﻟال‬ ‫العسكري‪ ،‬وكذلﻚ ﲡميد نشاط مجلس‬ ‫روسيا ‪ -‬الناتو‪ ،‬وتسريع نشر منﻈومات الدرع‬ ‫الصاروخية “إيجيس” في بولندا‪ ،‬وزيادة النفقات‬ ‫العسكرية األميركية بدال ً من تقليصها وفق‬ ‫خطة إدارة باراﻙ أوباما‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وستهدف‬ ‫إلى “مأسسة” آليات شن حرب باردة جديدة‬ ‫ضد روسيا‪ ،‬أي أن انتخابات التجديد النصفي‬ ‫للكونغرس األميركي وسيطرة احلزب اجلمهوري‬ ‫على مجلسيه كليهما‪ ،‬سوف تزيد من اﺠﻤﻟابهة‬ ‫طويلة األمد بني الواليات املتحدة األميركية‬ ‫وروسيا‪ .‬وهذا ما يتبني‪ ،‬خاصة‪ ،‬من توازن‬ ‫القوﻯ اجلديد في “الكابيتول هيل”‪ ،‬الذي يعني‬ ‫استعادة الوفاق بني احلزبني في معاداة روسيا‪.‬‬

‫ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ‬ ‫ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻔﻴﺔ‬ ‫وفي تداعيات خسارة حزب أوباما في‬ ‫االنتخابات‪ ،‬على منطقة الشرق األوسﻂ‬ ‫وملفاتها‪ ،‬وخاص ًة على األزمة السورية‪ ،‬ثمة‬ ‫انقساما ً في اﻵراء حول ما ﳝكن أن يفعله‬ ‫اجلمهوريون للضغﻂ على اإلدارة الدﳝقراطية‪،‬‬ ‫في هذا الشأن‪ ،‬وتقول إحداها‪ ،‬إ ﹼن اإلدارة اجلديدة‬ ‫لن تترﻙ ألوباما احلرية أن يتصرف في الشرق‬ ‫األوسﻂ وكأنه ال يزال في مستهل عهدﻩ حني‬ ‫أعطى وعودا ً يصفها مسؤولون بـ”الفاشلة”‪،‬‬ ‫ولن تترﻙ له حرية احلركة في ما يتعلق بالدور‬ ‫األميركي في أوروبا الشرقية‪ ،‬والشرق األوسﻂ‪.‬‬ ‫إن الوضع في سوريا وارتباطه بعاملني‬ ‫رئيسيني رﲟا متناقضني وهما‪ :‬تعاﻇم دور‬ ‫تنﻈيم داعﺶ في األراضي السورية وتوافر املالذ‬ ‫اﻵمن للتنﻈيم للتمدد في العراق وسوريا معا ً‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫فوز اجلمهوريني مواجهة كبرﻯ في السياسة اخلارجية األميركية‬ ‫وتهديد املنطقة العربية والشرق األوسﻂ‪،‬‬ ‫أما العامل الثاني فهو كيفية مجابهة هذا‬ ‫التﻈيم دون زيادة ميزان القوﻯ لصالح سوريا‪،‬‬ ‫ومن هنا ﳝكن تفهﹼ م الرؤﻯ املتباينة التي كانت‬ ‫داخل اإلدارة األميركية قبيل انتخابات الكوﳒرس‬ ‫بشأن اخليارات املتاحة لها في سوريا‪.‬‬ ‫بد من التركيز على نقطة مهمة‬ ‫هنا ال ﹼ‬ ‫جداً‪ ،‬تقول إ ﹼن اجلمهوريني كانوا من أوائل‬ ‫املنتقدين لسياسات اإلدارة في التعامل مع‬ ‫األزمة السورية‪ ،‬ويرون أن اإلدارة تركت سوريا‬ ‫لروسيا وإيران ﲟا جعلها أرضا ً خصبة لﻺرهاب‬ ‫والتطرف الذي سينتقل بدورﻩ إلى األراضي‬ ‫األميركية‪ ،‬بعدما امتنع الرئيس أوباما عن‬ ‫اإلنخراط في سوريا‪ ،‬وهذﻩ اإلنتقادات لن تعني‬ ‫توجها ً جمهوريا ً إلى حرب شاملة ضد سوريا‪،‬‬ ‫وذلﻚ لرفﺾ األميركيني ‪ -‬حسب كثير من‬ ‫استطالعات الرأي ‪ -‬خوﺽ الواليات املتحدة‬ ‫حروبا ً خارج أراضيها‪ ،‬ولذا لن يضحي أي من‬ ‫طرفي املعادلة بأخذ قرار احلرب الشاملة ضد‬ ‫سوريا‪ ،‬ال سيما مع انقسام داخل صفوف احلزب‬ ‫اجلمهوري حول التعامل مع سوريا‪ .‬فهناﻙ‬ ‫تيار يتبنى وجهة نﻈر متشددة ضد سياسات‬ ‫اإلدارة في سوريا مثل السيناتور جون ماكني‪،‬‬ ‫في حني ال يرغب آخرون في انخراط أميركي‬ ‫شامل في أزمات املنطقة مثل السيناتور‬ ‫راند بول‪ ،‬ولكن التركيز سيكون على تقدﱘ‬ ‫الدعم املعنوي واملادي والعسكري إلى‬ ‫»املعارضة املعتدلة« التي ال ترتبﻂ بعالقات‬ ‫مع التنﻈيمات اإلرهابية لتقويتها في سوريا‪،‬‬ ‫والتدخل األميركي سيكون أكثر حضورا ً من‬ ‫اﻵن وصاعداً‪ ،‬وهذا التدخل لن يكون أبدا ً عبر‬ ‫الوجود العسكري املباشر كما كانت احلال في‬ ‫العراق‪ ،‬فرفﺾ التدخل العسكري قرار نهائي‬

‫‪38‬‬

‫تتفق فيه سياسة الدﳝقراطيني واجلمهوريني‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬في املقابل‪ ،‬سيكون مستوﻯ التدخل‬ ‫السياسي واملساعدات العسكرية مرتفعاً‪.‬‬ ‫ويرﻯ مراقبون أن وجود اجلمهوريني‪ ،‬يعني‬ ‫أن هناﻙ مرحلة أكثر صعوبة في املنطقة‪،‬‬ ‫قد تؤدي الى حرب إقليمية‪ ،‬أو فرﺽ مداخالت‬ ‫عسكرية‪ ،‬ولدﻯ اجلمهوريني رؤية خاصة إزاء‬ ‫امللفني السوري واإليراني‪ ،‬وبالتالي فﺈن األعوام‬ ‫القليلة املقبلة‪ ،‬ستترﻙ أثرا ً حادا ً على دول‬ ‫اإلقليم ﲟا فيها األردن‪.‬‬

‫ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺴﺎﻧﺤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ال يعني متتع اجلمهوريني باألغلبية في‬ ‫الكوﳒرس األميركي انسداد األفق أمام الرئيس‬ ‫األميركي لتحقيق تقدم في قضايا السياسة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ولكن العكس هو الصحيح‪ ،‬حيث‬ ‫سيمنح تشدد اجلمهوريني في القضايا‬ ‫الداخلية الرئيس تركيزا ً على الشأن اخلارجي‬ ‫ليحقق إﳒازا ً ينهي به إدارته‪ ،‬ﲟا يساعد حزبه‬ ‫في انتخابات الكوﳒرس والرئاسة لعام ‪.201٦‬‬ ‫فعلى الرغم من املعارضة اجلمهورية‪ ،‬وعدد‬ ‫من أعضاء حزب الرئيس لسياساته ﲡاﻩ إيران‪،‬‬ ‫ال يزال أمام أوباما فرصة إلى التوصل إلى اتفاق‬ ‫نووي مع إيران‪ ،‬أو على األقل إطار ينطوي على‬ ‫تنازالت إيرانية كبيرة تعزز من مكاسبه ضد‬ ‫معارضيه اجلمهوريني‪ ،‬ولكن النجاﺡ يرتبﻂ‬ ‫ﲟدﻯ رغبة اجلانب اإليراني في تقدﱘ تنازالت‬ ‫متكن أوباما من تعزيز مواقفه الستكمال‬ ‫سياساته االنفتاحية على اجلانب اإليراني‪.‬‬ ‫ومن الفرﺹ السانحة أمام الرئيس لتعزيز‬


‫مكاسبه على الصعيد اخلارجي‪ ،‬خالل العامني‬ ‫املتبقيني له في البيت األبيﺾ‪ ،‬أن يقدم العراق‬ ‫كنموذج لنجاحه في قيادته قوات التحالف‬ ‫الدولي ﶈاربة التطرف‪ ،‬وﲢقيق تقدم في حربه‬ ‫على تنﻈيم الدولة اإلسالمية في العراق‪.‬‬ ‫فانحسار تقدم اجلهاديني في املنطقة يصب‬ ‫في مصلحة الرئيس وحزبه في االنتخابات‬ ‫الرئاسية القادمة‪ ،‬وكذا العمل على إحداﺙ‬ ‫ﲢول ملموس في أفغانستان‪ ،‬في ﻇل حكومة‬ ‫ائتالفية جديدة‪ ،‬واالتفاق مع الصني على‬ ‫مجموعة مشتركة من التدابير للسيطرة‬ ‫على املناﺥ‪ ،‬ومكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫هناﻙ مطبات كبيرة أيضا ً في السياسة‬ ‫األميركية اخلارجية بد ًءا ﲟحاربة تنﻈيم‬ ‫“داعﺶ”‪ .‬فالقرار الذي اتخذﻩ أوباما ﲟحاربة‬ ‫التنﻈيم كان بضغﻂ من اليمينيني في‬ ‫الكونغرس وطبعا ً بسبب التح ﹼول في الرأي‬ ‫العام األميركي في شأن محاربة “داعﺶ” في‬ ‫املتشددين في الكونغرس‬ ‫العراق وسوريا‪ .‬غير أن‬ ‫ﹼ‬ ‫يطالبون بتكثيف الهجمات اجلوية واإلسراع‬ ‫في تدريب املقاتلني وتسليحهم ومساندتهم‬ ‫على األرﺽ‪ .‬وقال أوباما أخيرا ً إن األولوية لديه‬ ‫هي محاربة “داعﺶ” في العراق وإن محاربة‬ ‫التنﻈيم في سوريا ثانوية هدفها إضعافه في‬ ‫العراق وقطع خطوط إمداداته‪.‬‬ ‫هذا املوقف قد يس ﹼبب خالفا ً بني أوباما‬ ‫والكونغرس اجلديد ألن الفكرة األكثر شيوعا ً‬ ‫بني اجلمهوريني واليمني الدﳝوقراطي هي توسيع‬ ‫رقعة اإلشتباﻙ في سوريا لتشمل إضعاف‬ ‫النﻈام قبل الشروع في تسوية سلمية على‬ ‫أساس اتفاقات جنيف‪ ،‬وهذا ما يطلبه الكثير‬ ‫من حلفاء أميركا بخاصة السعودية وتركيا‬ ‫وفرنسا‪ .‬أما الرسالة التي أرسلها أوباما إلى‬ ‫آية اﷲ علي خامنئي فقد عقﹼ دت األمور أكثر‬ ‫إذ يعتبر بعضهم أنها فتحت باب التعاون مع‬ ‫إيران في محاربة “داعﺶ” وهو ما ترفضه قطعا ً‬ ‫الغالبية الكبرﻯ في الكونغرس مدعومة من‬ ‫“إسرائيل” واللوبي اليهودي‪.‬‬ ‫املواجهة الكبرﻯ في مجال السياسة‬ ‫اخلارجية األميركية ستكون في ما يختﺺ‬ ‫باملفاوضات على امللف النووي اإليراني‪ .‬فغالبية‬ ‫أعضاء الكونغرس ال تثق ﲟقدرة أوباما وفريقه‬ ‫على الوصول إلى اتفاق ﹼ‬ ‫يفكﻚ نهائيا ً البرنامﺞ‬ ‫النووي اإليراني أو على األقل‪ ،‬ﳝنعه لعقود‬ ‫طويلة من إنتاج قنبلة نووية‪ ،‬وهذا هو مطلب‬ ‫اجلمهوريني وعدد كبير من الدﳝوقراطيني‬ ‫ويتماشى مع رغبات نتانياهو واحلكومة‬ ‫اإلسرائيلية‪ .‬ويعتقد كثر أن اتفاقا ً كامال ً لم‬ ‫يحصل في املوعد اﶈدد إلنهاء املفاوضات‬ ‫أي ‪ 2٤‬من شهر تشرين الثاني ‪ ،201٤‬وفي‬ ‫الوقت نفسه فالفشل الكامل غير مقبول‬ ‫من اجلهتني‪ ،‬ما اضطر املفاوضني الوصول إلى‬ ‫اتفاق إطار أو ما شاكل ومتديد مدة املفاوضات‬

‫إلى ‪ .2015‬ولكن التخ ﹼوف في الكونغرس هو‬ ‫أن يو ﹼقع أوباما على اتفاق ال يجبرﻩ احلصول‬ ‫على موافقة مجلس الشيوﺥ باعتبارﻩ “اتفاقا ً‬ ‫تنفيذياً” وليس “معاهدة” وأن يع ﹼلق العقوبات‬ ‫من دون إلغائها‪ ،‬ألن إلغاءها هو من صالحية‬ ‫مجلس النواب الذي وضعها في املقام األول‪.‬‬ ‫وجعل عدم الثقة املتبادل بني الكونغرس‬ ‫اجلديد والبيت األبيﺾ قيادات الكونغرس‬ ‫تتحسب لهذﻩ اإلحتماالت من خالل إجراءات‬ ‫ﹼ‬ ‫كالتحضير لعقوبات جديدة على إيران‬ ‫نالت في املاضي القريب غالبية كبيرة في‬ ‫مجلس الشيوﺥ شملت عددا ً ال يستهان‬ ‫به من الدﳝوقراطيني‪ ،‬طبعا ً بدفع كبير من‬ ‫ﲢد من أوباما في هذا‬ ‫وأي ﹼ‬ ‫اللوبي اإلسرائيلي‪ ،‬ﹼ‬ ‫اﺠﻤﻟال سيشعل حربا ً بينه وبني الكونغرس‬ ‫ملدﻯ السنتني املقبلتني ما يجعل الكثيرين‬ ‫يستبعدون مواجهة كهذﻩ‪.‬‬ ‫ويجب أال ننسى تأثير الكونغرس اجلديد في‬ ‫احلرب الباردة الثانية التي أطلقت شرارتها‬ ‫املشكلة األوكرانية والتي قد تتأزﹼم أكثر بوجود‬ ‫غالبية في الكونغرس تلوم أوباما على تعامله‬ ‫اخلجول مع الهجمة الروسية في شرق أوروبا‪.‬‬ ‫وكان بعضهم حذر أوباما سابقا ً من سياسة‬ ‫تشدد في السياسة‬ ‫أي‬ ‫ﹼ‬ ‫مد اليد إلى الروس‪ .‬لكن ﹼ‬ ‫األميركية ﲡاﻩ روسيا سيرسخ احلرب الباردة‬ ‫ما سينعكس على العالم بأشكال يصعب‬ ‫توقعها حالياً‪.‬‬ ‫السنتان األخيرتان من عهد أي رئيس أميركي‬ ‫يخصﺺ القسم األكبر منهما لتثبيت اإلرﺙ‬ ‫الذي ينوي الرئيس تركه للتاريخ‪ .‬أوباما يبحث‬ ‫عن إرﺙ وال يجدﻩ‪ .‬أراد أن يكون إرثه االنسحاب‬ ‫من العراق وأفغانستان فﺈذا به يعود إلى العراق‬ ‫ويفتح جبهة جديدة في سوريا بعد تر ﹼدد طويل‬ ‫مد اليد للروس‬ ‫جعل األمور أكثر تعقيداً‪ .‬أراد ﹼ‬ ‫ففشل وقد يكون إرثه غير املقصود في هذا‬ ‫اﺠﻤﻟال هو بداية احلرب الباردة الثانية‪ .‬حاول أن‬ ‫يبني إرثا ً من خالل إﳒاز تقدم غير مسبوق باﲡاﻩ‬ ‫حل للقضية الفلسطينية وإذ باألمور تتراجع‬ ‫وتتأزﹼم أكثر فأكثر‪ .‬يحاول اﻵن أن يحرز تقدما ً‬ ‫حد ما في‬ ‫في ملف الهجرة وقد ينجح إلى ﹼ‬ ‫النهاية‪ ،‬إال أن هذا اإلﳒاز سيوضع‪ ،‬جزئيا ً على‬ ‫األقل‪ ،‬في خانة مساعدة احلزب الدﳝوقراطي‬ ‫على استعادة بعﺾ مؤيديه التقليديني‪ .‬أراد‬ ‫في النهاية أن يكون إرثه النجاﺡ في مفاوضات‬ ‫امللف النووي اإليراني فوجد نفسه بعد سنة‬ ‫من اجلهد في مأزق بني اتفاق ال يرضى به‬ ‫الكونغرس وعدم اتفاق يترﻙ األمور في مهب‬ ‫الريح‪.‬‬ ‫حتى اﻵن‪ ،‬ﳒحت إدارة أوباما في منع قدوم‬ ‫اإلرهاب إلى األراضي األميركية‪ .‬الرئيس السابق‬ ‫جورج دبليو بوﺵ خاﺽ حربني في أفغانستان‬ ‫والعراق لينفذ استراتيجية منع عودة اإلرهاب‬ ‫إلى املدن األميركية‪ ،‬وﳒح‪ .‬الفارق بني اإلدارتني‬

