Manbar altawhid issue 44

Page 1

‫العدد ‪ 44‬ــ أيلول ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫األمان االجتماعي‬ ‫إفطار رمضاني‬ ‫لـ «تيار التوحيد»‬ ‫في دمشق‬

‫عدنان عضوم ‪:‬‬ ‫المحكمة الدولية‬ ‫غير قانونية‬

‫زاهي وهبي ‪:‬‬ ‫الورقة البيضاء‬ ‫أجمل اختراع‬

‫موساد لبنان‬ ‫بثالثين من فضة اليهود‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫العدد‬

‫‪44‬‬

‫أيلول ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫‪26‬‬

‫عواد ‪:‬العقيدة‬

‫‪ 06‬الغالف‬

‫القتالية برزت‬

‫‪ 13‬لبنانيات‬

‫في العديسة‬

‫‪ 28‬تيار التوحيد‬

‫‪54‬‬

‫أطباء من لبنان‬ ‫يكسرون حصار‬ ‫غزة‬

‫‪68‬‬ ‫مؤسسة‬

‫أردناه‬ ‫املزمنة‪....‬‬ ‫أردناه واحة لألمن االجتامعي‪ ،‬ومركزاً لتلقي العالجات واملداواة‪،‬‬ ‫واالستشفاء‪...‬‬ ‫أردناه بعيداً‪ ،‬عن كل تصنيف‪ ...‬أبوابها مرشعة أمام كل‬ ‫محتاج‪ ،‬علها تأخذ باملجتمع نحو الطأمنينة والسالم والصالحة‬ ‫مع الذات‪...‬‬ ‫أردناه يف قلب الشوف‪ ،‬إمناء صحياً‪ ،‬واحتضاناً لكل الحاالت‬ ‫القادمة إليها‪...‬حيث تصبح الحاجة إليها مطلباً عاماً‪ ،‬سعينا‬ ‫بكل جهد‪ ،‬ومل نوفر ما استطعنا اىل ذلك سبي ًال‪ ...‬سيام وإننا‬ ‫يف كل مناطقنا البعيدة عن املدينة‪...‬نقع يف دائرة الخطر الدائم‪،‬‬ ‫مع كل حالة‪ ،‬وعند كل إصابة‪ ...‬ووالدة لطفل موعود باإلطاللة‬ ‫عىل هذا الوجود اإلنساين الفسيح‪...‬‬ ‫الخيين‪ ،‬ملجتمع مقاوم يف كل املجاالت واالتجاهات‪...‬‬ ‫أردناه بإرادة رّ‬ ‫وتعزيزاً للصمود املطلوب يف وجه حاالت الحرمان والعوز‪ ،‬طبياً‪،‬‬ ‫وتعليمياً‪ ،‬وفرص عمل منتجة‪ ،‬للحد من الهجرة يف الداخل‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫للرعاية‬

‫الصحية‬

‫وبلس ًام‬

‫واىل الخارج‪...‬‬ ‫هو عربون وفاء من أهله‪ ...‬من الذين قدموا لهذا الوطن‪ ،‬كل‬ ‫الدعم‪ ،‬من أجل صموده وبقائه وعزته وكرامته‪ ،‬يف وجه املحتلني‬ ‫واملتآمرين عليه‪...‬‬ ‫هو مركز “الصحايب سلامن الفاريس”(سالم الله عليه) الصحي‪،‬‬ ‫هو بادرة كرمية ألهل سلامن‪ ،‬وصحبه من الخريين الداعمني املؤمنني‬ ‫بقيمة اإلنسان ونهضة املجتمع التي تصنع األحرار‪...‬‬ ‫أردناه يف شهر الغفران والتوبة‪ ،‬شهر رمضان املبارك‪ ،‬مبا‬ ‫يحمله من رمزية العطاء والبذل والزكاة‪...‬‬ ‫ذلك جزء من رسالتنا يف الجبل ‪ ...‬حيث املتطلبات كثرية‪ ،‬ويبقى‬ ‫األمل أن نستمر يف هذا السياق قدماً‪ ،‬ملا فيه خري بلدنا‪ ،‬وطننا‬ ‫وأمتنا‪ ،‬وعزة وجودنا واستمرارنا عىل الدرب الذي ارتضيناه اىل‬ ‫جانب أهل الصمود واملامنعة واملقاومة‪ ،‬لنرصة حقنا املقدس‪،‬‬ ‫وانعتاقنا من ذلك الليل الطويل الجاثم عىل صدورنا‪ ،‬والسري نحو‬ ‫الخالص والتحرير واالنتصار‪.‬‬

‫للجراحات‬

‫«تيار التوحيد»‬

‫‪2‬‬

‫‪ 58‬دوليات‬ ‫‪ 60‬اقتصاد‬ ‫‪ 68‬مرأة‬

‫‪72‬‬ ‫فتوح كسروان‬ ‫بعيد عن اإلنماء‬ ‫والسياحة‬ ‫نرشة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫‪ 52‬فلسطينيات‬

‫‪ 64‬ثقافة‬

‫شعراني ‪ :‬تنمية األم‬ ‫لتربية أطفالها‬

‫منرب التوحيد‬

‫‪ 50‬‬

‫عربيات‬

‫‪ 75‬رياضة‬ ‫‪ 78‬بيئة‬ ‫‪ 80‬صحة‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي ــ املدير املايل ‪ :‬ماهر وهاب‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪3‬‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL:manbar_altawhid@yahoo.com‬‬ ‫الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫حكومة‬ ‫األولويات‬ ‫ماذا‬ ‫تفعل؟‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حكومة األولويات ماذا تفعل؟‬ ‫هذا السؤال يطرحه اللبنانيون‪ ،‬وهم يرددون شعار رئيس الحكومة‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬إن أولويات حكومته هي معالجة قضايا املواطنني‬ ‫الحياتية واملعيشية‪ ،‬ورفع مستوى الخدمات‪ ،‬وتحقيق استقرار‬ ‫اقتصادي وتأمني فرص العمل‪ ،‬والحد من الهجرة‪ ،‬ووقف النزف‬ ‫البرشي‪ ،‬ال سيام للشباب والخريجني منهم من الجامعات واملعاهد‪،‬‬ ‫والحفاظ عىل الضامن االجتامعي‪ ،‬وتحسني الوضع الصحي‪ ،‬وإقرار‬ ‫الحامية االجتامعية مبا هي ضامن الشيخوخة‪ ،‬وتطوير الجامعة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ورفع مستوى الثانويات واملدارس الرسمية‪ ،‬وحل أزمة‬ ‫السري والحوادث الناتجة عن حركة املرور‪ ،‬إذ يقع سنوياً حوايل ألف‬ ‫قتيل‪ ،‬ونحو ‪ 25‬ألف جريح‪.‬‬ ‫وتبقى األزمة الكربى هي أزمة الكهرباء‪ ،‬وتتبعها أزمة املياه‬ ‫التي تهدد بعطش اللبنانيني بعد سنوات‪ ،‬إذا مل تبدأ مشاريع بناء‬ ‫السدود‪.‬‬ ‫بني كل هذه األزمات املتوارثة‪ ،‬والتي ال تتحملها هذه الحكومة‬ ‫لوحدها‪ ،‬بل هي عمرها من عمر توقف الحرب األهلية قبل عرشين‬ ‫عاماً‪ ،‬ومل يشعر املواطنون أن مثة أزمة تقدم الحل نحوها‪ ،‬وإن‬ ‫حصل فيكون أما بالرتقيع أو بالصفقات أو بالتسويف‪.‬‬ ‫ومسؤولية هذه الحكومة أن رئيسها الشاب الذي يختربه‬ ‫اللبنانيون للمرة األوىل يف املسؤولية‪ ،‬انه مع وزراء حكومته‪ ،‬مل‬ ‫يتقدموا بعد نحو العمل‪ ،‬وما زال الوضع يدور يف حلقة مفرغة‪،‬‬ ‫بدليل تراكم األزمات عىل املواطنني‪ ،‬الذين صربوا كثرياً ومل يعودوا‬ ‫يتحملون املامطلة والتأجيل‪ ،‬والسجاالت السياسية والتناحر‪.‬‬ ‫ففي الشهر املايض وقبله طبعاً‪ ،‬تحرك الشارع يف حالة غضب‬ ‫عب عنها املواطنون يف كل لبنان تقريباً‪ ،‬عن انقطاع التيار‬ ‫رّ‬ ‫الكهربايئ الذي يتحملون تقنينه‪ ،‬ولكنهم ال يستطيعون البقاء‬ ‫أياما يف الظالم يف ظل طقس حار صحراوي مل يعرفه لبنان منذ‬ ‫عقود بعيدة‪ ،‬إذ يؤكد الخرباء الجيولوجيون والبيئيون‪ ،‬ان الفصول‬ ‫األربعة التي كانت مت ّيز طبيعة لبنان‪ ،‬هي اىل انحسار نحو فصلني‬ ‫صيفي ميتد تسعة أشهر وشتايئ اىل ثالثة أو أربعة أشهر كحد‬ ‫أقىص‪.‬‬ ‫فالكهرباء الذي رصف عليها أربعة مليار دوالر‪ ،‬وتسبب عجزاً‬ ‫سنوياً للخزينة بحدود مليار ونصف مليار دوالر‪ ،‬حسب أسعار‬ ‫النفط والفيول الذي تتغذى منه معامل اإلنتاج لتوليد الكهرباء‪،‬‬ ‫التي وضعت لها الربامج والخطط منذ أول وزير يف أول حكومة بعد‬ ‫الطائف ترأسها الرئيس سليم الحص‪ ،‬وبقي وضعها من أزمة اىل‬ ‫اخرى‪ ،‬لسبب واضح‪ ،‬وهو أن هناك من كان يفكر بإدخال لبنان يف‬ ‫الخصخصة‪ ،‬وال بد من انهيار وضع مؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬من أجل‬ ‫بيعها أسوة بالهاتف الخلوي‪ ،‬لكن تفاقم األزمة‪ ،‬عرقل قطاعاً كان‬ ‫مربحاً ويدر أمواالً عىل الخزينة‪ ،‬اىل قطاع خارس ومفلس‪ ،‬فابتعد‬ ‫القطاع الخاص عن االستثامر فيه حتى تحت عنوان الرشاكة مع‬ ‫القطاع العام‪.‬‬ ‫تقدم وزير الطاقة جربان باسيل‪ ،‬وقبله سلفه اآلن طابوريان‬ ‫بخطة لحل أزمة الكهرباء عىل مدى أربع سنوات‪ ،‬لكن رئيس‬ ‫ّ‬ ‫وعطل‬ ‫الحكومة السابق فؤاد السنيورة مل يتجاوب مع طابوريان‪،‬‬ ‫الخطة‪ ،‬ورئيس الحكومة الحايل ال يبدو متحمساً‪ ،‬ألن مثة عقليتني‬ ‫تتحكامن بالنهج االقتصادي أو السياسة االقتصادية للدولة‪،‬‬

‫‪4100‬‬

‫وهي بيع مرافقها للقطاع الخاص وهذه نظرية حريرية – سنيورية‪،‬‬ ‫وبني نظرية أخرى تدعو اىل أن تبقى الدولة هي املالك األسايس‬ ‫ملرافقها ويساعدها القطاع الخاص أين تتعرث يف اإلدارة وأحيانا‬ ‫يف اإلنتاج‪.‬‬ ‫وبني النظرتني‪ ،‬تستمر أزمة الكهرباء التي ال حلول آنية لها‪،‬‬ ‫سوى الحديث عن استئجار بواخر تو ّلد الطاقة‪ ،‬يتم وصلها‬ ‫مبعامل اإلنتاج لزيادة الكمية التي هي اآلن ‪ 1600‬ميغاواط يف‬ ‫حني أن حاجة لبنان هي اىل ‪ 2400‬ميغاواط يف وضعه القائم‪،‬‬ ‫وهذا الحل املؤقت بتأمني ‪ 200‬ميغاواط من باخرة ترسو يف البحر‪،‬‬ ‫ال مينع أن تبارش وزارة الطاقة يف خطة وزيرها باسيل‪ ،‬وان تعقد‬ ‫الحكومة جلسة وأكرث إلقرارها وتتضمن جدوالً زمنياً‪ ،‬إلنجاز عمل‬ ‫بحل أزمة الكهرباء‪ ،‬وميكن البدء من وقف الهدر يف التيار عىل‬ ‫الشبكة‪ ،‬ومنع الرسقة وتحسني الجباية ووقف املعتدين عىل‬ ‫التيار بعقوبات صارمة تصل اىل السجن ولو اضطر األمر اىل سن‬ ‫قوانني رادعة‪ ،‬وترشيد األنفاق يف التيار‪ ،‬وإلغاء املربعات السكنية‬ ‫أو املناطق التي متتنع عن تسديد املستحقات عليها‪ ،‬وشن حملة‬ ‫يف هذا اإلطار‪.‬‬ ‫ومع الشكوى عن امتناع مناطق عن دفع املستحقات للكهرباء‪،‬‬ ‫بدأ يربز كالم طائفي ومذهبي عنها‪ ،‬وليس النظر اىل املوضوع‬ ‫يف نطاقه الجغرايف‪ ،‬وهذا أمر خطري يظهر أن مثة “كانتونات‬ ‫كهربائية” وقد تم التعبري عنها من قبل الوزير باسيل الذي تحدث‬ ‫برصاحة عن املناطق التي تدفع والتي تتهرب عن الدفع‪ ،‬أو التي‬ ‫تنفذ القانون وأخرى تعتدي عىل شبكات الكهرباء‪.‬‬ ‫فهذه األزمة ال تحل بقرار إداري‪ ،‬بل بقرار سيايس‪ ،‬وال تتم املعالجة‬ ‫طائفياً‪ ،‬ألنها تكهرب الجو السيايس‪ ،‬بل توضع خطة متكاملة‪،‬‬ ‫تبدأ ببناء معامل إنتاج جديدة‪ ،‬تستخدم الغاز وبقوة ‪4000‬‬ ‫ميغاواط‪ ،‬ثم بدخول لبنان يف شبكة الربط الكهربايئ السباعي‬ ‫واالستفادة منها‪ ،‬وبدء البحث عن الطاقة البديلة‪ ،‬وقد بورش‬ ‫باعتامد الطاقة الشمسية للخدمة املنزلية التي تخفف العبء‬ ‫عن التيار الكهربايئ‪ ،‬إضافة اىل الطاقة من الهواء‪ ،‬وهو مرشوع‬ ‫نجح يف عكار‪ ،‬ويبقى االعتامد عىل السدود التي عرف لبنان تجربة‬ ‫ناجحة يف مرشوع نهر الليطاين الذي نفذه املهندس إبراهيم‬ ‫عبد العال‪ ،‬وميكن تعميم هذا النموذج يف أكرث من منطقة‬ ‫والدراسات موجودة‪ ،‬لكن يبقى قرار التمويل والتنفيذ وقد دخلت‬ ‫الكويت‪ ،‬عىل خطة متويل استكامل مرشوع الليطاين‪ ،‬وكذلك‬ ‫ميكن بالتعاون مع سوريا لالستفادة من مياه نهر العايص‪.‬‬ ‫فال ينقص لبنان الدراسات والخطط‪ ،‬بل ما يفتقر إليه‪ ،‬هو اإلرادة‬ ‫عند الطبقة السياسية الحاكمة التي مل تعمل فعلياً لبناء‬ ‫لبنان الدولة بل املزرعة أو قيام مؤسسات دستورية ال عشائرية أو‬ ‫قبلية أو تابعة لهذا الزعيم الطائفي أو ذاك‪.‬‬ ‫وهذا ما كان ينتظره املواطنون من الحكومة الحالية ان تعمل‬ ‫وتنتج وتتطلع اىل حل أزماتهم‪ ،‬أو املبارشة بحلها‪ ،‬لكن بعد‬ ‫عام عىل تشكيلها تقريباً‪ ،‬فإن الحكومة تراوح مكانها‪ ،‬واألزمات‬ ‫تتفاقم وقد بدأت تطل أزمة الضامن االجتامعي املهدد باإلفالس‪،‬‬ ‫بعد ان تم تجفيف صندوقي املرض واألمومة والتعويضات العائلية‬ ‫من مواردهام‪ ،‬فامتدت اليد اىل صندوق نهاية الخدمة الذي إذا‬ ‫ما استخدمت أمواله‪ ،‬فإن حقوق املضمونني تكون طارت بسبب‬

‫سوء التخطيط عندما تم تخفيض االشرتاكات تحت عنوان جذب‬ ‫االستثامرات‪ ،‬وهذا قرار اتخذه الرئيس رفيق الحريري عام ‪،2000‬‬ ‫بالرغم من تحذيره من ان الضامن قد ترتاجع موارده تحت ضغط‬ ‫املصاريف‪ ،‬مع إدخال رشائح جديدة كمضمونني إليه‪ ،‬كالسائقني‬ ‫مث ًال‪ ،‬إذ بات كل من ميلك لوحة عمومية مضموناً‪ ،‬وهذه كانت‬ ‫وسيلة لدخول غري املضمونني يف مؤسسات اىل الضامن‪ ،‬مام‬ ‫تسبب بخلل مايل فيه‪ ،‬كام حصل مع الضامن االختياري‪ ،‬ومع‬ ‫غريهم من املضمونني‪ ،‬الذين ادخلوا من دون التحقق أنهم ال‬ ‫يشكلون عبئاً مالياً عىل الضامن ويستنزفونه وهذا ما حصل‪،‬‬ ‫وقد عاد الحديث عن رفع االشرتاكات الذي يواجه برفض عاميل‬ ‫ونقايب واعرتاض من املستشفيات‪ ،‬التي هددت إبقاء املرىض‬ ‫خارجها‪.‬‬ ‫فالضامن االجتامعي الذي يستفيد منه ثلث الشعب اللبناين‬ ‫مهدد باإلفالس‪ ،‬ويبدو أن الحلول التي تقدم ليست باملستوى‬ ‫املطلوب‪ ،‬واألمان االجتامعي للمواطنني بات يف دائرة الخطر‪ ،‬وكأن‬ ‫املطلوب ومنذ فرتة بعيدة‪ ،‬تهديم هذه املؤسسة لصالح رشكات‬ ‫التأمني‪ ،‬وهذه فكرة راودت السنيورة قبل أعوام وتم التصدي له‪.‬‬ ‫فاألزمتني الكبريتني الكهرباء والضامن االجتامعي‪ ،‬ومعهام‬ ‫أزمة الشح يف املياه‪ ،‬يفتح الباب للسؤال عن أزمات متفرعة‬ ‫ومنها موضوع البطالة التي تفشت يف صفوف الشباب‬ ‫وارتفعت نسبتها اىل حدود ‪ ،% 25‬كام ان حالة الفقر تنبئ بوضع‬ ‫مأساوي إذ سجلت التقارير الدولية بالتعاون مع وزارة الشؤون‬ ‫االجتامعية أن نسبة الفقر ارتفعت اىل حدود ‪ % 35‬وأن عائالت‬ ‫يف لبنان تعيش عىل دخل ‪ 4‬دوالرات يومياً مبعدل ستة آالف لرية‬ ‫لبنانية (‪ )180‬ألف لرية شهرياً‪ ،‬كام أن الحد األدىن لألجور وهو ‪500‬‬ ‫ألف لرية لبنانية ال يساوي مثن نقل ملوظف يسكن خارج بريوت‬ ‫مع مرصوفه اليومي‪ ،‬وهو ما يؤرش اىل عمق األزمة االقتصادية ‪-‬‬ ‫االجتامعية‪ ،‬التي بدأت تتصاعد مع أزمة السكن بارتفاع أسعار‬ ‫العقارات خالل السنوات الثالث املاضية‪ ،‬بحدود ما بني ‪ 300‬و ‪400‬‬ ‫‪ ،%‬ويف بعض املناطق اىل نسب اكرب‪ ،‬إذ مل يعد مبقدور مواطن‬ ‫يقبض راتباً حتى بحدود ألفي دوالر وهو رقم ملوظف من طبقة‬ ‫متوسطة‪ ،‬أن يشرتي شقة أو يستأجرها ليس يف بريوت بل يف‬ ‫ضواحيها‪ ،‬ألنها تستنزف نصف راتبه وأكرث‪.‬‬ ‫فأزمة السكن بدأت حديث الناس‪ ،‬وهي قد تكون سبباً بانفجار‬ ‫اجتامعي‪ ،‬إذ ترتك الحكومة هذا املوضوع للمصارف‪ ،‬ليتحكموا‬ ‫بها‪ ،‬ويستثمرون أموالهم املكدّسة يف العقارات‪ ،‬حيث تغيب‬ ‫الدولة كلياً عن شأن اجتامعي ‪ -‬اقتصادي له عالقة‪ ،‬مبستقبل‬ ‫الشباب اللبناين الذي مل تعد الهجرة تشكل كام يف املايض‬ ‫باباً للرثوة‪ ،‬بل مكاناً للعمل وبدخل متدنٍ ‪ ،‬إذ أن األزمات املالية‬ ‫واالقتصادية ترضب دول العامل قاطبة‪.‬‬ ‫فحكومة األولويات‪ ،‬هي حكومة البهلونيات‪ ،‬وحكومة الرحالت‪،‬‬ ‫وحكومة الفراغ‪ ،‬وحكومة الالإنتاج‪.‬‬ ‫هذه أوصاف سياسيني ومواطنني عنها‪ ،‬فامذا فعل رئيسها‬ ‫ليح ّول أقواله اىل أفعال‪ ،‬ويكون وعده صادقاً‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫«منرب التوحيد »‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫مئات العمالء لـ «إسرائيل» مزروعون في كل لبنان‬

‫من يقف وراء إنتاجهم؟‬ ‫االحتاليل‬ ‫املرشوع‬ ‫فشل‬ ‫بعد‬ ‫الصهيوين‪ ،‬واضطراره ألن يندحر تحت‬ ‫رضبات املقاومة يف العام ‪ ،2000‬ر ّكز الكيان‬ ‫الصهيوين جل طاقته عىل الجانب اآلخر‬ ‫ملرشوعه وهو تقسيم لبنان‪ .‬ويف سبيل‬ ‫ذلك فإن العدو الصهيوين مل يدّخر جهدا‬ ‫أو وسيلة اال ويلجأ اليها‪ ،‬ع ّله ينجح يف‬ ‫تفجري حروب مذهبية و طائفية‪ ،‬تؤدي إىل‬ ‫فرز سكاين‪ ،‬يعيد مرشوع تقسيم لبنان‬ ‫كام كان مطروحاً خالل حرب الـ ‪ 16‬عاماً‬ ‫‪ ،‬قبل اتفاق الطائف ‪ ،‬ليكون لكل طائفة‬ ‫دويلة ولكل مذهب كانتوناً‪.‬‬ ‫وحتى ين ّفذ العدو هذا املخطط‪ ،‬ال بد‬ ‫أن تكون له شبكات‪ ،‬وهذه الشبكات‬ ‫الصهيونية يف لبنان‪ ،‬ال تعمل كلها عم ًال‬ ‫واحداً‪ ،‬وليست كلها مختصة بتحقيق‬ ‫هدف واحد‪ .‬فالشبكات الصهيونية يف‬ ‫لبنان أنواع‪ ،‬منها شبكات تجسسيه‬ ‫لجمع املعلومات‪ ،‬عن الدولة اللبنانية وعن‬ ‫الجيش اللبناين و تركيبة الوضع السيايس‬ ‫واالقتصادي واالجتامعي‪،‬او ما ُيطلق عليه‬ ‫صفة االستطالع‪.‬‬ ‫وهناك شبكات أخرى تعمل عىل‬ ‫محارصة املقاومة‪ ،‬وتسعى ملعرفة أماكن‬ ‫مخازن السالح الثقيل والخفيف‪ ،‬وكيفية‬ ‫استدعاء املقاتلني وتعبئتهم وأماكن تواجد‬ ‫القيادات‪ ،‬وكيفية عمل شبكات االتصاالت‪،‬‬ ‫وغري ذلك من األهداف‪ .‬وهناك شبكات‬ ‫تجسس أخرى‪ ،‬تقوم بالتجسس عىل الدول‬ ‫العربية وسفاراتها يف لبنان‪ ،‬وتحاول هذه‬ ‫الشبكات اإليقاع بالدول العربية‪ ،‬لتبقى‬ ‫هذه الدول عىل تناقض مستمر‪ ،‬حتى ال‬ ‫تتجمع ضد هذا العدو الصهيوين‬ ‫ولقد كشف الجيش اللبناين بني‬ ‫العامني ‪ 1990‬و‪ 2000‬عرشات الشبكات‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العدوان‬ ‫وقبيل‬ ‫اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫التجسسية‬ ‫الصهيوين عام ‪ 2006‬اكتشف الجيش‬ ‫اللبناين شبكة تجسسية خطرية يرأسها‬ ‫املدعو محمود رافع‪ ،‬وقد اعرتفت هذه‬ ‫الشبكة باغتيال األخوين مجذوب يف‬ ‫صيدا واغتياالت أخرى وتفجريات عدة‪.‬‬ ‫اللبنانية‬ ‫السلطات‬ ‫فاجأت‬ ‫كام‬ ‫«إرسائيل» عىل مدى السنتني األخريتني‬ ‫باإلعالن عن اكتشاف شبكات التجسس‬ ‫التابعة للموساد ‪،‬ولعل أهمها كان اعتقال‬ ‫يف ‪ 11‬نيسان ‪ ،2009‬العميد املتقاعد‬ ‫يف األمن العام أديب العلم وزوجته حياة‬ ‫صالومي وابن شقيقه جوزيف العلم وهم‬ ‫من بلدة رميش الجنوبية الحدودية ‪،‬ما ش ّكل‬ ‫رضبة كبرية للموساد يف ظل ما يتمتع به‬ ‫من إمكانات وتقنيات وشبكات وخربات‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫ومن املالحظ أن الشبكات املكتشفة‬ ‫أخرياً‪ ،‬تعمل منذ ثالث أو خمس سنوات‪،‬‬ ‫وبعضها منذ ما يقارب الثالثني سنة‪ ،‬وهي‬ ‫الشك استفادت من انقسام اللبنانيني‬ ‫وحروبهم الداخلية‪ ،‬ومام جرى بعد العام‬ ‫‪ .2005‬ففي هذه املرحلة كانت بعض‬ ‫باألمريكيني‬ ‫لصيقة‬ ‫اللبنانية‬ ‫القوى‬

‫‪6‬‬

‫والدول الغربية‪ .‬وخالل تلك الفرتة مل يكن‬ ‫هناك مالحقة جدية لهذه الشبكات‪،‬‬ ‫مام شكل لها مناخاً جد مناسب للعمل‬ ‫تم‬ ‫وتجنيد آخرين‪ .‬لذلك ال نستغرب إذا ما ّ‬ ‫كشف عرشات ورمبا مئات الشبكات‪ ،‬ألن‬ ‫الصهاينة ركزوا ‪ -‬وبعد فشل عدوانهم‬ ‫العسكري‪ -‬عىل حرب أمنية استخباراتية‬ ‫عىل لبنان‪.‬‬ ‫يف ‪ 9‬آب ‪ ،2010‬قدّم أمني عام “حزب‬ ‫الله” يف مؤمتره األخري قرائن ومعطيات‬ ‫فتحت باب التحقيق مع “إرسائيل” يف‬ ‫إغتيال الحريري‪ ،‬فقدّم سلسلة من العمالء‬ ‫املكتشفني كان أهمهم العميل غسان‬ ‫الج ّد الذي أكد السيد نرص الله أنه كان‬ ‫متواجداً يف السان جورج يف ‪ 13‬شباط‬ ‫‪ 2005‬وف ّر قبل أن تعتقله األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫باإلضافة اىل العميل الجد كان هناك‬ ‫سلسلة من العمالء الذين أدّت عاملتهم‬ ‫اىل سفك دم األبرياء والضحايا‪ ،‬ولعل‬ ‫العميل أحمد نرص الله كان أخطرهم‪ ،‬فقد‬ ‫عمد اىل محاولة خلق فتنة سنية شيعية‬ ‫عن طريق إقناع الرئيس الحريري وأمنه بأن‬ ‫“حزب الله” ُيخطط الغتياله‪.‬‬ ‫باإلضافة اىل العميل فيليبوس حنا‬

‫صادر الذي كان يستطلع حركة رئيس‬ ‫الجمهورية وقائد الجيش‪ ،‬واىل جمع‬ ‫معلومات حول مواقع عسكرية لبنانية‬ ‫جمع‬ ‫كام‬ ‫اللبناين‪،‬‬ ‫للجيش‬ ‫بعضها‬ ‫شخصيات‬ ‫حول‬ ‫تنفيذية‬ ‫معلومات‬ ‫وقيادات سياسية وعسكرية لبنانية‪ ،‬ومن‬ ‫بينها قائد الجيش اللبناين العامد جان‬ ‫قهوجي ومعلومات حول اليخت الخاص به‪،‬‬ ‫وتكمن خطورة هذا العميل بأن االستطالع‬ ‫امليداين هو خطوة متقدمة تسبق التنفيذ‪،‬‬ ‫ألنه بها ُيستكمل ملف العملية وتلحقه‬ ‫تأمني اإلمكانات وتنفيذها‪.‬‬ ‫أما العميل سعيد طانيوس العلم‬ ‫فكان مك ّلف برصد تحركات سمري جعجع‬ ‫ورئيس الحكومة سعد الحريري‪.‬‬ ‫فيام شارك العميل محمود رافع بأربع‬ ‫عمليات اغتيال استهدفت الشهداء عيل‬ ‫ديب‪ ،‬جهاد جربيل‪ ،‬عيل صالح واألخوين‬ ‫مجذوب‪ ،‬باإلضافة اىل زرع عدد من العبوات‬ ‫الناسفة ما بني العامني ‪ 1999‬و‪،2005‬‬ ‫كعبوة الناعمة عام ‪ ،1999‬وعبوة الزهراين‬ ‫عام ‪ 2005‬كانت تستهدف الرئيس نبيه‬ ‫بري‪.‬‬ ‫ومن العمالء أيضاً نارص نادر الذي‬ ‫اعرتف يف املشاركة مع املجموعة املنفذة‬ ‫الغتيال الشهيد غالب عوالة يف الضاحية‬ ‫الجنوبية عام ‪.2004‬‬ ‫ومن أبرز اعرتافات العميل فيصل مقلد‬ ‫نقل عنارص تنفيذية للعدو عرب البحر ذهاباً‬ ‫وإياباً وقد استق ّر البعض منهم يف لبنان‬ ‫لبضعة أسابيع‪ ،‬كام قام العميل بنقل‬ ‫حقائب سوداء كبرية ومواد لوجستية‬ ‫باإلضافة إىل بعض األسلحة‪.‬‬ ‫أما العميل أديب العلم الذي اعرتف‬ ‫بقيامه بعمليات تصوير ومسح للعديد من‬ ‫الطرقات واملناطق اللبنانية ساح ًال وجب ًال‪،‬‬ ‫شارك مع زوجته العميلة حياة الصالومي‬ ‫بأعامل استطالعية لصالح إحدى عمليات‬ ‫االغتيال‪ ،‬اغتيال األخوين املجذوب‪ ،‬كام أدخل‬ ‫إىل لبنان العديد من التجهيزات واملواد‬ ‫االستخبارية‪ ،‬وز ّود العدو مبجموعة خطوط‬ ‫هواتف خلوية وبطاقات ترشيج‪.‬‬

‫نارص محمود نادر‬

‫غسان الجد‬

‫ٌ‬ ‫برتبة‬ ‫«عميل‬ ‫ٌ‬ ‫صفة ُأطلقت‬ ‫لواء”‬ ‫عىل العميل نارص‬ ‫محمود نادر بعد‬ ‫ّ‬ ‫تخطت عالقته‬ ‫أن‬ ‫املوساد‬ ‫مع‬ ‫ا إل رس ا ئييل‬ ‫بدرجات ما كان‬ ‫قد وصل إليه أيّ‬ ‫عميل سابق‪ .‬هو‬ ‫من مواليد العام‬ ‫‪ ،1965‬بدأ العاملة‬ ‫عام ‪ ،1997‬عرب عميل من آل أبو عزام وكان‬ ‫يتنقل بصفته تاجر أجهزة خلو ّية‪.‬‬ ‫تو ّزعت لقاءاته مع ضباط العدو داخل‬ ‫فلسطني املحتلة التي دخلها خمسة عرش‬ ‫م ّرة عىل األقل عرب الحدود بني بلديت العديسة‬ ‫وكفركال وعلام الشعب وهنغاريا‪ .‬واعتمد عىل‬ ‫األنرتنت وأجهزة مش ّفرة‪ ،‬الهواتف الخلو ّية‪،‬‬ ‫لإلتصال مبش ّغليه الذين تقاىض منهم مبالغ‬ ‫مال ّية طائلة‪.‬‬ ‫تد ّرب يف األرايض الفلسطين ّية املحت ّلة عىل‬ ‫الخرائط وكيفية تحديد األهداف‪ ،‬كام تس ّلم‬ ‫لبريوت‬ ‫أقراصاً مدمجة تحتوي عىل خرائط‬ ‫وضواحيها‪.‬‬ ‫أبرز اعرتافاته املشاركة يف تحضري بيئة بعض‬ ‫االغتياالت التي استهدفت قادة مقاومني‪ ،‬إىل‬ ‫جانب ضلوعه يف عمل ّيات االستطالع وجمع‬ ‫املعلومات لتنفيذ جرمية اغتيال الشهيد غالب‬ ‫عوايل يف الضاحية الجنوب ّية عام ‪ .٢٠٠٤‬كام‬ ‫ثبت تو ّرطه يف تقديم معلومات وإحداث ّيات‬ ‫وصور خالل عدوان ّمتوز ألفني وستّة‪ .‬وك ّلف‬ ‫بتحديد وإسقاط عدد كبري من املراكز واملنازل‬ ‫أسامة محمد عيل بري‬ ‫يف الضاحية والجنوب عىل الخارطة الجو ّية‪.‬‬ ‫والعميل نادر الذي ُأطلق عليه تسمية‬ ‫والدته زينب ميك مواليد ‪ 1955‬تبنني‬ ‫الصيد الثمني ضمن حلقة الكشف عن سجل ‪ 299‬تبنني متأهل مد ّرس يف ‏مدرسة‬ ‫شبكات‬ ‫ّ‬ ‫التجسس اإلرسائيل ّية يُعدّ شخص ّية دير انطار الرسمية‪.‬‏‬ ‫مهمة جدّ اً يف حسابات املوساد اإلرسائييل‬ ‫ّ‬ ‫سقط يف قبضة شعبة املعلومات يف‬ ‫حيث يصفه املحققون بالكنز املعلومايت‪ ،‬عىل‬ ‫‪2009/11/18‬‏‪ ،‬عقوبته اإلعدام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اعتبار أنه استطاع أن يزاوج بني جمع املعلومات ‏‪ -‬خالل التسعينيات عمل يف سنرتال‬ ‫ات‬ ‫ي‬ ‫بعمل‬ ‫تكليفه‬ ‫وتم‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫اللوجست‬ ‫واألعامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املدعو مصطفى حمود يف تبنني حيث‬ ‫بريوت‬ ‫يف‬ ‫أماكن‬ ‫ة‬ ‫يف‬ ‫ورصد‬ ‫ومراقبة‬ ‫تصوير‬ ‫عدّ‬ ‫تع ّرف عىل املدعو طوين عتمة ‏الذي كان‬ ‫ماّ‬ ‫والضاح ّية الجنوب ّية‪ ،‬إىل جانب مه ت مراقبة يعمل كتقني اتصاالت اضافة لعمله مع‬ ‫يف مناطق مختلفة دون أن ُتعرف الغاية منها‪.‬‬ ‫االحتالل االرسائييل‪.‬‏‬ ‫ويف منزله يف ّ‬ ‫جل الديب حيث يقيم‬ ‫بطلب ‏‪ -‬خالل العام ‪ 1994‬اشرتى السنرتال‬ ‫ٍ‬ ‫من مخابرات العدو‪ ،‬وجد فرع املعلومات أدوات من املدعو مصطفى حمود وأسس عدة‬ ‫اتصال وأجهزة كمبيوتر إىل جانب أجهزة سنرتاالت ىف القرى الجنوبية ‏‏(شقرا‪)...‬‬ ‫إرسال يف منزله يف بلدته يف الغندور ّية‪ .‬بعد حيث كان يتنصت عىل املكاملات الهاتفية‬ ‫أن ّتم توقيفه عام ‪ ٢٠٠٩‬من قبل األجهزة األمن ّية التي يجريها عنارص حزب الله ويز ّود طوين‬ ‫اللبنان ّية‪.‬‬ ‫‏عتمة مبضمونها‪.‬‏‬ ‫الجدّ ف ّر من لبنان عام ‪ ،2009‬وكام سيبقى‬ ‫وجوده يف ساحة الجرمية قبل اغتيال الحريري‬ ‫بيوم لغزاً بانتظار املزيد من كشف املستور فإن‬ ‫بقاءه حراً يف لبنان حتى عام ‪ 2009‬سيبقى‬ ‫لغزاً أيضاً‪ ،‬وال سيام أن ملفه كان سلم‬ ‫لألجهزة األمنية اللبنانية عام ‪.2006‬‬ ‫نقل حقائب سوداء ومتفجرات ومجموعات‬ ‫تنفيذية مل تكن مهمة الجد وحده‪ ،‬بل قام بهذا‬ ‫الدور عمالء تنفيذيون آخرون منهم العميل‬ ‫فيصل مقلد الذي نقل عنارص تنفيذية للعدو‬ ‫عرب البحر ذهاباً وإياباً والبعض كان يستقر‬ ‫يف لبنان لبضعة أسابيع‪ ،‬وهو ما قام به أيضا‬ ‫محمود رافع‪ ،‬وهو ساعد كام العميل أديب‬ ‫العلم يف اغتيال األخوين مجذوب أما العميل‬ ‫نارص فساعد يف اغتيال الشهيد عوايل‪.‬‬ ‫هذه املعطيات هي قرائن عىل عالقة العمالء‬ ‫باالغتياالت‪ ،‬التي تستهدف يف بعض منها‬ ‫إشعال الفتنة‪ ،‬وهنا تربز أدوار عدة أوالها للعميل‬ ‫فيليبوس حنا صادر الذي كان يجمع معلومات‬ ‫تفصيلية حول رئيس الجمهورية العامد‬ ‫ميشال سليامن واليخت الذي يستعمله قائد‬ ‫الجيش العامد جان قهوجي‪ .‬فيام كان العميل‬ ‫سعيد طانيوس العلم يحدد مواعيد حضور‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري اىل منزل رئيس‬ ‫الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمري‬ ‫جعجع‪ ،‬إضافة اىل مراقبة تحركات هذا األخري‬ ‫وحركة بعض السياسيني اىل مقاهي جبيل‪.‬‬ ‫إ ّال ّ‬ ‫أن الدور الفتنوي األبرز يعطى امتيازه اىل‬ ‫العميل أحمد نرص الله الذي حاول دق إسفني‬ ‫يف العالقة بني “حزب الله” والرئيس الشهيد‬ ‫رفيق الحريري‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫الغالف‬ ‫‏‪ -‬عام ‪ 2000‬ف ّر املدعو طوين عتمة‬ ‫فلسطني املحتلة بعد االنسحاب‬ ‫اىل‬

‫بأسامة ‏واستمرت‬ ‫واتصل‬ ‫االرسائييل‬ ‫االتصاالت فيام بينهام لالطالع عىل‬ ‫أوضاع املنطقة‪ ،‬ويف العام ‪ 2002‬ارسل له‬ ‫طوين ‏عتمة مبلغ ‪ 2000‬دوالر امرييك عرب‬ ‫الوسرتن يونيون لقاء تعاونه معه لصالح‬ ‫املخابرات‏االرسائيلية‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬قبل اندالع حرب متوز بيوم واحد اي يف‬ ‫‪ 2006/7/11‬سافر اىل قربص بناء لطلب‬ ‫املوساد ومنها ‏اىل ارسائيل حيث بقي‬ ‫خمسة ايام فيها (من ‪ 7/13‬حتى ‪) 7/18‬‬ ‫تدرب هناك عىل استعامل الـ‪USB‬‏ ‏كام‬ ‫قام بتحديد جميع املنازل واملعامل الرسمية‬ ‫واالثرية يف بلدته تبنني (‏‪Y,X‬‏) مبارشة‬ ‫عىل ‏الكمبيوتر وز ّود املوساد مبعلومات عن‬ ‫اصحاب املنازل وانتامءاتهم‪ ،‬عل ً‬ ‫ام انه تم يف‬ ‫الحرب ‏املذكورة تدمري ‪ 34‬منزالً يف تبنني‬ ‫استشهد ثالثة اشخاص يف احدها‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬استلم يف ارسائيل مبلغ الفي دوالر‬ ‫أمرييك وعاد اىل لبنان حيث اشرتى خطاً أمنياً‬ ‫واصبح ‏يتواصل مع االرسائيليني عرب الخط‬ ‫األمني لتزويدهم مبعلومات عن الوضع العام‬ ‫وتحركات عنارص‏حزب الله‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬استلم مبالغ مالية (‪ 1800‬دوالر) ألربع مرات‬ ‫متتالية عرب الربيد امليت يف منطقة ‏الزعرورية‬ ‫ مزرعة الضهر‪.‬‏‬‫‏‪ -‬استلم خريطة و‪USB‬‏ بعد حرب متوز‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬بعد تساقط شبكات العمالء طلب منه‬ ‫املوساد اتالف ما بحوزته‪ ،‬وبدأ من حينها‬ ‫يصاب بنوبات ‏عصبية أدت اىل تلقيه عالج‬ ‫لدى اطباء نفسيني كام قام بنقل جميع‬ ‫ممتلكاته اىل أوالده (حسن‪ ،‬‏رساج ودانا) يف‬ ‫نيسان ‪.2009‬‏‬

‫ميشال خليل عبدو‬ ‫والدته سعاد ‪ -‬مواليد ‪ 1975‬الحدث ‪ -‬بعبدا‬ ‫اعتقلته شعبة املعلومات يف ‪.2009/11/18‬‏‬ ‫‏‪ -‬عام ‪ 1993‬تع ّرف عىل جوزف الياهو كلش‬ ‫(لبناين من املذهب االرسائييل) وتوطدت‬ ‫العالقة‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬عام ‪ 2000‬حرض جوزف اىل لبنان حيث‬ ‫عرض عليه التوجه اىل االرايض املحتلة فوافق‬ ‫وتوجها ‏سوياً بعدها اىل أوكرانيا ومنها اىل‬ ‫ارسائيل حيث تلقى تدريبات عىل كيفية تحديد‬ ‫اماكن ‏مبقياس الـ‪XY‬‏ بواسطة ‏‪USB‬‏ فيها‬ ‫خريطة االرايض اللبنانية من الجو عاد بعدها‬ ‫اىل أوكرانيا‏ومنها اىل لبنان‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬خالل العام ‪ 2004‬توجه مع زوجته‬ ‫االوكرانية وابنه اىل أوكرانيا ومكث عدة ايام‬ ‫توجه ‏بعدها اىل كييف مكان اقامة جوزف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كلش وانتقل برفقته اىل االرايض املحتلة ملقابلة‬ ‫ناتان ‏وبقي عدة ايام تلقى خاللها تدريبات عىل‬ ‫‪ X‬اضافة اىل تل ّقيه‬ ‫تحديد األماكن مبقياس الـ‪ Y‬‏‬ ‫‏التعليامت بشأن توسيع نطاق عمله بعد ان تم‬ ‫وضعه عىل آلة كشف الكذب‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬قام بتحديد اطراف الضاحية الجنوبية‬ ‫لبريوت باالضافة اىل املباين التابعة لها من‬ ‫الطريق ‏اعتباراً من الشويفات ولغاية مفرق‬ ‫الكفاءات مروراً مبحلتي صفري والسانت ترييز‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬قام بتحديد مواقع الجيش اللبناين يف‬ ‫بعبدا ومحيطها باالضافة اىل مواقع معينة‬ ‫يف الجنوب‪.‬‏‬ ‫‏‪ -‬قام بتحديد املواقع التي أخالها الجيش‬ ‫السوري عند انسحابه من لبنان خالل العام‬ ‫‪.2005‬‏‬ ‫‏‪ -‬قام بتحديد مواقع الجيش السوري يف‬ ‫بعبدا ومحيطها قبل انسحابه من لبنان‪.‬‏‬

‫أديب العلم‬ ‫تم توقيفه يف‬ ‫‪ ،2009/4/11‬وهو‬ ‫متقاعد‬ ‫عميد‬ ‫من األمن العام‪.‬‬ ‫يف ايار ‪2007‬‬ ‫كلف اديب العلم‬ ‫محددة‪،‬‬ ‫مبهمة‬ ‫تنفيذه‬ ‫وأثناء‬ ‫املهمة قام بإجراء‬ ‫معني مل يلفت‬ ‫اليه‪،‬‬ ‫النظر‬ ‫لكنه كان خيطاً‬ ‫ملرحلة الحقة لكشف أمره‪ .‬ففي ‪2009/1/9‬‬ ‫وردت معلومات اىل االمن اللبناين عن تحرك‬ ‫ما للموساد‪ ،‬ما استنفر العمل لدى الخلية‬ ‫املكلفة بتعقب العمالء‪ .‬ويف شهر اذار ‪2009‬‬ ‫ارتكب اديب العلم خطأ تقنياً‪ ،‬متت مقاطعته‬ ‫مع ما حصل يف ايار ‪ 2007‬ففهم انه الشخص‬ ‫نفسه‪ .‬وضع تحت مراقبة مكثفة من ذلك‬ ‫التاريخ حتى تم كشف كافة املعطيات يف‬ ‫‪.2009/4/11‬‬ ‫اعرتف العلم انه بتاريخ ‪ 2001‬طلب منه ‪،‬‬ ‫إنشاء صندوق بريد وهمي‪ ،‬باسم مزور‪ ،‬من اجل‬ ‫تلقي طلبات َمن بحاجة إىل وظائف‪ ،‬وطلب‬ ‫منه أن يسوق لهذا الربيد يف صحيفة مقروءة‬ ‫يف سوريا‪ .‬وبعد إمتام العملية أشار املوساد‬ ‫بإتالف كافة االستامرات التي أتته من لبنان‪،‬‬ ‫واالكتفاء باالستامرات التي جاءته من سوريا‬ ‫فقط‪ .‬وقد فعل ذلك‪ ،‬حيث زود املوساد بعرشات‬ ‫االستامرات‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 2004‬طلب املوساد منه رسمياً‬ ‫فتح رشكة توظيف يف سن الفيل‪ ،‬وقد‬

‫‪8‬‬

‫وظف عرشات املوظفني بالفعل‪ ،‬لكنه كان‬ ‫يرسل االستامرات كافة التي وردته اىل‬ ‫املوساد لدراسة من يسهل تجنيده‪ .‬وتقوم‬ ‫األجهزة الرسمية بدراسة متأنية ودقيقة لكل‬ ‫االستامرات التي أرسلت‪ .‬وهذا يحتاج بطبيعة‬ ‫الحال لوقت طويل‪.‬‬ ‫بدأ عمله مع املوساد عام ‪ 1994‬وكان وقتها‬ ‫ال يزال ضابطاً يف األمن العام‪ ،‬وقد عمل وقتها‬ ‫يف دوائر متنوعة وحساسة (دائرة األجانب‪،‬‬ ‫الجوازات‪ ،‬مرفأ بريوت ‪.)...‬‬ ‫ويجري التحقيق معه ملعرفة ما طبيعة‬ ‫املعلومات التي أرسلها يف هذا الشأن‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫زوجته هي التي تفيض مبعلومات عنه‪ ،‬ال سيام‬ ‫أن عالقتهام شابها سوء ظن بعد أن تبني لها‬ ‫انه كان “يخونها”‪.‬‬ ‫دخل العدو الصهيوين ‪ 9‬مرات كان آخرها‬ ‫عام ‪ .2007‬املرة األوىل كانت من خالل ايطاليا‬ ‫بجواز سفر مزور باسم شخص مام ُيعرف بعرب‬ ‫‪.48‬‬ ‫زود بجهاز “الجريكان” (ترمس مياه صغري‬ ‫يرسل صوراً مبارشة عرب األقامر الصناعية) مع‬ ‫اإلشارة بأن ما ضبط معه كان الجهاز الثالث‬ ‫الذي تسلمه من املوساد‪ ،‬ما يشري اىل الكم‬ ‫الهائل من املعلومات والصور التي أرسلها‪.‬‬ ‫أما ابرز املهام التي كلف بها‪:‬‬ ‫ـ اعرتف بأنه أجرى مسحاً دقيقاً لكل‬ ‫املنشآت والع ّبارات والجسور‪ ...‬عىل طريق‬ ‫دمشق حمص الدويل‪.‬‬ ‫ـ مسح لكل ما يقدر عليه من منشآت‬ ‫وجسور وع ّبارات وغريها يف كافة األرايض‬ ‫اللبنانية‪ ،‬عدا الضاحية الجنوبية التي كان‬ ‫واضحاً انه تحاىش الدخول اليها‪.‬‬ ‫ـ يف ايار ‪ 2006‬كلف بالتوجه مع عائلته‬ ‫اىل مطعم الشاطئ األزرق يف جبيل‪ ،‬وكلف‬ ‫باصطحاب هاتف اورويب معه‪ ،‬وانتظار‬ ‫التعليامت‪ .‬وتبني فيام بعد ان املوساد يف‬ ‫ذلك اليوم‪ ،‬كان يقوم بعملية إخالء لضابطني‬ ‫صهيونيني قاما بتفجري األخوين مجذوب يف‬ ‫صيدا‪ ،‬وتبني ان ضابطي املوساد كانا بصحبة‬ ‫محمود رافع الذي نقلهام بصفة صاحب‬ ‫سيارة تاكيس‪ ،‬من صيدا اىل الشويفات ثم‬ ‫اىل جبيل‪ ،‬حيث فرا من هناك عرب البحر‪ .‬ويبدو‬ ‫ان العلم كان مستنفراً من قبل املوساد خشية‬ ‫اي طارئ‪ ،‬كأن يقوم بعرقلة السري‪ ،‬او افتعال اي‬ ‫حادثة يف حال كشف امر الضابطني‪ ،‬او بالحد‬ ‫األدىن استطالع املنطقة يف حال وجود اي‬ ‫استنفار امني غري متوقع‪ .‬وتجري التحقيقات‬ ‫راهناً ملعرفة ما اذا كان قد كلف مبهمة اخرى‬ ‫من هذا النوع ام ال‪ ،‬عل ً‬ ‫ام بأن العلم ينفي حتى‬ ‫الساعة ان يكون قد قام بأي مهمة اخرى‪.‬‬ ‫كانت ترسل اليه األموال عرب رشكات تحويل‬ ‫االموال‪ ،‬او عرب ما يعرف بالربيد امليت‪ ،‬وهو عبارة‬ ‫عن تحديد مكان غالباً ما يكون يف الطبيعة‪،‬‬

‫يطلب من املتعامل التوجه اليه‪ ،‬فيجد فيه‬ ‫الرسائل‪ ،‬او االموال‪ .‬وقد كانت بلدة مزرعة‬ ‫الضهر يف رأس املنت هي املنطقة املخصصة‬ ‫الستالم بريده‪ .‬كام انه التقى ذات مرة بضابط‬ ‫من املوساد عىل شاطئ جبيل لي ًال‪ ،‬أىت من‬ ‫البحر عرب وحدة كومانودس وسلمه وقتها‬ ‫“الرتمس”‪.‬‬ ‫يتكتم العلم عىل قيمة األموال التي‬ ‫تقاضاها‪ ،‬ويكتفي بالقول بأنه كان يتقاىض‬ ‫مبلغ ‪ 4‬اىل ‪ 5‬آالف دوالر يف كل عملية سفر‪،‬‬ ‫ويدّ عي اآلن ان ليس لديه امواال‪ ،‬لكن املحققني‬ ‫يعتقدون انه يكذب وأن امواله قد حولت اىل‬ ‫الخارج نظراً لطول مدة عاملته‪ ،‬وطبيعة‬ ‫املهامت التي كلف بها‪.‬‬ ‫وبهذا املعنى يكون أديب العلم أهم شخصية‬ ‫متعاملة مع املوساد ضمن الشبكات األخرية‬ ‫لألسباب التالية‪:‬‬ ‫ـ فرتة عمله الطويلة‪ .‬منذ عام ‪.1994‬‬ ‫ـ مركزه يف العمل‪ ،‬فقد جند وهو ضابط‬ ‫كبري يف األمن العام‪.‬‬ ‫ـ نوعية التجهيزات (ثالثة “ترمس” و”يو اس‬ ‫يب” فيها خارطة للبنان ‪ 11‬جيغا‪ ،‬اي انها ثالث‬ ‫اضعاف غوغل ارث‪ ،‬عل ً‬ ‫ام بأن الجميع ضبط‬ ‫بحوزته مثل هذه “اليو اس يب”)‪.‬‬ ‫ـ طبيعة املهامت ومن ضمنها مسح‬ ‫ألماكن محددة يف سوريا‪ ،‬وإرسال استامرات‬ ‫عن شخصيات بحاجة لعمل يف سوريا‪.‬‬

‫زياد أحمد حميص‬ ‫سعدنايل‪،‬‬

‫مواليد‬ ‫‪.1948‬‬ ‫نائب رئيس بلدية‬ ‫(شغل‬ ‫سعدنايل‬ ‫سابقاً‬ ‫منصب‬ ‫البلدية)‬ ‫رئيس‬ ‫ويعمل يف التجارة‬ ‫ويقطن يف البلدة‬ ‫بشكل مستمر‪.‬‬ ‫تم تجنيده عام‬ ‫‪ 2006‬بعدما أغري‬ ‫والتجارة‬ ‫بالعمل‬ ‫حيث تعرف يف تايالند عىل أحد األشخاص‬ ‫وكلفه بالبحث عن الطيار اإلرسائييل املفقود‬ ‫رون أراد‪ ،‬والحقاً ع ّرفه عىل ضابط املخابرات‬ ‫اإلرسائييل الذي كان يلتقيه دورياً يف بانكوك‪.‬‬ ‫تم تسليمه جهاز إرسال واستقبال متطوراً‬ ‫عبارة عن «فالش ميموري» وكمبيوتر محموالً‬ ‫(البتوب) باإلضافة إىل هاتف خلوي‪.‬‬ ‫عمل عىل التقيص عن الجنود اإلرسائيليني‬ ‫املفقودين يف منطقة السلطان يعقوب عام‬ ‫‪ 1982‬وعن الطيار اإلرسائييل رون أراد املفقود‬

‫منذ ‪.1996‬‬ ‫«أمل»‪.‬‬ ‫قام بزرع وتركيب أجهزة فنية يف منطقة‬ ‫زار إرسائيل‬ ‫البقاع وكذلك جمع معلومات عن املقاومة عرب هنغاريا‪،‬‬ ‫تم‬ ‫وسعى للقاء األمني العام لحزب الله السيد وهناك‬ ‫عىل‬ ‫حسن نرص الله والتبليغ عن املوعد عند تدريبه‬ ‫تحديده‪.‬‬ ‫يقة‬ ‫طر‬ ‫قدم إحداثيات ملناطق متعددة يف البقاع ا ستخد ا م‬ ‫الغريب وأعطى أسامء أشخاص ميكن أن يفيدوا «الجريكان»‪.‬‬ ‫يف قضية الجنود املفقودين يف السلطان‬ ‫طلب منه‬ ‫يعقوب‪.‬‬ ‫ا إل رس ا ئيليو ن‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫املهام وأبرزها‪:‬‬ ‫سعيد طانيوس العلم‬ ‫ـ حدد مواقع عدة للمقاومة قبل «حرب‬ ‫متوز» وبعدها‪.‬‬ ‫مو ا ليد‬ ‫ـ أجرى استعالماً ورصداً لعدد كبري من‬ ‫رميش‪.1958 ،‬‬ ‫املباين يف الجنوب والضاحية‪.‬‬ ‫عام‬ ‫ُجنّد‬ ‫ـ أعطى إحداثيات دقيقة عن منازل عدد‬ ‫عرب‬ ‫‪1990‬‬ ‫من قياديي «حزب الله»‪ ،‬وعن مقار مدنية‬ ‫لعميلني‬ ‫ا‬ ‫للحزب مبا فيها أماكن اإلمداد الصحي‬ ‫الفارين أحمد‬ ‫واللوجستي يف الجنوب والضاحية‪.‬‬ ‫صالح‬ ‫شبيل‬ ‫ـ طلب منه تحديد مواقع ونقاط تفتيش‬ ‫وجورج عساف‬ ‫الجيش اللبناين وسائر األجهزة األمنية يف‬ ‫يلتقي‬ ‫وكان‬ ‫املنطقة (النبطية)‪.‬‬ ‫ا لضبا ط‬ ‫ـ سئل عن إمكانية تحديد مخازن‬ ‫ا إل رس ا ئيليني‬ ‫الصواريخ التابعة للمقاومة‪.‬‬ ‫الرشيط‬ ‫يف‬ ‫ـ عمل عىل رصد القيادي يف «حزب الله»‬ ‫الحدودي املحتل‬ ‫سابقاً وتواصل معهم بعد التحرير عرب الحاج وفيق صفا‪ ،‬وقدم معلومات دقيقة‬ ‫عنه كونه من بلدة زبدين‪.‬‬ ‫الهاتف الخلوي‪.‬‬ ‫توىل تجنيد بعض األشخاص اللبنانيني‬ ‫ومراقبة التجمعات واالحتفاالت يف بلدته‬ ‫إييل يعقوب العلم‬ ‫ومحيطها‪ ،‬وكذلك مراقبة تحركات سمري‬ ‫جعجع يف األرز‪ ،‬ومراقبة وقت حضور‬ ‫مواليد رميش‪.1971 ،‬‬ ‫النائب سعد حريري اىل األرز‪ ،‬ومراقبة الوزير‬ ‫تم تجنيده عام ‪ 2006‬عرب العميل الفار منر‬ ‫والنائب السابق فارس بويز يف مسقط طانيوس العلم‪.‬‬ ‫رأسه بلونة يف كرسوان‪.‬‬ ‫حدد له اإلرسائيليون نقطة القطمون ـ‬ ‫لبنان‬ ‫بني‬ ‫املخدرات‬ ‫تهريب‬ ‫كان يعمل يف‬ ‫رميش للتواصل معه مبارشة أو عرب هاتف‬ ‫الرشكاء‬ ‫العمالء‬ ‫ويزود‬ ‫املحتلة‬ ‫وفلسطني‬ ‫خلوي‪.‬‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫باملعلومات‬ ‫قام بتصوير أماكن تواجد للمقاومة يف‬ ‫منطقة القوزح‪ ،‬رميش وبيت ليف وراقب‬ ‫تحركات عدد من مسؤويل وعنارص املقاومة‬ ‫عيل حسني منتش‬ ‫يف محيط بلدته (رميش)‪.‬‬ ‫يعمل يف تهريب املخدرات باتجاه فلسطني‬ ‫مواليد ‪ ،1957/10/12‬سجل ‪ 12‬الكفور ـ‬ ‫املحتلة‪ ،‬ويف موازاة ذلك كان يقدم املعلومات‬ ‫النبطية‪.‬‬ ‫يعترب الثاين يف األهمية بعد أديب عن املقاومة للعمالء اللحديني الذين‬ ‫العلم لجهة كونه الشخص الثاين يشاركونه عمليات التهريب لتصل من‬ ‫الذي ميلك جهاز بث وإرسال عرب األقامر خاللهم اىل املخابرات اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫الصناعية (الجريكان)‪.‬‬ ‫ُجنّد عام ‪ 2005‬وهو ميلك دكاناً وملحمة‬ ‫شهيد شحادة تومية‬ ‫يف زبدين‪ ،‬ويعمل خالل موسم الحج معرفاً‬ ‫للحجيج‪ ،‬ويبدو أنه أحسن التسرت خلف‬ ‫مواليد ‪ 6‬أيار ‪ ،1961‬بلدة بيت مالت يف‬ ‫«التقى» ما جعله بعيداً عن الشبهات‪ .‬قضاء عكار‪.‬‬ ‫أخوه يعمل مرافقاً ألحد قياديي حركة‬ ‫غادر بلدته مع جميع أفراد عائلته منذ‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫الغالف‬ ‫تلقى اتصاالً من‬ ‫الشخص‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫أحاله‬ ‫الذي‬ ‫ضابط‬ ‫عىل‬ ‫إ رس ا ئييل ‪،‬‬ ‫بدأت‬ ‫وهكذا‬ ‫قته‬ ‫عال‬ ‫بالعدو‬ ‫األمنية‬ ‫اإلرسائييل‪.‬‬

‫كان يف مطلع العقد الثاين‪ ،‬وذلك مع غريهم‬ ‫من أبناء بلدتهم التي كانت من أوىل‬ ‫البلدات اللبنانية التي تعرضت للتهجري‬ ‫يف الشامل‪ ،‬بعد حادث أمني‪ ،‬أدى إىل‬ ‫استشهاد عدد من أبنائها‪ ،‬يف «حرب‬ ‫السنتني» (‪ 1975‬ـ ‪.)1976‬‬ ‫انتقلت العائلة إىل جبل لبنان وضواحي‬ ‫بريوت الرشقية‪ .‬ينتمي تومية إىل عائلة‬ ‫متوسطة الحال‪ ،‬وهو شقيق لخمسة ضباط‬ ‫يف الجيش اللبناين وقوى األمن الداخيل‬ ‫ومديرية الجامرك‪.‬‬ ‫هيثم راجح جميل السحمراين‬ ‫انخرط يف الجيش اللبناين ورقي إىل رتبة‬ ‫عقيد‪.‬‬ ‫مواليد الدورة‪ ،‬قضاء عكار ‪.1970‬‬ ‫كان يخدم مؤخراً يف معسكر عرمان‬ ‫يسكن يف برج الرباجنة‪.‬‬ ‫التدريبي يف منطقة الشامل‪.‬‬ ‫وظيفته عسكري يف قوى األمن الداخيل‪.‬‬ ‫تم تجنيد تومية عام ‪ 1996‬وهو خريج‬ ‫تم تجنيده عام ‪ 2004‬من خالل شقيقته‬ ‫الدورة نفسها التي ضمت العقيد الركن‬ ‫العميلة ساحرة السحمراين التي تعمل‬ ‫منصور حبيب دياب واملقدم ضاهر الجرجوعي‬ ‫وزوجها العميل محمد أمني مع جهاز‬ ‫العميل الذي متكن من الفرار إىل فلسطني‬ ‫التابع لالستخبارات العسكرية‬ ‫الـ«‪»504‬‬ ‫املحتلة قبل إلقاء القبض عليه وتبني أنه‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫تواصل مع اإلرسائيليني وأ ّمنوا انتقاله عن‬ ‫التقى الضباط اإلرسائيليني يف تركيا‬ ‫طريق البحر يف منطقة الجنوب‪.‬‬ ‫وداخل فلسطني املحتلة‪ ،‬وكان يتواصل معهم‬ ‫كان تومية يلتقي الضباط اإلرسائيليني‬ ‫من خالل هواتف خلوية والربيد األلكرتوين‬ ‫يف أوروبا ويتواصل معهم عرب هاتف خلوي‬ ‫الرسي!‬ ‫وجهاز مشفر وعرب اإلنرتنت والفاكس‪.‬‬ ‫أدىل مبعطيات خطرية للعدو اإلرسائييل‬ ‫عرث مع العقيد شهيد تومية عىل نسخ‬ ‫أبرزها‪:‬‬ ‫كاملة عن كل ما كان يقوم بإرساله إىل‬ ‫ـ تحديد عرشات األبنية واملراكز يف‬ ‫الجيش اللبناين‪ ،‬حيث تبني أنه يحتفظ‬ ‫الضاحية الجنوبية عىل برنامج الخرائط‬ ‫بكل ما كان يرسله‪ ،‬وبينها مئات الوثائق‬ ‫الجوية‪.‬‬ ‫للجيش اللبناين تصنف «رسية» أو «رسية‬ ‫ـ تقديم معلومات عن منازل بعض مسؤويل‬ ‫جداً»‪ ،‬وبعضها كان ميكن أن يلحق األذى‬ ‫املقاومة يف الضاحية‪.‬‬ ‫به‪ ،‬وكان يبادر إىل إرسالها كام هي سواء‬ ‫ـ اإلفادة مبعلومات حول بعض أفراد املقاومة‬ ‫عرب الفاكس أو الربيد الرسيع أو اإلنرتنت‬ ‫العاملني يف محيط األمني العام لحزب الله‬ ‫(«سكانر») إلخ… تتضمن الوثائق تفاصيل‬ ‫متهيداً الستهدافه‪.‬‬ ‫عن عمل املؤسسة العسكرية واملراكز‬ ‫ـ مراقبة مراكز ومؤسسات خالل «حرب‬ ‫والتجهيزات واالنتشار واملهام والهيكليات‪.‬‬ ‫متوز ‪.»2006‬‬

‫منصور حبيب دياب‬ ‫عدبل‬

‫مواليد‬ ‫‪.1962/5/25‬‬ ‫يسكن يف بعبدات‪ ،‬بناية أنطوان‬ ‫صعب‪ ،‬الطابق األول‪ ،‬مبلكه‪.‬‬ ‫رتبته عقيد ركن يف الجيش اللبناين‬ ‫(قائد مدرسة القوات الخاصة)‪.‬‬ ‫ارتبط بعالقة أمنية مع العدو‬ ‫اإلرسائييل اعتباراً من عام ‪ ،1996‬حيث‬ ‫اتصل به عىل رقمه الهاتفي صهره‬ ‫هابل الجلبوط (ناشط مع جهاز أمن‬ ‫ميليشيا لحد وقد تويف الحقاً)‪ ،‬وعرفه‬ ‫عىل شخص مقيم داخل الرشيط املحتل‬ ‫ومرتبط باملخابرات اإلرسائيلية‪ ،‬وبعدها‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ـ‬

‫عكار‪،‬‬

‫تاريخ‬

‫حسن أحمد الحسني‬ ‫عقوبته اإلعدام‪ ،‬من مواليد القنطرة‪،‬‬ ‫‪ 1952‬ويسكن يف القصيبة‪ ،‬صاحب محل‬ ‫الفجر لتجارة املواد الغذائية والحبوب‪ .‬تم‬ ‫تجنيده يف مطلع عام ‪ 2008‬عرب اتصال‬ ‫هاتفي دويل من قبل ضابط إرسائييل يدعى‬ ‫«إييل» وقد سافر إىل قربص ومنها إىل‬ ‫فلسطني املحتلة للقاء ضباط إرسائيليني‪.‬‬ ‫تواصل مع اإلرسائيليني عرب جهاز إرسال‬ ‫واستقبال متطور (تم تدريبه عليه داخل‬ ‫فلسطني املحتلة) وكذلك عرب هاتف خلوي‪.‬‬ ‫جمع معلومات خطرية حول املقاومة‬ ‫وجهات أخرى يف منطقة الجنوب‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫حياة قزحيا الصالومي‬ ‫مواليد ‪ ،1939‬سكان سن الفيل‪ ،‬تم تجنيدها‬ ‫عام ‪ 1997‬عرب زوجها العميل أديب العلم‪.‬‬ ‫التقت ضباطاً إرسائيليني يف إيطاليا ويف‬ ‫فلسطني املحتلة‪ .‬زودها اإلرسائيليون بجهاز‬ ‫مشفر وهواتف خلوية‪.‬‬ ‫كلفت مبواكبة زوجها يف مهامه األمنية‬ ‫املكلف بها من قبل املخابرات اإلرسائيلية‪ ،‬ومن‬ ‫أبرز مهامها رصد ومراقبة الطريق البحري‬ ‫لتأمني عبور آمن لفريق كوماندوس إرسائييل‬ ‫نفذ عملية اغتيال الشهيدين املجذوب يف‬ ‫صيدا عام ‪( 2006‬قبل حرب متوز)‪.‬‬

‫مروان كامل فقيه‬ ‫حكم‬ ‫تم‬ ‫باإلعدام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫توقيفه منذ ‪7‬‬ ‫من آذار املايض‬ ‫– لألسف‪ -‬ورث‬ ‫عن‬ ‫العاملة‬ ‫ولنقل‬ ‫والده‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ملكيتها‬ ‫رسمية‬ ‫صورة‬ ‫بعد‬ ‫اليه‬ ‫ودخل‬ ‫الوفاة‪،‬‬ ‫بالد العدو خالل العام ‪ 2005‬عرب دولة بلجيكا‬ ‫المتام معامالت هذه الرتكة لدى جهاز املوساد‬ ‫الصهيوين‪ ،‬فاجتمع بضباط العدو الذين أثنوا‬ ‫عىل مسرية والده ضد املقاومة اللبنانية‬ ‫فتعهد بدوره متابعة هذه املسرية بعدما حددوا‬ ‫له طبيعة مهمته القاضية بجمع معلومات‬ ‫عن مسؤولني وكوادر يف «حزب الله» اللبناين‬ ‫وتحديد اماكن اقامتهم ويف مقدمهم السيد‬ ‫حسن نرصالله‪ ،‬ومراكز مؤسساته‪ ،‬ونوع عملها‪،‬‬ ‫ومخازن تخبئة االسلحة وخصوصا الصواريخ‪،‬‬ ‫كام جرى تدريبه عىل يد اختصاصيني يف‬ ‫املخابرات الصهيونية عىل استعامل بعض‬ ‫اجهزة االتصال السليك والالسليك وجهاز‬ ‫الكومبيوتر والقطع االلكرتونية وما تحتويه‬ ‫من معلومات وعىل قراءة الخرائط الجوية وتحديد‬ ‫األهداف بواسطة خطوط الطول والعرض (‪X‬‬ ‫‪ )Y‬وطريقة تشفري الرسائل وتسلمها بواسطة‬ ‫االنرتنت يف شكل مشفر ومرمز بداية‪ ،‬والحقا‬ ‫عىل شكل صورة سيارة وارسال املعلومات‬ ‫املطلوبة بالطريقة نفسها‪ ،‬ويعمد كل من‬ ‫الطرفني اىل حل لغز السيارة بواسطة برنامج‬ ‫خاص لقراءة الرسائل املتبادلة بينهام كام جرى‬ ‫تدريبه عىل يد خرباء يف الطرق والجسور بهدف‬ ‫تحديد الطرق الفرعية واماكن انتشار الحواجز‬ ‫االمنية عليها من جيش لبناين وقوى امن‬

‫الداخيل‪ ،‬وما اذا كان عليها حواجز للمقاومة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وقد عمد جهاز املوساد اىل تزويد‬ ‫املدعى عليه مروان فقيه ما تدرب عليه داخل‬ ‫بالدهم‪ ،‬اما بصورة مبارشة واما بواسطة الربيد‬ ‫امليت املزروع يف االرض داخل املناطق اللبنانية‬ ‫من عمالء العدو الصهيوين ‪ ،‬إضافة إىل مبالغ‬ ‫مالية واجهزة هواتف خليوية وخطوط دولية‪،‬‬ ‫وبعد مرور سنتني عىل هذا املرياث الذي آل اليه‬ ‫وجرى ترميمه وتجديده باملعلومات التي أعطاها‬ ‫للعدو الصهيوين عن شخصيات ومسؤولني‬ ‫يف “حزب الله” وتحديده ألهداف من مؤسسات‬ ‫ومدارس وجوامع واسرتاحات ومبان وغريها‬ ‫يف بلدات ضمن منطقة النبطية وجوارها‬ ‫واستحوذ عىل ثقة العدو‪ ،‬عرض عليه ضباط‬ ‫يف املوساد خالل أيلول ‪ 2007‬زرع كامريات‬ ‫صغرية الحجم داخل محطة املحروقات التي‬ ‫ميلكها ويديرها عىل طريق عام زبدين – النبطية‬ ‫اللتقاط صور بواسطتها لسيارات مسؤولني‬ ‫وكوادر وعنارص لحزب الله يرتددون اليه لتعبئة‬ ‫املحروقات‪ ،‬فوافق عىل عرضهم هذا‪ ،‬كام انه‬ ‫خالل ايلول ‪ 2008‬حاولوا تطوير منط تعامله‬ ‫معهم‪ ،‬من جمع املعلومات اىل البدء بتنفيذ‬ ‫عمليات امنية عرب اغتيال احد مسؤويل “حزب‬ ‫الله” بواسطة عملية تفجري‪ ،‬عىل ان ينحرص‬ ‫دوره يف الضغط عىل زر الجهاز الذي سوف‬ ‫يجري تدريبه عليه وتسليمه اياه مقابل مبلغ‬ ‫كبري من املال‪ ،‬لكنه رفض ذلك واىب ان يكون‬ ‫تعامله معهم قامئاً عىل سفك دماء املقاومني‬ ‫بيده‪ ،‬وبقي عىل تعامله مع العدو اىل تاريخ‬ ‫توقيفه يف ‪ 2009/1/5‬حيث كان قد تواصل‬ ‫قبل ساعات من ذلك مع العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫وجرى دهم منزله وضبط جهاز كومبيوتر وثالث‬ ‫حافظات ‪ U.S.B‬ومحفظة جلد ذات مخبأ‬ ‫رسي وقرص مدمج وهواتف خليوية ورشيحة‬ ‫خط هاتف دويل سلمت له من املوساد‪.‬‬

‫شبكة محمود رافع‬ ‫خالل العام ‪ 1993‬استطاع «أيوب» أحد ض ّباط‬ ‫«املوساد» تجنيد الرقيب أ ّول يف قوى األمن‬ ‫الداخيل محمود رافع للعمل لصالحه عن طريق‬ ‫تزويده مبا يتوافر لديه من معلومات عن مواقع‬ ‫«حزب الله» ونشاطاته ضمن نطاق عمله يف‬ ‫مدينة النبطية وجوارها وذلك مقابل تحسني‬ ‫ثم توالت اللقاءات بينهام مبعدّ ل‬ ‫وضعه املادي ّ‬ ‫م ّرة ّ‬ ‫كل أسبوع كان خاللها رافع يز ّود «أيوب»‬ ‫ّ‬ ‫بكل مشاهداته ومعلوماته عن نشاطات الحزب‬ ‫يف منطقة النبطية يف جنوب لبنان‬ ‫وخالل العامني ‪ 1994‬و‪ 1995‬طلب منه‬ ‫تجنيد أحد الفلسطينيني بغية الحصول عىل‬ ‫معلومات عن هذه املخ ّيامت‪،‬ونجح رافع يف‬ ‫ّ‬ ‫خطاب املنتمي إىل‬ ‫تجنيد صديقه حسني‬

‫العامة‬ ‫القيادة‬ ‫والذي راح يز ّود‬ ‫مبعلومات‬ ‫العد ّو‬ ‫املخ ّيامت‬ ‫عن‬ ‫وال‬ ‫الفلسطينية‬ ‫سيام يف صيدا‬ ‫مقابل مال يصله‬ ‫عرب رافع‪.‬‬ ‫العام‬ ‫وخالل‬ ‫تم تشكيله‬ ‫‪ّ 1996‬‬ ‫يف قوى األمن‬ ‫الداخيل إىل طوارئ‬ ‫بعبدا‪ ،‬وتطور منط عمله وحدّ د له عمله املقبل‬ ‫بنقل أشخاص بحوزتهم حقائب تحتوي عىل‬ ‫املتفجرات واملال من داخل «إرسائيل» إىل أماكن‬ ‫ّ‬ ‫مختلفة من املناطق اللبنانية املح ّررة وخصوصاً‬ ‫يف منطقة جبل لبنان عىل أن يقوم قبل ذلك‬ ‫باستكشاف طرقها وتحديد املعامل البارزة فيها‬ ‫باإلضافة إىل نقله شخصياً ملثل هذه الحقائب‬ ‫وتخزينها يف األرض ووضع إشارة مع ّينة فوقها‬ ‫لتسلمها الحقاً من عمالء مجهولني منه‪.‬‬ ‫وبني العامني ‪ 1998‬و‪ 2006‬اشرتك رافع مع‬ ‫آخرين بتنفيذ عمليات اغتيال طاولت كوادر يف‬ ‫«حزب الله» واملقاومة الفلسطينية بواسطة‬ ‫تفخيخ وتفجري سياراتهم أو بزرع عبوات‬ ‫ناسفة‪.‬‬ ‫ففي العام ‪ 1998‬اشرتك رافع مع إبراهيم‬ ‫ياسني وحسني خطاب والسوري ميشال بزرع‬ ‫عبوة ناسفة يف محلة عربا يف صيدا وجرى‬ ‫تفجريها لحظة مرور املسؤول يف املقاومة‬ ‫اإلسالمية أبو حسن سالمة‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 1999‬اشرتك مع هذه املجموعة‬ ‫بزرع عبوة ناسفة الغتيال املسؤول يف الجبهة‬ ‫الشعبية لتحرير فلسطني «القيادة العامة»‬ ‫أبو الج ّراح‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 2002‬اشرتك رافع وخطاب وآخرون‪،‬‬ ‫بتفخيخ س ّيارة جهاد أحمد جربيل يف محلة‬ ‫مار إلياس يف بريوت وتفجريها به مام أدّى إىل‬ ‫استشهاده‪.‬‬

‫شبكة عيل الجراح‬ ‫عيل الج ّراح هو رأس الشبكة االرسائيلية يف‬ ‫البقاع الغريب التي كلفت أكرث من مرة (بني‬ ‫الثامنينات والعام ‪ )2008‬مبسح أكرث من بقعة‬ ‫أمنية‪ ،‬مبا فيها بعض النقاط التي كانت تشمل‬ ‫مراكز للجيش واألمن السوري وكذلك مراكز‬ ‫فلسطينية يف البقاع‪ ،‬قبل أن يرتكز عملها يف‬ ‫السنوات األخرية عىل <حزب الله> وبعض مراكزه‬ ‫وشخصياته باالضافة اىل مواكبه ويبدو استناداً‬ ‫اىل التحقيقات أن عمل الشبكة مل يقترص عىل‬ ‫لبنان بل شمل األرايض السورية‪ ،‬حيث كلفت‬

‫‪11‬‬

‫نفسها‬ ‫الشبكة‬ ‫بعض‬ ‫مبسح‬ ‫األمنية‬ ‫املناطق‬ ‫يف‬ ‫الحساسة‬ ‫دمشق‪ ،‬مبا يف‬ ‫منطقة‬ ‫ذلك‬ ‫كفر سو سة‬ ‫استهدف‬ ‫التي‬ ‫فيها القيادي يف‬ ‫«حزب الله» عامد‬ ‫ويحاول‬ ‫مغنية‬ ‫ايجاد‬ ‫املحققون‬ ‫رابط بني هذه الشبكة وعملية اغتيال مغنية‬ ‫وشخصيات أخرى سواء يف لبنان أو يف سوريا‬ ‫كام يجري الرتكيز عىل الدور الذي لعبته هذه‬ ‫الشبكة االرسائيلية خالل حرب متوز ‪2006‬‬ ‫كام وقع صيد مثني جديد لكن هذه امل ّرة يف‬ ‫أيدي جهاز االمن العام اللبناين اذ بعد تح ّريات‬ ‫ّ‬ ‫متكن هذا الجهاز من توقيف‬ ‫واستقصاءات‬ ‫شبكة تجسس ارسائيلية ها ّمة قوامها‬ ‫الفلسطيني (أنور م س) املل ّقب بأنور الخطيب‬ ‫وهو مبستوى رائد يف حركة فتح وقد ّ‬ ‫متكن‬ ‫جهاز األمن العام من إلقاء القبض عليه يف‬ ‫منزله يف وادي الزينة بعدما أخضعه للمراقبة‬ ‫مهمة تؤكد عالقته‬ ‫واملتابعة اثر توافر معطيات‬ ‫ّ‬ ‫بالعدو االرسائييل وبعد مداهمة منزله‪ ،‬عُ رِث‬ ‫عىل أسلحة كالشينكوف مم ّوهة وأسلحة‬ ‫مع مناظري ومسدس حريب اضافة اىل أجهزة‬ ‫اتصال وكمبيوترات وأجهزة خلو ّية‪.‬‬ ‫نشاط األمن العام مل يتو ّقف هنا‪ ،‬اذ‬ ‫واستناداً العرتافات املوقوفني لديه‪ ،‬أوقف كل‬ ‫من الشقيقني عيل ومحمد الجراح من بلدة‬ ‫كفركال الجنوبية و(أسعد ر) وزوجته نرسين‬ ‫من الخيام كام أوقفت مديرية املخابرات يف‬ ‫الجيش اللبناين ولدي شقيقتي العميل نارص‬ ‫نادر‪ ،‬وهام املوقوف(عيل غ) و(يوسف ح) وتبني‬ ‫ّ‬ ‫أن (عيل غ) يحمل جواز سفر ارسائييل‪ ،‬وقد‬ ‫دخل األرايض الفلسطينية املحت ّلة خالل العام‬ ‫‪ 2008‬عرب أملانيا وتد ّرب عىل أجهزة ا ّتصال قال‬ ‫ا ّنه أتلفها قبل إلقاء القبض عليه أ ّما املوقوف‬ ‫(يوسف ح) فالتحقيقات معه مستم ّرة ملعرفة‬ ‫ما اذا كان متو ّرطا أم ال وقد ألقت مخابرات‬ ‫الجيش القبض كذلك عىل (صائب ع) من‬ ‫كفرشوبا اىل ذلك إستجوب قايض التحقيق‬ ‫العسكري فادي صوان اليوم موقوفا يف جرم‬ ‫التعامل مع العدو االرسائييل جريس الياس‬ ‫فرح واصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه‪.‬‬

‫فايز كرم‬ ‫تم توقيف العميد املتقاعد‬ ‫يف ‪ 23‬آب ‪ّ 2010‬‬ ‫ورئيس سابق لفرع مكافحة التجسس‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫الغالف‬ ‫يف‬ ‫اللبناين‬ ‫كرم‬ ‫التعامل‬ ‫«إرسائيل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شكل‬ ‫و‬ ‫قيفه‬ ‫تو‬ ‫“صدمة” بسبب‬ ‫حضوره الفاعل‬ ‫اإلعالم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫أنه‬ ‫خاصة‬ ‫مسؤول “التيار الوطني الحر” يف‬ ‫كان قد ترشح لالنتخابات النيابية‬ ‫أحد املقاعد الشاملية‪ ،‬لكنه فشل‬ ‫إىل الندوة الربملانية‪ ،‬رغم حصوله‬ ‫صوت‪.‬‬

‫أعمدة اإلرسال مث ًال‪ ،‬فض ًال عن تحديد حجم‬ ‫قوتها‪ ،‬وبالتايل هو خبري بأدق التفاصيل يف‬ ‫الرشكة‪.‬‬

‫الجيش‬ ‫فايز‬ ‫بشبهة‬ ‫مع‬

‫ميالد عيد‬

‫الشامل‪ .‬كام‬ ‫األخرية‪ ،‬عن‬ ‫يف الوصول‬ ‫عىل ‪19700‬‬

‫رشبل قزي‬ ‫العميل رشبل قزي االكرث وضوحاً يف كشف‬ ‫اهمية االتصاالت يف الحرب األمنية بني لبنان‬ ‫والعدو‪.‬‬ ‫مهندس موظف يف وزارة االتصاالت عام‬ ‫‪ 1996‬أي منذ بدء تشغيل الهاتف الخلوي يف‬ ‫لبنان انتقل اىل رشكة سيليس ومن ثم اىل‬ ‫رشكة ألفا‪ .‬وبحسب الخرباء‪ ،‬فإن مهمة قزي‬ ‫تتيح له تحديد موقع كل مشرتك عىل شبكة‬ ‫ألفا وتحديد هويته والتنصت عىل مخابراته‪.‬‬

‫طارق الربعة‬ ‫يف العقد الرابع من العمر‪ ،‬عاش يف‬ ‫شارع فياض يف منطقة دوحة عرمون‪ ،‬ألقت‬ ‫مخابرات الجيش القبض عليه‪ ،‬بعد رصد‬ ‫ومراقبة‪ ،‬كان أهمها اكتشاف اتصال أجراه‬ ‫مع مشغليه منذ فرتة‪ .‬اعرتف بعاملته‬ ‫للموساد‪ ،‬يتوىل قسم الدراسات يف رشكة‬ ‫ألفا منذ التسعينات‪ ،‬حيث يعمل عىل‬ ‫تصميم الشبكة بكل تفاصيلها أي أين يضع‬

