Manbar altawhid issue 48

Page 1

‫لقاء‬ ‫بيصور‪:‬‬ ‫الدروز‬ ‫ثابتون‬ ‫على حماية‬ ‫المقاومة‬

‫العدد ‪ 48‬ــ كانون الثاني ‪ - 2011‬السنة الخامسة‬

‫الصفدي ‪ :‬حكومتنا‬ ‫ّ‬ ‫تعثرت بمطالب المواطنين‬

‫السيد علي فضل هللا‪:‬‬ ‫الفكر غير الحواري يختنق‬

‫المطران الراعي‪« :‬السينودس»‬ ‫ليس حبراً على ورق‬

‫أبو زكي‪ :‬نر ّكز مؤسسات‬ ‫المجلس المذهبي‬

‫وهاب ‪:‬‬ ‫سوريا تعود الى لبنان إذا ‪:‬‬ ‫انهزمت المقاومة‬ ‫وأثيرت فتنة شيعية – ّ‬ ‫سنية‬ ‫ومحاولة للتقسيم‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫هيئة العمل التوحيدي تجمع‬ ‫دروز المشرق العربي‬ ‫على التعاون والتنسيق‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬


‫تتقدم أسرة “منبر التوحيد” بأحر التهاني مبناسبة حلول‬ ‫عيدي امليالد ورأس السنة‬ ‫وكل عام وأنتم بألف خير‬

‫‪17‬‬

‫العدد‬

‫‪48‬‬

‫كانون الثاني ‪ 2011‬السنة اخلامسة‬

‫‪ 06‬الغالف‬

‫أسانج‪..‬‬

‫‪ 12‬لبنانيات‬

‫رجل العالم بال أسرار‬

‫‪ 22‬حزب التوحيد‬

‫‪38‬‬ ‫«االستفتاء» في السودان‬

‫‪ 36‬عربيات‬

‫كيان صهيوني جديد‬

‫‪64‬‬

‫‪ 44‬دوليات‬ ‫‪ 56‬اقتصاد‬

‫أعمل‬ ‫منذ خمسين سنة‬

‫‪ 62‬ثقافة‬

‫وال أملك مليون دوالر!‬

‫‪66‬‬

‫‪ 28‬عاماً تنتظر عودة ابنها‬ ‫األسير‬ ‫منبر التوحيد‬

‫نشرة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في حزب التوحيد العربي‬

‫‪ 3 3‬فلسطينيات‬

‫‪ 72‬مناطق‬ ‫‪ 76‬صحة‬ ‫‪ 78‬رياضة‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي ــ املدير املالي ‪ :‬ماهر وهاب‬ ‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪3‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬ ‫الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫لبنان‬ ‫عام‬ ‫‪2011‬‬ ‫خال من‬ ‫ٍ‬ ‫الوصاية‬ ‫األميركية‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يتحسرون عليه‪ ،‬ألنه ّ‬ ‫شكل‬ ‫طوى اللبنانيون العام ‪ ،2010‬وهم ال‬ ‫ّ‬ ‫لهم القلق على املصير الوطني‪ ،‬إذ كانوا يخشون أن تكون نهايته‪،‬‬ ‫اندالع فتنة داخلية فيما بينهم على خلفية قرار ظني سيصدر عن‬ ‫املدعي العام في احملكمة الدولية دانيال بلمار‪ ،‬يتّهم فيه عناصر من‬ ‫“حزب اهلل” باغتيال الرئيس رفيق احلريري‪.‬‬ ‫فالسنة التي مضت‪ ،‬كانت حافلة باألحداث في لبنان‪ ،‬وأسقطت‬ ‫آخر أيامها‪ ،‬على حكومة ال حتمل من عنوانها “الوحدة الوطنية”‬ ‫مسمى‪ ،‬وإن التراشق اإلعالمي والسياسي‪،‬‬ ‫شيئاً‪ ،‬وهي اسم على غير‬ ‫ّ‬ ‫بني أعضائها‪ ،‬يكشف عن هزالتها وضعفها‪ ،‬وعدم انسجامها‪ ،‬ال بل‬ ‫أخطر من ذلك‪ ،‬هو عدم التقيد ببيانها الوزاري‪ ،‬ال سيما السياسي‬ ‫منه‪ ،‬والذي له عالقة باملقاومة كأحد األقانيم الثالثة في الدفاع عن‬ ‫لبنان‪ ،‬إذ أن فريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬ال يعترف بهذه املقاومة‪ّ ،‬‬ ‫وحتفظ على إدخالها‬ ‫كطرف في حماية السيادة اللبنانية‪ ،‬وهي التي ح ّررت األرض ودفعت‬ ‫وحتملت األعباء املادية‪ ،‬فإن فئة قليلة‬ ‫الشهداء واجلرحى واملعاقني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعمل على محاولة اجتثاث املقاومة وتصفيتها‪ ،‬وتشويه صورتها‪،‬‬ ‫ألن اإلدارة األميركية طلبت ممن سموا أنفسهم “ثورة األرز”‪ ،‬وأطلقوا‬ ‫شعارات السيادة واالستقالل‪ ،‬أن يكونوا أدوات إلنهاك املقاومة في‬ ‫الداخل اللبناني‪ ،‬حفاظا ً على أمن “إسرائيل” ووجودها‪ ،‬الذي بات‬ ‫مهددا ً بالزوال ككيان اصطناعي أنشئ بوعد ال حقوقي من قبل‬ ‫ّ‬ ‫ثم في اغتصاب فلسطني عام‬ ‫وزير بريطاني هو أرثر بلفور عام ‪ّ ،1917‬‬ ‫‪ ،1948‬وفي احلروب التوسعية التي خاضتها “إسرائيل”‪ ،‬وهزمت فيها‬ ‫تصدت لها‬ ‫األنظمة العربية‪ ،‬وملا وصل األمر الى لبنان واجتاحته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تصدت حملاولتها‬ ‫ثم‬ ‫ّ‬ ‫املقاومة وأرغمتها على االنسحاب دون شروط‪ّ ،‬‬ ‫احتالل لبنان من جديد عام ‪ ،2006‬فكان االنتصار الكبير للمقاومة‪،‬‬ ‫والهزمية املد ّوية للجيش اإلسرائيلي الذي ال يُقهر‪.‬‬ ‫فاحلكومة اللبنانية التي يرأسها سعد احلريري‪ ،‬في أول جتربة له‪،‬‬ ‫أثبتت فشلها وشللها‪ ،‬طاملا هي حتمل بذور انفجارها من الداخل‪،‬‬ ‫في ظل مشروعني متناقضني‪ ،‬األول متثله املقاومة كخيار وطني‬ ‫واستراتيجية دفاعية للبنان تتكامل مع اجليش ومحتضنة من‬ ‫الشعب‪ ،‬واملشروع الثاني يريد حتييد لبنان‪ ،‬وإبقاء قوته في ضعفه‪،‬‬ ‫ورفض تسليح اجليش بأمر أميركي‪ ،‬وتعطيل عقيدته الوطنية‬ ‫القتالية في مواجهة العدو اإلسرائيلي‪ ،‬وحتويله الى “حرس حدود”‪،‬‬ ‫يط ّبق اتفاق الهدنة الذي يسمح بوجود ‪ 1500‬عنصر للجيش مز ّودين‬ ‫ببنادق وعربات نقل فقط‪ ،‬في حني أن “إسرائيل” تخرق هذا االتفاق الذي‬ ‫أسقطته باحتاللها للبنان في العام ‪ 1978‬و ‪ 1982‬واعتداءاتها املتكررة‬ ‫له‪ ،‬وهي تس ّلحت‪ ،‬وباتت أقوى دولة لديها جيش ال يوازيه جيش آخر‬ ‫في الشرق األوسط تدريبا ً وتسليحا ً واستخداما ً للتكنولوجيا‪ ،‬والذي‬ ‫واجهته املقاومة بخطتها النظامية املعاكسة‪ ،‬فتد ّربت وتس ّلحت‬ ‫وجلأت الى التكنولوجيا والعلوم العسكرية التقنية احلديثة‪.‬‬ ‫فمثل هذه احلكومة ال ميكن لها أن تعيش‪ ،‬ألنها حتمل سلبيتني‪،‬‬ ‫وهي ستبقى مفككة‪ ،‬ولن يجمعها رئيس حكومة ال يؤمن باملقاومة‪،‬‬ ‫ويجنح نحو “السالم” مبفهومه العربي الرسمي‪ ،‬على شاكلة‬

‫‪4‬‬


‫اللبنانيني ك ّرسوا باملمارسة عروبتهم احلقيقية‪ ،‬التي هي عروبة‬ ‫املقاومة واحتضان فلسطني واالنحياز الى كل مقاومة في مواجهة‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫بد ملشروع‬ ‫حتت هذا العنوان ميكن اختصار ما يجري في لبنان‪ ،‬وال ّ‬ ‫أن ينتصر على اآلخر‪ ،‬ودائما ً كان املشروع الوطني العروبي املقاوم‪ ،‬هو‬ ‫املنتصر على املشروع اإلنعزالي االنهزامي املرتبط بالغرب‪.‬‬ ‫فالعام ‪ ،2010‬انتهى على هذا الصراع‪ ،‬الذي حتتل احملكمة‬ ‫الدولية‪ ،‬إحدى أدواته‪ ،‬والتي تستخدم ألهداف سياسية‪ ،‬وهي‬ ‫لذلك أعلن األمني العام لـ “حزب اهلل”‪ ،‬أنها باتت غير موجودة‪ ،‬ولن‬ ‫يتم التعاطي معها‪ ،‬ومن أجلها تتحرك أميركا لتثبيت وجودها‬ ‫ّ‬ ‫غير القانوني بنظر أكثرية اللبنانيني‪ ،‬وتدعم متويلها ألنها تخدم‬ ‫غاياتها ومصاحلها‪ ،‬وتستخدمها مطية للوصول الى ما تريده‪،‬‬ ‫وتشاركها “إسرائيل” في ذلك‪ ،‬التي رأت أن القرار الظني‪ ،‬سيكون‬ ‫مدخال ً للفتنة في لبنان‪.‬‬ ‫فالعام ‪ ،2011‬يدخله اللبنانيون‪ ،‬على أمل إجناز حل عربي ألزمتهم‪،‬‬ ‫عماده احلوار السوري – السعودي‪ ،‬الذي يساعد األفكار اللبنانية‪ ،‬على‬ ‫التبلور‪ ،‬ووضع املشترك بينهم‪ ،‬واخلروج بصيغة تسوية مكتوبة‪،‬‬ ‫تعتمد على حماية املقاومة التي هي من حماية لبنان‪ ،‬وال انفصال‬ ‫ثم في تعزيز االستقرار واألمن‪ ،‬بعدم سلوك طريق الفتنة‬ ‫بينهما‪ّ ،‬‬ ‫التي سيفجرها قرار ظني أو اتهامي‪ ،‬برعاية أميركية وصناعة‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬بعدما انكشف التحقيق الدولي والسياق الذي سار‬ ‫عليه‪ ،‬منذ اغتيال احلريري‪ ،‬وكانت وجهته تتح ّرك باالتهام نحو من‬ ‫يناهض السياسة األميركية ومشاريعها‪ ،‬واخملططات اإلسرائيلية‬ ‫وأهدافها‪.‬‬ ‫فلبنان عام ‪ ،2011‬لن يكون هو نفسه ‪ ،2010‬ألن الفتنة ستُضرب‬ ‫في مهدها‪ ،‬واالستقرار لن يتزعزع‪ ،‬والسلم األهلي سيصمد‪ ،‬وإن من‬ ‫سيعمل على اقتتال اللبنانيني‪ ،‬لن ينجح‪ ،‬ألن القرار الداخلي بصون‬ ‫الوحدة الوطنية هو األقوى‪ ،‬واملدعوم من سوريا والسعودية‪ ،‬ولن‬ ‫تنجح اإلدراة األميركية في تخريبه‪ ،‬ال سيما إذا لم يتجاوب معها‬ ‫من هم في الداخل اللبناني من قوى سياسية تستظل الوصاية‬ ‫تأت على لبنان منذ خمس سنوات إال بتأجيج‬ ‫األميركية‪ ،‬التي لم ِ‬ ‫الصراع املذهبي‪ ،‬وتسعير اخلطاب الطائفي‪ ،‬وترسيخ االنقسام‬ ‫الوطني‪ ،‬ودعم احلرب اإلسرائيلية‪ ،‬والتحريض على املقاومة‪ ،‬والتآمر‬ ‫على سوريا‪.‬‬ ‫خال‬ ‫لبنان في عامه احلادي عشر للقرن الواحد والعشرين‪ ،‬سيكون ٍ‬ ‫من الوصاية األميركية‪ ،‬ومستظالً الرعاية السورية – السعودية‬ ‫لسلمه األهلي‪ ،‬ومحتضنا ً للمقاومة‪ ،‬ومعززا ً للوحدة الوطنية من‬ ‫خالل حكومة لها سياسة واحدة ال سياستان‪ ،‬تقوم على اإلصالح‬ ‫ومحاربة الفساد‪ ،‬وتعزيز املؤسسات وتطبيق بنود الطائف لالنتقال‬ ‫الى إصالح جديد جذري‪ ،‬يلغي الطائفية بكل عناوينها‪.‬‬

‫معاهدات السالم مع أنظمة مصر واألردن والسلطة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وباقي األنظمة التي ط ّبعت مع “إسرائيل”‪ ،‬وفتح ممثليات لها حتت‬ ‫أسماء متعددة‪.‬‬ ‫تقدم مشروع املقاومة على املشروع األميركي‪ ،‬الذي‬ ‫ففي لبنان‪ّ ،‬‬ ‫ثم‬ ‫كان سقوطه مع اخملطط اإلسرائيلي‪ ،‬في حرب متوز ‪ّ ،2006‬‬ ‫استكمل مع أحداث أيار ‪ ،2008‬وتبع ذلك تضعضع وضع حلفاء‬ ‫أميركا في لبنان‪ ،‬وخروج النائب وليد جنبالط من املشروع األميركي‬ ‫الذي اعترف أنه كان من أدواته‪ ،‬ولم يعد ممكنا ً أن تستمر الوصاية‬ ‫األميركية على لبنان‪ ،‬التي أصابها الفشل السريع‪ ،‬وفي أقل من‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬وهي ليست املرة األولى التي تصاب املشاريع األميركية‬ ‫بالهزمية في لبنان‪ ،‬فقد اندحر مشروع “إيزنهاور” عام ‪ ،1958‬وسقط‬ ‫مشروع “ريغان – شولتز”‪ ،‬في العام ‪ ،1983‬وها هو يتالشى‪ ،‬ويحاول‬ ‫أن يستعيد حضوره من خالل احملكمة الدولية‪ ،‬وقرارها الظني‪ ،‬ودعوة‬ ‫من تبقى من حلفائه في ‪ 14‬آذار‪ ،‬أن يصمدوا ولو قليالً‪ ،‬وال يقدموا‬ ‫التنازالت‪ ،‬ألن في يد أميركا سيف مس ّلط‪ ،‬هو قرار املدعي العام‬ ‫بد من أنه سيكون له فعله‪،‬‬ ‫بلمار‪ ،‬الذي ُوضع على رقبة املقاومة‪ ،‬وال ّ‬ ‫يتشدد في موضوع التسوية الداخلية بشأن‬ ‫وهو ما جعل احلريري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيتقدم إليها بعد صدور القرار‪ ،‬الذي‬ ‫اتهام “حزب اهلل”‪ ،‬وأكد أنه‬ ‫ّ‬ ‫أعلن السيد حسن نصر اهلل‪ ،‬أنه ال يفيد ذلك احلريري‪ ،‬ألن ال تسوية‬ ‫بعده‪ ،‬بل إخراج لبنان كليا ً من ما تبقى من وصاية أميركية مي ّثلها‬ ‫فريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬وأن سلطة وطنية جديدة ستقوم وحتمي لبنان من‬ ‫الفتنة‪ ،‬وتصون السلم األهلي‪ ،‬وحتتضن املقاومة التي لوالها‪ ،‬ملا بقي‬ ‫لبنان‪ ،‬وملا قامت مؤسسات‪.‬‬ ‫فاملقاومة ومن يؤ ّيدها ويدعهما ويساندها‪ ،‬لم تعد تغريهم الوعود‪،‬‬ ‫التي أطلقها رئيس احلكومة‪ ،‬الذي عليه أن يحسم أمره‪ ،‬وإذ بات على‬ ‫موقفه يتو ّقف وضع وجوده على رأس حكومة مقبلة‪ ،‬هي آتية بال‬ ‫حتمل االنتظار في وقت تستعد “إسرائيل” لشن‬ ‫ريب‪ ،‬ألنه ال ميكن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعد لها املسرح‪ ،‬إذ شغلت عمالءها‬ ‫حرب جديدة على لبنان‪ ،‬بدأت ّ‬ ‫تنصت ومراقبة‪ ،‬وح ّركت أدواتها السياسية من القوى‬ ‫وزرعت أجهزة ّ‬ ‫يدعون العداء لها‪ ،‬لكنهم ينفذون مخططاتها عن‬ ‫اللبنانية‪ ،‬الذي ّ‬ ‫إدراك ودراية ومعرفة‪ ،‬أو من دون ذلك‪ ،‬طاملا هم يحملون شعارات نزع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬ورفض وجودها‪ ،‬والتلطي وراء اجليش على أنه املعني‬ ‫الوحيد بالدفاع عن لبنان‪ ،‬وهم يعلمون مدى قدراته‪ ،‬لكنهم يريدونه‬ ‫كما كان في املاضي‪ ،‬بال مهمة وطنية‪ ،‬وهو ما ترفضه قيادة اجليش‬ ‫احلالية‪ ،‬ومن سبقها‪ ،‬بأن ال يقوم اجليش إال بدوره الوطني الدفاعي‬ ‫عن لبنان‪.‬‬ ‫فالصراع الدائر في لبنان‪ ،‬هو حول هوية لبنان الوطنية الصراعية‪،‬‬ ‫فاملسألة اخلالفية هي حول دور وموقع لبنان في الصراع ضد العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬كما في تفاعله مع محيطه الطبيعي القومي والعربي‪،‬‬ ‫وهو مع انتصار مقاومته أخذ هذا الدور الطليعي‪ ،‬وبات حجة العرب‪،‬‬ ‫ومالذ الوطنيني‪ ،‬وملجأ املقاومني‪ ،‬ومنه اكتسبت فلسطني التجربة‪،‬‬ ‫وباتت مقاومتها توأم للمقاومة اللبنانية‪ ،‬الوطنية واإلسالمية‪ ،‬وأن‬

‫«منبر التوحيد»‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫العدد ‪ 48‬ــ كانون الثاني ‪ - 2011‬السنة الخامسة‬

‫لقاء‬ ‫بيصور‪:‬‬ ‫الدروز‬ ‫ثابتون‬ ‫على حماية‬ ‫المقاومة‬

‫الغالف‬

‫ً‬ ‫أصال والتوحيد ليس تسمية مذهبية بل أشمل من ذلك‬ ‫التيار تنظيم حزبي‬ ‫ّ‬ ‫يتوقع لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫وهاب‬

‫حكومة جديدة وعطب في عمل المحكمة الدولية‬ ‫هدوء بالتفاهم السوري‪ -‬السعودي وتحضير «إسرائيل» لحرب‬

‫مواقف وتصريحات‪ ،‬بل من أجل إطالق تنظيم يحمل أفكاراً تغييرية‬ ‫إصالحية موجودة عند البعض وال يستخدمها‪ ،‬أو أن البعض نائم‬ ‫عليها‪ ،‬أو يستعملها البعض اآلخر لفظياً فقط دون مردود فعلي‪.‬‬ ‫دخل وهاب ورفاقه املغامرة السياسية‪ ،‬فكان “تيار التوحيد”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وسجلوا مواقف‪ ،‬وأظهروا قدرة على إثبات الوجود‪،‬‬ ‫فتقدموا وجنحوا‬ ‫فدخلوا املعادلة السياسية‪ ،‬وبات رئيس التيار‪ ،‬البوصلة السياسية‬ ‫ملن يريد أن يهتدي الى الطريق النضالي املستقيم‪ ،‬وحتوّل الى‬ ‫مرجعية ملن يرغب في قراءة الدرس الصحيح‪ ،‬وبات رجل املنابر ملن قرر‬ ‫أن يشحن نفسه بالرجولة والوطنية‪ ،‬ويعبئ مواقفه بالكالم الصح‬ ‫في أزمنة اخلطأ‪ .‬هذه التجربة السياسية‪ ،‬التي أصبحت حزبية‪،‬‬ ‫يتح ّدث عنها رئيس “حزب التوحيد العربي” الى “منبر التوحيد”‪،‬‬ ‫التي أرادت أن يكون احلوار معه‪ ،‬ليس بعيداً عن النقد الذاتي‪ ،‬الذي‬ ‫كان وهاب جريئاً في التعبير بصراحة عن مواقفه‪ ،‬كما هو دائماً‪،‬‬ ‫فقال ما له وما عليه‪ ،‬وكان هذا احلوار الشفاف‪ ،‬وهنا نصه‪:‬‬

‫اجتاز “تيار التوحيد”‪ ،‬عمر السنوات األربع‪ ،‬حيث كان التأسيس‬ ‫في منتصف ‪ ،2006‬الى تقدمي نفسه‪ ،‬في حلة جديدة‪ ،‬ليتحول الى‬ ‫حزب‪ ،‬ومن اللبنانية الكيانية‪ ،‬الى العروبة الواسعة‪ ،‬فأصبح اسمه‬ ‫“حزب التوحيد العربي”‪ ،‬الذي أقرّه املؤمتر العام األول للتيار‪ ،‬في‬ ‫منتصف تشرين الثاني املاضي والذي ُعقد في بعقلني‪ ،‬الذي كانت‬ ‫والدته في الزمن الصعب‪ ،‬وفي الوقت العصيب‪ ،‬وهو الرد املناسب في‬ ‫الوقت املناسب‪ ،‬على الذين ارجتفوا وخافوا وقلقوا وانكفأوا‪...‬‬ ‫ظن البعض أن التيار الذي من رحمه وُلد احلزب‪ ،‬هو طفرة‪ ،‬وظاهرة‬ ‫شخص‪ ،‬و”ميكروفون” يتوقف عندما تقطع عنه الكهرباء‪ ،‬وكيف‬ ‫ينمو حزب‪ ،‬في ظل أحزاب طائفية وأخرى تاريخية ومنها عقائدية‬ ‫متجذرة‪ ،‬وبعضها يوزّع املكاسب واملغامن؟‬ ‫كانت مغامرة من وئام وهاب‪ ،‬أن يتقدم مع قلة ممن استشارهم‬ ‫واستثارهم لتأسيس تيار‪ ،‬ال ليحجزوا مكاناً سياسياً بني أحزاب‬ ‫كثيرة‪ ،‬وال ليكونوا إضافة جديدة ال حتمل سوى اسماً وعنواناً‪ ،‬وبضعة‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪6‬‬


‫هل يعتبر املؤمتر األول لتيار التوحيد مؤمتراً‬ ‫تأسيسياً أم مؤمتراً يضع التيار أمام خطوة‬ ‫جديدة في تعزيز املؤسسات؟‬ ‫إن التأسيس أصبح عمره خمس سنوات‬ ‫تقريباً‪ ،‬هذه املرحلة التي أطلقنا عليها مرحلة‬ ‫التأسيس أتت في ظروف صعبة‪ ،‬في ظروف كان‬ ‫التيار فيها بحاجة للعمل احلزبي والعسكري‬ ‫واألمني أحياناً‪ ،‬وكنا بوضع غير طبيعي‪ ،‬وفي‬ ‫عز هجمة أميركية كبيرة على املنطقة بشكل‬ ‫عام وعلى لبنان بشكل خاص‪ ،‬وكثيرون كانوا‬ ‫يعتبرون أنه في تلك اللحظة الصعبة هناك‬ ‫مجموعة قررت أن تقوم بعملية انتحار سياسي‪،‬‬ ‫كنا نعتبر أنه ال ميكن حلزب أن يولد إال من رحم‬ ‫أزمة معينة‪ ،‬أو من رحم مواجهة معينة أو‬ ‫حت ٍد معينّ ‪ ،‬فاخترنا حلظة التحدي الصعبة‬ ‫إلعالن التيار‪ ،‬خاصة وأننا كنا نحضر منذ العام‬ ‫‪ 2000‬إلعالن احلزب مع مجموعة من اإلخوان‬ ‫والذين لديهم األفكار والتوجهات ذاتها‪ ،‬اخترنا‬ ‫اللحظة الصعبة ألننا اعتبرنا أن الذي يشترك‬ ‫فيها سيبقى صامدا ً باستمرار مهما تغ ّيرت‬ ‫الظروف‪ ،‬وكان هذا التحدي صحيحا ً والتجربة‬ ‫حتى في االنتخابات النيابية أو في االنتخابات‬ ‫البلدية حيث خضنا هاتني التجربتني‪ ،‬تبينّ‬ ‫معنا أنه أصبح هناك للتيار وضع معني‪ ،‬كما‬ ‫أصبح هناك مزاج معينّ مع التيار‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫املزاج يريد أن يتح ّول الى مؤسسات‪ ،‬فكان القرار‬ ‫بتحويل التيار الى حزب رغم أن التيار هو تنظيم‬ ‫حزبي أصالً‪ ،‬والبدء بعمل املؤسسات‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أننا قمنا بنقلة نوعية في املؤمتر التي ستبدأ‬ ‫نتائجها بالظهور قريباً‪ ،‬واألهم من ذلك كله أننا‬ ‫انتقلنا من حالة سياسية تدور حول اسم معينّ‬ ‫الى محاولة بلورة حالة سياسية تدور حول‬ ‫مؤسسة مع ّينة‪ ،‬بحيث أصبح “تيار التوحيد”‬ ‫ليس تسمية مذهبية بل هي تسمية أشمل‬ ‫من ذلك‪ ،‬من هنا حاولنا القول حزب “التوحيد‬ ‫العربي”‪ ،‬ألن الناس حاولت أن توصمنا رمبا مبذهب‬ ‫معينّ رغم أننا نفتخر بانتمائنا لهذا املذهب‪،‬‬ ‫ولكن خطتنا أن ننقل الطائفة الى قضايا األمة‬ ‫في التيار وليس أن نق ّيد قضايا األمة لتصبح‬ ‫قضايا طائفية‪.‬‬

‫هل ماتت األحزاب؟‬ ‫اليوم في عصر موت األحزاب وخصوصاً في‬ ‫أوروبا‪ ،‬ونشوء التيارات السياسية التي تقوم‬ ‫على برامج محددة ألن احلزب يعني احلزب‬ ‫احلديدي أو حزب اإليديولوجيا‪ ،‬وهناك نظريات‬ ‫أعلنت موت األحزاب‪ ،‬ملاذا اخترت تغيير لفظ‬ ‫“تيار” الى حزب في هذا الوقت بالذات؟‬ ‫األحزاب املتحجرة هي التي ماتت‪ ،‬لكن‬ ‫اليوم‪ ،‬وفي أي مكان كان في الغرب أو في أي‬ ‫دولة من الدول الراقية‪ ،‬ال يوجد أي نشاط خارج‬

‫نطاق األحزاب الفعلية‪ ،‬أما في الوطن العربي‬ ‫األحزاب أصال ً ميتة ألنه ليس هناك حياة حزبية‬ ‫في الوطن العربي‪ ،‬على عكس ذلك في لبنان‪،‬‬ ‫ماتت التجارب احلزبية وليس األحزاب‪ ،‬ولكن أي‬ ‫أحد ّ‬ ‫يفكر بتغيير حقيقي بالنظام السياسي‬ ‫أو بالبلد من دون أحزاب جدية فهو ميارس وهماً‪،‬‬ ‫ولكن نحن لدينا مشكلة أن هذه األحزاب هي‬ ‫إما أصبحت طوائف‪ ،‬وإما األحزاب العلمانية‬ ‫أصبحت أحزابا ً شخصانية أو ملحقة أو لم يعد‬ ‫لها أي مهمة أو أصبحت بعيدة عن مشروعها‬ ‫السياسي‪ ،‬هذا هو السبب احلقيقي‪ ،‬ولكن‬ ‫تشعر أن هناك أكثر من نقطة مستهدفة‬ ‫في الوطن العربي‪ ،‬أوال ً هناك استهداف لنزع‬ ‫فلسطني من الذاكرة العربية‪ ،‬بحيث ترى كل‬ ‫اإلعالم العربي موجه الى قنوات املوسيقى أو‬ ‫الرياضة أو األفالم األجنبية‪ ،‬أما في املوضوع‬ ‫التغييري‪ ،‬هناك إعالم يحمل على األحزاب أو‬ ‫يسخف أي محاولة‬ ‫على أي محاولة تغييرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تغييرية‪ ،‬وكله بهدف أن يظهر للناس أن ليس‬

‫النقد الذاتي‬ ‫ماذا عن عملية النقد الذاتي بعد املؤمتر؟‬ ‫على مستوى املكتب السياسي واألمناء‬ ‫واملفوضني وامللتزمني حصلت عملية نقد ذاتي‪،‬‬ ‫أما على مستوى أعضاء املؤمتر لم يكن هناك أي‬ ‫نقد‪ ،‬ألننا اعتبرنا املرحلة املاضية مرحلة جتربة‬ ‫وتأسيس في ظروف غير طبيعية‪ ،‬ولم نرد حتويل‬ ‫املؤمتر الى أن يطرح كل شخص قضيته اخلاصة‬ ‫أين جنح وأين فشل‪ ،‬لم نتمكن حتى اآلن من‬ ‫نقل األعضاء الى جعل قضاياهم غير قضايا‬ ‫شخصية‪ ،‬ما يحتاج الى جهد كبير‪ ،‬ولكن أعتبر‬ ‫أن هناك مجموعة ناس تغييريني في اجملتمع‬ ‫أصبحوا يقتربون منا أو أصبحوا يعتبروننا مشروع‬ ‫التغيير احلقيقي‪ ،‬منهم من هم في األحزاب‪،‬‬ ‫ومنهم من لم يخض أي عمل حزبي بعد‪ ،‬ولكن‬ ‫متكنا أن نتحول رغم كل احلروب التي ُ‬ ‫شنت علينا‪،‬‬ ‫جدية‪ ،‬ومن حلفائنا أكثر مما هي‬ ‫والتي هي حرب ّ‬ ‫من أخصامنا‪ ،‬متكنا أن نتحول الى حالة موجودة‬

‫ثالث مؤسسات للحزب استقلت‬ ‫عن صفة الشخص‪:‬‬ ‫مجلة «منبر التوحيد»‪ ،‬وموقع‬ ‫احلزب اإللكتروني‪ ،‬واملؤسسة‬ ‫التوحيدية للخدمات االجتماعية‬

‫انتقلنا من حالة سياسية تدور‬ ‫حول اسم الى حالة سياسية تدور‬ ‫حول مؤسسة‬

‫في لبنان‪ ،‬ماتت التجارب احلزبية‬ ‫وليس األحزاب‬ ‫هناك أفق للتغيير بالرغم من وجود ذلك‬ ‫األفق‪ ،‬ولكن هناك حملة إعالمية حقيقية‪،‬‬ ‫وممولة مبئات املاليني من الدوالرات لتغيير ذاكرة‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫هل انتقل التيار من مرحلة النهوض أو‬ ‫الطفولة الى مرحلة الشباب؟‬ ‫أعتقد أننا دخلنا في مرحلة الشباب‪ ،‬واألهم‬ ‫أن املسؤولية تقع على فريق العمل‪ .‬في النهاية‬ ‫ألعب دوراً‪ ،‬ولكن ليس كل الدور‪ ،‬وأعتقد أننا بدأنا‬ ‫جدي‪ ،‬والناس حتفزنا أكثر‬ ‫بالتح ّول الى فريق عمل ّ‬ ‫ألن هناك حت ّول إيجابي باجتاهنا وزخم شعبي‬ ‫علينا الحظناها في أكثر من موقع‪ ،‬والتي إذا‬ ‫عرفنا كيف نستثمرها‪ ،‬فنحن قادرون على صنع‬ ‫حزب جدي‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫على اخلارطة السياسية بقوة ال أحد يستطيع‬ ‫نزعها‪.‬‬ ‫من ضمن عملية النقد الذاتي هل يحاول‬ ‫وهاب أن ينشئ بيتاً سياسياً أم حزباً‬ ‫سياسياً؟‬ ‫ال‪ ،‬ما أحاول القيام به هو مؤسسة سياسية‪،‬‬ ‫رغم أن الكثير يحاولون إجباري على إنشاء بيت‬ ‫سياسي‪ .‬وهذا له عالقة بالعقلية خاصة في‬ ‫اجلبل‪ ،‬حيث التركيز على الشخص‪ ،‬وأحاول أن‬ ‫أوجههم الى املؤسسة‪ ،‬حتى داخل احلزب أحاول‬ ‫أن ال أقوم بأي تواصل مباشر‪ ،‬حتى هذا التواصل‬ ‫مع األحزاب أقوم به عبر املؤسسات واألمانات‬ ‫واملفوضيات التابعة للحزب ما يتط ّلب الكثير من‬ ‫اجلهد والوقت في نفس الوقت‪.‬‬ ‫ال أحد ال يحب إنشاء بيت سياسي‪ ،‬وهذا له‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫العدد ‪ 48‬ــ كانون الثاني ‪ - 2011‬السنة الخامسة‬

‫لقاء‬ ‫بيصور‪:‬‬ ‫الدروز‬ ‫ثابتون‬ ‫على حماية‬ ‫المقاومة‬

‫الغالف‬ ‫عالقة باألنانية الفردية‪ ،‬ومن املمكن أن أملك مثل‬ ‫هذه األنانية‪ ،‬ولكن إذا كان هناك مؤسسة‪ ،‬ال‬ ‫ميكن امتالك مثل هذه األنانية‪.‬‬ ‫في مرحلة معينة كان التيار يُعرف بشخص‬ ‫وئام وهاب؟‬ ‫الزال حتى اليوم‪ ،‬ما نقوم القيام به هو الفصل‬ ‫بني املؤسسة والشخص‪ ،‬وهناك ثالث مؤسسات‬ ‫للتيار استقلت عن صفة الشخص وهي مجلة‬ ‫“منبر التوحيد”‪ ،‬وموقع احلزب اإللكتروني‪،‬‬ ‫واملؤسسة التوحيدية للخدمات االجتماعية‪ ،‬ما‬ ‫يجعلها تتحول الى مؤسسات منتجة‪ ،‬وكذلك‬ ‫لدينا بيئة “الياسمني” تابعة للتيار ونحاول أن‬ ‫جنعلها مؤسسة بيئية مستقلة وعُينّ الرفيق‬ ‫خالد األعور أمني بيئة ولديه إمكانياته وقدراته‬ ‫في هذا اجملال‪ ،‬ويجري العمل حاليا ً على إنشاء‬ ‫بيت بيئي قريباً‪ ،‬ما يجعل منها مؤسسة صغيرة‬ ‫ومستقلة‪.‬‬ ‫كان لدينا عطب أساسي في اجلو القيادي في‬ ‫التيار‪ ،‬هذا العطب بعد املؤمتر والتعيينات نحاول‬ ‫معاجلته‪.‬‬ ‫هل تعتبر االنتخابات التي جرت في التيار‪،‬‬ ‫هي انتخابات دميقراطية وحرة ونزيهة كما‬ ‫يقال؟‬ ‫أهم شيئ في هذه االنتخابات أن أحدا ً لم‬ ‫ّ‬ ‫يتمكن أن يحصل على كلمة أو تعليق مني‪ ،‬حتى‬ ‫املقربني مني‪ ،‬ولم أقل “ألحد أن أُبعد فالن وأضع‬ ‫عالن”‪ ،‬ولم يكن هناك أي تأثير ولم أقبل بأن تكون‬ ‫معلبة‪ ،‬وتركت الترشيح يجري كما هو بحيث أن‬ ‫البعض انسحب ألنني لم أتدخل‪ ،‬ألرى مدى ثقة‬ ‫الناس بهؤالء األشخاص‪.‬‬ ‫ما صدمني خالل عملية الفرز التي حصلت هو‬ ‫التركيز في عملية التشطيب‪ ،‬ما جعل املعركة‬ ‫سلبية أكثر مما هي إيجابية في خلق أشخاص‬ ‫وضرب آخرين‪ ،‬ولكن التجربة كانت جيدة‪ ،‬ما‬ ‫جعلهم يدركون أن هناك حسابا ً في يوم من‬ ‫األيام‪ ،‬كما عرف كل واحد فيهم مكامن نقاط‬ ‫ضعفه‪.‬‬ ‫ما يعني أن دميقراطية االنتخابات كانت‬ ‫للمحاسبة واملساءلة؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬حيث أخذت قرارا ً بعدم تعيني أعضاء‬ ‫املكتب السياسي الثالثة املنصوص عنه في‬ ‫النظام الداخلي للحزب‪ ،‬إذ اعتبرت أن أي أحد‬ ‫انسحب أو هرب من االنتخابات ال يحق لي بتعيينه‬ ‫عضو مكتب سياسي وأفرضه على الناس‪ ،‬وهو‬ ‫مؤجل حتى اليوم‪.‬‬

‫من تيار لبناني‬ ‫الى حزب عروبي‬ ‫تغيير اسم التيار من تيار لبناني الى حزب‬ ‫عروبي‪ ،‬هل هو للخروج من اجلبل؟‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مَن يعتقد بأن الدروز قادرون‬ ‫بأن يوجدوا أنفسهم خارج‬ ‫قضايا األمة هو واهم‪.‬‬ ‫النقد الذي قام به النائب وليد‬ ‫جنبالط كان كافياً للخروج من‬ ‫تلك املرحلة ودفنها‬ ‫تيار «املستقبل» أداة للوصول‬ ‫الى الفتنة‪ ،‬ولكنه لن يستطيع‬ ‫تنفيذها ألن إمكانياته الفكرية‬ ‫والعملية ال تسمح بذلك‬ ‫هناك هدفان لذلك‪ :‬أوال ً اخلروج من القوقعة‪،‬‬ ‫وإخراج اجلبل الى قضايا األمة‪َ ،‬من يعتقد بأن‬ ‫الدروز قادرون بأن يوجدوا أنفسهم خارج قضايا‬ ‫األمة هو واهم‪ ،‬الدروز يجب أن يكونوا في طليعة‬ ‫قضايا األمة وبالتحديد فلسطني‪ ،‬واجلوالن‪،‬‬ ‫والتمسك بالعروبة وبالوحدة العربية التي يتجه‬ ‫إليها كل العالم ما عدا منطقتنا التي تتجه‬ ‫نحو التفتيت خدمة لإلسرائيليني‪.‬‬ ‫اليوم نرى التفتيت احلاصل في العراق وفي‬ ‫السودان‪ ،‬وغدا ً ميكن أن يكون في مصر التي هي‬ ‫ذاهبة فعالً الى التفتيت‪ ،‬ما يحصل في املنطقة‬ ‫هو مسألة خطيرة‪.‬‬ ‫فهذه الطائفة موقعها اجلغرافي في املشرق‬ ‫العربي يسمح بأن يكون لها دور ريادي في حماية‬ ‫العروبة‪.‬‬ ‫هل يعني ذلك تعريب التيار‪ ،‬والتوسع باجتاه‬ ‫دروز فلسطني والعالم العربي؟‬

‫‪8‬‬

‫طبعاً‪ ،‬ولكن هذا التعريب ال يشمل الدروز‬ ‫فقط‪ ،‬بل يشمل اجلميع‪ ،‬وبدأنا بذلك وما حصل‬ ‫في بيصور خالل لقاء التعاون والتنسيق بني‬ ‫املؤسسات الدينية لطائفة املوحدين الدروز في‬ ‫املشرق العربي هو خير دليل على ذلك‪ ،‬ولكن‬ ‫طبعا ً حتت اسم هيئة العمل التوحيدي التي هي‬ ‫قريبة للحزب ولكن لديها استقالليتها‪.‬‬ ‫هذه الهيئة حتاول أن تنشئ فروعا ً لها في‬ ‫اجلوالن وفي فلسطني وفي سوريا بدأت تقوم‬ ‫بشيئ من هذا النوع‪.‬‬ ‫وكذلك األمر يجري في احلزب إذ بدأنا العمل‬ ‫على إنشاء مفوضيات في بعض املناطق ونتواصل‬ ‫مع دروز فلسطني‪.‬‬ ‫ماذا تعني هيئة روحية الى جانب حزب‬ ‫سياسي؟‬ ‫الهيئة الروحية لها استقالليتها‪ ،‬وهي‬ ‫مرتبطة بي شخصيا ً وال عالقة لها بحزب‬ ‫“التوحيد العربي”‪ ،‬ولكنها برعاية شخصية من‬ ‫قبلي ألن هناك رجال دين كثر لديهم موقف‬ ‫وطني وقومي ممتاز ومشرف ويجب أن يكون لهم‬ ‫رعاية سياسية واجتماعية‪ ،‬لذا أنا أتوالها بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬وأحبوا أن ينشؤوا هيئة العمل التوحيدي‬ ‫كانطالقة لهم‪.‬‬ ‫ألول مرة في لقاء بيصور كان هناك ما يسمى‬ ‫بجمع املؤسسات الدرزية في املشرق العربي؟‬ ‫ألول مرة جتتمع هذه املؤسسات‪ ،‬وهذا العمل هو‬ ‫من إجناز هيئة العمل التوحيدي‪ ،‬وبرأيي هذا ّ‬ ‫يؤكد‬ ‫أن الدروز مهما حصل هم في املوقع الصحيح‪،‬‬ ‫وهناك تفعيل ملا حصل في بيصور للقاء الثوابت‪،‬‬ ‫بحيث سيصبح هناك إحياء أكثر لقضية اجلوالن‬ ‫التي تتح ّول الى قضية أساسية بالنسبة لنا‪،‬‬ ‫لقضية عرب الداخل الذين تركهم العرب منذ‬ ‫سنة ‪ 1948‬ولم يهتموا ألمرهم‪ ،‬ونتعاون معهم‬ ‫بشكل يعيدهم الى اجلذور العربية‪.‬‬ ‫ما يعني أن حزب “التوحيد العربي” هو حزب‬ ‫على مساحة العالم العربي؟‬ ‫نعم‪ ،‬هذا هو اجتاهنا‪ ،‬ليكون لدينا منتسبون‬ ‫عرب‪ ،‬وأق ّر بهذه اخلطوة النوعية‪.‬‬

‫مفهوم العروبة‬ ‫ما هو مفهوم احلزب للعروبة؟ البعض طرح‬ ‫عروبة دينية‪ ،‬وآخرون طرحوا عروبة إنسانية‬ ‫أو حضارية‪ ،‬أي عروبة طرحها حزب “التوحيد‬ ‫العربي”؟‬ ‫العروبة التي طرحها حزب “التوحيد العربي”‬ ‫هي عروبة حضارية‪ ،‬إنسانية واقتصادية التي هي‬ ‫مسألة أساسية‪.‬‬ ‫الوحدة االقتصادية هي أهم شيئ‪ ،‬ألن الوطن‬ ‫العربي اليوم إذا أحسن استغالل ثرواته‪ ،‬ال يعد‬ ‫بحاجة الى أحد‪ ،‬ما يعني أن الثروات الزراعية‪،‬‬ ‫والنفطية واملائية واحليوانية واملالية‪ ،‬وموضوع‬


‫العروبة حتت شعار أساسي هو موضوع‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫هل توجّ ه رئيس احلزب وئام وهاب الى إطالق‬ ‫اسم حزب “التوحيد العربي” هو ألن وهاب ق ّدم‬ ‫خطاباً عربياً لفلسطني واملقاومة والقى ردود‬ ‫فعل إيجابية ومنفتحة ومؤيدة من العالم‬ ‫العربي؟‬ ‫في جزء منه هو كذلك‪ ،‬ولكننا أصالً عروبيون‪،‬‬ ‫ولقد التزمنا بقناعتنا في ما يتعلق مبوضوع‬ ‫العروبة‪ ،‬ودافعنا عن قناعتنا وربحنا رهاننا‪ ،‬واليوم‬ ‫في ظل فقدان أي دور عربي كان هناك ضرورة لطرح‬ ‫قضية العروبة من جديد التي هي األساس وجتمع‬ ‫اجلميع‪ ،‬هذا الوطن العربي يتحول اليوم في بعض‬ ‫األمكنة حيث يتواجد الظالميون والتكفيريون‬ ‫الذين يحاولون ضرب كل ما يسمى عروبة‪.‬‬ ‫فتهجير املسيحيني مثالً مسألة خطيرة جدا ً‬ ‫ألن هذا الوطن العربي إذا أصبح فيه تهجير‬ ‫مسيحي يفقد الكثير من قيمته ورسالته‬ ‫احلضارية واإلنسانية‪ ،‬وسيستكمل التهجير‬ ‫املسيحي ليطال تهجير أقليات أخرى‪ ،‬فنحن‬ ‫ضد هذا املنطق التكفيري‪ ،‬والظالمي‪ ،‬الذي هو‬ ‫برأيي اختراع اخملابرات البريطانية واألميركية‬ ‫لتفتيت الوطن العربي‪ ،‬وهناك شيئان يجمع‬ ‫اجلميع مسلمني ومسيحيني‪ ،‬العروبة وفلسطني‪،‬‬ ‫وبالتالي عروبة الوطن العربي‪ ،‬وهذا ما يحاول‬ ‫املشروع الغربي إلغاءه‪.‬‬ ‫هل شعرت أنه داخل طائفة املوحّ دين‪ ،‬إذا‬ ‫صح التعبير‪ ،‬وهي طائفة العروبة‪ ،‬أن هناك‬ ‫تيارين ومشروعني‪ ،‬ما يعني أن هناك دروزاً‬ ‫أميركني‪ ،‬وآخرين عروبيني باملعنى السياسي؟‬ ‫كل الدروز عروبيون‪ ،‬اجلمهور الدرزي لم يكن‬ ‫يوما ً إال عروبياً‪ ،‬وبرأيي هو اجلمهور األكثر صفاء‬ ‫بالعروبة‪ ،‬إن كان في ما يتع ّلق باللغة والتقليد‪،‬‬ ‫والتوجه والتاريخ‪ ،‬فمنذ مئات السنني حتى اليوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كان الدروز يواجهون أي محتل أو غازٍ وطأت قدمه‬ ‫املنطقة‪ ،‬ولم يكن لديهم مشروعهم اخلاص‪،‬‬ ‫فسلطان باشا األطرش كان بإمكانه أن يصنع‬ ‫وفضل الثورة‬ ‫دولة جبل الدروز‪ ،‬ولكنه اختار‬ ‫ّ‬ ‫السورية الكبرى وسوريا على تولي جبل الدروز‬ ‫رغم أن الفرنسيني طرحوا املشروع عليه‪.‬‬ ‫التقوقع عند الدروز حاول اإلسرائيليون‬ ‫تشجيعهم في الستينات والسبعينات على‬ ‫ذلك‪ ،‬وعرضوا املشروع على كمال جنبالط‬ ‫بطريقة غير مباشرة‪ ،‬ولكن كمال جنبالط‬ ‫رفض هذا املشروع وواجهه‪ ،‬وفضح املشروع‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وواصل توجهه جتاه العروبة‪ ،‬برأيي ال‬ ‫أريد تسمية أن هناك فريقني في الدروز بل هناك‬ ‫رهانان عند القيادات الدرزية‪ ،‬األول‪ :‬انتصار اخلط‬ ‫العربي املقاوم‪ ،‬والرهان الثاني كان مبثابة محاولة‬ ‫حلماية النفس في موضوع آخر‪ ،‬باعتبارهم أن هذا‬ ‫املشروع سيربح‪ ،‬برأيي النقد الذي قام به النائب‬ ‫وليد جنبالط كان كافيا ً للخروج من تلك املرحلة‬

‫ودفنها‪ .‬وكان جريئا ً في طرح هذا األمر وأعتقد أن‬ ‫موقفه ثابت ولن يتغ ّير في املستقبل‪.‬‬

‫مارست قناعاتي وأطلقت خطابي‬

‫خالل السنوات السابقة كنتم األجرأ في‬ ‫ّ‬ ‫شكلت عناوين نافرة‪ :‬بحيث‬ ‫طرح مسائل‬ ‫أنكم أهنتم احملكمة الدولية‪ ،‬وشككتم‬ ‫باحملققني الدوليني وأطلقتم تعابير وأوصاف‬ ‫عليهم كانت مذمة‪ ،‬وبعض أربع سنوات‪ ،‬بدأنا‬ ‫نسمع اجلميع يتحدثون بنفس اللغة‪ ،‬هل‬ ‫كنتم متلكون معلومات أو حتاليل؟‬ ‫لم يكن لدي أي معلومات‪ ،‬ولكن كنت أحلل‬ ‫ما يجري على الساحة اللبنانية‪ ،‬وعندما أطلقت‬ ‫هذه التعابير كان البلد منهاراً‪ ،‬وأعتقد أن هناك‬ ‫اثنني فقط‪ ،‬في كل الوطن العربي‪ ،‬لم يتأثرا‬ ‫باحلملة‪ ،‬هما األمني العام لـ “حزب اهلل” السيد‬ ‫حسن نصر اهلل‪ ،‬والرئيس بشار األسد‪ ،‬وقلة‬ ‫حوله‪ ،‬والباقي أصبح في حالة انهيار‪ ،‬إن كان في‬ ‫لبنان أو في الوطن العربي‪.‬‬

‫طبعاً‪ ،‬لقد ربحت شعبيا ً على املستويني‬ ‫اللبناني والعربي‪ ،‬وهذا ما أثبتته كل اإلحصاءات‪،‬‬ ‫وكذلك األمر على املستوى الدرزي حيث ربحت‬ ‫كثيراً‪ ،‬ألن الكثير من الدروز اعتبروا أن موقفي‬ ‫صمام أمان وحماية للطائفة‪ ،‬ما يعزيني‬ ‫وينسيني السنوات الصعبة التي مررت بها في‬ ‫خطر أنا وعائلتي‪ ،‬واعتبرت أنه ميكننا أن نحمي‬ ‫الدروز‪ ،‬من هنا أشعر براحة كبيرة عندما أجد‬ ‫حماية سياسية حول الدروز نتيجة موقفنا‬ ‫املوحد ونتيجة املوقع الذي اخترناه لنا‪ ،‬وثوابتنا‬ ‫ّ‬ ‫التي لم نغ ّير فيها‪.‬‬ ‫عندما يتح ّدث وئام وهاب كان دائماً يقال‬ ‫أن كالمه هو إشارة من “حزب اهلل” أو رسالة‬ ‫من سوريا‪ ،‬وفي أماكن ما كنت جتد انتقاداً من‬ ‫“حزب اهلل”‪ ،‬ما هو تعليقك على ذلك؟‬ ‫عندما بدأت معركتي‪ ،‬كان “حزب اهلل” في‬ ‫احللف الرباعي‪ ،‬ولم أكن يومها أتلقى دعما ً من‬ ‫احلزب‪ ،‬ولم أؤسس التيار بعد‪ ،‬حتى إعالم “حزب‬ ‫اهلل” لم يكن يستضيفني يومها‪ ،‬وكانت سوريا‬

‫خطتنا في احلزب أن ننقل‬ ‫الطائفة الى قضايا األمة‬ ‫وليس أن نقيّد قضايا األمة‬ ‫لتصبح قضايا طائفية‬ ‫هناك استهداف لنزع فلسطني‬ ‫من الذاكرة العربية‬ ‫ما أحاول القيام به هو مؤسسة‬ ‫سياسية‪ ،‬رغم أن الكثير يحاولون‬ ‫إجباري على إنشاء بيت سياسي‬ ‫أخذت قرارا ً واضحاً‪ ،‬دون معرفة إن كان قرارا ً‬ ‫انتحاريا ً أو عقالنياً‪ ،‬ولكن قررت السير به وفق‬ ‫قناعاتي‪ ،‬ووجدت أن احملكمة وجلنة التحقيق‬ ‫تريد التهويل على اللبنانيني وبث الرعب فيهم‪،‬‬ ‫فقررت ضرب هيبتها‪ ،‬وهذا ما فعلته‪ ،‬وبعد فترة‬ ‫رأى اجلميع أنني على حق‪ ،‬ولكن املشكلة عندما‬ ‫وصلنا الى الربح‪ ،‬بعض الطفيليني أرادوا أن‬ ‫يربحوا علي نتيجة العقدة التي كونتها لديهم‬ ‫خالل خمس سنوات‪ ،‬نتيجة غيابهم عن املعركة‪،‬‬ ‫صار أفضل شيئ بالنسبة لهم ل ّلذي كان رهانه‬ ‫صحيحا ً في املعركة أن يحطمونه بدل السير‬ ‫معه في مواجهة اخلصوم‪.‬‬ ‫هل ميكننا القول أنكم ربحتم على الصعيد‬ ‫الشعبي أيضاً؟‬

‫‪9‬‬

‫تستعد لالنسحاب من لبنان‪ ،‬ولم يكن أي‬ ‫مسؤول سوري يشاركك احلديث في أي موضوع‬ ‫يتع ّلق بالداخل اللبناني‪ ،‬يومها كنت وحيداً‪.‬‬ ‫هل كان عليك أن تقنع الناس؟‬ ‫كل اللبنانيون يوما ً ما سيصلون الى أن حديثي‬ ‫كان نابعا ً من قرار ذاتي‪ ،‬حتى جزء من املعارضة‬ ‫اليوم‪ ،‬البعض منهم بكل صراحة كنت أشعر‬ ‫أنني أحثهم على أخذ موقف ما‪ ،‬أصبحوا اليوم‬ ‫يزايدون علي‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن املعارضة يومها كانت جدية‪،‬‬ ‫وهل كان هناك معارضة وطنية؟‬ ‫كان جزء من املعارضة يومها هارباً‪ ،‬ولوال “حزب‬ ‫اهلل” أعتقد كان قد متّ دفننا‪“ ،‬حزب اهلل” هو الذي‬ ‫ثم جاء العماد ميشال‬ ‫أنقذ املعارضة في لبنان‪ّ ،‬‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫العدد ‪ 48‬ــ كانون الثاني ‪ - 2011‬السنة الخامسة‬

‫لقاء‬ ‫بيصور‪:‬‬ ‫الدروز‬ ‫ثابتون‬ ‫على حماية‬ ‫المقاومة‬

‫الغالف‬ ‫عون الذي لعب دورا ً كبيرا ً في حتويل املعارضة الى‬ ‫معارضة وطنية‪ .‬لقد كنت على خط “حزب اهلل”‬ ‫في املوضوع‪ ،‬وحتى اليوم لم يطلب مني “حزب‬ ‫اهلل” شيئاً‪ ،‬ولكنني أفهم عقل السيد نصر اهلل‪،‬‬ ‫ومنذ ‪ 2004‬كنت أفهم االستراتيجية التي ميلكها‬ ‫السيد حسن نصر اهلل حتى دون مقابلته‪.‬‬

‫احتفاالتنا ونشاطاتنا محدودة جداً‪ ،‬وصحيح أن‬ ‫هناك حزبني‪ ،‬ولكن هناك حالة خاصة ما جتعل‬ ‫تقدم ما لآلخر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هل اليوم حزب “التوحيد العربي” هو حالة‬ ‫أمنية في اجلبل؟‬ ‫إن حزب “التوحيد العربي” لم يكن حالة‬ ‫أمنية في اجلبل‪ ،‬وما قمنا به من إجراءات أمنية‬ ‫وعسكرية كانت بهدف حماية النفس‪.‬‬

‫ولكنك ظهرت وكأنك مشاكس في‬ ‫املعارضة؟‬ ‫مشاكس ألنني كنت أطرح األمور بجرأة‬ ‫وجذرية أكثر‪ ،‬والبعض كان يعتبر أن هناك‬ ‫مجال للتسوية مع الفريق اآلخر‪ ،‬ولكنني كنت‬ ‫على العكس أعتبر أن هناك فريقا ً سيربح‬ ‫وآخر سيخسر ألن بعض العقول السطحية‬ ‫في املعارضة التي ال ّ‬ ‫تفكر إال بالتوزير والنيابة‬ ‫ومبصالح آنية‪ ،‬كنت أعتقد أن هناك تسوية مع‬ ‫هذا الفريق‪ ،‬الذي أخذ قرارا ً بتدمير “حزب اهلل”‬ ‫واملقاومة إلكمال إسقاط ثقافة املقاومة‪ ،‬كما‬ ‫أسقطوا ثقافة مواجهة العدو‪ ،‬وثقافة احلفاظ‬ ‫على فلسطني واستعادتها‪ ،‬تخ ّيل منذ ‪25‬‬ ‫سنة أين كانت طموحاتنا في فلسطني‪ ،‬اليوم‬ ‫طموحهم أصبح أن يوقف نتنياهو االستيطان‬ ‫ملدة ثالثة أشهر‪ ،‬وأصبح العقل العربي ينشر‬ ‫املوضوع‪ ،‬جزء من هذا هو ما نعانيه في لبنان‪ ،‬في‬ ‫أن “حزب اهلل” الذي ّ‬ ‫متكن من هزمية “إسرائيل” هذا‬ ‫النموذج إذا لم نقضي عليم سيتعمم‪ ،‬املطلوب‬ ‫القضاء على هذا النموذج‪.‬‬ ‫أين أصبحت عالقتكم مع النائب جنبالط؟‬ ‫وهل املصاحلة كانت شخصية أم سياسية؟‬ ‫املصاحلة متّت على املستويني الشخصي‬ ‫والسياسي‪ ،‬لم يكن هناك أي كره شخصي‬ ‫جتاهه‪ ،‬ولكنه كان في مشروع سياسي آخر‪ .‬هو‬ ‫لم يقصر في مشروعه السياسي‪ ،‬ونحن بالتالي‬ ‫لم نقصر في املواجهة‪ ،‬ولكن ال بد أن نعترف‬ ‫للنائب جنبالط جرأته‪ ،‬في اخملاصمة واملصاحلة‪،‬‬ ‫لديه جرأة املصاحلة ولكن البعض اآلخر يبقى‬ ‫أسير صغائره‪ ،‬ويلتهي بالصغائر طوال عمره‪،‬‬ ‫ويبقى مكانه‪.‬‬ ‫فالنائب جنبالط ال يتلهى بالصغائر‪ ،‬ما يعني‬ ‫إذا خاصمك يخاصمك بكبر‪ ،‬وإذا صاحلك يصاحلك‬ ‫بكبر‪.‬‬ ‫هل ّ‬ ‫تقبّل النائب “جنبالط” ظهور حزب‬ ‫جديد في اجلبل؟‬ ‫تق ّبل النائب جنبالط وتعاطى مع املوضوع‬ ‫بشكل ج ّيد‪ ،‬وبادر أكثر من مرة للتنسيق بيننا‪،‬‬ ‫يتم التنسيق اليوم على الصعيد األمني‬ ‫حيث ّ‬ ‫والسياسي‪ ،‬وعلى املستويات كافة‪.‬‬ ‫هل ميكننا القول أنه َق ِبل بالتعددية؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد تق ّبل النائب جنبالط التعددية وهو‬ ‫يتعاطى معها اليوم كمسألة قائمة وموجودة‪.‬‬

‫الوراثة السياسية‬

‫معارض مشاكس‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وجدت أن احملكمة وجلنة‬ ‫التحقيق تريد التهويل‬ ‫على اللبنانيني‬ ‫فقررت ضرب هيبتها‬ ‫لدي عالقة حتالفية مع سوريا‪،‬‬ ‫واجلميع يعرف بأنني أقول‬ ‫رأيي دون استشارة أحد‬ ‫هناك محاولة إخراج لبنان‬ ‫من تفاعالت‬ ‫وتداعيات القرار الظني‬ ‫لقد فتحتم الباب أمام تغيير في اجلبل من‬ ‫خالل التكوين السياسي الذي أنشأمتوه في‬ ‫اجلبل ووجود العائالت السياسية‪ ،‬أال تخشى‬ ‫أن يكون النائب جنبالط يقوم مبا يسمى‬ ‫باملهادنة؟‬ ‫لقد جتاوزنا برأيي مرحلة إثبات الوجود‪،‬‬ ‫وأصبح املوضوع أمرا ً واقعاً‪ ،‬وأعتقد أن وليد‬ ‫جنبالط مقتنع أن التعددية غنى في اجلبل‪،‬‬ ‫وتريح اجلميع‪.‬‬ ‫ولكنك بدأت تقترب من العمق في اجلبل‬ ‫وتتمدد كقوة سياسية؟‬ ‫لم أحلظ يوما ً أن لدى النائب جنبالط إشكال‬ ‫في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫برأيكم العالقة اإليجابية مع النائب‬ ‫جنبالط هي التي تسمح لـ “حزب التوحيد‬ ‫العربي” بالتمدد؟‬ ‫احلزب االشتراكي مساهمته على صعيد‬

‫‪10‬‬

‫مَن يرث حزب “التوحيد العربي” سياسياً؟‬ ‫هل يرث اليزبكية السياسية أم اجلنبالطية؟‬ ‫أنا ضد مقولة اليزبكية واجلنبالطية وأعتبرها‬ ‫جزء من عملية تقسيم تاريخي للدروز‪ ،‬جتاوزتها‬ ‫األحداث ولم تعد موجودة إال في أذهان بعض‬ ‫الطفيليني الذين ال يقووا على العيش إال على‬ ‫هذا األمر‪ ،‬هناك شيئ آخر أعتبر فيه أن حتى‬ ‫تركيبتنا السياسية جتاوزت هذا املوضوع بحيث‬ ‫جند حضورا ً لعائالت تقليديا ً جنبالطية وأخرى‬ ‫يزبكية أو شمعونية‪ ،‬وهنا من يعتبر نفسه‬ ‫خارج هذا التقليد يرفض أن يكون محسوبا ً‬ ‫بهذه الطريقة املذ ّلة على فريق لم يعد موجودا ً‬ ‫أصالً‪.‬‬ ‫ماذا عن عالقتكم مع سوريا؟‬ ‫عالقتنا مع سوريا هي عالقة حتالفية‪،‬‬ ‫واستراتيجية ومصيرية وهي غير مرتبطة ال‬ ‫بظرف وال بوقت معينّ ‪ ،‬وهذه العالقة تتطور‪ ،‬وال‬ ‫أحد ميكن أن يؤثر عليها خاصة سلباً‪.‬‬ ‫ملاذا هذا اجلو في لبنان أن لسوريا أتباع‬ ‫وأزالم في لبنان؟‬ ‫الشخص هو الذي يختار أن يكون حليفا ً وأن‬ ‫يكون تابعا ً ألحد‪ ،‬وال أقبل االستزالم ال لسوريا وال‬ ‫ألي شخص آخر‪ ،‬لدي عالقة حتالفية مع سوريا‪،‬‬ ‫واجلميع يعرف بأنني أقول رأيي دون استشارة‬ ‫أحد‪ .‬وحتى في الفترة األخيرة أحد أكبر احللفاء‬ ‫انزعج من إثارتي ملوضوع “سوكلني” وموقفي‬ ‫من ميليس‪ ،‬ولكن ال ميكنني أن أراعي أحد في‬ ‫مسائل أساسية من هذا النوع‪.‬‬

‫عودة سوريا‬ ‫ُعرف عنكم أنكم تقولون رأيكم املستقل‪،‬‬ ‫وقلتم أن سوريا ستعود الى لبنان حتى‬ ‫عسكرياً؟‬ ‫سوريا تعود الى لبنان في ثالث حاالت‪ :‬إذا‬ ‫حاول أحدهم هزمية املقاومة‪ ،‬وإذا أثيرت فتنة‬ ‫سنية – شيعية‪ ،‬وإذا حاول أحدهم تقسيم‬ ‫لبنان‪ ،‬عندها لن تستأذن سوريا أحدا ً للدخول‬ ‫الى لبنان‪.‬‬ ‫من هنا إذا ما أثيرت فتنة سنية – شيعية‪،‬‬ ‫سوريا ستعود الى لبنان من دون إذن من أحد‪،‬‬


‫وال أزال أصر على ذلك‪ ،‬ولكن أعتقد أن الفتنة‬ ‫لن حتصل‪.‬‬ ‫مَن برأيك سيصنع الفتنة السنية –‬ ‫الشيعية؟ إذا كان تيار “املستقبل” يقول بأنه‬ ‫ّ‬ ‫مسلح؟‬ ‫غير‬ ‫تيار “املستقبل” ال يعرف ما يجري من ورائه‪،‬‬ ‫ثم توضع جانباً‪ ،‬ومن ينفذ‬ ‫فهو أداة تستعمل ّ‬ ‫هي القوى الظالمية والتكفيرية التي حتركها‬ ‫أميركا واخملابرات البريطانية باجتاه الفتنة‪ ،‬فتيار‬ ‫“املستقبل” هو أداة للوصول الى الفتنة‪ ،‬ولكنه‬ ‫لن يستطيع تنفيذها ألن إمكانياته الفكرية‬ ‫والعملية ال تسمح بذلك‪.‬‬ ‫ولكن كان التهويل دائماً من “حزب اهلل”‬ ‫وحلفائه مبعنى هناك دائماً سيناريوهات منه‬ ‫ومنكم؟‬ ‫ألكن واضحا ً في هذا املوضوع‪ ،‬كل من‬ ‫يتم وضعه في‬ ‫يتجاوب مع القرار الظني سوف ّ‬ ‫صندوق السيارة‪ ،‬وسوف يقاصص‪ ،‬وأُبلغ هذا‬ ‫األمر للمسؤولني والزلنا عند رأينا‪.‬‬ ‫ما يحصل هو أن هناك محاولة إلخراج لبنان‬ ‫من تفاعالت وتداعيات القرار الظني إذا صدر‪.‬‬ ‫هل التسوية السورية – اللبنانية هي‬ ‫التي ستمنع تداعيات القرار الظني؟ الى أين‬ ‫وصلت هذه التسوية؟‬ ‫هناك ورقة مكتوبة على ما يبدو‪ ،‬وهي‬ ‫تشتمل على أكثر من شيئ‪ ،‬ولكن أخاف من‬ ‫شيئ فيها هو إطالق يد احلريري من املوضوع‬ ‫الداخلي وخاصة االقتصادي واملالي‪ ،‬إذا حصل‬ ‫هذا املوضوع تكون املعارضة قد ارتكبت خطأ‬ ‫كبيرا ً بحق جمهورها‪ ،‬ولن أسكت عن هذا‬ ‫املوضوع‪.‬‬

‫التجربة احلريرية‬ ‫هل أنت خائف من عودة التجربة احلريرية‬ ‫السابقة؟‬ ‫هم الرئيس سعد احلريري ليس احملكمة‪ ،‬بل‬ ‫همه الوحيد ومعركته هو استعادة الكهرباء‬ ‫واالتصاالت إليه‪ ،‬واالحتفاظ باملالية‪ ،‬وخصخصة‬ ‫بعض املؤسسات‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن “حزب اهلل” أو املعارضة‬ ‫سيقعون باخلطأ ال سيما أن العماد ميشال‬ ‫عون رفض املرحلة املاضية ويعمل على‬ ‫كشفها؟‬ ‫على املعارضة أن ال تقع في هذا اخلطأ‪ ،‬ويجب‬ ‫عليها أن تكون حذرة مما سيجري ألن جمهورها‬ ‫سيتضرر‪ ،‬وجمهورنا حتما ً سيلعننا‪.‬‬ ‫هل هناك مقايضة بني احملكمة وحتكيم‬ ‫احلريري؟‬ ‫إذا أسقطنا احملكمة يأخذون راحة في احلكم‬ ‫وليس احلكم‪ ،‬وراحة في بعض اإلمكانيات في‬ ‫بعض املواقع‪ ،‬ومن جهتي لست مع التسوية‪.‬‬

‫كنتم ضد حكومة الوحدة الوطنية؟ ومع‬ ‫أن حتكم املعارضة؟‬ ‫نعم‪ ،‬ألن هذه احلكومة أثبتت فشلها‪.‬‬ ‫كنتم تنتقدون الطائف وتدعون الى طائف‬ ‫جديد‪ ،‬وهناك حديث عن طائف جديد‪ ،‬ما هو‬ ‫تعليقكم؟‬ ‫أنا أدعو لنظام جديد‪ ،‬ألنني أعتبر أن هذا‬ ‫الطائف أثبت فشله بالكامل‪ ،‬على الصعيد‬ ‫السياسي واالقتصادي واالنتخابي والوطني‪،‬‬ ‫قررت أن‬ ‫حتى على صعيد االنصهار الوطني‪ ،‬إذا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫تخترع نظاما ً جديدا ً‬ ‫يتمكن من أن يلغي كل‬ ‫نفوذ هذه الطوائف ملصلحة املواطن ال تستطيع‬ ‫أن تخرج من هذا النفق‪ ،‬ألن هذا النظام هو والّدة‬ ‫أزمات‪ ،‬والنظام الطائفي السياسي كل فترة‬ ‫يو ّلد أزمة جديدة‪.‬‬ ‫املعارضة مجتمعة على عنوان وحدة‬ ‫املقاومة‪ ،‬وحمايتها ودعمها‪ ،‬ولكننا جند في‬ ‫ناحية أخرى تتوزّع أحزاب املعارضة؟‬ ‫إنها تتوزّع في املوضوع الداخلي ألن هناك‬ ‫قوى داخل املعارضة مستفيدة من النظام‬ ‫السياسي وحالة الفساد القائمة‪ ،‬وقوى أخرى‬ ‫لم تتورط في الفساد ويجب عليها أن تعمل‬ ‫على بلورة مشروع تغيير حقيقي على سبيل‬ ‫املثال احملاسبات التي حتصل في جلنة املال هي‬ ‫مهمة ولكنها بحاجة الى تط ّور‪.‬‬ ‫خالل إطالالتك اإلعالمية تطرح أمورا ً‬ ‫جذرية وإصالحية في خطابك‪ ،‬كيف ميكن أن‬ ‫نؤسس لعمل وطني أو حزبي إصالحي؟‬ ‫ّ‬ ‫نتمكن‬ ‫لقد فشلنا في هذا املشروع‪ ،‬ألننا لم‬ ‫من جتميع مجموعة من القوى السياسية حول‬ ‫مشروع تغييري حقيقي‪ ،‬وطرحنا هذا املوضوع‬ ‫في فترة من الفترات بني بعض أحزاب املعارضة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نتمكن من بلورته بسبب وجود‬ ‫ولكننا لم‬ ‫بعض العقبات وهناك قوى كبيرة مستفيدة‬ ‫من السلطة ال جتعلنا نسير في هذا املشروع‪.‬‬ ‫هل تخشى تقسيم لبنان؟‬ ‫ال يوجد أي تقسيم في لبنان‪ ،‬ولكن املشروع‬ ‫األخطر هو الذي يحدث في وادي النيل‪ ،‬وما ميكن‬ ‫أن يؤثر موضوع السودان على مصر‪ ،‬اآلن نشوء‬ ‫دويلة في جنوب السودان والتحرك الذي يجري‬ ‫في مصر والتعاطي املصري السخيف مع قضية‬ ‫األقباط‪ ،‬يرأيي يجب استيعاب قضية األقباط‬ ‫تتم‪،‬‬ ‫وليس التعاطي معه وفق الطريقة التي ّ‬ ‫ألنها ميكن أن تنقلنا الى قضية أخرى‪ ،‬خاصة أن‬ ‫هناك ‪ 12‬مليون قبطي في مصر‪ ،‬والذي يجري‬ ‫في السودان أن هناك واحد “غائب عن الوعي”‬ ‫يدعى حسني مبارك همه الوحيد هو ابنه‪،‬‬ ‫ويحاصرونه باملياه‪ ،‬واألمن‪ ،‬وبتقسيم السودان‬ ‫الذي ينعكس تلقائيا ً على مصر ويحاصرونه في‬ ‫أكثر من مكان ألن الهدف هو تدمير هذه الدولة‬ ‫العربية الكبيرة التي لعب جيشها وشعبها‬ ‫دورا ً كبيرا ً في الصراع العربي – اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫في حديثكم عن األقباط‪ ،‬هل تعتقد أن‬

‫‪11‬‬

‫املشروع األميركي – الصهيوني هو لتهجير‬ ‫املسيحيني في الشرق؟‬ ‫إن املشروع األميركي – اإلسرائيلي هو دعم‬ ‫للقوى الظالمية في املنطقة‪ ،‬ما يعني أنه‬ ‫كلما كان هناك تط ّرف في املنطقة كلما كان‬ ‫األميركي واإلسرائيلي مرتاحا ً أكثر وأظهر أكثر‬ ‫للعالم أن هذه الدول والشعوب ال تستحق‬ ‫العيش‪ ،‬حيث يطلق يد اإلسرائيلي أكثر فيها‪،‬‬ ‫وكلما عاش مشروع العروبة والتعايش وموضوع‬ ‫الوجود املتنوع في املنطقة كلما أ ّثر ذلك على‬ ‫اإلسرائيلي أكثر‪.‬‬ ‫كيف تصف التسوية السلمية في‬ ‫املنطقة؟‬ ‫هناك وهم عند الرئيس محمود عباس‪،‬‬ ‫ويعتقد أن اإلسرائيلي سيعطيه شيئاً‪ ،‬ولكن‬ ‫ما سيحصل هو العكس متاماً‪ ،‬وبرأيي عندما‬ ‫أصبحنا ننظر الى األمور بطريقة خطأ دخلنا‬ ‫في مسلسل تنازالت ال ينتهي‪ ،‬من هنا يجب‬ ‫العودة الى القضية األساسية أي القضية‬ ‫الفلسطينية التي توحدنا‪ ،‬وعندما دخل‬ ‫الرئيس محمود عباس بلعبة السلطة‪ ،‬أصبح‬ ‫هدفه توقيف االستيطان ملدة ثالثة أشهر‪،‬‬ ‫املستوطنات مزروعة كالشجر في الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬وال أرى أي أفق للتسوية‪ ،‬وتبينّ أن‬ ‫أوباما فشل وربح نتنياهو املعركة وتف ّوق‬ ‫عليه‪ ،‬وبتقديري إن “إسرائيل” حتضر لشيئ‬ ‫كبير في املنطقة‪ ،‬ليس بالضرورة هذا العام أو‬ ‫العام املقبل‪ ،‬ولكن الظاهر يدل على أن الكيان‬ ‫يحضر لشيئ ما والهدف غزة‪،‬‬ ‫الصهيوني‬ ‫ّ‬ ‫وهناك كالم جدي في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫هل تتوقع حرباً على لبنان؟‬ ‫في مرحلة الحقة أكيد‪.‬‬ ‫ما هي توقعاتك لعام ‪2011‬؟ على املستوى‬ ‫اللبناني هل تتوقع حكومة جديدة؟‬ ‫أتوقع حكومة جديدة‪ ،‬وعطب في عمل‬ ‫احملكمة الدولية‪ ،‬كما أتوقع فترة هدوء يؤمنها‬ ‫التفاهم السوري – السعودي‪ ،‬وبدء التحضير‬ ‫حلرب رمبا إسرائيلية‪ ،‬ولكن هذه املرة ستكون‬ ‫أكبر من مستوى لبنان ألن اإلسرائيلي إذا قمنا‬ ‫بتسوية داخلية سيفقد األمل من إمكانية‬ ‫استثمار احملكمة‪.‬‬ ‫كلمة للبنانيني عموماً‪ ،‬وألعضاء حزب‬ ‫“التوحيد العربي” خصوصاً؟‬ ‫الكلمة األساسية للرفاق في حزب “التوحيد‬ ‫العربي”‪ ،‬أقول لهم إننا أمام مرحلة جديدة نتمنى‬ ‫أن يشارك اجلميع فيها‪ ،‬وأن يكون لدى اجلميع‬ ‫قضية أساسية هي بناء احلزب ومؤسساته‬ ‫ألنها الوحيدة القادرة على حمايتهم‪.‬‬ ‫والى اللبنانيني أدعوهم الى أن نكون صفا ً‬ ‫واحدا ً إلصالح نظامنا السياسي‪ ،‬إلحداث‬ ‫التغيير املنشود‪ ،‬لكي نتح ّول الى بلد طبيعي‪،‬‬ ‫فيه قضاء طبيعي‪ ،‬وأمن طبيعي‪ ،‬وإدارة‬ ‫طبيعية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر لبناني‬

‫حرب االستخبارات مستمرة بين لبنان و «إسرائيل»‬ ‫الجيش والمقاومة ّ‬ ‫عطال عدواناً صهيونياً قائماً ومع ًّدا له‬ ‫عندما عرض األمني العام لـ “حزب اهلل” السيد‬ ‫حسن نصر اهلل في إحدى مؤمتراته الصحافية‪ ،‬عن‬ ‫أن احلزب استطاع أن يرصد استخبارياً‪ ،‬وعبر جهاز‬ ‫مكافحة التجسس لديه‪ ،‬عن عملية سينفذها‬ ‫العدو اإلسرائيلي على الشاطئ اللبناني في‬ ‫منطقة أنصارية قرب الصرفند‪ ،‬وأورد كيف أنه‬ ‫من خالل متابعته حلركة الطيران اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫من أن يكشف هذه العملية العسكرية‪ ،‬التي‬ ‫كان لها باملرصاد وأوقع قتلى وجرحى بعناصرها‪،‬‬ ‫وكان ذلك في مطلع أيلول من العام ‪ ،1997‬في‬ ‫ذلك الوقت لم تذع “املقاومة اإلسالمية”‪ ،‬هذا‬ ‫اإلجناز االستخباري‪ ،‬وأبقته طي الكتمان‪ ،‬الى‬ ‫أن أعلن عنه السيد نصر اهلل في إطار تأكيده‬ ‫على احتمال تو ّرط “إسرائيل” في اغتيال الرئيس‬ ‫رفيق احلريري‪ ،‬والتي استبعدها التحقيق الدولي‪،‬‬ ‫فجاء السيد نصر اهلل‪ ،‬ليعلن بالقرائن واألدلة‬ ‫عن هذا االحتمال‪ ،‬من خالل عمالء “إسرائيل”‪،‬‬ ‫ودخولها على خط شبكة االتصاالت‪ ،‬الى حتليق‬ ‫ثم رصده‬ ‫طيرانها في األجواء اللبنانية‪ ،‬ومن ّ‬ ‫لتحرك موكب الرئيس احلريري‪ ،‬وتصوير األماكن‬ ‫التي يتواجد فيها‪ ،‬ومنها منتجع فقرا في أعالي‬ ‫كسروان‪.‬‬ ‫فاألدلة والقرائن املعززة بالصور واملستندات‪،‬‬ ‫التي قدمها األمني العام لـ “حزب اهلل”‪ ،‬توقف‬ ‫عندها اإلسرائيليون‪ ،‬السيما عملية أنصارية التي‬ ‫تك ّبدوا فيها خسائر بشرية (‪ 13‬قتيالً من لواء‬ ‫غوالني) ومادية ومعنوية‪ ،‬حيث اعترف قادة العدو‬ ‫للمقاومة بانتصارها االستخباري واملعلوماتي‬ ‫على اجليش اإلسرائيلي‪ ،‬الذي تخوض معه حرب‬ ‫اتصاالت الكترونية حديثة ومعقدة‪.‬‬ ‫فهذا اإلجناز للمقاومة‪ ،‬التي أق ّر بها العدو‬ ‫مؤخرا ً بعد املؤمتر الصحافي للسيد نصر اهلل في‬ ‫آب املاضي‪ ،‬وضع املؤسسة العسكرية واألمنية‬ ‫اإلسرائيلية وحتى السياسية‪ ،‬أمام أسئلة كبيرة‬ ‫سجل علينا‬ ‫من نوع‪ ،‬أي “عدو” هذا نواجه‪ ،‬الذي ّ‬ ‫انتصاراته سواء في إخراج اجليش اإلسرائيلي‬ ‫من لبنان في ‪ 25‬أيار عام ‪ ،2000‬أو في الصمود‬ ‫‪ 33‬يوما ً في حرب متوز عام ‪ ،2006‬وتوجيه هزمية‬ ‫ثم في ربحه‬ ‫ألكبر جيش في الشرق األوسط‪ّ ،‬‬ ‫معركة العمالء واجلواسيس علينا‪ ،‬عبر تفكيك‬ ‫شبكاتهم بالتعاون مع اجليش اللبناني وقوى‬ ‫األمن الداخلي‪.‬‬ ‫فاإلخفاقات اإلسرائيلية‪ ،‬واألفشال التي‬ ‫تعرضت لها اخملابرات الصهيونية “املوساد”‪،‬‬ ‫واندحار االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬أعطت املقاومة من‬ ‫القوة ما باتت “إسرائيل” تخشاها وتقلق منها‪،‬‬ ‫مع ازدياد ترسانة األسلحة لدى املقاومة‪ ،‬السيما‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يقدرها العدو اإلسرائيلي‬ ‫الصاروخية منها‪ ،‬والتي ّ‬ ‫بحوالي ‪ 50‬ألف صاروخ‪ ،‬منها ما يصل مداه الى‬ ‫ما بني ‪ 300‬و‪ 500‬كلم‪ ،‬ويغطي كامل فلسطني‬ ‫احملتلة من شمالها الى جنوبها‪ ،‬مرورا ً بوسطها‪،‬‬ ‫ويصيب املرافق احليوية فيها‪ ،‬من مطارات ومرافئ‬ ‫الى مصافي نفط‪ ،‬ومحطات توليد الكهرباء‪،‬‬ ‫الى خزانات املياه‪ ،‬ثم الثكنات العسكرية‪،‬‬ ‫ومراكز الطاقة النووية في دميونا‪ ،‬الى جتمعات‬ ‫للمستوطنني على رقعة فلسطني كلها من‬ ‫اجلليل الى النقب مرورا ً بتل أبيب وحيفا‪.‬‬ ‫فالقدرات العسكرية واألمنية واملعلوماتية‬ ‫لدى املقاومة‪ ،‬هو ما يدفع بالكيان الصهيوني‬ ‫الى االستمرار باملناورات‪ ،‬وتعزيز اجلبهة الداخلية‪،‬‬ ‫وإعادة تأهيل بناه العسكرية البشرية والعتادية‬ ‫واللوجستية‪ ،‬ويستعد دائما ً لشن حرب جديدة‪،‬‬ ‫يع ّوض فيها هزائمه في لبنان‪ ،‬والتي جت ّلت مؤخرا ً‬ ‫في اكتشاف أمن املقاومة‪ ،‬جلهازي تنصت مزروعني‬ ‫في أعالي جبال الباروك وصنني‪ ،‬وقبل ذلك في وادٍ‬ ‫بني بنت جبيل وميس اجلبل‪.‬‬ ‫فحرب االستخبارات‪ ،‬بني املقاومة والعدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬قائمة لم تتوقف‪ ،‬وهي مستمرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعطل احلرب العسكرية‪ ،‬وهذا‬ ‫ألنها هي التي‬ ‫ما حدث في حرب متوز ‪ ،2006‬إذ دخل اجليش‬ ‫اإلسرائيلي املعركة دون عيون‪ ،‬فلم يحرز فيها‬ ‫ما كان يريده‪ ،‬وهو تدمير مواقع انطالق صواريخ‬ ‫املقاومة‪ ،‬والوصول الى مراكز قادتها‪ ،‬حيث فشل‬ ‫في “بنك أهدافه”‪ ،‬ولم يستهدف سوى اجلسور‬ ‫والطرقات واملطار واملرافئ واملباني السكنية‪ ،‬وبقي‬ ‫‪ 33‬يوماً‪ ،‬يفتش عن منصات الصواريخ ومخازنها‪،‬‬ ‫فلم يفلح‪ ،‬وبقيت املستوطنات تتع ّرض لسقوط‬

‫‪12‬‬

‫الصواريخ‪ ،‬حتى اللحظة األخيرة من وقف‬ ‫األعمال العسكرية بناء للقرار ‪ 1701‬الصادر عن‬ ‫مجلس األمن الدولي‪.‬‬ ‫فالهزمية التي تلقتها “إسرائيل” في لبنان‪،‬‬ ‫ناجتة عن تعطيل دور جواسيسها بالرغم من‬ ‫وجودهم وانكشاف أمرهم‪ ،‬بعد وقف احلرب‪،‬‬ ‫واعتقال العشرات منهم وحتويلهم الى القضاء‪،‬‬ ‫حيث اعترفوا بأعمال اخليانة التي ارتكبوها في‬ ‫تصوير منازل ملسؤولني في “حزب اهلل” ومالحقة‬ ‫حتركهم في اجلنوب وأماكن أخرى‪.‬‬ ‫وفي صراع األدمغة الذي تخوضه املقاومة‬ ‫ضد “إسرائيل”‪ ،‬كان االكتشاف الكبير‪ ،‬جلهازي‬ ‫التنصت واإلرسال واملراقبة‪ ،‬في نقطتني تصالن‬ ‫الى علو حوالي ‪ 1750‬متر‪ ،‬ويستطيع من خاللهما‬ ‫العدو‪ ،‬أن يتجسس على مسافة تصل الى عشرين‬ ‫كلم‪ ،‬ومتتد الى سوريا‪ ،‬ويغطي مناطق في اجلنوب‬ ‫والبقاع وبيروت‪ ،‬وميكن من خاللهما التعرف الى‬ ‫حت ّرك املقاومة واجليش وجمع معلومات بصرية‬ ‫وإلكترونية‪.‬‬ ‫فبعد انكشاف عمالء “إسرائيل”‪ ،‬في شبكة‬ ‫االتصاالت الهاتفية اخللوية‪ ،‬والثابتة وتوقيفهم‬ ‫بعد اعتراف كل من املتهمني شربل قزي وطارق‬ ‫الربعة أنهما ّ‬ ‫مكنا “إسرائيل” من الدخول على‬ ‫الشبكة‪ ،‬وقد أدان املؤمتر الحتاد االتصاالت الذي‬ ‫انعقد في املكسيك‪ ،‬التدخل الصهيوني على‬ ‫شبكة االتصاالت اللبنانية‪ ،‬فإن “إسرائيل” أرادت‬ ‫أن تدخل بطريقة أخرى‪ ،‬بزرع أجهزة تنصت في‬ ‫أماكن بعيدة‪ ،‬وقد ال تصلها قدم إنسان‪ ،‬وفي‬ ‫مناطق جبلية تغمرها الثلوج شتاء‪ ،‬وال يتسلقها‬ ‫فتم زرع جهازين بني الصخور‬ ‫مواطنون صيفاً‪ّ ،‬‬