‫‪39‬‬

‫أن إدارة بوﺵ خاضت احلروب املكلفة باملال‬ ‫واجلنود األميركيني لتحقيق هدفها‪ ،‬بينما‬ ‫إدارة أوباما أوكلت تلﻚ احلروب لﻶخرين وبجنود‬ ‫اﻵخرين وهي ﲢقق منع عودة اإلرهاب إلى املدن‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫ويدرﻙ اجلمهوريون‪ ،‬مع أنهم ال يعترفون‬ ‫علناً‪ ،‬أن احلرب على »داعﺶ« في العراق قد‬ ‫تتطلب في مرحلة ما جنودا ً أميركيني على‬ ‫األرﺽ‪ ،‬ويقول بعضهم إنه قد ال يكون هناﻙ‬ ‫مناﺹ من ذلﻚ ألن الغارات وحدها لن تكون‬ ‫كافية‪ .‬والرئيس أوباما أملح إلى أنه متوجه إلى‬ ‫الكونغرس ليحصل على صالحية موسعة‬ ‫للحرب على »داعﺶ«‪ .‬وقال إن للعراق أولوية‬ ‫في احلرب على »داعﺶ« لطردﻩ من هناﻙ‪.‬‬ ‫أما في سوريا فﺈن أوباما يعتمد استراتيجية‬ ‫»عزل املتطرفني« وليس استراتيجية إيجاد‬ ‫حل شامل للوضع السوري في عموم البالد‪،‬‬ ‫بحسب قوله‪ .‬ورﲟا يشرﺡ ذلﻚ الحقا ً عندما‬ ‫يبدأ الكونغرس اجلمهوري باستجوابه‪ ،‬بحسب‬ ‫التعبير األميركي الذي يعني الضغﻂ في إطار‬ ‫اﶈاسبة واحلث على اإلستدراﻙ‪.‬‬ ‫الرئيس أوباما فشل في حياكة تركة يذكر‬ ‫له التاريخ فيها أنه حقق السالم الفلسطيني‬ ‫ اإلسرائيلي في مطلع عهدﻩ‪ .‬وكان ذلﻚ‬‫أول امتحان له كرئيس أميركي إذ أثبت أنه ال‬ ‫يعرف حقيقة النسيﺞ السياسي في الواليات‬ ‫املتحدة عندما يتعلق األمر بـ “إسرائيل”‪:‬‬ ‫فاستمرار بناء املستوطنات اإلسرائيلية‬ ‫وأحداﺙ القدس األخيرة قد تعرقل جديا ً‬ ‫مسيرة أفضل بني الدول اخلليجية والكونغرس‬ ‫اجلمهوري بسبب االختالف اجلذري في املواقف‬ ‫حول النزاع الفلسطيني ‪ -‬اإلسرائيلي‪ .‬أما من‬ ‫جهة مواقف الكونغرس اجلمهوري من سوريا‬ ‫وروسيا وإيران والعراق ولبنان واليمن‪ ،‬فﺈن الدول‬ ‫اخلليجية ترحب بها ألنها تتالقى معها في‬ ‫أكثر من منعطف‪.‬‬ ‫وفي الشرق األوسﻂ‪ ،‬كما في الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬دخل الرئيس باراﻙ أوباما البيت‬ ‫األبيﺾ‪ ،‬وراهن البعﺾ على إمكانية ﳒاحه من‬ ‫خالل اإلستفادة من أخطاء ﹶمن سبقه‪ ،‬واخلروج‬ ‫من مستنقع احلروب واألزمات اإلقتصادية‪،‬‬ ‫والعمل من أجل عالم أكثر استقرارا ً وأمنا ً‬ ‫والقيام بدور فاعل وﲢقيق تسويات في أكثر‬ ‫من مكان‪ ،‬لكن مثل هذﻩ اﻵمال ضاعت‪ ،‬بسبب‬ ‫الوقائع اجلديدة التي خلفتها السياسات‬ ‫األميركية اﻵنية التي تبحث عن املصالح فقﻂ‬ ‫وال تساهم بتحقيق ولو احلد األدنى من العدالة‬ ‫وهي تخضع إلعتبارات متجذرة‪ ،‬تتدخل فيها‬ ‫اإلحتكارات الكبرﻯ وﲡار احلروب واللوبي‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وهي ستبقى محل جدل الى حني‬ ‫تغ ﹼير املوازين الدولية‪.‬‬

‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﳌﻴﺲ ﺩﺍﻏﺮ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬

‫روسيا تواجه التحدي األميركي‬ ‫في الشرق األوسط كما في أوكرانيا‬ ‫كان واضحا ً وبكل حزم وجدارة‪ ،‬الرئيس‬ ‫الروسي فالدﳝير بوتني في رسالته السنوية‬ ‫أمام مجلس الدوما )النواب( والفيدرالية‬ ‫)الشيوﺥ( أن روسيا لن تهزم في املواجهة‬ ‫املفروضة عليها من دول الغرب‪ ،‬ولن تسمح ألي‬ ‫طرف بتحقيق تفوق عسكري عليها‪ ،‬ﹼ‬ ‫وأكد أن‬ ‫القرم جزء ال يتجزﹼأ من روسيا‪ ،‬وانتقد مساعي‬ ‫الواليات املتحدة لتطويق روسيا والتدخل في‬ ‫شؤونها ومحاوالتها فرﺽ »ستار فوالذي« جديد‬ ‫ﹼ‬ ‫تتحكم‬ ‫حول بالدﻩ والتصرف مثل إمبراطورية‬ ‫بأتباعها‪ ،‬وتسعى الى تكبيل الدب الروسي‬ ‫ونزع مخالبه وأنيابه‪.‬‬ ‫وأص ﹼر الرئيس بوتني على أن احلديث مع روسيا‬ ‫بلغة التهديدات ومنطق القوة ليس مجدياً‪،‬‬ ‫ونحن ال نسير على طريق اإلنعزال وكراهية‬ ‫اﻵخر‪ ،‬والبحث عن األعداء‪ ،‬ألنها مﻈاهر ضعف‬ ‫في حني نحن أقوياء ونثق بأنفسنا وهدفنا‬ ‫إيجاد أكبر عدد من الشركاء املتكافئني في‬ ‫الغرب والشرق‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد الرئيس بوتني على احترام سيادة‬ ‫أوكرانيا‪ ،‬ووصف شعبها بأنه شعب شقيق‪ ،‬أما‬ ‫اإلنقالب الذي حصل فهو إغتصاب السلطة‬ ‫بالقوة كما حدﺙ في كييف في شباط املاضي‬ ‫‪ ،201٤‬واملأساة التي نراها جنوب شرقي‬ ‫أوكرانيا ﹼ‬ ‫تؤكد صواب موقفنا‪ ،‬وأشار الى أنه‬ ‫على رغم إنفتاﺡ روسيا غير املسبوق‪ ،‬كان خطر‬ ‫تقسيمها وفق سيناريو يوغوسالفيا السابقة‬ ‫بكل ما يترتﹼب عليه من عواقب مأساوية‪ ،‬وأشار‬ ‫الى حراﻙ إنفصالي مدعوم من اخلارج إعالميا ً‬ ‫وسياسيا ً وماليا ً وعبر قنوات إستخباراتية‪ ،‬الفتا ً‬ ‫الى أن النزاعات اإلنفصالية التي ﻇهرت في‬ ‫روسيا مطلع تسعينات القرن العشرين كانت‬ ‫مدعومة من الغرب بهدف تقسيم روسيا‪.‬‬ ‫واعتبر بوتني أن العقوبات املفروضة على‬ ‫روسيا‪ ،‬ليست ردة فعل الغرب على موقفها‬ ‫من أحداﺙ أوكرانيا‪ ،‬بل محاولة منها لتقييدها‬ ‫ومنع تقدمها بعد تنامي قدراتها‪ ،‬وحتى لو‬ ‫لم تضم القرم‪ ،‬لكان لدﻯ الغرب ذرائع أخرﻯ‬ ‫لتنفيذ ذلﻚ‪.‬‬ ‫ووصف بوتني القرم بأنه حدﺙ تاريخي‪،‬‬ ‫خصوصا ً أن القرم وسيفاستبول يتﹼسمان‬ ‫بأهمية حضارية ومقدسة والتمسﻚ بالتاريخ‬ ‫سيكون موقفنا من اﻵن وصاعداً‪ ،‬وهذا يعني أن‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس الروسي فالدﳝير بوتني‬

‫استخدمت روسيا والصني الفيتو لثالﺙ‬ ‫ما قاله بوتني هو رد على واشنطن التي تعتقد‬ ‫مرات في مجلس األمن‪ ،‬وأعادت الدفء لشرايني‬ ‫أنها بلغت »نهاية التاريخ«‪.‬‬ ‫ومتددت واشنطن و »الناتو« حتى صارت جارة الدعم العسكري واملالي واإلستخباري لسوريا‪،‬‬ ‫ملوسكو في جورجيا‪ ،‬وجارة لبكني في كابل‪ ،‬وكانت النتائﺞ مذهلة حقاً‪ ،‬صمدت سوريا‪،‬‬ ‫وجارة لدمشق في بغداد‪ ،‬فأضطرت روسيا وبدأت ضوابﻂ املشهد اإلقليمي والدولي‬ ‫إلعادة فتح أرشيفها لتبحث عن حلفائها تتسرب من أيدي أميركا وحلفائها‪ .‬من هنا‪ ،‬ما‬ ‫التقليديني على إمتداد العالم كي تواجه عدوا ً »داعﺶ« إال تعبير صارﺥ عن الفشل األميركي‬ ‫استفرد بالعالم أجمع وحاول السيطرة عليه‪ ،‬في املنطقة‪ ،‬وداللة قوية على العجز األميركي‬ ‫فكانت دمشق احلليف األوثق بعد أن داهم عن الفعل‪.‬‬ ‫يبدو أن النجاحات الكبيرة التي حققتها‬ ‫»الربيع العربي« الكثيرين‪ ،‬وفاجأت مجرياته في‬ ‫كثير من األحيان حتى أصحاب املشروع‪ ،‬إذ لم روسيا بقيادة بوتني في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫يكن في وارد واشنطن سقوط حكم اإلخوان في بدأت بالفعل تقﺾ مضاجع البيت األبيﺾ‬ ‫مصر‪ ،‬وال تراجعهم في تونس‪ ،‬وال تناحرهم في وتثير مخاوف جهات وازنة في أميركا‪ .‬فقد‬ ‫ليبيا‪ ،‬وال هزﳝتهم في سوريا‪ ...‬جوهر مشروعها‪ ،‬بدأ بعﺾ ساسة واشنطن يدرﻙ‪ ،‬أن سياسة‬ ‫قاعدة شعبية إسالموية منﻈمة‪ ،‬تفرز قيادات اإلنكفاء على الذات التي أعلنها أوباما وﲡ ﹼلت‬ ‫ﲢكم الدول التي »تداعت« فيها السلطات في اإلنسحاب من العراق والتخطيﻂ لعمل‬ ‫احلاكمة‪ ،‬لتنتﺞ بتمويل من البترودوالر اخلليجي مماثل في أفغانستان‪ ،‬والتردد الكبير في الشرق‬ ‫»حلف بغداد اجلديد« الذي يتيح لواشنطن األوسﻂ‪ ،‬قد صدعت مقولتي التفوق والتمييز‬ ‫القبﺾ على املنطقة‪ ،‬ومحاصرة روسيا مجددا ً األميركيتني‪ ،‬وأصابت أصدقاء واشنطن بالذعر‪،‬‬ ‫خلف جبال »األورال«‪ ،‬وتخلﺺ أميركا من األعباء ودفعت قوﻯ ناهضة أخرﻯ في العالم‪ ،‬وعلى‬ ‫املالية والعسكرية والقانونية‪ ،‬إلنتشارها في رأسها روسيا‪ ،‬للدخول الى مناطق كانت شبه‬ ‫مح ﹼرمة عليها منذ انهيار اإلﲢاد السوفياتي‪:‬‬ ‫املنطقة باإلعتماد على حلفها اجلديد‪.‬‬ ‫صمدت سوريا‪ ،‬وبدأ املشروع األميركي ففي جورجيا – احلليف األميركي األول‬ ‫بالتداعي‪ ،‬وتأكدت روسيا بأن حليفها املوثوق لواشنطن في القوقاز‪ ،‬لم تقتصر موسكو‬ ‫الند الصلب على تقليم أﻇافر النﻈام هناﻙ عسكرياً‪ ،‬بل‬ ‫والعنيد‪ ،‬سوريا‪ ،‬التي مازالت ذلﻚ ﹼ‬ ‫ألميركا حتى في ﻇل هذا اخللل اإلستراتيجي متكنت من إسقاط الرئيس ساكاشفيلي ‪-‬‬ ‫صديق واشنطن األول في تلﻚ املنطقة‪ .‬كما‬ ‫في موازين القوﻯ‪.‬‬

‫‪٤0‬‬


‫أجهضت موسكو موجة الثورات امللونة التي‬ ‫اجتاحت أوكرانيا وكان الغرب يخطﻂ إلمتدادها‬ ‫الى بيلوروسيا ودول آسيا الوسطى‪ .‬ومتكنت‬ ‫موسكو كذلﻚ من إضعاف الدور األميركي في‬ ‫األزمة السورية‪ ،‬واإلمساﻙ بالورقة اإليرانية‪،‬‬ ‫والتقدم بهدوء نحو أميركا الالتينية وأفريقيا‬ ‫ﲢت شعار استقاللية السياسة الروسية‬ ‫وابتعادها عن أميركا‪.‬‬