‫كتشفته‬ ‫ا‬ ‫مخابرات‬ ‫مديرية‬ ‫الجيش اللبناين يف‬ ‫“أوجريو”‪،‬‬ ‫رشكة‬ ‫يف سنرتال النهر‪،‬‬ ‫يعمل منذ فرتة‬ ‫طويلة مع املخابرات‬ ‫“ ا إل رس ا ئيلية ” ‪،‬‬ ‫يعطيها‬ ‫و‬ ‫عىل‬ ‫معلومات‬ ‫سنوات‬ ‫مدى‬ ‫عن‬ ‫طويلة‬ ‫الشبكة‪ ،‬وقد تكون له ارتباطات مع آخرين يف‬ ‫شبكة الهاتف الخلوي‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق‪ ،‬ذكرت مصادر مطلعة أن‬ ‫الوزير السابق لالتصاالت جربان باسيل كان‬ ‫قد عني قبل أكرث من سنة أحد املوظفني يف‬ ‫أوجريو وهو خالد غصن ليحل محل ميالد‬ ‫عيد كرئيس مصلحة عندما أحيل األخري اىل‬ ‫التقاعد‪ ،‬لكن مدير عام “أوجريو” عبد املنعم‬ ‫يوسف أبقى عىل صالحيات ميالد عيد‪.‬‬ ‫كام أن املصادر مل تستبعد وجود رابط‬ ‫بني انقطاع االتصاالت عن الجنوب ألكرث من‬ ‫مرة يف السنوات األخرية‪ .‬وإن كانت املصادر‬ ‫دعت النتظار انتهاء التحقيقات حول أسباب‬ ‫انقطاع االتصاالت مع الجنوب‪ ،‬والتي يتوقع‬ ‫أن تصدر كذلك سألت املصادر عن األسباب‬ ‫التي كانت متنع يف السنوات املاضية تشغيل‬ ‫الكابلني الربيني اللذين يقومان بربط الجنوب‬ ‫بالهاتف الثابت‪ ،‬واقتصار األمر عىل الكابل‬ ‫البحري الذي ميكن لـ “إرسائيل” الدخول إليه‬ ‫للتنصت عىل اللبنانيني‪.‬‬

‫انطوان أبو جودة‬ ‫أوقف العقيد انطوان ابو جودة سنداً اىل املواد‬ ‫‪ 275 - 274‬و‪ 278‬عقوبات و‪ 129 - 124‬قضاء‬ ‫عسكري‪ ،‬وهي مواد تنص عقوبتها القصوى‬ ‫عىل االعدام‪ ،‬بجرم التعامل مع مخابرات العدو‪،‬‬ ‫ودس الدسائس لديه‪ ،‬واالجتامع بضباطه يف‬ ‫الخارج منذ العام ‪ 2006‬حتى تاريخ إلقاء القبض‬ ‫عليه‪ ،‬وإعطائه معلومات أمنية يجب أن تبقى‬ ‫رسية عن املقاومة والجيش اللبناين‪.‬‬

‫طوين بطرس‬ ‫موظف يف وزارة االتصاالت‪ ،‬ملحقاً‬ ‫بهيئة أوجريو‪ ،‬أوقفه فرع املعلومات بشبهة‬ ‫التعامل مع االستخبارات اإلرسائيلية‪ ،‬من‬ ‫مواليد بلدة كفرحونة يف جزين عام ‪،1951‬‬ ‫يشغل منصب رئيس فرع الكوابل املحلية‬ ‫يف املديرية الفنية يف هيئة “أوجريو”‪.‬‬ ‫منذ عام ‪ ،1995‬وهو يتوىل مراقبة أعطال‬ ‫أجهزة بث “املايكروويف” التابعة لشبكة‬ ‫الهاتف الثابت يف لبنان‪ ،‬من مركز عمله يف‬ ‫و املوقوف موظف مخرضم يف‬ ‫الدكوانة‪.‬‬ ‫قطاع االتصاالت‪ ،‬وتنقل يف أكرث من موقع‬ ‫لتشغيل الهاتف الثابت وصيانته‪ ،‬ما جعله‬ ‫من املوظفني الذين “يعرفون قطاع االتصاالت‬ ‫عن ظهر قلب”‪ ،‬وكانت تربطه عالقات جيدة‬ ‫بعدد من عمالء “ميليشيا لحد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأن املشتبه به كان مسافرا إىل الكونغو‬ ‫خالل األسابيع املاضية‪ ،‬وعاد إىل لبنان وقد‬ ‫أوقفه فرع املعلومات بنا ًء عىل معطيات‬ ‫مرتبطة بحركة اتصاالته الهاتفية‪.‬‬ ‫من عميد اىل رتيب صغري فمهندس كلهم‬ ‫املرحلة‬ ‫وباستعراض‬ ‫العاملة‪.‬‬ ‫جمعتهم‬ ‫السابقة ملقارنة بعض الحاالت نجد أن شبكة‬ ‫رافع كانت اول السبحة يف كشف شبكات‬ ‫العمالء ما بعد عدوان متوز ‪.2006‬‬

‫تجنيد يهود في لبنان‬ ‫وأبرز العمالء شوال كوهني التي تعترب من أخطر جواسيس املوساد يف لبنان‪ ،‬والرشق األوسط عاشت يف‬ ‫وادي أبو جميل يف بريوت عام ‪ 1947‬وشاركت يف إعداد قوة الدفاع عن النفس عن اليهود التي اندمجت مع‬ ‫حزب الكتائب اللبناين وساهمت يف تهريب اليهود من لبنان‪ ،‬واستطاعت تجنيد الضابط اللبناين «جورج‬ ‫انطون» وتعاونت مع مدير كازينو األوملبياد‪ ،‬حيث يجتمع أكرب عدد من رجال السياسة وهواة القامر وقابلت‬ ‫كميل شمعون ومهدت الجتامع أديب الشيشيك بالجرنال مكليف رئيس األركان اإلرسائييل وعام ‪1950‬‬ ‫استطاعت رسقة الربوتوكول األمني بني سوريا ولبنان إ ّال أن املخابرات السورية اكتشفتها واعتقلتها حتى‬ ‫أفرج عنها عام ‪ 1967‬أثناء تبادل األرسى‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪12‬‬

‫إعداد‪ :‬ليديا أبودرغم‬

‫الوقائع والقرائن التي قدمها ستكشف الحقيقة‬

‫السيد نصرهللا وضع «إسرائيل» في قفص االتهام‬ ‫منذ لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬تم‬ ‫تغييب فرضية أن تكون “إرسائيل” وراء الجرمية‪،‬‬ ‫وقد وجهت االتهامات اىل سوريا وحلفائها‬ ‫يف لبنان‪ ،‬تحت ذريعة أن الرئيس الحريري‬ ‫رفض التمديد للرئيس إميل لحود‪ ،‬وسمع‬ ‫من الرئيس السوري بشار األسد أثناء لقائه‬ ‫به يف دمشق تهديداً بـ “تكسري لبنان عىل‬ ‫رأسه ورأس حليفه وليد جنبالط”‪ ،‬وهو أبلغ ما‬ ‫حصل معه اىل جهات عربية ودولية وأصدقاء‬ ‫له يف العامل‪ ،‬حيث تزامن ذلك مع قرار أعدته‬ ‫أمريكا وفرنسا صدر عن مجلس األمن الدويل‬ ‫حمل الرقم ‪ ،1559‬يرفض تعديل الدستور‬ ‫اللبناين‪ ،‬ويطالب سوريا بسحب قواتها من‬ ‫لبنان‪ ،‬و”حزب الله” تسليم سالحه أو تنزعه‬ ‫الحكومة اللبنانية‪.‬‬ ‫لقد كان القرار الدويل واضحاً‪ ،‬وهو‬ ‫الضغط عىل سوريا للتسليم باملرشوع‬ ‫األمرييك – اإلرسائييل للمنطقة‪ ،‬والعمل من‬ ‫ضمنه لوقف دعمها للمقاومة‪ ،‬واالنخراط‬ ‫يف “الرشق األوسط الكبري”‪ ،‬لكن القيادة‬ ‫السورية مل تلب املطالب األمريكية‪ ،‬فكان‬ ‫ال بد من حدث كبري يفرض عليها الخروج من‬ ‫لبنان‪ ،‬وإضعاف دورها يف املنطقة‪ ،‬وتشكيل‬ ‫لجنة تحقيق دولية‪ ،‬تكون سيفاً مسلطاً عىل‬ ‫سوريا‪ ،‬للرضوخ للرشوط األمريكية‪ ،‬التي‬ ‫وضعها وزير الخارجية كولن باول عىل طاولة‬ ‫الرئيس األسد‪ ،‬الذي صمد بوجهها‪ ،‬ومل‬ ‫تتمكن عملية اغتيال الحريري‪ ،‬من أن تزحزح‬ ‫سوريا عن ثوابتها‪ ،‬بالرغم من الحصار الذي‬ ‫فرض عليها‪ ،‬والعقوبات التي صدرت ضدها‪،‬‬ ‫والتلويح بتغيري نظامها‪ ،‬لكن كل ذلك مل‬ ‫يبدل باملوقف السوري املقاوم‪ ،‬واستمرت‬ ‫سوريا بتأييدها واحتضانها لحركات املقاومة‬ ‫يف لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬وهو ما فرض‬ ‫عىل أمريكا أن تغري يف سياسة إدارتها‪،‬‬ ‫بعد أن فشل مرشوع جورج بوش يف العراق‪،‬‬ ‫وانهزم يف لبنان‪ ،‬بعد العدوان اإلرسائييل‬ ‫صيف ‪ ،2006‬وصمود املعارضة اللبنانية‪،‬‬ ‫وقلبها يف ‪ 7‬أيار ‪ 2008‬ملوازين القوى الداخلية‬ ‫لصالحها‪ ،‬وعادت سوريا رق ً‬ ‫ام صعباً يف‬ ‫معادالت املنطقة‪ ،‬وبدأ الحوار معها‪ ،‬واعرتفت‬ ‫اإلدارة األمريكية بدورها وقالت رئيسة‬ ‫مجلس النواب األمرييك نانيس بيلويس أن‬

‫الحل مير بسوريا‪ ،‬وقد عاد الجميع إليها من دول‬ ‫أجنبية وعربية‪ ،‬وتصالحت السعودية معها‪،‬‬ ‫وجاء الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي‬ ‫إليها‪ ،‬وذهب الرئيس األسد اىل باريس‪،‬‬ ‫واعرتف لها أصحاب القرار الدويل واإلقليمي‬ ‫والعريب وحتى اللبناين‪ ،‬بتأثري سوريا يف‬ ‫لبنان‪ ،‬فانخفض خطاب التصعيد ضدها من‬ ‫قبل طرفني رئيسيني يف ‪ 14‬آذار‪ ،‬هام النائب‬ ‫وليد جنبالط الذي أعاد متوضعه مع سوريا‬ ‫واملقاومة‪ ،‬والرئيس سعد الحريري الذي سلم‬ ‫بأنه ال ميكن أن يكون رئيس حكومة لبنان‬ ‫ويحكم وهو عىل خالف مع القيادة السورية‪،‬‬ ‫فتصالح مع الرئيس األسد تحت سقف‬ ‫املصالحة السورية – السعودية‪.‬‬ ‫بعد إخراج سوريا من االتهام باغتيال‬ ‫الرئيس الحريري‪ ،‬وإسقاط نظرية تورط النظام‬ ‫األمني اللبناين – السوري املشرتك يف الجرمية‬ ‫وإطالق رساح الضباط اللبنانيني األربعة‬ ‫مع مدنيني آخرين وعدم توقيف أي مسؤول‬ ‫أمني أو سيايس سوري‪ ،‬حيث فشلت أمريكا‬ ‫و”إرسائيل” وحلفائها يف لبنان من قوى ‪14‬‬ ‫آذار‪ ،‬يف إثبات باألدلة والقرائن والوقائع االتهام‬ ‫السيايس ضد سوريا ونظامها‪ ،‬بدأ اإلعداد‬ ‫ومنذ العام ‪ ،2008‬اىل وضع سيناريو لتوجيه‬ ‫ينج حتى‬ ‫االتهام نحو “حزب الله”‪ ،‬الذي مل ُ‬ ‫يف األيام األوىل لالغتيال‪ ،‬من أن تسدد نحوه‬

‫‪13‬‬

‫السهام باإلشارة اىل أن تفخيخ السيارات‬ ‫كان يحصل يف الضاحية الجنوبية‪ ،‬كام تم‬ ‫التلميح أكرث من مرة اىل دور للشهيد عامد‬ ‫مغنية‪ ،‬يف أعامل االغتيال والتفجري‪ ،‬وحاول‬ ‫البعض الربط بني انسحاب وزراء حركة‬ ‫“أمل” و”حزب الله” من الحكومة واعتكافهم‬ ‫يف نهاية العام ‪ 2005‬عندما طرح موضوع‬ ‫املحكمة الدولية عىل مجلس الوزراء‪ ،‬ثم‬ ‫االستقالة من الحكومة واعتصام املعارضة‬ ‫وإقفال مجلس النواب بوجه الحكومة غري‬ ‫الرشعية‪ ،‬كل ذلك من أجل التهرب من إقرار‬ ‫املحكمة الدولية‪.‬‬ ‫لكن “حزب الله” كان يخىش التسييس‬ ‫الذي ظهر يف لجنة التحقيق الدولية برئاسة‬ ‫ديتليف ميليس وتركيب شهود الزور‪ ،‬وأن دم‬ ‫الرئيس الحريري بدأ يستغل ألهداف سياسية‬ ‫سواء لتمكني قوى ‪ 14‬آذار من اإلمساك‬ ‫بالسلطة والتفرد بالقرار‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫نزع سالح املقاومة‪ ،‬بعد أن نجح املخططون‬ ‫الغتيال الحريري يف خروج القوات السورية‬ ‫من لبنان‪ ،‬وهو أحد بنود القرار ‪ ،1559‬وبقي‬ ‫سالح املقاومة الذي فشلت “إرسائيل” أن‬ ‫تأخذه بالقوة العسكرية‪ ،‬كام مل يستطع‬ ‫أطراف الداخل اللبناين من حلفاء أمريكا‪ ،‬أن‬ ‫ينالوا منه بتشويه صورة املقاومة باستدراج‬ ‫سالحها اىل الداخل عرب قرار الحكومة يف ‪5‬‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬ ‫أيار ‪ 2008‬الذي طالب بنزع شبكة اتصاالت‬ ‫املقاومة‪ ،‬وقد استخدم للدفاع عن املقاومة‪.‬‬ ‫فانعدام الثقة بالتحقيق الدويل‪ ،‬وإسقاط‬ ‫التهم التي سيقت ضد سوريا وحلفائها‬ ‫يف لبنان‪ ،‬دفع باألمني العام “لحزب الله”‬ ‫السيد حسن نرصالله‪ ،‬اىل التصدي ملحاولة‬ ‫تشويه صورة املقاومة‪ ،‬التي رصدت اإلدارة‬ ‫األمريكية السابقة ‪ 500‬مليون دوالر يف‬ ‫لبنان من أجل هذه املهمة‪ ،‬دفعت اىل أحزاب‬ ‫وتيارات سياسية وشخصيات إعالمية‪ ،‬كام‬ ‫أعلن جيفري فيلتامن‪ ،‬حيث الحظ “حزب‬ ‫الله” أن مثة محاولة من أجل فربكة روايات‬ ‫بدأت تنرشها صحف أجنبية وعربية‪ ،‬توجه‬ ‫االتهام اىل عنارص منه‪ ،‬عىل أنهم متورطون‬ ‫يف اغتيال الحريري‪ ،‬وقد أبلغ الرئيس سعد‬ ‫الحريري بذلك اىل السيد نرص الله أثناء لقاء‬ ‫بينهام‪ ،‬وأن ما صدر يف مجلة “دير شبيغل”‬ ‫األملانية ميثل جانباً أساسياً من القرار الظني‪،‬‬ ‫وهو ما رفضه السيد نرصالله‪ ،‬ومل يقبل أن‬ ‫ينسب اىل أعضاء يف “حزب الله” عىل أنها‬ ‫عنارص غري منضبطة قامت بالجرمية دون علم‬ ‫القيادة‪.‬‬ ‫وبدأت تتجمع لدى األمني العام لـ “حزب‬ ‫الله” معلومات من أن “إرسائيل” دخلت عىل‬ ‫وعب رصاحة‬ ‫خط تركيب اتهام ضد املقاومة‪،‬‬ ‫رّ‬ ‫عن ذلك رئيس أركان جيش العدو اإلرسائييل‬ ‫غايب اشكنازي‪ ،‬الذي أورد يف اتهامه ما‬ ‫كتبته “دير شبيغل” و”الفيغارو” و”لوموند”‬ ‫والسياسة الكويتية‪ ،‬حيث بدأت ترسخ‬ ‫عند أطراف لبنانية تبدأ من آل الحريري اىل‬ ‫تيارات سياسية‪ ،‬تورط “حزب الله” أو عنارص‬ ‫منه باالغتيال‪ ،‬وهو ما دحضه السيد حسن‬ ‫نرص لله يف إطالالته اإلعالمية عندما رفض‬ ‫أن يتهم ولو نصف عنرص من الحزب بالجرمية‬ ‫التي ليست من قيم ومناقب من دفع الدم‬ ‫دفاعاً عن السيادة والكرامة وحرر األرايض‬ ‫اللبنانية املحتلة من الجيش اإلرسائييل‪.‬‬ ‫واملواقف‬ ‫اإلعالمية‬ ‫الترسيبات‬ ‫أمام‬ ‫السياسية التي قامت بها أطراف أمريكية‬ ‫وأخرى إرسائيلية‪ ،‬والقتها جهات لبنانية‬ ‫تحمل “حزب الله” مسؤولية‬ ‫وأنظمة عربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اغتيال الحريري‪ ،‬حزم أمينه العام قراره‪،‬‬ ‫وأعلن تصديه للتشويه املنظم الذي بدأ‬ ‫قبل سنوات‪ ،‬حيث االحتامل الوحيد الذي‬ ‫وضع حول من يقف وراء الجرمية‪ ،‬كان سوريا‬ ‫والنظام األمني اللبناين السوري املشرتك‬ ‫يف املرحلة األوىل‪ ،‬وفق تقرير ميليس الذي‬ ‫ثبت عدم صدقيته‪ ،‬وقد تلقى معلومات‬ ‫مغلوطة من شخصيات لبنانية‪ ،‬عمل من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫خاللها باعتامده عىل شهود الزور كان أبرزهم‬ ‫محمد زهري الصديق الذي أسقطت املحكمة‬ ‫شهادته‪ ،‬كام أن املحقق سريج برامرتز‪ ،‬وضع‬ ‫فرضيات يف االغتيال‪ ،‬وتحدث عن أسباب‬ ‫وشخصية‪،‬‬ ‫وعقائدية‬ ‫واقتصادية‬ ‫سياسية‬ ‫وقد رفع من مستوى التحقيق‪ ،‬وركز عىل أن‬ ‫الجرمية نفذها انتحاري‪ ،‬كان ميليس أقر به‪ ،‬وأن‬ ‫التفجري حصل فوق األرض وليس تحتها‪ ،‬وأنه‬

‫‪14‬‬

‫من منطقة صحراوية نائية‪.‬‬ ‫هذه الفرضية يف التحقيق‪ ،‬اىل جانب أن‬ ‫يكون القرار ‪ 1559‬قد ساهم يف االغتيال‪،‬‬ ‫بعد أن حذر الرئيس الحريري من خطورته‪ ،‬وقد‬ ‫يخلق فتنة يف لبنان‪ ،‬ورفض أن يأخذ به أو‬ ‫يقبل بتنفيذ ما ورد يف بنوده‪ ،‬وتحديداً نزع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬حيث أبلغ السيد نرص الله‬ ‫برفضه للقرار‪ ،‬وأنه يرفض النيل من املقاومة‬

‫وسالحها‪ ،‬وقد أقر النائب وليد جنبالط مؤخراً‪،‬‬ ‫أن تنفيذ هذا القرار‪ ،‬كان يلزمه حدثاً كبرياً‪،‬‬ ‫عجل باالنسحاب‬ ‫فكان اغتيال الحريري الذي ّ‬ ‫السوري‪ ،‬لكنه وقف عند نزع سالح املقاومة‪،‬‬ ‫الذي القى رفضاً لبنانياً‪.‬‬ ‫فمع كل التطورات التي حصلت منذ ‪14‬‬ ‫شباط ‪ ،2005‬يف انكشاف الشهود الزور‪،‬‬ ‫والتدخل اإلرسائييل يف التحقيق‪ ،‬وسقوط‬ ‫االتهامات السياسية‪ ،‬فإن السيد نرص الله‪،‬‬ ‫سعى اىل أن يقدم قرائن قد توصل اىل تورط‬ ‫“إرسائيل” باالغتيال‪ ،‬وهي استبعدت من‬ ‫كل االتهامات والتحقيقات‪ ،‬وأن أكرث من‬ ‫استبعدها هم أطراف ‪ 14‬آذار‪ ،‬الذين لعبوا‬ ‫عىل تزوير الحقيقة‪ ،‬واستدعاء الشهود الزور‬ ‫وفربكة روايات‪.‬‬ ‫وجاء املؤمتر الصحايف للسيد نرص الله‪،‬‬ ‫املعزز بالوقائع والقرائن واعرتافات عمالء‪،‬‬ ‫واملسح الجوي اإلرسائييل ألماكن من لبنان‪،‬‬ ‫وتحديداً تلك التي كان يقصدها الرئيس‬ ‫الحريري‪ ،‬لتضع أمام التحقيق الدويل فرضية‬ ‫أن تكون “إرسائيل” متورطة يف االغتيال‪،‬‬ ‫والتي مع غريها من الدول مل تتعاون مع‬ ‫التحقيق‪ ،‬الذي بقيت خارجه‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫عمالءها اعرتفوا بتنفيذ عدد من عمليات‬ ‫االغتيال بينها جرمية قتل األخوين املجذوب يف‬ ‫صيدا‪.‬‬ ‫ونجح األمني العام لـ “حزب الله” بتقديم‬ ‫توثيق بالصوت والصورة‪ ،‬عن احتامل أن تكون‬ ‫“إرسائيل” متورطة يف االغتيال‪ ،‬وهي الفرضية‬ ‫التي مل يعمل لها التحقيق الدويل‪ ،‬الذي‬ ‫فقد الثقة به‪ ،‬وتبينّ أنه أنشئ لغرض النيل‬ ‫من األنظمة والحركات واملنظامت الرافضة‬ ‫وللسيطرة‬ ‫األمريكية‬ ‫للهيمنة‬ ‫الخضوع‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫وقصد السيد نرص الله من كشفه‬ ‫للمستندات والوثائق والوقائع‪ ،‬أن يوجه‬ ‫رسالة اىل اللبنانيني‪ ،‬أن ال يغفلوا عن الدور‬ ‫اإلرسائييل يف الجرمية التي كان الهدف‬ ‫منها‪ ،‬هو إشعال رصاع مذهبي كان بدأ مع‬ ‫االحتالل األمرييك للعراق‪ ،‬الذي أجج الفتنة‬ ‫السنية – الشيعية‪ ،‬وهو ما أراد أن يفعله يف‬ ‫لبنان إلضعاف املقاومة فيه ورضبها وجرها‬ ‫اىل االستسالم أمام “إرسائيل”‪ ،‬لتقسيم‬ ‫املنطقة عرب خارطة “الرشق األوسط” لتبقى‬ ‫“إرسائيل” هي الدولة األقوى والقطب الذي‬ ‫تدور الدول األخرى يف فلكه‪ ،‬وقد أفشلته‬ ‫املقاومة بصمودها وانتصارها يف متوز ‪2006‬‬ ‫ضد “إرسائيل”‪ ،‬ويف إسقاط املرشوع األمرييك‬ ‫يف أيار ‪ ،2008‬وهو ما اعرتف به جنبالط الذي‬

‫قرر االنتقال اىل املوقع الطبيعي له مع سوريا‬ ‫واملقاومة‪ ،‬وبدأ يعمل عىل تقويض التحقيق‬ ‫الدويل الذي يعرف هو أكرث من غريه أنه‬ ‫مس ّيس‪ ،‬ألنه ميلك كل املعلومات عن من‬ ‫فربك وأعدّ شهود الزور‪.‬‬ ‫فاملعلومات املوثقة التي قدمها السيد‬ ‫نرص الله‪ ،‬القت صداها عند اللبنانيني بأن‬ ‫تكون “إرسائيل” لها عالقة باغتيال الحريري‪،‬‬ ‫وهي املشهود لها بتاريخها اإلجرامي‪ ،‬وكان‬ ‫آخر ما ارتكبته اغتيال القيادي يف “حامس”‬ ‫محمود املبحوح يف ديب‪ ،‬اىل الجرمية التي‬ ‫ارتكبت بحق ركاب سفينة الحرية الذين كانوا‬ ‫يف مهمة إنسانية لفك الحصار عن غزة ونقل‬ ‫املساعدات الغذائية والطبية لسكانها‪.‬‬ ‫مع وثائق السيد نرص الله‪ ،‬بدأ التحقيق‬ ‫الجدي‪ ،‬عن املجرم ومن يقف وراءه‪ ،‬وأن املستندات‬

‫‪15‬‬

‫التي عرضها‪ ،‬ستظهر الحقيقة يف اغتيال‬ ‫الحريري‪ ،‬يبقى عىل ويل الدم رئيس الحكومة‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬أن يالقي األمني العام لـ “حزب‬ ‫الله”‪ ،‬ويتعاون معه حول ما قدمه من شهادات‬ ‫حية اعرتف بها عمالء لـ “إرسائيل”‪ ،‬أنهم‬ ‫زرعوا عبوات ونقلوا متفجرات واستقبلوا‬ ‫ضباطاً إرسائيليني‪ ،‬وقاموا بأعامل إجرامية‪.‬‬ ‫فبمثل هذه األدلة‪ ،‬ميكن الوصول اىل‬ ‫الحقيقة‪ ،‬ال بالشهود الزور‪ ،‬الذين ض ّيعوها‪،‬‬ ‫وتبينّ أنها ملفقة‪ ،‬حيث استدرجوا من قبل‬ ‫مشغليهم التهام سوريا وقيادتها‪ ،‬فسقطت‬ ‫كل الشهادات‪ ،‬وهم يك ّررون التجربة مع‬ ‫“حزب الله”‪.‬‬ ‫الكرة يف ملعب ويل الدم فهل ُيقدم‪...‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫اإلتفاق بين األمم المتحدة ولبنان بشأن المحكمة الدولية غير قانوني‬

‫عضوم لـ «منبر التوحيد»‪ :‬النيابة العامة يمكنها أن‬ ‫تتحرك من دون ا ّدعاء شخصي بقضية الشهود الزور‬ ‫األمني العام لـ “حزب الله” السيد حسن نرص الله عرض قرائنه‪،‬‬ ‫فالقاه مدعي عام املحكمة الدولية دانيال بلامر يف منتصف الطريق‪،‬‬ ‫طالباً من السلطات اللبنانية تزويده بكل هذه القرائن‪ ،‬وهذا يعني بكل‬ ‫بساطة أن القرار الظني مرشح للتأجيل‪.‬‬ ‫أياً تكن النتائج املرتتبة عىل املؤمتر الصحفي الذي عقده األمني العام‬ ‫لـ «حزب الله» السيد حسن نرص الله‪ ،‬فإن الحقيقة األوىل التي تفرض‬ ‫نفسها هي أنه شكل منعطفاً سياسياً يف مسار التحقيق‪ ،‬يتالقى‬ ‫مع مساعي التهدئة السورية ‪ -‬السعودية‪ ،‬يف انتظار أن يشكل‬ ‫منعطفاً يف التحقيق إياه‪ ،‬يف األسابيع أو األشهر املقبلة‪.‬‬ ‫وكان الفتاً‪ ،‬يف أي حال‪ ،‬رد فعل رئيس الحكومة سعد الحريري عىل‬ ‫رشوحات األمني العام لحزب الله‪ ،‬إذ وصف ما أورده نرص الله بأنه شديد‬ ‫الحساسية واألهمية‪ ،‬وقال أن عىل املحكمة أن تنظر فيه بجدية‬ ‫وتخضعه للتمحيص‪.‬‬ ‫وإذا كان املدعي العام الدويل القايض الكندي «دانيال بلامر» سارع‬ ‫اىل طلب الحصول عىل هذه املستندات واألدلة يف كتاب وجهه اىل‬ ‫املدعي العام التمييزي القايض سعيد مريزا‪ ،‬فإن املواقف التي صدرت‬ ‫عن قيادات يف حزب الله‪ ،‬أوحت وكأن الحزب لن يكتفي بأن تس ّلم الدولة‬ ‫اللبنانية هذه املعطيات اىل التحقيق الدويل‪ ،‬ألنه ــ أي الحزب ــ ال يثق‬ ‫باملحكمة الدولية‪ ،‬وال باملدعي العام «بلامر»‪ ،‬بل يتعاطى مع هذه املسألة‬ ‫وفق معادلة تقوم عىل عدم إعفاء الحكومة اللبنانية من مسؤوليتها‬ ‫ففي ما يتعلق برشعية املحكمة‬ ‫الخاصة بلبنان استند عضوم اىل‬ ‫النقاط التي أوردها يف دراسته‬ ‫حول هذاملوضوع فقال‪:‬‬ ‫بتاريخ ‪ ،2007/5/31‬أصدر مجلس‬ ‫األمن قراراً برقم ‪ 2007/1757‬مبوجب‬ ‫الفصل السابع من ميثاق األمم‬ ‫املتحدة بإنشاء محكمة خاصة‬ ‫للبنان‪ ،‬مبا يف ذلك الضميمة‬ ‫امللحقة بها‪ ،‬اعتباراً من ‪ 10‬حزيران‬ ‫‪ ،2007‬وتناول هذا القرار يف بنوده‬ ‫األخرى بعض املواضيع املتعلقة‬ ‫باتفاق املقر (املادة ‪ 8‬من الوثيقة)‪،‬‬ ‫ومتويل املحكمة (املادة ‪ 5‬فقرة (ب)‬ ‫من الوثيقة) وتاريخ بدءها (املادة ‪19‬‬ ‫من الوثيقة)‪ ،‬كام طلب املجلس من‬ ‫األمني العام أن يتخذ بالتنسيق مع‬ ‫الحكومة اللبنانية عند االقتضاء‬ ‫اإلجراءات والتدابري الالزمة إلنشاء‬ ‫املحكمة الخاصة يف موعد قريب عىل‬ ‫أن ُيقدِّم تقريراً إىل املجلس عن تنفيذ هذا القرار‬ ‫يف غضون تسعني يوماً وبعد ذلك بشكل دوري‪.‬‬ ‫تعليقاً عىل هذا القرار‪ ،‬سنقوم يف بادئ األمر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف التحقيق يف جرمية االغتيال من زاويتني‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬إبراز الدور الذي لعبه املتهمون بالتعامل مع “إرسائيل” الذين‬ ‫أوقفوا لدى السلطات اللبنانية يف مناسبات مختلفة‪ ،‬وبعضهم‬ ‫اعرتف مبراقبة رسميني وسياسيني وقياديني لبنانيني‪ ،‬وذلك عىل خلفية‬ ‫مسؤولية “إرسائيل” يف ارتكاب جرائم االغتيال‪ ،‬خالل األعوام املاضية‪،‬‬ ‫وال سيام جرمية ‪ 14‬شباط ‪.2005‬‬ ‫والثانية‪ :‬تتعلق مبالحقة شهود الزور الذين أدلوا بإفادات أمام لجنة‬ ‫التحقيق الدولية‪ ،‬أدت اىل اتهام سوريا وزج قادة أجهزة أمنية يف‬ ‫السجن نحو أربع سنوات‪ ،‬إضافة اىل صعوبات أخرى واجهت عمل‬ ‫لجنة التحقيق‪ ،‬السيام وأن الحزب ــ وفقاً ملا أعلنه السيد نرص الله يف‬ ‫مناسبات عدة ــ ميلك أدلة ومستندات تثبت تورط مسؤولني رسميني‬ ‫وسياسيني وأمنيني يف تحضري شهود الزور وتلقينهم االتهامات التي‬ ‫سيقت ضد سوريا‪.‬‬ ‫ظاهرة شهود الزور‪ ،‬التي برزت خالل األعوام الخمسة املاضية والتي‬ ‫تركزت عىل اتهام سوريا‪ ،‬قد تتكرر هذه املرة‪ ،‬يف اتجاه حزب الله‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يفرض التنبه وعدم السامح بتكرارها‪ ،‬وذلك لن يكون إال من خالل‬ ‫محاسبة الذين اخرتعوا شهود الزور وم ّولوهم ووفروا الحامية لهم‪.‬‬ ‫رشعية املحكمة‪ ،‬والشهود الزور‪ ،‬وتداعيات القرار الظني‪ ،‬وظاهرة‬ ‫العمالء املتفشية‪ ،‬كانت محطات توقفنا فيها يف حوارنا مع وزير‬ ‫العدل السابق القايض عدنان عضوم‪.‬‬

‫بتعريف مهمة مجلس األمن يف مجال‬ ‫عىل األمن والسلم الدوليني مبوجب‬ ‫السابع والتطبيق العميل ألحكام هذا‬ ‫عىل املامرسات السابقة لهذا املجلس‬

‫‪16‬‬

‫الحفاظ‬ ‫الفصل‬ ‫الفصل‬ ‫وعىل‬

‫القرار الرقم ‪ 2007/1757‬املشار إليه‬ ‫أعاله‪ ،‬ثم سنقوم مبناقشة مضمون‬ ‫هذا القرار واملخالفات القانونية‬ ‫املرتكبة فيه‪ ،‬كام سنبينِّ العقبات‬ ‫القانونية التي تحول دون إمكانية‬ ‫وضع االتفاقية الثنائية بإنشاء‬ ‫املحكمة ذات الطابع الدويل ونظامها‬ ‫األسايس املوقعة من الحكومة‬ ‫وضع التنفيذ مبوجب‬ ‫اللبنانية‪َ ...‬م ِ‬ ‫قرار ُملزم تحت الفصل السابع‪ ،‬و‬ ‫العقبات الدستورية التي تعرتض‬ ‫بدء تنفيذ االتفاقية وتكوين املحكمة‬ ‫ومبارشة أعامله‪.‬‬ ‫ففي ما يتعلق مبهمة مجلس‬ ‫األمن املحددة يف الفصل السابع‬ ‫والتطبيق العميل ألحكام هذا‬ ‫الفصل عىل املامرسات السابقة‬ ‫وعىل القرار الرقم ‪ ، 2007/1757‬إن‬ ‫مهمته تكمن يف الحفاظ عىل األمن‬ ‫والسلم الدوليني مبوجب الفصل‬ ‫السابع وباالستناد إىل الحاالت العملية التي‬ ‫رصف فيها هذا املجلس مبوجب الفصل املذكور‬ ‫َت َّ‬ ‫أن مجلس األمن يتمتع بصالحية استنسابية‬

‫يف التقدير لتقرير ما إذا كانت الحالة التي‬ ‫يعالجها تشكل تهديداً للسلم أو إخالالً به‪ ،‬وال‬ ‫توجد حدود قانونية معينة لهذه السلطة وأن‬ ‫الحدود الوحيدة هي الحدود السياسية أي عدم‬ ‫استعامل أي من الدول الخمس الدامئة العضوية‬ ‫حق الفيتو‪.‬‬ ‫وس َع نطاق تطبيق‬ ‫منذ عام ‪َ 1991‬ت َّ‬ ‫الفصل السابع من قبل مجلس األمن‬ ‫ُم َّربراً بشاغل إنساين‪ ،‬ومثال عىل ذلك‬ ‫القرار بإنشاء املحكمة الجنائية الدولية‬ ‫مبوجب الفصل السابع ملحاكمة املسؤولني‬ ‫والخطرية‬ ‫الفادحة‬ ‫االنتهاكات‬ ‫عن‬ ‫للقانون الدويل اإلنساين التي ارتكبت‬ ‫يف يوغوسالفيا و رواندا والدول املجاورة‬ ‫أما األمثلة األخرى لتطبيق الفصل‬ ‫السابع‪ ،‬فهي حاالت تتناول مساعدات‬ ‫وكردستان‬ ‫الصومال‬ ‫يف‬ ‫إنسانية‬ ‫العراق والبوسنة‪ ،‬وذلك لتسهيل أعامل‬ ‫املنظامت اإلنسانية الدولية يف هذه‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫ونظراً لهذا التوسع يف نطاق تطبيق‬ ‫الفصل السابع‪ ،‬تبينَّ حصول تعارض بني‬ ‫هذا التدخل ملربرات إنسانية ومبدأ السيادة‬ ‫الوطنية التي يرعاها القانون الدويل رغم‬ ‫أهمية الشاغل اإلنساين‪ .‬إال أنه تبينَّ‬ ‫للمراقبني أن السيادة الوطنية يف الدول‬ ‫املعنية بهذه القرارات امللزمة مبوجب‬ ‫الفصل السابع (الصومال‪ ،‬البوسنة‪ ،‬رواندا‬ ‫ويوغوسالفيا) كانت معدومة أو منقوصة‬ ‫بسبب انهيار أو تفكك املؤسسات الدستورية‬ ‫فيها‪.‬‬

‫تطبيق الفصل السابع عىل‬ ‫الحالة اللبنانية الحارضة‬ ‫بالنسبة لقرار مجلس األمن املتعلق‬ ‫بإنشاء املحكمة ذات الطابع الدويل الخاصة‬ ‫للبنان مبوجب الفصل السابع‪ ،‬يقتيض‬ ‫مناقشة مدى احرتام قرار مجلس األمن‬ ‫املذكور لبنود ميثاق األمم املتحدة ولقواعد‬ ‫القانون الدويل العام ومدى وجود تشابه‬ ‫بني الحالة اللبنانية الحارضة والحاالت املشار‬ ‫إليها أعاله والتي سبق ملجلس األمن أن عالجها‬ ‫َوجبت تطبيق الفصل السابع النتهاك‬ ‫واست َ‬ ‫القانون الدويل اإلنساين أو ملربرات إنسانية‪.‬‬ ‫يتبينَّ أنه يف بداية األمر صدر القرار عن‬ ‫مجلس األمن باملوافقة عىل طلب الحكومة‬ ‫اللبنانية إنشاء محكمة ذات طابع دويل ملحاكمة‬ ‫املسؤولني عن الجرمية اإلرهابية‪ ،‬التي أودت بحياة‬ ‫الرئيس الحريري ورفاقه‪ ،‬وك َّلف هذا املجلس األمني‬ ‫العام التفاوض مع الحكومة اللبنانية وتقديم‬ ‫مرشوع اتفاق بني األمم املتحدة والدولة اللبنانية‬

‫إلنشاء هذه املحكمة استناداً ألعىل‬ ‫الدولية يف مجال العدل الجنايئ‪.‬‬ ‫وقد جاء يف مقدمة هذا القرار التأكيد عىل‬ ‫احرتام استقالل لبنان وسيادته‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫يستتبع حت ًام وجوب اتباع اإلجراءات الدستورية‬ ‫الالزمة إلبرام االتفاقيات الدولية وفقاً للدستور‬ ‫املعايري‬

‫مجلس األمن ّ‬ ‫حل مكان الدولة‬ ‫يف إنشاء املحكمة الدولية‬ ‫مجلس األمن بإنشائه املحكمة‬ ‫الدولية مل يلتزم الحفاظ عىل‬ ‫السلم واألمن الدوليني‬ ‫يجب تنفيذ حكم اإلعدام‬ ‫بالعمالء‬ ‫إقرار املحكمة مبوجب الفصل‬ ‫السابع هو إقرار بانعدام مق ِّومات‬ ‫السيادة الوطنية وهذا مخالف‬ ‫لواقع الحال‬ ‫اللبناين‪ ،‬لتصبح هذه االتفاقية الثنائية نافذة‪.‬‬ ‫إال أن مجلس األمن مل ينتظر إمتام هذه اإلجراءات‬ ‫الدستورية اللبنانية فأصدر القرار إنشاء املحكمة‬ ‫املستند إىل الفصل السابع ببدء نفاذ االتفاقية‬ ‫َّ‬ ‫وحل‬ ‫الثنائية‪ .‬وأجرى بالتايل اتفاقاً مع نفسه‬ ‫مكان الدولة اللبنانية يف هذا األمر متجاوزاً‬ ‫األصول الدستورية الوطنية وقواعد القانون‬ ‫الدويل العام التي ال تسمح ألية جهة خارجية‬

‫‪17‬‬

‫بانتهاك سيادة دولة ما من خالل فرض اتفاق‬ ‫عليها بدون أن يتم إبرامه وفقاً لدستورها‪،‬‬ ‫ومخالفاً أيضاً أحكام املادة ‪ 2‬فقرة (‪ )7‬من‬ ‫ميثاق األمم املتحدة التي نصت عىل أنه ليس‬ ‫يف هذا امليثاق ما يس ِّوغ لألمم املتحدة أن تتدخل‬ ‫يف الشؤون التي تكون من صميم السلطان‬ ‫الداخيل لدولة ما‪ ،‬إال يف حال تطبيق التدابري‬ ‫القرسية‪.‬‬ ‫كام تقتيض اإلشارة إىل أن تأخر الدولة‬ ‫اللبنانية يف إنجاز اإلجراءات الدستورية الالزمة‬ ‫إلبرام االتفاق املشار إليه أعاله‪ ،‬كان سببه‬ ‫أمراً ج ّديا‪ ،‬كونه يتعلق مبخالفات دستورية‬ ‫ارتكبتها الحكومة اللبنانية أدَّت إىل خالفات‬ ‫سياسية داخلية وعقبات قانونية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال يوجد م ِّربر قانوين وال واقعي ليترصف‬ ‫مجلس األمن‪ ،‬مبوجب الفصل السابع لوضع‬ ‫االتفاق ح ِّيز التنفيذ‪.‬‬ ‫وتساءل عضوم هل الحالة اللبنانية‬ ‫شبيهة بالحاالت السابقة التي استوجبت‬ ‫تطبيق الفصل السابع؟ وعام إذا كانت‬ ‫الجرمية اإلرهابية التي أودت بحياة الرئيس‬ ‫الحريري ورفاقه واآلثار املرتتبة عليها تشكل‬ ‫حقاً وفع ًال تهديداً للسلم واألمن الدوليني؟‬ ‫وأشار اىل أن األمني العام لألمم املتحدة يف‬ ‫تقريره الرقم ‪2006/893‬تاريخ ‪2006/11/15‬‬ ‫املتعلق بإنشاء املحكمة الخاصة للبنان (الفقرة‬ ‫‪ )25‬قد استبعد باالستناد إىل آراء أعضاء‬ ‫مجلس األمن املهتمني باألمر‪ ،‬إدراج الجرائم‬ ‫ضد اإلنسانية ضمن موضوع اختصاص‬ ‫املحكمة واقترص تعريف الجرائم التي ستنظر‬ ‫فيها املحكمة بأنها جرائم عامة وفقاً لقانون‬ ‫العقوبات اللبناين‪ ،‬ما يعني أنه نتيجة‬ ‫للمفاوضات واملشاورات مع أعضاء مجلس‬ ‫األمن مل ُي َصنَّف الهجوم اإلرهايب الذي أودى‬ ‫بحياة الرئيس الحريري ورفاقه بأنه جرمية ضد‬ ‫اإلنسانية وانتهاكاً للقانون اإلنساين الدويل‪،‬‬ ‫وإال لكان يقتيض إنشاء املحكمة مبوجب‬ ‫الفصل السابع‪ ،‬وليس مبوجب معاهدة ثنائية‬ ‫مع لبنان‪ ،‬ألن الجرائم ضد اإلنسانية هي التي‬ ‫تشكل تهديداً للسلم واألمن الدوليني‪،‬‬ ‫وأنه مع ضخامة وهول هذه الجرمية وآثارها‬ ‫الكارثية عىل لبنان‪ ،‬فإنها ليست جرمية ضد‬ ‫اإلنسانية بل جرمية إرهابية سياسية فردية‬ ‫وطنية‪ ،‬وال تشكل بالتايل خطراً ورضراً عىل‬ ‫اإلنسانية جمعاء وتهديداً للسلم واألمن‬ ‫الدوليني‪.‬‬ ‫عىل ضوء ما تقدم‪ ،‬فإن الحالة اللبنانية موضوع‬ ‫القرار إنشاء املحكمة تحت الفصل السابع ال‬ ‫تشبه مطلقاً أيا من الحاالت السابقة املشار‬ ‫رصف فيها مجلس األمن‬ ‫إليها أعاله والتي َت َّ‬ ‫مبوجب الفصل السابع بحيث أنه مل تحصل‬ ‫يف لبنان انتهاكات خطرية للقانون اإلنساين‬ ‫الدويل‪ ،‬كام أنه مل تتع َّرض الدولة اللبنانية‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬ ‫لحرب أهلية أو اقتتال دموي داخيل‬ ‫بسبب نزاع عرقي أو ديني أو قومي‪ ،‬كام‬ ‫أن السيادة الوطنية اللبنانية ليست‬ ‫معدومة الوجود بسبب انهيار وتفكك‬ ‫مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن عىل مجلس األمن الذي‬ ‫للترصف‬ ‫يتمتع بسلطة تقدير مطلقة‬ ‫ُّ‬ ‫مبوجب الفصل السابع أن يلتزم بأهداف‬ ‫وغايات ميثاق األمم املتحدة يف مامرسة‬ ‫مهمته يف الحفاظ عىل السلم واألمن‬ ‫الدوليني بشكل صحيح وحيادي‪ ،‬وهذا‬ ‫االلتزام غري متوفر يف قرار إنشاء‬ ‫املحكمة‪ ،‬وبالفعل فإن مجلس األمن رغم‬ ‫وجود خالف وانقسام بني املؤسسات‬ ‫الدستورية اللبنانية بخصوص أحكام‬ ‫االتفاق‪ ،‬ونظام املحكمة‪ ،‬وعدم إمتام‬ ‫اإلجراءات الدستورية وفقاً لألصول‬ ‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 52‬من‬ ‫الدستور‪ ،‬قرر وضع هذا االتفاق ح ِّيز‬ ‫التنفيذ بنا ًء لطلب فريق سيايس واحد‪،‬‬ ‫متجاه ًال املؤسسات الدستورية‪ ،‬يف حني أنه‬ ‫كان عليه حفاظاً عىل مصداقيته التمسك‬ ‫بعقد االتفاقية الدولية إلنشاء املحكمة وفقاً‬ ‫لألصول الدستورية اللبنانية‪ ،‬تفادياً لفقدان‬ ‫الثقة بلبنان واملس بوحدته وسيادته واستقراره‬ ‫الوطني‪ .‬إن إقرار املحكمة مبوجب الفصل السابع‬ ‫هو إقرار بانعدام مق ِّومات السيادة الوطنية وهذا‬ ‫مخالف لواقع الحال‪ ،‬وملا تؤكده جميع قرارات‬ ‫مجلس األمن املتعلقة بقضية اغتيال الرئيس‬ ‫الحريري ورفاقه‪.‬‬ ‫وتأكيداً عىل ذلك‪ ،‬ال بد من إيراد بعض ما جاء‬ ‫يف مداخالت مندويب بعض الدول األعضاء يف‬ ‫املجلس أثناء مناقشة القرار املذكور من قبله‪،‬‬ ‫وقد امتنعت هذه الدول نتيجة املناقشة عن‬ ‫التصويت إىل جانب هذا القرار ومنها الصني‬ ‫وروسيا وقطروجنوب إفريقيا‪.‬‬ ‫وأضاف عضوم‪ ،‬حدثت أمور بالغة األهمية‪،‬‬ ‫تقع يف باب املخالفة القانونية والدستورية‪...‬‬ ‫فلم تقبل مالحظات رئيس الجمهورية‪ ،‬وأرصت‬ ‫الحكومة عىل اإلبرام‪ ،‬ما أدى إىل استقالة‬ ‫الوزراء الشيعة ووزير أرثوذكيس‪ ،‬وأصبحت‬ ‫هذه الحكومة بالتايل غري قادرة دستورياً‬ ‫وقانوناً التخاذ أي قرار بأهمية قرار إبرام اتفاقية‬ ‫دولية‪ .‬وأبلغ رئيس الجمهورية رئيس الحكومة‬ ‫للرشعية‬ ‫فاقدة‬ ‫أصبحت‬ ‫حكومته‬ ‫بأن‬ ‫والدستورية وغري مؤهلة التخاذ قرار باملوافقة‬ ‫عىل مثل هذه املعاهدات الدولية التي تعترب من‬ ‫املواضيع األساسية واملهمة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬قررت‬ ‫هذه الحكومة يف جلستها املنعقدة بتاريخ‬ ‫‪ 2006/11/13‬وبغياب الوزراء الستة املستقيلني‬ ‫املوافقة عىل مرشوعي االتفاق ونظام املحكمة‬ ‫األسايس‪ ،‬وتم إبالغ األمني العام بذلك يف‬ ‫اليوم نفسه‪ .‬وبتاريخ ‪ ،2006/11/14‬أبلغ رئيس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الجمهورية رسالة إىل األمني العام تتضمن رشحاً‬ ‫لوضع الحكومة غري الدستوري وللمخالفات‬ ‫الدستورية التي ارتكبتها هذه الحكومة‪ ،‬وأعلمه‬ ‫بأن القرار باملوافقة عىل مشاريع وثائق االتفاق‬ ‫الدويل ال تلزم الدولة اللبنانية‪ ،‬وأرفق بكتابه‬ ‫مالحظاته القانونية عىل املشاريع املذكورة‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ ،2006/11/15‬رفع األمني العام تقريره‬ ‫برقم ‪ 893/2006‬حول إنشاء املحكمة الخاصة‬ ‫للبنان إىل مجلس األمن وضم إليه رسالة‬ ‫الحكومة اللبنانية باملوافقة عىل مشاريع وثائق‬ ‫االتفاقية ورسالة رئيس الجمهورية املشار إليها‬ ‫أعاله مع مرفقاتها‪ .‬جرت املناقشة يف مجلس‬ ‫فوجه‬ ‫األمن الذي اطلع عىل كافة وثائق امللف‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫رئيس املجلس بتاريخ ‪ 2006/11/21‬كتاباً إىل‬ ‫األمني العام ب َّلغه فيه برتحيب أعضاء املجلس‬ ‫باالتفاقية التي توصلت إليها األمم املتحدة مع‬ ‫الحكومة اللبنانية ونظام املحكمة األسايس‪،‬‬ ‫ودعاه إىل الرشوع مع حكومة لبنان وطبقاً‬ ‫للدستور اللبناين بالخطوات النهائية لعقد‬ ‫االتفاق‪.‬‬ ‫إن العملية الدستورية اللبنانية الهادفة‬ ‫إىل إبرام االتفاق مع األمم املتحدة مل تكتمل وال‬ ‫تزال هذه العملية بحاجة إىل اتخاذ خطوات‬ ‫مهمة ال سيام فيام يخص منح الحكومة‬ ‫ملوافقتها الرسمية عىل االتفاق وهي خطوة‬ ‫متهيدية رضورية للتوقيع عىل املعاهدة وتقدميها‬ ‫إىل الربملان ليقرها‪ ،‬وأخرياً لعملية التصديق‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫و ُيفهم من هذه املداخلة‪ ،‬أن األمم املتحدة عىل‬ ‫علم بأنه ليك يكون اإلجراء املتعلق مبوافقة‬ ‫الحكومة عىل االتفاق رسمياً‪ ،‬أي دستورياً‪،‬‬ ‫يجب أن يسبقه إبرام هذا االتفاق من قبل‬ ‫رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة باالتفاق وفقاً‬ ‫لألصول الدستورية‪ .‬ولذلك‪ ،‬اعتربت أن قرار‬

‫‪18‬‬

‫املوافقة الصادر عن مجلس الوزراء يف‬ ‫‪ 2006/11/13‬غري رسمي‪.‬‬ ‫بنا ًء عىل ما تقدم‪ ،‬يتبينَّ أن‬ ‫رئيس الحكومة وحكومته الفاقدة‬ ‫للرشعية الدستورية ارتكبوا عمداً‬ ‫املخالفات الدستورية واحدة تلو األخرى‬ ‫يف كافة مراحل اإلجراءات الدستورية‬ ‫للتفاوض وإبرام املعاهدة الدولية‪،‬‬ ‫ومجلس األمن ومبوجب هذا القرار قد‬ ‫انتهك سيادة لبنان وتدخل يف شؤونه‬ ‫الداخلية وانحاز إىل الفريق ا ُملم َّثل‬ ‫يف الحكومة بحجة أنها منتخبة‬ ‫دميوقراطياً‪ ،‬رغم أنه حسب الدستور‬ ‫اللبناين ليست كذلك‪ ،‬ألن الحكومة‬ ‫ال ُتنتخب‪ ،‬بل ُتعينَّ مبوجب مراسيم‬ ‫موقعة من رئيس الجمهورية ورئيس‬ ‫الوزراء بعد استشارات نيابية‪ ،‬ورغم‬ ‫كونها أصبحت فاقدة للرشعية‬ ‫وللدستورية وغري ميثاقية بعد‬ ‫استقالة جميع الوزراء الذين ميثلون‬ ‫الطائفة الشيعية فيها‪ .‬كام وأن هذا القرار‬ ‫سينال من سيادة لبنان ولن يؤمن استقراره‬ ‫وسالمته كام سبق وب َّينا يف القسم األول‬ ‫من هذه الدراسة‪ ،‬واألخطر يف هذه الفقرة هو‬ ‫أن مجلس األمن اعترب أن هذه الحكومة هي‬ ‫السلطة الحرصية الوحيدة للبنان‪ ،‬يف حني‬ ‫أن مقدمة الدستور اللبناين تنص عىل أن‬ ‫الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة‬ ‫ميارسها عرب املؤسسات الدستورية واملتمثلة‬ ‫يف الدستور برئيس الجمهورية ومجلس النواب‬ ‫ورئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء‪ ،‬ويكون‬ ‫مجلس األمن بالتايل قد انتهك الدستور‬ ‫ومس ركائزه ألهداف غري مفهومة‬ ‫اللبناين‬ ‫َّ‬ ‫ومقلقة لقسم كبري من اللبنانيني‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬إن االتفاق املربم بني األمم املتحدة‬ ‫والجمهورية اللبنانية بشأن إنشاء محكمة‬ ‫خاصة للبنان غري قانوين ويخالف األصول‬ ‫الدستورية ألن رئيس الجمهورية مل ُيربم هذه‬ ‫املعاهدة باالتفاق مع رئيس الحكومة قبل عرضها‬ ‫عىل مجلس الوزراء لإلبرام‪ ،‬كام تقيض بذلك‬ ‫املادة ‪ 52‬من الدستور اللبناين كام سبق وب َّينا‬ ‫أعاله‪ .‬وإن توقيع مجلس الوزراء عىل االتفاق‬ ‫هو يف غري محله القانوين ويشكل مخالفة‬ ‫دستورية‪ ،‬ويقتيض اعتبار ما ورد يف هذه الفقرة‬ ‫السادسة مشوب بالعيب والغلط‪.‬‬ ‫ومبا أن الحكومة اللبنانية مل تخطر األمم املتحدة‬ ‫باكتامل الرشوط القانونية لبدء نفاذ االتفاقية‬ ‫وذلك بالتصديق عليها وفقاً للدستور اللبناين‪،‬‬ ‫بدأ رسيان أحكام هذه االتفاقية الدولية الثنائية‬ ‫املوقعة من كل من الحكومة اللبنانية واألمم‬ ‫املتحدة كذا‪ ...‬والتي تنص عىل إنشاء محكمة‬ ‫خاصة تعمل وفقاً للنظام األسايس املرفق‬ ‫بها والذي ُيعترب جزءاً ال يتجزأ منها‪ ،‬مام يعني‬

‫أن هذه االتفاقية وضميمتها أصبحت‬ ‫ملزمة للدولة اللبنانية بالرغم من عدم‬ ‫تصديقها كام يقيض بذلك الدستور‬ ‫اللبناين‪.‬‬ ‫وأ ّكد عضوم أن غالبية الفقه‬ ‫واالجتهاد يف القانون الدويل ترى أن‬ ‫عدم اتباع اإلجراءات الدستورية يف‬ ‫التصديق عىل املعاهدة الدولية يؤدي‬ ‫إىل بطالنها قانوناً‪ ،‬أو تعليقها لفرتة‬ ‫خاصة اليوم يف ظل املظلة السورية ‪-‬‬ ‫السعودية التي ميكن أن تساعد يف ذلك‬ ‫األمر‪ ،‬حتى تتمكن الحكومة من تصليح‬ ‫العيوب والشوائب الدستورية املوجودة‬ ‫يف االتفاقية‪ ،‬ما ميكنهم من إيجاد حل‬ ‫للمخالفات طاملا أن املحكمة ميكن أن‬ ‫تشكل موضوع فتنة يف لبنان‪ ،‬بحيث‬ ‫يخدم هذا الحل مصلحة لبنان وليس‬ ‫األشخاص‪.‬‬

‫شهود الزور‬ ‫ويف إطار شهود الزور‪ ،‬وصف عضوم ملف‬ ‫شهود الزور بأنه ميثل جرم افرتاء سنداً اىل‬ ‫املادتني ‪ 402‬و‪ 403‬من قانون العقوبات اللبناين»‪،‬‬ ‫مشرياً اىل «أن ملف شهود الزور يؤدي حك ًام‬ ‫إىل مالحقة شهود الزور من قبل النيابة العامة‬ ‫التمييزية بدون ادعاء شخيص»‪ .‬أما عن مساءلة‬ ‫السلطة السياسية السابقة لعدم القيام‬ ‫بواجبها يف ما يتعلق بهذا امللف‪ ،‬فيقول عضوم‬ ‫«إنه يجب أن نفصل املسألة السياسية عن‬ ‫املسألة القانونية تحت شعار فصل السلطات»‪،‬‬ ‫مضيفاً «املهم أن املوضوع أخذ طريقه القانوين‪،‬‬ ‫ونحن نريد أن نأكل العنب ال أن نقتل الناطور‪،‬‬ ‫وانطالقاً من رشح قانوين عرضه عضوم‬ ‫تفصيلياً قارن فيه بني شاهد الزور الذي يديل‬ ‫بشهادة كاذبة تحت قسم اليمني‪ ،‬واملفرتي الذي‬ ‫يريد إلحاق الرضر بربيء‪ ،‬وسجن نتيجة افرتائهم‬ ‫عدد من الضباط واملواطنني األبرياء‪ ،‬موضحاً أن‬ ‫عقوبة جرم هؤالء أكرب من عقوبة شاهد الزور‪.‬‬ ‫وقال عضوم إنه من حق املترضرين من املفرتى‬ ‫عليهم التقدم بشكوى ضدهم أمام القضاء‬ ‫اللبناين‪ ،‬ما دام ال يعرتف بشهود زور‪ ،‬وما دام‬ ‫القضاء الدويل قىض بعدم اختصاصه يف‬ ‫مالحقتهم‪ ،‬وما دامت املرجعية القانونية يف‬ ‫هذه املسألة مفقودة وضائعة بني قضاء لبناين‬ ‫وقضاء دويل‪ .‬ومن باب الترضر وتوافر املعلومات‪،‬‬ ‫ميكن النيابة العامة اللبنانية التحرك تلقائياً‪ ،‬إذا‬ ‫أرادت‪ ،‬ملالحقة هؤالء املفرتين‪ ،‬خاصة أن تكليف‬ ‫مجلس الوزراء وزير العدل مالحقة هذا امللف‬ ‫هو أمر إداري بحت‪ ،‬ألن قدرة الوزير هنا محصورة‬ ‫بجمع املعلومات عن شهود الزور وال سلطة له‬ ‫للتدخل يف التحقيق‪ ،‬ويبقى األمر بيد النيابة‬

‫العامة التمييزية‪.‬‬ ‫وحول فكرة القرائن أوضح عضوم أن‬ ‫«فكرة القرائن ليست أدلة ظرفية كام وصفها‬ ‫بعضهم وقايض التحقيق الدويل يف املحكمة‬ ‫الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلامر‪ ،‬توقف عند‬ ‫هذه القرائن وواقع وجود فرضية أخرى لقضية‬ ‫اغتيال رئيس الحكومة األسبق رفيق الحريري‪ ،‬وبدا‬ ‫العمل يف هذا االتجاه»‪.‬‬ ‫وتابع عضوم‪ :‬بعد اغتيال الحريري تعالت‬ ‫األصوات يف توجيه االتهام اىل سوريا‪ ،‬والجهاز‬ ‫األمني السوري – اللبناين املشرتك السابق‪،‬‬ ‫فتمكنوا من السيطرة عىل عقول الناس وزرع‬ ‫هذه الفرضية يف عقولهم‪ ،‬واليوم برزت قرائن‬ ‫جديدة وفرضيات أخرى‪ ،‬ولكن هذه املرة باتجاه‬ ‫«حزب الله»‪ .‬من هنا ال ميكن األخذ ال بتلك وال‬ ‫بغريها‪ .‬من هنا يجب وضع كل االحتامالت‬ ‫الواردة ومن له مصلحة يف اغتيال الرئيس‬ ‫الحريري‪ ،‬وحتى الوصول اىل اتهام «إرسائيل» وهو‬ ‫األكرث منطقياً‪ ،‬وكيف ال نتهمها‪ ،‬ألن ال أحد‬ ‫ينكر يف لبنان أو يف العامل العريب سعة ّاطالع‬ ‫املسؤولني اإلرسائيليني ودوائر استخباراتهم عىل‬ ‫األرسار يف الدول العربية كام يف الدول الغربية‬ ‫ويف الواليات املتحدة وروسيا‪ ،‬حتى أنها حاولت‬ ‫املناورة عىل أكرث من جهة إلقناع سوريا من‬ ‫خالل سفريها يف الواليات املتحدة عىل القضاء‬ ‫عىل «حزب الله» مقابل بقاءها يف لبنان‪ ،‬إ ّال‬ ‫أنها فشلت يف ظل وجود سوريا املامنعة‬ ‫بقيادة الرئيس بشار األسد‪ ،‬ففضلوا االنسحاب‬ ‫للحفاظ عىل املقاومة‪ ،‬ورعايتها واحتضانها‪.‬‬ ‫وبعد االنسحاب السوري من لبنان‪ ،‬أثبت‬ ‫أهمية الدور السوري يف املنطقة‪ ،‬ما أدى اىل‬ ‫تراجع الجميع أمام هذا الدور املامنع‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫الدور اإلقليمي والدويل الذي أعطي لها‪ ،‬وبالتايل‬ ‫نفيت فرضية اتهام سوريا باغتيال الحريري‪،‬‬

‫‪19‬‬

‫وعادت العالقات تتعزز بني الرئيس سعد‬ ‫الحريري والرئيس بشار األسد من خالل‬ ‫الزيارات التي قام بها مؤخراً‪.‬‬ ‫من هنا يجب الذهاب باالتهام تجاه‬ ‫«إرسائيل» وليس «حزب الله» ألنها‬ ‫املستفيد الوحيد من هذه الجرمية‬ ‫وتستثمرها للقضاء عىل املقاومة‬ ‫التي تشكل مصدر خطر بالنسبة‬ ‫لها‪ ،‬خاصة بعد فشلها مبرشوعها يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫وكل هذه الفرضيات ميكن اعتبارها‬ ‫دوافع لبناء النظرية الجنائية‪ ،‬فام كان‬ ‫عىل السيد حسن نرص الله إال أن يضع‬ ‫أمام الرأي العام القرائن واملعطيات‬ ‫التي قدمها‪ ،‬بالرغم من أنها خالفت‬ ‫قواعد املقاومة األمنية يف خرقها‬ ‫وبالرغم‬ ‫اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫لالستخبارات‬ ‫من عدم اعرتافه باملحكمة‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه القرائن ليست كافية أيضاً‪ ،‬لذا‬ ‫يجب األخذ بفرضيات أخرى وهذا ما كان عىل‬ ‫بلامر أن يفعله منذ البداية حتى لو ثبت اتهام‬ ‫«إرسائيل» بذلك‪ ،‬ما يضع هذه القضية عىل‬ ‫الطريق الصحيح‪.‬‬ ‫وعن ترسيب صدور القرار الظني وحيادية‬ ‫القضاء الدويل ونزاهته أوضح عضوم‪ ،‬أنه ال‬ ‫يستطيع أن ينفي أو يصدق عىل هذه املقولة‪،‬‬ ‫مشرياً اىل ترصيح املدعي العام الدويل الذي‬ ‫نفى فيه إعطاء موعد إصدار القرار الظني‪ ،‬ولكن‬ ‫ما يقال يعود اىل ترسيبات سياسية‪ ،‬وليس‬ ‫قضائية من هنا ال أستطيع الجزم بصحته‪ ،‬ألنه‬ ‫يجب األخذ بعني االعتبار الكالم الصادر عن بلامر‬ ‫الذي سيتحمل هو مسؤوليته‪ ،‬كونه املعني‬ ‫وصاحب الصالحية الوحيد يف إطالق هذا القرار‪،‬‬ ‫وبرصف النظر عن مصداقية هذا املوضوع‪،‬‬ ‫يجب التفكري به ملياً لدرء النزاعات واالقتحان‬ ‫السيايس والطائفي الذي يجري يف لبنان‪.‬‬ ‫وعن تداعيات إصدار القرار الظني‪ ،‬أوضح‬ ‫عضوم‪ ،‬أنه كون تلك املحكمة صدرت تحت‬ ‫الفصل السابع ومضمون املذكرة التي وقعها‬ ‫لبنان بخصوص املحكمة الخاصة به‪ ،‬لبنان‬ ‫ملزم عىل التعاون‪ ،‬بكل املوجبات التي تطلبها‬ ‫املحكمة الدولية‪.‬‬ ‫وعن تزايد وترية تفيش ظاهرة العمالء يف‬ ‫لبنان وأسبابها أوعز عضوم األمر اىل البيئة‬ ‫اىل االختالف برتكيبة‬ ‫الحاضنة التي مردها‬ ‫لبنان وتعدد األلوان فيه‪ ،‬واىل انعدام الثقافة‬ ‫الوطنية‪ ،‬داعياً القضاء العسكري اللبناين الذي‬ ‫يتعاطى هذا النوع من العقوبات أن ال يتساهل‬ ‫يف هذا املوضوع ويعمل عليه وفق محسوبيات‬ ‫سياسية بل أن يكون حازماً فيه‪ ،‬ويرسع يف‬ ‫تنفيذ أحكام اإلعدام ليكون املحكومون به عربة‬ ‫ورادعاً للجميع‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫تسليح الجيش خارج الشروط األميركية‬ ‫كل تسلح لدولة عربية تعرتض عليه “إرسائيل”‪،‬‬ ‫حتى ولو كان النظام الحاكم فيها حليفاً لها‪،‬‬ ‫ويقيم معاهدة سالم وعالقات طبيعية‪ ،‬وكان‬ ‫آخر ما رفضته تزويد الواليات املتحدة للسعودية‬ ‫بـ ‪ 84‬طائرة حربية من نوع “أف – ‪ 15‬و‪ ،”16‬بلغت‬ ‫قيمتها حوايل ‪ 12‬مليار دوالر‪ ،‬مام فرض عىل اإلدارة‬ ‫األمريكية‪ ،‬أن تشرتط عىل العائلة الحاكمة يف‬ ‫اململكة عدم استخدام هذه الطائرات‪ ،‬أو أي سالح‬ ‫آخر ضد الكيان اإلرسائييل‪ ،‬وبالرغم من أنها مل‬ ‫تشارك يف أية حرب عربية ضد “إرسائيل”‪ ،‬وأن‬ ‫ما تخزنه من أسلحة هو باتجاه إيران‪ ،‬التي يتم‬ ‫تخويف دول الخليج منها بشكل خاص‪ ،‬والعامل‬ ‫العريب بشكل عام‪.‬‬ ‫فـ “إرسائيل” تريد أن تبقى الدولة األقوى يف‬ ‫املنطقة عسكرياً‪ ،‬واقتصادياً‪ ،‬وهي تحولت اىل‬ ‫ثكنة عسكرية‪ ،‬وتسعى دامئاً اىل استعطاف‬ ‫بعض الدول األوروبية ومعها أمريكا‪ ،‬من أنها‬ ‫مهددة بوجودها وأمنها‪ ،‬من أجل تأمني وصول‬ ‫السالح إليها‪ ،‬وهي تحصل سنوياً عىل مساعدة‬ ‫أمريكية بحدود ‪ 4‬مليار دوالر لرشاء السالح أو‬ ‫تطويره وتقوم بربامج مشرتكة مع عدد من‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫فقوة “إرسائيل” هي يف االسرتاتيجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬كام هي مقياس عالقاتها مع الدول‬ ‫األوروبية‪ ،‬التي تتعاطى معها‪ ،‬من عقدة “املحرقة‬ ‫املزعومة” التي قيل إن الزعيم األملاين هتلر قام‬ ‫بحرق اليهود يف أفران يف أملانيا‪ ،‬التي تبتزها‬ ‫الدولة العربية هي ومعها دول أوروبية أخرى‪،‬‬ ‫تفرض عليهم‪ ،‬أن يقدموا لها املساعدات‬ ‫السنوية‪ ،‬يك ال تتكرر محرقتهم من جديد يف‬ ‫العامل العريب “املتوحش” برأي القادة اإلرسائيليني‪،‬‬ ‫الذين يقدمون دولتهم عىل أنها واحة الحرية‪،‬‬ ‫مقابل األنظمة الظالمية الحاكمة من عائالت‬ ‫وقبائل وطوائف وأمراء وملوك ومشايخ‪ ،‬ال متت‬ ‫سلطتهم اىل الدميقراطية بصلة‪ ،‬وهو ما دفع‬ ‫برئيس وزراء إسبانيا السابق ازنار اىل القول‪ ،‬إن‬ ‫نهاية وجود “إرسائيل” هو نهاية ألوروبا خصوصاً‬ ‫وللغرب والدميقراطية عموماً‪ ،‬ويجب الدفاع عنها‬ ‫ومدها بكل أنواع الحفاظ عىل وجودها‪.‬‬ ‫هذه العقلية الغربية‪ ،‬هي التي تضع أولوية‬ ‫التسليح لـ “إرسائيل”‪ ،‬تحت مزاعم عدة‪ ،‬وأن‬ ‫تبقى الدول العربية األخرى خارج إطار التسلح‬ ‫ولو يف إطار الدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫إ ّال أن مشكلة “إرسائيل” ليست مع وجود‬ ‫السالح‪ ،‬بل مع قرار استخدامه‪ ،‬وهي ال تخىش‬ ‫منه يف أنظمة ال تعتربها عدواً‪ ،‬بل مشكلتها‬ ‫مع سالح يصل اىل دول قررت التصدي لها‬ ‫ومقاومتها‪ ،‬فهي تقف ضد الربنامج النووي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اإليراين لألغراض السلمية‪ ،‬وته ّول به‪ ،‬وتح ّرض‬ ‫أمريكا وأوروبا لفرض عقوبات عىل الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬يف الوقت الذي متتلك هي‬ ‫حوايل ‪ 200‬رأس نووي‪ ،‬ولديها قنبلة نووية تربر‬ ‫وجود أسلحتها النووية‪ ،‬بأنها للدفاع عن وجودها‬ ‫من خطر إزالتها‪ ،‬وهي التي تتعرض لتهديدات من‬ ‫هذا النوع‪.‬‬ ‫ولقد أثارت “إرسائيل” موضوع تسلح الجيش‪،‬‬ ‫ورفضت أن ميتلك أسلحة نوعية دفاعية‪ ،‬ألنها‬ ‫تعترب أن هذه األسلحة ستصل اىل املقاومة‪،‬‬ ‫وتحديداً اىل “حزب الله” الذي بات لديه ترسانة‬ ‫أسلحة متطورة‪ ،‬وميتلك صواريخ من نوع “سكود”‬ ‫و”أم – ‪ ”600‬يصل مداها اىل ‪ 300‬كلم‪ ،‬وتطال‬ ‫املستوطنات اإلرسائيلية‪ ،‬ال سيام تلك البعيدة‪،‬‬ ‫إضافة اىل وصول سالح دفاع “أرض‪ -‬جو”‪ ،‬مل تنكر‬ ‫املقاومة أنها امتلكته‪.‬‬ ‫وجاء االشتباك الذي وقع بني الجيش اللبناين‬ ‫والقوات اإلرسائيلية عند الرشيط الحدودي يف‬ ‫بلدة العديسة‪ ،‬ليفتح باب األسئلة اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫عن دور الجيش يف نشوب أية حرب مقبلة مع‬ ‫لبنان‪ ،‬وهل سيكون سالحه موجهاً ضد الجيش‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬حيث صدرت أصوات من نواب داخل‬ ‫الكونغرس األمرييك‪ ،‬تطالب اإلدارة األمريكية‬ ‫بوقف املساعدات للجيش اللبناين‪ ،‬التي تقدمها‬ ‫الواليات املتحدة له‪ ،‬وقد بلغت حوايل ‪ 700‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬رصفت كلها عىل تجهيزات عادية وأسلحة‬ ‫فردية وناقالت جند وألبسة ومناظري ليلية‪ ،‬ومل‬ ‫تصل اىل مستوى السالح الدفاعي الذي طلبه‬ ‫لبنان‪ ،‬ورفضته واشنطن‪ ،‬تحت ضغط اللويب‬

‫‪20‬‬

‫اليهودي‪ ،‬من أن ال يقع هذا السالح يف يد “حزب‬ ‫الله” ويستخدم ضد “إرسائيل”‪ ،‬التي شنت حملة‬ ‫عىل الجيش واعتربته بات ميثل خطراً عليها‪ ،‬وهي‬ ‫مل توفره يف اعتداءاتها عىل لبنان‪ ،‬وتعرضت‬ ‫بعضاً من مقراته وثكناته ومواقعه للقصف أثناء‬ ‫الحرب اإلرسائيلية صيف ‪.2006‬‬ ‫فالجيش الذي تريد تسليحه أمريكا‪ ،‬مرشوطاً‬ ‫أن يكون سالحه موجهاً اىل الداخل ملواجهة‬ ‫“اإلرهاب” وهي تعني “حزب الله” وكل طرف‬ ‫مقاوم لـ “إرسائيل”‪ ،‬بالرغم من أن الجيش خاض‬ ‫أكرث من معركة ضد اإلرهاب مبفهومه التخريبي‬ ‫والتكفريي‪ ،‬الذي مارسته بعض منظامت‬ ‫إسالمية أصولية‪ ،‬يف أحداث جرود الضنية نهاية‬ ‫عام ‪ ،1999‬أو يف معارك مخيم نهر البارد عام‬ ‫‪ ،2007‬ويف الحالتني كان الجيش يف حالة الدفاع‬ ‫عن النفس وعن املواطنني بعد االعتداء عليهم‬ ‫من قبل العنارص اإلرهابية‪ ،‬وقد وقفت الواليات‬ ‫املتحدة موقف املتفرج‪ ،‬فلم متد الجيش باألسلحة‬ ‫والذخرية‪ ،‬بل ساعدته سوريا للقضاء عىل تنظيم‬ ‫“فتح اإلسالم”‪ ،‬وقد اتهمتها قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬بأنه من‬ ‫صنيعتها‪ ،‬وتبينّ أن كل ما روجته كان أضاليل‪ ،‬إذ‬ ‫أثبتت التحقيقات األمنية والقضائية ضلوع هذا‬ ‫التنظيم بأعامل اغتيال وتفجري‪ ،‬وأصدر القضاء‬ ‫اللبناين قرارات اتهامية تدين عنارص منه باغتيال‬ ‫النائب وليد عيدو وابنه خالد وقبله النائب بيار‬ ‫الجميل‪ ،‬اىل تفجريات عني علق وعاليه واألرشفية‬ ‫وفردان وبايص الجيش يف طرابلس والقوات الدولية‬ ‫يف الجنوب وغريها من األعامل التخريبية‪ ،‬وقد‬ ‫أظهرت االعرتافات أن هذا التنظيم الذي ترأسه‬

‫شاكر العبيس‪ ،‬هو أحد فروع تنظيم “القاعدة”‪،‬‬ ‫وله حضور يف املخيامت الفلسطينية ومناطق‬ ‫لبنانية‪.‬‬ ‫فاإلرهاب الذي يجب أن يحاربه الجيش وفق‬ ‫املفهوم األمرييك‪ ،‬هو املتمثل بـ “حزب الله”‪،‬‬ ‫كمقاوم لـ”إرسائيل”‪ ،‬وأن السالح الذي يجب‬ ‫أن يحصل عليه‪ ،‬يجب أن يكون استخدامه‬ ‫ضد الداخل‪ ،‬والبأس إن طاول عنارص إسالمية‬ ‫أصولية‪ ،‬لكن األولوية ملن يزعج أمن “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وينترص عليها‪ ،‬ويتمكن من أن يش ّكل يف لبنان‬ ‫قوة ردع لها‪ ،‬وهذا ما ال ميكن لإلدارات األمريكية‬ ‫املتعاقبة أن تقبل به‪ ،‬وهي عندما قبلت بتسليح‬ ‫الجيش ومساعدته‪ ،‬فمن أجل تغيري عقيدته‪،‬‬ ‫وهذا التغيري كانت ستقوم به قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬التي‬ ‫استجابت للطلب األمرييك‪ ،‬لكن القت صعوبات‬ ‫سياسية داخلية‪ ،‬إضافة اىل تصدي املعارضة‬ ‫ملثل هذا التوجه‪ ،‬الذي سقط مع انهيار املرشوع‬ ‫األمرييك يف لبنان‪ ،‬الذي كان ير ّكز عىل تطوير‬ ‫وتفعيل قوى األمن الداخيل‪ ،‬باعتبار قيادتها‬ ‫قريبة سياسياً من قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬وتحمل توجهاتها‪،‬‬ ‫وفق املفهوم األمرييك لدور قوى األمن‪.‬‬ ‫من هنا فشلت املحاوالت األمريكية الستدراج‬ ‫الجيش يف أن يكون قوة عسكرية مبواجهة‬ ‫املقاومة‪ ،‬ألن قائده السابق ميشال سليامن‬ ‫رفض أن يضعه يف هذه املواجهة‪ ،‬بعد أن سبقه‬ ‫الرئيس إميل لحود اىل هذا املوقف يف العام‬ ‫‪ ،1993‬واستمر‪ ،‬كام أن القائد الحايل العامد جان‬ ‫قهوجي ميارس املامرسة ذاتها‪ ،‬ويعترب املقاومة‬ ‫قوة أساسية للبنان ودافعت عنه وحررت أرضه‪ ،‬وال‬ ‫ميكن إخراجها من هذا الدور الوطني املقاوم اىل‬ ‫جانب الجيش‪ ،‬ويشكالن معاً‪ ،‬حالة دفاع حقيقية‪،‬‬ ‫حيث ينقص املؤسسة العسكرية األسلحة‬ ‫الدفاعية التي تدافع عن لبنان‪ ،‬ال سيام تلك التي‬ ‫تواجه غارات الطريان اإلرسائييل‪ ،‬إذ أن نقطة‬ ‫ضعف لبنان‪ ،‬تكمن يف سامئه املستباحة‪ ،‬وهذا‬ ‫املوضوع مطروح منذ سيتينيات القرن املايض‪،‬‬ ‫وقد سعت الحكومات املتعاقبة اىل تسليحه‬ ‫بصواريخ “أرض‪ -‬جو” فكانت صفقة “الكروتال”‬ ‫تم إنشاء رادار متطور‬ ‫وما رافقها من فضائح‪ ،‬كام ّ‬ ‫يف جبل الباروك لرصد حركة الطريان اإلرسائييل‪،‬‬ ‫تم تدمريه إرسائيلياً ألنه غري محمي‪.‬‬ ‫وقد ّ‬ ‫فموضوع تسليح الجيش يعود اىل عقود بعيدة‪،‬‬ ‫وقد سادت نظرية “قوة لبنان يف ضعفه”‪ ،‬واعتامد‬ ‫الدبلوماسية والصداقات الدولية يف الدفاع عن‬ ‫لبنان‪ ،‬وهي النظريات التي عادت تطل من جديد‬ ‫عرب ما يسمى “املقاومة الدبلوماسية” يف تحرير‬ ‫ما تبقى من أرض محتلة يف مزارع شبعا وتالل‬ ‫كفرشوبا والجزء الشاميل من الغجر‪.‬‬ ‫ولكن هذه النظرية‪ ،‬ال تتوافق مع البيانات‬ ‫الوزارية‪ ،‬التي تؤ ّكد عىل ثالوث الدفاع عن لبنان‪،‬‬ ‫الجيش والشعب واملقاومة‪ ،‬مام يعني التزاماً يف‬ ‫تعزيز القدرات العسكرية‪ ،‬وهو ما دفع برئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن العارف بوضع‬

‫الجيش وهو الذي كان قائده لسنوات‪ ،‬أن يطرح‬ ‫موضوع تسلحه ويعتربه أولوية‪ ،‬وهو استعجل‬ ‫هذا األمر بعد اشتباك العديسة‪ ،‬والشجاعة‬ ‫التي أظهرها الضباط والجنود يف املواجهة‪،‬‬ ‫وتبينّ أن القرار السيايس الذي أ ّمنه الرئيس‬ ‫سليامن برتؤسه مجلس الدفاع األعىل‪ ،‬وإعطاء‬ ‫األوامر للجيش بالتصدي ألي خرق للسيادة‪،‬‬ ‫أ ّكد صحة مقولة‪ ،‬أن قوة لبنان هي يف جيشه‬ ‫املسلح‪ ،‬ومقاومته التي أعلن قائدها‪ ،‬أنها تقف‬ ‫وراء الجيش إذا طلبت قيادته مساندتها‪ ،‬وقد‬ ‫القى تصدي الجيش للعدو اإلرسائييل ترحيباً‬ ‫شعبياً وسياسياً‪ ،‬مام يعني وضع نظرية الجيش‬ ‫واملقاومة والشعب‪ ،‬موضع التطبيق‪ ،‬وهي‬ ‫عنوان االسرتاتيجية الدفاعية التي تبحث عىل‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬ومل يعد يفيد التنظري فيها‪ ،‬بعد‬ ‫أن حصلت املامرسة امليدانية‪ ،‬وبات العنوان هو‬ ‫متكني الجيش من املواجهة أكرث‪ ،‬عرب تسلحه‪ ،‬وقد‬ ‫سبق لوزير الدفاع الياس املر أن سعى للحصول‬ ‫عىل طائرات “ميغ” من روسيا‪ ،‬والتي تحولت اىل‬ ‫طائرات هليكوبرت مقاتلة‪ ،‬بعد أن أظهر الخرباء‬

‫‪21‬‬

‫العسكريون دراسات تفيد أن لبنان ال تفيده‬ ‫طائرات كبرية ألنه ال ميتلك املطارات العسكرية‪،‬‬ ‫بل طائرات صغرية‪ ،‬إضافة اىل صواريخ “أرض‪-‬‬ ‫جو”‪.‬‬ ‫وبات تسليح الجيش أولوية ورضورة‪ ،‬مع‬ ‫التهديد اإلرسائييل للبنان‪ ،‬من أنه كله سيكون‬ ‫مستهدفاً يف الحرب املقبلة التي يتم التحضري‬ ‫لها‪ ،‬للثأر من الهزمية العسكرية يف لبنان‪.‬‬ ‫ولقد كان الرد الرسمي اللبناين جريئاً وواضحاً‬ ‫عندما أعلن الرئيس سليامن‪ ،‬أن التسليح لن‬ ‫يكون مرشوطاً بقرار أمرييك أو غريه‪ ،‬أو تحديد‬ ‫وجهة استخدامه‪ ،‬وأعلن أن مصادر السالح‬ ‫مفتوحة أمام لبنان‪ ،‬الذي سيشرتيها بأموال‬ ‫وتم فتح حساب خاص لذلك افتتحه وزير‬ ‫أبنائه‪ّ ،‬‬ ‫الدفاع بالتربع مبليار لرية مع والده ميشال املر‪،‬‬ ‫وهذا تأكيد عىل استقاللية القرار اللبناين‪ ،‬ورد‬ ‫عىل كل من يدعو اىل تحييد لبنان عن الرصاع‪،‬‬ ‫ونجح رئيس الجمهورية بالتأكيد أن قرار الحرب هو‬ ‫بيد “إرسائيل”‪ ،‬وقرار الدفاع بيد لبنان‪.‬‬

