Manbar altawhid issue 42

Page 1

‫العدد ‪ 42‬ــ تموز ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫أسد الشرق‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫العدد‬

‫‪42‬‬

‫متوز ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫‪52‬‬

‫‪ 04‬الغالف‬

‫فيلتمان يكشف‬ ‫المتآمرين مع إدارته‬

‫‪ 50‬لبنانيات‬ ‫‪ 54‬تيار التوحيد‬

‫‪78‬‬ ‫السفير السوداني ‪:‬‬ ‫المشاركة في االنتخابات‬ ‫إسفين في نعش المحكمة‬

‫‪81‬‬

‫ليلى خالد‪« :‬إسرائيل»‬ ‫ترتدع بالمقاومة ال‬ ‫بالمفاوضات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬

‫‪ 81‬دوليات‬

‫‪ 88‬مرأة‬

‫‪88‬‬

‫نرشة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫‪ 78‬‬

‫عربيات‬

‫‪ 84‬اقتصاد‬

‫الدكتور محمد نور الدين‪:‬‬ ‫االعتدار على سفينة «مرمرة»‬ ‫اعتداء على دور تركيا‬

‫منرب التوحيد‬

‫‪ 76‬فلسطينيات‬

‫‪ 90‬ثقافة‬ ‫‪ 94‬تحقيق‬ ‫‪ 97‬صحة‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL:manbar_altawhid@yahoo.com‬‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪3‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بشار األسد عشر سنوات‬ ‫رئاسة حكيمة وقيادة جريئة‬

‫‪4‬‬

‫العربية‪ ،‬لقد كانت مرحلة صعبة بدأها الرئيس السوري‪ ،‬الذي‬ ‫ُضعت أمامه‪ ،‬أدوات الترغيب والترهيب‪ ،‬فكان الغرب يريده‬ ‫و ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طيّعا مرنا يسير في مشاريعه‪ ،‬كما أن بعض العرب كان‬ ‫يريده أن يدخل في محوره السالك طريق االستسالم‪ ،‬لكنه‪،‬‬ ‫ومنذ وصوله أدرك أن قوة سوريا‪ ،‬كانت في أنها لم تفرّ ط‬ ‫بالثوابت التي تعنيها في الجوالن‪ ،‬ولم تقايض على فلسطين‬ ‫فبقيت متمسكة بها‪ ،‬ولم تترك المقاومة التي انتصرت في لبنان‬ ‫وحررت األرض‪ ،‬كما لم تخرج من تحالفها االستراتيجي مع‬ ‫إيران‪ ،‬الذي بنته منذ انتصرت الثورة اإلسالمية فيها‪ ،‬فرأت‬ ‫فيها حليفاً الذي ال يجب فتح معركة حدود معه‪ ،‬في ظل معركة‬ ‫الوجود مع العدو اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫هذه العناوين‪ ،‬كانت رسائل إلى َمن يريد أن يعلم َمن هو بشار‬ ‫األسد القادم إلى موقع القيادة‪ ،‬فكان متشبثاً بقناعاته كما والده‬ ‫وربما أكثر‪ ،‬فلم ينجح األميركي في فرض عقوبات عليه‪ ،‬وال‬ ‫في تحجيم دور سوريا العربي واإلقليمي‪ ،‬وال في محاولة عزلها‬ ‫دولياً‪ ،‬وال في شطبها من حضورها العربي القوي‪.‬‬ ‫في السنوات العشر األخيرة‪ ،‬نقل الرئيس األسد سوريا الى مواقع‬ ‫متقدمة‪ ،‬فازدهرت اقتصادياً بقدوم االستثمارات إليها‪ ،‬وتطورت‬ ‫قوانينها‪ ،‬ونشط مجتمعها المدني بتعدده السياسي وأحزابه‬ ‫وإعالمه‪ ،‬كما تحولت الى مرجعية عربية وإقليمية ودولية‪،‬‬ ‫وباتت هي صانعة الحل للعديد من األزمات في المنطقة‪ ،‬بدءًا من‬ ‫أزمة لبنان الذي غادرته قواتها العسكرية ووجودها األمني لكن‬ ‫واقع الجغرافيا السياسية‪ ،‬كرّ سها مفتاحاً للحل‪ ،‬وهو دور اعترف‬ ‫لها به‪ ،‬كل مراكز القرار في العالم‪.‬‬ ‫فهذه الدولة‪ ،‬التي احتضنت المقاومة في لبنان وفلسطين‪،‬‬ ‫ورفضت االنصياع لالحتالل األميركي في العراق وشروطه‪،‬‬ ‫وراهن البعض على أنها ستسقط في قبضة المشروع األميركي‪،‬‬ ‫لكن الرئيس األسد‪ ،‬كان أقوى بوجه جورج بوش وإدارته‪،‬‬ ‫وكل من تحالف معه‪ ،‬دولياً وإقليميا وعربياً‪ ،‬فلم يمكنهم منه‪،‬‬ ‫فأسقط مشروعهم لثورة األرز لبنان التي ظن معارضون‬ ‫سوريون ومتعاطفون معهم من اللبنانيين أنها ستولّد “ثورة‬ ‫ياسمين في سوريا” فكما سقط اتفاق ‪17‬أيار قبل أكثر من‬ ‫ربع قرن‪ ،‬وربحت المقاومة مدعومة من سوريا سقط مشروع‬ ‫“الشرق األوسط الكبير”‪ ،‬وانتصرت المقاومة في لبنان صيف‬ ‫‪ 2006‬وخرجت سوريا من كل أنواع الحصار عليها‪.‬‬ ‫لهذه المحطات النضالية المقاومة‪ ،‬وألن سوريا في القلب ورئيسها‬ ‫بشار األسد في القلب والعقل‪ ،‬وألنه أسد الشرق‪ ،‬والقائد الذي‬ ‫يحتضن المقاومة‪ ،‬والوفي للوطنيين الشرفاء والمخلص للحلفاء‬ ‫واألصدقاء‪ ،‬كان هذا العدد الممتاز والخاص من “منبر التوحيد”‬ ‫لمن صنع مجداً لألمة‪ ،‬وكان رئيساً مميزاً حكيماً أهال للقيادة‬ ‫ً‬ ‫ورجال كبيراً من رجال األمة‬ ‫الجريئة‪ ،‬وقائداً من القادة الكبار‪،‬‬ ‫العظام‪ ،‬كانت هذه الشهادات تعبيراً عن الحب والتقدير والوفاء‪.‬‬

‫أثبتت سوريا‪ ،‬أنها دولة مؤسسات‪ ،‬ال دولة أشخاص‪ ،‬وما تجربة‬ ‫الرئيس بشار األسد في رئاسة الجمهورية‪ ،‬خالل السنوات‬ ‫العشر األخيرة‪ّ ،‬‬ ‫إال إثبات على أن وصوله إلى موقع القيادة‪ ،‬لم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يكن توريثاً عائلياً‪ ،‬بل استكماال لنهج سياسي‪ ،‬وترسيخا لمبادئ‬ ‫وطنية وقومية‪ ،‬والتزاماً بمدرسة فكرية‪ ،‬أرست النضال على‬ ‫قواعد ثابتة‪ ،‬فكان ال بد من أن يتابع ما بدأه الرئيس الراحل‬ ‫حافظ األسد‪ ،‬الذي كان صاحب رؤية استراتيجية‪ ،‬وهو اآلتي‬ ‫إلى السلطة من مؤسسة عسكرية وحزبية‪ ،‬فرسم لعمله خطة‪،‬‬ ‫فن لخدمة األغراض القومية‪ ،‬وكان ّ‬ ‫تقوم على أن السياسة ّ‬ ‫يسخر‬ ‫العمل السياسي والدبلوماسي والعالقات والصداقات الخارجية‪،‬‬ ‫من أجل أن يعزز موقع سوريا في العالقات العربية واإلقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬ولقد نجح في أن تكون بالده الرقم الصعب الذي‬ ‫ال يشطب‪ ،‬والذي بحاجة إليه‪ ،‬في أية عملية حسابية سياسية‬ ‫وقومية ودولية‪.‬‬ ‫فهذه الممارسة السياسية الواقعية‪ ،‬أو ما يصطلح على تسميتها‬ ‫بـ”البراغماتية”‪ ،‬باتت مدرسة سياسية قائمة‪ ،‬يهتدي بها‬ ‫المفاوضون الذين كانوا يجالسون الرئيس حافظ األسد‪ ،‬ألنه كان‬ ‫يضع هدفاً أمامه‪ ،‬هو الثبات على المصالح الوطنية والقومية‪،‬‬ ‫وهذا ما انتهجه في لقاءاته مع رؤساء الدول وموفديهم‪ ،‬وكان‬ ‫آخر لقاء له مع الرئيس األميركي بيل كلينتون في آذار من‬ ‫العام ‪ ،2000‬وقبل وفاته بحوالي ثالثة أشهر‪ ،‬شاهد على أنه‬ ‫المفاوض العنيد‪ ،‬في المسائل المصيرية‪ ،‬ولم يقبل التفريط‬ ‫بشبر واحد من أرض محتلة‪ ،‬أكانت سورية أو لبنانية أو‬ ‫فلسطينية‪ ،‬وهو لذلك تص ّدى للمفاوضات المنفردة أو الثنائية‪،‬‬ ‫وأعلن سقوط اتفاق أوسلو قبل أن يولد‪ ،‬وساهم في إسقاط اتفاق‬ ‫‪ 17‬أيار في لبنان عام ‪ ،1984‬إثر االجتياح اإلسرائيلي له عام‬ ‫‪.1982‬‬ ‫هذه المدرسة الوطنية والقومية‪ ،‬التي قامت على تصحيح‬ ‫الواقع‪ ،‬ال بل رفض األمر الواقع‪ ،‬كان ال بد ألحد خرّ يجيها‬ ‫أن يتابع المسيرة‪ ،‬وأن يثبت نهجاً ّ‬ ‫أكد نجاحه‪ ،‬فكان اختيار‬ ‫بشار األسد لرئاسة سوريا الذي تدرّ ب وتدرّ ج في المسؤوليات‬ ‫الحزبية “حزب البعث العربي االشتراكي” والعسكرية “في‬ ‫الجيش”‪ ،‬ونجح في الملفات التي أوكلت إليه‪ ،‬ومنها ما بادر إليه‬ ‫هو شخصياً‪ ،‬في استكمال تحديث سوريا‪ ،‬بإدخالها في عصر‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬والوصول بـ”ثورة االتصاالت والتكنولوجيا”‪،‬‬ ‫إلى كل سوريا‪ ،‬وتحديداً األرياف‪ ،‬التي كانت تعني للرئيس‬ ‫الشاب‪ ،‬القادم من طب العيون‪ ،‬والذي تولى مهاماً في ظروف‬ ‫حزينة عائلياً بوفاة شقيقه المرحوم باسل‪ ،‬إلى األوضاع‬ ‫السياسية المعقدة التي تعيشها المنطقة‪ ،‬واستهداف سوريا من‬ ‫المشاريع االستعمارية واألميركية تحديداً‪.‬‬ ‫استلم الرئيس بشار األسد مهامه الدستورية في رئاسة الجمهورية‬ ‫مطلع صيف ‪ ،2000‬وكان البعض في سوريا وخارجها‪،‬‬ ‫يراهن أنه لن يكون سرّ أبيه‪ ،‬ولن يتمكن هذا الرئيس من‬ ‫مواجهة األعاصير الدولية‪ ،‬والتحوّالت اإلقليمية واالنهيارات‬

‫‪5‬‬

‫“منرب التوحيد ”‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫نحن ال نثق باإلرسائيليني وال نعتقد أنهم يريدون السالم‬

‫الرئيس السابق العماد‬ ‫إميل لحود‪:‬‬

‫الرئيس بشار األسد‬ ‫يؤمن بمبادئ الكرامة‬ ‫القومية والوطنية وبحق‬ ‫الشعوب بتحديد مصيرها‬ ‫وبالتصدي لمشاريع‬ ‫الهيمنة‬ ‫إن تاريخ األمم‪ ،‬الذي قيل عنه يوماً أنه‬ ‫يسجل عىل شعوبها أنها ال تنبت بالرضورة‬ ‫ّ‬ ‫قادة عظاماً إ ّال استثناء‪ ،‬إمنا يحمل أيضاً يف‬ ‫طياته دالالت أخرى تقطع الشك باليقني‪،‬‬ ‫أن مثة أوطاناً تحدت مصائرها برجال عظام‬ ‫من ساللة عائلية واحدة‪ .‬وإن الدليل األقرب‬ ‫واألبرز يف الزمن والجغرافيا إمنا هو عىل تخوم‬ ‫وطننا الرشقية‪ ،‬أي يف سوريا الشقيقة التي‬ ‫أعطت شعبها واألمة العربية قائداً عظي ً‬ ‫ام‬ ‫ثم‬ ‫هو الراحل سيادة الرئيس حافظ األسد‪ّ ،‬‬ ‫ما بخلت عليهام بقائد آخر من الساللة‬ ‫ّ‬ ‫أطل عىل سوريا والعرب والعامل‬ ‫ذاتها‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إطاللة مرشقة‪ ،‬هو سيادة الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد الذي سعى إليه منصب رئاسة‬ ‫الجمهورية العربية السورية مببايعة دميقراطية‬ ‫يب وليس بالوراثة‪.‬‬ ‫وبإرادة جامعة من شعب أ ّ‬ ‫وإن معرفتي بالرئيس الدكتور بشار األسد‪ ،‬هي‬ ‫معرفة عائلية وثيقة تعود اىل زمن خرست‬ ‫فيه سوريا وأمة العرب الرئيس الراحل حافظ‬ ‫األسد الذي كانت تشدين إليه وشائج املحبة‬ ‫الخالصة واالحرتام والثقة‪ ،‬تلك الوشائج التي‬ ‫انتقلت‪ ،‬بزخمها وصدقيتها وبعدها الوطني‬ ‫والقومي‪ ،‬اىل أخي سيادة الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد‪ ،‬وإين أشهد أن التعاون الذي كان‬ ‫قامئاً بيننا مل يشهد يوماً انتكاسة أو سوء‬ ‫فهم‪ ،‬ذلك أن الرئيس بشار األسد يؤمن مببادئ‬ ‫الكرامة القومية والوطنية وبحق الشعوب‬ ‫ملشاريع‬ ‫وبالتصدي‬ ‫مصريها‬ ‫بتحديد‬ ‫الهيمنة عىل الحقوق العربية املرشوعة‬ ‫وبعرثتها‪ .‬أما عىل الصعيد الوطني السوري‪،‬‬ ‫فإن الرئيس بشار األسد قد ث ّبت ركائز الحداثة‬ ‫والتكنولوجيا والتقدم‪ ،‬وأرشف عىل إنجاز‬ ‫املشاريع اإلنشائية الضخمة التي من شأنها‬ ‫تطوير املجتمع السوري واقتصاده‪ ،‬ما من‬ ‫شأنه تحقيق رفاهية هذا الشعب الشقيق‪،‬‬ ‫والسياحة‬ ‫والصناعة‬ ‫للزراعة‬ ‫فتأ ّمنت‬ ‫أسباب التطور والنجاح‪ ،‬وأصبحت لسوريا‬ ‫بنية تحتية حديثة وظاهرة للعيان‪ ،‬وانتظم‬ ‫الشعب السوري بأكمله تحت راية قائده عىل‬ ‫طريق الحداثة هذه‪ .‬وقد رافق هذا التطور إرادة‬ ‫صلبة باستكامل مقومات الدولة العرصية‬ ‫والقوية والعادلة واآلمنة‪ ،‬والتي تستطيع أن‬ ‫تلبي املهام الوطنية والقومية امللقاة عىل‬ ‫ّ‬ ‫يكل‬ ‫أكتافها‪ ،‬كام طموحات رئيسها الذي ال‬ ‫وال يبخل عىل وطنه وشعبه مبا يوفر له الرفاه‬ ‫واملنعة يف آن‪.‬‬ ‫إن سوريا مثل يحتذى به يف االنتقال الهادئ‬ ‫والجدي واملمنهج نحو العرصنة واقتصاد املعرفة‬ ‫واملكاسب االجتامعية يف ظل نزاع متامد‬ ‫ومستمر مع كيان غاصب لألرض والحقوق‪،‬‬ ‫وتحالف مصالح دولية وإقليمية فشل فش ًال‬ ‫ذريعاً يف عزل سوريا أو إضعافها‪.‬‬ ‫أتوجه بالتهنئة القلبية الخالصة‬ ‫وإين‬ ‫ّ‬ ‫اىل سيادة الرئيس الدكتور بشار األسد‬ ‫مبناسبة هذه الذكرى العارشة لرئاسة‬ ‫الجمهورية العربية السورية‪ ،‬أمدّ ه الله‬ ‫بالصحة والعمر وسداد الرأي والخطى‬ ‫ملا فيه مصلحة شعبه ووطنه املالزمة‬ ‫ملصلحة شعب لبنان ودولته‪ ،‬كام مصلحة‬ ‫األمة العربية جمعاء‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫سليمان قداح نائب رئيس‬ ‫الجبهة الوطنية التقدمية‬ ‫في سوريا‪:‬‬

‫الرئيس بشار األسد‬ ‫واجه الحمالت الظالمة‬ ‫التي شنتها الدوائر‬ ‫المعادية وواجهها بصبر‬ ‫المؤمن‪ ،‬وإرادة المقاتل‪،‬‬ ‫واستشراف القائد‬ ‫القيادة السورية رضبت املثل األعىل يف التعايل‬ ‫عىل الجراح إلميانها بأن املصلحة القومية فوق كل‬ ‫االعتبارات‪.‬‬ ‫عقد من الزمان مر عىل تويل الرئيس بشار‬ ‫األسد سدة الحكم يف سوريا‪ ،‬سنوات كن عجافا‪،‬‬ ‫ملا تعرضت له سورية من ويالت ومؤامرات وأزمات‬ ‫وتهديدات خارجية مل يسبق لها مثيل منذ نشوء‬ ‫هذه الجمهورية‪ ،‬رغم أنها قد عانت من ويالت‬ ‫نكسة حزيران ‪ ،1967‬لكنها تابعت مسريتها‬ ‫الوطنية مؤمنة بثوابتها ومصالح أمتها العربية‬ ‫ومبادئها القومية‪ ،‬والقت يف ذلك صفوف العرب‬ ‫التي كانت ملّا تزل عىل عهد العروبة التي أبهى‬ ‫ما تجلت صورها يف التعاضد الذي شهدته سوريا‬ ‫ومرص معهام أثناء حرب ترشين التحريرية التي‬ ‫جاءت ردا عىل نكسة حزيران‪ .‬لكن اليوم أدهى‬ ‫ما مر عىل سوريا وأصعب‪ ،‬أنها تقف يف ميدان‬ ‫املقاومة وحيدة إال من إميانها بصوابية قراراتها‬ ‫وسياساتها‪ ،‬األمر الذي أعادها إىل واجهة دول‬ ‫املنطقة بعد عزل أرادته أمريكا و»إرسائيل» والقوى‬ ‫الحليفة لهام أن يكون بابا لكرس هذه الدولة‬

‫الثابتة والعنيدة والرشسة يف الدفاع عن حقوقها‬ ‫الوطنية ومصالحها القومية‪ ،‬إال أن السحر قد ارتد‬ ‫عىل الساحر لتظهر سوريا القوية بأصدقائها‬ ‫األتراك واإليرانيني مشكلني حلفا يف مواجهة هذه‬ ‫األحادية األمريكية والعنجهية الصهيونية‪.‬‬ ‫هذه املسرية وتلك اإلنجازات ما كان لها أن تتحقق‬ ‫لوال وجود قيادة حكيمة يف هذا البلد‪ ،‬متتلك حس‬ ‫القادة والبعد اإلنساين والنظرة االسرتاتيجية‬ ‫املوروثة عن قائد خالد غيبه القدر جسدا ولكن إرثه‬ ‫اإلنساين والسيايس الزال شعلة تنري الدرب‪ ،‬وتحيي‬ ‫القلوب وتهدي الضالة‪ ،‬وترسم آفاق املستقبل‪.‬‬ ‫حول ما عانته سوريا يف هذه السنوات العرش‬ ‫والتطورات التي طرأت عىل الساحتني اإلقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬توجهنا ملن كان وفيا ملن رحل‪ ،‬وأمينا للذي‬ ‫سدد فأصاب الهدف وحل رئيسا وقائدا وحبيبا‬ ‫ليس فقط للشعب السوري بل لكل مواطن عريب‬ ‫حر ورشيف‪ ،‬حيث كان الرئيس بشار األسد هو‬ ‫الضمري الحي بني ضامئر ماتت أو كادت أن متوت‪ ،‬يف‬ ‫ظل هذا النظام الرسمي العريب الذي تآكل وحورص‬ ‫من الداخل والخارج‪ ،‬والذي ينظر بعني الغل والحسد‬ ‫لهذا الشاب املتوقد املؤمن بربه وشعبه وأمته‪.‬‬ ‫حديثنا مع واحد من أولئك القالئل الذين تابعوا‬ ‫بداية الخطى للراحل الخالد حافظ األسد‪ ،‬ووقفوا‬ ‫مؤمنني بقيادة الرئيس بشار األسد‪ ،‬هنا نص الحوار‬ ‫الذي اجراه عبدالسالم األحمد وهدى مطر ‪.‬‬ ‫كيف تقيمون السنوات العرش التي مرت عىل‬ ‫سوريا يف ظل قيادة السيد الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد سواء عىل الساحتني العربية والدولية؟‬ ‫كانت السنوات العرش املاضيات يف مسرية‬ ‫التطوير والتحديث التي يقودها السيد الرئيس‬ ‫بشار األسد حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية‪،‬‬ ‫واملتتبع األمني واملوضوعي لسري األحداث تظهر له‬ ‫عظمة النجاحات واإلنجازات التي تحققت‪ ،‬وجسامة‬ ‫التحديات التي واجهتها سوريا وانترصت عليها‪،‬‬ ‫والفضل يف ذلك يعود أوالً إىل القيادة املتميزة‬ ‫للرئيس بشار األسد التي امتلكت اإلرادة السياسية‬ ‫والجرأة يف تحمل املسؤولية‪ ،‬والحكمة يف اتخاذ‬ ‫القرار‪ ،‬والتمسك بالنهج املقاوم وبالثوابت الوطنية‬ ‫والقومية واملصالح العليا لألمة العربية‪ ،‬ويعود‬ ‫الفضل يف ذلك كله أيضاً إىل الوحدة الوطنية‬ ‫الصلبة‪ ،‬والجبهة الداخلية املتامسكة والتي عرب‬ ‫عنها إجامع السوريني يف االستفتاءين الشعبيني‬ ‫عىل رئاسة الجمهورية يف عامي ‪ 2000‬و‪.2007‬‬ ‫لقد متكنت قيادة السيد الرئيس من الكشف‬ ‫عن السبيل الفاعل واملوضوعي لوصل إنجازات‬ ‫عمالقة وإرث تاريخي من الكفاح الوطني والقومي‬ ‫خلفتهام قيادة الرئيس الخالد حافظ األسد‪ ،‬مع‬ ‫التوجهات التحديثية والتطويرية الطموحة التي‬ ‫طرحها السيد الرئيس بشار األسد يف برنامج‬ ‫العمل الشامل الذي تضمنه خطاب القسم يف‬ ‫بداية تلك السنوات‪ .‬لقد وطدت سوريا مكانتها‬ ‫عىل املستوى القومي فشاركت بكل فعالية‬ ‫وصدق وموضوعية يف مؤسسات العمل العريب‬

‫املشرتك‪ ،‬وبعثت روح الحياة فيها‪ ،‬وأضافت إىل ذلك‬ ‫كماّ ً من االتفاقات الثنائية واملتعددة األطراف يف‬ ‫املجاالت االقتصادية واالجتامعية والثقافية‪ ،‬وأدت‬ ‫دوراً فاع ًال يف ِّ‬ ‫حل بعض القضايا الخالفية‪ ،‬وعىل‬ ‫الرغم من املحاوالت التي بذلتها بعض القوى لوضع‬ ‫العراقيل أمامها والتقليل من شأنها وفاعلية‬ ‫حضورها‪ ،‬متكنت من إجهاض تلك املحاوالت‪،‬‬ ‫ومارست دورها القيادي واملحوري يف املنطقة‪ ،‬وعززت‬ ‫مسرية العمل العريب املشرتك يف رئاستها للقمة‬ ‫الساخنة‪،‬‬ ‫العربية وتحريكها للقضايا العربية‬ ‫ورضبت القيادة السورية املثل األعىل يف التعايل‬ ‫عىل الجراح‪ ،‬إلميانها بأن املصلحة القومية فوق كل‬ ‫االعتبارات‪ ،‬فآلت إىل مهوى أفئدة الجامهري‪ ،‬ألنها‬ ‫تعرب عن نبض شارعها وتقاسمه لقمة العيش‬ ‫والهموم‪ .‬ووجدت تلك الجامهري يف سوريا الحضن‬ ‫الدافئ‪ ،‬والسيام بعد الغزو األمرييك الغاشم‬ ‫للعراق‪ ،‬وما خلفه من ويالت وتدمري بحق الشعب‬ ‫العراقي الشقيق‪ ،‬وكذلك أثناء العدوان اإلرسائييل‬ ‫الهمجي عىل لبنان الشقيق عام ‪ 2006‬والحرب‬ ‫عىل غزة الصامدة وما تاله من أحداث‪.‬‬ ‫عاشت سوريا خالل الحقبة املاضية‪ ،‬والسيام‬ ‫خالل إدارة “جورج بوش” االبن يف إدارتيه األوىل‬ ‫والثانية ظروفاً استثنائية متثلت بحمالت إعالمية‬ ‫محمومة تخللتها ترصيحات شبه يومية ملسؤولني‬ ‫أمريكيني تلوح بالعدوان العسكري تارة‪ ،‬وبالعقوبات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وبالحصار السيايس واالقتصادي تارة‬ ‫أخرى‪ ،‬فض ًال عن مامرستها للضغوط عىل الدول‬ ‫األخرى ملحارصة سورية‪.‬‬ ‫لقد واجهت قيادة الرئيس بشار األسد تلك‬ ‫الحمالت بصرب املناضل ودأب املكافح ومتكنت سوريا‬ ‫من كشف األضاليل وإسقاط مخططات الهيمنة‬ ‫من مثل إقامة الرشق األوسط الجديد‪ ،‬الذي يرمي‬ ‫إىل تحلل الدول من التزاماتها الوطنية وارتباطاتها‬ ‫القومية لإلفساح يف املجال أمام الهيمنة األمريكية‬ ‫والسيطرة اإلرسائيلية‪ .‬وها هي قيادة سوريا‬ ‫تتمسك مبواقفها الوطنية والقومية وترفض‬ ‫الهيمنة والتسلط وسياسة التهديد والوعيد‪،‬‬ ‫وتتمسك بالحقوق الفلسطينية‪ ،‬وتحرير األرايض‬ ‫العربية املحتلة يف الجوالن وفلسطني ولبنان‪،‬‬ ‫وتدافع عن حرية العراق واستقالله ووحدته أرضاً‬ ‫وشعباً‪ ،‬وتدعم املقاومني إلميانها بنهج املقاومة‬ ‫سبي ًال إىل التحرير‪ .‬وأثبتت تطورات األحداث يف‬ ‫املنطقة صوابية موقفها ورؤيتها فتعززت مكانتها‬ ‫ودورها املحوري واألسايس يف تقرير شؤون املنطقة‬ ‫وتحقيق األمن واالستقرار فيها‪ ،‬وأصبح الجميع يريد‬ ‫الحوار مع سوريا‪ ،‬واستطالع مواقفها املوضوعية‬ ‫والعملية‪ ،‬مقدرين الدور اإليجايب والبناء الذي تقوم‬ ‫به لدفع األخطار عن املنطقة‪ ،‬واإلسهام بإقامة‬ ‫السالم العادل والشامل القائم عىل الرشعية‬ ‫الدولية‪ .‬لقد أدرك العديد من قادة العامل مكانة‬ ‫سورية وقدرتها يف التأثري عىل املنطقة‪ ،‬لذلك‬ ‫تقاطرت وفودهم لتجعل دعوات الحصار واملقاطعة‬ ‫تذهب أدراج الرياح ‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫أدركت سوريا وعىل نحو خالق أهمية املحيط‬ ‫اإلقليمي ودوره يف دعم قضايا العرب ونرصة‬ ‫مواقفهم وتشابك املصالح االقتصادية يف إطار‬ ‫الرغبة املشرتكة يف التعاون‪ ،‬والسيام يف ضوء‬ ‫التطور الباحث عن فضاءات اقتصادية وسياسية‬ ‫أوسع مدى‪ ،‬ومتكنت قيادة الرئيس بشار األسد من‬ ‫تحقيق خطوات ملموسة يف هذا االتجاه‪ ،‬وليس‬ ‫أقلها إقامة مجلس التعاون االسرتاتيجي السوري‬ ‫الرتيك‪ ،‬ليشمل وبخطوات مامثلة ك ًال من األردن‬ ‫ولبنان‪ ،‬وقد أدت الجهود التي بذلها الرئيس إىل‬ ‫تكريس املصالحة األرمينية ‪ -‬الرتكية‪ ،‬واألرمينية ‪-‬‬ ‫األذربجية‪ ،‬مام أفسح يف املجال أمام مناخ سيايس‬ ‫يفتح الباب لفضاء اقتصادي واسع‪.‬‬ ‫لقد عملت سوريا خالل السنوات املاضية عىل‬ ‫تحقيق إصالح شامل يف جميع مناحي الحياة‬ ‫عىل قاعدة نهج التطوير والتحديث والدخول إىل‬ ‫العرص ثقافة وعلوماً وتقانة وسياسة واقتصاداً‪،‬‬ ‫وتم الرتكيز عىل تحقيق تنمية اقتصادية واجتامعية‬ ‫وبرشية وتحسني ظروف االستثامرات املادية‪،‬‬ ‫وجذب املزيد من رؤوس األموال وزيادة فرص العمل‬ ‫للقضاء عىل البطالة‪ ،‬وتحسني الوضع املعييش‬ ‫للمواطنني‪ ،‬وتطوير قطاعات االقتصاد الوطني‬ ‫والبنية الترشيعية وإصالح النظم املالية والنقدية‬ ‫والرضيبية واإلدارية عىل قاعدة اقتصاد السوق‬ ‫االجتامعي‪.‬‬ ‫وأستطيع القول‪ :‬إننا قطعنا أشواطاً مهمة‬ ‫عىل طريق تحقيق هذه األهداف العريضة‪ ،‬والبد‬ ‫من اإلشارة هنا إىل مصاعب املراحل االنتقالية‬ ‫وحاجتها الدائبة إىل الجهود املتواصلة لتدارك‬ ‫السلبيات وتحقيق األهداف املحددة القريبة‬ ‫والبعيدة‪.‬‬ ‫خالل هذه السنوات ومنذ عام ‪ 2005‬تعرضت‬ ‫سوريا ملؤامرة كربى وأخطار حقيقية خرجت‬ ‫منها منترصة كيف تنظرون ملواجهة الرئيس‬ ‫لتلك األخطار وكيف استطاع إدارة تلك‬ ‫األزمات؟‬ ‫ما كانت سوريا يف يوم من األيام مبنأى عن‬ ‫األخطار ذلك أن قدرها وأصالتها القومية‪ ،‬ودورها‬ ‫وتكوينها التاريخي مبني عىل مصالح األمة‪،‬‬ ‫وجسدت بذلك آراء بعض الساسة العارفني‪ :‬إنها‬ ‫متثل قلب العروبة النابض‪ ،‬بيد أن السنوات األخرية‪،‬‬ ‫وكام يشري السؤال زاد التآمر حدِّة وتكاثفت‬ ‫تشابكات املخططات املعادية بأبعادها الدولية‬ ‫واإلقليمية والداخلية‪ ،‬وكان من سبب ذلك وصول‬ ‫التناقض بني مصالح األمة ومصالح أعدائها إىل‬ ‫مرحلة الصدام الذي ابتدأ عندما غزت الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية العراق الشقيق واحتلته احتالالً‬ ‫مبارشاً‪ ،‬وبسبب موقف سوريا الرافض لالحتالل‬ ‫وكل أشكال الهيمنة والتسلط وسياسات‬ ‫النهب للرثوات‪ ،‬وبسبب دفاعها عن حرية العراق‬ ‫واستقالله ووحدة أراضيه‪ ،‬وإرصارها عىل تحرير‬ ‫الجوالن والتمسك بالحقوق الوطنية للشعب‬ ‫العريب الفلسطيني وإميانها بنهج املقاومة طريقاً‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫أن الذراع اآلخر لتحرير األرض هو املقاومة‬ ‫للتحرير‪ ،‬ورعايتها لقوى املامنعة واملقاومة التي‬ ‫أبداها ويبديها الشعب العريب يف فلسطني‬ ‫والعراق ولبنان‪ ،‬بسبب ذلك ك ّله تعرضت سوريا‬ ‫إىل تحديات كبرية وتهديدات خطرية وضغوطات‬ ‫متالحقة لثنيها عن مواقفها املبدئية ومترير‬ ‫وتصفية‬ ‫الصهيونية‪،‬‬ ‫االستعامرية‬ ‫املخططات‬ ‫القضية الفلسطينية وإقامة الرشق األوسط‬ ‫الجديد الذي يحقق مصالح «إرسائيل»‪ .‬لقد ارتسم‬ ‫البعد اإلقليمي يف مخططات األعداء مبحاولة زرع‬ ‫التناقض والكراهية بني السوريني واللبنانيني عن‬ ‫طريق تلفيق التهم وإلصاقها بسوريا‪ ،‬ثم ما لبث‬ ‫املتوهمون أن بإمكانهم تخريب الوحدة الوطنية‬ ‫وإضعاف الشعور واالنتامء الوطنيني‪ ،‬غري أن إرادة‬ ‫شعبنا كانت أقوى من توهمهم ومن إمكاناتهم‬ ‫ومن حشودهم‪ ،‬فازدادت أوارص اللحمة الداخلية‪،‬‬ ‫وتوحد الشعب والقائد ليصبح النسيج السوري‬ ‫عنفواناً وقدرة وصموداً وصرباً‪ ..‬من هذه النقطة‬ ‫بالذات تتبدى قدرة القيادة السورية عىل مواجهة‬ ‫املخططات املعادية أوالً‪ ،‬وإدارة بعض تالفيفها ثانياً‪،‬‬ ‫لقد واجه الرئيس بشار األسد الحمالت الظاملة التي‬ ‫شنتها الدوائر املعادية ومن يتعاون معها بصرب‬ ‫املؤمن‪ ،‬وإرادة املقاتل‪ ،‬واسترشاف القائد‪ ،‬واإلميان‬ ‫الذي اليحد بقدرة الشعب عىل االنتصار‪ ،‬وقد د ّلت‬ ‫مجريات األحداث وتطوراتها ليس عىل القدرات‬ ‫االستثنائية التي يتمتع بها الرئيس فحسب‪ ،‬بل‬ ‫دلت أيضاً عىل صحة منهجه وصوابية موقفه‪،‬‬ ‫وقدرته الخالقة عىل انتزاع النرص‪.‬‬ ‫تشهد العالقات السورية الرتكية والسورية‬ ‫اإليرانية تطوراً الفتاً مل يكتف بالسياسة بل‬ ‫تخطى ذلك نحو االقتصاد والبيئة وفتح املعابر‪.‬‬ ‫أهو حلف جديد أم معادلة إقليمية تتشكل يف‬ ‫وجه األحادية األمريكية؟‬ ‫الشك يف أن الوضع الدويل الذي خلفه تفكك‬ ‫االتحاد السوفيتي كقوة عظمى‪ ،‬واستفراد الواليات‬ ‫املتحدة كقطب أحادي مل يكن مريحاً‪ ،‬مام فاقم‬ ‫األمر سوءاً وصول القوى األكرث مينية ومحافظة‬ ‫إىل سدة القيادة األمريكية‪ ،‬وترافق ذلك بتسويق‬ ‫األفكار املضللة حول طبيعة الرصاع يف العامل‬ ‫وتغري تناقضاته عىل أسس أثنية ودينية‪ .‬لقد عززت‬ ‫هذه التوجهات قلق الشعوب والسيام الشعوب‬ ‫يف منطقة الرشق األوسط التي تعاين أص ًال من‬ ‫قلق واضطراب مزمنني نتيجة التواجد االستيطاين‬ ‫التوسعي الذي ميثله إرهاب «إرسائيل» الدولة‪،‬‬ ‫لذلك كان من الطبيعي أن تسعى الدول والقوى يف‬ ‫العامل نحو البحث عن قوة أو قوى تلجم االندفاعة‬ ‫العدوانية املتوحشة للتحالف اليميني يف أمريكا‬ ‫و»إرسائيل»‪ ..‬قامت القيادة السورية يف هذا‬ ‫السياق بالعمل عىل استنهاض الشعور القومي‪،‬‬ ‫واستنفار الطاقات الشعبية لدى الجامهري العربية‬ ‫وأحزابها‪ ،‬وتهيئة ما أمكن من مناخات تسهم يف‬ ‫تعميق أوجه التعاون العريب املشرتك‪ ،‬ثم انطلقت‬ ‫للعمل يف فضاءات أكرث اتساعاً مربمة اتفاق‬ ‫التحالف االسرتاتيجي مع تركيا ليشمل عرشات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫من االتفاقات التي تطال جميع ميادين الحياة‪،‬‬ ‫وينطبق هذا أيضاً عىل العالقات السورية اإليرانية‪.‬‬ ‫إن التداعيات واآلثار التي خلفتها العالقات السورية‬ ‫الرتكية القت استحساناً وترحيباً وتعاطفاً من كل‬ ‫شعوب املنطقة‪ ،‬وتجىل ذلك يف دخول الشعب‬ ‫الرتيك الحي والفاعل عىل خط الرصاع العريب‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وإسهامه يف الدفاع عن فلسطني‪،‬‬ ‫وحقوق الشعب العريب الفلسطيني‪ ،‬لقد أسست‬ ‫سوريا بإقامة هذه العالقة وتقويتها وتطويرها‪،‬‬ ‫األرضية ليدخل األردن الشقيق ولبنان العزيز‬ ‫إىل عقد مثل هذه االتفاقات‪ ،‬وأسهمت الجهود‬ ‫التي بذلها السيد الرئيس يف زيارتيه إىل أرمينيا‬ ‫وأذربيجان يف توسيع فضاءات التعاون الذي يسعى‬ ‫إىل خري اإلنسانية وتحقيق األمن والسالم واالزدهار‬ ‫بعيداً عن سياسات الهيمنة والسيطرة والتحكم‬ ‫تركيا‬ ‫بني‬ ‫الدبلومايس‬ ‫للتأزم‬ ‫بالنظر‬ ‫و»إرسائيل»‪ ،‬كيف تنظرون ملستقبل هذه العالقة‬ ‫بعد الخطوات التي اتخذها رئيس الوزراء الرتيك‬ ‫رجب طيب أردوغان رداً عىل االعتداء الذي طال‬ ‫أسطول الحرية؟‬ ‫ترتبط تركيا و»إرسائيل» بعالقات اسرتاتيجية‬ ‫عميقة تشمل الجوانب االقتصادية والتجارية‬ ‫واالستثامرية و االستخبارية واألمنية والعسكرية‬ ‫املتنوعة‪ ،‬وتعد تركيا أول دولة إسالمية تعرتف بـ‬ ‫«إرسائيل» منذ عام ‪ . 1949‬واملراقب لتطور العالقات‬ ‫بني البلدين منذ وصول حزب العدالة والتنمية‬ ‫للحكم يف العام ‪ ،2002‬يالحظ أن تلك العالقات‬ ‫بدأت بالرتاجع‪ ،‬وأخذت تبتعد تركيا عن «إرسائيل»‬ ‫وتنمي عالقاتها مع الدول العربية وبخاصة سوريا‬ ‫وبعد العدوان اإلرسائييل عىل غزة عام ‪ ،2008‬تنامى‬ ‫الغضب الشعبي الرتيك عىل «إرسائيل»‪ ،‬ووقف‬ ‫رئيس الوزراء الرتيك رجب طيب أردوغان يف مؤمتر‬ ‫«دافوس» ليعلن احتجاجه عىل العدوان اإلرسائييل‬ ‫ويعلن االنسحاب من املؤمتر رداً عىل صلف املوقف‬ ‫اإلرسائييل ممث ًال برئيس كيانه‪ ،‬وبدأت بعد ذلك‬ ‫حمالت واسعة النطاق لدعم أهل غزة وتقديم‬ ‫املساعدات اإلغاثية والطبية واإلنسانية عرب قوافل‬ ‫من املساعدات‪ ،‬ورافق ذلك إدانة دامئة ومستمرة‬ ‫ومستنكرة للحصار املفروض عىل غزة‪ ،‬والدعوة‬ ‫إىل فك ذلك الحصار وكرسه‪ ،‬والدخول عىل خط‬ ‫املصالحة الوطنية الفلسطينية نظراً لعالقاتها‬ ‫الجيدة مع طريف الخصام الفلسطيني‪.‬‬ ‫لقد وصلت الخالفات بني «إرسائيل» وتركيا إىل‬ ‫أوجها بعد القرصنة اإلرسائيلية عىل أسطول‬ ‫الحرية‪ ،‬حيث وصف املسؤولون األتراك العدوان‬ ‫بالدناءة‪ ،‬وأن ما فعلته الدولة العربية يعدُّ إرهاب‬ ‫دولة‪ ،‬ووجه أردوغان انتقادات حادة إىل «إرسائيل»‪،‬‬ ‫وكاد الرأي العام الرتيك ممث ًال بأطيافه السياسية‬ ‫مجتمعة يجمع عىل إدانة العدوان‪ ،‬وكثف رئيس‬ ‫الوزراء الرتيك تعاطفه مع فلسطني قائ ًال‪ :‬إن‬ ‫القدس بالنسبة إلينا كـ «اسطنبول»‪ ،‬وغزة كـ‬ ‫«أنقرة» وهي قضية تاريخية يجب أن نقف يف‬ ‫وجه من يجربون سكان غزة عىل العيش يف الهواء‬

‫‪8‬‬

‫الطلق‪ ،‬وأضاف سنكون حازمني حتى رفع الحصار‬ ‫عن غزة ووقف املجازر وإجراء تحقيق دويل حول حادث‬ ‫االعتداء عىل أسطول الحرية‪..‬‬ ‫أعتقد أن تداعيات األزمة ستكون عميقة يصعب‬ ‫معها أن تعود العالقات الرتكية – اإلرسائيلية إىل‬ ‫سابق عهدها ألن الظروف اختلفت والتغيري وصل‬ ‫إىل اتجاهات يف العمق‪.‬‬ ‫ما هو املوقف السوري مام حصل‪ ،‬وكيف‬ ‫تق ّومون موقف جامعة الدول العربية من هذا‬ ‫االعتداء؟‬ ‫إن املوقف الرسمي والشعبي السوري من‬ ‫العدوان الغاشم عىل أسطول الحرية كان حازماً‬ ‫ومدوياً وقد أجرى السيد الرئيس بشار األسد‬ ‫عدداً من االتصاالت مع القادة العرب ومع قادة‬ ‫ورؤساء العديد من دول العامل‪ ،‬لتعرية العنجهية‬ ‫«إرسائيل»‪،‬‬ ‫ومعاقبة‬ ‫وإدانتها‪،‬‬ ‫الصهيونية‬ ‫ومحاكمة قادتها‪ ،‬وعمت املظاهرات واملسريات‬ ‫واالعتصامات شوارع جميع املدن السورية مطالبة‬ ‫بإدانة هذا الترصف الالأخالقي واألحمق والعنرصي‪،‬‬ ‫وطالبت بفتح املعابر‪ ،‬ورفع الحصار البحري والجوي‬ ‫عن غزة‪ ،‬وأكدت عىل رضورة إجراء تحقيق دويل‬ ‫يفيض إىل محاسبة املسوؤلني اإلرسائيليني عىل‬ ‫جرميتهم التي ارتكبوها بحق مدافعني عن الحقوق‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وإن التقصري يف املحاسبة والعقاب‬ ‫سيدفع بـ «إرسائيل» إىل املزيد من ارتكاب الجرائم‪.‬‬ ‫إننا يف سوريا نحيي املوقف الرتيك الرسمي‬ ‫والشعبي‪ ،‬ونرتحم عىل الشهداء األبرار الذين بذلوا‬ ‫دماءهم من أجل قضية إنسانية عادلة‪ ،‬ونتمنى‬ ‫الشفاء العاجل للجرحى‪.‬‬ ‫أما حول موقف الجامعة العربية فأنا أقول‪ :‬إن‬ ‫القرار الذي صدر عن اجتامع وزراء الخارجية العرب‬ ‫بعد يومني من االجتامعات باللجوء إىل مجلس‬ ‫األمن قرار ضعيف وال يرقى إىل املستوى املطلوب إزاء‬ ‫فظاعة الجرمية التي ارتكبتها «إرسائيل»‪ ،‬وال يلبي‬ ‫الطموحات الجامهريية والشعبية العربية التي‬ ‫تجلت غضباً واستنكاراً‪ ،‬وال يتوافق مع اآلراء الصادرة‬ ‫الحازمة عن أوساط واسعة من الرأي العام العاملي‪.‬‬ ‫تطفو بني فرتة وأخرى نربة التهديدات‬ ‫اإلرسائيلية لقوى املقاومة وبشكل خاص سورية‪،‬‬ ‫ماهو املوقف السوري من هذه التهديدات‪ ،‬وهل‬ ‫تأخذها عىل محمل الجد إذا ما نظرنا إىل االنهيار‬ ‫واالرتباك الحاصل يف الداخل اإلرسائييل عىل كل‬ ‫الصعد؟‬ ‫مل تخفت التهديدات اإلرسائيلية ضد سوريةاأو‬ ‫لبنان أو الشعب العريب الفلسطيني يف يوم من‬ ‫األيام ألن «إرسائيل» قامت باألصل عىل العدوان‪،‬‬ ‫وبدون مامرسته والعيش يف ظالله تسقط الكثري‬ ‫من مسوغات هذا الكيان‪ .‬وقد دأبت الدوائر‬ ‫الصهيونية بتحالفاتها وأدواتها اإلعالمية عىل‬ ‫اختالق األكاذيب مروجة ألسباب العدوان عن‬ ‫طريق التوهم‪ ،‬بيد أن العربة هنا ال فيام يقوله‬ ‫اإلرسائيليون‪ ،‬بل فيام يفعلونه‪ ،‬والسيام أننا‬ ‫أمام حكومة إرسائيلية عنرصية قامئة عىل‬

‫نزعة العدوان والتطرف املركب‪ ،‬األمر الذي يزيد‬ ‫من احتامالت العدوان‪ ..‬وسواء ارتفعت نربة‬ ‫التهديدات أم انخفضت فإن موقف سوريا واضح‬ ‫يف رغبتها وسعيها الدائم والجاد إلقامة السالم‬ ‫العادل والشامل الذي يعيد الحقوق كاملة إىل‬ ‫أصحابها‪ ،‬ويحرر الجوالن بالكامل ويعيده إىل وطنه‬ ‫األم سوريا‪ ،‬وميكن الشعب العريب الفلسطيني‬ ‫من إقامة دولته املستقلة وعاصمتها القدس‬ ‫الرشيف‪ ،‬ويعيد إىل لبنان الشقيق مزارع شبعا‬ ‫وما بقي من أرض محتلة‪ .‬لقد شنت «إرسائيل»‬ ‫عام ‪ 2006‬عدواناً همجياً مدمراً عىل لبنان‪ ،‬وقد‬ ‫ارتد العدوان عىل صانعيه وأصحابه‪ ،‬ولقنت قوى‬ ‫املقاومة الباسلة االحتالل واملحتلني دروساً التنىس‪،‬‬ ‫ولعل دروس تلك الحرب قد تكون رادعة ألن اإلقدام‬ ‫عىل االعتداء عىل سوريا بخطوة من ذلك القبيل‬ ‫لن تكون سهلة‪ ،‬بل ستكون قوية ومدمرة ‪.‬‬ ‫كيف تنظرون للعالقة السورية اللبنانية‪،‬‬ ‫وإىل أي مدى وصل التفاهم بني القيادة السورية‬ ‫وحكومة سعد الحريري؟‬ ‫العالقات السورية اللبنانية جيدة‪ ،‬والزيارات‬ ‫التي قام بها بعض املسؤولني اللبنانيني كانت‬ ‫مثمرة وإيجابية‪ ،‬وتواصل الرئيس اللبناين ميشيل‬ ‫سليامن والرئيس سعد الحريري مع الرئيس بشار‬ ‫األسد خلقت مناخاً إيجابياً ملصلحة الشعبني يف‬ ‫البلدين الشقيقني‪.‬‬ ‫عملياً ما هو موقف سورية من املفاوضات ‪،‬‬ ‫وكيف تصف الوضع الفلسطيني؟‬ ‫إن االنقسام عىل الساحة الفلسطينية مؤمل‬ ‫َُّ‬ ‫ومرض بالقضية املركزية لألمة‬ ‫ومخيب لآلمال‪،‬‬ ‫العربية‪ ،‬ألنه َح َّول القضية الفلسطينية من‬ ‫قضية شعب مضطهد ومرشد يف الشتات إىل‬ ‫قضية مصالحة بني فتح وحامس‪ ،‬وإىل قضية رفع‬ ‫الحصار عن غزة ‪ ،‬وإىل رضورة فتح املعابر ‪ ،‬وإيقاف‬ ‫مؤقت لالستيطان‪ ،‬إن أهداف «إرسائيل» واضحة‬ ‫يف إرصارها عىل احتالل األرض والتوسع يف‬ ‫االستيطان‪ ،‬وفرض الهوية اليهودية عىل «إرسائيل»‬ ‫والتنكر ملقومات السالم العادل والشامل القائم‬ ‫عىل الرشعية الدولية‪ ،‬وإبقاء املنطقة يف أتون‬ ‫الفوىض والحروب واملنازعات‪ .‬إن أي موقف يف‬ ‫املفاوضات ال يقوم عىل أساس التكامل يف حقوق‬ ‫الشعب العريب الفلسطيني‪ ،‬ومقومات السالم‬ ‫العادل والشامل رضب من العبث وتقطيع للوقت‪.‬‬ ‫يف ختام هذا الحديث أتوجه بالشكر إىل مجلة‬ ‫«منرب التوحيد» عىل ما تقدمه من رأي رصيح‪،‬‬ ‫ونظرة موضوعية‪ ،‬وتحليل عميق لألحداث‪ ،‬منوها‬ ‫بالدور الذي يؤديه «تيار التوحيد» عىل الساحتني‬ ‫اللبنانية والعربية‪ ،‬وأشري يف هذا الصدد إىل‬ ‫التميز الذي يتمتع به األستاذ وئام وهاب _ رئيس‬ ‫التيار ‪ -‬بكلامته الصادقة وآرائه السديدة‪ ،‬ومواقفه‬ ‫القومية العربية وفكره املقاوم والتمسك باملصالح‬ ‫العليا لألمة العربية‪ ،‬وإلميانه العميق باستمرار‬ ‫العالقة التاريخية بني سوريا ولبنان والبناء عليها‬ ‫ألنها تخدم مصلحة البلدين الشقيقني وباألخص‬

‫األشقاء اللبنانيني‪ ،‬وأقدر جرأته يف التصدي‬ ‫لألضاليل التي حاولت ج ّر لبنان إىل مواقع العدو‪،‬‬ ‫وخلق رصاع وتناقض بني الشعبني الشقيقني‪.‬‬

‫رئيس تيار التوحيد‬ ‫وئام وهاب‪:‬‬

‫أسد الشرق‬ ‫ش ّكلت سوريا عرب تاريخها املعارص‪ ،‬موقفاً‬ ‫اسرتاتيجياً يف إدارة الرصاع الناجم عن احتالل‬ ‫فلسطني‪ ،‬ويف التعاطي مع أزمات املنطقة‬ ‫املفتعلة‪ ،‬من حرب الخليج واجتياح الكويت‪ ،‬ومع‬ ‫ارتدادات املناخات الداخلية واإلقليمية املتهالكة‬ ‫إلقامة املرشوع الرشق األوسطي الجديد‪ ،‬وإبقاء‬ ‫“إرسائيل” يف موقع رأس الحربة العسكرية‪،‬‬ ‫وإخضاع املنطقة بكاملها لسيطرتها ونفوذها‪.‬‬ ‫كل ذلك يأيت يف سياق استكامل املرشوع‬ ‫األجنبي الذي بدأ مع “سايكس – بيكو” ووعد‬ ‫بلفور‪ ،‬وما تالهام من مؤمترات يف أوسلو ووادي‬ ‫عربة‪ ،‬و”كامب ديفيد”‪ ،‬وخارطة طريق‪ ،‬وتحويل‬ ‫الساحة الفلسطينية اىل رصاعات وتجاذبات‬ ‫داخلية أنهكت فعل الثورة‪ ،‬وح ّولت االتجاهات‬ ‫ألبعاد تستهدف إلغاء القضية املركزية‪ ،‬ومحارصة‬ ‫قوى املامنعة والصمود يف هذه األمة‪.‬‬ ‫تجاه تلك العوامل املتقدمة‪ ،‬كان لألمة قائد‬ ‫خرج من صفوفها‪ ،‬وواجه عربحزبه وشعبه‬ ‫ودولته كل تلك املحاوالت البائسة‪ ،‬ورسم الخطة‬ ‫النظامية الدقيقة‪ ،‬املستندة اىل جوهر اإلميان‬ ‫املطلق بالحق القومي‪ ،‬واملتضامنة مع قوى التحرر‬ ‫يف العامل‪ ،‬مام أبقاها عام ًال رئيسياً ومفصلياً‬ ‫يف صياغة أي مرشوع يطرح للنقاش يف املحافل‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬لذلك تك ّبد الرئيس حافظ‬ ‫األسد رحمه الله‪ ،‬هذا الحمل الكبري وكان همه‬ ‫األوحد عدم التفريط باملبادئ القومية‪ ،‬ال سيام‬ ‫وأسس‬ ‫يف محورية الرصاع األساس – فلسطني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لقيام جبهة وطنية تتكامل مع العمل املقاوم‬

‫‪9‬‬

‫لصناعة التاريخ الجديد‪ .‬فكان مؤمتر مدريد ومقولة‬ ‫األرض مقابل السالم‪ ،‬حدثاً اعتمدته كل األوساط‬ ‫الدبلوماسية والسياسية يف عاملنا العريب‬ ‫والدويل‪ ،‬وكانت القمم العربية واإلسالمية‪ ،‬ورغم‬ ‫حاالت ضعفها تستند اىل هذا الثابت يف طرح‬ ‫أي حوار أو مفاوضات‪ ،‬لكن قدر األمة‪ ،‬غ ّيب األسد‬ ‫القائد وأىت من بعده من يحمل األمانة بكل‬ ‫مضامينها‪ ،‬ويؤكد عىل الثوابت واملندرجات يف‬ ‫إطار املواجهة القومية الشاملة مع أعداء األمة‬ ‫يف الداخل والخارج‪.‬‬ ‫وقد اعتقد البعض بل وراهن عىل تخيل سوريا‬ ‫عن دورها املحوري‪ ،‬وكم كانت الصدمة كبرية‬ ‫عليهم‪ ،‬حني أقدم الرئيس بشار األسد عىل‬ ‫تصليب املواقف‪ ،‬واحتضان املقاومة الوطنية‬ ‫واإلسالمية يف فلسطني ولبنان‪ ،‬ونسج أفضل‬ ‫العالقات االسرتاتيجية مع دول إقليمية ودولية‪،‬‬ ‫عززت مناخات الصمود وأمثرت يف انبعاث زمن‬ ‫االنتصارات‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد جاء انتصار املقاومة يف تحرير جنوب‬ ‫لبنان عام ‪ ،2000‬ليشكل إضاءة مرشقة عززت‬ ‫يف إطالق العمل املقاوم‪ ،‬بالحجر أوالً والرصاص‬ ‫ثانياً داخل األرايض املحتلة‪ .‬وكان احتالل العراق‬ ‫لقوى األطليس‪ ،‬محاولة فاشلة لتغيري املعادلة‬ ‫فارتكب املجازر الجامعية وأقام السجون الحديدية‬ ‫وقتل مئات اآلالف من أبناء شعبنا‪ ،‬مام أسهم يف‬ ‫انبعاث املقاومة العراقية التي أجربت االحتالل‬ ‫عىل تحديد تاريخ انسحابه‪ ،‬وترك الرمال املتحركة‬ ‫التي غرق بها‪ ،‬ومل يعد يستطيع معرفة كيفية‬ ‫الخروج منها‪ ،‬وكان عدوان متوز عام ‪ ،2006‬والعدوان‬ ‫عىل غزة عام ‪ ،2008‬واغتيال الحريري عام ‪2005‬‬ ‫ع ّلهم يربكون مركز القرار القومي‪ ،‬ويدخلون‬ ‫األمة يف اقتتال مذهبي وطائفي بغيض‪ ،‬ورسعان‬ ‫ما تبدل الحلم االستعامري‪ ،‬بفعل جهوزية‬ ‫املقاومة الوطنية واإلسالمية عىل مدى ساحات‬ ‫األمة‪ ،‬وتغيري إطار اللعبة وإعادة عقارب الساعة‬ ‫اىل حيث يجب أن تكون‪.‬‬ ‫وسط كل تلك السنوات العجاف‪ ،‬والحصار‬ ‫السيايس واالقتصادي والعسكري الذي فرض‬ ‫عىل سوريا لسنوات‪ ،‬بقي رئيسها ممسكاً بإدارة‬ ‫الرصاع‪ ،‬ومل ينس االهتامم بامللفات الداخلية يف‬ ‫ّ‬ ‫فنظم املشاريع‬ ‫القطر العريب السوري الشقيق‪،‬‬ ‫االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬وأرشف عىل تنفيذها‬ ‫يف قدرة قيادية متامسكة‪ ،‬حيث كان همه بعث‬ ‫نهضة حقيقية‪ ،‬ألبناء بلده تأخذهم يف مسالك‬ ‫التطور البرشي والتكنولوجي اىل مصاف األمم‬ ‫القادرة عىل صياغة نظامها وتحديثه وتطويره‪،‬‬ ‫ملواكبة روح العرص واستلهام كل عوامل التقدم‬ ‫والنجاح واإلبداع‪.‬‬ ‫فكانت املشاريع الكربى‪ ،‬وتطوير املناطق‬ ‫وتعزيز اإلدارات املحلية يف املحافظات‪ ،‬وفرض‬ ‫القوانني الترشيعية واإلمنائية‪ ،‬مام ساهم يف‬ ‫متاسك البنية الداخلية أكرث من أي وقت مىض‪،‬‬ ‫فصارت سوريا‪ ،‬دولة بكل ما للكلمة من معنى‪،‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫الحقوق ال يساوم عليها وال يتنازل عنها وليست موضوع نقاش‪ ..‬والحقوق هي األساس الذي ننطلق منه يف عملية السالم‬ ‫وباتت قادرة عل فرض وجودها‪ ،‬ومل يعد بإمكان‬ ‫أحد عىل اإلطالق تجاوزها يف بحث أي ملف قومي‬ ‫أو إقليمي مهام عال شأنه وساد نفوذه‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أقرت به اإلدارة األمريكية والدول األوروبية عىل حد‬ ‫سواء‪ ،‬لذلك ش ّكلت سوريا وعرب السنوات العرش‬ ‫املاضية‪ ،‬حالة متفوقة يف اإلنتاج والتغيري‪ ،‬مام عزز‬ ‫صمودها الداخيل وتحالفها اإلقليمي والدويل‪.‬‬ ‫لقد كان احتضان سوريا للمقاومة يف لبنان‬ ‫وفلسطني والعراق‪ ،‬نابعاً من جوهر إميانها املقدس‬ ‫يف حقوقنا القومية‪ ،‬والتزامها باستعادة كل‬ ‫شرب من ترابنا املغتصب‪ ،‬لقد كانت عىل الدوام‬ ‫متعالية عن الجراح‪ ،‬مضمدة جراحات األمة‬ ‫البالغة‪ ،‬فقد تناست كل االستهدافات املعنوية‬ ‫واملادية التي طالتها من ذوي القرىب‪ ،‬وبقيت يف‬ ‫جوهر اإلميان وجدان هذه األمة النابض‪ ،‬ورسولة‬ ‫السالم القائم عىل العدل الحقوقي لكل الشعوب‬ ‫التائقة للحرية والخالص‪.‬‬ ‫إن قيادة الرئيس بشار األسد لسفينة الخالص‬ ‫الوطني والقومي ّ‬ ‫رشعت أرشعته رغم كل األمواج‬ ‫العاتية‪ ،‬ألخذ القرارات الحاسمة والتوجهات‬ ‫املناسبة‪ ،‬فصاغ العالقات القومية وش ّكل مع‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية محوراً إقليمياً‬ ‫فاع ًال يف مواجهة التحديات والغطرسة‪ ،‬وفتح‬ ‫أبواب العالقات مع تركيا ودول أمريكا الجنوبية‪،‬‬ ‫فصار زمن التحوالت يتجه لخدمة قضايانا‬ ‫املركزية‪ ،‬وتأمني مصالحه االقتصادية السيام بعد‬ ‫انفجار األزمة املالية العاملية وانعكاسها عىل‬ ‫السوق األمريكية واألوروبية والخليجية املرتبطة‬ ‫معها‪.‬‬ ‫لقد أدرك الرئيس األسد‪ ،‬أن لعبة املصالح‬ ‫تتحكم بعالقات الدول‪ ،‬لذلك بدأت الوفود‬ ‫األجنبية تأيت اىل دمشق‪ ،‬علها تلتقط يف‬ ‫اللحظة األخرية ما يؤمن مصالحها بعيداً عن‬ ‫لغة الوعيد والتهديد والحصار‪ .‬وهذا ما أوصل‬ ‫ايضاً الذين راهنوا‪ ،‬خاصة يف لبنان‪ ،‬عىل انتصار‬ ‫املرشوع األمرييك للعودة رسيعاً للتنسيق وعقد‬ ‫االتفاقيات مع سوريا‪ ،‬حكومة ومؤسسات وأحزاب‬ ‫وجمعيات وفعاليات‪.‬‬ ‫إننا يف “تيار التوحيد”‪ ،‬ومنذ البداية كان‬ ‫عهدنا وقناعتنا ومبادئنا أن نقف اىل جانب‬ ‫املقاومة وقلعة الصمود واملامنعة‪ ،‬وما حسبنا‬ ‫للربح والخسارة حساباً‪ ،‬بل كان رهاننا عىل جوهر‬ ‫القضية والرصاع‪ ،‬يف حقنا الوطني والقومي‪،‬‬ ‫وإسقاط مشاريع الهيمنة والتسلط واالستعامر‪،‬‬ ‫كان إمياننا ثابتاً وراسخاً‪ ،‬بأن حلم ارسائيل التورايث‬ ‫من الفرات اىل النيل ّ‬ ‫تبخر‪ ،‬وأن أنظمة االرتهان‬ ‫ساقطة أمام شعوبها وتحت أقدام داعميها‪ ،‬وأن‬ ‫لبنان سيبقى عريب الهوية واالنتامء‪ ،‬وال مكان‬ ‫فيه للمتآمرين‪.‬‬ ‫إننا ويف الذكرى السنوية العارشة لتبوؤ‬ ‫الرئيس بشار األسد سدة الرئاسة يف الجمهورية‬ ‫العربية نجدد العهد والثقة والوعد للقيادة‬ ‫التاريخية الحكيمة‪ ،‬بأننا ارتضينا مبلء إرادتنا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ووعينا‪ ،‬هذا االنتامء املقاوم‪ ،‬وأننا مالقون معكم‬ ‫يا سيادة الرئيس انتصار األمة التي ظنًها أعدائها‬ ‫قد انقرضت‪ ،‬لكنها أبت أن يكون قرب التاريخ‬ ‫مكاناً لها تحت الشمس‪ ،‬وأنها أمة أسقطت‬ ‫زمن الهزائم‪ ،‬وأشعلت زمن االنتصارات‪ ،‬عهدنا‬ ‫هذا‪ ،‬بنيناه بدماء الشهداء واملجاهدين واملناضلني‪،‬‬ ‫عهدنا سيتجدد يف كل يوم بأن األسد‪ ،‬ليذود عن‬ ‫أرض األجداد واألنبياء والشهداء‪ ،‬ونتالقى يف يوم‬ ‫التحرير الكامل‪ ،‬أمام القدس الرشيف واملسجد‬ ‫األقىص وكنيسة القيامة‪ ،‬ويبدأ زمن التحوالت‬ ‫يف زمن الرجال الذين قرروا أن يغريوا وجه هذه‬ ‫املنطقة كام نريد‪.‬‬

‫الوزير السابق‬ ‫محسن دلول‪:‬‬

‫سوريا اآلمنة‬ ‫في أي ٍد أمينة‬ ‫السادس عرش من ترشين الثاين عام ‪1970‬‬ ‫كان يوم التح ّول الكبري يف النظام السوري ويف‬ ‫دور وموقع الجمهورية العربية السورية‪.‬‬ ‫إن الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس‬ ‫الراحل حافظ األسد يف ذلك اليوم التاريخي‪،‬‬ ‫نقلت سوريا من حالة الرتدي والرتدد والضياع‬ ‫بأعقاب هزمية عام ‪ ،1967‬وما سبقها من تقلبات‬ ‫وفوىض يف الحكم والنظام‪ ،‬اىل حالة االستقرار‬ ‫والنهوض التي هيأت اىل حرب ترشين املجيدة‬ ‫يف العام ‪ ،1973‬وأسست لنهضة اقتصادية‬ ‫عمرانية واجتامعية جعلت من سوريا قلعة‬ ‫للصمود والتصدي العريب عىل مدى العقود‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫وقد جاء تويل الدكتور بشار األسد لسدة‬ ‫الرئاسة األوىل يف سوريا يف العام ‪ ،2000‬بعد‬

‫‪10‬‬

‫رحيل القائد حافظ األسد (رحمه الله)‪ ،‬ليعطي‬ ‫الحياة السياسية واالقتصادية واالجتامعية زخ ًام‬ ‫جديداً القى كل ترحيب واحتضان من الشارع‬ ‫السوري وكان له صداه الطيب عىل املستوى‬ ‫العريب واللبناين تحديداً‪.‬‬ ‫لقد أدار الرئيس بشار األسد دفة القيادة منذ‬ ‫اليوم األول لتوليه الرئاسة بحكمة القائد املجرب‪،‬‬ ‫منطلقاً بذلك من القواعد التي أرست أسسها‬ ‫مدرسة املغفور له القائد الراحل حافظ األسد‪،‬‬ ‫ومدفوعاً بحيوية الشباب املليئة بروح الحداثة‪،‬‬ ‫واملتسلحة باملبادئ والثوابت الوطنية والقومية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬وبأدوات العرص ومفاهيمه املتقدمة‪.‬‬ ‫غري أن تطورات دراماتيكية عاصفة انفجرت‬ ‫عىل الصعيد الدويل بعد أشهر قليلة من تويل‬ ‫الرئيس األسد ملهامه الدستورية‪ ،‬مت ّثلت بأحداث‬ ‫‪ 11‬أيلول يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬والتي‬ ‫كان من تداعياتها حربان متتاليتان عىل املنطقة‪،‬‬ ‫الحرب عىل أفغانستان‪ ،‬والحرب عىل العراق‪ ،‬التي‬ ‫ترافقت مع حمالت التهويل والتهديد لسوريا‬ ‫ورضب الحصار السيايس واالقتصادي عليها‬ ‫بهدف تطويعها ملشيئة املرشوع األمرييك‬ ‫الهادف للسيطرة عىل املنطقة وكل مقدراتها‬ ‫السياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫يف ظل تلك الظروف الصعبة جداً‪ ،‬قاد‬ ‫وحصنها سياسياً‪،‬‬ ‫الدكتور بشار األسد سوريا‬ ‫ّ‬ ‫وجعلها تصمد اقتصادياً باعتامد سياسات‬ ‫جديدة أرشك فيها القطاع الخاص بتحمل‬ ‫املسؤولية يف إدارة أحوال البالد‪ ،‬وأطلق العنان‬ ‫لعملية تحديث اإلدارة ومكننتها باالعتامد‬ ‫عىل الخربات العاملية‪ ،‬األمر الذي جعله يفرض‬ ‫احرتامه واحرتام دور سوريا مجدداً عىل الصعيد‬ ‫الدويل متجاوزاً اآلثار السلبية النسحاب قواته‬ ‫من لبنان وآثار الحرب األمريكية اإلرسائيلية‬ ‫عىل لبنان يف متوز عام ‪ 2006‬وتداعيات الحرب‬ ‫املستمرة عىل العراق‪.‬‬ ‫واليوم وبعد ميض عرش سنوات عىل تويل‬ ‫الدكتور بشار األسد للسلطة يف سوريا‪ ،‬تعود‬ ‫سوريا لتحتل دور املحور يف إدارة سياسات منطقة‬ ‫الرشق األوسط ودور املفتاح األسايس يف حل‬ ‫أزماتها املتشابكة املرتابطة‪ ،‬من اليمن اىل‬ ‫العراق وصوالً اىل لبنان‪ ،‬وقضية العرب املركزية‪،‬‬ ‫أي القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫إن خيار القيادة السورية املتمسك بالحقوق‬ ‫العربية يف األرض والسيادة وإقامة الدولة‬ ‫للفلسطينيني‪،‬‬ ‫العودة‬ ‫وحق‬ ‫الفلسطينية‬ ‫وسيادة العراق ولبنان مل تنل منه كل الضغوطات‬ ‫والتهديدات األمريكية والغربية واإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وستبقى سوريا بقيادة الدكتور بشار األسد قلعة‬ ‫ّ‬ ‫تتحطم عند أسوارها املؤامرات‪،‬‬ ‫الصمود التي‬ ‫ونقطة االرتكاز لتحقيق األهداف القومية بالتحرر‬ ‫واستعادة الحقوق املغتصبة‪ .‬ولن يعوق ذلك دور‬ ‫سوريا يف مواصلة تطوير وتحديث اقتصادها‬ ‫ومرافقها املختلفة لتشكل يف املستقبل أيضاً‬

‫ليس فقط منوذجاً للصمود والتصدي وإمنا أيضاً‬ ‫منوذجاً للتطور والتقدم االقتصادي واالجتامعي‬ ‫والثقايف واإلنساين‪.‬‬

‫النائب والوزير السابق‬ ‫مخايل ضاهر‪:‬‬

‫مواقفه اتسمت بالجرأة‬ ‫والعنفوان والكرامة‬ ‫املسرية‬ ‫النضوج‬ ‫نفسه‬ ‫معادلة‬ ‫بالرشق‬

‫مشاها خطى كتبت عليه‪ ،‬فأكمل‬ ‫املظفرة وأدرك أعىل مراتب القمة يف‬ ‫السيايس الفاعل مام مكنه من فرض‬ ‫ومعه سوريا كرقم أسايس يف أية‬ ‫عربية أو إقليمية أو دولية لها عالقة‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫مواقفه اتسمت بالجرأة والعنفوان والكرامة‪،‬‬ ‫يف كل املناسبات‪ ،‬وعىل الصعد الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬ال يهادن‪ ،‬ال يساوم وال يلني أمام كل ما‬ ‫يتعارض والحقوق العربية‪ ،‬كاملة غري منقوصة‪.‬‬ ‫شخصية فذة هو‪ ،‬حليم حكيم‪ ،‬مقدام حتى‬ ‫املغامرة‪ ،‬متسلح بالعلم واملعرفة واإلملام الواسع‬ ‫والدقيق بكل املعطيات والتفاصيل‪ ،‬وبإميان عميق‬ ‫بالحقوق املغتصبة‪ ،‬فريى من عليائه‪ ،‬وهو أعىل من‬ ‫كل محاوريه‪ ،‬األمور بكل وضوح وشمولية ووحدة‪،‬‬ ‫مام يجعله دامئاً األقرب اىل الحق واملنطق‪ ،‬يطل‬ ‫عىل املستقبل‪ ،‬بكل ثقة بالنفس وبرؤيا واضحة‬ ‫ثابتة‪ ،‬تت ّوجها تحالفات إقليمية‪ ،‬أربك بها كل‬ ‫املشاريع املعادية لألمة العربية‪ ،‬وأضحت كربى‬ ‫الدول ويف طليعتها الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫ودول أوروبا ودول العامل أجمع‪ ،‬ليس بإمكانها‬ ‫أن تتعاطى مع الرشق األوسط إال ويكون فيها‬ ‫لسوريا اليوم‪ ،‬الدور الفاعل واألسايس‪.‬‬ ‫بني الحافظني‪ ،‬واألب واالبن‪ ،‬يقف بشار موضع‬

‫فخر واعتزاز لألول‪ ،‬ومثل ومثال للثاين‪ ،‬وتقف‬ ‫األمة جمعاء شامخة الرأس‪ ،‬مطمئنة ألن يف‬ ‫عرينها يسهر أسد شاب يخيف وال يخاف‪.‬‬

‫عضو القيادة القومية لحزب‬ ‫البعث العربي االشتراكي‬

‫النائب عاصم قانصوه‪:‬‬

‫عشر سنوات‬ ‫من اإلنجازات قدماً على‬ ‫طريق التحديث والتطوير‬ ‫وفق كل املعايري املنهجية تقاس وتقدّر مكانة أي‬ ‫قائد أو زعيم بقدر ما قدّم لشعبه أو وطنه‪ ،‬ويكون‬ ‫الكالم عام أنجزه يف كل ميدان عىل حدا‪ ،‬ويف كل‬ ‫امليادين مجتمعة‪ ،‬ويبدأ التعداد ليشمل قضايا‬ ‫الرتبية والتعليم واملعرفة والزراعة واألمن الغذايئ‪،‬‬ ‫ومفهوم البيئة والتنمية املستدامة وصوالً اىل‬ ‫الصناعة والتجارة وبناء القوة الذاتية الوطنية‪،‬‬ ‫والنهج السيايس يف امليدان الداخيل والخارجي عىل‬ ‫حد سواء ومعرفة املكانة التي وصلت إليها الدولة‬ ‫والبالد يف نظر األمم األخرى‪ ،‬ومن هذه املعايري يكون‬ ‫الرئيس القائد الدكتور بشار األسد واحداً من أبرز‬ ‫القادة التاريخيني يف العرص الحديث‪ ،‬وكام كان والده‬ ‫الرئيس الخالد حافظ األسد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وألن كل املعايري املنهجية تشري اىل ما قدّماه‬ ‫ّ‬ ‫للوطن والشعب واألمة بتضحية قل نظريها عىل‬ ‫مدار عقود مضت‪ ،‬وكانا يف ذلك منوذجاً معيارياً ملا‬ ‫يجب أن يكون عليه القادة والزعامء‪.‬‬ ‫ومن هذا القبيل نرى أنه ليس مصادفة أن تتناقل‬ ‫وكاالت األنباء نتائج االستبانات التي أجرتها عدة‬ ‫مواقع عىل الشبكة الدولية‪ ،‬والتي أظهرت أن الرئيس‬ ‫بشار األسد تصدّر قامئة الشخصيات الدولية‬ ‫والعربية األكرث شعبية لعام ‪ 2009‬بنسبة ‪%67‬‬ ‫من بني الذين شاركوا يف استبانة الرأي من الق ّراء‬

‫‪11‬‬

‫باللغة العربية باعتباره أحد أبرز القادة الفاعلني يف‬ ‫الساحتني العربية والدولية‪ ،‬حيث أسهم مببادراته‬ ‫ونشاطاته وحركته الفاعلة يف تعزيز دور سوريا‪،‬‬ ‫ونجاح سياستها‪ ،‬وتأكيد مواقفها الثابتة يف مجمل‬ ‫األحداث التي شهدها العقد الفائت وهي املرحلة‬ ‫األخطر يف تاريخ سوريا واملنطقة‪.‬‬ ‫لقد تصدى القائد األسد لقيادة سوريا يف مرحلة‬ ‫قاسية‪ ،‬لعلها هي األصعب‪ ،‬واألشد وطأة منذ‬ ‫استقالل سوريا وخرج من هذه التجربة بنجاح غري‬ ‫مسبوق متمسكاً بالقيم واملبادئ التي ترىب عليها‬ ‫يف مدرسة القائد الخالد حافظ األسد‪ ،‬مدافعاً عن‬ ‫الحقوق القومية لألمة العربية‪ ،‬معززاً موقع سوريا‬ ‫املتقدم‪ ،‬ما دعا املراقبني السياسيني واالسرتاتيجيني‬ ‫اىل تثمني دور سوريا‪ ،‬باعتبارها القلعة العربية التي‬ ‫وقفت يف وجه املخطط الصهيوين ‪ -‬األمرييك عىل‬ ‫العراق وفلسطني ولبنان وسائر أنحاء األرض العربية‪.‬‬ ‫لقد وقف الرئيس األسد بعزم وثبات يف مواجهة‬ ‫أعداء األمة عىل موقف سوريا يف دفاعها عن الهوية‬ ‫القومية ودعمها للمقاومة بقوله‪“ :‬يريدوننا من دون‬ ‫ذاكرة‪ ،‬ليك يرسموا لنا مستقبلنا ومن دون هوية‪،‬‬ ‫ليك يحددوا لنا دورنا”‪.‬‬ ‫“لكن قدر سوريا كان دامئاً هو االعتزاز بالعروبة‬ ‫والدفاع عنها وصونها‪ ،‬ألنها األساس الوحيد‬ ‫ملستقبل مرشق وم ّ‬ ‫رشف نبنيه من أجل أبنائنا”‪.‬‬ ‫لقد أ ّكدت املسرية التي انتهجها الرئيس األسد‬ ‫بأن سوريا ال تهادن وال تساوم‪ ،‬فيام يخص املصلحة‬ ‫القومية لألمة العربية‪ ،‬واملصلحة القومية هي‬ ‫املعيار وحجر األساس يف السياسة السورية‪،‬‬ ‫وجوهرها ومنطلقها الثابت الذي ال يتغي‪.‬‬ ‫كام حرصت سوريا عىل تعزيز التضامن العريب‪،‬‬ ‫وتفعيل دور مؤسسات العمل العريب املشرتك‪،‬‬ ‫وقامت بأدوار إيجابية عىل مختلف الصعد‪ ،‬ومن‬ ‫موقف مبديئ‪ ،‬وإرادة حقيقية مستندة اىل التعامل‬ ‫مبصداقية مع األحداث‪ ،‬وهذا ما جعلها موضع إكبار‬ ‫واحرتام‪ ،‬مام عزّز حضورها ودورها املحوري يف املنطقة‬ ‫والعامل‪.‬‬ ‫لقد استطاع قائد مسرية التحديث والتطوير‪،‬‬ ‫ويف أحلك الظروف قسوة أن يصون مسرية البعث‬ ‫واألمة‪ ،‬وأن يجدّد الفكر ويشحذ الهمم‪ ،‬وينطلق‬ ‫بالعمل العريب املشرتك‪ ،‬ويضع العرب جميعاً أمام‬ ‫مسؤولياتهم‪.‬‬ ‫لقد أحبطت سوريا الرشك األمرييك املنصوب‪:‬‬ ‫“نعيد إليكم الجوالن مقابل فك االرتباط مع املقاومة‬ ‫يف العراق ولبنان وفلسطني”‪.‬‬ ‫وبجدلية املوقف الوطني والقومي ومتسكها‬ ‫بالثوابت يف اسرتاتيجيتها متزّق الرشك ألن فلسطني‬ ‫كانت ومازالت وستبقى هي القضية املركزية يف‬ ‫نضال أمتنا العربية‪ ،‬وألن املقاومة مت ّثل رشف األمة‬ ‫وعزّتها وألن عودة الجوالن دون السالم يف فلسطني هو‬ ‫مجرد هدنة‪ ،‬وأن “إرسائيل” وما يحملها مرشوعها‬ ‫الصهيوين هي العدو األوحد ألمتنا‪ ،‬وأن ثقافة‬ ‫املقاومة هي ثقافة مواجهة الغزو الثقايف بكل‬ ‫أشكاله الفكرية واالستهالكية‪ ،‬ويف مواجهة ثقافة‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫إذا كان هناك طرف يريد أن يتحرك يف عملية السالم فعليه أن يتحرك بقرار ذايت ويتحمل مسؤولية النجاح أو الفشل‬ ‫االستسالم والخنوع‪...‬‬ ‫ال ب ّد من قيام ثقافة ندّية متلك وتنرش كل أصيل‬ ‫يف فكرنا وأدبنا وتراثنا‪ ،‬وهي ثقافة تقديس الشهادة‬ ‫والشهداء والتعريف بهم والتثقيف بسريهم‬ ‫ومناقبيتهم واالقتداء بهم وتخليد ذكراهم‬ ‫وإحضارهم‪ ،‬وهم حارضون يف الضمري والوجدان‪ ،‬وهي‬ ‫ربط املقاومة األمة مبقاومتها عرب التاريخ وصوالً اىل‬ ‫حطني والقادسية والريموك وميسلون وحرب ترشين‬ ‫وتحرير الجنوب عام ‪ ،2000‬وصمود أهله ومقاومته عام‬ ‫‪ ،2006‬وصمود غزة عام ‪.2008‬‬ ‫يف هذه املناسبة نجدد العهد والوعد لقائد مسرية‬ ‫حزبنا متمسكني بالثوابت واملرتكزات التي أرىس‬ ‫دعامئها القائد الخالد حافظ األسد‪.‬‬

‫أمين عام رابطة الشغيلة‬ ‫زاهر الخطيب‪:‬‬

‫إنجازات وطنية وقومية‬ ‫عززت مكانة وموقع‬ ‫سوريا عربياً وإقليمياً‬ ‫ودولياً‬ ‫مرت عرش سنوات عىل تسلم الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد منصب الرئاسة يف الجمهورية‬ ‫العربية السورية‪ ،‬شهدت خاللها إنجازات‬ ‫مهمة ك ّرست وعززت دور وموقع ومكانة سوريا‬ ‫عربياً وإقليمياً‪ ،‬ودولياً‪ ،‬ما أسقط كل الرهانات‬ ‫األمريكية الغربية اإلرسائيلية عىل إضعاف‬ ‫وتقويض دور سوريا الوطني والقومي يف قيادة‬ ‫املقاومة ضد االحتالل الصهيوين‪ ،‬ويف التصدي‬ ‫ملشاريع الهيمنة عىل املنطقة تحت غطاء‬ ‫املرشوع األمرييك للرشق األوسط الجديد الهادف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اىل إلغاء ومحو عروبتها‪.‬‬ ‫وإذا ما أردنا التوقف أمام اإلنجازات الهامة التي‬ ‫تحققت يف السنوات العرش املاضية يف ظل‬ ‫قيادة الرئيس بشار األسد ميكن تسجيل اآليت‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ثبات سوريا يف مواقفها الوطنية والقومية‬ ‫رافضة التفريط بالحقوق العربية‪ ،‬داعية اىل‬ ‫املقاومة خياراً ونهجاً وقي ًام وثقافة ضد االحتالل‬ ‫يف لبنان والعراق وفلسطني‪ .‬خيار كان له الدور‬ ‫األسايس يف استنزاف املرشوع األمرييك يف‬ ‫املنطقة ومنعه من تحقيق أهدافه االستعامرية‬ ‫التي تستهدف السيطرة عىل العراق‪ ،‬وتحويله‬ ‫اىل قاعدة ومنصة لتقويض االستقرار يف سوريا‪،‬‬ ‫وإيران وصوالً اىل إحداث تغيري يف سياساتهام‪،‬‬ ‫يسمح بفرض الهيمنة األمريكية عىل كامل‬ ‫املنطقة‪ ،‬وإعادة رسم خارطتها السياسية‬ ‫والدميغرافية مبا يحقق ويك ّرس هذه الهيمنة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬إسهام دور سوريا يف قيادة ودعم خيار‬ ‫املقاومة ضد االحتالل يف متكني املقاومة يف‬ ‫لبنان من تحقيق انتصارها االسرتاتيجي عىل‬ ‫جيش العدو الصهيوين يف متوز ‪ ،2006‬ومنعه من‬ ‫بلوغ أي هدف من أهدافه‪ ،‬وبالتايل توجيه رضبة‬ ‫قاسية لقوته الردعية‪ ،‬وتحطيم أسطورته‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أسقط الرهانات للقضاء عىل املقاومة‪،‬‬ ‫وألحق الهزمية مبرشوع أمركة لبنان ومحاولة‬ ‫تحويله اىل شوكة يف خارصة سوريا‪.‬‬ ‫أما يف ما يتعلق بفلسطني‪ ،‬القضية املركزية‬ ‫يف الرصاع العريب الصهيوين‪ ،‬فقد لعبت سوريا‬ ‫دوراً مه ًام يف احتضان‪ ،‬ودعم املقاومة يف وقت‬ ‫تخ ّلت عن ذلك معظم الدول العربية‪ ،‬وتصدّت‬ ‫سوريا لجميع املحاوالت التي استهدفت تصفية‬ ‫خط املقاومة لصالح تكريس نهج املساومة عىل‬ ‫الحقوق القومية يف فلسطني‪ ،‬وأ ّكدت باستمرار‬ ‫عىل دعم خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية‬ ‫عىل قاعدة الحفاظ عىل الحقوق‪ ،‬والتمسك بحق‬ ‫الشعب الفلسطيني يف مقاومة االحتالل وال‬ ‫شك أن هذا املوقف الوطني‪ ،‬والقومي لسوريا اىل‬ ‫جانب الصمود األسطوري للشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫ومقاومته يف مواجهة العدوان الصهيوين عام‬ ‫‪ ،2009 -2008‬قد حمى القضية الفلسطينية‬ ‫وقطع الطريق عىل مخططات تصفيتها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬نجاح سوريا يف التصدي ملشاريع الفتنة‪،‬‬ ‫خاصة يف لبنان والعراق‪ ،‬والتي استهدفت تفتيت‬ ‫املنطقة عرب محاولة إدخالها يف رصاعات ثانوية‬ ‫تضعف دول وقوى املقاومة لالحتالل‪ ،‬وتحرف‬ ‫الرصاع عن مجراه الصحيح‪.‬‬ ‫لقد ملس كل عريب صالبة موقف سوريا وحزم‪،‬‬ ‫ووعي قيادتها يف مواجهة مشاريع الفتنة حيث‬ ‫شكل هذا املوقف الضامنة للمحافظة عىل‬ ‫الوحدة الوطنية للشعب العريب يف سوريا‪،‬‬ ‫وكذلك لحامية الهوية العربية لألمة العربية‪،‬‬ ‫والحيلولة دون متزيقها أكرث مام هي عليه‪ ،‬والعمل‬ ‫الحثيث عىل إعادة الحياة لصيغ العمل العريب‬ ‫املشرتك واحتضان املؤمترات الشعبية العربية‬

‫‪12‬‬

‫التي تعرب عن نبض الشارع العريب من جهة‪ ،‬مبا‬ ‫يعكس سعي سوريا الدائم بقيادة الرئيس بشار‬ ‫األسد لتعزيز الروابط القومية العربية ملواجهة‬ ‫التحديات التي تواجه األمة العربية عىل كل‬ ‫الصعد‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬نجاح سوريا يف تطوير‪ ،‬وتعزيز عالقاتها‬ ‫اإلقليمية التي شكلت دعامة مهمة يف مواجهة‬ ‫الهجمة االستعامرية األمريكية عىل املنطقة‬ ‫يف السنوات املاضية لحظة اختالل موازين القوى‬ ‫الدولية لصالح الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫يف هذا اإلطار تندرج عالقة سوريا مع‬ ‫الجمهورية اإلسالمية يف إيران‪ ،‬والتي تطورت‪،‬‬ ‫وتعززت وتحولت لتصبح عالقة تعاون وتحالف‬ ‫اسرتاتيجي يف شتى املجاالت‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار أيضاً ميكن وضع التطور الكبري‬ ‫والهام الذي حصل يف العالقة بني سوريا وتركيا‬ ‫والذي مت ّثل يف توقيع اتفاقات تعاون وتنسيق‬ ‫يف كافة املجاالت‪ ،‬واالرتقاء بها اىل مستوى‬ ‫اسرتاتيجي‪ ،‬وحصل ذلك بصورة موازية للتحول‬ ‫يف املوقف الرتيك إزاء الرصاع العريب الصهيوين‪،‬‬ ‫والذي تجسد يف املواقف التي اتخذها رئيس الوزراء‬ ‫الرتيك رجب طيب أردوغان يف دعم الشعب‬ ‫الفلسطيني يف مواجهة العدوان اإلجرامي‬ ‫عىل قطاع غزة‪ ،‬وقيادة التحرك لفك الحصار عن‬ ‫القطاع‪ ،‬وإلغاء املناورات العسكرية بني الجيشني‬ ‫الرتيك واإلرسائييل‪ ،‬واستبدالها مبناورات بني‬ ‫الجيشني السوري والرتيك‪.‬‬ ‫لقد ش ّكلت هذه العالقة تحوالً هاماً عزّز موقع‬ ‫ودور سوريا املتزايد نتيجة انتصار قوى املقاومة يف‬ ‫لبنان وفلسطني‪ ،‬وتعرث وفشل املرشوع األمرييك‬ ‫يف العراق‪ ،‬وال شك يف أن ذلك رفع من شأن‬ ‫سوريا‪ ،‬وعزّز مكانتها عربياً‪ ،‬وإقليمياً‪ ،‬ودولياً‪ ،‬ودفع‬ ‫دول العامل املهتمة باملنطقة اىل إعادة النظر‬ ‫بسياساتها تجاه سوريا‪ ،‬ويف مقدمها الواليات‬ ‫وتجسد‬ ‫املتحدة األمريكية‪ ،‬ودول االتحاد األورويب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ذلك بشكل واضح يف الوفود الدولية التي تتوافد‬ ‫اىل دمشق للقاء الرئيس بشار األسد والسيام‬ ‫الوفود األوروبية واألمريكية‪.‬‬

‫النائب الدكتور‬ ‫مروان فارس‪:‬‬ ‫قواعد النهج السوري‬ ‫لم يتم الحياد عنها‬ ‫إن السنوات العرش التي انقضت عىل تبوؤ سدة‬ ‫الرئاسة يف الجمهورية العربية السورية للرئيس‬ ‫الدكتور بشار األسد‪ ،‬قد ش ّكلت مقدمة رضورية‬

‫للعرص الجديد الذي يحمله من اآلن فصاعداً القرن‬ ‫الحادي والعرشون‪ .‬إذ حصلت تغريات كبرية يف‬ ‫ثبات مذهل عىل القواعد التي وضعها الرئيس‬ ‫حافظ األسد لسوريا والعرب أجمعني‪ .‬لذلك بهذه‬ ‫املناسبة نتوقف عند القواعد والثوابت يف رسم‬ ‫معامل العرص السوري الحديث‪ ،‬ضمن املالحظة‬ ‫بأن العرص السوري هو عرص عريب ملفت بالرغم‬ ‫من الهزائم العربية التي أفرزها نهج التسوية‬ ‫الذي اعتمده بعض الفلسطينيني دون غريهم‬ ‫من املقاومني‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬يف القواعد‬ ‫تعود املواقف يف سوريا اىل املعطيات‬ ‫االيديولوجية التي تصدرت القرن العرشين يف‬ ‫فكر حزب البعث العريب االشرتايك الذي تصدر‬ ‫نهج الصمود بوجه االستعامر‪ ،‬والعمل من أجل‬ ‫التقدم االجتامعي‪ ،‬خاصة وأن جوهر االستعامر‬ ‫يتم ّثل يف اعتامد سياسة التفتيت االجتامعي‬ ‫والتجزئة القومية‪ ،‬فكان مطلب الوحدة العربية‬ ‫مطلباً دامئاً يف الثوابت العقائدية للبعث‪ .‬وكان‬ ‫بذلك املوقف موقفاً مواجهاً باستمرار الصطناع‬ ‫التجزئة القومية‪.‬‬ ‫قاعدة العمل عىل إنجاز الوحدة القومية مل‬ ‫يتم الرتاجع عنها يف عرص الوحدات الكربى يف‬ ‫العامل‪ ،‬غري أن االنطالق من نقل حركة الرصاع‬ ‫نث‬ ‫من الحالة القومية اىل الحالة الكيانية مل ت ِ‬ ‫النهج السوري الذي وضعه حزب البعث العريب‬ ‫االشرتايك بقيادة الرئيس بشار األسد عن دعم‬ ‫جهود العاملني من أجل الوحدة‪.‬‬ ‫وأبرز ما يف املسألة الفكرية هذه مقاتلة‬ ‫النهج الذي سار به بعض الفلسطينيني من‬ ‫دعاة الثورة بنقل الرصاع من الساحة القومية‬ ‫اىل الساحة الفلسطينية لتتحول اىل حالة من‬ ‫ثم اىل حالة‬ ‫االقتتال الداخيل الفلسطيني‪ ،‬ومن ّ‬ ‫يف التسوية مع العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫إن التغيري يف الحالة هذه كان مطلباً استعامرياً‬ ‫أمريكياً سار به بعض العاملني يف الشأن‬ ‫الفلسطيني عىل قواعد إقامة الدولة واستعادة‬

‫األرض بنهج التسوية مع العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫يف هذا املجال كانت القاعدة التي رسمتها‬ ‫سوريا هي قاعدة الصمود بوجه الخط األمرييك‬ ‫وقاعدة مواجهة أسلوب التسوية معه‪.‬‬ ‫إن القواعد إذاً يف النهج السوري مل يتم الحياد‬ ‫عنها بالرغم من القرارات الدولية الجائرة كالقرار‬ ‫‪ 1559‬ووضعية الحصار التي رسمت لعزل سوريا‬ ‫عن األمة وعن عاملها العريب الفسيح‪.‬‬ ‫فقد بقيت مرص العربية سائرة يف نهج‬ ‫اتفاقيات “كامب ديفيد”‪ ،‬وبقيت السياسة‬ ‫األمريكية اىل جانب السياسة الصهيونية رازحة‬ ‫عىل صدر العامل العريب الفسيح‪ .‬هذا العامل‬ ‫أرادت أمريكا أن تحوله اىل عامل متواطئ عىل‬ ‫القضية القومية‪ ،‬وأن تجعل منه عاملاً متهاوياً يف‬ ‫حضن سياسة االنهيار والتبعية‪.‬‬ ‫كل ذلك مل مينع سوريا من دعم نهج املقاومة‬ ‫يف فلسطني ويف لبنان إلسقاط املرشوع‬ ‫األمرييك األسايس بإقامة الرشق األوسط الكبري‬ ‫ثم الرشق األوسط الجديد التابع لكونداليزا‬ ‫ومن ّ‬ ‫رايس وزيرة الخارجية األمريكية‪.‬‬ ‫تم إسقاط املرشوع األمرييك ليس بزوال‬ ‫إذاً ّ‬ ‫جورج بوش وكونداليزا رايس‪ ،‬إمنا بزوال السياسة‬ ‫تم إسقاطها بفعل صمود الشعب‬ ‫األمريكية التي ّ‬ ‫اللبناين والشعب الفلسطيني بدعم مبارش من‬ ‫الجمهورية العربية السورية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬يف النتائج األوىل‬ ‫مل تكن السياسة األمريكية قادرة عىل‬ ‫استيعاب قدرة سوريا يف املواجهة‪ ،‬إ ّال أنها عندما‬ ‫اضطرت اىل االعرتاف بالهزمية لجأت اىل كل األدوات‬ ‫فتم رسم سياسة جديدة تعتمد‬ ‫األوروبية بيديها‪ّ ،‬‬ ‫عىل انفتاح األوروبيني عىل السوريني كمقدمة‬ ‫لالنفتاح األمرييك املبارش عليهم‪ ،‬واملهم يف‬ ‫هذا املجال هو النهج السوري املعتمد دون االنحياز‬ ‫عن القواعد العقائدية‪ ،‬ونحن يف هذه النقطة‬ ‫نعتقد أن سياسة سوريا لتمسكها بكونها‬ ‫سياسة عقائدية قومية استطاعت أن ترسم‬ ‫نهجاً كانت له نتائجه الكبرية يف رسم معامل‬ ‫االنتصار يف لبنان ويف فلسطني‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬معامل النجاح‬ ‫عرش سنوات من عمر السياسة السورية يف‬ ‫عهد الرئيس الدكتور بشار األسد أدّت اىل فتح‬ ‫باب األمل أمام األجيال العربية الجديدة بإمكانية‬ ‫هزمية املرشوع الصهيوين يف املنطقة العربية‪،‬‬ ‫فام حصل يف لبنان ويف فلسطني يشري بقوة‬ ‫اىل أن إمكانية هزمية املرشوع الصهيوين بشكل‬ ‫كامل إمكانية حاصلة‪ ،‬وبأن عرص انهيارات‬ ‫األنظمة العربية املتواطئة مع العدو الصهيوين‬ ‫إمكانية حاصلة أيضاً‪ ،‬فام يحصل اآلن من اضطرار‬ ‫للنظام املرصي لفتح معرب رفح واإليذان مبرور‬ ‫موىس بزيارة غزة‪ ،‬كل ذلك اىل جانب محارصة‬ ‫الصهيونيني‬ ‫للمحارصين‬ ‫العاملية‬ ‫األساطيل‬ ‫إمنا يدل عىل أن كرثة التغيريات بدأت تظهر يف‬ ‫العامل؛ الشعوب تقهر أنظمتها فتخرجها من‬ ‫التواطؤ اىل العدل‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫رابعاً‪ :‬الثوابت‬ ‫إن الثوابت يف معامل النجاح عىل العدو‬ ‫الصهيوين وعىل السياسة الرجعية واالمربيالية‬ ‫يف آن يظهر يف التقدم اىل مرشوع جديد لألمة‪،‬‬ ‫مرشوع االنتصار بعد مرشوع الصمود‪ .‬فإذا كانت‬ ‫معامل السياسة السابقة تعتمد عىل نهج‬ ‫الصمود‪ ،‬فإمنا معامل السياسة الجديدة التي‬ ‫ترسمها سوريا اآلن بقيادة الرئيس بشار األسد‬ ‫هي معامل إنهاء الدولة اليهودية التي تساند‬ ‫فيها السياسة اإليرانية مساندة أساسية‪.‬‬ ‫لقد انترص النهج املقاوم عىل نهج التهاوي؛‬ ‫غزة تكرس الحصار وإيران متيض يف التخصيب‬ ‫وسوريا تؤ ّكد أن نهج املقاومة هو النهج الصحيح‬ ‫يف تثبيت املبادئ والقواعد‪.‬‬ ‫لقد صنع الدكتور بشار األسد سياسة جديدة‬ ‫لألمة يف السنوات العرش السابقة‪ ،‬وأهم ما‬ ‫يف هذه السنوات أنها مقدمة لتاريخ جديد بدأ‬ ‫يصنعه الرئيس حافظ األسد‪ ،‬وهو يستمر اآلن‬ ‫لصالح األجيال العربية الجديدة‪.‬‬

‫النائب إميل رحمة‪:‬‬

‫الرئيس بشار األسد ال‬ ‫يحني رأسه أمام جبروت‬ ‫قوى عظمى تريده أن‬ ‫يحيد عن مسلك الحق‬ ‫إن‬ ‫سوريا‬ ‫الخط‬ ‫م ّثلته‬

‫الرئيس بشار األسد مي ّثل وجه الحداثة يف‬ ‫من دون أن تعني هذه الحداثة تخل ّياً عن‬ ‫التاريخي ببعديه القومي والوطني الذي‬ ‫الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس حافظ‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫رضورة امتالك الدول العربية للرؤية الصحيحة وامتالك أدوات تنفيذ هذه الرؤية‬ ‫األسد وح ّولته سوريا اىل رقم صعب يف املعادلة‬ ‫الدولية واإلقليمية‪ ،‬كدولة مامنعة ال تتنازل عن‬ ‫حق سليب وهضيم‪.‬‬ ‫إن الرئيس بشار األسد الذي واكب والده‬ ‫الكبري واستطاع أن يحيط من قرب بكل‬ ‫القضايا واملشكالت التي تواجه بلده واملنطقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫متكن وبرسعة قياسية من إثبات حضوره‬ ‫ّ‬ ‫مؤكداً أهليته لتويل منصب رئاسة الجمهورية‬ ‫بفضل ما أبرز من مواهب وقدرات أسس معها‬ ‫هذا املوقع بفعل الجدارة وليس بقوة الوراثة‪.‬‬ ‫ومن ينظر اىل سوريا اليوم يالحظ من دون‬ ‫أي عناء حجم التطور والتقدم الذي طاول هذه‬ ‫الدولة الشقيقة يف جميع املجاالت االقتصادية‪،‬‬ ‫إذ نجد يف العمران ورشة ناهضة تجمع املعارصة‬ ‫اىل األصالة‪ ،‬ويف االقتصاد وثبة باهرة حققت‬ ‫والتزال الكثري الكثري وتيش بغد واعد‪ ،‬كذلك‬ ‫يف الصناعة هناك تحديث وإحياء للحرف واملهن‬ ‫التقليدية فال اندثار وال ابتعاد عن الرتاث بل‬ ‫تجديد دائم لها‪.‬‬ ‫أضف اىل ما أحدثته التكنولوجيا من قفزات‬ ‫نوعية خصوصاً عىل صعيد انتشار واسع‬ ‫واحتضان ملصارف دولية وعربية‪ ،‬ما يرسم لهذا‬ ‫القطاع مستقب ًال زاهراً بدليل الحركة الناهضة‬ ‫الناشطة يف أسس تحديث النظم واألساليب‬ ‫الرتبوية واالرتقاء بالتعليم يف جميع مراحله‬ ‫اىل املستويات الالئقة ببلد عريق وموغل يف‬ ‫الحضارة اإلنسانية كسوريا‪.‬‬ ‫إن هذه اإلنجازات التي عددناها‪ ،‬وهناك الكثري‬ ‫مام يضفي يف هذا املجال‪ ،‬حيث تحققت يف ظل‬ ‫سياسة ثابتة مل تعرف املهادنة وال الخضوع أمام‬ ‫الرشوط املتنوعة والرتاجع يف وجه اإلغراءات‪.‬‬ ‫فالرئيس بشار األسد ال يخىش يف الحق‬ ‫لومة الئم‪ ،‬وال يبدّ ل قناعاته بقبضة من‬ ‫املساعدات‪ ،‬وال يحني رأسه أمام جربوت قوى‬ ‫عظمى تريده أن يحيد عن مسلك الحق‪.‬‬ ‫فام تعرضت له سوريا يف السنوات األخرية‬ ‫من ظلم وافرتاءات واتهامات تكسرّ ت عىل‬ ‫صخرة صمود الرئيس بشار األسد وحكمته‬ ‫وثاقب نظرته وتش ّبثه بالقيم القومية‬ ‫والوطنية التي ترى أن ال قيمة ملنطق ال ُبطل‬ ‫القائم عىل سلب الحقوق وترشيد الشعوب‬ ‫وتكريس االحتالالت‪.‬‬ ‫ها هو الحصار‪ ،‬قد انفرط وتناثر هباء‪ ،‬ومل يبقَ‬ ‫له من أثر سوى العرب التي يجب أن يستخلصها‬ ‫امللوك والرؤساء العرب‪ ،‬وهو أن لديهم من‬ ‫اإلمكانات والطاقات لو توافروا عىل توظيفها‬ ‫متّحدين يف سبيل اسرتجاع الحقوق املرشوعة‬ ‫يف فلسطني الجريحة‪ ،‬والجوالن الصامد‪ ،‬وما‬ ‫أراض محتلة يف الجنوب اللبناين‬ ‫تبقى من‬ ‫ٍ‬ ‫العايص‪ ،‬ملا استطاعت أن تقف يف وجههم أي‬ ‫قوة مهام امتلكت من جربوت‪.‬‬ ‫فتحية اىل سوريا ورئيسها املقدام‪ ،‬القائد‬ ‫العريب‪ ،‬الذي سطع نجمه يف القمم العربية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والدولية‪ ،‬واىل الشعب الشقيق الذي وثق‬ ‫وتحمل الصعاب‬ ‫برئيسه ومحضه الوالء والوفاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واملشقات من أجل حفظ كرامة وطنه بالبقاء‬ ‫ح ّراً‪.‬‬

‫النائب السابق‬ ‫الدكتور حسين يتيم‪:‬‬

‫سوريا أ َّم الولد‪ ،‬وحاملة‬ ‫صليب األمة دوراً وموقعاً‬ ‫َ‬ ‫واستعادة تاريخ‬ ‫بيني وبني التز ّلف ما أنأى به عن نفيس مع‬ ‫خالق الكون‪ ،‬إذ يكفي أنني مؤمن بالله ووجوده‬ ‫ووحدانيتـه‪ ،‬والله عز وجل‪ ،‬غني عن الزلفى‪،‬‬ ‫فهو يعلم ما ترى العيون وما تخفي الصدور‪.‬‬ ‫ثم ما بيني وبني التكلف‪ ،‬ما يبعدين عن أمراء‬ ‫البرش وجبابرتهم‪ .‬ذلك ألن يف تربيتي ما‬ ‫يكفي الجتناب الرياء‪.‬‬ ‫ما يدعوين لهذا املدخل‪ ،‬هو الكالم عن مرور‬ ‫سنوات عرش عىل انتقال مقاليد السلطة‬ ‫شيخ قائد‪ ،‬هو‬ ‫يف سوريا الشام من عناية‬ ‫ٍ‬ ‫شاب‬ ‫الرئيس الراحل حافظ األسد‪ ،‬إىل عناية‬ ‫ٍ‬ ‫رائد‪ ،‬ميتاز بحكمة الشيوخ هو الرئيس بشار‬ ‫األسد‪ .‬فام بيني كمواطن عريب لبناين وبني‬ ‫الرسة الواصل بني الكائن‬ ‫سوريا‪ ،‬هو حبل‬ ‫ّ‬ ‫والرحم‪ ،‬أو ما هو الهواء الدمشقي الذي‬ ‫ِ‬ ‫رئتي نقا ًء ونفيس عزة وكرامة‪ .‬ورغم ما‬ ‫ميأل‬ ‫َّ‬ ‫كان يل من مالحظات مريرة عىل أداء األمن‬ ‫السوري يف لبنـان‪ ،‬وما أصاب أمثايل معه من‬ ‫خيبات‪ ،‬فإن سوريا هي األم َة واألم‪ ،‬وهي فوق‬ ‫كل اعتبار‪ .‬يبقى أن الحقيق َة هي الباقية ألنها‬ ‫الشمس الساطعة‪ ،‬ومن ذا الذي يستطيع‬ ‫ُ‬ ‫إطفاء الشمس‪.‬‬ ‫فسوريا التاريخ حقيقة كالشمس‪ .‬وسوريا‬

‫‪14‬‬

‫الجغرافيا هي األرض التي سطعـت عليها هذه‬ ‫الشمـس‪ ،‬وهي الهـواء واملاء والرتاب والفضاء‪.‬‬ ‫إنــه من كل هذا تكونت األمة العربيـة‪ ،‬إ ْذ‬ ‫ْ‬ ‫تشكلت ثقافتُها‪ ،‬وشمخت‬ ‫عىل أديم الشام‬ ‫حضار ُتها‪ ،‬فكانت دمشق املدين َة األقدَم بني‬ ‫مدن الشـرق‪ ،‬والحارض َة األعرق بني حوارض األمم‪.‬‬ ‫والشـام‪ ،‬كمصطلح حضاري‪َ ،‬تعني سوريـا‬ ‫قوس‬ ‫الطبيعية‪ ،‬هي القامئـة سعيدة تحت‬ ‫ِ‬ ‫قزح أردين فلسطيني سـوري لبنانـي‪ ،‬تخومه‬ ‫ٍ‬ ‫ضاربـة ما بني العقبة والرافد ْين‪ ،‬وقواعـده‬ ‫عمـان وجـرش ومعان‪،‬‬ ‫راسخة يف حواضـر‬ ‫َّ‬ ‫وقدس صالح الدين‪ ،‬وحلب سيـف الدولـة‪،‬‬ ‫ودمشـق العظمـة‪ ،‬وجبل سلطان باشا‬ ‫األطرش‪ ،‬وحمص خالد بن الوليد‪ ،‬وحامة‬ ‫العايص‪ ،‬وطرابلس بني عامر‪ ،‬وجبيل أدونيس‪،‬‬ ‫وبريوت الحقوق‪ ،‬وصيدا نبوخذ نصـر‪ ،‬وصور‬ ‫أليسـار‪ ،‬وقانـا الجليل‪ ،‬حيث هناك‪ ،‬ح َّول‬ ‫املسيح املاء خمراً‪ ،‬فكانت معجز َته األوىل‪.‬‬ ‫فعىل هذه األرض الطيبة‪ُ ،‬ولد الفادي‬ ‫عيىس بن مريم‪ ،‬ومشـى الجلجلـ َة‪ ،‬حام ًال‬ ‫صليب البرشية‪ .‬ويف دمشق الشام دفن يوحنا‬ ‫املعمدان يف ظالل الجامع األموي‪ ،‬وعىل أرضها‬ ‫مىش الرسوالن بولس وبطرس يف الطريق‬ ‫إىل كنيسة عاملية‪ .‬وهي نفسها الطريق التي‬ ‫مشاها قديس العرص‪ ،‬يوحنا بولس الثاين‪،‬‬ ‫خليفة املسيح يف بابوية روما‪ .‬وهناك ما بني‬ ‫يهودية اسخريوطيـة ماكرة‪ ،‬ورومانية عاتيـة‬ ‫غادرة‪ُ ،‬رفـع املسيح مصلوباً عىل خشبــة‪.‬‬ ‫مذاك صار الصليب صارية الفداء الكوين‪،‬‬ ‫وغدا د ُمه مـداداً ال ينضب‪ ،‬به ُتكتَب حتى‬ ‫اليوم أناشيدُ املحبة والسالم والغفران‪.‬‬ ‫املسيح انتهى جسداً مصلوباً‪ ،‬ولكن الذي‬ ‫انترص‪ ،‬هو الدم‪ ،‬والذي انكسـر‪ ،‬هو السيف‪.‬‬ ‫وهكـذا‪ ،‬هـي ملحمة اإلمـام الحسني‪،‬‬ ‫ينترص فيها الـدم عىل السيف‪ ،‬فينتصب‬ ‫الحق ويزهقُ الباطل‪ ،‬ويبقى الباطل أبداً زهوقاً‪.‬‬ ‫وذهب مث ًال قول عيىس املسيح‪“ :‬املجد لله‬ ‫يف األعايل‪ ،‬وعىل األرض السـالم‪ ،‬ويف النـاس‬ ‫املرسة”‪ .‬وذهبت أبديـة تحية ُم َح َّمد بن عبد‬ ‫الله‪“ :‬السالم عليكم ورحمة الله وبركاته»‪.‬‬ ‫يبقى أن السـالم هو نداء األنبياء‪ ،‬وهو‬ ‫األساس يف بنـاء الحضارات‪ .‬فال حضـارة تقوم‬ ‫بال أمانٍ وال سـالم‪ ،‬بدءاً من حضارة حمورايب‬ ‫السومرية واملاملك املتعاقبة‪ ،‬وصوالً إىل دول‬ ‫العوملة القامئة‪.‬‬ ‫إنها بالد الشام‪ ،‬التي نضحت بهذه القيم‬ ‫األمميـة‪ ،‬والتي قامت فيها امرباطوريـات‬ ‫حضارية مرتامية‪ ،‬حامل ًة اىل العامل الحرف‬ ‫َّ‬ ‫فشكل ذلك بداي ًة نوعية‪ ،‬كانت‬ ‫والرقــم‪،‬‬ ‫معراجاً ملسرية الحضارة عرب محطات متقدمة‬ ‫يف التاريخ‪ .‬هذه املسرية حمل مشاعلهـا إىل‬ ‫األندلـس‪ ،‬طارق بن زياد‪ ،‬وهناك التقى ِس ْحـ ُر‬ ‫الرشق مع تراث الغرب‪ ،‬فقامت دولة أموية‬