‫مجلس الدوما الروسي‬

‫ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺣﻀﻮﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺩﻭﻟﻲ ﻓﺎﻋﻞ‬ ‫لم يكتف بوتني بذلﻚ‪ ،‬بل إنه حشد الى جانبه‬ ‫الصني‪ ،‬املنافس اإلقتصادي األكبر ألميركا‪ ،‬وبنى‬ ‫وشائﺞ قوية مع دول »البريكس‪ ،‬األمر الذي وفر‬ ‫له مجاال ً دوليا ً هائالً للتحرﻙ‪.‬‬ ‫الشرق األوسﻂ اليوم أصبح ساحة حرب‬ ‫للخالفات الدولية‪ ،‬حيث تتصادم مصالح‬ ‫دولتني عﻈميني‪ ،‬روسيا وأميركا‪ ،‬وهذا العامل ال‬ ‫ﳝكن ﲡاهله أو نفيه‪ ،‬في إطار ذلﻚ هناﻙ تغيير‬ ‫كبير حاصل اﻵن على املسرﺡ الدولي ﲟا فيه من‬ ‫تراجع ثقل وتأثير واشنطن بسبب »سياسة‬ ‫أميركا اإلزدواجية« التي تدفع العالم العربي‬ ‫للتحالف مع روسيا« فأن أوباما سيخسر‬ ‫النفوذ األميركي في املنطقة إذا استمر بنفس‬ ‫السياسة اخلارجية‪ ،‬التي أدت إلى ارتفاع حاد في‬ ‫التوترات بني واشنطن وعدد من الدول العربية‪،‬‬ ‫ما أدﻯ الى تقدم موسكو وعودتها بكل زخم‬ ‫وقوة ملقارعة واشنطن‪ ،‬بد ًءا ﲟصر حيث خسرت‬ ‫القوﻯ الغربية وبعﺾ الدول العربية رهانها‬ ‫على نشر الفوضى في مصر وإنهاﻙ جيشها‬ ‫وتقسيمه على النحو الذي جرﻯ في جيوﺵ‬ ‫العراق وليبيا واليمن بفعل ثوراتها‪ ،‬بل على‬ ‫العكس فقد استمر متاسﻚ اجليﺶ املصري‪،‬‬

‫وتطورت قدراته القتالية‪ ،‬وكانت صفقة‬ ‫األسلحة الروسية األخيرة إحدﻯ مﻈاهر هذا‬ ‫التطوير‪ ،‬حيث دخلت مصر وروسيا مرحلة‬ ‫بناء إستراتيجية جديدة في املنطقة كون كل‬ ‫منهما يحتاج لﻶخر‪ ،‬فضالً عن أن قوة العالقة‬ ‫بينهما يعطى ألميركا رسالة قوية بأن مصر‬ ‫لديها عالقة متنوعة مع الدول الكبرﻯ‪ .‬واليوم‬ ‫تتصارع كل من الواليات املتحدة األميركية‬ ‫وروسيا على بسﻂ نفوذهما في منطقة الشرق‬ ‫األوسﻂ خاصة مصر‪ ،‬في ﻇل اإلضطرابات‬ ‫السياسية التي تواجهها‪ ،‬فالتوتر الذي شاب‬ ‫العالقات املصرية األميركية في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫ترﻙ مساحة واسعة لروسيا كي تتدخل مللء‬ ‫الفراﻍ وتقدﱘ يد العون وتكون ﲟثابة حليف‬ ‫بديل عن واشنطن في مصر‪ ،‬لذلﻚ ليس من‬ ‫املستغرب أن تثير صفقة األسلحة الروسية‬

‫محاوالت قمع التﻈاهرات في أوكرانيا‬

‫‪٤1‬‬

‫مع مصر ذعرا ً وقلقا ً في »إسرائيل«‪ ،‬ملا متثله‬ ‫هذﻩ الصفقة من استقاللية القرار السياسي‬ ‫املصري‪ ،‬والقدرة على التخلي عن التبعية‬ ‫ألميركا واإلمتثال لشروطها في عقد صفقات‬ ‫األسلحة معها‪ ،‬وأهم هذﻩ الشروط أال ﲢصل‬ ‫مصر على نفس األسلحة واملعدات والتقنيات‬ ‫التي متنحها أميركا لـ »إسرائيل« وذلﻚ من‬ ‫أجل إبقاء الفجوة التكنولوجية في مجال‬ ‫التسلح قائمة بني مصر و »إسرائيل« لصالح‬ ‫األخيرة‪ ،‬ألن ذلﻚ سيؤثر في موازين القوﻯ‬ ‫بالعالم والشرق األوسﻂ‪ .‬وفي سياق متصل‬ ‫تسعى مصر إلستعادة عالقاتها الطبيعية مع‬ ‫روسيا خالل الفترة القادمة‪ ،‬ألن سياسة مصر‬ ‫اخلارجية تتبع نﻈام إحداﺙ توازن في العالقات‬ ‫من كل الدول دون اإلنحياز واإلعتماد على دولة‬ ‫واحدة‪ ،‬حيث قامت مصر بتنويع سالحها ثالﺙ‬ ‫مرات بداية من السالﺡ البريطاني ثم األميركي‬ ‫وأخيرا ً الروسي‪ ،‬واﻵن تعمل مصر على التنويع‬ ‫بني الترسانة األميركية والروسية‪ ،‬والالفت‬ ‫للنﻈر إلى أن موسكو ستبيع أيضا ً ملصر ما‬ ‫أسمته ﲟنﻈومات أسلحة حديثة ومختلفة‬ ‫عن املألوف‪ ،‬ﲟا في ذلﻚ صواريخ »جو – جو«‪،‬‬ ‫وصواريخ »جو – أرﺽ«‪ ،‬وغيرها من الصواريخ‪،‬‬ ‫والنقطة األبرز اﻵن أن عددا ً من دول اخلليﺞ هي‬ ‫التي ستمول هذﻩ الصفقة‪.‬‬ ‫هذا وتسعى اخلارجية الروسية في تعاملها‬ ‫مع غالبية قضايا الشرق األوسﻂ إلى التواصل‬ ‫مع كافة األطراف املعنية في ذات الوقت‪،‬‬ ‫ومحاولة اتباع سياسة احللول الوسﻂ؛ ﲟا ال‬ ‫يخل بالتوازن في املنطقة‪ ،‬ودون إغفال عامل‬ ‫املصلحة‪.‬‬ ‫ويأتي امللف النووي اإليراني في مقدمة تلﻚ‬ ‫القضايا التي تهم روسيا في الشرق األوسﻂ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬ ‫فقد ساندت روسيا منذ البداية إيران في حقها‬ ‫امتالﻙ برنامﺞ نووي سلمي‪ ،‬ورفضت أية عقوبات‬ ‫آحادية اجلانب من القوﻯ الكبرﻯ باعتبارها خرقا ً‬ ‫للقانون الدولي وانتهاكا ً لسيادة إيران‪ ،‬وهو‬ ‫املوقف الذي ال تزال تصر عليه روسيا حتى بعد‬ ‫التوصل إلى اتفاق جنيف بشأن امللف النووي‬ ‫اإليراني‪ ،‬كونه اتفاقا ً جماعيا ً في إطار الشرعية‬ ‫الدولية ويضم كافة األطراف املعنية‪ ،‬وكونه‬ ‫يؤكد في ذات الوقت على تخفيف العقوبات‬ ‫املفروضة على إيران‪ ،‬وحقها في القيام بنشاط‬ ‫نووي سلمي إلنتاج اليورانيوم ﶈطاتها النووية‬ ‫ومفاعالتها لﻸبحاﺙ وللمفاعالت التي تنتﺞ‬ ‫نﻈائر مشعة لﻺستخدام الطبي واإلنساني‪.‬‬

‫الغرب يفرﺽ عقوبات جديدة على روسيا‬

‫ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺭﻭﺳﻴﺔ‬ ‫أما األزمة السورية‪ ،‬فتعتبر األسرع في ﲢديد‬ ‫املوقف الروسي حيالها؛ فلم تنتﻈر نتائﺞ‬ ‫اإلنتفاضات الشعبية كما حدﺙ في كل من‬ ‫تونس ومصر )‪ 25‬يناير( وليبيا‪ ،‬بل بادرت روسيا‬ ‫بﺈعالن دعمها لسوريا‪ ،‬وأن مستقبل سوريا‬ ‫يجب أن يحددﻩ السوريون بأنفسهم‪ ،‬ورفضها‬ ‫للتدخل اخلارجي في الشأن السوري خشية‬ ‫تكرار السيناريو الليبي‪ .‬وتعتبر األزمة السورية‬ ‫اﻵن القضية األولى بالرعاية في السياسة‬ ‫اخلارجية الروسية وذلﻚ لعدة اعتبارات‪ ،‬أولها‬ ‫انعقاد مؤمتر »جنيف ‪ «2‬الذي سعت روسيا‬ ‫جاهدة من أجل إلتئامه‪ ،‬وثانيها أن األزمة‬ ‫السورية أصبحت بالنسبة لروسيا مسألة‬ ‫مصيرية بالنسبة لسياستها اخلارجية في‬ ‫املنطقة ومصداقيتها أمام العالم‪ ،‬وثالثها‬ ‫أن حل األزمة السورية سيحدد بدرجة كبيرة‬ ‫مستقبل املنطقة وتوازنات القوﻯ فيها‪،‬‬ ‫ورابعها رغبة روسيا في عدم تكرار ما تعتبرﻩ‬ ‫خطأ ً دوليا ً في التعامل مع احلالة الليبية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بعملية السالم الفلسطيني‬ ‫ اإلسرائيلي‪ ،‬فﺈن موقف روسيا داعم وبقوة‬‫للمطالب العربية في دولة فلسطينية ذات‬ ‫سيادة على حدود حزيران ‪ 19٦7‬والرافﺾ‬ ‫للخطﻂ اإلسرائيلية االستيطانية في الضفة‬ ‫الغربية والقدس الشرقية وكافة مناطق‬ ‫اخلﻂ األحمر‪ .‬إال أن الدور الروسي في عملية‬ ‫السالم يجابهه ﲢدي احتكار الواليات املتحدة‬ ‫جلهود الوساطة بني اجلانبني الفلسطيني‬ ‫واإلسرائيلي‪ ،‬فضالً عن رفﺾ “إسرائيل”‬ ‫ألية جهود وساطة بخالف الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫واجلديد الالفت هو موقف روسيا في مجلس‬ ‫األمن الدولي عندما ﰎﹼ عرﺽ مشروع القرار‬ ‫الفلسطيني إلنهاء اإلحتالل اإلسرائيلي خالل‬ ‫مدة زمنية محددة حيث وقفت روسيا الى‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫جانب املشروع الفلسطيني وهذا سيكون له‬ ‫ما بعدﻩ‪.‬‬ ‫بهذﻩ املرحلة تعيﺶ كال الدولتني الروسية‬ ‫واألميركية بحالة حرب سياسية ساخنة جدآ‬ ‫وهذا ما ال يخفيه الفرقاء األميركان والروس‪:‬‬ ‫فأميركا بصفتها رأس احلربة حللف “الناتو”‬ ‫ﲢاول اليوم محاصرة روسيا أو حتى القيام‬ ‫بعمل ما قد يق ﹼوﺽ اإلمتداد الروسي وإتﹼساع‬ ‫نفوذﻩ‪ ،‬بعد النجاحات التي حققتها روسيا‬ ‫بقيادة الرئيس فالدﳝير بوتني من خالل إقامة‬ ‫عالقات قوية بدول عديدة في الشرق األوسﻂ‬ ‫مثل مصر وإيران واإلنفتاﺡ في تعاملها مع‬ ‫دول أخرﻯ‪ ،‬وهذا ما دفع أميركا الى الرمي بكل‬ ‫ثقلها على محاولة تقويﺾ اجلهود الروسية‬ ‫في التوسع في ﲢالفاتها واتساع مراكز القوة‬ ‫والنفوذ شرقﺂ وشماﻵ‪ ،‬مما قد يعرﺽ مراكز‬ ‫النفوذ األميركية في هذﻩ املناطق الى خطر‬ ‫الزوال من هذﻩ املناطق ولذلﻚ ﲢاول أميركا أن‬ ‫تضع روسيا بني خيارين‪ :‬إما أن توقف توسعها‬ ‫ومراكز نفوذها في العالم أو أن تتلقى ضربات‬ ‫موجعة في عمق الداخل الروسي وﲢديدآ‬ ‫من اجلمهوريات التي ﲢسب على انتمائها‬ ‫الروحي والوالء املطلق ملوسكو‪ ،‬مثل أوكرانيا‬ ‫وقبلها جورجيا والشيشان وغيرها من املناطق‬ ‫اﶈسوبة على الروس أصﻶ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ‪ ...‬ﺳﺎﺣﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﺭﻭﺳﻲ ‪-‬‬ ‫ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ‬ ‫فالروس يدركون أن النﻈام األميركي الرسمي‬ ‫وحلفائه بالغرب يستعمل الورقة األوكرانية‬ ‫كورقة ضغﻂ على النﻈام الرسمي الروسي‪،‬‬ ‫للوصول معه الى تفاهمات حول مجموعة من‬

‫‪٤2‬‬

‫القضايا وامللفات الدولية العالقة بني الطرفني‬ ‫ومراكز النفوذ والقوة والثروات الطبيعية‬ ‫العاملية ومخطﻂ مسيرة العالم اجلديد‬ ‫وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بني القوﻯ‬ ‫الكبرﻯ على الصعيد الدولي‪ ،‬ومن هنا يدرﻙ‬ ‫الروس وحلفائهم أن أميركا وحلفائها بالغرب‬ ‫يحاولون بكل الوسائل جلب النﻈام الرسمي‬ ‫الروسي وحلفائه الى طاولة التسويات املذلة‪،‬‬ ‫ليتنازل الروس وحلفائهم عن مجموعة‬ ‫من امللفات الدولية لصالح القطب األوحد‬ ‫األميركي ‪.‬‬ ‫لذلﻚ يدرﻙ الروس بهذﻩ املرحلة ﲢديدآ‪،‬‬ ‫وأكثر من أي وقت مضى أنهم أصبحوا بشكل‬ ‫أكثر واقعية ﲢت مرمى وتهديد مشروع أميركا‬ ‫وحلفائها‪ ،‬فهم اليوم باتوا بني مطرقة الدرع‬ ‫الصاروخية األميركية التي باتت بحكم الواقع‬ ‫قريبة من احلدود الروسية‪ ،‬وتشكل خطر‬ ‫محدق بأمن املنﻈومة العسكرية الروسية‪،‬‬ ‫وخطر خسارة أوكرانيا لصالح الغرب‪ ،‬واحتمال‬ ‫فقدها لكثير من مناطق نفوذها بالشرق‬ ‫األقصى والشرق األوروبي وبالعالم العربي‪،‬‬ ‫وسندان تقويﺾ جهودها التوسعية والوصول‬ ‫الى مناطق ومراكز نفوذ جديدة واإلستغناء عن‬ ‫مراكز نفوذها القدﳝة لصالح القطب األوحد‬ ‫األميركي واإلنكفاء على نفسها‪.‬‬ ‫ومع كل هذﻩ الضغوط األميركية على‬ ‫الدولة الروسية‪ ،‬الحﻆ جميع املتابعني كيف أن‬ ‫موسكو كانت بالفترة األخيرة‪ ،‬مسرحﺂ ﺠﻤﻟموعة‬ ‫لقاءات ومنطلقﺂ لطرﺡ مجموعة رؤﻯ لبعﺾ‬ ‫أزمات اإلقليم العربي واملنطقة بشكل خاﺹ‪،‬‬ ‫فقد أستضاف الروس مؤخرآ‪ ،‬وﲟراحل زمنية‬ ‫مختلفة‪ ،‬وفدآ رسميﺂ من اجلمهورية العربية‬ ‫السورية‪ ،‬ووفدآ من اإلئتالف املعارﺽ‪ ،‬ووفدآ‬