‫سامر الشويف‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫ما حصل في العديسة هو االستراتيجية الدفاعية‬

‫قاسم هاشم لـ «منبر التوحيد»‪ :‬الحريري تعاطى إيجاباً‬ ‫مع قرائن السيد نصر هللا‬

‫أعادت املواجهات العسكرية التي جرت مؤخراً‬ ‫بني الجيش اللبناين والعدو اإلرسائييل يف بلدة‬ ‫العديسة الجنوبية مشاهد من أحداث حرب متوز‬ ‫‪ ،2006‬وشكلت هاجساً لدى املواطن اللبناين وال‬ ‫سيام الجنويب بأن فتيل الحرب قد تم إشعاله‪.‬‬ ‫ولكن األكيد أن ال حرب يف املستقبل القريب‪،‬‬ ‫ألن “إرسائيل” لن تبادر إىل حرب ال متتلك خاللها‬ ‫االسرتاتيجية الهجومية‪ ،‬وبالتايل املقاومة لن‬ ‫تبادر إىل حرب ألنها متتلك اسرتاتيجية دفاعية‪.‬‬ ‫أما عن الظروف اإلقليمية التي ميكن أن تؤدي‬ ‫إىل إشعال حرب بني لبنان و”إرسائيل”‪ ،‬فال ميكن‬ ‫البحث فيها يف ظل عدم توافر اإلمكانات لدى‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬بل من خالل عنوانني رئيسيني‪ :‬ظروف‬ ‫أمريكا وظروف إيران وسوريا‪.‬‬ ‫املعطيات والقرائن‪ ،‬والقرار الظني‪ ،‬والعمالء‬ ‫وغريه من العناوين‪ ،‬كانت محور لقاءنا مع عضو‬ ‫كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم‬ ‫هاشم يف حوار هذا نصه‪:‬‬ ‫رفعت ضدكم وحوايل ‪ 20‬شخصاً من‬ ‫أهايل العباسية شكوى اىل مجلس األمن‬ ‫الخرتاقكم الخط األزرق عرب تنفيذ أعامل‬ ‫استفزازية وإزالة الفتات تحذيرية من حقل‬ ‫ألغام‪ ،‬وأسالك شائكة‪ ،‬ونصب علمني لبنانيني‬ ‫بجوار السياج التقني اإلرسائييل‪ ،‬كيف‬ ‫تفرسون هذه التهمة‪ ،‬وهل حادثة العديسة‬ ‫جاءت مكملة لهذا الخرق؟‬ ‫فيام يتعلق مبوضوع الشكوى‪ ،‬إنه العتزاز وفخر لنا‬ ‫أن يديننا العدو الصهيوين عىل عملنا الوطني‪ ،‬وما‬ ‫أقدمنا عليه يف العباسية كان تأكيداً عىل معادلة‬ ‫الثالوث “املقاومة والجيش والشعب” التي ننادي بها‬ ‫اليوم‪ ،‬وترجمة اللتزاماتنا السياسية املبدئية عىل‬ ‫األرض يف مسألة الرصاع مع العدو اإلرسائييل‬ ‫الذي عليه أن يفهم أنه إذا ما استمر يف سياساته‬ ‫وعدوانيته وهمجيته‪ ،‬كلام ازدادت مقاومتنا له‪،‬‬ ‫لنثبت أن قوة املقاومة ليس فقط يف ما متلك من‬ ‫قوة ورجال بواسل وأقوياء‪ ،‬بل يف مساندة واحتضان‬ ‫الشعب املقاوم لهذا الخيار ولهذا النهج‪ .‬ومن املعروف‬ ‫أن العدو اإلرسائييل مل يتوان ولو للحظة عن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االستمرار يف سياسة العدوان والهمجية التي نشأ‬ ‫عليها‪ ،‬منذ ‪ 62‬عاماً‪ ،‬أي منذ اغتصابه أرض فلسطني‬ ‫بشكل أسايس‪ ،‬واليزال ميعن قصفاً وتهجرياً واحتالالً‬ ‫وقض ًام يف كثري من أحياء األرايض اللبنانية‪ ،‬بشكل‬ ‫عام والجنوب واملناطق الحدودية بشكل خاص‪ ،‬ولعل‬ ‫مواجهة العديسة‪ ،‬مواجهة الكرامة الوطنية‪،‬‬ ‫هي مسألة مبدئية باألساس ال تقاس ال باألمتار وال‬ ‫بالكيلومرتات وال باألشجار‪ ،‬وهنا الفرق بني من يعرف‬ ‫متاماً ويعي معنى الكرامة الوطنية الحقيقية‪ ،‬ومن‬ ‫يحاول أن يتسرت أو يبتدع مصطلحات ليختبئ وراءها‬ ‫وهو ال يعرف شيئاً عن الكرامة وشعارها وأحرفها‬ ‫ومنطقها‪.‬‬ ‫ما حصل يف العديسة هو تأكيد عىل معادلة‬ ‫املقاومة والجيش والشعب‪ ،‬وعىل أن لبنان يرفض‬ ‫االعتداء عىل أراضيه وعىل سيادته وكرامته‪ ،‬الذي‬ ‫ال طاملا حاول العدو منذ قرار ‪ 1701‬حتى اليوم زيادة‬ ‫وترية االنتهاكات والخروقات اإلرسائيلية اليومية لهذا‬ ‫القرار ليس فقط من خالل الطلعات الجوية املتكررة‪،‬‬ ‫بل باعتداءاته الربية‪ ،‬وإطالق النريان واعتقال اللبنانيني‬ ‫من رعاة ماشية عىل امتداد مساحة الجنوب يف‬

‫‪22‬‬

‫مزارع شبعا والجزء املحرر منها أو يف منطقة تالل‬ ‫كفرشوبا‪ ،‬حيث حصل اعتياد محاولة فرض أمر واقع‬ ‫جديد من خالل زيادة مساحة االحتالل وإعادة قضم‬ ‫أراض لبنانية‪ ،‬وطالبنا حينذاك من القوات الدولية بأن‬ ‫تقوم بدورها ملنع العدو اإلرسائييل وردعه عن القيام‬ ‫بتلك الخروقات‪ ،‬لكن يبدو ال حياة ملن تنادي ألنه يبدو أن‬ ‫سياسة املعايري املزدوجة هي التي تعتمدها املنظمة‬ ‫الدولية‪ ،‬وهذه القوات متثل األمم املتحدة يف النهاية‬ ‫ومجلس األمن ال يرى يف منطقتنا ووطننا وحقوقنا إال‬ ‫ما يخدم املصلحة اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫لذلك أقدمنا يف العباسية مع أهلنا يف تلك‬ ‫املنطقة عىل نزع هذا الخرق لنؤكد لهذا العدو أنه‬ ‫لو سمحت له قوات الطوارئ الدولية‪ ،‬ولو سمح له‬ ‫مجلس األمن‪ ،‬واألمم املتحدة بهذا الخرق‪ ،‬ال ميكن أن‬ ‫نسمح له كلبنانيني بكل مستوايتنا السياسية‬ ‫والشعبية املقاومة‪.‬‬ ‫وطبعاً ما حصل يف العديسة حرك مجدداً قضية‬ ‫االنتهاكات والخروقات اإلرسائيلية ووضع املجتمع الدويل‬ ‫أمام مسؤولياته‪ ،‬بالرغم من أنه حتى اليوم مل يصدر‬ ‫تقرير قوات الطوارئ الدولية حول حادثة العديسة‪،‬‬

‫وكل ما يتم ترسيبه بني الحني واآلخر هو إشارة إن مل‬ ‫يكن إدانة اىل أن الجيش اللبناين هو الذي بدأ بإطالق‬ ‫النار وغاب عن ذهن هؤالء أن من اعتدى عىل السيادة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ومن يعتدي عىل مرأى ومسمع من قوات‬ ‫الطوارئ الدولية هو العدو الصهيوين عىل امتداد‬ ‫مساحة الجنوب وعىل طول الحدود الجنوبية مع هذا‬ ‫العدو‪ ،‬سواء مع حدود فلسطني املحتلة أو مع األجزاء‬ ‫اللبنانية التي التزال محتلة يف العباسية والغجر‬ ‫ومزارع شبعا وتالل كفرشوبا‪.‬‬ ‫فمن الطبيعي أن لبنان معني مبا جرى وعليه أن‬ ‫ال يصمت إزاء ما سيصدر يف تقرير قوات الطوارئ‬ ‫الدولية حول ما حصل يف العديسة‪ ،‬وعليه أن‬ ‫يتّخذ الكثري من القرارات ملواجهة هذا التقرير‬ ‫وليس ترك األمور كام هي عليه أو السامح للعدو‬ ‫اإلرسائييل أن ميعن أكرث فأكرث يف زيادة خروقاته‬ ‫محاوالً بشكل أو بآخر مبارشة أو مناورة زيادة‬ ‫املساحات املحتلة ألنه ال ميكن أن يقبل لبنان باملنطق‬ ‫اإلرسائييل بأن هذه األشجار هي جنوب الخط‬ ‫األزرق‪ ،‬ومبا قاله نائب وزير خارجية العدو داين أيالوم‬ ‫منذ أيام‪ ،‬واملؤسف جداً ونحن قمنا بالرد عليه يف‬ ‫الصمت يف الساحة السياسية‬ ‫وقت ساد فيه‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ومل نسمع رداً عىل هذا الكالم الذي‬ ‫أصدره أيالوم من أن لهذا العدو الحق بأن يعمل ما‬ ‫يشاء جنوب الخط األزرق معترباً خط االنسحاب‬ ‫أو الخط األزرق هو خط حدودي‪ .‬من هنا ما حصل‬ ‫يف العديسة كان اعتدا ًء واضحاً وصارخاً عىل‬ ‫لبنان ومل يكن انتهاكاً فقط‪ ،‬والدماء التي روت‬ ‫البقعة التي انتزعت منها هذه األشجار كرست‬ ‫أو رسخت مقولة ومعادلة املقاومة والشعب‬ ‫والجيش دون الحاجة اىل اسرتاتيجيات مكتوبة‬ ‫أو غري مكتوبة يحاول البعض ممن ال يفقهون وال‬ ‫يقتنعون باالسرتاتيجة الوطنية بل أنهم يعملون‬ ‫ليل نهار عىل معادلة قوة لبنان يف ضعفه‪ ،‬هذا‬ ‫دأبهم وهذه سياستهم ورؤيتهم‪ ،‬وهذا لبنان‬ ‫الذي يريدونه ألنهم يريدون لبنان دامئاً وأبداً أداة‬ ‫طيعة يف يد السياسة األمريكية – اإلرسائيلية‬ ‫املشرتكة املتطابقة‪.‬‬ ‫اليوم بعد الذي حصل يف العديسة ال نحتاج اىل‬ ‫اسرتاتيجيات مكتوبة‪ ،‬ألن االسرتاتيجية الدفاعية‬ ‫ُكتبت بدماء شهداء الجيش وشهيد الصحافة‪ ،‬ابن‬ ‫الجنوب عساف بو رحال‪ ،‬بل نحتاج اىل التكامل يف‬ ‫الحياة والشهادة واىل مزيد من التنسيق بني الجيش‬ ‫واملقاومة وترجمة ذلك من خالل تقديم خطط إمنائية‬ ‫لدعم صمود أبناء املناطق الجنوبية الحدودية ألنهم جزء‬ ‫أسايس من أية اسرتاتيجية دفاعية‪ ،‬وألن بقاءهم يف‬ ‫تلك األرض ويف تلك املواقع إمنا هو عامل قوة للبنان‪،‬‬ ‫يساعد الجيش واملقاومة عىل االنتصار عىل العدو وال‬ ‫ميكن ألي وطن أن يرتاح ألي حكومة إذا مل تكن الخطط‬ ‫اإلمنائية الجنوبية من أولويات اهتامماتها واهتاممات‬ ‫غريها من الحكومات املتعاقبة‪.‬‬ ‫املناداة بتسليح الجيش ازدادت وتريتها بعد حادثة‬ ‫العديسة‪ ،‬هل أنتم متفائلون بنجاح خطة رئيس‬ ‫الجمهورية ميشال سليامن بتسليح الجيش بسالح‬

‫متطور؟‬ ‫نثمن موقف فخامة الرئيس سليامن‪ ،‬إ ّال أننا نرى‬ ‫مزايدة يف بعض األصوات‪ ،‬إذ طالبنا منذ سنوات‬ ‫وعقود برضورة تسليح هذا الجيش مبنظومة دفاعية‬ ‫جوية برية بحرية بشكل أسايس بالرغم من أن‬ ‫جيشنا ومقاومتنا وشعبنا ميتلكون من القوة واإلرادة‬ ‫ما تكفيهم ملواجهة هذا العدو‪ ،‬وأثبتت التجربة‬ ‫املاضية يف رصاعنا معه اىل أن ما نحتاجه هو سالح‬ ‫الدفاع الجوي بشكل أسايس‪ ،‬ألن الهزائم التي ُمني‬ ‫بها يف العام ‪ ،2000‬ويف متوز ‪ ،2006‬أثبتت مرة جديدة‬ ‫أنه مل يعد لدى جيش العدو شعار الجيش الذي ال‬ ‫ُيقهر‪ ،‬بل شعار الجيش الذي ُقهر وهُ زم‪ ،‬والذي قد ُيهزم‬ ‫يف أي لحظة من اللحظات متى توفرت اإلرادة الوطنية‬ ‫الحقيقية الصادقة القادرة‪ ،‬واملمتلكة للقوة ولإلرادة‬ ‫واإلميان يف حقها بالدفاع عن أرضها ويف الحفاظ عىل‬ ‫كرامتها الوطنية‪.‬‬

‫قرائن السيد نرص الله‬ ‫كيف قرأتم املؤمتر الصحايف للسيد حسن نرص‬ ‫الله‪ ،‬والقرائن واملعطيات التي أوردها‪ ،‬أال يفرتض‬ ‫استدعاء شهود الزور ومحاكمتهم لبنانياً؟‬ ‫ما تقدم به سامحة السيد حسن نرص الله من‬ ‫قرائن ومعطيات وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم‪،‬‬ ‫وبدلت الكثري من املعطيات الخاطئة التي كانت‬ ‫تتعاطى معها بعض املواقع الدولية‪ ،‬وبعض زوايا‬ ‫املحكمة الدولية‪ ،‬واملؤسف أن يعلن قرارها الظني‬ ‫رئيس أركان العدو اإلرسائييل غايب أشكنازي ويفتح‬ ‫ملف شهود الزور مبا فيه الشاهد الكاذب األكرب واألول‬ ‫زهري الصديق‪ ،‬ليؤكد أنه رشيك‪ ،‬فأي قرار ظني وأي‬ ‫محكمة دولية مساهامن أو مشاركان فيها أشكنازي‬ ‫واملنافق الكبري الصديق املصنّع واملفربك عىل القياس‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وما يخدم سياسة العدو وأهدافه وغاياته‪،‬‬ ‫ال ميكن أن نقبل به‪.‬‬ ‫كيف نظرتم اىل مطالبة مجلس الوزراء بدرس‬ ‫القرائن التي قدمها السيد نرص الله ومحاكمة‬ ‫شهود الزور‪ ،‬وهل هو أهل لذلك؟‬ ‫املعطيات والقرائن ليست يف يد مجلس الوزراء‬ ‫بل أصبحت يف يد الحكومة بناء عىل طلب العديد‪،‬‬ ‫وهي يف عهدة مدعي عام التمييز أي لدى السلطات‬ ‫املعنية‪ ،‬وأظنها أصبحت لدى املحكمة الدولية بشكل‬ ‫غري مبارش عرب القضاء اللبناين أي عرب السلطات‬ ‫اللبنانية وهذا أمر طبيعي‪ ،‬وعىل الحكومة والجهات‬ ‫اللبنانية املختصة واملعنية أن ال تغفل التمحيص‬ ‫والتدقيق واملساهمة يف دراسة هذه املعطيات بشكل‬ ‫دقيق وجدي وفاعل لتحليلها بشكل واقعي ومنطقي‪،‬‬ ‫لإلسهام مع املحكمة الدولية يف فضح كل ما يختبئ‬ ‫وراء هذه القرائن واملعطيات‪ ،‬ويف إظهار االتهام للعدو‬ ‫اإلرسائييل الذي اتضح أن هذه املعطيات والقرائن قد‬ ‫توجه له االتهام واإلدانة الحقاً‪ ،‬كام عىل السلطات‬ ‫الللبنانية متابعة هذه املعطيات بدقة يك ال يتم‬ ‫تحريفها عن أهدافها الحقيقية‪ ،‬وعن حقيقة ما ميكن‬

‫‪23‬‬

‫أن نصل إليه من خالل التحليل والتمحيص واملتابعة‪،‬‬ ‫ألننا نعرف متاماً أن املحكمة الدولية‪ ،‬مع ما نبتغيه‬ ‫منها بأن نصل فع ًال اىل الحقيقة الحقيقية يف اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق الحريري وليس الحقيقة املسيسة‪ ،‬التي ال‬ ‫نعرف من يريد لها أن تتشوه أو أن تصل اىل مبتغاها‪،‬‬ ‫وندرك متاماً أن العدو اإلرسائييل هو صاحب املصلحة‬ ‫األوىل واألخرية يف ارتكاب هذه الجرمية‪ ،‬ألنه الوحيد‬ ‫الذي استثمر عليها واستغل دماءها من أجل اإليقاع‬ ‫بلبنان‪ ،‬ومن أجل التعويض عن هزامئه يف أيار ‪،2000‬‬ ‫ويف الهزمية الكربى التي مني بها يف بعد عدوان‬ ‫متوز ‪ ،2006‬لذلك رأى أنه ال بد من الدخول اىل الواقع‬ ‫اللبناين الوطني لتخريبه واستهداف قوة لبنان من‬ ‫خالل استهداف مقاومته‪ ،‬وهذا أقل الخسائر التي ميكن‬ ‫أن نعوض بها العدو عام مني به ولو من باب العدالة‬ ‫والحقيقة واملحكمة الدولية والقرار الظني الذي يبدو‬ ‫أنه أصبح رشيكاً بشكل أو بآخر من خالل ما أدىل به‬ ‫أشكينازي ومن خالل معطيات شاهد الزور األكرب زهري‬ ‫الصديق‪.‬‬ ‫كيف تصفون صمت الرئيس سعد الحريري بعد‬ ‫إبراز القرائن واملطالبة باستدعاء شهود الزور؟‬ ‫يبدو أن الرئيس سعد الحريري اتخذ قراراً ما مع‬ ‫إطالق هذه املعطيات مع إشارات إيجابية بأنه ال بد‬ ‫من التعاطي بشكل إيجايب معها‪ ،‬ولعل إشارته اىل‬ ‫مدعي عام التمييز برضورة الوقوف عىل هذه املعطيات‬ ‫والقرائن تكون إشارة إيجابية قد ّتم بحثها يف لقاءاته‬ ‫املتكررة مع املعاون السيايس للسيد حسن نرص الله‪،‬‬ ‫ولكن السؤال هل يفيد إطالة زمن الصمت يف ظل‬ ‫ما يقال‪ ،‬ويف ظل استمرار هذه الهجمة الدولية عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬ويف ظل إرصار البعض يف هذا العامل الذي ال‬ ‫يرى أن املصلحة اإلرسائيلية وكيفية خدمة العدو‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬ولو عىل حساب الحقيقة يك يحاول هذا‬ ‫الغرب النفاذ اىل الداخل اللبناين لتخريب االستقرار‬ ‫اللبناين من خالل القرار الظني‪.‬‬ ‫طبعاً الواقع واملنطق يقول بأنه ال يجوز إطالة زمن‬ ‫السكوت والصمت‪ ،‬ويف النهاية ال بد من أن تأيت لحظة‬ ‫الحقيقة التي تستدعي النطق بحقيقة ما يجري‪،‬‬ ‫والوقوف عليه إلفهام الرأي العام اللبناين والعريب‬ ‫والدويل حقيقة ما يحاك لوطننا عرب القرار الظني‬ ‫واملحكمة الدولية‪ ،‬إذا ما استمر هذا النهج وهذا املسار‬ ‫لهذا القرار ولهذه املحكمة‪ ،‬علنا نراهن اليوم ولو بقليل‬ ‫من األمل عىل أن تأخذ هذه املحكمة باملعطيات والقرائن‬ ‫ألنه إذا ما ُأخذت بشكل دقيق وعلمي ومنطقي ال بد‬ ‫لها أن تبدل من كل املعطيات التي ُوضعت بني يدي‬ ‫هذه املحكمة ألغراض ولغايات سياسية واضحة‬ ‫استثامراً للدم واستهدافاً للبنان‪ ،‬كل لبنان وليس‬ ‫لفريق فقط‪ ،‬ألن استهداف املقاومة ال يقف عند‬ ‫حدود فريق سيايس‪ ،‬إمنا الغرب والكيان الصهيوين‬ ‫يستهدف كل لبنان يف النهاية ألن لبنان منذ قيام‬ ‫هذا الكيان الغاصب عىل حدوده الجنوبية‪ ،‬منذ أن‬ ‫اغتصب الصهاينة فلسطني‪ ،‬مستهدف يف صيغته‬ ‫وكيانه‪ ،‬واليوم أصبح أكرث استهدافاً ألنه انتقل اىل‬ ‫موقع القوة املواجهة للسياسة العنرصية التهويدية‬ ‫العدوانية الهمجية لهذا الكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬ ‫تداعيات القرار الظني‬ ‫هل من خوف من تداعيات القرار الظني بعد تلك‬ ‫القرائن؟ وماذا إذا جاء ليدين “حزب الله”؟‬ ‫ال شك أننا نعيش اليوم مرحلة استقرار نتيجة‬ ‫تفهم القوى السياسية ألهمية الحفاظ عىل‬ ‫االستقرار الوطني الذي يش ّكل املطلب األسايس‬ ‫ويحظى برعاية وحامية املظلة العربية خاصة بعد‬ ‫القمة الثالثية السورية – السعودية – اللبنانية‪،‬‬ ‫وحرص القادة العرب عىل تجنيب لبنان أية منزلقات‬ ‫قد يذهب إليها‪ ،‬إذا ما تأكد أن هنالك استهافاً للبنان‬ ‫من خالل القرار الظني ومن خالل الترسيبات التي ّتم‬ ‫اإلعالن عنها منذ فرتة‪.‬‬ ‫طبعاً نحن نأمل ونراهن دامئاً عىل حكمة ووعي‬ ‫وإدراك القيادات املعنية املسؤولة التي ال بد أن تعرف‬ ‫كيف تحمي لبنان وتحافظ عىل مساحة االستقرار‬ ‫الداخيل‪ ،‬وأن تعمل عىل توسيع مساحة التالقي‬ ‫والتوافق بني اللبنانيني‪ ،‬وهنا يربز شك يف بعض‬ ‫االتصاالت املبارشة وغري املبارشة التي تستمر عىل‬ ‫أكرث من وترية وعىل أكرث من مستوى بني القيادات‬ ‫الوطنية املحلية‪ ،‬وعىل مستوى التواصل مع القادة‬ ‫العرب املعنيني بشكل مبارش والذين مل يبخلوا يوماً‬ ‫ومل يتوانوا عن اإلسهام يف توطيد االستقرار الوطني‬ ‫الداخيل ألن كل ذلك يبقى رهن كيفية وضع اآلليات‬ ‫الوطنية ملواجهة التحديات والتطورات إذا ما كان‬ ‫هنالك إرصار من بعض دوائر الغرب عىل الوصول اىل‬ ‫قرار ظني‪ ،‬أياً يكن هذا القرار الظني ألن هذا الغرب‪،‬‬ ‫وبكل رصاحة نقول ال يعنيه مصلحة لبنان واستقراره‬ ‫بالقدر الذي يحاول أن يحظى فيه الكيان الصهيوين‬ ‫ما يخدم مصالحه عىل أي مستوى‪ ،‬إن كان عرب إصدار‬ ‫القرار الظني وإرصارها عىل إصداره‪.‬‬ ‫فأيا تكن نتائجه وتداعياته عىل االستقرار الداخيل‬ ‫وعىل الوضع الداخيل اللبناين‪ ،‬فاملسؤولية تبقى‬ ‫ساعتئذ عىل اللبنانيني بكل تنوعهم ومستوياتهم‬ ‫السياسية ليواجهوا هذا التحدي املصريي الكبري‪ ،‬ألن‬ ‫مصري لبنان يتوقف عىل كيفية مواجهة مثل هذا‬ ‫القرار الظني الذي يحاول أن ُيشعل نار فتنة وطنية‬ ‫داخلية قد نعرف كيف تبدأ ولكن ال نعرف كيف وأين‬ ‫ومتى تنتهي‪ ،‬وما سيؤول إليه واقع لبنان بعد أن تكون‬ ‫النريان قد أخذت طريقها اىل الخراب الكامل والدمار‬ ‫الشامل‪ ،‬فاملسؤولية تبقى عىل اللبنانيني قبل‬ ‫غريهم ملواجهة هذا الغرب بأي مستوى كان‪ ،‬وبكل ما‬ ‫يعني ذلك لنقول كلمة واحدة موحدة يف وجه هذا‬ ‫السلطان الجائر الذي ال ميكن أن نراهن عليه يف لحظة‬ ‫من اللحظات والذي مل يقف اىل جانب قضايانا يف‬ ‫لحظة من اللحظات منذ ‪ 62‬عاماً حتى اليوم‪ ،‬بل أنه‬ ‫كان خادماً ملصلحة العدو الصهيوين‪ ،‬نقول له كفى‪،‬‬ ‫نعرف كيف نحافظ عىل مصالحنا‪ ،‬وكيف نحمي‬ ‫وطننا‪ ،‬وما هي عوامل القوة التي يجب أن نحافظ‬ ‫عليها من أجل مواجهة األخطار التي تتأىت من هنا أو‬ ‫هناك مبارشة من العدو اإلرسائييل أو مناورة عرب قرار‬ ‫ظني ملتبس مسيس له أهدافه السياسية بعيداً عن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الحقيقة يف جرمية اغتيال الرئيس الحريري‪.‬‬ ‫املسؤولية هي مسؤولية اللبنانيني الشرتاع كل‬ ‫املعجزات واألساليب واآلليات ملواجهة مثل هذا القرار‪،‬‬ ‫إذا ما أىت عىل هذه الصورة أو حاول أن يوجه أصابع‬ ‫االتهام لنا‪ ،‬فأصابع االتهام ال توجه اىل الفريق املقاوم‬ ‫بل اىل كل الشعب املقاوم القصد منه استهداف‬ ‫الوطن كل الوطن‪ ،‬وواهم من يعتقد أنه قد يستطيع‬ ‫أن يستغل أو يستثمر مثل هذا القرار خدمة ملصالحه‬ ‫الضيقة ومكاسبه السياسية الرخيصة الدنيئة‬ ‫عىل حساب املصلحة الوطنية ووحدة اللبنانيني‪ ،‬ألن‬ ‫مثل هؤالء سيكونون أدوات دنيئة يف يد السياسة‬ ‫األمريكية اإلرسائيلية‪ .‬هكذا كان البعض إبان عدوان‬ ‫متوز حيث حاول أن يستغل األمرييك واإلرسائييل‬ ‫بعض املواقف السياسية الداخلية واالستثامر عليها‬ ‫لكنها سقطت أمام إرادة هذا الشعب وإرادة املقاومة‬ ‫واإلرادة الوطنية الحقيقية ال اإلرادة املستأجرة‪ ،‬التابعة‬ ‫للسفارة األمريكية وغريها من دوائر الغرب‪.‬‬ ‫الرهان هو عىل هذه اإلرادة التي انترصت مرات ومرات‬ ‫عىل التحديات وعىل املؤامرات‪ ،‬والتي تستطيع اليوم‬ ‫أن تنرص عىل مثل هذا املرشوع الذي يأيت كحلقة من‬ ‫سلسلة متكاملة بدأت منذ ‪ 62‬عاماً ومل تنتهي حتى‬ ‫اليوم‪.‬‬

‫بيئة طائفية وال اىل بيئة وطن‪ -‬مناطقية بل أنهم‬ ‫ينتمون اىل بيئة الخيانة الوطنية بشكل أسايس‬ ‫واملؤسف أنهم يتزايدون يف الفرتة األخرية ويوماً بعد‬ ‫يوم‪ ،‬وكأنهم سيصبحون من أكرب القوى واألحزاب‬ ‫عىل الساحة اللبنانية‪ ،‬من هنا نحن بحاجة اىل‬ ‫ثقافة وطنية واحدة موحدة‪ ،‬واىل تربية وطنية واحدة‬ ‫موحدة‪ ،‬وهذا سبب أسايس وعىل املعنيني التفتيش‬ ‫بشكل رسيع عىل كيفية تحصني الواقع الوطني عىل‬ ‫هذا املستوى يك ال يقع ضعفاء النفوس أمثال هؤالء‬ ‫يف مصيدة الخيانة والعاملة أمام اإلغراءات التافهة‬ ‫والدنيئة‪.‬‬

‫العالقات اللبنانية – السورية‬ ‫كيف تنظرون اىل العالقات اللبنانية السورية‬ ‫حالياً؟ هل سيعاد تفويض سوريا بامللف اللبناين؟‬ ‫لنكن واضحني يف هذا املوضوع‪ ،‬الذي يدور حوله‬ ‫الكثري من اللغط بتفويض سوريا بامللف اللبناين أم‬ ‫ال ويغيب عن ذهن البعض كذلك حقيقة وطبيعة‬ ‫هذه العالقة اللبنانية – السورية التي ال تقف عند‬ ‫حدود سفارة ظن البعض فع ًال ممن ال يفقهون يف علم‬

‫ما نحتاجه هو سالح‬ ‫الدفاع الجوي بشكل‬ ‫أسايس‬ ‫االستقرار يحظى‬ ‫برعاية وحامية املظلة‬ ‫العربية بعد القمة‬ ‫الثالثية‬ ‫ثقافة الخيانة‬ ‫كيف تصفون هذا الكم الهائل من العمالء‬ ‫للعدو الصهيوين؟‬ ‫ال شك أن موضوع العاملة يجب أن ال نتعاطى معه‬ ‫عىل أنه محصور يف قطاع أو مؤسسة معينة‪ ،‬هؤالء‬ ‫العمالء والجواسيس يعيشون يف بيئة معينة وخاصة‬ ‫تنعدم فيها الثقافة الوطنية‪ ،‬ألن هؤالء ال ينتمون‬ ‫ال اىل بيئة اجتامعية وال اىل بيئة سياسية وال اىل‬

‫‪24‬‬

‫العالقات األخوية املشرتكة عىل كل مستوياتها بني‬ ‫البلدين أنه مبجرد إنشاء سفارة أصبح األمر مناطاً‬ ‫بهذه السفارة عىل كل مستوياته مام للسفارة‬ ‫ودور سفريها وجهازها من أهمية ألنه فيام يتعلق‬ ‫بالعالقة بني لبنان وسوريا تتعدى موضوع العالقات‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬ ‫نحن يف األساس من منطلق مبديئ‪ ،‬وما نؤمن‬ ‫به كحزبيني‪ ،‬ال ينطبق عىل مثل هذه العالقات‬ ‫الدبلوماسية ألننا نعترب أن كل الحدود بني كل‬ ‫األقطار العربية عىل مساحة الوطن العريب هي‬

‫حدود مصطنعة صنعها االمتداد واالحتالل من‬ ‫أجل التجزئة والتفرقة بني العرب كل العرب بل‬ ‫نعترب أن هذه األمة هي أمة واحدة‪ ،‬وأن من حق‬ ‫كل العرب التواصل دون حواجز ودون معوقات‪،‬‬ ‫فكيف األمر بني لبنان وسوريا التي تجمعهم الكثري‬ ‫من العالقات تاريخياً وجغرافياً وعالقات القرىب‪،‬‬ ‫إضافة اىل عالقات املصالح املشرتكة بني البلدين‬ ‫والشعبني بشكل أسايس‪ ،‬إن تداخل وتشابك هذه‬ ‫العالقات هي التي تحتم علينا أن نقفز فوق العالقات‬ ‫الدبلوماسية‪ ،‬بل أن نفتش عىل كيفية توسيع‬ ‫قاعدة هذه العالقات واستثامرها من أجل مصلحة‬ ‫البلدين عىل كل املستويات االقتصادية واالجتامعية‬ ‫والسياسية ألنها فع ًال عالقات تكاملية‪ ،‬فكيف إذا‬ ‫ما كنا نعيش يف عامل تتسارع فيه الخطى من أجل‬ ‫التكامل االقتصادي ومن أجل فتح آفاق يف العالقات‬ ‫املشرتكة فيام بينها وبني االتحاد األورويب وغريه‬ ‫من الدول‪ ،‬من هنا حري بنا يف ظل تفاقم األزمات‬ ‫يف هذا العامل أن نفتش عن كيفية استثامر‬ ‫واستغالل هذه العالقات ملصلحة بلدينا وشعبينا‬ ‫يف إطار التكامل االقتصادي واالجتامعي وعىل كل‬ ‫املستويات خدمة ملصالح الشعبني والبلدين ومن‬ ‫أجل تكوين فع ًال حاضنة وعوامل قوة ومناعة لدى‬ ‫هذا الشعب الواحد يف توجهاته‪ ،‬ورؤياه‪ ،‬وروابطه‬ ‫الكثرية عىل املستوى االجتامعي بداية وحتى عىل‬ ‫املستوى العائيل الضيق‪.‬‬ ‫ما هي االسرتاتيجية الدفاعية املطلوبة‬ ‫اليوم للبنان‪ ،‬وهل ستنطلق من ثالوث “املقاومة‬ ‫والجيش والشعب”؟‬ ‫االسرتاتيجية املطلوبة هي تلك التي تكرست‬ ‫وترسخت وكتبت بدماء الشهداء يف بلدة العديسة‪،‬‬ ‫وهي ال تحتاج بعد اليوم إال اىل صياغة التنسيق ما‬ ‫بني الجيش واملقاومة من أجل تكامل هذه املعادلة‪،‬‬ ‫معادلة القوة للبنان‪ ،‬وغري ذلك إمنا يكون رهاناً‬ ‫خاطئاً‪ ،‬ويكون استجابة إلمالءات خارجية ال تريد‬ ‫لوطننا أن يكون قوياً‪ ،‬وأن يكون لبنان فع ًال قوته وقوة‬ ‫مقاومته يف معادلة مقاومته وجيشه وشعبه‬ ‫بل أنهم يريدون لها أن تكون معادلة القوة يف‬ ‫الضعف‪ ،‬وهذا ما يريده الغرب وما تريده السياسة‬ ‫األمريكية اإلرسائيلية املشرتكة للمنطقة بشكل‬ ‫عام‪ ،‬والوطن بشكل خاص‪ ،‬ونحن نقول اليوم‬ ‫املطلوب يف موضوع سالح الجيش التفتيش بأرسع‬ ‫وقت ممكن عن تأمني كل مستلزمات هذا الجيش يف‬ ‫إطار املنظومة الدفاعية بشكل أسايس‪ ،‬وال ميكن‬ ‫لبعض النظريات الخنفوشارية التي أطلقت مؤخراً‬ ‫حول االسرتاتيجية الدفاعية وفع ًال يقال فيها إنها‬ ‫خيالية غري منطقية وغري واقعية وهي التي ترفض‬ ‫بلحظة من اللحظات القبول باملقاومة ومنطق‬ ‫املقاومة وقوتها وإذ بها تريد أن تح ّول هذا الجيش‬ ‫بلحظة اىل عمل مقاوم‪ ،‬ولكن ال ميكن أن يكون ذلك‬ ‫واقعياً ومنطقياً عمالنياً إال من خالل تأمني سالح‬ ‫دفاع جوي بشكل أسايس لهذا الجيش للتكامل‬ ‫بينه وبني املقاومة باحتضان الشعب اللبناين‪.‬‬

‫التغيري الحكومي‬ ‫هل التعديل الحكومي وارد؟‬ ‫لنكن واضحني ليس يف لبنان‪ ،‬وباألخص يف أعامر‬ ‫الحكومات مهل زمنية معينة‪ ،‬والظروف واملعطيات‬ ‫السياسية هي التي تضع حداً ألعامر الحكومات إال‬ ‫يف إطار املسائل الدستورية املعروفة يف الفرتات‬ ‫الزمنية التي تسمح لها بتغيري الحكومة‪ ،‬لذلك إذا‬ ‫ما استدعت املصلحة الوطنية تغيري حكومي فقد‬ ‫يكون هذا األمر يف أي لحظة من اللحظات‪ .‬لكن يف‬ ‫الوقت الحارض كام هو معروف ليس هناك يف األفق‬ ‫القريب أقله من كالم حول تغيري حكومي رسيع‪،‬‬ ‫ألن التطورات وما ينتظرنا قد يستدعي مثل هذا‬ ‫التغيري‪ ،‬وهذا طبيعي لخدمة املصلحة الوطنية‬ ‫وملواجهة التحديات التي قد تكون كثرية يف ظل ما‬ ‫يجري وما يحاك للبنان واملنطقة بشكل أسايس‬ ‫خاصة أننا أمام مرحلة جديدة عىل مستوى القضية‬ ‫الفلسطينية ألنها األساس واملنطلق واليوم الدعوة‬ ‫اىل مفاوضات مبارشة‪ ،‬ما هو إ ّال محاولة أمريكية‬ ‫إرسائيلية لوضع أسس القضاء عىل القضية‬ ‫الفلسطينية يف ظل استمرار سياسة التهويد‬ ‫واالستيطان والتهجري ومع فشل املفاوضات غري‬ ‫املبارشة لكنها محاولة عطاء صك براءة لهذا‬ ‫العدو‪ ،‬ال نعلم ماذا سيرتتب عىل هذه املفاوضات‬ ‫ونحن نعرف نتيجة التجارب التي مررنا بها أنه يف‬ ‫كل مرة كان العدو واإلدارة األمريكية وراءه تحاول‬ ‫الدخول يف مثل هذه املفاوضات‪ ،‬وتحاول من مكان‬ ‫آخر إلهاء العرب واملعنيني بالقضية الفلسطينية‬ ‫كقضية قومية وليست قضية فلسطينية قطرية‬ ‫ضيقة‪ ،‬وإلهاء أصحاب هذه القضية عن ما يجري‬ ‫يف بعض املقامرات‪ ،‬من هنا نقول أن التطورات يف‬ ‫املنطقة عىل مساحتها من أفغانستان اىل إيران‬ ‫والعراق وفلسطني قد تحمل الكثري من املسائل‬ ‫واإلشكاليات والتطورات املنتظرة وغري املنتظرة‬ ‫فطبعاً علينا أن نكون دامئاً متيقظني ومتنبهني ملا‬ ‫قد يطرأ يف األيام القادمة أو يف املستقبل القريب‬ ‫أو البعيد‪.‬‬ ‫فيام يتعلق بالحقوق املدنية للفلسطينيني هل‬ ‫سيمنح الفلسطيني حقوقه كاملة مع الوقت يف‬ ‫لبنان كام يف البلدان العربية األخرى؟‬ ‫املؤسف مطالبتنا بدورنا الوطني عىل مستوى‬ ‫الوقوف اىل جانب الشعب الفلسطيني واىل جانب‬ ‫القضية الفلسطينية واإلرصار عىل حق العودة‬ ‫للشعب الفلسطيني يف الوقت الذي مازلنا فيه منعن‬ ‫يف سياسة اإلجحاف بحق هذا الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫ولألسف الكبري أن البعض يتعاطى مع هذا امللف‬ ‫بخلفية عنرصية وأبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة‬ ‫وهذا ما بدا يف األيام واألشهر األخرية بأن البعض مازال‬ ‫يرص عىل التعاطي مع شعبنا الفلسطيني يف لبنان‬ ‫من منطلق عنرصي وليس من منطلق أخوي إنساين‪،‬‬ ‫وعىل هذا األساس كان التعاطي مع ما ُطرح من‬ ‫تعديل لقوانني وطبعاً ال شك أنها خطوة عىل طريق‬

‫‪25‬‬

‫األلف ميل‪ ،‬ال بد من استكاملها الحقاً عىل أكرث من‬ ‫مستوى ومسألة لتعطي مثارها الصحيحة‪ ،‬ولتؤكد‬ ‫بأننا فع ًال نقف اىل جانب الشعب الفلسطيني ونقرن‬ ‫القول بالفعل ال أن تبقى هذه الشعارات شعارات‬ ‫طنانة تحمل يف طياتها الكثري من االلتباسات والنوايا‬ ‫التي يحاول البعض التخفي خلفها بحجة رفض‬ ‫التوطني والتأكيد عىل حق العودة‪ .‬أقول برصاحة‬ ‫بعض من اإلنسانية يف األخوة أقله ال ميكن أن تكون‬ ‫باباً من أبواب التوطني ألن الشعب الفلسطيني‬ ‫نفسه هو الذي يرفض التوطني أكرث من ذلك وليس‬ ‫أولئك الذين يتبجحون ويخافون ويحملون هواجساً‬ ‫ليست حقيقية بل أنها هواجس مصطنعة وهم‬ ‫الذين يرفضون التوطني‪.‬‬ ‫ما ورد يف الدستور ال يقدم وال يؤخر‪ ،‬من يؤمن إمياناً‬ ‫واضحاً وراسخاً بقضية فلسطني وقضية الشعب‬ ‫الفلسطيني ومسألة الرصاع مع العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫إمنا هو يشكل الضامنة األساسية لرفض التوطني‬ ‫والتأكيد عىل حق العودة‪ ،‬فهذا األمر أسايس وهو‬ ‫مكرس يف النفوس قبل النصوص التي لن تقدم وال‬ ‫تؤخر يف هذا امللف ولو انتظرنا وسلمنا مبا يحاك يف‬ ‫كواليس السياسة الدولية ويف اإلدارة األمريكية‬ ‫لوجدنا أنهم ال يعملون إال للتوطني وقد يكون ذلك‬ ‫يف املستقبل القريب أو البعيد يف تواطؤ مع فريق‬ ‫داخيل مرتبط مع هؤالء وال يستطيع أن يرفض لإلدارة‬ ‫األمريكية مطلباً كمطلب التوطني تحت شعارات‬ ‫واهية‪ ،‬وتحت وعود وقضايا ال متت اىل حقيقة القضية‬ ‫الفلسطينية وجوهرها بصلة‪.‬‬ ‫هل من حرب مرتقبة عىل إيران بعد إبعاد شبحها‬ ‫عن لبنان يف املدى القريب؟‬ ‫مع كل ما يقال اليوم حول قرع طبول الحرب نتيجة‬ ‫ما يجري‪ ،‬وإرصار القيادة اإليرانية رفض منطق‬ ‫العقوبات‪ ،‬واالستمرار يف السياسة التي اتبعتها‬ ‫سواء عىل مستوى املفاعل النووي السلمي أو تطوير‬ ‫أسلحتها وبشكل ذايت كام حصل بإطالق طائرة من‬ ‫دون طيار وما اىل ذلك قد يكون التعاطي معه بشكل‬ ‫معاكس كام يظن البعض‪.‬‬ ‫اإلرصار عىل هذا األمر من القيادة اإليرانية قد يدفع‬ ‫باإلدارة األمريكية اىل توسيع دائرة اتصاالتها بالقيادات‬ ‫اإليرانية‪ ،‬وهناك الكثري من االتصاالت غري املبارشة‬ ‫بالقيادات اإليرانية‪ ،‬ألنهم يدركون متاما ً أن شعباً ودولة‬ ‫متتلك هذه اإلرادة رغم كل العقوبات وكل هذا الحصار‬ ‫ال بد من أن تحرتم وال بد من أن تكون قوية‪ ،‬ما يسمح‬ ‫لها مبواجهة كل األخطار والتحديات التي تأتيها من‬ ‫الخارج‪ ،‬عىل عكس ذلك ألن األمرييك وغريه يدرك متاماً‬ ‫أن أي محاولة يف هذا املضامر قد يشعل املنطقة‪،‬‬ ‫فهل يستطيع األمرييك أو غريه أن يتحمل إشعال‬ ‫املنطقة ووضعها عىل فوهة بركان‪ ،‬هذا األمر طبعاً‬ ‫أعتقد أن هناك من يرفضه يف هذا العامل ألنه حتى‬ ‫اإلدارة األمريكية قد تلجأ اىل مثل هذه الخطوة إلرباك‬ ‫العامل والهروب من كثري من االلتزامات عىل املستوى‬ ‫الداخيل وعىل املستوى العاملي بشكل أسايس‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫العقيدة القتالية للجيش هي التمييز بين العدو الحقيقي والصديق‬

‫عواد‪ :‬برزت ببعدها االستراتيجي في مواجهة‬ ‫العدو الصهيوني في العديسة‬ ‫مل يكن للبنان اسرتاتيجية دفاعية يف يوم من األيام سوى باالعتامد عىل غطاء غريب‬ ‫وبالتحديد أمرييك‪ ،‬تحت عنوان االعتامد عىل الدبلوماسية والصداقات الدولية‪ .‬ويف ظالل‬ ‫هذا التصور صعدت الفلسفة القائلة بأن “قوة لبنان يف ضعفه”‪.‬‬ ‫تغي نوعي عىل العقيدة القتالية للجيش‪ ،‬وباتت “إرسائيل”‬ ‫بعد اتفاق الطائف طرأ‬ ‫رّ‬ ‫هي العدو‪ .‬وهذا ما حصل يف بلدة العديسة وأذهل “إرسائيل” من إقدام الجيش اللبناين‬ ‫عىل فتح النار باتجاه إحدى وحداتها العكرسية‪.‬‬ ‫وهذه العقيدة الوطنية العسكرية الراسخة هي التي دفعت الجيش والتزال إىل املقاومة‬ ‫واالستبسال يف الدفاع والقتال‪ ،‬وهي التي تحطم كل املعايري التي تتحكم يف نظريات‬ ‫وقوانني الرصاع‪ ،‬فتجعل من املقاتل الواحد وكأنه مائة مقاتل‪ ،‬وتجرب األعداء عىل مراجعة‬ ‫حساباتهم األمنية ونظرياتهم االسرتاتيجية‪ ،‬وهي التي تدب الخوف والذعر يف األعداء‪،‬‬ ‫لذلك يحسبون ألف حساب عند املواجهة املسلحة‪.‬‬ ‫لقد تجرأت “إرسائيل” يف فرتات سابقة عىل القوى الوطنية والثورة الفلسطينية‬ ‫واملقاومة يف لبنان‪ ،‬وتجرأت عىل الساحة األردنية‪ ،‬وعىل ساحة الضفة وغزة‪ ،‬وعاثت دماراً‬ ‫يف كل املنطقة من رشقها إىل غربها‪ ،‬ولكنها اليوم تحسب ألف حساب لـ “حزب الله”‬ ‫بعد هزمية متوز ‪ ،2006‬أمام “املقاومة اإلسالمية” ومساندة الجيش لها‪ ،‬وللجيش بعد حادثة‬ ‫العديسة التي فتحت ملف إعادة تسليح الجيش عىل مرصاعيه‪.‬‬ ‫فام هي عقيدة الجيش القتالية‪ ،‬وكيف ميكن تسليح الجيش وقيام اسرتاتيجية‬ ‫دفاعية‪ ،‬كانت محور لقائنا مع الدكتور‪ ،‬األستاذ الجامعي‪ ،‬العميد الركن املتقاعد عيل عواد‬ ‫يف حوار هذا نصه‪:‬‬ ‫ما هي العقيدة القتالية وكيف نغرسها‬ ‫يف نفوس العسكريني بعيداً عن القناعات‬ ‫الشخصية واالنتامء السيايس؟‬ ‫العقيدة القتالية بشكل عام هي التمييز بني‬ ‫العدو الحقيقي والصديق بشكل واضح‪ ،‬وتلك‬ ‫العقيدة ال تنفصل عن االسرتاتيجية الوطنية‬ ‫الدفاعية‪ ،‬وعن السياسة الدفاعية العامة ألن‬ ‫كيان الدولة بشكل عام هو الذي يحدد العدو من‬ ‫الصديق‪.‬‬ ‫من هنا ‪ ،‬حتى بداية العام ‪ ،1991‬بداية مسرية‬ ‫السالم بعد اتفاق الطائف مل يكن هناك ما يسمى‬ ‫بعقيدة قتالية أو عقيدة وطنية عسكرية‪ ،‬فهذه‬ ‫العقيدة التي نشأت بعد اتفاق الطائف وتحدّدت‬ ‫ركائزها مع ثالثة قادة للجيش‪ :‬الرئيسان إميل لحود‬ ‫وميشال سليامن والعامد جان قهوجي‪ ،‬كل قائد‬ ‫تولىّ ترجمة هذا البعد االسرتاتيجي خالل مفاصل‬ ‫أساسية استثنائية عدة منها خمسة‪ :‬التنسيق‬ ‫مع املقاومة الوطنية وصوال اىل التحرير عام ‪،2000‬‬ ‫مرحلة ما بعد «شباط – آذار ‪ ،»2005‬التصدي‬ ‫لعدوان ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬التصدي لعدوان االرهاب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف نهر البارد ‪ ،2007‬وحاليا اشكالية تنفيذ قرار‬ ‫الرشعية الدولية ‪ 1701‬من دون التفريط بالعقيدة‬ ‫الوطنية العسكرية والدفاع عن األرض‪ ،‬برزت ببعدها‬ ‫االسرتاتيجي يف مواجهة العدو الصهيوين يف‬ ‫قرية العديسة الجنوبية‪ ،‬مرتكزة عىل‪ :‬أوالً أن العدو‬ ‫اإلرسائييل هو العدو والصديق هو الجار السوري‬ ‫بشكل واضح‪ ،‬ثانياً رفض إفرازات الحرب وما يتعلق‬ ‫من تبعية مذهبية وطائفية بعد ترشذم األلوية‬ ‫وانقسام الجيش وبعده عن الساحة ألسباب قاهرة‬ ‫تخطت إرادته‪ ،‬ولكن الجيش‪ ،‬بطبيعته لديه وحدة‬ ‫انتامء ووالء‪ ،‬وكان واليزال الصامد األكرب والضامن‬ ‫األكرب‪ ،‬فكان ضامن وحدة الوطن‪ ،‬ثالثاً ابتعاد‬ ‫الجيش عن السياسة إذ هو ينفذ السياسة الواحدة‬ ‫الوطنية للحكومة لذلك دامئاً نالحظ وجود نرشات‬ ‫توجيهية تدعو العسكريني لالبتعاد عن السياسة‪،‬‬ ‫رابعاً وحدة الوالء واالنتامء للوطن والهوية‪ ،‬هذا‬ ‫بشكل عام ما يشكل العقيدة القتالية أو العقيدة‬ ‫الوطنية العسكرية‪...‬‬ ‫وهذه العقيدة الوطنية العسكرية زرعها‬ ‫مرشوع خدمة العلم الذي مع األسف ّتم الغاؤه ‪،‬‬

‫‪26‬‬

‫وأدعو اىل إعادة العمل به ألنه ال ميكن زرع العقيدة‬ ‫القتالية مبارشة لدى شباب يف عمر ‪ 18‬سنة دون‬ ‫العودة اىل بيئته وبيته ومدرسته وما زرعته وسائل‬ ‫اإلعالم يف نفوس الشباب‪ ،‬وقد نجح الجيش يف أن‬ ‫يتجاوز مشاكل االنتامء والوالء‪ ،‬اللذين يجب زرعهام‬ ‫يف الشباب منذ الطفولة ‪.‬‬ ‫أين متكن أهمية العقيدة القتالية يف املواجهة‬ ‫والرصاع؟‬ ‫باختصار إن أهمية العقيدة القتالية تكمن يف‬ ‫صنع إنسان مقاتل ومقاوم للدفاع عن بلده‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن تسليحه‪ ،‬ألن طبيعة لبنان الجغرافية‪،‬‬ ‫تتطلب القتال واملقاومة بسالح بسيط وعادي معزّز‬ ‫مبنظومة أسلحة مضادة للمدرعات والطائرات‪،‬‬ ‫وتفرض ما يسمى باملعركة القريبة التي تعتمد‬ ‫عىل عنرص اإلنسان أكرث من اعتامدها عىل عنرص‬ ‫السالح‪ ،‬لذلك أهمية زرع العقيدة العسكرية‬ ‫باعتقادي توازي التسليح ال بل أكرث‪ ،‬ألن االعتامد عىل‬ ‫اإلنسان يف نفس املقاتل‪ ،‬يشكل أيضاً االستامتة‬ ‫يف الدفاع واإلميان بالقضية والحق‪ ،‬مع وجود العدو‬ ‫اإلرسائييل الذي يطمع واليزال يف أرضنا واستقرارنا‬

‫‪ ،‬ويحاول دامئاً رضب هذا النموذج التعاييش الذي‬ ‫يحتوي عىل ‪ 18‬طائفة أو مذهب‪ ،‬لذلك إن زرع‬ ‫العقيدة القتالية هي أهم من السالح ذاته‪.‬‬ ‫وهذه العقيدة ترجمت عىل أرض الواقع بعد‬ ‫التسعينات حيث أصبحت أكرث وضوحاً نفذها‬ ‫الرؤساء لحود وسليامن ويكملها اليوم العامد‬ ‫قهوجي‪ ،‬وهناك محطات كثرية منذ العام ‪ 1990‬حتى‬ ‫اآلن مارس فيها الجيش العقيدة الوطنية العسكرية‬ ‫يف الحفاظ عىل وحدته ومتاسكه خاصة يف بعض‬ ‫األزمات الداخلية املتالحقة ومنها عىل سبيل املثال‬ ‫ال الحرص‪ :‬عند اندالع حرب السنتني (‪)1976-1975‬‬ ‫ويف األزمات التي تلتها كان التشكيك االعالمي‬ ‫يف القيادة السياسية ويف النظام السيايس مبثابة‬ ‫رشارة األحداث‪ ،‬ثم بدأ هذا التشكيك االعالمي‬ ‫يطاول مختلف املؤسسات ومنها الجيش تبعاً‬ ‫للرصاعات املتنقلة والتحالفات املتغرية بحسب‬ ‫خريطة املصالح املتقلبة مدى ‪ 16‬عاماً (‪-1975‬‬ ‫‪ ،)1990‬والتنسيق مع املقاومة الذي أدى اىل التحرير‬ ‫عام ‪ ،2000‬وكان تأرجح الجيش اللبناين بني معارض‬ ‫ومؤيد يف محطات معينة وتعرضه لحمالت تشكيك‬ ‫إعالمي ودعاية خبيثة مبثابة عوامل ضعف أدّت‬ ‫أحياناً اىل إضعاف دوره صورياً فقط‪ ،‬وبالتايل إضعاف‬ ‫دور الرئيس سليامن الذي اجتاز االمتحان بثبات وثقة‬ ‫بجوهر الجيش الوطني ‪ُ ،‬س ّجل له التاريخ مسألة‬ ‫الحفاظ عىل الجيش واستمرارية عقيدته الوطنية‬ ‫منذ ‪ 14‬شباط ‪ 2005‬وصوالً اىل ‪ 8‬و‪ 14‬آذار ‪..2010‬‬ ‫وقد تصدَّى الجيش و»ظهره قوي» اىل األطامع‬ ‫التوسعية الصهيونية اىل جانب املقاومة ‪ ،‬سانده‬ ‫الشعب ووقف وراءه ومنحه ثقته‪ ،‬خاصة يف مرحلة‬ ‫ما بعد «شباط – آذار ‪ ،»2005‬ويف التصدي للعدوان‬ ‫اإلرسائييل يف ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬ولعدوان اإلرهاب يف‬ ‫نهر البارد ‪ ،2007‬وإشكالية تنفيذ قرار الرشعية‬ ‫الدولية ‪ 1701‬من دون التفريط بالعقيدة الوطنية‬ ‫العسكرية والدفاع عن األرض‪ ،‬فكان جيش لبنان‬ ‫الواحد لكل أبنائه ومناطقه وفئاته‪ ،‬للبنان النظام‬ ‫الدميوقراطي الربملاين‪ ،‬يحمي حرياته وحريات أبنائه‪.‬‬ ‫من هنا إن موضوع مواجهة العديسة انطالقا»‬ ‫من مفهوم األرض املتحفظ عليها الجيش دخل‬ ‫أيضاً يف عقيدته العسكرية وهذا ما يؤ ّكده العامد‬ ‫قهوجي دامئا» يف خطابه االعالمي‪..‬وميكن التأكيد‬ ‫أن «املراحل ‪ -‬التجارب» التي م ّر بها اللبنانيون‬ ‫جعلتهم يضمرون بعد بدء مرحلة السالم (‪)1991‬‬ ‫شعور القرف من املامرسات اإلعالمية القدمية التي‬ ‫تهدف إىل التشكيك ورضب املعنويات‪ ،‬ما عزّز‬ ‫شعورهم بالوالء للجيش والثقة بقيادته الذي بدأ‬ ‫يرتسخ منذ ‪ 1991‬وحتى يومنا هذا‪ .‬ويف العديسة‬ ‫ترجم الجيش هذا املضمون يف دفع الدم الغايل مثن‬ ‫شجرة غالية يف أرض لبنانية غالية‪ ،‬وقاتل الجيش‬ ‫من أجل شجرة جنوبية ألنها يف عقيدته القتالية‬ ‫مثل أرز لبنان‪..‬وبغض النظر عن بيان األمم املتحدة‪،‬‬ ‫ف ّوض لبنان القوات الدولية حل مسألة قطع‬ ‫الشجرة إ ّال أن «إرسائيل» هي التي أرادت افتعال‬ ‫املشكلة ‪ ،‬ما جعل الجيش يواجه لردعها‪ ،‬والحكمة‬

‫أن لبنان عالج املشكلة العسكرية بدبلوماسية دون‬ ‫أي تدخل خارجي‪.‬‬ ‫برأيكم ملاذا مل توسع «إرسائيل» نطاق املواجهة‬ ‫مع الجيش اللبناين‪ ،‬خاصة بعد التهديدات‬ ‫املتالحقة بإعالن حرب جديدة عىل لبنان؟‬ ‫باعتقادي إن «إرسائيل» «ستعد للمليون» قبل‬ ‫أن تخوض أي حرب عىل لبنان‪ ،‬وذلك يعود اىل وجود‬ ‫شعب مقاوم وجيش مقاوم اىل جانب املقاومة‪،‬‬ ‫أضف اىل تضامن دول املامنعة كسوريا وإيران وتركيا‬ ‫وغريها من الدول العربية املتضامنة‪.‬‬ ‫ليك يستطيع لبنان أن ميتلك مجرد اإلمكانية‬ ‫ملواجهة واسعة مع العدو اإلرسائييل يلزمه‬ ‫بحسب وثائق الخربات العسكرية عديداً ال يقل‬ ‫عن ‪ 175‬ألف جندي مزودين بعتاد متطور ال تقل‬ ‫تكاليفه عن ‪ 15‬مليار دوالر‪ ،‬ما هي املوازنة التي‬ ‫متنح للجيش وهل تتضمن التسلح؟‬ ‫يف موضوع األرقام ليس لدي أي فكرة حول‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬لكن يف الحديث عن مفهوم التسلح‬ ‫أستطيع أن أقول أن بعد حرب العديسة‪ ،‬فخامة‬ ‫الرئيس سليامن بحكمته يتلقف كرة النار دامئاً‪،‬‬ ‫مث ًال بعد انتخابه لرئاسة الجمهورية بعدة أشهر‬ ‫أثريت حمالت متس معنويات الجيش وترسيبات‬ ‫وتحاليل أذكر يومها زيارته األخرية لوزارة الدفاع‬ ‫الوطني مطلع شباط ‪ 2009‬وخطابه البناء حني‬ ‫توجه اىل حملة بنادق الخطاب السيايس أن يدركوا‬ ‫أن ضباط الجيش اللبناين هم لكل الوطن‪ ،‬خطاب‬ ‫سيايس واحد عىل كل مكونات النظام السيايس‬ ‫اللبناين يف لعبة الحكم واملعارضة أن تدعم الجيش‬ ‫به‪ .‬وبعد كل ذلك‪ ،‬وبعد اعتبار االعتدال موقفاً‬ ‫سياسياً‬ ‫بنّا ًء يف خلق اسرتاتيجية لألمان رسخ‬ ‫العامد سليامن لخطاب سيايس وطني تجاه الجيش‪،‬‬ ‫وكذلك األمر حدث بعد حادثة العديسة وخاصة يف‬ ‫ما يتع ّلق بالتسليح للتصدي للعدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫حيث دعا اىل إنشاء صندوق بهدف تأمني سالح‬ ‫الجيش‪ ،‬أما كيف يعمل الصندوق وما هي آليته ‪:‬‬ ‫وزارة الدفاع أم مجلس الوزراء أو غريه بعد الخالف‬ ‫السيايس ما بني األطراف عىل إنشائه‪ُ ،‬أ ُ‬ ‫فضل عدم‬ ‫الخوض يف هذا املوضوع لنبقى ضمن املبدأ الكبري‬ ‫الذي قاله فخامة الرئيس بأنه يجب النظر مبوضوع‬ ‫تسليح الجيش بعيداً عن الحسابات السياسية‪.‬‬ ‫إذا بحثنا يف االسرتاتيجية الدفاعية‪ ،‬ما الذي‬ ‫تخشاه «إرسائيل» يف اجتامع الجيش واملقاومة‬ ‫والشعب يف جبهة واحدة ملواجهتها؟‬ ‫إن هذا الخوف يكمن يف عدم إمكانها من إقامة‬ ‫رشخ بني الجيش واملقاومة والشعب الذي سعت‬ ‫إليه منذ زمن خاصة بعد فشل مرشوعها يف‬ ‫الرشق األوسط‪ ،‬والحل يف خلق االسرتاتيجية‬ ‫الوطنية للدفاع عرب وضع القدرات عند املقاومة‬ ‫والجيش والشعب يف خدمة الدفاع عن الوطن‪ ،‬وهذا‬ ‫ما نطلبه بالتحديد من طاولة الحوار للوصول اىل‬ ‫نتيجة معينة‪.‬‬ ‫إن موضوع االسرتاتيجية الوطنية للدفاع ال‬ ‫يكمن فقط يف موضوع السالح‪ ،‬إذ أن تعريف‬

‫‪27‬‬

‫تلك االسرتاتيجية هو تأمني وجمع كل ما يتعلق‬ ‫بقدرات الوطن السياسية واالقتصادية واإلعالمية‬ ‫واالجتامعية وغريها ووضعها يف خدمة الدفاع‬ ‫واألمن الوطني والقومي‪ ،‬إذ يف بعض األحيان قد‬ ‫تسيئ وسيلة إعالمية ما أو مهرجان سيايس ما‬ ‫اىل االسرتاتيجية الوطنية للدفاع‪ ،‬من هنا يجب أن‬ ‫يكون هناك توحيد لكافة قدرات الوطن يف خدمة‬ ‫االسرتاتيجية الوطنية للدفاع‪ ،‬وهذا املوضوع بحاجة‬ ‫ماسة اىل خرباء لرشح كيفية توحيد القدرات للثالث‬ ‫أقانيم «الشعب والجيش واملقاومة» للدفاع عن الوطن‬ ‫بعيداً عن املحاصصات السياسية واملذهبية‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫املنطقة والعامل مير بأزمة سياسية‪ ،‬والجميع يعلم‬ ‫أن ما قبل ‪ 11‬أيلول يختلف عام بعده‪ ،‬خاصة يف ما‬ ‫يتعلق بالعراق وأفغانستان ومرشوع الرشق األوسط‬ ‫الجديد الذي كانت تحرض له الواليات املتحدة األمريكة‬ ‫و»إرسائيل»‪ ،‬من هنا نحن النزال يف دائرة الخطر وبحاجة‬ ‫اىل مظلة نحتمي يف ظلها‪.‬‬ ‫هل بدأ لبنان يبتعد شيئاً فشيئاً عن التدخالت‬ ‫الخارجية؟‬ ‫يف الوضع الراهن‪ ،‬ويف التناغم الذي يقوده كل‬ ‫من فخامة الرئيس سليامن ودولة الرئيس بري ودولة‬ ‫الرئيس الحريري بحكمتهم‪ ،‬نعم نحن نبتعد عن‬ ‫التدخالت الخارجية وبالتايل هذا النمط الجديد يف‬ ‫العالقة مع سوريا يف تعزيز العالقات املميزة خري دليل‬ ‫عىل ذلك‪.‬‬ ‫وختم عواد حديثه بأنه يقتيض اعتامد ميثاق‬ ‫يرتكز عىل نقاط جوهرية خمس منها بناء جيش قوي‬ ‫يفرض سلطة القانون وميارس دوره انطالقاً من اإلرادة‬ ‫الوطنية الجامعة‪ ،‬جيش قوي لكل الوطن‪ ،‬وشعب واثق‬ ‫بنفسه وبحقه يف الحياة الكرمية‪ ،‬جيش يحمي كل يوم‬ ‫من شباط أو آذار وكل أشهر السنة‪ ،‬هكذا كان منذ‬ ‫‪ 14‬شباط ‪ 2005‬وصوالً اىل ‪ 8‬و‪ 14‬آذار ‪ 2009‬فيتصدَّى‬ ‫و»ظهره قوي» اىل األطامع التوسعية الصهيونية اىل‬ ‫جانب املقاومة يف اسرتاتيجية دفاع وطني‪ .‬إن الشحن‬ ‫السيايس ‪ -‬الطائفي ينعكس عىل املدنيني كام عىل‬ ‫العسكريني‪ .‬لذلك‪ ،‬إن توجيه الجيش أمر رضوري ولكن‬ ‫توجيه الشعب أمر م ّلح‪ .‬فالجيش والشعب صنوان‬ ‫ال ينفصالن‪ ،‬وهناك تالزم بني تعبئة الجيش وتعبئة‬ ‫الشعب‪ ،‬بني تأهيل األول وتوعية الثاين‪ ،‬فعرق الواحد‬ ‫يصنع نجاحات اآلخر‪ .‬فكام منارس عملية تأهيل الجيش‬ ‫وتوجيهه بصدق وإخالص‪ ،‬عىل القيادات السياسية‬ ‫والفاعليات املدنية أن تعمل عىل التوجيه الصحيح‬ ‫واملوحد لجامهري الشعب املتعدد حيال الجيش‪ .‬وقوة‬ ‫الرأي العام الوطني حلقات مرتابطة ال تنفصل‪ :‬حلقة‬ ‫القيادات السياسية‪ ،‬حلقة رأي عام وإعالم الجامهري‪،‬‬ ‫حلقة املؤسسات الرسمية والخاصة واألهلية‪ ،‬وحلقة‬ ‫الجيش‪.‬‬ ‫الواجب املقدس هو‪ :‬عدم تكرار مناذج الخطاب‬ ‫السيايس السابقة لبعض األزمات حيال الجيش‪،‬‬ ‫بل دعم الجيش بخطاب سيايس وطني واحد‪ ،‬ألن‬ ‫االستقرار يف لبنان هو أهم استثامر‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫الجاهلية مكسوة بعمامات بيضاء تقاطرت من لبنان وسوريا الستقبال السفير اإليراني‬

‫الشيخ أبوذياب‪ :‬شعار قوة لبنان في ضعفه سقط بدعم إيران وسوريا‬ ‫أبادي‪ :‬مع لبنان حكومة وشعباً ومقاومة في وجه المؤامرات الصهيونية‬ ‫كان يوماً مشهوداً له ذلك‪ ،‬الذي زار فيه‬ ‫سعادة سفري الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫يف لبنان غضنفر ركن أبادي وأركان السفارة‪،‬‬ ‫رئيس “تيار التوحيد” الوزير وئام وهاب‪ ،‬يف‬ ‫دارته يف الجاهلية الذي استقبله عىل رأس‬ ‫حشد كبري من عاممات املشايخ األجالء بكل‬ ‫عبارات الرتحيب‪ ،‬التي غ ّردت حروفاً بعطر‬ ‫قدومه‪ ،‬وبقلوب ملؤها املحبة وأفئدة تنبض‬ ‫تعب عن مدى الصداقة‬ ‫باملودة‪ ،‬وكلامت‬ ‫رّ‬ ‫واألخوة واملشاعر الف ّياضة‪ ،‬واالعتزاز باملواقف‬ ‫القومية الصادقة للجمهورية اإلسالمية يف‬ ‫وجه التحديات التي تجابهها يف هذه املرحلة‬ ‫الخطرية من تاريخ األمة ‪.‬‬ ‫وأومل الوزير وهاب عىل رشف ضيفه والوفد‬ ‫املرافق‪ ،‬بحضور ونائب رئيس «تيار التوحيد»‬ ‫الشيخ سليامن الصايغ ورئيس هيئة العمل‬ ‫التوحيدي الشيخ صالح ضو وأعضاء جهازها‬ ‫اإلداري وأعضاء املكتب السيايس ومجلس‬ ‫وقايض‬ ‫األمناء يف التيار‪ ،‬ومسؤويل املناطق‪،‬‬ ‫املذهب الدرزي الشيخ مرسل نرص‪ ،‬ووفد من‬ ‫مشايخ جبل العرب ومنطقة جبل الشيخ‬ ‫يتقدمهم الشيخ أبو هشام بديع الصحناوي‪،‬‬ ‫ووفود دينية ومراجع يف الطائفة الدرزية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬ورؤوساء بلديات ومخاتري يف منطقتي‬ ‫الشوف وعاليه وحشد من املواطنني‪.‬‬

‫قوله للحق‪ ،‬إميانه بأن الساكت عن الحق‬ ‫كالناطق بالباطل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫متل من لعـبة‬ ‫مسعاه ومبتغاه‪ ،‬رؤية ال‬ ‫الضـــوء ‪...‬‬ ‫دخل عامل السياسة بال استئذان ‪ ...‬دخول‬ ‫الواثق املرتاح عىل حقيقة الزمن‪ .‬خرج من‬ ‫جوف الطائفية اىل فضاء الوطن حيث شمس‬ ‫التغيري منخرطاً يف مجتمع اإلنسان املعريف‬ ‫‪ ...‬مدركاً كم هي الدنيا أوسع من البؤرة التي‬ ‫يحرش البعض أنفسهم فيها عق ًال ورئة‬ ‫وكياناً‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫بعدها ألقى وهاب كلمة أكد فيها أن‬ ‫«لبنان كان ساحة للرصاعات واليوم مل يعد‬ ‫كذلك‪ ،‬رغم أن البعض يحاول أن يعيده مجدداً‬ ‫إىل ساحة الرصاعات أو ساحة لألالعيب‬ ‫اإلرسئيلية‪ ،‬وهذا ما مل نسمح به بعد أن‬ ‫بات لبنان اليوم ساح ًة للمواجهة واملقاومة‬ ‫واملامنعة بجيشه وشعبه ومقاومته التي‬ ‫يحاولون استهدافها يومياً‪ ،‬يوماً من خالل حرب‬ ‫متوز‪ ،‬و يوماً آخر من خالل قرارات شهر أيار الذي‬ ‫نتمنى أن ال يعود‪ ،‬ويوماً آخر بالعدوان القضايئ‬ ‫عرب ما يسمى باملحكمة الدولية التي ليست‬ ‫إ ّال صورة من صور النفاق والكذب األمرييك‬ ‫اإلرسائييل”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬إن أي محكمة دولية‬ ‫تستهدف أي عنرص مقاوم من” حزب الله”‬ ‫وتستهدف‬ ‫جميعاً‪،‬‬ ‫تستهدفنا‬ ‫سنعتربها‬ ‫وجودنا‪ ،‬وعزتنا وكرامتنا‪ ،‬وسنمنعها من أن‬ ‫تستهدف أي شعرة من رأس أي رجل مقاوم‪،‬‬ ‫هذه املحكمة ال نعتربها وال نعرتف بنتائجها أو‬ ‫قضاتها أو بكل النصابني الذين يتولون تعليم‬ ‫قضاتها أو تلقي تعليامتهم‪ ،‬إذ هي مزورة من‬ ‫األساس‪ ،‬وهي تستطيع أن تصول وتجول يف‬

‫هشام األعور‬ ‫رسين‬ ‫الله أعلم أنه ما ّ‬ ‫يشء كطارقة الضيوف النزّل‬ ‫ما زلت بالرتحيب حتى خلتني‬ ‫رب املنزل‬ ‫ضيفاً له والضيف ّ‬ ‫بهذه العبارات افتتح أمني اإلعالم يف “تيار‬ ‫التوحيد” هشام األعور الحفل قبل أن ينتقل‬ ‫ليقول‪:‬‬ ‫وطنه وطن الكبار العابق برائحة السامء‪،‬‬ ‫املزهو بشامئل تتربعم من أثالم ترابه لتجابه‬ ‫عقوق املنسيني عىل حافة التاريخ الضاربني‬ ‫أوتادهم كطحالب املاء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن نطق فبالحقيقة جهارا ‪...‬‬ ‫وإن اعتىل املنابر‪ ،‬أعىل مقامها ور ّمم عرتاتها‬ ‫وص ّوب مسارها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪28‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫كل العامل إ ّال يف لبنان‪ ،‬وليعلم الجميع بأننا‬ ‫يف لبنان إذا كانت هذه املحكمة للفتنة فإننا‬ ‫سنكرس رقبتها ورقاب الذين يقفون وراءها‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬إن ترشيفكم لنا‪ ،‬ويف هذه األيام‬ ‫بالذات‪ ،‬من أيام متوز الفداء واملقاومة‪ ،‬يحمل‬ ‫يف أبعاده دالئل ومؤرشات‪...‬عىل أن الرصاع يف‬ ‫وجه الطغاة واملستكربين هو حق من حقوقنا‬ ‫املقدسة‪ ،‬وواجب من تعاليمنا املؤمنة‪ ،‬ورشعة‬ ‫حقوقية ارتضيناها مبلء إرادتنا ووعينا لجوهر‬ ‫اإلميان الراسخ يف جذور توحيدنا‪ ،‬وعقيدة وجودنا‪،‬‬ ‫ودميومة رسالتنا حتى قيام الساعة”‪ .‬وأضاف “إن‬ ‫اشد املظامل قسوة‪ ،‬تلك اآلتية عىل حساب‬ ‫اإلنسان واألوطان والشعوب‪ ...‬وقد شهدنا ذلك‬ ‫عىل امتداد الداخلية والقومية واإلقليمية‪...‬‬ ‫بفعل الهيمنة والتسلط واالستكبار‪ ،‬فكانت‬ ‫سايكس ‪ -‬بيكو وبلفور‪ ،‬وكانت معاهدات الذل‬ ‫والخنوع‪ ،‬واالتفاقات املنفردة‪ ،‬وكانت الحروب واملجازر‬ ‫واالجتياحات وزرع الفنت واملفاسد‪ ،‬واإلمساك‬ ‫بأنظمة العار والخيانة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬شهدنا كل ذلك‪ ،‬ودخل اليأس واإلحباط‬ ‫لنفوسنا وعقولنا‪ ،‬لكن ذلك مل يستمر طوي ًال‪،‬‬ ‫إذ انفجرت يف سامء هذه األمة إشعاعات األمل‬ ‫والعزة والوفاء‪ ،‬والحت بيارق املقاومة املجاهدة‬ ‫فوق مدننا وقرانا‪ ،‬فخرجت فراشات الربيع‪،‬‬ ‫لرتصع جبني‬ ‫وعصافري الحقول‪ ،‬وأزهار الليمون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األمة بشامة الجهاد حتى تحرير كل شرب من‬ ‫أرضنا الحبيبة وترابنا املقدس‪ ،‬عندها‪ ،‬يا سعادة‬ ‫السفري خرجنا من زمن الهزائم‪ ،‬وخرجنا من‬ ‫الرشانق واألقفاص املذهبية والكيانية التي‬ ‫نشأنا عليها‪ ،‬والتحقنا بإرادة الحياة املنترصة‬ ‫بفعل إميانها وجوهر رسالتها وتوحيدها‪،‬‬ ‫وغدونا أمة تعرف ذاتها‪ ،‬وتدرك املخاطر املحدقة‬ ‫بها‪ ،‬فأمسكنا باملفاصل وقبضنا عىل الزناد‪،‬‬ ‫وطاردنا التنني‪ ،‬وأرديناه جنوباً تحت أقدام‬ ‫املجاهدين الرشفاء‪ ،‬وعىل تراب غزة تحت نعال‬ ‫الصابرين والصامدين‪”.‬‬ ‫وأضاف “إننا يا أصحاب املناسبة‪ ،‬نعلنها من‬ ‫قلب الجبل املقاوم‪ ،‬بأن هذه القيامة ما كانت‪،‬‬ ‫لوال االحتضان والدعم واملساندة واملتابعة من‬ ‫رحم الثورة اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬وروح قائدها‬ ‫وملهمها وباعث نهضتها آية الله الخميني‬ ‫قدس رسه‪ ،‬ولوال استمرارية اإلحاطة والرعاية‬ ‫من بعده إىل صاحب العهد والوعد آية الله‬ ‫خامنئي دام ظله‪ ،‬وقدرة قادتها السياسيني‬ ‫والعسكريني وشعبها العظيم وعىل رأسهم‬ ‫سيادة الرئيس محمود أحمدي نجاد‪ .‬كام نعلن‬ ‫أمامكم اليوم‪ ،‬بأن ذلك الحدث الذي بدأ يغري‬ ‫وجه التاريخ ما كان لوال سوريا صاحبة القرار‬ ‫املمسك بالدفاع عن حقوقنا القومية‪ ،‬وراعية‬ ‫املقاومة يف كل من لبنان وفلسطني والعراق‪،‬‬ ‫رغم كل التهديد والوعيد والحصار‪ ،‬كان خيارها‬ ‫املقاومة حصناً ودرعاً لكل الرشفاء واملناضلني‬ ‫والثائرين عىل الظلم واالستبداد‪ ،‬وعىل كل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عوامل القهر والعهر الدويل وربيبته “إرسائيل”‬ ‫وعمالئها الصغار‪ .‬ونحن يا سعادة السفري‪ ،‬أهل‬ ‫التوحيد واإلميان‪ ،‬ساللة الصحايب األكرم سلامن‬ ‫الفاريس‪ ،‬نردد القول الكريم‪“ :‬ال فرق لعريب عىل‬ ‫أعجمي إال بالتقوى”‪ ،‬لذلك نعلنها أيضاً ومن‬ ‫خاللكم رصخة مدوية‪ ،‬تشق عباب الكون‪:‬‬ ‫بأن أمة التوحيد هي أمة الوحدة والتوحد‪ ،‬أمة‬ ‫األقىص والكعبة وكنيس القيامة‪ ،‬أمة الحق يف‬ ‫وجه الباطل‪ ،‬أمة األنبياء واملرسلني‪ ...‬أمة األرض‬ ‫والعرض والرشف والكرامة‪ ،‬أمة ال تستجدي‬ ‫الحياة ذالً وهوانا‪ ،‬بل قتاالً ورصاعاً واستشهاداً‬ ‫عم ًال باآلية الكرمية ‪“ :‬وقاتلوا يف سبيل الله‬ ‫ما استطعتم إىل ذلك سبي ًال‪ ،‬ألن الله حق‬ ‫والله معرفة ووجود‪ ،‬والله رسالة عشقناها يف‬ ‫رحاب اإلسالم بالوحدانية والتجرد واإلخالص»‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪“ :‬إننا إذ نتكرم بوجودكم‪،‬‬ ‫ألنكم كرمتم الوجود بحد ذاته‪ ...‬فقد عرفناكم‬ ‫منذ سنوات‪ ،‬وخالل عدوان متوز عىل لبنان‪ ،‬مجاهداً‬ ‫ومناض ًال ومقاوماً ومدافعاً عن كرامة األمة التي‬ ‫انترصت بالتقوى حتى غدوتم عنوان الرسالة بأن‬ ‫الدم قد انترص عىل السيف وألن التقوى التي‬ ‫أشار إليها النبي األكرم‪ ،‬تجسدت فعل جهاد‬ ‫ونضال وإميان‪ ،‬فغدوتم البعث الذي اشتقنا إليه‪،‬‬ ‫وغداً الفرح ينتابنا ويدخل إىل خاليانا‪ ،‬مرددين مع‬ ‫سيد املقاومة‪ :‬بأن زمن االنتصارات قد بدأ وجاء‬ ‫زمن سقوط املعاهدات والقرارات واالتهامات‬ ‫الباطلة‪ .‬معكم سنبقى‪ ،‬أوفياء ألهل الوفاء‬ ‫وعىل الرحب والسعة يف بيتكم ووطنكم وبني‬ ‫ربعكم أهل اإلميان والتوحيد واإلسالم؟”‬

‫نصار‪ :‬الثورة اتصلت‬ ‫الشيخ ّ‬ ‫بصميم قضايانا الفكرية‬ ‫والدينية املوحدة‬ ‫ثم ألقى أمني رس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ حسام نصار كلمة الهيئة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫سعادة السفري بعد الرتحيب بحرضتكم‬ ‫بإختصار أقول‪ :‬لقد َب َر َز الدور اإليراين يف‬ ‫املنطقة بسبب طابعه الثوري التغيريي‪ ،‬فض ًال‬ ‫عن املعطى اإليديولوجي اإلسالمي ذي املضمون‬ ‫الفقهي‪ ،‬وذلك نتيجة انهيار النظام اإلقليمي‬ ‫العريب ألسباب تراكمية عدة منذ «كامب‬ ‫ديفيد»‪ ،‬مروراً بحرب الخليج وصوالً اىل احتالل‬ ‫العراق‪ .‬فارتعبت بعض األنظمة من فكرة‬ ‫«تصدير الثورة» فعملوا جاهدين عىل اخامدها‪،‬‬ ‫وتبطيل مفاعيلها‪ ،‬وأوهموا شعوبهم بخطر‬ ‫املد اإليراين‪ ،‬وعىل الرغم من ضخامة التهويل‬ ‫وبشاعة الرتهيب‪ ،‬بفخر واعتزاز نقول لقد القت‬ ‫ثورتنا التوحيدية التغيريية ذات البعد املصريي‪،‬‬ ‫لقد القت رياح الثورة اإلسالمية املظفرة يف‬ ‫ايران‪ ،‬هذه الثورة التي اتصلت بصميم قضايانا‬

‫‪30‬‬

‫كل يوم مئات بل آالف الث ّوار املجلببني بعقيدة‬ ‫ّ‬ ‫تفت من عضدهم‬ ‫راسخة وإميان صلد ال‬ ‫الدسائس واملؤامرات والتهويالت‪.‬‬ ‫أجل إن أسوأ أنواع الظلم هو األدّعاء بأن هناك‬ ‫عدالً! هذا هو ديدن اإلدارة األمريكية يف األمس‬ ‫واليوم من دون أن ننىس املرشوع الصهيوين‬ ‫الكبري يف املنطقة وأدواته‪ ،‬والذي كاد أن‬ ‫يتحقق بك ّليته لوال قيام الثورة اإلسالمية‬ ‫غيت وجه التاريخ وأفسدت عىل‬ ‫اإليرانية التي رّ‬ ‫االمربيالية أحالمها‪.‬‬ ‫ق ّر عيننا فصداقتنا ترقى اىل عهد سلامن‪.‬‬