‫نهضوية عىل القارة األوروبية‪ ،‬كانت األساس‬ ‫لعرص النهضة الغربية والكونية‪.‬‬ ‫هذا اإلرث الحضاري الكبري نهضت به سوريا‪،‬‬ ‫فكانت بالد الشام عىل التاريخ مرتعاً ومرجعاً‬ ‫لحضارة مرشقية‪ ،‬ولدول ٍة مهيوبة محسوبة‪،‬‬ ‫هي سوريا الدولة وعاصمتها دمشق‪ .‬فهي‬ ‫التي تدفع الدماء يف عروق األجيال‪ ،‬وهي التي‬ ‫ُتقرعُ فيهـا أجـراس الكنائس و ُيرفـع فيها‬ ‫ٌ‬ ‫عيون وسهت‬ ‫آذان الجوامع‪ ،‬وهي التي إذا نامت‬ ‫ذاكر ْة‪ ،‬تبقى عينُها هي الساهرة وذاكر ُتها أبداً‬ ‫هي التاريخ!‪...‬‬ ‫وعندما شاخـت الدولة العربية‪ ،‬زمن بني‬ ‫العبـاس وبني عثمـان‪ ،‬فإمنا سوريا هي التي‬ ‫صمدت‪ ،‬وهي التي نهضت‪ ،‬وهي التي ذادت عن‬ ‫األمة عروب ًة وعربي ًة وثقافة‪ .‬وسوريا هي التي‬ ‫مدارسه وشحذت عقيد َته‬ ‫أسست للنضال‬ ‫َ‬ ‫يف وجه كل مستعمر ومستكرب‪ .‬إنها أبداً‪،‬‬ ‫كانت أ َّم الولد‪ ،‬وحامل َة صليب األمة دوراً‬ ‫وموقعاً واستعاد َة تاريخ‪ .‬فال عجب أن تنعقد‬ ‫لها القيادة‪ ،‬وأن تعطى مج َد الريادة‪ .‬إنها ُ‬ ‫أول‬ ‫صانـع لوحدة القطرين‪ ،‬سوريا ومرص يف قيام‬ ‫ٍ‬ ‫دولة الوحدة “الجمهورية العربية املتحدة”‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫معرتف بصولجان رئيس موحد هو القائد‬ ‫وأول‬ ‫ٍ‬ ‫جامل عبد النارص‪.‬‬ ‫وسوريا هي التي تتنكب اليوم عب َء املواجهة‬ ‫“إرسائيل”‬ ‫مع‬ ‫والعسكريـة‪،‬‬ ‫العقائدية‬ ‫الغاصبـة‪ .‬و”إرسائيل” ما “إرسائيل”‪ ،‬إ َّنها وجهٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وواجهة جديدة‬ ‫قبيح للصهيونية العامليـة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫جامح لصليبية‬ ‫لالمربيالية الغربيـة‪ ،‬وتعب ٌري‬ ‫ٌ‬ ‫طامعة‪ ،‬عائدة مع رياح أمريكية أوروبية‬ ‫مريبة‪ .‬وسوريا هي تعبري مؤمن للمامنعة‬ ‫واملنافحة عن الحق املغصـوب‪ ،‬وهي التي تقيـم‬ ‫للمقاومـة خندقـاً‪ ،‬وتزودها سالحـاً‪ ،‬وترفدهـا‬ ‫فكراً‪ ،‬وتنفحها إمياناً‪ ،‬وتنشئها رجاالً‪ .‬والرجال‬ ‫األفذاذ‪ ،‬هـم الذين يصنعون التاريخ ويكتبونه‪.‬‬ ‫وسوريا اليوم‪ ،‬هي التي تخلق توازن القوة‬ ‫مع كل أعداء األمة املرتبصني‪ .‬وهي التي‬ ‫تجعل من السالح زينة الرجال‪ ،‬كام قال‬ ‫اإلمام الصدر‪ .‬وهي التي ُت ِعدُّ لكل يوم‬ ‫عدة‪ ،‬وتجعل لكل أم ٍر حساب‪ .‬وهي عندما‬ ‫يتكاثر الخانعون واملحبطون واملستكينـون‬ ‫َ‬ ‫وفرس‬ ‫سيـف ميسلون‪،‬‬ ‫واملرتهنون‪ ،‬تبقى‬ ‫َ‬ ‫وفارس امليدان‪.‬‬ ‫الرهان‬ ‫َ‬ ‫وإذ تحمل سوريا َقدَ َر األمة‪ ،‬تمُ ْ ِس ُك السالح‬ ‫بيد حمراء‪ ،‬واإلمناء بيد خرضاء‪ .‬فالذاهب‬ ‫إليها‪ ،‬يرى واضحاً بصامت التقدم الحرضي‪،‬‬ ‫ويقرأ النبض املدين يف مجاالت اإلعامر‬ ‫واإلمناء‪ .‬وأما الحداثـة فإن املراقب يلمسها‬ ‫يف تبلور القيـم االجتامعية والفكرية‬ ‫للدولة وللمجتمع األهيل‪ ،‬تقوم كلها‬ ‫يف دولة مدنية مؤمنة فيها من الحريات‬ ‫ما يطلق الرأي والفكر والكلمة والثقافة‬ ‫وعلوم العرص املتقدمة‪.‬‬

‫وبفضل تفتح عقل القيادة‪ ،‬تقام اآلن‬ ‫يف سوريا ورشة إعامر يواكبها التحديث‬ ‫يف املؤسسات الرتبويـة‪ ،‬ويف استخدام‬ ‫كل ما هو صالح يف مظاهر العوملة من‬ ‫وتبقى‬ ‫تكنولوجيا العلوم واملعلومات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫يف‬ ‫ساطعة‬ ‫حقيقة‬ ‫ملفت‪،‬‬ ‫بشكـل‬ ‫سوريا الشام‪ ،‬هي تلك الثقة الكربى‬ ‫القامئة بني شعب متو ّثب حامل‪ ،‬وقيادة‬ ‫حكيمة مقتحمة‪ ،‬وهي ذلك الحب الكبري‬ ‫الذي يغمر األرض والشعب‪ ،‬ويعطي‬ ‫رئيس الدولة قدرة عىل استنباط املواقف‬ ‫التاريخية ومواجهة الصعاب‪.‬‬ ‫هذا هو األساس الذي أرساه حافظ األسد‬ ‫للدولة الحديثة وهذه هي الدولة املعارصة‬ ‫التي يرعاها اليوم رئيس شاب‪ ،‬حباه الله‬ ‫وحل ً‬ ‫ام أوسع‬ ‫عق ًال أكرب من سنوات عمره‪ُ ،‬‬ ‫إلهام‬ ‫من شبكات عرصه‪ ،‬وخرب ًة أوتيها هي‬ ‫ٌ‬ ‫رباين‪ ،‬قبل أن تكون تربي ًة موروثة‪ .‬الرئيس‬ ‫الشاب هو بشار األسـد‪ ،‬الذي يخاطب أمته‬ ‫بعقله وقلبـه‪ ،‬ويحاور العامل بحكمته‬ ‫ووعيه‪ ،‬ويناور عدوه بصالب ِة عزميته‪ ،‬ومبا‬ ‫ملكت أميانه من سالح‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫قلة ُصنَّاع التاريخ الذين‬ ‫وأخيـراً‪ ،‬هم‬ ‫تركوا للزمن أخالفاً صالحني‪ .‬ولكن الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬ارتقى بإرث أبيه القائد‪ ،‬فصعد‬ ‫بالدولة الصغرى سوريا‪ ،‬ليجعلها دولة‬ ‫إقليمية كربى‪ ،‬لها عند الكبار حساب‪ .‬وإذا‬ ‫كان لهذه األمة من طموح‪ ،‬فإن سوريا هي‬ ‫الطمـوح وهي الـروح‪ ،‬وحيث تكون الروح‬ ‫يتفجر الطموح‪.‬‬ ‫اللهـم‪ ،‬يف ما كتبت‪ ،‬ال تز ُّلف وال تك ُّلف‪،‬‬ ‫ولكني شئت أن أعبرِّ عن رؤيتي ويقيني‪،‬‬ ‫مبل ِء حريتي‪ ،‬ففعلت‪ .‬وقانا الله رشور األعداء‬ ‫والطامعني‪ ،‬وحمى الله دمشق الشام من كل‬ ‫كيد‪.‬‬

‫رئيس التجمع الشعبي‬ ‫العكاري النائب السابق‬ ‫وجيه البعريني‪:‬‬ ‫عشر سنوات‬ ‫والعطاء مستمر‬ ‫إنها سنوات تألق فيها املوقف العريب السوري‬ ‫قومياً وإقليمياً ودولياً‪ ،‬وقد استطاعت سوريا‬ ‫أن تشكل حاصن ًة شبه وحيدة للمقاومة بكل‬ ‫أشكالها وساحاتها سواء مقاومة االغتصاب‬ ‫الصهيوين وأطامعه التوسعية أو مقاومة‬

‫‪15‬‬

‫االستعامر األمرييك مع حلفائه وأدواته‪،‬‬ ‫ودمشق اليوم هي عاصمة املقاومة بامتياز إن‬ ‫كانت هذه املقاومة فلسطينية أم لبنانية أم‬ ‫عراقية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املرشفة تعرضت‬ ‫وبسبب هذه املواقف‬ ‫سوريا وال تزال لقرارات بالحصار والعقوبات‬ ‫قامئة لكن ذلك مل يزد الرئيس املناضل‬ ‫بشار األسد وسوريا قلب العروبة النابض‬ ‫سوى صموداً وإرصاراً عىل املواقف التي‬ ‫ترتقي بإتجاه العزة والكرامة‪ .‬وسوريا العروبة‬ ‫واملقاومة كانت رشيكاً حقيقياً يف دحر‬ ‫االحتالل الصهيوين واألمرييك ويف تحقيق‬ ‫االنتصارات‪.‬‬ ‫وإذا اتجهنا للوضع الداخيل فإننا نلمس‬ ‫حركة عمرانية تشمل املرافق كافة بني‬ ‫سالمة التخطيط وصدقية االتجاه اإلمنايئ‬ ‫مع اإلصالح اإلداري واالقتصادي ما أمكن ذلك‪.‬‬ ‫هذه التنمية التي تشمل الزراعة والصناعات‬ ‫بأنواعها والسياحة أمنت لسوريا قدرة عززت‬ ‫صمودها االقتصادي واملايل واالجتامعي يف‬ ‫وجه الحصار األمرييك الظامل واملتامدي باسم‬ ‫قوانني العقوبات‪ ،‬كام أن التقدم ظاهر لكل‬ ‫من يزور الشقيقة سوريا يف مجال البنى‬ ‫التحتية من طرقات وهاتف وكهرباء‪ ،‬هذا‬ ‫إضاف ًة إىل توفري فرص التحصيل العلمي لكل‬ ‫طالب يف مختلف املستويات مع التوسع يف‬ ‫التعليم الجامعي وسائر ميادين العلم والتطور‬ ‫واستطاع الرئيس الدكتور‬ ‫التكنولوجي‪.‬‬ ‫بشار األسد أن يؤسس لنهج االنفتاح‬ ‫والروابط املتينة مع املحيط القومي العريب‬ ‫ومع تركيا وإيران هذا إىل عالقات راسخة‬ ‫مع أصدقاء يف العامل أبرزها االتحاد الرويس‬ ‫والصني‪ ،‬وقد حققت سوريا نجاحات بارزة‬ ‫يف سياساتها الخارجية تعرب عن حكمة‬ ‫قيادية وخربة دبلوماسية‪.‬‬ ‫هذا قليل من كثري من اإلنجازات التي‬ ‫حققتها سوريا بقيادة الرئيس بشار األسد‪،‬‬ ‫وأغتنم الفرصة ألوجه من خالل صفحات‬ ‫مجلة “منرب التوحيد” التهنئة بالذكرى‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫كلام امتلكنا املزيد من القوة كلام حصلنا عىل السالم بالطريقة التي نريدها‬ ‫العارشة لتويل املسؤولية للسيد الرئيس‬ ‫الدكتور بشار األسد ولسوريا قياد ًة وشعباً‬ ‫ولكل األحرار حلفاء سوريا وأنصار سياستها‬ ‫القومية العربية واإلقليمية السليمة‪.‬‬

‫رئيس حزب االتحاد‬ ‫عبد الرحيم مراد‪:‬‬

‫سوريا مرتكز في أي‬ ‫عملية نهوض عربي‬ ‫وقلعة للممانعة والمقاومة‬ ‫العربية في المجال‬ ‫السياسي‬ ‫إن املوقع الجيوسيايس للشقيقة سوريا‬ ‫وضعها يف دائرة االهتامم الدويل واإلقليمي‪ ،‬عزّزه‬ ‫وجود قيادة حكيمة لسوريا طيلة عقود ماضية‬ ‫أدارت العملية السياسية بوعي ومسؤولية قل‬ ‫نظريها انطالقاً من قناعات وثوابت عربية أصيلة‬ ‫بقيت‪ ،‬عىل الرغم من كل العواصف التي هبت‬ ‫عىل املنطقة‪ ،‬ثابتة منيعة عىل املخططات‬ ‫الغربية التي تقود سوريا اىل التطوير والتحديث‬ ‫حتى باتت سوريا مرتكزاً يف أي عملية نهوض‬ ‫عريب وقلعة للمامنعة واملقاومة العربية يف‬ ‫املجال السيايس‪ ،‬التي عىل صالبتها تحطمت‬ ‫كل املشاريع التي حملها املستعمر الستالب‬ ‫اإلرادة العربية‪ ،‬فبقيت سوريا ممسكة بثوابتها‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬عصية عىل الغزاة‪ ،‬متطلعة‬ ‫دوماً نحو عزة وسمو مجتمعها الوطني وحقوق‬ ‫أمتها العربية‪ ،‬فلم ترضخ للضغوطات الخارجية‬ ‫ولنظام العوملة املتوحش الذي يريد توظيف‬ ‫طاقات وقدرات شعوب العامل ومجتمعاته يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫خدمة نظم ومجتمعات ظاملة ال تحرتم إرادة‬ ‫الشعوب الحرة وحقوقها‪.‬‬ ‫ومن رحم هذه القيادة خرجت قيادة طليعية‬ ‫شابة تغ ّذت من بيت عرويب نضايل أصيل‪ ،‬ومن‬ ‫فكر الثورة العربية‪ ،‬ومن مجددي حركتها لتتوىل‬ ‫قيادة املرحلة السياسية التي هي من أدق وأخطر‬ ‫املراحل التي مرت بها أمتنا العربية وسوريا عىل‬ ‫وجه التحديد‪ ،‬فأثبتت هذه القيادة الفذة املتمثلة‬ ‫بالرئيس الدكتور بشار األسد قدرتها عىل متابعة‬ ‫مسرية العمل الوطني والعريب بعزمية وثبات‬ ‫وأضافت إليه روحاً جديدة من التنوير والتحديث‬ ‫كانت بحاجة إليه ليكون للعمل العريب مداه‬ ‫الحضاري النهضوي وبعده اإلنساين التقدمي‬ ‫ملجابهة تحديات العرص بوعي ومسؤولية‪ ،‬فقدّم‬ ‫الرئيس بشار األسد إضافة نوعية اىل مسرية‬ ‫العمل العريب مستنداً اىل ثوابته وإميانه بعدالة‬ ‫قضايا األمة التي بقي متمسكاً بها‪ ،‬ومل تهزه‬ ‫أنواء الرياح وال جربوت العدوان‪ ،‬وقاد أمته نحو‬ ‫أهدافها يف التحرر والتقدم وأضحت سوريا يف‬ ‫ظل هذه القيادة الصلبة املعطاءة عىل سلم‬ ‫التقدم والتجدد والنمو يف املجاالت كافة‪.‬‬ ‫لقد فاجأت هذه القيادة العامل بوعيها‬ ‫وحيويتها وإدراكها ملهامتها الوطنية والقومية‬ ‫دون خوف أو وجل‪ ،‬فجابهت رأس االستعامر‬ ‫العاملي املتم ّثل بالواليات املتحدة األمريكية‬ ‫وحلفائها‪ ،‬ومل ترضخ إلمالءاتهم‪ ،‬فأضحت سوريا‬ ‫الرئة التي تتنفس منها املقاومات العربية صالبة‬ ‫وقوة ومنعة‪ ،‬فكرست جربوت االحتالل وأرغمته‬ ‫عىل إعالن تاريخ انسحابه من أرض الرافدين‪،‬‬ ‫وكانت رشيكاً فعلياً للمقاومة اللبنانية يف‬ ‫كل انتصاراتها‪ ،‬وحضناً قومياً رشعياً للثورة‬ ‫الفلسطينية وقيادتها املناضلة‪ ،‬وأصبحت سوريا‬ ‫يف ظل قيادة الرئيس بشار األسد رق ًام صعباً ال‬ ‫ميكن تجاوزه أو القفز فوقه ألنها باتت اإلشعاع‬ ‫املقاوم واملامنع الذي يتغذى من معينها أحرار‬ ‫العامل ومقاوميه‪.‬‬

‫النائب السابق‬ ‫عدنان عرقجي ‪:‬‬ ‫الرئيس بشار األسد‬ ‫تخطى المصالح القطرية‬ ‫الضيقة متمسكاً بالمصالح‬ ‫القومية‬ ‫ترشين تلقاك والرايات ساطعة‬ ‫وحافظ العهد كالطود األشم بدا‬ ‫يأىب الخضوع ويقيص كل منهزم‬ ‫سام الحقوق وخان العهد والولدا‬ ‫ ‬

‫‪16‬‬

‫فالالهثون وراء الذل ما غنموا ‬ ‫إال الهزمية والنكران والكمدا‬ ‫صاحوا السالم‪ :‬أجبنا إننا معه‬ ‫نعني السالم القويم العادل السندا‬ ‫ ‬ ‫وها هي الشام غري الحق ما قبلت‬ ‫ولن تبارك سل ًام ناقصاً أبداً‬ ‫ ‬ ‫لقد متيز حزب البعث العريب االشرتايك‬ ‫منذ تأسيسه بأنه حزب ثوري يؤمن أن الثورة‬ ‫هي الطريق الوحيد للقضاء عىل الواقع املجزأ‬ ‫املتخلف‪ ،‬ففي السادس عرش من ترشين الثاين‬ ‫عام ‪ 1970‬جاء التصحيح ترسيخاً ملبادئ الحزب‬ ‫وتعزيزاً لجامهرييته ميتد اىل جميع قطاعاته‬ ‫وساحاته وينظم صفوفه ويقود نضاله ويعرب عن‬ ‫آماله ومطامحه‪.‬‬ ‫واليوم نحيي الذكرى العارشة لتبوؤ الرئيس‬ ‫بشار األسد حامل هذه األمانة بكل صدق‬ ‫كام وأصبحت هذه الحركة ثورية جامهريية‬ ‫جددت مفاهيم الثورة وأحيت قيمها جسور‬ ‫الثقة بني الجامهري وأكسبت الثورة أبعادها‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬وغدت الدولة أداة حقيقية‬ ‫يف خدمة الشعب تعرب عن مصالحه‪ ،‬وتسعى‬ ‫لتحقيق مطامحه‪ ،‬لقد جعل الرئيس بشار‬ ‫األسد هذا الحدث األجل يف تاريخنا العريب‬ ‫املعارص تحوالً نوعياً كبرياً ومنعطفاً تاريخياً‬ ‫حاس ً‬ ‫ام يف حياة الشعب يف سوريا والعامل‬ ‫العريب‪.‬‬ ‫لقد كانت سوريا وال تزال تضع العمل من أجل‬ ‫استعادة التضامن وتعزيزه يف أولياتها‪ ،‬وقد عمل‬ ‫الرئيس بشار األسد دامئاً عىل تخطي املصالح‬ ‫القطرية الضيقة والتمسك باملصالح القومية‬ ‫العليا لألمة العربية والعمل عىل إزالة كل‬ ‫مظاهر التوتر والخالف بني الدول العربية وإدانة‬ ‫كل التكتالت اإلقليمية التي ال تتامىش مع‬ ‫منطلقات العمل القومي وترسيخ أسس ومبادئ‬ ‫النظام العريب القائم عىل حل جميع الخالفات‬ ‫عرب الحوار مبا يساهم يف تحقيق التقدم عىل‬ ‫طريق الوحدة العربية الشاملة‪.‬‬ ‫من هنا كانت األهمية الكبرية والتي أوالها‬ ‫الرئيس بشار األسد عىل الصعيد الدويل والتي‬ ‫تم من خاللها مخاطبة العامل يف شتى املجاالت‬ ‫بأساليب حضارية سياسية وإعالمية وتنموية‬ ‫يف رسم الصورة املستقبلية والواضحة عن‬ ‫العرب تاريخاً وحضارة وحقوقاً ال تقبل التنازل‪،‬‬

‫وحقائق ال تقبل التأويل‪.‬‬ ‫ها هو الشعب العريب ليس يف سوريا وحدها‬ ‫بل يف كافة ديار العروبة يستذكر عرشين عاماً من‬ ‫تبوؤ الرئيس بشار األسد ساحة النضال والكفاح‬ ‫ومن العمل الجاد والبناء‪ ،‬ومن اجرتاح املعجزات‬ ‫وتحدي الصعاب ومحاربة الجهل والتخلف‪ ،‬وها‬ ‫هي كل أوابد التاريخ يف سوريا تنفض عنها غبار‬ ‫السنني وتشمخ بهياكلها اعتزازاً مبا أعاد لها‬ ‫الروح والحياة‪ ،‬وترنو وقد مألتها الغرية من الرصوح‬ ‫واألوابد الشامخة التي أشادها بشار األسد يف‬ ‫كل حدب وصوب‪.‬‬ ‫عرش سنوات مرت عىل ربوع سوريا‪ ،‬وهي تنعم‬ ‫باالستقرار واألمن والطأمنينة‪ ،‬مرت عىل رغم كل‬ ‫ما اعرتضتها من صعاب وما جابهتها من تحديات‬ ‫خرجت منها جميعاً منترصة مرفوعة الرأس‬ ‫عالية الجبني بفضل حكمة القائد بشار وقيادته‬ ‫الحكيمة‪.‬‬ ‫كوكبة من الفرسان جاءت مع الغيث يتقدمها‬ ‫فارس انحنت لهامته امليادين‪ ،‬إنه القائد بشار‬ ‫األسد‪.‬‬

‫الـوزير السابـق‬ ‫جـوزف الهاشـم‪:‬‬

‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫واستحق‬ ‫شبل ‪. . .‬‬ ‫أس ِد يَّـ َتـ ُه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شـبـل الـمـأسـدة وفـي خـصـائـصـه صـور ٌة بـهـ ّيـة‬ ‫هـو‬ ‫ٌ‬ ‫ونـبـض مـن عـراقـة الـبـيـت الـنـضـالـي‪،‬‬ ‫عـن أبـيـه‪،‬‬ ‫ولـكـنّـه أيـضـاً اسـتـحـقّ أسـد َّيـتَـ ُه الـشـخـصـيـة‪.‬‬ ‫كـرسـي الـخـالفـة‪ ،‬كـان لـبـنـان ال يـزال‬ ‫يـوم اعـتـلـى‬ ‫َّ‬ ‫غـارقـاً فـي الـوحـل‪ ،‬يـتـر ّنـح بـرواسـب الـخـمـر األحـمـر‪،‬‬ ‫ويـتـر ّنـم بـصـدى املـوسـيـقـى املـأتـمـيـة‪ ،‬وكـان الـحـق‬ ‫مـتَّـهـمـاً فـاراً فـي الـوطـن املـسـحـور‪ ،‬واملـسـتـضـعـف‬ ‫طـريـدة مسـتسـاغـة‪ ،‬والـسـيـاسـيـون فـيـه والـقـيـاديـون‬ ‫مـن مـقـلـع اصـطـنـاعـي ‪.‬‬

‫بـعـد أشـهـر عـلـى تـسـ ّلـمـه الـزمـام‪ ،‬تـسـنَّـتْ لـي‬ ‫فـرصـة لـقـائـه فـي الـقـصـر الـرئـاسـي‪ ،‬واللـقـاءات‬ ‫حـيـنـهـا كـانـت نـادرة ‪ . . .‬وعـلـى مـدى ثـالث سـاعـات‬ ‫مـن املـحـاورة ويـزيـد‪ ،‬كـان الـتـركـيـز بـكـل إمـعـان عـلـى‬ ‫اسـتـجـالء مـا آلـت إلـيـه حـال لـبـنـان‪ ،‬والـدافـع عـنـده‬ ‫هـو الـحـرص عـلـى اإللـمـام الـشـخـصـي بـكـل الـدقـائـق‬ ‫والـتـفـاصـيـل حـتـى ال يـقـتـصـر انـتـقـال الـصـورة إلـيـه‬ ‫عـلـى تـقـاريـر األجـهـزة وألـسـنـة املـسـتـشـاريـن ‪.‬‬ ‫إلـي مـن اسـتـعـدادات طـمـوحـة‬ ‫وسـ َّرنـي مـا أسـ َّر بـه َّ‬ ‫حـيـال لـبـنـان لـتـرقـى الـعـالئـق األخـويـة بـيـن الـبـلـديـن‬ ‫الـى مـسـتـوى الـكـرامـة املـتـكـافـئـة بـمـحـو كـل مـا‬ ‫اعـتـراهـا مـن شـوائـب وغـرائـب مـن عـلـى الـجـانـبـيـن‪.‬‬ ‫وطـاب لـي أيـضـاً أن أَ‬ ‫َّ‬ ‫سـتـشـف بـعـضـاً مـن كـوامـن‬ ‫شـخـصـيـة األب فـي مـشـابـهـة مـلـتـحـمـة مـع‬ ‫شـخـصـيـة االبـن‪ .‬وأنـا مـن كـان لـه غـيـر جـولـة ولـقـاء‬ ‫مـع الـشـخـصـيـة الـعـربـيـة الـنـادرة الـرئـيـس حـافـظ‬ ‫األسـد ‪.‬‬ ‫إنـهـا مـالمـح الـقـائـد الـواعـد فـي صـالبـة الـمـوقـف‬ ‫وسـداد الـرأي وشـمـولـيـة الـنـظـرة ورجـاحـة الـحـكـمـة‪،‬‬ ‫وهـي الـصـفـة الـقـيـاديـة الـتـي تـتـخـطـى مـطـامـح‬ ‫الـزعـامـات‪ ،‬ونـوازع الـسـيـاسـات‪ ،‬وأهـواء الـرئـاسـات‪،‬‬ ‫وبـهـرجـة الـعـروش‪ ،‬الـى دور رسـالـي مـسـتـمـد مـن‬ ‫وتـاريـخـها‪،‬‬ ‫وآالمـهـا‪،‬‬ ‫وآمـالـهـا‪،‬‬ ‫األمـة‪،‬‬ ‫مـشـاعـر‬ ‫ومسـتـقـبـلـهـا‪ ،‬وطـمـوحـهـا‪ ،‬وشـرفـهـا‪ ،‬وضـمـيـرهـا ‪.‬‬ ‫فـي نـكـبـة فـلـسـطـيـن األولـى قـال الـشـاعـر الـعـربـي‬ ‫الـسـوري عـمـر أبـو ريـشـة‪:‬‬ ‫مـجــ ْد ِتـــ ِ ه‬ ‫َـــم َّ‬ ‫أ َّمـتـي كـ ْم صـن ٍ‬ ‫الـصـنــم‬ ‫طـهـــر‬ ‫يـحـمــل‬ ‫م‬ ‫لــ‬ ‫يــكــنْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُيـال ُم الــذئــب يف عـدوانــه ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َــم‬ ‫ن‬ ‫الـغـ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫الــراعي‬ ‫يــك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وفـي نـكـبـة فـلـسـطـيـن الـثـانـيـة قـالـهـا الـقـائـد‬ ‫الـعـربـي الـسـوري حـافـظ األسـد‪.‬‬ ‫“أ َّمـتـي ‪ . . .‬أنـا لـن أسـقـط بـعـون اللـه‪ ،‬وإذا حـصـل‬ ‫فـإنـنـي أدعـو الـشـعـب بـكـل جـدّيـة وصـدق الـى قـتـلـي‪،‬‬ ‫لـن أوصـم نـفـسـي بـالـتـوقـيـع عـلـى معـاهـدة اسـتـسالم‬ ‫راض عـن نـفـسـي‪ « .‬‬ ‫‪ ،‬أريـد أن أمـوت وأنـا ٍ‬ ‫ال ‪ . . .‬ال هـذا لـيـس كـالمـاً عـابـرا‪ ،‬ولـيـس كـالمـاً‬ ‫سـيـاسـيـاً ‪. . .‬ولـيـس كـالمـاً إسـتـهـالكـيـاً ‪. . .‬‬ ‫ولـيـس كـالمـاً سـمـعـنـاه مـن قـبـل ‪. . .‬إنـه كـالم أهـل‬ ‫يـجـسـد اإليـمـان املـطـلـق بـالـقـضـيـة حـتـى‬ ‫الـرسـاالت‬ ‫ّ‬ ‫الـفـداء بـمـا فـي هـذا اإليـمـان مـن تـالزم وجـدانـي وروحـي‬ ‫بـيـن الــدور والـهـدف وبـيـن الـرسـالـة والـقـائـد‪.‬‬ ‫واالبـن سـر أبـيـه تـلـتـقـط فـيـه مـنـذ الـمـواجـهـة‬ ‫األولـى سـحـر الـهـالـة‪ ،‬ويـبـهـرك الـمـوقـف الـقـاطـع‬ ‫وحـزم الـكـلـمـة ‪.‬‬ ‫تـبـدأ مـعـه مـشـدوداً بـرهـبـة وحـذر‪ ،‬وتـنـتـهـي‬ ‫مـشـدوداً إلـيـه بـمـحـ ّبـة وإعـجـاب‪ ،‬وتـخـرج مـشـدوهـاً‬ ‫كـأنـك فـي حـضـرة مـوسـوعـة شـامـلـة مـن املـعـرفـة‬ ‫بـالـتـحـلـيـل‬ ‫الـوقـائـع‬ ‫واسـتـكـشـاف‬ ‫والـثـقـافـة‬ ‫الـعـقـلـي بـمـا يـشـبـه اإللـهـامـات ‪.‬‬ ‫بـشـار األسـد‪ ،‬كـابـر عـن كـابـر‪ ،‬وقـائـد عـن قـائـد‪،‬‬ ‫كـالـنـذور‬ ‫هـي‬ ‫تـاريـخـيـة‬ ‫مـسـؤولـيـة‬ ‫يـحـمـل‬ ‫بـالـنـسـبـة الـى مـصـيـر األمـة وهـمـوم الـشـعـب‪،‬‬

‫‪17‬‬

‫فـيـمـا الـحـكـام الـظـرفـيـون يعـيـشـون فـي غـربـة عـن‬ ‫مسـتـلـزمـات الـقـضـيـة وفـي حـالـة اغـتـراب عـن الـوعـي‬ ‫الـقـومـي وحـتـمـ ّيـة الـتـاريـخ‪ ،‬ومـن يـصـمـت فـيـه‬ ‫الـتـاريـخ يـلـفـظـه الـشـعـب الـى خـارج حـدود الـتـاريـخ ‪.‬‬ ‫يـقـول الـفـيـلـسـوف تـومـاس هـوبـس‪“ :‬عـنـدمـا ال‬ ‫يـكـون للـعـاهـل الـقـدرة عـلـى حـمـايـة الـشـعـب ال‬ ‫يـعـود عـاهـ ًال ‪« . . .‬‬ ‫فـوق انـشـغـال بـشـار األسـد بـالـشـأن ااـسـوري‪ ،‬ارتـقـى‬ ‫بـه الـى مـسـتـوى الـحـداثـة والـتـكـنـولـوجـيـا والـتـطـور‬ ‫الـمـجـتـمـعـي‪ ،‬انـصـرف الـى االرتـقـاء بـالـقـضـايـا‬ ‫الـعـربـيـة الـى مـسـتـوى حـقـهـا األمـمـي‪ ،‬فـي زمـن‬ ‫االســتـفـرادات وإطـاحـة الـقـيـم والـقـومـيـات والـعـبـث‬ ‫بـكـل إنـجـازات الـتـاريـخ وحـدود الـجـغـرافـيـا ‪.‬‬ ‫وفـيـمـا ُأ َ‬ ‫فـلـت الـزمـام الـعـربـي مـن األيـدي املـتـراخـيـة‪،‬‬ ‫أبـى بـشـار األسـد أن يـرضـخ لالجـتـهـادات واإلغـراءات‬ ‫واملـسـاومـات‪ ،‬بـل وقـف صـامـداً فـي وجـه شـراسـة‬ ‫الـضـغـوط وهـوج الـعـواصـف مـن الـغـرب والـشـرق عـلـى‬ ‫الـسـواء ‪.‬‬ ‫لـقـد مـرت األمـة الـعـربـيـة فـي الـمـرحـلـة الـتـاريـخـيـة‬ ‫األخـيـرة بـأرهـب الـحـقـبـات الـسـود وأدقـهـا حـرجـاً‬ ‫وأفـدحـهـا خـطـراً‪ ،‬وتـأ َّلـبـتْ عـلـيـهـا أمـم مـسـتـهـدفـة‬ ‫وتـمـزيـق‬ ‫كـيـانـاتـهـا‪،‬‬ ‫وتـقـويـض‬ ‫مـقـومـاتـهـا‬ ‫ومـعـالـمـهـا‪،‬‬ ‫عـالـمـهـا‬ ‫وبـعـثـرة‬ ‫مـجـتـمـعـاتـهـا‬ ‫وهـامـت األمـة سـكـرى فـي مـرحـلـة انـعـدام الـوزن فـي‬ ‫مـواجـهـة الـخـطـر األكـبـر‪ ،‬والـذي صـ ّوره الـرئـيـس حـافـظ‬ ‫األسـد ذات مـرة‪“ ،‬بـالـهـدف الـبـعـيـد لآلخـريـن الـذي يـرمـي‬ ‫الـى شـطـب شـيء اسـمـه الـعـرب والـعـروبـة وشـطـب‬ ‫مـشـاعـرنـا كـأ ّمـة‪« . . .‬‬ ‫وحـدهـا سـوريـا اسـتـأسـدت بـاملـمـانـعـة‪ ،‬فـحـقـق‬ ‫الـرئـيـس بـشـار األسـد تـكـافـؤاً نـوعـيـاً فـي مـراهـنـات‬ ‫مـنـطـقـة الـشـرق األوسـط الـتـي عـانـتْ خلـل انـهـيـار‬ ‫االتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي لـعـبـة تـوازنـات الـجـبـابـرة ‪.‬‬ ‫وهـي سـوريـا الـتـي اسـتـطـاعـت أن تـعـ ِّبـيء الـشـعـور‬ ‫الـدولـي إقـلـيـمـيـاً‪ .‬ومـثـلـمـا كـانـت األقـوى فـي مـواجـهـة‬ ‫حـالـة الـحـرب‪ ،‬كـانـت األقـوى أيـضـاً فـي مـواجـهـة‬ ‫انـحـراف حـالـة الـسـلـم‪ ،‬والـسـلـمـيـون الـواقـعـيـون هـم‬ ‫الـذيـن يـؤمنون بـالـسيطرة عىل الحـرب سبي ًال لـبـلوغ حالة‬ ‫السلم ‪.‬‬ ‫إ َّن هـذا الـصـمود الفردي والـفـريـد للـرئـيـس بـشار األسد‬ ‫حط ّـم مـحـاوالت اسـتـفـراده‪ ،‬بـل راح يـدعّـمـه بـتـحـالـفـات‬ ‫وثـيـقـة مـع إيـران و”حـزب اللـه” وتـركـيـا مـن بـعـد‪ ،‬فـإذا هـو‬ ‫يـطـ ّبـع الـنـزوة اإلسـرائـيـلـيـة للـحـرب‪ ،‬مـثـلـمـا يـطـ ّبـع‬ ‫الـحـل الـعـادل والـشـامـل ويـجـعـل الـسـلـم خـاضـعـاً‬ ‫للـتـكـافـؤ الـتـفـاوضـي ‪.‬‬ ‫وسـوريـا األسـد شـقـيـقـة لـبـنـان األقـرب‪ ،‬خـاضـت‬ ‫فـي رمـالـه املـتـحـركـة فـسـدَّدت فـي مـجـاالت‪ ،‬وز َّلـت‬ ‫فـي مـجـاالت‪ ،‬وتـالقـت شـهـوات بـعـض مـن فـيـهـا مـع‬ ‫شـهـوات بـعـض مـن فـيـه‪ ،‬إ َّال أنـهـا فـي الـنـهـايـة أعـادت‬ ‫اسـتـقـراره الـهـارب‪ ،‬وأرسـت قـواعـد الـدولـة الـمـفـكـكـة‬ ‫والـجـمـهـوريـة الـسـائـبـة‪ ،‬وجـ ّل مـا نـتـوخـاه أن نـعـتـبـر‬ ‫جـمـيـعـاً مـن شـواهــد الـتـاريـخ فـي أحــداث لـبـنـان‪ ،‬وأ َّال‬ ‫بعـض مـن أصـحـاب الـشـهـوات‬ ‫نـتـعـامـل مـرة بـعـد‪ ،‬مـع‬ ‫ٍ‬ ‫فـيـه ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫الرشق األوسط الجديد الذي بدأنا ببنائه هو رشق أوسط جوهره املقاومة‬

‫رئيس المؤتمر الشعبي‬ ‫اللبناني كمال شاتيال‪:‬‬

‫قيادة الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد على مدى‬ ‫السنوات العشر السابقة‬ ‫أثبتت القدرة على‬ ‫التخطيط وإدارة الصراع‬ ‫بصورة متميزة‬

‫يف البداية ومن موقع التيار الوطني العرويب‬ ‫املستقل يف لبنان‪ ،‬وباسمي وباسم املؤمتر‬ ‫الشعبي اللبناين‪ ،‬نتوجه إىل سيادة الرئيس‬ ‫الدكتور بشار األسد والشعب السوري الشقيق‪ ‬‬ ‫وعموم الشعب العريب‪ ،‬بكل التهاين لهذه‬ ‫املناسبة الغالية‪ ،‬ونفخر بالثقة الجامهريية‬ ‫الكبرية التي توليها الجامهري السورية والعربية‬ ‫لقيادة الرئيس األسد الحكيمة والشجاعة والسري‬ ‫بسوريا عىل طريق النهوض والتقدم‪ ،‬وهذه الثقة‬ ‫تعبرّ عن مدى صالبة الوحدة الوطنية السورية‪،‬‬ ‫ومتسك سوريا شعباً وقيادة بالخط القومي‬ ‫العريب‪ ،‬وبخط الصمود الوطني بوجه التحديات‬ ‫واملخاطر عىل سوريا واألمة‪ ،‬وبالنهج ‪ ‬املتمسك‬ ‫بالحقوق القومية والرافض للتبعية واملقاوم‬ ‫للمشاريع الصهيونية واألمريكية‪.‬‬ ‫إن قيادة الرئيس الدكتور بشار األسد عىل مدى‬ ‫السنوات العرش السابقة أثبتت القدرة عىل‬ ‫التخطيط وعىل إدارة الرصاع بصورة متميزة‪،‬‬ ‫بقدر ما أعطت مثاالً عربياً عن أهمية الثبات‬ ‫عىل الحقوق يف زمن املتغريات والعواصف‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يدركه الشعب العريب جيداً كام يدركه أحرار‬ ‫العرب يف كل مكان‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إن سوريا التي تحتل موقعاً متميزاً يف املرشق‬ ‫العريب‪ ،‬كانت وال زالت مستهدفة من جانب‬ ‫القوى الصهيونية واالستعامرية بسبب مواقفها‬ ‫االعرتاضية عىل مرشوع الرشق األوسط الكبري‬ ‫وعىل التسويات املنقوصة عىل حساب الحقوق‬ ‫العربية‪ .‬ولقد راهنت القوى األجنبية املعادية‬ ‫عىل تحويل املسار السوري الوطني عن أهدافه‬ ‫وإنهياره تحت وطأة الضغوط العنيفة والتهديدات‬ ‫املتواصلة‪ ،‬وبخاصة خالل املرحلة األوىل من والية‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬وظنوا أنهم بعد احتالل‬ ‫العراق وبعد وصول غالة اإلرهابيني الصهاينة إىل‬ ‫السلطة يف الكيان الصهيوين وبعد تطورات‬ ‫أحداث لبنان‪ ،‬أنهم سيكرسون حالة الصمود‬ ‫السوري ويح ّولون هذا القطر العريب املقاوم اىل‬ ‫حالة استسالمية ملخططاتهم‪.‬‬ ‫ا ّال أن الشعب السوري بقيادته الشجاعة‬ ‫املتمسكة بالثوابت القومية العربية‪ ،‬صمدت‬ ‫بوجه األعاصري‪ ،‬واستطاعت أن تنتقل من حالة‬ ‫الصمود اىل حالة الدفاع النشط عن قضايا‬ ‫األمة‪.‬‬ ‫وراهنت القوى املعادية عىل تقويض الوحدة‬ ‫الوطنية يف سوريا وإحداث رشوخ واسعة يف‬ ‫الجبهة الداخلية إلرباك القيادة حتى تستجيب‬ ‫للضغوط والتهديدات‪ ،‬لكن الشعب العريب يف‬ ‫سوريا‪ ،‬شعب التحرر والتقدم والوحدة‪ ،‬الشعب‬ ‫املتمرس بالنضال ضد الصهيونية واالستعامر‪،‬‬ ‫الشعب املتمسك بالقضية القومية التي‬ ‫يضعها فوق أي إعتبار‪ ،‬أدرك بعمق وعيه ودروس‬ ‫تجربته مرامي املستعمرين لتدمري وحدة كيانه‬ ‫الوطني ونسف عروبته‪ ،‬فازداد التفافاً وتأييداً حول‬ ‫قيادته املناضلة‪ ،‬وحافظ وال زال عىل مصدر قوته‬ ‫األوىل الكامنة يف وحدته الوطنية‪ ،‬مام أجهض‬ ‫املؤامرات املعادية‪.‬‬ ‫وبدالً من إحداث «الفوىض التقسيمية‬ ‫املد ّمرة» يف سوريا‪ ،‬حدث اإلنهيار املتسارع ملرشوع‬ ‫الرشق األوسط الكبري وتعرضت الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية ألزمة كبرية‪ ،‬داخلية وخارجية‪ ،‬ستؤدي‬ ‫بال شك إىل نهاية مرشوعها االمرباطوري وتحولها‬ ‫من دولة عظمى إىل دولة كربى‪ ،‬كام توقعنا يف‬ ‫السنة األوىل من القرن الحايل‪ ،‬فض ًال عن تحطم‬ ‫مرشوع «إرسائيل الكربى» وتوايل االنتصارات‬ ‫بفعل الصمود السوري واملقاومات العربية يف‬ ‫فلسطني والعراق ولبنان‪.‬‬ ‫وراهن األعداء عىل رضب العالقات اللبنانية‬ ‫السورية خالل السنوات الخمس املاضية‪ ،‬لكن‬ ‫النتائج عاكست هذا االتجاه‪ ،‬فلم تتأثر العالقات‬ ‫الشعبية بني البلدين عىل اإلطالق‪ ،‬بل وعادت‬ ‫العالقات الرسمية إىل قواعد التنسيق والتعاون‪.‬‬ ‫وعىل الصعيد الداخيل‪ ،‬خطت سوريا بقيادة‬ ‫الرئيس األسد خطوات هائلة نحو الحداثة والتطور‬ ‫والنهوض االقتصادي واإلعامر اإلنتاجي وتأمني‬ ‫أفضل الخدمات للمواطنني‪.‬‬ ‫يف الذكرى السنوية العارشة لتويل الرئيس‬

‫‪18‬‬

‫بشار األسد قيادة الجمهورية العربية السورية‪،‬‬ ‫ميكن القول والتأكيد أن سوريا أصبحت دولة عربية‬ ‫متقدمة وركناً أساسياً عىل الصعيدين اإلقليمي‬ ‫والدويل‪ ،‬واستمرت منارة‪ ‬دفاع عن املصالح العليا‬ ‫لألمة والحقوق القومية واالستقالل‪.‬‬

‫المحامي‬ ‫رشاد بولس سالمة‪:‬‬

‫حافظ األسد‬ ‫في الوجدان اللبناني‬ ‫ّ‬ ‫يحتل الرئيس الخالد حافظ األسد صدر املقام‬ ‫بني املميزين األفذاذ الذين خضعوا لحتمية املوت‪،‬‬ ‫ولكنّهم صاغوا مبنجزاتهم ومآثيهم‪ ،‬ومآثر‬ ‫فعلهم‪ ،‬وفروس ّية طبعهم‪ ،‬سنّة للبقاء ‪.‬‬ ‫ولنئ كان صحيحاً أن الحدث الجلل هو الذي‬ ‫ميتحن معدن الرجال‪ ،‬فمن املؤ ّكد أن حافظ األسد‪،‬‬ ‫قد امتحن أحداث عرصه‪ ،‬حني كان مط ّوقاً بكل‬ ‫أنواع الصعاب‪ ،‬فخرج منها منترصاً‪ ،‬شامخاً‬ ‫عايل الجبني‪ ،‬مطمنئ البال‪ ،‬مرتاح الضمري‪ ،‬يقيناً‬ ‫منه أ ّنه أدّى األمانة كأحسن ما تؤدّى األمانات‪،‬‬ ‫وحفظ الكرامة‪ ،‬كرامة شعبه وقومه وأ ّمته‬ ‫وافتداها بأغىل ما تفدى به الكرامات ‪.‬‬ ‫ويسجل‪ ،‬ويد ّون‪ ،‬وقد ال‬ ‫ّإن التاريخ يراقب‬ ‫ّ‬ ‫يحاسب برسعة‪ ،‬وقد ال يكافئ برسعة‪ ،‬ولكنّه‬ ‫ال يصنع رجاالته‪ ،‬بل القادة والفرسان والشجعان‬ ‫هم الذين يصنعون التاريخ‪ ،‬إذ يغالبون القدر‪،‬‬ ‫ليصوغوا لبلدانهم أقدارها السعيدة‪ ،‬ممهورة‬ ‫بتوقيع راقٍ ‪ ،‬وباقٍ ما بقي الزمان ‪.‬‬ ‫يف إحدى مراحل عهده‪ ،‬كانت سوريا منهمكة‬ ‫مبعالجة الحرب املشؤومة يف لبنان‪ ،‬وكانت حروب‬ ‫أخرى تهدد أسوار سوريا من كل واقعها الجغرايف‪،‬‬ ‫أيّ من حدودها مع تركيا – تركيا األمس‪ ،‬ال تركيا‬ ‫الشهامة والعدالة واآلباء كام هي اليوم –‬ ‫وحدودها مع األردن‪ ،‬ومع العراق ‪.‬‬ ‫البيئة الجغراف ّية كانت ك ّلها مضطربة‬ ‫ومشتعلة‪ ،‬أو تكاد‪ ،‬فعمل حافظ األسد‬

‫بالحكمة‪ ،‬والحنكة‪ ،‬باملرونة والصالبة‪ ،‬عىل ترويض‬ ‫االضطراب‪ ،‬وتفادي االشتعال‪ ،‬متجاوزاً هكذا‬ ‫عقبات‪ ،‬كان لبعضها طبيعة املحارصة‪ ،‬وطبيعة‬ ‫املوآمرة يف آن‪.‬‬ ‫كان ه ّمه التف ّرغ للرصاع األساس مع العد ّو‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬لذلك نسج مع الجمهور ّية اإلسالم ّية‬ ‫اإليران ّية اسرتاتيج ّية خ ّالقة‪ ،‬ش ّكلت مع قدرات‬ ‫املقاومة يف لبنان وفلسطني األرضية الصلبة‬ ‫التي أمثرت أبهى االنتصارات ‪.‬‬ ‫نهض حافظ األسد عىل أمتداد ثالثة عقود‬ ‫من عمر واليته‪ ،‬مبسؤولية الرئاسة‪ ،‬ومل تكن‬ ‫العربة هنا ملدّة الوالية‪ ،‬بل لنوع ّية القيادة‪ ،‬ولحجم‬ ‫املنجزات التي مألت مساحة عهده‪ .‬فلم تعد‬ ‫العقود الثالثة لتخترص‪ ،‬وال لتختزل‪ ،‬وال لتقاس‬ ‫مبعيار الزمن‪ ،‬بل مبا أغنى به الرئيس القائد‪ ،‬عهده‬ ‫وبالده وزمانه من فروس ّية الخلق وعبقر ّية األداء ‪.‬‬ ‫القيم مبفهومها الصحيح‪ ،‬وعىل اختالف‬ ‫أنواعها‪ ،‬كانت ركيزة الرصوح التي أعىل بنيانها‪،‬‬ ‫معانداً‪ ،‬ملتزماً بالعدل‪ ،‬حارساً أميناً للحق‬ ‫السوري‪ ،‬وللحق الفلسطيني‪ ،‬واللبناين‪ ،‬وللحق‬ ‫العريب العام‪ ،‬فال تهاون مببدأ‪ ،‬وال مساومة عىل‬ ‫قض ّية وال انصياع ملشيئة طاغية او مستكرب‪ ،‬بل‬ ‫حرمة مطلقة لحبة الرتاب الوطني التي تساوي‬ ‫عنده حرمات األرض جمعاء‪ ،‬فيام تساوي قطرة‬ ‫املاء من “بحرية طربيا”‪ ،‬مبا هي حق سوري‪ ،‬كل‬ ‫ينابيع العامل وبحرياته وأنهاره‪.‬‬ ‫حافظ األسد‪ ،‬هو رجل املهابة واالستقامة‬ ‫والقائد الذي أتقن معادلة قد تبدو لكثريين‬ ‫مستحيلة‪ .‬عنيت هنا بقاءه يف ساحة الرصاع‬ ‫مع العدو‪ ،‬مناض ًال عنيداً‪ ،‬حكي ًام يعطي للرصاع‬ ‫ما يقتضيه من عدة الحرب‪ ،‬ويعطي لبالده يف آن‬ ‫معاً‪ ،‬أرفع مشاعر العزة والعنفوان‪ ،‬وأقىص املتاح‬ ‫يف مجاالت االستقرار‪ ،‬والبناء والعمران ‪.‬‬ ‫ذلك هو حصاد الخري مرتاك ًام منذ عهد حافظ‬ ‫األسد‪ ،‬وأنا أعرتف إين مل أقم بإحصائه بدقة ‪،‬‬ ‫ولع ّله من نوع الغالل التي لكرثتها‪ ،‬يصعب‬ ‫إحصاؤها‪ .‬إ ّنه إرث وتراث‪ ،‬غني بالرؤية الصاحية‪،‬‬ ‫والخيارات‪ ،‬والسياسات‪ ،‬واالقتناعات‪ ،‬واملواقف‬ ‫والثوابت‪ ،‬التي من أهم أسباب روعتها أ ّنها‬ ‫كالحقائق املطلقة‪ ،‬ال ترتبط بزمن معينّ ‪ ،‬وال يأيت‬ ‫عليها الزمان‪ ،‬ولن تبدو أبداً وكأنها عاشت يف‬ ‫ماض عرب ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫حل عنده يف منزلة واحدة قضية‬ ‫ولقد‬ ‫فلسطني‪ ،‬وحر ّية شعبها وأرضها وقدس ّية‬ ‫مقدّساتها‪ ،‬واستقرار لبنان‪ ،‬وكرامة شعبه‪،‬‬ ‫ونقاء هو ّيته أي كل ما يش ّكل حقوقاً وقي ًام‪ ،‬ال‬ ‫ترشى بالوعود وال تباع مقابل العروض‪ ،‬بل تفدى‬ ‫بالتضحية والنضال والجهاد ‪.‬‬ ‫إعادة لبنان اىل هو ّيته الحقيقة العر ّبية‪ ،‬كانت‬ ‫هماّ ً هادفاً من هموم حافظ األسد يف مواجهة‬ ‫حالة الضالل التي سقط فيها بعض ال ّلبنانيينّ‬ ‫ممن أصبحوا جزءاً من الحالة اإلرسائيل ّية يف الزمن‬ ‫املشؤوم‪.‬‬

‫وإعادة لبنان اىل وحدته الوطن ّية‪ ،‬كانت الهدف‬ ‫السامي الذي نجح حافظ األسد بتحقيقه يف‬ ‫مواجهة مشاريع التقسيم‪ ،‬ومشاريع الدويالت‬ ‫“ والكانتونات “ التي أوحت بها “إرسائيل” والتي‬ ‫أزالها اىل حني‪ ،‬صاحب الذكرى‪ ،‬ولكنّها بأسف‬ ‫تبدو عائدة عرب بعض أدعياء‬ ‫مقلق عميق‬ ‫السيادة‪ ،‬أصحاب نظريات “ الفدرلة “ ومشتقاتها‪،‬‬ ‫وإفرازاتها وذيولها‪ ،‬وعواقبها ‪...‬‬ ‫من صميم الواجب األخالقي‪ ،‬أن نحفظ هذا‬ ‫الجميل الذي جعله حافظ األسد يف عنق لبنان‬ ‫املوحد‪.‬‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬والدولة الواحدة‪ ،‬والشعب‬ ‫ّ‬ ‫لبنان الذي من حقه أن يحرص عىل سيادته‪ ،‬ال‬ ‫لبنان أدعياء السيادة‪ ،‬أولئك املوالني للمرشوع‬ ‫اإلرسائييل – األمرييك‪ ،‬ضيوف مائدة السيدة‬ ‫رايس‪ ،‬وأتباع “ فيلتامن”‪ ،‬صديق “إرسائيل” وعد ّو‬ ‫املقاومة وسوريا ولبنان ‪.‬‬ ‫مثة معايري معروفة لسيادة األوطان‪ ،‬أه ّمها‬ ‫أ ّال يتح ّول مفهوم الوطن اىل مزرعة يف شأنه‬ ‫الداخيل‪ ،‬وال اىل” محم ّية “ يف شأنه الخارجي ‪.‬‬ ‫أما لبنان فلقد حاول مغادرة املزرعة اىل الدولة‪،‬‬ ‫ول ّعله ما يزال يحاول؟! ولكنّه بالتأكيد‪ ،‬ومنذ‬ ‫العام ‪ ،2005‬أصبح “محم ّية” أمريكية باملعنى‬ ‫السيايس‪ ،‬وبكل الوقائع التي تفرضها عليه‬ ‫اإلدارة األمريك ّية وترتاح اليها “إرسائيل” ‪.‬‬ ‫قيل ألدعياء‪ ،‬السيادة عندنا‪ ،‬يف هذا الزمن‬ ‫الحديث الرديء‪ ،‬وتحديداً يف إ ّبان حرب متوز‪ ،‬ومن‬ ‫الرساي الحكومي بالذات ّإن العدوان األمرييك‬ ‫– اإلرسائييل عىل لبنان هو مخاض األمل‬ ‫لوالدة الرشق األوسط الجديد‪ ،‬ومل تطرف عني‬ ‫“السياديني” لهول هذا الكالم ‪ ،‬ومل ّ‬ ‫يرف لواحد‬ ‫منهم جفن!!‬ ‫قيل لهؤالء “إن أمن الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫هو من أمن لبنان‪ ،‬والعكس صحيح!! وقيل‬ ‫لهم ّإن لبنان هو خط الدفاع األول يف املعركة‬ ‫الدائرة بني التط ّرف واالعتدال!! ومل يسأل أحد‬ ‫من “جامعة السياديني” ما هو معنى كون لبنان‬ ‫جزءاً من أمن أمريكا‪ ،‬وال كيف يكون هذا الوطن‬ ‫“خندقاً” عسكر ّياً وسياس ّياً لإلدارة األمريكية؟‬ ‫و َمنْ حد ّد للبنان هذه الوظيفة؟ و َمنْ قررها؟ ومن‬ ‫أ ّق ّرها؟ وما هو رأي حكومة الس ّيد فؤاد السنيورة‬ ‫بهذه املواقف واألراء “السياد ّية” ك ّلها؟‬ ‫يقال عاد ًة إ ّنه إذا هوت املط ّية‪ ،‬وتجندل الفارس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يحل يف الصهوات بعده‪ .‬أ ّما حال سوريا‬ ‫يع ّز من‬ ‫بعد غياب حافظ األسد فال ينطبق عىل ما كان‬ ‫يقال ‪.‬‬ ‫ذلك أن تراث األمجاد الوطن ّية والقوم ّية قد‬ ‫آل اىل الرئيس نجل الرئيس‪ ،‬والقائد سليل مقلع‬ ‫القيادة‪ ،‬سيادة الدكتور بشار األسد‪ ،‬حامل‬ ‫مشعل الحداثة‪ ،‬مس ّلحاً بسالح األصالة الرئيس‬ ‫الذي يقدّم منوذجاً راقياً للعروبة الراقية‪ ،‬والذي‬ ‫أصبح مثاالً للحكمة والقدرة‪ ،‬واملنترص عىل‬ ‫مرشوع الحصار والعزلة‪ ،‬متالقياً مع الرشفاء‪،‬‬ ‫ضمن معيار واحد‪ ،‬اخترصه بشار األسد بقوله‪:‬‬

‫‪19‬‬

‫إن القريب من قلب سوريا هو من كان عدواً لـ‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬ونصرياً للمقاومة ‪.‬‬ ‫يف الذكرى العارشة لغياب حافظ األسد‪،‬‬ ‫الرئيس والقائد العبقري‪ ،‬نقرأ يف كتابه وسريته‬ ‫ّ‬ ‫خطه بفعله‪ ،‬وعظيم أدائه‪ ،‬دروساً‬ ‫ومسريته ما‬ ‫تع ّلم الحقوق وتحمي الكرامات‪ ،‬وتهيب بالطموح‬ ‫العريب اىل مزيد من الطموحات‪ .‬نقرأ يف ذلك‬ ‫وتظل الصفحات مفتوحة ملزيد من‬ ‫الكتاب‪،‬‬ ‫الفتوحات وتستمر القراءة‪ ،‬وتستمر التالوة اىل‬ ‫حيث ال تنتهي النهاية ‪.‬‬

‫الوزير السابق‬ ‫وديع الخازن‪:‬‬

‫الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد‬ ‫وحصاد عشر سنوات‬ ‫من حكمه ورؤيته املتج ّلية باإلنجازت‬ ‫االسرتاتيجية ‪ ...‬كان عبء الحكم‪ ،‬يف خضم‬ ‫التح ّوالت اإلقليمية‪ ،‬ثقي ًال جدًا عىل الرئيس‬ ‫الشاب الدكتور بشار األسد القادم من اختصاص‬ ‫ط ّبي بعيد كل البعد عن السياسة‪ .‬ومع ذلك مل‬ ‫تكن السياسة إملا ًما ومعرفة لطبيب األسنان‬ ‫املتخ ّرج من أرقى جامعات لندن‪ ،‬بل رؤية حداثة‬ ‫وتحديث لكل قطاعات الدولة التي شهدت‪ ،‬يف‬ ‫سنوات عرش من حكمه‪ ،‬نهضة إدارية وصناعية‬ ‫يف كل املجاالت‪.‬‬ ‫ومل يكن أحد ليتو ّقع‪ ،‬بهذه الرسعة‬ ‫القياسية لتسارع األحداث‪ ،‬أن يلتقط‬ ‫رجل الدولة الفظ التجربة يك ُيحدث هذه‬ ‫النقلة النوعية لبالده عىل مرسح السياسة‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫اإلرادة السياسية دون تدخل خارجي أساس نهوضنا‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬وأن يح ّول التحديات الخارجية إىل‬ ‫معصيات عىل القوى العظمى التي خاضت‬ ‫حرو ًبا لتغيري وجه الرشق األوسط وفق‬ ‫مخططات تخدم أمن “إرسائيل” عىل حساب‬ ‫الدول العربية التي رضخت ملشيئة الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية خشية املس بأنظمتها‬ ‫ً‬ ‫رافضا‬ ‫ومواقعها‪ .‬إذ ب ِق َي الرئيس بشار األسد‬ ‫لألمر الواقع الذي أحدثته الحرب األمريكية عىل‬ ‫العراق عام ‪ ،2003‬ومل َي ِلنْ جنانه لحظة واحدة‬ ‫للضغوط التي ُمورست عليه وال لإلمالءات‬ ‫األمريكية التي حملها آنذاك وزير الخارجية‬ ‫تضمنت عرشة‬ ‫السابق كولن باول والتي‬ ‫ّ‬ ‫مطالب إىل سوريا‪.‬‬ ‫ومنذ تلك اللحظة‪ ،‬بدأ الرئيس القائد رسم‬ ‫اسرتاتيجية الصمود والتصدّ ي من خالل‬ ‫دعمه لحركات املقاومة يف لبنان واألرايض‬ ‫الفلسطينية والعراق معتمدًا عىل حليفه‬ ‫ّ‬ ‫لخطه املقاوم‬ ‫اإلقليمي اإليراين املنارص واملؤازر‬ ‫قبل أن يجتذب تركيا إىل تحالف دبلومايس‬ ‫يوازي كفة رؤيته للسالم من منطلقات مؤمتر‬ ‫مدريد عىل قاعدة “األرض مقابل السالم” وليس‬ ‫“مقابل األمن” كام كانت تطالب “إرسائيل‪”.‬‬ ‫وبرباعة قيادية استطاع أن يكون الالعب‬ ‫الصعب يف معادلة الحرب والسالم بعدما‬ ‫نجح رهانه عىل املقاومة يف لبنان وفلسطني‬ ‫والعراق عندما أفلحت هذه املقاومة يف دحر‬ ‫العدو اإلرسائييل إىل ما تب ّقى عىل الحدود من‬ ‫مزارع شبعا وتالل كفرشوبا وشاميل قرية‬ ‫الغجر سنة ‪ ،2000‬وعندما أفشلت الحرب‬ ‫الجوية الطاحنة التي قامت بها “إرسائيل” يف‬ ‫متوز ‪ ،2006‬والتي ر ّتبت عىل الجيش اإلرسائييل‬ ‫تداعيات خطرية تبدّ ت يف تقرير فينوغراد ومن‬ ‫ثم يف غزة يف تقرير غولدستون‪.‬‬ ‫ورغم استخدام إدارة الرئيس السابق جورج‬ ‫دبليو بوش مواقع سياسية يف لبنان لتوجيه‬ ‫السهام عىل سوريا وا ّتهامها بطال ًنا وزو ًرا‬ ‫يف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من‬ ‫خالل إنشاء محكمة دولية‪ ،‬إال أنه رسعان ما‬ ‫أخفقت هذه املحاولة يف استقطاب سورية إىل‬ ‫ركب الدول العربية املتعارضة مع سياستها‬ ‫االرتهان‬ ‫أنواع‬ ‫لكل‬ ‫املقاومة‬ ‫القومية‬ ‫والهيمنة‪.‬‬ ‫ومع مجيء رئيس جديد للواليات املتحدة‬ ‫األمريكية باراك أوباما‪ ،‬ورئيس جديد لفرنسا‬ ‫نيكوال ساركوزي‪ ،‬تغيرّ ت قواعد السلوك‬ ‫الدويل يف اتجاه سوريا‪ .‬فبعدما كانت دمشق‬ ‫والفرنسية‬ ‫األمريكية‬ ‫بالضغوط‬ ‫ُمحاصرَ َ ة‬ ‫أصبحت واشنطن هي ا ُملحاصرَ ة نتيجة املآزق‬ ‫التي تو ّرطت فيها يف أفغانستان والعراق‬ ‫واألرايض الفلسطينية وبات التق ّرب من القيادة‬ ‫السورية حاجة ملحة للخروج من ورطة الحروب‬ ‫التي شنّها الرئيس السابق جورج دبليو بوش‬ ‫وتركت آثارها املد ّمرة وتداعياتها السلبية عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫صورة الواليات املتحدة األمريكية مع حليفتها‬ ‫باكستان ودول منطقة الرشق األوسط‪.‬‬ ‫وعىل وقع هذه التح ّوالت اإلقليمية بات‬ ‫الرئيس الدكتور بشار األسد نقطة مركزية‬ ‫تع ّول عليها السعودية وإيران وتركيا إلطفاء‬ ‫الحرائق ا ُملشتعلة والحؤول دون امتدادها يف أرجاء‬ ‫املنطقة كام حدث يف تراجع لهيب العنف يف‬ ‫العراق ويف احتواء التط ّورات العسكرية يف‬ ‫اليمن عىل الحدود السعودية‪.‬‬ ‫إن قدرة الرئيس األسد القيادية‪ ،‬ورؤيته‬ ‫املتج ّلية باإلنجازات االسرتاتيجية‪ ،‬ح ّولت العداء‬ ‫السابق لرتكيا إىل صداقة وحلف ال مثيل‬ ‫له مع قضايا العرب‪ ،‬وعىل رأسها القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬التي اكتسبت‪ ،‬منذ حرب غزة‬ ‫وحادثة “دافوس” الشهرية والهجوم الوحيش‬ ‫عىل موكب السالم الذي احتضنته تركيا‬ ‫لنقل مساعدات إنسانية إىل غزة‪ ،‬تأييدًا عرب ًيا‬ ‫عار ًما للحليف الرتيك يف وجه الصهيونية‬ ‫ّ‬ ‫ومخططاتها الخبيثة يف املنطقة‪.‬‬ ‫إنها كباش مواقف مل َت ِحد فيها سوريا‬ ‫قيد أمنلة عن قناعاتها القومية التي َتحفظ‬ ‫الحق العريب يف األرض والتي ال تقبل بأقل‬ ‫منه يف عملية السالم العادل والشامل يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ولقد نجح الرئيس الدكتور بشار األسد يف‬ ‫معادلته املنفتحة عىل السالم من خالل الحليف‬ ‫الرتيك الجديد يف املفاوضات غري املبارشة بني‬ ‫سورية و”إرسائيل”‪ ،‬إال أنه مل يقايض ح ّقه‬ ‫السوري يف الجوالن بأي حق يف لبنان وفلسطني‬ ‫خالل هذه الجوالت الدبلوماسية التي تو ّقفت‬ ‫بفعل ثباته وصالبته وعدم انفكاك تحالفه‬ ‫االسرتاتيجي املامنع إلمالءات الخارج تحت‬ ‫عناوين امللف النووي وسالح املقاومة‪.‬‬ ‫مل يكن بشار األسد يف كل هذا مرت ّددًا أو‬ ‫خصوصا لدى القمة الرئاسية التي‬ ‫محاب ًيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جمعته بالرئيس اإليراين محمود أحمدي نجاد‬ ‫ورمز املقاومات العربية السيد حسن نرص الله‬ ‫يف دمشق‪ .‬ومنذ هذه اللحظة‪ ،‬بدأت الحرب‬ ‫اإلرسائيلية عىل جبهة املامنعة يف دمشق‬ ‫باختالق الشائعات وتعبئة الرأي العام الدويل‬ ‫وراء أكاذيب وأضاليل تسليح سوريا “حزب‬ ‫الله” بصواريخ السكود تار ًة وبصواريخ بعيدة‬ ‫املدى والدقة يف تط ّورها مبعزل عن أية أدلة‪،‬‬ ‫كام جرى مع الشحن اإلعالمي الذي واكب‬ ‫الحملة األمريكية الثانية عىل العراق‪.‬‬ ‫نحن نعرف بأن نقل صواريخ بطول ‪ 12‬مرتًا‬ ‫مجسماً كب ًريا عىل‬ ‫وقطر ثالثة أمتار يبدو‬ ‫ّ‬ ‫شاشات األقامر االصطناعية التي تراقب‬ ‫وتسجل كل حركة عىل األرض‪ ،‬فكيف بناقالت‬ ‫ّ‬ ‫عمالقة لهذا النوع من الصواريخ؟‬ ‫ولو صدق ما ادّعته “إرسائيل” يف مزاعمها‬ ‫املل ّفقة حول هذه الصواريخ لكان سالحها‬ ‫الجوي قد هاجم أية قافلة من هذا القبيل قبل‬

‫‪20‬‬

‫بلوغها مخابئ “حزب الله”‪ ،‬ونحن نتذ ّكر جيدًا‬ ‫كيف أغار هذا السالح اإلرسائييل الجوي يف‬ ‫آذار سنة ‪ 2009‬عىل قافلة كانت تجتاز الحدود‬ ‫سالحا لحركة‬ ‫السودانية بحجة أنها تنقل‬ ‫ً‬ ‫“حامس»‪.‬‬ ‫اإلعالمية‬ ‫يف ظل هذه “الجعجعة”‬ ‫اإلرسائيلية ا ُمله ِّددة بالحروب‪ ،‬يبدو العجز‬ ‫واضحا يف شن أي عدوان ألن دونه خسائر‬ ‫ً‬ ‫مد ّمرة للكيان العربي قبل غريه‪ ،‬وهو مكلف‬ ‫عىل مصري “إرسائيل” وإمكانية بقائها‪ ،‬مهام‬ ‫كانت املجاراة اإلعالمية متصاعدة لصالح‬ ‫االتهامات اإلرسائيلية بتهريب السالح إىل‬ ‫“حزب الله»‪.‬‬ ‫وإذا كان العامل العسكري القائم عىل‬ ‫توازن الرعب قد ّ‬ ‫شل قدرة العدو عىل شن أي‬ ‫حرب‪ ،‬إال أن عامل الدس واإليقاع بني اللبنانيني‬ ‫هو رهان العدو األكرب عىل إضعاف معنويات‬ ‫هذا السالح الذي يكتسب معنوياته من قدرة‬ ‫اللبنانيني عىل االلتفاف حول شعار الدولة‬ ‫الذي أطلقه رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن حول ال ُّلحمة الواجب ِة بني الشعب‬ ‫والجيش واملقاومة لتأمني الحصن الحصني ألية‬ ‫حرب قد ُت َشنّ عىل لبنان واملقاومة أو لبنان‬ ‫وسوريا م ًعا‪.‬‬ ‫فبقدر ما يكون اللبنانيون متّحدين بوقفتهم‬ ‫الداخلية يف وجه هذه املخاطر‪ ،‬بقدر ما يتغ ّلبون‬ ‫عىل فكرة شن أي عدوان جديد عىل بلدهم‪ .‬ألن‬ ‫العدو ُيدرك أن شع ًبا مثل الشعب اللبناين‪ ،‬إذا‬ ‫بقي عىل تضامنه ووحدته‪ ،‬فإنه يهزم أي جيش‬ ‫ال يؤمن بأن يف الحرب أي أمل بالنجاح مع وجود‬ ‫قوة عسكرية رادعة‪.‬‬ ‫لقد عشنا مراحل أخطر من هذه الضغوط‪،‬‬ ‫قاس يف حرب متوز ‪2006‬‬ ‫وخضعنا الختبار‬ ‫ٍ‬ ‫لعلها األرضى يف تاريخ الحروب وحشي ًة‬ ‫وفت ًكا بالسالح املح ّرم دول ًيا‪ ،‬السيام القنابل‬ ‫العنقودية التي ما تزال بقاياها املؤلفة تحصد‬ ‫أرواح األبرياء يف حقول عيشهم ورزقهم‪ .‬ومع‬ ‫ذلك عاد أهايل الجنوب إىل بيوتهم وممتلكاتهم‬ ‫يف العراء ليؤ ّكدوا عىل أن مصريهم مرتبط‬ ‫برتابهم الذي هو يف “غالوة” الروح‪.‬‬ ‫درس متوز ‪ ،2006‬وما اختربه اللبنانيون‬ ‫مآس ُك ِت َبت عليهم‪ ،‬هو درس تحذيري لـ‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫“إرسائيل” يف عُ قم حروبها ما دام الشعب مع‬ ‫دولته ووسائل دفاعها املرشوع ضد أي عدوان‪.‬‬ ‫إننا‪ ،‬يف هذه املرحلة العابقة بالرصاخ‬ ‫تراص فيام بيننا‬ ‫والضجيج‪ ،‬أحوج ما نكون إىل‬ ‫ٍ‬ ‫وتنسيق مع سوريا ملواجهة أي اخرتاق داخيل‬ ‫أو حدودي‪ .‬ألن حرب االستخبارات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫التي انكشفت شبكاتها يف لبنان‪ ،‬سقطت‬ ‫وسوف تسقط معها كل محاوالت التضليل‬ ‫الصهيونية املتسترّ ة بتهريب السالح وتربير أي‬ ‫حرب إرسائيلية مخادعة وغادرة قد تخطر ببال‬ ‫قادتها املجانني‪.‬‬

‫رئيس حزب‬ ‫الحوار الوطني‬ ‫المهندس فؤاد مخزومي‪:‬‬

‫أليس النصر‬ ‫صبر ساعة‪...‬‬ ‫يف الذكرى العارشة لتبوؤ الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية‪،‬‬ ‫ال بد لنا من أن نستذكر بعض مآثر قيادته الحكيمة‪،‬‬ ‫خصوصاً دوره املتقدّم والطليعي يف إعالء شأن‬ ‫الحقوق العربية قوالً وفع ًال‪ ،‬مهام غلت التضحيات‪،‬‬ ‫ومتسكه بالتضامن العريب أساساً من أجل استعادة‬ ‫هذه الحقوق‪ ،‬فض ًال عن نضاله بكل األشكال وصوالً‬ ‫إىل إقرار أعدائه قبل أصدقائه بفضل دور سوريا‬ ‫القومي والعريب واإلقليمي والدويل يف إخامد الكثري‬ ‫من النريان التي أشعلها الكيان الصهيوين‪ ،‬ومل يزل‬ ‫يف منطقتنا العربية ويف مامنعته الستسالم األمة‬ ‫ودعمه ملقاومتها‪.‬‬ ‫ففي الذكرى العارشة عىل رئاسته للجمهورية‬ ‫الشقيقة‪ ،‬ها هي سوريا تك ّرس موقعها القيادي‬ ‫بني البلدان العربية الوازنة‪ ،‬بل تبلور أكرث موقعها‬ ‫الطليعي يف عامل العرب‪ ...‬وهي كانت وما زالت يف‬ ‫الطليعة تحملت آالم تلق السهم تلو اآلخر‪ ...‬ولكنها‬ ‫بقيادة الرئيس بشار صمدت‪ :‬فالوضع العاملي‪،‬‬ ‫ويف منطقتنا العربية ال يحتمل أنصاف القرارات‪.‬‬ ‫فدمشق ليست أص ًال يف وارد أنصاف الحلول املبنية‬ ‫تتمسك «إرسائيل»‬ ‫عىل أقىص التنازالت‪ ،‬يف وقت‬ ‫ّ‬ ‫بغري حق ومبا أوتيت من ق ّوة وسالح باحتاللها‬ ‫لألرايض العربية يف فلسطني والجوالن ومزارع شبعا‬ ‫يف لبنان‪.‬‬ ‫ويف املناسبة نستذكر أن القائد الفذ الرئيس‬ ‫حافظ األسد أغمض جفنيه بعد أن اطأمن عىل‬ ‫اندحار «إرسائيل» من غالبية األرايض اللبنانية‪،‬‬ ‫وكان التحرير غري املسبوق يف العام ‪ 2000‬يف لبنان‬ ‫تحت رعايته‪ ،‬وبقوة دعمه ومساندته الالمتناهية‬ ‫للمقاومة يف لبنان‪ .‬ولكن أمل تدفع سوريا مثناً‬

‫لهذا االنتصار كاد أن يطيح بلبنان وبعالقاته‬ ‫الطبيعية مع الشقيقة سوريا؟‬ ‫ولكن أيضاً وبقوة شكيمة األسد االبن‪ ،‬الذي‬ ‫بذل أقىص الجهود ّتم الحفاظ عىل هذا االنتصار‪.‬‬ ‫فدأب القائد االبن الرئيس بشار عىل نحو ما فعل‬ ‫القائد الراحل حافظ األسد عىل رعاية االنتصار‬ ‫يف العام ‪ ،2006‬إبان حرب العدوان اآلثم عىل لبنان‪،‬‬ ‫عىل الرغم من إدراك الرئيس بشار أن الثمن سيكون‬ ‫غالياً عىل سوريا قيادة وشعباً‪ ...‬ولكن الرئيس‬ ‫الشاب مل يرتاجع وثبت حتى أثبت أنه املتقدّم عىل‬ ‫عدوه الوحيد «إرسائيل» مهام عتى وتجب‪...‬‬ ‫وهكذا أثبتت سوريا مجدداً وفع ًال أنها الرقم‬ ‫الصعب يف معادلة املنطقة‪ ،‬وها هي الوفود الدولية‬ ‫ويف مقدّمها وفود الواليات املتحدة من كل املواقع‬ ‫والوظائف تؤم دمشق الستطالع القيادة السورية‬ ‫رأيها يف الحلول لألزمات التي صنعتها «إرسائيل»‪،‬‬ ‫ومل تبخل سوريا يف إخامدها ورفع الرضر ليس عن‬ ‫األمة العربية فحسب بل عن األرضار التي قد تلحق‬ ‫باألمن العاملي أيضاً‪.‬‬ ‫أما نحن يف لبنان‪ ...‬فإذا كان اللبنانيون قد‬ ‫شهدوا يف السنوات الخمس املاضية محاوالت‬ ‫حثيثة لفرض الرصاع مع سوريا‪ ،‬ولو بالتعاون مع‬ ‫دول أخرى كربى ومتوسطة‪ ،‬وأحياناً صغرى من ِق َبل‬ ‫بعض األطراف اللبنانية‪ ،‬التي يبدو أن جنون العظمة‬ ‫الطارئة قد أصابها بالدوار‪ ،‬عىل الرغم من أن تعاطي‬ ‫هذه الدول مع امللف اللبناين عىل صلة حتمية مع‬ ‫ملفات املنطقة ومصالح هذه الدول فيها وتحديداً‬ ‫مع سوريا التي ما فتئت طوال السنوات الخمس‬ ‫تشدّد عىل أنها ال تريد التدخل يف الشؤون اللبنانية‬ ‫الداخلية‪ ،‬فإن صريورة ترصفات هذه الدول‪ ،‬خصوصاً‬ ‫الكربى منها‪ ،‬اتجهّت إىل التفاوض مع سوريا وحتى‬ ‫محاوالت استدراج األخرية للتدخل يف لبنان لتلبية‬ ‫مطالب فريق لبناين عىل حساب مطالب فريق آخر‪،‬‬ ‫وبالتايل القيام بالفعل ونقيضه‪ .‬وهكذا أثبتت‬ ‫حكمة األسد وطول أناته أنه األقوى يف ميدان الق ّوة‬ ‫واألدرى بتفكيك األلغام املنصوبة للبنان وسوريا معاً‪.‬‬ ‫وعىل طريقة مقتلعي األلغام املحرتفني رفع اللغم‬ ‫تلو اللغم بصرب ودراية نادرتني إىل أن أعاد العالقات‬ ‫اللبنانية ‪ -‬السورية إىل مجراها الطبيعي‪.‬‬ ‫عىل الرغم من أن كل التقديرات واملعلومات أيضاً‬ ‫كانت تشري إىل أن هنالك يف العامل ويف الداخل‬ ‫اللبناين من كان يدعو سوريا إىل الكف عن التدخل‬ ‫يف الشؤون اللبنانية‪ ،‬فيام هم يطلبون خفية‬ ‫وباملواربة ومن تحت الطاولة من دمشق الضغط عىل‬ ‫أطراف لبنانية خصوصاً تلك ذات الصلة باملقاومة‬ ‫ضد «إرسائيل»‪ .‬أمل تكن فرصة مثينة أمام الرئيس‬ ‫بشار للتدخل يف لبنان عىل ما تع ّود رافضو سوريا‬ ‫بالعلن؟‬ ‫ترصف مبا ميليه ضمريه‬ ‫ولكن الرئيس األسد االبن ّ‬ ‫العريب الصاحي لكل مؤامرة عىل سوريا ولبنان‬ ‫وفلسطني أيضاً‪.‬‬ ‫أليس الرئيس بشار األسد هو الرجل الذي أعاد‬ ‫خيوط الوصل مع تركيا حتى كادت أن تكون حريصة‬ ‫عىل حقوق العرب أكرث من العرب أنفسهم!‬ ‫أليس الرئيس بشار األسد هو الرجل الذي حضن‬ ‫املقاومة الفلسطينية يف أصعب ظروفها وراهن‬

‫‪21‬‬

‫عىل فشل الكيان الصهيوين يف تدجني املقاومني‬ ‫الفلسطينيني ونجح!‬ ‫أليس هو القائد الذي فتح أبوابه لكل من سعى‬ ‫إلعادة خيوط الوصل يف لبنان مع سوريا‪ ،‬دومنا النظر‬ ‫إىل الخلف عىل الرغم من مراكمة هؤالء مللفات‬ ‫الكراهية العمياء يف لبنان للشقيقة سوريا التي‬ ‫أدمت قلوب اللبنانيني!‬ ‫املهم يف هذه املسألة األساسية‪ ،‬أي العالقات‬ ‫بني دمشق وبريوت‪ ،‬فإن الرئيس األسد راهن عىل‬ ‫يصح إ ّال الصحيح‪ .‬ومن أجل ذلك رعى ومن‬ ‫أنه ال‬ ‫ّ‬ ‫موقع اإلرادة فتح السفارة السورية يف لبنان‪ .‬ودعم‬ ‫قيام حكومة الوحدة الوطنية واستقبل رئيس‬ ‫الجمهورية اللبنانية الذي بدوره له باع طويل مبصالح‬ ‫لبنان العليا‪ ،‬مبا يليق بأفضل العالقات‪ ،‬فأعاد لهذه‬ ‫العالقات ميزتها حتى لو كان لهذا االنفتاح مع لبنان‬ ‫إحراجاً لبعض الشخصيات اللبنانية التي عىل ما‬ ‫يبدو مل تزل تحنّ إىل مرشوع رضب عروبة لبنان وفك‬ ‫أوارص التاريخ والجغرافيا مع سوريا‪.‬‬ ‫إن حنكة الرئيس بشار أعادت لألمة العربية‬ ‫وهجها‪ ،‬وملعنى التضامن العريب قيمته ولالنتصار‬ ‫عىل األعداء عدّته‪ ...‬فربح وربح معه لبنان وفلسطني‬ ‫واأل ّمة العربية وشعوبها‪ ...‬بعد صرب ساعة‪...‬‬ ‫‪ ....‬أليس النرص صرب ساعة‪...‬‬

‫العميد أمين حطيط‪:‬‬

‫قرار سوريا كان واضحاً‬ ‫وحاسماً في مده الدعم‬ ‫العسكري والمعنوي‬ ‫في قرارات الدمج‬ ‫والتوحيد بين الجيشين‬ ‫عندما أنشئ الجيشان اللبناين والسوري بعد‬ ‫إعالن استقالل البلدين عن االنتداب الفرنيس‬ ‫الذي حكمهام ما يقرب من الربع قرن‪ ،‬خضع‬ ‫كل منهام للرؤية السياسية التي حكمت يف‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫الميكن أن نتحول إىل دول منتجة ما مل منتلك املعرفة والعلم‬ ‫كل من الدولتني واتجه الجيش اللبناين وبواقعية‬ ‫تامة اىل تنظيم نفسه ليكون جيشاً لدولة ذات‬ ‫إمكانات محدودة ونظام سيايس يشوبه الكثري‬ ‫من الهنات واملآخذ عليه خاصة لجهة الخطر الذي‬ ‫يتهدد الدولة بشكل دائم من باب الطائفية‬ ‫واالنقسام والتجاذب لتحديد موقع لبنان بني‬ ‫الرشق والغرب‪ ،‬بني أوروبا والعرب ‪ .‬وانعكاسا‬ ‫لكل ذلك ظهر جيش محدود العدد ومحدود‬ ‫التسليح والتجهيز يهتم بشكل خاص بإظهار‬ ‫صورة الوحدة فيه ليكون منوذج الوحدة الوطنية‬ ‫املنشودة‪ ،‬وميتلك من الهيبة والقدرة العسكرية‬ ‫ما يحمي بهام النظام السيايس الذي اعتمد‬ ‫للدولة الناشئة بقرار املفوض السامي الفرنيس‬ ‫يف العام ‪ ،1920‬وملا فرضت الالعدالة الدولية‬ ‫املستندة اىل اإلرهاب الصهيوين قيام دولة‬ ‫“إرسائيل” عىل أرض اغتصبت يف فلسطني‪،‬‬ ‫كان الجيش اللبناين أمام تحدي امليدان‪ ،‬فخاض‬ ‫يف مواجهة العدو اآليت اىل املنطقة معركة‬ ‫يف املالكية‪ ،‬وقدّم فيها أول شهيد عسكري‬ ‫عىل باب فلسطني يف العام ‪ ،1948‬وبعد اتفاقية‬ ‫الهدنة قام الجيش اللبناين‪ ،‬وبإمكانات محدودة‬ ‫جداً بتنفيذ مقتضيات الهدنة وإرسال بعض من‬ ‫وحداته العسكرية (ال يتجاوز الـ ‪ 1500‬عنرص‬ ‫كام ينص (اتفاق الهدنة) اىل الحدود الجنوبية‬ ‫للمرابطة بوجه “إرسائيل”‪ ،‬التي تعاظمت قوتها‬ ‫العسكرية وتفاقمت تهديداتها وأخطارها ضد‬ ‫لبنان اىل الحد الذي وصلت فيه اىل احتالل نصف‬ ‫لبنان مع عاصمته يف العام ‪ ،1982‬ومل يكن الجيش‬ ‫اللبناين ممتلكاً ألي قدرة يف املواجهة أو حتى‬ ‫تأخري االحتالل كام كانت عقيدته العسكرية‬ ‫يومها‪ ،‬أمر فرض عىل الشعب اللبناين تنظيم‬ ‫املقاومة التي نجحت يف التحرير يف العام ‪،2000‬‬ ‫ومنعت االحتالل يف العام ‪. 2006‬‬ ‫واجه لبنان االحتالل اإلرسائييل بقدرات‬ ‫رسمية محدودة أو شبه معدومة‪ ،‬انكشفت‬ ‫خاصة يف العام ‪ 1990‬حيث ظهر جيش مشتت‬ ‫ميلك بقايا سالح وبعض ذخرية‪ ،‬و كان ال بد من‬ ‫إعادة النظر بالواقع‪ .‬وهنا كان قرار سوريا واضحاً‬ ‫وحاس ًام عندما رشع الجيش اللبناين باعادة‬ ‫التنظيم والتجهيز وتويل املهامت االمنية‪ ،‬قرار‬ ‫متثل يف مده مبا يستطيع استيعابه من العتاد‬ ‫والسالح فض ًال عن فتح أبواب املدارس واملعاهد‬ ‫العسكرية السورية للضباط والجنود اللبنانيني‪،‬‬ ‫إضافة اىل الدعم املعنوي الذي قدمته القيادة‬ ‫السورية لقيادة الجيش اللبناين يف قرارات الدمج‬ ‫والتوحيد وتسليمه املهامت األمنية جنباً اىل‬ ‫جنب مع الجيش السوري الذي كان متنكباً هذه‬ ‫املهمة‪ .‬لقد كان االختبار الهام لقدرة الجيشني‬ ‫عىل العمل يف امليدان وهنا كانت املسألة فرصة‬ ‫ميكن استغاللها فيبنى عليها أو فخاً قد يقع‬ ‫فيه الطرفان ويقيض عىل العمل املشرتك‪ .‬و قد‬ ‫شاءت القيادتان الخروج بنجاح من هذا األمر و هذا‬ ‫ما حصل ‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والبدء كان يف احتضان املقاومة حيث تالقى‬ ‫الجيشان عىل األمر و كان للجيش اللبناين دور‬ ‫يتجاوزه البعض من غري املنصفني أو من غري‬ ‫املطلعني عىل الواقع‪ ،‬فالجيش اللبناين خاصة‬ ‫بعد توحيده يف العام ‪ 1990‬عىل يد العامد‬ ‫لحود واعتامده لعقيدة قتالية تقوم عىل تحديد‬ ‫العدو والصديق بوضوح‪ ،‬التزم اسرتاتيجية‬ ‫عسكرية دفاعية واقعية تقوم عىل الثنائية يف‬ ‫العمل العسكري لألمن والتحرير وبهذا تالقى‬ ‫الجيشان السوري واللبناين وعىل أرض لبنان يف‬ ‫مهمة واحدة ذات طبيعة وطنية قومية متعددة‬ ‫الفروع‪.‬‬ ‫مهمة كانت يف شقها األول أمنية وتتعلق‬ ‫بالعمل يف الداخل لحفظ األمن‪ ،‬ويف الثاين‬ ‫عمالنية دفاعية وترتجم بالعمل عىل خطوط‬ ‫التامس مع العدو اإلرسائييل املحتل لقسم من‬ ‫الجنوب والبقاع الغريب‪.‬‬ ‫ففي املجال األمني شكل الجيش السوري قواعد‬ ‫دعم ومساندة للجيش اللبناين الذي انترش‬ ‫لحفظ األمن وتطبيق قرارات الطائف والحكومة‬ ‫اللبنانية املبنية عليها‪ ،‬ما ساهم يف متكينه‬ ‫من النجاح مبهمة حفظ األمن بشكل انتهى‬ ‫اىل تصنيف لبنان يف العام ‪ 2003‬من قبل‬ ‫اإلنرتبول يف املرتبة األوىل يف العامل بني الدول‬ ‫األكرث أمناً‪ .‬وقد انعكس هذا الوضع األمني الذي‬ ‫تضافرت عىل صنعه جهود الجيشني اللبناين‬ ‫والسوري عىل عمل املقاومة التي اشتد قتالها‬ ‫لـ “إرسائيل” بعد العام ‪ 1990‬حيث انطلقت‬ ‫مطمئنة اىل حامية ظهرها وإسناده اىل داخل‬ ‫آمن ومجتمع مطمنئ قادر عىل احتضان تلك‬ ‫املقاومة خاصة يف مواطن نشأتها ومنوها‬ ‫الطبيعي‪.‬‬ ‫و يف املجال الدفاعي املبارش‪ ،‬عمل الجيشان‬ ‫و بتنسيق تام يف مواجهة “إرسائيل”‪ ،‬حيث‬ ‫انترش الجيش اللبناين يف الجنوب عىل طول‬ ‫خط االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬منفذاً للمهام التي‬ ‫تتيحها له قدراته العسكرية ومنفذاً أوامر‬ ‫العامد إميل لحود التي اخترصت االسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية للبنان يومها بجملة واحدة قالها‬ ‫متوجهاً اىل العسكريني يف الجنوب “أنتم‬ ‫الجيش تواجهون وتدافعون حيث أنتم‪ ،‬وهم‬ ‫املقاومة يعملون حيث ميكنهم الوصول اىل‬ ‫العدو وعليكم التنسيق حتى ينجح كل منكم‬ ‫مبهمته”‪ ،‬وكان يف ذلك باب جديد يدخله الجيش‬ ‫اللبناين مع الجيش السوري الذي اعتنى بدعم‬ ‫املقاومة ومساندتها تنفيذا لقرار الرئيس حافظ‬ ‫األسد الذي كان يرى فيها األمل الحقيقي يف‬ ‫تحرير األرض املحتلة‪ .‬وبالفعل اتجه الجيش اللبناين‬ ‫للعمل ضمن القدرات املتاحة له يف امليدان من‬ ‫خالل التصدي للطريان اإلرسائييل ومشاغلة‬ ‫مواقع املحتل األمامية التي كانت تؤثر بشكل‬ ‫أو بآخر عىل حركة املقاومة‪ .‬أما يف البقاع فقد‬ ‫كان التنسيق أكرب وأعمق بني الجيشني‪ ،‬حيث‬

‫‪22‬‬

‫انتظمت وحدات عسكرية لبنانية وأخرى سورية‬ ‫يف منظومة عسكرية دفاعية واحدة متكاملة‬ ‫ومنسقة املهام‪ ،‬فعمل الجيشان يف الخنادق‬ ‫واملراكز العسكرية جنباً اىل جنب للقيام مبهمة‬ ‫دفاعية واحدة جوهرها حامية لبنان وعربه حامية‬ ‫سوريا‪ ،‬ومل يكتف الجيشان بالعمل املنسق‬ ‫يف امليدان بل تجاوزا األمر اىل التدريب امليداين‬ ‫املشرتك‪ ،‬وكانت صور رائعة تلك املشاهد التي‬ ‫رسمها بأجسادهم جنود لبنانيون وسوريون يف‬ ‫ميادين التدريب والرياضة واملرابطة عىل خطوط‬ ‫النار‪.‬‬ ‫ومع كل ما تقدم‪ ،‬كان االختبار األصعب‬ ‫للجيشني بعد املحاولة االنقالبية التي حدثت بيد‬ ‫أمريكية يف لبنان اتخذت من بعض اللبنانيني‬ ‫أدوات يف عملية نقل لبنان من بيئته وموقعه‬ ‫الطبيعي يف عالقة حميمة أخوية مع سوريا‪،‬‬ ‫اىل موقع معاكس يجعل من خطوط الحدود‬ ‫التي كانت خطوط تنسيق‪ ،‬خنادق مواجهة‬ ‫ورصاع‪ .‬ويف الوقت الذي سقطت فيه السلطة‬ ‫املصنعة يف لبنان عىل قياس‬ ‫السياسية‬ ‫املهمة األمريكية‪ ،‬تفلت الجيش اللبناين من‬ ‫الفخ‪ ،‬وحفظ عالقاته مع شقيقه السوري يف‬ ‫املقدار الذي ميكنه الحال منه‪ ،‬فلم ينجر اىل‬ ‫العداء‪ ،‬ومل يقطع التنسيق يف حدود الحاجة‬ ‫واملمكن حتى بعد خروجه من لبنان تنفيذاً‬ ‫للقرار االسرتاتيجي الحكيم الذي اتخذه الرئيس‬ ‫بشار األسد سنة ‪ ،2005‬وأبقى العامد سليامن‬ ‫عىل املكتب العسكري املختص بهذه املهمة‬ ‫ليقوم مبا يفيد الجيش اللبناين والسوري يف هذا‬ ‫املجال‪ .‬وأظهرت التجربة أن الرياح السياسية‬ ‫السامة التي هبت عىل البلدين‪ ،‬مل تستطع‬ ‫أن تبدل وجهة البندقية التي ظلت يف االتجاه‬ ‫الواحد ضد “إرسائيل”‪ ،‬و مل تغري من جوهر‬ ‫املشاعر والروابط بني الجندي اللبناين والجندي‬ ‫السوري‪ ،‬حيث أنه ويف أحلك الظروف ظلت‬ ‫أبواب سوريا مفتوحة للعسكريني اللبنانني‪،‬‬ ‫ويف لحظة حرجة مل يجد الجيش اللبناين إ ّال‬ ‫مخازن السالح والذخرية السورية تفتح له بأمر‬ ‫مبارش من الرئيس الدكتور بشار األسد ‪ ،‬حيث‬ ‫نالت الوحدات العسكرية اللبنانية حاجاتها من‬ ‫األمر لتتمكن من متابعة مهمة املواجهة يف‬ ‫نهر البارد ضد من استدرج لالعتداء عىل الجيش‬ ‫اللبناين‪ .‬وأثبتت سوريا مرة أخرى أن هم لبنان‬ ‫يهمها‪ ،‬وأن خري لبنان يطربها‪ ،‬وأثبت الجيشان‬ ‫قدرة فائقة عىل التكيف مع الواقع والظروف‬ ‫السياسية‪ ،‬إحكاما للعالقة التي يجني منها‬ ‫الطرفان الخري للشعب الواحد يف البلدين سوريا‬ ‫ولبنان‪.‬‬ ‫هكذا رسم الرئيس حافظ األسد الطريق‪ ،‬وتابع‬ ‫الرئيس بشار األسد العمل عليها يالقيه يف‬ ‫لبنان وطنيون مخلصون‪ ،‬آمنوا بوحدة األهداف‬ ‫واملصري‪ ،‬وعملوا من أجلها بقناعة والتزام ال يؤثر‬ ‫فيه ضغط أو تهويل مهام كان مصدره‪.‬‬

‫رئيس المجلس الوطني‬ ‫لإلعالم المرئي والمسموع‬ ‫عبد الهادي محفوظ ‪:‬‬

‫ما هو سر قوة الرئيس‬ ‫الدكتور بشار األسد؟‬

‫ ‬ ‫كنت من بني الذين التقاهم الرئيس السوري‬ ‫الدكتور بشار األسد من وفد ’”مؤمتر العروبة‬ ‫واملستقبل”‪ ،‬الذي انعقد يف دمشق قبل فرتة قصرية‪.‬‬ ‫ومن األجوبة التي أعطاها ردا عىل أسئلة الباحثني‬ ‫أدركت ما ميتاز به من عمق تفكري وسعة اطالع وإملام‬ ‫بالقضايا واسترشاف للمستقبل‪.‬‬ ‫لقد جاء الدكتور بشار األسد إىل السلطة يف‬ ‫لحظة اشتدّت فيها الضغوط الدولية وغري الدولية‬ ‫عىل سوريا التي فقدت مظلة الثنائية القطبية بعد‬ ‫تفكك االتحاد السوفيايت إىل دول متعدّدة‪ ،‬بحيث‬ ‫سعت الواليات املتحدة األمريكية إىل استعادة دور‬ ‫“روما القدمية”‪.‬‬ ‫استهدفت الضغوط عىل سوريا يف مرحلة أوىل‬ ‫“تغيري النظام السيايس” كحد أقىص أو تغيري‬ ‫“سلوك النظام” كحد أدىن‪ .‬واعتربت اإلدارة األمريكية‬ ‫يف ظل رئاسة جورج بوش املسنود من املحافظني الجدد‬ ‫واملسيحيني الجدد أن وضع يدها عىل بغداد يجعلها‬ ‫تتح ّكـم بـ “الهالل الخصيب” باتجاه تفكيكه وإعادة‬ ‫تشكيله استنادا للمصالح األمريكية املتمثلة‬ ‫يف املنطقة بأمرين اثنني‪ :‬النفط وأمن “ارسائيل”‪.‬‬ ‫التوجه األمرييك هو الضغط عىل سوريا‬ ‫وهكذا كان‬ ‫ّ‬ ‫الحلقة األساسية يف بلدان الهالل الخصيب بعد أن‬ ‫أصبحت القوات العسكرية األمريكية املنترشة يف‬ ‫العراق عىل حدودها‪ .‬كان املطلوب أمريكيا من دمشق‬ ‫التخيل عن املقاومتني اللبنانية والفلسطينية‬ ‫وعن الربط بني البعدين الوطني والقومي أي تبني‬ ‫شعار سوريا أوال أسوة مبرص أوال واألردن أوال ولبنان‬ ‫أوال‪ .‬باختصار املطلوب أمريكيا‪ :‬سوريا من دون‬

‫بعد قومي واالنسحاب من ساحة الرصاع العريب‬ ‫اإلرسائييل ومساندة واشنطن يف العراق‪ .‬ويف‬ ‫املسألة االقتصادية التخيل عن البعد االشرتايك‬ ‫واالجتامعي الذي أتاح توازنا يف املجتمع السوري عرب‬ ‫توسيع قاعدة الطبقة املتوسطة‪.‬‬ ‫ويف الشأنني السيايس واالقتصادي رفض بشار‬ ‫األسد الضغوط‪ .‬ففي املسألة السياسية بقي االلتزام‬ ‫بفلسطني وتحريرها هو القاعدة‪ .‬كام يف العراق‬ ‫كان هناك التزام بوحدة العراق ومساندة املقاومة‬ ‫العراقية واملطالبة بسحب القوات العسكرية‬ ‫األمريكية‪ .‬وبالفعل ش ّكـل املوضوع العراقي األولوية‬ ‫يف اهتامم الرئيس بشار األسد‪ .‬وأثبتت التجربة‬ ‫صحة توجهاته‪ .‬أما يف املسألة االقتصادية فإن‬ ‫الرئيس السوري اعتمد مقولة التطوير بديال من‬ ‫“النموذج الرويس” الذي أنجب رأساملية متوحشة‬ ‫وأفقر الطبقات املتوسطة والشعبية‪ .‬أي االنفتاح‬ ‫املدروس واملحسوب وبخطى وطيدة وبالحفاظ عىل‬ ‫إيجابيات النظام االشرتايك والضامنات التي منحها‬ ‫للمواطنني وخصوصاً للعامل والفالحني‪.‬‬ ‫الضغوط عىل سوريا تالزمت مع حصار اقتصادي‬ ‫أمرييك ومنع الرشكات األمريكية وغريها من‬ ‫االستثامر يف سوريا والحؤول دون الحصول عىل قطع‬ ‫غيار للطائرات السورية وكذلك مصادرة بعض‬ ‫الحسابات البنكية‪ .‬ويف مواجهة هذه الضغوط‬ ‫عزّز الدكتور بشار األسد “شبكة األمان السورية”‬ ‫باالعتامد عىل الذات وعىل االستقاللية االقتصادية‬ ‫واالكتفاء الذايت‪ .‬وفلسفة الرئيس السوري ارتكزت‬ ‫إىل حراك سيايس واجتامعي وإىل التواصل مع‬ ‫املجتمع املدين السوري بحيث أن الربط بني البعدين‬ ‫الوطني والقومي يكون يف مثابة “مقاومة” سياسية‬ ‫وديبلوماسية واقتصادية وعسكرية إذا اقتىض‬ ‫األمر‪ .‬وهكذا فشلت املعادلة التي تجعل من لبنان‬ ‫منصة للضغط عىل سوريا وخصوصا بعد أن ربحت‬ ‫ّ‬ ‫املقاومة اللبنانية “حزب الله” املواجهة مع “ارسائيل”‬ ‫يف العام ‪ .2006‬وهي مواجهة كانت فيها دمشق‬ ‫الداعمة األساسية‪.‬‬ ‫ال شك أن تراجع املرشوع األمرييك يف املنطقة‬ ‫بسبب فشل سياسات الرئيس جورج بوش وبفعل‬ ‫املقاومات اللبنانية والفلسطينية والعراقية وبفعل‬ ‫العالقة اإليرانية – السورية والتح ّول يف املوقف‬ ‫الرتيك وسعي أكرث من دولة كربى إىل أن تكون‬ ‫صاحبة نفوذ يف منطقة الرشق األوسط‪ .‬ال شك أن‬ ‫تراجع هذا املرشوع واعتامد الرئيس األمرييك باراك‬ ‫أوباما لفكرة الحوار واإلنفتاح عىل العاملني العريب‬ ‫واإلسالمي وإليجاد “حلول ديبلوماسية” يف العراق‬ ‫أعطى دمشق مكانة إقليمية مميزة وجعلها بوابة‬ ‫العبور إىل املنطقة و”أمرا واقعا” ال مف ّر منه لكل زائر‬ ‫دويل‪.‬‬ ‫والواقع أن الرئيس السوري الدكتور بشار األسد‬ ‫يدرك بأن سوريا اآلن هي يف موقع قوة‪ .‬عالقاتها‬ ‫جيدة بإيران وتركيا‪ .‬متفاهمة مع اململكة العربية‬ ‫السعودية وتسعى الستعادة التضامن العريب عرب‬ ‫إحياء معادلة الرياض القاهرة دمشق‪“ .‬حزب الله” و‬

‫‪23‬‬

‫“حامس” البعد املقاوم يف الدور املركزي لدمشق يف‬ ‫معادلة الحرب والسالم‪ .‬تعامل مرن مع ديبلوماسية‬ ‫االنفتاح التي ينتهجها الرئيس األمرييك باراك أوباما‬ ‫مع املنطقة يف مقاربته التي يعترب فيها بأن “اإلسالم‬ ‫ليس عدوا” كام كانت عليه الصورة مع املحافظني‬ ‫الجدد يف اإلدارة األمريكية السابقة‪ .‬حاجة واشنطن‬ ‫لدمشق للخروج من مأزق العراق‪ ...‬وبالفعل يحدّد‬ ‫الدكتور بشار األسد أين تتالقى واشنطن ودمشق‬ ‫وأين تفرتقان‪ :‬مواضيع التالقي يف العناوين‪ :‬االستقرار‬ ‫يف العراق والسالم يف أزمة الرشق األوسط‪ ،‬واألزمة‬ ‫اللبنانية‪ .‬الخالف يقع يف تفاصيل العناوين الثالثة‬ ‫هذه‪ .‬ويرى الرئيس األسد بأنه عىل واشنطن أن تأخذ‬ ‫صيغة الخالف هذه يف االعتبار‪.‬‬ ‫يف الشأن اللبناين يحدّد الدكتور بشار األسد دور‬ ‫دمشق مبساعدة اللبنانيني‪ .‬غري أنه ال يضع نفسه‬ ‫مكانهم‪ .‬فقد كانت له إشارة الفتة يف اللقاء مع‬ ‫مؤمتر العروبة واملستقبل إىل أن الذي أعاق إصالح‬ ‫النظام السيايس يف لبنان بعد «اتفاق الطائف» هو‬ ‫«الرشكاء اللبنانيني»‪.‬‬ ‫مع الرئيس بشار األسد تفكيك العالقة بني دمشق‬ ‫وطهران غري ممكنة وهذا «أمر واقع» يسل ّـم به الغرب‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق مثة أمور كثرية تش ّكـل عناوين‬ ‫للتالقي بني طهران ودمشق مع حرص العاصمة‬ ‫السورية عىل فكرة «التاميز» سواء يف العراق أو‬ ‫لبنان أو فلسطني‪ .‬إمنا دمشق مقتنعة بأن الضغط‬ ‫عىل طهران يف «امللف النووي» هدفه الحؤول دون‬ ‫امتالكها للمعرفة النووية‪ .‬وأما الكالم عن السالح‬ ‫النووي فهو حجة واهية‪ .‬وهكذا دمشق متضامنة‬ ‫مع إيران كام أنها تنظر اىل الدور الرتيك والربازييل‬ ‫بنظرة إيجابية تعبرّ عن تطلعات دول إقليمية‬ ‫إىل أخذ أدوارها عىل الخشبة الدولية‪ .‬ذلك أنه من‬ ‫الصحيح أن الواليات املتحدة هي الدولة العظمى‬ ‫لكنها ليست الدولة األحادية القرار وأن دورها يرتبط‬ ‫اىل حد بعيد يف املنطقة مبكان الدول اإلقليمية‬ ‫مثل ايران وتركيا وسوريا يف النظام اإلقليمي‪ .‬وهذا‬ ‫يفرتض أن تدرك الواليات املتحدة األمريكية اآلثار‬ ‫السلبية لتبنّي واشنطن للمصالح اإلرسائيلية كام‬ ‫لو كانت مصالح أمريكية يف الصميم‪.‬‬ ‫ال شك تدرك دمشق أن نجاحها يف الصمود إزاء‬ ‫الضغوط األمريكية واألوروبية التي مورست ضدها‬ ‫يف السنوات املاضية جعلت الغرب يتعامل معها‬ ‫عىل قاعدة حراكها يف مواجهة الضغوط‪ .‬فأصبحت‬ ‫مفتاح العبور الفرنيس اىل املنطقة وعنرصاً‬ ‫أساسيا يف الحسابات األمريكية وبوابة عبور تركيا‬ ‫اىل العامل العريب وركيزة روسيا الرشق أوسطية‬ ‫خصوصاً يف ظل الربودة اإليرانية الروسية‪ .‬كام هي‬ ‫أيضا «دمشق» حلقة التقاطع العريب للحضور يف‬ ‫املعادالت الدولية – اإلقليمية‪.‬‬ ‫أخريا يف لقائك والدكتور بشار األسد تكتشف أنك‬ ‫بحضور رئيس يتابع أدق التفاصيل بعناية فائقة ويتناول‬ ‫األمور عىل خالفها بنظرة بنيوية تربط بني معطيات‬ ‫مختلفة‪ .‬وميتاز بأنه يجمع بني النظري والعميل‪ .‬بني‬ ‫الرباغامتية والحدس‪ .‬بني القومي والوطني‪ .‬بني الواقع‬ ‫واملمكن‪ .‬وبني الصالبة والديبلوماسية‪.‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫الميكن تحقيق االزدهار يف منطقتنا وبؤر االنفجار تدمر كل أمل يف حلول قريبة‬