‫من مملكة “آل سعود”‪ ،‬ومع استمرار احلراﻙ‬ ‫الدبلوماسي والسياسي الروسي‪ ،‬بدا واضحﺂ‬ ‫أن مجموع هذﻩ اللقاءات املنفصلة‪ ،‬هدفها‬ ‫الوصول الى بعﺾ الرؤﻯ للحلول‪ ،‬لبعﺾ‬ ‫األزمات العالقة باإلقليم العربي‪ ،‬والبعﺾ‬ ‫ذهب الى روسيا من أجل املساومة على املوقف‬ ‫الروسي‪.‬‬ ‫ومع ثبات املوقف الروسي ﲡاﻩ ملفي األزمة‬ ‫السورية وإيران النووي‪ ،‬ومع اشتداد موجة‬ ‫الضغوطات األميركية على الروس بخصوﺹ‬ ‫ملف أوكرانيا‪ ،‬وما صاحب كل هذا من موجة‬ ‫عقوبات اقتصادية على الروس‪ ،‬وﻇهور طبيعة‬ ‫جديدة لهذﻩ الضغوطات االقتصادية متثلت‬ ‫“بحرب النفﻂ – واإلنخفاﺽ املتالحق بأسعار‬ ‫النفﻂ” ومع بروز حلف جديد‪ ،‬سعودي ‪ -‬أميركي‬ ‫– فرنسي – قطري – تركي – أملاني – بريطاني‬ ‫–إسرائيلي‪ ،‬يستهدف ضرب محور روسيا –‬ ‫إيران – سوريا – ودول البريكس )الصني – الهند‬ ‫ البرزايل – األرجنتني –فنزويال – جنوب افريقيا(‪،‬‬‫وعلى مراحل مختلفة‪ ،‬ومن هذا الباب يحاول‬ ‫الروس تقليﺺ حجم الضرر الذي سيلحق بهم‬ ‫وبحلفائهم من توحد هذا احللف اإلقليمي‬ ‫والدولي‪ ،‬ضد مكونات محورهم الصاعد وبقوة‬ ‫والهادف الى إسقاط يافطة القطب األوحد‬ ‫األميركي‪.‬‬ ‫ومن هنا ومع تعمق أطر الصراع بني هذين‬ ‫اﶈورين‪ ،‬ومع اشتداد موجة الضغوطات‬ ‫االقتصادية والسياسية واألمنية‪ ،‬على الروس‬ ‫وحلفائهم‪ ،‬فهذﻩ العوامل ﲟجملها دفعت‬ ‫الروس‪ ،‬الى البحث عن حلول “مجتزئة ومرحلية”‬ ‫للتخفيف من وطأة الضغوطات االقتصادية‬ ‫املفروضة عليها‪ ،‬وحتى وإن كانت هذﻩ احللول‬ ‫موجودة ﲟكون من مكونات احللف املعادي لها‪،‬‬ ‫وبالتحديد في أنقرة‪ ،‬ومن هنا أتت زيارة بوتني‬ ‫الى أنقرة‪ ،‬التي كانت زيارة اقتصادية بامتياز‪،‬‬ ‫مع عدم إغفال الشق السياسي وخصوصﺂ‬ ‫امللف السوري‪ ،‬وجاءت الزيارة بعد أن ﹼ‬ ‫تأكد أن‬ ‫فكرة املنطقة “العازلة” التي تريدها تركيا‬ ‫أصبحت من املاضي وغير قابلة للتنفيذ‪.‬‬ ‫ومع أن الروس يدركون هذﻩ احلقائق‪ ،‬ويعلمون‬ ‫مدﻯ اإلمتعاﺽ الرسمي التركي من دور‬ ‫موسكو بدعم النﻈام السوري‪ ،‬إال أنهم‬ ‫أقدموا على هذﻩ اخلطوة‪ ،‬ومن باب “أن طبيعة‬ ‫املرحلة تقتضي الذهاب الى أنقرة” من دون‬ ‫املساس بثوابت موسكو بخصوﺹ ملفات‬ ‫املنطقة العالقة وخصوصﺂ امللف السوري‪،‬‬ ‫ومن هنا فال يتوقع أن يحصل األتراﻙ على أي‬ ‫تنازالت أو مواقف مبدئية من الروس تتجه‬ ‫الى تغيير موقفهم من احلرب املفروضة على‬ ‫الدولة السورية واملتوقع أن تبقى أطر املباحثات‬ ‫تتمحور حول الكثير من امللفات اإلقتصادية‬

‫إشتباكات بني الشرطة األوكرانية واملتﻈاهرين في القرم‬

‫والتعاون اإلقتصادي بني البلدين‪.‬‬ ‫وبالنهاية‪ ،‬فﺈن مجموع املؤشرات الدولية‬ ‫وحجم الضغوطات املفروضة على الدولة‬ ‫الروسية هي ﲟجموعها سيكون مصيرها‬ ‫الفشل‪ ،‬وأن الروس وحلفائهم باإلقليم‬ ‫وبالعالم‪ ،‬قادرون على التكيف املرحلي مع موجة‬ ‫هذﻩ الضغوطات التي تفرضها أميركا وحلفها‬ ‫باإلقليم وبالعالم‪ ،‬خاصة أن روسيا وحلفائها‬ ‫ومعﻈم املؤشرات اإلقتصادية الواردة من‬ ‫الصني والهند والبرزايل‪ ،‬واملؤشرات املتعاﻇمة‬ ‫العسكرية للدولة الروسية وحلفائها باإلقليم‬ ‫“سوريا – إيران – قوﻯ املقاومة” تؤكد أن يافطة‬ ‫القطب األوحد األميركي بطريقها الى‬ ‫السقوط آجال أم عاجﻶ‪.‬‬ ‫احلرب الباردة بني موسكو وواشنطن على‬ ‫أرضية اخلالف حول املسألة األوكرانية بلغت‬ ‫ذروتها‪ ،‬وأﻇهرت تصميما ً روسيا ً على املضي‬ ‫فيها حتى نهايتها‪ ،‬فالرئيس الروسي فالدﳝير‬ ‫انتصر حتى اﻵن في هذﻩ احلرب‪ ،‬وفرﺽ سياسة‬ ‫األمر الواقع على خصمه األميركي من خالل ضم‬ ‫شبه جزيرة القرم‪ ،‬واستيالء حلفائه األوكرانيني‬ ‫على ثلث األراضي في شرق أوكرانيا‪ ،‬فهل تنتقل‬ ‫هذﻩ احلرب الباردة الى منطقة الشرق األوسﻂ‬ ‫وتتحول الى ساخنة؟ وهل ستحاول واشنطن‬ ‫اإلنتقام لهزﳝتها في أوكرانيا بحرب ضد الروس‬ ‫وحلفائهم في الشرق األوسﻂ؟‬ ‫إن األزمة السورية كشفت سعي “الدب‬ ‫الروسي” مللء الفراﻍ بالشرق األوسﻂ بعد‬ ‫انهيار االﲢاد السوفياتي منذ ما يقارب من ‪20‬‬ ‫عاما ً وبعد تضاؤل نسبة الهيمنة األميركية‬ ‫في املنطقة وتبعية الشعوب العربية لها بعد‬ ‫األحداﺙ والتطورات األخيرة في تونس ومصر‪،‬‬

‫‪٤3‬‬

‫وعجز أميركا عن التواصل بشكل سليم وفعال‬ ‫حلل املشكالت حيث أدت اجلهود الدبلوماسية‬ ‫لبوتني لتعزيز الدور الروسي باملنطقة وصنع‬ ‫ﲢالفات جديدة وإحياء ﲢالفات قدﳝة والتواجد‬ ‫بشكل قوي داخل منطقة كانت تنتمي للنفوذ‬ ‫األميركي والتي بدأت موسكو في التقرب‬ ‫منهما رغم االضطرابات احلالية التي تعيشها‬ ‫الدولتان‪ ،‬إذ فتحت األزمة السورية اﺠﻤﻟال‬ ‫للمجتمع الدولي ﶈاولة منع انتشار األسلحة‬ ‫النووية والكيماوية وغيرها من األسلحة اﶈرمة‬ ‫دوليا ً باإلضافة للتعقل والتحرﻙ في اﲡاﻩ‬ ‫التوصل إلى حل سلمي وأن تدرﻙ واشنطن‬ ‫إنها ليست وصية على دول العالم‪.‬‬ ‫صار الروس أكثر توقا ً وشوقا ً في السعي‬ ‫متعدد‬ ‫الى تأسيس ل ﹸبنات نﻈام عاملي جديد‬ ‫ﹼ‬ ‫األقطاب‪ ،‬يولد من رحم األزمات عبر ما و ﹼفرﻩ‬ ‫ويو ﹼفرﻩ احلدﺙ السوري واحلدﺙ األوكراني‪ ،‬واألخير‬ ‫وكما ذكرنا ونذكر نتاج طبيعي حلالة الكباﺵ‬ ‫الروسي األميركي احلا ﹼد في سوريا‪ ،‬بل أ ﹼن شكل‬ ‫العالم احلديث بدأ تشكيله وتشكله من‬ ‫سوريا‪ ،‬واألزمة األوكرانية ما هي االﹼ داعم آخر‬ ‫التعددية القطبية‪.‬‬ ‫على طريق‬ ‫ﹼ‬ ‫الزمن لن يعود الى الوراء‪ ،‬وما فعلته روسيا‬ ‫خالل عقد ونيف من الزمن وضع الواليات املتحدة‬ ‫وحلفاءها الغربيني أمام ﲢديات ومخاطر جديدة‬ ‫أقلها العودة الى التوازنات الدولية‪ ،‬وتقلصت‬ ‫فعالية نﻈام القطب الواحد‪ ،‬فكيف إذا كان‬ ‫في ساحة العمل العبون كثر طامحون ألداء‬ ‫أدوار فعالة في الشؤون اإلقليمية والدولية‬ ‫مثل الصني وإيران‪ ،‬ولديها عالقات وﲢالفات مع‬ ‫روسيا؟‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬

‫تركيا ونهاية الحلﻢ اإلمﺒراﻁوري‬ ‫في مستهل العام ‪ ،2011‬حصلت تغيرات‬ ‫دراماتيكية في عاملنا العربي‪ ،‬دفعت تركيا الى‬ ‫اإلبتعاد عن حدودها في الرؤﻯ واحلسابات والتوجه‬ ‫الى عاملنا العربي عبر بوابات متعددة‪ ،‬ال لﻺستثمار‬ ‫االقتصادي والتطبيع الثقافي‪ ،‬وهما في صلب‬ ‫اخلطة التي سماها داوود أوغلو بـ “رؤية تركيا”‪،‬‬ ‫وإﳕا مللء الفراﻍ اجليوسياسي واجليواستراتيجي‬ ‫الذي نشأ من اختالل التوازن بني دول املنطقة‪.‬‬ ‫ومن حاالت خلﻂ األوراق والنزاعات بني مختلف‬ ‫الهويات القومية والدينية‪ ،‬ركبت تركيا موجة‬ ‫األحداﺙ‪ ،‬وبدا أن الفرصة مؤاتية لزعماء حزب‬ ‫“العدالة والتنمية” لتحويل تركيا من دولة‬ ‫مركزية الى قوة إقليمية‪ ،‬ويبدو بأن هناﻙ عملية‬ ‫إعالمية ضخمة من خالل الدعاية التركية‬ ‫املتحالفة مع جهات إعالمية عربية‪ ،‬إتﹼخذت من‬ ‫عملية اإلبهار والتضليل اإلعالمي سبيالً لصنع‬ ‫القبول واملوافقة على سياستها العدوانية ﲡاﻩ‬ ‫سوريا ومصر على وجه اخلصوﺹ‪ ،‬وجلأ معها‬ ‫حزب “العدالة والتنمية” الى إجراءات تقوم‬ ‫ﲟوجبها تركيا بتفويﺾ األعمال اإلرهابية املروعة‬ ‫وتدويرهم بأشد األوساط رجعية في العالم‬ ‫اإلسالمي والغربي عموماً‪ ،‬وتع ﹼرضت سوريا خالل‬ ‫السنوات املاضية حلمالت بربرية‪ ،‬تركت البالد‬ ‫مشاعا ً للخراب في إطار إيديولوجيا إسالموية‬ ‫ﲢاكي سوابق تاريخية ومثيرة تشتمل على‬ ‫ممارسات سالطني‪ ،‬كانت لديهم مطامع توسعية‬ ‫وتسلطية مماثلة لتلﻚ التي يحملها اجليل احلالي‬ ‫من العثمانيني اجلدد‪.‬‬ ‫يرﻯ داوود أوغلو أن القوس الذي انفتح بخروج‬ ‫العثماني من الشرق األوسﻂ قد إنغلق بنهاية‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكل برأيه فرصة تاريخية‬ ‫احلرب الباردة‪ ،‬وهذا‬ ‫لتركيا لتكون زعيمة املنطقة‪ ،‬وق ﹼرر أوغلو أن ما‬ ‫يسمى “الربيع العربي” هو هذﻩ الفرصة‪ ،‬ويجب‬ ‫اغتنامها‪ ،‬وسيكون وصول أحزاب “اإلخوان‬ ‫املسلمني” الى السلطة في مصر وسوريا وتونس‬ ‫خطوات تاريخية لتزعم تركيا للشرق األوسﻂ‪،‬‬ ‫لكن التطورات التي شهدتها املنطقة‪ ،‬وال سيما‬ ‫في اﻵونة األخيرة‪ ،‬أﻇهرت أن األمور ال تسير وفق ما‬ ‫خطﻂ له داوود أوغلو‪ ،‬واألسباب كثيرة‪ ،‬منها عدم‬ ‫ﲢقق تطلعات أوغلو وفشلها بسبب أن سياسة‬ ‫الرابطة اإلسالمية في السياسة اخلارجية التي‬ ‫اعتمدها لم تكن متناسبة مع وقائع يومنا‬ ‫هذا‪ ،‬وفي حني عمل عبداحلميد بسياسة ردة‬ ‫الفعل اإلسالمية ملنع تشرذم اإلمبراطورية فﺈن‬ ‫الرابطة اإلسالمية لداوود أوغلو اعتمدت على‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫أردوغان مصافحا ً داوود أوغلو‬

‫أهداف توسعية‪ ،‬وعملت على إقامة نﻈام جديد‬ ‫وﻇن‬ ‫ﲢت هيمنة تركيا في الشرق األوسﻂ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫أوغلو أن باستطاعته محو التيارات االشتراكية‬ ‫والقومية العربية التي نشأت خالل القرن املاضي‪،‬‬ ‫والعودة بالزمن الى ما قبل احلرب العاملية األولى‪،‬‬ ‫واعتقد أن الشعوب في املنطقة‪ ،‬التي كانت‬ ‫ﲢت السيطرة العثمانية‪ ،‬تتوق الى الكنف‬ ‫العثماني اجلديد بزعامة تركيا‪ ،‬واألدهى أن أنقرة‬ ‫لم تسأل إذا كانت لديها القدرات العسكرية‬ ‫واملالية والبشرية الكفيلة بتحقيق هذﻩ األوهام‪،‬‬ ‫وهناﻙ أيضا ً سبب آخر يتع ﹼلق في البنية التحتية‬ ‫لنﻈرية العمق االستراتيجي‪ ،‬حيث اتخذت من‬ ‫نﻈريات تشريع التوسع اإلمبريالي في الغرب‬ ‫قبل العام ‪ 19٤5‬أساسا ً نﻈريا ً لها‪ ،‬وقد إنتقد‬ ‫أوغلو سياسات تركيا املنطوية على نفسها في‬ ‫عهد أتاتورﻙ وأهمل ﲡارب اﻵخرين فيما بعد‪ ،‬ﹼ‬ ‫وزف‬ ‫البشرﻯ بعد ما سمي “الربيع العربي” بأن تركيا‬ ‫ستتخلﺺ من أن تكون منحبسة داخل األناضول”‬ ‫وبهذا أهمل سياسة تركيا في العهد اجلمهوري‬ ‫حيث ﳒحت في أن تبقى بعيدة عن املغامرات‪،‬‬ ‫لكن حادثة القنصلية التركية في املوصل أعلنت‬ ‫انهيار سياسة القطع مع املاضي والتدخل في‬ ‫مغامرات عبثية‪.‬‬ ‫إن سجل القتل والتدمير الذي مارسته‬ ‫السلطات التركية خالل األزمة السورية الراهنة‬