‫في الباروك وصنني‪ ،‬وبشكل فني وتقني ال ميكن‬ ‫معرفة أماكنهما‪ ،‬لكن التط ّور التكنولوجي‬ ‫لدى املقاومة‪ ،‬أوصلها الى هذين اجلهازين‪،‬‬ ‫فتم إبالغ مخابرات‬ ‫وحتديد جغرافية وجودهما‪ّ ،‬‬ ‫اجليش بذلك‪ ،‬فأرسلت عناصرها الى املنطقتني‬ ‫احملددتني واكتشفت اجلهازين‪ ،‬في مكانني يصعب‬ ‫حتديدهما‪ ،‬ومتّ تفكيكهما ونقلهما الى مقر‬ ‫مديرية اخملابرات في وزارة الدفاع‪ ،‬وقام خبراء فنيون‬ ‫في االتصاالت‪ ،‬من حتليل هذين اجلهازين‪ ،‬حيث تبينّ‬ ‫أنهما حديثني‪ ،‬وقد وضعا منذ فترة قصيرة‪ ،‬وليس‬ ‫كما حاولت صحيفة “يديعوت أحرنوت” االدعاء‬ ‫أنهما مزروعني منذ زمن بعيد‪ ،‬وقد حاول “حزب‬ ‫اهلل” تسجيل انتصار داخلي‪ ،‬في ظل الوضع الذي‬ ‫مير به‪ ، ،‬مع اقتراب صدور القرار الظني عن املدعي‬ ‫العام في احملكمة الدولية دانيال بلمار باغتيال‬ ‫الرئيس رفيق احلريري‪.‬‬ ‫لكن ما ادعته هذه الصحيفة‪ّ ،‬‬ ‫كذبه خبراء‬ ‫وأكدوا أن اجلهازين حديثا‬ ‫وضباط إسرائيليون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العهد‪ ،‬واعترفوا بأضرار حلقت بـ “إسرائيل” التي‬ ‫أصيب قادتها بصدمة لإلخفاق اجلديد الذي أصيبوا‬ ‫به من جراء اإلنتصار الذي حققه لبنان في حربه‬ ‫االستخبارية معها‪ّ ،‬‬ ‫وأكد مسؤولون إسرائيليون‬ ‫أن أية معركة مقبلة مع “حزب اهلل”‪ ،‬سيكون‬ ‫مصيرها الفشل األكيد‪ ،‬ألن معركة االستخبارات‬ ‫تسبق ومتهّ د للحرب العسكرية‪ ،‬ومن دونها‪ ،‬فإن‬ ‫أي مغامرة عسكرية في لبنان ستكون نتيجتها‬ ‫الهزمية‪.‬‬ ‫وأقر مسؤولون إسرائيليون أن اجلهازين صنعا‬ ‫في الدولة العبرية‪ ،‬وفي مؤسسة اسمها‬ ‫‪ BEAM SYSTEMIEM ISRAEL‬وهو اعتراف‬ ‫باالعتداء على سيادة لبنان وخرقه للقرار ‪،1701‬‬ ‫وهو ما فرض على لبنان أن يتقدم بشكوى أمام‬ ‫مجلس األمن الدولي‪ ،‬ومعروف مصيرها مسبقاً‪،‬‬ ‫وهو استخدام “الفيتو األميركي” والتذرع‬ ‫اإلسرائيلي بأنها أجهزة قدمية تعود إلى زمن‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي للبنان‪.‬‬ ‫وما كشفته املقاومة إشارة إلى أن العدوان‬ ‫اإلسرائيلي على لبنان‪ ،‬لم يتوقف وأن التصدي له‬ ‫مستمر أيضاً‪ ،‬وان االنتصارات التي تسجل عليه‪،‬‬ ‫ال تعد وال حتصى من سقوط شبكات العمالء‪،‬‬ ‫إلى إخراج “إسرائيل” من شبكة االتصاالت‪ ،‬إلى‬ ‫تفكيك أجهزة التنصت البصرية وااللكترونية‪ ،‬مما‬ ‫يؤكد أن ما تبنيه احملكمة الدولية واملدعي العام‬ ‫فيها‪ ،‬من قرار ظني‪ ،‬قائم على رصد اتصاالت‬ ‫أوصلت الى معرفة املشتركني في عملية اغتيال‬ ‫احلريري‪ ،‬وهم عناصر من “حزب اهلل”‪ ،‬يكشف‬ ‫عن أن هذا القرار مشكوك فيه‪ ،‬وهو مفبرك‪ ،‬ألن‬ ‫االختراق اإلسرائيلي لشبكة االتصاالت اللبنانية‪،‬‬ ‫والتقنية التي يتمتع وميتاز بها العدو اإلسرائيلي‬ ‫في موضوع “االلكترونيات” ّ‬ ‫مكنته من أن يدخل‬ ‫على االتصاالت وتركيب مكاملة هاتفية‪ ،‬وبعد أن‬ ‫ثبت أن أجهزة هاتفية‪ ،‬ميكن استخدامها‪ ،‬في‬ ‫االتصاالت بحيث ميكن ملتصل أن يتحدث من رقم‬

‫لشخص آخر دون معرفته‪ ،‬وهو ما سيحصل في‬ ‫موضوع استناد القرار الظني إلى اتصاالت بني‬ ‫عضو في “حزب اهلل” وآخرين‪.‬‬ ‫فلبنان ربح معركة جديدة على “إسرائيل”‪ ،‬في‬ ‫حرب االتصاالت واالستخبارات‪ ،‬يبقى على أطراف‬ ‫لبنانية في قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬أن تعلن موقفا ً من هذا‬ ‫املوضوع اخلطير الذي له عالقة بالسيادة اللبنانية‪،‬‬ ‫واالعتراف باالختراق الصهيوني للبنان‪ ،‬واحتالل‬ ‫“إسرائيل” لشبكة اتصاالت اللبنانيني‪ ،‬وهو ما‬ ‫يجب أن يدعهم للتوقف عند هذا احلدث‪ ،‬والنظر‬ ‫إليه من خلفيات متعددة منها الدور اإلسرائيلي‬

‫‪13‬‬

‫في التخريب على لبنان‪ ،‬ودفع اللبنانيني إلى االقتتال‬ ‫فيما بينهم من خالل قرار ظني قائم على االتصاالت‪،‬‬ ‫وهي شاهدة زور جديدة متمثلة بـ “إسرائيل”‪.‬‬ ‫إال أن ما حصل في كشف العمالء وأجهزة التنصت‬ ‫لـ “إسرائيل”‪ ،‬يؤكد مقولة تضافر جهود اجليش‬ ‫والشعب واملقاومة في الدفاع عن لبنان‪ ،‬وفي حرب‬ ‫االستخبارات‪ ،‬أثبت هذا الثالوث صحة من يتمسك به‬ ‫اللبنانيون كأساس في بناء استراتيجية وطنية دفاعية‬ ‫عن لبنان‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫مقابلة‬

‫للمواطنين الحق بمطالبة الحكومة أكثر مما أعطت وأنجزت‬

‫الصفدي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫سوريا ولبنان تربطهما مصالح اقتصادية‬ ‫صاحب أكبر رقم ألصوات الناخبني في طرابلس‪،‬‬ ‫التي تعني له روح الوحدة وروح التعايش اللبناني‬ ‫بني كافة الطوائف‪ ،‬ويرفض أن تصبح ساحة لتبادل‬ ‫الرسائل بني أطراف النزاع في لبنان‪.‬‬ ‫وزير في حكومة الوحدة الوطنية التي حتتضن‬ ‫القوى املمثلة في مجلس النواب؛ وإذا كانت‬ ‫االصطفافات السياسية لم تعد قائمة كما كانت‬ ‫عليه قبل االنتخابات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متمسك بوحدة اللبنانيني وحريتهم وسيادة‬ ‫الدولة على كامل ترابها‪.‬‬ ‫طموحه أن يرى وطنه مستقراً وأهل بالده‬ ‫ينعمون باألمان واالزدهار‪ ،‬وأن يستعيد لبنان‬ ‫موقعه بني الدول العربية وكذلك دوره في العالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكأي لبناني‪ ،‬يطمح إلى قيام دولة قوية تذوب‬ ‫فيها االنتماءات الطائفية وتتراجع لصالح االنتماء‬ ‫الوطني ولصالح قيام مؤسسات ّ‬ ‫فعالة‪ ،‬خالية من‬ ‫الفساد‪ ،‬وملّا يزل يعمل على خدمة لبنان وشعبه‬ ‫من ّ‬ ‫أي موقع يشغله‪.‬‬ ‫مؤمن باحلوار كأداة للتواصل بني السياسيني‬ ‫على تنوّعهم‪.‬‬ ‫إنه رجل االعتدال واملواقف الوطنية‪ ،‬وداعية‬ ‫حوار ووفاق وزير االقتصاد والتجارة محمد الصفدي‪،‬‬ ‫التقته “منبر التوحيد”‪ ،‬في مكتبه‪ ،‬لتسليط الضوء‬ ‫على إجنازات وزارة االقتصاد والتجارة واملشاكل التي‬ ‫تواجهها في مواضيع الغالء‪ ،‬وشركات التأمني‪،‬‬ ‫وحتديد األسعار‪ ،‬ودور الوزارة في حماية املستهلك‪،‬‬ ‫مروراً باألوضاع السياسية العامة في البالد‬ ‫والعمل احلكومي املتباطئ‪ ،‬وطاولة احلوار الوطني‬ ‫والعالقات اللبنانية – السورية‪ ،‬واإليرانية‪ ،‬وصوالً‬ ‫الى األوضاع االقتصادية والعالقات االقتصادية‬ ‫بني لبنان وسوريا وإيران وغيرها من الدول العربية‬ ‫واألجنبية‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫إجنازات وزارة االقتصاد‬ ‫ما هي إجنازات وزارة االقتصاد خالل تولي الوزير‬ ‫الصفدي مهام الوزارة؟‬ ‫للوزارة إجنازات عديدة منها‪:‬‬ ‫دعم سياسة األمن الغذائي عبر تفعيل أعمال‬ ‫مديرية حماية املستهلك من خالل زيادة عدد‬ ‫مراقبيها عن طريق إجراء مباريات حيث متّ التعاقد مع‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حوالي ‪ 250‬مراقب مساعد‪ ،‬األمر الذي سيؤدي الحقا ً‬ ‫للمحافظة على اقتصاد السوق وجودة السلع من‬ ‫خالل تطبيق القوانني املرعية اإلجراء‪.‬‬ ‫كما أعيد العمل بقرار حتديد نسب األرباح القصوى‬ ‫جملموعة كبيرة من السلع الغذائية واالستهالكية‬ ‫واخلضار والفاكهة‪ ،‬وقد متّ اعتماد سلة سلع غذائية‬ ‫من ‪ 24‬صنف يجري استقصاءأسعار بيعها يوميا ً في‬ ‫السوبر ماركت واحملالت الصغيرة‪ ،‬ويصار الى احتساب‬ ‫معدل أسعار بيعها‪ ،‬وبالتالي إعالم املستهلكني بها‬ ‫عن طريق نشرها يوميا ً بالصحف‪ .‬وفي هذا اجملال متّ‬ ‫سحب عينات من اخلضار والفاكهة للتثبت من عدم‬ ‫وجود ترسبات كيماوية فيها‪.‬‬ ‫وكذلك مت إصدار قرار قضى مبنع استيراد أي‬ ‫سلعة من املتممات الغذائية التي تتناول بواسطة‬ ‫االستنشاق وسحب الكميات املوجودة منها في‬ ‫األسواق حيثجرى إتالفها‪.‬‬ ‫إضافة الى إعداد ووضع خطة عمل ملديرية حماية‬ ‫املستهلك للعام ‪ 2011‬ومنها‪:‬‬ ‫ إطالق ورشة عمل حول تنظيم مديرية حماية‬‫املستهلك‪.‬‬ ‫ إعداد برامج وحمالت إعالمية متنوعة لتوعية‬‫املستهلك وإرشاده‪ ،‬ومتابعة إصدار مجلة املستهلك‬

‫‪14‬‬

‫“النشرة”‪ ،‬كما متّ العمل على تعزيز التعاون مع وسائل‬ ‫اإلعالم اخملتلفة لزيادة الوعي لدى املستهلكني‪.‬‬ ‫ متابعة إجراء حملة التوعية اإلعالمية حلماية‬‫املستهلك لدى املدارس العاملة في لبنان‪ ،‬وقد متّ‬ ‫إلقاء محاضرات في عدة مدارس‪.‬‬ ‫ رفع نسبة عمليات الرقابة‪.‬‬‫ متابعة تنفيذ مشروع نظام املعلومات‬‫اجلغرافية‪.‬‬ ‫ تفعيل أعمال مراقبة أسعار السلع وجودة‬‫وسالمة املواد واخلدمات‪.‬‬ ‫ تفعيل عملية تلقي الشكاوى من املستهلكني‪.‬‬‫ جتهيز مديرية حماية املستهلك بالنظام‬‫املعلوماتي اجلغرافي اجلديد ‪ ArcGIS10‬لنظم‬ ‫املعلومات اجلغرافية عبر شبكة االنترنت والهاتف‬ ‫اخللوي بهدف حماية املستهلكني من الغش والتزوير‪،‬‬ ‫حيث يساهم بشكل مباشر بتنظيم الدوريات‬ ‫بحسب املناطق بشكل آلي مما يسمح بتغطية أكبر‬ ‫نسبة من احملال على األراضي اللبنانية كافة‪ ،‬كما أنه‬ ‫سيسمح مبتابعة نتائج أعمال الرقابة بشكل أكثر‬ ‫فعالية‪.‬‬ ‫ما هي األزمات واملشاكل التي واجهت الوزير‬ ‫الصفدي سواء في مواضيع الغالء‪ ،‬وشركات‬


‫التأمني‪ ،‬وحتديد األسعار‪ ،‬ودور الوزارة في حماية‬ ‫املستهلك‪ ،‬الرغيف واالستيراد والتصدير؟‬ ‫فيما يتع ّلق مبوضوع الغالء‪ ،‬لقد متكنّا من استيعاب‬ ‫صدمة غالء بعض السلع الغذائية الضرورية من‬ ‫جراء النقص احلاصل بها‪ ،‬وأهمها مادة القمح‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل رفع الدعم عن الرغيف جلهة عدم حتميل‬ ‫املستهلك واخلزينة اللبنانية أعباء إضافية‪ ،‬وكان‬ ‫صمام أمن غذائي‪ ،‬حيث متّ إصدار قرار تسعير ربطة‬ ‫اخلبز املنزلي زنة ‪ 1000‬غرام بسعر ‪ 1500‬ل‪.‬ل‪ .‬عوضا ً‬ ‫عن زنة الربطة ‪ 1120‬غرام بالسعر ذاته “أي بتثبيت‬ ‫سعر الربطة مع خفض ضئيل لزنتها”‪.‬‬ ‫كما متّ التعاون مع وزارة الزراعة من أجل احتواء‬ ‫استفحال الغالء العاملي للمواشي واللحوم‪ ،‬وفي‬ ‫مجال بعض املنتجات الزراعية األخرى التي ارتفع‬ ‫أسعار بيعها نتيجة للعوامل املناخية التي طرأت‬ ‫على لبنان وجواره من الدول‪ ،‬ومتابعة التدابير التي‬ ‫اتخذت في هذا اجملال‪.‬‬ ‫أما في ما يتع ّلق مبوضوع شركات التأمني‪ ،‬لقد‬ ‫كانت هناك مجموعة من املشاكل املتمثلة بعدم‬ ‫وجود إحصاءات واضحة ودقيقة في القطاع التأميني‪،‬‬ ‫مما استوجب العمل الدؤوب مع جلنة املراقبة على‬ ‫هيئات الضمان إلصدار التقرير املالي السنوي ‪2007‬‬ ‫– ‪ 2008‬لقطاع الضمان‪.‬‬ ‫كما كان لألزمة املالية العاملية بالغ األثر في تراجع‬ ‫نشاط فروع التأمني في لبنان‪ ،‬فتأثر “ضمان احلياة”‬ ‫املرتبط ببرامج استثمار‪ ،‬تأثر ضمان االستشفاء‬ ‫وضمان املركبات البرية‪ ،‬إذ كان الفرع األكثر تضررا ً هو‬ ‫فرع السيارات غير اإللزامي الذي خسر ‪ 25,5‬مليون‬ ‫دوالر أميركي‪ ،‬وتبعه فرع االستشفاء بخسارة تقرب‬ ‫‪ 4,5‬مليون دوالر أميركي‪ .‬وهذا ما تط ّلب العمل بجهد‬ ‫مع جلنة املراقبة لوضع بيئة قانونية وتنظيمية‬ ‫مالئمة لتعزيز نشاط الرقابة على القطاع‪ ،‬السيما‬ ‫بعد السنوات الثالثة الصعبة األخيرة التي شهدتها‬ ‫البالد في ظل أجواء سياسية وتشريعية مشلولة‪،‬‬ ‫فأعيد تشكيل اجمللس الوطني للضمان‪ ،‬مما سمح‬ ‫بإقرار عدد من القوانني واملراسيم الضرورية لعمل‬ ‫قطاع التأمني‪ ،‬وتفعيل نشاطه اإلنتاجي‪ ،‬وذلك بني‬ ‫عامي ‪ 2008‬و ‪.2009‬‬ ‫كيف تصفون عالقة وزارة االقتصاد باجلمعيات‪:‬‬ ‫التجار‪ ،‬والصناعيني وغرف الصناعة والتجارة‬ ‫وغيرها من اجلمعيات‪.‬‬ ‫غرف التجارة والصناعة والزراعة هي مؤسسات‬ ‫ذات نفع عام‪ ،‬وهي تخضع لرقابة وزارة االقتصاد‬ ‫والتجارة‪ ،‬كما هو محدد في املرسوم االشتراعي رقم‬ ‫‪ 36‬تاريخ ‪ 5‬آب ‪ ،1967‬كما أن آلية الرقابة يحددها‬ ‫هذا املرسوم‪ .‬أما بالنسبة للجمعيات فإنها تخضع‬ ‫يتم إنشاؤها مبوجب‬ ‫لوزارة الداخلية والبلديات‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ويتم إعالمنا عن‬ ‫علم وخبر من قبل وزارة الداخلية‪ّ ،‬‬ ‫اجلمعيات التي لها طابع اقتصادي وجتاري‪.‬‬ ‫ورغم التوترات السياسية في لبنان‪ ،‬واألجواء‬ ‫والظروف االقتصادية العاملية التي انعكست سلبا ً‬ ‫على االقتصاد اللبناني حيث متكنّا من جعل األجواء‬ ‫املكتنفة ملعظم شرائح اجملتمع اللبناني بالتقاط‬

‫ لألزمة املالية العاملية بالغ األثر في تراجع نشاط فروع التأمني في لبنان‬‫ العامان املاضيان شهدا حركة الفتة باجتاه تفعيل العالقات التجارية‬‫واالقتصادية مع سوريا الرتباطها الوثيق بالوضع السياسي وتطوراته‬ ‫ مصلحة طهران وبيروت أن تتع ّزز العالقات بني البلدين‬‫ ‪ %50‬هو حجم التبادل التجاري البيني بني لبنان والدول العربية‬‫أنفاسها الى حد ما من خالل اللقاءات املتعددة وجتاوب‬ ‫غرف التجارة والصناعة والتجارة في لبنان‪ ،‬وجمعيات‬ ‫التجار والصناعيني‪ ،‬كما العمل على تفعيل وتوجيه‬ ‫اجلمعيات لناحية دورها في استقرار السوق‪.‬‬ ‫كيف تصفون العالقات االقتصادية اللبنانية –‬ ‫السورية؟‬ ‫شهد العامان املاضيان حركة الفتة باجتاه تفعيل‬ ‫العالقات مع سوريا ال سيما العالقات التجارية‬ ‫واالقتصادية الرتباطها بشكل وثيق مع الوضع‬ ‫السياسي وتطوراته‪ ،‬ومدى انفتاح البلدين على‬ ‫بعضهما البعض‪.‬‬ ‫لذلك قمنا في وزارة االقتصاد والتجارة بعملية‬ ‫تقييم لهذه العالقات ومراجعة دقيقة لكافة‬ ‫االتفاقيات والبرامج التنفيذية‪ ،‬ومذكرات التفاهم‬ ‫املوقعة ما بني لبنان وسوريا‪ ،‬وذلك بهدف إعطاء‬ ‫االنطالقة اجلديدة للعالقات الثنائية بعدا ً عمليا ً‬ ‫وعلميا ً يقوم على الثقة والشفافية مبا يحقق‬ ‫مصالح البلدين‪ .‬وفي هذا اإلطار عقدنا اجتماعات‬ ‫تقنية ثنائية ما بني وزارتي االقتصاد والتجارة في كل‬ ‫من البلدين‪ ،‬أسفر عنها اجتماع اللجنة االقتصادية‬

‫‪15‬‬

‫املشتركة السورية اللبنانية في سوريا مع وزيرة‬ ‫االقتصاد والتجارة في اجلمهورية السورية السيدة‬ ‫عاصي‪ ،‬حيث ناقشنا في هذا االجتماع سبل التعاون‬ ‫املشترك بني البلدين في شتى القطاعات االقتصادية‬ ‫واإلنتاجية‪ ،‬كما متّ التشاور في سبل إزالة العوائق‬ ‫التي تقف في طريق زيادة حجم التبادل التجاري‪ ،‬ومتّ‬ ‫وضع آليات مشتركة للتعاون في ما يتعلق مبجاالت‬ ‫حماية املستهلك‪ ،‬واجلودة واالتفاقيات الدولية‬ ‫واإلقليمية السيما تلك املتعلقة باالحتاد األوروبي‬ ‫ومنظمة التجارة العاملية‪.‬‬ ‫ونحن نرى أن هذا التعاون ميكن أن يفتح مجاالت‬ ‫عدة وآفاق متنوعة لكال البلدين السيما في القطاع‬ ‫املصرفي والتأمني والسياحة والنقل والطاقة‬ ‫لتسهيل العبور على النقاط احلدودية خاصة البرية‬ ‫منها‪.‬‬ ‫كما شهد هذا العام تطورا ً هاما ً على الصعيد‬ ‫اإلقليمي من خالل إطالق مجلس التعاون االقتصادي‬ ‫والتجاري لدول اجلوار اللصيق ما بني لبنان وسوريا‬ ‫واألردن وتركيا‪ ،‬ونحن نع ّول على هذا اجمللس في سبيل‬ ‫تطوير العالقات التجارية واالقتصادية ما بني دولنا‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫مقابلة‬ ‫خاصة في ما يتع ّلق بتطوير منطقة جتارة حرة رباعية‪،‬‬ ‫وتعاون في مجاالت النقل والطاقة والسياحة‪.‬‬ ‫أين أصبحت االتفاقيات اللبنانية االقتصادية‬ ‫مع الدول العربية واألجنبية‪ ،‬وتلك التي و ُّقعت مع‬ ‫اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية؟‬ ‫يعتمد لبنان سياسة االنفتاح االقتصادي والتجاري‪،‬‬ ‫ومن هذا املنطلق عملنا في وزارة االقتصاد والتجارة‬ ‫خالل الفترة املاضية على تعزيز عالقاتنا التجارية‬ ‫واالقتصادية الثنائية كما اإلقليمية‪.‬‬ ‫فعلى الصعيد العربي‪ ،‬ونظرا ً ألهمية حجم‬ ‫التبادل التجاري البيني بني لبنان والدول العربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يشكل ما يقارب الـ ‪ %50‬من التجارة اللبنانية‪،‬‬ ‫والذي‬ ‫ومن أجل تنمية ورفع حجم هذا التبادل الى مستويات‬ ‫أعلى وأفضل‪ ،‬واظبت الوزارة على املشاركة بشكل‬ ‫فاعل في جميع اجتماعات اجمللس االقتصادي‬ ‫واالجتماعي جلامعة الدول العربية‪ ،‬وتابعت الوزارة‬ ‫عملية حتفيز الدول العربية للمضي قدما ً مبفاوضات‬ ‫اتفاقية اخلدمات بني الدول العربية‪.‬‬ ‫كما سعت الوزارة الى تعزير املشاورات مع كافة‬ ‫البلدان في سعي الى تذليل املعوقات التي تواجه‬ ‫التجارة البينية العربية السيما تلك املتعلقة‬ ‫باملواصفات وشهادات املطابقة واإلجراءات املعتمدة‬ ‫على املعابر احلدودية خاصة البرية منها‪.‬‬ ‫كما وبشكل موازٍ‪ ،‬عملت الوزارة على تكثيف‬ ‫اللقاءات واالجتماعات مع الدول كافة السيما دول‬ ‫أميركا الالتينية خاصة املكسيك والبرازيل‪ ،‬حيث‬ ‫و ّقعت الوزارة عددا ً من مذكرات التفاهم من أجل‬ ‫وضع آليات ناجعة تدفع قدما ً التبادل التجاري‪ ،‬وتعزز‬ ‫الروابط ما بني لبنان وتلك الدول‪ .‬ومن ضمن هذا‬ ‫اإلطار تق ّدمت وزارة االقتصاد والتجارة من مجموعة‬ ‫املركوسير “التي تضم كل من البرازيل واألرجنتني‬ ‫واألوروغواي والبراغواي وفنزويال” بطلب بدء مفاوضات‬ ‫جتارة حرة أو اتفاقية جتارة تفضيلية‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أنهت الوزارة بالتعاون مع الوزارات‬ ‫املعنية (الصناعة‪ ،‬والزراعة واملالية) املفاوضات حول‬ ‫اتفاقية الشراكة إلقامة اتفاقية جتارة حرة مع تركيا‬ ‫والتي تُ ّوجت بالتوقيع عليها خالل زيارة رئيس حكومة‬ ‫اجلمهورية التركية رجب طيب أردوغان‪ ،‬وتأتي أهمية‬ ‫هذه االتفاقية من خالل وضعها في إطار التعاون‬ ‫االستراتيجي القائم حاليا ً ما بني الدول الرباعية‬ ‫سوريا‪ ،‬واألردن وتركيا باإلضافة الى لبنان‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر عقدنا عددا ً من االجتماعات‬ ‫املشتركة مع املعنيني في الواليات املتحدة وكندا‬ ‫إليجاد مجاالت جديدة للتعاون االقتصادي والتجاري‪.‬‬ ‫كما قمنا بتوسيع إطار التعاون مع العديد من‬ ‫الدول األوروبية غير املنضمة الى االحتاد األوروبي‪،‬‬ ‫فعقدنا أول اجتماع للجنة املشتركة احلكومية‬ ‫اللبنانية ‪ -‬األوكرانية للتعاون االقتصادي والتجاري في‬ ‫كييف‪ ،‬وعقدنا اجتماعات للجنة املشتركة اللبنانية‬ ‫واجملموعة األوروبية (سويسرا‪ ،‬آيسالند والنروج)‪ ،‬كما‬ ‫نظمنا عددا ً كبيرا ً من االجتماعات في كل من فرنسا‬ ‫وسويسرا وقبرص واليونان‪.‬‬ ‫كما شارك لبنان على مدى ستة أشهر مبعرض‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الصني في شانغهاي‪ ،‬حيث نظمت وزارة االقتصاد‬ ‫والتجارة أياما ً ثقافية وترويجية لتسويق لبنان كبلد‬ ‫مم ّيز في العالم العربي‪.‬‬ ‫أما في ما يتع ّلق بالعالقات مع اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬تابعت الوزارة امللفات املشتركة‬ ‫التي متّ االتفاق عليها في إطار اللجنة املشتركة‬ ‫االقتصادية والتجارية في دورتها السادسة التي كانت‬ ‫قد انعقدت في بيروت في العام ‪ 2009‬بوفد تقني زار‬ ‫طهران في الفصل األول من العام ‪ ،2010‬والذي نتج‬ ‫عنه مذكرات تفاهم للتعاون التجاري والتعاون في‬ ‫مجال حماية املستهلك‪.‬‬ ‫ما هو موقف لبنان من التجارة احلرة وفتح‬ ‫األسواق والتعاون مع االحتاد األوروبي؟‬ ‫إن االقتصاد اللبناني بطبيعته اقتصاد منفتح‬ ‫على العالم‪ ،‬وتأتي عملية التجارة احلرة واالنفتاح‬ ‫على األسواق في سياق التطور العاملي للتجارة‬ ‫وللعالقات الدولية‪ .‬فلم يعد بوسع أي بلد من البلدان‬ ‫غلق أسواقه على املنتجات اخلارجية بهدف حماية‬ ‫أسواقه الداخلية وبعض القطاعات االنتاجية‪ .‬ففي‬ ‫عملية االنفتاح التي تنتهجها حاليا ً الوزارة في‬ ‫مفاوضاتها هي التركيز على عملية تطوير اإلنتاج‬ ‫الداخلي ليتماشى مبنتجاته مع املواصفات العاملية‬ ‫من حيث النوعية واجلودة‪ .‬باإلضافة الى ذلك عملنا‬ ‫على رفع الكفاءات اإلدارية والرقابية لإلدارة اللبنانية‬ ‫لتواكب وتدعم توجهاتنا العامة في هذا النطاق‪.‬‬ ‫لذلك نرى أن التعاون القائم حاليا ً ما بني لبنان‬ ‫واالحتاد األوروبي ناجعا ً ومجدياً‪ ،‬فقمنا من خالل‬ ‫برنامجي اجلودة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬ ‫من تطوير عمل اخملتبرات اللبنانية‪ ،‬وجتهيزها‬ ‫باآلليات الضرورية لفحص املنتجات اللبنانية وفقا ً‬ ‫للمواصفات العاملية السيما األوروبية منها‪ .‬باإلضافة‬ ‫الى تدريب العديد من املؤسسات اللبنانية ومتكينها‬ ‫من احلصول على شهادة الـ ‪ ISO‬العاملية‪ .‬كما قمنا‬ ‫مبساعدة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في عملية‬ ‫التأسيس وإدارة أعمالها من خالل إنشاء حاضنات‬ ‫لألعمال في كل من غرف جتارة صيدا وطرابلس في‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫هذا وساهمت املساعدات املقدمة من االحتاد‬ ‫األوروبي برفع قدرات كل من اإلدارات العامة اخملتصة‬ ‫واملصانع واملؤسسات اللبنانية‪ ،‬ونحن في وزارة‬ ‫نثمن هذا التعاون وهذا الدعم‬ ‫االقتصاد والتجارة ّ‬ ‫ونتط ّلع الى رفع حجم دخول البضائع اللبنانية الى‬ ‫األسواق األوروبية‪ ،‬لنكون بذلك قد متكنّا من حتقيق‬ ‫الهدف املرجو من اتفاقية الشراكة هذه‪.‬‬

‫تقييم عمل احلكومة‬ ‫كيف تقيّم عمل احلكومة خالل عام‪ ،‬وملاذا لم‬ ‫متارس احلكومة ما ورد في اسمها على أنها حكومة‬ ‫وحدة وطنية؟‬ ‫من حق املواطنني أن يطالبوا وينتظروا من حكومة‬ ‫الوحدة الوطنية أكثر مما أعطت وأجنزت‪ ،‬ولكن في‬

‫‪16‬‬

‫ظل احلد األدنى من الوفاق السياسي ال ميكن أن‬ ‫يتحقّ ق احلد األقصى من اإلجناز الوزاري ألن اإلنقسام‬ ‫السياسي العامودي في لبنان انعكس سلبا ً داخل‬ ‫املؤسسات الدستورية وفي مق ّدمها احلكومة التي‬ ‫تباطأت وتيرة إنتاجيتها شيئا ً فشيئا ً لغاية بلوغها‬ ‫مرحلة الشلل تقريباً‪.‬‬ ‫ماهي أبرز اخلالفات السياسية ونتائجها؟‬ ‫الى جانب احلوار الدائر حول بناء استراتيجية‬ ‫دفاعية للبنان‪ ،‬نأخذ في االعتبار وجود سالح املقاومة‪،‬‬ ‫فإن احملكمة الدولية وما تراكم حولها من تسريبات‬ ‫ومواقف حت ّولت الى نقطة خالف جدية بني الفريقني‬ ‫ّ‬ ‫يتشكل منهما مجلس النواب‬ ‫السياسيني اللذين‬ ‫واحلكومة على حد سواء أي ما يعرف بفريقي ‪ 8‬و‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬وذلك على الرغم من سعي رئيس اجلمهورية‬ ‫الدائم لتكوين موفق وسط ملنع وقوع الصدام‬ ‫السياسي نتيجة الشرخ احلاصل‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل أخّ رت أمورا ً أساسية يحتاجها‬ ‫لبنان‪ ،‬من أبرزها اإلصالحات املالية واإلدارية وإقرار‬ ‫املوازنة‪ ،‬ويكفي اإلشارة الى العدد الكبير ملشاريع‬ ‫اجملمدة في مجلس النواب‪ ،‬هذا فضالً عن‬ ‫القوانني ّ‬ ‫إضاعة فرص استثمارية كبيرة كان من املمكن أن‬ ‫يستفيد منها االقتصاد اللبناني‪.‬‬ ‫ماذا عن العالقات اللبنانية – السورية؟‬ ‫كنت دوما ً وال أزال من املقتنعني بضرورة قيام‬ ‫أفضل وأوسع عالقات االستقرار السياسي والتعاون‬ ‫والتكامل االقتصادي بني لبنان وسوريا‪ ،‬ولقد حتقّ قت‬ ‫خطوات أساسية منذ انتخاب الرئيس العماد ميشال‬ ‫سليمان‪ ،‬وتولي الرئيس احلريري رئاسة احلكومة حيث‬ ‫استعاد البلدان حوارا ً كان قد ُفقد خالل خمس‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫نحن والسوريون بحاجة الى تعزيز الثقة وتفعيل‬ ‫العالقات بني املؤسسات وترجمتها الى مشاريع‬ ‫مشتركة‪.‬‬ ‫فسوريا ولبنان تربطهما شبكة مصالح اقتصادية‬ ‫من شأنها أن تعود بالنفع على الشعبني إذا تو ّفرت‬ ‫الظروف املالئمة لتطويرها‪.‬‬ ‫كيف تصف العالقات اللبنانية – اإليرانية؟‬ ‫لقد عكست الزيارة األخيرة للرئيس اإليراني‬ ‫محمود أحمدي جناد الى لبنان مستوى التطور الذي‬ ‫بلغته العالقات بني البلدين‪ ،‬وقد تسنى لي أن أملس‬ ‫حرص إيران على تطوير العالقات مع الدولة اللبنانية‬ ‫رافقت فخامة الرئيس الى طهران‪ ،‬وعندما‬ ‫عندما‬ ‫ُ‬ ‫استقبلت في بيروت وزير اإلسكان اإليراني الذي أبدى‬ ‫كامل استعداد بالده لتنفيذ مشاريع تطلبها الدولة‬ ‫اللبنانية خصوصا ً في مجال البنية التحتية‪.‬‬ ‫من هنا إن مصلحة طهران وبيروت أن تتعزّز‬ ‫العالقات بني البلدين‪ ،‬ونحن في احلكومة اللبنانية‬ ‫حريصون على قيام أفضل العالقات مع إيران نظرا ً‬ ‫ألهمية موقعها ودورها املتنامي في السياسة‬ ‫الدولية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬


‫حتقيق‬

‫أسانج‪ ..‬رجل العالم بال أسرار‬

‫فؤاد الترك لـ «منبر التوحيد»‪ :‬الدبلوماسية التقليدية إلى زوال‬ ‫ومرحلة ما قبل ويكيليكس ليست كما بعدها‬ ‫لطاملا ظهرت السياسة األميركية‬ ‫متحيزة لصالح “إسرائيل” خالل احلرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬وقد كان احتاد بريطانيا‬ ‫والواليات املتحدة واضحاً من خالل السعي‬ ‫الى حتقيق وعد بلفور وإقامة الدولة‬ ‫اليهودية الحقاً‪ ،‬إلرضاء اللوبي الصهيوني‬ ‫حول العالم‪ ،‬مموّل احلرب‪ ،‬الذي له التأثير‬ ‫األكبر داخل أميركا وهو الذي يتحكم‬ ‫بسياستها املالية واخلارجية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ومنذ اليوم األول الذي ظهرت فيه‬ ‫مجموعة من تسريبات “ويكيليكس”‬ ‫واإلسرائيليون يقولون “هذا جيد لنا”‪ .‬فقال‬ ‫نتانياهو‪“ :‬لقد كانت منطقتنا أسيرة‬ ‫خطاب‪ ،‬هو نتيجة ‪ 60‬عاماً من الدعاية‪،‬‬ ‫التي تق ّدم “إسرئيل” على أنها آخر تهديد”‪.‬‬ ‫بينما قال مسؤول إسرائيلي آخر متشفياً‬ ‫إن “إيران اليوم أهم من فلسطني وقد آن‬ ‫األوان لوضع جهد السالم على الرّف وتركيز‬ ‫االهتمام على إيران”‪ .‬وبالطبع قد يشعر بعض زعماء العرب بقلق‬ ‫كبير من طموحات إيران في املنطقة ولكن االنتقال من ذلك الى‬ ‫افتراض أن املوضوع الفلسطيني قد تراجع أو أنه لم يعد مهماً‬ ‫بالنسبة لهم ولشعوبهم هو افتراض غير صحيح‪.‬‬ ‫وإن أخطر ما في الوثائق هو الغياب املطلق لكل ما يتصل بـ‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬وهذا ما يثير الشبهات حول املصدر الفعلي لهذه‬ ‫الوثائق وارتباطه بقوى ضغط صهيونية داخل اإلدارة األميركية‪.‬‬ ‫فالوثائق املسرّبة تتحدث عن السياسة األميركية التي‬ ‫ينتهجها سفراء أميركا في املنطقة‪ ،‬وليس باجلديد أن يرى العالم‬ ‫ّ‬ ‫احلكام على شعوبهم‪ ،‬فضالً عن تآمر بعضهم على‬ ‫مدى تواطؤ‬ ‫البعض اآلخر‪ ،‬طلباً لترقية أو شهادة حسن سلوك من الباب‬ ‫األميركي العالي‪ .‬فسياسة أميركا في الوطن العربي معروفة‬ ‫منذ زمن بعيد‪ ،‬هي تتعاطى بفوقية مع العرب وتعتبرهم غير‬ ‫مؤهلني على كافة املستويات وتبقيهم متخوفني منها ساعني‬

‫شكرأ للعريف برادلي ماننغ‬ ‫لم يُعرف بعد مصدر الوثائق املسربة‪ ،‬لكن‬ ‫ُعلم أن املشتبه به الرئيسي هو العريف احمل ّلل في‬ ‫االستخبارات العسكرية األميركية برادلي ماننغ‪،‬‬ ‫وهو يخضع الى محاكمة عسكرية ألنه كشف‬ ‫عن تسجيل فيديو يظهر طاقم طائرة هلكوبتر‬

‫بكل جهدهم الى إرضائها على حساب‬ ‫شعوبهم‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬نرى بعض املسؤولني‬ ‫في بالدنا يزحفون على أبواب السفارات‬ ‫ليق ّدموا املعلومات للسفراء او للسفيرات‬ ‫األميركيات‪ .‬وقد قرأنا في التسريبات أسرار‬ ‫الدولة مستباحة على أفواه املسؤولني‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫كل ينقل وجهة نظره بالطريقة التي‬ ‫ّ‬ ‫تصب في مصلحته اخلاصة دون األخذ بعني‬ ‫االعتبار مدى خطورة ما قد تؤدي إليه إفشاء‬ ‫هذه املعلومات والهدف الوحيد هو إرضاء‬ ‫“سعادة” السفير والعمل بنصائحه‪.‬‬ ‫ولكن ما هي قيمة املعلومات الشخصية‬ ‫التي يكتبها هؤالء السفراء؟ وما عالقتها‬ ‫بالسياسات اخلارجية التي ّ‬ ‫ميثلونها؟ وهل‬ ‫ّ‬ ‫للحكام للسير‬ ‫هي عملية ابتزاز حقيقي‬ ‫قسرا ً في املشروع السياسي للواليات‬ ‫املتحدة أم محاولة لي ذراع ملن ال يثقون به؟‬ ‫إن ما نشر في التسريبات التي طاولت األمور الشخصية‬ ‫لبعض املسوؤلني‪ ،‬يوحي بوجود صفقة جتارية مربحة تقوم على‬ ‫حتويل الفضيحة الوثائقية الى مادة لالبتزاز السياسي واملادي‬ ‫وليس لتعميم املعرفة‪ .‬فغالبية الشعوب العربية هي فقيرة احلال‬ ‫مقارنة مع ّ‬ ‫حكامها‪ ،‬وليست على استعداد حملاسبتهم‪ .‬كما ال‬ ‫ّ‬ ‫يجب علينا أن ننسى أن احلكام في بعض البلدان العربية قد وصلوا‬ ‫ّ‬ ‫التكلم عنهم بالسوء خيانة عظمى‪.‬‬ ‫الى مراتب اآللهة‪ ،‬ويعتبر‬ ‫ما ُنشر من فضائح في “ويكيليكس” حتى اآلن هو أقل بكثير‬ ‫مما قد ينشر الحقاً‪ .‬فما هي التدابير التي سوف ت ّتخذها الواليات‬ ‫املتحدة للح ّد من تأثير عملية التسريب هذه وحلماية وثائقها في‬ ‫املستقبل؟ وكيف ستعيد الثقة واالعتبار لبعض املسؤولني الذين‬ ‫طالتهم التسريبات ليسترجعوا ثقة شعوبهم ودورهم مع مراعاة‬ ‫كافة التدابير املستقبلية لعدم حصول أو تكرار أي عملية تسريب‪.‬‬ ‫نترك اإلجابة عن هذه التساؤالت الى األيام القريبة املقبلة‪.‬‬

‫يطلق النار على مجموعة من املتمردين واملدنيني‪،‬‬ ‫ومن بينهم أطفال عام ‪.2007‬‬ ‫ماننغ يبلغ من العمر ‪ 23‬عاما ً هو ذو وجه‬ ‫طفولي مولود في والية أوكالهوما تطوع في‬ ‫اجليش عام ‪ 2007‬بعد طفولة تعرض خاللها‬ ‫للمضايقات من رفاقه ألنه مثلي اجلنس‪ ،‬وخالل‬ ‫خدمته في قاعدة عسكرية قرب بغداد اكتشف‬ ‫شدة وصرامة القواعد والتعليمات العسكرية‬

‫‪17‬‬

‫وخصوصا ً القانون «ال تسأل وال تخبر» الذي يفرض‬ ‫على مثليي اجلنس إخفاء ميولهم اجلنسية حتت‬ ‫طائلة تسريحهم من اخلدمة العسكرية‪.‬‬ ‫ويعارض برادلي هذا القانون بشدة وكان قد‬ ‫حتدث عنه إلى أصدقائه حسبما ذكر لوكالة‬ ‫ّ‬ ‫فرانس برس عضو في جلنة شكلت لدعمه‪،‬‬ ‫الذي أضاف أن “مانينغ وجد نفسه شبيها ً‬ ‫بشعبي العراق وأفغانستان اللذين عانيا من‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫حتقيق‬

‫برادلي مانينغ‬ ‫السياسة احلربية للحكومة األميركية”‪ .‬وأضاف‬ ‫“في املقابل كان ينتابه الشعور نفسه كعضو‬ ‫في أقلية تعامل بشكل غير عادل في اجليش‬ ‫األميركي واجملتمع األميركي بشكل عام”‪ ،‬ويرى‬ ‫بعض أصدقائه في تصريحات أدلوا بها لصحيفة‬ ‫نيويورك تاميز أن برادلي ماننغ قد يكون مدفوعا ً‬ ‫بيأسه من القبول به‪.‬‬

‫هل ستصاب هيالري كلينتون‬ ‫بسكتة قلبية؟‬

‫االسم الظاهر واملعروف لصاحب املوقع هو‬ ‫الصحافي وخبير االنترنت والقرصان األسترالي‬ ‫اجلنسية جوليان أساجن‪ .‬ورد في املوقع أنه أنشىء‬ ‫على أيدي مجموعة من الصحافيني واملبرمجني‬ ‫ومهندسي الشبكات وخبراء الرياضيات من‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬وأن لديهم شبكة دولية‬ ‫من املتطوعني‪ ،‬وكشفت صحيفة «الغارديان»‬ ‫البريطانية أن العريف برادلي هو أحد الذين‬ ‫يرسلون الوثائق ألساجن‪ ،‬وقد متّ سجنه في‬ ‫معسكرات اجليش األميركي في الكويت بعد‬ ‫أن أبلغ عنه أحد الهاكرز «القراصنة» وقال إنه‬ ‫أعطى أساجن ‪ 26000‬صفحة حتتوي على مراسالت‬ ‫دبلوماسية واستخباراتية سرية عن منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وأن تلك البيانات حتتوي على‬ ‫معلومات من غير»مقص الرقيب»عن أمور سرية‬ ‫في املنطقة العربية‪ ،‬ففي إحدى الرسائل التي‬ ‫أرسلها برادلي إلى الهاكر أدرين المو الذي سلمها‬ ‫بدوره للسلطات املعنية قال برادلي «ستصاب‬ ‫هيالري كلينتون وألف دبلوماسي أميركي آخر‬ ‫بسكتة قلبية عندما يستقيظون في أحد‬ ‫األيام ويجدون أن فيضا ً كبيرا ً من املعلومات حول‬ ‫السياسة اخلارجية السرية أصبح متاحا ً أمام‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جرائم الواليات املتحدة في العراق‬ ‫العالم»‪ .‬السؤال الذي يتبادر الى أذهان اجلميع‬ ‫هو هل ما تنشره «ويكيليكس» قانوني أم غير‬ ‫قانوني؟ وما هي التدابير التي اتخذتها أو سوف‬ ‫تتخذها السلطات األميركية بحق املسؤولني‬ ‫عن النشر والتسريب؟ املدعي العام للواليات‬ ‫املتحدة إريك هولدر أطلق حتقيقات واسعة حول‬ ‫التسريبات متعهدا ً أن يوجه االتهام ملن يقفون‬ ‫وراء نشرهذه الوثائق السرية‪ .‬وعلم أن الشرطة‬ ‫الفدرالية في أستراليا بدأت حتقيقا ً لتحدد ما إذا‬ ‫كان هناك خرق ألي من القوانني األسترالية‪ .‬حاولت‬ ‫اإلدارة األميركية أن تقنع ويكيليكس بأن تتوقف‬ ‫عن نشر الوثائق السرية‪ ،‬ووجهت رسالة الى‬ ‫أساجن أبلغته فيها أن نشر هذه الوثائق هو عمل‬ ‫غير قانوني‪ .‬وقال املتحدث باسم البيت األبيض‬ ‫روبرت جيبز إن اإلدارة األميركية ال تستبعد اتخاذ‬ ‫سلسلة من اإلجراءات ضد موقع «ويكيليكس»‪،‬‬ ‫وذلك بعد نشر أكثر من ربع مليون وثيقة من وزارة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وأضاف أن هناك حتقيقا ً قضائيا ً يجري‬ ‫ملعرفة كيفية تسريب ونشر هذه الوثائق‪.‬‬ ‫هل ميكن مقاضاة أساجن؟ وكيف؟ في‬ ‫هذا اجملال نقلت صحيفة واشنطن بوست‬ ‫عن مسؤولني في وزارة العدل األميركية‬ ‫أن السلطات الفيدرالية تدرس مقاضاة‬ ‫األسترالي أساجن‪ ،‬بتهمة التجسس‪ ،‬على‬ ‫رغم العوائق القانونية وكون حرية تبادل‬ ‫املعلومات مكفولة باملادة األولى من الدستور‬ ‫األميركي‪.‬‬ ‫هل تأتي عملية توقيفه بتهمة التحرش‬ ‫اجلنسي إحدى أساليب الضغط والترهيب‬ ‫االستخباراتي األميركي العاملي خصوصا ً‬ ‫بعدما متّ نشر تفاصيل املالحقة ومحضري‬ ‫الشرطة السويدية عن اال ّدعاء بحقه‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫تدل عن مهزلة كبيرة وتؤكد براءة أساجن‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫العراق‬ ‫كشفت التسريبات األولى عن تورط قادة‬ ‫عسكريني أميركيني في قتل مدنيني عراقيني‬ ‫ومشاركة عسكريني عراقيني في اعتداءات على‬ ‫املدنيني‪ ،‬وحتدثت إحدى البرقيات عن تورط رئيس‬ ‫احلكومة العراقي نوري املالكي من خالل وحدة‬ ‫عسكرية تابعة له مباشرة بأعمال خطف وقتل‬ ‫واحتجاز‪ ،‬أثارت هذه التسريبات إحراجا ً لوزارة‬ ‫الدفاع وللقيادات العسكرية األميركية ونقمة‬ ‫لدى الرأي العام املعارض للحرب وتعززت معارضته‬ ‫تدعمت بوثائق رسمية‪.‬‬ ‫بعد أن ّ‬

‫أفغانستان‬ ‫وعن أفغانستان كشفت الوثائق عن حجم‬ ‫كبير للفساد في احلكومة األفغانية وأن الرئيس‬ ‫األفغاني اطلق سراح ‪ 150‬موقوفا ً شديدي اخلطورة‬ ‫من بينهم ‪ 29‬من سجناء غوانتانامو الذين نقلوا‬ ‫الى أفغانستان‪ ،‬وأصدر عفوا ً عن عدد من كبار‬ ‫جتار اخملدرات‪ ،‬وذلك تلبية لتدخالت من شخصيات‬ ‫قبلية نافذة‪ .‬وأكدت وثائق أن األميركيني ينظرون‬ ‫الى أحمد والي كرزاي شقيق الرئيس األفغاني‬ ‫على أنه «فاسد الى حد كبير وضالع في تهريب‬ ‫اخملدرات» في جنوب البالد‪ .‬وجاء في إحداها أنه‬ ‫اجتمع مع مبعوث أميركي في قندهار وتبني‬ ‫لألخير أن «أحمد والي كرزاي الذي يتعني علينا‬ ‫التعامل معه بصفته رئيسا ً جمللس والية قندهار‪،‬‬ ‫يعتبر فاسدا ً الى حد كبيرومهرب مخدرات»‪،‬‬ ‫وأضاف «هذا اللقاء مع أحمد والي كرزاي يوضح‬ ‫واحدا ً من أكبر التحديات التي نواجهها في‬ ‫أفغانستان‪ :‬كيفية مكافحة الفساد وإقامة‬


‫عالقة بني الشعب وحكومته عندما يكون أبرز‬ ‫مسؤولي احلكومة فاسدين»‪ .‬وفي العام ‪2009‬‬ ‫طلب شقيق الرئيس من مسؤولني أميركيني متويالً‬ ‫إضافيا ً ملشاريع إعمار كبرى “لكن نظرا ً لسمعة‬ ‫أحمد والي كرزاي في مجال العقود املشبوهة‪،‬‬ ‫يجب التشكيك في طلبه تنفيذ مشاريع ضخمة‬ ‫ومكلفة” وتابع هذا التقرير “سنواصل مطالبة‬ ‫أحمد والي كرزاي بتحسني سمعته”‪.‬‬ ‫وكشفت أيضا ً عن تفاصيل قتل مدنيني‬ ‫أفغان لم يعلن عنها وعمليات سرية نفذتها‬ ‫القوات اخلاصة األميركية ضد بعض قادة طالبان‪.‬‬ ‫واألمر األكثر إثارة للجدل هو الكشف على أن‬ ‫الواليات املتحدة كانت تدرك حجم العالقة بني‬ ‫طالبان واخملابرات الباكستانية‪ ،‬األمر الذي أثار‬ ‫حفيظة أفغانستان‪ ،‬وقال الناطق الرسمي باسم‬ ‫احلكومة األفغانية سياماك هيراوي‪« :‬نشعر‬ ‫بالصدمة حيال الوثائق التي كشفت حقيقة‬ ‫احلرب في أفغانستان»‪ ،‬وأضاف أن كابول غاضبة‬ ‫جراء اكتشافها أن الواليات املتحدة كانت تدرك‬ ‫حجم الروابط بني اخملابرات الباكستانية وطالبان‪،‬‬ ‫ولم تتصرف حيال ذلك‪ .‬وأضاف هيراوي‪« :‬على‬ ‫الواليات املتحدة التعامل بجدية مع االستخبارات‬ ‫الباكستانية التي لديها اتصال مباشر مع‬ ‫اإلرهابيني‪ ،‬لقد كانت واشنطن على علم بعالقات‬ ‫اخملابرات الباكستانية مع التنظيمات املتشددة‬ ‫مثل القاعدة وقد أغفلت نظرها عن األمر‪ ،‬وعليها‬ ‫اآلن الرد على ذلك»‪ .‬أولى تداعيات التسريبات‬ ‫استقالة وزير املالية األفغاني عمر زخيلوال‬ ‫بسبب برقية مسربة ذكرت بأنه وصف الرئيس‬ ‫حامد كرزاي بالرجل الضعيف‪.‬‬

‫اجملالس باألمانات‬ ‫ّ‬ ‫شكل القول العربي املأثور «اجملالس‬ ‫طاملا‬ ‫باألمانات» قاعدة أخالقية في التعامل بني الناس‬ ‫حتى أصبح إفشاء اجملالس عيبا ً اجتماعياً‪ ،‬وما‬ ‫يصح أيضا ً على الدول‪ ،‬فإ ّن‬ ‫يصح على اجملتمعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إفشاء األسرار ليس عيبا ً فقط بل هو جرمية يعاقب‬ ‫عليها القانون‪ .‬وأسرار الدول تكون عاد ًة بشكل‬ ‫وثائق ومدونات يوضع عليها طابع “مصنفة”‬ ‫بدرجة سري أو سري جدا ً أوغيرها‪ .‬وإللقاء الضوء‬ ‫على هذا املوضوع كان لنا لقاء مع سعادة السفير‬ ‫فؤاد الترك الذي يتمتع بخبرة طويلة في العمل‬ ‫الدبلوماسي‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬ ‫ما قرأناه في الصحف هو وثائق صادرة‬ ‫من سفراء الواليات املتحدة املنتشرين حول‬ ‫العالم الى وزارة اخلارجية األميركية‪ ،‬وهي‬ ‫عبارة عن رسائل قصيرة حتمل تواريخ وتوقيت‬ ‫محددين‪ ،‬مضمونها ملخص اجتماعات يقوم‬ ‫بها السفراء توجز موضوع اللقاءات‪ .‬بحكم‬ ‫خبرتكم الطويلة في العمل الدبلوماسي‪ ،‬ما‬ ‫هو تعليقكم على دور السفراء في هذه األيام؟‬

‫السفير األميركي يعينّ مكافأة خلدمات أ ّداها املنافس األول للسفير هو وكالة األنباء‬ ‫هناك نوعان من السفراء‪ ،‬خارج املالك وداخله‪.‬‬ ‫السفراء داخل املالك يع ّينون مبرسوم يتخذ‬ ‫في مجلس الوزراء بعد خضوعهم المتحانات‬ ‫فيعينون‬ ‫أما السفراء من خارج املالك ّ‬ ‫الكفاءة‪ّ .‬‬ ‫من قبل الرئيس وهم غالبا ً من املقربني واألصدقاء‪،‬‬ ‫على أن ال يتجاوز عددهم الـ ‪ % 15‬من مجموع‬ ‫السفراء‪ .‬تنتهي واليتهم مع انتهاء والية الرئيس‪.‬‬ ‫وهم يسمحون ألنفسهم بإرسال تقارير مفصلة‬ ‫للمرجعية التي ع ّينتهم‪ .‬ويتمتعون بحر ّية أكبر‬ ‫في زيادة أو حذف بعض املعلومات ألنهم يخدمون‬ ‫لفترة زمنية مع ّينة‪.‬‬ ‫هل السفراء من خارج املالك ظاهرة موجودة‬ ‫في لبنان فقط؟‬ ‫إنها ظاهرة موجودة في كل دول العالم‪ .‬في‬ ‫أميركا مثالً فإ ّن الذين ميّولون معركة انتخابية‪،‬‬ ‫يك ّرمون بتعيينهم سفراء على رغم عدم‬ ‫كفاءتهم لتولي املنصب‪ .‬يقوم مبساعدتهم‬ ‫ما يقارب املئة شخص‪ .‬أما في لبنان فيقومون‬ ‫مبهماتهم كاملة‪ .‬بعض الرؤساء أصبحوا سفراء‬ ‫والعكس صحيح‪ .‬لقد ّ‬ ‫فكرنا في فترة من الفترات‬ ‫بتعيني الرئيس شارل حلو سفيرا ً في الفاتيكان‪،‬‬ ‫ولكن وضعه الصحي منعه من ذلك‪ .‬كما عينّ‬ ‫فيليب تقال سفيرا ً في باريس وفي األمم املتحدة‪.‬‬ ‫عاملية مثالً‬ ‫ّ‬ ‫وأحيانا ً يعني سفيرا ً من له صفة‬ ‫يحمل جائزة نوبل للسالم‪ ،‬حتى أن البرازيل ّ‬ ‫فكرت‬ ‫بتعينّ بيليه العب كرة القدم سفيرا ً في املكسيك‬ ‫أل ّن حضوره مميز ّ‬ ‫وجذاب‪.‬‬ ‫هل كنتم ترسلون تقاريرأ مفصلة أم‬ ‫مختصرة؟‬ ‫هناك ثالثة أنواع من التقارير‪:‬‬ ‫النوع األول‪ :‬التقارير العادية‪ ،‬وهي تذهب الى‬ ‫اخملتصة‪.‬‬ ‫الدوائر‬ ‫ّ‬ ‫النوع الثاني‪ :‬التقاريرالسياسية‪ ،‬ومنها العادي‪،‬‬ ‫يقدر مدى‬ ‫والسري‪ ،‬والسري جداً‪ ،‬وعلى السفير أن ّ‬

‫‪19‬‬

‫خطورة وأهمية هذه التقارير‪.‬‬ ‫النوع الثالث‪ :‬هي التقارير التي ال قيمة لها‬ ‫مثالً اثنان مرشحان الى الرئاسة وتو ّقع السفير‬ ‫جناح أحدهم‪.‬‬ ‫التقارير السياس ّية ّ‬ ‫خفت اليوم ألن السفير‬ ‫في املاضي كان مطلق الصالحية أو سفير فوق‬ ‫العادة‪ .‬منذ مئة عام كان يسافر في البحر وترسل‬ ‫معه احلقائب ويكون مقطوعأ عن بلده‪ .‬أما اليوم‪،‬‬ ‫فاملنافس األكبر للسفير هو وكالة األنباء‪ .‬بالكاد‬ ‫يصل الى مكتبه لكي ينقل احلدث‪ ،‬تكون وكالة‬ ‫األنباء قد سبقته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أهمية دور السفير اليوم؟‬ ‫اذاً ما‬ ‫أهميته أن يتوقع احلدث وكيفية االستعداد‬ ‫لوقوعه ومفاعيله فيما لو حصل‪ .‬السفير هو‬ ‫الذي يوحي حلكومته بالسياسة التي يجب أن‬ ‫تتبعها مع الدولة املعتمدة‪ .‬مهمة السفير هي‬ ‫تسويق بلده سياسيا ً واقتصاديا وجتارياً‪.‬‬ ‫ما هي أهم األحداث التي توقعتها عندما‬ ‫كنت سفيرأ وقد حصلت فعالً؟‬ ‫قدم أوراق اعتماده الى‬ ‫لقد كنت آخر سفير ّ‬ ‫شاه إيران‪ .‬توقعت التغيير في تلك املرحلة في‬ ‫إيران‪ .‬وقد استدعيت على وجه السرعة الى‬ ‫بيروت‪ .‬ولم يؤخذ املوضوع على محمل ا ّ‬ ‫جلد في‬ ‫تلك املرحلة‪ .‬و كنت أملك املعلومات واحلدس وأرى‬ ‫الوضع املتدهور في إيران‪.‬‬ ‫هل هذه املعلومات موثقة؟‬ ‫نعم كلها م ّوثقة وقد جمعت بعض التقارير‬ ‫املهمة وسأنشرها‪ ،‬ولكنها حتتاج الى املوافقة من‬ ‫املراجع اخملتصة بعد ‪ 20‬سنة من حصولها‪.‬‬ ‫هل صحيح أنه بعد عشرين عاماً يحق‬ ‫للسفير نشر املعلومات التي ميلكها مهما‬ ‫كانت خطيرة؟‬ ‫حسب الدولة وقوانينها بني عشرين وثالثني‬ ‫عاماً‪.‬‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫حتقيق‬

‫كيف ينظر الدبلوماسيون‬ ‫األميركيون الى بعض‬ ‫زعماء الدول؟‬

‫احمدي جناد كان من بني املشاركني في الهجوم على السفارة األميركية في طهران‬ ‫عند اإلدالء مبعلومات خطيرة هل تؤخذ‬ ‫إجراءات أو تدابير معينة ملواجهة احلدث أم‬ ‫تبقى املعلومات حبرا ّ على ورق؟‬ ‫عندما كنت أمني عام وزارة اخلارجية‪ ،‬كانت تردنا‬ ‫تقارير تساورنا فيها شكوك معينة حول مدى‬ ‫صحتها‪ ،‬لذلك يتم استدعاء السفير واطالعه‬ ‫على املعلومة للتأكد من صحتها‪ ،‬ولكي يكون‬ ‫هناك تقاطعا ً للمعلومات‪.‬‬ ‫أتذكر عندما كنت في األرجنتني‪ ،‬كان الناس‬ ‫يتكلمون عن انقالب‪ ،‬وقد تأجل مرات عديدة‬ ‫والسبب يعود الى أن زوجة منفذ االنقالب قد‬ ‫املهمة‪ .‬قد يتحول‬ ‫مرضت فلم تستطع تنفيذ‬ ‫ّ‬ ‫املوضوع الى فكاهة أحياناً‪ .‬لذلك ال تؤخذ كل‬ ‫اجلد قبل التأكد من‬ ‫املعلومات على محمل‬ ‫ّ‬ ‫صحتها وأهميتها وخطورتها‪ .‬كما على السفير‬ ‫أن يكون دقيقا ً في ذكر مصدر معلوماته فال‬ ‫يسمح له بالقول “التقيت مبرجع معني” بل عليه‬ ‫تسمية الشخص من أجل الد َقة واملصداقية في‬ ‫املعلومات‪.‬‬ ‫هل كنتم تتوخون احلذر في املواضيع األمنية‬ ‫واالستراتيجية كي ال تتم أية عملية تسريب؟‬ ‫في املاضي كنا نستعمل الشيفرة في املواضيع‬ ‫األمنية واالستراتيجية‪ ،‬كنا نرسل التقارير الى‬ ‫دائرة الرموز في وزارة اخلارجية حيث يوجد فريق‬ ‫ثم يتم إرسالها الى رئيس‬ ‫مختص لفك الرموز‪ّ ،‬‬ ‫اجلمهورية والوزير اخملتص والى رئيس احلكومة‪.‬‬ ‫سعادة السفير هل هناك حادثة معينة‬ ‫استعملت فيها الشيفرة ومازلت تذكرها‬ ‫لغاية اليوم؟‬ ‫عندما كنت في إيران بعد الثورة في العام‬ ‫ّ‬ ‫احتل بعض الطالب‪ ،‬ومن بينهم الرئيس‬ ‫‪1976‬‬ ‫اإليراني أحمدي جناد السفارة األميركية‪ ،‬واحتجزوا‬ ‫رهائن أميركيني لديهم‪ ،‬وبحكم عالقاتي القوية‬ ‫املهمة استطعت معرفة متى‬ ‫مع بعض املراجع‬ ‫ّ‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سيتم اإلفراج عن الرهائن‪ .‬لذلك أبرقت بالشيفرة‬ ‫هذه املعلومات املهمة‪.‬‬ ‫هل ميكن لفريق دائرة الرموز أن يسرّب‬ ‫املعلومات؟ وهل حصل أي تسريب لبعض‬ ‫املعلومات التي ارسلتها؟‬ ‫هذا الفريق يؤدي ميني القسم قبل توليه‬ ‫مهامه‪ ،‬وإذا خالف األصول املتبعة يتم حتويله الى‬ ‫احملاسبة‪.‬‬ ‫هل ما زالت دائرة الرموز موجودة في وزارة‬ ‫اخلارجية؟ وما هو دورها اليوم؟‬ ‫دائرة الرموز مازالت موجودة‪ ،‬ولكن من دون‬ ‫شيفرة‪.‬‬ ‫بالعودة الى ويكيليكس‪ ،‬هل صحيح أنه ال‬ ‫يوجد ما ميكن تأكيده بشكل قانوني على أي‬ ‫من هذه الوثائق‪ ،‬فكلها معلومات على لسان‬ ‫مسؤولني في احلكومة األميركية؟‬ ‫إن تقارير السفراء ال تلزم احلكومة األميركية‪،‬‬ ‫كلها أحاديث نقلت عن بعض السفراء وفقا ً‬ ‫ملشاعرهم وأحساسيهم‪ ،‬وهذا ال يلزم احلكومة‬ ‫األميركية بشيء‪ .‬املوقف الرسمي للسفير هو ما‬ ‫يعلنه على التلفزيون عند زيارته أحد املسؤولني‪.‬‬ ‫لدى وصول احلقائب الدبلوماسية الى وزارة‬ ‫اخلارجية في لبنان‪ ،‬هل ميكن أن توجز لنا‬ ‫كيف يتم التعامل مع املراسالت؟ وكيف يتم‬ ‫حفظها ؟‬ ‫احلقائب الدبلوماسية تضم أوراقا ً مالية‬ ‫وشخصية‪ .‬تفرز األوراق في وزارة اخلارجية وترسل‬ ‫الى السفارات املعنية‪.‬‬

‫ال أسرار بعد اليوم‬ ‫كيف ميكن تسريب هذه املعلومات‪ ،‬وهي‬ ‫ظاهرة تعد األضخم على م ّر التاريخ‪ ،‬وهل‬ ‫يستطيع مج ّند أميركي أن يستغل عمله‬

‫‪20‬‬

‫نقلت الصحف التي نشرت الوثائق‬ ‫تصريحات غير محببة أطلقها دبلوماسيون‬ ‫أميركيون إزاء زعماء بعض الدول‪ ،‬عن‬ ‫املستشارة األملانية اجنيال ميركل قالوا إنها‬ ‫«تخشى اجملازفة ونادرا ً ما تظهر مخيلة‬ ‫واسعة» وعن رئيس الوزراء التركي رجب‬ ‫طيب أردوغان‪ ،‬تعتقد أجهزة االستخبارات‬ ‫األميركية بأنه يبدي ريبة في تعاطيه‬ ‫مع اجلميع وأحاط نفسه بحلقة من‬ ‫املستشارين الذين «ميتدحونه إال أنهم‬ ‫يكنون له االزدراء» وأشار الى أن له حسابا ً‬ ‫مصرفيا ً سريا ً في سويسرا‪ .‬ونال قادة آخرون‬ ‫قسطهم من هذه الوثائق إذ ورد في إحداها‬ ‫أن الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي «نزق‬ ‫وسلطوي»‪ ،‬وتصف إحداها رئيس الوزراء‬ ‫اإليطالي بأنه «ضعيف جسديا ً وسياسيا ً‬ ‫وبأنه «غير مسؤول ومعتد بنفسه ويفتقر‬ ‫للفعالية ولوصفه قائدا ً أوروبيا ً معاصرا»‬ ‫وتشير إحدى الوثائق إلى الرئيس الروسي‬ ‫السابق فالدميير بوتني بـ «الكلب ألفا»‬ ‫وتصف الرئيس الروسي دميتري مدفيديف‬ ‫بأنه «ضعيف ومتردد» وأنه تابع لبوتني‪ .‬كما‬ ‫تصف زعيم كوريا الشمالية بأنه «الرجل‬ ‫القدمي املترهل» الذي عانى من «الصدمة‬ ‫اجلسدية والنفسية» نتيجة إلصابته‬ ‫بجلطة‪ .‬وعن الزعيم اإلفريقي روبرت‬ ‫موغابي أنه «الرجل العجوز اجملنون» وتصف‬ ‫الرئيس اليمني «بالرافض وقليل الصبر»‪،‬‬ ‫وذلك بعد اجتماع عقده مع جون برينان‪ ،‬أحد‬ ‫كبار مستشاري الرئيس األميركي لشؤون‬ ‫األمن القومي‪ .‬وصفت إحدى الوثائق الرئيس‬ ‫الليبي معمر القذافي بأنه «ضبابي وغريب‬ ‫األطوار» وأنه يكره السفر الطويل جوا ً‬ ‫ويخشى الطيران فوق املياه وال يستطيع‬ ‫السفر جوا ً ألكثر من ثماني ساعات و»صار‬ ‫يعتمد اعتمادا ً تاما ً على ممرضته األوكرانية‬ ‫جالينا كولوتنياستكا‪ ،‬إنها شقراء فاتنة‬ ‫مهمتها االهتمام بصحة الزعيم ووضعه‬ ‫ومزاجه العام وأنها كانت تتنقل بطائرة‬ ‫خاصة لاللتحاق بالقذافي عند السفر»‬ ‫وهو «على عالقة غرامية» بها‪ ،‬كما وصفت‬ ‫أخرى الرئيس اإليراني محمود أحمدي جناد‬ ‫بأنه شبيه بهتلر وأن إيران حتولت إلى دولة‬ ‫فاشية‪.‬‬


‫وصالحية دخوله الى قواعد املعلومات السرية‬ ‫من تسريب هذه املعلومات اخلطيرة؟‬ ‫أصبح من املؤكد أن الذي س ّرب هذه املعلومات‬ ‫هو خبير في التكنولوجيا‪ ،‬إنّه ليس تقريرا ً واحدا ً‬ ‫بل مجموعة تقارير‪ .‬ومع وجود التكنولوجيا ال‬ ‫يوجد أسرار بعد اليوم‪.‬‬ ‫هل ميكن مالحقة أساجن بتهمة‬ ‫اجلاسوسية؟‬ ‫ال أعلم كيف يتعامل القانون األميركي مع‬ ‫هذه املواضيع‪.‬‬ ‫يقال إ ّن هذه التسريبات تهدف الى‬ ‫إحراج أوباما وتصويره مبظهر العاجز عن‬ ‫حماية وثائق إدارية‪ ،‬فكيف بأمن الواليات‬ ‫املتحدة ومواطنيها؟ وقد يدفعه ذلك الى‬ ‫وضع احلسم العسكري ضد إيران على‬ ‫الطاولة؟‬ ‫هذه الوثائق ال تضر بأوباما بل مبصداقية إدارة‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬مثالً السياسي في لبنان لن‬ ‫يتكلم بعد اليوم بحرية مع السفير األميركي‪،‬‬ ‫سيكون حذرا ً جداً‪ ،‬سيأخذ منه املعلومات ولن‬ ‫يعطيه شيئا ً‪ .‬مرحلة ما قبل “ويكيليكس” لن‬ ‫تكون كما بعدها‪.‬‬ ‫كيف ينظر العالم العربي الى هذه الوثائق؟‬ ‫فالبعض رفضها وخصوصاً أنها تدفع بعض الدول‬ ‫الى اتخاذ مواقف غير مناسبة جتاه بعضها؟‬ ‫سيكون هناك حذر في التعاطي مع بعضهم‬ ‫البعض‪.‬‬ ‫الالفت في املوضوع خلو الوثائق من أية معلومات‬ ‫تضر بـ “إسرائيل” ال بل تصبّ في مصلحتها؟‬ ‫نحن نعلم مدى أهمية “إسرائيل” وقوتها عند اإلدارة‬ ‫األميركية أو رمبا قد يأتي الوقت الحقا ً وتفضح فيه‬ ‫تضر بـ “إسرائيل” وتدينها‪.‬‬ ‫بعض الوثائق التي ّ‬ ‫التكنولوجيا غ ّيرت دور السفير‪.‬‬ ‫برأيك هل سنشهد زوال دور الدبلوماسيّة‬ ‫التقليدية؟‬ ‫نعم الدبلوماسية التقليدية الى زوال‪ .‬اليوم الرئيس‬ ‫هو الذي يفاوض‪ ،‬ووزير اخلارجية يتصل مباشرة بنظيره‬ ‫متخط ّيا ً بذلك دور السفير‪ .‬الدبلوماسية التقليدية‬ ‫انحسرت لتحل مكانها الدبلوماسية املباشرة‪ ،‬أصبح‬ ‫عمل السفير الزراعة والتجارة والفنون والسياحة‬ ‫املهمة واخلطيرة نرى‬ ‫والفولكلور‪ .‬ولكن عند احملطات‬ ‫ّ‬ ‫الرؤساء يتفاضون بطريقة مباشرة‪ .‬التكنولوجيا‬ ‫ووسائل االتصال غ ّيرتا دور السفير‪.‬‬ ‫متى يتم تغيير السفير؟‬ ‫هناك حاالت عادية وأخرى غير عادية‪ .‬في احلاالت‬ ‫العادية كل أربع أو خمس سنوات يتم تغييره‪ ،‬وال‬ ‫يستطيع البقاء في اخلارج في نفس البلد أكثر من‬ ‫عشر سنوات‪ .‬أما في احلاالت غير العادية‪ ،‬فهي عندما‬ ‫يسيء التصرف باحلصانة الدبلوماسية فيح ّول الى‬ ‫اجمللس التأديبي ويفصل فوراً‪.‬‬ ‫نالحظ أن اإلدارة األميركية تغيّر سفراءها‬ ‫باستمرار ملاذا؟‬

‫جرائم الواليات املتحدة في افغانستان‬ ‫السفير األميركي يعينّ مكافأة خلدمات أ ّداها‪ ،‬مثالً‬ ‫ميّول احلملة االنتخابية الرئاسية بعشرة ماليني دوالر‬ ‫فيتم إهداءه اللقب‪.‬‬ ‫ّ‬

‫حوار‪ :‬لور عقل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬

‫كيف نقرأ «ويكيليكس»؟‬ ‫أوردنا أبرز مناذج التسريبات التي تفوق املليون وثيقة‪ .‬لكن كيف نقرأها؟ “ويكيليكس” هي‬ ‫مشكلة علينا‬ ‫أن نحسن قراءتها كي نحد من مفاعيلها القريبة واملستقبلية وفقا ً لالعتبارات التالية‪:‬‬ ‫لم تشكل التسريبات أي مشكلة لألمن القومي األميركي بل تسببت بإحراج الدبلوماسية‬ ‫األميركية أمام أصدقائها وخلقت مشكالت طويلة األمد مع بعض احللفاء‪.‬‬ ‫أدت بعض التسريبات الى خلق شكوك بني أطراف داخلية في دول عديدة وإثارة خالفات بني فئات‬ ‫سياسية داخل البلد الواحد كما هو احلال في باكستان وأفغانستان ولبنان وغيرها‪.‬‬ ‫على املدى البعيد سوف يتردد الدبلوماسيون األجانب بالبوح مبكنوناتهم أمام محدثيهم‬ ‫األميركيني خشية تكرار ما حدث من تسريب والتسبب بإحراجات ومشاكل‪.‬‬ ‫في املقابل سوف ينشأ عند الدبلوماسيني األميركيني حتفظ من تدوين كل ما جرى في اللقاءات‬ ‫واالجتماعات مع وفود خارجية خوفا ً من التسريب مما يفقد محاضر اللقاءات دقتها‪.‬‬ ‫تراجع الثقة بقدرة األجهزة األمنية األميركية رغم االنفاق العالي جدا ً على األمن والدفاع‬ ‫وبعدما كانت صورتها تظهر أنها ال تقهر وال تخرق‪.‬‬ ‫إحباط في العالم العربي جراء األسلوب الذي تعتمده الدبلوماسية األميركية في التعامل‬ ‫مع العرب وغيابهم وتغييبهم عن االهتمام الذي يستحقونه وما توحيه من نظرة استخفافية‬ ‫بالهموم العربية‪.‬‬ ‫تكريس مبدأ اإلثارة في اإلعالم كعنصر جاذب للقارىء واملواطن الذي بات من الصعب عليه متابعة‬ ‫اإلعالم املوضوعي الرصني وصار يبحث عن اخلبر املفاجىء والعاجل والعنوان املثير وامللتبس‪.‬‬ ‫اخلوف من اآلتي من التسريبات ألن الوقائع تشير أن أساجن وفريقه مازالوا ميتلكون مئات آالف‬ ‫الوثائق وهم يتفحصونها متهيدا ً إلطالقها على شبكة االنترنت‪ .‬ماذا تخبىء الوثائق املقبلة؟‬ ‫سؤال يقض مضاجع السياسيني في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫صعود نظرية املؤامرة الى الواجهة ألن كثيرين يعتقدون أن الوثائق املنشورة هي من دون شك‬ ‫صحيحة وأن املشكلة تكمن في التسريب‪ ،‬وليس في صحة الوثيقة‪ ،‬لكن ماذا يحصل لو دس‬ ‫أصحاب املوقع وثيقة مفبركة حتمل أبعادا ً سياسية خطيرة مثل الكشف عن لقاءات بني أعداء‬ ‫أو معلومات عن جرائم كبيرة وغيرها؟ سوف ينظر الى أي وثيقة جديدة يس ّربها املوقع على أنها‬ ‫صحيحة وال مكان للكالم عن التزوير والفبركة مع “ويكيليكس”‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫لقاء التعاون والتنسيق في بيصور بين مؤسسات طائفة الموحدين الدروز في المشرق العربي‬

‫ث ّبت المواقف الوطنية والقومية وأ ّكد‬ ‫على تاريخ الدروز في حماية المقاومة‬

‫بدعوة من هيئة العمل التوحيدي‪ُ ،‬عقد‬ ‫في مركز الرابطة الثقافية الرياضية في بلدة‬ ‫بيصور – قضاء عاليه‪ ،‬لقاء ديني حاشد أع ِلنت‬ ‫فيه الثوابت األساسية لطائفة املوحدين الدروز‪.‬‬ ‫وشارك فيه ممثل عن أصحاب السماحة مشايخ‬ ‫عقل الطائفة في اجلمهورية العربية السورية‪،‬‬ ‫ممثلني عن جلنة التواصل الدرزية عرب ‪،48‬‬ ‫مؤسسة العرفان التوحيدية‪ ،‬مؤسسة الشيخ‬ ‫أبو حسن عارف حالوي اخليرية‪ ،‬الصندوق اخليري‬ ‫للرعاية واالستشفاء‪ ،‬مركز بعقلني الطبي‪،‬‬ ‫مؤسسة اإلميان االستشفائية‪ ،‬ممثلي اجملالس‬ ‫التوحيدية‪ ،‬تيار اجملتمع املدني املقاوم‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس بلدية بيصور ندمي العريضي‪ ،‬مختار بيصور‬ ‫سهيل بديع مالعب‪ ،‬رئيس الرابطة الثقافية‬ ‫الرياضية ‪ -‬بيصور الدكتور عدنان العريضي‪،‬‬ ‫مدير مديرية احلزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫في بيصور وسام العريضي‪ ،‬مدير مديرية‬ ‫احلزب السوري القومي االجتماعي في بيصور‬ ‫سامي مالعب (علي حيدر)‪ ،‬الشيخ محمد‬ ‫مالعب واملهندس أديب مالعب‪ ،‬وأمني العالقات‬ ‫السياسية في حزب «التوحيد العربي» عصمت‬ ‫العريضي‪ ،‬ومفوض الشحار في حزب «التوحيد‬ ‫العربي» عامر مالعب ممثلني عن جلنة األسرى‬ ‫احملررين من السجون اإلسرائيلية في اجلبل‪،‬‬ ‫رؤساء بلديات ومخاتير‪ ،‬ممثلي الروابط واالحتادات‬ ‫والهيئات االجتماعية واجلمعيات األهلية‪،‬‬ ‫وحشد من مشايخ الدين وناشطون من اجملتمع‬ ‫املدني‪.‬‬ ‫وجاء اللقاء للتأكيد على دور أبناء طائفة‬ ‫املوحدين الدروز في الدفاع عن األمة العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬والباع الطويل لها في حماية الثغور‬ ‫وص ّد املعتدين‪ ،‬والوقوف بوجه كل مستعمر أو‬ ‫مَن يحاول التآمر على املقاومة‪ ،‬وللتنسيق بني‬ ‫املؤسسات الدينية الدرزية في جميع النواحي‬ ‫العربية والوطنية عامة والداخلية الدرزية‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫وتخلل اللقاء كلمات لرؤساء الوفود‬ ‫املشاركة‪ ،‬جاءت على الشكل التالي‪:‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كلمة مشايخ عقل سوريا ألقاها‬ ‫القاضي ربيع زهر الدين التنوخي‪:‬‬ ‫مهما كثرت التهديدات‬ ‫واالعتداءات‪ ،‬فلن ترى «إسرائيل»‬ ‫سوى مزيد من البطوالت‬ ‫والتضحيات‬

‫‪22‬‬

‫وبعد كلمة ترحيبية وتعريف من الشيخ ناظم‬ ‫أبو ذياب‪ ،‬حتدث القاضي ربيع زهر الدين التنوخي‪،‬‬ ‫ممثالً مشايخ عقل الطائفة في سوريا‪ ،‬قائالً‪“ :‬من‬ ‫عرين األسد جئنا‪ ،‬ومن مهد احلضارات ومنبع اخلير‬ ‫والتسامح والتعاون‪ ،‬لنشارككم في لقائكم‬ ‫الكرمي هذا‪ ،‬وهو التعاون والتنسيق بني املؤسسات‬ ‫الدينية العائدة لطائفة املسلمني املوحدين‬ ‫الدروز حاملني في قلوبنا وعقولنا رسالة محبة‬ ‫وتقدير وخالص دعاء لكم بالتوفيق واالزدهار من‬ ‫أصحاب السماحة مشايخ عقل طائفة املوحدين‬ ‫في سوريا”‪ .‬وتابع “أيها اإلخوة إن املؤمنني ال خوف‬ ‫عليهم وال هم يحزنون‪ ،‬وهم دائما ً على يقني من‬ ‫أمرهم واثقون بوعد احلق سبحانه وتعالى‪ ،‬وال‬ ‫ترهبهم كثرة عدد وعدة أعدائهم وتفوقهم مبا‬ ‫ميتلكون من األسلحة املتطورة والتقنيات احلديثة‪،‬‬ ‫فسالح املؤمن األقوى هو إميانه بأنه ارتكاب الشرور‬ ‫يقلب عروش املقتدرين والظاملني‪ ،‬وسيد اجلميع‬ ‫أكبر من كل متكبر وظالم‪ ،‬وستظل راية املقاومة‬ ‫والكرامة العربية مرفوعة طاملا هناك قادة عظام‬ ‫من أمثال الرئيس بشار األسد‪ .‬ومهما اشتدت‬ ‫الضغوط وكثرت التهديدات واالعتداءات فلن‬


‫ترى هذه الدولة الغاصبة احملتلة سوى مزيد من‬ ‫البطوالت والتضحيات‪ ،‬وإن الفرج قريب‪ .‬وننتهز‬ ‫الفرصة من خالل منبركم التوحيدي الن ّير‪ ،‬أن‬ ‫نوجه حتية شكر وتقدير إلى الذي حفظ ما تبقى‬ ‫من كرامة عربية وهو سيد املقاومة سماحة‬ ‫السيد حسن نصر اهلل حفظه اهلل وحمى‬ ‫املقاومة الوطنية اللبنانية”‪.‬‬ ‫وعدد زهر الدين ما قامت وتقوم به مؤسسات‬ ‫الطائفة التوحيدية في سوريا ومدى ما تقدمه‬ ‫اجلمهورية العربية السورية من حضانة لكل‬ ‫األقليات والتعدد والتنوع في أرض احلضارات‪.‬‬

‫كلمة جلنة التواصل الدرزية‬ ‫فلسطني ألقاها الشيخ سامي‬ ‫أبوذياب‪ :‬إننا مع باقي القوى‬ ‫خندق واحد‬ ‫الوطنيّة الدرزيّة في‬ ‫ٍ‬ ‫من اجملابهة والنضال‬

‫العليا حملاربة التجنيد اإلجباري والطوعي في‬ ‫اجليش اإلسرائيلي‪ ،‬ومبشاركة جميع الفعاليات‬ ‫والقيادات واألحزاب العرب ّية في الداخل”‪.‬‬ ‫وختم‪“ :‬إننا إذ نستمد الدعم والقوة ملتابعة‬ ‫مسيرتنا ونضالنا منكم‪ ،‬ومن تاريخنا املش ّرف‪،‬‬ ‫ونضال اآلباء واألجداد‪ ،‬في مقارعة الظلم‬ ‫واالستعمار‪ ،‬نهيب بكم جميعا ً إلى رص الصفوف‬ ‫ووحدة الكلمة‪ ،‬وجمع الشمل‪ ،‬والتركيز على‬ ‫الثوابت”‪.‬‬

