Manbar altawhid issue 41

Page 1

‫العدد ‪ 41‬ــ حزيران ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫أجرى نقداً ذاتياً لسنوات التأسيس األربع‬

‫وهاب‪ :‬لم نبلغ طموحنا‬ ‫في «تيار التوحيد»‬ ‫ونلقى صدى شعبياً‬ ‫ولسنا في قبضة أحد‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫العدد‬

‫‪41‬‬

‫حزيران ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫‪24‬‬

‫‪ 6‬تيار التوحيد‬ ‫ ‬

‫الحرب البعيدة‬ ‫في المنطقة‬

‫‪ 24‬لبنانيات‬ ‫‪ 37‬عربيات‬

‫‪48‬‬ ‫أبو العردات‪ :‬المجتمع‬ ‫الفلسطيني في لبنان كان‬ ‫في طليعة المقاومين‬

‫‪56‬‬

‫د‪ .‬الصبّان‪ :‬الخاليا‬ ‫الجذعية‪ ،‬اكتشاف علمي‬ ‫نحو إنقاذ اإلنسان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬

‫‪ 58‬اقتصاد‬ ‫‪ 61‬فن‬ ‫‪ 71‬مناطق‬

‫‪68‬‬

‫نرشة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫‪ 5‬دوليات‬ ‫‪ 0‬‬

‫‪ 66‬ثقافة‬

‫أكوستا‪ :‬أوباما لم يقدم أي‬ ‫جديد على صعيد تحسين‬ ‫العالقة مع كوبا‬

‫منرب التوحيد‬

‫‪ 46‬فلسطينيات‬

‫‪ 76‬اجتامعيات‬ ‫‪ 78‬رياضة‬ ‫‪ 81‬رأي‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL:manbar_altawhid@yahoo.com‬‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪3‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫معادلة‬ ‫القوة‬ ‫واالنتصار‬ ‫في عيد‬ ‫المقاومة‬ ‫والتحرير‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف ‪ 17‬أيار من العام ‪ ،1999‬قرر رئيس الحكومة اإلرسائيلية آنذاك إيهود‬ ‫باراك‪ ،‬االنسحاب من لبنان‪ ،‬وهذا اليوم (‪17‬آيار) ي ّذكر اللبنانيني باالتفاق‬ ‫املشؤوم الذي أنجزه لبنان الرسمي مع العدو اإلرسائييل برئاسة أمني‬ ‫الجميل‪ ،‬الذي انتخب رئيساً للجمهورية يف ظل االحتالل اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وقبله شقيقه بشري الجميل قبل أن ُيغتال‪ ،‬وكان الهدف من وصول حزبهام‬ ‫الكتائب اىل السلطة‪ ،‬هو توقيع معاهدة صلح مع “إرسائيل”‪ ،‬بعد أن‬ ‫سبق للنظام املرصي برئاسة أنور السادات أن عقد اتفاق سالم مع العدو‬ ‫اإلرسائييل “كامب دايفيد”‪ ،‬وقد اغتيل فيام بعد يد جندي مرصي‪.‬‬ ‫كان االجتياح اإلرسائييل الثاين اىل لبنان يف حزيران من العام ‪1982‬‬ ‫العبور اىل أن يكون الدولة الثانية التي تنضم اىل الدول العربية‪ ،‬إلبرام‬ ‫“السالم” مع “إرسائيل”‪ ،‬إال أن اللبنانيني الوطنيني‪ ،‬كانوا جاهزين لرفض‬ ‫ذلك والتصدي إلفرازات الغزو الصهيوين السياسية‪ ،‬برضبه عسكرياً‪،‬‬ ‫فبدأت عمليات املقاومة ضده‪ ،‬قبل أن يستكمل اجتياحه‪ ،‬حيث فاجأته‬ ‫بسلسلة منها‪ ،‬كان أبرزها‪ ،‬اغتيال بشري الجميل‪ ،‬وهو رمز السلطة التي‬ ‫كانت ستوقع “السالم” مع “إرسائيل”‪ ،‬التي سهّلت له الطريق‪ ،‬بإخراج قوات‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية من الجنوب وبريوت‪ ،‬وفرض انسحاب للقوات‬ ‫السورية أيضا‪ ،‬التي تصدت للتقدم اإلرسائييل يف أكرث من محور‪ ،‬ومنعت‬ ‫وصوله اىل الطريق الدولية‪ ،‬بني املدريج – واملصنع‪ ،‬للدفاع عن دمشق ومنع‬ ‫القوات الغازية من الوصول اليها‪.‬‬ ‫أسقطت املقاومة التي بدأت رسيعة‪ ،‬نظرية “سالمة الجليل” وهي عىل‬ ‫هذا االسم حصل اجتياح لبنان‪ ،‬ملنع سقوط صواريخ “الكاتيوشا” لكن‬ ‫املقاومة مل توقف إرسال صواريخها إىل املستوطنات‪ ،‬كام مل يتمكن‬ ‫العدو من أن يقيم نظاماً سياسياً موالياً له‪ ،‬فحصلت عملية تفجري‬ ‫بيت الكتائب يف األرشفية‪ ،‬الذي كان الجميل متواجداً فيه‪ ،‬والقي القبض‬ ‫عىل الفاعل‪ ،‬فتبني أن اسمه حبيب الرشتوين وينتمي اىل الحزب السوري‬ ‫القومي االجتامعي‪ ،‬ويف التحقيق معه‪ ،‬نسب عمله اىل املقاومة ضد‬ ‫االحتالل اإلرسائييل وعمالئه‪ ،‬وأسقط ما تردد أن “إرسائيل” اغتالته‪ ،‬ألنه‬ ‫اختلف مع رئيس حكومتها مناحيم بيغني‪ ،‬وهذا مل يكن صحيحاً‪ ،‬ألن وزير‬ ‫الدفاع آنذاك ارييل شارون حرض اىل يكفيا معزياً‪ ،‬وأكمل أمني الجميل نهج‬ ‫شقيقه بعد انتخابه وواصل التفاوض مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬ووصل معه‬ ‫اىل اتفاق سمي اتفاق ‪ 17‬أيار‪ ،‬الذي أسقطه الوطنيون اللبنانيون بدعم من‬ ‫سوريا‪ ،‬بعد اقل من عام عىل التوقيع عليه‪ ،‬ومعه انتهت مفاعيل االجتياح‬ ‫السياسية‪ ،‬وحورص الجميل يف قرص بعبدا‪ ،‬وسقط الحكم الكتائبي‬ ‫الفئوي‪.‬‬ ‫هذا كان يف العامني األولني لالجتياح‪ ،‬حيث بدلت عمليات املقاومة‪،‬‬ ‫وصمود القوى الوطنية وسوريا‪ ،‬وجه مرشوع الرئيس األمرييك رونالد ريغان‬ ‫آنذاك‪ ،‬بتحريض الدول العربية عىل توقيع سالم مع “إرسائيل”‪ ،‬املعادالت‬ ‫الداخلية يف لبنان‪ ،‬وبدأت متيل لصالح “جبهة الخالص الوطني” التي‬ ‫متكنت من أن تفرض حكومة وحدة وطنية برئاسة رشيد كرامي‪ ،‬وتدخل‬ ‫اىل الحكومة قوى وطنية‪ ،‬بعد أن تم متزيق اتفاق ‪ 17‬أيار‪ ،‬وإلغائه يف مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬وبدأ املشهد السيايس يتغري لصالح خط املقاومة التي دعمتها‬ ‫سوريا بقيادة الرئيس الراحل حافظ األسد‪ ،‬وكانت ذروة الدعم يف تبني‬ ‫العمليات االستشهادية والنوعية‪ ،‬التي عجلت يف إخراج قوات االحتالل‬ ‫من أجزاء كبرية من الجنوب‪ ،‬يف العام ‪ ،1985‬وباتت محصورة يف “الرشيط‬ ‫الحدودي املحتل” الذي امتد اىل جزين عرب ميليشيا لحد‪.‬‬ ‫مع سقوط اتفاق ‪ 17‬أيار‪ ،‬ظهرت اىل جانب املقاومة الوطنية اللبنانية‪،‬‬ ‫“املقاومة اإلسالمية” ويف منتصف الثامنينات من القرن املايض‪ ،‬أعلن عن‬ ‫تأسيس “حزب الله” الذي وقعت عليه‪ ،‬أكرث العمليات وكانت الذروة مع‬ ‫مطلع التسعينات‪ ،‬إذ بات يحتل املساحة األكرب من عمليات املقاومة‪ ،‬اىل‬ ‫جانب أحزاب وطنية “القومي والشيوعي” وقد تراجع دورهام‪ ،‬ال بل تقلص‬ ‫ألسباب ذاتية وسياسية‪ ،‬وهو ما ترك “املقاومة اإلسالمية” يف املواجهة‪،‬‬ ‫وقد توفر لها قيادة واعية وحكيمة‪ ،‬حرضت يف امليدان مع املقاتلني ووجهت‬ ‫السالح نحو العدو فقط وخرجت من املستنقع الداخيل اللبناين‪ ،‬الذي‬ ‫كان يراد لها أن تقع فيه‪ ،‬وما زالت املحاوالت جارية حتى اآلن‪ ،‬كام ابتعدت‬ ‫عن االنخراط يف السلطة التنفيذية (الحكومة) وشاركت يف االنتخابات‬

‫‪4100‬‬

‫الدولة العربية‪ ،‬تحذر من تنامي قوة “حزب الله” وقد اعرتف بعض قادة‬ ‫العدة‪ ،‬بان املقاومة باتت أقوى مام كانت عليه أثناء الهروب من لبنان‪ ،‬وبدأت‬ ‫الترسيبات اإلرسائيلية عن امتالك املقاومة ‪ 14‬ألف صاروخ‪ ،‬وال بد من‬ ‫التخلص من هذه القوة التي تقض مضاجع اإلرسائيليني‪ ،‬فكانت الحملة‬ ‫عىل املقاومة من أصوات لبنانية بدأت منذ العام ‪ ،2000‬وبعد أشهر عىل‬ ‫الفرار اإلرسائييل منه تطرح مقولة “هانوي أم هونغ كونغ” وتسأل عن مدى‬ ‫فائدة وجود السالح‪ ،‬بعد انتفاء سبب وجوده مع خروج القوات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وترافق طرح موضوع سالح املقاومة ووجودها‪ ،‬مع حملة أيضا عىل الوجود‬ ‫العسكري واألمني السوري‪ ،‬الذي كان يربط باالحتالل االرسائييل‪ ،‬وقد‬ ‫زادت حدة املطالبة باالنسحاب السوري مع تحريك الواليات املتحدة‪ ،‬ألحزاب‬ ‫وشخصيات ومراجع روحية ال سيام بعد نداء املطارنة املوارنة بالدعوة‬ ‫لسحب سورية جيشها‪ ،‬بدأت تتطلع نحوها‪ ،‬ال سيام بعد احتاللها‬ ‫للعراق‪ ،‬إلخراج القوات السورية من لبنان‪ ،‬حيث سيكون لذلك تأثري عىل‬ ‫وجود املقاومة وبقاء سالحها‪ ،‬وكانت النظرية االمريكية – اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫التي القت صدى من بعض الفئات اللبنانية “قوى ‪ 14‬آذار فيام بعد” بأن‬ ‫االنسحاب السوري سيؤدي فوراً اىل إضعاف “حزب الله” وتسليم سالحه‪،‬‬ ‫إذا ما تم الضغط عىل القيادة السورية وقف تزويده بالسالح‪ ،‬وفك ارتباطه‬ ‫به وبإيران‪ ،‬وكان هذا العرض األمرييك‪ ،‬هو بقاء سوريا يف لبنان‪ ،‬مقابل نزع‬ ‫سالح املقاومة منه‪ ،‬ووقف الدعم لحركات املقاومة يف فلسطني والعراق‪،‬‬ ‫لكن الرئيس بشار األسد متسك باملقاومة‪.‬‬ ‫مل يؤد الخروج السوري‪ ،‬الذي كان القرار ‪ 1559‬تحدث عنه‪ ،‬اىل متكني‬ ‫القوى اللبنانية املؤيدة للمرشوع األمرييك من نزع سالح املقاومة‪ ،‬الذي‬ ‫ربطته بالحوار‪ ،‬لكن “إرسائيل” ومعها أمريكا كانتا مستعجلتني‪ ،‬فقررا‬ ‫شن حرب عىل لبنان يف صيف ‪ 2006‬تبني من خالل وقائعها التي دامت‬ ‫‪ 33‬يوماً ان املقاومة امتلكت قوة صاروخية وقدرة قتالية‪ ،‬فاجأت الجيش‬ ‫اإلرسائييل الذي مني بهزمية حيث مل يتمكن من عبور عيتا الشعب‬ ‫وبنت جبيل ومارون الراس والخيام ومرجعيون وغريها من البلدات الجنوبية‬ ‫املتاخمة للحدود مع فلسطني املحتلة‪ ،‬وفشل العدوان يف تحقيق أهدافه‬ ‫اإلرسائيلية بتدمري املقاومة وترسانتها الصاروخية وإرادة القتال عندها‪،‬‬ ‫واألمريكية بتحقيق “الرشق األوسط الكبري” وعىل املستوى اللبناين‬ ‫سقط الفريق السيايس من ‪ 14‬آذار املتحالف مع املرشوع األمرييك‬ ‫واعرتف النائب وليد جنبالط بانتصار املقاومة عسكرياً عىل ارسائيل‪ ،‬وقد‬ ‫استكملته سياسياً يف اتفاق الدوحة بعد انتفاضة ‪ 7‬أيار ‪ 2008‬التي‬ ‫أعادت التوازن اىل السلطة‪ ،‬وإنهاء زمن االستئثار بالحكم من قبل قوى‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬ال بل متت خلخلة هذه القوى بخروج جنبالط منها‪ ،‬وفتح سعد‬ ‫الحريري عالقة مع سوريا‪ ،‬التي زارها رئيس الحزب التقدمي االشرتايك‬ ‫وأعلن متوضعه معها سياسياً ووصفه اىل جانب املقاومة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن االنتصار الذي تحقق يف التحرير قبل عقد من الزمن عسكريا بطرد‬ ‫الجيش االرسائييل والذي حاول تكرار مغامرة احتالل لبنان من جديد‪ ،‬عام‬ ‫‪ 2006‬وفشل‪ ،‬فإن تهديد العدو بالحرب من جديد محاولة فاشلة‪ ،‬ألن‬ ‫املقاومة استعدت لكل يشء‪ ،‬ولقد استعرض السيد حسن نرصالله‪،‬‬ ‫بعض مكامن القوة عند املقاومة‪ ،‬التي ستغري مجرى التاريخ‪ ،‬وإن زوال‬ ‫“إرسائيل” ليس حل ًام بل واقعاً بدأ اليهود يتلمسونه‪ ،‬وإذ مبثقفيهم‬ ‫ونخبة املفكرين عندهم يتحدثون عن خطر الوجود الذي يهدد الكيان‬ ‫الصهيوين ومل يكن يشعر به‪ ،‬قبل االنتصارات التي تحققت منذ أن وطأت‬ ‫قدم جندي إرسائييل أرض لبنان‪ ،‬يف العام ‪ 1978‬و ‪ ،1982‬اىل أن طرد منه‬ ‫يف ‪ 2000‬و ‪ 2006‬وأن املحاولة الثالثة قد تكون بطرده من فلسطني‪ ،‬من‬ ‫يدري طاملا القوة هي القول الفصل يف تحقيق مصري الشعوب وتحررها‪.‬‬

‫النيابية فقط‪ ،‬لتؤكد احتضان املواطنني لها‪ ،‬سواء يف بيئتها الجنوبية‬ ‫أو البقاعية‪ ،‬أو يف نسج تحالفاتها السياسية‪ ،‬فأمنت شبه إجامع‬ ‫شعبي لبناين حولها‪ ،‬ونجحت يف التنسيق والتعاون والتناغم والتكامل‬ ‫مع الجيش اللبناين‪ ،‬فحمت ظهرها‪ ،‬وهذا ما ساهم يف تحقيق االنتصار‬ ‫العسكري عىل الجيش االرسائييل وعمالئه من “جيش لبنان الجنويب”‬ ‫وقد أعطى رافعة لكل ذلك‪ ،‬هو األرضية السياسية الصلبة التي متثلت‬ ‫يف الحكومات املتعاقبة بعد اتفاق الطائف برعاية سوريا‪ ،‬من أن تشكل‬ ‫الحاضن السيايس للمقاومة‪ ،‬ورفض املساومة عليها‪ ،‬أو نزع سالحها‪،‬‬ ‫أو إرسال الجيش اىل الجنوب ليكون مكانها‪ ،‬وكان املقصود حصول‬ ‫مواجهة بينهام‪ ،‬مل يقبل بها قائد الجيش آنذاك العامد اميل لحود وهو‬ ‫الذي مل يقبل بذلك فيام بعد يف رئاسة الجمهورية‪ ،‬أن ينسق مع العدو‬ ‫اإلرسائييل يف خروج قواته‪ ،‬التي كانت تتعرض ألكرث من عمليتني يف‬ ‫اليوم‪ ،‬حيث تصاعدت بعد العام ‪ ،1996‬عندما أ ّمنت املقاومة يف تفاهم‬ ‫نيسان الذي أعقب العدوان االرسائييل‪ ،‬يف ذلك العام‪ ،‬حامية املدنيني من‬ ‫القصف اإلرسائييل وتفرغت ملالحقة جنود العدو‪ ،‬وعمالئه يف مواقعهم‬ ‫العسكرية وأثناء دورياتهم‪ ،‬ووصلت اىل قادة العمالء يف منازلهم‪ ،‬فقتلت‬ ‫عقل هاشم‪ ،‬وجرحت قائدهم انطوان لحد يف منزله يف عملية نفذتها‬ ‫سهى بشارة‪.‬‬ ‫هذه الصورة كانت عشية االنسحاب اإلرسائييل من لبنان‪ ،‬حيث مل‬ ‫تعد قوات االحتالل قادرة عىل حامية جنودها وضباطها‪ ،‬وال عىل تأمني‬ ‫البقاء لعمالئها الذين بدأوا يفرون من “جيش لبنان الجنويب” وهو مل يكن‬ ‫قادة العدو يحسبون له حساباً‪ ،‬عند البحث يف الخروج من الجنوب‪ ،‬ومن أن‬ ‫يؤمنوا لهم ما يثبت وجودهم يف تلك املنطقة بعد االنسحاب كام مل‬ ‫يتمكنوا من إدخال هؤالء العنارص يف الجيش اللبناين‪ ،‬ويشكلوا لواء منه‪،‬‬ ‫يبقى يف الجنوب‪ ،‬حيث جوبه هذا الطرح االرسائييل برفض لبناين رسمي‬ ‫وشعبي‪ ،‬إقامة “حرس حدود” لـ “إرسائيل” كام مل تتجاوب األمم املتحدة‬ ‫ومجلس األمن مع مطلب باراك أن يكون االنسحاب تطبيقاً للقرار ‪425‬‬ ‫الذي كان صدر قبل ‪ 22‬عاماً‪.‬‬ ‫لكل هذه التطورات رأى باراك ومعه رئيس األركان يف الجيش االرسائييل‬ ‫شاوول موفاز‪ ،‬وقائد الجبهة الشاملية مع لبنان غايب اشكنازي‪ ،‬أنه مل‬ ‫يعد أمامهم سوى االنسحاب األحادي‪ ،‬غري عابئني مبا سيحل مبيليشيا‬ ‫لحد الذي استمهلهم أن ال ينسحبوا‪ ،‬لكن رئيس الحكومة اإلرسائيلية‬ ‫وقادة الجيش‪ ،‬مل يعد أمامهم من خيار‪ ،‬يف ظل تصاعد حركة “األمهات‬ ‫األربع” الذين نفذوا اعتصامات أمام مقرات ومنازل املسؤولني اإلرسائيليني‬ ‫يطالبون‪ ،‬بإنقاذ حياة أبنائهم يف جنوب لبنان‪ ،‬إذ كان يسقط ما بني‬ ‫‪ 25‬و ‪ 30‬منهم سنوياً‪ ،‬وقد كربت كرة الثلج املطالبة بالخروج من لبنان‪،‬‬ ‫ألن اجتياحه مل يحقق أهدافه ال السياسية بتوقيع معاهدة سالم‪ ،‬وال‬ ‫بحامية املستوطنات‪ ،‬التي كانت تحت مرمى صواريخ املقاومة‪ ،‬مام يعني أن‬ ‫عملية “سالمة الجليل” التي قضت بإبعاد منظمة التحرير وصواريخها‪ ،‬قد‬ ‫فشلت‪ ،‬ألن اللبنانيني أخذوا عىل عاتقهم تحرير أراضيهم وحامية وطنهم‪،‬‬ ‫وباتوا يشكلون خطراً أكرث وأكرب عىل أمن “إرسائيل” ومستوطنيها‪.‬‬ ‫وهكذا دب الخالف داخل “إرسائيل”‪ ،‬فمن طالب باالنسحاب مع معاهدة‬ ‫واتفاق مع لبنان‪ ،‬ومن دعا اىل تسليم الجيش اللبناين األماكن التي‬ ‫ينسحب منها الجيش االرسائييل عىل أن يقوم بتطهريها من املسلحني‪،‬‬ ‫إ ّال أن تصاعد عمليات املقاومة يف العام الذي سبق االنسحاب فرض‬ ‫الهروب االرسائييل من لبنان دون قيد أو رشط‪ ،‬وهذه هي املرة األوىل التي‬ ‫تخرج “إرسائيل” من ارض عربية محتلة باملقاومة‪ ،‬وهو ما شجع الشعب‬ ‫الفلسطيني أن يقوم بانتفاضة يف العام ‪ ،2000‬متأثراً مبا جرى يف لبنان‪،‬‬ ‫إذ أثبتت له املفاوضات واتفاق أوسلو أنها مل تحرر األرض‪ ،‬إذ بقي االحتالل‬ ‫جامثاً فوقها‪ ،‬وكان ما تحقق هو قيام سلطة تدير شؤون املواطنني البلدية‬ ‫والخدماتية‪.‬‬ ‫وهكذا كان النرص يف ‪ 25‬أيار‪ ،‬والذي مل تتوقف املقاومة عنده‪ ،‬وتنسحب‬ ‫من امليدان‪ ،‬بل أكملت استعداداتها وجهوزيتها‪ ،‬ألنها تدرك األطامع‬ ‫الصهيونية‪ ،‬وتعرف جيداً الغدر اإلرسائييل‪ ،‬وأنه يف يوم من األيام‪ ،‬سيقوم‬ ‫العدو برد االعتبار لجيشه الذي هزم يف لبنان‪ ،‬وبدأت األصوات ترتفع داخل‬

‫‪5‬‬

‫“منرب التوحيد ”‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫في عملية نقد ذاتي جريئة يجريها مع “منبر‬

‫التوحيـد” بعـد أربـع سـنوات على تأسـيسـه‬

‫وهاب ‪ :‬لم يتحول التيار الى مســـــــــــــتوى الطمـوح الذي نبغـى إليـه‬ ‫فـي األوســاط الشــعبـيـة‬ ‫ما طرحناه بدأ يلقى صدى‬ ‫يف قياس الزمن‪ ،‬فإن أربع سنوات من التأسيس لـ‬ ‫‪:‬تيار التوحيد”‪ ،‬الذي اقتحم العمل الوطني ومنه النشاط‬ ‫السيايس والشعبي‪ ،‬يؤ ّكد أن هذه الفرتة القصرية‪ ،‬تحسب‬ ‫ملن أسسه وقاده وغامر مع رفاق له‪ ،‬يف أن يثبت حضوره‪،‬‬ ‫ودخل يف املعادلة سواء من بوابة الجبل‪ ،‬حيث الوجود‬ ‫الفاعل‪ ،‬واالنتشار الذي فاجأ الجميع‪ ،‬بتخطيه لواقع‬ ‫سيايس قائم‪ ،‬والقفز فوق الجمود املسيطر عىل العقول‪،‬‬ ‫ألن املواطنني ال سيام الدروز منهم ميرون يف ممرين إجباريني‬ ‫فقط‪ ،‬وقد أسقط املواطنون مع اإلعالن عن إنشاء “تيار‬ ‫التوحيد”‪ ،‬بوابات العبور‪ ،‬وتأشريات املرور‪ ،‬وباتوا أمام حالة‬ ‫سياسية تعرب عنهم‪ ،‬ومساحة من الحرية‪ ،‬يعلنون منها عن‬ ‫مواقفهم دون وجل أو خجل‪ ،‬وميارسون التعبري بكل جرأة‪،‬‬ ‫وقد تكون هذه الواحة التي أفسحت للمنتسبني اىل التيار‪،‬‬ ‫واملنارصين له‪ ،‬التفكري بصوت عالٍ والتكلم بحق‪ ،‬هي التي‬ ‫أزعجت اإلقطاع وأرعبت من ظن أن الجبل آحادي القرار‪ ،‬وأنه‬ ‫ثنايئ املشاركة‪ ،‬وال مكان فيه لرأي حر لقول الحقيقة‪.‬‬ ‫فسنوات التيار األربع‪ ،‬كانت عامرة يف التعبري الحر‪ ،‬ويف‬ ‫اإلعالن الصارخ عن وجع املواطنني‪ ،‬ويف التشبث بالثوابت‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬حيث املقاومة خيار ال رجوع عنه‪ ،‬والعداء‬ ‫بعد أربع سنوات عىل تأسيس “تيار التوحيد”‪،‬‬ ‫هل أصبح للتيار وضعية سياسية‪ ،‬وله‬ ‫مؤسساته التنظيمية؟‬ ‫مل يتحول التيار اىل تيار عىل مستوى الطموح‬ ‫الذي نبغى الوصول إليه لعدة أسباب بعضها‬ ‫خاص فينا كتيار وبعضها اآلخر خاص بحلفائنا‬ ‫وبالبلد‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد السيايس العام‪ ،‬فمنذ أكرث‬ ‫من سنتني نتلقى الرضبات السياسية‪ ،‬وخاصة‬ ‫من الحلفاء‪ ،‬بدل دعمهم‪ ،‬أما عىل الصعيد‬ ‫الداخيل لقد مررنا بتجارب مير بها أي حزب يف‬ ‫بداية تأسيسه تعود اىل تجارب األشخاص وأسلوب‬ ‫مامرسة العمل الحزيب واألرض التي نعمل عليها‪،‬‬ ‫ما يجعلنا نعمد دامئاً اىل إعادة فرز األمور‪ ،‬وضخ‬ ‫روح جديدة‪ ،‬يف محاولة لبناء املؤسسات‪ ،‬التي ال‬ ‫تعتمد عىل العمل الفردي يف بنائها‪ ،‬بل تحتاج اىل‬ ‫إقناع املحيطني بالتيار برضورة بناء املؤسسات وهذه‬ ‫مهمة صعبة وهي مهمة مل أنجح فيها حتى اآلن‬ ‫‪.%100‬‬ ‫اآلن لدينا تجربة جديدة أنتجتها االنتخابات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫البلدية التي أعطتنا فرصة للعمل بشكل جيد‬ ‫نتيجة انعكاس قضية التمرد التي أطلقناها منذ‬ ‫البداية يف بعض املناطق ما أفسح املجال أمام قوى‬ ‫كثرية لرتفض القرارات واالتفاقات الفوقية وهذا‬ ‫أمر إيجايب رغم أنه كان محدوداً‪ ،‬لكن األهم يف‬ ‫كل ذلك‪ ،‬ويف الخالصة السياسية أن ما طرحناه‬ ‫منذ أربع سنوات بدأ يلقى صدى يف األوساط‬ ‫الشعبية وهذا هو اإلنجاز األسايس‪.‬‬ ‫هذا يؤكد عىل أنكم بدأتم بعملية نقد ذايت‬ ‫وقراءة جديدة للواقع السيايس مع الحلفاء؟‬ ‫نعم لقد بدأنا بالفعل بعملية نقد ذايت‪،‬‬ ‫والشباب يف املكتب السيايس ومجلس األمناء‬ ‫يعرفون ذلك خاصة أثناء اللقاءات األخرية حيث‬ ‫طرحنا إعطاء فرصة ‪ 6‬أشهر لكل املسؤولني‬ ‫يف هذه املؤسسات‪ ،‬لتحديد واثبات مقدراتهم‬ ‫يف العمل املؤسايت خاصة وأننا أمام مرحلة‬ ‫جديدة تتطلب العمل بشكل جدي ومختلف‬ ‫عن املراحل السابقة التي مررنا بها بدءا‬ ‫باملرحلة األمنية العسكرية مروراً مبرحلة ما بعد‬ ‫الدوحة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫املرحلة اليوم‪ ،‬يجب أن تكون مرحلة بناء وتقييم‬ ‫مع الجميع‪.‬‬

‫طغيان الشخص‬ ‫ولكن هل طغى شخص وئام وهاب عىل‬ ‫التيار؟‬ ‫حتى اآلن نعم‪ ،‬فالشخص هو الذي يطغى‬ ‫وهذا ما قلته لألمناء يف االجتامع األخري‪ ،‬بأننا ال‬ ‫نستطيع أن نتحول اىل تيار الشخص‪ ،‬إذ منذ بدايتنا‬ ‫نحاول أن نتحول اىل تيار مؤسسايت‪ ،‬وذلك يعود‬ ‫اىل وجودنا يف مجتمع يحب الشخص وال يتكلم‬ ‫إ ّال باسمه‪ .‬هذه الطبيعة البرشية نحاول التخلص‬ ‫منها‪ ،‬ونحاول أن ال نقوم بالشيئ التقليدي‪ ،‬حتى‬ ‫أنني أحياناً أفتح منزيل يوم األحد وأضع فيه أناساً‬ ‫مسؤولني عن الخدمات دون تواجدي ليتعودوا أن‬ ‫يأخذوا خدماتهم من غريي‪ ،‬هناك خدمات معينة‬ ‫تم التعميم فيها مع الشباب كالخدمات الصحية‬ ‫والرتبوية وما اىل ذلك والتي يجب أن تتم دون‬

‫لـ “إرسائيل” ثقافة مرتسخة‪ ،‬والعالقة مع سوريا قناعة‬ ‫قومية‪.‬‬ ‫فعن السنوات من عمر التيار‪ ،‬التي رعاها رئيسه‬ ‫الرفيق وئام وهاب‪ ،‬الذي كان رهان البعض‪ ،‬أنه حالة فردية‬ ‫تنتهي‪ ،‬وأن اللحظة السياسية فرضته‪ ،‬فيزول مع زوالها‪،‬‬ ‫وأن الظروف الخارجية ق ّوته وهي التي تضعفه‪ ،‬فمثل هذه‬ ‫التخيالت واالفرتاضات والتوقعات غري املوضوعية‪ ،‬أسقطها‬ ‫رئيس”تيار التوحيد”‪ ،‬الذي مل يؤسس تياره إ ّال عن قناعة‬ ‫لديه برضورة أن تجد للمواطنني ما يعبرّ عن توجهاتهم‬ ‫وطموحاتهم‪ ،‬وقد ل ّباها التيار‪ ،‬يف ميثاقه التأسييس‬ ‫وبيانه السيايس‪ ،‬وبرنامج عمله‪ ،‬ويف نشاطه‪ ،‬ومباداراته‪،‬‬ ‫والتي كان لوهاب الدور الرئييس يف تأكيد حضور التيار‪،‬‬ ‫الذي أصبح بوصلة يف املواقف السياسية‪ ،‬ومنه يسرتشد‬ ‫البعض يف معرفة االتجاه الوطني والقومي‪.‬‬ ‫يف العيد الرابع لتأسيس “التيار”‪ ،‬زارت أرسة مجلة‬ ‫“منرب التوحيد” التي تنطق باسمه‪ ،‬رئيسه وقدمت له‬ ‫التهنئة بعبور العام الخامس‪ ،‬وأجرت معه حواراً ناقداً‬ ‫وموضوعياً‪ ،‬فكانت األجوبة شفافة ورصيحة‪ ،‬وهنا نص‬ ‫الحوار‪:‬‬ ‫الرجوع إيل‪.‬‬ ‫يؤخذ عليكم أنكم تحاولون أن تكونوا بيتاً‬ ‫سياسياً تقليدياً آخر عىل الساحة الدرزية؟‬ ‫أبداً‪ ،‬ولكن املشكلة أن اللعبة التقليدية ال‬ ‫تستطيع أن تهرب منها‪ ،‬بالرغم من أنني حاولت‬ ‫ذلك‪ ،‬ولكنني وجدت أن الهروب منها يخسرّ وال‬ ‫ير ّبح وال تستطيع إ ّال أن يكون هناك يوم تفتح‬ ‫فيه منزلك ومتارس اللعبة السياسية التقليدية‬ ‫التي هي اللعبة الخدماتية التي لألسف تع ّود‬ ‫الناس عليها أثناء زيارة البيوت السياسية وطلب‬ ‫حاجاتهم منها ‪ ،‬بدل أن يتوجهوا اىل املؤسسات‪.‬‬ ‫الدولة يف خدمة اإلقطاع السيايس‬ ‫هل الدولة هي التي تركت الناس يعربون عرب‬ ‫السياسيني؟‬ ‫الدولة هي التي تضع الناس يف خدمة اإلقطاع‬ ‫السيايس واملايل‪ ،‬وهذه مشكلة حقيقية نعاين‬ ‫منها جميعنا‪ ،‬ألن الوالء يصبح للسيايس وليس‬ ‫للدولة أو الوطن‪.‬‬ ‫ولكن بعد االنتصار السيايس الذي حققه‬ ‫التيار كمرشوع سيايس مع حلفائه أليس‬

‫هناك شعور أن هذا التيار مع حلفائه مل يتمكن‬ ‫من أن يحقق أو يستثمر هذا االنتصار؟‬ ‫إن التيار مل يستثمر هذا االنتصار‪ ،‬واملشكلة‬ ‫تعود اىل أن بعض الحلفاء يدخلون يف اللعبة‬ ‫التقليدية ذاتها التي دخل فيها النظام السيايس‬ ‫وبرأيي هذه السياسة لن توصل اىل مكان‪،‬‬ ‫وسيدفعون مثنها يف املستقبل ألنهم سيصلون‬ ‫اىل حائط مسدود‪.‬‬ ‫كام أن املشكلة تكمن أيضاً يف أنك إذا كنت‬ ‫صادقاً بخياراتك السياسية وتعرضت لطعنة ما‪،‬‬ ‫ال يعود الحق عليك يف النهاية‪ ،‬بل عىل من طعنك‪،‬‬ ‫ولألسف اضطررت اىل هذا الكالم ألنه جزء من‬ ‫معاناتنا اليوم‪ ،‬إذ يحاول البعض إحياء التقليد‬ ‫السيايس بأبشع صوره خاصة عىل الساحة‬ ‫الدرزية وكلنا نعرف أن بإحيائه لن نصل اىل مكان‬ ‫متمنياً أن ال تكون السياسة الغبية التي اتبعت‬ ‫منذ الـ ‪ 30‬سنة املاضية قد بدأت تتكرر‪.‬‬ ‫أسستم تياراً سياسياً للتغيري يف عقلية‬ ‫املواطنني هل نجح التيار يف ذلك؟‬ ‫لقد نجح التيار يف تغيري عقول القليل من الناس‬

‫‪7‬‬

‫لكن أهم ما قام به هو حالة التمرد التي أصبحت‬ ‫موجودة وإن بشكل خجول يف القرى ما جعلنا‬ ‫نلمس شيئاً من التغيري عن املرحلة املاضية‪ ،‬ولكن‬ ‫ما أخشاه أن يكون هناك قوى أقوى منا ذات إرادة‬ ‫مترضرة من هذا التغيري تعيد إنتاج ودعم القوى‬ ‫التقليدية ذاتها‪.‬‬ ‫ولكن أنتم أيضاً تصالحتم مع اإلقطاع؟‬ ‫تصالحت مع اإلقطاع يف السياسة نعم‬ ‫ألننا كنا نقول منذ البداية أن لدينا هذا الرأي‬ ‫السيايس‪ ،‬ولكنني مل أذهب اىل الرأي السيايس‬ ‫اآلخر بل هو الذي أىت إلينا‪ ،‬ويجب أن نسعى‬ ‫لتثبيت هذه املصالحات ألن هناك محاولة جدية‬ ‫ومدعومة إلعادة إنتاج الثنائية الدرزية‪ ،‬من هنا‬ ‫أقول للقريب وللبعيد‪ ،‬وللكبري أكرث من الصغري‬ ‫أن إنتاج الثنائية هو وهم وسيبقى وه ًام يف رؤوس‬ ‫الكل مهام بلغت قوتهم وسيطرتهم وقدراتهم‬ ‫ألن الطائفة الدرزية إما فيها أحادية متسلطة‬ ‫وإما دميقراطية‪ ،‬األحادية املتسلطة مل يعد لها‬ ‫وجود‪ ،‬وال أحد يستطيع أن ينقلنا اىل الثنائية‬ ‫حتى لو عىل دمنا وعىل جثثنا‪.‬‬

‫‪ -40‬أيار ‪2010‬‬ ‫العدد ‪-41‬‬


‫منرب التيار‬ ‫قوته‪ ،‬ولكن يف املقابل‪ ،‬عندما يكون هناك شيئ‬ ‫أكرب من الناس أحياناً ال يستطيع الجميع أن يواجه‬ ‫يف بلد مثل لبنان‪ ،‬النعدام القوانني التي تحمي‬ ‫املواطن والحريات‪ ،‬وألن البعض يستعمل الدولة‬ ‫واملؤسسات واملال وحتى األمن ضدك‪.‬‬ ‫ولكن أيضاً هناك كالم بأن وئام وهاب يف‬ ‫خطابه املتطرف والقايس ضد السياسيني هو‬ ‫اىل املهادنة واملساملة اليوم؟‬ ‫هذا كالم صحيح‪ ،‬ألنني لست مجنوناً وال‬ ‫انتحارياً‪ ،‬وعندما أجد الطريقة التي تعامل فيها‬ ‫حلفايئ مع األمور‪ ،‬يف لحظة تأمل يجب أن تسأل‬ ‫نفسك بعض األسئلة وتطور وتغيرّ يف أداءك ألن‬ ‫كل ظرف له حكمه يف النهاية‪.‬‬ ‫أن يصبح هناك تهديد لسوريا وللمقاومة أكيد‬ ‫إن مواقفي ستكون رشسة‪ ،‬وسأعود اىل املواجهة‪،‬‬ ‫لكن اليوم طاملا املوقف السيايس عىل حاله‪،‬‬ ‫أعترب أن كل األمور‪ ،‬التي هي تحت األساسيات‪،‬‬ ‫هناك إمكانية للتساهل معها‪.‬‬

‫الثنائية الدرزية لن تعود‬ ‫لكن الثنائية تلغى أو ُتزال بطريقة ما‪ ،‬اىل أي‬ ‫مدى يتجاوب الناس معها‪ ،‬واىل أي مدى يعمل‬ ‫التيار يف هذا املوضوع؟‬ ‫الناس تتجاوب لكن ال أحد يعمل بدون قدرات‬ ‫وإمكانيات ودعم‪ ،‬اليوم عندما تسمع وتكون تحت‬ ‫إحباطات متتالية وترى أن الرضبات توجه إليك من‬ ‫الخصم ومن الصديق يف نفس املستوى‪ ،‬يصبح‬ ‫لديك مشكلة وال تستطيع أن تواجه كل الناس‪.‬‬ ‫لقد حضرّ ت نفسك خالل السنوات املاضية‬ ‫ملواجهة الخصم ومل تحضرّ‬ ‫نفسك ملواجهة‬ ‫حليف مفرتض‪ ،‬ولكن عندما ميسك بعض الحلفاء‬ ‫السكني أو يستقوى عليك بسكني ليذبحك بها‪،‬‬ ‫أصبح لديك مشكلة معقدة تجعلك تطلب حامية‬ ‫الناس فيها‪ ،‬وال يعد باستطاعتك أن تسكت عام‬ ‫يحصل خاصة وأن هناك محاولة الفتعال ثنائية‬ ‫غري موجودة أص ًال‪.‬‬ ‫والدليل عىل ذلك أننا رأينا خالل كل السنوات‪،‬‬ ‫من الحرب حتى اليوم أنه ال الكلمة وال الدعم‬ ‫واخرتاع الشخصيات يصنعون التوازن‬

‫املناورة السياسية‬

‫املال السيايس‬ ‫ولكن هناك مسؤولية أنكم تيار ناشئ‬ ‫وشاب ولديه حضور سيايس مع تراجع األحزاب‬ ‫التاريخية املوجودة عقائدياً‪ ،‬ما هي األدوات التي‬ ‫ستستخدمها يف وعي الناس‪ ،‬وهل دامئاً املال‬ ‫السيايس والرشوة والخدمة هي التي تكون‬ ‫األداة؟‬ ‫ال‪ ،‬املال السيايس هو الذي نعاين منه يف‬ ‫املقابل من األطراف األخرى‪ ،‬ليس هناك سياسة‬ ‫من دون مال ولكن املال هو حد أدىن لدعم العمل‬ ‫السيايس‪.‬‬ ‫إن األساس يف املوضوع هو العمل عىل وعي‬ ‫الناس‪ ،‬الذي ال يتم بني ليلة وضحاها‪ ،‬إذ ال نستطيع‬ ‫أن ننىس أن هناك ‪ 500‬سنة من األثقال عىل الناس‪،‬‬ ‫مل يتجرأوا خاللها عىل التفكري بالتغيري‪ ،‬ألن ملجرد‬ ‫التفكري بذلك تعتقد بأنها ترتكب خيانة ما مع‬ ‫تاريخها وقناعاتها وجدودها وآبائها وما اىل ذلك‪.‬‬ ‫اليوم بدأنا نخرج من هذه العقلية‪ ،‬وهذا ما بدأنا‬ ‫نلمسه يف القرى من خالل األرقام التي حصلنا‬ ‫عليها يف بعض القرى خالل االستحقاق البلدي‬ ‫واالختياري التي أوضحت أن هناك مترداً بدأ يرسي‬ ‫بني الناس‪ ،‬وهذا التمرد يجب أن نعمل عليه‪.‬‬ ‫ما هو املرشوع الذي تقدمونه‪ ،‬بد ًءا باملرشوع‬ ‫النظري واملوعة من املفاهيم خالل ‪ 30‬أو ‪40‬‬ ‫سنة جعلتهم غري قادرين عىل الخروج منها‪ ،‬إذ ما‬ ‫يعنيهم من الحزب هو كونه “دكان” ميكن أن يذهبوا‬ ‫ويبتاعوا منها ما يحتاجون إليه وليس الفكر‬ ‫السيايس للحزب‪ ،‬اليوم قليل من يقول لك ما هو‬ ‫فكرك السيايس أو خطتك للتغيري‪ ،‬بل يقول لك‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منذ سنتين نتلقى الضربات السياسية من الحلفاء‬ ‫فرصة ‪ 6‬أشهر للمسؤولين في التيار لتحديد وإثبات مقدراتهم‬ ‫أمام التيار مرحلة بناء وتقييم‬ ‫لسنا في قبضة أحد‪ ،‬وال يستطيع أحد التصرف معنا على أننا في قبضته‬ ‫ال نستطيع أن نتحول الى تيار الشخص‬ ‫البعض يحاول إحياء التقليد السياسي بأبشع صوره على الساحة الدرزية‬ ‫تصالحت مع اإلقطاع في السياسة‬ ‫ما هو العدد الذي ميكن أن تدخله يف الدرك والجيش‪،‬‬ ‫هذه املفاهيم التي يجب العمل عليها‪ ،‬والتي يجب‬ ‫عىل الدولة أن تقدمها للناس دون منة من أحد‪.‬‬ ‫من هنا للبدء مبرشوع تغيريي جدي يجب أن‬ ‫نبدأ بقانون انتخاب متطور‪ ،‬أضف اىل الكثري من‬ ‫املواقف األخرى التي تعطيك أكرث من هذا الطرح‪،‬‬ ‫ولكن نحن مبجرد ما طرحنا موضوع التغيري ورفض‬

‫‪8‬‬

‫األحادية والثنائية والثالثية والرباعية‪ ،‬ومبجرد ما‬ ‫فتحنا الباب أمام دميقراطية بال حدود‪ ،‬ميكننا القول‬ ‫أن هذا الطرح السيايس هو تغيريي يف النهاية‪.‬‬ ‫اليوم ومن خالل رصدنا لالنتخابات البلدية‪،‬‬ ‫وجدنا أناس كرث يف املجتمع اللبناين متثلوا بـ “تيار‬ ‫التوحيد”‪ ،‬فلامذا ال نتمرد عىل القرار السيايس‪،‬‬ ‫الذي هُ زم يف بعض األوقات يف بعض القرى رغم‬

‫هل تدخل يف لعبة املناورة السياسية؟‬ ‫طبعاً الجميع اليوم دخلوا يف لعبة املناورة‬ ‫السياسية بانتظار الخيارات الكربى‪ ،‬نحن خيارنا‬ ‫الكبري محسوم اىل جانب سوريا واملقاومة‪ ،‬ولكن‬ ‫البعض منهم ينتظر خيارات أخرى‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫بانتظار املحكمة الدولية وهذا ما نسمعه يف‬ ‫الصالونات‪ ،‬وغريهم ينتظر حرباً عىل إيران‪،‬اىل حد‬ ‫أن أحدهم بشرّ بربع الساعة األخري لبدء العاصفة‪،‬‬ ‫أضف اىل وجود آخرين بانتظار حرب إرسائيلية عىل‬ ‫املقاومة إلخ‪ ..‬أما نحن فالنزال يف موقعنا ثابتني مع‬ ‫اختالف عىل األداء التفصييل مع بعض املعارضة‬ ‫وبعض الحلفاء‪ ،‬ألننا نعتقد أن األداء بالتفاصيل فيه‬ ‫خطأ كبري‪.‬‬ ‫بالعودة اىل موضوع الثنائية الدرزية‪ ،‬اعترُ ف بـ‬ ‫“تيار التوحيد” ونحن يف ذكرى تأسيسه الرابعة‬ ‫أنه يف املعادلة السياسية خاصة وأن النائب‬ ‫جنبالط اعرتف بوجود تيار التوحيد؟‬ ‫املشكلة لألسف ليست مع النائب جنبالط‬ ‫وأقول ذلك بأسف ألن النائب جنبالط قوي‪ ،‬ومدرك‬ ‫جداً للعبة السياسية ويعرف أنه ليس بإمكان‬ ‫أحد إلغاء أحد‪ ،‬بل املشكلة يف الذين يعتربون‬ ‫بأنهم ال يجدون أنفسهم إ ّال بإلغاء اآلخرين‪ ،‬ال أحد‬ ‫يستطيع أن يلغي وئام وهاب أو فيصل الداوود أو‬ ‫الحزب القومي أو الحزب الشيوعي أو حزب البعث‪ ،‬وال‬ ‫أحد يستطيع أن يلغي أي حيثية سياسية‪ ،‬فكيف‬ ‫إذا كانت قوى أعتقد أنها موجودة يف كل املناطق‪.‬‬ ‫البعض يقول أن “تيار التوحيد” هو تيار صغري‪،‬‬ ‫هذا صحيح ولكنه بنى نفسه بنفسه منذ‬ ‫أربع سنوات ومل يرث أحد ومل يعش عىل الوراثة‬ ‫السياسية ومل يأخذ ثروات أو إرث سيايس عمره‬ ‫مئات السنني‪ .‬نحن الوحيدون الذين بنوا أنفسهم‬

‫األحادية المتسلطة لم يعد لها وجود‪ ،‬ولن ننتقل الى الثنائية الدرزية‬ ‫للبدء بمشروع تغييري جدي يجب أن نبدأ بقانون انتخاب متطور‬ ‫خيارنا الكبير محسوم الى جانب سوريا والمقاومة‬ ‫عالقتنا تترسخ مع جمهور الحزب االشتراكي المنفتح علينا بشكل كبير‬ ‫تيار التوحيد” لم يكن حالة أمنية‪ ،‬وخاض االنتخابات البلدية في‬ ‫الكثير من المناطق‬ ‫لم أقف مع المقاومة وسوريا للحصول على مكافأة ما‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬ونحن الوحيدون الذين بنوا هذا الشيئ‬ ‫بأيديهم حتى إننا كنا نحفر الجبل باإلبرة‪ ،‬وكربت‬ ‫الفجوة برسعة كبرية‪.‬‬

‫اليزبكية والجنبالطية‬ ‫هل تيار التوحيد هو الـ “نيو يزبكية”؟ يف‬ ‫املفهوم التقليدي؟‬ ‫ال‪“ ،‬تيار التوحيد” هو محاولة لرضب اليزبكية‬ ‫الجنبالطية‪ ،‬هذا التقسيم التقليدي السخيف‬ ‫“تيار التوحيد” ال يعرتف بوجوده‪ ،‬بل يعرتف بأن‬ ‫الدروز هم مواطنون يف هذا البلد وعليهم واجبات‬ ‫ولهم حقوق‪ ،‬كام يعترب أن االنقسام التقليدي أوالً‬ ‫القييس اليمني الذي هجر نصف الدروز اىل جبل‬ ‫العرب ثم االنقسام الجنبالطي اليزبيك كان أحد‬ ‫الباليا الكربى منذ وجود الدروز يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫هناك حديث اليوم عن مصالحات‪ ،‬وكام نعرف‬ ‫أن مصالحة جنبالط انتهت‪ ،‬ماذا عن مصالحة‬

‫‪9‬‬

‫ارسالن؟‬ ‫هناك بعض املساعي التي بذلت للمصالحات‪،‬‬ ‫وكان هناك وسيط ما زارين كام زار الوزير ارسالن‪.‬‬ ‫هل ترتسخ العالقة مع الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك؟‬ ‫حتى اآلن ال‪ ،‬هناك عالقة شخصية مع النائب‬ ‫جنبالط‪ ،‬هذه العالقة مل تنعكس عىل قيادات‬ ‫التيار والحزب رغم أنهم قاموا معاً باجتامع واحد‬ ‫حتى اآلن قبل االستحقاق البلدي للتنسيق‪ ،‬ولكن‬ ‫مع جمهور الحزب االشرتايك ترتسخ ونالحظ أن‬ ‫هذا الجمهور منفتح علينا بشكل كبري وهذا أمر‬ ‫طبعاً سنسعى لرتسيخه ألن هذا الجمهور هو‬ ‫جمهور وطني وتقدمي وعريب‪ ،‬ويف النهاية نحن‬ ‫انطلقنا من هذا الجمهور‪ ،‬وال أستغرب أن يكون هذا‬ ‫الجمهور بغالبيته باستثناء عدد قليل مرتاحاً لكل‬ ‫الجو الذي يحصل اليوم‪.‬‬ ‫أال تعتقد أن اليوم هناك فرصة لـ “تيار‬ ‫التوحيد” بعد املصالحة مع النائب جنبالط وبعد‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫عودته اىل الخط السيايس الذي هو عليه تيار‬ ‫التوحيد؟ أال تعتقد أن عمل تيار التوحيد أصبح‬ ‫أسهل يف القرى‪ ،‬ميكن للناس أن تتقبله كتيار‬ ‫سيايس وليس كحالة أمنية؟‬ ‫أوالً إن “تيار التوحيد” مل يكن يف أي يوم من‬ ‫األيام حالة أمنية‪ ،‬وال نقبل بأن يكون حالة أمنية‪،‬‬ ‫ورمبا هذه أحد مشاكله‪ ،‬ولكن “تيار التوحيد” اليوم‬ ‫متكن من خوض االنتخابات البلدية يف الكثري من‬ ‫املناطق إذ الحظنا أن مفوض “تيار التوحيد” يف‬ ‫نيحا حصل عىل ‪ 500‬صوتاً وهذا يف عمق الشوف‪،‬‬ ‫وهناك الكثري من املناطق والضيع املقفلة‪،‬‬ ‫كالورهانية مث ًال فنائب رئيس البلدية هو مفوض‬ ‫يف “تيار التوحيد”‪ ،‬هذه أمثال أقدمها ألقول أن‬ ‫الناس جاهزة لتقبل “تيار التوحيد” بالرغم من‬ ‫وجود عملية تحريض وإرهاق‪ ،‬حاول الخيرّ ون يف تلك‬ ‫القرى تحايش الدخول يف مواجهاتها‪ ،‬لكن اآلن‬