‫الوزير السابق‬ ‫بشارة مرهج‪:‬‬

‫السنوات العشر الماضية‪،‬‬ ‫سنوات من االلتزام‬ ‫والنضال والعطاء‬ ‫إذا كان عىل املرء أن ّ‬ ‫يلخص السنوات العرش‬ ‫املاضية التي عاشتها الشقيقة سوريا بقيادة‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬سنوات الصمود واملقاومة‪:‬‬ ‫الصمود يف وجه الضغوط التي مارستها القوى‬ ‫املعادية إلخراج سوريا عن خطها السيايس‬ ‫وموقفها الوطني وإرثها القومي‪.‬‬ ‫فقد رفضت سوريا بوعي وصالبة أن تتخىل‬ ‫عن دورها القومي واإلقليمي‪ ،‬فرسخت‬ ‫بحضورها املعنوي والسيايس يف املنطقة‪،‬‬ ‫ووضعت ثقلها اىل جانب العراق وعروبته‬ ‫وعززت عالقاتها بإيران ونسجت عالقات إيجابية‬ ‫تكاملية مع تركيا فساهمت يف تعديل موازين‬ ‫املنطقة وتغيري معادالتها األمر الذي ساهم‬ ‫بدوره يف تحصني القضية الفلسطينية‬ ‫وحاميتها من السقوط يف متاهات املفاوضات‬ ‫الزائفة ودعمها يف وجه محاوالت الرتويض‬ ‫والتهميش‪.‬‬ ‫أما اإلنجاز الثاين فكان االنتصار للمقاومة‬ ‫واملشاركة يف جهادها عىل مختلف املستويات‬ ‫ويف كل املجاالت فعندما حقق لبنان انتصاره‬ ‫التاريخي يف ‪ 25‬أيار عام ‪ 2000‬ودحر االحتالل‬ ‫اإلرسائييل عن أرضه كانت سوريا رشيكاً‬ ‫كام ًال يف هذا االنتصار‪ ،‬وقد قدمت التضحيات‬ ‫الجسام عىل هذا الطريق‪ ،‬وساهمت يف دعم‬ ‫املقاومة اللبنانية ومساندتها معنوياً ومادياً‬ ‫وتوفري مدى اسرتاتيجياً هائ ًال لها مام ّ‬ ‫مكنها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫من القتال بعزمية صلبة وأرض ثابتة وظهر‬ ‫محمي‪.‬‬ ‫وعندما حاول الكيان الغاصب االنتقام من‬ ‫لبنان‪ ،‬والنيل من مقاومته يف صيف عام ‪2006‬‬ ‫مارس الرئيس بشار األسد مسؤولياته الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬وتح ّرك وفقاً لثقافته التحررية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬واتخذ موقفاً حاس ً‬ ‫ام اىل جانب‬ ‫املقاومة واىل جانب لبنان برئاسة العامد إميل‬ ‫لحود‪ ،‬فارتسمت يف األفق العريب‪ ،‬امللبد بغيوم‬ ‫التجزية والتخاذل‪ ،‬صورة ناصعة ملوقف لبناين‬ ‫سوري موحد احتضن نضال املقاومة وتضحياتها‬ ‫فكان االنتصار التاريخي الثاين الذي أخذ أبعاده‬ ‫الثالثية بصمود غزة وتضحياتها الكبرية يف‬ ‫وجه العدوان الصهيوين صيف ‪ 2009‬ليعود‬ ‫فيبلغ ذروة جديدة مببادرة أسطول الحرية‪ ،‬تلك‬ ‫املبادرة املجيدة التي ساهمت فيها تركيا بشكل‬ ‫متميز وآزرتها سوريا منذ اللحظة األوىل‪ ،‬وكان‬ ‫من بني أبنائها رواد عىل منت ذلك األسطول ويف‬ ‫مقدمتهم مطران القدس يف املنفى املطران‬ ‫ايالريون كبوجي‪.‬‬ ‫إن هذه اإلنجازات الكربى التي حققتها‬ ‫سوريا يف السنوات العرش األخرية مل تأت‬ ‫من فراغ أو نتيجة قرارات ظرفية‪ ،‬وإمنا كانت‬ ‫وليدة املعاناة واملراجعة كام وليدة الرتاث‬ ‫واإلرادة وقد تجسدت كل هذه العوامل‪،‬‬ ‫وتفاعلت يف وجدان الرئيس السوري الذي‬ ‫اختار بعاطفته وعقله أن يكون ابن سوريا‬ ‫حام ًال رايتها‪ ،‬متشبثاً برسالتها‪ ،‬متمسكاً‬ ‫بدورها‪ ،‬غري عابئ بالصعاب بل مستعد مبحبة‬ ‫شعبه‪ ،‬واستعداد جيشه‪ ،‬ويقظة حزبه‬ ‫ملجابهة هذه الصعاب وتقديم كل التضحيات‬ ‫دع ً‬ ‫ام للمقاومة وفلسطني‪ ،‬وصوناً لسمعة‬ ‫سوريا ومكانتها ووجودها‪ ،‬ال بل صوناً للعروبة‬ ‫وندائها وقدسها‪.‬‬ ‫لقد اختار الرئيس بشار األسد أن يكون‬ ‫لسوريا خياراتها املستقلة ومواقفها املرشفة‬ ‫يف زمن كرث فيه املتورطون واملتخاذلون الذين‬ ‫خال قاموسهم من معاين الحرية واملقاومة‬ ‫واآلباء‪ ،‬لذلك سيلهث هؤالء وراء تاريخ لن‬ ‫يلتفت إليهم ويكتب عىل منت سطوره أن‬ ‫السنوات العرش املاضية كانت سنوات االلتزام‬ ‫والنضال والعطاء‪.‬‬

‫ميخائيل عوض‪:‬‬ ‫األسد عشر سنوات‬ ‫على الغياب والقافلة تسير‬ ‫على النهج بامان‬ ‫ما أكرث الشهادات وما أعمقها التي قيلت‬ ‫بالرئيس الراحل القائد الخالد حافظ األسد‪ ،‬وقد‬

‫‪24‬‬

‫جاء غالبها عىل لسان أعداء سوريا‪ ،‬نقرأها يف‬ ‫مذكرات قادة ورؤساء دول‪ ،‬وأكرثهم الرؤساء‬ ‫األمريكيون ورؤساء الدبلوماسية األمريكية‪،‬‬ ‫وكررها كتّاب وباحثون اسرتاتيجيون وحاولوا‬ ‫تفسريها والنهل من مجراها وما نضبت‬ ‫والبحث ما زال جار عن تلك القدرة العبقرية‬ ‫الفذة‪...‬‬ ‫معه وبه تحولت سوريا من قلب العروبة‬ ‫النابض صفة اكتسبتها عرب التاريخ وأطلقها‬ ‫عليها القائد الخالد جامل عبد النارص‪ ،‬اىل‬ ‫سوريأ قلب العروبة النابض أبداً حيوية‪،‬‬ ‫وعقلها الخالق واملبدع الحكيم صفة حققها‬ ‫الرئيس القائد بشار األسد يبني عىل البناء‬ ‫ويقود املسرية غري آبه باألصوات التي تطلق‬ ‫فقط خط سريها وقرر اتجاهاتها القائد الراحل‬ ‫الذي قال فيه السيد حسن نرصالله يوم تأبينه‬ ‫األربعيني‪ :‬لقد فرحنا بالنرص» أيار» مرتني مرة‬ ‫ألننا عرفنا إنك فرحت‪ ،‬ومرة ألننا انترصنا‪ ،‬وقد‬ ‫حزنا عىل موتك مرتني‪ ،‬مرة ألننا افتقدناك‬ ‫ونحن بأمس الحاجة إليك‪ ،‬ومرة ألننا أدركنا‬ ‫أنك أعرف بنا وبحاجاتنا منا وقد تركت لنا من‬ ‫يكمل املسرية عىل طريقتك ونهجك‪...‬‬ ‫أما الشهادة البالغة الداللة فقد جاءت من‬ ‫أيال زيرس الخبري اإلرسائييل بالشؤون السورية‪،‬‬ ‫ومن صديقه ليفريت فالنيت الخبري االسرتاتيجي‬ ‫األمرييك الذي كلف بدراسة الحالة السورية‬ ‫ووضع خطة لتفكيكها وإسقاطها‪ ،‬فقد‬ ‫أجمع االثنان يف كتابيهام عن سوريا بالقول‪:‬‬ ‫إن الرئيس حافظ األسد أحل قدرته الشخصية‬ ‫العبقرية ورؤيته االسرتاتيجية الفذة محل‬ ‫نقص القدرات واإلمكانات املادية لسوريا‬ ‫وجعل منها دولة إقليمية والعباً محورياً مبا‬ ‫يجاوز قدراتها الطبيعية والجغرافية‪...‬ما عسا‬ ‫الكاتبني وأترابهام أن يقوال بسوريا بشار األسد‬ ‫بعد الذي كان وصار وما صارت عليه سوريا من‬ ‫قوة ومن قدرة عىل التأثري يف مسارات أحداث‬ ‫الرشق األوسط برمته وعربه مبسارات وتوازنات‬ ‫العامل املتشكل من جديد عىل قطبية دولية‬ ‫متعددة أو الالقطبية والفوىض املستدامة‬ ‫اىل أن يكون عامل جديد تلعب فيه سوريا‬

‫دوراً محورياً محمولة عىل الغقليمية الجديدة‬ ‫املتسارعة البناء بني البحور الخمسة واملتغريات‬ ‫وما ستكون عليها‬ ‫التي شهدتها املنطقة‪،‬‬ ‫خالل السنوات القادمة بحسب قول الرئيس‬ ‫بشار األسد من أنقره وهي يف عز التحول‬ ‫باتجاه الرشق الجديد لتبني مع طهران ودمشق‬ ‫أسطورة الرشق العظيم من جديد‪..‬‬ ‫عرش سنوات عىل رحيل الرئيس حافظ‬ ‫األسد‪ ،‬أهم ما فيها أنه مل يرتك فراغاً‪ ،‬وكان‬ ‫أعرف منا بحاجاتنا‪ ،‬فخلف قائداً اليقل أثراً‬ ‫وأهمية وإبداعاً واتقاناً‪ ،‬يتشكل وتتشكل معه‬ ‫سوريا عىل سفح قاسيون قائدة ألمة الصرب‬ ‫واملقاومة‪ ،‬أمة املسيحية واالسالم والعقل‬ ‫الخالق‪ ،‬أمة املستقبل الواعدة إلنسانية عرصية‬ ‫حوارية‪ ،‬مقدمة الستعادة مجد األموية‬ ‫والعباسية وأترابها من االمرباطوريات العربية‬ ‫الرشقية السالفة تستعيد سريتها ووظيفتها‬ ‫أكرث حضارية وعرصية‪..‬‬ ‫عرش سنوات مرت عىل سوريا كل سنة فيها‬ ‫تساوي عرشاً‪ ،‬وكل يوم يساوي ألفاً برغم أن‬ ‫كل ساعة انتصبت يف وجهها أزمة‪ ،‬ومؤامرة‪،‬‬ ‫ومحاولة الختبارها واختبار قائدها الجديد‪،‬‬ ‫ومنها جميعاً خرجت أعظم شأن وأقدر قوة‪،‬‬ ‫وأكرث وزناً وتأثريا‪...‬‬ ‫بدأت اختبارات الرئيس الجديد من اليوم االول‪،‬‬ ‫فثارت يف وجهه مقولة إنه شاب وتعلم يف‬ ‫الغرب ويتقن الفرنسية واإلكليزية ويستخدم‬ ‫اإلترنت‪ ،‬أ أه ميثل جيال اللهو والتخيل عن‬ ‫القضايا القومية والوطنية‪ ،‬وقيل إنه سيوقع‬ ‫صك استسالم ويوافق عىل تسوية سياسية‬ ‫تنتقص من الحق العريب ويخالف ما أسسه‬ ‫حافظ األسد‪ ،‬فكانت النتيجة يف سياساته أن‬ ‫األرض تقاس بالسنتمرات ال باألشبار واألمتار‪،‬‬ ‫وظل التزامه أن فلسطني هي جنوب سوريا‬ ‫والجوالن وسطها‪ ،‬والتفاوض يستهدف تعرية‬ ‫«إرسائيل» وكشفها ال االتفاق معها عىل‬ ‫فلسطني أو بعضها فكيف بالجوالن ومزارع‬ ‫شبعا وتالل كفرشوبا‪ ،‬ناهيك عن حق العودة‪،‬‬ ‫الحق املقدس غري املمنوح ألحد فرصة أو حق‬ ‫التفاوض عليه‪..‬وكذا القدس والسيادة والحق‬ ‫التاريخي‪..‬‬ ‫ويف لبنان افرتض أنه سيتحرر من عبء املقاومة‬ ‫وكلفتها‪ ،‬ويستجيب ملرشوع هونغونغ بدل هانوي‪،‬‬ ‫وبذلت الجهود واملحاوالت إلقناعه أو إيهامه واستدراجه‬ ‫وعندما عجزت‪ ،‬صارت املهمة التآمر عليه من بوابة‬ ‫بريوت إلنهاكه ثم االنقضاض عليه يف سوريا‪،‬‬ ‫والبدائل قد تأمنت ممن نجح أصحاب الشأن برشائهم‬ ‫وتوظيفهم وإغرائهم‪ ،‬فصار تشكيل الحكومات أزمة‪،‬‬ ‫وعملها أزمة‪ ،‬والوجود السوري أزمة‪ ،‬والعالقة بني‬ ‫الرئاسات أزمة‪ ،‬واملوقف السوري بعدم التدخل يف‬ ‫االنتخابات الرئاسية أم األزمات‪ ،‬تستلزم وتستأهل‬ ‫تآمر القريب والبعيد إلسقاط سوريا من بوابة التمديد‬ ‫للرئيس لحود‪ ،‬وانتصب يف وجهها حلفاً عنارصه األكرث‬

‫خطراً وحيوية ممن كانوا محسوبني عليها‪ ،‬بل ممن‬ ‫صنعتهم وحمتهم بدماء شهدائها‪...‬‬ ‫والقرار ‪ 1559‬جرى تحضريه‪ ،‬بني شرياك‪ ،‬وبوش وقادة‬ ‫وزعامء يف لبنان والعرب‪ ،‬والبديل طلب بصيغة إمالء‬ ‫أمرييك عرب وزير الخارجية األسبق يعرب اىل دمشق من‬ ‫بوابة حلب املحروسة بالدبابة األمريكية بعد سقوط‬ ‫بغداد والغرض استسالم سوريا‪ ،‬ولعب دور محوري يف‬ ‫مترير مرشوع الهيمنة األمريكية اإلرسائيلية وإطالق‬ ‫الرشق األوسط الكبري والواسع كمقدمة إلعادة‬ ‫هيكلة العامل من بوابة تأمني دميومة النظام العاملي‬ ‫األحادي املتأمرك وبناء قرن أمرييك بامتياز‪ ،‬وعندما عاد‬ ‫رئيس الدبوملاسية األمريكية من دمشق خال الوفاض‬ ‫بل مشبع بالقناعة بأن سورية صعبة املراس قوية‬ ‫الفراسة‪ ،‬رهاناتها عميقة عىل املقاومة كانت لبنانية‬ ‫وصارت فلسطينية وعراقية وهي العب أول فيها ويف‬ ‫احتضانها ودعمها صار البد من وضع القرار الدويل‬ ‫موضع التطبيق يف وجه سوريا‪ ،‬واملناسبة جلسة‬ ‫مجلس النواب للتمديد للرئيس لحود الذي حسم‬ ‫الرئس األسد التمديد له ألن املعركة قاسية وتحتاج‬ ‫اىل رجال رجال‪ ،‬ال أنصاف رجال يف لبنان وسورية ويف‬ ‫العرب واملسلمني‪....‬‬ ‫ورشعت القوى الدولية وحلفها بإعالن الحرب عىل‬ ‫سوريا بهدف ليَ ذراعها وتغيري مسلكها وتغيري‬ ‫نظامها‪ ،‬وتورط النظام الرسمي العريب واإلسالمي‬ ‫بالتآمر‪ ،‬وقبلت روسيا والصني‪ ،‬ومررت القرارات وأعلنت‬ ‫ثالثة حروب كونية مبجملها استهدفت سوريا ويف‬ ‫األول اختبار الرئيس الشاب وقدراته ومدى مطابقة‬ ‫صفاته وخصاله مع صفات القائد الخالد الراحل‪...‬‬ ‫أعتى وأعظم امرباطوريتني يف الكون والتاريخ‪،‬‬ ‫تآمرت واتفقت واستدرجت العرب واملسلمني والعامل‬ ‫يف خوض الحروب بالجملة‪ :‬حرب أعلنتها من بوابة‬ ‫التدويل وباستثامر مقتل الحريري يف بريوت‪ ،‬وعرشات‬ ‫لجان التحقيق الدولية‪ ،‬واالستقصاء‪ ،‬والقرارات‬ ‫والبيانات الرئاسية‪ ،‬وثانية يف حرب عسكرية كونية‬ ‫عىل بغداد ميمنة دمشق‪ ،‬وعىل بريوت ميرستها‪ ،‬ويف‬ ‫غزة خارصتها وقلب قضية فلسطني قلبها‪ ،‬وثالثة‬ ‫مبحاولة متويل وإدارة حرب طائفية مذهبية طاحنة‬ ‫تحت مسمى منع الهالل الشيعي شعار أطلقه امللك‬ ‫عبد الله الثاين لتكمل فيه مجاميع بندر بن سلطان‬ ‫وعمر سليامن‪ ،‬ومليارات الدوالرات تدفعها السعودية‬ ‫وبعض العرب واملسلمني يف سورية وعىل خوارصها‬ ‫والهدف إسقاطها وتغيري مسلكها‪..‬‬ ‫والحرب عىل اإلرهاب والحرب عىل الحضارات‪ ،‬والحرب‬ ‫عىل الدول املارقة‪ ،‬كلها تضع يف أولويات جدول‬ ‫أعاملها دمشق وإسقاطها والعبث بقدراتها وتغيري‬ ‫ما هي عليه‪..‬‬ ‫حروب بالجملة‪ ،‬ويف كل مكان ويف كل زمان‪ ،‬وقرار‬ ‫دويل فوض ميليس حاك ًام عرفياً لسوريا‪ ،‬ال يسأل‬ ‫أهلها عن خيارتهم‪ ،‬وال يسأل املنصب حاك ًام بقرار‬ ‫دويل عن سياساته وتحقيقاتها‪ ،‬وعن إدارته كصديقه‬ ‫برمير يف العراق‪ ،‬وأمثاله يف رام الله‪ ،‬والعواصم العربية‬ ‫وما يخطط ليكون يف بريوت‪..‬‬ ‫واستهدافات‪،‬‬ ‫وخطط‪،‬‬ ‫ومحاوالت‪،‬‬ ‫جهود‬

‫‪25‬‬

‫واسرتاتيجيات‪ ،‬وقرارات‪ ،‬وحروب ومؤامرات يف الداخل‬ ‫السوري ويف بنية الدولة ذاتها‪ ،‬وعىل كل الجنبات‬ ‫واملناخ العام والحملة اإلعالمية اإلعالنية تتوهم وتوهم‬ ‫بأن السقوط مدوي وخالل أشهر إن مل يكن خالل أيام‬ ‫أو ساعات‪...‬‬ ‫مرت الساعات‪ ،‬واأليام‪ ،‬واألشهر‪ ،‬وكان ما ليس يف‬ ‫حساب الواهمني‪ ،‬وقف األسد بقامته وبهيبة القائد‬ ‫التاريخي يستمد ويزيد عىل عقل حافظ األسد‬ ‫وحنكته ويعلن من مدرج جامعة دمشق سوريا‬ ‫تختار املقاومة بدي ًال‪ ،‬وليكن ما يكون‪ ،‬ثم يف مجلس‬ ‫الشعب تعلن سوريا تكتيك االنسحاب التام من لبنان‬ ‫يف سياق اسرتاتيجية الهجوم لبناء املنطقة برمتها‬ ‫والتحكم برياح األرض األربع‪ ،‬والواقع أصدق إنباء من‬ ‫الكتب يف الجد بدل اللعب‪...‬‬ ‫كانت لحظة عصيبة‪ ،‬والخوف والرهاب جامح‪ ،‬داواه‬ ‫الرئيس الطبيب القائد بخطابني نوعيني أسسا‬ ‫النتصارات ترتاكم وتتزاحم‪ ،‬وتبني عىل ما تحقق يف‬ ‫عهد الرئيس الراحل‪..‬‬ ‫سقط ميليس‪ ،‬ورحل‪ ،‬وسقطت التهمة عىل‬ ‫سوريا‪ ،‬وأفرج عن الضباط األربعة وعاد اىل الصف من‬ ‫غادره معتذراً عن ساعة التخيل‪ ..‬والسعي محموم‬ ‫لتعود سوريا اىل لبنان عىل ما كانت عودة ترفضها‬ ‫ألنها ليست بحاجة لها وصار لبنان املقاومة خارصة‬ ‫صلبة لسوريا ال يحتاج اىل عودتها عىل الطريقة‬ ‫القدمية‪ ،‬والقول الفصل للمقاومة وخيارتها اإلجاملية‬ ‫والتفصيلية ومن مل يعجبه فليرشب ماء البحر ‪..‬‬ ‫ثم جاءت لحظة عصيبة أخرى يوم بدأت «إرسائيل»‬ ‫حرباً كونية عىل املقاومة يف لبنان والغالبية افرتضتها‬ ‫حرب إسقاط دمشق وطهران‪ ،‬فكانت النتجية سقوط‬ ‫الرشق األوسط الكبري العدواين وتداعي أدواته وقواه‬ ‫يف سوريا‪ ،‬ويف لبنان‪ ،‬ويف املنطقة برمتها‪ ،‬ويف أول‬ ‫الساقطني «إرسائيل» التي صارت كلب صيد أمريك‬ ‫فقد قدرته وحلف االعتدال العريب األعجز من أن يكون‬ ‫شيئا ميكن الرهان عليه‪..‬‬ ‫أما حرب الفتنة ومخاطرها فقد تكفلتها أيضاً‬ ‫املقاومة وأطالت زمنها بوعي‪ ،‬وإدارتها عىل نهج‬ ‫عظام العرب واملسلمني والعامل‪ ،‬بتؤدة وعملية‪،‬‬ ‫وبرباعة نادرة‪ ،‬وغريت يف توازناتها‪ ،‬وحسمت بأرسع من‬ ‫الربق عندما صار الحسم الزماً ومع الحسم تولد اتفاق‬ ‫الدوحة يف عاصمة حليف سوريا وند حلف االعتدال‬ ‫وقيادته‪ ،‬وصار الزمن يعمل بإيقاع سوري إيراين مقاوم‬ ‫فرتاكضت الوفود العربية واألمريكية والدولية تطلب‬ ‫ود سوريا‪ ،‬وصداقتها وصارت سوريا باعرتافات قادة‬ ‫أمريكا و»إرسائيل» وعرب االعتدال قادرة عىل تغيري‬ ‫مسلك أمريكا وحلفها ال يغريون يف مسلكها أو‬ ‫موقفها أو شعاراتها أو التزاماتها التي خطها حافظ‬ ‫األسد فاصلة أو نقطة أو حرف‪..‬‬ ‫هي اذاً عرش سنوات‪ ،‬السنة تساوي ألفاً‪ ،‬واليوم‬

‫يساوي مليون‪ ،‬والقافلة تسري ال تنظر اىل خلف أو‬ ‫اىل نباح‪ ،‬والنهج عىل خط حافظ األسد يف ثالثة‬ ‫عقود من الجهد والبناء والتأسيس يف الداخل‬ ‫ويف الخارج‪ ،‬والقائد يسري عىل الطريق القويم يبيل‬ ‫بالء حسناً ويبني عىل البناء ويستثمر يف بنوك ال‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫محاوالت إرسائيلية إلزالة األقىص بالتوازي مع بدء عملية تهويد القدس‬ ‫تنضب قدراتها افتتحها وأسسها حافظ األسد‪،‬‬ ‫واحد يف طهران تعجز قوى الدنيا عن إقفاله أو‬ ‫تغيري جهته‪ ،‬وآخر يف اسطنبول تشهد سفن‬ ‫الحرية عىل عمقه وأهميته االسرتاتيجية‪..‬‬ ‫هي سوريا‪ ،‬مع حافظ األسد‪ ،‬وسوريا مع بشار‬ ‫األسد تفتح بوابات تاريخ مستقبل العرب تبني‬ ‫وتؤسس الستعادة مجد األمويني والعباسيني‬ ‫عرصية حضارية حوارية تفاعلية‪ ،‬والجهد يرتجم‬ ‫رؤية فذة إقليمية البحور األربعة لتصري خمسة‬ ‫وتنفتح عىل عامل يتغري بإرادة العرب وبدماء‬ ‫مقاومته من كابول اىل الصومال مروراً ببغداد‬ ‫وبريوت والقدس وغزة‪ ،‬اىل اليمن وأكرث مام يقرأه أو‬ ‫يعرفه الكثريون‪..‬‬ ‫سوريا تعود اىل مهمتها التاريخية يف‬ ‫التأسيس لصناعة مستقبل تاريخ اإلنسانية‬ ‫فقد عقدت الراية لتفاعل خالق بني عبقرية الزمان‬ ‫وعبقرية املكان بعبقرية اإلنسان‪..‬‬

‫رئيس حزب‬ ‫«التيار األخضر»‬ ‫المحامي سعيد عالمة‪:‬‬

‫عشر سنوات من العطاء‬ ‫والوفاء جعلت من سوريا‬ ‫رقماً صعباً ال يمكن تجاهله‬ ‫عرشة أعوام عىل تسلم الرئس بشار األسد‬ ‫منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية‪،‬‬ ‫استطاع خاللها أن يجعل من سوريا رق ًام صعباً ال‬ ‫ميكن تجاهله أو تجاوزه عىل اإلطالق‪.‬‬ ‫عرشة أعوام وسوريا أكرث قوة وصالبة ومنترصة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عىل الضغوط‪ ،‬متخطية كل حمالت التشويه التي‬ ‫كانت تسعى للنيل منها‪ ،‬رافضة كل محاوالت‬ ‫الهيمنة وسياسات اإلمالء الخارجية مؤكدة عىل‬ ‫الثوابت التي ال تحيد عنها‪.‬‬ ‫فمنذ العام ‪ 2004‬وحتى العام ‪ 2008‬شهدت‬ ‫سوريا محاوالت غري مسبوقة من الضغوط أرادتها‬ ‫أمريكا لتغيري وجه املنطقة‪ ،‬فرفضت سوريا بقيادة‬ ‫الرئيس بشار األسد كل ما من شأنه املس بسيادة‬ ‫الوطن واستقالل قراره مؤكدة ثوابتها وحقوقها‬ ‫يف الدفاع عن كرامتها واسرتجاع أراضيها املحتلة‪.‬‬ ‫ومن أبرز ما مييز الرئيس األسد‪ ،‬هو طرحه وتحليله‬ ‫املوضوعي لكل ما يجري يف سوريا واملنطقة‪ ،‬حيث‬ ‫يتمتع بالرؤية الثاقبة‪ ،‬واإلدارة الحكيمة لقيادة‬ ‫السفينة التي شكلت حالة فعالة ارتكزت عىل‬ ‫قاعدتني أساسيتني أولهام العمل مببدأ العقل‬ ‫املؤسسايت والشفافية يف طرح كل املسائل‬ ‫من خالل الحوار الجاد واملسؤول‪ ،‬وثانيهام التمسك‬ ‫بالثوابت الوطنية والقومية مهام اشتدت‬ ‫العواصف والصعوبات‪.‬‬ ‫وعىل هذه األرضية من املواقف الصائبة استطاع‬ ‫الرئيس األسد أن يحصن سوريا‪ ،‬وأن تبقى يف‬ ‫عهده وفية ملبادئها وثوابتها‪ ،‬وهذا ما ظهر جلياً‬ ‫يف قمة دمشق العرشين التي أعادت للتضامن‬ ‫العريب ثقته وأهميته‪ ،‬وأ ّكدت عىل العمل العريب‬ ‫املشرتك وعىل رضورة صون األمن القومي لألمة‬ ‫يف مواجهة الرياح العاتية التي تحاول اقتالع هذه‬ ‫األمة من جذورها وتبديل هويتها‪.‬‬ ‫يف موضوع السالم أ ّكد الرئيس األسد عىل أن‬ ‫السالم العادل والشامل يعني جميع املسارات‪،‬‬ ‫وعودة جميع الحقوق ألصحابها‪ ،‬وأنه ال سالم مع‬ ‫العدو دون عودة جميع األرايض املحتلة‪ ،‬وأنه ال تنازل‬ ‫عن شرب واحد من الحقوق املرشوعة سيام الجوالن‬ ‫املحتل وبقية األرايض العربية‪.‬‬ ‫أما عىل املستوى الداخيل‪ :‬كان للرئيس األسد‬ ‫اهتامم مميز ذات طابع إمنايئ معييش للمواطن يف‬ ‫ظل األزمات االقتصادية واالجتامعية التي تجتاح‬ ‫العامل فكانت له اليد الطولة يف إرساء استقرار‬ ‫اقتصادي داخيل بالغ األهمية‪ ،‬وكان قد أ ّكد يف‬ ‫أكرث من لقاء صحفي اىل نقل سوريا من واقع ذو‬ ‫طابع تهمييش اىل واقع تنموي إنتاجي له دالالته‬ ‫عىل املستوى الشعبي وهذا ليس مجرد كالم‬ ‫بل هو واقع مرتجم من خالل العمل الجاد والبناء‬ ‫يصب يف خدمة كل مواطن سوري أينام كان عىل‬ ‫مساحة الوطن‪.‬‬ ‫لقد استطاعت سوريا أن تدافع عن مبادئها‬ ‫وتؤدي دورها املفصيل يف املنطقة والعامل من‬ ‫خالل الرؤية االسرتاتيجية لعمل بناء الدولة‪ ،‬وقد‬ ‫برهنت التطورات واألحداث أن الدور الذي تلعبه‬ ‫سوريا بقيادة الرئيس األسد إمنا جاء إلرساء قواعد‬ ‫األمن واالستقرار‪ ،‬ليس يف سوريا وحسب بل تعدى‬ ‫ذلك اىل لبنان واملنطقة‪ ،‬والذي ش ّكل حلقة وصل‬ ‫ذات بعد اسرتاتيجي متثل يف العالقات القوية مع‬ ‫تركيا ودول الجوار التي وصلت اىل طهران وأبعد‬

‫‪26‬‬

‫من ذلك بكثري لتكون سوريا مركزأً محورياً للقرار‬ ‫السيايس واإلقليمي والدويل‪ ،‬وهذا ارتكز عىل‬ ‫نظرة الرئيس األسد اىل مروحة العالقات العربية‬ ‫العربية كونها تشكل نقطة انطالق نحو حامية‬ ‫حقيقية للمكتسبات العربية من أي عدو يريد‬ ‫النيل من موقع سوريا أوالً واألمة معاً‪.‬‬ ‫سوريا اليوم كام كانت دامئاً تعترب سداً منيعاً‬ ‫يف وجه كل من يريد العبث بأمنها وبأمن أي دولة‬ ‫عربية كانت‪ ،‬وهذا املوقف الصلب استمد الرئيس‬ ‫األسد قوته من التفاف الشعب والجامهري العربية‬ ‫حول النهج الوطني وهذا ما أ ّكد عليه فخامته يف‬ ‫خطاب القسم‪.‬‬ ‫ونحن يف هذه املناسبة الوطنية نحتفل‬ ‫بالذكرى العارشة لتويل الرئيس األسد منصب‬ ‫رئيس الجمهورية ال بد من اإلشارة والتأكيد عىل‬ ‫أهمية اإلنجازات التي تحققت عىل مدى السنوات‬ ‫التي خلت والتي أعطت لسوريا موقعاً وقوة‬ ‫ومناعة عىل مستوى العامل‪.‬‬ ‫وقد جاءت تلك اإلنجازات يف مجملها جزء من‬ ‫عملية التطوير والتحديث التي أطلقها الرئيس‬ ‫األسد منذ توليه رئاسة البالد‪ ،‬تهدف اىل االرتقاء‬ ‫بالوطن ومقدراته اىل املكان الذي يليق بسوريا‬ ‫وطن الحضارة والتاريخ‪.‬‬ ‫لقد تحقق الكثري من العمل ويف مقدمتها‬ ‫االهتامم باإلنسان التي تعترب جز ًءا أساسياً يف‬ ‫بناء املجتمع فكانت الرعاية االجتامعية الشاملة‬ ‫من أجل االستفادة من كل الطاقات الوطنية‬ ‫بكل مكوناتها يف االنخراط يف مرشوع البناء‬ ‫الوطني وتحويل القدرات الكامنة اىل نتائج إيجابية‬ ‫تستفيد منها البلد‪.‬‬ ‫يف املخترص مل يبقَ أي قطاع أو جانب من املجتمع‬ ‫السوري مل يطله التطور ال بل هذا ش ّكل ارتياحاً‬ ‫عىل الحياة العامة سيام املواطن الذي شعر يف‬ ‫عهد فخامته أن بناء الدولة العرصية بدأ بالنهوض‬ ‫وهذا ما ملسه املجتمع بكافة رشائحه ألنه يالمس‬ ‫كل الناس من خالل موقعه ودوره الريادي والذي‬ ‫يعطي للوطن أحقية االنتامء إليه ومن ثم‬ ‫االلتفات اىل الواقع االجتامعي الذي كانت للرئيس‬ ‫نظرته يف هذا املجال‪ ،‬وأعطى كل ذو حق حقه‪،‬‬ ‫وبدأت املسرية ووضع حجر األساس وانطلقت حالة‬ ‫اإلعامر واالنفتاح فكان اإلنتاج يف خدمة أبناء‬ ‫الوطن وبقيت القضية األساس مرسخة يف عقول‬ ‫الكثريين أن سورية قوية اذا الشعب قوي وهذا‬ ‫طبعاً جاء بالحكمة واإلدراك للرئيس األسد‪.‬‬ ‫إن السنوات املاضية ومنذ تويل الرئيس منصب‬ ‫رئيس الجمهورية ظل حام ًال اإلرث الوطني التاريخي‬ ‫للشعب السوري الويف بانتامئه وعقيدته اىل‬ ‫القومية العربية والتقاليد التاريخية التي كانت‬ ‫موجودة يف عهد الرئيس الراحل حافظ األسد‪،‬‬ ‫واستمرت قوية صامدة يف عهد الرئيس بشار‬ ‫األسد‪ ،‬وهذا ما أ ّكد عليه يف قسمه عندما توىل‬ ‫منصب رئيس للبالد‪ ،‬وها هو من جديد يطل عىل‬

‫أمته يف الذكرى السنوية العارشة لتويل الرئاسة‬ ‫وبيده حلم كل مواطن سوري عريب أينام كان‬ ‫وتبقى سوريا نهجاً وعل ًام ومحجة لكل العامل‪،‬‬ ‫وتبقى قوية بقائدها الرئيس بشار األسد‪.‬‬

‫الياس الرحباني‪:‬‬

‫سوريا هي الرقم الصعب‬ ‫في معادلة المنطقة‬ ‫هناك بداية لعنارص الحياة‪ ،‬ألن الكون ليس له‬ ‫بداية وال نهاية‪،‬‬ ‫هذه العنارص الهائلة ال نراها وال نسمعها‬ ‫وتتحكم فينا‪.‬‬ ‫إحدى هذه العنارص املهمة هي الحقيقة‪...‬‬ ‫وعندما نراها‪ ،‬يكون نجاح اإلنسان‪ ،‬كام الحال يف‬ ‫شخصية سيادة الرئيس الدكتور بشار األسد‪،‬‬ ‫الذي بدأ مشواره بوعي كبري وانفتاح حقيقي‪،‬‬ ‫باإلضافة اىل حدسه النابض‪.‬‬ ‫كل هذا أوصله اىل طريق الرؤيا الصافية‪ ...‬ومن‬ ‫كان يف قلبه املحبة‪ ،‬فإنه يحب األرض والسامء‪،‬‬ ‫وكل حبة تراب يف الوطن‪.‬‬ ‫يحلم بقمر أصفى‪ ،‬وفرح يعم الشعب‪.‬‬ ‫هذه العوامل بدأت منذ بداية تسلمه زمام‬ ‫الحكم‪ ،‬فازدهرت الحياة يف كل القطاعات الثقافية‬ ‫والرتبوية‪ ،‬ودعم اللغات األجنبية من أجل أن يكون‬ ‫الشعب حارضاً ومستعداً‪ ،‬ملواجهة املستوى‬ ‫الكوين يف رسعة املعرفة الهائلة يف عرصنا‪.‬‬ ‫املؤسسات ازدهرت وتطورت‪ ،‬املجتمع السوري‬ ‫عىل وجهه إرشاقة توحي بفرح الحياة‪.‬‬ ‫تحديث القطاعات لتصبح عىل املستوى‬ ‫الكوين‪ ،‬كام التكنولوجيا واملعلوماتية تسري‬ ‫نحو التطور بشكل رائع‪.‬‬ ‫سوريا اآلن‪ ،‬ترفع الرأس‪ ،‬يف مجال دورها‬ ‫القومي‪ ،‬العريب‪ ،‬اإلقليمي والدويل‪ ،‬وأظهرت أنها‬ ‫الرقم الصعب يف معادلة املنطقة‪.‬‬ ‫إن الرئيس الدكتور بشار األسد يعيش بحلم‬ ‫يشبه السفر عىل غيمة بيضاء يحلم بالسالم‪،‬‬

‫فهو من حقهم‪.‬‬ ‫ألن الحياة والحقيقة هي قريبة من كل إنسان‪،‬‬ ‫إذا عرف كيف يتعاطى معها‪ ،‬كام فعل سيادة‬ ‫الرئيس الدكتور بشار األسد‪.‬‬ ‫من كانت املحبة يف قلبه فإن الله يف قلبه‪.‬‬

‫أبو موسى أمين سر‬ ‫«فتح االنتفاضة»‪:‬‬

‫سوريا ليست كياناً‬ ‫مصطنعاً وال دولة‬ ‫وظيفية‪ ،‬بل دولة راسخة‬ ‫لها هويتها الوطنية‬ ‫والقومية والحضارية‬ ‫بداي ًة ال بد من اإلشارة إىل أننا يف حركة‬ ‫التحرير الوطني الفلسطيني «فتح االنتفاضة»‪،‬‬ ‫نحتكم إىل معايري وأسس واضحة ومحددة‪ ،‬عند‬ ‫تقييم أي موقف لدولة أو رئيس أو حزب‪ ،‬وعند‬ ‫رسم مواقفنا أو بناء عالقاتنا وتحالفاتنا مع أي‬ ‫جهة كانت‪ ،‬وتقوم هذه املعايري عىل مدى قرب‬ ‫أو ابتعاد أي طرف من قضية فلسطني‪ ،‬فاملوقف‬ ‫منها أوالً‪ ،‬ومن قضايا أمتنا العربية بشكل عام‪،‬‬ ‫سواء قضية الوحدة‪ ،‬أو قضية األمن القومي‬ ‫لألمة‪ ،‬هو املعيار الذي نحتكم إليه ونقيم فيه‬ ‫مواقف األطراف سواء كانوا عرب أم أجانب‪،‬‬ ‫وبالتايل هو البوصلة التي تؤرش عىل إمكانية‬ ‫العالقة أو استحالتها‪ ،‬إمكانية بناء التحالفات‬ ‫أو انعدامها‪.‬‬ ‫ومام ال شك فيه أننا نفرق متاماً بني العالقات‬

‫‪27‬‬

‫الربتوكولية التي تفرضها أو يحتمها رضورة‬ ‫التواصل والحوار والنقاش وبالتايل عرض واقع‬ ‫قضيتنا‪ ،‬وما تواجهه من مؤامرات أو تحديات بهدف‬ ‫كسب األصدقاء واألنصار‪ ،‬وبني العالقات القامئة‬ ‫عىل الرؤية املشرتكة والتقاطع يف الفهم‬ ‫املشرتك لقراءة األحداث والتطورات واملستجدات‬ ‫بهدف التوصل إىل صيغة عمل مشرتكة تقوم‬ ‫عىل التعاون والتنسيق‪.‬‬ ‫لكن هناك شك ًال آخر للعالقات‪ ،‬هو شكل‬ ‫التحالفات ذات السمة االسرتاتيجية التي‬ ‫تتشكل موضوعياً بني مجموعة من األطراف‪،‬‬ ‫والتي تنشأ باألساس وتقوى وتتطور بحكم‬ ‫عوامل تستند عىل مجموعة من املبادئ‬ ‫واملفاهيم والثوابت‪ ،‬متتحنها التجربة الحية‪،‬‬ ‫وتكتسب مصداقيتها من الثبات عىل املوقف يف‬ ‫القول والفعل‪ ،‬ومن الصمود يف وجه األعاصري‬ ‫والتهديدات‪ ،‬وتضع مصالح األمة وحقوقها‬ ‫وقضاياها املصريية وكرامتها وسيادتها وأمنها‬ ‫القومي فوق كل اعتبار‪.‬‬ ‫لذلك نسعد ونترشف أن نتحدث عن سوريا‬ ‫العربية الشقيقة يف الذكرى العارشة لتويل‬ ‫سيادة الرئيس الدكتور بشار األسد سلطاته‬ ‫الدستورية «رئيساً للجمهورية العربية السورية»‪،‬‬ ‫منطلقني من هذه األرضية‪ ،‬ومن هذا الفهم‬ ‫كمناضلني نتمسك بهدف تحرير فلسطني كل‬ ‫فلسطني‪ ،‬ونرفض االنجرار وراء أوهام التسويات‬ ‫والحلول التصفوية‪.‬‬ ‫ويهمنا قب ًال أن نشري ولو بإيجاز إىل فهمنا لرؤية‬ ‫سوريا لعميلة السالم وقد مر عليها اآلن ‪ 19‬سنة‬ ‫عىل اعتبار أن مؤمتر مدريد عام ‪ 1991‬كان مفتاح‬ ‫هذا املسار‪ ،‬وعىل اعتبار أن هذه مسألة مركزية‬ ‫محورية بالنسبة لعالقتنا بسوريا‪ ،‬وقيادتها‬ ‫تتحدد عىل أساسها طبيعة وشكل ومستوى‬ ‫العالقة‪.‬‬ ‫وإذا ما استذكرنا تلك الحقبة‪ ،‬فإننا نجدها حقب ًة‬ ‫مظلمة وقاسية‪ ،‬شهدت تداعيات وانهيارات عىل‬ ‫كل صعيد‪ ،‬سقط وتفكك االتحاد السوفيتي‪،‬‬ ‫جرى تدمري القدرات العسكرية للعراق يف حرب‬ ‫الخليج إثر دخول العراق إىل الكويت‪ ،‬وشهدت‬ ‫انقساماً يف الواقع الرسمي العريب بشكل ال‬ ‫سابق له‪ ،‬هرولة نحو مصالحة الكيان الصهيوين‬ ‫من بعض األنظمة العربية – توقيع اتفاق أوسلو‬ ‫الكاريث – توقيع اتفاق وادي عربة – مؤمترات‬ ‫اقتصادية تعقد يف العواصم العربية يشارك بها‬ ‫الكيان الصهيوين – عالقات تجارية واقتصادية بني‬ ‫الكيان الغاصب وبعض الدول العربية – حملة‬ ‫تطبيع آخذة بالتوسع والتمدد – إىل غري ذلك من‬ ‫تنظريات وطروحات سياسية رائجة يف حينه‬ ‫عىل شاكلة أن أوراق الحل بيد أمريكا وانعدام‬ ‫البديل‪ ،‬وليس أمامنا إال الرضوخ لألمر الواقع‪.‬‬ ‫يف مؤمتر مدريد شاركت سوريا‪ ،‬ودخلت يف‬ ‫مفاوضات ثنائية يف واشنطن مع وفد «إٍرسائييل»‬ ‫استمر لفرتة من الزمن‪ ،‬أكدت سوريا يف استمرار‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫مقاومة االحتالل واجب وطني ومساندتها رشف نفاخر به‬ ‫أنها تسعى للسالم وتبذل كل جهد لتحقيقه‪،‬‬ ‫وتعرضت سوريا يف حينه إىل الرتغيب والرتهيب‬ ‫بهدف جرها إىل اتفاق «سالم» مع «إرسائيل»‬ ‫عىل شاكلة االتفاقات املربمة‪.‬‬ ‫كان السؤال الكبري املطروح علينا كحركة‬ ‫فتح االنتفاضة وعىل غرينا من الفصائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ماذا أنتم فاعلون إذا ما انخرطت‬ ‫سوريا بالسالم وتوصلت إىل اتفاق مع «إرسائيل»؟‬ ‫ماذا سيحل بكم؟ وملاذا ال تغريوا من نهجكم‬ ‫ومواقفكم وتقرأوا مبوضوعية هذه التطورات‬ ‫لتحفظوا أنفسكم ومصالحكم!!‪.‬‬ ‫مل يكن جوابنا يف حينه عىل مثل هذه األسئلة‬ ‫قامئاً عىل التنجيم‪ ،‬وعىل املراهنات بأن أمراً‬ ‫مثل هذا قد يحصل أو ال يحصل‪ ،‬وعىل إسقاط‬ ‫الرغبات الذاتية يف الوقت نفسه‪ ،‬بل كان ينطلق‬ ‫من إميان وقناعة بأن األمر هنا مختلف متاماً عام‬ ‫هو عليه مع بعض األقطار العربية أو الرؤساء‪،‬‬ ‫أمر مختلف ألن سوريا ليست كياناً مصطنعاً‬ ‫وال دولة وظيفية‪ ،‬بل دولة راسخة لها هويتها‬ ‫الوطنية والقومية والحضارية‪ ،‬ال فضل ألحد‬ ‫عىل نشوئها سوى شعبها ورجاالتها وثوراتها‪،‬‬ ‫خضعت لالستعامر الفرنيس وقاومته حتى‬ ‫تحقيق الجالء‪ ،‬مل تخضع لحامية أو وصاية‪ ،‬ومل تدر‬ ‫منذ نشوؤها يف فلك الغرب أو الرشق لتتمكن‬ ‫من البقاء‪ ،‬ومل تعول من أجل أن تبقى عىل قيد‬ ‫الحياة عىل مساعدة من هنا أو من هناك‪ ،‬ال مالية‬ ‫وال غذائية‪ ،‬ال تستنجد بأحد يرابط عىل أراضيها‬ ‫خوفاً من بطش أو مترد‪ ،‬وبالتايل فإن أي قرار لها‬ ‫هو قرار سيادي ينبع من املبادئ التي تحتكم إليها‬ ‫دامئا‪ ،‬ومن مواقف جامهري شعبها ومن مصالح‬ ‫األمة جمعاء‪.‬‬ ‫وكذلك من إدراك عميق لتاريخ وتراث سوريا‬ ‫الكفاحي ودروها الريادي القومي‪ ،‬ومن قراءة‬ ‫واعية وعميقة لفكر ونهج الراحل الخالد حافظ‬ ‫األسد الذي أرىس مدرس ًة قومية كفاحية تقوم‬ ‫عىل تقوية وتعزيز قدرات سوريا وصوالً إىل التوازن‬ ‫االسرتاتيجي‪ ،‬وعىل التمسك باملصالح القومية‬ ‫العليا وكامل الحقوق العربية‪ ،‬السورية واللبنانية‬ ‫واألردنية والفلسطينية‪ ،‬وعىل أن تظل السيادة‬ ‫والكرامة الوطنية والكربياء القومي فاتحة‬ ‫الحديث وخامته‪.‬‬ ‫مدرسة ترى يف األمة عنارص قوة ال بد من‬ ‫استنهاضها وتحشيدها‪ ،‬ويف الوطن العريب كله‬ ‫إمكانات وثروات ال بد من توظيفها كسالح يف‬ ‫معركة الصمود‪ ،‬ومن قوى املقاومة والصمود يف‬ ‫فلسطني ولبنان‪ ،‬وكل القوى الحية الحرة والرشيفة‬ ‫يف األمة‪ ،‬جبه ًة تدافع عن الحقوق وتناضل يف‬ ‫سبيل اسرتدادها‪.‬‬ ‫إطالالت الرئيس بعد توليه منصب الرئاسة‬ ‫من هذه املدرسة ومن هذا التاريخ الكفاحي‬ ‫العميق‪ ،‬ومن هذه النظرة لسوريا ودورها يف‬ ‫التاريخ‪ ،‬وكام يجب أن تكون يف الحارض لرتسم‬ ‫معامل مستقبل ناصع ومرشق عىل أمتنا‪ ،‬جاء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الرئيس الدكتور بشار األسد قبل عرش سنوات‬ ‫ليتبوأ منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية‪،‬‬ ‫لكن يف نفس الوقت ليتبوأ دوراً قيادياً ريادياً‪،‬‬ ‫ينطلق من سوريا وعينه عىل األمة ومصالحها‬ ‫وحقوقها‪ ،‬وهذا ما كان يف هذه الحقبة املمتدة‬ ‫من عام ‪،2000‬وحتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وإذا ما عدنا إىل أول إطالالت الرئيس عىل‬ ‫شعبه وعىل األمة العربية وعىل العامل أجمع‪،‬‬ ‫سواء يف خطاب القسم عندما توىل السلطات‬ ‫الدستورية‪ ،‬أو يف مؤمتر القمة العربية املنعقد‬ ‫عام ‪ ،2001‬أو يف مؤمتر القمة اإلسالمية الذي‬ ‫تاله‪ ،‬فإننا نجد أنفسنا أمام قائد عريب يقود‬ ‫سوريا لكنه يؤسس لدور قيادي ريادي تاريخي‬ ‫عىل مستوى األمة‪ ،‬برز كرئيس وكقائد مسكون‬ ‫بهموم شعبه وأمته‪ ،‬هموم غابت عن الكثري من‬ ‫حكامنا يف العديد من األقطار العربية‪.‬‬ ‫كانت انتفاضة األقىص قد اندلعت‪ ،‬فاستمع‬ ‫الشعب السوري والفلسطيني وجامهري األمة‬ ‫إىل كلمة شكلت ثور ًة عميقة يف املفاهيم –‬ ‫مفاهيم السياسة الرسمية العربية ‪ -‬وشكلت‬ ‫برنامج عمل لألمة يف نضالها الراهن‪ ،‬مفاهيم‬ ‫قامت عىل التشخيص الدقيق والصائب للعدو‬ ‫الصهيوين‪ ،‬لتشكل إضاف ًة نوعية هامة للفكر‬ ‫السيايس العريب امللتزم لقضايا األمة‪.‬‬ ‫رشح السيد الرئيس كيف أن هذا العدو ال يؤمن‬ ‫بالسالم وال ميكن التعايش معه‪ ،‬قدم رؤية علمية‬ ‫منهجية لواقع الكيان الصهيوين وطبيعته‬ ‫العنرصية‪ ،‬إىل حد وصفها بأنها عنرصية تفوق‬ ‫النازية‪.‬‬ ‫الكيان‬ ‫يف‬ ‫الرائجة‬ ‫التصنيفات‬ ‫رفض‬ ‫الصهيوين‪ ،‬وتعويل بعد أطراف النظام الرسمي‬ ‫العريب عىل انتخابات تجري يف الكيان تأيت بحزب‬ ‫يساري مث ًال ينخرط يف عملية السالم‪ ،‬ليقول‬ ‫مثل هذه التقسيامت املزيفة تعني الصهاينة‬ ‫وحدهم‪ ،‬بالنسبة لنا وللعرب «إرسائيل» كلها‬ ‫ميني»‪ ،‬تلمس أهمية القضية الفلسطينية‬ ‫وقال‪« -:‬إن النهوض التي تعيشه أمتنا يف الشارع‬ ‫العريب له عدة عوامل عىل رأسها االنتفاضة‬ ‫الفلسطينية ودعا إىل دعمها»‪.‬‬ ‫كان هذا كالماً مغايراً ألصحاب نظرية انعدام‬ ‫البديل‪ ،‬وأوراق الحل بيد أمريكا‪ ،‬وأنه ال خيار سوى‬ ‫خيار السالم واملصالحة‪.‬‬ ‫طالب بالتمسك باملقاومة‪ ،‬وقال يف خطاب‬ ‫له‪ « -:‬إن املشكلة مع القوى الكربى‪ ،‬مشكلة‬ ‫مزمنة متتد جذورها إىل حيث نشأ الرصاع ما‬ ‫بني إرادة األمة واالستقالل وتدخالت اآلخرين‬ ‫يف شؤونها‪ ،‬وقال لو كان هناك مساومة عىل‬ ‫املقاومة يف لبنان وعىل املقاومة يف فلسطني‬ ‫وعىل االستقالل والكرامة ملا كان هناك مشكلة‬ ‫مع هؤالء»‪ ،‬وأردف يف هذا السياق يقول أن‬ ‫مشكلة البعض مع سوريا‪ ،‬ومشكلة سوريا‬ ‫معهم هو االنتامء القومي‪ ،‬فالقومية هي هويتنا‬ ‫وتاريخنا‪ ،‬والتاريخ هو ذاكرتنا لالنطالق إىل قلب‬

‫‪28‬‬

‫الحارض واملستقبل‪ ،‬يريدوننا من دون ذاكرة يك‬ ‫يرسموا مستقبلنا‪ ،‬من دون هوية يك يحددوا لنا‬ ‫دورنا‪.‬‬ ‫الرئيس يف مسريته الرائدة‬ ‫مثل هذه املواقف‪ ،‬ليست مجرد كالم‬ ‫وترصيحات‪ ،‬أنها مواقف رصاعية‪ ،‬لها تبعاتها‬ ‫وأمثانها‪ ،‬ويرتتب عليها اشتداد الضغط والحصار‬ ‫والتهديد‪ ،‬وافتعال املشكالت لها‪ ،‬وتوجيه‬ ‫االتهامات الكاذبة‪ ،‬وخلق املصاعب يف وجهها‪،‬‬ ‫وإيقاع العقوبات ضدها‪ ،‬وخاص ًة يف مجاالت‬ ‫ترتبط بوسائل العلم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫ومن يتابع لقاءاته السياسية ونشاطاته يف‬ ‫كل زيارة لرؤساء دول عربية أو أوروبية‪ ،‬وكل اجتامع‬ ‫مع مبعوث أجنبي‪ ،‬أوربياً كان أم أمريكياً‪ ،‬ينطلق‬ ‫دامئاً وأبداً أنه يف صميم املعركة التي تخوضها‬ ‫األمة‪ ،‬ويف خضم مواجهة التحديات‪.‬‬ ‫ميارس العمل الدبلومايس والسيايس بعقلية‬ ‫وفكر القائد امللتزم قضايا أمته‪ ،‬فال يفرط بها‬ ‫أو يساوم عليها‪ ،‬يتميز عن غريه من القادة أنه‬ ‫ينطلق يف تحديد تصوراته ومواقفه من موقف‬ ‫مبديئ قومي‪ ،‬وليس من موقف مصلحي ضيق‪،‬‬ ‫فأرىس مدرسة يف التعاطي مع كل دول العامل‬ ‫قوامها أن التمسك بالحقوق والثوابت هو أقرص‬ ‫الطرق وأفضلها‪.‬‬ ‫يف مامرسة العمل السيايس يؤكد الرئيس‬ ‫األسد حرصه عىل السالم وبذل الجهود للوصول‬ ‫إليه‪ ،‬لكنه ال يقبل السالم الناقص واملفروض‬ ‫الذي ال يعيد الحقوق‪ ،‬وكان يؤكد عىل رضورة‬ ‫تالزم املسارات وقال‪ « :‬بعد سنوات من التنسيق‬ ‫مع املسار اللبناين وعدم التنسيق مع املسار‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬ماذا كانت نتيجة التنسيق مع‬ ‫لبنان‪ ،‬كانت مزيداً من نقاط القوة واألوراق تضاف‬ ‫إىل رصيد سوريا‪ ،‬وتساءل ماذا تفعل سوريا بهذه‬ ‫األوراق‪ ،‬وأجاب بكل تأكيد نستثمرها ملصلحة‬ ‫القضية الوطنية‪ ،‬ولكن قبل الجوالن نتحدث عن‬ ‫القضية القومية «قضية فلسطني»‪ ،‬ويشري هنا‬ ‫سيادة الرئيس إىل أن عدم التنسيق مع املسار‬ ‫الفلسطيني أوصل قضية فلسطني إىل ما‬ ‫وصلت إليه من تداعيات وكوارث‪.‬‬ ‫واصل الرئيس معركة البناء والتطوير‬ ‫والتحديث‪ ،‬واالهتامم هنا بالشأن السوري وتعزيز‬ ‫البناء وتطويره ال يقوم عىل املفاهيم والسياسات‬ ‫واألهداف والشعارات التي طرحها العديد من‬ ‫األنظمة العربية عىل شاكلة (بلدي‪ ..‬أو أنا أوالً)‪.‬‬ ‫فلقد تبني أن هذا الطرح وهذه السياسة‬ ‫والشعار مل يكن بنا ًء واهتامماً بقضايا تلك‬ ‫األقطار‪ ،‬التي تعاين من اإلفالس والبطالة‬ ‫والتبعية واملشكالت االقتصادية واالجتامعية‪،‬‬ ‫ومل يكن خياراً بقدر ما كانت رشوطاً مفروضة‬ ‫عليهم‪ ،‬من أجل التنصل من املسؤوليات القومية‪،‬‬ ‫واالستعداد للتنازل والتفريط بالسيادة الكرامة‪،‬‬ ‫وتقدم الدعم والعون للتدخالت األجنبية‪ ،‬وصوالً‬ ‫ويا لألسف الشديد إىل التعاون والتنسيق مع‬

‫معسكر األعداء يف سبيل حامية العروش وليس‬ ‫بناء األوطان‪.‬‬ ‫لقد انصبت جهود الرئيس عىل البناء والتطوير‬ ‫والتحديث ليجعل من سوريا بقوتها االقتصادية‬ ‫ٌ‬ ‫شوكة يف‬ ‫والعسكرية ومنعتها االجتامعية‪،‬‬ ‫حلق األعداء‪ ،‬ورصيداً لألمة وذخراً ألحرارها‪،‬‬ ‫ولتكون قلع ًة حصينة راسخة ليس بوسع أحد‬ ‫كان أن يخرتقها أو يتسلل إليها ثم يفرض عليها‬ ‫مشيئته وأرادته‪.‬‬ ‫وهو يف غمرة البناء هذا‪ ،‬ويف مواجهة‬ ‫التحديات يف آن كان يحرص عىل التضامن‬ ‫العريب‪ ،‬ويحرص يف الوقت نفسه عىل ترسيخ‬ ‫االهتامم بالجانب الثقايف والرتبوي‪ ،‬الذي يشهد‬ ‫تطوراً نوعياً يف سوريا‪ ،‬وقال يف كلمة له يف‬ ‫مؤمتر القمة بدمشق‪ « :‬أمامنا الكثري من العمل‬ ‫يف ظل هذه الهيمنة الخارجية الثقافية الخطرية‬ ‫والتي تؤثر عىل األجيال الناشئة‪ ،‬وتبعدهم عن‬ ‫ثقافتهم القومية األم‪ ،‬إن املنطلق ألي إنجاز يف‬ ‫هذه املجال‪ ،‬هو العمل عىل متتني اللغة العربية‬ ‫عىل املستوى القومي‪ ،‬باعتبارها الحامل الرئيس‬ ‫لثقافتنا وذاكرتنا ألن فقدانها يعني فقدان التاريخ‬ ‫واملستقبل‪ ،‬وقدم للقمة مرشوعاً لربط اللغة‬ ‫العربية مبجمع املعرفة لتكون لغتنا العربية لغة‬ ‫الثقافة والحياة‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬لقد أراد معسكر األعداء لسوريا القبول‬ ‫مبرشوع السالم األمرييك – الصهيوين‪ ،‬وأن‬ ‫تنكفئ عىل نفسها‪ ،‬وأن تصبح مثل دول عربية‬ ‫أخرى‪ ،‬كربى أو صغرى ال تفكر سوى مبصالحها‬ ‫الضيقة‪ ،‬لكن سوريا بقيادة السيد الرئيس‬ ‫بشار األسد أدارت الرصاع ووسعت من تحالفاتها‬ ‫العربية والعاملية‪ ،‬وكان هذا التحالف والروابط‬ ‫الوثيقة ما بني سوريا وتركيا وإيران‪ ،‬ليشكل إىل‬ ‫جانب قوى الصمود واملقاومة جبه ًة مرتاصة أخذ‬ ‫العدو يحسب اليوم لها ألف حساب‪.‬‬ ‫كان هناك تهديد صارخ لها أثناء العدوان‬ ‫األمرييك عىل العراق عىل لسان وزير الدفاع‬ ‫األمرييك (رامسفيلد) بقوله‪« :‬عىل القيادة‬ ‫السورية أن تستوعب الدرس وتغري من‬ ‫سلوكها»‪.‬‬ ‫لقد استوعبت سوريا الدرس‪ ،‬وأدركت أن ما‬ ‫يسمى بعملية السالم ما هي إال محاولة لفرض‬ ‫االستسالم‪ ،‬فازدادت صموداً‪ ،‬وأدارت الرصاع بقوة‬ ‫وثبات‪ ،‬وها هي اليوم دولة محورية‪ ،‬يعرتف بدورها‬ ‫العدو والصديق‪.‬‬ ‫لقد أدركت سوريا املعادلة‪ ،‬ورأت أن الوطن‬ ‫العريب ميوج بأكرب عملية مد وجزر يف تاريخه‪،‬‬ ‫فجاء خطابه يف شهر ‪ ،2005/11‬يف مدرج‬ ‫جامعة دمشق‪« ،‬مرحلة اشتدت فيها الهجمة‬ ‫املعادية»‪ ،‬ليحلل جوهر االستهداف األمرييك‬ ‫والصهيوين ومن يدور يف فلكه‪.‬‬ ‫قال لألعداء‪« :‬سوريا ليست ضعيفة وال خائرة‪،‬‬ ‫لن ننحني أمام رغبات األعداء‪ ،‬إن خيارات األمة‬ ‫محددة‪ ،‬املقاومة والصمود أو الفوىض‪ ،‬ولن يكون‬

‫الرئيس بشار األسد من يخفض رأسه أو رأس‬ ‫شعبه وأمته»‪ ،‬فوجدت كلمته هذه صداها ليس‬ ‫يف سوريا فحسب بل عىل امتداد الوطن كله‪.‬‬ ‫واليوم يف الذكرى العارشة لتويل السيد‬ ‫الرئيس الدكتور بشار األسد منصب الرئاسة‪،‬‬ ‫نتوجه بالتهنئة إليه وإىل الشعب السوري‪،‬‬ ‫لكن التهنئة موصولة للشعب الفلسطيني‬ ‫ولكل األحرار والرشفاء يف األمة‪ ،‬بأن هناك يف‬ ‫أمتنا قائداً غيوراً عىل أمته‪ ،‬مناض ًال يف سبيلها‪،‬‬ ‫أضحت سوريا بقيادته قلع ًة راسخ ًة تدعم‬ ‫املقاومة واملقاومني‪ ،‬وكيف ال والسيد الرئيس يكرر‬ ‫دوماً «املقاومة ذراع األمة يف مواجهة أعدائها»‪.‬‬

‫األمين القطري للتنظيم‬ ‫الفلسطيني لحزب البعث‬ ‫العربي االشتراكي‬ ‫فرحان أبو الهيجاء‪:‬‬

‫البعث وسورية وقضية‬ ‫فلسطين في ظل قيادة‬ ‫الرفيق الدكتور بشار األسد‬ ‫عىل امتداد السنوات العرش املاضية‪ ،‬ظل‬ ‫حزب البعث العريب االشرتايك موئ ًال لكل أحرار‬ ‫العرب‪ ،‬وظلت ثورة البعث يف سوريا الصامدة‬ ‫أمينة عىل الطموحات القومية‪ ،‬ويتجسد كل‬ ‫ذلك يف املواقف التي يتخذها البعث وسوريا عىل‬ ‫الساحات الوطنية والقومية والدولية‪ ،‬بقيادة‬

‫‪29‬‬

‫الدكتور بشار األسد‪ ،‬وهي مواقف تعرب عن أصالة‬ ‫نهجها الشجاع‪ ،‬عىل خطى القائد الخالد حافظ‬ ‫األسد‪.‬‬ ‫ويف هذه األيام املصريية‪ ،‬متثل وقفة البعث‬ ‫وسوريا األبية اىل جانب الشعب الفلسطيني‬ ‫وقواه التحررية عنواناً لخيار الصمود واملقاومة يف‬ ‫مواجهة الغطرسة الصهيونية ومحاوالت فرض‬ ‫الحلول التصفوية‪ ،‬حيث يرابط البعث وسوريا بكل‬ ‫صالبة ضمن خندق واحد مع شعبنا يف الوطن‬ ‫املحتل وخارجه‪ ،‬لتحرير األرض واستعادة الحقوق‬ ‫املغتصبة كافة‪ ،‬وتعد مساندة الكفاح التحريري‬ ‫الفلسطيني تعبرياً عن الهوية الثورية للحزب‬ ‫وقيادته‪ ،‬وعن التكامل الواضح بني الخطوات‬ ‫العملية واألداء السيايس والدبلومايس عىل‬ ‫املستويات املحلية والعربية والدولية‪.‬‬ ‫ويف سبيل تكوين صورة إجاملية عن «البعث‬ ‫وسورية وقضية فلسطني يف ظل قيادة الرفيق‬ ‫الدكتور بشار األسد‪ ،‬مثة ما يدعو اىل تناول‬ ‫املوضوع املطروح من مختلف جوانبه التاريخية‬ ‫والسياسية والعملية‪ ،‬وصوالً اىل رصد مفردات‬ ‫املوقف العريب السوري من قضية فلسطني ودعم‬ ‫نضال الشعب العريب الفلسطيني ومقاومته‬ ‫الباسلة‪.‬‬ ‫قضية فلسطني يف املسار التاريخي لنضال‬ ‫البعث‬ ‫يعد حزب البعث العريب االشرتايك يف طليعة‬ ‫األحزاب والحركات والتنظيامت السياسية العربية‪،‬‬ ‫التي تبنت قضية فلسطني ودافعت عنها‪ ،‬وركز‬ ‫البعث عىل أهمية تنظيم شعب فلسطني وعىل‬ ‫رضورة إبراز كيانه السيايس‪ ،‬وتقديم مختلف‬ ‫أشكال الدعم للشعب الفلسطيني يف نضاله‬ ‫الوطني وكانت هذه املسألة حارضة يف توجهاته‬ ‫منذ أواخر الخمسينات مروراً مبرحلة تأسيس‬ ‫م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬واستمراراً اىل املراحل الالحقة‪.‬‬ ‫ورفع البعث تعبري الكيان الفلسطيني كرد‬ ‫عىل واقع اقتالع الشعب الفلسطيني من وطنه‪،‬‬ ‫ومل يكن إحياء الكيان الفلسطيني يف نظر‬ ‫البعث مقصوداً منه زيادة واحدة عىل الكيانات‬ ‫القطرية العربية‪ ،‬وإمنا كان لرتسيخ هوية الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬أي ماهيته وحقيقته املعربة عنه‪.‬‬ ‫وكان إبراز الكيان الفلسطيني مبثابة «حاجة‬ ‫ووسيلة» أملتها املرحلة التاريخية لحركة الرصاع‬ ‫العريب – الصهيوين‪ ،‬لكنها كانت باألساس‬ ‫محكومة بعاملني اثنني‪:‬‬ ‫أولهام‪ :‬وطني فلسطيني‪ ،‬يتجىل يف استمرار‬ ‫وتعاظم اختزان الفلسطينيني يف ذاتهم الهوية‬ ‫الوطنية – القومية‪ ،‬برغم كل التحديات والظروف‬ ‫الخارجية‪ ،‬األمر الذي عزز الحاجة اىل والدة (إطار‬ ‫رسمي – مؤسيس) يحافظ عىل هذه الهوية‬ ‫ويقدمها لآلخرين‪.‬‬ ‫وثانيهام‪ :‬قومي عريب‪ ،‬يتجىل يف الرغبة‬ ‫بإظهار الرصاع مع الصهيونية و»إرسائيل» عىل‬ ‫أنه رصاع يرجع باألصل اىل وجود قضية فلسطني‪،‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫إنهاء االحتالل يضمن إيقاف ومن ثم إزالة املستوطنات وليس العكس‬ ‫والتأكيد عىل أن الشعب الفلسطيني موجود‬ ‫وميتلك املقوم السيايس – الوطني لوجوده‪ ،‬أي‬ ‫ميتلك كيانه ممث ًال مبنظمة التحرير التي جاءت بعد‬ ‫اكتامل الظروف املوضوعية والذاتية لذلك‪.‬‬ ‫وكان للحزب وثورته يف سورية دور الريادة يف‬ ‫متكني الثورة الفلسطينية من االنطالق عرب‬ ‫األرايض السورية عام ‪ ،1965‬وجرى تقديم مختلف‬ ‫أشكال الدعم واملساندة لها‪ ،‬وقوبلت منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية بيد ممدودة من أجل مامرسة‬ ‫مهامتها النضالية يف تعبئة شعب فلسطني‬ ‫وقيادة نضاله‪ ،‬وكان للرفيق األمني العام للحزب‬ ‫حافظ األسد الدور األبرز يف مؤمتر القمة العربية‬ ‫املنعقد يف الرباط عام ‪ ،1974‬يف استصدار قرار‬ ‫عن املؤمتر يقيض بالتأكيد عىل ان م‪.‬ت‪.‬ف هي‬ ‫املمثل الشعري الوحيد للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫وكان واضحاً أن إبراز الكيان الفلسطيني‪ ،‬وإن‬ ‫حمل يف أحشائه جنني املطالب االستقاللية‪،‬‬ ‫لكنه يف توقيته ومع مرور الزمن قدم خدمة‬ ‫للشعب الفلسطيني واألمة العربية‪ ،‬وكان من‬ ‫املحذور الذي ينتصب باستمرار يف وجه الكيان‬ ‫يتمحور حول آفاقه وصريورته‪ ،‬نقول املحذور ألن‬ ‫كل محاولة تنطوي عىل تحويل ماهية الكيان‬ ‫الفلسطيني اىل غاية قامئة بذاتها‪ ،‬إمنا تقود‬ ‫اىل وضع يكون فيه هذا الكيان أداة مضادة‬ ‫للهدف القومي الذي جاء إبراز الكيان كوسيلة‬ ‫لتحقيقه‪.‬‬ ‫ويجدر التأكيد عىل أنه منذ قيام الحركة‬ ‫التصحيحية املباركة بقيادة الرفيق املناضل‬ ‫القائد الخالد حافظ األسد جسدت سوريا العربية‬ ‫منطلقات البعث العظيم‪ ،‬عرب املرابطة يف خط‬ ‫الدفاع األول ذوداً عن وجود األمة وحقها يف الحياة‬ ‫الحرة الكرمية‪ ،‬وأثبت مساندتها للشعب العريب‬ ‫نهج‬ ‫املباركة‪،‬أان‬ ‫والنتفاضته‬ ‫الفلسطيني‬ ‫املامنعة واملقاومة يشكل منارة لألجيال يف‬ ‫توقها اىل النرص والتحرير‪ ،‬ومعيناً ال ينضب يف‬ ‫دعم نضال الشعب الفلسطيني وسنداً وظهرياً‬ ‫ملقاومته الباسلة‪.‬‬ ‫قضية فلسطني يف منظور البعث وسوريا‬ ‫خالل السنوات العرش األخرية‬ ‫ال تزال ثورة الحزب يف القطر العريب السوري‬ ‫بقيادة الرفيق الدكتور بشار األسد‪ ،‬تؤكد أن متكني‬ ‫الثورة الفلسطينية من أداء مهامتها النضالية‪،‬‬ ‫هو مطلب قومي‪ ،‬اىل جانب اعتبار الحزب أن قضية‬ ‫فلسطني هي قضيته املركزية التي تستحق‬ ‫النضال وبذل التضحيات يف سبيلها وحشد‬ ‫الطاقات من أجل نرصتها‪.‬‬ ‫ومن العينات التي ميكن إيرادها‪ ،‬منذ بدايات‬ ‫عهد الرئيس بشار األسد؛ تأكيد املؤمتر القطري‬ ‫التاسع لحزب البعث العريب االشرتايك (‪-17‬‬ ‫‪ -21‬حزيران ‪ )2000‬عىل االنسحاب اإلرسائييل‬ ‫الكامل من األرايض العربية املحتلة حتى خطوط‬ ‫الرابع من حزيران عام ‪ ،1967‬وضامن الحقوق‬ ‫الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني‪ ،‬وإشادة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املؤمتر بنضال الشعب العريب الفلسطيني‬ ‫من أجل اسرتداد حقوقه»‪ ،‬وباملثل أكد املؤمتر‬ ‫القطري العارش للحزب (دمشق ‪)2005/6/9/6‬‬ ‫عىل «دعم الشعب الفلسطيني يف نضاله من‬ ‫أجل استعادة حقوقه الوطنية املرشوعة‪ ،‬ويف‬ ‫مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية املستقلة‬ ‫عىل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الرشيف‬ ‫وعودة الالجئني اىل ديارهم»‪.‬‬ ‫ويف كل األدبيات السياسية والثقافية للحزب‬ ‫واللقاءات واملناسبات والزيارات املتبادلة عربياً‬ ‫وعاملياً‪ ،‬ظل البعث يجسد هذه املواقف الداعمة‬ ‫للحقوق الفلسطينية‪ ،‬ويبني أن قضية فلسطني‬ ‫هي القضية املركزية ألمتنا العربية ولنضالها‬ ‫القومي والتحرري‪.‬‬ ‫قضية فلسطني يف منظور الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد‬ ‫يف كل املناسبات واألحداث التي شارك فيها‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬ويف كل الترصيحات التي‬ ‫أدىل بها يف املؤمترات أو لوسائل اإلعالم العربية‬ ‫والدولية‪ ،‬كان لفلسطني حضور متميز يف‬ ‫الرؤية واملوقف والتحركات العملية واملبادرات‪،‬‬ ‫وبينت وقائع السنوات العرش املاضية أن قضية‬ ‫فلسطني تصدرت جدول األداء القطري والقومي‬ ‫يف سوريا‪ ،‬وهذه عينات كأمثلة تشري اىل ذلك‪:‬‬ ‫يف كلمته يف القمة العربية غري العادية‬ ‫(القاهرة ‪ )2000/10/21‬أكد الرئيس األسد أن‬ ‫«العدوان اإلرسائييل عىل العرب بشكل عام ال‬ ‫يزال مستمراً‪ ،‬وقد تصاعد هذا العدوان مؤخراً‬ ‫ليطول حرمة املسجد األقىص املبارك ويهدد‬ ‫وجود الشعب الفلسطيني وحقه يف حياة كرمية‬ ‫وأمنه عىل أرضه وارض أجداده»‪ ،‬وأضاف‪ »:‬لقد دخل‬ ‫شارون اىل باحة املسجد األقىص ليك يقول لكل‬ ‫فلسطيني ولكل عريب ولكل مسلم أنه يحتقر‬ ‫كل شعائرنا ومشاعرنا ومقدساتنا ومعتقداتنا»‪،‬‬ ‫وأوضح الرئيس األسد أنه «بينام نحن (العرب)‬ ‫نسعى اىل السالم تسعى «إرسائيل» للحرب‪،‬‬ ‫وبينام اخرتنا نحن السالم خياراً اسرتاتيجياً كان‬ ‫بالنسبة لـ «إرسائيل» خياراً تكتيكياً‪ ،‬وأراد العرب‬ ‫الوصول اىل سالم عادل وشامل وأرادت «ارسائيل»‬ ‫سالماً مجتزءاً منقوصاً‪.‬‬ ‫وخالل قمة الدول اإلسالمية يف الدوحة (‬ ‫‪ )2000/11/13‬تحدث الرئيس األسد عن االنتفاضة‬ ‫وبطوالت الشعب الفلسطيني وعن الشهداء‬ ‫الذين سقطوا‪ ،‬وأوضح أن «قضية املسجد األقىص‬ ‫ليست قضية مجردة بل هي أو غالباً ما تكون‬ ‫نتيجة لعوامل أخرى‪ ،‬فاألقىص والقدس وقضية‬ ‫فلسطني هي جزء من الرصاع العريب – اإلرسائييل‬ ‫الذي يتأثر بالوضع اإلسالمي والذي هو جزء من‬ ‫الوضع الدويل»‪ .‬وجدد الرئيس األسد التعبري عن‬ ‫رضورة التوصل اىل سالم عادل وشامل مبنى‬ ‫عىل قرارات األمم املتحدة ومستند اىل مبدأ األرض‬ ‫مقابل السالم وتضمن االنسحاب اإلرسائييل‬ ‫من الجوالن املحتل واألرايض الفلسطينية املحتلة‬

‫‪30‬‬

‫حتى خط الرابع من حزيران عام ‪ ،1967‬باإلضافة‬ ‫اىل استكامل انسحاب «إرسائيل» من األرايض‬ ‫اللبنانية املحتلة وإعطاء الشعب الفلسطيني‬ ‫حقوقه الكاملة‪ ،‬مبا فيها حق تقرير املصري‬ ‫وعودة الالجئني ودولة مستقلة ذات سيادة‬ ‫عاصمتها القدس وإطالق املعتقلني العرب كافة‬ ‫من املعتقالت والسجون اإلرسائيلية»‪ .‬ورداً عىل‬ ‫املقوالت الدعائية الصهيونية‪ ،‬قال الرئيس األسد‪:‬‬ ‫«إن البرش مل يقسموا اىل شعب مختار وشعوب‬ ‫أخرى أتت بالصدفة‪ ،‬فكل مخلوق عىل االرض‬ ‫مختار من الله تعاىل الذي هو مصدر العدل يف‬ ‫هذا الكون‪ ،‬والذي مل يعط األرض ملن ال ميلكها‬ ‫وسيعيدها اىل من عاش عليها آالف السنني‬ ‫مهام طال الزمن ومهام كرثت التضحيات»‪.‬‬ ‫وورد يف كلمة الرئيس األسد يف القمة‬ ‫العربية العادية الخامسة عرشة (يف رشم الشيخ‬ ‫‪ »:)2003/3/1‬ال ننىس طبعاً إخواننا يف فلسطني‪،‬‬ ‫وال ننىس التأكيد عىل حقوقنا املرشوعة عىل‬ ‫سورية ولبنان ويف فلسطني‪ ،‬وعىل كل القرارات‬ ‫التي أقرها مجلس األمن املتعلقة بعودة جميع‬ ‫الحقوق خاصة العودة اىل حدود عام ‪،1967‬‬ ‫وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس‪،‬‬ ‫وعودة الالجئني‪ ،‬وال ننىس أن نؤكد عىل تأييدنا‬ ‫املطلق للمقاومة بالشكل والصيغة التي يراها‬ ‫املقاومون‪ ،‬وبكل تأكيد لن ننىس أن نؤكد كام‬ ‫هي العادة عىل املطالبة بقطع سائر أشكال‬ ‫التعاون مع «إرسائيل»‪ ،‬ويكل تأكيد سنبقى‬ ‫دامئاً نطالب بهذا اليشء حتى تلتزم «إرسائيل»‬ ‫بالسالم‪ ،‬ولكن حتى هذه الـ»حتى» ال نراها اآلن‪.‬‬ ‫وخالل كلمته أمام مجلس الشعب (‪)2003/3/10‬‬ ‫تحدث الرئيس بشار األسد عن السياسة الهمجية‬ ‫اإلرسائيلية وعن معاناة الشعب الفلسطيني‬ ‫مبيناً أن «غزو العراق استخدم كغطاء لسياسات‬ ‫«إرسائيل» اإلجرامية الرتكاب املزيد من املجازر ضد‬ ‫الفلسطينيني املدنيني األبرياء وهدم منازلهم‬ ‫فوق رؤوسهم وتدمري البنى التحتية ملدنهم‪،‬‬ ‫والهدف األسايس لكل ذلك كرس إرادة الشعب‬ ‫الفلسطيني الذي يزداد تصميمه عىل املقاومة‬ ‫بكل أشكالها املمكنة‪ .‬وعملت «إرسائيل»‬ ‫والدوائر املتحالفة معها عىل تحويل املشكلة‬ ‫من مشكلة احتالل واستيطان وقتل وتدمري اىل‬ ‫مشكلة إرهاب تدعيها «إرسائيل»‪.‬‬ ‫وتضمنت الكلمة الشاملة التي ألقاها الرئيس‬ ‫األسد أمام مجلس الشعب (‪ )2005/3/5‬التأكيد‬ ‫عىل الوحدة الوطنية الفلسطينية من خالل‬ ‫حصول الفلسطينيني عىل حقوقهم املرشوعة‬ ‫يف إطار الحل الشامل»‪ ،‬وإثر توصل القوى‬ ‫الفلسطينية اىل حكومة وحدة وطنية قال يف‬ ‫كلمته السياسية الشاملة عىل مدرج جامعة‬ ‫دمشق( ‪ :)2005/11/10‬لقد قدمنا الدعم للرئيس‬ ‫محمود عباس أثناء زيارته اىل سوريا‪ ،‬وأكدنا عىل‬ ‫وحدة الشعب الفلسطيني والتمسك بحقوقه‬ ‫الثابتة من خالل التمسك بالحوار الوطني بني‬

‫الفصائل الفلسطينية‪ .‬وتأكيد تكامل األدوار‬ ‫فيام بينها‪ ،‬وكان موقفنا وال يزال هو دعم نضال‬ ‫الشعب الفلسطيني الستعادة حقوقه‪ ،‬وتقديم‬ ‫كل ما هو ممكن يف هذا االتجاه‪ ،‬حيث أعلنا يف‬ ‫مناسبات مختلفة أن سوريا توافق عىل ما يوافق‬ ‫عليه اإلخوة الفلسطينيون‪ ،‬وهي سرتفض حت ًام‬ ‫ما يرفضون»‪ .‬وتطرق الرئيس األسد اىل غياب‬ ‫الرئيس الراحل يارس عرفات‪ ،‬مبيناً أن «عرفات‬ ‫ُسمم يف األرايض الفلسطينية ومات يف فرنسا‬ ‫ومل نسمع من يطالب بلجنة تحقيق‪ ...‬مل يتحدث‬ ‫أي شخص وال أية دولة عن لجنة تحقيق عىل األقل‬ ‫ما بني فلسطني وفرنسا كدول معنية مبارشة‬ ‫بهذا املوضوع»‪.‬‬ ‫ويف افتتاح األحزاب العربية (دمشق ‪)2006/3/4‬‬ ‫خصص الرئيس األسد القسم األكرب من حديثه‬ ‫لقضية فلسطني‪ ،‬وقال عن املؤامرات املحدقة‬ ‫باملسجد األقىص‪ »:‬عندما ُيرضب موقع أو ُيهدم‬ ‫بحجم املسجد األقىص بحجمه التاريخي‬ ‫والروحي‪ ،‬سنكون عىل األقل قد تجاوزنا مراحل‬ ‫بالتهيئة‪ ،‬يعني هي قضية جرعات تدريجية‬ ‫ليك ال نصاب بحالة صدمة منذ البداية «‪ ،‬وعن‬ ‫االندحار اإلرسائييل من قطاع غزة واملتغريات‬ ‫الفلسطينية قال الرئيس األسد‪ »:‬لقد فشلت‬ ‫«إرسائيل» فش ًال ذريعاً يف فلسطني‪ ،‬وانسحاب‬ ‫غزة أحد األدلة عىل فشل االحتالل وفوز حامس‬ ‫دليل أخر»‪ .‬وأوضح أن «االنتفاضة الفلسطينية‬ ‫مل تحصل كرد فعل عىل دخول شارون اىل املسجد‬ ‫األقىص‪ ،‬ولو كانت رد فعل النتهت يف وقتها خالل‬ ‫أيام أو أسابيع لكنها ما زالت مستمرة‪ ،‬هي كانت‬ ‫رد فعل عىل أوسلو‪ ،‬وكان الشعب الفلسطيني‬ ‫يعتقد بأن هذه االتفاقية ستحقق له الدولة‬ ‫والحقاً‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الحقوق‬ ‫الفلسطينية‬ ‫األخرى خالل زمن معني‪ ،‬واكتشفت خالل ست أو‬ ‫سبع سنوات بأنها كانت عبارة عن خدعة دولية‬ ‫كبرية سار بها العرب بشكل خاطئ وانعكست‬ ‫سلباً عىل حقوقهم فانتفض عليها‪ ،‬والرد الثاين‬ ‫أىت مؤخراً من خالل فوز حامس‪ ،‬فحتى أشهر‬ ‫قليلة كنا نسمع من بعض العرب ان الشعب‬ ‫الفلسطيني ّ‬ ‫مل وتعب من نهج املقاومة‪ ،‬لكن‬ ‫الحقيقة أن فوز حامس ليس فوزاً لفصيلة‪ ،‬بل‬ ‫هو انتخاب لنهج املقاومة‪ ،‬هكذا علينا أن نفهم‬ ‫هذا الفوز»‪ .‬وعن العالقة بني سوريا والقوى‬ ‫الفلسطينية قال األسد‪»:‬نحن نريد عالقة جيدة‪،‬‬ ‫ونسعى لعالقة جيدة مع الرئيس محمود عباس‬ ‫ونتحدث عنه برصاحة‪ ،‬وقلنا له إن ما يهمنا هو‬ ‫وحدة الفلسطينيني عدا عن ذلك هو تفاصيل‪،‬‬ ‫ومن الصعب متاماً أن نعرب عن حجم الضغوط‬ ‫التي تعرضنا لها خالل السنوات القليلة املاضية‬ ‫بسبب تواجد الفصائل الفلسطينية يف سوريا‪،‬‬ ‫وانتخاب حامس أوال يأيت ليك يثبت صحة‬ ‫املوقف السوري‪ ،‬طلبوا طرد املنظامت والحقاً‬ ‫بدأت بعض الدول العربية تضغط بهذا االتجاه‪...‬‬ ‫يجب أن يطردوا‪ ...‬قلت لهم بشكل بسيط عندما‬

‫تطرد شخصاً من بلدك إذا كان هناك سبب ‪ ...‬اىل‬ ‫أين تطرده‪ ...‬اىل أرضه‪ ...‬ال تلقى به يف البحر‪...‬‬ ‫ال تطرده اىل بلد أخر‪ ...‬وهم أخرجوا من األرايض‬ ‫الفلسطينية وممنوعون من العودة إليها‪»....‬‬ ‫وأوضح الرئيس األسد يف افتتاح املؤمتر‬ ‫الثاين والعرشين التحاد املحامني العرب (دمشق‬ ‫‪ )2006/1/21‬أن مؤامرة «غزة أوال حلقة فشلت منذ‬ ‫اليوم األول‪ ،‬وكان هدفها فتنة بني الفلسطينيني‪،‬‬ ‫وأوسلو فشلت عندما أفشلتها االنتفاضة يف‬ ‫بداية اندالعها‪ ...‬االنتفاضة صامدة بالرغم من‬ ‫كل الظروف الصعبة التي تحيط بها‪ ..‬هل كانت‬ ‫الظروف الدولية ملصلحتها؟ ابداً وال ليوم واحد‬ ‫يف هذه املرحلة أو يف هذه العقود»‪.‬‬ ‫وبعد أداء القسم الدستوري يف مجلس‬ ‫الشعب لوالية دستورية جديدة (‪)2007/7/19‬‬ ‫تناول الرئيس األسد يف كلمته التطورات‬ ‫الداخلية الفلسطينية قائ ًال‪« :‬كنا يف غاية‬ ‫األمل واألسف ملا ألت إليه األوضاع عىل الساحة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ونأمل ان يتم اللقاء بني األشقاء‬ ‫الفلسطينيني عىل مرشوع وطني يف مواجهة‬ ‫االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وسوريا مستعدة للقيام‬ ‫بواجبها وبذل كل جهد ممكن بني األشقاء من‬ ‫اجل الوصول اىل هذه الغاية‪.‬‬ ‫ورشح الرئيس األسد خالل افتتاحه الدورة‬ ‫العرشين ألعامل القمة العربية يف دمشق‬ ‫(يومي ‪29‬و ‪ )2008/3/30‬املوقف اإلرسائييل من‬ ‫مبادرة السالم العربية‪ ،‬قائ ًال‪ »:‬مبارشة بعد املبادرة‬ ‫قامت «إرسائيل» باجتياح الضفة الغربية وحصار‬ ‫شعبنا الفلسطيني وقتل األطفال والنساء‬ ‫وكلنا يتذكر مجزرة جنني ومئات الشهداء الذين‬ ‫سقطوا فيها‪ ،‬واستمرت يف بناء املزيد من‬ ‫الجدار العنرصي العازل‪،‬‬ ‫املستوطنات‪ ،‬وأقامت‬ ‫واتبعت ذلك بالعدوان عىل سوريا ولبنان وأمعنت‬ ‫يف تنفيذ االغتياالت السياسية‪ ،‬دون توقف عىل‬ ‫دفع الرأي العام اإلرسائييل باتجاه املزيد من التطرف‬ ‫والتزمت تجاه العرب ورفض االستجابة ملتطلبات‬ ‫السالم العادل والشامل‪ ،‬مبا يتوافق مع سياساتها‬ ‫املعادية للسالم‪ ،‬كل ذلك تحت أنظار العامل وعدم‬ ‫قدرته عىل اتخاذ أي موقف فاعل وحاسم لردعها‬ ‫عن أعاملها‪ ،‬وتحت عنوان ضامن أمن «إرسائيل»‬ ‫كذريعة تر ّوجها «إرسائيل» و َمن يدعمها لتربير‬ ‫أعاملها العدوانية»‪ .‬وعرض الرئيس األسد رؤية‬ ‫سوريا يف الشأن الفلسطيني قائ ًال‪« :‬إننا إذ نعبرّ‬ ‫عن أملنا وإدانتنا ملا يتعرض له شعبنا الفلسطيني‬ ‫يف غزة والضفة الغربية من قتل وحصار ودمار‬ ‫بفعل آلة القتل اإلرسائيلية‪ ،‬وعن حزننا ملا آلت‬ ‫إليه األوضاع عىل الساحة الفلسطينية من‬ ‫انقسام وفرقة‪ ،‬فإننا نرى ّأن األولوية يجب أن‬ ‫تكون للحوار بني الفلسطينيني‪ .‬ونقول لألخوة‬ ‫الفلسطينيني ّإن عد ّوكم سيستغل أي انقسام‬ ‫من أجل تنفيذ املزيد من املجازر بحقكم وبحق‬ ‫أبنائكم وهو ال يف ّرق بني أي عريب‪ ،‬سواء كان‬ ‫فلسطينياً أم من أي قطر عريب ‪ ،‬فال تقعوا يف‬

‫‪31‬‬

‫وهم أن يفرق بني فلسطيني وآخر أو بني الضفة‬ ‫وغزة وال بني منظمة وأخرى‪ .‬وكل هذا يستحق‬ ‫منكم التسامي عىل أي سبب للخالف مهام‬ ‫كبرُ شأنه‪ ،‬فوحدة املوقف العريب وفاعليته‪ ،‬بشأن‬ ‫القضية الفلسطينية يتأثر بالرضورة بوحدة‬ ‫موقفكم‪ ،‬فهي ضامنتكم وضامنة شعبكم‬ ‫وقضيتكم وهي الطريق الوحيدة الستعادة‬ ‫حقوقكم‪ ،‬ويف مقدمتها استعادة األرض وعودة‬ ‫الالجئني»‪ .‬وحول الجهود العربية التي تبذل عىل‬ ‫الساحة الفلسطينية‪ ،‬قال الرئيس األسد‪« :‬نعبرّ‬ ‫عن تقديرنا لجهود األشقاء يف اليمن ودعمنا‬ ‫للمبادرة اليمنية الستئناف الحوار والتي نراها‬ ‫إطاراً مناسباً لالتفاق بني األطراف الفلسطينية‪،‬‬ ‫كام ندعو للعمل عىل الكرس الفوري للحصار‬ ‫املفروض عىل غزة من ِق َب ِلنا كدول عربية أوالً‬ ‫كمقدمة لطلب ذلك من دول العامل»‪.‬‬ ‫ويف حديث صحفي أجراه الرئيس بشار األسد مع‬ ‫صحيفة «الوطن» القطرية (‪ ،)2008/4/26‬تط ّرق إىل‬ ‫العالقة مع السلطة الفلسطينية والجهود املبذولة‬ ‫لرأب الصدع بينها وبني حامس‪ ،‬واكد الرئيس األسد‪:‬‬ ‫«نحن نحاول يف هذا املوضوع أن نكون عىل مسافة‬ ‫واحدة من الطرفني‪ ،‬ألنه لدينا قناعة ّ‬ ‫بأن الخالفات‬ ‫واالنقسامات بينهام ستستفيد منه «إرسائيل»‪،‬‬ ‫مبعزل عن قناعاتنا الشخصية‪.‬‬ ‫وقال الرئيس األسد يف لقائه مع صحيفة‬ ‫«الخليج» اإلماراتية (‪« :)2009/3/8‬لنا مصلحة يف‬ ‫املصالحة الفلسطينية‪ .‬عىل هذا العنوان نحن‬ ‫متفقون لكن الخالف هو يف الطريقة»‪.‬‬ ‫وأوضح موقفه من وحدة املسارات مشرياً إىل ّأن‬ ‫ينسق مع‬ ‫«من مصلحة املفاوض الفلسطيني أن ّ‬ ‫املسار السوري»‪ .‬وأضاف‪« :‬هناك فرق بني اتفاقية‬ ‫سالم والسالم نفسه‪ ،‬فاتفاقية السالم هي ورقة‬ ‫تو ّقع‪ ،‬وهذا ال يعني تجارة وال يعني عالقات طبيعية‪،‬‬ ‫أو حدوداً أو غري ذلك‪ ،‬وشعبنا لن يقبل بهذا‪،‬‬ ‫خصوصاً مع وجود نصف مليون فلسطيني يف‬ ‫بلدنا مل ُت َحل قض ّيتهم‪ ،‬ولذلك فمن املستحيل أن‬ ‫يكون‪ ،‬وفق هذه الرؤية‪ ،‬سالم باملعنى الطبيعي»‪.‬‬ ‫ويف حديث شامل مع قناة «املنار» اللبنانية‬ ‫(‪ ،)2010/3/24‬قال الرئيس األسد‪ّ :‬‬ ‫«إن موقفنا واضح‪،‬‬ ‫نحن ندعم املقاومة وصمود املقاومني»‪ .‬وحول‬ ‫املساعي الفلسطينية للحل العادل‪ ،‬قال‪« :‬نحن‬ ‫نقف مع الفلسطينيني يجب أن يأخذوا قرارهم‬ ‫ويحددوا االتجاه ونحن نساعد‪ ،‬ال ميكن أن يأيت الحل ال‬ ‫من سوريا وال من مرص وال من السعودية وال من دولة‬ ‫أخرى إن مل يكن الحل من الساحة الفلسطينية»‪.‬‬ ‫وضمن مقابلة مع صحيفة «ال ريبوبليكا»‬ ‫اإليطالية ( ُنشرِ َ ت ‪ ،)2010/5/24‬بينّ الرئيس األسد‬ ‫ّأن «إرسائيل» تعاين من مشكلة يف صورتها التي‬ ‫ش ّوهتها املعاملة التي ُمورست ضد الفلسطينيني‬ ‫والهجوم عىل غزة ومحارصتها ورفض تجميد (بناء)‬ ‫املستوطنات ورفض االنضامم إىل مبادرات السالم‬ ‫األمريكية والعربية»‪ .‬ورأى ّأن «أي اتفاق ال يساهم‬ ‫يف تسوية القضية الفلسطينية سيكون أقرب‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫دعم غزة يكون بالرفع املبارش للحصار وتأمني املتطلبات األساسية الستمرار الحياة‬ ‫إىل هدنة منه إىل سالم»‪ .‬وتابع‪« :‬يف الواقع‪ ،‬مع‬ ‫خمسة ماليني الجىء فلسطيني منترشين يف‬ ‫جميع أنحاء العامل العريب‪ ،‬سيبقى التوتر عالياً»‪.‬‬ ‫وقلل الرئيس األسد من أهمية مباحثات السالم غري‬ ‫املبارشة بني السلطة الفلسطينية و»إرسائيل»‬ ‫برعاية أمريكية‪ ،‬وقال‪« :‬كلهم يعلمون بأنها لن‬ ‫تقود إىل يشء‪ ..‬والفلسطينيون والعرب يدركون‬ ‫ذلك‪ ،‬وحتى األمريكيون»‪.‬‬ ‫ع ّينات إضافة من املواقف السورية يف‬ ‫التحالف مع الشعب الفلسطيني‬ ‫كل َمن يتابع مواقف البعث وسوريا يف ظل‬ ‫قيادة الرئيس بشار األسد‪ ،‬يدرك متاماً أن هناك‬ ‫منوذجاً ُيحتذى للرتابط العضوي مع فلسطني‪،‬‬ ‫شعباً وقضية ومصرياً‪ .‬فإىل جانب جميع أشكال‬ ‫الحشد وتوفري الطاقات الوطنية يف مواجهة العدو‬ ‫الصهيوين‪ ،‬فيام ييل بعض العناوين اليت تعبرّ عن‬ ‫هذا الرتابط‪:‬‬ ‫ معاملة الالجئني الفلسطينيني يف سوريا كام‬‫ُيعامل املواطن العريب السوري يف الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫يف امليادين املدنية والعسكرية‪( ،‬باستثناء موضوع‬ ‫االنتخاب والرتشيح ملجلس الشعب‪ ،‬حفاظاً عىل‬ ‫الهوية الوطنية والكيانية الفلسطينية)‪.‬‬ ‫ متكني فصائل املقاومة يف الساحة السورية‬‫من القيام بدورها النضايل والكفاحي‪.‬‬ ‫ تشكيل لجنة دعم االنتفاضة الفلسطينية‪،‬‬‫التي قدّمت الت ّربعات واملساعدات العينية وسواها‬ ‫لشعبنا يف الوطن املحتل‪.‬‬ ‫ رشح قضية فلسطني والتأكيد عىل الحقوق‬‫الفلسطينية والتعبري عن دعمها يف كل املحافل‬ ‫العربية والدولية‪.‬‬ ‫ السامح للمواطنني حاميل جوازات السلطة‬‫الفلسطينية بدخول سوريا‪ ،‬كتسهيل إجرايئ‬ ‫يتجاوز مسألة املوقف من اإلشكالية السياسية‬ ‫ومكانتها‬ ‫الفلسطينية‬ ‫بالسلطة‬ ‫املتعلقة‬ ‫العملية والقانونية‪.‬‬ ‫ قيام وفود التضامن من املواطنني العرب‬‫السوريني والفلسطينيني بزيارة غزة املحارصة‪.‬‬ ‫ تنظيم مسريات االحتجاج العفوية والرسمية‬‫ضد‬ ‫والفلسطينيني‬ ‫السوريني‬ ‫للمواطنني‬ ‫املامرسات الصهيونية ومهرجانات التأييد للنضال‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫ توطيد العالقات مع فلسطينيي ‪ ،1948‬حيث‬‫استقبلت سوريا‪ ،‬عىل مدى العقد األخري‪ ،‬العديد‬ ‫من الوفود من الداخل الفلسطيني‪ ،‬سواء عرب‬ ‫زيارات األهل‪ ،‬أم استقبال الشخصيات والفعاليات‬ ‫النضالية الفلسطينية‪.‬‬ ‫بدورها‪ ،‬تث ّمن جامهرينا الفلسطينية بالتقدير‬ ‫واإلكبار املواقف القومية لسوريا العربية بقيادة‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬وترى الجامهري يف هذه املواقف‬ ‫ضامنة أكيدة لبلوغ النرص واستعادة الحقوق‬ ‫املغتصبة وبناء الدولة الفلسطينية املستقلة عىل‬ ‫كامل ترابنا الوطني‪ ،‬مؤكدة أن الثوابت الوطنية‬ ‫والقومية التي يحددها املوقف القومي الرائد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫للبعث والرئيس األسد تشكل منطلقاً لصيانة‬ ‫وجود األمة وصون كرامتها وتأمني مستقبلها‪.‬‬ ‫وتستمد جامهري شعبنا من املواقف القومية‬ ‫لسوريا والبعث والقائد األسد حافزاً للميض يف‬ ‫نهجها الكفاحي يف سبيل استكامل مرشوعها‬ ‫التحرري‪ .‬وتربهن هذه أنها جزء ال يتجزأ من مرشوع‬ ‫النهوض الوطني القومي الواعد بتحقيق طموحات‬ ‫شعبنا يف العودة والتحرير وبناء الدولة املستقلة‬ ‫عىل كامل الرتاب الفلسطيني‪.‬‬ ‫وبهذه املناسبة العظيمة‪ ،‬مناسبة مرور‬ ‫عرش سنوات عىل تسلم الرئيس األسد مهامه‬ ‫الدستورية‪ ،‬تجدد جامهرينا الفلسطينية تثمينها‬ ‫بالتقدير واإلكبار املواقف القومية لسوريا العربية‪،‬‬ ‫ودروها الف ّعال عىل الساحتني العربية والدولية‪،‬‬ ‫استمراراً لنرصة نضال الشعب الفلسطيني‬ ‫يف مختلف مراحله املتعاقبة‪ .‬وتؤكد الجامهري‬ ‫الفلسطينية عىل قاعدة التالحم مع سوريا‬ ‫العربية‪ ،‬ومع املقاومة الوطنية اللبنانية‪ ،‬أنها لن‬ ‫ترضخ ولن تستكني‪ ،‬وأن قلعتها الصامدة ستظل‬ ‫عص ّية عىل السقوط أو االستسالم‪ .‬كام نستذكر‬ ‫ضحوا يف سبيل الوطن‬ ‫شهدائنا الخالدين الذين‬ ‫ّ‬ ‫لبلوغ املستقبل املنشود‪ ،‬ونفخر مبواقف البعث‬ ‫الخالد يف مواجهة قوى االستعامر والصهيونية‪،‬‬ ‫ونعبرّ عن ثقتنا بأن البعث وثورته يف سوريا يشكالن‬ ‫الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها املؤامرات‬ ‫واملكائد التي يخطط لها أعداؤنا‪.‬‬

‫أمين فرع حزب البعث‬ ‫العربي االشتراكي في حماة‬ ‫المهندس عدنان العزو‪:‬‬

‫سوريا كياناً قوياً له ثقله‬ ‫الدولي والسياسي‬ ‫يف وطن ترفرف يف فضائه راية العز‪ ،‬وتعانق‬

‫‪32‬‬

‫قيادته هام السحب‪ ،‬وينضوي أبناؤه تحت راية تحمل‬ ‫حل ًام كبرياً بعد سنوات طويلة حافلة بتجربة‬ ‫عميقة عنوانها مسرية التطور والتحديث‪،‬‬ ‫أرشقت الشمس يف سامئه لتيضء ذكرى سنني‬ ‫عرش‪ ،‬اخترصت املسافات واألزمنة بهمة القائد‬ ‫الفذ السيد الرئيس بشار األسد‪ ،‬الذي حمل أمانة‬ ‫تاريخية وحول برؤيته الثاقبة والعرصية‪ ،‬الصعاب‬ ‫إىل إنجازات جديدة تبرصها العيون وتستقرؤها‬ ‫الذاكرة املزدحمة بني غد منتظر‪ ،‬وواقع تحقق بكل‬ ‫عزمية واقتدار يف سياق متواصل‪ ،‬أسس لرؤية‬ ‫واحدة وتصور منسجم‪ ،‬ومستقل واعد‪.‬‬ ‫وال تغيب عن الذاكرة املواقف العظيمة للقائد‬ ‫الخالد حافظ األسد والتي أسست لبنيان مراحل‬ ‫نجاح تتحدث عن نفسها ويفخر بها القايص‬ ‫والداين‪ ،‬انطلقت نحو تحويل سوريا إىل ورشة‬ ‫عمل يف كل املجاالت‪ :‬فازداد عدد املدارس التي‬ ‫انترشت يف كل بقعة‪ ،‬ومياه الرشب الصحية‬ ‫والنقية وصلت إىل معظم التجمعات السكانية‪،‬‬ ‫وازدادت املساحات الزراعية املروية بفضل انتشار‬ ‫السدود ومشاريع الري العمالقة وغريها من‬ ‫املشاريع االقتصادية التي أطلقت هنا وهناك‪،‬‬ ‫وعمت أرجاء الوطن لتستوعب سواعد الشباب‬ ‫وتحقق لهم طموحاتهم املستقبلية مبا يتناسب‬ ‫مع مرحلة االنفتاح االقتصادي والحضاري عىل‬ ‫العامل ورصدت يف هذا العهد امليمون مستلزمات‬ ‫تشكيل اسرتاتيجية جديدة يف البحث العلمي‬ ‫كمصدر ينتج نخبة من الكفاءات الوطنية تلحق‬ ‫بركب الحضارة‪ ،‬وتسلحت بالقدرة عىل التعاطي‬ ‫اإليجايب مع املكتسبات بشكل فاعل ومثمر‪.‬‬ ‫ويف مجال القضاء الذي يعترب التقدم فيه أحد‬ ‫أهم املعايري يف دعم مسرية التطوير والتحديث‬ ‫كان تحديث القضاء وإعادة هيكلة مؤسساته مبا‬ ‫يعزز من استقالل القضاء وقدرته عىل حسن‬ ‫األداء واالستجابة للمتغريات املعارصة والتكيف‬ ‫معها‪ ،‬وبذلك يكتمل تحديث املرحلة لرتتقي إىل‬ ‫نظام املؤسسات الفاعلة ‪.‬‬ ‫جملة من العطاءات التي باتت ال تعد وال‬ ‫تحىص‪ ،‬وبالرغم من كل املؤامرات الهادفة‬ ‫إلضعاف سوريا‪ ،‬استمرت مسرية العطاء لتشهد‬ ‫مسرية التطوير والتحديث التي يقودها الرئيس‬ ‫بشار األسد ألقاً‪ ،‬وليمأل اسم سوريا اآلفاق يفوح‬ ‫عطراً أساسه الياسمني الدمشقي ومحتواه‬ ‫عبق الرياحني وزهور املحبة والتآخي ‪..‬‬ ‫فلقد نجحت سوريا بقيادة السيد الرئيس بسار‬ ‫األسد وهي تستنبط قرارها السيايس من نهج‬ ‫القائد الخالد حافظ األسد يف إفشال املساعي‬ ‫األمريكية والصهيونية كافة التي استهدفت عزل‬ ‫دمشق وتعامل الرئيس مع الضغوط الشديدة‬ ‫والعقبات الكثرية بحكمة وحنكة وواجه التحديات‬ ‫التي تحدق باألمة بثبات وثقة وحزم فوضع الجميع‬ ‫أمام مسؤولياتهم لتصبح سوريا كياناً قوياً له‬ ‫العامل‬ ‫ثقله الدويل والسيايس تنظر إليه دول‬ ‫بكثري من التقدير واالحرتام‪ ،‬ولقائد هذا الوطن‬

‫القائد املفدى الرئيس بشار األسد الذي نستلهم‬ ‫من سيادته العرب والدروس من سريته وحنكته‬ ‫التي جعلت من سوريا قوة قادرة عىل حمل قضايا‬ ‫األمة مبفردها برغم تخيل األقربني واألبعدين‪،‬‬ ‫ففرضت نفسها وفرضت قيمها وألزمت الجميع‬ ‫مبا تريد سيدة قرارها حراً مستق ًال قلبها يخفق‬ ‫عربياً سوريا برغم الصعاب واملتغريات التي أصابت‬ ‫العامل برمته وأصابت األمة العربية ومنطقتها‪،‬‬ ‫مل ترفع راية بيضاء رغم محاوالت عزلها بل كانت‬ ‫أنظار معظم شعوب األرض ومعظم قادة العامل‬ ‫تتجه إليها وهي تتابع بارتياح كبري ما حققته‬ ‫دمشق وخاصة مع الدول الداعمة لقضايانا العادلة‬ ‫ال سيام تركيا بثقلها السيايس واالقتصادي التي‬ ‫انتقلت إىل حالة الفعل بدل االنتظار واالنفعال مبا‬ ‫خلفته سياسية اإلدارة األمريكية عن السنوات‬ ‫املاضية والتي جعلت العامل أقل أمناً واستقراراً‪،‬‬ ‫فكانت رؤية سوريا يف هذا اإلطار رؤية املبادئ‬ ‫والثوابت دون تردد أو رجوع إىل الوراء‪ ،‬تنطلق من‬ ‫منطلقات وطنية خالصة يحدها االعتزاز بهذا‬ ‫الوطن والدفاع عن مصالحه العليا ومصالح أبنائه‬ ‫يسدد خطاها حرص ال يتزعزع عىل حارض سورية‬ ‫ومستقبلها‪ ،‬وإرصا ٌر ال يلني عىل صنع الغد الذي‬ ‫تسعى إليه‪.‬‬ ‫ما تزال سوريا بقيادة الرئيس األسد ماضية‬ ‫كمنارة ترنو إليها األعني والقلوب تستلهم منها‬ ‫دروس الشموخ واإلباء‪ ،‬وقلعة عمالقة أصبحت‬ ‫منيعة عىل األعداء‪ ،‬موئ ًال لإلخوة واألصدقاء تقدم‬ ‫لهم خبزها وماءها وزادها ليظلوا رافعني رؤوسهم‬ ‫بعزة وشموخ‪ ،‬إنها سوريا اآلباء التي حملت بنهج‬ ‫القائد منارة تهتدي بها األجيال ‪.‬‬