‫أبادي‬ ‫الفكرية أوالً يف كنف جوهر الوحدة والتوحيد‪،‬‬ ‫والدينية ثانياً تحت مظلة الوحدة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ومن ثم اتصلت بصميم قضايانا االجتامعية‬ ‫والسياسية‪ .‬فأدركنا حينها بأن وج َه التقارب‬ ‫املادي بني اللغتني واملعجمني العريب والفاريس‬ ‫(ر) كونها تكتب بالحروف العربية‪ ،‬ليس وليد‬ ‫صد َف ٍة بل هو نتاج فكري وروحي وامياين يدور‬ ‫يف رحاب هذا الفضاء العقيل الالمتناهي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فالنتيجة األولية والنهائية لهذه املعادلة‬ ‫الرئيسية بصفتها املؤ ّثر الفكري األول يف‬ ‫توجيه بوص َلة املسرية التوحيدية بد ًءا من‬ ‫الدور املحوريّ لسيدنا سلامن الفاريس يف رفد‬ ‫الدعوة اإلسالمية منذ انطالقتها‪ ،‬مروراً بنقطة‬ ‫البيكار املركزية يف بناء مذهب التوحيد عىل يد‬ ‫إمام املوحدين حمز َة بن عيل بن أحمد الزوزين‬ ‫(ع) وصوالً اىل عرصنا هذا‪ ،‬عرص املقاومة‪ ،‬عرص‬ ‫استبدال جهل العبودية‪ ،‬اىل عرص إحقاق الحق‬ ‫والحرية اىل عرص وزمن االنتصارات‪.‬‬ ‫عىل ضوء هذه املعطيات أختم القول لقد‬ ‫كان تاريخنا مقاومة‪ ،‬وها هو حارضنا مقاومة‪،‬‬ ‫وسيبقى مستقبلنا مقاومة‪ ،‬هذا ألن قدرنا‬ ‫مقاومة‪ ،‬وهذا قدر أردناه وارتضيناه‪.‬‬ ‫سعادة السفري من تحت مظلة الوحدة‬ ‫اإلسالمية ومن منطلق منهج املامنعة وثقافة‬ ‫املقاومة نحن وإياكم سائرون يف ركب هذه‬ ‫املسرية املظفرة املنترصة دامئاً بإذنه تعاىل‪.‬‬ ‫بعد ذلك توجه أمني اإلعالم من السفري‬ ‫املك ّرم بكلمة قال فيها ‪:‬‬ ‫سئل اإلمام عيل عليه السالم‪ ،‬كم صديقاً‬ ‫لك فقال‪« :‬ال أدري اآلن ألن الدنيا مقبلة ع ّ‬ ‫يل‬ ‫والناس كلهم أصدقايئ وإمنا أعرف ذلك إذا‬ ‫أدبرت عنّي‪ ،‬فخري األصدقاء من أقبل عليك إذا‬ ‫أدبر الزمان عنك»‪.‬‬ ‫كنّا وسنبقى وسنستمر أصدقاء أوفياء‪،‬‬ ‫سواء بقي الزمان مقب ًال أم أدبر ال سمح الله‬ ‫‪ ...‬وال أظنه سيدبر ألن االستكبار والظلم‬ ‫واالستبداد والعبث مبقدرات الشعوب يخلق يف‬

‫بعدها تحدّ ث السفري أبادي فقال‪:‬‬ ‫«يرشفني أن أكون بينكم يف هذه الدار‬ ‫الكرمية‪ ،‬ويف رحاب هذه البلدة الشوفية‬ ‫الكرمية يف هذا الجبل النضايل األشم‪ ...‬بني‬ ‫إخوة وأهل متيزوا بانحيازهم إىل الحق وأهله يف‬ ‫مواجهة الباطل وأهله‪ ،‬يرفدهم تاريخ مفعم‬ ‫باإلباء والعنفوان‪ ،‬وشجاعة يف مواجهة الظلم‬ ‫والظاملني‪ .‬لذلك كانوا مع الحق يف فلسطني‬ ‫ولبنان ضد الباطل الصهيوين الذي استباح‬ ‫فلسطني احتالالً واغتصاباً وقت ًال وإرهاباً منذ‬ ‫ن ّيف وستني عاماً‪ ،‬وامتد ظلمه واحتالله إىل‬ ‫لبنان‪ ،‬فامرس جرائم يندى لها جبني اإلنسانية‬ ‫منذ مجزرة حوال عام ‪ 1948‬إىل غريها من‬ ‫املجازر التي ارتكبها بحق اإلنسانية وصوالً إىل‬ ‫قانا األوىل والثانية‪ ،‬كل ذلك من أجل تطويع‬ ‫إرادة شعوب املنطقة وإخضاعها للهيمنة‬ ‫الصهيونية األمريكية‪ ...‬لكن إرادة الشعب‬ ‫ّ‬ ‫حطمت جربوت‬ ‫اللبناين ومقاومته العظيمة‬ ‫هذا العدو الغاصب وكرست هيبة الجيش الذي‬ ‫ال يقهر بإرادة الحق والصدق واإلخالص التي‬

‫جسدها شباب لبنانيون عظامء مقاومون‬ ‫كتبوا بدمائهم الزكية الطاهرة عىل جبني‬ ‫الدهر والتاريخ أن شعباً عظي ً‬ ‫ام يف لبنان يأىب‬ ‫الظلم واالنكسار ويرفض الذل والهوان‪ .‬فكان‬ ‫الخامس والعرشين من أيار عام ‪ 2000‬فجراً‬ ‫أطل بالعزة والكرامة والشموخ والعظمة‪،‬‬ ‫ليس للشعب اللبناين فحسب بل للشعوب‬ ‫العربية واإلسالمية‪ ،‬ولكل أحرار هذا العامل‪..‬‬ ‫وتألق لبنان مبقاومته مجدداً يف حرب متوز عام‬ ‫‪ 2006‬ونحن اليوم نعيش أمجاد ذلك النرص‬ ‫اإللهي العظيم عندما اجتمع العامل بأرسه‬ ‫الستئصال هذه املقاومة العظيمة الرشيفة‬ ‫بدعم وقيادة أمريكية دولية إىل جانب العدو‬

‫‪31‬‬

‫الصهيوين الذي أباح لبنان آللته الحربية طيلة‬ ‫ثالثة وثالثني يوماً مستهدفاً البرش والحجر‬ ‫لريسم خارطة جديدة للرشق األوسط تقوم‬ ‫عىل الفتنة والرشذمة والتقسيم يف دويالت‬ ‫طائفية مذهبية تسود فيها “إرسائيل” هيمنة‬ ‫وتسلطاً واحتالالً‪”.‬‬ ‫لكن من جديد أثبتت هذه املقاومة اإلسالمية‬ ‫الوطنية اللبنانية عظمة صدقها أمام ربها‬ ‫وشعبها فهزمت اإلرادة الدولية الظاملة التي‬ ‫وقفت إىل جانب العدو الصهيوين وسجلت‬ ‫أعظم انتصار إلهي عظيم للبنان ولفلسطني‬ ‫وللعرب واملسلمني‪”.‬‬ ‫وأضاف أبادي‪“ :‬وتستمر املؤامرة بأشكال‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫متعددة وبوجوه مختلفة من أجل النيل من رس‬ ‫عظمة وقوة ووحدة لبنان‪...‬‬ ‫لكن األمل‪ ،‬كل األمل بوعي اللبنانيني‬ ‫التي‬ ‫لألخطار‬ ‫وتنبههم‬ ‫وحكمتهم‬ ‫ّ‬ ‫ستفشل كل هذه املؤامرات‬ ‫تحيق بهم‬ ‫التي تستهدف لبنان يف مكمن قدرته‬ ‫وقوته أ ّال وهي مقاومته الرشيفة العزيزة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬إننا يف الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫ويف ظل القيادة الحكيمة للويل القائد اإلمام‬ ‫السيد عيل الخامنئي دام ظله الرشيف‬ ‫وحكومة الرئيس الدكتور محمود أحمدي‬ ‫نجاد متمسكون بحقنا يف االستفادة من‬ ‫السلمية‪،‬‬ ‫لألغراض‬ ‫النووية‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫ولن يرهبنا نعيق أو زعيق من هذا العامل‬ ‫املستكرب‪ ،‬الذي أفل نجمه‪ ،‬ووىل زمن تسلطه‬ ‫واستكباره عىل الشعوب املظلومة املقهورة‬ ‫عندما أرشقت عىل هذه الدنيا شمس اإلمام‬ ‫الخميني الحبيب‪ ،‬فأنارت لنا وللشعوب الحرة‬ ‫درب الضياء والجهاد واملقاومة‪ .‬فالشعب‬ ‫اإليراين الذي اهتدى بهذا النور الرباين لن‬ ‫توقفه كل هذه العقوبات التي ما توقفت‬ ‫يوماً منذ قيام الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫لذلك نحن متحصنون بقوة الحق‪ ،‬الحق يف أن‬ ‫نكون أقوياء تنعم شعوبنا بالعزة والكرامة‪،‬‬ ‫وتحقق القوة يف اقتصادها والرفاهية‬ ‫والرغد واالزدهار يف حياتها‪ ،‬وهذا يحتاج إىل‬ ‫االستفادة من الطاقات البديلة املتمثلة يف‬ ‫االستفادة من التكنولوجيا النووية ونحن‬ ‫ماضون يف ذلك وهذا العامل يغض النظر بل‬ ‫يدعم ويؤيد الرتسانة النووية الحربية للعدو‬ ‫الصهيوين الذي ميلك مئات الصواريخ النووية‬ ‫التي تهدد منطقة الرشق األوسط بكاملها‪”.‬‬ ‫وختم أبادي كلمته بالقول “إننا يف الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية نجدد وقوفنا إىل جانب‬ ‫لبنان حكومة وشعباً ومقاومة يف وجه كل‬ ‫املؤامرات والتهديدات الصهيونية»‪.‬‬

‫يف منزل‬ ‫الشيخ أبو ذياب‬

‫الصحناوي‪ :‬العامئم البيضاء‬ ‫ستكون يف مقدمة الجيش‬ ‫العريب السوري لتحرير الجوالن‬ ‫ثم انتقل الوفد يف زيارة إىل منزل املرجع‬ ‫يف طائفة املوحدين الدروز الشيخ أبو عيل‬ ‫سليامن أبو ذياب‪ ،‬حيث تحدث الشيخ أبو‬ ‫هشام بديع الصحناوي باسم مشايخ جبل‬ ‫العرب حيث أكد ترحيبه بالوفد وقال‪“ :‬أرفع‬ ‫باسم مشايخ الوفد من محافظات السويداء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الرئيس سليمان‬ ‫استقبل وهاب‬ ‫في بيت الدين‬ ‫استقبل رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب عىل رأس وفد ضم مسؤويل‬ ‫التيار وهيئة العمل التوحيدي يف قرص الشعب بيت‬ ‫الدين‪ ،‬وتناول اللقاء األوضاع السياسية الراهنة‪.‬‬

‫‪ ...‬واستقبله قائد الجيش‬ ‫والقنيطرة وريف دمشق أسمى آيات الحب‬ ‫والتقدير إىل معايل الوزير وئام وهاب والشيخ‬ ‫أبو عيل سليامن أبو ذياب‪ ،‬وأهلنا يف جبل لبنان‬ ‫واىل سيد املقاومة اللبنانية البطلة الرشيفة‬ ‫والتي قهرت جيش العدو اإلرسائييل سامحة‬ ‫السيد حسن نرصالله‪ ،‬واىل سعادة سفري‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬ومعه نحمله‬ ‫أمانة محبة إىل الشعب اإليراين الصديق‪ ،‬واىل‬ ‫كل قادة إيران الرشفاء املناضلني وعىل رأسهم‬ ‫اإلمام الخامنئي حفظه الله وفخامة الرئيس‬ ‫محمود أحمدي نجاد‪ .‬وكذلك نوجه التحية‬ ‫باسم الرشفاء يف األمة العربية واإلسالمية‬ ‫إىل أهلنا الصامدين يف غزة الجريحة ويف‬ ‫جوالننا الغايل الذين رفضوا ويرفضون الهوية‬ ‫اإلرسائيلية ويدوسونها تحت أقدامهم‪ ،‬ونحن‬ ‫نعاهدكم أيها اإلخوة عهد الرجال الرجال أن‬ ‫هذه العامئم البيضاء ستكون يف مقدمة‬ ‫الجيش العريب السوري لتحريركم من هذا‬ ‫العدو الجبان‪”.‬‬ ‫وختم الصحناوي بالتحية “إىل كل الرشفاء‬ ‫والوطنيني يف لبنان‪ ،‬وملن قدروا وشكروا‬ ‫واعرتفوا بالجميل لوقفة قطرنا العريب السوري‬ ‫الصامد بقيادة القائد الخالد حافظ األسد ومن‬ ‫ثم بقيادة الرئيس املناضل بشار األسد‪”.‬‬

‫الشيخ أبو ذياب‬ ‫كذلك رحب املرجع الشيخ أبو ذياب بالحضور‬ ‫فقال‪« :‬نرحب ترحيباً وفرياً بحضور سعادة سفري‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية الكريم الويف يف‬ ‫وطننا الغايل لبنان عموماًَ‪ ،‬ويف بلدتنا املحبة‬ ‫الجاهلية خصوصاً‪ ،‬ونشكر لحرضتكم وجميع‬ ‫الضيوف الكرام الحارضين زيارتكم الكرمية كنا‬ ‫يف داركم ومحلكم ونقدّر مواقف الوزير املك ّرم‬

‫‪32‬‬

‫املخلص املو ّفق األستاذ وئام وهاب‪ ،‬ابن هذه البلدة‬ ‫التي تحبه ويحبها‪ ،‬الذي من نتائج مواقفه‬ ‫الصحيحة هذه الزيارات املو ّقرة املقدرة‪ .‬وأننا يف‬ ‫حرضتكم يا سعادة السفري الكريم نحيي قيادة‬ ‫إيران وقيادة سوريا وقيادة لبنان التي بدلت شعار‬ ‫لبنان السابق إن قوة لبنان يف ضعفه إىل أن قوة‬ ‫لبنان يف قوته‪ ،‬التي أثبتتها مقاومته الباسلة‪،‬‬ ‫وجيشه القوي وشعبه املتامسك‪ ،‬فتم النرص‬ ‫للوطن املدافع‪ ،‬وتم الكرس للعدو الظامل الطامع‪،‬‬ ‫ونعم الكرس مبن الله وعونه ومساعدتكم‬ ‫ومؤازرتكم‪ ،‬فلله الحمد‪ ،‬ولكم الشكر‪ ،‬هذا وتجمع‬ ‫بيننا وبني إيران قرابة وثيقة عريقة مؤسسة‬ ‫عىل قاعدة ثابتة مبنية عىل ركن إسالمي قوي‬ ‫شديد هو الصحايب الجليل الكريم السيد سلامن‬ ‫الفاريس الويل املؤمن التقي‪ ،‬الذي نور الله‬ ‫قلبه باإلميان‪ ،‬ومأله بالعلم والحكمة والرحمة‬ ‫واإلحسان‪ ،‬وقد كان مغيث امللهوفني اآلخذ‬ ‫بأيدي املستضعفني مشتيك هم املجهودين‬ ‫املحزونني وشايف آالم املتأملني‪ ،‬وكاشف كروب‬ ‫املكروبني والقدوة الفاضلة الحسنة لرد ظلم‬ ‫الظاملني‪ ،‬وإعانة املظلومني وأول الشيعة‬ ‫املصاحبني‪ ،‬ومن أهل البيت املخصوصني الذي َع ِل َم‬ ‫علم األول واآلخر البحر‪ ،‬الذي ال ينزف‪ ،‬الذي من عرفه‬ ‫كان مؤمنا‪ ً،‬ومن أنكره كان كافراً‪ ،‬والذي يناديه زوار‬ ‫رضيحه قائلني‪ :‬اسأل الله عز وجل الذي خصك بصدق‬ ‫الدين أن يحييني حياتك ومييتني مامتك‪ ،‬والذي إليه‬ ‫تشتاق الجنة وأهلها السابق األول وصاحب الكتابني‬ ‫املبجل‪ ،‬كام أكدت األحاديث الصحيحة املسندة إىل‬ ‫الكتاب الكريم والسنة الرشيفة”‪.‬‬ ‫وختم أبوذياب‪“ :‬نحن وإياكم يا سعادة‬ ‫السفري اإليراين املوقر بحبه‪ ،‬نترشف وبه نهتدي‬ ‫ونقتدي ونتعارف ونرفع الصوت عالياً يف وجه الظاملني‬ ‫املعتدين املستكربين‪ ،‬ونساعد ونساند املظلومني‪ ،‬ونرفد‬ ‫الضعفاء األوفياء املحتاجني‪ ،‬والله جل وعال نارصنا املعني‬ ‫ونعم النصري املعني جلت االؤه وجل ثناؤه”‪.‬‬

‫كام زار رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب قائد الجيش العامد جان‬ ‫قهوجي يف مكتبه‪ ،‬وقدم له التعازي باستشهاد العسكريني يف املواجهة البطولية‬ ‫التي خاضها الجيش اللبناين مع العدو اإلرسائييل يف بلدة العديسة الحدودية‪ .‬وبعد‬ ‫اللقاء أكد وهاب أن القرار الذي اتخذه قائد الجيش مبواجهة العدو يؤكد أن العامد‬ ‫قهوجي قد قرن القول بالفعل والتزم ثوابته التي أعلنها منذ تسلمه قيادة الجيش‪.‬‬ ‫وحيا وهاب الجيش اللبناين قائداً وضباطاً وعنارص عىل الوقفة الرائعة ودعا الدولة‬ ‫اىل زيادة دعم املؤسسة العسكرية بكل الوسائل املتوافرة‪.‬‬

‫ترأس لقاء األحزاب‬ ‫وهاب‪ :‬من أتى مع األميركي فليرحل معه‬

‫ترأس رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب اجتامع األحزاب والقوى‬ ‫الوطنية يف مكتب التيار بحضور ومشاركة “حزب الله” وحركة أمل‪ ،‬وبعد‬ ‫اللقاء دعا وهاب القوى التي اغتصبت السلطة بدعم األمريكيني أن ترحل‬ ‫معهم‪ .‬وقال‪ :‬لقد ناقش لقاء األحزاب كل التطورات واألحداث األخرية عىل‬ ‫الساحة اللبنانية وأخذ علم بقرار مجلس الوزراء أمس يف موضوع شهود‬ ‫الزور ونحن نعترب أن هذا القرار هو قرار غري كاف ولكن بالطبع األحزاب‬ ‫ستتابع ما سيفعله وزير العدل وما سيفعله القضاء مبوضوع شهود الزور‪،‬‬ ‫معترباً أن الفرتة يجب أن تكون قصرية للتحرك وإال إذا كانت املهلة مفتوحة‬ ‫فإن قوى املعارضة ستتابع تحركها للضغط يف اتجاه تعاط جدي مع موضوع‬ ‫شهود الزور خاصة وأن هذه املحكمة مشكوك بأمرها وبكل يشء بها طاملا‬ ‫أن شهود الزور طليقون وطاملا أنها مل تضع يدها عىل هذا امللف‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬لن نسمح ألحد بالتعاطي مع هذه املحكمة عىل أساس أنها‬ ‫محمكة تريد الوصول اىل حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري‬ ‫إ ّال إذا تعاطت بشكل جدي مع موضوع شهود الزور‪ ،‬مشرياً اىل أن املسألة‬ ‫مسألة أيام قليلة لنعرف كيف ستترصف كل من وزارة العدل والنيابة‬ ‫العامة مع موضوع شهود الزور‪ ،‬الفتاً اىل تطرق لقاء األحزاب اىل أمور أخرى‬ ‫أبرزها التطورات اآلتية عىل صعيد كل املنطقة وهذه التطورات ال ميكن‬ ‫للبنان أن يبقى مبعزل عنها ألن هناك فريقاً سياسياً اغتصب السلطة‬ ‫مستقوياً باألمريكيني منذ سنوات وحت ًام كام يقال من أىت مع األمرييك‬ ‫يجب أن يذهب معه‪ .‬هذا الفريق‪ ،‬برأي وهاب عليه أن يختار بني إما مشاركة‬ ‫حقيقية يف السلطة وإما خسارة كل السلطة‪.‬‬ ‫طبعاً هناك مشاركة حقيقية تشمل األجهزة األمنية واإلدارية‬ ‫والقضائية‪ ،‬هذه النتائج التي ترتبت عن انقالب عام ‪ 2005‬ال ميكن أن‬ ‫تستمر‪.‬‬

‫وأكد وهاب أن األحزاب املعارضة لن تبقى يف إطار رد الفعل بل ستنتقل‬ ‫يف املرحلة املقبلة اىل مستوى الفعل خاصة وأننا يف املايض تعرضنا ألكرث‬ ‫من انقالب خالل عامي ‪ .2006 – 2005‬وطبعاً عدوان متوز ما كان ليحصل لو‬ ‫مل يكن هناك رمبا وعد داخيل ملالقاة هذا العدوان‪ .‬واآلن هناك كذلك وعد‬ ‫داخيل ملالقاة العدوان القضايئ الذي نتعرض له يف هذه األيام‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬من هنا نحذر الجميع ونحن حذرنا أص ًال والبعض اعترب وكأننا‬ ‫نهدد ولكن نحن ال نهدد أحداً ونحن ال نضمر الرش ألحد‪ ،‬نحن نقول لهم‬ ‫نريد أن نتعايش معاً ولكن نحن منذ البداية نقول “إذا كنتم أدوات فتنة‬ ‫ونربط األمر إذا كنتم”‪ ،‬متسائ ًال هل أنتم ادوات فتنة؟ إذا مل تكونوا كذلك‬ ‫فلامذا كل هذه الضجة التي تثار حول بعض الترصيحات التي تصدر عن‬ ‫القوى والشخصيات الوطنية‪.‬‬ ‫أما اذا كنتم أدوات فتنة فحت ًام إن أحداً لن يسمح بأن تكونوا كذلك أو أن‬ ‫يسكت عىل هذا األمر أو أن يتسامح معه‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫«تيار التوحيد» يقيم إفطاراً رمضانياً في دمشق‬ ‫وهاب ‪ :‬سوريا مستقبل مشرقنا العربي الجديد‬ ‫مفتي بالد الشام لوهاب‪ :‬ثبتت قدمك يوم توسعت سوق النخاسة‬ ‫آقام «تيار التوحيد» حفل إفطا ٍر رمضاين يف‬ ‫مجمع يعفور السياحي‪ ،‬يف مدينة دمشق‪،‬‬ ‫لدعم بناء املركز الصحي ملنطقة الشوف‪،‬‬ ‫مبشاركة وحضور رئيس التيار الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬ومفتي بالد الشام الشيخ الدكتور أحمد‬ ‫بدر الدين حسون‪ ،‬شيخ عقل طائفة املوحدين‬ ‫الدروز يف سوريا الشيخ حسني جربوع ممث ًال‬ ‫بالشيخ كميل نرص‪ ،‬والرئيس السابق للقضاء‬ ‫الدرزي الشيخ مرسل نرص وحشد من القيادات‬ ‫السياسية والحزبية ورجال األعامل واملشايخ‬ ‫من مختلف محافظات لبنان وسوريا‪ ،‬وأصدقاء‬ ‫التيار واملواطنني‪،‬‬

‫وجنوب لبنان وما تبقى من أرضه املحتلة وسفوح‬ ‫الجوالن وبالد ما بني النهرين‪ ،‬بالنتيجة ستبقى‬ ‫لنا وألوالدنا‪ ،‬لرشفاء ومجاهدي ومقاومي األمة‬ ‫األحرار التائقني ملالقاة ربهم يف اليوم املوعود”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬أما أولئك املتسكعون أمام‬ ‫السفارات‪ ،‬واملراهنون عىل أنظمة التبعية‬ ‫نقول‪:‬عودوا يف هذا الشهر املبارك‪ ،‬شهر التوبة‬ ‫والغفران والتسامح‪ ،‬عودوا اىل إميانكم بربكم‪،‬‬ ‫بشعبكم بحقكم‪ ،‬بوطنكم‪ ،‬بأمتكم‪ ،‬علكم‬ ‫بذلك يتقبل منكم‪ ،‬ويغفر ذنوبكم أنه غفور‬ ‫رحيم”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬يف زمن الصوم‪ ،‬والشهر املبارك‪،‬‬ ‫شهر الغفران والفضيلة‪ ،‬نقف أمام أنفسنا‬ ‫للتأمل والصفاء واملحاسبة‪ ،‬للعودة اىل ينابيع‬ ‫اإلميان وكتاب الله العزيز‪ ،‬نعود اىل حيث تنبعث‬ ‫اإلرادات الخرية‪ ،‬والنفوس الكرمية‪ ،‬يف لحظة‬ ‫العطاء من أجل الخري وال يش سواه‪ ،‬يف لحظة‬ ‫نفض الغبار وما لحق بنا من أخطاء‪ ،‬علنا بذلك‬ ‫يكتب لنا الغفران ويأخذ بيدنا نحو الخالص‬ ‫واالنعتاق من قشور الدنيا اىل أعامق الوجود‬ ‫واملعرفة والنجاة‪ ،‬يف زمن الصوم نلتزم الثوابت‬ ‫واملبادئ‪ ،‬ونذهب ملحاسبة الذات‪ ،‬ويف هذه األيام‬ ‫املباركة ترتسم أمامنا صور الناس املعذبة‬ ‫واملحتاجة واملقهورة‪ ،‬بفعل أحكام أو ضائقة‬ ‫أو ظلم‪ ،‬لذلك كان توجهنا يف “تيار التوحيد”‬ ‫مالمسة الواقع اإلنساين‪ ،‬وتقديم العون لكل‬ ‫محتاج يف حقه بالعالج واالستشفاء‪ ،‬بعيداً‬ ‫عن مظامل القوانني‪ ،‬واالرتهانات الفئوية‪.‬‬ ‫فأطلقنا يف رمضان املبارك‪ ،‬املبادرة لبناء املركز‬ ‫الصحي يف منطقة الشوف من لبنان‪ ،‬وأخذنا‬ ‫قرارنا بالطلب من أصحاب النفوس الكرمية‬ ‫واملرجعيات القادرة‪ ،‬ملد يد العون ونجدة املحتاجني‬ ‫الذين الحول وال قوة لهم إال بالله العظيم”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬لذلك‪ ،‬أتينا اىل دمشق الحاضنة‬

‫وهاب‬ ‫وبعد كلمة مع ّرف الحفل الرفيق بهاء عبد‬ ‫الخالق ألقى وهاب كلمة أكد فيها أن «الخطر‬ ‫فيام يخطط له يف بعض الدوائر وما يتخذ‬ ‫من قرارات فيها‪ ،‬بعد أن عجزت تلك الدوائر‬ ‫عن تحقيق قدرتها يف السيطرة العسكرية‬ ‫عىل كل من العراق وغزة ولبنان‪ ،‬وكل هذا‬ ‫بعد أن أسقطت املقاومة الرشيفة قناعهم‬ ‫الخبيث املرتبط مع «ارسائيل» وحلفائها يف‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬ولذلك فإن قراراتهم كلها لن‬ ‫متر‪ ،‬أكان قراراً ظنياً أم قضائياً‪ ،‬وسوف تتحطم‬ ‫كل قراراتهم‪ ،‬ولن نسمح بوقوع فنت مذهبية‬ ‫أو طائفية‪ ،‬وسنحول تراب هذا الرشق اىل‬ ‫براكني تنفجر فوق رؤوسهم‪ ،‬وسنقطع اليد‬ ‫التي ستمتد للنيل من مثلث صمودنا القومي‪،‬‬ ‫ومحور املامنعة اإلقليمي ويف طليعتهم‬ ‫الدولة الصديقة والحليفة الجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية ونؤكد من جديد‪ ،‬عىل أن قوتنا غدت‬ ‫يف مقاومتنا‪ ،‬ويف وحدة شعبنا وجيشنا‪ ،‬ويف‬ ‫إرساء أقوى العالقات األخوية واملرتبطة مبارشة‬ ‫مع موقع القرار يف دمشق األبية الصامدة»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬أن “التجارب من عمر لبنان قد‬ ‫أثبتت بأنه كلام ابتعد عن محوره الطبيعي‬ ‫كلام متزقت أوصاله‪ ،‬وكلام تالحم ومتاسك مع‬ ‫هذا املحور‪ ،‬كلام اشتدت مقاومته وانتصبت‬ ‫يف مواجهة املشاريع واملخططات األجنبية‪.‬‬ ‫ولقد أتت اىل لبنان ومنذ الخمسينيات‪ ،‬جحافل‬ ‫الجيوش األجنبية‪ ،‬وما سمي بقوات الردع‬ ‫العربية‪ ،‬وما يسمى اليوم بالقوات الدولية‪،‬‬ ‫وبالنتيجة‪ ،‬عبثاً يحاولون الوصول لتحقيق‬ ‫أهدافهم‪ :‬فلسطني عربية وستبقى عربية‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪34‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫لهموم الناس‪ ،‬اىل الشام الحاملة قضايا‬ ‫العروبة واإلسالم‪ ،‬اىل عرين األسد الرابض يف‬ ‫عرينه لحامية ال ّربع والديار واملصري وارتضينا‬ ‫اإلفطار الرمضاين إمياناً بجوهر عقيدتنا‬ ‫التوحيدية والوحدوية‪ ،‬وبحقيقة التاريخ‪ ،‬التي‬ ‫لن تستطيع كل معاهدات واتفاقيات الدنيا‬ ‫أن تغري يف واقعه شيئاً‪ ،‬فها هي سوريا اليوم‪،‬‬ ‫وبعد كل ما تعرضت له من ضغوطات‪ ،‬تثبت‬ ‫صحة خيارها املامنع واملقاوم‪ ،‬وتؤكد عىل أنها‬ ‫قلب األمة النابض ومستقبل مرشقنا العريب‬ ‫الجديد»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬أيها السادة‪ ،‬إن الخري‬ ‫والصدق والوفاء‪ ،‬ال يقترص عىل تقديم الخدمات‬ ‫واملساعدات‪ ،‬بل بصدق االلتزام بالتعاليم‬ ‫الساموية‪ ،‬والثوابت الوطنية والقومية‪ ،‬والوفاء‬ ‫لتلك التعاليم والثوابت‪ .‬إن صدقنا يف الوفاء‬ ‫ملن كتبوا تاريخنا الجديد‪ ،‬بدمائهم الزكية‪،‬‬ ‫وأرواحهم الخالدة‪ ،‬يدفعنا ويف هذا الشهر‬ ‫الفضيل‪ ،‬للوفاء لهم والدفاع عن تضحياتهم‪،‬‬ ‫التي أعادت لألمة بريقها ولإلسالم سيفه ودرعه‬ ‫املجيد‪ .‬الشكر الكبري لسوريا التي حفظت‬ ‫كرامة هذه األمة‪ ،‬وأشكر سامحة شيخ عقل‬ ‫طائفة املوحدين الدروز يف سوريا الشيخ‬ ‫حسني جربوع عىل حضوره ممث ًال باملشايخ‬ ‫األفاضل نظراً لوضعه الصحي الدقيق‪ ،‬كذلك‬ ‫الشكر الكبري لصاحب السامحة املفتي العام‬ ‫للجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور‬ ‫بدر الدين حسون‪ ،‬وهو قد كان خري معني لنا‬ ‫يف األيام الصعبة‪ ،‬كذلك أشكر لرجل األعامل‬ ‫السيد محمد حمشو مساهامته الكبرية‬ ‫معنا‪ ،‬وسامحة القايض الشيخ مرسل نرص‪،‬‬ ‫ولكل من ساهم معنا”‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪“ :‬إنني إذ أشكر لسوريا‬ ‫العربية الصامدة‪ ،‬استضافتنا لهذا اإلفطار‬ ‫املبارك‪ ،‬أشكر لكم حضوركم ودعمكم إلنجاح‬ ‫مرشوعنا الصحي‪ ،‬طالبني من الله سبحانه‬ ‫وتعاىل أن يبقيكم بأوفر الصحة والسعادة‪ ،‬كل‬ ‫عام وأنتم بألف خري‪ ،‬والسالم عليكم ورحمة‬ ‫الله وبركاته‪ ،‬وتبقى أحب اللحظات لدينا‬ ‫للمسافر اىل أن يعود ‪ ،‬وللصغري اىل أن يكرب‪،‬‬ ‫وللمريض اىل أن يشفى”‪.‬‬

‫املفتي حسون‬ ‫من جهته ألقى مفتي بالد الشام الشيخ‬ ‫الدكتور أحمد بدر الدين حسون كلمة أكد‬ ‫فيها عىل أن “رسالتنا أن يعود لبنان الحبيب‬ ‫بأطيافه ال بطوائفه‪ ،‬وأن نرى مجلس النواب‬ ‫منتخباً عىل أساس أطياف لبنان ال عىل أساس‬ ‫الطوائف‪ .‬وإننا نريد من مجلس النواب أن يكون‬ ‫مجلساً فيه كل لبنان بكل فئاته‪ ،‬وهذا مجلس‬ ‫لألمة وليس مجلس للجامعات‪ ،‬يجب أن يكون‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تحت قبة الربملان اإلنسان املصابر يف أمته‪ .‬ورداً‬ ‫عىل من يريدون أن يقسموا العامل اىل مذاهب‬ ‫وطوائف نقول‪ :‬لقد أرهقناكم‪ ،‬وإن أخىش ما‬ ‫أخىش الشهر القادم وبعد هذا املؤمتر الذي‬ ‫سيعقد يف واشنطن باسم املفاوضات‪ ،‬ما‬ ‫رأيت مفاوضات بدأت إال وبعدها فتنة يف لبنان‬ ‫أو سوريا أو مكان آخر‪ ،‬ملاذا يا ترى؟ هل يريدون من‬ ‫“كامب دايفيد” أن متزق الناس مرة أخرى؟ لذلك‬ ‫فإن لبنان وسوريا اليوم هام الصخرة بأبنائهم‪،‬‬ ‫وبقيادتهم‪،‬‬ ‫برسالتهم‬ ‫بثقافتهم‪،‬‬ ‫بفكرهم‪،‬‬ ‫وأرجو الله أن ميد الرئيسني ميشال سليامن‬ ‫وبشار األسد بالعون عىل مواجهة الصعاب‬ ‫واألزمات املحدقة بنا”‪.‬‬ ‫وأضاف حسون‪“ :‬وأخي األستاذ وئام اليوم‪،‬‬ ‫يدعونا لبناء مدينة التوحيد الطبية‪ ،‬وهذا دامئاً‬ ‫يعطي األمل يف املستقبل‪ ،‬وبذلك يرد عىل من‬ ‫يهدم البناء‪ ،‬وهناك بناء الفكر يف جامعاتنا‬

‫‪36‬‬

‫وبناء الروح يف خلواتنا ومساجدنا‪ ،‬وبناء العقل‬ ‫يف مؤسساتنا الفكرية وبناء الجسم السليم‬ ‫يف مؤسساتنا الصحية وكلها متكاملة مع‬ ‫بعضها ال تتفرق وال تنفصل‪ .‬أخي وصديقي‬ ‫والذي أعتز بصداقته وأشعر به دامئاً العريب‬ ‫املتجذر يف عروبته‪ ،‬املتوحد دامئاً يف رسالته‪،‬‬ ‫املوحد يف خطواته‪ ،‬الذي مل يرتاجع يوم رصصار‬ ‫زلزال الردة‪ ،‬وثبتت قدمه يوم توسعت سوق‬ ‫النخاسة ملن يبيع نفسه فأىب إال أن يكون‬ ‫حراً أبياً‪ .‬وملا سمع جاهليتهم تهاجم أرضهم‬ ‫وعرضهم وبلدهم لبنان وسوريا‪ ،‬نادى فيهم‬ ‫{أال يجهل أحد علينا فإننا نجهل فوق جهل‬ ‫الجاهلني}‪ ،‬فكنت كلام انتهى من حديث يف‬ ‫التلفاز أهتف إليه فأقول حامك الله‪ ،‬إين أخاف‬ ‫زمن‪ ،‬الحر فيه يدفع رضيب ًة‬ ‫عليك‪ ،‬ألنك يف‬ ‫ٍ‬ ‫أليمة‪ ،‬من حريته وكرامته‪ ،‬ومن يطأطأ رأسه‬ ‫يعطى املناصب واملواقع‪ ،‬وأنت أبيت أن تطأطئ‬ ‫فتحملت نتيجة موقفك‪ ،‬وها أنت تتحمل»‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬يا من نبتم يف أرض لبنان الحبيبة‬ ‫وأزهرتم يف ربوعها وجبالها‪ ،‬اذا كان رمضان‬ ‫هو شهر يجمع األرسة الصغرية‪ ،‬فجامله أنه‬ ‫يجمع األمة‪ .‬فهذا اللقاء اليوم يف هذا الشهر‬ ‫املبارك‪ ،‬الذي جعله الله خري الشهور ألنه حرك‬ ‫فيه العقول‪ ،‬فحني مينعك من الطعام إمنا يريد‬ ‫أن يحرك فيك شيئاً آخر‪ ،‬ولذلك أنزل القرآن يف‬ ‫رمضان لنتلقاه بعقولنا ال ببطوننا‪ ،‬فالبطن‬ ‫اذا امتألت وجعلت من القرآن سوقاً تبيع فيه‬ ‫وتشرتي وتتفرق باسم القرآن اىل مذاهب‬ ‫وطوائف‪ ،‬فإن هذا القرآن الذي أنزل يف شهر‬ ‫رمضان ما جاء إال ليوحد‪ ،‬ويسمو بالثقافة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬لذلك أول آية فيه {الحمدلله رب‬ ‫العاملني} ولهذا دالالت عظيمة وعميقة»‪.‬‬ ‫وأردف حسون‪“ :‬إخويت األعزاء‪ ،‬يف لبنان‬

‫وسوريا‪ ،‬وسامحوين اذا قلت بأنني ال أعرتف‬ ‫بالحدود بني كل أقطارنا العربية‪ ،‬والسبب أن‬ ‫القرآن جعلنا بلداً واحداً‪ ،‬وهناك ثالث مواقع‬ ‫تلقت رساالت السامء‪ :‬سيناء وسوريا ومكة‪.‬‬ ‫وردت جميعها يف صورة واحدة من القرآن الكريم‬ ‫{والتني والزيتون وطورسيني وهذا البلد األمني‬ ‫وقد خلقنا اإلنسان يف أحسن تقويم}‪ ،‬أي أنه‬ ‫ملاذا جمعت سيناء مع التني والزيتون مع البيت‬ ‫األمني؟ تكلم عن األمكنة وملاذا يتكلم عن‬ ‫الثمر؟ ما الجامع بني طور سيناء ومكة والتني‬ ‫والزيتون؟ التني والزيتون هي بلدكم سوريا من‬ ‫غزة اىل إنطاكيا ومن البحر اىل معان‪ ،‬هذه‬ ‫هي أرض التني والزيتون‪ ،‬التي تحدها طور سيناء‬ ‫برسالة موىس‪.‬‬ ‫أيها األحبة يف هذه الليلة الرائعة التي‬ ‫نظم عقدها وجمع فرائدها الوئام‪ ،‬والوئام‬ ‫دامئاً مهمته الجمع ال التفريق‪ ،‬مبا وهبه الله‬ ‫فهو وهاب يف وئامه إن شاء أو أىب‪ ،‬إن هذا‬ ‫الجمع الذي جمعته اليوم ليس غريباً‪ ،‬فقد‬ ‫كان أجدادنا هكذا يعيشون‪ ،‬كان البيت‬ ‫الواحد يضم األرس املتعددة التي وإن اختلفت‬ ‫فكرياً ومذهبياً فهي كأطياف الشتاء‪،‬‬ ‫وطيف الشتاء ما أجمله يوم ينزل املطر ثم‬ ‫تسطع شمس الحكمة والعقل والفكر إثر‬ ‫تلك األلوان‪ ،‬بالله عليك لو بقيت لوناً واحداً‬ ‫ٌ‬ ‫روعة وجامل؟ كلام تعددت األلوان‬ ‫لبقي لها‬ ‫زاد الطيف جامالً‪ ،‬وليعلم العامل أننا طيف‬ ‫وأطياف ال طوائف ومذاهب‪ .‬كل يكمل اآلخر‪،‬‬ ‫فإذا كان الفكر السني فكر الفتح‪ ،‬واذا‬ ‫كان الفكر الشيعي هو فكر الوالء‪ ،‬فالفكر‬ ‫التوحيدي هو فكر التصوف اإلسالمي الذي‬ ‫يسمو باإلنسان فكراً وروحاً‪ ،‬ويجعل من‬ ‫األحكام الرشعية مثرات ال صوراً فقط‪ ،‬وهذا‬ ‫ما قرأته يف كتب شيوخ املوحدين األوائل يوم‬ ‫بنوا األزهر ليجمع األمة اإلسالمية ال ليكون‬ ‫لجامعة واحدة أو مجموعة واحدة‪ ،‬فيحق‬ ‫لكم إخويت أبناء معروف أن تفتخروا أن‬ ‫ازهركم ال زال يزهر اليوم وغداً حينام أسسه‬ ‫أجدادكم باألمس‪ .‬ولكن أرجو أن تدعموه‬ ‫دامئاً بالثقافة وال تخافوا وتنفصلوا ومتنعوا‬ ‫ثقافتكم عن االنتشار فأنتم مسلمون‬ ‫حملتم راية اإلسالم للعامل وبرشتم بها يف‬ ‫الكون‪ ،‬فلامذا يعزلنا اآلخرون‪ ،‬ال تقبلوا أن‬ ‫يعزلكم أحد فأنتم أصحاب رسالة منهجها‬ ‫القرآن ونبيها محمد عليه الصالة والسالم‪،‬‬ ‫وعيل والزهراء والصدّ يق وسلامن هم أعمدة‬ ‫النور فيها اىل يوم القيامة‪.»....‬‬

‫وختم حسون‪“ :‬إنه عقد جميل استطاع‬ ‫أن يجمعه أخي وئام من الوطن الواحد من‬ ‫لبنان وسوريا‪ ،‬وأرجو من الله أن ال نغمض‬ ‫عيوننا متجهني اىل اآلخرة إال وفلسطني‬ ‫قد زالت الحدود بيننا وبينها‪ ،‬فننطلق‬ ‫من جنوب لبنان ومن الجوالن لنصيل يف‬

‫القدس دون أن نخرج بطاقة شخصية ألحد‬ ‫يف الربية ألننا يف أرضنا نسري ويف عرضنا نعيش‪،‬‬ ‫ويف صفاء رساالت السامء نستنري”‪.‬‬

‫الشيخ نرص‬ ‫وألقى كلمة شيخ عقل طائفة املوحدين الدروز‬ ‫يف سوريا حسني جربوع الشيخ كميل نرص‪ ،‬لتعذر‬ ‫الشيخ جربوع عن الحضور بسبب وضعه الصحي‬ ‫الدقيق‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫“كان من املقرر أن يكون بيننا سامحة الشيخ‬ ‫حسني جربوع شيخ عقل طائقة املوحدين الدروز لكن‬ ‫حالته الصحية كانت حاجزاً أمام حضوره‪ ،‬فحملني‬ ‫إليكم التحية واملحبة واالحرتام والتقدير لكل الحضور‪،‬‬ ‫وبإسمه وباسم الوفد نحييكم تحية اإلسالم يف‬ ‫هذا الحفل الكبري من أمسيات شهر الخري والربكة‬ ‫والتسامح والتقوى‪ ،‬شهر رمضان املبارك املقدس‬

‫‪37‬‬

‫بقدسية ما أنزل فيه ليلة القدر‪ ،‬ليلة خري من ألف‬ ‫شهر وأنزل القرآن عىل قلب رسول البرشية صىل الله‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬املبعوث رحم ًة للعاملني بدليل قوله تعاىل‬ ‫{وما أرسلناك إال كاف ًة للناس بشرياً ونذيراً ولكن أكرث‬ ‫الناس ال يعلمون}‪ ،‬فحمل الرسالة وأدى األمانة وجعل‬ ‫من اإلسالم نوراً يف الفكر وصالحاً يف العمل»‪.‬‬ ‫يعيش العامل اليوم يف عرص متهاتف خلقياً تقوده‬ ‫قوة عمياء ال رشف لها وال أخالق‪ ،‬فيه اإلرهاب والقتل‬ ‫والدمار واحتالل أرايض الغري ونهب ثروات الشعوب‪،‬‬ ‫وفيه الخونة والعمالء وكل ما يرض باإلنسان‪.‬‬ ‫وختم نرص‪“ :‬نحن يا سامحة املفتي نطالب بالوسطية‬ ‫يف اإلسالم الذي ال يعرف التطرف والشطط‪ ،‬يحايك‬ ‫إميان املؤمن وإنسانية اإلنسان ونؤمن بكل حاجاتنا‬ ‫وطاقاتنا اىل عوامل تبني‪ ،‬وسواعد تحمي وقلوب مؤمنة‪.‬‬ ‫نحن نعيش يف معركة السالم كام نعيش يف معركة‬ ‫الحرب واألعداء قد وضعونا يف سل ٍة واحدة لذا يتحتم‬ ‫علينا أن نكون يف خندق واحد”‪.‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫افتتح مستوصفاً في عين جرفا – حاصبيا لهيئة العمل التوحيدي‬

‫وهاب‬

‫وهاب‪ :‬كل مؤسسة حكومية ستتعاطى مع قرار المحكمة سنعتبرها إسرائيلية‬

‫ثم ألقى وهاب كلمة أكد فيها عىل أهمية‬ ‫“الكالم الكبري الذي صدر باألمس عن النائب وليد‬ ‫جنبالط بعد عودته من سوريا‪ ،‬هذا الكالم الذي‬ ‫يشكل صامم أمان وضامنة مبواجهة كل ما يحاك‬ ‫للبنان‪ ،‬داعياً الجميع إىل قراءة هذا الكالم بتأنٍ كبري‪،‬‬ ‫ألن فيه نصيحة حقيقية ومخلصة لدرء الخطر‬ ‫القادم عىل لبنان‪ .‬وألننا لن نتهاون مع أي محاولة‬ ‫ألن تصبح محكمة الدجل والنفاق الدويل تتحكم‬ ‫مبصري اللبنانيني وبالعالقة بينهم أو أن تحدد‬ ‫مستقبل لبنان‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬إن هذه املحكمة اآلتية إلينا تستطيع‬ ‫الحكومة رفضها باسم كل اللبنانيني‪ ،‬وباسم‬ ‫الوفاق الوطني‪ ،‬وان ترفضها در ًءا للفتنة وحفاظاً‬ ‫عىل السلم األهيل‪ ،‬وكل مؤسسة حكومية أو‬ ‫عسكرية أو غري ذلك ستتعاطى مع هذا القرار‪،‬‬ ‫الفتنة سنعتربها مؤسسة إرسائيلية وسنتعامل‬ ‫معها عىل هذا األساس»‪.‬‬ ‫وتوجه وهاب بالتحية إىل “أهلنا الصامدين‬ ‫الصابرين يف الجوالن السوري املحتل‪ ،‬وإىل أرواح‬ ‫شهدائهم األبرار‪ ،‬واىل معتقليهم األبطال وآخرهم‬ ‫املعتقل البطل فداء الشاعر الذي اعتقلته قوات‬ ‫االحتالل منذ أيام‪ ،‬ونقول لهم إن الفرج قريب وإنه‬ ‫ال تعنينا ال خطوط زرقاء وال خطوط حمراء‪ ،‬ألن أي‬ ‫حدود يف كل هذه األرض أرضنا والجوالن يعنينا كام‬ ‫مزارع شبعا وتالل كفرشوبا»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬يف طريقي إىل هذه املنطقة‬ ‫الحبيبة واىل هذه البلدة الكرمية‪ ،‬سألتني أشجار‬ ‫الزيتون ومياه الحاصباين‪ ،‬عن موعد الفرح اآليت‬ ‫لتلك الربوع املنتظرة منذ زمن بعيد‪ ،‬وحدّثني‬ ‫الشيوخ واألطفال والشباب والنساء عن‬ ‫لقاء الوطن باألرض والشعب واملؤسسات عن‬ ‫استحقاقات املصري يف الرصاع من أجل البقاء‬ ‫مع أعداء الله والوطن واملجتمع‪ ،‬سألتني الديار‬ ‫وربعها امليامني عن صحوة اإلنسان وخالصه‬ ‫وانتصاره وتحقيق ذاته‪ .‬هنالك وقفت ذاكريت‬ ‫وذهب عقيل ليحايك تلك التساؤالت فآنتفض‬ ‫الوجدان املفعم باإلميان وانربت صور التحوالت من‬ ‫بدء التكوين حتى يومنا الحارض فشدت عزميتي‪،‬‬ ‫وشحذت همتي وأدركت معنى الحكمة وجوهر‬ ‫املعتقد القابض عىل النفوس املؤمنة كام الجمر‬ ‫القابض عىل أيدي الدعاة واملرسلني وأوليائه‬ ‫الصالحني‪ .‬عندها عدت للينبوع اىل منهل املعرفة‬ ‫وحقيقة الوجود‪ ،‬اىل أننا قوم سارت بنا املراكب‬ ‫وسط البحار‪ ،‬وخضنا غامر املواجهات والتحديات‪،‬‬ ‫وقاومنا كل عوامل الجهل والتخلف واالنقسام‬ ‫استطراداً لتوحيد الخالق عز وجل وتوحيد‬ ‫كتابه العزيز يف رؤية أخذتنا اىل قول الحقائق‬ ‫والنطق بصدق اللسان وحفظ اإلخوان والرباءة‬ ‫من األبالسة والطغيان‪ ،‬لذا أصبحنا يف عامل‬ ‫الوجود معرفة تلتزم بالثوابت الدينية وتحافظ‬

‫بالزغاريد والهتافات واألسهم النارية‪ ،‬استقبلت‬ ‫حاصبيا رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب‪ ،‬بحضور‬ ‫مئات من املشايخ األجالء‪ ،‬الذي رعى مع املرجع يف‬ ‫طائفة املوحدين الدروز الشيخ أبو عيل سليامن‬ ‫أبو ذياب افتتاح مستوصف عني جرفا الخريي‪ ،‬الذي‬ ‫أنشأته هيئة العمل التوحيدي‪ ،‬مع سيارة إسعاف‬ ‫تابعة له‪ .‬وقد ُأعد لوهاب استقبال حاشد بحضور‬ ‫النائب قاسم هاشم وممثلون عن النائب أنور الخليل‪،‬‬ ‫النائب أسعد حردان‪ ،‬والحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬والحزب التقدمي االشرتايك باالضافة‬ ‫اىل مفوضيات حاصبيا وراشيا يف “تيار التوحيد”‪.‬‬ ‫بعد النشيد الوطني اللبناين وتعريف من الشيخ‬ ‫سامي أبو ذياب‪ ،‬وقف الحضور دقيقة صمت عن أرواح‬ ‫شهداء الجيش اللبناين وشهيد الصحافة عساف‬ ‫أبو رحال الذين سقطوا يف املواجهة األخرية مع‬ ‫العدو اإلرسائييل يف العديسة‪ ،‬ثم ألقى الشيخ‬ ‫باسم دربية كلمة اهايل حاصبيا شكر فيها «‬ ‫التزام هيئة العمل التوحيدي مبساعدة أهلنا يف‬ ‫كل املناطق‪ ،‬وباألخص يف الجنوب الصامد املحروم‬ ‫من أبسط الخدمات الصحية والرتبوية»‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الشيخ راتب نرصالله‪ :‬منهج هيئة‬ ‫العمل خدمة املجتمع‬ ‫ثم ألقى رئيس الدائرة الثقافية يف هيئة العمل‬ ‫التوحيدي الشيخ راتب نرصالله كلمة الهيئة ‪،‬التي‬ ‫جاء فيها ‪:‬‬ ‫ال شك أن املعتقد التوحيدي يو ّلد نوايا الخري‬ ‫والعمل عىل تطبيقها لتكون فكراً وقوالً وعم ًال‪،‬‬ ‫فتشكل منهجاً يرقى به الفرد واملجتمع واألمة‬ ‫والوطن فيام هو للدين والدنيا‪.‬‬ ‫عىل القول‪« :‬ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعنا‪،‬‬ ‫وما أقبح الكفر واإلفالس بالرجل» يف كل ذلك حفظ‬ ‫راع‬ ‫ورعايا فريضة استوجب السعي بها «وكلكم ٍ‬ ‫راع مسؤول عن رع ّيته»‪ ،‬وعىل قدر أهل العزم‬ ‫وكل ٍ‬ ‫تايت العزائم‪ ،‬وتأيت عىل قدر الكرام املكارم‪.‬‬ ‫فرأت هيئة العمل التوحيدي حسب منهجها‬ ‫الذي تتبناه ومنطلقاتها الرامية اىل خدمة املجتمع‬ ‫يف كافة سبل الخري‪ ،‬مساهمة لتحقيق أهداف هذا‬ ‫املجتمع‪ ،‬الذي يرابض عند ثوابته العربية واإلسالمية‬ ‫التوحيدية‪ ،‬منطلقاً من أصول عريقة وحضارة‬

‫‪38‬‬

‫عربية إسالمية توحيدية‪ ،‬هو جذوتها يف مراحل‬ ‫التاريخ كافة‪ ،‬من حقه أن يعيش حياة كرمية تليق‬ ‫به‪ ،‬وتؤمن له كافة املقومات لذلك وال يستمر إ ّال‬ ‫باملؤسسات‪.‬‬ ‫فشقت الهيئة طريقها بكل األيدي التي‬ ‫ساهمت معها‪ ،‬وتوحدت يف رؤيتها التوحيدية‬ ‫الخريية‪ ،‬فكان هذا اإلنجاز «املستوصف الصحي»‪،‬‬ ‫توقيعاً وبصمة يف سجل منهجها‪ ،‬آملني أن متتلئ‬ ‫صفحاتها باإلنجازات يف كافة املجاالت‪ ،‬وتحقيق‬ ‫التكافل والتكامل االجتامعي حفاظاً عىل هذا‬ ‫املجتمع الذي هو أهال للكرامة واالستحقاق يف هذه‬ ‫األرض املباركة برجالها‪ ،‬ومبا يتالأل يف قلوبهم من‬ ‫نور التوحيد‪ ،‬أرض املقاومة الصامدة املنترصة دوماً‬ ‫بأذن الله‪.‬‬ ‫وختم الشيخ نرص الله‪ :‬بورك لنا جميعاً هذا‬ ‫االفتتاح بحضور ورعاية العالمة املرجع الروحي‬ ‫سامحة الشيخ أبو عيل سليامن أبو ذياب ومعايل‬ ‫الوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫وكذلك كان للشاعر نزيه أبو زور قصيدة شعرية‬ ‫يف املناسبة‪.‬‬

‫عىل االنتامء لألرض والوطن والدفاع عن كرامته‬ ‫وحريته»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬وما معركة الخندق للصحايب‬

‫‪39‬‬

‫األكرم سلامن الفاريس عليه السالم اىل جانب‬ ‫الرسول األعظم محمد بن عبد الله إ ّال صورة‬ ‫مشهدية صادقة يف مواجهة عبدة األوثان واألزالم‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫واملتحكمني مبصري الناس‪ ،‬وما ثورة السلطان يف‬ ‫وجه االنتداب الفرنيس إ ّال حالة عكست ذاتها من‬ ‫صالبة معتقدها وفهم رسالتها يف وجه الطامعني‬ ‫واملستعمرين اىل أن نهضت األمة من سباتها‬ ‫العميق وانفجرت براكني الثورة واملقاومة عىل تراب‬ ‫الجنوب وفلسطني‪ ،‬فجاءت بشائر االنتصار تايت بعد‬ ‫عدوان متوز وعدوان غزة وتأيت عىل يد جيشنا األعز‬ ‫فرتدي العدو اإلرسائييل لتتكامل األسطورة يف‬ ‫القوة التي اشتعلت عرب مثلث االنتامء الوطني‪:‬‬ ‫الشعب والجيش واملقاومة‪ ،‬وثالوث املامنعة والصمود‬ ‫القومي ما بني لبنان وفلسطني وسوريا ومقاومة‬ ‫العراق للدخالء والغاصبني اىل كل ما يجري يف‬ ‫محيطنا اإلقليمي من رصاعات وتجاذبات‪”.‬‬ ‫وأردف «أيها األعزاء أطمئنكم اليوم وعىل‬ ‫وقع الزيارات امللكية والرئاسية العربية وحركة‬ ‫املوفدين من كل أقطار الدنيا‪ ،‬بأن هذا السياق‬ ‫ما كان ليأيت لوال القدرة واإلمكانية التي بلغها‬ ‫وطننا لبنان‪ ،‬والذي أصبحت قوته يف مقاومته‬ ‫التي باتت مبندرجاتها التي ذكرت تشكل الحلقة‬ ‫األقوى يف مفاصل الرصاع بوجه كل االحتالالت‬ ‫واالعتداءات والقرارت املسبقة‪ ،‬لذا أقول لكم‬ ‫وأقول للحاصباين وللزيتون والرجال والنساء‬ ‫إن زمن االنتصارات مستمراً حتى قيام الساعة‪،‬‬ ‫وهذا هو الوعد الصادق‪ ،‬وإن زمن األنظمة والحكام‬ ‫الخاضعني لإلرادات األجنبية قد سقط ووىل‪ ،‬وإن‬ ‫عهد التحكم برقاب الناس قد تالىش واضمحل‬ ‫فال الوصايات تجدي وال صكوك امللك تبقى‪ ،‬لذلك‬ ‫أتت الثورة من رحم اإلميان وأتت املقاومة من رحم‬ ‫الوجدان‪ ،‬وغدت بيارق النرص ترتفع نحو السامء‬ ‫توحد األرض واملقدسات بعد أن وحدتها كتب‬ ‫املرسلني واألنبياء‪ .‬نعم هذه هي وحدتنا وهذا هو‬ ‫توحيدنا وذاك الباقي كتابنا‪ ،‬فال تخافوا من هذا‬ ‫النعيم األبدي األزيل الذي اشتقنا اليه وال ترهبكم‬ ‫قعقعة السالح الشيطاين‪ ،‬بل تهيأوا المتشاق‬ ‫سيف املقداد بن األسود‪ ،‬وصهوة الخيول املواكبة‬ ‫للظهور املنتظر‪ ،‬حيث قرقعة األرايض والسموات‬ ‫وتغيري وجه التاريخ وصياغة الزمن اآليت بعد‬ ‫حساب املفسدين والظاملني واملستكربين»‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬بالقول “أيها اإلخوة واألخوات‪،‬‬ ‫إن مستوصفا خريياً يساعد يف تلبية بعض‬ ‫االحتياجات ليس ذلك هو الهدف الذي نصبو اليه‪،‬‬ ‫بل أن رؤيتنا تتعدى هذا اإلطار اىل بناء املؤسسات‬ ‫التي تحمي كرامة اإلنسان يف أرضه ووطنه‪ ،‬وهذا‬ ‫عمل متواضع لهذه املنطقة التي تحملت الكثري‬ ‫أثناء االحتالل وبعده‪ ،‬ورؤيتنا تتعدى هذا اإلطار‬ ‫إىل بناء املؤسسات التي تحمي اإلنسان وكرامته‬ ‫وندعو الدولة إىل أن تأخذ دورها وتحرض إىل هذه‬ ‫املنطقة‪ ،‬وال يكفي أن يصطحبكم أمري قطر‬ ‫الشيخ حمد إىل هنا حتى تتعرفوا إىل الجنوب‪،‬‬ ‫وعليكم أن تزوروها مبفردكم وتروا حاجات أهلها‬ ‫ومعاناتهم‪ ،‬والتحدي أمام هذه الدولة والتي‬ ‫تبقى موازنات حكوماتها فقط لخدمة الدين‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب في إفطار مستشفى الشهيد راغب حرب في النبطية‪:‬‬

‫لوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة منها‬

‫العام وبعض األجور‪ ،‬ويجب أن تتحول لخدمة‬ ‫املناطق النائية يف مناطق الجنوب والبقاع والجبل‬ ‫وكل املناطق النائية‪.‬‬ ‫وهنا من الجنوب ال بد من توجيه التحية إىل قائد‬ ‫الجيش العامد جان قهوجي وقيادة الجيش وضباطه‬ ‫وعىل التصاقهم بالشعب واألرض واملقاومة‪ ،‬هؤالء‬ ‫الذين قاتلوا بالسالح الخفيف واللحم الحي ورأينا‬ ‫صورهم عىل الشاشات كيف ترصفوا بشجاعة‬ ‫فائقة يف الدفاع عن أرضهم وعزة وطنهم وهم‬ ‫سيبقون كذلك إىل جانب املقاومة‪.‬‬ ‫وإن جئنا اليوم إليكم اىل هذه األرض الرشيفة‬ ‫الطاهرة‪ ،‬اىل جوار خلوات البياضة‪ ،‬اىل مرجعية‬ ‫األجاويد واألتقياء واملوحدين فإننا نأيت اىل رؤية‬ ‫تلك العامئم واملناديل البيضاء التي اعتنقت يف‬ ‫جذوتها مالحم الوفاء والفداء والذود عن األرض‬

‫‪40‬‬

‫والعرض والكرامة‪ ،‬نأيت لنؤكد العهد والوعد‬ ‫بأننا قوم ال يستكني عن املجاهرة بالحق وال يخاف‬ ‫من برش مثلهم يك ال يتسلطون عليهم وإننا‬ ‫سنميض بدعاء البياضة الطاهرة للتالقي مع‬ ‫املسجد األقىص وكنيسة القيامة ومقام النبي‬ ‫شعيب عليه السالم‪ ،‬عندها فقط نكون أحفاد‬ ‫سلامن واملقداد وأبا ذر وعامر بن يارس‪ ،‬عندها‬ ‫تطمنئ قلوب املعصومني فيأيت الخالص املنتظر‪،‬‬ ‫ويتحقق الوعد‪ ،‬فتزهر األرض وترشق األنوار‬ ‫وتنترص األمة بحكمة قادتها املجاهدين والرؤساء‬ ‫الصادقني والرجال األوفياء املناضلني الذي عاهدوا‬ ‫الله وما بدلوا تبديال‪ .‬حتى ذلك اليوم سيبقى‬ ‫“تيار التوحيد”‪ ،‬تيار املقاومة الرشيفة‪ ،‬تيار الوطن‬ ‫واألمة‪ ،‬تيار الوحدة والتوحد واالنصهار الوطني‬ ‫والقومي”‪.‬‬

‫قال رئيس «تيار التوحيد» وئام وهاب‪ ،‬خالل حفل‬ ‫إفطار‪ ،‬أقامته اللجنة الطبية يف مستشفى الشهيد‬ ‫الشيخ راغب حرب يف نادي الشقيف ‪ -‬النبطية‪:‬‬ ‫«ملسنا خالل األسابيع املاضية محاوالت للضحك‬ ‫عىل الناس بتأجيل القرار الظني‪ .‬فالذي يعرف القرار‬ ‫الظني من سنتني ما هو‪ ،‬والذي يقول أنه قادر أن يؤجل‬ ‫القرار الظني أشهراً‪ ،‬يعني أن القرار الظني بيده وهو‬ ‫الذي ركبه ورشيك فيه»‪ .‬أضاف «فليسمع الجميع ال‬ ‫تأجيل القرار الظني يعنينا‪ ،‬وال املحكمة الدولية تعنينا‬ ‫وال دانيال بلامر يعنينا‪ ،‬وال كل قرارات لجنة التحقيق‬ ‫الدولية تعنينا‪ ،‬إياكم أن تغامروا بالوضع اللبناين أنتم‬ ‫تأخذوننا إىل مغامرة غري محسوبة خدمة ألهداف‬ ‫دولية معينة‪ .‬ونحن واثقون أن املحكمة لن تحكم يف‬ ‫موضوع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري‪ ،‬هذه‬ ‫املحاكمة ستستمر لسنوات واملحكمة ستصل اىل‬ ‫مكان ستجد أن ليس لديها أي قرائن تستطيع أن‬ ‫تحكم فيها»‪.‬‬ ‫وتابع‪“ ،‬سمعنا أن مجلس الوزراء يدعو إىل تخفيف‬ ‫الحمالت‪ ،‬املدخل لتخفيف الحمالت السياسية‬ ‫واإلعالمية هو بأن تبادر الحكومة إىل وقف متويل هذه‬ ‫املحكمة الفتنة وبسحب القضاة اللبنانيني من هذه‬ ‫املحكمة وال مجال ألي مخرج آخر‪ ،‬إذا صدر القرار الظني‬ ‫يف ترشين أو يف آذار نفس اليشء بالنسبة لنا هذا‬ ‫السيف املس ّلط يجب أن نزيله عن رقاب اللبنانيني”‪.‬‬ ‫وأضاف “إن رئيس الحكومة يحاول إدخال لبنان يف‬ ‫لعبة ليس بحجم لبنان‪ ،‬ومنذ أيام أتاه مستشار‬ ‫ألحد امللوك وليس امللك السعودي‪ ،‬فحثه وشجعه‬ ‫عىل تأييد املفاوضات مع “إرسائيل”‪ ،‬وهو يحاول إدخال‬ ‫لبنان يف لعبة ليست بحجم البلد‪ ،‬ومنذ أيام كان‬ ‫مستشاراً ألحد امللوك عنده‪ ،‬وليس السعودي‪ ،‬فقال‬ ‫له وشجعه عىل تأييد املفاوضات الفلسطينية‬ ‫اإلرسائيلية‪ .‬فهل يستطيع رئيس حكومتنا املصون‬ ‫فعل ذلك؟ ما الحاجة إلدخال أنفسنا يف هذا املوضوع‪،‬‬ ‫وهل نحن ال نعلم أن نتنياهو ال يقدم أي يشء‬ ‫للفلسطينيني وبالتايل هذه املفاوضات لن تصل‬ ‫إىل مكان‪ ،‬وما هي مصلحتنا بإدخال لبنان يف هذه‬ ‫اللعبة‪ .‬رغم أننا كنا نعتقد لفرتة بأن الحريري هو‬ ‫عىل خط التفاهم السوري السعودي الذي يحاول‬ ‫حامية لبنان من العواصف اآلتية‪ ،‬فإذا بنا نراه اآلن‬ ‫عىل خط التفاهم املرصي األردين األمرييك ومحمود‬ ‫عباس واملفاوضات املبارشة‪ ،‬وما إىل ذلك‪ ،‬وهنا اختلف‬ ‫الوضع‪ ،‬وهنا بدأت مرحلة مختلفة من حيث جر لبنان‬ ‫إىل مكان آخر‪ .‬وهذه مقامرة لن نسمح بانتهاجها‬ ‫ويجب وضع حد لهذه السياسة الغبية يف لبنان‬ ‫وهي مغامرات غري محسوبة أو رابحة»‪.‬‬ ‫وتابع “حاولوا يف السنوات املاضية الضحك عىل‬ ‫الناس بتأجيل القرار الظني‪ ،‬ولكن من يقول أنه‬ ‫يعرف القرار الظني منذ عامني‪ ،‬وهو اآلن قادر عىل‬ ‫تأجيله مام يعني أنه هو من ر ّكب القرار الظني‪ ،‬وهو‬

‫رشيك به‪ .‬ومن هنا فليسمع الجميع أن ال تأجيل‬ ‫النصاب دانيال‬ ‫القرار أو املحكمة الدولية وال ذاك ّ‬ ‫بلامر يعنينا بيشء وكل قرارات لجنة التحقيق‬ ‫الدولية تعنينا‪ .‬إياكم أن تغامروا بالوضع اللبناين‬ ‫وتأخذوننا إىل مغامرة غري محسوبة خدم ًة ألهداف‬ ‫دولية معينة‪ .‬ونحن مطمئنون‪ ،‬املحكمة الدولية‬ ‫لن تحكم يف موضوع اغتيال رفيق الحريري‪ ،‬وهذه‬ ‫املحاكمة ستستمر لسنوات طويلة ولن تصل إىل‬ ‫مكان وستجد أنه ليس لديها أي قرائن تستطيع‬ ‫أن تحكم فيها‪ ،‬وقد عرضوا ذات القرار الظني عىل‬ ‫املحقق السابق برامريتس ورفض يومها قائ ًال بأن هذه‬ ‫القرائن ضعيفة وغري كافية وال تستطيع محكمة‬ ‫أن تحاكم بنا ًء عليها‪ .‬ولكن املحقق الحايل بلامر دخل‬ ‫هذه املغامرة‪ ،‬اليوم يدعوا مجلس الوزراء إىل تخفيف‬ ‫الحمالت‪ ،‬واملدخل إىل تخفيف الحمالت السياسية‬ ‫واإلعالمية أن تبادر الحكومة إىل وقف متويل املحكمة‬ ‫– الفتنة وسحب القضاة اللبنانيني منها‪ .‬وال مجال‬ ‫ألي مخرج آخر إذا كان احد يفكر مبخرج آخر‪ .‬القرار‬ ‫الظني سواء صدر يف ترشين أو آذار بالنسبة لنا‬ ‫سيان‪ ،‬يجب أن نزيل هذا السيف املسلط عىل رقاب‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬ونتحداكم أن تكونوا انتم تريدون الحقيقة‬ ‫ومنذ ست سنوات وانتم تسعون إىل السلطة فقط‬ ‫وذلك من اجل توسيع سوليدير ورسقة الكهرباء‬ ‫والهاتف عىل حساب دم رفيق الحريري‪ .‬ولو كان رفيق‬ ‫الحريري يعلم أن دمه كان سيتسبب بهذه الفتنة‬ ‫لرفض‪ ،‬رغم خالفنا معه عىل املرشوع االقتصادي‬ ‫والسيايس يف بعض األماكن»‪.‬‬ ‫وسأل “هل فكر دولة الرئيس الحريري كيف ميكنه‬ ‫أن يحكم بعد صدور القرار الظني؟ وكيف ميكنه أن‬ ‫يكمل حياته السياسية بعد قرار فتنة من هذا النوع؟‬ ‫وهل يتخيل نفسه كام السنيورة ال ميكنه العودة‬ ‫إىل السلطة يف املستقبل؟ وهذه األمور هي رأي كل‬ ‫أطراف املعارضة ومل يعد باإلمكان التلطي خلف‬

‫‪41‬‬

‫األصابع‪ ،‬ألن املسألة اتجهت إىل نواح خطرية أكرث‬ ‫مام نتصور وأصبحت املسألة تتعلق بكرامتنا‪ ،‬وهم‬ ‫يحاولون تحويل املقاومة التي دفعت آالف الشهداء‬ ‫واملعوقني‪ ،‬وتحملت عن كل األمة‪ ،‬من حركة تحرير‬ ‫وطني إىل مجموعة من القتلة تغتال يف لبنان‪.‬‬ ‫يحاولون تصويرها هكذا كمقدمة إلشغال املقاومة‬ ‫يف الداخل‪ ،‬ورضبها بالفتنة الداخلية‪.‬‬ ‫وطأمن إىل أن “القوة والفاعلية عىل األرض هي‬ ‫التي تقرر‪ ،‬واملعارضة يبدو أنها تتجه إىل اتخاذ قرار‬ ‫عىل مستوى معالجة الوضع إذا استمرت األمور عىل‬ ‫ما هي عليه‪ ،‬والبعض يطالب مبنحه فرصة‪ ،‬ونحن‬ ‫عىل استعداد إلعطاء كل الفرص ولكن ليس إىل‬ ‫ما ال نهاية ولن نسمح للغم املحكمة أن ينفجر بنا‪،‬‬ ‫وسنفجره قبل وصوله إلينا‪ ،‬ونحن مدركون لعبة‬ ‫الوقت التي يلعبونها معنا‪ ،‬وإنهم كانوا يتحدثون‬ ‫عن صدور القرار يف أيلول ولكن تحضرياتهم كانت‬ ‫تعمل عىل إصداره يف هذا الشهر‪ ،‬واآلن القرار تأخر‬ ‫وقام مبرسحية شكلية بلامر‪ ،‬أنه هو يريد القرائن التي‬ ‫قدمها السيد نرص الله‪ ،‬والقرائن التي قدمها السيد‬ ‫قدمها إىل الرأي العام والقضاء اللبناين وهو ال يثق‬ ‫باملحكمة الدولية أو باملحقق بلامر‪ ،‬وأكرثية الشعب‬ ‫اللبناين ال تثق بهذا القايض الكذاب‪ .‬هذه القرائن‬ ‫هي أمام الرأي العام اللبناين والعريب يك تعي الناس‬ ‫ما الذي يحرض‪ ،‬ومن شدة غبائه مل ينتظر عىل األقل‬ ‫أسبوع حتى يقول أن القرائن غري كافية ونحن نعلم‬ ‫انه يناور ويقوم بخطوات شكلية»‪.‬‬ ‫وختم بالقول “هذه الحكومة إذا كانت قادرة عىل‬ ‫تجاوز املرحلة دون خسائر فهي تسجل سابقة كبرية‬ ‫وإذا خرج رئيس الحكومة من هذه اللعبة فإنه يكون قد‬ ‫متكن من تسجيل نقاط كبرية‪ ،‬أما إذا كان سيستمر‬ ‫يف هذه اللعبة سيسجل سابقة خطرية وهذه‬ ‫اللعبة التي تحاول استخدامه فحت ًام إن أول ضحايا‬ ‫لغم القرار الظني ستكون هذه الحكومة»‪.‬‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫في احتفال شعبي في بلدة صدد – محافظة حمص تضامناً مع الجوالن‬

‫وهاب‪ :‬هزيمة المقاومة ممنوعة ولو احترقت المنطقة بأكملها‬ ‫أكد رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب أن “سوريا اليوم تقف إىل جانب لبنان وعىل‬ ‫مسافة واحدة من الجميع للخروج من أزمته التي‬ ‫أدخلنا بها القرار ‪ 1559‬ومرشوع جورج بوش الذي‬ ‫قتل الرئيس رفيق الحريري يف طريقه‪ ،‬ولكن ال‬ ‫ننصح أحداً بأن يلعب بها أو يراهن عليها وهي‬ ‫املقاومة يف لبنان”‪ .‬وتابع “سوريا دفعت الكثري‬ ‫لحامية املقاومة يف السنوات املاضية‪ ،‬وبعد أن‬ ‫تغريت كل األجواء يف املنطقة وانترص خيارنا‪،‬‬ ‫خيار املقاومة واملامنعة‪ ،‬حت ًام فإن سوريا لن‬ ‫تتخىل عن هذا الخيار يف لبنان وفلسطني والعراق‬ ‫وكل األمة»‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫كالم وهاب جاء خالل كلم ٍة له يف مهرجان‬ ‫بلدة صدد يف محافظة حمص السورية‪ ،‬بدعوة‬ ‫من أهايل البلدة‪ ،‬والذي كان تحت شعار “من‬ ‫صدد أرض الرسيان تحية إىل الجوالن”‪ ،‬وسط‬ ‫احتفال شعبي كبري تضامناً مع الجوالن املحتل‪،‬‬ ‫شارك فيه آالف املواطنني‪ ،‬وأضاف “من خالل‬ ‫هذا اللقاء الجامع‪ ،‬أصبحنا نفهم ملاذا صمدت‬ ‫سوريا وقيادتها ورئيسها ومتكنت خالل السنوات‬ ‫املاضية من إسقاط عملية االستهداف التي‬ ‫تعرضت لها‪ ،‬وتعرض لها لبنان‪ ،‬وشعب مثلكم‬ ‫لديه إحساس قومي ووطني ميكنه فع ًال الصمود‬ ‫طيلة هذه السنوات”‪ .‬وتابع “ليس تفصي ًال أن‬ ‫نكون اليوم يف حمص‪ ،‬يف منطق ٍة شهدت‬ ‫انتشاراً كبرياً لرسالة املحبة‪ ،‬الرسالة املسيحية‪،‬‬ ‫وهذه املنطقة ليس غريباً أن تأيت اليوم لتتضامن‪،‬‬ ‫ويف سياق مهرجانات الفرح والفن التي‬ ‫تقيمها‪ ،‬مع الجوالن العريب السوري املحتل‪ .‬إنها‬ ‫بادرة جميلة وكبرية ومشكورة‪ ،‬وهي أن نتذكر‬ ‫باستمرار أن هناك إخوة لنا منذ أكرث من ‪ 43‬عاماً‬ ‫ما زالوا يقاومون ويرفضون الهوية اإلرسائيلية أو‬ ‫التطبيع مع املحتل‪ ،‬ويرفضون وجود هذا الكيان‬ ‫الغاصب ويعتربون سوريا هي عمقهم الطبيعي‬ ‫وهي بلدنا‪ ،‬وأن العروبة هي انتامئنا‪ ،‬وجميل جداً‬ ‫أن نتذكر هؤالء ونتضامن معهم من صدد بالد‬ ‫الرسيان إىل أرض الجوالن‪ .‬وال بد يل أن أشكركم‬ ‫فرداً فرداً عىل هذه املبادرة‪ ،‬وأن أشكركم ألن‬ ‫الجوالن يعني يل قضية فلسطني»‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن “سوريا التي دفعت أمثاناً باهظة‬ ‫لحامية املقاومة يف كل األمة فإنها رفضت كل‬ ‫املقايضات خالل السنوات املاضية‪ ،‬ولو قبلت‬ ‫هذه املقايضة لكانت بقيت يف لبنان لعقود‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وفتنة داخلية‪ ،‬باختصار هزمية املقاومة ممنوعة‪،‬‬ ‫وهذه ثابتة سورية منذ الرئيس املغفور له حافظ‬ ‫األسد إىل الرئيس بشار األسد»‪.‬‬ ‫وأكد أن “سوريا اليوم مطلوبة يف العراق‪ ،‬ومن‬ ‫الجميع ألن لديها مرشوعاً‪ ،‬وهي منذ البداية‬ ‫كانت ضد االحتالل ومل تتخل يوماً عن وحدة‬ ‫العراق‪ ،‬وكانت دامئاً إىل جانب شعب العراق‬ ‫ومقاومته‪ ،‬لذلك الكل يأيت إليها ويطلب‬ ‫مساعدتها إليجاد املخرج األمرييك وغريه‬ ‫من القوى اإلقليمية واملحلية يف العراق يريد‬ ‫مساعدة سوريا ليتخلص من مأزقه‪ .‬وكانوا‬ ‫يقولون بتغيري السلوك السوري بينام اليوم فإن‬ ‫السلوك األمرييك قد تغري يف املنطقة‪ ،‬وهذه‬ ‫هي املعادلة الجديدة»‪.‬‬ ‫ونبه وهاب إىل أن “املعركة مل تنته‪ ،‬وعدونا ما‬ ‫زال مرتبصاً‪ ،‬ولكن اطمئنوا فإن قيادة املنطقة‬ ‫قادرة عىل مواجهة لعبة املنطقة بحكمة وروية‬ ‫وصدق‪ ،‬وخالل الفرتة القليلة املاضية فإن ما‬ ‫يقوم به الرئيس األسد وحلفاؤه هو مراسيم‬ ‫دفن الرشق األوسط الجديد الذي سعى إليه‬ ‫األمريكيون‪ ،‬والسعي إىل بناء مرشق جديد ال‬ ‫مكان فيه إال للرشفاء من هذه األمة‪ ،‬وبناء معادلة‬ ‫جديدة قوامها أن تحفظ حقوق وثروات وكرامات‬ ‫العرب وعىل رأسهم حفظ قضية فلسطني يف‬ ‫القلب التي تناساها بعض العرب‪ .‬واالبتعاد عن‬ ‫الرصاعات الجانبية من رصاع مع إيران أو تركيا‬ ‫ورصاعات داخلية من طائفية ومذهبية وإثنيه‬ ‫وغريها‪ .‬ويبقى العدو الرئييس لنا جميعاً هو‬ ‫الكيان الغاصب يف فلسطني ومن يأيت لنهب‬ ‫ثرواتنا عىل حساب الشعوب العربية»‪.‬‬ ‫وختم وهاب بأن “املرحلة الجديدة ميكن أن‬ ‫نطمنئ لها جزئياً ولكن علينا االنتباه لجهة‬ ‫استهداف املقاومة واالستقرار خاص ًة يف لبنان‪.‬‬ ‫وما يجري يف لبنان هذه األيام يبرش بفتنة‬ ‫جديدة‪ ،‬ولن نقبل بأي فتنة مهام كلف األمر‬ ‫وميكن أن تتدخل سوريا بشكل مبارش كام‬ ‫فعلت يف العقود املاضية‪ ،‬والفتنة اليوم تطل‬ ‫برأسها عرب املحكمة الدولية»‪.‬‬

‫عوض‬ ‫طويلة مقبلة‪ ،‬ولكنها اتخذت خيار الوقوف إىل‬ ‫جانب املقاومة حتى ولو خرست بعض اليشء‪،‬‬ ‫وقررت االنسحاب من لبنان وتركت أصحاب القرار‬ ‫‪ 1559‬ينفذون القرار بأيديهم إذا استطاعوا‪،‬‬ ‫وحاولوا يف أكرث من مناسبة ذلك حتى وصلت‬ ‫األمور بهم إىل حد املبارشة بشن حرب العام‬ ‫‪ 2006‬عىل لبنان‪ .‬يومها وجدت املقاومة أن‬ ‫سوريا إىل جانبها بالقول والفعل‪ ،‬ويومها كنتم‬ ‫تشاهدون كيف كانت دبابات العدو تحرتق عىل‬

‫‪42‬‬

‫أرض الجنوب‪ ،‬ويومها كانت الصواريخ التي تحرق‬ ‫الدبابات هي صواريخ سورية‪ .‬ويومها كانت سوريا‬ ‫مستعدة لدخول الحرب لو احتاجت املقاومة إىل‬ ‫ذلك‪ ،‬ولكن إذا كان أحدكم قلقاً عىل املقاومة‬ ‫فأقول له اطمنئ ال تقلق‪ ،‬ألن هزمية املقاومة‬ ‫يف لبنان ممنوعة مهام كلف األمر ولو احرتقت‬ ‫كل املنطقة‪ ،‬وهي من املستحيالت مهام كلف‬ ‫األمر ‪ ،‬ولن نرتاجع تحت التهديد بحرب إرسائيلية‬ ‫أو عاملية أو مبحكمة فتنة ونفاق دولية أو حرب‬

‫كذلك أكد الكاتب السيايس ميخائيل عوض‪ ،‬يف‬ ‫كلم ٍة له يف املناسبة‪ ،‬أن سوريا «أضحت الالعب الرئييس‬ ‫عىل مستوى اإلقليم‪ ،‬وهي بقيادتها الحكيمة‪ ،‬جعلت من‬ ‫هذا البلد محط أنظار الجميع لطلب مساعدته ودعمه يف‬ ‫حل املآزق التي يتخبط بها األمرييك يف العراق أو يف لبنان‬ ‫أو غريه»‪ .‬وأشار إىل أن «املقاومة الجذرية لكل هذا الواقع‬ ‫العريب املهرتئ هي الحل وهي سبيلنا من أجل غ ٍد أفضل»‪.‬‬ ‫ويف الختام املهرجان قدم آهايل بلدة صدد سيفاً لوهاب‬ ‫تقديراً ملواقفه وثوابته الوطنية‪.‬‬ ‫كام حارض وهاب يف املركز الثقايف العريب يف مدينة‬ ‫التل السورية‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫مخيم صيفي لفوج كشاف التوحيد في الجاهلية‬

‫العريضي ‪ :‬لننتقل من حاالت الضعف إلى التقدم واالنتصار‬ ‫يف إطار نشاطه السنوي‪ ،‬أقام فوج‬ ‫الجاهلية يف كشاف التوحيد‪ ،‬التابع‬ ‫ملفوضية املناصف يف الشوف‪ ،‬مخيمه‬ ‫الصيفي الذي استمر أسبوعاً يف أحد‬ ‫أحراج الجاهلية بإرشاف قائد الكشاف‬ ‫سمري أبو ذياب‪.‬‬ ‫شارك يف املخيم خمسون شب ًال وزهرة‪،‬‬ ‫والرياضية‬ ‫الكشفية‬ ‫النشاطات‬ ‫وأقاموا‬ ‫والفنية‪ ،‬ورحالت اىل الطبيعة‪.‬‬ ‫واختتم املخيم بحفل رعاه رئيس التيار‬ ‫الرفيق وئام وهاب ممث ًال بنائب رئيس مجلس‬ ‫األمناء الرفيق عصمت العرييض‪ ،‬وأمني‬ ‫الداخلية محمد الصايغ‪ ،‬أمني املالية‬ ‫ماهر وهاب‪ ،‬أمني التعبئة لؤي أبو ذياب‪،‬‬ ‫رئيس بلدية الجاهلية أمني أبو ذياب‪ ،‬مختار‬ ‫الجاهلية أجود أبو ذياب‪ ،‬الدكتور غانم صعب‪،‬‬ ‫وأهايل املشاركني وحشد من املواطنني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقدم األشبال والزهرات ألعابا رياضية‬ ‫وعروضاً فنية ومرسحيات‪.‬‬ ‫الوطني‬ ‫بالنشيدين‬ ‫الحفل‬ ‫افتتح‬ ‫اللبناين و”تيار التوحيد”‪ ،‬وع ّرف الحفل‬ ‫الرفيقة روال أبو ذياب‪ ،‬وألقى مفوض الجرد‬ ‫يف الكشاف الرفيق جواد الصايغ كلمة‬ ‫باسم مفوضية الجرد‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬

‫من خالل مراحلها املتعددة قادرة أن تجعل من‬ ‫املنتسب إليها إنساناً منتجاً وقادراً عىل االعتامد‬ ‫عىل ذاته وتساعده عىل التأقلم مع املجتمع الذي‬ ‫وجد فيه‪ ،‬ال بل ويف الكثري من األحيان إنساناً‬ ‫مصلحاً ومحسناً يف طرق عيش مجتمعه وذلك‬ ‫من خالل تطبيق القيم واملبادئ التي اكتسبها‬ ‫خالل وجوده يف املخيامت الكشفية والتي تؤكد‬ ‫عىل أهمية البذل والعطاء والتضحية من أجل‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫إىل كشافة التوحيد نقول‪ :‬إن قافلة الحياة‬ ‫تسري فال تنتظر وهي بحاجة إىل أشبال حيويني‬ ‫قادرين عىل اللحاق بها‪ ،‬الوطن يناديكم والحياة‬ ‫تنتظركم والدور الذي ستلعبونه يف املستقبل‬ ‫هو دور كبري وريادي‪ ،‬إن الوطن بحاجة إليكم‬ ‫ملواجهة الهجمة الصهيونية الرشسة التي‬ ‫تستهدفه والتي ال تفرق بني طائفة وأخرى أو‬ ‫بني دين وأخر‪ .‬كونوا متيقنني أنكم ومض ونبض‬ ‫ونسغ هذا الوطن‪ ،‬معكم لن يستطيعوا حجب‬ ‫النور عنا‪ ،‬لن يستطيعوا كبح الثورة التغيريية‬ ‫هزت قروناً وجلت عنا الخمول مل ولن يستطيعوا‬ ‫وقف ما يف النبع من هدير‪ .‬سنبقى عىل العهد‬ ‫مقاومني فدائيني استشهاديني يهابنا املوت وال‬ ‫نهابه‪ ،‬نذل العدو وال ُنذل‪ ،‬يعرفنا العدو كام‬ ‫الصديق أسود حامة العرين‪ ،‬قدوة للمجتمع‬ ‫ولألجيال معلمني‪.‬‬

‫جواد الصايغ‬ ‫سنتان مضت عىل تأسيس اتحاد كشاف‬ ‫التوحيد والغاية من التأسيس كانت تنشئة‬ ‫أجيال قادرة عىل حمل مشعل التغيري الذي‬ ‫أوقد منذ خمس سنوات‪ ،‬وعىل الرغم من الفرتة‬ ‫الزمنية القصرية متكن االتحاد من إقامة مخيمني‬ ‫كشفيني‪ .‬نعم إن إقامة مخيمني كشفيني‬ ‫يف ظل هذه الظروف السائدة‪ ،‬يعد إنجازاً ولكن‬ ‫نحن عندما نبلغ إنجازاً ترتاءى إلينا إنجازات أخرى‪.‬‬ ‫إن الكشاف ثورة تربوية تعمل عىل بعث الروح‬ ‫بالحياة واألمل من أجل تحسني الواقع الذي نعيشه‪،‬‬ ‫وبناء الوطن الذي نحلم به‪ ،‬كام أنه يعترب حركة‬ ‫متممة لإلعداد املدريس حيث يساهم إىل حد‬ ‫بعيد يف سد الفراغ الذي أحدثه املنهج الدرايس‬ ‫الحديث‪ .‬لقد أثبتت الحركة الكشفية أنها قادرة‬ ‫عىل بعث أسلوب تربوي حديث ومتقدم‪ ،‬فهي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جهاد أبو ذياب‬ ‫ثم ألقى مفوض الشوف العام يف الكشاف‬ ‫الرفيق جهاد أبو ذياب كلمة بعد الرتحيب‬ ‫بالحضور قال‪ :‬أمام حالة الترشذم والتفرقة‬ ‫والتغلغل الطائفي داخل الوطن وأمام انتشار‬ ‫ظاهرة املحسوبيات واملحاصصات‪ ،‬وأمام الهجمة‬ ‫الرشسة لتغيري الوجهة الثقافية والحضارية‬ ‫والقومية للوطن‪ ،‬وأمام حاالت التقوقع واالنغالق‬ ‫داخل فئات املجتمع اللبناين‪ ،‬كان من الرضوري‬ ‫خلق حرك ٍة تغيريية هادفة ومنظمة ذات قضية‬ ‫ومبادئ وأهداف‪ .‬فنشأ “تيار التوحيد” وتبناها‬ ‫والتزم بها املواطنون وسيلة للخالص ومنها تم‬ ‫إنشاء فريق عمل يسمى بكشافة التوحيد‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫أقول لرفاقي الكشفيني إننا سنعمل وإياكم‬ ‫جاهدين لبناء مجتمع يقوم عىل االحرتام‬ ‫والتعاون واملحبة‪ ،‬وسنبقى مستمرين ومتكاتفني‬ ‫للوصول اىل ما نريد الوصول إليه‪ ،‬فعلينا أيها‬ ‫الرفاق أن منارس دورنا بجدية وإخالص‪ ،‬فالكشاف‬ ‫شعاره املحبة وهو جيش السالم يف العامل‬ ‫وصديق للجميع‪.‬‬ ‫ختاماً باسمي وباسم كشاف التوحيد أتقدم‬ ‫بالشكر لكل من ساهم معنا بإنجاح املخيم وأخص‬ ‫بالذكر صاحب األيادي البيضاء والكف النظيف‬ ‫رجل العطاء بدون حدود الرفيق وئام وهاب عىل‬ ‫دعمه الكامل لهذا املخيم‪.‬‬

‫بسام جعفر‬ ‫وألقى مفوض املناصف يف الكشاف الرفيق‬ ‫بسام جعفر كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫مع كل رشوق شمس نواجه تحديات جديدة‪ ،‬مع‬ ‫كل غروب نسجل نجاحاً جديداً عىل جميع الصعد‬ ‫ألننا نؤمن بقضية نهضوية واضحة املعامل‪،‬‬ ‫رافضني االنقسام والتجييش العنرصي الطائفي‬ ‫مؤمنني بالوحدة‪ ،‬وبالوطن هذا هو الكشاف‬ ‫الصادق املؤمن برشفه ويعتمد عليه‪ ،‬ويساعد‬ ‫اآلخرين صديق للجميع‪ ،‬مقدام يبتسم وال يعبأ‬

‫‪45‬‬

‫بالصعاب‪ ،‬الكشاف طاهر الفكر والقول والعمل‪،‬‬ ‫وليك ال يبقى وعد الكشاف حرب عىل ورق لقد‬ ‫بدأنا بالعمل الجدي يف مفوضيات املناطق وكان‬ ‫أولها يف بشتفني‪ ،‬لقد أقمنا السوق الشعبي‬ ‫األول الذي استمر ثالثة أيام ويعود ريعه لطالب‬ ‫مدرسة بشتفني‪ ،‬وها نحن اليوم نختتم مخي ًام‬ ‫لكشاف الجاهلية‪ ،‬ونتمنى من جميع املفوضيات‬ ‫أن تلتحق مبسرية العمل الكشفي ونحن حارضون‬ ‫للتعاون وملد يد املساعدة ضمن قدراتنا املتواضعة‬ ‫وكل من يزرع يحصد‪.‬‬ ‫ ‬

‫عصمت العرييض‬ ‫ثم ألقى العرييض كلمة قال فيها‪“ :‬أن‬ ‫أمثل أمامكم يف اختتام املخيم األول لكشافة‬ ‫التوحيد‪ ،‬ويف بلدة الجاهلية بالذات أوقعني يف‬ ‫حرية من أمري ومل أستطع كتابة ما أنوي قوله‬ ‫أمامكم‪ .‬لكنني سأحاول أن أنطلق من خالل‬ ‫جباهكم الشامخة وأياديكم الخرية‪ ،‬ومن وجود‬ ‫هذا الكشاف املتجدد يف عقله وإرادته وتصميمه‬ ‫عىل التحدي بوجه الصعاب واملصاعب‪ ،‬مهام‬ ‫كربت وبلغ حجمها‪.‬‬ ‫سالم عليكم سالم الوئام‪ ،‬من وئام الجاهلية‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫سوق شعبي لفوج بشتفين في كشاف التوحيد‬ ‫حضر افتتاحه رؤساء بلديات ومخاتير وممثلي أحزاب وفعاليات‬

‫والشوف ومن قلب الجبل سالم أحمله لكم‬ ‫وأودعه بينكم‪ ،‬سالم يلتقي بالنفوس الطاهرة‬ ‫القوية القادرة لننتقل بها من حاالت الضعف‬ ‫والهوان والخشوع‪ ،‬إىل حاالت التقدم والعز‬ ‫واالنتصار‪.‬‬ ‫وتابع العرييض‪ :‬إن العمل الكشفي هو عمل‬ ‫شبايب وثقايف وحضاري بامتياز‪ ،‬وطاملا كان‬ ‫“تيار التوحيد” تياراً التخاذ الخطوة باتجاه العمل‬ ‫املتقدم والبناء‪ ،‬تياراً أخذنا من حاالت الضعف‬ ‫واالرتهان إىل حاالت التكامل والتالقي والعمران‬ ‫والبناء‪ ،‬أخذنا من جذوة املايض األليم السحيق‬ ‫من زمن العبودية والذل واالرتهان‪ ،‬والترشذم‬ ‫املذهبي والطائفي والقبيل والعشائري‪ ،‬من‬ ‫هناك أخذنا إىل سفوح هذه التالل املباركة‪،‬‬ ‫سفوح هذا الجبل األشم حيث أثبت “تيار‬ ‫التوحيد” وعرب عمره الذي مل يتجاوز السنوات‬ ‫الخمس‪ ،‬بأنه قو ًة تستطيع أن تتخذ القرار وأن‬ ‫يكون لها مكاناً تحت الشمس وأن يكون لها‬ ‫موقف يف صبيحة كل نهار‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬إن ما يؤملنا أن تبقى بعض إرادات‬ ‫فينا خارجة عن القانون الطبيعي لهذا الكون‬ ‫واستمراره‪ ،‬ما يؤملنا أن يكون ارتهاننا وثني عبودي‬ ‫يخضع لالرتهان وأن ال نكون أسياداً وأحراراً يف‬ ‫اتخاذ قراراتنا من أجل مستقبل أوالدنا وكشافنا‪.‬‬ ‫ما يؤملنا أن نستجدي وظيفة أو خدمة أو عالج‬ ‫مريض عىل أبواب مستشفى‪ ،‬إال بعد اتصال‬ ‫هاتفي من هذا أو من ذاك‪ .‬إن الحقوق املطلبية التي‬ ‫ننادي من أجل تحسينها‪ ،‬ألجل أبناء مجتمعنا‬ ‫تنطلق يف “تيار التوحيد”‪ ،‬بالعمل عىل تأمني‬ ‫مجانية الطبابة والتعليم وضامن الشيخوخة‪،‬‬ ‫بهذه الطرق تحفظ كرامات الناس‪ ،‬وبهذا تصبح‬ ‫إرادة الناس حرة وسيدة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬إننا ومن خالل موقعنا يف هذا الجبل‪ ،‬ال بد‬ ‫لنا من التأكيد باسم “تيار التوحيد” عىل وجوب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عىل مدى ثالثة أيام وبإعداد وتنسيق مفوض‬ ‫املناصف يف كشاف التوحيد الرفيق بسام‬ ‫جعفر واملنسق اإلعالمي عصام أزرافيل‪ ،‬ومنسق‬ ‫التعبئة أكرم جعفر‪ ،‬أمني رس املفوضية دالل‬ ‫جعفر‪ ،‬وأمينة الصندوق دياال فياض‪ٌ ،‬أقام فوج‬ ‫بشتفني لكشاف التوحيد يف مفوضية املناصف‬ ‫لـ “تيار التوحيد” سوقاً شعبياً يف ملعب مدرسة‬ ‫بشتفني الرسمية‪ ،‬تضمن عرضاً للمونة املنزلية‪،‬‬ ‫واألشغال اليدوية‪ ،‬واملأكوالت الشعبية القروية‪.‬‬ ‫حرض حفل افتتاح السوق كل من رئيس بلدية‬ ‫بشتفني فؤاد جعفر مع أعضاء من املجلس البلدي‪،‬‬ ‫ورئيس بلدية دير كوشة عاطف ضو وأعضاء‬ ‫البلدية‪ ،‬مديرة مدرسة بشتفني الرسمية نهى‬ ‫فياض‪ ،‬مختار دير كوشة سليامن مخيرب‪ ،‬مختار‬ ‫بشتفني الشيخ أنور فياض‪ ،‬مدير مديرية بشتفني‬ ‫يف الحزب السوري القومي االجتامعي الدكتور‬ ‫زهري فياض‪ ،‬ممثل حزب البعث العريب االشرتايك‬ ‫وجيه جعفر‪ ،‬كاتب العدل وهيب فياض‪ ،‬وحضور‬ ‫عدد من مسؤويل التيار ومنارصيه ومؤيديه‪،‬‬ ‫وكشاف التوحيد يف الجاهلية‪.‬‬

‫توحيد مشيخة عقل طائفة املوحدين الدروز ومن‬ ‫تعديل قانون املجلس املذهبي ومن إعادة تأسيسه‬ ‫من جديد‪ ،‬وإعطاء الحقوق كامل ًة ألبناء هذه‬ ‫الطائفة‪ ،‬ومعالجة قضايا الشباب الذي ال يجد له‬ ‫مسكناً أو مأوى‪ ،‬مام يضطره للرحيل وهناك اآلالف‬ ‫من أبناء الوطن يف الخارج‪.‬‬ ‫ويف الوقت ذاته‪ ،‬عىل الحكومة اللبنانية أن‬ ‫تهتم أكرث باعتامد نظام انتخايب جديد يقوم‬ ‫عىل أساس النسبية‪ ،‬وال بد أيضاً ويف هذه‬ ‫املرحلة بالذات ال بد من الوقوف إىل جانب‬ ‫املقاومة التي تتآمر عليها القوى الكربى‪،‬‬ ‫وهي التي استطاعت أن تحرر األرض واإلنسان‪،‬‬ ‫واملقاومة التي أخذت عىل عاتقها تحرير كامل‬ ‫املناطق املحتلة‪ ،‬ومن أجل ذلك فإنه من واجب‬ ‫الحكومة أن تقوم بسحب القضاة من املحكمة‬ ‫الدولية ووقف متويل هذه املحكمة‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫هذه املحكمة هي محكمة القرار األمرييك‬

‫‪46‬‬

‫الصهيوين وتريد أن توقع فتنة يف هذا البلد‪،‬‬ ‫لكن إرادة املقاومني الرشفاء ويف طليعتهم‬ ‫رئيس التيار وئام وهاب‪ ،‬والذي قال أكرث من مرة‬ ‫أن هذه املؤامرة لن متر‪ ،‬وسوف يرى الجميع بأن‬ ‫وغي املعادالت من مكان‬ ‫ما حدث يف ‪ 7‬أيار‬ ‫رّ‬ ‫آلخر‪ ،‬فإن هذه املرة سيأخذ الجميع من مكان‬ ‫آلخر نحو املواطنة الحقيقية بوجه االستعامر‬ ‫واالمربيالية والصهيونية‪.‬‬ ‫مرت أمامنا ثلة من الشباب الكشفي وخريجي‬ ‫هذه الدورة‪ ،‬وهي ستكون طليعة انتصاراتنا‬ ‫املستقبلية والنرص الذي يدفعنا إىل التأكيد‬ ‫عىل أن وجودنا سيستمر ولن ينكفئ‪ ،‬وقرارنا يف‬ ‫“تيار التوحيد” قد اتخذ ولن نرتاجع عنه‪.‬‬ ‫ويف الختام ألقى قائد الكشاف الرفيق سمري‬ ‫ابو ذياب قصيدة‪ ،‬وقام بتوزيع الكؤوس والدروع‬ ‫عىل الفائزين يف السباحة وكرة القدم واملميزين‬ ‫يف األعامل الفنية واألشغال اليدوية‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب رأي‬

‫منرب التيار‬

‫وفاة والد أمين العمل والنقابات في «تيار التوحيد» وائل صعب‬ ‫ورئيسه وقيادته تشارك في المأتم وتقديم التعزية‬ ‫وافت املن ّية الس ّيد عيل بشري صعب والد‬ ‫أمني العمل والنقابات الرفيق وائل صعب‪ ،‬وقد‬ ‫أقيم له مأمتاً بتاريخ ‪ ،2010/8/7‬حرضه رئيس “تيار‬ ‫ضم أعضاء‬ ‫التوحيد” وئام وهاب‪ ،‬عىل رأس وفد ّ‬ ‫املكتب السيايس ومجلس األمناء‪ ،‬ويف اليوم‬ ‫التايل قدّمت السيدة لني وئام وهاب التعازي يف‬ ‫منزل الفقيد‪.‬‬ ‫وقد زار معزياً النائب األستاذ أكرم شه ّيب عىل‬ ‫رأس وفد من الحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬واألمرية‬ ‫حياة فيصل ارسالن عىل رأس وفد‪.‬‬ ‫أرسة “منرب التوحيد” تتقدم بأح ّر التعازي لعائلة‬ ‫الفقيد سائلة الله لهم الصرب والسلوان‪.‬‬

‫كام تتقدم أمانة اإلعالم يف “تيار التوحيد” بأح ّر‬ ‫التعازي من أمني العمل والنقابات وائل صعب‬ ‫بوفاة والده السيد الفاضل أبو وائل عيل بشري‬ ‫صعب الذي أمنّ الله عليه سبحانه وتعاىل من‬ ‫مكارم األخالق ورأفة وعطف‪ ،‬هذا الرجل الصلب‬ ‫ّ‬ ‫تعطرت‬ ‫واإلنسان القايض والحكيم الذي لطاملا‬ ‫مدينة الشويفات مبناقب ّيته العالية‪.‬‬ ‫فمن مثار الوفاء ألف تحية قلبية جامعة مبعاين‬ ‫الوفاء وأرسار الحب لرحيل “أبو وائل” الذي سوف‬ ‫يرتك غيابه أثراً كبرياً يف حياتنا‪ ،‬ونسأل الله أن‬ ‫يخلفنا فيه بخري وأن يلهم أهله ومحبيه الصرب‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫نشاطات أمانة العالقات الخارجية في «تيار التوحيد»‬

‫شاركت أمينة العالقات الخارجية يف “تيار‬ ‫التوحيد” فريال أبو ذياب يف الحملة التي نظمتها‬ ‫سفارة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية يف‬ ‫لبنان تحت عنوان ‪”:‬غي وجه حملة االدعاءات‬ ‫الباطلة ضد حكومتها ورئيسها “ ‪.‬‬ ‫وباملناسبة ألقت السفرية الفنزويلية سعاد‬ ‫كرم كلمة استنكرت فيها الحملة الباطلة التي‬ ‫يقودها الرئيس الكولومبي قبل أيام معدودة‬ ‫من انتهاء واليته‪ ،‬والتي تستهدف سمعة‬ ‫الحكومة البوليفارية الفنزويلية‪ ،‬وتشكل جزءاً‬ ‫من اسرتاتيجية حربية منظمة تهدف اىل تربير‬ ‫عدوان عسكري خارجي ضد فنزويال‪ ،‬محذرة‬ ‫من الخطر الداهم املتمثل بالتواجد العسكري‬ ‫للقوات األمريكية وإعادة تفعيل األسطول الرابع‬ ‫يف بحر الكاريبي وأمريكا الوسطى والجنوبية‪،‬‬ ‫معلنة تأييدها للشعب الكولومبي الذي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫سيتمكن من رفع صوته ضد أولئك الذين يريدون‬ ‫تحويل جمهورية كولومبيا اىل منصة للتدخل‬ ‫العسكري األمرييك ضد فنزويال‪.‬‬ ‫كام شاركت أبو ذياب ممثلة رئيس “تيار‬ ‫التوحيد” الوزير وئام وهاب يف حفل العشاء الذي‬ ‫أقامه املنتدى القومي العريب يف إطار التضامن‬ ‫اللبناين الفلسطيني مع فنزويال يف ظل‬ ‫االدعاءات الباطلة القامئة ضد رئيس الجمهورية‬ ‫البوليفارية الفنزويلية هوغو تشافز فرياس‬ ‫وحكومته‪.‬‬ ‫ولبت دعوة لجنة التضامن اللبنانية لتحرير‬ ‫املعتقلني الكوبيني الخمسة للمشاركة يف‬ ‫االحتفال بالعام امليالدي الـ ‪ 84‬للقائد األممي‬ ‫فيدل كاسرتو روز‪ ،‬الذي أقيم يف ‪ 13‬آب ‪ ،2010‬يف‬ ‫مقهى ‪ 101‬يف بريوت‪ ،‬بحضور أصدقاء كوبا يف‬ ‫لبنان وعدد من جمعيات التضامن والصداقة مع‬

‫‪48‬‬

‫جزيرة الحرية وممثيل األحزاب واملنظامت السياسية‬ ‫اللبنانية والفلسطينية‪.‬‬ ‫واىل جانب مشاركتها يف املحارضة التي أقيمت‬ ‫بدعوة من لجنة املبادرة الوطنية لكرس الحصار‬ ‫عىل غزة‪ ،‬شاركت أبو ذياب يف العرض األول‬ ‫للفيلم اإليراين “الطريق املسدود”‪ ،‬الذي أقيم‬ ‫يف األونيسكو يف ‪ ،2010/8/5‬بدعوة من سفارة‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬بحضور ورعاية‬ ‫وزير االعالم الدكتور طارق مرتي‪.‬‬ ‫كام شاركت يف املحارضة التي ألقاها‬ ‫الناشيطان اإلسبانيان‪ ،‬بطال أسطول “الحرية”‬ ‫مانويل تابيال والورا آروا‪.‬‬ ‫ويف إطار آخر‪ ،‬قامت أبو ذياب بزيارة سفارة‬ ‫الجزائر يف بريوت‪ ،‬فالتقت السفري ابراهيم بن‬ ‫عودة حايص‪ ،‬وجرى عرض لألوضاع يف لبنان‬ ‫واملنطقة‪.‬‬

‫ثورة الدواليب وجحش الدولة‬ ‫سقى الله السنوات السامن من خوايل‬ ‫الخمسينات والستينات التي شكلت ربيع‬ ‫صبانا‪ .‬يومذاك كانت كهرباء الدولة تنري املنازل‬ ‫والشوارع‪ ،‬وتحرك عجلة املصانع واملطابع‪.‬‬ ‫ويومذاك ما كانت األجساد تلتهب مع إرتفاع‬ ‫الحرارة‪ ،‬وال األنفاس تنقطع مع تقطع الكهرباء‪،‬‬ ‫ومل نكن نعرف املولدات وال سمومها الضاربة‬ ‫يف الفضاء‪ .‬وكانت املياه تجري فتسقي الزرع‬ ‫والرضع‪ ،‬نرشبها صافية من الصنابري‪ ،‬ال من‬ ‫قوارير املياه امللوثة لرشكات تكاد تبيع الهواء مع‬ ‫أيام نداولها‪ُ ،‬كنَّا‬ ‫املاء يف بلد املاء والهواء‪ .‬تلك ٌ‬ ‫نتظاهر لدوافع إنسانية وسياسية وقومية‪ ،‬من‬ ‫أجل فلسطني والجزائر والوحدة والحرية‪ .‬مل نحرق‬ ‫الدواليب وال الواجهات‪ ،‬ومل نقطع الطرقات ومل‬ ‫نشتم السلطات من أجل حقوق مطلبية‪ .‬يف‬ ‫ذلك الزمان كان للدولة جحشها هو الرتامواي‬ ‫(الرتين)‪ ،‬وكان فقراء الشعب من العامل وصغار‬ ‫املوظفني والتالميذ‪ ،‬يتخذون منه وسيلة نقل ما بني‬ ‫الدورة والحرج ورأس بريوت‪ .‬وكان هذا الجحش خدوماً‬ ‫ّ‬ ‫صبوراً قانعاً‬ ‫منظ َام ومطيعاً‪ ،‬يحط بنا يف محطاته‬ ‫نصف من الساعة بدون ملل منا أو كلل منه‪.‬‬ ‫خالل ٍ‬ ‫لقد كانت الرحلة ممتعة مع جحش الدولة‪ ،‬خادم الشعب الطيب‪ .‬فمع‬ ‫هذا الخادم األمني‪ ،‬تأ ّمنت سهولة اإلنتقال‪ ،‬وتواكبت معها الكلفة الرخيصة‬ ‫فض ًال عن متعة السياحة يف أرجاء بريوت‪ .‬كانت هذه الرحلة يومية‬ ‫وفولكولورية وعملية‪ ،‬ال زعيق فيها وال نقيق وال نهيق‪ ،‬سوى الجرس الذي كان‬ ‫يدق من ّبهاً الركاب عند كل محطة‪ُ ،‬معلناً الوقوف واإلقالع‪ .‬وكانت كلفة هذه‬ ‫الرحلة الطويلة‪ ،‬خمس ًة من القروش‪ ،‬تساوي مثن كعكة سمسم طازجة‬ ‫أو (سندويشة) شهية من فالفل صهيون‪ .‬وكان جحش الشعب هذا‪ ،‬يسري‬ ‫الهوينا متسل ًال بني الشوارع‪ ،‬حيث ال زحمة وال زحام‪ ،‬وال أوساخ وال سخام‪،‬‬ ‫وكان ركابـه سعداء‪ ،‬فهُم إ ّما متنادمون يف داخله‪ ،‬أو قارئون للصحف‬ ‫الج ْيب‪ ،‬أو تالميذ يذاكرون‪ ،‬أو سارحون بأنظارهم إىل الخارج من خالل‬ ‫و ُكت ُِب َ‬ ‫النوافذ‪ .‬وكان الناس يصلون إىل أعاملهم وفق مواعيدهم‪ ،‬ال متذمرين وال‬ ‫ضجرين‪ .‬وكانت الدولة مبنجاة من النقد والشتائم وحرق الدواليب وتحطيم‬ ‫الواجهات‪ .‬واملجتمع كان هانئاً ال تبادل فيه إلطالق الرصاخ أو النار عىل‬ ‫أفضلية املرور‪ .‬وكان الرجل يعطي ِمقعده لرجلٍ ُم ْق َعد‪ ،‬أو إلمرأ ٍة حاملٍ ‪،‬‬ ‫أو لرجل دين‪ .‬وكانت الكهرباء ال تنقطع يف عيون الساهرين من الطالب‬ ‫والسامر والتُّجار‪ ،‬وأهل الليل والنهار‪ ،‬من سائحني ومواطنني‪.‬‬ ‫والكتاب‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكانت ال َب َساطة يف العيش هي الغالبة‪ ،‬وكنا مل ندخل بعدُ عاملَ األقنية‬ ‫الفضائية وال التلفزيون وال االنرتنت‪ ،‬فغرفة واحدة تكفي ألرسة ر ُّبها ليس‬ ‫بطالب‬ ‫من أرباب العمل بل من العماّ ل الكادحني‪ ،‬حتى إذا ما ضاقت الغرفة‬ ‫ِ‬ ‫علم‪ ،‬كان يخرج إىل الشارع ليلتمس الدرس تحت أعمدة الكهرباء‪ .‬ويومذاك‬ ‫ٍ‬ ‫كان راديو الرتانزيسرت هو الوحيد مصدر أخبارنا وسلوانا‪ ،‬وكانت السينام‬ ‫سعاد ًة ملن استطاع إليها سبيال‪ .‬أما اليوم يف زمن الـ ‪ 220‬فولت‪ ،‬لكهرباء‬ ‫العرشين ملياراً من الدوالرات (املنهوبة)‪ ،‬ويف عرص العوملة والليزر والطاقات‬

‫النووية والنظيفة‪ ،‬ومع االتصاالت واملواصالت‬ ‫التي تنافس رسعة الصوت‪ ،‬ومع كل ما كنا‬ ‫ُ‬ ‫(وش َّب ْيك‬ ‫نحلم أن يؤ ِّمنه لنا الفانوس السحري‬ ‫ُل َّب ْيك)؛ أجل‪ ،‬اليوم‪ ،‬نتساءل مبرارة وغضب‪ ،‬هل‬ ‫نحن سعداء يف بل ٍد مل يع ْد سعيداً وكان قد‬ ‫أعطي لقب سويرسا الرشق؟ ف َمن هو القادر‬ ‫رس وسهولة من الدورة‬ ‫منا أن ينتقل اليوم بي ٍ‬ ‫إىل الحرج إىل راس بريوت مبثل هناءة السنوات‬ ‫الخوايل‪ .‬فالكهرباء حلت محلها العتمة‪،‬‬ ‫وأسوأ من هذه العتمة طواحني املولدات التي‬ ‫تهلك العيون وتصم اآلذان‪ ،‬وتسمم األبدان‪،‬‬ ‫وهي أصبحت تجارة حرب تلزمك بدفع فاتورة‬ ‫تضاف إىل فواتري ملغومة‪ ،‬إلدارة تتواطأ عىل‬ ‫شعبها عرب كل الفواتري والصفقات املشبوهة‪.‬‬ ‫إن الريبة قدمية حول سلوك طبق ٍة سياسية‪،‬‬ ‫متلك القرار يف وزارة الطاقة ويف باقي الوزارات‪.‬‬ ‫بل هي ريبة متقادمة‪ ،‬تتحول إىل تهمة تدور حول‬ ‫من تعاقبوا عىل إقرتاف جرمية النور فجعلوه ظالماً‪،‬‬ ‫كتعاقب الزناة عىل الفضيلة فجعلوا منها سوق‬ ‫إشباع وإثراء‪.‬‬ ‫بغاء‪ ،‬ومصدر‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم‪ ،‬ال كهرباء لتُيضء‪ ،‬وال ماء لتُرشب‪ ،‬وال خليوي ل ُيسمع‪ ،‬وال طرقات‬ ‫لتُسلك‪ ،‬وال مرو َر ليسه َُل العبور‪ ،‬وال مواعيد لتصدُ ق وال دواء ألصحاء‪ ،‬وال‬ ‫أمان لخائف‪ .‬إمنا مغارات ورشكات (وسمـاوات مغطاة بقبوات)‪ .‬فال مصداقية‬ ‫ملسـؤول اختلس تحت الحصانة أو مسؤول سكت عن االختالس‪ ،‬والساكت‬ ‫عن الحق شيطان أخرس‪ .‬عامل ال صدق فيه وال صدِّيق‪ ،‬عامل غدا ملحه‬ ‫فاسداً‪ ،‬والصدق ملح األرض‪ ،‬إذا فسد امللح فسدت الحياة‪ .‬لقد كذب من‬ ‫كذاب أَ رِش‪ ،‬ألنه جعل من‬ ‫قال‪ :‬الكذب ملح الرجال‪ .‬وليس ميكيافيليل إ َّال‬ ‫ٌ‬ ‫الكذب فلسفة للعمل السيايس املعارص‪ ،‬فأهلك معها األخالق السياسية‪.‬‬ ‫وعندما ألف كتاب “األمري” ألهل الغرب كان يقوم بدور مسيلمة الكذاب‬ ‫ألهل الرشق‪ .‬إكذب وارسق واقتل‪ ،‬ولكن ُكنْ أمرياً‪ ،‬فالغاية تربر الوسيلة‪،‬‬ ‫هذه هي املكيافيلية‪.‬‬ ‫ودولة اليوم‪ ،‬يف هذا البلد الالوطن‪ ،‬هي دولة عيل بابا‪ ،‬حيث البلد كلها‬ ‫مغارته‪ ،‬ومنوذجها مغارة جعيتا‪ ،‬إحدى عجائب األرض والرسقات‪ ،‬وأكربها‬ ‫مغارة وزارة الكهرباء ولصوصها (الرشفاء)‪.‬‬ ‫ويتساءلون ملاذا حرق الدواليب! ملاذا اآله‪ ،‬واألمل ينخر العظم‪ .‬وينسون‬ ‫قوالً مأثوراً إلمام البلغاء عيل‪“ :‬عجبت لجائع ال يخرج عىل الناس حام ًال‬ ‫سيفه”‪.‬‬ ‫أال سقى الله كهرباء الـ ‪ 110‬فولت فقد كانت حارضة ناظرة يف عيون‬ ‫الفقراء‪ .‬أما اليوم‪ ،‬وبعد حرب دامت ثالثني عاماً‪ ،‬من أجل بناء الدولة‪ ،‬فإن أمراء‬ ‫الحرب صاروا سالطينها‪ ،‬فجلسوا عىل الكرايس سعداء‪ ،‬وأطفأوا الكهرباء‪،‬‬ ‫ولوثوا املاء والهواء‪ ،‬وتالعبوا بالدواء‪ ،‬ثم بعد أن رصفوا جحش الدولة من‬ ‫الشعب جحشاً فركبوه‪ .‬لقد أدخلوا العتمة إىل عيون‬ ‫الخدمة‪ ،‬جعلوا من‬ ‫ِ‬ ‫الناس ونسوا أن ا ِإل ْب َصار بالبصرية ال بالبرص‪ ،‬وإن ثورة الدواليب قدر‪ ،‬وإن غداً‬ ‫لناظره قريب‪.‬‬

‫نائب بريوت السابق‬ ‫د‪ .‬حسني يتيم‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫أميركا تغ ّير شكل احتاللها للعراق‬ ‫إعالن الرئيس األمرييك باراك أوباما سحب‬ ‫القوات القتالية من العراق بحلول نهاية أب‬ ‫‪ 2010‬يأيت ليؤكد ما تعهد به‪ ،‬وهذا كان محل‬ ‫إشادة الصحف األمريكية وغريها‪ ،‬والعنوان املراد‬ ‫تسويقه “القوات األمريكية تغادر العراق”‪ ،‬كالم‬ ‫أوباما أبعد ما يكون عن الحقيقة‪ ،‬وهذا ما تقوله‬ ‫الوقائع عىل األرض‪ ،‬وهذه القوات تعيد تشكيل‬ ‫صورة االحتالل‪.‬‬ ‫ومثلام أطلق الرئيس األمرييك السابق جورج‬ ‫بوش “الحرب عىل اإلرهاب” تحت اسم “عمليات‬ ‫الطوارئ يف الخارج” توىل أوباما من بعده عبارة‬ ‫“عمليات حفظ االستقرار”‪ ،‬وهذا ما أشار إليه‬ ‫املتحدث باسم قوات االحتالل األمرييك ستيفن‬ ‫النزا‪ ،‬يف حديثه لصحيفة “نيويورك تاميز” قائال‪:‬‬ ‫عملياً لن يتغري يشء “سيبقى يف العراق‬ ‫بعد االنسحاب ‪ 50‬ألف جندي يف ‪ 94‬قاعدة‪،‬‬ ‫وذلك “إلرشاد الجيش العراقي وتدريبه” وتوفري‬ ‫ومكافحة اإلرهاب”‪.‬‬ ‫وتسعى الواليات املتحدة أيضاً اىل خصخصة‬ ‫االحتالل‪ ،‬من خالل وجود مئة ألف من املرتزقة‬ ‫يعملون لحساب قوات االحتالل‪ ،‬وتريد واشنطن‬ ‫زيادة أعداد هؤالء كثرياً‪.‬‬ ‫وكذلك تهدف وزيرة الخارجية األمريكية‬ ‫هيالري كلينتون اىل زيادة عدد املرتزقة العاملني‬ ‫من ‪ 2700‬اىل سبعة أالف‪ ،‬ليتمركزوا يف خمس‬ ‫وظائف دامئة يف العراق‪.‬‬ ‫ومن الواضح أنه ليس لدى الواليات املتحدة‬ ‫نية لرتك العراق يف وقت قريب‪ ،‬فقد بنت يف‬ ‫بغداد أضخم سفارة يف العامل‪ ،‬إذ يقارب‬ ‫حجمها مدينة الفاتيكان‪ ،‬وهناك سبب واحد‬ ‫يؤكد أمر عدم خروج قوات االحتالل من العراق‪،‬‬ ‫وهو وجود عرشات العقود النفطية التي أبرمتها‬ ‫الحكومة العراقية مع رشكات أجنبية‪ ،‬من بينها‬ ‫ثالث من كربى الرشكات األمريكية ويؤكد‬ ‫الخبري يف الشأن العراقي غرينغ موتيت‪ ،‬أن‬ ‫العقود النفطية مشكوك يف رشعيتها‪ ،‬وهي‬ ‫تضع ‪ % 60‬من احتياطات العراق النفطية تحت‬ ‫سيطرة الرشكات األجنبية ألجل طويل‪ ،‬وتظهر‬ ‫التطورات أن واشنطن تريد إيجاد نظام جديد‬ ‫كشكل استعامري إلبقاء سيطرتها عىل العراق‬ ‫وفرض هيمنتها عىل املنطقة‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة أكدت‪ ،‬أن وجودها العسكري‬ ‫يف العراق بعد انسحابها الكامل نهاية العام‬ ‫‪ ،2011‬لن يزيد عن بضع مئات من الجنود‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد املخاوف التي عرب عنها رئيس أركان الجيش‬ ‫العراقي بايكر زيباري الذي أعلن أن القوات‬ ‫العراقية لن تكون قادرة متاماً عىل تويل امللف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التنافس عىل السلطة‬ ‫األمني قبل ‪ ،2020‬وستكون يف حاجة اىل‬ ‫الدعم األمرييك حتى ذلك الحني‪ ،‬قال وزير‬ ‫الدفاع األمرييك روبرت غيتس “إن الواليات‬ ‫املتحدة لديها اتفاق مع العراقيني‪ ،‬عىل موعد‬ ‫االنسحاب وإذا تشكلت حكومة عراقية جديدة‬ ‫وأرادت البحث يف موعد االنسحاب‪ ،‬فنحن‬ ‫جاهزون للتفاوض‪ ،‬ولكن هذه املبادرة يجب أن‬ ‫تأيت من العراقيني”‪.‬‬ ‫قبل أكرث من سبع سنني وقف الرئيس‬ ‫األمرييك جورج بوش يف األول من أيار ‪ ،2003‬أي‬ ‫بعد احتالل العراق بأقل من شهر واحد ليعلن‬ ‫أن “املهمة أنجزت”‪ ،‬وبعد سبع سنني عىل هذا‬ ‫اإلعالن‪ ،‬وقف الرئيس باراك أوباما ليقول أن املهمة‬ ‫القتالية للقوات األمريكية انتهت‪ ،‬والسؤال اىل‬ ‫أين مييض العراق‪ ،‬بعد “إنجاز املهمة”‪.‬‬ ‫إرث سبعة أعوام من الحرب األمريكية‬ ‫ستدعوها إدارة أوباما قريباً “عملية الفجر‬ ‫الجديد”‪ ،‬بدالً من “عملية الحرية العراقية”‬ ‫والدميقراطية األمريكية‪ ،‬ترتجم يف العراق‪،‬‬ ‫بأنها الدم والركود والبطالة والالجئني والغش‬ ‫والفساد‪ ،‬وماليني املهجرين واألرامل‪ ،‬واملؤسسات‬ ‫التي دُمرت‪.‬‬ ‫ملف االحتالل األمرييك للعراق مل يغلق بعد‪،‬‬ ‫وخالل األشهر الـ ‪ 18‬املاضية تقلص عدد القوات‬ ‫األمريكية بنحو ‪ 90‬ألف جندي وهذا ما تعهد به‬ ‫أوباما بعد تسلمه رئاسة الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ويف أواخر آب املايض بدأت عملية انسحاب‬ ‫آخر كتيبة “قتالية” أمريكية من العراق وتزامنت‬ ‫عملية االنسحاب مع تأكيدات أوباما بااللتزام‬ ‫باالنسحاب الكامل بحلول نهاية العام ‪2011‬‬

‫‪50‬‬

‫وأ ّكد أوباما بأن دور القوات الباقية يف العراق‬ ‫ينحرص يف تقديم املشورة واملساعدة‪ ،‬وقال‪ :‬إنه‬ ‫سيواصل بناء رشاكة قوية مع العراق‪.‬‬ ‫وعملياً انسحبت كتيبة سرتايكو الرابعة من‬ ‫فرقة املشاة الثانية‪ ،‬بعض القوات دخلت اىل‬ ‫الكويت متهيداً النسحابها والبعض اآلخر غادر‬ ‫جواً‪ ،‬وبقي يف العراق ‪ 56‬ألف جندي حسب ما‬ ‫أعلن الناطق باسم الجيش األمرييك الكولونيل‬ ‫أريك بلوم‪ ،‬وأما الناطق باسم الخارجية األمريكية‬ ‫فيليب كراويل فقال “نحن ال نضع حداً اللتزامنا‬ ‫يف العراق‪ ،‬وسيكون أمامنا عمل كبري إلنجازه‪،‬‬ ‫هذه ليست نهاية أمر بل انتقال نحو شيئ‬ ‫مختلف‪ ،‬لدينا التزام طويل األمد يف العراق”‪،‬‬ ‫وأشار اىل “أن الحرب يف العراق أدت اىل مقتل‬ ‫‪ 4400‬أمرييك وكلفت واشنطن أكرث من‬ ‫ألف مليار دوالر كان لها “مثن باهظ”‪ ،‬وقمنا‬ ‫باستثامرات هائلة يف العراق وعلينا القيام بكل‬ ‫ما يف وسعنا للحفاظ عىل االستثامر”‪.‬‬ ‫تقرير مجلس األمن الدويل الذي صدر يف ‪4‬‬ ‫أب ‪ ،2010‬مل يتخذ قراراً حاس ًام إلخراج البالد‬ ‫من طائلة الفصل السابع‪ ،‬وذكر قيادي االئتالف‬ ‫الوطني‪ ،‬أن العقوبات األممية لن ترفع عن العراق‬ ‫إال يف حال تشكلت حكومة قوية‪ ،‬وحذر األمني‬ ‫العام لألمم املتحدة بان يك مون‪ ،‬من أن التأخري‬ ‫يف تشكيل الحكومة من شأنه أن يغذي شعوراً‬ ‫بعدم االستقرار يف البالد‪ ،‬ويف انتقادها التقرير‪،‬‬ ‫رأت مصادر “العراقية” أن “التقرير مل يكن يف‬ ‫مستوى طموحنا‪ ،‬كونه جامل الكتل السياسية‬ ‫باستصدار توصيات غري ملزمة لتشكيل‬ ‫الحكومة وإخراج البالد من الفصل السابع”‪.‬‬

‫التنافس الحايل املحتدم عىل السلطة يف‬ ‫العراق ليس تنافساً عادياً عىل مناصب الحكومة‪،‬‬ ‫لكن أسبابه الحقيقية أعمق من هذا بكثري وهي‬ ‫ترتكز حول الخشية من املستقبل الغامض يف‬ ‫ظل غياب ضامنات حقيقية لبقاء التعددية‬ ‫السياسية الحالية‪ ،‬الفرقاء السياسيون يف‬ ‫العراق خائفون من بعضهم البعض ويخشون‬ ‫أكرث من توىل املنصب األهم يف البالد وهو رئاسة‬ ‫الوزراء ألن صاحبه سيمتلك املال والسلطة‬ ‫والنفوذ وكل وسائل البقاء األخرى‪ ،‬واألخطر‬ ‫من ذلك كله القدرة عىل إقصاء الخصوم‪ ،‬الكل‬ ‫متخوف من الحاكم املقبل ألن بإمكانه أن يغري‬ ‫قواعد اللعبة ملصلحته وسوف يسخر السلطة‬ ‫لبسط نفوذه‪ ،‬ومن يتوىل رئاسة الوزراء سوف‬ ‫ميتلك كل وسائل النفوذ والفوز والبقاء يف‬ ‫الحكم عىل األمد البعيد‪ ،‬يك يعود الحكم بأيدي‬ ‫مجموعة قليلة سياسياً واقتصادياً‪ ،‬بينام يبقى‬ ‫اآلخرون يلهثون وراء رساب الدميقراطية واملساواة‪،‬‬ ‫ومن هنا لن تحل املشكلة العراقية من دون وجود‬ ‫ضامنات تحفظ حقوق الجميع‪.‬‬ ‫ويف العراق اليوم‪ ،‬تتسع دائرة الخالف وتتزايد‬ ‫املطامع واملطامح لألحزاب واألشخاص‪ ،‬ويتمسك‬ ‫البعض مبواقف متشددة أمال بالفوز‪ ،‬ومثل هذا‬ ‫األمر أخرج القضية عن سيطرة كتلة بعينها‬ ‫ووضع العراق كله يف مهب الريح‪ ،‬واليزال الحلم‬ ‫العراقي بحكومة قادرة عىل النهوض باالقتصاد‬ ‫والخدمات العامة وتحقيق األمن واملصالحة الوطنية‬ ‫قامئاً‪ ،‬لكن حكومة كهذه تتطلب وجود ائتالف‬ ‫قوي يجتمع فيه العراقيون عىل برامج سياسية‬ ‫مدروسة وأن تصمم وفق املصلحة الوطنية‪،‬‬

‫ويجب عىل القوى السياسية العمل عىل إيجاد‬ ‫آليات محكمة تعطي فرصاً متكافئة للجميع‪،‬‬ ‫ومتنع استبداد أي طرف بالسلطة‪ ،‬وخالف ذلك‪،‬‬ ‫فإن حالة الغموض وانعدام الثقة سوف تتواصل‬ ‫اىل أمد بعيد وسيدفع العراق الفاتورة من خالل‬ ‫مثن باهظ التكلفة وهذا ما يريده االحتالل‪.‬‬ ‫رأت مصادر االئتالف الوطني أن إرصار كتلة‬ ‫املاليك عىل ترشيحه ملنصب رئاسة الحكومة‬ ‫هو الذي يعرقل تشكيلها‪ ،‬وحمل نائب رئيس‬ ‫الجمهورية عادل عبد املهدي كتلة املاليك‬ ‫مسؤولية عدم تسمية رئيس الحكومة وقال تنازلنا‬ ‫عن حقنا برتشيح منافس وأبدينا استعدادنا‬ ‫لدعم أي مرشح يختارونه غري املاليك‪ ،‬ويؤكد عبد‬ ‫املهدي‪ ،‬أن طريق الرشاكة مع دولة القانون مسدود‬ ‫وال بد من العودة اىل املفاوضات مع العراقية التي‬ ‫بدأت ومل نلمسها من كتلة املاليك‪.‬‬ ‫ويف هذا الوقت ورغم مرور نحو ستة أشهر‬ ‫عىل عقد االنتخابات العراقية‪ ،‬ال يزال العراق‬ ‫من دون حكومة يك ترشع يف التفاوض بشأن‬ ‫التداعيات املحتلة لرتتيبات ما بعد عام ‪،2011‬‬ ‫وأعرب الكثري من األمريكيني وعىل رأسهم‬ ‫جوزيف بايدن‪ ،‬نائب الرئيس عن اعتقادهم بأنه‬ ‫ليس من مصلحة الواليات املتحدة االنسحاب‬ ‫متاماً من العراق‪ ،‬حتى لو كانت معارضة حرب‬ ‫العراق هي التي رفعت مكانة اوباما عىل الصعيد‬ ‫الوطني ورغم وعوده خالل حملته االنتخابية‬ ‫الرئاسية بإنهاء الحرب‪ ،‬ومن شأن ذلك القرار ترك‬ ‫تأثريات مبارشة عىل الثامر التي ميكن للواليات‬ ‫املتحدة أن تجنيها‪ ،‬وإتاحة الفرصة لواشنطن‬ ‫لالستفادة من موارد العراق النفطية الهائلة‪.‬‬ ‫وقال الجرنال راي أوديرنو‪ ،‬قائد القوات األمريكية‬ ‫يف العراق”عىل امتداد الشهور الـ ‪ 17‬القادمة‬

‫‪51‬‬

‫ستشهدون اضطالعنا بتدريب القوات العراقية‬ ‫عىل القدرات التي نعتقد أنهم يحتاجون إليها‬ ‫لحامية أنفسهم من التهديدات الخارجية” ‪.‬‬ ‫وقال أيضا “يعتقد الجميع أنه بحلول األول‬ ‫من أيلول سنتخىل عن العراق‪ ،‬إننا لن نتخىل‬ ‫عن العراق وإمنا ما نفعله هو تبديل التزامنا من‬ ‫التزام يهيمن عليه الطابع العسكري اىل آخر‬ ‫يحمل طابعاً مدنياً أكرب‪ ،‬األمر الذي أعتقد أنهم‬ ‫يف حاجة إليه أكرث”‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح بقوة وبإلحاح اآلن هو‪ :‬ملاذا‬ ‫تظهر الواليات املتحدة مبظهر العاجز عن إيجاد‬ ‫أرضية متينة وصلبة تجنب العراق تجرع كأس‬ ‫االنتظار واالرتباك؟‬ ‫بالطبع فالسيناريو األمرييك املرسوم للعراق‬ ‫يتم تنفيذه بإحكام ودقة متناهية ويبنى عىل‬ ‫معادلة أساسية واحدة‪ ،‬هي مصلحة االحتالل‬ ‫فوق كل اعتبار وهي تتحقق حالياً من خالل‬ ‫إضعاف جميع القوى واألحزاب والتكتالت‬ ‫النيابية وجعلها متعارضة مع بعضها البعض‬ ‫وصوالً اىل تشكيل حكومة عراقية تلبي‬ ‫مصالح االحتالل واىل ذلك الحني املفرتض‪ ،‬لن‬ ‫يكون االحتالل قدراً محتوماً‪ ،‬والشعب العراقي‬ ‫قادراً عىل الخروج من دائرة االحتالل وهيمنته‬ ‫عىل البالد‪ ،‬وطريق املقاومة بأشكالها كافة‬ ‫هو الطريق املضمون إلنهاء االحتالل‪ ،‬والشعب‬ ‫العراقي الذي قدم التضحيات الجسام لن يقبل‬ ‫باستمرار الحالة الراهنة‪ ،‬واالحتالل اىل زوال ال‬ ‫محالة‪ ،‬هذا هو الدرس الذي تعلمته الشعوب‬ ‫املناضلة يف سبيل حريتها ومستقبل أجيالها‬ ‫وسيعود العراق كام كان عمقاً ألمته وسنداً‬ ‫قوياً لنرصة قضاياها‪.‬‬

‫ادهم محمود‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫الى متى تستمر عملية الدوران في حلقة مفرغة؟‬

‫المفاوضات المباشرة تفريط جديد بالحقوق‬

‫اللقاءات اإلرسائيلية – األمريكية األخرية‪،‬‬ ‫أسفرت عن تبني الواليات املتحدة ملجموعة من‬ ‫الرشوط العملية والسياسية التي أرص عليها‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية بنيامني نتنياهو‬ ‫مستفيداً من الدعم األمرييك الذي يرى يف‬ ‫“إرسائيل” قاعدة استعامرية متقدمة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ويبدو هذا واضحاً من خالل العالقات‬ ‫االسرتاتيجية سواء أكانت عسكرية أم اقتصادية‪،‬‬ ‫وثبت أيضاً أن مسألة الخالفات األمريكية –‬ ‫اإلرسائيلية والتباين املزعوم يف وجهات النظر‬ ‫ما هو إال مجرد وسيلة خداع برصية ومحاولة‬ ‫لإليحاء بأن هناك أخذ ورد وضغوط متارس عىل‬ ‫أطراف الرصاع‪ ،‬ويف حقيقة األمر فقد توجهت‬ ‫الضغوط األمريكية نحو الطرف األضعف يف‬ ‫املعادلة والذي قدم الكثري من التنازالت عىل‬ ‫حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية دون تحقيق‬ ‫أي نتائج‪.‬‬ ‫وتسعى حكومة العدو النتزاع املزيد من‬ ‫التنازالت السياسية العربية التي تكرس األمر‬ ‫الواقع الذي أنشأته بعد ما متكن نتنياهو عملياً‬ ‫إخضاع النظرة األمريكية كلياً لرشوط التفاوض‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫ويظهر اآلن‪ ،‬أن ثوابت نتنياهو التي أصبحت‬ ‫هي ذاتها ثوابت الرئيس األمرييك باراك أوباما‪،‬‬ ‫ستحكم أي تفاوض بني “إرسائيل” والسلطة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫أما دور اللجنة الرباعية الدولية‪ ،‬ما زال هامشياً‬ ‫وله وظيفة محددة يف رسم مسار التفاوض‬ ‫وتنفيذه باتفاق كام هو مخطط‪ ،‬وكذلك ترميم‬ ‫الصورة املتصدعة لعمليات التفاوض السابقة‪،‬‬ ‫وبث املزيد من الوهم لتسويق املفاوضات‬ ‫املبارشة‪.‬‬ ‫والسلطة الفلسطينية بدورها تسعى إلظهار‬ ‫مدى الضغوط التي تتعرض لها وتظهر ومتنعها‬ ‫وتطالب بضامنات أمريكية تتعلق مبرجعيات‬ ‫التفاوض‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل تقديم الرتضيات املعنوية‬ ‫واللفظية املناسبة تكفي وحدها النطالق عملية‬ ‫التفاوض‪ ،‬واملواقف املعنوية الشكلية جرى‬ ‫استهالكها سابقاً‪ ،‬وهذا ما يتكرر اآلن وبذات‬ ‫اإليقاع منذ أوسلو وأنابوليس وخارطة الطريق‬ ‫وجميع فصول التفاوض البائسة تباعاً‪.‬‬ ‫يرى البعض يف املفاوضات ملهاة تؤكد‬ ‫استمرار ما يسمى العملية السياسية يف‬ ‫الرصاع العريب – اإلرسائييل‪ ،‬وهي عملية‬ ‫تحتاجها الواليات املتحدة وتشكل اإلطار العام‬ ‫لحركة النفوذ األمرييك يف املنطقة وحامية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫للسلطة‬ ‫محاولة‬ ‫السابقة‪،‬‬ ‫األجدى‬ ‫املاضية‬ ‫والغزاة‬

‫ملصالحه‪ ،‬ووظيفة التفاوض بالنسبة‬ ‫الفلسطينية فهي ترتكز حالياً عىل‬ ‫ترميم الصورة املتصدعة لكل الرهانات‬ ‫بعد أن ثبت عملياً‪ ،‬أن خيار املقاومة هو‬ ‫واألقدر‪ ،‬وأثبتت األحداث يف السنوات‬ ‫مدى صوابيته يف مواجهة الطامعني‬ ‫ومن خالله تحرر األرض وتحفظ كرامة األمة‪.‬‬ ‫يف املفاوضات املبارشة‪ ،‬ترى واشنطن أن تهويد‬ ‫القدس بات خارج النقاش أو التفاوض‪ ،‬وليست‬ ‫“إرسائيل” مطالبة بأي التزامات بهذا الشأن‪.‬‬ ‫وبالتايل فإن قبول التفاوض من جانب الجامعة‬ ‫العربية والسلطة الفلسطينية يبنى يف هذه‬ ‫الحالة عىل تثبيت ما حققه التهويد يف القدس‬ ‫واالعرتاف بنتائج عملية هدم بيوت الفلسطينيني‬ ‫واملزيد من البناء االستيطاين الصهيوين داخل‬ ‫املدينة التي يتشبث بها نتنياهو كعاصمة‬ ‫“أبدية” الكيانة‪.‬‬ ‫ويف عملية التفاوض املبارش‪ ،‬تعهد أوباما‬ ‫سلفاً بأال متارس إدارته أي ضغوط عىل “إرسائيل”‬ ‫لتجميد البناء االستيطاين يف الضفة الغربية‬ ‫املحتلة‪.‬‬ ‫ويف يوم السادس والعرشين من أيلول بعد‬ ‫انتهاء التجميد الجزيئ املزعوم‪ ،‬وعد نتنياهو‬ ‫بانطالقة جديدة وآالف القرارات باستحداث مبان‬ ‫جديدة ضمن خطة التحضري خالل السنوات‬ ‫العرش القادمة الستجالب مليون مهاجر صهيوين‬ ‫يتوزعون بني الضفة الغربية والنقب الجليل‪،‬‬ ‫لتثبيت مرشوع الدولة اليهودية التي يحكمها‬ ‫رعب الدميوغرافية الفلسطينية وصالبة الشعب‬ ‫الفلسطيني وصموده ومتسكه بأرضه وبحقوقه‬ ‫وبإرادة قوية ووعي أسطوري‪ ،‬حيث أثبتت األحداث‪،‬‬ ‫أن بطش العدو وترسانته العسكرية‪ ،‬مل تنل من‬ ‫عزمية الشعب الفلسطيني وإرصاره عىل تحرير‬

‫‪52‬‬

‫أرضه والعودة اىل دياره‪.‬‬ ‫يف املفاوضات املبارشة‪ ،‬سيكون أمن الكيان‬ ‫الصهيوين أولوية لواشنطن‪ ،‬أما الدور املرسوم‬ ‫للسلطة الفلسطينية فهو محاولة تزيني‬ ‫املشهد‪ ،‬من خالل تسلم بعض املناطق إدارياً من‬ ‫قوات االحتالل‪ ،‬أما القضايا الجوهرية واألساسية‬ ‫فهي خارج النقاش ضمن املعادلة املفروضة‪.‬‬

‫الدور الجديد للجنة الرباعية‬ ‫الدولية‬ ‫إن كل االقرتاحات التي تقدمت بها السلطة‬ ‫الفلسطينية لبدء املفاوضات املبارشة مل تلق‬ ‫تجاوباً إرسائيلياً! وإن هناك رفضاً إرسائيلياً لجهة‬ ‫عقد اجتامع ثاليث (عباس – نتنياهو – اوباما)‬ ‫وحتى لو كان شكلياً تفرضه املناسبة املفرتضة‪.‬‬ ‫ومن هنا كانت الرسالة التي وجهتها السلطة‬ ‫الفلسطينية اىل اللجنة الرباعية الدولية‬ ‫وعبارات األمل‪ ،‬يف أن تضع اللجنة الرباعية‬ ‫األسس والركائز التي وردت يف بيانها يف نيويورك‬ ‫وموسكو وإيطاليا‪ ،‬وهي التي دعت اىل وقف‬ ‫االستيطان ورضورة امتناع “إرسائيل” عن هدم‬ ‫البيوت‪ ،‬وتهجري سكان القدس‪ ،‬كام دعت اللجنة‬ ‫اىل إقامة دولتني وفقاً للقانون الدويل‪ ،‬وذكرت أن‬ ‫الحل العادل يستند اىل مبادرة السالم العربية‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة تعاملت بطريقتها يف ملف‬ ‫املفاوضات‪ ،‬منذ مؤمتر أنابوليس أواخر ‪،2007‬‬ ‫وأهملت اإلدارة األمريكية للدور األورويب وبقي‬ ‫كدور مكمل من خالل تقدميات الدول املانحة يف‬ ‫مؤمتر باريس وغريه‪ ،‬وهي بحاجة اآلن لدور اللجنة‬ ‫الرباعية الدولية وبيانها من ناحية الشكل ومترير‬ ‫ما ميكن متريره خدمة ألمن “إرسائيل” وإلرغام‬

‫السلطة الفلسطينية عىل الدوران يف حلقة‬ ‫مفرغة مرات عدة‪ ،‬والهدف األمرييك اآلن الضغط‬ ‫عىل السلطة الفلسطينية وفرض التنازالت‬ ‫عليها واملطلوبة من الجانب اإلرسائييل‪.‬‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية نتنياهو رفض أن‬ ‫تكون مرجعية املفاوضات بيان اللجنة الرباعية‬ ‫الدولية‪ ،‬وعرب عن هذا الرفض لدى اجتامعه مع‬ ‫املبعوث الرئايس األمرييك اىل الرشق األوسط‬ ‫السيناتور جورج ميتشل‪ ،‬وطالب بأن تستأنف‬ ‫املفاوضات من دون رشوط مسبقة‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫أن “إرسائيل” ترفض إقامة دولة فلسطينية‬ ‫عىل حدود ‪ 1967‬ووقف االستيطان‪ ،‬وهي رفضت‬ ‫وضع جدول زمني للمفاوضات بحيث تنتهي‬ ‫يف غضون سنتني‪ ،‬ورفضت بأن يحدد أوباما‪،‬‬ ‫شخصياً‪ ،‬مرجعية املفاوضات‪ ،‬وهي التي تريد أن‬ ‫متيل رشوطها‪.‬‬

‫بيان الرباعية‬ ‫واإلعالن األمرييك‬ ‫وبعد إعالن وزيرة الخارجية األمريكية هيالري‬ ‫كلينتون استئناف املفاوضات املبارشة يف‬ ‫واشنطن يف ‪ 2‬أيلول‪ ،‬يرى العديد من املراقبني أن‬ ‫موافقة السلطة الفلسطينية عىل هذه الدعوة‬ ‫جاءت نتيجة ضغوط أمريكية ومل تعرب عن‬ ‫قناعة بنجاعة هذه املفاوضات‪.‬‬ ‫واعترب مراقبون إرسائيليون أن إعالن كلينتون‬ ‫استئناف املفاوضات املبارشة يف واشنطن‪ ،‬إنجازاً‬ ‫سياسياً لبنيامني نتنياهو‪ ،‬مت ّثل يف نجاحه بأن‬ ‫يكون استئناف املفاوضات وفقاً للرشوط التي‬ ‫أرص عليها‪ ،‬وهي عدم رشوط رشوط مسبقة‪،‬‬ ‫وهذا يعني عدم تضمني الدعوة إشارات اىل وجوب‬ ‫إنهاء االحتالل اإلرسائييل لألرايض الفلسطينية‬ ‫املحتلة عام ‪ 1967‬ووقف االستيطان‪ ،‬وهي النقاط‬ ‫الرئيسية التي كان يفرتض أن يتضمنها بيان‬ ‫الرباعية‪ ،‬حيث صدر بيان عام وليحل محله‬ ‫اإلعالن األمرييك الذي مل يتضمن أية إشارات‬ ‫رصيحة اىل هذه النقاط‪.‬‬ ‫ويرى فلسطينيون أن فرص نجاح املفاوضات‬ ‫املبارشة قريبة من الصفر‪ ،‬وهناك خشية كبرية‬ ‫من رضوخ السلطة الفلسطينية لضغوط‬ ‫مستقبلية أخرى بشأن الحل السيايس بعدما‬ ‫خضعت لضغوط يك تذهب اىل املفاوضات‬ ‫املبارشة‪.‬‬ ‫إن قبول اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير‬ ‫العودة اىل املفاوضات املبارشة‪ ،‬هو قرار يش ّكل‬ ‫خطراً عىل القضية‪ ،‬كام أنه قرار بال مرجعية وال‬ ‫يوقف االستيطان‪ ،‬وال يساهم يف تحرير األرض‪،‬‬ ‫وهو قرار يفرط بالحقوق والثوابت‪.‬‬ ‫توجهاتهم‬ ‫بكافة‬ ‫فلسطينيون‬ ‫ويؤ ّكد‬ ‫وأطيافهم‪ ،‬أن اعتامد فريق التفاوض لدى السلطة‬ ‫الفلسطينية عىل بيان اللجنة الرباعية الدولية‬

‫مجرد خداع وتضليل للرأي العام الفلسطيني‪،‬‬ ‫والقرار يأيت استجابة لدعوة اإلدارة األمريكية‬ ‫استئناف املفاوضات‪ ،‬وهو خطوة متنح االحتالل‬ ‫مظلة الستكامل مشاريعه االستيطانية يف‬ ‫الضفة الغربية ومواصلة عدوانه‪.‬‬ ‫السلطة‬ ‫أن‬ ‫تعني‬ ‫املفاوضات‬ ‫هذه‬ ‫الفلسطينية بدأت تسري نحو املزيد من الفشل‪،‬‬ ‫وأن البديل عن ذلك يكون يف مواجهة الضغوط‬ ‫وعدم الرتاجع أمامها‪ ،‬ولن تكون لهذه الضغوط‬ ‫نهاية‪ ،‬بل ستزداد من أجل فرض حل األمر الواقع‬ ‫اإلرسائييل‪.‬‬

‫هل من أوسلو جديدة؟‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية بنيامني نتنياهو‬ ‫أعد مرشوعاً لعرضه عىل الفلسطينيني يف‬ ‫املفاوضات املبارشة‪ ،‬يقوم عىل التوصل اىل‬ ‫اتفاق “إعالن مبادئ جديد” يشبه اتفاق أوسلو‬ ‫‪ 1993‬واملرشوع يقوم عىل انسحاب إرسائييل‬ ‫من مساحة تصل ‪ %90‬من الضفة الغربية دون‬ ‫القدس‪ ،‬وإجالء أكرث من ‪ 50‬ألف مستوطن من‬ ‫قلب الضفة الغربية اىل الكتل االستيطانية‬ ‫املقامة عىل ثالث مستوطنات كربى يف الضفة‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫وأوضح نتنياهو ملبعوثني غربيني‪ ،‬أن الوضع‬ ‫الحايل غري مناسب للتوصل اىل اتفاق سالم‬ ‫نهايئ‪ ،‬وتعتقد مصادر غربية‪ ،‬أن نتنياهو يسعى‬ ‫للتوصل اىل اتفاق انتقايل لكنه طويل بسبب‬ ‫القلق املتنامي داخل كيانه من عودة فكرة الدولة‬ ‫الواحدة عىل جدول األعامل بعد فشل حل‬ ‫الدولتني‪ ،‬وأن إحدى االفكار املطروحة هي إقامة‬ ‫صيغة ما للعالقة بني الدولة الفلسطينية ذات‬ ‫الحدود املؤقتة واألردن‪.‬‬ ‫السلطة الفلسطينية قلقة من أن يتحول‬ ‫املؤقت اىل نهايئ بقوة األمر الواقع ومن الضغوط‬ ‫السياسية واالقتصادية إلجبارها عىل الدخول‬ ‫يف لعبة املفاوضات املبارشة‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون أن العرض االرسائييل يضع رئيس‬ ‫السلطة الفلسطينية أمام خيارات صعبة‪ ،‬يف‬ ‫حال رفض العرض ستواصل “إرسائيل” الضغط‬

‫‪53‬‬

‫ولن تقدم أي تسهيالت يف الضفة‪ ،‬ويف حال‬ ‫قبوله العرض فإنه سيغامر بالدخول اىل منطقة‬ ‫مجهولة مليئة باالحتامالت ويف مقدمها تحويل‬ ‫الحدود املؤقتة اىل دامئة‪.‬‬ ‫“إرسائيل” تقوم بلعبة تقاسم أدوار داخلية‬ ‫يف إطار عمليات الخداع السيايس بحيث تبدو‬ ‫وكأنها جادة يف الذهاب اىل عملية سياسية مع‬ ‫السلطة الفلسطينية‪ ،‬ويف حقيقة األمر فإن‬ ‫نتنياهو يسعى للتملص من أي عملية سالم وهو‬ ‫يريد أن تكون املفاوضات منفلتة وغري مستندة‬ ‫اىل أي أساس ليستطيع التهرب من األسئلة‬ ‫الكربى “االنسحاب من حدود ‪ 1967‬وجدول‬ ‫الصهاينة الزمني” وهم يناورون ويلعبون بالزمن‬ ‫ويستمرون يف االستيطان‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة تتجه نحو سياسة تركز‬ ‫عىل التعاون مع “إرسائيل” وتفهمها‪ ،‬لجلب‬ ‫السلطة الفلسطينية اىل املفاوضات املبارشة‪،‬‬ ‫هذا ما أشار إليه املحلل السيايس اإلرسائييل‬ ‫لدى “معهد واشنطن” أيهود يعري‪ ،‬واعترب أن‬ ‫واشنطن خلصت اىل أن “املحافظة عىل مسافة‬ ‫من “إرسائيل” والدخول يف معارك غري رضورية‬ ‫معها‪ ،‬لن يقدم شيئاً لعملية السالم‪.‬‬ ‫ويف مناخ التفكري والبحث عن رؤى وبدائل‬ ‫لواقع ال يوحي بوجود باب مفتوح لعملية السالم‬ ‫املزعوم‪ ،‬تربز حقيقة مائلة‪ ،‬أن هناك ح ًال قامئاً وهو‬ ‫استمرار الرصاع بشكل أو بآخر طوال أكرث من‬ ‫قرن‪ ،‬وجرت فيه مياه كثرية تحت الجسور‪ ،‬وحتى لو‬ ‫صارت املياه ناراً ولهيباً‪ ،‬فإن طرح مشاريع تسوية‬ ‫وهمية وفرضها هي اللعبة األمريكية املعتمدة‬ ‫إلسكاتها‪ ،‬إ ّال أن مصالح الدول االستعامرية هي‬ ‫العامل الثابت وهي صاحبة املصلحة يف تغذية‬ ‫الكيان الصهيوين‪ ،‬ومده بالدعم العسكري‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬فهو قاعدة استعامرية متقدمة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وعملية التفاوض السابقة والالحقة‬ ‫ما هي إال رساب حلول ليس إال‪ ،‬أما تحرير األرض‬ ‫وصون الكرامة فهو األصل والطريق إليه يتم عرب‬ ‫املقاومة وهي أقرص الطرق وأقلها كلفة لحامية‬ ‫حارضنا ومستقبل أجيالنا‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‪ /‬مقابلة‬

‫«تجمع األطباء» في لبنان يكسر حصار غزة‬

‫د‪ .‬غسان جعفر‪ :‬مجموعة جديدة الى القطاع‬ ‫قريباً ّ‬ ‫ألن االحتياجات كثيرة‬ ‫من لبنان املنترص‪ ،‬إىل غزة الصامدة‪،‬‬ ‫انطلق أطباء لبنان للمرة األوىل ويف‬ ‫قلوبهم إميان برضورة كرس الحصار عن‬ ‫أهل قطاع غزة وإيصال األدوية الالزمة‬ ‫لهم‪ ،‬إضافة إلرصارهم عىل تنفيذ‬ ‫املعالجات‬ ‫وتقديم‬ ‫الطبية‬ ‫رسالتهم‬ ‫حملها‬ ‫التي‬ ‫االختصاصات‬ ‫بكافة‬ ‫أعضاء الوفد الطبي اللبناين‪.‬‬ ‫عربوا معرب رفح من الجانب املرصي‪،‬‬ ‫ليصلوا إىل القطاع ويواجهوا العدو‬ ‫الصهيوين مبواجهة الحصار‪ ،‬ويقدّموا‬ ‫الدعم اإلنساين املعنوي إىل جانب الدعم‬ ‫الطبي‪ ،‬ملرىض عجزت املستشفيات عن‬ ‫معالجتهم بسبب غياب ونقص املعدات‬ ‫واألجهزة الطبية الالزمة‪.‬‬ ‫غادروا إىل القطاع باسم “حملة‬ ‫تج ّمع األطباء لكرس الحصار الطبي عن‬ ‫الوفد الطبي اللبناين عىل معرب رفح‬ ‫قطاع غزة – ‪ ،”1‬واعدين بالعودة مجدداً‬ ‫بوفود طبية جديدة مع أدوية وأجهزة‬ ‫طبية تس ّد بعض النقص املوجود يف‬ ‫املستشفيات‪ ،‬علها تشكل دوا ًء جديداً لبلسمة آالم الشعب الفلسطيني الصامد املقاوم‪ ،‬وتعالج نفوساً أبية ال زالت تأىب االنصياع‬ ‫لرغبات املحتل والتفريط باألرض املقدّسة‪.‬‬ ‫بعد عودة الوفد الطبي اللبناين املقاوم من قطاع غزة‪ ،‬التقينا رئيس تجمع األطباء يف لبنان ومنسق حملة تجمع األطباء لكرس‬ ‫الحصار الطبي عن قطاع غزة ورئيس التجمع الوطني الدميوقراطي واألخصايئ بالجراحة واألمراض النسائية الدكتور غسان جعفر‪،‬‬ ‫لإلطالع عىل مشاهداتهم يف القطاع فكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫كيف بدأت فكرة الزيارة اىل غزة املحارصة؟‬ ‫وكيف وصلتم إىل فلسطني؟‬ ‫بعد الحادث الرببري الذي تع ّرض له أسطول‬ ‫الحرية‪ ،‬واستشهاد عدد من املواطنني األتراك‬ ‫املتضامنني مع الشعب الفلسطيني يف غزة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫دعوت إىل اجتامع طارىء للمكتب التنفيذي‬ ‫لتجمع األطباء يف لبنان‪ ،‬وبعد مداوالت‬ ‫ّ‬ ‫مط ّولة‪ ،‬ق ّررنا التحضري العمالين إلرسال‬ ‫مجموعة أوىل من األعضاء اىل القطاع‬ ‫برئاستي‪ ،‬وأطلقنا عىل الحملة إسم‪“ :‬حملة‬ ‫تجمع األطباء لكرس الحصار الطبي عن قطاع‬ ‫ّ‬ ‫ووجهت ندا ًء اىل الزمالء للتطوع يف‬ ‫غزة – ‪،”1‬‬ ‫ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تحمل تكاليف الرحلة النضالية‬ ‫الحملة‪ ،‬برشط‬ ‫ّ‬ ‫كاملة ‪ -‬عىل حسابنا الشخيص ‪ -‬إذ مل نكن‬ ‫مم ّولني من أية جهة‪.‬‬ ‫عملنا بصمت طيلة شهر ونصف‪ ،‬بعد‬ ‫إطالق ندائنا للزمالء للتط ّوع يف حملتنا‬ ‫الطبية لكرس الحصار الطبي عن قطاع غزة‬ ‫مبهمة إنسانية نبيلة‬ ‫الصامد‪ ،‬وانطلقنا‬ ‫ّ‬ ‫وجليلة‪ ،‬ومتكنا من الحصول عىل تأشريات‬ ‫سفر إىل القاهرة وترصيح بدخول قطاع غزة‬ ‫عرب معرب رفح‪ .‬كنا مجموعة صغرية من ستة‬ ‫أطباء وصيدالين ومم ّرض‪ ،‬يحدونا األمل الكبري‬ ‫والعنفوان والصرب والتصميم واإلميان بعدالة‬

‫‪54‬‬

‫قضية شعب فلسطني الشقيق‪ ،‬غادرنا فجر‬ ‫يوم ‪ 27‬حزيران املايض‪ ،‬عن طريق الجو اىل‬ ‫القاهرة ومن هناك أكملنا سرينا براً بواسطة‬ ‫باص مرصي‪ ،‬أق ّلنا مع كمية كبرية من األدوية‬ ‫واملستلزمات الطبية (حوايل الطن ‪ُ -‬مقدّ مة‬ ‫من وزارة الصحة اللبنانية بتوجيهات مشكورة‬ ‫من الوزير الدكتور محمد خليفة)‪ ،‬إىل الجانب‬ ‫املرصي من معرب رفح‪.‬‬ ‫يف الجانب الفلسطيني من املعرب‪ ،‬استقبلنا‬ ‫نائب وزير الصحة الفلسطيني د‪ .‬أحمد العيش‪،‬‬ ‫وممثل وزير الخارجية الفلسطينية د‪ .‬أحمد يوسف‬ ‫ومسؤولني من الوزارة‪.‬‬

‫د‪ .‬جعفر بعد العودة من القطاع‪ ،‬وأمامه األوسمة‬ ‫الغزّاوية‬

‫أطباء لبنان دخلوا القطاع‬ ‫حاملني روح املقاومة والتضحية‬ ‫ما هي أهمية هذه الرحالت؟ و هل فع ًال‬ ‫تكرس الحصار؟‬ ‫الرحلة بحد ذاتها مهمة نضالية شاقة‪،‬‬ ‫وتتطلب التحيل بروح التضحية‪ ،‬فنحن ننطلق‬ ‫الصهيوين‬ ‫للقصف‬ ‫تتعرض‬ ‫منطقة‬ ‫إىل‬ ‫املستمر‪ .‬دخلنا غزة ـ فلسطني بكربياء‪ ،‬كأول‬ ‫وفد طبي لبناين‪ ،‬وكرسنا الحصار‪ .‬نعم كرسناه‪،‬‬ ‫بإمكانياتنا املتواضعة‪ ،‬وق ّبـلنا تراب غزة املقدّس‬ ‫والطاهر واملبارك بدماء الشهداء‪ ،‬ونقلنا إىل‬ ‫شعب الرباط وقيادته املقاومة تحيات شعبنا‬ ‫ومقاومته‪.‬‬ ‫ماذا عن نشاطاتكم داخل القطاع؟ علمنا‬ ‫أنكم قابلتم عدداً من املسؤولني الفلسطينيني‬ ‫الذين ك ّرموكم وقدّموا لكم الدروع واألوسمة‬ ‫التقديرية؟‬ ‫منذ اليوم األول لوصولنا‪ ،‬بدأنا نشاطاتنا‬ ‫الطبية وتقديم املعاينات واالستشارات يف‬ ‫املستشفى األورويب مبدينة رفح الفلسطينية‪،‬‬ ‫ثم قمنا بجولة ميدانية وتفقدية شاملة عىل‬ ‫مستشفيات القطاع الرئيسية لإلطالع عىل‬ ‫أوضاعها وعىل الحالة الصحية للمرىض وتسجيل‬ ‫الئحة احتياجاتها املتنوعة من أدوية ومستلزمات‬ ‫ومعدّات وأجهزة طبية‪ ،‬التي قدّمها لنا مديرو‬ ‫تلك املستشفيات‪ ،‬بعد تفقد أقسامها‪ .‬كذلك‬ ‫التقينا مدير عام املستشفيات يف الوزارة د‪.‬‬ ‫محمد الكاشف ومدير عام التعاون الدويل فيها‬ ‫د‪ .‬مدحت عباس ونائب الوزير ووكيله املساعد د‪.‬‬ ‫حسن خلف‪ .‬كام كان لنا لقاء مع وزير الصحة‬

‫إحدى األنفاق التي زارها الوفد الطبي اللبناين يف غزة‬

‫الفلسطيني د‪ .‬باسم نعيم بحضور مسؤويل‬ ‫الوزارة‪ ،‬حيث رشح لنا الوضع الصحي املأساوي‬ ‫للشعب الفلسطيني يف القطاع‪ ،‬واالنعكاسات‬ ‫السلبية واملميتة النقطاع التيار الكهربايئ ألكرث‬ ‫من ‪ 12‬ساعة يومياً‪ ،‬عىل أداء وعمل املستشفيات‬ ‫وحالة املرىض الصحية‪ ،‬مام يتسبب بالكثري من‬ ‫الوفيات‪ .‬وسلمنا الئحة بحاجات املستشفيات‪،‬‬ ‫سنسلمها بدورنا اىل وزير الصحة الدكتور محمد‬ ‫خليفة‪ .‬كام تفقدنا الجامعة اإلسالمية يف غزة‪،‬‬ ‫ضم رئيس الجامعة د‪.‬‬ ‫حيث استقبلنا وفد كبري ّ‬ ‫محمد شبات‪ ،‬عميد كلية الطب د‪ .‬مفيد مخلاليت‬ ‫وعدد من مسؤويل الجامعة وكلياتها‪ ،‬وعرض د‪.‬‬ ‫شبات احتياجات الجامعة عىل الصعد األكادميية‬ ‫والبنيوية‪ ،‬لجهة إعادة إعامر بعض املباين املد ّمرة‬ ‫كمختربات كليتَي الطب و العلوم‪ ،‬التي تع ّرضت‬ ‫بحجة احتوائها‬ ‫للقصف الهمجي الصهيوين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عىل مصانع لألسلحة الكيميائية‪ .‬وقد أكد‬ ‫د‪ .‬شبات عىل أهمية تكفل ومساعدة الطلبة‬ ‫األيتام واملعاقني واملحتاجني‪ ،‬وتقديم املنح الدراسية‪،‬‬ ‫من قبل الجامعات الشقيقة‪ ،‬وقد وعدنا بنقل‬ ‫طلباته لوزير الرتبية والتعليم العايل د‪.‬حسن‬ ‫الجامعتني اللبنانية واإلسالمية‬ ‫منيمنة ورئيسيَ‬ ‫ورؤساء الجامعات الخاصة يف لبنان‪ ،‬وقد ز ّودَنا‬ ‫برقم الحساب البنيك للجامعة لتلقي الت ّربعات‪.‬‬ ‫كذلك التقينا بقيادي حركة حامس د‪ .‬محمود‬ ‫الزهّ ار‪ ،‬الذي قدّم لنا هدية تذكارية عن املسجد‬ ‫األقىص يف القدس الرشيف‪ ،‬إضافة إىل عرض‬ ‫واف عن الوضع السيايس الفلسطيني‪ .‬وقد‬ ‫ٍ‬ ‫قمنا بزيارة أرضحة الشهداء القادة الشيخ أحمد‬ ‫ياسني و الد‪ .‬عبد العزيز الرنتييس ووزيرالداخلية‬ ‫الراحل د‪ .‬سعيد صيام‪ ،‬ورضيح ومسجد السيد‬ ‫هاشم‪ ،‬الجد الثاين للرسول العريب األكرم (ص)‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫كام تفقدنا مواقع وأماكن الدّمار يف مناطق‬ ‫مختلفة‪ ،‬من بينها مستشفى الهالل األحمر‬ ‫الفلسطيني ومنطقة تسمى “عزبة عبد ربه”‪،‬‬ ‫ومعتقل أنصار ـ فلسطني‪ ،‬ومعرب بيت حانون‬ ‫ـ ايريتس‪ ،‬ومنطقة األنفاق عىل الحدود مع مرص‪،‬‬ ‫وأرصينا عىل زيارة عدد من أهايل مخ ّيامت‬ ‫ّ‬ ‫سجلنا‬ ‫القطاع يف خان يونس ودير البلح‪ ،‬حيث ّ‬ ‫حضوراً مرعباً لحاالت البؤس والشقاء والفقر‬ ‫املدقع‪ ،‬مع تصميم ال يلني عىل استمرار املقاومة‬ ‫رغم الحصار‪ .‬ويف اليوم األخري‪ ،‬قمنا بزيارة رئيس‬ ‫الوزراء الفلسطيني اسامعيل هنية‪ ،‬الذي شكرنا‬ ‫عىل دعمنا للمقاومة وشعبها يف قطاع غزة‪،‬‬ ‫واف عن األوضاع‬ ‫بعد أن استمعنا منه إىل‬ ‫عرض ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والجدير‬ ‫واإلنسانية‪.‬‬ ‫واالجتامعية‬ ‫السياسية‬ ‫بالذكر أن جميع املسؤولني الفلسطينيني عىل‬ ‫اختالف مستوياتهم‪ ،‬ح ّملونا تحياتهم وتقديرهم‬ ‫لقائد املقاومة اللبنانية وقيادتها‪ ،‬ولشعبنا‬ ‫الداعم باستمرار لقضية فلسطني‪.‬‬