‫سيرض بنا لو دخلنا بإشكاالت الضيع والعائالت‬ ‫واعتربت أن نظل خارجها أفضل ما دفع الكثري من‬ ‫املجالس البلدية فيام بعد االنتخابات لتتصل بنا‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة للمجالس التي ليس لدينا‬ ‫أي متثيل فيها فهي تتواصل معنا خاصة يف ما‬ ‫يتع ّلق باملوضوع اإلمنايئ يف الجبل‪.‬‬

‫املكافأة‬ ‫ُطرح الكثري من األسئلة‪ ،‬ملاذا مل يكافأ وهاب‬ ‫و”تيار التوحيد” يف أن يكون يف املجلس النيايب‬ ‫بعد سلسلة مواقف كانت فع ًال جريئة خالل‬ ‫السنوات الثالث املاضية خالل وقوفكم مع‬ ‫املقاومة وسوريا؟‬ ‫أوالً مل أقف مع املقاومة وسوريا للحصول عىل‬

‫استقالة رئيس الجمهورية‬ ‫يقال أن رئيس “تيار التوحيد” يكرب تصاريحه‬ ‫السياسية اىل حد أحياناً ال يحتمله حلفاؤه‬ ‫كدعوتكم الستقالة رئيس الجمهورية؟‬ ‫عىل العكس‪ ،‬مل أطلب منهم أن يحملوا شيئاً‪،‬‬ ‫حملت مسؤولية هذه التصاريح‪ .‬وأعتقد أن بعد‬ ‫الدوحة موقفي الوحيد هو الذي أعطى نتيجة يف‬ ‫موضوع الداخل اللبناين‪ ،‬بعد أن رأينا كل املواقف‬ ‫التي ذهبت سدى‪.‬‬ ‫سمع الجميع ترصيحات رئيس الجمهورية بعد‬ ‫هذا املوقف‪ ،‬خاصة يف ما يتعلق مبواقفه من‬ ‫املقاومة وسوريا وسحب السالح من طاولة الحوار‪،‬‬ ‫ألن املوضوع الذي كان أمام أعينهم هو موضوع‬ ‫السالح وليس موضوع االسرتاتيجية الدفاعية‪،‬‬ ‫اليوم رئيس الجمهورية حسم األمر مبواقفه من‬

‫رئيس الجمهورية حسم األمر بمواقفه من المقاومة‬ ‫ال أنطق باسم سوريا‬ ‫واهم من يعتقد أن هناك ً‬ ‫حال في فلسطين دون استعادة‬ ‫كامل األراضي الفلسطينية‬ ‫بعد فسح املجال أصبحت األمور أفضل؟‬ ‫ما هو موقع “تيار التوحيد” يف االنتخابات‬ ‫البلدية واالختيارية األخرية؟‬ ‫مل نصدر أي بيان حول موضوع االنتخابات البلدية‬ ‫وهذا كان فيه قرار أوالً ألنه من املعيب أن يربح أحد‬ ‫ما عىل أحد يف القرى‪ ،‬وأن هذه األحزاب السخيفة‬ ‫التي وزعت بيانات تقول بأنها ربحت هنا نصف‬ ‫عضو وهناك ربع عضو أ ثالثة أرباع العضو‪ ،‬هذا‬ ‫أمر مشني‪ ،‬اليوم تتفاجأ أن هناك بعض األحزاب قد‬ ‫وزعت بيانات عن ربحها يف عكار وهي خارسة يف‬ ‫ضيعتها‪ ،‬ومل يتجرأ أحد باستثناء العامد ميشال‬ ‫عون الذي اعرتف بوجود معركة سياسية قبل‬ ‫االنتخابات البلدية‪ ،‬زحلة كانت معركة سياسية‬ ‫بامتياز وتجرأ النائب سكاف يف خوض هذه املعركة‬ ‫السياسية‪ ،‬أما الباقون مل يتجرأ أحد منهم قبل‬ ‫االنتخابات‪ ،‬ولكن أصبحوا بعدها يحصون ويعدون‬ ‫ما لديهم من أعضاء‪.‬‬ ‫مل يدخل أحد يف معركة سياسية‪ ،‬األحزاب‬ ‫عرب العائالت كام “تيار التوحيد” عرب بعض العائالت‬ ‫رشح الناس وحاز عىل أماكن ولكن كتيار مل نقل‬ ‫أن لدينا معركة سياسية والحزب االشرتايك أيضاً‬ ‫مل يكن لديه معركة سياسية‪ ،‬وبرأيي املوضوع كان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مكافأة ما‪ ،‬وال مرة فكرت بهذا النحو ألنه من‬ ‫املعيب أن يفكر أحد ما عىل هذا النحو‪.‬‬ ‫يف املجلس النيايب‪ ،‬الجميع يعرف الظروف بأنه‬ ‫مل يكن هناك إمكانية لفوزي يف الشوف‪ ،‬ويف‬ ‫منطقة بعبدا كنت قد أخذت قراراً بعدم الرتشح‬ ‫هناك يك ال أنافس أبناء بعبدا عىل هذا املقعد‪،‬‬ ‫هذا هو الظرف الذي حصل يف االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫ومل أقف عندها أبداً وال أعترب أن املوقع هو الذي‬ ‫يصنع اإلنسان‪.‬‬ ‫وعن املقعد الوزاري؟‬ ‫املعارضة أص ًال مل تأخذ أي مقعد وزاري نتيجة‬ ‫ظروف معينة تكمن يف أن حصة املعارضة هي‬ ‫للشيعة واملوارنة وحتى النائب أرسالن مل يحصل‬ ‫عليه‪ ،‬من الطبيعي أن ال يكون للمعارضة مقعداً‬ ‫وزاريا‪ ً.‬ومن الطبيعي أن ال أكون يف ظل هذه‬ ‫الحكومة “الرثة” ‪ ،‬ألنني لو كنت فيها ويف هذه‬ ‫الظروف‪ ،‬حت ًام كنت الستقلت‪.‬‬ ‫يقودنا السؤال اىل‪ ،‬هل خانكم حلفاؤكم؟‬ ‫بالتأكيد ال يوجد هناك أي خيانة‪ ،‬فال سوريا وال‬ ‫حزب الله يخونان الناس إذ ليس يف مدرستهم‬ ‫مكان للخيانة بل يف مدرستهم الوفاء كام‬ ‫أعرف‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫املقاومة‪.‬‬ ‫ملاذا أعطي للسجال معه طابعاً شخصياً؟‬ ‫إن هذه النظرية سخيفة‪ ،‬بالرغم من أن املكاسب‬ ‫الشخصية تلك لدي حق فيها يف الدولة‪ ،‬خاصة‬ ‫يف ما يتعلق بالتعيينات‪ ،‬وقد تحدثت بذلك مع‬ ‫املقربني من رئييس الحكومة والجمهورية والنائب‬ ‫جنبالط وغريهم‪ ،‬وقد أقدم مناذج أفضل‪ ،‬وآيت بأناس‬ ‫لديهم كفاءات يف هذه الطائفة ولديهم الحق يف‬ ‫تلك التعيينات‪ ،‬ملاذا دامئاً علينا أن نخترص الناس؟‬ ‫يالحظ بعد كل زيارة يقوم بها مسؤول يف‬ ‫الدولة اىل واشنطن تحديداً يقوم وهاب بالهجوم‬ ‫وكان آخره الهجوم عىل زيارة الحريري اىل‬ ‫واشنطن؟‬ ‫السؤال ما الذي سيأيت به من واشنطن؟ إذا جاء‬ ‫بشيئ من هناك حتى ولو سالح للجيش‪ ،‬ولكن‬

‫سالحاً جدي سوف أقدم له اعتذاري‪ ،‬وأدعم رئيس‬ ‫الحكومة‪ ،‬وأما إذا كان رئيس الحكومة قد ذهب‬ ‫اىل واشنطن ليأخذ صوراً اىل جانب أوباما سوف‬ ‫أستمر يف هجومي ألن الكل يدرك أن أوباما سوف‬ ‫ُيسمعه الدرس نفسه عن املقاومة وسالحها‬ ‫و”إرسائيل” وحامية أمنها‪.‬‬ ‫هل برأيكم تعززت العالقة بني سوريا ولبنان؟‬ ‫إن بني رئيس الحكومة وسوريا تطوراً الفتاً يف‬ ‫العالقة وهذا األمر جيل جداً خاصة يف الزيارة‬ ‫الثانية ولكن علينا أن نرى رئيس الحكومة إذا كان‬ ‫بإمكانه االستمرار يف هذه العالقة مع وجود هذا‬ ‫الفريق من املستشارين يف “تيار املستقبل”‪ ،‬أنا أرى‬ ‫أنه إذا تعززت هذه العالقات سوف تتحول اىل تعزيز‬ ‫العالقات اللبنانية ‪ -‬السورية ألن هناك فريق لبناين‬ ‫اليزال ضاغطاً باتجاه آخر‪.‬‬ ‫وآخر لقاء كان فيه تطور مهم وارتياح من قبل‬ ‫الجانبني لكنها بحاجة اىل تطوير‪.‬‬ ‫هل تعبريكم عن بعض املواقف السياسية‬ ‫هو رأي شخيص‪ ،‬أم رأي لسوريا ألنكم من‬ ‫حلفائها‪ ،‬كام يحاول البعض ان يستنتج من‬ ‫تصاريحكم؟‬ ‫أبداً وال مرة طلب مني السوريون أي موقف وال‬ ‫عاتبوين عىل كلمة أو تدخلوا معي يف التعبري عن‬ ‫رأي‪ ،‬ال قبل وال بعد‪ ،‬أنا سيايس لبناين لدي الحرية‬ ‫يف مامرسة دوري وهم يعرفونني جيداً واختربونني‬ ‫يف السنوات املاضية وهم مدركون أن إمكانية‬ ‫التدخل معي محدودة جداً وهم حتى يف الفرتة‬ ‫التي هاجمت فيها املحكمة الدولية قبل أربع‬ ‫سنوات كانوا يحاولون تحذيري من قساوة هذا‬ ‫الهجوم ولكن كنت آخذ قرارايت لوحدي‪.‬‬ ‫أي أنتم ال تنطقون باسم سوريا؟‬ ‫أكيد‪ ،‬ال أنطق باسم سوريا‪.‬‬ ‫أال تكربون طروحاتكم السياسية؟‬ ‫ال‪ ،‬لدي رأيي وأريد أن أقوله‪.‬‬ ‫دروز فلسطني والجوالن‬ ‫اىل أين وصلت العالقة التي أقامها “تيار‬ ‫التوحيد” مع دروز فلسطني والجوالن؟‬ ‫هناك تواصل مستمر معهم‪ ،‬واألسبوع املقبل‬ ‫يتم التحضري للقاء معهم يف جنيف‪ ،‬ونحاول‬ ‫أن نعزز الفريق الذي يرفض الخدمة اإلجبارية‬ ‫والتعاطي مع الجيش واألجهزة والدولة اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫ولكن هذا الفريق اليزال صغرياً جداً وبحاجة اىل‬ ‫الصمود والدعم من الدول العربية املهتمة يف هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬إننا نحاول وهناك مجموعة ذات توجهات‬ ‫ممتازة ولكنها قليلة‪.‬‬ ‫هل من حرب عىل لبنان هذا الصيف؟‬ ‫الحرب آتية ولكن ليست هذه السنة‪.‬‬ ‫وماذا عن حل املسألة الفلسطينية؟‬ ‫واهم من يعتقد أن هناك ح ًال يف فلسطني‬ ‫دون استعادة كل األرايض الفلسطينية وطاملا‬ ‫“إرسائيل” موجودة‪ ،‬ومحمود عباس واحد من‬ ‫الذين يسريون وراء هذه األوهام‪ ،‬وسيجد يوماً‬ ‫ما أن هذه األوهام لن تصل اىل نتيجة‪ .‬ونحن ال‬

‫التواصل مع الرئيس األسد‬ ‫مستمر وكذلك األمر مع كل‬ ‫أعضاء القيادة السورية‬ ‫االحتفال بذكرى التأسيس‬ ‫سيرتافق مع وضع حجر األساس‬ ‫للمستشفى يف حزيران‬ ‫ننىس أبو عامر رغم محاوالته الحثيثة إلقامة دولة‬ ‫فلسطينية مستقلة‪ ،‬ويف آخر ثالث سنوات وصل‬ ‫اىل قناعة أنه ال إمكانية يف التوصل اىل نتيجة ما‬ ‫مع “إرسائيل”‪ ،‬وقتل لهذا السبب‪.‬‬ ‫بالعودة اىل املوضوع اللبناين هل وجدتم أي‬ ‫إنجازات يف السنتني املاضيتني من عهد رئيس‬ ‫الجمهورية؟ وهل تتوقع منه أي إصالحات يف‬ ‫السنة الثالثة من عهده؟‬ ‫إذا كان اللبنانيون يرون شيئاً فأنا ال أرى أي شيئ‪.‬‬ ‫وأمتنى أن يحقق أي شيئ من اإلصالحات التي‬ ‫تحدث عنها يف السنة الثالثة من عهده‪ ،‬وكل‬ ‫اإلصالحات التي يطرحها رئيس الجمهورية التي‬ ‫هي لصالح لبنان نحن معها‪ ،‬خاصة يف ما يتعلق‬ ‫بقانون االنتخاب وقانون النسبية‪ ،‬ولكن السؤال‬ ‫هل هناك قدرة لرئيس الجمهورية عىل تسويق‬ ‫هذه اإلصالحات أو متريرها؟ لذلك طرحت موضوع‬ ‫االستقالة حينها‪ ،‬وطلبت منه أن يضع موضوع‬ ‫االستقالة يف وجههم جميعهم كام فعل الرئيس‬ ‫فؤاد شهاب الذي مل يحصل عىل كل اإلصالحات‬ ‫لوال وضع استقالته يف وجه الجميع‪.‬‬ ‫هل نحن أمام محاصصة يف التعيينات؟‬ ‫أكيد نحن أمام محاصصة والذي يؤخر املوضوع‬ ‫أن هناك جو يرفض املحاصصة وهو صغري جداً‬ ‫مقارنة بالجو الذي يذهب نحو املحاصصة‪.‬‬ ‫عىل ماذا استندتم يف طرحكم بوجود تغيري‬ ‫يف الحكومة يف نهاية العام؟‬ ‫إن هذا الطرح نبع من عدم إمكانية الحكومة‬ ‫عىل اإلقالع يف مسارها‪ ،‬إذ كل ما لديها مرشوع‬ ‫واحد هو الخصخصة‪ ،‬وهي عىل عجلة من أمرها‬ ‫يف خصخصة الهاتف ملا يدر هذا القطاع من مال‪،‬‬ ‫ولقد انفضحت الحملة عىل الوزير رشبل نحاس‬ ‫وظهرت أهدافها من قبل املوظفني الصغار املعينني‬ ‫برتبة نواب وهم الذين قاموا بهذه الحملة‪ ،‬وواضح‬ ‫أنه استهداف للوزير نحاس ألنه يشكل عقبة أمام‬ ‫الخصخصة‪.‬‬ ‫لكن أين التغيري يف الحكومة إذا متثلت بنفس‬ ‫الكتل النيابية؟‬ ‫تتغري توازن القوى داخل الحكومة نتيجة‬ ‫التطورات التي حصلت‪ ،‬لقد ولدت الحكومة بجو‬ ‫أكرثية وأقلية الذي مل يعد له وجود اليوم‪.‬‬ ‫حتى رئيس الحكومة الحايل بذهاب األكرثية‬

‫‪11‬‬

‫ميكن أن ال يكن موجوداً؟‬ ‫ميكن أن يبقى موجوداً لكن دون أن ميثل األكرثية‬ ‫وبنفس القوى السياسية التي رشحها يف‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫لكن رأيكم كان يف عدم مشاركة املعارضة؟‬ ‫عندما أعلنت عن رأيي بعدم مشاركة الحكومة‬ ‫كان ذلك لغياب َمن يراقب يف الحكومة‪ ،‬وطاملا‬ ‫أن كل مجلس النواب ممث ًال بالحكومة فمن يراقب‪،‬‬ ‫ما هذا النظام العجيب الغريب؟ الذي ال وجود له‬ ‫إ ّال يف لبنان‪ ،‬وأيضاً مباذا ستشارك وأين قرارها؟‬ ‫فوزراء املعارضة كانوا يف غفوتهم عندما ّتم مترير‬ ‫االتفاقية األمنية؟‬ ‫لذلك يتم طرح جبهة وطنية لكل من هو‬ ‫خارج الحكومة؟‬ ‫نعم‪ ،‬نطرح الجبهة الوطنية لرتاقب املعارضة‬ ‫واملواالة يف نفس الوقت‪ ،‬ألنه يجب أن يكون‬ ‫هناك من يعرتض وأن يكون اعرتاضه جدياً ويطرح‬ ‫مشاريع جدية‪.‬‬ ‫هناك من يتحدث عن عودة نفوذ سوريا اىل‬ ‫لبنان؟‬ ‫النفوذ العسكري السوري لن يعود اىل لبنان‪،‬‬ ‫لكن النفوذ السيايس السوري مل يخرج يوماً من‬ ‫األيام وسيبقى ويتعزز‪ ،‬ولكن العودة العسكرية‬ ‫السورية اىل لبنان مستحيلة‪.‬‬ ‫هل هناك لقاء قريب مع الرئيس األسد خاصة‬ ‫بعد زيارة النائب جنبالط والرئيس الحريري؟‬ ‫ما ينطبق عىل النائب جنبالط الينطبق عيل‪،‬‬ ‫لذلك هذه مسألة تفصيلية غري موجودة يف‬ ‫الحسابات السياسية‪ ،‬فالتواصل مع األسد مستمر‬ ‫وكذلك األمر مع كل أعضاء القيادة السورية‪،‬‬ ‫عالقتي مع الرئيس األسد أعمق بكثري من لقاء‬ ‫علني يف إطار لقاءات اآلخرين‪.‬‬

‫األوقاف الدرزية‬ ‫ماذا عن موضوع األوقاف الدرزية؟‬ ‫ال شيئ بصددها حتى اآلن‪ ،‬شيخ عقل الطائفة‬ ‫الدرزية نعيم حسن هو شيخ غري دينامييك‪ ،‬وليس‬ ‫لديه أي مبادرة أو مرشوع وأعتقد أن وجوده يعيق‬ ‫قيام املؤسسة أكرث مام يساعد فيها لذلك دعوت‬ ‫أكرث من مرة الستقالة الشيخني وإعادة تعيني‬ ‫شيخ ثالث قد يكون أحدهام ولكن حت ًام ليس‬ ‫الشيخ نعيم‪ ،‬وطرحنا عليهم موضوع األوقاف يف‬ ‫بلدة بعورته لقيام ‪ 10‬آالف وحدة سكنية ملساعدة‬ ‫الشباب‪ ،‬وعرفت الحقاً أنهم سارعوا يف تأجري‬ ‫األرايض إليقاف هذا املرشوع‪ ،‬فكيف ميكن التفاهم‬ ‫يف هذا املوضوع‪ ،‬بوجود هكذا عقلية؟‬ ‫هل من نشاط ما يف الذكرى الرابعة لتأسيس‬ ‫التيار؟‬ ‫لقد تم إرجاء النشاط اىل شهر حزيران املقبل‬ ‫لوضع حجر األساس للمستشفى‪ ،‬وبذلك سيتم‬ ‫إحياء املناسبتني‪ :‬ذكرى التأسيس ووضع حجر‬ ‫األساس يف احتفال واحد يحدد وقته الحقاً‪.‬‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫المناطق اللبنانية‬ ‫في مواجهة التحديات‬ ‫التنموية‬

‫تبدأ فكرة اإلمناء عادة كنتيجة “لعدم الرىض”‬ ‫عند أكرثية الشعب‪ ،‬عن وضع التخ ّلف والحرمان‬ ‫الذي يعيشه‪ ،‬وقد يكون السبب املبارش هو سبب‬ ‫اقتصادي أو سيايس أو اجتامعي‪ ،‬لكن املهم أن‬ ‫شعور “عدم الرىض” يو ّلد نوعاً من النقمة عىل‬ ‫الوضع االقتصادي – االجتامعي‪ ،‬كام يؤكد توقاً‬ ‫التحسن‪ ،‬واذا ما خرجت هذه النقمة اىل‬ ‫اىل‬ ‫ّ‬ ‫استعداد عام للعمل وتحمل املشقات التي تنتج‬ ‫عن عملية اإلمناء‪ ،‬أصبح الجو مهيئاً لدفع عملية‬ ‫اإلمناء اىل األمام واإلسهام يف نجاحها‪.‬‬ ‫إن وضع التخلف والحرمان‪ ،‬يفرتض تحديد‬ ‫إمكانية اإلمناء ويعتربها عملية تقدمية‪ ،‬وإن هذا‬ ‫الواقع يحرك من داخله حركة منو تلقائية ناتجة عن‬ ‫زيادة عدد السكان واتساع األسواق‪ ،‬وعن التطور‬ ‫التدريجي العادي يف املستوى التقني‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫الوضع االقتصادي ذاته ال ميكنه أن يحرك عملية‬ ‫إمناء شاملة من داخله‪ ،‬ذلك ملحدودية الطاقة‬ ‫التقنية وندرة رأس املال وتجمد النظام املؤسيس‪.‬‬ ‫من هنا كان من الرضوري أن ُيهيأ لعملية اإلمناء‬ ‫بإدخال عوامل خارجة عن الدورة االقتصادية‬ ‫للنظام العام‪.‬‬ ‫هنا يأيت دور هذه النقمة عىل التخلف‬ ‫والحرمان‪ ،‬فهي يف شكلها اإليجايب تصبح املحرك‬ ‫األول لعملية اإلمناء التي تتطلب أكرث من مجرد‬ ‫االستعداد لتح ّمل مصاعبها‪ ،‬تطويع الوضع‬ ‫املؤسسايت العام وتطويره بحيث يشجع عىل‬ ‫االستثامر‪ ،‬الذي يتطلب رأس املال الذي بتوفره تزيد‬ ‫االستثامرات وتحسن املستوى التقني الذي يوىل‬ ‫عادة عناية كبرية‪ ،‬ويرافق ذلك سياسية تعيد‬ ‫تنظيم جميع مرافق الحياة االقتصادية‪ ،‬املالية‪،‬‬ ‫التجارية والرضائب‪ ،‬الخ‪ ...‬ثم تطور يف التشكيل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املجتمعي واملؤسسايت يف سياق صاعد نحو زيادة‬ ‫الدخل القومي ورفع مستوى املعيشة‪.‬‬ ‫أما ما نفرتضه يف اإلمناء‪ ،‬هو رضورة إجراء‬ ‫أبحاث ودراسات معقمة للواقع املناطقي‪ ،‬ووضع‬ ‫خطط أو برامج إمنائية تتشارك فيها الجهات‬ ‫الحكومية املعنية والبلديات‪ ،‬ليتم إطالق مرشوع‬ ‫اإلمناء االقتصادي – االجتامعي‪ ،‬بهدف تحقيق‬ ‫اإلمناء املتوازن‪ ،‬وذلك عرب إرساء قاعدة الالمركزية‬ ‫اإلدارية ومتكني املناطق من وضع خططها اإلمناية‬ ‫وفق خصوصياتها وميزاتها التفصيلية‪.‬‬ ‫إن عمل الحكومة اللبنانية يجب أن يتمحور‬ ‫حول تحقيق املساواة بني جميع املناطق اللبنانية‪،‬‬ ‫واحرتام حقوق املواطنني‪ ،‬والعمل عىل حل كل‬ ‫املشكالت االقتصادية واالجتامعية ومكافحة‬ ‫الفقر والحرمان‪ ،‬واملحافظة عىل البيئة وتوفري الحد‬ ‫األدىن من الحياة الكرمية للمواطنني عرب التزام‬ ‫منهجي بشقيه االجتامعي واالمنايئ‪ ،‬وإعداد‬ ‫خطة باألهداف اإلمنائية للمناطق والتي تشكل‬ ‫بذلك محطة جدية للتفكري العلمي واملوضوعي‬ ‫لحالة تلك املناطق‪ ،‬وللمعوقات السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتامعية التي تحول دون التقدم‬ ‫يف بعض املجاالت اإلمنائية‪ ،‬كام حول تعميم‬ ‫التعليم األسايس‪ ،‬وتوسيع قاعدة التعليم‬ ‫الثانوي‪ ،‬وتعزيز املساواة بني الجنسني‪ ،‬ومتكني‬ ‫املرأة‪ ،‬وكذلك عدم إغفال بعض التحديات لجهة‬ ‫مكافحة الفقر‪ ،‬والخلل يف التنمية املناطقية‬ ‫والتدهور يف البيئة‪ ،‬ورضورة وضع اسرتاتيجية‬ ‫تنموية وطنية شاملة‪ ،‬تشارك يف وضعها كل‬ ‫املنظامت الدولية واإلدارات العامة واملجتمع املدين‬ ‫والقطاع الخاص‪ ،‬ذلك تفادياً للمعالجات الجزئية‬ ‫التي أثبتت التجارب عجزها عن تحقيق التنمية‬ ‫الشاملة واملتوازنة‪.‬‬ ‫كام ندعو الحكومة اىل تشكيل لجنة وطنية‬ ‫تعنى يف إعداد التقارير اإلمنائية عن املناطق‬ ‫اللبنانية‪ ،‬والهدف هو رفع درجة االلتزام ملواجهة‬ ‫التحديات التنموية ليصار اىل عرضها عىل‬ ‫املنظامت الدولية لتحقيق تعاون بينها وبني‬ ‫الدولة اللبنانية واملجتمع األهيل‪ ،‬ويتم استكاملها‬ ‫بسلسلة نقاشات حول األهداف املرجوة مع خرباء‬ ‫متخصصني بغية التوصل للتوصيات والوسائل‬ ‫الالزمة لتنفيذ األهداف‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة اىل رضورة توفري املناخ السيايس‬ ‫لتحقيق‬ ‫املناسبة‬ ‫الترشيعات‬ ‫سن‬ ‫لجهة‬ ‫التوصيات‪.‬‬ ‫وأخرياً‪ ،‬إن التعريف األسايس لإلمناء غري‬ ‫املتوازن‪ ،‬هو اجتامعي – اقتصادي‪ ،‬يخضع لعوامل‬ ‫عدة تلعب دوراً أساسياً يف التأثري عليه‪ ،‬فالعامل‬ ‫السيايس له دوره يف ُ‬ ‫التأير عىل اإلمناء‪ ،‬ما يسلتزم‬ ‫قرارات سياسية فرعية يف املجاالت االقتصادية‬ ‫واملالية والرتبوية واالجتامعية‪.‬‬

‫عضور املكتب السيايس‬ ‫بهاء عبد الخالق‬

‫‪12‬‬

‫التربية ودورها في‬ ‫نمو المجتمعات‬

‫“تيار التوحيد” يهتم بالشأن الرتبوي‪ ،‬ضمن‬ ‫أولويات منظمة ومتطورة تنقذ املواطن‬ ‫تعددت اآلراء وكرثت املواقف من الرتبية حول‬ ‫دورها واملناهج املعتمدة فيها‪ ،‬ومدى عالقة كل‬ ‫ذلك بالثقافة والحضارة‪ ،‬باإلصالح االجتامعي‬ ‫وببناء الوطن‪.‬‬ ‫لقد رأى عدد من الباحثني أن الرتبية ظاهرة‬ ‫طبيعية يف الجنس البرشي مبقتضاها يصبح املرء‬ ‫وريثاً ملا كونته اإلنسانية من تراث ثقايف وهي تتم‬ ‫بطريقة ال شعورية بحكم عالقة الفرد باملجتمع‪.‬‬ ‫وقد ع ّرف البعض الرتبية بأنها عملية‬ ‫بسيكولوجية نفسية ترمي يف جوهرها اىل‬ ‫إحداث تغيري كبري يف طبيعة اإلنسان‪ ،‬فالطفل‬ ‫عن طريق الرتبية يحصل عىل أاكرب قسط من‬ ‫املعلومات ويكسب الكثري من املهارات العقلية‬ ‫والنفسية واالنفعالية والبدنية والعضلية‪.‬‬ ‫ويرى “تيار التوحيد” أن الرتبية هي األداة التي‬ ‫بواسطتها ُينب َعث التقدم وتنمو القدرات واألفكار‬ ‫الحديثة التي تسهم يف نرش الثقافة وبث روح‬ ‫املواطنية يف املجتمع الرحيب‪.‬‬ ‫ومن املعلوم أن املجتمع يعتمد عىل الرتبية‬ ‫كوسيلة الستمرار كيانه ووجوده عن طريق نقل‬ ‫التفكري والشعور والثقافة والعادات من الكبار‬ ‫اىل الصغار مع كل ما يطرأ عليها من تطور‬ ‫وتقدم‪ .‬وقد أنيط هذا الدور باملدرسة بعد األرسة‬ ‫والبيت لتكون أداة تعني الرتبية عىل تحقيق‬ ‫أهدافها وغاياته بحيث تكون منوذجاً صالحاً تتمثل‬ ‫فيه الحياة الحارضة بدالً من أن تبقى مكاناً لصب‬ ‫املعلومات وحرشها يف عقول التالميذ‪.‬‬ ‫فاملدرسة التي يقوم تعليمها عىل الرهبة من‬ ‫العقوبات أو يرتكز إصالحها عىل الشكل دون‬ ‫املضمون يكون إصالحها عارضاً ليس له أي قيمة‬ ‫وسوف ينهار عند أول مناسبة تضعف فيها‬ ‫القوى التي حققته‪ .‬أما املدرسة النموذجية التي‬ ‫تعتمد اإلصالح االجتامعي والتقدم اإلنساين وبناء‬

‫املواطن الجيد فإنها تعيش املناهج الصحيحة‬ ‫والقادرة عىل تحقيق ما هومطلوب منها يف الحياة‬ ‫عامة‪ .‬ومام ال شك فيه أان الطفل الذي يتدرب يف‬ ‫مدرسته عىل أن يكون عضواً داخل جامعته‬ ‫الصغرية (صفه) يعمل مع أقرانه مشبعاً بروح‬ ‫املحبة والتعاون يجعل املجتمع مطمئناً اىل أنه‬ ‫سيحصل عىل املواطن الصالح الذي يحتاج إليه‬ ‫لتخفيف منوه وتقدمه وازدهاره‪.‬‬ ‫فالرتبية الحقة تسهم اىل ح ٍد بعي ٍد يف منو‬ ‫املواطنية الصالحة وهي بالتايل صامم األمان‬ ‫ملجتمع متطور يحمي أبناءه من الترشد والضياع‬ ‫ويساعدهم عىل العيش بوئام يف وطن يسوده‬ ‫االستفزاز واألمن والهدوء‪.‬‬ ‫فاملواطنية انتامء للوطن أو عىل األصح هي‬ ‫العالقة الجيدة بني املواطن والدولة تقوم عىل وعي‬ ‫املواطن وتحسسه بقضايا الشأن العام وتتجسد‬ ‫يف احرتام القوانني والتقيد بها‪.‬‬ ‫انطالقاً مام تقدم فإن “تيار التوحيد” يهتم‬ ‫منذ تأسيسه بالشأن الرتبوي‪ ،‬فقد كلف رئيس‬ ‫التيار أمانة الرتبية والشباب وضع خطة ملفاهيم‬ ‫جديدة تساعد يف رفع مستوى الشأن الرتبوي‬ ‫ضمن أولويات منظمة ومتطورة‪ ،‬تنقذ املواطن من‬ ‫عبوديته يف ظل اإلقطاعية والطائفية واملذهبية‬ ‫واملال السيايس الذي يض ّيق عليه الخناق ويجعله‬ ‫أسري القدر املكتوب له منذ والدته‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق قامت أمانة الرتبية والشباب‬ ‫يف التيار بتعميم مذكرة الرئيس عىل املفوضيات‬ ‫يف القرى واملناطق املتواجد فيها وطلبت منهم‬ ‫مواكبة الطالب وحظهم عىل املثابرة واالجتهاد‬ ‫يف مختلف املراحل بعد أن كانت قد قامت‬ ‫مبساعدات مالية للمتفوقني واملحتاجني عرب لجان‬ ‫يف القرى أخذت عىل عاتقها تنفيذ برامج تقوية‬ ‫لطالب الشهادات الرسمية وبعض الذين يشكون‬ ‫من صعوبات تعليمية‪.‬‬ ‫وكان رئيس التيار الوزير وئام وهاب قد أخذ عىل‬ ‫عاتقه مواكبة الطالب الناجحني بالشهادات‬ ‫الرسمية واملجلني‪ ،‬فرعى حفالت تكرميهم يف‬ ‫عدة بلدات وقرى كان آخرها يف ثانوية الصنوبر‬ ‫يف مدينة الشويفات‪ ،‬وهذا ما بلغت موازنة أمانة‬ ‫الرتبية والشباب يف تيار التوحيد عام ‪2009‬‬ ‫ضعفي موازنة الصحة والشؤون االجتامعية‬ ‫مجتمعتني مام ساهم بتقديم منح جامعية‬ ‫للطالب املتفوقني واملحتاجني يف الجامعات‬ ‫اللبنانية (رسمية وخاصة) ويف بعض جامعات‬ ‫الخارج لفرعي الطب والهندسة‪.‬‬ ‫هذا ومل يقترص النشاط الرتبوي يف “تيار‬ ‫التوحيد” عىل حفالت التكريم وتقديم املنح بل‬ ‫تعداها اىل إقامة معارض للرسم واألشغال‬ ‫اليدوية وكذلك اىل إقامة مخيامت ترفيهية‬ ‫ثقافية لألطفال يف عدة قرى يف منطقة (عاليه)‬ ‫ويف الجاهلية يف منطقة (الشوف) يف صيف‬ ‫‪ 2009‬خلقت جواً من التعاون والفرح والبهجة‬ ‫وكان لها تأثري كبري يف نفوس املشاركني‪.‬‬

‫عضو املكتب السيايس‬ ‫يوسف أبو ذياب‬

‫مرونة التعاطي‬ ‫مع األحداث‬

‫أربع سنوات مضت‪ ،‬وأمىس الحلم واقعاً‬ ‫ملموساً صقل أفكار الشباب‪ ،‬فأصبحت مرونة‬ ‫التعاطي مع األحداث قاس ًام مشرتكاً وأساساً‬ ‫للنضال الصحيح لتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫أما الساحة السياسية التي كانت مرسحاً‬ ‫للتناحرات‪ ،‬فقد هدأت بعد أن استكانت‬ ‫تحالفاتها السياسية يف سياق الرؤية الجديدة‪.‬‬ ‫وأثبتت األحداث أن الزعامات التقليدية التي‬ ‫طاملا تقوقعت يف رشنقة املايض أصبحت اليوم‬ ‫تتطلع بحذر وريبة إىل األفكار والتيارات الجديدة‬ ‫التي تبرش باملستقبل الواعد‪ ،‬فقد أدت املتاجرة‬ ‫بالشعارات املبهرة من دميقراطية واشرتاكية‬ ‫أطلقتها هذه الزعامات عىل مدى السنوات إىل‬ ‫تخ ّوف الجيل الجديد من الدخول يف األحزاب‪ ،‬بعد أن‬ ‫ثبت لديهم أن هذه الشعارات مل تكن سوى غطاء‬ ‫رخيص لتحقيق والء سيايس مستمر يكفل لهذه‬ ‫الزعامات التقليدية االستمرار املطلوب‪.‬‬ ‫لقد انعكس هذا الواقع الجديد بشكل أو بآخر‬ ‫عىل الرغبة بالعمل السيايس لدى الجيل الجديد‬ ‫فأثر بدوره عىل العمل السيايس‪ ،‬لكنه مل يؤثر‬ ‫عىل األفكار القومية والوطنية التي تكمن يف‬ ‫النفوس والتي بقيت خمرية جيدة تجسد معاناة‬ ‫هذه األمة التي يزخر ماضيها القريب بالذل‬ ‫والخيبة واالنكسارات‪ .‬ذلك‪ ،‬ألن النرصاإللهي الذي‬ ‫حققته املقاومة‪ ،‬ملا يزل ينبض إشعاعاً حامسياً‬ ‫يوقظ الرغبة يف الدفاع واالنتقام‪ ،‬تلك الرغبة‬ ‫التي بقيت سنوات طويلة محبوسة ومكبوتة‬ ‫يف الصدور‪..‬‬ ‫إن الصداقة مع سياسة أمريكا الخارجية قد‬ ‫أرضت بنا‪ ،‬ألنها جعلتنا يف نظرها مضموين‬ ‫الجانب‪ .‬والسؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو‪ ،‬ماذا‬ ‫جنينا من صداقتنا مع أمريكا؟‬ ‫يقول أهل الحكم إن أمريكا مستعدة لتمويل‬ ‫أي مرشوع مدروس‪ ،‬وإنها مستعدة إلمداد الجيش‬ ‫باملعدات العسكرية الحديثة التي متكنه من‬

‫‪13‬‬

‫مكافحة ( اإلرهاب)!‬ ‫أليست هذه مجاملة؟ كأن تقول مث ًال لصديقك‬ ‫(إن بيتي بيتك) بينام هو ال ينال منك سوى فنجان‬ ‫قهوة‪.‬‬ ‫لقد مىش البعض يف ركاب املرشوع األمرييك‬ ‫للرشق األوسط الجديد فسقط بعضهم وترنح‬ ‫البعض اآلخر‪ ،‬فلامذا ال يطالبون أمريكا باملساعدة‬ ‫للتخلص من أعباء الدين املايل العام أو املساعدة‬ ‫يف تأهيل الكهرباء‪ .‬أليست هذه الوعود نذراً‬ ‫يسرياً من الكثري من السياسة (الزحفطونية)‬ ‫التي يتبعها البعض‪.‬‬ ‫العامل يجمع عىل أن “إرسائيل” هي‬ ‫مشكلتنا الكربى‪ ،‬فهل تركت أمريكا “إرسائيل”‬ ‫أو استنكرت عىل األقل رغبتها الجديدة ببناء‬ ‫املستوطنات عىل حساب الشعب الفلسطيني؟‬ ‫إن ما ربحناه من السياسة الخارجية ألمريكا هو‬ ‫التهويل املستمر باإلجتياح والتهديد بشن حرب‬ ‫إرسائيلية جديدة‪.‬‬ ‫ليفهم هؤالء املتهالكون عىل أبواب السفارات‬ ‫أن املواطن الذي يحرتم نفسه ويفهم استقالله‪،‬‬ ‫ال يهرع مستنجداً بالغريب‪ ،‬فنحن ال نطلب‬ ‫التدخل األجنبي بل نحتقر من يطلب تدخله‪.‬‬ ‫وإنه ليخجلنا أن نسمع أن السفارات األجنبية‬ ‫تعنى بشؤوننا الداخلية أو الخارجية ولوال خنوع‬ ‫بعض أرباب السلطة ومن وراءهم بعض املستزملني‪،‬‬ ‫ملا أذنوا لألجنبي أن يبحث معهم يف املواقف‬ ‫الوطينة أو يف حق املقاومة عىل االستمرار‪.‬‬ ‫إنه من العار جداً أن متثل هذا الشعب فئة من‬ ‫العبيد يشوقها أن تتمرغ عىل أعتاب السفارات‬ ‫مستجدية حاميتها ورشوتها وإحسانها‪.‬‬ ‫يجب أن يعرف أرباب السياسة الخارجية‬ ‫األمريكية‪ ،‬أنهم لن ينفذوا إىل قلوب الشعب‬ ‫ولن يظفروا بوده إال حني يبدأون صفحة جديدة‬ ‫ويعكسون مواقفهم الحالية ويرمون باملكيال‬ ‫الزائف الذين ال زالوا يكيلون به‪ ،‬وليفهم هؤالء‬ ‫أن أقل واجباتهم نحو أمريكا وسالمة مصالحها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مرشع‪ ،‬يف‬ ‫هي يف أن يوجهوا نفوذهم هذا الغري‬ ‫السبيل القويم ّ‬ ‫املرشع‪.‬‬ ‫وبعد ‪ ...‬إنها سنة جديدة لنا يف “تيار التوحيد”‬ ‫تضاف إىل سنوات النضال تلك ‪ ..‬سنة جديدة تفرض‬ ‫علينا نحن نظرة جديدة نق ّيم بها أمورنا الداخلية‪..‬‬ ‫فالواجب يدعونا إىل تجذير مبادئ “تيار التوحيد” يف‬ ‫اسرتاتيجية جديدة تتامىش مع أهدافنا األساسية‬ ‫وتعتمد عىل تكثيف الندوات اإلذاعية واللقاءات مع‬ ‫الطلبة والجامعيني الستقطاب منارصين مؤهلني‬ ‫ألن يكونوا قدوة يف العمل السيايس الفاعل‬ ‫بعيداً عن العصبيات الضيقة واملحسوبيات‪ .‬عندها‬ ‫سنتمكن من إضاءة شمعات ذكرى التأسيس‬ ‫واحدة تلو أخرى بفخ ٍر واعتزاز شديدين‪.‬‬

‫عضو املكتب السيايس‬ ‫حافظ ايب املنى‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫ورشة اإلصالح‬ ‫للمرأة التوحيدية‬ ‫مقدرة على العطاء المنشودة في الدولة‬

‫قبل التطرق اىل دور املرأة يف “تيار التوحيد”‬ ‫ال بد من اإلشارة اىل واقع هذا التيار املتمرد‬ ‫عىل الواقع‪ ،‬هذا التيار الذي قامت بحياكته‬ ‫خيوط الحرية املغلفة بليل الحرب‪ ،‬فكان كطائر‬ ‫فارد أجنحته يحلق خارج رسبه طالباً التحدي‬ ‫رغم معرفته بخطورة األجواء التي يح ّلق فيها‪،‬‬ ‫وإجرام ودموية الساهرين عىل ليل لبنان‪ ،‬الراغبني‬ ‫بقائه يف الظالم ليخفوا جرامئهم‪ .‬إ ّال أن النرس‬ ‫التوحيدي بقيادة الرفيق وئام وهاب أىب إ ّال أن‬ ‫يتحدى ليل اللصوص واملجرمني العاثني فساداً يف‬ ‫الوطن ليمحوا الظالم بنور الحقيقة التوحيدية‪.‬‬ ‫آمن “تيار التوحيد” منذ البداية باملرأة كنصف‬ ‫فاعل يف املجتمع‪ ،‬ال بل رأى فيها كل املجتمع‪ ،‬فهي‬ ‫األم التي تريب أجيال املقاومة واألبطال والشهداء‪،‬‬ ‫وهي األخت التي تزغرد لشهادة قرة عينها‪،‬‬ ‫والزوجة التي تحمل نعش زوجها الشهيد عاهدة‬ ‫إياه باستكامل دربه النضايل من خالل تربية‬ ‫أوالدها عىل الفضائل والقيم الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫تعمل املرأة التوحيدية جانباً اىل جنب مع‬ ‫الرجل التوحيدي يف شتى امليادين السياسية‬ ‫والثقافية والفكرية واإلنسانية‪ ،‬وتساهم بشكل‬ ‫أسايس يف عملية التغيري‪ ،‬مواكبة بكل فخر‬ ‫واعتزاز أداء ونشاط رئيس “تيار التوحيد” الرفيق‬ ‫وئام وهاب بحيث تأخذ عىل عاتقها مجموعة من‬ ‫املهامت الحزبية لتعمل عىل إنجازها‪.‬‬ ‫تتسم املرأة التوحيدية مبقدرتها غري العادية‬ ‫عىل العطاء حيث تقدم كل ما متلك خدمة‬ ‫ملرشوعها التحرري والنهضوي املقاوم واملامنع‪،‬‬ ‫خارجة عن التفاصيل السطحية‪ ،‬متعمقة فكرياً‬ ‫وملتصقة بقضايا وطنها وأمتها‪.‬‬ ‫إن “تيار التوحيد” يف ذكرى ميالده الغالية يزداد‬ ‫تألقاً وانطالقاً نحو املجد ألنه تيار الرشفاء واألوفياء‬ ‫الصادقني ملبدئهم وقضاياهم‪ ،‬ألنه تيار اإلنسان‬ ‫الحر املقاوم العرويب األصل‪ ،‬وتيار يؤمن باإلنسان‬ ‫أياً كان نوعه أو لونه أو دينه‪.‬‬

‫عضو املكتب السيايس‬ ‫كارين نصار‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ال شك أن للقضاء أهمية يف لبنان كونه مالذ‬ ‫املتظلم وسلطة محاسبة كل مجرم أو مخالف‬ ‫حام للحريات وضامن للحقوق‬ ‫للقانون وبالتأكيد‬ ‫ٍ‬ ‫العامة والخاصة‪.‬‬ ‫مكا أن له أهمية يف تعزيز االستقرار االجتامعي‬ ‫واالقتصادي يف البالد‪ ،‬وإظهار مصداقية الدولة‬ ‫يف الداخل والخارج‪.‬‬ ‫ويف ظل تعاظم الشكاوى يف البالد‪،‬‬ ‫وتوفر الحامية للمخالفني وتفيش الفساد‬ ‫واملفسدين وقصور أجهزة الرقابة اإلدارية عن‬ ‫القيام مبهامها نتيجة عدم توفر الحصانة‬ ‫ألعضائها واإلضعاف املنتهج إلمكانتها وعدم‬ ‫وضع اآلليات الرضورية للتوصل اىل تطبيق‬ ‫الرقابة الفعالة‪ ،‬كل ذلك أدى اىل اعتبار القضاء‬ ‫كمطالب مبهام ال تتعدى إمكاناته فحسب بل‬ ‫تتجاوز وظيفته أساساً‪.‬‬ ‫فال ميكن للقضاء أن يحاسب السياسيني‬ ‫واملسؤولني بالرغم من أن املرجع الصالح‬ ‫ملحاسبتهم معطل من جراء تشابك صالحيات‬ ‫السلطتني الترشيعية والتنفيذية‪ ،‬كام ال ميكن‬ ‫أن يحل القضاء محل أجهزة الرقابة اإلدارية من‬ ‫تفتيش مركزي ومجلس تأديبي‪.‬‬ ‫إن القضاء يف لبنان هو وظيفة من وظائف‬ ‫الدولة وليس سلطة قامئة مستقلة كالسلطة‬ ‫السياسية والترشيعية‪ ،‬والواقع أن إصالح الحياة‬ ‫العامة يف لبنان يتطلب تعزيز القضاء ليصبح‬ ‫سلطة فعلية موازية للسلطتني الترشيعية‬ ‫والتنفيذية بحيث تتوفر رشوط استقالله‬ ‫وحاميته من إمكان التدخل يف شؤونه أو مامرسة‬ ‫الضغوط عىل أعضائه‪.‬‬ ‫فالسلطة التنفيذية لها صالحية تعيني‬ ‫أعضاء مجلس القضاء األعىل وهو املجلس الذي‬ ‫يضع مرشوع املتناقالت وااللحاقات واالنتدابات‬ ‫بوزير‬ ‫القضائية إ ّال أن املوافقة عليها منوط‬ ‫العدل وأن أي اختالف يف الرأي يعرض عىل مجلس‬ ‫الوزراء‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى فإن القضاة الناجحني يف‬

‫‪14‬‬

‫االمتحانات واملتخرجني من املعهد واألصيلني‬ ‫بحاجة لتعيينهم ملرسوم يتخذ بناء عىل‬ ‫اقرتاح مجلس العدل بعد موافقة مجلس‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫يف كل ذلك يظهر جلياً أن التوازن بني‬ ‫السلطتني القضائية والتنفيذية مفقود مام‬ ‫يسمح بالتدخل السيايس لغري املصلحة العامة‬ ‫يف بعض األحيان‪.‬‬ ‫صحيح أن الدستور نص عىل أن القضاة‬ ‫مستقلون يف إجراء وظيفتهم إ ّال أن هذه‬ ‫االستقاللية هي يف مجال إصدار الحكم‪ ،‬فليس‬ ‫ألي مسؤول مهام عال شأنه أن مييل عىل القايض‬ ‫قراره إ ّال أن هذه االستقاللية محصورة بينه وبني‬ ‫نفسه حيث يحتكم اىل ضمريه وعلمه‪ ،‬ولكن‬ ‫يف غياب ما يحميه من رجال السياسة يرتك‬ ‫الباب مفتوحاً فيام لو أراد أحدهم معاقبته عىل‬ ‫مامرسته هذه االستقاللية الذاتية وذلك عن طريق‬ ‫التشكيلة القضائية‪.‬‬ ‫إ ّال أن السياسة ليست السبب الوحيد يف‬ ‫وصول وضع العمل القضايئ اىل ما هو عليه‬ ‫فعدم تأمني الظروف املناسبة للعمل يف بعض‬ ‫قصور العدل وكثافة املراجعات القضائية وقلة‬ ‫عديد القضاة وتقاعس بعضهم وغريها من‬ ‫األسباب تساهم جميعها يف عدم الوصول اىل‬ ‫اإلصالح القضايئ املنشود‪.‬‬ ‫القضاء هو املرجع حيث ال ميكن القيام بأي‬ ‫إصالح فعال يف الدولة قبل الرضوع يف إصالح‬ ‫القضاء وتنقيته متهيداً للبدء بورشة اإلصالح‬ ‫املنشود‪.‬‬ ‫إن عملية إصالح القضاء توجب‪:‬‬ ‫ تحييده عن أي سلطة يف الدولة سيام‬‫السلطة التنفيذية بحيث يكون الرابط‬ ‫بينهام أخالقي من أجل املصلحة الوطنية‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫ علمنة القضاء وإبعاده عن النظام الطائفي‬‫الذي يعوق مسرية لبنان بحيث يبقى املعيار‬ ‫القايض الجريء املتجرد الذي ال يخاف حساباًَ‬ ‫إال من خالل عمله وأدائه وال يتوسل سياسياً‬ ‫لرتفيعه أو نقله وال يخاف من هذا السيايس أو‬ ‫ذاك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ تحصني القضاء ماديا بحيث ال ينرصف ذهنه‬‫اىل التفكري يف كيفية تأمني احتياجات عائلته‬ ‫من طبابة واستشفاء وتعليم‪.‬‬ ‫ تفعيل التفتيش القضايئ وتبديد العراقيل‬‫التي أوجدها السياسيني‪.‬‬ ‫ تحسني ظروف العمل ومناخه وإدخال‬‫املعلوماتية‪.‬‬ ‫ الثقافة القانونية املستدامة عن طريق‬‫الندوات واملحارضات وتبادل الخربات‪.‬‬