‫كلمة األردن‪ :‬أهل التوحيد في‬ ‫األدرن هم فئة من اجملتمع األردني‪،‬‬ ‫احترمت ذاتها‪ ،‬فاحترمها اآلخرون‬ ‫كذلك ألقى الشيخ سامي أبو ذياب كلمة‬ ‫الشيخ علي معدي من جلنة التواصل الدرزية في‬ ‫فلسطني‪ ،‬فبدأ قائالً‪“ :‬من قمم اجلليل والكرمل‪،‬‬ ‫من أرض الديانات السماوية‪ ،‬من مهبط اإلسراء‬ ‫واملعراج نبعث إليكم بتحياتنا وأشواقنا‪ ،‬سائلينه‬ ‫تعالى أن يجمع الشمل عن قريب‪ ،‬إنه سميع‬ ‫مجيب”‪.‬‬ ‫عما نعانيه ُهنا من‬ ‫وتابع‪:‬‬ ‫“لغني عن التعريف ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫سياسة القهر والتمييز العنصر ّية‪ ،‬من مصادرة‬ ‫األراضي‪ ،‬إلى هدم البيوت‪ ،‬إلى فرض الغرامات‬ ‫الباهظة‪ ،‬إلى ُ‬ ‫ش ِّح امليزان ّيات‪ ،‬إلى سياسة طمس‬ ‫املعالم احلضار ّية والتاريخ ّية‪ ،‬إلى تزييف الهو ّية‬ ‫واالنتماء والتراث‪ ،‬إلى اخلدمة العسكرية اإلجبار ّية‬ ‫س ُبل العيش وغيرها‪.‬‬ ‫والطوع ّية‪ ،‬إلى تضييق ُ‬ ‫ولكننا مع إخواننا باقي القوى الوطن ّية الدرز ّية‬ ‫خندق واحد من اجملابهة والنضال‪ ،‬والتوعية‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫واإلرشاد‪ ،‬فأحدثنا نُقل ًة نوع ّية في الشارع العام‬ ‫من الوعي الوطني والقومي‪ ،‬والدفاع عن ثوابتنا‪،‬‬ ‫واملطالبة بحقوقنا‪ ،‬خصوصا ً تأسيس الهيئة‬

‫يشكل عامالً قويا ً تتفتت دونه كل مساعي‬ ‫الفرقة والتشتيت”‪.‬‬ ‫كما أكد أن “أهل التوحيد في األدرن هم فئة من‬ ‫اجملتمع األردني‪ ،‬احترمت ذاتها‪ ،‬فاحترمها اآلخرون‬ ‫على م ّر الثمانني عاما ً من حياة اململكة األردنية‬ ‫الهاشمية إلى أيامنا هذه‪ .‬وهم على درجات‬ ‫متفاوتة جيدة بل ممتازة من العلوم والثقافات‬ ‫واحتراف املهن على مختلف تن ّوعها كل حسب‬ ‫طاقاته‪.‬‬ ‫“نأمل أن يكون مسعاكم اليوم منصبا ً لتوحيد‬ ‫جهود أبناء أهل التوحيد في كل األصقاع التي‬ ‫يتواجدون فيها ألننا بأمس احلاجة إلى مثل هذا‬ ‫التوحيد وهو بالتأكيد سيعود بالنفع واخلير‬ ‫العميمني وبالسالم”‪.‬‬

‫الشيخ نصر‪ :‬بعض احلكومات‬ ‫العربية واإلسالمية قد خدعتهم‬ ‫مظاهر اإلستعمار‪ ،‬فقطعوا قيد‬ ‫اإلسالم وعطلوا حدوده‬

‫كذلك حتدث الشيخ خير احلناوي باسم مشايخ‬ ‫وطائفة املوحدين في األردن‪ ،‬في كلمة جاء فيها‪:‬‬ ‫“من مبادىء التوحيد إلى توحيد املبادىء”‪ ،‬شكرا ً‬ ‫ملَن اختار هذا الشعار ليكون عنوانا ً لهذا اللقاء‬ ‫الذي نرجو أن يكون مثمرا ً حيث “بالتوحيد تعرف‬ ‫األشياء ال باألشياء يعرف التوحيد”‪ .‬وفي كل‬ ‫مستلزمات احلياة فإن توحيد املواقف والصفوف‬

‫‪23‬‬

‫من جهته عدد الرئيس السابق للقضاء املذهبي‬ ‫الدرزي القاضي الشيخ مرسل نصر في كلمته‬ ‫“الثوابت الوطنية للطائفةالدرزية” وتتم ّثل مبا‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬إنها جزء ال يتجزأ من األمة العربية‬ ‫اإلسالمية ويقتضي أن تكون كما كانت‬ ‫السباقة للدفاع عن كيان هذه األمة‪ ،‬إذ‬ ‫قدمت – رغم قلة عددها وعديدها – أكبر‬ ‫نسبة من الشهداء دفاعا ً عن األرض والكرامة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أنها جزء ال يتجزأ من املقاومة ضد العدو‬ ‫الصهيوني مبساعدة الشقيقة سوريا ومساندة‬ ‫اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬ورفض املساومة‬ ‫على إضعافها أو التآمر عليها‪.‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫ثالثاً‪ :‬التعاون مع كافة قياداتنا السياسية‬ ‫اخمللصة والهادفة إلى احلفاظ على مكتسبات‬ ‫ورصيد الطائفة السياسي والوطني والتي تسعى‬ ‫إلى حترير اإلنسان من التبعية العمياء واالستعباد‬ ‫البغيض وتعتبر مصلحة الوطن والشعب فوق‬ ‫كل اعتبار”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬باختصار شديد‪ ،‬نقول إنه علينا‬ ‫موحدين أن جناهد مع املقاومني‬ ‫كمسلمني‬ ‫ّ‬ ‫الشرفاء ملواجهة هذا الفكر الذي ير ّوج للقبول‬ ‫باألمر الواقع‪ ،‬والتعايش مع الصهاينة والرضا‬ ‫باغتصابهم لألرض العربية وطردهم ألهلها‪،‬‬ ‫واغتصابهم حلقوق الفلسطينيني‪ ،‬ومنعهم‬ ‫من العودة إلى بالدهم‪ ،‬وتوطينهم في مكان‬ ‫تواجدهم‪ ،‬وعلينا أن نعلم أن إدارة الصراع مع‬ ‫“إسرائيل” قد يطول لسنوات ما دام ثمة شعب‬ ‫مقهور ومحروم من حقوقه املشروعة‪ ،‬ودولة‬ ‫قاهرة غاصبة‪ ،‬وحتلم أن تكون حدودها من الفرات‬ ‫إلى النيل جغرافيا ً أو سياسيا ً واقتصادياً”‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬وعلينا أن نعلم أنه‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬إن أفضل الفرائض اجلهاد في سبيل اهلل‪،‬‬ ‫وقد عظمه اهلل‪ ،‬وال يصلح دين و ال دنيا إال به‪،‬‬ ‫واألجر فيه عظيم‪ ،‬ومصحوب بالعزة واملنعة‬ ‫والكرامة‪ ،‬وهو زكاة الشجاعة والرجولة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬إن اجملاهد إذا مات وقع أجره على اهلل وإذا‬ ‫عاش‪ ،‬عاش حميد السمعة موفور اجلانب‪ ،‬وقال‬ ‫تعالى‪ :‬ال يستوي القاعدون من املؤمنني غير أولي‬ ‫الضرر واجملاهدون في سبيل اهلل‪( .‬النساء‪)95:‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬على املسلم املوحد أن يعني اجملاهدين‬ ‫بجسده أو مباله‪ ،‬وال يجوز له أن يغتاب مجاهدا‬ ‫أو يسيء ألهله‪ ،‬بل يسعى إلى مساعدتهم إذا‬ ‫غاب وإعالتهم عند احلاجة فيكون شريكا له في‬ ‫ثوابه‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬إن اجلهاد يحصل باأليدي واأللسن والقلوب‪،‬‬ ‫وقد قال اإلمام علي(ع) ‪ :‬جاهدوا في سبيل اهلل‬ ‫بأيديكم فإن لم تقدروا فجاهدوا بألسنتكم فإن‬ ‫لم تقدروا فجاهدوا في قلوبكم”‪.‬‬ ‫وختم الشيخ نصر‪« :‬بعض احلكومات‬ ‫العربية واإلسالمية قد خدعتهم مظاهر‬ ‫االستعمار‪ ،‬فقطعوا قيد اإلسالم وعطلوا حدوده‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وأماتوا أحكامه‪ ،‬وأخضعوا شعوبهم إلرادة‬ ‫دول االستكبار‪ ،‬فأصبحت فرقا ً وشيعا ً يقطع‬ ‫بعضهم رقاب بعض‪.‬‬ ‫علينا كمسلمني موحدين أن جناهد مع املقاومني‬ ‫الشرفاء ملواجهة هذا الفكر الذي ير ّوج للقبول‬ ‫باألمر الواقع‪ ،‬والتعايش مع الصهاينة والرضى‬ ‫باغتصابهم لألرض العربية وطردهم ألهلها‪،‬‬ ‫واغتصابهم حلقوق الفلسطينيني‪ ،‬ومنعهم‬ ‫من العودة إلى بالدهم‪ ،‬وتوطينهم في مكان‬ ‫تواجدهم‪ ،‬وعلينا أن‪ ،‬نعلم أن إدارة الصراع مع‬ ‫«إسرائيل»‪ ،‬قد يطول لسنوات ما دام ثمة شعب‬ ‫مقهور ومحروم من حقوقه املشروعة‪ ،‬ودولة‬ ‫قاهرة غاصبة‪ ،‬وحتلم أن تكون حدودها من الفرات‬ ‫إلى النيل جغرافيا ً أو سياسيا ً واقتصادياً»‪.‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي‪ :‬علينا‬ ‫صيانة املقاومة من أي مؤامرة حتت‬ ‫ستار أي قرار ظني‬

‫الصندوق اخليري‪ :‬يجب أن يكون‬ ‫عملنا موحّ داً عبر رجال الدين دون‬ ‫اإلجنرار خلف السياسة‬

‫من جهته عدد رئيس الصندوق اخليري للرعاية‬ ‫واالستشفاء لطائفة املوحدين الدروز الشيخ‬ ‫بسام أبو شقرا إلجنازات الصندوق الكبيرة” في‬ ‫مجال مساعدة املواطنني احملتاجني‪ ،‬وقد بلغ عدد‬ ‫املنتسبني إلى الصندوق ما يزيد عن ‪ 650‬مريض‬ ‫من أصحاب األمراض املزمنة‪ ،‬حيث يتابعهم‬ ‫الصندوق بشكل دوري”‪ .‬وشرح “ما ينوي الصندوق‬ ‫إجنازه في املراحل املقبلة”‪.‬وأكد على ضرورة أن‬ ‫موحدا ً توحيديا ً من خالل رجال‬ ‫يكون “عملنا‬ ‫ّ‬ ‫الدين دون اإلجنرار خلف السياسة”‪.‬‬

‫مداخالت‬ ‫وألقى كلمة هيئة العمل التوحيدي رئيس‬ ‫الدائرة الثقافية فيها الشيخ راتب نصر اهلل‬ ‫أبوذياب‪ ،‬إذ أكد أنه “يحق لطائفة املوحدين‬ ‫الدروز أن تبقى في مكانتها الالئقة بها ولكن‬ ‫هل يتسنى لها ذلك ما لم تكن كلمتها‬ ‫موحدة وموقفها واحد في الثوابت الوطنية‬ ‫ودوام اللقاءات والتشاور فيما بينها في القضايا‬ ‫املصيرية ولتقف عند مسؤوليتها الدينية‬ ‫والوطنية والقومية كعادتها‪ ،‬وكما يتضمنه‬ ‫منهج الدفاع عن قضايا األمة وأولها صيانة‬ ‫املقاومة من أي فتنة أو مؤامرة حتت ستار قرار‬ ‫ظني أو غير ذلك من األساليب التي تستهدف‬ ‫قوتها وكرامتها فيما ميكن أن يطالها أو يطال‬ ‫شخصياتها املسؤولة‪ ،‬وذلك ما ينعكس‬ ‫على األرض والشعب كلي ًة في لبنان وسوريا‬ ‫وفلسطني واألردن بهدف ضرب القوى الوطنية‬ ‫املقاومة لالحتالل بكل أشكاله ومؤامراته‪،‬‬ ‫وذلك ما يدعو إلى توحيد اجلهود والكلمة‬ ‫وحماية هذه املقاومة”‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫كذلك كانت مداخالت لكل من الشيخ نزيه‬ ‫العريضي مستشار شيخ عقل طائفة املوحدين‬ ‫الدروز الشيخ نصر الدين الغريب‪ ،‬إذ أكد على‬ ‫“ضرورة العمل على فصل مصالح الطوائف‬ ‫اخلاصة عن مصالح الدولة بشكل عام حتى ال‬ ‫تختلط األمور وتفسد اإلدارة في التعاطي مع‬ ‫مصالح الناس‪ ،‬ومهمة رجال الدين التدخل في‬ ‫السياسة من بعيد وعدم التدخل بالتفاصيل”‪.‬‬ ‫وتابع “أنه لعمل كبير جدا ً أن نرى اإلجنازات‬ ‫املؤسساتية على صعيد الطائفة والوطن”‪.‬‬ ‫من جهته أكد رئيس الرابطة الثقافية الرياضية‬ ‫في بيصور الدكتور عدنان العريضي‪ ،‬الذي أكد‬ ‫على “ضرورة االهتمام باملؤسسات التربوية‬ ‫واألهلية وأن يتحول اللقاء إلى لقاء دوري وتنبثق‬ ‫عنه جلنة تنسيق‪ ،‬كي يخرج شبابنا من هذا‬ ‫اجملتمع الضال الذي نشهده من فساد وموبقات‪،‬‬ ‫وأن نعود إلى األصالة احلقيقية”‪ .‬وطالب أن يكون‬ ‫“اجمللس املذهبي لطائفة املوحدين مجلس شورى‬ ‫وخاصة في املنعطفات الكبيرة التي منر بها في‬ ‫املراحل اخملتلفة»‪.‬‬


‫البيان الختامي‬ ‫ـ اطالق نهضة ثقافية توحيدية لتوعية الشباب‬ ‫ـ دعم كافة املؤسسات التربوية والصحية وتطويرها‬ ‫ـ متسكنا بنهج املقاومة والعالقة املميزة مع سوريا‬ ‫ـ دعم صمود اهلنا في فلسطني ورفض التجنيد في جيش االحتالل‬ ‫ـ تأييد حق ايران امتالك الطاقة النووية السلمية‬

‫وصدر عن اللقاء بيانا ً ختاميا ً تاله أمني س ّر عام هيئة العمل‬ ‫نصار‪ .‬وهذا نصه‪:‬‬ ‫التوحيدي الشيخ حسام ّ‬ ‫بناءا ً على اللقاء الذي ُعقد نهار األحد الواقع فيه ‪2010/12/19‬‬ ‫في مركز الرابطة الثقافية الرياضية في بيصور‪ ،‬بدعوة من هيئة‬ ‫العمل التوحيدي وحضور حشد كبير من املؤسسات واإلخوة‬ ‫والقضاة ورواد من اجملتمع املدني صدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫على صعيد ترتيب البيت الدرزي الداخلي‬ ‫أوالً‪ :‬إن املؤسسات الدينية لطائفة املوحدين الدروز على‬ ‫اختالف توجهاتها وسياساتها ملتزمة بالثوابت الدينية‬ ‫ٍّ‬ ‫صف‬ ‫اجلوهرية والروابط االجتماعية التي جتمع الطائفة في‬ ‫واحد وعلى كلم ٍة واحدة وقرارٍ واحد إزاء كل ما ميكن أن يستهدف‬ ‫تاريخها وكرامتها ووحدتها ومصالح أبنائها‪ ،‬مع التأكيد على‬ ‫نبذ اخلالفات الداخلية وإيجاد احللول لكل األزمات‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬إطالق نهضة ثقافية توحيدية توجيهية تعمل على توعية الشباب من خطر‬ ‫االجنراف والسقوط في مزالق االنحالل األخالقي وإدمان اخملدرات‪ ،‬وحث الشباب على‬ ‫حضور الندوات الدينية والثقافية والتربوية‪ ،‬واملشاركة في النشاطات االجتماعية‬ ‫والرياضية‪ ،‬والعمل ضمن اجملالس الطالبية في املدارس واجلامعات‪ ،‬وإيالء املطالعة‬ ‫أهمية خاصة الكتساب الثقافة العامة وبلورة الشخصية‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬ضرورة دعم كافة املؤسسات التربوية والصحية في اجلبل وتطويرها وجتهيزها‬ ‫مبعدات تتالءم مع تطور الطب والتعليم‪ ،‬لكي تعم خدماتها وتصل مروحة تقدمياتها‬ ‫الى أكبر عدد من أهلنا احملتاجني‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬طالب اجملتمعون بإحلاح كل املسؤولني السياسيني في الطائفة الدرزية‬ ‫بضرورة إنشاء مراكز في اجلبل تعنى باألمراض السرطانية وغسل الكلي‪ ،‬ومراكز‬ ‫لذوي االحتياجات اخلاصة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬إعادة النظر في موضوع مشيخة العقل‪ ،‬واملطالبة بضرورة تطعيم‬ ‫اجمللس املذهبي بعناصر جديدة تكفل التوازن واملساواة في التمثيل‪ ،‬وإيجاد صيغة‬ ‫توافقية إلدارة ملف األوقاف‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬اإلصرار على وحدة املوقف الوطني ألبناء الطائفة اإلسالمية التوحيدية‬ ‫في لبنان وسوريا وفلسطني واألردن‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬تكثيف التواصل مع أهلنا في الداخل الفلسطيني ودعمهم للتمسك‬ ‫باألرض والصمود واحلفاظ على الهوية العربية اإلسالمية‪ ،‬وحتصني نواة املمانعة‬ ‫داخل أراضي ‪ 48‬في وجه السياسات العنصرية التي يفرضها االحتالل‪ ،‬ودعم القوى‬ ‫والفاعليات الوطنية الفلسطينية‪ ،‬ورفض التجنيد اإلجباري في جيش االحتالل‪ ،‬مع‬ ‫التأكيد على املطالبة بتحرير اجلوالن العربي السوري من براثن االحتالل الصهيوني‪ .‬وهنا‬ ‫نوجه التحية إلى أبنائنا في فلسطني التاريخية وفي اجلوالن العربي السوري احملتل‪.‬‬ ‫على الصعيد الوطني‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬التأكيد على دور املوحدين بالتصدي لكل أنواع التشرذم واالنقسام الطائفي‬ ‫واملذهبي في كافة أرجاء الوطن واحلفاظ على السلم األهلي والعيش املشترك بني‬ ‫أبناء الوطن الواحد وتطبيق مبدأ احلرية واملساواة بني اجلميع على قاعدة املواطنة‬ ‫احلقيقية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬العمل على استحداث مجلس الشيوخ الذي أقره دستور الطائف ليكون‬ ‫موضع التنفيذ‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬ترى املؤسسات الدينية في الطائفة التوحيدية وجوب دوام احلوار والتشاور‬ ‫بني األديان واملذاهب للتفاهم ضمن منهجية موحدة حتمي الوطن‪ ،‬والوقوف في‬

‫وجه الفتاوى املغرضة التي تفكك أوصال األمة وتزرع الفتنة‬ ‫والشقاق‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬التأكيد على ضرورة تفعيل دور املؤسسات احلكومية‬ ‫والبلديات والروابط واجلمعيات األهلية واألندية الرياضية‬ ‫للنهوض باجملتمع ‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬في ّ‬ ‫ظل األزمة االقتصادية والغالء املعيشي طالب‬ ‫اجملتمعون احلكومة بضرورة تخفيف األعباء الضريبية عن كاهل‬ ‫املواطن والتعويض عن ذلك عبر‪ ،‬دعم قطاع الزراعة والصناعة‬ ‫والتجارة‪ ،‬وإيجاد فرص عمل للشباب للحد من الهجرة‪ ،‬وإيالء‬ ‫َّ‬ ‫يخف العبء عن كاهل ضواحي‬ ‫األرياف العناية االستثنائية كي‬ ‫املدينة‪ ،‬ودعم القرى واملناطق خارج املدن الرئيسة‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬طالب اجملتمعون احلكومة بضرورة إيجاد حل دائم‬ ‫ملشكلة الكهرباء واملياه‪ ،‬وإيالء الشأن الصحي أهمية خاصة‪ ،‬والنظر في مشاكل‬ ‫الضمان االجتماعي واالهتمام مبلف البيئة‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬موقفنا جتاه املقاومة وسالحها‬ ‫املعروفي املقاوم مذ‬ ‫نؤكد على متسكنا بنهج املقاومة انسجاما ً مع تاريخنا‬ ‫ّ‬ ‫وجدنا على هذه األرض حلماية الثغور الشامية‪ ،‬مرورا ً بالثورة السورية الكبرى بقيادة‬ ‫سلطان باشا األطرش‪ ،‬وصوال ً إلى مقاومة االحتالل الصهيوني في اجلبل عام ‪ .82‬لقد‬ ‫كان تاريخنا مقاومة وها هو واقعنا مقاومة وسيبقى مستقبلنا مقاومة هذا ألن‬ ‫قدرنا مقاومة وهذا قدر أردناه وارتضيناه‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬موقفنا من احملكمة الدولية والقرار الظني‬ ‫بوضوح وشفافية نقول إذا لم يحاكم شهود الزور ومن صنعهم ومن فبرك هذا‬ ‫امللف بكامله‪ ،‬وإذا لم تنظر هذه احملكمة بالقرائن واملعطيات التي تشير إلى فرضية‬ ‫قيام الكيان الصهيوني وعمالئه بعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق احلريري‪ ،‬فإننا‬ ‫أي قرار يصدر عنها ونعتبره وسيلة‬ ‫نعتبرها محكمة مس ّيسة بالكامل‪ ،‬ونرفض ّ‬ ‫عدوانية جديدة تستهدف الوطن تعويضا ً للكيان الصهيوني عن خسارته في حرب‬ ‫متوز‪ .‬فإذا كانت احملكمة الدولية ستهدد السلم األهلي وجتر ويالت على لبنان فإلغاؤها‬ ‫هو احلل األسلم‪.‬‬ ‫ج) على الصعيد العربي ‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬نؤكد على استمرار العالقة املميزة مع الشقيقة سوريا قيادة وشعباً‪ ،‬فسوريا‬ ‫هي عمقنا االستراتيجي ‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نؤكد على حق العودة للشعب الفلسطيني الشقيق إلى أرضه‪ ،‬ورفض‬ ‫التوطني‪ .‬ونطالب بفك احلصار كليا ً عن غزة األبية ونرفض تهويد القدس وبناء‬ ‫املستوطنات‪ ،‬ونذكر امللوك واحلكام العرب بأن املسجد األقصى املبارك يتعرض‬ ‫للتدنيس من قبل الصهاينة ويواجه خطر االنهيار‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬دعم الشعب العراقي الشقيق ومقاومته بالتصدي ألي تقسيم طائفي‬ ‫أو عرقي‪ ،‬واحلفاظ على وحدته‪ .‬ونستنكر بشدة اجلرائم الوحشية التي تستهدف‬ ‫مسيحيي العراق وكنائسهم ومقدساتهم الدينية‪ ،‬وننبه من خطر تهجير مسيحيي‬ ‫املشرق فال ميكن للمنطقة أن تعيش إال َّ مبكوناتها اإلسالمية واملسيحية‪ .‬وما عملية‬ ‫تهجير املسيحيني إال َّ استكماال ً للمشروع الصهيوني‪.‬‬ ‫د) على الصعيد اإلقليمي ‪:‬‬ ‫تأييد اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية بحقها بامتالك الطاقة النووية السلمية‬ ‫أسوة بغيرها من دول العالم والشكر لها على ما قدمته وتقدمه من دعم للمقاومة‬ ‫في لبنان وفلسطني‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫وهاب أمام وفود شعبية أ ّمت دارته في الجاهلية مستنكرة تهديده ومتضامنة معه‪:‬‬ ‫المحكمة الدولية أنشأوها لضرب لبنان والمقاومة أصبحت في مزبلة التاريخ‬ ‫استنكارا ً ملا تضمنته رسالة وصلت الى محطة‬ ‫وتضمنت‬ ‫“أو‪.‬تي‪.‬في” أثناء مقابلة تلفزيونية معه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أمت وفود شعبية‬ ‫تهديدا ً له ولبلدته اجلاهلية‪ّ ،‬‬ ‫وسياسية وحزبية‪ ،‬دارة رئيس حزب “التوحيد‬ ‫العربي” وئام وهاب‪ ،‬وأعلنت تضامنها معه‪،‬‬ ‫ووقوفها الى جانبه وتأييد مواقفه السياسية‪،‬‬ ‫ومواجهة كل من سيطاله‪.‬‬ ‫وقد جاء التحرك الشعبي عفوياً‪ ،‬كما في‬ ‫أثناء املقابلة‪ ،‬حيث جتمهر عدد من أعضاء احلزب‬ ‫وأنصاره واكبوا وهاب الى منزله‪.‬‬ ‫وألقى وهاب كلمة أمام الوفود التي تقاطرت‬ ‫الى منزله فقال‪ :‬إن “موقفنا ثابت إلى جانب‬ ‫املقاومة وسوريا ولن يتغ ّير مهما حصل من‬ ‫ضغوطات‪ ،‬واحملكمة الدولية التي أنشؤوها لضرب‬ ‫لبنان والقصاص من املقاومة أصبحت في مزبلة‬ ‫التاريخ‪ ،‬واليوم تستطيعون أن تقولوا أن احملكمة‬ ‫الدولية والذين ّ‬ ‫نظروا لها وعملوا من أجلها هم‬ ‫سيتولون دفنها بأيديهم»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬أن “هذه احلملة لن تؤثر مبوقفنا‬ ‫ولن تؤثر‪ ،‬ولم نخف في السابق من الناس اجلديني‪،‬‬ ‫فكيف بنا اليوم أن نخاف من مجموعة “فناصني”‬ ‫يعملون من خالل االنترنت ويفتعلوا هذه احلملة”‪.‬‬ ‫موقفنا نفسه كما كان في اليوم األول‪ ،‬وقد‬ ‫تعاهدنا في السابق وواجهنا حملة جاءت إلى‬ ‫أوجها لم تؤثر على موقفنا‬ ‫لبنان‪ ،‬ويوم كانت في ّ‬ ‫فكيف بنا اليوم وقد شارفت هذه احلملة على‬ ‫االنتهاء؟»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب “قد يصدر قرار ظنّي ويز ّورونه‪ ،‬ولكن‬ ‫ال قيمة له ولن يصل إلى مكان أو نتيجة‪ ،‬املقاومة‬ ‫ولبنان أقوى بكثير‪ ،‬واحملور املقاوم في املنطقة‬ ‫أقوى وهو الذي سينتصر في النهاية ونحن أبناء‬ ‫هذا اجلبل لن نكون إال في هذا املوقع‪ ،‬وأنتم كنتم‬ ‫السباقون في تأكيد االلتزام بالعروبة واملقاومة‪،‬‬ ‫أما الذين يطلقون بعض التهديدات التي نسمع‬ ‫بها‪ ،‬ليسوا إال عمالء صغار وتابعون منذ عقود‬ ‫إلى أجهزة اخملابرات الغربية‪ ،‬ونحن نعرف كيف‬ ‫فبركت أجهزة اخملابرات هؤالء التكفيريني منذ‬ ‫عشرات السنوات ليضربوا قضايا األمة العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬وليهزموا الصف العربي اإلسالمي‬ ‫خدمة “إلسرائيل” وهؤالء لم يوجهوا يوما ً كفا ً‬ ‫ضد “إسرائيل” وال حتى عملية واحدة ضد‬ ‫االحتالل‪ ،‬هؤالء ال يحق لهم أن يكفروا أحدا ً وال أن‬ ‫يزايدوا على أحد وخاص ًة أنه لدينا من الشرعية‬ ‫القومية والعربية ما ال يستطيع أحد أن يزايد‬ ‫علينا»‪.‬‬ ‫وختم بالقول “أيها اإلخوة يا أبناء بلدتي الذين‬ ‫أثارهم بعض الكالم في األسبوع املاضي‪ ،‬إن هذه‬ ‫البلدة هي بوابة الشوف وستبقى صامدة على‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أبوابه وعلى أبواب اجلبل‪ ،‬وقد هبت عليها الكثير‬ ‫من الصعوبات في السابق ولم يتمكن أحد من‬ ‫النيل منها وحتما ً لن يتمكنوا من النيل في‬ ‫املستقبل‪ ،‬وهذه البلدة غ ّيرت الكثير من املعادالت‬

‫‪26‬‬

‫في لبنان‪ ،‬وحتما ً قادرة أن تقوى على كل احملاوالت‬ ‫الدنيئة التي ال قيمة لها وأن ال تعطى التهديدات‬ ‫هذا احلجم‪ ،‬ولكن نؤكد أن هذه البلدة ستبقى‬ ‫أساسية في معادلة اجلبل ولبنان»‪.‬‬


‫‪ ...‬وفي تكريم له في بلدة مزرعة الشوف‪:‬‬

‫ال يكفي جهد سوريا والسعودية‬ ‫بل على الحريري مسؤولية إيجاد مخرج‬ ‫استضافت بلدة مزرعة الشوف‪ ،‬رئيس حزب‬ ‫“التوحيد العربي” بدعوة من الشيخ يوسف‬ ‫البعيني “أبو علي” الذي أقام له حفالً تكرميياً‪،‬‬ ‫حضره عدد من وجهاء البلدة وقاضي املذهب‬ ‫الدرزي الشيخ فؤاد البعيني‪ ،‬وخالل احلفل ألقى‬ ‫وهاب كلمة فيها أن “اجلبل بخير وسيبقى بخير‬ ‫وأهم شيء احلفاظ على وحدة هذا اجلبل»‪.‬‬ ‫وأضاف‪”:‬أريد أن أشكركم على لقائنا بهذه‬ ‫الوجوه الكرمية كلها باملشايخ وبفضيلة القاضي‪،‬‬ ‫فبالوحدة قوة ألن أي استحقاق قادم يجب أن نفتش‬ ‫فيه على أي دور ينتظرنا وأية مهمة تتنتظرنا ألننا‬ ‫لسنا بحجم ولن نقبل بأن يعاملنا أحد على أساس‬ ‫حجم عددي‪ ،‬نحن حجم معنوي‪ ،‬حجم أوجد نفسه‬ ‫ودوره عبر التاريخ‪ .‬وأعتقد أن األساس في موضوع‬ ‫اجلبل أن تبقى الوحدة الداخلية‪ .‬وطبعا ً اليوم كل‬ ‫الناس تسأل أوال ً عن الوضع الراهن‪ ،‬أريد أن أقول‬ ‫لكم اليوم وأهم شيء أن اجلبل موحد واجلبل في‬ ‫موقف واحد‪ ،‬في املوقف الصحيح العربي واملقاوم‬ ‫والعروبة حتمي كل الناس وهذا هو أصالً تاريخنا‪،‬‬ ‫هذا موقعنا باستمرار‪ ،‬كنا نحن سيوف العروبة‬ ‫وسيف اإلسالم وهذا املوقع الذي سوف نبقى‬ ‫فيه حتما ً باستمرار‪ .‬واملقاومة هي من اختراع هذه الطائفة أصالً‪ ،‬ألن هذه‬ ‫الطائفة من يوم وجدت في هذه األرض وجدت كطائفة مقاومة‪ ،‬لم تترك‬ ‫يوما ً محتل يأتي الى هذه األرض أو هذه املنطقة إال ما وقفت في وجهه‪،‬‬ ‫إال ما دافعت عن هذه األرض إن كان في لبنان أو في سوريا‪ ،‬أو في كل مكان‬ ‫وجدت فيه‪ .‬واليوم لدينا إخوان ال ميكن أن ننساهم وال حلظة هم إخوان وأحبة‬ ‫اجلوالن وأراضي العام ‪ 1948‬في فلسطني‪ ،‬مازالوا لليوم يواجهون االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي منذ عقود ولم يساوموا على كرامتهم أو على كرامة بلدهم أو‬ ‫على كرامة أمتهم‪ .‬وال ميكن إالّ أن أ ّوجه لهم حتية باسمكم كلكم وباسم‬ ‫اجلبل كله وباسم الطائفة كلها ألنهم رفعوا رأسنا باستمرار»‪.‬‬ ‫وتابع “األهم كذلك أن تعود الوحدة الى اجلبل خاصة بيننا وبني إخواننا‬ ‫املسيحيني‪ ،‬وأخيرا ً هم شركاء في هذا اجلبل‪ .‬مرت فترات بسيطة وقعت فيها‬ ‫بعض اخلالفات ولكن هذا ال يلغي القاعدة األساسية وهي البناء املشترك‬ ‫نحن وإياهم في اجلبل وموضوع العودة موضوع أساسي ولسنا قادرين على‬ ‫النهوض باجلبل دون عودة حقيقية‪ .‬كلنا يجب أن نسعى لهذا املوضوع وأن‬ ‫نشجع عليه‪ ،‬وأعرف أن في مزرعة الشوف صار هناك عدة خطوات لتشجيع‬ ‫هذا املوضوع في السابق ويجب أن تتابع وأن تتطور ألن دون هذه العودة ودون‬ ‫أن يعود اجلبل الى ما كان عليه لسنا قادرين أن نعمل مثل األمر إلحياء الدورة‬ ‫االقتصادية في اجلبل‪ ،‬فأنتم تعلمون أن هناك فقدان لفرص العمل‪ ،‬ولوسائل‬ ‫اإلنتاج وفقدان لكثير من املؤسسات‪ ،‬فإذا لم يكن هناك شركاء في هذه‬ ‫األرض ال ميكن أن تتفوق‪ ،‬باألخير هذه األرض يجب أن منألها نحن وشركائنا‬ ‫يجب أن ننشئ مؤسساتها كي نتمكن من البقاء عليها وحتما ً سنبقى‪.‬‬ ‫أعود وأقول لكم في املوضوع السياسي العام نتمنى أن يكون هناك جهد‬ ‫حقيقي للخروج من املأزق خالل األيام املقبلة”‪.‬‬

‫وفي اخلتام اعتبر وهاب‪ :‬أن الناس لديها الكثير من الهموم املعيشية‬ ‫تصيب حياتها اليومية غير هذا اجلدل املفتوح في البلد منذ ست سنوات‪،‬‬ ‫يجب أن نوجد حكومة قادرة تتصدى ملشاكل الناس بشكل حقيقي‪،‬‬ ‫اليوم أرسل لنا اهلل خيراته‪ ،‬ولكن الكثير من الناس ليس لديها املازوت‬ ‫للتدفئة‪ ،‬وليست قادرة على شراء احلطب للتدفئة‪ ،‬ويتوجب إيجاد مقاربة‬ ‫حلل مشاكل الناس خاصة في القرى البعيدة عن بيروت‪ ،‬هناك الكثير‬ ‫من املشاكل التي يجب أن نتصدى لها‪ .‬وأعود وأشكركم على هذا اللقاء‬ ‫اجلميل وأقول لكم أنه بإمكانياتي املتواضعة في التصرف تكون األيام‬ ‫أفضل علينا وعليكم»‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫واستقبل وهاب في دارته في اجلاهلية وفود شعبية تضمنت وفدا ً‬ ‫من آل حالوي في الباروك‪ ،‬وآل أبوكروم من مزرعة الشوف‪ ،‬وآل أبوضرغم‬ ‫في كفرحيم‪ ،‬ووفد كبير من جامعة آل زعيتر برئاسة األستاذ رفعت‬ ‫زعيتر‪.‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫في تكريم له في بلدة السمقانية‬ ‫وهاب‪ :‬الفتنة لن تبقي اليونيفيل بخير والجبل مح ّيد بوحدة قواه‬ ‫أكد رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب‬ ‫أن “الوضع في اجلبل ممتاز والهدوء سيد املوقف‪،‬‬ ‫رغم أننا قادمون على مرحلة صعبة‪ .‬لكن في‬ ‫اجلبل ال خوف ولن تقع “ضربة كف” مهما قست‬ ‫الظروف‪ ،‬ألننا ضمن املوقف الواضح في قلب‬ ‫العروبة وبالتحالف مع سوريا واملقاومة وهذا ما‬ ‫يوطد وحدتنا‪ .‬وهذا األمر واضح أننا لن نكون مر ًة‬ ‫في صف العمالة‪ ،‬تاريخنا مقاومة‪ ،‬ال بل نحن‬ ‫من اخترع املقاومة في هذه املنطقة وفي جبل‬ ‫العرب وكل املناطق التي تواجدنا بها منذ مئات‬ ‫السنوات‪ ،‬لم يأت محتل إلى هذه املنطقة إال‬ ‫وقاومناه‪ ،‬وهذا االستعمار اليهودي اجلديد على‬ ‫أرض فلسطني والذي يعتدي دائما ً وأبدا ً على لبنان‬ ‫سنكون حتما ً في موقعنا الطبيعي إلى جانب‬ ‫مقاومة هذا االحتالل”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬خالل لقاء تكرميي أقيم على‬ ‫شرفه في منزل الشيخ سميح صادق في بلدة‬ ‫السمقانية‪ ،‬حضره عدد من أبناء املنطقة‪ ،‬أنه‬ ‫“اليوم كل الناس قلقة من املستقبل ملا ميكن‬ ‫أن يحدث من تطورات الوضع القادم من احملكمة‬ ‫وغيرها‪ ،‬ونحن باملناسبة كمعارضة مرتاحون جدا ً‬ ‫ولسنا بوارد التفكير كيف ميكن أن نخرجهم من‬ ‫مأزقهم وهم عليهم أن يدبروا عملية اخلروج من‬ ‫املأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه‪ ،‬من األمم املتحدة‬ ‫ومجلس األمن وبعض األفرقاء اللبنانيني الذين‬ ‫أدخلونا في هذه الدوامة عليهم هم التفكير‬ ‫باخملارج”‪ ،‬مشيرا ً إلى أنه “إذا كان اخلارج غير مهتم‬ ‫بوقوع الفتنة في لبنان فنحن ميكننا أن نطمئن‬ ‫أنه أي فتنة في لبنان لن تترك قوات اليونيفيل‬ ‫املوجودة على أرض لبنان بهدوء‪ّ ،‬‬ ‫مؤكدا ً أن اجليش‬ ‫اللبناني قادر على تأمني األمن‪ ،‬وعندها ال داعي‬ ‫لوجود قوات اليونيفيل ويبدو‪ ،‬أنه عبر مسار‬

‫احملكمة‪ ،‬وتصرفات قوات اليونيفيل‪ ،‬يبدو أنهم‬ ‫جواسيس عند اإلسرائيلي‪ ،‬وهذا الكالم أكده قائد‬ ‫قوات اليونيفيل السابق بتصريحاته عبر اإلعالم‬ ‫أن كل معلومات اليونيفيل تذهب إلى اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ولذلك في اجلو العام هناك خوف حقيقي عند‬ ‫كل الناس ولكن في املوضوع الداخلي هناك‬ ‫اتفاق بيننا وبني وليد بك وباقي األطراف‪ ،‬وهناك‬ ‫جلان مشتركة تتحرك في اجلبل واجلميع سيكون‬ ‫بأمان من أبناء الطائفة الدرزية أو إخواننا املقيمني‬ ‫والعائدين إلى قراهم أو أبناء الطوائف األخرى‬ ‫ولألسف أن نتكلم بهذا املنطق املذهبي»‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬توحيد موقفنا السياسي أعطانا‬ ‫احلصانة الالزمة حلماية املنطقة ونؤكد أن العروبة‬

‫حتمي اجلميع وعندما نكون جميعا ً حتت سقفها‬ ‫لن يكون لدينا أي مشكلة”‪.‬‬ ‫وتقدم وهاب بالشكر “من صاحب الدعوة‬ ‫على هذا اللقاء الكرمي الذي ضم نخبة من أبناء‬ ‫مجتمعنا»‪.‬‬

‫الشيخ سميح صادق‬

‫من جهته رحب الشيخ سميح صادق بالوزير‬ ‫وئام وهاب الذي «هو من الرجاالت الشجعان‬ ‫ومن الذين يقرأون للبعيد وممن ال يشترون باملال‬ ‫واملناصب ونحن عبره لنا باب أمل وخير على‬ ‫مستقبل يتمكن فيه أوالدنا من العيش بحياة‬ ‫كرمية»‪.‬‬

‫ّ‬ ‫اطمأنت الى صحة وهاب‬ ‫شخصيات رسمية وسياسية وحزبية ووفود شعبية‬ ‫أجرى رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير وئام وهاب‬ ‫عملية جراحية في مستشفى احلايك‪ ،‬في بيروت‪ ،‬تك ّللت‬ ‫بالنجاح‪.‬‬ ‫وباملناسبة‪ ،‬تقدم حزب «التوحيد العربي» بالشكر‬ ‫واالمتنان من إدارة املستشفى واألطباء العاملني فيها‪،‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وخص بالشكر الدكتور نبيل أيوب الذي أجرى هذه العملية‪،‬‬ ‫كما تتق ّدم أسرة «منبر التوحيد» بتهنئة الوزير وهاب بسالمته‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬زارت وهاب قيادات وشخصيات رسمية‬ ‫وسياسية ووفود شعبية مطمئنة الى صحته ومهنئة له‬ ‫بالسالمة‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫وهاب بعد لقائه «العلماء المسلمين»‪:‬‬ ‫المطلوب من السلطة اللبنانية إلغاء المحكمة الدولية‬

‫ّ‬ ‫أكد رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أن‬ ‫“املطلوب من السلطات الرسمية اللبنانية إلغاء‬ ‫احملكمة الدولية بشكل تام‪ ،‬ووقف أي تعامل لبناني‬ ‫مع هذه احملكمة التي تؤكد يوما ً بعد يوم أنها في‬ ‫خدمة “إسرائيل” وتهدف إلى ضرب املقاومة وهذا أمر‬ ‫لن يستطيعوا النجاح فيه ولو اجتمع العالم كله”‪،‬‬ ‫مشيرا ً إلى أن “البعض يقول أن هناك قرارا ً ظنياً‪،‬‬ ‫كاذب ومزور‪ ،‬سيصدر قبل رأس السنة ورأي آخر وهو‬ ‫األرجح أن القرار سيصدر بعد األعياد‪ ،‬وبكل األحوال‬ ‫ال يعنينا الوقت أو التأجيل حتى ال يبحث معنا أحد‬ ‫في تأجيل القرار‪ ،‬ما يعنينا شيء واحد هو إلغاء هذه‬ ‫احملكمة نهائياً”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬بعد استقباله وفدا ً من جتمع‬ ‫العلماء املسلمني برئاسة الشيخ حسان عبد اهلل‬ ‫وحضور كل من املشايخ ماهر مزهر‪ ،‬حسني غبريس‪،‬‬ ‫مصطفى ملص وعبد الناصر جبري‪ ،‬إلى أن “ما يسمى‬ ‫احملكمة الدولية املزورة‪ ،‬والتي أثبتت بأنها محكمة‬ ‫إسرائيلية بالكامل‪ ،‬إذ أن هناك أكثر من ‪ % 60‬من‬ ‫الشعب اللبناني أصبحوا يرفضون أي تعامل معها‪،‬‬ ‫وأستطيع أن أقول أن حدود لعبتها ستبقى خارج‬ ‫احلدود اللبنانية‪ .‬في لبنان لن يكون لها موطئ قدم وال‬ ‫امتداد أو أي عمل‪ ،‬ولبنان لديه القدرة على مواجهة‬ ‫أي نشاط تخريبي ميكن أن تقوم به في الداخل من‬ ‫خالل بعض هؤالء ممن يسمونهم قضاة”‪.‬‬ ‫وتابع “نحن كمعارضة اتخذنا قرارنا مبنع أي فتنة‬ ‫ولن يكون هناك أي فتنة‪ ،‬أو حرب أهلية في لبنان وهذا‬ ‫أمر محسوم‪ ،‬ومن يفكر في ذلك نرد عليه بأن إرادتنا‬ ‫أقوى من هذا التفكير‪ ،‬ولكن نحن سنواجه بعض‬ ‫األفراد الذين يحاولون إدخال لبنان في هذه الفتنة‪،‬‬ ‫وبالوسائل القانونية التي نستطيع أن منارسها في‬ ‫هذه املواجهة”‪.‬‬

‫وأكد على أن “التنسيق مستمر مع اإلخوة أصحاب‬ ‫السماحة في “جتمع العلماء املسلمني”‪ ،‬وهذا التجمع‬ ‫الذي لعب دورا ً كبيرا ً منذ فترة طويلة على الساحة‬ ‫اللبنانية وكان صمام أمان الوحدة اإلسالمية في‬ ‫أصعب األوقات‪ ،‬وللتجمع دور كبير يستطيع أن يقوم‬ ‫به في مواجهة مساعي ضرب الوحدة اإلسالمية من‬ ‫قبل بعض اجلهات الدولية والداخلية‪ ،‬ونستطيع أن‬ ‫نراهن على دور التجمع في هذا الشأن‪ ،‬وخاص ًة في‬ ‫املرحلة املقبلة”‪.‬‬

‫الشيخ عبد اهلل‬

‫من جهته أكد رئيس الوفد الشيخ حسان عبد‬ ‫اهلل أن “موضوع احملكمة الدولية بات أمرا ً ال ميكن‬ ‫القبول به‪ ،‬واإلجراءات التي اتخذت أخيرا ً في موضوع‬ ‫احملاكمات تؤكد أن هذه احملكمة تك ّيف القانون حسب‬ ‫ما تريد كي تصل إلى إدانة املقاومة‪ ،‬وهذا لن يكون‬ ‫أبداً‪ ،‬وسنقف في وجه أي قرار يصدر عن هذه احملكمة‬ ‫وكل البلد سيقف في وجهها واجلميع بات يعلم أن‬ ‫احملكمة مس ّيسة وأنها في خدمة “إسرائيل” وأميركا‬ ‫وإلذكاء الفتنة في لبنان‪ ،‬وتريد رأس املقاومة ولكن‬

‫العماد أول مصطفى طالس‬ ‫أقام مأدبة غداء على شرف وهاب‬ ‫أقام وزير الدفاع السوري السابق العماد أول مصطفى طالس حفل غداء‬ ‫في منزله في دمشق تكرميا ً لرئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب‪،‬‬ ‫بحضور عدد من وجهاء جبل العرب‪ ،‬تقدمهم عضو مجلس الشعب عبد‬ ‫اهلل األطرش‪ ،‬األمير يحيى عامر‪ ،‬الوزير السابق الدكتور كمال شرف‪ ،‬املهندس‬ ‫علي نايف جربوع‪ ،‬الشيخ فضل اهلل باشا هنيدي والشيخ جمال هنيدي‪.‬‬

‫وهاب أولم لجنبالط‬ ‫ل ّبى رئيس اللقاء الدميقراطي النائب وليد جنبالط دعوة رئيس حزب‬

‫بإذن اهلل فإن رأس املقاومة مرفوع وشامخ ولن يطاله‬ ‫أحد من هؤالء بفضل كل الوطنيني في هذا البلد‬ ‫وعلى رأسهم معالي الوزير وهاب”‪.‬‬ ‫وأضاف “كذلك ّ‬ ‫أكدنا على الوحدة الوطنية بشكل‬ ‫عام والوحدة اإلسالمية بشكل خاص‪ ،‬واملسلمون‬ ‫بكل مذاهبهم في اخلط الوطني العروبي‪ ،‬ولن يكون‬ ‫أحد منهم خارج خط املقاومة‪ ،‬ولن يكونوا في يوم من‬ ‫األيام مؤيدين إلقرار احتالل “إسرائيل” ألرض فلسطني‬ ‫أو أي أرض عربية أخرى‪ ،‬واألمور تسير نحو األفضل‬ ‫وعلى صيغة املثل القائل “اشتدي أزمة تنفرجي”‪،‬‬ ‫وهم لن يستطيعوا النيل من املقاومة وفي كل‬ ‫مرة نتعرض حلملة نخرج منها منتصرين‪ ،‬وفي املدى‬ ‫القريب انشاء اهلل سنخرج منتصرين من هذه األزمة‬ ‫كما سابقاتها”‪.‬‬ ‫وهنأ عبد اهلل وهاب على “انتهاء املؤمتر العام لـ‬ ‫“تيار التوحيد” وحتول التيار إلى “حزب التوحيد العربي”‪،‬‬ ‫ونتمنى له النجاح والتوفيق وأن يكون حزبا ً عامالً من‬ ‫أجل لبنان ودعم مقاومته وتأييد اجلماهير الوطنية‬ ‫التي ترنو اليوم إلى وطن أفضل وتأمني سبل العيش‬ ‫الكرمي للمواطن”‪.‬‬

‫“التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب للعشاء في منزله في‬ ‫بئر حسن‪ ،‬اقتصر حضورها على الوزير السابق جان عبيد واألمني‬ ‫القطري حلزب البعث االشتراكي الوزير السابق فايز شكر وأصدقاء‬ ‫مشــتركني‪.‬‬

‫‪ ...‬ووضع زهرة على ضريح‬ ‫الشهيد كمال جنبالط‬ ‫مبناسبة ذكرى ميالد الشهيد كمال جنبالط زار رئيس حزب «التوحيد‬ ‫العربي» وئام وهاب اخملتارة ووضع زهرة على ضريح الشهيد ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫تعيين مجلس أمناء جديد «للتوحيد العربي»‬ ‫بعد انتخاب رئيسه وأعضاء مكتبه السياسي‬ ‫بعد عقد مؤمتره العام األول في بعقلني‬ ‫ومناقشة وثيقته السياسية والوضع التنظيمي‬ ‫للحزب وحتويله الى حزب‪ ،‬وإجراء انتخابات لرئاسة‬ ‫احلزب واملكتب السياسي‪ ،‬ترأس رئيس حزب‬ ‫“التوحيد العربي” الوزير وئام وهاب االجتماع األول‬ ‫للمكتب السياسي اجلديد الذي انعقد بتاريخ‬ ‫‪ 8‬كانون األول ‪ 2010‬بعد مؤمتره السنوي األول‪،‬‬ ‫وبعد التشاور مع أعضاء املكتب السياسي أقرت‬ ‫التعيينات التالية‪:‬‬ ‫نائب رئيس مجلس األمناء‪ :‬يوسف بوذياب‬ ‫أمني الداخلية‪ :‬محمد الصايغ‬ ‫أمني اإلعالم‪ :‬هشام األعور‬ ‫أمني الثقافة‪ :‬حافظ أبي املنى‬ ‫أمني التعبئة‪ :‬لؤي بوذياب‬ ‫أمني املالية‪ :‬ماهر وهاب‬ ‫أمني البيئة‪ :‬خالد األعور‬ ‫أمني التربية والشباب‪ :‬ماهر سري الدين‬ ‫أمني الشؤون القضائية‪ :‬احملامي رمــزي‬ ‫وهــاب‬ ‫أمينة شؤون املرأة‪ :‬فدى أبوضرغم‬ ‫أمني الصحة‪ :‬الدكتور ريدان أبو حمدان‬

‫أمينة العالقات اخلارجية‪ :‬فريال بوذياب‬ ‫أمني العالقات السياسية‪ :‬عصمت‬ ‫العريضي‬ ‫أمني الشؤون اإلجتماعية والنقابات‪ :‬جواد‬

‫زرقطة‬ ‫كما مت تعيني ياسر الصفدي مستشارا ً خاصا ً‬ ‫وأمينا ً لسر رئيس احلزب‪ ،‬ونبيه األعور مديرا ً ملكتب‬ ‫رئيس احلزب‪.‬‬

‫وهاب استقبل «تجمع أنصار المقاومة»‬

‫استقبل رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬في مكتبه‪ ،‬في بئر حسن وفدا ً من جتمع‬ ‫“أنصار املقاومة العربية” ضم كل من السفير‬ ‫علي عقيل خليل‪ ،‬احملامي محمد كرنيب‪ ،‬احملامي‬ ‫والناشط األميركي فرانكلني المب‪ ،‬رئيس جمعية‬ ‫اجلبل العاملي احلاج علي علوية‪ ،‬الدكتور أنطوان‬ ‫شحود‪ ،‬احلاج هاني علوية‪ ،‬رئيس جمعية الفجر‬ ‫الصادق السيد مصطفى الباشا والسيد ناظم‬ ‫عز الدين‪.‬‬ ‫وأكد اجملتمعون على أن القرار الظني هو‬ ‫قرار باطل‪ ،‬ألنه مخــالف ألصــول احملــاكمات‬ ‫اجلــزائية الدولية‪ ،‬وهو قرار صهيوني‪ ،‬رافضني‬ ‫أي تطبيق ألي قرار من قبل هذه احملكمة غير‬ ‫القانونية‪ ،‬وعلى التمسك بالوحدة الوطنية‬ ‫ومنع أي فتنة طائفـية أو مذهبية في لبنان أو‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪30‬‬


‫أمينة الشؤون الدولية شاركت في كوبا بمؤتمر التضامن لتحرير الكوبيين الخمسة‬

‫حزب «التوحيد العربي» أ ّكد على حق األمم في تقرير مصيرها‬

‫شارك حزب “التوحيد العربي” ممثال ً بأمينة‬ ‫العالقات اخلارجية فريال أبوذياب في املؤمتر‬ ‫الدولي الذي انعقد في “هولغني” ‪ -‬كوبا‪،‬‬ ‫تضامنا ً معها في وجه احلمالت واملمارسات‬ ‫األميركية ضد شعوب أميركا الالتينية‪ ،‬ويجدر‬ ‫الذكر الى أن حزب “التوحيد العربي” كان‬ ‫الوحيد الذي شارك من لبنان إلى جانب ‪50‬‬ ‫جلنة دولية‪ ،‬ضمت عددا ً من اإلعالميني واألسرى‬ ‫احملررين من السجون اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫تخلل املؤمتر الذي استمر ألسبوعني‪ ،‬نقاشات‬ ‫موسعة عبر جلان متخصصة‪ ،‬أكدت على حق‬ ‫الشعوب في احلرية والسيادة واالستقالل‪ ،‬مبا‬ ‫يتناسب واملصالح املشتركة للدول واحلفاظ‬ ‫على تقرير مصيرها‪ ،‬وإطالق سراح املعتقلني‬ ‫في السجون األميركية‪ ،‬باالضافة الى نشاطات‬ ‫ثقافية وسياحية لزيارة مواقع تاريخية في‬ ‫كوبا‪ ،‬ووضع إكليل من الزهر على متثال أحد‬ ‫كبار قادة الثورة الكوبية “ تشي غيفارا “ في‬ ‫هولغني‪ ،‬كما مت خالل املؤمتر ورشة غرس أشجار‬ ‫في حقول “هولغني”‬ ‫وسجلت أبو ذياب مداخالت هامة أثناء‬ ‫ّ‬

‫في‬ ‫مشاركتها‬ ‫ورشات العمل املتعلقة بالقضاء وكيفية‬ ‫حفاظه على حق الشعوب في تقرير مصيرها‬ ‫مجددة دعم حزب “التوحيد العربي” ورئيسه‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب لهذا املؤمتر الذي يع ّبر‬ ‫عن تطلعات الشعوب التائقة للحرية‪ ،‬في‬ ‫وجه األحادية الدولية املتغطرسة‪ ،‬والتي كان‬ ‫لها تدخالت في أمتنا وعاملنا العربي واإلقليمي‬ ‫والتي أدت إلى تبديالت كبيرة‪ ،‬لكن إرادة األمة‬ ‫كانت أقوى من تلك األدوات‪ ،‬حيث كانت‬ ‫املقاومة في لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬الطريق‬ ‫الوحيد الذي استطاع أن يقهر مشروع “الشرق‬ ‫األوسط اجلديد”‪ ،‬ويحوله إلى استنهاض‬ ‫األمة في وجه أعدائها الطامعني بخيراتها‬ ‫ومواردها‪....‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬كان ألبو ذياب لقاءات عديدة مع‬ ‫ممثلي الدول التي شاركت في املؤمتر‪ ،‬عارضة‬ ‫ما يجري بالتفصيل على ساحتنا اللبنانية‬ ‫والقومية‪.‬‬ ‫وخالل زيارتها في كوبا التقت أبوذياب خالل‬ ‫اللقاء الذي أقيم في مركز الصداقة لكوبا‬ ‫والشعوب اإليكاب (‪ )ICAP‬السيناتور‬ ‫الكوبي ورئيس مستشفى فرانك‬ ‫بايس “‪ ”PAIS FRANK‬الدكتور رودريغو‬ ‫الفاريس كامبرا كل من رئيسة مركز‬ ‫الصداقة ل كينيا سيرانوس‪ ،‬ونائبة‬ ‫الرئيسة ومسؤولة منطقة أفريقيا‬ ‫وشرق األوسط إليسيا كوريديرا‪،‬‬ ‫واملنسقة للمنطقة فيديليا كابريرا‪،‬‬ ‫حيث متّ االتفاق بني اجملتمعني على‬ ‫إقامة الندوات املشتركة وعلى ضرورة‬ ‫التبادل احلزبي والثقافي‪.‬‬ ‫كما زارت الرفيقة أبو ذياب وزارة‬ ‫اخلارجية في كوبا والتقت نائب الوزير‬

‫‪31‬‬

‫قدم‬ ‫الرئيس فالدمييرغونسالس كسادا الذي ّ‬ ‫شرحا ً مسهبا ً عن األزمة احلالية في كوبا‪،‬‬ ‫مع ّبرا ً عن قلقه حيال السياسة اخلارجية التي‬ ‫تنتهجها كل من الواليات املتحدة و”إسرائيل”‬ ‫ومدى خطورتهما على لبنان واملنطقة‪.‬‬ ‫وقد أبدى فالدميير إعجاب بالده برئيس حزب‬ ‫“التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫انطالقا ً من مواقفه القومية العربية وتضامنه‬ ‫املستمر مع الشعب الكوبي والقضايا‬ ‫اإلنسانية في العالم‪.‬‬ ‫في إطار آخر‪ ،‬استقبل رئيس العالقات‬ ‫اخلارجية في احلزب الشيوعي ألبيرتو كويتو‬ ‫سوسا‪ ،‬في املركزية العامة للحزب الشيوعي‬ ‫في كوبا‪ ،‬الرفيقة أبوذياب‪ ،‬وكشف كويتو‬ ‫سوسا خالل اللقاء اخلطوط العريضة‬ ‫للتعديالت االقتصادية واالجتماعية التي‬ ‫طاولت بالده بعد األزمة االقتصادية التي‬ ‫أملت بها‪ ،‬ما أدى الى نقص في بعض الواردات‬ ‫وهدر في بعض املرتكزات االقتصادية‪ ،‬الفتا ً‬ ‫الى عدم وجود تغيير في السياسة وأن ال‬ ‫مكان للرأسمالية‪ ،‬مشيرا ً الى حتسني النظام‬ ‫االقتصادي في ممتلكات الدولة‪ ،‬واملمتلكات‬ ‫الفردية واخلاصة‪.‬‬ ‫كما حتدث سوسا عن األوضاع في لبنان‬ ‫معبرا ً عن قلق بالده من محاولة البعض خللق‬ ‫فتنة بني اللبنانيني‪ ،‬متوجها ً باسم حكومة‬ ‫كوبا واإلدارة العامة للحزب الشيوعي في كوبا‬ ‫بالتحية الى رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام‬ ‫وهاب “ابن كوبا”‪ ،‬على حد قوله‪ ،‬واعتزازهم‬ ‫مبواقفه القومية وتضامنه املستمر مع‬ ‫القضية اإلنسانية للشعوب في العالم‪.‬‬ ‫وختمت أبو ذياب جولتها بلقاء سفير كوبا‬ ‫السابق في لبنان دارييو د اورا الذي أولم على‬ ‫شرفها‪ ،‬كما التقت القنصل ماريا إيزابيل‪.‬‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫وفد من المكتب السياسي في حزب «التوحيد العربي»‬ ‫زار أمين عام المؤتمر الشعبي اللبناني‬ ‫ضم‬ ‫قام وفد من أعضاء املكتب السياسي‬ ‫ّ‬ ‫الدكتور شفيق باز‪ ،‬ضياء األعور‪ ،‬حافظ أبي املنى‪،‬‬ ‫وخالد األعور وأمني العالقات السياسية عصمت‬ ‫العريضي بزيارة أمني عام املؤمتر الشعبي اللبناني‬ ‫األستاذ كمال شاتيال‪ ،‬في مكتبه للبحث في‬ ‫األزمة السياسية الراهنة على ضوء درء الفتنة‬ ‫التي تسعى إليها املؤامرة املوجهة للبنان‬ ‫واملنطقة الشرق أوسطية من خالل احملكمة‬ ‫الدولية وقرارها االتهامي املشبوه‪.‬‬ ‫رص الصف‬ ‫وقد أجمع اجملتمعون على وجوب ّ‬ ‫الوطني والقومي ملواجهة املؤامرة والتشبث‬ ‫مبنطق الوحدة الوطنية‪ ،‬ورفض االنصياع إلى‬ ‫اإلشاعات التي تغذي الفتنة املذهبية والتي ال‬ ‫تخدم سوى مصالح بعض الفئات السياسية‬ ‫املتهالكة وراء السلطة واملناصب‪ ،‬كما قرر‬ ‫اجملتمعون ضرورة التواصل الدائم واملستمر بني‬ ‫األحزاب املعارضة للتصدي حملاوالت العبث باألمن‬ ‫واالستقرار األهلي في لبنان‪.‬‬

‫من اليمني ضياء األعور‪ ،‬عصمت العريضي‪ ،‬الد‪ .‬شفيق باز‪ ،‬حافظ أبو املنى‪ ،‬كمال شاتيال‪ ،‬املير طارق آل ناصر‬ ‫الدين وخالد األعور‪.‬‬

‫نشاطات أمانة‬ ‫العالقات الخارجية‬ ‫شاركت أمينة العالقات اخلارجية في حزب‬ ‫«التوحيد العربي» فريال أبو ذياب في حفل الوداع‬ ‫الذي أقامته سفارة جمهورية الصني الشعبية‬ ‫للسفير لييو زميبنغ‪ ،‬في أوتيل فينيسيا‪ ،‬في بيروت‪،‬‬ ‫مبناسبة نهاية واليته في لبنان‪.‬‬ ‫ضم احلفل عدد من الوزراء والشخصيات‬ ‫السياسية والدبلوماسية‪ ،‬وممثلي األحزاب‪.‬‬ ‫لتولي مؤسس دولة‬ ‫ومبناسبة ذكرى اليوم الوطني‬ ‫ّ‬ ‫قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني احلكم في‬ ‫قطر‪ ،‬شاركت أبوذياب حفل االستقبال الذي أقامه‬ ‫سفير دولة قطر في لبنان سعد بن علي املهندي‪،‬‬ ‫في فندق أنتركونتيننتال‪ -‬فينيسيا‪ ،‬بحضور عدد‬ ‫من الوزراء والشخصيات السياسية والدبلوماسية‬ ‫واإلعالمية‪ ،‬وممثلي األحزاب‪.‬‬

‫كما قامت أبو ذياب بحضور توقيع كتاب‬ ‫منتظر الزيدي حتت عنوان «التحية األخيرة‬ ‫للرئيس بوش»‪ ،‬الذي أقيم في ‪ ،2010/12/14‬في‬ ‫معرض الكتاب في البيال‪.‬‬ ‫وفي إطار آخر شاركت أبو ذياب في عرض‬ ‫مسيرة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور‬ ‫سليم احلص الذي أقيم في ‪ ،2010/12/10‬في‬ ‫األونيسكو‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪32‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫الكيان الصهيوني يتحالف مع دول البلقان‬ ‫بمواجهة سياسة «العمق االستراتيجي» التركية‬ ‫عالقة الكيان الصهيوني مبحيطه هي‬ ‫عالقة صراع طويل منذ أن متّ إنشاء هذا‬ ‫الكيان على أرض فلسطني العربية بدعم‬ ‫وحددت وظيفة‬ ‫استعماري ال حدود له‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الكيان كقاعدة استعمارية متقدمة‬ ‫في املنطقة وحامي ملصالح الغرب‬ ‫االستعماري والواليات املتحدة األميركية‪،‬‬ ‫وعلى حساب الشعب الفلسطيني واألمة‬ ‫العربية‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫شكل استنزافا ً لطاقات‬ ‫العرب ومواردهم البشرية واالقتصادية‪،‬‬ ‫وكان أحد االهداف وراء إنشاء الكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬متزيق وحدة العرب جغرافيا ً‬ ‫وسياسياً‪ ،‬متهيدا ً لالستيالء على ثرواتهم‬ ‫وإخضاعهم ومصادرة قرارهم ومستقبل‬ ‫أجيالهم وبث روح التفرقة في جسد‬ ‫األمة وإثارة اخلالفات والنعرات الطائفية‬ ‫واملذهبية‪ ،‬وإبقاء الوطن العربي بأكمله‬ ‫في حالة من التجزئة والتخلف والتبعية‪.‬‬ ‫ولذلك منذ وقت مبكر‪ ،‬تط ّلع الكيان‬ ‫الصهيوني الى البحث عن حلفاء خارج‬ ‫محيطه اإلقليمي‪ ،‬وساعده في ذلك‬ ‫الدعم االستعماري وخاصة املساندة‬ ‫األميركية‪ ،‬وجاءت أولى اخلطوات لتجاوز‬ ‫دائرة الدول العربية الرافضة االعتراف بالكيان‬ ‫الصهيوني الوليد‪ ،‬إذ عمد “بن غوريون” أول رئيس‬ ‫وزراء إسرائيلي‪ ،‬الى إيجاد حلفاء وأصدقاء لكيانه‬ ‫من خارج احمليط العربي الرافض لوجود الكيان‪،‬‬ ‫حيث الصراع على أشده جملابهة املؤامرة الكبرى‬ ‫التي استهدفت األمة‪ ،‬فكانت استراتيجية “شد‬ ‫األطراف الصهيونية” الرامية الى تدشني عالقات‬ ‫بني “إسرائيل” وأهم دول الدائرة آنذاك وهي “تركيا‬ ‫و”إيران الشاه” وأثيوبيا‪ ،‬ليخرج للوجود في عام‬ ‫‪ 1958‬ما ُعرف “بحلف احمليط”‪ ،‬وجنحت واشنطن‬ ‫يومها في نسج جملة من األحالف اإلقليمية‬ ‫بذريعة التصدي للمد السوفييتي‪ ،‬ومتخذة من‬ ‫شعار “األمن اإلسالمي” دعاية مناسبة لدغدغة‬ ‫مشاعر الشعوب اإلسالمية وحضها على‬ ‫االنضواء حتت لواء تلك األحالف‪ ،‬التي هدفت‬ ‫حلماية املصالح األميركية في املنطقة وضمان‬ ‫أمن الكيان الصهيوني وكسر العزلة املفروضة‬ ‫عليه‪ ،‬فكان حلف بغداد وحلف املعاهدة املركزية‬ ‫“السنتو” اللذان طويا حتت رايتهما تركيا وإيران‬ ‫“الشاه” وباكستان وعراق نوري السعيد‪.‬‬ ‫الكيان الصهيوني استنفذ اليوم دعم تلك‬ ‫األحالف‪ ،‬ففي إيران اليوم الثورة اإلسالمية التي‬ ‫غ ّيرت وجه املنطقة وأصبحت السند احلقيقي‬

‫لألمة العربية ولقضاياها في فلسطني ولبنان‬ ‫وفي كل مكان في أرض العرب‪ ،‬وانقلب السحر‬ ‫ّ‬ ‫تشكل كابوسا ً لـ‬ ‫على الساحر‪ ،‬إيران اليوم‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬وتركيا أردوغان انعطفت نحو جوارها‬ ‫العربي واإلسالمي وأصبحت في معادلة جديدة‬ ‫ال تروق للصهاينة‪ ،‬وعالقات واشنطن بحلفائها‬ ‫التقليديني من الدول اإلسالمية تغ ّيرت وبشكل‬ ‫استبدت القطيعة وصوال ً للصراع مع‬ ‫جذري‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫إيران وجمود عالقاتها مع باكستان وخ ّيم التوتر‬ ‫مع تركيا التي أزعجت طفلها املد ّلل “إسرائيل”‪.‬‬

‫حلفاء جدد لـ «إسرائيل»‪ :‬اليونان‬ ‫وبلغاريا‬ ‫وانطالقا ً من هذا التح ّول السلبي في عالقات‬ ‫واشنطن مع تلك الدول‪ ،‬جلأت “إسرائيل” الى‬ ‫البحث عن حلفاء جدد‪ ،‬ع ّلها بذلك تتجنّب العزلة‬ ‫اجلديدة مع تركيا وتوسيع مجال حت ّركها وتقليص‬ ‫التداعيات السلبية لتوتر عالقاتها بأنقرة على‬ ‫األصعدة كافة‪ ،‬ووجدت ضالتها مع ترحيب‬ ‫احلكومة اليونانية بتجديد وتوسيع مجاالت‬ ‫اتفاقية التعاون العسكري معها واملبرمة منذ‬

‫‪33‬‬

‫العام ‪.1994‬‬ ‫ولكن هناك حتديات حقيقية‬ ‫أمام اعتبار اليونان بديالً مناسباً‪،‬‬ ‫عن تركيا في االستراتيجية‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬لعل أبرزها‪ ،‬تضاؤل‬ ‫االقتصادي املتوقع‬ ‫العائد‬ ‫من التجارة ومبيعات السالح‬ ‫اإلسرائيلية لليونان في ظل‬ ‫اعتماد اليونان على الواردات‬ ‫املدنية والعسكرية األوروبية‬ ‫واألميركية‪ ،‬فضالً عن تواضع‬ ‫العائد اجليواستراتيجي من‬ ‫التعاون العسكري بني “إسرائيل”‬ ‫واليونان‪ ،‬وعلى خلفية ضيق اجملال‬ ‫اجلوي اليوناني وبعده عن إيران‬ ‫والدول العربية مقارنة بنظيره‬ ‫التركي‪ ،‬عالوة على تقلص فرص‬ ‫الدعم السياسي والدعائي‬ ‫اليوناني املتوقع لـ “إسرائيل” في‬ ‫ضوء مواقف اليونان املعروفة‬ ‫من الصراع العربي – اإلسرائيلي‬ ‫والتي متيل في غالبيتها الى دعم‬ ‫احلقوق العربية‪ ،‬إضافة الى ارتباط‬ ‫اليونان الشديد باالحتاد األوروبي أكثر‬ ‫من واشنطن‪ ،‬وهذا يحد من الضغط على اليونان‬ ‫والتجاوب مع املطالب اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫إن مواصلة الكيان الصهيوني البحث عن شركاء‬ ‫جدد في دائرة جيواستراتيجية أبعد لاللتفاف على‬ ‫عزلته املزمنة في محيطه اإلقليمي‪ ،‬هذا األمر‬ ‫ّ‬ ‫يشكل برهانا ً ساطعا ً على بقاء الكيان أسير‬ ‫االغتراب اإلقليمي والقصور الوجودي‪ ،‬رغم الدعم‬ ‫األميركي الالمحدود لهذا الكيان‪ ،‬مازال يبحث‬ ‫عن أصدقاء آخرين في محاولة الستعراض القدرة‬ ‫على االستغناء الوهمي عن تركيا ومحيطه‪.‬‬

‫تركيا في إطار‬ ‫استراتيجية جديدة‬ ‫تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب‬ ‫أردوغان منذ العدوان الصهيوني على غزة عام‬ ‫توجها ً مختلفا ً في‬ ‫(‪ )2009 – 2008‬بدأت تأخذ ّ‬ ‫وضوح الرؤية واملوقف‪ ،‬وبلغت أوجها بعد حادثة‬ ‫أسطول “احلرية” في أيار املاضي‪ ،‬وخالل زيارته الى‬ ‫لبنان وصف أردوغان الكيان الصهيوني بأنهم‬ ‫قتلة‪ ،‬وأن تركيا لن تسكت في حال أقدمت‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر فلسطيني‬ ‫“إسرائيل” على حماقة‬ ‫جديدة ضد لبنان أو غزة‪،‬‬ ‫من هنا بدأنا نسمع لغة‬ ‫متحدية وخاصة أنها تأتي‬ ‫من تركيا التي كانت تقيم‬ ‫عالقة استراتيجية مع‬ ‫الكيان الصهيوني حتى‬ ‫األمس القريب‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن تركيا‬ ‫بدأت فعالً تعيد متوضعها‬ ‫في إطار استراتيجية‬ ‫جديدة‪ ،‬وهي تسعى للعب‬ ‫دور مركزي إقليمي ودولي‪،‬‬ ‫ولكن هذا الدور حتكمه‬ ‫جملة من الشروط‪،‬‬ ‫التي كانت وراء إعادة‬ ‫تركيا لصياغة عالقاتها‬ ‫والدولية‪،‬‬ ‫اإلقليمية‬ ‫ومفاعيل هذه الشروط‬ ‫الزالت قائمة‪ ،‬وهي الزالت‬ ‫تأمل أن تفتح لها بوابة‬ ‫البيت األوروبي لكي‬ ‫تكون جز ًءا منه‪ ،‬وتركيا‬ ‫هي عضو في حلف الناتو‪،‬‬ ‫وبالتالي فإن هامش املناورة لديها محدود للغاية‪،‬‬ ‫والسؤال الذي يبرز‪ ،‬ما الذي دفع رئيس الوزراء‬ ‫التركي أردوغان الى استخدام نبرة عالية حتمل‬ ‫قدرا ً كبيرا ً من الغضب على “إسرائيل”‪.‬‬ ‫يرى الكثيرون أن الغطرسة الصهيونية‬ ‫والتعنت املعهود لدى قادة الكيان ورفضهم‬ ‫االستجابة الى الطلب التركي بتقدمي اعتذار‬ ‫رسمي عن مجزرة أسطول “احلرية” ورفضهم‬ ‫التعويض للشهداء األتراك‪ ،‬قد وضعت العالقات‬ ‫التركية – الصهيونية أمام اختبار جدي ألول‬ ‫مرة منذ نكبة فلسطني ‪ ،1948‬وهذا األمر وضع‬ ‫الكيان الصهيوني أمام حت ٍّد صعب‪ ،‬ألن خسارته‬ ‫ّ‬ ‫يشكل ضربة كبرى باملعنى‬ ‫الساحة التركية‬ ‫االستراتيجي‪.‬‬ ‫وهذا األمر دفع الكيان ومنذ وقت مبكر‪،‬‬ ‫لتعويض خسارته للتحالف املتهاوي مع تركيا‬ ‫بالتوجه نحو بناء حلف استراتيجي جديد‪،‬‬ ‫ميتد من البلقان الى ساحل البحر املتوسط‬ ‫ملواجهة سياسة “العمق االستراتيجي” التركية‬ ‫التي يتبناها حزب “العدالة والتنمية”‪ ،‬وكانت‬ ‫اللحظة الفاصلة‪ ،‬اجملزرة التي ارتكبها الصهاينة‬ ‫وعدوانهم الوحشي على أسطول احلرية لكسر‬ ‫احلصار على غزة‪.‬‬ ‫وسعت احلكومة اإلسرائيلية الى بلورة حلف‬ ‫جديد مع عدد من دول البلقان تشارك الصهاينة‬ ‫في املصالح املتبادلة‪ ،‬ويشمل احللف اجلديد تعاونا ً‬ ‫استخباراتيا ً ومناورات عسكرية مشتركة وفتح‬ ‫األجواء للتدريبات اجلوية اإلسرائيلية إضافة الى‬ ‫تعزيز التعاون السياحي والتكنولوجي‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ونُ ِقل عن مصادر صهيونية‪ ،‬أن رئيس‬ ‫الوزراء البلغاري عرض على رئيس الوزراء اإلسرائيلي‬ ‫بنيامني نتنياهو‪ ،‬فتح القواعد العسكرية‬ ‫البلغارية أمام سالح اجلو اإلسرائيلي إلجراء متارين‬ ‫ومناورات جوية لتعويض فقدان الساحة التركية‪،‬‬ ‫ومن املؤشرات على تبلور هذا التحالف البديل‪،‬‬ ‫نُشرت في بلغاريا صورة لـ “رئيس الوزراء البلغاري‬ ‫بويكو بوريسوف مع رئيس املوساد مائير داغان”‪.‬‬ ‫وكانت مجزرة أسطول “احلرية”‪ ،‬الفرصة التي‬ ‫دفعت بلغاريا الى إظهار نواياها وبشكل غير‬ ‫مسبوق في التعاون األمني واالستخباري مع‬ ‫“إسرائيل” وفي خلفية هذا االستحضار البلغاري‬ ‫للعامل اإلسرائيلي‪ ،‬فإن بوريسوف شخصيا ً قرر‬ ‫التعاون مع “إسرائيل”‪ ،‬وفور انتخابه زار القدس‬ ‫احملتلة‪ ،‬وحدد البلغار أوجه التعاون في “السياحة‬ ‫والتكنولوجيا العليا اإلسرائيلية كهدف‪ ،‬وهم‬ ‫يحاولون توظيف هجرة االسرائيليني إلنطاليا‬ ‫التركية كي يجتذبوهم الى بورغاس وفيرنا‪ ،‬الى‬ ‫شاطئ البحر األسود‪.‬‬ ‫وهذا التحول االستراتيجي ال يتع ّلق ببلغاريا‬ ‫فقط‪“ ،‬والتسخني الدراماتيكي” شمل العالقات‬ ‫مع اليونان وبقرار من رئيس الوزراء اليوناني‬ ‫يورغوس بابندريو الذي التقى رئيس الوزراء‬ ‫اإلسرائيلي نتنياهو في موسكو‪ ،‬وتتطلع بابندريو‬ ‫الى لعب دور في املسيرة “السلمية”‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يرى نفسه سياسيا ً ودولياً‪َ ،‬ف ِهم بأن عليه أن‬ ‫يغ ّير متاما ً عالقاته مع “إسرائيل”‪ ،‬وجاءت حادثة‬ ‫أسطول “احلرية” بعد ثالثة أشهر من ذلك اللقاء‪،‬‬ ‫حيث دفعت اجليش وأجهزة األمن اليونانية الى‬ ‫التحرك والتأثير على القيادة السياسية لدفعها‬

‫‪34‬‬

‫نحو التقرب من الكيان الصهيوني‪ ،‬ويرى كثيرون‬ ‫أن األزمة االقتصادية التي أطبقت على اليونان‬ ‫ّ‬ ‫شكلت عامالً آخر في قرار رئيس الوزراء اليوناني‬ ‫بابندريو نحو توثيق العالقات مع “إسرائيل”‪،‬‬ ‫وحسب دبلوماسي إسرائيلي خاب أمل اليونانيني‬ ‫من املساعدات واالستثمارات من الدول العربية‬ ‫ووجدوا ضالتهم في “إسرائيل”‪.‬‬ ‫وترجمت اليونان هذا التوجه اجلديد‪ ،‬بزيارة‬ ‫رئيس الوزراء بابندريو الى فلسطني احملتلة‪ ،‬وزيارة‬ ‫نتنياهو الى اليونان‪ ،‬وقام سالحي اجلو للجانبني‬ ‫بتدريبات مشتركة واسعة النطاق‪.‬‬ ‫وتسخني العالقات شمل أيضاً‪ ،‬قبرص‪ ،‬رومانيا‪،‬‬ ‫الصرب‪ ،‬مونتينغرو‪ ،‬مقدونيا‪ ،‬وكرواتيا‪ ،‬وجميعها‬ ‫بدعم أميركي وطرح إسرائيلي بإمكانية تقدمي‬ ‫الدعم والتعاون األمني واالقتصادي والتكنولوجي‬ ‫مع تلك الدول‪.‬‬ ‫هذا احلراك الصهيوني مع دول البلقان يطرح‬ ‫حتديات كبيرة على تركيا‪ ،‬وهذا التحالف اجلديد‬ ‫يط ّوق تركيا‪ ،‬ولكل فعل ردة فعل‪ ،‬وكيف سيكون‬ ‫املوقف التركي إزاء التحديات املاثلة؟‬

‫التم ّدد اإلسرائيلي في القوقاز‬ ‫إن سعي الكيان الصهيوني تسليح‬ ‫جورجيا لم يتوقف بالرغم من إعالنه إيقاف‬ ‫شحنات األسلحة الى جورجيا‪ ،‬فالوقائع‬ ‫ّ‬ ‫تؤكد‪ ،‬أن تسليح جورجيا يفوق قدرة هذا البلد‬ ‫على استخدام السالح بالكميات والنوعيات‬ ‫املتدفقة إليه‪.‬‬


‫ّ‬ ‫شكلت دوما ً‬ ‫وبالرغم من أن هذه املسألة‬ ‫عقبة أمام أي تقارب أميركي – روسي إال أن دخول‬ ‫“إسرائيل” على اخلط‪ ،‬نقل الصراع في املنطقة‬ ‫الى مستويات أعلى‪ ،‬وكذلك ع ّبر وزير الدفاع‬ ‫الروسي أناتولي سيرديوكوف عن قلق موسكو‬ ‫بسبب مواصلة الواليات املتحدة تزويد اجليش‬ ‫اجلورجي باألسلحة‪.‬‬ ‫وكل املؤشرات ّ‬ ‫تدل أن جورجيا انخرطت فعالً‬ ‫ضمن محور تل أبيب – واشنطن‪ ،‬حني شاركت‬ ‫في دعم عقد مؤمتر ما يسمى “حركة قفقازيا‬ ‫احلرة”‪ ،‬والذي وصفه محللون بأنه مبثابة فتيل‬ ‫انفجار عارم في القوقاز الشمالي‪ ،‬يهدف الى‬ ‫زعزعة استقرار املنطقة‪ ،‬ولقد سبق للحرب‬ ‫الروسية ‪ -‬اجلورجية أن كشفت مدى عمق‬ ‫التعاون بني “إسرائيل” وجورجيا‪ ،‬وكانت الواليات‬ ‫املتحدة األميركية حاضرة في مجال حتريض‬ ‫الرئيس اجلورجي على فعل‪ ،‬وارتكابه حماقة‬ ‫اجتياح أوسيتيا اجلنوبية‪.‬‬ ‫ومنذ قيام الرئيس الصهيوني شمعون بيريز‬ ‫زيارة عدد من دول آسيا الوسطى‪ ،‬وال سيما‬ ‫جورجيا وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان‪،‬‬ ‫ومعالم التحرك اإلسرائيلي في تلك املناطق‬ ‫التمدد أشكاال ً متعددة‪،‬‬ ‫تتوسع باستمرار‪ .‬وأخذ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتّ التركيز على ملف التعاون العسكري التقني‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬وال سيما مجاالت الطاقة والغاز‬ ‫والنفط‪ ،‬والدخول على خط التنافس الدائر‬ ‫بني روسيا والغرب لفرض السيطرة على تلك‬ ‫املنطقة الغنية بثرواتها الباطنية‪ ،‬وتتمتع‬ ‫بأهمية جيوسياسية كبيرة‪ ،‬ومتّ توثيق العالقات‬ ‫الدبلوماسية واحلرص على انتقاء سفراء يهود‬ ‫ذوي أصول في تلك البلدان‪.‬‬ ‫أما مبررات الكيان الصهيوني لهذا التمدد‪،‬‬ ‫كما تشير الدراسات‪ ،‬إذا بدأت روسيا الصراع‬ ‫مع الواليات املتحدة فإن “إسرائيل” تخشى من‬ ‫مساعدة موسكو ألنظمة معادية للواليات‬ ‫املتحدة في منطقة الشرق األوسط كون‬ ‫املنطقة إحدى عتالت الصراع‪ ،‬والسؤال‪ ،‬فالروس‬ ‫ليسوا قرب “إسرائيل”‪ ،‬فماذا يفعل اإلسرائيليون‬ ‫في جورجيا؟ إنها محاولة للتموضع في املنطقة‪،‬‬ ‫واحلصول على قواعد ثابتة تخدم األهداف‬ ‫األميركية – اإلسرائيلية في املنطقة‪ ،‬ومنع‬ ‫روسيا من عودتها كدولة عظمى‪ ،‬والوسيلة أن‬ ‫تتصرف الدول السوفياتية السابقة في املنطقة‬ ‫بشكل معادٍ لروسيا‪ ،‬وهذا ما حصل في جورجيا‪،‬‬ ‫حيث جنحت “إسرائيل” في اإلمساك بزمام األمور‬ ‫األخطر‪ ،‬والتي تتعلق باحلرب والسلم‪ ،‬وليس ّ‬ ‫أدل‬ ‫على ذلك سوى ما قاله الرئيس اجلورجي‪“ :‬هنا‬ ‫احلرب والسالم كالهما بأيدي يهود “إسرائيل”‬ ‫وكان يعني وزير الدفاع ووزير املفاوضات وكالهما‬ ‫إسرائيليان‪.‬‬ ‫لقد عملت “إسرائيل” منذ عدة أشهر على‬ ‫بلورة حتالف جديد مع بعض دول البلقان‪ ،‬وأن‬ ‫بعض مقومات احللف اجلديد هي تعاون استخباري‬