‫حاجات رضورية للقطاع‬ ‫يف ظل التخاذل العريب‬ ‫ما هي أبرز مشاهداتكم يف القطاع؟‬ ‫كان لنا مشاهدات خالل جولتنا امليدانية‬ ‫والتفقدية يف القطاع مع تداعيات الحصار‬ ‫الظامل عىل شعبه‪ ،‬ونحن شاهدون عىل عرص‬ ‫تخاذل وانهزام النظام الرسمي العريب وعرص‬ ‫بداية نهوض القوى الح ّية يف أمتنا‪:‬‬ ‫ فقدان شبه كامل لألسمنت والبحص‬‫والحديد‪ ،‬حيث ال تتوفر مواد الباطون حتى لبناء‬ ‫القبور (مام دفع أبناء غزة إلبتكار وسائل جديدة يف‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‪ /‬مقابلة‬ ‫ظل الحصار‪ ،‬إلعادة بناء املباين املهدّمة‪ ،‬حيث يتم‬ ‫فرز البحص والحديد وتنخيل االسمنت من مواقع‬ ‫الردم)‪.‬‬ ‫ نقص حاد يف املواد الغذائية األساسية‬‫كاللحوم والحليب‪ ،‬ومحارم الورق وأدوية التنظيف‬ ‫والغسيل‬ ‫ـ نسبة بطالة عالية (أكرث من ‪ ،)%40‬ومستوى‬ ‫الفقر‪ %80‬بسبب الحصار‪.‬‬ ‫ـ يوجد يف قطاع غزة أكرث من ‪ 12‬مستشفى‬ ‫و‪ 56‬مركز رعاية صحية‪ ،‬و‪ 8000‬موظف حكومي‬ ‫يف مؤسسات ومستشفيات الوزارة التي تحتاج‬ ‫لـ ‪ 3‬ماليني دوالر شهرياً كنفقات تشغيلية‬ ‫ملؤسساتها‪.‬‬ ‫ـ انتشار املواد ا ُملرسطنة الناتجة عن الفوسفور‬ ‫األبيض والنابامل والقنابل العنقودية واليورانيوم‬ ‫ّ‬ ‫املنضب‪ ،‬مام أدى إلرتفاع حاالت اإلصابة باألورام‬ ‫الرسطانية وكرثة الوفيات‪ ،‬يف ظل فقدان األدوية‬ ‫ا ُملضادة للرسطان وأجهزة العالج باألشعة‪ ،‬مع‬ ‫وجود مشاكل متعددة تتعلق باملعدات الطبية‬ ‫من حيث الصيانة والهندسة وضعف يف إعداد‬ ‫وتأهيل الكوادر العلمية‪ ،‬وعدم وجود سوى مركز‬ ‫واحد لجراحة القلب املفتوح يف مستشفى‬ ‫الشفاء (وفاة مريض كل يوم)‪ ،‬ووجود جهاز‬ ‫واحد “ ُم ّ‬ ‫عطل” للرنني املغناطييس يف نفس‬ ‫املستشفى‪ ،‬مع عدم توفر جراحة الاليزر وخاصة‬ ‫للعيون‪ .‬‬ ‫ـ إنعكاس مشكلة انقطاع التيار الكهربايئ‬ ‫عىل تشغيل األجهزة يف غرف العمليات والعناية‬ ‫تم إنقاذهم بأعجوبة بواسطة‬ ‫املركزة (‪ 12‬طفل ّ‬ ‫التنفس االصطناعي واإلنعاش القلبي اليدوي)‪،‬‬ ‫ونقص حاد يف كميات األوكسجني والغاز‪ ،‬مع‬ ‫تعطل أجهزة األوكسجني والتعقيم والنقص يف‬ ‫خدمات الغسيل‪ ،‬وتعطل ونقصان بعض قطع‬ ‫غيار أجهزة املختربات والعمليات والعناية املركزة‬ ‫وقطع غيار سيارات اإلسعاف‪ ،‬ونقص حاد يف‬ ‫أدوية الرسطان وأدوية غسيل الكىل والعمليات‬ ‫والتخدير والعناية املركزة وأدوية الطوارىء‬ ‫وعمليات القلب والكثري من األدوية األساسية‪.‬‬ ‫ـ نفاذ الوقود الالزم لتشغيل املولدات ونقص‬ ‫يف عدد الفالتر وعدم توفر الصيانة وأثر ذلك عىل‬ ‫عمل املستشفيات وصحة املرىض‪ .‬عدم القدرة‬ ‫عىل تشغيل املكيفات يف املستشفيات‪ ،‬إضافة‬ ‫لفقدان املواد الالزمة إلجراء اختبار اإللتهاب‬ ‫الكبدي الفريويس الوبايئ‪ ،‬ونقصان قطع‬ ‫أجهزة تصوير الثدي الشعاعي‪ ،‬وورق أفالم أجهزة‬ ‫تخطيط القلب والعضالت الكهربايئ‪.‬‬ ‫ـ نقص يف عدد األطباء يف االختصاصات‬ ‫التالية‪ :‬جراحة األعصاب‪ ،‬جراحة القلب والرشايني‪،‬‬ ‫األطباء النفسيني‪ ،‬جراحة العيون‪ ،‬جراحة العظام‬ ‫واملفاصل‪ ،‬جراحة الكىل واملسالك البولية‪ ،‬أطباء‬ ‫التخدير واإلنعاش واملمرضات املتم ّرسات لتأهيل‬ ‫وتدريب املمرضات‪.‬‬ ‫ما هي أهم احتياجات مستشفيات غزة؟‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وأمام شاطىء غزة مرتدياً الك ّفية الفلسطينية‬ ‫د‪ .‬جعفر متسل ًام درع الجامعة اإلسالمية يف غزة‬

‫باحتياجات‬ ‫لوائح‬ ‫تسليمنا‬ ‫تم‬ ‫لقد‬ ‫ّ‬ ‫املستشفيات نوجزها كام ييل‪ :‬االحتياجات‬ ‫من الكحول و البوليدين بنسبة ‪ ،%70‬وقامئة‬ ‫باملستهلكات الطبية (أنابيب مختلفة للتنظري‬ ‫والعمليات وبطاريات قلب وغريها)‪ ،‬ومستهلكات‬ ‫باحتياجات‬ ‫والئحة‬ ‫التشخيصية‪،‬‬ ‫القسطرة‬ ‫أقسام االستقبال والطوارىء من األجهزة الطبية‬ ‫(أجهزة ضغط‪ ،‬وشفط‪ ،‬وفحص سكر‪ ،‬جهاز‬ ‫تخطيط القلب الكهربايئ‪ ،‬جهاز تصوير صويت‪،‬‬ ‫جهاز تسجيل العالمات الحيوية‪ ،‬جهاز تنفس‬ ‫اصطناعي ثابت ومتنقل‪ ،‬الخ)‪ ،‬واحتياجات أقسام‬ ‫األشعة يف املستشفيات من األجهزة (أشعة‬ ‫عادية‪ ،‬أشعة مقطعية‪ ،‬جهاز تفتيت الحىص‪،‬‬ ‫رسة واملعدات‪،‬‬ ‫الخ)‪ ،‬واالستقبال والطوارىء من األ ّ‬ ‫رسة قابلة للطي‪ ،‬ثالجة لحفظ األدوية‪،‬‬ ‫مثل أ ّ‬ ‫الخ)‪ ،‬إضافة الحتياجات قسم املناظري بجراحة‬ ‫املسالك البولية‪ ،‬ومختربات املستشفيات من‬ ‫أجهزة متعددة‪ ،‬إضافة الحتياجات العناية املركزة‪،‬‬ ‫والئحة باألدوات واملعدات املطلوبة لجراحة القلب‬ ‫والتمييل والقسطرة‪ ،‬ولعيادات األسنان للرعاية‬ ‫األولية‪.‬‬ ‫ما هي أبرز األمراض الناتجة عن الحصار؟‬ ‫بفعل الحصار الجائر واستعامل األسلحة‬ ‫املتنوعة واملحظورة دولياً‪ ،‬انترشت أمراض عديدة‪،‬‬ ‫األمراض التنفسية (خاصة الربو‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫والرسطان الرئوي)‪ ،‬األمراض الرسطانية وأمراض‬ ‫الدم (بفعل تأثريات الفوسفور األبيض والقنابل‬ ‫اإلنشطارية والنابامل وغريها)‪ ،‬األمراض العصبية‬ ‫والنفسية‪ ،‬األمراض املعدية وااللتهابات (بسبب‬ ‫نقص مواد الغسيل والتنظيف والتعقيم)‪،‬‬ ‫أمراض الكىل (الناتجة مبعظمها عن تلوث مياه‬ ‫الرشب‪ ،‬مام س ّبب بتعطل وظيفة الكىل والحاجة‬ ‫اىل إجراء غسيل لها)‪ ،‬أمراض األطفال‪ ،‬كرثة‬ ‫حاالت اإلجهاض وتش ّوه األجنة (الناجمة عن‬ ‫املواد املرسطنة التي ذكرناها سابقاً) والعقم‬ ‫عند الرجال والنساء (بسبب تأثريات اليورانيوم‬

‫‪56‬‬

‫املخضب والفوسفور األبيض وغريهام)‪ ،‬أمراض‬ ‫القلب والرشايني وغريها (كرثة عمليات التمييل‬ ‫والقسطرة) وغريها‪.‬‬ ‫والقنابل‬ ‫الحصار‬ ‫مضاعفات‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫املستعملة عىل البيئة؟‬ ‫إن استخدام العدو الصهيوين ملختلف أنواع‬ ‫القذائف املح ّرمة دولياً‪ ،‬أدى لتل ّوث عميق وحاد يف‬ ‫البيئة الغزاوية‪ ،‬س ّبب بدوره أمراضاً للمزروعات‬ ‫والبرش‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن القطاع بحاجة ماسة وطارئة‬ ‫لخرباء وعلامء بيئيني‪ ،‬لدراسة طرق ووسائل‬ ‫تنظيف ومعالجة الرتبة‪.‬‬ ‫ما هي االنطباعات التي علقت يف ذهنك‬ ‫بعد مغادرة القطاع؟‬ ‫بالفعل إن الوضع اإلنساين والصحي‬ ‫واإلجتامعي كاريث ومأساوي‪ ،‬لكن أهايل غزة‬ ‫يتمتعون ‪ -‬رغم كل املعاناة ‪ -‬بالصرب والكربياء‬ ‫والعنفوان الذي ال يلني وبالتصميم عىل مواصلة‬ ‫املقاومة ضد الحصار‪.‬‬

‫يجب إعالن حالة الطوارىء عىل‬ ‫مستوى وزارات الصحة العرب‬ ‫ونقابات األطباء‬ ‫هل من كلمة أخرية لكم؟ وما هي الرسالة‬ ‫– الرصخة اإلنسانية التي ح ّملكم إياها أهل‬ ‫غزة للشعب اللبناين؟ وهل الوضع برأيكم‬ ‫بحاجة إلعالن حالة طوارىء صحية وطبية من‬ ‫ِق َبل وزارات الصحة العرب ونقابات األطباء؟‬ ‫عرضنا باختصار شديد لتداعيات الحصار الجائر‬ ‫عىل الوضع الصحي الكاريث واملأساوي ألهايل‬ ‫غزة هاشم الصامدين والصابرين‪ ،‬ونضع هذه‬ ‫االحتياجات‪ ،‬أمام وزارة الصحة ومؤسسات املجتمع‬ ‫املدين الصحية والطبية والنقابية وأهل الخري‬ ‫يف لبنان والوطن العريب والدول الصديقة‪ .‬وقد‬ ‫ح ّملنا أهل القطاع الصابر تحياتهم وشكرهم‬

‫للدعم الذي يقدمه شعبنا اللبناين ومقاومته‬ ‫لهم‪ ،‬ويف نفس الوقت ح ّملونا رصخة إنسانية‬ ‫موجهة لشعوبنا العربية وللرأي العام‬ ‫مدوية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العاملي‪ّ ،‬‬ ‫بأن سكان غزة بحاجة إىل كل يشء‪،‬‬ ‫حتى اسمنت القبور‪ .‬طلبوا منا تسيري املزيد من‬ ‫القوافل البرشية واإلنسانية‪ ،‬يك نجعل كرس‬ ‫الحصار أمراً واقعاً‪ .‬وهذا الوضع الصحي الصعب‪،‬‬ ‫يستلزم منا دق ناقوس الخطر‪ ،‬وإعالن حالة‬ ‫اإلستنفار الشامل والجهوزية التامة والتعبئة‬ ‫يف صفوفنا الصحية‪ ،‬وباختصار‪ :‬إعالن حالة‬ ‫الطوارىء الصحية والطبية‪ ،‬عىل مستوى وزارات‬ ‫الصحة العرب ونقابات األطباء‪.‬‬ ‫ماذا عنكم كتجمع األطباء اللبنانيني؟‬ ‫نعاهد شعبنا ا ُملرابط يف قطاع غزة‪ ،‬بأننا‬ ‫سرنسل يف القريب العاجل‪ ،‬املزيد من قوافل‬ ‫األطباء املز ّودين باألدوية واملستلزمات الطبية‬ ‫الرضورية‪ ،‬لنكمل معاً مسرية كرس الحصار‪ .‬فغزة‬ ‫ستبقى ُح ّرة ومنترصة ال محالة‪ ،‬عاشت فلسطني‬ ‫حرة عربية‪ ،‬واملجد والخلود لكل الشهداء‪.‬‬ ‫علمنا أنكم أطلقتم ندا ًء جديداً وحملة‬ ‫جديدة تحت إسم “حملة تجمع األطباء لكرس‬ ‫الحصار الطبي عن غزة – ‪”2‬؟ متى ستنطلق‬ ‫هذه الحملة؟‬ ‫لقد أطلقنا الحملة الجديدة‪ ،‬واسمحوا يل ذكر‬ ‫تفاصيلها‪:‬‬ ‫نداء جديد من تجمع األطباء يف لبنان إىل‬ ‫األطباء واملمرضات والخرباء البيئيني واألساتذة‬ ‫الجامعيني للتط ّوع واالنضامم إىل “حملة تج ّمع‬ ‫األطباء لكرس الحصار عن غزة – رقم ‪”2‬‬ ‫الزمالء األعزاء عىل امتداد الوطن‪ ..‬‬ ‫بعد نجاح مهمة الحملة األوىل لتجمع األطباء‬ ‫بالوصول إىل قطاع غزة والعودة منه بسالم‬ ‫وتلبي ًة لنداء الواجب اإلنساين ملساعدة شعبنا‬ ‫املحارص يف غزة‪ ،‬ق ّررنا إطالق حملة جديدة تحت‬ ‫إسم “حملة تج ّمع االطباء لكرس الحصار عن غزة‬ ‫– رقم ‪ ،”2‬من خالل تط ّوع عدد من أعضاء تجمعنا‬ ‫منسق الحملة د‪ .‬صالح عصفور‪ ،‬جاهزين‬ ‫برئاسة ّ‬ ‫لالنطالق إىل مستشفيات غزة‪ ،‬يف القريب‬ ‫العاجل‪ ،‬مز ّودين بكميات من األدوية واملستلزمات‬

‫الطبية الرضورية‪ ،‬وبإميانهم الكبري بعدالة قضية‬ ‫الشعب الفلسطيني البطل‪.‬‬ ‫الراغبني باإلنضامم‬ ‫ندعو جميع الزمالء‬ ‫لحملتنا‪ ،‬االتصال بنائب منسق الحملة د‪ .‬نجيب‬ ‫حامدة ‪71781871 :‬‬ ‫املطلوبة‪:‬‬ ‫الطبية‬ ‫االختصاصات‬ ‫مالحظة‪:‬‬ ‫جراحة العظم واملفاصل‪ ،‬جراحة القلب‬ ‫والرشايني‪ ،‬جراحة الكىل واملسالك البولية‪،‬‬ ‫جراحة العيون والاليزر‪ ،‬جراحة األعصاب‪ ،‬جراحة‬ ‫األطفال‪ ،‬الجراحة العامة‪ ،‬طب الطوارىء‪ ،‬أمراض‬ ‫القلب والتمييل‪ ،‬أمراض الدم واألورام‪ ،‬األمراض‬ ‫النفسية‪ .‬كذلك‪ ،‬املطلوب مم ّرضات مجازات‬ ‫متم ّرسات لتدريب املمرضات الفلسطينيات‪.‬‬ ‫واملطلوب أيضاً‪ ،‬أطباء أساتذة برتبة بروفسور‬ ‫جامعي‪ ،‬لتأهيل األطباء الجدد يف غزة‪ ،‬وخرباء‬ ‫بيئيون‪ ،‬لدراسة طرق تنظيف ومعالجة تلوث‬ ‫البيئة باملواد املرسطنة والضا ّرة بالصحة‪.‬‬ ‫مالحظة أوىل‪ :‬أجرينا من غزة ـ فلسطني‪،‬‬ ‫عدة اتصاالت بوزيري الصحة د‪ .‬محمد خليفة‬ ‫والخارجية د‪ .‬عيل الشامي وشكرناهام عىل‬ ‫مساعدتنا يف إنجاح مه ّمتنا اإلنسانية‪ ،‬ومكتب‬ ‫الرئيس نبيه بري واألستاذ معن بشور املنسق‬ ‫العام لتج ّمع اللجان والروابط الشعبية وبعدد‬ ‫من قادة األحزاب والقوى الوطنية اللبنانية‬ ‫وبالرئيس املقاوم العامد إميل لحود‪.‬‬ ‫مالحظة ثانية‪ :‬تبلغ مساحة قطاع غزة‬ ‫‪ 365‬كلم مربع‪ ،‬طوله من الجنوب للشامل‪40 :‬‬ ‫ـ ‪ 41‬كلم‪ ،‬عرضه‪ 5 :‬ـ ‪ 15‬كلم‪ .‬عدد سكانه ‪:‬‬ ‫‪ 1,800,000‬نسمة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد العياش‪ :‬حالة نفسية‬ ‫سيئة يعانيها أهل القطاع‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وحول تداعيات وتأثريات الحصار‬ ‫عىل الوضع النفيس لسكان القطاع قال الدكتور‬ ‫أحمد عياش عضو وفد تجمع األطباء العائد من‬ ‫غزة واألخصايئ باألمراض النفسية‪:‬‬ ‫بعد قراءة متأنية للحالة النفسية االجتامعية‬ ‫لألفراد من ناحية‪ ،‬واملجتمع ككل من ناحية أخرى‪،‬‬

‫‪57‬‬

‫ونتيجة التواصل املبارش مع الناس يف املدن‬ ‫واملخيامت الفلسطينية يف قطاع غزة املحارص‪،‬‬ ‫إضافة آلراء الناشطني اجتامعياً واملعالجني‬ ‫النفسيني واملراسلني اإلعالميني واملختصني طبياً‬ ‫يف مستشفى األمراض النفسية والجامعة‬ ‫اإلسالمية يف غزة‪ ،‬ميكننا اختصار املشهد‬ ‫الفلسطيني يف القطاع بعدة محاور‪:‬‬ ‫ـ حالة الرتقب والحذر واالستنفار النفيس‬ ‫الدائم لدى اإلنسان الفلسطيني الق ِلق عىل‬ ‫املصري الشخيص والعائيل والوطني‪ ،‬نتيجة‬ ‫تراكامت التجارب املؤملة من حرب إبادة ال تتوقف‪،‬‬ ‫بل بإمكانها أن تبدأ من جديد‪ .‬هذا القلق‬ ‫مرض نتيجة‬ ‫الفلسطيني يواكبه مزاج حزين غري‬ ‫ٍ‬ ‫فقدان سريورة حداد طبيعية عىل شهداء ما زالوا‬ ‫يتساقطون يومياً‪.‬‬ ‫ـ حالة الشعور العام بالخيبة والعتب من‬ ‫تخيل املجتمع العريب أوالً واملجتمع الدويل ثانياً‪،‬‬ ‫ليس فقط عن تح ّمل املسؤوليات اإلنسانية‪ ،‬إمنا‬ ‫أيضاً غض النظر كلياً عن معاقبة القاتل واملجرم‬ ‫واستبدال ذلك‪ ،‬باتهام الفلسطيني الضحية‪ ،‬مام‬ ‫يزيد من احتقان الغضب النفيس‪ ،‬لينعكس توتراً‬ ‫يف عمل أعضاء الجسد‪ ،‬فيسبب أمراضاً ليس‬ ‫أقلها ارتفاع الضغط والسكري وغريهام‪.‬‬ ‫ـ الشعور باألىس العام لدى الفلسطيني‬ ‫عن تأخر مجتمعه يف مسرية النمو االقتصادي‬ ‫واالجتامعي والعلمي والطبي‪ ،‬مام يساهم يف قتل‬ ‫حلمه بالتطور والتقدم‪.‬ـ منو وتعاظم الشعور‬ ‫بالكربياء عند اإلنسان الفلسطيني‪ ،‬إىل ح ّد‬ ‫التعملق ممزوجاً بالفخر واالعتزاز الوطني والديني‪،‬‬ ‫مام يجعل األنا الفردية لديه تذوب يف أنا الجامعة‪،‬‬ ‫من أجل الوطن‪ ،‬و لتتحول يف أماكن كثرية قرباناً‬ ‫اجتامعياً يف سبيل قداسة الشهادة‪.‬‬ ‫ـ ازدياد حاالت التواصل والتعارف للعائالت‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وإيواء َمن فقدوا منازلهم وأحياءهم‪،‬‬ ‫مام أنتج عالقات مودّة وعرفان بالجميل‪ ،‬ويف بعض‬ ‫الحاالت حب فزواج‪ ،‬أدى إىل تعزيز قوة وإميان الشعب‬ ‫الفلسطيني باالنتصار اآليت حت ًام‪ ،‬و الذي يحدّثك‬ ‫به الطفل قبل الشيخ الهرم بثقة عالية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫إيران تدشن مفاعل بوشهر النووي‬ ‫وتعزز قدراتها العسكرية الرادعة بأسلحة جديدة متطورة‬ ‫تدعي “إرسائيل”‪ ،‬هذا الكيان الغاصب لألرض‬ ‫الفلسطينية والعربية‪ ،‬إنها مجرد دولة صغرية‬ ‫مستهدنة يف وجودها ومحاطة ببيئة معادية‪ ،‬وهي‬ ‫يف واقع األمر‪ ،‬تتمتع بامتيازات نوعية متعددة يف‬ ‫مجال التسلح‪ ،‬وهي التي متتلك أقوى األسلحة‬ ‫وأحدثها يف منطقة الرشق األوسط‪ ،‬وبادرت اىل‬ ‫شن العديد من الحروب ضد أكرث من دولة عربية‪ ،‬وهي‬ ‫التي أقيمت عىل أرض فلسطني‪ ،‬كغزو استيطاين‬ ‫مدعوم من الدول االستعامرية‪ ،‬وتحظى بحامية‬ ‫العامل الغريب خصوصاً الواليات املتحدة‪ ،‬التي تهمني‬ ‫عىل النظام العاملي‪ ،‬والتي تغدق عليها املساعدات‬ ‫املالية وأحدث مبتكرات تكنولوجيا التسلح‪ ،‬ومثة‬ ‫فجوة نوعية بينها وبني العامل العريب‪ ،‬يف مجال‬ ‫التسلح والعلوم والتكنولوجيا وغريها‪ ،‬و”إرسائيل”‬ ‫تنتج األسلحة الحديثة‪ ،‬وهي مصدرة للسالح وتصل‬ ‫قيمة صادراتها اىل ‪ 2‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وتفرس نتائج استطالعات الرأي التي اعترب‬ ‫أكرث من ‪ %60‬من األوروبيني ونصف األمريكيني‪ ،‬أن‬ ‫“إرسائيل” تشكل تهديداً لألمن الدويل‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن مخاوف “إرسائيل” التي تربر حقها‬ ‫يف احتكار التسلح النووي والتفوق العسكري‪،‬‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬بدعوى أنها دولة صغرية تدافع عن‬ ‫وجودها ليس إ ّال ادعاءات للمراوغة عىل الرأي العام‬ ‫العاملي ومحاولة منها لتغطية نزعتها العسكرية‬ ‫والعدوانية يف املنطقة‪.‬‬ ‫املرشوع األمرييك واإلرسائييل ما زال كام‬ ‫هو‪ ،‬مرشوع الرشق األوسط الجديد‪ ،‬كام أعلنته‬ ‫كونداليزا رايس من قبل‪ ،‬وهو يعني دخول املنطقة‬ ‫يف حالة تنشط وانقسامات وقيام دويالت طائفية‬ ‫ومذهبية‪ ،‬متنافرة ومتقاتلة فيام بينهام‪ ،‬ولحساب‬ ‫استقرار الكيان الصهيوين وهيمنته النهائية عىل‬ ‫املنطقة‪ ،‬يف ظل حامية أمريكية وسيادة مصالحها‪.‬‬ ‫أما املرشوع املقاوم يف املنطقة‪ ،‬فهو بني عىل‬ ‫قاعدة تأسيس جديدة يف االسرتاتيجية والسياسة‬ ‫والثقافة لرشق أوسط جديد يستعيد هويته وإرادته‬ ‫والسيطرة عىل مصالحه وحقوقه وقضاياه وعدم‬ ‫التفريط بها‪.‬‬ ‫وينظر الغرب اىل املنطقة ومعه الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫كساحة مفتوحة ويبني خططه‪ ،‬مبا يتوافق مع‬ ‫مصالحه ومصالح “إرسائيل” الكيان‪ ،‬أنها أطامع‬ ‫تاريخية مستمرة‪ ،‬وما زالت تدفعه الستكامل‬ ‫سيطرته عليها وإعاقة تجميع قواها‪ ،‬وإبقائها مجزأة‬ ‫ليسهل له نهب مواردها خاصة النفطية‪.‬‬ ‫توازنات عديدة اختلت يف معارك متوز ‪2006‬‬ ‫“إرسائيل” كانت الخارسة‪ ،‬وفقدت الكثري من الهالة‬ ‫املزيفة‪ ،‬وبدت عىل حقيقتها‪ ،‬وكذلك الواليات‬ ‫املتحدة التي راهنت عىل “إرسائيل” وخرست الرهان‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وكانت تعتقد أن القرار ‪ 1559‬وما سبقه وما تاله من‬ ‫أحداث‪ ،‬كفيل بإنجاز املهمة ووالدة الرشق األوسط‬ ‫الجديد‪ ،‬ولكن حسابات رايس وحلفاءها مل تتطابق‬ ‫مع أحالمهم بفضل املقاومة اللبنانية التي فوتت‬ ‫عىل األعداء أي فرصة لتحقيق أي إنجاز وكان االنتصار‬ ‫العظيم الذي شكل رضبة قاسمة للمرشوع‬ ‫األمرييك والصهيوين يف منطقتنا‪.‬‬ ‫إن تصعيد املوقف األمرييك واألورويب حيال إيران‪،‬‬ ‫من خالل رزمة من العقوبات‪ ،‬طاولت مرافق الطاقة‬ ‫والنقل الجوي والبحري‪ ،‬والتبادل التجاري‪ ،‬وسواها من‬ ‫الرشكات والبنوك‪ ،‬هي خطوة متقدمة كثرياً‪ ،‬عام‬ ‫أقره مجلس األمن الدويل من عقوبات‪.‬‬ ‫هذا الخيار أصبح ذو أرجحية‪ ،‬باتت تتقدم عىل‬ ‫غريها‪ ،‬بسبب الواقع الجديد يف املنطقة‪“ ،‬إرسائيل”‬ ‫مل تعد متتلك الحجم العسكري الكايف‪ ،‬لتتمكن‬ ‫من ضامن حسم نتائج أي مغامرة جديدة‪.‬‬ ‫وذكرت مجلة “أتالنتيك” يف تقرير نرشته تحت‬ ‫عنوان “نقطة الالعودة” “أن عدداً من الجرناالت‬ ‫اإلرسائيليني الذين حاورتهم املجلة‪ ،‬قالوا‪ ،‬أنهم يرون‬ ‫أن من األفضل السعي للضغط عىل اوباما يك‬ ‫توجه الواليات املتحدة رضبة عسكرية اىل إيران عىل‬ ‫أن تفعل ذلك “إرسائيل” بنفسها‪ ،‬وغايب اشكنازي‬ ‫رئيس األركان اإلرسائيلية من بني الذين يرون أن‬ ‫الرضبة اإلرسائيلية إليران خطرية جداً‪ ،‬وبعض‬ ‫الجرناالت يخشون من تهديد وجودي لـ “إرسائيل” إذا‬ ‫وجهت رضبة اىل إيران‪.‬‬ ‫وقبل تدشني إيران محطة “بوشهر” النووية بأيام‪،‬‬ ‫كان السفري األمرييك السابق لدى األمم املتحدة‬

‫‪58‬‬

‫جون بولتون‪ ،‬اعترب أن أمام “إرسائيل” أيام لرضب‬ ‫محطة بوشهر النووية اإليرانية‪ ،‬قبل نقل املواد‬ ‫املشعة إليها‪ ،‬واعترب مصدر عسكري إرسائييل أن‬ ‫االنسحاب األمرييك من العراق ميثل فرصة لتصعيد‬ ‫التهديد العسكري ضد إيران‪.‬‬ ‫وقابل هذا التصعيد الكالمي‪ ،‬تحذير إيراين يف‬ ‫إقفال مضيق هرمز البالغ األهمية االسرتاتيجية‬ ‫يف حال أي اعتداء عىل إيران‪ ،‬وقال رئيس دائرة‬ ‫العمليات يف القيادة العامة للقوات املسلحة‬ ‫اإليرانية العميد شادماين ملواجهة العدوان املحتمل‬ ‫خططنا لثالثة إجراءات ويف مقدمها السيطرة‬ ‫بشكل تام عىل مضيق مزهر حيث لن يسمح ألحد‬ ‫بالحركة‪ ،‬ونحن نراقب بدقة جميع القواعد األمريكية‬ ‫يف أفغانستان والعراق‪ ،‬واستناداً اىل ذلك فإن أدىن‬ ‫محاولة ضد إيران ستجعل القوات املوجودة يف هذه‬ ‫القواعد تصاب بالشلل‪ ،‬و”إرسائيل” هي الحديقة‬ ‫الخلفية ألمريكا‪ ،‬وعىل هذه األساس فإننا سندمر‬ ‫هذه الحديقة الخلفية‪.‬‬

‫العقوبات األوروبية ضد إيران‬ ‫أكد الرئيس اإليراين محمود أحمدي نجاد‪ ،‬أن إيران‬ ‫ستستأنف املفاوضات مع الغرب حول برنامجها‬ ‫النووي يف أيلول‪ ،‬بعدما جمدتها شهرين بسبب‬ ‫صدور قرار العقوبات الدويل رقم ‪ 1927‬الصادر‬ ‫عن مجلس األمن يف التاسع من حزيران املايض‪،‬‬ ‫وقال نجاد سياسة األوروبيني واألمريكيني سخيفة‪،‬‬

‫يعتقدون أنهم سيؤثرون عىل حياة املجتمع اإليراين‪،‬‬ ‫يف الواقع يفرضون عقوبات عىل أنفسهم‪ .‬وحذر‬ ‫نجاد “أن أي طرف يتبنى تدابري ضد األمة اإليرانية مثل‬ ‫اعرتاض السفن اإليرانية‪ ،‬يف عرض البحر أو تفتيش‬ ‫الطائرات‪ ،‬يجب أن يعلم أن إيران سرتد بحزم عىل‬ ‫هذه األعامل”‪.‬‬ ‫ويف موسكو‪ ،‬أعلنت وزارة الخارجية الروسية‪ ،‬أن‬ ‫قرار العقوبات األوروبية األخري “ال يقوض فحسب‬ ‫جهودنا املشرتكة للسعي اىل تسوية سياسة‬ ‫ودبلوماسية بشأن برنامج إيران النووي‪ ،‬لكن يظهر‬ ‫أيضاً ازدراء للبنود التي صيغت ونسقت بعناية يف‬ ‫قرارات مجلس األمن‪ ،‬مؤكدة أن اللجوء اىل العقوبات‬ ‫خارج إطار مجلس األمن الدويل غري مقبول‪.‬‬ ‫وروسيا ساعدت إيران يف بناء محطة للطاقة‬ ‫النووية يف إيران قرب مدينة “بوشهر” املطلة عىل‬ ‫الخليج‪ ،‬وجرت تشغيل املحطة يف ‪ 21‬آب املايض‪،‬‬ ‫وتقول روسيا أن مفاعل بوشهر الذي كلف مليار‬ ‫دوالر يهدف اىل إمداد املدنيني بالكهرباء‪ ،‬وأن االتفاق‬ ‫ينص عىل أن تعيد إيران جميع قضبان الوقود النووي‬ ‫املستنفذ اىل روسيا‪.‬‬ ‫ويف لغة األرقام تختزن روسيا وإيران معاً نحو ‪20‬‬ ‫‪ %‬من احتياط النفط العاملي‪ ،‬وقرابة ‪ % 40‬من مخزون‬ ‫الغاز الطبيعي‪ ،‬من هنا حرص البلدين عىل التعاون‬ ‫يف مجال الطاقة‪.‬‬

‫لعبة املعايري املزدوجة األمريكية‬ ‫الرئيس األمرييك باراك اوباما تعهد مع نتنياهو‬ ‫عقب لقاءهام يف البيت األبيض يف ‪،2010/7/6‬‬ ‫بأن سياسة الواليات املتحدة تجاه املوضوع النووي‬ ‫اإلرسائييل لن تتغري‪ ،‬مضيفاً نحن نعتقد أنه نظراً‬ ‫اىل حجم “إرسائيل” وتاريخها والتهديدات ضدها‪،‬‬ ‫فإن لديها مطالب أمنية خاصة‪ ،‬وهي بحاجة اىل‬ ‫أن متتلك القدرة أي السالح النووي عىل الرد عىل‬ ‫هذه التهديدات‪ ،‬والواليات املتحدة لن تطلب من‬ ‫“إرسائيل” إطالقاً القيام بخطوات متس مصالحها‬ ‫األمنية‪ ،‬ومل يكتف اوباما بهذا وإمنا حذر من أن أي‬ ‫محاولة اتهام لـ “إرسائيل” بسبب برنامجها النووي‪،‬‬ ‫الذي مل تعرتف بوجوده يوماً‪ ،‬ميكن أن يعرقل تنظيم‬ ‫مؤمتر دويل حول رشق أوسط خال من السالح النووي‬ ‫مقرر عام ‪ ،2012‬ما يعترب محاولة أمريكية إلجهاض‬ ‫أي محاولة لوضع “إرسائيل” يف قفص االتهام‪.‬‬ ‫“إرسائيل” رفضت حضور املؤمتر‪ ،‬ثم لجأت اىل اوباما‬ ‫لحاميتها فلم يتأخر وبادر بالدفاع عنها وعن حقها‬

‫يف أن تكون حالة استثنائية يف املنطقة‪.‬‬ ‫وذهبت الواليات املتحدة بعيداً يف دعمها لـ‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬وتخلت عن نظرية “احتواء إيران نووية”‬ ‫مقابل تعهد إرسائييل بالتنسيق العسكري املسبق‪،‬‬ ‫وكشف مسؤولون أمريكيون وجود تفاهم غري معلن‬ ‫بني واشنطن وتل ابيب‪ ،‬تتعهد “إرسائيل” بعدم‬ ‫القيام بأي خطوات عسكرية أحادية ضد إيران يف‬ ‫مقابل تعهد أمرييك بالتخيل عن سياسة احتواء‬ ‫إيران نووية والتعايش معها كقوة عسكرية‪.‬‬ ‫وقال مسؤول يف وزارة الدفاع األمريكية “أن‬ ‫واشنطن تجد من الصعب جداً التعايش مع نظام‬ ‫مثل الذي يحكم إيران‪ ،‬مزوداً بقدرات عىل إنتاج‬ ‫أسلحة نووية‪ ،‬وبالتايل عىل الواليات املتحدة اللجوء‬ ‫اىل الخيارات كافة ملنع حصول ذلك”‪.‬‬

‫تشغيل محطة بوشهر النووية‬ ‫مكسباً اسرتاتيجياً‬ ‫بالتزامن مع تدشني مفاعل بوشهر‪ ،‬دورة الوقود‬ ‫النووي‪ ،‬واصلت طهران تطوير مجالها العسكري‪،‬‬ ‫من خالل اإلعالن عن صناعات عسكرية جديدة‬ ‫ومتطورة‪.‬‬ ‫وهددت طهران برد غري متوقع عىل أي اعتداء‬ ‫يستهدفها وحذرت من اللعب بالنار‪ ،‬جاء ذلك خالل‬ ‫إعالنها تدشني خط إنتاج زورقني هجوميني ميكن‬ ‫استخدامها يف رضب سفن أعداءها‪ ،‬وهام “رساج”‬ ‫و”ذو الفقار”‪.‬‬ ‫واعترب مرشد الجمهورية اإلسالمية يف إيران‬ ‫عيل خامنئي أن “مسار حركة جبهة أعداء الشعب‬ ‫اإليراين يف طريقه اىل األفول فيام مسار حركة إيران‬ ‫يف طريقه اىل الشموخ”‪.‬‬ ‫وأعلن الرئيس اإليراين أحمدي نجاد عن أول قاذفة‬ ‫إيرانية من دون طيار أطلق عليها اسم “كرار” كام‬ ‫اخترب وبنجاح صاروخ أرض – أرض من طراز “قيام”‬ ‫يصل مداه اىل ‪ 1500‬كلم‪ ،‬وصاروخ الفاتح ‪ 110‬من‬ ‫الجيل الثالث‪.‬‬ ‫وميثل تشغيل مفاعل بوشهر النووي مكسباً‬ ‫عىل املستوى االسرتاتيجي‪ ،‬فإىل جانب الفوائد‬ ‫االقتصادية متثل بوشهر بوليصة تأمني لحامية‬ ‫جنوب إيران من رضبات طائشة‪ ،‬وتضع توازناً جديداً‬ ‫للردع يف املنطقة وهي توفر ‪ 17‬مليار دوالر يف فاتورة‬ ‫الكهرباء‪ ،‬وقدرة عىل تصدير الطاقة الكربونية‪.‬‬ ‫وأتاح هذا املرشوع إليران‪ ،‬أن تدخل نادي الدول‬ ‫النووية السلمية‪ ،‬كأول دولة يف املنطقة استطاعت‬

‫‪59‬‬

‫كرس ذلك االحتكار‪ ،‬بالرغم من خضوعها لحصار‬ ‫اقتصادي منذ نهاية سبعينات القرن املايض‪،‬‬ ‫واملفاعل الذي ساعدت روسيا يف بنائه ضمن خطة‬ ‫بدأت عام ‪ ،1995‬ينطوي ضمناً عىل حامية معنوية‬ ‫روسية لسالمته‪ ،‬وهذا األمر يزيد من تكبيل حرية‬ ‫املناورة العسكرية اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫ومن أهم فوائد برنامج إيران النووي‪ ،‬أنه يدرب‬ ‫خربات نووية نادرة تتعاظم الحاجة إليها مع التوسع‬ ‫يف ميدان الطاقة النووية كبديل عن الطاقة املدنية‬ ‫للبيئة‪.‬‬ ‫وعىل صعيد الفوائد العلمية‪ ،‬فإن مفاعل‬ ‫بوشهر سيحتضن االقتصاد اإليراين بشحنة قوية‬ ‫من الطاقة الكهربائية‪ ،‬ذلك أنه سيبدأ بإنتاج ألف‬ ‫ميغاوات من الطاقة الكهربائية بعد ثالثة شهور‪،‬‬ ‫وهي خطوة عىل طريق إنتاج ‪ 20‬ألف ميغاوات من‬ ‫الكهرباء النووية النظيفة‪.‬‬ ‫ومرشوع بوبشهر عىل أهميته السياسية‬ ‫واالقتصادية وحتى العسكرية‪ ،‬سيكون مجرد‬ ‫عتبة أوىل يف الربنامج النووي اإليراين الطموح‪،‬‬ ‫فالتخصيب بنسبة ‪ % 20‬ملادة اليورانيوم سيستمر‬ ‫بالرغم من سياسة الحصار والعقوبات الدولية‪.‬‬ ‫وإيران ستعوض من خالل محطة بوشهر الكثري‬ ‫من الخسائر الناجمة عن الحصار املايل‪ ،‬ويرى الخرباء‬ ‫أنها ستتمكن يف الحد األدىن من تحرير ‪ 11‬مليون‬ ‫برميل من النفط الخام أو نحو ملياري مرت مكعب من‬ ‫الغاز الطبيعي كانت تستخدم يف توليد الطاقة‪،‬‬ ‫وستتمكن من الدفع بعجلة االقتصاد بقوة دفع‬ ‫كبرية‪ ،‬وتشغيل املصانع بطاقة نووية نقية ودفع‬ ‫القطارات بها‪ ،‬وكلها أمور ترسع عملية التنمية‬ ‫وسياسة االكتفاء الذايت‪ ،‬وتقوي قدرة املامنعة لدى‬ ‫إيران‪ ،‬وتزيد نفوذها اإلقليمي والدويل‪.‬‬ ‫بالنسبة لـ “إرسائيل” ميثل رشاء إيران لبوليصة‬ ‫التأمني النووية هذه من روسيا بثمن بخس يتعدى‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬ضامنة ضد التفوق العسكري اإلرسائييل‬ ‫املكفول من الحلف األطليس‪.‬‬ ‫كام يكمل عملية تآكل هيبة “إرسائيل” الردعية‬ ‫بعد هزمية متوز ‪ 2006‬يف لبنان‪ ،‬وهو بالتأكيد يحرم‬ ‫“إرسائيل” فرصة البلطجة العسكرية‪ ،‬ويرسم‬ ‫خطوطاً تقوض الثقة مبستقبلها وتبعد االطمئنان‬ ‫عن قلوب املهاجرين إليها‪ ،‬ويرجح أن تجعل املقيمني يف‬ ‫الكيان يشعرون بحجمهم الفعيل بعد تقليص الحجم‬ ‫االعتباري‪ ،‬وعندما ال يكون التفوق العسكري مضموناً‪،‬‬ ‫ال يبقى تدفق االستثامرات االقتصادية مضموناً‪.‬‬

‫محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫الندوة االقتصادية عن الدين والدخل األساسي‬

‫يتحول الى اقتصاد المعرفة‬ ‫العالم الذي‬ ‫ّ‬

‫التنمية (‪)1‬‬

‫إن “تيار التوحيد”‪ ،‬ينظر اىل التنمية‬ ‫البرشية عىل أنها املحور األسايس‬ ‫يف التنمية املستدامة‪ ،‬كام أن قوة‬ ‫املجتمعات تتمثل بقوة عقول أبنائها‬ ‫وتوظيفهم‬ ‫اإلنتاج‬ ‫عىل‬ ‫وقدرتهم‬ ‫واستخدامهم‬ ‫العلمية‬ ‫للمعرفة‬ ‫التفكري‬ ‫واسرتاتيجيات‬ ‫للتكنولوجيا‪،‬‬ ‫املنتج الخالق‪ ،‬فاملعرفة أصبحت من املوارد‬ ‫األساسية للتنمية الشاملة املستدامة‬ ‫وخصوصاً بعد أن تح ّول االقتصاد العاملي‬ ‫اىل اقتصاد كثيف االستخدام للمعرفة‬ ‫يعرف‬ ‫أصبح‬ ‫حيث‬ ‫والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫باقتصاد املعرفة‪ ،‬كذلك تحول محور‬ ‫اإلرتكاز من مصادر الطاقة املادية اىل‬ ‫اإلرتكاز عىل الطاقة الفكرية‪ ،‬وظهور‬ ‫أساليب اقتصادية جديدة تتناسب مع‬ ‫العوملة االقتصادية واملنافسة الحادة‬ ‫يف التجارة واالقتصاد بني دول العامل‬ ‫لتحقيق إنتاج راقي النوعية واالهتامم‬ ‫بالتفوق والتميز‪.‬‬ ‫إن جودة األداء البرشي من الوظائف‬ ‫األساسية املهمة‪ ،‬فقد برز اهتامم‬ ‫دول العامل املتقدمة منها والنامية‬ ‫باالنشغال بقضايا اإلصالح الرتبوي وإعادة‬ ‫البناء والتغيري والتجديد الرتبوي‪ ،‬انطالقاً‬ ‫من أن املنظومة الرتبوية متثل محور التنمية‬ ‫البرشية املستدامة‪ ،‬بحيث يكون الهدف‬ ‫األسمى هو رفع مستوى اإلنسان وتعظيم‬ ‫دوره يف التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫فالرتبية هي الوسيلة األساسية ملقابلة‬ ‫تحديات التنمية وهي استثامر اقتصادي‬ ‫بامتياز‪ ،‬وهي قوة ومصدر للتقدم االجتامعي‬ ‫والنمو التكنولوجي‪ ،‬ودفع لعجلة اإلنتاج‬ ‫والتنمية يف املجتمع‪ ،‬وبقدر ما تقدم الرتبية‬ ‫من وسائل فعالة يف تنشئة اإلنسان‪ ،‬تكون‬ ‫نوعية املجتمع وفاعليته أفضل‪ ،‬فهي من‬ ‫أهم الوسائل التي بنى عليها املجتمع ثقته‬ ‫مبستقبل البرشية‪ ،‬وقد أصبحت مسؤولة‬ ‫عن تخلف املجتمعات وتقدمها‪.‬‬ ‫إننا ندعو اىل رضورة إعادة هيكلة‬ ‫املنظومة الرتبوية‪ ،‬مبا يتامىش مع اإلجراءات‬ ‫الهيكلية يف إصالح االقتصاد ملواجهة‬ ‫تحديات الحارض‪ ،‬وإرهاصات املستقبل‪.‬‬ ‫فالتعليم مبعناه الواسع هو كسب للخربات‬ ‫والتدريب والقدرة عىل تطوير اإلمكانات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وبالتايل‬ ‫األهداف‬ ‫لتحقيق‬ ‫وتطويقها‬ ‫النهوض من بؤر الجهل والفقر والبطالة‬ ‫واإلنشغال بتطوير الحياة‪ ،‬مام يتطلب مهارات‬ ‫وقدرات رفيعة املستوى‪.‬‬ ‫فالتعليم هو السبيل الوحيد لتطوير‬ ‫الحياة والنهوض باملجتمع اىل املستقبل‪،‬‬ ‫فجودة التعليم ورفع مستوى كفاءته‬ ‫اإلنتاجية عوامل أساسية للتنمية البرشية‬ ‫املستدامة‪ ،‬وإن إصالح املنظومة الرتبوية‬ ‫يحتاج اىل تحول اسرتاتيجي يف فلسفتها‬ ‫وأهدافها وهياكلها وطرقها وأدواتها إلعداد‬ ‫املواطن املؤهل للمشاركة يف تطوير‬ ‫املجتمع‪.‬‬ ‫إن املجتمع بأبعاده ال يريد ألبنائه مستقب ًال‬ ‫غامضاً غري مستقر وغري آمن‪ ،‬حيث أن‬ ‫الشباب يعرب عن طموح وآمال وأحالم هذا‬ ‫املجتمع‪ ،‬فإن املشكلة تبدأ حني تنعدم القدرة‬ ‫لديهم لتحقيق الطموحات واآلمال‪.‬‬ ‫فظروف املجتمع املادية واالجتامعية‬ ‫والسياسية هي البيئة التي قد تساعد‬ ‫عىل تلبية حاجات الشباب املادية والنفسية‬ ‫أو العكس‪ ،‬كام ومتكنهم من لعب‬

‫‪60‬‬

‫دورهم واملشاركة يف الحياة العامة أو‬ ‫إقصائهم عنها‪ ،‬والتي قد تحول دون‬ ‫تحقيق غاياتهم وطموحاتهم يف ظل‬ ‫ظروف مأزومة وغري مستقرة‪ .‬كذلك إن‬ ‫البيئة التعليمية مبعارفها ومناهجها‬ ‫وأساليبها تلعب الدور األسايس يف‬ ‫تحصني هذه الرشيحة أو إضعافها‪.‬‬ ‫يؤكد كلينارد “أن الشباب يف الدول‬ ‫النامية من أكرث الفئات العمرية‬ ‫الراغبة يف تحقيق أهدافها وطموحاتها‪،‬‬ ‫وأحياناً تتجاوز إمكانياتهم وقدراتهم‬ ‫تحقيق مثل هذه الطموحات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يدفعهم اىل معايشة العديد‬ ‫من املشكالت واالتجاه نحو الطرق غري‬ ‫املرشوعة‪ ،‬ومن ثم يقعون يف األخطاء‬ ‫ويرتكبون الجرائم مخرتقني قيم املجتمع‬ ‫ومعايريه وضوابطه‪ ،‬وغالباً ما تستحوذ‬ ‫املسائل املالية عىل اهتامم الشباب‪،‬‬ ‫حيث يتمحور هذا االهتامم حول‬ ‫كيفية الحصول عىل املال‪ ،‬ولو بطرق‬ ‫غري مرشوعة‪ ،‬إذ أن البطالة أو العمل‬ ‫املتقطع أو الدخل املنخفض والتأرجح‬ ‫املستمر بني األمان والقلق يدفع الشباب‬ ‫اىل ارتكاب العديد من أمناط الجرائم والدخول‬ ‫يف نفق املشكالت االجتامعية املظلم‪.‬‬ ‫ونظراً لرسعة التحوالت املحلية والدولية‬ ‫والعاملية‪ ،‬فالشباب يعيشون مرحلة انتقالية‬ ‫باعتبارهم من أكرث الفئات االجتامعية‬ ‫انفتاحاً عىل الثقافات األخرى وأشدها تطلعاً‬ ‫وطموحاً وأكرثها مي ًال اىل قيم التجديد‬ ‫والتغيري كذلك مترداً عىل ما يحيط بهم من‬ ‫قيم ومعايري وخيارات اجتامعية وسياسية‬ ‫واقتصادية‪.‬‬ ‫فام يحتاجه الشباب اليوم هو االهتامم‬ ‫والرعاية والتوجيه‪ ،‬كذلك مد يد العون‬ ‫لهم ومساعدتهم يف اكتشاف مواهبهم‬ ‫ومهاراتهم واالستفادة منها يف النهضة‬ ‫والتنمية‪ ،‬فالشباب هم ثروة املجتمع لو‬ ‫أحسنّا التعامل معهم ويجب أن ال نفرط‬ ‫بها‪.‬‬

‫نائب رئيس املكتب السيايس‬ ‫يف «تيار التوحيد»‬

‫بهاء عبد الخالق‬

‫البلدان المديونة يمكنها عدم تسديد ديونها‬ ‫ألنها تتعارض مع حقوق اإلنسان‬ ‫تحت عنوان “مفاهيم نظرية وتجارب رائدة عن‬ ‫الدَين والدخل األسايس” نظمت جامعة الالعنف‬ ‫وحقوق اإلنسان يف العامل العريب – أونور‪ ،‬حلقة‬ ‫دراسية‪ ،‬يف فندق بادوفا يف بريوت‪ ،‬مبشاركة‬ ‫عدد من النواب والوزراء الحاليني والسابقني‬ ‫وخرباء اقتصاد محليني ودوليني باإلضافة اىل‬ ‫ممثلني عن األحزاب والقوى السياسية وحشد من‬ ‫الصحافيني واملهتمني‪.‬‬ ‫تضمن برنامج الحلقة الدراسية جلستان‬ ‫األوىل تحت عنوان “الدين غري املرشوع‪ ،‬املفهوم‬ ‫النظري وتجربة عاملية”‪ ،‬وقد تحدث فيها كل من‬ ‫الكاتب االقتصادي السيايس جوزيف هاتلون‬ ‫الذي أطلق هذا املفهوم وحارض فيه عاملياً وأقنع‬ ‫حكومة الرنوج بتبنيه‪ ،‬وإلغاء جميع الديون التي‬ ‫اقرتضتها واعتربتها غري مرشوعة من جانب‬ ‫واحد‪ ،‬كام تحدث الدكتور وليد صليبي‪ ،‬مؤسس‬ ‫جامعة أونور عن الدَين اللبناين‪ ،‬مرشوع أو غري‬ ‫مرشوع” وقبل الجلسة الختامية التي أدارها‬ ‫األستاذ زياد عبد الصمد‪ ،‬تناول الدكتور توفيق‬ ‫كسبار طبيعة وآثار الدين الحكومي يف لبنان‬ ‫برشح مسهب‪.‬‬ ‫أما يف الجلسة الثانية التي كانت بعنوان‬ ‫“الدخل األسايس – مفاهيم نظرية وتجربة عاملية”‪،‬‬ ‫فقد تحدث فيها كل من كارل وايدركويست الذي‬ ‫واكب تجربة أالسكا‪ ،‬التي طبقت مفهوم الدخل‬ ‫األسايس وأثر فيها وكتب عنها لسنوات‪ .‬بعد‬ ‫ذلك أعطى مدير الجلسة املحامي عصام سباط‬ ‫الكالم للدكتور أديب نعمة لتختتم الجلسة‬ ‫بالسؤال‪ :‬ماذا عن الدخل األسايس يف لبنان؟‬ ‫وقد خلص املؤمتر الذي استمر ليوم واحد‬ ‫مبجموعة من الحقائق والتوصيات التالية‪:‬‬ ‫ هناك إمكانية لعدم تسديد بعض الديون‬‫املستحقة عىل البلدان املديونة‪.‬‬ ‫ كل دين يتعارض مع حقوق اإلنسان يعترب‬‫غري مرشوع‪ ،‬وبالتايل باإلمكان التنصل منه‪،‬‬ ‫مثال عىل ذلك الرنويج واألكوادور‪ ،‬هاتان الدولتان‬ ‫رفضتا تسديد ما يتوجب عليهام من ديون بعد‬ ‫أن أصبحت ‪ %20‬من ديونهام تستخدم ملصلحة‬ ‫مشاريع تنموية مقابل ‪ %80‬من هذه الديون‬ ‫تستخدم إلعادة متويل الديون القدمية و من خالل‬ ‫ديون جديدة‪.‬‬ ‫‪ -‬الدعوة اىل رضورة الحد من سلطة صندوق‬

‫النقد الدويل والبنك الدويل‪ ،‬واىل رضورة الربط‬ ‫بني البعدين الوطني والدويل لتأمني الضغط‬ ‫السيايس عىل املؤسسات الدولية املفرتضة‬ ‫من أجل معالجة مشاكل الديون وإصدار القوانني‬ ‫والترشيعات التي تضبط عملية اإلنفاق‪.‬‬ ‫ اإلعرتاض عىل رشوط صندوق النقد الدويل‬‫القاسية وغري املحقة والتي تعترب كرشط أسايس‬ ‫يك تحصل الدول عىل القروض التي هي بحاجة‬ ‫إليها ومنها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تحديد سقف األجور‬ ‫‪ -2‬تقليص الضامنات والدعم ملوارد أساسية‬ ‫وزيادة الرضائب‬ ‫‪ -3‬فتح الحدود الجمركية‬ ‫‪ -4‬الخصخصة‬ ‫‪ -5‬التسليف للدولة وليس للقطاع الخاص‬ ‫‪ -6‬تخفيض سعر رصف العملة‬ ‫ إبراز النتائج املأساوية التي انعكست عىل‬‫الدول التي أخذت بوصفات صندوق النقد الدويل‬ ‫‪ -1‬حصة ضئيلة من املوازنات للرتبية‬ ‫والصحة‬ ‫‪ -2‬فوائد عالية للسندات‬ ‫‪ -3‬تقليص الضامنات اإلجتامعية‬ ‫‪ -4‬التسليف لإلستهالك‬ ‫‪ -5‬اإلستدانة لسد الدين‬ ‫‪ -6‬معرفة مسبقة بعدم إمكانية الرد‬ ‫‪ -7‬تدقيق مايل عن انفاق الدين‪.‬‬ ‫‪ -8‬الفساد‬ ‫والنتيجة كانت‪:‬‬ ‫النمو‪ ،‬الفقر‪ ،‬اإلستثامر‪ ،‬الدين الخارجي‪،‬‬ ‫التضخم‬ ‫ إبقاء الدول الدائنة بني عتبة االنهيار وعتبة‬‫النمو من خالل إتباع ‪ G8‬سياسة تقوم عىل‬ ‫إعادة جدولة وإلغاء بعض الديون رشط أن ال تؤدي‬ ‫مثل هذه السياسة اىل مرحلة النمو عند الدول‬ ‫املديونة‪.‬‬

‫أمين اإلعالم شارك فيها‬ ‫وشارك أمني اإلعالم يف «تيار التوحيد»‬ ‫هشام األعور ممث ًال رئيسه وئام وهاب يف‬ ‫الندوة اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫ إعتبار لبنان حتى أوائل السبعينيات من‬‫أقل الدول إستدانة يف العامل (معدل الدين يف‬ ‫لبنان ‪ 1975‬يساوي صفر ووجود فائض يف موازنة‬ ‫الدولة)‪.‬‬ ‫ يف العام ‪ 2009‬وصل معدل الدين عىل‬‫الدولة اللبنانية اىل ‪ 52‬مليار دوالر أي ما ميثل‬ ‫‪ %150‬من الناتج املحيل‪.‬‬ ‫ غالبية الدين يف لبنان يعترب دين داخيل‬‫وليس خارجي أي‪ %60 :‬من الدين تحمله مصارف‬ ‫لبنانية‪ %22 .‬من الدين يحمله مرصف لبنان‪.‬‬ ‫‪ %9‬مؤسسات دولية وعربية‬ ‫ مل يجرؤ أحد من السياسيني واملسؤولني‬‫أن يتكلم عن الفوائد التي تشكل أكرب بند يف‬ ‫املوازنة‪.‬‬ ‫‪ -1‬موازنة الدولة ترصف عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫‪ 36‬مليار دوالر رواتب وأجور وملحقاتها‪.‬‬ ‫‪ 13 -2‬مليار دوالر نفقات استثامرية مبا فيها‬ ‫الفساد‪.‬‬ ‫‪ 20 -3‬مليار دوالر تحويالت مبا فيها ‪ 9‬مليارات‬ ‫دوالر لرشكة الكهرباء ‪.‬‬ ‫‪ %21 -4‬من موازنات املصارف تذهب اىل القطاع‬ ‫الخاص مبعنى تحول وظيفة املصارف اىل وسيط‬ ‫بني اإلدخار والديون‪.‬‬ ‫‪ -5‬لو اعتمدت خصخصة بعض القطاعات‬ ‫يف لبنان ستبقى فيه الديون قرابة ال ‪%120‬‬ ‫والسؤال كان‪ :‬أال يقرأ السياسيون؟ أين املجتمع‬ ‫املدين من هذه الحقائق؟‬ ‫انفقت الدولة منذ (العام ‪ 1993‬واىل العام‬ ‫‪ 114 )2009‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬أين ذهبت هذه األموال؟‬ ‫النظر اىل األزمة املالية العاملية األخرية‬ ‫باعتبارها أزمة نظام عاملي وليس أزمة‬ ‫إقتصادية‪.‬‬ ‫واختتم املؤمتر بطرح التساؤل التايل‪:‬‬ ‫من مديون ملن؟ هل الشعب اللبناين مديون‬ ‫للمصارف؟ من املسؤول عن هذه الفوائد‬ ‫العالية وتدمري النمو؟ هل املصارف التي‬ ‫ساهمت يف تلك املشكلة الكبرية هي مديونة‬ ‫للشعب اللبناين وبالتايل هي مطالبة اليوم‬ ‫باستعادة ليس فقط ما حرمت املواطنيني‬ ‫منه وإمنا إيفاء مبا قامت برسقته من هؤالء‬ ‫املواطنني؟‪.‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫غرفة صناعة حمص ترفع‬ ‫وتوسع نشاطاتها‬ ‫العلم السوري‬ ‫ّ‬ ‫قام محافظ حمص املهندس محمد إياد غزال‬ ‫برفع علم الجمهورية العربية السورية عىل سارية‬ ‫هي األعىل يف محافظة حمص‬ ‫وذلك يف اثنني من مداخل املدينة‪.‬‬ ‫وتأيت هذه الخطوة مببادرة من غرفة صناعة‬ ‫حمص وتربع من عدد من الرشكات والفعاليات‬ ‫االقتصادية والصناعية والتجارية يف املحافظة‪.‬‬ ‫وارتفع العلم فوق سارية عىل علو ‪ 45‬مرت‬ ‫ومبساحة بلغت ‪ 117‬حيث كانت أبعاد العلم‬ ‫‪ 9 × 13‬مرت يف مدخل حمص الغريب ضمن دوار‬ ‫الباسل عىل طريق طرابلس القديم ‪ ،‬ويف مدخل‬ ‫حمص الشاميل ضمن دوار البوملان عىل طريق‬ ‫حمص حامة‪.‬‬ ‫وهذه املبادرة كانت تعبرياً ملرور عرش سنوات‬ ‫عىل تسلم الرئيس بشار األسد سدة الحكم يف‬ ‫سوريا»‪.‬‬ ‫وكانت محافظة دمشق قد احتفلت يف وقت‬ ‫سابق من هذا الشهر برفع أكرب علم عىل أعىل‬ ‫سارية يف سوريا يف حديقة ترشين بدمشق‪.‬‬ ‫هذا وقد كان من املقرر رفع أكرب علم سوري‬ ‫لتسجيله يف موسوعة غينس لألرقام القياسية‬ ‫يف اليوم األول ملهرجان القلعة والوادي يف دورته‬ ‫الحالية بحسب الربنامج الرسمي للمهرجان‪,‬‬ ‫لكن األمر مل يتم ودون أي مربرات من اللجنة‬ ‫املنظمة‪.‬‬

‫مقابلة‬

‫الصارمية تتقدم القرى النموذجية في محافظة حماه‬ ‫رئيس البلدية توفيق األحمد‪ :‬نفذنا مشاريع لرفع مستوى البنى التحتية‬ ‫تشهد بلدة الصارمية يف محافظة حامه منواً‬ ‫سكانياً وعمرانياً متميزاً‪ ،‬وتطوراً ملحوظاً شمل‬ ‫الجوانب الخدماتية‪.‬‬ ‫األستاذ توفيق األحمد رئيس البلدية تحدث عن‬ ‫واقعها الخدمايت واملشاريع املنفذة فيها يف هذا‬ ‫العرض لـ “منرب التوحيد”‪ ،‬وأشار اىل ما قامت به‬ ‫البلدية‪.‬‬

‫الرصف الصحي والطرق‬

‫حول الرصف الصحي والطرق قال األحمد‪:‬‬ ‫قامت البلدية بتنفيذ الشبكة الداخلية للرصف‬ ‫الصحي داخل املخطط التنظيمي بطول ‪ 7000‬م‬ ‫ومرشوع املصب الرئييس بطول ‪ 4000‬م خارج املخطط‬ ‫التنظيمي وبكلفة تقديرية للمرشوع ‪ 42‬مليون‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬أما يف مجال الطرق فقد نفذت البلدية وعبدت‬ ‫كافة الشوارع داخل املخطط التنظيمي بالتنسيق‬ ‫مع مديرية الخدمات الفنية بحامه خالل األعوام ‪2007‬‬ ‫و ‪ 2008‬و ‪ ،2009‬كام نفذت مرشوع األطاريف يف‬ ‫شوارع البلدة الرئيسية مع التعبيد والتزفيت‪.‬‬

‫املخطط التنظيمي‬

‫وحول املخطط التنظيمي قال‪ :‬قمنا بالتعاون مع‬ ‫مديرية الخدمات الفنية بحامه مبسح مخططات‬ ‫تنظيمية مبساحة ‪ 170‬هكتار لقريتي الصارمية‬ ‫والعاملية‪ ،‬كام تم تحديث وتوسيع مخطط قرية‬ ‫الصارمية ليصبح ‪ 115‬هكتار وتقوم البلدية بتطبيق‬ ‫أحكام القانون رقم ‪ 1‬لعام ‪ 2003‬واملرسوم ‪ 59‬الخاص‬ ‫مبخالفات البناء‪ ،‬وال يوجد لدينا أية مخالفات‪ ،‬وتوجه‬ ‫البلدية باستمرار إىل رضورة حصول املواطنني عىل‬ ‫الرخص النظامية للبناء‪.‬‬

‫اإلنارة ومياه الرشب‬

‫يف هذا اإلطار أشار األحمد اىل أنه توجد يف‬ ‫القرية شبكة إنارة متكاملة تقوم البلدية بصيانتها‬ ‫بشكل دوري وتم تركيب أكرث من محول حفاظاً عىل‬ ‫الكهرباء يف البلدة‪ ،‬وقامت البلدية بالتعاون مع‬ ‫مؤسسة املياه يف حامه باستبدال شبكة املياه‬ ‫القدمية بشبكة جديدة وتم إيصال املياه لكل منزل‪.‬‬

‫النظافة‬

‫وبالنسبة لنظافة البلدة قال رئيس البلدية‪:‬‬ ‫يشري الواقع إىل ارتفاع مستوى النظافة يف‬ ‫بلدتنا أمام قلة اإلمكانيات الالزمة للتخديم‪،‬‬ ‫فالكادر املوجود يف البلدة من عامل وآليات غري‬ ‫كاف للتخديم بالشكل الالزم وهنا ال بد من اإلشارة‬ ‫إىل تجربتنا املتميزة يف مجال النظافة انطالقاً من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪62‬‬

‫مبدأ يد واحدة ال تصفق معاً نصنع بيئة نظيفة‬ ‫وتتجسد هذه التجربة مبرور جرار البلدية بشكل‬ ‫يومي أمام منازل املواطنني جميعاً‪ ،‬بحيث يقوم‬ ‫كل مواطن يرمي القاممة من املنزل إىل املقطورة‬ ‫مبارشة ودون وضعها عىل األرض وتراكمها لتصبح‬ ‫مرتعاً للذباب والحرشات وبذلك حققنا بيئة نظيفة‬ ‫ومنظراً جمي ًال‪.‬‬

‫لوحات فنية جميلة‬

‫وأعلن األحمد أن البلدية قامت بإنشاء حديقة‬ ‫مبساحة ‪1200‬مرت مربع تم تجميلها بطرق حديثة‬

‫‪63‬‬

‫لتعكس املنظر الجاميل للقرية وتكون متنفساً‬ ‫للمواطنني‪ ،‬كام نفذت البلدية عدداً من الدوارات‬ ‫يف مداخل القرية وساحاتها‪ ،‬كام تم تنفيذ عدد‬ ‫اًمن اللوحات الجميلة التي تعرب عن تراثنا من قناطر‬ ‫وأعمدة تظهر البلدة بشكل جميل فلوحة من هنا‬ ‫ولوحة من هناك نصنع لوحة بلدنا الجميل‪.‬‬ ‫وتوجه األحمد يف كلمة أخرية فقال‪ :‬نغتنم‬ ‫هذه الفرصة وجامهري شعبنا تعيش أفراح الذكرى‬ ‫العارشة ألداء القسم الدستوري‪ ،‬ولرنفع أسمى‬ ‫آيات الحب والوفاء لقائد مسرية الحزب والشعب‬ ‫للرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫«كيف نجوت»‪ ..‬ديوانه الشعري الجديد‬

‫اإلعالمي والشاعر زاهي وهبي‪ :‬قصائدي تنضح‬ ‫بصوت المناضلين والمقاومين والشهداء‬ ‫هو من عائلة فقهية دينية‪ ،‬عائلة جنوبية‬ ‫عاشت عىل وقع العدوان اإلرسائييل‪ ،‬لرت ّبيه‬ ‫عىل حب الوطن وليتك ّون لديه فكراً ووعياً‬ ‫برضورة تق ّبل اآلخر كفيام يكون‪ ،‬والتكامل‬ ‫معه ملواجهة أي عدوان أو احتالل‪.‬‬ ‫هو الذي ذ ّكر العريب ّ‬ ‫بأن الطغاة واملحتلني‬ ‫أغراب قتلوا وفتكوا واغتصبوا القدس‪ ،‬هو‬ ‫الذي ذ ّكره بأن القدس وقانا وكل األرض لنا‪،‬‬ ‫وهم مجرد أعداء‪ ،‬ليقول يف قصيدة “ال‬ ‫تنس”‪ :‬تذكر‪ /‬ال مكان للطغاة‪ /‬ال قمر لكام‬ ‫َ‬ ‫معاً‪ /‬بني يديك كفنٌ دائم‪ /‬بني يديك رضيع‬ ‫آخر‪ /‬ال ُمتّسع للطغاة‪ /‬ال نهر يف اتجاهني‪ /‬ال‬ ‫وردة للجالد‪ /‬ال نوم للقتيل‪ /‬انهض اآلن‪ ،‬انهض‬ ‫ْ‬ ‫وقل‪ /‬باسم الشهداء والشعراء‪ /‬باسم‬ ‫اآلن‪/‬‬ ‫الذين ظلوا عند ربهم أحياء‪ /‬باسم الجنوب‬ ‫الذي فتح ذراعيه واستقبلك‪ /‬باسم املفتاح‬ ‫َ‬ ‫بيدين‬ ‫أمك خمسني عاماً‪/‬‬ ‫الذي حملته‬ ‫َ‬ ‫أعطتك إياه قبيل املجزرة‪ /‬باسم‬ ‫ُمرتجفتني‪/‬‬ ‫النساء اللوايت ِش َ‬ ‫نب حول التوابيت‪ /‬باسم‬ ‫البكاء‪ ،‬باسم الدعاء‪ /‬ال ُمت َّسع لهم ولك‪/‬‬ ‫َ‬ ‫وطنك َ‬ ‫َ‬ ‫وطنك ض َّيقٌ عىل الغزاة‪.‬‬ ‫دمك‪/‬‬ ‫حلمه األكرب هو زوال “إرسائيل”‪ ،‬ثم تأيت‬ ‫األحالم األخرى التي تتجدد يوماً بعد يوم‪،‬‬ ‫ليصبح كام هو اآلن‪ :‬إعالمياً‪ ،‬شاعراً‪ ،‬صحافياً‬ ‫مقاوماً‪ ،‬أسرياً محرراً من سجون االحتالل‪،‬‬ ‫ورجل فكر وعقيدة وطنية منفتحة‪.‬‬ ‫يقول يف قصيدة “كيف نجوت” من ديوانه‬ ‫الجديد‪:‬‬ ‫أكتب‬ ‫ال أعرف كيف نجوت‪ /‬لكنني اآلن هنا‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫قصيديت بال أهل‪ ،‬بال بلد‪ /‬ما حاجتي للناس‪/،‬‬ ‫ما حاجتي للجسد‪ /‬روحي حر ٌة حرة‪ /‬أَرسي‬ ‫تحت جلد الريح‪ /‬رعش َة ضوء أو نسمة لهب‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫أمكث يف سكينة الرتاب‪ /‬أتج َّول‪ ،‬أتح َّول‪/‬‬ ‫أغدو ما أريد‪ /‬قبل ُة‪ ،‬نجمة‪ ،‬غيمة‪ /‬ضحك ًة‬ ‫عىل وجه وردة‪ /‬حجراً يف قبضة ولد‪ /‬صيفاً‬ ‫عىل السنابل‪ /‬سيفاً عىل األعداء‪ /‬ال بابل‬ ‫يل وال جلجامش‪ /‬يل وحدي‪ ،‬وحدي يل‪ /‬يل‬ ‫ُمهر فتوة دامئة يف العظام‪ /‬عطر نب ّوة يف‬ ‫شجرة العائلة‪ /‬أغنيات مرتوكة يف مروج‬ ‫الغضب‪ /‬مواويل اللوايت خ ّب َ‬ ‫أن شهواتهن‬ ‫ليوم الحساب‪ /‬ابتسامة صغ َريين تبدد ح َّر‬ ‫َ‬ ‫البيت معنى‬ ‫الصيف وق َّر الشتاء‪ /‬ته َُب‬ ‫البيت‪ /‬يل خشون ُة رسير تذ ّكرين بجدّي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الرتاب‪ /‬بالنامئني بال سقف يحفظ‬ ‫أحالمهم من بلل الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫نعم نجا‪ ،‬من كل يش ٍء نجا‪ ،‬إال من‬ ‫الحب‪ ،‬كل الحب وللجميع‪ ،‬لألرض‬ ‫والوطن واملقاومة والعائلة‪ ،‬فهو‬ ‫“أحبك أكرث”‬ ‫كتب يف قصيدة‬ ‫الذي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫من ديوان “راقصيني قليال”‪:‬‬ ‫ٌّ‬ ‫أنت‪/‬‬ ‫كل يشيخ إال املاء‪/‬‬ ‫وأنت كام ِ‬ ‫ِ‬ ‫جميلة يف الستني‪ ،‬يف السبعني‪،‬‬ ‫وروح ال تعرف الذبول‪/‬‬ ‫يف عم ٍر طويل‪/‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫أنوثتك‪/‬‬ ‫عليك‪/‬‬ ‫قليل‬ ‫جسمك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ليست شك ًال‪ /‬وال فستان سهرة‪/‬‬ ‫ٌ‬ ‫و”ضحكة‬ ‫قلب يفيض‪/‬‬ ‫أنوثتك‪/‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫تجري من تحتها األنهار”‪.‬‬ ‫و َمسن ال يتابع برنامجه‪“ ،‬خليك‬ ‫بالبيت” الذي يز ّين شاشة تلفزيون‬ ‫وأفكاره‪،‬‬ ‫بثقافته‬ ‫املستقبل‬ ‫وبضيوف مفكرين وشعراء وأدباء؟‬ ‫و َمن مل يسمع صوت زاهي وهبي يرتدد يف‬ ‫ُ‬ ‫“قرأت‬ ‫أرجاء املحطة ليلقي أشعاراً يف فقرة‬ ‫لكم”‪ ،‬وكأنه هذا الـ”زاهي”‪ ،‬زها بنربته‬ ‫الشعرية وثقافته الفقهية الدينية األدبية‪،‬‬ ‫لينري شاشات العرب والعامل أجمع‪.‬‬ ‫إنه ابن عيناتا الجنوبية‪ ،‬ابن تلك األرض‬ ‫الطاهرة التي أنبتت زهرات أمثرت لتصبح‬ ‫شهيدة الوطن واألرض واملقاومة‪.‬‬ ‫بنى نفسه وعامله املهني والشعري بج ّد‬ ‫وثبات‪ ،‬ليصبح إعالمياً وشاعراً من األوائل يف‬ ‫الوسط العريب‪ ،‬وم ّمن ال يف ّرق شخص عن آخر‬ ‫بحسب دينه أو انتامئه‪ ،‬حتى أنه مل مييز آدم‬ ‫عن ح ّواء‪ ،‬فقد كتب يف قصيدة “يف األنوثة”‬ ‫من ديوان “كيف نجوت”‪:‬‬ ‫خلق الله آدم‪ ،‬ثم خلق حواء‪ .‬إذن األنوثة‬ ‫مرحلة من الخلق متقدمة‪ /‬اكتمل الخلق‬ ‫بحواء‪ ،‬دونها كان ناقصاً‪ /‬حواء من ضلع آدم‪،‬‬ ‫إذن “مادة” األنوثة فيه منذ البدء‪ /‬ال أنوثة‬ ‫خارجاً‪ ،‬األنوثة دوماً من داخل‪ ،‬من األعامق‬ ‫السحيقة‪ /‬أنوثة الخارج مجرد برهان ألنوثة‬ ‫الداخل‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقته يف إحدى مقاهي‬ ‫بريوت التي ال ينفك يتحدث عنها‪ ،‬فكان‬ ‫حواراً ش ّيقاً مليئاً بالوطنية والحب والثقافة‬ ‫والوعي‪:‬‬

‫‪64‬‬

‫حدّثنا عن زاهي وهبي اإلعالمي والشاعر‪ ،‬وما‬ ‫الفرق بينهام إن ُو ِجدَ؟‬ ‫برأيي‪ ،‬اإلنسان عبارة عن نهر وكل الروافد تصب‬ ‫يف النهر نفسه‪ ،‬وإذا كان الشخص الواحد لديه أكرث‬ ‫من اهتامم يف الحياة‪،‬هو يبقى األساس‪ .‬بالنسبة‬ ‫يل‪“ ،‬اإلنسان” أهم من الشاعر وأهم من اإلعالمي‪،‬‬ ‫وأهم من أي صفة ممكن لصاحبها أن يحملها‪ .‬ولكن‬ ‫املصب‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬الشاعر واإلعالمي يص ّبان بنفس‬ ‫ّ‬ ‫مصب اإلنسانية‪ .‬وإذا أردنا‬ ‫يف نهاية املطاف أال وهو‬ ‫ّ‬ ‫الدخول يف التفاصيل‪ ،‬أقول إن اإلعالمي بالتأكيد أخذ‬ ‫من الشاعر‪ ،‬والشاعر أخذ من اإلعالمي‪ .‬كوين شاعراً‪،‬‬ ‫ومنذ طفولتي عىل صلة وثيقة بعامل الكتابة واألدب‬ ‫ُ‬ ‫قمت بتوظيفها‬ ‫والشعر والرواية وكل هذه القضايا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت‬ ‫واستفدت منها يف مجايل املهني‪.‬‬ ‫جميعها‬ ‫أالحظ دامئاً أن ضيويف من كبار األدباء والشعراء‬ ‫واملبدعني ال يتعاطون معي كمج ّرد محاور‪ ،‬ال بل‬ ‫يتعاطون معي كواحد من “أهل البيت” إذا جاز التعبري‪.‬‬ ‫ويف نفس الوقت‪ ،‬فإن لقايئ مع هؤالء املبدعني الكبار‬ ‫من خالل عميل اإلعالمي وحواري معهم عىل مدى‬ ‫سنوات‪ ،‬واحتكايك الدائم بالشعراء والفنانني من‬ ‫كبار املبدعني‪ ،‬خدم هذا الشاعر وألهمه وع ّرفه عىل‬ ‫تجارب إنسانية وإبداعية مهمة ساهمت برتاكم‬ ‫مخزون معريف انعكس بالتأكيد بالقصيدة والكتابة‬ ‫والنص سواء الشعري أو النرثي‪.‬‬ ‫هل تعترب ّأن عملك يف تلفزيون املستقبل أثر‬ ‫عىل زاهي وهبي كشاعر‪ ،‬إذ من املمكن اعتبار‬

‫َ‬ ‫البعض َ‬ ‫بأنك منحاز أو محسوب عىل فئة‬ ‫لك‬ ‫معينة؟‬ ‫ال أعتقد ذلك‪ ،‬ألنني أردد دامئاً ّأن أهم ما حصلت‬ ‫عليه بعميل يف تلفزيون املستقبل هو هامش الحرية‬ ‫املتوفر يل‪ ،‬والذي مل يتوفر بأي منرب آخر من املنابر‬ ‫ُ‬ ‫عملت فيها سابقاً‪ .‬ثم أنني أعمل يف مؤسسة‬ ‫التي‬ ‫ُ‬ ‫ولست عضواً حزبياً ال هنا وال هناك‪ .‬أنا‬ ‫مهنية‪،‬‬ ‫إعالمي مستقل‪ ،‬شاعر يكتب قصيدته مبلء إرادته‬ ‫وحر ّيته‪ .‬شاشتي الذاتية والحقيقية هي الورقة‬ ‫البيضاء‪ ،‬والورقة البيضاء بالنسبة يل هي أجمل‬ ‫اخرتاع‪ ،‬حيث ال حسيب وال رقيب‪ ،‬وال خطوط حمراء‪،‬‬ ‫وال أسقف عالية أو متدنية‪ ،‬ولكن ال شك أن العمل‬ ‫اإلعالمي عموماً سواء يف تلفزيون املستقبل أو يف‬ ‫أي محطة أخرى‪ ،‬يقدّم صورة اإلعالمي عىل صورة‬ ‫الشاعر‪ .‬صحيح أن الغالبية العظمى من املشاهدين‬ ‫تعرف أنني شاعر‪ ،‬ولكن صورة اإلعالمي تسبق صورة‬ ‫الشاعر‪ ،‬وال أخفي ّأن ذلك أشعرين ببعض القلق‬ ‫يف بدايات عميل التلفزيوين‪ ،‬ولكن فيام بعد ر ّتبت‬ ‫أموري بطريقة أن ينعكس عميل التلفزيوين إيجاباً‬ ‫عىل شعري وليس العكس‪ ،‬والدليل أن تجربتي‬ ‫الشعرية استمرت وتراكمت‪ ،‬وإصدارايت الشعرية‬ ‫ازدادت‪ ،‬أكرر وأقول أنني إعالمي لبناين أنتمي لهذا‬ ‫وأعب عن‬ ‫الـ”لبنان”‪ ،‬لهذا الوطن العريب الكبري‪،‬‬ ‫رّ‬ ‫رأيي فقط ال عن رأي سواي‪ ،‬وحني أكتب موقفاً أو‬ ‫رأياً‪ ،‬أوقع إسمي تحته وأتح ّمل مبارشة مسؤولية ما‬ ‫أكتب‪ ،‬وبرنامجي هو منرب ح ّر للجميع‪ ،‬فقد جن ُ‬ ‫ّبت‬ ‫“خليك بالبيت” الدخول يف كل املتاهات والسجاالت‬ ‫التي شهدها لبنان يف الخمس سنوات العجاف التي‬ ‫تلت استشهاد الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬وإن كنت قد‬ ‫عبت من خالل هذا الربنامج عن مح ّبتي واحرتامي‬ ‫رّ‬ ‫الكب َريين للرئيس الشهيد‪ ،‬وتط ّرقت يف برامجي‬ ‫عن جوانب من شخصيته إمنا هي جوانب إنسانية‬ ‫ووطنية عامة دون الدخول يف متاهات اإلنقسامات‬ ‫والتشظي املؤسف الذي أصاب لبنان‪ ،‬والذي أمتنى أن‬ ‫يكون قد انتهى إىل غري رجعة‪،‬‬

‫اإلعالمي‪ ..‬املقاوم‪ ..‬األسري‬ ‫بدأت عملك اإلعالمي يف إذاعة “صوت املقاومة‬ ‫اللبنانية”‪ ،‬و”جريدة الحقيقة”‪ .‬هل ميثل زاهي وهبي‬ ‫اليوم صوت املقاومة؟ وأي حقيقة يبتغي؟‬ ‫بالتأكيد أمثل صوت املقاومة بكل ِشعري وحوارايت‬ ‫ُ‬ ‫كنت أرفع صوت‬ ‫وآدايئ اإلعالمي والصحايف‪ .‬لطاملا‬ ‫املقاومة واألرسى املح ّررين وغري املح ّررين واملناضلني يف‬ ‫لبنان ويف كل أنحاء الوطن العريب‪ ،‬كام ّأن القضية‬ ‫الفلسطينية تحتل جزءاً كبرياً من إهتاممي خاصة‬ ‫ُ‬ ‫عشت هذه التجربة يف‬ ‫قضية األرسى بالذات ألنني‬ ‫السجن خالل االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وباعرتاف األرسى‬ ‫أنفسهم‪ ،‬رمبا ُ‬ ‫كنت أ ّول َمن طرح قضاياهم يف اإلعالم‬ ‫التلفزيوين وأ ّول َمن ذكر أسامئهم التي مل تكن‬ ‫معروفة عىل نطاق واسع للبنانيني والعرب كسمري‬ ‫القنطار وأنور ياسني وسهى بشارة وعبد الكريم عبيد‬

‫وخديجة حرز ونبيه عواضة وكل األرسى اللبنانيني‬ ‫والفلسطينيني والعرب‪ ،‬لقد تبن ُ‬ ‫ّيت قضية كل‬ ‫أسري يف سجون االحتالل من خالل عميل اإلعالمي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن قصائدي تنضح بالتعبري وبرفع صوت‬ ‫كذلك‬ ‫هؤالء املناضلني سواء املقاومني واألرسى والشهداء‬ ‫أو غريهم‪ .‬كل املحطات الحاسمة يف هذا املسار‬ ‫الطويل منذ مجزرة قانا وما قبلها‪ ،‬ولكنني أتحدّث‬ ‫إعالمياً اآلن فأنا أنتمي إىل هذه القضايا منذ ما قبل‬ ‫والديت عرب الجينات الوراثية‪ .‬ولكنّ صويت يف العمل‬ ‫اإلعالمي منذ مجزرة قانا األوىل حتى عدوان ‪2006‬‬ ‫والعدوان عىل غزة‪ ،‬كان عالياً ورصيحاً وواضحاً وال‬ ‫لبس فيه باإلنحياز إىل جانب املقاومني وإىل جانب َمن‬ ‫يواجهون العدوان اإلرسائييل سواء عىل لبنان أو غزة‬ ‫أو يف أي مكان آخر‪ ،‬ألنني أعتقد أيضاً ّأن من ضمن‬ ‫النوايا اإلرسائيلية واملرشوع الصهيوين و َمن يقف‬ ‫خلفه‪ ،‬تفتيت هذه املنطقة إىل مذاهب وطوائف‬ ‫وأعراق وملل و ِن َحل‪ ،‬وكل َمن يتصدّى ملثل هذه الفنت‬ ‫يكون بشكل أو بآخر ميقا ِوم من موقعه‪ .‬عىل سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬سامحة الس ّيد نرص الله قال يل شخصياً ّإن‬ ‫آدايئ يف لحظة استشهاد الرئيس الحريري ساهم يف‬ ‫ُ‬ ‫كنت‬ ‫وأد الفتنة السن ّية الشيع ّية يف لبنان‪ ،‬ألنني‬ ‫دامئاً أركز يف عميل ويف برامجي عىل نقاط االتفاق‬ ‫ُ‬ ‫واستضفت األستاذ مصطفى نارص مث ًال يف‬ ‫والوحدة‪،‬‬ ‫خامس يوم الستشهاد الرئيس الحريري بحوار طويل‬ ‫حول عالقة الس ّيد نرص الله بالرئيس الشهيد واملودّة‬ ‫التي كانت تجمع فيام بينهام خصوصاً يف السنوات‬ ‫األخرية‪ ،‬وطبعاً هذا له تأثري إيجايب عىل الشارع‪ .‬أمتنى‬ ‫لو كان كل اإلعالم من الطرفني يف لبنان‪ ،‬يهدأ قلي ًال‬ ‫ويبث دعوات وحدو ّية ووئامية بني اللبنانيني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كتبت عن فرتة اعتقالك يف السجون‬ ‫هل‬ ‫اإلرسائيلية؟‬ ‫ُ‬ ‫بدأت يف مطلع التسعينات مبرشوع روايئ عن‬ ‫تجربتي يف معتقيل عتليت يف فلسطني املحتلة وأنصار‬