‫عضو يف املكتب السيايس‬ ‫رمزي وهاب‬

‫مالمح تغيير‬ ‫تتشكل‬

‫ما ارتبطت فكرة الدعوة إىل التغيري بحركة‬ ‫سياسية كارتباطها بفكرة تأسيس “تيار‬ ‫التوحيد” الذي أمد مببادرته املجتمعاللبناين‬ ‫بقاموس جديد يف كيفية خلق وعي جامعي‬ ‫نتج عنه وقفة تاريخية ترفض التسلط والحرمان‬ ‫والتفريط بالكرامات تحت أي ظرف كان‪.‬‬ ‫مل يكن «تيار التوحيد» ومنذ تأسيسه يف‬ ‫‪ 26‬أيار ‪ 2006‬مبثابة التيار السيايس الرومانيس‬ ‫الحامل بالتغيري ملجرد التغيري‪ ،‬بل كان يدرك متاما‬ ‫أهمية هذا العمل الشاق واعتباره الوسيلة املجدية‬ ‫يف تحقيق بناء الدولة القادرة والعادلة عىل قاعدة‬ ‫فهم وإدراك مجموعة ظروف تاريخية وموروثة أدت‬ ‫إىل والدة نظام طائفي ‪ -‬إقطاعي هش أضعف من‬ ‫أن يرد عىل حاجات مواطنيه والدفاع عن لقمة‬ ‫عيشهم وحقوقهم السياسية‪ ،‬لذلك كان ال بد‬ ‫من إطالق حركة تغيريية تنأى بنفسها الوقوع يف‬ ‫أوحال لعبة املحاصصة وتقاسم النفوذ والتكالب‬ ‫عىل السلطة واالستعاضة عنها بالنضال‬ ‫الشعبي من أجل التوصل وبالطرق السلمية إىل‬ ‫نظام سيايس‪ ،‬مدين‪ ،‬عرويب يكون مرآة الوعي‬ ‫السيايس واالجتامعي عند الوطن‪.‬‬ ‫هكذا يبدو التغيري سائراً يف اتجاه التقدم‬ ‫الصحيح وإن تعرث أحيانا غري أن مركبه ال يعود‬ ‫إىل الوراء وهو ماض يف التصدي لكل محاوالت‬ ‫الرهان عىل غباء املواطن‪ ،‬ومحاولة إبقائه يف‬ ‫دائرة الفقر والعوز‪ ،‬والوقوف موقف املتصدي‬ ‫لكل أنواع التفرقة وتعزيز الوحدة الوطنية يف‬ ‫مواجهة مشاريع التقسيم والفدرلة‪ ،‬وتغليب‬ ‫الوعي االجتامعي عىل النزعة القبلية والعائلية‬ ‫واملذهبية ونرش العلم والثقافة‪ ،‬والحد قدر‬ ‫اإلمكان من الفوارق االجتامعية والطبقية‪.‬‬ ‫بذلك يصبح التغيري مبثابة النقلة النوعية عند‬ ‫«تيار التوحيد» يف تحقيق التجربة الحديثة يف التكامل‬ ‫الوطني‪ ،‬انطالقاً من «املؤرش» التوحيدي الذي يعمل‬ ‫عىل خلق وعي باالنتامء املرشك إىل هوية سياسية‬ ‫جديدة ال تقبل املساومة واملتاجرة بها‪.‬‬ ‫اليوم وبعد أربع سنوات عىل تأسيسه‪ ،‬ما زال‬ ‫التوحيد يشب عىل أسس التغيري يف مواجهة‬ ‫الحراك السيايس التقليدي الذي طبع املجتمع‬

‫اللبناين عموماً والدروز خصوصاً بكل سامته‪ .‬وهو‬ ‫ما خلق بالفعل اإلرهاصات األوىل من التململ‬ ‫السيايس عند رشيحة واسعة من أبناء الطائفة‬ ‫الدرزية بشكل غري مسبوق‪ ،‬ولعل تعاظم قدرة‬ ‫التوحيديني من الناحيتني السياسية والتنظيمية‬ ‫وسعيهم إىل إيجاد مناخ ال يشاطر بعض البيوت‬ ‫السياسية التقليدية رأيها عند تحديد أولويات‬ ‫الدروز قد انعكس إيحاء بأن مرحلة جديدة بدأت‬ ‫من عمر التوحيديني والجديد فيها له عنوان واحد‬ ‫اسمه التغيري سواء كان عىل املستوى السيايس‬ ‫أم املسليك اليومي‪ ،‬بعيدا عن استخدام املكون‬ ‫اإلريث واستغالله بهدف إخفاء مـأزق من هنا‬ ‫أو التعتيم عىل تراجع يف املكانة السياسية‬ ‫من هناك والدليل عىل ذلك ‪ ‬انعكاس هذا األمر‬ ‫عىل تبدل موازين القوى داخل الطائفة الدرزية‬ ‫والتي جاءت تؤكده مؤخراً نتائج االنتخابات‬ ‫البلدية‪ ،‬وحصد «تيار التوحيد» عدداً من املقاعد‬ ‫يف غالبية القرى واملناطق الدرزية‪ ،‬وهذا دليل‬ ‫جديد عىل تجربة مستقبلية فاعلة وبناءة‬ ‫تقوم عىل دينامية الفعل‪ ،‬ولها رؤيتها املتحررة‬ ‫واملستقلة‪ ،‬وما سوف يرتتب عنها يف األيام‬ ‫القليلة املقبلة من ستاتيكو سيايس جديد‬ ‫يتجاوز حدود االنقسامات التقليدية السابقة بني‬ ‫يزبيك وجنبالطي إىل إشاعة جو من التعددية‬ ‫السياسية التي من شأنها أن تقيض عىل ما‬ ‫اصطلح تسميته بـ»السلفية السياسية» داخل‬ ‫الطائفة وعنوانها تعميم حالة جمود ورتابة‬ ‫وإشاعة روح اليأس يف النفوس وترسيخ االعتقاد‬ ‫لدى أبناء الطائفة بأنهم عاجزون عن تجسيد‬ ‫طموحاتهم املتمثلة يف قدرتهم عىل التغيري‪.‬‬ ‫يف العيد الرابع من التغيري نجدد اإلميان‬ ‫بخيارنا السيايس كحصن للدفاع عن الحقوق‬ ‫واملكتسبات‪ .‬ومن التوحيد نجدد قسمنا بأننا‬ ‫سنبقى الثائرين واملندفعني‪ ،‬والواقفني صفاً واحداً‬ ‫يف معركة رفض كل أنواع الخضوع واإلذعان‪،‬‬ ‫فالنرص يكون دامئاً إىل جانب الرشفاء واألحرار‬ ‫وأصحاب النفوس املؤمنة أبدا برضورة التغيري‪.‬‬ ‫أما إىل الرفاق والرفيقات نتوجه إليهم‬ ‫بالقول‪:‬‬ ‫ها هي ذي محجة التغيري تدعوكم إليها‬ ‫وكعبة التحرر تناديكم لها فهبوا‬ ‫هلموا إىل ساحات التغيري‬ ‫هبوا إىل جبهة املطالب السياسية وحقوق‬ ‫املواطن عىل دولته بالعدالة االجتامعية‪.‬‬ ‫هكذا سندعم إخواننا يف التغيري‪ ،‬ومبثل هذه‬ ‫الرؤى سنتحرك يف الداخل نردد التغيريعىل‬ ‫مسمع القايص والداين‪ ،‬ولنا من حكمة الجد‬ ‫األول للتوحيد سلطان باشا األطرش خري ما‬ ‫نقتدي به‪ ،‬حيث قال‪« :‬ال حيلة لنا بالسامء أما‬ ‫يف األرض فإننا مستعدون لبذل كل ما لدينا يف‬ ‫سبيل كرامتنا ومجدنا وحقنا يف العيش بحرية‬ ‫دون منة من أحد»‪.‬‬

‫أمني اإلعالم والثقافة‬ ‫هشام األعور‬

‫‪15‬‬

‫رافد أساسي‬ ‫للمقاومة‬

‫كام تتجدد الوالدات الطبيعية للمواسم‬ ‫والشعوب‪ ،‬تأيت أزمنة مليئة باملتغريات‪ ،‬فتبدل‬ ‫يف خارطة املسارات واتجاهات الرؤى والعقائد‬ ‫واألفكار‪ ،‬وكام كان التكوين رساً بحد ذاته‪ ،‬تبقى‬ ‫انبعاثات العقل قادرة عىل إحداث ما يلزم‪ ،‬يف‬ ‫سياق نشوء حركة أو فرض معادلة تستطيع‬ ‫أن تغري مالمح الوجود‪ ،‬وتنتقل بأحكام التطور‬ ‫العلمي اىل مالمسة الواقع والتعاطي معه مبا‬ ‫يكفل انتقاله من حاالت ماضية بعيدة اىل روح‬ ‫العرص وقيامة املجتمع الخارج من براثن الجهل‬ ‫واالرتهان‪ ،‬لكل عوامل التخلف واالنقسام‬ ‫يف الداخل‪ ،‬ومواجهة كل ما تتعرض له األمم‬ ‫ومجتمعاتها من حاالت السيطرة واالستعامر‬ ‫من الخارج‪.‬‬ ‫ويف ذلك السياق كانت األديان والعقائد‬ ‫والنظريات الفلسفية‪ ،‬تنبعث مع كل مراحل‬ ‫التطور ونشوء األمم‪ ،‬ويبقى التجدد يف هذه‬ ‫املندرجات عام ًال أساسياً لبقائها أو زوالها‬ ‫بحكم التجربة واملامرسة‪.‬‬ ‫وكم من إيديولوجيات تعرثت‪ ،‬وكم من حاالت‬ ‫استمرت مبا تركته من بصامت دخلت يف مناهج‬ ‫التاريخ القديم واملعارص‪.‬‬ ‫وتبقى النزعة الدامئة لدى كل الناس بلوغ‬ ‫األفضل وتحقيق الذات‪ ،‬وهذا ال بد أن يرتافق حت ًام‬ ‫مع حصول تغيري يف داخله‪ ،‬يدفعه نحو الخالص‬ ‫والتحرر والشعور بالحرية والكرامة‪...‬‬ ‫لذا‪ ،‬ومن خالل ما تقدم فقد شهد تاريخنا‬ ‫محطات مضيئة‪ ،‬متثلت باملواقف الوطنية‬ ‫والقومية يف مواجهة املستعمر والدخيل‪،‬‬ ‫وشهد أيضاً محطات كانت وصمة عار عىل‬ ‫جبني األمة وقضيتها‪ ...‬وكم من تبدالت حصلت‪،‬‬ ‫ومواقف متقلبة اتخذت يساراً ومييناً‪ ،‬ناتجة عن‬ ‫تغليب املصالح الفئوية والرجعية عىل حساب‬ ‫املصالح القومية العليا ومندرجاتها يف سياق‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫تحرر األمم ونهضتها‪...‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬كانت املوازين تتأرجح‬ ‫يف ظل تقاطعات دولية‪ ،‬مام أغرق الوطن‬ ‫ومنذ تأسيسه يف عوامل التخلف وعدم‬ ‫القدرة عىل التجدد وحفظ كيانه وشعبه‬ ‫ومستقبله‪ ،‬بل وأصبح وطناً لزعاماته‬ ‫املوروثة‪ ،‬ووطناً ألصحاب الرساميل القابضة‬ ‫عىل حركته وحياته‪...‬‬ ‫وكام يخرج الفجر من أشد ساعات الليل‬ ‫سواداً‪ ،‬هكذا بزغ فجر املقاومة وبدل املعادالت‪،‬‬ ‫فانتفضت إرادة الشعب الحية‪ ،‬وكان “تيار‬ ‫التوحيد” رافداً أساسياً من روافد هذه املقاومة‬ ‫بحكم انبثاقه من ظلمة السيطرة املتحكمة‬ ‫مبجريات األمور ومصالح الناس‪ ...‬ومن خالل‬ ‫إميانه بجوهر القضية املقدسة لحقوقنا‬ ‫القومية العليا‪ ،‬فأحدث فجوة كبرية يف هذا‬ ‫الجدار الحديدي التقليدي‪ ،‬وغدا مرشوعاً هادفاً‬ ‫لالنعتاق من قيود املايض وتصنيفاته املميتة‬ ‫املعروفة أحيانا‪ ،‬باملذهبية وتارة بالقبلية‪ ،‬وطوراً‬ ‫باملناطقية‪ ،‬وأشدها إيالماً “باليزبالطية” يف‬ ‫نفوس من اعتنق التوحيد إميانا والعقل هادياً‬ ‫ومرشداً ودلي ًال‪.‬‬ ‫لقد حاول البعض العصيان‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫املواجهة‪ ،‬فكانت “ثورة الفالحني” التي مل تعمر‬ ‫إال أليام معدودة فتم القضاء عليها‪ ،‬ومل تلق كل‬ ‫تلك األصوات صدى لرصاخها‪ ...‬اىل أن جاء زمن‬ ‫التحوالت‪ ،‬والقرارات‪ ،‬واالنتصارات‪ ،‬فبات للتوحيد‬ ‫تياراً يدخل اليوم عتبة عيده الرابع من التأسيس‪،‬‬ ‫ويرسم حكاية اآلباء واألجداد واألبناء‪ ،‬بكل حكاية‬ ‫الشهداء الذين رسموا الجبل بألوانهم الجورية‪،‬‬ ‫والتي حولته يف عناق ال ينفصل مع املسألة‬ ‫األم‪ ،‬وجوهر القضية يف الرصاع مع أعداء الله‬ ‫والدين والوطن واألمة‪.‬‬ ‫إنه تيار يأخذ مداه‪ ،‬و ُيبحر يف عباب الوئام‬ ‫الهادر‪ ،‬صدقاً ومحبة وإقداما‪ ،‬ويفرض ذاته منوذجاً‬ ‫للخروج من األقفاص املصطنعة‪ ،‬من أجل أجيال‬ ‫آتية تأخذ قرارها بيدها‪ ،‬ومتسك بزمام ملفاتها‪،‬‬ ‫فتحولها إنتاجاً وعل ًام وصناعة وزراعة وطبابة‪،‬‬ ‫بل تحولها إرادة الحياة القادمة مهام بلغت‬ ‫الصعوبات والتضحيات‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫وشيخ عنيد‬ ‫إنه تيار فتي يف مظهره‪،‬‬ ‫ومقاوم يف جوهره‪ ،‬انه الحلم الذي وعُ دنا به‪،‬‬ ‫فتحقق‪.‬‬ ‫إنه الوعد والنذر‪ ،‬ومالقاة الشمس مع بداية‬ ‫كل يوم جديد‪.‬‬

‫نائب رئيس مجلس األمناء‬ ‫عصمت العرييض‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تيار سياسي شاب‬ ‫في تأسيسه‬

‫إن امتالك الشباب لطاقات كامنة عظيمة يف‬ ‫املجاالت الفكرية والبدنية تجعل لهم دوراً هاماً يف‬ ‫التغيريات والتطورات االجتامعية والسياسية‪ ،‬ال‬ ‫بل أساسياً يف أي عملية تحديث أو تغيري‪.‬‬ ‫وتعترب املرحلة الشبابية من أهم املراحل‬ ‫يف الحياة البرشية نظراً للخصائص املعرفية‬ ‫والعاطفية لرشعية الشباب والتطورات التي‬ ‫تحدث يف بيئتهم الذهنية والسلوكية‪ ،‬تستوجب‬ ‫االهتامم واملتابعة والرعاية‪ ،‬لذلك يعتمد “تيار‬ ‫التوحيد” يف بنيته التنظيمية بد ًءا من القاعدة‬ ‫وصوالً اىل رأس الهرم عىل الكوادر الشابة القادرة‬ ‫واملنتجة‪ ،‬كام يعزز رئيس “تيار التوحيد” الرفيق‬ ‫وئام وهاب دور الشباب‪ ،‬مراهناً عىل إمكاناتهم يف‬ ‫إحداث التغيريات الهامة يف نظامنا السيايس‬ ‫واالجتامعي واالقتصادي‪.‬‬ ‫من هنا تشكل أمانة الرتبية والشباب يف تيار‬ ‫التوحيد العمود الفقري حيث تعمل األمانة عىل‬ ‫اكتشاف الطاقات الشابة واالستفادة منها عرب‬ ‫مشاركتها يف الشؤون االجتامعية والثقافية‬ ‫والسياسية بشكل أفقي وعامودي عرب التنظيم‬ ‫واملتابعة‪.‬‬ ‫إن “تيار التوحيد” تيار سيايس شاب يف‬ ‫معني أكرث من‬ ‫تأسيسه ومؤسسيه‪ ،‬وبالتايل هو‬ ‫ّ‬ ‫غريه عىل إثبات وجوده ودوره عرب شبابه الواعي‬ ‫املثقف واملدرك ملا يجري يف املنطقة والعامل‪.‬‬ ‫لهذا ويف الذكرى الرابعة للتأسيس‪ ،‬تضع‬ ‫أمانة الرتبية والشباب نصب عينيها مجموعة‬ ‫من األفكار واملشاريع الرتبوية‪ ،‬وتعمل عىل تحويل‬ ‫األمانة اىل مؤسسة تربوية ملتزمة‪ ،‬حيث بدأنا‬ ‫العمل عىل ترخيص منظمة شبابية تواكب‬ ‫أداء الشباب وتعزز إمكاناتهم وترعى شؤونهم‪،‬‬ ‫تضم يف صفوفها الشباب التوحيدي املؤمن‬ ‫بعروبة لبنان واملتمسك بخيار املقاومة رافعني‬ ‫القلم بيد‪ ،‬والبندقية باألخرى دفاعاً عن حقوقنا‬ ‫الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫إن ذكرى التأسيس املجيدة‪ ،‬متثل لحظة فرح‬

‫‪16‬‬

‫وابتهاج لكنها يف الوقت عينه‪ ،‬لحظة حساب‬ ‫ومحاسبة ملا حققناه وما مل نحققه‪ ،‬وأين أصبنا‪،‬‬ ‫ومتى أخطأنا‪ ،‬وكيف نطور أدائنا‪.‬‬ ‫لقد شهد العام ‪ ،2009‬حراكاً نوعياً ألمانة‬ ‫الرتبية والشباب‪ ،‬بدا واضحاً يف مشاركة األمانة‬ ‫يف كل النشاطات والفعاليات‪ ،‬واملهرجانات‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬فساهمت يف إنجاح كل‬ ‫االستحقاقات للمستويات كافة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ اجتامعات وفعاليات املنظامت الشبابية‬‫اللبنانية والعربية‪ ،‬ويف هذا اإلطار استضافت‬ ‫األمانة اجتامعاً للمنظامت الشبابية اللبنانية‬ ‫يف باكورة نشاطاتها‪ ،‬كام واكبت أسبوع‬ ‫الصداقة اللبناين‪ -‬اإليراين بدعوة من وزارة الشباب‬ ‫والرياضة حيث التقت األمانة الكوادر الشبابية‬ ‫اإليرانية شارحة وجهة نظر “تيار التوحيد” يف‬ ‫مجمل القضايا السياسية – االقتصادية ‪-‬‬ ‫الشبابية‪ ،‬وكان دورها فاع ًال يف الربنامج النوعي‬ ‫تم إعداده للطلبة اإليرانيني‪.‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫ تعمل األمانة عىل ترخيص نا ٍد ريايض‬‫يستوعب الشباب ويرعى مواهبهم ويوجه‬ ‫طاقاتهم الكامنة والكبرية باتجاه التفوق‬ ‫واإلبداع‪.‬‬ ‫ كام تعمل األمانة عىل توقيع أكرب قدر ممكن‬‫من االتفاقيات الرتبوية املشرتكة مع عدد من‬ ‫املدارس واملعاهد والجامعات بهدف تقديم بعض‬ ‫الحسومات لطالبنا ومتابعة تحصيلهم العلمي‬ ‫والوقوف عىل أوضاعهم‪.‬‬ ‫ وشاركت األمانة عىل املستوى القومي يف‬‫املؤمتر العام التحاد طلبة سوريا انطالقاً من وحدة‬ ‫القضية واملصري واالنفتاح عىل الطلبة العرب‬ ‫يف مواجهة التحديات الكبرية التي تواجه جيل‬ ‫الشباب‪ ،‬ويف هذا اإلطار استقبل رئيس “تيار‬ ‫التوحيد” الرفيق وئام وهاب وفوداً شبابية عربية‬ ‫يف دارته يف الجاهلية شارحاً أهمية دور الشباب‬ ‫يف التنمية واملقاومة والتحرير‪.‬‬ ‫بعد كل ما تقدم‪ ،‬متلك األمانة طموحاً كبرياً يف‬ ‫بناء جسم شبايب قوي وقادر عىل ضم الكفاءات‪،‬‬ ‫يكون نواة حقيقية لجسم الكوادر الذي بدأنا‬ ‫العمل عليه حيث ندخل العام الخامس يف عمر‬ ‫التيار تحت شعار “بناء الكوادر” يف ظل اإلمكانيات‬ ‫املتوافرة‪ .‬وبالرغم من الصعوبات التي نواجهها‪ ،‬إ ّال‬ ‫أننا نؤمن بالطالب وعقيدتهم الراسخة ووعيهم‬ ‫الثوري واندفاعهم البطويل نحو التغيري املنشود‪،‬‬ ‫ونراهن عىل أن أي حركة أو فعل مهام كان نوعه‬ ‫ال ميكن أن يكون بال الشباب ‪.‬‬ ‫إن “تيار التوحيد” يرى أن عملية بناء لبنان‬ ‫القوي ‪ -‬القادر واملعاىف يكون من خالل الشباب‬ ‫والكفاءات النوعية التي ميلكونها‪ ،‬والتمرد عىل‬ ‫املحسوبيات واالنتامءات املناطقية والطائفية‬ ‫واالنطالق نحو رحاب النوعية واإلمكانية‪.‬‬

‫أمني الرتبية والشباب‬ ‫ماهر رسي الدين‬

‫ما نادينا به تحقق‬

‫أقبل شهر أيار‪ ،‬شهر الورود والجامل والحياة‬ ‫والتجدد‪ ،‬شهر تجسيد الكلامت بأرقى معانيها‪،‬‬ ‫وشهر انتصار الدم عىل السيف‪ ،‬وانتصار‬ ‫املستضعفني عىل قوى االستكبار‪ ،‬وانتصار اإلرادة‬ ‫عىل اآللة‪ ،‬والعزمية عىل الجربوت‪.‬‬ ‫فأيار شهر املقاومة والتحرير‪ ،‬والتوحيد‬ ‫والتغيري‪ ،‬وما كان تأسيس “تيار التوحيد” إ ّال‬ ‫استكامالً ملسرية التحرير‪.‬‬ ‫يف ذكرى التأسيس الرابعة يفخر القلم‬ ‫والكلامت والجمل بالتعبريعام يجيش يف‬ ‫النفوس والقلوب والضامئر من حب واعتزاز بهذا‬ ‫التيار‪.‬‬ ‫نرى أحياناً أعامرنا تنقيض فال نستطيع‬ ‫إيقافها‪ ،‬فتميض غري مأسوف عليها وكأنها‬ ‫لعبة‪ ،‬وبعد ميض السنني وانقضاءها يرى‬ ‫اإلنسان ما قام به من أعامل‪ ،‬ف َمن يفرح منهم‬ ‫تعلو البسمة محياه‪ ،‬و َمن يندم منهم يصيبه‬ ‫الوجع‪.‬‬ ‫بعد أربع سنوات من حقنا أن نفرح ألن ما نادينا‬ ‫به تحقق‪ ،‬وسقط مرشوع التقسيم الذي أرادته‬ ‫اإلدارة األمريكية السابقة‪ ،‬ألن لبنان الذي قدّم آالف‬ ‫الشهداء مل ولن يقبل أن يكون يف يوم من األيام‬ ‫مستعمراً من الخارج‪ ،‬بالرغم من وجود القليل من‬ ‫الذين يراهنون عىل اإلدارة األمريكية‪ ،‬ظناً منهم‬ ‫أنهم يجيدون قراءة ما بني السطور‪ ،‬لكن الحقيقة‬ ‫تقول أنهم‪ ،‬يف الوقت الضائع‪ ،‬يلعبون ومصريهم‬ ‫األسود يف املستقبل سيكتشفون‪.‬‬ ‫وقفنا اىل جانب املقاومة‪ ،‬رمز الرشف والصمود‬ ‫والعزة والكرامة‪ ،‬التي رفعت رأس العرب عالياً‬ ‫بعدما عودتنا األنظمة العربية املستسلمة عىل‬ ‫النكسات فرتة طويلة من الزمن‪.‬‬ ‫هذه املقاومة التي أعطت ومل تأخذ يقتيض أن‬ ‫نقف اىل جانبها وفاء لها‪ ،‬وأن ندافع عن سالحها‬ ‫الذي يشكل عنرصاً رادعاً قادراً عىل الوقوف بوجه‬ ‫أطامع الكيان الغاصب املرتبص عند الحدود‪.‬‬ ‫وقفنا اىل جانب سوريا األسد‪ ،‬سوريا املقاومة‬ ‫واملامنعة‪ ،‬سوريا قلب العروبة النابض رغم ما‬ ‫تعرضت له من حصار‪ ،‬ووتهديد وتهويل بالحرب‬ ‫والدمار‪.‬‬ ‫لقد صمدت سوريا وخرجت أقوى مام كانت‪ ،‬كام‬

‫استطاعت إدخال املارد الرتيك اىل محور املقاومة‬ ‫املمتد من إيران اىل فلسطني‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد الداخيل فكان االنتصار‬ ‫األبرز‪ ،‬فرض التيار نفسه العباً بارزاً عىل الساحة‬ ‫السياسية اللبنانية‪ ،‬ال ميكن ألحد أن يقفز فوقه‪،‬‬ ‫وما الدور الذي قام به رئيس “تيار التوحيد” الرفيق‬ ‫وئام وهاب يف املصالحات السياسية إال خري‬ ‫دليل عىل ذلك‪ ،‬وأصدق مثال يعبرّ عن وجود “تيار‬ ‫التوحيد” كمعادلة سياسية وخاصة يف الجبل‬ ‫األشم‪.‬‬ ‫حققنا الكثري‪ ،‬والزال لدينا الكثري لتحقيقه‬ ‫يف مسريتنا الطويلة ألن هذا الوطن له حق علينا‬ ‫يف بناء سياسة إمنائية متوازنة‪ ،‬وخلق فرص عمل‬ ‫تح ّد من هجرة الشباب املثقف عىل قاعدة تكافؤ‬ ‫الفرص‪ ،‬واالبتعاد عن املناكفات واملحاصصات‪.‬‬ ‫ختاماً نهنئ رفاقنا يف “تيار التوحيد” عىل‬ ‫املجهود الجبار الذي بذلوه‪ ،‬واستطاعوا من خالله‬ ‫إرساء دعائم التيار عىل أمل أن تكون الذكرى‬ ‫الخامسة‪ ،‬نظراً ملا يعنيه هذا الرقم من معنى‬ ‫خاص لدى املوحدين‪ ،‬سنة االنتشار التوحيدي‬ ‫عىل امتداد هذا الوطن‪.‬‬

‫أمني الداخلية محمد الصايغ‬

‫السياسة الدولية‬ ‫قضية إنسانية‬

‫إن العالقات السياسية والدولية هي شأن هام‬ ‫جداً ألي كيان سيايس وقانوين فاعل يف عامل‬ ‫اليوم‪ ،‬الذي يعترب عرص االجتامع الكوين املتقارب‬ ‫بالثورة الرقمية‪ ،‬حيث تحول العامل اىل مجمع‬ ‫سكني واحد اىل حد تجمعت فيه األجناس من‬ ‫كل حدب وصوب‪.‬‬ ‫إذا كانت السياسة الدولية سلعة لدى البعض‬ ‫وإذا كانت حرفة عند البعض اآلخر‪ ،‬إال أنها يف‬ ‫“تيار التوحيد” قضية إنسانية عادلة ترتقي‬ ‫باإلنسان من غريزة القطيع املفروضة اىل دولة‬ ‫املؤسسات املنتجة باتجاه الحضارات األخرى تتحاور‬ ‫معها وتتقاطع يف خدمة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫نظراً ألهمية العالقات الدولية ودورها الفاعل‬ ‫يف التواصل اإلنساين والحضاري والسيايس‪ ،‬كان‬ ‫توجه رئيس “تيار التوحيد” االنفتاح عىل الجميع‪،‬‬ ‫وفتح أبواب الحوار والتعارف ضمن إطار املصلحة‬ ‫الوطنية اللبنانية والعربية واملقاومة وهي‪:‬‬ ‫ تنسيق أوسع عالقات الصداقة والتعاون‬‫الجبهوي بني معظم العامل ودوله‪ ،‬خصوصاً تلك‬ ‫الدول التي ال تهدد بلدنا وأرضنا وأمننا باستهداف‬ ‫ورضر‪ - .‬انتشار حالة مامنعة لالحتالل من هذا‬ ‫الطيف الدويل‪ ،‬تسهم يف توفري الدعم لشعبنا‬ ‫وللشعوب املقهورة وال تساوم طغاة العامل عىل‬ ‫مصري الشعوب املستعمرة‪.‬‬ ‫ إيجاد حالة تنسيق مع املؤسسات الدولية‬‫تدعم قضايانا وتقوية مواضع دولنا يف تلك‬ ‫املؤسسات وقيادة تلك املؤسسات من مواطنينا‪.‬‬ ‫ توطيد العالقة مع الدول التي ينترش فيها‬‫لبنانيون للتواصل معهم وتوفري موارد دعم‬ ‫متنوع وبناء مؤسسات للتيار يف لبنان واملغرتبات‬ ‫من كوادره وأصدقائه‪ ،‬تسهم يف ترسيع التنمية‬ ‫وتحرر أهلنا وشعبنا‪ - .‬إيجاد برامج الدعم الرضوري‬ ‫ملواطنينا وبرامج التعاون الثقايف والعلمي‪ ،‬كمنح‬ ‫التعليم والدعم الرضوري للتنمية ورفع مستوى‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬والتدريب املهني والعلمي وترصيف اإلنتاج‬ ‫وتبادل املنتجات بني البلدان املتعاونة‪.‬‬ ‫ إن االنفتاح الذي بات سمة أساسية يف‬‫سياسة “تيار التوحيد” تحول اىل نهج ومامرسة‬ ‫فكرية بأسلوب التعاطي عىل مستوى العالقات‬ ‫الخارجية‪ ،‬وترك أثاراً ايجابية ومميزة عىل عالقة‬ ‫التيار بالعديد من الدول الصديقة والشقيقة‪،‬‬ ‫حيث أغنت هذه العالقات تجربة “تيار التوحيد”‬ ‫الحضارية والثقافية وتركت انطباعاً ثورياً مميزاً‬ ‫لدى هذه الدول التي تنظر اىل التعاطي مع‬ ‫امللفات والقضايا الدولية املحققة‪.‬‬ ‫إن “تيار التوحيد” حقق خالل األعوام األربعة‬ ‫املاضية‪ ،‬قفزة نوعية يف إطار العالقات الدولية‪،‬‬ ‫ويتطلع يف املرحلة املقبلة ملزيد من العالقات‬ ‫الثنائية مع دول املامنعة والصمود‪ ،‬ويسعى اىل‬ ‫فتح أطر أوسع للتعاون والتنسيق مع جميع‬ ‫الدول والفعاليات واملؤسسات الدولية الداعمة‬ ‫ملرشوعنا النهضوي يف بناء دولة القانون‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬وتعريف هذه الدول اىل أهدافنا‬ ‫وتطلعاتنا اإلنسانية والحضارية وحقنا يف الدفاع‬ ‫عن وجودنا بوجه الحقد الصهيوين‪ ،‬واستعادة‬ ‫أرضنا املغتصبة من الكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫وقد اتسمت السنوات األربع املاضية بحراك‬ ‫سيايس واسع تكلل بزيارة رئيس “تيار التوحيد”‬ ‫اىل دولة كوبا الصديقة حيث انعكست الحضارة‬ ‫البالغة وكرم الضيافة وما أسفرت عنه الزيارة‬ ‫من نتائج واتفاقيات مشرتكة بأبهى صورها كون‬ ‫“تيار التوحيد” عرب الحدود بجواز سفر وطني قوي‬ ‫إنساين شامل كارس كل املعوقات والصعوبات‬ ‫بثبات املواطن وصدق القول والفعل‪.‬‬

‫أمينة العالقات الدبلوماسية‬ ‫فريال أبو ذياب‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫المؤسسة‬ ‫حركة لتحقيق‬ ‫العدالة االجتماعية التوحيدية للخدمات‬ ‫االجتماعية‬ ‫استجابة طبيعية‬ ‫لحاجات الناس‬ ‫منذ تأسيس “تيار التوحيد” يف أيار ‪ ،2006‬الشهر‬ ‫التي اجتمعت فيه مناسبات عيد العامل وعيد‬ ‫الشهداء وعيد التحرير‪ ،‬سعى التيار لخلق معادلة‬ ‫جديدة بعد أن رأى ّأن أصحاب الشهادات ال يتمكنون‬ ‫من الحصول عىل فرصة عمل إ ّال بعد استجداء‬ ‫نصبوا أنفسهم زعامء عىل‬ ‫الشفقة من الذين ّ‬ ‫متأسف‬ ‫شعب‬ ‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫شعب مقاوم‪ ،‬لكنه يف‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫للرضوخ لهذا النظام الطائفي القبيح‪.‬‬ ‫فبدأنا لقاءاتنا مع النقابيني وطرحنا رؤية‬ ‫توحيد جميع التحركات إلحقاق الحق‪ ،‬وشاركنا‬ ‫يف جميع املناسبات التي تستهدف الحصول عىل‬ ‫حق العامل املجاهدين‪.‬‬ ‫ّإن نظرة “تيار التوحيد” للعمل النقايب هو توحيد‬ ‫الجهود يك يحصل املواطن عىل حقه‪ .‬وهومطلبنا‬ ‫األول واألسايس‪ ،‬وقد بدأنا بأنفسنا كـ”تيار”‪ ،‬أن‬ ‫يبتعد السياسييون اىل أ ّية جهة انتموا إليها عن‬ ‫التدخل بلقمة عيش املواطن ومبدرسة الطالب‬ ‫الطموح للنجاح‪ ،‬ورشطنا وأمنيتنا أن ينال هذا‬ ‫الطالب شهادته ويحصل عىل فرصة عمل دون‬ ‫الحاجة لالنتظار أمام مكتب زعيم أو حزب‪ّ .‬إن أمانة‬ ‫العمل والنقابات يف “تيار التوحيد” إذ تجدد شكرها‬ ‫لجميع النقابات والنقابيني من جميع الفئات الذين‬ ‫تعاونوا معها‪ .‬وتتوجه بالشكر الخاص لالتحاد‬ ‫العاميل العام ولرئيسه‪ ،‬عىل املواقف التي اتخذها‬ ‫يف سبيل حامية املواطن يف لبنان للحصول‬ ‫عىل حقوقه التي يتناهشها أصحاب النفوذ‬ ‫ّ‬ ‫وإن “تيار التوحيد”‬ ‫عىل حساب شعبنا العظيم‪.‬‬ ‫إذ ُيعلن أنه حركة مطلبية بعيداً عن السياسة‬ ‫ألجل تحقيق العدالة االجتامعية‪ ،‬إذ يطالب برفع‬ ‫الرضائب عن كاهل شعبنا الفقري‪ ،‬إزاء هذا الغالء‬ ‫يف املعيشة‪ ،‬نعلنها رصخة مدو ّية أمام جميع‬ ‫أصحاب الضمري الحي إلنقاذ هذا املواطن من براثن‬ ‫املتح ّكمني فيه ألجل لبنان الحبيب‪.‬‬

‫أمني العمل والنقابات‬ ‫وائل صعب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫انطالقاً من غياب الدولة وتخليها عن‬ ‫تجاه‬ ‫واألخالقية‬ ‫اإلنسانية‬ ‫مسؤولياتها‬ ‫مواطنيها‪ ،‬وانسجاماً مع تطلعات “تيار التوحيد”‬ ‫لجهة بناء دولة القانون واملؤسسات‪ ،‬كانت‬ ‫االجتامعية‬ ‫للخدمات‬ ‫التوحيدية‬ ‫املؤسسة‬ ‫باكورة العمل االجتامعي املؤسسايت لـ “تيار‬ ‫التوحيد”‪ ،‬واستجابة طبيعية لحاجات الناس دون‬ ‫متييز وارتهان سيايس كام يختفي البعض وراء‬ ‫مؤسسات “استثامر الحاجات”‪.‬‬ ‫تعمل املؤسسة التوحيدية عىل رفع الظلم‬ ‫االجتامعي القائم يف ظل حاالت الجوع واملرض‬ ‫واإلعاقة عن كثري من الفئات املكونة لنسيج‬ ‫مجتمعنا املحروم أص ًال من كل مقومات الحياة‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫تحاول املؤسسة ضمن اإلمكانات املحدودة‬ ‫بناء قدراتها الذاتية‪ ،‬وتحويل اليد العاطلة عن‬ ‫العمل اىل منتجة عرب بعض املشاريع الصغرية‬ ‫من تطريز وحياكة وتجهيز ملعارض تشارك فيها‬ ‫املؤسسة‪.‬‬ ‫إن “تيار التوحيد” يف ذكرى تأسيسه يرنو اىل‬ ‫الغد األفضل ويضع نصب عينيه هدفاً أساسياً‬ ‫ميكن اختصاره بـ “اإلنسان املواطن” صاحب‬ ‫الحقوق األساسية التي كفلتها رشعة حقوق‬ ‫اإلنسان كالحياة والتعليم ومامرسة العقائد‪...‬‬ ‫عوضاً عن شعار اإلنسان املرتهن القائم حالياً يف‬ ‫نظامنا السيايس واالجتامعي املتخ ّلف‪.‬‬ ‫يرى “تيار التوحيد” أن دولة املؤسسات والقانون‬ ‫وحدها تكفل الحامية والضامنة االجتامعية‬ ‫لإلنسان وتخرج به من منطق املزرعة والالدولة‪،‬‬ ‫وتحرره من أسواق االتجار السيايس‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫يناضل “تيار التوحيد” من أجل إقامة نظام‬ ‫اجتامعي عادل لكل اللبنانيني دون متييز تكون‬ ‫فيه الدولة راعية وساهرة وليست ناطوراً نامئاً‬ ‫يستيقظ لجباية الرضائب من الفقراء وذوي‬ ‫الدخل املحدود ويغرق يف نوم عميق غاضاً الطرف‬ ‫عن تجار الدم والسالح من طبقة “سياسيي‬ ‫أمريكا املختارين”‪.‬‬ ‫يشكل األمن االجتامعي يف نظر “تيار التوحيد”‬ ‫ضامنة فعلية لألمن السيايس واالقتصادي كونه‬ ‫يربط بني ارتفاع معدل الجرمية مبختلف أنواعها‬ ‫وحاالت الفقر والحرمان والظلم الذي يرفع نسبة‬ ‫االنحراف التي قد تصل حد اإلرهاب‪.‬‬ ‫لذلك ندق ناقوس الخطر االجتامعي يف كل‬ ‫مناسبة لنؤ ّكد عىل حق املواطن اللبناين يف‬ ‫الحياة الحرة الكرمية وأن نخرج من ما يسمى‬ ‫بالدميقراطية التوافقية حيناً واألكرثية واألقلية‬ ‫حيناً آخر‪ ،‬وأن نعود لدراسة حاجات اإلنسان يف‬ ‫هذا البلد القائم عىل استثامر اإلنسان يف خدمة‬ ‫األجندات الخارجية‪ ،‬وأن نحطم سياسة “االرتزاق”‬ ‫ونستبدل هذه النظرية الوضيعة يف السياسة‬ ‫باتجاه سياسة اإلنسان الذي “يعيش ليموت وليس‬ ‫العكس ميوت ليعيش”‪.‬‬

‫أمينة شؤون املرأة‬ ‫فدى وهاب أودرغم‬

‫خطاب نابض‬ ‫بروح المقاومة‬ ‫عندما بزغ فجر التوحيد منذ أربع سنوات‬ ‫ملعت يف سامء السياسة مواقف تخاطب‬ ‫أجياالً سئمت من الشعارات الرنانة‪ ،‬والخطابات‬ ‫املعسولة لرأساميل هنا وإقطاعي هناك‪ ،‬عملت‬ ‫عىل تأجيج التعصب الطائفي واملذهبي يف‬ ‫نفوس سامعيها ما جعل أهل البيت الواحد‬ ‫منقسمني حول مفهوم الخط الوطني العرويب‪،‬‬ ‫حتى جاء خطاب التوحيد النابض بروح املقاومة‪،‬‬ ‫واملدافع عن وحدة األرض والشعب واملتمسك‬ ‫بخيار املقاومة املستمد من دول املامنعة ليواجه‬ ‫من كان يراهن عىل دولٍ مل تكن يوماً إ ّال الداعم‬ ‫إلراقة دم أطفالنا واستباحة مقدساتنا وأرضنا‬ ‫والتنكيل بشعبنا لريفع عالياً صوت الحق املدافع‬ ‫عن وحدتنا وأرضنا وشعبنا‪.‬‬ ‫من هنا بدأ زمن التحول يف مجتمعنا وانربى‬ ‫من كان خاضعاً لهذه الرتكيبة الغوغاء‪ ،‬وأكرب‬ ‫دليل عىل ذلك‪ ،‬االستحقاق األخري الذي حصل‬ ‫حيث التزمت عنارص األحزاب بقياداتها بخوضها‬ ‫غامر االستحقاق كام يرونه من خالل عائالتهم‪،‬‬ ‫ما أحرج قياداتهم مع بعض حلفائهم ليؤ ّكدوا‬

‫الديني والوطني واالجتامعي واإلنساين الذي يبني‬ ‫اإلنسان الصالح يف هذا الوطن بل والعامل فتنهزم‬ ‫العصبيات الدينية وينهض الوطن معاىف ومتحداً‬ ‫وسعيداً فهذا حق الوطن واملواطن عىل األديان‬ ‫ورجالها‪ .‬وبالتايل يبقى الدين لله والوطن للجميع‪.‬‬ ‫وختاماً تحية لـ “تيار التوحيد” قائداً وقياد ًة وأفراداً يف‬ ‫الذكرى الرابعة لتأسيسه متمنيني ملسريته الخيرّ ة‬ ‫دوام االستمرار واالرتقاء ولتنظيمه الصالبة والثبات‬ ‫وملنارصيه العزم يف مواجهة الصعاب‪.‬‬ ‫بأنهم شعباً استفاق من غيبوبة التسلط‪.‬‬ ‫من هنا نحن كـ “تيار التوحيد” حذرنا من خالل‬ ‫خطابنا السيايس من التالعب مبصري الوطن‬ ‫واملواطن ألن الشعب اللبناين أدرك عرب هذا‬ ‫الرصاع الطويل أن خالصه يكمن يف معرفة‬ ‫حقيقته‪ ،‬وهويته‪ ،‬وانتامئه‪ ،‬وعدوه الذي يقاتل يف‬ ‫أرضه وهو املرشوع اإلرسائييل ومن يقف وراءه يف‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬وهذا ما أ ّكدته نتائج حرب متوز‬ ‫عىل لبنان عام ‪ 2006‬ومازال مستمراً عىل أرض‬ ‫فلسطني حتى اليوم‪.‬‬

‫أمني الشؤؤن االجتامعية‬ ‫جواد زرقطة‬

‫«تيار التوحيد» في‬ ‫نظرته الى األديان‬ ‫منذ انطالقته بنى تيار التوحيد منهجه عىل‬ ‫الثوابت الجوهرية ذات الرؤية الصحيحة للواقع‬ ‫وللمستقبل املرشق آخذاً باعتباره املايض العتيد‬ ‫َ‬ ‫منط َلقاً خ ّفاقاً يف ساموات ‪h‬‬ ‫بصوره املرشقة‬ ‫هداف شاملة ذات انفتاح عىل فضاءات واسعة‬ ‫عربياً واقليمياً وعاملياً‪ ،‬ال من فجوات ضيقة‪،‬‬ ‫مهت ًام متعاضداً متالح ًام قلباً وقالباً مع قضايا‬ ‫وطنه وأمته بدءاً من املقاومة الباسلة يف لبنان‬ ‫ضد الكيان الصهيوين املعادي‪ ،‬اىل املقاومة يف‬ ‫فلسطني وحامية القدس الرشيف‪ ،‬وصوالً اىل‬ ‫املقاومة العراقية يف وجه املحتل األمرييك‪ ,،‬مقتنعاً‬ ‫بأن السالح للمقاومة هو مبنزلة الروح من الجسد‪،‬‬ ‫منادياً بوحدة الصف العريب واالسالمي‪ ،‬متبنّياً الخط‬ ‫السيايس اإلقليمي املامنع املشرتك يف الدفاع‬ ‫عن قضايا األمة العربية واإلسالمية ومقدساتها‬ ‫بالتعاون مع كل الفئات الوطنية التي ترى موقعها‬ ‫عزيزاً يف هذا الرشق كام كان أسالفهم فيه‪ .‬لقد‬ ‫عاىن هذا التيار النايشء ما عاناه من صعوبات‬ ‫وعقبات واجهت انطالقته ولكن من جهة أخرى‬ ‫التف حوله مجموعات كبرية وآزرته ودعمت مسريته‬ ‫وأشادت بجرأة وشجاعة وحسن بيان رئيسه الوئام‬ ‫وسعة صدره فهو قائد ال يخىش يف الحق لومة‬ ‫الئم‪ ,،‬وقد خاض غامر املصالحات الوطنية اىل جانب‬ ‫إخوانه الساسة ورجال الدين فكانت مؤزرة ونرصة‬ ‫للبنان يف مسرية البناء الوطني املوحد وجمع‬

‫كلمته عىل قاعدة الوفاق ومتابعة تصحيح املسار‪،‬‬ ‫فانطلق نهج وحدة الصف وحسن العالقات بأرقى‬ ‫ما تكون عليه من التفاهم وااللتزام بالخط العريب‬ ‫القومي واالسالمي املامنع يف املنطقة لتكون‬ ‫جبهة واحدة تتصدى لكل املخططات االستعامرية‬ ‫الداعمة للكيان الصهيوين ‪.‬‬ ‫كانت تلك الثوابت نهجاً يسهر “تيار التوحيد”‬ ‫عىل تطبيقها‪ ،‬فكانت ضمريه املتيقظ وفكره النيرّ‬ ‫املفكر وسعيه املحرر ليك ينهض اإلنسان يف هذا‬ ‫الوطن من ركام العوائق والقيود املحلية من السيطرة‬ ‫واالستبداد والعنجهية اىل الحرية فريى الناس أحراراً‬ ‫مثله ليس دونه فيبقى متسامياً يف قلوبهم وقائداً‬ ‫حقيقياً يسعى لتحطيم كافة القيود االجتامعية‬ ‫من التعليم اىل الحالة االقتصادية اىل الصحة‬ ‫والرعاية للجميع اىل املساواة أمام القانون يف‬ ‫الحقوق والواجبات ‪.‬‬ ‫فكام ضحى األجداد وناضلوا من أجل بناء هذا‬ ‫الوطن وحاميته فلألجيال الحارضة والقادمة الحق بأن‬ ‫تنعم بخرياته ٍّ‬ ‫ولكل حقه فيه وعليه حق له ‪.‬‬ ‫ا ّما يف املنهج الديني فهو من الثوابت الرئيسية‬ ‫يف منهاجه فهو “تيار التوحيد”‪ ،‬والتوحيد مفهوم‬ ‫له أبعاد تطل عىل كافة املحاور الدينية والوطنية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬فالتوحيد باختصار جوهر الرشائع‬ ‫الساموية وينابيعها املعرفية الحقيقية الروحية‬ ‫الجوهرية وكنوزها التي ال تنضب وكلام تعمقنا‬ ‫بها ازددنا شوقاً للبحث واملعرفة فهي مدرسة‬ ‫اإلنسان يف كل صفاته اإلنسانية السامية‪ .‬ويف‬ ‫جل جالله تلك الغاية القصوى ّ‬ ‫توحيد الخالق ّ‬ ‫(قل‬ ‫هو الله احد)‪ .‬ومن آياته الكرمية (واعتصموا بحبل‬ ‫الله جميعاً وال تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ‬ ‫كنتم أعدا ًء فأ ّلف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته‬ ‫إخوانا ال عمران ‪ . )102‬اذاً أصبحنا إخواناً يف الدين‬ ‫الواحد فتحققت غاية دعوة التوحيد يف توحيد‬ ‫املذاهب اإلسالمية عىل هذا النهج القرآين الكريم‪.‬‬ ‫وأصبحت الرؤية التوحيدية من ثوابت “تيار التوحيد”‬ ‫يف نظرته اىل األديان من آفاق سامية منفتحة‬ ‫عىل كل املذاهب واألديان‪ ،‬مشجعة للحوار فيام بني‬ ‫علامئها وفاقاً وتعاوناً ووحدة صف ليكونوا نرباس‬ ‫االمة ودالئل ارشادها اىل ما فيه خري الجميع ‪ .‬وتبقى‬ ‫رسالة “تيار التوحيد” قامئة داعية لهذا الحوار الداعم‬ ‫ملسرية الوطن ووحدة الصف متضافرة مع هيئة‬ ‫العمل التوحيدي التي تبنّت هذا النهج فكراً وعم ًال‬ ‫يف ميادينه كا ّف ًة بتعاضد وتآخي وترجمة لتلك‬ ‫الثوابت‪ ،‬إذ كان لها دورها املتم ّيز يف هذه الرسالة‬ ‫االجتامعية والوطنية الجامعة‪ .‬فيكون رجال الدين‬ ‫ضمري األمة ومنابر الهداية يف ترشيد الفكر الثقايف‬