‫وتدريبات عسكرية مشتركة‪ ،‬ومئات آالف‬ ‫السياح‪ ،‬وهذا التحالف يأتي على خلفية انهيار‬ ‫التحالف االستراتيجي الصهيوني مع تركيا‬ ‫في أعقاب حادثة أسطول “احلرية”‪ ،‬والدولتان‬ ‫الرئيسيتان اللتان قامتا بتوثيق العالقات مع‬ ‫“إسرائيل” خالل العام األخير هما اليونان وبلغاريا‪،‬‬ ‫من خالل التعاون األمني واالستخباري واستخدام‬ ‫أجواء البلدين ألغراض التدريب‪.‬‬ ‫لقد تغ ّيرت البوصلة اإلسرائيلية في‬ ‫إقامة التحالفات‪ ،‬وذهبت “إسرائيل” بعيدا ً‬ ‫في محاولتها تشويه صورة تركيا‪ ،‬حيث‬ ‫اتهمتها بالتطرف وتغلغل اجلهاد العاملي‬ ‫فيها‪ ،‬وهي بذلك تعتبر دول جوار تركيا أرضا ً‬ ‫خصبة إلمكانية التعاون األمني والتكنولوجي‬ ‫واالقتصادي مع “إسرائيل”‪ ،‬واتهمت مصادر‬ ‫مقربة من مكتب نتنياهو أنقرة بلعب “دور‬ ‫سيء” في الشرق األوسط‪ ،‬خصوصا ً في‬ ‫املنطقة احمليطة باألراضي الفلسطينية‪.‬‬ ‫أما رئيس الوزراء التركي أردوغان فقد أعلن أن‬ ‫“بالده التي أصبحت اليوم قوة إقليمية ذات ثقل‬ ‫عاملي في مختلف امليادين‪ ،‬لن تقف مكتوفة‬ ‫األيدي إذا حاولت “إسرائيل” قصف مدنيني في‬ ‫لبنان أو قطاع غزة‪ ،‬و”إسرائيل” تقتل األطفال‬ ‫في لبنان وغزة وتهدم املدارس وبعدها تطلب منا‬ ‫أن نسكت‪ ،‬وتقوم بالقرصنة في البحر األبيض‬ ‫املتوسط وتقتل أتراك كانوا في طريقهم الى‬ ‫غزة‪ ،‬لن نسكت وسنقول احلق ونكون مع احلق”‪.‬‬ ‫لقد كانت تركيا من أكبر الدول اإلسالمية‬ ‫خارج نطاق العالم العربي‪ ،‬وكانت دوما ً ورقة يد‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬إلغراء الدول العربية واإلسالمية لفتح‬ ‫أبواب التطبيع معها‪ ،‬وأتاح التعاون العسكري‬ ‫الوطيد مع تركيا لـ “إسرائيل” الفرصة لتجنب‬ ‫الدخول في صراع مع قوة إقليمية كبرى‪ ،‬وهو ما‬

‫‪35‬‬

‫ثبت عقب تدهور العالقات‪ ،‬حيث فقدت “إسرائيل”‬ ‫أكبر شريك اقتصادي لها في منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬ال سيما في مجال الطاقة‪ ،‬وأن املوقع‬ ‫اإلقليمي لتركيا في منطقة الشرق األوسط يزيد‬ ‫اخملاوف لدى قادة تل أبيب‪.‬‬ ‫والكيان الصهيوني كعادته في االبتزاز‬ ‫السياسي على املستوى الدولي‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫األهمية الكبرى التي متثلها تركيا بالنسبة لـ‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬سواء من الناحية األمنية واالقتصادية‬ ‫واجلغرافية‪ ،‬ل ّوحت “إسرائيل” بالورقة اليونانية‬ ‫إلغراء تركيا وابتزازها‪ ،‬وس ّربت معلومات تفيد‬ ‫اعتزام تل أبيب توطيد عالقاتها مع أثينا مستغلة‬ ‫أزمتها االقتصادية الطاحنة التي تعاني منها‪،‬‬ ‫وتقليل اخلسائر التي حلقت بها جراء تدهور‬ ‫عالقاتها مع تركيا‪ ،‬وخاصة في أعقاب التغ ّير‬ ‫اجلذري الذي شهدته السياسة اخلارجية التركية‬ ‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬وتقاربها مع إيران وسوريا مما‬ ‫أدى الى خلل في امليزان االستراتيجي اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وقلق الصهاينة يتزايد وهم في ورطة حقيقية‪،‬‬ ‫حيث هناك بعض اجملاالت ال ميكن لليونان أن‬ ‫تكون بديالً لتركيا‪ ،‬خاصة في مجال الصفقات‬ ‫العسكرية‪ ،‬حيث تواجه “إسرائيل” صعوبة في‬ ‫اختراق سوق األسلحة العسكرية اليونانية التي‬ ‫تسيطر عليه شركات الصناعات العسكرية‬ ‫األميركية واألوروبية‪ ،‬وهو ما ميثل صدمة قوية‬ ‫لشركات الصناعات العسكرية اإلسرائيلية‬ ‫التي كانت تعتمد على تركيا كمستورد رئيسي‬ ‫ملنتجاتها‪.‬‬ ‫إن البديل اليوناني ال ميكنه ملء الفراغ‬ ‫االستراتيجي الذي نتج عن تدهور العالقات‬ ‫بني تركيا و”إسرائيل”‪ ،‬ولكن اليونان تعد فرصة‬ ‫استثمار جيدة لـ “إسرائيل” لالنتقام‪.‬‬ ‫لقد جنحت حكومة أردوغان ذات التوجهات‬ ‫القومية اإلسالمية في إخراج الدولة التركية من‬ ‫حتت العباءة الصهيونية التي كانت تسيء لها‬ ‫كثيراً‪ ،‬وتركيا الدولة الكبيرة والغنية مبواردها‬ ‫وتاريخها وثقافتها وقيمها‪ ،‬أضاعت الكثير‬ ‫بعالقتها بالكيان الصهيوني الذي سحب الكثير‬ ‫من رصيدها لدى الدول العربية واإلسالمية‪ ،‬إالّ أن‬ ‫أردوغان جنح في استعادة تركيا كقوة إقليمية‬ ‫يحسب لها‪ ،‬بحيث أصبحت حتت قيادته مؤهلة‬ ‫للعودة الى دورها اإلقليمي وفي شتى اجملاالت‪،‬‬ ‫واملؤشرات املتوفرة تكفي لبث الطمأنينة في‬ ‫النفوس‪ ،‬بينما الكيان الصهيوني لن تسعفه‬ ‫أحالفه والدعم الذي يتلقاه مهما بلغ من القوة‪،‬‬ ‫ألن قوة احلق هي األقوى عندما تتوفر اإلرادة‪ ،‬وتركيا‬ ‫لن تكون وحدها في مسارها اجلديد الصاعد‬ ‫ورؤيتها ملستقبل املنطقة‪ ،‬وعالقاتها بجوارها‬ ‫العربي واإلسالمي في تطور مستمر‪ ،‬والتاريخ لن‬ ‫يعود الى الوراء‪ ،‬وهذا ما تثبته التطورات والوقائع‬ ‫املتالحقة‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر عربي‬

‫اإلنتخابات البرلمانية المصرية‬

‫الحزب الوطني الحاكم يش ّدد قبضته‬ ‫المنافسة في االنتخابات الرئاسية ‪2011‬‬ ‫ما جرى في االنتخابات التشريعية املصرية التي‬ ‫جرت يوم ‪ 11/28‬في جولتها األولى ويوم ‪ 12/5‬في‬ ‫جولتها الثانية‪ ،‬يعيدنا الى التاريخ البعيد والقريب‬ ‫في آن واحد‪ ،‬وهنا نستلهم العبر والدروس‪ ،‬ال بد من‬ ‫التوقف أمام محطات هامة من تاريخ مصر‪ ،‬يوم‬ ‫كانت مصر رافعة للنهوض الوطني والقومي‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمة الصفوف ملواجهة أعداء األمة عندما كان‬ ‫الصراع على أش ّده‪ ،‬فكانت حرب تشرين التحريرية‬ ‫عام ‪ ،1973‬وكان العبور‪ ،‬ولكن منذ اتفاقيات كامب‬ ‫ديفيد املشؤومة‪ ،‬تغ ّيرت أمور كثيرة شوهت معالم‬ ‫ناصعة في تاريخ مصر‪ ،‬ومنذ هذه اللحظة بدأ التراجع‬ ‫الرسمي‪ ،‬والسؤال‪ ،‬ماذا يقول التاريخ؟ وبعدها نحكم‬ ‫على نتائج االنتخابات‪.‬‬ ‫في يوم ‪ 15‬أيار ‪ ،1971‬استخدم النظام املصري‬ ‫آنذاك اإلسالميني من أجل حتجيم الناصرين‬ ‫واليساريني في اجلامعات وداخل النقابات املهنية‪،‬‬ ‫ولكنه عندما سمح بنشوء األحزاب في عام ‪1976‬‬ ‫لم يرخص لنشوء حزب إسالمي‪ ،‬وترك تنظيم‬ ‫“اإلخوان املسلمني” ينشط بحرية على األرض من‬ ‫دون شرعية الترخيص‪.‬‬ ‫ولكن تط ّور األحداث فرض معادلة جديدة‪ ،‬عندما‬ ‫و ّقع السادات اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وهنا ضاق النظام باملعارضة املتنامية‬ ‫وتخوفه من املوقف املعلن للمعارضة في مواجهة‬ ‫تبعات املعاهدة‪ ،‬فجمع اجلميع في املعتقالت مبا فيهم‬ ‫حزب الوفد “فؤاد سراج الدين”‪.‬‬ ‫وبعد اغتيال السادات في ‪ 6‬تشرين األول ‪،1981‬‬ ‫ّ‬ ‫متكن الرئيس حسني مبارك من اجلمع بني فرض قانون‬ ‫الطورائ واالنفتاح على القوى السياسية التي أخرج‬ ‫زعماءها وكوادرها من املعتقالت‪ ،‬وكانت انتخابات‬ ‫“مجلس الشعب” عام ‪ ،1984‬ولم يعط “اإلخوان‬ ‫املسلمني” الترخيص لكي ينزلوا مرشحيهم على‬ ‫قائمة حزبية خاصة‪ ،‬ولم يكن يسمح بالترشيح إال‬ ‫ضمن القائمة احلزبية‪ ،‬املنفردة أو االئتالفية‪ ،‬وقامت‬ ‫السلطة املصرية بغض النظر عن ركوب مرشحي‬ ‫اإلخوان في مركب الوفد ليصلوا الى البرملان وهو ما‬ ‫تك ّرر عام ‪ 1987‬عندما حتالف اإلخوان مع حزب العمل‬ ‫واألحرار‪ ،‬ولينال اإلخوان مقاعد برملانية جعلت منهم‬ ‫احلزب الثاني في البرملان بعد احلزب الوطني في تلك‬ ‫االنتخابات التي رفع فيها القيد احلكومي عن ترشيح‬ ‫املستقلني منفردين في الدوائر‪ ،‬إثر تلمس مدى تنامي‬ ‫القوى احلزبية املعارضة‪.‬‬ ‫وأعطى النظام املصري آنذاك صورة عن منوذج جديد‬ ‫من احلريات السياسية “إعطاء دميقراطية محدودة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫برملان ‪ 2010‬املصري “ممر إجباري لالنتخابات الرئاسية‬ ‫املقبلة” عمليا ً من لون واحد وبدون معارضة‬ ‫بشكليها املرخص والواقعي‪.‬‬

‫نتائج االنتخابات البرملانية‬ ‫املصرية «املسرحية اجلديدة»‬

‫للقوى السياسية املعارضة سواء منها الشرعية أو‬ ‫تلك الواقعية الوجود”‪ ،‬وذلك في دولة حتكمها سلطة‬ ‫رئاسية حتتكر القرار السياسي واألمني‪ ،‬وتترك الباقي‬ ‫حلكومة احلزب احلاكم‪ ،‬فيما البرملان الذي تتواجد فيه‬ ‫القوى املعارضة بنموذجيها‪ ،‬محدودة الصالحيات‬ ‫وقانون الطوارئ يحكم اجملتمع ويشل قدراته‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وبعد جتربة انتخابات برملان ‪ 2005‬التي كانت‬ ‫حريتها النسبية آتية من رغبة الرئيس املصري‬ ‫حسني مبارك في عدم إغضاب احلليف األميركي‬ ‫الذي كان في ذروة حملته التبشيرية بالدميقراطية‬ ‫في املنطقة بعد غزو العراق‪ ،‬حيث كان حصول‬ ‫“اإلخوان املسلمني” على ‪ 88‬مقعدا ً صدمة كبرى‬ ‫للدوائر احلاكمة‪ ،‬فأشارت تعديالت عام ‪ 2007‬في‬ ‫القانون االنتخابي‪ ،‬في اجتاه إزاحة اإلشراف القضائي‬ ‫الكامل في كل املراكز االنتخابية‪ ،‬والى رغبة النظام‬ ‫املصري في عدم تكرار جتربة انتخابات ‪ 2005‬وهو ما‬ ‫بينته بوضوح انتخابات ‪ 2010‬التي اجته فيها النظام‬ ‫الى استئصالية انتخابية بوسائل شتى معظمها‬ ‫غير قانوني أو دستوري أو دميقراطي‪ ،‬إال أنه لم يحسب‬ ‫على ما يبدو‪ ،‬أن اإلفراط في ذلك سيقود الى نتائج‬ ‫عكسية‪ ،‬عند األحزاب الشرعية‪ ،‬مثل الوفد الذي‬ ‫لم يقبل الطرق واألساليب التي اتبعتها السلطات‬ ‫املصرية في عام ‪ ،2010‬رغم أن زعيم الوفد الدكتور‬ ‫سيد بدوي‪ ،‬قد أعطى إشارات عديدة الى استعداده‬ ‫للقبول بدور ما في الدميقراطية احملدودة بعد حتجيم‬ ‫اإلخوان‪ ،‬إال أنه كما يبدو لم يتوقع وصول األمور‬ ‫الى ذروتها في أساليب السلطة‪ ،‬أرغمته على‬ ‫مشاركة اإلخوان في االنسحاب‪ ،‬ما يعني انتهاء‬ ‫منوذج الدميقراطية احملدودة في مهده‪ ،‬بعدما أصبح‬

‫‪36‬‬

‫وفي مؤشرات االنتخابات التشريعية املصرية‬ ‫السابقة‪ ،‬ميكن مالحظة‪ ،‬كيف حتالف حزب “اإلخوان‬ ‫املسلمني” مع حزب “الوفد” وفازوا بـ ‪ 8‬مقاعد في‬ ‫انتخابات عام ‪ ،1984‬وحتالفوا مع حزب “العمل” وفازوا‬ ‫بـ ‪ 40‬مقعدا ً عام ‪ ،1987‬وفي عام ‪ 2000‬حصل اإلخوان‬ ‫على ‪ 17‬مقعدا ً وفي عام ‪ ،2005‬كان قفزة نوعية‬ ‫بالنسبة حلزب “اإلخوان املسلمني”‪ ،‬حيث حصلوا على‬ ‫‪ 88‬مقعداً‪ ،‬أما في انتخابات العام ‪ 2010‬فلم يخرجوا‬ ‫بأي حصيلة سوى مقعد واحد‪ ،‬والسؤال ملاذا تتغير‬ ‫النتائج ومن هو الالعب األساسي واملهندس الذي‬ ‫صاغ هذا السيناريو املعد سلفا ً وملاذا؟‬ ‫انتهت املسرحية اجلديدة التي تقاسم البطولة‬ ‫فيها النظام ومعارضوه‪ ،‬وحكومة ‪ % 99،9‬بالطبع لم‬ ‫حتدد أية ضمانات لنزاهة االنتخابات حتى أن املعارضة‬ ‫الرسمية اتفقت معها على ذلك‪ ،‬أن يرفض اجلميع‬ ‫أي مراقبة دولية على االنتخابات‪ ،‬واتفق اجلميع على‬ ‫خوض املسرحية‪ ،‬احلزب الوطني واألحزاب الرسمية‬ ‫(أبرزها التجمع‪ ،‬الوفد‪ ،‬الناصري)‪ ،‬وجماعة اإلخوان‬ ‫املسلمني‪ ،‬وهذه اجلماعة كان لها في البرملان السابق‬ ‫‪ % 20‬من إجمالي مقاعد البرملان‪ ،‬إال أنها لم تستفد‬ ‫من هذه النسبة إال في استضعاف نفسها‪ ،‬أمام قمع‬ ‫السلطة‪ ،‬ولم تقم بأي دور فعلي لتفعيل وجودها في‬ ‫الشارع املصري‪.‬‬ ‫وألول مرة يكون التزوير بهذه الفجاجة وتضافرت‬ ‫جهود احلزب الوطني احلاكم والشرطة وموظفي‬ ‫جلان االقتراع‪ ،‬املراقبون نشروا أمثلة عديدة عن حاالت‬ ‫تزوير وعنف لم تشهد مثلها البالد في أي انتخابات‬ ‫سابقة‪.‬‬ ‫بعد انتهاء اجلولة األولى من االنتخابات التي جرت‬ ‫في ‪ 11\28‬وظهور النتائج املتوقعة‪ ،‬اكتسح احلزب‬ ‫الوطني احلاكم في مصر االنتخابات بفوزه بنحو ‪95‬‬ ‫‪ %‬من املقاعد‪ ،‬فيما خرج “اإلخوان املسلمني” بدون‬ ‫أي مقعد‪ ،‬وأعلنت اجلماعة وحزب الوفد انسحابهما‬ ‫من االنتخابات احتجاجا ً على أعمال التزوير‪ ،‬أما‬ ‫حزب التجمع الذي ميثل اليسار رسمياً‪ ،‬رفض ذلك‬ ‫وأكمل اجلولة الثانية التي جرت في ‪ 12\5‬كما‬


‫كافة جملابهة احلزب الوطني وتداعيات ما حدث في‬ ‫انتخابات مجلس الشعب‪ ،‬وظهر أننا ندور في حلقة‬ ‫مفرغة ونسعى وراء السراب وال نتحرك الى اإلمام‪،‬‬ ‫وشاهدنا التزوير ولم نحرك ساكناً‪.‬‬

‫ظهرت بعض األحزاب الصغيرة التي فاجأت اجلميع‬ ‫بوجودها أصالً‪.‬‬

‫شكاوى وعنف وجتاوزات ومواقف‬ ‫املعارضة‬ ‫رصدت منظمات حقوقية وقوى املعارضة حدوث‬ ‫انتهاكات كثيرة‪ ،‬بينها عمليات شراء أصوات‪ ،‬وكانت‬ ‫هناك مئات الشكاوى من جتاوزات وحوادث وتالعب‬ ‫فاضح وواسع النطاق‪ ،‬واعتقاالت شملت املئات من‬ ‫املرشحني املعارضني‪ ،‬إضافة الى أعمال عنف دموية‬ ‫شهدتها احملافظات املصرية‪ ،‬وتلخص الزيادة الالفتة‬ ‫في حجم التجاوزات واالنتهاكات في نظر املراقبني‬ ‫الفارق الواضح بني هذه االنتخابات وسابقتها التي‬ ‫جرت عام ‪ 2005‬حتت إشراف قضائي كامل مبوجب‬ ‫مبدأ “قاض لكل صندوق”‪ ،‬وعزا “اإلخوان املسلمني”‬ ‫النتائج اخمليبة لهم الى “انتهاكات واسعة وتزوير فادح‬ ‫وتدخالت األمن”‪.‬‬ ‫أما حزب “الوفد” فاعتبر أن االنتخابات هي “األسوأ‬ ‫في تاريخ البالد”‪ ،‬واتهم احلزب احلاكم ما جرى هو‬ ‫“اغتصاب حق املصريني في اختيار ممثليهم” ووجه‬ ‫رئيس حزب الوفد سيد البدوي‪ ،‬انتقادات حادة للجنة‬ ‫العليا لالنتخابات ووصفها بأنها “مجرد ديكور” ووصف‬ ‫يوم االقتراع بأنه كان “يوما ً حزينا ً ومذبحة للدميقراطية‬ ‫في مصر وانتهاكا ً للشرعية الدستورية والقانونية”‪.‬‬ ‫وفي حزب التجمع اليساري‪ ،‬اعتبر عضو الهيئة‬ ‫العليا في احلزب حسني عبد الرزاق‪ ،‬أن “احلزب‬ ‫احلاكم حقق كل أهدافه التي وضعها قبل إجراء‬ ‫العملية االنتخابية بعد جلوئه الى وسائل مشروعة‬ ‫وغيرمشروعة‪ ،‬ولكنه حذر من أن النتائج “ستؤدي الى‬ ‫عدم استقرار واضطرابات واسعة”‪.‬‬

‫نتائج االنتخابات ومؤشراتها‬ ‫فاز في االنتخابات معظم رجال األعمال الذين‬ ‫شاركوا فيها وعلى رأسهم رئيس جلنة الصناعة‬ ‫محمد أبو العينني‪ ،‬ومحمد املرشدي‪ ،‬ومحمود عثمان‬ ‫وأكمل قرطام‪ ،‬وطارق طلعت مصطفى‪ ،‬ومنصور‬ ‫عامر‪ ،‬وهشام مصطفى خليل‪ ،‬وأحمد شيحة‪،‬‬ ‫وطلعت السويدي‪ ،‬هذا فضالً عن عدد من املسؤولني‬ ‫في احلكومة أو احلزب احلاكم ممن ينتمون الى رجال‬ ‫األعمال الفائزين في االنتخابات “بينما خسرت‬ ‫املعارضة غالبية رموزها‪ ،‬وأبرز املتضررين من نتائج‬ ‫هذه االنتخابات حزب “اإلخوان املسلمني”‪ ،‬وحزب “الغد”‬ ‫الذي يرأسه أمين نور”‪ ،‬ومن رجال األعمال الفائزين في‬ ‫االنتخابات أحمد عز‪ ،‬أمني التنظيم في احلزب الوطني‪،‬‬ ‫والدكتور أمني مبارك “ابن عم الرئيس مبارك”‪.‬‬ ‫وحسب النتائج الرسمية املعلنة فاز احلزب الوطني‬ ‫باكثر من ‪ % 95‬في اجلولة األولى لالنتخابات التي‬ ‫ثم بعد انسحاب “اإلخوان” وحزب‬ ‫جرت يوم ‪ّ 11/28‬‬ ‫“الوفد” من االنتخابات حسب اتهامهم بسبب التزوير‬

‫معايير شرعية االنتخابات‬

‫ملصلحة مرشحي الوطني‪ ،‬فاز احلزب احلاكم بـ ‪% 74‬‬ ‫في اجلولة الثانية من االنتخابات يوم ‪ ،12/5‬وبهذا ّ‬ ‫احتل‬ ‫احلزب الوطني احلاكم ‪ % 86‬من مجمل مقاعد مجلس‬ ‫الشعب الـ ‪ 508‬و”تظل ‪ 4‬من مقاعده شاغرة بسبب‬ ‫تأجيل االنتخابات في دوائرها”‪.‬‬ ‫وأعلن فوز الوفد بـ ‪ 6‬مقاعد واجلماعة مقعد واحد‪،‬‬ ‫أما حزب التجمع اليساري الذي رفض االنسحاب‬ ‫من االنتخابات فحصل على حصة تاريخية بفوزه بـ‬ ‫“‪5‬مقاعد” باإلضافة الى األحزاب (الغد‪ ،‬اجليل‪ ،‬السالم‪،‬‬ ‫العدالة”‪ ،‬غير املعروفة من قبل‪ ،‬والتي فاز كل منها‬ ‫مبقعد واحد‪ ،‬وبذلك أصبحت حصة املعارضة ‪16‬‬ ‫مقعدا ً فقط أي حوالي ‪ % 3،2‬في البرملان مقارنة بـ‬ ‫‪ % 25‬التي حصدتها منذ خمس سنوات عندما حصل‬ ‫اإلخوان على ‪ 88‬مقعداً‪.‬‬ ‫أظهرت النتائج أن عدد املستقلني تراوح بني ‪- 45‬‬ ‫‪ 70‬مقعداً‪ ،‬وتتكون أساسا ً من منشقني عن احلزب‬ ‫احلاكم أرادوا خوض االنتخابات رغم عدم ترشيح احلزب‬ ‫لهم‪ ،‬فاختاروا تركه والترشح كمستقلني‪ ،‬واختلفت‬ ‫التقديرات بذلك على عدد مقاعد احلزب الوطني التي‬ ‫تراوحت بني ‪.440 -419‬‬ ‫وع ّلق رئيس الوزراء أحمد نظيف على زيادة التمثيل‬ ‫لألحزاب غيراملعروفة وقال “هذا أفضل من أن يكون‬ ‫هناك ‪ 80‬عضوا ً من احملظورة‪ ،‬في إشارة لـ “اإلخوان”‪.‬‬ ‫وقال النائب السابق ورئيس حزب “الكرامة”‬ ‫حمدين صباحي‪“ ،‬عمد النظام الى الكشف عن‬ ‫“وجهه” متهما ً جلنة السياسات باحلزب الوطني التي‬ ‫يرأسها حسني مبارك‪ ،‬بإدارة االنتخابات بأكملها‬ ‫وإخراجها على هذا النحو‪ ،‬ويعتقد صباحي‪ ،‬أن رجل‬ ‫األعمال النافذ‪ ،‬ومحتكر احلديد في مصر عضو جلنة‬ ‫السياسات أحمد عز‪ ،‬هو “مهندس” النتائج‪ ،‬ورسائلها‬ ‫السياسية‪“ ،‬نحن مقبلون على نذر شؤم في ما يتعلق‬ ‫باملساحة احملدودة من الدميقراطية الشكلية‪ ،‬بعد أن‬ ‫تخلى النظام عن الديكور”‪.‬‬ ‫واعتبر عضو الهيئة العليا في حزب الوفد‬ ‫مصطفى شردي‪ ،‬أن ما حدث في االنتخابات البرملانية‬ ‫من تزوير فج وغير متوقع‪ ،‬يظهر أن احلياة السياسية‬ ‫في مصر في خطر‪ ،‬وحتتاج الى معاجلة هادئة لألمور‬ ‫مشددا ً على ضرورة التعاون بني القوى السياسية‬

‫‪37‬‬

‫إن ما يعطي أي انتخابات شرعيتها وقوتها‪ ،‬يتوقف‬ ‫على عوامل أساسية منها ما يتعلق بتحقيق أعلى‬ ‫نسبة مشاركة قياسية في تلك االنتخابات والسؤال‪،‬‬ ‫هل حتقق مثل هذا الشرط؟ لقد جاءت نسبة املشاركة‬ ‫أو نسبة اإلقبال مبا ال يتجاوز اخلمسة والعشرين في‬ ‫املئة‪ ،‬من أصل أربعني مليون ناخب‪ ،‬أي عشرة ماليني‬ ‫مقترع‪ ،‬ونزعت بذلك عن انتخابات ‪ 2010‬أحد املضامني‬ ‫األساسية لشرعيتها واملتمثل في مشاركة شعبية‬ ‫حقيقية‪ ،‬ثم ُجردت االنتخابات وبفعل التجاوزات‬ ‫واخلروقات املنظمة و ّثقتها تقارير املراقبني احملليني‬ ‫وشهادات بعض القضاة من مضمون الشرعية الثاني‬ ‫املرتبط بإدارة العملية االنتخابية بنزاهة‪ّ ،‬‬ ‫وأكدت‬ ‫نتائج االنتخابات أن املعارضة املنظمة لن يكون لها‬ ‫أي وجود حقيقي في اجمللس اجلديد‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬لن يكون‬ ‫هناك رقابة فعالة في عمل اجمللس‪ ،‬وهذا يعني متاهيا ً‬ ‫شبه تام بني مؤسسة احلكم والسلطة التنفيذية‬ ‫وبني السلطة التشريعية عبر غالبية احلزب احلاكم‬ ‫الكاسحة‪ ،‬وبالتالي غياب شرعية التمثيل املتوازن‬ ‫نسبيا ً للحكم‪ ،‬وفي حالة مصر نحن أمام مجلس‬ ‫شعب يتسم بتركيبة أحادية ّ‬ ‫تذكر بعهود مجلس‬ ‫األمة وغيرها‪ ،‬وسينظر حتما ً لكل ما ميرره من‬ ‫تشريعات وقوانني وموازنات كترجمة مباشرة وصريحة‬ ‫إلدارة مؤسسة احلكم وحزبها بعد أن استأثرت به‪.‬‬ ‫إن نزع مضامني الشرعية السابقة “املشاركة‬ ‫والنزاهة والتوازن”‪ ،‬يعني دفع احلياة السياسية املصرية‬ ‫الى أتون أزمة كبرى ذات تداعيات خطيرة‪ ،‬فاملعارضة‬ ‫عادت الى مقاطعة األطر الرسمية‪ ،‬ونحن أمام برملان‬ ‫اللون الواحد والوجهة الواحدة‪ ،‬وأمام تعنّت مؤسسة‬ ‫احلكم وفعلها ال يد ّلل على بدايات مراجعة نقدية أو‬ ‫مخارج لألزمة‪.‬‬ ‫وهذا من شأنه أن يحاصر بقوة مشروعية مجلس‬ ‫الشعب إذا ما اعتمد على النتائج املعلنة لالنتخابات‬ ‫البرملانية وهناك خشية من ترك األمور بيد “برملان‬ ‫مطعون” في مشروعيته‪ ،‬من شأنه أن يطاول‬ ‫االنتخابات الرئاسية املفترض إجراءها في خريف العام‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وما ميكن قوله أن احلزب الوطني احلاكم‪ ،‬قد ش ّدد من‬ ‫قبضته على البرملان وحسم املناقشة في االنتخابات‬ ‫الرئاسية في إطار النظام احلاكم نفسه‪ ،‬وأن اسم‬ ‫الرئيس املصري املقبل هو بيد املؤسسة احلاكمة‬ ‫تقضي بتولي من سيتم طرحه لرئاسة اجلمهورية‬ ‫بعد منافسة “شكلية” مع األحزاب الصغيرة التي‬ ‫ضمنت التمثيل داخل البرملان بعد خفض نسبة‬ ‫املعارضة في اجمللس اجلديد‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر عربي‬

‫مسرحية «االستفتاء» في جنوب السودان‬

‫والدة كيان صهيوني جديد‬

‫تقدم الواليات املتحدة األميركية الدعم‬ ‫السياسي واملالي الكبيرين لإلنفصاليني في‬ ‫جنوب السودان‪ ،‬والهدف الذي تنشده هو والدة‬ ‫كيان يحمل براءة اختراع أميركية‪ ،‬أما وظيفة‬ ‫الكيان اجلديد فهي متعددة األهداف‪ ،‬ولهذا تقدم‬ ‫يقدر مبليار دوالر‬ ‫اإلدارة األميركية دعما ً ماليا ً سنويا ً ّ‬ ‫للجنوب السوداني‪ ،‬وتصرف هذه املبالغ الضخمة‬ ‫في إنشاء البنية التحتية وتدريب رجال األمن‬ ‫وإنشاء ما وصفته بأنه جيش قادر على حماية‬ ‫املنطقة‪ ،‬وفي أعقاب التوصل الى اتفاق السالم‬ ‫الشامل عام ‪ُ ،2005‬م ِنحت إحدى الشركات‬ ‫األميركية عقدا ً بتأهيل متمردي جنوب السودان‬ ‫وحتويلهم لقوة عسكرية محترفة‪ ،‬واختارت‬ ‫احلكومة األميركية شركة “دين كورب” التي فازت‬ ‫بقيمة العقد املبدئي البالغة ‪ 40‬مليون دوالر‬ ‫للقيام بهذه املهمة‪.‬‬ ‫ومن املعلوم أيضاً‪ ،‬أن الواليات املتحدة قدمت‬ ‫مساعدات للسودان بلغت قيمتها ‪ 6‬مليارات دوالر‬ ‫منذ توقيع اتفاق السالم الشامل من أجل دعم‬ ‫استفتاء جنوب السودان‪ ،‬وحكومة جنوب السودان‬ ‫ّ‬ ‫تشكل سفارة‬ ‫تتمثل في الواليات املتحدة ببعثة‬ ‫فعلية‪ ،‬وهذا يعني أن الدويلة التي ُصنعت في‬ ‫الواليات املتحدة لن تبصر النور لوال الدعم املذكور‪،‬‬ ‫فهي مرتبطة باملشيئة السياسية األميركية التي‬ ‫رعتها‪ ،‬وبصفة وكيل ألعمالها في الشرق اإلفريقي‬ ‫ومدير فعلي ملصاحلها احليوية في تلك املنطقة‪.‬‬ ‫من هنا كانت تصريحات رئيس بعثة حكومة‬ ‫جنوب السودان في واشنطن إيزكيل لول جاتكوث‬ ‫الذي ّ‬ ‫أكد فيها أن دولته املقبلة ستقيم عالقات مع‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬كون مصالح تلك األخيرة في املفهوم‬ ‫االستراتيجي األميركي هي مصالح أميركية‬ ‫بالدرجة األولى‪ ،‬واألرجح أن هذه الدويلة العتيدة‬ ‫التي تُصنع في واشنطن مبالها وخبراتها لن تكون‬ ‫إال شوكة أخرى في خاصرة السودان‪ ،‬يضاف الى‬ ‫ذلك‪ ،‬أن انفصال جنوب السودان يجد مساندة‬ ‫قوية من اليمني املسيحي املتصهني في الواليات‬ ‫املتحدة ومن اللوبي الصهيوني‪ ،‬وهكذا فإن األجواء‬ ‫السائدة في جنوب السودان تشبه الى حد بعيد‬ ‫األجواء التي سادت في فلسطني أثناء االنتداب‬ ‫البريطاني‪ ،‬حيث تتهيأ القوى السياسية إلقامة‬ ‫كيان آخر جنوب العالم العربي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتؤكد التقارير‪ ،‬أن لقاءات حصلت بني مسؤولني‬ ‫من وزارة االستثمار في حكومة جنوب السودان‬ ‫ومسؤولني حكوميني إسرائيليني بهدف االتفاق‬ ‫على فتح مطار جوبا أمام طيران “العال” اإلسرائيلي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اعتبارا ً من مطلع العام ‪.2011‬‬ ‫ّ‬ ‫وتؤكد املصادر‪ ،‬أن مجموعة “شالوم املتحدة”‬ ‫التي أفتتحت صيرفة في جوبا مطلع العام ‪،2010‬‬ ‫توسعت أنشطتها وتو ّلت إقامة فندق خمس جنوم‬ ‫في عاصمة اجلنوب‪ ،‬وأن جهاز اخملابرات اإلسرائيلي‬ ‫“املوساد” ينشط في متويل أسلحة وعمليات‬ ‫تدريب حلركات دارفور املسلحة للتمرد ضد الدولة‬ ‫السودانية‪ ،‬خصوصا ً بعد احتضان حكومة اجلنوب‬ ‫زعماء فصائل حركات دارفور املوقعة على اتفاق‬ ‫أبوجا للسالم‪.‬‬

‫ما هي استراتيجية “إسرائيل”‬ ‫في جنوب السودان؟‬ ‫بالرغم من أهمية املوارد الطبيعية في جنوب‬ ‫السودان وأهميتها االقتصادية إالّ أن األهداف‬ ‫اإلسرائيلية هي أبعد من ذلك بكثير‪ ،‬وتتعلق‬ ‫باألساس باملصالح السياسية واألمنية الكبرى لـ‬ ‫“إسرائيل” املتخوفة من عودة مصر الى االضطالع‬ ‫بدورها العربي الفعلي‪.‬‬ ‫واألهداف اإلسرائيلية في السودان‪ ،‬أوضحها‬ ‫البريغادير اإلسرائيلي املتقاعد موشيه فيرجي‬ ‫ملركز دراسات الشرق األوسط في جامعة تل أبيب‬ ‫حتت عنوان‪“ :‬إسرائيل” وحركة حترير جنوب السودان‪،‬‬ ‫نقطة بداية ومرحلة االنطالق”‪.‬‬ ‫ويقول فيرجي‪ ،‬إن التدخل لم يكن يوما ً بسبب‬

‫‪38‬‬

‫السياسات السودانية‪ ،‬بل بسبب ما ميكن أن‬ ‫ّ‬ ‫يشكله السودان من خطر على األمن اإلسرائيلي‬ ‫مستقبالً‪ ،‬باعتبار السودان عمقا ً حقيقيا ً ملصر‬ ‫يتهددها‪،‬‬ ‫التي هي في نظر “إسرائيل” أكبر خطر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يشكله السودان بالنسبة لـ‬ ‫ورأت أن اخلطر الذي‬ ‫“إسرائيل” يشبه الى حد كبير اخلطر الذي ميكن أن‬ ‫يشكله العراق‪ ،‬ويجب أن يتم التركيز على التباين‬ ‫العرقي والطائفي واملذهبي الذي هو في نهاية‬ ‫األمر الضمان الوحيد لكي يصير السودان عاجزا ً‬ ‫عن القيام بأي عمل كبير ضد “إسرائيل” أو تقدمي‬ ‫الدعم ضدها لدولة في حجم مصر‪.‬‬ ‫وتعمل “إسرائيل” على توسيع استراتيجيتها‬ ‫اخملصصة للقرن اإلفريقي بحيث يدخل في صميمها‬ ‫املوقف من جنوب السودان‪ ،‬وهذه االستراتيجية‬ ‫صاغها في البدايات ديفيد بن غوريون منذ تأسيس‬ ‫كيانه‪ ،‬وانطالقا ً منها بدأت “إسرائيل” بالتحرك‬ ‫تهدد احلكومة‬ ‫لدعم احلركات االنفصالية التي ّ‬ ‫املركزية في الشمال بعدما فشلت في التغلغل‬ ‫في شمال السودان التي كانت أكثر فاعلية في‬ ‫احلياة السياسية السودانية‪.‬‬ ‫لذلك فإن “إسرائيل” جعلت من أثيوبيا مرتكزا ً‬ ‫لها‪ ،‬وقد تولى االتصاالت مع متمردي جنوب‬ ‫السودان املدير السابق لوزارة اخلارجية اإلسرائيلية‬ ‫ّ‬ ‫ويؤكد أن الدعم اإلسرائيلي هو‬ ‫ديفيد كمحي‪،‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫مكن حركة التم ّرد من االستيالء على مدن‬ ‫رئيسية في جنوب السودان‪ ،‬واستخدمت احلكومة‬ ‫اإلسرائيلية سياسة أسمتها “شد األطراف”‬


‫استهدفت توتير العالقات بني احلكومة السودانية‬ ‫ّ‬ ‫تتمكن احلكومة السودانية‬ ‫والدول اجملاورة حتى ال‬ ‫من تنفيذ سياساتها بالتعاون مع هذه الدول‪.‬‬ ‫لقد اكتسبت حركة التم ّرد في جنوب السودان‬ ‫زخما ً جديدا ً بعد ظهور النفط في جنوب السودان‪،‬‬ ‫والتوتر الذي حصل في العالقات العربية بعد‬ ‫توقيع اتفاقات كامب ديفيد‪ ،‬كما ساعدت األقمار‬ ‫االصطناعية اإلسرائيلية في تقدمي املعلومات‬ ‫املتعلقة بانتشار القوات احلكومية في جنوب‬ ‫السودان‪ ،‬وكذلك فالدعم اإلسرائيلي هدف الى‬ ‫إحباط الدعم العربي للحكومة السودانية‪،‬‬ ‫والتحذير من هجرة الفالحني املصريني الى جنوب‬ ‫السودان‪.‬‬ ‫ويرى تقرير إسرائيلي‪ ،‬أن االتفاقات التي عقدت‬ ‫بني الشمال واجلنوب “اتفاقية السالم الشامل‬ ‫‪ ”2005‬لم تكن ح ّال للخالفات بقدر ما وضعت‬ ‫األساس العملي النفصال جنوب السودان عن‬ ‫شماله‪ ،‬وذلك من خالل قبول حكومة الشمال‬ ‫مبدأ تقرير املصير ومطالب أخرى‪ ،‬كان قد تقدم‬ ‫بها جون قرنق وط ّورها الحقا ً خلفه سالفاكير‬ ‫ميارديت الى حد االنفصال الكامل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تدشن تقسيم‬ ‫وأمام املرحلة األخيرة التي‬ ‫السودان‪ ،‬وقيام كيان جنوب السودان‪ ،‬تكون‬ ‫“إسرائيل” قد حققت الهدف واجللوس على منابع‬ ‫النيل‪ ،‬شريان احلياة الذي ميد السودان ومصر‪ ،‬وإذا‬ ‫كانت حكومات السودان املتتالية حتاشت املس‬ ‫مبياه النيل واحلصة السودانية املفترضة من املياه‬ ‫التي تذهب طوعا ً الى مصر‪ ،‬فإن الوضع سيكون‬ ‫مختلفا ً في حال وجود حكومة جديدة اسمها‬ ‫“جنوب السودان” وال يربطها ما يربط أهل شمال‬ ‫السودان مع مصر‪ ،‬و”إسرائيل” بذلك ضمنت‬ ‫اإلمساك بأقوى ورقة للضغط على مصر‪ ،‬وليبرمان‬ ‫وزير خارجية “إسرائيل” أراد بذلك أن يقول ملصر‪:‬‬ ‫“أما وقد فشلت في حتقيق رغبتي في أن أدك السد‬ ‫العالي وأسويه باألرض‪ ،‬فإنني أجلأ اآلن الى بلدان‬ ‫املنابع ألجرب أسلوبا ً آخر في خنق مصر”‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬وكيف إذا كانت “إسرائيل” تتمتّع‬ ‫بأفضلية في دولة جنوب السودان التي ساهمت‬ ‫في إنشائها؟‬ ‫وأشارت التقارير أن مصر متخوفة من تأثير‬ ‫انفصال “جنوب السودان” عن شماله عبر‬ ‫االستفتاء على مصير اجلنوب على حصتها من‬ ‫مياه النيل وطالبت بضمانات من الشمال واجلنوب‬ ‫لعدم تعديل اتفاق اقتسام املياه بني اخلرطوم‬ ‫والقاهرة املوقع قبل ‪ 51‬عاما ً في مقابل حوافز الى‬ ‫شطري السودان‪ ،‬واقترح الوفد املصري الذي زار‬ ‫الشطرين مؤخراً‪ ،‬أن متنح الدولة اجلديدة في جنوب‬ ‫السودان حصة من املياه من حصة دول احلوض‬ ‫مجتمعة وليس السودان ومصر وحدهما‪.‬‬ ‫كل املؤشرات ّ‬ ‫تؤكد أن االنفصال بني اجلنوب‬ ‫والشمال وشيكاً‪ ،‬بالرغم من أن املشاكل العالقة‬ ‫لم حتل بعد‪ ،‬مثل منطقة أبيي‪ ،‬واحلدود بني اجلانبني‪،‬‬ ‫وكذلك البترول واستخدامه والثروة‪ ،‬والعالقة بني‬

‫حركة القبائل بني شمال وجنوب السودان‪.‬‬ ‫ويرى الرئيس السوداني عمر البشير أن هناك‬ ‫فترة ستة أشهر من يوم االستفتاء في التاسع من‬ ‫كانون الثاني ‪ 2011‬وحتى تنفيذه في التاسع من‬ ‫متوز ميكن خاللها حل املشكالت بني اجلانبني‪.‬‬ ‫إن نسب التسجيل لالستفتاء تعطي دالالت‪ ،‬الى‬ ‫جانب تأثيرها على شرعية استفتاء يتجه بخطى‬ ‫وقدرت‬ ‫ثابتة نحو إقرار تقسيم أكبر دولة إفريقية‪ّ ،‬‬ ‫مفوضية استفتاء اجلنوب أن تكون أعداد املسجلني‬ ‫ّ‬ ‫تخطت مليونني‪ ،‬فيما أعلنت احلركة الشعبية‬ ‫قد‬ ‫لتحرير السودان أن املسجلني ناهزوا ثالثة ماليني‪،‬‬ ‫وال يبدو أن احلركة ستواجه أي مشكلة في الوفاء‬ ‫س ّجلت أسماؤهم‪.‬‬ ‫بضرورة تصويت ‪ %60‬ممن ُ‬

‫جنوب السودان وتركيبته‬ ‫الدميغرافية‬ ‫يتك ّون جنوب السودان جغرافيا ً من ‪ 10‬واليات‬ ‫من أصل ‪ 26‬والية في السودان‪ ،‬وتتوزّع الواليات‬ ‫العشر على ثالثة أقاليم كبرى‪.‬‬ ‫يشمل اإلقليم األول‪ :‬إقليم بحر الغزال اجملاور‬ ‫إلقليم دارفور وعاصمته واو‪ ،‬ويضم اإلقليم الثاني‪:‬‬ ‫إقليم االستوائية‪ ،‬اجملاور للكونغو الدميقراطية‬ ‫وأوغندا وكينيا وعاصمته جوبا‪ ،‬أما اإلقليم الثالث‬ ‫فيمتد الى أعالي النيل وعاصمته ملكال‪ ،‬وهو‬ ‫اإلقليم األكثر ارتباطا ً بالشمال نتيجة التصاقه‬ ‫وحتده الدولة األثيوبية‪.‬‬ ‫به‪ّ ،‬‬ ‫ودينياً‪ ،‬فإن جنوب السودان‪ ،‬ووفقا ً آلخر إحصاء‬ ‫نُشر في الكتاب السنوي للتبشير في العام ‪،1981‬‬ ‫ويصدره مجلس الكنائس العاملي‪ ،‬هناك ‪ %65‬من‬ ‫أهالي اجلنوب “وثنيون ال يؤمنون بأي دين”‪ ،‬وتتوزع‬ ‫البقية بني ‪ %18‬مسلمون‪ ،‬و‪ %17‬مسيحيون‪.‬‬ ‫ويتك ّون جنوب السودان‪ ،‬وفق املسوحات‬ ‫الدميغرافية الرسمية من أكثر من ‪ 30‬قبيلة‪ ،‬غير‬ ‫أن اجملموعة األهم واألكثر تأثيرا ً في اجلنوب تضم‬ ‫ّ‬ ‫تشكل أساس احلكم واإلدارة في‬ ‫ثالث قبائل‬ ‫املنطقة‪ ،‬وهي قبائل الدينكا والنوير والشلك‪ .‬وهي‬ ‫القبائل ذاتها التي تتوزّع احلقائب الوزارية واملناصب‬

‫‪39‬‬

‫السياسية في اجلنوب‪ ،‬وحتتفظ القبائل اجلنوبية‬ ‫بأرض اجلنوب كاملة من دون وجود لقبائل عربية‬ ‫بسبب سياسة االستعمار‪ ،‬والتي قضت بإقفال‬ ‫حدود اجلنوب على القبائل العربية‪ ،‬أو ما يسمى‬ ‫“بقانون املناطق املقفولة”‪ ،‬متاما ً كما حصل في‬ ‫فلسطني أثناء االنتداب البريطاني‪ ،‬الذي مهّ د‬ ‫إلنشاء الكيان الصهيوني في فلسطني‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون‪ ،‬أن “شهر الفرح” احلالي الذي‬ ‫يحاول زعماء وسياسيو قبائل اجلنوب اإليحاء‬ ‫بأنهم يعيشونه في محاولة إلضفاء روح التضامن‬ ‫والتعاضد في تقرير مصير منطقتهم سينتهي‬ ‫في حال إقرار االنفصال‪ ،‬وجملرد تفرغ هؤالء لترتيب‬ ‫بيتهم الداخلي‪ ،‬فاليد اإلسرائيلية تريد لهذا‬ ‫الكيان أن يكون أداة فقط إلثارة حالة من عدم‬ ‫االستقرار في تلك املناطق وإثارة احلروب واستنزاف‬ ‫السودان جلعله أسير النزاعات ولقمة سائغة أمام‬ ‫األطماع االستعمارية‪.‬‬

‫أزمة السودان‬ ‫ومن يقف خلفها؟‬ ‫واالستفتاء الشعبي السوداني املقرر في‬ ‫التاسع من كانون الثاني ‪ ،2011‬على مصير جنوب‬ ‫السودان‪ ،‬حول االستمرار بالنظام الوحدوي القائم‬ ‫أو حول االنقسام وفصل اجلنوب عن الشمال‪،‬‬ ‫يرمز الى املصير العام الذي يواجه العرب‪ ،‬الذين‬ ‫لم يستطيعوا التوحد في دولة كبرى جتمعهم‬ ‫بني احمليط واخلليج‪ ،‬ولكنهم‪ ،‬مع الكيانات‬ ‫السياسية احلالية‪ ،‬واحلدود اجلغرافية التي فرضت‬ ‫عليهم من اخلارج بشكل عام‪ ،‬يجدون أنفسهم‬ ‫معرضني لإلنفصاالت بذرائع التن ّوع اإلثني داخل‬ ‫مجتمعاتهم أو الذرائع الطائفية واملذهبية أو أي‬ ‫نوع من أنواع املبررات املؤدية الى التقسيم‪ ،‬ظنا ً‬ ‫من اجلهات اخلارجية التي تؤ ّيد التقسيم أنها‬ ‫تؤمن مصاحلها ولو كلفت هذه املصالح الشعوب‬ ‫املغلوبة على أمرها مئات ألوف الضحايا البريئة‪،‬‬ ‫عالوة على فقدانها حقها بسيادتها على بالدها‬ ‫وثرواتها‪.‬‬ ‫لقد تزايدت الضغوط الدولية والتدخالت‬ ‫هددت بإجراء‬ ‫اخلارجية لتقسيم السودان‪ ،‬وهي ّ‬ ‫االستفتاء الشعبي في جو مناف للحرية والنزاهة‬ ‫وحسن االقتراع‪ ،‬نظرا ً الى أن شروط االنفصال بني‬ ‫رسم حدود وتوزيع السكان لم يستكمل‪.‬‬ ‫وإنتاج النفط الذي يبلغ ‪ 600‬ألف برميل يوميا ً‬ ‫“‪ %70‬من النفط السوداني هو في منطقة جنوب‬ ‫السودان”‪ ،‬ورسمياً‪ ،‬توزّع عائداته بنسبة ‪%49‬‬ ‫للجنوب و‪ %49‬للشمال‪ ،‬ويعطي ‪ %2‬للوالية التي‬ ‫يتم فيها اكتشاف النفط واستخراجه‪ ،‬وهذا يبينّ‬ ‫أن اجلنوب يأخذ حصته من النفط الذي تستخرجه‬ ‫مجموعات الشركات الصينية ومعها قلة من‬ ‫الشركات األخرى‪ ،‬ومسألة االنفصال تتع ّلق‬ ‫بعوامل سياسية وأمنية تتعلق باستراتيجية‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر عربي‬ ‫الواليات املتحدة وحلفائها‪.‬‬ ‫وكانت شركة النفط األميركية “شيفرون”‬ ‫اكتشفت النفط في السودان عام ‪ ،1965‬وأعلنت‬ ‫بصراحة عن عدم نيتها االهتمام باستخراجه‬ ‫واستثماره‪ ،‬ألنها تريد ذلك لألجيال األميركية‬ ‫القادمة‪ ،‬ويبدو اآلن أن واشنطن تفكر بنفط‬ ‫السودان وخيراته وبطريقة ملحة ملعاجلة‬ ‫أزمتها االقتصادية وفرصة الشركات األميركية‬ ‫لالنتقام من الشركات الصينية قد تكون في‬ ‫تقسيم السودان‪ ،‬وهذا ما يتقاطع مع األهداف‬ ‫االستراتيجية اإلسرائيلية في تلك املنطقة‪.‬‬ ‫ومع تعرض السودان في السابق الضطرابات‬ ‫ونزاعات مسلحة في البالد شماال ً وجنوبا ً وفي‬ ‫الوسط حول دارفور وعلى احلدود التي تنتشر على‬ ‫امتدادها عشر دول حتيط بالسودان‪ ،‬فاألرجح أن‬ ‫يتعرض السودان ووحدة شعبه مجددا ً لتحرشات‬ ‫عدائية إذا اقتضت املؤامرة الدولية أن يتم‬ ‫التقسيم بالقوة‪ ،‬وعندها لن ينفع احلرص الذي‬ ‫تبديه احلكومة املركزية في اخلرطوم على الوحدة‪،‬‬ ‫وهنا فاحلديث عن االختيار الدميقراطي الذي جرى‬ ‫تسويقه تدريجيا ً وصوال ً الى االستفتاء املقرر فعل‬ ‫فعله‪ ،‬ومنذ أن ُو ّقعت معاهدة السالم عام ‪،2005‬‬ ‫استمرت املؤامرة الدولية اخلفية التي عملت‬ ‫بجميع الوسائل إلحداث القالقل التي ال يتوقف‬ ‫تأثيرها على السودان وشعبه فحسب‪ ،‬وإمنا قد‬ ‫متتد الى إفريقيا وآسيا بفعل التأثيرات والعوامل‬ ‫واملصالح واملشاريع االستعمارية الكبرى املعدة‬ ‫سلفاً‪.‬‬ ‫إن سيناريو االنفصال هو األقوى‪ ،‬ألن احلركة‬ ‫الشعبية في اجلنوب دعمت اخلط االنفصالي‬ ‫مستخدمة القوة والسلطة والثروة في اجلنوب‪،‬‬ ‫وفي هذا اجملال ّ‬ ‫أكد أمني العالقات السياسية في‬ ‫حزب املؤمتر الوطني احلاكم في السودان الدكتور‬ ‫ابراهيم غندور بأن هناك مخاوف جدية من قيام‬ ‫دولة عدائية في اجلنوب‪ ،‬ولكنه قال نحن نتمنى‬ ‫الوحدة‪ ،‬أما إذا وقع االنفصال فنتمنى لدولة‬ ‫اجلنوب االستقرار ألن الفوضى ستؤثر أيضا ً شماالً‪،‬‬ ‫لذلك ال نريد قيام دولة فاشلة لهم‪ ،‬ونذكر أن جارنا‬ ‫اجلنوبي سيستبدل ‪ 3‬جيران لنا (أوغندا وكينيا‬ ‫والكونغو) كانت لنا معهم حدود‪ ،‬وهي دول ترزح‬ ‫حتت املشكالت‪ ،‬وما نخشاه قيام حكومة تهيمن‬ ‫عليها قبيلة واحدة في اجلنوب‪ ،‬وهنا سيبدأ النزاع‬ ‫والفوضى‪.‬‬ ‫مندوبة الواليات املتحدة األميركية في مجلس‬ ‫األمن سوزان رايس‪ّ ،‬‬ ‫ركزت على أهمية إجراء‬ ‫االستفتاء في ‪ 9‬كانون الثاني ‪ ،2011‬وقالت ليس‬ ‫يحدد فترة‬ ‫املهم التقيد بنصوص القانون الذي‬ ‫ّ‬ ‫التسجيل والطعون والقوائم‪ ،‬واملهم أمران‪ ،‬إجراء‬ ‫التسجيل وتنفيذ االستفتاء‪ ،‬وكذلك فعلت وكالة‬ ‫األمم املتحدة للتنمية التي تدير صندوق الدعم‬ ‫لالستفتاء‪ ،‬حيث تديره مبعزل عن املفوضية القومية‬ ‫لالستفتاء‪ ،‬وترفض استشاراتها في اخلبراء الذين‬ ‫تع ّينهم املفوضية‪ ،‬وصندوق املانحني صرف األموال‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بحدود ‪ % 90‬على اخلبرات دون استشارة املفوضية‬ ‫القومية لالستفتاء‪ ،‬وهذا يعني أن اإلعداد لعملية‬ ‫االنفصال تتم بعناية فائقة وتخطيط محكم‪.‬‬ ‫رئيس حكومة اجلنوب سلفاكير ميارديت‪ّ ،‬‬ ‫أكد‬ ‫أن احلركة الشعبية التي يتزعمها لن توقع اتفاق‬ ‫نهائي في شأن قضايا ما بعد االستفتاء التي‬ ‫تشمل املياه والنفط والديون واملواطنة مع اخلرطوم‬ ‫إال بعد أن حتل قضية أبيي في شكل نهائي‪.‬‬ ‫وفي ضوء املشاكل العالقة واخملاوف املشروعة‬ ‫واخملاطر احملدقة بالسودان دعت األحزاب السياسية‬ ‫السودانية‪ ،‬الى تأجيل استفتاء اجلنوب‪ ،‬وناشدت‬ ‫شريكي احلكم ضرورة تبني اجتماع قمة يضم‬ ‫قادة األحزاب بهدف معاجلة القضايا الوطنية‪،‬‬ ‫ودعت الى دولة “ديقمراطية” يحترم فيها تعدد‬ ‫الديانات والثقافات وإذا ّ‬ ‫تعذر فاستفتاء نزيه تُراجع‬ ‫آلياته‪.‬‬

‫منطقة أبيي وأهميتها‬ ‫تشكل منطقة أبيي نوعا ً من اجلسر الطبيعي‬ ‫بني الشمال واجلنوب‪ ،‬ومنذ أكثر من ‪ 200‬عام تهاجر‬ ‫قبائل املسيرية العربية سنويا ً الى أبيي بحثا ً عن‬ ‫الكأل واملاء ملاشيتها‪ ،‬من جانبها جلأت قبائل دينكا‬ ‫نقوك اجلنوبية الى أراضي أبيي مع بدايات القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬وتتعايش القبيلتان في هذه املنطقة‬ ‫منذ قرن‪ ،‬لكن أحيانا ً ما تثور بينهما خالفات‬ ‫خالل موسم الهجرة العربية الى اجلنوب‪ ،‬وبعد‬ ‫اشتباكات دامية عام ‪ 2008‬في أبيي‪ ،‬أثارت مخاوف‬ ‫من جتدد احلرب بني الشمال واجلنوب‪ ،‬رفعت احلركة‬ ‫الشعبية في اجلنوب وحكومة اخلرطوم اللتان‬ ‫تتنازعان أبيي‪ ،‬األمر الى هيئة التحكيم الدائمة‬ ‫في الهاي‪ ،‬وقضت هذه احملكمة بتقليص حجم‬ ‫هذه املنطقة لتقتصر على أراضي قبائل دينكا‬ ‫نقوك فيما منحت اجلزء اآلخر‪ ،‬الذي تتركز فيه‬ ‫حقول النفط الى شمال السودان‪ ،‬وقد لقي هذا‬ ‫القرار موافقة احلركة الشعبية بزعامة سلفاكير‬ ‫وحزب املؤمتر الوطني في الشمال‪ ،‬إال أن قبائل‬ ‫املسيرية رفضته‪ ،‬قائلة‪“ :‬أبيي ليست بالنسبة لنا‬ ‫مسألة نفط ولكنها مسألة املياه التي ال حياة‬ ‫لنا من دونها”‪ ،‬واستنادا ً الى قانون االستفتاء فإن‬ ‫قبائل دينكا نقوك وباقي سكان أبيي لهم احلق في‬ ‫املشاركة في االستفتاء‪ ،‬وتخشى قبائل املسيرية‬ ‫احلرمان من الوصول الى أبيي في حال ضم املنطقة‬ ‫الى اجلنوب وهذا ما يجعلها تهدد بعرقلة أي‬ ‫استفتاء اذا لم متنح لها حق املشاركة فيه‪.‬‬ ‫اخلارجية األميركية بدورها‪ّ ،‬‬ ‫أكدت أن استفتاء‬ ‫منطقة أبيي املتنازع عليها بني شمال وجنوب‬ ‫السودان ال ميكن أن يجري في موعده املقرر في‬ ‫التاسع من كانون الثاني‪ ،‬لكنها قالت‪ ،‬إنه ميكن‬ ‫التوصل الى تسوية تفاوضية لتجنب احلرب‪،‬‬ ‫واملهم هو مترير االستفتاء في اجلنوب‪.‬‬ ‫تربط “إسرائيل” في استراتيجيتها بني بقائها‬

‫‪40‬‬

‫ومجالها احليوي‪ ،‬هذا من الناحية النظرية‪ ،‬وحتاول‬ ‫ذلك من خالل التوسع االستيطاني في األراضي‬ ‫احملتلة‪ ،‬وتعزيز عالقاتها السياسية واالستراتيجية‬ ‫واألمنية مع الدول والتكتالت األخرى‪ ،‬ومتثل منطقة‬ ‫البحر األحمر وشرق إفريقيا منطقة ذات أهمية‬ ‫واضحة في التحركات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫ويعتبر البحر األحمر في الفكر االستراتيجي‬ ‫اإلسرائيلي عنصرا ً أساسيا ً في نطرية األمن‬ ‫القومي‪ ،‬تصبح مبوجبه مسائل النفوذ واالقتصاد‬ ‫والوجود العسكري في شرق إفريقيا قضايا‬ ‫جوهرية‪ ،‬لذا عمدت “إسرائيل” الى إيجاد موطئ‬ ‫قدم تكسر خالله االحتكار العربي للموانئ‬ ‫واملضائق في البحر األحمر‪ ،‬وإضعاف النفوذ العربي‬ ‫في شرق إفريقيا سياسيا ً واقتصاديا ً وعسكريا ً‬ ‫في ظل تنامي عالقاتها مع أثيوبيا وإريتريا‪ ،‬وحتاول‬ ‫تقدمي نفسها كدولة قادرة على محاربة اإلرهاب‬ ‫واألصولية اإلسالمية من خالل عالقاتها الوثيقة‬ ‫مع الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫كما ال ميكن إغفال عامل املياه كمصدر تهديد‬ ‫لألمن القومي العربي‪ ،‬ويجب مالحظة اهتمام‬ ‫“إسرائيل” مبسألة مياه النيل‪ ،‬نتيجة األهمية‬ ‫البالغة التي يشكلها النيل بالنسبة للسودان‬ ‫ومصر‪ ،‬لكن منابع النيل تقع خارج حدود الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ولهذا فالنفوذ اإلسرائيلي في مناطق‬ ‫منابع النيل له إسقاطات جسيمة بالنسبة لألمن‬ ‫القومي العربي‪ ،‬ألنه يعطي “إسرائيل” عمقا ً‬ ‫استراتيجيا ً يزيد من تهديدها وحصارها للسودان‬ ‫ومصر‪ ،‬وهنا بيت القصيد من وراء التحرك‬ ‫اإلسرائيلي والدعم الذي تقدمه حلكومة جنوب‬ ‫السودان‪.‬‬ ‫وبلغة تنطوي على تهديد‪ ،‬عاود رئيس الوزراء‬ ‫األثيوبي ملس زيناوي تذكير مصر بضرورة االنضمام‬ ‫الى اتفاق تقاسم مياه النيل والذي وقعته أثيوبيا‬ ‫مع أوغندا وتنزانيا ورواندا وكينيا في أيار املاضي‪،‬‬ ‫ورفضته مصر وأ ّيد السودان موقفها‪ ،‬وامتنعت‬ ‫جمهورية الكونغو الدميقراطية ويوروندي عن‬ ‫التوقيع‪ ،‬االتفاق ينتظر أن يدخل التنفيذ منتصف‬ ‫العام احلالي ‪ ،2011‬وهذا التوقيت يتزامن مع تاريخ‬ ‫تنفيذ انفصال جنوب السودان مبوجب االتفاق بني‬ ‫اخلرطوم وجوبا‪.‬‬ ‫من املؤكد أن مشروع تقاسم مياه النيل‬ ‫دخل مزادا ً إقليميا ً ودولياً‪ ،‬وانضم اليه‬ ‫مستثمرون‪ ،‬وإذا كان في هذه القضية مؤامرة‬ ‫دولية أو “إسرائيلية” على األرجح مدعومة‬ ‫بشكل علني من الواليات املتحدة األميركية‬ ‫ومفتاحها االستفتاء في جنوب السودان‪ ،‬إال‬ ‫أن دول املنبع تتحدث عن تغيير في استراتيجية‬ ‫أمنها الغذائي‪ ،‬واالنتقال من االعتماد على‬ ‫الري باألمطار‪ ،‬الى استخدام الري املنظم عبر‬ ‫السدود واخلزانات‪ ،‬والسؤال‪ ،‬كيف يحمي العرب‬ ‫استراتيجية أمنهم القومي؟‬

‫محمود صالح‬


‫‪41‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر عربي‬

‫مجلس األمن ألغى ملف «أسلحة الدمار» في العراق‬

‫الحكومة تش ّكلت والبرلمان أعطى ثقته‬

‫رفع مجلس األمن نظام العقوبات الشاملة‬ ‫عن العراق‪ ،‬بعد عشرين عاماً‪ ،‬مبوجب قرار حمل‬ ‫رقم ‪ ،1958‬وألغى برنامج النفط مقابل الغذاء‪،‬‬ ‫مدد مجلس‬ ‫وفي قرار ثالث حمل الرقم ‪ّ 1956‬‬ ‫األمن للمرة األخيرة‪ ،‬حماية صندوق التنمية ستة‬ ‫أشهر فقط‪ ،‬كي يتسنى للحكومة العراقية‬ ‫وضع ترتيبات مناسبة بدال ً من الصندوق‪.‬‬ ‫وفي البيان الرئاسي “أن مجلس األمن يدعو‬ ‫العراق إلى تنفيذ التزاماته بصورة عاجلة في ما‬ ‫يتعلق بالتزاماته مبوجب الفصل السابع املتعلقة‬ ‫بالكويت”‪.‬‬ ‫وجاءت جلسة مجلس األمن مببادرة أميركية‪،‬‬ ‫حرص خاللها نائب الرئيس األميركي جو بايدن‪،‬‬ ‫على إبراز عالقته اخلاصة مع العراق‪ ،‬وقال‪“ :‬إن‬ ‫الرئيس باراك أوباما طلب منه االستمرار في‬ ‫اإلشراف على امللف العراقي‪ ،‬وإن الواليات املتحدة‬ ‫ستسعى إلى مساعدة العراقيني في التوصل إلى‬ ‫اتفاقات ضرورية مبا في ذلك اتفاق على كركوك”‪.‬‬ ‫ما يلفت االنتباه ما قاله وزير اخلارجية العراقي‬ ‫هوشيار زيباري‪ ،‬الذي وصف اجللسة بأنها‬ ‫“تاريخية”‪ّ ،‬‬ ‫وأكد رفض الشعب العراقي رفضا ً تاما ً‬ ‫التدخل اخلارجي في شؤونه الداخلية‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن مجلس األمن أغلق ملف أسلحة‬ ‫الدمار في العراق‪ ،‬وألغى القرارات ضده‪ ،‬أي رفع‬ ‫العقوبات املتعلقة بامللف املذكور‪ ،‬وقدم زيباري‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫شكره لبايدن على “جهوده لتحرير العراق من‬ ‫نظام العقوبات “علما ً بأن الواليات املتحدة لعبت‬ ‫الدور األساسي في وضع قرارات مجلس األمن‬ ‫اجلديدة‪ ،‬والتوصل إلى إجماع بني القوى الكبرى‬ ‫بشأنها‪.‬‬ ‫مصادر اخلارجية األميركية أوضحت أن اجلهود‬ ‫األميركية لرفع العقوبات عن العراق تأتي ضمن‬ ‫االتفاق بني البلدين مبوجب “اتفاقية اإلطار‬ ‫االستراتيجي”‪ ،‬ويستحق العراق أن يخرج من‬ ‫وطأة قرارات البند السابع‪.‬‬ ‫بإيدن أيضاً‪ ،‬أشاد بالعملية السياسية‬ ‫الشاملة في العراق وتشكيل حكومة شراكة‬ ‫وطنية تعكس رغبة الشعب العراقي كما ع ّبر‬ ‫عنها في انتخابات آذار ‪ ،2010‬وإن مجلس األمن‬ ‫يرحب بإعادة اندماج العراق في املنطقة‪ ،‬مطالبا ً‬ ‫ّ‬ ‫العراق بتوثيق العالقات في املنطقة بروح الشراكة‬ ‫وهو األمر الذي تعمل من أجله واشنطن‪.‬‬

‫الوجود األميركي في العراق‬ ‫بأشكاله اجلديدة‬ ‫واملتت ّبع للتصريحات األميركية يصل إلى‬ ‫استنتاج مفاده‪ ،‬بأن اتفاق األطراف العراقية على‬ ‫تشكيل احلكومة في العراق‪“ ،‬جاء نتيجة جهد‬

‫‪42‬‬

‫كبير للواليات املتحدة‪ ،‬التي ال تريد تهميش أي‬ ‫طرف في العراق”‪ ،‬مع أن الواقع الفعلي ّ‬ ‫يؤكد أن‬ ‫همشه كأعرق وأغنى‬ ‫الغزو األميركي للعراق قد ّ‬ ‫بلدان املنطقة بأكملها‪.‬‬ ‫العراق وبعد ما يقارب من ‪ 8‬سنوات من التدمير‬ ‫واإلرهاب الذي أنزلته احلرب األميركية عليه‪ ،‬يحق‬ ‫للشعب العراقي أن يسأل عن مس ّبب هذه احلرب‪،‬‬ ‫وأين أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة‬ ‫تلك احلرب اجملرمة‪.‬‬ ‫والواليات املتحدة لم تنسحب من العراق من‬ ‫الناحية العملية‪ ،‬ولكنها تغ ّير طبيعة انخراطها‪،‬‬ ‫من انخراط عسكري إلى انخراط مدني‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تؤكده تصريحات نائب الرئيس األميركي جو‬ ‫بايدن‪“ :‬من أجل إطالق طاقات أبنائه ومواهبهم‪،‬‬ ‫فإن الواليات املتحدة ال تنسحب من العراق”‪.‬‬ ‫تؤسس‬ ‫وبالتالي‪ ”:‬فإن الواليات املتحدة‬ ‫ّ‬ ‫حلضور دبلوماسي يشمل البلد بأكمله وتبني‬ ‫شراكة ديناميكية‪ ،‬وفق معاهدة إطار التعاون‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬في قطاعات حكومية مختلفة‬ ‫مبا فيها التعليم‪ ،‬والطاقة والتجارة والصحة‬ ‫والثقافة‪ ،‬وتقنية املعلومات‪ ،‬وحكم القانون‬ ‫والقضاء”‪.‬‬ ‫من هنا ميكن االستنتاج كيف حتاول الواليات‬ ‫املتحدة إحداث تغيير جذري في رؤية وانتماء‬ ‫األجيال القادمة من العراقيني كي تنشأ وهي‬


‫متقبلة بفعل عمليات غسل األدمغة‪ ،‬لهذا‬ ‫النمط من االستعمار اجلديد الذي ّ‬ ‫خطط منذ ما‬ ‫قبل الغزو إلى إخضاع العراق ونهب ثرواته لقرون‬ ‫قادمة‪ ،‬ومن أجل التمويه على هذا االستعمار‬ ‫اجلديد يستخدم األميركيون مصطلحات خادعة‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬االنخراط األميركي املستدام في العراق‪،‬‬ ‫واالنخراط الدبلوماسي األوسع‪ ،‬وتقدمي العون‬ ‫املك ّثف‪ ،‬وخطط حتديث قوى األمن العراقية‪،‬‬ ‫ومتويل قوى الشرطة‪ ،‬وتقدمي كل العون لقوى األمن‬ ‫من خالل جهود مدنية تقودها وزارة اخلارجية‪ ،‬أي‬ ‫أن مسؤولية احتالل العراق تنتقل من البنتاغون‬ ‫إلى وزارة اخلارجية‪ ،‬والتي بدورها تنسق جهود‬ ‫استخدام التعليم والقضاء والصحة والطاقة‪،‬‬ ‫الستعمار العراق وفق األطر احلديثة‪.‬‬ ‫وحني يتحدث الساسة األميركيون عن قتالهم‬ ‫في العراق يقولون “ك ّلفتنا حرب العراق ثمنا ً‬ ‫غاليا ً حيث دفعنا ‪ 4430‬جنديا ً أميركياً‪ ،‬وهؤالء‬ ‫دفعوا حياتهم ثمناً”‪ ،‬وينسى هؤالء ما س ّببه‬ ‫االحتالل من مقتل وجرح مليون عراقي‪ ،‬وماليني‬ ‫األيتام واألرامل والفقراء وال تذكر هذه اخلسائر‬ ‫اجلسيمة في صفوف العراقيني وآثارها البعيدة‬ ‫على مستقبل العراق‪.‬‬

‫العراق يعاني من تداعيات‬ ‫االحتالل األميركي‬ ‫من مصلحة الواليات املتحدة األميركية‬ ‫احلقيقية كما تقول‪ ،‬هي “احملافظة على املكاسب‬ ‫التي حققها احتالل العراق”‪ ،‬والهدف األساسي‬ ‫من قيام إدارة جورج بوش بغزو العراق‪ ،‬وإنفاق‬ ‫املليارات والتضحية بآالف األميركيني‪ ،‬حتويل‬ ‫العراق إلى تابع وقاعدة أساسية للواليات املتحدة‬ ‫في منطقة ذات أهمية حيوية كبرى للواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وهذه األهمية هي حماية “إسرائيل”‪ ،‬وهذا هو‬ ‫الهدف من غزو العراق ومن زعزعة استقرار بقية‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة و”إسرائيل” تقومان بلعبة‬ ‫تبادل في األدوار واملصالح‪ ،‬و”إسرائيل” هي القاعدة‬ ‫الثابتة واألداة ورأس احلربة األميركية في املنطقة‪،‬‬ ‫وحارسة املصالح األميركية‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فإن غزو العراق وتدمير قواه ومقدراته‬ ‫وسرقة موارده‪ ،‬وجعله مجرد تابع يدور في الفلك‬ ‫األميركي‪ ،‬واستنزاف حتى آخر قطرة نفط عراقية‬ ‫هي أهداف أميركية وإسرائيلية متكاملة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يترجم ما قاله نائب الرئيس األميركي جو‬ ‫بايدن‪ ،‬الذي اعتبر منطقتنا‪“ :‬منطقة استراتيجية‬ ‫وحيوية للواليات املتحدة” ألن حليفته “إسرائيل”‬ ‫ونفطنا املنهوب يقعان فيه‪.‬‬ ‫فالعراق اليوم يعاني من تداعيات االحتالل‬ ‫األميركي‪ ،‬ومشكالته الداخلية متعددة ومتنوعة‪،‬‬ ‫حيث املكونات األثنية والطائفية واملذهبية‬

‫والتناحر السياسي واحلزبي‬ ‫والفساد على أنواعه‪ ،‬وقلة‬ ‫األمن بل وانعدامه أحياناً‪،‬‬ ‫وتر ّدي األوضاع االقتصادية‬ ‫وانعدام اخلدمات السياسية‬ ‫ملحة‬ ‫للمواطنني‪ ،‬وكلها أمور ّ‬ ‫وحتتاج إلى حلول سريعة‪.‬‬

‫عملية تشكيل‬ ‫احلكومة العراقية‬ ‫شهدت عملية تشكيل‬ ‫احلكومة العراقية جدال ً كبيراً‪،‬‬ ‫وخالفات حادة وعقبات‪ ،‬وذلك نتيجة التباينات‬ ‫بني الكتل ومحاولة كل طرف تعظيم املكاسب‬ ‫وانتزاع التنازالت من الكتل األخرى‪ ،‬وتهديدات مبنع‬ ‫الثقة عن حكومة املالكي ما لم تتم املصادقة‬ ‫على املطالبات التي تبدو متعاكسة ومتناقضة‬ ‫فيما بني الكتل‪.‬‬ ‫وكان البرملان العراقي قد اجتمع في ‪ 25‬كانون‬ ‫األول وك ّلف نوري املالكي بتشكيل احلكومة في‬ ‫إطار املهلة الدستورية احملددة بشهر من تاريخ‬ ‫التكليف‪ ،‬وما م ّيز هذه املدة هو اللقاء الذي جمع‬ ‫رئيس القائمة العراقية إياد عالوي وزعيم ائتالف‬ ‫دولة القانون نوري املالكي مع إبراهيم اجلعفري‬ ‫في منزل األخير‪ ،‬والثالثة هم من تعاقبوا على‬ ‫حكم العراق على مستوى رئاسة الوزراء‪ ،‬حيث دار‬ ‫احلديث عن الهموم العراقية املشتركة واألهداف‬ ‫والطموحات‪ ،‬واالجتماع ّ‬ ‫ركز على بناء عراق قوي‪ ،‬ومت‬ ‫اإلشارة إلى التحديات والقدرة على مواجهتها‪.‬‬ ‫واالجتماع متخض عن اتفاقات مهمة لتشكيل‬ ‫احلكومة واملؤسسات احلكومية التي ستضطلع‬ ‫مبهامها في املرحلة املقبلة‪ ،‬وعلى رأسها اجمللس‬ ‫الوطني للسياسات االستراتيجية ومتّ االتفاق أن‬ ‫يتواله رئيس العراقية إياد عالوي‪ ،‬الذي أص ّر على‬ ‫أن يكون للمجلس اجلديد صالحيات تنفيذية‪،‬‬ ‫وسيضم هذا اجمللس رئيس اجمللس “عالوي” ورئيس‬ ‫اجلمهورية ونوابه ورئيس مجلس الوزراء ونوابه‪،‬‬ ‫ورئيس إقليم كردستان ورؤساء الكتل السياسية‬ ‫ورئيس هيئة النزاهة‪ ،‬ومن أبرز مهامه رسم‬ ‫السياسات االستراتيجية للبالد ومنها السياسات‬ ‫األمنية واالتفاقات الدولية‪ ،‬واألمنية منها على‬ ‫وجه اخلصوص‪ ،‬وتكون قرارات اجمللس نافذة إذا مررت‬ ‫بنسبة ‪ % 80‬من األصوات‪ ،‬وأحيل مشروع القانون‬ ‫اخلاص بهذا اجمللس الى البرملان العراقي‪.‬‬ ‫وبعد مخاض عسير في ‪ ،2010/12/21‬ص ّوت‬ ‫البرملان على تشكيلة احلكومة اجلديدة برئاسة‬ ‫التحالف الوطني نوري املالكي‪ ،‬وأعطى ثقته‬ ‫حلكومة املالكي وبرنامجها‪ ،‬وترك رئيس الوزراء‬ ‫الباب مفتوحا ً أمام إسناد بعض الوزارات‪ ،‬التي لم‬ ‫يسم املرشحون لشغلها‪ ،‬وهي تسع وزارات‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫وأكد املالكي أن سبب تأجيل تسمية هذه‬

‫‪43‬‬

‫الوزارات عائد لسببني‪ :‬األول‪ ،‬طلبت من جميع‬ ‫وأجلت بعض‬ ‫الكتل أن يرشحوا نساء للوزارات‪ّ ،‬‬ ‫الوزارات ألنني مسؤول عن اختيار األفضل واألكثر‬ ‫خبرة‪ ،‬بدوره دعا إياد عالوي الى ترميم البيت‬ ‫الداخلي العراقي وعالقات العراق اخلارجية مع‬ ‫دول اجلوار والعالم وحتقيق السالم وطمأنة الدول‬ ‫على أن العراق يحترم االتفاقيات‪ ،‬وأنه بلد ّ‬ ‫ينظم‬ ‫عالقاته الدولية على مبدأ املصالح املشتركة‪.‬‬ ‫وما ميكن قوله‪ ،‬إن عملية تشكيل احلكومة‬ ‫العراقية أعطيت وقتا ً طويالً‪ ،‬ومثل هذا األمر‬ ‫يؤشر إلى حجم املشاكل الداخلية التي‬ ‫يتعرض لها العراق‪ ،‬والسيناريو األميركي الذي مت‬ ‫إعداده بدقة‪ ،‬جعل النزاع الداخلي على تقاسم‬ ‫احلصص والنفوذ يطغى على بقية امللفات‬ ‫األخرى‪ ،‬االقتصادية منها واالجتماعية وما خ ّلفه‬ ‫االحتالل األميركي من املآسي واملصائب التي‬ ‫ال تنتهي‪ ،‬في حني استفاد االحتالل من الوقت‬ ‫املتاح لترتيب خططه املستقبلية والتفنن في‬ ‫إدارة عمليات النهب االستعمارية‪ ،‬وترك العراق‬ ‫منهوبا ً مستباحا ً يدور في الفلك األميركي وغارقا ً‬ ‫في مشاكله وهمومه‪ ،‬بينما ساسته يتصارعون‬ ‫على املناصب والغنائم‪.‬‬ ‫والسؤال أيضاً‪ ،‬ما الذي يعنيه استمرار جو‬ ‫بايدن بإدارة امللف العراقي وبتكليف من الرئيس‬ ‫األميركي باراك أوباما‪ ،‬بايدن هذا‪ ،‬جنح وبامتياز في‬ ‫حتقيق مهمته‪ ،‬وهو الذي طالب من قبل بتقسيم‬ ‫العراق إلى ثالث كيانات عله ينجح في استمرار‬ ‫احتالله والتحكم به وبثرواته‪ ،‬وما حصل ليس‬ ‫بعيدا ً عن رؤيته تلك‪ ،‬وأحيانا ً تكون الصورة معبرة‪،‬‬ ‫عندما نرى كيف تصارع أبناء العراق على تشكيل‬ ‫حكومتهم‪ ،‬بينما االحتالل جاثم على صدور‬ ‫العراقيني إلى حني‪.‬‬ ‫نأمل في أن يخرج العراق من دائرة االحتالل‪،‬‬ ‫حتى يعود إلى أمته عمقا ً وسنداً‪ ،‬وأن ينعم‬ ‫العراقيون بثروات بالدهم بعيدا ًُ عن االحتالل‪ ،‬وهذا‬ ‫ليس بعيدا ً عن شعب عظيم له تاريخه وحضارته‬ ‫ودوره‪.‬‬

‫أدهم محمود‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر دولي‬

‫الساركوزية وتناقضاتها الداخلية والخارجية‬ ‫أن فرنسا اليوم ـ بقيادة ساركوزي ـ تنقلب على مبادئ ثورتها احلضارية‬ ‫واإلنسانية وتعلن الثورة عليها‪ .‬إذ لم يكن ‪ 6‬أيار ‪ 2007‬يوما ً عاديا ً في التاريخ‪،‬‬ ‫فمن تابع ما كان يجري خالل األشهر السابقة لهذا اليوم في حمالت‬ ‫ساركوزي االنتخابية‪ ،‬كان يعلم أنه في هذا التاريخ بالذات‪ ،‬وعندما أعلن‬ ‫ساركوزي رئيساً‪ ،‬كانت فرنسا تتحضر لتلبس وجهها اجلديد‪ ،‬ولكنها‬ ‫مسيرة كانت حافلة بالتناقضات بني األقوال واألفعال‪.‬‬ ‫ساركوزي يبر بوعده لبوش ستكون فرنسا حليفا ً هجوميا ً‬ ‫وميكن القول أن ساركوزي وفريقه الليبرالي الفرنسي جنحا باغتصاب‬ ‫حلظة عابرة في تاريخ فرنسا‪ ،‬وقنص الرئاسة من االشتراكيني واليسار على‬ ‫نحو عاكس االجتاه العام املفترض‪ ،‬وجاء بتشكيلة حكومية أربكت اخلصوم‪،‬‬ ‫وزادت من حالة الغموض‪ ،‬والهالة التي نسجها حول رئاسته وسماتها‬ ‫الهجومية اخملتلفة‪ ،‬فأربك معارضيه‪ ،‬وتناول سريعا ً قضايا في السياسة‬ ‫اخلارجية تالمس هموم الفرنسيني خاصة املسألة اللبنانية واملغربية‬ ‫العربية‪ ،‬وقضايا اللجوء واالندماج ‪.‬‬ ‫وعد بقطيعة مع شيراك وسياساته التي متيزت بالشخصنة‪ ،‬والتقلبات‪،‬‬ ‫ووعد بأن يكون لفرنسا دورًا مختلفا ً نهجا ً واجتاهاً‪ ،‬ومسارات‪.‬‬ ‫لعب لعبة متقنة في سعي الستمالة الفرنسيني الذين يتعاملون مع‬ ‫لبنان وأزماته على أنها قضايا فرنسية داخلية‪ ،‬فأطلق بالونات اختبار كثيرة‪،‬‬ ‫في أولها سعي لدور محايد عبر الدعوة لعقد مؤمتر حوار يجمع الصف‬ ‫األول‪ ،‬ثم الصف الثاني‪ ،‬وفي سان كلو‪ ،‬لبلورة رؤية فرنسية وتسويقها‬ ‫تقارب امللف اللبناني من منظار مختلف عن إدارة الرئيس بوش‪.‬‬ ‫وكذا فعل مع إيران‪ ،‬ومع العراق‪ ،‬ومع شمال إفريقيا العربية‪ ،‬والشراكة‬ ‫املتوسطية‪ ،‬ومع روسيا‪.‬‬ ‫السعي الساركوزي‪ ،‬واملناورات‪ ،‬والضباب والغبار الكثيف الذي أطلقه في‬ ‫مطلع عهده لم تطل كثيراً‪ ،‬فقد جوبه بحقائق كثيرة في أولها أنه ممنوع‬ ‫على فرنسا حتى لو كانت ساركوزية من العمل باستقاللية‪.‬‬ ‫كوشنير‪ ،‬الباحث عن فرصة للسباق إلى قصر االليزيه بعد خمس سنوات‪،‬‬ ‫سعى ليكون جنما ً محركا ً لألحداث‪ ،‬فأكثر من جوالته الشرق أوسطية‪،‬‬ ‫قاصدا ً بعد لبنان العراق‪ ،‬ومستعجال إعالن االنخراط باخلطط األمركية دون‬ ‫تفكير‪ .‬ثم هاجم إيران‪ ،‬وأعلن اتخاذ إدارته إجراءات حملاصرتها من طرف واحد‬ ‫ودون استئذان حتى مجلس األمن‪ ،‬ثم هدد بحرب أميركية وشيكة‪ ،‬وبالتزام‬ ‫فرنسي بالعمل مع أميركا حتى في احلرب‪ ،‬والتمهيد لها‪ ،‬ثم قفز قاصدا ً‬ ‫موسكو في محاولة لتطمينها‪ ،‬من جهة‪ ،‬واستعراض من جهة ثانية وهو‬ ‫وإدارته العارفون بأن احلرب على إيران ليست أمرا سهال‪ ،‬وال جوالته يشرعنها‬ ‫العالم خاصة الدول األكثر فاعلية والتي لها مصالح إستراتيجية في‬ ‫استقرار املنطقة وتأمني تسرب نفطها وسيولته‪ ،‬فكان املوقف الروسي‬ ‫والصيني بطريقة مختلفة عن السابق ما اضطر كوشنير إلى تخفيف‬ ‫لهجته وإصالح تصريحاته‪.‬‬ ‫في مواقف وخطوات‪ ،‬وإقدام وتراجع السياسة واملبادرات الفرنسية‬ ‫مؤشرات قوية على حقيقة الساركوزية‪ ،‬وطبيعتها‪ ،‬والتزاماته‪ ،‬و ما تصبو‬ ‫إليه من دور‪ ،‬في مجمله منسقا ً مع اإلدارة األميركية ومواكبا ً ملشروعاتها‪،‬‬ ‫على منط تقليد دور رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي أرهق بريطانيا‬ ‫في مغامرات لصالح إدارة بوش‪.‬‬ ‫فرنسا الساركوزية لم تطل فيها الفترة الرمادية‪ ،‬ولم تفلح بالوناتها‬ ‫االختيارية‪ ،‬وال قنابلها الدخانية‪ ،‬والضبابية التي نشرت‪ ،‬لتجدها تسرع‬ ‫خطاها عائدة إلى بيت الطاعة‪.‬‬ ‫وها هي تعود إلى قواعدها اليمينية ملتزمة منطق األشياء وحقائقها‪،‬‬ ‫كاشفة عن وجهها احلقيقي دائرة تفصيلية في البنتاغون أو وزارة اخلارجية‬ ‫األميركية ال تتحرك إال بإذن‪ ،‬وال تبادر إال بدور مرسوم لها‪ ،‬وال تنطق إال بكلمات‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫صياغتها أميركية بوشية صرف‪ ،‬ومن أقوالها ما صدر أخيرا عن كوشنير‬ ‫بحق إيران‪ ،‬وبحق سورية‪ ،‬وبالتوازي في ارجتال املوقف من النصاب الدستوري‬ ‫جللسة انتخاب الرئيس اللبناني والتزام فرنسا باالعتراف بحكومة ورئاسة‬ ‫تنصبها قوى ‪ 14‬شباط كيفما جاءت وكيفما اتفق‪.‬‬