‫‪٤٤‬‬

‫تناقلته جميع وسائل اإلعالم الغربية ومنﻈمات‬ ‫حقوق اإلنسان الدولية ونشطاء وعلى أوسع‬ ‫نطاق‪ ،‬وحاولت تركيا طمسه‪ ،‬ودأبت على تسليح‬ ‫وتدريب اجلماعات اإلرهابية متذرعة باحلديث عن‬ ‫“املعارضة السورية” والنواحي اإلنسانية في‬ ‫عملية تلفيق واهية‪ ،‬حتى بسطت نفوذها على‬ ‫مناطق شاسعة من سوريا والعراق والتي أفلتت‬ ‫الحقا ً من طوق اإلحتواء املضروب حولها‪ ،‬وفشلت‬ ‫خطة أردوغان إلقامة منطقة “عازلة” على طول‬ ‫احلدود مع سوريا بغية ﲢقيق جملة من األهداف‬ ‫العدوانية‪.‬‬ ‫لقد إنقلبت تركيا على ما رسمته من املبادﺉ‬ ‫التأسيسية للسياسة اخلارجية‪ ،‬تلﻚ التي‬ ‫ﹼ‬ ‫أكدت في عام ‪ 2010‬على “التوازن بني األمن‬ ‫والدﳝقراطية‪ ،‬وباإللتزام اجلوهري باﶈافﻈة على‬ ‫عالقات إيجابية من دون مشاكل مع دول اجلوار‪،‬‬ ‫وتعميق دبلوماسية السالم الوقائية التي تعني‬ ‫التوسﻂ ملنع الصراعات‪ ،‬وبناء سياسة خارجية‬ ‫متعددة األبعاد تختزن كامل مجاالت التعاون مع‬ ‫الشركاء من دون الدخول في منافسات ومزاحمات‬ ‫ندية‪ ،‬وكذلﻚ تقوية أذرع الدبلوماسية اإليقاعية‬ ‫ﹼ‬ ‫تتضمن إنخراطا ً كليا ً في مسيرة املنﻈمات‬ ‫التي‬ ‫ﹼ‬ ‫تتحمل فيه‬ ‫الدولية ملمارسة دور فعال ومسؤول‬ ‫ﹼ‬ ‫تركيا مع بلدان عﻈمى مستلزمات اإلستقرار‬ ‫والنﻈام في العالم‪.‬‬


‫لكن تركيا ومحاولتها استثمار األزمات وجدت‬ ‫بالتناقضات وأحداﺙ العالم العربي منذ بداية‬ ‫عام ‪ 2011‬فرصة لﻺنقالب على املبادﺉ التي نادت‬ ‫بها‪ ،‬وسعت لﻺضطالع ﲟهام أساسية لتأجيﺞ‬ ‫النزاعات واإلستثمار فيها وفتحت الباب أمام‬ ‫كل تخريب وتدمير وهي بذلﻚ عادت الى نزعة‬ ‫عثمانية جديدة وﻇهر هذا جليا ً ﲟا كتبه أحمد‬ ‫داوود أوغلو‪ ،‬رئيس الوزراء التركي احلالي في‬ ‫كتابيه “األزمة العاملية” و”العمق اإلستراتيجي”‬ ‫عن دور تركيا اجليوسياسي‪ ،‬إذ يعتبر أن السيطرة‬ ‫ﲢد بالدﻩ “احلوﺽ‬ ‫على األحواﺽ الثالثة التي ﹼ‬ ‫األرضي القريب”‪ ،‬الذي يشمل البلقان والشرق‬ ‫األوسﻂ والقوقاز‪ ،‬و”احلوﺽ البحري القريب”‪ ،‬الذي‬ ‫يتألف من البحر األسود وشرق املتوسﻂ واخلليﺞ‬ ‫وبحر قزوين‪ ،‬و”احلوﺽ األرضي البعيد” الذي يضم‬ ‫شمال أفريقيا وجنوب آسيا وآسيا الوسطى‬ ‫وشرق آسيا‪ ،‬سيؤدي الى السيطرة على العالم‪،‬‬ ‫أي ﲟعنى “أن ﹶمن يسيطر على تركيا يسيطر على‬ ‫األحواﺽ”‪ ،‬و ﹶمن يسيطر على األحواﺽ يسيطر‬ ‫على أوراسيا‪.‬‬ ‫أراد أوغلو أن يرتقي بتركيا لتصبح دولة محورية‬ ‫مركزية بحكم موقعها وعمقها اإلستراتيجي‬ ‫للعب أدوار قيادية في اﺠﻤﻟالني اإلقليمي والدولي‪،‬‬ ‫ووجد حزب العدالة والتنمية منذ تسلمه العام‬ ‫‪ ،2002‬أن إصالﺡ العالقات مع الغرب وبناء ﲢالفات‬ ‫جديدة‪ ،‬يجب أال يعرقل مسار إخراج تركيا من‬ ‫الوضع الهامشي الذي فرﺽ على األتراﻙ تبعية‬ ‫مرهقة وفﻈة للـ “ناتو”‪ ،‬يقول أوغلو‪“ :‬إن تكوين‬ ‫تركيا اإلقليمي املتن ﹼوع يضفي عليها قدرة املناورة‬ ‫في مناطق عدة في وقت واحد”‪ ،‬وبالتالي ﲟقدور‬ ‫تركيا‪ ،‬في ﻇل التحوالت العميقة التي طرأت‬ ‫على اخلارطة السياسية اإلقليمية والعاملية‪،‬‬ ‫استغالل مزاياها اﻵنية خللق نﻈام شرق أوسطي‬ ‫جديد”‪ ،‬هذا ما دفع أحد اخلبراء للقول‪“ :‬إن اإلزدهار‬ ‫الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ املعاصر‬ ‫يترافق مع شعور قوي بالعجرفة لدرجة ﻇن فيها‬ ‫رئيس الوزراء التركي األسبق والرئيس احلالي رجب‬ ‫طيب أردوغان‪ ،‬ووزير خارجيته السابق أحمد داوود‬ ‫أوغلو‪ ،‬أنهما يستطيعان ﲟفردهما إعادة تشكيل‬ ‫الشرق األوسﻂ”‪.‬‬ ‫و”في أوج التناقضات اإلقليمية خرجت تركيا‬ ‫سريعا ً من مبدأ “تصفير مشكالت” مع دول‬ ‫اجلوار لتدخل على خﻂ لعبة التوازنات الدقيقة‬ ‫ال كشريﻚ في معادلة “التمكني املتبادل” مع‬ ‫دول حليفة لها مصاحلها ودوافعها في رسم‬ ‫سياسات وخرائﻂ املنطقة‪ ،‬وإﳕا لقطع الطريق‬ ‫على أي ﲢ ﱟد لنفوذها ومكانتها اإلستراتيجية‬ ‫كعثمانية جديدة”‪.‬‬ ‫أدركت تركيا‪ ،‬أنها قوة جذب ملشروعني‬

‫حرائق عني العرب )كوباني(‬

‫متنافسني‪ ،‬إدارة الفوضى األميركية وإدارة‬ ‫التوحﺶ لـ “داعﺶ”‪ ،‬وإنها الوحيدة القادرة أن تفيد‬ ‫من مأزقهما ومن إنهيار قواعد األخالق ومبادﺉ‬ ‫القانون الدولي على ساحات الصراع الدولية‪ ،‬إذ‬ ‫لن يكون هناﻙ ﹶمن يعترﺽ على سياسات تركية‬ ‫مسعورة في وقت ﳝارس فيه أصحاب استراتيجية‬ ‫الفوضى “البناءة” وأصحاب استراتيجية إدارة‬ ‫التوحﺶ كل الفﻈاعات للوصول الى أهدافهم‪.‬‬ ‫ويبدو أن خيارات تركيا “أردوغان وأوغلو” أتت‬ ‫بنتائﺞ عكسية وأسفرت عن أوضاع كارثية‪ ،‬حني‬ ‫ﹼ‬ ‫تأكد جلميع أركان حزب “العدالة والتنمية” أن‬ ‫طرق عبورها الى الشرق األوسﻂ باتت ﲟعﻈمها‬ ‫مقفلة‪ ،‬أي أن الرؤﻯ إلستعادة أمجاد اخلالفة‬ ‫العثمانية كانت مجرد أحالم إمبراطورية منفوخة‬ ‫بالغطرسة في واقع جديد لم يحسن الساسة‬ ‫األتراﻙ قراءته جيداً‪.‬‬ ‫حاول أردوغان كتابة احللم الذي يراودﻩ منذ أن‬ ‫تربع على عرﺵ الرئاسة التركية‪ ،‬وتداعبه فكرة‬ ‫“السلطان” وال يخفي حنينه الدفني الى إحياء‬ ‫شن حملة على الدول الغربية‬ ‫زمن السلطنة‪ ،‬ﹼ‬ ‫ويتﹼهمها بتمزيق املنطقة بعد نهايات احلرب‬ ‫العاملية األولى‪ ،‬وهناﻙ نﻈرته الدونية الى دور املرأة‬ ‫ومكانتها في اﺠﻤﻟتمع التركي‪ ،‬واعتبر مساواتها‬ ‫بالرجل هي ضد “قوانني الطبيعة” وذلﻚ بعد‬ ‫عقود من التقدم واملساواة سارت خاللها املرأة‬ ‫التركية الى األمام واثقة‪ ،‬ويرغب أردوغان في‬ ‫تعديل املناهﺞ الدراسية وتخفيف املواد التي‬ ‫تك ﹼرس الطابع الغربي لتركيا والتي يعتبرها‬ ‫أردوغان مسيئة الى تاريخها اإلسالمي‪.‬‬ ‫وإعتقد أردوغان بعد بداية األحداﺙ واألزمات‬ ‫العربية مطلع العام ‪ ،2011‬بأن فرصته الحت‬ ‫وحان قطافها لتحقيق حلم “توحيد واليات‬ ‫السلطنة”‪ ،‬وبأن هدف األحداﺙ اجلارية هو إحياء‬ ‫التاريخ العتيق‪ ،‬وما أطلق عليه “النموذج التركي”‬ ‫رﲟا كان صاحلا ً لﻺستيراد‪“ ،‬دولة مدنية يحكمها‬

‫‪٤5‬‬

‫دﳝقراطي” يحترم احلاكم مبدأ تداول السلطة‪،‬‬ ‫دولة حققت تقدما ً اقتصاديا ً متم ﹼيزا ً بفضل‬ ‫سياسة اإلنفتاﺡ على األسواق الشرق أوسطية‬ ‫والغربية‪ ،‬ال تنكر جذورها اإلسالمية وتنﻈر بود‬ ‫الى جيرانها األوروبيني‪ ،‬وتعمل جاهدة لتحقيق‬ ‫شروط اإلنضمام الى ناديهم‪.‬‬ ‫لكن كل ما يرتكبه أردوغان اليوم‪ ،‬يقضي‬ ‫يقدمه هذا “النموذج” من‬ ‫على ما كان ﳝكن أن ﹼ‬ ‫إيجابيات‪ ،‬وذلﻚ بعد أن تو ﹼرمت أحالمه القومية‪،‬‬ ‫وفقد صوابه‪ ،‬وبدأ يتﹼهم كتﹼاب تركيا وأدباءها مثل‬ ‫برهان ياموﻙ وأليف شفق‪ ،‬بأنهما ﲢ ﹼوال أدوات في‬ ‫يد “املؤامرة الغربية” ضد حزب “العدالة والتنمية”‬ ‫ألنهما إنتقدا القرارات التعسفية التي يتﹼخذها‬ ‫أردوغان ضد معارضيه‪.‬‬ ‫تدفع تركيا اليوم ثمن النجاﺡ الذي حقﹼ قته‬ ‫ﲡربة حزب “العدالة والتنمية” خالل السنوات‬ ‫العشر املاضية‪ ،‬رﲟا كان هذا النجاﺡ هو الذي‬ ‫يدفع أردوغان الى الته ﹼور اإلمبراطوري الذي يجعله‬ ‫ينﻈر الى معارضيه أنهم “خونة”‪ ،‬وينشر مناخا ً‬ ‫من اخلوف إلرهاب كل ﹶمن ينتقد سياسته وقراراته‪،‬‬ ‫فتراجعت حرية التعبير الى أدنى مستوﻯ‪ ،‬الكل‬ ‫خائفون‪ ،‬وكثر فقدوا وﻇائفهم‪ ،‬وﲢت رايات‬ ‫البطوالت الوهمية وأحالم العﻈمة املنتفخة‬ ‫ويعم التخلف‬ ‫والتواريخ املزدهرة تنهار اﺠﻤﻟتمعات‬ ‫ﹼ‬ ‫على كل املستويات السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫إن استهداف أردوغان ملؤسسات اإلعالم‬ ‫والقضاء واألمن التركي في إجراءاته التعسفية‬ ‫يعيد تركيا الى زمن عانت فيه من تس ﹼلﻂ اجليﺶ‬ ‫على مقدرات البلد‪ ،‬وعادت هذﻩ اإلجراءات اليوم‬ ‫على يد حاكم مدني يعتبر نفسه مسؤوال ً وحيدا ً‬ ‫عن حاضر تركيا ومستقبلها‪ ،‬وعن كتابة تاريخها‬ ‫من جديد‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر رأي‬