‫عضو مجلس الشعب‪،‬‬ ‫رئيس فرع نقابة‬ ‫المحامين في حلب‬ ‫المحامي‬ ‫أحمد حاج سليمان‪:‬‬ ‫عقد استثنائي من الزمن‬ ‫وقائد استثنائي عالمي هو‬ ‫الرئيس بشار األسد‬ ‫قبل عرش سنوات وإثر وفاة القائد الخالد حافظ‬ ‫األسد وانتخاب الرئيس بشار األسد لرئاسة‬ ‫ٌ‬ ‫حقيقي‬ ‫حراك‬ ‫الجمهورية العربية السورية‪ ،‬تو ًّلد‬ ‫ٌ‬

‫يف الشارع السوري بكافة فعالياته السياسية‬ ‫واالجتامعية واالقتصادية‪ ،‬وكان هناك الكثري من‬ ‫التباين يف قراءة مستقبل سوريا والسيام من‬ ‫القوى املؤثرة إقليمياً ودولياً‪ ،‬حيث كرثت الرهانات‬ ‫والحسابات‪ ،‬ولعل من دواعي ذلك الظروف الخاصة‬ ‫التي عاشتها سوريا لثالثة عقود من الزمن يف‬ ‫ظل قيادة القائد الخالد الراحل حافظ األسد‪ ،‬حيث‬ ‫كان هناك نهج من سامته االستقرار وبناء دولة‬ ‫املؤسسات واإلمساك بالقضية والحقوق واملوقف‬ ‫الواضح من السالم املرتكز عىل عدم التفريط‬ ‫بذرة تراب أو قطرة ماء أو نسمة هواء‪ ،‬والعمل‬ ‫الجاد عىل صناعة موقف يف الحفاظ عىل كرامة‬ ‫األمة والعمل عىل اسرتجاع الحقوق املغتصبة‪.‬‬ ‫يضاف إىل ذلك تنامي ترجمة املخطط األمرييك‬ ‫الصهيوين الهادف لتفتيت الوطن العريب ومتزيقه‬ ‫وتقسيمه حيث طرحت مشاريع «الرشق األوسط‬ ‫الجديد ثم الرشق األوسط الكبري»‪ ،‬ومبجملها‬ ‫أثواب فضفاضة وواسعة لسايكس بيكو جديدة‬ ‫بدأ يف اآلونة األخرية يف العراق وانتقل رويداً رويداً‬ ‫إىل األقطار العربية األخرى وبذرائع واهية منها‬ ‫حامية الحقوق والحريات وقمع االضهاد الديني‪،‬‬ ‫تحرير الشعوب‪ ،‬الدميقراطية‪...‬‬ ‫ومعلوم أن القانون الذي يحكم أمريكا‬ ‫ويدفعها ألي سياسة يف املنطقة العربية هو‬ ‫مصالحها االقتصادية أوالً‪ ،‬وتحقيق مصالح الكيان‬ ‫الصهيوين ثانياً‪ ،‬وبالتايل العمل عىل تدمري هوية‬ ‫وحضارة أمتنا وعقيدتنا ومقومات استمرارية‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ويضاف أيضاً ما صنعته األيدي املرتبطة بالخارج‬ ‫يف الكثري من الدولة املحيطة بسوريا‪ ،‬حيث كانت‬ ‫الخالفات املصطنعة والتي كانت غايتها تحجيم‬ ‫سوريا‪ ،‬والعمل عىل محارصتها‪ ،‬وإسقاط النظام‬ ‫والنهج الوطني والقومي فيها‪.‬‬ ‫فكان ما جرى يف لبنان من اغتيال لرئيس‬ ‫الوزراء اللبناين األسبق رفيق الحريري عىل أيدي‬ ‫تم استغالل هذه الجرمية‬ ‫املوساد وعمالئه‪ ،‬حيث ّ‬ ‫أبشع استغالل بغاية اإلساءة للعالقة بني سوريا‬ ‫ولبنان‪.‬‬ ‫كل هذا كان يصاحبه الرهان عىل أن سوريا لن‬ ‫تستطيع مواجهة ما يحيط بها وما يجري فيها‪،‬‬ ‫لكن الوقائع واملواقف أثبتت عكس ذلك‪ ،‬حيث‬

‫‪33‬‬

‫كانت الحصيلة موقفاً فيه كل اعتبارات ومعاين‬ ‫اإلميان والصالبة والتمسك بالحقوق ومصالح األمة‬ ‫وعدم التهاون أو التفريط بأي حق‪ ،‬وكانت مواقف‬ ‫سوريا بقيادة السيد الرئيس بشار األسد مدرس ًة‬ ‫تحكمها الرؤية الصائبة والقراءة السليمة للواقع‬ ‫واالستقراء الدقيق للمستقبل مستندة إىل روائز‬ ‫الحق والعدل واإلميان ومصالح الشعب واألمة‪.‬‬ ‫وعىل هذا تسابقت الكثري من مراكز الدراسات‬ ‫واملؤسسات لدراسة شخصية الرئيس بشار‬ ‫األسد حيث كان القائد األكرث شعبية‪.‬‬ ‫وإننا نستعري بعض مام قاله الرئيس ‪:‬‬ ‫«إنني أتطلع إىل الغد القريب من واقع‬ ‫األمس الذي عشناه مبصاعبه ونجاحاته‪ ،‬واليوم‬ ‫الذي نعيشه بتحدياته وآماله‪ ،‬فأرى أن سوريا‬ ‫آمنة مطمئنة تنعم بالخري واالستقرار‪ ،‬بالنامء‬ ‫واالزدهار‪ ،‬أراها قوية بشعبها وبعزميته‪ ،‬واثقة من‬ ‫نفسها‪ ،‬وبخطواتها‪ ،‬واثقة مبرشوعها التحرري‪،‬‬ ‫ويف القلب منها جوالننا الصامد الذي أراه يعود‬ ‫إىل الوطن األم‪ ،‬وأنا واثق من ذلك‪.‬‬ ‫أدعوكم للتفاؤل بالرغم من هذه الظروف‪،‬‬ ‫فلقد مر عىل هذه األمة غزاة كرث عرب التاريخ‪،‬‬ ‫هدموا املساجد والكنائس‪ ،‬وحرقوا املكتبات‬ ‫وقتلوا العلامء واملقاومني‪ ،‬ولكنهم انقرضوا‪،‬‬ ‫ونحن بقينا‪ ،‬بأمتنا‪ ،‬برتاثنا‪ ،‬بهويتنا‪ ،‬بلغتنا‪ ،‬واليوم‬ ‫يكرر التاريخ نفسه‪ ،‬هم مل يتعلموا الدرس‪ ،‬أما‬ ‫نحن فتعلمنا دروساً فها هي الروح النابضة لهذه‬ ‫األمة تتحرك يف كل مكان معلنة أنها موجودة‬ ‫تعيش يف قلب كل مقاوم وأنها سوف تنترص‬ ‫رغم األمل‪ ،‬أما هم فسوف ينقرضون مرة أخرى‪،‬‬ ‫ونبقى نحن أصحاب وعشاق هذه األرض نعيش‬ ‫عليها ونقدس ترابها ونورث حبها األبدي لألجيال‬ ‫جي ًال بعد جيل‪.‬‬ ‫سأبقى كام عهدمتوين واحداً منكم‪ ،‬أعمل من‬ ‫أجلكم‪ ،‬أرشب معكم من نبع الوطنية والقومية‬ ‫وأتنفس من رىض الله ورىض الشعب»‪.‬‬ ‫إننا نرى بأن هناك ذهنية جديدة جاء بها‬ ‫الرئيس بشار األسد منذ قيادة البالد بدأت تنمو‬ ‫وتتجذر يف سوريا‪ ،‬وتسطع عىل املحيط اإلقليمي‪،‬‬ ‫والوسط الدويل بتعاطيها الواعي واملوضوعي مع‬ ‫املستجدات ومن مكوناتها تشخيص دقيق للواقع‬ ‫وللسياسة الدولية والشفافية والصدقية يف‬ ‫التعامل مع معطيات ذلك‪ ،‬وإفرازاته ووضع الرؤية‬ ‫الصائبة للخروج من صعوبات الواقع وسلبياته‬ ‫يف مختلف الجوانب‪ ،‬األمر الذي و ًّلد ورغم كل‬ ‫املعوقات والصعوبات شعوراً عاماً لدى املواطنني‬ ‫يف سوريا ولدى العرب وأحرار العامل بأن النهج‬ ‫والذهنية التي ميتلكها السيد الرئيس بشار‬ ‫األسد واجب حاميتها ودعمها‪.‬‬ ‫ولعل من مرتسامت ذلك عىل الصعيد املحيل‪:‬‬ ‫محاربة الفساد‬ ‫تحسني مستوى املعيشة ـ‬ ‫ومحاسبة املفسدين ـ احرتام مبدأ سيادة‬ ‫القانون وإصالح القضاء ـ إطالق عجلة التنمية‬ ‫وتشجيع االستثامرات ـ التأكيد عىل دور النقابات‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫الحلول منصفة حني يقررها االخرون نيابة عنا‬ ‫واملنظامت الشعبية‪ ،‬والسيام القطاعات الفاعلة‬ ‫يف صناعة الوعي الفكري والثقايف والحقوقي‬ ‫والقانوين كاملحامني ـ احرتام الحريات واالختالف‬ ‫والتنوع باألفكار واآلراء ـ املكاشفة واملصارحة‬ ‫بناء املؤسسات وتعزيزها بالفكر‬ ‫والشفافية ـ‬ ‫املؤسسايت والعقل الجامعي ـ الحوار السيايس‬ ‫البناء والهادف مع كل القوى السياسية ـ تجذير‬ ‫الوحدة الوطنية وتقوية الروابط‪.‬‬ ‫وأما عىل الصعيد العريب واإلقليمي‪ :‬فلعل‬ ‫مؤمترات القمة العربية والسيام التي انعقدت‬ ‫يف دمشق والدوحة‪ ،‬وكذلك يف الكويت كانت‬ ‫سوريا بشخصية قائدها الرئيس بشار األسد‬ ‫صاحبة املوقف والرؤية األبرز التي فيها التعبري‬ ‫الصادق عن ضمري ووجدان أبناء األمة‪ .‬فلسان‬ ‫حال الجامهري العربية املعرب هو حديث الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬وكذلك املواقف بشأن جرائم قادة‬ ‫العدو الصهيوين يف فلسطني املحتلة وجنوب‬ ‫لبنان وغريها من األرايض املحتلة والتي أقل ما‬ ‫يقال فيها جرائم ضد اإلنسانية وجرائم حرب‬ ‫وجرائم قرصنة واعتداء عىل حق اإلنسان يف‬ ‫الحياة وهتك لألعراف واملواثيق والقوانني الدولية‪،‬‬ ‫وذلك يف مامرسة إرهاب الدولة املنظم الذي تقوم‬ ‫به «إرسائيل»‪.‬‬ ‫ولعل ما حصل مؤخراً من اعتداء عىل أسطول‬ ‫الحرية‪ ،‬وسقوط عدد من الشهداء كانوا سفراء‬ ‫للضمري اإلنساين ولرسالة اإلنسان يف الحياة‬ ‫خري دليل عىل ذلك‪.‬‬ ‫وإن موقف سوريا شعبياً ورسمياً متطابق‬ ‫بشكل كامل تجاه هذه الجرائم حيث اإلدانة‬ ‫املطلقة لها والعمل الجاد عىل محاسبة ومعاقبة‬ ‫الصهاينة املجرمني‪.‬‬ ‫ولعل قراءة رسيعة للموقف السيايس السوري‬ ‫عىل املستوى اإلقليمي والعاملي يؤكد أن مثة‬ ‫رؤية جديدة لصناعة منطقة ورشق أوسط جديد‬ ‫مختلف عام تريده أمريكا و»إرسائيل»‪ ،‬األساس‬ ‫واملرتكز فيها املقاومة ودعم هذه املقاومة ووجوب‬ ‫اعتبارها ثقافة حياتية فض ًال عن أن تقديم كل‬ ‫عون لها واجب وطني وقومي وإنساين وديني‪.‬‬ ‫ولعل العالقة السورية – الرتكية‪ ،‬إضافة‬ ‫لدخول سوريا يف الكثري من امللفات العالقة‬ ‫يف املنطقة بغية املساهمة يف وضع حلول‬ ‫لها يؤكد أن سوريا انتقلت بحكمة قائدها من‬ ‫دولة محارصة ومضيق عليها متأثرة مبا يجري‬ ‫من مستجدات وأحداث إقليمية ودولية إىل دولة‬ ‫فاعلة مؤثرة صانعة لألحداث اليحكمها إال القرار‬ ‫الوطني ومصالح شعبها‪.‬‬ ‫إننا نعتقد بل نؤمن بأن سوريا بقيادة الرئيس‬ ‫بشار األسد هي عىل الطريق القويم‪ ،‬وما أفرزته‬ ‫ذهنية القائد وأنتجه نهجه من قناعة يف ذهن‬ ‫مجموع أبناء الشعب بأن اإلميان بحياة سوريا ال‬ ‫يكون إال مبشاركة كل أبنائها‪ ،‬وأن منعتها وأمنها هو‬ ‫مسؤولية كل فرد فيها وأن الخطر الذي قد تتعرض‬ ‫له هو خطر عىل جميع أبنائها‪ .‬إنها التشاركية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التي يريدها الرئيس بشار األسد ‪.‬‬ ‫يضاف إىل ذلك بناء دولة مؤسسات وقانون‬ ‫وعقلية علمية نقدية مسورة مبصالح الوطن‬ ‫واألمة والتمسك بحقوقها واإلميان بأنها أمة حية‬ ‫ال تعرف الفناء‪ ،‬فرسالتها رسالة خالدة ألنها‬ ‫رسالة اإلنسان‪.‬‬

‫يف الوعد بأن ال أفلت من يد أمي وفجأة مل أعد‬ ‫أعرف الوجوه لكن الطأمنينة مل تفارقني وبقيت‬ ‫أتقدم حتى رصت عىل مقربة من املنصة التي أطل‬ ‫منها الخالد أبداً الكبري حافظ األسد‪.‬‬ ‫عندما كان يرفع يده محييا كان كل واحد منا‬ ‫صغاراً و كباراً نشعر بأنها له وكنا نرد له التحية‬ ‫فنشعر أنه يتلقاها هكذا تعرفنا عىل الفريق منذ‬ ‫طفولتنا األوىل أحببناه و تعلقنا به قائداً عظي ًام‬ ‫أجزم بأن حياته كلها مل تعرف سوى العمل والكفاح‬ ‫وحب الوطن‪ ،‬كان قريباً من قلوب الجميع وما ظل‬ ‫يلفتني أن والدي ورفاقه وجيله يف مدن سوريا وريفها‬ ‫ظلوا يتحدثون عن (الفريق) وكأنه واحد منهم لقد‬ ‫كانت محبتهم له و ثقتهم به ال حدود لها ‪.‬‬ ‫تذكرت ذلك يوم كنت ضمن بحر من البرش نتجه‬ ‫اىل القرداحة لنقدم واجب العزاء برحيل القائد لنجله‬ ‫القائد مررت من أمامه التقت عيني بعينه‪ ،‬إنه ذات‬ ‫الشعور‪ ،‬إنه ذات اإلحساس‪ ،‬إنها تلك الطأمنينة‬ ‫التي أحسست بها رغم أنني مل أعد أمسك بيد‬ ‫أمي تذكرت إحساس جيل أيب أيضاً بالطأمنينة‬ ‫والفرح وهم يتحدثون عن (الفريق) القادم‪ ،‬وها أنا و‬ ‫قبل أن أغادر القرداحة أشعر بذات الطأمنبنة مع‬ ‫(الفريق الدكتور) وبذات الثقة واملحبة‪.‬‬ ‫يومها متنيت من أعامق قلبي لهذا (الفريق) القادم‬ ‫كل القوة والتقدم والنجاح‪ ،‬واليوم وبعد عرش سنني‬ ‫أقول للسيد (الفريق الدكتور) كنت قائداً وبط ًال‬ ‫حقيقياً ألن اليوم أكرث ثقة بك وأكرث حبا لك‪.‬‬

‫غدا يصل (الفريق الجوي) حافظ األسد إىل‬ ‫الالذقية‪ ،‬كان ذلك قبل قرابة األربعة عقود كنت‬ ‫حينها طفال يف الصف األول االبتدايئ‪ ،‬هذا ما‬ ‫أعلنه والدي ورفاقه من الرجال يف تلك األمسية‬ ‫وتحدثوا عن أن الالذقية بأرسها ستكون عىل موعد‬ ‫مع (الفريق) وقد حدد مكان اللقاء أمام نادي الضباط‬ ‫وعىل الفور تبادر إىل ذهني قرار اتخذته بأنني ذاهب‬ ‫إىل اللقاء‪ ،‬إذ أن لقاء الفريق بات حل ًام‪ ،‬فهو مادة‬ ‫الحديث يف املنزل والشارع واملدرسة‪ ،‬وخاصة نحن‬ ‫األطفال لطاملا تحدثنا عن جانب آرس لهذا الفريق‬ ‫وهو أنه طيار حلم غالبيتنا ونحن بالكاد نبلغ من‬ ‫العمر سبع سنني‪ ،‬ولذلك كنا نؤكد عىل لقب‬ ‫(الفريق الجوي)‪ ،‬وحتى الصورة الفوتوغرافية للقائد‬ ‫الخالد وهو يرتدي بزته العسكرية الزرقاء ‪-‬اللباس‬ ‫الخاص بالطيارين‪ -‬كانت صورتنا املفضلة‪.‬‬ ‫عشية ذلك اليوم السابق للقاء‪ ،‬حاولت النوم مل‬ ‫أستطع الحظ والدي ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬تقلبي ضمني إىل‬ ‫صدره وقال يل‪ :‬نم‪ ..‬سأويص والدتك باصطحابك مع‬ ‫أشقائك والجريان إىل اللقاء لكن عليك أن تظل ممسكا‬ ‫بيد والدتك‪ ..‬هل توعدين؟ وحينها غمرين الفرح‪،‬‬ ‫لكن ال أذكر أين عرفت النوم ومع ذلك كنت يف غاية‬ ‫النشاط ألنني سأحظى برؤية (الفريق الجوي)‪.‬‬ ‫ويف الصباح الباكر مشيت من ح ّينا الشعبي‬ ‫(الرمل الشاميل)‪ ،‬مل أعرف التعب‪ ،‬وبدأنا ندخل‬ ‫بحراً من البرش‪ ،‬كنا بحراً حقيقياً نشبه املتوسط‬ ‫الذي كان عىل مييننا يف الطريق اىل اللقاء أخلفت‬

‫عضو مجلس الشعب في‬ ‫سوريا غازي الخطاب‪:‬‬

‫عضو مجلس الشعب‬ ‫السوري‬ ‫خالد فهد حيدر‪:‬‬

‫غدا يصل ‪...‬الفريق‬

‫‪34‬‬

‫ً‬ ‫الوحدة فكراً‬ ‫ونضاال‬ ‫في عهد الرئيس‬ ‫بشار األسد‬ ‫عسري عىل املرء أن ييضء جالل األزمنة‬ ‫وزهو األمكنة يف وقت واحد‪ ،‬وحدها الشمس‬

‫تستطيع ذلك‪.‬‬ ‫عسري عىل املرء أن يلج محاريب الكتابة‬ ‫فيختزل حقبة من الدهر بصفحات‪ ...‬وحدهم‬ ‫الشعراء استطاعوا ذلك ألنهم يخترصون‬ ‫الربيع بوردة شذية‪ ،‬والينابيع برشفة ماء عذب‪،‬‬ ‫والسامء بنجمة متوقدة‪ ،‬والشمس بخيط من‬ ‫شعاع‪ ،‬وفيض املشاعر بكلمة رقيقة‪.‬‬ ‫ولعيل سأفعل فعلهم ألوقد مصباحاً‬ ‫ييضء عرشة سنوات مجيدة من عهد الرئيس‬ ‫بشار األسد‪.‬‬ ‫لن أسهب يف حديث املحبة واالحرتام‪ ،‬ولن‬ ‫أسرتسل يف التعبري عن مكنونات القلب‪،‬‬ ‫وفيض املشاعر اإلنسانية املتجذرة يف أعامق‬ ‫أبناء الوطن وجامهري األمة‪ ،‬فهذا أمر يعرفه‬ ‫القايص والداين‪ ،‬وال مياري فيه إال جاحد‪ ،‬بل‬ ‫سأعمد إىل وضع النقاط عىل الحروف‪ ،‬وأجدين‬ ‫مياال إىل موضوع أثري وهو موضوع الوحدة يف‬ ‫عهد الرئيس بشار األسد‪ ،‬ولطاملا شغفني‬ ‫هذا املوضع حبا‪ ،‬ولقد آنست منذ يفاعة‬ ‫عمري ضوءه السني ألنه الهدى‪ ،‬وتوحدت يف‬ ‫أبعاده واتجاهاته الخرية النبيلة‪ ،‬وأكاد أجزم أنه‬ ‫هاجيس املحبب وأميل الجميل الذي مأل كياين‬ ‫هدفاً نبي ًال أعض النواجذ عليه‪.‬‬ ‫الوحدة التي منت يف أرضنا الطيبة أشجاراً‬ ‫طيبة أصلها ثابت وفرعها يف السامء‪ ،‬آتت‬ ‫أكلها وستؤيت أكلها كل حني بإذن ربها‪ ،‬وما‬ ‫تزال باسقة رغم قوة العصف وشدة الظأم‪،‬‬ ‫ورغم ما يتهددها‪ ،‬ومن يسعى إىل اجتثاثها‬ ‫من إقليميني وانفصاليني وطغاة معتدين‬ ‫مدججني بكل صنوف الغطرسة والحقد عىل‬ ‫هذه األمة‪.‬‬ ‫وإذا كان الفكر ينمو مثل النبات‪ ،‬ويتوازى‬ ‫عمق جذوره مع امتداد أعضائه‪ ،‬ومثل اإلنسان‬ ‫الذي يبدأ طف ًال ثم يشتد عوده‪ ،‬فإن فكرة‬ ‫الوحدة بدأت ومضة ثم أضفى عليها الواقع‬ ‫الكثري من معطياته ورؤاه فنضجت وتحولت‬ ‫الومضة إىل مبدأ يتشبث به الغيورين عىل‬ ‫نهضة أمتهم وقوتها وكرامتها‪.‬‬ ‫الوحدة الوطنية يف عهد الرئيس بشار‬ ‫األسد‬ ‫‪ -1‬سوريا بلد حضاري عريق يشهد عىل ذلك‬ ‫تاريخها الطويل وأوابدها األثرية املاثلة‪ ،‬وهي‬ ‫فسيفساء جغرافية وبرشية متنوعة لكنها‬ ‫متناغمة شك ًال وموضوعاً‪.‬‬ ‫وهي مهد األمة األبجدية‪ ،‬وموطن القيم‬ ‫وعاصمة‬ ‫واإلنسانية‪،‬‬ ‫واألخالقية‬ ‫الروحية‬ ‫الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬وقلب العروبة‬ ‫النابض ألنها تتعاطف عملياً ووجدانياً مع‬ ‫األشقاء العرب‪ ،‬وتقف مساندة لهم يف‬ ‫الرساء والرضاء‪.‬‬

‫وهي اليوم ويف عهد الرئيس بشار األسد‬ ‫تعيش حالة من الحب والتآلف والتعاضد‬ ‫الشعبي‪ ،‬وصورة من أزهى صور التالحم‬ ‫والوحدة الوطنية «تعبرياً بالغ الداللة عن‬ ‫سمو العالقات الوجدانية التي نعيشها يف‬ ‫سوريا‪ ...‬وإفصاحاً عن تلك اإلرادة الشعبية يف‬ ‫الوطني والقومي‪ ...‬وتجسيداً‬ ‫استمرار نهجنا‬ ‫لهذه الوحدة الوطنية العمالقة العصية عىل‬ ‫االخرتاق» كام ورد يف خطاب السيد الرئيس‬ ‫بشار األسد أمام مجلس الشعب يف ‪-7-17‬‬ ‫‪.2007‬‬ ‫أينام ذهبت يف سوريا تجد أه ًال وأصدقاء‪،‬‬ ‫وتنزل عىل الرحب والسعة‪ ،‬فالسوري بطبعه‬ ‫أليف مألوف يحب الخري والناس ويحرص عىل‬ ‫ترجمة ذلك سلوكاً نبي ًال وفع ًال خرياً‪.‬‬ ‫والسوري بطبعه ينبذ ثقافة الكراهية‬ ‫والعصبية املقيتة وعامة الناس منحازون إىل‬ ‫القيم املثىل قيم املحبة والتسامح والرتاحم‬ ‫واحرتام اآلخر‪.‬‬ ‫يف األعياد الوطنية والقومية الكل سواء‪،‬‬ ‫ويف األعياد الدينية الكل سواء مسلمون‬ ‫ومسيحيون‪ ،‬ويف الرساء والرضاء واألفراح‬ ‫واملآتم الكل سواء‪ ،‬ويف حوارضهم سواء ويف‬ ‫أريافهم وبواديهم سواء‪.‬‬ ‫إن سوريا األمس وسوريا اليوم ‪ -‬ويشهد عىل‬ ‫ذلك املنصفون من العامل ‪ -‬أمنوذج للتعايش‬ ‫األخوي والسلمي‪ ،‬وطراز فريد ومثايل للوحدة‬ ‫الوطنية يف عامل تعصف به الرصاعات‬ ‫والعصبيات الدينية والعرقية التي يذيك‬ ‫نارها الطغاة واملستعمرون ويسري يف ركابها‬ ‫عمالؤهم وصنائعهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحديث عن الوحدة العربية ذو شجون‪،‬‬ ‫فنحن أمة كنا قبائل متصارعة متناحرة‪،‬‬ ‫ثم جاء اإلسالم فوحد هذه األمة‪ ،‬وبوحدتها‬ ‫ورسالتها السمية سادت ردحاً من طوي ًال من‬ ‫الزمن وسطعت شمس حضارتها عىل العامل‪،‬‬ ‫وحملت إىل البرشية الحائرة قيم الحق والخري‬ ‫والفضيلة والعدالة‪ ،‬وأرست دعائم نهضة‬ ‫علمية وفكرية وأدبية كام تزال مثار إعجاب‬ ‫العامل‪ ،‬لكنها ولظروف كثرية ومتشعبة‬ ‫وهنت وأصابها داء الفرقة الوبيل‪ ،‬وبتنا‬ ‫ولألسف مفرقني أيادي سبأ‪ ،‬متباعدين بل‬ ‫متناحرين‪ ،‬واختلفت غاياتنا‪ ،‬وتنوعت أعالمنا‪،‬‬ ‫وتحكمت أهواؤنا‪ ،‬وأصبحت الحدود التي رسمها‬ ‫املستعمرون حقا ال يأتيه الباطل من يديه وال‬ ‫من خلفه‪ ،‬وقدسا من األقداس الوطنية‪.‬‬ ‫لكن فئة من أبناء أمتنا ندبت نفسها‬ ‫لحمل رايات الوحدة وصونها‪ ،‬والتصدي لدعاة‬ ‫اإلقليمية البغيضة‪ .‬وال أجايف الواقع إذا قلت‬ ‫أن سوريا سباقة دامئا يف ميادين الوحدة‬

‫‪35‬‬

‫واالتحاد فلقد صنعت مع الشقيقة مرص أول‬ ‫وحدة يف العرص الحديث‪ ،‬وكانت طرفاً فاع ًال‬ ‫يف اتحاد الجمهوريات العربية وسعت إىل‬ ‫أشكال وحدوية مع جريانها العرب‪ ،‬وال أبالغ‬ ‫إذا قلت أن سوريا هي اإلقليم القاعدة للوحدة‬ ‫العربية املنشودة‪ ،‬وأن السوريني وحدويون‬ ‫بدمهم وفكرهم وتراثهم‪.‬‬ ‫والرئيس بشار األسد ابن سوريا البار‪،‬‬ ‫مناضل وحدوي ال تلني له قناة‪ ،‬فهو يسترشف‬ ‫بوعيه التاريخي أبعاد الخطر املحدق عىل األمة‪،‬‬ ‫ويدعو مخلصاً إىل الوحدة والتضامن العريب‬ ‫لدرء األخطار عن األمة بقول من كلمة له يف‬ ‫افتتاح القمة العربية العرشين يف دمشق‪:‬‬ ‫«نحن نعيش اليوم يف عامل يشهد تحوالت‬ ‫بالغة األهمية ترسم اتجاهاتها القوى الدولية‬ ‫الكربى‪ ،‬مام دفع العديد من دول العامل إىل‬ ‫تشكيل تجمعات إقليمية تدعم قوتها وتعزز‬ ‫مصالحها حتى لو مل يكن أي جامع آخر فيام‬ ‫بينها‪ ...‬فحري بنا أن نجتمع ونتعاون ونحن‬ ‫نشكل تجمعاً قومياً طبيعياً ميتلك كل عوامل‬ ‫النجاح التي تتجاوز ما ميكن أن ميلكه أي تجمع‬ ‫آخر يف العامل»‪.‬‬ ‫ومصداق هذا القول هو السعي الدائب‬ ‫للرئيس بشار األسد لتحقيق املصالحات‬ ‫العربية وتدعيم التضامن العريب‪ ،‬ومد يد‬ ‫العون والنصح واملودة إىل كل األشقاء العرب‪،‬‬ ‫أمل يقف مع لبنان يف محنته ودعم مقاومته‬ ‫الباسلة لتحرير األرض العربية وصد العدوان‬ ‫املجرم‪ ،‬أمل يقف مع العراق يف محنته أيضا‪،‬‬ ‫ومع فلسطني وشعب فلسطني األعزل الذي‬ ‫يعيش يف وطنه تحت وطأة احتالل بغيض‬ ‫يسومه العذاب والقتل والترشيد‪ ...‬ثم أمل‬ ‫يدعم املقاومة التي تذود عن حياض الوطن‬ ‫وترد كيد املعتدين يف كل بقعة من بقاع‬ ‫الوطن العريب؟‬ ‫أبعاد االتجاه الوحدوي‬ ‫إن االتجاه الوحدوي األصيل لدى الرئيس بشار‬ ‫األسد حمل ويحمل أبعاداً إنسانية‪ ،‬فثمة‬ ‫عالقات وطيدة مع دول الجوار ومنظمة املؤمتر‬ ‫اإلسالمي ودول العامل الحر التي تساند قضايا‬ ‫التحرر وتجابه قوى البغي واالستكبار العاملي‪.‬‬ ‫وما العالقة السورية اإليرانية والسورية‬ ‫الرتكية إال أمنوذج مميز للعالقات الدولية‬ ‫عىل مبدأ التفاهم ومساندة الحق واملصالح‬ ‫املشرتكة‪ .‬كل الناس يدركون طبيعة‬ ‫العالقات السورية الرتكية وتحول املوقف‬ ‫الرتيك إىل جانب قضايانا ويعرفون أنها‬ ‫مثرة رؤية واعية وحكمة متناهية وبصرية‬ ‫نافذة «ومن يؤت الحكمة فقد أويت خرياً‬ ‫كثرياً»‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫كيف ندافع عن عقيدتنا ونحن غري قادرين عىل الدفاع عن رأينا أو قرارنا أو أوطاننا‬

‫األمين العام لحركة‬ ‫االشتراكيين العرب عضو‬ ‫القيادة المركزية للجبهة‬ ‫الوطنية التقدمية‬ ‫أحمد األحمد‪:‬‬

‫إنجازات كبيرة على أرضية‬ ‫وطنية راسخة من الوحدة‬ ‫الوطنية والتعددية الحزبية‬ ‫حركة االشرتاكيني العرب تثمن عالياً السياسة‬ ‫الحكيمة للرئيس األسد‬ ‫منذ عرش سنوات‪ ،‬وبالتحديد يف السابع عرش من‬ ‫متوز عام ‪ ،2000‬أدى سيادة الرئيس بشار األسد اليمني‬ ‫الدستورية أمام مجلس الشعب‪ ،‬وعقب ذلك ألقى‬ ‫سيادته خطابه الشهري الذي عُرف بخطاب القسم‪،‬‬ ‫والذي انطلق فيه من األسس الوطنية والقومية التي‬ ‫بنى عليها القائد الخالد حافظ األسد نهج سوريا‬ ‫املتميز‪ ،‬مؤكداً أهمية الحفاظ عليه وتطويره‪ ،‬والبناء‬ ‫عىل ما تم تحقيقه من اإلنجازات وتذليل الصعوبات‬ ‫ومواكبة العرص دون التخيل عن الثوابت الوطنية‬ ‫والقومية‪.‬‬ ‫املشاركة يف املسؤولية‬ ‫ومن إدراكه بجسامة املهمة وعظمة األهداف‪،‬‬ ‫أكد سيادته‪ ،‬بأن الطريق لن تكون سهلة‪ ،‬فكانت‬ ‫دعوته لجميع املواطنني إىل املشاركة يف املسؤولية‬ ‫واملساهمة يف مسرية التطوير والتحديث‪ ،‬ملخصاً‬ ‫محاورها األساسية ومعايري اإلنجاز وأدواته‪ ،‬ومن‬ ‫أهمها‪ :‬الفكر املتجدد والنقد البناء‪ ،‬مؤ ّكداً أهمية‬ ‫ودور الفكر املؤسسايت والتعاوين واالنفتاح عىل‬ ‫اآلخر‪ ،‬وهو ال ينفصل عن الفكر الدميقراطي وعن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تجربتنا ودميقراطيتنا الخاصة بنا‪ ،‬مشرياً إىل أن جبهتنا‬ ‫الوطنية التقدمية منوذج دميقراطي ُوجد وتطور وفق‬ ‫تاريخنا وظروفنا‪ ،‬وسيتطور الحقاً مبا يستجيب‬ ‫لحاجات التطوير الذي يتطلبه واقعنا املتنامي عىل‬ ‫كل املستويات‪.‬‬ ‫لقد كان خطاب القسم مبثابة خارطة برنامجية‬ ‫وجدت تجسيداً لها عىل أرض الواقع‪ ،‬ويف مقدمتها‬ ‫التمسك بالثوابت ومتابعة وتطوير منهج القائد‬ ‫الخالد حافظ األسد وااللتزام بالقضايا الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬ويف السياسة الداخلية ركز األسد عىل‬ ‫مكافحة الهدر والفساد وإبراز دور مجلس الشعب يف‬ ‫تصويب عمل مؤسسات الدولة‪ ،‬واالهتامم باملؤسسة‬ ‫القضائية ورفدها بالكوادر الكفوءة ليك تأخذ دورها‬ ‫يف إحقاق العدالة وتطبيق القانون‪.‬‬ ‫ووجدت هذه الربامج متابعة وتطويراً وتنفيذاً لها‬ ‫يف الفرتة الدستورية األوىل‪ ،‬التي استمرت سبع‬ ‫سنوات من اإلنجازات الكبرية عىل كافة الصعد ويف‬ ‫جميع املجاالت‪ .‬وإمياناً منها بحكمة سيادته وقدرته‬ ‫عىل تحقيق املزيد من اإلنجازات أرصت جامهري الوطن‬ ‫بكافة أطيافها وأحزابها عىل تجديد البيعة لسيادته‬ ‫لفرتة رئاسية ثانية‪ ،‬معربة عن ذلك بنتائج االستفتاء‬ ‫الشعبي وخروجها صبيحة السابع من أيار ‪2007‬‬ ‫لتقول للرئيس بشار األسد بصوت واحد‪ :‬معك نواجه‬ ‫التحديات‪ ،‬ومعك نبني اقتصادنا الوطني‪ ،‬ونعزز‬ ‫قدراتنا الدفاعية مطمئنني ملستقبل أجيالنا القادمة‪،‬‬ ‫ومعك ترسخ األمن واألمان والسالم واالزدهار‪.‬‬ ‫يف املحيط العريب والقضايا القومية‬ ‫ويف ربط تكاميل لألوضاع الداخلية باملحيط العريب‬ ‫الدويل‪ ،‬تركزت السياسة السورية عىل تدعيم‬ ‫العالقات مع الدول العربية الشقيقة فكانت العالقات‬ ‫السورية اللبنانية‪ ،‬رغم كل ما شابها من ظالل وما‬ ‫تعرضت له من تشويه هي النموذج الحقيقي للموازنة‬ ‫بني املصلحة الوطنية وااللتزام القومي‪ ،‬والسيام من‬ ‫جانب سوريا التي عملت عىل إيقاف الحرب األهلية‪،‬‬ ‫وساعدت عىل بناء الوفاق الوطني‪ ،‬وعىل تحقيق‬ ‫الرتاجع اإلرسائييل يف الثامنينات والتسعينات‬ ‫وصوالً اىل اندحار العدوان املتكرر‪ ،‬وقامت بسحب‬ ‫قواتها من لبنان مع الحفاظ عىل الروابط األخوية‬ ‫والتاريخية بني البلدين الشقيقني‪ ،‬وساندت املقاومة‬ ‫الوطنية الباسلة‪ ،‬التي حققت املزيد من االنتصارات‬ ‫ضد العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫وجاءت االتفاقات التي تم التوقيع عليها لتصب يف‬ ‫مصلحة لبنان والشعب اللبناين‪ ،‬خاصة وأن سوريا‬ ‫الحريصة عىل مصالح لبنان الحيوية‪ ،‬ترى أن أمنها‬ ‫خط أحمر مقدس‪ ،‬وأنه من أمن لبنان‪ ،‬لذلك تبدو أشد‬ ‫حرصاً عىل األمن اللبناين الذي هو بطبيعة الحال من‬ ‫أمن سوريا‪ ،‬وهي من أجل ذلك مل تتعامل مع لبنان‬ ‫عىل أساس العالقات املعمول بها عادة بني الدول وال‬ ‫وفق الحسابات الدولية‪ ،‬بل إنها تعاملت معه عىل‬ ‫أساس من األخوة التي ال تخضع إىل حسابات الربح‬ ‫والخسارة بل إىل حسابات عالقة األخوة والعمومة‬ ‫والقرىب والنسب‪ ،‬ولو مل تكن العالقات السورية‬ ‫اللبنانية عىل ذلك املستوى الرفيع من التجذر‬

‫‪36‬‬

‫والرسوخ لكانت سوريا يف غنى عن تكبد خسائر‬ ‫اقتصادية بالغة جراء وجودها عىل األرض اللبنانية‪،‬‬ ‫من أجل تحقيق جملة من األهداف السامية النبيلة‪.‬‬ ‫مل تكن عالقة سوريا بالعراق‪ ،‬يف يوم ما خارج‬ ‫االهتامم العريب واملصلحة املشرتكة‪ ،‬بل كانت وال‬ ‫تزال ضد االحتالل األمرييك للعراق‪ ،‬ومع املقاومة‬ ‫الرشيفة للمحتلني ومع وحدة العراق أرضاً وشعباً‬ ‫وانتام ًء ما جعلها يف إطار االستهداف األمرييك ‪-‬‬ ‫اإلرسائييل الذي مل يتوقف حتى اليوم‪ ،‬ومل تخرج‬ ‫مواقفها وعالقاتها مع سائر الدول العربية عن اإلطار‬ ‫الذي يخدم التضامن العريب والقضايا املشرتكة‪.‬‬ ‫وتابعت سوريا بقيادة الرئيس األسد اهتاممها‬ ‫بفلسطني قضية العرب املركزية‪ ،‬مؤكدة دعمها‬ ‫لنضال الشعب الفلسطيني العادل من أجل تحقيق‬ ‫أهدافه املرشوعة يف استعادة األرض والحقوق وبناء‬ ‫دولة مستقلة وعاصمتها القدس‪ ،‬معتربة أن الخالف‬ ‫واالنقسام الفلسطيني يضعف املوقف الفلسطيني‬ ‫واملوقف العريب عىل السواء‪ ،‬وأن االحتالل والصلف‬ ‫والتعنت اإلرسائييل ال ميكن مواجهته إال بالوحدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬والتمسك بخيار املقاومة بكل أشكالها‬ ‫وتجلياتها‪.‬‬ ‫ومع اهتاممها بقضية السالم‪ ،‬أكدت سوريا‬ ‫بقيادة الرئيس بشار األسد أن تحرير الجوالن يف مقدمة‬ ‫اهتامماتنا الوطنية‪ ،‬وهو موضوع يشكل همنا‬ ‫األول وشغلنا الشاغل‪ ،‬وتحرير أرضنا املحتلة هو هدف‬ ‫أسايس وأهميته بالنسبة لنا توازي أهمية السالم‬ ‫العادل والشامل‪.‬‬ ‫واليوم ومع حلول الذكرى العارشة لتبوؤ سيادة‬ ‫الرئيس األسد منصب رئاسة الجمهورية تواصل‬ ‫جامهري الشعب العريب السوري مسريتها النضالية‬ ‫الظافرة تحت قيادته الحكيمة‪ ،‬مسرية العمل والبناء‪،‬‬ ‫مسرية الحرية والدميقراطية واإلصالح‪ ،‬مسرية التطوير‬ ‫والتحديث‪ ،‬مستذكرة إنجازات السنوات العرش التي‬ ‫متيزت بتعزيز الوحدة الوطنية‪ ،‬ومتتني الجبهة الداخلية‬ ‫وتحقيق املزيد من اإلنجازات يف مختلف مجاالت الحياة‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتامعية والثقافية‪.‬‬ ‫التصدي لسياسة الهيمنة‬ ‫إن ما حققته سوريا بقيادة الرئيس بشار األسد‬ ‫عىل الصعيد السيايس يشكل رصيداً نضالياً كبرياً‬ ‫لألمة العربية بأرسها‪ ،‬فقد تصدت سوريا للهيمنة‬ ‫األمريكية ـ اإلرسائيلية بكل أشكالها‪ ،‬واستطاعت‬ ‫كرس سياسة القطب الواحد يف املنطقة‪ .‬وتحكمت‬ ‫مبقدراتها ومصريها‪ ،‬وأقامت شبكة من العالقات‬ ‫اإلقليمية والدولية فكان تطوير العالقة مع إيران‬ ‫والتعاون السوري الرتيك اإليراين واالنفتاح عىل دول‬ ‫العامل والسيام التي ترفد االصطفاف مرشوعاً ضد‬ ‫الهيمنة األمريكية‪ ،‬وتسلط القطب الواحد عىل‬ ‫مقدرات الشعوب‪ ،‬وتؤيد الحق العريب‪ ،‬وتدعم نضال‬ ‫الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة من أجل‬ ‫استعادة األرض والحقوق املرشوعة‪.‬‬ ‫لقد حققت السياسة السورية نجاحات كبرية‬ ‫عىل الصعيد اإلقليمي والدويل‪ ،‬وكان من مثارها‬ ‫قيام الكثري من األوروبيني واألمريكيني بالتوافد عىل‬

‫سوريا تباعاً للوقوف عىل وجهة النظر السورية‬ ‫حيال مختلف القضايا املطروحة‪ ،‬مام أكد فشل‬ ‫اإلدارة األمريكية يف الضغط عىل سوريا‪ ،‬وأثبت‬ ‫من جديد صحة وثبات املوقف العريب السوري من‬ ‫مختلف القضايا باعتبار أن هذا املوقف مبني عىل‬ ‫قناعة راسخة‪ ،‬وتصميم عىل إحقاق الحق مهام‬ ‫كانت الظروف ومهام اشتدت الضغوط واختلفت‬ ‫األساليب‪ ،‬ويف هذا تجلت الحقيقة التي تؤكد بأن‬ ‫من حاول عزل سوريا قد عزل نفسه‪ ،‬وهذا هو حال‬ ‫الواليات املتحدة يف محيطها الجغرايف والسيايس‬ ‫يف أمريكا الالتينية ويف مناطق كثرية من العامل‪.‬‬ ‫يف املجال االقتصادي‬ ‫حظيت املسألة االقتصادية يف البالد بجوانبها‬ ‫املختلفة الزراعية والصناعية والتجارية واملرصفية‬ ‫والسياحية‪ ،‬ويف مجاالت الرثوة النفطية‪ ،‬والخدمات‬ ‫العامة باهتامم كبري يف ضوء إصدار املئات من‬ ‫القوانني واملراسيم والترشيعات املختلفة‪ ،‬وخاصة تلك‬ ‫التي تتعلق مبارشة بالقضايا الحيوية ألبناء الشعب‬ ‫يف ضوء عملية اإلصالح االقتصادية واإلدارية وتطور‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬والتي كان لها انعكاسات إيجابية‬ ‫عىل مصالح الوطن واملواطن‪ ،‬وزيادة الرواتب واألجور‪،‬‬ ‫وتحسني مستوى املعيشة‪ ...‬وجاء كل هذا منسج ًام‬ ‫مع آمال جامهري الشعب وطموحاتها نحو حياة‬ ‫حرة وكرمية مزدهرة يحققها اقتصاد وطني متني‬ ‫يستطيع مجاراة التطور االقتصادي عىل الساحتني‬ ‫العربية والدولية‪ ،‬اقتصاد وطني استطاع أن يصمد‬ ‫يف وجه األزمة املالية العاملية يف حني انهارت‬ ‫اقتصاديات غربية متطورة‪.‬‬ ‫ومع صدور قوانني جديدة يف مجال الصناعة‬ ‫ودعم الزراعة وبناء املدن الصناعية‪ ،‬وتطوير املناطق‬ ‫الحرة بهدف جذب رؤوس األموال‪ ،‬واإلرساع يف‬ ‫تنفيذ املشاريع االستثامرية اتسعت آفاق التطوير‬ ‫والتحديث وخطت سوريا خطوات واسعة يف تجسيد‬ ‫تطلعاتها التنموية وتحقيق أهدافها يف تأمني حياة‬ ‫أفضل للمواطنني‪.‬‬ ‫يف مجال الرتبية والتعليم والثقافة واإلعالم‬ ‫وضمن توجيهات الرئيس واهتاممه قامت‬ ‫الحكومة عىل مدى سنوات بتنفيذ مجموعة‬ ‫هامة من اإلصالحات يف مجال الرتبية والتعليم‬ ‫والثقافة واإلعالم‪ .‬وقد تحققت إصالحات هامة يف‬ ‫تطوير املناهج وطرق التدريس وإعادة تأهيل الكوادر‬ ‫التعليمية‪ ،‬وطال التطوير التعليم العايل‪ ،‬حيث تم‬ ‫استحداث أمناط جديدة من التعليم‪ ،‬مثل التعليم‬ ‫املفتوح والجامعات االفرتاضية والتعليم املوازي‪،‬‬ ‫وافتتحت جامعات خاصة عىل مساحة القطر‪ ،‬وتم‬ ‫تطوير وتوسيع الجامعات الحكومية‪.‬‬ ‫وشهد قطاع الثقافة اهتامماً كبرياً‪ ،‬أدى اىل إثراء‬ ‫الحياة الثقافية يف البالد‪ ،‬وتحصني أجيالنا بالثقافة‬ ‫والقيم والتقاليد العريقة يف مواجهة التيارات‬ ‫السلبية للعوملة‪ ،‬وهذا املجال تبوأت السيدة نجاح‬ ‫العطار منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون‬ ‫الثقافية‪ ،‬كام أن األديبة املعروفة كوليت الخوري‬ ‫أصبحت مستشارة الرئيس للشؤون األدبية‪.‬‬

‫ويف مجال اإلعالم بذلت جهود حثيثة للتطوير‬ ‫والتحديث مبا يواكب ثورة اإلعالم واالتصاالت يف‬ ‫العامل‪ ،‬وليكون اإلعالم السوري قادراً عىل إيصال‬ ‫صوت سورية ورسالتها إىل العامل والتعبري عن‬ ‫حضارتها وعراقتها يف املايض وثبات مواقفها‬ ‫املبدئية املرشفة يف الحارض‪ .‬ومن أجل هذا ُسمح‬ ‫بصدور عدد من الصحف الخاصة واملحطات الفضائية‬ ‫واإلذاعية غري الحكومية‪.‬‬ ‫الجبهة الوطنية التقدمية‬ ‫لقد تحقق كل هذا عىل أرضية وطنية راسخة من‬ ‫الوحدة الوطنية والتعددية الحزبية يف إطار الجبهة‬ ‫الوطنية التقدمية‪ ،‬فكان اإلنجاز األهم من إنجازات‬ ‫الحركة التصحيحية املجيدة التي قادها القائد الخالد‬ ‫حافظ األسد‪ ،‬حيث انتقل مرشوع الجبهة من أمل‬ ‫مستقبيل وشعار يرتدد من منابر األحزاب املختلفة‬ ‫وصحفها ونرشاتها الرسية إىل واقع دخل حيز‬ ‫التحقيق‪ ،‬وكان السابع من آذار ‪ 1972‬عيداً وطنياً‬ ‫جبهوياً‪ ،‬عندما وقع ممثلو خمسة أحزاب بقيادة حزب‬ ‫البعث العريب االشرتايك ميثاق الجبهة الوطنية‬ ‫التقدمية‪.‬‬ ‫ووجدت الجبهة الوطنية التقدمية كل االهتامم‬ ‫والرعاية يف ظل قيادة الرئيس بشار األسد الذي قال‪:‬‬ ‫«لو مل تكن الجبهة موجودة لعملنا عىل إيجادها‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك أصبحت الجبهة اليوم أوسع وأكرث‬ ‫قدرة عىل استيعاب األحزاب وتفعيل دورها بعد أن‬ ‫أصبح يف صفوفها عرشة أحزاب‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫االتحاد العام لنقابات العامل واالتحاد العام للفالحني‪،‬‬ ‫وأصبح للجبهة صحفها الخاصة بها ومنابرها‬ ‫وفروعها يف املحافظات‪ ،‬وقد أضاف سيادة الرئيس‬ ‫عطاء آخر عىل عطاءاته السابقة بإهدائه مقرات‬ ‫ّ‬ ‫فدشن الرئيس املبنى الجديد للقيادة‬ ‫ألحزابها‪،‬‬ ‫املركزية للجبهة‪ ،‬وانفتحت آفاق جديدة لتطوير دور‬ ‫أحزاب الجبهة بالسامح لها بالنشاط يف صفوف‬ ‫طالب الجامعات واملدارس‪ .‬وساهمت االجتامعات‬ ‫السنوية الدورية لقيادات فروع أحزاب الجبهة يف‬ ‫املحافظات والقيادات السياسية ألحزابها إضافة إىل‬ ‫جوالت القيادة املركزية عىل املحافظات يف تعميق‬ ‫الثقافة الجبهوية ويف توسيع دور الجبهة وتطوير أداء‬ ‫أحزابها‪ ،‬وتنشيط التواصل مع قواعد أحزاب الجبهة‬ ‫وجامهري الشعب‪.‬‬ ‫وتم تعديل ميثاق الجبهة تجاوباً مع تطويرها‬ ‫وتوسيعها واالستحقاقات الوطنية املرتتبة عىل‬ ‫نضال أحزابها وهذا ما عرب رئيسها القائد بشار‬ ‫األسد بقوله‪« :‬إن جبهتنا الوطنية التقدمية منوذج‬ ‫دميقراطي تم تطويره من خالل تجربتنا الخاصة بنا‪ ،‬وأدت‬ ‫دوراً أساسياً يف حياتنا السياسية ووحدتنا الوطنية‪،‬‬ ‫واآلن أصبح من الرضوري أن نطور صيغة عمل الجبهة‬ ‫مبا يستجيب لحاجات التطوير الذي تطلبه واقعنا‬ ‫املتطور املتنامي عىل كل املستويات»‪.‬‬ ‫وإن احتفاء جامهري سوريا العربية مبرور عرش‬ ‫سنوات عىل تسلم سيادة الرئيس بشار األسد‬ ‫مقاليد الحكم‪ ،‬هو تعبري عن االلتزام بالثوابت‬ ‫الوطنية والقومية واإلرصار عىل الثبات عىل املبادئ‬

‫‪37‬‬

‫والتمسك بالحقوق‪ ،‬وإضفاء اإلنجازات التي تحققت‪،‬‬ ‫وإرصار عىل متابعة الطريق نحو مجتمع عريب‬ ‫سوري عرصي متطور ومزدهر‪.‬‬ ‫وإننا يف حركة االشرتاكيني العرب نثمن عالياً‬ ‫تلك اإلنجازات الكبرية واملتعددة‪ ،‬وننظر بتقدير كبري‬ ‫للرؤية االسرتاتيجية التي يتمتع بها الرئيس بشار‬ ‫األسد ونهجه الواضح والسليم يف رسم معامل‬ ‫الحارض واملستقبل املزدهر واملرشف لوطن عزيز‬ ‫وشعب كريم‪.‬‬

‫األمين العام لحزب‬ ‫الوحدويين االشتراكيين‬ ‫عضو القيادة المركزية‬ ‫للجبهة الوطنية‬ ‫التقدمية‬ ‫فائز اسماعيل‪:‬‬

‫الرئيس بشار األسد‬ ‫ال تهمه التهديدات‬ ‫من الدول الكبرى حوله وال‬ ‫ّأثرت به اإلغراءات‬ ‫الكالم عن الرئيس بشار األسد لذو شجون‪ ،‬فهذا‬ ‫الرجل قائد‪ ،‬وقائد قدوة ومنوذج لإلنسان الكامل‪ ،‬ال‬ ‫تهزه الكلامت النابية التي تقال عنه من قبل العمالء‪،‬‬ ‫وال تهمه التهديدات من الدول الكربى حوله‪ ،‬وال أثرت‬ ‫به اإلغراءات‪ ،‬وكل املواقف التي عرضت عليه كانت‬ ‫مقبولة حينام كانت منسجمة مع مصالح األمة‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫نعيش اليوم يف عامل األقوياء حيث ال مكان فيه للضعفاء‬ ‫والشعب‪ ،‬ومرفوضة حينام ال تكون كذلك‪.‬‬ ‫هذا الرجل بنى سوريا بناء حديثا‪ ،‬وعلمنا أن نتعلم‬ ‫الحقد والغدر وال الكالم النايب بدليل أنه مر بظرف‬ ‫معني كان بعض الساسة يرهفون بكالم رخيص‬ ‫جدا‪ ،‬أىب أن يرد عىل أحد منهم ذلك أن الظروف‬ ‫واملواقف واإلنجازات هي التي تجيب‪.‬‬ ‫متيز هذا القائد بأنه ملهم‪ ،‬ذلك ألنه كان يجيب‬ ‫عىل األسئلة وفوراً دون تردد وال تلكأ‪ ،‬ويعطي الكلامت‬ ‫الفصل التي ال رد فيها‪ ،‬وكان كالمه وردوده سياسة‬ ‫وخط القطر‪ ،‬وخط األمة العربية بنفس الوقت‪.‬‬ ‫مل ينرصف انرصافا كامال لهذا القطر وإن كان قد‬ ‫أواله عنايته‪ ،‬بل كان دامئاً وأبداً ضالته األمة العربية‬ ‫من املحيط إىل الخليج‪.‬‬ ‫الحقيقة لقد استفدنا من صفاته وتخلقنا‬ ‫بأخالقه ورسنا عىل مسريته دون تردد وقناعة منا‬ ‫بأنها األجدى واألفضل‪.‬‬ ‫منذ استلم املسؤولية يف القطر اتجه إىل رعاية‬ ‫الجبهة الدميقراطية الوطنية‪ ،‬فعىل صعيد البناء‬ ‫املادي كنا محشورين يف مكان جميل‪ ،‬لكنه ضيق‬ ‫جدا فسارع إىل بناء هذا الرصح الرائع‪ ،‬وأعطانا‬ ‫مطلق الحرية يف الكالم سلباً أو إيجاباً مع أو ضد‪،‬‬ ‫مالحظة إيجابية أو سلبية‪ ،‬وما كان يضيق ذرعاً‬ ‫بكامل هذه املالحظات التي نبديها‪.‬‬ ‫أريد هنا أن أقول كلمة هامة‪ ،‬إن الجبهة الوطنية‬ ‫الدميقراطية فريدة من نوعها وليس يف الوطن‬ ‫العريب أو العامل جبهة كهذه‪ ،‬حيث تضم الجبهة‬ ‫القومي واملاركيس واألطراف كلها‪ ،‬لذلك نحن‬ ‫نسيج وحدنا‪ ،‬وهذه الجبهة التقينا فيها لبناء هذا‬ ‫القطر وتحقيق الوحدة الوطنية يف القطر سبي ًال‬ ‫لتحقيق الوحدة عىل مستوى الوطن العريب‪ .‬وليك‬ ‫تعيش الجبهة منذ عام ‪ 1972‬إىل اآلن يعني أن التي‬ ‫تسري إىل األمام مل تتعرث‪ ...‬ومل يصبها الفتور‬ ‫والتناقض‪ ...‬لذلك نجحت نجاحاً كبرياً‪.‬‬ ‫يف كل مرحلة نلتقي مع الرئيس ويرد علينا‬ ‫ويلبي مطالبنا ونلتزم بالخط الوطني الذي يطرحه‬ ‫يف حينه‪ ،‬ولكن طموحنا أكرب من ذلك‪ ،‬ونسعى‬ ‫ألن نكون متقدمني أكرث مام توصلنا إليه‪ ،‬حيث بات‬ ‫لكل حزب صحيفته الناطقة باسمه‪ ،‬وبدأت الجبهة‬ ‫خمسة أحزاب وهي اآلن تضم عرشة‪ ،‬حيث فتحت‬ ‫الجبهة أبوابها النضامم البعض‪ ،‬ولنا مؤمتراتنا‪ ،‬ويف‬ ‫كل عام هناك جلسات تشبه املؤمتر تدوم ثالثة أيام‬ ‫يجيب فيها رئيس الوزراء عىل كل األسئلة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الوزراء يعرتفون بالخطأ ويؤكدون الصواب‪.‬‬ ‫ال بد كذلك من أن أذكر أن سوريا بقيادة الدكتور‬ ‫بشار األسد كانت دامئا مع غزة يف كل خطواتها‪،‬‬ ‫وهي بذلك تقوم بواجبها بالحدود املطلقة‪ ،‬وكنا‬ ‫نرسل املواد عن طريق األردن وكانت تصل باستمرار‬ ‫مع كل هذا ومع ذلك ستبقى غزة رشخاً يف ضمري‬ ‫اإلنسانية‪ .‬أثناء القصف عىل غزة‪ ،‬كان عندنا ‪15‬‬ ‫طبيباً يعملون داخل غزة‪ ،‬إضافة إىل آخرين يقومون‬ ‫بواجبهم يف أمور أخرى وهذا ليس مبنة إمنا هو‬ ‫واجبنا‪.‬‬ ‫يف هذه املسرية ال بد من الوقوف عند العالقة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الرتكية – السورية‪ ،‬فالرابطة بني سوريا وتركيا قوية‬ ‫وصادقة وبدأت الفروق تتالىش‪ ،‬والشعب الرتيك كان‬ ‫وفيا لنا بربملانه وحكومته ونحن نعتز بهذه العالقة‬ ‫ومبواقف تركيا من العرب‪ ،‬خاصة عندما نتذكر كيف‬ ‫كانت العالقة معها يوم احتشدت الجيوش عىل‬ ‫الحدود ولكن بحكمة الرئيس الراحل حافظ األسد‬ ‫الذي رفض أن يضع جنديا أما األتراك‪ ،‬وبفضل حنكة‬ ‫الرئيس بشار األسد استطعنا أن نأخذ تركيا حليفا‬ ‫لنا يوم فرضت علينا أمريكا العزل‪ ،‬فنجح بحنكته‬ ‫بفتح باب تركيا‪ ،‬وأجرى معها املفاوضات ففهمها‬ ‫وفهموه‪ ،‬ووصلنا ملرحلة الصديق الصدوق الجريء‬ ‫الذي بات معنا يف كل األوقات‪ ،‬وما جرى مع أسطول‬ ‫الحرية وخالصة السفينة الرتكية والشهداء األتراك‪،‬‬ ‫ومواقف هذا الرجل الكبري «أردوغان» لخري دليل عىل‬ ‫صوابية وسداد نهج السيد الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد‪.‬‬

‫محافظ حمص‬ ‫إياد غزال‬

‫مواكبة تنموية رائدة‬ ‫لإلنجازات السياسية‬ ‫واالستراتيجية‬ ‫واجهت سورية يف السنوات الخمس املاضية إحدى‬ ‫أعتى الهجامت الدولية املركزة الهادفة اىل خلخلة‬ ‫النظام وتقويض مقوماته وتبديل سياساته وحتى‬ ‫محاولة إسقاطه‪ .‬وقد اختارت القيادة السورية‬ ‫وعىل رأسها الرئيس بشار األسد املواجهة التاريخية‬ ‫واملامنعة االسرتاتيجية‪ ،‬ليس فقط بهدف حفظ‬ ‫النظام بل أيضاً بهدف تثبيت معادلة اسرتاتيجية‬ ‫جديدة يف املنطقة التي تعترب قلب العامل‪ ،‬عرب‬ ‫تكوين نواة تكتل إقليمي استطاعت من خالله‬ ‫سوريا اجتذاب تركيا اىل تحالف يضمها اىل إيران‬

‫‪38‬‬

‫ويحصن العراق مام ميهد للخروج األمرييك وأفول‬ ‫أوهام الرشق األوسط األمرييك الذي وعد املنطقة‬ ‫باالزدهار والتنمية ومل يجلب لها إال الويالت والدمار‪.‬‬ ‫هذا التكتل الجديد الذي يجمع البحار الخمسة‬ ‫يشكل من الناحية الجيوبوليتيكية فضا ًء حيوياً‬ ‫اسرتاتيجياً نظراً للموقع الجغرايف واملوارد الطبيعية‬ ‫والعمق السكاين والقدرات العسكرية واإلمكانيات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وهو يجمع املدى الحيوي الفاريس اىل‬ ‫الرتيك اىل العريب يف الهالل الخصيب‪ ،‬وهو مرشح‬ ‫للتوسع حسب الحاجة االسرتاتيجية‪.‬‬ ‫غري أن هذا التطور االسرتاتيجي بحاجة اىل‬ ‫تحصني ومواكبة داخل كل مدى‪ ،‬عىل املستويات‬ ‫والتنموية‬ ‫والعلمية‬ ‫واالجتامعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫ليستطيع تقديم ما فشل الرشق األوسط األمرييك‬ ‫يف تقدميه للمنطقة‪ ،‬أي االستقرار واالزدهار والنمو‪.‬‬ ‫وقد تكون التحديات التي تواجه مدى املرشق‬ ‫العريب أكرث تعقيداً من املديني الرتيك والفاريس‪،‬‬ ‫أقله ألنهام موحدين داخلياً من الناحية السياسة‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬بينام هو متعدد الكيانات ومقطع‬ ‫األوصال‪ .‬من هنا فإن أمام القيادة السورية التي‬ ‫لعبت دوراً ريادياً ومحورياً يف تشكيل هذا الفضاء‬ ‫االسرتاتيجي‪ ،‬مهمتني أساسيتني لتحصينه‪ :‬متتني‬ ‫املدى املرشقي العريب املتمحور حول سوريا‪ ،‬من خالل‬ ‫تعزيز وتطوير العالقات مع كافة كياناته‪ ،‬والنهوض‬ ‫االقتصادي االجتامعي الداخيل من خالل مسار‬ ‫تنموي شامل‪ ،‬يبدأ يف الداخل السوري‪ ،‬ويتكامل مع‬ ‫املدى الحيوي يف املرشق العريب‪ ،‬ويتحصن بالفضاء‬ ‫االسرتاتيجي الناشئ‪ ،‬للمشاركة الفعالة الحقاً يف‬ ‫السوق العربية أو املتوسطية األرحب‪ .‬بدون النهوض‬ ‫التنموي والتكامل االقتصادي يبقى السوق املحيل‬ ‫وبالتايل املجتمع ككل عرضة لالهتزازات من جراء‬ ‫منافسة غري متكافئة من الحليف األقرب والخصم‬ ‫األبعد‪.‬‬ ‫وإذا كان التكامل االقتصادي مع املحيط يحتاج اىل‬ ‫بناء عالقات مستقرة قامئة عىل تقارب يف النظرة‬ ‫السياسية ويف النظم واألولويات االقتصادية‪،‬‬ ‫واىل الثقة املتبادلة والوقت‪ ،‬فإن النهوض التنموي‬ ‫الداخيل يشكل مسألة تعتمد عىل اإلمكانيات‬ ‫الذاتية والقدرة عىل التجديد والريادة واستنباط‬ ‫الحلول والخطط لالستفادة القصوى من اإلمكانيات‬ ‫واملوارد الوطنية‪ ،‬بهدف تطوير اإلدارة واجتذاب‬ ‫االستثامرات لدفع عجلة التنمية وتكبري حجم‬ ‫االقتصاد وزيادة إيرادات الدولة لتستطيع القيام‬ ‫بدورها يف تطوير الخدمات والبنى االساسية من دون‬ ‫إرهاق املواطن بالرضائب‪ ،‬وزيادة دخل الفرد وتحسني‬ ‫مستوى ونوعية حياته‪.‬‬ ‫التنمية الشاملة والتخطيط االسرتاتيجي‬ ‫وقد بدا واضحاً أنه ال ميكن مواكبة اإلنجازات‬ ‫السياسية واالسرتاتيجية ومالقاة الدور اإلقليمي‬ ‫إال بنهج جديد خالق من التخطيط االسرتاتيجي‪،‬‬ ‫تحصن‬ ‫يساهم يف تحقيق نقلة نوعية يف التنمية‬ ‫ّ‬ ‫هذا الدور‪ .‬ال تستطيع السياسات التنموية القدمية‬ ‫املعتمدة فقط عىل التخطيط املركزي والدعم‬

‫املايل من الحكومة املركزية ومحدوديته نتيجة‬ ‫األولويات الدفاعية واالسرتاتيجية‪ ،‬أن تهيئ البنى‬ ‫األساسية الرضورية الجتذاب اهتامم االستثامر‬ ‫الخاص يف القطاعات ذات الجدوى والقيمة املضافة‪،‬‬ ‫التي تسهم بالتايل يف تكبري حجم االقتصاد وزيادة‬ ‫إيرادات الدولة ورفع مستوى دخل الفرد‪.‬‬ ‫لقد كانت هذه الرؤية هي الدافع الرئييس وراء‬ ‫تصميم وإطالق مرشوع حلم حمص‪ .‬فالقيادة‬ ‫اإلدارية يف حمص وعىل رأسها السيد املحافظ‬ ‫املهندس إياد غزال‪ ،‬أدركت منذ سنوات عدة حجم‬ ‫املسؤولية امللقاة عىل األقاليم ملواكبة املركز يف‬ ‫تحمل أعباء ومسؤولية التنمية الشاملة‪ ،‬التي تبدأ‬ ‫من التقييم الحقيقي والشفاف للواقع الراهن‪ ،‬دون‬ ‫تجميل وال تضخيم للمشكالت ونقاط الوهن‪ ،‬حيث‬ ‫تبني منذ البدايات أن التمويل املطلوب لتخطي‬ ‫هذه املشكالت وتطوير البنى األساسية الرضورية‬ ‫لتحسني حياة املواطن واجتذاب االستثامرات‬ ‫تتخطى بعرشات املرات امليزانية التي توفرها الحكومة‬ ‫املركزية للمحافظة‪ ،‬مع توجيه الحكومة املركزية‬ ‫للفروع باالعتامد عىل املوارد الذاتية‪ .‬وهذا يؤدي يف‬ ‫الحاالت التقليدية اىل فرض رضائب إضافية عىل‬ ‫املواطن‪ ،‬وتأخري التنمية أو إعادة جدولة أولوياتها اىل‬ ‫عرشات السنوات‪ ،‬مام يعني زيادة التخلف عن الركب‬ ‫العاملي والعجز عن مواكبة الدور اإلقليمي واإلنجازات‬ ‫االسرتاتيجية‪.‬‬ ‫لذلك كان ال بد من إيجاد بدائل غري تقليدية‬ ‫لتمويل االحتياجات األساسية وتطوير البنى التحتية‬ ‫والترشيعات وإطالق عجلة االقتصاد‪ ،‬والخروج من‬ ‫االرتجال وردات الفعل والعشوائية والتناقض يف‬ ‫معالجة األزمات الطارئة و املشاكل اآلنية املبارشة‪،‬‬ ‫اىل اسرتاتيجية واضحة لكل قطاع من قطاعات‬ ‫الحياة‪ ،‬من ضمن رؤية شاملة‪ ،‬حتى تكون الحلول‬ ‫املبارشة واملتوسطة األمد منسجمة ومتناسقة‬ ‫وهادفة‪.‬‬ ‫حلم حمص‬ ‫بعد دراسة الواقع الراهن‪ ،‬تبني وجود أراض كثرية‬ ‫يف مدينة حمص غري مستثمرة بشكل جيد‪ ،‬ال بل‬ ‫أن عدداً منها يحتوي عىل صناعات ملوثة للبيئة أو‬ ‫مقلقة للمواطنني‪ ،‬أو غري مجدية اقتصادياً‪ ،‬ترافق‬ ‫إنشاؤها مع أمناط قدمية من التخطيط ال تأخذ‬ ‫بعني االعتبار االستخدام األمثل الستثامرات الدولة‪،‬‬ ‫خاص ًة يف مجاالت البنى التحتية وتبعرث التخطيط‬ ‫املدين واملناطق الحرفية والصناعية وغريها‪ .‬من هنا‬ ‫عمدت املحافظة يف الخمس سنوات املاضية اىل تنفيذ‬ ‫عدد كبري من الدراسات التنظيمية والتخطيطية‬ ‫ونقل الصناعات الثقيلة وامللوثة واملقلقة إىل أماكن‬ ‫جديدة‪ ،‬وتحسني استخدام املساحات‪ ،‬وتم تحديد ‪20‬‬ ‫منطقة للتطوير العقاري‪ ،‬القسم األكرب منها‬ ‫هو أمالك للدولة‪ .‬وقد متت االستعانة برشكات‬ ‫تصميم محلية وعربية وعاملية رائدة إلنجاز املخططات‬ ‫التنظيمية والدراسات الهندسية لهذه املناطق‬ ‫حسب املعايري العاملية‪ ،‬وبشكل متناسق ومتكامل‬ ‫من ضمن دراسة شاملة للتخطيط اإلقليمي‪ ،‬هي‬

‫األوىل عىل مستوى املحافظات السورية‪ .‬حيث تبني‬ ‫أن تطوير هذه املناطق تدريجياً يعود بالفائدة الكربى‬ ‫عىل املدينة وأهلها‪ ،‬كام يوفر ملجلس املدينة مداخيل‬ ‫كبرية ميكن استخدامها للميض يف تطوير البنى‬ ‫التحتية والخدمات األساسية املتميزة وإيجاد فرص‬ ‫عمل جديدة وبالتايل رفع مستوى حياة املواطنني‬ ‫واجتذاب املزيد من االستثامرات‪.‬‬ ‫وألن التنمية يجب أن تشمل كل رشائح املجتمع‬ ‫وتأخذ باالعتبار مصالحها العامة ومستقبلها‪ ،‬كان‬ ‫ال بد من دراسة كافة القطاعات الحيوية املرتبطة‬ ‫مبارش ًة بحياة املواطن ووضع رؤية شاملة لها بعيداً‬ ‫عن اإلمكانيات املتوفرة أو املكبالت والترشيعات‬ ‫القامئة‪ ،‬وإطالق اإلبداع عىل املدى األوسع‪ ،‬مستفيدين‬ ‫من تجارب العامل‪ ،‬لرسم حلم للمحافظة وأهلها يف‬ ‫كل قطاع‪ ،‬ابتداء من قطاعات البنية التحتية مثل‬ ‫البيئة والنفايات والرصف الصحي والطاقة واملياه‬ ‫والنقل واملواصالت واملسح الشامل واالتصاالت اىل‬ ‫القطاعات التي تعتمد عىل املعرفة مثل الرتبية‬ ‫والصحة والثقافة و الرياضة والحكومة االلكرتونية‬ ‫اىل القطاعات اإلنتاجية من زراعة وصناعة اىل‬ ‫قطاعات السياحة والرتاث والتاريخ واإلنسان والجامل‬ ‫والحدائق‪.‬‬ ‫وحتى ال تكون التنمية مركزة يف مدينة حمص‬ ‫وتشمل كافة مناطق املحافظة‪ ،‬فقد ُطلب اىل‬ ‫اإلدارات املحلية يف مدن ومناطق املحافظة أن يكون‬ ‫لكل مدينة يف املحافظة حلمها‪ ،‬من تدمر إىل تل‬ ‫كلخ والرسنت والحولة والقصري واملخرم والقريتني‬ ‫والوادي وحسياء‪ ،‬إضاف ًة إىل حمص الكربى‪.‬‬ ‫فيكون بذلك تأمني مصادر غري كالسيكية‬ ‫للتمويل مرتافقاً مع أحالم رائدة لكافة هذه‬ ‫القطاعات واملدن‪ .‬هكذا تشكلت كل هذه األحالم‬ ‫والخطط لتنصهر جميعها تحت عنوان واحد‪ :‬حلم‬ ‫حمص‪.‬‬ ‫بهذا املعنى فإن حلم حمص ليس حل ًام مجرداً‬ ‫باملعنى الحريف‪ ،‬بل منهجية جديدة للتنمية‬ ‫الشاملة والتخطيط االسرتاتيجي املتحرر من‬ ‫املكبالت واملعرقالت واإلمكانات والزمن‪ ،‬للخروج من‬ ‫الطريقة القدمية يف التخطيط املركزي الكالسييك‬ ‫الجامد‪ ،‬وإطالق اإلبداع والتجديد من عقاله ورسم‬ ‫رؤية بعيدة األمد لكافة نواحي الحياة‪ ،‬واستنباط‬ ‫آليات جديدة للتمويل عرب االستثامر األمثل للموارد‬ ‫واملساحات والبنى التحتية‪.‬‬ ‫وليصبح حلم حمص منوذجاً يحتذى به للتنمية‬ ‫الشاملة املستدامة‪ ،‬يعتمد عىل االستثامر األمثل‬ ‫للموارد واملساحات والبنى التحتية واالستثامرات‬ ‫العامة‪ ،‬ويبنى عىل دراسات علمية تفصيلية‬ ‫للواقع الراهن من ضمن رؤية مستقبلية ثاقبة‪ ،‬لخلق‬ ‫بيئة جاذبة لالستثامرات الناجحة وترسيع عجلة‬ ‫االقتصاد‪ ،‬فقد اعتمد عىل اآللية التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تقييم الواقع الراهن لكل قطاع أو منطقة‬ ‫‪ -2‬تحديد رؤية حلم حمص للقطاع أو املنطقة‬ ‫‪ -3‬وضع الخطة االسرتاتيجية لالنطالق من الواقع‬ ‫الراهن والوصول إىل الحلم ‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪ -4‬تقدير تكاليف إنجاز هذه الخطة‪.‬‬ ‫‪ -5‬تحديد األولويات املرتبطة مبا ييل‪:‬‬ ‫‪ -6‬تطوير الهيكليات واآلليات اإلدارية لتفعيل‬ ‫األداء وتبسيط اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪ -7‬تقييم أداء الكوادر البرشية الحالية واملستقبلية‬ ‫وتدريبها وتطويرها‪.‬‬ ‫‪ -8‬تحديد أولويات املشاريع مبا ينسجم مع املعايري‬ ‫العاملية واإلمكانيات املتاحة‪.‬‬ ‫وحلم حمص ال يتناول فقط الجانب املادي‬ ‫العمراين العقاري‪ ،‬بل أيضاً الجوانب الفكرية‬ ‫والثقافية والعلمية والحضارية والتاريخية والرتاثية‬ ‫والخدمية التي متس حياة املواطن يف الصميم‪ ،‬من‬ ‫أجل توفري حياة أفضل أكرث ازدهاراً ومعرف ًة ورفاهي ًة‪،‬‬ ‫والتفاعل مع الحداثة والتطور والثقافات العاملية يف‬ ‫ظل الحفاظ عىل الهوية والرتاث وتظهريها بأدوات‬ ‫ومصطلحات العرص‪.‬‬ ‫كام يحدد حلم حمص بوصلة التنمية يف‬ ‫كافة القطاعات‪ ،‬وبالرغم من أن طبيعة املرشوع‬ ‫هي طويلة األمد‪ ،‬فإن دراسات وترشيعات ومشاريع‬ ‫وإنجازات عديدة متت يف السنوات الخمس األخرية أو‬ ‫هي قيد التنفيذ قد بدأت تالمس وتغري حياة املواطن‬ ‫الحميص‪ .‬وقد بدأت هذه اإلنجازات بإزالة آثار الذاكرة‬ ‫السلبية عند املواطن من املشاريع الحكومية‪ ،‬التي‬ ‫ترسخت لديه عىل مدى سنوات طويلة‪ .‬ويساهم‬ ‫حلم حمص يف ذلك أيضاً عن طريق إعطاء املواطن‬ ‫الفرصة لالطالع عىل حقيقة الحلم واملشاركة‬ ‫يف صياغته والتعبري عن هواجسه وطموحاته‪،‬‬ ‫بهدف تغري موقفه تدريجياً من الرفض والالمباالة‬ ‫إىل االنتظار والتطلع واألمل واملراهنة واملشاركة‬ ‫والطموح‪.‬‬ ‫وقد تم تنفيذ عدد كبري من املشاريع خاصة يف‬ ‫مجاالت البنى التحتية واملواصالت بحسب ماسرت‬ ‫بالن شامل للرصف الصحي وآخر للطرق وتنظيم‬ ‫االختناقات املرورية‪ ،‬وتم إعادة تأهيل العديد من‬ ‫الشوارع والحدائق واملدارس خاصة لجهة إلغاء الدوام‬ ‫النصفي واملدارس املجمعة‪ ،‬وتنفيذ مشاريع الري‬ ‫واملياه واالتصاالت‪ ،‬إضافة اىل بناء وتطوير مدينة‬ ‫حسياء الصناعية وتطبيق ترشيعات النافذة الواحدة‬ ‫واعتامد كافة التسهيالت اإلدارية للمستثمرين مام‬ ‫أدى اىل استقطاب أكرث من ‪ 300‬منشأة صناعية يف‬ ‫الخمس سنوات املاضية باستثامرات فاقت ‪ 1.2‬مليار‬ ‫دوالر أمرييك‪.‬‬ ‫كام يتضمن الحلم مشاريع اسرتاتيجية أخرى‬ ‫كنقل الصناعات امللوثة مثل مصفاة حمص‬ ‫ومعامل السكر واألسمدة واملصابغ وغريها‪ ،‬من‬ ‫داخل املدينة اىل أماكن خاصة أو مدن صناعية‬ ‫متخصصة‪ ،‬وتنظيم املناطق الحرفية وتشجيع‬ ‫والصناعات‬ ‫واملتوسطة‬ ‫الصغرية‬ ‫الصناعات‬ ‫التحويلية والغذائية وصناعات املعرفة والقيمة‬ ‫املضافة‪ .‬إضافة اىل تطوير الزراعة والري ورفدها‬ ‫باألبحاث والتقنيات الالزمة‪ ،‬واالستفادة القصوى‬ ‫من موقع حمص االسرتاتيجي يف قلب سوريا وعىل‬ ‫ملتقى خطوط النقل واملواصالت األساسية التي‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫التحصن باملصلحة الوطنية كملجأ يحمي أي وطن ويجلب دعم أي شعب‬ ‫تربط أوروبا وتركيا بالخليج العريب واملتوسط بالعراق‬ ‫وايران‪ .‬كام تعري مشاريع الحلم اهتامماً كبرياً‬ ‫بالسياحة بكل أنواعها‪ ،‬وبشكل خاص السياحة‬ ‫التاريخية والرتاثية حيث توجد يف املحافظة مواقع‬ ‫عاملية مثل مدينة تدمر‪ ،‬حيث يخطط وينفذ عدد‬ ‫من املشاريع السياحية والرتفيهية ترقى اىل أعىل‬ ‫املستويات العاملية‪.‬‬ ‫وقد أنتجت هذه املنهجية عدداً كبرياً من‬ ‫الدراسات العلمية والخطط والرؤى حولت حلم‬ ‫حمص اىل منوذج فريد ومتطور للتنمية الشاملة‪،‬‬ ‫يهدف اىل التأسيس ملحافظة منوذجية مبرافقها‬ ‫وتنظيمها ونقائها وتلبية احتياجات أبنائها الخدمية‪،‬‬ ‫وذات إدارة متطورة ومتكاملة تعتمد عىل اقتصاد‬ ‫اإلنتاج واملعرفة بحيث يتمتع السكان بأفضل فرص‬ ‫التعليم وتؤسس مختلف النشاطات االقتصادية‬ ‫عىل املقومات املحلية بحيث تكون قادرة عىل التكامل‬ ‫والتنافس عىل املستويات املحلية واإلقليمية والدولية‬ ‫وتساهم يف توليد ونرش التكنولوجيا واملعرفة‬ ‫الحديثة من خالل منظومة إدارية عرصية منفتحة‬ ‫عىل التجديد واالبتكار ترتكز عىل بنى تحتية فعالة‬ ‫ومنظومة تجمعات عمرانية توفر الوسط املالئم‬ ‫لطموحات التنمية وحامية املوارد الطبيعية‬ ‫واالستخدام األمثل لها‪.‬‬ ‫تطبيقات تنفيذية‬ ‫بناء عىل ما تقدم‪ ،‬وعند التعمق يف املقوالت‬ ‫األساسية للرئيس الدكتور بشار األسد‪ ،‬خاصة يف‬ ‫املجاالت التنموية واالسرتاتيجية‪ ،‬نرى أن حلم حمص‬ ‫ما هو إال تطبيقات تنفيذية لفكر السيد الرئيس‪،‬‬ ‫منبثقاً عن رؤية تنموية متجددة ومرتكزة عىل‬ ‫أسس علمية واسرتاتيجيات اقتصادية واجتامعية‬ ‫تتمتع باملرونة والتدرج واملرحلية‪ ،‬يجعلها غري‬ ‫مقيدة بالزمان واإلمكانات والترشيعات بهدف‬ ‫تحويل محافظة حمص إىل قطب تنموي يتمتع‬ ‫مبزايا تنافسية‪ ،‬جاذب ومحفز لالستثامر واإلبداع‬ ‫والخدماتية‬ ‫والتنظيمية‬ ‫العمرانية‬ ‫مبشاريعه‬ ‫واالقتصادية والثقافية والبيئية يف إطار مستدام‬ ‫يؤسس لحياة أفضل للمواطنني ‪.‬‬ ‫مقطتفات من خطابات الرئيس‪:‬‬ ‫* نحن بحاجة اآلن إىل اسرتاتيجيات اقتصادية‬ ‫اجتامعية علمية وغري ذلك تخدم التنمية والصمود‬ ‫يف آن واحد وهى ليست موجودة كوصفات جاهزة‬ ‫بل أنها بحاجة إىل دراسات معمقة نستخلص‬ ‫منها النتائج التي عىل أساسها نحدد إىل أين‬ ‫يجب أن نتجه ؟‪..‬‬ ‫أداء القسم الدستوري ‪ /‬الجلسة االستثنائية‬ ‫ملجلس الشعب ‪ 17 /‬متوز ‪2000‬‬ ‫* عندما نتحدث عن تجديد وتطوير فهذا يعني‬ ‫تقييام موضوعيا ملا قمنا به يرتكز عىل نظرة‬ ‫معمقة إىل الوراء لرنى ما الذي حققناه وما الذي‬ ‫مل نحققه‪ ،‬وكم من الشـوائب علق مبسريتنا‬ ‫الوطنية ليك نقوم بإزالته‪ ،‬وهذا يفرتض معالجة‬ ‫السلبيات الناجمة عن العمل واملعوقات التي‬ ‫تعرتض التقدم ‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫افتتاح الدور الترشيعي الثامن ملجلس الشعب‬ ‫‪ 10‬آذار ‪2003‬‬ ‫* من املهم أن نتفاعل مع الثقافات األخرى والتأثر‬ ‫بكل ما هو إيجايب ‪ .‬‬ ‫حديث السيد الرئيس مع قناة الجزيرة القطرية‬ ‫* منهج التفكري بحاجة لخطط تنفيذ وليس‬ ‫خطة تنفيذ ‪ ..‬رمبا تربط بجدول زمني ورمبا ال ترتبط‬ ‫افتتاح الدور الترشيعي الثامن ملجلس الشعب‬ ‫‪ 10‬آذار ‪2003‬‬ ‫* إن إنجاز أي أمر مرهون مبجموعة مركبة من‬ ‫العوامل واالعتبارات يأيت يف مقدمتها الدعم‬ ‫الشعبي للتوجه املطروح‪ ،‬ونجاحنا يف ذلك يرتبط‬ ‫مبواظبتنا عىل تزويد املواطنني باملعلومات الصحيحة‬ ‫ليكونوا عىل صلة وثيقة مبا يجري‪ ،‬بالتوازي مع‬ ‫الحوار الرصيح واملتواصل معهم لتشكيل قناعات‬ ‫لعملية‬ ‫األسايس‬ ‫الداعم‬ ‫تشكل‬ ‫مشرتكة‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫أداء القسم الدستوري للوالية الدستورية‬ ‫الثانية دمشق ‪ 17‬متوز ‪2007‬‬ ‫* البد من استكامل الظروف املالمئة لتشجيع‬ ‫باتجاه‬ ‫وتوجيهها‬ ‫وتنويعها‪،‬‬ ‫االستثامرات‬ ‫القطاعات الواعدة يف بالدنا‪ ،‬وتجاوز جميع املعوقات‬ ‫البريوقراطية التي متنع ذلك‪.‬‬ ‫أداء القسم الدستوري للوالية الدستورية‬ ‫الثانية ‪ /‬دمشق ‪ 17‬متوز ‪2007‬‬ ‫* كان يف مقدمة املهام التي واجهتنا رضورة‬ ‫ردم الفجوة القامئة بني متطلبات عملية اإلصالح‬ ‫والترشيعات النافذة أو غري املوجودة أساساً‬ ‫األمر الذي كان يشكل عائقاً كبرياً أمام انطالقة‬ ‫االقتصاد‪.‬‬ ‫أداء القسم الدستوري للوالية الدستورية‬ ‫الثانية ‪ /‬دمشق ‪ 17‬متوز ‪2007‬‬ ‫* كام يجب التأكيد عىل نرش الثقافة واملعرفة‬ ‫والتقنية املعلوماتية ويجب إيالء االهتامم الكبري‬ ‫لتجارة العقل وتصدير األفكار وتطوير البحث‬ ‫العلمي وذلك من خالل توفري بنيته التحتية التي‬ ‫تبدأ بالعقل املنظم مرورا» باملؤسسات البحثية‬ ‫انتهاء» بالتقنيات الرضورية وحسب اإلمكانيات‬ ‫ورضورة ربطه بحاجات املجتمع التنموية ‪.‬‬ ‫* البد من اإلصالح والتطوير يف مؤسساتنا‬ ‫الرتبوية والتعليمية والثقافية واإلعالمية مبا يخدم‬ ‫قضايانا الوطنية والقومية ويعزز تراثنا األصيل‬ ‫ويؤدي إىل نبذ ذهنية االنغالق والسلبية ومعالجة‬ ‫الظواهر االجتامعية التي تؤثر سلبا»عىل وحدة‬ ‫املجتمع وسالمته ‪.‬‬ ‫* إضافة إىل كل مهامنا واهتامماتنا البد لنا‬ ‫من إيالء موضوع البيئة االهتامم الذي يستحق ألن‬ ‫القضايا البيئية غالبا» ما تكون معالجتها وقائية‬ ‫وعندما نرى نتائجها أو نشعر بآثارها يكون الوقت‬ ‫قد فات ودفعنا الثمن صحيا» واقتصاديا» وتنمويا»‬ ‫وجامليا»‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫محافظ إدلب‬ ‫المهندس خالد األحمد‪:‬‬

‫الرئيس األسد أحد أبرز‬ ‫الوجوه السياسية واإلقليمية‬ ‫وإنجازات عظيمة تحققت‬ ‫على مستوى الوطن بأكمله‬ ‫في عهده‬ ‫عرش سنوات ومسرية التطوير والتحديث تزدهر‬ ‫ألقاً وعطا ًء‪ ،‬عرش سنوات وسورية ترفض الضغوط‬ ‫وتواجه التحدي بالتحدي‪ ،‬عرش سنوات من العطاء‬ ‫جعلت سوريا محط أنظار العامل أجمع‪.‬‬ ‫يف الذكرى العارشة لخطاب القسم الذي كان‬ ‫يتسم باملبدئية والواقعية والديناميكية والشعبية‪،‬‬ ‫يطيب بنا املقام أن نتحدث عن هذا القائد العظيم‬ ‫الذي لفت أنظار العامل إىل سوريا بحكمته وحنكته‬ ‫السياسية‪ ،‬فأصبحت سوريا محجاً لكل سياسيي‬ ‫ومثقفي العامل‪ .‬وأصبح الشخصية األكرث متيزاً‬ ‫وتألقا عىل مستوى العامل‪.‬‬ ‫ورمبا كانت الكتابة عن حدث معارص من أصعب‬ ‫وأعقد أنواع الكتابة‪ ،‬ألن شهود عرصه يعايشون‬ ‫الحدث بكل تفاصيله‪ ،‬فكيف إذا كان الحديث عن‬ ‫السيد الرئيس بشار األسد‪ ،‬الشخصية السياسية‬ ‫األهم بني مجموع الشخصيات السياسية العاملية‬ ‫وفقاً الستطالع الرأي واالستبيانات التي أجرتها‬ ‫إحدى البعثات اإلخبارية العاملية‪.‬‬ ‫فمحصلة ذلك االستفتاء أكدت بأن الرئيس‬ ‫األسد هو أحد أبرز الوجوه السياسية إقليمياً ودولياً‪،‬‬ ‫وأن اختياره ليكون شخصية العام إىل نجاحه يف‬ ‫مواجهة الضغوط التي استهدفت سوريا منذ عام‬ ‫‪ 2005‬وتوطيد عالقاتها مع الدول العربية واإلقليمية‪،‬‬ ‫ونجح يف فك عزلة طالت سوريا والتي طالت لسنوات‪،‬‬

‫إضافة إىل العالقات املتميزة مبا فيها إيران وتركيا‬ ‫التي اتسمت باتخاذها مواقف ضد «إرسائيل»‪،‬‬ ‫إضافة إىل تطور العالقات السورية اللبنانية وتسابق‬ ‫قوى سياسية للتنصل من مواقفها السابقة تجاه‬ ‫سوريا‪ ،‬وبالتايل جعل ذلك الرئيس بشار األسد يف‬ ‫موقع قوة باملنطقة‪.‬‬ ‫فض ًال عن دوره البارز يف قمة الدوحة الطارئة أثناء‬ ‫العدوان اإلرسائييل عىل غزة عندما قال‪ :‬مصري غزة‬ ‫مصرينا جميعاً‪ ،‬وحري بنا أن نأخذ قرارات تنتج أفعاالً‪،‬‬ ‫السالم مع عدو غاشم سيؤدي حت ًام إىل االستسالم‪،‬‬ ‫املؤمن القوي خري وأحب إىل الله من املؤمن الضعيف‬ ‫وأن العني بالعني والسن بالسن والبادئ أظلم وأن ما‬ ‫أخذ بالقوة ال يسرتد إالً بها‪ ،‬وكذلك دوره البارز يف‬ ‫املصالحة العربية التي ُأطلقت يف قمة الكويت‬ ‫والقمة الرباعية التي عُقدت يف الرياض‪.‬‬ ‫إضافة إىل البعد العريب يف تحركات األسد‪،‬‬ ‫وقد برز البعد الدويل مع وصول الرئيس األمرييك‬ ‫أوباما وما حمله من مرشوع ملقاربة جديدة تجاه‬ ‫سوريا‪ ،‬يعكسه تقاطر العديد من الوفود األمريكية‬ ‫لسوريا‪ ،‬هذا فض ًال عن سعي الرئيس الفرنيس إىل‬ ‫تعزيز عالقته مع سوريا وتوجت تلك العالقة املتطورة‬ ‫بزيارة الرئيس األسد إىل باريس‪.‬‬ ‫ومل يكتف الرئيس بشار األسد باستثامر تطورات‬ ‫األوضاع يف املنطقة لصالح بالده وحسب‪ ،‬بل قدم‬ ‫رؤية سياسي ًة واقتصادي ًة هي فكرة البحار األربعة‬ ‫التي تناول فيها ربط بحار األسود وقزوين والخليج‬ ‫العريب وحتى البحر األحمر باملتوسط بهدف بناء‬ ‫رشاك ًة اقتصادية يف مجاالت النقل والطاقة‪.‬‬ ‫هذا القائد أدهش العامل بحكمته ورصانته‬ ‫وحسن تعامله مع األحداث واسترشاقه آلفاق‬ ‫املستقبل‪ ،‬حيث جسد يف سلوكه ومامرساته جملة‬ ‫من القيم األخالقية والغـي َّـرية والتضحية واإليثار‪،‬‬ ‫واضعاً نصب عينيه مصلحة األمة وإعالء شأنها‬ ‫والدفاع عن كل ذرة من ترابها املحتل مبواقفه املبدئية‬ ‫احرتام وتقدي ٍر كبريين‬ ‫والثابتة التي جعلت ُه موضع‬ ‫ٍ‬ ‫عىل املستوى العريب واإلقليمي والعاملي‪.‬‬ ‫وعىل املستوى املحيل لقد كان الرئيس وفياً ملا وعد‬ ‫به الجامهري منذ أن أنيطت به مسؤولية قيادتها عىل‬ ‫نهج القائد الخالد حافظ األسد فانطلقت مسرية‬ ‫البناء عىل قاعدة ما تحقق من ازدهار عىل امتداد‬ ‫مساحة الوطن‪ ،‬فغدت سوريا املعارصة واحة من‬ ‫األمن واألمان تنترش الرصوح الحضارية فيها شاهد‬ ‫عىل عظمة هذا الرجل وعظمة شعبنا الذي بايع‬ ‫هذا القائد بفيض من الحب والوفاء والوالء‪.‬‬ ‫وإذا كان من الصعوبة مبكان اإلحاطة بآفاق‬ ‫الكم النوعي الذي تحقق يف ظل مسرية التطوير‬ ‫والتحديث فإننا سنشري فقط إىل أنه منذ بداية‬ ‫عام ‪ 2006‬ولغاية العام املايض فإن قيمة ما أنجز من‬ ‫املشاريع يف محافظة إدلب ولتسعة محاور هي ‪:‬‬ ‫الرصف الصحي – والنفايات الصلبة – وري سهل‬ ‫الروج وسد وادي األبيض – ومياه الرشب – ومطحنة‬ ‫سنجار – ومعهدا التجاري والسكرتارية وهندسة‬ ‫الكمبيوتر – ومشفيا ابن سينا وأريحا بلغ ‪ 22‬مليار و‬

‫‪ 525‬مليون لرية سورية ‪.‬‬ ‫كام بلغ اإلنفاق االستثامري منذ بداية الخطة‬ ‫الخمسية التاسعة عام ‪ 2001‬ولغاية عام ‪2009‬‬ ‫لجهات اإلدارة املحلية ومياه الرشب والزراعة واملوارد‬ ‫املائية والكهرباء واالتصاالت والرصف الصحي ‪26‬‬ ‫مليار و ‪ 467‬مليون لرية سورية‪.‬‬ ‫ومبقارنة لهذا اإلنفاق بني عام ‪ 2000‬وعام ‪ 2009‬نجد‬ ‫أن نسبة النمو بلغت ‪ % 460‬وإذا ما تعمقنا أكرث نجد‬ ‫عىل سبيل املثال أن عدد األرسة يف املشايف العامة‬ ‫كان عام ‪ 178 / 1970 /‬أصبح عام ‪ 490 / 2000 /‬واآلن‬ ‫‪ / 1100 /‬رسير ‪ ،‬وارتفع عدد األطباء من ‪ 53‬إىل ‪802‬‬ ‫إىل ‪ 1150‬طبيب ‪ ،‬وعدد املراكز والنقاط الطبية من‬ ‫‪ 16‬إىل ‪ 40‬إىل ‪ ،116‬وكان طول شبكة الطرق املزفتة‬ ‫‪ 588‬كم أصبح ‪ 1910‬ثم ‪ 3958‬كم ‪ ،‬إضافة إىل ‪585‬‬ ‫طرق مركزية‪ ،‬وكان عدد املشرتكني يف الهاتف ‪3207‬‬ ‫ارتفع إىل ‪ 67022‬أصبح اآلن ‪ 228‬ألف مشرتك‪ ،‬وزاد‬ ‫عدد املراكز الهاتفية اآللية من اثنتني إىل ‪ 41‬إىل ‪،73‬‬ ‫وكانت سعة املقاسم ‪ 4700‬أصبحت ‪ 105180‬ثم‬ ‫‪ ،333400‬وكانت نسبة املستفيدين من املياه ‪% 32‬‬ ‫زادت إىل ‪ % 81‬ثم أصبحت ‪ ، % 90‬فيام كانت كمية‬ ‫املياه املنتجة ‪ 7‬مليون م‪ 2‬أصبحت ‪ 46‬مليون م‪ 2‬ثم‬ ‫‪ 60‬مليون م‪ ،2‬وزاد عدد التجمعات السكنية املنارة‬ ‫من ‪ 24‬إىل ‪ 821‬ثم ‪ 968‬وكان عدد املشرتكني يف‬ ‫الكهرباء ‪ 15123‬أصبح ‪ 179434‬ثم ‪ ،341000‬وارتفع‬ ‫عدد املراكز الثقافية من ‪ 3‬إىل ‪ 14‬إىل ‪ ،28‬وكان عدد‬ ‫املدارس ‪ 449‬أصبح ‪ 892‬إىل ‪ 1400‬مدرسة تضم‬ ‫‪ 407‬ألف تلميذ بعد أن كان عدد هؤالء عام ‪1970‬‬ ‫‪/ 63500 /‬‬ ‫هذا إضافة إىل سلسلة املنشآت الصناعية‬ ‫واإلنتاجية كرشكة سكر الغاب ومحلج املعري‬ ‫وصوامع الحبوب ورشكة إدلب للغزل ووحدة‬ ‫الكونرسوة والرشكة العامة للخيوط القطنية‬ ‫والكثري من املنشآت التي أقيمت وفق قانون‬ ‫االستثامر ‪.‬‬ ‫وإضافة لهذا وذاك فإن للمحافظة خصوصيتها‬ ‫الحضارية التي أكسبها عطاءات القائد ألقاً متميزاً‬ ‫لدرجة أن خمسة من تجمعات أوابدها األثرية‬ ‫والتاريخية أصبحت عىل الئحة الرتاث العاملي‪.‬‬ ‫باختصار شديد إن محافظة إدلب جزء من سوريا‬ ‫العزة والكرامة التي تفخر بانضوائها تحت القيادة‬ ‫الحكيمة للسيد الرئيس بشار األسد وهي أكرث ثقة‬ ‫وتفاؤالً مبستقبل أكرث ألقاً وإرشاقاً فلهذا القائد‬ ‫ُ‬ ‫نصوغ من مشاعرنا املفعمة باملحبة ونبض‬ ‫العظيم‬ ‫قلوبنا رسالة عه ٍد ووفا ٍء وإىل األبد‪.‬‬ ‫وختاماً أقول ‪ :‬عرش سنوات مضت كانت مليئة‬ ‫باإلنجازات والصمود برهنت عىل سعة آفاقه وقدراته‬ ‫القيادية العظيمة وحنكته وحكمته يف خوض‬ ‫معركتي التطوير والتحديث من جهة والتصدي‬ ‫للضغوط واملؤامرات والحمالت املعادية من جهة‬ ‫أخرى ‪ ...‬فهو بحق ربان سفينتنا نحو بر األمان‪ .‬‬

‫‪41‬‬

‫المدير العام لإلذاعة‬ ‫والتلفزيون في سوريا‬ ‫المهندس معن حيدر‪:‬‬

‫إعالمنا في تطور مستمر‬ ‫في ظل قيادة حكيمة‬ ‫عرش سنوات مرت عىل خطاب القسم الدستوري‬ ‫للرئيس بشار األسد أمام مجلس الشعب‪ ..‬عرش‬ ‫سنوات كانت حافلة باألحداث والوقائع‪ ..‬عرش سنوات‬ ‫ستسجل يف ذاكرة التاريخ أن سورية رقم صعب‬ ‫بفضل حكمة قيادتها والرؤية االسرتاتيجية التي‬ ‫يتمتع بها الرئيس األسد‪.‬‬ ‫خطاب ‪ 10‬متوز ‪ 2000‬كان نقطة البدء للعمل‬ ‫الحثيث من أجل إبقاء اسم سوريا عالياً‪ ،‬مل يوفر‬ ‫مجاالً إال وتحدث فيه‪ ..‬ومن هذا التاريخ الذي يكمل‬ ‫نهج الرئيس الخالد حافظ األسد متت املحافظة عىل‬ ‫اإلنجازات التي تحققت يف مختلف املجاالت‪.‬‬ ‫خطاب القسم رسم خريطة املرحلة القادمة يف‬ ‫إطار التحديث والتطوير والشفافية‪ ،‬وكان اإلعالم‬ ‫مبختلف وسائله املكتوبة واملرئية واملسموعة أحد‬ ‫الحقول الذي حظي برعاية كرمية من الرئيس األسد‪ ،‬إذ‬ ‫كان لتوجيهاته األثر امللموس عىل ما شهده اإلعالم‬ ‫خالل السنوات العرش املاضية‪ ،‬حيث صدرت سلسلة‬ ‫من القوانني والقرارات واتخذت إجراءات ساهمت يف‬ ‫إحداث نقلة نوعية لتطوير مختلف جوانب اإلعالم يك‬ ‫يتمكن من مواكبة املتغريات التي شهدتها ساحات‬ ‫العمل يف مختلف املجاالت السياسية واالقتصادية‬ ‫وغريها يف ظل مسرية التطوير والتحديث‪..‬‬ ‫تعززت أهمية وموقع اإلعالم السوري يف عهد‬ ‫الرئيس األسد نتيجة التطور الذي حصل يف جميع‬ ‫مجاالت اإلعالم‪ ،‬إن كان من الناحية املهنية أو من‬ ‫ناحية امتالك التقنيات املتطورة الحديثة وقدرة وأهلية‬ ‫العاملني يف اإلعالم السوري‪ ،‬ذلك اإلعالم الوطني‬ ‫امللتزم بقضاياه القومية والوطنية من جهة‪ ،‬وامللتزم‬ ‫بقضايا املواطن ومتطلباته واحتياجاته‪.‬‬ ‫ومل يعد ذلك اإلعالم الذي يقوم بنقل املعلومة‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫نرفض أن تفصل الحلول يف الخارج ليك تطرح علينا جاهزة‬ ‫فقط من املصدر إىل املتلقي بل أصبح ذلك اإلعالم‬ ‫الذي يهتم بكل قضية تهم املرأة‪ ،‬وما ذلك التنوع يف‬ ‫تناول قضايا املجتمع ال سيام املرأة والشباب والطفولة‬ ‫واملسنني والصحة والبيئة والسياحة إال دليل عىل أن‬ ‫اإلعالم أصبح الرشيك األساس لكل الجهات املعنية‬ ‫املتخصصة يف عملها‪ ،‬فقد أصبحنا نراه رشيكاً‬ ‫ومشاركاً يف إعداد الخطط والربامج ومساعداً يف‬ ‫تنفيذها من خالل عمله اإلعالمي أوالً ومن خالل تقديم‬ ‫مالحظاته وإبداء رأيه يف كل قضية تهم املواطن‪.‬‬ ‫وبرأينا مل يكن ليتحقق هذا لوال توجيهات السيد‬ ‫الرئيس بشار األسد وتركيزه عىل مسألة تأهيل وإعداد‬ ‫الكادر اإلعالمي يف كافة مجاالت األداء اإلعالمي‪ ،‬وما‬ ‫حضوره ورعايته ملؤمتر اتحاد الصحفيني الرابع يف ‪/ 15‬‬ ‫‪ 2006 /8‬إال دليل وإشارة من سيادته عىل تطور األداء‬ ‫اإلعالمي والسعي دامئاً ليكون يف مقدمة املدافعني‬ ‫عن قضايا وهموم الشعب أوالً وحقوق بلدنا وأمتنا‬ ‫ثانياً إن كامن يف الداخل أو يف الخارج‪.‬‬ ‫اإلعالم‪ ،‬هذا السالح األقوى يف أيدي صانعيه‬ ‫استطاع أن يقدم صورة مرشفة بفضل توجيهات‬ ‫سيادته لدفعه نحو األمام‪ ،‬وخاصة أن التحديات التي‬ ‫تواجهه من زيف وادعاءات وافرتاءات كبرية‪.‬‬ ‫ورمبا أفضل ما ميكن أن نتذكره هنا تلك األيام‬ ‫الصعبة التي مرت عىل سوريا من ضغوطات سياسية‬ ‫وحمالت مغرضة‪ ،‬ساهمت يف عدم رشاء املسلسالت‬ ‫السورية‪ ،‬فام كان من السيد الرئيس سوى التدخل‬ ‫املبارش وتوجيهه برشاء حقوق بث أكرث من ‪ 27‬عم ًال‬ ‫درامياً من اإلنتاج املحيل لدعم هذه الصناعة‪.‬‬ ‫وهذا إن دل عىل يشء فإنه يدل عىل اهتامم وعناية‬ ‫سيادته الخاصة بالدراما السورية‪ ،‬التي أصبحت شئنا‬ ‫أم أبينا السفرية الثقافية السياسية الوطنية‪.‬‬ ‫ونظراً للدور الذي تلعبه الدراما يف حياة املجتمع‬ ‫العريب جاء قرار إحداث املؤسسة العامة لإلنتاج‬ ‫اإلذاعي والتلفزيوين بهدف االرتقاء مبستوى اإلنتاج‬ ‫الفني إىل املستوى العاملي‪ ،‬ودراسة السبل الكفيلة‬ ‫لتحويل الدراما السورية إىل صناعة تسهم يف إحياء‬ ‫الرتاث العريب وتوظيفه لتحقيق إنتاج فني يخدم‬ ‫قضايانا الوطنية والقومية واإلنسانية‪.‬‬ ‫وال ميكن هنا أن نتجاهل القفزة النوعية التي‬ ‫تحققت عرب إطالق قناة خاصة بالدراما يف خطوة تدعم‬ ‫نجاحها‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي تسعى فيه مختلف القنوات‬ ‫التلفزيونية الرسمية لتقديم األفضل وكسب ثقة‬ ‫املشاهد‪ ،‬وإظهار الصورة الصحيحة لسوريا‪ ،‬كان‬ ‫للسيد الرئيس البصمة الواضحة يف وضع أسس‬ ‫إطالق مركز إخباري جديد بالتعاون مع دولة اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة يف سبيل تحقيق قفزة نوعية يف‬ ‫مجال صناعة األخبار والسبق الصحفي والتعامل مع‬ ‫الحدث اإلخباري‪ ،‬إىل جانب التبادل اإلخباري والتعامل مع‬ ‫األحداث العاجلة برسعة وحرفية عالية‪.‬‬ ‫كام يؤمل من هذا املركز أن يكون نواة مستقبلية يف‬ ‫إحداث قناة فضائية إخبارية تكون النافذة السياسية‬ ‫السورية عىل العامل وتقدم رسالتنا اإلعالمية‬ ‫مبصداقية عالية وبشفافية مطلقة‪ ..‬بهدف تسويق‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الخطاب السوري عاملياً‪..‬‬ ‫وينسحب عىل ذلك الرتخيص لقناتني فضائيتني‬ ‫خاصتني يف املنطقة الحرة وهناك قنوات حصلت عىل‬ ‫الرتخيص إال أنها مل تقلع بعملها بعد‪.‬‬ ‫ومن املرشوعات الهامة التي تحققت عىل الصعيد‬ ‫اإلداري واالقتصادي ميكننا اإلشارة إىل صدور مرسوم‬ ‫الهيئة العامة لإلذاعة والتلفزيون يهدف إىل إعطاء‬ ‫الهيئة املرونة يف عملها واستثامر موجوداتها وكوادرها‬ ‫يف إنتاج أعامل متميزة‪.‬‬ ‫أما اإلعالم املسموع الذي يعول عليه كثرياً يف إيصال‬ ‫الصوت السوري لكل جمهوره مبختلف فئاته فقد جاء‬ ‫املرسوم الترشيعي رقم ‪ 10‬لعام ‪ 2002‬يك يفسح املجال‬ ‫إلنشاء إذاعات خاصة متنوعة‪ ،‬وقد وصل عددها اليوم‬ ‫إىل ست عرشة إذاعة تغطي كامل مساحة القطر‬ ‫تقريباً إىل جانب اإلذاعات الرسمية (إذاعة دمشق‪ ،‬إذاعة‬ ‫صوت الشعب‪ ،‬إذاعة صوت الشباب)‪.‬‬ ‫أما يف مجال اإلعالم املقروء فكان لصدور قانون‬ ‫املطبوعات رقم ‪ 50‬تاريخ ‪ 2001/9/22‬املعدل لقانون‬ ‫املطبوعات الذي كان قد صدر عام ‪ ،1959‬األثر الطيب‪،‬‬ ‫حيث سمح مبوجب هذا التعديل بإصدار عدد من‬ ‫املطبوعات الخاصة بعد فرتة انقطاع استمرت ملدة أكرث‬ ‫من أربعة عقود‪ ،‬وقد وصل عددها اليوم إىل أكرث من‬ ‫مائتي مطبوعة موزعة بني السياسية واالقتصادية‬ ‫والقانونية واالجتامعية والفكرية والفنية واإلعالمية‪،‬‬ ‫ومن ضمن هذه املطبوعات هناك العديد منها املتميز‬ ‫من حيث اإلمكانيات والتقنيات‪ ،‬وتضم كوادر بخربات‬ ‫جيدة ال سيام وأن الصحفي السوري له باع طويل يف‬ ‫مجال اإلعالم‪ .‬وتلعب هذه املطبوعات دوراً ال يستهان‬ ‫به يف مسرية التطوير والتحديث وإحاطتها للكثري‬ ‫من القضايا وتسليطها الضوء عىل مكامن الخلل يف‬ ‫مواقع العمل املختلفة‪ .‬وال بد من التأكيد هنا عىل أن‬ ‫وزارة اإلعالم التي كانت املرجع واملتابع لكل هذه النقالت‪،‬‬ ‫ال تزال تعمل جاهدة للوصول إىل إعالم راق أكرث تطوراً‪،‬‬ ‫عم ُال بتوجيهات السيد الرئيس بشار األسد يك يرتقي‬ ‫هذا اإلعالم مبستواه إىل مستوى األداء السيايس‬ ‫للقيادة السورية‪.‬‬