‫‪19‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الدائرة الثقافية‬

‫مفوضية الشويفات‬ ‫المركزية في ذكرى‬ ‫تيار التوحيد‬ ‫مبناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫أصدرت مفوضية الشويفات البيان التايل‪:‬‬ ‫إننا يف مفوضية الشويفات املركزية يف تيار‬ ‫التوحيد نهنّىء رئيس التيار الرفيق وئام وهاب يف‬ ‫ذكرى تأسيس التيار الذي اجتاح عقول وقلوب‬ ‫َمن يرفضون الرضوخ لإلقطاع السيايس‪ ،‬وإىل‬ ‫كل الذين‬ ‫توحدوا وإيانا لنامرس معاً العدالة‬ ‫ّ‬ ‫االجتامعية املفقودة يف ظل تقاسم الحصص‬ ‫نصبوا أنفسهم ق ّيمني عىل مقدرات‬ ‫بني َمن ّ‬ ‫هذا الوطن الشامخ بأرزه وبوقفات شهدائه‬ ‫ومقاومته‪.‬‬ ‫ّإن مفوض ّيتنا تعلنها علناً مقاومة ال ُمساملَة‬ ‫عىل جميع َمن يعتدي‪ ،‬و َمن تس ّول له نفسه‬ ‫ويظن بأنه ميتلك قرار شعبنا العظيم يف مدينة‬ ‫شاهدة عىل زالزل‪ .‬وإننا جاهزون لتقديم الخدمات‬ ‫االجتامعية ومل ندخل كـ “تيار التوحيد” إال‬ ‫للخدمة العامة‪ ،‬وقلنا “نعم” للتحدّي اإليجايب‬ ‫تم استدراجنا للدخول يف السجاالت‬ ‫مهام‬ ‫ّ‬ ‫والزواريب الض ّيقة‪ ،‬فنحن عىل الوترية نفسها‬ ‫سائرون بلغة الحوار والتنافس الرشيف‪ ،‬وتقديم‬ ‫املزيد ألبناء مدينتنا ومجتمعنا‪.‬‬ ‫ولكم جزيل الشكر يا إخوتنا وأخواتنا يف أعرق‬ ‫مدينة شامخة بزيتونها وباألصالة واملحبة‪ ،‬ونحن‬ ‫تعن لنا االنتخابات البلدية‬ ‫يف تيار التوحيد مل‬ ‫ِ‬ ‫إ ّال وصول أح ّبائنا إىل بلدية نأمل لها االزدهار‬ ‫والتوفيق‪ ،‬ونحن بانتظار اإلنجازات كسائر املواطنني‪،‬‬ ‫ألننا معن ّيون بأمورهم املعيشية واالجتامعية‪،‬‬ ‫وحفاظاً عىل الكرامة التي من أجلها قمنا بعدة‬ ‫تضحيات غري مبالني بخطورة سلب اإلقطاع‬ ‫ّ‬ ‫ليحل مكانه الوئام العائيل‬ ‫السيايس موقعه‬ ‫واملحبة والكرامة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫«فلسطين» تحيي تيار التوحيد في الذكرى الرابعة لتأسيسه‬ ‫معاً على طريق المقاومة واالنتصار‬ ‫يف قلوبهم وعقولهم تعيش القضية‪ ،‬هم نذروا أنفسهم وما‬ ‫ميلكون يك تستمر املقاومة وتنترص وتتحقق األهداف‪ ،‬فلسطني البداية‬ ‫والنهاية‪ ،‬هي يف خارطة العامل رقم صعب وهي مركز الرصاع يف‬ ‫مواجهة الغطرسة االستعامرية بكل أنواعها‪ ،‬شعب عظيم يقدم‬ ‫التضحيات جيل بعد جيل‪ ،‬مل تاخذ منه السنوات صربه وعزميته وإرادته‪،‬‬ ‫شعب مكافح يأىب الضيم‪ ،‬يواجه الظلم ال يعرف اليأس‪ ،‬تتجدد إرادة‬ ‫الحياة يف سهول فلسطني وجبالها بفعل مقاوم‪ ،‬انتفاضات مستمرة‪،‬‬ ‫شعب عظيم ال يعرتف بخارطة طرق صنعها أعداء األمة‪ ،‬وخارطة‬ ‫طريقه واضحة‪ ،‬مقاومة حتى النرص‪.‬‬ ‫فلسطني الوفاء اليوم‪ ،‬تتقدم لرتد التحية ولتؤ ّكد عىل صحة املسار‪،‬‬ ‫وبالتالحم والتكامل مع عمقها العريب وإلميانها بوحدة الهدف واملصري‪.‬‬ ‫املقاومة واملامنعة تتجذر اليوم يف أبهى صورتها‪ ،‬ألن هذه األرض‬ ‫الخصبة تنبت يف كل يوم آالف املقاومني‪ ،‬والزمان هو عرص املقاومة‬ ‫واالنتصار‪.‬‬ ‫من فلسطني اىل لبنان التحية والعهد والوعد مبواصلة مسرية‬ ‫الكفاح‪ ،‬واىل “تيار التوحيد” نقول‪ ،‬نحن معكم يف مسريتكم املظفرة‬ ‫يف فكركم ومامرستكم وبكم نزداد فخراً واعتزازاً‪ ،‬فنحن منكم واليكم‪،‬‬ ‫ونحن معاً عىل طريق النرص سائرون‪.‬‬ ‫العزمية تتجدد‪ ،‬وهذا قدر الرشفاء والقابضون عىل الجمر‪ ،‬الذين‬ ‫عاهدوا اآلباء واألجداد باالستمرار عىل ذات املسار‪.‬‬

‫عهدنا أن نستمر معاً‬

‫الرصاع يف املنطقة تتناقله األجيال‪ ،‬والقضية هي قضية وجود‬ ‫وكرامة وأمة مصممة عىل إثبات وجودها رغم اشتداد الهجمة‪.‬‬ ‫جرح فلسطني مازال نازفاً يف جسد األمة‪ ،‬والقضية قضية حق‬ ‫وعدل‪ ،‬وإنها التحدي الذي يواجه حارضنا ومستقبلنا‪ ،‬بعد أن فشل‬ ‫األعداء من اقتالعنا من جذورنا‪.‬‬ ‫املقاومة اليوم هي تاج خالصنا وعنوان كرامتنا‪ ،‬وهي األجدى بعد أن‬ ‫أثبتت أنها الطريق األقرص للوصول اىل الهدف‪.‬‬ ‫يف لحظة هامة من الزمن‪ ،‬اندفع الرفيق وئام وهاب بعقلية الثائر‬ ‫التي تعيش يف داخل كل عريب غيور‪ ،‬وشكل حضوره نقلة نوعية يف‬ ‫مسار العمل الوطني والقومي وكان “تيار التوحيد” وتأسيسه إضافة‬ ‫جديدة للفعل املقاوم يف هذه األمة‪ ،‬امتلك رؤية بعيدة املدى‪ ،‬مل يتوقف‬ ‫عند املحطات الذاتية‪ ،‬وبدأت مسرية التغيري تشق طريقها‪ ،‬ما ظهر حتى‬ ‫اآلن هو البداية والعنوان‪ ،‬وطريق الثوار طويل وشاق‪ ،‬وهم اختاروه بوعي‬ ‫وعزمية وإرادة‪ .‬وليس صدفة أن يكون وئام وهاب‪ ،‬فلسطيني أو سوري‪ ،‬أو‬ ‫عراقي‪ ،‬وهو اللبناين العرويب األصيل ولكنه فلسطيني الهوى‪ ،‬وإنساين‬ ‫املالمح‪ ،‬واملتطلع نحو غد أفضل‪ ،‬وفلسطني هي أم القضايا يف برنامجه‬ ‫ورؤيته‪.‬‬ ‫فتحية لـ “تيار التوحيد” يف الذكرى الرابعة لتأسيسه‪ ،‬من‬ ‫فلسطني ومن شعبها الويف الذي ينظر باحرتام وإعجاب ملسرية “تيار‬ ‫التوحيد” عىل دروب املقاومة حتى تحقيق االنتصار‪.‬‬

‫يف عامه الرابع‪ ،‬تتوضح مالمح الصورة املرشقة‬ ‫لـ “تيار التوحيد”‪َ ،‬كمعني ينهل منه العطىش‬ ‫أصدق املواقف وأجرأ الكالم‪ ...‬إنه تيار املهامت‬ ‫الصعبة‪ ،‬مل يستسهل كغريه دروب الشهرة‬ ‫والقمة بل اختار أصعب الطرق فسلكها‪ ....‬هو‬ ‫يدرك أن اس ًام بني عىل التملق والنفاق سيؤول‬ ‫حت ًام للسقوط والزوال شأن كثري من األسامء‬ ‫التي ما ظهرت حتى اختفت‪ ...‬هو تيار مقاوم‬ ‫بأشخاصه وأدبياته ومجلته املركزية‪ ،‬متميز‬ ‫بدينامية وحيوية قيادته ودأب ونشاط أعضائه‪...‬‬ ‫هو حركة الناس املنفتحني البسطاء الذين وجدوا‬ ‫فيه ضالتهم يف زمن تشوهت فيه العالقات‬ ‫والقيم بفعل النزعة االستخدامية التي هيمنت‬ ‫عىل عقول الكثريين ممن نصبوا أنفسهم أوصياء‬ ‫عىل حركاتهم أو أحزابهم‪ ،‬وبات معيار العضوية‬ ‫عندهم هو مدى مالمئة العضو للمواصفات‬ ‫املرسومة سلفاًَ لجهة اللون واملذاهب والطائفة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أمني رس فتح االنتفاضة‬ ‫يف لبنان‬

‫تيار عروبي‬ ‫مقاوم‬

‫أبو حسن غازي‬ ‫ممثل منظمة (الصاعقة) يف‬ ‫لبنان‬

‫التحية لـ “تيار التوحيد”‬ ‫وقيادته لتحقيق أهدافنا‬ ‫المشتركة‬

‫الطائفية‬ ‫للقوى‬ ‫العليا‬ ‫موروثاته‬

‫حتى تحقيق أهداف أمتنا‬

‫والوالء املطلق للزعيم‪...‬‬ ‫“تيار التوحيد” ووفق ما عرفنا عنه يف السنوات‬ ‫األربع املاضية‪ ،‬شأن أخر غري كل ما سبق‪ ،‬هو إطار‬ ‫تحكمه العالقات اإلنسانية الرصيحة بني أفراده‬ ‫والرؤيا التوحيدية مع اآلخرين‪.‬‬ ‫يجهد من سنوات لبناء منظومته الفكرية‬ ‫املتوافقة مع وطنيته وانتامئه القومي‪ ،‬ويسهم‬ ‫مع آخرين يف عملية التغيري القامئة التي من‬ ‫شأنها أن تعيد لإلنسان يف هذا البلد بعضاً من‬

‫‪20‬‬

‫كرامته املفقوده التي غيبتها املصالح‬ ‫واملذهبية الضيقة والوالءات العمياء‬ ‫املعادية للمصالح الوطنية والقومية‬ ‫التي أساءت للوطن وألحقت الرضر بكل‬ ‫الفكرية والسياسية والثقافية‪.‬‬ ‫ويف مامرساته اليومية‪ ،‬فإن “تيار التوحيد”‬ ‫ميثل الدميقراطية يف انفتاحه عىل جميع القوى‬ ‫املؤمنة بلبنان القومي العادل الذي تتوفر فيه‬ ‫املساواة وتكافؤ الفرص للجميع‪ ،‬هو دميقراطي يف‬ ‫سعيه الدائم للمحافظة عىل الفرص للجميع‪،‬‬ ‫هو دميقراطي يف سعيه الدائم للمحافظة‬ ‫عىل قداسة الدين وإبعاد رجاالته عن التجاذبات‬ ‫السياسية القامئة‪ ،‬وهو دميقراطي مبقدار حرصه‬ ‫عىل إفساح املجال لكل فرد يف حرية التعبري‬ ‫وإبداء الرأي دون حرج أو تضييق‪ .‬و”تيار التوحيد”‬ ‫فوق ذلك‪ ،‬تيار علامين عرويب ووطني مقاوم‪ ،‬فهو‬ ‫ال يعرف املجاملة يف املواقف املبدئية‪ ،‬والوطنية‬ ‫عنده ال تتناىف مع العروبة‪ ،‬فهو علامين مبقدار‬ ‫ما هو دميقراطي وعرويب مبقدار التصاقه بأمته‬ ‫وقضيتها املركزية يف فلسطني‪ ،‬هو وطني مبقدار‬ ‫ما هو توحيدي‪ ،‬لكل هذه العناوين ولغريها‬ ‫نتفاءل بوجود مثل هذا التيار‪ ،‬نستمد صالبة‬

‫من صالبة مواقفه‪ ،‬وجرأة من جرأة قيادته‪ ،‬وتحدياً سيساهم إن عاج ًال أو آجال يف عملية التطور‬ ‫من سمو خياراته ووقوفه اىل جانب مجاهدي االجتامعي‪ ،‬وهي أساسية لتحقيق األهداف‬ ‫املقاومة اإلسالمية يف لبنان وفصائل املقاومة الكربى‪.‬‬ ‫يف فلسطني‪ ،‬وسوريا الصامدة واملامنعة وإيران‬ ‫ويف هذه املناسبة نؤكد لكم‪ ،‬أننا نثمن‬ ‫للبنان‬ ‫وإخالصكم‬ ‫الشجاعة‬ ‫اإلسالمية املنترصة لفلسطني وقضايانا العادلة ‪ .‬مواقفكم‬ ‫فإىل األمام يا أبناء “تيار التوحيد”‪ ،‬فمثلكم اليوم والتصاقكم باملقاومة‪ ،‬وما أنجزمتوه شكل عالقة‬ ‫كمثل القابض عىل الجمر تحرتق كفاه وال يلني‪.‬‬ ‫بارزة وهامة رسمت طريقاًَ لألجيال نحو غد‬ ‫هنيئاً لكم الذكرى الرابعة لتأسيس تياركم مرشق يف وطن عزيز نفخر به ويشكل رصيداً‬ ‫التوحيدي وعهدنا أن نستمر معاً حتى تحقيق وسنداً ألمته وللقضية املركزية – فلسطني‪،‬‬ ‫أهداف أمتنا يف هزمية الصهاينة املحتلني وإعادة ونحن معكم عىل طريق العزة والكرامة‪ ،‬ونتمنى‬ ‫الحق ألصحابه يف لبنان وسوريا وفلسطني‪.‬‬ ‫لـ “تيار التوحيد” دوام التقدم كام هو دامئاً يف‬ ‫مقدمة الصفوف نحو العطاء‪ ،‬ليظل مثاالً لكل‬ ‫حسن زيدان األحرار واملقاومني يف أمتنا‪.‬‬

‫يف الذكرى الرابعة لتأسيس “تيار التوحيد”‪،‬‬ ‫نتقدم من الرفيق وئام وهاب وكافة كوادر التيار‬ ‫ومنتسبيه بأحر التحيات الرفاقية ونبارك هذه‬ ‫املناسبة العظيمة‪ ،‬ونحن ننظر باحرتام وإعجاب‬ ‫لإلنجازات التي تحققت خالل األعوام السابقة‪،‬‬ ‫ورغم صعوبة الظروف التي رافقت مسرية‬ ‫كفاحكم‪ ،‬إال أنها كانت مناسبة أكدت عىل‬ ‫مدى أصالتكم ووفاءكم للبنان ولعمقه العريب‬ ‫املقاوم‪.‬‬ ‫لقد مثل “تيار التوحيد” يف فكره ومامرسته‬ ‫أنبل ظاهرة يف تاريخ لبنان‪ ،‬أثبتت أن اإلنجاز الكبري‬ ‫يتحقق بربنامج واقعي‪ ،‬وأداة تغيري مؤمتنة وقيادة‬ ‫واعية ومخلصة وجامهري منظمة مستعدة‬ ‫للعطاء‪ ،‬لقد وقفتم وبكل جرأة واقتدار ملواجهة‬ ‫املصاعب فكانت كلمة الحق البداية‪ ،‬ساهمت‬ ‫يف تصويب املسار‪ ،‬من خالل فكر منفتح وعمل‬ ‫متواصل ومنظم‪ ،‬فكان تياركم مقاوماً بامتياز‬

‫أبدأ بعبارة فلسفية تقول‪ :‬إن ما يفصل بني‬ ‫االنهيار والصمود شعرة‪ ،‬ففي الشدائد واملحن‬ ‫تتلمس الربهان‪ ،‬وهكذا الربهان يأتيك ساطعاً مع‬ ‫“تيار التوحيد” ورئيسه الرفيق العزيز وئام وهاب‪.‬‬ ‫قبل خمس سنوات من اآلن‪ ،‬الكل يعرف‬ ‫الصورة واملشهد التي عاشها بعد االغتيال‬ ‫املدان لرئيس حكومة لبنان الشيخ رفيق الحريري‪،‬‬ ‫وما خلفه من زلزال سيايس وأمني ال زالت‬ ‫تداعياته وآثاره بادية يف كل مناحي ومندرجات‬ ‫الحياة اليومية يف لبنان الذي مل يعد الكثريون‬ ‫عىل أي لبنان سوف يستيقظون لكرثة هذه‬ ‫التداعيات واألسئلة املتزاحمة عند الكثري من‬ ‫القوى واملرجعيات والشخصيات حول ما العمل‪.‬‬ ‫هي االنكفاء أو االنسحاب‪ ،‬أم االنحناء؟ أم الرتيث‬

‫‪21‬‬

‫لتنجيل الصورة؟ أم تحمل مسؤولية مواجهة هذا‬ ‫الطارئ واملوجه من قبل القوى التي ترتبص يف‬ ‫لبنان وعروبته الرش لتنقله اىل غري موقعه‪ ،‬وغري‬ ‫هويته‪.‬‬ ‫فمن رحم هذا املشهد وهذه األسئلة قرر‬ ‫الكثريون تحمل مسؤولية مواجهة هذا الطارئ‬ ‫وإن اختلط االنحناء بالرتيث‪ ،‬ولكن ال انسحاب‪...‬‬ ‫ومعايل الرفيق العزيز أبو هادي وقبل تشكيل‬ ‫تياره قرر كشخصية سياسية وطنية أن يواجه‬ ‫ويتحدى ويصمد ولو عىل حساب أشياء كثرية‬ ‫ّ‬ ‫دل‬ ‫ويف مقدمتها شخصه وأرسته‪ ،‬وسلوكه‬ ‫عىل أنه رفض املثل الشائع ال بد من االنحناء‬ ‫أمام العاصفة‪ ،‬ألنه مؤمن بأن األقدام الضاربة يف‬ ‫األرض عميقاً ال تخيفها العواصف وهكذا كان‪.‬‬ ‫فلم يقف عند حدود حراكه الشخيص بل ذهب‬ ‫بعيداً حيث شكل تياراً اسمه “تيار التوحيد”‪.‬‬ ‫وأذكر أنه ويف املؤمتر الصحفي الذي عقد يف‬ ‫نقابة الصحافة من أجل اإلعالن عن تشكيل‬ ‫التيار استوقفني يومها أمران‪ ،‬األول‪ :‬هذا‬ ‫الحضور الواسع للقوى واألحزاب والشخصيات‬ ‫واملرجعيات‪ ،‬والثاين‪ :‬هذه الثقة التي ال تعرف‬ ‫حدوداً والتي تتملك رئيس هذا التيار العرويب عىل‬ ‫الرغم من ألوان علمه‪ ،‬وهذا ما كان يؤرش أن هذا‬ ‫التيار سيشق الطريق رغم وعورتها وصعوبتها‬ ‫يف املستويني الخاص والعام يف لبنان‪.‬‬ ‫ففي وقت قيايس الفت أصبح هذا التيار‬ ‫ورئيسه يحتل الكثري الكثري من املجالس‬ ‫ووسائل‬ ‫والدبلوماسية‬ ‫والرسمية‬ ‫السياسية‬ ‫اإلعالم والتي كانت تسعى وراء التيار ورئيسه‪،‬‬ ‫ومل يقف األمر عند هذا الحد فهو له حضور وازن‬ ‫ومتميز بني طيف واسع من األوساط الشعبية‬ ‫ليس باملعنى الضيق للطائفة الكرمية التي ينتمي‬ ‫إليها رئيس التيار وحسب‪ ،‬بل باملعنى الشامل‬ ‫واألرحب يف عموم املناطق‪ ،‬وحالة االستقطاب‬ ‫الحزيب املنترش يف أرجاء الجبل والشوف ّ‬ ‫تدل عىل‬ ‫هذا الحضور املستند اىل جملة مواقف متحورت‬ ‫حول االنحياز يف تبنيه لخيار املقاومة واملامنعة‬ ‫املمتد من فلسطني اىل لبنان وسوريا وحتى إيران‬ ‫وسائر أحرار العامل‪.‬‬ ‫أما الشعب الفلسطيني وقوى مقاومته‪ ،‬فـ‬ ‫“تيار التوحيد” ورئيسه العزيز وئام وهاب حرص‬ ‫أشد الحرص عىل تبني قضاياه وعناوين نضاله‬ ‫وكفاحه وجهاده يف حدود لبنان وخارجها ألن‬ ‫هذا التيار ورئيسه ينتمي لذات املدرسة وذات‬ ‫الفكر السيايس‪ ،‬ومل يؤل جهداً يف دعم حقوقه‬ ‫املدنية واالجتامعية والسياسية وتأكيده عىل‬ ‫رفضه املساس بالوجود الفلسطيني يف لبنان‬ ‫من خالل تأكيده عىل حقنا يف العودة ورفض‬ ‫التهجري ودعوته للتنبه من الخطر الجدي الكامن‬ ‫يف توطني الفلسطينيني يف لبنان‪.‬‬ ‫واختم بالقول‪ :‬إن “تيار التوحيد” ورئيسه مثل‬ ‫سابقة فريدة يف العمل السيايس والحزيب إن‬ ‫من حيث السقف السيايس املتبنى من قبله‪،‬‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫أو من خالل حيثيته التي صنعها لنفسه عىل‬ ‫الساحة السياسية واإلعالمية‪ ،‬ومن موقع املحب‬ ‫أخلص ألن أنبه فحتى ال يكون هذا التيار طفرة‬ ‫تنتهي بعد حني وأنا بالتأكيد ال أتبنى وال أمتنى‬ ‫ذلك‪ ،‬املطلوب تكريس العمل املؤسسايت الحزيب‬ ‫والحياة الدميقراطية‪ .‬وأخرياً ليس آخراً التحية‬ ‫للتيار وقيادته ويف مقدمتهم الرفيق والصديق‬ ‫العزيز وئام وهاب يف عيد تأسيسه الرابع‪ ،‬واىل‬ ‫مزيد من التقدم حتى تحقيق أهدافنا املشرتكة‪.‬‬

‫عضو املكتب السيايس‬ ‫يف الجبهة الشعبية لتحرير‬ ‫فلسطني – القيادة العامة‬ ‫رامز مصطفى‬

‫دور بارز في مواجهة‬ ‫التحديات وفعل مقاوم‬

‫‪ ‬إن الظروف التي تأسس فيها «تيار التوحيد»‬ ‫يف بدايات تأسيسه كانت صعبة وغاية يف‬ ‫الخطورة والتعقيد وكذلك الظروف املعقدة التي‬ ‫كان يعيشها أبناء الشعب اللبناين بشكل خاص‬ ‫وشعوب املنطقة بشكل عام ‪.‬‬ ‫جاء تأسيسه للوقوف اىل جانب القوى‬ ‫واألحزاب الوطنية األخرى‪ ،‬للتصدي لحالة‪ ‬متزيق‬ ‫الوطن وإبعاده عن محيطه القومي العريب‬ ‫الداعم لتحرير ما تبقى من أرايض لبنان املحتل من‬ ‫قبل العدو الصهيوين من خالل دعمه للمقاومة‬ ‫اإلسالمية والوطنية اللبنانية مضيفاً شيئاً‬ ‫مميزاً اىل التيار العرويب القومي يف لبنان‪ ،‬وداع ًام‬ ‫حقيقياً للمقاومة يف لبنان وفلسطني وعند‬ ‫كافة الشعوب املناضلة من أجل تحرير أراضيها‬ ‫ونيل استقاللها ومواجهة الغطرسة األمريكية‬ ‫اإلرسائيلية ‪.‬‬ ‫إن «تيار التوحيد» كان له أيضاً دوراً بارزاً يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫النهوض يف صفوف الوطنيني والرشفاء ملواجهة‬ ‫التحديات واملخاطر التي يتعرض له الوطن بأحزابه‬ ‫وقواه الوطنية واإلسالمية‪ ،‬وما يتعرض له نهج‬ ‫وخيار املقاومة يف وجه األعداء واملؤامرات التي‬ ‫تريد أخذ لبنان اىل مواقع أخرى تصب يف رضب‬ ‫الخيارات الوطنية وقوى املقاومة واملامنعة يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫برأينا إن «تيار التوحيد» استطاع إبراز دوره عىل‬ ‫الصعيد اإلعالمي والجامهريي وذلك من خالل‬ ‫تسليطه الضوء عىل ثالث خيارات أساسية ألي‬ ‫حزب أو تنظيم عليه أن يتبنى هذه الخيارات يف‬ ‫مواقفه السياسية حتى يكتسب مكاناً مرموقاً‬ ‫وداع ًام بني صفوف شعبه وناسه‪ ،‬و «تيار التوحيد»‬ ‫اختار هذه الخيارات السياسية الثالثة عن حنكة‬ ‫وذكاء سيايس تتمتع به قيادته ورئيسه‪.‬‬ ‫هذه الخيارات هي‪:‬‬ ‫‪ ‬الوضع اللبناين الداخيل ووقوفه اىل جانب‬ ‫صوت العقل والضمري لكل من اصطف ملعالجة‬ ‫ما يعاين منه الوضع اللبناين الداخيل آنذاك‬ ‫متمسكاً بالخيار الثاين وهو وقوفه اىل جانب‬ ‫املقاومة التي تصدت للعدو الصهيوين وحررت‬ ‫األرايض اللبنانية املحتلة ‪.‬‬ ‫أما الخيار الثالث الذي أخذه التيار فكان وقوفه‬ ‫الجاد والحازم اىل جانب تيار العروبة والتي مثلته‬ ‫دول املامنعة والصمود ويف مقدمتها سوريا‬ ‫وإيران ‪.‬‬ ‫هذه الخيارات الثالث كان دور التيار فيها فاع ًال‬ ‫وبارزاً عىل الصعيدين الوطني اللبناين والعريب‪،‬‬ ‫تجسدت يف مواقفه البارزة منذ تأسيسه‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬فعىل الصعيد الوطني اللبناين‬ ‫ساهم التيار والزال يف بناء لبنان قوي قادر عىل‬ ‫التصدي واملواجهة‪ ،‬ووقف اىل جانب املقاومة‬ ‫الوطنية واإلسالمية اللبنانية بفعالية وحزم‬ ‫يف مواجهة األعداء املرتبصني بها‪ ،‬وعمل بدأب‬ ‫عىل استمرار لبنان بلعب دور عريب فعال ومقاوم‬ ‫مبني عىل أسس متينة تقوم عىل الدميقراطية‬ ‫ونبذ الطائفية واملذهبية البغيضة انطالقا من‬ ‫فهمه وإدراكه بأن الطائفية السياسية هي الداء‬ ‫الذي فتك ويفتك بوحدة الوطن ويشتت متاسك‬ ‫مجتمعه املقاوم وتصب يف خدمة املصالح‬ ‫الغربية واالستعامرية‪ ،‬كام وآمن أن لبنان جزء‬ ‫ال يتجزأ من املرشق العريب ومن هذه الحضارة‬ ‫العربية وعليه بنيت عقيدة وأفكار التيار بالوقوف‬ ‫اىل جانب قضايا األمة العربية العادلة‪ ،‬فكان درعاً‬ ‫وسنداً حقيقيني للشعب الفلسطيني املناضل‬ ‫واملكافح‪ ،‬من أجل استعادة حقوقه وإزالة الكيان‬ ‫الغاصب ألرض فلسطني وقف «تيار التوحيد» اىل‬ ‫جانب الفلسطينني وقوى‪ ‬املقاومة أثناء العدوان‬ ‫عىل غزة وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني يف‬ ‫الضفة الغربية من قهر ومطاردة واعتقاالت وما‬ ‫تتعرض له مقدساتنا اإلسالمية والعربية من‬ ‫تهويد‪ ،‬عدا عن املوقف الوطني الكبري لـ «تيار‬ ‫التوحيد» من موضوع الالجئني الفلسطينيني‬

‫‪22‬‬

‫بشكل عام والالجئني الفلسطينيني يف لبنان‬ ‫بشكل خاص حيث يخوض التيار مع كثري من‬ ‫األحزاب الوطنية والتقدمية يف لبنان معركة ال‬ ‫تقل أهمية عن بقية املعارك يف تثبيت حق العودة‬ ‫لالجئني الفلسطينيني اىل أرضهم ومواجهة‬ ‫كافة مشاريع التوطني والتهجري والتصدي لها‬ ‫برشاسة تلك التي تهدف اىل إسقاط الحقوق‬ ‫املرشوعة للفلسطينيني‪ ،‬عدا عن مطالبة التيار‬ ‫الدامئة بإعطاء الحقوق املدنية واالجتامعية‬ ‫والعيش بكرامة لالجئني الفلسطينيني يف لبنان‬ ‫حتى العودة والينفك يناضل من أجل ذلك ‪.‬‬ ‫كام يسجل لـ «تيار التوحيد» مواقفه الشجاعة‬ ‫اىل جانب دول املامنعة والصمود وشعوبها‬ ‫املناضلة‪ ،‬كوقوفه اىل جانب سوريا مبواجهة‬ ‫مشاريع الهيمنة والحصار لثنيها عن وقوفها اىل‬ ‫جانب قضايا األمة العربية ويف مقدمتها قضية‬ ‫فلسطني وحقها يف استعادة أراضيها املحتلة‬ ‫ومحاولة ثنيها عن تعزيز املوقف العريب يف رفض‬ ‫اإلمالءات الغربية واألمريكية التي تخدم الكيان‬ ‫الصهيوين وحلفائه يف املنطقة‪ ،‬ووقوفه الداعم‬ ‫ملواقف الجمهورية االسالمية يف ايران التي تواجه‬ ‫املؤامرات األمريكية الستعامر املنطقة ومواقف‬ ‫الجمهورية اإليرانية اىل جانب قوى املقاومة‬ ‫واملامنعة يف املنطقة من ‪ ‬أجل وجود حلف إقليمي‬ ‫مقاوم ورادع لكافة املخططات املعادية لشعوب‬ ‫املنطقة‪ .‬كام هو موقف التيار اىل جانب شعب‬ ‫العراق البطل وقواه املقاومة من أجل طرد االحتالل‬ ‫عن أرضه وعودة العراق للعب دوره الحقيقي مع‬ ‫بقية دول املامنعة واملواجهة‪ ،‬واملحافظة عىل ثروات‬ ‫العراق وخرياته وعىل وحدة أرضه وشعبه‪ .‬ووقوفه‬ ‫الداعم لوحدة السودان وصموده يف مواجهة‬ ‫املخاطر التي تتهدد السودان الشقيق ‪.‬‬ ‫ونحن نقف اليوم ويف الذكرى الرابعة لتأسيس‬ ‫«تيار التوحيد» وأمام ما يقوم به من مواقف‬ ‫نضالية بارزة عرب ما خطه‪ ‬من انجازات وطنية‬ ‫كبرية خالل سنوات قليلة من انطالقته يف عام‬ ‫‪ 2006‬برئاسة األخ املناضل األستاذ وئام وهاب والذي‬ ‫تشهد له األيام ويف كافة املحطات التاريخية بأنه‬ ‫رجل مقاوم‪ ،‬مناضل‪ ،‬ورائد من رواد العمل الوطني‬ ‫اللبناين والعريب وعلم من أعالم مواجهة املشاريع‬ ‫واملخططات األمريكية والصهيونية التي تهدد‬ ‫املنطقة مع إخوته ورفاقه يف «تيار التوحيد»‬ ‫ال يسعنا اال أن نقف مع كافة األحزاب والقوى‬ ‫الوطنية وفصائل املقاومة بفخر واعتزاز أمام هذه‬ ‫املنجزات الكبرية وأن نتقدم بأسمى آيات االعتزاز‬ ‫والتقدير عىل الثبات يف املواقف الوطنية الكبرية‬ ‫والتي إن دلت فإمنا تدل عىل قناعة ثابته وراسخة‬ ‫بأن النرص حليف الشعوب املكافحة واملناضلة‬ ‫من أجل استعادة حريتها والعيش بكرامة وأمان‬ ‫وسالم‪ ،‬وأن الهزمية هي مصري األعداء واملستكربين‬ ‫والداعمني للكيان الصهيوين الغاصب‪.‬‬ ‫وبدورنا نحن يف جبهة النضال الشعبي‬ ‫الفلسطيني قيادة وكوادر واعضاء اليسعنا إ ّال أن‬

‫نقدر عالياً مواقف «تيار التوحيد» اىل جانب قضايا‬ ‫أمتنا العادلة بشكل عام وقضيتنا الفلسطينية‬ ‫بشكل خاص كام نثمن الدور البارز والفعال الذي‬ ‫يلعبه التيار يف الحركة الوطنية النضالية‪ ،‬مع‬ ‫التمنيات الخالصة مبزيد املنعة والتقدم والتطور‬ ‫له ولرئيسه وكافة قياداته وكوادره وأعضائه‬ ‫خدمة ملصالح قضايانا العادلة ودحر العدوان ‪.‬‬ ‫نعاهدكم أن نبقى معاً وسوياً يف نهج املقاومة‬ ‫والخيار الوطني حتى تحقيق االنتصار ‪.‬‬

‫جبهة النضال الشعبي‬ ‫الفلسطيني‬ ‫أبو خالد الشامل‬ ‫ ‬

‫نقف وإياكم موقفاً موحداً‬ ‫لحماية نهج المقاومة‬

‫أتقدّم منكم جميعاً بإسم قيادة “جبهة‬ ‫الشخيص‬ ‫وباسمي‬ ‫الفلسطينية”‬ ‫التحرير‬ ‫وعموم الرفاق‪ ،‬وملناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس‬ ‫ت ّياركم العزيز بأ ّر التهاين والتربيك لهذه االطالقة‬ ‫الشا ّبة واملتقدمة يف الصفوف األمامية يف‬ ‫نضالها الوطني والقومي وعىل أوىل أولوياتها‬ ‫حفظ وحامية املقاومة العربية واإلسالمية من‬ ‫فلسطني إىل لبنان والعراق إىل سوريا الصامدة‬ ‫مع أبناء الجوالن األحرار املرابطني عىل أرضه‬ ‫يقارعون العدو الصهيوين بكل عنفوان وصالبة‬ ‫وكربياء‪.‬‬ ‫اسمحوا يل أيها الرفاق األعزاء أن أنتهز هذه‬ ‫الفرصة املجيدة لتاسيس تياركم وأتوجه من‬ ‫خاللكم لجميع الرشفاء واألحرار الذين مل يتأخروا‬ ‫يف وقفة اإلباء والرجولة يف مقاومة االستعامر‬ ‫واالحتالل إىل أهلنا يف الجبل ويف جبل العرب‪..‬‬ ‫ويف كل مكان‪.‬‬ ‫إن الذكرى الرابعة النطالقتكم هذا العام هي‬

‫تأكيد عىل النهج والخط املقاوم الذي وقفتم منذ‬ ‫انطالقتكم للدفاع عنه‪ ،‬وكانت السنوات األربع‬ ‫شاهدة بكل تفاصيلها اليومية عىل التعقيدات‬ ‫اللبنانية الداخلية التي عجزت أمام القوى‬ ‫الرشيفة مثل حركتكم أن تغيرّ مجرى التاريخ‬ ‫يف مسار آخر‪ ،‬واستطعتم يعزمية وإرادة أن‬ ‫تؤكدوا التواصل القومي مع سوريا وكان للرفيق‬ ‫وئام وهاب رئيس “تيار التوحيد” صوالت وجوالت‬ ‫جريئة شهد لها الجميع بالدفاع عن التاريخ وهذا‬ ‫النهج الذي أكد عىل ثباته وجرأته وعىل قوة‬ ‫االلتفاف حوله‪ .‬وأقصد نهج املقاومة يف لبنان‬ ‫حيث خاضت تلك املقاومة أرشس حرباً ملواجهة‬ ‫عدوانية الكيان الغاصب ومتكنت بإرادة الشعب‬ ‫اللبناين وكل الرشفاء ودعم سوريا بشار األسد‬ ‫من تحقيق االنتصار التاريخي الذي تشهد هذه‬ ‫نسجل‬ ‫األيام ذاكرة مجيدة ويف هذا املجال ال بد أن ّ‬ ‫للموقف املبديئ للجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫بدعم املقاومة‪.‬‬ ‫ومل تكن فلسطني املقاومة والشعب ببعيدة‬ ‫عن فكر وسياسة ونهج ت ّياركم وكانت لكم كل‬ ‫الجراة يف أن يكون لكم املوقف الصلب والداعم‬ ‫للقضية الفلسطينية وملقاومتها‪.‬‬ ‫ّإن قضيتنا الفلسطينية اليوم وهي مت ّر يف‬ ‫أخطر وأدق مراحلها من التفريط املعلن لقيادة‬ ‫السلطة ونهج التفريط إىل التواطؤ ا ُملعلن لبعض‬ ‫العرب‪ ،‬تحتاج من جميع القوى العربية والتقدمية‬ ‫والتحريرية إىل مزيد من العمل والنهوض والحامية‬ ‫لقوى املقاومة ولشعب فلسطني يف وجه العدو‬ ‫ّ‬ ‫بأن‬ ‫الصهيوين كام وهو أملنا ومعرفتنا ويقيننا‬ ‫ت ّياركم الذي لعب دوراً مه ًام خالل الفرتة القصرية‬ ‫املاضية عىل املستوى املحيل واإلقليمي لن يكون‬ ‫دوره إ ّال الدور الريادي يف الوقوف إىل جانب شعبنا‬ ‫الفلسطيني يف املخيامت يف لبنان‪ ،‬وإىل جانب‬ ‫مطالبهم اإلنسانية واالجتامعية وتحسني حياتهم‬ ‫املعيشية حيث يقيمون يف اللجوء القايس‪ .‬كام‬ ‫نطالب من خاللكم جميع القوى والشخصيات‬ ‫الوطنية العمل عىل إزالة آثار الدمار الذي ّ‬ ‫حل‬ ‫بشعبنا يف مخيم نهر البارد وحيث تح ّملها أهلنا‬ ‫يف هذا املخ ّيم رضيبة ال عالقة لهم بها‪.‬‬ ‫ولكنهم وقفوا إىل جانب الجيش من أجل أان‬ ‫يحفظ لبنان أمنه واستقراره فال يجوز أن يدفع‬ ‫هؤالء الرضيبة مضاعفة وبال سبب‪.‬‬ ‫إننا ايها الرفاق األعزاء يف قيادة “جبهة التحرير‬ ‫الفلسطينية” يف لبنان نقف وإياكم موقفاً‬ ‫واحداً لحامية نهج املقاومة واملامنعة ونقف‬ ‫جميعاً يف خندق املواجهة ألي عدوان‪.‬‬ ‫نتمنى لت ّياركم املزيد من التقدّم وإننا عىل‬ ‫الدرب سائرون حتى النرص‬

‫مسؤول جبهة التحرير‬ ‫الفلسطينية يف لبنان‬ ‫محمد ياسني‬

‫‪23‬‬

‫أمانة اإلعالم‪ :‬في ذكرى‬ ‫تأسيس تيار التوحيد التزام‬ ‫بالتغيير وبثقافتي المقاومة‬ ‫والممانعة‬ ‫مير اليوم أربع سنوات عىل تأسيس تيار‬ ‫التوحيد وقد تعاقبت كل هذه السنوات‬ ‫حبىل باملكاسب واالنتصارات وكذلك بالهزات‬ ‫لتجسد حراكا سياسيا أسس لتجربة‬ ‫تغيرييه احتلت مكانة متميزة‪ ،‬وريادة عىل‬ ‫كل األصعدة محليا وإقليميا ودوليا‪.‬‬ ‫لكن لألسف ُنحيي هذه الذكرى ويحدونا‬ ‫شعور باملرارة ملا آلت إليه األوضاع داخل‬ ‫فلسطني املحتلة إىل درجة دفعت جهات‬ ‫هم لها وال هاجس إال تأمني‬ ‫فلسطينية ال ّ‬ ‫مواقعها واحتكارها للسلطة‪ ،‬إىل االستقالة‬ ‫نهائيا عن كل مامرسة نضالية السرتداد حقوق‬ ‫الشعب الفلسطيني املهدورة والوقوف‬ ‫إىل جانب محور املامنعة بقيادة الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية وسوريا يف مواجهة‬ ‫مرشوع تهويد القدس واملدن الفلسطينية‪،‬‬ ‫يف زمن أصبحت فيها املجاهرة بالحقوق العربية‬ ‫وااللتزام بالقضية الفلسطينية تهم ًة تعرض‬ ‫صاحبها إللصاق به تهمة «اإلرهاب»‪.‬‬ ‫أربع سنوات مرت‪ ،‬حفلت باملآثر والتضحيات‬ ‫من حقنا جميعا أن نفتخر برموزها الذين‬ ‫ساهموا يف تقديم النموذج يف الرصاع‬ ‫العريب – اإلرسائييل من خالل بوابة املقاومة‬ ‫التي لقنت العدو اإلرسائييل درسا ال ينساه‪،‬‬ ‫وقضت عىل فكرة “إرسائيل” األسطورة التي‬ ‫ّ‬ ‫وسطرت معها مالحم عزة وبطوالت‬ ‫ال تهزم‪،‬‬ ‫تفتخر بها شعوب األمة‪.‬‬ ‫ونحن نحتفل اليوم بهذه املناسبة الوطنية‬ ‫ننتهز الفرصة للتأكيد عىل مواصلة النضال‬ ‫يف سبيل قيام نظام سيايس يدافع عن‬ ‫حقوق املواطن ويكون رافدا مهام من روافد‬ ‫العمل املدين‪ ،‬وهذا لن يأيت إال عرب االستمرار‬ ‫يف خوض معركة التغيري يف مواجهة كل‬ ‫محاوالت االستئثار والجور والفساد واملحاصصة‬ ‫املذهبية‪ ،‬وسط تصاعد الجو الطائفي والفئوي‬ ‫الهش الذي يعيد إنتاج الرصاعات الداخلية‬ ‫وتفصيل الوحدة الوطنية عىل مقاس زعامء‬ ‫الطوائف وأصحاب الكانتونات الضيقة‪.‬‬ ‫أربع شموع اشتعلت يف طريقنا لتنري لنا‬ ‫درب التغيري حيث ما زال طويال‪ ،‬ولشهداء‬ ‫املقاومة الذين ما زالت أرواحهم ترفرف معنا‬ ‫نقول إننا عىل قيم الجهاد واملامنعة ماضون‪،‬‬ ‫ولن تثنينا املصاعب عن تحقيق أهداف األمة‬ ‫التي سعيتم ونسعى من أجلها‪.‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫المقاومة ترعب إسرئيل‬ ‫إذا ف ّكرت بشن حرب على لبنان‬

‫أعلن األمني العام “لحزب الله” السيد حسن‬ ‫نرص الله‪ ،‬يف الذكرى الثانية الغتيال الشهيد‬ ‫عامد مغنية‪ ،‬بأن صواريخ املقاومة سرتدع العدو‬ ‫اإلرسائييل عن أية مغامرة عسكرية يقوم بها‬ ‫ضد لبنان ومقاومته‪ ،‬وأن استهداف مطار بريوت‬ ‫“رفيق الحريري”‪ ،‬سيقابله رضب مطار “بن غوريون”‪،‬‬ ‫وأن تدمري مبنى أو مبان يف بريوت أو الضاحية‬ ‫أو أية منطقة لبنانية‪ ،‬سيقابله إسقاط مبان‬ ‫وتهديم أحياء يف تل أبيب‪ ،‬وأن قيام الطريان‬ ‫اإلرسائييل بقصف منشآت ومرافق حيوية‬ ‫كمحطات الكهرباء واملياه والهاتف وغريها‪،‬‬ ‫سيكون الرد عليه باملثل‪.‬‬ ‫كالم السيد نرص الله‪ ،‬يأخذه قادة العدو‬ ‫اإلرسائييل عىل محمل الجد ويصدقون كل عبارة‬ ‫يقولها‪ ،‬ألن وعده صادق‪ ،‬وهذا ما اختربوه أثناء‬ ‫العدوان عىل لبنان صيف ‪ ،2006‬فسيد املقاومة‬ ‫يقرن القول بالفعل‪ ،‬فهو ال ميارس الخطابة‬ ‫الحامسية للجامهري عىل غرار رؤساء أنظمة‬ ‫عربية‪ ،‬وقادة منظامت وأحزاب‪ ،‬وال يطلق الشعارات‬ ‫الرنانة ويذهب إىل “الهوبرة” كام اعتادت الشعوب‬ ‫العربية‪ ،‬أن تسمع من مسؤوليها دون أن يطبقوا‬ ‫شعاراتهم‪.‬‬ ‫ومنذ تحذير السيد نرص الله لـ “إرسائيل”‪،‬‬ ‫التي أكرثت من مناوراتها العسكرية وتهديداتها‬ ‫للبنان‪ ،‬بأن أي عدوان جديد قد تلجأ إليه لن يكون‬ ‫نزهة‪ ،‬توقف القادة السياسيون والعسكريون‬ ‫يف الدولة العربية‪ ،‬عند ما قاله األمني العام‬ ‫“لحزب الله” وسألوا ما هي القدرات واإلمكانات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العسكرية التي بات ميتلكها ليهدد بتعطيل‬ ‫مطار “بن غوريون”‪ ،‬وتدمري حي وأبنية يف “تل‬ ‫أبيب”‪ ،‬وما هو نوع السالح الذي وصل إىل‬ ‫املقاومة ليقف قائدها متوعداً‪ ،‬وهو ليس بحاجة‬ ‫إىل رفع معنويات جمهوره‪ ،‬ونيل ثقة اللبنانيني‪،‬‬ ‫بأن املقاومة قادرة عىل الصمود والتصدي لـ‬ ‫“إرسائيل” وإنزال هزمية بجيشها الذي ال يقهر‪،‬‬ ‫فهذه املرحلة تخطاها السيد نرص الله بعد‬ ‫االنتصارات التي سجلتها املقاومة يف تحرير‬ ‫األرض بالعمليات العسكرية يف ‪ 25‬أيار ‪،2000‬‬ ‫ويف ردع العدوان اإلرسائييل عام ‪.2006‬‬ ‫وخرجت القيادة اإلرسائيلية‪ ،‬بعد كالم السيد‬ ‫نرص الله‪ ،‬لتعلن أن سوريا زودت “حزب الله”‬ ‫بصواريخ “سكود” التي يصل مداها إىل ‪350‬‬ ‫كلم‪ ،‬وتحمل رؤوساً متفجرة يصل وزنها إىل ألف‬ ‫كيلوغرام‪ ،‬وشنت حملة سياسية وإعالمية‪،‬‬ ‫شاركتها فيها الواليات املتحدة‪ ،‬وأرفقتها‬ ‫بتحذيرات وتهديدات من أن سوريا ستتعرض‬ ‫لعمل عسكري إرسائييل‪ ،‬وأن لبنان كله سيكون‬ ‫تحت مرمى النريان اإلرسائيلية‪ ،‬وستتحمل‬ ‫حكومته املسؤولية‪ ،‬ألنها تضم داخلها ممثلني‬ ‫لحزب يهدد أمن “إرسائيل”‪.‬‬ ‫وقد رفعت “إرسائيل” من حدة ترصيحاتها‬ ‫العسكرية‪ ،‬ووضعت املنطقة أمام شفري حرب‬ ‫شاملة‪ ،‬إذ شملت بتهديداتها إيران وسوريا‬ ‫واملقاومة يف لبنان وفلسطني‪ ،‬وبدا اإلرباك‬ ‫والقلق مسيطران عىل قادة الكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫إذ ويف الوقت الذي كان الصقور فيه من أمثال‬

‫‪24‬‬

‫رئيس الحكومة “بنيامني نتنياهو” ووزير الخارجية‬ ‫“افيغدور ليربمان”‪ ،‬يطلقان تهديداتهام الحربية‪،‬‬ ‫كان وزير الدفاع “ايهود باراك” يحاول التخفيف‬ ‫من ذلك مع إرصاره عىل أن ال ميتلك “حزب الله”‬ ‫الصواريخ‪ ،‬مبا يغري من معادالت املنطقة‪.‬‬ ‫فافتعال أزمة الصواريخ كانت تخبئ مأزقاً‬ ‫إرسائيلياً يتعلق بالخالف مع اإلدارة األمريكية‬ ‫حول تجميد االستيطان الصهيوين يف أرايض‬ ‫الضفة الغربية والقدس‪ ،‬إىل استئناف املفاوضات‬ ‫اإلرسائيلية – الفلسطينية‪ ،‬وتحقيق الدولتني‬ ‫كام ترغب أمريكا‪ ،‬ثم يف الوضع الدويل الذي‬ ‫تعيشه الدولة العربية لجهة الفضائح التي‬ ‫تالحقها واملامرسات الالإنسانية التي تقوم بها‬ ‫يف غزة وكل فلسطني املحتلة‪ ،‬وفق ما كشفه‬ ‫تقرير املندوب الدويل “غولدستون” لجهة الجرائم‬ ‫والفظائع التي ارتكبها الجيش اإلرسائييل يف‬ ‫غزة‪ ،‬وطالت املدنيني والجمعيات اإلنسانية وحتى‬ ‫مباين األمم املتحدة‪ ،‬إضافة إىل تزوير جوازات سفر‬ ‫لدول أوروبية استخدمت يف جرمية اغتيال القيادي‬ ‫يف “حامس” محمود املبحوح‪.‬‬ ‫فـ “إرسائيل” تعيش هاجس صواريخ املقاومة‪،‬‬ ‫وقلقة من أن تصبح قوة عسكرية‪ ،‬إذ يتحدث‬ ‫املسؤولون يف “تل أبيب” أن لدى املقاومة‬ ‫حوايل ‪ 80‬ألف صاروخ‪ ،‬وأن من بينها صواريخ‬ ‫يصل مداها إىل ‪ 350‬كلم‪ ،‬وتصيب أهدافاً يف‬ ‫النقب‪ ،‬وال تخطئ إصاباتها بحيث تصل إىل‬ ‫مكتب وزير الدفاع ورئاسة األركان يف “تل أبيب”‪،‬‬ ‫إضافة إىل املطارات العسكرية‪ ،‬وقواعد تجنيد‬

‫االحتياط وتعبئتهم‪ ،‬ثم يف الوصول إىل األهداف‬ ‫االسرتاتيجية‪ ،‬مثل محطات الكهرباء واملياه‪،‬‬ ‫ومصايف النفط‪ ،‬ومصانع البرتوكيامئيات‪.‬‬ ‫فبنك أهداف املقاومة‪ ،‬داخل فلسطني املحتلة‪،‬‬ ‫ال يقل أبداً عن ذلك الذي تهدد به “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وتقول أنها ستدمر الجسور والطرقات ومحطات‬ ‫الكهرباء ومطار بريوت واملرافئ الخ ‪ ،....‬وهي‬ ‫األهداف نفسها التي طالتها طائراتها يف‬ ‫عدوان متوز قبل أربع سنوات ويف كل حروبها عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬وبات اللبنانيون يحفظونها‪ ،‬فالطريان‬ ‫الحريب اإلرسائييل بحاجة إىل ثالثة أيام ليقوم‬ ‫بتدمري كل البنى التحتية‪ ،‬لكن ذلك ال يعني‬ ‫أنها حققت انتصاراً‪ ،‬وهو السيناريو نفسه الذي‬ ‫حصل يف ‪ ،2006‬وبقيت الحرب ‪ 33‬يوماً‪ ،‬وصواريخ‬ ‫املقاومة تسقط عىل املستوطنات‪ ،‬وقوات‬ ‫االحتالل تقف عند تخوم “عيتا الشعب” و”مارون‬ ‫الراس” و”سهل الخيام” و”وادي الحجري” و”بنت‬ ‫جبيل” و”مرجعيون”‪.‬‬ ‫فاملقاومة أعلنت عن بنك أهدافها‪ ،‬وقادة‬ ‫العدو‪ ،‬يدرسون األمر جيداً‪ ،‬وبدأوا يحسبون‬ ‫ألف حساب‪ ،‬ألية مغامرة عسكرية قد يقدمون‬ ‫عليها‪ ،‬فلم يعد عدوانهم عىل لبنان مير دون رد‪،‬‬ ‫ولن تدخل قوات االحتالل أراضيه‪ ،‬وكأنها يف‬ ‫نزهة‪ ،‬حيث سقطت نظرية “مويش دايان” وزير‬ ‫الدفاع األسبق التي أطلقها يف العام ‪،1967‬‬ ‫والتي تقول‪ :‬إن لبنان بحاجة إىل فرقة مجندات‬ ‫يف الجيش اإلرسائييل‪ ،‬يدخلن إليه عىل الدراجات‬ ‫الهوائية الحتالله‪.‬‬ ‫فحروب العدو اإلرسائييل مع لبنان مل تكن‬ ‫نزهة‪ ،‬وقواته واجهت مقاومة يف كل مرة حاولت‬ ‫اجتياحه سواء يف العام ‪ 1978‬أو ‪ 1982‬وقد‬ ‫تم طردها من أراضيه باملقاومة‪ ،‬ومل يستطع‬ ‫الجيش اإلرسائييل احتالل بريوت‪ ،‬وخرج منها بعد‬ ‫سلسلة عمليات دفعته إىل توجيه نداء إىل أبناء‬ ‫أول عاصمة عربية يدخلها‪ ،‬يعلن فيه‪ :‬إننا راحلون‬ ‫ال تطلقوا النار علينا”‪ ،‬حيث استطاعت املقاومة‬ ‫إخراجه بالقوة يف أيلول ‪ ،1982‬وبعد عرشة أيام‬ ‫عىل دخوله بريوت‪ ،‬ثم كرت سبحة انسحاباته‬ ‫من األرايض اللبنانية املحتلة إىل أن أنهى احتالله‬ ‫للبنان يف الخروج منه تحت جنح الظالم يف ‪ 25‬أيار‬ ‫عام ‪ ،2000‬ومعه عمالؤه من “ميليشيا لحد” حيث‬ ‫تم تحرير أول أرض عربية‪ ،‬دون توقيع اتفاق سالم أو‬ ‫معاهدة صلح‪.‬‬ ‫فام حصل يف السبعينات والثامنينات من‬ ‫القرن املايض‪ ،‬وحاولت “إرسائيل” تكراره يف‬ ‫العام ‪ ،2006‬باحتالل لبنان من جديد‪ ،‬لن يكون‬ ‫سه ًال عليها القيام به من جديد‪ ،‬بعد أن حصدت‬ ‫الهزائم العسكرية والسياسية‪ ،‬بحيث مل‬ ‫تتمكن من فرض اتفاق إذعان عىل لبنان‪ ،‬الذي‬ ‫أسقط اتفاق ‪ 17‬أيار عام ‪ ،1984‬وقد حاولوا تكراره‬ ‫يف العام ‪ 2006‬وفشلوا مع اندحار العدوان‪.‬‬ ‫ولهذه األسباب فإن قادة العدو الذين يكرثون‬ ‫من تهديداتهم للبنان‪ ،‬ويقومون مبناورات عىل‬