‫مجلﺲ الشيوﺥ اللﺒناني‪ ...‬أبسط ﺷروﻁ‬ ‫ﻗياﻡ الدولة‪-‬األمة‬ ‫يواجه لبنان اليوم ﲢديات كبيرة على جميع‬ ‫الصعد‪ ،‬فاملنطقة تشتعل بنار الفتنة واحلروب‬ ‫األهلية واالعتداءات اإلسرائيلية الشرسة‬ ‫والتطهير الديني والعرقي واالمتداد اإلرهابي‬ ‫املنﻈم العابر للحدود الذي أصبح يسيطر على‬ ‫أرﺽ سياسية ينطلق منها للعبث بأوطان وهويات‬ ‫وانتماءات وعقائد شعوب املنطقة‪.‬‬ ‫أما احلل عند بعﺾ اجلهات السياسية اللبنانية‬ ‫فهو “النأي بالنفس”‪ ،‬وهي مقولة تفتقد للواقع‬ ‫اجليوسياسي للبنان‪ .‬عند اغتصاب فلسطني‬ ‫أهدﻯ العدو الصهيوني لبنان هدية مؤلفة من آالف‬ ‫املهجرين الفلسطينيني‪ .‬ووضعناهم في مخيمات‬ ‫ومنعنا عنهم العمران‪ .‬لكن فوضى احلرب األهلية‬ ‫سمحت لهم ببناء بعﺾ البيوت املتواضعة إليواء‬ ‫عائالتهم‪ .‬اﻵن ال يستطيع أكبر فلسطيني أن‬ ‫يدخل إلى أي مخيم كيس ترابة‪ ،‬علما ً أنهم بشر‬ ‫يتزوجون ويخلفون‪ ،‬وتاليا ً يتكاثرون‪ .‬تخيلوا لم لو‬ ‫ﲢصل احلرب األهلية‪ ،‬أين كانوا سيعيشون؟ واﻵن‬ ‫ننتﻈر قنبلة بشرية ستنفجر في وجوﻩ اللبنانيني؛‬ ‫فالبشر ليسوا آالت‪ ،‬والشعب الفلسطيني لم‬ ‫يندر العفة‪ .‬وعليه‪ ،‬وصل عددهم إلى ما يزيد‬ ‫عن ثالثة أرباع املليون نسمة في بلد مواطنيه ال‬ ‫يتعدون الثالثة ماليني ونصف املليون‪ .‬ما هو احلل؟‬ ‫إما التوطني وإما إعادتهم إلى بالدهم‪ .‬التوطني‬ ‫مرفوﺽ من معﻈم العائالت الروحية اللبنانية‬ ‫ألسباب دﳝوغرافية طائفية في بلد يتغنى بنﻈام‬ ‫الدﳝقراطية الطائفية‪ .‬والبعﺾ اﻵخر يرفﺾ‬ ‫التوطني من منطلق عقائدي مرتبﻂ بتحرير األرﺽ‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬علينا العمل على إعادتهم إلى بالدهم‪ .‬كيف‬ ‫نعيدهم إذا اعتمدنا سياسة “النأي بالنفس”؟‬ ‫أما األزمة السورية‪ ،‬فحدﺙ وال حرج‪ .‬أصبح‬ ‫تعداد الالجئني السوريني في لبنان يفوق املليون‬ ‫ونصف املليون‪ .‬كيف نعيدهم إلى بالدهم إذا‬ ‫اعتمدنا سياسة “النأي بالنفس”؟ ناهيكم عن‬ ‫الالجئني اجلدد العراقيني من قوم حرف الـ”ن” الذين‬ ‫سيتبعهم الجئي حرف الـ”ر”‪ .‬ال بأس‪ ،‬فليأتوا إلينا‬ ‫جميعهم‪ ،‬من سوريا والعراق‪ ،‬ضيوفا ً أعزاء‪ ،‬حيث‬ ‫ال نستطيع أن نناقﺶ دولهم واﺠﻤﻟتمع العربي‬ ‫واﺠﻤﻟتمع الدولي بشأنهم ألننا نتبع سياسة “النأي‬ ‫بالنفس”‪ .‬ال تعنينا “داعﺶ” و”النصرة” و”القاعدة”‪،‬‬ ‫فهي في سوريا والعراق وليس في لبنان‪ ،‬فنحن ال‬ ‫يعنينا أي من هذﻩ األحداﺙ‪ ،‬ألم نتخذ قرارا ً حكوميا ً‬ ‫وقرارا ً رئاسيا ً باتباع سياسة “النأي بالنفس”؟ ليت‬ ‫اﻵخرين ينأون بأنفسهم عنا‪ .‬إننا‪ ،‬يا أهل الربﻂ‬ ‫واحلل‪ ،‬ال نعيﺶ في جزيرة نائية لم يتم اكتشافها‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫بعد‪ ،‬واللبنانيون ليسوا روبنسون كروزو!‬ ‫أما السبيل الوحيد ملواجهة هذﻩ اﺨﻤﻟاطر‪ ،‬فهو‬ ‫باتخاذ تدابير تدعم اللحمة الداخلية واملواطنية‪.‬‬ ‫لقد فرﻍ مقعد رئاسة اجلمهورية‪ ،‬وما زال أهل‬ ‫السياسة يختلفون على جنس املالئكة‪ .‬واجتاحت‬ ‫لبنان موجات من العمليات اإلرهابية‪ ،‬وما زال‬ ‫أهل السياسة يتهمون بعضهم البعﺾ‪ .‬وتوقف‬ ‫املعلمون عن أداء واجباتهم مطالبني بحقوقهم‬ ‫اﶈقة‪ ،‬وأهل السياسة مازالوا منقسمني‪ .‬واجلميع‬ ‫يقول‪ :‬املشكلة هي في اﶈاصصة الطائفية‬ ‫والنﻈام الطائفي‪ .‬إذن ما هو احلل؟‬ ‫البعﺾ يقول إن احلل هو في إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬وهذا يثير مخاوف األقليات‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم املسيحيني الذين يعتبرون أن حصر إلغاء‬ ‫الطائفية باملراكز واملؤسسات السياسية واستمرار‬ ‫سيادة الطوائف على رعاياها يبقي اﺠﻤﻟتمع على‬ ‫طائفيته وينعكس ذلﻚ على أداء الفرد واﺠﻤﻟموعات‪.‬‬ ‫وحيث أن املؤسسة األم هي مجلس النواب املنتخب‬ ‫من قبل هذا الفرد وهؤالء اﺠﻤﻟموعات‪ ،‬فسيطغى‬ ‫االختيار الطائفي ألعضاء اﺠﻤﻟلس‪ ،‬وهو طغيان‬ ‫عددي إسالمي‪ .‬ومجلس النواب هو الذي ينتخب‬ ‫رئيسه وهو الذي ينتخب رئيس اجلمهورية وهو‬ ‫الذي يسمي رئيس مجلس الوزراء وهو الذي يعطي‬ ‫الثقة للحكومة؛ أي باختصار‪ ،‬مجلس النواب هو‬ ‫احلاكم الفعلي للجمهورية‪ .‬وكي ال يتم اتهام‬ ‫أولئﻚ بأنهم حراس النﻈام الطائفي‪ ،‬يواجهون‬ ‫اﻵخرين بطرﺡ العلمنة الشاملة والكاملة‪ ،‬بحيث‬

‫‪٤٦‬‬

‫تنحصر سلطات الطوائف على دور العبادة ويتم‬ ‫توحيد قوانني األحوال الشخصية فيتحرر املواطن‬ ‫وتتحرر اﺠﻤﻟموعات من كونها رعايا طوائفها‪،‬‬ ‫ليصبحوا مواطنني في بلدهم‪ .‬ولكن هذا الطرﺡ‬ ‫يثير حفيﻈة املسلمني‪ .‬أال يكفي أنهم مواطنون‬ ‫في الدولة العربية الوحيدة التي ال دين لها‪ ،‬والدولة‬ ‫العربية الوحيدة التي يرأسها مسيحي ويقود‬ ‫جيشها مسيحي؟ كيف يرضون بتدخل دولتهم‬ ‫في شؤونهم الدينية لتلغي شريعتهم في‬ ‫الزواج والطالق وامليراﺙ والوصاية على األوالد وزواج‬ ‫املسلمات من غير املسلمني؟ فاإلسالم دين ودنيا‪...‬‬ ‫إﳝان ودستور‪ .‬إذن‪ ،‬ما هو احلل؟‬ ‫إن األزمة احلالية تكمن بغياب العصب املناطقي‬ ‫لصالح العصب الطائفي‪ ،‬ويتجلى ذلﻚ في انتماءات‬ ‫نواب املناطق لكتل تخدم أحزابها السياسية‬ ‫الطائفية على حساب ناخبي مناطقهم‪.‬‬ ‫ولكن املشكلة ليست في النواب‪ ،‬بل املشكلة‬ ‫بالنﻈام السياسي الطائفي الذي يجبر النائب‬ ‫على التﻈلل ﲟﻈلة طائفته كي يبقى ويستمر‪.‬‬ ‫وخطورة هذا النﻈام ليس في غياب العمل النيابي‬ ‫املناطقي الذي هو أساس العمل البرملاني فحسب‪،‬‬ ‫بل في تهميﺶ املصالح املناطقية ملصلحة‬ ‫التحزب الطائفي؛ وهو انعكاس حتمي لطبيعة‬ ‫النﻈام االنتخابي الطائفي ﺠﻤﻟلس النواب‪ .‬نعم‪،‬‬ ‫إن كل نائب هو نائب األمة‪ ،‬ولكنه قبل ذلﻚ نائب‬ ‫منطقته وﳝثل شريحة من الشعب انتخبته‪ ،‬أليس‬ ‫هذا هو النﻈام الدﳝقراطي‪ ،‬حكم الشعب من‬


‫خالل ممثليهم؟ ولكن‪ ،‬هذا التوزيع الكاذب للمقاعد‬ ‫النيابية في ﻇل اﶈاصصة الطائفية هو الذي‬ ‫يعزل النائب عن منطقته ملصلحة طائفته‪ ،‬كما‬ ‫يعزل املواطن عن مصاحله احلياتية واالجتماعية‬ ‫واملناطقية والطبقية ملصلحة العشيرة الطائفية؛‬ ‫والنتيجة‪ ،‬االنسالﺥ الكلي عن املواطنية لصالح‬ ‫التابعية الرعوية‪.‬‬ ‫إن املبدأ األول في العلوم السياسية لقيام ما‬ ‫يسمى الدولة‪-‬األمة )‪ (State-Nation‬هو الشعور‬ ‫املسمى بـ”اإلحساس بالنحن” )‪(feeling-we‬؛‬ ‫ويعني ذلﻚ التعاطي مع اﻵخر غير اللبناني‬ ‫بصفته “اﻵخر”‪ ،‬بينما النﻈر إلى اللبناني بصفته‬ ‫جزء من الـ”نحن” بغﺾ النﻈر عن دينه أو انتمائه‬ ‫السياسي أو لونه‪ .‬أي نكون “نحن” اللبنانيني‪،‬‬ ‫و”هم” غير اللبنانيني‪ .‬وال يعني ذلﻚ كرﻩ “اﻵخر”‪،‬‬ ‫ولكن التعاطي مع اللبناني كالتعاطي مع أحد‬ ‫أفراد العائلة من دون اعتماد العنصرية‪ .‬أنا أحب‬ ‫أخي ألنه مني وأنا منه‪ ،‬ولكن‪ ،‬إذا اعتدﻯ أخي على‬ ‫أحدهم‪ ،‬واجبي أن أنصر احلق؛ ولكن من دون التجني‬ ‫على أخي‪ ،‬وبطريقة تعكس أخوتي له‪ .‬فبالرغم‬ ‫من معارضة أكثر من نصف األميركيني الجتياﺡ‬ ‫بالدهم العراق‪ ،‬ولكننا لم نسمع رأي واحد يعبر عن‬ ‫شماتة بسقوط أي جندي أميركي‪ ،‬بل قام الشعب‬ ‫األميركي املعارﺽ بدعم جنودﻩ بشكل كلي‬ ‫وشامل ووجه انتقاداته إلى ساسته داخليا ً ولم‬ ‫يسمح بالتأثر باملوقف العاملي من هذا االجتياﺡ‪...‬‬ ‫هذا يسمى االنتماء الوطني‪ ،‬أو علميا ً “اإلحساس‬ ‫بالنحن”؛ وهذا هو لب السيادة‪.‬‬ ‫أما في لبنان‪ ،‬ونتيجة لنﻈامه السياسي‪،‬‬ ‫ال يتملكنا “اإلحساس بالنحن” كلبنانيني‪ ،‬بل‬ ‫“اإلحساس بالنحن” كموارنة و”هم” الدروز مثالً‪ ،‬أو‬ ‫“نحن” السنة وهم “الشيعة”‪ ،‬وهكذا دواليﻚ‪ .‬وهذا‬ ‫ما يؤدي إلى وجود شعوب ال شعب واحد‪ ،‬وتالياً‪،‬‬ ‫أوطان‪ ،‬ال وطن واحد‪ .‬وهنا تنتفي الدولة‪-‬األمة‬ ‫لصالح “مزرعة األﱈ”‪ ،‬وتنتفي معها السيادة؛ ألن‬ ‫السيادة ليست باألرﺽ‪ ،‬بل بوحدة الشعب‪ .‬إذن‪ ،‬ما‬ ‫هو احلل؟‬ ‫إن أساس املشكلة هو مجلس النواب‪ ،‬وعليه‪،‬‬ ‫يجب علينا أن نلغي الطائفية من مجلس النواب‬ ‫من دون املس بسيادة األحوال الشخصية الطائفية‬ ‫كي ال نثير حفيﻈة املسلمني )اﶈمديني(‪ ،‬مع‬ ‫تأسيس مﻈلة مؤسساتية شرعية وقوية تعطي‬ ‫االطمئنان ﺨﻤﻟاوف األقليات‪ .‬إذن‪ ،‬فاحلل هو بﺈقامة‬ ‫مجلس للشيوﺥ‪.‬‬ ‫إن املقترﺡ الذي سأعرضه مبني على دراسة‬ ‫دول عريقة ﲟجالس شيوخها‪ .‬إن لكل بلد في‬ ‫العالم تقسيمات تعكس طبيعته السياسية‪-‬‬ ‫الدولة‪-‬األمة‪،‬‬ ‫توحدﻩ في ﻇل‬ ‫ﹼ‬ ‫االجتماعية قبل ﹼ‬ ‫كسويسرا والواليات املتحدة‪ .‬وعليه‪ ،‬وكي ال نغوﺹ‬ ‫في التعقيدات السويسرية‪ ،‬ستكون املقاربة من‬ ‫خالل املقارنة بني الواليات املتحدة ولبنان‪.‬‬ ‫إن الواليات املتحدة مؤ ﹼلفة من خمسني والية‪،‬‬ ‫حيث لكل والية قوانينها اخلاصة وحكومتها‬