‫رئيس اتحاد الصحفيين‬ ‫السوريين الياس مراد‪:‬‬ ‫سنوات الصمود والبناء‬ ‫حملت فيها سوريا رسالة‬ ‫السالم العادل والشامل‬ ‫حينام متسك قلمك لتخط فيه األحرف والكلامت‬ ‫عن السنوات العرش األخرية من عمر سوريا الحديثة‪،‬‬ ‫البد أنك تقع يف حرية بالغة‪ ،‬من أين تبدأ وكيف‪..‬؟‬ ‫هل تتحدث عن السياسة؟ أم عن االقتصاد؟ أم‬

‫‪42‬‬

‫عن متاسك املجتمع وحراكه التنموي واالقتصادي‪،‬‬ ‫ووقفته خلف قائده الشجاع الرئيس بشار األسد‪،‬‬ ‫أم ستتحدث عن هذه الحالة مبجملها‪ ،‬يك تفي‬ ‫القيادة حقها والشعب عطاءه‪ ،‬وقدرته الفائقة‬ ‫عىل تحمل املسؤولية‪ ،‬ومواجهة التحديات مهام‬ ‫كربت‪ ،‬مؤمناً بأنه يسري خلف قائد استطاع أن‬ ‫يوجه السفينة يف بحر من الصخب‪ ،‬بل أن ميخر‬ ‫بها أعتى العواصف ويصل إىل شاطئ األمان‬ ‫ثم ينطلق بها حام ًال رسالة القومية العربية‬ ‫مدافعاً عن حقوق األمة وداع ًام لجميع الشعوب‬ ‫املناهضة لالستعامر واالحتالل ‪ ،‬منطلقاً من‬ ‫قاعدة ثابتة يف العقيدة النضالية للشعب‬ ‫السوري بأن االحتالل ال ميكن أن يزول إال باملواجهة‬ ‫والتحدي واملقاومة‪ .‬ويف ذات الوقت حملت‬ ‫سوريا رسالة السالم العادل والشامل‪ ،‬وعرفت أن‬ ‫ذلك ال ميكن أن يتحقق إال بتعزيز عنارص الصمود‬ ‫وثقافة املقاومة لدى أبناء الشعب العريب‪،‬‬ ‫وكذلك االستفادة من عنارص إضافية يف املحيط‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬حيث القوى الداعمة للحق العريب‬ ‫تحتاج إىل من يسعى إليها ويضع يده يف يدها‬ ‫لتشكل حالة نضالية إضافية تسهم يف تقرير‬ ‫عنارص القوى املواجهة لالحتالل الصهيوين الذي‬ ‫كان يعربد يف املنطقة وال يزال يتمرد عىل املجتمع‬ ‫الدويل‪ ،‬حتى بعد الهزائم املتعددة التي لحقت به‬ ‫يف عدوان متوز عىل لبنان وكذلك عدوانه الفاشل‬ ‫عىل غزة‪.‬‬ ‫يف السياسة أيضاً كان عنوان الحراك مواجهة‬ ‫التحديات ومواجهة العدوان عىل العراق وكذلك‬ ‫كرس محاوالت الحصار‪ ،‬وفوق كل هذا وذاك‬ ‫محاوالت التحرش العسكري لفرض معركة‬ ‫عىل سوريا يف غري زمانها وظروفها‪ ،‬ولكن‬ ‫عنارص الضغط جميعها تحولت بل ارتدت يف‬ ‫وجه القوى التي حركتها أو التي وقفت معها‪،‬‬ ‫فكان أن أصبحت سوريا مركز استقطاب للقادة‬ ‫ولكبار الشخصيات السياسية من كربيات‬ ‫الدول الفاعلة واملؤثرة‪ ،‬وأقر الجميع بدور سوريا‬ ‫وتأثريها‪ ،‬ومحورية هذا الدور يف الوصول إىل‬ ‫معالجة قضايا املنطقة‪ ،‬حيث عرف الجميع بأنه ال‬ ‫ميكن ألحد أن يتجاوز الدور السوري أو يقفز فوقه‪،‬‬ ‫وهذا ما كان ليتم لوال الرؤية الصائبة للرئيس‬ ‫بشار األسد وقراءته الدقيقة لألحداث ومجراها‬ ‫وتطوراتها‪ ،‬فمن تعزيز العالقة االسرتاتيجية‬

‫مع إيران إىل بناء عالقة جديدة مع تركيا‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تعزيز الثقة بينهام وإلغاء الحواجز والحدود‪،‬‬ ‫وتكريس دورها كوسيط أسايس يف عملية‬ ‫السالم إىل استعادة العالقات مع الكثري من دول‬ ‫العامل مثل روسيا وفرنسا وغريهام‪ ،‬وعدم تجاهل‬ ‫رضورة تحسني العالقة مع اإلدارة األمريكية‪ ،‬وهذا‬ ‫ينس سورية وقائدها التوجه نحو العمل‬ ‫كله مل‬ ‫ِ‬ ‫العريب املشرتك عرب تعزيز دور مؤسسة القمة‬ ‫العربية والعمل النعقاد القمة االقتصادية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وتأسيساً لهذا العمل العريب السيايس‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬قامت سوريا بإنشاء العديد من‬ ‫املجالس العليا بينها وبني األشقاء يف الدول‬ ‫العربية مبا ش َّكل رافع ًة للعمل االقتصادي العريب‬ ‫املشرتك‪ .‬وبالتأكيد فإنه كان من الرضورة إزالة‬ ‫ذاك الرشخ الحاصل بني بعض األطراف والقوى‬ ‫يف لبنان وبني سوريا التي رح َّبت بتصحيح هذه‬ ‫القوى ملسارها وعودتها إىل حيث ترى أن يف تلك‬ ‫العودة خدمة للبنان وللمقاومة ولسوريا‪.‬‬ ‫سنوات عرش مرت عىل رئاسة الرئيس بشار‬ ‫األسد‪ ،‬كانت غنية ومليئة باإلنجازات عىل صعيد‬ ‫السياسة الخارجية والداخلية‪ ،‬ويف ذات الوقت‬ ‫أطلقت ثورة ترشيعية يف اإلدارة واالقتصاد‪،‬‬ ‫بإصدار مئات القوانني كان من أبرزها تلك‬ ‫املتعلقة باملصارف واالستثامر وتحرير التجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬األمر الذي جعل من سوريا خلية عمل‬ ‫دؤوب بدأت تظهر نتائجه‪ ،‬وبدأ يعطي مثاره عىل‬ ‫صعيد تحسني وتعزيز قوته يف مواجهة الهزات‬ ‫املالية الدولية‪.‬‬ ‫سنوات عرش مرت وال زالت سوريا تحمل راية‬ ‫املقاومة‪ ،‬وتعزيز ثقافتها بني األجيال العربية‬ ‫وتسعى بكل ثقة نحو مستقبل زاهر للسوريني‬ ‫والعرب جميعاً‪ ،‬ومهام كان الكالم عن العطاء‪،‬‬ ‫فإن األعامل تدل عىل ذاتها‪ ،‬ومهام كان الكالم‬ ‫فإن املنجزات عىل األرض هي التي تتحدث عن‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫وإذا كانت سنوات التصحيح الثالثني يف ظل‬ ‫القائد الراحل حافظ األسد قد أطلق عليها سنوات‬ ‫فإن السنوات العرش‬ ‫تأسيس سوريا املعارصة‪،‬‬ ‫املاضية تستحق أن تكون سنوات تحديث وتطوير‬ ‫سوريا وإدخالها عرص العلوم والتكنولوجيا والحداثة‪،‬‬ ‫إىل جانب الحفاظ عىل املبادئ والتمسك بالثوابت‬ ‫التي تشكل أساس كل عمل وتطوير‪ ..‬ثوابت العمل‬ ‫العريب املشرتك‪ ،‬وتحصني اإلرادة واالنفتاح عىل املحيط‬ ‫والعامل‪ ،‬واألهم من هذا وذاك‪ ،‬بل أن هذا وذاك يصب‬ ‫يف خدمة الثابت األساس وهو تحرير األرض العربية‬ ‫املحتلة واستعادة الحقوق املرشوعة يف الجوالن وجبل‬ ‫الشيخ وفلسطني‪ ،‬وجنوب لبنان والقدس عاصمة‬ ‫األمة العربية‪.‬‬ ‫فللقائد األسد عهدنا بامليض معه لتحقيق‬ ‫هذه األهداف واملبادئ‪ ،‬وسننترص بقيادته الحكيمة‬ ‫والشجاعة‪.‬‬

‫مدير عام مؤسسة الوحدة‬ ‫للطباعة والنشر‬ ‫خلف علي المفتاح‪:‬‬

‫اإلعالم السوري بين النقد‬ ‫واالستهداف‬ ‫بني الفينة واألخرى تطالعنا بعض املواقع‬ ‫االلكرتونية والصحف مبقاالت تتناول اإلعالم السوري‬ ‫نقدا وتقوميا وتوصيفا‪ ،‬وإن يتعرض اإلعالم أي إعالم‬ ‫للنقد فهذا أمر جيد بل رضورة تقتضيها طبيعة‬ ‫العمل اإلعالمي‪ ،‬بل أن النقد رضورة وحاجة لكل‬ ‫نشاط إنساين ألنه بالنقد البناء يتحسن األداء‬ ‫ويستقيم العمل ويتطور عىل قاعدة أن النقد تنقية‬ ‫لليشء من الشوائب‪ ،‬وتخليص له من األمراض‪،‬‬ ‫وإنارة للطريق إىل املستقبل‪ ،‬هذا كله عندما يكون‬ ‫الهدف من النقد هو تصويب األداء‪ .‬أما عندما يكون‬ ‫الهدف من النقد أو ما يغلف مبظهر النقد هو اإلساءة‬ ‫والتشويه وقلب الحقائق والتضليل فهذا أمر آخر‪.‬‬ ‫وبادئ ذي بدء ال بد من اإلشارة إىل أن أي إعالم سواء‬ ‫كان إعالما رسميا أو خاصا البد له من الوقوع يف‬ ‫األخطاء والتقصري يف بعض الجوانب ورمبا عدم القدرة‬ ‫يف االستجابة لرغبات كل أطياف املجتمع واألهواء‬ ‫السياسية والتنوع يف الثقافات واملشارب وغريها‪،‬‬ ‫ولكن مثة قواعد موضوعية وقواسم مشرتكة تعد‬ ‫معايري أساسية يف تقويم أي عمل أو نشاط إعالمي‬ ‫من املهنية واملوضوعية واملصداقية وغريها‪ ،‬وإن كان‬ ‫يصعب يف بعض األحيان االتفاق عىل ما هو موضوعي‬ ‫أو غري ذلك من أسس‪ ،‬الرتباط ذلك بالخلفية الفكرية‬ ‫والسياسية للناقد أو املتلقي واملشاهد‪.‬‬ ‫والشك أن اإلعالم السوري شأنه شأن أي إعالم‬ ‫آخر له إيجابياته وسلبياته وقد حقق نجاحات عىل‬ ‫صعد كثرية وأخفق يف أخرى‪ .‬وللتمييز بني النجاح‬ ‫واإلخفاق من املفيد العودة إىل األداء اإلعالمي بكليته‬ ‫ال بجزئياته‪ ،‬مبعى آخر التعامل معه يف ميزان النقد‬ ‫كحزمة متكاملة سواء اإلعالم املقروء أو املسموع أو‬ ‫املريئ أو اإللكرتوين‪ ،‬وعىل هذه القاعدة ميكن ألي متابع‬

‫‪43‬‬

‫حيادي ملسرية اإلعالم السوري من أن يسجل له نجاحات‬ ‫هامة يأيت يف مقدمتها أنه إعالم حافظ عىل هويته‬ ‫الوطنية والقومية يف الوقت الذي فقدت فيه الكثري‬ ‫من وسائل اإلعالم هويتها الوطنية‪ ،‬وانسلخت عن‬ ‫جلدها لتستنسخ عن غريها وتتحول إىل بوق ومكرب‬ ‫صوت لدول وتيارات خارج جسمها الوطني‪ ،‬وتكتب‬ ‫حروفا عربية بحرب أمرييك أو صهيوين‪ ،‬ما أفقدها‬ ‫هويتها ومصداقيتها ومهنيتها وأخالقيات العمل‬ ‫اإلعالمي‪ .‬فاإلعالم السوري حافظ عىل تلك الهوية ومل‬ ‫يتأثر بالقصف اإلعالمي املتعدد االتجاهات والدوافع‪ ،‬بل‬ ‫واألكرث من ذلك كان يف أحسن حالته وهو يتعرض‬ ‫إلطالق النريان‪ ،‬البعض منها نريان يفرتض أن تكون‬ ‫صديقة‪ ،‬وميكن لنا أن نستشهد بأكرث من مثال عىل‬ ‫ذلك‪ ،‬فعند غزو العراق من املحتل األمرييك الغريب مل‬ ‫تجرؤ وسيلة إعالم عربية رسمية عىل تسمية األشياء‬ ‫بأسامئها سوى اإلعالم السوري‪ ،‬فغاب عن أكرث وسائل‬ ‫اإلعالم مفردات مثل (احتالل‪ -‬غزو‪ -‬مقاومة‪ -‬شهيد)‬ ‫وكادت تسحب من التداول لوال اإلعالم السوري‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمر عند العدوان الصهيوين عىل لبنان عام ‪،2006‬‬ ‫وعىل غزة نهاية عام ‪ ،2008‬فقد تحول اإلعالم السوري‬ ‫إىل إعالم لكل العرب فالذين تستضيفهم الشاشة‬ ‫الفضائية السورية من اإلعالميني والباحثني والكتاب‬ ‫والساسة العرب هو أكرث من نظرائهم السوريني ما‬ ‫يجعل بعض العاملني يف األوساط الثقافية والفكرية‬ ‫واإلعالمية السورية يشعرون بالغنب ويوجهون النقد‬ ‫للقامئني عىل وسائل اإلعالم‪ ،‬فالشاشة السورية‬ ‫هي شاشة عربية بامتياز‪ ،‬وما مييز اإلعالم السوري‬ ‫هو أنه وبشكل تلقايئ يتبنى الدفاع عن أية قضية‬ ‫فيها مصلحة وطنية أو قومية أو إنسانية‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫يثبت أنه يتمتع مبهنية عالية والتزام أخالقي وإنساين‪،‬‬ ‫ويحاول دامئا مد جسور املحبة والتآخي بني الدول‪،‬‬ ‫وعوملة القيم اإلنسانية من خري ونبذ للعنف واإلرهاب‬ ‫وثقافة التسامح بني الشعوب‪ ،‬والعمل عىل تكريس‬ ‫ميثاق رشف عاملي تلتزم به كل وسائل اإلعالم العربية‬ ‫واألجنبية يتأسس عىل حوامل أخالقية وقيم إنسانية‪.‬‬ ‫ومجمل القول إن اإلعالم السوري له رسالة ويدافع‬ ‫عن قضية هو مؤمن بها‪ ،‬ويحمل مرشوعا سياسيا‬ ‫واقتصاديا وفكريا وثقافيا‪ ،‬ويعمل عىل تنوير الرأي العام‬ ‫بها ونرشها حيثام استطاع عرب امتداده يف الفضاءات‬ ‫العاملية‪ ،‬إضافة إىل أنه إعالم له أجندة داخلية ترتكز‬ ‫أساسا عىل املساهمة يف عملية التنمية والبناء‬ ‫بكل أشكالها‪ ،‬فهو بهذا املعنى ليس إعالما مجانيا‬ ‫وتجاريا وال مصادرا أو مرتهنا ألحد‪ ،‬إضافة أنه إعالم جاد‬ ‫ومسؤول وليس إعالما ترفيهيا أو مبتذال‪.‬‬ ‫من خالل وجهة النظر تلك وهذا التوصيف‬ ‫والتكييف الذي أراه‪ ،‬وهو رأي شخيص‪ ،‬أعتقد أن‬ ‫السبب الرئييس الستهداف اإلعالم السوري هو‬ ‫متسكه الشديد بقضاياه التي نجح يف الدفاع عنها‬ ‫وكان يف أوقات األزمات والشدة ذراعا قوية يف‬ ‫املواجهة والرد عىل الحرب اإلعالمية التي شنت عىل‬ ‫سوريا وسياساتها املبدئية‪ ،‬ونجح نجاحا الفتا يف ذلك‪،‬‬ ‫ما أسقط يف أيدي الذين ظنوا أنهم اخرتقوا البوابة‬ ‫السورية الحصينة املحصنة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫إن نظرة فاحصة إىل الفضاء اإلعالمي الذي تورده‬ ‫مئات الفضائيات تجعل املتابع ملضامينه يخلص إىل‬ ‫نتيجة مؤملة وهي أنها يف غالبيتها تهدف إىل نرش‬ ‫ثقافة غيبية أو ثقافة معطلة للعقل‪ ،‬برتكيزها عىل‬ ‫الشعوذة والسحر أو مثرية للغرائز‪ ،‬ومركزة عىل‬ ‫ثقافة الرتفيه وإثارة النعرات الطائفية واملذهبية‬ ‫والدينية وغريها‪ ،‬وهذا ال يبخس بعض الفضائيات‬ ‫حقها يف أنها متتلك خطابا متميزا ورسالة تنويرية‬ ‫عالية جعلت منها حالة متميزة يف املشهد اإلعالمي‪،‬‬ ‫واكتسبت جمهورا واسعا ما جعلها تتفوق حتى عىل‬ ‫الفضائيات الرسمية واألمثلة عىل ذلك كثرية‪.‬‬ ‫وجملة القول أن النقد املوضوعي يوجب عىل كل‬ ‫من يحاول أن يضع يف ميزان النقد أن يأخذ بعني‬ ‫االعتبار مسؤوليات ومهام اإلعالم الرسمي وأولوياته‪،‬‬ ‫وكذلك أهداف وأولويات اإلعالم الخاص‪ ،‬سيام وأن‬ ‫الهدف األسايس لإلعالم الرسمي هو تنوير الرأي العام‬ ‫وتحصني الحالة الوطنية والدفاع عن قضايا املجتمع‬ ‫وأمنه الثقايف‪ ،‬ومواجهة الغزو الثقايف يف ظل‬ ‫العوملة وبناء مجتمع متناغم ذو تفكري علمي ومنصهر‬ ‫يف بوتقة واحدة واثق من نفسه ومستقبله‪ ،‬متفائل‬ ‫ومحب للحياة‪ ،‬حر التفكري وينظر لآلخر باحرتام‪،‬‬ ‫مؤمن بحق االختالف والعيش بحرية وكرامة ورفاه‪.‬‬ ‫ويف املقابل يبدو الهدف األسايس ألغلب الفضائيات‬ ‫الخاصة نرش ثقافة معينة أو تجذير سلوكيات شاذة‪،‬‬ ‫أو تضليل املجتمع باستخدام أحدث وسائل الخداع‬ ‫عرب الرتكيز عىل جزئيات ونقاط ضعف يف التنشئة‬ ‫الرتبوية والسياسية والثقافية للمجتمع‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫الفضائيات التي تترسبل بقناع الحرية والدميقراطية‬ ‫املقسم‪ ،‬وتجزّأ املجزّئ‪ ،‬وتفيش ثقافة تدمر‬ ‫لتقسم‬ ‫ّ‬ ‫العقد االجتامعي والروابط والهويات الجامعة‪ ،‬لتحل‬ ‫بدال عنها هويات فرعية وعصبوية زائفة‪ ،‬وهذا من‬ ‫أخطر ما تواجهه املجتمعات العربية‪.‬‬

‫رئيسة االتحاد العام النسائي‬ ‫د‪ .‬ماجدة قطيط‪:‬‬ ‫سوريا في خطوات واثقة‬ ‫تتقدم نحو األفضل‬ ‫يف الذكرى العارشة النتخاب الرئيس بشار األسد‬ ‫ننطلق يف القول من كلامته “أن أرى سوريا أكرث‬ ‫ازدهاراً” وها هي سوريا رغم كل التحديات التي‬ ‫واجهتها من أعداء اإلنسانية‪ ...‬ها هي يف قلب‬ ‫العامل وهي محطة لكل من يريد البحث عن حل‬ ‫عادل ومنطقي للقضايا التي نجمت عن املكائد التي‬ ‫زرعتها االمربيالية ومن يلوذ بها‪.‬‬ ‫سوريا يف خطوات واثقة تتقدم نحو األفضل‬ ‫وبقيادة الرئيس بشار األسد تطوع اإلمكانات لتغدو‬ ‫الخطط التنموية واقعاً بهدف تحسني الواقع املعايش‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫للمواطنني والزيادات املتعددة للرواتب واألجور دلي ًال بي ّناً‬ ‫عىل اهتامم سيادته والحكومة من خالل توجيهاته‬ ‫بأحوال املواطنني واستثامر الطاقات املتاحة بطريقة‬ ‫أفضل هو نهج مسرية التطوير والتحديث مع االعتامد‬ ‫عىل الجهود الوطنية املخلصة‪ ،‬وتوسيع دائرة القرار‪.‬‬ ‫وكانت مؤمترات الحزب التاسع والعارش محطات بارزة‬ ‫يف تاريخ سوريا حيث خرجت مبقررات طموحة تعرب‬ ‫عن هموم الناس وتطلعاتهم وبدأت تأخذ طريقها‬ ‫للتنفيذ كام قال السيد الرئيس بشار األسد يف‬ ‫كلمة له بجامعة دمشق عام ‪“ 2005‬لقد صدرت عن‬ ‫املؤمتر القطري لحزب البعث العريب االشرتايك مقررات‬ ‫طموحة‪ .‬ونحن عازمون عىل وضعها موضع التنفيذ من‬ ‫خالل أولويات تراعي الظروف واإلمكانات املتاحة”‪ ،‬وركزت‬ ‫مسرية التطوير والتحديث عىل تقريب مستجدات‬ ‫العرص ووضعها يف خدمة املواطن واملجتمع وبالتايل‬ ‫الوطن فأحدثت مراكز املعلوماتية للتدرب واستنباط‬ ‫األساليب التي تخدم التنمية الشاملة التي تستند‬ ‫إىل املعايري الواقعية‪.‬‬ ‫وربط قائد التطوير والتحديث كل الخطوات الواجب‬ ‫تنفيذها من خالل االرتقاء بواقع املرأة ال بل كان واضحاً‬ ‫بقوله‪“ :‬كل ما سبق يصعب تحقيقه إن مل تكن املرأة‬ ‫مشاركة فيه من موقع فعيل ال وهمي” مبعنى يجب‬ ‫أن تشارك املرأة بالعمل وصنع القرار ال أن متثل مبواقع‬ ‫هامشية ومنطية‪ .‬وفع ًال بدأت املرأة تحتل مواقع جديدة‬ ‫تعزز مشاركتها فهي نائب لرئيس الجمهورية وعضو‬ ‫قيادة قطرية وأمينة شعبة حزبية‪ ،‬وعن تس ّلمها منصب‬ ‫نائب رئيس جمهورية ال بد من االعرتاف بأنه منصب‬ ‫غرب مسبوق يف تاريخ سورية والوطن العريب وللمرة‬ ‫األوىل طبعاً التاريخ الحديث‪ .‬وقد أوىل قطاع الشباب‬ ‫والذي يضم الجنسني اهتامماً خاصاً وبتوجيهاته أعدت‬ ‫االسرتاتيجيات التي تتضمن األهداف الطموحة للقائد‬ ‫وللوطن مع مراعاة التغريات العاملية والتحديات التي‬ ‫أفرزتها هذه التغريات وبدأت أليه التنفيذ من املدرسة‬ ‫إىل الجامعة ثم ساحة العمل واتسعت دائرة املخابر‬ ‫وشبكات املعلوماتية مع تفعيل البنى التحتية‪.‬‬ ‫كام وكان للمنظامت الشعبية نصيباً من‬ ‫اهتامم الرئيس بشار األسد‪ ،‬والسيدة أسامء األسد‬ ‫التي ساهمت يف تقريب العلوم الحديثة للمجتمع‬ ‫وبشكل خاص يف الريف من خالل فردوس والقرى‬ ‫التي استهدفتها فردوس متيزت نحو األفضل ليس يف‬ ‫الصحة بل يف التدرب واإلنتاج وإدارة املشاريع األرسية‪.‬‬ ‫وكان الستقبال الرئيس بشار األسد للمكتب‬ ‫التنفيذي وتوجيهاته لقيادة االتحاد النسايئ حافزاً يك‬ ‫تكون عىل مستوى الثقة التي منحها لنا ويك ننهض‬ ‫باملرأة واملجتمع كام يريده الرئيس من مجاراة علوم‬

‫‪44‬‬

‫العرص ووضع هذه العلوم يف خدمة املرأة واألرسة‪،‬‬ ‫وصوالً لتوعية املرأة بأهمية دورها يف خدمة اإلنسان‬ ‫ليس يف مرحلة الطفولة األوىل فقط بل يف جميع‬ ‫مراحل الحياة ملا لدورها من أهمية بالغة يف األرسة‪.‬‬ ‫وال ميكن تذكر السنوات العرش للمسرية الظافرة‬ ‫دون املرور عىل بعض ما خص به األرسة واألمومة‬ ‫والطفولة كمرسوم رفع سن الحضانة وزيادة إجازة‬ ‫األمومة وتوريث الراتب التقاعدي وك ّرم املرأة بعدد‬ ‫من املراسيم كمرسوم جرائم الرشف ومرسوم منع‬ ‫التدخني ونتائجه اإليجابية عىل صحة املرأة وكذلك‬ ‫مرسوم منع االتجار باألشخاص الذي احرتم إنسانية‬ ‫املرأة ومنع استغاللها‪.‬‬ ‫عرش سنوات م ّرت عىل قيادته ولكن ما ُأنجز ال ميكن‬ ‫حرصه يف جميع املجاالت يف الداخل من إصدار للقوانني‬ ‫ومن عطاءات تفتح اآلفاق أمام اإلبداع ومن رعاية‬ ‫للطفولة وحامية للشباب وتوفري املالذ اآلمن للمسنني‬ ‫وخلق الفضاءات الرحبة للتعامل مع املستجدات‬ ‫وخلق البنية التي تتيح هذا التعامل‪.‬‬

‫رئيسة جمعية ترفيه‬ ‫المسنين بسوريا‬ ‫دعد درويش الدرويش‪:‬‬

‫أحيي القائد العظيم ابن الشعب‬ ‫أحيي القائد العظيم ابن الشعب الدكتور بشار‬ ‫حافظ األسد ألنه ومن خالل سياسته املدروسة أتاح‬ ‫لنا نحن أبناء الطبقة الكادحة التمييز والربوز من‬ ‫خالل أعاملنا التي هو من كان يقف دامئاً وراء نجاح أي‬ ‫من أبناء الوطن‪.‬‬ ‫الرئيس األسد و عقيلته دامئاً موجودون‬ ‫ومتواجدون معنا يف كل النشاطات التي تقوم‬ ‫بها الجمعيات األهلية واملنظامت اإلنسانية وقد‬ ‫أعطاين الفرصة من خالل مبادرته ألكون متميزة‬ ‫أمام وطني سوريا وأمام العامل‪ ،‬فلوال سياسته‬ ‫الحضارية ونهج التطوير والتحديث الذي نسري‬ ‫بقيادته ملا وصلت أنا وأقراين ملا وصلنا له ‪ ،‬تحيا أيها‬ ‫القائد لنا والوطن‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫الرئيس الدكتور بشار حافـظ األسـد ‪:‬‬ ‫من الطفولة الى الرئاسة‬ ‫ ولد الفريق الدكتور بشار حافظ األسد‬‫ومنا يف وطنه سوريا حيث كرب مع طموحاتها‬ ‫ومشاكلها وتحدياتها ونهل من تاريخها‬ ‫وتتلمذ يف مدرسة الفضيلة والوفاء وحب‬ ‫الوطن عىل يد الزعيم العريب الراحل حافظ‬ ‫األسد ‪.‬‬ ‫ ولد بشار األسد يف اليوم الحادي عرش من‬‫شهر أيلول من عام ‪ 1965‬يف مدينة دمشق‬ ‫وأنجز يف مدارسها دراسته االبتدائية والثانوية‬ ‫ومن ثم درس الطب يف جامعتها وتخرج طبيباً‬ ‫يف عام ‪ ،1988‬عمل بعدها يف مشفى ترشين‬ ‫ثم سافر عام ‪ 1992‬إىل بريطانيا للتخصص‬ ‫يف طب العيون وعاد عام ‪.1994‬‬ ‫ انتخب يف عام ‪ 1994‬رئيساً ملجلس إدارة‬‫الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية التي‬ ‫تقود النشاط املعلومايت يف سوريا ورعى‬ ‫جميع األنشطة املعلوماتية عىل ساحة‬ ‫الوطن‪ ،‬ويف ‪ 1998/4/25‬دشن موقع الجمعية‬ ‫املعلوماتية عىل شبكة اإلنرتنيت‪ ،‬هذه‬ ‫الشبكة التي ساهم يف إدخالها إىل سوريا‬ ‫يف إتاحة االستفادة منها يف الفعاليات كافة‪،‬‬ ‫وبهدف نرش الوعي املعلومايت وجه إلطالق‬ ‫الربنامج الوطني لنرش املعلوماتية عام ‪1997‬‬ ‫حيث أتاح للمواطنني مجاناً البدء بتعلم‬ ‫استخدام الحاسوب والشبكات الحاسوبية‪،‬‬ ‫وذلك يف املدن واألرياف والقرى يف جميع أرجاء‬ ‫الجمهورية العربية السورية ‪ -‬كام وجه يف‬ ‫عام ‪ 1999‬إىل إطالق الربنامج الجامعي لنرش‬ ‫املعلوماتية الذي أتاح للخريجني من الجامعات‬ ‫ولطالب الجامعات التدرب عىل الحاسوب‪.‬‬ ‫ أدى دوراً بارزاً يف الحياة االقتصادية للبالد‬‫عرب مشاركته يف األنشطة االقتصادية‬ ‫املختلفة ويف اطالعه عىل ما يجري يف‬ ‫مؤسسات الدولة من دراسات يف هذا اإلطار‪.‬‬ ‫ انتسب إىل القوات املسلحة وتدرج يف‬‫السلك العسكري متبعاً مجموعة دورات‬ ‫عسكرية ميدانية ‪.‬‬ ‫ يجيد إضافة إىل لغته األم العربية ك ًال‬‫من اللغتني اإلنكليزية والفرنسية‪ ،‬تطبيقاً‬ ‫لشعاره القائل ‪“ :‬إن لغة اإلنسان هي هويته‬ ‫ووطنه الروحي والهوية هي االنتامء وبالتايل‬ ‫من يبتعد عن لغته إمنا يفقد ذاته”‪ ،‬فقد أدرك‬ ‫أهمية الحفاظ عىل اللغة العربية وتطويرها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف عرص املعلوماتية‪.‬‬ ‫ مل يقترص اهتامم الدكتور بشار عىل‬‫علوم الطب وعىل التقنيات املعارصة والعلوم‬ ‫العسكرية فقط بل تعدى ذلك إىل اهتاممه‬ ‫بالثقافة كافة مبا يف ذلك علم النفس‬ ‫واالجتامع والفلسفة وما سوى ذلك‪ ،‬كل ذلك‬ ‫بنشاط ودقة دون كلل أو ملل‪.‬‬ ‫ عرف عن بشار حافظ األسد خلقه الحميد‬‫وتواضعه ووعيه السيايس واالجتامعي وهو‬ ‫القائل “أنا جاهز ملا يطلبه الناس مني”‪.‬‬ ‫ يعرف عن الدكتور بشار األسد أنه رجل‬‫حضاري يعتمد املنهجية العلمية يف أفكاره‬ ‫ومواعيده وكلامته‪.‬‬ ‫ رقي إىل رتبة فريق يف العارش من حزيران‬‫‪ 2000‬مبوجب املرسوم الترشيعي رقم (‪. )9‬‬ ‫ عني الفريق بشار حافظ األسد قائداً‬‫للجيش والقوات املسلحة يف ‪2000/6/11‬‬ ‫مبوجب املرسوم الترشيعي رقم (‪. )10‬‬

‫الرئيس بشار األسد يحيي الشعب السوري املقاوم‬

‫ انتخب بشار حافظ األسد يف املؤمتر‬‫القطري التاسع الذي انعقد يف الفرتة مابني‬ ‫‪ 17‬ـ ‪ 2000/6/20‬قائداً ملرسة الحزب والشعب‬ ‫وذلك يوم ‪ ،2000/6/18‬كام انتخب أميناً عاماً‬ ‫للجنة املركزية للحزب وأميناً قطرياً لحزب‬ ‫البعث العريب االشرتايك ‪.‬‬ ‫ ألقى يف الجلسة الختامية للمؤمتر القطري‬‫التاسع يوم ‪ 2000/6/20‬كلمة أكد فيها عىل‬ ‫“أن حزب البعث العريب االشرتايك كان وال يزال‬ ‫طليعة املناضلني وقلعة التحرير الحصينة‪،‬‬ ‫وسيبقى منيعاً صامداً مجيداً وسيتنامى‬ ‫أكرث فأكرث‪ ،‬وسيكون عامد أي استقرار‪ ،‬ومحور‬ ‫أي تغيري أو إنجاز‪ ،‬وسيظل حزبنا أميناً لقيم‬ ‫البعثي األول القائد حافظ األسد “ ‪.‬‬ ‫ كام أكد يف كلمته يف املؤمتر القطري‬‫التاسع قائ ًال‪“ :‬إنني ابن البعث تربيت يف‬ ‫أحضانه ونهلت من فكره ونشأت يف أرسة‬ ‫مكافحة يشكل البعث بالنسبة لها انتامءها‬

‫وسيظل‬

‫ومرجعيتها‬ ‫وعقيدتها‬ ‫وفكرها‬ ‫البعث انتامءنا وفكرنا وعقيدتنا ومرجعيتنا”‬ ‫ أكد عىل أن أهمية انعقاد املؤمتر القطري‬‫التاسع للحزب تأيت يف ظروف داخلية أكرث‬ ‫استقراراً يتوحد فيها الشعب حول نهج‬ ‫القائد الخالد حافظ األسد وأثبت انعقاد املؤمتر‬ ‫ثبات الحزب وسوريا عىل هذا النهج ورسوخه‪.‬‬ ‫ ترأس أول اجتامع للقيادة القطرية يوم‬‫‪.2000/6/24‬‬ ‫ يف ‪ 2000/6/27‬تسلم من رئيس مجلس‬‫الشعب قرار املجلس باملوافقة باإلجامع عىل‬ ‫ترشيح سيادته لرئاسة الجمهورية العربية‬ ‫وحدد العارش من متوز ‪ 2000‬يوماً‬ ‫السورية ُ‬ ‫لالستفتاء‪.‬‬ ‫ جرى االستفتاء عىل منصب رئيس‬‫الجمهورية يف ‪ 2000/7/10‬وأعلن مجلس‬ ‫الشعب يف جلسته يوم ‪ 2000/7/11‬نتيجة‬ ‫االستفتاء بانتخاب الفريق الدكتور بشار‬ ‫األسد قائد مسرية الحزب والشعب األمني‬ ‫القطري للحزب رئيساً للجمهورية‪.‬‬ ‫ يف السابع عرش من متوز ‪ 2000‬أدى الفريق‬‫بشار األسد اليمني الدستورية أمام مجلس‬ ‫الشعب لوالية رئاسية مدتها سبع سنوات‪،‬‬ ‫وأكد يف خطاب القسم أن سوريا ستتابع‬ ‫مسريته عىل قاعدة التواصل والتحديث‬ ‫وأنها لن تفرط يف حبة من ترابها الوطني‬ ‫طال الزمن أم قرص‪.‬‬ ‫ تجدد انتخابه عىل رأس قيادة حزب البعث‬‫ولجنته املركزية يف املؤمتر العارش يف أيار‬ ‫‪.2005‬‬ ‫ أعيد انتخابه رئيسا للجمهورية بتاريخ‬‫‪ 2007/5/27‬وأدى اليمني الدستورية أمام‬ ‫مجلس الشعب بتاريخ ‪ 2007/7/17‬إيذانا ببدء‬ ‫واليته الدستورية الثانية‪.‬‬

‫الرئيس الطبيب بشار األسد‬

‫األسد يحرض مرشوعاً ألحد تشكيالت القوات املسلحة‬

‫اهتامماته‬ ‫عىل الصعيد الداخيل‬

‫الرئسان حافظ وبشار األسد‬

‫‪46‬‬

‫اهتم خالل السنوات املاضية عىل الصعيد‬ ‫الداخيل باألمور التالية‪:‬‬ ‫ تطبيق اسرتاتيجية طموحة وتدريجية‬‫ومتكني‬ ‫واالجتامعي‬ ‫االقتصادي‬ ‫لإلصالح‬ ‫اقتصاد السوق االجتامعي‪.‬‬ ‫والفكري‬ ‫السيايس‬ ‫املناخ‬ ‫توفري‬ ‫‬‫والترشيعي املالئم للتطوير‪ ،‬وتطوير األنظمة‬ ‫والقوانني واالهتامم باملؤسسات القضائية‪.‬‬ ‫ تهيئة مناخات االستثامر االقتصادي‬‫بصورة أفضل‪ ،‬وتجديد البيئة التنظيمية‬ ‫املحفزة والبنية التحتية‪ ،‬وإنشاء املدن‬ ‫الصناعية واملناطق الحرة وتحرير التجارة (ازدادت‬ ‫االستثامرات ‪ 12‬ضعفا)‪.‬‬ ‫‪ -‬تطوير القطاع املايل واملرصيف والرتخيص‬

‫اآلسد متوسطاً نجاد والسيد حسن نرص الله‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫ملصارف ورشكات تأمني خاصة وسوق األوراق‬ ‫املالية‪.‬‬ ‫ تطوير قطاع اإلعالم وإصدار تراخيص‬‫لصحف ووسائل إعالمية خاصة‪.‬‬ ‫ تطوير النظام الرتبوي والتعليمي‬‫والرتخيص لجامعات خاصة‪.‬‬ ‫ تكريس العمل املؤسسايت يف الهيئات‬‫الهدر‬ ‫ومكافحة‬ ‫والجامهريية‪،‬‬ ‫الحكومية‬ ‫والفساد يف مؤسسات الدولة ‪ ،‬وتعزيز قيم‬ ‫اإلبداع واملعرفة وروح الفريق‪ ،‬واالستثامر يف‬ ‫تنمية املوارد البرشية والقدرات والتدريب‪.‬‬ ‫ اإلرشاف املبارش عىل عملية اإلصالح‬‫اإلداري‪ ،‬وإحداث تطوير هيكيل يف بنية‬ ‫الحكومة وعملها وتيسري اإلجراءات واملعامالت‬ ‫وتخفيف البريوقراطية‪.‬‬

‫‪...‬ومتوسطاً القذايف وامللك عبدالله‬

‫تحركه يف املجال الخارجي‬ ‫قامت ركائز تحركه يف املجال الخارجي عىل‪:‬‬ ‫ العمل عىل إقامة السالم العادل والشامل‬‫يف املنطقة‪ ،‬ويف صلبه عودة الجوالن املحتل‪.‬‬ ‫ تكريس مفاهيم الحق والسيادة والعدالة‬‫والرشعية الدولية يف العالقات الدولية‪.‬‬ ‫ التحرك السيايس والدبلومايس لرتسيخ‬‫أسس التضامن العريب والتعاون اإلقليمي‬ ‫والدويل‪.‬‬ ‫ تشجيع الرشاكات االقتصادية والتجارية‬‫وعالقات التعاون يف ميادين الثقافة والعلوم‬ ‫والتقنية‪.‬‬ ‫ االنفتاح عىل تجارب الشعوب األخرى‪،‬‬‫والتأكيد عىل حوار الثقافات‪.‬‬ ‫ ترأس يف آذار ‪2008‬مجلس جامعة الدول‬‫العربية عىل مستوى القمة‪.‬‬

‫حكمه‬ ‫حدث انفراج يف بداية عهده يف مجال‬ ‫الحريات وسميت تلك الفرتة الوجيزة ربيع‬ ‫دمشق‪ ،‬والتي شهدت ظهور العديد من‬ ‫منتدى‬ ‫(وأشهرها‬ ‫السياسية‬ ‫املنتديات‬ ‫األتايس)‪ .‬هناك بعض االنفتاح عىل الصعيد‬ ‫االقتصادي يف البالد‪ ،‬حيث سمح ألول مرة‬ ‫وسمح‬ ‫بفتح فروع للمصارف األجنبية‬ ‫ُ‬ ‫للمواطنني فتح حسابات بالعمالت األجنبية‬ ‫وترافق هذا االنفتاح مع تحسن الوضع املعييش‬ ‫للمواطن العادي‪.‬‬ ‫اتهمت سوريا من قبل الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية وبعض الدول الغربية وقوى‬ ‫‪ 14‬أذار بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري‬ ‫بشكل مبارش وقبل بدء التحقيق‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أن رئيس الوزراء اللبناين السابق‬ ‫كان حليف دمشق القوي يف لبنان‪ .‬أخذ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االغتيال ذريعة للضغط عىل سوريا‪،‬‬ ‫لكن الحكومة السورية نفت اغتيالها له‬ ‫قطعياً‪ .‬واستكمل الجيش السوري املتمركز‬ ‫يف لبنان منذ ‪ 1975‬انسحابه يف نيسان‪/‬‬ ‫أبريل ‪ 2005‬كلياً‪.‬‬ ‫تواجه سوريا اليوم ضغوطات خارجية‪،‬‬ ‫متيزت بالضغط عىل الشخصيات القيادية‬ ‫أصحاب القرار يف النظام‪ ،‬تطالب ظاهرياً‬ ‫مبزيد من الحرية واإلصالحات واالمتثال‬ ‫للقرارات الدولية‪ .‬سوريا تربط ذلك مبحاولة‬ ‫إخضاع القرار السوري ألمرة الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وارغام سوريا عىل توقيع معاهدات سالم مع‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬وتصفية املقاومة الفلسطينية‬ ‫حامس والجهاد اإلسالمي وغريها من فصائل‬ ‫اللبنانية‬ ‫واملقاومة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫املقاومة‬ ‫“حزب الله”‪ .‬كام تتهم بتسهيل تسلل‬ ‫املجاهدين العرب إىل العراق لقتال الجيش‬ ‫األمرييك‪.‬‬ ‫ومع قيام الحرب بني “حزب الله” اللبناين‬ ‫و”إرسائيل” يف شهر حزيران يونيو ‪،2006‬‬ ‫اتخذت سوريا بأوامر منه موقفاً دفاعياً رفع‬ ‫الجاهزية ألعىل املستويات ألول مرة منذ حرب‬ ‫ترشين التحريرية سنة ‪.1973‬‬ ‫أظهر استطالع للرأي أجرته جامعة‬ ‫مرييالند األمريكية بالتعاون مع مؤسسة‬ ‫الزغبي الدولية عام ‪ 2009‬أن بشار األسد‬ ‫تصدّ ر قامئة القادة العرب األكرث شعبية يف‬ ‫الشارع العريب‪.‬‬

‫‪ ...‬ومع الرئيس سليامن‬

‫‪ ...‬ومع الرئيس تشافيز‬

‫حياته االرسية‬ ‫‪ ....‬وأردوغان وأمري قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاين‬

‫متزوج من أسامء األخرس ولديهام ثالثة‬ ‫أبناء‪ :‬حافظ‪ ،‬زين‪ ،‬كريم‪.‬‬

‫أع ّد هذا امللف‬ ‫يف لبنان‪ :‬ليديا أبو درغم‬ ‫يف سوريا‪ :‬عبد السالم األحمد‪ ،‬هدى‬ ‫مطر‪ ،‬حياة عواد‬

‫‪ ...‬ومع نظريه الفرنيس ساركوزي‬

‫شكر‬

‫‪ ...‬ومع نظريه الرويس فالدميري بوتني‬

‫‪48‬‬

‫تشكر إدارة “منرب التوحيد” كل من‬ ‫ساهم يف إنجاح هذا امللف الخاص بالذكرى‬ ‫العارشة لتويل الرئيس بشار األسد سدة‬ ‫رئاسة الجمهورية يف سوريا العربية‪،‬‬ ‫وتخص بالشكر وزارة اإلعالم السورية‪ ،‬ووزارة‬ ‫اإلدارة املحلية‪ ،‬واملؤسسة العربية لإلعالن يف‬ ‫سوريا‪.‬‬

‫‪ ...‬والحريري‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫الهروب من استحقاق الحقوق المدنية للفلسطينيين الى متى؟‬

‫االنقسام الطائفي حولها أعاد البلد الى مسرح عمليات السبعينات‬ ‫التوطين ذريعة وهو مشروع إسرائيلي ‪ -‬أميركي يواجه بحق العودة‬ ‫عندما تحدث النائب وليد جنبالط عن “اليمني‬ ‫الغبي” يف وصفه ملوقف الكتل النيابية ذات‬ ‫األغلبية املسيحية‪ ،‬ضد إعطاء الحقوق املدنية‬ ‫للفلسطينيني يف لبنان‪ ،‬تحت ذريعة أنها‬ ‫ستؤدي اىل توطينهم‪ ،‬ويختل الوضع الدميغرايف‬ ‫السكاين الطائفي واملذهبي‪ ،‬كام أن األوضاع‬ ‫االقتصادية واالجتامعية ال تسمح بتحمل أعباء‬ ‫‪ 400‬ألف فلسطيني مسجلون يف وكالة غوث‬ ‫الالجئني الفلسطينيني التابعة لألمم املتحدة‬ ‫(االونروا)‪.‬‬ ‫وما قصده رئيس الحزب التقدمي االشرتايك‪،‬‬ ‫هو أن التفكري االنعزايل – اليميني‪ ،‬ما زال هو‬ ‫هو‪ ،‬منذ مطلع السبعينات هو التلطي وراء‬ ‫رفض التوطني‪ ،‬إلثارة مشكلة مع الفلسطينيني‬ ‫الذين هم أول املتصدين ملرشوع توطينهم ألنه‬ ‫إرسائييل – أمرييك ‪ -‬أورويب‪ ،‬ويطالبون بحق‬ ‫العودة اىل فلسطني ويرصون عىل ذلك‪ ،‬وهو ما‬ ‫عطل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويعطل مشاريع التسوية السلمية‪.‬‬ ‫فاستحضار خطاب السبعينات ظهر وكأن‬ ‫لبنان مل مير بأزمات وحروب داخلية‪ ،‬واجتياحات‬ ‫إرسائيلية وغزوات أمريكية وأوروبية‪ ،‬وال اىل‬ ‫محاوالت تقسيمية يقابلها مشاريع توطني‬ ‫للفلسطينيني أيضا‪.‬‬ ‫فالوضع الفلسطيني يف لبنان‪ ،‬مختلف عنه‬ ‫يف دول عربية وأخرى وتحديداً املجاورة له يف سوريا‬ ‫واألردن‪ ،‬حيث كثافة النازحني إليهام‪ ،‬واعرتفت‬ ‫الدولتان لهام بحقوق مدنية‪ ،‬دون السياسية‪،‬‬ ‫حيث يستطيع الفلسطيني يف األردن الذي‬ ‫يحمل بطاقة هوية أردنية‪ ،‬مع إشارة عليها أنه‬ ‫فلسطيني‪ ،‬تبوؤ مراكز يف إدارات الدولة‪ ،‬وهذا‬ ‫اإلجراء كان معموالً به منذ كانت الضفة الغربية‬ ‫تحت وصاية السلطة األردنية قبل أن تحتلها‬ ‫“إرسائيل” يف العام ‪ ،1967‬حيث بدأ الخوف لدى‬ ‫األرسة الحاكمة يف األردن‪ ،‬أن يكون هو الوطن‬ ‫البديل للفلسطينيني‪ ،‬وهو مرشوع إرسائييل‬ ‫أيضاً‪ ،‬رفضه الفلسطينيون كام األردنيون‪.‬‬ ‫ويف سوريا نال الفلسطينيون كامل الحقوق‬ ‫التي يتمتع بها السوري باستثناء الرتشح‬ ‫النتخابات مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫وتنطلق الحكومات السورية املتعاقبة يف التعامل‬ ‫مع الحقوق الفلسطينية‪ ،‬عىل أنهم مواطنون‬ ‫عرباً‪ ،‬وأنهم نزحوا من ديارهم بظروف قاهرة‪ ،‬وأن‬ ‫وجودهم يف سوريا محطة للعودة التي تبقى‬ ‫الشعار الوحيد الذي يتمسك به الفلسطينيون‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وال يتخلون عنه كام القدس عاصمة لدولة‬ ‫فلسطني بحدودها التاريخية والجغرافية‪.‬‬ ‫ففي لبنان قصرّ ت العهود والحكومات يف‬ ‫التعاطي مع الفلسطينيني كمواطنني فرضت‬ ‫الدولة العربية بعد اغتصاب أرضهم وارتكاب‬ ‫املجازر بحقهم ومصادرة أمالكهم‪ ،‬أن ينزحوا اىل‬ ‫لبنان‪ ،‬ويقيموا يف مخيامت برعاية األمم املتحدة‬ ‫التي أصدرت قراراً حمل الرقم ‪ ،194‬يؤكد لهم‬ ‫بحق العودة‪ ،‬إال أن “إرسائيل” رفضت تنفيذه‪،‬‬ ‫كام أن األنظمة العربية تخاذلت أيضاً‪ ،‬وحاول‬ ‫الفلسطينيون إنشاء منظامت عسكرية للقيام‬ ‫بعمليات فدائية‪ ،‬ومنع تهويد املدن والقرى التي‬ ‫نزحوا منها‪ ،‬إال أن الحدود كانت تقفل بوجههم‪،‬‬ ‫وكان الحكام العرب‪ ،‬يؤكدون أنهم سيعملون‬ ‫لعودتهم ويحرضون الجيوش لحرب استعادة‬ ‫فلسطني‪ ،‬فكانت حرب حزيران عام ‪ 1967‬فاحتلت‬ ‫“إرسائيل” الضفة الغربية وغزة‪ ،‬وحلت نكسة‬ ‫جديدة بالفلسطينيني بعد نكبة عام ‪ ،1948‬إذ‬ ‫خرسوا كل فلسطني‪ ،‬التي باتت تحت االحتالل‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وبدأ بعدها الكفاح الفلسطيني‬ ‫املسلح‪ ،‬الذي كانت نواته تتكون قبل عامني من‬ ‫الهزمية يف العام ‪ 1965‬بتأسيس حركة “فتح”‪.‬‬ ‫كان نشوء الفصائل واملنظامت الفلسطينية‪،‬‬ ‫بداية الطريق إلثبات الهوية الوطنية الفلسطينية‪،‬‬ ‫التي مثلتها منظمة التحرير ككيان سيايس‪ ،‬تم‬ ‫االعرتاف بها عربياً ودولياً‪ ،‬وهكذا عادت املسألة‬ ‫الفلسطينية لتصبح قضية العرب املركزية‪،‬‬ ‫وتحركت دول تساند نضال الشعب الفلسطيني‬

‫‪50‬‬

‫الذي القى دع ًام من دول املنظومة االشرتاكية‬ ‫آنذاك اىل دول إفريقية وأخرى أوروبية ويف أمريكا‬ ‫الجنوبية‪ ،‬إضافة اىل منظامت غري حكومية‪ ،‬ومن‬ ‫املجتمع املدين‪.‬‬ ‫ومع احتالل القضية الفلسطينية موقعاً‬ ‫متقدماً‪ ،‬كان يف بعض الدول العربية‪ ،‬من يعمل‬ ‫عىل طمسها ورضبها‪ ،‬تحت شعارات شتى‬ ‫كيانية وسيادية وأخرى تحت عناوين سلمية وبعد‬ ‫أن أقام بعضها معاهدات سالم واتفاقات صلح‬ ‫مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬يف حني أن أنظمة وأحزاباً‬ ‫دخلت يف حروب اقتالع للوجود الفلسطيني‬ ‫املسلح أوال‪ ،‬كام يف األردن ثم يف لبنان‪ ،‬تحت‬ ‫ذريعة أن الفلسطينيني يريدون االستيالء عىل‬ ‫السلطة يف األردن‪ ،‬وتحويله اىل “وطن بديل” أو يف‬ ‫لبنان تحت عنوان مقاومة التوطني‪ ،‬ويف الحالتني‬ ‫كان الهدف هو إنهاء الكفاح الفلسطيني‬ ‫املسلح‪ ،‬والعمليات الفدائية‪ ،‬التي أحرجت‬ ‫األنظمة العربية‪.‬‬ ‫يف ظل ما حصل يف لبنان يف مطلع‬ ‫السبعينات حتى االجتياح اإلرسائييل عام ‪،1982‬‬ ‫عاش الفلسطينيون يف واقع املواجهة العسكرية‬ ‫سواء مع ميليشيات “الجبهة اللبنانية” أو مع‬ ‫العدو اإلرسائييل‪ ،‬يف تغييب الحقوق التي كانت‬ ‫مطموسة منذ أن وطأ الفلسطينيون أرض‬ ‫لبنان إذ تم التعاطي معهم خارج حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وكانت النظرة إليهم من قبل أركان الحكم الذين‬ ‫تعاقبوا عىل السلطة‪ ،‬عىل أنهم مواطنون من‬ ‫درجة ثانية‪ ،‬وكان التنكيل بهم من قبل القوى‬

‫األمنية‪ ،‬وهم عامل يف البساتني واملصانع وأجراء‬ ‫يف مؤسسات ومل يكن يحق لهم متلك مسكناً‪،‬‬ ‫أو العمل يف مهنة‪ ،‬فلم يتم ترشيع وجودهم‬ ‫وكل ذلك تحت حجة‪ ،‬أن وجودهم يف لبنان مؤقت‪،‬‬ ‫وسيعودون اىل بالدهم وهذا ما مل يحصل‪.‬‬ ‫ففي كل هذه السنوات‪ ،‬كان الفلسطينيون‬ ‫من دون حقوق مدنية‪ ،‬اعرتفت لهم بها رشعة‬ ‫األمم املتحدة‪ ،‬كام قرارات الجامعة العربية‪ ،‬ومثلها‬ ‫بعض القوانني اللبنانية‪ ،‬وكان التوطني هو العنوان‬ ‫الذي يرفع مبواجهة الحقوق املدنية‪ ،‬وقد زاد من‬ ‫تعقيد األزمة عامل السالح الفلسطيني الذي‬ ‫يحاول البعض املقايضة عليه بالحقوق‪ ،‬كام أن‬ ‫الجانب الدميغرايف يفعل فعله أيضا‪ ،‬كام الوضع‬ ‫الطائفي واملذهبي يف البلد‪ ،‬وكل ذلك يضع‬ ‫الفلسطينيني يف املخيامت أمام أمر صعب‪ ،‬اذ‬ ‫تضيق بهم املنازل ويحارصون يف بقعة جغرافية‪،‬‬ ‫ومينع عىل السكان إضافة طوابق عىل منازلهم‬ ‫ألنه ممنوع عليهم تحويلها من الزنك اىل الباطون‬ ‫سوى من خالف التمدد‪ ،‬بحيث اكتظت املخيامت‬ ‫بآالف املواطنني وباتت هناك مشكلة سكانية‬ ‫أوضاع‬ ‫واجتامعية‪ ،‬تهدد باالنفجار‪ ،‬يف ظل‬ ‫اقتصادية ومعيشية متفاقمة مام يفسح املجال‬ ‫للتطرف أن ينمو ويتغلغل يف ظل حالة اليأس‬ ‫والبؤس التي يعيشها الفلسطينيون‪ ،‬وهو ما‬ ‫يرتك أرضاً خصبة للحركات األصولية اإلسالمية‬ ‫أن تزدهر وتستقطب البائسني اىل صفوفها‪.‬‬ ‫فهذا الواقع الذي تعيشه املخيامت‪ ،‬دفع‬ ‫بالنائب جنبالط‪ ،‬وقبله أحزاب وتيارات سياسية‪،‬‬ ‫وهيئات مجتمع مدين‪ ،‬اىل فصائل فلسطينية‬ ‫للمطالبة‪ ،‬بتحسني الوضع السكاين واملعييش‬ ‫ويشعروا‬ ‫بكرامة‪،‬‬ ‫ليعيشوا‬ ‫للفلسطينيني‬ ‫بإنسانيتهم‪ ،‬وقد نجح وزير العمل طراد حامدة‬ ‫يف العام ‪ ،2005‬وكان ميثل “حزب الله” يف تطبيق‬ ‫القانون بالسامح للفلسطينيني بحق العمل يف‬ ‫حوايل ‪ 70‬مهنة‪ ،‬يف وقت غابت عن وزراء عمل‬ ‫سابقني وكانت خطوة إيجابية‪.‬‬ ‫ففي القوانني اللبنانية ما يسمح لغري‬ ‫اللبنانيني بتملك أرض ومنزل‪ ،‬فلامذا ال يعطى‬ ‫هذا الحق قانونياً للفلسطيني‪ ،‬الذي ترفض الدوائر‬ ‫العقارية تسجيل شقة اشرتاها خارج املخيامت‪،‬‬ ‫كام أنها حرمت من حصل عىل جنسية لبنانية‪.‬‬ ‫فاملواطن الفلسطيني ال يعامل مثل العريب أو‬ ‫األجنبي يف لبنان‪ ،‬وهو ما ترك املخيامت بؤر توتر‬ ‫أمني‪ ،‬وهذا ما مل ينتبه له املسؤولون اللبنانيون‪،‬‬ ‫الذين إن استمروا يف الهروب من استحقاق‬ ‫الحقوق املدنية‪ ،‬فإنهم سيواجهون مخيم نهر‬ ‫بارد جديد‪ ،‬وهو ما بدأ يقلق الفلسطينيني كام‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬أن تكون هناك محاولة لتهجريهم من‬ ‫لبنان‪ ،‬بتدمري مخيامتهم كام يف نهر البارد الذي‬ ‫يتأخر إعامره‪ ،‬ويف تدمري مخيامت أثناء الحرب‬ ‫األهلية أو االجتياحات اإلرسائيلية مثل تل الزعرت‬ ‫وجرس الباشا والضبية والقاسمية وغريها‪ ،‬أو‬ ‫أن يتم تذويب الفلسطينيني يف املدن والبلدات‬

‫اللبنانية‪ ،‬فيذوبون فيها كأفراد مع تجنيس لهم‪،‬‬ ‫وهو ما يسمى بالتوطني املقنع‪ ،‬وكل ذلك يخدم‬ ‫املرشوع اإلرسائييل الرافض لحق العودة‪ .‬لذلك عاد‬ ‫موضوع الحقوق املدنية ألن يتقدم اىل الواجهة‬ ‫ولكن تم التعاطي معه‪ ،‬من منظور طائفي‪ ،‬إذ‬ ‫ظهرت القوى السياسية والحزبية املسيحية‪،‬‬ ‫عىل أنها رافضة لهذه الحقوق‪ ،‬مام أحدث انقساماً‬ ‫طائفياً‪ ،‬مع اصطفاف الجهات اإلسالمية اىل‬ ‫جانب الحقوق‪ ،‬وهو ما يعيد الفرز السيايس‬ ‫والطائفي حول الوجود الفلسطيني يف لبنان‬ ‫املدين منه واملسلح‪ ،‬ويف الحالتني فإن اللبنانيني‬ ‫مل يتعلموا بعد إدارة هذا امللف الشائك واملعقد‪،‬‬ ‫واملرتبط بالرصاع مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬وقد دلهم‬ ‫الدستور عىل الطريق‪ ،‬وقد اتفقوا عىل رفض‬ ‫التقسيم والتوطني معاً‪ ،‬فهل يسريون عىل هذه‬ ‫الطريق؟‬ ‫يبدو أن حقوق الفلسطينيني يف لبنان‪ ،‬مل‬ ‫تعد تقبل التأجيل أو التسويف‪ ،‬وأن دوالً خارجية‬ ‫ومنظامت دولية‪ ،‬بدأت تطالب الحكومة اللبنانية‪،‬‬ ‫أن تضمن لهم قانوناً هذه الحقوق‪ ،‬بالرغم من‬

‫‪51‬‬

‫وضعه الطائفي الدميغرايف املعقد أو حيث‬ ‫ميكنها أيضاً ان تضغط معهم عىل املجتمع‬ ‫الدويل لتامني حق العودة‪ ،‬وهذا البند مسؤولة‬ ‫عنه األمم املتحدة ال لبنان‪ ،‬الذي قد يتفجر من‬ ‫جديد حول الوجود الفلسطيني‪ ،‬إذا مل تتم‬ ‫معالجة هذا املوضوع بالحوار مع الفلسطينيني‪،‬‬ ‫الذي أقرت هيئة الحوار اللبنانية به‪ ،‬وقد سمت‬ ‫الحكومة السفري خليل مكاوي مسؤوالً عن هذا‬ ‫امللف ثم السيدة رنا املجذوب‪ ،‬كام أن جنبالط‬ ‫طالب أن يتوىل الوزير وائل أبو فاعور ملف شؤون‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬لكن طلبه ُرفض‪ ،‬ألن البعض نظر‬ ‫اىل املوضوع من زاوية أن متسك بهذا امللف رئاسة‬ ‫الحكومة‪ ،‬مبا هي موقع سني يف النظام‪ ،‬وأعطي‬ ‫املوضوع طابعاً مذهبياً عىل ما ذكر جنبالط‪ ،‬الذي‬ ‫يؤكد أنه هو سيتوىل هذا امللف نيابياً وسياسياً‪،‬‬ ‫فكانت اقرتاحات القوانني األربعة التي قدمها‬ ‫اىل مجلس النواب‪ ،‬من ضمن حملة تأمني حقوق‬ ‫مدنية للفلسطينيني‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫شهادة فيلتمان أمام الكونغرس األميركي‬ ‫كشفت متعاملين مع إدارته‬ ‫مل ميض وقت طويل حتى يكشف جهة‬ ‫دولية عن تدخلها يف دولة أخرى‪ ،‬ودفع أموال‬ ‫فيها لبث الكراهية بني أبناء الوطن الواحد‪.‬‬ ‫لقد كانت شهادة السفري األمرييك السابق‬ ‫يف لبنان ومساعد وزيرة الخارجية األمريكية‬ ‫لشؤون الرشق األوسط جيفري فيلتامن‪ ،‬أمام‬ ‫الكونغرس األمرييك رسيعة ليكشف عن‬ ‫أن بالده دفعت ‪ 500‬مليون دوالر أمرييك خالل‬ ‫السنوات املاضية‪ ،‬منذ العام ‪ 2005‬لتعميق‬ ‫الرشخ بني اللبنانيني و”حزب الله”‪ ،‬ولتشويه‬ ‫صورة هذا الحزب ومقاومته لدى الشباب‬ ‫اللبناين‪ ،‬الذي بدأت تجذبه إليها هذه املقاومة‬ ‫التي حققت انتصاراً باهراً يف الحرب عليها‬ ‫وعىل لبنان صيف ‪.2006‬‬ ‫لقد كان الدبلومايس األمرييك واضحاً‪،‬‬ ‫باألهداف التي طرحها‪ ،‬وهي استهداف املقاومة‪،‬‬ ‫وهو ما سعت إليه إدارة الرئيس األمرييك‬ ‫السابق جورج بوش‪ ،‬عندما استصدرت القرار‬ ‫‪ 1559‬من مجلس األمن الدويل يف ‪ 2‬أيلول‬ ‫‪ ،2004‬وبالتعاون مع فرنسا برئاسة جاك‬ ‫شرياك‪ ،‬والذي تضمن يف أحد بنوده نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬بعد جالء الجيش السوري عن لبنان‪،‬‬ ‫الذي تعتربه أمريكا وحلفاؤها أنه ي ِّؤمن الدعم‬ ‫للمقاومة‪ ،‬وعند خروجه تفقد الغطاء‪ ،‬ويسهل‬ ‫عىل املعارضة املكونة من لقاء “قرنة شهوان”‬ ‫الذي أسسه البطريرك املاروين نرصالله صفري‪،‬‬ ‫بعد بيان املطارنة الشهري يف أيلول عام ‪2000‬‬ ‫أن يطالب بنزع سالح املقاومة‪.‬‬ ‫فاملخطط األمرييك واضح‪ ،‬وهو إفراغ لبنان من‬ ‫مقاومته‪ ،‬والرد عىل االنتصار الذي حققته يف‬ ‫أيار ‪ ،2000‬بطرد االحتالل اإلرسائييل وعمالئه‬ ‫يف ‪ 25‬أيار ‪ ،2000‬من جنوبه‪ ،‬دون أن تعلن‬ ‫املقاومة وقف عملياتها وتسليم سالحها‪،‬‬ ‫بعد أن رفضت “إرسائيل” االنسحاب من مزارع‬ ‫شبعا وتالل كفرشوبا‪ ،‬وألن الخطر اإلرسائييل‬ ‫يبقى قامئاً عىل لبنان‪.‬‬ ‫استمرت املقاومة يف الحفاظ عىل سالحها‪،‬‬ ‫وخرج من يعلن يف العام ‪ ،2000‬هل نريد “لبنان‬ ‫هانوي أو هونكونغ” وبدأ البعض يقول‪ ،‬ما‬ ‫دامت “إرسائيل” انسحبت‪ ،‬فلامذا يبقى الجيش‬ ‫السوري يف لبنان‪ ،‬وعليه أن يتمركز يف البقاع‬ ‫ليخرج نهائياً منه اىل سوريا‪.‬‬ ‫كل هذه التطورات بدأت تتجمع منذ العام‬ ‫‪ ،2000‬وكان النائب وليد جنبالط من الذين‬ ‫ساروا مع البطريك صفري‪ ،‬يف موضوع خروج‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الجيش السوري‪ ،‬وأنجز معه “مصالحة الجبل”‬ ‫ليندفع ويقول إن املقاومة انتهت مع حصول‬ ‫التحرير‪ ،‬وال بد من تطبيق اتفاق الهدنة‪.‬‬ ‫مل تكن املواقف الداخلية‪ ،‬بعيدة عن ما‬ ‫كان يرسم للمنطقة‪ ،‬مع وصول جورج بوش‬ ‫اىل الرئاسة األمريكية عام ‪ ،2000‬وبعد أحداث‬ ‫أيلول عام ‪ ،2001‬والعمليات التي قام بها‬ ‫تنظيم القاعدة ضد برجي نيويورك ومراكز‬ ‫عسكرية حيث قررت اإلدارة األمريكية محاربة‬ ‫اإلرهاب يف العامل‪ ،‬وتصنيف سوريا داعمة‬ ‫لإلرهاب‪ ،‬ووضع “حزب الله” يف خانة “املنظامت‬ ‫اإلرهابية”‪.‬‬ ‫هذا التوجه األمرييك أنعش يف لبنان‪،‬‬ ‫الرافضني للوجود السوري‪ ،‬واملامنعني الستمرار‬ ‫املقاومة‪ ،‬فبدأوا ينظمون صفوفهم‪ ،‬ويجرون‬ ‫اتصاالت لهم مع مسؤولني وأمريكيني لتقديم‬ ‫مساعدات لهم للعمل ضد سوريا واملقاومة‬ ‫حيث تالقى معارضون لبنانيون مع ما فعله‬ ‫معارضون عراقيون‪ ،‬عىل تقديم شهادات أمام‬ ‫الكونغرس األمرييك‪ ،‬وتقديم معلومات لإلدرة‬ ‫األمريكية‪ ،‬حول وضع النظام العراقي الذي قرر‬ ‫بوش إسقاطه‪ ،‬ألنه من الدول اإلرهابية ولديه‬ ‫أسلحة دمار شامل تهدد السالم يف العامل‪،‬‬ ‫ويحتضن تنظيم “القاعدة” وتبني فيام بعد‬ ‫أنها أضاليل ومعلومات كاذبة‪ ،‬اعرتف بها‬ ‫مسؤولون أمريكيون كانوا يف موقع املسؤولية‬

‫‪52‬‬

‫مثل كولن باول‪.‬‬ ‫فاملعارضة العراقية السابقة‪ ،‬غرفت من‬ ‫الخزينة األمريكية مساعدات‪ ،‬وكشف تقرير‬ ‫أمام الكونغرس‪ ،‬أنه تم دفع مبلغ ‪ 90‬مليون دوالر‬ ‫ألحد املعارضني أحمد الجلبي‪ ،‬لتقديم تقارير‬ ‫عن الوضع يف العراق‪ ،‬لتستند إليها اإلدارة‬ ‫األمريكية يف محاربتها “لإلرهاب” تبني أيضا‬ ‫أنها كاذبة‪ ،‬وقد أدخل الجلبي اىل آلة فحص‬ ‫الكذب‪ ،‬ملعرفة صدق معلوماته‪ ،‬وقد و ّرط‬ ‫املسؤولني األمريكييني يف حرب كانوا يريدونها‪،‬‬ ‫لكن بشعارات كاذبة‪.‬‬ ‫كان االجتياح األمرييك للعراق واحتالله‬ ‫بهدف إسقاط نظام صدام حسني‪ ،‬وتعيني‬ ‫بول برمير حاك ً‬ ‫ام لبالد الرافدين الذي أول ما‬ ‫قام به حل حزب البعث العريب االشرتايك‬ ‫والبدء باجتثاثه من مؤسسات الدولة واملجتمع‪،‬‬ ‫وترسيح الجيش العراقي والرشطة حيث فرغت‬ ‫الساحة للميليشيات ليدخل العراق يف‬ ‫االقتتال والفوىض الخالقة التي أرادها الرئيس‬ ‫بوش لرسم “رشق أوسط جديد” يقوم عىل‬ ‫دويالت طائفية ومذهبية وعرقية‪ ،‬لتربير وجود‬ ‫“إرسائيل” دولة دينية يهودية يف املنطقة‪.‬‬ ‫هذا يف العراق‪ ،‬أما يف لبنان‪ ،‬فبدأ التحضري‬ ‫ليكون الدولة الثانية بعد العراق‪ ،‬الذي يسقط‬ ‫يف قبضة النفوذ األمرييك‪ ،‬ليسهل عىل‬ ‫“إرسائيل” فيام بعد توقيع معاهدة سالم معه‪،‬‬

‫حيث يتكرر سيناريو العام ‪ ،1982‬باالجتياح‬ ‫اإلرسائييل وقيام حكم تابع له‪.‬‬ ‫ويف السيناريو الجديد‪ ،‬الذي وضع لبالد‬ ‫األرز أن تقوم “ثورة” فيه تحمل اسمه‪ ،‬تضغط‬ ‫باتجاه االنسحاب السوري‪ ،‬الذي كانت اإلدارة‬ ‫األمريكية تهدد القيادة يف سوريا‪ ،‬وتخيرّ ها‬ ‫بني وجودها يف لبنان‪ ،‬ووقف دعهام للمقاومة‬ ‫يف لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬أو الخروج منه‪،‬‬ ‫لكن الرئيس األسد أبلغ املوفدين األمريكيني‬ ‫والدوليني‪ ،‬إنه مستعد ملواجهة الضغوطات‬ ‫والقرار ‪ ،1559‬والعقوبات وحتى االنسحاب من‬ ‫لبنان‪ ،‬ولن يكون إال اىل جانب املقاومة‪.‬‬ ‫كان الرفض السوري للخضوع للرتهيب‬ ‫والرتغيب األمرييك‪ ،‬قد بدأ يف أيار عام ‪،2000‬‬ ‫ومل يكن قد مىض شهر عىل االحتالل األمرييك‬ ‫للعراق‪ ،‬وبأن أمريكا هي عىل حدود سوريا‪ ،‬التي‬ ‫أرص رئيسها عىل أنه لن يعطي رشعية لهذا‬ ‫ّ‬ ‫االحتالل‪ ،‬وال بد من مقاومته‪.‬‬ ‫وأمام هذا العناد السوري يف رفض الرضوخ‬ ‫للرشوط األمريكية‪ ،‬بدأ اإلعداد للمواجهة‬ ‫معها من لبنان‪ ،‬فكان الدعم السيايس واملايل‬ ‫واإلعالمي‪ ،‬للمعارضة التي كانت بدأت تتجمع‬ ‫يف “لقاء الربيستول” الذي انضم إليه الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك و”تيار املستقبل”‪.‬‬ ‫وهذا كان مؤرشاً اىل أن لبنان‪ ،‬بدأ يسقط‬ ‫تحت السيطرة األمريكية‪ ،‬وكان اغتيال الرئيس‬ ‫رفيق الحريري‪ ،‬إلخراج املواطنني اىل الشارع‬ ‫إلطالق االتهامات ضد النظام األمني اللبناين‬ ‫– السوري املشرتك‪ ،‬وقد أعد لذلك املرسح‬ ‫الشعبي والسيايس واإلعالمي‪ ،‬تحت إرشاف‬ ‫أمرييك مبارش كلف به السفري األمرييك‬ ‫السابق ديفيد ساترفيلد‪ ،‬الذي كان يدير‬ ‫من السفارة األمريكية يف عوكر تظاهرات‬ ‫واعتصامات ساحة الشهداء‪ ،‬وكانت التسمية‬ ‫أمريكية “لثورة األرز” كام تم تشغيل وسائل‬ ‫اإلعالم لتعبئة اللبنانيني‪ ،‬وزرع يف عقولهم‬ ‫أن سوريا عرب نظامها األمني اغتالت الحريري‪،‬‬ ‫فهب الشارع يطالب بانسحاب القوات‬ ‫السورية من لبنان‪ ،‬التي أرسع الرئيس األسد‬ ‫اىل إصدار قرار بخروج الجيش السوري‪ ،‬بعد‬ ‫أن أدرك حجم املؤامرة‪ ،‬عىل بالده‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل‪ ،‬كام أن املقاومة انحنت أمام العاصفة‬ ‫املذهبية‪ ،‬وتلطت وراء التحالف الرباعي بعد‬ ‫أن بدأت تظهر بوادر فتنة ‪ -‬سنية ‪ -‬شيعية‪،‬‬ ‫ومتكنت من تحييد سالحها عن الداخل‪ ،‬الذي‬ ‫كانت الخطة تقيض بأن ينزلق “حزب الله” فيه‬ ‫اىل الرصاع الداخيل‪.‬‬ ‫هكذا كانت صورة الوضع السيايس‬ ‫واإلعالمي والشعبي‪ ،‬الذي استغلته أمريكا‪،‬‬ ‫وش ّغلت قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬يف خدمة مرشوعها‪،‬‬ ‫وهذا ما اعرتف به النائب وليد جنبالط‪ ،‬وبعملية‬ ‫نقد ذايت جريئة‪ ،‬قل ما يقوم بها سياسيون‬ ‫لبنانيون‪ ،‬وقال‪ :‬كنا أدوات صغرية يف املرشوع‬

‫األمرييك‪ ،‬الذي أقر جنبالط نفسه‪ ،‬أنه راهن‬ ‫عليه إلسقاط النظام يف سوريا‪ ،‬وفشل‪ ،‬وقد‬ ‫تبدى له هذا الفشل مع انتصار املقاومة يف‬ ‫تصديها للعدوان اإلرسائييل عام ‪.2006‬‬ ‫لقد حركت أمريكا أداوتها يف لبنان‪ ،‬كام‬ ‫تعمل يف دول أخرى‪ ،‬ودفعت األموال ألحزاب‬ ‫وتيارات سياسية ووسائل إعالم‪ ،‬للرتويج‬ ‫للمرشوع األمرييك الذي يقوم عىل حفظ أمن‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬الذي ال يتحقق مع وجود املقاومة‬ ‫وسالحها‪ ،‬فكانت الحملة وما زالت عليها من‬ ‫سياسيني ورجال دين وإعالميني وحاولت مع ‪5‬‬ ‫أشخاص‪ ،‬من داخل الطائفة الشيعية‪ ،‬تجاوبوا‬ ‫وعملوا يف مخططها‪ ،‬ومن أبرزهم احمد‬ ‫األسعد والسيد عيل األمني‪ ،‬والشيخ محمد‬ ‫الحاج حسن “التيار الشيعي الحر” وعقاب صقر‬ ‫وآخرين‪ ،‬ومهمة هؤالء كانت تشويه صورة‬ ‫“حزب الله” واعتباره أداة إيرانية يف الوقت الذي‬ ‫كانت قوى ‪ 14‬آذار تشن حملة منظمة عىل‬ ‫املقاومة عىل أنها دولة داخل الدولة أو خارجه‬ ‫عىل قراراتها‪ ،‬ومل يفتأ أقطابها بوصف سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬بسالح الغدر‪ ،‬واتهامها باالغتياالت‬ ‫والتفجريات‪ ،‬كام مل تنجح الحكومة يف أن تنزع‬ ‫شبكة االتصاالت التي تصدت لها املقاومة‪ ،‬بعد‬ ‫قرار الحكومة التي كان يرأسها فؤاد السنيورة‬ ‫يف ‪ 5‬أيار ‪ ،2008‬والذي أدى مواجهته يف الشارع‪،‬‬ ‫اىل إخراج لبنان من النفوذ األمرييك أو رضب‬ ‫املرشوع‪ ،‬وهو ما فرض تحوالً لدى جنبالط الذي‬ ‫اعرتف أن رهانه فشل‪ ،‬وما دفع بالسعودية اىل‬ ‫مصالحة سوريا‪ ،‬وبالدول الكربى اىل محاورة‬ ‫الرئيس األسد‪ ،‬الذي نجح يف دعمه للمقاومة‬ ‫أن يغري مجرى التاريخ يف املنطقة‪.‬‬ ‫فالدعم املايل األمرييك ملا سمي بـ”ثورة‬ ‫األرز” يكشف عن أن من انضم إليها‪ ،‬وكان يف‬

‫‪53‬‬

‫ظاللها‪ ،‬رافعاً شعارات السيادة واالستقالل‬ ‫والقرار الحر‪ ،‬جاء فيلتامن ليشهد أن هؤالء مل‬ ‫يكونوا سوى أجراء لدى اإلدارة األمريكية‪ ،‬وكانوا‬ ‫عبيداً عندها وهم الذين أسامهم الرئيس‬ ‫األسد بعد حرب متوز ‪“ ،2006‬عبداً مأجوراً لعبد‬ ‫مأجور” و”أشباه الرجال” وقد صح وصفه لهم‪،‬‬ ‫حيث مل ينكروا ما قاله فيلتامن الذي ستتم‬ ‫مقاضاته أمام القضاء‪ ،‬كام أعلن النائب نواف‬ ‫املوسوي من كتلة الوفاء للمقاومة يف “حزب‬ ‫الله”‪ ،‬وأشار اىل أنه سيتم الكشف باألسامء‬ ‫عن املتعاملني مع أعداء لبنان‪ ،‬ألن أمريكا التي‬ ‫أعطت الضوء األخرض والقرار لـ “إرسائيل”‬ ‫بشن حرب عىل لبنان‪ ،‬هؤالء يصنفون يف‬ ‫خانة األعداء‪ ،‬وعند اإلعالن عن أسامئهم‪،‬‬ ‫سيخضعون للمحاكمة وإنهم معروفون من‬ ‫الشعب اللبناين بالصوت والصورة‪ ،‬وهم الذين‬ ‫جمعتهم وزيرة الخارجية األمريكية كونداليزا‬ ‫رايس أثناء العدوان عىل لبنان يف صيف ‪،2006‬‬ ‫يف السفارة األمريكية‪ ،‬تطالبهم بالصمود‪ ،‬ألن‬ ‫العدوان لن يتوقف قبل اإلجهاز عىل املقاومة‬ ‫وتدمري سالحها واستسالم قيادتها‪.‬‬ ‫فكل من تجمع يف لقاءي “قرنة شهوان”‬ ‫و”الربيستول” ثم يف لقاء ‪ 14‬آذار الذي بعد‬ ‫خروج العامد ميشال عون بات اسمه ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫أو “لقاء قريطم” هؤالء كلهم ومن ارتبط بهم‪،‬‬ ‫هم من أعلن فيلتامن أنهم قبضوا منه ومن‬ ‫غريه من املسؤولني األمريكيني ‪ 500‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬لتشويه صورة “حزب الله” وإثارة الفتنة‬ ‫بني اللبنانيني وتوجيه السالح اىل املقاومة‪.‬‬ ‫هؤالء يسمون يف القاموس الوطني “عمالء‬ ‫للخارج”!‪.‬‬

‫أنطوان خريالله‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫مدينة شهباء تكرم رئيس «تيار التوحيد»‬

‫وهاب ‪ :‬نحن قوم ُوجدنا للذود عن األوطان‬ ‫واألعراض والشرف والكرامة‬ ‫بالزغاريد وإطالق الرصاص واملفرقعات‬ ‫محافظة‬ ‫يف‬ ‫شهباء‬ ‫مدينة‬ ‫استقبلت‬ ‫السويداء رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬والوفد املرافق الذي ضم رئيس‬ ‫هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو‬ ‫عىل رأس وفد من الجهاز اإلداري ومسؤويل‬ ‫املناطق يف الهيئة‪ ،‬وأعضاء املكتب السيايس‬ ‫ومجلس األمناء يف التيار‪ ،‬الذين حرضوا تلبية‬ ‫لدعوة من الشيخ أبو هشام بديع الصحناوي‬ ‫اىل مهرجان تكرميي تخلله حفل غداء مت ّيز‬ ‫بالحشد الكبري من املواطنني وعىل رأسهم‬ ‫سامحة شيخ عقل طائفة املوحدين يف‬ ‫سوريا الشيخ حسني جربوع‪ ،‬النائب عبد الله‬ ‫األطرش‪ ،‬واألمري يحيي عامر ومحافظ سويداء‬ ‫د‪ .‬مالك عيل‪ ،‬الشيخ ابراهيم بو عسيل‪،‬‬ ‫واسامعيل االطرش ونخبة من الفعاليات‬ ‫الرسمية وعدد كبري من املواطنني يتقدمهم‬ ‫حشد من املراجع الدينية التوحيدية يف جبل‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫متيز اللقاء بالروح الوطنية الحامسية والكلامت‬ ‫املعربة عن الوحدة الوطنية الشعبية بني سوريا‬ ‫ولبنان‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب مصافحاً أهايل شهباء‬

‫الشيخ ضو ‪:‬‬ ‫وىل عرص الهزائم‬ ‫وجاء أوان توحيد الصفوف‬ ‫ووحدة املوقف والكلمة‬

‫مدينة شهباء ترحب بوهاب‬

‫ترحيب شعبي لوهاب‬

‫الشيخ الصحناوي‪ :‬نعتز بصاحب‬ ‫الكلمة الحرة والصوت الصارخ‬ ‫وبعد ترحيب من عريف الحفل كانت كلمة من‬ ‫صاحب الدعوة الشيخ أبو هشام بديع الصحناوي‬ ‫رحب فيها بالحضور حيث قال‪:‬‬ ‫أهال بكم يف سوريا‪ ،‬سوريا األسد وانتم‬ ‫أهاليها‪ ،‬أهال بكم يف جبل سلطان‪ ،‬جبل العز‬ ‫يف أراضيها‪ ،‬نرحب بشيوخنا وضيوفنا األعزاء‬ ‫أبناء الوطن الواحد‪ ،‬من لبنان الشقيق‪ ،‬أصحاب‬ ‫الفضيلة واملعايل وكل الضيوف الكرام‪.‬‬ ‫وإننا ننقل ترحيبنا واعتزازنا وفخرنا بالشخصية‬ ‫املحرتمة وصاحب الكلمة الحرة والصوت الصارخ‬ ‫الذي أثبط املتآمرين عىل لبنان وسوريا واملقاومة‬ ‫الوطنية اللبنانية التي رفضت رأس االمة العربية‪،‬‬ ‫وإننا نحيي جميع الحضور ونخص بالرتحيب‬ ‫األكرب املسؤولني يف الحزب والدولة ونقول لكن يا‬ ‫أبناء الرئيس الخالد حافظ األسد الذين تربوا عىل‬

‫املصريية التي تجمعنا‪ .‬وما هذه اللحظات التي‬ ‫نجتمع فيها إال تأكيداً عىل حفظ الخط الوطني‬ ‫العريب وحامية املقاومة اللبنانية البطلة بقيادة‬ ‫سامحة السيد حسن نرصالله والتي رفعت‬ ‫و ّ‬ ‫رشفت العرب‪ ،‬وجعلت منهم قوة يحسب العدو‬ ‫لها ألف حساب‪ ،‬وكانت سوريا األسد السد املنيع‬ ‫يف وجه كل املؤامرات التي حيكت ضدها وضد‬ ‫أمتنا العربية»‪ .‬وأضاف عامر «نرحب بكم يا‬ ‫معايل الوزير يف دياركم وبني أهلكم ّ‬ ‫أجل ترحيب‪،‬‬ ‫أه ًال بكم يف عرين سلطان األطرش قائد الثورة‬ ‫السورية الكربى ضد االستعامر واملحتلني‪ ،‬وعىس‬ ‫أن تكون لقاءاتنا املقبلة وقد تحرر الجوالن العريب‬ ‫من رجس االحتالل»‪.‬‬

‫هيئة‬

‫وهاب والداوود يف ضيافة الشيخ الصحناوي‬ ‫امن شؤون البالد ومن بعده رمز هذه االمة اليوم‬ ‫الرئيس القائد بشار األسد‪.‬‬ ‫نشكر حضوركم يف هذا اللقاء الوطني‬ ‫وعىس ان يكون اللقاء الثاين بعد ان تكون‬ ‫السيادة العربية عىل شرب وعىل رأسها أرضنا‬ ‫الغالية يف الجوالن العريب املحتل‪.‬‬ ‫من جهته أكد النائب عبد الله األطرش أنها‬ ‫«ليست املرة األوىل التي يستضيف فيها الجبل‬ ‫القادة الرشفاء من أمثال النائب فيصل الداوود‬ ‫والوزير وئام وهاب‪ ،‬وهذا اللقاء ميثل قوة الرتابط بني‬ ‫األهل يف الجبلني وعمق الرتابط الوحدوي واملصري‬

‫‪54‬‬

‫الواحد»‪ .‬وأضاف «أن هذه املسرية التي متتد عمقاً‬ ‫يف التاريخ يستكملها اليوم الدور الوطني‬ ‫والقومي ملعايل الوزير وهاب»‪ .‬ورحب األطرش‬ ‫بالحضور «من القوى الوطنية التي حافظت عىل‬ ‫عروبة لبنان ومنعت الفتنة وأخذت لبنان إىل‬ ‫ضفة املجهول‪ ،‬وهم من قدروا واعرتفوا بكل جميل‬ ‫وكانوا مثال أهل الكرم والجود واألخالق يف الوفاء‬ ‫وحفظ الصديق»‪.‬‬ ‫كذلك تحدث األمري يحيى عامر‪ ،‬مؤكداً أن‬ ‫«الوزير وئام وهاب ميثل القيمة الوطنية الكبرية‬ ‫املتحالفة مع سوريا األسد‪ ،‬يف بوتقة الوحدة‬

‫العمل‬

‫كذلك كانت كلمة لرئيس‬ ‫التوحيدي الشيخ صالح ضو ‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫ذروتان يف قلب واح ٍد هو الوطن‪ ،‬صنني وقاسيون‪،‬‬ ‫ذروة شيحان و ذروة ايوب يف نبض التوحيد ووحدة‬ ‫الوطن يف قلعة الصمود والتصدي للمخطط‬ ‫االستعامري الصهيوين يف املرشق العريب‪ ،‬من هنا‬ ‫من قلب العروبة النابض سوريا األسد الشامخة‬ ‫بشعبها البطل املقدام أقف متوجهاً بالتحية‬ ‫والسالم عليكم أيها القائد املسدد القول والفعال‬ ‫وحامل مشعل الكرامة واإلباء والنضال وحامي‬ ‫الحرية سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ األسد‪،‬‬ ‫الرافد دوماً وأبداً لكل املقاومات واملحافظ عىل نهج‬ ‫املقاومة ووحدة الصف املقاوم من طهران اىل دمشق‬ ‫ولبنان الذي دحر العدو اإلرسائييل وأذاقهم كأس‬ ‫الهوان واندفعت يف نهجه ثورة غزة وصمودها وثورة‬ ‫إرشاق األمة العربية واإلسالمية من أجل فلسطني‬ ‫العربية الحرة‪ ،‬لقد برزت قوة هذا التحالف املقاوم‬ ‫لإلرهاب الصهيوين األمرييك املمنهج بوقفة تركيا‬

‫وهاب والداوود بني الحضور‬

‫الصادقة الشجاعة التي عرب عنها رئيس وزرائها‬ ‫رجب طيب أردوغان من خالل مواقفه الحازمة من‬ ‫العدو الصهيوين‪ ،‬وكرس جدار الصمت العاملي عن‬ ‫جرائم العدو املتغطرس حيث استطاعت غزة أن‬ ‫تصبح حرة والسجان سجيناً أمام أعني أحرار العامل‪،‬‬ ‫لقد وىل زمن الضعف والتفكك ووىل عرص الهزائم‬

‫‪55‬‬

‫وجاء‬ ‫عىل‬ ‫بشار‬ ‫الله‪،‬‬ ‫دع ًام‬ ‫ميثله‬

‫أوان توحيد الصفوف ووحدة املوقف والكلمة‬ ‫نهج الوحدة التي ينادي بها سيادة الرئيس‬ ‫األسد‪ ،‬وسيد املقاومة السيد حسن نرص‬ ‫والصوت الذي ال يهدأ يف كل املحافل والوقفات‬ ‫واضحاً ورصيحاً للخط العريب املقاوم الذي‬ ‫معايل الوزير وئام وهاب امتداداً لنهج املوحدين‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫بقيادة قائد الثورة العربية السورية الكربى املغفور‬ ‫له سلطان باشا األطرش‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬نحن اآلن عىل أرض البطوالت الخالدة‪،‬‬ ‫أرض الكرم واألخالق يف لقاء له طعم الكرامة وحب‬ ‫الوطن مؤكدين عىل كل الثوابت التي نادينا بها‬ ‫وما زلنا ننادي بها عىل صورة ومنهج الوطن العريب‬ ‫املقاوم الصامد صمود سوريا األسد صفاً واحداً‬ ‫يف وجه عدو واحد «إرسائيل» العدو األوحد لألمة‬ ‫العربية واإلسالمية‪،‬‬ ‫وهنا يحرضين قول الشاعر ‪:‬‬ ‫رضاغم‬ ‫ربضوا بباب الرشق خري‬ ‫ٍ‬ ‫تحمي العرين فأين منه األلقُ‬ ‫هـم أناشيداً شجت‬ ‫غنّـت سيو ُف ُ‬ ‫ُ‬ ‫املرشق‬ ‫قلب العروبة واستع ّز‬ ‫فإذا مشت بيض العامئم للوغى‬ ‫ُح َّم القضا ُء ُ‬ ‫شيخ ُ‬ ‫بريق‬ ‫فكل ٍ‬ ‫مييش الد ُم العر ُّيب يف أعراقهم‬ ‫رصفاً رصاماً‬ ‫ُ‬ ‫والدليل املنطقُ‬

‫وهاب‬ ‫وختم الحفل بكلمة للوزير السابق وئام وهاب‬ ‫جاء فيها‪:‬‬ ‫سالم عليكم يا أهلنا يف السويداء القلب‪ ،‬يف‬

‫شهباء املنارة‪ ،‬سالم عىل أرض العروبة والصمود‬ ‫واملامنعة‪ ،‬عىل عرين األسد وأشباله امليامني‪ ،‬عىل‬ ‫تاريخ اإلباء واألجداد واألجيال‪ ،‬عىل صفحات العز‬ ‫آت عىل صهوة الجياد‬ ‫واإلباء والفروسية‪ ،‬سالم ٍ‬ ‫األصيلة‪ ،‬وصليل السيوف املعتّق ِة بدماء األحرار‬ ‫واألشاوس‪ ،‬الذين»عاهدوا الله وما بد ّلوا تبدي ًال»‪،‬‬ ‫سالم عىل ُ‬ ‫الخرض وشيحان وعني الزمان‪ ،‬ومقارن‬ ‫ٌ‬ ‫سوريا وكل مدنها وقراها‪ ،‬سالم عىل عني الزمان‪،‬‬ ‫عىل باعث انتصارات األمة وقائدها ورئيسها‬ ‫بشار األسد‪ ،‬سالم لك يا سلطان باشا األطرش‪،‬‬ ‫وعليك يا رمز الوحدة والتحرير من رواسب‬ ‫االستعامر‪ ،‬سالم عىل األجاويد والرجال والنساء‬ ‫واألطفال‪ ،‬الذين عبقت رائحة تراب الوطن يف‬ ‫صدورهم‪ ،‬والذين تصبو أنظارهم إىل سفوح‬ ‫الجوالن وذرى القنيطرة‪ ،‬وكل السالم لدولة أرض‬ ‫السالم فلسطني‪ ،‬للمسجد والكنيسة وبيت‬ ‫لحم‪ ،‬لبيسان وغزة‪ ،‬للشهداء والجرحى واملعتقلني‪،‬‬ ‫السالم لبابل والفرات‪ ،‬ولكل أحرار األمة والعامل‬ ‫الصامدين يف وجه الغزاة والطامعني‪ ،‬السال ُم‬ ‫أحمله إليكم من وطن املقاومة واالنتصارات‪،‬‬ ‫من جبلٍ سطر مالحم الفداء دفاعاً عن عروبته‪،‬‬ ‫وعن حريته وكرامته‪ ،‬من جبل أكد انتامئه‬ ‫القومي‪ ،‬وقراره املقاوم‪ ،‬من جبل حفظ تاريخه‪،‬‬ ‫وحقيقة وجوده‪ ،‬حيث ارتباطه العضوي املتكامل‪،‬‬

‫يلبسون وهاب العباءة‬

‫االمري يحيى عامر يتحدث يف مضافته‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪56‬‬

‫مع الحاضنة الحقوقية والجغرافية واالجتامعية‬ ‫ُ‬ ‫عنيت بها الجمهورية العربية‬ ‫لبقائه واستمراره‪،‬‬ ‫السورية بشعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة‬ ‫والقادرة‪ ،‬قيادة األسد‪ ،‬اآليت من حافظ العهود‬ ‫والوجود األسد املطمنئ عىل مسار عرينه يف‬ ‫وجه كل املؤامرات والحمالت والحصارات‪ ،‬العرين‬ ‫الثابت عىل سفوح حرمون وقاسيون ودروب األمة‬ ‫التي استعادت مجدها بطبيب العيون والبرص‬ ‫والبصرية‪ ،‬نرس سوريا الكرامة‪ ،‬وضمريها املقاوم‪،‬‬ ‫ووجدانها النابض بالوعيد‪ ،‬ووعده القريب بعودة‬ ‫الجوالن وكل حبة تراب مقدسة من خارصة سوريا‬ ‫الجنوبية فلسطني‪.‬‬ ‫سالم عىل شهداء وجرحى أسطول الحرية‪،‬‬ ‫وسالم ألسطول الحرية الثاين املبحر قريباً باتجاة‬ ‫غزة‪ ،‬والتي ما زالت رغم الحصار تقاوم بعرق الجبني‬ ‫ودماء القلب‪ ،‬إىل حامس والجهاد‪ ،‬إىل أبناء شعبنا‬ ‫يف األرايض املحتلة وعىل امتداد شارعنا العريب‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬ويف هذا السياق‪ ،‬حيث اجتاحت‬ ‫التظاهرات معظم الدول العاملية وعواصمها‬ ‫من واشنطن إىل لندن وباريس وبرلني وغريها‪،‬‬ ‫مندد ًة بالهمجية والرببرية اإلرسائيلية مطالب ًة‬ ‫بتشكيل لجنة تحقيق دولية‪ ،‬ندعو الدول العربية‬ ‫التي ترتبط بعالقات مع الكيان الصهيوين‪ ،‬لقطع‬ ‫عالقاتها مع هذا الكيان فوراً‪ ،‬وسحب املبادرة‬ ‫العربية للسالم املتخذة يف قمة بريوت‪ ،‬كام ندعو‬ ‫النظام املرصي إلبقاء معرب رفح مفتوحاً دون أي‬ ‫قيد أو رشط عىل قطاع غزة‪ ،‬وملحمود عباس نقول‪:‬‬ ‫رساب ووهم‪،‬‬ ‫لن ُيجديك نفعاً هذا اللهاث وراء‬ ‫ٍ‬ ‫فال املفاوضات املبارشة وال غري املبارشة تعطيك‬ ‫وجوداً أو كياناً‪ ،‬وحدها إرادة الثورة واالنتفاضة‬ ‫والقبض عىل البندقية تعيد الحقوق ألصحابها‪،‬‬ ‫فام أًخذ بالقوة ال ُيسرتد بغريه‪ ،‬وقطاع غزة خري‬ ‫شاه ٍد عىل ما نقول‪.‬‬ ‫تم انكشاف “إرسائيل”‪ ،‬التي‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬لقد ّ‬ ‫حاولت أن تأخذ لبنان عام ‪ 82‬إىل اتفاق منفرد‬ ‫ومل تنجح‪ ،‬وحاولت تصفية الثورة الفلسطينية‬ ‫وفشلت‪ ،‬وارتكبت املجازر عىل مدى عقود من‬ ‫الزمن‪ ،‬من دير ياسني‪ ،‬إىل صربا وشاتيال وقانا‪،‬‬ ‫وعقدت اتفاقات اعتقدها البعض بواب ًة نحو‬ ‫السالم‪ ،‬لكنها كانت تستعمل سياسة التفرد‬ ‫والقضم حني تستطيع‪ ،‬إىل أن كان يوم املقاومة‬ ‫والتحرير واالنتصار يف لبنان عام ‪ 2000‬وتحرير‬ ‫معظم األرايض اللبنانية‪ ،‬وبقائها يف مزارع‬ ‫شبعا‪ ،‬والجيش يف عدوان متوز عام ‪ ،2006‬ومحاولة‬ ‫إسقاط غزة املستمر حتى اآلن دون جدوى‪.‬‬ ‫لقد سقطت هيبة هذا الكيان‪ ،‬وأصبح غري‬ ‫قادر عىل فرض رشوطه وتحقيق إنجازاته‪ ،‬وبدأ‬ ‫حلمه التلمودي من الفرات إىل النيل يقبع بني‬ ‫سندان املقاومة يف الجنوب ومطرقة املقاومة‬ ‫يف غزة‪ ،‬وصوالً إىل غرق حليفه يف رمال العراق‪،‬‬ ‫مام أفقدها السطوة والتامدي‪ ،‬وذهبا إلطالق‬ ‫املوفدين إىل عرين املقاومة بحثاً عن إيجاد‬ ‫مخرج يليق بهام‪ ،‬يف عملية وهمية أسموها‬

‫خارطة طريق لسالم مزعوم‪ .‬لكن ثقة املقاومة‬ ‫بنفسها‪ ،‬وثقة القيادة بقادتها‪ ،‬أوقعتهم يف‬ ‫حصا ٍر ُمحكم‪ ،‬إبان انعقاد القمة الثالثية يف‬ ‫دمشق ما بني الرئيسني األسد ونجاد والسيد‬ ‫نرص الله‪ ،‬وما أعقبها من قمة تركية إيرانية‬ ‫سورية‪ ،‬إىل االتفاق األخري قي طهران مع الربازيل‬ ‫وتركيا حول امللف النووي اإليراين حيث ضاقت‬ ‫السبل وولجوا إىل رضب أسطول الحرية‪،‬‬ ‫بهم ُ‬ ‫واىل إعادة تحريك ملف املحكمة الدولية املتعلق‬ ‫باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري‪ ،‬علهّم‬ ‫من خالل ذلك يحققون مرشوع الفتنة املذهبي‪،‬‬ ‫ويبدلون يف مجريات األمور‪.‬‬ ‫ويف إطار املحكمة الدولية‪ ،‬أ ّكد وهاب أن هذه‬ ‫املحكمة ليست سوى إطاراً سياسياً مصنوعاً‬ ‫ومعلباً ومربمجاً‪ ،‬ملقتضيات املواجهة مع دول‬ ‫املامنعة والصمود‪ ،‬ولن نستطيع أخذ األمة إال‬ ‫إىل حيث يريد قادتها األحرار والرشفاء‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬إن قتل مليون شخص يف العراق‪،‬‬ ‫وقتل االآلف من النساء واألطفال والشيوخ يف‬ ‫لبنان وفلسطني‪ ،‬مسألة ال تحتاج إلدانة دولية‪،‬‬ ‫وكذلك تهجري املسيحيني املرشقيني من بالدهم‬ ‫يف فلسطني والعراق‪ ،‬ال يخضع يف الحسابات‬ ‫األوروبية والدولية ألية معايري‪ ،‬وواحد اسمه‬ ‫شاليط تتدخل كل تلك الدول لإلفراج عنه‪ ،‬مبا‬ ‫يشكل معايري مزدوجة‪ ،‬وانحياز كامل للقرار‬ ‫األمرييك املنفرد عىل الساحة الدولية‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫يأيت باألمس قرار مجلس األمن بفرض العقوبات‬ ‫عىل إيران مندرجاً يف نفس السياق‪ ،‬ملحاولة‬ ‫التقاط أنفاسهم يف الربع الساعة األخرية من‬ ‫مرشوعهم الذاهب نحو الزوال‪..‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬لقد شكلت هذه األمة وعرب‬ ‫التاريخ املديد‪ ،‬محورا ً اسرتاتجياً للرصاع عليها‪ ،‬مبا‬ ‫متتلكه من مقومات مادية وروحية‪ ،‬حيث هي مهد‬ ‫الرساالت الساموية‪ ،‬وأرض األنبياء واملرسلني‪ ،‬وأم‬ ‫الرشائع والقوانني والدساتري ومهد الفتوحات‬ ‫والحضارات‪ ،‬لذلك غدت هذه األمة يف رصاعها‬ ‫الطويل والشاق‪ ،‬تحمل يف أرجائها رسم املعامل‬ ‫الكونية الجديدة‪...‬وأن هذه األمة التي قتلت التنني‬ ‫قادر ُة يف كل وقت عىل قتل هذا التنني املتصهني‬ ‫الرافض لكل املعتقدات والقوانني والدساتري‪..‬‬ ‫إذا كان بلفور أعطاهم وعداً‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫سايكس‪ -‬بيكو رسمت خرائط جديدة بيننا‪،‬‬ ‫قوم رفض التطبيع‪ ،‬ورفض االستسالم‬ ‫فنحن‬ ‫ٌ‬ ‫والخنوع‪ ،‬نحن قوم ُوجدنا للذود عن األوطان وعن‬ ‫قوم ما تعودّت‬ ‫األعراض والرشف والكرامة‪ ،‬نحن ٌ‬ ‫َخيلنا إ ّال الجموح نحو بلوغ األهداف الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬ودماؤنا نعطيها دون تردد أو سؤال‪،‬‬ ‫متى كانت القضية تساوي وجودنا الدنيوي‬ ‫والرسمدي‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬نعرف أن بالكم عندنا كان منذ‬ ‫سنوات وأنكم كنتم تحملون همنا طيلة السنوات‬ ‫القليلة املاضية‪ ،‬أما اآلن فإننا يف لبنان يف موقف‬ ‫واحد موحد إىل جانب سوريا واىل جانب املوقع‬

‫وهاب بني مستقبليه‬

‫األطرش متوسطاً الحضور‬

‫الصايغ والعرييض واملشابيخ بني الحضور‬ ‫الصحيح وكالمي هذا باسم كل املوحدين يف‬ ‫لبنان دون استثناء وقد تحملنا الكثري يف السنوات‬ ‫املاضية خالل املؤامرة التي حيكت عىل لبنان‪،‬‬ ‫لكننا نؤكد أننا نقوى بسوريا وموقفها وهذا‬ ‫موقف كل املوحدين يف هذه املنطقة‪ ،‬وقضيتنا‬ ‫األساس إىل جانب فلسطني والجوالن الذي يتوجب‬

‫‪57‬‬

‫أن نعود إليهام واىل ترابها ونحن أحفاد سلامن‬ ‫الفاريس وحمزة بن عيل الزوزين وأبا ذر الغفاري‬ ‫ننتظر عودتنا إىل أرضنا يف الجوالن العريب املحتل‬ ‫وكل أرض فلسطني الحبيبة‪.‬‬ ‫بعدها زار وهاب مضافة االمري يحيى عامر‬ ‫وكان تبادل الكلامت‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫«الجاهلية» تك ّرم وزير األشغال العامة والنقل‬

‫وهاب ‪ :‬على الحكومة تنشيط الدورة االقتصادية واإلنمائية في الشوف‬ ‫العريضي ‪ :‬ممارسة المسؤولين لمواقعهم بطريقة معاكسة لخطاباتهم‬ ‫ك ّرم املجلس البلدي واالختياري يف الجاهلية وزير‬ ‫األشغال العامة و النقل غازي العرييض‪ ،‬بحضور‬ ‫رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫وقامئمقام الشوف جورج صليبي‪ ،‬وقائد الرشطة‬ ‫القضائية العميد أنور يحيى‪ ،‬والعميد بهيج وطفة‬ ‫قائد منطقة جبل لبنان يف قوى األمن الداخيل‪،‬‬ ‫والقايض فؤاد البعيني‪ ،‬ورئيس قسم الكهرباء‬ ‫يف قضاء الشوف تيسري ذبيان‪ ،‬واألستاذ رضوان بو‬ ‫نرص الدين‪ ،‬ورئيسة بلدية يعقلني الدكتورة نهى‬ ‫الغصيني وأعضاء املجلس البلدي‪ ،‬ورئيس بلدية‬ ‫دميت ممث ًال بنائب الرئيس املهندس أسامة الباشا‬ ‫وأعضاء املجلس البلدي االختياري‪ ،‬ورئيس بلدية‬ ‫رسجبال أنطوان أبو رجييل وأعضاء املجلس البلدي‬ ‫واالختياري‪ ،‬رئيس بلدية ديردوريت سمري عبد النور‬ ‫وأعضاء مجلسها البلدي واختياري‪ ،‬رئيس بلدية‬ ‫كفرحيم سمري أبو خزام وأعضاء املجلس البلدي‬ ‫واالختياري‪ ،‬رئيس وأعضاء مجلس بلدية مجدلبعنا‪،‬‬ ‫مختار بلدة بنويتي‪ ،‬مختار وادي الدير‪ ،‬ومختار وادي‬ ‫بنحليه‪ ،‬وعدد من املدراء العامني وفاعليات وعدد‬ ‫كبري من رجال الدين‪.‬‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫الحضور يف حفل التكريم‬

‫العرييض‬ ‫ع ّرف الحفل األستاذ محمد العياص‪ ،‬وألقيت‬ ‫كلامت استهلها الوزير العرييض الذي أكد أن‬ ‫«ما تقوم به الدولة عىل كل مستوياتها هو‬ ‫واجب‪ ،‬تجاه أبناءها‪ ،‬مشرياً إىل أن أبشع ما تعيشه‬ ‫الحياة السياسية اللبنانية هو مامرسة املسؤولني‬ ‫ملواقعهم املسؤولة بطريقة معاكسة لخطاباتهم‬ ‫وشعاراتهم داخل جلسات املناقشة يف املجلس‬ ‫النيايب وخارجه‪.‬‬ ‫وشكر العرييض‪ ،‬أبناء بلدة الجاهلية الكرمية‬ ‫العزيزة وعىل رأسها املجلس البلدي هذا االستقبال‬ ‫والجهود التي يبذلونها‪ ،‬الفتاً اىل ما يشاع حول نهب‬ ‫وتبديد أموال وزارة األشغال أو التنظيم املدين وغريه‪،‬‬ ‫مرتش أو سارق‪ ،‬مهام‬ ‫مؤ ّكداً أن ال حامية ألي فاسد أو‬ ‫ٍ‬ ‫تدخل العديدون لحامية هؤالء‪.‬‬ ‫وتابع العرييض‪ :‬لو مل نترصف يف وزارة األشغال‬ ‫بالطريقة التي ترصفنا بها ملا شقت طريق وملا وصل‬ ‫حق لصاحبه‪ ،‬مؤ ّكداً أن كل الطرقات والقرارات التي‬ ‫اتخذت يف وزارة األشغال ستنفذ بطريق ٍة أو بأخرى‬ ‫ولن نقبل بوساطة أحد أو عواطف أحد وال حسابات‬ ‫وشهوات أحد‪ ،‬كام أ ّكد استعداده ملعركة مفتوحة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫رئيس البلدية واألعضاء يقدمون درعاً للعرييض‬ ‫وقول كل يشء أمام الناس”‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫بدوره شكر الوزير السابق وئام وهاب للوزير غازي‬ ‫العرييض “جهده عىل مستوى لبنان كونه الوحيد‬ ‫الذي ال يفرق بني منطقة وأخرى وبني انتامء وآخر‪،‬‬ ‫وهذه ميزة ال نلمسها يف كثري من الوزراء يف هذه‬ ‫الحكومة والحكومات السابقة”‪ ،‬متوجهاً اىل رؤساء‬ ‫البلديات يف املنطقة للمسارعة يف إنشاء اتحاد‬ ‫بلديات كون منطقة الشوف تعاين الكثري من األمور‬ ‫واإلهامل‪ ،‬ما يريح الناس ويزيد حجم املوازنة ويحقق‬ ‫خدمات اىل الناس بشكل أفعل ورمبا نطلق عليه اتحاد‬ ‫بلديات املناصف»‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫وأضاف وهاب‪“ :‬بالنسبة للموازنة يدور حولها جدل‬ ‫كبري حول اإلمناء املتوازن‪ ،‬وهو شعار ُرفع منذ أكرث من‬ ‫عرشين عاماً‪ ،‬وهذا اإلمناء ينفذه بعض الوزراء بشكل‬ ‫فردي كام يفعل معايل الوزير العرييض ولكنه مفقود‬ ‫يف الكثري من الوزارات‪ ،‬ويعاين إهامالً كبرياً يف كثري‬ ‫من املناطق الفقرية واملحرومة وبحاجة إىل الكثري‪،‬‬ ‫متمنياً أن تشكل املساهمة يف فرض منطق اإلمناء‬ ‫املتوازن داخل مجلس الوزراء‪ ،‬مشرياً اىل وقوف الوزير‬ ‫العرييض وحيداً يف هذا الصدد”‪.‬‬ ‫تابع وهاب‪“ :‬األمر اآلخر الذي يتوجب عىل الحكومة‬ ‫أن تأخذه بعني االعتبار هو عملية تنشيط الدورة‬ ‫االقتصادية واإلمنائية يف هذه املنطقة التي تعاين من‬ ‫عدم استكامل عودة املهجرين بشكل فعال والتي‬ ‫ساهمت فيها عدم دفع التعويضات الكافية واملبالغ‬