‫اجلمهورية الساركوزية املتوسطية و”إسرائيل”‬ ‫ما كان يقوم به “ جاك شراك” بني الفينة و األخرى “سريا”‪ ،‬صار يقوم به‬ ‫ساركوزي عالنية‪ ،‬بحيث أنه يعترف أن الدول التي كان ميكن اخلوف منها لم‬ ‫تعد قائمة‪ ،‬و أن قوة التضامن األوروبي ال ميكن أن تكون مبعزل من الواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ ،‬بحيث أن التقارب بينه و بني احملافظني اجلدد هو الذي سوف‬ ‫يؤسس في النهاية العالقة الفرنسية األميركية ما بعد جورج دابليو بوش‪،‬‬ ‫حتى بوصول الدميقراطيني أنفسهم و الذين اعترفت الواشنطن بوست أن‬ ‫العديد منهم أ ّيـدوا احلرب بشكل كبير قبل أن يتراجعوا عن تأييدهم نتيجة‬ ‫الكوارث الكبيرة التي يتلقاها اجليش األميركي في العراق والتي جتاوزت كل‬ ‫االحتماالت السابقة بكثير‪ ..‬ساركوزي الذي اتهم سابقه “ بالتخاذل” في‬ ‫حماية املرجعية الثورية !” الفرنسية إبان حملته االنتخابية املسعورة‪ ،‬يريد‬ ‫اليوم أن يوجه إلى الفرنسيني خطابا غريبا ً على مسامعهم‪ ،‬مستمد من‬ ‫“الرؤية األميركية” ملكافحة اإلرهاب حتت خاصية “نحن في خطر” و أن ثمة‬ ‫“عدو حقيقي يعيش بيننا” و هو طبعا ً في املنظورين األميركي و الفرنسي‬

‫‪44‬‬


‫الراهن اسمه‪“ :‬العدو اإلسالمي”‬ ‫ساركوزي املتأمرك الصهيوني‪ ،‬لن يكون شيراك أبدا‪ ،‬و لن يسمح ألحد‬ ‫بانتقاده‪ ،‬و هو السبب الذي جعله يعيد فتح ملف األمن القومي واحلق في‬ ‫اعتقال و استجواب و طرد أي “مشتبه به” و احلق في الدفاع عن الدولة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬عبر مشروع الهجرة أوال‪ ،‬و عبر وضع قوانني حتد من وجود اإلسالم‬ ‫في فرنسا وحتد من نشاطات اجلمعيات الدينية و اخليرية و التربوية اإلسالمية‬ ‫في فرنسا أيضاً‪.‬‬ ‫ساركوزي أجنز ما لم يسبقه إليه أحد من أسالفه‪ :‬إجماع ثالث مرجعيات‬ ‫اجتماعية وثقافية فرنسية شعبية أساسية على مخاصمته‪ .‬أولها‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬التي صدمتها حملة الرئيس على الغجر‪ ،‬وتدمير‬ ‫مخيماتهم‪ ،‬وطردهم إلى رومانيا وبلغاريا‪ .‬ثانيها النقابات الفرنسية التي‬ ‫تستعد للنزول إلى الشارع ملواجهة قانونه لرفع سن التقاعد‪ .‬وثالثها‬ ‫فضائح تزعم مساكنة غير مشروعة حلزبه مع وريثة امبراطورية “لوريال”‬ ‫ليليان بيتانكور‪ ،‬ومتويلها حملته الرئاسية‪ ،‬لقاء التسامح مع ضرائبها‪ ،‬فيما‬ ‫ال تكل ميينه عن شد أحزمة التقشف املالي على خاصرة فرنسا الشعبية‪.‬‬ ‫ومنذ أن قرر الرئيس دفن الفضيحة التي تهدد‪ ،‬لو تواصلت‪ ،‬حظوظه‬ ‫بانتزاع والية رئاسية ثانية‪ ،‬لم يتوقف عن استدعاء الشعارات “األمنية”‪ ،‬التي‬ ‫ضمنت له املرة األولى الطريق إلى اإلليزيه‪.‬‬ ‫يعيش ساركوزي وطاقمه في الشهرين األخيرين كوابيس ال حصر لها‬ ‫وهو يتلقى اللكمات من كل حدب وصوب‪ .‬ففي الداخل يخوض حربه‬ ‫اإلصالحية ضد العمال واليساريني‪ .‬ومن اخلارج يتلقى وابالً من االنتقادات‬ ‫من االحتاد األوروبي وحقوق اإلنسان بشأن طرد الغجر‪ ،‬ودبلوماسيته تتعرض‬ ‫للتهميش في قضايا بارزة كعملية السالم في الشرق األوسط‪ .‬ويبقى‬ ‫انتظار ما ستحمله األيام واالسابيع املقبلة ملعرفة مدى قدرة ساركوزي على‬ ‫الصمود أمام هذه التيارات اجلارفة التي تتقاذف “عرشه” مينة ويسرة‪ ،‬وما إذا‬ ‫كان سيرفع الراية البيضاء امام مهاجميه‪.‬‬ ‫بحماسته واندفاعه املعهودين أعلن نيكوال ساركوزي عن تأسيس‬ ‫منظمة جديدة على مستوى احلكومات ‪ :‬اإلحتاد من أجل املتوسطي‪ .‬الفكرة‬ ‫«اخلاطئة الصائبة»‪ ،‬ال أحد يؤيدها باستثناء احلركة الصهيونية وأرباب‬ ‫املقاوالت بحثا عن مظالت سياسية‪ .‬ألن هدف الرئيس الفرنسي‪ ،‬من خالل‬ ‫اخلطابات املنمقة‪ ،‬ينحصر في إعادة تنظيم اإلحتاد األوروبي حول ثنائية أجنلو‪-‬‬ ‫فرنسية وفتح الباب أمام «إسرائيل» التي الزالت تضرب بعرض احلائط مبادئ‬ ‫القانون الدولي‪.‬‬ ‫إبتدأ اإلحتاد املتوسطي‪ ،‬في احلقيقة كمجازفة‪ ،‬فلم يكن سوى مناورة‬ ‫للخروج من خطوة متعثرة‪.‬‬

‫االستراتيجية الساركوزية خيبات‬ ‫في الداخل ‪ ..‬واخلارج‬ ‫أظهر تالحق األحداث على الساحة الداخلية الفرنسية تعطل آلة‬ ‫الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي اإلعالمية‪ ،‬أو بشكل أدق تأخر هذه‬ ‫اآللة عن اللحاق بالتطورات‪ ،‬وخاصة بعد الفضائح ‪،‬أو القضايا‪ ،‬التي تطال‬

‫وزراءه‪ .‬وسياسة ساركوزي في هذا اجملال بدت وكأنها حتاول اإلمساك بهذه‬ ‫امللفات‪ ،‬بينما أعتمدت سياسته اإلعالمية‪ ،‬التي تشكل جزءا من سياسته‬ ‫العامة‪ ،‬على خلق احلدث وإلهاء خصومه ثم اإلنتقال الى حدث آخر يصنعه‬ ‫بنفسه‪.‬‬ ‫األزمة االقتصادية‪ ،‬التي تعصف بفرنسا اليوم‪ ،‬حتد من هامش املناورة لدى‬ ‫الرئيس ساركوزي‪ .‬وحتى عندما يحاول استمالة ناخبي اخلضر الى شباكه‬ ‫االنتخابية‪ ،‬من خالل فرض ضريبة الكربون‪ ،‬فانه يواجه معارضة علنية‬ ‫ومتصاعدة من قبل نواب حزبه وأيضا ً من قبل قاعدته اإلنتخابية‪.‬‬ ‫وأمام هذه الصعوبات يتطلع ساركوزي الى الساحة الدولية إلقناع‬ ‫مواطنيه بأنه رجل الدولة الذي يحتاجون إليه‪ .‬لكن التطورات األخيرة‬ ‫أظهرت أن قدرة الرئيس الفرنسي على التأثير في هذه امللفات باتت محدودة‪،‬‬ ‫وأن هامش املناورة بدأ يضيق أمام‪.‬‬ ‫ففي السياسة اخلارجية‪ ،‬ال يختلف األمر عما هو عليه في الشأن الداخلي‪،‬‬ ‫لقد ّ‬ ‫أكد ساركوزي ضرورة التغيير في التعاطي مع مشروع االحتاد األوربي‬ ‫ودستوره املوحد‪ ،‬وضرورة املضي قدما ً في إقرار دستور مبسط لالحتاد بعد أن‬ ‫رفض الفرنسيون والهولنديون عام ‪ 2005‬مشروع الدستور احلالي‪ .‬وسجل‬ ‫أول زيارة خارجية له إلى أملانيا وعقد لقاء أوليا ً مع املستشارة األملانية أجنيال‬ ‫ميركل التي تقاسمه الكثير من توجهاته‪.‬‬ ‫ثم أعلن مرة أخرى عن رفض فرنسا الساركوزية انضمام تركيا إلى االحتاد‬ ‫ّ‬ ‫األوربي‪ ،‬البل عدم تقدمي أي صيغ محددة للعالقة القادمة التركية ‪ -‬األوربية‬ ‫ومن شأن هذا التوجه الفرنسي اجلديد‪ ،‬وانسجاما ً ونظام عمل االحتاد وآلية‬ ‫توسيعه‪ ،‬تبديد آمال تركيا بنيل عضوية االحتاد األوربي‪.‬‬ ‫وأشار إلى ضرورة تعزيز العالقة الفرنسية املتوسطية وخاصة مع‬ ‫دول شمال إفريقيا‪ ،‬بوصفها بوابة للقارة اإلفريقية أوربياً‪ ،‬وااللتزام في‬ ‫الوقت نفسه بالسياسة الشيراكية جتاه لبنان وملف احلريري واحملكمة‬ ‫الدولية‪ ..‬إلخ‪ ،‬فضال ً عن “العمومية” في التعاطي مع قضية الصراع‬ ‫العربي‪ -‬اإلسرائيلي والقضية الفلسطينية‪ ،‬وتأكيد أ ّولية أمن إسرائيل‪.‬‬ ‫نشير هنا إلى أن أول زيارة خارجية لوزير اخلارجية الفرنسي كوشنير‬ ‫كانت إلى لبنان‪ ،‬وأن كوشينر صاحب نظرية “ضرورة التدخل اإلنساني‬ ‫الدولي بغض النظر عن مسألة السيادة الوطنية”‪ .‬وعمل ساركوزي على‬ ‫“تطمني” روسيا جلهة استمرار العالقة التقليدية بني البلدين‪ ،‬والعمل‬ ‫على حتسينها! هذا في الوقت الذي لم يشمل اتصال ساركوزي الهاتفي‬ ‫مع الرئيس الروسي فالدميير بوتني أية إجراءات محددة في هذا اجملال‪ ،‬ال‬ ‫بل جاءت القمة الروسية‪ -‬األوربية األخيرة‪ ،‬لتؤكد التباعد بني اجلانبني‬ ‫الروسي واألوربي وبضمنه فرنسا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكد على ضرورة حتسني العالقة بني ضفتي األطلسي‪ ،‬واإلشارة مرات‬ ‫عديدة إلى خطأ املواقف الشيراكية السابقة جتاه واشنطن في التعامل‬ ‫مع ملفات كثيرة وأزمات شهدها العالم في السنوات األخيرة “العراق‪،‬‬ ‫أفغانستان‪ ،‬إيران‪ ،‬الشرق األوسط‪ ..‬إلخ”‪.‬‬ ‫وإذ تؤكد اإلجراءات التي أعلنها ساركوزي وكذلك توجهاته‪ ،‬تكريس‬ ‫سياسة “االنفتاح” الداخلي والقطيعة مع املاضي‪ ،‬فإنها في الوقت نفسه‬ ‫تشير بوضوح إلى توجه فرنسي جديد سيترك تأثيره القوي على السياسة‬ ‫األوربية‪ ،‬وعلى شبكة العالقات الدولية القائمة‪ ،‬وكيفية تعاطيها مع‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر عربي‬ ‫مشكالت عاملنا‪ .‬هذا في الوقت الذي أحدثت فيه هذه اإلجراءات الساركوزية‪،‬‬ ‫وبخاصة الداخلية ‪ -‬احلكومية‪ ،‬إرباكا ً في صفوف يسار الوسط من جهة‪،‬‬ ‫ودغدغت عواطف ومواقف قطاع واسع من اليمن املتطرف من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ومن شأن هذه التوجهات أن تترك بصماتها على االنتخابات التشريعية‬ ‫الفرنسية املقررة في ‪ 10‬و‪ 17‬حزيران القادم‪،‬‬ ‫وأن تفتح الباب واسعا ً لساركوزي وما ميثله‬ ‫في احلصول على الغالبية املطلقة في البرملان‪.‬‬ ‫إذ تشير استطالعات الرأي األخيرة إلى إمكان‬ ‫حصول حزب االحتاد من أجل حركة شعبية‬ ‫على ‪ %40‬من أصوات الناخبني‪ ،‬مقابل ‪%28‬‬ ‫ملنافسه احلزب االشتراكي‪ ،‬وإلى تغيير في‬ ‫الترتيب البرملاني للقوى السياسية األخرى من‬ ‫اليسار واليمني‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تقديرات عدد من املراقبني‬ ‫وتوقعاتهم بأن إجراءات ساركوزي تكتيكية‬ ‫وتهدف إلى النجاح في االنتخابات التشريعية‬ ‫الفرنسية القادمة‪ ،‬فإن الكثير من املؤشرات‬ ‫تؤكد أن التوجه اجلديد لفرنسا الساركوزية‬ ‫سيختلف كثيراً‪ ،‬وأن انعكاسات هذا التوجه‬ ‫الساركوزي سيلقي بظالله املؤثرة على‬ ‫سياسة فرنسا واالحتاد األوروبي‪ ،‬وعلى كيفية‬ ‫معاجلة اإلشكاليات التي يعانيها عاملنا‪.‬‬

‫ساركوزي ينام على هزمية ويصبح على تظاهرات و‬ ‫التعديل احلكومي لن يغيّر من واقع احلال‬ ‫تشهد فرنسا اليوم تظاهرات احتجاجا ً على سياسة نيكوال ساركوزي‬ ‫في مجال الرواتب والتقاعد في صفعة جديدة للرئيس الذي أجرى تعديالً‬ ‫حكومياً‪ ،‬وال ميكن القول إ ّن الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي بنهج‬ ‫القطيعة واالنفتاح الذي يتبعه‪ ،‬لم يتحاور مع النقابات العمالية ولم‬ ‫يدعها إلى اجتماعات ماراتونية في قصر اإلليزيه‪ .‬ال بل إ ّن محازبيه وأعضاء‬ ‫حزب جتمع األكثرية الشعبية يلومونه على انفتاحه الزائد على االشتراكيني‬ ‫وعلى شخصيات من خارج إطار مؤيديه‪ .‬ويرى هؤالء في هذا السلوك أحد‬ ‫أسباب “هجرة الناخب اليميني” الذي أوصل الساركوزية إلى هذه الهزمية‬ ‫النكراء في االنتخابات التي أعطت اليسار حكم ‪ ٢٤‬منطقة من أصل ‪.٢٦‬‬ ‫كذلك ال ميكن القول إ ّن الناخب الذي ص ّوت لالشتراكيني أو للخضر أو حتى‬ ‫لليمني املتطرف كان يضع نصب عينيه مطالب النقابات‪ ،‬التي قررت أن تنزل‬ ‫اليوم إلى الشارع في إضراب‪ ،‬يرى البعض أنّه ميكن أن يأخذ بعدا ً سياسيا ً‬ ‫على ضوء نتائج االنتخابات‪ ،‬وخصوصا ً مع وزن سكرتيرة احلزب االشتراكي‬ ‫مارتني أوبري “الرابح األكبر” لالنتخابات املناطقية‪ ،‬الذي جتاوز البعد املناطقي‬ ‫احمللي لالقتراع‪ ،‬فطالبت ساركوزي بـ “تغيير سياسته”‪.‬‬ ‫وقد أجمعت الصحف الفرنسية الصادرة أمس على أن التغيير احلكومي‬ ‫الذي شهدته فرنسا‪ ،‬ميثل استمرارية أكثر مما ميثل تغييراً‪ ،‬ويعزز موقع رئيس‬ ‫الوزراء فرانسوا فييون على حساب رئيس اجلمهورية نيكوال ساركوزي‪.‬‬ ‫ورأت صحيفة “لوفيغارو” أن ساركوزي “اختار االستمرارية”‪ ،‬بإعادة تعيينه‬ ‫فييون على رأس احلكومة‪ ،‬مؤكدة أن الرئيس اضطر إلى إعادة تكليف فييون‬ ‫بسبب الشعبية الكبيرة والدعم الواسع الذي يتمتع به فييون في معسكر‬ ‫األكثرية‪ .‬وأضافت إن ساركوزي قال بذلك “ال للتحول االجتماعي”‪ ،‬وهي فكرة‬ ‫“جذابة خصوصا على الورق”‪ ،‬وكانت في حال اعتمادها ستؤدي إلى تعيني‬ ‫الوسطي جان لوي بورلو محل فييون‪ ،‬علما بأنه اعتبر لفترة خليفة محتمال‬ ‫لرئيس الوزراء‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬كتبت “ليبراسيون” في افتتاحيتها أن “جبل االتصاالت متخض‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فولد فأرا سياسيا‪ ،‬واالستمرارية تعلو بكثير‬ ‫على التغيير”‪ ،‬مؤكدة أن التشكيلة احلكومية‬ ‫اجلديدة تكرس “النهاية الرسمية ألي انفتاح”‬ ‫و”رص صفوف فريق من املوثوق بهم املكلفني‬ ‫القيام بحملة انتخابية عوضا عن احلكم”‪.‬‬ ‫وأضافت أن “هذا يجب أن يكون صدمة‬ ‫كهربائية‪ .‬أنه عطل كهربائي”‪ ،‬مؤكدة أن‬ ‫فييون خرج من التعديل الوزاري معززا موقعه‬ ‫على حساب موقع الرئيس‪.‬‬ ‫أما صحيفة “لومانيتيه” فكتبت‪ ،‬حتت‬ ‫عنوان “املهزلة”‪ ،‬ان هذا التعديل “الهزيل”‬ ‫أجري من اجل “شد البراغي في أفق األشهر‬ ‫الـ‪ 18‬الباقية من العهد الرئاسي”‪ .‬وأضافت‬ ‫إن “نيكوال ساركوزي اختار تسريع اخلطى‬ ‫نحو مجتمع ليبرالي بامتياز عبر تصفية‬ ‫املكتسبات االجتماعية والضغط على‬ ‫العائالت الفقيرة والطبقات الوسطى”‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬اعتبرت صحيفة “ليزيكو” االقتصادية أن “الفريق اجلديد‬ ‫لفييون يراهن على االستمرارية”‪ ،‬مشيرة إلى أن رئيس الوزراء “يحظى بتأييد‬ ‫الرأي العام وبثقة البرملانيني” و”ساركوزي لم يتمكن من أن يقول له ال”‪ .‬وهو‬ ‫بالتالي املنتصر األكبر في التعديل‪.‬‬ ‫أما “ال تريبون” االقتصادية فعنونت “فييون رئيس الوزراء اخلارج عن‬ ‫املألوف”‪ ،‬معتبرة أن “قيامة” رئيس احلكومة سببها شخصيته التي تتميز‬ ‫بـ “الدقة والثبات واجلدية لدرجة يكاد يكون ممال”‪ .‬وأضافت إن “اخلبر السار‬ ‫هو أننا سنتجنب التحول االجتماعي الذي دعا إليه بورلو”‪ .‬تتميز احلكومة‬ ‫اجلديدة التي شكلها الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي بالغاء وزارة الهجرة‬ ‫والهوية الوطنية‪ ،‬التي اثارت جدال كبيرا‪ ،‬وكذلك ايضا برحيل رموز االنفتاح‬ ‫على الفرنسيني من اصول مهاجرة مثل الوزيرتني فاضلة عمارة وراما ياد‪.‬‬ ‫وكانت وزارة الهجرة والهوية الوطنية رأت النور الول مرة في احلكومة‬ ‫االولى التي شكلها نيكوال ساركوزي اثر انتخابه رئيسا للجمهورية في‬ ‫‪ .2007‬ومن اكثر اخلطوات التي قامت بها هذه الوزارة اثارة للجدل هو النقاش‬ ‫حول الهوية الوطنية الذي نظمته اواخر ‪ 2009‬واوائل ‪ 2010‬والذي تخللته‬ ‫تصريحات عنصرية ما اثار حفيظة املعارضة اليسارية واملنظمات املناهضة‬ ‫للعنصرية واملدافعة عن حقوق االنسان‪.‬‬ ‫واليوم مع احلكومة اجلديدة عاد ملف الهجرة الى عهدة وزير الداخلية‬ ‫بريس اورتفو الذي بقي على رأس الوزارة في التعديل احلكومي‪.‬‬ ‫ال يختلف اثنان على أن الرئيس الفرنسي‪ ،‬نيكوال ساركوزي‪ ،‬جنح إلى أبعد‬ ‫حدود في وضع شخصه كـ “محور أساسي” للحياة السياسية الفرنسية‬ ‫يقدمه إليه موقع‬ ‫بكل أبعادها‪ ،‬بغض النظر عن الدور األساسي الذي ّ‬ ‫اإلليزيه‬ ‫الساركوزية‪ ،‬تكشف عن وجهها‪ ،‬وسياساتها بسرعة البرق‪ ،‬وتعود إلى‬ ‫قواعدها اليمينية الليبرالية‪ ،‬مثخنة‪ ،‬وبخفي حنني‪.‬‬ ‫هل تنجح فرنسا الساركوزية في تعويض بوش عن خسارته طوني بلير؟‬ ‫اغلب الظن أن اجلهد الفرنسي بال قيمة فعلية‪ ،‬الن الزمن تغير‪ ،‬ودرس‬ ‫بلير‪ ،‬وقبله أزنار‪ ،‬والنخبة االيطالية التي شاركت أمريكا في احلرب على‬ ‫العراق‪ ،‬دروس ذات قيمة ملن يعتبر‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫إعداد‪ :‬مليس داغر‬


‫منبر بيئة‬

‫ملفات بيئية ناقشتها «منبر التوحيد» وفتحت أوراقها‬

‫أمين البيئة في حزب «التوحيد العربي» خالد األعور‪:‬‬ ‫العقل اللبناني صعب أن ير ّبى على االهتمام بالبيئة‬ ‫مشاكل بيئية‪ ،‬مخالفات‪ ،‬انتهاكات باجلملة‬ ‫واملفرّق‪ ،‬حتصل كل يوم في كل منطقة وكل قرية‬ ‫واع‪ ،‬غير‬ ‫لبنانية‪ ،‬هي بال شك صادرة عن فكر ال ٍ‬ ‫آبه لألضرار التي يخلفها‪ ،‬وغير مُدرك للنتائج‬ ‫ٍ‬ ‫اآلتية‪.‬‬ ‫يوم تلو اآلخر‪ ،‬تكبر التحديات للحفاظ على‬ ‫البيئة اللبنانية‪ ،‬خاصة احلرائق التي التهمت‬ ‫مساحة ال يستهان بها من املساحات احلرجية‬ ‫في لبنان‪ ،‬فكانت إما طبيعية أو مُفتعلة أو‬ ‫مس َّببة باإلهمال وغياب التوعية والالمباالة‪،‬‬ ‫األسباب متعددة ومتنوعة‪ ،‬إال أن النتيجة واحدة‪:‬‬ ‫مساحات خضراء شاسعة ُه ِدرَت بسبب غياب‬ ‫الرقابة البيئية املتوجّ بة‪.‬‬ ‫تهرّب اجلميع عن تطبيق واجباتهم في احلفاظ‬ ‫على البيئة وقمع اخملالفات بحق ما منلك من ثروة‬ ‫بيئية حرجية ومائية مهمة‪ ،‬متيّز لبنان وجتعله‬ ‫مقرّاً للسيّاح في مواسم االصطياف‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ومع ما قام به من مشاريع بيئية‪،‬‬ ‫خالل تسلمه مهام رئاسة بلدية قرنايل في‬ ‫املنت األعلى‪ ،‬ولإلضاءة على املشاريع البيئية‬ ‫املستقبلية في أمانة البيئة في حزب “التوحيد‬ ‫العربي”‪ ،‬حاورت “منبر التوحيد” رئيس بلدية‬ ‫قرنايل السابق والعضو احلالي فيها‪ ،‬وأمني البيئة‬ ‫في حزب «التوحيد العربي» خالد األعور‪ ،‬فكان‬ ‫حواراً متنوّعاً‪ ،‬وغريبأً ملا علمناه عمّ ا يحصل‬ ‫في املنت األعلى‪ ،‬وغيرها من املناطق‪ ،‬وهذا نص‬ ‫احلوار‪:‬‬ ‫لنتحدث عن البيئة اللبنانية‪ ،‬والفرق بينها‬ ‫والواليات املتحدة األميركية حيث عشت لفترة‬ ‫كبيرة؟‬ ‫غبت عن لبنان ‪40‬‬ ‫طبعا ً الفرق شاسع‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫سنة‪ ،‬علما ً أنني كنت أزوره كل سنة‪ ،‬ولكن مبا‬ ‫أنه لم يكن لدي أي معامالت في الدولة‪ ،‬لم أر َ‬ ‫البيئة اللبنانية احلقيقية‪ .‬لكن عندما ّ‬ ‫ترشحت‬ ‫لبلدية قرنايل في ‪ ،2004‬ومتّ االتفاق على أن أتسلم‬ ‫الرئاسة من ‪ 2007‬إلى ‪ 2010‬بعد تقاسمي إياها‬ ‫الحظت مدى خطورة املوقف‪.‬‬ ‫مع شخص آخر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تسلمت بداية مسؤولية البيئة واألشغال أثناء‬ ‫ُ‬ ‫أدركت صعوبة‬ ‫وجودي في البلدية كعضو‪ ،‬وحينها‬ ‫ُ‬ ‫تربية العقل اللبناني على االهتمام بالبيئة‪ ،‬وهذا‬ ‫ألن دولتنا ال تأبه ملا هو أهم وزارة في كل دول‬ ‫العالم‪ .‬ففي الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬تفرض‬ ‫احلكومات على جميع القنوات التلفزيونية عرض‬ ‫مجموعة إعالنات رسمية مجانية لتوعية الناس‬ ‫على احلفاظ على البيئة‪.‬‬ ‫ما نحتاجه‪ ،‬هو «نفضة كاملة» لعقولنا وتربيتنا‬ ‫املنزلية وبرنامجنا العلمي‪ ،‬فحني تسلمت مهام‬

‫ويأخذ هو وحسيكي األموال الصادرة عنها‪ .‬إذاً‪،‬‬ ‫ما يقوم به كثر في البلديات هو سرقة أموالها‬ ‫العامة‪ ،‬وهذا شيء معروف‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬هذا تقصير من احملافظ ووزراء الداخلية‬ ‫والبيئة والصحة‪.‬‬

‫أمانة البيئة ستغرس أشجارا ً‬ ‫جديدة في بيئة لبنانية متروكة‬

‫قمت بـ ‪ 179‬ضبط للمخالفات‪ ،‬خالل‬ ‫البلدية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقمت خالل ثالث سنوات بجباية‬ ‫ثالث سنوات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مبلغ مليار ومئتي وثمانية مليون ليرة من أهالي‬ ‫قرنايل‪ ،‬وهي أموال مستحقة عليهم ومتأخرات‬ ‫وقمت بدفع ‪ 662‬مليون ليرة من ديون‬ ‫من اجلباية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بلدية قرنايل‪.‬‬ ‫لكن تدخالت األحزاب‬ ‫حاولت تطبيق القانون‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫املوجودة في املنطقة حالت دون تطبيقه بالشكل‬ ‫السليم‪ ،‬فاحملسوبيات هي أكثر ما يجعل املواطن‬ ‫اللبناني متخلفاً‪ .‬واملشكلة لدى رؤساء البلديات‬ ‫تكمن في أنهم تابعون لزعمائهم واحملسوبيات‬ ‫السياسية‪.‬‬

‫الوزرات غائبة‪ ..‬كما عهدناها‬

‫ماذا عن عالقة الوزارات بتطبيق القوانني؟‬ ‫الوزارة ال تتدخل وال حتى احملافظ‪ ،‬لذلك أقول أن‬ ‫أرسلت عدة رسائل لوزير‬ ‫«لبنان كله خطأ»‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫الداخلية احلالي وأيضا ً السابق‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫مخالفات بيئية‪ ،‬ولكنني لم ألقَ أي ر ّد‪.‬‬ ‫مثالً‪ ،‬بلدية كفرسلوان ومنذ ‪ 20‬سنة‪ ،‬ال تريد أن‬ ‫تدفع لـ»سوكلني» إلزالة نفاياتها‪ ،‬وتقوم باملقابل‬ ‫برميها في مياه النهر وهو احلد الفاصل بينها وبني‬ ‫بلدة ترشيش‪ ،‬وتقوم بحرقها‪ .‬هذا إضافة ملا تشكله‬ ‫من تلوث هوائي‪ ،‬وتلوث للمياه اجلوفية‪ .‬علما ً أنني‬ ‫قدمت لهم فكرة حفر حفرة كبيرة لطمر النفايات‬ ‫ّ‬ ‫فيها بشكل بيئي سليم إال أن أحدا ً لم يستجب‪.‬‬ ‫وأصبح التلوث اليوم ميتد على طول ‪ 30‬كلم من‬ ‫كفرسلوان إلى بيروت – نهر الكلب‪ .‬كذلك في‬ ‫عام ‪ ،2005‬وبعد أن توفي رئيس بلدية كفرسلوان‪،‬‬ ‫متّ تعيني نهال حسيكي من مكتب محافظ بعبدا‬ ‫وكيلة عن البلدية وأعمالها‪ ،‬وكذلك اليوم ستأتي‬ ‫حسيكي من جديد للمنصب نفسه‪ ،‬بعد أن‬ ‫جمعت ثروة طائلة لها عبر تضمني مشاعات بلدة‬ ‫كفرسلوان التي تصل من البلدة وحتى عرسال‬ ‫في بعلبك‪ ،‬كما أن ناطور املياه في كفرسلوان‬ ‫ميلك سيارتني إحداهما بلوحة تابعة جمللس النواب‪.‬‬ ‫وهناك أكثر من ‪ 200‬ينبوع ماء يقومان بتضمينهم‬

‫‪47‬‬

‫ما سبب جتدد احلرائق في قرنايل بعد انتهاء‬ ‫مهامك البلدية؟‬ ‫هذا بسبب غياب الرقابة املتوجبة من رئيس‬ ‫البلدية احلالي نزار األعور ألنه ال يقطن في البلدة‪،‬‬ ‫بل يسكن في كفرحيم بعيدا ً عن أجواء الفوضى‬ ‫احلاصلة‪.‬‬ ‫إنها حقا ً فوضى كبيرة حتصل لدى رؤساء‬ ‫البلديات‪ ،‬مثالً هناك ثالث رؤساء سابقني في‬ ‫بلدية قرنايل‪ ،‬أملك ملفات حولهم تؤكد أنه كان‬ ‫لهم دور وساعدوا ببيع أراضي مشاعية رسمية‬ ‫ألشخاص عرب خليجيني ولبنانيني من خارج أبناء‬ ‫البلدة‪ ،‬وأخذ أموالها‪.‬‬ ‫قابلت وزير البيئة‬ ‫أشهر‪،‬‬ ‫ثالثة‬ ‫فمنذ حوالي‬ ‫ُ‬ ‫محمد رحال في مقر الوزراة‪ ،‬إلطالعه على اخملالفات‬ ‫البيئية املوجودة في كفرسلوان واملنطقة‪ ،‬بعد أن‬ ‫أبلغه رئيس احلزب الرفيق وئام وهاب عن مشروعه‬ ‫اجلديد لغرس مليون شجرة في املناطق اللبنانية‬ ‫اخملتلفة‪ ،‬وحتدث إليه عن املشاكل البيئية في‬ ‫منطقة املنت األعلى‪.‬‬ ‫ولكن مع لقائي بوزير البيئة وإطالعي إياه على‬ ‫اخملالفات البيئية‪ ،‬إال أنه لم يح ّرك ساكناً‪.‬‬ ‫ماذا عن مشروع غرس مليون شجرة التي‬ ‫حتدثت عنه؟‬ ‫هي بني املشاريع التي سنقوم بتنفيذها في‬ ‫أمانة البيئة في حزب «التوحيد العربي»‪ ،‬ولكننا‬ ‫بانتظار التخطيط املنظم لها‪.‬‬ ‫ما سنقوم به هو مراقبة اخملالفات البيئية في‬ ‫سنسميه «لفتة نظر»‬ ‫جميع املناطق وتوجيه ما‬ ‫ّ‬ ‫لرؤساء البلديات اخملالفة‪ ،‬ومن ثم في حال عدم‬ ‫جتاوبهم في املهلة احملددة‪ ،‬فعندها نستطيع‬ ‫احلديث عنها إعالمياً‪.‬‬ ‫وسنبدأ عملنا من خالل جوالت على املناطق‬ ‫اللبنانية لرؤية اخملالفات‪ ،‬ومن ثم لتوزيع ما سيتوفر‬ ‫لنا من أشجار مثمرة لغرسها في املكان املناسب‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫حوار‬

‫األمانة نحملها معاً ومؤسساتنا تمتد من لبنان الى العراق وأفغانستان وباكستان‬

‫الس ّيد علي فضل هللا لـ «منبر ال ّتوحيد»‪:‬‬ ‫باإلنفتاح نخترق الطوائف والمذاهب‬

‫ٌ‬ ‫إرث فكري وروحي وديني قيمٌ تركه عالمة متنوّر‪ ،‬رحل من احلياة‬ ‫ّ‬ ‫ومقلديه‪،‬‬ ‫ال ّدنيا إلى جنة اخللود‪ ،‬فبقي خالداً في أذهان محبّيه‬ ‫وكل مَن َ‬ ‫آمن بفكره وعقله وتراثه املنير‪.‬‬ ‫أ ّمة فقدت عظيماً‪ ،‬أبقى خلفه مَن يحفظ تعاليمه‪ ،‬ويكون‬ ‫ّ‬ ‫والتعصب‪ ،‬وكان أبا األيتام‪،‬‬ ‫األمني على تراث مَن أضاء ظلمات اجلهل‬ ‫ّ‬ ‫واملعلم‪.‬‬ ‫والعا ِلم واملرجع‬ ‫قلمه وعلمه باقيان‪ ،‬وإن ذهب اجلسد‪ ،‬فالروح تبقى لترفرف‬ ‫بني محبّيها‪ ،‬وتعطي من فيض سموّها للقلوب املستضعفة‬ ‫مؤمن زاهد‪،‬‬ ‫أليتام فقدوا احلنان‪ ،‬فوجدوه في قلب‬ ‫ٍ‬ ‫واملظلومة‪ٍ ّ ،‬‬ ‫فعلم الناس كيف يحبّونهم ويتابعون رعايتهم‪ ،‬حتى‬ ‫أحبّهم‪،‬‬ ‫بغيابه‪.‬‬

‫رجل الفكر واحلوار غاب‪ ،‬فكان أن ترك من ذريّته مَن يحمل‬ ‫ّ‬ ‫بكل أمانة‪ ،‬ومَن يتابع املسيرة الدينية والنضالية‪ ،‬كما‬ ‫األمانة‬ ‫لاّ‬ ‫أرادها سماحة الع مة املرجع‪ ،‬فكان السيّد علي فضل اهلل خير‬ ‫حامل لألمانة‪ ،‬واحلصن املنيع بوجه الشرذمات الطائفية واملذهبية‬ ‫ٍ‬ ‫والسياسية‪.‬‬ ‫بعد رحيل العالمة املرجع السيّد محمد حسني فضل اهلل‪ ،‬ومع‬ ‫ّ‬ ‫بكل مكنوناته‪ ،‬زارت «منبر‬ ‫ثمني يصعب اإلحاطة‬ ‫إرث‬ ‫ما تركه من ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ّتوحيد» سماحة العالمة السيّد علي فضل اهلل‪ ،‬لإلضاءة على‬ ‫سبل متابعة املسيرة املضيئة ملَن حمل أمانة العالمة الرّاحل‪،‬‬ ‫فأصبح يحمل ّ‬ ‫كل أفكاره وإنسانيّته وتعاليمه االجتماعية‬ ‫واإلنسانية والدينية‪.‬‬

‫بعد لقائنا بسماحة السيّد علي‬ ‫فضل اهلل‪ ،‬كان نص احلوار على ّ‬ ‫الشكل‬ ‫ال ّتالي‪:‬‬

‫بعد مرور حوالى ثالثة أشهر على رحيل‬ ‫العالمة السيّد محمد حسني فضل اهلل‪ ،‬هل‬ ‫ّ‬ ‫يشكل فراغاً فكرياً ودينياً؟ ومَن‬ ‫ما زال غيابه‬ ‫ميأل هذا الفراغ‪ ،‬األفراد أم اجلماعات؟‬ ‫لقد ترك غياب سماحة الس ّيد تأثيرا ً كبيراً‪،‬‬ ‫ليس فقط على الواقع الشيعي‪ ،‬إمنا أيضا ً‬ ‫على الواقع الديني واإلنساني‪ ،‬أل ّن سماحته‬ ‫كان حاضرا ً في كافة امليادين‪ ،‬إن على املستوى‬ ‫الشيعي واإلسالمي‪ ،‬أو على املستوى الديني‬ ‫واإلنساني‪ ،‬وكان الناس يجدون من خالله املالذ‬ ‫كثير مما يعترضهم من‬ ‫الذي يلوذون به في‬ ‫ٍ‬ ‫يات على مستوى‬ ‫تساؤالت‪ ،‬وما يواجهونه من ّ‬ ‫حتد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إمياني وفكري وعملي‪ ،‬وأيضا ً في املواقف التي‬ ‫كان يتخذها‪ ،‬وقد ال جند اآلن في الساحة َمن‬ ‫يستطيع أن ميأل هذا الفراغ الكبير الذي تركه‬ ‫بد من السعي مللء هذا الفراغ‪،‬‬ ‫سماحته‪ .‬لكن ال ّ‬ ‫وإبقاء هذا الصوت املنفتح ليبقى مستمراً‪ ،‬ألننا‬ ‫بحاج ٍة على مستوى لبنان واملنطقة العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬وحتى على مستوى العالم‪ ،‬إلى‬ ‫َمن ينفتح قلبه وعقله على اآلخر‪ ،‬حتى يفتح‬ ‫قلوب اآلخرين على احلقيقة التي يؤمن بها‪،‬‬ ‫كذلك من أجل أن ينفتح اآلخرون على احلقيقة‬ ‫التي عليهم أن يفكروا فيها‪ ،‬وبالتالي لفتح‬ ‫آفاق احلوار كي يبقى مستمراً‪.‬‬ ‫إ ّن مسؤوليتنا كبيرة‪ ،‬كوننا في املوقع املمتد‬ ‫لسماحة الس ّيد‪ ،‬بعد أن كنا في حياته نتابع‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫هذا األمر مبا نستطيع‪ .‬طبعاً‪ ،‬اليوم ال ميكننا‬ ‫أن منأل الفراغ في كل الساحات‪ ،‬أل ّن ساحاته‬ ‫متنوعة‪ ،‬فهو غاية اإلنسان السائل في اجلانب‬ ‫الديني‪ ،‬كون سماحته كان مرجعاً‪ ،‬وفي اجلانب‬ ‫ّ‬ ‫مفكراً‪ ،‬فضال ً عن‬ ‫الفكري‪ ،‬كون سماحته كان‬ ‫حضوره السياسي في الساحات العامة‪ .‬لكن‬ ‫من الطبيعي أن نسعى كي منأل ما ميكن ملؤه‬ ‫في هذا اجلانب‪ ،‬وهذا يتطلب منا جميعا ً العمل‬ ‫على ذلك‪ ،‬فهي ليست مهمة فردٍ واحد‪.‬‬ ‫لقد أطلقنا شعار “هذه األمانة نحملها‬

‫‪48‬‬

‫معاً”‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬سنحملها مع كل اآلخرين‬ ‫الذين يؤمنون بهذا النهج وهذه الطريقة‬ ‫من التفكير‪ ،‬وهم كثر‪ ،‬ال نقولها فقط في‬ ‫الدائرة الشيعية‪ ،‬إمنا في الدائرة العامة‪ ،‬فكثر‬ ‫هم الذين آمنوا بهذه الرسالة‪ ،‬واعتبروا أن‬ ‫االنفتاح هو الذي نستطيع من خالله أن نخترق‬ ‫الطوائف واملذاهب‪ ،‬حتى نخترق البلدان‪ ،‬ونصل‬ ‫إنسان في هذا العالم‪ .‬فالفكر املنغلق‬ ‫إلى كل‬ ‫ٍ‬ ‫واجلامد‪ ،‬الفكر غير احلواري‪ ،‬هو الذي يختنق‬ ‫بداخل ذاته‪ ،‬وقد كان سماحة الس ّيد (رضوان‬


‫اهلل عليه) ّ‬ ‫يؤكد دائماً‪ ،‬أ ّن علينا أن نخرج من‬ ‫الكهوف واملغاور ا ّلتي حبسنا أنفسنا بها‪،‬‬ ‫نخرج من الواقع الطائفي واملذهبي ا ّلذي ليس‬ ‫ديناً‪ ،‬لنعيش واقع االلتزام بالفكر واالنفتاح على‬ ‫اآلخر‪ ،‬فهذا أساس احلياة‪.‬‬ ‫إلى من تعود الفتوى بعد رحيل العالمة‬ ‫املرجع‪ ،‬وخصوصاً أ ّن هناك عددا ً كبيرا ً من‬ ‫األخوة ّ‬ ‫الشيعة ّ‬ ‫يقلدون سماحته؟‬ ‫قدمها سماحته‬ ‫بنا ًء على الصورة التي ّ‬ ‫للمرجعية الشيعية على مستوى الفتاوى‪،‬‬ ‫وكذلك على مستوى أسلوب أداء هذه املرجعية‪،‬‬ ‫وجدنا أ ّن املق ّلدين يريدون البقاء على تقليد‬ ‫سماحته‪ ،‬وهم يستطيعون ذلك بإرادتهم‪ ،‬وهذا‬ ‫ما قد ال جنده لدى املرجع ّيات األخرى‪ ،‬فعادةً‪،‬‬ ‫عندما يتوفى املرجع‪ ،‬تنتهي مرجع ّيته‪ ،‬لكن ما‬ ‫جنده لدى مق ّلدي سماحة الس ّيد‪ ،‬أنهم فعال ً‬ ‫يريدون البقاء على هذا التقليد‪ ،‬واجملال مفتوح‬ ‫الدين ّيني يجيزون‬ ‫أمامهم‪ ،‬باعتبار أ ّن املراجع ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬وبالطبع‪ ،‬هذه املسألة يجب أن يرجع بها‬ ‫يحدد إن كان يجوز البقاء على‬ ‫احلي‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬ ‫إلى ّ‬ ‫تقليد امليت أو ال‪( ،‬هذا في املذهب ّ‬ ‫الشيعي)‪.‬‬ ‫الدين ّيون األحياء قالوا إنه يجوز‬ ‫لذلك‪ ،‬فاملراجع ّ‬ ‫البقاء على تقليد امل ّيت إذا كان اإلنسان يعتقد‬ ‫بد من‬ ‫أ ّن امليت أعلم‪ ،‬بل إ ّن بعضهم يرى أنه ال ّ‬ ‫البقاء على تقليد امليت‪ ،‬ألن اإلنسان عندما ميوت‬ ‫ال ينتهي علمه‪ ،‬فباإلمكان أن يبقى اإلنسان على‬ ‫تقليده‪ ،‬إما بنا ًء على اجلواز‪ ،‬أو على الوجوب‪.‬‬ ‫ولهذا جند أ ّن كثرا ً ممَّن ق ّلدوا سماحة الس ّيد‪،‬‬ ‫عادوا إلى املراجع األحياء في هذه الفتوى‪،‬‬ ‫وبالتالي ظ ّلوا على تقليده‪ .‬ولكن بالطبع‪ ،‬إذا‬ ‫بد لهم من الرجوع‬ ‫حدثت مسائل جديدة‪ ،‬فال ّ‬ ‫حي‪ ،‬أل ّن امليت لم يصدر فتوى فيها‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫مرجع ّ‬ ‫ٍ‬ ‫لكن من خالل غزارة اإلنتاج الفقهي لسماحة‬ ‫ّ‬ ‫كل اجلوانب الفقهية‪،‬‬ ‫الس ّيد‪ ،‬واستيعابه‬ ‫وتغطيته خملتلف املسائل‪ ،‬قد ال يحتاج املك ّلفون‬ ‫إلى الرجوع إلى مرجع آخر‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬هذا‬ ‫األمر يبقى رهن اختيار املك ّلفني‪ ،‬في البقاء‬ ‫على تقليد سماحته أو عدمه‪ ،‬ولكن نعتقد‬ ‫أ ّن غالبية املقلدين بقوا على تقليد سماحة‬ ‫الس ّيد‪ ،‬سواء كان في لبنان أو خارجه‪.‬‬ ‫هل يرجع الناس في الفتوى في املسائل‬ ‫اجلديدة إلى سماحتكم؟‬ ‫توج ٍه لطرح نفسي في‬ ‫ليس هناك من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إنسان يسعى‬ ‫كل‬ ‫بالطبع‪،‬‬ ‫هذا املوقع‪ ،‬ولكن‬ ‫ٍ‬ ‫ألن يكون في هذا املوقع‪ ،‬لكن على مستوى‬ ‫املرحلة اآلن‪ ،‬ليس هناك من مسعى لذلك‪.‬‬ ‫بد من أن‬ ‫هذا األمر مرهون‬ ‫بحيثيات وأمورٍ ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ُه ّيأ لتس ّلم هذا املوقع‪ ،‬ليكون الشخص في‬ ‫املكان الصحيح‪ ،‬وعلى قدر املسؤولية‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫حني جنيب عن أي سؤال‪ ،‬فإننا حتما ً جنيب تبعا ً‬ ‫آلراء سماحة الس ّيد‪ ،‬وال جنيب بنا ًء على آراء أو‬ ‫قناعات شخصية‪ .‬إذا ً نحن نستعني بفتاوى‬ ‫سماحته‪ ،‬ونط ّبقها في شتى امليادين‪ ،‬كما في‬

‫موضوع الهالل مثال ً في بداية الشهر‪ ،‬أو في يوم‬ ‫العيد‪ ،‬نط ّبق ولكننا ال نفتي‪.‬‬ ‫متى يُق َّرر مَن سيتولى املرجعيّة ال ّدينيّة‬ ‫بعد العالمة السيد؟‬ ‫وقت لطرح‬ ‫وهناك‬ ‫اآلن‪،‬‬ ‫هذا األمر يُدرَس‬ ‫ٌ‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬فاملق ّلدون يتابعون مسائلهم‬ ‫وقضاياهم في اجلوانب الدينية من خالل آراء‬ ‫ّ‬ ‫نتمكن من حتديد املرجعية‬ ‫سماحته‪ ،‬حتى‬ ‫التي ينبغي أن يرجع إليها النّاس في أي فتوى‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تسلمت عائلة السيّد فضل اهلل إدارة‬ ‫ملاذا‬ ‫املؤسسات ال ّتابعة لسماحته‪ ،‬وكأنّها ٌ‬ ‫ّ‬ ‫إرث‬ ‫عائلي؟‬ ‫ّ‬ ‫بالنسبة إلى املرجعية الدينية‪ ،‬هي بالطبع ال‬ ‫تورَّث‪ ،‬فما يبرز املرجع هو علمه وكفاءته‪ ،‬ولذلك‪،‬‬ ‫فإ ّن األمر مطروح في املستقبل إذا استطاع أي‬ ‫تؤهله ألن يكون في‬ ‫إنسان التّعبير عن كفاء ٍة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫هذا املوقع الديني‪.‬‬ ‫نب‬ ‫أما بالنسبة إلى املؤسسات‪ ،‬فهي لم ت َ‬ ‫أساس عائلي‪ ،‬ولذلك جند أ ّن‬ ‫منذ بدايتها على‬ ‫ٍ‬ ‫أغلبية األعضاء في مؤسسات جمعية املبرات‬ ‫اخليرية ليسوا من آل فضل اهلل‪ ،‬ال بل ‪ %99‬من‬ ‫املوظفني واملدراء واملسؤولني ليسوا من العائلة‪،‬‬ ‫حتى أ ّن الهيئة اإلدارية تتضمن عضوين من‬ ‫العائلة من أصل أربعة عشر عضواً‪ ،‬وهذان‬ ‫الشخصان وصال بعد التد ّرج في العمل كأي‬ ‫إنسان آخر‪ .‬فسماحة الس ّيد لم يكن لديه هذا‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫شكل هيئة‬ ‫التعصب العائلي‪ ،‬وقبل وفاته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أمناء تشرف على العمل‪ ،‬من علماء لبنانيني‬ ‫وغير لبنانيني‪ ،‬لديهم موقعهم العلمي‪ .‬هؤالء‬ ‫ُج ِعلوا أمناء حتى تبقى هذه املؤسسات سائرة‬ ‫في االجتاه الصحيح‪ ،‬وكي ال تفقد مؤسسيها‪،‬‬ ‫شخص‪ ،‬بل‬ ‫أو تصبح ممسوكة من عائل ٍة أو‬ ‫ٍ‬ ‫لتبقى باستمرارٍ حاملة قواعد املؤسسة‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫ّ‬ ‫وشكلت جلنة‬ ‫وقد اجتمعت هيئة األمناء‪،‬‬ ‫تتابع هذا األمر‪ ،‬كي تتأكد من بقاء املؤسسات‬ ‫على ما يجب أن تكون عليه‪.‬‬ ‫هل من مشاريع تركها سماحته‪ ،‬ستعملون‬ ‫على متابعة حتقيقها وتنفيذها؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬ال يزال هناك مؤسسات تبنى‬ ‫اآلن‪ ،‬في جبيل وبنت جبيل وجو ّيا‪ ،‬وفي اخلارج‬ ‫في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها‪،‬‬ ‫فاملرجعية الدينية لسماحته ال تنحصر في‬ ‫لبنان فقط‪ .‬بالتأكيد‪ ،‬سنعمل على متابعة‬ ‫مؤسسات‬ ‫كل املشاريع‪ ،‬وإيجاد س ُب ٍل جلعلها‬ ‫ٍ‬ ‫ت ُستكمل وتتط ّور إن شاء اهلل‪ .‬عمل املؤسسات‬ ‫سيستمر‪ ،‬فهو لم يكن مربوطا ً بفردٍ أو شخص‪،‬‬ ‫وإمنا مبؤسس ٍة ستتابع مسيرتها‪ ،‬وستكون إن‬ ‫مؤسسات أخرى إضافية على مختلف‬ ‫شاء اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫املستويات الفكرية والدينية واخليرية‪.‬‬ ‫كيف تعملون على متابعة نشر التراث‬ ‫الفكري والديني لسماحة العالمة الرّاحل؟‬ ‫سنعمل على نشر ما لم يُنشر في الصحف‬ ‫واجملالت‪ ،‬وسنستخرج مما هو موجو ٌد على شاشات‬ ‫مقابالت لسماحة الس ّيد‪،‬‬ ‫التلفزة والفضائيات‬ ‫ٍ‬ ‫كتب خاصة‪ ،‬وسننتج اجملموعة‬ ‫لنشرها في‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل جديد‪.‬‬ ‫الكاملة ملؤلفات سماحته‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫حتضرون في الذكرى األولى لرحيل‬ ‫ماذا‬ ‫العالمة السيّد‪ ،‬حتى ولو ما زالت الفترة‬ ‫بعيدة؟‬ ‫مؤمتر يعالج بعض القضايا التي‬ ‫سنقوم بعقد‬ ‫ٍ‬ ‫احتفال جماهيري‬ ‫طرحها سماحته‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ستتمثل فيه طبعا ً شخصيات علمائية ورسمية وغير‬ ‫ألعمال أخرى تليق بالذكرى‪.‬‬ ‫نحضر‬ ‫رسمية‪ ،‬كذلك ّ‬ ‫ٍ‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبداهلل‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫حوار‬

‫هل يأتي يوم يشهد فيه العالم المتف ّرج اندثار مسيح ّيي الشرق؟‬

‫المطران بشارة الراعي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أعماال ومواقف ومبادرات‬ ‫لن يكون السينودس حبراً على ورق بل‬ ‫في العام ‪ ،2003‬ومع بداية الغزو‬ ‫األميركي للعراق‪ ،‬بدأت مالمح‬ ‫الفوضى تظهر في الوطن العربي‬ ‫وخصوصا ً بعد تداعيات ‪ 11‬أيلول‬ ‫‪ 2001‬التي كان لها التأثير الكبير‬ ‫ّ‬ ‫احلكام العرب الذين‬ ‫على بعض‬ ‫حاولوا تبرير مشاركة بعض رعايا‬ ‫دولهم في الهجوم املذكور‪ ،‬وأبدوا‬ ‫استعدادهم للقبول بكل ما‬ ‫يطلبه األميركيون‪.‬‬ ‫خاض جورج بوش احلرب‬ ‫على العراق بنا ًء على تقارير‬ ‫استخباراتية مغلوطة عن وجود أسلحة دمار شامل بيد صدام حسني‪،‬‬ ‫أعدها له مساعدوه للتخفيف من خيبتهم من احلرب التي شنّوها على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتشدد‪ ،‬وفشلت في إلقاء القبض‬ ‫أفغانتسان‪ ،‬وأطاحت نظام طالبان‬ ‫على املشتبه األول واملسؤول عن هجمات ‪ 11‬أيلول ‪ ،2001‬أسامة بن‬ ‫الدن الذي اختبأ واحتمى بالقبائل ما بني باكستان وأفغانستان‪.‬‬ ‫بعد سقوط نظام صدام بسرعة قياسية‪ ،‬تفاجأ العالم بصورة‬ ‫العراقيني يساعدون جيش االحتالل األميركي على تدمير متثال عمالق‬ ‫لصدام في ساحة فلسسطني وسط بغداد‪ ،‬وفي اليوم التالي بدأت‬ ‫مشاهد الفوضى والنهب والسرقة تظهر للعالم على كافة شاشات‬ ‫التلفزة دون أي مباالة أو أي ردع من قوات االحتالل التي كانت تتف ّرج‬ ‫مشجعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عمت الفوضى كامل املدن العراقية‪ ،‬نهبت خالله‬ ‫ففي عدة أيام‪ّ ،‬‬ ‫تقدر بثمن‬ ‫املتاحف التي حتتوي حضارة بالد ما بني النهرين التي ال ّ‬ ‫وسرقت الوزارات ما عدا وزارة النفط التي استولى عليها األميركيون‪،‬‬ ‫وسرقت املعابد واملؤسسات‪ ،‬ولم يح ّرك األميركيون ساكنا ً جتاه ذلك‪.‬‬ ‫وبعد فترة بدأت التصفيات واالغتياالت السياسية ألفراد النظام‬ ‫السابق وتالها فوضى وعمليات إرهابية التزال مستمرة حتى يومنا هذا‬ ‫املسلحة‪ ،‬ودخل تنظيم القاعدة الى بالد الرافدين‪.‬‬ ‫وظهرت اجلماعات ّ‬ ‫مع انتشار األفكار والعقائد السلفية والتط ّرف اإلسالمي‪ ،‬شهد‬ ‫العراق نزوح مئات اآلالف من العراقيني املسيحيني املضطهدين الى دول‬ ‫اجلوار‪ :‬سوريا‪ ،‬األردن ولبنان‪.‬‬ ‫وتأججت‬ ‫فشلت إدارة بوش في تأمني أي حماية للشعب العراقي‪ّ ،‬‬ ‫الهجمات حيث وصلت الى استهداف الكنائس واغتيال رجال الدين‬ ‫املسيحيني‪ ،‬وانتشر القتل على الهوية الطائفية مثلما حدث في‬ ‫بدايات احلرب األهلية في لبنان‪.‬‬ ‫سيادة املطران‪ ،‬هل ّ‬ ‫دق ناقوس اخلطر‬ ‫مما استدعى انعقاد السينوس حتت‬ ‫عنوان‪»:‬الكنيسة الكاثوليكية في الشرق‬ ‫األوسط‪« :‬مشاركة وشهادة»؟ وهل هو‬ ‫مجرد صرخة ألم مسيحية تدوي في شرقنا‬ ‫املعذب؟‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ميكن القول إن نظام بوش‬ ‫قضى على املسيحيني في العراق‪،‬‬ ‫وهذه وصمة عار ستبقى تالحق‬ ‫أميركا الى األبد‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫فتحت فيه سوريا أبوابها للنازحني‬ ‫العراقيني من كافة االنتماءات‬ ‫والطوائف‪ ،‬وقدمت لهم الرعاية‬ ‫واحلماية في غياب أي مساعدة من‬ ‫اجملتمع الدولي باستثناء احملاوالت‬ ‫اخلجولة لألمم املتحدة متاما ً كما هي‬ ‫احلال في لبنان الذي استقبل ما‬ ‫يقارب نصف مليون نازح مسيحي‬

‫عراقي على أرضه‪.‬‬ ‫بعد هذه السنوات‪ ،‬لم يتغ ّير واقع العراق ودقّ ناقوس اخلطر في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وبدأ رجال الدين يبحثون عن اخملارج املالئمة للوضع‬ ‫املتردي‪ ،‬كما هي احلال لدى الطائفة القبطية في مصر التي تتعرض‬ ‫لالستهداف من قبل نظام الرئيس حسني مبارك‪ ،‬فحقوقهم مهدورة‬ ‫وممنوع عليهم ترميم كنائسهم وتتعامل األجهزة األمنية معهم‬ ‫بكثير من القسوة مما يجعل وضعهم مأساوياً‪.‬‬ ‫أما في فلسطني احملتلة‪ ،‬فوضع املسيحيني أسوأ بكثير من باقي‬ ‫الدول‪ :‬فإن العنصرية اليهودية واالضطهاد هما سالح املتشددين‬ ‫اليهود‪ ،‬كما أن السلطة الفلسطينية املنقسمة على نفسها‪ ،‬عاجزة‬ ‫عن توفير األمن ‪ .‬وفي لبنان‪ ،‬فإن انقسام املسيحيني ما بني ‪ 8‬و ‪ 14‬آذار‬ ‫وحروب اإللغاء فيما بينهم ودخولهم في مشاريع سياسية انتحارية‪،‬‬ ‫معدل الهجرة الى اخلارج يرتفع‬ ‫زاد في ضعفهم وتشرذمهم وجعل‬ ‫ّ‬ ‫وخصوصا ً هجرة األدمغة الشابة التي يتم ّيز فيها اللبنانيون‪.‬‬ ‫أمام هذا الواقع‪ ،‬كان ال بد ألعلى سلطة كنسية في العالم‬ ‫«الفاتيكان» من التحرك لوضع خطط ومشاريع لتأمني احلماية‬ ‫للمسيحيني وحضهم على التشبث بأرضهم وجاء السينودس اخلاص‬ ‫بالشرق األوسط ليلقي الضوء على املعاناة التي يعيشها املسيحيون‬ ‫في الشرق‪ ،‬كما لم يغب لبنان ومسيحييه عن اهتمام الكرسي‬ ‫الرسولي الذي ك ّرس لها سينودس خاص في مطلع التسعينات‪ ،‬وزاره‬ ‫البابا يوحنا بولس الثاني‪ ،‬وأعلن اإلرشاد الرسولي عن لبنان أنه رسالة‬ ‫داعيا ً املسيحيني الى التثبت بأرضهم والتفاعل مع محيطهم العربي‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء والتعمق أكثر في هذا املوضوع كان لنا اللقاء التالي مع‬ ‫سيادة املطران بشارة الراعي‪ ،‬راعي أبرشية جبيل املارونية واملشارك في‬ ‫لقاء السينودس الذي عقد في روما‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫نعم‪ ،‬املصاعب واحملن التي تتفاقم في بلدان‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وتؤثر بالعمق في املسيحيني‪،‬‬ ‫روحيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً وأمنيا ً ووجودياً‪ ،‬حملت‬ ‫قداسة البابا بندكتوس السادس عشر على‬ ‫الدعوة لعقد جمعية خاصة مبسيحيي الشرق‬ ‫األوسط لسينودس األساقفة‪ .‬هي بالطبع صرخة‬

‫‪50‬‬

‫متعددة األبعاد‪ .‬صرخة الى املسيحيني أنفسهم‬ ‫للتعمق بهويتهم املسيحية ودعوتهم ورسالتهم‬ ‫في بلدان الشرق األوسط‪ ،‬في ضوء كلمة اهلل‬ ‫والتقليد الرسولي وتعليم الكنيسة‪ .‬صرخة‬ ‫الى األخوة املسلمني لتذكيرهم بأن املسيحيني‬ ‫أصليون في بلدان الشرق األوسط‪ ،‬منذ عهد‬


‫السيد املسيح والرسل ونشأة املسيحية‪ ،‬وبأنهم‬ ‫ساهموا في ثقافات هذه البلدان وحضاراتها‪ ،‬وفي‬ ‫منوها الثقافي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وبأن من‬ ‫حقّ هم أن يعيشوا في املساواة باحلقوق والواجبات‬ ‫بحكم مواطنيتهم‪ .‬صرخة الى رؤساء هذه‬ ‫البلدان وحكوماتها لالعتراف بحقوق املسيحيني‬ ‫في األمن واحلماية واالستقرار‪ ،‬وحرية العبادة‬ ‫واملعتقد‪ .‬صرخة الى األسرة الدولية لكي تعمل‬ ‫بجدية من أجل إحالل السالم والعدالة وتنفيذ‬ ‫قرارات الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫حتديات كبيرة تواجه املسيحيني في الشرق‬ ‫األوسط منها الصراع اإلسرائيلي العربي‪،‬‬ ‫والذي يحصل في العراق ومصر من اضطهاد‬ ‫للمسيحيني ودفعهم الى الهجرة‪ .‬كيف ميكن‬ ‫ّ‬ ‫املعقدة والتي حتتاج الى‬ ‫مواجهة هذه األمور‬ ‫«زمن العجائب» ّ‬ ‫حللها؟‬ ‫بد من وعي هذه التحديات وسواها‪،‬‬ ‫كان ال ّ‬ ‫لكي يدرك املسيحيون أنهم أصحاب حضور‬ ‫في مجتمعاتهم‪ ،‬وأصحاب مسؤولية أيضا ً في‬ ‫يجددوا‬ ‫مواجهة هذه التحديات‪ .‬ما يقتضي أن‬ ‫ّ‬ ‫وحدتهم بروح الشركة‪ ،‬لكي يؤدوا شهادتهم‬ ‫املسيحية على أساس أنهم في مجتمعاتهم‬ ‫مع اإلنسان فيها‪ ،‬ومن أجله‪ :‬معه‪ ،‬مهما كان‬ ‫اختالفه‪ ،‬بالتعاون واحلوار واالحترام املتبادل‪،‬‬ ‫وبناء اجملتمع املشترك ومواجهة املصير الواحد؛‬ ‫ومن أجله يعملون أفرادا ً وجماعات ومؤسسات‪،‬‬ ‫للخدمة والترقي الروحي والثقافي واالقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫هل السينودس قادر على طمأنة املسيحيني‬ ‫وعلى تثبيت أقدامهم على أرض آبائهم‬ ‫وأجدادهم‪ ،‬األرض التي يشع منها نور اإلميان‬ ‫املسيحي ليعمّ العالم؟ وهل يدرك املسيحيون‬ ‫فعالً هويتهم ورسالتهم وأهمية حضورهم في‬ ‫هذا الشرق؟‬ ‫السينودس هيئة استشارية لقداسة البابا‬ ‫الذي سيصدر في غضون سنة إرشادا ً رسولياً‪،‬‬ ‫يطمئن املسيحيني على كل من املستوى الروحي‬ ‫والكنسي واالجتماعي‪ .‬ويرسم خطة لعمل‬ ‫الكنيسة الراعوي لكي يتشدد إميان املسيحيني‪،‬‬ ‫ويتعمقوا في هويتهم‪ ،‬ويكتشفوا رسالتهم‬ ‫وأهمية حضورهم‪ .‬ويخاطب ضمائر املسؤولني‬ ‫احملليني والدوليني جتاه حقوق املسيحيني‪ ،‬وحقوق‬ ‫مواطنيهم‪ ،‬والسيما ما يختص بالسالم الدائم‬ ‫والعادل‪ ،‬واحلريات العامة‪ ،‬واملساواة بني املواطنني‪،‬‬ ‫على اختالف أديانهم وثقافاتهم‪ ،‬في احلقوق‬ ‫والواجبات‪.‬‬ ‫البعض يخاف على مستقبل مسلمي‬ ‫الشرق من هجرة مسيحيي الشرق‪ ،‬واحملافظة‬ ‫على احلضور املسيحي هو واجب إسالمي‬

‫السينودس هو صرخة‬ ‫الى األخوة املسلمني‬ ‫لتذكيرهم بأن املسيحيني‬ ‫أصليون في الشرق‬ ‫عام بقدر ما هو واجب مسيحي عام‪ .‬ما هو‬ ‫تعليقكم على ذلك؟‬ ‫ال يخفى على أحد ما للمسيحيني من دور‬ ‫إنساني وثقافي واقتصادي وعلمي وتربوي في‬ ‫بلدان الشرق األوسط‪ .‬ومن جهة ثانية‪ ،‬ينبغي‬ ‫على املسلمني واملسيحيني في هذه البلدان أن‬ ‫يدركوا أهمية عيشهم املشترك بسالم‪ ،‬وحوار‬ ‫حياة‪ ،‬والتعاون في بناء اجملتمع الواحد‪ ،‬ألنهم‬ ‫بذلك يقاومون صراع احلضارات والديانات‪ ،‬وينقلون‬ ‫الى الغرب ثقافة العيش معا ً مع احترام ال ٌبعد‬ ‫الديني والعادات والتقاليد خملتلف الشعوب‬ ‫والديانات‪ .‬واملسيحيون الشرقيون‪ ،‬من جهة ثانية‪،‬‬ ‫يسهمون في نقل مفاهيم احلداثة اإليجابية الى‬ ‫الشعوب اإلسالمية‪ ،‬وفي الدعوة الى الفصل بني‬ ‫الدين والدولة لدى فئات املواطنني‪ ،‬وتعزيز احلريات‬ ‫العامة والسيما احلرية الدينية وحرية الضمير‪.‬‬ ‫وهنا يبرز دور لبنان كنموذج لكل ذلك‪.‬‬ ‫لقد قال البابا «يوحنا بولس الثاني» بأن‬ ‫«لبنان هو أكثر من وطن‪ ،‬إنه رسالة»‪ ،‬على‬ ‫رغم مشاكلنا الداخلية هل يستطيع لبنان أن‬ ‫يلعب دوراً كبيراً في العالم العربي كما لعبه‬ ‫في املاضي على مستوى النهضة العربية‬ ‫والثقافية والسياسية؟‬ ‫الكل في لبنان يردد مقولة املك ّرم البابا يوحنا‬ ‫بولس الثاني هذه‪ .‬لكن عليهم‪ ،‬وبخاصة على‬

‫‪51‬‬

‫املسؤولني السياسيني أن يعملوا مبوجب هذه‬ ‫املقولة‪ .‬في كل حال‪ ،‬العالم العربي يقول إن‬ ‫لبنان حاجة‪ .‬واجملتمع الدولي يؤمن برسالة لبنان‬ ‫ومنوذجيته‪ .‬يبقى على اللبنانيني‪ ،‬مسيحيني‬ ‫ومسلمني أن يحافظوا على لبنان – الرسالة‪ ،‬ألنه‬ ‫إرث للبشرية‪ ،‬وال يحق ألحد أن يعبث بهذا اإلرث‪،‬‬ ‫من أجل مآرب رخيصة‪ .‬لكننا نحتاج الى تربية‬ ‫املواطنني اللبنانيني‪ ،‬في العائلة واملدرسة واجملتمع‬ ‫والدولة‪ ،‬على قيمة لبنان وخصوصيته بني بلدان‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وعلى أهمية رسالته في عالم‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫ماذا تفعلون كي ال تبقى التوصيات شعارات‬ ‫رنّانة وكلمات جميلة حبرا ً على ورق ألنه غالباً‬ ‫ما تبرد احلماسة بسرعة وتعود األمور الى سابق‬ ‫عهدها دون تغيير يذكر؟‬ ‫عندما نقول «سينودس» نعني «السير معا»‪ً.‬‬ ‫يجب حتويل السؤال من اخملاطب «ماذا تفعلون»‬ ‫الى املتكلم‪« :‬ماذا أفعل أنا»‪« ،‬ماذا نفعل نحن»‪.‬‬ ‫في توصيات السينودس‪ ،‬وفي رسالته اخلتامية‪،‬‬ ‫وفي االرشاد الرسولي املرتقب‪ ،‬جند توزيعا ً‬ ‫للمسؤوليات‪ .‬هذا التوزيع يقتضي التزاما ً من‬ ‫املعنيني‪ ،‬أفرادا ً وجماعات ومؤسسات‪ ،‬مواطنني‬ ‫ومسؤولني سياسيني‪ ،‬مؤمنني ورجال دين‪ ،‬لكي‬ ‫يط ّبقوا املبادىء والتوجيهات واالقتراحات‪ .‬عندئذ‬ ‫لن تكون نصوص السينودس حبرا ً على ورق‪ ،‬بل‬ ‫أعماال ً ومبادرات ومواقف‪ .‬إن روح القدس الذي‬ ‫يقود مسيرة الكنيسة يعمل على حتريك الضمائر‬ ‫احل ّية واإلرادات الطيبة‪ .‬وما أكثرها‪ ،‬واحلمد هلل‪.‬‬ ‫فالسينودس عنصر جديد في كنائس بلدان‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬سيكون له ثمار وفيرة‪ ،‬هي من‬ ‫عطايا الروح‪.‬‬

‫حوار‪ :‬لور عقل‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫حوار‬

‫تحدث عن نشاطات اللّجنة االجتماعية في المجلس المذهبي الدرزي‬

‫أبو زكي لـ«منبر التوحيد»‪ :‬بدأنا تركيز المؤسسات‬ ‫واهتمامنا تربوي وصحي حالياً‬ ‫نشأ لطائفة املوحدين الدروز في‬ ‫اجلمهورية اللبنانية مجلس سمي باجمللس‬ ‫املذهبي لطائفة املوحدين الدروز‪ ،‬ويتولى‬ ‫إدارة شؤون الطائفة الزمنية واالجتماعية‬ ‫واملالية ومصاحلها الدينية ومتثيلها في‬ ‫الشؤون العائدة ملهامه والسهر على رفع‬ ‫مستواها واحملافظة على حقوقها‪ ،‬وتطوير‬ ‫مقام مشيخة العقل وتعزيز أجهزتها‪ ،‬ثم‬ ‫تطوير عمل اجمللس املذهبي‪ ،‬وتعزيز أجهزته‬ ‫وآليات التعاون والتكامل بني جلانه اخملتلفة‪.‬‬ ‫واالهتمام بالنواحي األساسية حلياة الطائفة‬ ‫ومعاجلة قضايا تطورها واالهتمام باحلاجات‬ ‫امللحة واليومية ألبنائها‪.‬‬ ‫وميثل عمل اللجنة االجتماعية محوراً‬ ‫أساسياً من محاور عمل اجمللس املذهبي نظراً‬ ‫للمسؤوليات امللقاة على عاتقها في نطاق‬ ‫توفير املساعدات االجتماعية‪ ،‬والتخفيف‬ ‫من املصاعب التي تواجه فئات غير قليلة‬ ‫من املوحدين الدروز‪ ،‬خصوصاً في نظام تأمني‬ ‫التعليم والرعاية الصحية أو املساعدات‬ ‫املباشرة التي ال بد من توفيرها للضعفاء‬ ‫حماية لكرامتهم وتعزيزاً لروابط األخوة‬ ‫والتراحم بني أبناء الطائفة بحيث يكون‬ ‫على املقتدر مد يد العون ألخيه املفتقر‪ ،‬وذلك‬ ‫بتنفيذ الوصية الشريفة بحفظ األمن‪.‬‬ ‫اللجنة االجتماعية تسلمت مسؤولية‬ ‫األوقاف من عدد من اجلهات التي كانت‬ ‫تتعاطى باملوضوع وباتت بالتالي املرجعية‬ ‫األساسية املناط بها إعادة تنظيم القطاع‬ ‫الوقفي في الطائفة وتفعيله بحيث يتحول‬ ‫فعالً الى مصدر رئيسي للدخل الذي ميكن‬ ‫استخدامه بكافة السبل‪.‬‬ ‫ونظرا ً ألهمية هذا الوقف بالنسبة‬ ‫لكثيرين من املوحدين الدروز ملا يثار حوله‬ ‫من جدل حول كيفة توزيع أمواله ومن هم‬ ‫املستفيدين منها‪ ،‬ولتسليط الضوء على‬ ‫أعمال اللجنة االجتماعية في اجمللس‪ ،‬زارت‬ ‫“منبر التوحيد” رئيسها العميد املتقاعد‬ ‫عصام أبو زكي في مكتبه‪ ،‬وأجرت معه حواراً‬ ‫شامالً حول اجمللس املذهبي واألوقاف الدرزية‬ ‫وغيرها من األمور التي تتعلق بالطائفة‬ ‫الدرزية‪ ،‬هنا نصه‪:‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بصفتكم عضواً للمجلس املذهبي الدرزي‪ ،‬أال‬ ‫تعتقد أنه بات من الضرورة بعد الوفاق السياسي‬ ‫بني التيارات الدرزية أن يعاد تشكيل هذا اجمللس‬ ‫بإجراء انتخابات تعكس هذا الوفاق؟‬ ‫تعلمون أن اجمللس احلالي مت انتخابه وفقا ً للقانون‬ ‫الصادر في ‪ 2006/6/9‬املتعلق بتنظيم شؤون‬ ‫طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬والذي ينص في املادة ‪15‬‬ ‫منه على أن واليته تنتهي حكما ً بانقضاء ست‬ ‫سنوات على تاريخ اكتمال انتخاب أعضائه‪ ،‬وقد‬ ‫اعتمد القانون املذكور قواعد دقيقة لتكون عملية‬ ‫االنتخاب مؤسسة على قاعدة دميقراطية واسعة‪،‬‬ ‫وأقرب ما تكون إلى نظرة شاملة لفعاليات‬ ‫اجملتمع‪ .‬ويجب أن نقر بأن هذا القانون متيز في‬ ‫الطريقة التي طرحت فيها النصوص القانونية‬ ‫لعملية االنتخاب وشمولية قواعد التمثيل‪.‬‬ ‫ومعلوم أن اجمللس يتشكل من أعضاء دائمني‬ ‫(نواب ووزراء وقضاة)‪ ،‬وغير دائمني (جامعيني وأطباء‬ ‫ومهندسني‪ )....‬فضالً عن ممثلي الهيئة الدينية‬ ‫املنتخبني وفقا ً للعرف اخلاص املتبع لديهم‪ .‬وأود‬ ‫أن أقول مخلصا ً إن عملية االنتخاب آنذاك جرت‬ ‫في جو شهد الكثير من محاوالت الوفاق وجمع‬ ‫الشمل والتفاهم الذي ارتضت به الفعاليات‬ ‫االجتماعية بعيدا ً عن أجواء التمثيل احلزبي‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر يعرفه اجلميع ويشهد به واقع الهيئة العامة‬ ‫للمجلس التي حتافظ منذ انتخابها على توجهات‬

‫‪52‬‬

‫جامعة‪ ،‬ولغة وفاقية‪ ،‬وعدم االنزالق في ردود فعل‬ ‫على بعض التصريحات غير الدقيقة‪ .‬لذا‪ ،‬فإننا ال‬ ‫نرى مشكلة في أن يستكمل اجمللس احلالي مدته‬ ‫القانونية حيث يلزمنا حوالي السنة للدخول في‬ ‫جو انتخابات جديدة‪ ،‬حتت راية الوفاق احلالي بني‬ ‫القيادات‪ ،‬احتراما ً لألصول خصوصا ً في واقع تفهُّ م‬ ‫اجمللس احلالي لواقع الوفاق بطريقة حضارية بعيدة‬ ‫عن كل ميل إلى املشاحنة‪.‬‬ ‫وبانتظار انتهاء والية اجمللس احلالي‪ ،‬ميكن مراعاة‬ ‫هذه الناحية في اجمللس اجلديد دون الدخول في‬ ‫تغيير حالي يسيئ إلى القانون والى األعضاء‬ ‫املنتخبني دون مبرر‪.‬‬ ‫هل من خالل جتربتكم في اجمللس املذهبي‬ ‫تستطيع أن تعبر وبشكل صريح بأن الطائفة‬ ‫الدرزية أصبحت متتلك مؤسسات تعنى بشؤون‬ ‫أبنائها؟‬ ‫أستطيع القول بأن الصيغة النظرية لوجود‬ ‫هذه املؤسسات باتت موجودة من خالل القاعدة‬ ‫املؤسساتية الواسعة التي أرستها أحكام‬ ‫القانون احلالي في مالحظتها‪ ،‬لوجود جلان عديدة‬ ‫تطال الشؤون االجتماعية والثقافية والقانونية‬ ‫واالغترابية‪ ،‬وبالطبع الدينية واألوقاف‪ .‬لكن علينا‬ ‫أن نعترف بحكم الواقع بأن هذا اجمللس انطلق دون‬ ‫تراكم عمالني في هذا اجملال‪ ،‬إذ كانت الظروف قد‬ ‫فرضت نوع من عدم استقرار تنظيمي في اجملاالت‬


‫املذكورة أعاله‪ ،‬وأعني حتديدا ً اجمللس املذهبي القدمي‬ ‫الذي انحل بحكم واقع احلرب‪ ،‬وأدى فيما بعد‬ ‫إلى عدم اتفاق واضح بني اجلميع حول مشيخة‬ ‫العقل الخ‪ ....‬هذا األمر أدى باجمللس احلالي إلى‬ ‫صرف ما يقارب السنتني في حد أدنى إلى صرف‬ ‫العناية الزائدة لتوطيد األسس التنظيمية عبر‬ ‫تنظيم اللجان وآليات عملها‪ ،‬وعبر وضع األنظمة‬ ‫الداخلية لكل منها‪ ،‬واسمحوا لي أن أوضح بأننا‪،‬‬ ‫منذ البداية‪ ،‬أقمنا اتصاالت واسعة مع أكبر‬ ‫الفعاليات‪ ،‬وخصوصا ً مع أعيان الشيوخ من أجل‬ ‫تدوين املالحظات التي من شأن األخذ بها في‬ ‫األنظمة الداخلية للجان اجمللس أن ترقى باألداء‬ ‫إلى مستوى أفضل‪.‬‬ ‫وأقول مخلصا ً بإن هذا العمل الكبير كان يجري‬ ‫بروح توطيد األسس السليمة لعمل املؤسسات‬ ‫خلدمة املصلحة العليا لطائفة املوحدين بعيدا ً عن‬ ‫كل غرض سياسي أو انحياز‪ ،‬واسمحوا لي أن أنوه‬ ‫في هذا اجملال بالقيادات املواكبة التي كانت تشدد‬ ‫على توطيد هذه الروح بعيدا ً عن كل انقسام‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يجب النظر إلى هذه املسألة املطروحة‬ ‫في السؤال‪ ،‬من زاوية استكمال ما جرى تأسيسه‬ ‫والعمل الحقا ً على تطويره وتالفي املعوقات التي‬ ‫شوشت عليه‪ ،‬وتوسيع قاعدة االلتفاف حوله‪،‬‬ ‫باالستفادة من جو الوفاق لتعزيز قاعدة العمل‬ ‫املؤسساتي مبا يخدم املصلحة العليا جلميع أبناء‬ ‫طائفتنا الكرمية‪.‬‬ ‫يالحظ أن اجمللس املذهبي يُدلي مبواقف‬ ‫سياسية تشبهاً مبجالس لطوائف أخرى‪ ،‬هل‬ ‫هذا هو دوره؟ وهل مطلوب منه مواقف تعكس‬ ‫آراء طرف سياسي داخل الطائفة أم أن التعبير‬ ‫يجب أن يكون باسم كل الطائفة؟‬ ‫تعلمنا أصول اآلداب املعروفة وتقاليدها بأن‬ ‫على املرء أن يكون منصفا ً وصادقا ً وشريفاً‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن استعراض املواقف التي صدرت بشكل بيانات‬ ‫عن إدارة اجمللس املذهبي بعد عقد كل اجتماع‬ ‫دوري‪ ،‬لم تقارب املواقف السياسية من زاوية‬ ‫االصطفافات واملشاحنات‪ ،‬بل اتخذت لها على‬ ‫الدوام صيغة مقاربة املبادئ الوطنية اجلامعة‪،‬‬ ‫واملواقف املتضامنة مع ما فيه خير أمتنا العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬ونحن كنا دائما ً نرى أن اعتماد اللغة‬ ‫العاقلة واجلامعة هي من أهم ركائز تلك املصلحة‪،‬‬ ‫لذلك أقول أن مالزمة هذا النهج هو الطريقة‬ ‫السليمة التي يجب اعتمادها في هذا اجملال‪.‬‬ ‫ثان‬ ‫عقل‬ ‫ملاذا لم حتل قضية وجود شيخ‬ ‫ٍ‬ ‫بحكم األمر الواقع وليس القانوني‪ ،‬وهل من‬ ‫سعي لتوحيد مشيخة العقل؟‬ ‫نعرف أن الزعيمني كمال جنبالط واألمير‬ ‫مجيد ارسالن قد اتفقا على عدم انتخاب شيخ‬ ‫عقل آخر بعد وفاة أحد شيخي العقل في نهاية‬ ‫السبعينات وبقاء الشيخ محمد أبو شقرا‪ ،‬وقد‬ ‫حافظ خلفهما على هذا املبدأ على قاعدة الوفاء‬ ‫باالتفاق من ناحية‪ ،‬واألخذ باملنحى احلضاري‬ ‫العقالني الذي يوجب جتاوز مسألة الثنائية في‬