‫اخلاصة‪ ،‬ولكنهم جميعهم ﲢكمهم حكومة‬ ‫مركزية ﲢترم سيادة قوانني وشرائع كل والية على‬ ‫أن ال تتعارﺽ مع القوانني املركزية للوطن‪ .‬كما‬ ‫يجمعهم جيﺶ واحد وعملة واحدة ورئيس واحد‬ ‫وحكومة واحدة وسياسة نقدية واقتصادية واحدة‬ ‫وسياسة خارجية واحدة‪ .‬هكذا لبنان‪ ،‬املؤلف‬ ‫متعددة حيث لكل طائفة قوانينها‬ ‫من طوائف‬ ‫ﹼ‬ ‫اخلاصة‪ ،‬ولكنهم جميعهم ﲢكمهم حكومة‬ ‫مركزية ﲢترم سيادة قوانني وشرائع كل طائفة‬ ‫على أن ال تتعارﺽ مع القوانني املركزية للوطن‪.‬‬ ‫كما يجمعهم جيﺶ واحد وعملة واحدة ورئيس‬ ‫واحد وحكومة واحدة وسياسة نقدية واقتصادية‬ ‫واحدة وسياسة خارجية واحدة‪.‬‬ ‫ويتألف مجلس الشيوﺥ األميركي من مئة‬ ‫عضو حيث لكل والية عضوين ﳝثالنها بغﺾ‬ ‫النﻈر عن كبرها أو عدد ﹼ‬ ‫سكانها‪ ،‬وذلﻚ كي تتعادل‬ ‫حقوقها السياسية أمام احلكومة املركزية؛ حيث‬ ‫أن التمثيل الشعبي الدﳝقراطي يكون من خالل‬ ‫مجلس النواب األميركي‪ .‬من هنا‪ ،‬إن أفضل اقتراﺡ‬ ‫هو أن تقوم كل طائفة بانتخاب مم ﹼثلني إثنني عنها‬ ‫على صعيد الوطن‪ ،‬بحيث يتم التنفيس الطائفي‬ ‫من خالل مجلس الشيوﺥ ويتم ﲢرير مجلس‬ ‫يهدد‬ ‫النواب من املستنقع الطائفي الذي ما زال ﹼ‬ ‫االستقرار والسلم األهليني والهوية الوطنية‬ ‫والسيادة‪ .‬فيصبح لكل طائفة زعيم أول وزعيم‬ ‫ثان‪ ،‬كل يعرف حجمة عند طائفته بحيث يستطيع‬ ‫ٍ‬ ‫اﻵخرون أن يتعاملوا معه على هذا األساس من دون‬ ‫اتهام هذا الزعيم بوصوله بأصوات طائفة أخرﻯ‪،‬‬ ‫ومن دون التشكيﻚ بشعبيته الطائفية‪ .‬أما ما هي‬ ‫فوائد هذا اﺠﻤﻟلس وكيفية تنﻈيمه‪ ،‬فهو كاﻵتي‪:‬‬ ‫ يتم إبعاد زعماء الطوائف عن مجلس الن ﹼواب‪.‬‬‫ يصبح للطوائف الثالﺙ الكبرﻯ – املوارنة‬‫والشيعة والسنة – مم ﹼثلني رسميني بحيث أن املقاعد‬ ‫الرئاسية الثالﺙ لن تتط ﹼلب مم ﹼثلني عن طوائفهم‬ ‫بل رجال دولة بغﺾ النﻈر عن شعب ﹼيتهم ضمن‬ ‫طوائفهم‪ .‬فنحصل على رئيس جمهورية ورئيس‬ ‫مجلس ن ﹼواب ورئيس حكومة معتدلني ورجال دولة‬ ‫ليسوا بحاجة إلى شعبية طوائفهم؛ وذلﻚ من‬ ‫دون ال ﹼلجوء إلى مقولة الغﱭ‪.‬‬ ‫ يصبح زعماء الطوائف في مجلس واحد‬‫يديرون خالفاتهم وهواجسهم من دون اختراع‬ ‫مجالس خارجة عن الدستور كطاوالت احلوار‪،‬‬ ‫وإضاعة الوقت وهدر املال لتنﻈيمها‪.‬‬ ‫مسجلة في لبنان‬ ‫ حيث أن هناﻙ ‪ 1٦‬طائفة‬‫ﹼ‬ ‫وذلﻚ بالغياب الواقعي للطائفتني اليهوديتني‬ ‫)الطائفة اإلسرائيلية والطائفة املوسوية(‪ ،‬فﺈن‬ ‫)اﶈمد ﹼية( منها هي أربعة‪:‬‬ ‫الطوائف اإلسالمية‬ ‫ﹼ‬ ‫الشيعة والسنة والدروز والعلويني‪ .‬وعليه‪ ،‬وإذا‬ ‫كانت أعداد األعضاء سواسية‪ ،‬سيكون مجلس‬ ‫الشيوﺥ مجلسا ً مسيح ﹼيا ً بامتياز بوجود ‪ 2٤‬عضو‬ ‫مسيحي من أصل ‪ 32‬عضو‪ ،‬مقابل ‪ 8‬أعضاء‬ ‫محمد ﹼياً‪.‬‬ ‫للمحمديني؛ فمن الضرورة أن يترأسه‬ ‫ﹼ‬ ‫وحيث أن الطوائف السبعة الكبرﻯ في لبنان‬

‫‪٤7‬‬

‫تتكون من املوارنة والشيعة والسنة واألورثوذوكس‬ ‫املفضل أن يترأس‬ ‫والدروز والكاثوليﻚ واألرمن‪ ،‬فمن‬ ‫ﹼ‬ ‫اﶈمد ﹼية الرئيسية‪ ،‬من‬ ‫هذا اﺠﻤﻟلس أحد األقل ﹼيات ﹼ‬ ‫هنا كان مقترﺡ رئاسة الدروز لهذا اﺠﻤﻟلس‪ .‬وحيث أن‬ ‫حصة الدروز في الدولة موازية حلصة الكاثوليﻚ‪،‬‬ ‫يكون نائب الرئيس من الكاثوليﻚ‪.‬‬ ‫احلجة املضادة التي تقول بأن هناﻙ ثالثة‬ ‫ إن ﹼ‬‫رئاسات إحداها مسيحية فقﻂ‪ ،‬وعليه‪ ،‬يجب‬ ‫أن يترأس مجلس الشيوﺥ مسيحي للتوازن‪ ،‬هي‬ ‫حجة تفتقد إلى سياسة الواقع )‪.(Politique Real‬‬ ‫ﹼ‬ ‫إن مجلس ذو أكثرية ساحقة من املسيحيني يجب‬ ‫أن ال تكون رئاسته بيد مسيحي كي ال يفقد‬ ‫مصداق ﹼيته‪ .‬كما أن رئاسة اﺠﻤﻟلس ال تستطيع أن‬ ‫تؤثر على قراراته بوصف أعضائه زعماء طوائفهم‬ ‫التي مت ﹼثل أكثر ﹼية ساحقة ال يستطيع الرئيس‬ ‫األق ﹼلي من قمعها أو جلمها‪.‬‬ ‫وبذلﻚ‪ ،‬نكون قد حققنا أبسﻂ شروط التوجه‬ ‫نحو بناء الدولة‪-‬األمة من دون املس ﲟشاعر‬ ‫اﶈمديني ومن دون إثارة مخاوف األقليات وعلى‬ ‫رأسهم املسيحيني‪ .‬فيكون مجلس الشيوﺥ‬ ‫احلارس الشديد حلقوق الطوائف بوجه التهميﺶ أو‬ ‫الطغيان الديني أو املس بحقوق األفراد واﺠﻤﻟموعات‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرﻯ‪ ،‬نستطيع أن نعتمد أي نوع من أنواع‬ ‫قوانني االنتخابات النيابية من دون إثارة مخاوف هذﻩ‬ ‫الطائفة أو دعم مطامع تلﻚ‪ .‬ونستطيع أن نوزع‬ ‫املقاعد النيابية على حسب الكثافة السكانية‬ ‫من دون األخذ باالعتبارات الطائفية‪ .‬كما يستطيع‬ ‫املواطن أن ينتخب حسب مصاحله املهنية أو‬ ‫املناطقية من دون االنطواء في قوقعة طائفته‬ ‫بوجه الطوائف األخرﻯ؛ فقد قام ﲟمارسة اختياراته‬ ‫الطائفية بانتخاب مجلس الشيوﺥ‪ .‬وبذلﻚ يصبح‬ ‫هناﻙ إبن جبل لبنان وإبن بيروت وإبن اجلنوب‪ ،‬وإبن‬ ‫الشمال‪ ،‬إلخ؛ بدال ً من املاروني والشيعي والسني‬ ‫والدرزي واألرمني‪ ،‬إلخ‪ .‬ونكون واجهنا الطائفية‬ ‫باملناطقية التي ﲡمع أفراد املنطقة بتعدديتهم‬ ‫الطائفية‪ ،‬على أهداف مشتركة‪ .‬وحيث أن‬ ‫املشكلة االجتماعية‪-‬السياسية في لبنان ليست‬ ‫مشكلة مناطقية بل طائفية‪ ،‬نكون قد وضعنا‬ ‫حجر األساس لبناء الدولة‪-‬األمة‪ ...‬دولة املؤسسات‬ ‫والقانون واملواطنية‪.‬‬ ‫وعندها ينتخب مجلس النواب رئيسه الشيعي‬ ‫معتمدا ً على املصالح السياسية بدال ً من‬ ‫االعتبارات الطائفية‪ ،‬وينتخب رئيس اجلمهورية‬ ‫املاروني على نفس األسس وهكذا يكون الوضع‬ ‫بتسمية رئيس مجلس الوزراء السني وعند إعطاء‬ ‫الثقة للحكومة‪ .‬وعندها كذلﻚ نستطيع أن‬ ‫نشهد ﲢالف أكثري يحكم وﲢالف أقلي يعارﺽ‪،‬‬ ‫من دون التحجﺞ بامليثاقية الطائفية؛ فالعائالت‬ ‫الروحية وقياداتها السياسية الكبرﻯ موجودة في‬ ‫مجلس الشيوﺥ‪.‬‬

‫ﺭﺷﻴﺪ ﺟﻨﺒﻼﻁ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر ثقافي‬

‫أمراﺽ عربية ‪...‬‬ ‫أمتنا متواﺿعة الﻘراءة‪ ..‬لﻸسﻒ!؟‬

‫في البدء كانت الكلمة‪ ،‬والقراءة‪:‬‬ ‫هي حبل التواصل مع احلياة‪ ،‬هي جسر‬ ‫التفاهم مع احلضارة والتاريخ واملعرفة‬ ‫والعلم‪ ...‬هي قبل كل شيىء‪ ..‬حياة‪ .‬أمتنا‬ ‫العربية ازدهرت حياتها األدبية حتى في‬ ‫العصر اجلاهلي‪ ،‬ولهذا اشتهرت أسواق‬ ‫الشعر‪ :‬عكاﻅ‪ ،‬مجنة وسوق ذي اﺠﻤﻟاز‪ .‬جاء‬ ‫اإلسالم وكانت اﻵية الكرﳝة التي ابتدأت‬ ‫حﺾ على طلب‬ ‫بكلمة‪ :‬إقرأ‪ .‬النبي الكرﱘ ﹼ‬ ‫العلم ولو في الصني‪ .‬احلﺾ على املعرفة‬ ‫دعت إليه كل األديان‪ ،‬وكذلﻚ الشرائع‪:‬‬ ‫من شريعة أورنامو مرورا ً بشريعة آشنونا‬ ‫وصوال ً إلى شريعة حمورابي‪ ،‬وكذلﻚ‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫البوذية‪ .‬لعلني أستشهد ببعﺾ ما‬ ‫قيل عن القراءة‪ :‬عباس العقاد )صاحب‬ ‫العبقريات اخلالدة( عن القراءة يقول‪ ،‬بأنها‬ ‫تطيل العمر‪ .‬أما اجلاحﻆ فيصفها‪ :‬يذهب‬ ‫احلكيم وتبقى كتبه‪ ،‬ويذهب العقل ويبقى‬ ‫أثرﻩ‪ .‬أما فرانسيس بيكون فيقول‪ :‬القراءة‬ ‫تصنع الرجال‪ .‬مونتني يصف القراءة‪ :‬بأنها‬ ‫الصديق الذي ال يخون طيلة احلياة‪.‬‬ ‫من أجمل ﹶمن كتب عن القراءة‪ :‬لويس‬ ‫أراغون‪ ،‬جان كوكتو )وأهمية ملء صفحته‬ ‫البيضاء ‪ ..‬لم يرد نيل اإلعجاب ولكن أن‬ ‫يصدقه اﻵخرون(‪ ،‬أندريه مالرو وغيرهم‪ .‬ﻇل‬ ‫لوركا خالدا ً وذهب الذين أعدموﻩ وأسيادهم‬

‫‪٤8‬‬

‫إلى مزابل التاريخ‪ ،‬كان يلقي شعرﻩ في‬ ‫حلﻈة إعدامه‪ ...‬كان يردد‪ :‬ما اإلنسان دون‬ ‫حرية يا ماريانا؟ قولي لي‪ :‬كيف أستطيع‬ ‫حبﻚ إن لم أكن حرا! كيف أهديﻚ قلبي‬ ‫إن لم يكن ملكي؟‪ .‬بابلو نيرودا وعندما جاء‬ ‫قطعان بينوشيت )بعد انقالبهم األسود‬ ‫على الرئيس املنتخب سلفادور ألليندي(‪...‬‬ ‫جاؤوا يفتشون بيته بحثا ً عن السالﺡ؟‬ ‫طردهم وقال جملته الشهيرة‪ :‬سالحي هو‬ ‫شعري‪ .‬محمود درويﺶ يخاطب املوت قائال ً‬ ‫في رائعته األخيرة‪ :‬اجلدارية‪ ،‬وكأني به يرثو‬ ‫نفسه‪ :‬هزمتﻚ يا موت األغاني‪ ...‬هزمتﻚ يا‬ ‫موت الفنون جميعها‪.‬‬


‫أرنستو جيفارا الثائر األممي الذي أعدمته‬ ‫السلطات البوليفية بدم بارد‪ ،‬وأنكرت‬ ‫جثته حتى ال تكون محجا ً للناس‪ ..‬كان‬ ‫شاعرا ً وكاتباً‪ ،‬لعل من أجمل قصائدﻩ‪:‬‬ ‫ماريا العجوز التي تكشف عن جوانب‬ ‫شخصيته‪ .‬من مؤلفاته‪ :‬حرب العصابات‪،‬‬ ‫اإلنسان واالشتراكية في كوبا‪ ،‬ذكريات‬ ‫احلرب الثورية الكوبية‪ ،‬األسفار تك ﹼون‬ ‫الشباب والوعي‪ ،‬اإلنسان اجلديد‪ .‬ولعل من‬ ‫أجمل ما كتب عنه‪ :‬ما أ ﹼلفه الكاتبان‪ :‬غروس‬ ‫وفولف بعنوان‪ :‬أحالمي ال تعرف حدوداً‪ .‬كل‬ ‫السابقني وغيرهم ‪ ...‬مخلدون في التاريخ‬ ‫بفعل نتاجاتهم ومواقفهم‪ ،‬فكيف ﳝكن‬ ‫معرفة ما تركوﻩ دون قراءة؟‪.‬‬ ‫بعد ذلﻚ‪ ،‬فلنجعل احلقائق واألرقام‬ ‫تتحدﺙ عن نفسها‪ ،‬وعن نسب قراءة‬ ‫أبناء أمتنا‪ ،‬ومقارنة النسب مع مثيالتها‬ ‫عند الشعوب واألﱈ األخرﻯ )معتمدا ً في‬ ‫ذلﻚ على إحصائيات منشورة لكل من‪:‬‬ ‫مؤسسة الفكر العربي‪ ،‬التقارير الثقافية‬ ‫العربية‪ ،‬تقارير إﳕائية لﻸﱈ املتحدة عن‬ ‫العالم العربي‪ ،‬املكتبة املتنقلة‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الشمس دوت كوم‪ ،‬وغيرها(‪.‬‬ ‫معدل قراءة الفرد العربي ‪ ٦‬دقائق سنوياً‪،‬‬ ‫أو ربع صفحة من أحد الكتب‪ .‬ما يطبع في‬ ‫العالم العربي مجتمعا ‪ 17‬ألف كتاب في‬ ‫السنة‪ .‬سوق الكتاب العربي بيعا ً وشرا ًء ال‬ ‫يتجاوز ‪ ٤‬ماليني دوالر سنوياً‪ ،‬كل ‪ 300‬ألف‬ ‫من العرب يقرأون ما مجموعه‪ :‬كتابا ً واحدا ً‬ ‫سنوياً‪ .‬نصيب كل مليون عربي هو ‪ 30‬كتابا ً‬ ‫في السنة‪ .‬أما على صعيد الكتب املترجمة‬ ‫من لغات أخرﻯ فﺈن نصيب كل مليون‬ ‫مواطن عربي هو ‪ ٤,٤‬كتاب سنوياً‪ .‬معروف‬ ‫أن الناشرين يطبعون من كل كتاب جديد‬ ‫)باستثناء كتﹼاب مثل هيكل وغيرﻩ( ‪2000‬‬ ‫– ‪ 3000‬نسخة في أكثر احلاالت! ومعروف‬ ‫أن املؤلف العربي ال يتقاضى عن إبداعاته‬ ‫سوﻯ بضع مئات )أو قليال ً من اﻵالف في‬ ‫أحسن احلاالت!( من الدوالرات! للعلم كثير‬ ‫من املؤلفني يطبعون كتبهم على نفقتهم‬