‫‪ ...‬والعرييض‬

‫املعطاة للمهجر (عرشة آالف دوالر أو عرشين ألف) ال والرجالِ الرجال فكراً غدا معه القائد املقدام واإلنسان‬ ‫تكفي‪ ،‬وعىل الدولة أن تؤمن دورة اقتصادية نشطة املفضال ع ُ‬ ‫َنيت ب ِه ابن الجاهلية معايل الوزير األستاذ‬ ‫يك يتمكن املهجر من العودة وتأمني فرص العمل وئام وهاب‪.‬‬ ‫وبنى تحتية وأصبحت اآلن العودة عودة سياحية يف‬ ‫أرح ُب بسعادة قامئقام الشوف األستاذ جورج‬ ‫ّ‬ ‫وتواصله الدائم معنا ملا‬ ‫نهاية األسبوع‪ .‬حتى املقيمني يعانون من املشاكل صليبي وأشكر ُه عىل تعاونه‬ ‫ِ‬ ‫ذاتها”‪ ،‬الفتاً اىل موضوع التعيينات الذي يجب أن فيه خ ُري ومصلح ُة هذه البلدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكون الكفاءة فيه فوق كل االعتبارات السياسية‬ ‫أرح ُب بالقوى األمنية‪ ،‬ضباطا وأفرادا‪ ،‬شاكرا لهم‬ ‫ّ‬ ‫والطائفية واملناطقية‪ ،‬آم ًال من معايل الوزير العرييض جهودَهم ومتابعتَهم يف إرساء األوضاع األمنية عىل‬ ‫أن يكون الصوت الصارخ داخل الحكومة للتأكيد عىل قواعد املحبة والسالم‪.‬‬ ‫إعطاء كل صاحب حق حقه وخاصة يف الوظائف‬ ‫أرح ُب بالفعاليات السياسية واإلدارية واإلجتامعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلدارية لخدمة الناس مشيداً بالدور السيايس الكبري ورؤساء البلديات واملخاتري الذين أهنِّئهم بوصولهم إىل‬ ‫أرح ُب باملشايخ‬ ‫للوزير العرييض السيايس الذي أعاد الجبل إىل سدَّة العمل االجتامعي واإلمنايئ‪ ،‬كام ّ‬ ‫موقعه األصيل والحقيقي خالل السنوات املاضية األجالء وأهالينا الكرام الذين يواكبون أعاملنا‬ ‫متوجهاً إليه الستكامل هذا الدور والحفاظ عليه اىل‬ ‫ويضحون معنا يف تنفيذ املشاريع وكاف ِة األعامل‬ ‫ّ‬ ‫جانب الناب وليد جنبالط‪ ،‬ما ترك موقعاً كبرياً يف العمرانية يف بلدتنا الكرمية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلوب الناس واملشايخ وجميع املواطنني‪.‬‬ ‫وتابع أبوذياب‪ :‬معايل الوزير‪ ،‬طال انتظا ُرك‪ ،‬ولكنّنا‪،‬‬ ‫ويف الختام توجه وهاب بالشكر اىل الوزير العرييض ما رأيناك يوماً إ ّال معنا‪ ،‬ويف صفوفنا‪ ،‬تسعى دامئاً‬ ‫للجهود التي يبذلها ولكل أعضاء املجالس البلدية لتحقيق آمالنا وتفسري أحالمنا يف جعل هذه البلدة‬ ‫وللحضور الكريم»‪.‬‬ ‫الرقي والتقدّم‬ ‫والقرى املجاورة منوذجاً حضارياً من‬ ‫ّ‬ ‫والعمران‪.‬‬ ‫وختم أبوذياب‪ :‬أه ًال وسه ًال بكم يف بلدتكم وبني‬ ‫رؤساء البلديات‬ ‫أهلكم وأصدقائكم شاكرين لكم يا معايل الوزير‬ ‫زيارتكم وما قدمتموه من مشاري َع وأعاملٍ ‪ ،‬وآملني أن‬ ‫كام كان كلمة لرئيس بلدية الجاهلية أمني أبو‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫املتعطشة‬ ‫لنصل إىل أراضينا‬ ‫نعبرُ َ وإياكم الجسو َر‬ ‫ذياب‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫إىل مساعدتكم بالطرقات والجدران واألقنية وتزفيت‬ ‫ٌ‬ ‫رشف للجاهلي ِة‪ ،‬وفخ ٌر واعتزا ْز‪ ،‬أن تنع َم اليوم‪،‬‬ ‫الطرقات يف األماكن املطلوبة منا‪ .‬ونعاهدكم بأن‬ ‫عىل‬ ‫لهم‬ ‫ميامني‪،‬‬ ‫مخلصني‪،‬‬ ‫ة‬ ‫قاد‬ ‫ورجالٍ‬ ‫باستقبالِ‬ ‫ٍ‬ ‫نتابع مسريتنا اإلمنائية بالزخم الذي بدأنا به سابقاً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وأعامل ُيشهَدُ‬ ‫مواقف مشرِّ فة‪،‬‬ ‫مساحة هذا الوطن‪،‬‬ ‫وقد شهد الجميع باإلنجازات التي تحققت والتي‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫وهم‬ ‫ال‬ ‫وكيف‬ ‫والتوازن‪،‬‬ ‫لها بالنزاه ِة‬ ‫ِ‬ ‫ستتح ّقق يف املستقبل وخصوصاً أن مجلسنا‬ ‫ُ‬ ‫عىل‬ ‫ها‬ ‫مداميك‬ ‫نيت‬ ‫ب‬ ‫التي‬ ‫والنفوس‬ ‫ة‬ ‫العقولِ الن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يرِّ‬ ‫البلدي قد فاز بالتزكية‪ ،‬متوجهاً بالشكر اىل الوزير‬ ‫الحق والعدال ِة واملساواة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أسس ِّ​ِ‬ ‫العرييض عىل ما قام به تجاه البلدة واملنطقة وعدد‬ ‫الجريئة‪،‬‬ ‫املواقف‬ ‫والجوار‪،‬‬ ‫الجاهلية‬ ‫باسم‬ ‫ب‬ ‫أرح‬ ‫برجلِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫بعض املطالب»‪.‬‬ ‫كامل‬ ‫الخالد‬ ‫املعلم‬ ‫وتلميذ‬ ‫املتوازن‬ ‫ء‬ ‫اإلمنا‬ ‫وس ِّيد‬ ‫ِ‬ ‫كام تحدث رئيس بلدية رسجبال انطوان أبو رجييل‪،‬‬ ‫معايل‬ ‫جنبالط‪،‬‬ ‫وليد‬ ‫الوزير‬ ‫معايل‬ ‫درب‬ ‫ورفيق‬ ‫جنبالط‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ورئيس بلدية دير دوريت سمري عبد النور «شاكرين‬ ‫وزير األشغال العامة والنقل األستاذ غازي العرييض‪.‬‬ ‫العرييض عىل ما قام به يف املنطقة معددين بعض‬ ‫إىل‬ ‫الطموح‬ ‫وباسم األَ ْريح َّي ِة والعطاء‪ ،‬وباسم‬ ‫املطالب»‪.‬‬ ‫شقَّ‬ ‫مبن‬ ‫ب‬ ‫أرح‬ ‫ُ‬ ‫املستقبل األفضل واملجتمع األمثل‪ِّ ،‬‬ ‫يف الختام قدم رئيس البلدية وأعضاء املجلس البلدي‬ ‫ً‬ ‫الكامل‬ ‫من‬ ‫ال‬ ‫لنفسه طريقاً يف أدغال النضال حام‬ ‫درع تقدير للوزير العرييض‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫ورئيس البلدية أمني أبوذياب‬

‫رئيس بلدية ديدوريت عبد النور يلقي كلمته‬

‫العياص معرف الحفل‬

‫رئيس بلدية رسجبال ابو رجييل يلقي كلمته‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫زار سليمان ولحود‬

‫وهاب من الرابية‪ :‬الثنائية في الزعامة الدرزية سقطت بفعل والدة «تيار التوحيد»‬

‫وهاب‪ :‬العدوان اإلسرائيلي يؤكد أن المقاومة‬ ‫هي الحماية الحقيقية‬ ‫قام رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب بزيارة القرص الجمهوري حيث التقى رئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن وجرى بحث‬ ‫يف مواضيع محلية متعددة كام تم التطرق‬ ‫اىل موضوع االعتداء اإلرسائييل عىل أسطول‬ ‫الحرية‪.‬‬

‫عند لحود‬ ‫وزار وهاب الرئيس إميل لحود يف دارته يف الريزة‪،‬‬ ‫حيث أوضح بعد اللقاء “أن البحث األسايس‬ ‫تناول التطورات يف غزة‪ ،‬خصوصاً بعد العدوان‬ ‫اإلرسائييل والجرمية اإلرهابية املوصوفة ضد‬ ‫األسطول املدين الذي كان متوجها اىل غزة‪،‬‬ ‫والذي يؤكد مرة جديدة أن املقاومة هي الحامية‬ ‫الحقيقية‪ ،‬وأن كل القرارات واملواثيق واملنظامت‬ ‫الدولية ال تردع “إرسائيل” بل تردعها فقط القوة‬ ‫املتمثلة باملقاومة»‪.‬‬ ‫وقال‪“ :‬خيارنا واضح وهو املقاومة‪ ،‬ويجب أن نعزز‬ ‫املقاومة ونقويها ونزيد تسلحها واستعدادها‪،‬‬ ‫ألنها الوحيدة التي ميكن أن تردع اإلرسائيليني‪،‬‬ ‫مشرياً اىل “أن تحصني الساحة يجب أن يبدأ‬ ‫بإصالح الوضع الحكومي‪ ،‬رغم أننا نثمن كل‬ ‫املواقف التي أعلنها الرئيس سعد الحريري أخرياً‬ ‫يف واشنطن وغريها‪ ،‬والتي تساعد عىل إطالق‬ ‫عجلة العمل الحكومي يف أكرث من اتجاه‪ ،‬كام‬ ‫نثمن التعاون القائم اليوم بينه وبني سوريا‪،‬‬ ‫الفتاً اىل اىل وجود خلل ما يجب أن يصحح يف‬ ‫الوضع الحكومي لجهة وجود بعض القوى غري‬ ‫املؤمنة بالبيان الوزاري والتي ترفض املعادلة التي‬ ‫يطرحها فخامة الرئيس ودولة الرئيس وغالبية‬ ‫اللبنانيني يف مواجهة “إرسائيل”‪ ،‬وإن تصحيح‬ ‫الوضع الحكومة أصبح ملحا‪ ،‬متوجهاً بالقول‬ ‫اىل من يعرتض عىل البيان الوزاري بعدما وافق‬ ‫عليه منذ أشهر‪ ،‬عليه أن ميارس املعارضة من‬ ‫خارج الحكومة»‪.‬‬ ‫وحول الزيارات املتكررة للرئيس الحريري اىل‬ ‫سوريا‪ ،‬أجاب‪“ :‬ما أعرفه أن الرئيس الحريري بدأ‬ ‫يبني عالقة جدية وواضحة ورصيحة مع اإلخوان‬ ‫السوريني‪ ،‬وهذا أمر إيجايب يساعد عىل توطيد‬ ‫العالقات بني لبنان وسوريا‪ ،‬مشرياً اىل وجود‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫زار رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫يرافقه نائبه سليامن الصايغ وعضوي املكتب‬ ‫السيايس بهاء عبد الخالق وهشام األعور‪ ،‬ونائب‬ ‫رئيس مجلس األمناء عصمت العرييض‪ ،‬الرابية حيث‬ ‫التقى رئيس تكتل “التغيري واإلصالح” العامد ميشال‬ ‫عون‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء تحدث وهاب للصحافيني فأكد أن‬ ‫“كل السياسيني اللبنانيني لديهم رهانات سياسية‬ ‫خارجية إىل حد ما‪ ،‬وذلك بسبب النظام السيايس‬ ‫اللبناين الذي ال يستطيع أن يحمي نفسه‪ ،‬وكل‬ ‫السياسيني كبارهم وصغارهم رشكاء يف هذه‬ ‫اللعبة‪ ،‬ما يضعف الدولة اللبنانية”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬أنا لست رشيكاً يف السلطة ولكنني‬ ‫حليف لبعض القوى املشاركة يف الحكومة مثل التيار‬ ‫“الوطني الحر” و “حزب الله”‪ .‬لكننا نحاول تشكيل‬ ‫جبهة معارضة مشرتكة بني مجموعة من القوى‬ ‫مثل الرئيس عمر كرامي‪ ،‬وتكون شعاراتها مبدئية‪،‬‬ ‫وتنتقد حتى أخطاء حلفائنا من الوزراء والنواب”‪.‬‬

‫وهاب أمام وفد من لجنة تقصي الحقائق األميركية ‪:‬‬ ‫المقاومة هي الحل الوحيد في مواجهة الجرائم اإلسرائيلية‬

‫تقدم وتطور الفت يف هذه العالقة خالل الزيارتني‬ ‫األخريتني‪”.‬‬ ‫وحول موضوع تشكيل جبهة للمعارضة‪،‬‬ ‫أجاب‪“ :‬تركت املسألة اىل ما بعد النتخابات ألن‬ ‫الرئيس عمر كرامي كان مشغوالً بانتخابات‬ ‫الشامل‪ ،‬وواضح أن هناك خريطة سياسية‬ ‫جديدة بعد االنتخابات البلدية‪ ،‬خصوصاً يف‬

‫‪60‬‬

‫ضوء النتائج البارزة التي حققتها املعارضة يف‬ ‫الشامل والتي متكنت من الربح يف كل عواصم‬ ‫األقضية‪ ،‬وهذا تطور مهم وإيجايب وميكن‬ ‫التأسيس عليه‪،‬مؤ ّكداً أن كل عملية التعبئة‬ ‫التي حصلت خالل السنوات املاضية‪ ،‬رمبا كثري من‬ ‫الناس اكتشفوا أنها عملية تضليل كانت تحاول‬ ‫أخذ الناس اىل خيارات ال يريدونها»‪.‬‬

‫استقبل رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يف مكتبه‪ ،‬يف بريوت وفداً من‬ ‫لجنة تقيص الحقائق األمريكية ‪ CNI‬برئاسة‬ ‫السفري والنائب السابق أورجني بريد‪ ،‬يرافقه‬ ‫سفري املنظمة العاملية لحقوق اإلنسان يف‬ ‫لبنان والرشق األوسط السفري عيل خليل‪،‬‬ ‫وقال وهاب خالل اللقاء أنه لطاملا ليس هناك‬ ‫حساب دويل عىل جرائم “إرسائيل” الدولية‬ ‫إن هذا اإلرهاب سوف يستمر وقد متثل‬ ‫اليوم بهذا الوجه البشع يف قتل املدنيني‬ ‫املتضامنني مع غزة‪ ،‬وبهذه الجرمية ضد شعوب‬ ‫صديقة لفلسطني وللقضايا العربية‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬طبعاً نحن ال ننتظر شيئاً ال‬ ‫من مجلس األمن أو األمم املتحدة وال حتى‬ ‫من جامعة الدول العربية فرهاننا األسايس‬ ‫هو املقاومة‪ ،‬وما حصل اليوم إمنا يؤكد عىل‬ ‫حقيقة هي أن ال حل إ ّال باملقاومة‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬لذلك اتخذنا القرار الصائب‬ ‫منذ البداية عرب املقاومة وتقوية املقاومة‬ ‫وزيادة تسلحها‪ ،‬وقد جاءت الجرمية اإلرسائيلية‬ ‫األخرية لتؤكد مجدداً عىل رضورة دعم املقاومة‬ ‫يف لبنان وفلسطني ويف كل مكان كونها الحل‬

‫الوحيد لدحر جرائم الكيان الصهيو ّين‪.‬‬ ‫وختم وهاب برضورة أن تأخذ اإلدارة‬ ‫األمريكية بعني االعتبار‪ ،‬إذا كانت جادة يف‬ ‫دعم عملية السالم يف املنطقة‪ ،‬أن قضية‬ ‫االستيطان ال تحل املشكلة وأن القضية هي‬

‫‪61‬‬

‫فلسطني كام عليها أن تأخذ أيضاً بعني‬ ‫االعتبار مصالح الكثري من الدول القوية‬ ‫يف املنطقة وإ ّال ستبقى اإلدارة األمريكية‬ ‫تعاين من األزمات املعنوية يف املنطقة من‬ ‫أفغانستان اىل العراق اىل فلسطني‪.‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫استقبل وفوداً بلدية واختيارية من كفرمتى‪ ،‬مجدليا‪ ،‬بعورته‪ ،‬بيت لهيا‪ ،‬والعقبة – راشيا‬

‫وهاب‪ :‬اليوم مشكلة كيفية استخراج النفط وغداً «شفطه»‬

‫أشار رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب خالل‬ ‫استقباله وفوداً بلدية واختيارية‪ ،‬ضمت رؤساء‬ ‫وأعضاء بلديات كفرمتى‪ ،‬مجدليا‪ ،‬بعورته‪ ،‬وبيت‬ ‫لهيا‪ ،‬ووفد من بلدة العقبة – راشيا برئاسة‬ ‫مختار البلدة ووفود شعبية‪ .‬إىل أن “البلد يشهد‬ ‫رصاعاً بني أركان الدولة نفسها حول ملف النفط‬ ‫املكتشف أخرياً‪ ،‬بينام نرى اإلرسائييل قد سارع إىل‬ ‫رسم الحدود كام يريد‪ ،‬وما زلنا نحن نتلهى بجنس‬ ‫املالئكة”‪ .‬وأضاف وهاب‪“ :‬يبدو أن املشكلة اليوم‬ ‫يف كيفية استخراج النفط‪ ،‬وغداً تكون حول من‬ ‫يشفط هذا النفط‪ ،‬وخوفنا أن يكون هذا هو سبب‬ ‫الخالف‪ ،‬والدولة التي ال تسأل عن ثرواتها وحقها‬ ‫فال ميكن أن تحصله لها دول وأمم أخرى”‪ ،‬متمنياً أن‬ ‫يكون لدينا دولة قادرة عىل القيام مبهامتها وتسري‬ ‫بشكل صحيح‪ ،‬الفتاً اىل كالم جدي يدور حول‬ ‫إنهاء ملف املهجرين‪ ،‬وقد تحدثت مع األستاذ وليد‬ ‫جنبالط يف هذا املوضوع وهناك عمل جدي يعالج‬ ‫تفاصيل امللف‪ ،‬ومام ال شك فيه أن هناك ظلم‬ ‫الحق مبنطقة الشحار وتأخري بالتعويضات أدى إىل‬ ‫فقدانها قيمتها الفعلية‪ .‬من هنا يجب أن يكون‬ ‫هناك حل ما كون موضوع زيادة التعويضات يحتاج‬ ‫إىل قانون يف مجلس النواب وهذا قد يؤدي إىل جدل‬ ‫كبري يف البلد‪ ،‬ولكن تبقى هناك وسائل بديلة‬ ‫للحل يجري العمل عليها”‪ ،‬متوجهاً اىل “رئيس‬ ‫الحكومة أن ال يستعمل ملف املهجرين يف إطار‬ ‫أي رصاع سيايس ضد أي كان وخاص ًة يف الجبل‬ ‫ونحن يف فرتة هدوء‪ ،‬وتوجهات رئيس الحكومة‬ ‫الجديدة‪ ،‬يف موضوع املقاومة والعالقة مع سوريا‬ ‫ونية الجميع مبساعدته يف إنجاز امللفات‪ ،‬ال يعفيه‬ ‫من إنجاز امللفات الداخلية وسنستمر بنقاشها‪،‬‬ ‫وال يظنن أحد أن التقرب من سوريا واملقاومة‪ ،‬أو أي‬ ‫خطوة سياسية تعفيه من مسؤولياته يف ملف‬ ‫املهجرين واإلمناء والخصخصة وغريه‪ ،‬وأي خطوة‬ ‫سياسية ال تعفي ما سبق”‪.‬‬ ‫وأ ّكد وهاب‪ :‬أن العمل جا ٍر “مع مدير الصندوق‬ ‫املركزي للمهجرين فادي عرموين حول املوضوع‪،‬‬ ‫وال أحد يقبل بأن من دفع الثمن منذ ‪ 20‬عاماً بعد‬ ‫نهاية الحرب‪ ،‬وما تعرضوا له ولن نقبل بإذاللهم‬ ‫عىل صندوق املهجرين وعىل أبواب الوزارة لتحصيل‬ ‫حقوقهم”‪ .‬متمنياً “أن تحل هذه املعضلة حتى العام‬ ‫املقبل إذا ما التزمت الحكومة مببلغ الـ ‪ 120‬مليار‬ ‫لرية سنوياً‪ ،‬وحتى العامني املقبلني يجب أن يقفل‬ ‫امللف وهذا طبعاً ال يعفي الدولة من مهامتها يف‬ ‫تأمني مستلزمات العيش الكريم للمواطنني من‬ ‫أجل تثبيت العودة وتثبيت املقيمني حالياً”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬اإلمناء املتوازن يساهم يف‬ ‫تثبيت وعودة كل الناس إىل القرى واألرياف ما‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يخفف بشكل جذري من أعباء الضغط عىل‬ ‫املدن ومحيطها من أحزمة الفقر والعوز‪ ،‬ويشجع‬ ‫قيام الزراعة بشكل كبري ودفع عجلة االقتصاد‪،‬‬ ‫مشرياً اىل أنه ال يجب أن تدور املوازنات فقط حول‬ ‫كيفية خدمة الدين العام وتأمني أجور املوظفني‪،‬‬ ‫وتغيب عن أي خطط إمنائية فعلية يف كل املناطق‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وقرى الجبل ‪”.‬‬ ‫وختم وهاب مرحباً ومؤكداً أن “البلدات التي‬ ‫دفعت الثمن عنا جميعاً خالل الحرب األهلية‬ ‫يتوجب علينا جميعاً أن نكون إىل جانبها خاص ًة‬ ‫بلدة مثل كفرمتى‪ ،‬وأن نعمل ملعالجة مشاكلها‪،‬‬ ‫وطبعا هي مشاكل وحاجات كبرية‪ ،‬واألهم أنتم‬ ‫كبلدية أمتنى عليكم التكافل والتضامن مع كل‬ ‫أبناء البلدة ضمن خطة عمل واضحة وشفافة‬ ‫تضع جدوالً زمنياً لالنجازات‪ ،‬بالتعاون مع إدارات‬ ‫الدولة‪ .‬واألمر اآلخر املهم هو عملية ختم الجرح‬ ‫النازف الذي أصاب كفرمتى‪ ،‬علينا التعاون جميعاً‬ ‫من أجل إقفال ملف العودة وأن ما حصل أخرياً يف‬ ‫االنتخابات سيساهم فع ًال بترسيع املصالحة بني‬ ‫كل أبناء البلدة التي ال تستطيع النهوض دون كل‬ ‫فئاتها وعملية العودة الرشيفة تكون عرب إنصاف‬ ‫الجميع فيها حتى تتمكن من استكامل مسريتها‪.‬‬ ‫ومن املتعارف عليه أن كفرمتى وقرى الشحار‬ ‫الغريب قد عرفت بتقدم نسبة الوعي فيها وذلك‬ ‫بسبب التنوع السيايس والحزيب وهذا املوضوع‬ ‫غنى ومصدر طاقة لتقدم وتطور مجتمعنا‬ ‫يشكل‬ ‫ً‬ ‫ونطمح إىل اعتبار منطق الدولة هو السائد‬ ‫يف ظل سيادة القانون والعمل عىل املساواة‬ ‫بني كل اللبنانيني وتأمني فرص العمل والتكافل‬ ‫االجتامعي”‪.‬‬

‫الغريب‬

‫من جهته اعترب رئيس بلدية كفرمتى املحامي‬ ‫حسني الغريب أن العالقة مع الوزير وهاب ثابتة‬ ‫وحصينة‪ ،‬وهو أعلم منا يف شؤون بلدة كفرمتى‬ ‫الداخلية وحاجاتها‪ ،‬متمنياً عىل وهاب مد يد العون‬ ‫للبلدة عىل كافة الصعد”‪ ،‬مشرياً إىل أن البلدية‬ ‫تحاول االستعانة بخدمات وزارة املهجرين خاص ًة عىل‬ ‫صعيد تأمني أنابيب مياه الشفة فنتلقى أجوبة‬

‫‪62‬‬

‫من نوع‪ :‬ال صفة لدى الوزارة املهجرين لالستجابة‬ ‫ملثل هكذا طلب‪ ،‬ونحن نسأل بدورنا‪ :‬من هو املعني‬ ‫بهذا األمر؟ أين نراجع ومبن نستعني؟”‪.‬‬

‫‪...‬وأمام رئيس وأعضاء بلدية‬ ‫مجدلبعنا‪ :‬لن نتهاون‬ ‫بأي يشء ميس مصالح‬ ‫الجبل وأبنائه‬

‫أ ّكد رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب عىل رضورة دراسة املوازنة بشكل يضمن‬ ‫رصف جزء منها عىل بعض املناطق املحرومة يف‬ ‫الجبل وعكار وإقليم الخروب وبعلبك والجنوب حتى‬ ‫ال نستمر يف موازنة رواتب وخدمة الدين العام‪،‬‬ ‫معترباً أن االستقرار السيايس الذي تشهده‬ ‫منطقة الجبل بني كل القوى السياسية يفسح‬ ‫املجال ملعركة إمنائية نخوضها مع األستاذ وليد‬ ‫جنبالط والحزب السوري القومي االجتامعي‬ ‫والقوى السياسية والفعاليات األخرى‪.‬‬ ‫وقال وهاب خالل استقباله رئيس وأعضاء‬ ‫املجلس البلدي لبلدية مجدلبعنا ومخاتري البلدة‬ ‫أنه لن يتهاون بأي يشء ميس مصالح الجبل وأبنائه‬ ‫وسرتاقب األمور بشكل دقيق داخل الحكومة‬ ‫وخارجها ألن مرحلة اإلهامل والحرمان قد انتهت‬ ‫ولن نقبل بأن يعيدها أحد ألي سبب‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬إن مشاريع الخصخصة يجب أن‬ ‫ومفصل‪ ،‬ومصلحة املواطن‬ ‫تناقش بشكل دقيق‬ ‫ّ‬ ‫كمصلحة الدولة قبل مصلحة الرأسامليني‬ ‫الالهثني وراء مشاريع الخصخصة‪.‬‬

‫محمد عبد الخالق‬

‫من جهته‪ ،‬رئيس بلدية مجدلبعنا محمد عبد‬ ‫الخالق أكد ّأن املجلس متعاون مع الجميع لتحقيق‬ ‫مصلحة البلدة‪ ،‬متمنياً لو حصل هذا االئتالف‬ ‫قبل االنتخابات‪ ،‬معترباً ّأن مجلسه سيكون لكل‬ ‫أبناء البلدة دون استثناء‪.‬‬

‫وهاب مكرماً في كفرمتى ‪ :‬أدعو الى التفاعل بين المسيحيين والدروز‬

‫متنى رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫عىل النائب جنبالط أن يبادر إىل خوض معركة‬ ‫القضايا االجتامعية‪ ،‬كالم وهاب جاء خالل حفل‬ ‫تكرميي أقيم عىل رشفه يف منزل الناشط‬ ‫السيايس خالد خداج يف بلدة كفرمتى بحضور‬ ‫عضو اللجنة املركزية يف الحزب الشيوعي اللبناين‬ ‫رياض صوما‪ ،‬مسؤول جبل لبنان يف حزب الله‬ ‫الحاج بالل داغر‪ ،‬عضو مسؤول التيار الوطني الحر‬ ‫يف عاليه عامد مكرزل وعضو الهيئة التأسيسية‬ ‫يف التيار الوطني فادي حداد‪ ،‬رئيس دير سيدة‬ ‫شمالن األب أنطوان ضو‪ ،‬رئيس بلدية كفرمتى‬ ‫املحامي حسني الغريب‪ ،‬مسؤويل الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك يف كفرمتى‪ ،‬الخبري االقتصادي غالب‬ ‫أبو مصلح مختار كفرمتى شوقي حداد‪ ،‬أعضاء‬ ‫الالئحتني اللتني تنافستا يف االنتخابات البلدية‬ ‫األخرية يف البلدة‪ ،‬وفد من تيار املجتمع املدين‬ ‫املقاوم‪ ،‬حشد من األصدقاء واملواطنني‪ ،‬حيث‬ ‫كانت مناسبة الستكامل املصالحة يف بلدة‬ ‫كفرمتى‪ ،‬وأشاروهاب‪ :‬إىل أن “هناك مخاطر كبرية‬ ‫تتهدد الوضع العام يف البلد‪ ،‬إذ أنه وباألمس‬ ‫تحدث “جيفري فيلتامن” عن مبلغ مايل ُوزع يف‬ ‫لبنان لتشويه سمعة املقاومة بعد االنتصار‬ ‫يف حرب متوز‪ ،‬واآلن هناك مبالغ أخرى رصدت‬ ‫تحت شعار ما يسمى بـ”املحكمة الدولية”‪ ،‬ولكن‬ ‫مصري هذه املبالغ املرصودة سيكون كام مصري‬ ‫املبالغ السابقة التي رصدت لعملية التشويه‪،‬‬ ‫ولذلك نحن اآلن‪ ،‬كقوى سياسية يف منطقة‬ ‫الجبل خاص ًة‪ ،‬متعاونون لتجاوز أي مخاطر ناتجة‬ ‫عن املحكمة أو عن أي عدوان إرسائييل محتمل‪،‬‬ ‫انطالقاً من موقعنا العريب وهو الذي يحفظنا‬ ‫ويسمح لنا بتجاوز املخاطر”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬إىل أن “موضوع املهجرين ما زال‬ ‫جرحاً نازفاً‪ ،‬وما ميكننا تسميته بالجناح اآلخر الذي‬ ‫رحل عن الجبل يف ظروف معينة وترك جناحه‬ ‫اآلخر مقي ًام عىل هذه األرض‪ ،‬فإن الجناحني قد‬ ‫ترضرا من هذه الحرب املشؤومة‪ ،‬ويجب أن يكون‬ ‫لدينا جميعاً جرأة املصالحة الحقيقية والثبات‬ ‫يف هذه املنطقة واألرض والتفاعل بيننا عليها‪،‬‬ ‫ألن كلمة العيش املشرتك كلمة قليلة عىل ما‬ ‫هو تاريخي بني جناحي الجبل‪ ،‬املسيحيني والدروز‪،‬‬ ‫وهذا الثنايئ هو الذي أسس وحمى لبنان”‪ .‬وتابع‬ ‫وهاب‪“ :‬املشكلة األهم اليوم هي يف كيفية تأمني‬ ‫مبالغ إعادة اإلعامر لهذه املنطقة‪ ،‬وهناك مشكلة‬ ‫مالية كبرية‪ ،‬ما يستوجب أن يكون هناك حل عادل‬ ‫ملسألة التعويضات املالية‪ ،‬وهي تستأهل أن نتنازل‬

‫عن بعض التفاصيل لتسهيل العودة‪ ،‬مع زيادة‬ ‫حجم التعويضات‪ ،‬ويستوجب إرضاء كل املترضرين‬ ‫بعدالة وهم كرث بني أبناء هذه املنطقة”‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل أنه “من تبعات امللف االقتصادي االجتامعي‬ ‫لن نستطيع تقديم أي يشء للناس دون أن نتعاون‬ ‫جميعاً كقوى سياسية واجتامعية وجمهور‪ ،‬ونحن‬ ‫مقبلون عىل معركة اقتصادية اجتامعية‪ ،‬واألزمة‬ ‫هي هي ما زالت تراوح مكانها وإن تغريت األوجه‬ ‫منذ عقود‪ ،‬إذ أن املسألة االقتصادية مل تتغري‪،‬‬ ‫وهناك رضورة أن تتكاتف كل القوى الدميقراطية‬ ‫والتي لديها قواعد شعبية من أجل لعب دور‬ ‫كبري يف املعركة االقتصادية االجتامعية اآلتية”‪.‬‬ ‫ودعا النائب وليد جنبالط “من كفرمتى إىل أن‬ ‫يلعب دوراً أساسياً يف هذه املعركة‪ ،‬ونحن كأبناء‬ ‫الجبل نعاين من مشكلة حقيقية تنعكس علينا‬ ‫أكرث من املناطق األخرى بعدما تعرضت منطقتنا‬ ‫للنتائج املبارشة للحرب األهلية‪ ،‬وذلك لعدم وجود‬ ‫إمناء حقيقي وفعيل ونعاين من ارتفاع نسب الفقر‬ ‫والحرمان‪ ،‬رغم أن بعض الوزارات تساهم يف حل‬ ‫بعض املشكالت مثل وزارة األشغال ولكنها تبقى‬ ‫مبادرات فردية ال تصنع حل فعيل رغم أهميتها‪،‬‬ ‫ولكن يجب أن يكون هناك مرشوع متكامل‬ ‫لخوض املعركة االقتصادية االجتامعية بشكل‬ ‫دميقراطي”‪.‬‬ ‫وانتقد وهاب كيفية مرور “املوازنة من أمامنا وهي‬ ‫تعتمد األسلوب ذاته يف استهداف جيوب الفقراء‪،‬‬ ‫وتعطي كل ما تحتاجه هذه الطغمة الرأساملية‬ ‫الحاكمة واملتحكمة‪ ،‬وتعمل عىل حامية الرشكات‬ ‫االحتكارية الكربى‪ ،‬وتغفل حامية املواطن‪ .‬وتخلوا‬ ‫املوازنة من أي خطة جدية لإلمناء املتوازن وإمناء‬ ‫الريف ووقف الهجرة”‪ ،‬مشرياً إىل أن “اإلخوان‬ ‫العائدين إىل قرى الجبل قد اضطروا إىل ترك قراهم‬ ‫ولكن كلنا مهجرون يف قرانا وبلداتنا ومنازلنا‪،‬‬ ‫ألن الفقر والبطالة وغياب املؤسسات شكل من‬ ‫أشكال التهجري‪.‬‬ ‫ودعا وهاب للقيام بعمل يومي من قبل النخب‬ ‫يف املناطق لبلورة مرشوع اقتصادي اجتامعي‪ .‬هذه‬ ‫مسؤولية كل القوى السياسية من أجل نهضة‬ ‫مجتمعنا من هذا الواقع”‪ ،‬الفتاً إىل “أننا عىل أبواب‬ ‫شهر متوز‪ ،‬وكل الحارضون هنا‪ ،‬قد تخرجوا من مدارس‬ ‫العروبة واملقاومة‪ ،‬وقضية فلسطني هي بوصلتنا‪،‬‬ ‫وبعد هذا العمر لسنا مستعدين لتغيري قناعاتنا‪،‬‬ ‫وكل من يقرتب من هذه العناوين يكرب وكل من‬ ‫يبعد عن فلسطني يصغر‪ .‬اليوم هذه معادلة دول‬ ‫وأفراد‪ ،‬وأكرب مثال هو الدور الرتيك املتجدد كيف‬

‫‪63‬‬

‫أنه عندما اقرتب من فلسطني كرب دوره‪ ،‬وعندما‬ ‫ابتعد بعض العرب عن فلسطني بدأت تصغر‬ ‫أدوارهم‪ .‬نحن اليوم أمام مرحلة ظاهرها هدوء‪،‬‬ ‫ولكن يف املضمون هناك مخاطر كبرية ومن هنا‬ ‫كانت كل الجهود تنصب يف الجبل لحامية موقعنا‪،‬‬ ‫وهذا كل ما قمنا يف األمس القريب عرب حفظ‬ ‫املوقع التاريخي‪ ،‬ونحن اآلن مطمئنون إىل موقعنا‬ ‫ومتركزنا السيايس”‪.‬‬ ‫وختم وهاب مرحباً بكل أبناء املنطقة وبالتحديد‬ ‫الذين كانوا عىل تنافس انتخايب فيام بينهم يف‬ ‫االنتخابات البلدية‪ ،‬معترباً أنه ليس هناك من‬ ‫رابح أو خارس يف االنتخابات‪ ،‬إمنا املهم أن تربح‬ ‫بلدة كفرمتى‪ ،‬وينطبق عليها مثل تلميذ املعلم‬ ‫سقراط حني جاءه قائ ًال‪ :‬يا معلمي أريد أن أحكم‬ ‫أثينا‪ .‬فسأله سقراط عن سبب ذلك؟ فأجاب‪ :‬إنني‬ ‫أفضل من كل حكام أثينا‪ .‬فرد سقراط‪ :‬ليس مه ًام‬ ‫أن تكون أفضل من حكام أثينا بل أن تكون عىل‬ ‫قدر مشاكل أثينا‪ .‬وأمتنى أن تكون البلدية الجديدة‬ ‫برئاسة األستاذ حسني الغريب عىل قدر املهامت‬ ‫املنتظرة لها‪ ،‬وكفرمتى بحاجة ماسة إىل كل‬ ‫دعم وهي البلدة التي دفعت باإلضافة إىل كل قرى‬ ‫املنطقة الثمن الغايل واألكرب خالل الحرب األهلية‬ ‫وما زالت حتى اليوم تدفع هذا الثمن”‪.‬‬

‫خداج‬ ‫من جهته رحب صاحب الدعوة خالد خداج‬ ‫بالوزير وهاب وكل الحضور وقال “أن اللقاء هو تكريس‬ ‫لجو املصالحة بحضور أحد أبرز النجوم السياسيني‬ ‫حالياً‪ ،‬معايل األستاذ وئام وهاب‪ ،‬يف لقاء يجب‬ ‫أن يعمل عىل اإلضاءة عىل ملفات اقتصادية‬ ‫واجتامعية بعيداً عن الخالفات السياسية الحادة‬ ‫التي تجاوزها الواقع السيايس املستجد إىل آفاق‬ ‫رحبة وواسعة‪.‬‬

‫الغريب‬ ‫كذلك شدد مسؤول الحزب التقدمي االشرتايك‬ ‫يف كفرمتى شاهني الغريب عىل “وحدة املوقف‬ ‫السيايس الذي يجمعنا يف مواجهة عدو صهيوين‬ ‫واحد‪،‬‬ ‫كذلك ألقيت قصائد شعرية لكل من الشاعر عادل‬ ‫خداج والدكتور غالب نور الدين‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب بعد استقباله مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة‬

‫التصرف بعنصرية مع ملف الحقوق الفلسطينية يفاقم األزمة‬ ‫مصطفى‪ :‬صبرنا ستة عقود ونستطيع أن نصبر شهراً آخر‬ ‫أكد رئيس «تيار التوحيد» وئام وهاب‪ ،‬بعد‬ ‫استقباله مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة‬ ‫العامة يف لبنان‪ ،‬أبو عامد رامز مصطفى‪ ،‬بحضور‬ ‫أمني العالقات السياسية يارس الصفدي‪ ،‬أن‬ ‫«محاولة تصوير الفلسطيني وكأنه فوق القانون‬ ‫أو قاطع طريق أو إرهايب‪ ،‬هو أمر عنرصي ويؤدي إىل‬ ‫توتري األمور وليس إىل تهدئتها‪ .‬وإن هذه السياسة‬ ‫املتبعة مع الفلسطينيني هي التي تح ّول املخيامت‬ ‫إىل بؤر إرهابية‪ ،‬حتى املنظامت التي ترفض اإلرهاب‬ ‫كاإلخوة يف الجبهة الشعبية‪ ،‬وينسقون مع‬ ‫األجهزة األمنية املختصة يف الدولة‪ ،‬لكنهم يف‬ ‫النتيجة غري قادرين عىل ضبط الوضع يف املخيامت‬ ‫إذا ما استمرت األمور هكذا‪ ،‬والتي قد تتحول‬ ‫مع الوقت إىل مالجئ إرهابيني إذا ما استمر هذا‬ ‫الظلم الالحق بها»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬إىل أن األمر “بحاجة أن يعالج‬ ‫بهدوء‪ ،‬ألن الفلسطيني تحت القانون وليس فوقه‪،‬‬ ‫ويخضع للقوانني اللبنانية‪ ،‬وهم أص ًال مل يطالبوا‬ ‫بغري ذلك يوماً‪ ،‬ولسنا بحاجة إىل شعار جديد يك‬ ‫نحرض الناس عليه‪ .‬وباختصار‪ :‬هناك مشكلة‬ ‫قامئة اسمها الواقع الفلسطيني املأساوي يف‬ ‫لبنان‪ ،‬ما هو الهدف من الضجة‪ :‬معالجتها أم‬ ‫مفاقمتها؟ بكل أسف ما يحدث اليوم يفاقم‬ ‫تطال‬ ‫وقد‬ ‫مستعصية‬ ‫ويجعلها‬ ‫املشكلة‬ ‫الجميع»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬إذا ما وافق الفلسطينيون عىل‬ ‫التوطني فإنهم يفقدون مربراً وجودهم‪ .‬نحن‬ ‫ضد التوطني بكل أشكاله ووجوهه ومع عودة‬ ‫الفلسطيني إىل فلسطني وضد أن يبقى أي منهم‬ ‫يف أي مكان من العامل دون أن يعود إىل بالده”‪ .‬وأشار‬ ‫إىل أن “لبنان ال يتحمل التوطني سياسياً وأخالقياً‬ ‫واقتصادياً وأكرث من ذلك ال ميكنه االحتامل مذهبياً‬ ‫وطائفياً‪ ،‬وهذا األمر مرفوض بالكامل ولكن ذلك‬ ‫ال يعني أن الفلسطيني ال يحق له مامرسة عمل‬ ‫سيايس‪ ،‬وهو أص ًال ال ميكنه أن يستكني دون عمل‬ ‫ونضال حتى يتمكن من العودة إىل بالده وإذا ما‬ ‫بقي دون نضال فإن اإلرسائييل يرتاح ويبقى الوضع‬ ‫عىل ما هو عليه”‪ ،‬متمنياً عىل الرئيس سعد‬ ‫الحريري “الذي يستطيع بصالته مع كل األطراف‬ ‫وبعالقاته صياغة مخرج ما لهذا النقاش‪ ،‬وهو‬ ‫رئيس للحكومة‪ ،‬ويستطيع نقاش املوضوع بهدوء‬ ‫بعيداً عن املزايدات الفارغة‪ .‬وهذا التصعيد اليوم ال‬ ‫مربر له‪ ،‬والجميع منفتحون عىل النقاش والحوار»‪.‬‬ ‫تم حول الوضع‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬إن “البحث قد ً‬ ‫الفلسطيني يف لبنان واألرايض الفلسطينية‬ ‫املحتلة خاص ًة وإننا نلحظ أن اإلرسائييل يحاول‬ ‫من خالل حصاره لغزة تحويل األنظار عن القضية‬ ‫املركزية وهي قضية القدس‪ .‬وهناك محاوالت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حثيثة لتهويد القدس وزرع املستوطنات فيها‬ ‫ومحاوالت هدم املسجد األقىص‪ .‬وما يجري يف غزة‬ ‫بحقيقته باإلضافة إىل عملية التجويع التي متارس‬ ‫هو عملية مكشوفة لرصف األنظار عن موضوع‬ ‫القدس‪ ،‬بينام املطلوب موقف عريب وإسالمي‬ ‫واضح من موضوع القدس وهو يبقى املوضوع‬ ‫األساس»‪.‬‬

‫مصطفى‬ ‫من جهته أكد أبو عامد رامز أن “الزيارة كانت‬ ‫يف إطار تقديم التحية ملناسبة الذكرى الرابعة‬ ‫لتأسيس “تيار التوحيد”‪ ،‬وهذا التيار الذي شكل‬ ‫عالمة فارقة يف الحياة السياسية اللبنانية منذ‬ ‫تأسيسه‪ ،‬وما تحمله التيار ورئيسه هو محط اعتزاز‬ ‫وفخر‪ ،‬وله من كل الشعب الفلسطيني التحية»‪.‬‬ ‫وتابع مصطفى‪“ :‬كانت مناسبة لوضع اإلخوة‬ ‫يف التيار يف نتائج مؤمتر العام للجبهة ويف إطار‬ ‫وضعهم يف األجواء السياسية الفلسطينية‬ ‫من مصالحات داخلية‪ ،‬وما تتعرض له القضية‬ ‫الفلسطينية من محاوالت تصفية‪ ،‬من التهويد‬ ‫واالستيطان انطالقاً من القدس والضفة الغربية‬ ‫مع االستمرار يف حصار غزة‪ ،‬وهذا األمر مدعاة‬ ‫إىل توجيه دعوة للجميع لحشد الطاقات يف‬ ‫سبيل مواجهة هذه األخطار‪ .‬ويف ظل االستكانة‬ ‫والتامهي الكبري الذي متارسه معظم األنظمة‬ ‫العربية مع املرشوع اإلرسائييل واألمرييك”‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل أن “القضية الفلسطينية وحق العودة يف‬ ‫خطر‪ ،‬وما يطرح عن موضوع الحقوق الفلسطينية‬ ‫وحق التملك فإنه لألسف قد خرج عن سياقه‬ ‫الطبيعي وخلق حالة من الجدل والنقاش”‪ .‬وأضاف‬ ‫“الفلسطيني الذي يعيش يف لبنان منذ ستة‬

‫‪64‬‬

‫عقود يطالب بأن يكون كل الشعب اللبناين مع‬ ‫قضيته‪ ،‬وال نريد أن يكون هناك خالفاً عميقاً يف‬ ‫الداخل اللبناين وأن يكون امللف محط سجال‬ ‫ومزايدة ألن املوضوع ال يحتمل‪ .‬وهناك مسألة‬ ‫بسيطة وهي أن الفلسطيني قد اقتلع من أرضه‬ ‫منذ ‪ 62‬عاماً ونتمنى عىل اإلخوة اللبنانيني أن‬ ‫مينحوا الفلسطيني الحد األدىن من الحياة الكرمية‬ ‫وعىل األقل متلك شقة»‪.‬‬ ‫وأردف مصطفى‪”:‬ما نسمعه عرب وسائل‬ ‫اإلعالم يأيت خارج السياق‪ ،‬مراراً وتكراراً نحن ضد‬ ‫التوطني باملطلق‪ ،‬إن كان مقنع أو غري مقنع‪ ،‬ومن‬ ‫الفلسطينيني من يبحث حقاً عن جنسية أخرى‬ ‫وإذا ما منح بعضاً من حقوقه املدنية فإن ذلك‬ ‫يعني إزالة املخاوف من التوطني أو الحصول عىل‬ ‫الجنسية اللبنانية”‪ ،‬منبهاً إىل أن “التوطني ليس‬ ‫فزاعة بل هو مرشوع قائم يف األوساط األمريكية‬ ‫واإلرسائيلية واألوروبية‪ ،‬وهم يتحينون الفرص‬ ‫لتطبيقه وشطب حق العودة نهائياً‪ ،‬ونتمنى عىل‬ ‫اإلخوة اللبنانيني عدم اعتبار الفلسطيني قد جاء‬ ‫ليأخذ مكان أخيه اللبناين عىل اإلطالق‪ ،‬نحن‬ ‫أشقاء وأبناء أمة واحدة ونشكر الشعب اللبناين‬ ‫عىل كل ما قدمه للقضية الفلسطينية»‪.‬‬ ‫وختم مصطفى‪ :‬إن “مهلة الشهر التي‬ ‫أعطاها الرئيس نبيه بري للنواب ملعالجة وإقرار‬ ‫حقوق الفلسطينيني‪ ،‬نقول لهم إننا قد صربنا‬ ‫ستة عقود ونستطيع أن نصرب شهراً آخر‪ ،‬ولكن‬ ‫علينا أن ننبه إىل خطورة حرش الفلسطيني يف‬ ‫الزوايا الحادة وهذا ما ال نتمناه عىل اإلطالق‪ ،‬وال‬ ‫يجوز للدولة أن تطلب منا الواجب وتتغاىض عن‬ ‫حقوقنا‪ ،‬نحن جاهزون لكل التسهيالت بل أننا تحت‬ ‫القانون ولكن علينا أن ننبه‪ ،‬وندعوا إىل قيام طاولة‬ ‫حوار فلسطينية – لبنانية تناقش كل املواضيع دون‬ ‫تردد أو خوف»‪.‬‬

‫وهاب حاضر في صور في ذكرى المقاومة والتحرير‬ ‫السالح موجود طالما «إسرائيل» قائمة‬

‫أسف رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬خالل ندوة أقامها مركز الخميني يف مدينة‬ ‫صور‪ ،‬مبناسبة ذكرى املقاومة والتحرير‪ ،‬بحضور‬ ‫مدير مركز إمام الخميني برج قالوي الشيخ عباس‬ ‫شحيمي‪ ،‬وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب الحاج‬ ‫عبد املجيد صالح‪ ،‬واملرشف العام عىل مراكز اإلمام‬ ‫الخميني الشيخ غالب حالل‪ ،‬ومسؤول العالقات يف‬ ‫منطقة الجنوب الشيخ أحمد مراد‪ ،‬ورئيس الضامن‬ ‫االجتامعي فرع صور حسن عكنان‪ ،‬ورئيس مصلحة‬ ‫املياه فرع صور السيد حسن حالق‪ ،‬ورئيس جمعية‬ ‫صور الثقافية االجتامعية املهندس عيل دبوق‪،‬‬ ‫ومدير مدارس املهدي فرع صور األستاذ هالل مديرك‪،‬‬ ‫ورئيس جمعية منتدى الفكر واألدب الدكتور غسان‬ ‫فران‪ ،‬ومسؤول لجنة االرتباط والتنسيق يف منطقة‬ ‫صور الحاج جهاد شغري ‪ ،‬وعدد من ممثيل األحزاب‬ ‫السياسية والهيئات والجمعيات الرتبوية واالجتامعية‬ ‫ورسميني‪ ،‬ومهندسني‪ ،‬وأطباء ومحامني‪ ،‬أسف وهاب‬ ‫لصدور أصوات لبنانية “تتحدث مبنطق آخر عفا عليه‬ ‫الزمن خالل احتفال لبنان بعيد التحرير‪ ،‬الذي أخرج‬ ‫“إرسائيل” باملقاومة دون معاهدة سالم وتنازالت”‪،‬‬ ‫مستبعداً تأثري تلك األصوات عىل “حزب الله”‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل “أن الكالم يف سالح املقاومة أصبح خارج النقاش‬ ‫وإن كان البعض يطمح اىل بحثه عىل طاولة الحوار‬ ‫التي لن تكون لذلك”‪.‬‬ ‫وأثنى وهاب عىل موقف رئيس الجمهورية املمتاز‬ ‫من املقاومة‪ ،‬مشرياً اىل أن “غالبية اللبنانيني هم‬ ‫مع سالح املقاومة والجميع شعر بالحصانة من كالم‬ ‫السيد حسن نرصالله حتى منتقدي املقاومة‪.‬‬ ‫ولحسم موضوع السالح أ ّكد وهاب أن “هذا السالح‬ ‫موجود طاملا “إرسائيل” قامئة‪ ،‬ومرشوع التوطني‬ ‫وعدم عودة الفلسطينيني اىل أرضهم‪ ،‬وطيلة العقود‬ ‫املاضية مل يكن غري سوريا وايران اىل جانب لبنان‪،‬‬ ‫وبقوة سالح املقاومة تحررت أرضنا”‪ ،‬محذراً الذين يأتون‬

‫اىل لبنان ويتجسسون علينا ملعرفة ردة فعلنا عىل‬ ‫تطور أمني يف املنطقة من أن االعتداء عىل إيران‬ ‫وسوريا واملقاومة يف لبنان ممنوع مهام كلف األمر‪،‬‬ ‫مشرياً اىل فشل املرشوع األمرييك يف كل األماكن‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬أمريكا ستعمل عىل محاورة‬ ‫األقوياء يف املنطقة مستغرباً تحدث البعض من فريق‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬هذه الجثة املحنطة سياسياً‪ ،‬عن أن املنطقة‬ ‫يف الربع الساعة األخرية من املعركة الكربى‪ ،‬سائ ًال‬ ‫القائل ماذا ميكن له أن يعمل يف املعركة الكربى التي‬ ‫ميكن أن يكون هو بني أقدام املتحاربني فيها؟ وعىل ماذا‬ ‫يستند واألكرثية قد أصبحت يف مكان آخر‪ ،‬وستزيد‬ ‫األمور أكرث فأكرث وإن ببطء‪ ،‬ومن قال إن نتائج الحرب‬ ‫الكربى مهام كانت فيمكن أال تروها‪ ،‬ومحور املامنعة‬ ‫أقوى بكثري مام تظنون والكالم األمرييك باألمس أصدق‬ ‫تعبري عن هذا الواقع؟”‪.‬‬ ‫وأشار وهاب اىل أن “الحملة عىل رئيس الجمهورية‬ ‫تستهدف رئيس الحكومة يف مكان ما‪ ،‬بعد كالم‬ ‫وإشارات عن اتجاهات جديدة لدى األخري بعد التحوالت‬

‫‪65‬‬

‫الكربى يف املنطقة”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬من ينتقد وهو داخل الحكومة ميارس‬ ‫الدجل السيايس وعليه أن يستقيل وأن يكون خارج‬ ‫السلطة”‪ ،‬منتقداً البيان الوزاري‪ ،‬ومؤ ّكداً أن “كالم‬ ‫الرئيس نبيه بري بعد زيارته رئيس الجمهورية‪ ،‬يعرب‬ ‫عن كل قوى املعارضة‪ ،‬ووضع النقاط عىل الحروف‬ ‫لحامية رئيس الجمهورية من الهجوم الذي يتعرض له‪.‬‬ ‫كذلك كان رئيس الجمهورية يف كالمه عن املقاومة‬ ‫والعالقة اللبنانية السورية‪ ،‬متمنياً أن يستكمل‬ ‫رئيس الجمهورية ذلك بدعوة املجلس األعىل اللبناين‬ ‫– السوري لوضع اسرتاتيجية مواجهة مشرتكة بني‬ ‫لبنان وسوريا يف حال حدوث أي معركة مقبلة مع‬ ‫العدو اإلرسائييل”‪.‬‬ ‫وانتقد وهاب “املواقف التي ترحب بالوفود القادمة‬ ‫أو االفتخار باستقبالت الرئيس األمرييك لهم‪ ،‬وهم‬ ‫ممن ينتقدون املقاومة التي أ ّمنت لهم هذا الحضور‬ ‫الدويل‪ ،‬متوجهاً إليهم لتقديم الشكر للمقاومة التي‬ ‫وضعتهم عىل الخارطة الدولية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب خالل حفل تخريج طالب معهد المسار‪:‬‬ ‫على كافة العرب أن يعلموا بأن ال فضل لعربي على أعجمي إالّ بالتقوى‬ ‫يف العارش من حزيران‪ ،‬أقام معهد املسار‬ ‫للعلوم واملهن‪ ،‬الفرع الرئييس يف املريجة‪ ،‬حفل‬ ‫تخرجه الثالث لطالبات التزيني النسايئ يف‬ ‫منتجع أغادير‪ ،‬طريق املطار‪ ،‬برعاية وحضور رئيس‬ ‫“تيار التوحيد” الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬واملدير‬ ‫العام ملعاهد املسار األستاذ عيل نارص‪ ،‬وممثل‬ ‫سفارة سوريا يف لبنان غسان عنجريني‪ ،‬ونائب‬ ‫السفري الفلسطيني أرشف دبور‪ ،‬واملسؤول‬ ‫الثقايف ماهر مشاعل‪ ،‬ورؤساء مجالس بلدية‬ ‫واختيارية‪ ،‬وممثلني عن مؤسسات تربوية يف‬ ‫الضاحية الجنوبية‪ ،‬إضافة اىل ذوي الخريجات‪،‬‬ ‫وأضفى صاحب الرعاية الوزير وهاب نكهة‬ ‫خاصة عىل الحفل‪ ،‬ملا مي ّثله يف ضمري الناس يف‬ ‫الضاحية الجنوبية‪ ،‬وملا له يف وجدانها من محبة‬ ‫واحرتام‪ ،‬بدا ذلك واضحاً من االستقبال الحار له‪.‬‬ ‫بدأ الحفل بالنشيدين الوطني اللبناين ونشيد‬ ‫معهد املسار‪ ،‬فكلمة للخريجات‪ ،‬وكلمة رئيسة‬ ‫قسم التزيني يف املعهد السيدة رانيا محمد‬ ‫وشجعت الخريجات‬ ‫شكرت فيها الوزير وهاب‬ ‫ّ‬ ‫عىل العلم والعزمية لبناء الدولة الحديثة العادلة‬ ‫والقوية‪.‬‬ ‫ثم كانت قصيدة مميزة للشاعر حسني شعيب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فكلمة اإلدارة ألقاها الناظر العام يف املعهد‬ ‫رحب فيها بصاحب‬ ‫األستاذ محمد دلباين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الرعاية وشكره عىل ترشيفه‪ ،‬كام رسد نشأة‬ ‫وتاريخ املعهد‪.‬‬

‫وهاب يلقي كلمته‬ ‫التطور الحاصل يف إدارة الشعوب واملجتمعات‪،‬‬ ‫وقد بات من الواجب علينا مواكبة هذا التطور مبا‬ ‫يخدم حاجاتنا ومصالحنا الشخصية والوطنية‬ ‫والقومية وتقديم كل مساعدة وعون ملجتمعنا‪.‬‬ ‫وما أنتم اليوم سوى جزء من هذا املرشوع‬ ‫الهادف لصياغة وطن جديد يقوم عىل اعتامد‬ ‫القوانني املتطورة التي تخدم اإلنسان وتحقق‬ ‫متطلبات وجوده من إلزامية التعليم ومجانيته‬ ‫اىل تأمني فرص العمل للمتخرجني اىل قانون‬ ‫للطبابة والضامن الصحي واالجتامعي‪ ،‬وضامن‬ ‫الشيخوخة وبلوغ سن التقاعد اىل تطوير القوانني‬ ‫االنتخابية واعتامد النسبية وإلغاء املحاصصات‬ ‫حيث سيصبح انتامؤنا للوطن والدولة‪ ،‬وتقفل‬ ‫أبواب الهجرة ونحيا كام الشعوب الحرة يف رحاب‬ ‫بلد يليق بنا وبوطن نفخر باالنتامء إليه‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬إنني إذ أتقدم من املتخرجني‬ ‫بأطيب التمنيات بنجاحهم ال بد يل ومن هذا‬ ‫املكان بالذات من الدخول اىل بعض النقاط‬ ‫التي يجب التوقف عندها يف سياق ما يشهده‬ ‫الوطن واملنطقة من تطورات بعد فشل املرشوع‬ ‫الصهيوين األمرييك يف املنطقة بد ًءا من‬ ‫فلسطني وجنوب لبنان والعراق بتنا نتعرض‬ ‫للمزيد من الحمالت ومحاولة النيل من االنتصار‬ ‫الذي تحقق يف العام ‪ ،2000‬وأفشل العدوان يف‬ ‫متوز ‪ 2006‬ودحر االعتداء عن غزة‪ ،‬مازلنا نتعرض‬ ‫لضغوطات من الخارج تنعكس يف أحيان كثرية‬ ‫عىل وضعنا يف الداخل مع أدوات مازالت تراهن‬ ‫عىل هذا املرشوع فتنربي بني الحني واآلخر التخاذ‬ ‫مواقف تصب يف خدمة هذا املرشوع عىل حساب‬ ‫مصلحة الدولة والوطن‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬من لوم لفخامة رئيس‬ ‫الجمهورية عىل توصيفه االنتصار مبثلث الشعب‬ ‫والجيش واملقاومة وأنه سيحمي ذلك املثلث من‬ ‫كل متآمر‪ ،‬اىل استمرار التشكيك بالعالقة مع‬ ‫سوريا‪ ،‬اىل طرح حياد لبنان يف املواقف الدولية‬ ‫كلها مؤرشات واضحة عىل أن هذه األدوات‬ ‫مازالت تحاول العودة باألمور اىل سنوات مضت‬ ‫وانقضت وأكل الدهر عليها ورشب فنسيت‬ ‫اتفاق الطائف وتناست اتفاق الدوحة ومل تقرأ‬ ‫املستجدات اإلقليمية والدولية ‪.‬‬ ‫ولذلك كان االعتداء عىل أسطول الحرية يف‬ ‫مياه البحر املتوسط وفرض املزيد من العقوبات‬ ‫عىل إيران وإعادة تحريك ملف املحكمة الدولية‪،‬‬

‫وهاب‬ ‫ثم ألقى وهاب كلمة جاء فيها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ل ّبيت دعوتكم بالحضور‪ ،‬لالحتفال سوياً‬ ‫بانقضاء عام درايس وتكريم للناجحني من‬ ‫الطالب بعد جهد وتعب وسهر الزمهم منذ‬ ‫البدايات حيث تد ّرجوا لسنوات مضت اىل أن‬ ‫بلغوا هذه املرحلة من تقرير مصريهم العميل‬ ‫واملستقبيل‪.‬‬ ‫إن هذا اللقاء أعادين لزمن كنت فيه أتلقف‬ ‫الدراسة بني رفاق يل وزمالء أمضينا من الوقت‬ ‫الطويل يف فرح دائم مام حملني للعودة اىل تلك‬ ‫املرحلة حيث أرى نفيس عرب تلك الذكريات‪،‬‬ ‫وكم كانت األحالم تراودين بأن نكون قادرين عىل‬ ‫صنع املستقبل وتحقيق اآلمال والطموحات ألبناء‬ ‫وطننا كافة عىل حد سواء‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬لقد بات العلم يشكل اليوم‬ ‫املمر الوحيد لبلوغ األهداف وما يشهده العامل‬ ‫من تطور تقني وتكنولوجي يدل عىل مدى‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪66‬‬

‫رانيا محمد تلقي كلمتها‬

‫الشاعر حسني شعيب يلقي قصيدته‬

‫األستاذ دلباين يلقي كلمته‬

‫عوامل متعددة تأيت يف توقيت واحد لرضب املحور‬ ‫القومي واإلقليمي الصامد واملامنع للهيمنة‬ ‫األمريكية اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫من هنا يتبني لنا وبشكل واضح مدى تالزم‬ ‫املراهنني عىل هذا املرشوع وانتظار العاصفة التي‬ ‫تهب من جديد‪.‬‬ ‫قد ّ‬ ‫وقال‪ :‬ومن هنا فإن هذه الحكومة هي حكومة‬ ‫الفتنة الوطنية وليس الوحدة الوطنية ألن قرارها‬ ‫األخري أمس قصدت منه إعادة الفتنة واالنقسام‬ ‫ّ‬ ‫والرش‪.‬‬ ‫بني اللبنانيني ألنها ساوت بني الخري‬ ‫لقد آن األوان للحكومة أن تحسم هذه امللفات‬ ‫بشكل رسيع وأن تلتزم ببيانها الوزاري وأن ال تحاول‬ ‫الهروب اىل األمام ألن ذلك لن يجديها نفعاً بل‬ ‫سيأخذها اىل طريق مجهول النتائج‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬إن موقف لبنان يف مجلس األمن‬ ‫وامتناعه عن التصويت ضد العقوبات الدولية‬ ‫بحق إيران يشكل عودة ملقولة قوة لبنان يف‬ ‫ضعفه وهذا زمن ولىّ وانقىض ويشكل خطوة‬ ‫مشكوك بأمرها حيث أىت استجابة ألنظمة‬ ‫االرتهان العربية والتخيل عن قوة لبنان وقدرته‬ ‫عرب شعبه وجيشه ومقاومته عىل ردع العدوان‬ ‫وتغيري املعادالت‬ ‫إن هذا املوقف يؤكد لنا من جديد أن املنطقة‬ ‫بكاملها ما زالت مستهدفة من قبل املرشوع‬ ‫األمرييك الصهيوين‪ ،‬وعليه فام زال مرشوعنا‬ ‫نحن التمسك بالخيار العريب والقومي املقاوم‬ ‫لهذه املشاريع وعىل السلطة والدولة تحديد‬

‫موقفها النهايئ يف هذا الرصاع‪ ،‬فإما ارتهان‬ ‫وتبعية ووصايات وإما تحرير ومقاومة وانتامء إذ ال‬ ‫يجوز البقاء يف موقع ال طعم له وال رائحة وال‬ ‫لون‪.‬‬ ‫أما نحن فرهاننا مل يتبدل ومل يتغري وقناعاتنا‬ ‫ثابتة يف التمسك مبحور املواجهة والصمود‬ ‫القومي واإلقليمي إذ غدت القمة التي عقدت يف‬ ‫دمشق بني الرئيسني بشار األسد وأحمدي نجاد‬ ‫والسيد حسن نرصالله تشكل بالنسبة لنا قمة‬ ‫العرب واملسلمني‪ ،‬قمة الجهاد والنضال الستعادة‬ ‫الحقوق وطرد الغزاة والطامعني‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬عىل كافة العرب أن يعلموا‬ ‫ويتعلموا من خالل دينهم وكتابهم الكريم بأن ال‬ ‫فضل لعريب عىل أعجمي إ ّال بالتقوى‪.‬‬ ‫نعم أيها اإلخوة لن يعود التاريخ اىل الوراء‬ ‫فقد ولىّ زمن الهزائم وبدأ العامل يتغري وصارت‬ ‫مصالح األمم تتحكم بسياساتها وما علينا سوى‬ ‫االرتباط بواقعنا القومي واإلقليمي حيث أثبتت‬ ‫السنوات األخرية صحة هذا الرهان للتعبري عن‬ ‫حقوقنا وكرامتنا واستعادة كل شرب سليب من‬ ‫أرضنا‪ ،‬خاصة وأننا أصبحنا منتلك القوة وهي‬ ‫وحدها كام قال صاحب الوعد الصادق ستغري‬ ‫وجه هذه املنطقة بكاملها‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬بورك ملعهدكم هذا النجاح‬ ‫ولإلدارة واملعلمني التقدير وللطالب وذويهم‬ ‫التهاين واىل عام جديد آخر ملؤه الخري والوعد‬ ‫باالنتصار لوطننا لبنان وأمتنا بكاملها‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب رعى االحتفال السنوي لمدرسة الضياء‬

‫نحذر من االعتداء على سمعة شهدائنا‬ ‫ألنهم كرامة وطننا ومقاومتنا‬ ‫برعاية وحضور رئيس «تيار التوحيد» الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب أقامت مدرسة الضياء يف‬ ‫برج الرباجنة احتفالها السنوي‪ ،‬بحضور مدير‬ ‫املدرسة محمد حرب ووفدين من «حزب الله»‪،‬‬ ‫وحركة «أمل» وأعضاء بلدية برج الرباجنة‬ ‫والهيئة التعليمية وعدد من الفنانني وأهايل‬ ‫الطالب‪.‬‬ ‫تخ ّلل االحتفال كلمة للوزير وهاب قال فيها‪:‬‬ ‫للذاكرة املدرسية يف جعبتي الكثري‪ ،‬مام‬ ‫أختزنه من لحظات كانت تالمس يف جوهرها‪،‬‬ ‫حوافز تدفعني لإلجابة عن أسئلة شكلت‬ ‫امتداداً يتصاعد بحد ذاته‪ ،‬لليوم الذي نحن فيه‪،‬‬ ‫للواجب الوطني‪ ،‬حيث ما زالت تراود عقيل‪،‬‬ ‫ودفعت يب نحو خوض الرصاع السيايس‬ ‫ع ّلنا نبني ُحلم األجيال بوطن تسوده العدالة‬ ‫والقوانني‪ ،‬وتحفظ فيه الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫وتتجه نحو فعل اإلرادة الحرة‪ ،‬املنبعثة من جوهر‬ ‫إمياننا‪ ،‬إىل رحاب االنعتاق من التبعية والوصاية‪،‬‬ ‫وسيادة الدولة القوية والقادرة عىل صيانة‬ ‫شعبها‪ ،‬وصياغة نظامها مبا يتناسب مع روح‬ ‫العرص‪ ،‬وتطور العلوم‪ ،‬إىل دول ٍة تتساوى يف‬ ‫أسس خارجة‬ ‫تطلعاتها نحو بناء اإلنسان‪ ،‬عىل‬ ‫ٍ‬ ‫عن جدران الطوائف‪ ،‬وتجاذبات املناطق‪ ،‬وفقدان‬ ‫السيادة‪ ،‬هناك حيث نظام ومنهج تربوي موحد‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وطبابة‪ ،‬وضامنات مجانية‪ُ ،‬تعطى لجميع الناس‬ ‫العاملني يف قطاعات اإلنتاج املتعدد‪ :‬فكراً‬ ‫وغالالً وصناعة‪ ،‬وحفظ حقوقهم يف سن‬ ‫التقاعد‪ ،‬وعامل الشيخوخة‪ ،‬اىل دول ٍة‪ ،‬قامئة‬ ‫عىل نظام انتخايب جديد‪ ،‬عامده النسبية‪،‬‬ ‫إىل حيث ُيصبح اإلنتامء للوطن فوق اإلنتامء‬ ‫للقبيلة واملذاهب ومن بيدهم سلطان القرار‪،‬‬ ‫إىل حرية الرأي واملعتقد‪ ،‬بدل اللحاق مبوروثات‬ ‫اإلستعامر من ألقاب مخلوعة هنا وهناك‪،‬‬ ‫تجثم عىل صدورنا منذ مئات السنني‪ ،‬فتحولنا‬ ‫ُ‬ ‫قطعاناً برشية ُتساق اىل حيث ال قدرة لها عىل‬ ‫الرفض واملامنعة‪ ،‬إىل دولة ُيصبح فيها اإلنسان‬ ‫سيداً عىل ذاته‪ ،‬حراً بإرادته‪ ،‬إنسان يحمل عىل‬ ‫كتفيه أعباء املواجهة‪ ،‬وبني كفيه سلطان‬ ‫القرار‪ ،‬وعىل جبينه أكاليل من املجد التائق‬ ‫لتحقيق وبلوغ األهداف واألغراض الوطنية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والقومية العليا‪...‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬تلك كانت املعاناة ومازالت‪،‬‬ ‫ولو بشكل بدأت تتغري فيه حكايات االستزالم‬ ‫واالرتهان‪ ،‬حيث انتصبت عىل منحنيات دروبنا‬ ‫وقرانا‪ ،‬هامات الرجال الواعدة‪ ،‬اآلتية من رحم‬ ‫األمة ووجدانها النابض‪ ،‬املؤمنة بقضيتها‬ ‫العادلة والرشيفة‪ ،‬والتي حملت عىل منكبيها‬ ‫الوعد الصادق بقيامة اإلنسان الجديد‪ ،‬والوطن‬ ‫الجديد‪ ،‬ورسم جغرافية املنطقة من جديد‪ ،‬مبا‬ ‫يتناسب مع املبادىء والقيم يف أحقية القتال‪،‬‬ ‫لسحق ذاك التنني الرسطاين الصهيوين‪،‬‬ ‫وكل أذنابه املوتورين من أنظمة الخزي والعار‬ ‫والتآمر‪...‬‬ ‫وتوجه وهاب اىل الذين تساءلوا ملرات ومرات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من جلب علينا هذا الويل؟ وملاذا التسليم بكل‬ ‫أمر مفعول؟ وأين يكمن الخالص؟ وبالرغم من‬ ‫كل ذلك ملاذا ُترشق علينا الشمس صبيحة كل‬ ‫يوم؟ مح ّذراً من تراكم بذور الفتنة والتقسيم‬ ‫والتفرقة منذ عهود االستعامر واالنتداب‪ ،‬حيث‬ ‫‪ ،‬ومن األنانيات التي تربينا عليها‪ :‬شهوة الذات‪،‬‬ ‫وشهوة السلطة‪ ،‬وشهوة الرياسة‪ ،‬وشهوة‬ ‫الزعامة‪ ،‬وكره اآلخر‪ ،‬والخوف من اآلخر‪ ،‬وكأننا‬ ‫ُنقيم يف دويالت خارجة عن روح املواطنية‬ ‫واالغنتامء‪ ،‬وروح األخوة واملحبة والبناء‪ ،‬وروح‬ ‫الديانات التي ما عرفت ا ّال إاله واحداً ال رشيك‬

‫‪68‬‬

‫له دون سواه‪...‬‬ ‫وأضاف وهاب كل ذلك أسقطناه يوم التقطنا‬ ‫ثقافة الوطن بكاملها‪ ،‬وطن األباء واألجداد‪،‬‬ ‫وطن الوحدة االجتامعية‪ ،‬التي تشكل يف‬ ‫عنوانها األبرز وطن الشعب والجيش واملقاومة‪،‬‬ ‫فصارت الحياة مبعناها النهويض‪ ،‬آخذ ًة يف‬ ‫بعدها االسرتاتيجي‪ ،‬الدولة القادرة والقوية‬ ‫والعادلة‪ ،‬الدولة التي جمعت بنيها‪ ،‬وأصبحت‬ ‫تشكل النموذج الحي الذي ُيقتدى يف صناعة‬ ‫التاريخ الجديد‪ ،‬واإلنسان الخارج ملالقاة الشمس‬ ‫التي من أجله فقط ‪ ،‬صارت ترشق يف كل يوم‬ ‫جديد‪...‬‬ ‫هو تابع وهاب‪ :‬الوطن الذي اشتقنا إليه‪،‬‬ ‫حيث ال رشقية وال غربية‪ ،‬ال طائفية وال‬ ‫مذهبية‪ ،‬ال إقطاعية وال رأساملية‪ ،‬بل هو وطن‬ ‫عريب الهوية‪ ،‬فلسطيني القضية‪ ،‬وطن خرج‬ ‫من الوصاية والتبعية‪ ،‬ومن الوعود والعهود‬ ‫التآمرية األمريكية والقوى االستعامرية‪ ،‬إىل‬ ‫وعود املقاومة القومية من جنوب لبنان إىل‬ ‫قطاع غزة وساحات العراق‪ ،‬إىل مامنعة سورية‪،‬‬ ‫والدعم املبارش من الجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬وااللتفاف الصديق اآلخذ يف التبلور‬ ‫من تركيا أردوغان‪ ،‬إىل الربازيل وفنزويال وبعض‬ ‫املنتدبات الدولية‪...‬‬ ‫إنه الوطن الذي ح ّول مالعبنا للتقاطعات‬

‫الجهادية‪ ،‬وأرواحنا لحاالت إميانية استشهادية‪،‬‬ ‫إنه وطن التحوالت‪ ،‬من حالة الضعف‪ ،‬إىل‬ ‫معرفة القوة التي كانت يف صدورنا وقلوبنا‪،‬‬ ‫فانفجرت لتصنع التاريخ والوطن‪ ،‬وتحطم‬ ‫أحالم الطغاة واملفسدين‪ ،‬و ُتغني ألجيالنا التي‬ ‫هي أنتم‪:‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬إننا أمة قادرة عىل صنع‬ ‫املستقبل الذي يليق بنا جميعاً‪َ ،‬منْ كان مثيل‬ ‫ال يستطيع يف مثل هذه املناسبة‪ ،‬أن يهديكم‬ ‫العاباً أو مالبساً جميلة‪ ،‬ألن تلك الهدايا آتية‬ ‫من أولياء أمركم‪ ،‬وقلوب أمهاتكم‪ ،‬وفرح‬ ‫معلميكم وإدارتكم‪.‬‬ ‫َمنْ كان مثيل‪ُ ،‬يهدي أبناءه‪ ،‬صوراً كبريةً‬ ‫وجميل ًة لوطن يستطيع أن يؤمن لكم الحياة‬ ‫الحرة الكرمية‪ ،‬لوطن يحميكم يف مستقبلكم‬ ‫ودروب عملكم‪ ،‬لوطن ح ٍر تحيون فيه أحراراً‪،‬‬ ‫فتلك هدية املؤمن بحقه وشعبه ورسالته‪،‬‬ ‫هدية كل فر ٍد منكم يف مستقبل قريب عىل‬ ‫صهوة الفرح اآليت إلقامة األعياد وتقديم الهدايا‪،‬‬ ‫عىل أرض فلسطني الحبيبة تحت قبة األقىص‬ ‫وكنيسة القيامة‪...‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬سأل املمكن املستحيل‪ :‬أين‬ ‫ُتقيم؟ فقال‪ :‬يف أحالم العاجزين‪ ،‬ثم سألت‬ ‫السامء األرض‪ :‬أين فيك العمران؟ فقالت‪ :‬يف‬ ‫قلوب الشباب‪ .‬ذلك ألنكم أنتم قلب الشباب‬ ‫النابض‪ ،‬للمجتمع الناهض‪ ،‬وإن آالمنا بدأت‬ ‫تتالىش عىل عتبة تحقيق آمالنا الواعدة بالعام‬ ‫الجديد واملستقبل الزاهر واملجيد‪...‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬ملدرسة الضياء إدارة ومعلمني‬ ‫وطالب‪،‬أحمل إليكم باقات من الكلامت النابعة‬ ‫من ضياء العقل‪ ،‬ولهفة الوجدان‪ ،‬أحمل إليكم‬ ‫تباشري املواسم الواعدة بالحصاد والغالل‬

‫الوفري‪ ،‬وإن العصافري التي أمامي ستذهب إىل‬ ‫قرميدها األحمر‪ ،‬لتبني إقامتها‪ ،‬من فوهات‬ ‫ّ‬ ‫املرضجة‬ ‫شقائق النعامن‪ ،‬ومن جداول األنهار‬ ‫برائحة الرتاب‪ ،‬ومن عطر القضية وشذاها‬ ‫الطاهر عىل رىب جبل عامل‪...‬‬ ‫وتابع وهاب‪ ،‬عندما دخلت ملعب هذه‬ ‫املدرسة شاهدت صوراً كثرية للقائد الشهيد‬ ‫عامد مغنية والذي اعتربه بطل االستقالل‬ ‫الحقيقي يف هذا البلد‪ ،‬هذا الرجل الذي خطط‬ ‫آلالف العمليات ضد العدو الصهيوين‪ ،‬ساهم‬ ‫إىل حد كبري وكبري جداً يف صنع االستقالل‬ ‫الحقيقي للبنان‪ ،‬وليس االستقالل املمنوح‬ ‫أو املعطى‪ ،‬وهو الوحيد الذي ساهم يف أخذ‬

‫االستقالل بالقوة كام يكون االستقالل‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬وأنا أشاهد هذه الصورة‬ ‫الكبرية لهذا القائد الكبري م ّرت يف ذاكريت‬ ‫أسامء الكثري من الشهداء من بالل فحص إىل‬ ‫سناء محيديل إىل احمد قصري إىل كل هؤالء‬ ‫الشهداء األبطال‪ ،‬واآلن ونحن نتذكر الحاج عامد‬ ‫مغنية‪ ،‬ونتذكر هؤالء الشهداء نرى بأن هناك من‬ ‫يحاول اإلساءة لذكرى شهدائنا يف هذه األيام‬ ‫يوماً عرب محكمة دولية‪ ،‬ويوماً عرب أمور أخرى‪،‬‬ ‫محذراً هؤالء قائ ًال بأن هؤالء الشهداء هم رمز‬ ‫عزتنا وكرامتنا‪ ،‬هم كرامة وطننا ومقاومتنا‪،‬‬ ‫ومن يعتدي عىل سمعة هؤالء الناس كمن‬ ‫يعتدي علينا جميعاً‪.‬‬

‫وهاب زار العريضي وبحث معه شؤوناً إنمائية‪:‬‬ ‫للفصل بين الحقوق السياسية واالجتماعية للفلسطينيين‬ ‫زار رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬الوزير غازي العرييض يف مكتبه‪ ،‬حيث تم‬ ‫بحث املستجدات والشؤون اإلمنائية يف املناطق‬ ‫اللبنانية عموماً‪ ،‬وبعد اللقاء شكر وهاب الوزير‬ ‫العرييض عىل املشاريع التي نفذت بشكل جيد‬ ‫وشفاف والتي تساهم بتعزيز وضع املقيمني‬ ‫واملهجرين إمنائياً‪ ،‬خصوصاً وأن الوزير يعمل لكل‬ ‫املناطق والطوائف دون أي حسابات»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ”:‬تطرقنا للوضع السيايس العام‬ ‫حيث من الطبيعي أن تنطلق الحكومة يف الفرتة‬ ‫املقبلة‪ ،‬وما حصل يف موضوع الكهرباء كان‬ ‫إيجابياً جداً‪ ،‬واللبنانيون استبرشوا خرياً بذلك ألن‬

‫الحكومة متكنت من إعطاءهم وعداً محدداً عىل‬ ‫األقل ملعالجة األزمة الكهربائية‪ ،‬متمنياً أن تشهد‬ ‫املرحلة املقبلة انطالقة كبرية لعمل الحكومة‪،‬‬ ‫تعويضاً عن الست سنوات من االلتهاء بالرصاع‬ ‫السيايس وترك القضايا اإلمنائية جانباً»‪.‬‬ ‫ورداً عىل الترصيحات األخرية عىل موقف رئيس‬ ‫اللقاء الدميقراطي بشأن الوضع الفلسطييني‪،‬‬ ‫اعترب وهاب “أن النائب وليد جنبالط ليس‬ ‫بحاجة ليعطه أحد درساً وطنياً مبوضوع املهجر‪.‬‬ ‫ويجب أن نفصل بني موضوع الحقوق السياسية‬ ‫للفلسطينيني والحقوق اإلنسانية‪ ،‬وال أحد‬ ‫يطالب بالحقوق السياسية أي انتخاب أو تعيني‬

‫‪69‬‬

‫يف وظائف‪ ،‬إمنا هناك حقوق إنسانية يجب أن‬ ‫يتمتعوا بها‪ ،‬ويجب عدم تحريض الناس عىل‬ ‫خلط األمور ببعضها البعض‪ ،‬متمنياً عىل الذين‬ ‫يح ّملوا جنبالط مسؤولية ألمر مل يطرحه‪ ،‬أال‬ ‫يفعلوا ذلك ألنه حرص األمر باملوضوع اإلنساين‬ ‫وعىل الجميع االلتفاف لذلك‪ .‬ويف حال استمرار‬ ‫هذا األمر ستتحول املخيامت إىل بؤر لالرهاب‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يرفضه الجميع»‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪”:‬املطلوب أن يعيش الفلسطيني‬ ‫كإنسان ومتارس عليه سلطة الدولة ضمن‬ ‫القوانني‪ ،‬إمنا إعطاء دروس بهذه الطريقة يشء‬ ‫غري مقبول»‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫هيئة العمل التوحيدي تعتصم تضامناً مع أسطول الحرية عند بوابة فاطمة‬

‫الشيخ حسام نصار‪« :‬إسرائيل» مولود غير شرعي‬ ‫يف ذكرى األسبوع عىل القرصنة الصهيونية‬ ‫عىل أسطول الحرية‪ ،‬أقامت هيئة العمل التوحيدي‬ ‫اعتصاماً رمزياً تضامناً مع أسطول الحرية‪ ،‬يف‬ ‫بلدة كفركال الجنوبية عىل بوابة فاطمة مبحاذاة‬ ‫الرشيط الحدودي الذي يفصل لبنان عن فلسطني‬ ‫املحتلة‪ .‬شارك يف االعنصام رئيس هيئة العمل‬ ‫التوحيدي الشيخ صالح ضو عىل رأس وفد من‬ ‫أعضاء الجهاز اإلداري يف الهيئة ومسؤويل املناطق‪،‬‬ ‫وأعضاء مجلس األمناء يف “تيار التوحيد” يرتأسه‬ ‫نائب رئيس مجلس األمناء األستاذ عصمت‬ ‫العرييض يرافقه أمني الداخلية محمد الصايغ‪،‬‬ ‫وأمني العالقات السياسية يارس الصفدي‪ ،‬وأمني‬ ‫الشؤون االجتامعية جواد زرقطة‪،‬‬

‫إن هذه الجرمية رغم بشاعتها وفظاعتها هي فرصة لتوحيد األمة العربية‬ ‫واإلسالمية يف مواجهة الغطرسة الصهيونية‪.‬‬ ‫وندعو أوالً وقبل كلِ يشء إدارة الرئيس محمود عباس اىل وقف جرمية‬ ‫التنسيق األمني مع الكيان الصهيوين‪ ،‬ونهيب بالضمري اإلنساين يف‬ ‫جامح هذا العدو الغاصب‪ .‬كام نطالب‬ ‫لكبح‬ ‫العامل ليتخ َذ كاف َة اإلجراءات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بإلغا ِء كلِ معاهدات السالم التي تربط بعض األنظمة العربية بهذا الكيان‬ ‫الزائل‪ ،‬و ُنشيد باملوقف الرتيك الرسمي والشعبي املتقدم بأشواط عديدة‬ ‫عىل مواقف بعض األنظمة العربية املتذبذبة‪.‬‬ ‫لك يا غز َة هاشم من لبنان املقاومة الذي حرر الجزء األكرب‬ ‫وختم نصار‪ِ :‬‬ ‫ألف ُ‬ ‫لك ُ‬ ‫ألف تحي َة وإجالل لصمودك الجبار‪ ،‬وأبرشي‬ ‫من أرضه واستعاد أرساه ِ‬ ‫تناديك ياغز َة‪ ،‬أيا غز َة نحن‬ ‫فإن فرساناً بواسل من عىل صهوة جواد املقاومة‬ ‫ِ‬ ‫قادمون قادمون فاصربي وصابري إن الفرج قريب بإذنه تعاىل‪ ،‬وإن الله مع‬ ‫الصابرين‪ .‬وهو حس ُبنا وكفى وإليه يشري كل من دعى‪.‬‬

‫شهب صواعقـــه‬ ‫ذرا الجوالن من ٍ‬ ‫ومن طهران ش َّد الليث أحمدهــــم‬ ‫ومن تركية اإلســـــالم إذ غضبت‬ ‫فهبـــــــوا وحـــــد ًة عرباء مسلم ًة‬ ‫فمــن يبقـــــى علـــــى آكام ذ ّلتـ ِه‬ ‫فيبقـــــى الكـون مسلوبـــاً إرادته‬ ‫فـــــــــــال والله ما من أم ٍة فسقت‬

‫الشيخ‬ ‫راتب نرصالله‬

‫الحضور‬ ‫استقبل‬ ‫وفد من قيادة “حزب‬ ‫الله” برأسة الشيخ‬ ‫خرض نور الدين الذي ألقى كلمة “حزب الله”‬ ‫مرحباً مبشايخ هيئة العمل والوفد املرافق‪،‬‬ ‫ومشيداً مبواقفهم‪ ،‬مسلطاً الضوء عىل‬ ‫األوضاع العامة وخصوصاً الوضع يف غزة‬ ‫املحارصة‪.‬‬ ‫وشدد نور الدين عىل أن خيار املقاومة هو‬ ‫الخيار األفضل يف مواجهة العدو اإلرسائييل الذي ال يفهم إ َّال لغة العنف‬ ‫مثنياً عىل املوقف الرتيك الشجاع‪.‬‬ ‫قدّم الحضور أمني رس أمانة الداخلية جواد الصايغ‪ ،‬ثم ألقى الشيخ‬ ‫رس هيئة العمل التوحيدي كلمة الهيئة‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫حسام ّ‬ ‫نصار أمني ّ‬

‫الشيخ حسام نصار‬ ‫غز َة ‪ ...‬أيا غز َة يا قلع َة الصمود‪ ،‬ومن ِبت‬ ‫األبطال‪ ،‬يا معقل املقاومني يا منار َة الثوار‪،‬‬ ‫يا من ح ّولتي الحصار اىل أفق ح ّر ال يحد‪،‬‬ ‫بثبات وعزمي ٍة ووقار‪ ،‬رغم القصف والحصار‬ ‫واملوت والدمار‪ ،‬مل ولن تنجح محاوالت‬ ‫العدو الغدّار يف قهر إرادة الغزاويني‬ ‫األحرار‪.‬‬ ‫قبل الحديث عن القرصنة الصهيونية‬ ‫عىل أسطولِ الحرية‪ ،‬ال ُب َّد من التذكري‬ ‫والتأكيد عىل أن “إرسائيل”‪ ،‬ليست‬ ‫فقط كياناً ميارس أفعاالً جرمية ضد الشعب الفلسطيني األيبّ‪ ،‬بل هي‬ ‫قبل هذا وكله من حيث التأسيس غري رشعية الوجود أص ًال‪ ،‬ووجودها عىل‬ ‫أرض فلسطني العربية بحد ذاته جرمية ضد اإلنسانية جمعاء‪ .‬فقد قام‬ ‫ِ‬

‫ٌ‬ ‫هــم‬ ‫وصـهيــون‪ ،‬مثــــودٌ ‪ ،‬عادٌ ك ّل ُ‬

‫هذا الكيان الغاصب عىل ثالث مرجعيات ك ُلها تتناقض مع القانون الدويل‬ ‫واإلنساين وهي‪:‬‬ ‫املرجعية التلمودية التي تزعم بأن الشعب اليهودي أفضل من بقية‬ ‫الشعوب‪ ،‬وهو نفس املبدأ الذي قامت عليه الفاشية والنازية‪.‬‬ ‫لصالح مرشوع إقامة دولة‬ ‫ثانياً‪ :‬الحركة الصهيونية التي توظف الدين‬ ‫ِ‬ ‫أرض فلسطني العربية‪ ،‬فالصهيونية عىل هذا األساس تتناقض‬ ‫يهودية عىل‬ ‫ِ‬ ‫مع كلِ القوانني الدولية واإلنسانية مبامرستها حرب إبادة ضد شعب قائم‬ ‫ومسامل ونفيه من أرضه‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬وهي املرجعية السياسية االستعامرية حيث تحالفت الحركة‬ ‫الصهيونية مع الحركة االستعامرية خدم ًة للمرشوع االمربيايل املهيمن‬ ‫عىل املنطقة الذي تقوده الواليات املتحدة الصهيو‪ -‬أمريكية ‪.‬‬ ‫وتابع نصار‪ :‬بالعودة اىل القرصنة الصهيونية عىل أسطولِ الحرية نقول‪،‬‬ ‫إن هذه القرصنة التي قام بها هذا الكيان الزائل هي جرمية وحشية تخطت‬ ‫كل الحدود وإنها حقاً إرهاب دولة وعمل إجرامي محض ال يحتاج اىل تحقيق‬ ‫وإن اآللة الدبلوماسية اإلرسائيلية مهام حاولت لن تستطيع تلميع صور ِتها‬ ‫املشوهة التي ازدادت تشوهاً بسبب هذا العدوان الالإنساين ‪.‬‬ ‫األرض‬ ‫قطاع غزة و استعادة‬ ‫وأضاف نصار‪ :‬إن إمكاني َة كرس الحصار عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األرض الفلسطينية وإجبار االحتالل عىل االنكفاء دون‬ ‫الفلسطينية كلِ‬ ‫ِ‬ ‫فرض رشوطه أو تحقيق جزء من أهدافه‪ ،‬هو بالخيار االسرتاتيجي األوحد أال‬ ‫ِ‬ ‫وهو خيار املقاومة‪ .‬ولنا يف املقاومة اإلسالمية يف لبنان أوضح دليل‪.‬‬ ‫وتابع نصار‪ :‬لقد أثبت “حزب الله” من خالل انتصاراته املظفرة عامي ‪2000‬‬ ‫و ‪ 2006‬صوابي َة هذا الخيار‪ ،‬فعىل األنظمة العربية أن تقتنع بأن ال انتصار‪ ،‬وال‬ ‫افتخار‪ ،‬وال خيار‪ ،‬وال شعار‪ ،‬وال قرار‪ ،‬قادر عىل كرس هذا الحصار إ َّال املقاومة‬ ‫ملرشوع جديد‬ ‫كأوحد خيار‪ .‬هنا يكمن جوهر االنقالب يف املفاهيم ويؤسس‬ ‫ٍ‬ ‫يقوم عىل استنهاض القوى وشحذ الهمم ورفع وترية التحدي وتعميم‬ ‫تجربة “حزب الله” يف نرش ثقافة املقاومة فكراً وعم ًال‪.‬‬ ‫ونحن أمام هذا املشهد الوحيش الفظيع الذي اقرتفته “إرسائيل” نقول‬

‫‪70‬‬

‫َ‬ ‫عرب‬ ‫الغوث ه َّز‬ ‫نــدا ُء‬ ‫الكون يـا ُ‬ ‫ِ‬ ‫فال تهنوا قيو ُد حصارها رصخت‬ ‫ٌ‬ ‫رجـــــل‬ ‫إذا األجداذ صـاح لنـجد ِة‬ ‫لكم‬ ‫وغــ ّز َة‬ ‫هــــاشم نــادت فهــل ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫رجــال سفينــة الشهـــدا ِء فخرهم‬ ‫فهم ٌ‬ ‫رسل لبسط السلـــم مذ عربوا‬ ‫تقــود‬ ‫الركـــــــب تركيا عىل أملٍ‬ ‫َ‬ ‫لقــد رفعـــت شعـــار السلم قادمة‬ ‫فالقـت منهـــــج اإلرهاب منتظراً‬ ‫ألن مناهـــــج اإلرهــــاب دولتهم‬ ‫فمــا كنـ ّـا لـــدى لبنــــــان مكسبهم‬ ‫ٌ‬ ‫مقاومة‬ ‫بحــــــــزب الله قد ُنرصت‬ ‫مرتقب‬ ‫ويف التوحيد جيش الحـــق‬ ‫ٌ‬ ‫فإن ثرنــا فإن النصــر يصحبنــــا‬

‫علــى األعداء تجرفهم اذا غضبوا‬ ‫نهج الجهاد خافوا الوعد واكتأبوا‬ ‫يرتهب‬ ‫لهــــا رعدٌ علـى صهيون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والخطب‬ ‫والقرآن‬ ‫اإلنجيل‬ ‫بهــــــا‬ ‫ُ‬ ‫حسب‬ ‫يوم فال يسموا به‬ ‫ُ‬ ‫لــــــــــــه ٌ‬ ‫يقرتب!‬ ‫مجلس للحق‬ ‫فمـــــــــا من‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الرتب‬ ‫فــــــــال تبقى و يبقى فوقها ُ‬ ‫خالــــــق زالوا وقد ُشطبوا‬ ‫بغضب ِة‬ ‫ٍ‬

‫عصمت العرييض‬

‫كام ألقى‬ ‫الشيخ راتب نرصالله‬ ‫قصيدة من وحي املناسبة‪:‬‬

‫خرض نور الدين‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وسوريـــــــــا لها ٌ‬ ‫عون فقد ُقهروا‬

‫العرب‬ ‫بهذا العون بل طابت بـــه‬ ‫ُ‬

‫يقرتب‬ ‫أاله ّبــوا ففجـــ ُر النصــــ ِر‬ ‫ُ‬ ‫العجب‬ ‫ففــــــي إبطائكـــم عار به‬ ‫ُ‬ ‫لـــه ُ‬ ‫وينسكب‬ ‫السيوف شتــا‬ ‫برق‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫مـروءات تلبيهــــــا أال احتسبـــوا‬ ‫مراكـب األحرار قد ركبوا‬ ‫بــــأن‬ ‫َ‬ ‫وهــــــم جندٌ إلنقا ٍذ فمـــــا رهبـوا‬ ‫تضطرب‬ ‫العون واألجوا ُء‬ ‫لوصل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الشهب‬ ‫وقـــــد غارت بليل رجائه‬ ‫ُ‬ ‫أدب‬ ‫رادع خلقٌ وال ُ‬ ‫فــــال مـــــن ٍ‬ ‫وكـــل الدعـــم لإلرهاب مذ َنهَبوا‬ ‫لقــــــــــد ُكنّا مقاوم ًة وهم ُسحبوا‬ ‫عجب‬ ‫فنرص الله قائدهـــــــــا وال ُ‬ ‫والكتب‬ ‫ملـــــــا جاءوا به األجدا ُد‬ ‫ُ‬ ‫واللهــب‬ ‫ووهــاب بــــــه الزلزال‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫وكانت كلمة لـ “تيار التوحيد” ألقاها‬ ‫األستاذ عصمت العرييض‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫نأيت اىل بوابة الوطن الجنوبية‪ ...‬اىل‬ ‫فاطمة املؤمنة عىل الوعد والعهد‪ ،‬اىل‬ ‫حيث ترنو عينيك أيها العامد القائد‪،‬‬ ‫لنذهب سوياً بالعبور‪ ،‬ونلتحم مع أرضنا‬ ‫السليبة‪ ،‬ونستعيد وهج األمة الساطع‪،‬‬ ‫بالقدرة عىل الخروج من عوامل االتفاقيات‬ ‫املذلة‪ ،‬واملعاهدات املهينة‪ ،‬والتي أخذت‬ ‫شعبنا العريب اىل ردهات األنظمة املرتبطة‬ ‫بالعدو الغاشم‪ ،‬وسياسة محور الغرب بكامله‪ .‬وتابع العرييض‪ :‬جئنا اىل‬ ‫هنا لنؤ ّكد باعتصامنا‪ ،‬ارتباطنا الكامل مع كل قوى املواجهة واملامنعة‪،‬‬ ‫مع شهداء أسطول الحرية وجرحاه‪ ،‬مع منظميه و َمن كانوا عىل متنه‪،‬‬ ‫مع مطران القدس كبوجي‪ ،‬مع أعالم الرايات املنتظرة يف قطاع غزة‪ ،‬ومع‬ ‫مجاهدي األمة‪ ،‬الذين بدّلوا الهزائم‪ ،‬وح ّولوها اىل أعراس االنتصارات‪ ،‬بد ًءا‬ ‫من التحرير عام ‪ ،2000‬اىل املواجهة للعدوان يف متوز ‪ ،2006‬اىل مقاومة غزة‬ ‫الصامدة رغم كل الحصارات من الداخل والخارج‪.‬‬ ‫وأضاف العرييض‪ :‬جئنا اىل هنا‪ ،‬لنؤ ّكد بأن “تيار التوحيد” ورئيسه األستاذ‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬مل يراهنوا يوماً إ ّال عىل الحقوق القومية‪ ،‬والرؤية الصحيحة‪،‬‬ ‫وفهم عوامل الرصاع‪ ،‬مع التنني الذي عاد من جديد لريسم “رشق أوسطه‬ ‫الجديد”‪ ،‬لكنه نيس أو تناىس هذا الرصاع القائم عىل حق الوجود‪ ،‬من سبي‬ ‫بابل‪ ،‬اىل سبي رسجون وحتى يومنا هذا‪ ...‬وتابع العرييض‪ :‬إن قتالنا مل يكن‬ ‫يوماً من أجل مستعمرة هنا أو هناك‪ ،‬وال من أجل ضفة أو قطاع‪ ،‬بل هو قتال‬ ‫عىل استعادة الوجود وليس اسرتداد الحدود‪ ،‬إنه رصاع طويل وشاق ارتضيناه‬ ‫سوياً‪ ،‬بإراداتنا نحن‪ ،‬بعزميتنا‪ ،‬بإمياننا الراسخ بأن هؤالء القوم ليسوا أعداء‬ ‫الله والدين والوطن‪ ،‬لذا ومن خالل هذا املوقع‪ ،‬نتمسك أكرث مبحورنا القوي‬ ‫ومقاومته الرشيفة من جنوب لبنان اىل فلسطني والعراق‪.‬‬ ‫وختم العرييض‪ :‬عهدنا سيبقى دامئاً‪ ،‬مع الوعد الصادق‪ ،‬مع الذي بزغت‬ ‫شمس االنتصارات عىل يديه‪ ،‬مع سوريا األسد‪ ،‬وإيران نجاد‪ ،‬وكل القوى‬ ‫اإلقليمية والدولية املساندة لشعبنا يف هذا املرشوع العريب‪ ،‬الذي سيعاود‬ ‫رسم املعادالت وتغيري وجه التاريخ‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب دان في برقيتين إلى وزير الخارجية والسفير التركيين‬ ‫«األعمال اإلرهابية» لحزب العمال الكردستاني‬ ‫أبرق رئيس تيار التوحيد وئام وهاب إىل وزير‬ ‫الخارجية الرتكية أحمد داوود أوغلو‪ ،‬معترباً أن “ما‬ ‫تشهده بعض املناطق الداخلية يف الجمهورية‬ ‫الرتكية الصديقة‪ ،‬من أعامل إرهابية وعدوانية‪،‬‬ ‫تؤكد ارتباط مفتعليها بالقرار األجنبي لجهة‬ ‫ثني اإلدارة الرتكية مبؤسساتها الدستورية‬ ‫عن مواقفها الثابتة يف مسألة حق الشعب‬ ‫الفلسطيني بإقامة دولته عىل أرضه‪ ،‬وحق‬ ‫الجمهورية اإلسالمية اإليرانية يف تخصيب‬ ‫اليورانيوم السلمي‪ ،‬ووقوف دولتكم بجانب‬ ‫سوريا يف املحافل الدولية وإقامة أفضل العالقات‬ ‫معها»‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪“ :‬كل ذلك‪ ،‬يدفعنا الستنكار هذه‬ ‫األعامل اإلرهابية املنظمة وإدانة حزب العامل‬ ‫الكردستاين املرتبط عضوياً بتلك الجهات‬ ‫الدولية‪ ،‬واملوعود بإقامة دولة كردية مزعومة عىل‬ ‫حساب وحدة الدولة وتقسيم املنطقة خدمة‬ ‫لـ “إرسائيل” ومن يقف وراءها‪ ،‬وندعو بالتايل‬ ‫كل األحزاب والقوى يف الداخل الرتيك التي مل‬ ‫تحرك ساكناً حتى اآلن‪ ،‬إلعالء صوتها والتنديد‬

‫مبا يحصل حرصاً عىل تأكيد انتامئها للدولة‬ ‫الرتكية ومصالحها العليا وإ ّال فإن هذا الصمت‬ ‫املريب يضعها يف حالة مشبوهة تخدم األعداء‬ ‫بشكل مبارش أو غري مبارش»‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪“ :‬باسمي وباسم “تيار التوحيد”‪،‬‬ ‫نؤكد الوقوف بجانبكم والقيام بكل ما يلزم‬ ‫لدرء هذه املؤامرة الدينية‪ ،‬وإننا عىل ثقة كبرية‬ ‫بقيادتكم الحكيمة ملواجهة تلك املحاوالت‬ ‫والقضاء عليها متمنني لكم وللقيادة الرتكية‬ ‫والصديقة رئيساً وحكومة وشعباً دوام التقدم‬ ‫واالزدهار مبا فيه خدمة قضايانا وأهدافنا‬ ‫املشرتكة»‪.‬‬ ‫ويف برقية مامثلة اىل السفري الرتيك يف لبنان‬ ‫سريدار كيليك‪ ،‬اعترب وهاب أن “ما تتعرض له‬ ‫بعض املناطق الداخلية يف الجمهورية الرتكية‬ ‫الصديقة من أعامل إرهابية وإجرامية‪ ،‬تدل عىل‬ ‫أن تلك األدوات املأجورة تقوم بتنفيذ ما يطلب‬ ‫منها من مراكز القرار الدويل املنزعجة واملربكة‬ ‫من حالة الرفض الرتيك لسياستها اإلقليمية‬ ‫والدولية ومن تضامنها مع حق الشعب‬

‫الفلسطيني املحارص يف غزة وإقامة العالقات‬ ‫الواضحة مع سوريا والوقوف بجانب الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية يف ملفها النووي السلمي‪،‬‬ ‫لذا فقد بات عىل كل القوى واألحزاب والجمعيات‬ ‫الرتكية أن تندد بتلك األعامل اإلجرامية وتعلن‬ ‫رفضها لهذه األعامل املشينة والوقوف بجانب‬ ‫القرار الرتيك لقيام الدولة القادرة والعادلة يف‬ ‫مواجهة املؤامرات التي تحاك ضد شعوبنا العربية‬ ‫واإلسالمية»‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪“ :‬ندين حزب العامل الكردستاين‬ ‫املرتبط بهذه اللعبة املكشوفة واألوهام املزروعة‬ ‫بقيام دولة لهم‪ ،‬كام لسائر العشائر واملذاهب‬ ‫يف املنطقة والتي من شأنها إغراق أمتنا وإقليمنا‬ ‫يف رصاعات يستفيد منها األعداء واملتآمرون»‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪“ :‬باسمي وباسم “تيار التوحيد”‬ ‫نستنكر وندين هذه األعامل الجبانة ونعلن وقوفنا‬ ‫بجانبكم ونقدم كل ما يلزم من إمكانيات‪ ،‬لدحر‬ ‫هذه املؤامرة الخبيثة املستهدفة حقنا يف الحياة‬ ‫والوجود‪ ،‬متمنني لكم وللدولة الصديقة دوام‬ ‫النجاح واالزدهار والتقدم»‪.‬‬

‫«تيارالتوحيد» شارك يف‬ ‫اللقاء التضامني مع إيران‬

‫التوحيد” بالتهنئة لـ “التيار الوطني الحر” ورئيسه‬ ‫العامد ميشال عون بفوز مرشحه الدكتور رشف‬ ‫أبو رشف برئاسة نقابة األطباء‪ ،‬وكلنا ثقة بأن‬ ‫مهنة الطب رسالة رشيفة‪ ،‬وهي اليوم بأي ٍد‬ ‫أمينة حريصة عىل حياة الناس حرصها عىل إقرار‬ ‫مشاريع قوانني تهدف اىل إرساء قواعد األخالق‬ ‫واالهتامم بأبناء الشعب لتمنع موتهم عىل‬ ‫أبواب املستشفيات‪.‬‬

‫«التوحيد»‪ :‬عظمة االنتصار‬ ‫تكمن يف كيفية إنجازه‬ ‫عسكرياً وتعاطيه ميدانياً‬

‫شارك «تيار التوحيد» ممث ًال بنائب رئيس املكتب‬ ‫السيايس بهاء عبد الخالق يف االعتصام الذي‬ ‫أقامته األحزاب الفلسطينية مبشاركة عدد من‬ ‫األحزاب اللبنانية يف مخيم مار الياس‪.‬‬ ‫تخ ّلل االعتصام كلامت لكل من ممثيل األحزاب‬ ‫الفلسطينية واللبنانية‪ ،‬كام كان كلمة لـ‬ ‫«حزب الله» أ ّكدت جميعها عىل التضامن مع‬ ‫إيران التي وقفت اىل جانب املقاومة ودعمتها يف‬ ‫لبنان وغزة‪ ،‬وساهمت يف إعادة بناء ما دمرته آلة‬ ‫الحرب اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫هذا ونندت الكلامت بالعقوبات الجديدة التي‬ ‫فرضت عىل إيران ورأت فيها متادياً يف الغطرسة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وتطبيقاً الزدواجية املعايري الدولية‪.‬‬

‫أمانة العمل والنقابات تهنئ‬ ‫التيار الوطني الحر بفوز مرشحه‬ ‫يف نقابة األطباء‬ ‫توجهت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أمانة‬

‫العمل‬

‫والنقابات‬

‫يف‬

‫“تيار‬

‫وفد من «تيار التوحيد» جال‬ ‫يف مناطق الشوف األوسط‬ ‫يف إطار الجوالت عىل املفوضيات العامة‪ ،‬قام وفد‬ ‫من “تيار التوحيد” ضم نائب رئيس مجلس األمناء‬ ‫الرفيق عصمت العرييض‪ ،‬وأمني الداخلية الرفيق‬ ‫محمد الصايغ‪ ،‬أمينة العالقات الدولية الرفيقة‬ ‫فريال أبو ذياب‪ ،‬وأمني الرتبية والشباب الرفيق ماهر‬ ‫رسي الدين‪ ،‬وأمني رس أمانة الداخلية الرفيق جواد‬ ‫الصايغ‪ ،‬بجولة عىل مفوضية الشوف األوسط‪،‬‬ ‫حيث عقدت لقاءات مع حشد من املنتسبني‬ ‫واملنارصين‪ ،‬وجرى البحث يف كيفية تشكيل‬ ‫مفوضية عامة ومفوضيات يف القرى والبلدات‬ ‫الستقطاب حاالت االنتساب الجديدة‪ ،‬من أجل‬ ‫توسيع رقعة انتشار التيار يف املناطق كافة‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫م ّثل نائب رئيس «تيار التوحيد» عصمت‬ ‫العرييض الوزير السابق وئام وهاب يف لقاء‬ ‫تجمع املثقفني واملحامني العرب الذي أقيم يف‬ ‫فندق السفري بحضور عدد من الوزراء والنواب‬ ‫الحاليني والسابقني‪ ،‬وممثيل أحزاب وتيارات‬ ‫وشخصيات‪ ،‬حيث أ ّكد يف كلمة له أن «عظمة‬ ‫االنتصار تكمن يف كيفية إنجازه عسكرياً ويف‬ ‫كيفية تعاطيه ميدانياً‪ ،‬اذ أن املقاومة أبت أن‬ ‫تحاكم العمالء يوم حصول التحرير يف العام‬ ‫‪ ،2000‬متوجهاً اىل «أذناب الخارج ممن يشككون‬ ‫بانتصار املقاومة»‪ .‬ورأى العرييض «أن فتح معرب‬ ‫رفح جاء نتيجة مخاوف من الشارع العريب»‪،‬‬ ‫مؤكدا عىل الخيار الثابت وهو املقاومة وسالحها‪،‬‬ ‫وعىل الوطن واألمة وعىل أن أزمنة التخاذل قد‬ ‫سقطت‪ ،‬واالقرتاب من يوم موعود قد اقرتب‬ ‫وعنوانه املقاومة يف وجه املستعمرين»‪ .‬وختم‬ ‫العرييض مؤكدا عىل «التحالف مع سوريا‬ ‫األسد وإيران الثورة و»حزب الله»‪ ،‬السيد حسن‬ ‫نرص الله»‪.‬‬