‫هذا املنصب احلساس‪ ،‬واعتقد بأن ما جرى “بحكم‬ ‫الواقع” كما ذكرت في السؤال‪ ،‬هو موقف عارض‬ ‫ترتب عن ظروف تطبيق القانون في حينه‪ ،‬ويجب‬ ‫أن ال ننسى بأن اإلقرار بتوحيد املشيخة هو مسألة‬ ‫أجمع عليها كبار الشيوخ األفاضل كما نسمع‬ ‫منهم‪ ،‬وهم يوصون بتأكيد جازم بعد مخالفة هذا‬ ‫املبدأ‪ ،‬لذلك لدينا األمل الكبير بأن حتل املسألة في‬ ‫إطار هذه الوحدة‪.‬‬ ‫فالركون الى األمر الواقع‪ ،‬ال يحل املشكلة‪ ،‬وميكن‬ ‫إيجاد صيغة تعاون بني الفرقاء كافة‪ ،‬ليكونوا‬ ‫فريقا ً واحدا ً في مواجهة القضايا االجتماعية‬ ‫والثقافية والدينية واالغترابية‪ ،‬وعلى صعيد رعاية‬ ‫األوقاف ومعاجلة مشاكلها واستثمارها‪ ،‬وذلك دون‬ ‫التعرض للوضع القانوني‪ ،‬بل السعي الى محاولة‬ ‫تطويره ملا فيه صالح اجمللس والطائفة‪.‬‬ ‫بصفتكم رئيساً للجنة االجتماعية‪ ،‬ما هي‬ ‫إجنازاتكم حتى اآلن؟‬ ‫للعمل االجتماعي املسؤول دور فاعل في تنمية‬ ‫اجملتمعات وتطوريها ملا يقدمه من خدمات لشرائح‬ ‫اجملتمع كافة‪ ،‬ال سيما تلك التي متسها احلاجة‬ ‫املعيشية‪ ،‬بدءا ً من لقمة العيش وصوال ً الى‬ ‫الدواء واالستشفاء والتعليم وضمان الشيخوخة‬ ‫وغيرها من صعوبات العيش‪.‬‬ ‫وهكذا فإن العمل االجتماعي ليس له حدود وال‬ ‫تقفل في وجهه أبواب مهما كانت عصية وهو‬ ‫بطبيعته عمل متطور ومتواصل تراكمي كلما‬ ‫سلكنا اليه دربا ً انفتحت أمامنا دروب أخرى‪.‬‬ ‫وقد استطاعت جلنتنا خالل فترة قصيرة من‬ ‫انطالقها أن تسجل بداية رائعة في العمل واإلدارة‬ ‫والتنظيم‪ ،‬وحتديد األهداف وترتيب األولويات‬ ‫في إعداد برامج عملها والعبور بها الى مواقع‬ ‫التنفيذ‪:‬‬ ‫على الصعيد الصحي‪:‬‬ ‫أجرينا تعاقدا ً مع بعض املستشفيات احلكومية‬ ‫واخلاصة وهي مستشفى رفيق احلريري اجلامعية‪،‬‬ ‫املؤسسة الصحية في عني وزين‪ ،‬مستشفى راشيا‬ ‫احلكومي – مركز العرفان الطبي‪ -‬مستشفى‬ ‫الشحار الغربي‪.‬‬ ‫التزمنا فيها بتغطية فرق نفقات االستشفاء‬ ‫للمرضى املعاجلني على نفقة وزارة الصحة لعدم‬ ‫يسر‬ ‫قدرتهم على دفع فرق االستشفاء‪ ،‬األمر الذي ّ‬ ‫لهؤالء املرضى فرصة الدخول الى املستشفى على‬ ‫نفقة الوزارة‪ ،‬وقد بلغ عدد املستفيدين من هذا‬ ‫شخص حتى تاريخه موزعني على‬ ‫املشروع ‪1000‬‬ ‫ٍ‬ ‫مستشفيات املتعاقدة معها اللجنة‪ .‬ونحن اآلن‬ ‫بصدد إجراء التعاقد مع مستشفى اجلبل‪.‬‬ ‫وبالتعاون مع وزارة الشؤون االجتماعية وبتبرع‬ ‫كرمي من السيد محمد أبو احلسن استطعنا أن‬ ‫نؤمن سيارة إسعاف متخصصة ترقى مبواصفاتها‬ ‫الى غرفة عناية فائفة‪ ،‬وقد وضعت في خدمة ذوي‬ ‫احلاجة من أهلنا‪.‬‬ ‫على الصعيد التربوي‪:‬‬ ‫في العام املاضي ‪ 2009‬قامت اللجنة‬

‫‪53‬‬

‫االجتماعية وتنفيذا ً خلطة عملها بتأمني املنح‬ ‫الدراسية لطالب متميزين يعانون من وضع‬ ‫اقتصادي أو اجتماعي صعب‪ ،‬فاتصلت بعدد من‬ ‫مدراء املدارس وفق إحصاء أجرته لها املصلحة‬ ‫االجتماعية واإلدارية في املديرية العامة للمجلس‬ ‫املذهبي‪ ،‬وعقدت لفاءات معهم‪ ،‬فتم احلصول‬ ‫على عدد من املنح الدراسية وزعت ملستحقيها‬ ‫الذين بلغ عددهم ‪ 40‬منحة‪ .‬أضف الى ذلك فقد‬ ‫عمدت اللجنة الى تقدمي مساعدات مدرسية‬ ‫نقدية لعدد من الطالب في املدارس اخلاصة وفي‬ ‫املدارس الرسمية في املرحلة الثانوية‪ ،‬وقد بلغت‬ ‫قيمة املبلغ الذي مت توزيعه ‪ 3,520,000‬مليون ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫واستكامالً خلطة عملها من هذا الشأن وفي‬ ‫العام احلالي رصدت اللجنة ضمن موازنتها مبلغ‬ ‫‪ 100‬مليون ل‪.‬ل‪ ،‬يضاف اليه مبلغ ‪ 10‬ماليني ليرة‬ ‫تبرع من القاضي عباس احللبي‪ ،‬لتقدميه للطالب‬ ‫الناجحني واملتفوقني واملعوزين من أبناء الطائفة‪،‬‬ ‫وقد اتخذت اللجنة مراكز لها في املناطق تسهيالً‬ ‫على أولياء أمر الطالب مغبة االنتقال الى بيروت‪،‬‬ ‫وقد بلغ عدد الطلبات التي وردتها ‪ ،993‬وقد أجنزت‬ ‫اللجنة دراسة جميع هذه الطلبات وقد وافقت‬ ‫على ‪ 550‬طلباً‪.‬‬ ‫على الصعيد الزراعي‪:‬‬ ‫اهتممنا بالزراعة وأقمنا بالتعاون مع ‪cert liban‬‬ ‫ملنح الشهادات الشركة املتخصصة بالتدريب‬ ‫على الزراعة العضوية‪ ،‬دورات تدريبية لتشجيع‬ ‫هذه الزراعة ملا لها من فوائد صحية وبيئية‪،‬‬ ‫وحتى مردود مادي مترفع نظرا ً لوجود طلب محلي‬ ‫وخارجي كبير عليها‪ ،‬ذلك أن الشركة تكفلت‬ ‫مبتابعة تدريب من يرغب في اعتماد الزراعة‬ ‫العضوية وتسويق إنتاجهم‪.‬‬ ‫في ما يتعلق بالسجناء‪:‬‬ ‫قمنا بتكليف مرشدين اجتماعيني يقومون‬ ‫بزيارات دورية للسجون لتفقد أوضاع املساجني‬ ‫بغية تقدمي املساعدات االجتماعية ومتابعة‬ ‫متطلباتهم داخل السجن‪ ،‬نظرا ً لألوضاع‬ ‫املزرية التي يعيشونها‪ ،‬كما أجرينا بالتعاون مع‬ ‫املؤسسات املعنية اتصاالت للمساهمة في حتسني‬ ‫أوضاع السجون‪ ،‬ونحن نقوم مبناسبة األعياد‬ ‫بزيارتهم وتقدمي مساعدات عينية لهم‪ ،‬ففي‬ ‫العام املاضي قامت اللجنة االجتماعية واملصلحة‬ ‫االجتماعية في اجمللس املذهبي بزيارتهم‪ ،‬وقدمت‬ ‫لهم مساعدة عينة‪ .‬وفي هذا العام ومبناسبة عيد‬ ‫الفطر املبارك قامت اللجنة االجتماعية ممثلة‬ ‫بكل من الشيخ سعيد أبوذياب‪ ،‬والشيخ محمد‬ ‫أبو شقرا‪ ،‬واملرشد الديني املكلف من قبل سماحة‬ ‫شيخ العقل الشيخ بهاء ذبيان بزيارة السجناء‬ ‫واالطمئنان على أوضاعهم ومعايدتهم وقدموا‬ ‫احللوى جلميع السجناء‪ .‬أضف الى ذلك اإلرشاد‬ ‫الديني الدوري الذي يقوم بها الشيخ بهاء ذبيان‪.‬‬ ‫الشهداء واجلرحى ‪2008/5/7‬‬ ‫على إثر أحداث ‪ 2008/5/7‬األليمة‪ ،‬قامت اللجنة‬ ‫االجتماعية بزيارة عوائل الشهداء األبرار لتأدية‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫حوار‬ ‫واجب التعزية والوقوف الى جانبهم في هذا‬ ‫املصاب ومؤاساتهم‪ ،‬كما خطت خطوات فاعلة‬ ‫عبر مساعدات ميدانية نقدية وعينية للجرحى‬ ‫وعائالت الشهداء بدعم اخل ّيرين من األشخاص‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬وأهلنا في االغتراب‪ ،‬وقد بلغت قيمة‬ ‫هذه املساعدات النقدية ‪ 247‬ألف دوالر أميركي‪.‬‬ ‫كما التزمنا بتقدمي منح دراسية ألبنائهم بنهاية‬ ‫املراحل الدراسية‪ ،‬بالتعاون مع املدارس واجلامعات‬ ‫اخلاصة التي تستحق منا كل شكر وتقدير‪.‬‬ ‫أما على الصعيد الصحي فقد قامت مفوضية‬ ‫الشؤون االجتماعية في احلزب التقدمي االشتراكي‬ ‫بتأمني بطاقات صحية لعائالت الشهداء‪ ،‬تكفل‬ ‫لهم جميع التقدميات واخلدمات االستشفائية‪،‬‬ ‫باإلضافة الى تقدميها لهم مساعدات نقدية‪.‬‬ ‫أما اجلرحى قامت اللجنة االجتماعية بزيارة‬ ‫اجلرحى في املستشفيات واطلعت على حالة‬ ‫كل جريح وقدمت بعض املساعدات املالية ملعيل‬ ‫العائلة التي اضطرته إصابته للتوقف عن العمل‬ ‫ولبعض الذين هم في وضع مادي دقيق‪ .‬أما‬ ‫اجلرحى الذين أصيبوا في إعاقة دائمة فتم تقدمي‬ ‫املساعدات لهم وفق اخلطة املوضوعة لعائالت‬ ‫الشهداء‪ .‬واللجنة مستمرة في تقدمي إعانات دورية‬ ‫لعوائل الشهداء واجلرحى في مختلف املناسبات‪.‬‬ ‫التواصل مع اجلمعيات‪:‬‬ ‫إميانا ً من اللجنة بدور اجلمعيات في تفعيل‬ ‫النشاطات االجتماعية‪ ،‬مت التواصل بني اللجنة‬ ‫االجتماعية وعدد من اجلمعيات والتي هي‬ ‫مبعظمها جمعيات نسائية‪ ،‬وذلك من خالل لقاءات‬ ‫عقدت في املناطق كانت موضوعها التعرف على‬ ‫هذه اجلمعيات واالطالع على إجنازاتها وحاجاتها‬ ‫بقصد التعاون مع اللجنة االجتماعية من أجل‬ ‫تفعيل دور املرأة التوحيدية في اجملتمع‪ ،‬واحملافظة‬ ‫على رقيها هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬ ‫تقوية التضامن بني هذه اجلمعيات وتقدمي الدعم‬ ‫الالزم لها ومساعدتها الى الوصول لتحقيق‬ ‫أهدافها التي هي في الوقت ذاته أهداف اللجنة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬على مختلف األصعدة االجتماعية‬ ‫واإلمنائية والصحية والتربوية‪ ،‬وبالتالي العمل ملا‬ ‫فيه خير الفرد واجملتمع‪.‬‬ ‫كما قامت بعدد من النشاطات في مناسبات‬ ‫اجتماعية مختلفة نذكر منها على سبيل املثال‪،‬‬ ‫ال احلصر‪:‬‬ ‫أقامت اللجنة االجتماعية حفل العشاء‬ ‫السنوي األول في ‪ 2009/11/27‬مبناسبة حلول‬ ‫عيد األضحى املبارك برعاية معالي األستاذ وليد‬ ‫جنبالط‪ ،‬وحضور ممثل من سماحة شيخ العقل‪،‬‬ ‫وممثل عن دولة رئيس احلكومة الشيخ سعد‬ ‫احلريري‪ ،‬وقد عاد ريع هذا احلفل لدعم مشاريع‬ ‫اللجنة االجتماعية التربوية واالستشفائية‪.‬‬ ‫كما أقامت اللجنة االجتماعية بالتعاون مع‬ ‫اللجنة الثقافية ومبناسبة عيد األم لقاء أهليا ً‬ ‫في دار الطائفة الدرزية لألمهات من أبناء الطائفة‬ ‫حضره سماحة شيخ العقل والسيدة عقيلته‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بتاريخ ‪ 2010/12/4‬أقامت اللجنة االجتماعية حفل عشائها اخليري‬ ‫السنوي الثاني في فندق البريستول حضره كل من األستاذ وليد بك‬ ‫جنبالط ممثالً بالشيخ بهيج أبو حمزة‪ ،‬وسماحة شيخ عقل طائفة‬ ‫املوحدين الدروز ممثالً بالشيخ كميل سري الدين‪ ،‬والسفير اإليراني في‬ ‫لبنان غضنفر ركن أبادي‪ ،‬وممثل عن السفير السعودي وعدد كبير من‬ ‫الوزراء والنواب احلالني والسابقني وحشد من الفعاليات السياسية‬ ‫واالجتماعية والتربوية‪.‬‬ ‫القى رئيس اللجنة االجتماعية العميد عصام أبو زكي كلمة في‬ ‫االحتفال شرح فيها نشاطات اللجنة على كل األصعدة االجتماعية‬ ‫والتربوية والصحية‪ ،‬ومشاريعها املستقبلية كما ن ّوه بذوي األيادي‬ ‫البيضاء واخليرين داخل لبنان وفي االغتراب‪ ،‬وشكر احلضور‪.‬‬ ‫وقد القى سماحته كلمة هنأ فيها األم التوحيدية‬ ‫بعيدها كما ألقيت كلمات عدة باملناسبة‪.‬‬ ‫كما أقامت اللجنة حفل عشائها السنوي‬ ‫الثاني في فندق البريستول مبناسبة عيد األضحى‬ ‫املبارك حيث حضر ممثل عن الزعيم الوطني وليد‬ ‫بيك جنبالط‪ ،‬وممثل عن سماحة شيخ العقل‬ ‫طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬وسفير إيران وممثل عن‬ ‫سفير السعودية‪ ،‬كما شرفنا حضور ممثل الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب الذي دعم اللجنة االجتماعية‬ ‫مببلغ ق ّيم‪ ،‬إضافة الى عدد من الفعاليات‬ ‫السياسية واالجتماعية الدينية والتربوية‪.‬‬ ‫إضافة الى ذلك أقامت اللجنة جلسات حوار‬ ‫في مناطق مختلفة في عاليه‪ ،‬بعقلني وراشيا‪،‬‬ ‫دعت إليها فعاليات اجتماعية وتربوية وفعاليات‬ ‫سياسية وقد مثل الزعيم الوطني وليد جنبالط‬ ‫السيد خالد املهتار في بعقلني والوزير أكرم‬ ‫شهيب في عاليه‪ ،‬والوزير وائل أبو فاعور في راشيا‪،‬‬ ‫كما مثل النائب السابق فيصل الداوود في جلسة‬

‫‪54‬‬

‫احلوار في راشيا‪.‬‬ ‫يقال إن ال وجود ملعايير للمساعدات‪ ،‬وتتخذ‬ ‫أحياناً طابعاً سياسياً أو شخصياً أو فئوياً‪ ،‬فما‬ ‫هو ردكم على هذه التساؤالت؟‬ ‫إن مساعدات اللجنة االجتماعية محصورة‬ ‫حتى اآلن بشكل خاص بالشأنني الصحي والتربوي‪،‬‬ ‫ولقد قامت اللجنة حتى تاريخه بتغطية أكثر من‬ ‫ألف حالة دخول مستشفى‪ ،‬واملعيار الوحيد أن‬ ‫يكون املريض قد دخل على وزارة الصحة لتغطي‬ ‫اللجنة الفرق املتوجب على املريض‪ ،‬ونحن حتى‬ ‫اآلن لم نرفض أي طلب ألي مريض‪ ،‬ودون أن يتكبد‬ ‫املريض عناء القدوم إلينا‪ ،‬فيكفي أن تتم املراسلة‬ ‫بيننا وبني املستشفى املتعاقد معها دون النظر‬ ‫الى هوية الشخص أو أي اعتبار آخر‪.‬‬ ‫ما هي مشاريع اللجنة االجتماعية؟‬ ‫إضافة الى استكمال املشاريع املنفذة املذكورة‬ ‫آنفا ً هناك عدة مشاريع على جدول أعمال اللجنة‬ ‫فهي تنوي إقامة عرس جماعي في صيف ‪2011‬‬


‫هدفه تخفيف األعباء املادية على كاهل عشرة‬ ‫عرسان من أبناء طائفتنا‪ ،‬بتغطية تكاليف‬ ‫العرس وتقدمي لهم هدية مادية ق ّيمة يؤسسون‬ ‫بها حياتهم اجلديدة‪ .‬وفي الوقت نفسه تكون‬ ‫اللجنة االجتماعية بإقامة هذا العرس اجلماعي‬ ‫قد ساهمت في توطيد العالقات االجتماعية‬ ‫وتعزيز روح املشاركة والتعاون‪.‬‬ ‫إضافة الى إقامة نادي نهاري للمسنني لتقدمي‬ ‫الرعاية الصحية لهم‪ ،‬حيث يتوجه املسن الى‬ ‫النادي صباحا ً ومعه أدويته اخلاصة‪ ،‬فيلقى فيه‬ ‫الرعاية الصحية من االهتمام بواجبات طعامه‬ ‫كما يقوم بنشاطات ترفيهية ورياضية‪ ،‬ونحن‬ ‫على استعداد الستقبال أي اقتراح بناء يهدف الى‬ ‫املصلحة العامة وخير اجلميع‪.‬‬ ‫هل تتجهون الى إقامة مؤسسات تُعنى‬ ‫بشؤون أبناء الطائفة من النواحي التربوية‬ ‫والصحية واالجتماعية واإلمنائية؟‬ ‫إن املؤسسات التي نتوجه الى إقامتها على‬ ‫قاعدة القانون والعدل هي امللحوظة في نص قانون‬ ‫تنظيم شؤون “البيت الداخلي” كما اصطلحنا‬ ‫عن تسميته‪ ،‬أن متتني القاعدة التنظيمية لعمل‬ ‫اللجان التي هي أشبه مبؤسسات خصوصا ً عند‬ ‫وضعها اخلطط العملية‪ ،‬واملشاريع اإلمنائية‪،‬‬ ‫كل في مجال اختصاصها الذي يشمل احلقول‬ ‫املذكورة في السؤال‪ ،‬هو عمل استغرق منا مدة‬ ‫طويلة ألسباب موضوعية هي أوال ً صعوبة مرحلة‬ ‫التأسيس‪ ،‬وثانيا ً الظروف التي حالت دون دعم‬ ‫اجلميع‪ ،‬هذه من دون االستغراق في عوائق املرحلة‬ ‫السابقة‪ ،‬املهم اآلن هو متابعة مرحلة االنطالق‬ ‫واإلجناز‪ .‬ثمة مشاريع مت إجنازها أو املباشرة بتنفيذها‬ ‫وهي في غاية األهمية‪.‬‬ ‫ماذا عن املؤسسات القائمة‪ ،‬وهي تدار من‬ ‫قبل اجمللس املذهبي‪ ،‬هل مت تطويرها؟‬ ‫إنها كلها‪ ،‬وفقا ً ملا ذكرت في اإلجابة السابقة‪،‬‬ ‫هي في مرحلة االنطالق بعد متتني القواعد‬ ‫التنظيمية والتنسيق العمالني آلليات العمل بني‬ ‫جلان اجمللس من جهة‪ ،‬وبني املالك الوظيفي امللحوظ‬ ‫والذي يشمل مديرية إدارية وتنظيمية من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬وبالطبع‪ ،‬بإشراف مشيخة العقل التي‬ ‫تترأس اجمللس في كل من هيئته العامة ومجلس‬ ‫إدارته‪ .‬إن تقييم املرحلة السابقة موضوعيا ً هو‬ ‫أمر غائب عن الصورة الظاهرة للكثيرين من أبناء‬ ‫طائفتنا نتيجة الظروف املعروفة‪ ،‬لكن املهم‬ ‫هو الوثوق من مرحلة التأسيس واإلجنازات تظهر‬ ‫تباعاً‪ ،‬ليس من أجل حتقيق الهدف اإلعالني‪ ،‬ونحن‬ ‫مقصرون فيه‪ ،‬ولكن خدمة للمصالح العليا‬ ‫جملتمعنا بالتطلع الى مستقبل كل أبنائه‪.‬‬ ‫ماذا عن األوقاف الدرزية‪ ،‬وهناك من يقول إنها‬ ‫مستباحة‪ ،‬فهل بدأمت كمجلس باستعادتها‪،‬‬ ‫والى أين تذهب مداخيلها‪ ،‬وكيف تستثمر؟‬ ‫األوقاف هي من أكثر املسائل حساسية‪ ،‬في‬ ‫عمل اجمللس والعمل العام باإلجماع‪ ،‬لقد سبق‬ ‫جمللس االمناء الذي كان فاعالً قبل تشكيل اجمللس‬

‫احلالي‪ ،‬وكان لي شرف عضويته أن أجنز تنظيم‬ ‫امللفات املتعلقة بكافة ممتلكات األوقاف الدرزية‪.‬‬ ‫ونستطيع القول إن معظم هذه امللفات تتضمن‬ ‫إشكاليات كبيرة متعلقة بقضايا معقدة ليس‬ ‫أقلها التداخل الشائك بني األوضاع القانونية‬ ‫من جهة‪ ،‬وبني األوضاع القائمة بحكم واقع احلال‬ ‫من جهة ثانية‪ .‬لقد انتهج اجمللس احلالي نهجا ً‬ ‫معتدال ً ملقاربة هذه امللفات‪ ،‬والتعاطي مع األوضاع‬ ‫القائمة باعتماد أسلوب التفاهم واحلوار وصوال ً‬ ‫الى احلل املثمر الذي يحقق املصلحة العامة‬ ‫بشفافية وعدل‪.‬‬ ‫ثمة ملفات مت إجنازها‪ ،‬وهي اآلن تشكل مصدرا ً‬ ‫أساسيا ً لسد حاجات طلبات املساعدة وإعطاء‬ ‫األولوية للطبابة مبختلف أنواعها‪ .‬ولكن على‬ ‫اجلميع أن يقارب هذه املسألة بتجرد ونضج‪ ،‬إمنا‬ ‫احللول املتعلقة بها وصوال ً الى االستثمار الناجح‬ ‫اجملدي املثمر ليس من مسؤولية اجمللس وحده‪،‬‬ ‫ولكن يجب تضافر جهود اجلميع لنتخلص من‬ ‫ذهنية العصبيات العائلية واملناطقية في هذا‬ ‫اجملال لتحقيق املصلحة العامة مع إعطاء كل ذي‬ ‫حق حقه‪.‬‬ ‫إن نظام احملاسبة في اجمللس يتبع قواعد قانون‬ ‫احملاسبة العمومية‪ ،‬وليس من السهل على اإلطالق‬ ‫التعمية على أي مدخول كان‪ ،‬سواء أتى من األوقاف‬ ‫أم من غيرها‪ .‬إن كل من يعتمد املوضوعية ومبادئ‬ ‫اإلنصاف في هذا املوضوع احلساس‪ ،‬يستطيع‬ ‫أن يقرأ طرق استثمار تلك املداخيل في التقارير‬ ‫السنوية التي تصدر عن اجلهات املسؤولة في كل‬ ‫من املشيخة واجمللس‪.‬‬ ‫أما عن مدخول األوقاف فإن املصدر أوال ً من‬ ‫املقامات الثالثة األساسية وهي‪ :‬مقام السيد‬ ‫عبد اهلل التنوخي في عبيه‪ ،‬مقام النبي أيوب في‬ ‫نيحا الشوف‪ ،‬ومقام الست شعوانة في البقاع‪،‬‬ ‫هناك شخص مكلف بجمع هذا املال من املقامات‬ ‫منها ‪ % 25‬الى مشيخة عقل‪ ،‬ويتم صرفها على‬ ‫أعمال اخلير للمحتاجني‪ %75 ،‬للجنة االجتماعية‪،‬‬ ‫وأيضا ً في السنة املاضية اعتمدنا طريقة جللب‬ ‫املال فقصدنا البرازيل وكانت املرة األولى للبحث‬ ‫مبوضوع التبرعات‪ ،‬وبعدها وضعنا خطة‪ ،‬فاجتمعنا‬ ‫بالرعايا الدرزية‪ ،‬وفي الزيارة الثانية متكنا من جمع‬ ‫حوالي ‪ 135‬ألف دوالر‪ ،‬وبعد هذا أقمنا مأدبة عشاء‬ ‫على شرف رجل مغترب مقيم في البرازيل يدعى‬ ‫محمد خضر‪ ،‬وهو رجل أعمال فتبرع مببلغ ‪ 50‬ألف‬ ‫دوالر‪ ،‬ومتكنا من جمع مبلغ كبير‪ ،‬وفي السنة‬ ‫املاضية أقمنا عشاء في أوتيل كومودور وجمعنا‬ ‫مبلغا ً حوالي ‪ 50‬مليون ليرة‪ ،‬هذه املبالغ جميعها‬ ‫دخلت الى صندوق اللجنة‪ ،‬وقمنا بتعليم طالب‬ ‫مدارس وعاجلنا بعض املرضى‪ ،‬وقدمنا مساعدات‬ ‫لعوائل شهداء وجرحى األحداث األخيرة‪ ،‬ووزعنا‬ ‫ما يقارب ‪ 237‬ألف دوالر عليهم‪ ،‬وعلى أكبر عدد‬ ‫ممكن‪.‬‬ ‫ال نستطيع القول إذا كانت األوقاف مستباحة‬ ‫أم ال‪ ،‬ألن هناك عقارات كثيرة‪ ،‬وعددها ال يحصى‪،‬‬

‫‪55‬‬

‫ومهملة ال تستعمل‪ ،‬أستطيع الكالم فقط عن‬ ‫املقامات‪ ،‬أما األوقاف الباقية التي ال نستفيد‬ ‫منها شيئاً‪ ،‬ومنها‪ :‬مدرسة لالستاذ وليد أبودرغم‬ ‫تقدم بدعوى يطالب مببلغ ‪ 5‬مليون دوالر مقابل‬ ‫اإلخالء‪ .‬ولتحسني وتوسيع العمل نحتاج الى‬ ‫كادر بشري أكبر‪ ،‬ألن األوقاف موزعة بني مناطق‬ ‫عدة لدينا في راشيا وحاصبيا وامليري‪ ،‬وبسبب‬ ‫بعد املسافة فهذه األراضي مهملة ويصعب‬ ‫علينا الوصول إليها باستمرار‪ ،‬واملؤثر أن أبناء‬ ‫هذه املناطق يستفيدون من هذه األوقاف‪ ،‬ولكن‬ ‫حلسابهم اخلاص دون إعطاء اللجنة أو اجمللس‬ ‫املذهبي حصة منها‪ ،‬وأيضا ً هناك عقارات في‬ ‫عينبال من املمكن أن تكون مستباحة‪ ،‬ونسعى‬ ‫الستعادتها‪ ،‬وهذا يتطلب وقتاً‪ ،‬وسيصدر قريبا ً‬ ‫كتيب يعرض كل العقارات واألوقاف التابعة‬ ‫للمجلس املذهبي‪ ،‬ومداخيل األوقاف‪ ،‬ومت استثمار‬ ‫صنوبر في كفرمتى وراس املنت مببلغ ‪ 18‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫ويعود هذا املبلغ الى الصندوق املوحد بني اجمللس‬ ‫املذهبي واللجنة االجتماعية‪ ،‬إضافة الى إيجارات‬ ‫قدمية في بيروت ويبلغ قيمتها ‪ 14‬مليون ليرة في‬ ‫السنة‪ ،‬واشترينا مبنى في كركول الدروز كان‬ ‫سابقا ً حلزب البعث العراقي مببلغ مليون و‪400‬‬ ‫ألف دوالر‪ ،‬الوزير جنبالط دفع ‪ 900‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫اجمللس املذهبي دفع ‪ 200‬ألف‪ ،‬واجلمعية اخليرية‬ ‫الدرزية تكفلت بباقي املبلغ‪ ،‬والهدف منه إقامة‬ ‫شقق سكنية للطلبة اجلامعيني اآلتني من اجلبل‪،‬‬ ‫ولكن هذا املشروع لم ينجز حتى اآلن‪ ،‬وقدم‬ ‫أيضا ً الوزير جنبالط أرضا ً في الشويفات قيمتها‬ ‫مبان سكنية‬ ‫تقريبا ً ‪ 5‬مليون دوالر‪ ،‬والهدف إقامة‬ ‫ٍ‬ ‫تستوعب عائالت درزية واستثمارها‪ ،‬وقام بدراسة‬ ‫هذا املشروع عادل حمية‪ ،‬ولكن هناك صعوبات‬ ‫إلجنازه‪.‬‬ ‫ملاذا ال يعرف أبناء الطائفة الدرزية َم ْن يراجعون‬ ‫بشؤونهم احلياتية واالجتماعية؟‬ ‫إن الكثير يعرفون ذلك بالطبع‪ ،‬ولكن األحكام‬ ‫املسبقة واتخاذ املواقف السلبية من قبل‬ ‫البعض دون محاولة الفهم املوضوعي ملسيرة‬ ‫املؤسسات خلقت جوا ً من الضبابية‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫هي لم تساعد في توضيح الصورة الصحيحة‬ ‫حملاولة النهوض مبؤسساتنا الى املستوى األرقى‪،‬‬ ‫جندد الدعوة في هذه املناسبة من أجل‬ ‫لذلك ّ‬ ‫جمع الشمل‪ ،‬وتوحيد اجلهود خصوصا ً في حقل‬ ‫املؤسسات وأعمال اخلير‪ ،‬ليكون لدى مختلف‬ ‫شرائح مجتمعنا اإلميان الراسخ بأن مسيرة‬ ‫املؤسسات ليس مسيرة فئة من الفئات‪ ،‬بل‬ ‫هي املسيرة التي تخدم األهداف اخليرة اجلامعة‪،‬‬ ‫واملصلحة العليا لطائفتنا الكرمية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫مصلحة وطننا العزيز لبنان‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر اقتصادي‬

‫بين نهاية عام والدخول في عام جديد مؤشرات لمحطات اقتصادية‬

‫‪ 2010‬عام الجمود االقتصادي والخدماتي والغالء‬ ‫‪ 2011‬عام التردي‬ ‫اذا كان العام ‪ 2010‬استحق عن جدارة‪ ،‬لقب عام‬ ‫التعطيل والعرقلة وتردي اخلدمات االجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬نتيجة اخلالفات املستمرة على‬ ‫خلفية احملكمة الدولية والقرار الظني‪ ،‬فإن العام‬ ‫‪ 2011‬سيكون من دون أدنى شك‪ ،‬عام التراجع‬ ‫االقتصادي واملعيشي ومنو التردي في اخلدمات‬ ‫والتقدميات‪ ،‬على حساب تراجع النمو االقتصادي‬ ‫الذي بدأ فعالً مع الفصل األخير من العام ‪،2010‬‬ ‫وهو الى تزايد ملحوظ‪.‬‬ ‫لقد انتقل رعب اجلمود الى كل القطاعات‬ ‫االنتاجية والتجارية‪ ،‬بعدما كان حكرا ً على طبقة‬ ‫أصحاب الدخل احملدود وعلى الطبقات الشعبية‬ ‫واالستهالكية‪ ،‬التي تعاني الغالء وضعف‬ ‫األجور طوال السنوات املاضية‪ ،‬ناهيك عن الهم‬ ‫السياسي الطاغي على كل الهموم كونه املعطل‬ ‫األول لكل األمور االخرى‪.‬‬ ‫مالمح التردي والتراجع املقبلة كثيرة‪ ،‬على‬ ‫الصعد االقتصادية واملعيشية واخلدماتية‪ ،‬والتي‬ ‫ميكن التوقف عند بعضها‪ ،‬مع بعض املقارنات‪،‬‬ ‫ملزيد التوضيح ملا ينتظر الطبقة العاملة أوالً‪،‬‬ ‫والهيئات االقتصادية والنقابية ثانيا ً والدولة‬ ‫وتزايد الفساد اإلداري وتردي اخلدمات ثالثاً‪.‬‬

‫القطاع املالي والنقدي بدأ يتأثر‬ ‫هذا الواقع‪ ،‬على الرغم من متاسك القطاع‬ ‫املصرفي واملالي وحتضير نفسه للتعامل مع‬ ‫األزمات‪ ،‬وعلى الرغم من أنه القطاع الذي ميلك‬ ‫سيولة عالية لم يشهدها في تاريخه‪ ،‬حيث‬ ‫تخطت االحتياطات لديه حتى الشهر ما قبل‬ ‫األخير من السنة مبلغ الـ‪ 40,2‬مليار دوالر‪ ،‬بزيادة‬ ‫حوالى ‪ 4,6‬مليارات دوالر عن نهاية العام ‪.2009‬‬ ‫يذكر أن احتياطات القطاع املصرفي زادت أكثر‬ ‫من ‪ 36,9‬في املئة خالل العام ‪ ،2009‬مبا يقارب ‪9,6‬‬ ‫مليارات دوالر مقارنة مع العام ‪.2008‬‬ ‫معروف بداية أن أهم عناصر النمو االقتصادي‬ ‫التي يعتمد عليها لبنان تقوم على التحويالت‬ ‫من اخلارج والرساميل الوافدة‪ ،‬وهي تراجعت‬ ‫خالل الفصل األخير من السنة بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫تخطت الـ ‪ ،%9‬وهي كانت تخطت في نهاية‬ ‫الفصل الثالث من العام املاضي الـ ‪ 15‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫فتراجعت الى حدود الـ ‪ 13‬مليارا ً هذا العام‪.‬‬ ‫ففي األرقام والترجمة احلسية‪ ،‬بلغت‬ ‫موجودات القطاع املصرفي أو امليزانية اجملمعة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حتى نهاية شهر تشرين األول من العام ‪2010‬‬ ‫ما مجموعه ‪ 126,6‬مليار دوالر بزيادة قدرها‬ ‫حوالى ‪ 11,4‬مليار دوالر وما نسبته ‪ 9,89‬في‬ ‫املئة‪ ،‬وهي أقل من العام املاضي حيث زادت‬ ‫املوجودات حوالى ‪ 21‬مليار دوالر مبا نسبته‬ ‫‪ .% 22,27‬كذلك سجلت حركة الودائع زيادة‬ ‫بنسبة ‪ ،% 8,79‬وبلغت حوالى ‪ 104,1‬مليارات‬ ‫دوالر بزيادة حوالى ‪ 8,5‬مليارات دوالر‪ ،‬وهي كانت‬ ‫زادت في الفترة ذاتها من العام املاضي ما يزيد‬ ‫عن ‪ 15‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫أما التسليفات للقطاع اخلاص فقد بلغت في‬ ‫نهاية الشهر العاشر من هذه السنة حوالى ‪35,5‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬بزيادة حوالى ‪ 6,2‬مليارات دوالر‪ ،‬ومبا‬ ‫نسبته حوالى ‪ ،% 21‬وهذه التسليفات وصلت‬ ‫للمرة األولى الى ما نسبته ‪ % 27,17‬من املوجودات‪،‬‬ ‫كما باتت تشكل حوالى ‪ % 33‬من الودائع‪ ،‬وهي‬ ‫نسبة ما زالت قابلة للتحسن‪ ،‬كونها ما تزال‬ ‫قليلة نسبياً‪ ،‬مقارنة مع املعدالت املقبولة في‬ ‫املعايير الدولية وفي املصارف اخلارجية‪ .‬مبعنى آخر‬ ‫إن نسبة التسليفات الى القطاع اخلاص‪ ،‬تزيد‬ ‫على حساب تراجع التسليف للدولة‪ .‬هذا الواقع‬ ‫انعكس تراجعا ً على كلفة الدين العام‪ ،‬نتيجة‬ ‫تراجع أسعار الفوائد على سندات اخلزينة‪ ،‬التي‬ ‫دفعت املصارف الى التوجه نحو القطاع اخلاص‪،‬‬ ‫حفاظا ً على معدالت أرباحها‪.‬‬ ‫وبالنسبة الى تسليفات القطاع العام فقد‬ ‫تراجعت للمرة األولى‪ ،‬منذ سنوات طويلة الى‬ ‫‪ % 22,5‬من موجودات القطاع املصرفي‪ ،‬وهي كانت‬ ‫تشغل أكثر من ‪ % 25‬على مدار السنوات املاضية‪،‬‬ ‫فقد بلغت التسليفات للقطاع العام في نهاية‬ ‫تشرين األول حوالى ‪ 29,7‬مليار دوالر‪ ،‬وهي كانت‬ ‫حوالى ‪ 30,16‬مليار دوالر في بداية السنة‪ ،‬أي‬ ‫بتراجع حوالى ‪ 380‬مليون دوالر منذ بداية السنة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫على صعيد أرباح القطاع املصرفي‪ ،‬فقد‬ ‫بلغت خالل األشهر العشرة األولى من السنة ما‬ ‫مجموعه حوالى ‪ 1380‬مليون دوالر‪ ،‬مقابل حوالى‬ ‫‪ 932‬مليون دوالر‪ ،‬للفترة ذاتها من عام ‪ ،2009‬أي‬ ‫بزيادة قدرها حوالى ‪ 448‬مليون دوالر‪ ،‬وما نسبته‬ ‫‪ .% 48,06‬إشارة هنا الى أن إجمالي أرباح املصارف‬ ‫خالل كامل عام ‪ 2009‬بلغت حوالى ‪ 1192‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬مبا يعني أن أرباح القطاع خالل ‪ 10‬أشهر من‬ ‫عام ‪ ،2010‬تخطت أرباح كامل عام ‪ 2009‬بحوالى‬ ‫‪ 188‬مليون دوالر حتى اآلن‪ ،‬ويرتقب أن يرتفع هذا‬ ‫الرقم خالل الشهرين األخيرين من السنة‪.‬‬ ‫ـ بالنسبة الى األموال اخلاصة‪ ،‬فقد بلغت في‬ ‫نهاية تشرين األول املاضي ما مجموعه حوالى‬ ‫‪ 9069‬مليون دوالر‪ ،‬أي بزيادة حوالى ‪ 1827‬مليون‬ ‫دوالر خالل عام ‪ ،2010‬مبا نسبته ‪ .% 14,19‬وقد‬ ‫باتت األموال اخلاصة الى املوجودات تشكل حوالى‬ ‫‪ % 7,16‬وهي النسبة املقبولة مبوجب بازل ‪.3-‬‬ ‫نقطة هامة تؤشر الى إمكانية التردي‪ ،‬نتيجة‬ ‫التعطيل احلكومي بفعل اخلالفات السياسية‪،‬‬ ‫وإمكانية التأثير على تراجع النمو وحركة‬ ‫االستثمارات‪ ،‬تتعلق بتوقف املصارف‪ ،‬عن متويل‬ ‫احتياجات الدولة‪ ،‬بدليل تراجع التسليفات‬ ‫املصرفية للقطاع العام خالل سنة ‪ ،2010‬حيث‬ ‫تراجعت القروض املصرفية للدولة من ‪30,16‬‬ ‫مليار دوالر نهاية العام ‪ 2009‬الى حوالى ‪29,7‬‬ ‫مليار دوالر في اواخر العام ‪ ،2010‬أي بتراجع حوالى‬ ‫‪ 380‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫العنصر الثاني املكون للنمو يتعلق بالصادرات‬ ‫اللبنانية الصناعية والزراعية‪ ،‬وهي حتسنت‬ ‫بشكل ال يعكس التوقعات‪ ،‬نتيجة املنافسة من‬ ‫جهة وارتفاع الكلفة من جهة ثانية والعوامل‬ ‫الطبيعية على القطاع الزراعي من جهة ثالثة‪ .‬إال‬ ‫أنها بقيت جيدة‪ ،‬على الرغم من ارتفاع عجز امليزان‬ ‫التجاري الى أكثر ‪ 10,5‬مليارات دور‪ ،‬مبا نسبته ‪% 8‬‬ ‫تقريباً‪ .‬أما العنصر الثالث‪ ،‬وهو لن يكون على ما‬ ‫يرام‪ ،‬بفعل الظروف والتوترات السياسية واخلالفات‬ ‫التي تعطل أعمال احلكومة ومجلس الوزراء‪ ،‬فهو‬ ‫القطاع السياحي الذي سيتراجع منوه عن العام‬ ‫املاضي بأكثر من ‪ 45‬في املئة‪ ،‬نظرا ً لتخوف الناس‬ ‫من تصاعد التوترات السياسية الى أحداث أمنية‪.‬‬ ‫هذا املثلث املكون لعناصر النمو سيكون أسوأ‬ ‫في العام املقبل‪ ،‬بعد صدور القرار االتهامي الذي‬ ‫سيزيد من إمكانية االنقسام احلكومي‪ ،‬إذا لم‬ ‫تعالج األمور عبر احلوار بداية العام املقبل‪ ،‬وهذا‬


‫أمر ليس باملتناول حتى اآلن‪.‬‬

‫الكهرباء من سيئ في ‪2010‬‬ ‫إلى األسوأ في ‪2011‬‬ ‫حتى ال نزيد من تعداد مؤشرات عام التردي‬ ‫وعام التعطيل‪ ،‬ينبغي التوقف عند ما يهم‬ ‫الناس من خدمات على أبواب الشتاء كما على‬ ‫أبواب الصيف‪ ،‬وأعني بذلك قطاع الكهرباء‬ ‫والتقدميات االجتماعية واخلدماتية عموماً‪ ،‬علما ً‬ ‫أن قطاع الكهرباء هو األكثر ضررا ً على الطبقات‬ ‫الشعبية والقطاعات‪ ،‬كونه األكثر كلفة واألقل‬ ‫خدمة‪ ،‬نظرا ً لعالقته بقطاع املياه املتعدد األعباء‬ ‫والفواتير على املستهلك‪.‬‬ ‫إن وضع الكهرباء في شتاء العام ‪ 2011‬سيكون‬ ‫أسوأ بكثير من شتاء العام ‪ ،2010‬لعدة أسباب‪:‬‬ ‫السبب األول هو أن وضعية اإلنتاج اليوم تردت‬ ‫عما كانت عليه في شتاء العام املاضي‪ ،‬حيث تبلغ‬ ‫الطاقة اإلنتاجية اليوم‪ ،‬مع توقف مجموعتني في‬ ‫معمل الزوق ومجموعتني في معمل اجلية‪ ،‬الى‬ ‫ما دون الـ ‪ 1400‬ميغاوات بينما احلاجة في فصل‬ ‫الشتاء الى ‪ 2200‬ميغاوات‪ ،‬أي أن الطاقة املنتجة‬ ‫حاليا ً ال تشكل أكثر من ‪ % 60‬من احلاجة‪ ،‬هذا مع‬ ‫استجرار الطاقة من مصر وسوريا‪ ،‬وهو أمر يتوقف‬ ‫عادة في شهري كانون الثاني وشباط وأحيانا ً‬ ‫اعتبارا ً من شهر كانون األول وهو متوقف حالياً‪.‬‬ ‫من هنا إن عجز كهرباء لبنان حسب موازنتها‬ ‫واملوازنة العامة للعام ‪ 2011‬سيكون بحدود ‪2300‬‬ ‫مليار ليرة‪ ،‬وهذه تقديرات بنيت على اسعار ‪75‬‬ ‫دوالرا ً لبرميل النفط‪ ،‬وهو سيصل بكل تأكيد الى‬ ‫اكثر من ‪ 90‬الى ‪ 100‬دوالر حسب توقعات التقارير‬ ‫النفطية‪ ،‬مما يعني ان العجز سيتخطى مبلغ‬ ‫الـ‪ 2500‬مليار ليرة‪ ،‬على اعتبار ان برميل النفط‬ ‫لم ينخفض عن مستوى ‪ 80‬و‪ 85‬دوالرا ً معظم‬ ‫فترات العام ‪ ،2010‬وهو الى تصاعد‪.‬‬ ‫الى ذلك يضاف عنصر غالء املازوت واحملروقات‪،‬‬ ‫مما يزيد األعباء على املواطن للتدفئة وهي حكاية‬ ‫كل عام‪ ،‬حيث واصلت أسعار إجمالي املشتقات‬ ‫النفطية منحاها التصاعدي أواخر تشرين‬ ‫الثاني وبداية كانون األول‪ ،‬وذلك على الرغم من‬ ‫مستوياتها املرتفعة في األصل الناجمة عن‬ ‫الرسوم “اجلائرة” املفروضة من قبل كل من وزارتي‬ ‫املال والطاقة على سعر صفيحتي البنزين ‪95‬‬ ‫و‪ 98‬أوكتان والتي تقارب حوالى الـ‪ 12500‬ليرة‪،‬‬ ‫إذ ارتفعت ما بني ‪ 500‬و‪ 3400‬ليرة‪ ،‬أو ما نسبته‬ ‫بني ‪ 1،4‬و‪ .% 16،42‬وشكل ارتفاع سعر قارورة الغاز‬ ‫الطامة الكبرى بالنسبة للمواطن اللبناني‪ ،‬حيث‬ ‫بلغ االرتفاع خالل شهر واحد ‪ 3400‬ليرة‪.‬‬

‫ارتفاع أسعار السلع الغذائية‬ ‫واحملروقات‬ ‫على الصعيد االقتصادي‪ ،‬حتى اليوم مازالت‬

‫انعكاسات األوضاع السياسية واخلالفات‪ ،‬التي‬ ‫قد تتحول أمنية مع تزايد التهديدات‪ ،‬من بعض‬ ‫املسؤولني وغير املسؤولني‪ ،‬محدودة على املؤشرات‬ ‫االقتصادية واملالية‪ ،‬على اعتبار أن القطاع املالي‬ ‫مبعنى املوازنة واخلزينة مازالت حتقق بعض التحسن‬ ‫على صعيد تقليص العجز وحتقيق الفائض األولي‬ ‫نتيجة االنفاق على أساس القاعدة االثني عشرية‪،‬‬ ‫األمر الذي يحول دون اإلنفاق االستثماري‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يجعل النتائج أفضل من التقديرات‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يحصل حتى اآلن بفعل اخلالفات السياسية‬ ‫وتعطيل املوازنة وليس بفعل اإلجنازات على صعيد‬ ‫تنفيذ اإلصالحات اإلدارية واملالية‪ ،‬ما ينعكس‬ ‫سلبا ً على أسعار السلع الغذائية واحملروقات الذي‬ ‫سجل ارتفا ًعا بنسبة ‪ % 4.3‬بني شهري تشرين‬ ‫ّ‬ ‫األول وتشرين الثاني املاضيني‪.‬‬ ‫وبينّ تقرير نشرته دائرة اإلحصاء في وزارة‬ ‫االقتصاد أن مستوى تضخم أسعار االستهالك‬ ‫للسلع واخلدمات املستهلكة بني شهري تشرين‬ ‫أول وتشرين ثاني املاضيني سجل ارتفا ًعا بلغت‬ ‫نسبته ‪.% 0.4‬‬ ‫وأشار إلى انخفاض مستوى أسعار املواد‬ ‫الغذائية واملشروبات بنسبة ‪ ،% 0.3‬وارتفاع‬ ‫مستوى أسعار اإلسكان بنسبة ‪ ،% 11.2‬وارتفاع‬ ‫مستوى أسعار املاء والكهرباء واحملروقات بنسبة‬ ‫‪ % 2.4‬بني شهري تشرين االول وتشرين الثاني‬ ‫املاضيني‪.‬‬ ‫وأفاد بأن مستوى األسعار في مجال الصحة‬ ‫ارتفع هو اآلخر بنسبة ‪ ،% 1‬كما ارتفعت أسعار‬ ‫النقل بنسبة ‪ % 5‬خالل الشهرين املاضيني‪،‬‬ ‫وسجلت ارتفا ًعا بنسبة ‪ % 23.5‬منذ بداية العام‬ ‫‪ 2008‬حتى نهاية شهر أيلول املاضي‪.‬‬ ‫وأظهر التقرير ارتفا ًعا في مستوى أسعار‬ ‫السلع واخلدمات املتفرقة بنسبة ‪ % 0.1‬خالل‬ ‫شهر تشرين الثاني املاضي عط ًفا على نسبة ‪% 7‬‬ ‫منذ بداية العام ‪ 2008‬حتى نهاية أيلول من العام‬ ‫احلالي‪.‬‬

‫السياحة في لبنان‬ ‫أما في السياحة لقد عاد لبنان ليصبح وجهة‬ ‫السياحة األولى في الشرق األوسط‪ ،‬ففي العام‬ ‫‪ ،2008‬بلغت عائدات السياحة في لبنان ‪4,8‬‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬بارتفاع ‪ % 31,6‬عن ‪ ،2007‬مما ّ‬ ‫شكل‬

‫‪57‬‬

‫ثالث أعلى منو لهذا النوع من اإليرادات في العالم‬ ‫العربي‪ .‬وفي عام ‪ ،2009‬وفي ذروة األزمة املالية‬ ‫العاملية‪ ،‬قفزت أعداد السياح القادمني إليه بواقع‬ ‫‪ 39‬في املئة‪ ،‬مقارنة بالعام ‪ ،2008‬وهو رقم لم‬ ‫يسجل في أي مكان آخر حول العالم‪ ،‬وبلغت‬ ‫عائدات السياحة ‪ 7,2‬مليارات دوالر‪ .‬وم َّثل السياح‬ ‫العرب ‪ % 42,5‬من اإلجمالي‪ ،‬يليهم السياح‬ ‫الوافدون من أوروبا بـ ‪ ،% 24,5‬ومن آسيا ‪14,3‬‬ ‫‪ ،%‬ومن أميركا ‪ ،% 12,6‬ومن أوقيانيا ‪ ،% 3,5‬ومن‬ ‫أفريقيا ‪.% 2,3‬‬ ‫أما موسم ‪ ،2010‬الذي اعتبرته مختلف‬ ‫األوساط السياسية واالقتصادية بأنه سيكون‬ ‫ناجحا ً جداً‪ ،‬مع توقع وزير السياحة اللبناني فادي‬ ‫عبود أن ينمو قطاع السياحة في لبنان بنسبة ‪25‬‬ ‫‪ %‬بعدما سجل في العام ‪ 2009‬رقما ً قياسيا ً حيث‬ ‫فاقت عائدات السياحة سبعة مليارات دوالر‪،‬‬ ‫فقد شابه بعض التوتر واخلوف نتيجة التجاذبات‬ ‫السياسية التي حصلت خالله واخلطابات النارية‬ ‫لبعض السياسيني‪.‬‬ ‫لكن املسؤولني عن الهيئات واملرافق االقتصادية‬ ‫اعتبروا أن احلركة السياحية في الصيف املاضي‬ ‫لم تتأثر بهذه األجواء‪ ،‬رغم أنها شهدت بعض‬ ‫اجلمود‪ ،‬والسبب يعود الى االستقرار السياسي‬ ‫معدل‬ ‫املتزايد في لبنان الذي ساعد على ارتفاع‬ ‫ّ‬ ‫اإلشغال في فنادق املدينة بنسبة ‪ % 72.1‬ليصل‬ ‫إلى ‪ ،% 66.9‬فيما ارتفع متوسط أسعار الغرف‬ ‫بنسبة ‪ % 30.3‬ليصل إلى ‪ 175‬دوالراً‪.‬‬ ‫وحركة املطاعم هذا العام كانت أفضل من‬ ‫العام املاضي‪ ،‬وأن وضع املطاعم في لبنان جيد‪،‬‬ ‫رغم بعض التجاذبات السياسية ألن أصحاب‬ ‫املطاعم يقدمون أفضل اخلدمات والنوعية‬ ‫اجليدة واملميزة‪ ،‬وتبقى األفضل في الشرق‬ ‫األوسط‪ .‬كما أن هناك استثمارات جديدة في‬ ‫هذا القطاع‪.‬‬ ‫وقد احتل لبنان املرتبة السابعة بني أكثر ‪10‬‬ ‫بلدان حول العالم من حيث الطلب على السفر‬ ‫والسياحة خالل العام ‪.2010‬‬ ‫يذكر أن عدد العاملني في قطاع السياحة‬ ‫والسفر يبلغ حاليا ً نحو ‪ 200‬ألف شخص‪ ،‬مع‬ ‫األخذ في احلسبان مختلف القطاعات املرتبطة‬ ‫مباشرة بقطاع السياحة‪ ،‬أي ما يوازي ‪ 38‬في املئة‬ ‫من العمالة اإلجمالية في البالد‪.‬‬ ‫وبعيدا ً عن الفنادق‪ ،‬أشارت بيانات إحصائية من‬ ‫وزارة السياحة أن عدد السياح الذين دخلوا لبنان‬ ‫خالل العام املاضي وحتى شهر متوز من العام اجلاري‬ ‫سائح‬ ‫سائح تخللهم ‪ 786‬ألف‬ ‫مليون و‪ 852‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سائح‬ ‫ألف‬ ‫و‪233‬‬ ‫أوروبي‬ ‫سائح‬ ‫عربي و‪ 454‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يخص السنة احلالية‪ ،‬فقد دخل‬ ‫أميريكي‪ .‬وفي ما‬ ‫ّ‬ ‫سائح‬ ‫إلى لبنان حتى شهر متوز املاضي ‪ 965‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫سائح‬ ‫ألف‬ ‫سائح عربي و‪236‬‬ ‫يتخللهم ‪ 385‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سائح أميريكي‪.‬‬ ‫أوروبي و‪ 117‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫وبعد هذا العرض باألرقام هل سينعم اللبنانيون‬ ‫بعام جديد عادي‪ ،‬مرتاح البال؟‬

‫إعداد ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر اقتصادي‬

‫المدينة الصناعية في حســياء‬ ‫عامـل جـذب للعـديـد من االسـتثمارات العالمية‬ ‫ما إن يأتي ذكر املشهد االقتصادي في سوريا‬ ‫حتى تنعكس مالمح املدينة الصناعية بحسياء‬ ‫على مرايا املسرح االستثماري بوصفها رمزا ً‬ ‫من رموز الريادة الصناعية‪ ،‬آمنت بدورها في‬ ‫النهوض بالعمل الصناعي ورفعته جاعلة‬ ‫من تطور االستثمار بوصلة املسرح الصناعي‬ ‫فكانت صادق ًة مع نفسها ومع جمهورها‪ ،‬وما‬ ‫أن نذكر حسياء الصناعية حتى نذكر االستثمار‬ ‫الصناعي بأسره معروضا ً أمام العيون بكل ما‬ ‫تكتف هذه املدينة مبا هو‬ ‫فيه من إجناز وتطور‪ ،‬فلم‬ ‫ِ‬ ‫عادي بل أرادت أن تخرج للمستثمر روائع الفن في‬ ‫االستثمار لتحتل بذلك مكانا ً مميزا ً على خارطة‬ ‫االقتصاد السوري واإلقليمي والعاملي كمشروع‬ ‫تنموي استراتيجي لدعم االقتصاد الوطني ودفع‬ ‫عملية التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫مجلة “منبر التوحيد” زارت املدينة الصناعية‬ ‫بحسياء وجالت في أرجاء املدينة وشاهدت حجم‬ ‫املنشآت الصناعية الوطنية القائمة التي تعمل‬ ‫وفق مواصفات عاملية‪ ،‬استطاعت أن تنافس‬ ‫الدول املتقدمة واملتطورة‪ ،‬وزرنا اجملمع احلكومي‬ ‫اجلديد‪ ،‬والتقينا املهندس خالد عز الدين املدير‬ ‫العام للمدينة الصناعية في حسياء‪ ،‬الذي‬ ‫يشعرك وهو يحدثك بعظمة هذه املدينة التي‬ ‫استطاعت‪ ،‬وبسنوات قليلة أن تستقطب هذا‬ ‫احلجم الهائل من االستثمارات‪ ،‬حيث حدثنا عن‬ ‫حجم االستثمار واملزايا التي تتمتع بها املدينة‬ ‫قائالً‪:‬‬ ‫لقد بلغ حجم االستثمار في حسياء عتبة‬ ‫‪ 81‬مليار ليرة سورية و بعدد مقاسم مخصصة‬ ‫للصناعيني ‪ 810‬مقسم‪ ،‬إضافة إلى تأمني أكثر‬ ‫من ‪ 20‬عشرين ألف فرصة عمل‪ ،‬وقد بلغ عدد‬ ‫املعامل املنتجة في النصف األول لعام ‪2010‬‬ ‫حوالي ‪ 150‬معمل قيد التشغيل ‪.‬‬ ‫ونعمل في حسياء الصناعية على رفع معدل‬ ‫النمو من خالل املساهمة في زيادة الناجت احمللي‬ ‫وتخفيض العجز في امليزان التجاري‪ ،‬حيث أثبتنا‬ ‫رياديتنا مبجال االستفادة من املواد املتاحة في‬ ‫سوريا وتصنيعها بدال ً من تصديرها مواد أولية‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق قيام الشركات اخملتصة للتصدير‪،‬‬ ‫وبذلك استطعنا أن نستقطب مشاريع نوعية‬ ‫عمادها املواد األولية املتاحة (الفوسفات والرمل‬ ‫الكوارتز)‪ ،‬التي تدخل في صناعات متعددة مثل‬ ‫الزجاج املقسى والصناعات اإلسمنتية‪ ،‬ومواد‬ ‫البناء والعوازل احلرارية ألفران احلرق املستخدمة‬ ‫في التصنيع‪ ،‬وهذا ما سيعطي قيمة مضافة‬ ‫حقيقية لالقتصاد السوري‪.‬‬ ‫واستطعنا في هذه املدينة الناشئة ومن خالل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جتربتنا في األعوام القليلة املنصرمة أن نؤسس‬ ‫القتصاد ساهم في زيادة معدالت النمو‪ ،‬وعزز من‬ ‫دور القطاع اخلاص في البيئة االقتصادية حيث‬ ‫عملت وفي السنوات اخلمس املاضية على توفير‬ ‫البيئة التمكينية املالئمة لعمل املستثمرين‪،‬‬ ‫وبالتالي حتريض وتوسيع مناخ االستثمار‪ ،‬وجتلى‬ ‫ذلك من خالل العمل على تبسيط اإلجراءات‬ ‫اإلدارية وإيجاد الصيغ القانونية والتشريعية‬ ‫والتنظيمية املالئمة للشراكة بني القطاع اخلاص‬ ‫واحلكومي‪ ،‬وتأمني البنية التحتية وحتديث خدمات‬ ‫املصارف من خالل التأكيد على دور البنوك‬ ‫كمؤسسات متويلية تساهم في تقدمي قروض‬

‫‪58‬‬

‫ميسرة وبأسعار فائدة مناسبة للمستثمرين‪،‬‬ ‫األمر الذي انعكس إيجابيا ً على واقع الصناعة‬ ‫في محافظة حمص هذه احملافظة التي كانت‬ ‫بعيدة كل البعد عن ركب الصناعة باستثناء‬ ‫بعض املنشآت الصناعية القليلة املتناثرة في‬ ‫أصقاع احملافظة لتأتي حسياء الصناعية وتتمكن‬ ‫من خالل التغيير اجلاد واحلقيقي الهيكلي الذي‬ ‫قمنا به‪ ،‬أن تسير مبحافظة حمص اجتاه الصناعة‬ ‫القوية املنافسة‪ ،‬ونتيجة لعمل دؤوب قمنا به‬ ‫لنجعل من الواقع االستثماري واقعا ً متطورا ً‬ ‫تفسره حجم االستثمارات املتنامية سواء من‬ ‫حيث الكم واملتمثلة باألرقام التصاعدية لعدد‬


‫الصناعيني أو من حيث النوع واملتمثلة بنوعية‬ ‫الصناعات التي دخلت األسواق العاملية وبقوة‬ ‫كبيرة كصنف منافس ‪.‬‬ ‫ما هي اخلدمات التي تقدمها النافذة الواحدة‬ ‫للمستثمرين؟‬ ‫تعتبر حسياء الصناعية منوذجا ً للتطوير‬ ‫والتحديث بوصفها أنها كانت السباقة إلى‬ ‫جتسيد ما أكده الرئيس الدكتور بشار األسد‬ ‫في خطاب القسم على ضرورة اإلسراع بعملية‬ ‫اإلصالح االقتصادي والتطوير اإلداري من خالل‬ ‫تبسيط اإلجراءات واعتماد الساعة الواحدة‬ ‫واالستمارة املوحدة وتطبيق مبدأ النافذة الواحدة‬ ‫والتي مت اعتبارها بوابة لإلصالح االقتصادي في‬ ‫سوريا بشكل عام‪ ،‬ويأتي التطبيق الفعلي آللية‬ ‫العمل بهذه النافذة من خالل نقل صالحيات‬ ‫السادة الوزراء إلى ممثليهم في املدن الصناعية‪،‬‬ ‫األمر الذي أدى إلى تبسيط اإلجراءات واالنتقال‬ ‫من زمن يتجاوز العام للحصول على التراخيص‬ ‫إلى ساعة واحدة‪ ،‬األمر الذي كان له األثر الكبير‬ ‫في جذب املستثمرين وتكريس املنافسة بينهم‪.‬‬ ‫وبهذا أصبحت هذه النافذة هي حاضنة حقيقية‬ ‫لكافة إجراءات الترخيص‪ ،‬وعندما نقول إنك‬ ‫بساعة واحدة في حسياء الصناعية حتصل على‬ ‫كافة التراخيص من حيث (وثيقة التخصص –‬ ‫والترخيص الصناعي – واستالم األرض) فهذا يعد‬ ‫اختراقا ً عامليا ً على صعيد تبسيط اإلجراءات‪ ،‬وهذا‬ ‫ّ‬ ‫ويشكل قيمة مضافة هامة‬ ‫ما يدعم االستثمار‬ ‫بفضل توجيهات رئيس اجلمهورية ودعم احلكومة‬ ‫ورئيس مجلس املدينة محافظ حمص املهندس‬ ‫محمد إياد غزال‪.‬‬ ‫ما هي األســـاليب احلديثــة التي تتبعونها‬ ‫لتطوير العمل اإلداري؟‬ ‫قمنا بعدة إجراءات لتحديث أسلوب اإلدارة‬ ‫ومنها‪ :‬استخدام منهجيات علمية في اتخاذ‬ ‫القرارات وحل املشكالت‪ ،‬وتنمية التعاون واملبادرة‬ ‫واالنضباط وااللتزام والتفاعل اإليجابي مع العمل‪،‬‬ ‫وتنمية شعور العاملني باالنتماء لهذه املدينة‬ ‫الصناعية ألنها مصدر رزقهم واحملافظة على‬ ‫سمعتها وعلى استمراريتها وتطويرها‪ ،‬وحتقيق‬ ‫تكافؤ الفرص بني جميع العاملني والعمل على‬ ‫تأهيل وتدريب معظم العاملني من خالل دورات‬ ‫حاسوب ولغة ودورات تخصصية تخدم العمل‪،‬‬ ‫وتنظيم عالقات جيدة وطيبة مع اجملتمع واجلهات‬ ‫الوصائية واملستثمرين واجلهات اإلعالمية خاصة‬ ‫أن هذه اجلهات مكملة لعملنا‪ ،‬واعتماد أسلوب‬

‫التخطيط العلمي والبرمجية‪ ،‬واستنباط‬ ‫األولويات في العمل وتنفيذه وتقيمه وتطويره‪،‬‬ ‫واألخذ مببدأ تفويض بالصالحيات مبا يحقق توفير‬ ‫الوقت ومبا ال ينعكس على أداء العمل ‪.‬‬ ‫ما هي املقترحات التي طرحتموها أمام‬ ‫الرئيــس األسد اجلمهوريــة ومت إجنازها؟‬ ‫لقد مت إصدار القانون رقم ‪ 32‬تاريخ ‪/ 4‬‬ ‫‪ 2007 / 12‬من قبل رئيس اجلمهورية الذي‬ ‫سمح بتملك واستثمار األراضي والعقارات‬ ‫الالزمة للمستثمرين غير السوريني إلقامة‬ ‫مشاريعهم أو توسيعها في املدن الصناعية‪،‬‬ ‫وفتح حساب بالعملة األجنبية‪ ،‬وإيجاد آلية‬ ‫حلصول املستثمرين على القروض‪ ،‬ومت منح‬ ‫درجتي تخفيض ضريبي إضافيتني للمدينة‬ ‫الصناعية في حسياء‪ ،‬وإحداث محكمة بداية‬ ‫فيها‪ ،‬وقسم للهجرة واجلوازات‪ ،‬ودائرة للشؤون‬ ‫االجتماعية والعمل ملنح بطاقة العمل‬ ‫مفوضة من السيدة وزيرة الشؤون االجتماعية‬ ‫والعمل‪ ،‬وتفويض مجالس املدن الصناعية‬ ‫مبنح قرارات التشميل‪ ،‬وإحداث سجل عدلي‪،‬‬ ‫وإعفاء املستثمرين العرب واألجانب من شروط‬ ‫الكفالة املصرفية‪ ،‬وتنفيذ املنطقة احلرة‬ ‫ومحطة القطار‪ ،‬وإعداد الدراسات الالزمة‬ ‫لتنفيذ املنطقة السكنية‪ ،‬وتنفيذ املنطقة‬ ‫احلرفية‪ ،‬واعتبار وثيقة التخصص هي سند‬ ‫اإلقامة إلكمال إجراءات احلصول على بطاقة‬ ‫العمل‪ ،‬وإعفاء املستثمرين العرب واألجانب‬ ‫من املرخصني لهم‪ ،‬وفق قانون االستثمارات‪،‬‬ ‫من شرط الكفالة املصرفية على اعتبار أن‬ ‫منشآتهم هي الضمان األساسي لعملهم‬ ‫في القطر وحلقوق العمال‪ ،‬وتصديق عقود‬ ‫الشركات ‪.‬‬ ‫ما الذي قدمته املدينة الصناعية من عوامل‬ ‫جذب الستقطاب االستثمارات العاملية؟‬ ‫عملت حسياء الصناعية على تدعيم املناخ‬ ‫االستثماري في سوريا‪ ،‬فكان لها الدور األبرز في‬ ‫تشجيع استثمار أموال املواطنني العرب والسوريني‬ ‫املقيمني واملغتربني ورعايا الدول العربية واألجنبية‬ ‫في املشاريع االستثمارية في سوريا‪ ،‬حيث عملت‬ ‫على تقدمي نفسها كموقع مميز لالستثمارات‬ ‫األجنبية‪ ،‬مستفيدة من صدور العديد من قوانني‬ ‫تشجيع االستثمار التي أعطت كثيرا ً من احلوافز‬ ‫واملزايا للمستثمرين بحيث تتدفق االستثمارات‬ ‫إلى سوريا وتخرج أرباحها وأصولها بكل حرية‪،‬‬ ‫واستطاعت بذلك أن تكون عامل جذب للعديد‬

‫‪59‬‬

‫من االستثمارات العاملية التي بدأت ومن خالل‬ ‫منشآتها القائمة بعملية اإلنتاج لتكون رافدا ً‬ ‫اقتصاديا ً مهماً‪ ،‬وهذا إن دل على أمر فإمنا يدل‬ ‫على التطور الذي حصل في مناخ االستثمار‬ ‫السوري عبر حزمة من التشريعات والقوانني التي‬ ‫تصبت في خانة اإلصالح االقتصادي ‪.‬‬ ‫ما هو الدور األساسي التي لعبته املدينة‬ ‫الصناعية في دعم تنمية الصادرات السـورية‬ ‫إلى اخلارج والتحول من أبجدية املادة األولية إلى‬ ‫السلعة املنافسة في التصدير؟‬ ‫ميثل النهوض بالتصدير مقوما ً أساسيا ً من‬ ‫مقومات التنمية االقتصادية في سوريا‪ ،‬نظرا ً إلى‬ ‫دوره القاطر للمجاالت اإلنتاجية واالستثمارية‬ ‫والتشغيلية في الدولة‪ ،‬ومن هذا املنطلق عملت‬ ‫حسياء الصناعية‪ ،‬ومن خالل املنشآت القائمة‬ ‫فيها على تعزيز املركز التنافسي للمنتجات‬ ‫السورية أمام السلع األجنبية املماثلة‪ ،‬ومتكينها‬ ‫من ولوج األسواق اخلارجية بشكل يؤدي إلى حتقيق‬ ‫السياسة االقتصادية والتجارية في الدولة‪ ،‬حيث‬ ‫عملت ومن خالل منظومة عملها املتكاملة على‬ ‫استيعاب اليد العاملة الوطنية‪ ،‬واستغالل املوارد‬ ‫احمللية وجذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حتسني بيئة االستثمار واألعمال والتحول إلى‬ ‫اقتصاد تنافسي‪ ،‬وبذلك ساهمت مع غيرها من‬ ‫املؤسسات املعنية بتحويل االقتصاد السوري من‬ ‫قطاع مستورد إلى قطاع مصدر‪ ،‬وبالتالي كونت‬ ‫قفزة نوعية‪.‬‬ ‫فاملتتبع لنوعية املشاريع املنفذة في حسياء‬ ‫يستطيع وببساطة أن يعرف ما أدخلته هذه‬ ‫املشاريع إلى سوريا من األساليب التكنولوجية‬ ‫احلديثة في اإلنتاج‪ ،‬واستغالل املواد األولية احمللية‬ ‫كاألقطان والفوسفات والرمل الكوارتزي‪ ،‬والتي‬ ‫كانت مبعظمها تصدر خاماً‪.‬‬ ‫أما اليوم أصبحت تصنع وتصدر كمنتجات‬ ‫منافسة إلى بلدان العالم وخلق قيمة مضافة‬ ‫جديدة‪ ،‬لم تكن لتحصل عليها لوال تنفيذ هذه‬ ‫املشاريع في ظل قانون االستثمار ومن هذه‬ ‫املنشآت النوعية املنافسة (منشأة لصنيع‬ ‫عنفات الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية ‪ -‬معمل‬ ‫ديكالسيوم فوسفات ‪ -‬مجموعة حميشو إلنتاج‬ ‫السيارات وصهر احلديد ‪ -‬سابا إلنتاج السيارات‬ ‫السياحية)‪.‬‬

‫مكتب دمشق ‪ -‬عبد السالم‬ ‫وعبد املناف األحمد‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر اقتصادي‬ ‫ٌ‬ ‫مناخ مالئ ٌم لالستثمار في مدينة «الشيخ نجار»‬

‫هندية‪ :‬أقيمت على أساس متين وقوي‬ ‫عندما أصدر الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد املرسوم التشريعي القاضي‬ ‫بإحداث املدن الصناعية في سوريا‪ ،‬أقيمت‬ ‫وقـدم‬ ‫هذه املدن على أساس متني وقوي‪ُ ،‬‬ ‫لها كل املتطلبات السليمة لتكون بنية‬ ‫صناعية متينة وذلك برؤية جلية وواضحة‬ ‫من الرئيس بشار األسد‪ ،‬ويعتبر إحداث‬ ‫املدن الصناعية نقلة نوعية حيث مت‬ ‫نقل جميع الصناعات إلى مدن صناعية‬ ‫كبيرة فيها كل ما يتطلبه الصناعي من‬ ‫مستلزمات يستطيع من خاللها مواكبة‬ ‫التطور في عصر التطور والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫وقد ضمت املدينة الصناعية بـ “الشيخ‬ ‫جنار” مستثمرين من كل البالد العربية‬ ‫واألجنبية‪ ،‬وتقع املدينة الصناعية في‬ ‫اجلزء الشمالي الشرقي من مدينة حلب‬ ‫بني محوري طريق الباب القدمي وطريق املسلمية القدمي‪ ،‬وكان‬ ‫العامل البيئي هو العامل الفصل بهذا االختيار حيث أخذ بعني‬ ‫االعتبار عدم تأثير رياح املنطقة اخملتارة على مدينة حلب وحماية‬ ‫املدينة من آثار التلوث واستغالل امليزات الطبيعية ملوقع املدينة‬ ‫الصناعية باعتبارها غير صاحلة للزراعة وغير مأهولة بتجمعات‬ ‫سكنية‪ ،‬باإلضافة الى طبيعة األرض التي هي صخرية بأغلبها‬ ‫والتي تساعد على تشييد املنشآت الصناعية بأقل التكاليف‪،‬‬ ‫وذلك فضال ً عن بعض العوامل الذاتية األخرى مثل وجود مناطق‬ ‫خضراء محيطة بها وقرب املدينة الصناعية من الطرق احمللقة‬ ‫سواء املوجودة حاليا ً أو تلك التي خطط إلنشائها مستقبال ً‬ ‫وإمكانية ربطها مع شبكة اخلطوط احلديدية وقربها من مطار‬ ‫حلب الدولي‪ ،‬فـ “الشيخ جنار” حاضنة االستثمارات باتت اليوم‬ ‫تشكل مدينة صناعية كاملة متكاملة مترابطة بكل مرافقها‬ ‫وخدماتها املتنوعة ومستلزمات العمل الصناعي واالستثماري‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫فريق “منبر التوحيد” زار املدينة الصناعية بـ “الشيخ جنار”‪،‬‬ ‫وشاهد مدى التطور احلضاري والعمراني والصناعي الذي‬ ‫يعتبر مدعاة للفخر واالعتزاز البن البلد قبل املستثمر العربي‬ ‫واألجنبي‪ ،‬وشاهد مدى الروعة في تخطيط هذه املدينة‪ ،‬ورسم‬ ‫هيكليتها اخلارجية وإنشاء بنيتها التحتية‪ ،‬وشاهد املسطحات‬ ‫اخلضراء التي أضفت ملسات سحرية على جمال وروعة املدينة‪،‬‬ ‫ومن يتجول في املدينة الصناعية يشاهد ضخامة املصانع‬ ‫والشركات التي تعمل ضمن مواصفات عاملية وبأيد سورية‬ ‫ماهرة امتهنت فن الصناعة السورية ليرقى إلى مصاف الدول‬ ‫الصناعية املتقدمة‪ ،‬ومن خالل جولتنا أيضا ً زرنا مبنى النافذة‬ ‫الواحدة وشاهدنا التسهيالت املقدمة جلميع املستثمرين مبا‬ ‫فيه سرعة إجناز معامالت التراخيص اخلاصة باملنشآت املقامة‬ ‫في املدينة الصناعية‪ ،‬والتقينا الدكتور املهندس محمد هندية‬ ‫مدير عام املدينة الصناعية بـ “الشيخ جنار” الذي أمتعنا بحديثه‬ ‫الشيق والذي ينم عن عبقرية األستاذ واملعلم‪ ،‬والذي حدثنا‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عن األفكار التي حملها معه من امليدان‬ ‫األكادميي إلى امليدان الصناعي قائالً‪:‬‬ ‫لقد أُحدثت املدينة الصناعية على‬ ‫ـدم لها كل‬ ‫أساس متني وقوي و ُق ّ‬ ‫املعطيات السليمة لتكون فعال ً مدينة‬ ‫صناعية مستقبلية وبعد استكمال‬ ‫البنية التحتية للمدينة وإحداث مراكز‬ ‫إدارية وتوزيع املقاسم واستثمارها سوف‬ ‫ت ُعلن مدينة لها امتيازاتها اخلاصة كأي‬ ‫مدينة تخضع لقانون اإلدارة احمللية‪.‬‬ ‫وعندما زار الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد ألول مرة املدينة الصناعية قبل‬ ‫البدء بها مشى على أكوام احلجر وقال‪:‬‬ ‫“هنا سوف تكون املدينة الصناعية”‪،‬‬ ‫وبالزيارة الثانية مشى فوق البنى التحتية‬ ‫والشوارع العريضة واجلزر اخلضراء وشاهد‬ ‫بدايات إنشاء املعامل‪ ،‬وبالزيارة الثالثة زار املعامل وهي في طور‬ ‫اإلنتاج‪.‬‬ ‫ما هي مساحة املدينة الصناعية؟‬ ‫تبلغ املساحة الكلية للمدينة الصناعية ‪ 4412‬هكتارا ً‬ ‫منها ‪ 1985‬هكتارا ً للمقاسم الصناعية‪ ،‬وتؤمن ‪ 6122‬مقسما ً‬ ‫صناعياً‪ ،‬واملركز اإلداري ‪ 68‬هكتاراً‪ ،‬ومدينة املعارض ومدينة‬ ‫اإلنتاج اإلعالمي ‪150‬هكتاراً‪ ،‬وتضم ‪ 1108‬هكتارا ً مناطق‬ ‫خضراء مبا فيها احلزام األخضر للشوارع الرئيسية‪ ،‬و‪ 320‬هكتارا ً‬ ‫طرق رئيسية صافية‪ ،‬و‪ 849‬هكتارا ً للسكن العمالي‪.‬‬ ‫واملدينة الصناعية مقسمة إلى ثالث مناطق صناعية‪ :‬املنطقة‬ ‫الصناعية األولى مخصصة للصناعات اخلفيفة مبساحات‬ ‫مقاسم تتراوح من ‪ 600 – 450‬م‪ ،2‬وتضم كل أنواع الصناعات‬ ‫غير امللوثة للبيئة وفق نظام ضابطة محدد ومدروس بدقة‪،‬‬ ‫واملنطقة الصناعية الثانية مخصصة للصناعات املتوسطة‬ ‫مبساحات تتراوح بني ‪4000 – 2000 – 1000‬م‪ ،2‬وتضم كل أنواع‬ ‫الصناعات في قسمني منفصلني ملوثة وغيرملوثة للبيئة‬ ‫وفق نظام ضابطة محدد ومدروس‪ ،‬واملنطقة الصناعية الثالثة‬ ‫مخصصة للصناعات الكبيرة والثقيلة مبساحات مقاسم‬ ‫تتراوح من ‪ 6000‬م‪ 2‬وما فوق‪ ،‬وتضم كل أنواع الصناعات ملوثة‬ ‫وغير ملوثة للبيئة وحتتوي على شبكتي صرف صناعي – صحي‬ ‫وفق نظام ضابطة محدد‪.‬‬ ‫ما هو واقع االستثمار في املدينة لغاية اآلن؟‬ ‫نظرا ً لقرب املدينة الصناعية من مناطق العبور في سوريا‬ ‫والتسهيالت الكبيرة املقدمة للصناعيني والبيئة املشجعة‬ ‫على االستثمار‪ ،‬فقد شجعت املستثمرين من كافة أنحاء‬ ‫سوريا والوطن العربي ودول أجنبية لالستثمار في هذه املدينة‬ ‫إذ بلغ حجم االستثمارات لتاريخه ‪155‬مليار ليرة سورية‪ ،‬حيث‬ ‫أمنت ‪ 34100‬فرصة عمل‪ ،‬وبلغ عدد املقاسم اخملصصة (قرية‬ ‫شحن البضائع) ‪112‬مقسماً‪ ،‬كما بلغ عدد الشركات العربية‬ ‫واألجنبية ‪ 73‬شركة و‪135‬مستثمراً‪ ،‬وبلغ مجموع الصناعات‬

‫‪60‬‬


‫الغذائية اخملصصة ‪ 345‬صناعيا ً مخصصا ً و‪ 251‬مصنعا ً أنشئ‬ ‫بعضها والباقي قيد اإلنشاء و ‪ 95‬مصنعا ً غذائيا ً منتجاً‪،‬‬ ‫ومجموع الصناعات النسيجية اخملصصة ‪ 1064‬صناعيا ً و‪776‬‬ ‫مصنعا ً أنشئ وقيد اإلنشاء و ‪ 307‬مصانع نسيجية منتجة‪،‬‬ ‫ومجموع الصناعات الهندسية اخملصصة ‪ 900‬صناعيا ً و‪593‬‬ ‫مصنعا ً أنشئ وقيد اإلنشاء و‪171‬مصنعا ً منتجاً‪ ،‬ومجموع‬ ‫صناعة البرمجيات اخملصصة ‪ 37‬صناعيا ً و ‪ 9‬مصانع أنشئت‬ ‫وقيد اإلنشاء ومصنع واحد منتج‪ ،‬ومجموع الصناعية‬ ‫الكيميائية ‪ 521‬صناعيا ً و‪ 353‬مصنعا ً أنشئ وقيد اإلنشاء و‬ ‫‪111‬مصنعا ً منتجاً‪ ،‬ليكون مجموع الصناعيني اخملصصني ‪2867‬‬ ‫صناعيا ً مخصصا ً و ‪ 1982‬مصنعا ً أنشئ وقيد اإلنشاء و ‪685‬‬ ‫مصنعا ً منتجاً‪.‬‬ ‫أين وصلتم بالعمل في املبنى اجلديد إلدارة املدينة‬ ‫الصناعية؟‬ ‫العمل جار بشكل جيد ووفق جدول زمني محدد ونعمل على‬ ‫إجناز هذا املبنى بالسرعة القصوى حيث نقوم باختيار األثاث‬ ‫املناسب للمكاتب‪ ،‬وسوف نقوم بتدشني املبنى خالل الربع األول‬ ‫من العام القادم وذلك مبناسبة وطنية‪.‬‬ ‫ما هي محفزات االستثمار وما التسهيالت التي تقدمونها‬ ‫للصناعيني؟‬ ‫متتاز املدينة الصناعية بعوامل كثيرة يجعلها مناخا ً مالئما ً‬ ‫لالستثمار‪ ،‬ولعل أهمها قرب املدينة من نقاط العبور اخلارجية‬ ‫ملدينة حلب وربطها باملطار والسكك احلديدية والطرق الدولية‪،‬‬ ‫واعتماد مبدأ النافذة الواحدة لتأمني كافة خدمات املستثمرين‬ ‫في مبنى واحد واملتضمن التشميل وفق املرسوم ‪ 8‬لعام ‪- 2007‬‬ ‫القرار الصناعي ‪ -‬االكتتاب والتخصيص ‪ -‬رخص البناء ‪ -‬الرخص‬ ‫اإلدارية ‪ -‬خدمات املياه والهاتف والكهرباء والصحة ‪ -‬تأمينات‬ ‫اجتماعية ‪ -‬االستيراد والتصدير ‪ -‬اجلمارك ‪ -‬املالية‪ ،‬وكافة املرافق‬ ‫واخلدمات الالزمة لعملية االستثمار‪ ،‬كما تتم ّيز املدينة بأسعار‬ ‫خاصة لتأمني عناصر الطاقة داخل املدينة عن خارجها‪.‬‏‏‬

‫ومن خالل النافذة الواحدة التي حتتوي على كل الفعاليات‬ ‫نقوم بترخيص أي منشأة ضمن املدينة الصناعية خالل ساعة‬ ‫واحدة ودون أن يتحمل املستثمر أي مشقة أو تعب‪ ،‬ومن خالل‬ ‫متابعة مكتب االستثمار نقوم بحل كل مشاكل التي تخص‬ ‫الصناعيني ضمن املدينة الصناعية‪.‬‬ ‫ما هي خططكم لبناء وحدات سكنية خاصة باملدينة‬ ‫الصناعية؟‬ ‫هناك مساحات كبيرة ضمن املدينة الصناعية مخصصة من‬ ‫أجل بناء ‪ 50‬ألف وحدة سكنية‪ ،‬وسوف نعمل على دراسة هذه‬ ‫الوحدات السكنية مع مؤسسة اإلسكان العسكرية على وجه‬ ‫السرعة‪ ،‬وسوف نتعامل مع الوحدات السكنية ضمن ظروف‬ ‫مالئمة مع احلفاظ على حقوق الطرفني نحن كمدينة صناعية‬ ‫والطرف اآلخر املستثمر‪ ،‬وسوف نخصص كل معمل من املعامل‬ ‫بعدد من الشقق السكنية حسب الدرجات وحسب عدد العمال‬ ‫املسجلني في التأمينات االجتماعية وذلك ضمن النسبة‬ ‫والتناسب‪ ،‬وبناء هذه الوحدات السكنية سوف يستهلك أيدي‬ ‫عاملة كثيرة خالل فترة إجناز هذا املشروع‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة تودون قولها؟‬ ‫أود من خالل منبركم أن أوجه رسالة‬ ‫إلى كافة املستثمرين والصناعيني في‬ ‫سوريا احلبيبة والوطن العربي والعالم‬ ‫وهذه الرسالة تتضمن دعوتهم لالستثمار‬ ‫ضمن املدينة الصناعية بـ “الشيخ جنار”‬ ‫وذلك ملا تقدمه هذه املدينة من تسهيالت‬ ‫كبيرة لكافة شرائح املستثمرين وإميانا ً‬ ‫منّا ملا سوف يكون لهذه املدينة من أهمية‬ ‫كبرى ومنوذج يحتذى به بني املدن الصناعية‬ ‫الكبرى‪ ،‬ورسالة حب وعرفان لقائد الوطن‬ ‫الرئيس الدكتور بشار األسد لدعمه‬ ‫املستمر للصناعة والصناعيني ونعاهده‬ ‫أن نبقى اجلند األوفياء‪ ،‬وأشكركم جزيل‬ ‫الشكر وأمتنى لكم التوفيق في مهامكم‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬عبد السالم وعبد املناف‬ ‫األحمد‬ ‫منبر التوحيد ‪ -‬حلب‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر ثقافي‬

‫القدس تستحق أن تكون عاصمة بديلة للثقافة العربية‬

‫الروائي مروان عبد العال‪ :‬نحتاج لـ «المقاومة الثقافية»‬ ‫وليس لـ«ثقافة المقاومة»‬