‫حدوده‪ ،‬ويحشدون قواتهم‪ ،‬فإنهم لن يغامروا‬ ‫بحرب جديدة‪ ،‬وهذا ما يؤكده قادة املقاومة ويف‬ ‫طليعتهم السيد نرص الله‪ ،‬الذي يضع كل‬ ‫االحتامالت وال يؤمن للعدو اإلرسائييل وغدره‪،‬‬ ‫لكنه واثق من أن الحرب املقبلة إذا ما أقدمت‬ ‫ستغري وجه املنطقة‪ ،‬وقد تكون آخر‬ ‫عليها‬ ‫حروبها‪ ،‬ال بل وجودها ككيان الذي اصطنعه‬ ‫الغرب وفرضه عىل املنطقة التي مل تهضم‬ ‫وجوده‪ ،‬لخطورة املرشوع الصهيوين الذي يرفع‬ ‫مسألة وجود “الدولة اليهودية” التي توقع لها‬ ‫السيد نرص الله االندثار‪ ،‬إذ أن من يقف وراءها‬ ‫من دول غربية مل يعد باستطاعته حاميتها‪،‬‬ ‫وأولها الواليات املتحدة التي تضع أمن “إرسائيل”‬ ‫يف اسرتاتيجيتها يف املنطقة‪ ،‬وتعتربها قاعدة‬ ‫عسكرية متقدمة لها‪.‬‬ ‫فأمريكا وبعد الهزائم العسكرية التي‬ ‫تلقتها يف العراق وأفغانستان ولبنان والسودان‬ ‫والصومال‪ ،‬ومع النكسات العسكرية التي أصابت‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬منذ منتصف السبعينات حتى اليوم‪،‬‬ ‫فإن هذا الكيان يعيش يف مأزق وجوده‪ ،‬وقد تنبه‬ ‫لذلك مثقفون يهود يف أوروبا وأمريكا‪ ،‬فأسسوا‬ ‫ما سمي “جيل سرتيت” و”جيل كول” من أجل دفع‬ ‫قادة “إرسائيل” للقبول بالسالم‪ ،‬وإقامة دولتني‬ ‫فلسطينية ويهودية‪ ،‬قبل أن يسقط املرشوع‬ ‫الصهيوين كله‪.‬‬ ‫فالتهديد اإلرسائييل بالحرب‪ ،‬لن يصل إىل‬ ‫مكان‪ ،‬إذ أن قوة لبنان تضاعفت كثرياً‪ ،‬وأصبح يف‬ ‫استطاعته ليس تلقي العدوان والصمود بوجهه‪،‬‬ ‫بل إنزال خسائر كبرية يف الكيان الصهيوين‪ ،‬ال‬ ‫بل دخول مجموعات إىل مستوطناته وخوض‬ ‫مواجهات داخلها‪ ،‬كام أشارت إىل ذلك صحيفة‬ ‫“األندبندت” الربيطانية‪ ،‬التي كشفت عن أن لدى‬ ‫“حزب الله” خمسة آالف عنرص مجهزون للدخول‬ ‫إىل األرايض الفلسطينية املحتلة املجاورة للحدود‬

‫‪25‬‬

‫مع لبنان‪.‬‬ ‫فقوة لبنان وفق التقديرات والتقارير اإلرسائيلية‬ ‫زادت وقادة العدو يتحدثون عن امتالك املقاومة‬ ‫لصواريخ من نوع “أم ‪ ،”600‬تنتجها سوريا ويصل‬ ‫مداها إىل ‪ 300‬كلم‪ ،‬وتحمل رأساً بنصف طن‬ ‫من املتفجرات‪ ،‬وقد وصل منها إىل املقاومة ‪200‬‬ ‫صاروخ من سوريا‪ ،‬التي نفت املزاعم اإلرسائيلية‬ ‫التي أشارت إىل أن “حزب الله” قد وزعها يف عدد‬ ‫من املناطق اللبنانية‪ ،‬وأن إصابة هذه الصواريخ‬ ‫دقيقة وتصل إىل أهدافها‪ ،‬وقادرة عىل رضب البنى‬ ‫التحتية اإلرسائيلية وإرباك حركة سالح الجو‬ ‫برضب مطاراته‪ ،‬إضافة إىل إرباك هيئة األركان‬ ‫العامة يف الجيش كام يقول الرئيس السابق‬ ‫إلدارة مرشوع اعرتاض الصواريخ يف وزارة الدفاع‬ ‫اإلرسائيلية “عوزي رابني”‪ ،‬الذي يؤكد أن قدرة‬ ‫“حزب الله” العسكرية‪ ،‬وتحديداً الصاروخية باتت‬ ‫قوية‪ ،‬وهو ما دفع بقائد الدفاع الجوي اإلرسائييل‬ ‫العميد “درورن غيتش” إىل القول‪ :‬أن املنظومات‬ ‫اإلرسائيلية املخصصة العرتاض الصواريخ ال‬ ‫تستطيع حامية مطلقة ضد الصواريخ التي‬ ‫ميلكها “حزب الله” وسوريا وإيران التي لديها‬ ‫وسائل قتالية صاروخية مختلفة وذات مدى بعيد‬ ‫ودقيق مع قدرة تدمريية كبرية جداً‪.‬‬ ‫لذلك تعيش “إرسائيل” قلقاً فعلياً عىل‬ ‫وجودها من هذا الكم من الصواريخ الذي يحيط‬ ‫بها من غزة إىل لبنان وسوريا وإيران‪ ،‬وذهب قادتها‬ ‫إىل أمريكا وأوروبا‪ ،‬يحذرون املسؤولني هناك من‬ ‫أنه ليس أمن “إرسائيل” يف خطر بل وجودها‪ ،‬وال‬ ‫بد من تحرك ما سواء بإعطاء ضوء أخرض لحرب‬ ‫شاملة‪ ،‬أو القيام بحرب وقائية‪ ،‬وهو ما دفع بوزير‬ ‫الخارجية الفرنسية “برينار كوشيرن” إىل القول‪:‬‬ ‫“أن الوضع خطري يف املنطقة وتحديداً يف جنوب‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫رئيسها الطائر دائماً‬

‫الحكومة لن تع ّمر سياسياً بعد أن فشلت شعبياً‬ ‫م ّر تشكيل الحكومة األوىل لسعد الحريري‪،‬‬ ‫بعد االنتخابات النيابية قبل عام‪ ،‬والتي فازت‬ ‫فيها قوى ‪ 14‬آذار باألكرثية يف حينه‪ ،‬مبخاض‬ ‫عسري‪ ،‬إذ تدخلت السعودية وسوريا بعد إمتام‬ ‫املصالحة بينهام يف الكويت‪ ،‬من أجل والدة‬ ‫حكومة وحدة وطنية‪ ،‬استغرقت خمسة‬ ‫أشهر‪ ،‬وهي فرتة طويلة يف تأليف الحكومات‬ ‫يف لبنان‪ .‬وألن الحكومة كرست الوفاق‬ ‫الوطني‪ ،‬واستحوذت عىل الرعاية من الرياض‬ ‫ودمشق‪ ،‬ونالت دع ًام عربياً وإقليمياً ودولياً‪،‬‬ ‫فإنها مل تثبت فعاليتها بعد‪ ،‬رغم مرور نحو‬ ‫نصف عام عىل حصولها عىل‬ ‫ثقة مجلس النواب‪ ،‬إذ مل تبدأ‬ ‫بعد بعمل لتطبيق بيانها الوزاري‪،‬‬ ‫يف بالوعود التي‬ ‫وأن رئيسها مل ِ‬ ‫قطعها أنه سيضع أولويات‬ ‫املواطنني االقتصادية واالجتامعية‬ ‫يف أوىل اهتامماته‪ ،‬إذ م ّر وقت‬ ‫ضائع ومل تستفد الحكومة من‬ ‫الدعم الذي نالته‪ ،‬وال من شبه‬ ‫اإلجامع الشعبي اللبناين حولها‪،‬‬ ‫الكتل‬ ‫معظم‬ ‫تضم‬ ‫كونها‬ ‫النيابية األساسية‪ ،‬أي نحو ‪%95‬‬ ‫من مجلس النواب‪ ،‬مام أعطاها‬ ‫اندفاعة قوية ليك تحقق ما وعدت‬ ‫به‪ ،‬إذ ال تواجهها معارضة فعلية‬ ‫من أحزاب وقوى ذات وزن سيايس‬ ‫وشعبي‪.‬‬ ‫ففرتة السامح التي تعطى عادة‬ ‫للحكومات‪ ،‬قد بدأت تنفذ‪ ،‬ومل‬ ‫يسجل للحكومة الحالية‪ ،‬أنها نفذت شيئاً‬ ‫يذكر‪ ،‬سوى استحقاق االنتخابات البلدية‬ ‫واالختيارية‪ ،‬الذي مل يج ِر عىل أساس قانون‬ ‫أدخلت عليه الحكومة إصالحات‪ ،‬وأسقطه‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬تحت ذريعة ضيق الوقت‪ ،‬وجرت‬ ‫االنتخابات عىل أساس القانون القديم‪ ،‬القائم‬ ‫عىل اعتامد األكرثية ال النسبية‪ ،‬والذي ال يلحظ‬ ‫“كوتا نسائية”‪ ،‬وال يحدد اإلنفاق االنتخايب‬ ‫ويضبط اإلعالم واإلعالن االنتخايب وال يفرض‬ ‫توفر شهادة جامعية أو ثانوية عىل املرشحني‬ ‫لعضوية املجالس البلدية واالختيارية‪.‬‬ ‫جرت االنتخابات البلدية واالختيارية يف‬ ‫ظل قانون يشكو منه الجميع وسجل لوزير‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الداخلية زياد بارود‪ ،‬حسن إدارته للعملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬التي مل تسجل فيها شوائب‬ ‫تذكر أو حوادث أمنية كبرية‪ ،‬سوى من بعض‬ ‫شكاوى بسيطة‪ ،‬حيث جاءت النتائج لتعكس‬ ‫اىل حد ما‪ ،‬نتائج االنتخابات النيابية املاضية‬ ‫لتوزع القوى السياسية والحزبية‪ ،‬مع فارق وهو‬ ‫دخول العامل العائيل بقوة عىل االنتخابات‬ ‫البلدية الذي يغري يف املعادالت‪ ،‬ويفرض‬ ‫تحالفات مخالفة أحياناً للواقع السيايس‪ ،‬إذ‬ ‫يلعب الدور املحيل لعبته‪ ،‬كام الشأن اإلمنايئ‪،‬‬ ‫لكن السياسة طبعت هذه االنتخابات‪ ،‬وبدأ‬

‫والتشكيك الدستوري برشعية الحكومة التي‬ ‫فقدت ممثلني لطائفة أساسية باستقالة وزراء‬ ‫الشيعة ممثيل “حزب الله” وحركة “أمل” منها‪،‬‬ ‫مام رفع عنها صفة متثيل الطوائف والعيش‬ ‫املشرتك‪.‬‬ ‫مل يكن التباطؤ يف إقرار املوازنة تقنياً بل‬ ‫سياسياً‪ ،‬يتع ّلق بنهج مايل ورضائبي مازال‬ ‫مستمراً‪ ،‬مع وزيرة املالية ريا الحسن‪ ،‬التي‬ ‫هي من املدرسة “الحريرية” و”السنيورية”‪،‬‬ ‫التي تستسهل اإلستدانة ورفع الدين العام‬ ‫وخدمته‪ ،‬وفرض الرسوم والرضائب‪ ،‬واعتامد‬

‫قياس النتائج سياسياً‪ ،‬حول حجم القوى‬ ‫املتنافسة شعبياً من أحزاب وتيارات سياسية‪،‬‬ ‫التي أصدرت بيانات تشري اىل فوزها يف هذه‬ ‫البلدية أو تلك‪ ،‬أو خسارة أخصامها لالئحة‬ ‫مدعومة منهم‪.‬‬ ‫فإنجاز االنتخابات البلدية واالختيارية يحسب‬ ‫للحكومة‪ ،‬لكن يف املقابل‪ ،‬فإنها مقرصة يف‬ ‫إصدار املوازنة العامة‪ ،‬وهي تأخرت عن موعدها‬ ‫الدستوري أربعة أشهر‪ ،‬ومازالت يف املناقشة‪،‬‬ ‫إذ أن هذا التأخري ليس يف صالح الحكومة‬ ‫التي ورثت من حكومات فؤاد السنيورة‬ ‫السابقة عدم إقرار موازنات عن أعوام سابقة‬ ‫دستورياً لغياب االستقرار السيايس واألمني‪،‬‬

‫سياسة إنفاق غري مجدية‪ ،‬ظهرت منذ‬ ‫وصول رفيق الحريري اىل رئاسة الحكومة‪ ،‬إذ‬ ‫كانت معارضته تؤ ّكد له‪ ،‬أن االقرتاض وتحميل‬ ‫اللبنانيني ديناً‪ ،‬ال ميكنهم دفعه‪ ،‬سيو ّلد عجزاً‬ ‫يف املوازنة وتضخ ًام مالياً وتراجعاً يف الرعاية‬ ‫االجتامعية‪ ،‬ويف جذب املشاريع االستثامرية‪.‬‬ ‫فالحكومة األوىل للحريري‪ ،‬وقعت ما‬ ‫وقعت حكومة والده األوىل‪ ،‬يف القروض‬ ‫وفرض الرسوم والرضائب‪ ،‬مبا أوقعها يف‬ ‫سجال داخلها مع البدء يف مناقشة املوازنة‪،‬‬ ‫فظهر وزير مشاكس اسمه رشبل نحاس‪،‬‬ ‫وضع مالحظات عىل استمرار تقديم املوازنة‬ ‫بالسياسة السابقة نفسها‪ ،‬والتي أدت اىل‬

‫‪26‬‬

‫تراكم الدين‪ ،‬الذي سيكون السبب اىل بيع‬ ‫مرافق من القطاع العام اىل القطاع الخاص‪،‬‬ ‫وقد بدا منذ الجلسة األوىل ملناقشة املوازنة‪،‬‬ ‫أن مثة اتجاهني متعاكسني يف النظرة اىل‬ ‫السياسة املالية واالقتصادية‪ ،‬وأن نحاس هو‬ ‫من مدرسة مختلفة كلياً عن مدرسة الحريري‬ ‫املالية‪.‬‬ ‫من هنا تبدو الحكومة عاجزة وليست‬ ‫املوازنة فقط‪ ،‬عن أن تك ّون رؤية موحدة‪ ،‬بالرغم‬ ‫من وجود بيان وزاري يجمعها‪ ،‬لكن ال إجامع‬ ‫عليه‪ ،‬إذ هناك عدد من الوزراء املسيحيني من‬ ‫قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬اعرتضوا وتحفظوا عىل ما ورد يف‬ ‫البيان حول حق لبنان جيشاً وشعباً ومقاومة‬ ‫يف الدفاع عن أرضه‪ ،‬حيث يكفي وجود وزراء‬ ‫يرفضون هذا البند‪ ،‬ليتبينّ أن الحكومة ليست‬ ‫وفاقية‪ ،‬وال مت ّثل الوحدة الوطنية‪ ،‬وال يجمعها‬ ‫خيار سيايس واحد‪ ،‬إذ أن رئيس الهيئة‬ ‫التنفيذية يف “القوات اللبنانية” سمري جعجع‬ ‫واملمثل حزبه بوزيرين يف الحكومة‪ ،‬يعترب‬ ‫املقاومة غري ذي جدوى‪ ،‬وال فائدة منها‪ ،‬وأن‬ ‫سلوك املفاوضات هو الذي يعيد األرض‪ ،‬عىل‬ ‫غرار ما فعلت دول عربية معتدلة مثل مرص‬ ‫واألردن وكام تفعل السلطة الفلسطينية‬ ‫برئاسة محمود عباس‪ ،‬وأن هذا املحور العريب‬ ‫املعتدل‪ ،‬يجب أن ينتسب إليه لبنان‪ ،‬ال محور‬ ‫املقاومة واملامنعة التي متثله سوريا وإيران‬ ‫ومعهام “حزب الله” يف لبنان و”حامس” يف‬ ‫فلسطني‪ ،‬وهو ما يلتقي مع التوجه األمرييك‬ ‫الذي يدعو اىل شطب املقاومة‪ ،‬وأن تنفصل‬ ‫سوريا عن إيران‪ ،‬وتدخل يف عملية السالم‪،‬‬ ‫وتغيرّ سلوكها بفك تحالفاتها مع حركات‬ ‫املقاومة يف لبنان وفلسطني والعراق‪.‬‬ ‫هذا التوجه السيايس‪ ،‬ألحد األحزاب املمثلة‬ ‫يف الحكومة‪ ،‬والذي يقف يف صفه حزب‬ ‫الكتائب ووزراء آخرون من “تيار املستقبل”‪،‬‬ ‫يكشف عن أن الحكومة لن تع ّمر سياسياً‪،‬‬ ‫بعد أن فشلت شعبياً يف تأمني املستلزمات‬ ‫فهي‬ ‫للمواطنني‪،‬‬ ‫واالقتصادية‬ ‫االجتامعية‬ ‫مازالت تتلمس الطريق للخروج من أزمات‬ ‫باتت مستعصية عىل الحل كأزمة الكهرباء‪،‬‬ ‫التي يسعى وزير الطاقة واملياه جربان باسيل‬ ‫اىل إيجاد برنامج حل لها‪ ،‬ولكنه دونه عقبات‬ ‫وعقد‪ ،‬وهي تستنزف الخزينة بأكرث من مليار‬ ‫دوالر سنوياً‪ ،‬وأن التأخري يف الوصول اىل حلول‪،‬‬ ‫ستكون له انعكاسات سلبية عىل االقتصاد‬ ‫الوطني‪ ،‬إذ يشعر باسيل وهو وزير معرتض‬ ‫داخل الحكومة عىل النهج املرسوم‪ ،‬الذي ال‬ ‫ينفك يضع نصب عينيه سوى حل واحد‪ ،‬وهو‬ ‫الخصخصة‪ ،‬وخارجه ال يبدو أن مثة تفكري يف‬

‫تحويل محطات توليد الكهرباء اىل الغاز‪ ،‬أو‬ ‫االعتامد عىل الربط السباعي مع دول الجوار‪ ،‬أو‬ ‫البحث عن مصادر للطاقة الشمسية أو من‬ ‫الهواء‪ ،‬وكلها اقرتاحات يجري درسها من قبل‬ ‫الوزير باسيل‪ ،‬الذي يخىش تعرضه لنكسة‬ ‫كام حصل معه يف وزارة االتصاالت من خالل‬ ‫عرقلة قام بها السنيورة والوزراء التابعني له‪،‬‬ ‫وكام يحصل اآلن مع خلفه الوزير نحاس‪،‬‬ ‫الذي ُتشن عليه حملة من “تيار املستقبل”‪،‬‬ ‫ألنه يرفض بيع قطاع االتصاالت عىل حساب‬ ‫اللبنانيني‪.‬‬ ‫فالكهرباء التي تخضع للتقنني‪ ،‬لن تتمكن‬ ‫الحكومة من إنارة لبنان عىل مدى اليوم‪ ،‬كام‬ ‫لن تستطيع أن تؤمن حركة املرور وتنظيم‬ ‫السري‪ ،‬واىل معالجة البيئة التي بدأت ترض‬ ‫بالصحة‪ ،‬كام يف املوسم السياحي‪ ،‬ثم‬ ‫يف موضوع الغالء الذي يتصاعد مع ارتفاع‬ ‫األسعار‪ ،‬ال سيام املحروقات‪ ،‬إضافة اىل الوضع‬ ‫املايل املرتدي للضامن االجتامعي وتراجع‬ ‫وتعرث‬ ‫والصحية‪،‬‬ ‫االجتامعية‬ ‫التقدميات‬ ‫مرشوع ضامن الشيخوخة‪ ،‬ثم الوضع الرتبوي‬ ‫يف تعزيز املدرسة الرسمية والجامعة الوطنية‬ ‫“اللبنانية”‪ ،‬وتأمني فرص العمل للخريجني‪.‬‬ ‫فاألزمات كثرية وكبرية‪ ،‬ومل تظهر‬ ‫الحكومة الطائرة‪ ،‬أنها عىل استعداد لحلها‪،‬‬ ‫إذ أن رئيسها يف سفر دائم‪ ،‬وهو يتسابق مع‬ ‫رئيس الجمهورية عىل القيام بجوالت خارجية‪،‬‬ ‫تحت عنوان وضع لبنان عىل الساحة الدولية‬ ‫والعربية‪ ،‬يف حني أن مشاكل املواطنني دون‬ ‫حل‪ ،‬واجتامعات مجلس الوزراء تدور يف‬ ‫جلسات نقاش عقيمة‪ ،‬كام ظهر حتى اآلن‪،‬‬ ‫وهي مل تصدر أي قرار يعكس اهتامماً بحياة‬ ‫املواطنني‪ ،‬وتدبري شؤونهم‪ ،‬وتسيري أمورهم‬ ‫االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬وتأمني فرص العمل‪.‬‬ ‫لذلك ظهرت يف اآلونة األخرية إشارات‬ ‫عن تغيري حكومي‪ ،‬تحت عنوان‪ ،‬أن الحكومة‬ ‫مل تتقدم يف تحقيق ما وعدت به‪ ،‬وهي‬ ‫مازالت تراوح يف مكانها‪ ،‬فال استطاعت‬ ‫الدخول يف اإلصالح اإلداري‪ ،‬ووقفت عند‬ ‫وجود آلية للتعيينات‪ ،‬مل تخرج من إطار‬ ‫املحاصصة وتقاسم الجبنة بني أطرافها‪ ،‬مام‬ ‫يضع اإلصالح يف مرتبة متأخرة‪ ،‬وال يع ّول‬ ‫عليه‪ ،‬مع غياب املحاسبة الفعلية للفاسدين‬ ‫يف إدارات الدولة‪ ،‬بالرغم من خروج أكرث من‬ ‫وزير يشكو من هؤالء‪ ،‬وكان أجرأهم الوزيرين‬ ‫حسني الحاج حسن وغازي العرييض‪ ،‬لكن‬ ‫املواطن مل يلمس أن إجراءات فعلية اتخذت‬ ‫فع ًال بحق املرتشني والفاسدين‪ ،‬وأن هيئات‬ ‫الرقابة قامت مبوجبها مبالحقتهم واتخاذ‬

‫‪27‬‬

‫العقوبات بحقهم‪ ،‬أو أن القضاء تحرك للقيام‬ ‫بدوره‪ ،‬وهو املشكو منه أيضاً أنه يضم يف‬ ‫صفوفه قضاة مشتبه بهم بالفساد‪ ،‬حيث‬ ‫تعلو األصوات تطالب بتطهري جسمه منهم‪،‬‬ ‫كام حصل يف عهود سابقة‪ ،‬وقد جرى تعيني‬ ‫هيئة التفتيش القضايئ الذي يعول عليها‪،‬‬ ‫بأن تقوم بدور رادع وتضع حداً للذين يسخرون‬ ‫القضاء للسياسة وملصالح فئوية‪ ،‬ويغطون‬ ‫أصحاب األموال املنهوبة‪ ،‬وقد كان الفتاً‪ ،‬إنجاز‬ ‫مجلس القضاء األعىل بث ‪ 17‬ملفاً لقضاة‬ ‫متهمني بالفساد والرشوة الخ‪...‬‬ ‫فمثل هذه الحكومة وإن كانت وفاقية‪،‬‬ ‫التوحي للمواطنني بالثقة‪ ،‬إذ هي مل تظهر‬ ‫فعاليتها‪ ،‬وتعيش يف دوامة من الدوران حول‬ ‫نفسها‪ ،‬وبالتايل فإن الكالم عن تغيريها بدأ‬ ‫يتقدم‪ ،‬لجهة تشكيل حكومة أكرث انسجاماً‬ ‫وتطابقاً يف الرؤية السياسية واملواقف‬ ‫الوطنية‪ ،‬إذ ال يجوز أن تبقى حكومة تحمل‬ ‫ألغاماً من داخلها‪ ،‬ال سيام يف موضوعي‬ ‫العالقة مع سوريا والتعاون مع املقاومة‪ ،‬وأن‬ ‫هذا العنوان هو الذي قد يعجل يف تغيريها‬ ‫الذي يحتاج اىل توافق سوري ‪ -‬سعودي الذي‬ ‫يرعى االستقرار الداخيل اللبناين‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫سيتبلور خالل األشهر القادمة‪ ،‬مع التطورات‬ ‫التي تشهدها املنطقة‪ ،‬فإذا ما عرف العراق‬ ‫حكومة وحدة وطنية برئاسة إياد عالوي‪،‬‬ ‫فإن لبنان قد يتأثر بذلك‪ ،‬لجهة إعادة ترتيب‬ ‫الوضع فيه‪ ،‬ضمن رؤية سياسية جديدة‪ ،‬مع‬ ‫اإلفرازات الجديدة للتحوالت التي تعيشها‬ ‫املنطقة‪ ،‬والتحالفات التي تحصل فيها‪ ،‬من‬ ‫خالل تطور العالقات السورية ‪-‬اإليرانية‪-‬‬ ‫الرتكية‪ -‬القطرية‪ ،‬وتواصل العالقات اإليجابية‬ ‫السورية‪ -‬السعودية‪ ،‬التي قد تتطور باتجاه‬ ‫إيران مع التحول اإليجايب الذي طرأ عىل‬ ‫برنامجها النووي وتوقيع اتفاق بتسليم الوقود‬ ‫النووية اىل بلد ثالث هو تركيا‪.‬‬ ‫فهذه التطورات ستقرأ لبنانياً‪ ،‬مع تطوير‬ ‫الرئيس سعد الحريري لعالقاته مع سوريا‬ ‫ورئيسها بشار األسد‪ ،‬حيث تتوقع مصادر‬ ‫سياسية أن يكون التغيري الحكومي خالل‬ ‫األشهر األخرية من نهاية العام‪ ،‬بحيث يؤىت‬ ‫بحكومة يكون رئيسها الحريري‪ ،‬مع متثيل‬ ‫أوسع لقوى فاعلة ولها حضور شعبي‬ ‫وسيايس‪ ،‬مبا يؤمن مظلة واقية للبنان‪ ،‬من‬ ‫أي عدوان إرسائييل‪ ،‬حيث يخرج من الحكومة‪،‬‬ ‫كل من ينتظر هذا العدوان‪ ،‬ومن يستمر يف‬ ‫مطالبته بنزع سالح املقاومة‪ ،‬ويف التعاطي‬ ‫مع سوريا يف عالقة ند ّية وليست مميزة‪.‬‬

‫أنطوان خري الله‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫االتفاقية األمنية األميركية وصاية سياسية وأمنية على لبنان‬

‫واشنطن أرادت منها الوصول الى معلومات حول المقاومة‬ ‫تصاعد المطالبة بتعديلها أو إلغائها ألنها تسبب أزمة داخلية‬ ‫كشفت االتفاقية األمنية املوقعة بني‬ ‫املديرية العامة لقوى األمن الداخيل والسفارة‬ ‫األمريكية يف بريوت‪ ،‬األهداف الحقيقية ملا‬ ‫يسمى “ثورة األرز”‪ ،‬التي ابتدعها الرئيس‬ ‫األمرييك السابق جورج بوش‪ ،‬ليكون لبنان‬ ‫يف إطار مرشوعه “للرشق األوسط الكبري”‪،‬‬ ‫ووضعه تحت الوصاية األمريكية‪ ،‬أو ما تدّعيه‬ ‫اإلدارة األمريكية السابقة‪ ،‬إدخاله يف النظام‬ ‫الدميقراطي العاملي‪.‬‬ ‫واالستقالل”‬ ‫“السيادة‬ ‫شعار‬ ‫فأصحاب‬ ‫أوقعوا لبنان يف الوصاية األمريكية بعد أن‬ ‫أعلنوا أنهم حرروه لبنان من “االحتالل السوري”‬ ‫وفق ما يسميه املتطرفون منهم‪ ،‬أو إخراجه من‬ ‫الوصاية السورية‪ ،‬كام يف عبارات املعتدلني‬ ‫منهم‪ ،‬وباتوا ينادون بـ “االستقالل الثاين”‪ ،‬الذي‬ ‫تحقق بانسحاب القوات السورية‪.‬‬ ‫فخروج الجيش السوري من لبنان‪ ،‬كان بقرار‬ ‫من الرئيس الدكتور بشار األسد‪ ،‬وبعد اجتامع‬ ‫للمجلس األعىل اللبناين ‪ -‬السوري يف ‪ 5‬آذار‬ ‫‪ ،2005‬الذي اتخذ القرار أيضاً‪ ،‬بعد أن ظهرت‬ ‫املؤامرة يف اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬ومحاولة‬ ‫توريط سوريا يف هذه العملية‪ ،‬إلجبارها عىل‬ ‫تنفيذ ما يعنيها من قرار مجلس األمن الدويل‬ ‫‪ ،1559‬الذي يطالبها بسحب قواتها من لبنان‪،‬‬ ‫فردّت بقرار فاجأ الجميع‪ ،‬أن وضعت جدوالً زمنياً‬ ‫أنهى الوجود السوري العسكري واألمني يف‬ ‫لبنان يف ‪ 26‬نيسان من العام نفسه‪ ،‬مام أربك‬ ‫املخطط األمرييك‪ -‬الغريب‪ -‬اإلرسائييل‪ ،‬الذي‬ ‫كان يقوم عىل الضغط عىل سوريا يف لبنان‪،‬‬ ‫ومساومتها ببقاء جيشها فيه‪ ،‬مقابل وقف‬ ‫دعمها للمقاومة يف لبنان وفلسطني والعراق‪،‬‬ ‫لكن الرئيس األسد رفض االنصياع للرشوط‬ ‫ّ‬ ‫وفضل املواجهة معها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫األمريكية‪،‬‬ ‫حصل‪.‬‬ ‫ومع خروج سوريا من لبنان عسكرياً‪ ،‬بدأ‬ ‫العمل بني إدارة بوش وقوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬لوضع‬ ‫لبنان تحت الوصاية األمريكية‪ ،‬بعد أن ارتضت‬ ‫هذه القوى أن ترتبط باملرشوع األمرييك يف‬ ‫املنطقة الذي س ُيس ِقط األنظمة الدكتاتورية‪،‬‬ ‫ومنها حسب زعمها نظام األسد يف سوريا‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وإلقامة الدميقراطية عرب “ثورة الباسمني” التي‬ ‫بشرّ بها موقعو “ربيع دمشق”‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫يستمدون قوتهم من أن “ثورة األرز” متت يف‬ ‫لبنان‪ ،‬وبدأ “ربيع بريوت” كام أسموه‪ ،‬وال بد أن‬ ‫يصل اىل دمشق‪ ،‬حيث فتح أقطاب “السيادة‬ ‫واالستقالل”‪ ،‬أبواب لبنان للمعارضة السورية‪،‬‬ ‫لتكون جاهزة وقريبة من سوريا للدخول إليها‪،‬‬ ‫كام دخلت املعارضة العراقية اىل بغداد‪ ،‬بعد‬ ‫االحتالل األمرييك للعراق وسقوط نظام حزب‬ ‫البعث فيه‪ ،‬وانهيار حكم صدام حسني‪.‬‬ ‫بدات عملية بناء “الرشق األوسط الكبري”‪،‬‬ ‫أو الجديد‪ ،‬تتك ّون من لبنان‪ ،‬البلد الثاين بعد‬ ‫العراق‪ ،‬الذي دخل املظلة األمريكية‪ ،‬وكان ال ب ّد‬ ‫من البدء من األجهزة األمنية لإلمساك بها‪،‬‬ ‫بعد أن ُزج بقادتها السابقني يف السجن‪ ،‬إلزالة‬ ‫كل بقايا النظام األمني اللبناين – السوري‬ ‫املشرتك‪ ،‬واجتثاث كل الحقبة السورية التي‬ ‫حكمت لبنان‪ ،‬ومتت فربكة روايات بوليسية‬ ‫بطلها شهود زور عىل رأسهم محمد زهري‬ ‫الصديق‪ ،‬وجريدة السياسة الكويتية‪ ،‬التي‬ ‫تر ّوج لتطبيع العالقة مع العدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وغرفة عمليات سياسية ‪ -‬إعالمية‪ ،‬أدارها‬ ‫سياسيون وأمنيون وإعالميون معروفون‪ ،‬قامت‬

‫‪28‬‬

‫بالرتويج لسيناريوهات حول اغتيال الحريري‪،‬‬ ‫وتم‬ ‫اعتمدها املحقق الدويل ديتليف ميليس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫توقيف الضباط األربعة‪ :‬جميل السيد وعيل‬ ‫الحاج ورميون عازار ومصطفى حمدان‪ ،‬تحت حجة‬ ‫أنهم ضالعون يف الجرمية‪ ،‬وهم من خططوا‬ ‫وشاركوا فيها‪ ،‬وتبينّ بعد أربع سنوات‪ ،‬عدم‬ ‫صحة ما ُأس ِند إليهم‪ ،‬فأطلقت رساحهم‬ ‫املحكمة الدولية‪ ،‬وكان القصد من اعتقالهم‪،‬‬ ‫هو استكامل االنقالب األمرييك يف لبنان‪،‬‬ ‫باملجيء بضباط عىل رأس األجهزة األمنية ال‬ ‫سيام قوى األمن الداخيل‪ ،‬بعد أن استعىص‬ ‫الجيش عليهم يف تغيري عقيدته القتالية‪،‬‬ ‫أو يف قطع االتصال بينه وبني املقاومة‪ ،‬وزجه‬ ‫مبواجهتها‪.‬‬ ‫كان الرتكيز األمرييك عىل قوى األمن‬ ‫الداخيل‪ ،‬وهو نفسه الذي يحصل عىل‬ ‫للسلطة‬ ‫التابعة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الرشطة‬ ‫الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس‬ ‫(أبو مازن)‪ ،‬ملواجهة ما تسميه أمريكا “اإلرهاب”‪،‬‬ ‫وهو املقاومة ضد االحتالل‪.‬‬ ‫لذلك بدأ رصف األموال األمريكية‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫مساعدات وهبات‪ ،‬وبرامج تدريب ملكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬حيث أقيمت دورات يف أمريكا واألردن‬

‫ودول أخرى‪ ،‬لتدريب ضباط وعنارص قوى األمن‬ ‫عىل ذلك‪ ،‬حيث بدا توجيه األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫باتجاه رصد ومراقبة املقاومة أوالً‪ ،‬واألحزاب‬ ‫تم ترسيب معلومات‪،‬‬ ‫الحليفة لسوريا‪ ،‬بعد أن ّ‬ ‫عن تورطها بـ “أعامل إرهابية” وأنها تقف وراء‬ ‫عمليات االغتيال والتفجري‪.‬‬ ‫كان الهدف من وراء تدريب وتجهيز قوى‬ ‫األمن الداخيل‪ ،‬هو استخدامها مبواجهة من‬ ‫تسميهم أمريكا وفق قاموسها السيايس‬ ‫“اإلرهابيني”‪ ،‬وهذا ما سبب حذراً من الدور املنوط‬ ‫بقوى األمن‪ ،‬وقد شنّت املعارضة السابقة حملة‬ ‫عليها‪ ،‬ال سيام شعبة املعلومات والتشكيك‬ ‫تم رصد مبلغ خمسني مليون دوالر‪،‬‬ ‫بدورها‪ ،‬إذ ّ‬ ‫وأعطيت ما طلبته من عنارص‪ ،‬وجرى تحييد‬ ‫مخابرات الجيش‪ ،‬ألن واشنطن ومعها تل أبيب‬ ‫ال يثقون بها‪ ،‬ألنها تنسق مع املقاومة‪ ،‬ومازالت‬ ‫عىل عالقات مع القيادة العسكرية السورية‪،‬‬ ‫التي تربطها بلبنان‪ ،‬اتفاقية أمنية‪ ،‬من ضمن‬ ‫معاهدة األخوة والتعاون والتنسيق بني البلدين‪،‬‬ ‫حيث مل تنفع املحاوالت األمريكية‪ ،‬إللغاء هذه‬ ‫املعاهدة‪ ،‬التي شنت حملة عليها من قبل قوى‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬وعىل املجلس األعىل اللبناين‪ -‬السوري‪.‬‬ ‫فمع الرعاية األمريكية الكاملة لتدريب قوى‬ ‫األمن‪ ،‬والحضور الدائم للسفري األمرييك لدورات‬ ‫تخريج ضباط وعنارص من هذا الجهاز األمني‪،‬‬ ‫بدأت األنظار تتجه نحو ما تدبره واشنطن‬ ‫للبنان‪ ،‬والدور الذي تحضرّ ه للقوى األمنية‪ ،‬إذ‬ ‫صدرت إشارات عن دور ما قام به جهاز أمني‬ ‫أثناء العدوان اإلرسائييل عىل لبنان‪ ،‬وهو ما‬ ‫أثاره قادة من “حزب الله” ومنهم األمني العام‬ ‫السيد حسن نرص الله‪ ،‬وطرحوا تساؤالت حول‬ ‫أداء بعض القوى األمنية أثناء الحرب اإلرسائيلية‬ ‫عىل لبنان‪.‬‬ ‫وتركت هذه التساؤالت التي صدرت عن‬ ‫قادة املقاومة‪ ،‬أن تستبرش أمريكا بالخري من‬ ‫إعداد قوى األمن الداخيل‪ ،‬وهي تريد لها أن‬ ‫فتم توقيع اتفاقية أمنية‬ ‫تصطدم باملقاومة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية ‪ -‬لبنانية مطلع العام ‪ ،2007‬أي بعد‬ ‫خمسة أشهر من العدوان اإلرسائييل‪ ،‬ويف‬ ‫أثناء تحرك املعارضة واعتصامها يف ساحة‬ ‫رياض الصلح‪ ،‬التي كانت تطالب باملشاركة‬ ‫يف الحكومة عىل قاعدة الثلث الضامن‪ ،‬وبدأ‬ ‫التوتر يتصاعد بني املعارضة وحكومة الرئيس‬ ‫فؤاد السنيورة التي تلقت كل الدعم األمرييك‪،‬‬ ‫وزجت إدارة بوش الذي كان يهاتف السنيورة‬ ‫يومياً ‪ ،‬بكل إمكاناتها لحاميته من السقوط‪،‬‬ ‫وأ ّمنت له غطاء عربياً بدعم سعودي مبارش‬ ‫مادي ومعنوي‪ ،‬واتصل به امللك عبد الله بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬وتك ّلم معه ومع الوزراء املتواجدين معه‬

‫يف الرساي‪ ،‬ومثله فعل الرئيس املرصي حسني‬ ‫مبارك‪ ،‬وحرضت املدمرة األمريكية كول ومعها‬ ‫بوارج أخرى اىل قرابة الشاطئ اللبناين‪ ،‬كام‬ ‫تم تحريك النعرات املذهبية يف الداخل‪ ،‬وجرت‬ ‫ّ‬ ‫اشتباكات بسببها يف أكرث من منطقة‪.‬‬ ‫فاالتفاقية األمنية األمريكية مع لبنان‪ ،‬وهي‬ ‫شبيهة يف بعض جوانبها التفاق ‪ 17‬أيار‪ ،‬كانت‬ ‫وتم متريرها يف أثناء‬ ‫رسالة دعم لقوى ‪ 14‬آذار‪ّ ،‬‬ ‫حكومة “اللون السيايس الواحد”‪ ،‬بعد استقالة‬ ‫وزراء حركة “أمل” و “حزب الله” والوزير يعقوب‬ ‫الرصاف منها‪ ،‬وبات السنيورة اآلمر الناهي‪ ،‬بعد‬ ‫أن رفض رئيس الجمهورية السابق العامد إميل‬ ‫لحود‪ ،‬ترؤس جلسات لحكومة تناقض العيش‬ ‫املشرتك الذي ينص عليه الدستور واعتربها‬ ‫غري رشعية‪ ،‬كام أقفلت أبواب مجلس النواب‬ ‫بوجهها إذا مل تصحح الخلل داخلها‪ ،‬وتعيد‬ ‫التوازن الطائفي إليها‪..‬‬ ‫ففي غمرة الرصاع السيايس والدستوري‪،‬‬ ‫م ّرت االتفاقية‪ ،‬التي مل تعرب املؤسسات‬ ‫وتم توصيفها من قبل السنيورة‬ ‫الدستورية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وفريقه عىل أنها هبة‪ ،‬يف حني نظر إليه‬ ‫املعارضون عىل أنها اتفاقية بني الدول يجب‬ ‫أن تحظى بتوقيع رئيس الجمهورية الذي يربم‬ ‫املعاهدات واالتفاقيات ويصادق عليها مجلس‬ ‫النواب‪.‬‬ ‫تم تهريب االتفاقية قبل ثالث سنوات‪ ،‬ومل‬ ‫ّ‬ ‫يطلع أحد عليها‪ ،‬حتى بعد تشكيل حكومة‬ ‫تم‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬إثر اتفاق الدوحة‪ ،‬إىل أن ّ‬ ‫نرش ما تضمنته يف إحدى الصحف املحلية‪،‬‬ ‫حيث أبرزت بنودها تدخ ًال فاضحاً من قبل اإلدارة‬ ‫األمريكية‪ ،‬بالشؤون اللبنانية‪ ،‬واعتداء عىل‬ ‫السيادة اللبنانية‪ ،‬وربط لبنان أمنياً مبكتب‬ ‫مكافحة اإلرهاب يف واشنطن‪ ،‬واستدعى‬ ‫ذلك تدخ ًال من لجنة اإلعالم واالتصاالت النيابية‬ ‫التي عقدت اجتامعات لها‪ ،‬ليتبني يف تقريرها‪،‬‬ ‫أن هناك تدخل أمرييك مبارش‪ ،‬وأن االتفاقية‬ ‫أعطت الحق لألجهزة األمنية والدوائر الرسمية‬ ‫األمريكية طلب معلومات‪ ،‬تتع ّلق باألشخاص‬ ‫واتصاالتهم الهاتفية والحسابات املرصفية‬ ‫الخاصة‪ ،‬كام يسمح مبراقبة الحدود والداخلني‬ ‫عربها‪ ،‬واالطالع عىل أسامئهم‪.‬‬ ‫كل هذه التفاصيل‪ ،‬تعني شيئاً واحداً‪ ،‬هي‬ ‫جمع املعلومات عن املقاومة‪ ،‬وكيف ميكن الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬مام ترك املراقبني ينظرون اىل االتفاقية‬ ‫األمنية‪ ،‬من منظار تجسيس عىل املقاومة أكرث‬ ‫منه‪ ،‬مساعدة القوى األمنية وتجهيزها وتدريبها‪،‬‬ ‫بالرغم من أن فرع املعلومات نجح يف الوصول‬ ‫اىل الشبكات اإلرسائيلية‪ ،‬واعتقال عدد البأس‬ ‫به منها‪ ،‬والتنسيق مع املقاومة يف هذا املجال‪،‬‬

‫‪29‬‬

‫والتي نظرت اىل هذا العمل األمني عىل أنه إنجاز‬ ‫يحسب لفرع املعلومات ورئيسه العقيد وسام‬ ‫الحسن‪ ،‬والذي مل يلقَ الرىض عند “إرسائيل”‬ ‫وأمريكا‪ ،‬إ ّال أن تفكيك الشبكات التجسسية‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬وهو عمل وطني‪ ،‬ال يلغي أن‬ ‫االتفاقية األمنية تثري الشكوك‪ ،‬وال ب ّد من‬ ‫مراجعة بنودها وإلغاء كل ما ميت بعالقة إعطاء‬ ‫معلومات عن املقاومة وغريها والعمل لصالح‬ ‫جهاز أمني خارجي‪ ،‬حيث كان مريباً أن يتجول‬ ‫وفد أمني أمرييك من مكتب مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫عند الحدود اللبنانية – السورية‪ ،‬والدخول اىل‬ ‫مراكز األمن العام والجامرك‪ ،‬واستيضاح بعض‬ ‫املعلومات ‪ ،‬حيث جاءت الجولة املشبوهة بعد‬ ‫افتعال أمريكا و”إرسائيل” لوصول صواريخ‬ ‫سكود اىل “حزب الله” ولتعيد طرح موضوع‬ ‫االتفاقية األمنية‪ ،‬التي دعا النائب وليد جنبالط‬ ‫اىل إلغائها‪ ،‬أو دراستها بهدوء‪ ،‬حيث سبقه اىل‬ ‫ذلك رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‬ ‫الذي ا ّكد أنه ال يقبل وجود اتفاقية متس‬ ‫باملقاومة‪ ،‬كام أن رئيس مجلس النواب نبيه‬ ‫بري اتفق مع الرئيس سليامن عىل أن يدرسها‬ ‫مجلس الوزراء من جديد‪.‬‬ ‫فهذه االتفاقية التي ه ّلل لها بعض من‬ ‫تبقى من ‪ 14‬آذار‪ ،‬ودافعوا عنها من منظار أنها‬ ‫مساعدة أمريكية‪ ،‬تشري اىل ارتباط هؤالء‬ ‫ومازالوا باملرشوع األمرييك‪ ،‬ومراهنة البعض‬ ‫عليه‪ ،‬ال سيام “القوات اللبنانية” التي يلتقي‬ ‫رئيسها سمري جعجع بشكل دائم السفرية‬ ‫األمريكية ميشال سيسون‪ ،‬وهو ما يطرح‬ ‫السؤال الدائم يف األوساط السياسية‪ ،‬عن‬ ‫رس هذه العالقة األمريكية ‪ -‬القواتية‪ ،‬وهل‬ ‫من دور تحرضه أمريكا للقوات للداخل اللبناين‪،‬‬ ‫يف ظل الدعم الكبري الذي تلقاه من أنظمة‬ ‫عربية موالية للغرب‪ ،‬واستمرار الحملة القواتية‬ ‫اليومية عىل املقاومة وسالحها‪ ،‬وإرصار جعجع‬ ‫أن ال يبحث عىل طاولة الحوار سوى بند نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬الذي ال يجوز حسب زعمه أن يبقى اىل‬ ‫جانب سالح الجيش والرشعية‪ ،‬وهو ما يطالب‬ ‫به القرار ‪ ،1559‬الذي أصدر تقريراً عنه تريي رود‬ ‫الرسن مؤخراً ويرص فيه عىل نزع السالح وهو‬ ‫مطلب أمرييك – إرسائييل‪ ،‬حيث تسبب صدور‬ ‫هذا القرار بفتنة داخلية‪ ،‬وحرب إرسائيلية مدمرة‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬ووصفه جنبالط مؤخراً بأنه سينهي‬ ‫وجود لبنان‪ ،‬ويجب العمل عىل إلغائه من قبل‬ ‫مجلس األمن‪ ،‬ال سيام وأن بنوده طبقت‪ ،‬ومل‬ ‫يعد من لزوم لوجوده‪ ،‬وإن بقاءه يعني إبقاء الحرب‬ ‫عىل لبنان قامئة داخلياً وخارجياً‪.‬‬