‫بالتعاون مع اللقاء الشبابي اللبناني – الفلسطيني ومركز الشهيدة دالل المغربي‬ ‫أمانة التربية والشباب في «تيار التوحيد» أقامت يوماً طبيّاً مجانياً في مخيم شاتيال‬ ‫انطالقاً من وحدة املسار واملصري ومركزية القضية الفلسطينية‪ ،‬وإميان “تيار‬ ‫التوحيد” ورئيسه الرفيق وئام وهاب بحقوق شعبنا الفلسطيني اإلنسانية واملدنية‪،‬‬ ‫وتأكيداً عىل السري معاً نحو تحرير األرض واإلنسان‪ ،‬أقامت أمانة الرتبية والشباب‬ ‫يف “تيار التوحيد” بالتعاون مع اللقاء الشبايب اللبناين ‪ -‬الفلسطيني ومركز‬ ‫الشهيدة دالل املغريب يوماً طب ّياً مجانياً يف مخيم شاتيال يف بريوت‪ ،‬قام خالله‬ ‫الدكتور ريدان أبو حمدان (اختصايص طب وجراحة العيون) مبعاينة عامة مجانية‬ ‫ألهلنا الفلسطينيني‪.‬‬ ‫شارك يف النشاط ٌّ‬ ‫كل من أمني الرتبية والشباب ماهر رسي الدين‪ ،‬وأمني الشؤون‬ ‫وتم اللقاء يف نادي الشهيدة دالل‬ ‫االجتامعية جواد زرقطة‪ ،‬والزميلة سايل نوفل‪ّ ،‬‬ ‫املغريب حيث كان يف االستقبال عضو حركة فتح االنتفاضة األخ أبو وسيم أحمد‬ ‫حزينة‪ ،‬ومجموعة من األخوة الفلسطينيني‪ ،‬حيث أكد حزينة عىل أهمية تجسيد‬ ‫حقوق الفلسطينيني كأي مواطن عريب آخر‪ ،‬حتى تحرير األرض والعودة إىل القدس‬ ‫الرشيف‪.‬‬ ‫من جهتهام‪ ،‬أكد رسي الدين وزرقطة عىل سعي الوزير وهاب الدائم للدفاع عن‬ ‫القضية الفلسطينية ألنها قضية حق‪ ،‬وقضية كل عريب رشيف ومقاوم‪ ،‬مشريان‬ ‫إىل ّأن هذا النشاط لن يكون األخري‪ّ ،‬‬ ‫ألن “تيار التوحيد” آل عىل نفسه املساهمة يف‬ ‫كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية‪ ،‬قضية األمة العربية واإلسالمية جمعاء‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬شكر رئيس اللقاء الشبايب اللبناين – الفلسطيني أحمد‬ ‫الشاويش رئيس “تيار التوحيد” عىل “كل الجهود التي يقوم بها تجاه الشعب‬ ‫الفلسطيني والتضامن جنباً إىل جنب ألجل كرامة الشعب الفلسطيني وحقه‬ ‫يف العمل لحني عودته إىل أرض فلسطني”‪.‬‬ ‫كام شكر الشاويش نشاط الرفاق األمناء‪ ،‬موجهاً تحية للدكتور أبو حمدان‬ ‫عىل تقديم مساعدته الطبية املجانية لألخوة الفلسطينيني‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬األخ الشاويش‪ ،‬نوفل‪ ،‬رسي الدين‪ ،‬د‪ .‬ابو حمدان‪ ،‬األخ ابو‬ ‫وسيم‪ ،‬زرقطة‬

‫د‪ .‬ابو حمدان أثناء معاينة أحد األطفال‬

‫أبوذياب زارت سفارات الفليبين وألمانيا وبريطانيا‬ ‫قامت أمينة العالقات الخارجية يف «تيار التوحيد» فريال أبو ذياب بزيارة‬ ‫سفارة جمهورية الفليبني يف بريوت‪ ،‬حيث التقت السفري جيلربتو آسويك‪،‬‬ ‫الذي أكد سعيه الدائم للقاء جميع األفرقاء ومعرفة وجهة نظرهم عىل‬ ‫موجهاً تحية لرئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬ ‫الصعد كافة‪ّ ،‬‬ ‫تم التداول حول أهمية التواصل بني الدول من خالل املؤمترات واللقاءات‬ ‫كام ّ‬ ‫الثقافية واالجتامعية والرتبوية‪.‬‬ ‫كام شاركت أبو ذياب يف االحتفال الذي أقامه السفري الفيليبيني‬ ‫يف لبنان “ جلبريتو اسويك”‪ ،‬يف أوتيل املوفنبيك – بريوت مبناسبة العيد‬ ‫الوطني لجمهورية الفيليبني بحضور ممثلني عن رؤساء الجمهورية‪ ،‬مجلس‬ ‫النواب والحكومة باإلضافة إىل وزير السياحة فادي عبود والثقافة سليم‬ ‫وردة وحشد من املدعوين‪.‬‬ ‫وألقى السفري “ اسويك” كلمة شدد فيها عىل معاين هذه املناسبة‪،‬‬ ‫كام وجه تحية إىل رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب عىل مواقفه الوطنية‬ ‫والقومية‪.‬‬ ‫كام زارت سفارة املانيا يف بريوت حيث التقت السفرية بريغيتا األملانية‬ ‫سيفكار‪ -‬ابرييل‪ .‬تخلل اللقاء تداوالً يف األوضاع اللبنانية واملنطقة وأهمية‬ ‫الحوار العريب‪ -‬العريب‪ ،‬والتواصل الدبلومايس مع الخارج‪ ،‬ما يدل عىل أهمية‬ ‫سيادة لبنان‪.‬‬ ‫من جهتها أكدت السفرية عىل إعجابها مبواقف الوزير وهاب واهتاممه‬ ‫بتوافق جميع األطراف اللبنانية‪.‬‬

‫كام قامت بزيارة مسؤولة العالقات السياسية يف السفارة الربيطانية‬ ‫نيكوال ديفس‪ ،‬وجرى خالل اللقاء بحث يف األوضاع يف لبنان واملنطقة‪،‬‬ ‫مثنية مبادرة واهتامم التيار بالتواصل الدبلومايس‪ ،‬ما يدل عىل اهتاممه‬ ‫بالعيش املشرتك وسيادة لبنان‪ ،‬موجهة تحيتها اىل معايل الوزير وهاب‪.‬‬ ‫والتقت يف سفارة روسيا يف بريوت‪ ،‬القائم باألعامل الكسندر مي‬ ‫تشيفيكوف‪ ،‬حيث تناول اللقاء مدى ايجابية املستجدات األخرية يف لبنان‬ ‫موجهاً تحية لرئيس‬ ‫واملنطقة وأهمية التوافق بني جميع األفرقاء يف لبنان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التيار الوزير وئام وهاب‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫تابعت أمانة اإلعالم يف «تيار التوحيد» التطورات السياسية واألمنية واإلجتامعية‪،‬‬ ‫يف لبنان والعامل العريب وأصدرت بيانات تعكس موقف التيار السيايس منها‪ ،‬وجاءت‬ ‫عىل الشكل اآليت‪:‬‬ ‫من املعيب دعوة رئيس‬ ‫الجمهورية أن يكون محايداً‬ ‫بني خيار املقاومة أو مقاتلة‬ ‫«إرسائيل «‬ ‫رأت أمانة اإلعالم يف “تيار التوحيد” أن‬ ‫استهداف املقاومة من خالل الهجوم عىل موقع‬ ‫رئاسة الجمهورية هو استغالل مزدوج ملوقع الرئاسة‬ ‫الوطني والدستوري وملوقع املقاومة الشعبي‬ ‫والبطويل‪ ،‬ولقد أثبتت كل التجارب املاضية أن‬ ‫هذا الرصاخ مل يعد أحدا يسمعه إال مطلقه ولن‬ ‫يح ّيد املقاومة قيد أمنلة عن الزناد املتأهب دوما يف‬ ‫وجه العدو‪ .‬أما معادلة الجيش والشعب واملقاومة‬ ‫فستبقى النقيض الحقيقي ملقولة قوة لبنان يف‬ ‫ضعفه والبديل لنظرية الحياد السويرسي غري‬ ‫القابلة للعيش يف لبنان‪.‬‬ ‫وتساءلت األمانة‪ :‬هل هي صدفة أن يدعو أحدهم‬ ‫رئيس الجمهورية إىل التزام الحياد ملجرد دفاعه عن‬ ‫املقاومة والذي مي ّثل فيه موقف غالبية اللبنانيني‬ ‫يف إطار مسلسل واضح املعامل ألن املطلوب غربياً‬ ‫من بعض الجهات يف الداخل إعادة توتري األجواء من‬ ‫خالل إعادة التصويب عىل املقاومة ‪.‬‬ ‫وختمت األمانة‪ :‬من املعيب أن ندعو رئيس‬ ‫الجمهورية أن يكون محايداً بني خيار املقاومة أو‬ ‫مقاتلة “إرسائيل” إال إذا كان هناك فريق حسم‬ ‫رأيه وحدد موقعه عند “إرسائيل”‪ ،‬ولهؤالء نقول إن‬ ‫املقاومة باقية لطاملا هناك نوايا عدوانية إرسائيلية‬ ‫‪ ،‬واملقاومة باقية لطاملا هناك مرشوع لتوطني‬ ‫الفلسطينيني عىل أرض لبنان‪ ،‬واملقاومة باقية‬ ‫لطاملا هناك أحالم تقسيمية‪ ،‬واملقاومة باقية‬ ‫لطاملا بقي هذا الكيان الغاصب ‪.‬‬ ‫تحذير من تداعيات الـ ‪ 500‬مليون دوالر عىل أمن‬ ‫واستقرار لبنان‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم عند أساليب الجاسوسية‬ ‫والتخريب التي متارسها شخصيات وجهات لبنانية‬ ‫مقابل حصولها عىل مبلغ مايل كبري من اإلدارة‬ ‫األمريكية بهدف زرع الكراهية ضد املقاومة التي‬ ‫تتصدى للمقاصد اإلرسائيلية التوسعية عىل‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وحذرت أمانة اإلعالم من تداعيات هذه األساليب‬ ‫عىل وحدة املجتمع اللبناين وتعريض أمنه واستقراره‬ ‫للخطر‪ ،‬واعتبارها مبثابة الجرمية بحق قضايا الوطن‬ ‫متارسها حفنة من املستزملني للعميل اإلرسائييل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فيلتامن وأحالمه الواهنة يف إدخال لبنان يف زمن‬ ‫الوصاية األمريكية الداعمة لإلرهاب يف العامل‬ ‫وأولها للكيان الغاصب يف فلسطني املحتلة‪.‬‬ ‫وأضافت أمانة اإلعالم‪ ،‬يوماً بعد يوم تتوضح أمام‬ ‫الجميع حقيقة هؤالء املنافقني واملأجورين أصحاب‬ ‫مشاريع السيادة واالستقالل راضعي الذلة والخيانة‬ ‫من جيب العطاءات األمريكية‪ ،‬ولو كانت عىل‬ ‫جامجم وجثث األطفال‪.‬‬

‫تحية للموقف الرتيك الربازييل‬ ‫ورفض للعقوبات‬ ‫عىل إيران‬ ‫عقد املكتب السيايس لـ «تيار التوحيد» جلسة‬ ‫استثنائية برئاسة رئيس التيار وئام وهاب وأصدر‬ ‫البيان التايل‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬توقف املكتب أمام املوقف املائع الذي‬ ‫اتخذه مجلس الوزراء أمس من موضوع العقوبات‬ ‫عىل الجمهورية اإلسالمية اإليرانية واعتربه إذعاناً‬ ‫للموقف األمرييك املؤيد لـ «إرسائيل» واملنحاز ضد‬ ‫القضايا العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اعترب املجلس أن موقف مجلس الوزراء مهني‬ ‫للكرامة الوطنية ويظهر لبنان الرسمي وكأنه‬ ‫يتلقى أوامره من وزارة الخارجية األمريكية‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬يثمن املكتب السيايس املوقف الجريء‬ ‫لفخامة رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‬ ‫والذي يؤكد أن موقف فخامة الرئيس يبقى صامم‬ ‫األمان يف القضايا الوطنية الكربى‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬يدعو املكتب السيايس اىل اوسع‬ ‫تضامن مع الجمهورية االسالمية لرفض العقوبات‬ ‫والتضامن مع ايران التي تقف اىل جانب قضايانا‬ ‫خامساً‪ :‬حيا املكتب السيايس املوقف الرتيك‬ ‫والربازييل املسؤول بالتصويت ضد مرشوع العقوبات‬ ‫والذي يأيت منسج ًام يف الوقوف اىل جانب إيران يف‬ ‫مواجهة الغطرسة األمريكية وازدواجية املعايري‬ ‫التي ميارسها املجتمع الدويل‬

‫دعوة إىل أوسع تحرك رداً عىل‬ ‫جرمية قراصنة العرص الصهاينة‬ ‫دعا «تيار التوحيد» إىل أوسع تحرك لبناين وعريب‬ ‫ودويل رداً عىل قراصنة العرص الصهاينة الذين‬

‫‪74‬‬

‫ارتكبوا جرمية حرب غري مسبوقة بحق أسطول‬ ‫الحرية الذي جاء لنجدة غزة املحارصة‪.‬‬ ‫وأكد أمني اإلعالم يف «تيار التوحيد» هشام‬ ‫األعور أن رصاصات الغدر والحقد الصهيوين التي‬ ‫اتجهت إىل صدور األحرار يف سفن أسطول الحرية‬ ‫التي كانت تقرتب من غزة وعىل متنها مئات من‬ ‫أحرار العامل ورشفائه املتضامنني مع غزة‪ ،‬من أكرث‬ ‫من ستني دولة‪ ،‬يجب أن تشكل حافزاً لتحريك‬ ‫الشارع العريب من سباته العميق‪ ،‬وهي مناسبة‬ ‫أيضاً الستكامل كافة أشكال النضال من أجل‬ ‫تعرية نظام الفصل العنرصي اإلرسائييل الذي لوال‬ ‫شعوره العميق بسبات الشارع العريب ملا أقدم عىل‬ ‫جرميته بحق السفن املتضامنة التي كانت متخر‬ ‫بحر الصمت والتخاذل والتواطؤ الرسمي العريب‪،‬‬ ‫الذي يهمش القضية الفلسطينية‪ ،‬ويبقي غزة‬ ‫رهن إرادة العدو الصهيوين‪ ،‬وتحت وطأة وحشيته‬ ‫وظلمه وعدوانه‪.‬‬ ‫وتابع األعور‪« :‬إن هذه السفن وما كانت تحمله من‬ ‫أبطال فتحت آفاق االشتباك مع العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫لفضح جرامئه ضد الشعب الفلسطيني‪ ،‬وتعميق‬ ‫أزمة العالقات العامة التي يعاين منها‪ ،‬وإظهار‬ ‫وجهه القبيح‪ ،‬وتفعيل البعد الدويل للحصار؛‬ ‫كونه عدواناً عىل الشعب الفلسطيني‪ ،‬وكشف ما‬ ‫يتعرض له نحو مليوين محارص يف غزة من عدوان‬ ‫صهيوين غاشم ومتواصل‪ ،‬عىل مرأى ومسمع من‬ ‫املجتمع الدويل الظامل‪ ،‬الذي يضغط عىل حركة‬ ‫حامس والحكومة التي تتوالها من أجل التنازل‬ ‫عن حقوق الشعب الفلسطيني واالستسالم‬ ‫للعدو الصهيوين‪ ،‬بينام يطلق العنان للمغتصبني‬ ‫الصهاينة يك يستولوا عىل األرض الفلسطينية‪،‬‬ ‫ويقتّلوا شعبها املرابط‪ ،‬ويهجروه من أرضه‪.‬‬ ‫وختم البيان‪ »:‬املجد والخلود لشهداء أسطول‬ ‫الحرية األبرار‪ ،‬والشفاء للجرحى‪ ،‬واملجد كل املجد لغزة‬ ‫هاشم األسرية‪ ،‬ولفلسطني العربية من النهر إىل‬ ‫البحر»‪.‬‬

‫املواقف املعادية لحقوق‬ ‫الالجئني بـ «العنرصية»‬ ‫استغربت أمانة اإلعالم املوافق املعادية التي‬ ‫صدرت بخلفية عنرصية والتي متثلت برفض إعطاء‬ ‫الحقوق املدنية لالجئني الفلسطنيني بعد أن وصلت‬ ‫أحوالهم الصحية واملدنية واالجتامعية اىل مرحلة‬ ‫بالغة الخطورة من التدهور وهم ينتظرون مصريهم‬

‫ويتطلعون بعد سنوات االنتظار الطويلة العودة‬ ‫اىل وطنهم وديارهم‪.‬‬ ‫وحثت األمانة موقف النائب وليد جنبالط الداعي‬ ‫اىل فك الحصار املدين عن الالجئني الفلسطنيني‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ووقوفها اىل جانبه يف معركة وجوب‬ ‫إقرار هذه الحقوق للفلسطنيني وإعتبارها قضية‬ ‫ملحة وذات أولوية تتطلب اتباع خطوات عملية‬ ‫فعالة تدعم هذه الحقوق الكفيلة برفع الغنب‬ ‫وصفحات من الحرمان عن الالجئني الفلسطنيني‪،‬‬ ‫وعدم تحويله اىل سجال طائفي يغري باملسؤولية‬ ‫الوطنية وبحقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫دعوة النيابة العامة للتحرك‬ ‫بعد كالم جعجع‬ ‫وتسأل النائب شمعون اذا كان‬ ‫ميتلك صك مبلكية الشوف‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم يف “تيار التوحيد” عند‬ ‫الكالم األخري لسمري جعجع املوكل اليه‪ ،‬كام‬ ‫يبدو‪ ،‬الرتجمة العلنية للرغبات االرسائيلية وإبالغ‬ ‫الرسائل املوكل اليه تبليغها بحق املقاومة‪.‬‬ ‫واستهجنت األمانة عدم تحرك النيابة العامة‬ ‫التمييزية وعدم مسارعتها اىل اتخاذ التدابري‬ ‫الالزمة بحق قائد ميليشيا القوات اللبنانية بتهمة‬ ‫منارصة “إرسائيل” وتثبيط الروح الوطنية يف ّ‬ ‫ظل‬ ‫ما يتعرض له لبنان كل يوم من خروقات إرسائيلية‬ ‫متكررة ألجوائه وتهديده بشنّ حرب شاملة عليه‪.‬‬ ‫ورأت األمانة أن ترصيحات جعجع تعترب عم ًال‬ ‫جرمياً يدفع النيابة العامة التمييزية اىل التحرك‬ ‫دون ابطاء‪.‬‬ ‫كام توقفت أمانة اإلعالم أمام كالم النائب‬ ‫دوري شمعون الذي قال إن منازل الشوف لن تكون‬ ‫مفتوحة أمام أهايل الجنوب إذا حصل عدوان‬ ‫ونسأله هل ميتلك هو منزل يف الشوف ليقول ذلك‬ ‫وهو الذي باع منزل أبيه وهل من باع منزل والده مع‬ ‫ما ميثله الرئيس كميل شمعون رحمه الله يريد أن‬ ‫يحافظ عىل منازل الدروز والسنة واملسيحيني يف‬ ‫الشوف كام قال‪.‬‬ ‫وسألت األمانة النائب شمعون اذا كان ميتلك‬ ‫صكاً مبلكية الشوف ومن أين حصل عليه؟‬

‫«القوات اللبنانية»‬ ‫مارست القتل والخ ّوات‬ ‫توقفت أمانة االعالم عند الكالم الذي صدر عن‬ ‫القوات اللبنانية بخلفية هجومية غري مربرة عىل‬ ‫رئيس «تيار التوحيد» الوزير وئام وهاب لذا يهم‬ ‫األمانة التأكيد عىل ما ييل‪:‬‬ ‫اوالً‪:‬مضحك مبيك أن تتحدث القوات اللبنانية‬

‫عن اإلسفاف والتهجم حتى كادت تعترب أن‬ ‫املوقف السيايس ولو كان حاداً أخطر من القتل‬ ‫والخ ّوات والهدم والتهجري الذي مورس خالل الحرب‬ ‫األهلية والتي كانت القوات يف طليعة الذين‬ ‫مارسوه‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن السياسة التي يتبعها الرئيس املرصي‬ ‫متس كرامة كل العرب ويف حساباتنا الشخصية‬ ‫الكرامة الشخصية ليست أهم من كرامة‬ ‫الشعوب واألمم‪ .‬فحسني مبارك يحارص شعباً‬ ‫بأكمله يج ّوعه يذيقه شتّى أنواع العذاب يقتل‬ ‫مرضاه وحتام سيلعنه التاريخ‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إننا نقدر فرنسا دولة وشعباً ونقدر‬ ‫مواقف الرئيس ساركوزي الذي غري السياسة‬ ‫الجنونية التي اتبعها جاك شرياك الذي اغرقته‬ ‫الرشاوى والسمرسات‪ .‬أما ما فعله كوشنري فهو‬ ‫تسببه اإلساءة اىل فرنسا وشعبها ألنه سمح‬ ‫لنفسه وهو وزير خارجية دولة ع ّلمت الكثري من‬ ‫شعوب العامل الدميقراطية والحرية‪ ،‬بأن يستقبل‬ ‫شخصاً صدرت بحقه أحكام قضائية نتيجة‬ ‫جرائم ارتكبها بحق مواطنني ومسؤولني‪ .‬هذه‬ ‫هي اإلساءة الحقيقية بحق فرنسا وشعبها‬ ‫وليس كالم الوزير وهاب الذي هو أقل مام يقوله‬ ‫املسؤولون الفرنسيون عن برنار كوشنري هذا‬ ‫الوزير الهزيل الذي يصلح ملرسحية هزلية اكرث‬ ‫مام يصلح لوزارة خارجية ‪.‬‬

‫فريد حبيب مدفوع‬ ‫بروح التعصب األعمى‬ ‫قد يحار املرء يف كل مرة تنربي فيه جوقة‬ ‫الشتّامني يف القوات اللبنانية يف إيراد الشتائم‬ ‫وإطالق التهم التي تعرب دون شك عن أسلوب‬ ‫ال يتقنه غري املراهقني السياسيني واملناكفني‬ ‫الصغار الذين يتربعون دامئاً للتطاول عىل الكبار‬ ‫نتيجة ُصغر عندهم‪ ،‬هؤالء الذين سلكوا يف درب‬ ‫السياسة مدفوعني بروح التعصب األعمى تارة‬ ‫وأخرى بردات فعل ناجمة عن شعور بالنقص والحقد‬ ‫عىل اآلخر‪.‬‬ ‫وما لفتنا يف كالم النائب القوايت فريد حبيب‬ ‫قدرته غري املعهودة عىل املزاوجة املدفوع لها‬ ‫سلفاً كام يبدو حني طالب باستعادة الحقوق‬ ‫الفلسطينية ويف إبداء الحامسة يف الدفاع عن‬ ‫الرئيس املرصي الذي أىب يف آخر أيامه أن يرتاجع‬ ‫عن موقفه الذي افقد مرص وجهها العرويب وكان‬ ‫رشيكاً أساسيا يف التسبب مبعاناة الغزاويني‬ ‫املحارصين يف فلسطني املحتلة‪.‬‬ ‫ومن دواعي السخرية أن يتحدث النائب حبيب‬ ‫عن التاريخ الذي كان وسيبقى من صنع الكبار‬ ‫الذين تربأوا حقاً من تاريخ ميليشيا غالت يف‬ ‫بناء زعامتها عىل جامجم املسيحيني يف‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫نستغرب تدخل املطران حداد‬ ‫مبلف «مافيا الكسارات»‬ ‫وعليه االعتذار‬ ‫فوجئنا بالترصيح الصادر عن سيادة املطران‬ ‫اندريه حداد والذي يحاول إثارة مشكلة مسيحية‬ ‫– درزية غري موجودة يف منطقة الجبل وقد كنا‬ ‫نتمنى أن يكون سيادة املطران أكرث حكمة يف إثارة‬ ‫مسألة تتعلق مبشكلة كسارات ضهر البيدر‪ ،‬لذا‬ ‫يهمنا التأكيد عىل األمور اآلتية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬إن أبناء الطائفة الدرزية يعتربون أن‬ ‫املسيحيني رشكاء أساسيني لهم يف الجبل والجبل‬ ‫ال ميكن أن يعيشوا دون هذه الرشاكة التي عمرها‬ ‫مئات السنني والتي م ّرت بسنوات قليلة من الجفاء‬ ‫نسبة إىل سنوات التحالف بني الفريقني‪.‬‬ ‫وان الدروز كل الدروز ال يرون مستقب ًال للجبل دون‬ ‫وجود مسيحي فاعل لذا سعى الدروز دون استثناء‬ ‫لتأمني عودة مرشفة للمسيحيني إىل الجبل‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نستغرب أن يتدخل املطران حداد يف ملف‬ ‫مافيا الكسارات “خدمة لوجه الله”‪ ،‬ليثري مسألة‬ ‫طائفية تعاقب عليها القوانني ويعاقب عليها‬ ‫الناس الذين يرفضون مثل هذا األمر‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إن موضوع الكسارات يجب أن يحسم‬ ‫وبشكل رسيع إما كسارات للجميع أو ال كسارات‬ ‫ألحد ولن نقبل بأي محاولة إلقفال كسارات خدمة‬ ‫للبعض مهام كلف األمر وتحت أي ظرف‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬ندعو الدولة إلعادة تنظيم هذا امللف ضمن‬ ‫القوانني حتى ال تستمر فوىض تشويه الجبال ورضب‬ ‫البيئة خاصة يف سلسلة جبال لبنان الغربية‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬إننا ننتظر من املطران حداد اعتذاراً‬ ‫علنياً عن الخطأ الذي وقع به حتى ال يتحول هذا‬ ‫الخطأ اىل خطيئة‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬نناشد وزيري الداخلية والبيئة وضع حد‬ ‫للفوىض يف هذا امللف والرتخيص ضمن القوانني‬ ‫وإلزام أصحاب الكسارات بإعادة التشجري وإلغاء‬ ‫مافيات االحتكار‪.‬‬

‫عىل القضاء إعادة النظر يف‬ ‫الدعوى بحق الـ أو‪.‬يت‪.‬يف‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم عند الدعوى القضائية‬ ‫الجائرة بحق محطة الـ ‪ otv‬التلفزيونية والتي رأت‬ ‫فيه إنتهاكاً فاضحاً ملبدأ حرية التعبري عن الرأي‬ ‫التي كفلتها األنظمة والقوانني املرعية اإلجراء‪.‬‬ ‫وحرصاً عىل حقوق العمل اإلعالمي والصحفي‬ ‫تدعو األمانة اىل حامية الرأي وحقوق وسائل اإلعالم‬ ‫ومنها قناة الـ ‪ ،otv‬كام تطالب القضاء الذي تحرص‬ ‫األمانة عىل كرامته واستقالليته أن يعيد النظر يف‬ ‫الدعوى املقدمة أمامه والتي ألحقت ظل ًام وإجحافاً‬ ‫بحق املواطن والوسائل اإلعالمية وكل من يرغب‬ ‫بالتعبري عن رأيه يف بلد كان يتباهى باألمس مبركزه‬ ‫اإلعالمي بني دول العامل‪.‬‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫الحصار اإلسرائيلي على غزة ُم ِني بفشل ذريع‬ ‫والعدو يحاول تسويق الحصار األمني مقابل فك الحصار المدني‬ ‫الحدث الذي أثار دهشة الكثريين يف جميع أنحاء العامل هو الهجوم‬ ‫اإلرسائييل عىل “أسطول الحرية” ومن رؤية صور الجنود اإلرسائيليني‬ ‫ينفذون عملية إنزال أمام حشد من األشخاص غري املسلحني املوجودين‬ ‫عىل منت سفينة “مرمرة” الرتكية أم التحدي الذي مثل رغبة هؤالء الذي‬ ‫هبوا من أجل مساعدة شعب منكوب يتعرض لهجوم إرسائييل وقح‪،‬‬ ‫وسافر ومبارش من خالل الحصار املفروض عىل قطاع غزة والذي يرمز اىل‬ ‫الظلم والوحشية املطلقة اللذان يخيامن عىل عاملنا اليوم‪ .‬األسئلة‬ ‫كثرية‪ ،‬الرأي العام العاملي بدا واعياً ملا يحدث وشعر بصدمة كبرية من‬ ‫طريقة “إرسائيل” يف تفسري األحداث‪.‬‬ ‫ويتبادر للذهن فوراً أن الحصار الذي تفرضه “إرسائيل” قد فشل يف‬ ‫مضمونه يف تحقيق األهداف املرجوة منه‪ ،‬والنقاش بدأ يدور بني الواليات‬ ‫املتحدة و”إرسائيل” حول فاعلية وأخالقية الحصار‪ ،‬وخاصة وأن “إرسائيل”‪،‬‬ ‫هذا الكيان بدا عىل حقيقته‪ ،‬وبعد دخول عوامل جديدة ملعادلة الرصاع‬ ‫يف املنطقة من شأنها أن تغري الكثري من الثوابت يف املنطقة ومنها‬ ‫العامل الرتيك الذي يشكل مصدر قلق لكل الواليات املتحدة ودولة‬ ‫الكيان التابعة واألداة‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي كان يجري فيه الحديث عن ضغوط أمريكية عىل‬ ‫“إرسائيل” لتحريك املفاوضات غري املبارشة التي أعلن عن استئنافها من‬ ‫الناحية النظرية يفرض الحدث تداعياته‪ ،‬وتسلط األضواء عىل الحصار‬ ‫الصهيوين املفروض عىل قطاع غزة‪ ،‬وتكشف عملية املفاوضات زيفها‪.‬‬ ‫وتدور تكهنات كثرية‪ ،‬منها ما يتحدث عن ضغوط أمريكية عىل رئيس‬ ‫الحكومة اإلرسائيلية بنيامني نتنياهو خالل لقائهام املوعود يف البيت‬ ‫األبيض يك ميدد فرتة تعليق البناء يف املستوطنات املقامة يف الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬والحديث عن دفع املفاوضات نحو تحقيق تقدم ملموس‪ ،‬ويقال يف‬ ‫اإلعالم األمرييك‪ ،‬أن أوباما مرص عىل لعب دور كبري يف دفع املفاوضات‬ ‫مع الفلسطينيني‪ ،‬وأنه معني بأن تحرز هذه العملية تقدماً‪ ،‬ومبعوث‬ ‫اللجنة الرباعية الدولية طوين بلري دعا اىل إعطاء سكان قطاع غزة‬ ‫األمل واالحرتام وأكد عىل رضورة العمل عىل استئناف عملية السالم‪،‬‬ ‫ويتحدث عن مسعى محوري تجاه الدفع بعملية السالم‪ ،‬معترباً املطلوب‬ ‫هو صورة أكرب وأكرث وضوحاً وزاد عىل ذلك رؤية جديدة تتحدث عن‬ ‫خطوتني أساسيتني ستسهامن يف دفع الواقع السيايس نحو التغيري‬ ‫اإليجايب يف حال حدوثهام‪ ،‬وهام املصالحة الفلسطينية وقضية الجندي‬ ‫اإلرسائييل األسري “جلعاد شاليط”‪.‬‬ ‫والبيت األبيض يتحدث أيضا حول إمكانية إحراز مصالحة فلسطينية‬ ‫تساعد عىل تهدئة األوضاع يف األرايض الفلسطينية‪ ،‬ولكن بناء عىل‬ ‫رشوط اللجنة الرباعية الدولية‪ ،‬وأولها االعرتاف بـ “إرسائيل” ونبذ‬ ‫العنف والقبول بكل االتفاقيات السابقة‪ ،‬ومقابل هذه األشياء ستبحث‬ ‫الواليات املتحدة مع رشكائها طرقاً إضافية لتحسني األوضاع يف غزة‪.‬‬ ‫ويف هذا الوقت تراوح املفاوضات غري املبارشة يف مكانها‪ ،‬ورئيس‬ ‫السلطة الفلسطينية محمود عباس جدد خالل زيارته واشنطن‪ ،‬أن‬ ‫املفاوضات املبارشة مرتبطة بتحقيق تقدم يف موضوعي الحدود واألمن‪،‬‬ ‫وإذا تبني أن هناك موقفاً إيجابياً من قبل اإلرسائيليني عندها نجلس مع‬ ‫لجنة املتابعة العربية للتشاور والتنسيق يف هذا الخصوص‪.‬‬ ‫ومع عودة املبعوث الرئايس األمرييك جورج ميتشل اىل املنطقة‪ ،‬يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جولة جديدة ويف خطورة تظاهرية غري مسبوقة‪ ،‬خرج شمعون برييس‬ ‫بانتقادات الذعة لسياسة حكومة بنيامني نتنياهو وتأثريها عىل جمود‬ ‫مفاوضات السالم‪ ،‬وقال إن عملية السالم هي األساس لرشعية الوجود‬ ‫اإلرسائييل وغيابها يهدد هذا الوجود‪ ،‬وهذا ما فعله رئيس املخابرات‬ ‫العامة (الشاباك) يوفال ويسكني‪ ،‬يف جلسة للجنة الخارجية واألمن يف‬ ‫الكنيست “أن الجمود القائم يف العملية السلمية يلحق رضراً فادحاً‬ ‫يف املصالح اإلرسائيلية‪ ،‬وأن االستمرار فيه سيؤدي اىل عودة اليأس‬ ‫واإلحباط اىل الفلسطينيني وموجة جديدة من تدهور األوضاع يف البالد‬ ‫واملنطقة‪.‬‬ ‫ويرى إيهود باراك “أن السنة األخرية كانت من أسوأ سنوات عمر‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬وقد تدهور وضعها أكرث بعد االعتداء عىل “أسطول الحرية”‪،‬‬ ‫ولكن الواليات املتحدة برئاسة باراك أوباما بذلت جهوداً خارقة واستغلت‬ ‫نفوذها لصد الهجمة العاملية علينا ومنعت تشكيل لجنة تحقيق دولية‬ ‫يف الهجوم عىل “أسطول الحرية”‪.‬‬ ‫أقرت حكومة نتنياهو تشكيل لجنة “فحص” إرسائيلية للتحقيق يف‬ ‫مدى قانونية القرارات بشأن الحصار والسيطرة عىل سفينة “مرمرة”‪،‬‬ ‫برئاسة قاض سابق يف املحكمة العليا “يعقوب تريكل” ومشاركة‬ ‫مراقبني دوليني أحدهام ايرلندي شاميل والثاين كندي‪ ،‬وبدت اللجنة يف‬ ‫صارخة لاللتفاف عىل املطلب العاملي‪ ،‬تشكيل‬ ‫تشكيلتها محاولة‬ ‫لجنة تحقيق دولية عىل املطلب العاملي تشكيل رغم املباركة الرسمية‬ ‫األمريكية‪ ،‬وقال نتنياهو يف تربيره للجنة “إن مبدأين واجهانا‪ ،‬أولهام‬ ‫الحفاظ عىل حرية عمل جنود الجيش اإلرسائييل ومصداقية التحقيق‬ ‫العسكري‪ ،‬وثانيهام توفري رد موثوق ومقتنع للدول املسؤولة يف األرسة‬ ‫الدولية”‪.‬‬ ‫ويرى املراقبني يف الخطوة اإلرسائيلية بتشكيل “اللجنة” بأنها متت‬ ‫مبباركة أمريكية وأوروبية واستباقاً إلعالن أورويب محتمل يدعو اىل‬ ‫تشكيل لجنة دولية‪ ،‬وتعترب هذه اللجنة “لجنة تقيص حقائق وهي ليست‬ ‫لجنة حكومية أو لجنة تحقيق رسمية ذات صالحيات”‪.‬‬ ‫وزير الخارجية الرتيك أحمد داوود أوغلو‪ ،‬قال‪ ”:‬إن تركيا ال تثق يف أن‬ ‫اللجنة ستؤدي اىل تحقيق محايد‪ ،‬وليست لدينا بتاتاً الثقة يف أن‬

‫‪76‬‬

‫“إرسائيل” التي ارتكبت مثل هذا الهجوم عىل قافلة مدنية يف املياه‬ ‫الدولية ستجري تحقيقاً محايداً‪ ،‬وأن أي تحقيق من طرف واحد لن يكون‬ ‫له قيمة يف نظرنا”‪.‬‬ ‫وقال مصدر دبلومايس تريك‪ ،‬إن الرشوط التي وضعتها أنقرة هي‬ ‫اعتذار رسمي من “إرسائيل” عن هجومها عىل األسطول‪ ،‬وتأليف لجنة‬ ‫تحقيق دولية واإلعادة الفورية للسفن التي صادرتها “إرسائيل” خالل‬ ‫عمليتها ودفع تعويضات لرتكيا‪ ،‬وإنهاء الحصار عىل غزة يف أرسع وقت‬ ‫ممكن‪.‬‬ ‫وإذا مل تحرتم هذه الرشوط فلن يستغرق خفض مستوى التمثيل‬ ‫الرتيك يف “إرسائيل” وقتاً طوي ًال‪.‬‬ ‫والترصيحات التي يطلقها الصهاينة بعد عدوانهم عىل أسطول‬ ‫الحرية‪ ،‬تبني وبوضوح مدى الفشل الذي مني هؤالء‪ ،‬كبري مساعدي‬ ‫نتنياهو‪ ،‬رئيس مجلس األمن القومي عوزي أراد‪ ،‬أطلق ترصيحات تشككك‬ ‫يف “التسوية السلمية” عىل أساس مبدأ “دولتان” وقال إن سعي بعض‬ ‫اإلرسائيليني اىل إقامة دولة فلسطينية يهدد رشعية “إرسائيل”‪ ،‬وأن‬ ‫طرح مبادرة سالم يعني أن تتنازل “إرسائيل” عن مزيد من األرايض دون‬ ‫مقابل‪.‬‬ ‫إن قرار لجنة التنظيم والبناء يف بلدية القدس الغربية هدم ‪ 22‬بيتاً‬ ‫فلسطينياً لغرض إقامة حديقة أثرية سياحية يف حي سلوان هو خطوة‬ ‫استفزازية‪ ،‬ومثل هذه الخطوة باإلضافة اىل ترصيحات أراد‪ ،‬فهذه ال ميكن‬ ‫إالً أن تكون قد صدرت بتنسيق مع نتنياهو‪.‬‬ ‫وكان نتنياهو نفسه اتفق مع معارضه داخل الليكود عىل اتخاذ قرار‬ ‫يف املجلس املركزي للحزب‪ ،‬يقيض بإلغاء تجميد البناء االستيطاين يف‬ ‫الضفة الغربية‪ ،‬واملعروف لوال هذا القرار القايض بتجميد جزيئ للبناء‬ ‫االستيطاين يف القدس والضفة ملا كانت السلطة الفلسطينية قبلت‬ ‫العودة اىل املفاوضات غري املبارشة والتي متت بفعل ضغوط ووعود‬ ‫أمريكية‪.‬‬ ‫ويف إطار استمرار “إرسائيل” يف تحدي الرأي العام العاملي الذي يدين‬ ‫“إرسائيل” عىل عملياتها العسكرية‪ ،‬قام غايب اشكنازي رئيس أركان‬ ‫الجيش االرسائييل‪ ،‬بتوزيع أوسمة البطولة عىل أفراد الكوماندوس‬ ‫البحري الذين سيطروا عىل “أسطول الحرية”‪ ،‬وشاركوا يف الهجوم‬ ‫الدامي عىل سفينة “مرمرة”‪.‬‬

‫رغم هول الجرمية أصوات تدعو لدعم الكيان‬ ‫وللمفارقة الغربية أن تخرج بعض األصوات التي تعدو اىل إطالق مبادرة‬ ‫دولية لدعم “إرسائيل”‪ ،‬رئيس الوزراء االسباين السابق خوسيه ماريا أزنار‬ ‫دعا اىل دعم “إرسائيل”‪ ،‬وحذر من أن انهيارها سيقود اىل انهيار الغرب‪،‬‬ ‫معترباً “إرسائيل” أفضل حليف للغرب يف منطقة الرشق األوسط‪،‬‬ ‫معلناً عن إطالق مبادرة “أصدقاء “إرسائيل” جديدة‪ ،‬مبساعدة شخصيات‬ ‫دولية‪ ،‬بينها اإليرلندي ديفيد ترميبل‪ ،‬الذي يشارك يف لجنة الفحص‬ ‫اإلرسائيلية يف جرمية أسطول الحرية‪ ،‬والسفري األمرييك السابق لدى‬ ‫األمم املتحدة جون بولتون‪ ،‬وقال ازنار”إن “إرسائيل” هي جزء أسايس من‬ ‫الغرب‪ ،‬وقال‪ ”:‬لذلك فإن وقوف الدول الغربية اىل جانب املشككني‬ ‫برشعية “إرسائيل” ومامرسة اللعب يف الهيئات الدولية حيال قضاياها‬ ‫األمنية الحيوية‪ ،‬ال ميثل خطأ أخالقياً فادحاً وحسب‪ ،‬بل خطأ اسرتاتيجياً‬ ‫من الدرجة األوىل”‪.‬‬ ‫عندما وقعت جرمية “إرسائيل” الكربى ضد سفن أسطول الحرية اىل‬ ‫غزة املحارصة حاملة مساعدات للمحارصين‪ ،‬خرجت بعض األصوات من‬ ‫الذين يريدون إظهار حامسهم للقضية الفلسطينية وهم ينعون حالة‬

‫االنقسام‪ ،‬وهذا كالم جيد ومفيد وهي كلمة حق‪ ،‬ولكن هل ميكن الحديث‬ ‫عن وجود مزايا لالنقسام الراهن طاملا أن البديل الوحيد اآلن هو مصالحة‬ ‫لنبذ املقاومة؟ ال بد من القول بداية أن ال مزايا لالنقسام وأن العدو‬ ‫الصهيوين يحاول استغالل الوضع االنقسامي الراهن ملا فيه مصلحته‬ ‫املبارشة‪.‬‬ ‫لكن مصالحة سلبية تلغي املقاومة هي املكسب النهايئ الذي تسعى‬ ‫“إرسائيل” اىل تحقيقه تساندها وتدعمها يف ذلك الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ولذلك فاملصالحة الحقيقية هي التي تستند اىل قواعد ثابتة أساسها‬ ‫إعادة الحقوق وعدم التفريط باملكتسبات والتمسك بخيار املقاومة ألنه‬ ‫ميثل مصداقية حقيقية يف مواجهة الطروحات الصهيونية والتي‬ ‫تعتمد أساليب التوسع وتستند اىل استخدام القوة وحدها‪ ،‬ومن هنا‬ ‫فاملصالحة ال تلغي املقاومة وإمنا تضعها يف إطار أكرث قوة‪.‬‬ ‫تبعات االعتداء الصهيوين عىل أسطول الحرية مل تنته بعد‪ ،‬وتسود‬ ‫يف أعقاب الهجوم اإلرسائييل عىل “أسطول الحرية” أجواء تحذر من‬ ‫تصاعد التوتر يف املنطقة‪ ،‬وخطر وقوع املزيد من املواجهات عىل‬ ‫خلفية محاوالت رفع الحصار عن غزة‪ ،‬أو أحداث أخرى مرتبطة بالرصاع‬ ‫الفلسطيني اإلرسائييل‪.‬‬ ‫إن عمل لجنة الفحص اإلرسائيلية ونتائجها املتوقعة ستكون‬ ‫“مهزلة” بكل املقاييس‪ ،‬وهي ستربر الحصار اإلرسائييل عىل قطاع غزة‬ ‫واإلنزال العسكري عىل سفينة “مرمرة” وتربئة الصهاينة من أعامل‬ ‫القرصنة يف املياه الدولية ومن تهمة ارتكاب جرائم موصوفة ضد‬ ‫مدنيني‪.‬‬ ‫وإن املحاوالت الجارية اآلن الستبدال الحصار املدين املفروض عىل قطاع‬ ‫غزة بحصار أمني أوسع وأكرب واالستعانة بإمكانيات دول صديقة لـ‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬إمنا يعني يف حقيقة األمر تقديم مكافأة للعدو عىل عدوانه‪،‬‬ ‫وتشكل دع ًام واضحاً ومفضوحاً لـ “إرسائيل” تحت حجج وذرائع واهية‪،‬‬ ‫وهناك محاوالت حثيثة تجري لتسويق الحصار األمني القادم عىل حساب‬ ‫الحقوق الفلسطينية‪ ،‬ومعادلة األمن مقابل الغذاء ومحاوالت فرض‬ ‫رشوط اللجنة الرباعية الدولية وتسويقها من جديد وإلباسها لبوس‬ ‫املصالحة الفلسطينية والحرص الزائف عىل مصالح الفلسطينيني لن‬ ‫تنطيل عىل أحد ألن شعبنا الفلسطيني الذي دفع التضحيات بات واعياً‬ ‫ملثل هذه األساليب‪.‬‬ ‫الرصاع سيظل متواص ًال‪ ،‬وخيارنا املقاومة ألنه أقرص الطرق للوصول‬ ‫ليوم التحرير والعودة‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫السفير السوداني في لبنان إدريس سليمان يوسف لـ «منبرالتوحيد»‪:‬‬

‫المشاركة العالية في االنتخابات السودانية ّ‬ ‫دقت اإلسفين األخير‬ ‫في نعش المحكمة الجنائية الدولية‬ ‫ازداد االهتامم األمرييك بالقارة اإلفريقية‬ ‫التي يراد لها إعادة التشكيل وفقاً ملتطلبات‬ ‫النظام العاملي الجديد والتي تضم مرشوع‬ ‫القرن اإلفريقي الجديد أو الكبري‪ ،‬بحيث تتبع‬ ‫الدول التي تتكون يف كل من الجنوب والرشق‬ ‫ودارفور إىل منطقة القرن األفريقي الكبري‪ ،‬أما‬ ‫شامل السودان فيتم إلحاقه مبرص ليكون جز ًءا‬ ‫من الرشق األوسط الكبري‪.‬‬ ‫ولعل املراقب يلحظ فتور االهتامم األمرييك‬ ‫لفرتة من الزمن مبرشوع إعادة تشكيل هذه‬ ‫املنطقة لعدة أسباب وهي عىل املستوى‬ ‫االقليمي‪ ،‬التطورات والحروب يف منطقة‬ ‫البحريات والحرب اإلثيوبية األريرتية‪ ،‬وكذلك‬ ‫فشل السياسة األمريكية التي كانت ترمي‬ ‫إىل إسقاط حكومة اإلنقاذ بواسطة جريانه‪،‬‬ ‫ومن ثم تحولت وسائل السياسة األمريكية‬ ‫تجاه السودان ليتم إنقاذها عرب اتفاقيات‬ ‫السالم بدالً من اآللة العسكرية‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫تطورات األوضاع عىل املستوى العاملي بد ًءأ من‬ ‫أحداث ‪11‬سبتمرب‪ ،‬مروراً بالتدخل األمرييك‬ ‫يف أفغانستان والعراق وفشل محاولة إحياء‬ ‫مرشوع الرشق األوسط الجديد عىل أيدي‬ ‫وفلسطني‪.‬‬ ‫لبنان‬ ‫يف‬ ‫اإلسالمية‬ ‫املقاومة‬ ‫العاملية‬ ‫السياسات‬ ‫أغلب‬ ‫لفشل‬ ‫ونسبة‬ ‫للتحالف األمرييك ‪ -‬الصهيوين التي تسببت‬ ‫يف تزايد االنتقادات الداخلية للحكومات يف‬ ‫أمريكا وبريطانيا و»ارسائيل» ويف محاولة‬ ‫للخروج من هذه الورطة‪ ،‬تم اللجوء إىل مسارات‬ ‫بديلة كاالتجاه إىل إفريقيا عرب مشكلة دارفور‬ ‫والتي يريدون عربها إخضاع وتفكيك الحكومة‬ ‫السودانية إلكامل سياسة تعديل السلوك‬ ‫السيايس ملا يسمونه بالدول املارقة‪ ،‬والتي مل‬ ‫يتبقَ منها يف إفريقيا بعد تطبيع العالقات‬ ‫الغربية مع ليبيا‪ ،‬سوى السودان الذي يعترب‬ ‫قاعدة انطالق للسياسة األمريكية يف إفريقيا‬ ‫نسبة ألهمية وكرب مساحة حجم الدولة‬ ‫كرابط‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫وأهميتها‬ ‫السودانية‬ ‫بني «الرشق األوسط الجديد» و»القرن اإلفريقي‬ ‫الكبري»‪.‬‬ ‫إن السودان يشكل يف هذا الخصوص منوذجاً‬ ‫قيادياً للدول اإلفريقية بشكل عام بشأن كيفية‬ ‫حل الرصاعات الداخلية‪ ،‬واملشاركة السياسية‬ ‫ولكن بعد توقيع اتفاقية سالم أبوجا بصورة ال‬ ‫تحقق االنفصال لدارفور عن الشامل وال تلبي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫احتياجات املصالح األمريكية يف إفريقيا‪،‬‬ ‫سوف تتضح خطورة االسرتاتيجية األمريكية‬ ‫يف إفريقيا‪ ،‬وميكن بسهولة تفسري رس التدخل‬ ‫األمرييك لتشجيع اتفاقات سالم سودانية‬ ‫تشجع ضمناً االنفصال للجنوب أو الغرب‬ ‫أو الرشق‪ .‬أما إذا كانت هذه االتفاقات ال تلبي‬ ‫أهداف تقسيم السودان فإن الواليات املتحدة‬ ‫ستعمل عىل إضعافها وتعويقها ومبعني آخر‬ ‫فإن مرشوع القرن اإلفريقي الجديد أو الكبري‪،‬‬ ‫يستهدف خلق منطقة نفوذ أمريكية جديدة‬ ‫يف إفريقيا الستغالل وضعها الجغرايف بحيث‬ ‫تكون هنالك قوات أمريكية ووجود دبلومايس‬ ‫واستخبارايت ضخم يف املنطقة لتطبيق ما‬ ‫يسمي مبكافحة اإلرهاب وضامن استغالل‬ ‫مواردها الطبيعية الغنية‪ ،‬ويف سبيل ذلك‬ ‫يتم رعاية الحركات املتمردة والقيادات الجديدة‬ ‫املوالية للسياسة األمريكية ويف بعض الحاالت‬ ‫التدخل العسكري املبارش تحت دعوى مكافحة‬ ‫اإلرهاب أو الدواعي اإلنسانية‪ ،‬وال يهم يف سبيل‬

‫‪78‬‬

‫ذلك ما يتم إحداثه من دمار وحروب وخسائر‬ ‫ما دامت املحصلة النهائية هي السيطرة عىل‬ ‫مقر اسرتاتيجي جديد يف القارة اإلفريقية‪،‬‬ ‫واالستفادة من ثرواتها الهائلة التي مل يتم‬ ‫استغاللها حتى اآلن‪.‬‬ ‫ورغم أن القارة اإلفريقية تعترب غنية باملعادن‬ ‫النفيسة مثل الذهب واملاس واليورانيم إال‬ ‫أن السلعة االسرتاتيجية بالنسبة ألمريكا‬ ‫ضمن اهتاممها بالقارة اإلفريقية هي النفط‬ ‫الذي هو محور املطامع األمريكية حيث تشري‬ ‫تقارير لسعي أمريكا لرفع نسبة استريادها‬ ‫من النفط اإلفريقي بحلول عام ‪ 2015‬إىل ‪%50‬‬ ‫من مجموع نفطها املستورد ضمن خطط‬ ‫لتخفيف الطلب عىل النفط العريب‪.‬‬ ‫وبالرجوع إىل مشكلة دارفور وملعرفة أسباب‬ ‫التدخالت الغربية فيه التي تهدف إىل إطالة‬ ‫أمد املشكلة وزيادة تعقيدها بحيث يظل‬ ‫الوجه الكاريث لألوضاع اإلنسانية متصدراً‬ ‫األخبار واهتاممات الرأي العام العاملي حتى‬

‫يتسنى لهذه القوى االستعامرية إيجاد مدخل‬ ‫ميكنهم من طمس الوجه الحضاري لدارفور‪.‬‬ ‫لهذا نجدهم يعتربون دارفور عىل الخريطة‬ ‫السياسية األمريكية الجديدة نقطة فصل‬ ‫بني الرشق األوسط الجديد الذي يضم شامل‬ ‫السودان والقرن اإلفريقي الذي يريدون أن يدخلوا‬ ‫فيه دارفور مع جنوب السودان‪.‬‬ ‫أما يف ما يتع ّلق باالنتخابات التي جرت‬ ‫مؤخراً يف السودان‪ ،‬لقد اكتسبت تلك‬ ‫االنتخابات أهمية كبرية‪ ،‬يتوقف عليها تحديد‬ ‫مستقبل بلد ال يزال مصريه مجهوالً ومفتوحاً‬ ‫عىل كافة االحتامالت‪ ،‬ال سيام وأنها تأيت بعد‬ ‫انقطاع دام ‪ 24‬عاماً عىل إجراء آخر انتخابات‬ ‫يف عام ‪ ،1986‬شهدت البالد خاللها الكثري من‬ ‫املتغريات واألحداث والتحديات واملؤامرات‪ ،‬كانت‬ ‫معها محاوالت البحث عن مواقف متقاربة بني‬ ‫أطيافه الداخلية ومعالجات مؤتلفة ومخارج‬ ‫مضمونة ألزماته املتناسلة وصوالً إىل بر األمان‬ ‫وتحقيقاً لسودان مستقر وموحد ومزدهر‪ ،‬أمر‬ ‫يف غاية الصعوبة والتعقيد يف بل ٍد مل يشهد‬ ‫يوماً االستقرار منذ استقالله عام ‪.1956‬‬ ‫ومن هنا تأيت أهمية هذه االنتخابات والتي‬ ‫يعلق عليها الكثري يف الداخل والخارج آماالً‬ ‫عريضة لرتسيخ االستقرار والتداول السلمي‬ ‫بعيداً‬ ‫والتعسف‬ ‫العنف‬ ‫عن‬ ‫للسلطة‬ ‫التحول‬ ‫إلنفاذ‬ ‫الناجزة‬ ‫اآللية‬ ‫باعتبارها‬ ‫الدميقراطي‪ ،‬بعد مرور ‪ 42‬عاماً (‪)2010 _ 1968‬‬ ‫من النظم الشمولية و‪ 21‬عاماً (‪)2010 _ 1989‬‬ ‫من القبض السلطوي وما صاحبها من ضغوط‬ ‫دولية عىل نظام البشري تركت بصامتها يف‬ ‫تفجري العديد من األزمات املهددة بتشظي هذا‬ ‫البلد أو إعادته إىل مرحلة االستعامر‪ ،‬يف حني‬ ‫ال يزال النظام يراهن عىل ترابط آلية املصالحات‬ ‫الدميقراطي‬ ‫والتحول‬ ‫السالم‬ ‫واتفاقيات‬ ‫والطفرة النفطية ووحدة كيان البلد ملواجهة‬ ‫الضغوط الخارجية والسيناريوهات الداخلية‬ ‫النازعة إىل اإلنفصال‪ ،‬ما جعل السودان يحتل‬ ‫موقعاً إسرتاتيجياً مه ًام يف قلب القارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬هيأه ليكون جرساً ثقافياً وحضارياً‬

‫وتجارياً بني دول شامل القارة ووسطها وجنوبها‬ ‫وكذلك حلقة وصل بني أفريقيا والعاملني‬ ‫العريب واإلسالمي‪ ،‬والسودان يشهد اآلن موجة‬ ‫رشسة من األطامع التي يلحظها املتابع‬ ‫للملف السوداين‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» التقت سفري السودان يف‬ ‫لبنان إدريس سليامن يوسف وحاورته حول‬ ‫االنتخابات ومستقبل السودان‪ ،‬وجاء الحوار‬ ‫عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫وشعباً‬ ‫مجمل‬ ‫قيادة‬ ‫السودان‬ ‫واجه‬ ‫التحديات الخارجية يف املنطقة‪ ،‬وكان موقف‬ ‫القيادة وبرئاسة عمر البشري مميزاً يف دفاعه عن‬ ‫قضايا أمته العربية‪ ،‬والتزامه بقضايا أخرى من‬ ‫فلسطني اىل لبنان والعراق‪ ،‬ما هي التحديات‬ ‫الحالية التي تواجه السودان‪ ،‬وكيفية التغلب‬ ‫عليها؟‬ ‫السودان جزء اليتجزأ من الوطن العريب‪،‬‬ ‫وبالتايل فإن دفاعه عن قضايا أمته العربية‪،‬‬ ‫وعىل رأسها القضية الفلسطينية‪ ،‬ووقوفه‬ ‫اىل جانب أشقائه العرب عموماً يعترب دوراً واجباً‬ ‫نابعاً من إرادة ذاتية‪ .‬ولقد ّ‬ ‫ظل السودان عىل مر‬ ‫التاريخ الحديث يقف اىل جانب القضايا العادلة‬ ‫يف محيطه العريب واإلفريقي؛ وهذا األمر تط ّلب‬ ‫أن يدفع السودان الثمن‪ ،‬وال يزال السودان يدفع‬ ‫فاتورة مواقفه اىل جانب الحقوق العربية‪ ،‬ما خلق‬

‫‪79‬‬

‫تحديات ج ّمة أمامه إذ جعلت السودان مستهدفاً‬ ‫من قبل القوى الغربية والصهيونية التي تسعى‬ ‫لتفتيت الدول العربية أو عىل األقل إضعافها‬ ‫باصطناع وتغذية سلسلة من األزمات الداخلية‪.‬‬ ‫ولكن السودان استطاع أن يتجاوز معظم هذه‬ ‫التحديات ومحاوالت التأزيم‪ .‬لكن التحدي الوحيد‬ ‫الذي تبقى أمام السودان‪ ،‬ولعله التحدي األكرب‬ ‫يف تاريخه الحديث هو تحدي الحفاظ عىل وحدته‪،‬‬ ‫إذ من املقرر إجراء استفتاء يف العام القادم لجنويب‬ ‫السودان لتقرير املصري‪ ،‬وسوف يجتاز السودان‬ ‫هذا التحدي بنجاح‪.‬‬ ‫عملية االنتخابات يف السودان يف نيسان‬ ‫املايض كانت خطوة يف االتجاه الصحيح‪،‬‬ ‫وكذلك جاءت نتائجها مع فوز الرئيس‬ ‫عمر البشري‪ ،‬والسؤال‪ ،‬ما هي أبرز نتائج‬ ‫تلك االنتخابات عىل الصعيد الداخيل يف‬ ‫السودان؟‬ ‫لعل أبرز نتائج االنتخابات عىل الصعيد‬ ‫الداخيل‪ ،‬هو تعزيز عملية التحول الدميقراطي‬ ‫التي خلقت أجواء ممتازة من التكاتف الداخيل‪،‬‬ ‫حيث جرت االنتخابات بكل حرية ونزاهة‬ ‫وشفافية‪ ،‬ويف جو سلمي‪ ،‬دون أي إخالالت باألمن‪،‬‬ ‫ومت ّيزت باإلقبال الكبري عليها من قبل جامهري‬ ‫الشعب السوداين الذي بلغ نسبة حوايل ‪%80‬‬ ‫من املسجلني يف السجل االنتخايب‪.‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬ ‫وشملت االنتخابات كل مستويات الجمهورية‪:‬‬ ‫الربملان القومي‪ ،‬الربملانات الوالئية‪ ،‬وحكام الواليات‪،‬‬ ‫وحاكم الجنوب‪ ،‬كام أن اآلليات واملؤسسات‬ ‫االنتخابية من‪ :‬قانون انتخابات ومفوضية قومية‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬ونظام قضايئ لالنتخابات مبشاركة‬ ‫الجهات الرقابية املحلية واإلقليمية والعاملية يف‬ ‫مراقبة االنتخابات السودانية‪ ،‬كلها شواهد عىل‬ ‫نجاح العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫وأفرزت االنتخابات نشاطاً سياسياً ووعياً‬ ‫جامهريياً كبرياً‪ ،‬خاصة يف أواسط املرأة التي‬ ‫شاركت بحامس وبنسبة تجاوزت ‪ % 60‬من‬ ‫الناخبني‪ ،‬وأحرزت الـ ‪ % 25‬من العدد الكيل‬ ‫للمقاعد الربملانية‪ ،‬األمر الذي دحض التقارير‬ ‫املغرضة التي كانت تشري اىل احتامالت فشل هذه‬ ‫التجربة بعد تجاوب جامهري الشعب السوداين‬ ‫معها بسبب الحمالت اإلعالمية املكثفة من‬ ‫قبل بعض الجهات املعادية لحزب املؤمتر الوطني‪،‬‬ ‫ولكن حدث العكس وأثبتت االنتخابات وعي كافة‬ ‫قطاعات الشعب السوداين باملؤامرات التي تحاك‬ ‫ضد بالدهم‪ ،‬وبالتايل شاركت وبحامس يف اختيار‬ ‫القيادات التنفيذية والترشيعية بد ًءا من املجالس‬ ‫الوالئية انتها ًء برئاسة الجمهورية‪.‬‬ ‫يقال إن االنتخابات يف السودان جاءت‬ ‫الضطرار النظام اىل إجراء استفتاء عام ‪2011‬‬ ‫عىل مصري الجنوب‪ ،‬وال بد لالنتخابات أن تسبق‬ ‫االستفتاء الذكور‪ ،‬ما هي الدوافع الحقيقية‬ ‫إلجراء االنتخابات يف هذا الوقت بالذات‪ ،‬نرجو‬ ‫التوضيح؟‬ ‫االنتخابات التزام دستوري جرى النص عليه‬ ‫يف الدستور االنتقايل لجمهورية السودان للعام‬ ‫تم بنا ًء عىل عدد من االتفاقات‬ ‫‪ ،2005‬والذي ّ‬ ‫والتوافقات السياسية أبرزها اتفاقية نيفاشا‪.‬‬ ‫وأشار الدستور اىل رضورة إجراء انتخابات بعد‬ ‫أربع سنوات من إجازته‪ ،‬يعقبها إجراء استفتاء يف‬ ‫السنة السادسة أي عام ‪ ،2011‬األمر الذي يعني‬ ‫أن إجراء االنتخابات مقدّم عىل إجراء االستفتاء‬ ‫هو رشط من رشوطه‪ ،‬لذلك جاءت االنتخابات‬ ‫وفقاً للدستور االنتقايل وليس صحيحاً أن نقول‬ ‫إنه اضطرار بل التزام أوفت به حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية ضمن التزاماتها الدستورية تنفيذاً‬ ‫لبنود اتفاقية السالم الشاملة‪.‬‬ ‫الرئيس عمر البشري أكد قبل فرتة مستنداً‬ ‫اىل استطالع رسي‪ ،‬أن ‪ %30‬فقط من سكان‬ ‫الجنوب يؤيدون االنفصال‪ ،‬أال تخشون من مؤامرة‬ ‫تحاك لفصل جنوب السودان طمعاً يف الرثوات‬ ‫النفطية هناك أو أهداف سياسية أخرى‪ ،‬وهل‬ ‫ميكن وضع األمر (االنفصال) مبثابة ضغط عىل‬ ‫القيادة السودانية الحالية؟‬ ‫املؤامرات لفصل الجنوب بدأت منذ مطلع القرن‬ ‫العرشين‪ ،‬أي منذ استيالء القوة املستعمرة‬ ‫عىل السودان‪ ،‬التي تعترب ضمن اسرتاتيجية‬ ‫عدد من الدول الكربى التي تريد الهيمنة عىل‬ ‫تم‬ ‫موارد الشعوب خاصة اإلفريقية‪ ،‬وبالتايل ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب دويل‬

‫محمد نور الدين لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫العدوان على أسطول الحرية اعتداء على دور تركيا‬

‫أهداف‬ ‫سياسات‬ ‫األزمات‬ ‫وموارد‬ ‫الطويل‬

‫إدخال مشاكل البالد كوسيلة لتحقيق‬ ‫اسرتاتيجية لهذه الدول ضمن إطار‬ ‫بعضها لإلدارة باألزمة‪ ،‬إذ تقوم بخلق‬ ‫لتحقيق أهداف السيطرة عىل مقدرات‬ ‫الشعوب املستضعفة عىل املدى‬ ‫لتحقيق مصالحها االسرتاتيجية‪.‬‬ ‫تم فال يعني أن املؤامرات‬ ‫يتم‪ ،‬وإن ّ‬ ‫واالنفصال لن ّ‬ ‫عىل السودان قد انتهت بل سيؤدي اىل انقسامات‬ ‫أخرى تشمل أقطار القارة اإلفريقية واملنطقة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وحول الوضع االقتصادي يف السودان‬ ‫ومستوى دخل الفرد ومشاريع التنمية يف‬ ‫البالد‪ ،‬هل لكم بتزويدنا مبعلومات تصلح‬ ‫كمؤرشات ملستقبل السودان الذي نتمنى له‬ ‫كل الخري؟‬ ‫الوضع االقتصادي يف السودان يف تطور‬ ‫مضطرد‪ ،‬ويسري من حسن اىل أحسن؛ فالسودان‬ ‫يتمتع اآلن مبعدالت منو عالية‪ ،‬وتتدفق عليه رؤوس‬ ‫األموال من الدول الشقيقة والصديقة لالستثامر‬ ‫يف مختلف املجاالت الزراعية والصناعية‬ ‫والخدماتية يف إطار سياسات تشجيعية من‬ ‫الدولة مت ّثلت يف قانون استثامر مرن ومجلس‬ ‫أعىل لالستثامر تحت رئاسة رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫ونجد أن أهم مالمح التطور االقتصادي يف‬ ‫السودان تتمثل يف أنه بلد ذو موارد هائلة تشمل‬ ‫الزراعية إذ يوجد فيه ‪ 200‬مليون فداناً صالحاً‬ ‫للزراعة‪ ،‬إذا ُزرعت هذه املساحة ميكن أن تطعم‬ ‫ربع سكان العامل بحسب دراسات الفاو منظمة‬ ‫الغذاء العاملية‪ ،‬إضافة اىل املياه والرثوة الحيوانية‬ ‫والبرتول واملعادن مبختلف أنواعها‪ ،‬إذ ميلك ‪100‬‬ ‫موقع صالح لتعدين الذهب ما سيجعل السودان‬ ‫الدولة األوىل يف تعدين الذهب يف العامل‪.‬‬ ‫هذا ويعد دارفور من ثالث احتياطي لليورانيوم‬ ‫يف العامل‪ ،‬باإلضافة اىل أن السودان لديه‬ ‫موارد هائلة جداً من الغاز والبرتول ولقد بدأنا‬ ‫اآلن باستخراج البرتول الذي شكل دع ًام كبرياً‬ ‫لالقتصاد السوداين‪ ،‬من هنا أعتقد أن باستغالل‬ ‫تلك املوارد الهائلة السودان سوف يكون دولة‬

‫‪80‬‬

‫لها مستقبلها وثقلها يف العامل‪ ،‬وسيكون من‬ ‫االقتصادات الناهضة‪.‬‬ ‫السودان اليوم يحقق منواً اقتصادياً يصل أحياناً‬ ‫اىل ‪ 11‬أو ‪ ، %18‬ويف سنة ‪ 2009‬كان النمو حوايل‬ ‫‪ %7‬أما يف العادة كنا نحقق منواً أكرب من ذلك‪،‬‬ ‫ما جعل السودان اليوم ثالث دولة يف أفريقيا‬ ‫ويف العامل العريب جذباً لالستثامرات الخارجية‪،‬‬ ‫وأعتقد بحلول وزوال املشاكل التي يعاين منها‬ ‫السودان يستطيع أن يكون الدولة األوىل يف‬ ‫جذب االستثامرات يف العامل‪.‬‬ ‫كام أن اقتصاد السودان يسري وفق آليات‬ ‫السوق‪ ،‬ما قاد ويقود لزيادة مضطردة يف الناتج‬ ‫القومي اإلجاميل‪ ،‬هذا باإلضافة اىل وجود‬ ‫بنيات تحتية معقولة كالطرق واملطارات واملوانئ‬ ‫واالتصاالت الحديثة املتقدمة‪.‬‬ ‫وماذا عن املحكمة الدولية‪ ،‬التي تتهم الرئيس‬ ‫البشري بارتكاب (جرائم حرب) يف دارفور‪ ،‬أال ترون‬ ‫بأن هدف هذه التهم هو محاولة للضغط عىل‬ ‫السودان وتحقيق مكاسب للواليات املتحدة‬ ‫فيه‪ ،‬وأين وصلت هذه القضية؟‬ ‫املحكمة الجنائية انتهت اىل ال شيئ‪ ،‬فهي‬ ‫كانت عبارة عن محاولة للضغط عىل السودان‪،‬‬ ‫الذي استطاع‪ ،‬مبا ميتلك من منطق الحق‪ ،‬أن يجري‬ ‫مساندة دولية كبرية له جعلت محاوالت املحكمة‬ ‫الجنائية تبوء بالفشل واالنعزال‪.‬‬ ‫واملدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أثبت‬ ‫مبا ال يدع مجال للشك أنه ناشط تحركه األهواء‬ ‫السياسية واالرتباطات املخابراتية‪ ،‬وال تتسم‬ ‫ادعاءاته وتحركاته بأي قدر من املهنية‪ ،‬أضف‬ ‫اىل أن املحكمة الجنائية نفسها ال والية لها عىل‬ ‫السودان وال اختصاص‪ ،‬ألن السودان ليس عضواً‬ ‫فيها‪ .‬وكانت املشاركة العالية ألهل السودان‬ ‫عامة وأهل دارفور خاصة يف االنتخابات العامة‬ ‫التي جرت قبل شهرين‪ ،‬مبثابة اإلسفني األخري يف‬ ‫نعش املحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬

‫ال يزال “أسطول الحرية” شاغ ًال محلياً‪ ،‬وإقليمياً وعاملياً‪ ،‬بعد‬ ‫املجزرة البحرية النكراء التي ارتكبتها “إرسائيل” يف حق “أسطول‬ ‫الحرية”‪ ،‬املؤلف من ست سفن و‪ 484‬راكباً مدنياً من كل الجنسيات‪،‬‬ ‫متجاهلة يف التمعن يف غ ّيها إرادة أكرث من مئة وستني مليون عريب‪،‬‬ ‫مثبتة اىل أن هذه الجرمية ما هي إ ّال عينة من الصلف الصهيوين‪ ،‬وما‬ ‫اىل هناك من عبارات الخروج من مبادئ الحضارة واملعاين اإلنسانية‪،‬‬ ‫والرشائع الدولية وأولها رشيعة “مونتيفيديو” (عاصمة األورغواي)‪،‬‬ ‫التي تحظر العدوان عىل السفن يف عرض البحر‪ ،‬وتعتربها جناية‬ ‫تعاقب عليها القوانني الدولية‪.‬‬ ‫ويف وسع املطلع لردود الفعل الرتكية الرسمية‪ ،‬مبا فيها التحول‬ ‫الجذري يف الخطاب السيايس الرتيك ملوقف الرئيس رجب طيب‬ ‫أردوغان حيال “إرسائيل” عىل خلفية االعتداء عىل “أسطول الحرية”‬ ‫أن يلحظ دخول تركيا اىل املنطقة من أوسع أبوابها عىل خلفية‬ ‫املواقف التي اتخذتها بخصوص التعامل مع “إرسائيل”‪ ،‬ونجاحها‬ ‫يف استاملة العاملني العريب واإلسالمي من خالل ما اعتربته “قنبلة‬ ‫صوتية” فجرتها عىل طريق تركيا ‪“ -‬إرسائيل”‪ ،‬لجهة أنها حافظت‬ ‫عىل عالقاتها مع تلك األخرية‪ ،‬لكنها اكتفت بالتلويح بأن تلك‬ ‫العالقات ستكون يف خطر فيام لو استمرت “إرسائيل” بتعاملها‬ ‫معها بالوترية عينها‪ ،‬وهي بهذا األسلوب أعادت متهيد الطريق ملرشوع‬ ‫الدولة العثامنية‪ ،‬الذي يعتقد أنها تخطط إلحيائه بأساليب جديدة‪،‬‬ ‫قد يكون العامل االقتصادي أبرزها‪ ،‬أو قد يكون عامل االستقطاب‬ ‫الشعبي أحد أبرز وسائلها‪.‬‬ ‫إن الدور الرتيك بدا جلياً خالل اللقاءات األخرية مبا فيها من‬ ‫أبعاد أمنية وسياسية واقتصادية‪ ،‬خصوصاً وأنها متت يف أعقاب‬ ‫الحراك األخري الذي قامت به تركيا‪ ،‬والذي مت ّثل بتنظيم “أسطول‬ ‫الحرية” وإدارة املواجهة مع “إرسائيل”‪ ،‬من خالل األسطول الذي‬ ‫ح ّرك مشاعر األمتني العربية واإلسالمية‪ ،‬ونجح يف وضع تركيا يف‬ ‫مقدمات اهتاممات الشعوب العربية واإلسالمية‪ ،‬وبالتايل توليّ‬ ‫موقع الصدارة يف االهتاممات السياسية واإلقليمية والعاملية‪ ،‬وكل‬ ‫ما يهم املنطقة‪ ،‬يساعدها يف ذلك ما تتم ّيز به من قوة اقتصادية‬ ‫وعسكرية وغريها‪.‬‬ ‫هذا األسطول‪ ،‬وإن اختلفت تسمياته بني الرحلة واألخرى اىل غزة‪،‬‬ ‫كان دامئاً يتعرض لالعرتاض واملضايقات اإلرسائيلية بهدف التضييق‬ ‫أكرث عىل القطاع‪ ،‬ومنع املساعدات من الوصول‪ ،‬ولكن ‪ 29‬أيار ‪2010‬‬ ‫كانت النكسة الكربى إذ أن أسطول الحرية‪ ،‬هذا الذي كان عىل متنه‬ ‫لبنانيون‪ ،‬وأتراك‪ ،‬وإيرلنديون‪ ،‬وبريطانيون‪ ،‬وجزائريون‪ ،‬تعرض إلنزال بري‬ ‫وبحري من اإلرسائيليني وأوقع ما أوقع من قتىل وجرحى‪.‬‬ ‫فهل اغتيال طاقم األتراك يف القافلة البحرية هو رسالة‬ ‫إرسائيلية اىل الرئيس أردوغان‪ ،‬رداً عىل موقفه املساند إليران يف‬ ‫امللف النووي؟ وهل أحرقت البحرية اإلرسائيلية كل أوراق التطبيع‬ ‫العريب مع “إرسائيل”‪ ،‬واملرحلة الجديدة من التجاذبات واملواجهات‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬والرد الرتيك لـ “إرسائيل”‪ ،‬واملشهد الدويل حيال تلك‬ ‫الجرمية النكراء وغريها من األمور املتعلقة بالدور الرتيك يف املنطقة‬ ‫كانت محور لقائنا مع الباحث يف العالقات العربية ‪ -‬الرتكية الدكتور‬ ‫محمد نور الدين‪ ،‬هنا نصه‪:‬‬

‫دخلت املنطقة مرحلة جديدة من التجاذبات واملواجهات بعد االعتداء‬ ‫الصهيوين عىل أسطول الحرية‪ ،‬وإعالن “إرسائيل” اعرتاضها أية سفينة‬ ‫تقرتب من ميناء غزة بحجة فك الحصار وتقديم املساعدات ألبناء القطاع‪،‬‬ ‫كيف تقرأ هذه املرحلة؟ واملنطقة اىل أين برأيكم؟‬ ‫إن حادثة االعتداء عىل “أسطول الحرية” ليس جديداً عىل الكيان الصهيوين‬ ‫لجهة التأكيد عىل عدوانية هذا الكيان‪ ،‬ومامرسته اإلرهاب عىل امتداد تاريخه‬ ‫ضد كل القوى التي تقاومه‪ ،‬لكن الجديد أن الحادثة غري مسبوقة يف العالقات‬ ‫الرتكية ‪ -‬اإلرسائيلية‪ ،‬التي استمرت عىل قاعدة وبنية متكاملة سياسياً‬ ‫واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً وسياحياً‪ ،‬إذ استهدفت “إرسائيل” السفينة األكرب‬ ‫يف األسطول الرتيك وهي سفينة “مرمرة” الرتكية‪ .‬مع ذلك عند تحليل املعطيات‬ ‫والظروف التي حاطت بهذا االعتداء رمبا يزول طابع املفاجأة ونرى أمامنا مشهداً‬ ‫يعكس تحوالت قد تكون جذرية يف النظام اإلقليمي والدويل‪ ،‬لذلك أرى أن هذا‬ ‫العدوان بقدر ما هو انتقام “إرسائييل” من مواقف حزب “العدالة والتنمية”‬ ‫والسيام الرئيس رجب طيب أردوغان من “إرسائيل” خالل السنوات املاضية‪ ،‬بقدر‬ ‫ما هو انتقام من تركيا عىل مواقفها تجاه دول معادية لـ “إرسائيل” مثل إيران‪.‬‬ ‫وأعتقد أن املستهدف األسايس واملحوري من هذه الحادثة‪ ،‬هو الدور الرتيك املتنامي‬ ‫الذي كان بادياً للعيان بتجاوزه الخطوط الحمراء التي وضعتها لنفسها الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية والغرب عموماً من خالل نجاح تركيا مع الربازيل يف إقناع إيران‬ ‫يف التوصل اىل اتفاق ُع ِرف بـ “إعالن طهران” حول الربنامج النووي اإليراين‪.‬‬ ‫هذا النجاح نقل تركيا من موقع القوة اإلقليمية العظمى اىل موقع أعىل‬

‫‪81‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬ ‫عىل األقل بدرجة‪ ،‬وهو ما ميكن أن نسميه قوة متوسطة القوة عاملياً‪ ،‬ما ال يخدم‬ ‫مصالح القوى العظمى يف مقدمتهم الواليات املتحدة‪ ،‬ويف الوقت نفسه‬ ‫االتحاد األورويب وروسيا والصني التي ال تجد نفسها أيضاً مرتاحة لتنامي هذا دور‬ ‫الرتيك مبعزل عن هوية هذا البلد سواء كان إسالمياً أم ال‪ ،‬إ ّال أنه ال ميكننا أن‬ ‫ننكر أن تفاقم عدم االرتياح هذا هو أن تركيا دولة مسلمة‪ ،‬وبالتايل تنامي أو‬ ‫تعاظم قوة هذه الدولة بتوجهاتها املرشقية الجديدة كان “القشة التي قسمت‬ ‫ظهر البعري”‪ ،‬فكان العدوان عىل السفينة الرتكية بأداة إرسائيلية‪ ،‬أشبه بإعالن‬ ‫حرب من قبل تحالف دويل ضد تركيا‪ .‬من هنا ميكننا القول أن هذا هو املتحول‬ ‫األسايس الجديد يف املشهد الرشق أوسطي والدويل يف الوقت نفسه‪.‬‬ ‫هل االعتداء عىل أسطول الحرية بداية الحرب التي تهدّد “إرسائيل”‬ ‫باندالعها عىل املنطقة؟‬ ‫ظهرت يف األشهر األخرية مناخات ضاغطة باتجاه أن “إرسائيل” تعد لحرب‬ ‫إقليمية جديدة‪ ،‬واملعروف أن “إرسائيل” دامئاً لديها هاجس الثأر لعدوان ‪2006‬‬ ‫عىل لبنان وللعدوان عىل غزة نهاية ‪ 2008‬ومطلع ‪ 2009‬وهام هزميتان للكيان‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬لكن العقبة التي تقف أمام “إرسائيل” ومن معها كالواليات املتحدة‬ ‫األمريكية من أجل القيام بعدوان سواء ضد لبنان أو ضد سوريا أو غزة أو ضد‬ ‫إيران‪ ،‬هو أن “إرسائيل” قد تبدأ الحرب كام يعتقد الجميع لكنها غري متيقظة‬ ‫من املسار الذي ستأخذه هذه الحرب وما إذا كانت ستكون محدودة أم واسعة‬ ‫وطويلة املدى‪.‬‬ ‫مجرد عدم تيقن “إرسائيل” من نجاحها يف مثل هذه الحرب‪ ،‬هو الذي يحول‬ ‫دون اندالعها يف املدى املنظور عىل األقل‪ ،‬وبالتايل العدوان عىل أسطول الحرية‬ ‫قد يكون بدالً عن ضائع‪ ،‬لكن السبب الجوهري هو توصل األتراك والربازيليني اىل‬ ‫اتفاق طهران‪ ،‬ما أظهر تركيا كدولة قادرة عىل القيام بأدوار أبعد من محيطها‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬ألن مثل هذا االتفاق يخص التوازنات الدولية‪ ،‬والرصاع هو بني إيران‬ ‫من جهة والغرب من جهة ثانية‪ ،‬لذلك العدوان قد يكون تعويضاً جزئياً عن‬ ‫عجز “إرسائيل” عن القيام بحرب شاملة‪ ،‬لكن يبقى العامل ثانوياً أمام العامل‬ ‫األسايس الذي هو محاولة تأديب تركيا عىل تناطحها للقيام بأدوار أكرب ألدوار‬ ‫أكرب من طبيعتها اإلقليمية‪.‬‬ ‫كيف تصف املشهد الدويل بعد قضية أسطول الحرية‪ ،‬وفاعلية القرارات‬ ‫العربية يف اجتامع مجلس الجامعة العربية للبحث يف العدوان عىل‬ ‫أسطول الحرية؟‬ ‫تشكل املواقف الرتكية الجديدة يف السنوات األخرية من القضية‬ ‫الفلسطينية ومن االنفتاح والتكامل مع العامل العريب واإلسالمي سواء سوريا‬ ‫أو إيران أو مرص أو حتى السعودية والخليج‪ ،‬فرصة ذهبية وتاريخية إلعادة رسم‬ ‫توازنات القوة يف املنطقة ويف العامل‪ ،‬من خالل التعاون والتنسيق بني العرب‬ ‫واألتراك ومعهم إيران إلحداث تحول يف موازين القوى اإلقليمية والدولية‪ .‬لكن‬ ‫املشكلة هي سياسية أوالً وأخرياً‪ ،‬وتكمن يف الخيار السيايس إذ غالبية العرب‬ ‫أو قسم منهم اختاروا نهجاً منسج ًام مع الخيارات الغربية‪ ،‬وهي الجهة التي‬ ‫توصف مبحور االعتدال‪ ،‬يف حني هناك العديد من القوى العربية أو منظامت‬ ‫اختارت موقع املقاومة للمشاريع الغربية وهذا االنقسام العريب السيايس‬ ‫هو الذي حال حتى اآلن دون االستفادة من الدور الرتيك اإليجايب املتفاعل‬ ‫مع القضايا العربية ويف قلبها القضية الفلسطينية‪ ،‬والوقوف اىل جانب‬ ‫قوى مامنعة مثل حامس وسوريا‪ ،‬ويدافع عن الربنامج النووي ليس حباً بهذا‬ ‫الربنامج ولكن ألن عدم الوصول لحل سلمي له ينعكس رضراً عىل تركيا وأمنها‬ ‫واستقرارها ومصالحها االقتصادية‪ ،‬وبالتايل مثل هذا التوجه مل يرث ارتياحاً ملحور‬ ‫االعتدال العريب بل وجدت فيه إضعافاً لها‪ ،‬وأسطول الحرية عىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫كام موقف الرئيس رجب طيب أردوغان يف دافوس قي مطلع العام ‪ 2009‬ش ّكل‬ ‫إحراجاً لهذه األنظمة‪ ،‬وبذلك ما شهده أسطول الحرية من مجزرة ضد األتراك‬ ‫كان يستوجب أعىل درجات التضامن والتعاطف والتنسيق مع تركيا‪ ،‬لكن الذي‬ ‫الحظناه أنه كلام بدت تركيا أكرث انخراطاً يف التوجهات املعادية لـ “إرسائيل”‪،‬‬ ‫كلام اشتدت مقاومة محور االعتدال للدور الرتيك‪ ،‬لذلك خرج اجتامع وزراء‬ ‫الخارجية العرب من دون نتيجة‪ ،‬وحتى فتح معرب رفح مل يكن بتقديري من أجل‬ ‫تخفيف معاناة أهل غزة‪ ،‬بل كان للتخفيف عن “إرسائيل”‪ ،‬بعدما ظهرت قضية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫قطاع غزة عىل أنه بالفعل قضية شعب محارص وجائع ومظلوم‪ ،‬لذلك أنا ال‬ ‫أرى يف األفق أي أمل يف أن يكون هناك موقف عريب واحد‪ ،‬وال تراجع دول محور‬ ‫االعتدال عن مناهضة الدور الرتيك وهذا من مفارقات الزمن لألسف‪.‬‬ ‫لقد ُع ّلقت مبادرة السالم احتجاجاً عىل العدوان اإلرسائييل عىل أسطول‬ ‫الحرية‪ ،‬فهل التزال املبادرة صالحة؟‬ ‫أوالً الوساطة الرتكية بني العرب و”إرسائيل”‪ ،‬بني سوريا و”إرسائيل”‪ ،‬بني‬ ‫فلسطني و”إرسائيل”‪ ،‬هي جزء من قوة الدور الرتيك يف املنطقة‪ ،‬والقيام‬ ‫بوساطات من حيث املبدأ بني قوى متنازعة كان أحد أدوات الدبلوماسية الرتكية‬ ‫وهي أداة بالفعل عززت الدور الرتيك وأظهرته عىل أنه محب للسالم ويريد‬ ‫فض النزاعات عن طريق الحوار‪ ،‬وح ّول أنقرة اىل مركز استقطاب للمتنازعني‬ ‫يف كل املحيط اإلقليمي ليس فقط يف تركيا بل يف منطقة الرشق األوسط ‪،‬‬ ‫بالرغم من أن تركيا مل تكن تأخذ بالفعل منحى انحيازياً كبرياً لصالح العرب‬ ‫والفلسطينيني يف السنوات األخرية إذ استقبلت يف العام ‪ 2007‬الرئيس‬ ‫اإلرسائييل والرئيس الفلسطيني يف تركيا وبادرت اىل القيام بوساطة بني سوريا‬ ‫و”إرسائيل” يف اسطنبول‪ ،‬ولكن املشكلة ليست عند تركيا بل عند “إرسائيل”‪،‬‬ ‫عندما خدع إيهود أوملرت الرئيس رجب طيب أردوغان مببارشة عدوانه عىل غزة يف‬ ‫وقت كانت فيه املفاوضات عىل وشك أن تنجح‪ ،‬وتوقف املفاوضات بتقديري كان‬ ‫ألنه ال ميكن إدارة مفاوضات سالم مع طرف يشن الحروب واالعتداءات وغري جدي‬ ‫يف السعي اىل السالم مثل أوملرت‪.‬‬ ‫واآلن إن حادثة أسطول الحرية‪ ،‬وحادثة دافوس‪ ،‬وتخفيض مستوى العالقات‬ ‫االقتصادية والعسكرية بني تركيا و”إرسائيل”‪ ،‬ومقتل املواطنني األتراك أضاف‬ ‫عوامل تعقيد إضافية أمام استئناف دور الوساطة الرتيك‪ ،‬ومع ذلك فإن‬ ‫األتراك مستعدون الستئناف هذه الوساطة يف املستقبل‪ ،‬يف ظل رشطني‪ :‬أوالً‬ ‫تشكيل لجنة تحقيق دولية حول حادثة أسطول الحرية‪ ،‬والرشط الثاين هو رفع‬ ‫الحصار عن غزة‪.‬‬ ‫هل ميكن استمرار العالقات الرتكية اإلرسائيلية يف ضوء خطاب أردوغان؟‬ ‫وهل من املمكن أن تصل العالقات الرتكية اإلرسائيلية اىل نقطة الالعودة‪،‬‬ ‫واىل مرحلة الالرجوع‪ ،‬وذلك بعد نصب الصواريخ الرتكية يف إحدى القرى‬ ‫القريبة من الحدود السورية الرتكية؟ كيف تقرأ مستقبل تلك العالقات؟‬ ‫وهل تركيا يف حاجة بعد اىل وجود “إرسائيل” بجانبها؟‬ ‫رمبا هذا من أكرث األسئلة حساسية ورواجاً وتعقيداً يف الوقت نفسه‪ ،‬ال شك‬ ‫أن إراقة الدماء الرتكية عىل سفينة “مرمرة” خلق واقعاً جديداً يف العالقات بني‬ ‫تركيا و”إرسائيل” هذا الواقع غري مسبوق بيينهام كام سبق وذكرت‪ ،‬إذ للمرة‬ ‫األوىل يدخل الدم عىل طريق هذه العالقات‪ ،‬ومبا أن الهجوم حسب تقديري كان‬ ‫يستهدف الدور الرتيك إقليمياً ودولياً ومبا أن الواليات املتحدة األمريكية غطت‬ ‫هذا االعتداء منذ أول لحظة وال تزال حتى اآلن‪ ،‬ونظراً ملواقف الدول الكربى من‬ ‫فرنسا وأملانيا وروسيا والصني املؤيدة لقرار العقوبات عىل إيران‪ ،‬ومبا يعنيه ذلك‬ ‫من تعطيل إن مل يكن إلغاء التفاق طهران النووي‪ ،‬فبطبيعة الحال تركيا هي‬ ‫أمام مشهد وتح ٍّد جديد‪ ،‬لذلك الرد الرتيك إن كان هناك من رد عىل مثل هذه‬ ‫الحادثة يجب أن يأخذ يف االعتبار عدة عوامل‪ :‬أوالً هل تريد تركيا استمرار سياسة‬ ‫التوازن‪ ،‬وتعدد البعد وتصفري املشكالت يف عالقاتها اإلقليمية والدولية؟ إذا كان‬ ‫الجواب بنعم‪ ،‬هذا يعني أنها ال ميكن أن تتخىل عن عالقاتها مع “إرسائيل”‪ ،‬وال‬ ‫عن الواليات املتحدة‪ ،‬وال عن الغرب ألن تركيا يف الوقت نفسه عضو يف الحلف‬ ‫األطليس‪ ،‬عضو تريد االنضامم اىل االتحاد األورويب‪ ،‬ومن يريد االنضامم اىل‬ ‫االتحاد األورويب ال ميكن أن تكون عالقاته سيئة مع “إرسائيل”‪ ،‬كذلك لدى تركيا‬ ‫مشكالت يف قضايا لها طابع غريب مسيحي مثل املسألة األرمنية واليونانية‬ ‫وقربص‪ ،‬لذلك تركيا قد تلجأ اىل تدابري ما يف عالقاتها الثنائية مع “إرسائيل”‬ ‫رداً عىل االعتداء عىل أسطول الحرية لكن ال أعتقد أنها ستصل اىل مرحلة‬ ‫منخفضة جداً أو قطيعة مع كيان الدولة العربية‪.‬‬ ‫لكن إذا كانت تركيا وأنا ال أرى ذلك يف وارد تغيري جذري يف اسرتاتيجيتها‬ ‫واالنتقال من سياسة تعدد البعد اىل سياسة أن تكون جز ًءا من محور رشقي‬ ‫يضم حتى سوريا وإيران والعراق وبعض القوى املوجودة يف املنطقة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫التخيل عن عالقاتها مع الغرب ومع “إرسائيل”‪ ،‬فعندها ميكن القول أنها ميكن أن‬

‫‪82‬‬

‫تتخىل عن هذه العالقات‪ ،‬لكن الجيو سيايس الرتيك من البلقان اىل املتوسط‬ ‫واىل القوقاز وروسيا والرشق األوسط ‪ ،‬باعتقادي‪ ،‬اليسمح لها مبثل هذا التحول‬ ‫وكل ما يف األمر بتقديري سيصل اىل إلغاء بعض االتفاقات مع “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وقد يكون تخفيضاً يف مستوى التمثيل الدبلومايس‪ ،‬بحيث إذاء “إرسائيل”‬ ‫يف بعض الجوانب العسكرية أو االقتصادية أو الثقافية لكن دون القطيعة‬ ‫البحتة‪.‬‬ ‫ما قولكم بأن البحرية الرتكية ميكن أن ترد عىل الهمجية الصهيونية يف‬ ‫قربص الشاملية كأن تعتدي عىل السفينة التي سرتسلها “إرسائيل” اىل‬ ‫قربص احتجاجاً عىل االحتالل الرتيك للقسم الشاميل للجزيرة رداً عىل‬ ‫محاولة تركيا كرس الحصار عىل غزة؟‬ ‫مل يرتق الرد الرتيك عىل جرمية قتل تسعة ناشطني أتراك عىل منت «أسطول‬ ‫الحرية» حتى اآلن إىل مستوى حجم الجرمية باعتبارها اعتداء عىل السيادة‬ ‫الرتكية‪ .‬وإذا كانت الحسابات الرتكية معقدة وتتصل بخياراتها األساسية‬ ‫يف السياسة الخارجية‪ ،‬فإن الثابت حتى اآلن أن أنقرة حريصة عىل استمرار‬ ‫العالقات الجيدة مع واشنطن‪ ،‬غري أن الضغوط الداخلية‪ ،‬وال سيام من جانب‬ ‫الفئات التي تقع اىل ميني حزب “العدالة والتنمية” وال سيام من اإلسالميني ال‬ ‫تزال تدفع بحكومته إىل خيارات تتصل بالعالقات الثنائية‪ ،‬لكن من دون أن تصل‬ ‫العالقات مع تل أبيب إىل حد القطيعة النهائية‪.‬‬ ‫وال تزال أنقرة تتبع حتى اآلن سياسة االنتظار ملعرفة إىل أين ستقود االتصاالت‬ ‫الدبلوماسية مع “إرسائيل” حول املطالب التي تريد أنقرة أن تراها تتحقق عىل‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬والتي منحت “إرسائيل” مهلة شهر لتحقيقها قبل اتخاذ أنقرة‬ ‫القرار املناسب‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫االعتذار من تركيا عىل قتل األتراك‪ ،‬ودفع التعويضات املناسبة‪ ،‬وتشكيل لجنة‬ ‫تحقيق دولية‪ ،‬وإعادة السفن املشاركة يف أسطول الحرية إىل تركيا‪.‬‬ ‫ومع تنفيذ “إرسائيل” هذه املطالب فإن تركيا ستواصل عالقاتها الدبلوماسية‬ ‫عىل مستوى السفري‪ ،‬ويف حال لبت “إرسائيل” جزءا منها وليس كلها فإن‬ ‫تركيا ستقيم الوضع‪ ،‬لكن يف حال عدم تلبية أي مطلب فإن تركيا ستخفض‬ ‫العالقات إىل مستوى القائم باألعامل‪.‬‬ ‫أما بشأن العالقات الدبلوماسية‪ ،‬فإن تركيا يف حال تخفيض العالقات إىل‬ ‫مستوى قائم باألعامل‪ ،‬فإنها لن تعلن أن السفري اإلرسائييل يف تركيا رجل‬ ‫غري مرغوب به‪ .‬لكن يتوقع أن تبادر الدولة العربية إىل خطوة مامثلة بسحبه‬ ‫وتخفيض العالقات مع تركيا‪.‬‬ ‫لذلك أعتقد أن تركيا لن تذهب اىل نزاع عسكري مبارش مع “إرسائيل”‪ ،‬حتى‬ ‫لو مل تنشأ محكمة دولية مستقلة‪ ،‬إ ّال يف حال “إرسائيل” اتخذت خطوات‬ ‫أكرث استفزازية تجاه تركيا‪.‬‬ ‫بعد متادي الصهاينة وسياستهم االستيطانية‪ ،‬هل ميكن أن تصبح تركيا‬ ‫طرفاً فاع ًال يف جبهة املقاومة؟‬ ‫أستبعد ذلك‪ ،‬مبعنى أن جوهر السياسة الخارجية الرتكية كام رسمها قادة‬ ‫ومناظرو حزب “العدالة والتنمية”‪ ،‬تقوم عىل أن تركيا ليست جز ًءا من محور‬ ‫ضد محور‪ ،‬وال تريد إقامة عالقات مع محور عىل حساب محور آخر أو ضد محور‬ ‫آخر‪ ،‬كام أن جوهر السياسة الرتكية بدأ يتبلور أكرث حتى يف األشهر ال بل يف‬ ‫األسابيع األخرية إذ أصبحت تركيا نفسها محوراً قامئاً بحد ذاته وهذا ما يكرره‬ ‫وزير الخارجية الرتيك أحمد داوود أوغلو‪“ :‬أن عىل تركيا أن تكون العباً مؤسساً‬ ‫لنظام إقليمي جديد”‪ ،‬كام ذكر ذلك الرئيس الرتيك عبد الله غل أن الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية مل يعد يف إمكانها االستمرار يف أن تكون هي صاحبة الكلمة‬ ‫الوحيدة يف العامل‪ ،‬وال بد من أن تأخذ باالعتبار وجود قوى أخرى موجودة فيه‪،‬‬ ‫لذلك أعتقد أن تركيا‪ ،‬يف ظل املأزق الذي تواجهه الواليات املتحدة األمريكية يف‬ ‫أفغانستان والعراق وال سيام بعد اندالع األزمة املالية العاملية‪ ،‬تحاول أن تستغل‬ ‫هذه الفرصة ليك تظهر مكانتها ودورها عىل أنها قوة اقتصادية كربى‪ ،‬إذ تحتل‬ ‫اليوم املركز ‪ 17‬يف العامل وتسعى لتكون ضمن أول عرش دول يف السنوات‬ ‫القليلة املقبلة‪ ،‬كام أنها الدولة السادسة اقتصادياً يف االتحاد األورويب أو يف‬ ‫املجموعة األوروبية‪ ،‬كام تعترب الدولة الثانية من حيث القوى العسكرية يف‬ ‫حلف شاميل األطليس‪ ،‬ما يجعلها متتلك كل اإلمكانات التي تجعل منها قوة‬

‫مؤثرة بالفعل ليس فقط عىل الساحة اإلقليمية بل الدولية أيضاً‪.‬‬ ‫ومن هذا املنطلق أي كالم عن محور مرشقي بنيوي تريك عراقي سوري إيراين‬ ‫أعتقد يف غري محله‪ ،‬بالرغم من أننا مع إقامة مثل هذا املحور‪ ،‬لكن أعتقد أن‬ ‫تركيا لن تكون جز ًءا منه ألنه يتعارض مع سياستها يف أن تكون هي بحد ذاتها‬ ‫محوراً ونقطة جذب لكل هذه األطراف‪.‬‬ ‫برأيكم هل “إرسائيل” عىل استعداد أن تصلح ما أفسدته لتحافظ عىل‬ ‫عالقاتها مع تركيا؟‬ ‫من املؤ ّكد أن “إرسائيل” هي املستفيدة األوىل من عالقات تركيا معها منذ أن‬ ‫تأسست كانت تركيا أول دولة مسلمة تعرتف بـ “إرسائيل” وكان هذا خرقاً ال حدود‬ ‫لقيمته يف املنطقة العربية ويف العامل اإلسالمي‪ ،‬وكانت تركيا كونها عضو‬ ‫يف حلف شاميل األطليس رأس حربة ضد املعسكر الشيوعي‪ ،‬وبالتايل رشيكة‬ ‫اسرتاتيجية لـ “إرسائيل” يف هذا املجال‪ ،‬والعالقات الرتكية – اإلرسائيلية ش ّكلت‬ ‫أحد العوامل يف إضعاف الجانب العريب عىل امتداد العقود املاضية كام شكلت‬ ‫أكرث من مرة وخصوصاً بعد العام ‪ 1996‬كامشة ضد سوريا والجميع يعرف كيف‬ ‫أن تركيا كانت عىل حافة شن حرب عىل سوريا يف العام ‪ ،1998‬كام أن تركيا هي‬ ‫جزء من العامل الرتيك‪ ،‬ولها نفوذ يف البلقان‪ ،‬ويف القوقاز‪ ،‬ويف آسيا الوسطى‪،‬‬ ‫وتش ّكل السوق األكرب لتصدير املنتجات والصناعات العسكرية اإلرسائيلية‪ ،‬وال‬ ‫ميكننا أن ننىس وجود النظام العلامين الذي اليزال يف تركيا‪ ،‬لكن الفارق أن هذا‬ ‫النظام العلامين كانت توجهاته السياسية مع “إرسائيل”‪ ،‬ما مي ّكن األخرية الربح‬ ‫من كل الجهات يف إبقاء عالقاتها مع تركيا‪ .‬وصحيح أن “إرسائيل” متارس اليوم‬ ‫سياسات مناهضة لرتكيا‪ ،‬ولكن كل ذلك بهدف محاولة لجم تركيا وكبحها عن‬ ‫االستمرار يف هذه السياسات‪ ،‬وستعمل “إرسائيل” رغم كل استفزازاتها لرتكيا أن‬ ‫تبقى األخرية رشيكة وصديقة لها يف املنطقة‪ ،‬إذ ليس من مصلحة ال “إرسائيل”‬ ‫وال الغرب أيضاً يف خسارة تركيا العلامنية وتركيا األطلسية‪ ،‬وانتقالها من‬ ‫املعسكر الذي التزال فيه اآلن بنسبة كبرية اىل معسكر آخر معاد لـ “إرسائيل”‪.‬‬ ‫إن اإلدارة األمريكية قلقة من تدهور العالقات الرتكية ‪ -‬اإلرسائيلية‪ ،‬كيف‬ ‫تقرأ هذا القلق؟‬ ‫يف هذا اإلطار‪ ،‬أتفق بالكامل مع ما يقوله دولة الرئيس سليم الحص من أنه‬ ‫عندما نتحدث عن “إرسائيل” إمنا نتحدث عن أمريكا والعكس صحيح‪ ،‬رغم كل‬ ‫النظريات التي تناقش ما إذا كانت “إرسائيل” تابعة ألمريكا أم العكس “إرسائيل”‬ ‫تدير أمريكا‪ ،‬ورغم كل النظريات التي تقول أن هناك اختالف ولو يف األسلوب‬ ‫بني إدارات الجمهورية واإلدارات الدميقراطية‪ ،‬أنا أعتقد أن هناك شيئاً من التناغم‬ ‫الكيل بني “إرسائيل” والواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬بحيث أنه إذا حصل خالف يف‬ ‫وجهات النظر بني “إرسائيل” وأمريكا فليس عىل حساب العالقات االسرتاتيجية‬ ‫بني الطرفني بل لتعزيز تلك العالقات أكرث‪ ،‬وتحقيق املصالح األمريكية وبالتايل‬ ‫اإلرسائيلية الواحدة يف منطقة الرشق األوسط‪ ،‬لذلك أنصح أن ال يراهن أحد عىل‬ ‫حدوث انشقاق أو تباين بني “إرسائيل” وكل اإلدارات األمريكية سواء كان الرئيس‬ ‫أبيضاً أم أسوداً‪ ،‬ألن هناك مصلحة واحدة مشرتكة بني الطرفني‪ ،‬وإذا انطلقنا‪،‬‬ ‫بتقديري‪ ،‬من هذه الزاوية‪ ،‬يف النظر اىل العالقات اإلرسائيلية – األمريكية‪ ،‬ميكن‬ ‫لنا حينها أن نبحث عن وسائل متكني العرب واملسلمني من عوامل القوة ملواجهة‬ ‫هذه الرشاكة البنيوية بني “إرسائيل” والواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫هل ستتجرأ “إرسائيل” وتطلق النار عىل الباخرة النسائية أو بواخر أخرى‬ ‫أم تفتح لها الطريق اىل غزة؟‬ ‫إطالق النار عىل أسطول الحرية يستهدف تركيا تحديداً‪ ،‬كام ذكرنا يف العوامل‬ ‫السابقة‪ ،‬لذلك أعتقد أن أي سفينة أخرى تأيت خالية من وجود أتراك عىل‬ ‫متنها‪ ،‬لن ُتواجه بالطريقة نفسها من قبل “إرسائيل”‪ ،‬أو رمبا يكون مصريها‬ ‫مامث ًال ملصري “راشيل كوري” التي سلمت أمرها للقوة اإلرسائيلية وانتهى األمر‬ ‫عند هذا الحد‪.‬‬ ‫“إرسائيل” تستخدم القوة ألول مرة تجاه مثل هذه السفن والهدف هو تركيا‪،‬‬ ‫وقد أوصلت هذه الرسالة ولن تكون بحاجة اىل تكرار هذه الحادثة مع سفن أخرى‬ ‫وجنسيات أخرى حتى لو كانت كلها من النساء‪ ،‬خصوصاً أن ردة الفعل العاملية‬ ‫عليها متنعها من أن تكرر استخدام القوة كام فعلت مع أسطول الحرية‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫لبنان ينمو اقتصادياً ويزدحم سياحياً ويفور عقارياً‬

‫ثلث اللبنانيين عند خط الفقر‬

‫مثة إجامع يف لبنان عىل أن البلد يعيش يف‬ ‫أزمة اقتصادية حادة‪ .‬وجميع اللبنانيني يتذمرون‪،‬‬ ‫مطالبني بتغيري واقع الحال‪ ،‬والسياسيون‬ ‫الفاعلون يف معظم الحكومات املتعاقبة منذ‬ ‫مطلع التسعينيات من القرن املايض يكرثون‪،‬‬ ‫مع أقالمهم النيوليربالية‪ ،‬من الترصيحات يف‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬لتربير برامج تضمنتها ورقات‬ ‫مزعومة «إصالحية»‪ :‬الخطط «الربيعية»‪ ،‬باريس‬ ‫‪ ،1‬باريس ‪ ،2‬وبريوت ‪ 1‬الذي مل يبرص النور‪ ،‬وآخرها‬ ‫باريس ‪.3‬‬ ‫يكاد اللبنانيون ان ييأسوا من الحالة االقتصادية‬ ‫واملعيشية التي تتخبط فيها البالد‪ ،‬فبعد انتهاء‬ ‫الحرب والفورة العقارية‪ ،‬دخل االقتصاد اللبناين‬ ‫حالة من الركود االقتصادي العميق وفقدان فرص‬ ‫العمل‪ ،‬مع تفاقم أزمة معيشية كبرية للفئات‬ ‫محدودة الدخل‪ ،‬خاصة بعد حرب متوز التي أ ّثرت‬ ‫سلباً عىل املستوى املعييش يف البالد ككل‪،‬‬ ‫وطال أثرها أفقر رشائح املجتمع يف أفقر املناطق‪،‬‬ ‫التي تح ّملت بشكل مبارش أو غري مبارش‪ ،‬وزر‬ ‫الخراب الذي خلفته الحرب‪.‬‬ ‫كام أن مفاعيل أزمة مخيم نهر البارد‬ ‫انعكست بشكل مبارش عىل االقتصاد‪ ،‬ما‬ ‫أدى إىل تفاقم الفقر املدقع يف شامل لبنان‪ ،‬ال‬ ‫سيام يف عكار واملنية والضنية‪ .‬وترتب عن ذلك‬ ‫تهميش لرشيحة واسعة من السكان ممن كانوا‬ ‫أصال يعانون من ظروف معيشية صعبة‪.‬‬

‫لبنان اىل نحو ‪ %6‬وفق توقعات التقرير االقتصادي‬ ‫لبنك عودة للفصل األول من العام ‪ 2010‬من‬ ‫جهة‪ ،‬واىل آخر التقديرات لصندوق النقد الدويل‬ ‫من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وأشار التقرير اىل أن التضخم املحقق خالل‬ ‫خط الفقر وقياسه‬ ‫األشهر الثالثة كان منخفضاً ووصل اىل حواىل‬ ‫إذ بلغت نسبة الفقر اإلجاملية ‪( %28.5‬ممن ‪ 1,24‬يف املئة‪ .‬ورأى التقرير أن االستثامرات‬ ‫يعيشون ما دون الخط األعىل للفقر الذي يقدر بـ األجنبية تستمر يف التوظيف يف لبنان وأن نسبة‬ ‫‪ 4‬دوالر أمرييك للفرد يومياً)‪ ،‬يتوزعون وفق الجدول الرساميل الوافدة زادت حواىل ‪ %65‬يف ثالثة‬ ‫أشهر مقارنة مع الفرتة ذاتها من السنة املاضية‬ ‫التايل‪( :‬جدول رقم واحد)‪.‬‬ ‫سجل الرقم القيايس ألسعار وهي تخطت ‪ 4.4‬مليارات دوالر تقريباً‪ .‬كام أكد‬ ‫هذا وقد‬ ‫ّ‬ ‫االستهالك انخفاضاً بنسبة ‪ %0,1‬خالل شهر أيار التقرير استمرار التحويالت اىل اللرية اللبنانية‬ ‫املايض‪ ،‬مقارنة بشهر نيسان ‪ .2010‬وبلغ معدل مبعدل يقارب املليار دوالر شهرياً مام مكن مرصف‬ ‫التضخم السنوي ما بني أيار ‪ 2009‬وأيار ‪ ،2010‬ما لبنان من رفع احتياطاته بالعمالت اىل ‪ 30.1‬مليار‬ ‫نسبته ‪ ،% 4,9‬وذلك بحسب املؤرش الصادر عن دوالر تقريباً‪ .‬وقدر التقرير العجز يف موازنة العام‬ ‫إدارة اإلحصاء املركزي يف رئاسة مجلس الوزراء ‪ 2010 .‬مبا يوازي ‪ %10.8‬من الناتج املحيل‪ ،‬مبا يعني أن‬ ‫الدين العام سيستمر بالرتاجع إزاء الناتج حسب‬ ‫(جدول رقم‪) 2‬‬ ‫يبقى األمل يف أن يستقر الوضع السيايس تقديرات املوازنة ليصل يف نهاية العام ‪ 2010‬اىل‬ ‫األمر الذي أدّى اىل تعزيز التدفقات السياحية حواىل ‪ %147‬عىل الرغم من ارتفاع العجز يف‬ ‫وبعض التدفقات االستثامرية‪ ،‬كام أدت املؤرشات املوازنة العامة نتيجة تزايد اإلنفاق العام‪ .‬وقدّر‬ ‫االقتصادية اإليجابية اىل ارتفاع نسبة النمو يف التقرير حجم الدين يف نهاية الفصل األول من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬

‫السنة بحواىل ‪ 51.5‬مليار دوالر بزيادة بسيطة عن‬ ‫نهاية العام ‪ 2009‬عىل اعتبار أن الدولة أوقفت‬ ‫االستدانة بسندات الخزينة ملدة شهر تقريباً وهي‬ ‫تنفق عىل أساس القاعدة االثني عرشية‪.‬‬ ‫أما يف ما يتع ّلق بالقطاع العقاري‪ ،‬يسري منو‬ ‫الحركة العقارية نحو االستمرار خالل العام ‪2010‬‬ ‫نتيجة زيادة العمليات العقارية واملبيعات خالل‬ ‫الفصل األول من السنة بحواىل ‪ ،%41‬وقدر التقرير‬ ‫قيمة املبيعات العقارية املحققة يف الفصل األول‬ ‫بحواىل ‪ 3188‬مليار لرية أي ما يزيد ‪ 2.1‬مليار دوالر‬ ‫تقريباً‪ .‬أما املبيعات العقارية لألجانب أي غري‬ ‫اللبنانيني فقد زادت حواىل ‪ %19‬مقارنة مع الفرتة‬ ‫ذاتها من العام ‪ ،2009‬وهذا مؤرش عىل استمرار‬ ‫الطلب الخارجي إضافة اىل الطلب الداخيل عىل‬ ‫العقارات يف لبنان‪.‬‬

‫النشاط املرصيف‬ ‫مع استمرار منو الودائع تحسنت حركة‬ ‫التسليفات للقطاعات بحواىل ستة أضعاف‬ ‫مقارنة مع الفرتة ذاتها من السنة املاضية‪،‬‬

‫مدفوعاً بتحسن كل من مجاميع االستهالك‬ ‫واالستثامر‪ .‬ويكون بذلك قد تراجع النمو بشكل‬ ‫طفـيف عن معدل النمو الكبري املسجل يف‬ ‫العام ‪ ،2009‬إمنا حــافظ عــىل وترية مؤاتية جداً‬ ‫باملقارنات اإلقلــيمية والعاملية‪ .‬يف موازاة ذلك‪،‬‬ ‫سـجل التضخم مستوىً منخفضاً نسبـياً أي‬ ‫يف حـدود ‪ %1.24‬يف الفصل األول من العام ‪،2010‬‬ ‫بعدما كان قد سجل معدالً معتدالً بنـسبة ‪%4.2‬‬ ‫يف العام ‪.2009‬‬ ‫يف الواقع‪ ،‬إن مجمل محركات النمو الداخلية‬ ‫والخارجية قد سلكت منحى إيجابياً هذا العام‪،‬‬ ‫غري متأثرة بالوهن االقتصادي العاملي املستمر أو‬ ‫ببطء النهوض االقتصادي اإلقليمي‪ .‬عىل صعيد‬ ‫محركات النمو الداخلية‪ ،‬إن التحسن املستمر‬ ‫يف الظروف السياسية واألمنية يف الداخل كان‬ ‫يف صلب عوامل محركات النمو يف الداخل‪.‬‬ ‫وقد استفادت االستثامرات الداخلــية بشكل‬ ‫متواز من استعادة الثقـة يف اآلفاق االقتــصادية‬ ‫للبنان عىل املدى القصري واملتوسط‪ ،‬مع تزايد‬ ‫اإلنفاق االستثامري لألفراد واملؤسسات بشكل‬ ‫عام‪ .‬مبوازاة ذلك‪ ،‬استفاد االستهالك املحيل من‬ ‫زيادة يف اإلنفاق األرسي السيام يف ظل قدوم‬ ‫اللبنانيني غري املقيمني بشكل ملحوظ إىل‬ ‫وطنهم األم‪.‬‬ ‫أما عىل صعيد محركات النــمو الـخارجية‪،‬‬ ‫فإن ك ًال من االستثامرات األجنـبية املبارشة‬ ‫والتحويالت املالية من اللبنانيني العاملني يف‬ ‫الخارج والنفقات السياحية والصـادرات اللبنانية‬ ‫قد شهدت منواً إيجابياً يف الفصل األول من العام‬ ‫‪ .2010‬فام زال منو االستثامرات األجنبية املبارشة‬ ‫يف لبنان متواص ًال مدفوعاً بتحسن الظروف‬ ‫السياسية واألمنية املحلية وتاليش ضغوط‬ ‫السيولة يف املنطقة‪ .‬وعىل صعيد التحويالت‪،‬‬ ‫منت الرساميل الوافدة إىل لبنان بنسبة قدرها‬ ‫‪ %65‬يف الفصل األول من العام ‪ ،2010‬وسجل‬ ‫ميزان املدفوعات فائضاً قياسياً بقيمة ‪978‬‬ ‫مليون دوالر‪ .‬كام ارتفع إجاميل عدد السياح‬ ‫بنسبة ‪ %35‬يف الفرتة نفسها‪ ،‬وهو من بني أعىل‬ ‫املعدالت يف العامل‪ ،‬إذ استفاد القطاع السياحي‬ ‫أكرث من غريه من هدوء الحال األمنية يف لبنان‬ ‫ومن تداعيات األزمة املالية العاملية‪ ،‬إذ أكد وزير‬ ‫السياحة فادي عبود ان”سنة ‪ 2010‬قد تكون‬ ‫أفضل سنة يف تاريخ السياحة يف لبنان‪ ،‬وذلك‬ ‫انطالقا من األرقام التي حققتها يف األشهر‬ ‫الخمسة األخرية‪ ،‬إذ زادت نسبة السياح ‪ %28‬عام‬ ‫بلغته يف الفرتة عينها من العام املايض”‪ ،‬متوقعاً‬ ‫ارتفاع عدد السياح هذه السنة اىل مليونني و‪250‬‬ ‫ألف سائح أي بزيادة ‪ .%20‬هذه التوقعات تجعل‬ ‫وزير السياحة فادي عبود أكرث إرصاراً عىل تنفيذ‬ ‫الخطة التي أعدها فور تسلمه مهامته ودعت يف‬ ‫عناوينها اىل إيجاد صناعة سياحية متطورة‪.‬‬ ‫وقال إن الحركة السياحية اىل ازدياد وهذا ما‬ ‫أظهرته القراءة الرقمية لدائرة اإلحصاء يف‬

‫وزارة السياحة حيث سجل ارتفاعاً يف األشهر‬ ‫الخمسة األوىل من العام الجاري بنسبة ‪%28.63‬‬ ‫عن األشهر ذاتها من العام ‪2009‬‬ ‫وللشهر الخامس عىل التوايل‪ ،‬تستمر حركة‬ ‫مطار رفيق الحريري الدويل يف بريوت وتريتها‬ ‫التصاعدية لتسجيل املزيد من التقدم يف حركة‬ ‫الركاب والطائرات والشحن والربيد‪ .‬وقد أظهرت‬ ‫اإلحصاءات الرسمية الصادرة عن املديرية العامة‬ ‫للطريان املدين زيادة ‪ %20.57‬يف عدد الركاب يف‬ ‫أيار املايض مقارنة بالفرتة نفسها من العام‬ ‫املايض‪ ،‬وبالتايل تسجيل تقدم ‪ %18.74‬يف حركة‬ ‫الركاب خالل الخمسة أشهر األوىل من العام‬ ‫‪ 2010‬مقارنة بتلك املحققة من العام ‪ 2009‬وبلغ‬ ‫مجموعهم مليونا و‪ 931‬ألفا و‪ 758‬راكباً‪.‬‬ ‫هذا وارتفعت النفقات املعفاة من الرضيبة‬ ‫كذلك بنسبة سنوية قدرها ‪ .%24‬كذلك منت‬ ‫الصادرات اللبنانية بنسبة ‪ %12‬يف الفصل األول‬ ‫من العام ‪ ،2010‬عىل الرغم من بطء النهوض‬ ‫العاملي الذي يؤثر سلباً عىل الطلب املتأيت من‬ ‫رشكاء لبنان التجاريني‪.‬‬ ‫عىل الصعيد النقدي‪ ،‬واصلت التحويالت من‬ ‫العمالت األجنبية إىل العملة الوطنية وتريتها‬ ‫اإليجابية بحيث قاربت تلك التحويالت املليار‬ ‫دوالر شهرياً منذ بداية السنة‪ ،‬ما خفض نسبة‬ ‫الدولرة إىل أدىن مستوى لها منذ زهاء عرشة‬ ‫أعوام‪ .‬وقد أدى ذلك إىل ارتفاع املوجودات الخارجية‬ ‫لدى مرصف لبنان إىل مسـتوى قيايس جديد‬ ‫فاق ‪ 30‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %83‬من الكتلة‬ ‫النقدية باللرية اللبــنانية (‪ %113‬عند احتساب‬ ‫احتياطيات الذهب)‪ ،‬ما يشري إىل مستوى عال‬ ‫من مناعة الوضع النقدي‪ .‬يف موازاة ذلك‪ ،‬واصل‬ ‫مرصف لبنان خفض املعدالت املرجعية عىل‬ ‫اللرية اللبنانية متاشياً مع الرتاجع يف املعدالت‬ ‫العاملية‪ .‬فانخفض مردود سندات الخزينة من فئة‬ ‫خـمس سنوات مبا يقارب ‪ 36‬نقطة أساس‪ ،‬أي من‬ ‫‪ %7.74‬يف نهاية العام ‪ 2009‬إىل ‪ %7.38‬يف نهاية‬ ‫شباط ‪ ،2010‬وذلك قبل تعليق إصدارها خالل‬ ‫شهر آذار ‪.2010‬‬ ‫عىل صعيد املالية العامة‪ ،‬شهد الفصل األول‬ ‫من العام ‪ 2010‬مزيداً من التحسن يف نسب‬

‫‪85‬‬

‫االستدانة والعجز‪ .‬ففي حني أن اإليرادات العامة‬ ‫ارتفعت بنسبة ‪ %5.1‬خالل الفصل األول من‬ ‫العام ‪ ،2010‬انخفضت النفقات العامة بنسبة‬ ‫‪ %18.0‬عىل أساس سنوي‪ ،‬عىل الرغم من ارتفاع‬ ‫أسعار النفط‪ ،‬وذلك نتيجة ترشيد اإلنفاق العام‪.‬‬ ‫هذا واستناداً إىل األرقام األولية ملشــروع موازنة‬ ‫العام ‪ ،2010‬فإن نسبة العــجز إىل الناتج املحيل‬ ‫اإلجاميل قد تتسع قلي ًال إىل ‪ %10.8‬يف العام‬ ‫‪ ،2010‬يف حني أن نسبة الدين العام إىل الناتج‬ ‫املحيل اإلجاميل ستواصل منحاها الرتاجعي وقد‬ ‫تصل إىل ما يقارب ‪ %147‬يف نهاية العام الجاري‪،‬‬ ‫وهو أدىن مستوى منذ أحد عرش عاماً‪.‬‬ ‫أما عىل صعيد القطاع املرصيف‪ ،‬فقد استمر‬ ‫زخم النشاط املصــريف مدفــوعاً بزيــادة كبرية‬ ‫يف ودائع العــمالء وذلك يف سياق تدفقــات‬ ‫قوية ومطردة من الخارج‪ .‬فقد منت الودائع‬ ‫املرصفية مبا يقارب ‪ 2.4‬مليار دوالر (‪ )%2.5‬خالل‬ ‫األشهر الثالثـة األوىل من هذا العام‪ ،‬ما سمح‬ ‫للمصارف اللبنانية مبواصلة نشاطاتها التمويلية‬ ‫واملدعومة مبرونة مالية عالية جداً‪ .‬فتمكن‬ ‫النشاط التسليفي من تسجيل منو إيجايب الفت‬ ‫مبا يقارب ‪ 2.3‬مليار دوالر (‪ )%8.2‬يف ظل مناخ مايل‬ ‫عــاملي حرج شهد خفضاً للرافعة االقتــراضية‬ ‫حــول العامل‪ .‬يجدر الذكر أن هوامش الفائدة‬ ‫لدى املصارف اللبنانية استمرت بالتقلص خالل‬ ‫الفصل األول من العام ‪ ،2010‬نتيـجة لالنخفاض‬ ‫الكبري يف معـدالت الفــائدة املرجعية يف‬ ‫الخارج إىل مستـويات تاريخية‪ .‬غري أنه سجل‬ ‫يف الفصل األول من هـذا العام منواً إضافـياً يف‬ ‫األرباح الصــافية نتــيجة النمو امللحوظ يف‬ ‫ميزانيات املــصارف اللبنانية‪ ،‬ما و ّلد عامل حجم‬ ‫ملحوظ فاق عامل السعر السلبي والناتج عن‬ ‫تقلص هوامش الفائدة بشكل عام‪.‬‬ ‫لقد نجحت الحكومة يف ضبط النفقات‬ ‫اإلجاملية مع تعزيز مصادر مداخيلها‪ ،‬ما أدّى اىل‬ ‫تحسن ملحوظ‬ ‫تق ّلص كبري يف العجز العام واىل‬ ‫ّ‬ ‫يف الفائض األويل‪ .‬والواقع أن أداء املالية العامة‬ ‫هذا أسفر‪ ،‬يف ّ‬ ‫ظل حركة اقتصادية نشطة‪ ،‬عن‬ ‫تحسن نسبة العجز العام‪/‬الناتج املحيل اإلجاميل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بحيث انخفضت هذه النسـبة كثرياً‪ ،‬وتحديداً‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫من ‪ %6.5‬يف الشهــرين األولــني من العام ‪2009‬‬ ‫إىل ‪ %4.7‬يف الشهرين األولني من العام ‪.2010‬‬ ‫يضاف اىل ذلك أن نسبة العجز العام‪/‬النفقات‬ ‫اإلجـاملية سجـ ّـلت تراجعاً هاماً ببلوغها ‪%12.0‬‬ ‫يف الفصل األول من العام ‪ 2010‬مقابل ‪ %31.7‬يف‬ ‫الفصل األول من العام ‪.2009‬‬ ‫تزمع الحكومة متويل النفقات اإلجاملية‬ ‫بواسطة قروض ميسرّ ة وكذلك عرب إرشاك‬ ‫القطاع الخاص يف بعض مشاريع البنى‬ ‫التحتية‪ ،‬إمنا دون أن ترتك هذه القروض أثراً‬ ‫كبرياً عىل إجاميل قيمة الدين العام‪ .‬وقد بلغ‬ ‫هذا الدين ‪ 77.852‬مليار لرية يف آذار ‪ ،2010‬ما‬ ‫يعادل ‪ 51.5‬مليار دوالر‪ ،‬أي بزيادة نسبتها ‪%0.7‬‬ ‫مقارن ًة مع كانون األول ‪ .2009‬وإذا استثنينا‬ ‫ودائع القطاع العام لدى املصارف التجارية‬ ‫ومرصف لبنان‪ ،‬يكون الدين العام الصايف‬ ‫قد ازداد بنسبة ‪ %0.6‬منذ كانون األول ‪2009‬‬ ‫ليصل اىل ‪ 66.927‬مليار لرية‪ ،‬ما يعادل ‪44.4‬‬ ‫مليار دوالر يف آذار ‪.2010‬‬

‫النشاط املرصيف‬ ‫يف الفصل األول من العام ‪ ،2010‬واصل‬ ‫القطاع املرصيف اللبناين أداءه القوي مرتافقاً‬ ‫مع الحركة االقتصادية النشطة يف البالد‪ .‬فقد‬ ‫سجل النشاط املرصيف‪ ،‬الذي ُيقاس باملوجودات‬ ‫ّ‬ ‫املج َمعة للمصارف العاملة يف لبنان‪ ،‬منواً بنسبة‬ ‫‪ %4.0‬يف الفصل األول من السنة الجارية‪ ،‬بحيث‬ ‫ارتفعت امليزانية االجاملية لهذا القطاع من‬ ‫‪ 115.3‬مليار دوالر يف كانون األول ‪ 2009‬إىل ‪119.9‬‬ ‫مليار دوالر يف آذار ‪ ،2010‬أي مبا يفوق بثالثة أضعاف‬ ‫النمو املحقق يف الفرتات نفسها من السنوات‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫وال تزال ودائع الزبائن هي املح َرك األسايس‬ ‫لنشاط هذا القطاع يف لبنان‪ ،‬وهي تستأثر‬ ‫بنسبة ‪ %82‬من إجاميل ميزانية املصارف‪ .‬وقد‬ ‫زادت هذه الودائع بقيمة ‪ 2.4‬مليار دوالر‪ ،‬أي بنسبة‬ ‫‪ %2.5‬يف الفرتة املذكورة‪ ،‬ما رفع مجموعها من‬ ‫‪ 95.8‬مليار دوالر يف كانون األول ‪ 2009‬إىل ‪98.1‬‬ ‫مليار دوالر يف آذار ‪ 2010‬يف ّ‬ ‫ظل ظروف محلية‬ ‫مؤاتية وتدفق رؤوس األموال بأحجام كبرية اىل‬ ‫املسجل‬ ‫لبنان‪ .‬ويبينّ تحلـيل ودائع الزبائن أن منوها‬ ‫ّ‬ ‫يف الفصل األول من العام ‪ 2010‬ناجم عن ودائع‬ ‫اللبنان ّيني املقيمني التي زادت بقيمة ‪ 2.9‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬يف حني أن ودائع غري املقيمني انخفضت‬ ‫قلي ًال وبقيمة ‪ 0.5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫بناء عىل ما تقدم ال بد من أن تعمل الحكومة‬ ‫وبرسعة من أجل تحريك عجلة االقتصاد وتوفري‬ ‫فرص العمل والخدمات وإنجاز إعامر البنى التحتية‬ ‫لتوفري بيئة جاذبة الستثامرات تنعش االقتصاد‬ ‫اللبناين‪ ،‬وهذه األمور تتطلب رؤية واضحة تبنى‬ ‫عىل أساسها سياسة وخطط اقتصادية تكون‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مرتكزاً آلليات التنفيذ مع األخذ بعني االعتبار‬ ‫الوضع السيايس واالجتامعي‪ ،‬لذلك يجب أال‬ ‫تبقى املوازنات العامة تعبري عن توزيع إيرادات‬ ‫الدولة عىل أبواب مختلفة من دون تحديد‬ ‫األولويات ومن دون مقارنات ووسائل قياس وتقييم‬ ‫‪ .‬كام أن تشجيع القطاع الخاص وعرض سياسة‬ ‫الرشاكة مبا يضمن دميومة العمل املشرتك‬ ‫وتحويل املسؤوليات إلنعاش هذا القطاع املعطل‬

‫يعد من أهم التحديات يف املرحلة املقبلة‪ ،‬إذ من‬ ‫غري املعقول التعويل عىل االستثامر مع وجود‬ ‫قطاع خاص محيل غري قادر عىل املشاركة وهذا‬ ‫يتطلب تفعيل القوانني االقتصادية املنجزة مثل‬ ‫إقرار قانون الرشاكة مع القطاع الخاص‪ ،‬وقانون‬ ‫متطور لألسواق املالية‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬ليديا أبودرغم‬

‫جدول رقم ‪ :1‬السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر بين عامي ‪ 1990‬و ‪2015‬‬ ‫وفق برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ووزارة الشؤون االجتماعية‬ ‫‪2004‬‬

‫‪2015‬‬

‫السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر األدنى‬ ‫(‪ $2.4‬في اليوم)‬

‫‪1995‬‬ ‫‪%10.1‬‬ ‫)(‪1997‬‬

‫‪%8‬‬

‫‪%4‬‬ ‫‪%10.3‬‬

‫السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر األدنى (‪$4‬‬ ‫في اليوم)‬

‫األفراد الذين يعيشون في ظروف معيشية فقيرة جداً‬

‫‪%33.7‬‬ ‫)(‪1997‬‬

‫‪%20.6‬‬

‫‪%6.6‬‬

‫‪%4.2‬‬

‫‪%3.3‬‬

‫األفراد الذين يعيشون في ظروف معيشية فقيرة‬

‫‪%34.0‬‬

‫‪%25.5‬‬

‫‪%17.0‬‬

‫معامل «جيني»‬

‫‪%0.435‬‬

‫‪%0.361‬‬

‫‪-‬‬

‫جدول رقم ‪ :2‬مؤشر أسعار االستهالك لشهر أيار بين عامي ‪2010 – 2009‬‬

‫السلع االستهالكية‬

‫النسبة‬

‫مقارنة بين‬ ‫أيار ‪ 2009‬و‬ ‫‪ 2010‬ارتفاعاً‬ ‫وانخفاضاً‬

‫األلبسة واألحذية‬

‫‪%1.4+‬‬

‫‪- %3.2‬‬

‫المطاعم والفنادق‬

‫‪%1+‬‬

‫‪%4.2+‬‬

‫ماء‪ ،‬كهرباء ومحروقات‬

‫‪%0.7+‬‬

‫‪%14.1+‬‬

‫األثاث والتجهيزات المنزلية والصيانة‬

‫‪%0.1+‬‬

‫‪%1.1+‬‬

‫السلع والخدمات المتفرقة‬

‫‪%0.3+‬‬

‫‪%1.7+‬‬

‫الصحة‬

‫‪- %1.6‬‬

‫‪-‬‬

‫المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية‬

‫‪- %0.9‬‬

‫‪%1.7+‬‬

‫النقل‬

‫‪- %0.1‬‬

‫‪%12.9+‬‬

‫‪+ %3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪+ %6.1‬‬

‫‪%6.1+‬‬

‫المشروبات الروحية والتبغ والتنباك‬ ‫المسكن‬ ‫االتصاالت‬

‫‪- %2.7‬‬

‫االستجمام والتسلية والثقافة‬

‫‪%3.4+‬‬

‫التعليم‬

‫‪%9.6+‬‬

‫‪86‬‬

‫شيرين الحجار لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫سياسة سوريا مستندة إلى حكمة قائدها ودعمه للمقاومة‬ ‫لقد أولت الحركة التصحيحية املجيدة‬ ‫بقيادة الراحل الخالد حافظ األسد‬ ‫اهتامماً خاصاً باملرأة وتنامى دورها يف بناء‬ ‫املجتمع وشاركت يف كافة ميادين الحياة‬ ‫تم متثيلها يف السلطتني الترشيعية‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫والتنفيذية‪ ،‬وقد تعاظم دور املرأة يف‬ ‫ظل مسرية التطوير والتحديث للسيد‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬وأخذت االهتامم‬ ‫الكبري وارتفعت سلم األولويات يف الحياة‬ ‫والسياسية‪،‬‬ ‫واالجتامعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫وأصبحت املرأة ركنا أسياسياً إىل جانب‬ ‫الرجل يف املجتمع‪ ،‬وأثبتت جدارتها وحققت‬ ‫نجاحات‪ ،‬ونالت املراتب العليا بتوجيهات‬ ‫قائد الوطن السيد الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء عىل تنامي دور املرأة يف‬ ‫املجتمع التقت «منرب التوحيد» باآلنسة‬ ‫الكيميائية شريين الحجار يف حوار هذا‬ ‫نصه‪:‬‬ ‫ما املكاسب التي حصلت عليها‬ ‫املرأة يف ظل قيادة السيد الرئيس بشار‬ ‫األسد خالل العرش سنوات املاضية‬ ‫وأنت سيدة صناعية ومستثمرة يف‬ ‫مدينة حسياء؟‬ ‫لقد بدت مسرية التطوير والتحديث‬ ‫للسيد الرئيس بشار حافظ األسد ودعوة‬ ‫سيادته يف خطاب القسم حيث قال‪« :‬إن‬ ‫عملية التغيري ليست هدفاً بحد ذاتها بل‬ ‫وسيلة لتحقيق احتياجاتنا الحياتية»‪.‬‬ ‫وهذا يتامىش مع جامهري شعبنا‬ ‫وآماله لتحقيق الحياة الكرمية بعيداً عن‬ ‫األفكار املتسلطة والهيمنة االستعامرية‪،‬‬ ‫مام حقق للمرأة مكانة مرموقة يف املجتمع‬ ‫وارتقت مناصب علياً واستثمرت يف شتى‬ ‫املجاالت‪ ،‬وهذه املكاسب مكرمة من سيد‬ ‫الوطن ألبناء شعبه‪.‬‬ ‫يف الذكرى العارشة ألداء القسم ماذا‬ ‫تقول اآلنسة شريين الحجار؟‬ ‫إن سياسة سورية املنطلقة من‬ ‫الحفاظ عىل املصالح الوطنية والثوابت‬ ‫القومية مستندة إىل حكمة قائد‬ ‫الوطن السيد الرئيس بشار األسد‬ ‫االحتالل‬ ‫ملواجهة‬ ‫للمقاومة‬ ‫ودعمه‬

‫الصهيوين‪ ،‬وسعي سوريا الدائم لوحدة‬ ‫الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن‬ ‫أهايل غزة‪ ،‬والدعم الذي تقدمه للشعب‬ ‫اللبناين ولوحدته الوطنية واملحافظة عىل‬ ‫استقراره وتحقيق السالم العادل والشامل‬ ‫وعودة الحقوق املغتصبة وتفعيل العمل‬ ‫العريب املشرتك‪ .‬هذه هي سورية األسد‪...‬‬ ‫سورية الصمود والتصدي التي اجتازت‬ ‫أصعب املحن وأصبحت اآلن محج َة لكل‬ ‫السياسيني‪ ،‬ونقطة ارتكاز يف املنطقة‪،‬‬ ‫ألن السيد الرئيس بشار األسد مثل ضمري‬ ‫املواطن العريب الرشيف‪ ،‬وشعبنا ملتف‬

‫شريين الحجار ‪ :‬أصغر‬ ‫التجارة الداخلية يف سوريا‪ ،‬وعضو‬ ‫لجنة الصناعات الكيميائية‪ ،‬إضافة‬ ‫الصناعيات‪ ،‬وعضو لجنة يف املدينة‬ ‫الصناعات الكيميائية‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫حول قيادته الحكيمة‪ ،‬وسورية منيعة‬ ‫ووحدتها‬ ‫وجيشها‬ ‫وشعبها‬ ‫بقائدها‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وبهذه املناسبة أرفع أسمى آيات الحب‬ ‫والوفاء لسيد الوطن ونبارك مسريته‬ ‫الظافرة‪ ،‬ونعاهد سيادته أن نكون الجند‬ ‫األوفياء والسفراء لصناعتنا الوطنية إىل‬ ‫دول العامل‪ ،‬وأن نرتقي بها ك َ‬ ‫ام ونوعاَ‪ ،‬وأن‬ ‫منثل سورية خري متثيل للمحافظة عىل‬ ‫املكاسب التي منحنا أياها السيد الرئيس‬ ‫بشار األسد‪.‬‬

‫حوار‪ :‬حياة عواد‬

‫سيدة صناعية يف سورية‬ ‫مجلس إدارة غرفة صناعة‬ ‫إىل كونها عضو يف لجنة‬ ‫الصناعية بحسياء ومستثمرة‬

‫ورئيسة لجنة‬ ‫حمص‪ ،‬وعضو‬ ‫سيدات األعامل‬ ‫فيها يف مجال‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب مرأة‬

‫ليلى خالد لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫«إسرائيل» ترتدع بالمقاومة ال بالمفاوضات‬ ‫املرأة نصف املجتمع‪ ،‬وهي منبع العطاء ومدرسة األجيال‪ ،‬فهي األم واألمة معاً‪ ،‬وما‬ ‫أحوجنا اىل تفعيل دور املرأة‪ ،‬ألن أي نهضة حقيقية يف بالدنا ال بد أن تأخذ بعني االعتبار‬ ‫رضورة تفعيل املجتمع من أجل تجاوز العوائق ومواجهة التحديات‪ ،‬وللمرأة مكانة خاصة‬ ‫يف مجتمعنا العريب نظراً للمسؤوليات املرتتبة عليها‪ ،‬فهي التي تحملت العبء الكبري‬ ‫خالل مسرية طويلة من تاريخنا‪ ،‬وهي التي تعرضت لالضطهاد والتمييز‪ ،‬بينام كانت‬ ‫دامئاً يف أوج العطاء‪ ،‬والسباقة للقيام بدورها اىل جانب الرجل يف كافة ميادين العمل‬ ‫واإلنتاج‪ ،‬ويف ميدان النضال متكنت من ترك بصامت هامة‪ ،‬وتركت لنا تراثاً بات معل ًام‬ ‫لألجيال وحارضاً نعتز به‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء عىل نضال املرأة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص‪،‬‬ ‫كان لـ “منرب التوحيد” الحوار التايل مع عضو املكتب السيايس يف الجبهة الشعبية‬ ‫لتحرير فلسطني املناضلة ليىل خالد وهي القريبة اىل قلوب وعقول كافة املناضلني يف‬ ‫أمتنا ‪:‬‬ ‫عندما نتحدث مع الرفيقة ليىل خالد‪ ،‬نعود اىل‬ ‫املايض الذي مازال ماث ًال أمامنا‪ ،‬صورة املرأة العربية‬ ‫املناضلة‪ ،‬ما الذي يدفع ويحفز املرأة العربية للعمل‬ ‫الوطني والقومي‪ ،‬من خالل تجربتك الرائدة؟‬ ‫الظلم ‪ -‬االضطهاد ‪ -‬التمييز السلبي‪ ،‬كلها‬ ‫دوافع ليثور اإلنسان عليها‪ ،‬وأقىس أشكال الظلم‬ ‫هو االحتالل‪ .‬وأي عملية اضطهاد ال تقترص عىل‬ ‫الرجل دون املرأة‪ ،‬وبالتايل فإن املهامت الوطنية‬ ‫التحررية ملطلق مجتمع يعاين معارك من هذا النوع‪،‬‬ ‫البد وأن تطال املرأة‪ ،‬التي يصبح من واجبها املشاركة‬ ‫يف التصدي لهذه االستهدافات‪ .‬املرأة يف املجتمعات‬ ‫العربية لها خصوصيتها‪ ،‬فهي تعاين اضطهاداً‬ ‫مركباً‪ :‬عىل الصعيد الوطني إن وجدت معارك يف‬ ‫بلدها من هذا النوع‪ ،‬واضطهاداً طبقياً كونها تشكل‬ ‫نصف الطبقات املست َغلة (بفتح الغني)‪ ،‬واضطهاداً‬ ‫ذكورياً يتمثل يف عادات وتقاليد مجتمعية متعلقة‬ ‫بالنظرة الدونية للمرأة يف املجتمعات العربية‪،‬‬ ‫باعتبارها شيئاً أو ملكاً خاصاً للرجل‪ ،‬وانعكاس هذه‬ ‫النظرة التي تأخذ فعل القانون يف عقلية الرجل‪،‬‬ ‫يف النظرة إىل زوجته أو شقيقته‪ ،‬باعتبارها إحدى‬ ‫السلع البيتية املق ّيدة بقوانني تحكمها‪.‬‬ ‫بالطبع هذه املسألة نسبية يف املجتمعات العربية‪،‬‬ ‫وأي تطور البد وأن يحتوي يف ثناياه‪ :‬طبيعة النظرة‬ ‫إىل املرأة‪ ،‬لذلك نرى تقدما ضمن درجات مختلفة يف‬ ‫النظرة إىل املرأة يف الدول العربية املختلفة‪ ،‬من حيث‬ ‫نيلها لحقوقها الشخصية واملجتمعية والوطنية‬ ‫أيضاً‪ ،‬وانعكاس ذلك يف قانون األحوال الشخصية‬ ‫نتيجة لنضاالت النساء يف هذا البلد أو ذاك‪.‬‬ ‫يف كثري من األحيان‪ ،‬قد يجري فهم املرأة‬ ‫وحقوقها‪ ،‬بغري مضامينها الحقيقية‪ :‬وهذه األخرية‬ ‫مثل املساواة الكاملة بالرجل‪ ،‬والحق يف الرتشيح‬ ‫واالنتخاب‪ ،‬والحق يف العمل مع مراعاة خصوصية‬ ‫األمومة التي متثلها املرأة‪ ،‬والحق يف تويل املناصب‬ ‫الرسمية والقضائية والحرية مبضمونها الواسع‪،‬‬ ‫وليس الضيق األفق كالفهم املقترص عىل الحق يف‬ ‫الترصفات االبتذالية املختلفة مثل‪ :‬الرتويج للسلع‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بأشكال فاضحة وغريها من املظاهر الشبيهة ‪.‬‬ ‫عىل صعيد الساحة الفلسطينية وألن الشعب‬ ‫الفلسطيني يخوض معارك تحرر وطني منذ قرن من‬ ‫الزمن‪ ،‬ابتد ًءا من الحقبة العثامنية‪ ،‬مروراً باالنتداب‬ ‫الربيطاين‪ ،‬وصوالً إىل حقبة االحتالل الصهيوين‬ ‫لفلسطني كل فلسطني‪ ...‬فإن املرأة الفلسطينية‬ ‫خرجت للنضال مبكراً‪ ،‬وخصوصية ظروفها الوطنية‬ ‫انعكست يف خصوصية نضالية امتازت بها‪ ،‬فهناك‬ ‫يف الثورة الفلسطينية الحديثة‪ ،‬شاركت املرأة وما‬ ‫تزال يف هذه الثورة‪ ،‬ومشاركتها مل تقترص عىل‬ ‫جوانب دون أخرى‪ ،‬بل ساهمت يف مختلف املجاالت‬ ‫النضالية‪ ،‬ومنها القتالية فمثال(زرع عبوات ضد‬ ‫املحتل الصهيوين‪ ،‬واختطاف الطائرات) اىل قيادة‬ ‫دوريات فدائية (الشهيدة دالل املغريب) إىل املشاركة‬ ‫يف عمليات ضد العدو الصهيوين (دالل‪ ،‬شادية أبو‬ ‫غزالة‪ ،‬فاطمة الربناوي‪ ،‬رسمية عودة‪ ،‬عائشة عودة)‬ ‫إضافة إىل الشهيدات التي قمن بتفجري أنفسهن‬ ‫يف مراكز صهيونية‪ ،‬وفاء إدريس‪ ،‬آيات األخرس‪ ،‬هنادي‬ ‫رضاغمة‪ ،‬ومجاالت كثرية أخرى غريها‪.‬‬ ‫مل تقترص نضاالت املرأة عىل الساحة‬ ‫الفلسطينية بل يف ساحات أخرى‪ ،‬ففي الجزائر‬ ‫وخالل الثورة برزت املناضالت الجزائريات أمثال جميلة‬ ‫بوباشا وجميلة بوحريد وجميلة بوعزة وغريهن‪،‬‬ ‫ويف ساحات عربية أخرى‪ ،‬يف اليمن إبان الثورة ضد‬ ‫املحتل الربيطاين‪ ،‬ويف لبنان برزت النساء املقاومات‬ ‫واالستشهاديات أمثال سهى بشارة وسناء محيديل‪،‬‬ ‫لوال عبود‪ ،‬وغريهن ‪.‬‬ ‫لكل ذلك فإن معارك التحرر الوطني والنضال من‬ ‫أجل نيل الحقوق عىل األصعدة املختلفة استقطبت‬ ‫املرأة للعمل الوطني والقومي‪ ،‬وتجدر اإلشارة إىل‬ ‫أن النساء العربيات شاركن ومازلن يف املعارك‬ ‫االجتامعية‪ ،‬أمثال الرائدات يف مرص‪ :‬هدى شعراوي‪،‬‬ ‫ويف لبنان ليندا مطر‪ ،‬ويف فلسطني عصام عبد‬ ‫الهادي وسميحة خليل وغريهن‪.‬‬ ‫عملت وتعلمت يف مدرسة نضالية هي الجبهة‬ ‫الشعبية‪ ،‬ماذا قدمت للجبهة وماذا أخذت منها‪،‬‬

‫‪88‬‬

‫رحلة العطاء كبرية ألن فلسطني غالية وهي‬ ‫األصل‪ ،‬ماذا عنك يف هذه األيام وما هي األعامل‬ ‫التي تقومني بها خدمة للهدف األسايس؟‬ ‫شكلت انطالقة الجبهة الشعبية إضافة‬ ‫نوعية جديدة للثورة الفلسطينية (رغم أن حركة‬ ‫القوميني العرب مارست كفاحاً مسلحاً دون اإلعالن‬ ‫عن انطالقة ثورة ولها شهداؤها عىل هذا الصعيد‬ ‫ومنهم‪ :‬رفيق عساف ومحمد اليامين وخالد أبو‬ ‫عيشة وغريهم‪.‬‬ ‫عىل‬ ‫اشتملت‬ ‫للجبهة‬ ‫النوعية‬ ‫اإلضافة‬ ‫مجاالت عديدة‪ :‬فكرية‪ ،‬اسرتاتيجية‪ ،‬سياسية‪،‬‬ ‫نضالية‪ ،‬مسلكية أيضاً‪ .‬والحديث سيطول عن‬ ‫هذه األصعدة‪ ،‬فإضافة إىل القراءة الدقيقة للواقع‬ ‫الفلسطيني والعريب والرؤيا األممية للجبهة‪ ،‬فإن‬ ‫هناك تحديداً دقيقاً للعدو وحلفائه‪ ،‬ولطبيعة‬ ‫الرصاع معه‪ ،‬إضافة إىل الخطوط االسرتاتيجية‬ ‫للجبهة واملحدّدة ملا متارسه من تكتيكات سياسية‪،‬‬ ‫ومن رفعها للشعارات السياسية‪ ،‬ورؤيتها لطبيعة‬ ‫الوحدة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وللجبهة الوطنية‬ ‫الفلسطينية العريضة‪ ،‬ولالرتباط العضوي بني‬ ‫الخاص الوطني والعام القومي واآلخر األممي‪ .‬كل هذا‬ ‫الوضوح يعترب مسألة مهمة من حيث االستمرار‬ ‫يف الثورة حتى تحرير فلسطني‪ ،‬كل فلسطني‪.‬‬ ‫بالطبع لكل عمر حقه‪ ،‬ولكل وضع حقه أيضاً‪.‬‬ ‫مل أترك النضال بل ازداد انغاميس فيه‪ ،‬ولكن يف‬ ‫مهامت وطنية كثرية أخرى‪ ،‬تقتضيها عضويتي‬ ‫يف املكتب السيايس للجبهة الشعبية لتحرير‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫من حيث خطف الطائرات‪ ،‬فهذا األسلوب الذي‬ ‫كان مالمئاً لفرتة نضالية محددة‪ ،‬من أجل تعريف‬ ‫العامل بقضية شعبنا الوطنية‪ ،‬أوقفته الجبهة منذ‬ ‫وقت طويل‪.‬‬ ‫قد ْ‬ ‫َّمت يل الجبهة‪ ،‬الوعي واملدرسة النضالية‬ ‫السلوكية أيضاً‪ ،‬وش ّكلت مجاالً ملامرسة الكفاح‬ ‫بالنسبة يل ولكل أعضائها‪ ،‬وما قدمته الجبهة لكل‬ ‫من انخرط يف صفوفها وما يزال‪ ،‬ال ميكن حرصه يف‬

‫مجال أو يف نقاط‪ ،‬نحن وهبنا أنفسنا للثورة وملعارك‬ ‫شعبنا الوطنية‪ ،‬وطريقنا إىل فلسطني بالنسبة‬ ‫إلينا‪ ،‬هو من خالل عضويتنا يف جبهتنا‪ :‬الجبهة‬ ‫الشعبية لتحرير فلسطني‪.‬‬ ‫ما قدمته وما أزال أقدمه للجبهة‪ ،‬هو ما يقتضيه‬ ‫الواجب مني ومن كل أعضائها ما قدّمته وما قدمه‬ ‫الرفاق ال يقارن مبا أعطتنا إياه الجبهة‪ ،‬والتي متثل‬ ‫بالنسبة إلينا‪ ،‬منبعاً دامئاً للعطاء والتضحية‪.‬‬ ‫ما هي العوائق التي تقف أمام املرأة العربية‬ ‫عامة والفلسطينية منها خاصة‪ ،‬أمام العمل‬ ‫الوطني ورضورة مساهمة املرأة يف ظل الواقع‬ ‫الحايل؟‬ ‫بالنسبة للعقبات التي تقف أمام انخراط املرأة‬ ‫يف صفوف نضال شعبها الوطني عىل الصعيد‬ ‫العريب‪ ،‬فهي كثرية‪ ،‬تطرقت إىل بعضها يف اإلجابة‬ ‫عن السؤال األول‪ ،‬وتحديداً يف النظرة إىل املرأة ومن‬ ‫ثم إىل عمل املرأة‪ .‬اعتقد أن من املناسب رؤية الفرق‬ ‫بني املرأة يف املدينة واملرأة يف األرياف‪ ،‬فبينام نجد‬ ‫انخراطاً متزايداً للمرأة يف العمل‪ ،‬نجد أن الريف ال‬ ‫يزال يشهد موانع كثرية تحول دون انخراط املرأة يف‬ ‫اإلنتاج االقتصادي‪ .‬قد تعمل املرأة يف الزراعة يف‬ ‫مزارع العائلة ولكن ال ميكن تعميم هذه املسألة‪.‬‬ ‫وفقاً ألرقام تقرير التنمية يف الوطن العريب‪ ،‬فإن‬ ‫أوضاع املرأة العربية متخلفة كثرياً عن العديد من‬ ‫بلدان العامل النامي‪ :‬نسبة كبرية من األمية‪ ،‬ما‬ ‫يزال تعدد الزوجات بنسبة كبرية قائم يف العديد‬ ‫من املجتمعات العربية‪ ،‬الوعي املحدود للرجل حول‬ ‫دور املرأة‪ .‬الكثري من الرجال ينادون بحقوق املرأة‪،‬‬ ‫ولكن عىل أولئك اللوايت يقعن خارج بيوتهم‪ ،‬أما‬ ‫إذا المست املسائل زوجاتهم وبناتهم فيصبحون‬ ‫من ذوي العقول املتحجرة‪ ،‬فام يقبلوه لألخريات ال‬ ‫يقبلونه ألهايل بيوتهم‪.‬‬ ‫حقوق املرأة ودورها املجتمعي يف األنظمة الداخلية‬ ‫ألحزاب كثرية‪ ،‬ويف سياسات وتوجهات ايديولوجية‪،‬‬ ‫وصل إىل مستوى متقدم يف تحليل دور املرأة‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك مل ُيصاحب بتطبيقات عملية عىل صعيد‬ ‫الواقع‪ ،‬فنسبة من وصلن إىل مواقع متقدمة‬ ‫يف أحزابهن‪ ،‬قليلة‪ ،‬ونحن نتحدث هنا عن الفئات‬ ‫الواعية يف املجتمع‪.‬‬ ‫يف كثري من األحيان قد ال تعي املرأة طبيعة‬ ‫دورها وحقوقها يف املجتمع‪ ،‬لذا تراها تقبل بالظلم‬ ‫طواعية‪ ،‬وهناك أيضاً الكثري من التحوير يف فهم‬ ‫قضايا املرأة‪ .‬وفلسطينياً‪ :‬جزء مام قلناه ينطبق عىل‬ ‫الواقع الفلسطيني‪.‬‬

‫املجابهة يجب أن تظل‬ ‫عربية ‪ -‬صهيونية‬ ‫يف العمل الوطني والقومي‪ ،‬كان لك رشف‬ ‫العمل عن قرب مع الرفيق جورج حبش‪ ،‬ماذا‬ ‫تعلمت من حكيم الثورة‪ ،‬وماذا تقولني لألجيال‬ ‫الفلسطينية والعربية؟‬ ‫الرفيق املرحوم الدكتور جورج حبش مؤسس‬ ‫حركة القوميني العرب والجبهة الشعبية لتحرير‬ ‫فلسطني‪ ،‬وتسلم األمانة العامة للجبهة لسنوات‬

‫طويلة‪ ،‬هو مدرسة نضالية يف مختلف الجوانب‪،‬‬ ‫مفكر نظري وسيايس اسرتاتيجي كبري‪ ،‬ليس عىل‬ ‫الصعيد الفلسطيني فحسب‪ ،‬وإمنا عىل الصعيدين‬ ‫العريب واألممي‪ ،‬هو من كتب االسرتاتيجية السياسية‬ ‫والتنظيمية للجبهة الشعبية‪ ،‬والتي وما تزال هادياً‬ ‫لها‪ ،‬بالطبع‪ ،‬بعد تعديالت اقتضاها تطور األحداث‪،‬‬ ‫وكان له الفضل األكرب يف رؤيتها‪ .‬الرفيق املؤسس‬ ‫الدكتور جورج حبش هو مدرسة يف التواضع‪ ،‬ويف‬ ‫املسلكية الثورية‪ ،‬ويف الروح الدميوقراطية وتطبيق‬ ‫أسسها يف الجبهة الشعبية‪ ،‬كام أنه صاحب الرؤيا‬ ‫الصائبة يف تحديد معسكر األصدقاء‪ ،‬ومعسكر‬ ‫األعداء الذي تجابهه الثورة‪ .‬هو من ربط بني النضال‬ ‫الوطني والنضال القومي‪ .‬وهو الحريص عىل الوحدة‬ ‫الوطنية الفلسطينية باعتبارها رشطاً لالنتصار يف‬ ‫مرحلة التحرر الوطني والدميوقراطي أيضاً‪ ،‬وهو الذي‬ ‫حرص عىل تثبيت أهمية االستناد دوماً إىل الجامهري‬ ‫وتنمية الصلة الدامئة معها‪ .‬كل هذه القضايا‬ ‫وغريها‪ ،‬شكل الحكيم مدرسة ومثاالً يحتذى به‬ ‫يف تطبيقاتها‪ .‬ولعله األمني العام من بني قالئل‬ ‫ال يتجاوزون أصابع اليد الواحدة عىل الصعيدين‬ ‫الفلسطيني والعريب الذي تخىل عن منصب األمانة‬ ‫العامة للجبهة‪ ،‬طواعية‪.‬‬ ‫ما أقوله لألجيال الفلسطينية والعربية هو‬ ‫التمثل الدائم مبدرسة الحكيم‪ ،‬واملحافظة عىل‬ ‫الثوابت الفلسطينية والحقوق العربية‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫االستمرار بالثورة حتى تحرير فلسطني‪ .‬وأيضاً عىل‬ ‫أهمية التالحم بني الخاص الوطني والعام القومي‪،‬‬ ‫فخطر “إرسائيل” يتعدى ويتجاوز الفلسطينيني‬ ‫إىل األمة العربية والوطن العريب‪ ،‬لذلك فاملجابهة‬ ‫يجب أن تظل عربية ‪ -‬صهيونية‪ ،‬وهذا بالطبع ال يؤثر‬ ‫عىل الخصوصية الفلسطينية يف املجرى الكفاحي‬ ‫والنضايل‪.‬‬

‫القوة هي التي ترتدع العدو‬ ‫وحول األوضاع الفلسطينية والحالة الراهنة‪،‬‬ ‫كيف ميكننا الخروج من الدائرة الضيقة التي‬ ‫ساهمت ظروف عديدة يف صناعتها‪ ،‬املفاوضات‬ ‫وزيف عملية السالم املزعوم‪ ،‬وصوالً اىل حالة‬ ‫االنقسام‪ ،‬ما هي رسالتك لشعبنا الفلسطيني‬ ‫وألمتنا العربية؟ عىل ماذا ميكن الرهان الستمرار‬ ‫الثورة وصوالً ليوم التحرير؟‬ ‫األوضاع الفلسطينية الراهنة هي واحدة من‬ ‫أسوأ املراحل التي متر بها القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫فرغم اشتداد الهجامت التي تستهدف القضية‬ ‫الوطنية لشعبنا الفلسطيني ومرشوعنا الوطني‪،‬‬ ‫فإن حالة االنقسام الفلسطيني الراهنة املمتدة‬ ‫لسنوات‪ ،‬والتي ألحقت الرضر كذلك بالقضية‬ ‫واملرشوع الوطني‪ ،‬ما تزال قامئة‪ ،‬وإن مل يتم تجاوزها‬ ‫بإنهاء االنقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية‬ ‫كأحد اشرتاطات االنتصار‪ ،‬فسنشهد الكثري من‬ ‫األخطار والرضر‪.‬‬ ‫لقد أثبتت تجربة ما يقارب العرشين عاماً من‬ ‫املفاوضات مع العدو الصهيوين‪ ،‬ما قبل اتفاقيات‬ ‫أوسلو املشؤومة‪ ،‬وفرتة الوصول إليها‪ ،‬وما بعدها‪،‬‬

‫‪89‬‬

‫عقم هذه املفاوضات وعبثيتها وال جدوى لها‪ ،‬سواء‬ ‫أكانت مبارشة أو غري مبارشة‪.‬‬ ‫هناك وهم يف أذهان البعض بوجود سلطة‬ ‫يف رام الله وأخرى يف غزة‪ ،‬السلطتان تقعان تحت‬ ‫االحتالل‪ ،‬وما زال أمام شعبنا الكثري من الكفاح‬ ‫والنضال‪ ،‬للوصول إىل الدولة الوطنية املستقلة‪،‬‬ ‫كاملة السيادة وعاصمتها القدس‪ .‬وواهم أيضاً كل‬ ‫من يعتقد من الفلسطينيني بإمكانية قيام تسوية‬ ‫مع العدو الصهيوين ضمن موازين القوى الحالية‪ ،‬أو‬ ‫من خالل أسلوب املفاوضات‪ ،‬بإمكانية تحقيق دولة‬ ‫مستقلة‪ ،‬العدو لن يعطينا غري الحكم الذايت‪،‬‬ ‫فالالءات اإلرسائيلية أكرث من معروفة‪.‬‬ ‫وعند املقارنة بني أسلويب‪ :‬املفاوضات واملقاومة‪،‬‬ ‫أثبتت األحداث أن األخرية هي القادرة عىل نيل‬ ‫الحقوق‪ ،‬فانتصارات املقاومة الوطنية اللبنانية يف‬ ‫عامي ‪ 2006 ،2000‬مل يتام إ ّال باملقاومة‪ ،‬والعدو‬ ‫الصهيوين ال يفهم غري لغة القوة‪ .‬والذي يعيق‬ ‫قيامه بعدوان جديد عىل لبنان‪ ،‬هي التهديدات التي‬ ‫جاءت عىل لسان األمني العام لـ “حزب الله” سامحة‬ ‫السيد حسن نرص الله‪ ،‬الكاملة الوضوح من خالل‬ ‫معادلة “العني بالعني والسن بالسن” يف التعامل مع‬ ‫هذا الكيان الغاصب‪ .‬القوة فقط هي من يردع العدو‪.‬‬ ‫“إرسائيل” ال ترتدع باملفاوضات‪ ،‬حتى لو توهم‬ ‫البعض بأن املفاوضات ستحرش “إرسائيل” يف‬ ‫الزاوية‪ .‬الواليات املتحدة ستظل الحليف االسرتاتيجي‬ ‫لـ “إرسائيل”‪ ،‬وهي وبعض الدول الغربية األخرى من‬ ‫قامت بتعطيل صدور بيان عن مجلس األمن يدين‬ ‫الهجوم الرببري الصهيوين عىل أسطول الحرية‬ ‫مؤخراً‪ .‬جاء بيان مجلس األمن بياناً رئاسياً يأسف‬ ‫لكل ما أدى إىل العنف‪ .‬واشنطن عىل لسان أوباما‬ ‫ومسؤولني آخرين تعترب أن من حق “إرسائيل” الحفاظ‬ ‫عىل أمنها‪ ،‬ولذلك من حقها تفتيش السفن املبحرة‬ ‫إىل ميناء غزة‪ .‬هذا تأييد غري مبارش للهجوم الفايش‬ ‫الصهيوين عىل مساملني من أكرث من ‪ 50‬جنسية‪،‬‬ ‫جاءوا فقط ملساندة الشعب الفلسطيني سلمياً‪.‬‬ ‫لقد تراجع أوباما عن رشوطه عىل “إرسائيل”‬ ‫بوقف االستيطان من أجل العودة إىل املفاوضات‬ ‫املبارشة‪ .‬قد تتعارض الواليات املتحدة مع “إرسائيل”‬ ‫يف بعض املواقف‪ ،‬لكن العالقات االسرتاتيجية‬ ‫والتحالف ستظل بني الدولتني‪.‬‬ ‫يف الختام أقول‪ :‬الرهان هو فقط عىل املقاومة‬ ‫الستمرار الثورة والوصول إىل يوم التحرير والعودة‪ .‬إن‬ ‫مفتاح الحل لهذا الرصاع التاريخي بيننا وبني الحركة‬ ‫الصهيونية وكيانها الغاصب املدعوم من الواليات‬ ‫املتحدة والغرب‪ ،‬هو عودة الالجئني الفلسطينيني‬ ‫اىل ديارهم وممتلكاتهم كام جاء يف القرار األممي ‪194‬‬ ‫الصادر عن األمم املتحدة‪ .‬وهذا الحق‪ ،‬أي حق العودة ال‬ ‫ميكن تطبيقه بدون تغيري موازين القوى عىل املستويني‬ ‫املحيل واإلقليمي‪ .‬واملقاومة بكل أشكالها هي الكفيلة‬ ‫بأجبار العدوعىل القبول باالعرتاف بحقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني ويف مقدمتها حق العودة‪.‬‬ ‫يف الختام‪ ،‬أتقدم بالشكر لكم عىل إتاحة‬ ‫هذه الفرصة يل يف مجلتكم‪ ،‬أحييكم جميعاً‬ ‫وقراءكم‪.‬‬

‫حوار مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫شعره ال ُمقفى وال ُمنتقى بإمعان ُيبرز جمال قصائده‬

‫الشاعر مصطفى سبيتي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫أكتب الشعر العامودي ألنه لم ُي َ‬ ‫ستنفد بعد‬ ‫من اللغة األدبية الفصيحة يبدأ‪ ،‬من تلك القواعد التي‬ ‫تراث أديب يأىب نسيانه‪ ،‬يخط بقلمه أبيات‬ ‫يتناساها البعض‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫وأممي‬ ‫الثقافة‪،‬‬ ‫عريب‬ ‫املولد‪،‬‬ ‫جنويب‬ ‫ر‬ ‫شاع‬ ‫قلب‬ ‫شعرية صادرة من‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫النزعة‪.‬‬ ‫األخري”أرج‬ ‫ابتعد عن اإلعالم واألضواء حتى صدور ديوانه الشعري‬ ‫ُ‬ ‫ال َّروي”الذي القى صدىً كبرياً يف الوسط األديب والثقايف‪ ،‬مع كل ما‬ ‫صدر له من مجموعات شعرية وكتب سياسية وفكرية‪ ،‬كـ”جذور‬ ‫امليكيافيلية يف كليلة ودمنة”‪ ،‬و”رشح ديوان املتنبي” مبجلدين‪..‬‬ ‫و”أحالم نازحة” الذي تحدث فيه عن معاناة أهل الجنوب‪ ،‬وديوانيَ‬ ‫“س َب ُل القوايف” وغريها‪.‬‬ ‫“براعم عىل حطب الخليل” و َ‬ ‫مواضيع متعددة تناولتها دواوينه الشعرية‪ ،‬فكانت متنوعة‬ ‫املعاين واملضامني‪ ،‬فنقرأ له منوذجاً يف الغزل يف ديوانه “براعم‬ ‫“ح ٌ‬ ‫مل بال دنس”‪:‬‬ ‫عىل حطب الخليل”‪ ،‬من قصيدة َ‬ ‫زمن‬ ‫مل تعرف‬ ‫الروح معنى ُ‬ ‫ُ‬ ‫الح ْل ِم منْ ٍ‬ ‫حتى استظ َّل ْت إىل أهدا ِب َك الن ُ​ُّعس‬ ‫َخلت قلبي وأقف ْل ُت ُ‬ ‫الضلوعَ فم‬ ‫د ِ‬ ‫َ‬ ‫بالح َر ِس‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫الص‬ ‫ضج‬ ‫و‬ ‫إال‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أخاف إذا‬ ‫وصرِ ْ ُت أح ُب ُس أن َفايس‬ ‫تهجري قلبي عىل َن َفيس‬ ‫ز َف ْر ُت أن ُ‬ ‫تبدين أبهى شبابا كلام عبرَ ت‬ ‫ليقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ين‬ ‫وتخرض‬ ‫السنون‬ ‫بك‬ ‫ِ‬ ‫َ​َ‬ ‫بفيئك خصبا‬ ‫اكتس ْت‬ ‫ِ‬ ‫وصحارى َ‬ ‫مقدمتها‬ ‫ويف‬ ‫األمة‬ ‫وقضايا‬ ‫وال تفارق قصائده الوطن واملقاومة‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫العروش الجدبا‬ ‫أخجلت رملها‬ ‫ُ‬ ‫من‬ ‫القوايف”‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫“س‬ ‫كتاب‬ ‫قضية فلسطني‪ ،‬فرناه يقول يف‬ ‫َ​َ‬ ‫ُ‬ ‫الجهل فوقها أمراء‬ ‫س ّلط‬ ‫قصيدة “إىل كنيسة املهد”‪:‬‬ ‫هُ م ِع َ‬ ‫داك وإن بدوا لك عُ ربا‬ ‫عتبى‬ ‫القدس‬ ‫دمع َة الله‪،‬مهد‪ ،‬ذي‬ ‫َ‬ ‫داسهم َن ْع ُل طفلٍ‬ ‫وملوكاً لو َ‬ ‫كيف “أغ ِف ْر لهم” تض ّي ُع شعبا‬ ‫ني ما رشفوا منه كعبا‬ ‫ِمنْ ِجن ٍ‬ ‫عظة الحب مذ سمعنا ُخدعنا ‬ ‫بثقافته الواسعة يسرتسل بالحديث مع ُمحاوره‪ ،‬فتصدر‬ ‫واتبعنا مرسى املهانة دربا إجاباته شاعرية املغنى‪،‬عىل قاعدة أدبية متينة‪ ،‬لينتهي اللقاء‬ ‫والوصايا التي أطعنا أحالت‬ ‫ببصمة ُمبدعة طبعها عىل سطور منربنا الثقايف‪ ،‬فكانت‬ ‫ْ‬ ‫َبأ َسنا ذلة من املوت صلبا كاآليت‪:‬‬ ‫حدّ ثنا عن ديوانك الشعري الجديد “أرج الروي”‪ ،‬وملاذا اخرتت نظم‬ ‫قصائده عىل الشعر العامودي املقفى؟‬ ‫ُ‬ ‫بدأت كتابة القصائد وحتى اليوم‪ ،‬مقفى وعامودي‬ ‫شعري ُمذ‬ ‫متعصب إىل الكالسيكية‪ ،‬طبعاً‬ ‫وكالسييك‪ ،‬وحتى أكاد أقول أنه‬ ‫ّ‬ ‫من حيث الشكل‪ .‬أما من حيث مضمون القصيدة فهي تتضمن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حداثة وهموم راهنة وسالسة وشفافية‪ ،‬لذلك كانت دواويني الثالثة‬ ‫عىل هذا النمط‪ .‬األول بعنوان “براعم عىل حطب الخليل”‪ ،‬أي الخليل‬ ‫“س َب ُل القوايف”‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ابن أحمد الفراهيدي‪ ،‬والثاين بعنوان‬ ‫َ‬ ‫“أرج ال َّروي” وال َّروي هو الحرف األخري يف القافية‪،‬‬ ‫الديوان األخري بعنوان‬ ‫ُ‬ ‫وجميعها إشارة إىل الشعر العامودي‪ .‬إذاً عناوين كتبي جميعها‬

‫‪90‬‬

‫كالسيكية‪ .‬أكتب الشعر العامودي ألنني أرى‬ ‫أنه مل ُيستن َفد حتى اآلن‪ ،‬إذ ال تزال القصيدة‬ ‫العامودية قادرة عىل العطاء األكرب‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال نستطيع استبدال أساليب كتابتنا قبل‬ ‫استيعاب الرتاث واستنفاد كل ما لدينا منه‪.‬‬ ‫أحاول أن أتشبع بعبق الرتاث ألنطلق منه فيام‬ ‫بعد إىل الحداثة‪ ،‬إذ عندما ُس َ‬ ‫ئل “بيكاسو” عن‬ ‫ُ‬ ‫دمت‬ ‫التكعيبية التي كان يرسمها‪ ،‬قال‪“ :‬ما‬ ‫أستطيع أن أرسم كـ “رافاييل”‪ ،‬فيحق يل أن‬ ‫أرسم ما أشاء”‪ ،‬ومع العلم ّ‬ ‫أن رافاييل ميثل‬ ‫إله الكالسيكية يف الرسم‪ ،‬كان بيكاسو‬ ‫يرسم أفضل منه‪ .‬من هنا‪ ،‬فهل ميكن لواحد‬ ‫ُ‬ ‫دمت أنظم كـ “أيب‬ ‫من شعرائنا أن يقول‪“ :‬ما‬ ‫الط ّيب املتن ّبي”‪ ،‬فيحق يل أن أكتب ما أشاء”‪.‬‬ ‫بالطبع ال أحد يستطيع النظم مثله ألننا ما‬ ‫زلنا نلجأ إىل قصائده وشعره يف جلساتنا‬ ‫الشعرية‪ ،‬وهذا دليل عىل ّ‬ ‫أن ثقافتنا اليوم ما‬ ‫زالت مضطرة لالستعانة بجذورها وتراثها‪.‬‬ ‫أعط عنواناً عن‬ ‫أما بالنسبة لـ”أرج ال َّروي”‪ ،‬مل‬ ‫ِ‬ ‫مضمون القصائد التي تتنوع بني الغزل واملدح والرثاء‪ ،‬فكان العنوان‬ ‫متعلق بالشكل‪.‬‬ ‫هل يعني ذلك َّ‬ ‫أنك ضد الكتابة بالعام َّية أو القصيدة النرثية؟‬ ‫ممن يراها‬ ‫بالعكس‪ ،‬أسعى للكتابة بهذه الطريقة يوماً ما‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأتعجب َّ‬ ‫سهلة فيكتبها‪ .‬أرى ّ‬ ‫أن َمن يكتب قصيدة النرث من شعرائنا جريء‬ ‫ومقدام‪ ،‬ألنه إذا مل يكن لديه أسس كتابة القصيدة الحديثة‪ ،‬فهي‬ ‫حت ً‬ ‫هشة وضعيفة‪ .‬أعترب ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن معظم الشعر الحديث الذي‬ ‫ام ستكون‬ ‫ّ‬ ‫هش وضعيف‪ ،‬ألنه ال يستند إىل خلفية تراثية‪ .‬أنا مع‬ ‫يصدر عندنا‬ ‫كتابة هذه القصيدة رشط توفر كل عنارصها اإلبداعية‪.‬‬

‫«أرج ال َّروي»‪ ..‬هدية سبيتي للشعراء‬ ‫ُ‬ ‫يف لحظات جنونهم‬ ‫َ‬ ‫أهديت مجموعتك الشعرية الجديدة “أرج ال َّروي” والتي أعتربتها‬ ‫“قصائد قلقة” لـ “الشعراء يف لحظات هلوستهم وجنونهم”‪،‬‬ ‫أتعتقد أن الشاعر يكون مجنوناً يف لحظات معينة فقط؟ أال يجب‬ ‫أن يكون يف جنون دائم ل ُيبدع يف كتابة الشعر؟‬ ‫الشاعر كسائر البرش‪ ،‬لديه حياته اليومية‪ ،‬يحزن يف لحظات ويفرح‬ ‫يف أخرى‪ ،‬ولكن أحياناً تتالقى العديد من االنفعاالت وتتقاطع عند‬ ‫لحظة‪ ،‬تكون هي لحظة املخاض يف والدة القصيدة‪ ،‬فيصبح الشاعر‬ ‫عصبياً‬ ‫ضم ُ‬ ‫نت‬ ‫وحساساً‪ ،‬وتبدأ األفكار الغرائبية تحوم يف رأسه‪ .‬لقد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كتايب الجديد قصائد غرائبية كقصيدة الشيطان بعنوان “هباته‬ ‫مجاناً”‪ ،‬وقصائد أخرى بعنوان “يا إلهي” و”صحوة أصويل” و “يا ابنتي”‬ ‫وكلها قصائد تحتوي شيئاً من الجنون‪ .‬هذا الجنون ليس مبعنى فقدان‬ ‫العقل‪ ،‬بل هو التم ّرد عىل كل ما هو سائد من منظومة القيم والتنكر‬ ‫ُ‬ ‫أهديت الكتاب‬ ‫لها‪ .‬هذه اللحظات الجنونية هي لحظات إبداعية‪ ،‬لذلك‬ ‫لهؤالء الشعراء‪ ،‬وكأنني أبرر لنفيس ما ُ‬ ‫كتبت من قصائد‪.‬‬ ‫هل يتميز هذا الكتاب عن مجموعاتك الشعرية السابقة‪ ،‬مبا ّ‬ ‫أن‬ ‫جميعها يتبع قواعد نظم الشعر العامودي املقفى؟‬ ‫البعض يحاول وضع تصميم مسبق إلنتاج ديوان من الشعر خالل‬ ‫فرتة زمنية‪ .‬وأنا ال أفعل ذلك‪ ،‬إذ لديّ قصائد طبيعية تأيت يف مناسبات‬ ‫معينة ومن خواطر متنوعة‪ ،‬فأعمل عىل جمعها يف كتاب واحد خوفاً‬ ‫من تبدّ دها‪ .‬كذلك‪ّ ،‬‬ ‫فإن كتبي الثالث متشابهة من حيث املنهجية‪ ،‬وال‬

‫تختلف عن بعضها البعض إال بتط ّور العقلية يف صياغة القصيدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت يف مرحلة ما ج ِزل يف كتابة الشعر وأهتم كثرياً مبظهر‬ ‫لقد‬ ‫ُ‬ ‫كنت أخاف‬ ‫البيت الشعري ولغته وأناقته‪ ،‬مع تحفظ يف املعاين ألنني‬ ‫ّ‬ ‫موشاة ومزخرفة‪.‬‬ ‫من قول كل ما أريد‪ ،‬فكانت القصيدة تخرج مني‬ ‫ُ‬ ‫وقلت فيه ما أشاء وعىل حساب الزخرفة‬ ‫أما الكتاب الجديد‪ ،‬فهو أجرأ‬ ‫والتوشية واملظهر‪.‬‬ ‫أه َو الخوف من مجتمعنا العريب أم من يشء آخر؟‬ ‫ُ‬ ‫كنت أدافع عن بعض‬ ‫هذا يتعلق بجيلنا املايض وبالعمر‪ ،‬إذ غالباً ما‬ ‫القناعات حتى ولو مل أكن عىل يقني تام منها‪ ،‬ولكن كان لدي تردد‬ ‫داخيل دائم بوجوب تبنّيها حتى النهاية‪ .‬مع زيادة التجربة‪ ،‬تتثبت‬ ‫القناعات لدينا وتصبح نوعاً من املواجهة التي تستحق الجرأة ألنها‬ ‫قلت ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن للعمر‬ ‫تصبح جزءاً من كياننا وتركيبتنا الفكرية‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫أهمية ّ‬ ‫ألن املجتمع ورأيه يعني لإلنسان يف مرحلة عمرية معينة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يصبح غري مبالياً مبا يقوله اآلخرون‪.‬‬ ‫هل تغيرّ املجتمع إذاً؟‬ ‫ال بل أنا َمن تغي‪.‬‬ ‫أين الفرح والحزن يف شعر “مصطفى سبيتي”؟‬ ‫عادة ما يقولون مصطلح “الط َرب”‪ ،‬والط َرب ال يعني الفرح فقط‪ ،‬ال‬ ‫بل هو “الشجن” الذي يأيت نتيجة حزن أو فرح‪ .‬كلها مشاعر إنسانية‪،‬‬ ‫يعبرّ عنها الشاعر وحتى الناس عامة كام نرى يف األعراس أو املآتم من‬ ‫زغاريد أو ندب‪ .‬لكن‪ ،‬كون الشاعر يتميز بآليات الكتابة فهو يتلقف‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعيش حاالت‬ ‫االنفعال مبارشة ويستطيع صياغته كام يشاء‪.‬‬ ‫النكبة واالنتكاسة واليأس التي سيطرت عىل شعرائنا يف مراحل‬ ‫تضمنت دامئاً رؤيتي لألمل‪ ،‬ورفضاً‬ ‫الهزمية الكربى‪ ،‬ولكنّ قصائدي‬ ‫ّ‬ ‫للهزمية‪ ،‬وعندما كان هناك “ال أمل” باملقاومة التي اع ُتبرِ َت نوعاَ من‬ ‫ُ‬ ‫كتبت شعراً يخرب عن يوم االنتصار األكيد‪ ،‬إذ‬ ‫الصبيانية والطيش‪،‬‬ ‫تخ ّيلته يحدث أمام عيني يف حينها‪ .‬نحن مل نته ّرب من الهزمية ألننا‬ ‫كنا نعيشها ولكننا تعاطينا معها بأمل كبري بحتمية النرص يوماً ما‪،‬‬ ‫ومل نكن مخطئني يف ذلك‪ .‬ال شك أننا كنا نعيش الحزن بكل جوانبه‪،‬‬ ‫ولكننا مل نستسلم له‪ ،‬ال بل كنا دامئاً نعلم ّ‬ ‫أن هذا الغرق املرحيل‬ ‫راهن واآلفاق ستنفتح حك ً‬ ‫ام بعده‪ ،‬و َمن يعش التأمل باآلفاق املنفتحة‬ ‫من خالل هذا الشعور باليأس‪ ،‬يرها جميلة جداً متاماً كالغريق الذي‬ ‫يرى إنقاذه رائعاً‪ .‬أما البعض اآلخر‪ ،‬فكانوا يؤدلجون الهزمية ويبشرّ ون‬ ‫باليأس‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫التوجه الذي ال ينتهي أبداً”‪ .‬هذا يعني‬ ‫ذلك‬ ‫ّ‬ ‫نتجه للحقيقة ولكن ال نصل إليها‪،‬‬ ‫أننا‬ ‫ّ‬ ‫وما يكون اليوم مطلقاً‪ ،‬حت ً‬ ‫ام سيصبح‬ ‫نسبياً يوماً ما‪ ،‬وما يكون فضيلة يف زمن‬ ‫ميكن أن يصبح رذيلة يف زمن آخر‪.‬‬ ‫ماذا عن قصائد مصطفى سبيتي؟‬ ‫هل تنبع من مواضيع شخصية أم من‬ ‫مشاعر‬ ‫تصبح‬ ‫خارجية‬ ‫مشاهدات‬ ‫خاصة يف وقت الحق؟‬ ‫ال شك من وجود رابط بني الشعر‬ ‫والثقافة بشكل عام‪ ،‬فعىل الشاعر أن‬ ‫فالثقافة هي التي تعطيه‬ ‫يكون مثقفاً‪،‬‬ ‫ام ودع ً‬ ‫زخ ً‬ ‫ام‪ .‬وهي التي تجعل اإلنسان يرى‬ ‫الظاهرة من جوانب ال ميكن لإلنسان العادي‬ ‫أن يراها‪ ،‬فنحن ننظر لحدث ما ونتفهم‬ ‫أبعاده ومختلف جوانبه ونتائجه بشكل‬ ‫واع وعميق‪ .‬هنالك َمن ال يستطيع صياغة‬ ‫ٍ‬ ‫القصيدة بانفعال مبارش مع الحدث‪ ،‬و َمن‬ ‫يفعل ذلك أو ينفعل ُيطلق عىل أدبه ما‬ ‫سمى بـ”النص املبارش” أي القصيدة‬ ‫ُي َّ‬ ‫التي تكتب يف حني وقوع الحدث مبارشة‪،‬‬ ‫بعد أن تهيمن تفاصيله عىل الشاعر‪.‬‬ ‫بينام الشاعر املبدع هو الذي ُيبقي هذه‬ ‫التفاصيل يف ذاكرته حتى تختمر‪ ،‬لتولد‬ ‫فيام بعد قصيدة متضمنة “حكمة”‬ ‫الحدث‪.‬‬

‫يكتب “املقاومة” عىل طريقته‪،‬‬ ‫واألمل رفيقه الدائم‬

‫بالتط ّرق ملوضوع املقاومة‪ ،‬ماذا عن‬ ‫الجنوب يف شعر مصطفى سبيتي‬ ‫خاصة َ‬ ‫وأنك إبن تلك املنطقة املقا ِو َمة؟‬ ‫أينام ضاع الجنوب‪ ،‬تجدينه يف ِشعري ويف‬ ‫َّ‬ ‫احتل الجنوب‪ ،‬وكان‬ ‫كل املناسبات‪ ،‬فعندما‬ ‫يف حالة االنقسام والرتدّي‪ ،‬وعندما كان‬ ‫محروماً ومتخلف‪ ،‬ومن ثم عندما انترص‪،‬‬ ‫يف كل هذه الحاالت كان يف قصائدي‪ .‬ويكاد‬ ‫عبق الجنوب يكون يف كل بيت من أبيات‬ ‫شعري حتى يف الغزل‪ .‬الجنوب هو األساس‬ ‫الذي انطلق منه نسيجنا يف الوعي‬ ‫والثقافة والشعر‪ ،‬وحتى بااليديولوجيا‬ ‫رأيت مسل ً‬ ‫متعصباً يف‬ ‫ام‬ ‫أيضاً‪ ،‬فإذا‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الجنوب فحت ً‬ ‫ام األخري هو السبب‪ ،‬وحتى‬ ‫رأيت ُملحداً‬ ‫متعصباً فالجنوب السبب‪.‬‬ ‫لو‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫إذاً قصيدتنا يف الجنوب كانت تفرز مواقع‬ ‫فكرية جدية وليست ترفيهية‪ ،‬مواقع‬ ‫لها انتامءها الكوين اإلنساين النابع من‬ ‫كتب الشاعر يف قصيدة “كهف الفنون”‬ ‫معاناة الجنوب‪ ،‬لذلك ترين شعراء الجنوب‬ ‫التي أهداها للفنان غاندي أبو ذياب يف ديوان‬ ‫كرث‪.‬‬ ‫“أرج ال َّروي”‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ملاذا تطلق تسمية عليكم “شعراء‬ ‫مس ْت قامشاً فأيقظت‬ ‫ُيصنَّف الشاعر وفق‬ ‫الجنوب”‪ ،‬هل‬ ‫فيا ريش ًة ّ‬ ‫رؤىً كنَّ يف خايف حواشيه ُن َّوما‬ ‫منطقته أو بحسب شعره؟‬ ‫َّ‬ ‫تقطر منها ُ‬ ‫اللون ضو ًء َفل ْو بها‬ ‫تسمية الشاعر بحسب منطقته يشء‬ ‫وللس ّيد نرصلله‪ ..‬هدية‬ ‫تكح َل جفنُ الليلِ ما كان ُمظلم‬ ‫َّ‬ ‫خاطىء‪ ،‬إال إذا كان ذلك إشارة إىل أننا ُولدنا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫له‬ ‫لغدت‬ ‫ها‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫رس‬ ‫ن‬ ‫ذيل‬ ‫ولو‬ ‫ّ‬ ‫وتر ّبينا يف الجنوب‪ ،‬فاملتنبي مث ًال ُول َد يف‬ ‫ٍ‬ ‫متواضعة من ابن الجنوب‬ ‫الذرى ُقزحاً أو النطوى الشوف مرسام‬ ‫سمى “الشاعر الكويف”‪.‬‬ ‫الكوفة ولكنه ال ُي َّ‬ ‫ُ‬ ‫أهله‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫من‬ ‫الشوف‬ ‫شموخ‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫لِ‬ ‫شعراء‬ ‫وحتى‬ ‫كوين‪،‬‬ ‫عريب‬ ‫هذا شاعر إنساين‬ ‫ْ‬ ‫يقولون أن الشاعر هو ابن اللغة واألدب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ام‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫غاندي‬ ‫اذ‪،‬‬ ‫األخ‬ ‫سحره‬ ‫ومن‬ ‫“جنوبية”‬ ‫جوانب‬ ‫عن‬ ‫كتبوا‬ ‫الجنوب الذين‬ ‫والثقافة؟ ماذا عن القصيدة التي كتبتها‬ ‫اإلنساين‬ ‫عمقها‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫والتي‬ ‫محض‪،‬‬ ‫لسامحة السيد حسن نرصالله بعنوان‬ ‫إنسانية‬ ‫ولكن‬ ‫املنشأ‬ ‫جنوبية‬ ‫فكانت‬ ‫أيضاً‪،‬‬ ‫“ما بعد حيفا”‪ ،‬وهل تصنّف سياسياً‬ ‫ً‬ ‫نراها‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬ ‫مث‬ ‫بزيع‬ ‫شوقي‬ ‫للشاعر‬ ‫الجنوبية‬ ‫للقصائد‬ ‫نظرنا‬ ‫فإذا‬ ‫الهدف‪.‬‬ ‫من خالل كتابة هذا النوع من القصائد؟‬ ‫كثرية‪ ،‬فهو يتحدث عن واقع معاناة موجودة يف الجنوب‪ ،‬وهو يهدف من‬ ‫ُ‬ ‫لست ابن “حزب الله”‪ ،‬ولكن إذا ح َّييت الس ّيد نرصالله يف تلك‬ ‫ذلك لإلشارة إىل معاناة برشية بحتة‪ ،‬وإذا تحدثنا مث ًال عن مجزرة قانا القصيدة‪ ،‬فليس من موقع ديني أو جنويب أو حزيب‪ .‬ح َّييته ألنه الرجل‬ ‫فهي ال تخص أهل الجنوب فقط حتى ولو أنها وقعت يف الجنوب‪ ،‬أذ أنها الذي يحمل كل مواصفات القائد العظيم الذي نطمح لوجوده يف‬ ‫تتعلق برصاع أممي بني الخري والرش‪ .‬هذا ما نحن عليه كشعراء من أبناء أمتنا‪ ،‬وبالتايل احرتامه للجامهري التي خاطبها عىل أنها أرشف‬ ‫الجنوب‪.‬‬ ‫الناس وأعظمها‪ .‬عىل عكس قادة األمة الذين يحتقرون شعوبهم‬ ‫كتابة‬ ‫أثناء‬ ‫املطلقة‬ ‫للحقيقة‬ ‫يصل‬ ‫أن‬ ‫الشاعر‬ ‫باستطاعة‬ ‫هل‬ ‫ويدوسونها‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فصرب السيد نرصالله عىل كل املعاصب‬ ‫قصائده؟‬ ‫وانتصاره فيام بعد‪ ،‬يربر املحبة الكبرية التي يكنها له شعبنا‪ ،‬مام يجعل‬ ‫عندما يصل الشاعر للحظة صياغة القصيدة التي تكون يف البدء القصيدة تتوىش وتتلون يف التفاخر به‪.‬‬ ‫مشتتة لديه‪ ،‬ويطلقها من مهجته‪ ،‬تكتمل عنارصها انسجاماً مع‬ ‫بالنظر لعالقتك الرتبوية املدرسية‪ ،‬كيف ترى تعاطي الجيل‬ ‫انفعاالته‪ .‬فأنا مل أكتب عن املآيس التي حصلت يف الجنوب ومل ِ‬ ‫آت الشاب مع األدب العريب والشعر خصوصاً؟‬ ‫األحزان‬ ‫عىل ذكرها‪ ،‬ولكن تتنسل من كل بيت يف شعري خيوط لتلك‬ ‫لألسف ال عالقة له بكل ذلك‪ ،‬خصوصاً طالب االبتدايئ واملتوسط‪،‬‬ ‫بالكلمة‪.‬‬ ‫التي دخلت يف نسيج القصيدة حتى بدون أن ُيشار إليها‬ ‫واملشكلة األساس تتعلق بالسياسة الرتبوية بشكل عام‪ ،‬ووسائل‬ ‫الفكرة‬ ‫عىل‬ ‫إذاً الشاعر يصل إىل حقيقته الشعرية‪ ،‬وانتصاره‬ ‫تحصيل الثقافة‪.‬‬ ‫وليست‬ ‫شاعر‬ ‫التي تولد يف عقله‪ ،‬وبالتايل فالحقيقة هي حقيقة‬ ‫ماذا عن مستوى اللغة العربية إذاً؟‬ ‫قول‬ ‫فهناك‬ ‫املطلقة‪،‬‬ ‫أرشت إليه حول الحقيقة‬ ‫حقيقة مطلقة‪ .‬أما ما‬ ‫ِ‬ ‫مرت ٍد وضعيف‪ ،‬وتحتاج اىل ورشة قومية لتستعيد نضارتها‪.‬‬ ‫للفيلسوف األملاين “فريديريك هيغل” الذي لديه أهم تعريف قرأته‬ ‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫التوجه الدائم نحو الحقيقة‪،‬‬ ‫حتى اآلن حول الحرية‪ ،‬إذ يقول‪“ :‬الحرية هي‬ ‫ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪92‬‬

‫‪93‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫لبنان يدخل السياحة الجهادية‬ ‫تحول موقع «مليتا» الى معلم سياحي‬ ‫المقاومة ّ‬

‫لبنان املقاوم غني عن التعريف‪ ،‬رأس حربة يف‬ ‫مواجهة املشاريع االستعامرية‪ ،‬عنوان الفعل يف‬ ‫الزمن الصعب‪ ،‬حبنا للحياة يدفعنا يك نكون‬ ‫أحراراً‪ ،‬ومثن الحرية أن تكون مقاوماً يأىب الضيم‪،‬‬ ‫ال يشء أسمى من وضوح الهدف والرؤية عندما‬ ‫تكون الوسيلة هي املقاومة‪.‬‬ ‫نحن يف عامل ال يحرتم إ ّال األقوياء‪ ،‬ولكننا يف‬ ‫لبنان املقاوم نعرف متاماً‪ ،‬أن القوة التي نبغي هي‬ ‫قوة الحق يف مواجهة الباطل واملستكرب‪.‬‬ ‫التجربة ما زالت حية تعيش يف وجداننا‪،‬‬ ‫خطها شعب مقاوم قدّم التضحيات‪ ،‬وأثبتت‬ ‫للعامل أجمع‪ ،‬أنه أقوى من كل ترسانات الظاملني‬ ‫وجربوتهم‪.‬‬ ‫التاريخ يروي لنا حكاية املجد والبطولة‪،‬‬ ‫مبصداقية وشواهد حية‪ ،‬وأسقطت مقوالت‬ ‫ّ‬ ‫وحل‬ ‫الضعفاء القائلة‪“ :‬قوة لبنان يف ضعفه”‪،‬‬ ‫محلها معادلة جديدة تقول قوة لبنان يف‬ ‫مقاومته ودفاعه عن أرضه وشعبه وكرامته‪ ،‬ويف‬ ‫تبنيه رؤية واضحة‪.‬‬ ‫لبنان جزء من أمته‪ ،‬ويف زمن املقاومة‪ ،‬مل يعد‬ ‫ساحة مستباحة للعدو الصهيوين‪ ،‬إذ تتجاوز‬ ‫مساحته اليوم حدوده الجغرافية بكثري‪ ،‬فام‬ ‫أنجز يستحق الوقوف عنده‪ ،‬وقراءة اللوحة جيداً‪،‬‬ ‫لبنان مل يعد ممراً للطامعني يف هذه األمة وتح ّول‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اىل حلقة صعبة عصية وأصبح مرتكزاً للفعل‬ ‫وقبلة األحرار والرشفاء‪ ،‬ينظرون اىل النجاحات‬ ‫الباهرة التي تحققت‪ ،‬والتجربة أصبحت مثاالً‬ ‫قاب ًال للتعميم والقدوة‪.‬‬ ‫الجغرافيا والتاريخ وحدة ال تنفصل‪ ،‬يف العقل‬ ‫والوجدان والوعي‪ ،‬وكذلك املقاومة ولكن أعداء‬ ‫األمة مل يتعلموا الدرس الذي لقنهم إياه‬ ‫أصحاب الوعد الصادق‪ ،‬هم ما زالوا يراهنون عىل‬ ‫ثخره هنا يف جدار املقاومة‪ ،‬ويحهم الصهاينة‪،‬‬ ‫ال مفر أمامهم إ ّال العودة من حيث أتوا‪ ،‬ونحن يف‬ ‫زمن املقاومة التي أرىس دعامئها سيد املقاومة‬ ‫السيد حسن نرصالله األمني العام لـ “حزب الله”‬ ‫ومعه أبطال املقاومة بتضحياتهم ونكرانهم‬ ‫للذات يف سبيل أن تحيا األمة برشف وكرامة‬ ‫وكربياء‪.‬‬ ‫“مليتا”‪ ،‬معلم سياحي يرسد يوميات املقاومة‪،‬‬ ‫وهو متحف يف الهواء الطلق بني عىل الطراز‬ ‫الحديث‪ ،‬افتتح يف الخامس والعرشين من أيار يف‬ ‫ذكرى التحرير واملقاومة واندحار العدو الصهيوين‬ ‫عن جنوب لبنان العزيز‪ ،‬ويف املتحف ملسة فنية‬ ‫هامة بسحرها ورونقها ال تخلو من رصامة‬ ‫عسكرية‪ ،‬الغنائم التي خلفها العدو سواء‬ ‫بعد حرب التحرير ‪ 2000‬أو بعد عام ‪ ،2006‬وأنواع‬ ‫األسلحة التي استخدمتها املقاومة‪ ،‬جميعها‬

‫‪94‬‬

‫استخدمت كنوع من األرشفة والتوثيق الدقيقني‬ ‫ملسار املقاومة اإلسالمية “حزب الله” ومقاتليها‪.‬‬ ‫املكان رمز ملقاومة االحتالل قبل التحرير عام‬ ‫‪ ،2000‬متصلة بحارض نعتز به‪ ،‬املقاومة يف أوج‬ ‫استعدادها لردع أي عدوان صهيوين‪ ،‬واملكان‬ ‫يعطيك رؤية بعيدة املدى وثقة عالية بالنفس‪.‬‬ ‫إنها “مليتا”‪ ،‬تروي الحكاية‪ ،‬يف ارتفاعها‬ ‫شموخ وأعالم ورايات النرص‪ ،‬تنظر منها اىل األفق‬ ‫الرحب فتتنازعك خيارات عديدة‪ ،‬هنا‪ ،‬املقاومة‬ ‫متتلك التاريخ املايض والحارض الواضح والرؤية‬ ‫املستقبلية‪ ،‬تدقق يف األفق قلي ًال فتنقلك‬ ‫مشاعرك وأحاسيسك اىل فلسطني الحبيبة‬ ‫جنوباً‪ ،‬أما غرباً‪ ،‬هناك البحر وما بعده! يف سحر‬ ‫هذا املكان ما يدفع للتأمل والسؤال التايل‪ ،‬من‬ ‫الذي أعطى هذا املكان رونقه وعظمته؟‬ ‫كانت “مليتا” موقعاً متقدماً للمقاومة حتى‬ ‫‪ 25‬أيار ‪ 2000‬يف مواجهة أكرث مواقع االحتالل‬ ‫كسجد وكسارة العروش‬ ‫تحصيناً يف تلك الفرتة ُ‬ ‫وتومات نيحا وبرئ ك ّالب‪ ،‬وميكن للزائر فيها أن‬ ‫يعيش لحظات من حياة املقاومني ومعاينة جزء‬ ‫من العتاد التي استخدموها‪ ،‬ويف ذلك املكان‬ ‫أيضاً تعيش املايض الذي يحيك ذاكرة مرحلة‬ ‫ال تزال مستمرة من تاريخ لبنان‪ ،‬تجرية املقاومة‬ ‫اإلسالمية ضد العدو اإلرسائييل منذ العام‬

‫‪.1982‬‬ ‫مساحة املتحف تزيد عن ‪ 60‬ألف مرت‬ ‫مربع‪ ،‬ويتمحور حول املوقع العسكري السابق‬ ‫للمقاومة‪ ،‬باإلضافة اىل مبانٍ جديدة‪ ،‬توحي‬ ‫هندستها مبالمح عسكرية‪.‬‬

‫الفيلم الوثائقي‬ ‫تبدأ الجولة بعرض فيلمني وثائقيني‪ :‬أولهام‬ ‫عرض للتحضريات واإلعداد للمعرض‪ ،‬واآلخر يرسد‬ ‫تاريخ املنطقة واالجتياح اإلرسائييل للبنان عام‬ ‫‪ ،1982‬واستشهاد البطل املقاوم أحمد قصري‪،‬‬ ‫وعمليات العام ‪ ،1983‬واستشهاد الشيخ راغب‬ ‫حرب يف العام ‪ ،1984‬واالنسحاب اإلرسائييل من‬ ‫صيدا وصور‪ ،‬واتفاقية “كامب ديفيد”‪ ،‬وتسليم‬ ‫قيادة املقاومة للسيد حسن نرصالله‪ ،‬وعملية‬ ‫تصفية الحساب يف العام ‪ ،1993‬وعملية عناقيد‬ ‫الغضب يف العام ‪ 1996‬وتفاهم نيسان‪ ،‬وعمليات‬ ‫املقاومة بني العامني ‪ 1996‬و‪ ،2000‬والتحرير يف‬ ‫العام ‪ ،2000‬وتحرير املعتقلني فيام بعد وصوالً إىل‬ ‫حرب متوز يف العام ‪ 2006‬وخروج سمري القنطار‬ ‫خصص ملعرض يضم‬ ‫من األرس‪ ،‬وأحد هذه املباين ّ‬ ‫معدات عسكرية‪ .‬لكن أبرز ما فيه هو خريطة‬ ‫فلسطني‪ ،‬وهنا تتوقف قلي ًال لتمعن يف الرؤية‬ ‫بأن القضية‬ ‫التي متتلكها املقاومة اإلسالمية‪،‬‬ ‫واحدة وفلسطني هي قضية األمة ومركز الرصاع‬ ‫يف املنطقة وتحريرها واجب وطني وقومي وديني‬ ‫وإنساين‪.‬‬ ‫وإذا ما أمعنت النظر أيضاً تجد نفسك أمام بنك‬ ‫األهداف اإلرسائيلية التي تدخل يف مدى صواريخ‬ ‫املقاومة‪ ،‬من «كريات شمونة» إىل «مستوطنة‬ ‫دميونا»‪ ،‬مروراً مبطار «بن غوريون»‪.‬‬

‫معرض الغنائم‬ ‫ويف خالل جولتك يف املكان تتوقف عند‬ ‫«معرض الغنائم» ومساحته حوايل ‪350‬‬ ‫مرتاً مربعاً عرضت فيه غنائم الحرب والعتاد‬ ‫العسكرية‪ ،‬ومواد فنية وعينية جمعتها املقاومة‬ ‫بعد أن خ ّلفها العدو بعد اندحاره هروباً من جحيم‬ ‫املواجهة مع املقاومني‪.‬‬ ‫ويف مساحة تزيد عن ‪ 3000‬مرتاً مربعاً ‪،‬‬ ‫أنشئت حفرة كبرية سميت «الهاوية» ويف‬ ‫التسمية داللة هامة تشري اىل مصري االحتالل‬ ‫وأسلحته أمام رضبات املقاومة اإلسالمية‪ ،‬ويف‬ ‫هاوية االحتالل هذه تشاهد أسلحة ومعدات‬ ‫إرسائيلية معظمها مهشم ومحطم‪.‬‬ ‫أما الجزء األكرب من املوقع‪ ،‬يسري فيه الزائر‪،‬‬ ‫سالكاً طريق املقاومني الذي تغطيه األشجار‬ ‫العاتية التي تبدو وكأنها تحرسه من أي خطر‬ ‫محدق‪ .‬وعىل جانبيه‪ ،‬تتوزع أسلحة وصواريخ‬ ‫«كاتيوشا» و»فجر» و»رعد»‪ ،‬وراجامت «غراد»‪،‬‬

‫غرفة السيد عباس املوسوي‬

‫الزميلة العرساوي خالل الجولة‬

‫ومدافع هاون من مختلف األعرية‪ .‬وهناك مكان‬ ‫للصالة‪ُ ،‬يبث فيه تسجيل بصوت السيد الشهيد‬ ‫عباس املوسوي‪.‬‬

‫املغارة‬ ‫مع طريق املقاومني‪ ،‬تصل إىل «مغارة»‪ ،‬هي‬ ‫تم حفرها عىل مدى ‪3‬‬ ‫املوقع الحقيقي للمقاومني‪ّ .‬‬ ‫سنوات‪ ،‬وتناوب عىل حفرها أكرث من ألف مقاوم‪.‬‬ ‫وبلغ عمقها حوايل ‪ 200‬مرت‪ ،‬وتضم غرفاً للمنامة‪،‬‬ ‫و»غرفة عمليات»‪ ،‬ومؤناً وأسلحة وذخائر‪ .‬ولها‬ ‫مخرج يؤدي إىل رشفة أضيفت إىل املوقع‪ ،‬تطل‬ ‫منها عىل الجنوب كقرى اإلقليم‪ ،‬الزهراين‪ ،‬صيدا‬ ‫وصور‪ ،‬والتي حررتها املقاومة عام ‪.1985‬‬ ‫ومن هناك‪ ،‬سلم طويل يؤدي إىل باحة عرضت‬ ‫فيها املقاومة أسلحة متنوعة منها‪ :‬مضادات‬ ‫للدروع‪ ،‬وصواريخ وقاذفات «يب ‪ »29‬وقاذفات‬ ‫«كورنيت»‪ ،‬السالح األكرث فعالية يف مواجهة‬ ‫الدبابات اإلرسائيلية‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫وهناك مواقف للسيارات والباصات وزاوية‬ ‫مخصصة لبيع التذاكر والهدايا املتعلقة‬ ‫باملقاومة‪ ،‬وهناك املصىل واإلدارة العامة وصالون‬ ‫الستقبال الضيوف‪ ،‬وساحة عامة‪.‬‬ ‫وسيضاف اىل املرشوع منشآت عديدة‪ ،‬يف‬ ‫طريق االكتامل خالل العامني القادمني‪ ،‬واملسرية‬ ‫متواصلة لبناء هذا الرصح الشاهد الحي عىل‬ ‫تجربة عظيمة متواصلة‪ ،‬تحيك تاريخ املقاومة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬والتي هي يف يقني كل لبناين وعريب‪ ،‬وهي‬ ‫أمل األمة يف نرص جديد سيتحقق‪.‬‬ ‫لبنان اليوم حصن املقاومة‪ ،‬ومساحته تتجاوز‬ ‫حدود األمة بأرسها‪ ،‬ألن هناك أيدي أمينة تقود‬ ‫مسرية العطاء واملقاومة برؤية واضحة وبوعد‬ ‫صادق‪.‬‬ ‫يف «مليتا» الصورة تتحدث والذاكرة حية‪،‬‬ ‫واملشهد يف طريقه لالكتامل وعدنا وعهدنا أن‬ ‫نستمر يف طريق املقاومة حتى تحرير كل شرب من‬ ‫أرضنا العربية‪.‬‬

‫تحقيق‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب صحة‬ ‫هنا مليتا‬ ‫توقف‪ ،‬أنظر‬ ‫فعل املقاومة‬ ‫اإلسالمية‬ ‫والوطنية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪96‬‬

‫مركز الباسل مؤسسة خدماتية طبية متخصصة‬ ‫في أمراض وجراحة القلب‬ ‫افتتح مركز الباسل ألمراض وجراحة القلب بدمشق عام ‪ ،1998‬وذلك‬ ‫كخطوة أوىل إلنشاء مجموعة مراكز تنترش عىل كافة أرايض القطر‬ ‫العريب السوري عىل أن تكون مؤسسة خدماتية طبية علمية متطورة‬ ‫متخصصة يف أمراض وجراحة القلب ‪.‬‬ ‫بدأ العمل يف املركز بكادر قليل العدد مؤلف من أطباء وممرضات وفنيني‬ ‫وإداريني‪ .‬وتم البدء بعمل جراحي قلبي واحد يومياً‪ ،‬وبعناية مشددة جراحية‬ ‫تتألف من ‪ 6‬أرسة وعناية قلبية من ‪ 4‬أرسة فقط‪ ،‬باإلضافة إىل مخرب قثطرة‬ ‫واحد وجهاز أشعة واحد ومخرب دموي بسيط‪ ،‬ومع الوقت تم افتتاح أقسام‬ ‫وشعب جديدة‪ .‬وبدعم مبارش من القيادة والحكومة تحول املركز إىل واحد من‬ ‫أكرب املراكز املتخصصة يف جراحة القلب يف املنطقة‪ ،‬حيث أصبح يضم‬ ‫‪ 5‬غرف عمليات و ‪ 3‬غرف عمليات قثطرة قلبية‪ .‬عيادات خارجية‪ ،‬تخطيط‬ ‫جهد‪ ،‬غاما كامريا‪ .‬باإلضافة إىل عدد من العيادات التخصصية (عيادة‬ ‫ارتفاع التوتر الرشياين‪ ،‬عيادة معالجة قصور القلب‪ ،‬وازداد حجم العمل به‬ ‫حتى بلغ يف عام ‪ 2009‬بحدود ‪ 2389‬عمل جراحي قلبي سنوياً‪ ،‬منها ‪1650‬‬ ‫عملية مجازات إكليلية‪ ،‬و‪ 234‬عملية تبديل صامم و‪ ،5155‬قثطرة قلبية‪،‬‬ ‫و‪1352‬توسيع باستخدام الشبكة‪ ،‬و‪ 71‬عملية تركيب بطارية‪ ،‬وهي أرقام‬ ‫تجاري كربى املراكز‪ ،‬ليس يف املنطقة فحسب بل يف أنحاء العامل‪.‬‬ ‫ومع ازدياد كم العمل بدأ االهتامم بالنوع حيث توجه املركز إىل إجراء‬ ‫عمليات جراحية معقدة كجراحات األبهر الصاعد‪ ،‬تصنيع البطني األيرس‪،‬‬ ‫استئصال البطانة وعمليات تشوهات القلب الخلقية‪.‬‬ ‫وأصبح املركز يحظى بسمعة كبرية عىل مستوى الخدمات التي يقدمها‬ ‫للمواطن وبرسعة قياسية من عمره الزمني القصري نسبياً‪ ،‬حيث وصلت‬ ‫سمعته إىل الدول القريبة وأصبح توافد املرىض من جنسيات عربية إىل‬ ‫املركز ظاهرة تستحق الوقوف عندها‪.‬‬ ‫وعىل التوازي مع العمل اهتم املركز بالعلم وبدعمه‪ ،‬حيث تابع املركز‬ ‫عقد مؤمتر الباسل ألمراض وجراحة القلب كل عامني‪ ،‬وهو مؤمتر علمي‬ ‫عاملي يدعى إليه كبار األطباء من جميع أنحاء العامل ليشاركوا أطباءنا‬ ‫خربتهم وعلمهم‪ ،‬وقد حظي املؤمتر بسمعة طيبة عىل املستوى الدويل‪.‬‬ ‫ويقوم املركز وبشكل دوري باستقبال وفود عربية جراحية متخصصة‬ ‫وبشكل خاص يف جراحة قلب األطفال‪ ،‬حيث يتم تبادل الخربات يف هذا‬ ‫املجال وإجراء جراحات متميزة ومعقدة‪.‬‬ ‫ومع تطور سمعة املركز أصبح محط نظر جميع املشايف األخرى يف‬ ‫القطر والتي بدأت توفد أطباءها وفنييها وممرضيها إىل املركز للتدرب‬ ‫والحصول عىل خربات من الصعب الحصول عىل مثلها يف أي مكان آخر‬ ‫يف القطر‪.‬‬ ‫كام قام فريق من املركز برئاسة الدكتور ماجد عثامن املدير العام مع‬ ‫فريق قلب داخيل بزيارة إىل الجمهورية اليمنية حيث تم إجراء ‪ 12‬عمل‬ ‫جراحي قلبي دقيق جداً‪ ،‬باإلضافة إىل عدد كبري من عمليات التوسيع‬ ‫تكللت جميعها بالنجاح‪.‬‬ ‫افتتح املركز التدريبي الوطني عىل دورات اإلنعاش القلبي الرئوي حيث‬ ‫تم البدء بإجراء دورات مستمرة يف اإلنعاش القلبي الرئوي لكافة الكوادر‬ ‫العاملة يف مشايف القطر‪ ،‬وذلك بعد اعتامد املركز من قبل وزارة الصحة‬ ‫كمركز للتدريب وموافقة مجلس اإلنعاش األورويب عىل إجراء دوراته‬ ‫املعتمدة يف املركز‪.‬‬ ‫استمر املركز بتطوير عمله الداخيل من خالل تأسيس مجموعات عمل‬

‫تهدف لوضع بروتوكوالت سياسة العمل الخاص باملركز أسوة باملراكز‬ ‫العاملية‪ ،‬وذلك لتحسني مستوى األداء الطبي والتخفيف من الخطأ البرشي‬ ‫إىل حدوده الدنيا‪ .‬كام تم تأسيس فريق اإلنعاش القلبي الرئوي يف املركز وهو‬ ‫األول من نوعه عىل مستوى القطر‪ ،‬وتم تدريب كافة الفنيني فيه وحصل‬ ‫جميع عنارص الفريق عىل شهادة دولية يف اإلنعاش القلبي الرئوي من‬ ‫مجلس اإلنعاش األورويب‪.‬‬ ‫يعمل املركز بشكل مستمر عىل تطوير عمله وأدائه وهو ينظر إىل‬ ‫املستقبل بكثري من التفاؤل وذلك بسبب دعم القيادة والحكومة له وثقتهم‬ ‫به‪ .‬ولدى املركز الكثري من املشاريع التي يعمل عىل إنهائها ومنها بناء‬ ‫املركز الجديد الذي يضم ‪ 6‬غرف عمليات و ‪ 38‬رسير عناية مشددة جراحية‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل تأمني جهاز قثطرة جديد وجهاز طبقي محوري‪ .‬وافتتح قسم‬ ‫غسيل الكيل (مرىض قصور القلب وتأسيس وحدة عالج قصور القلب الحاد)‬ ‫والكثري من املشاريع األخرى‪.‬‬

‫مدير مركز الباسل الطبي‬ ‫الدكتور ماجد عثامن‬

‫‪97‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب حر‬

‫نسائم التغيير‬ ‫الدمشقية‬ ‫تزهو‬ ‫بعزيمة‬ ‫الشباب‬ ‫حسن زيدان «أبو إيهاب»‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ع ُ‬ ‫َرش باقات وردك يا شام تو ّزع شذاها عىل ساحة الوطن‪ ،‬فكان االستقرار‬ ‫األمني‪ ،‬وكان الرخاء االقتصادي‪ ،‬والحراك االجتامعي والثبات القومي والحضور‬ ‫العاملي‪ ،‬هذا عدا عن التقدم التكنولوجي الذي طاول كل مناحي الحياة تحديثاً‬ ‫وتطويراً وتغيرياً‪.‬‬ ‫مل يكن لهذا الشذا الدمشقي أن ينحرص يف الجغرافيا السورية فقط‪ ،‬بل أن‬ ‫أريجه وصداه قد تردد يف لبنان انتصارات ساحقة للمقاومني عام ‪ ،2000‬وهزائم‬ ‫متالحقة للمحتلني الصهاينة تك ّللت بنرص متوز عام ‪ 2006‬الذي أذهل العامل‬ ‫ّ‬ ‫وحطم أسطورة جيش عاش عىل وهم انتصاراته الدونكشوتية السابقة‬ ‫وعىل املقوالت التوراتية والتلمودية بأنه األقدر واألخطر والجيش ال يقهر‪ ...‬ويف‬ ‫فلسطني‪ ،‬كانت انتفاضة األقىص ثم كان الصمود األسطوري ألهلنا يف متوز‬ ‫نهاية عام ‪ 2008‬وبداية عام ‪ 2009‬األمر الذي أخرج الصهاينة عن طورهم‬ ‫وحملهم عىل البحث عن ما يسرتون به جرامئهم بحق املدنيني من الناس‪.‬‬ ‫العدو املتغطرس الذي مل يفلح رغم استخدامه لكل وسائل القمع والقتل‬ ‫والتدمري يف كرس إرادة شعبنا وثنيه عن مقاومته التي نجحت بإلحاق الهزائم‬ ‫به‪ ،‬ورضب هيبته‪ ،‬وجعله ألول مرة يف تاريخه يعيش مأزقه الوجودي وهاجس‬ ‫زواله الحتمي‪ ...‬وتأىب نسائم التغيري الدمشقية‪ ،‬إ ّال أن تكمل طريقها صوب‬ ‫العراق العزيز لتشهد عىل سقوط النظرية األمريكية الجديدة يف التوسع‬ ‫العسكري واالحتالل املادي املبارش‪ ،‬فإذا بهذا املحتل القادم من وراء البحار متوعداً‬ ‫ومهدداً ومردداً‪ ،‬اليوم العراق وغداً سوريا‪ ...‬تتعاىل رصخاته ونداءات االستغاثة‬ ‫من قياداته وجنوده‪ ،‬وكانت سوريا عىل الدوام عند مستوى طموحات الجامهري‬ ‫العربية أمينة عىل ثوابتها‪ ،‬عصية عىل التطويع‪ ،‬حارضة دامئاً إلفشال كل‬ ‫املشاريع املشبوهة التي تستهدف أمتنا يف صمودها ومامنعتها واستعدادها‬ ‫للتضحية ذوداً عن كرامتها ومستقبل أجيالها‪.‬‬ ‫هو ذا بشار األسد‪ ،‬صاحب هذه السرية العرشية الذي راهن الكثريون عىل دور‬ ‫سوريا يف عهده‪ ،‬اىل أن قطعوا شكهم باليقني‪ ،‬وأدركوا أن من امتلك عزمية‬ ‫الشباب وشجاعة اآلباء وحكمة الشيوخ قادر عىل تجاوز الصعاب وعىل قيادة‬ ‫مرحلة التغيري بروح من الشفافية واملرونة التي ترفض املساومة مع العابثني‬ ‫وتدعو لالنفتاح عىل الجميع‪.‬‬ ‫وها هي سوريا تجني غار هذه السياسة الحكيمة لقائدها بشار األسد فتعود‬ ‫بفضل ثباتها وصمودها حاضنة لكل املدافعني عن الحرية يف هذا العامل وواحة‬ ‫أمن واستقرار ملواطنيها وألبناء أمتها العربية واإلسالمية والرقم الصعب‬ ‫الذي يستحيل تجاوزه عند التفكري بحلول لألزمات واملشاكل املستعصية يف‬ ‫منطقتنا‪.‬‬ ‫هي املطمئنة اليوم لجريانها والواثقة جداً من عالقاتها املتنامية مع تركيا‬ ‫بعد جفاء طويل مل يستفد منه غري الصهاينة املحتلني وهي الحريصة عىل‬ ‫أفضل العالقات مع إيران اإلسالمية التي حرصت منذ ثورتها الخمينية عىل أن‬ ‫تكون نصرياً للحق العريب يف فلسطني‪ .‬هي سوريا التي يسعى العامل اليوم‬ ‫للتقرب منها بعد أن أضحت حجر الرحى يف كل حركته السياسية‪.‬‬ ‫هي القوية بوحدتها الداخلية التي أفشلت مخططات املتآمرين ومراهناتهم‬ ‫عىل عزل سوريا وانكفائها عن دورها القومي والعاملي يف دعم لبنان ومواجهة‬ ‫العدوان اإلرسائييل ومنارصة حركات التحرر يف العامل‪.‬‬ ‫وحددت سوريا خياراتها االسرتاتيجية بثقة ووضوح فأكدت للجميع أن‬ ‫سعيها للسالم العادل والدائم يف املنطقة ال يتناىف مع السعي المتالك القوة‬ ‫الكافية بكل مكوناتها العسكرية واالقتصادية إذا أريد لهذا السالم أن يستمر‬ ‫ولهذا العدوان أن يندحر واىل األبد‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫‪POWER CRETE‬‬ ‫‪CONTRACTOR‬‬ ‫‪The breathtaking view‬‬ ‫‪of the concrete‬‬ ‫‪Our mission is to imprint the concrete to achieve a permanent look of stone or‬‬ ‫‪brick pavement at a lower cost with a high speed‬‬ ‫‪• We use the best materials and the high end quality products.‬‬ ‫‪• We design interior and exterior walls, floors, fireplaces, fountains,‬‬ ‫‪furniture, sinks, and vessels.‬‬ ‫‪• We stain, overlay, polish, dye, and shine concrete overlays for patios,‬‬ ‫‪driveways, stairs, deck, entries, porches, and themes.‬‬ ‫‪• We offer free quotes and estimates on materials, installation, or‬‬ ‫‪remodeling with an accurate cost and work period span.‬‬ ‫‪• We offer tips and techniques on maintaining a lasting imprinted concrete.‬‬ ‫‪• We guarantee the customer satisfactions and the integrity of our services.‬‬ ‫‪Call us for your free estimates and price quotes‬‬ ‫‪Mazen Jabbour Ziad Issa‬‬

‫‪Owner President/Owner‬‬ ‫ ‪Email: Mjabbour@me.com‬‬ ‫‪email: Zissad@hotmail.com‬‬ ‫ ‪Ph#: 70-99-99-41‬‬ ‫‪Ph#: 03-30-70-30‬‬ ‫‪Ph#:00963966897780‬‬

‫‪99‬‬

‫العدد ‪ -42‬متوز ‪2010‬‬


‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.