‫الشخصية! إن نسبة األمية في العالم‬ ‫العربي تبلﻎ ‪ ٪55) ٪35‬من النسبة املذكورة‬ ‫هن نساء(‪ .‬عدد مراكز البحث في العالم‬ ‫العربي مجتمعا ً حوالي ‪ 1500‬مركز‪.‬‬ ‫أما الكتب األكثر مبيعا ً في معارﺽ‬ ‫الكتب العربية‪ ،‬فغالبا ً ما تكون‪ :‬كتب‬ ‫األبراج‪ ،‬وتعليم الطبخ‪ ،‬ومذكرات وفضائح‬ ‫الفنانات والفنانني! كنت شاهدا ً على‬ ‫حادثة رأيتها بأم عيني‪ :‬أتردد على سوق‬ ‫كبيرة بشكل يومي بحكم موقعها اﺠﻤﻟاور‬ ‫ملقر عيادتي‪ ،‬كان ذلﻚ على أعتاب بداية‬ ‫عام جديد‪ .‬تبضعت وخرجت من السوق‪،‬‬ ‫ﶈت صاحب املكتبة املتواجدة في السوق‬ ‫والتي غالبا ً ما أتردد إليها ملعرفة اإلصدارات‬ ‫اجلديدة‪ .‬كان صاحب املكتبة يحمل نسخا ً‬ ‫كثيرة من كتاب‪ .‬فجأة أحاطته جموع‬ ‫غفيرة من الناس‪ ،‬إقتربت ملعرفة اسم‬ ‫الكتاب املتنازع على نسخه‪ ،‬ألجد‪ :‬أنه‬ ‫توقعات عن األبراج للسنة القادمة! كان‬ ‫الطلب على النسخ أكثر مما كان صاحب‬ ‫املكتبة يحمل‪ .‬سعر الكتاب بلﻎ حينها‬ ‫حوالي ‪ 25‬دوالراً‪ .‬حملت نفسي وغادرت‪...‬‬ ‫دون تعليق!‪.‬‬ ‫معروف أيضاً‪ :‬أن شهرين يقضيهما أحد‬ ‫هواة الغناء من الشباب العربي في برنامﺞ‬ ‫متخصﺺ للمواهب‪ ،‬كفيالن بﺈشهارﻩ‬ ‫أكثر من كاتب عربي جاد يكتب منذ أربعة‬ ‫عقود‪ ،‬ويصبح غنيا ً باملعنى املادي‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يعاني فيه الكاتب العربي من‬ ‫ضيق أحواله املادية‪ ،‬وغالبا ً ما يتوفاﻩ اﷲ‬ ‫قبل استطاعته سداد ديونه الكبيرة! أذكر‬ ‫حادثة جرت حقيقة منذ سنوات‪ :‬أن شاعرا ً‬ ‫عربيا ً )دون ذكر األسماء رغم أن املعني دعا‬ ‫صحف بلدﻩ للتعريف على قضيته( في‬ ‫أحد األقطار العربية‪ ،‬أعلن إضرابا ً مفتوحا ً‬ ‫عن الطعام في – املؤسسة املتخصصة‬ ‫بتجميع الكتﹼاب في ذلﻚ البلد – ألنه ال‬ ‫يجد قوت عائلته‪ ،‬ولم يكن قد وجد عمال ً‬ ‫منذ وقت طويل!‪.‬‬ ‫نعود إلى النسب في الدول األخرﻯ‪ :‬معدل‬

‫‪٤9‬‬

‫ما يقرأﻩ املواطن األميركي ‪ 11‬كتابا ً في‬ ‫السنة‪ .‬أما البريطاني فـ ‪ 8‬كتب‪ .‬الكيان ‪7‬‬ ‫كتب‪ .‬معدل الكتب التي تصدر في الكيان‬ ‫‪ ٤0‬ألف كتاب سنوياً‪ .‬نصيب كل مليون‬ ‫مواطن في الكيان على صعيد الكتب‬ ‫املترجمة ‪ 580‬كتابا ً سنوياً‪ .‬معدل قراءة‬ ‫األوروبي ‪ 200‬ساعة سنوياً‪ .‬قيمة سوق‬ ‫الكتاب في دول اإلﲢاد األوروبي ‪ 12‬مليار‬ ‫دوالر سنوياً‪ .‬أذكر لسنوات طويلة )‪12‬عاماً(‬ ‫قضيتها على فترتني دراسيتني متباعدتني‬ ‫في موسكو ومينسﻚ )إبان احلقبة‬ ‫السوفياتية‪ ،‬والفترة الثانية غادرت قبيل‬ ‫انهيارﻩ بعام واحد(‪ .‬خالل الفترتني كنت أرﻯ‬ ‫املواطنني يقرأون الكتب في احلدائق وفي‬ ‫املترو والباصات رغم اكتﻈاﻇها‪ ،‬وفي كل‬ ‫األماكن حيث ﳝكن القراءة وحيث ال ﳝكن!‪.‬‬ ‫في أسباب الﻈاهرة ﳝكن قول الكثير عن‬ ‫الﻈروف املوضوعية! ﳝكن القول‪ :‬أسعار‬ ‫الكتب‪ ،‬إلتهاء املواطن بقوت عائلته‪ ،‬قلة‬ ‫دخله‪ ،‬الفضائيات‪ ،‬اإلنترنت‪ ،‬وقراءة الكتب‬ ‫اإللكترونية )هذﻩ األخيرة متدنية نسبتها‬ ‫في الوطن العربي أيضاً(‪ ...‬وغير ذلﻚ من‬ ‫شماعة لتعليق‬ ‫األسباب التي نستعملها ﹼ‬ ‫تقصيراتنا عليها!‪ .‬ﳝكن قول وتعداد أسباب‬ ‫كثيرة‪ ...‬غير أن األسباب ﲟوضوعيتها‬ ‫النسبية بالطبع‪ ،‬ال ولن تلغي قصورنا‬ ‫الذاتي عن متابعة ما يجري من خالل النسب‬ ‫املتواضعة للقراءة في الوطن العربي!‬ ‫األرقام مثلما قلت‪ :‬تتحدﺙ عن نفسها!‬ ‫أسوقها من دون تعليق! سوﻯ من أسف‪..‬‬ ‫وحسرة‪ ...‬وحزن دفني كلما أتذكر السؤال‪:‬‬ ‫كم نحن مقصرون؟! وخاصة في قراءتنا‬ ‫لﻸعداء الذين يقرأوننا جيدا ً ويحفﻈوننا‬ ‫عن ﻇهر قلب‪ ...‬وهذا يلقي بﻈالله على‬ ‫تساؤل آخر‪ :‬كم يلزمنا لتحقيق اإلﳒازات‬ ‫واإلنتصارات في كافة اﺠﻤﻟاالت اﺨﻤﻟتلفة؟!‪.‬‬ ‫وكم نحن بعيدون عن مواكبة التقدم‬ ‫املعرفي إال من قشورﻩ وأشكاله لنبقى‪،‬‬ ‫أسواقا ً لتقدم اﻵخرين!‬

‫ﺩ‪ .‬ﻓﺎﻳﺰ ﺭﺷﻴﺪ‬

‫العدد ‪ -79‬ﻙ‪ 1‬ـ ﻙ‪ 2‬ـ شباط ‪2015‬‬


‫منبر حر‬

‫لﺒنان‬ ‫و ّدع الرﺋيﺲ‬ ‫عمر كرامي ‪...‬‬ ‫رجل المﺒادﺉ‬ ‫والﺜوابت‬ ‫الوﻁنية‬ ‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫و ﹼدع لبنان في األول من كانون الثاني ‪ ،2015‬رمزا ً وطنيا ً بارزاً‪ ،‬رحل الرئيس عمر كرامي‪،‬‬ ‫الرجل الذي جمع في شخصه وسلوكه أنبل الصفات التي تراكمت خالل سنني حياته‬ ‫وأساسها القيم الوطنية واإلجتماعية والثبات على املبادﺉ والوفاء للبنان وإللتزاماته‬ ‫الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫وقف كرامي بقوة وثبات خالل محطات هامة في تاريخ لبنان واملنطقة‪ ،‬ورغم صعوبة‬ ‫اللحﻈة وتعاﻇم اﺨﻤﻟاطر‪ ،‬خاﺽ الرئيس كرامي في غمار العمل السياسي بصدقية‬ ‫مشهودة ووفاء منقطع النﻈير ولم يغ ﹼير ثوبه عندما تغ ﹼيرت الﻈروف وأثبت أنه األقوﻯ‬ ‫عند كل املفاصل الهامة في تاريخ لبنان‪.‬‬ ‫عرفناﻩ وعرفه كثيرون‪ ،‬وطني وعروبي بﺈمتياز‪ ،‬وصاحب املواقف اجلريئة واحلاسمة وكان‬ ‫ير ﹼدد دوماً‪“ :‬لن أخرج عن الثوابت” وهي العبارة التي ﹼ‬ ‫أكد عليها ﳒله ووريثه السياسي‬ ‫تعهد بأن يحفﻆ الوصية واألمانة والسير على‬ ‫فيصل كرامي في بيان نعي والدﻩ‪ ،‬الذي ﹼ‬ ‫نهﺞ والدﻩ في القول والعمل‪ ،‬وكان الرئيس عمر كرامي حريصا ً على املصلحة الوطنية‬ ‫ووضعها فوق كل إعتبار‪.‬‬ ‫قاوم طواغيت املال ومحاوالت شطبه من املعادلة السياسية‪ ،‬وصمد وانتصر أمام كل‬ ‫إمتحان‪ ،‬وحافﻆ على مكانته وكرامته ووضعها في املقام األول في حساب األولويات‪.‬‬ ‫ﲢمل مسؤولياته في احلكم ضمن ﻇروف صعبة وبالغة التعقيد بعد إغتيال الرئيس‬ ‫ﹼ‬ ‫رفيق احلريري‪.‬‬ ‫إلتزم القول بالفعل من خالل املمارسة‪ ،‬على أن احلكم تكليف كبير ومسؤولية‬ ‫يتحمل اﺨﻤﻟاطر‪.‬‬ ‫ﲢملها يكون قد ق ﹼرر أن‬ ‫ﹼ‬ ‫وطنية‪ ،‬و ﹶمن يق ﹼرر ﹼ‬ ‫وعن قضية فلسطني وفكرة العروبة واملقاومة‪ ،‬كان مدافعا ً ومقاوما ً عروبيا ً حقيقياً‪،‬‬ ‫وكان خصما ً للنﻈام السياسي الطائفي‪ ،‬ونادﻯ بالنسبية في القانون اإلنتخابي‪،‬‬ ‫ورفﺾ عملية اخلصخصة باملطلق بحيث يبقى القطاع العام ملكا ً للدولة واﺠﻤﻟتمع‬ ‫وليس ألشخاﺹ وشركات محددة‪.‬‬ ‫الرئيس عمر كرامي‪ ،‬كان يختار عباراته بكل عفوية بحيث تتلمس مشاعر الناس‬ ‫وحاجاتهم‪ ،‬وهي تع ﹼبر عن ثوابته بكل دقة ولباقة وسرعة بديهة‪ ،‬رحمه اﷲ كان ير ﹼدد‬ ‫دوما ً “املنصب ذاهب ويبقى الرجال‪ ،‬واحلكم شجاعة وقرار”‪.‬‬ ‫وفي وداعه ﳒح أبوخالد أن يثبت ويﻈهر وجه طرابلس احلقيقي‪ ،‬الذي أمضى حياته‬ ‫مبشرا ً بها إلبراز دورها وموقعها على خريطة الوطن‪ ،‬وﳒح معه كل ﹶمن شارﻙ في‬ ‫وداعه ابنه الوزير فيصل وكل ﹶمن أشرف معه على التنﻈيم والتشييع في أن ال تطلق‬ ‫رصاصة واحدة في مدينة إرتبﻂ إسمها بالنور والنار على مدﻯ سنوات‪.‬‬ ‫إلتزم الرئيس عمر كرامي منهجا ً ثابتا ً في حياته‪ ،‬رفﺾ الوسطية العاجزة في‬ ‫سياساته‪ ،‬ولكنه إلتزم ممارسة اإلقناع ورفﺾ اإلمالء‪ ،‬وهو إبن املدرسة القومية التي‬ ‫أرساها والدﻩ عبداحلميد وواصل السير على طريقها شقيقه رشيد كرامي‪ ،‬وهي‬ ‫املدرسة التي كان لها صداها عام ‪ 19٤٤‬عند إنتخاب عبداحلميد كرامي نائباً‪ ،‬يومها‬ ‫تر ﹼددت عبارة‪“ :‬لقد صار في البرملان كرامة”‪ ،‬هذا اإلرﺙ الذي تناقلته األجيال هو عروبي‬ ‫ملتزم بقيم احلوار والتمسﻚ بالوحدة الوطنية‪ ،‬بقي ﲟثابة بوصلة في حياة عمر كرامي‬ ‫ونحن في أشد احلاجة إليه حيث ﳝر لبنان واملنطقة بأصعب املراحل وأخطرها‪ ،‬وتتط ﹼلب‬ ‫تكامل كل اجلهود للوصول الى ب ﹼر األمان واإلستقرار بعد التغ ﹼلب على الصعاب املاثلة‪.‬‬ ‫جسدت طرابلس وفاءها للرئيس عمر كرامي وللدوحة الكرامية‪ ،‬والوفاء هو‬ ‫لقد ﹼ‬ ‫الكلمة السحرية عند أبوخالد‪ ،‬حيث دفع ثمنا ً كبيرا ً إللتزامه ﲟضمونها السياسي‪،‬‬ ‫ثم أسلم الروﺡ مطمئناً‪.‬‬ ‫واستمرت املسيرة‪ ،‬س ﹼلم األمانة لنجله فيصل‪ ،‬ﹼ‬ ‫وداعه كان مهيبا ً كما هي منزلته‪ ،‬ويكبر لبنان بأمثاله‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫سطر صفحة مضيئة من العمل واجلهد‪ ،‬ستذكرﻩ األجيال وسينصفه التاريخ‬ ‫ويضعه ﲟنزلة رفاق دربه‪ ،‬ﹶمن سبقوﻩ على طريق اﺠﻤﻟد واخللود‪ ،‬نبراسا ً لﻸجيال وعلى‬ ‫هداﻩ يسيرون وهاماتهم عالية‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫مشروع مستشفى الصحابي سلمان الفارسي‬ ‫دير دوريت ــ الشوف‬

‫تتواصل أعمال البناء والتشييد في مستشفى الصحابي سلمان الفارسي‪.‬‬ ‫وكان رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب قد وضع حجر األساس ملشروع مستشفى الصحابي سلمان الفارسي في‬ ‫بلدة دير دوريت في الشوف‪ ،‬الذي سيقام على مساحة ‪ 23‬ألف متر مربع‪ ،‬في احتفال حاش ٍد أقامه احلزب في بلدة اجلاهلية‪،‬‬ ‫بحضور سفير اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية في لبنان د‪ .‬غضنفر ركن أبادي‪ ،‬ورعاية املرجعية الروحية في طائفة املوحدين‬ ‫الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب‪ ،‬وممثلي عن الرؤساء الثالثة والشخصيات السياسية واألحزاب‪ ،‬وممثلي الفصائل‬ ‫الفلسطينية في لبنان‪ ،‬باإلضافة لوفودٍ شعبية ودينية من جبل العرب وجبل الشيخ وطرطوس والسويداء وجرمانا في‬ ‫سوريا‪ ،‬وعدد كبير من مشايخ طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬إضافة لوفود شعبية وحزبية ومناطقية‪.‬‬ ‫ويأتي إنشاء املستشفى في إطار مشروع “قرية التوحيد” األشمل‪ ،‬الذي تساهم اجلمهورية اإلسالمية في إيران في متويل‬ ‫جزء منه‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا املشروع لكل فقير في اجلبل من إقليم اخلروب الى الشوف وعاليه واملنت وراشيا وحاصبيا والسويداء وجبل‬ ‫الشيخ ولن يقفل بابه يوما ً في وجه أي فقير‪ ،‬ولن نفرق بني محتاج وآخر‪.‬‬


‫ً‬ ‫وداعا ‪....‬‬ ‫رجل الكرامة‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.