‫‪65‬‬

‫ُ‬ ‫ونرشت ثالثة فصول من هذه الرواية‬ ‫يف جنوب لبنان‪،‬‬ ‫يف جريدة النهار‪ ،‬ولكن لألسف انغاميس يف العمل‬ ‫أؤجل هذا‬ ‫التلفزيوين واإلعالمي والصحايف جعلني‬ ‫ّ‬ ‫املرشوع‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫وأن العمل الروايئ يختلف عن كتابة‬ ‫الشعر إذ يحتاج لنوع من التف ّرغ ولوقت أكرث‪ ،‬ولكن‬ ‫ال يزال املرشوع قامئاً وبالتأكيد سأكتب هذه التجربة‬ ‫نرثاً‪ ،‬ألنني كتبتها شعراً لسمري القنطار وألرسى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وساهمت‬ ‫وكتبت مقدّمات كتب أ ّلفها أرسى‬ ‫آخرين‪،‬‬ ‫بنرشها يف بريوت‪ ،‬ولكنها تجربة فع ًال تستحق أن‬ ‫ُتر َوى‪ ،‬ليس فقط تجربتي الشخصية ألنها متواضعة‬ ‫وبسيطة جداً أمام األبطال االستثنائيني الذين أمضوا‬ ‫عرشات السنني يف سجون االحتالل‪ ،‬ولكن تستحق‬ ‫أن تر َوى‪ ،‬وكوين كاتباً أستطيع تحويلها إىل ما يشبه‬ ‫سرية أو تجربة جيل بكامله من اللبنانيني عموماً‬ ‫والجنوبيني بشكل خاص‪ ،‬والذي تفتّح وعيه عىل وقع‬ ‫العدوان اإلرسائييل‪ ،‬وصوالً إىل تجربة األرس ومن ثم‬ ‫املقاومة والتحرير يف عام ‪ 2000‬والصمود واالنتصار‬ ‫يف عام ‪ ،2006‬من تجربة هائلة عشناها عىل مدار‬ ‫عقود من الزمن‪ ،‬تستحق أن أرويها وحت ًام سأرويها‪.‬‬ ‫ماذا تركت البيئة الجنوبية يف شخصية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تنقلت مراراً بينها وبني‬ ‫وأنك‬ ‫ابن عيناتا‪ ،‬خاصة‬ ‫بريوت؟‬ ‫عمري ينقسم متاماً إىل قسمني‪ ،‬نصفه يف‬ ‫الجنوب ونصفه اآلخر يف بريوت‪ ،‬وأس ّمي الجنوب دامئاً‬ ‫مسقط الرأس والوعي األول والوجدان‪ ،‬وأس ّمي بريوت‬ ‫مسقط القلب كوين متكنت يف هذا الربع قرن أن‬ ‫أنتمي للمدينة وللحياة املدينية من خالل مقاهيها‬ ‫كمكان ثقايف بامتياز ومن خالل ما متثله بريوت‬ ‫من معاين إنسانية وإبداعية‪ ،‬ولكن الجنوب بشكل‬ ‫كسنام الجمل‪ ،‬هذا الجمل‬ ‫خاص هو بالنسبة يل َ‬ ‫الذي ميلك ح َد َبة عىل ظهره‪ ،‬ويخزّن فيها ما يأكله‪،‬‬ ‫وثم حني يشعر يف ح ّر الصحراء بعطش أو بجوع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شعرت بنوع‬ ‫يعود إىل سنا ِمه ليأكل‪ .‬هكذا ‪ ،‬كلام‬ ‫من العطش الروحي أو الجوع الوجداين أعود إىل‬ ‫ذاكريت الجنوبية ووجداين الجنويب‪ ،‬إىل عيناتا وطري‬ ‫ُ‬ ‫عشت فيها سنوات طويلة‪ ،‬عيناتا هي‬ ‫د ّبا التي‬ ‫بلديت ومسقط رأيس التي ُو ُ‬ ‫لدت فيها ولكن طري‬ ‫د ّبا هي قرية جدّيت ألمي وقد عشنا فيها سنوات‬ ‫بعد تهجرينا من عيناتا يف زمن االحتالل‪ ،‬ففي هاتني‬ ‫القريتني تشكلت كل مفاصل الوعي األساسية لديّ‬ ‫وخصوصاً بكنف املرحومة والديت‪ ،‬حيث كان هناك‬ ‫فيض وجداين وروحاين وأيضاً‬ ‫ُ‬ ‫ورثت عن هذه البيئة‬ ‫ومن خالل الوالدة مخزوناً ثقافياً وشعرياً كب َريين‪،‬‬ ‫فكل أقربايئ شعراء‪ ،‬من أخوايل وأجدادي خاصة ج ّد‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫أمي الشيخ موىس مغنية الذي كان ُيس ّمى يف جبل‬ ‫عامل بـ”سيباويه الثاين”‪ ،‬وكذلك أنا من أقرباء الراحل‬ ‫السيد محمد حسني فضل الله‪ ،‬وغريه من الفقهاء‬ ‫والشعراء والعلامء والشعراء الذين أنتمي إليهم‬ ‫بالنسب أو بالحب أو بالتأثر‪ ،‬فض ًال عن تأثري بشعراء‬ ‫فلسطني ومبا يعرف بـ”شعراء الجنوب”‪ ،‬قبل مجيئي‬ ‫إىل بريوت واكتشايف لتجارب وعوامل أخرى‪،‬‬ ‫ّثت عن “شعراء الجنوب”‪ ،‬هل َ‬ ‫تحد َ‬ ‫أنت مع تصنيف‬ ‫الشعراء مناطقياً؟‬ ‫ُ‬ ‫لست مع التسميات الجغرافية‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫جي ًال من الشعراء ُع ِر َف يف فرتة من الفرتات أي يف‬ ‫السبعينات كشوقي بزيع ومحمد عيل شمس الدين‬ ‫ومحمد العبد الله وحسن العبد الله والياس لحود‬ ‫وجوزيف حرب وعباس بيضون وغريهم‪ ،‬م ّمن عُرفوا‬ ‫باسم “شعراء الجنوب” ألن قضية الجنوب كانت آنذاك‬ ‫يف ع ّز توهّ جها‪ ،‬ومل تكن الحروب األهلية والداخلية‬ ‫قد بدأت يف لبنان‪ ،‬فكان الجنوب قبلة ملعظم‬ ‫املثقفني اللبنانيني والعرب‪ ،‬فكانت التسمية انطالقاً‬ ‫من هذا الواقع‪ ،‬ولكن برأيي التصنيفات الجغرافية ال‬ ‫مت ّيز شاعراً عن آخر‪ ،‬البعد والعمق اإلنساين هو الذي‬ ‫يعطي الشعر معناه‪ .‬كل شعر ينحاز إىل القضايا‬ ‫اإلنسانية النبيلة كالحق والحب والجامل والخري والحرية‬ ‫هو شعر جنويب بشكل أو بآخر‪ ،‬باعتبار أن الجنوب‬ ‫ميثل هذه القيم وميثل هذه املعاين ليس فقط جنوب‬ ‫لبنان ال بل نالحظ أن كل جنوب يف هذا الكوكب هو‬ ‫جنوب مع ّذب بشكل من األشكال‪ ،‬وجنوب مناضل‬ ‫ومكافح بوجه العذاب والحرمان وأمور أخرى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والدتك‪ ،‬وقد َ‬ ‫تحد َ‬ ‫كنت بصدد بناء مكتبة‬ ‫ّثت عن‬ ‫يف بلدتك عيناتا تحمل إسم والدتك “رسائل”‪ ،‬أين‬ ‫أصبح هذا املرشوع؟‬ ‫صح التعبري‪ ،‬إذ لدي‬ ‫هذا املرشوع االسرتاتيجي إذا ّ‬ ‫يف مكتبتي الخاصة أكرث من أربعني ألف كتاب‪ ،‬أريد أن‬ ‫أضعها يف قريتي تخليداً لذكرى والديت‪ ،‬ولكن بانتظار‬ ‫أن تسمح الظروف املادية وغري املادية لبناء قاعة‬ ‫صغرية متواضعة لذلك‪ ،‬ولكن سأس ّميها “رسائل”‬ ‫ألنه إسم نادر وجميل وإكراماً لوالديت التي كانت تحب‬ ‫األدب والشعر وهي من أرسة فقهية أدبية علمية‪.‬‬ ‫أمتنى أن تسعفني الظروف لتنفيذ هذا املرشوع‪.‬‬

‫وللجنوب‪ٌ ..‬‬ ‫نصف من قلبه‬ ‫بالحديث عن الجنوب واألرسى‪َ ،‬‬ ‫نلت درع “الوعد‬ ‫الصادق” من املقاومة اإلسالمية يف العام ‪،2006‬‬ ‫ماذا يعني َ‬ ‫لك ذلك؟‬ ‫يعني يل نوعاً من كلمة شكر يقولها أصحاب‬ ‫القضية أنفسهم‪ ،‬فحني تقدّم يل املقاومة اإلسالمية‬ ‫درعاً باسم “الوعد الصادق” يف عام ‪ 2006‬يف ظل‬ ‫الظروف املعروفة التي كان يشهدها لبنان‪ ،‬وهذا‬ ‫ّأن صويت فيام يتعلق باملقاومة يف مواجهة املحتل‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬كان دامئاً واضحاً ورصيحاً‪ .‬املقاومة ليست‬ ‫حزباً وال ت ّياراً وال فئة أو مذهب‪ ،‬هي مبدأ وفكرة‪ .‬كام‬ ‫يحق للجسد حني ُيصاب مبرض أن يقاومه‪ ،‬وكام يحق‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫لإلنسان إذا أصيب بالفقر مقاومته‪ ،‬وكام يحق ألي‬ ‫كائن أن يقاوم ما يتع ّرض له‪ ،‬يحق ألي شعب تتع ّرض‬ ‫أرضه الحتالل أن يقاومه ويواجهه‪ .‬ال أسأل كثرياً َمن‬ ‫يرفع راية املقاومة‪ ،‬هل هي مقاومة إسالمية أو وطنية‬ ‫أو علامنية‪ُ ،‬‬ ‫لتكن ما تشاء‪ ،‬ولكن املهم أنها تقاوم‬ ‫االحتالل‪ .‬بعد أن ننتهي من عدوانية هذا االحتالل ومن‬ ‫شوائبه ومخاطره‪ ،‬نبحث األمور األخرى‪ُ .‬‬ ‫كنت أمتنى أن‬ ‫نعمل يف لبنان باملثل القائل – ولو ُ‬ ‫كنت ضد العشائرية‬ ‫والقبلية – “أنا وأخي عىل ابن ع ّمي‪ ،‬وانا وابن ع ّمي عىل‬ ‫الغريب”‪ .‬واالحتالل اإلرسائييل هو مرض رسطاين‬ ‫غريب وخبيث ُز ِرعَ يف هذه املنطقة‪ ،‬ليس فقط ليحتل‬ ‫ويلتهم ويغتصب فلسطني ويعتدي عىل لبنان‪ ،‬إمنا‬ ‫ليس ّمم كل هذا الجسد العريب‪ ،‬و َمن يظن نفسه يف‬ ‫واهم‪.‬‬ ‫واهم ِ‬ ‫منأىً عن هذا الخطر هو ِ‬ ‫هل ميكن اعتبار األسري املحرر زاهي وهبي “شاعر‬ ‫الوطن واملقاومة”‪ ،‬أم أنه “شاعر املرأة والجامل”‬ ‫خاصة وإن النساء يحتللن مساحة كبرية من‬ ‫كتاباتك؟‬ ‫ٌ‬ ‫رشف ال‬ ‫طبعاً‪ ،‬تسمية “شاعر الوطن واملقاومة”‬ ‫أدّعيه‪ ،‬وهذا األمر ي ّ‬ ‫رشف كل َمن يحمله‪ ،‬ولكنني‬ ‫أنحاز لتسمية نفيس بـ”شاعر الحب”‪ ،‬ولكن الحب‬ ‫ُ‬ ‫لست شاعراً غزلياً‪ ،‬ألنني أم ّيز‬ ‫ليس فقط للمرأة‪ ،‬أنا‬ ‫جيداً بني شعر الحب وشعر الغزل‪ ،‬والثاين قد يكتفي‬ ‫بالتغزّل مبفاتن املرأة ووصف جاملها‪ ،‬أما شعر الحب‬ ‫فيذهب عميقاً يف التعامل مع املرأة كأنثى وكإنسان‬ ‫قبل أي يشء آخر‪ ،‬وهو يشمل أيضاً الوطن واملقاومة‬ ‫واملقاومني واألرض والناس واألصدقاء وغريها من‬ ‫املعاين الجميلة والنبيلة‪ .‬أعتقد ّأن صفة “شاعر الحب”‬ ‫تشمل املقاومة مثلام تشمل املرأة واألهل والناس‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تحد َ‬ ‫عالقتك ببريوت والجنوب‪ ،‬ماذا عن‬ ‫ّثت عن‬ ‫َ‬ ‫تربطك‬ ‫مقاهي بريوت وما رس هذه العالقة التي‬ ‫بها؟‬ ‫أعترب املقهى مكاناً من أمكنة الدميقراطية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬فيه ال ننظر إىل الطاولة املجاورة إذا كان َمن‬ ‫يجلس عليها ميينياً أو يسارياً‪ ،‬مسيحياً أو مسل ًام‪،‬‬ ‫ُمحافظاً أو ُمتحرراً‪ .‬املقهى هو شكل دميقراطي‬ ‫مديني‪ .‬هنا يف املقهى ال أحد يستطيع تطيري‬ ‫وشكل‬ ‫ّ‬ ‫النصاب‪ ،‬أو رفع الجلسة‪ ،‬او إقفال األبواب طاملا هناك‬ ‫ر ّواد وحياة‪ ،‬ويف املقهى نجد املثقف ورجل األعامل‬ ‫واملناضل والعاشق واملغرتب والسائح وكل أشكال‬ ‫الحياة‪ .‬أكتب وأعمل يف املقهى وأشعر أنني يف نفس‬ ‫ُ‬ ‫جلست يف‬ ‫الوقت داخل الحياة وخارجها‪ ،‬ألنني إذ‬ ‫املكتب أو يف البيت ألكتب أشعر بنوع من الوحشة‬ ‫والضجر‪ ،‬هنا أكتب وحني أكتب أنعزل وأنفصل كلياً‬ ‫عماّ حويل‪ ،‬وحني أتعب أنظر حويل فأجد نفيس يف‬ ‫وسط هذه الحياة‪.‬‬

‫وللشاعر زاهي وهبي‬ ‫ألف طريقة للنجاة‬ ‫صدر الكتاب األخري َ‬ ‫لك بعنوان “كيف نجوت”‪ .‬مام‬ ‫نجا زاهي وهبي؟‬

‫‪66‬‬

‫رمبا نجوت ورمبا ال‪ ،‬العنوان هو سؤال أكرث مام هو يقني‬ ‫ُ‬ ‫نجوت من الحرب والحب والحياة‬ ‫إذ أنه ليس جواباً قطعياً‪.‬‬ ‫والنساء ومن أمور كثرية‪ .‬هو ديوان مفتوح عىل الحياة‬ ‫بر ّمتها وما فيها‪ .‬وهو مجرد سؤال‪ ،‬وقد يجد قارىء‬ ‫أنج‪ ،‬وال أظن أن أي شاعر سينجو‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫الديوان أنني مل ُ‬ ‫الشعراء يظنون الشعر باباً للنجاة ولكنه يؤدي بهم‬ ‫ٌ‬ ‫هالك جميل‪ ،‬هالك إبداعي‬ ‫غالباً إىل التهلكة‪ ،‬ولكنه‬ ‫فيه الكثري من اللذة والنشوة‪.‬‬ ‫قلت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نجوت من الحب أيضاً‪ ،‬ماذا عن زوجتك‬ ‫أنك‬ ‫اإلعالمية رابعة الز ّيات؟‬ ‫الوقوع يف الحب أحياناً بشكل من األشكال هو‬ ‫نجاة‪ .‬نجاة من الحب عرب الوقوع فيه وليس عرب الخالص‬ ‫منه‪ .‬ال أعتقد أن اإلنسان يستطيع أن يعيش بال حب‪،‬‬ ‫بالك بشاعر‪ ،‬وطبعاً ال داعي ألن أكرر حبي لِرابعة‬ ‫فام ِ‬ ‫واحرتامي لها‪ ،‬إذ لدي مزيج من األمرين تجاهها‪ :‬الحب‬ ‫واالحرتام‪ .‬أحبها كأنثى وامرأة وإنسانة‪ ،‬وأحرتمها‬ ‫جداً كأم وإعالمية وكرشيكة يل ليس فقط يف‬ ‫الحياة الزوجية‪ ،‬إمنا يف كثري من املبادىء والقناعات‬ ‫واألفكار واالهتاممات يف هذه الحياة‪.‬‬ ‫لنتحدث عن جواز السفر الفلسطيني الذي‬ ‫َ‬ ‫حصلت عليه من الرئيس محمود عباس‪ .‬ماذا‬ ‫أضاف َ‬ ‫لك هذا الجواز؟‬ ‫أنا ابن الجنوب اللبناين‪ ،‬ابن عيناتا التي تبعد‬ ‫مئات األمتار فقط عن الجليل وعن الحدود اللبنانية‬ ‫الفلسطينية‪ُ .‬و ُ‬ ‫لدت منتمياً إىل هذه القضية وإىل‬ ‫الوجع والعذاب والصمود الفلسطيني‪ ،‬وإىل املقاومة‬ ‫الفلسطينية يف مواجهة العدوان اإلرسائييل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نشأت عىل وقع هذه العدوانية من خالل املشاهدة بأ ّم‬ ‫العني‪ ،‬فقريتي عيناتا من أوائل القرى التي احتضنت‬ ‫الفدائيني والعمل الفدايئ يف جنوب لبنان‪ ،‬وقدّمت‬ ‫أول شهيد للمقاومة يسقط عىل األرض اللبنانية‬ ‫يف مواجهة االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وهو الشهيد‬ ‫عيل أيوب‪ .‬إذاً أنا إبن هذه القضية‪ ،‬وجواز السفر‬ ‫الفلسطيني جاء ليك ّرس هذا االنتامء الوجداين‬ ‫والوطني والثقايف واملعريف‪ ،‬ليصبح انتامءاً رسمياً‬ ‫من خالل حميل لجواز سفر دبلومايس فلسطيني‬ ‫منحني إياه مشكوراً الرئيس الفلسطيني محمود‬ ‫وس ِع ُ‬ ‫دت جداً بأن الجواز ُم ِن َح يل بحضور شاعر‬ ‫عباس‪ُ ،‬‬ ‫وصديق كبري هو الراحل محمود درويش وعدد من‬ ‫املثقفني الفلسطينيني‪ ،‬وأكرر دامئاً بأنني أحمل هذا‬

‫الجواز باسم شهداء فلسطني وشعرائها‪ ،‬وباسم كل‬ ‫فلسطني من البحر إىل النهر‪ .‬ال أنتمي إىل جهة‬ ‫فلسطينية معينة‪ ،‬ولكني أنتمي إىل كل فلسطني‪،‬‬ ‫فاإلنتامء لفلسطني ليس إنتامءاً سياسياً‪ ،‬أي‬ ‫شخص ينارص القضية الفلسطينية وينتمي لها‪،‬‬ ‫يكون انتامؤه انتامءاً لإلنسان واإلنسانية‪ .‬أي صاحب‬ ‫ضمري وحس إنساين ال ميكن أن يقف عىل الحياد بني‬ ‫الحجر الفلسطيني والفوالذ اإلرسائييل بني الطفل‬ ‫الفلسطيني وا ُملجنزرة اإلرسائيلية‪ ،‬بني الطفلة‬ ‫الفلسطينية والن ّفاثات اإلرسائيلية‪ ،‬وبني الحق‬ ‫الفلسطيني والباطل اإلرسائييل‪ .‬صحيح أن للباطل‬ ‫“دولة” اآلن وليس جولة مسماّ ة “إرسائيل”‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫ُ‬ ‫وازددت إمياناً به‬ ‫“الدولة” مصريها الزوال‪ ،‬وأؤمن بذلك‬ ‫بعد انتصار متوز ‪.2006‬‬ ‫كرث تناولوا القضية الفلسطينية يف برامجهم‬ ‫وكتاباتهم‪ ،‬ملاذا اعت رُِب زاهي وهبي يف كثري من‬ ‫األحيان فلسطينياً؟‬ ‫ألنني ال أربط اهتاممي بالقضية الفلسطينية‬ ‫مبنسوب الدم الفلسطيني‪ ،‬وال أتصدّى لطرح قضايا‬ ‫لها عالقة باملوضوع الفلسطيني فقط لحظة ارتكاب‬ ‫العدو اإلرسائييل ملجزرة أو لعدوان أو لعمل وحيش ضد‬ ‫الفلسطينيني ألنني ضد أن يكون اهتاممنا محصوراً‬ ‫فقط بلحظة املجازر واالجتياحات والعدوانات‪ ،‬وكأننا‬ ‫نقول للفلسطينيني‪“ :‬عليكم أن متوتوا كل يوم يك‬ ‫نهتم بقض ّيتكم وعليكم تقديم عرشات الشهداء‬ ‫والجرحى يك يصبح الخرب الفلسطيني خرباً أ ّوالً يف‬ ‫نرشات األخبار‪ ،‬ويك يصبح الضيف الفلسطيني ضيفاً‬ ‫يهب املغنّون واملطربون لتقديم‬ ‫يف برامج الحوار‪ ،‬ويك ّ‬ ‫أغنيات وطنية لكم‪ .‬املوضوع الفلسطيني حارض‬ ‫بشكل دائم يف برامجي وكتابايت‪ ،‬يف كل األوقات‬ ‫وكل األزمنة ويف كل الحاالت‪ ،‬وأتناوله من عدة نواحي‬ ‫كالفنية والشعرية والنضالية ومن ناحية األرسى‬ ‫والشهداء‪ُ .‬‬ ‫كنت أكرث َمن اهتم مبوضوع املناضل عزمي‬ ‫بشارة أو مروان الربغويث أو أحمد سعدات أو غريهم‪.‬‬ ‫لذلك رمبا يكون هذا هو السبب‪ ،‬أو رمبا يكون سببه‬ ‫إصداري لكتاب كامل عن فلسطني بعنوان “جهة‬ ‫الصواب عن فلسطني وإليها”‪ ،‬وأعترب فع ًال ّأن َمن يريد‬ ‫التوجه نحو فلسطني‪.‬‬ ‫االتجاه للصواب‪ ،‬عليه ّ‬ ‫ماذا عن عالقتك بق ّراء ومشاهدي زاهي وهبي‪،‬‬ ‫خاصة لربنامج “خليك بالبيت” والذي أخذ رواجاً‬ ‫كبرياً واستم ّر حتى اليوم؟‬ ‫بدأنا بالعام الخامس عرش لربنامجنا‪ ،‬وهو أطول‬ ‫برنامج عريب وعميد الربامج الحوارية العربية‪ .‬زمن‬ ‫ليس يسرياً‪ ،‬ومل أكن أتخ ّيل أن يستمر الربنامج‬ ‫كل هذه السنني‪ ،‬ولكني أعتربه إنجازاً‬ ‫ُ‬ ‫استطعت‬ ‫تحقيقه بعون الله تعاىل‪ ،‬بدعاء والديت يف حياتها‬ ‫وبركة رضاها يف مامتها‪ ،‬ولجهود فريق العمل معي‪،‬‬ ‫وبهامش الحرية التي منحتني إياها إدارة تلفزيون‬ ‫املستقبل‪ ،‬وال أقول ذلك مجاملة إمنا هو الواقع‪ .‬كل‬ ‫هذا ساهم يف أن يستمر الربنامج وأن يبقى كل‬ ‫هذه السنوات وأمتنى أن يبقى سنيناً أخرى‪ ،‬واألهم‬ ‫ُ‬ ‫ذكرت هو أن الربنامج يحرتم عقل‬ ‫برأيي من كل ما‬ ‫املشاهد اللبناين والعريب وال يستخف بهم‪ ،‬إذ ليس‬

‫هناك بهلوانات وفهلوة عليهم‪ .‬وعالقتي جيدة جداً‬ ‫باملشاهدين والقراء واليوم هي أفضل من قبل كون‬ ‫ُ‬ ‫دخلت‬ ‫التواصل معهم أصبح ُمتاح ُا أكرث باعتباري‬ ‫عامل “الفيس بوك” وأر ّد عىل رسائل الجميع وأتواصل‬ ‫بشكل دائم معهم‪ ،‬وأعتقد ّأن أي عامل يف هذا‬ ‫القطاع يجب أن يتواصل مع الناس ألنه لوالهم ليس‬ ‫لعملنا أي قيمة وأي معنى‪ ،‬أنا مؤمن بذلك وال اقوله‬ ‫من باب اإلدّعاء أو املجاملة‪.‬‬ ‫ماذا عن ندواتك الشعرية يف سوريا؟‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأحييت أمسية رائعة‬ ‫كنت مؤخراً يف طرطوس‬ ‫جداً ضمن مهرجان صيف طرطوس وكان الحضور‬ ‫حاشداً جداً رغم أنها كانت ليلة رطبة‪ ،‬ولكن الناس‬ ‫حرضوا قبل ساعة من بدء األمسية وانتظروين‪،‬‬ ‫وكانوا رائعني يف تجاوبهم وتفاعلهم مع قصائدي‪.‬‬ ‫هناك أيضاً مرشوع أمسية يف السويداء ودمشق‪.‬‬ ‫ماذا تحرض جديداً بعد ديوان “كيف ُ‬ ‫نجوت”؟‬ ‫املفرتض أن يكون هناك ديوان شعر صويت بعد‬ ‫توقيعي عقداً مع رشكة روتانا إلصداره‪ ،‬وهناك اتفاق‬ ‫مع صديقي الفنان مارسيل خليفة لرتافقني موسيقاه‬ ‫مع قراءة القصائد‪ ،‬أو مع ابنه الفنان رامي خليفة‬ ‫وهو فنان متميز جداً‪ .‬ولكن لألسف أنا بانتظار حجز‬ ‫االستديو من ِق َبل الرشكة للبدء بالتسجيل‪ ،‬وأمتنى أن‬ ‫ال يتكرر مع الشعراء ما يحصل مع املطربني ورشكات‬ ‫اإلنتاج من إهامل ومشاكل عديدة‪ .‬وأتعاون يف الفرتة‬ ‫األخرية مع مارسيل خليفة بحيث ذهبنا معاً إىل‬ ‫عماّ ن وتونس والبحرين وديب وكان ريع األمسيات التي‬ ‫أحييناها ألطفال فلسطني وطالبها إلكامل دراستهم‪،‬‬ ‫وهذا ما فعلته أيضاً مبرافقة الفنانة الشابة الجديدة‬ ‫نرسين حميدان يف عدة أمسيات شعرية‪ ،‬يف لبنان‬ ‫وعماّ ن وطرطوس‪ ،‬إضافة إىل تعاوين مع أميمة‬ ‫الخليل‪ .‬أنا سعيد ّأن قصائدي أصبحت موضع إهتامم‬ ‫عدد من الفنانني امللتزمني كجاهدة وهبي التي قدّمت‬ ‫قصيديت “عذراً غزة”‪ ،‬وهبة ق ّواص وأميمة الخليل‬ ‫ومارسيل خليفة وأحمد قعبور ونرسين حميدان وهذا‬ ‫يشء ُيفرح قلب الشاعر‪.‬‬

‫ومل يجعله النجاح سوى أكرث‬ ‫طموحاً وتواضعاً‬ ‫إىل أين يطمح زاهي وهبي للوصول بعد كل‬ ‫النجاح والشهرة التي حققهام؟‬ ‫الشهرة لديها الكثري من الحسنات وقليل من‬ ‫الس ّيئات‪ ،‬و َمن يكون عقله يف رأسه ويحافظ عىل‬ ‫ثباته عىل األرض وال يتصاعد البخار من دماغه بفعل‬ ‫الشهرة‪ ،‬يستطيع تحويلها إىل أداة منتجة ومثمرة‬ ‫يف خدمة قضايا نبيلة وجميلة ويف خدمة إنسانيته‪.‬‬ ‫أوظف شهريت يف خدمة ما أؤمن به لتطوير تجربتي‬ ‫كإنسان وشاعر وإعالمي‪ .‬لدي أحالم كثرية ال تنتهي‪،‬‬ ‫ألنه حني يتوقف اإلنسان عن الحلم يكون ك َمن يصدر‬ ‫عىل نفسه حك ًام باإلعدام أو املوت‪ .‬كلام حققنا‬ ‫حل ًام‪ ،‬كلام ُولِ َد حل ًام آخر وكأنها تولد يف أرحام‬ ‫بعضها البعض‪ ،‬ومن أحالمي بناء املكتبة التي تحدثنا‬

‫‪67‬‬

‫عنها سابقاً‪ ،‬والتف ّرغ للشعر والكتابة إلصدار الرواية‬ ‫عن تجربتي يف األرس‪ ،‬ولكنني ال أنكر أن الله أعطاين‬ ‫فوق ما ُ‬ ‫كنت أتوقع‪ ،‬ورمبا أكرث مام أستحق‪ ،‬وأشكر الله‬ ‫عىل النعم التي َمنَّ بها َع َّ‬ ‫يل وخاصة محبة واحرتام‬ ‫أحب عبداً‪ ،‬ح ّبب عباده به”‪.‬‬ ‫الناس‪ ،‬و”إن الله إذا ّ‬ ‫هل يعني قولك بحلم التف ّرغ للكتابة‪ ،‬ابتعادك‬ ‫عن شاشة التلفزيون؟‬ ‫طبعاً ليس يف القريب العاجل‪ ،‬أحلم بتقاعد‬ ‫مبكر بعد سنني طويلة‪ ،‬وإذا جاز التعبري أمتنى أن‬ ‫أنهي حيايت كشاعر وككاتب يف بلديت عيناتا‪ ،‬ولدي‬ ‫صورة رومانسية لنهاية حيايت بحيث أتخ ّيل نفيس‬ ‫بلحية بيضاء ورأس أشيب‪ ،‬أجلس يف بيتي الجنويب‬ ‫الريفي‪ ،‬أزاول الكتابة‪ ،‬وأرى إبني دايل وابنتي كنز أمام‬ ‫عيوين ومع زوجتي رابعة‪.‬‬ ‫طبعاً حلمي األكرب هو زوال “إرسائيل” ليس فقط‬ ‫كاحتالل إمنا أيضاً كـ”دولة” ألنني أؤمن أنها دولة‬ ‫باطل‪ .‬قد يحصل يف يوم من األيام سالم شامل‪،‬‬ ‫ولكنني أشك بذلك ّ‬ ‫ألن وجود “إرسائيل” مبني عىل‬ ‫العدوانية والحرب‪ ،‬والسالم العادل مستحيل بوجودها‬ ‫ّ‬ ‫ألن السالم لن يكون كذلك وهي تحتل فلسطني‪،‬‬ ‫ونحن لن ننىس حيفا ويافا والنارصة وعكا وكل‬ ‫القرى واملدن الفلسطينية املحتلة‪.‬‬ ‫ماذا عن عالقتك بالرئيس الشهيد رفيق الحريري‪،‬‬ ‫وماذا تقول عنه؟‬ ‫أنظر للرئيس الشهيد كرجل نهضة ساهم يف‬ ‫نهضة وطنه وبنائه ويف تعليم آالف الشباب اللبناين‬ ‫وتوفري فرص العمل لهم‪ ،‬ويكفي للرئيس الحريري من‬ ‫وجهة نظري كأحد العاملني يف إحدى مؤسساته‬ ‫التي احتضنت اللبنانيني من كل املذاهب والطوائف‬ ‫والتيارات‪ .‬مل يكن الرئيس الشهيد ينظر إىل هذه‬ ‫املسائل ويتوقف عندها‪ .‬لقد كان صامم أمان يف‬ ‫وجه الفنت الطائفية واملذهبية‪ ،‬وكان سقفاً حامياً‬ ‫للمقاومة يف لبنان رغم كل الخالفات السياسية‬ ‫الداخلية‪ ،‬ولكنه مل يخطأ يوماً يف هذا املوضوع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سمعت منه ومن السيد نرص الله مبارشة‬ ‫وأنا‬ ‫وشخصياً قوله للسيد نرص الله يف لقاءاته األخرية‬ ‫أنه يقطع يده وال يوقع قراراً يدفع إىل نوع من الحروب‬ ‫بني اللبنانيني وإىل جعل الجيش يصطدم باملقاومة أو‬ ‫يحاول نزع سالحها‪ .‬ال ميكن أن أتذكر الرئيس الحريري‬ ‫بدون تذكر تفاهم نيسان الذي رشعنَ عمل املقاومة‬ ‫أمام الرأي العام الدويل‪ ،‬وتذكر احتضانه ألبناء‬ ‫شهداء مجزرة قانا‪ .‬هذا اإلرث هو الحقيقي وهو الذي‬ ‫يجب أن نغرف منه من ذكرى الرئيس الحريري‪ ،‬فض ًال‬ ‫أنه كان بالنسبة يل رمزاً وحاضناً معنوياً لربنامج‬ ‫‪:‬خليك بالبيت” وهو أول َمن و ّفر يل الحرية‪ ،‬خاصة مع‬ ‫استقباله لضيوف الربنامج يف منزله‪ ،‬وقد طلب‬ ‫لعادل إمام وساماً من رئيس الجمهورية إميل لحود‪،‬‬ ‫لتكرميه معنوياً‪ .‬أعتقد أن اغتيال الرئيس الحريري كان‬ ‫من أحد أهدافه إيقاع لبنان يف الفنت والرصاعات‬ ‫واستهداف مقاومته بالطريقة التي حصلت‪ ،‬ورضب‬ ‫كل إنجازاته التي جعلت منه منارة هذا الرشق‪،‬‬ ‫ونقيض عنرصية “إرسائيل” وعدوان ّيتها‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب مرأة‬

‫أمان كبارة شعراني لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫على األم تنمية نفسها لتربية أطفالها بطرق متطورة‬ ‫السياسية واالجتامعية‬ ‫القرن العرشين وأهمها‬ ‫وما رافقه من نهوض‬ ‫أثراً كبرياً عىل قضايا‬

‫إن التغيريات‬ ‫التي حدثت خالل‬ ‫االستقالل السيايس‬ ‫وخيبات‪ ،‬كان لها‬ ‫املرأة يف لبنان‪.‬‬ ‫فالحركة النسائية اللبنانية تشكلت‬ ‫يف مطلع القرن العرشين‪ ،‬حيث كانت‬ ‫الرؤية تتقدم يف تقاطع واضح مع الحركات‬ ‫االستقاللية اللبنانية‪ ،‬مام أدى اىل تبني‬ ‫أولويات متعددة كانت قضية املرأة واحدة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ولكن هذه الحركات مل تستطع أن‬ ‫واالجتامعية‬ ‫السياسية‬ ‫األوضاع‬ ‫تتجاوز‬ ‫واالقتصادية التي كانت سائدة آنذاك‪.‬‬ ‫وهكذا تألف املجلس النسايئ اللبناين‬ ‫وحدد غاياته يف “العمل يف سبيل رقي املرأة إنسان متكامل مع الرجل‬ ‫املرأة ومامرسة حقها وواجباتها وتقوية روح‬ ‫رسالتهم بالطرق الصحيحة‪.‬‬ ‫التضامن واالتحاد بني الهيئات النسائية”‪.‬‬ ‫رغبتي بالتعليم كانت بنفس مستوى رغبتي‬ ‫هذا ما رصحته رئيسة املجلس النسايئ يف القضاء عىل التمييز بني الرجل واملرأة بكل‬ ‫اللبناين الدكتورة أمان كبارة شعراين املواقع‪ ،‬فأتيحت يل الفرصة لتطبيق هذه الفكرة‬ ‫“منرب التوحيد” يف حوار هذا يف الجامعة بحكم املنصب الذي كنت أشغره‪،‬‬ ‫عرب مجلة‬ ‫وطالب الجامعة متعددو الطوائف واألحزاب‬ ‫نصه‪:‬‬ ‫وصول املرأة اىل مجال العمل االجتامعي‪،‬‬ ‫وخاصة كرئيسة ملجلس نسايئ‪ ،‬عملية صعبة‪،‬‬ ‫كيف وصلت أمل شعراين اىل هذا املركز الذي‬ ‫يتطلب بذل الكثري من الوقت والجهد وتحمل‬ ‫املسؤوليات؟‬ ‫كوين ابنة طرابلس‪ ،‬وهي مدينة محافظة‬ ‫ولها عاداتها وتقاليدها‪ ،‬لدرجة أن الرجال كانت‬ ‫تنعزل اجتامعياً عن النساء‪ ،‬وكنت من الطالبات‬ ‫الطموحات‪ ،‬دخلت اىل الجامعة األمريكية‬ ‫يف الوقت الذي كان ال يحق للفتاة الخروج من‬ ‫مدينة اىل أخرى‪ ،‬وهديف كسب لقمة العيش‬ ‫بنفيس إلثبات قدرة املرأة عىل تأمني حاجاتها‬ ‫بنفسها دون اللجوء اىل أحد‪ ،‬والثقافة العامة‬ ‫والوصول اىل مهنة التعليم التي كانت رغبتي‬ ‫منذ بداية دراستي‪ ،‬ألنها رسالة عظيمة‪ ،‬وبعد‬ ‫تخرجي‪ ،‬مارست التعليم كأستاذة يف الجامعة‬ ‫اللبنانية التي كانت تحوي ما يقارب ‪ 70‬ألف‬ ‫طالب‪ ،‬وكنت يومها مديرة يف كلية الرتبية ثم‬ ‫عميدة‪ ،‬ووظيفتنا تأهيل أساتذة التعليم الثانوي‪،‬‬ ‫ومفتشني ومدراء يف املدارس الرسمية لتأدية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والقوى السياسية وهذا أثناء الحرب اللبنانية‪ ،‬ومن‬ ‫الصعوبة مواجهة هذه الرشيحة من الطالب‪،‬‬ ‫فاستطعت التغلب عىل كل الصعوبات والهدف‬ ‫الوحيد هو إثبات وجود املرأة طبعاً املؤهلة ملثل‬ ‫هذه املراكز وقدرتها عىل تحمل املسؤوليات‪.‬‬ ‫قمت بندوات ومؤمترات ومحارضات عن املرأة‬ ‫وحقوقها وعن تربية األطفال وطرق التعليم‬ ‫وغريها من األمور التعليمية‪ ،‬ونجاحي يف هذه‬ ‫املهمة جعلني أشغر رئاسة املجلس النسايئ‬ ‫اللبناين‪ ،‬تم انتخايب مرتني منذ ‪ 12‬عاماً حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وكان يومها املجلس النسايئ مقسم اىل‬ ‫فئات عدة‪ ،‬منها الغربية والرشقية واملسيحية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬واعتربت أن مهمتي األساسية أن‬ ‫أوحد الفئات والوصول اىل وحدة العيش املشرتك‪،‬‬ ‫وإعادة بناء الوطن ضمن مؤسسات مشرتكة‪،‬‬ ‫ومنذ ترأيس هذا املنصب كان هناك ‪ 40‬جمعية‬ ‫فقط متوزعة يف مناطق متعددة‪ ،‬فقمت بزيارة‬ ‫كل املناطق دون استثناء وفتحنا األبواب اىل كل‬ ‫من يرغب يف االنضامم إلينا وأصبح لدينا يف‬ ‫لبنان ‪ 130‬جمعية‪ ،‬يف فرتة ‪ 4‬سنوات‪ ،‬واجهنا‬ ‫الكثري من العقبات والصعوبات وخاصة يف تلك‬

‫‪68‬‬

‫الفرتة كان التحضري ملؤمتر بكني والدولة مل تكن‬ ‫مبالية‪ ،‬فحركنا جميع القضايا عىل الصعيد‬ ‫الرسمي‪ ،‬وألفنا اللجنة الوطنية لشؤون املرأة‬ ‫واللجنة األهلية ملتابعة قضايا املرأة‪ ،‬وبدأنا‬ ‫جميعاً بالتحضري ملؤمتر بكني وم ّثلنا لبنان بـ ‪9‬‬ ‫مشاريع يف بكني‪ ،‬وقمنا مبظاهرات عدة ووصل‬ ‫صوتنا اىل كثري من الدول وطالبنا بحق املرأة ألن‬ ‫لديها عقيدة سياسية تنتمي إليها وتدافع عن‬ ‫وطنها وال ترىض بأي معت ٍد أو محتل‪ .‬ووصلنا اىل‬ ‫اإلعالم الغريب عرب مؤمتراتنا التي كانت تعقد‬ ‫لعرض حاجات لبنان وما يعانيه‪.‬‬ ‫هذا عىل صعيد التحضري لبكني وبعدها‬ ‫إعالن بكني ووعدنا بالطلب من الدولة اللبنانية‬ ‫باالتفاقية الدولية إلنهاء أشكال التمييز بني‬ ‫الرجل واملرأة التي تسمى “السيداو” واستطعنا‬ ‫أن منثل لبنان فيام دول أخرى مل تستطع‪ ،‬وحصلنا‬ ‫عىل فيلم عن صمود املرأة اللبنانية وكان له تأثري‬ ‫كبري عىل الدول العربية واألجنبية‪ ،‬واشرتكنا‬ ‫أيضاً باليوم الثقايف ومعارض عدة والهدف‬ ‫توصيل ثقافتنا اىل الغرب بطرق مختلفة‪.‬‬ ‫وبعد نضال طويل استطعنا الحصول عىل‬ ‫موافقة لبنان عىل االتفاقية الدولية فالتزمت‬ ‫الدولة اللبنانية بتطبيق اإلعالم الذي صدر من‬ ‫بكني‪ ،‬وتحفظت عىل املادة التاسعة التي تتعلق‬ ‫بالجنسية واملادة الـ ‪ 16‬التي تتعلق باألحوال‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫لدينا مجاالت عدة للعمل‪ ،‬إعالن بكني‪ ،‬سياسة‬

‫االقتصاد التعليم والصحة‪ ،‬القوانني‪ ،‬وعملنا‬ ‫ليس مخترصاً عىل الناحية القانونية فقط‪ ،‬بل‬ ‫عىل التوعية وتدريب الكادرات‪ ،‬والهدف معرفة‬ ‫الناس أن الحركة النسائية انطلقت من املجلس‬ ‫النسايئ اللبناين منذ عام ‪ 1952‬الذي استطاع‬ ‫الحصول عىل حقوق كثرية للمرأة منها حق املرأة‬ ‫اللبنانية أن تنتخب و ُتنتخب‪ ،‬بينام يف الكويت‬ ‫استطاعت املرأة الحصول عىل حق االنتخاب منذ‬ ‫سنتني فقط‪.‬‬ ‫هل تؤمنني باملساواة بني املرأة والرجل أم‬ ‫بتكامل األدوار؟‬ ‫نحن من املناضالت اللوايت يؤمنن باملساواة بني‬ ‫الرجل واملرأة‪ ،‬املساواة تعني لنا أن املرأة لديها‬ ‫القدرات العقلية املوجودة عند الرجل‪ ،‬طبعاً‬ ‫بنية الرجل أقوى من الناحية الجسدية‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك نساء يهدفن يف الحصول عىل هذه القوى‬ ‫فيامرسن الرياضة‪ ،‬ونشاهد نساء عدة تقوم‬ ‫مبباراة “املصارعة مث ًال أو الكيك بوكسنغ” والهدف‬ ‫ظهور قوة املرأة وعدم التمييز بينها وبني الرجل‪ ،‬ال‬ ‫شك أن هناك فروق فيزيولوجية بني املرأة والرجل‪،‬‬ ‫وهي اإلنجاب بينام األمور األخرى العاطفية‪،‬‬ ‫القدرات العقلية واالجتامعية جميعها متساوية‬ ‫بني الرجل واملرأة‪ ،‬ونجد عنرص التمييز موجوداً ألن‬ ‫املفهوم الرشقي للمرأة يشء واملامرسة يشء‬ ‫آخر‪ ،‬ألننا نعترب أن املرأة تستطيع القيام بكل‬ ‫املناصب السياسية واالجتامعية واالقتصادية‪،‬‬ ‫وتستطيع املساواة مع الرجل بكل األعامل‪.‬‬ ‫للمرأة واجبات وحقوق املواطنية‪ ،‬فهي مواطنة‪،‬‬ ‫ودستورنا ينص عىل املساواة بني الجنسني‪،‬‬ ‫ولكن هناك قوانني مجحفة بحق املرأة ال تتعلق‬ ‫جميعها بالقوانني الترشيعية‪ ،‬ومنها الجنسية‪،‬‬ ‫بحيث ال يحق للمرأة إعطاء الجنسية ألوالدها‬ ‫نظراً لتعدد األديان يف مجتمعنا‪ ،‬ونحن نؤمن‬ ‫بأن األديان كانت منصفة للمرأة ولكن املامرسات‬ ‫التي أتت بعد األديان هي التي كرست الذكورية‬ ‫ألسباب تاريخية وسياسية واقتصادية وغريها‪،‬‬ ‫وانتقلت من جيل اىل آخر حتى تبنتها األرس‬ ‫وأصبحت تنمى عىل هذا األساس واملجتمعات‬ ‫واملؤسسات أيضاً تعنى بها حيث كانت موجهة‬ ‫للذكورية أكرث من اإلناث‪.‬‬ ‫ال نقول بأن املرأة أفضل من الرجل‪ ،‬بل أن املرأة‬ ‫إنسان متكامل مع الرجل‪ ،‬ولكن ما يستطيع‬ ‫الرجل القيام به املرأة أيضاً تستطيع القيام به‪،‬‬ ‫عىل سبيل املثال‪ :‬املرأة تعمل خارج املنزل وتؤدي‬ ‫واجباتها املنزلية‪ ،‬هذا العمل هو من وظيفة‬ ‫الرجل‪ ،‬مبا أنها تتساوى معه فهي تعمل‪ ،‬فام‬ ‫الذي مينع الرجل من مساعدة زوجته يف األمور‬ ‫املنزلية وتربية األطفال‪ ،‬األم لديها رسالة تجاه‬ ‫ولدها ولكن هذا ال يعني أن الرجل غري مسؤول‬ ‫عن تربية األطفال عليهم أن يتشاركوا يف‬ ‫حياتهم بكل األمور‪ ،‬ألن هذا يجعل األطفال من‬ ‫الجنسني يشعرون بثقة كبرية بالنفس لعدم‬ ‫التمييز بني الفتاة والصبي‪ ،‬ولألسف هذه النزعة‬

‫مطالبنا املساواة يف العقوبات وليس العفو عن املرأة‬

‫املجلس النسايئ اللبناين (جامعة الهيئات النسائية اللبنانية سابقاً)‪،‬‬ ‫منظمة غري حكومية‪ ،‬تأسس يف ‪ 6‬ترشين الثاين عام ‪ ، 1952‬نتيجة اندماج‬ ‫هيئتي جامعة الهيئات النسائية اللبنانية املؤسسة عام ‪ 1920‬والتضامن‬ ‫النسايئ اللبناين املؤسس عام ‪.1947‬‬ ‫نجح املجلس يف صيانة وحدته بوجه الحرب األهلية اللبنانية التي دامت ‪15‬‬ ‫عاماً (‪.)1989 – 1975‬‬ ‫يضم املجلس حالياً ‪ 170‬جمعية نسائية ومختلطة‪ ،‬من كافة املناطق‪ ،‬هذه‬ ‫الجمعيات مرخصة من قبل الحكومة اللبنانية وناشطة يف امليادين الرعائية‬ ‫والصحية والتأهيلية والرتبوية والبيئية وتنظيم األرسة وحقوق املرأة‪.‬‬ ‫املجلس عضو يف‪ :‬املجلس االقتصادي واالجتامعي يف لبنان‪ ،‬املجلس األعىل‬ ‫للطفولة‪ ،‬االتحاد النسايئ العريب العام‪ ،‬الشبكة العربية للمنظامت‬ ‫األهلية‪ ،‬املجلس النسايئ الدويل‪ ،‬االتحاد النسايئ الدميقراطي العاملي‪ ،‬ولجنة‬ ‫املرأة يف األمم املتحدة‪.‬‬ ‫ما زالت موجودة يف بعض مجتمعاتنا‪.‬‬ ‫كيف تنظرين اىل القضاء اللبناين‪ ،‬هل هو‬ ‫منصف يف حق املرأة‪ ،‬وأين مكامن الخلل‪ ،‬هل‬ ‫يف الترشيعات‪ ،‬أم يف املامرسات؟‬ ‫الخلل موجود يف القوانني ألنه ُوضع بروح‬ ‫ذكورية‪ ،‬وبعض القوانني ال يوجد فيها متييز ولكن‬ ‫املامرسات يف الحياة اليومية لديها متييز ألنها‬ ‫متعلقة بالبنى الذهنية التي تكونت منها هذه‬

‫‪69‬‬

‫الشخصيات إن كان رجال أو نساء‪ ،‬الخلل موجود‬ ‫يف االثنني‪ ،‬وقد قمنا بدراسات لكل القوانني‬ ‫اللبنانية ولدينا كتيبات يف هذا املجال‪ ،‬ومن خالل‬ ‫هذه الدراسات تبني أن التمييز موجود‪ ،‬يف قوانني‬ ‫عدة‪ ،‬وعندها أطلقنا هذا املرشوع يف نقابة‬ ‫املحامني عرب مؤمترات وندوات وتدريبات عىل هذه‬ ‫الدراسات حتى استطعنا تعديل بعض القوانني‪،‬‬ ‫يف التجارة مث ًال تم الحصول عليها بعد ‪ 5‬سنوات‪،‬‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫منرب مرأة‬ ‫حصلنا عىل الشهادة يف الدوائر العقارية “نساء‬ ‫‪ 2‬مقابل رجل واحد”‪ ،‬السفر دون إذن الزوج‪ ،‬منذ‬ ‫‪ 1952‬حتى اآلن استطعنا الوصول اىل مرحلة‬ ‫ال بأس بها يف قضية التوعية الذهنية‪ ،‬وما زلنا‬ ‫حتى اآلن نناضل للوصول اىل الجنسية وعملنا‬ ‫دراسات عليها‪ ،‬تبني أن هناك ‪ 73‬ألف مترضر‬ ‫فقط يف ‪ 5‬سنوات ألنه ال يحق إعطاء جنسية‬ ‫األم لولدها‪.‬‬ ‫كثري من األشخاص املظلومني من هذه‬ ‫الناحية‪ ،‬واملتابعة مستمرة مع أصحاب القرارات‬ ‫واملسؤولني منهم وزير الداخلية‪ ،‬بحيث استطعنا‬ ‫التعديل يف بعض القوانني منها الكوتا النسائية‬ ‫وقانون العقوبات الذي ال عالقة له أبداً من الناحية‬ ‫الترشيعية‪ ،‬القانون موجود وال يزال وهو معاقبة‬ ‫الزانية ‪ 3‬مرات أكرث من معاقبة الزاين‪ ،‬رغم أن‬ ‫املذكور يف القرآن الكريم املساواة يف العقوبات‬ ‫بني الزاين والزانية‪.‬‬ ‫مطالبنا املساواة يف العقوبات وليس العفو‬ ‫عن املرأة‪ ،‬ونقول بالوقت ذاته شددوا العقوبة عىل‬ ‫جرمية االغتصاب‪ ،‬مث ًال العقوبة ألب اغتصب ابنته‬ ‫السجن املؤبد‪ ،‬وليس السجن مدة ‪ 3‬سنوات‪،‬‬ ‫شددوا العقوبة عىل املجرم ليكون عربة لغريه‬ ‫من املجرمني‪ .‬نقوم بعملنا عىل أكمل وجه ولكن‬ ‫ال نتلقى تجاوب من قبل الدولة واملسؤولني فيها‪،‬‬ ‫يجب إنصاف املرأة من جميع النواحي‪.‬‬ ‫ظاهرة العنف ضد املرأة‪ ،‬ظاهرة سلبية‬ ‫ومدمرة ودليل تخلف واضح‪ ،‬كيف ميكن‬ ‫القضاء عىل هذه الظاهرة السيئة‪ ،‬وهل هناك‬ ‫ترشيعات رادعة يف هذا املجال‪ ،‬وماذا تطلبون‬ ‫من املرشوع عىل صعيد لبنان؟‬ ‫لدينا جمعيات تعنى بظاهرة العنف ضد‬ ‫املرأة‪ ،‬فهي أوال تقديم املساعدات للمعنفات يف‬ ‫منازلهن وبعدها تحاول مساعدتهن من الناحية‬ ‫القانونية‪ ،‬وأخرياً مساعدتهن عىل وجود فرص‬ ‫عمل لهن‪ ،‬ولهذه الجمعيات اهتامم خاص جداً‬ ‫بهذا املوضوع‪.‬‬ ‫للعنف أشكال متعددة‪ ،‬بالرضب أو الشتائم‪،‬‬ ‫وإهامل الزوج لزوجته وتهميشها‪ ،‬هجر الرجل‬ ‫لزوجته وغريها من األمور‪ ،‬قمنا بدراسات عدة‬ ‫حول هذا املوضوع‪ ،‬وتبني أن هناك الكثريات من‬ ‫النساء املعنفات‪ ،‬وال نعلم بهذه املرأة إال إذا‬ ‫قصدت مخفر للرشطة والكثريات يعتربن أن هذا‬ ‫إهانة لشخصهن‪ ،‬فيتحملن العنف والظلم وال‬ ‫يلجأن اىل الدولة‪.‬‬ ‫نرصح عنهن‪،‬‬ ‫نواجه الكثريات منهن وال‬ ‫ّ‬ ‫ونوجههن بطرق مختلفة ومنها‪ ،‬كيفية‬ ‫ّ‬ ‫التعامل مع الزوج قبل الوصول اىل االنفصال‬ ‫والعنف‪ ،‬عىل املرأة معرفة حقوقها وواجباتها‬ ‫الزوجية كأم وربة أرسة‪ ،‬يف مجتمعنا هذا‬ ‫املرأة بحاجة اىل التوعية والثقافة البيتية كام‬ ‫تسمى ألنها لألسف مفقودة يف هذه األيام‪،‬‬ ‫فمعظم األهل يهتمون بأمور أخرى منها املظاهر‬ ‫الخارجية لديهم فقط‪ ،‬أكرث مام هي تتعلق بنمو‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عند‬

‫أرستهم‬

‫الفكر والعقل‬ ‫عىل هذا األساس‪.‬‬ ‫نشهد اليوم ظاهرة تربية األطفال عىل يد‬ ‫الخادمات األجانب أو غريهم من الجنسيات‪ ،‬األم‬ ‫العاملة لها أسبابها ولكن يجب أيضاً عدم‬ ‫إهامل واجباتها األمومية تجاه أوالدها‪ ،‬ولكن‬ ‫ربة املنزل التي ال تعمل تنرصف اىل االهتامم‬ ‫بشكلها وجسمها وتهمل واجباتها األمومية‪،‬‬ ‫فهذه األم عليها تنمية نفسها لرتبية أطفالها‬ ‫نام‬ ‫بطرق متطورة‪ ،‬وذلك للحصول عىل مجتمع ٍ‬ ‫ومتحرض‪ ،‬ولألسف معظم األمهات ال يؤدين‬ ‫أدوارهن كام يجب‪ ،‬وهذا سبب بوجود الفساد‬ ‫وأطفال الشوارع فالطفل عندما ال يجد من‬ ‫يواسيه ويهتم به يلجأ اىل التلفزيون أو الشارع‬ ‫والطرقات وهذا يؤدي اىل االنحراف‪ ،‬نطالب‬ ‫مبؤسسات وجمعيات تعنى بشؤون هذه العائالت‬ ‫لتكون متينة ومنظمة‪.‬‬ ‫املشاركة الفعلية للمرأة يف الحياة‬ ‫االجتامعية‬ ‫واألعامل‬ ‫والربملانية‬ ‫السياسية‬ ‫محدودة للغاية‪ ،‬ما هي أسباب ذلك‪ ،‬وكيف‬ ‫ميكن تفعيل دور املرأة يف املشاركة؟ هل ميكننا‬ ‫القول بأن املرأة نالت حقوقها؟‬ ‫نظرة املجتمع اىل املرأة منذ ‪ 15‬سنة حتى اآلن‬ ‫تغريت كلياً‪ ،‬بحيث أصبحت املرأة أكرث تقديراً‬ ‫وتقب ًال لدى كل الرشائح االجتامعية‪ ،‬وهذا بفضل‬ ‫نضالنا املستمر‪ ،‬ومتابعة للمطالب‪ ،‬لذلك منذ‬ ‫‪ 12‬سنة طالبنا املسؤولني بشكل مستمر‬ ‫واستطعنا الحصول يف التعيينات األخرية‬ ‫عىل ‪ 12‬مديرة عامة يف الوزارات‪ ،‬املرأة صاحبة‬ ‫املؤهالت والكفاءات موجودة‪ ،‬ولكن مل يرونها لوال‬ ‫الجهود التي قمنا بها‪.‬‬ ‫نعمل منذ سنتني عىل قانون االنتخابات‬ ‫النيابية والبلدية قمنا بـ‪ 3‬حمالت ترتكز عىل‬ ‫تغيري القانون ووضع إصالحات تتعلق باملرأة‪،‬‬

‫‪70‬‬

‫فينشأ‬

‫أطفالهم‬

‫ووجدنا أن ال إصالحات نيابية تتعلق باملرأة وعادوا‬ ‫بالقانون اىل عام ‪ ،1960‬ولكننا أكملنا مسريتنا‬ ‫وحمالتنا لالنتخابات البلدية وعدّلنا ببعض‬ ‫القوانني‪ ،‬وقدمنا مرشوع إصالحي قدم اىل‬ ‫مجلس الوزراء وأعطى الحق للمرأة بـ ‪ %20‬من‬ ‫املقاعد‪ ،‬حتى تستطيع املرأة أن تخرتق اللوائح‪،‬‬ ‫وألن النسبة ضئيلة جداً إن كانت يف النيابية‬ ‫التي هي ‪ % 2.3‬أو يف املجالس البلدية هي ‪%4‬‬ ‫حسب النتائج‪.‬‬ ‫أيعقل أن ترتشح ‪ 1340‬امرأة‪ ،‬ينجح ‪500‬‬ ‫فقط يف ‪ 928‬بلدية هذا يعني أن نسبة ‪%4‬‬ ‫قليلة جداً‪ ،‬وعملنا مستمر حتى اآلن للحصول‬ ‫عىل نسبة أعىل‪ ،‬ألن املرأة اللبنانية اخرتقت‬ ‫جدار التعليم اىل أقىص الحدود‪ ،‬برهنت بفضل‬ ‫كفاءاتها ومؤهالتها يف كافة امليادين‪ ،‬ولكن‬ ‫ضمن املؤسسات مل تأخذ كامل حقوقها ألن‬ ‫هناك مواجهة ذكورية‪ ،‬وقبل االنتخابات قمنا‬ ‫بزيارات عدة للنواب والوزراء والرؤساء ووعدوا أن‬ ‫ولكنهم مل يلتزموا‬ ‫يكون بلوائحهم النساء‪،‬‬ ‫بأقوالهم وكانت نتيجة االنتخابات أن املرأة مل‬ ‫تصل اىل مراكزها عرب كفاءاتها بل عرب زعيم ما‪،‬‬ ‫أو انتامئها اىل مسؤول أو وزير‪ ،‬هدفنا كحركة‬ ‫نسائية ليس وصول املرأة اىل املجلس النيايب أو‬ ‫البلدية أو االختيارية واملناصب القيادية فقط‪ ،‬بل‬ ‫هدفنا تقدير املرأة مبؤهالتها وكفاءاتها‪ ،‬ألن دخول‬ ‫املرأة اىل املجلس النيايب أو البلدية كصورة فقط‬ ‫تضعفها‪.‬‬ ‫ما هي الخطط املوضوعة أو مشاريع الخطط‬ ‫املستقبلية لتحقيق مستوى أداء أفضل يف‬ ‫مجال عملكم‪ ،‬وعىل ماذا ميكن املراهنة؟‬ ‫نقوم بدورات تدريبية يف ‪ 4‬مناطق‪ :‬جبل لبنان‬ ‫والشامل والجنوب والبقاع لقسم من الفائزات‬ ‫يف املجالس النيابية إلعطائهم بعض املعلومات‬ ‫الرضورية‪ ،‬ومتتني للمعلومات والسلوكيات يف‬ ‫كيفية التعامل مع مجالس البلدية وتحقيق‬ ‫أهدافهم‪ ،‬والعمل عىل تطوير املرأة بالتعاون مع‬ ‫املؤسسة االجتامعية املوجودة يف هذه املناطق‪.‬‬ ‫وسنبارش باستكامل هذا املرشوع بعد عيد‬ ‫الفطر املجيد‪ ،‬أعاده الله عىل اللبنانيني جميعا‬ ‫بالخري والعافية‪.‬‬ ‫وكان لنا هذا الشهر يف طرابلس اجتامع مع‬ ‫مجموعات من الناس تتألف من رجال ونساء‬ ‫وشابات وشباب لألخذ بآرائهم بالكوتا النسائية‬ ‫وباملقرتحات واإلصالحات التي نقوم بها‪.‬‬ ‫نقوم بـ ‪ 9‬دراسات عمل يف كل لبنان من كل‬ ‫الرشائح االجتامعية تلقي الضوء عىل حاجات‬ ‫الناس يف املستقبل‪ ،‬ولدينا أيضا دراسة ميدانية‬ ‫كناية عن استامرة تضم أشياء تلقي الضوء‬ ‫عليها لنستطيع القيام بخطة اسرتاتيجية‬ ‫بالتعامل مع قضية تفعيل دور املرأة السيايس‬ ‫يف لبنان‪.‬‬

‫حاورتها‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫إدلب الخضراء قلب اإلله‬

‫إدلب أو قلب اإلله‪ ،‬تقع هذه املحافظة شامل‬ ‫سوريا عىل البوابة الشاملية لسوريا التي تطل‬ ‫منها عىل تركيا وأوروبا‪ ،‬أحدثت أيام الجمهورية‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬عىل مساحة تبلغ «‪ 6100‬كم‪.»2‬‬ ‫يحدها من الشامل لواء اسكندرون وتركيا بطول‬ ‫‪ 129‬كم‪ ،‬ومن الرشق محافظة حلب بطول ‪159‬‬ ‫كم‪ ،‬ومحافظة حامة من الجنوب بطول ‪ 158‬كم‪،‬‬ ‫وغرباً محافظة الالذقية بطول ‪ 29‬كم‪ .‬وهي بذلك‬ ‫تحتل املرتبة الثامنة عىل مستوى سوريا من حيث‬ ‫املساحة‪ ،‬وكذلك تحتل املرتبة الخامسة من حيث‬ ‫عدد السكان البالغ عددهم حوايل ‪.1,500,000‬‬ ‫ومتتاز ادلب مبوقعها الهام عىل طريق الحرير‬ ‫قدمياً‪ ،‬كام كانت معرباً للجيوش الغازية وطريقاً‬ ‫مه ًام للقوافل التجارية القادمة من األناضول‬ ‫وأوروبا إىل الرشق وبالعكس عرب معرب باب الهوى‬ ‫الحدودي‪ ،‬وهي بذلك صلة الوصل ما بني املنطقتني‬ ‫الشاملية‬ ‫واملنطقتني‬ ‫والوسطى‪،‬‬ ‫الساحلية‬ ‫والرشقية‪ ،‬حيث تكون جرساً بني مناطق اإلنتاج‬ ‫الزراعي يف الجزيرة السورية واملناطق الرشقية‬ ‫ومناطق التصدير يف ميناء الالذقية‪.‬‬

‫ادلب إداريا‬

‫تقسم إىل خمس مناطق إدارية هي منطقة‬ ‫إدلب وأريحا ومعرة النعامن إضافة إىل جرس‬ ‫الشغور ومنطقة حارم‪.‬‬ ‫مدينة ادلب‪ :‬هي مركز املحافظة وتبعد عن‬ ‫مدينة حلب ‪ 59‬كم‪ ،‬وعن دمشق العاصمة ‪309‬‬ ‫كم‪ .‬يزيد ارتفاعها عن ‪400‬م فوق سطح البحر‪،‬‬ ‫وشهدت تطوراً يف الخدمات السياحية مؤخراً‬ ‫فانترش فيها عدد من املطاعم واملقاصف وأقيم‬ ‫فيها فندق من الدرجة املمتازة ومركز لالستعالم‬ ‫اململوكية‬ ‫مبساجدها‬ ‫تشتهر‬ ‫السياحي‪.‬‬ ‫وحامماتها‬ ‫الجميلة‬ ‫وأسبطتها‬ ‫والعثامنية‬ ‫الشعبية ودورها العربية القدمية‪ ،‬التي تعود‬ ‫للقرن السادس عرش امليالدي كالجامع الكبري‬ ‫ودار الفتح األهلية ودار العيايش‪ .‬من أشهر‬ ‫معاملها املتحف الوطني الذي يضم حصاد بعثات‬ ‫التنقيب يف مواقعها األثرية وحسب تسلسلها‬ ‫الزمني بدءاً من األلف الثالثة قبل امليالد وحتى‬ ‫العصور اإلسالمية وخصص جناح للتقاليد‬ ‫الشعبية وقسم لحفظ جميع األلواح الفخارية‬ ‫والرقم املكتشفة يف املكتبة امللكية يف إيبال‪.‬‬ ‫أريحا‪ :‬تقع جنوب مدينة ادلب وعىل بعد ‪/12/‬‬ ‫كم منها عىل طريق حلب الالذقية تعود لأللف‬ ‫الثالثة قبل امليالد وتضم العديد من املباين األثرية‬ ‫أهمها الجامع الكبري واملدافن املحفورة يف الصخر‬ ‫وخان القيرصية وثالث حاممات قدمية يرشف‬ ‫عليها جبل األربعني عروس مصايف الشامل‬

‫الذي يرتفع ‪ /480/‬كم عن سطح البحر‪ ،‬ويبعد‬ ‫عن املدينة ‪ /2/‬كم ويضم العديد من املطاعم‬ ‫والشقق السياحية التي يرتادها املصطافون‬ ‫واهم املواقع األثرية التابعة لها‪.‬‬

‫من املعامل التاريخية‬

‫مملكة إيبال الحارضة التي يحتضنها تل مرديخ‬ ‫الذي يقع جنوب رشقي مدينة ادلب وعىل بعد‬ ‫‪ /26/‬كم منها‪ ،‬وهو أكرب تل أثري يف سورية‬ ‫مساحته ‪ /56/‬هكتار‪ ،‬وقد اعترب أهم املكتشفات‬ ‫األثرية يف القرن العرشين حيث اكتشف فيه‬ ‫‪ /16000/‬رقيام بدءا من األلف الرابع قبل امليالد‬ ‫حتى بلغت أوج ازدهارها كأهم حارضة سياسية‬ ‫وحضارية بني عامي ‪ 200/‬ـ ‪ /2000‬ق‪.‬م فكانت‬ ‫سيدة التجارة بني الرشق والغرب‪ ،‬وكشفت‬ ‫الدراسات والتنقيبات يف املوقع عن بقايا قرص‬ ‫مليك وسوق ومكتبة عامرة بالرقم الطينية‪.‬‬ ‫تل آفس‪ :‬يقع رشقي مدينة ادلب عىل بعد ‪/12/‬‬ ‫كم منها يعود لأللف الرابع قبل امليالد‪.‬‬ ‫عرشني تبعد عن مدينة ادلب ‪ /14/‬كم تعود‬ ‫للفرتة الرومانية والبيزنطية فيها بقايا فيال‬ ‫بطابقني وبقايا كنيسة ذات طراز بازلييك‪.‬‬ ‫دللوزة تقع جنوب ادلب وتبعد عنها ‪ /33/‬كم‬ ‫وهي موقع اثري يعود للفرتة الرومانية وفيها‬ ‫كنيسة تعود للقرن الخامس امليالدي‪.‬‬ ‫املغارة‪ :‬تقع هذه القرية يف جبل الزاوية تبعد‬ ‫عن مدينة ادلب ‪ /27/‬كم تضم العديد من املدافن‬ ‫األثرية القدمية أهمها املدفن الروماين الوثني الذي‬ ‫يعود لعام ‪ /246/‬ميالدية ومدفن آخر يعود للعام‬ ‫األول امليالدي وهام فريدان يف شامل سوريا‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫رسجيال‪ :‬تقع جنوب غرب مدينة ادلب تبعد‬ ‫عنها ‪ /36/‬كم وعن البارة ‪ /3/‬كم تعود للقرنني‬ ‫السادس والسابع امليالديني وتعترب من أهم املدن‬ ‫امليتة يف جبل الزاوية فيها قبور وكنيسة وحامم‬ ‫وتشتهر بفيالتها السكنية ومعارص الزيت‪.‬‬

‫ادلب حارضة السياحة السورية‬

‫نظرا لتوفر الكثري من املقومات السياحية كان‬ ‫الدلب نصيبها الوافر من الوفود السياحية األمر‬ ‫الذي أكسبها مرتبة خاصة وأن أكرث من ‪ %70‬من‬ ‫مساحتها متتاز بالخرضة ومن هنا جاء اسمها ادلب‬ ‫الخرضاء‪ ،‬إضافة إىل أن ثلث آثار سوريا متموضعة‬ ‫يف هذه املحافظة إىل جانب توفر أكرث من ‪ 700‬موقع‬ ‫أثري فيها‪ .‬وملحافظة ادلب خصوصيتها يف املجال‬ ‫السياحي مستمدة من نظافة بيئتها وهوائها‬ ‫العليل وتعدد مصايفها التي استقطبت زوارها من‬ ‫جميع محافظات سوريا ويف مقدمتها جبل األربعني‬ ‫يف أريحا الذي يطل منه املصطاف عىل بساتني‬ ‫الزيتون والكرز من علو يقارب األلف مرت‪ ،‬ومصايف‬ ‫جرس الشغور والغسانية و القنية واليعقوبية‬ ‫وحاممات الشيخ عيىس للمياه املعدنية ودركوش‬ ‫ومصايف سلقني وحارم ورساقب ومعرة النعامن‪.‬‬ ‫وعىل مسافة قصرية من املعرة يف دير رشقي‬ ‫يتموضع رضيح الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز‪،‬‬ ‫وفيها اسرتاحة أيب عبيدة بن الجراح يف حارم‪ ،‬وكام‬ ‫تتميز بعراقة الصناعات التقليدية كصناعة الزجاج‬ ‫والفخار والحرص ولباسها التقليدي الفلكوري الرتايث‬ ‫يف رساقب وبنش وحارم وسلقني‪.‬‬

‫عبد السالم االحمد‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫بلدات فتوح كسروان ‪ ..‬مناطق أثرية بعيدة عن اإلنماء والسياحة‬ ‫د‪ .‬عصام خير هللا لـ «منبر التوحيد»‪ :‬ال يوجد ثقافة تربط الناس بأرضها‬

‫هناك‪ ،‬يف قلب جبل لبنان الشاميل‪ ،‬ترت ّبع قرى فتوح كرسوان عىل منطقة جبلية هي – وبال مبالغة – أكرث املناطق‬ ‫التي حصلت عىل تربيكات الخالق بطبيعة خالبة وتاريخ قديم جعلها ترث العديد من األماكن املهمة لحضارات متعددة‬ ‫توالت عىل لبنان‪.‬‬ ‫منطقة جبلية أثرية مهمة جداً تستحق ما استحقته مناطق أخرى من اهتامم “سيايس” أدّى إىل اهتامم ترايث‬ ‫فليأت‬ ‫سياحي بها‪ .‬هي منطقة – وإن ذكروها – ففي االنتخابات البلدية أو النيابية وملصالحهم الشخصية‪ ،‬ومن بعدهم‬ ‫ِ‬ ‫الطوفان‪ ،‬ولتبقَ القرى والبلدات اللبنانية بعيدة عماّ تطاله أياديهم من مناطق نفوذهم وسلطتهم‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬هي فتوح كرسوان التي شهدت حضارات متعددة‪ ،‬والتي تحتوي حتى اآلن العديد من اآلثارات الرومانية والفينيقية‬ ‫واليونانية وغريها‪.‬‬ ‫مع غياب االهتامم الرسمي‪ ،‬ومع وجود جهود فردية خجولة من بعض أبناء املنطقة للمحافظة عىل تاريخها وتراثها‬ ‫والحفاظ عىل آثاراتها‪ ،‬كانت لنا زيارة إىل بلدات “الفتوح” حيث تنقلنا بينها مع أكرث املهت ّمني بتاريخها الفنان الدكتور‬ ‫عصام خري الله‪ ،‬املحارض يف كلية الفنون يف الجامعة اللبنانية وجامعة الكسليك‪ ،‬فتنقلنا بني مناطق املنطقة خاصة‬ ‫الغينة وغبالة والعذرا والهد وحدشيت‪ ،‬وجاءت جولتنا عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫كانت البداية يف منزله الذي يبلغ من العمر‬ ‫‪ 350‬سنة والذي أىب إال أن يبقيه عىل ما هو عليه‬ ‫من عهد أجداده الذين أتوا إىل املنطقة يف بدايات‬ ‫الفتح العثامين حوايل سنة ‪ ،1307‬حيث بدأ‬ ‫الناس يهربون إليها من حلب والشام وإنطاكية‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫وقال د‪ .‬خريالله‪ :‬تعود تسمية “الفتوح” أي‬ ‫فتوح كرسوان إىل الفتوحات التي قام بها‬ ‫إبراهيم باشا‪ ،‬عندما “فتح” املنطقة‪ ،‬ودخل‬ ‫جيشه إىل كنيسة مار رسكيس وباخوس‬ ‫ورضبوا اللوحة الكنسية بالسيف عىل شكل‬ ‫ُ‬ ‫قمت برتميمها يف الثامنينات‪،‬‬ ‫“الصليب”‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫تركت الرضبة موجودة وظاهرة‪ .‬هذه‬ ‫ولكنني‬ ‫اللوحة رسمها الفنان الخوري موىس ذيب عام‬ ‫‪ ،1792‬وهي اآلن موجودة يف إحدى كنيسة‬ ‫القديسني مار رسكيس وباخوس يف بلدة غبالة‪،‬‬ ‫كام أنني رممت العديد من اللوحات املوجودة يف‬ ‫ورسامو هذه اللوحات هم من‬ ‫الكنائس اليوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫منطقة فتوح كرسوان‪ ،‬وخاصة فناين الطائفة‬ ‫املارونية كـ”موىس ديب‪ ،‬كنعان ديب‪ ،‬داوود القرم‪،‬‬ ‫جورج القرم‪ ،‬حبيب رسور‪ ،‬وابراهيم الج ّر”‪ .‬وسأقوم‬ ‫برتميم اللوحة املوجودة فوق مذبح بكريك‪،‬‬ ‫ومتثالني يف كنيسة مار الياس‪ ،‬إضافة ملا هو‬ ‫مطلوب مني من املنحوتات‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فسيفساء موجودة يف أرض املعبد الروماين‬

‫متثال يجسد العشاء الرسي للسيد املسيح مع تالمذته (يف كنيسة آل خريالله)‬

‫كذلك لدينا الكثري من عيون املياه‪ ،‬ولكنها‬ ‫لألسف مهملة حتى من البلديات واألحزاب‪.‬‬ ‫لقد أصبحت جميعها تسعى للمصالح الخاصة‬ ‫وتتناىس الرتاث العام الذي ميكن أن يقوم‬ ‫باملنطقة إىل مستويات عالية من السياحة‪،‬‬ ‫حتى ُكتب التاريخ أصبحت مح ّرفة‪ ،‬وال يوجد‬ ‫سوى بعض األشخاص الذين يفتشون عن تاريخ‬ ‫املناطق والبلدات‪.‬‬ ‫وعن بلدته غبالة قال‪ :‬إسم بلدة “غبالة”‬ ‫جاء من اإلسم الرسياين الكنعاين “غبولتو”‬ ‫وتعني “الجبلة”‪ ،‬فأرضنا أرض كلدانية ولطاملا‬ ‫كانت منطقة لصنع الفخار والذي ال تزال بقاياه‬ ‫موجودة حتى اليوم بني اآلثار‪ .‬املعنى الثاين‬ ‫لإلسم يعود لالمرباطور الروماين الذي بنى جرس‬ ‫املعاملتني‪ ،‬من هنا كانت تسمية بلدة “غبالة”‬ ‫التي نسبت إىل إسم عائلته “إيليو غبايل”‬ ‫باألجنبية “‪ .”Heliogabale‬كذلك يوجد منطقة‬ ‫يف فتوح كرسوان تدعى “آميز” وهي تعود إلسم‬ ‫ابن جوليا دُمنى ويدعى “إيليو آميز” باألجنبية‬ ‫“‪ .”Amez Helio‬إذاً أسامي منطقة فتوح كرسوان‬ ‫تعود إىل أسامي رومانية‪ .‬هذه القرية “غبالة”‪،‬‬ ‫هي بداية مناطق جرد فتوح كرسوان‪.‬‬ ‫وعن اآلثارات‪ ،‬قال خري الله‪ :‬ال ُ‬ ‫زلت حتى اليوم‬ ‫أجد الكثري من اآلثارات اليونانية‪ ،‬كاملسامري‬ ‫اليونانية التي وجدتها يف البلدة وتعود لـ ‪2000‬‬ ‫ُ‬ ‫وهدفت‬ ‫سنة ووضعتها ضمن لوحة من رسمي‪،‬‬ ‫باللوحة لإلشارة إىل أن املسامري نفسها ما‬ ‫زالت اليوم تسبب بنزف دم القدس وتد ّمر أرضنا‪،‬‬ ‫والس ّيد املسيح يف أعىل اللوحة مصلوب بني‬ ‫القمر والشمس‪ ،‬فعندما مات الس ّيد املسيح‬ ‫(ع) حصل خسوف للقمر‪ ،‬فالشمس والقمر يف‬

‫الرموز الكنعانية تعني بدايات املوت والحياة‪ ،‬عل ًام‬ ‫أننا نعيش بني منطقتني أي جبل الشمس “جبل‬ ‫موىس” والقمر “سني أو كفر ياسني”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وجدت جرناً من الصخر يف إحدى‬ ‫كذلك‬ ‫األقبية يف القرية ويعود للعام ‪ 1910‬بحيث ك ِت َب‬ ‫عليه “عمل يوسف خليل لطيف ‪.”1910‬‬ ‫ومام وجدته أيضاً‪“ ،‬زجاجاً بركانياً” ظهر بعد أن‬ ‫زحل الجبل يف الثامنينات‪ ،‬وهو زجاج أزرق اللون ال‬ ‫أحد يدري قيمته‪ .‬كذلك وجدت “معوالً رومانياً”‬ ‫خالل حفر إحدى البلديات لألرض يف إحدى‬ ‫املناطق‪.‬‬ ‫منطقتنا غنية جداً‪ ،‬إذ لدينا يف بلدة الن ّمورة‬ ‫أهم موقع “صفدي” يف العامل‪ ،‬ومؤخراً وجدوا‬ ‫متحجرة عمرها ‪ 95‬مليون سنة‪.‬‬ ‫سمكة‬ ‫ّ‬ ‫بعدها انتقلنا إىل بلدة “جورة الرتمس”‬ ‫حيث املعبد الروماين القديم الذي أرادت الدولة‬ ‫اللبنانية وبعض الرشكات حفره لوضع عامود‬ ‫كهربايئ للتوتر العايل مكانه‪ ،‬فكان د‪ .‬خريالله‬ ‫لهم باملرصاد للمحافظة عليه كإحدى آثارات‬ ‫املنطقة‪ ،‬حيث رشح د‪ .‬خريالله عن املوقع‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫كلمة “جورة” يف الفرنسية تعني “التلة”‪،‬‬ ‫و”الرتمس” هي “مجموع كلمة “الرتم اليوناين”‬ ‫أي “الحماّ مات الرومانية”‪ .‬وال شك ّأن اسم عني‬ ‫البلدة املس ّمى بـ”عني أبعل” يعود لإلله الكنعاين‬ ‫“بعل”‪ .‬ومن هنا كانت تعرف بلدة “الغينة” بـ”عني‬ ‫البعل”‪ ،‬وكانت أكرب منطقة يف الجبل الفينيقي‪.‬‬ ‫هذه البلدة كانت مصيفاً للس ّياح يف‬ ‫العرشينات ولكنها اليوم بعيدة كل البعد‬ ‫عن اإلمناء والسياحة ألنها منطقة مهملة‪.‬‬ ‫هذه املنطقة العائدة ملعبد قديم هي آثارات‬

‫رومانية وفينيقية ويونانية‪ .‬وهي منطقة مليئة‬ ‫بـ”الفخار” الروماين الذي ال أزال أجد العديد منه‪،‬‬ ‫كام ّأن أول كنيسة للمسيحيني األوائل ُبن َيت يف‬ ‫هذه البلدة وال يزال مدخلها موجوداً حيث كانت‬ ‫املياه متر من تحته‪ .‬كذلك كان طريق الحرير مير من‬ ‫البلدة إياباً من املعاملتني إىل تدمر ومن ثم ذهاباً‬ ‫إىل أفغانستان وإسبانيا‪ .‬لقد أرادوا تدمري كل‬ ‫هذه اآلثارات لوضع عامودهم الكهربايئ ذي التوتر‬ ‫العايل‪ ،‬عل ًام أن آثارات الفخار األحمر واألسود ال‬ ‫تزال موجودة حتى تحت هذا العامود الذي عادوا‬ ‫ووضعوه بجانب اآلثارات‪ ،‬ألن أكرث ما كان سكان‬ ‫هذه املنطقة ُيعرف به هو الفخار‪ .‬وهي اآلن تعرف‬ ‫بـ”ضواحي غبالة”‪ ،‬إضافة ملناطق أخرى حولها‬ ‫كاملعيرصة والحسني وزيتون وزعيرتي وغريها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫زلت أجد “عظام برشية” تعود‬ ‫كام أنني ال‬ ‫ألكرث من ‪ 2000‬سنة‪ ،‬ولكن لألسف ال أحد يهتم‬ ‫لها أو يكرتث ألهم ّيتها‪.‬‬ ‫لقد تد ّمرت هذه املنطقة “منطقة املعبد‬ ‫والحماّ مات” بفعل الزالزل التي حصلت يف لبنان‬ ‫من عامي ‪ 505‬حتى ‪ .557‬كان هذا املعبد يقع‬ ‫ضمن املنطقة الرومانية‪ ،‬التي توالت عليها عدة‬ ‫حضارات كالصليبيني واملامليك وغريهم‪ .‬وكذلك‬ ‫األمر بالنسبة ملنطقة الحاممات حيث كان الناس‬ ‫يشرتون ما هو عبارة عن متثال صغري ليتمكنوا‬ ‫من الدخول إىل الحاممات طيلة أيام السنة‪.‬‬ ‫نالحظ يف أرض املعبد الروماين الرسومات‬ ‫التي ما زالت موجودة حتى اليوم‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫نقوش متعددة كالقلوب والنرس الروماين وغريها‬ ‫من األشكال‪ .‬واملهم يف املوضوع هو تركيبة‬ ‫الرسومات من الناحية التأليفية والتشكيلية‪.‬‬ ‫وال شك أن القلوب والغزال والدلفني وغريها هي‬

‫إحدى املسامري اليونانية القدمية التي وجدها د‪ .‬خريالله ووضعها يف لوحته‬

‫مشكلتنا يف املنطقة أنه ال يوجد ثقافة‬ ‫تربط الناس بأرضها‪ ،‬لتح ّبها وتتعلق بها وبرتاثها‬ ‫وترابها‪ ،‬إذ لدينا مث ًال ‪ 26‬لوناً من الرتاب األحمر‬ ‫واألخرض واألصفر والرمادي وغريها‪ ،‬وإذا قمنا‬