‫زهري العياش‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫شارك في احتفال عيد التحرير في راشكيدا‪ -‬البترون‬ ‫وهاب‪ :‬الزيارات إلى واشنطن وهم‪ ..‬وبديل السفر تفعيل عمل الحكومة‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أنه “يف‬ ‫الوقت الذي نتعرض فيه للتهديدات اليومية من‬ ‫قبل العدو الصهيوين‪ ،‬يوهمنا البعض أنه قادر‬ ‫عىل أن يحصل عىل يشء من واشنطن‪ .‬ونحن‬ ‫نقول له كفاك تل ٍه بالسفر‪ ،‬وما يفيدك هو أن‬ ‫تبقى هنا تتحمل مسؤولياتك هنا بني شعبك‪،‬‬ ‫وأمام هذه الحكومة مسؤوليات كثرية مرتوكة‬ ‫منذ أشهر‪ ،‬وتذهبون إىل هناك لتسرتقوا‬ ‫بعض املواقف والكلامت”‪ .‬وسأل وهاب “عىل‬ ‫ماذا ستحصلون من الواليات األمريكية‪ ،‬هل‬ ‫ستعطيكم سالحاً مي ّكن الجيش اللبناين من‬ ‫مواجهة “إرسائيل” واعتداءاتها؟ هل ستعطيكم‬ ‫مساعدات دون مقابل سيايس لتسددوا دينكم‬ ‫الذي ورطتم به البلد منذ عرشين عاماً وما‬ ‫زالت مستمرة؟‪ .‬ستسمعون هناك الدرس‬ ‫ذاته من األمريكيني‪“ :‬حزب الله” وسالحه خطر‬ ‫عىل “إرسائيل”‪“ ،‬إياكم أن تغامروا وتستفزوا‬ ‫“إرسائيل” فإنها ستدمركم”‪ .‬ونحن نقول‪ :‬لن‬ ‫نغامر ولكن إذا اعتدت “إرسائيل” فإنها س ُتدّمر‬ ‫ونحن سنُد ّمر‪ ،‬وهي َستُقتل ونحن َسنقتل‪ ،‬نحن‬ ‫ال نسعى خلف الحرب‪ ،‬ولكن إذا ما فرضت علينا‬ ‫فإننا لن نهرب منها”‪.‬‬ ‫وسأل وهاب‪ ،‬خالل كلم ٍة له يف احتفال‬ ‫أقامه حزب الله يف بلدة راشكيدا يف البرتون‬ ‫ملناسبة عيد املقاومة والتحرير بحضور عضو‬ ‫املكتب السيايس للحزب الشيخ محمد صالح‪،‬‬ ‫ومسؤول الحزب يف الشامل الشيخ رضا أحمد‬ ‫وحشد كبري من املواطنني والحضور‪ ،‬إنكم‬ ‫“تذهبون اآلن إىل أمريكا وزار قبلكم عدداً كبرياً‬ ‫من اللبنانيني والعرب‪ :‬ماذا حققتم؟ هل متكنتم‬ ‫من تحرير األرض أو بعض األرسى املوجودون لدى‬ ‫الصهاينة؟‪ ،‬انظروا إىل إنجازات محمود عباس‬ ‫وماذا جنى من كل تنازالته؟»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬هذا الفريق يف لبنان ال يذهب‬ ‫اىل الخارج إال ليعود إلينا بالديون‪ ،‬باريس ‪ 1‬و ‪2‬‬ ‫و ‪ ،3‬ومن ثم ير ّوجون مقولة أن املقاومة تحرم‬ ‫البالد من املساعدات واالزدهار‪ ،‬والحقيقة أنهم ال‬ ‫يأتون إلينا إال مبا يزيد الديون عىل رقبة اللبنانيني‪.‬‬ ‫ويف املوضوع االقتصادي لدينا تساؤالت عديدة‬ ‫عن جدوى املرشوع االقتصادي املتبع‪ ،‬وهل‬ ‫هناك عدالة وتسا ٍو يف الرضيبة املفروضة عىل‬ ‫املواطنني يف لبنان؟‪ ،‬ملاذا يدورون عىل األبواب يف‬ ‫الخارج يك يشحذوا األموال وال يضعون خطط‬ ‫تنموية فعلية وحقيقية؟‪ ،‬بالطبع فإنه بإمكان‬ ‫الدولة أن تعيش إذا ما وضعنا خططا شفافة‬ ‫دون هدر‪ ،‬وعندها بإمكاننا النهوض باقتصادنا‬ ‫والعيش بكرامة‪ .‬لكن إذا ما حاول أيا كان أن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يقدم مناذج بديلة كام يفعل الوزير رشبل نحاس‪،‬‬ ‫كونه فقط قد سمح لنفسه وناقش وزيرة املال‬ ‫يف مجلس الوزراء باملوازنة‪ ،‬وهي املستعجلة‬ ‫للخصخصة وزيادة الرضائب كام معلمها فؤاد‬ ‫تهب عليه يف اليوم التايل شلة‬ ‫السنيورة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املوظفني املعينني برتبة نائب يف مجلس النواب‪،‬‬ ‫خرجوا عىل الوزير نحاس عىل أساس‪ ،‬أنه يمُ نع‬ ‫النقاش عن أي كان‪ ،‬ودورنا كمواطنني فقط أن‬ ‫ندفع الرضائب لخدمة الدين دون نقاش‪ ،‬وال نجد‬ ‫أي خطة لإلمناء املتوازن أو تنمية األرياف أو تطوير‬ ‫قطاعات الصحة أو التعليم»‪.‬‬ ‫وأردف وهاب‪“ :‬بدالً من التلهي بالسفر والصور‬ ‫التذكارية عليكم أن تقيموا يف لبنان وتف ّعلوا‬ ‫ورشة عمل الحكومة‪ ،‬أو اخرجوا عىل الناس وقولوا‬ ‫لهم أنكم غري قادرين عىل إدارة الدولة‪ ،‬وتلك‬ ‫األكرثية التي كنتم تهددون بها مل تعد كذلك‪،‬‬

‫‪30‬‬

‫بل عليه ان يكون مبوقفه بالكامل اىل جانب إيران‬ ‫الشقيقة والصديقة‪ ،‬ونحن اىل جانبها يف وجه‬ ‫الظلم الذي تتعرض له‪ ،‬وبرأيي الشخيص‪ ،‬فإن‬ ‫األمور ستزداد صعوبة وخطورة وحذار من ذلك»‪.‬‬ ‫وأضاف “ يف بلدة رشكيدا قضاء البرتون‪،‬‬ ‫ومبناسبة عيد التحرير واالنتصار‪ ،‬عيد املقاومة‬ ‫املجاهدة يف دحرها للعدو اإلرسائييل من لبنان‪،‬‬ ‫يوم كان التحرير انبعاثا جديدا‪ ،‬ح ّول وجه لبنان‬ ‫واملنطقة من حالة القنوع والذل والهوان إىل‬ ‫حالة من العزة والكرامة أيقظت يف وجدانية‬ ‫شعبنا العريب‪ .‬إن القوة وحدها قادرة عىل صنع‬ ‫القرار وتحرير الذات واألرض وفرض املعادالت وإمالء‬ ‫الرشوط الوطنية والقومية‪ .‬ويف ذلك اليوم‪ ،‬تأكد‬ ‫للعامل أجمع بأن قوة لبنان ليست يف ضعفه بل‬ ‫يف قوة مقاومته وجيشه وشعبه ودولته‪ ،‬تلك‬ ‫القوة التي رسعان ما غدت يف أرض فلسطني‬ ‫ثورة للحجارة وثورة للسالح‪ ،‬فتحولت ساحات‬ ‫األمة إىل مواجهات مبارشة مع العدو الغاصب‬ ‫وبات العدوان يف األرس وبات املستعمر يف العراق‬ ‫يفتش عن الخروج من املأزق‪ .‬فاختلطت األوراق‬ ‫مجدداً وباتت لعبة األمم عاجزة عن فرض رشوطها‬ ‫كام كانت الحال يف ظل أنظمة الرجعة والتآمر‬ ‫واالنبطاح”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬يف ذلك اليوم نهض شعبنا‬ ‫من كوابيس اإلحباط‪ ،‬وولج التاريخ للمرة‬ ‫األوىل بعد زمن طويل‪ ،‬وشعر بالعودة إىل زمن‬ ‫الفتوحات واالنتصارات‪ ،‬زمن الرشائع والقوانني‪،‬‬ ‫عم انتشارها‬ ‫زمن الرساالت الساموية التي‬ ‫ّ‬ ‫عىل العامل خرياً وسعادة وثقافة ووجود‪ .‬يف‬ ‫ذلك اليوم سقط الخوف من قاموسنا‪ ،‬فال‬ ‫التهديد باألساطيل والبوارج‪ ،‬وال التخويف‬ ‫باالجتياح والطائرات عاد لها مكانا يف قلوب‬ ‫املقاومني واملجاهدين واملؤمنني‪ ،‬بل املؤمتنني عىل‬

‫قضية األمة واستعادة مقدساتها وكل حبة‬ ‫تراب سلبت منها‪ .‬ومنذ ذلك اليوم واملواجهة‬ ‫مستمرة وبأساليب مختلفة‪ .‬تارة بتغذية‬ ‫النعرات املذهبية والطائفية‪ ،‬وأخرى بالنعوت‬ ‫اإلرهابية واألحالف اإلقليمية‪ .‬وكل تلك‬ ‫املحاوالت وجدت ولألسف ق ّلة من أبناء شعبنا‬ ‫يستعملونها كالدمى لتحقيق تلك األهداف‬ ‫والغايات الرخيصة‪ .‬وقد باتت كل تلك املحاوالت‬ ‫مكشوفة األهداف وساقطة يف النتائج‪.‬‬ ‫فها هم يعودون للتدافع والتوافد إىل سوريا‪،‬‬ ‫وينتظرون تأشريات الدخول‪ ،‬ومنهم من عرب لي ًال‬ ‫يف مناسبة ديبلوماسية ع ّله يلقى ابتسامة‬ ‫أو مصافحة يستطيع من خاللها العبور اىل‬ ‫حالة من األمان النفيس وليس السيايس‪ .‬وها‬

‫وعندها نحن قادرون عىل صياغة طريقة جديدة‬ ‫إلدارة شؤون الدولة وتسيري أمور الناس”‪ .‬ونصح‬ ‫الذاهبون إىل واشنطن “بعدم التورط بأي وعود‬ ‫معهم ألنكم غري قادرين عىل اإليفاء بالوعود‬ ‫ونحن لنا الحق يف الدفاع عن األرض بالسالح‪،‬‬ ‫وانتهى العرص الذي كنا نقف فيه شحاذين عىل‬ ‫أبواب مجلس األمن واألمم املتحدة والدول الكربى‬ ‫لطلب الشفاعة والرحمة من عدوان “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وهؤالء جميعاً ال يوصلونا اىل أي نتيجة ناجحة‬ ‫وعملية‪ ،‬بل فقط الحل باملقاومة ودعمها وهي‬ ‫عزتنا وقوتنا»‪.‬‬ ‫وحذر املسؤولني‪ ،‬كون لبنان اليوم يرتأس‬ ‫مجلس األمن‪ ،‬أن “بعض الدول تحاول الضغط‬ ‫عىل الجمهورية اإلسالمية اإليرانية عرب امللف‬ ‫النووي ومحاولة استصدار قرارات ما عن املجلس‪،‬‬ ‫ولذا نحن نقول ممنوع أن يكون لبنان عىل الحياد‪،‬‬

‫‪31‬‬

‫هي حركة املوفدين الدوليني ترخي بضاللها‬ ‫عىل املنطقة حيث كان آخرها زيارة الرئيس‬ ‫الرويس وإعالنه االستمرار يف تسليم سوريا‬ ‫كل ما تحتاجه من سالح‪ ،‬وبناء مفاعل نووي‬ ‫لألغراض السلمية‪ ،‬واللقاء الذي جمع تركيا‬ ‫وسوريا وقطر يف سياق تحرك إقليمي يهدف اىل‬ ‫صيانة املنطقة يف وجه الغطرسة األمريكية‬ ‫واإلرسائيلية‪ .‬وما العالقة االسرتاتيجية التي‬ ‫تجمع سوريا مع إيران واملقاومة يف فلسطني‬ ‫ولبنان إ ّال الصخرة الحقيقية التي تحطمت عليها‬ ‫كل الفنت واملؤامرات‪ ،‬وحولت وجه هذه املنطقة‬ ‫اىل قوى قادرة عىل فرض رشوطها القومية‬ ‫لحامية األمة وسيادتها واستقاللها»‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪“ :‬إننا‪ ،‬ومن خالل هذه‬ ‫البلدة الكرمية‪ ،‬ال ميكننا إال أن نتوجه اىل قيادة‬ ‫املقاومة الرشيفة ومجاهديها البواسل وعىل‬ ‫رأسهم سامحة السيد حسن نرص الله‪ ،‬بأسمى‬ ‫آيات التقدير والوفاء‪ ،‬ونتوجه للرئيس املقاوم إميل‬ ‫لحود ملواقفه املستمرة يف هذا اإلطار‪ ،‬ولكافة‬ ‫أبناء هذا الوطن‪ ،‬وللشعب العريب السوري‬ ‫وقيادته الحكيمة بشخص رئيسها الدكتور بشار‬ ‫األسد‪ ،‬وإليران الثورة اإلسالمية ولسامحة اإلمام‬ ‫الخامنئي دام ظله وللرئيس نجاد‪ ،‬لنجدد لهم‬ ‫ومعهم العهد والوعد‪ ،‬بأن سالح املقاومة سالح‬ ‫الكرامة‪ ،‬وسالح األمة سيبقى طاملا بقيت الدماء‬ ‫تجري يف عروقنا‪ .‬ونطمنئ الخائفني عىل عروشهم‬ ‫وقصورهم بأن هذا السالح هو زينة الرجال‬ ‫وسوف يزداد حجام ونوعاً طاملا الشوق يهتف من‬ ‫حناجرنا بالنرص الكامل عىل أعداء األرض وأعداء‬ ‫السامء‪ .‬وسوف تعود كنيسة القيامة واملسجد‬ ‫األقىص رغم أنف الظاملني واملستكربين‪ ،‬هذا‬ ‫وعدنا الصادق صدقناه وصدّقناه‪ ،‬وإن غداً لناظره‬ ‫قريب»‪.‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫من ثانوية السبع أقمار في برج البراجنة‬ ‫وهاب‪ :‬على لبنان أن يقف إلى جانب إيران في مجلس األمن‬ ‫نبه رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب خالل‬ ‫احتفال مبناسبة الذكرى العارشة النتصار‬ ‫املقاومة والتحرير أقيم يف ثانوية السبع أقامر‬ ‫يف برج الرباجنة‪ ،‬إىل أن “لبنان اليوم يحتل موقع‬ ‫أسايس يف مجلس األمن وعليه أن يواجه أي‬ ‫بحث يف موضوع العقوبات عىل إيران”‪ .‬وحذر‬ ‫“املسؤولني من أي خطوة غري مدروسة يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬وان يقف لبنان متفرجاً عىل فرض عقوبات‬ ‫عىل الجمهورية اإلسالمية ال يكفي‪ ،‬يف وقت‬ ‫املطلوب من لبنان رفض هذه العقوبات وان‬ ‫يسعى إلسقاطها‪ ،‬وعليه أن يقف رصاحة إىل‬ ‫جانب الجمهورية اإلسالمية اإليرانية الصديقة‬ ‫يف مجلس األمن‪ ،‬وأال يقف غري مبايل وكأنه غري‬ ‫معني بهذا األمر‪ ،‬وإيران وقفت إىل جانبنا ودعمت‬ ‫موقفنا‪ ،‬ورغم أننا سمعنا من بعض املسؤولني‬ ‫اللبنانيني إشادة باملوقف اإليراين وهذا أمر جيد‬ ‫ولكن األمر يحتاج إىل استكامل وان ال يقف عند‬ ‫حدود الكالم فقط»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬أن “اليوم رئيس الحكومة يتعرض‬ ‫لضغوط يف زيارته إىل الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫عىل خلفية هذا األمر‪ ،‬وسيسمع الدرس األمرييك‬ ‫العادي ألي مسؤول لبناين يزور أمريكا لجهة‬ ‫الحفاظ عىل امن الكيان الصهيوين الغاصب‬ ‫ووقف تسلح املقاومة وكل هذه املعزوفة‪ .‬نتمنى‬ ‫أن يكون موقف رئيس الحكومة عىل مستوى‬ ‫املوقف اللبناين الشعبي خاصة ونحن يف زمن‬ ‫وشهر التحرير واالنتصار”‪ .‬ومتنى عىل رئيس‬ ‫الحكومة أن “يكون موقفه يف واشنطن واضح‬ ‫ويعكس موقف الشعب اللبناين بغالبية أبناءه‪،‬‬ ‫خاصة وأي موقف لبناين يستطيع أن ينفذ منه‬ ‫اإلرسائييل ويقول أن هناك انقساماً حول موضوع‬ ‫التصدي لالعتداء اإلرسائييل ومنعة لبنان”‪ .‬وأثنى‬ ‫وهاب عىل موقف رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن “يف الفرتة األخرية وكان موقفاً ايجابياً‬ ‫جداً يف موضوع املقاومة»‪.‬‬ ‫وأكد انه ويف هذه املناسبة‪ ،‬يف الذكرى‬ ‫العارشة لتحرير لبنان‪ ،‬أن “كل املحاوالت‬ ‫الستهداف‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫وغري‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫املقاومة ما زالت قامئة وآخرها ما نسمعه‬ ‫عن بعض الترسيبات من املحكمة الدولية‪،‬‬ ‫وعن محاولة طرح البعض وكأن هذه املقاومة‬ ‫ليست حركة تحرير بل هي منظمة متارس‬ ‫أعامل إرهابية‪ ،‬وهذا هو الهدف‪ ،‬لكن املقاومة‬ ‫أقوى مام يتصورون ومام يتحدث اإلرسائيليون‬ ‫ومام نعتقد نحن حتى‪ .‬ولذلك نقول بأن مسألة‬ ‫استهداف املقاومة يف أي لحظة أو موقع أو‬ ‫موقف أو ساحة ليست مسألة عادية وميكن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫استقبل مجلسي كفرحيم البلدي واالختياري‬ ‫وهاب‪ :‬لتعديل صالحيات البلديات وكف يد القوى األمنية عن رخص البناء‬

‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “املجالس‬ ‫البلدية املنتخبة بحاجة إىل املزيد من الصالحيات‬ ‫وتعديل القانون البلدي وإفساح املجال أمامها‪ ،‬يك‬ ‫تتمكن من العمل واإلنتاج بشكل فعيل وحقيقي‪،‬‬ ‫ومن ذلك مث ًال أن تكون للبلدية حقوقاً ودوراً يف‬ ‫كيفية إعطاء تراخيص البناء‪ ،‬وذلك كام هو‬ ‫معمول به يف كل دول العامل‪ .‬لذلك فإنها بحاجة‬ ‫إىل توسيع صالحيات البلدية يف هذا املجال وكف‬ ‫يد القوى األمنية عن هذا األمر‪ ،‬واملطلوب من وزير‬ ‫الداخلية الذي مل يقصرّ يف هذا املجال أن يعمل عىل‬ ‫كف يد الديناصورات املالية والسياسية املسيطرة‬ ‫عىل اإلدارة”‪.‬‬

‫وأضاف وهاب‪“ :‬التوافقات التي حصلت يف قرى‬ ‫الجبل انعكست خرياً‪ ،‬واستطعنا تجنب أي تشنجات‪،‬‬ ‫ما سيساعد أيضاً يف عملية اإلمناء‪ ،‬فنحن نعاين‬ ‫من أزمة إهامل مزمن خاصة للمناطق البعيدة عن‬ ‫العاصمة‪ ،‬وهذا ال يعني أن العاصمة ال يوجد فيها‬ ‫إهامل”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب أمام مجليس كفرحيم البلدي‬ ‫واالختياري‪ ،‬وذلك بعد استقباله عدداً من املجالس‬ ‫البلدية واالختيارية يف دارته يف الجاهلية‪ ،‬إن “املوازنة‬ ‫العامة ال تلحظ أي إمناء للريف واملناطق البعيدة‬ ‫عن املدن ما يتسبب بالنزوح الخطري من الريف إىل‬ ‫املدينة وتفريغ للمناطق الريفية‪ ،‬ويتسبب بأحزمة‬

‫الفقر حول املدن وينعكس عىل الزراعة‪ ،‬فأسعار‬ ‫األرايض البعيدة عن العاصمة بضعة كيلومرتات‪ ،‬ال‬ ‫يزيد سعر املرت الواحد عن ‪ ،$ 10‬بينام يف العاصمة‬ ‫تصبح األسعار فلكية‪ ،‬وذلك كله بسبب غياب أي‬ ‫سياسة إمنائية واضحة‪ .‬املطلوب اليوم من هذه‬ ‫الحكومة تخفيف أعباء الدين العام والبدء بإصالح‬ ‫مايل حتى نتجاوز السياسة التي مل توصلنا إال إىل‬ ‫املزيد من األعباء والديون‪ ،‬ويبدو أن هذه الحكومة ليس‬ ‫لديها أي خطة أو مرشوع جديد‪ ،‬واملوازنة كام كانت‬ ‫منذ عرشين عاما‪ ،‬وهي فقط لألجور وخدمة الدين‬ ‫العام‪ ،‬والحكومة ليس لديها إال املزيد من الرضائب‬ ‫والرسوم واملواطن هو من يدفع الرضيبة”‪.‬‬

‫‪...‬والفائزين بالتزكية في الجاهلية‬

‫نأمل التعاون إلزالة الحرمان‬

‫أن متر بشكل بسيط‪ ،‬ال بل آن األوان بأن يفكر‬ ‫هؤالء مبصلحة لبنان وقوته”‪ .‬وأشار إىل أن‬ ‫“البعض يفرح بالزيارات إىل دول القرار أو زيارة‬ ‫بعض وزراء خارجية هذه الدول إلينا ويقولون‬ ‫لقد أعدنا لبنان إىل الخارطة الدولية‪ ،‬هؤالء‬ ‫السخفاء ال يفقهون انه لوال وجود املقاومة مل‬ ‫يكن احد ليستقبلكم أو يزوركم يف لبنان‪ ،‬وما‬ ‫كان من احد ليفتح األبواب بوجهكم أو يفرش‬ ‫لكم السجاد لتمشوا عليه أو يقيم لكم وزناً‬ ‫لوال وجود املقاومة‪ ،‬لذا املقاومة علة وجودكم‬ ‫وقوتكم ومنعتكم‪ ،‬حافظوا عليها لتحافظوا‬ ‫عىل أنفسكم‪ .‬هي التي أعادت لبنان إىل‬ ‫الخارطة‪ ،‬وهي بحاجة إىل إجامع وطني‪ ،‬لكن‬ ‫ال يظنن احد انه إذا وقف بوجه هذا اإلجامع‬

‫‪32‬‬

‫يستطيع أن يوقف عزتها وكرامتها‪ ،‬وعندما‬ ‫كانت املقاومة تقدم الشهداء وتخوض عملها‬ ‫الجبار مل تستأذن احد لتدافع عن لبنان ولن‬ ‫تستأذن يف املستقبل»‪.‬‬ ‫ووجه وهاب التحية إىل “قائد املقاومة سامحة‬ ‫السيد حسن نرصالله وقيادة حزب الله وكوادره‬ ‫ومناضليه ومجاهديه واىل الشهيد الكبري‬ ‫الشهيد عامد مغنية‪ ،‬والتحية إىل رجل مل يكن‬ ‫مجهوالً بل هو من دافع عن املقاومة وحامها‬ ‫قبل أن يكون رئيساً للجمهورية وبعدها‪ ،‬اعني‬ ‫به فخامة الرئيس العامد إميل لحود‪ .‬والتحية‬ ‫الكبرية إىل سوريا التي وقفت إىل جانب املقاومة‬ ‫والتي مل تدّخر يوماً جهداً لدعم املقاومة ولبنان‬ ‫وموقفه الوطني يف وجه الغطرسة واالحتالل»‪.‬‬

‫استقبل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب املجلس‬ ‫البلدي الجديد واملجلس االختياري واملخاتري الذين‬ ‫فازوا بالتزكية يف الجاهلية‪ ،‬حيث شكر الحضور‬ ‫عىل جهودهم‪ ،‬وأكد أن املعركة اليوم أصعب‬ ‫ألنها معركة إمناء وإزالة ظلم الحق بكثري من‬ ‫القرى‪ ،‬هذا الظلم التاريخي والحرمان املزمن‪،‬‬ ‫آمال التعاون إلزالة هذا الحرمان‪ ،‬واضعاً نفسه‬ ‫يف ترصف الجميع قائ ًال‪“ :‬أنا ال أتعامل مع الناس‬ ‫عىل أساس انتامءهم وموقفهم السيايس‪ ،‬ألن‬ ‫املوقف األهيل أهم من املوقف السيايس‪ ،‬وأمتنى‬ ‫أن نرتك السياسة خارج البلدة ألن األهم هي‬ ‫مصلحة الطائفة واملنطقة‪ ،‬طاملا ليس هناك‬ ‫خالف عىل املصلحة العامة‪ ،‬فنحن ال نتطلع إىل‬ ‫التفاصيل ألنها زائلة‪ ،‬والذي يبقى هو ما نحن‬ ‫عليه اليوم‪ ،‬حيث متكنا من نقل هذه الطائفة‬ ‫من مرحلة القلق إىل مرحلة التحالف السيايس‬ ‫الذي نتمنى أن ينعكس يف جميع األماكن‪.‬‬

‫وختم وهاب‪ :‬استطعنا أن نوجد لهذه الطائفة‬ ‫دوراً أساسياً يف املعادلة السياسية‪ ،‬وتشاهدون‬ ‫اليوم أن موقفها هو “ بيضة القبان” يف كل‬ ‫ما يحصل يف البلد‪ ،‬عىل أمل أن يكون موقف‬ ‫الطائفة السيايس عىل مستوى كل املنطقة‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫ومن جهته‪ ،‬أكد رئيس بلدية الجاهلية أمني بو‬ ‫ذياب شكره للوزير وهاب لوقوفه الدائم إىل جانب‬ ‫البلدية واإلمناء بشكل عام قائ ًال‪ :‬نتمنى أن تبقى‬ ‫إىل جانبنا كام كنت دامئاً‪ ،‬ونحن كذلك سنبقى‬ ‫إىل جانبك‪.‬‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫المكتب الطالبي زار الوزير مراد‬

‫كام زار رسي الدين والرفيقة فريا أبو ذياب النائب السابق الدكتور‬ ‫اسامعيل سكرية‪ ،‬وتناول اللقاء دور الشباب يف مكافحة الفساد والتمرد‬ ‫عىل الواقع املرتدي‪.‬‬ ‫يف املقابل عرض رسي الدين للنائب سكرية الخطة الشبابية التي يتبعها‬ ‫التيار لبناء الكوادر الداعية واملثقفة‪ ،‬ناق ًال تحيات رئيس “تيار التوحيد”‪.‬‬

‫أمانة العالقات الديبلوماسية زارت‬ ‫سفارات الصين وكولومبيا ورومانيا‬

‫أمانة الداخلية جالت في قرى حاصبيا‬ ‫يف املناطق ودفع العمل الحزيب اىل‬ ‫يف التيار بنشاطات متعددة يف هذا‬ ‫الرفيق محمد الصايغ يرافقه أمني رس‬ ‫بجولة شملت مفوضيات حاصبيا –‬

‫قام أمني الرتبية والشباب يف تيار التوحيد ماهر رسي الدين بزيارة معايل‬ ‫الوزير السابق عبد الرحيم مراد عىل رأس وفد طاليب‪ ،‬ناق ًال تحيات رئيس تيار‬ ‫التوحيد الرفيق وئام وهاب‪.‬‬ ‫تناول اللقاء آخر املستجدات الداخلية والخارجية وس ُبل تطوير العالقات‬ ‫الرتبوية بني حزب االتحاد وتيار التوحيد‪.‬‬ ‫بداية تحدّث الوزير مراد للطالب عن الوضع السيايس الداخيل واإلقليمي‬ ‫موضحاً انتصار خيار املقاومة واملامنعة عىل حساب املرشوع األمرييك‬ ‫الصهيوين يف املنطقة‪ ،‬كام تط ّرق لدور الشباب الهام يف عملية البناء‬ ‫والتحرير‪ ،‬مبدياً ارتياحه وإعجابه وتقديره للمواقف الشجاعة لرئيس تيار‬ ‫التوحيد الرفيق وئام وهاب ‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬شكر رسي الدين الوزير مراد عىل املنح الرتبوية ا ُملقدّمة‬ ‫لطالب التيار يف الجامعة اللبنانية الدولية “‪ ”LIU‬موضحاً ّأن هذه الزيارة‬ ‫تأيت استكامالً للعالقات الوثيقة بني الجانبني‪ ،‬ويف سياق الزيارات التي يقوم‬ ‫بها املكتب الطاليب للقيادات السياسية اللبنانية‪ ،‬بحيث كانت البداية‬ ‫يف زيارة حزب االتحاد ورئيسه‪ ،‬ملا لهام من مكانة مرموقة وعالية يف قلوب‬ ‫“التوحيديني”‪.‬‬

‫‪ ...‬ويشارك باحتفال مؤسسات المعهد‬ ‫العربي للعلوم المهنية‬

‫يف إطار تفعيل نشاط املفوضيات‬ ‫مصاف أفضل‪ ،‬قامت أمانة الداخلية‬ ‫ٍ‬ ‫املجال‪ ،‬إذ قام أمني الداخلية يف التيار‬ ‫أمانة الداخلية الرفيق جواد الصايغ‬ ‫الفرديس – واملاري‪.‬‬ ‫وخالل اللقاءات تم النقاش مع الرفاق يف املفوضيات وتقييم املرحلة‬ ‫السابقة من العمل الحزيب والسيايس‪ ،‬وتقدم الرفيق الصايغ مبداخالت‬ ‫كام‬ ‫رشحت “املوقف السيايس يف لبنان واملنطقة ورأي التيار فيها»‪.‬‬ ‫تم البحث يف وضع خطط مستقبلية داخل التيار لتطوير العمل الحزيب‬ ‫والسيايس والتنموي ومواكبة التطور يف كل املجاالت‪.‬‬

‫‪...‬وفي مناطق الجرد ‪ -‬عاليه‬ ‫استكامالً للجوالت التي تقوم بها أمانة الداخلية يف تيار التوحيد عىل‬ ‫املفوضيات يف املناطق‪ ،‬ومبشاركة نائب رئيس مجلس األمناء الرفيق عصمت‬ ‫العرييض‪ ،‬قام أمني الداخلية الرفيق محمد الصايغ يرافقه أمني رس امانة‬ ‫الداخلية الرفيق جواد الصايغ‪ ،‬بجولة عىل مفوضيات منطقة الجرد قضاء‬ ‫عاليه‪ ،‬شملت قرى شارون والعزونية‪.‬‬ ‫تخلل اللقاءات حلقات نقاش سيايس وتنظيمي‪ ،‬حول الوضع السيايس‬ ‫العام الحايل يف البالد وموقف التيار منها‪ ،‬وما آلت إليه األوضاع العامة‬ ‫وانعكاسها عىل موقع التيار ووضع املعارضة بشكل عام يف املنطقة‬ ‫ولبنان‪.‬‬ ‫كذلك جرى “تقييم عام لعمل املفوضيات وما قامت به يف املرحلة‬ ‫السابقة‪ ،‬وكيف ميكن العمل عىل تطوير عملها يف املستقبل مبا يتناسب‬ ‫مع التغريات السياسية‪ ،‬ودراسة إمكانية إنشاء مفوضيات جديدة يف قرى‬ ‫أخرى»‪.‬‬

‫شارك أمني الرتبية والشباب يف تيار التوحيد ماهر رسي الدين باالحتفال‬ ‫الريايض والرتبوي الذي أقامته مؤسسات املعهد العريب للعلوم املهنية يف‬ ‫بريوت ممث ًال رئيس “تيار التوحيد” الرفيق وئام وهاب‪.‬‬ ‫أقيم االحتفال تحت رعاية وزير الشباب والرتبية والرياضية عيل عبد‬ ‫الله بحضور ممثل قائد قوى األمن الداخيل أرشف ريفي وعدد كبري من‬ ‫الشخصيات والفعاليات الرتبوية والرياضية حيث ألقى النائب السابق‬ ‫د‪ .‬حسني يتيم كلمة رحب فيها بالحضور شارحاً لدور هذا املعهد بتخرج‬ ‫الكوادر املتفوقة واستمراره يف نهج العروبة واملامنعة وإميانه بالشباب‬ ‫وبدورهم الكبري‪ ،‬فيام ألقى راعي االحتفال الوزير عبدالله كلمة قدر فيها‬ ‫دور املعهد الرائد عىل املستوى الوطني مؤكداً وقوف لبنان صفاً واحداً بوجه‬ ‫“إرسائيل”‪ .‬وطالب الكف عن إدراج سالح املقاومة عىل األجندات الداخلية‬ ‫ألنه سالح لبنان سالح الكرامة والتحرير مشدداً عىل دور الشباب اللبناين‬ ‫يف شتى مناحي الحياة‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪34‬‬

‫مأدبة عشاء‬ ‫تجمع جنبالط وهاب والبستاني‬ ‫التقى رئيس الحزب التقدمي االشرتايك النائب وليد جنبالط‬ ‫رئيس تيار التوحيد وئام وهاب والوزير السابق ناجي البستاين‬ ‫عىل مأدبة عشاء بدعوة من جنبالط‪ ،‬جرى فيها البحث‬ ‫يف قضايا لبنانية و”شوفية” خاص ًة يف مل ّفي املهجرين‬ ‫واالنتخابات البلدية‪ ،‬واتفقوا عىل استمرار االتصاالت يف األيام‬ ‫املقبلة للوصول إىل أوسع توافق يف منطقة الجبل‪.‬‬

‫قامت أمينة العالقات الدبلوماسية يف تيار التوحيد فريال أبو ذياب يف‬ ‫زيارة للسفارة الصينية يف بريوت والتقت سعادة السفري «لييو رمينغ »‬ ‫ناقلة تحيات رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫وتخلل اللقاء نقاش حول آخر املستجدات عىل املستوى الداخيل واإلقليمي‪.‬‬ ‫حيث أكد سعادة السفري عىل متانة العالقات الصينية ‪ -‬اللبنانية‪ ،‬وبشكل‬ ‫وحمل‬ ‫خاص عالقة تيار التوحيد ورئيسه‪ ،‬مثنياً عىل هذا االهتامم املتبادل‬ ‫َّ‬ ‫تحياته إىل رئيس تيار التوحيد‪.‬‬ ‫كام زارت سفاريت كولومبيا ورومانيا يف لبنان حيث أجرت مع كل من‬ ‫السفرية الكولومبية «مارييت ريداهوري» والسفري الروماين «دانيال تيناسا‪،‬‬ ‫حديثا يف شؤون دبلوماسية ودولية متعددة‪.‬‬

‫‪ ..‬وتضامنت مع المعتقل جورج عبد هللا‬ ‫وشاركت يف مؤمتر “الحملة الدولية والقانونية واملدنية” من أجل اإلفراج‬ ‫عن املعتقل اللبناين يف السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبد الله‪ .‬وتخلل‬ ‫املؤمتر إلقاء عدد من الكلامت لكل من وزير الخارجية الفرنيس السابق “رولون‬ ‫دومان”‪ ،‬واملحامي “جاك فارسيل”‪ ،‬ورئيس الحملة الدولية “آالن بوجوالن‪ ».‬وقد‬ ‫شارك يف املؤمتر العديد من السياسيني واملفكرين من دول مختلفة‪.‬‬

‫وفي لقاء «البرلمان الدولي‬ ‫لألمن والسالم»‬ ‫كام شاركت يف أعامل اللقاء الذي نظمه “الربملان الدويل لألمن والسالم”‬ ‫والذي تخلله مجموعة من الكلامت واملحارضات التي قدمها بعض من‬ ‫السفراء املشاركني تحت عنوان عرب حوض األبيض املتوسط – “إرسائيل”‪،‬‬ ‫الرصاع واألمن‪ ،‬بحضور وزير الربملان الدويل الربوفيسور “بيارلويجي فيغنوال”‪،‬‬ ‫والوزير عدنان السيد حسني‪ ،‬والوزير السابق عبد الله فرحات باإلضافة إىل‬ ‫حشد من املهتمني يف فندق “سويتس – عاليه”‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي‬ ‫استنكرت جرائم‬ ‫العدو الصهيوني‬ ‫واعتداءاته على‬ ‫المقدسات الدينية‬

‫استنكرت هيئة العمل التوحيدي بشدة من أعامق‬ ‫الوجدان الوطني والديني سلسلة جرائم العدو الصهيوين‬ ‫الزائل يف اعتداءاته عىل املقدسات الدينية عام ًة ومنها‬ ‫اإلسالمية التوحيدية وآخرها االعتداء عىل مقام الشيخ‬ ‫عثامن الحزوري ريض الله عنه املقام عىل أرض أوقاف الطائفة‬ ‫املعروفية يف الجوالن العريب املحتل‪ ،‬ما ييسء لحرمة املقام‬ ‫ويهز مشاعر بني معروف واألمة اإلسالمية ملا يتامدى به‬ ‫العدوان من غطرسة وعدم اعتبار للمقدسات الدينية‪ ،‬ولكن‬ ‫كام جاء يف كتابه العزيز ( سرييهم الله أعاملهم حرسات‬ ‫عليهم ) ‪ .‬لقد نيس هذا العدو الغاشم أنه ما من عدوان‬ ‫جثم عىل أرضنا ودام مكوثه إ َّال وطلع فجر التحرير والجالء‬ ‫وبنرص من الله‪ .‬وتشيد هيئة العمل التوحيدي‬ ‫بسيوف الحق‬ ‫ٍ‬ ‫بالعمل البطويل الذي قام به عرشات الشبان املعروفيني‬ ‫من أبناء بلدة عني قنيا الجوالنية الذين هبوا ملواجهة هذا‬ ‫االعتداء اآلثم ‪ .‬وتهيب الهيئة باألمة العربية أن ال تثق مبا‬ ‫يدعيه العدوان من مساعي السلم الواهي بل عليها التوحد‬ ‫واختيار طريق النضال املسلح لدحر الغزاة الصهاينة عن‬ ‫أرضنا العربية املقدسة ‪ .‬وإن غداً لناظره قريب ‪.‬‬ ‫شاركت هيئة العمل التوحيدي ممثل ًة بالشيخ حسام‬ ‫نصار ‪ ,‬والشيخ فوزي الكوكاش ممث ًال رئيس تيار الوحيد الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب يف املهرجان الحاشد الذي اقامه تجمع‬ ‫علامء املسلمني يف مسجد امام الرضا ( ع ) يف برئ العبد‬ ‫مبناسبة الذكرى ال ( ‪ ) 27‬السقاط إتفاق الذل يف السابع‬ ‫عرش من ايار عام ‪1983‬‬ ‫لتجديد العزم واالنطالق من جديد السقاط كل مؤامرات‬ ‫العدو الهادفة لتقسيم الشعب الواحد ودس الفنت‬ ‫واملؤامرات بني املذاهب واالديان ‪ .‬تخلل املهرجان كلمة لرئيس‬ ‫مجلس امناء التجمع القايض الشيخ احمد الزين ‪ ,‬كلمة‬ ‫لسامحة آية الله العظمى السيد محمد حسني فضل الله‬ ‫ألقاها نجله السيد عيل فضل الله ‪ ,‬كلمة المام مسجد‬ ‫القدس الشيخ ماهر حمود ‪ ,‬وكلمة لنائب االمني العام لحزب‬ ‫الله الشيخ نعيم قاسم ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫منرب التيار‬

‫وفد من تيار التوحيد يزور ضريح المرحوم‬ ‫غازي عبد الخالق واضعا إكليال من الزهر‬ ‫ملناسبة مرور سنتان عىل غياب‬ ‫األمني الرفيق غازي عبد الخالق قام وفد‬ ‫من تيار التوحيد ضم كل من نائب‬ ‫رئيس مجلس األمناء الرفيق عصمت‬ ‫العرييض واألمناء هشام األعور‪ ،‬ماهر‬ ‫وهاب‪ ،‬محمد الصايغ باإلضافة إىل عدد‬ ‫من الرفاق يف مفوضية الجرد العامة‬ ‫بزيارة منزل والد الفقيد السيد غازي‬ ‫خطار عبد الخالق ناقلني له ولعائلته‬ ‫الكرمية تحيات رئيس تيار التوحيد الرفيق‬ ‫وئام وهاب ومذكرين مبزايا الفقيد‬ ‫ومواقفه املرشفة التي لطاملا عرف بها‬ ‫ومتيز فيها طيلة مسريته الحزبية‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬توجه الوفد برفقة عائلة‬ ‫الفقيد وزوجته هيام‪ ،‬وولديه وائل وزينة‪،‬‬ ‫إىل مدافن العائلة يف مجدلبعنا‪ ،‬حيث‬ ‫وضعوا إكليال من الزهر عىل رضيح‬ ‫األمني عبد الخالق باسم تيار التوحيد‬ ‫وقرأوا الفاتحة عن روحه الطاهرة‪.‬‬

‫تحية مقاومة إلى أمين األمناء في ذكرى رحيله‬ ‫سنتان مرت عىل رحيل مقاوم‪ ،‬ووجع الفراق شق‬ ‫اليباس لتنبت عىل ذكراه كلامت حروفها تح ّلق يف‬ ‫أجواء التوحيد إىل آخر لحظة من عمر الحياة‪.‬‬ ‫ال يشء أرق وألطف من الحديث عنك يا غازي‬ ‫ونحن نستعيد أحداث املايض بنعيمه وشقائه‪،‬‬ ‫بخريه ورشه‪ ،‬حتى بدت صورتك أمىض من‬ ‫السيف‪ ،‬وأقوى من الرمح وأشد من الحرية بعد أن‬ ‫متاهت يف صورة التوحيد‪.‬‬ ‫يا رفيقي أشعر أن الوحي يهبط من شمس‬ ‫توحيدك وأنا أفكر بك‪ ،‬وأتأمل فيك وأتخيلك‪،‬‬ ‫ألكتب بكلامت ملونة بألوان العزة والكرامة عن‬ ‫تيارنا التوحيدي الذي يتجىل اليوم كام أردته‬ ‫دوما يف أبهى صوره‪ ،‬وهاهي أعالمه املرفرفة‬ ‫فوق السطوح تنافس جامل نجوم السامء‪ ،‬وكام‬ ‫عملت يف املايض ها هي صخرة التوحيد وملعانها‬ ‫يصارعان صالبة أحجار املاس وتأللؤها‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف هذا اليوم الربيعي املقمر من عمر املناضلني‪،‬‬ ‫وبينام مير من قربك يا رفيقي لحن التوحيد ليلقي‬ ‫التحية عىل أمني األمناء‪ ،‬كأن ريحا تغيريية لفحت‬ ‫القلب يف رقاده العميق‪ ،‬فتنعش جسدك كانتعاش‬ ‫املقاوم واغتباطه وانتشائه عندما يشم عبري‬ ‫مارون الراس وعيتا الشعب فيطل من خاللهام‬ ‫إىل فلسطني‪ ،‬كل فلسطني‪ ،‬التي أصبحت يا‬ ‫غازي خيطاً من خيوط ثوبها املنسوج بسواعد‬ ‫أمثالك من املقاومني الذين أمتوا الواجب قبل أن‬ ‫يشدوا نحو الرحيل‪ .‬وبلغة األناشيد التوحيدية‪،‬‬ ‫وبرؤوس شامخة أبداً‪ ،‬وإميان راسخ جبار‪ُ ،‬ترفع‬ ‫أيادي التوحيديني من فوق صمتك املهيب ليتمجد‬ ‫اسمك التوحيدي إىل منتهى الدهر وإىل األبد‪.‬‬

‫أمني اإلعالم والثقافة‬ ‫هشام األعور‬

‫‪36‬‬

‫الدولة العبرية من الغرور الى االفول‬

‫«استراتيجية الحرب الشاملة» تردع اإلسرائيليين‬ ‫وتمنعهم من مغامرة جديدة‬ ‫يعيش الكيان اليوم مثلام كان وقت نشوئه‪،‬‬ ‫يف ظل التهديد الدائم بالحرب‪ ،‬وإذا ما استطاع‬ ‫الكيان يف حروبه السابقة حسم املوقف‬ ‫وتحديداً يف عام نشوئه ‪ 1948‬ومن ثم يف‬ ‫حزيران ‪ ،1967‬إ ّال أن هذه املعادلة تغريت كثرياً‬ ‫عام ‪ 1973‬عندما متكن املقاتل العريب من تغيري‬ ‫العديد من املفاهيم التي سادت حول قوة الردع‬ ‫اإلرسائيلية ومقولة الجيش الذي ال يقهر‪.‬‬ ‫هذا الكيان يعيش اليوم أزمة حقيقية وحالة‬ ‫من عدم الثقة تزعزع قدراته عىل حسم أي‬ ‫معركة عىل الرغم من التفوق التكنولوجي‬ ‫للجيش الصهيوين‪ ،‬ونظراً إىل التغيريات‬ ‫الكثرية التي طرأت عىل أسلوب املواجهة‪ ،‬كان‬ ‫لصمود املقاومة اللبنانية عام ‪ 2006‬والنرص‬ ‫تم يف مواجهة الغطرسة الصهيونية أثره‬ ‫الذي ّ‬ ‫البالغ لالنتقال خطوة واثقة إىل األمام‪.‬‬ ‫يف الذكرى الثانية والستني إلنشاء الكيان‬ ‫الصهيوين‪ ،‬كتبت افتتاحية “هارتس” أن يوم‬ ‫االستقالل هنا يأيت‪ ،‬ليجد الدولة يف شلل‬ ‫سيايس‪ ،‬أمني ومعنوي ال يحفز عىل االبتهاج‪،‬‬ ‫و”إرسائيل” باتت معزولة سياسياً يف العامل‪،‬‬ ‫تعيش نزاعاً مع القوة العظمى التي رعتها‪،‬‬ ‫وهي عدمية كل خطة ومسار سيايس غري‬ ‫السيطرة يف املناطق‪ ،‬خائفة من كل حركة‪،‬‬ ‫تعيش إحساساً بالتهديد الوجودي‪.‬‬ ‫كام هناك إحساس وإجامع أن “إرسائيل”‬ ‫تعيش هذه األيام مرحلة انتقالية وصفها‬ ‫قائد سالح الجو اإلرسائييل السابق “عاموس‬ ‫لبيدوت” بأنها‪“ :‬مفرق طرق حاسم قد يقودها‬ ‫إىل الصعود واالزدهار أو نحو التدهور والغروب‬ ‫بل والخطر الوجودي الحقيقي”‪.‬‬ ‫ويحذر العضو يف لجنة “فينوغراد” التي‬ ‫حققت يف إخفاقات “إرسائيل” يف حرب متوز‬ ‫‪ 2006‬الربوفيسور “يحزقيل درور” من املستقبل‬ ‫قائ ًال‪ :‬إن أحد أسباب أفول الدول هو الثقة‬ ‫بالنفس املبالغ فيها والغرور‪ ،‬ويتحدث عن‬ ‫األوهام والخوف الوجودي ويعتربهام خليطاً من‬ ‫عقدة الدونية وجنون العظمة”‪.‬‬ ‫وقال العميد “يويس بايدتس” رئيس وحدة‬ ‫األبحاث يف شعبة االستخبارات العسكرية‬ ‫اإلرسائيلية‪ ”:‬إن “حزب الله” ميلك اليوم ترسانة‬ ‫تضم آالف الصواريخ من كل األنواع‪ ،‬مبا فيها‬

‫صواريخ بعيدة املدى‪ ،‬وأكرث دقة يف إصابة‬ ‫األهداف يتم تشغليها بالوقود الصلب‪،‬‬ ‫ويستطيع “حزب الله” أن ينصب الصواريخ‬ ‫البعيدة املدى يف عمق األرايض اللبنانية‪ ،‬وأن‬ ‫“حزب الله” يف العام ‪ 2010‬هو غريه يف العام‬ ‫‪ 2006‬من حيث القدرة العسكرية التي تطورت‬ ‫بشكل كبري جداً”‪.‬‬ ‫وكان وزير الدفاع األمرييك “روبرت غيتس”‬ ‫“دعا القوات البحرية األمريكية للتكيف بصورة‬ ‫أفضل مع ترسانتها ملواجهة التهديدات الحالية‪،‬‬ ‫واعترب أن أسلحة جديدة قد تهدد التفوق‬ ‫األمرييك يف أعايل البحار‪ ،‬وتوقف عند إصابة‬ ‫“حزب الله” سفينة حربية إرسائيلية بصاروخ‬ ‫مضاد للسفن خالل حرب ‪.”2006‬‬

‫جهودها السياسية ومتارس ضغوطاً حقيقية‬ ‫عىل “بنيامني نتنياهو” ملنعه من القيام بعمل‬ ‫عسكري ضد إيران ومفاعالتها النووية أو ضد‬ ‫“حزب الله” ولبنان وامتداداً إىل أهداف حيوية‬ ‫سورية‪ .‬فهناك أسباب كثرية تجعل واشنطن‬ ‫ضد أي عمل عسكري يف الرشق األوسط حتى‬ ‫وإن كان عىل نطاق ضيق وأهدافه محدودة‪،‬‬ ‫فأوالً ألنها تعرف أنها ستنجر إليه‪ ،‬وستغرق‬ ‫يف أوحال هذه املنطقة‪ ،‬وثانياً ألن إدارة الرئيس‬ ‫“أوباما” تحاول التوصل خالل سنتني إيجاد‬ ‫حل ألزمة الرشق األوسط وفقاً ملعادلة دولة‬ ‫فلسطينية مستقلة عىل حدود الرابع من‬ ‫حزيران ‪ ،1967‬أو ثالثاً ألن ترتيب أوضاع العامل‬ ‫عىل أساس الحفاظ عىل وضعية أن أمريكا‬ ‫هي القطب األوحد يف هذا العامل يقتيض‬ ‫استقراراً وهدوءاً يف هذه البقعة الحيوية‪.‬‬

‫يرى العديد من املراقبني أنه من املستبعد‬ ‫اندالع الحرب استناداً إىل ما هو معلن وحسن‬ ‫النوايا األمريكية وعىل قناعة غالبية قادة‬ ‫الرأي يف هذه املنطقة‪ ،‬بأن الواليات املتحدة‬ ‫ال تريد حرباً يف هذه املنطقة‪ ،‬وتبذل أقىص‬

‫العدو يحاول خلط األوراق‬

‫من يقرغ طبول الحرب‬

‫‪37‬‬

‫لكن يبدو أن رئيس الحكومة الصهيونية‬ ‫“بنيامني نتنياهو” يحاول التخلص من مأزقه‬ ‫بإرصاره عىل إعادة خلط األوراق يف الرشق‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬ ‫األوسط ليبادر بعد ذلك إىل ترتيب معادلة‬ ‫جديدة تأخذ “إرسائيل” فيها الرقم الرئييس‪،‬‬ ‫لذلك افتعل حكاية صواريخ “سكود” ولجأ إىل‬ ‫تضخيم األمور ليكون املربر الذي يعتقد أنه‬ ‫مقبول دولياً لشن الحرب التي يريدها مخرجاً‬ ‫له من ورطته الخانقة والتي طاملا لوح بأنها‬ ‫ستستهدف املواقع النووية اإليرانية‪ ،‬وأشار إىل‬ ‫تهديد سافر ضد سورية بسبب دعمها “حزب‬ ‫الله”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“إرسائيل” تريد مخرجا ولها مصلحة‬ ‫وقناعة يف الحرب كونها املخرج الوحيد من املأزق‬ ‫الذي يعيشه “بنيامني نتنياهو”‪ ،‬وهي التي‬ ‫ستخلصه من دفع استحقاقات ما يسمى‬ ‫بالعملية السلمية التي تتحدث عنها إدارة‬ ‫الرئيس األمرييك “باراك اوباما”‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل تلتهب املنطقة من جديد‪ ،‬بعد‬ ‫هدوء استمر أربع سنوات‪ ،‬وهل تبادر “إرسائيل”‬ ‫إىل الحرب أم أنها تنتظر “عم ًال غري متوقع”؟‬ ‫وهل بالفعل أن تصدّع قوة الردع اإلرسائيلية‬ ‫يف مواجهة “حزب الله” و(سورية) يف الشامل‬ ‫و”حامس” يف الجنوب‪ ،‬بات مانعاً مركزياً لوقوع‬ ‫الحرب أم سبباً إلشعال نارها؟‬ ‫وزير الدفاع اإلرسائييل “باراك” اختار وجوده‬ ‫يف واشنطن ليطلق تهديداً مبارشاً تجاه لبنان‬ ‫الدولة وليس فقط “حزب الله” عندما قال‪“ :‬إن‬ ‫لبنان كله يتحمل مسؤولية إطالق الصواريخ‬ ‫من أراضيه نحو إرسائيل”‪“ ،‬والحكومة املقيمة‬ ‫يف بريوت والتي خلقتها سورية ستكون‬ ‫مسؤولة عن التدهور يف املنطقة”‪ .‬والرئيس‬ ‫اإلرسائييل “شمعون برييز” جعل من امللف‬ ‫السوري – اللبناين أولوية ومتقدماً عىل غريه‬ ‫من امللفات‪ ،‬وأطلق رسالة عرب فيها عن موقف‬ ‫القيادة العسكرية‪“ :‬إرسائيل لن تقبل بإحداث‬ ‫خلل يف التوازن العسكري‪ ،‬أو التوازن يف قوة‬ ‫الردع”‪ ،‬وقال إن يف حوزته أدلة وبراهني أن سورية‬ ‫نقلت إىل حزب الله صواريخ “سكود” وأسلحة‬ ‫أخرى متطورة وخطرية‪ ،‬و”برييز” هذا مل يقل‬ ‫إن “الحرب ستقع أو يحدد توقيتها‪ ،‬ولكن مجرد‬ ‫تأكيده أن لدى “إرسائيل” أدلة وبراهني عىل‬ ‫عمليات دخول األسلحة اىل حزب الله التي‬ ‫تشكل خرقاً للقرار الدويل ‪ 1701‬يف مقابل‬ ‫تهديد مسؤولني عسكريني وسياسيني آثار‬ ‫التوتر يف املنطقة من جديد وفتح الباب أمام‬ ‫إمكان حصول الحرب‪.‬‬