‫لعله األلم نفسه‪ّ ،‬‬ ‫لعلها آلة احلرب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫لعلها هموم‬ ‫شعبه وقضية وطنه‪ ،‬أشياء كثيرة تدق موسيقى‬ ‫احلرب على أرض مغتصبة‪ ،‬وعلى شعب مهجّ ر‪،‬‬ ‫فتصدر رواياته وكأنها آتية من ذاك الوجع‪ ،‬من تلك‬ ‫اآلالم‪ ،‬ومن ذلك التراب املق ّدس والتاريخ العظيم‬ ‫أل ّمة ّ‬ ‫قسمها احملتل‪ ،‬لكنها بقيت في أذهان أبنائها‪،‬‬ ‫كما هي‪“ ،‬فلسطني”‪.‬‬ ‫هي روايات‪ ،‬يستعيد خاللها آثار ونتائج النكبات‬ ‫املتتالية على شعبه‪ ،‬لتشكل مرآة تعكس الشكل‬ ‫احلقيقي ملعاناة الالجئني الفلسطينيني‪ ،‬وحتاول من‬ ‫خالل سطورها وضع النقاط على احلروف واإلضاءة‬ ‫على كل أماكن األلم بطرق متعددة‪.‬‬ ‫وكأنها أحالم‪ ،‬أو رسومات أطفال‪ ،‬مت ّر اآلالم مع‬ ‫حبر قلمه‪ ،‬ليصوّرها بالشكل الذي تستحق مع‬ ‫لفحة أدبية مميزة‪.‬‬ ‫وبينما تتسارع دول العالم إلجراء مفاوضات سالم‬ ‫بني الفلسطينيني واحملتل الغاصب‪ ،‬وفي الوقت الذي‬ ‫يسعى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس‬ ‫لكسب الرضى األميركي – الغربي‪ ،‬يخط الروائي‬ ‫مروان عبد العال سطور رواياته‪ ،‬ليعكس القضية‬ ‫الفلسطينية بكل أبعادها ونتائجها‪ ،‬وليدعمها‬ ‫بالقلم أقله‪ ،‬بعد أن نسيَها العرب وحكامهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والرسام مروان‬ ‫“منبر التوحيد” حاورت الروائي‬ ‫عبد العال‪ ،‬وتنقلت معه بني حكايا رواياته‪ ،‬فكان‬ ‫احلوار على الشكل التالي‪:‬‬ ‫هل استطاع الفلسطينيون مواجهة عملية‬ ‫محاولة تهويد فلسطني من خالل رفض تهويد‬ ‫الثقافة الفلسطينية؟‬ ‫الثقافة الفلسطينية جزء أصيل من الثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬وأمامها حت ٍّد أكبر ألنها مع ّرضة لإللغاء‪،‬‬ ‫لكن إمكانية تهويدها مسألة مستحيلة‪ ،‬وحتى‬ ‫ّ‬ ‫“اإلسرائيليني” في مؤمتراتهم خاصة هرتزيليا‪ ،‬وفي‬ ‫املؤمتر األخير كانوا يتحدثون عن معركتهم في‬ ‫“الس ّد”‪ ،‬أعتقد أ ّن املعركة هي معركة احلكاية والتي‬ ‫هي أكثر أصالة وأكثر ارتباطا ً باملكان‪ ،‬وهي تنمو أكثر‬ ‫فأكثر‪ ،‬حتى ولو أن فكرة اليهودية بُن َيت على قاعدة‬ ‫“الهولوكوست”‪ ،‬لتوحي أنها ضحية‪ .‬أعتقد أن ثقافتنا‬ ‫أمام حتد كبير‪ ،‬إال أ ّن آليات الدفاع قائمة وموجودة‬ ‫فيها‪ ،‬لتتمكن من منع إلغاء اآلخر لها‪ ،‬فطبيعة‬ ‫الصراع مع هذا العدو‪ ،‬ليست طبيعة عسكرية‪ ،‬بل‬ ‫إنها طبيعة حضارة كاملة وهناك معركة دائمة على‬ ‫التراث والعادات والتاريخ املوروث‪.‬‬ ‫الصراع على فلسطني‪ ،‬هو صراع حول الهوية‪ .‬ما‬ ‫هو دور املثقفني في احملافظة عليها ومنع العدو من‬ ‫حتقيق أهدافه خاصة مع اجليل اجلديد؟‬ ‫إن كلمة “الهوية” خاصة في القضية الفلسطينية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فيها الكثير من اإللتباس‪ ،‬وبالتالي يجب أن يكون‬ ‫لديها استثنائية‪ ،‬ورمبا تأخذ في كل مرحلة شكالً‬ ‫من األشكال‪ .‬لذلك‪ ،‬فالعامل الروحي والثقافة‬ ‫الوطنية‪ ،‬هما اللذان يشكالن احلافز األول‪ ،‬لتصبح‬ ‫الثقافة متراسا ً متقدما ً في هذا اجملال‪ ،‬رمبا هي‬ ‫حقيقة فلسطينية تعبر عن كل التطورات وهنا ال‬ ‫أحتدث عن برنامج محدد حلزب أو نظام سياسي‪ ،‬بل‬ ‫عن شيء موجود في الوجدان والضمير‪ ،‬الزال ميتلك‬ ‫عوامل قوة‪ ،‬ورمبا هو أقوى من طبيعة اآلداء السياسي‬ ‫للقيادة والنظام‪ .‬ورغم كل ما يجري اآلن‪ ،‬احلقيقة‬ ‫الفلسطينية مازالت راسخة‪ ،‬وهي عامل مخيف‬ ‫لآلخر‪ ،‬ومخيف للعدو نفسه‪ ،‬فعندما ينظر العدو‬ ‫لعرب ‪ ،48‬وقدرتهم على االستمرار في حفظ احلرف‬ ‫العربي‪ ،‬وعامل التكامل بني ثنائية يُراد لها أن تكون‬ ‫متناقضة واستقصائية‪ ،‬لكنها متكاملة بني واقع‬ ‫فلسطيني متجزئ وبني احللم اجلماعي لفلسطني‬ ‫وهو اجلامع لشتات فلسطيني ممتدد على مدار الكرة‬ ‫يوحد اجلميع‪.‬‬ ‫األرضية‪،‬‬ ‫وحلم ّ‬ ‫ٌ‬ ‫كانت القدس العام املاضي عاصمة للثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬كيف استطاع الفلسطينيون االستفادة‬ ‫من هذا احلدث؟‬ ‫لقد أخذ املوضوع ح ّيزا ً في اإلعالم أكثر من أنه طابع‬ ‫ثقافي‪ ،‬لكنه كان مج ّرد إضاءات إعالمية‪ .‬ال أدري كم‬ ‫حافظ ذلك على بقاء صورة القدس سواء البقاء املادي‬ ‫أو الروحي‪ ،‬سواء كان بقا ًء بشريا ً أو حجرياً‪ ،‬ولكن في‬ ‫يتهجر‪ ،‬وهذا‬ ‫نفس الوقت‪ ،‬هناك قيم تتدمر‪ ،‬وإنسان‬ ‫ّ‬ ‫له دوره ومكانته‪ ،‬القدس تستحق أن تكون عاصمة‬ ‫بديلة للثقافة العربية‪ ،‬وليس مبج ّرد احتفال سنوي‬ ‫يُنسى مع الزمن‪ ،‬وبتشكيل جلان‪ ،‬إمنا القدس تبقى‪،‬‬ ‫فهي حقيقة باقية وليست مج ّرد شعار سنوي يُقام‬ ‫واحتفاالت تتكرر‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫ماذا يكتب املثقفون الفلسطينيون املهجّ رون‪،‬‬ ‫كتابة املعاناة أو كتابة العودة أو كتابة املقاومة‪ ،‬أم‬ ‫أنهم يحيطون بجميع هذه األنواع؟‬ ‫ال شك أن لكل كاتب طريقته في إيصال املعاناة‪،‬‬ ‫فالفلسطيني يعيد إنتاج فلسطين ّيته بشكل أو بآخر‬ ‫حتى لو لم يكن داخل فلسطني‪ ،‬فمعاناته متكررة‬ ‫وتعيد نفسها‪ ،‬كما لو أ ّن النكبة ما زالت مستمرة‪ ،‬ولم‬ ‫مي ّر‪ 60‬سنة عليها‪ ،‬بل نحن نعيشها اليوم‪ ،‬فتداعياتها‬ ‫موجودة حتى ولو عاش الفلسطيني في ظروف‬ ‫اجتماعية واقتصادية جيدة‪ ،‬إال أنه يشعر دائما ً بنقص‬ ‫املكان والوطن‪ ،‬ولذلك أقول دائما ً أنه ال يوجد جدار‬ ‫بني الثقافة الفلسطينية داخل فلسطني وخارجها‪،‬‬ ‫فاجلدار ال يفصل فيما بيننا‪ .‬هناك حرب على الثقافة‬ ‫بشكل مباشر في حني يرى بعض الكتاب أن االغتصاب‬ ‫حكاية يومية‪ ،‬ولكن الفرق في َمن “يعيشها بشكل‬ ‫يومي”‪ ،‬حتى لو كان بعيد في املسافة عن األرض األم‪.‬‬

‫محاولة طمس التاريخ‪ ..‬ستبقى‬ ‫فاشلة‬ ‫حتاول «إسرائيل» سرقة فلسطني من خالل سرقة‬ ‫التراث والتاريخ املوجود فيها‪ ،‬كيف ميكن مواجهة‬ ‫ذلك من خالل الثقافة؟‬ ‫هنا تكمن الفكرة كيف أن هذا اإلنسان ُهزم مبعركة‬ ‫عسكرية أو باحتالل أرضه‪ ،‬وهي هزمية تع َّوض‪ ،‬بعكس‬ ‫الهزمية الثقافية‪ ،‬ألنها تعني اغتيال ذاكرة وهوية‬ ‫اإلنسان‪ .‬فالفكرة اإلسرائيلية بكاملها قائمة على‬ ‫محاولة طمس التاريخ‪ ،‬وليس مبعنى إلغائه بالكامل‬ ‫وبناء تاريخ جديد‪ ،‬بل باعتبار أن تاريخ “إسرائيل” هو‬ ‫استمرار للتاريخ الذي مضى‪ ،‬فمثالً يريدون اإلشارة عبر‬ ‫عمليات التنقيب في املسجد األقصى‪ ،‬إلى أن املسجد‬ ‫ُش ِّيد على هيكل سليمان‪.‬‬ ‫كلنا نعرف بشيء رمزي لدى “إسرائيل” اسمه‬ ‫“املاسادا”‪ ،‬وهي جزء من النشيد اإلسرائيلي‪ .‬وجماعة‬ ‫املاسادا هم يهود كانوا يعيشون في املنطقة ورفضوا‬ ‫االستسالم‪ ،‬فحرقوا أنفسهم في املقبرة‪ ،‬ومن خالل‬ ‫البحث عبر التاريخ‪ ،‬تبينّ أن هذه القرية هي قرية‬ ‫“مسعدة” الفلسطينية‪ ،‬وبالتالي “املاسادا” هي‬ ‫افتعال تاريخ فقط‪.‬‬ ‫املثقف هنا‪ ،‬يلزمه مؤسسة وتنظيم ثقافي‪ ،‬ويجب‬ ‫أن يُعطى االهتمام الالزم‪ .‬فالثقافة بالنسبة لكثير من‬ ‫العرب تعتبر شكالً من أشكال الترف فقط‪ ،‬وإذا كان‬ ‫طابع صراعنا صراعا ً ثقافياً‪ ،‬فيجب أن يكون صراعا ً‬ ‫حاميا ً على جميع املستويات‪ ،‬ولكن لألسف هناك‬ ‫استهانة بهذا اجلانب‪.‬‬


‫إ ّن أكثر املدارس األوروبية تد ّرس اليوم الهولوكوست‪،‬‬ ‫كواحدة من املواد التي تبينّ اليهود وكأنهم ضحايا‪،‬‬ ‫إال أ ّن الروائي البرتغالي خوسيه سراماكو حتدث عن‬ ‫شيء مهم جداً‪ ،‬حني قال أنه وجد أثناء زيارته إلى‬ ‫نابلس أن “حي القصبة” كـ”غيتو بولونيا”‪ ،‬وهذا الغيتو‬ ‫يتحدث عنه اليهود على أنهم ُع ِّذبوا فيه‪ .‬وبالتالي إن‬ ‫كلمة هذا الروائي كانت مؤثرة في أوروبا أكثر من كل‬ ‫التصريحات السياسية للقادة العرب‪ .‬إذا ً معركتنا هي‬ ‫في تغيير اآلخر بأحقية قضيتنا‪ ،‬وهنا يكمن دور اإلعالم‬ ‫والسفارات‪ ،‬إذ هناك مثالً ‪ 22‬سفارة عربية في إيطاليا‪،‬‬ ‫لكن السفارة اإلسرائيلية تعمل إعالميا ً أكثر بعشر‬ ‫مرات منها‪ .‬طبعاً‪“ ،‬إسرائيل” تهتم بكل مقال وكل‬ ‫حركة‪ ،‬أما العرب وسفاراتهم فيتلهّ ون بأشياء أخرى‪.‬‬ ‫نالحظ أن معظم كتاباتك تعبر عن ألم وحرقة‬ ‫على الوضع الفلسطيني‪ ،‬هل هو ألم على وطن‬ ‫تفتقده‪ ،‬أم أنه حرقة بسبب تواطؤ احلكومات‬ ‫العربية ضد شعبك؟‬ ‫أهمية الكتابة تكمن في أنها توصل رسالة ما‬ ‫متس وجدان‪ ،‬فهي أعمق بكثير من السياسة‪ ،‬إذ‬ ‫ألنها ّ‬ ‫من الصعب الدخول في القضية فقط من الناحية‬ ‫السياسية‪ ،‬ألنها حينها لن تأخذ طابعا ً إنسانياً‪ .‬هناك‬ ‫انطالق من موقع األلم‪ ،‬وأول هذه املواقع هي اللقاء‬ ‫بفلسطينيني دخلوا فلسطني وخرجوا منها‪ .‬فتكون‬ ‫بذرات األلم األولى ألنك لم تولد في أرضك ووطنك‪ ،‬ال بل‬ ‫شعرت بها مجرد شعور ألنك حتمل الدم الفلسطيني‪.‬‬ ‫هناك تقصير كبير وهدر أكبر بالرغم من املق ّومات‬ ‫املوجودة لدى هذه األمة‪ .‬بالنسبة لي‪“ ،‬أكتب باأللم‬

‫وليس بالقلم”‪ ،‬فاأللم موجود حقا ً وبشكل عميق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كتبت مرة مقاالً بعنوان “إن كان ال بد من كلمة”‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وعبر منبرنا‪ ،‬ماذا يقول مروان عبد العال إن‬ ‫كان ال بد من كلمة يقولها؟‬ ‫الكلمة بسيطة وهي أنه علينا املقاومة على جميع‬ ‫اجلبهات‪ ،‬وأهمها اجلبهة الثقافية ألنها حتتاج إلى أكثر‬ ‫من ثقافة مقاومة‪ ،‬بل إلى “املقاومة الثقافية”‪ ،‬فقط‬ ‫من أجل أن نكون كبشر وكوطن وكأ ّمة لنا مكان في‬ ‫اإلعراب‪.‬‬ ‫ماذا عن رواياتك التي تتميز بأنها حتمل األلم‬ ‫الفلسطيني بكل جوانبه؟‬ ‫الرواية األولى كانت “سفر أيوب” وهي رواية واقعية‬ ‫ألشخاص أسطوريني‪ ،‬وملتقطة من جيل لم يعد‬ ‫موجوداً‪ ،‬كان أول الروائيني في حياتي وهو جدتي‪،‬‬ ‫وتتضمن الرواية مقاربة لبعض األحداث التاريخية‬ ‫ومشقة لشخص كان يُطرد من أكثر من دولة عربية‪.‬‬ ‫وينتهي الكتاب بسؤال صارخ‪“ :‬هل ميكننا أن نبقى‬ ‫ننتظر النبأ العظيم؟”‬ ‫جاء بعده “زهرة الطني”‪ ،‬وهي الزهرة التي كانت‬ ‫ولدت‬ ‫تنبت فوق السطوح الطينية للمنازل‪ .‬علما ً أنني ُ‬ ‫كنت‬ ‫في اخمليم في لبنان ولم أعايش هذه األمور بل ُ‬ ‫أسمعها من أجدادي‪ .‬والرواية تتحدث عن شخص‬ ‫فلسطيني يفقد الذاكرة ويتيه بني الدول العربية‪.‬‬ ‫الرواية الثالثة كانت “حاسة هاربة”‪ ،‬وجاءت بعد أن‬ ‫عايشنا “معركة نهر البارد” ومرحلة احلصار‪ ،‬بحيث‬ ‫قمت بعملية رصد ألحاسيسي في حلظة تدمير‬ ‫ُ‬ ‫املكان‪ ،‬وفي أثناء جت ّدد النكبة‪ ،‬وهي نفس الرواية‬

‫كنت أسمعها من أجدادي حني تركوا فلسطني‬ ‫التي ُ‬ ‫ُمجبرين‪ ،‬وهذا ما حصل معنا في أحداث نهر البارد‪،‬‬ ‫نسي أبناءه والبعض األخر ترك أبواب منزله‬ ‫فالبعض‬ ‫َ‬ ‫مفتوحة‪ ،‬ومن هنا جاءت هذه الرواية – كما وصفتها‬ ‫إحدى الكاتبات املغربيات – أنها كانت أدب التوقع‬ ‫الفلسطيني بامتياز‪.‬‬ ‫أما الرواية األخيرة‪ ،‬فكانت “جفرا”‪ ،‬وهي األغنية‬ ‫خلقت “جفرا”‬ ‫الفلسطينية للتراث الشعبي‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫الفتاة التي تشتتت كما الشعب الفلسطيني‬ ‫وضاعت عن حبيبها‪ ،‬فما كان من “عاشق جفرا” إال أن‬ ‫انتزع اخلامت من يد يهودية وبحث عن الـ”جفرا” بدون أن‬ ‫يجدها ومات وهو على هذه احلال‪ ،‬وقال أنه ال يجب أن‬ ‫نبحث عن اخلامت بصفته وعد حتت األرض‪ ،‬وأعرف متاما ً‬ ‫أن اخلامت هو “فلسطني”‪ .‬أعمل اآلن على كتابة رواية‬ ‫جديدة‪ ،‬آمل أن تشكل ذروة اللجوء وإشكالية الهوية‪.‬‬ ‫أحاول إعادة إنتاج القصة بشكل يجعل القارىء يشعر‬ ‫بأن احلياة معقدة‪ ،‬لكي يعي ما يحصل حوله‪.‬‬ ‫والرواية ستكون بعنوان “إيفان الفلسطيني”‪،‬‬ ‫واخترت إسم “إيفان” نظرا ً ملا يفعله كثر من العرب‬ ‫ُ‬ ‫في اخلارج من تغيير السمهم‪ .‬وهذا إلتباس حاصل‬ ‫بالتخلي عن العمق واالنتماء للوطن الفلسطيني‪.‬‬ ‫بحق‬ ‫سأكشف الوقائع امل ّرة التي حتصل من حولنا َ‬ ‫أرضنا وانتمائنا‪ ،‬وهذا ما يفعله أخوتنا وأبناء أ ّمتنا‪.‬‬ ‫روايتي ستكون نقدا ً للتاريخ وليست تأريخاً‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬

‫تجسدت في قصائدي‬ ‫تغريد عبد العال‪ :‬أحاسيسي في معركة نهر البارد ّ‬ ‫هي فتاة عاصية كما وصفها الشاعر نعيم‬ ‫تلحوق في مقدمة مجموعتها الشعرية األولى “في‬ ‫متام الساعة اخلائفة”‪ .‬هي الفتاة الفلسطينية‬ ‫التي عاشت معركة نهر البارد وكأنها نكبة ‪،48‬‬ ‫فكتبت أحاسيسها ومحاوالت مترّدها بقصائد ّ‬ ‫جتلت‬ ‫ضمن مجموعة شعرية هي األولى لها‪ ،‬لكنها تبدو‬ ‫وكأنها أتت بعد مجموعات عديدة من التعمّ ق األدبي‬ ‫والفكري‪.‬‬ ‫كتبت في قصيدتها‪“ :‬في متام الساعة اخلائفة‪/‬‬ ‫صار عقربي يستيقظني‪ /‬ألنه متام مرور األشياء‪ /‬في‬ ‫ُ‬ ‫راقبت اغتيالها‪ /‬إنها متسكني‬ ‫متام الساعة الواقفة‪/‬‬ ‫مسرعة‪ /‬على شوارع يقظتي‪ /‬هنا‪ /‬آخر إشارات املرور‪/‬‬ ‫حيث انتهت عالمات القيامة‪ /‬وبقي سؤالي غير‬ ‫ناضج‪ /‬يترقبني في متام مرور األشياء‪ /‬فأعلم أنها في‬ ‫كل مرة‪ /‬الساعة نفسها‪ /‬في ركن آخر‪ /‬مني‪...‬‬ ‫شعرت فيها حقاً باخلوف‪:‬‬ ‫تقول تغريد بعد لقائنا بها‪ ،‬وعن اللحظة التي‬ ‫ِ‬ ‫في حالتنا الفلسطينية التي نعيش‪ ،‬ليس هناك وقت محدد تشعرين خالله‬ ‫بأنها حقا ً الساعة اخلائفة‪ ،‬ولكن أثناء أحداث مخيم نهر البارد‪ ،‬أصبح هناك‬ ‫ساعة أكثر من ساعة خائفة‪ ،‬هي ساعة غريبة عن أي وقت في حياتي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫لدي بعض اخلواطر التي كتبتها‬ ‫دفعني لتقدمي مجموعتي الشعرية األولى‪ ،‬كان ّ‬ ‫قبل‪ ،‬ولكن هذه األحداث التي آملتني هي التي جعلتني أكتب “القصيدة”‪.‬‬ ‫شعرت بها خالل تلك اللحظات في حرب‬ ‫كانت القصائد عبارة عن أحاسيس‬ ‫ُ‬

‫اخمليم‪ ،‬وقد جاءت كوصف ملشاعر متسلسلة بأسلوب‬ ‫نثري يستوعب أكثر من حالة‪.‬‬ ‫وحول سؤالنا عن قياس معاناتها بتجارب األجيال‬ ‫السابقة‪ ،‬من خالل حديثها عن جتارب الفلسطينيني‪،‬‬ ‫أجابت‪ :‬أعيش أكثر من إحساس‪ ،‬فأعيش حياة َمن‬ ‫يحيطون بي‪ ،‬وقد كانت حالة نهر البارد التي عشناها‬ ‫حالة جماعية‪ ،‬فاهتممت باحلالة أكثر من االهتمام‬ ‫بنفسي‪ ،‬علما ً أنني أحاول دائما ً أن أكون “نفسي” أينما‬ ‫ُوجدت‪ ،‬وقد ساعدتني البيئة الفنية التي عشت فيها‬ ‫على ذلك بشكل كبير‪ ،‬وهذا ما جعلني أحتدى الصعوبات‬ ‫على طريقتي اخلاصة‪.‬‬ ‫وعن دوافع إصدار مجموعتها الشعرية‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬ ‫دفعني إلصدار كتابي األول‪ ،‬هو حب التم ّيز‪ ،‬ولإلضاءة‬ ‫على أننا كفلسطينيني نستطيع أن نتم ّيز‪ ،‬وأن يكون لنا‬ ‫العديد من املشاركات األدبية والثقافية‪ .‬لدي إمكانيات‬ ‫أدبية وثقافية مت ّيزني كإبنة مخ ّيم‪ ،‬وهذا يع ّبر عن عدم الرغبة باالستسالم‪ ،‬لذلك‬ ‫أشجع أبناء اخمليمات على التقدم وإبراز إمكانياتهم وقدراتهم األدبية‪ ،‬علما ً أنهم‬ ‫ّ‬ ‫بحاجة لرعاية أكبر‪.‬‬ ‫ملَن تعيشني‪ ،‬للحياة أو لفلسطني؟‬ ‫ال نستطيع تصنيف احلياة من أجل الفرد أو من أجل الوطن‪ .‬فلسطني هي‬ ‫قضية في هذه احلياة‪ ،‬وكل إنسان عربي يستطيع أن يق ّدم شيئا ً لها‪ .‬أعيش ألجل‬ ‫أحالمي‪ ،‬وهي بدورها تق ّدم الكثير لوطني‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر فني‬

‫أعمل منذ خمسين سنة وال أملك مليون دوالر!‬

‫الياس الرحباني لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫بعض المسيحيين تصرفوا بحقد وطلبوا من الجمهور مقاطعة «إيلال»‬ ‫يكفي أنه ينحدر من عائلة ف ّنية عريقة‪ ،‬حتمل على عاتقها أمجاد الفن‬ ‫اللبناني ليذهلك بتواضعه وابتسامته‪.‬‬ ‫إنه املبدع الياس الرحباني‪.‬‬ ‫هو باستمرار مبتسم ومقبل على احلياة‪ ،‬ال تغيب عنه خفة الظل على‬ ‫رغم ما يحمل في صدره من مرارة ملا وصل إليه حال الغناء واملوسيقى في‬ ‫عاملنا العربي‪.‬‬ ‫آمن بأن اهلل هو نهر من العطاء والفرح والنور من خالل انسياب النغم‬ ‫املوسيقي في روحه‪.‬‬ ‫يتساءل الى متى سنعيش اخلوف‪ ،‬ونهرب منه في هذا البلد دون أن نواجهه‪،‬‬ ‫فمستقبل أوالدنا يرتسم بقلق في عيون يائسة‪ ،‬كما نعيش في أمة يتصرف‬ ‫قادتها بأنانية مطلقة ويتجاهلون أنني شعوبهم‪.‬‬ ‫وبعصبية ظاهرة يقول‪« :‬هذا البلد لن يتغيّر أبدا»‪ ،‬وهو نادم على عرض ُق ّدم‬ ‫له لكي يعيش في فرنسا‪.‬‬ ‫وفي إطار خليط من السياسة والفن‪ّ ،‬‬ ‫خصنا صاحب األنامل الذهبية‬ ‫بحوار صريح وعفوي‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬ ‫تقول في إحدى املقابالت‪ُ :‬‬ ‫علي أن أكون مواطناً أكثر من عادي في‬ ‫«عرض ّ‬ ‫فرنسا‪ ،‬لكنني رفضت وعدت الى لبنان»‪ ،‬هل تندم اليوم على ما أقدمت عليه‬ ‫في السابق؟‬ ‫ندمت منذ أربع أو خمس سنوات‪ ،‬هل من املعقول أن أعمل ‪ 50‬سنة في الفن‬ ‫وال أملك مليون دوالر؟ أقل فنانة متلك اليوم ‪ 8‬أو ‪ 9‬مليون دوالر‪ .‬من أين تغني؟ من‬ ‫أية منطقة في جسمها؟ أرى العجائب على التلفزيون‪ % 95 .‬من مغن ّيي العالم‬ ‫ال عالقة لهم باملوسيقى‪.‬‬ ‫املوسيقى وحدها خلق وإبداع‪ ،‬لقد أعطاها اهلل لإلنسان منذ ‪ 12‬مليار سنة‪.‬‬ ‫الذين يقرؤون في العالم تبلغ نسبتهم الـ ‪ 35‬في املئة‪ ،‬أما الذين يسمعون‬ ‫املوسيقى فيبلغ عددهم الـ ‪ 6‬مليار و‪ 50‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫اختارتك موسكو لتكون موسيقاك في قصر الكرملني في قائمة واحدة‬ ‫مع موزار‪ .‬ما هو شعورك عندما تكرّمك موسكو وتنساك بيروت؟‬ ‫نلت دكتوراه من أميركا وأخرى من جامعة الروح القدس ‪ -‬الكسليك‪ ،‬والرئيس‬ ‫قدم لي تكرميا ً ومنحني وسام االستحقاق برتبة ضابط والرئيس سركيس‬ ‫ّحلود ّ‬ ‫املذهب‪ .‬كما حصلت على ‪ 150‬تكرميا ً من النوادي واملدارس‬ ‫منحني وسام اإلعالم ّ‬ ‫وال تهمني التكرميات واألوسمة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يصلون ويقتلون‬ ‫هل صحيح أنك تؤلف كتاباً حتت عنوان “عالم الياس الرحباني”؟‬ ‫نحصن اهلل‪ .‬اهلل ال نعرفه‪ .‬هو الضمير الكبير‪،‬‬ ‫نعم وقد ذكرت فيه كيف‬ ‫ّ‬ ‫واإلنسانية الكبيرة‪ ،‬هو فرح ونور‪ .‬لقد خلقنا وأعطانا القوة‪ .‬لست ضليعا ً في‬ ‫األديان‪ ،‬لكن يكفي أن حتبي وتغفري‪ .‬يصلون ويقتلون‪ ،‬يصلون ويسرقون‪ ،‬يصلون‬ ‫ويب ّيضون األموال‪ ،‬يصلون ويتعاطون اخملدرات‪.‬‬ ‫هل تهاجم رجال الدين في لبنان؟‬ ‫أريد أن أوجه رسالة الى املسلمني واملسيحيني في العالم العربي‪ .‬أنا الياس‬ ‫الرحباني مسيحي ومسلم في الوقت نفسه‪ .‬وإذا لم يكن اللبناني مسيحيا ً‬ ‫ومسلما ً في الوقت نفسه ال يستطيع العيش في هذا البلد‪ .‬إنهم يأخذون‬ ‫من األديان غطاء لهم لكي يقبضوا األموال‪ .‬كل األديان هدفها األموال‪ .‬وأنتقد‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يعمرون ثم يهدمون‪ .‬وأسأل إخواننا املسلمني‪ :‬ملاذا العودة الى‬ ‫املسيحيني ألنهم ّ‬ ‫الوراء؟ الدين تأسس وبقي كما هو‪ .‬ملاذا كنا في منطقة الشرق العربي مثل‬ ‫إيطاليا وفرنسا؟ نحن بدأنا احلضارة منذ زمن بعيد ألننا كنا منشي باألديان على‬ ‫الطريق الصحيح‪ .‬ولقد أنزل القرآن الكرمي على النبي محمد ولم ينزل على‬ ‫احلاشية‪ .‬ال أريد أن اسمع القرآن الكرمي من احلاشية‪ .‬كما أريد أن أسمع كالم‬ ‫املسيح من اإلجنيل فقط وليس من أحد آخر‪.‬‬

‫مذكراتي تصلح لفيلم سينمائي‬ ‫هل انتهيت من كتابة مذكراتك؟ وهل تصلح لفيلم سينمائي؟ ومن ّ‬ ‫ترشح‬ ‫لدور البطولة؟‬ ‫كتبت ‪ % 90‬من مذكراتي و ‪ % 10‬لم أتطرق إليها‪ .‬أنا إنسان ج ّيد وأسامح‬ ‫إلي‪.‬‬ ‫الذين أساؤوا ّ‬ ‫وقد قال لي صديقي هنري زغيب أنت ال تكتب مذكرات بل قصة فيلم‪.‬‬ ‫هل هي دعوة الى شركات اإلنتاج؟‬ ‫أمتنى ذلك‪ ،‬فإنتاج األفالم أفضل من إنتاج األغاني في لبنان‪ .‬لقد خ ّربوا الشرق‬ ‫بأكمله في عالم املوسيقى‪.‬‬ ‫تقول هناك غربة بني املؤلف املوسيقي واإلنسان ؟‬ ‫لقد كتبت قطعة موسيقية بعنوان “الغربة بني املؤلف املوسيقي واإلنسان”‬ ‫ألن املؤلف بعيد عن اإلنسان كأنه في غربة لكنه يتواضع تواضع األنبياء لكي‬ ‫يصل الى عقول الناس‪.‬‬ ‫كان من املفترض أن تستمر مسرحية “إيلال” لتسعة أشهر‪ ،‬ولكن العرض‬ ‫استمر لثالثة أشهر فقط‪ .‬ملاذا؟‬ ‫كان من املفترض أن يستمر عرضها تسعة أشهر مثل مسرحيتي “وادي‬ ‫شمسني” و”سفرة األحالم”‪ .‬لكن هناك من ّ‬ ‫خطط إلفشال املسرحية‪ .‬وقد طلب‬ ‫من البعض املقاطعة‪ ،‬وعلى رغم ذلك جاؤوا من بيروت الغربية وصيدا وصور‬ ‫والنبطية وبعلبك وطرابلس وعدد قليل من املناطق املسيحية‪.‬‬ ‫من يقف وراء هذا اخملطط ؟‬ ‫بعض املسيحيني تصرفوا بحقد وطلبوا من الناس املقاطعة‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫وهل يعني ذلك أن السياسة تؤثر على الفن في لبنان؟‬ ‫لست معجبا ً بأحد وال أؤيد أحدا ً من هؤالء السياسيني‪ .‬منذ صغري كانوا‬ ‫يقولون هذا رئيس عظيم ومعنى ذلك أنه يسرق ويسمح ألنصاره بأن يسرقوا‪.‬‬ ‫لكن غسان ابنك مؤيد للتيار “الوطني احلرّ”؟‬ ‫نحن ال ننتمي الى أحد‪ .‬لقد تعاملت سابقا ً مع الرئيس احلريري في برنامج‬ ‫“سوبر ستار” الذي احتل املركز األول في الوطن العربي‪ .‬ولكن أشكر اجلنرال عون‬ ‫ألنه الوحيد في تاريخ لبنان الذي طلب مني املشاركة في العمل السياسي‪.‬‬ ‫فاعتذرت منه ألنني لست مقتنع ّا بالدولة اللبنانية‪ ،‬ولكن غسان يحاول التغيير‬ ‫ومشروعه احملافظة على البيئة‪ .‬لقد أهدر أمواله على البيئة وأنتج ما يقارب الـ‬ ‫‪ 30‬كليب من حسابه اخلاص‪ .‬كما ع ّرض حياته للموت‪ ،‬كانوا سيقتلونه وطاردوه‬ ‫بالشاحنات‪.‬‬ ‫لبنان لن يتغ ّير من اآلن ولغاية مئة سنة‪ .‬ملاذا ال نكون مثل أية دولة في العالم؟‬ ‫نحصل على حقوقنا ونعرف واجباتنا؟‬ ‫كيف تقيّم جتربتك السابقة في سوبر ستار؟‬ ‫إنها رائعة‪ ،‬وهي مفصل مهم بني الهبوط الفني الذي استمرعشرون سنة وقد‬ ‫صحح بأسبوع واحد من خالل هذا البرنامج‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يحكى عن خالف سياسي بينك وبني تلفزيون املستقبل؟‬ ‫“يروحوا يخيطوا بغير هاملس ّلة”‪ .‬ال يوجد أي خالف بيني وبني تيار “املستقبل”‪،‬‬ ‫ندمي امل ّلال صديقي‪.‬‬ ‫هل تكرر جتربة سوبر ستار؟‬ ‫طبعاً‪.‬‬ ‫ملاذا لم يتابع معظم خريجي “سوبر ستار” مسيرتهم الفنية باستثناء‬ ‫البعض الذين ال يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد؟‬ ‫كان هناك مشروع للرئيس الشهيد رفيق احلريري ملتابعة الفائزين ملسيرتهم‬ ‫الفنية‪ ،‬ولكنه توقف بعد اغتياله‪.‬‬ ‫لم يكن احلريري يصدق ما وصل إليه هذا البرنامج من جناح مع العلم أن البلد‬ ‫كانت مقسمة آنذاك‪ ،‬فاملسيحيون ال يشاهدون تلفزيون “املستقبل” واملسلمون‬ ‫ال يشاهدون املؤسسة اللبنانية لإلرسال وعلى رغم ذلك فقد حصد البرنامج‬ ‫أكبر نسبة للمشاهدين بني لبنان والعالم العربي‪.‬‬ ‫ملاذا توقف إذاً؟‬ ‫ال دخل لي بذلك‪ .‬لم جتدد اإلدارة العقد الذي استمر خلمس سنوات‪.‬‬ ‫هل صحيح أن االتصاالت الهاتفية لم تكن تتوقف في بيتك حتى منتصف‬ ‫الليل في فترة عرض برنامج “سوبر ستار”؟‬ ‫نعم‪ .‬لقد أحب الناس هذا البرنامج كثيرا ً ولم يكن هاتفي يتوقف عن الرنني‬ ‫حتى منتصف الليل للسؤال عن املشتركني والرابحني وعن نتائج التصويت‪.‬‬ ‫ملاذا كان يقبل املشتركني نقدك بكل رحابة صدر؟‬ ‫ألنني أعطي املالحظة بني الضحك واملرح والتوجيه لذلك ال يتضايقون مني‪.‬‬

‫إفالس رحباني؟‬ ‫لقد قيل‪“ :‬إن عرض مسرحية صيف ‪ 840‬بحلة جديدة هو إفالس رحباني‬ ‫وليس حتية ملنصور الغائب احلاضر”‪ .‬ما هو تعليقك على ذلك؟‬ ‫“يجب أن نط ّول بالنا على الشباب”‪ .‬هذه مسرحيات يجب أن تعاد وتقدم في‬ ‫العالم العربي‪ .‬ال نستطيع القول إنها إفالس رحباني‪.‬‬ ‫برأيك هل سيعطي هذا اجليل الرحباني الشاب مثلما أعطى منصور‬ ‫وعاصي الفن اللبناني؟‬ ‫ال أحد يعطي مثل اآلخر‪ّ .‬‬ ‫كل يعطي على طريقته‪.‬‬ ‫هل تعتبر أن االمبراطورية الرحبانية انهارت وانتهى عصرها الذهبي الى‬ ‫غير رجعة؟‬ ‫هذا كالم غير صحيح‪ .‬إال إذا اعتبروني غائباً‪ .‬في أحد األيام سألت منصور”هل‬ ‫يوجد أحد في العالم يستطيع أن يؤلف موسيقى كالسيكية وأوبرا وقصائد‬ ‫ورمضانيات وإعالنات باللغات اإلنكليزية والفرنسية واإليطالية”؟ نظر منصور‬ ‫الى البحر وأجابني” نعم هناك شخص واحد اسمه الياس الرحباني”‪.‬‬ ‫هذا وسام كبير يفوق كل األوسمة‪.‬‬

‫أال تعتقد أن املسؤولية كبيرة جداً على عاتق أوالد الرحابنة واخلوف من‬ ‫الفشل مينعهم من إنتاج جديد خوفاً من املقارنة مع أعمال عاصي ومنصور؟‬ ‫طبعا ً ‪ ،‬هذا صحيح فاملسؤولية كبيرة جداً‪.‬‬ ‫ما رأيك ببرنامج “غني مع غسان” وملاذا انتقل من الـ ‪ OTV‬الى ‪NTV‬؟‬ ‫هل سمعت مستوى األصوات في هذا البرنامج‪ .‬إنها رائعة‪.‬‬ ‫مبا أن الغناء يتمّ عبر الهاتف فهل الهدف هو االعتماد فقط على الصوت‬ ‫دون الشكل؟‬ ‫ويتم اختيارهم فقط‬ ‫نعم‪ ،‬فغسان ال يرى املشتركني إال في احللقات األخيرة‪ّ ،‬‬ ‫من خالل األداء والصوت‪ .‬و”سوبر ستار” أيضا ً لم يعتمد على الشكل بل على‬ ‫الصوت واحلضور‪.‬‬ ‫ألسنا اليوم في عصر الصورة التي تعتمد على الشكل فقط؟‬ ‫نعم لقد “نزعوا” أوالدنا وأفسدوا عقولهم وأذواقهم‪.‬‬ ‫ولكنك متاشيت مع هذه األجواء وأعطيت حلناً لهيفا وهبة؟‬ ‫أصد أحداً‪ .‬ولكن أحاول حتسني أصواتهم‬ ‫أعطيت لكثيرين قبل هيفا‪ .‬وأنا ال ّ‬ ‫وأدائهم‪ .‬كالم أغنية هيفا ممتاز فهي تقول “بدي عيش” وقد قلت لها ممنوع‬ ‫“الغنج”‪.‬‬ ‫مع وجود الكومبيوتر الذي يحسن الصوت وأنت أول من أحضره الى لبنان‬ ‫هل ميكن احلديث عن صوت جميل؟‬ ‫الكومبيوتر يصلح القليل وال ميكن أن يصنع صوتاً‪ .‬أهم مطربي العالم ميرون‬ ‫بفترة تعب لذلك نصلح لهم صوتهم على الكومبيوتر‪.‬‬

‫ديو املشاهير “فكرة رائعة”‬ ‫هل تشاهد “ديو املشاهير” الذي يًعرض على املؤسسة اللبنانية لإلرسال؟‬ ‫وما رأيك به؟‬ ‫لقد شاهدته مرة واحدة‪ ،‬ألنني في معظم األحيان أكون مشغوالً‪ .‬إنها فكرة‬ ‫جيدة‪ .‬كل برنامج ميكن أن ميرر الوقت دون “مسخرة” يعتبر جيداً‪.‬‬ ‫يؤخذ عليكم أنكم تنتقدون الفن “الهابط” وقد ّ‬ ‫شكل غسان فرقة الـ‬ ‫‪ 4 CATS‬التي تعتمد على الشكل فقط مما يعني أنكم دخلتم في هذه‬ ‫املوجة؟‬ ‫نعم ولسنا خجولني‪ .‬ففي سلطنة عمان أتى ملشاهدة العرض ما يقارب الـ‬ ‫‪ 100‬ألف شخص‪.‬‬ ‫وهل أتوا جلمال صوتهم أم ملشاهدة شكلهم اخلارجي فقط؟‬ ‫ولكنهم يؤدون أغان جيدة‪.‬‬ ‫جت ّددون بعض األغاني القدمية من خاللهم‪...‬‬ ‫وأين الغلط في ذلك ؟‬ ‫الغلط أنكم تنتقدون الشيء وتقومون مبثله؟‬ ‫أحسن بنسبة ‪ 30‬أو ‪ % 40‬في األصوات‪ .‬أعطيهم‬ ‫أنا أعطي أحلانأ للجميع ألنني ّ‬ ‫أحلانا ً تناسب طبقة أصواتهم‪.‬‬ ‫هل تربّون أجيالكم على الثورة في العائلة الرحبانية؟‬ ‫إنها تخلق معنا‪.‬‬ ‫هل تشجع غسان على ما يقوم به ومعروف عن الرحابنة أنهم ال يشجعون‬ ‫أبناءهم بهدف حضهم على إعطاء املزيد من التقدم والنجاح؟‬ ‫أفتخر به ألنه “آدمي”‪ .‬يكفي كيف يعامل عائلته‪ .‬يقول غسان‪ :‬أملك عاطفة‬ ‫أم وليس أب‪.‬‬ ‫هل صحيح أن الرئيس نيكوال ساركوزي سيكرّم من ساعد على‬ ‫نشرالفرنكوفونية في العالم وأنت أولهم؟‬ ‫التقيت بشخص في باريس ّ‬ ‫وأكد لي أن الرئيس ساركوزي سيك ّرم الذين‬ ‫ساعدوا الفرنكوفية ولغاية اآلن أنا األول‪ .‬في أوروبا تقاس األعمال باألفعال وليس‬ ‫بالكالم‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫حوار‪ :‬لور عقل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫الحرية لكل أسرانا ومعتقلينا األبطال‬ ‫إبراهيم زين الدين «‪ 28‬عاماً من األسر»‬

‫قضية‬

‫الشيخة أم إبراهيم ‪ :‬العدو اإلسرائيلي اعترف بوجوده‬ ‫في معتقالته وزمالؤه أكدوا أنه ما زال حياً‬ ‫عادل زين الدين‪« :‬حزب هللا» ق ّدم اسمه في عداد المفقودين‬ ‫ّ‬ ‫ستظل شامخاً يا وطني بسواعد‬ ‫ّ‬ ‫متمسكون بحب‬ ‫املقاومني‪ ،‬ونحن هنا‬ ‫األرض التي هي شرفنا وكرامتنا ومستقبل‬ ‫أجيالنا‪ ،‬ألجلها تهدف التضحيات‪ ،‬ونحن‬ ‫قوم ال نترك أسرانا في سجون االحتالل‪،‬‬ ‫هكذا قال سيد املقاومة سماحة األمني‬ ‫العام لـ «حزب اهلل» السيد حسن نصر اهلل‪،‬‬ ‫وكان عهدا ً ووعدا ً ووفاءً‪.‬‬ ‫لبنان املقاومة والفداء‪ ،‬يجود بالعنفوان‬ ‫والبطولة‪ ،‬هذا ما أثبتته األحداث والتجارب‪،‬‬ ‫واملقاومة خيار صائب في مواجهة العدو‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وهي سبيلنا لتبقى هذه األرض‬ ‫الطاهرة‪ ،‬تنبت اخلصب والعطاء‪ ،‬معادلة‬ ‫ثابتة أصلها حب الوطن واالنتماء إلى أمة‬ ‫تأبى الضيم وعريقة في جهادها وحضارتها‬ ‫وبعدها اإلنساني‪.‬‬ ‫واألسير هو الشاهد على عظمة‬ ‫التحدي وهو عنوان الصمود واملقاومة‪ ،‬ال‬ ‫تقهره زنازين االحتالل‪ ،‬وهو التواق الى فجر‬ ‫احلرية‪ ،‬خلفه مقاومة حتدت العالم أجمع‬ ‫عن عظمتها وهي التي أثبتت مصداقية‬ ‫أقران القول بالفعل فكان الوعد الصادق‪،‬‬ ‫وأصبحت املقاومة مثاالً ونبراساً لألجيال‪.‬‬ ‫مع كل فرحة بعملية تبادل أسرى‪،‬‬ ‫يبقى اجلرح مفتوحاً‪ ،‬ببقاء عدد آخر من‬ ‫أبطالنا خلف قضبان األسر‪ ،‬ويبقى القلق‬ ‫كبيرا ً على مفقودين ضاعت آثارهم بني‬ ‫النقل من سجن إلى آخر‪ ،‬أو بني اإلعالن‬ ‫عن استشهادهم حيناً وتأكيد زمالء لهم‪،‬‬ ‫وجودهم في هذه الزنازين أو تلك أحياناً‪.‬‬ ‫مجلة “منبر التوحيد” قصدت‬ ‫منزل الشيخة “أم إبراهيم” التي ناهزت‬ ‫السبعينات من عمرها‪ ،‬استقبلتنا بوجه‬ ‫بشوش‪ ،‬وبقلب نابض باحلنان‪ ،‬وعيون ال‬ ‫تفارقهما نظرة األمل بلقاء ولدها‪ ،‬وأول‬ ‫ما قالته لنا‪ :‬أملي الكبير أن أسمع عبر‬ ‫مجلتكم خبر عن ولدي الذي هو أملي‬ ‫الوحيد في احلياة‪.‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أملي الوحيد في هذه الدنيا‬ ‫أن أشاهد ولدي ولو مرة واحدة‬ ‫في حياتي‪ ،‬وأملي باهلل كبير‬ ‫وبعد تنهيدة طويلة‪ ،‬بدأت تخبرنا عن إبراهيم‬ ‫فقالت‪:‬‬ ‫إبراهيم كان مميزا ً وهادئاً‪ ،‬ترعرع على الصدق‬ ‫واإلخالص والوفاء ألهله وأقربائه وأصدقائه‬ ‫ووطنه‪ ،‬كان صادقا ً مع نفسه‪ ،‬ومع اجلميع‪،‬‬ ‫كرمي النفس‪ ،‬يحب اخلير ومساعدة احملتاجني‪،‬‬ ‫محبوبا ً عند اجلميع ويحب الناس‪ ،‬كان‬ ‫مخلصا ً لعمله‪ ،‬فقد كان مدرسا ً في املدرسة‬ ‫الرسمية‪ ،‬وعُينّ ناظرا ً فيها ولم يتغ ّيب يوما ً‬ ‫واحدا ً عن مدرسته‪ ،‬كان يشعر مبعاناة كل‬ ‫طفل يلتقي به‪ ،‬فيسعى ملساعدته بكل‬ ‫الوسائل‪ ،‬ومن ماله اخلاص رغم حاجته‬ ‫املاسة لتلك األموال ألنه كان على وشك‬ ‫الزواج‪ ،‬فقد كان مرتبطا ً بفتاة وموعد زفافه‬ ‫كان بعد أيام قليلة من اعتقاله‪ ،‬وكم كنت‬

‫‪66‬‬

‫أنتظر تلك اللحظة التي أشاهد فيها ولدي‬ ‫يجلس بجانب عروسه‪ ،‬ولكنهم ال يعرفون‬ ‫الرحمة وال يرحمون قلب أم يحترق شوقا ً على‬ ‫ولدها‪ ،‬ومنذ يوم االعتقال‪ ،‬وأنا أنتظر عودته‬ ‫إلي أو سماع خبر عنه‪ ،‬ولكن حتى تاريخ هذا‬ ‫اليوم لم أملح نظرة من عينيه‪ ،‬ولكنني لم‬ ‫أستسلم‪ ،‬وكأي أم كنت أقصد كل من ميكنه‬ ‫مساعدتي‪ ،‬وفي البداية علمنا أنه اعتُقل من‬ ‫بلدة بعقلني ستة شباب‪ ،‬ومتّ إخالء سبيلهم‬ ‫بعد أيام قليلة من االعتقال‪ ،‬ولكن إبراهيم‬ ‫بقي بحوزتهم وكعادتهم اإلسرائيليون‬ ‫يلفقون التهم وال مييزون بني األطفال والنساء‬ ‫والرجال‪ ،‬وعندها بدأت مسيرتي بالبحث عن‬ ‫ولدي‪ ،‬فقد قصدت فلسطني احملتلة ثالث مرات‪،‬‬ ‫وكانت زيارتي األولى من دون جدوى‪ ،‬وفي الزيارة‬


‫الثانية قابلت شيخ عقل املوحدين الدروز‬ ‫يومها املرحوم الشيخ أمني طريف وقاضي‬ ‫املذهب الدرزي‪ ،‬ونوابا ً ومسؤولني وفعاليات‬ ‫سياسية واجتماعية درزية في األراضي‬ ‫احملتلة‪ ،‬وسعوا جميعهم من أجل معرفة‬ ‫شيء عنه ولكن دون جدوى‪ ،‬وزرت فلسطني‬ ‫احملتلة للمرة الثالثة واألخيرة وقصدت يومها‬ ‫منزل األستاذ أمل نصر الدين‪ ،‬واستقبلوني‬ ‫بالترحاب وأخبرتهم عن سبب وجودي في تلك‬ ‫البالد وأخبرني قريب له‪ ،‬أنه التقى إبراهيم‬ ‫في سجن عتليت‪ ،‬وتعرف عليه وأكد أنه هو‬ ‫وذلك بعد رؤيته صورا ً كانت بحوزتي‪ ،‬ويومها‬ ‫سأله عن اسمه فأجابه أنا درزي‪ ،‬من عائلة زين‬ ‫الدين من بعقلني اعتقلتني “إسرائيل”‪ ،‬وأفاد‬ ‫ض ّم إلى ملف‬ ‫هذا الشاب أن ملف إبراهيم ُ‬ ‫املعتقلني الفلسطينيني وليس اللبنانيني‪.‬‬ ‫وبعد أن سمع األستاذ أمل نصر الدين‬ ‫قصتي وقصة إبراهيم وعدني بأنه سيسأل‬ ‫عنه‪ ،‬فعمل ما استطاع أن يقوم به‪ ،‬وأخبرني‬ ‫بعد أيام بأن اإلسرائيليني قد اعترفوا بوجوده‬ ‫وسيعمل املستحيل ليجعلني أعود إلى لبنان‬ ‫وبصحبتي إبراهيم‪ ،‬وبدأت انتظر وأعد األيام‬ ‫والساعات والدقائق للقاء ولدي‪ ،‬ولكن الوقت مير‬ ‫وعلي العودة إلى بلدي وأوالدي‪ ،‬فقد مضى على‬ ‫وجودي يومها ثالثة أشهر وقررت العودة فعدت‬ ‫على أمل أن يعود إبراهيم بعد فترة قصيرة كما‬ ‫وعدني األستاذ أمل‪ ،‬ولكن بعد وصولي علمت‬ ‫بأن قوى األمن الداخلي اللبناني جاؤوا وسألوا‬ ‫عني وطلبوا من عائلتي بإخباري بأن علي الذهاب‬ ‫إلى بيت الدين‪ ،‬فذهبت وفوجئت بأنهم يطلبون‬ ‫مني استالم الرفاة‪ ،‬التي وصلت قبل مجيئي‬ ‫من “إسرائيل”‪ ،‬فطلب أحد األقرباء الكشف‬

‫عن اجلثة ألن إبراهيم لديه عالمة في جسده‬ ‫نستطيع التعرف عليه عبرها ولكن الصليب‬ ‫األحمر رفض كشف اجلثة‪ ،‬وذلك بطلب من‬ ‫املسؤولني اإلسرائيليني‪ ،‬وحتى رفضوا التأكد‬ ‫من أن هذه اجلثة تعود إلى إبراهيم أو أحد آخر‪،‬‬ ‫ولكنني لم أوافق على استالم اجلثة ال أعلم ملن‬ ‫تعود وليس هناك أي إثبات يؤكد أن هذه اجلثة‬ ‫تعود إلى إبراهيم‪.‬‬ ‫وبعد ذلك لم أسمع شيئا ً يُفرح قلب أم تعيش‬ ‫على أمل لقاء ولدها‪ ،‬شاركت في الكثير من‬ ‫االعتصامات التي تقوم بها أمهات املعتقلني‬ ‫واملفقودين‪ ،‬ولكن ال جدوى‪ ،‬وأصبحت اليوم في سن‬ ‫ال يسمح لي مبغادرة منزلي‪ ،‬ورغم ذلك لو سمعت‬ ‫أن إبراهيم موجود في مكان ما لذهبت إليه مشيا ً‬ ‫على األقدام حتى لو كان في فلسطني‪.‬‬ ‫ومنذ فترة قصيرة زار رجل من إخواننا‬

‫‪67‬‬

‫الفلسطينيني إحدى األقارب وأخبرهم أن‬ ‫إبراهيم مازال حيا ً يرزق وأن ملفه انضم إلى ملف‬ ‫الفلسطينيني‪.‬‬ ‫أملي الوحيد في هذه الدنيا أن أشاهد ولدي ولو‬ ‫مرة واحدة في حياتي‪ ،‬وأملي باهلل كبير‪ ،‬وأمتنى أن‬ ‫ال يخذلني ويجعلني ألتقي به بأقرب وقت‪ ،‬وأطلب‬ ‫من كل من يستطيع املساعدة أن يضع نفسه‬ ‫مكان أم تعيش منذ ‪ 28‬عاما ً حتى هذه اللحظة‬ ‫على أمل رؤية ولدها‪ ،‬وفلذة كبدها ونور عينيها‬ ‫وكلهم أباء ولديهم أوالد ويعرفون ما معنى أن‬ ‫يخطف ولد من حضن أمه‪.‬‬ ‫وفي ختام اللقاء شكرت أم ابراهيم كل من‬ ‫شاركها ويشاركها معاناتها‪ ،‬وكل من ساهم‬ ‫ويساهم في مساعدتهم للوصول إلى بصيص‬ ‫من األمل‪ ،‬مع إميان كبير باهلل بلقاء قرة عينيها‬ ‫وفلذة كبدها‪ ،‬إبراهيم‪.‬‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫قضية‬ ‫األستاذ عادل زين الدين‬ ‫كما التقينا بصديق وقريب األسير املفقود‬ ‫إبراهيم زين الدين‪ ،‬األستاذ املتقاعد عادل زين‬ ‫الدين‪ ،‬وهو الذي كان يشارك إبراهيم في أفراحه‬ ‫وأحزانه‪ ،‬وصديقه وزميله في التعليم‪ ،‬وأخاه‬ ‫الذي افتقده وترك فراغا ً كبيرا ً بعد اعتقاله‪،‬‬ ‫فأجرينا معه احلوار التالي‪:‬‬ ‫يشير تقرير للصليب األحمر الدولي أن‬ ‫إبراهيم دُفن في آذار ‪ 1984‬في صيدا‪ ،‬فما‬ ‫صحة هذه املعلومات؟ وهل تأكدمت من وجود‬ ‫جثته؟‬ ‫أشار تقرير الصليب األحمر الدولي‪ ،‬وحسب‬ ‫الرواية اإلسرائيلية أن إبراهيم توفي في عاليه‬ ‫بعد ‪ 6‬أيام من اعتقاله بسبب نوبة قلبية‪،‬‬ ‫ودائما ً “إسرائيل” تؤلف روايات وتقرر مصير‬ ‫الناس كما هي تريد‪ ،‬وفي ‪ 7‬آذار ‪ 1984‬قامت‬ ‫القوات اإلسرائيلية بتسليم اللجنة الدولية‬ ‫للصليب األحمر جثة مهترئة مدعية أنها عائدة‬ ‫إلى إبراهيم‪ ،‬وفي نفس التاريخ جاء الصليب‬ ‫األحمر الدولي بـ “اللجنة الدولية” وبحوزتها‬ ‫“صندوق” أي تابوت مقفل بإحكام إلى بعقلني‪،‬‬ ‫وقيل‪ ،‬أنها رفاة األسير املفقود ابراهيم‪ ،‬وأمام‬ ‫إصرار عائلته واملعنيني باألمر يومذاك على فتح‬ ‫التابوت والتعرف على اجلثة‪ ،‬وإصرار اللجنة‬ ‫الدولية بتوصية من العدو اإلسرائيلي بعدم‬ ‫السماح بفتح التابوت‪ ،‬ورفضوا ذلك رفضا ً‬ ‫قاطعاَ‪ ،‬عندها رفض ذوي إبراهيم استالمها‬ ‫ورفضوا أيضا ً التوقيع على أية ورقة تخص هذه‬ ‫اجلثة‪.‬‬ ‫وبعدها أعادت اللجنة الدولية و”الصليب‬ ‫األحمر” اجلثة إلى حيث أتوا بها‪ ،‬وأعلن أن‬ ‫الدفاع املدني التابع ملدينة صيدا قام بدفن اجلثة‬ ‫في املقبرة السنية في ‪ 10‬آذار من عام ‪ ،1984‬من‬ ‫دون التأكد من وجود جثة أصال في الصندوق‪،‬‬ ‫علما ً أن األفراد الذين أحضروا الصندوق صرحوا‬ ‫همسا ً أن القصة مجرد كذب وتلفيق‪.‬‬ ‫هل من تواصل حصل بينكم وبني األسير‬ ‫املفقود إبراهيم زين الدين منذ اعتقاله حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وعبر مَن؟ ومتى كان آخر اتصال أو رسالة‬ ‫بعثها إليكم؟‬ ‫لم يحدث منذ اعتقاله أي تواصل مباشر‬ ‫وغير مباشر بينه وبني أحد من عائلته إطالقاً‪،‬‬ ‫ولم نستلم أي رسالة منه منذ اعتقاله‪،‬‬ ‫وصنّف من بني املفقودين منذ اعتقاله‪ ،‬وكانت‬ ‫ُ‬ ‫تأتي أخبار غير مؤكدة وملموسة خالل العامني‬ ‫‪ 1983‬و ‪ 1984‬أنه موجود في سجن عتليت‪،‬‬ ‫وهذه األخبار كانت تعتمد على بعض املالمح‬ ‫التي كانت تورد من بعض األسرى الذين خرجوا‬ ‫من السجون اإلسرائيلية‪ ،‬دون معرفة االسم بل‬ ‫حسب ما وردنا كان عبر رقمه في السجن‪.‬‬ ‫بعد اعتقاله مباشرة‪ ،‬ذهبت والدة األسير‬ ‫إلى فلسطني وسبق أن روت لكم أنها التقت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫باألستاذ أمل نصر الدين‪ ،‬وعلمت منه أن‬ ‫ضم إلى ملف الفلسطينيني‪،‬‬ ‫ملف ابراهيم ُ‬ ‫وبعدها أحد الفلسطينيني‪ ،‬مقيم في سوريا‬ ‫“لم يفصح عن اسمه” أفاد إلى ذوي إبراهيم‬ ‫أنه كان في سجن عتليت وتعرف إلى إبراهيم‬ ‫وأخبره عن عائلته بالتفاصيل الدقيقة وشرح‬ ‫هذا الشخص لذوي إبراهيم كل ما سمعه من‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وكانت التفاصيل دقيقة وصحيحة‪،‬‬ ‫ومن ضمن ما أخبرنا إياه أن إبراهيم معتقل‬ ‫في عداد الفلسطينيني وكان هذا الكالم عام‬ ‫‪.1999‬‬ ‫واألسير احملرر بيان زيدان أفاد أنه التقى إبراهيم‬ ‫في سجن عتليت وتكلم معه مرة أثناء املرور‬ ‫في ممرات السجن‪ ،‬وأثناء خروجهم من الزنازين‬ ‫إلى احلمامات‪ ،‬كما أفاد أنه بقي على تواصل‬

‫‪68‬‬

‫معه ملدة ‪ 4‬أشهر يتكلما معا ً من زنزانة إلى‬ ‫زنزانة دون رؤيته‪ ،‬كما أن شخصا ً آخر من برجا‬ ‫وهو على معرفة بالسيد بيان زيدان‪ ،‬تواصل مع‬ ‫إبراهيم وذلك في أواخر ‪ 1984‬بني شهري ‪10‬‬ ‫و ‪ 11‬وبني عامي ‪ 1993‬و‪ 1994‬سألنا منظمة‬ ‫“‪ ”Misfits‬في بون في أملانيا عنه وبعد مدة جاء‬ ‫اجلواب سلبياً‪.‬‬ ‫ملاذا لم يُدرج اسمه بني أسماء األسرى‬ ‫اللبنانيني الذين متت مبادلتهم بأسرى‬ ‫إسرائيليني؟‬ ‫أدرج اسم إبراهيم في الصحف من خالل‬ ‫جداول قدمها “حزب اهلل” وفي عداد املفقودين‬ ‫الذين طالبوا بهم‪ ،‬وذكر األمني العام لـ “حزب‬ ‫اهلل” سماحة السيد حسن نصراهلل في إحدى‬ ‫خطبه قضية املفقودين‪ ،‬كما أنه في اتفاقية‬


‫التبادل األخير لألسرى‪ ،‬ذكر أن “إسرائيل”‬ ‫ستعلن الحقا ً عن مصير املفقودين‪ ،‬ولكن لم‬ ‫يدرج اسم إبراهيم بني األسرى وال “إسرائيل”‬ ‫أعلنت عن مصير املفقودين وحتى اآلن ال نعلم‬ ‫السبب‪.‬‬ ‫هل راجعتم مسؤولني رسميني لبنانيني أو‬ ‫قيادات درزية في اجلبل بهذا املوضوع؟‬ ‫اقتصر االتصال من قبل الشيخة أم إبراهيم‬ ‫على قيادات درزية في األراضي احملتلة‪ ،‬كما ذكرت‬ ‫سابقاً‪ .‬هذا كل ما علمنا به عن إبراهيم منذ‬ ‫اعتقاله عام ‪ 1982‬حتى يومنا هذا عام ‪. 2010‬‬ ‫ماذا تطلبون من خالل “منبر التوحيد”‬ ‫بشأن قضية األسير املفقود إبراهيم؟‬ ‫نشكر مجلة “منبر التوحيد” على زيارتها لنا‪،‬‬ ‫واهتمامها بقضية األسرى وخاصة إبراهيم زين‬ ‫الدين‪ ،‬ونتمنى عبر مجلتكم الغراء تسليط‬ ‫الضوء على هذه القضية وإثارتها‪ ،‬وإحيائها‬ ‫إعالميا ً وعلى كافة الصعد‪.‬‬ ‫كما نطلب عبر مجلتكم من جميع املسؤولني‬ ‫واملعنيني باألمر واملراجع اخملتصة‪ ،‬ونخص بالذكر‬ ‫“حزب اهلل” وأمينها العام السيد حسن نصر‬ ‫اهلل متابعة قضية األسير املفقود إبراهيم‬ ‫زين الدين‪ ،‬وذلك رأفة بوالدة جفت عيناها من‬ ‫الدموع على ولدها التي تعيش من أجل رؤيته‬ ‫واالطمئنان عنه‪.‬‬ ‫ولكم منا كل االحترام والتقدير لهذا املنبر‬ ‫الذي انبرى من تلقاء ذاته ودون منّة للدفاع عن‬ ‫قضية عادلة في وجه العدو الغاصب‪.‬‬ ‫وكلمتنا األخيرة نتقدم بالشكر إلى رئيس‬ ‫حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب على اهتمامه بقضية األسير املفقود‬ ‫إبراهيم زين الدين‪ ،‬والذي استقبلنا في منزله‬ ‫في اجلاهلية بكل ترحاب‪ ،‬وقد قمنا بشرح قصة‬ ‫األسير املفقود إبراهيم زين الدين‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬مهيبة العسراوي‬

‫أسرة مجلة “منبر التوحيد”‬ ‫تشكر رئيس جلنة األسرى‬ ‫احملررين في اجلبل األستاذ أديب‬ ‫مالعب واألسير احملرر الشيخ‬ ‫محمد نصار مالعب على‬ ‫مساعدتها في التواصل مع‬ ‫أهل األسير املفقود ابراهيم زين‬ ‫الدين‪.‬‬

‫ولد إبراهيم زين الدين سنة ‪ ،1947‬سجل ‪ - 57‬غريفة ‪ -‬الشوف‪ ،‬نشأ وترعرع في بلدة‬ ‫بعقلني وذلك لظروف جعلت عائلته متكث في هذه البلدة الشوفية‪ ،‬تعلم في مدارسها‪،‬‬ ‫وأنهى دراسته الثانوية فيها‪ ،‬وأكمل دراسته اجلامعية في جامعة بيروت العربية‪ ،‬ونال‬ ‫إجازة في اجلغرافيا‪ ،‬حيث عُينّ بعدها مدرسا ً في مدرسة بعقلني الرسمية املتوسطة‬ ‫وذلك عام ‪ ،1966‬وانتدب متعاقدا ً وناظرا ً إلى ثانوية بعقلني الرسمية عام ‪.1979‬‬ ‫إبراهيم هو املعيل الوحيد لعائلة مؤلفة من ‪:‬أم‪ ،‬وأخت أكبر منه‪ ،‬وأخوين هم بسام‬ ‫وزاهر‪ ،‬وهو املسؤول الوحيد عنهم بعد وفاة والده عام ‪ 1966‬وعمل منذ يومها جاهدا ً‬ ‫على تخصص أخاه زاهر كمهندس مدني‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ ،1982‬اجتاح العدو اإلسرائيلي لبنان‪ ،‬وكان لقرية بعقلني نصيبها من‬ ‫االجتياح الصهيوني‪ ،‬وفي ‪ 7‬تشرين األول من عام ‪ 1982‬اعتقل إبراهيم من قبل العدو‬ ‫اإلسرائيلي من منزل خطيبته بعد مداهمته‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫قضية‬

‫مقابلة مع والدته‬ ‫عام ‪1998‬‬

‫اعتصام عام ‪2008‬‬

‫عائلة االسير زين الدين في زيارة وهاب‬ ‫زارت والدة األسير إبراهيم زين الدين وعائلته‬ ‫رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬في دارته في اجلاهلية‪ ،‬وعرضوا‬ ‫عليه قضية األسير املفقود إبراهيم‪ ،‬وخالل‬ ‫الزيارة أكد وهاب أن “قضية األسير إبراهيم‬ ‫زين الدين الذي كان أحد أبطال هذا اجلبل في‬ ‫فترة االجتياح اإلسرائيلي‪ ،‬وكان احد الذين‬ ‫ساهموا في عمليات ضد هذا االحتالل في‬ ‫عاليه والشوف‪ ،‬إبراهيم زين الدين خطف‬ ‫من منزل خطيبته واالحتالل اإلسرائيلي ال‬ ‫ميكن إنكار وجوده أو أن ينكر بأنه موجود‬ ‫عنده ولم يسلم أهله ال رفاة وال معلومات وال‬ ‫جثة‪ .‬مازال من سنة ‪ 82‬موجود في سجون‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وهنا أتوجه إلى قائد‬ ‫املقاومة سماحة السيد حسن نصر اهلل‪،‬‬ ‫العتبار هذه القضية‪ ،‬قضية حية وال متوت‬ ‫ويجب أن تبقى وأن نعمل كل جهدنا كدولة‬ ‫لبنانية ومقاومة إلطالق سراحه وعودته ساملا ً‬ ‫إلى أهله‪ ،‬خاص ًة وأن والدته من العام ‪ 82‬لم‬ ‫تترك وسيلة وال طريقة‪ ،‬مشيرا ً الى أنه تك ّلم‬ ‫في الفترة السابقة مع األخوان في حركة‬ ‫“حماس” لضرورة إدراج اسم إبراهيم زين الدين‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في أية الئحة تبادل ممكن أن تتم بني “حماس”‬ ‫واإلسرائيليني حول اجلندي اجملرم املوقوف في‬ ‫غزة “جلعاد شاليط”‪ .‬وهذا موضوع سوف‬ ‫نسعى ألن يبقى حيا ً ولن نتنازل عنه‪ .‬وهذا‬ ‫املوضوع يعنينا كما قضية األسير احملرر سمير‬ ‫القنطار ومثل غيره من املعتقلني ألن إبراهيم‬ ‫زين الدين كان عالمة من العالمات البارزة‬

‫‪70‬‬

‫في اجلبل وهو لم يهاب االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫وال يوم منذ احتالل اجلبل في العام ‪ ،82‬ومنذ‬ ‫اللحظة األولى بدأ إبراهيم زين الدين مبقاومة‬ ‫هذا االحتالل واستمر حتى اعتقاله‪ ،‬متمنيا ً‬ ‫مشاركة اجلميع وخاص ًة املقاومني في لبنان‬ ‫وفلسطني في هذه القضية التي ال نقبل بأن‬ ‫متوت كما حصل في املرحلة السابقة»‪.‬‬


‫منبر رأي‬

‫أ ّمة بال أعمدة‬

‫إ ّن الهبوط العام الذي وصل إليه الوضع العربي‬ ‫السيما الهبوط السياسي يستدرجنا إلى طرح‬ ‫األسئلة التالية‪:‬‬ ‫ألي ثقافة يدين الوضع العربي اليوم‪ ،‬وأي ُة تربية‬ ‫تلك التي تُ ْعنَى بنشأة الفرد واجلماعة‪ ،‬في لبنان‬ ‫وفي عالم عربي يتشظى أمما ً داخل أمة واحدة؟‬ ‫وأ ُّي إعالم مسموم هو هذا الذي يصب الزيت‬ ‫على النار‪ ،‬فيلتهم لهيبه منا الذاكرة والتاريخ‬ ‫والتراث‪ .‬ويخلخل اجلغرافيا السياسية والفكرية‬ ‫واألخالقية‪ .‬وهذا الهبوط السياسي الذي وصلنا‬ ‫إليه‪ ،‬يرتبط كل االرتباط بأعمدة الوطن املفقودة‪،‬‬ ‫التربية والثقافة واإلعالم‪.‬‬ ‫إن هذا الضجيج السياسي ليس حجيجا ً إلى‬ ‫الوطن‪ ،‬وإن هذه البابلية الصاخبة املشتعلة منذ‬ ‫بداية الفوضى السياسية‪ ،‬واندالع احلروب األهلية‬ ‫ما هي إال َّ نُ ُذرٌ ملزيد من الفوضى واحلروب‪.‬‬ ‫فكم من دولة متقدمة قامت وتطورت‪ ،‬يتكلم‬ ‫مواطنوها أكثر من لغة رسمية أو محلية ومثالها‬ ‫الواليات املتحدة األميركية واالحتاد الروسي وكندا‬ ‫وغيرها‪ .‬قد تتعدد اللغات والثقافات في دولة واحدة‪،‬‬ ‫لكن القرار السياسي واحد تنصهر فيه التربية‬ ‫والثقافة واإلعالم فينتج علما ً واحدا ً ونشيدا ً واحدا ً‬ ‫وعملة واحدة‪ ،‬وجيشا ً واحدا ً ومواطنية واحدة‪ ،‬ومبعنى‬ ‫آخر تشكل هذه اجملتمعات دولة ناجزة واحدة‪.‬‬ ‫أما نحن أمة العرب واإلسالم أطلق علينا الرسول‬ ‫أمة أخرجت للناس”‪“ ،‬وال‬ ‫مقولة‪“ :‬كنتم خير ٍ‬ ‫فضل لعربي على عجمي إالَّ بالتقوى”‪ ،‬والتقوى‬ ‫تربية وثقافة وإعالم‪.‬‬ ‫فإذا كان اإلميان تقوى فهي تربية على ال ُّتقَى‪.‬‬ ‫وهكذا فإن التشريع االجتماعي واألخالقي ثقافة‪.‬‬ ‫وإذا كانت الصالة والصيام واحلج واآلذان شعائر‬ ‫فهي إعالم أيضاً‪ .‬أمة‪ِ ،‬م ْن رسلها املسيح بن مرمي‬ ‫ومحمد بن عبد اهلل‪ .‬أصحاب رساالت وثقافات‪ ،‬إذ‬ ‫الرسالة ثقافة وثقافة املسيح قامت على إحياء‬ ‫السالم وبعث احملبة‪“ :‬اجملد هلل في األعالي وعلى‬ ‫األرض السالم وفي الناس املسرة” وثقافة محمد‬ ‫قامت على السالم واحملبة “والسالم عليكم‬ ‫ورحمة اهلل وبركاته”‪ .‬فالسالم واحملبة والرحمة هي‬ ‫قاعدة الثقافات‪.‬ومع ذلك فإن ديارنا العربية التي‬ ‫هي بيت واحد جعلوا فيه عدة منازل متعارضة‪،‬‬ ‫اثنان وعشرون نظاما ً عربيا ً ملوكها وأمراؤها‬ ‫ورؤساؤها وسالطينها جالسون سعداء إلى األبد‬ ‫على الرقم الرابح (‪ )99.99‬من اليانصيب القومي‬ ‫املُزوَّر‪ ،‬وهم بال أعمدة‪ ،‬إذ ال تربية توجد وال ثقافة وال‬ ‫إعالم‪ .‬وجلهم ينتظرون الوحي ال من أهل السماء‬ ‫بل من أهل األرض في عواصم القرار الكبرى‪ .‬وليت‬ ‫التردي ينتهي عند هذا القاع ال بل أن كثيرا ً من هذه‬ ‫مرشح للتح ُّول إلى عدة دويالت ‪ -‬على‬ ‫األنظمة‬ ‫ٌ‬ ‫سبيل املثال ‪ -‬ما يجري اليوم في السودان واليمن‬ ‫والعراق ولبنان وغيرها‪.‬‬ ‫وأما في وطني لبنان فكانت املقولة‪“ :‬قوة لبنان‬ ‫في ضعفه”‪ ،‬وكانت هذه هي ثقافة القائلني بهذا‬ ‫القول وتربيتهم وإعالمهم‪ .‬وهو يعكس القول‬ ‫املعروف‪“ :‬بالتربية نبني”‪ ،‬والواقع أننا ال نبني‪.‬‬

‫فساد األنظمة العربية‬

‫يومذاك جعل النظام ِم َن اجلنوب منطقة‬ ‫عسكرية‪ ،‬وأصبح على اجلنوبي أن يأخذ إذنا ً من‬ ‫(املكتب الثاني) ليزور مسقط رأسه‪ .‬ر َ ِح َم اهلل‬ ‫شهيد اجلنوب األخضر العربي أمني سعد الذي‬ ‫لم ميتثل لهذا التدبير فاستشهد بوشاية من أهل‬ ‫النظام‪ .‬وليست اجليوش العربية اجل ّرارة‪ ،‬هي من‬ ‫يحرر ويُقاتل‪ .‬إمنا الناس املقاومون بثقافة املعول‬ ‫والصمود والسالح وشتلة التبغ‪ .‬هم الذين نهضوا‬ ‫باملقاومة وال يزالون‪ .‬وهم أهل التحرير الذي يُن َْجز‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫إن مجموعة مؤسسات عامة قد ال ت ِّ‬ ‫ُشكل دولة‪،‬‬ ‫ومجموعة وزراء قد ال يشكلون حكومة‪ ،‬ومجموع َة‬ ‫زعماء قد ال يصنعون رجال دولة‪ ،‬ومجموعة مناهج‬ ‫لقيطة ال توجد منهاجا ً تربويا ً هادفاً‪ ،‬ومجموعة‬ ‫نوادٍ ثقافية قد ال تصنع ثقافة شاملة ومجموعة‬ ‫محطات للتلفزة ال تصنع إعالما ً وجيهاً‪ .‬إمنا‬ ‫التوحيد في املعايير هو الذي تقوم عليه الوحدة‬ ‫مثلما يقوم البناء على أعمدة‪ ،‬ومن هنا قيامة‬ ‫األمة‪ ،‬أو األمة الوطن‪.‬‬ ‫ميوت املواطن في لبنان بحثا ً عن وطن‪ ،‬فال يجده‬ ‫في املدرسة وال في اجلامعة وال في املستشفى‬ ‫وال في مؤسسات اجملتمع املدني‪ .‬ويُعاني املواطن‬ ‫ليعرف وطنه ومستقبل أوالده‪ ،‬فال يجد إال َّ قبض‬ ‫ريح فيهاجر إلى أربع رياح األرض‪.‬‬ ‫“الغ َنى في ُ‬ ‫الغرْبة وطن‪ ،‬والفقر‬ ‫قال اإلمام علي‪ِ :‬‬ ‫في الوطن غربة” (نهج البالغة‪ :‬حكم ‪)56‬‬ ‫أما البحث عن الوطن يتعدى رغيف البطن إلى‬ ‫القيم الوطنية التي ينهض عليها اإلصالح‪.‬‬ ‫إن ملح الوطن هو احلرية والدميوقراطية والعدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهذه هي مرتكزات اجملتمع املستقر‬ ‫التي تنتصب على أرضه وترتفع إلى سمائه‪،‬‬ ‫واألعمدة دائما ً هي التربية التي طبقها بسمارك‬ ‫بقوله الشهير‪“ :‬باملدرسة نحن خلقنا وحدة‬ ‫أملانيا”‪ .‬هذه القيم ال جتدها إال حبرا ً على ورق في‬ ‫مناهج التربية والثقافة واإلعالم في لبنان والعالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫فلنفتش عن املدرسة التي تنشىء مواطنا ً‬ ‫صاحلاً‪ ،‬وعن املنهج الذي صاغته إرادة حرة ومعرفة‬ ‫هادفة وعن املعلم الذي تك َون ليصنع جيالً‪ ..‬وكلما‬ ‫مر الزمن ازداد الوضع في لبنان والوطن العربي‬ ‫ً‬ ‫قاع مح َدد يبقى‬ ‫سوءا‪ .‬وبانتظار وقوف التر ّدي عند ٍ‬ ‫اجلواب عن سؤال‪ :‬أي لبنان نريد أي تربية هادفة نريد؟‬ ‫وأية ثقافة نريد؟ وأي إعالم نريد؟ وعلى هذه األعمدة‬ ‫ُّ‬ ‫حتط حمام ُة السالم واألمان في األوطان‪ ،‬ويقوم‬ ‫يصح القول‪“ :‬وبالتربية‬ ‫اإلصالح فيها‪ .‬وهكذا‬ ‫ُّ‬ ‫وطن بال أعمدة‪.‬‬ ‫نبني”‪ ،‬وعكس ذلك فإننا ٌ‬

‫الدكتور حسني علي يتيم‬ ‫رئيس مؤسسات املعهد‬ ‫العربي التربوية‬ ‫نائب بيروت السابق‬

‫‪71‬‬

‫قامت مصلحة مكافحة الغش بحملة‬ ‫تفتيش على صالحية وجودة األنظمة العربية‬ ‫بغية حتسني األداء ورفع املستوى وقمع حاالت‬ ‫الغش والتزوير التي تضر بصحة أبناء األمة‬ ‫فوجدت أن معظم األنظمة العربية فاسدة‬ ‫ومنتهية صالحيتها وغير قابلة لالستعمال‬ ‫الوطني والقومي‪.‬‬ ‫إن كل الدسائس الصهيونية‬ ‫واألميركية املعلبة مبشاريع األنظمة‬ ‫الفاقدة ملقومات األخالق ومعايير اجلودة‬ ‫باتت مكشوفة للرأي العام العربي‬ ‫حيث يتبرع فرعون مصر اجلديد بكل‬ ‫إمكانيات األمة ال بل يتاجر بأعضاء‬ ‫املواطنني‪ ،‬ويلتهم طعام املصريني‬ ‫والفلسطينيني‪ ،‬ويحاول التطاول على‬ ‫الساحة اللبنانية عبر أدرعة األجهزة‬ ‫املكشوفة للنيل من املقاومة مقابل‬ ‫إيصال علبة “جمال مبارك”‪ ،‬وهو أحد‬ ‫أنواع املعلبات األشد فسادا ً التي روجها‬ ‫األميركيون لتتابع صفقة بيع حقوق‬ ‫األمة في صالونات النخاسة واخلالعة‬ ‫الرسمية العربية‪.‬‬ ‫“مضحك مبكي” حالة أنظمتنا العربية‬ ‫التي دخلت موسوعة غينيس لألرقام‬ ‫القياسية في حجم التعامل والتآمر على‬ ‫قضايانا ودماء أطفالنا‪.‬‬ ‫لقد زوروا تاريخ ميالدنا ونهبوا خيراتها‬ ‫وروجوا احلقد والظغائن فيما بيننا‪ ،‬وادعوا‬ ‫األلوهية مكان أنبيائنا ال بل تخطوا احلدود‬ ‫وباتوا إلهانا‪.‬‬ ‫حتولت أمتنا إلى مدافن حتتضن جثث حية‬ ‫فاقدة للروح‪ ،‬نعم إنها جثث تسير كاألشباح‬ ‫وال متارس أي من حقوقها سوى التنفس‬ ‫والتألم”‪.‬‬ ‫“مضحك مبكي” تضامن وتكافل الطبيعة‬ ‫مع مشاريع التدمير‪ ،‬فال شتاء وال ثلوج دون‬ ‫خسائر وكوارث‪ ،‬إننا أمة كارثية‪ ،‬صوتية‪،‬‬ ‫ال نفعل بل نتحدث‪ ،‬ال نصنع بل نتصنع‪ ،‬ال‬ ‫نقاتل بل ن ُقتل‪.‬‬ ‫حصن وحي ٌد منيع يفصل األمة عن‬ ‫النهاية‪ ،‬إنها سوريا التي تنكسر إلى أبوابها‬ ‫كل املؤامرات هكذا قدر الشرفاء في هذا‬ ‫الوطن أن يدفعوا ضريبة الدم التي ستنتصر‬ ‫حتما ً على بترول املستعربني وفرعنة الفارغني‬ ‫ولعل قول املعري خير شاهد على أشباه رجال‬ ‫األنظمة‪:‬‬ ‫ ‬ ‫يسوسون األمور بغير عقل‬ ‫فيفذ أمرهم ويقال ساسة‬

‫ماهر سري الدين‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر مناطق‬

‫«أريحا» هيبة الماضي وإشراقة الحاضر‬ ‫المحامي ماجد نجم الدين‪ :‬مدينة سياحية من الطراز األول‬ ‫يرجع األصل في تسمية هذه املدينة من‬ ‫الفعل الثالثي “ريح”‪ ،‬والذي يعني الرائحة الزكية‬ ‫وهو الراجح من التسمية‪ ،‬وذلك الشتهار هذه‬ ‫املدينة بزراعات ذات روائح مميزة وعلى رأسها‬ ‫“احمللب”‪ ،‬إضافة إلى املوقع الهادئ واملريح الذي‬ ‫تبسط عليه‪ ،‬وتعتبر مدينة “أريحا” من املدن ذات‬ ‫احلضور املميز في الشمال السوري وتتمتع مبناخ‬ ‫تفتقر إليه العديد من املدن األخرى وتقع على‬ ‫السفح الشمالي جلبل األربعني وتنبسط على‬ ‫أرض زراعية خصبة‪ ،‬حتيط بها األشجار املثمرة‬ ‫من كل حدب وصوب‪ ،‬وتتالقى فيها هيبة املاضي‬ ‫وإشراقة احلاضر وتتنوع املنجزات احلضارية فيها‬ ‫والتي تدل عليها تنوع آثارها التي ال تزال قائمة‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬وأزقتها الضيقة وتنظيمها الرائع التي‬ ‫تدل على الدور الذي لعبته هذه املدينة ذات يوم‪،‬‬ ‫وتعود “أريحا” من حيث القدم إلى األلف الثالث‬ ‫قبل امليالد‪ ،‬ولكن فترة إزدهارها احلضاري كانت‬ ‫في األلف األول‪ ،‬ومن أهم املعالم الدالة على هذا‬ ‫العصر العيون الكثيرة املوجودة والعائد بنائها إلى‬ ‫تلك الفترة‪ ،‬ومقابر القنيطرة املوجودة حاليا ً على‬ ‫طريق األربعني‪ ،‬وكنيسة قدمية موجودة معاملها‬ ‫في حي الشيخ دويك‪.‬‬ ‫وفي فترة العهد اإلسالمي لم يقل دور”أريحا”‬ ‫بل شهدت في هذه املرحلة إزدهارا ً حضاريا ً‬ ‫كبيراً‪ ،‬وزادت أهميتها خصوصا ً بالعهد األيوبي‬ ‫ثم اململوكي فالعثماني‪ ،‬وكانت محظية عند‬ ‫العثمانيني فسموها “الهادئة وريحاء واألريحية”‪،‬‬ ‫وهذه األسماء تدل على العمق احلضاري لهذه‬ ‫املدينة‪ ،‬وكانت محطة جتارية هامة على طريق‬ ‫حج الشمال‪ ،‬وامتازت في هذا العهد بالتطور‬ ‫العمراني الكبير حيث بني فيها عدد كبير من‬ ‫السيباطات والشوارع املنظمة‪ ،‬وباتت تعرف‬ ‫مبدينة املائة سيباط‪.‬‬ ‫من خالل زيارتنا ملدينة “أريحا” املتربعة في‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حضن جبل األربعني الشامخة بأبنيتها اجلميلة‬ ‫وتنظيمها العمراني احلديث املتمثل بسعة‬ ‫شوارعها وحدائقها اجلميلة الواسعة‪ ،‬شاهدنا‬ ‫عمق احلضارة العربية وأصالة املاضي واحلاضر‬ ‫في أحيائها القدمية واللمسات الزخرفية اجلميلة‬ ‫التي رسمت على سيباطاتها التي لم تزل قائمة‬ ‫إلى وقتنا هذا‪ ،‬وشاهدنا سوق املهن اليدوية‬ ‫الذي هو بحاجة إلى من يحيي هذا التراث القدمي‬ ‫احلديث وينقذه من اإلنقراض‪ ،‬وعندما صعدنا إلى‬ ‫جبل األربعني تراءت لنا “أريحا” مولودة من خاصرة‬ ‫اجلبل الذي يحتضنها كطفل ترعاه أمه‪ ،‬وزرنا‬ ‫مبنى مجلس املدينة والتقينا احملامي ماجد جنم‬ ‫الدين رئيس مجلس املدينة الذي حدثنا عن أهم‬ ‫املشاريع اخلدماتية املنفذة خالل عام ‪ 2010‬وعن‬ ‫أهمية مدينة “أريحا” سياحيا ً وصناعيا ً وجتاريا ً‬ ‫وثقافيا ً حيث قال‪:‬‬ ‫تقع مدينة “أريحا” في منطقة جغرافية مميزة‬ ‫على الطريق الواصل بني املنطقة الساحلية‬ ‫والشرقية من الشمال السوري‪ ،‬وإلى اجلنوب‬