‫‪72‬‬

‫بنشاط صغري بطحن هذا الرتاب وتصنيع األلوان‬ ‫للفنون منها‪ ،‬لكانت فع ًال عظي ًام‪ ،‬عل ًام أنني أقوم‬ ‫مع تالمذيت أحياناً بطحن هذه األتربة واستخراج‬ ‫األلوان املتعددة للرسم‪.‬‬

‫املعبد األثري الكنعاين الذي أرادوا ردمه لوضع العامود الكهربايئ‬

‫الدرج الروماين يف بلدة غبايل‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب ريايض‬

‫منرب مناطق‬ ‫رموز رومانية وفينيقية قدمية‪ .‬وبجانب املعبد ال‬ ‫يزال “التاو املرصي” أي الصليب موجوداً فوق مدخل‬ ‫إحدى األقبية‪ ،‬وهو الرمز املرصي الفرعوين‪.‬‬

‫مدرب النادي الرياضي بيروت فؤاد أبو شقرا لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫الفوز بدورة ستانكوفيتش سيعطي دفعاً قوياً لكرة السلة اللبنانية‬ ‫ورعاية الرئيس ميشال سليمان ستنعكس إيجاباً‬

‫صخرة أدونيس‪ ..‬إرث مهم‬ ‫يستحق االهتامم‬ ‫بعدها انتقلنا إىل صخرة أدونيس أيضاً‬ ‫يف بلدة الغينة‪ ،‬حيث وجدنا لوحة محفورة‬ ‫يف الصخر متثل أدونيس والحيوان املفرتس‪،‬‬ ‫وعشرتوت‪ ،‬فقال د‪ .‬خري الله‪:‬‬ ‫هو من أقدم متاثيل العامل‪ ،‬وأدونيس هو‬ ‫اإلله الكنعاين‪ ،‬عل ًام أنهم قاموا بجرف جانب‬ ‫من الصخرة لشق الطريق‪ .‬لقد كانت مياه‬ ‫هذه الصخرة التي تتجمع فيها مياه األمطار‬ ‫تستعمل لريّ األرايض املجاورة لها‪ ،‬وتحت الصخرة‬ ‫يوجد ما يسمى مبدفن أدونيس وعشرتوت‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫االعتقاد يقول ّأن أودنيس كان ميوت ومن ثم‬ ‫يعود للحياة يف كل سنة‪ ،‬ومن هنا ُيصبح نهر‬ ‫ابراهيم أحمراً يف فرتة الشتاء من السنة وهذا‬ ‫أمر صحيح‪ .‬ويف الجهة األخرى من الصخرة يوجد‬ ‫حفر آخر لصورة أدونيس يرافقه كلبان إىل ما بعد‬ ‫املوت‪ ،‬فقد كان الكلب يف الفكر اليوناين القديم‬ ‫مرافق اإلنسان إىل ما بعد املوت‪ .‬وقد جاء املفكر‬ ‫الفرنيس “موريس باريز” لزيارة الصخرة يف العام‬ ‫‪ 1923‬الستكشاف طبيعة املنطقة وأهلها‪.‬‬ ‫هذه األماكن مهمة جداً‪ ،‬وعلينا حامية هذه‬ ‫املنطقة وتخليدها يف أذهان أبنائنا‪ ،‬فمغارة‬ ‫الرويس مث ًال كانت أول مكان ُينتج فيه الخمر وال‬ ‫تزال األجران موجودة فيها حتى اليوم‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل منطقة أفقا‪ ،‬وضواحي جبل موىس “جبل‬ ‫الشمس”‪ ،‬والتي تضم‪ :‬يحشوش “أي البكاء‬ ‫والنحيب”‪ ،‬ش ّوان‪ ،‬درجة جهنّم‪ ،‬ديار البىل‪ ،‬العربة‪،‬‬ ‫جنّة‪ ،‬وحدشيت “أي حدود اإلله”‪ ،‬غبالة “تبعاً إليليو‬ ‫غبايل”‪ ،‬الغينة “أي مسكن البعل”‪ ،‬أدما “وهي‬ ‫آلهة يونانية”‪ ،‬دفنة “أي دفنة وآدم”‪ ،‬كفرياسني‬ ‫“أي مسكن القمر”‪ ..‬هذه األسامي هي أسامي‬ ‫كنعانية قدمية‪ ،‬وال شك ّأن تسميتها ذو غاية‪.‬‬ ‫لألسف الكثري من األماكن املهمة ُت َباع للعرب‬ ‫واألجانب‪ ،‬بدل االهتامم الرسمي بها‪.‬‬

‫منطقة بركانية ميكن اإلستفادة‬ ‫من صخورها‬ ‫من ثم انتقلنا إىل منطقة الرباكني حيث‬ ‫املتفحمة بني الصخور منذ مليون‬ ‫األشجار‬ ‫ّ‬ ‫وستامئة ألف سنة بفعل الحمم الربكانية‪،‬‬ ‫حيث الصخور متعددة األلوان‪ ،‬وقد قال د‪ .‬خري‬ ‫الله‪ :‬الالفت يف هذه املناطق ّأن كل واحدة منها‬ ‫تختلف عن األخرى من حيث نوع األتربة وألوانها‪،‬‬ ‫وهذا ما يمُ ّيزها عن بعضها البعض‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫نحت أدونيس والحيوان املفرتس وعشرتوت‬

‫ويواجه منطقة الغينة وحدشيت جبل موىس‬ ‫الذي يرت ّبع عىل رأسه الصليب ومتثال ‪ -‬من نحتي‪-‬‬ ‫للس ّيدة مريم العذراء‪ ،‬وهذا الجبل هو محمية‬ ‫دولية ويمُ نع الصيد بني أشجاره‪ ،‬وتقع قرية “نهر‬ ‫الذهب” يف أسفل الجبل‪.‬‬ ‫تحتوي بلدة حدشيت العديد من النووايس‬ ‫“القبور” القدمية التي ما زالت تظهر جل ّية خاصة‬ ‫حول كنيسة البلدة‪ .‬وتقع بلدات العاقورة ودار‬ ‫املحبة واملشنقة مقابل حدشيت‪ .‬ودار املحبة هو‬ ‫دار للرهبان املسيحيني‪ ،‬وكرث يزورونه يف فرتات‬ ‫متعددة من السنة‪ .‬أما فالق نهر ابراهيم فيقع‬ ‫بني مناطق “ضواحي غبالة” واملناطق املقابلة‬ ‫لبلدة حدشيت‪ ،‬ويظهر جل ّياً بني الجبلني‪.‬‬

‫كنائس قدمية مبنية عىل آثارات‬ ‫معابد تاريخية‬ ‫كام كانت لنا زيارة إىل كنيسة مار اسطفان‬ ‫التي تبلغ من العمر ‪ 250‬سنة كام قال د‪ .‬خري‬ ‫الله‪ ،‬وهي مبنية عىل آثارات معبد قديم ال تزال‬ ‫بقاياه موجودة حول جدران الكنيسة‪.‬‬ ‫بعدها انتقلنا إىل منطقة الهد أو ما ُيس ّمى‬ ‫بـ”فالق الهدّ” وهو الجبل الذي انشطر إىل‬ ‫جزئني بفعل الزالزل منذ عرشات السنني‪.‬‬ ‫وكانت جولتنا األخرية إىل الدرج الروماين‬ ‫يف بلدة غبالة‪ ،‬حيث قال د‪ .‬خري الله‪ :‬لقد أزالوا‬ ‫قس ًام من هذا الدرج األثري منذ حوايل ‪ 50‬سنة‬ ‫ومل يبقَ منه سوى قطعة صغرية جداً‪ .‬لكننا‬ ‫اليوم نعمل عىل ترميم الجزء املتب ّقي لحاميته‪،‬‬ ‫عل ًام أنه كان ميتد من غبالة إىل الغينة ومن ثم‬ ‫إىل أفقا واملناطق األخرى‪.‬‬

‫اإلهتامم بفناين لبنان غائب‬ ‫وحول سؤالنا عن تكاليف األعامل الفنية‬

‫‪74‬‬

‫كرتميم اللوحات والجدرانيات أو املنحوتات‪،‬‬ ‫وعن وجود دعم من وزارة الثقافة أو من أي‬ ‫مكان آخر‪ ،‬أجاب خري الله‪ :‬ال يوجد أي اهتامم‬ ‫بالفنون‪ ،‬من هنا نحن ذاهبون لخسارة ثقافة‬ ‫أجدادنا وتراثهم وجذورهم‪ ،‬وملشكلة كبرية‬ ‫ّ‬ ‫ألن الغريب ال يشعر مبدى أهمية تراثنا وجبالنا‪.‬‬ ‫أرادوها رضبة ألوالدنا إلبعادهم عن تاريخهم‪،‬‬ ‫وتناسوا ّأن أي نبتة ال تعيش بدون جذور‪ .‬هناك‬ ‫خطر كبري عىل ثقافتنا الوطنية‪ ،‬إذ مل يرتكوا‬ ‫من بريوت شيئاً ُيذكر‪.‬‬ ‫تم‬ ‫وحتى التمثال الذي رممته يف وسط بريوت ّ‬ ‫إزالته بعد املشاكل التي حصلت يف سوليدير‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قمت بنحت متثال سامي الصلح الذي ُو ِض َع‬ ‫لقد‬ ‫يف شارع “سامي الصلح”‪ ،‬ومتثال أديب عالمّ‬ ‫املوضوع اآلن يف مستشفى بعلبك‪ ،‬إضافة‬ ‫للتمثال الذي ُو ِضع يف املدرسة الحربية يف عيد‬ ‫الجيش الحايل‪ ،‬إضافة لتمثال للرئيس السوري‬ ‫الراحل حافظ األسد‪ ،‬ومتثال صغري (تروفيه)‬ ‫لباسل األسد‪ ،‬ومتاثيل أخرى لنفرتيتي ومار‬ ‫رشبل والسيدة العذراء وغريهم‪ .‬أقوم بنحت‬ ‫هذه التامثيل بداية بالجفصني ومن ثم بالربونز‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قمت بجميع أعامل املوزاييك يف الجامعة‬ ‫كذلك‬ ‫األنطونية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قمت برسم جورج بوش كام تص ّورته يف‬ ‫كام‬ ‫شيخوخته وكأنه متثال الحرية يف أمريكا وهو‬ ‫جالس عىل الكريس ومغطى بالعلم األمرييك‪،‬‬ ‫ويك ال ينىس أفغانستان والعراق وضع صورتهام‬ ‫وراءه‪ ،‬ولكنّ النجوم خلفه مل تتح ّمله فطارت‪.‬‬ ‫وعن اإلقبال عىل كليات الفنون يف الجامعات‬ ‫قال‪ :‬أحارض يف الجامعة اللبنانية وجامعة‬ ‫الكسليك وأعطي ‪ 11‬مادة جامعية‪ ،‬وهناك إقبال‬ ‫معقول من املوهوبني عىل كليات الفنون‪ ،‬لكنّ‬ ‫الفنان اللبناين ُمهمل وال يبيع إنتاجه‪ ،‬بغياب‬ ‫الدعم الرسمي له‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬سايل نوفل‬

‫منذ بروزه يف كرة السلة مساعداً للمدرب غسان رسكيس يف نادي‬ ‫الحكمة يف الفرتة األوىل من مسريته‪ ،‬أثبت املدرب الوطني فؤاد أبو شقرا‬ ‫براعته وقدرته الفذة يف القيام مبهامه عىل أكمل وجه‪ .‬ففي الحكمة‬ ‫أمىض أبو شقرا أعواماً عديدة متألقاً يف تدريب الالعبني مساعداً‬ ‫للمدرب غسان رسكيس‪ .‬وبعد انفصاله عن نادي “الحكمة” استلم أبو‬ ‫شقرا مهمة تدريب فريق “الوردية” الذي كان من أبرز األندية‪ ،‬ثم انتقل‬ ‫اىل “اإلنرتانيك” قبل أن يعود وينتقل اىل فريق “الشانفيل” حيث ذاع‬ ‫صيته كمدرب أسايس ملدة ‪ 5‬سنوات متتالية يف أحد أقوى األندية‬ ‫اللبنانية آنذاك‪ .‬لكن خالف فريقه مع الحكمة جعله ينتقل مع بعض‬ ‫الالعبني اىل النادي الريايض مقابل مبلغ مادي كبري‪.‬‬ ‫ويف النادي البريويت العريق أثبت أبو شقرا علو كعبه يف مهمة‬ ‫التدريب حيث نجح يف قيادة النادي اىل عدة ألقاب محلية وعربية يف‬ ‫بطولتي الدوري وكأس لبنان وبطولة األندية العربية‪.‬‬ ‫ويعترب أبو شقرا البالغ من العمر ‪ 46‬عاماً (مواليد عام ‪ )1964‬أحد‬ ‫أفضل املدربني يف تاريخ كرة السلة اللبنانية‪ ،‬وهو سبق له أن استلم‬ ‫مهمة تدريب منتخب لبنان عام ‪ 2007‬عندما كان يرشف عىل تدريب‬ ‫النادي الريايض يف الوقت نفسه‪.‬‬ ‫مجلة “منرب التوحيد” التقت املدرب فؤاد أبو شقرا‪ ،‬وجاء الحوار‬ ‫كالتايل‪:‬‬ ‫ما هو رأيك مبنتخب لبنان الفائز بدورة ستانكوفيتش األخرية يف‬ ‫غزير؟‬ ‫الدورة كانت مهمة جداً ألنها جاءت بعد غياب طويل عن تنظيم مثل تلك‬ ‫الدورات يف لبنان‪ .‬وألول مرة يلعب منتخب لبنان عىل أرضه ويفوز بلقب دورة‬ ‫آسيوية كبرية مثل دورة ستانكوفيتش‪ .‬ال شك بأن هذا الفوز سيعطي دماً‬ ‫جديداً ودفعاً قوياً لكرة السلة اللبنانية ونظرة جديدة للمستقبل‪.‬‬ ‫ما هو جديد النادي الريايض ؟‬ ‫أعطى رئيس النادي الريايض هشام الجارودي الكثري للنادي بشكل خاص‬ ‫ولكرة السلة اللبنانية بشكل عام‪ ،‬وهو مستمر يف عطاءاته‪ .‬طموحاتنا‬ ‫كبرية هذا املوسم وخصوصاً طموح رئيس النادي الذي يريد إحراز كأس أندية‬ ‫آسيا للموسم املقبل‪.‬‬ ‫كيف تتوقع املنافسة يف بطولة لبنان املقبلة ؟‬ ‫برأيي إن النجاح يف تنظيم دورة ستانكوفيتش تحت رعاية رئيس الجمهورية‬ ‫العامد ميشال سليامن سينعكس إيجاباً عىل بطولة لبنان خصوصاً أن‬ ‫هذه الرعاية الرئاسية ستظلل بطولة لبنان وستضمن االبتعاد عن املشاكل‬ ‫واإلشكاالت التي كانت تحصل يف السابق يف املالعب بني الجامهري‪ .‬يجب‬ ‫تحسني طريقة العمل والتنظيم بشكل أفضل مام كان سابقاً ألن الرياضة‬ ‫“بدها نفس طويل” وأبعاداً وخططاً للمدى البعيد للوصول اىل النجاح‬ ‫املرصود‪.‬‬ ‫ما هو رأيك مبا قام به االتحاد الجديد حتى اآلن ؟‬ ‫أمتنى من االتحاد أن يجاري اللعبة يف مستوياتها العاملية ألنه بعيد حالياً‬ ‫عن مستواها‪ .‬ما أريد أن أقوله أن تنظيم بطولة مميزة سيعطيك مستوى‬ ‫مميزاً‪ .‬يجب عىل االتحاد أن ينظم بطولة كبرية ألننا نرصف حواىل ‪ 5‬ماليني‬ ‫دوالر يف السنة عىل البطولة ويجب أن يكون ذلك دافعاً لتنظيم أفضل‬ ‫البطوالت ونهتم ببطوالت الفئات العمرية لنبني جي ًال جديداً لكرة السلة‬

‫املدرب أبو شقرا يحتفل بلقب بطولة لبنان لعام ‪ 2010‬وسط جمهور النادي الريايض‬

‫درع بطولة لبنان لعام ‪ 2010‬للريايض بريوت‬

‫اللبنانية‪.‬‬ ‫ما هو رأيك بجمهور كرة السلة يف‬ ‫لبنان ؟‬ ‫االتحاد الحايل قام بخطوة جيدة عرب‬ ‫فتح أبواب ملعب غزير أمام الجامهري‬ ‫نظراً‬ ‫االقتصادي‬ ‫للوضع‬ ‫اللبنانية‬ ‫الصعب عىل الشعب اللبناين‪ .‬وهذا ما‬ ‫أدى اىل عودة الجمهور اىل امللعب‪ .‬وهنا‬ ‫يجب عىل األندية أن تحذو حذو االتحاد وأن تعمل معه إليجاد صيغة يتم‬ ‫تحضريها مبكراً الستعادة الجامهري ألنها عصب اللعبة‪.‬‬ ‫كلمة أخرية ؟‬ ‫أمتنى أن يأيت املوسم املقبل مميزاً وعىل قدر كبري من املنافسة الرشيفة‬ ‫بعيداً عن التشنجات واملشاكل السابقة‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫حوار‪ :‬جورج عون‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب ريايض‬

‫البطوالت األوروبية المحلية في كرة القدم‬ ‫المنافسة تتجدد بين األندية الكبيرة‬ ‫يف ايطاليا واسبانيا وانكلرتا وأملانيا وفرنسا‬ ‫مع نهاية شهر آب تكون انطلقت جميع‬ ‫البطوالت املحلية يف كرة القدم يف القارة األوروبية‪.‬‬ ‫فبعد انطالق الدوري الفرنيس واإلنكليزي معاً يف‬ ‫‪ 14‬آب وثم األملاين يف ‪ 20‬آب‪ ،‬انطلقت املنافسات‬ ‫يف ايطاليا واسبانيا‪.‬‬

‫إيطاليا‬ ‫يف إيطاليا ستكون الطريق مفتوحة أمام انرت‬ ‫ميالن لالحتفاظ باللقب ألن منافسيه مل يتمكنوا‬ ‫من بناء فرق قوية قد تنافسه عىل لقبي الدوري‬ ‫والكأس‪.‬‬ ‫فـ “انرت ميالن” الذي استعان باملدرب اإلسباين‬ ‫رافايل بينيتيز بعد رحيل املدرب الربتغايل جوزيه‬ ‫مورينيو اىل ريال مدريد يبدو قادراً عىل انتزاع اللقب‬ ‫خصوصاً بعد فوزه املستحق بدورة كأس تيم‬ ‫التحضريية عىل حساب جاره ميالن ويوفنتوس‪.‬‬ ‫وستكون املنافسة محصورة بني هذه الفرق‬ ‫التي قد يدخل فيها طرفاً نادي روما‪ ،‬الذي احتل‬ ‫املركز الثاين يف املوسم الفائت‪ ،‬لكنه قد يجد‬ ‫صعوبة هذا املوسم يف تكرار إنجازه نظراً لتقدم‬ ‫نجمه فرانشيسكو تويت يف العمر (‪ 33‬عاماً) وخلو‬ ‫تشكيلته من العب فذ يساعد تويت يف مهمته‪.‬‬ ‫البارز يف انتقاالت الالعبني يف إيطاليا هذا‬ ‫املوسم هو ضم “انرت ميالن” للربازييل مانسيني‬ ‫من جاره ميالن وانتقال مهاجم انرت املشاغب ماريو‬ ‫بالوتيليل اىل مانشسرت سيتي االنكليزي‪.‬‬ ‫أما يوفنتوس فأبرز صفقاته كانت ضمه الالعب‬ ‫الدمناريك كريستيان بولسن من ليفربول االنكليزي‬ ‫وماركو موتا وسيموين بيبي من أودينيزي يف حني‬ ‫تخىل عن العبه املوهوب سيباستيان جوفينكو‬ ‫ملصلحة بارما‪.‬‬ ‫من ناحيته مل يدخل ميالن يف باب الصفقات‬ ‫الكبرية واكتفى بضم بعض الالعبني الصاعدين‬ ‫غري املعروفني وأبرزهم الغاين كيفن برنس بواتينغ‬ ‫شقيق املدافع االملاين جريوم بواتينغ‪.‬‬ ‫بدوره مل يشأ روما أن يشذ عن القاعدة الحالية يف‬ ‫الدوري اإليطايل فضم الربازييل ادريانو من فالمنغو‬ ‫فيام استعاد سيسينيو املعار اىل ساو باولو‪.‬‬

‫إسبانيا‬ ‫يف إسبانيا جرت العادة أن تشتعل املنافسة‬ ‫بني العمالقني برشلونة وريال مدريد قبل أن تبدأ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املباريات‪.‬‬ ‫فربشلونة يريد املحافظة عىل تفوقه وعىل لقبه‬ ‫وهو قادر عىل ذلك خصوصاً بعد ضمه املهاجم‬ ‫االسباين الدويل وبطل العامل دافيد فيا والالعبني‬ ‫ادريانو كوريا من اشبيلية وخوسيه مارتن كاسرييس‬ ‫من يوفنتوس يف مقابل تخليه عن يايا توريه‬ ‫ملصلحة مانشسرت سيتي ورافايل ماركيز وتيريي‬ ‫هرني اللذين رحال اىل الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫لكن برشلونة سيواجه بالطبع منافسة رشسة‬ ‫من خصمه اللدود ريال مدريد الطامح بقوة للعودة‬ ‫اىل منصات التتويج التي خال موسمه املايض منها‬ ‫خصوصاً بعد تعاقده مع املدرب “املعجزة” الربتغايل‬ ‫جوزيه مورينيو‪.‬‬ ‫كالعادة كان ريال مدريد اكرث الناشطني يف سوق‬ ‫االنتقاالت عرب ضمه األملانيني مسعود أوزيل من فريدر‬ ‫برمين وسامي خضرية من شتوتغارت والربتغايل‬ ‫ريكاردو كارفاليو من تشليس واالرجنتيني أنخيل‬ ‫دي ماريا من بنفيكا الربتغايل يف مقابل تخليه عن‬ ‫اسطورته راوول غونزاليس ملصلحة شالكه االملاين‬ ‫وخوسيه ماريا غويت‪.‬‬ ‫وسيكون اشبيلية منافساً قوياً كالعادة‬

‫‪76‬‬

‫للعمالقني وكذلك أتلتيكو مدريد بطل مسابقة‬ ‫“يوروبا ليغ” والذي يحلم بالعودة اىل االلقاب املحلية‪.‬‬

‫انكلرتا‬ ‫يف انكلرتا ستكون املنافسة كالعادة بني‬ ‫تشليس البطل ومانشسرت يونايتد الوصيف‬ ‫وأرسنال الثالث وليفربول ومانشسرت سيتي‬ ‫الطامح بقوة الحراز األلقاب‪.‬‬ ‫تشليس الذي تخىل هذا املوسم عن االملاين‬ ‫ميكايل باالك ملصلحة باير ليفركوزن وريكاردو‬ ‫كارفاليو الذي انتقل اىل ريال مدريد وجو كول الذي‬ ‫رحل اىل ليفربول وجوليانو بيليتي الذي انضم اىل‬ ‫فلوميننيس الربازييل‪ ,‬سيحاول املحافظة عىل‬ ‫لقبه بط ًال للدوري وهو سجل انطالقة قوية يف‬ ‫املرحلة االوىل من البطولة بفوزه الساحق عىل‬ ‫وست بروميتش البيون (‪ )0-6‬بقيادة املحليني جون‬ ‫تريي وفرانك المبارد وآشيل كول والعاجيني ديدييه‬ ‫دروغبا وسالومون كالو والغاين ميكايل ايسيان‬ ‫والفرنسيني نيكوال أنيلكا وفلوران مالودا والنيجريي‬ ‫جون أويب ميكل والحارس التشييك بيرت تشيك‪.‬‬

‫هذه التشكيلة بامكانها الوصول اىل الكثري من‬ ‫االلقاب بوجود مدرب محنك وخبري مثل االيطايل‬ ‫كارلو أنشيلويت‪.‬‬ ‫من جهته لن يقبل مانشسرت يونايتد بالهزمية‬ ‫للموسم الثاين عىل التوايل بل سيحاول فرض‬ ‫نفسه عىل منافسيه وهذا ما ظهر جلياً قبل‬ ‫انطالق الدوري باحرازه لقب الدرع الخريية بفوزه عىل‬ ‫غرميه تشليس (‪.)1-3‬‬ ‫ويعترب مانشسرت يونايتد أحد أهم االندية‬ ‫التي تعتمد عىل مدارسها الكروية وميلك مدربه‬ ‫“الخارق” السري أليكس فريغوسون حساً تدريبياً فوق‬ ‫الطبيعة االنسانية اذ تخرج عىل يديه أهم النجوم‬ ‫الربيطانيني مثل االنكليزيني ديفيد بيكهام وبول‬ ‫سكولز ونييك بات وغاري نيفيل وشقيقه فيليب‬ ‫نيفيل والويلزي راين غيغز‪.‬‬ ‫أهم صفقات مانشسرت يف سوق االنتقاالت‬ ‫كانت بال شك صفقة ضم املهاجم املكسييك‬ ‫الدويل خافيري هرنانديز من تشيفاز كواداالخارا‬ ‫والربتغايل تياغو مانويل بيبي من فيتوريا سيتوبال‪,‬‬ ‫يف حني جدد النادي عقد الويلزي راين غيغز موس ًام‬ ‫جديداً‪.‬‬ ‫وميلك الفريق العبني مقاتلني ال تجدهم يف فرق‬ ‫أخرى مثل املدافع الرصيب نيميا فيديتش والربتغايل‬ ‫ناين واملهاجم البلغاري دمييتار برباتوف‪.‬‬ ‫بدوره سيكون ارسنال منافساً قوياً لتشليس‬ ‫ومانشسرت يونايتد الن العبيه الشبان قد اكتسبوا‬ ‫الخربة الالزمة بقيادة القائد االسباين املايسرتو‬ ‫فرانسيسك فابريغاس الذي نجح النادي اللندين يف‬ ‫املحافظة عليه ومل يتخىل عنه ملصلحة برشلونة‪.‬‬ ‫اكرث ما يعاين منه ارسنال هو إصابات العبيه‬ ‫الكثرية التي جعلته يبتعد عن املنافسة يف‬ ‫السنوات االخرية حيث ان الالعب البديل مل يكن‬ ‫يتمكن من سد الفراغ‪ .‬وهذه املشكلة مل يعالجها‬ ‫هذا املوسم مدرب الفريق الخبري الفرنيس ارسني‬ ‫فينغر الذي عىل ما يبدو مستمر يف االعتامد‬ ‫موس ًام جديداً عىل الالعبني الصاعدين وجديدهم‬ ‫مروان الشامخ اآليت من بوردو الفرنيس ولوران‬ ‫كوسيلني من لوريان الفرنيس وهرني لنسبوري‬ ‫العائد من واتفورد االنكليزي الذين لن يصمدوا امام‬ ‫صعوبات املوسم الطويل وقد نراهم منهكني يف‬ ‫القسم االخري من املوسم حيث عودنا أرسنال عىل‬ ‫نتائجه السيئة وبالتايل ابتعاده عن املنافسة عىل‬ ‫اللقب‪.‬‬ ‫اما ليفربول الذي سيقوده املدرب االنكليزي روي‬ ‫هودجسون فيمنّي النفس باستعادة بعض من‬ ‫امجاده البعيدة والقريبة عىل حد سواء‪ .‬فمنذ عام‬ ‫‪ 1990‬مل يحرز ليفربول لقب الدوري االنكليزي يف‬ ‫وقت نجح النادي يف احراز لقب دوري ابطال أوروبا‬ ‫عام ‪ 2005‬بعد طول غياب الول مرة منذ عام ‪1984‬‬ ‫يف “نهايئ ملحمي” تاريخي استضافته مدينة‬ ‫اسطنبول الرتكية عىل حساب ميالن االيطايل‬ ‫برضبات الرتجيح‪ ,‬قبل ان يعود ويخرس اللقب عينه‬ ‫يف نهايئ العام ‪ 2007‬امام ميالن بالذات (‪ )2-1‬يف‬ ‫العاصمة اليونانية اثينا‪.‬‬ ‫ومن أجل تحقيق أهدافه القدمية – الجديدة تعاقد‬

‫ليفربول مع نجم تشليس املحيل املوهوب جو كول‬ ‫الذي كان “أول دخولو” مع ناديه الجديد طرده ببطاقة‬ ‫حمراء يف املباراة االوىل هذا املوسم امام أرسنال‬ ‫(‪ .)1-1‬كان لهذا التعاقد اثره الكبري عىل بقاء ابرز‬ ‫العبي النادي “االحمر” يف السنوات العرش االخرية‬ ‫ستيفن جريارد يف صفوف الفريق بعدما كان يفكر‬ ‫يف الرحيل عن “انفيلد رود” (ملعب ليفربول) املقر‬ ‫الذي ترعرع وكرب فيه وتدرج خالله من الفئات العمرية‬ ‫صعوداً اىل الفريق االول يف بداية االلفية الثانية‪.‬‬ ‫كام نجح النادي يف املحافظة عىل املهاجم االسباين‬ ‫املبدع فرناندو توريس املصاب حالياً واستقدم املدافع‬ ‫االسكتلندي داين ويلسون من غالسكو رينجرز‬ ‫والالعب الرصيب ميالن يوفانوفيتش من ستاندارد‬ ‫لياج البلجييك يف وقت تخىل عن عن الدمناريك‬ ‫كريستيان بولسن ملصلحة يوفنتوس االيطايل‬ ‫واالسباين ألربت ريريا الذي رحل اىل أوملبياكوس‬ ‫اليوناين والسويرسي فيليب ديغني الذي انتقل اىل‬ ‫شتوتغارت األملاين عىل سبيل االعارة‪.‬‬ ‫أما مانشسرت سيتي الصاعد بقوة اىل األضواء‬ ‫العاملية والطامح اىل منصات التتويج بفضل‬ ‫األموال غري املحدودة التي وفرها له مالكه الشيخ‬ ‫االمارايت منصور بن زايد‪ ,‬فقد كان أبرز الناشطني‬ ‫يف عمليات االنتقاالت من خالل تعاقده مع املهاجم‬ ‫االيطايل ماريو بالوتيليل من انرت ميالن واالسباين‬ ‫دافيد سيلفا من فالنسيا والعاجي يايا توريه من‬ ‫برشلونة والرصيب ألكسندر كوالروف من التسيو‬ ‫واالملاين جريوم بواتينغ من هامبورغ واالنكليزي‬ ‫جيمس ميلرن من أستون فيال‪ .‬واألخري كان آخر‬ ‫صفقات مانشسرت سيتي لهذا املوسم‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه التعاقدات يبدو أن مان سيتي‬ ‫يحاول فرض نفسه بني الكبار يف انكلرتا بقيادة‬ ‫املدرب االيطايل روبرتو مانشيني‪ .‬لكن سفينة‬ ‫النادي قد ال تصل اىل هدفها املنشود يف حال مل‬ ‫يتمكن املدرب من جمع هذه املواهب يف بوتقة‬ ‫واحدة واستثامر مواهب الالعبني‪ ,‬كل يف مركزه‪.‬‬ ‫ومن االندية األخرى التي يتوقع ان تربز هذا املوسم‬ ‫يف انكلرتا هناك توتنهام وايفرتون وأستون فيال‪.‬‬

‫أملانيا‬ ‫يف املانيا يرشح الجميع بايرن ميونيخ لالحتفاظ‬ ‫بلقبه نظراً لوجود كوكبة من النجوم العامليني فيه‬ ‫ويف مقدمهم الهولنديني آريني روبن ومارك فان‬ ‫بومل‪ ,‬والفرنيس فرانك ريبريي واألملان فيليب الم‬

‫‪77‬‬

‫وباستيان شفاينستايغر وتوماس مولر وكريستيان‬ ‫ليل وهولغر بادشتوبر وطوين كراوس وماريو غوميز‬ ‫ومريوسالف كلوزه‪ ,‬والكروايت ايفيكا أوليتش‪,‬‬ ‫والبلجييك مارك فان بوينت‪ ,‬واالرجنتيني مارتن‬ ‫دمييكيليس‪.‬‬ ‫ويعد بايرن ميونيخ من أكرب االندية االملانية‬ ‫وأكرثها عراقة وإحرازاً لأللقاب‪ .‬وسيصعب كثرياً‬ ‫عىل األندية االخرى إزاحته عن منصة التتويج‬ ‫هذا املوسم نظراً الحتفاظه بكامل نجومه ومبدربه‬ ‫الهولندي لويس فان غال الذين قادوه اىل الثنائية‬ ‫املحلية واىل نهايئ دوري ابطال اوروبا يف املوسم‬ ‫املايض‪.‬‬ ‫من جهته سيكون شالكه بقيادة املدرب املحيل‬ ‫فيليكس ماغات املنافس شبه الوحيد لبايرن‬ ‫ميونيخ رغم رحيل قائده هايكو فيسرتمان اىل‬ ‫هامبورغ‪ ,‬وذلك بعد ضمه املدافع االملاين كريستوف‬ ‫ميتزلدر من ريال مدريد االسباين واسطورة الفريق‬ ‫األول للعاصمة االسبانية مدريد راوول غونزاليس‪,‬‬ ‫يف وقت خرس هدافه كيفن كورانيي املنتقل اىل‬ ‫دينامو موسكو الرويس‪.‬‬ ‫أما فريدر برمين فال شك بان تخليه عن نجمه‬ ‫الصاعد مسعود أوزيل ملصلحة ريال مدريد‬ ‫سيجعله يرتاجع فنياً وتقنياً نظراً ملا يتمتع به أوزيل‬ ‫من مواهب‪.‬‬ ‫ومن الفرق التي يتوقع أن يكون لها شأن يف‬ ‫الدوري هذا املوسم هناك هامبورغ وبوروسيا دورمتوند‬ ‫وباير ليفركوزن وشتوتغارت‪.‬‬

‫فرنسا‬ ‫يف فرنسا قد تحصل مفاجآت كثرية هذا املوسم‬ ‫ورمبا سرنى يف النهاية بط ًال جديداً الن بداية الدوري‬ ‫افرزت العديد من النتائج الغريبة غري املتوقعة‬ ‫وخصوصاً خسارة مرسيليا البطل أمام كاين (‪)2-1‬‬ ‫وأمام فالنسيا (‪ )3-2‬وسقوط بوردو امام مونبلييه‬ ‫(‪ )1-0‬وأمام تولوز (‪ .)2-1‬ومل يكن ليون افضل حاالً‬ ‫فتعادل مع موناكو (‪ )0-0‬ثم خرس أمام كاين (‪.)3-2‬‬ ‫البارز هذا املوسم هو فريق باريس سان جرمان الذي‬ ‫عىل ما يبدو عازماً عىل استعادة امجاده السابقة‬ ‫يف التسعينات عندما توج بلقب كاس الكؤوس‬ ‫األوروبية‪ .‬بيد أن البطولة ما زالت يف بدايتها وقد‬ ‫تتغري أمور كثرية مع مرور الوقت‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬جورج عون‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب بيئة‬ ‫برك إصطناعية‪ ،‬إدارة ج ّيدة ملياه الشفة‪ ،‬ضبط‬ ‫استهالك املياه الجوفية حيث تستهلك ‪،%70‬‬ ‫معالجة املنحدرات بطريقة تسمح بتخزين املياه‪،‬‬ ‫تكرير املياه املبتذلة واستعاملها يف بعض الزراعات‬ ‫وترشيد مياه الريّ ‪ ،‬إضافة إىل رضورة مراقبة الغابات‬ ‫وحاميتها من الحرائق والعمل عىل التشجري‬ ‫والتخفيف من استعامل الوقود‪ .‬كذلك يجب‬ ‫تعزيز طاقة محطات توليد الطاقة الكهربائية‬ ‫يف ظل اإلقبال غري املسبوق من ِق َبل كثريين عىل‬ ‫اقتناء مك ّيفات التربيد والبحث عن بدائل للطاقة‬ ‫واستغالل طاقتَي الرياح والشمسية‪.‬‬ ‫وللوقوف عند آراء خرباء البيئة ومعرفة نتائج‬ ‫التغي املناخي‪ ،‬كتب املستشار البيئي املهندس‬ ‫رّ‬ ‫مازن عبود لـ”منرب التوحيد”‪:‬‬

‫هل تصبح الفصول األربعة في لبنان‪ ..‬فصلين؟‬

‫المستشار البيئي مازن عبود‪ :‬األزمة بفعل طمع‬ ‫وغي المصالح االقتصادية في الدول الكبرى‬ ‫ّ‬

‫ّإن التغريات املناخية الحاصلة والتقلب يف درجات‬ ‫الحرارة‪ ،‬التي نشهدها يف هذه األيام‪ ،‬وموجات الح ّر‬ ‫التي يشهدها لبنان مؤخراً تضعنا أمام مشكلة‬ ‫كبرية ظهرت عن السيطرة وهي نتيجة عمل‬ ‫اإلنسان وليست ناتجة عن عوامل الطبيعة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما سيؤدّي إىل اختصار الفصول األربعة بفصلني‬ ‫رئيسيني هام الصيف والشتاء‪ ،‬هذا يف ظل تضاؤل‬ ‫كميات األمطار املتساقطة يف فصل الشتاء‪،‬‬ ‫وارتفاع منسوب البحار واملحيطات يف الصيف‬ ‫نتيجة ذوبان الثلوج‪.‬‬ ‫ّإن التغري املناخي يف العامل‪ ،‬هو نتيجة االحتباس‬ ‫الحراري الذي ادّعوا سعيهم ّ‬ ‫لحل نتائجه وانعكساته‪،‬‬ ‫فاحرتاق الوقود مثل الفحم والنفط زاد من نسبة‬ ‫ثاين أوكسيد الكربون‪ ،‬ليتجمع عىل شكل غالف‬ ‫رسب‬ ‫يحيط بالكرة األرضية ليشكل حاجزاً مينع ت ّ‬ ‫أشعة الشمس إىل الفضاء الخارجي‪ ،‬وبالتايل يؤدّي‬ ‫إىل خلل يف التوازن البيئي‪ ،‬مام يدق ناقوس الخطر‬ ‫الذي يدفع إىل وضع حلول عديدة ملواجهة هذه‬ ‫الظاهرة‪.‬‬ ‫هذا وال ننىس ّأن أحد أكرب األسباب لتزايد ثاين‬ ‫أوكسيد الكربون هي الحروب التي تجري يف الكثري‬ ‫من دول العامل إضافة إىل نقص الغابات والتل ّوث‬ ‫الحاصل بغياب اإلهتامم الرسمي‪.‬‬ ‫وللتغيات املناخية تأثريات كبرية سواء عىل‬ ‫رّ‬ ‫اإلنسان أو عىل جميع الكائنات الح ّية والنباتات‬ ‫وغريها‪ ،‬وعىل املحاصيل الزراعية‪ ،‬فانخفاض‬ ‫تساقط األمطار يف فصل الشتاء وأيضاً تساقط‬ ‫الثلوج س ُيخ ّفض من نسبة املياه الجوفية‪ ،‬وسيؤثر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تتطلب الصقيع‬ ‫والتي أثرت يف‬ ‫هذا إضافة إىل‬ ‫الخضار والفاكهة‬

‫عىل أزهار األشجار املثمرة التي‬ ‫كالتفاح‪ ،‬لتتكاثر الفرئان يف الحقول‬ ‫لبنان مث ًال عىل مواسم البطاطا‪،‬‬ ‫تزايد الحرشات واألمراض ألصناف‬ ‫كمرض الصدأ األسود واألخرض عىل القمح‪.‬‬ ‫كذلك ّ‬ ‫فإن تبخر املياه يؤدّي النخفاض منسوب‬ ‫األنهار واملحيطات يف بعض الدول‪ ،‬ولفياضانات‬ ‫تتسبب بكوارث يف دول أخرى‪ّ .‬إن كرثة التع ّرض‬ ‫للجفاف والفياضانات واألعاصري يزيد من خطورة‬ ‫التغي املناخي ويؤثر سلباً عىل التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫رّ‬ ‫إذاً التغريات والتقلبات املناخية تسقط املزاعم‬ ‫والخطابات السخيفة التي جرت يف مؤمتر كوبنهاغن‬ ‫للمناخ والتي تلزم الدول األكرث تلوثاً للكرة األرضية‬ ‫ويف مقدّمتها أمريكا بأي قيود ملواجهة مشكلة‬ ‫االحتباس الحراري‪ ،‬فارتفعت درجات الحرارة يف روسيا‬ ‫والتسبب بالحرائق والذي مل يحدث عىل مدى أكرث‬ ‫من قرن‪ ،‬عل ًام ّأن روسيا هي بلد العرشين تحت‬ ‫الصفر‪ ،‬وهي دولة نووية‪ ،‬كام ّأن باكستان وهي‬ ‫دولة نووية أخرى شهدت حرائق كبرية كغريها من‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫إذاً هذه هي نتائج مؤمتر كوبنهاغن الذي تفاخر‬ ‫به زعامء ورؤساء الدول‪ ،‬وكان مج ّرد حرب عىل ورق‬ ‫ولقاءات وحوارات هادئة‪ ،‬يف ظل تجاهل العقلية‬ ‫الرأساملية للموضوع والتي تكتفي برسم خرائط‬ ‫الحروب وإنتاج األسلحة الفتاكة وتجاهل الدول‬ ‫الضعيفة واألقل منواً‪.‬‬ ‫خصصتها‬ ‫التي‬ ‫املبالغ‬ ‫هي‬ ‫أين‬ ‫املطروح‪:‬‬ ‫والسؤال‬ ‫ّ‬ ‫الدول األكرث منواً ويف مقدّمتها أمريكا ملواجهة‬

‫‪78‬‬

‫مشكلة االحتباس الحراري‪ ،‬ال بل هل هذه املزاعم‬ ‫هي فقط لتهدئة األصوات العالية من مختلف دول‬ ‫العامل؟‬ ‫وهناك تساؤالت عديدة عن الخشية من ارتفاع‬ ‫أسعار الحبوب يف األسواق العاملية‪ ،‬بسبب ظاهرة‬ ‫الجفاف يف العديد من الدول‪ .‬فقد أعلنت روسيا‬ ‫أنها تتوقع أن تنخفض محاصيل الحبوب لديها‬ ‫بنسبة ‪ %35‬عن العام املايض‪ ،‬هذا باإلضافة إىل‬ ‫الحرائق فيها والتي أوجدت خطر تصدير القمح‬ ‫وبالتايل أزمة قمح دولية‪ ،‬دفع باألسعار إىل اإلرتفاع‬ ‫بأكرث من ‪ ،%30‬لكن هل جميع الدول قادرة عىل‬ ‫التأقلم مع هذا االرتفاع يف أسعار القمح يف ظل‬ ‫األزمة املالية العاملية التي ما زالت ترخي ظاللها‬ ‫عىل املوازنات املالية؟‬ ‫كذلك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫املترضرين هي مرص التي تستورد‬ ‫فإن أ ّول‬ ‫من السوق العاملي ما بني ستة وسبعة ماليني طناً‬ ‫سنوياً منها ‪ %50‬من روسيا‪ ،‬إضافة إىل دول الخليج‬ ‫التي تعتمد عىل القمح املستورد‪.‬‬

‫الحلول املمكن االستفادة منها‬ ‫ملعالجة األزمة الحاصلة‬ ‫ملواجهة هذه املشكلة‪ ،‬ال بد من إجراءات‬ ‫ويف مقدّمتها اآلبار اإلرتوازية خالل فصل‬ ‫وتنظيم استعاملها وإجراء دراسات لحفر‬ ‫للحؤول دون هدر املياه‪ ،‬والتي ميكن أيضاً‬ ‫عليها من خالل بناء سدود كبرية أو‬

‫عديدة‪،‬‬ ‫الشتاء‬ ‫اآلبار‬ ‫العمل‬ ‫صغرية‪،‬‬

‫لبنان االحتباس الحراري‬ ‫يشهد لبنان صيفاً ساخناً جراء ارتفاع غري‬ ‫مسبوق يف درجات الحرارة‪ ،‬مام يعيد النظر يف عدد‬ ‫من املسائل حول هوية لبنان املناخية وميزاته‬ ‫التفاضلية‪ .‬فهل ما يجري هو مؤرش تح ّول يف املزاج‬ ‫املناخي وتبدل يف أحوال الطبيعة؟ وهل االعتدال‬ ‫يف الفصول يرتاجع لحساب الشدّة‪ ،‬فينمحي الربيع‬ ‫والخريف لحساب الصيف والشتاء اللذين يتط ّرفا يف‬ ‫غ ّيهام‪ ،‬فتتزايد الزراقط عىل حساب النحل‪.‬‬ ‫نعم‪ّ ،‬إن املناخ يف لبنان يتبدّل ومعه تتبدد العديد‬ ‫من امليزات التفاضلية لبلد األرز‪ .‬فالثلوج ما عادت‬ ‫تغطي قمم الجبال كام درجت يف األعوام السالفة‪،‬‬ ‫وبالتايل ّ‬ ‫فإن كميات املياه العذبة هي يف تراجع‬ ‫مستمر‪ .‬فـ”قرص املياه” يف الرشق األوسط يتهدّم‬ ‫عىل رؤوس أهله بفعل االحتباس الحراري وفعلهم‪.‬‬ ‫وغي املصالح‬ ‫واألزمة قد نشأت أصال بفعل طمع‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية الكربى يف الدول الكربى وهيمنتها عىل‬ ‫القرار‪ ،‬كام بفعل جهل شعوب العامل األقل تقدماً‬ ‫وأنظمتها‪ّ .‬إن ما يجري‪ ،‬كام تعلمون‪ ،‬هو نتيجة‬ ‫استمرار انبعاث الغازات الدفيئة ويف مقدّمها ثاين‬ ‫أوكسيد الكربون ج ّراء عمليات التصنيع يف الدول‬ ‫الصناعية الكربى‪.‬‬ ‫ّإن انخفاض كمية الثلوج يف لبنان يعني انخفاض‬ ‫املخزون املايئ للبلد حتى لو ّأن كمية املتساقطات‬ ‫اإلجاملية ما زالت مقبولة‪ّ ،‬‬ ‫ألن املشكلة أحياناً هي‬

‫ليست بالكمية بل بتوزيع كميات املتساقطات‬ ‫عرب األشهر والفصول‪ .‬فام النفع مث ًال لو أغرقت‬ ‫األرض بغضون فرتة زمنية ج ّد قصرية بكميات من‬ ‫املياه تفوق قدرتها عىل االمتصاص‪ ،‬ال بل ّإن نتيجة‬ ‫ذلك ستكون خسارة للمياه التي ستغمر الطرق‬ ‫واملدائن مس ّببة فيضانات‪ ،‬كام انزالقات وانجراف‬ ‫للرتبة‪.‬‬ ‫ّأن اللبناين “الواعي”‬ ‫واملشكلة تكمن يف‬ ‫ّ‬ ‫ينفك ينبش‬ ‫ملشكلة تراجع مخزون املياه العذبة ال‬ ‫اآلبار الجوفية التي تزداد عشوائياً‪ ،‬وذلك بشكل‬ ‫ّ‬ ‫مرخص يك يعتاش بعض الفاسدين والسامرسة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مرخص يك يثبت الزعامء قدراتهم الفائقة‬ ‫أو غري‬ ‫عىل تغطية مخالفات رعاياهم املوتورين‪.‬‬ ‫إين أتفهّم سعي بعض املجموعات إىل تأمني‬ ‫حاجاتها ملياه الشفة مث ًال (عرب نبش اآلبار) يف‬ ‫غياب خدمات الدولة‪ ،‬إال ّأن هذه الحاالت اإلنسانية‬ ‫هي ج ّد محدودة وقليلة يف ضوء ما يجري من‬ ‫انتهاكات متزايدة للخزان الجويف الذي راح يتلوث‬ ‫وينبض بقاعاً ويتملح ويتلوث ساح ًال مع امتزاجه‬ ‫مبياه البحر املالحة ومياه الرصف الصحي‪ .‬فكأن‬ ‫اللبناين “األيب” يقول لنفسه‪“ :‬وملا يحتاج البلد‬ ‫إىل مثل هذا املخزون الجويف أص ًال؟ دعني أستهلكه‬ ‫لتدليل نفيس‪ ،‬وليتل ّوث رغبة يف الربح املبارش‪،‬‬ ‫أما الوطن واألجيال املقبلة فليذهبوا جميعاً إىل‬ ‫البحر”‪ .‬إنها الفردية و”املركنتلية” اللبنانية القتّالة‬ ‫التي تشكل خطراً يوازي بأهم ّيته مفاعيل تبدّل‬ ‫املناخ ج ّراء االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬فالكثري من اآلبار اإلرتوازية عندنا أضحت‬ ‫تحفر لرضورات ترصيف املياه اآلسنة للمرشوعات‬ ‫السكنية‪ ،‬وذلك درءاً ألكالف معالجتها‪ .‬وما هَ ّم‬ ‫التاجر إن تل ّوث مخزون املياه الجويف االسرتاتيجي‬ ‫للبنان وإن اختلطت املياه العذبة باآلسنة‪ ،‬ما دامت‬ ‫الكلفة املبارشة الستثامره ستنخفض‪.‬‬ ‫وما يثري القلق ج ّراء االحتباس الحراري‪ ،‬هو تراجع‬ ‫أعداد قفران النحل بفعل ارتفاع وترية األمراض التي‬ ‫تفتك بها يف ظل تزايد درجات الحرارة والرطوبة‪.‬‬ ‫أخىش أن يضحي النحل يف غضون السنوات‬ ‫املقبلة يف رسم االنقراض‪ .‬وتجدر اإلشارة إىل أنه‬ ‫مع تناقص النحل ترتاجع أنواع وأعداد النباتات التي‬ ‫تغطي جبالنا وتكسيها غناها الطبيعي‪.‬‬ ‫يسء للغاية حول‬ ‫ّإن ضيقة النحل هي مؤرش ّ‬ ‫أوضاع التن ّوع البيولوجي يف لبنان والعامل‪ ،‬إذ ّأن‬ ‫النحل يتوىل تلقيح الكثري من النباتات‪ ،‬ويضمن‬ ‫بالتايل تكاثرها واستمرارها‪ ،‬فبغيابه أو تناقص‬ ‫عديده‪ ،‬تتناقص الكثري من النباتات‪ ،‬بوصف‬ ‫الطبيعة حلقة متكاملة‪ .‬وتجدر اإلشارة إىل ّأن‬ ‫مع زوال أنواع مع ّينة من النبات تزول أنواع أخرى‬ ‫من الحرشات والحيوانات والنباتات ترتبط باألنواع‬ ‫املنقرضة ارتباطاً مبارشاً أو غري مبارش‪ .‬فامذا لو‬ ‫زال النحل عن بكرة أبيه عن القرية الكونية؟ أفال‬ ‫تتعطل الحياة عىل الكوكب نتيجة اضمحالل‬ ‫الكثري من النباتات؟‬ ‫ومن ّثم تأتيك الحرائق التي ما زالت وترية‬

‫‪79‬‬

‫اشتعالها تسابق الحلول يك تقيض عىل الغطاء‬ ‫األخرض رويداً‪ ،‬رويداً‪ .‬وهي تزداد عاماً بعد عام يك‬ ‫تزيل تدريجياً النباتات والشجريات واألشجار‪،‬‬ ‫فتضحي الرتبة غري متامسكة وعرضة لالنجراف‪،‬‬ ‫وعندها تزول قدرة األرض عىل امتصاص األمطار‪ ،‬مام‬ ‫وتصحر وكوارث‬ ‫يعني انزالقات أكرب وفيضانات أكرث‬ ‫ّ‬ ‫وشح يف مياه الرشب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لست أدري إذا ما كان مثة خطة حقيقية (قابلة‬ ‫للتنفيذ) أعدّتها وزارة البيئة ملواجهة مثل هكذا‬ ‫مسائل‪ .‬وأخىش أن يكون الرتكيز حالياً يف الوزارة‬ ‫منصب عىل جعلها وزارة إعالم‪ ،‬ومن ّثم عىل درء‬ ‫ّ‬ ‫خطر املدير العام الذي هو من “الطاشناق”‪ ،‬والذي‬ ‫يعد يف أساس تكوين مشكلة االحتباس الحراري‬ ‫يف العامل كام يف فساد النظام واستفحال‬ ‫املشكالت البيئية جميعها يف البلد (كام قرأنا‬ ‫وسمعنا يف وسائل اإلعالم املحلية)‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬أخىش أن تكون معارك الوزارة االسرتاتيجية‬ ‫قد أضحت تشنّ لنقل اعتامدات من املوازنة العامة‬ ‫إىل مكتب برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ يف بريوت‬ ‫إلرضاء وزير للظل يشغل هناك موقعاً ريادياً أيضاً‬ ‫(بشكل مخالف ملبدأ فصل السلطات ما بني‬ ‫أجهزة األمم املتحدة والدول األعضاء)‪ .‬نعم فكل‬ ‫الهم هو يف تهميش الفريق الحايل يف الوزارة الذي‬ ‫ّ‬ ‫هو أساس االحتباس الحراري واملصائب البيئية ويف‬ ‫نظيف وموالٍ وموا ٍز يتبع أوامر وزير الظل‪،‬‬ ‫خلق فريق‬ ‫ٍ‬ ‫وال يخضع للقوانني املرع ّية يف الدولة اللبنانية‪.‬‬ ‫نعم‪ّ ،‬إن وزارة البيئة اليوم متلعثمة بفعل «النقار»‬ ‫وتخطي األصول اإلدارية‪ ،‬واملطلوب مللمة األوضاع‬ ‫وتصويب اآلداء ملا يتناسب مع مصلحة البلد‬ ‫والتحدّيات البيئية التي تواجه لبنان والتي تهدد‬ ‫أرزه باإلنقراض ومياهه الجوفية بالزوال‪.‬‬ ‫وإننا نسأل املختصني أن تكون خطواتهم مدروسة‬ ‫أكرث وأبعد يف مفاعيلها من الضوضاء اإلعالمي‪.‬‬ ‫فالحكمة هي يف اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ‬ ‫لضامن دميومة أي عمل إصالحي‪ ،‬وإال أضحت‬ ‫السياسة البيئية موجة رسعان ما تنجيل‪.‬‬ ‫أعتقد ّأن تحصني البيت الداخيل البيئي هو‬ ‫مفتاح النجاح يف مواجهة ظاهرة االحتباس الحراري‬ ‫يف مثل هذه الظروف التي مير بها البلد‪ ،‬فاملريض‬ ‫الذي تتخابط خالياه وتتحارب ال يستطيع أن يواجه‬ ‫وباء االحتباس الحراري‪.‬‬ ‫أخرياً‪ّ ،‬إن لبنان اليوم يواجه خطراً يفوق خطر‬ ‫يغي وجهه‬ ‫العدو اإلرسائييل‪ ،‬وهو خطر بيئي‬ ‫رّ‬ ‫ّ‬ ‫فالكل مدعو للمقاومة أو عىل األقل‬ ‫وانتامئه‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن مقاومة االحتباس‬ ‫لعدم التآمر عىل الذات‪.‬‬ ‫الحراري هي يف تضافر الجهود ورفع درجات الوعي‬ ‫إليجاد الوسائل الالزمة ملكافحته‪ .‬فالوعي لألخطار‬ ‫الناتجة عن االحتباس الحراري ومس ّبباته هي مفتاح‬ ‫الحفاظ عىل ما تبقى من مقدراتنا الطبيعية‪ ،‬ال‬ ‫بل واجب علينا يك نكون فع ًال أبناء حقيقيني‬ ‫مستحقني ألب ّوة هذا البلد ولالنتامء إليه‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫تزود الجسم بالطاقة‬ ‫المواد الغذائية التي ّ‬ ‫يقوم علم التغذية عىل دراسة املواد الغذائ ّية‬ ‫ومك ّوناتها‪ ،‬كام يتناول قدرتها عىل توفري حاجات‬ ‫الجسم من العنارص الغذائية التي تلعب دوراً ها ّماً يف‬ ‫إنتاج الطاقة‪ ،‬تجد ّد الخاليا‪ ،‬بناء وترميم األنسجة‪ ،‬دعم‬ ‫النم ّو وتنظيم وظائف الجسد‪ .‬ومبا أن العقل السليم‬ ‫يف الجسم السليم‪ ،‬فإن التغذية املتكاملة أساسية‬ ‫لتأمني الصحة الجسدية وبالتايل الذهنية‪.‬‬ ‫يحتوي الطعام الذي نتناوله عىل عنارص‬ ‫غذائ ّية تز ّود الجسم بالطاقة التي يحتاجها للقيام‬ ‫بالنشاطات اليوم ّية املختلفة‪ ،‬سواء أكانت ذهنية‬ ‫كالتفكري والدراسة‪ ،‬أو جسدية كامليش والرياضة‪،‬‬ ‫إىل األعامل املنزل ّية واملهن التي تتطلب جهداً‬ ‫جسد ّياً‪ .‬فالطعام هو املصدر الوحيد للطاقة‪ ،‬ولذلك‬ ‫كلام زادت صعوبة العمل الذي نريد القيام به‪ ،‬كلام‬ ‫شعرنا بحاجة إىل مزيد من الطاقة‪ .‬ولضامن حصول‬ ‫الجسم عىل كا ّفة العنارص الغذائية‪ ،‬يجب اعتامد‬ ‫نظام غذايئ قائم عىل التكامل‪ ،‬التوازن‪ ،‬التن ّوع‬ ‫واالعتدال‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يساعد الغذاء السليم‬ ‫يف تخفيف خطر اإلصابة باألمراض املزمنة كأمراض‬ ‫القلب والرشايني‪ ،‬الس ّكري‪ ،‬السكتات الدّماغ ّية‪،‬‬ ‫بعض أنواع الرسطانات‪ ،‬وهشاشة العظام‪.‬‬ ‫ومن الرضوري أن ننشأ منذ ّ‬ ‫الطفولة عىل منط‬ ‫غذايئ سليم‪ ،‬فهذا يساعد عىل ا ّتباع هذا النمط‬ ‫مدى الحياة ألن من الصعب تغيري العادات الس ّيئة يف‬ ‫الكرب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ست مجموعات‬ ‫تقسم العنارص الغذائية إىل‬ ‫رئيس ّية هي‪ :‬املاء‪ ،‬الكربوهيدرات‪ ،‬الربوتينات‪ ،‬الدهون‪،‬‬ ‫املعادن والفيتامينات‪ .‬يحتاج الجسم إىل كم ّيات‬ ‫كبرية من الكربوهيدرات‪ ،‬الربوتينات والدهون التي‬ ‫تز ّوده بالسعرات الحرار ّية وإىل كم ّيات قليلة من‬ ‫السعرات‬ ‫األمالح املعدن ّية والفيتامينات الخالية من ّ‬ ‫الحرار ّية‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املاء‬ ‫نبدأ من املاء‪ ،‬العنرص الذي غالباً ما ننساه‬ ‫والذي يش ّكل ‪ % 60 - 50‬من الجسم‪ .‬يلعب املاء‬ ‫دوراً أساس ّياً يف التفاعالت الكيميائ ّية التي تح ّول‬ ‫الطعام إىل طاقة‪ .‬كام أنه يساعد عىل تعديل‬ ‫حرارة الجسم‪ ،‬التخ ّلص من ال ّرواسب‪ ،‬نقل العنارص‬ ‫الغذائ ّية ملامرسة وظائفها يف مختلف أنحاء‬ ‫الجسم‪ ،‬الوقاية من اإلمساك‪ ،‬وحامية املفاصل‬ ‫من الكدمات‪ .‬يستطيع اإلنسان أن يعيش بدون‬ ‫طعام ألسابيع لكنّه ال يستطيع أن يعيش بدون‬ ‫ألسبوع أو ّ‬ ‫أقل‪ .‬يحتاج الشخص البالغ إىل‬ ‫ماء‬ ‫ٍ‬ ‫معدّل ‪ 30‬مل من املاء لكل كلغ من وزنه وتزيد‬ ‫الحاجة يف الحاالت التي تزداد فيها خسارة الجسم‬ ‫للامء كارتفاع حرارة الج ّو‪ ،‬مامرسة التامرين الرياضية‬ ‫القاسية وارتفاع الحرارة يف حال املرض‪ .‬ويبقى املاء‬ ‫الخيار األفضل للحصول عىل حاجتنا اليوم ّية تليه‬ ‫السوائل ّثم الطعام‪.‬‬

‫الكربوهيدرات‬ ‫تش ّكل الكربوهيدرات مصدراً رئيس ًيا للسعرات‬ ‫الحرار ّية بحيث يجب أن تو ّفر ‪ % 50‬من حاجة الفرد‬ ‫اليوم ّية للطاقة‪ .‬كل غرام من الكربوهيدرات يز ّود‬ ‫الجسم ب ‪ 4‬وحدات حرار ّية‪ .‬تلعب الكربوهيدرات دوراً‬ ‫أساسياً يف تأمني ّ‬ ‫الطاقة التي تساعد الجسم عىل‬ ‫القيام بكا ّفة وظائفه‪ .‬وهناك نوعان من الكربوهيدرات‪:‬‬ ‫البسيطة واملر ّكبة‪ .‬تشمل الكربوهيدرات البسيطة‬ ‫الس ّكر ّيات رسيعة االمتصاص أه ّمها الغلوكوز‬ ‫والفركتوز أو س ّكر الفاكهة والغالكتوز أو س ّكر‬ ‫الحليب‪ .‬السكروز هو س ّكر املائدة ويتأ ّلف من جزيئة‬ ‫غلوكوز‪+‬جزيئة فروكتوز‪ .‬أ ّما الكربوهيدرات املر ّكبة‬ ‫فتضم النّشو ّيات املوجودة‬ ‫بطيئة االمتصاص‬ ‫ّ‬ ‫يف القمح ومنتجاته (الخبز‪ ،‬املعكرونة‪ ،‬الربغل‪،‬‬ ‫الكسكس والشعري ّية)‪ ،‬األرز‪ ،‬الذرة‪ ،‬الشوفان‪،‬‬ ‫الشعري‪ ،‬البطاطا والبقول ّيات عىل أنواعها كالفول‬ ‫تضم‬ ‫والح ّمص والعدس والبازيالء والفاصولياء‪ .‬كام‬ ‫ّ‬ ‫الكربوهيدرات املر ّكبة أيضاً األلياف التي تتمتّع‬ ‫بقيمة غذائ ّية عالية ج ّداً‪ .‬فهي تساعد عىل تخفيض‬ ‫مستوى الكولسرتول يف الدّم وبالتّايل تحمي من‬ ‫خطر اإلصابة بأمراض القلب‪ .‬كام أنها تعطي‬ ‫إحساساً‬ ‫ّ‬ ‫بالشبع فتسهّل عمل ّية التّحكم بالوزن‪.‬‬ ‫إضاف ًة إىل ذلك تساعد األلياف عىل عالج مشاكل‬ ‫السطانية‬ ‫اإلمساك والبواسري وتقي من األمراض رّ‬ ‫التي ميكن أن تصيب األمعاء‪ .‬أ ّما أهم مصادر األلياف‬ ‫فهي الخضار والفاكهة‪ ،‬البقول ّيات والحبوب الكاملة‪.‬‬ ‫يجب أن تكون نصف كم ّية النشو ّيات يف غذائنا من‬ ‫مصادر تحتوي عىل حبوب كاملة كالخبز‪ ،‬األرز والربغل‬ ‫األسمر‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫الربوتينات‬ ‫تعترب الربوتينات إحدى العنارص الغذائ ّية املهمة‬ ‫كمصدر للطاقة إذ تز ّود الجسم أيضاً ب ‪ 4‬وحدات‬ ‫حرار ّية للغرام الواحد‪ .‬ويجب أن تو ّفر ‪ % 20 – 15‬من‬ ‫حاجة الفرد اليوم ّية ّ‬ ‫للطاقة‪ .‬تش ّكل الربوتينات مادّة‬ ‫أساس ّية يف بناء العضل‪ ،‬العظام‪ ،‬الشعر‪ ،‬األظافر‬ ‫والجلد‪ .‬وتعمل كهورمونات مثل اإلنسولني الذي‬ ‫رسع‬ ‫يخفض مستوى الس ّكر يف الدّم وكأنزميات ت ّ‬ ‫التفاعالت الكيميائ ّية‪ .‬إضافة إىل أنها تلعب دوراً‬ ‫مهماّ ً كأجسام مضادّة ينتجها جهاز املناعة ملحاربة‬ ‫األمراض‪ .‬تتك ّون الربوتينات من أجزاء صغرية تعرف‬ ‫باألحامض األمينية وعددها ‪ .20‬بإمكان الجسم‬ ‫أن يصنّع ‪ 11‬منها فقط‪ .‬لذلك يجب تناول غذاء‬ ‫متكامل للحصول عىل األحامض األمين ّية الرضور ّية‬ ‫التي ال يصنعها الجسم‪ .‬تنقسم الربوتينات بحسب‬ ‫مصدرها إىل نوعني‪ :‬الربوتينات الحيوان ّية ومصدرها‬ ‫السمك‪ ،‬الحليب ومشت ّقاته‬ ‫اللحوم الحمراء‪ ،‬الدّجاج‪ّ ،‬‬ ‫والبيض‪ .‬وتعترب هذه الربوتينات كاملة أل ّنها تو ّفر‬ ‫حاجات الجسم من كل األحامض األمين ّية‪ .‬أما‬ ‫الربوتينات النبات ّية‪ ،‬فتتواجد يف الحبوب‪ ،‬البقول ّيات‪،‬‬ ‫واملكسات‪ .‬و هي بروتينات غري كاملة إذ تفتقر‬ ‫البذور‬ ‫رّ‬ ‫إىل بعض األحامض األمين ّية األساس ّية‪ .‬لذلك يجب‬ ‫التنويع يف املصادر النبات ّية لتأمني حاجة الجسم من‬ ‫الربوتينات‪.‬‬

‫الدهون‬ ‫تش ّكل الدهون مصدراً مر ّكزاً للطاقة حيث يز ّود‬ ‫كل غرام منها الجسم ب ‪ 9‬وحدات حرار ّية‪ .‬وللحفاظ‬ ‫صحة ج ّيدة يجب أن تو ّفر الدّهون ‪% 35 – 30‬‬ ‫عىل ّ‬ ‫من حاجة الفرد اليوم ّية ّ‬ ‫للطاقة‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‬ ‫تكمن أهم ّية الدهون يف كونها تضفي مذاقاً لذيذاً‬ ‫عىل الطعام‪ ،‬تش ّكل مصدراً أساسياً للفيتامينات‬ ‫الذائبة يف الدهن‪ ،‬تؤمن األحامض الدّهنية األساس ّية‬ ‫والرضور ّية للجسم وتدخل يف بناء األغشية الخلو ّية‪.‬‬ ‫تقسم الدّهون إىل نوعني‪ :‬دهون مشبعة ودهون‬ ‫غري مشبعة‪ .‬توجد الدّهون املشبعة يف املنتجات‬ ‫الحيوان ّية كاللحوم عىل أنواعها‪ّ ،‬‬ ‫الشحوم الحيوان ّية‪،‬‬ ‫الحليب كامل الدّسم ومشت ّقاته‪ ،‬الزبدة‪ ،‬والسمنة‬ ‫كام نجدها أيضاً يف زيت النّخيل وزيت جوز الهند‬ ‫النبات ّيني‪ .‬أما الدّهون غري املشبعة فنجدها يف‬ ‫مصادر نبات ّية وهي تقسم إىل دهون أحاد ّية الالتش ّبع‬ ‫ودهون عديدة الالتش ّبع‪ .‬تساعد األوىل عىل تحسني‬ ‫مستوى الكولستريول يف الد ّم من خالل تعزيز‬ ‫الكولستريول الج ّيد وتخفيف نسبة الكولستريول‬ ‫اليسء‪ .‬كام أن لهذا النّوع من الدّهون تأثرياً إيجابياّ‬ ‫ّ‬ ‫عىل نسبة ّ‬ ‫والسكر يف الدّم‪ .‬أ ّما‬ ‫الشحوم ال ّثالث ّية‬ ‫ّ‬ ‫بالنّسبة للدّهون عديدة الالتش ّبع فهناك نوعان‬ ‫مهماّ ن منها‪ :‬حمض اللينولييك (أوميغا‪ )6-‬وحمض‬ ‫اللينولينيك (أوميغا‪ .)3-‬أهم مصادر األوميغا‪6-‬‬ ‫هي زيت الذرة‪ ،‬زيت الصويا‪ ،‬زيت د ّوار الشمس‪ ،‬وزيت‬ ‫واملكسات‪ .‬أما املصادر الغن ّية‬ ‫السمسم‪ ،‬البذور‬ ‫رّ‬ ‫ّ‬ ‫باألوميغا‪ 3-‬فتشمل األسامك الدهن ّية (التونة‪،‬‬ ‫السلمون‪ ،‬والرسدين)‪ ،‬زيت الكانوال‪ ،‬زيت بزر الكتّان‪،‬‬ ‫املكسات‪ ،‬والخضار‬ ‫زيت الصويا‪ ،‬زيت الجوز‪ ،‬البذور‪،‬‬ ‫رّ‬ ‫الخرضاء‪ .‬وهناك نوع ثالث من الدّهون يعرف بالدّهون‬ ‫املح ّولة وينتج عن هدرجة الزّيوت النّباتية وبالتايل‬ ‫تحويلها إىل دهون مشبعة‪ .‬نجد هذا النّوع من الدّهون‬ ‫يف املرغرين‪ ،‬الحلويات‪ ،‬الكعك‪ ،‬البسكويت‪ ،‬والوجبات‬ ‫السيعة‪ .‬تشري الدّراسات إىل أن الدّهون املشبعة‬ ‫رّ‬ ‫والدّهون املح ّولة ترتبط ارتباطاً مبارشاً بأمراض القلب‬ ‫ّ‬ ‫والشحوم‬ ‫إذ أنها ترفع مستويات الكولستريول‬ ‫ال ّثالثية يف الدّم‪ .‬لذلك يجب التخفيف قدر اإلمكان‬ ‫من تناول الدّهون الحيوان ّية والرتكيز عىل األطعمة‬ ‫النبات ّية التي تز ّودنا بالدهون األكرث إفادة‪ ،‬مع األخذ‬ ‫بعني االعتبار أن الدهون‪ ،‬أ ّياً كان مصدرها‪ ،‬تؤدّي إىل‬ ‫السعرات الحرار ّية لذلك‬ ‫زيادة يف الوزن ألنها عالية ّ‬ ‫يجب تناولها باعتدال‪.‬‬

‫األمالح املعدن ّية‬ ‫يحتاج الجسم إىل األمالح املعدن ّية يف تأدية العديد‬ ‫من وظائفه‪ .‬فيدخل الكالسيوم بشكل أسايس يف‬ ‫رّ‬ ‫تخث‬ ‫تكوين العظام واألسنان ويساعد يف عمل ّية‬ ‫الدّم ونقل الرسائل العصب ّية‪ .‬أبرز مصادره‪ :‬الحليب‬ ‫ومشت ّقاته‪ ،‬السمك مع الحسك‪ ،‬الحبوب‪ ،‬البقول‪،‬‬ ‫السمسم والخضار الورق ّية الخرضاء‪ .‬يلعب الفوسفور‬ ‫أيضاً دوراً مهماّ ً يف بناء العظام ويتواجد بك ّميات‬ ‫كبرية يف الحليب ومشت ّقاته‪ ،‬اللحوم‪ ،‬السمك‬

‫والدجاج‪ .‬أما الحديد فهو معدن أسايس يدخل يف‬ ‫صناعة مادّة الهيموغلوبني يف خاليا الدّم الحمراء‬ ‫وهي مسؤولة عن نقل األوكسجني‪ .‬نجد الحديد يف‬ ‫اللحوم الحمراء‪ ،‬الدجاج‪ ،‬السمك‪ ،‬البقول ّيات والخضار‬ ‫الورق ّية الخرضاء كالسبانخ وامللوخ ّية‪ .‬يساعد معدن‬ ‫الفلور عىل مكافحة تس ّوس األسنان وهو موجود‬ ‫ّ‬ ‫والشاي‪ .‬تحتوي مثار البحر واألسامك عىل‬ ‫يف املاء‬ ‫معدن اليود الرضوري لعمل الغدّة الدّرقية ويش ّكل‬ ‫امللح املي ّود كذلك مصدراً مهماّ ً لهذا املعدن‪ .‬يلعب‬ ‫معدن املغنيزيوم املوجود يف مثار البحر‪ ،‬البقول ّيات‪،‬‬ ‫املكسات‪ ،‬الشوكوال والخضار الخرضاء دوراً مهماّ ً‬ ‫رّ‬ ‫يف عمل القلب ومحاربة تشنّج العضالت‪ .‬أما‬ ‫معدن البوتاسيوم فيتواجد بكرثة يف املوز‪ ،‬البطاطا‪،‬‬ ‫البندورة‪ ،‬امللوخ ّية والسلق‪ .‬يعمل هذا املعدن عىل‬ ‫تنظيم د ّقات القلب‪ ،‬نقل ال ّرسائل العصب ّية وارتخاء‬ ‫العضل‪ .‬الصوديوم هو معدن رضوري لنقل الرسائل‬ ‫العصب ّية وتنظيم نسبة السوائل يف الجسم‪.‬‬ ‫يتواجد هذا املعدن يف جميع املجموعات الغذائ ّية‬ ‫تقريباً‬ ‫خاص ًة يف املخلالت‪ ،‬الزيتون واملع ّلبات‪ .‬تعترب‬ ‫ّ‬ ‫مثار البحر‪ ،‬البقول ّيات‪ ،‬الحبوب واللحوم مصادر غن ّية‬ ‫مبعد ّين السيلينيوم الذي يحارب تأكسد الخاليا‬ ‫والزنك الذي يعزّز جهاز املناعة‪ ،‬ويساعد عىل منو‬ ‫خاليا البرشة والحيوانات املنو ّية‪ .‬تتو ّفر جميع هذه‬ ‫املعادن وبكرثة يف األطعمة النبات ّية والحيوان ّية‪،‬‬ ‫لذلك فإن ا ّتباع نظام غذايئ متن ّوع ومتكامل يساعد‬ ‫يف الحصول عىل الحاجات اليوم ّية لهذه العنارص‬ ‫الغذائ ّية‪.‬‬

‫الفيتامينات‬ ‫نتناوله هو الفيتامينات‬ ‫آخر عنرص غذايئ‬ ‫لصحة الجسم وعمله والتي ينتج عن‬ ‫الرضور ّية‬ ‫ّ‬ ‫صحية مختلفة‪ .‬وألن الجسم ال‬ ‫نقصها مشاكل‬ ‫ّ‬ ‫يستطيع صنع هذه املغ ّذيات (باستثناء فيتامني ‪)D‬‬ ‫‪ ،‬فهو يعتمد عىل الغذاء لتأمينها‪ .‬هناك ثالثة عرش‬ ‫نوعاً من الفيتامينات‪ ،‬أربعة منها يذوب يف الدهن‬ ‫وهي (‪ )K ,E ,D ,A‬والتسعة األخرى تذوب يف املاء وهي‬ ‫مجموعة فيتامني ‪ B‬املر ّكب والفيتامني ‪C.‬‬ ‫صحة النظر‬ ‫يلعب الفيتامني ‪A‬دوراً مه ًام يف ّ‬ ‫ً‬ ‫والجلد‪ ،‬عمل جهاز املناعة ومن ّو العظام إضافة إىل‬ ‫كونه مضاداً لألكسدة ونجده يف الحليب‪ ،‬البيض‪،‬‬ ‫الكبد‪ ،‬الزبدة والفاكهة والخضار املل ّونة كالجزر‪،‬‬ ‫املشمش‪ ،‬الشماّ م‪ ،‬اليقطني‪ ،‬البندورة‪ ،‬الهندباء‬ ‫والسبانخ‪ .‬الفيتامني الوحيد الذي ميكن أن يصنعه‬ ‫الجسم هو الفيتامني ‪ D‬وذلك عن طريق الجلد بفعل‬ ‫التّعرض ألش ّعة الشمس والذي نجده بك ّميات قليلة‬ ‫يف السمك الدهني والبيض والحليب املدعّم بفيتامني‬ ‫‪ .D‬يساعد هذا الفيتامني عىل امتصاص الكالسيوم‬ ‫وبالتايل تقوية العظام‪ .‬وأما بالنسبة للفيتامني ‪E‬‬ ‫ّ‬ ‫يحتل مركزاً مهماّ ً يف عامل الت ّغذية‪ ،‬فنجده‬ ‫الذي‬ ‫يف الزيوت النبات ّية حيث يعمل كمضاد أكسدة‬ ‫والسكري‬ ‫وبالتايل يقي من أمراض القلب‪ ،‬الرسطان‬ ‫ّ‬ ‫ويحارب الشيخوخة‪ .‬من الفيتامينات الذائبة يف‬ ‫الدهن أيضاً الفيتامني ‪ K‬املسؤول عن رّ‬ ‫تخث الدّم‬

‫‪81‬‬

‫أخصائية التغذية‬ ‫ليال رشيد‬ ‫(منع النّزيف)‪ ،‬وأهم مصادره الخضار الورق ّية الخرضاء‪،‬‬ ‫املكسات وبعض الزّيوت النبات ّية‪ .‬من جهة‬ ‫الحبوب‪،‬‬ ‫رّ‬ ‫فيتامني ‪ B‬املر ّكب مثان‬ ‫تضم مجموعة‬ ‫أخرى‬ ‫ّ‬ ‫فيتامينات‪ .‬أهم مصادرها‪ :‬الخضار والفاكهة‪ ،‬الحبوب‬ ‫الكاملة‪ ،‬البقول ّيات‪ ،‬اللحوم‪ ،‬السمك‪ ،‬الدجاج‪،‬‬ ‫الحليب ومشت ّقاته‪ ،‬البيض والخمرية‪ .‬هذه املجموعة من‬ ‫الفيتامينات مه ّمة يف إنتاج الطاقة‪ ،‬عمل األعصاب‬ ‫وجهاز املناعة‪ ،‬من ّو الشعر واألظافر‪ ،‬هضم وامتصاص‬ ‫النشو ّيات والدّهون والربوتينات‪ ،‬من ّو الجهاز العصبي‬ ‫عند الجنني وإنتاج خاليا الدّم الحمراء‪ .‬آخر ما يتب ّقى‬ ‫للتحدث عنه هو حمض األسكوربيك (فيتامني (‪C‬‬ ‫وأبرز مصادره الحمض ّيات‪ ،‬البندورة‪ ،‬الفراولة‪ ،‬الكيوي‪،‬‬ ‫الفليفلة والخضار الخرضاء‪ .‬يعمل هذا الفيتامني‬ ‫كمضاد أكسدة فيقي من خطر اإلصابة بأمراض‬ ‫القلب‪ ،‬كام أ ّنه يساعد عىل التئام الجروح‪ ،‬بناء‬ ‫العظام وسالمة الل ّثة‪ .‬فض ًال عن أنه يعزّز امتصاص‬ ‫الحديد‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن القيمة الغذائ ّية لألطعمة‬ ‫الصحية ال تقترص عىل تأمني العنارص الغذائ ّية‬ ‫ّ‬ ‫الستة التي تحدّثنا عنها فقط‪ ،‬وإنمّ ا تتعدّى ذلك‬ ‫ّ‬ ‫لتمنحنا موا ّداً كيميائ ّية طبيع ّية تعرف بال‬ ‫((‪ phytochemicals‬التي تخ ّفف من خطر اإلصابة‬ ‫بالرسطان وأمراض القلب‪.‬‬ ‫يف الختام‪ ،‬ال ب ّد من التأكيد عىل أهم ّية تناول‬ ‫املجموعات الغذائ ّية الخمس يوم ّياً وهي‪ :‬الحبوب‬ ‫والنشو ّيات‪ ،‬الفاكهة‪ ،‬الخضار‪ ،‬الحليب ومشت ّقاته‪،‬‬ ‫اللحوم والبقول ّيات‪ .‬وال بد من التنبيه إىل رضورة‬ ‫ّ‬ ‫الطعام بانتظام وبك ّميات معتدلة وتناول‬ ‫تناول‬ ‫الحليب ومشت ّقاته الخالية من الدّسم يوم ّياً‪ .‬كام‬ ‫تجدر اإلشارة إىل اإلكثار من تناول الفاكهة والخضار‪،‬‬ ‫الحبوب الكاملة ومنتجاتها‪ ،‬واملاء والسوائل‪ .‬من‬ ‫جهة أخرى يجب االبتعاد قدر اإلمكان عن الوجبات‬ ‫السيعة‪ ،‬التقليل من تناول األطعمة املم ّلحة‬ ‫رّ‬ ‫ّ‬ ‫الطعام‪ ،‬واالعتدال يف تناول‬ ‫وإضافة امللح إىل‬ ‫األطعمة الدّسمة والحلويات‪ .‬با ّتباع هذه التّوصيات‬ ‫الصحي التي‬ ‫فقط ميكننا أن نحقق رشوط الغذاء ّ‬ ‫تط ّرقنا إليها يف مقدّمة حديثنا من تكامل‪ ،‬وتوازن‪،‬‬ ‫وتن ّوع واعتدال‪.‬‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬


‫منرب حر‬

‫هو‬ ‫تيار‪...‬‬ ‫عصمت العرييض‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تد ّلت عناقيد الدوايل‪ ...‬ووضعت املروج أثقالها‪،‬‬ ‫الطي‪ ،‬ترتحل نحو الفضاء‪،‬‬ ‫وخرجت مواكب‬ ‫رّ‬ ‫ومالقاة الشمس‪....‬‬ ‫بشائر الفرح‪ ،‬تهادت عىل وقع السيوف‪،‬‬ ‫وجراحات الوطن‪ ،‬واملواسم تجددت الختامرها‬ ‫بالدماء الذكية ‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫صوت‪ ،‬ينبعث من البعيد‪ ،‬واملدى يف دو ّيه‬ ‫يتهادى فوق الهضاب والوديان ‪......‬‬ ‫يتدفق كالعطر من الندى‪ ،‬وإشعاعاته‪ ،‬تأخذنا‬ ‫اىل الحرية الالئقة بالوجود‪....‬‬ ‫ونرس‬ ‫هامة‪ ...‬قدّت من صخور جبل عتيق‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ينقض عىل التنني‪،‬‬ ‫عيونه تلتقط املسافات‪،‬‬ ‫ورماحه تتشظى للخروج من عتمة املايض‪،‬‬ ‫وصناعة التاريخ‪.....‬‬ ‫ٌ‬ ‫فصل من فصول الحياة‪ ،‬يتجدد يف ذاكرة‬ ‫هو‬ ‫الزمن‪ ،‬تنداح يف خواطره إرشاقات تيضء سامء‬ ‫األمة بعد ليل طويل‪....‬‬ ‫ساكنٌ يف كل التفاصيل‪ ،‬وجدانه من عبق‬ ‫ٌ‬ ‫احتضان لطالئع املجاهدين‬ ‫الشهادة‪ ،‬وقلبه وعقله‬ ‫والصابرين‪....‬‬ ‫غنى للربوع‪ ،‬لألرض‪ ،‬لإلنسان‪ ،‬هتف للقيامة‬ ‫املنعتقة من عوامل االنحطاط والتبعية‪ ،‬مت ّرد‬ ‫عىل املرارات املزمنة‪ ،‬جدوالً رقراقاً‪ ،‬ونهراً يعرب‬ ‫باالتجاه املناسب‪.....‬‬ ‫هو تيا ْر‪ ،‬والتيار هو‪ ،‬ونحن يف هوى الحالتني‬ ‫منيض‪ ،‬من أجل عزة قومنا‪ ،‬وكرامة أمتنا‪،‬‬ ‫واستعادة حقوقنا‪ ،‬ونرصة قضيتنا املقدسة‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪www.tayyar-tawhid.org‬‬ ‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد ‪ -44‬أيلول ‪2010‬‬ ‫‪83‬‬


‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.