‫معادلة الحرب الشاملة‪ ،‬أثارت‬ ‫الرعب يف “إرسائيل”‬ ‫“إرسائيل” يف حالة قلق حقيقي‪ ،‬وهذا ما‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يفرس اشتداد الحملة األمريكية – اإلرسائيلية‬ ‫عىل لبنان وسورية‪ ،‬من باب تزويد املقاومة‬ ‫بأسلحة صاروخية ومتطورة‪ ،‬وما قاله األمني‬ ‫العام لـ “حزب الله” السيد حسن نرص الله‬ ‫يف ‪ 16‬شباط املايض واضح متاماً‪ ،‬حني أكد أن‬ ‫مبقدور “حزب الله” توجيه رضبات قاسية إىل‬ ‫كل البنى التحتية والعسكرية اإلرسائيلية إذا‬ ‫تعرض لبنان العتداءات إرسائيلية وحدد بيشء‬ ‫من الدقة‪ ،‬أن السالح املوجود لدى الحزب ميكنه‬ ‫تدمري األبنية‪ ،‬وإصابة مراكز محددة ببساطة‪.‬‬ ‫إن املقاومة جاهزة لرتجمته حقيقة عندما‬ ‫تقيض الحاجة‪ ،‬وما قاله السيد نرص الله‬ ‫حسم كل جدل بشأن قدرات الحزب الصاروخية‪،‬‬ ‫وبالتايل فإن ما تعده “إرسائيل” سؤاالً أو‬ ‫معلومات موثقة‪ ،‬وتحتاج إىل تأكيده‪ ،‬أكده‬ ‫سيد املقاومة‪.‬‬ ‫وتطور املوقف إىل حد إعالن واضح من سوريا‬ ‫وإيران و”حزب الله”‪ ،‬بأن أي تحرش إرسائييل‬ ‫سيواجه بحرب شاملة‪ .‬بعدها هدأت “إرسائيل”‬ ‫قلي ًال‪ ،‬وصار حديثها يقترص عىل تأكيد أنها‬ ‫ليست يف صدد مهاجمة سوريا أو لبنان‪،‬‬ ‫واكتفت بالتحذير من حصول “حزب الله” عىل‬ ‫سالح كارس للتوازن‪ ،‬البعض قال إن املقصود من‬ ‫هذا السالح هو “األنظمة الدفاعية للطائرات”‬ ‫ثم صار الحديث عن “الصواريخ املتطورة”‬ ‫وفجأة أصبح الحديث عن صواريخ “سكود”‪،‬‬ ‫وتوىل األمريكيون جانباً من املعركة اإلعالمية‬ ‫والدبلوماسية والهدف طأمنة “إرسائيل” وقد‬ ‫وصلت الرسالة إىل املعنيني باألمر‪.‬‬ ‫إن املشكلة التي تواجهها “إرسائيل” للمرة‬ ‫األوىل يف تاريخها‪ ،‬أنها باتت غري قادرة عىل‬ ‫املبادرة وال عىل عمل وقايئ أو عقايب‪ ،‬بل‬ ‫توجهت إىل األمريكيني ملواجهة األمر‪.‬‬ ‫اآلن مثة إشارات إىل توتر كبري يف املنطقة‪،‬‬ ‫عىل خلفية أن الحرب قادمة‪ ،‬ويقابل اإلرسائيليون‬

‫‪38‬‬

‫هذا بتغطية إعالمية مفادها بأنه ال نية لديهم‬ ‫للتصعيد‪ ،‬والسؤال‪ ،‬هل تقدر “إرسائيل” عىل‬ ‫شن حرب شاملة؟ أم أنها تتلهى بالتهويل وال‬ ‫تريد أن تعرف بأن املعادالت تغريت يف املنطقة‬ ‫لغري صالحها‪.‬‬ ‫يرى البعض بأن األزمة املالية سوف تفرض‬ ‫عىل الواليات املتحدة االنكفاء والتخيل عن‬ ‫السياسات الحربية وهذا خطأ‪ ،‬ألن األزمة‬ ‫املالية هذه تفرض امليل للحروب أكرث مام تفرض‬ ‫االنكفاء نتيجة طبيعتها‪ ،‬إذا ليس هناك‬ ‫سوى إدارة األزمة عرب الحرب‪ ،‬من هنا فإن ما‬ ‫يحدد ممكنات الحرب يف الرشق األوسط ليس‬ ‫األزمة‪ ،‬بل أمور أخرى “صياغة العامل”‪ ،‬ويجب‬ ‫تناول الحرب يف املنطقة من زاوية طبيعة‬ ‫الوضع والظروف التي ترى الواليات املتحدة أنها‬ ‫مناسبة لخوضها تأسيساً عىل سياساتها‬ ‫القامئة عىل التغيري وإعادة ترتيب املنطقة‪.‬‬ ‫وميكن القول أن الواليات املتحدة ما زالت تهدف‬ ‫إىل التغيري الجيوسيايس للوضع يف املنطقة‬ ‫مبا يالءم مصالحها‪ ،‬وهي تعمل عىل تحقيق‬ ‫تغيريات داخلية‪ ،‬لكنها سوف تشن الحرب إذا‬ ‫توصلت بأنه ميكنها ذلك من دون خسائر كبرية‬ ‫وكان ذلك يخدم تحقيق التغيري الداخيل‪.‬‬

‫إجهاض الخطة اإلرسائيلية‬ ‫التهديدات اإلرسائيلية التي أعقبت حرب‬ ‫العام ‪ ،2006‬كانت غاياتها رفع املعنويات وزرع‬ ‫الثقة بالنفس يف الجانب اإلرسائييل وكان‬ ‫هدفها إثارة القلق يف املنطقة وحرمانها من‬ ‫االستقرار ومنع أي استعداد جدي ملواجهة‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬يف الوقت ذاته كانت االستعدادات‬ ‫اإلرسائيلية جارية وتنتظر اللحظة التي تثق‬ ‫فيها بقدرتها عىل تحقيق النرص‪ ،‬والخطة‬

‫اإلرسائيلية هذه أجهضت وارتدّت عليها من غري‬ ‫ما يعجبها‪ ،‬ويف أوج التهديدات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫كان يف دمشق الحدث األبرز الذي خرق التطور‬ ‫العادي لألمور‪ ،‬حيث جمعت صورة واحدة القادة‬ ‫الثالثة “بشار األسد‪ ،‬وحسن نرص الله‪ ،‬ومحمود‬ ‫أحمدي نجاد” حيث أطلقت اسرتاتيجية “الحرب‬ ‫الشاملة تقوم عىل التوازن الردعي”‪ ،‬والتقابل‬ ‫التدمريي لألهداف املتكافئة‪ ،‬إن اعتامد جبهة‬ ‫املقاومة واملواجهة ملثل هذه االسرتاتيجية‬ ‫أحدث ما يوصف بالزلزال االسرتاتيجي يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ألنه قىض وبشكل شبه نهايئ عىل‬ ‫طموحات أمريكا و”إرسائيل” بتنفيذ حرب تحقق‬ ‫فيها االنتصار‪ ،‬وترصف سياسياً مبا تريده هاتان‬ ‫الدولتان‪.‬‬ ‫“جبهة الحرب الشاملة”‪ ،‬والتي تهدد الجبهة‬ ‫الداخلية اإلرسائيلية‪ ،‬وتعطل كل ما عول‬ ‫عليه من “قبة فوالذية” أو “درع صاروخية” وتجعل‬ ‫“إرسائيل” تعيش يف قلق وخوف مينع قادتها‬ ‫من املغامرة والدخول يف حرب جديدة‪ ،‬وألن‬ ‫أحداً ال يستطيع أن يتوجه إىل إيران أو سوريا‬ ‫مطالباً بنزع صواريخها كان االختيار واقعاً‬ ‫عىل منظومة “حزب الله” الصاروخية عنواناً‬ ‫“للمالحقة واملساءلة” بحجة خرق القرار ‪1701‬‬ ‫وإدخال إيران وسوريا يف األمر ألنهام مصدر‬ ‫السالح بزعمهم‪.‬‬ ‫ولجعل التهديد أكرث جدية وفعالية يف‬ ‫النفوس‪ ،‬دخلت الواليات املتحدة عىل الخط‪،‬‬ ‫واعتمدت أسلوباً يوحي بأن الحرب باتت أمراً‬ ‫ال مفر منه بغية معالجة امللفات العالقة‬ ‫والخطرية يف املنطقة‪.‬‬

‫الغاية من التلويح بالحرب‬ ‫إن الحرب التي يروج لقرب اندالعها بقرار‬ ‫أمرييك صهيوين‪ ،‬ال تبدو قريبة‪ ،‬وهي غري قابلة‬ ‫للتحقق يف املدى املنظور‪ ،‬والتلويح بالحرب‬ ‫تلك يهدف إىل تحقيق بعض الغايات ومنها‪:‬‬ ‫حمل سوريا عىل التملص من التزامها بالحرب‬ ‫الشاملة أو وحدة املواجهة ضد “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وإعادة وضع اليد عىل ملف العالقات اللبنانية‬ ‫ السورية أمريكياً وجعل تطوره تحت السيطرة‬‫األمريكية‪ ،‬ووقف الحملة الهجومية التي‬ ‫تتعرض لها السياسة األمريكية يف لبنان‪،‬‬ ‫وحامية مكتسبات الوصاية األمريكية خالل‬ ‫السنوات املاضية‪ ،‬والتأثري عىل القرار اللبناين‬ ‫يف مجلس األمن وعدم تعطيل اإلجامع‬ ‫املنشود يف قرار يعد لفرض عقوبات ضد إيران‪،‬‬ ‫وإقامة توازن يف العالقات العربية مع لبنان ال‬ ‫تكون فيها سوريا يف املوقع املمتاز‪ ،‬ولكن هذه‬

‫األمثان غري قابلة لالستيفاء‪ ،‬الحرب هذه ينترص‬ ‫فيها من يثبت‪ ،‬وهي حرب اإلرادات أو أحد أوجه‬ ‫الحرب النفسية‪.‬‬ ‫ويف ظروف كهذه مع غريها من العوامل‪،‬‬ ‫تسعى “إرسائيل” للعودة إىل دور الضحية‬ ‫يف املنطقة بعد تراجع التعاطف الدويل‬ ‫وحرف األنظار عن سياساتها وإجراءاتها‬ ‫االستيطانية‪ ،‬والهروب من استحقاقات تتعلق‬ ‫بالتزام متطلبات السالم املزعوم‪ ،‬وبإعادة خلط‬ ‫األوراق واألولويات يف املنطقة‪ .‬ولكن‪ ،‬هنا يصبح‬ ‫التذكري بأن حسابات رئيس الوزراء اإلرسائييل‬ ‫السابق “إيهود اوملرت” مل تتحقق عىل األرض‬ ‫ال يف حرب الرشق األوسط” وكذلك قواعد‬ ‫اللعبة‪.‬‬ ‫من املؤكد أن األمريكيني واإلرسائيليني مل‬ ‫يتمكنوا من تقديم دليل ملموس يؤكد حصول‬ ‫“حزب الله” عىل صواريخ “سكود”‪ ،‬ولكنهم‬ ‫نجحوا يف خلق أزمة جديدة وتحويل االهتامم‬ ‫باتجاه آخر‪ ،‬تسليح “حزب الله” والدعم السوري‬ ‫مام خلق املخاوف من تعرض لبنان لعملية‬ ‫عسكرية إرسائيلية وإعادة أجواء التوتر بني‬ ‫الواليات املتحدة وسوريا‪ .‬وأظهرت األزمة أن‬ ‫الخالف بني األمريكيني واإلرسائيليني هو محدود‬ ‫ويتعلق بالتسوية السياسية مع السلطة‬ ‫الفلسطينية وحل الدولتني‪ ،‬والخالف أيضاً أن‬ ‫إدارة “أوباما” ليست مستعدة للموافقة عىل‬ ‫أي عملية عسكرية إرسائيلية ضد لبنان‬ ‫يف الظروف الحالية‪ ،‬ليس خوفاً أو دفاعاً عن‬ ‫االستقرار فيه‪ ،‬وإمنا خوفاً من أن يتطور األمر‬ ‫إىل مواجهة أوسع تهدد املنطقة بأرسها‪ ،‬ألن‬

‫‪39‬‬

‫أي عمل عسكري إرسائييل سيطيح بالجهود‬ ‫األمريكية وبربط هذه التسوية بعملية‬ ‫التصدي للخطر النووي اإليراين املزعوم‪.‬‬ ‫عدا ذلك‪ ،‬فالتطابق األمرييك والتفاهم‬ ‫األمرييك اإلرسائييل الكامل متحقق متاماً‪،‬‬ ‫حول موضوع سالح “حزب الله” ويكفي قراءة‬ ‫الترصيحات الصادرة عن وزير الدفاع األمرييك‬ ‫“روبرت غيتس”‪ :‬بأن “حزب الله” ميلك صواريخ‬ ‫أكرث من معظم دول العامل”‪.‬‬ ‫والسؤال األسايس هل من املمكن أن تؤدي‬ ‫أزمة صواريخ “سكود” املفتعلة إىل عمل‬ ‫عسكري محدود؟ يالحظ تراجع التهديدات‬ ‫اإلرسائيلية املوجهة إىل سوريا وظلت‬ ‫التحذيرات والتهديدات املوجهة إىل لبنان‬ ‫عىل حالها‪ ،‬و”إرسائيل” تبحث عن هدف‬ ‫وذريعة‪ ،‬واحتامل رضبة إرسائيلية ال يزال وارداً‬ ‫يف محاولة إلعادة توازن الردع الذي كان قامئاً‬ ‫سابقاً من دون فتح باب املواجهة العسكرية‬ ‫التي تتطور إىل حرب شاملة‪ ،‬ولكن “إرسائيل”‬ ‫باتت ال متتلك القدرة عىل ضبط األمور‪.‬‬ ‫“إرسائيل” تعزف عىل سيناريو “سكود” وهي‬ ‫بصدد البحث عن معلومات استخبارية حول‬ ‫مكان هذه الصواريخ‪ ،‬فهل تفعلها هذه املرة؟‬ ‫كل املعلومات تؤكد أن املسألة ستبقى يف‬ ‫إطار الضغوط والحرب النفسية والتحريض‬ ‫اإلرسائييل ضد سورية وإيران وحزب الله وتهيئة‬ ‫األجواء لعملية ما؟‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫توسع تحالفاتها بـ «قوس» المواجهات‬ ‫سوريا ّ‬ ‫روسيا تؤ ّكد على العالقات الدافئة معها وتعزيز قدراتها‬

‫أوجه الرصاع وأشكاله يف املنطقة تتغيرّ‬ ‫باستمرار تبعاً لتطورات األحداث وموازين القوى‬ ‫والتدخالت الخارجية وعوامل الزمن واتجاهات‬ ‫االجتامعية‬ ‫والعوامل‬ ‫الداخلية‬ ‫التطور‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وتقاطع املصالح بني الدول‪ ،‬أما يف‬ ‫املضامني فثمة ثوابت معينة وقوانني ناظمة‬ ‫تستمد قوتها من القيم الوطنية والقومية‬ ‫واملبادئ اإلنسانية‪.‬‬ ‫االحتالل يواجه باملقاومة‪ ،‬والفعل برد الفعل‪،‬‬ ‫والحق ال ميوت بتقادم الزمن طاملا هناك من يتمسك‬ ‫بالحقوق‪ ،‬وال أحد يتجاهل لحظة الحقيقة‪ ،‬ونحن‬ ‫من أمة ابتليت بواقع مرير‪ ،‬وصمدت وقاومت‬ ‫كل الغزوات ومازالت يف أوج الرصاع تدافع عن‬ ‫وجودها وحقوقها ال تلني وال تستكني رغم اشتداد‬ ‫الهجمة وتقاعس البعض‪ ،‬فهناك من يحافظ‬ ‫عىل القيم األصيلة‪ ،‬ويكمل املسرية‪ ،‬ويجسد‬ ‫قناعاته يف حارضنا‪ .‬سوريا العروبة حافظت عىل‬ ‫العهد وظ ّلت ثابتة وشامخة وتركت أثراً وحارضاً‬ ‫ُيعتز به‪ ،‬وكانت دامئاً عمقاً وسنداً لكل مقاوم يف‬ ‫هذه األمة‪ ،‬وأصبحت رق ًام صعباً يستحيل كرسه‪،‬‬ ‫وهي تخطو باتجاه تعزيز مكانتها‪ ،‬فهي املقصد‬ ‫لكل املقاومني ونقطة تقاطع هامة‪ ،‬وصاحبة‬ ‫قرار ورؤية صائبة‪ ،‬ونحن يف لحظة تاريخية لها‬ ‫ما بعدها‪.‬‬ ‫أظهرت قمة تركيا التي جمعت الرئيسني‬ ‫بشار األسد و”عبد الله ُغل” وأمري قطر الشيخ‬ ‫حمد بن خليفة آل ثاين دالالت مهمة تتع ّلق‬ ‫باملسار االسرتاتيجي لسوريا املامنعة والعمق‬ ‫العريب‪ ،‬وطرحت جملة من األسئلة حول مفاعيل‬ ‫هذه القمة يف اسطنبول‪ ،‬وصورة املشهد يف‬ ‫املنطقة بعد املفاوضات غري املبارشة “التقريبية”‬ ‫بني اإلرسائيليني والسلطة الفلسطينية‪ ،‬وهي‬ ‫مفاوضات بائسة وفاشلة أرادت واشنطن منها‬ ‫عنواناً لتغطية إخفاقها يف إيجاد تسوية للنزاع‬ ‫يف الرشق األوسط‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بأن‬ ‫أيقنت‬ ‫وسوريا‬ ‫“إرسائيل” ال تريد السالم أو ليست جاهزة له‬ ‫وأنها تناور يف الشأن حتى تلقي مبسؤولية تعرث‬ ‫ما يسمى العملية السلمية عىل سواها‪ ،‬وهي‬ ‫تتهرب من إعطاء الحقوق ألصحابها‪ ،‬ورغم ذلك لجأت‬ ‫سوريا إىل سياسة “سد الذرائع”‪ ،‬وقالت إنها مع‬ ‫الحل العادل الذي يعيد الحقوق دون أن يعني التنازل‬ ‫عن أي من حقوقها الثابتة‪ ،‬وبنفس الوقت تبني‬ ‫سوريا قوتها وتعزز قدراتها امليدانية وتعمل عىل‬ ‫الخط الدبلومايس والسيايس‪ ،‬وهي جاهزة للسالم‬ ‫برشوطها‪ .‬وهنا أهمية التحرك السوري باتجاه تركيا‪،‬‬ ‫وبذلك تدخل امليدان الدويل بثقة تامة‪ ،‬ويف الطرف‬ ‫اآلخر تبدو “إرسائيل” ضعيفة بعد أن عادت وطرحت‬ ‫املخاطر الوجودية وبدأت تتلمس بعض التحوالت‬ ‫الدولية يف مسألة احتضانها وهي لن تقدم عىل‬ ‫التفاوض يف ظل هذا الوضع‪ ،‬واملراوحة هي عنوان‬ ‫املرحلة‪ ،‬وكل طرف يحاول تجميع أوراق القوة‪ ،‬وبذلك‬ ‫تكون تركيا حاجة لسوريا يف حشدها للقوة‪.‬‬

‫(قمة تركيا – سورية – قطرية)‬ ‫للتنسيق والتشاور‬

‫أهم الرسائل التي صدرت عن القمة الثالثية هي‬ ‫العمل والتعاون من أجل إحالل السالم واالستقرار يف‬ ‫منطقة الرشق األوسط‪ ،‬ودانت املواقف اإلرسائيلية‬ ‫التي تؤدي إىل زيادة التوتر‪ ،‬وشددوا عىل دعم نتائج‬ ‫االنتخابات العراقية ورضورة احرتام الجميع لتلك‬ ‫النتائج التي يجب أن يؤدي إىل تأليف حكومة وحدة‬ ‫وطنية تضم كل مكونات الشعب العراقي‪ ،‬ورأوا‬ ‫أن سياسة االستيطان اإلرسائيلية تشكل تهديداً‬ ‫لجهود السالم‪ ،‬وأكدوا عىل رضورة الحفاظ عىل هوية‬ ‫القدس الرشقية التاريخية والدينية‪ ،‬ودعوا إىل حل‬ ‫دبلومايس لقضية النزاع النووي اإليراين‪ ،‬ودعمهم‬ ‫للدور الرتيك يف هذا السياق‪.‬‬ ‫واعتربت القمة اتفاق “التنسيق والتشاور” بني‬ ‫الدول الثالث سريسخ عوامل االستقرار يف املنطقة‪،‬‬

‫‪40‬‬

‫التي يزعزعها التهديد اإلرسائييل بحرب جديدة تحت‬ ‫ذرائع مختلفة‪ ،‬ورأى القادة أن املصالحة الفلسطينية‬ ‫هي أولوية ودعوا األطراف الفلسطينية لتحقيقها‪.‬‬ ‫اللقاء السوري – الرتيك‪ ،‬تناول العالقات‬ ‫الثنائية املتنامية وتطورات األوضاع عىل الساحتني‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬وأعرب الجانبان عن ارتياحهام‬ ‫للمستوى املتميز الذي ارتقت إليه العالقات بني‬ ‫البلدين‪ ،‬مؤكدين أن هذه العالقات املبنية عىل‬ ‫الثقة واملصالح املشرتكة باتت تشكل منوذجاً‬ ‫للعالقات بني الدول‪ ،‬وتناول الرئيس بشار األسد‬ ‫عملية السالم‪ ،‬حيث أكد أن تهديد “إرسائيل”‬ ‫املتواصل لبلدان املنطقة وترويج األكاذيب يرمي إىل‬ ‫تشتيت االنتباه عن املشكلة الحقيقية يف املنطقة‬ ‫واملتمثلة يف االحتالل اإلرسائييل لألرايض العربية‬ ‫وتهربها من متطلبات السالم‪.‬‬ ‫ويف موضوع “الحرب والسلم” اتفق األسد ونظريه‬ ‫الرتيك عبدا لله ُغل عىل رضورة منع احتامل الحرب‬ ‫حتى لو كان ضئي ًال‪ ،‬ورضورة دعم مدينة القدس ضد‬ ‫التهويد والتدمري‪ ،‬وعن سوء الوضع يف املنطقة وقرع‬ ‫“إرسائيل” طبول الحرب‪ ،‬قال الرئيس الرتيك “قبل‬ ‫كل يشء ال نرغب يف أن نسمع كلمة الحرب فهذه‬ ‫املنطقة مل تعد تحتمل عبئاً من هذا القبيل‪ ،‬وإن‬ ‫ما حدث يف غزة قد سكب املياه من اإلناء والقدس‬ ‫ليست فقط للفلسطينيني وليست عربية فقط‬ ‫وإمنا هي قضية العامل اإلسالمي”‪.‬‬ ‫وأعرب األسد عن متسكه بالدور الذي تؤديه تركيا‬ ‫يف الوساطة لتحقيق السالم يف املنطقة وقال‪:‬‬ ‫“املشكلة‪ ،‬أن “إرسائيل” ال ترغب يف حل الرصاع‬ ‫عىل مرتفعات الجوالن التي احتلتها عام ‪ 1967‬وهي‬ ‫غري مستعدة‪ ،‬ألنها تعلم أن الوساطة الناجحة‬ ‫ستجلب السالم وهي ال تريده‪ ،‬وعن أي سالم‬ ‫يتحدثون‪ ،‬وقال‪ :‬ال عملية سالم وال رشيك ونحن‬ ‫متفقون عىل هذه النتيجة مسبقاً‪ ،‬واملشكلة أن‬ ‫حالة الالحرب والالسلم إما أن تنتهي بسلم وإما‬ ‫أن تنتهي بالحرب‪ .‬وتحدث عن التغيري الحاصل الذي‬

‫شمل املنطقة خالل السنوات األخرية والتحول يف‬ ‫العالقات وأكد أنه “خالل عرش سنوات أخرى سرنى‬ ‫خريطة أفضل بكثري من الخريطة الحالية التي‬ ‫نعيش فيها”‪.‬‬

‫(قمة سورية – روسية) هامة‬ ‫وتاريخية‬

‫العالقات الروسية – العربية‪ ،‬هي عالقات‬ ‫متجددة عرب التاريخ‪ ،‬فالعهد السوفيايت فضح‬ ‫االتفاقيات الرسية الرامية إىل تقسيم بالد الشام‬ ‫إىل دويالت صغرية‪ ،‬وزرع الكيان الصهيوين يف‬ ‫قلب العامل العريب‪ ،‬وأجرب دول العدوان الثاليث‬ ‫عىل مرص “بريطانيا وفرنسا وإرسائيل” عىل إيقاف‬ ‫العدوان عام ‪ ،1956‬وشجب العدوان اإلرسائييل‬ ‫عىل األمة العربية‪ ،‬وقطع عالقاته الدبلوماسية‬ ‫مع “إرسائيل” يف حزيران ‪ ،1967‬ووقف إىل جانب‬ ‫الحق العريب يف حربه ضد “إرسائيل” عام ‪1973‬‬ ‫من أجل استعادة األرايض العربية املحتلة‪ ،‬وتواصل‬ ‫روسيا اليوم املطالبة بإقامة سالم عادل وشامل‪،‬‬ ‫يستند إىل قرارات األمم املتحدة بعيداً عن الصفقات‬ ‫املنفردة‪ ،‬وإعادة الحقوق إىل أصحابها‪ ،‬وإيقاف‬ ‫عملية االستيطان يف األرايض الفلسطينية‪ ،‬وضد‬ ‫سياسة الكيل مبكيالني إزاء العالقات الدولية‪ ،‬وبناء‬ ‫عامل متعدد األقطاب يضمن أمناً متساوياً وإخالء‬ ‫منطقة الرشق األوسط كاملة من السالح النووي‬ ‫وأسلحة التدمري الشامل‪.‬‬ ‫إن الحاجة للمزيد من التعاون الرويس – العريب‬ ‫تتأكد اليوم أكرث من أي وقت مىض لدرء مخاطر‬ ‫جمة غدت تهدد العامل يف أمنه واستقراره‪،‬‬ ‫ولسعي مشرتك لتفعيل وتصويب النظم والقواعد‬ ‫القيمة التي تحكم العالقات الدولية‪ ،‬وروسيا‬ ‫باعتبارها أحد رعاة عملية السالم يف الرشق‬ ‫األوسط مطلوب منها وضع حد الحتالل أرايض‬ ‫الغري وصيانة الرشعية الدولية‪ .‬وهكذا ترضب‬ ‫جذور العالقات العربية – الروسية عمق التاريخ‪،‬‬ ‫وهذه الجذور مجدولة بالعالقات الثقافية والعلمية‬ ‫واالقتصادية والسياسية والروحية التي مل تنقطع‬ ‫أبداً‪ ،‬هذه العالقات العريقة ستحصل عىل دفع‬ ‫جديد بعد الزيارة التاريخية لسوريا التي قام بها‬ ‫الرئيس الرويس “دميرتي ميدفيديف” ومباحثاته‬ ‫مع الرئيس بشار األسد ملا فيه مصلحة البلدين‬ ‫والشعبني‪ ،‬وهذا ما أكده الرئيس الرويس برضورة‬ ‫مضاعفة املنجزات القامئة والتقدم املطرد إىل‬ ‫األمام‪ ،‬ومواصلة عالقة الصداقة والتعاون استناداً‬ ‫إىل البيان املشرتك الصادر عام ‪ 2005‬أثناء زيارة‬ ‫الرئيس األسد إىل موسكو‪ ،‬ووصف دمشق بأحد‬ ‫ال‬ ‫أهم املراكز السياسية يف الرشق األوسط‬ ‫تسمح له بتجاهل القضايا اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫مثلث القمة السورية – الروسية األوىل من نوعها‬ ‫يف دمشق‪ ،‬محطة أساسية إلعادة إطالق العالقة‬ ‫االسرتاتيجية بني دمشق وموسكو‪ ،‬إثر اتفاق الجانبني‬ ‫عىل العناوين السياسية كلها‪ ،‬والتقدم نحو تعاون‬ ‫اقتصادي وسيايس ونووي‪ ،‬وتم إنشاء مجلس للتعاون‬ ‫االسرتاتيجي وتعزيز املشاورات السياسية من خالل‬ ‫وزاريت الخارجية الروسية والسورية‪.‬‬

‫عودة الدور الرويس الفاعل يف‬ ‫املنطقة‬

‫يرى املراقبون أن الرئيس الرويس “ميدفيديف”‬ ‫أعلن أمام حليفه السوري أن روسيا لن تقف‬ ‫مكتوفة األيدي‪ ،‬إذا ما تعرضت املنطقة النفجار‬ ‫جديد‪ ،‬وهذا املوقف يرتبط بالتهديدات اإلرسائيلية‬ ‫املتواصلة برضب لبنان وسوريا‪ ،‬وكانت حكومة “تل‬ ‫أبيب” قد هاجمت موسكو واتهمتها بتزويد سوريا‬ ‫بنظام صاروخي دفاعي مضاد للطائرات من طراز (أٍ‬ ‫‪ )300‬إضافة إىل طائرات (ميغ ‪ )29‬وانتقدت النشاط‬ ‫السيايس الذي قام به “ميدفيديف” واجتامعه‬ ‫مع رئيس املكتب السيايس لحركة حامس خالد‬ ‫مشعل‪ ،‬واتهام سوريا بتزويد “حزب الله” بصواريخ‬ ‫“سكود”‪ ،‬وزيارة الرئيس الرويس “ميدفيديف” يف‬ ‫توقيتها‪ ،‬ينظر إليها بأنها كانت موجهة إىل إدارة‬ ‫“أوباما” عقب قرار متديد العقوبات األمريكية عىل‬ ‫سوريا‪ ،‬وغاية العقوبات كام يراها اإلرسائيليون‪،‬‬ ‫هي إبعاد سوريا عن إيران وقطع تعاونها مع “حزب‬ ‫الله” وحامس‪ ،‬ودفع سوريا وحثها لالنضامم إىل‬ ‫محور “االعتدال” مقابل حض “إرسائيل” عىل تجديد‬ ‫املفاوضات حول مرتفعات الجوالن السورية‪.‬‬ ‫وجاء الرد السوري حازماً يف مواجهة الضغوط‬ ‫األمريكية – اإلرسائيلية وأكدت دمشق‪ ،‬أن سياستها‬ ‫الخارجية ال تخضع إلمالءات الدول األخرى‪ ،‬وعليه‬ ‫قررت اعتامد اسرتاتيجية دفاعية مبنية عىل نظام‬ ‫صاروخي قوي ضد الطريان ووحدات مضادة للدروع‬ ‫والدبابات‪ ،‬إضافة إىل ترسانة “حزب الله”‪ ،‬واتبعت‬ ‫سوريا استعداداتها لحرب شاملة مفاجئة بتشكيل‬ ‫تكتل إقليمي يف مواجهة التهديدات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وظهرت بوادره يف اللقاء الثاليث الذي جمع األسد‬ ‫ونجاد والسيد حسن نرص الله‪ ،‬ثم اللقاء األخري يف‬ ‫تركيا “األسد وأردوغان وأمري قطر الشيخ حمد بن‬ ‫خليفة آل ثاين”‪ .‬وتوج هذا الحراك مبوقف رويس واضح‪،‬‬ ‫حيث قدمت روسيا دعمها السيايس والعسكري‬ ‫للتكتل الذي ضم سوريا وإيران وتركيا تحت عنوان‬ ‫التعاون االقتصادي واإلعالن عن التطابق يف املواقف‬ ‫من القضايا الدولية واإلقليمية‪ ،‬وخصوصاً قضية‬ ‫فلسطني‪ ،‬وظهر التطابق يف محادثات أنقرة التي‬ ‫استنكرت استبعاد حامس من عملية السالم‪ .‬وإذا ما‬ ‫أضيف لهذه األحداث املخاوف لدى أوساط فلسطينية‬ ‫يف أن املفاوضات التي تتم عرب املبعوث األمرييك‬ ‫“جورج ميتشل” هي مجرد مضيعة للوقت‪ ،‬يوظفها‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية “بنيامني نتنياهو” من‬ ‫أجل استكامل مرشوع تهويد القدس الرشقية‬ ‫وطرد ما تبقى من سكانها العرب‪ ،‬ودليل ذلك أن وزير‬ ‫الخارجية اإلرسائييل “افيغدور ليربمان” اعرتف أثناء‬ ‫زيارته “طوكيو”‪ ،‬بأنه ال يوجد اتفاق مع واشنطن عىل‬

‫‪41‬‬

‫وقف البناء يف القدس الرشقية‪ ،‬وهذا ما يتناقض مع‬ ‫ما قاله املبعوث األمرييك “جورج ميتشل” باستئناف‬ ‫املفاوضات‪ ،‬وأن هناك اتفاق غري معلن بتجميد البناء‬ ‫يف القدس‪.‬‬ ‫والدول األوروبية كذلك غري متفائلة هي األخرى‬ ‫بجدوى املفاوضات التي اقرتحها الرئيس “أوباما”‪،‬‬ ‫وترى بأن الطريق بات مسدوداً أمام املسرية السلمية‬ ‫وهي ميالة إىل األخذ بخطة سالم فياض التي‬ ‫تقيض بإعالن الدولة ولو من طرف واحد عام ‪،2011‬‬ ‫وقد صاغها فياض كمخرج من الطريق املسدود‬ ‫الذي وصلت عملية التسوية املزعومة‪.‬‬ ‫املفاوضات غري املبارشة والتي بدأت بني السلطة‬ ‫الفلسطينية واإلرسائيليني هي بحكم الفاشلة‬ ‫وسيضطر “ميتشل” إىل تجميدها بسبب عدم‬ ‫توقف موجة االستيطان‪ ،‬واستمرار املحادثات خالل‬ ‫املرحلة الراهنة هو مللء الفراغ السيايس‪ ،‬ألن البديل‬ ‫هو القتال‪ ،‬لذلك تبدو عملية التخدير السيايس‬ ‫التي اقرتحها “ميتشل” ألربعة أشهر فاقدة األثر‬ ‫وسيضطر “أوباما” التخاذ خيارات أخرى لكبح جامع‬ ‫اإلرسائيليني قبل عملية خلط األوراق من جديد‬ ‫وتوريط الواليات املتحدة يف حرب ال ترغبها أو غري‬ ‫مهيأة لخوضها العتبارات عديدة‪.‬‬ ‫ومن هنا يأيت التحرك السوري – الرتيك – اإليراين‪-‬‬ ‫الرويس يف هذا الوقت الصعب‪ ،‬واتخاذ كافة‬ ‫اإلجراءات الرضورية ملواجهة خطر اندالع الحرب ألن‬ ‫رشارة واحدة كفيلة بإشعال مواجهات تبدأ‪ ،‬وال ميلك‬ ‫أي طرف فاعل إمكانية إيقافها‪ ،‬وروسيا تبحث عن‬ ‫مصالحها االسرتاتيجية يف املنطقة‪ ،‬ولن تسمح ال لـ‬ ‫“إرسائيل” وال للواليات املتحدة بتحقيق أي مكاسب‬ ‫يف أي مواجهة قادمة‪ ،‬وهذا يتقاطع مع مصالح‬ ‫األطراف األخرى يف املنطقة التي يهمها ردع العدوان‬ ‫واالنتقال إىل ظروف أفضل متكنها من استعادة‬ ‫حقوقها‪ ،‬نحن أمام مرحلة جديدة هامة ومصريية‬ ‫ميكن التأسيس عليها‪ ،‬إذا ما أحسن العرب استغالل‬ ‫إمكانياتهم الكبرية وحشدها مبا يحقق املصلحة‬ ‫القومية ألمتنا العربية‪ ،‬وهذا يتطلب مراجعة شاملة‬ ‫للمواقف السابقة وترتيب األولويات قبل فوات األوان‪.‬‬ ‫اليشء الوحيد املضمون الذي ميكن التعويل عليه‬ ‫هو املقاومة بكل ما تعنيه ووضع اسرتاتيجية الحرب‬ ‫الشاملة موضع التنفيذ التي صاغها اللقاء الثاليث‬ ‫“األسد – نجاد ‪ -‬نرص الله يف دمشق”‪ ،‬وعدونا ال يفهم‬ ‫إال لغة القوة‪ ،‬املعادالت يف املنطقة تغريت باتجاه‬ ‫األفضل‪ ،‬ونقاط تقاطع املصالح اإلقليمية والدولية‬ ‫تؤمن الظرف املناسب لتطوير قدرات أمتنا وتعزيز‬ ‫قوتها يف مواجهة العدوان‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫حكومة عراقية قادمة بالمواصفات ذاتها‬ ‫بعد إسقاط العناوين والبرامج االنتخابية‬

‫بعد ميض ما يقارب من ثالثة أشهر عىل‬ ‫االنتخابات العراقية التي جرت يف السابع‬ ‫من آذار املايض‪ ،‬وتأخر عملية املصادقة‬ ‫عىل النتائج االنتخابية‪ ،‬وما سيعقبها من‬ ‫سجاالت تشكيل الحكومة‪ ،‬يبدو أن فرتة‬ ‫الفراغ السياسية هي البيئة الخصبة واملثىل‬ ‫لخلط األوراق من جديد‪ ،‬وكذلك فقد انتهت‬ ‫مرحلة إعادة العد والفرز لنتائج االنتخابات‬ ‫التي حبست حراك املشهد السيايس من‬ ‫دون إحداث تغيري‪ ،‬وسيتم البدء باملرحلة‬ ‫االستحقاقات‬ ‫مرحلة‬ ‫وهي‬ ‫الضاغطة‬ ‫الدستورية املقيدة زمنياً‪ ،‬أي مرحلة املصادقة‬ ‫عىل النتائج‪ ،‬ثم بعدها دعوة رئيس الجمهورية‬ ‫الربملان لالنعقاد‪ ،‬ثم مواجهة األهم وهو‬ ‫التكليف لرئاسة الوزراء‪ ،‬يف ظل عملية‬ ‫شد وجذب قامئة‪ .‬فالقامئة العراقية األوىل‬ ‫انتخابياً برئاسة إياد عالوي ما زالت متمسكة‬ ‫بأن يذهب التكليف بتشكيل الحكومة إليها‪،‬‬ ‫ورأي آخر استند إىل قرار الحكومة االتحادية‬ ‫فرس املادة (‪ )76‬من الدستور بأن الكتلة‬ ‫النيابية األكرب هي أكربهام‪ ،‬سواء تلك التي‬ ‫فازت يف االنتخابات أو التي ستشكل عند‬ ‫انعقاد املجلس‪ ،‬وهذه العقدة أثارت جدالً كبرياً‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منذ ظهور النتائج‪ ،‬ورمبا يدوم الجدل طوال‬ ‫عمر الحكومة القادمة‪.‬‬

‫املعطيات الراهنة‬ ‫يدرك الجميع اآلن وحسب قراءة موضوعية‬ ‫ملا هو قائم عىل أرض الواقع والناجم عن‬ ‫تفاعالت وتداخالت عدة‪ ،‬واستناداً للمكونات‬ ‫العراقية وتقسيامتها‪ ،‬بأن فرصة القامئة‬ ‫العراقية لتشكيل الحكومة بدأت بالتاليش‬ ‫تدريجياً‪ ،‬ألن إمكانية تشكيلها للحكومة‬ ‫بالتحالف مع كتلة كبرية أو كتل هي األقرب‬ ‫إىل االستحالة يف ظل جمود وإعادة تثبيت‬ ‫التخندقات السياسية الطائفية‪ ،‬وأن أي‬ ‫اخرتاق لها سيعترب مبثابة انقالب لن تقبل به‬ ‫القوى السياسية الكبرية املمثلة للمكونات‪،‬‬ ‫إ ّال أن القامئة العراقية تع ّول عىل مسألتني‪،‬‬ ‫األوىل وهي من متتلك التكليف ستحوز سلة‬ ‫حوافر كبرية‪ ،‬تستطيع أن تستميل بها أجنحة‬ ‫كتل بإغرائها بوزارات ومناصب سياسية وأخرى‬ ‫مهمة‪ .‬والثانية تعني املطالبة بالتكليف وإن مل‬ ‫يتم‪ ،‬فهو لتوظيف ذلك مستقب ًال للتشكيك‬ ‫يف رشعية الحكومة القادمة‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫والجدل السابق ال يعدو أن يكون جدالً نظرياً‪،‬‬ ‫ألن الكتل النيابية األكرب إن تشكلت‪ ،‬فإنها‬ ‫ستقدر عىل تشكيل الحكومة ملا متتلكه من‬ ‫أغلبية‪ ،‬وإن ُك َ‬ ‫لف غريها فإنه بعدم تعاونها‬ ‫ستعيق وتفشل التشكيل وسيعود التكليف‬ ‫لها وهذا ما يحصل اآلن‪ .‬ويرى املراقبون أن غياب‬ ‫قوانني واضحة تنص عىل كيفية تشكيل‬ ‫االئتالفات‪ ،‬فض ًال عن املخاوف الحقيقية من‬ ‫بروز نظام دولة قوي‪ ،‬سيجعل السياسيني‬ ‫يشككون يف دوافعه ويدركون إمكان‬ ‫استبعادهم من العملية السياسية إىل األبد‬ ‫يف حال أقدموا عىل خطوة خاطئة‪ ،‬وينطبق‬ ‫هذا األمر عىل العالقة السائدة بني إياد عالوي‬ ‫ونور املاليك‪.‬‬ ‫وتطرح األسئلة التالية نفسها‪ ،‬ماذا‬ ‫سيحصل يف حال مل تنجح حكومة املاليك‬ ‫من إحكام السيطرة عىل الوضع األمني قبل‬ ‫تشكيل حكومة جديدة؟ وهل مبقدور ائتالف‬ ‫ضعيف أن يكون قادراً عىل التعاطي مع كل‬ ‫التحديات االقتصادية واالجتامعية؟ وكيف‬ ‫ميكن التوفيق بني التعددية الطائفية من جهة‬ ‫وإمكانية تشكيل حكومة مركزية قوية من‬ ‫جهة ثانية؟‬

‫األمر الواضح‪ ،‬أن كل «الحيوية» التي رسمت‬ ‫املشهد السيايس إثر ظهور نتائج االنتخابات‬ ‫العامة‪ ،‬والتي تجسدت يف حركة عالية الوترية‬ ‫ولقاءات داخل العراق وخارجه‪ ،‬قد تراجعت يف‬ ‫األيام األخرية‪ ،‬ومل يبق منها سوى إعالن األطراف‬ ‫الداخلية جميعها‪ ،‬أنها راغبة يف حكومة‬ ‫رشاكة تتسع ملشاركة كل القوى الفائزة دون‬ ‫استثناء وال تهميش‪ ،‬والسؤال املطروح‪ ،‬أال ميكن‬ ‫أن يحمل معه االنتظار وحالة الفراغ السائدة‬ ‫خطر دخول الوضع األمني مجدداً يف املحظور‬ ‫أعقاب التفجريات األمنية األخرية‪ ،‬والتي حملت‬ ‫معها أجواء العودة إىل الحرب الطائفية؟ من‬ ‫املؤكد أن هناك مخاوف قامئة ولن يبددها إال‬ ‫اإلرساع يف عملية تشكيل الحكومة وصوالً‬ ‫إىل ترتيب األولويات من جديد‪ ،‬والتوصل إىل‬ ‫صيغة سياسية تؤمن االستقرار وتدفع باتجاه‬ ‫التعجيل يف مللمة الصفوف بهدف التعجيل‬ ‫برحيل االحتالل وكافة الوسائل مرشوعة‬ ‫لتحقيق هذه الغاية‪ ،‬وأهمها وأكرثها جدوى‬ ‫هي املقاومة‪ ،‬ومثل هذا يتطلب تغيرياً جذرياً‬ ‫يف أعىل الهرم وسيحتاج إىل جهود كبرية‬ ‫وليس هذا بعيد عن الشعب العراقي‪.‬‬

‫تحالف االئتالف الوطني‬ ‫ودولة القانون‬ ‫لقد تم اإلعالن عن تشكيل الكتلة النيابية‬ ‫الكربى من خالل التحالف بني الكتلتني‪،‬‬ ‫االئتالف الوطني ودولة القانون‪ ،‬والتحالف‬ ‫الجديد عازم عىل توفري مستلزمات العملية‬ ‫السياسية وأهمها بناء نظام برملاين وتشكيل‬ ‫حكومة عراقية وفق مواصفات الوطنية‬ ‫والكفاءة‪ ،‬وترشيح رئيس ملجلس الوزراء‪ ،‬يلتزم‬ ‫برنامج الكتلة النيابية‪ ،‬وكانت النتائج النهائية‬ ‫لالنتخابات قد أظهرت أن ائتالف دولة القانون‬ ‫بزعامة نوري املاليك‪ ،‬حصل عىل (‪ )89‬مقعداً‬

‫من أصل (‪ )325‬يف الربملان‪ ،‬واالئتالف الوطني‬ ‫(‪ 70‬مقعداً) (عامر الحكيم ومقتدى الصدر‪)...‬‬ ‫وذلك من أصل (‪ )325‬مقعداً‪ ،‬وهذا يجعلهام‬ ‫مجتمعني يحتالن (‪ )159‬مقعداً‪ ،‬أي أقل بأربعة‬ ‫مقاعد من الغالبية‪.‬‬ ‫لكن التحالف الكردي بني الحزبني الكرديني‬ ‫الرئيسني يف إقليم كردستان الذي حصل‬ ‫عىل (‪ )43‬مقعداً‪ ،‬كان قد أعلن يف وقت سابق‬ ‫أنه سينضم إىل الكتلتني يف حال تحالفهام‪.‬‬ ‫والتحالف العراقي الجديد‪( ،‬دولة القانون‬ ‫واالئتالف الوطني) خ ّول املرجع الديني عيل‬ ‫السيستاين حل خالفاته‪ ،‬وأن تكون له الكلمة‬ ‫األخرية يف أي ملف خاليف بني الطرفني‪،‬‬ ‫و(نص اتفاق الكلتني عىل تسمية مجموعة‬ ‫ضيقة من الرجال كمرجعية يف النجف‪،‬‬ ‫يتزعمها السيستاين‪ ،‬لهم حق اإلدالء بالكلمة‬ ‫الفاصلة)‪ ،‬ويف بيانه طأمن التحالف الجديد‬ ‫القوى الوطنية األخرى إىل عدم االنفراد بتأليف‬ ‫الحكومة‪ ،‬وأنهام ينويان تأليف حكومة رشاكة‬ ‫وطنية يشرتك فيها جميع اإلطراف‪.‬‬ ‫ومن املؤكد أن رئيس الوزراء يف الحكومة‬ ‫العراقية املقبلة سيكون من هذا التحالف‬ ‫الجديد‪ ،‬وبهذا التحالف أصبح إياد عالوي‬ ‫وكتلته العراقية يف وضع حرج‪ ،‬وانضامم‬ ‫األكراد إىل هذا التحالف يعني حسم رئاسة‬ ‫الوزراء لصالح التكتل الجديد‪.‬‬ ‫ورأى مصدر قيادي يف التيار الصدري «بهاء‬ ‫األعرجي»‪ ،‬أن «ما تم اإلعالن عنه حول التحالف‬ ‫أو االندماج بني االئتالف الوطني العراقي وائتالف‬ ‫دولة القانون‪ ،‬هو مجرد اتفاق أويل أو مبديئ‬ ‫قابل للتغيري‪ ،‬وتحدث عن «مفاجآت كثرية قد‬ ‫تحصل عىل الخارطة السياسية لصالح املرشوع‬ ‫العراقي»‪ ،‬وهذا يعني أن هناك مفاجآت ستغري‬ ‫كل هذه الخارطة السياسية وكل االحتامالت‬ ‫واردة‪ .‬وقال املصدر‪« :‬ال يهمنا موقف من ال‬ ‫يتفق مع هذه املفاجآت» مشرياً إىل أن «اآلليات‬

‫‪43‬‬

‫التي سيضعها االئتالفان الختيار رئيس الوزراء‬ ‫ال ميكن أن يعرب املاليك من خالل فالترها‬ ‫«مصافيها» التي ستوضع‪ ،‬كام يربر لشخص‬ ‫رئيس الوزراء القادم»‪.‬‬ ‫أما أسامة النيجيفي القيادي يف القامئة‬ ‫العراقية‪ ،‬أكد «لقد اتضحت األمور اآلن‪،‬‬ ‫فبتحالف االئتالفني تم إسقاط كل العناوين‬ ‫والربامج التي رفعت خالل السنة األخرية‪،‬‬ ‫والتي كانت تدعو إىل نبذ املحاصصة والتخندق‬ ‫الطائفي»‪ .‬وقامئة دولة القانون‪ ،‬أعلنت‬ ‫متسكها برتشيح نور املاليك لرئاسة الحكومة‬ ‫املقبلة‪ ،‬وأن االئتالف الوطني من حقه ترشيح‬ ‫من يشاء‪ ،‬وعندما تعرض األسامء عىل اللجنة‬ ‫الرباعية املشكلة من االئتالفية سوف تقرر‬ ‫اسم املرشح لرئاسة الحكومة‪.‬‬ ‫يبدو أن مالمح الحكومة العراقية املقبلة بدأت‬ ‫بالوضوح تدريجياً‪ ،‬ورغم الحذر الشديد الذي‬ ‫يبديه تحالف دولة القانون‪ ،‬واالئتالف الوطني‬ ‫العراقي إال أن صورة املشهد باتت معروفة‪ ،‬وما‬ ‫ظاهر حتى اآلن يتعلق بأهمية قيام رشاكة‬ ‫وطنية وإعطاء الدور لكافة املكونات من خالل‬ ‫املشاركة يف الحكومة املقبلة‪ ،‬ويف املضمون‬ ‫العملية السياسية املحكومة بضوابط ستقود‬ ‫إىل وضع مشابه متاماً إىل ما كان عليه الوضع‬ ‫خالل السنوات املاضية‪ ،‬ويتضح أيضا أن التغيري‬ ‫الجديد الذي حصل هو يف الشكل وبعيداً عن‬ ‫املضمون‪ ،‬أما التغيري الحقيقي نحو األفضل‬ ‫فله أسسه ويحتاج إىل تضحيات كبرية‪ ،‬ويبدو‬ ‫أيضا أن محاولة إنتاج جديدة لسيناريو قديم‬ ‫هي االحتامل األرجح‪ ،‬ومسألة الوقت هامة جداً‬ ‫إلثارة نوع من الجدل وتسخني األجواء بانتظار‬ ‫املولود القادم‪ ،‬فالصفقة متت‪ ،‬وهي رزمة واحدة‬ ‫«رئاسة الحكومة ورئيس الربملان ورئيس البالد»‬ ‫والعودة إىل املحاصصة السابقة هي سيدة‬ ‫املوقف حتى حني‪.‬‬

‫أدهم محمود‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫خلية حزب هللا أقوى شعبياً في مصر من نظام مبارك‬