‫‪72‬‬

‫من مركز احملافظة وتبعد عنه قرابة ‪15‬كم‪،‬‬ ‫وتعتبر من أهم مدن الشمال الساحلية وهي‬ ‫مدينة سياحية من الطراز األول‪ ،‬وتعتبر من املدن‬ ‫الزراعية بالدرجة األولى وتشتهر بزراعة الكرز‬ ‫والزيتون والتني وأهمها احمللب الذي يتم تصديره‬ ‫إلى كافة احملافظات ويدخل في التصدير العاملي‪،‬‬ ‫لكن في الوقت احلالي يعمل معظم السكان‬ ‫بالتجارة وقد نشطت فيها احلركة الصناعية‬ ‫في فترة من الفترات‪ ،‬والتزال مدينة “أريحا” من‬ ‫املدن احملافظة على العديد من املهن اليدوية –‬ ‫والتي في طريقها إلى اإلنقراض – ومن أهم هذه‬ ‫الصناعات (احلدادة العربية وصناعة أدوات القش‬ ‫والسجاد اليدوي والبسط واللباد وشد اللحف)‪،‬‬ ‫ويبلغ مساحة اخملطط التنظيمي ‪ 500‬هكتار‪،‬‬ ‫وعدد السكان ‪ 57000‬هم املسجلني بالنفوس‬ ‫لكن في احلقيقة هم أكثر من ‪ 70000‬نسمة‬ ‫يعمل معظمهم بالزراعة والتجارة‪ ،‬ويوجد نسبة‬ ‫متعلمني وخريجني من مختلف اإلختصاصات‬ ‫بنسبة عالية جدا ً حيث تنشط فيها احلركة‬ ‫العلمية بشكل واضح وملموس‪.‬‬ ‫كم تبلغ املوازنة االستثمارية ! وما هي خطة‬ ‫مجلس املدينة لعام ‪2010‬؟‬ ‫تبلغ املوازنة االستثمارية ‪ 20.735‬مليون‬ ‫ليرة سورية‪ ،‬وخطة مجلس املدينة تتجلى في‬ ‫جتميل البلدة القدمية وتعبيد وتزفيت طرق داخل‬ ‫اخملطط التنظيمي والعمل على جتميل طريق‬ ‫األربعني السياحي وإنشاء حدائق متفرقة‪ ،‬وقد‬ ‫قمنا بتنفيذ األعمال اخملطط لها في عام ‪2010‬‬ ‫من طرق وحدائق وصرف صحي‪ ،‬وإكساء اجملمع‬ ‫التجاري‪ ،‬وجتميل البلدة القدمية حيث بلغت‬ ‫نسبة تنفيذ كافة املشاريع ‪. % 95‬‬ ‫ما هي املراكز اإلدارية املوجودة في املدينة؟‬ ‫يوجد في املدينة العديد من املراكز اخلدماتية‬ ‫التي تقوم على خدمة املواطنني بالشكل األمثل‬ ‫مثل الهاتف والكهرباء واملياه ومركز صحي‬ ‫ومركز للخدمات الفنية ومديرية مالية وقضاء‬ ‫ومتوين وزراعة وأوقاف ومركز للشرطة ومصرف‬ ‫جتاري وزراعي ومجمع تربوي‪ ،‬كما يوجد فيها‬ ‫العديد من املدارس االبتدائية والثانوية واملهنية‪،‬‬ ‫ويوجد فيها مركز ثقافي ورابطة لالحتاد النسائي‬ ‫ومستشفيني‪ ،‬والكثير من معاصر الزيتون‬ ‫وتنتشر فيها معامل البلوك ومناشر احلجر‪ ،‬كما‬ ‫حتوي سوق هال من أكثر األسواق احمللية نشاطاً‪.‬‬ ‫ماذا عن مشروع جتميل املدينة القدمية في‬ ‫“أريحا”؟‬ ‫هناك مشروع قيد اإلعالن يتضمن جتميل‬ ‫املدينة القدمية كاملة بقيمة تقديرية ‪ 12‬مليون‬


‫ليرة سورية‪ ،‬ويعتبر هذا احلي من أكبر األحياء‬ ‫القدمية املتبقية في املدن السورية مساحة حيث‬ ‫تبلغ مساحته ‪ 7‬هكتار‪ ،‬ونقوم اآلن برصف احلي‬ ‫القدمي باحلجر البازلتي األسود القدمي‪ ،‬وترميم‬ ‫وتأهيل السباطات والتي يبلغ عددها ‪ 30‬سباط‬ ‫نعمل على ترميمها جميعاً‪ ،‬وإعطاءها رونقها‬ ‫القدمي‪ ،‬إضافة إلى إنارة احلي بطابع قدمي يضفي‬ ‫عليها ملسة سحرية في غاية اجلمال‪ ،‬والعمل‬ ‫على ترميم اجلدران‪ ،‬وذلك مبساعدة األهالي سكان‬ ‫هذا احلي‪ ،‬والعمل على تنفيذ قنوات تصريف مياه‬ ‫األمطار‪ ،‬باإلضافة إلى تنفيذ يعض اللوحات‬ ‫اجلمالية على اجلدران ذات الطابع القدمي‪ ،‬ويعتبر‬ ‫هذا املشروع من املشاريع احليوية الهامة الذي‬ ‫سوف يعيد احلي إلى رونقه القدمي‪.‬‬ ‫ما هي أهم املشاريع اخلدماتية املنفذة خالل‬ ‫عام ‪2010‬؟‬ ‫لقد قمنا بتنفذ عدة مشاريع خدماتية تهم‬ ‫املواطنني من أعمال طرق وصرف صحي وحدائق‪،‬‬ ‫أما أعمال الطرق فقد قمنا بإجناز أعمال تعبيد‬ ‫وتزفيت أربع شوارع في جبل األربعني وشوارع أخرى‬ ‫في مدينة أريحا حيث كانت كلفة هذه املشاريع‬ ‫حوالي ‪ 4‬مليون ليرة سورية‪ ،‬وأما مشاريع احلدائق‬ ‫فقد قمنا بتنفيذ مشروع حدائق العني الواقع على‬ ‫طريق جبل األربعني بكلفة تقديرية ‪ 14‬مليون ليرة‬ ‫سورية ونسبة اإلجناز لغاية اآلن تبلغ ‪ % 75‬وسوف‬ ‫ننجز جميع األعمال املتعلقة بهذه احلديقة قريباً‪.‬‬ ‫ولهذه احلديقة ميزتها السياحية واألثرية حيث‬ ‫يوجد فيها عني تسمى العني الرومانية‪ ،‬أما واقع‬ ‫العمل في مشاريع الصرف الصحي فيوجد لدينا‬

‫دراسة مشروع صرف صحي‬ ‫يخدم طريق حديقة وادي العني ‪ -‬نبع التينة‪ ،‬وهذا‬ ‫املشروع بكلفة حوالي ‪ 5‬مليون ليرة سورية وهو‬ ‫قيد املعاجلة اآلن في وزارة اإلدارة احمللية‪ ،‬علما ً أن‬ ‫تخدمي الصرف الصحي في مدينة “أريحا” يبلغ‬ ‫‪ ، % 95‬كما قمنا بإكساء املبنى التجاري التابع‬ ‫جمللس املدينة وجتهيزه ووضعه باالستثمار قريباً‪،‬‬ ‫حيث كانت كلفة إكسائه ‪ 2,5‬مليون ليرة سورية‬ ‫تقريباً‪.‬‬ ‫ماذا عن تطوير الواقع السياحي في املدينة؟‬ ‫انطالقا ً من اهتمام الدولة بتطوير الواقع‬ ‫السياحي في املواقع السياحية يقوم مجلس‬ ‫املدينة وبتوجيه ودعم من محافظ إدلب‬ ‫املهندس خالد األحمد على دراسة طريق مصيف‬ ‫جبل األربعني وتنفيذه مبا يتناسب مع اخملطط‬ ‫التنظيمي والعمل على حتسني البنى التحتية‬ ‫للمصيف‪ ،‬والعمل جار بهذا املوضوع بوتيرة‬ ‫عالية والدراسة اآلن في مراحلها األخيرة‪ ،‬حيث‬ ‫من املتوقع أن تبلغ قيمة هذا املشروع حوالي ‪20‬‬ ‫مليون ليرة سورية‪.‬‬ ‫واقع املنطقة الصناعية في مدينة “أريحا”؟‬ ‫تبلغ مساحة املنطقة الصناعية ‪ 11,5‬هكتار‬ ‫وعدد مقاسمها ‪ 200‬مقسم‪ ،‬وقد أحدثت بالقرار‬ ‫‪ 888‬تاريخ ‪ ،1998 / 10 / 7‬وقرار االستمالك رقم‬ ‫‪ 2781‬تاريخ ‪ ،2004 / 5 / 23‬حيث تبلغ كلفتها‬ ‫اإلجمالية ‪114‬مليون ليرة سورية وتبلغ بدالت‬ ‫االستمالك ‪ 35‬مليون ليرة سورية مدفوع منها‬ ‫‪ 15‬مليون ليرة سورية‪ ،‬وقد ُقدمت معونات جمللس‬ ‫مدينة “أريحا” ‪ 20‬مليون ليرة سورية لالستمالك‬

‫و‪ 20‬مليون ليرة سورية للمشاريع و ‪ 3,3‬ماليني‬ ‫ليرة سورية للدراسة‪.‬‬ ‫وهذه املنطقة الصناعية حاليا ً هي في طور‬ ‫الدراسات لكامل البنى التحتية من دراسات‬ ‫طرقات وصرف صحي وكهرباء وماء وهاتف‪،‬‬ ‫علما ً أن اجلهات الدارسة هي املؤسسات العائدة‬ ‫لها هذه اخلدمات من مديرية الصرف الصحي‬ ‫والهاتف والكهرباء واملياه‪ ،‬وسوف يباشر العمل‬ ‫بها فور االنتهاء من الدراسات‪.‬‬ ‫ما هو واقع النظافة في مجلس املدينة؟‬ ‫كما ذكرت لك بأن مدينة “أريحا” سياحية من‬ ‫الطراز األول‪ ،‬وهي بحاجة خلدمات كثيرة وخاصة‬ ‫عامل النظافة‪ ،‬فمن هذا املنطلق وتنفيذا ً للقانون‬ ‫‪ 49‬املتعلق بالنظافة واحلمالت البيئية التي تقوم‬ ‫بها وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬نقوم بحمالت‬ ‫تنظيف شبه يومية‪ ،‬فمستوى النظافة بشكل‬ ‫عام جيد حيث نقوم بترحيل القمامة يومياً‪ ،‬لكن‬ ‫من خالل هذا املنبر أتوجه إلى األخوة املواطنني‬ ‫وأدعوهم إلى اإللتزام التام مبواعيد رمي القمامة‬ ‫بأماكنها اخملصصة وذلك لتظهر مدينتنا بشكل‬ ‫الئق وبأجمل صورها وخاصة ألنها مدينة سياحية‬ ‫من الطراز األول‪.‬‬ ‫ما هي معاناتكم كمجلس مدينة؟‬ ‫عدم توفر مراكز ذات صفة إدارية تستوعب‬ ‫الدوائر املطلوبة‪ ،‬واملطلوب حلظ هذا املوضوع‪،‬‬ ‫وذلك عند توسيع اخملطط التنظيمي‪ ،‬ونقص‬ ‫باآلليات حيث أننا نحتاج إلى سيارة قالب‪،‬‬ ‫ومحدلة وسيارة قمامة إضافية‪ ،‬والعمل على‬ ‫استبدال السيارات القدمية نظرا ً لقدمها وهدرها‬ ‫كبير جداً‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة؟‬ ‫مجلس املدينة يقدم جزيل الشكر للمحافظ‬ ‫على تقدميه املساعدات الالزمة واهتمامه املباشر‬ ‫بعمل مجلس املدينة‪ ،‬والشكر الكبير لقائد األمة‬ ‫وسيد الوطن الرئيس الدكتور بشار األسد أدامه‬ ‫اهلل ورعاه‪ ،‬وشكرا ً جمللتكم التي أتاحت لي فرصة‬ ‫احلديث عن هذه املدينة القدمية احلديثة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬عبد السالم‬ ‫وعبد املناف األحمد‬ ‫منبر التوحيد – إدلب‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر ديني‬

‫تع ّرف على األيام األولى العشرة‬ ‫من ذي الحجة (األيام العشر)‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬بارئ اخللق‬ ‫أجمعني‪ ،‬الذي أنعم علينا بنعمة‬ ‫التوحيد‪ ،‬نحمده على عظيم إحسانه‪،‬‬ ‫ونوامي فضله وبركاته‪ ،‬والصالة‬ ‫والسالم على سيد املرسلني وآله‬ ‫وصحبه املنتجبني‪ ،‬وعلى من بعثهم‬ ‫اهلل تعالى مبشرين ومنذرين‪ ،‬وبعد‪..‬‬ ‫املوحد متتاز بأنها‬ ‫إن حياة اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫زاخر ٌة باألعمال الصاحلة‪ ،‬والعبادات‬ ‫املوحد في عبادة‬ ‫املشروعة التي جتعل‬ ‫ّ‬ ‫مستمرة‪ ،‬وحت ّول حيات َه كلـَّها الى‬ ‫ٍ‬ ‫وسعي‬ ‫وعمل صالح‪،‬‬ ‫قول حسن‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫كلل‬ ‫دومنا‬ ‫عاله‪،‬‬ ‫في‬ ‫جل‬ ‫اهلل‬ ‫دؤوب الى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ملل أو فتورٍ أو انقطاع‪ .‬واملعنى أن‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫املوحد يجب أن تكون‬ ‫حياة اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫عبادة وطاعة وعمل صالح يق ّربه من‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬ويصله بخالقه العظيم‬ ‫جل جالله في ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل جزئية من جزئيات‬ ‫حياته‪ ،‬وفي كل شأن من شؤونها‪.‬‬

‫فضل األيام األولى العشرة‬ ‫من ذي احلجة‪/‬في القرآن‪/‬‬ ‫في السنة النبوية‬ ‫إن فضل األيام األولى العشرة من ذي احلجة‬ ‫وردت في بعض آيات القرآن الكرمي‪ ،‬ومنها‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫وأذّن في الناس باحلج يأتوك رجاال ً وعلى ِّ‬ ‫كل‬ ‫ضامر يأتني من ِّ‬ ‫فج عميق ليشهدوا منافع‬ ‫كل ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫لهم ويذكروا اسم اهلل في أيام معلومات‪...‬‬ ‫سورة احلج‪28 -27/‬‬ ‫حيث اورد ابن كثير في تفسير هذه اآلية‪ :‬أن‬ ‫األيام املعلومات هي (أيام العشر)‬ ‫وكما جاء قول احلق تبارك وتعالى‪:‬والفجر*‬ ‫وليال عشر‪ .‬الفجر‪2-1/‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومن هنا ميكن القول‪ :‬إن فضل األيام العشر‬ ‫من شهر ذي احلجة قد جاء صريحا ً في القرآن‬ ‫الكرمي الذي سماها باأليام املعلومات لعظيم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فضلها وشريف منزلتها‪.‬‬ ‫أما في السنّة النبوية‪ :‬قال رسول اهلل (ص)‪:‬‬ ‫أحب الى‬ ‫“ما من أيام العمل الصالح فيها‬ ‫ُّ‬ ‫اهلل من هذه األيام (يعني أيام العشر) قالوا‪:‬‬ ‫يا رسول اهلل‪ ،‬وال اجلهاد في سبيل اهلل؟ قال‪:‬‬ ‫وال اجلهاد في سبيل اهلل إال ٌ‬ ‫رجل خرج بنفسه‬ ‫وماله فلم يرجع من ذلك بشيئ‪».‬‬

‫خصائص األيام العشر‬ ‫لأليام العشر األولى من ذي احلجة خصائص‬ ‫كثيرة‪ ،‬نذكر منها ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن اهلل سبحانه وتعالى أقسم بها في‬ ‫كتابه الكرمي فقال عز وجل‪ :‬والفجر* وليال‬

‫‪74‬‬

‫عشر الفجر‪ 2-1/‬وال شك أن قسم‬ ‫نبئ عن شرفها‬ ‫اهلل تعالى بها ي ُ ُ‬ ‫وفضلها‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫سماها في كتابه الكرمي “األيام‬ ‫املعلومات”‪ ،‬وشرع فيها ذكره على‬ ‫اخلصوص فقال سبحانه‪ .. :‬ويذكروا‬ ‫معلومات‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫اسم اهلل في أيام ٍ‬ ‫احلج‪ ،28/‬وقد جاء في كثير من‬ ‫التفاسير أن األيام املعلومات هي‬ ‫األيام العشر األول من شهر ذي‬ ‫احلجة‪.‬‬ ‫‪ -3‬إن األعمال الصاحلة في هذه‬ ‫األيام أحب الى اهلل تعالى منها‬ ‫في غيرها‪ ،‬قال رسول اهلل (ص)‪“ :‬ما‬ ‫من أيام أعظم عند اهلل‪ ،‬وال أحب‬ ‫إليه العمل فيهن من هذه األيام‬ ‫العشر فأكثروا فيهن من التكبير‬ ‫والتهليل والتحميد‪.‬‬ ‫‪ -4‬إن فيها يوم التروية‪ ،‬وهو اليوم‬ ‫الثامن من ذي احلجة الذي تبدأ فيه‬ ‫أعمال احلج‪.‬‬ ‫‪ -5‬إن فيها يوم عرفة‪ ،‬وهو يوم‬ ‫عظيم يُعد من مفاخر اإلسالم‪ ،‬وله‬ ‫فضائل عظيمة‪ ،‬ألنه يوم مغفرة‬ ‫الذنوب والتجاوز عنها‪ ،‬ويوم العتق من النار‪.‬‬ ‫‪ -6‬إن فيها ليلة جمع‪ ،‬وهي ليلة مزدلفة‬ ‫التي يبيت فيها احلجاج ليلة العاشر من‬ ‫شهر ذي احلجة بعد دفعهم من عرفة‪.‬‬ ‫‪ -7‬إن فيها فريضة احلج الذي هو ركن من‬ ‫أركان اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -8‬إن فيها يوم النحر وهو يوم العاشر من‬ ‫عد أعظم أيام الدنيا‪.‬‬ ‫ذي احلجة‪ ،‬الذي ي ُ ّ‬ ‫‪ -9‬إن اهلل تعالى جعلها ميقاتا للتقرب‬ ‫إليه سبحانه‪ ،‬وتتميز هذه األيام املباركات‬ ‫بأنها مناسبة سنوية متكررة جتتمع فيها‬ ‫أمهات العبادات كالصالة والصدقة واحلج‬ ‫والفضائل ‪.‬‬


‫بعض العبادات والطاعات‬ ‫املشروعة في األيام العشر‬ ‫مما ال شك فيه أن عبادة اهلل تعالى والتقرب‬ ‫إليه بالطاعات القولية أو الفعلية من‬ ‫األمور الواجبة املطلوبة من املوحد في كل‬ ‫وقت وحني‪ ،‬إال أنها تتأكد في بعض األوقات‬ ‫ٍ‬ ‫واملناسبات التي منها هذه األيام العشرة‬ ‫من شهر ذي احلجة حيث أشارت بعض آيات‬ ‫القرآن الكرمي واألحاديث النبوية الى بعض‬ ‫تلك العبادات على سبيل االستحباب‪ ،‬زمن‬ ‫تلك العبادات ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلكثار من ذكر اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫ودعائه لقوله تبارك وتعالى‪..‬ويذكروا اسم‬ ‫اهلل في أيام معلومات‪...‬احلج ‪ ،28/‬وكما‬ ‫يستحب اإلكثار من الدعاء الصالح في هذه‬ ‫األيام اغتناما ً لفضيلتها‪ ،‬وطمعا ً في حتقق‬ ‫اإلجابة فيها‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلكثار من صالة النوافل لكونها من‬ ‫أفضل القربات الى اهلل تعالى إذ إ ّن “النوافل‬ ‫جتبر ما نقص من الفرائض‪ ،‬وهي من أسباب‬ ‫محبة اهلل لعبده وإجابة دعائه‪ ،‬ومن أسباب‬ ‫رفع الدرجات ومحو السيئات وزيادة احلسنات”‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬ذبح األضاحي ألنها من العبادات‬ ‫املشروعة التي يتقرب بها اإلنسان املسلم‬ ‫الى اهلل تعالى في يوم النحر أو خالل أيام‬ ‫التشريق وفي ذلك كثير من معاني البذل‬ ‫والتضحية والفداء‪...‬‬ ‫‪ -4‬اإلكثار من الصدقات املادية واملعنوية‬ ‫ملا فيها من التقرب الى اهلل تعالى وابتغاء‬ ‫األجر والثواب منه سبحانه عن طريق البذل‬ ‫والعطاء واألحسان لآلخرين‪ ،‬قال تعالى‪ :‬من ذا‬ ‫قرض اهلل قرضا ً حسنا ً فيضاعفه له‬ ‫الذي ي ُ ُ‬ ‫وله أج ٌر كرمي احلديد‪.11/‬‬ ‫وملا يترتب على ذلك من تأكيد الروابط‬ ‫االجتماعية في اجملتمع من خالل تفقد أحوال‬ ‫وسد‬ ‫الفقراء واملساكني واليتامى واحملتاجني‬ ‫ّ‬ ‫حاجتهم‪ ،‬ثم ألن في الصدقة أجرا ً عظيما ً‬ ‫وإن كانت معنوية وغير مادية‪.‬‬ ‫وفي حديث نبوي أنه قال‪“ :‬على كل مسلم‬ ‫صدقة”‪ .‬فقالوا‪ :‬يا نبي اهلل فمن لم يجد؟ قال‪:‬‬ ‫“يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق”‪ .‬قالوا‪:‬‬ ‫فإن لم يجد؟ قال‪“ :‬يعني ذا احلاجة امللهوف”‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬فإن لم يجد؟ قال‪“ :‬فليعمل باملعروف‬ ‫ول ُيمسك عن الشر فإنها له صدقة” ‪.‬‬ ‫‪ -5‬الصيام لكونه من أفضل العبادات‬ ‫الصاحلة التي يُحرَص عليها لعظيم أجرها‬ ‫وجزيل ثوابها‪.‬‬ ‫‪ -6‬قيام الليل لكونه من العبادات التي‬

‫ّ‬ ‫حث عليها األنبياء واألولياء‪ ،‬وقيام الليل من‬ ‫صفات عباد الرحمن الذين قال فيهم احلق‬ ‫سبحانه‪ :‬والذين يبيتون لربهم سجدا ً وقياما ً‬ ‫الفرقان ‪ .64/‬ألنهم يستثمرون ليلهم في‬ ‫التفرغ لعبادة اهلل تعالى مصلني متهجدين‬ ‫ذاكرين مستغفرين يسألون اهلل تعالى من‬ ‫فضله‪ ،‬ويستعيذونه من عذابه‪.‬‬ ‫‪ -7‬التوبة واإلنابة الى اهلل تعالى في هذه‬ ‫األيام املباركة وهي أن يسارع اإلنسان الى‬ ‫التوبة الصادقة وطلب املغفرة من اهلل تعالى‪،‬‬ ‫وأن يقلع عن الذنوب واملعاصي واآلثام‪ ،‬ويتوب‬ ‫الى اهلل تعالى منها طمعا ً فيما عند اهلل‬ ‫سبحانه وحتقيقا ً لقوله تعالى‪... :‬وتوبوا الى‬ ‫اهلل جميعا ً أ ّيها املؤمنون لعلكم تفلحون‬ ‫النور‪. 31/‬‬ ‫وألن التوبة الصادقة تعمل على تكفير‬ ‫السيئات ودخول اجلنة بإذن اهلل تعالى‪ ،‬وألن‬ ‫التائب من الذنب كمن ال ذنب له‪.‬‬

‫بعض الدروس التربوية‬ ‫املستفادة من فضل األيام‬ ‫العشر‬

‫قصيرة ٌ يتفقد فيها املرء نفسيته صفا ًء‬ ‫وسالم ًة”‪.‬‬ ‫‪ -4‬شمولية العمل الصالح املتقرب به‬ ‫الى اهلل عز وجل لكل ما يُقصد به وجه‬ ‫اهلل تعالى وابتغاء مرضاته‪ ،‬سواء أكان ذلك‬ ‫قوال ً أم فعالً‪( ،‬العمل الصالح هنا التعريف‬ ‫باجلنسية عمومية وعدم تخصيص)‪ .‬وفي هذا‬ ‫تربية على اإلكثار من األعمال الصاحلة‪ ،‬كما‬ ‫أن فيه بعدا ً تربويا ً ال ينبغي إغفاله‪ ،‬ويتمثل‬ ‫في أن تعدد العبادات وتنوعها يغذي جميع‬ ‫جوانب النمو الرئيسة (اجلسمية والروحية‬ ‫والعقلية) وما يتبعها من جوانب أخرى عند‬ ‫اإلنسان املوحد‪.‬‬ ‫‪ -5‬حرص التربية التوحيدية على فتح‬ ‫باب التنافس في الطاعات حتى يُقبل كل‬ ‫إنسان على ما يستطيعه من عمل اخلير‬ ‫كالعبادات املفروضة‪ ،‬والطاعات املطلوبة من‬ ‫صالة وصدقة وإحسان وذكر ودعاء‪...‬الخ‪ .‬وفي‬ ‫ذلك توجيه تربوي إلطالق استعدادات الفرد‬ ‫وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من الفوائد‬ ‫واملنافع والغايات األخروية املتمثلة في الفوز‬ ‫باجلنة‪ ،‬والنجاة من النار‪.‬‬ ‫‪ -6‬تكرمي اإلسالم وتعظيمه ألحد أركان‬ ‫كنسك عظيم‬ ‫اإلسالم العظيمة وهو احلج‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ذي مضامني تربوية عديدة تبرز في جترد الفرد‬ ‫املسلم من أهوائه ودوافعه املادية‪ ،‬وتخلصه‬ ‫من املظاهر الدنيوية‪ ،‬وإشباعه للجانب‬ ‫الروحي الذي يتطلب تهيئة عامة‪ ،‬وإعدادا ً‬ ‫خاصا ً تنهض به األعمال الصاحلات التي أشاد‬ ‫بها النبي الكرمي (ص) في أحاديث مختلفة‪،‬‬ ‫ملا فيها من حسن التمهيد الستقبال أعمال‬ ‫احلج‪ ،‬والدافع القوي ألدائها بشكل يتالءم‬ ‫ومنزلة احلج التي ال شك أنها منزلة سامية ٌ‬ ‫عظيمة القدر‪.‬‬ ‫‪ -7‬تربية اإلنسان املوحد على أهمية إحياء‬ ‫مختلف الشعائر الدينية اخملتلفة طيلة‬ ‫حياته‪ ،‬ال سيما وإن باب العمل الصالح‬ ‫مفتوح ال يغلق منذ أن يولد اإلنسان وحتى‬ ‫ميوت انطالقا ً من توجيهات األنبياء(ع) واألولياء‬ ‫الكرام التي ح ّثت على ذلك ودعت إليه وليس‬ ‫هذا فحسب‪ ،‬فهذه األيام العظيمة زاخرة‬ ‫بكثير من الدروس واملضامني التربوية‪ ،‬التي‬ ‫علينا جميعا ً أن نستفيد منها في كل جزئية‬ ‫من جزئيات حياتنا‪ ،‬وأن نستلهمها في كل‬ ‫شأن من شؤونها‪.‬‬ ‫واهلل نسأل التوفيق والسداد‪ ،‬والهداية‬ ‫والرشاد‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪ -1‬التنبيه (النبوي) التربوي الى أن العمل‬ ‫الصالح في هذه األيام العشرة من شهر‬ ‫ذي احلجة أفضل وأحب الى اهلل تعالى منه‬ ‫في غيرها‪ ،‬وفي ذلك تربية للنفس اإلنسانية‬ ‫املسلمة املوحدة على االهتمام بهذه املناسبة‬ ‫السنوية التي ال حتصل في العام إال مرة واحدة‪،‬‬ ‫وضرورة اغتنامها في عمل الطاعات القولية‬ ‫والفعلية‪ ،‬ملا فيها من فرص التقرب الى اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬وتزويد النفس البشرية بالغذاء الروحي‬ ‫الذي يرفع من اجلوانب املعنوية عند األنسان‪،‬‬ ‫فتعينه بذلك على مواجهة احلياة‪.‬‬ ‫‪ -2‬التوجيه (النبوي) التربوي الى أن في حياة‬ ‫األنسان املسلم املوحد بعض املناسبات التي‬ ‫عليه أن يتفاعل معها تفاعال ً إيجابيا ً ميكن‬ ‫حتقيقه بتغيير منط حياته‪ ،‬وكسر رتابتها‬ ‫املعتادة مبا صلح من القول والعمل‪ ،‬ومن هذه‬ ‫املناسبات السنوية هذه األيام املباركات التي‬ ‫تتنوع فيها أمناط العبادة لتشمل مختلف‬ ‫اجلوانب واألبعاد اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪ -3‬استمرارية تواصل اإلنسان املوحد طيلة‬ ‫حياته مع خالقه العظيم من خالل أنواع‬ ‫العبادة اخملتلفة لتحقيق معناها احلق من‬ ‫خالل الطاعة الصادقة واالمتثال اخلالص‪.‬‬ ‫الشيخ نابغ يوسف ذبيان‬ ‫“فالعبادة مبعناها النفسي التربوي في التربية‬ ‫*ماجيستير في اإلدارة ‪ /‬تخصص إدارة تربوية‬ ‫التوحيدية فترة رجوع ٍ سريع ٍة من حني آلخر‬ ‫بكالوريوس في اإلدارة التربوية‬ ‫الى املصدر الروحي ليظل الفرد اإلنساني على‬ ‫منسق ومد ّرس مادة التربية التوحيدية‬ ‫ّ‬ ‫صلة ٍ دائمة ٍ بخالقه‪ ،‬فهي خلوة ٌ نفسية‬ ‫ٌ والقرآن الكرمي في ثانوية العرفان‬

‫‪75‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر صحة‬

‫التغذية وعالقتها باإلنفلونزا‬ ‫(‪)Common Cold‬‬ ‫الرشح مرض فيروسي مع ٍد يصيب القسم‬ ‫األعلى من اجلهاز التنفسي (األنف‪ ،‬البلعوم‪،‬‬ ‫احلنجرة‪ ،‬القصبة الهوائية‪ ،‬الشعب الهوائية‬ ‫والرئتني)‪ .‬عند اإلصابة بالفيروس تظهر على‬ ‫املريض عدة عوارض تشمل السعال‪ ،‬ألم في‬ ‫البلعوم واحلنجرة‪ ،‬رشح واحتقان في األنف‪ .‬ميكن‬ ‫لهذه العوارض أن تترافق‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬مع‬ ‫التهاب واحمرار في العيون‪ ،‬ألم في العضالت‪،‬‬ ‫تعب‪ ،‬وجع رأس‪ ،‬رعشة (برد)‪ ،‬فقدان الشهية‪ .‬أما‬ ‫احلمى (احلرارة)‪ ،‬فيمكن أن تظهر على املريض في‬ ‫كثير من األحيان‪.‬‬ ‫يشفى املريض عادة من نزالت البرد بعد ‪10 – 7‬‬ ‫أيام‪ ،‬لكن بعض العوارض‪ ،‬كالسعال خاصة عند‬ ‫األطفال‪ ،‬تستمر لعدة أسابيع‪ .‬هناك حوالي ‪200‬‬ ‫نوع من الفيروسات التي تسبب الرشح‪ ،‬أكثرها‬ ‫شيوعا ً هو اﻠ (‪ )Rhinovirus‬املسؤول عن ‪50 – 30‬‬ ‫‪ %‬من حاالت الرشح‪ ،‬يليه اﻠ (‪ )Coronavirus‬الذي‬ ‫يشكل ‪ % 15 – 10‬من احلاالت‪ ،‬ثم اﻠ ‪))Influenza‬‬ ‫فيروس املسؤول عن ‪ % 10 – 5‬من احلاالت‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى فيروسات أخرى كاﻟ (‪)Adenovirus‬‬ ‫واﻟ (‪ ... )Enterovirus‬لذلك‪ ،‬ونظرا ً لكثرة أنواع‬ ‫الفيروسات التي تسبب الرشح‪ ،‬وقدرتها‬ ‫املستمرة على تغيير شكلها‪ ،‬فإنه من املستحيل‬ ‫على األشخاص أن يك ّونوا مناعة تامة ضد الرشح‬ ‫على الرغم من أخذ اللقاح‪.‬‬ ‫هناك بعض العوامل التي تعرض األشخاص‬ ‫لإلصابة بنزالت البرد‪ .‬أبرزها قضاء وقت طويل في‬ ‫مكان مغلق مع شخص مصاب أو اجللوس على‬ ‫مقربة منه‪ ،‬ألن الرشح ينتقل عن طريق جزيئات‬ ‫صغيرة تنبعث من الشخص املصاب عند التنفس‪،‬‬ ‫السعال والعطس‪ .‬وقد أظهرت أحد الدراسات أن‬ ‫تعرض اجلسم للبرد‪ ،‬خاصة في فصل الشتاء‪،‬‬ ‫ميكن أن يؤدي إلى الرشح عند ‪ %10‬فقط من‬ ‫األشخاص الذين أجريت عليهم هذه الدراسة‪.‬‬ ‫لذلك فإن هذا العامل اليزال خاضعا ً للنقاش‪.‬‬ ‫ينتقل فيروس الرشح أيضا ً عن طريق اللمس‪،‬‬ ‫لذا يجب غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار‪.‬‬ ‫وقد يكون التدخني عامالً يطيل فترة الرشح ‪3‬‬ ‫أيام ألنه يرهق اجلهاز التنفسي‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬ ‫عدم احلصول على قسط كاف من النوم يوميا ً‬ ‫ميكن أن يزيد خطر اإلصابة باﻠ ((‪.Rhinovirus‬‬ ‫تتكرر اإلصابة بالرشح خالل فصل الشتاء نظرا ً‬ ‫لزيادة الوقت الذي منضيه في أماكن مغلقة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مع أشخاص مصابني‪ ،‬إضافة إلى عدم التعرض‬ ‫الكافي ألشعة الشمس‪ .‬وبعكس ما نتوقع‪،‬‬ ‫فإن كثرة الوقاية والتعقيم املتكرر لليدين ميكن‬ ‫أن يزيد خطر اإلصابة بالرشح ألنه يقضي على‬ ‫البكتيريا احلميدة‪ ،‬مما يعزز منو اجلراثيم الضارة‪.‬‬ ‫يعتمد عالج الرشح عادة على عالج العوارض‪،‬‬ ‫فيقوم الطبيب بوصف مضادات األلم واحلرارة‪ .‬أما‬ ‫إذا استمرت العوارض‪ ،‬فيلجأ عندها إلى وصف‬ ‫املضادات احليوية‪ .‬وبإمكان املريض أن ينظف األنف‬ ‫باملاء وامللح لتخفيف االحتقان‪ ،‬كما ميكن زيادة‬ ‫شرب السوائل حلماية اجلسم من اجلفاف‪.‬‬

‫عالقة العناصر الغذائية بالرشح‬ ‫فيتامني ‪C‬‬

‫يعتقد عدد كبير من الناس بأن تناول كميات‬ ‫كبيرة من الفيتامني ‪ C‬خالل فصل الشتاء‬ ‫ميكن أن يحمي من اإلصابة بالرشح‪ .‬لكن نتائج‬ ‫الدراسات تختلف حول قدرة هذا الفيتامني‬ ‫على القيام بهذه الوظيفة‪ .‬يساعد فيتامني ‪،C‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬على تقوية جهاز املناعة‪ ،‬مما يزيد‬

‫‪76‬‬

‫القدرة على محاربة جميع األمراض مبا فيها‬ ‫نزالت البرد‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يعمل فيتامني ‪C‬‬ ‫على تخفيض مستوى الهيستامسن املسؤول‬ ‫عن احمرار العيون‪ ،‬احتقان اجليوب األنفية وزيادة‬ ‫إفراز اخملاط والبلغم‪ .‬لذا فهو يساهم في تخفيف‬ ‫حدة العوارض‪ .‬لكن الدراسات لم تثبت حتى اآلن‬ ‫قدرته على شفاء الرشح أو الوقاية منه‪.‬‬ ‫يجب أن ال يتعدى استهالكنا من الفيتامني ‪C‬‬ ‫‪2‬غرام يوميا ً ألن ذلك قد يؤدي على املدى الطويل‬ ‫إلى مشاكل في الكلى‪ .‬أما مصادر هذا الفيتامني‬ ‫فهي‪ :‬احلامض‪ ،‬البرتقال‪ ،‬التبولة‪ ،‬الفريز‪،‬‬ ‫البروكولي‪ ،‬الفليفلة احللوة والبندورة‪ .‬ميكن تناول‬ ‫حساء اخلضار مع الدجاج في فصل الشتاء‪ ،‬فهو‬ ‫يساعد على تخفيف من مدة الرشح‪.‬‬

‫مضادات األكسدة‬

‫تساعد مضادات األكسدة على تخليص اجلسم‬ ‫من جزيئات تعرف باﻠ (‪ ،)Radicals Free‬وهي‬ ‫جزيئات تلحق ضررا ً بكريات الدم البيضاء من خالل‬ ‫تعريضها للتفاعل مع األوكسجني‪ .‬لذلك‪ ،‬فهي‬ ‫تضعف جهاز املناعة وتزيد نسبة اإلصابة باملرض‪.‬‬


‫من هنا يأتي دور مضادات األكسدة‪ :‬فيتامني ‪،A‬‬ ‫‪ ،Carotene Beta‬فيتامني ‪ E‬والسيلينيوم‪.‬‬

‫فيتامني ‪A‬‬

‫يلعب دورا ً مهما ً في احلفاظ على اجللد‬ ‫واألنسجة الظهارية (‪ )Epithilium‬التي تزيد‬ ‫قدرة اجلسم على حجب الفيروسات وغيرها من‬ ‫اجلراثيم‪ .‬جند هذا الفيتامني بكثرة في السمك‪،‬‬ ‫صفار البيض‪ ،‬احلليب الكامل الدسم والكبد‪.‬‬

‫‪Carotene Beta‬‬

‫يساعد على تنشيط جهاز املناعة من خالل زيادة‬ ‫عدد كريات الدم البيضاء التي تدمر الفيروسات‪،‬‬ ‫إضافة إلى أنه يحسن التواصل الكيميائي بني‬ ‫خاليا جهاز املناعة‪ .‬جند اﻟ ‪ Carotene Beta‬في‬ ‫اخلضار الداكنة اللون‪ ،‬املانغا‪ ،‬اليقطني واجلزر‪.‬‬

‫فيتامني ‪E‬‬

‫يعمل أيضا ً كمضاد لألكسدة‪ ،‬فيساعد‬ ‫اجلسم على التخلص من اﻟ ‪.Radicals Free‬‬ ‫وبذلك يحمي كريات الدم البيضاء ويحسن‬ ‫املناعة‪ .‬يتوفر هذا الفيتامني في الزيوت النباتية‪،‬‬ ‫املكسرات‪ ،‬األفوكادو ونخالة القمح‪ .‬يجب االنتباه‬ ‫إلى أن مصادر فيتامني ‪ E‬هي أيضا ً مصادر مهمة‬ ‫للوحدات احلرارية‪ ،‬لذلك يجب تناولها باعتدال‪.‬‬

‫السيلينيوم‬

‫يلعب دورا ً أساسيا ً كمضاد لألكسدة أيضاً‪،‬‬ ‫فيحمي كريات الدم البيضاء من األكسدة‪ .‬وقد‬ ‫أثبتت بعض الدراسات أن السيلينيوم يزيد من‬ ‫إنتاج األجسام املضادة التي حتارب الفيروسات‪.‬‬ ‫جند السيلينيوم في منتجات احلبوب الكاملة‬ ‫(النشويات السمراء)‪ ،‬السمك وثمار البحر‪،‬‬ ‫اللحمة‪ ،‬الدجاج والثوم‪.‬‬

‫الزنك‬

‫يعمل كمضاد لألكسدة واإللتهاب‪ .‬يحافظ‬ ‫هذا املعدن على الغدد الليمفاوية التي تلعب‬ ‫دورا ً مهما ً كجزء من جهاز املناعة‪ .‬يساعد‬ ‫الزنك أيضا ً على التئام اجلروح‪ ،‬فيمنع بالتالي‬ ‫دخول الفيروسات واجلراثيم األخرى‪ .‬وقد تبينّ أن‬ ‫نقص الزنك يؤدي إلى نقص في عدد كريات الدم‬ ‫البيضاء‪ ،‬األمر الذي يضعف قدرة اجلسم على‬ ‫الشفاء من املرض‪ .‬تعتبر ثمار البحر‪ ،‬السمك‪،‬‬ ‫البقول‪ ،‬منتجات احلبوب الكاملة‪ ،‬احلليب واجلبنة‬ ‫من أهم مصادر الزنك‪.‬‬

‫فيتامني ‪B6‬‬

‫يحافظ فيتامني ‪ B6‬على خاليا اجلسم وعلى‬ ‫كمية ونوعية األجسام املضادة وكريات الدم‬ ‫البيضاء‪ ،‬كما يلعب دورا ً في تكاثر هذه اخلاليا‬ ‫وحمايتها من األمراض‪ .‬جند هذا الفيتامني في‬ ‫اللحمة‪ ،‬الدجاج‪ ،‬البقول‪ ،‬نخالة القمح‪ ،‬احلليب‬ ‫وصفار البيض‪.‬‬

‫فيتامني ‪B12‬‬

‫تبينّ أن النقص في فيتامني ‪ B12‬يضعف عمل‬ ‫جهاز املناعة ألنه يقلل عدد كريات الدم البيضاء‪،‬‬ ‫وبذلك يزيد خطر اإلصابة باألمراض املعدية‪ .‬جند‬ ‫هذا الفيتامني فقط في املصادر احليوانية كاحلليب‬ ‫ومشتقاته‪ ،‬الكبد‪ ،‬البيض‪ ،‬ولذا فإن املسنني‬ ‫والنباتيني هم األكثر عرضة للنقص فيه‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى كل هذه العناصر الغذائية‪ ،‬فقد‬ ‫أجريت األبحاث العلمية على بعض املشروبات‬ ‫التي أشيعت عالقتها بالرشح‪ ،‬السيما البابوجن‪،‬‬ ‫حيث تبينّ أنه يقضي على البكتيريا‪ ،‬يحارب‬ ‫الرشح ويساعد على الوقاية منه ويحمي من‬ ‫اإللتهاب‪ ،‬فضالً عن أنه يحسن عملية الهضم‪،‬‬ ‫وهو يدخل في تركيب بعض األدوية التي تستعمل‬ ‫لتعقيم الفم واحلنجرة‪.‬‬ ‫يلعب الشاي‪ ،‬حتديدا ً الشاي األخضر‪ ،‬دورا ً مهما ً‬ ‫جدا ً في تفادي األمراض ألنه غني جدا ً مبضادات‬ ‫األكسدة ومواد أخرى فعالة حتارب اإلنفلونزا‬ ‫وغيرها من الفيروسات‪ .‬لذلك‪ ،‬ننصح بشرب‬ ‫كوبني يوميا ً من الشاي األخضر أو األبيض‪ .‬أثبتت‬ ‫الدراسات أن هذا األخير يعمل كمضاد للبكتيريا‬ ‫والفطريات‪ .‬أما بالنسبة لليانسون‪ ،‬فهو يدخل‬ ‫في تركيبة بعض األدوية التي تستعمل ملعاجلة‬ ‫اإلنفلونزا‪ ،‬لكنه يعمل في هذه األدوية إلى جانب‬ ‫مكونات أخرى‪ ،‬فهو ال يكفي وحده للوقاية من‬ ‫الرشح أو تدمير الفيروسات‪.‬‬ ‫هناك أيضا ً اﻠ (‪ )Cranberry‬أو التوت البري‬ ‫الذي يحتوي على مضادات األكسدة وفيتامني‬ ‫‪ ،C‬فيقوي جهاز املناعة ويحمي من البكتيريا‬

‫‪77‬‬

‫والفيروسات‪.‬‬ ‫يحتوي العسل على مضادات أكسدة أيضاً‪،‬‬ ‫إضافة إلى أنه يطري احللق‪ .‬إذ أن تناول ‪2 – 1‬‬ ‫ملعقة صغيرة منه يزيد القدرة على النوم ألنه‬ ‫يخفف من حدة السعال‪.‬‬ ‫وامللفت أن احل ّر يلعب دورا ً في حتسني عمل جهاز‬ ‫املناعة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يحتوي احلر على مادة‬ ‫مضادة لألكسدة تولد حرارة على اللسان واجليوب‬ ‫األنفية‪ ،‬فتحسن عملية التنفس‪ ،‬وتخفف من‬ ‫اإلحتقان‪.‬‬ ‫مبا أن الرشح مرض ال مفر منه‪ ،‬ويصيب أغلبية‬ ‫األشخاص خالل فصل الشتاء‪ ،‬يجب علينا‬ ‫حتصني جهاز املناعة جيدا ً كي يكون حاضرا ً حملاربة‬ ‫كل األمراض وليس الرشح فقط‪ .‬يجب اإلكثار‬ ‫من تناول السوائل كاحلساء احملضر في املنزل‬ ‫من الدجاج أواللحم مع اخلضار‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تناول كميات وفيرة من مصادر فيتامني ‪،E ،A ،C‬‬ ‫‪ ،Carotene Beta ،B6 ،B12‬الزنك والسيلينيوم‪.‬‬ ‫وكما ذكرنا سابقاً‪ ،‬ميكن تناول كوبني من الشاي‬ ‫األخضر يومياً‪ ،‬باإلضافة إلى البابوجن والعسل‬ ‫وعصير اﻠ (‪ .)Cranberry‬قد يصعب علينا منع‬ ‫اإلصابة‪ ،‬ولكن باتباع هذه التوجيهات الغذائية‪،‬‬ ‫ميكن أن نخفف حدة عوارض الرشح أو الفترة‬ ‫الزمنية للمرض‪.‬‬

‫ليال رشيد‬ ‫أخصائية تغذية مجازة‬ ‫‪Layal-r@hotmail.com‬‬ ‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر رياضي‬

‫حصاد ‪ : 2010‬إنجاز تاريخي غير مسبوق لفريق السد اللبناني في كرة اليد‬ ‫إسبانيا تتر ّبع على «عرش» كرة القدم والبرازيل تهيمن على الكرة الطائرة‬ ‫مع نهاية عام وفتح صفحة عام جديد تلقي‬ ‫مجلة “منبر التوحيد” الضوء على أبرز األحداث‬ ‫الرياضية للعام ‪ 2010‬محليا ً وعربيا ً وعاملياً‪.‬‬ ‫على الصعيد احمللي حفلت الرياضة اللبنانية‬ ‫بأحداث كثيرة‪ ،‬أبرزها بال شك اإلجناز التاريخي غير‬ ‫املسبوق لنادي السد الفائز بلقب بطولة أندية‬ ‫آسيا في كرة اليد على حساب مضر السعودي‬ ‫(‪ )28 - 33‬في املباراة النهائية التي أجريت في صالة‬ ‫نادي الصداقة (طريق املطار)‪.‬‬ ‫كما أحرز نادي السد لقب بطولة لبنان أمام‬ ‫الصداقة الثاني واجليش اللبناني الثالث‪ ،‬وكذلك‬ ‫ت ّوج السد بلقب مسابقة الكأس بفوزه في املباراة‬ ‫النهائية على الصداقة‪.‬‬ ‫وفي كرة السلة أحرز الرياضي بيروت لقب الدوري‬ ‫بفوزه على الشانفيل (‪ )0 - 3‬في الدور النهائي‪،‬‬ ‫فيما أحرز الشانفيل لقب مسابقة الكأس بفوزه‬ ‫في املباراة النهائية على احلكمة (‪ ،)63 - 95‬كذلك‬ ‫ت ّوج الشانفيل بطالً ملسابقة كأس السوبر بفوزه‬ ‫على الرياضي بيروت (‪.)72 - 76‬‬ ‫وفي كرة القدم ت ّوج نادي العهد بلقب بطولة‬ ‫لبنان برصيد ‪ 56‬نقطة‪ ،‬متقدما ً على الصفاء الثاني‬ ‫(‪ 45‬نقطة)‪ ،‬والنجمة الثالث (‪ 45‬نقطة)‪ ،‬واألنصار‬ ‫الرابع (‪ 44‬نقطة)‪ ،‬فيما أحرز األنصار لقب مسابقة‬ ‫الكأس بفوزه في املباراة النهائية على املبرة (‪.)1 -2‬‬ ‫كما أحرز العهد لقب مسابقة كأس السوبر‬ ‫بفوزه على األنصار (‪ ،)0 -1‬ولقب كأس النخبة‬ ‫بفوزه في النهائي على األنصار أيضا ً (‪ )3 -4‬بضربات‬ ‫الترجيح‪.‬‬ ‫وعلى صعيد جوائز الالعبني اختير العب العهد‬ ‫العراقي صالح سدير كأفضل العب وأفضل هداف‪،‬‬ ‫وحارس شباب الساحل عباس شيت أفضل حارس‬ ‫مرمى‪ ،‬فيما ذهبت جائزة اللعب النظيف لنادي‬

‫رئيس اجلمهورية العماد ميشال سليمان يحتفل مع املنتخب اللبناني بلقب كأس ستانكوفيتش‬

‫السالم زغرتا‪.‬‬ ‫وفي الكرة الطائرة جمع فريق األنوار اجلديدة‬ ‫لقبي بطولة الدوري والكأس عند الرجال ولقب‬ ‫الدوري عند السيدات‪.‬‬

‫وفي الرياضات امليكانيكية‬ ‫واصل السائق اللبناني املتألق روجيه فغالي‬ ‫سيطرته على رالي لبنان الدولي بإحرازه املركز األول‬ ‫للمرة السابعة على التوالي أمام اإلماراتي خالد‬ ‫القاسمي واللبناني زياد فغالي‪.‬‬ ‫ويبدو أن عائلة فغالي ستبقى مسيطرة لفترة‬

‫منتخب لبنان الذي شارك في كأس العالم في تركيا‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪78‬‬

‫طويلة على الراليات في لبنان ألنها تضم نخبة‬ ‫السائقني بني األشقاء وأوالد العم‪.‬‬

‫الرياضة العربية‬ ‫وعلى الصعيد العربي‪ ،‬وفي كرة القدم‪ ،‬أحرز‬ ‫نادي الوصل اإلماراتي لقب كأس أندية اخلليج على‬ ‫حساب قطر القطري (‪ )2 -2‬ذهابا ً و(‪ )1 -1‬إياباً‪.‬‬ ‫وعند السيدات‪ ،‬أحرز األردن لقب كأس العرب‬ ‫بفوزه على مصر (‪ )0 -1‬في البحرين يوم اخلميس‬ ‫‪ 28‬تشرين األول ‪.2010‬‬ ‫وفي كرة السلة أحرزت مصر لقب كأس العرب‬ ‫بفوزها في املباراة النهائية على لبنان (‪ )57 - 60‬في‬ ‫بيروت يوم اجلمعة ‪ 24‬أيلول ‪.2010‬‬ ‫وفي بطولة األندية العربية لكرة السلة‪ ،‬أحرز‬ ‫الرياضي اللبناني اللقب بفوزه في املباراة النهائية‬ ‫على مواطنه املتحد طرابلس (‪ )73 -93‬في مدينة‬ ‫االسكندرية املصرية يوم األحد ‪ 16‬أيار ‪.2010‬‬ ‫وعند السيدات أحرز نادي األمل الرياضي التونسي‬ ‫اللقب بفوزه في النهائي على اجلزيرة املصري (‪-68‬‬ ‫‪ )58‬في مدينة الرباط املغربية يوم الثلثاء ‪ 2‬تشرين‬ ‫الثاني ‪.2010‬‬ ‫وفي الدورات العربية في كرة السلة‪ ،‬أحرز االحتاد‬ ‫االسكندري املصري لقب دورة حسام الدين احلريري‬ ‫بفوزه في املباراة النهائية على الرياضي اللبناني‬ ‫(‪ )67 - 83‬في قاعة صائب سالم في املنارة يوم‬ ‫اجلمعة ‪ 22‬تشرين األول ‪.2010‬‬


‫من جهته أحرز مهرام اإليراني لقب دورة دبي‬ ‫بفوزه في النهائي على الرياضي اللبناني (‪)67 - 85‬‬ ‫يوم السبت ‪ 23‬كانون الثاني ‪.2010‬‬ ‫وفي الكرة الطائرة‪ ،‬أحرز األهلي املصري لقب‬ ‫بطولة األندية العربية بفوزه في النهائي على‬ ‫الهال السعودي (‪ )1 -3‬في القاهرة يوم اخلميس ‪4‬‬ ‫آذار ‪.2010‬‬ ‫وفي كرة اليد‪ ،‬أحرز األهلي املصري لقب بطولة‬ ‫األندية العربية أمام مواطنه األوملبي الثاني والوحدة‬ ‫السعودي الثالث‪.‬‬

‫الرياضة العاملية‬ ‫على الصعيد العاملي‪ ،‬كان بال شك األبرز هو إحراز‬ ‫املنتخب اإلسباني ألول مرة في تاريخه‪ ،‬لقب كأس‬ ‫العالم في كرة القدم التي أقيمت منافساتها‬ ‫في جنوب إفريقيا‪ ،‬بفوزه في املباراة النهائية على‬ ‫نظيره الهولندي (‪ )0 -1‬بعد التمديد‪.‬‬ ‫واحتل املنتخب األملاني املركز الثالث بفوزه على‬ ‫نظيره األوروغواني (‪.)2 -3‬‬ ‫وفي أوروبا‪ ،‬ت ّوج فريق أنترميالن اإليطالي بطالً‬ ‫ملسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بفوزه‬ ‫في النهائي على بايرن ميونيخ األملاني (‪ )0 -2‬على‬ ‫ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة اإلسبانية‬ ‫مدريد يوم السبت ‪ 22‬أيار‪ .‬وقد أوقعت قرعة دور‬ ‫الــ ‪ 16‬لهذا املوسم أنترميالن وبايرن ميونيخ‬ ‫وجها ً لوجه‪ ،‬واخلاسر سيخرج من املنافسة‪ .‬وهما‬ ‫سيلتقيان ذهابا ً في ميالنو يوم األربعاء ‪ 23‬شباط‬ ‫املقبل‪ ،‬وإيابا ً في ميونيخ يوم الثلثاء ‪ 15‬آذار‪.‬‬ ‫وفي مسابقة “يورو ليغ” أحرز فريق أتلتيكو مدريد‬ ‫اإلسباني اللقب بفوزه في النهائي على فولهام‬ ‫اإلنكليزي (‪ )1 -2‬على ملعب “نورد بنك أرينا” في‬ ‫مدينة هامبورغ األملانية يوم األربعاء ‪ 12‬أيار‪.‬‬ ‫وفي البطوالت الوطنية في كرة القدم‪ :‬في‬ ‫إيطاليا أحرز أنترميالن لقب الدوري برصيد‬ ‫‪ 82‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪ 80‬لروما الثاني‪ ،‬و‪ 70‬مليالن‬ ‫الثالث‪.‬‬ ‫وفي كأس إيطاليا أحرز أنترميالن اللقب بفوزه‬ ‫في املباراة النهائية على روما (‪ )0 -1‬على امللعب‬ ‫األوملبي في روما يوم األربعاء ‪ 5‬أيار‪.‬‬ ‫وفي إسبانيا أحرز برشلونة لقب الدوري “ليغا”‬ ‫برصيد ‪ 99‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪ 96‬لريال مدريد الثاني‪ ،‬و‬ ‫‪ 71‬لفالنسيا الثالث‪.‬‬ ‫وفي مسابقة الكأس “كأس ملك إسبانيا” أحرز‬ ‫إشبيلية اللقب بفوزه في النهائي على أتلتيكو‬ ‫مدريد (‪ )0 -2‬على ملعب “كامب نو” اخلاص بنادي‬ ‫برشلونة يوم األربعاء ‪ 19‬أيار‪.‬‬ ‫وفي إسبانيا أيضا ً حقق برشلونة في العام ‪2010‬‬ ‫فوزا ً تاريخيا ً على غرميه اللدود ريال مدريد (‪)0 -5‬‬ ‫على ملعب “كامب نو” يوم اإلثنني ‪ 29‬تشرين الثاني‬ ‫ضمن املرحلة ‪ 13‬من موسم ‪ ،2011-2010‬وهما‬ ‫سيلتقيان إيابا ً يوم األحد ‪ 17‬نيسان ‪ 2011‬على‬

‫فريق الشانفيل بطالً ملسابقة كأس السوبر‬

‫ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد‪.‬‬ ‫وكان برشلونة فاز على ريال مدريد (‪ )0 -2‬في‬ ‫مدريد في إياب موسم ‪ 2010 -2009‬يوم السبت ‪10‬‬ ‫نيسان املاضي‪.‬‬ ‫وفي إنكلترا‪ ،‬ت ّوج تشلسي بطالً للدوري املمتاز‬ ‫(البرمييير ليغ) برصيد ‪ 86‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪85‬‬ ‫ملانشستر يونايتد الثاني‪ ،‬و‪ 75‬ألرسنال الثالث‪ ،‬و‪70‬‬ ‫لتوتنهام الرابع‪ ،‬و‪ 67‬ملانشستر سيتي اخلامس‪.‬‬ ‫وفي مسابقة الكأس (أف آي كاب) أحرز تشلسي‬ ‫اللقب بفوزه في املباراة النهائية على بورتسموث‬ ‫(‪ )0 -1‬على ملعب وميبلي في العاصمة لندن يوم‬ ‫السبت ‪ 15‬أيار‪.‬‬ ‫وفي مسابقة كأس رابطة األندية احملترفة أحرز‬ ‫مانشستر يونايتد اللقب بفوزه في املباراة النهائية‬ ‫على أستون فيال (‪ )1 -2‬على ملعب وميبلي أيضا ً يوم‬ ‫األحد ‪ 28‬شباط‪.‬‬ ‫وفي مسابقة الدرع اخليرية السنوية‪ ،‬أحرز‬ ‫مانشستر يونايتد اللقب بفوزه على تشلسي (‪-3‬‬ ‫‪ )1‬على ملعب وميبلي يوم األحد ‪ 8‬آب‪.‬‬ ‫وفي أملانيا‪ ،‬ت ّوج بايرن ميونيخ بطالً للدوري‬ ‫(البوندسليغا) برصيد ‪ 70‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪65‬‬ ‫لشالكه الثاني‪ ،‬و ‪ 61‬لفيردر برمين الثالث‪ ،‬و ‪ 59‬لباير‬ ‫ليفركوزن الرابع‪.‬‬ ‫وفي مسابقة الكأس أحرز بايرن ميونيخ اللقب‬ ‫بفوزه في املباراة النهائية على فيردر برمين (‪)0 -4‬‬ ‫على امللعب األوملبي في العاصمة برلني يوم السبت‬ ‫‪ 15‬أيار‪.‬‬ ‫وفي مسابقة كأس السوبر التي تسبق انطالق‬ ‫املوسم‪ ،‬أحرز بايرن ميونيخ اللقب بفوزه على‬ ‫شالكه (‪ )0 -2‬يوم السبت ‪ 7‬آب‪.‬‬ ‫وفي فرنسا‪ ،‬أحرز مرسيليا لقب الدوري برصيد‬ ‫‪ 78‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪ 72‬لليون الثاني‪ ،‬و‪ 71‬ألوكسير‬ ‫الثالث‪ ،‬و‪ 70‬لليل الرابع‪.‬‬ ‫وفي مسابقة الكأس‪ ،‬أحرز باريس سان جرمان‬ ‫اللقب بفوزه في املباراة النهائية على موناكو (‪)0 -1‬‬ ‫على ملعب “ستاد دو فرانس” في العاصمة باريس‬ ‫يوم السبت ‪ 1‬أيار‪.‬‬ ‫وفي مسابقة كأس الرابطة‪ ،‬أحرز مرسيليا اللقب‬ ‫بفوزه في النهائي على بوردو (‪ )1 -3‬على ملعب “ستاد‬ ‫دو فرانس” أيضا ً يوم السبت ‪ 27‬آذار ‪.2010‬‬

‫‪79‬‬

‫كرة السلة العاملية‬ ‫وفي كرة السلة العاملية‪ ،‬أحرزت الواليات املتحدة‬ ‫لقب كأس العالم بفوزها في املباراة النهائية على‬ ‫تركيا (‪ )64 -81‬في مدينة اسطنبول التركية يوم‬ ‫األحد ‪ 12‬أيلول ‪.2010‬‬ ‫واحتلت ليتوانيا املركز الثالث بفوزها على صربيا‬ ‫(‪.)88 -99‬‬ ‫وشارك منتخب لبنان للمرة الثالثة على التوالي‬ ‫في املونديال “السلوي” وخرج من الدور األول بفوز‬ ‫واحد على كندا (‪ )71 -81‬و ‪ 4‬هزائم أمام فرنسا‬ ‫(‪ ،)86 -59‬ونيوزيلندا (‪ ،)108 -76‬وإسبانيا (‪،)91 -57‬‬ ‫وليتوانيا (‪.)84 -66‬‬ ‫وفي مونديال السيدات‪ ،‬أحرزت الواليات املتحدة‬ ‫اللقب بفوزها في املباراة النهائية على تشيكيا‬ ‫(‪ )69 -89‬في براغ يوم األحد ‪ 3‬تشرين األول ‪.2010‬‬ ‫وفي الدورات الدولية الودية‪ ،‬أحرزت إيران لقب‬ ‫مسابقة كأس وليام جونز أمام لبنان واليابان‬ ‫والفيليبني‪ ،‬في حني أحرز منتخب لبنان لقب دورة‬ ‫كأس ستانكوفيتش ملنتخبات النخبة اآلسيوية‬ ‫بفوزه في املباراة النهائية على اليابان (‪ )59 -97‬على‬ ‫ملعب غزير يوم األحد ‪ 15‬آب ‪.2010‬‬ ‫وفي الدوري األميركي للمحترفني‪ ،‬أحرز لوس‬ ‫أجنيلوس ليكرز اللقب بعدما حسم الدور النهائي‬ ‫مبواجهة بوسطن سلتيكس بنتيجة (‪.)3 -4‬‬ ‫وفي أوروبا‪ ،‬أحرز فريق ريغال برشلونة اإلسباني‬ ‫لقب الدوري األوروبي “يورو ليغ” بفوزه في املباراة‬ ‫النهائية على أوملبياكوس اليوناني (‪ )68 - 86‬يوم‬ ‫األحد ‪ 9‬أيار‪.‬‬

‫الكرة الطائرة العاملية‬ ‫وفي كرة الطائرة‪ ،‬أحرزت البرازيل لقب بطولة‬ ‫العالم بفوزها في املباراة النهائية على كوبا (‪)0 -3‬‬ ‫في إيطاليا يوم األحد ‪ 10‬تشرين األول ‪.2010‬‬ ‫كما أحرزت البرازيل لقب الدوري العاملي على‬ ‫حساب روسيا (‪ )1 -3‬في األرجنتني يوم االثنني ‪26‬‬ ‫متوز‪.‬‬ ‫وفي مسابقة دوري أبطال أوروبا‪ ،‬أحرز فريق‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر رياضي‬ ‫ترينتينو فولي اإليطالي اللقب بفوزه في املباراة‬ ‫النهائية على دينامو موسكو الروسي (‪.)0 -3‬‬

‫كرة اليد العاملية‬ ‫وفي كرة اليد‪ ،‬أحرزت فرنسا لقب كأس أمم أوروبا‬ ‫بفوزها في املباراة النهائية على كرواتيا (‪.)21 -25‬‬ ‫وفي دوري أبطال أوروبا‪ ،‬أحرز فريق كييل األملاني‬ ‫اللقب بفوزه في املباراة النهائية على برشلونة‬ ‫اإلسباني (‪.)34 -36‬‬ ‫وأحرز نادي سيوداد اإلسباني لقب بطولة العالم‬ ‫لألندية‪ ،‬بفوزه في املباراة النهائية على السد‬ ‫القطري (‪ )25-30‬في الدوحة يوم اجلمعة ‪ 21‬أيار‬ ‫‪.2010‬‬ ‫وفي كرة اليد أيضاً‪ ،‬أحرزت اجلزائر لقب دورة قطر‬ ‫الدولية للمنتخبات متقدمة في الترتيب النهائي‬ ‫على إيران وقطر‪.‬‬

‫فريق العهد يحتفل بلقب كأس السوبر‬

‫كرة املضرب العاملية‬ ‫وفي كرة املضرب‪ ،‬أحرزت صربيا لقب مسابقة‬ ‫كأس ديفيس بفوزها في الدور النهائي على فرنسا‬ ‫(‪ )2 -3‬مبجموع اللقاءات‪.‬‬ ‫وفي مسابقة بطولة العالم لفرق الرجال‪،‬‬ ‫أحرزت األرجنتني اللقب بفوزها في الدور النهائي‬ ‫على الواليات املتحدة (‪.)1 -2‬‬ ‫وعند السيدات أحرزت إيطاليا لقب كأس االحتاد‬ ‫بفوزها في الدور النهائي على الواليات املتحدة (‪-3‬‬ ‫‪.)1‬‬ ‫وفي كأس هومبان للمنتخبات اخملتلطة‪ ،‬أحرزت‬ ‫إسبانيا اللقب بفوزها في الدور النهائي على‬ ‫بريطانيا (‪.)1 -2‬‬ ‫وفي دورات التنس الكبرى “الغران سالم”‪ ،‬وفي‬ ‫دورة استراليا املفتوحة أحرز السويسري روجيه‬ ‫فيدرر اللقب بفوزه في املباراة النهائية على‬ ‫البريطاني أندي موراي (‪ )3 -6‬و(‪ )4 -6‬و(‪.)6 -7‬‬ ‫وعند السيدات أحرزت األميركية سيرينا‬ ‫وليامس اللقب بفوزها في املباراة النهائية على‬ ‫البلجيكية جوستني هينان (‪ )4 -6‬و(‪ )6 -3‬و(‪-6‬‬ ‫‪.)2‬‬ ‫وفي دورة روالن غاروس الفرنسية املفتوحة‪،‬‬ ‫أحرز اإلسباني رافايل نادال اللقب بفوزه في‬ ‫املباراة النهائية على السويدي روبن سودرلينغ‬ ‫(‪ )4 -6‬و(‪ )2 -6‬و(‪.)4 -6‬‬ ‫وعند السيدات أحرزت اإليطالية فرانشيسكا‬ ‫سكيافوني اللقب بفوزها في املباراة النهائية‬ ‫على األسترالية سامنتا ستوسور (‪ ) 4-6‬و(‪.)6 -7‬‬ ‫وفي دورة وميبلدون اإلنكليزية‪ ،‬أحرز اإلسباني‬ ‫رافايل نادال اللقب بفوزه في املباراة النهائية على‬ ‫التشيكي توماس بيرديتش (‪ )3 -6‬و(‪ )5 -7‬و(‪.)4-6‬‬ ‫وعند السيدات أحرزت األميركية سيرينا‬ ‫وليامس اللقب بفوزها في املباراة النهائية على‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫منتخب اسبانيا بطالً ملونديال ‪ 2010‬في كرة القدم‬

‫الروسية فيرا زفوناريفا (‪ )3 -6‬و(‪.)2 -6‬‬ ‫وفي دورة فالشينغ ميدوز األميركية‪ ،‬أحرز‬ ‫اإلسباني رافايل نادال اللقب بفوزه في املباراة‬ ‫النهائية على الصربي نوفاك ديوكوفيتش (‪)4 -6‬‬ ‫و(‪ )7 -5‬و(‪ )4 -6‬و(‪.)2 -6‬‬ ‫وعند السيدات‪ ،‬أحرزت البلجيكية كيم‬ ‫كاليسترز اللقب بفوزها في املباراة النهائية على‬ ‫الروسية فيرا زفوناريفا (‪ )2 -6‬و(‪.)1 -6‬‬

‫رياضة السيارات‬ ‫وفي رياضة سباقات السيارات‪ ،‬وفي الفورموال‬ ‫واحد ت ّوج السائق األملاني الشاب سيباستيان‬ ‫فيتل بطالً للعالم برصيد ‪ 256‬نقطة‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 252‬لإلسباني فرناندو ألونزو الثاني‪ ،‬و‪242‬‬ ‫لألسترالي مارك ويبر الثالث‪ ،‬و‪ 240‬للبريطاني‬ ‫لويس هاميلتون الرابع‪ ،‬و‪ 214‬للبريطاني جنسون‬ ‫باتون‪.‬‬ ‫وأحرز فريق ريد بول لقب بطولة العالم‬

‫‪80‬‬

‫للصانعني برصيد ‪ 498‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪ 454‬لفريق‬ ‫ماكالرين مرسيدس الثاني‪ ،‬و‪ 396‬لفريق فيراري‬ ‫الثالث‪ ،‬و‪ 214‬لفريق بتروناس مرسيدس‪ ،‬و‪163‬‬ ‫لفريق رينو‪.‬‬ ‫وفي الراليات واصل السائق الفرنسي‬ ‫“العبقري” سيباستيان لوب هيمنته على‬ ‫بطولة العالم‪ ،‬وأحرز لقبه السابع برصيد‬ ‫‪ 276‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪ 171‬للفنلندي ياري ماتي‬ ‫التفاال الثاني‪ ،‬و‪ 169‬للنروجي بيتر سولبرغ‬ ‫الثالث‪ ،‬و‪ 167‬للفرنسي سيباستيان‬ ‫أوجييه الرابع‪ ،‬و‪ 150‬لإلسباني دانيال سوردو‬ ‫اخلامس‪.‬‬ ‫وفي فئة الصانعني‪ ،‬أحرز فريق سيتروان‬ ‫الفرنسي اللقب برصيد ‪ 456‬نقطة‪ ،‬مقابل ‪337‬‬ ‫لفريق فورد الثاني‪ ،‬و‪ 217‬لفريق سيتروان جونيور‬ ‫تيم الثالث‪ ،‬و‪ 176‬لفريق شتوبارت فورد الرابع‪ ،‬و‪58‬‬ ‫لفريق مونشيز فورد اخلامس‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬جورج عون‬


‫يا‬

‫حصرمه بعين العدا‬

‫مستهتر‬

‫اجلاهلية‬

‫باسم‬

‫اجلاهلية من املاضي لها وقفات‬ ‫يتصنع من حجرها للفدا رصاصات‬ ‫أرنون عحجارها من دمنا بصمات‬ ‫واالجتياح اليهودي ما قدر ليها فات‬ ‫بالثمانينات‬

‫وعمشارفها‬

‫نحنا السلف نحنا اخللف هامات‬ ‫يا‬

‫مستهتر‬

‫منها‬

‫شرب‬

‫راجع‬ ‫ابن‬

‫الفدا‬

‫حسابات‬ ‫جرعات‬

‫وهاب فيها رسم باجملد لوحات‬ ‫باسم‬

‫العروبة‬

‫وحد‬

‫الرايات‬

‫بتبقى‬

‫اجلاهلية‬

‫أم‬

‫للثورات‬

‫تأنى منيح واسمعلي شوي‬ ‫من املنت للشوف لضياع اجلنوبية‬ ‫يتصنع من شجرها البندقية‬ ‫ضد‬

‫الغزاة‬

‫اليهوديي‬

‫تقاوم‬

‫باحلجر‬

‫واملعنويي‬

‫حتطم‬

‫غرور‬

‫االنعزاليي‬

‫ما‬

‫منقرا‬

‫باجلاهلية‬

‫ناس‬

‫مخفيي‬

‫املي‬

‫ثوريي‬

‫بصدرو‬

‫روح‬

‫العروبيي‬

‫زرعت‬ ‫ّ‬ ‫وسطر اسمها بحروف مضويي‬ ‫وملقاومتنا منفدي روحنا هديي‬ ‫وحصى‬

‫حصرمه بعني العدا هي‬

‫لألبطال‬

‫رح‬

‫بتضل‬

‫قائد عام الكشاف‬ ‫سمير أبو ذياب‬

‫لغة ساسة العصر‬

‫ما يح ُّز في نفوسنا أكثر من أي شيء‪ ،‬ما يتمثل في لغة الرجل السياسي‬ ‫التي تسود حياتنا‪ ،‬فإن اجلميع يطالبون بإلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬والطائفية‬ ‫الوظيفية والعلمنة‪ ،‬وضرورة اخلروج من املنطق الطائفي البغيض وبالرغم‬ ‫من ذلك فإننا نرى التناقض بني القول والفعل‪ ،‬ويظهر التش ّبث للبقاء داخل‬ ‫حضيرة الطائفة والرفض املنطلق لالنتماء‪ ،‬والوالء للوطن‪ ،‬فال يظ ّ‬ ‫نن أحد أن بناء‬ ‫األوطان ال يتم وفق عملية تلقائية‪ ،‬أي أنها تكبر وتنمو وتزدهر من تلقاء نفسها‪،‬‬ ‫وحتمل‬ ‫وإنها بالصبر وتقدمي التضحيات ودرء األخطار التي تأتي من هنا وهناك‪ّ ،‬‬ ‫املصاعب والتخطيط ملواجهة التحديات‪.‬‬ ‫إن املرتكزات األساسية لبناء الوطن تتمثل بوحدته الوطنية وضمانة حرية‬ ‫الفكر والقول والعمل الذي يتمثل بكل شرائح اجملتمع وفئاته وطوائفه‪ ،‬وعلى‬ ‫كيفية تنظيم العالقة بني اجلولة واجملتمع‪ .‬لقد آن األوان‪ ،‬لنتعلم من ال ِع َبر‬ ‫ونتّعظ من التجارب املريرة التي عبرت بنا‪ ،‬وخ ّلفت جروحا ً عميقة‪ ،‬لقد آن األوان‬ ‫لنخرج من منطق الغالب واملغلوب‪ ،‬ومن منطق االستهتار باحلقوق‪ ،‬لقد آن‬ ‫األوان أن ندخل في منطق العدل واملساومة وتكافؤ الفرص‪ ،‬والرجل املناسب‬ ‫املوحد‪ ،‬وطن نهائي جلميع أبنائه‪ ،‬تولد‬ ‫في املكان املناسب‪ ،‬والوالء للوطن الواحد ّ‬ ‫فيه العدالة‪.‬‬ ‫وهذا ما نعمل على ترسيخه في حزب “التوحيد العربي” بقيادة رئيسنا الرفيق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬لبناء لبنان العربي الدميقراطي الذي يعيش فيه سائر أبنائه ضمن‬ ‫قيم اخلير واحملبة واملساواة‪ ،‬والتخلص من اإلقطاع وقوى الهيمنة والتسلط‪.‬‬

‫أكرم أبو غامن‬

‫‪81‬‬

‫التاريخ المجيد‬ ‫“نحن أسود يعرف األمس القريب جوالتنا واشتاقت‬ ‫الساحات إلى صوالتنا”‬ ‫هذا ما أسر به فتى الكتائب مبناسبة الذكرى اخلامسة‬ ‫والسبعني لتأسيس حزبه‪ ،‬ولكن لم يأت على ذهنه أن‬ ‫املالعب قد نست وأن الكتائب باتت حتفر اليوم على صخور‬ ‫كلسية‪.‬‬ ‫دفعنا تأثرنا الشديد بهذا اخلطاب إلى إعادة قراءة تاريخ‬ ‫الفتوحات الكتائبية فوجدنا أنها منقوشة على جدران‬ ‫صبرا وأن نتائجها أفضت إلى انحسار شعارهم (اهلل‪،‬‬ ‫الوطن‪ ،‬العائلة) إلى العائلة فقط فال ضير من اإلتيان‬ ‫بالسالح من العدو‪ ،‬ولو أدى ذلك إلى تفتيت الوطن فإمارة‬ ‫متنية تعتبر أكثر من كافية لبسط سيطرة العائلة وفرض‬ ‫سطوتها‪.‬‬ ‫نعم األمس القريب لم ينس احلزب الذي كان سباقا ً في‬ ‫احلصول على دعم صهيوني لتمويل انتخاباته‪ ،‬كما أنه لن‬ ‫ينس من كاد أن يتربع على عرش اجلمهورية‪ ،‬وهو اآلتي على‬ ‫ظهر الدبابات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫األمس القريب يعرفكم جيدا ً فصوالت فرسانكم‬ ‫ستبقى عالقة في األذهان‪ ،‬ال ميكن أن ميحيها الزمان‪،‬‬ ‫فاجملازر البربرية التي قام بها الكتائبيني‪ ،‬وأعوانهم في‬ ‫صبرا وشاتيال وأماكن أخرى كثيرة‪ ،‬إن د ّلت على شيء‪،‬‬ ‫فهي ّ‬ ‫تدل على نفوس وضيعة تعيث قتالً وتنكيالً بأطفال‬ ‫ونساء وشيوخ كل ذنبهم أنهم صدقوا أنكم تتقون اهلل‬ ‫وتخشونه‪ ،‬فإذا كانت هذه اجلوالت مدعاة للتفاخر فال‬ ‫غريب في ذلك ما دامت العمالة أصبحت وجهة نظر لدى‬ ‫البعض في لبنان‪.‬‬ ‫األمس القريب لن ينس إيفادكم للمبعوثني إلى فلسطني‬ ‫احملتلة لإلتيان باملال والسالح حملاربة شركائكم في الوطن‪،‬‬ ‫ولن ينس محاولتكم توقيع اتفاقية السابع عشر من‬ ‫آيار عبر فرضها بنيران الصهاينة ولوال صولة الفرسان‬ ‫احلقيقيني آنذاك لكان لبنان صهيوني الهوى كما تريدونه‬ ‫في كل آن فخامة الرئيس‪.‬‬ ‫فخامة الرئيس األمس القريب لن ينساك يا صاحب‬ ‫األيادي البيضاء في انهيار االقتصاد الوطني‪ ،‬األمس القريب‬ ‫لن ينس محاولتكم تدمير لبنان‪.‬‬ ‫حسنا ً فعلت فخامة العنيد يا من استجديت السالم‬ ‫في حلظة ضعف الوطن‪ ،‬فأعطيت منوذجا ً عن التواطؤ‬ ‫أدهش العالم‪ ،‬حسنا ً فعلت فأعدتنا بالذاكرة إلى ماضيك‬ ‫اجمليد‪.‬‬ ‫فاألجيال اليوم ستعيد قراءة ما خطته أياديكم بدماء‬ ‫األبرياء وستعرف كيف روضت أسودكم املزعومة‪ ،‬عندما‬ ‫حاولت تغيير هوية وطن‪ ،‬أصبح بعد غيابكم عنه معقالً‬ ‫لألمجاد تأبى أرضه أال تسطر أروع املالحم بوجه من يحاول‬ ‫تدنيسها‪.‬‬

‫جواد الصايغ‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر حر‬

‫زود‬ ‫ّ‬ ‫فهمك‬ ‫كفاية‬ ‫حافظ أبي املنى‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫معمر يتمتع بثقافة واسعة ّ‬ ‫واطالع أدبي مميز‪ .‬وهو‬ ‫أبو عجاج شيخ‬ ‫ّ‬ ‫بالرغم من سنواته التسعني ال يزال محافظا ً على سرعة خاطره‬ ‫وطرافته‪ ،‬كما أن السياسة أيضا ً التزال تشكل القاسم املشترك‬ ‫ألحاديثه‪ .‬سأله أحدهم م ّرة معلقا ً على حديث كان يدور عن اجلن وكان‬ ‫قد وصل على التو‪ ،‬فيما إذا كان اجلن اليزال موجودا ً في هذه البالد بحيث‬ ‫أن أخباره وحكاياه قد انطفت سيرتها بعد تعميم اإلناره بالكهرباء‪،‬‬ ‫فصدرت عنه تنهيدة طويلة وأجاب بعد أن جلس مسندا ً عصاه إلى‬ ‫جد ورزانة “اجلن يا بني انقرض‬ ‫جانب “الدشك” قرب الوجاق‪ ،‬وأجاب بكل ّ‬ ‫من هالبالد من زمان‪ ،‬أل ّن بالدنا بالد طوايف وكل واحد الزم ينتمي‬ ‫لطايفة وإال ضاع حقه واختفى ذكرو”‪ ،‬وجماعة اجلن من قلة تدبيرهم‬ ‫ما عرفوا ينتموا وال لطايفة لذلك انقرضوا‪ .‬أما لو كانوا جماعة اجلن‬ ‫من طايفتنا‪ ،‬كنت أنا ّ‬ ‫أكدت لك مثالً أنني قد رأيتهم الليلة املاضية‬ ‫وسألوني عنك وعن عمك وعن أخبارو وعن حالتو بأميركا‪ .‬وكان عمك‬ ‫أبو هاني اخملتار اهلل يطول بعمرو وبعمرك وعمر السامعني بيعطيهم‬ ‫تذاكر هوية عليها صور شمسية وطوابع أميرية تا يزيد عدد الناخبني‬ ‫عندنا بهالضيعة أربع خمس مية”‪.‬‬ ‫ويتنهد العم أبو عجاج ويلقي بسبحته جانبا ً ضاربا ً براحة يده‬ ‫ساقه اليمنى ليقول‪“ :‬وحدهم الن َور ما عندهم طايفة لهذا السبب‬ ‫مقضيها ال هم وال غم‪.‬‬ ‫هم مرتاحون من السياسة والرياسة‪ .‬فالنوري‬ ‫ّ‬ ‫والن َور إجماال ً هم قوم ال وطن لهم وال هوية‪ ،‬ال يقرأون وال يكتبون‪ .‬ال‬ ‫يدفعون ضرائب وال يستخدمون جنوداً‪ .‬ال يحق لهم في متلك أرض‬ ‫وال يقتنون سالح‪ .‬لهم لغة واحدة مشتركة ونظام عيش واحد‪ ،‬وهو‬ ‫اإلقامة في اخليام والترحال الدائم‪ .‬يسافرون بدون تذاكر وال جوازات‬ ‫سفر‪ .‬وقد عجزت حكومات كثيرة على متدينهم وقوننتهم‪ .‬بي َد أنهم‬ ‫واحلق يُقال ُمساملون‪ ،‬لم يتورطوا يوما ً في أي فتنة طائفية ولم يقفوا‬ ‫على أبواب الزعماء وال استزملوا لإلقطاع‪ .‬وقد باءت محاوالت جتنيسهم‬ ‫بالفشل‪ ،‬ألن القانون في لبنان يوجب على حامل الهوية أن يذكر‬ ‫اسم طائفته ‪ -‬أي مذهبه ‪ -‬وهم يص ّرون على ال طائفيتهم‪ ،‬ولعلهم‬ ‫الالطائفون الوحيدون على الساحة اللبنانية”‪ .‬وتصدر عن العم عجاج‬ ‫تنهيدة ثانية ثم يقول مستشهدا ً ببيت للشاعر اجلنوبي محمد علي‬ ‫احلوماني يقول‪:‬‬ ‫كل حر وعن نهج الهدى نفروا‬ ‫قالوا لنا وطن حر وقد سخروا من ِ‬ ‫تقاسمونا رعايا في طوائفهم‬ ‫وفي وصايتهم‪ ،‬يا ليتنا ن َورُ‬ ‫وأخذ عصاه وانتصب واقفا ً متأهبا ً لالنصراف وأردف‪“ :‬وز ّود فهمك‬ ‫كفاية”‪.‬‬

‫‪82‬‬


‫وأنتم‬ ‫بخير‬

‫كل‬ ‫عام‬

‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -48‬كانون الثاني ‪2011‬‬


‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.