‫ما الذي يستفيده نظام «كامب ديفيد» في مصر‬ ‫من خالل مالحقته «خلية حزب هللا»؟‬

‫ال بد من العودة إىل الوراء قلي ًال‪ ،‬إىل حقيقة‬ ‫دور نظام “كامب ديفيد” يف مرص‪ ،‬منذ أن‬ ‫دعت الحكومة اإلرسائيلية النظام لزيارة‬ ‫الكيان‪ ،‬ولبى أنور السادات الدعوة يف ترشين‬ ‫الثاين ‪ ،1977‬واكتسبت تلك الزيارة أهميتها‪،‬‬ ‫فكانت الحدث األبرز والصفحة السوداء التي‬ ‫لطخت تاريخ أمتنا العربية‪ ،‬كام كانت‬ ‫عالمة فارقة قادت إىل اعرتاف رسمي مرصي‬ ‫بالكيان الصهيوين‪ ،‬وبعد فرتة من املفاوضات‬ ‫تم التوقيع عىل اتفاقية ما يسمى السالم‬ ‫يف العام ‪ 1979‬برعاية الواليات املتحدة‬ ‫يف املنتجع الرئايس األمرييك يف “كامب‬ ‫ديفيد”‪ ،‬مبوجبها انسحبت “إرسائيل” من‬ ‫سيناء عىل مدى عدة سنوات‪ .‬لكن مرص مل‬ ‫تحصل عىل السيادة الكاملة عليها‪ ،‬بحيث‬ ‫حددت االتفاقية وضمن رشوط صارمة أنواع‬ ‫األسلحة التي ميكن ملرص إدخالها إىل سيناء‪،‬‬ ‫وعدد القوات املرصية املسموح بتواجدها‬ ‫هناك‪ ،‬كام ربطت املعاهدة االقتصاد املرصي‬ ‫األسواق‬ ‫وفتحت‬ ‫األمريكية‪،‬‬ ‫باملصالح‬ ‫املرصية أمام املنتجات األمريكية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫تغيري املناهج الدراسية بحيث ميحى منها أي‬ ‫ذكر للعداء مع “إرسائيل”‪.‬‬ ‫لقد كان الصلح املنفرد الذي أقدم عليه‬ ‫نظام “كامب ديفيد” يف مرص ميثل تخلياً عن‬ ‫الرؤية القومية‪ ،‬فـ “إرسائيل” ال تهدد األقطار‬ ‫العربية منفردة‪ ،‬بل هي مرشوع استعامري‬ ‫يهدد أمتنا بأرسها‪ ،‬ألن طبيعة التشابك‬ ‫يف املصالح العربية ال تسمح بالفصل بني‬ ‫املشكل العريب واملشكل الفلسطيني‪ ،‬فـ‬ ‫“إرسائيل” ليست دولة طبيعية يف املنطقة‪،‬‬ ‫وبالتايل الصلح معها يعني مخالفة كل ما‬ ‫هو أصيل يف هذه األمة‪ ،‬ناهيك عن أن هذه‬ ‫االتفاقية أدت إىل خالفات عربية حادة‪ ،‬ذلك‬ ‫أنها تن ّكرت للحقوق الوطنية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وجزّأت الشعب الفلسطيني وسمحت بضم‬ ‫القدس لـ “إرسائيل”‪ ،‬ورشعنت املستوطنات‬ ‫رسخت نهج التسوية‬ ‫الصهيونية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ّ‬ ‫يف بعض األنظمة‪.‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وميكن القول أن هذه االتفاقية جاءت‬ ‫لتؤمن الحدود الجنوبية للكيان‪ ،‬ولتسمح له‬ ‫بنقل تركيزه عىل لبنان فكان هناك اجتياح‬ ‫واعتداءات إرسائيلية متكررة استهدفت‬ ‫لبنان وقوى املقاومة فيه‪ ،‬وبدا واضحاً أن‬ ‫قوة الكيان ال تتبدى إال عند تفرق العرب‬ ‫وضعفهم‪.‬‬ ‫والسؤال ما هو الدور الذي يقوم به نظام‬ ‫“كامب ديفيد” يف مرص‪ ،‬بعد أن أصبح رهينة‬ ‫بيد الواليات املتحدة األمريكية ومرشوعها‬ ‫يف املنطقة وبكل بساطة ودون تجني‪،‬‬ ‫من املؤكد أن قراءة موضوعية ملا آلت إليه‬ ‫أوضاع املنطقة خالل العقود التي أعقبت‬ ‫الصلح املنفرد لنظام “الكامب” مع الكيان‬ ‫تؤكد وبوضوح‪ ،‬أن مرص الرسمية خرجت‬ ‫من دائرة الرصاع‪ ،‬واألخطر من ذلك باتت يف‬ ‫موقع يسمح لها بتقديم الخدمات للمرشوع‬ ‫األمرييك من خالل املعاهدات األمنية وربط‬ ‫مرص اقتصادياً بالواليات املتحدة من خالل‬ ‫ما يسمى (املساعدات االقتصادية)‪ ،‬وإال‬ ‫فام الذي يعنيه إقامة جدار فوالذي عىل‬ ‫حدود مرص مع غزة املحارصة؟ وما الذي‬

‫‪44‬‬

‫يعنيه مالحقة املقاومني العرب وزجهم يف‬ ‫السجون وتعذيبهم‪ ،‬وأين مرص من غزة‬ ‫عندما اجتاحتها القوات الصهيونية أواخر‬ ‫‪ 2008‬وبداية عام ‪ ،2009‬ما الذي فعله نظام‬ ‫“كامب ديفيد” ملساعدة أهل غزة؟‬ ‫الذي ال بد من قوله‪ :‬إن تداعيات الحرب‬ ‫اإلرسائيلية عىل غزة أوضحت الكثري من‬ ‫األمور التي كانت يف حكم املستورة‪ ،‬وأزاحت‬ ‫الكثري من الغموض الذي ترسب يف عقول‬ ‫البعض‪ ،‬وباتت الحقيقة واضحة للجميع‬ ‫عندما طلبت الواليات املتحدة من النظام‬ ‫املرصي يف أعقاب اجتياح غزة‪ ،‬تشديد‬ ‫املراقبة عىل الحدود ويف البحار لحامية‬ ‫“إرسائيل” وعقدت لهذه الغاية املؤمترات‬ ‫وألزمت النظام يف مرص بأدوار جديدة تصب‬ ‫يف خدمة األجندة األمريكية التي ترى أن أمن‬ ‫“إرسائيل” من أمن الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫واملتتبع لوسائل إعالم النظام يف مرص‬ ‫ومحاولته تسليط األضواء عىل ما سمي‬ ‫“خلية حزب الله” يرى بأن هناك محاولة‬ ‫تضخيم إعالمي فريدة من نوعها‪ ،‬و َكيل‬ ‫التهم جزافاً عىل كل حر ورشيف يف هذه‬ ‫األمة‪ ،‬والحديث أن أمن مرص تعرض للخطر‬ ‫الشديد وعملية تكبري لدور أجهزة أمن‬ ‫النظام‪ ،‬وكأن البلد يف حالة حرب فعلية‪،‬‬ ‫والحديث عن نقل أسلحة ومتفجرات وخاليا‬ ‫ومتطوعني‪ ،‬ونجاح األمن املرصي يف تتبع‬ ‫تحركات الخاليا إىل ما هنالك من “سيناريو”‬ ‫يصلح لفيلم تجاري ساقط أبدعته بعض‬ ‫األقالم املأجورة التي باعت نفسها للشيطان‬ ‫بعملية خلط متعمدة للحقائق‪ ،‬ويف ذلك‬ ‫استخفاف بعقول الجامهري العربية التي‬ ‫عرفت ومنذ زمن طويل كل أالعيب النظام‬ ‫الذي فقد ومنذ فرتة طويلة قدرته عىل رؤية‬ ‫األمور عىل طبيعتها‪ ،‬وأصبح يدور يف دوامة‬ ‫املصالح األمريكية‪ ،‬وينظر للعمل املقاوم‬ ‫عىل أنه نوع من اإلرهاب‪.‬‬ ‫ويبدو أن نظام “الكامب” نجح هذه املرة‬ ‫يف إتقان دوره املكلف بتأديته عىل أكمل‬

‫وجه واملتمثل يف مالحقة املقاومني خدمة‬ ‫لالحتالل الصهيوين‪ .‬فام قام به سامي‬ ‫شهاب ورفاقه وسام رشف ومفخرة لهم‬ ‫وألمتهم‪ ،‬ومن الطبيعي أن يقف األخ‬ ‫ليدعم أخاه وقت الشدة‪ ،‬فكان التواصل مع‬ ‫األهل يف غزة وتقديم الدعم الـ “لوجستي”‬ ‫للمقاومة يف غزة‪.‬‬ ‫واعرتف شهاب بانتامئه إىل حزب الله‬ ‫وقال‪( :‬هذا رشف أدعيه) ولكنه نفى اتهامات‬ ‫استهدافه املصالح األجنبية وأنكر سعيه‬ ‫لتكوين خلية لحزب الله يف مرص‪.‬‬ ‫والالفت أن صحفاً مرصية شنت هجوماً‬ ‫عنيفاً وغري مسبوق ضد حزب الله‪ ،‬وقالت‬ ‫صحيفة (الجمهورية) عىل لسان رئيس‬ ‫تحريرها محمد عيل إبراهيم‪“ :‬نرص الله” كان‬ ‫بط ًال يف نظر اللبنانيني عام ‪ ،2006‬عندما‬ ‫تصدى للعدوان اإلرسائييل‪ ،‬وإذا كان هذا‬ ‫صحيحاً يف لبنان وفلسطني وأي دولة أخرى‪،‬‬ ‫فإنه ال يصح ملرص‪ ،”....‬ويتابع هذا قائ ًال‪ :‬نقل‬ ‫أسلحة إىل الفلسطينيني يف غزة ملقاومة‬ ‫العدوان اإلرسائييل عرب مرص وتهريبه جرمية‬ ‫يف القانون املرصي والدويل”‪.‬‬ ‫األحكام الصادرة بحق أعضاء املجموعة‬ ‫البالغ عددها ‪26‬شخصاً بينهم من لبنان‬ ‫سامي شهاب الذي حكم خمسة عرش‬ ‫عاماً‪ ،‬كام حكم غيابياً عىل محمد قبالن‪،‬‬ ‫حيث تراوحت األحكام األخرى بني ستة أشهر‬ ‫و‪ 25‬عاماً‪ ،‬والقراءة األولية للمصادر املعنية‬ ‫مبارشة بالقضية يف بريوت خرجت باستنتاج‬ ‫أويل رسيع يقول‪“ :‬ما دامت األحكام مل‬ ‫تصل إىل حد اإلعدام‪ ،‬فمعناها أنها أحكام‬ ‫سياسية‪ ،‬وقابلة للتفاوض ومفتوحة عىل‬ ‫كل االحتامالت بشمولها العفو الحقا”‪.‬‬ ‫أما منظمة العفو الدولية فقالت” أن هذه‬ ‫املحاكمة تخلق شعوراً عميقاً باملرارة‪ ،‬فقد‬ ‫اشتىك املتهمون من تعرضهم للتعذيب‪،‬‬ ‫ومع ذلك تجاهلت املحكمة شكواهم‪ ،‬كام‬ ‫حرموا من الحق يف إعداد دفاع كاف‪ ،‬وحوكموا‬ ‫أمام محكمة خاصة ال ميكن استئناف‬ ‫أحكامها أمام محكمة أعىل‪ ،‬وال ميكن ملثل‬ ‫هذه األحكام الصادرة عقب محاكامت جائرة‬ ‫إال ترسيخ الظلم”‪.‬‬ ‫وقد كانت محاكمة املتهمني قد بدأت يف‬ ‫آب ‪ ،2009‬وانسحب محامو الدفاع عن املحكمة‬ ‫يف ترشين األول ‪ ،2009‬متهمني املحكمة‬ ‫بالتحيز والتحامل عىل املتهمني‪ ،‬وقد جاءت‬

‫محاكمة أفراد “خلية حزب الله” وسط توتر‬ ‫متزايد بني السلطات املرصية و”حزب الله”‬ ‫بسبب انتقادات الحزب للسياسات املرصية‬ ‫إزاء قطاع غزة ‪ ،‬وموقف النظام هذا ال يليق‬ ‫مبرص العروبة وحرب ترشين ‪ 1973‬وعظمة‬ ‫الشعب املرصي‪.‬‬ ‫السيد حسن نرص الله أمني عام حزب‬ ‫الله قال يف مقابلة مع قناة الرأي الكويتية‪:‬‬ ‫“هذه األحكام وسام رشف عىل صدور هؤالء‬ ‫املجاهدين وهؤالء الرشفاء وهذه مفخرة لنا‬ ‫أن تعرف كل الشعوب العربية واإلسالمية‬ ‫إننا نسجن ونعتقل ألننا نقول ربنا الله‬ ‫الذي يأمرنا أن نكون إىل جانب إخواننا يف‬ ‫فلسطني وقطاع غزة‪ ،‬وال أرى يف هذا خسارة‬ ‫لعمق عريب‪ ،‬بالعكس هذا فيه تأكيد‬ ‫ملصداقية موقفنا والتزامنا تجاه الشعب‬ ‫الفلسطيني”‪.‬‬ ‫وقال نرص الله‪“ :‬سوف نسعى من خالل‬ ‫الوسائل السياسية والدبلوماسية ملعالجة‬ ‫هذه األمر وإنصاف هؤالء األخوة وعدم‬ ‫إبقائهم يف السجن”‪.‬‬ ‫التحقيقات التي صدرت عن نيابة أمن‬ ‫الدولة العليا يف مرص بحق اللبناين سامي‬ ‫شهاب تقول عنه أنه مسؤول وحدة الطوق‬ ‫يف حزب الله‪ ،‬واملسؤول عن قيادة املتهمني‬ ‫اآلخرين ‪ 48‬شخصاً من الفلسطينيني‬ ‫واملرصيني‪ ،‬والتهمة حسب املصدر الرسمي‬ ‫املرصي هي التورط يف مخطط تخريبي‬

‫‪45‬‬

‫وتجنيد ‪ 12‬مته ًام مرصياً‪ ،‬وباقي املتهمني‬ ‫الـ ‪ 37‬من أربع دول عربية هي‪:‬لبنان‪ ،‬سوريا‪،‬‬ ‫والسودان وفلسطني‪.‬‬ ‫لقد أصبح تقديم الدعم الـ “لوجستي”‬ ‫للشعب الفلسطيني املحارص يف غزة جرمية‬ ‫يعاقب عليها القانون يف نظر النظام‬ ‫املرصي‪ ،‬وهي تعني بعرف النظام االنتقام من‬ ‫مرص‪ ،‬وتهمة استهداف املصالح األجنبية‬ ‫وتهريب السالح إىل غزة واستهداف الوضع‬ ‫الداخيل يف مرص‪ ،‬تهم جاهزة ويقصد‬ ‫منها خلط األوراق يف لعبة مكشوفة‬ ‫سلفاً‪ ،‬فالنظام املرصي يقوم بدور مأجور‬ ‫لحامية الكيان الصهيوين وليس أمامه سوى‬ ‫اصطناع األكاذيب التي برع يف توزيعها‪ ،‬بعد‬ ‫أن نفض يده من املسؤوليات القومية تجاه‬ ‫أمته العربية‪ ،‬وأصبح مطية للواليات املتحدة‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ومثاالً يف الخنوع‪ ،‬وما األحكام‬ ‫التي أصدرها بحق املقاومني والرشفاء إال‬ ‫وصمة عار عىل جبني النظام‪ ،‬ومرص العروبة‬ ‫بريئة من ترصفات النظام الذي يتخبط يف‬ ‫أزماته‪ ،‬واختار معركته هذه املرة مع املقاومني‬ ‫الذين قدموا كل ما ميلكون من أجل القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬بعد أن باعها نظام “الكامب”‬ ‫بأبخس األمثان‪ ،‬ومن أجل حفنة من الدوالرات‪،‬‬ ‫افتعل النظام يف مرص “همروجة” اتهام‬ ‫“خلية حزب الله” ليحافظ عىل دورة كأداة‬ ‫تنفيذ ليس إ ّال‪.‬‬

‫أدهم محمود‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫عملية التسوية لن تعيد الحقوق‬ ‫وهي مدخل للتنازل وفرض وقائع جديدة؟‬ ‫املقاومة ظاهرة ثورية تسهم‬ ‫يف تغيري الواقع‪ ،‬ويف العادة‪ ،‬فإن‬ ‫النضال اليومي والوقائع الجديدة‬ ‫يفرزان قيادات ميدانية تحوز عىل‬ ‫ثقة الجامهري لكونها عىل متاس‬ ‫وهمومها‪،‬‬ ‫بقضاياها‬ ‫مبارش‬ ‫ومثل هذه القيادة الجديدة تكون‬ ‫أكرث جذرية وبالطبع فهي تتسم‬ ‫بالوضوح‪ ،‬وبهذا تنتقل جذوة الثورة‬ ‫من جيل إىل جيل‪ ،‬وهذا يتم بصورة‬ ‫طبيعية وبعملية تنسيق خالقة إذا‬ ‫افرتضنا أن األولويات مربمجة ضمن‬ ‫خطة شاملة‪ ،‬لكن هذا مل يحصل‬ ‫بالشكل املناسب بسبب رهانات‬ ‫البعض عىل مشاريع التسوية‪.‬‬ ‫إن خشية بعض القيادات من‬ ‫فقدان دورها التاريخي دفعها إىل‬ ‫البحث عن خيارات أخرى أبعدها‬ ‫عن النضال اليومي‪ ،‬فاستغلت هذه‬ ‫القيادات مركزها ونفوذها وتح ّكمها‬ ‫بالقرار املايل لتضغط عىل الثورة‬ ‫وتسيرّ ها مبا يالمئها‪ ،‬ومن هنا بدأ‬ ‫الرتويج لفكرة التعاطي مع حلول التسوية‬ ‫التي ال تفي بحقوق الشعب الفلسطيني‪ ،‬وال‬ ‫تحقق األهداف املعلنة‪ ،‬فمحاولة زرع الوهم يف‬ ‫قلوب وعقول الناس وقطف الثامر‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أدخل القضية الفلسطينية يف دوامة رهيبة‪.‬‬ ‫لكن الوقائع كانت واضحة‪ :‬ومل يكن‬ ‫باإلمكان دخول تسوية تسمح بفرض تنازل‬ ‫من العدو اإلرسائييل‪ ،‬بسبب الخلل الحاصل‬ ‫يف ميزان القوى اإلقليمي والدويل‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ترك الواليات املتحدة تصول وتجول يف امليدان‪،‬‬ ‫ووصفت وساطتها “بالنزيهة” زوراً وبطالنا‪،‬‬ ‫وبدأت التسوية عىل أساس االشرتاطات‬ ‫األمريكية التي ال تفي بالحد األدىن املقبول‬ ‫فلسطينياً‪.‬‬ ‫ولكن الرتويج اإلعالمي للقوة األمريكية‬ ‫قاد االعتقاد إىل أن هذا الوضع أبدي‪ ،‬وال مجال‬ ‫للخروج منه‪ ،‬وبعد موافقة منظمة التحرير‬ ‫آنذاك عىل املشاركة يف التسوية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سمح للحكومات العربية فيام بعد باملوافقة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عىل عملية التسوية دون تعريض مصداقية‬ ‫تلك األنظمة للتشكيك‪.‬‬ ‫موقف منظمة التحرير هذا تسبب بخالفات‬ ‫فلسطينية حادة ترافقت مع الخالفات عىل‬ ‫األسلوب الفردي يف القيادة‪ ،‬وتعطلت‬ ‫مؤسسات املنظمة وهيئاتها‪ ،‬كام تم تلبية‬ ‫الطلب الذي قىض بإلغاء امليثاق الوطني الذي‬ ‫قامت عىل أساسه من دون أن تحقق أهدافها‬ ‫املعلنة‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي أن يحدد ميزان القوى عىل‬ ‫األرض رشوط التسوية‪ ،‬أي إطارها القانوين‬ ‫ومرجعيتها‪ ،‬فلو تحقق انتصار عريب لكان هناك‬ ‫مرجعية لتسوية الحق العريب إذ يكون قد توفر‬ ‫مبدأ تكافؤ القوة بني الطرفني‪ ،‬ولكانت رشوط‬ ‫تسوية قرارات األمم املتحدة بأرسها‪ ،‬وهي التي‬ ‫تح ّرم االستيطان وتضمن عودة الالجئني ومتنح‬ ‫الرشعية لدولة فلسطينية‪ ،‬وبناء عىل هذه‬ ‫الوقائع كان الحد األدىن املقبول رسمياً بناء‬ ‫عىل الربنامج املرحيل؟ “االنسحاب اإلرسائييل‬ ‫الكامل من حدود عام ‪ 1967‬مبا يف ذلك القدس‪،‬‬

‫‪46‬‬

‫ومنح الشعب الفلسطيني حق‬ ‫تقرير املصري‪ ،‬وإيجاد الحل العادل‬ ‫ملشكلة الالجئني‪ ،‬وترابط الحل‬ ‫الفلسطيني مع الحل العريب‪،‬‬ ‫وإيقاف االستيطان‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل كان ميزان القوى‬ ‫يف العام ‪ 1991‬يف مؤمتر مدريد‬ ‫يساعد عىل تحقيق هذه األهداف؟‬ ‫ولو دققنا يف رشوط عقد املؤمتر‬ ‫الذي دعي “دولياً” وهو مل يكن‬ ‫دولياً مبعنى الكلمة‪ ،‬ألن الراعي مل‬ ‫يكن األمم املتحدة بل دولتان فقط‬ ‫“الواليات املتحدة وروسيا”‪ ،‬وألنه مل‬ ‫يلزم “إرسائيل” بتنفيذ قرارات األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬كام أن املؤمتر عقد عىل‬ ‫أساس القرار ‪ 242‬بعد استبعاد‬ ‫قرارات األمم املتحدة األخرى التي تؤيد‬ ‫الحق الفلسطيني‪ ،‬وكذلك منحت‬ ‫الدول املشاركة حق االجتهاد يف‬ ‫تفسري ذلك القرار‪ ،‬األمر الذي سمح‬ ‫لـ “إرسائيل” باستغالل التباين يف‬ ‫صياغتي القرار لصالحها‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ذلك مل توقف “إرسائيل” استيطانها‪،‬‬ ‫واستمرت مصادرة األرايض العربية‪ ،‬كام ّأجلت‬ ‫مواضيع جوهرية كالقدس والالجئني والحدود‬ ‫إىل مرحلة الحقة من املفاوضات‪ ،‬ويتضح‬ ‫أن املؤمتر صمم ليالءم مصلحة “إرسائيل”‪،‬‬ ‫ولعل أخطر ما يف التسوية هو عزل القضية‬ ‫الفلسطينية عن بعدها العريب‪ ،‬وعن الرصاع‬ ‫العريب – الصهيوين‪.‬‬ ‫إن قرار املشاركة باملفاوضات غري املبارشة‬ ‫الذي أصدرته منظمة التحرير يف آذار املايض‬ ‫وعادت وعلقته احتجاجاً عىل إعالن حكومة‬ ‫االحتالل عن خطة بناء ‪ 1600‬وحدة استيطانية‬ ‫جديدة يف مستوطنة “رامات شلومو” شامل‬ ‫رشق القدس املحتلة‪ ،‬ثم عادت وأصدرت قرارها‬ ‫باملوافقة مرة ثانية‪ ،‬إن هذا القرار ال يغري من‬ ‫واقع الحال شيئاً‪ ،‬لكنه يثبت أن منظمة التحرير‬ ‫ما زالت تعيش حالة انعدام وزن بدأت يف مؤمتر‬ ‫مدريد‪ ،‬فاملفاوضات غري املبارشة كانت قد‬ ‫بورشت فع ًال قبل أسبوعني من قرار التنفيذ‬

‫ودون أن تلبي الرشوط التي‬ ‫وضعتها للعودة إىل طاولة‬ ‫املفاوضات‪ ،‬وخاصة رشط وقف‬ ‫االستيطان‪ ،‬حيث قام املبعوث‬ ‫لتحديد‬ ‫بجوالت‬ ‫األمرييك‬ ‫املفاوضات‬ ‫أعامل‬ ‫جدول‬ ‫بعد أن حصلت السلطة‬ ‫الفلسطينية عىل غطاء من‬ ‫لجنة املتابعة العربية‪ ،‬وغداة‬ ‫قرار اللجنة التنفيذية للعودة‬ ‫عن قرار تعليق مشاركتها يف‬ ‫املفاوضات غري املبارشة أعلنت‬ ‫حكومة االحتالل عن خطة‬ ‫لبناء ‪ 14‬ألف وحدة استيطانية‬ ‫جديدة يف حي رأس العمود‬ ‫يف القدس املحتلة‪ ،‬وكشف‬ ‫املسؤولون اإلرسائيليون من‬ ‫لوقف‬ ‫الرافضة‬ ‫ترصيحاتهم‬ ‫العمليات االستيطانية‪.‬‬ ‫إن املرشوع االستيطاين الجديد وجملة‬ ‫الترصيحات السابقة تنسف عملياً ويف‬ ‫شكل واضح‪ ،‬وإدعاء الفريق الفلسطيني‬ ‫املؤيد لالنخراط يف املفاوضات غري املبارشة‬ ‫بأن الجانب األمرييك أخذ تعهداً من حكومة‬ ‫“نتنياهو” بوقف األعامل االستيطانية‪ ،‬وهو ما‬ ‫ينفيه “نتنياهو” أمام كتلة حزب “الليكود” يف‬ ‫الكنيست”مل يصدر أي تعهد‪ ،‬بل قدم وصفاً‬ ‫للحقائق”‪.‬‬ ‫وحتى لو افرتضنا جدالً صحة ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫مطلب وقف االستيطان ليس هدفاً قامئاً‬ ‫بحد ذاته‪ ،‬إمنا ضامنة لعدم وضع املفاوضات‬ ‫تحت ضغط خلق وقائع عىل األرض تؤثر يف‬ ‫طبيعة وشكل الحل الدائم‪ ،‬وال يوجد مؤرش‬ ‫جدي عىل أن إدارة “اوباما” بلورت نهجاً جديداً‬ ‫يف رعاية املفاوضات عىل املسار الفلسطيني‬ ‫– اإلرسائييل‪ ،‬فام تطرحه يستند إىل ما‬ ‫سبق وطرحته اإلدارات السابقة من حلول‪،‬‬ ‫حاولت فيها بدءاً من مؤمتر مدريد‪ ،‬فاتفاق‬ ‫“أوسلو” وملحقاته‪ ،‬وخطة خارطة الطريق‬ ‫الدولية ولقاء “انابوليس”‪ ،‬أن تفرض مبدأ‬ ‫تجاوز جوهر الرصاع العريب والفلسطيني‬ ‫– اإلرسائييل‪ ،‬املتمثل باحتالل “إرسائيل”‬ ‫لألرايض العربية‪ ،‬وتنكرها للحقوق الوطنية‬ ‫املرشوعة للشعب الفلسطيني‪ .‬وبناء عليه‬ ‫فإن العودة إىل دوامة املفاوضات الدائرية لن‬ ‫تكون نتيجتها سوى مزيد من األعباء للحالة‬ ‫للرهانات‬ ‫الزخم‬ ‫وإعادة‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫استغالل‬ ‫عىل‬ ‫واإلرسائيلية‬ ‫األمريكية‬ ‫الخلل الكبري مليزان القوى يف فرض حل عىل‬

‫الفلسطينيني ضمن أكرب مقاربة ممكنة مع‬ ‫التصور اإلرسائييل للحل النهايئ‪.‬‬ ‫“إرسائيل” ما زالت تعرض شكل “دولة”‬ ‫فلسطينية مؤقتة عىل نحو ‪ %60‬من‬ ‫الضفة الغربية‪ ،‬يصار بعدها إىل مواصلة‬ ‫التفاوض عىل قضايا الحل النهايئ‪ ،‬إلبقاء‬ ‫السلطة الفلسطينية يف دائرة التفاوض‬ ‫العقيمة وبعدها تذهب إىل تكريس الحدود‬ ‫املؤقتة وتحويلها إىل حدود دامئة‪ ،‬وهي ال‬ ‫تريد املفاوضات جادة‪ ،‬ومن هنا شنّت حملة‬ ‫ضد السلطة الفلسطينية تتهمها سلفاً‬ ‫بإفشال مفاوضات‪ ،‬وبذات الوقت تواصل‬ ‫محاولة‬ ‫يف‬ ‫السلطة‬ ‫بنوايا‬ ‫التشكيك‬ ‫إلجبارها عىل تقديم املزيد من التنازالت‪،‬‬ ‫وهي تقول أن املواقف الرئيسية للسلطة‬ ‫من القضايا الجوهرية‪ ،‬الحدود والقدس‬ ‫والالجئني ال تختلف عن تلك التي طرحتها‬ ‫مع الحكومات اإلرسائيلية السابقة منذ عام‬ ‫‪ ،2000‬ويطالبون السلطة بهامش مرونة‬ ‫جديد خصوصاً يف قضية الحدود وتبادل‬ ‫األرايض‪.‬‬ ‫السيناتور‬ ‫األمرييك‪،‬‬ ‫الرئايس‬ ‫املبعوث‬ ‫“جورج ميتشل” أنهى جولة املفاوضات الثانية‬ ‫غري املبارشة بني اإلرسائيليني والفلسطينيني‪،‬‬ ‫وتحدّث عن خطوة هامة إىل األمام هذه املرة‪،‬‬ ‫ويقول بأنه وضع برنامجاً تفصيلياً لهذه‬ ‫املفاوضات مدته ‪ 4‬أشهر‪ ،‬يأمل أن يستطيع‬ ‫يف نهايتها إعالن استئناف املفاوضات املبارشة‬ ‫حول اتفاق مبادئ للتسوية الدامئة‪.‬‬ ‫وبعد أن بدأت املفاوضات غري املبارشة‪،‬‬ ‫أفادت املعلومات عن خطة أمريكية تركز عىل‬

‫‪47‬‬

‫الحدود أوال‪ ،‬والخطة ترمي إىل‬ ‫تقليص الهوة بني الجانبني يف‬ ‫موضوع الحدود‪ ،‬ليصار بعدها‬ ‫إىل االنتقال إىل موضوعات‬ ‫أخرى ذات حساسية عالية مثل‬ ‫املستوطنات‪.‬‬ ‫“إرسائيل” تريد خلق انطباع‬ ‫وهمي بوجود فرصة لحدوث تقدم‬ ‫من خالل تناول موضوعات أقل‬ ‫إشكالية مثل األمن واملياه‪ ،‬وهذا‬ ‫التقدم املفرتض سيكون غري ذي‬ ‫قيمة طاملا أنه بعيد عن الحدود‬ ‫والقدس واملستوطنات‪.‬‬ ‫وترجح املصادر أن املفاوضات‬ ‫غري املبارشة لن تشهد تقدماً‬ ‫مه ًام “بسبب مواقف الحكومة‬ ‫اإلرسائيلية التي تفرض التنازل‬ ‫عن نحو ‪ % 50‬من مساحة‬ ‫الضفة مبا فيها القدس الرشقية‪ ،‬وان اإلشارات‬ ‫اآلتية من حكومة “نتنياهو” تشري إىل أنها‬ ‫تعتزم إبقاء سيطرتها عىل القدس‪ ،‬وغور األردن‬ ‫الذي يشكل نحو ‪ 22‬يف املئة من مساحة‬ ‫الضفة‪ ،‬وتقيم “إرسائيل” يف هذه املنطقة‬ ‫مزارع ومصانع ومستوطنات زراعية واسعة‪،‬‬ ‫وسيحاول رئيس السلطة محمود عباس‬ ‫مطالبة الرئيس األمرييك “باراك اوباما” طرح‬ ‫خطة سالم وفرض الحل عىل الجانب الذي يرفض‬ ‫التقدم يف العملية السلمية‪ ،‬وترى السلطة‬ ‫يف املفاوضات غري املبارشة‪ ،‬أهمية خاصة‪،‬‬ ‫ألنها تسمح بوجود طرف ثالث يناقش الجانب‬ ‫اإلرسائييل يف كل ما يطرحه قبل نقله إىل‬ ‫الجانب اآلخر‪.‬‬ ‫كل املؤرشات تؤكد‪ ،‬أن الجانب األمرييك‬ ‫واإلرسائييل يسعى اىل االستفادة من عامل‬ ‫الوقت‪ ،‬واإليحاء بأن تقدماً ما يتحقق‪ ،‬بغية‬ ‫تنفيذ أجندة مدروسة جيداً‪ ،‬أما السلطة‬ ‫الفلسطينية فال متتلك أي خيارات اخرى وهو‬ ‫يعلن أن ال بديل عن املفاوضات إال املفاوضات‪ ،‬لن‬ ‫تفاجئ بالنتائج وهي معروفة سلفاً‪ ،‬واملحاولة‬ ‫األمريكية – اإلرسائيلية مستمرة لفرض‬ ‫الرشوط عىل السلطة الفلسطينية وتصبح‬ ‫كارثة إذا متت بتغطية رسمية من بعض النظام‬ ‫الرسمي العريب الذي ال يرى بدي ًال عن التسوية‬ ‫إال التسوية‪ ،‬ولكن مشكلة هؤالء جميعاً‬ ‫أنهم ال يعرفون أو ال يريدون معرفة أن املعادلة‬ ‫قد تغريت يف املنطقة واملقاومة واملامنعة قد‬ ‫أصبحت صاحبة القرار يف املنطقة‪.‬‬

‫محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫أمين سر قيادة فتح في لبنان فتحي أبو العردات لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫المجتمع الفلسطيني في لبنان حمل هم القضية الفلسطينية‬ ‫وكان في طليعة المدافعين والمقاومين‬ ‫الشعب الفلسطيني يف كافة أماكن تواجده‪ ،‬يتطلع اىل دفع‬ ‫مسرية الكفاح الفلسطيني نحو أوضاع أفضل‪ ،‬واملؤرشات تدل‬ ‫عىل تحسن األوضاع نسبياً‪ ،‬حالة االستقرار هدف يتطلع إليه‬ ‫الجميع‪ ،‬وترتيب األولويات مسألة هامة‪ ،‬وخاصة نحن يف بلد يتعرض‬ ‫للتحديات والتهديدات اإلرسائيلية الدامئة‪ ،‬وأوضاع الساحة‬ ‫اللبنانية لها خصوصية‪ .‬من هنا‪ ،‬فإن عملية املراجعة والتقييم‬ ‫مستمرة بهدف الوصول اىل أوضاع أفضل نحو صيغة آمنة‬ ‫مستقرة يتعاون فيها الجميع‪ ،‬وإنتاج توافقية شاملة مع الفصائل‬ ‫الفلسطينية والقوى اإلسالمية كافة‪ ،‬واملجتمع الفلسطيني يف‬ ‫لبنان حمل هم القضية الفلسطينية منذ االنطالقة حتى اليوم‬ ‫وحمل الراية وكان يف طليعة املدافعني واملقاومني‪.‬‬ ‫والحق الفلسطيني سينترص‪ ،‬وشعبنا يناضل إلنجاز أهدافه‬ ‫الوطنية‪ ،‬وسنوات النكبة مل تبدل إرصارنا عىل حق العودة‪ ،‬اإلرادة‬ ‫صلبة‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» تحاور أمني رس حركة فتح يف لبنان‪ ،‬وهنا أسئلة‬ ‫الحوار‪:‬‬ ‫ما هو معروف عنكم من التزام وطني قومي يطمنئ الجميع ويساهم يف‬ ‫دفع مسرية الكفاح الفلسطيني نحو أوضاع أفضل عىل طريق التحرير‬ ‫والعودة‪ ،‬والسؤال‪ ،‬هل األوضاع األمنية يف مخيم عني الحلوة مستقرة‪،‬‬ ‫وما هي املؤرشات التي تدل عىل تحسن األوضاع عندكم‪ ،‬وهل من خطط‬ ‫جديدة لتطوير آلية عملهم بهدف االنتقال اىل أوضاع أفضل من مخيم‬ ‫عني الحلوة؟‬ ‫ال ميكن فصل املسألة األمنيه يف مخيم عني الحلوة عن قضية األمن يف‬ ‫لبنان بشكل عام‪ ،‬ألنها مرتابطة سياسياً وجغرافياً ومنوطة من حيث‬ ‫الجوهر بالسلطات اللبنانية املختصة‪ ،‬مبا هي صاحبة الحق يف بسط السيادة‬ ‫واألمن عىل كل لبنان‪.‬‬ ‫واذ يشهد مخيم عني الحلوة حالة خاصة ‪ ،‬فإن هذه الحالة ال تنفي جوهر‬ ‫املسألة‪ ،‬ألننا مبا منلك من قوى يف مخيم عني الحلوة نضعها يف خدمة‬ ‫الدولة اللبنانية وقواها املسلحة واألمنية من أجل نجاح مسرية السلم‬ ‫األهيل يف لبنان مام يخدم الهدف املشرتك الذي نناضل جميعاً من أجله‪.‬‬ ‫وعىل قاعدة تنظيم األوضاع الداخلية تأيت املصالح العليا املشرتكه‬ ‫للشعبني الشقيقني يف مواجهة األخطار املحدقة واالستحقاقات القادمة‬ ‫يف إطار سيايس واسرتاتجية واحدة تحمي الشعب الفلسطيني وتصون‬ ‫وحدته وكرامته يف إطار السيادة والقانون واملصلحة الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫إىل ذلك فإن الرتتيبات والجهد املبذول يف املخيم يتم عىل قاعدة العالقات‬ ‫الوطيدة والتنسيق اليومي مع األشقاء اللبنانيني والجهات املختصة وذات‬ ‫الصلة‪ ،‬وهذا ما أسفر عن حالة االستقرار والهدوء التي تلبي متطلبات‬ ‫الناس يف املخيم والجوار اللبناين وتخدم رغبتنا جميعاً يف الفصائل‪ ،‬كام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تلبي رغبتنا يف حركة «فتح» و»منظمة التحرير الفلسطينية» وكل‬ ‫الفصائل الفلسطينية يف التقدم املستمر نحو صيغة آمنة ومستقرة‬ ‫يتعاون فيها الجميع‪.‬‬ ‫ماذا عن التغيريات األخرية يف بنية حركة فتح يف لبنان‪ ،‬وما هي األسس‬ ‫التي تم االعتامد عليها يف عملية توزيع املهام الجديدة؟‬

‫ال ميكن أن تتم تغريات دامئة يف جسم حركة فتح‪ ،‬ألن املؤمتر العام الذي‬ ‫انعقد يف بيت لحم العام املايض أنتج جملة قرارات تؤثر بشكل مبارش‬ ‫أو غري مبارش عىل أوضاع فتح عامة وعىل وضع الحركة يف لبنان‪ ،‬وعليه‬ ‫فإن التغيري عملية مطلوبة باستمرار مبا هي وسيلة إنضاج ملعالجة األوضاع‬ ‫واملشكالت القدمية واملستجدة‪ ،‬و”حركة فتح” حريصة كل الحرص عند‬ ‫إجراء أي تغيري يف اعتامد قرارات املرجعيات الحركية العليا سواء قرارات‬ ‫املؤمتر أو اللجنة املركزية أو املجلس الثوري‪ ،‬ويف هذه الحال يصبح التغيري‬ ‫املطلوب مبنياً عىل أسس رشعية مستمدة من املرجعيات الحركية العليا‪،‬‬ ‫كام يعرب عن سياسات عامة تهدف اىل تطوير العمل‪ ،‬وتحسني األداء‪ ،‬وفتح‬ ‫الفرص أمام الكوادر الشابة‪ ،‬واختيار املنهجيات األكرث حداثة دون التخيل‬ ‫عن أصالتنا الفتحاوية‪ ،‬كام عربت عن نفسها طيلة السنوات املاضية (يف‬ ‫أدبيات الحركة ومبادئها)‪.‬‬ ‫نحن جزء من األمة العربية ونضالنا جزء من نضالها‪ .‬واملسعى الفتحاوي‬ ‫التطويري يلحظ باستمرار جملة معايري أساسية‪ ،‬وعىل املناضل الحقيقي‬ ‫أن يبذل ّ‬ ‫جل طاقته من أجل نجاح املهمة املوكلة له‪ ،‬ألن القيادة الفتحوية‬ ‫عندما توكل مهمة ألحد املناضلني‪ ،‬إمنا تسلمه أمانة ثورية وعليه صيانتها‬

‫‪48‬‬

‫جيدا وإثبات جدارته وثقة القيادة به‪ ،‬وألننا حركة تحرر وطني مل تنجز‬ ‫أهدافها كاملة فإننا أكدنا خيار املقاومة الشعبية املتدرجة بكل أشكالها‬ ‫يف مواجهة االحتالل اإلرسائييل ككيان غاصب يحتل أرضنا الفلسطينية‬ ‫والعربية‪.‬‬ ‫أوضاع الساحة اللبنانية لديها خصوصية معينة‪ ،‬هل تنسقون‬ ‫خطواتكم مع الجهات الرسمية يف لبنان‪ ،‬ومع بقية الفصائل‬ ‫الفلسطينية؟‬ ‫خصوصية “حركة فتح” يف لبنان فهي مرتبطة بخصوصية الوجود‬ ‫الفلسطيني يف البلد وما شهدته من تطورات وتداعيات عرب مراحل عديدة‬ ‫تفوق عن ستة عقود حتى اآلن‪ ،‬فإننا نبذل قصارى جهدنا من أجل إرساء‬ ‫عالقات سليمة ووطيدة مع الدولة اللبنانية التي متثلها املؤسسات الثالثة‬ ‫(الرئاسة ومجلس النواب ومجلس الوزراء)‪ ،‬والجهات األمنية املختلفة املنوط‬ ‫بها حامية البلد والعمل عىل استقراره ونسج عالقات مع كافة القوى‬ ‫واألحزاب التي تنارص قضيتنا الفلسطينية يف مواجهة السياسة العدوانية‬ ‫اإلرسائيلية‪ .‬ويف هذا املجال فإننا يف حركة فتح ال نعتمد أية خطوات لها‬

‫صلة بالشأن اللبناين إ ّال ويتم التنسيق بصددها مع أشقاءنا اللبنانيني‪ ،‬كام‬ ‫نفعل ذلك مع باقي الفصائل‪ ،‬إذ من الواجب عىل الفلسطيني‪ ،‬الضيف يف‬ ‫هذا البلد‪ ،‬الذي قدم الكثري‪ ،‬أن يترصف وفق ما متليه عليه املصلحة الوطنية‬ ‫اللبنانية والفلسطينية‪ ،‬فنحن ضيوف لنا حقوق وعلينا واجبات يجب أن‬ ‫نقوم بها إزاء البلد املضيف‪ ،‬ومنها حق الفلسطيني بالعيش الحر الكريم‪،‬‬ ‫وحصوله عىل حقوقه املدنية واالجتامعية‪ ،‬وحق العمل والتملك ملنزل يأويه‬ ‫وعىل قاعدة حق العودة ورفض التوطني ‪.‬‬ ‫هل هناك من خطط لتنظيم آليات عمل الكفاح املسلح يف بقية‬ ‫مخيامت لبنان وهل ستوضع موضع التنفيذ قريباً؟‬ ‫من حيث املبدأ ال شك أن القيادة الجديدة لجهاز الكفاح املسلح سوف‬ ‫تعمد اىل إعادة تنظيمه وهيكليته من أجل تطوير أدائه داخل املخيامت‪ ،‬لكن‬ ‫القضية تكمن يف إنتاج حالة توافقية شاملة مع الفصائل الفلسطينية‬ ‫والقوى اإلسالمية كافة ومبشاركة الجميع دون إقصاء أو إبعاد ألحد حسب‬ ‫تواجدها‪ ،‬ألن عمل جهاز الكفاح املسلح ال ينجح بدون التوافق مع الجميع‬ ‫وبدون تزكيته ودعمه من جميع القوى‪ ،‬وهذا األمر بحد ذاته مطلب جامهريي‬ ‫واسع النطاق‪ ،‬حيث يعرب عن حاجة شعبنا امللحة لالستقرار واألمن واألمان‬

‫وهذا ما يجب أن نصل اليه يف أقرب وقت ممكن ونحن بصدد إعداد صيغة‬ ‫لرتتيب الوضع يف إطار مشاركة الجميع يف حامية األمن االجتامعي يف‬ ‫املخيم‪.‬‬ ‫لن نسألكم عن ما هو معروف‪ ،‬عن األوضاع السلبية التي تواجه‬ ‫القضية الفلسطينية يف ظل األوضاع الراهنة عاملياً‪ ،‬والدعم األمرييك‬ ‫الدائم للكيان الصهيوين‪ ،‬ولكن نسألكم عن سبل الخالص من الحالة‬ ‫الراهنة وعن عملية تقييم شاملة ملجمل األوضاع الفلسطينية‪ ،‬تعيد‬ ‫ترتيب األوليات عىل طريق التحرير والعودة؟‬ ‫ال ميكن إجراء تقييم شامل ملجمل األوضاع الفلسطينية فهذا أمر يحتاج‬ ‫ملقاربات عديدة وينطوي عىل تعقيدات كبرية‪ ،‬ولكننا اليوم نعيش يف عنق‬ ‫الزجاجة‪ ،‬ذلك ألن الخيارات الوطنية الكربى لشعبنا كام عرفها مجلسنا‬ ‫الوطني وقيادة “منظمة التحرير” وكذلك “حركة فتح” وباقي الفصائل‪،‬‬ ‫وصلت تلك الخيارات اىل مفرتق حاسم‪.‬‬ ‫أما أن يحصل اخرتاق سيايس كبري يلبي الحد املطلوب فلسطينيا‪ً،‬‬ ‫وينسجم والحقوق الوطنية املرشوعة والثابتة‪ ،‬وأما أن يدخل الرصاع مع‬ ‫العدو الصهيوين طوراًَ أكرث تعقيداً وخطورة يف االتجاهات كافة وعليه‬ ‫فإننا نقوم بعملية مراكمة نضالية واسعة عىل النطاق املحيل‪ ،‬واإلقليمي‬ ‫والدويل من أجل تحقيق املرشوع الوطني الفلسطيني‪ ،‬وجوهره بناء دولة‬ ‫مستقلة عاصمتها القدس الرشيف‪ ،‬وتأمني حق العودة وفق قرار ‪194‬‬ ‫وقيام حل شامل وعادل وانسحاب إرسائييل كامل من كل األرايض العربية‬ ‫السورية يف الجوالن وجنوب لبنان ‪.‬‬ ‫هل من رسالة اىل شعبنا الفلسطيني يف مخيامت لبنان؟‬ ‫ّ‬ ‫ونلخصها بكلمتني‪ ،‬أن الحق الفلسطيني‬ ‫الرسالة لشعبنا بسيطة وواضحة‬ ‫سينترص مهام حاول األعداء التنكر لذلك وتأجيل االستحقاق الفلسطيني‬ ‫املعرتف به دولياً‪ ،‬حيث وصل املجتمع الدويل اىل قناعات جديدة خالل العقدين‬ ‫السابقني تساند الحق الفلسطيني‪ ،‬وتؤيد األهداف الوطنية‪ ،‬لذا أعتقد أن‬ ‫وأتوجه اىل إخواين وأبناء‬ ‫شعبنا يناضل من الشوط األخري إلنجاز أهدافه الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫شعبي هنا يف لبنان بالقول‪ :‬إن مرور ستة عقود ونيف عىل النكبة مل يبدل‬ ‫من إرصارنا عىل حق العودة اىل وطننا ومنازلنا وممتلكاتنا ورفضنا لكل أشكال‬ ‫التوطني والتهجري‪ ،‬كام أن الزمن مل يبدد إرادتنا وصالبة موقفنا النضايل من‬ ‫أجل أهدافنا النضالية ومن أجل العيش الحر الكريم يف لبنان الشقيق الذي قدم‬ ‫الغايل والنفيس‪ ،‬من هنا أؤ ّكد عىل سياستنا القامئة عىل‪:‬‬ ‫ أساس ثوابتنا يف عالقات أخوية سليمة قامئة عىل االحرتام املتبادل‬‫والتشاور والتنسيق والتكامل والتعامل مبا يخدم األهداف املشرتكة يف‬ ‫مواجهة تهديدات «إرسائيل»‪.‬‬ ‫ التأكيد عىل الوحدة الوطنية الفلسطينية ألن يف الوحدة قوة ويف‬‫التفرقة االنقسام والضعف والوهن‪.‬‬ ‫ التأكيد أن املجتمع الفلسطيني يف لبنان مل يكن يف يوم من األيام‬‫كماّ مهمال يف خارطة الشتات‪ ،‬بل حملهم القضية الفلسطينية منذ‬ ‫االنطالقة حتى اليوم وحمل الراية وتحمل عبء النضال الوطني الفلسطيني‬ ‫مع أشقائه اللبنانيني‪ ،‬وكان يف طليعة املدافعني واملقاومني‪ ،‬وتناوب يف‬ ‫حمل الراية مع أهلنا يف فلسطني منذ بدء االنتفاضة املجيدة‪.‬‬ ‫إن الفلسطينيي لبنان ويف كل مكان داخل الوطن وخارجه هم من أكرث‬ ‫الشعوب التصاقاً بقضيتهم الوطنية والقومية‪ ،‬فهي تولد مع الطفل من‬ ‫املهد اىل اللحد‪ ،‬والشعب الفلسطيني يف لبنان سيستمر يف النضال‬ ‫حام ًال األمانة حتى يصل اىل حقوقه يف قيام دولته عىل أرضه وعاصمتها‬ ‫القدس الرشيف‪ ،‬والخالص من االحتالل الصهيوين البغيض وحقه يف‬ ‫العودة اىل وطنه مقد ًرا للبنان وشعبه ومقاومته التضحيات الكبرية يف‬ ‫مواجهة املحتل‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫حوار‪ :‬نبيل مرعي‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫انتخابات بريطانيا‪ ...‬إلى أوروبا وليس أميركا‬ ‫ترؤس أول حكومة ائتالف منذ الحرب العالمية الثانية‬ ‫ُأجريت االنتخابات الربيطانية يف اليوم‬ ‫السادس من أيار ‪ُ 2010‬‬ ‫وأعلنت النتائج يف اليوم‬ ‫الثاين مبارشة‪ ،‬وأما استقالة رئيس الوزراء غوردن‬ ‫براون من رئاسة حزب العامل فقد متت خالل فرتة‬ ‫قياسية ألجل فسح املجال أمام حزب املحافظني‬ ‫للتحالف وتنفيذ الربنامج الحزيب الوطني‪ ،‬وتقبل‬ ‫الخسارة بروح رياضية ألجل تنفيذ عملية التبادل‬ ‫السلمي للسلطة بينام اختار حزب العامل‬ ‫ألن يكون يف املعارضة وفق خيارات العملية‬ ‫الدميقراطية ‪.‬‬ ‫املحافظون فازوا بـ‪ 307‬مقعداً يف مجلس‬ ‫العموم‪ ،‬وهو عدد أدىن من الغالبية املطلقة‬ ‫البالغة ‪ 326‬نائباً من أصل ‪.650‬‬ ‫وفاز حزب العامل الذي يحكم بريطانيا منذ‬ ‫‪ 13‬عاماً بـ ‪ 255‬مقعداً وحل يف املرتبة الثانية‪.‬‬ ‫من جهتهم‪ ،‬حصل األحرار الدميوقراطيون‬ ‫الذين حققوا اخرتاقاً يف االستطالعات خالل‬ ‫الحملة االنتخابية بفضل شعبية زعيمهم نيك‬ ‫كليغ عىل ‪ 59‬مقعداً‪.‬‬ ‫وهذه النتائج شكلت تراجعاً مفاجئاً لألحرار‬ ‫الدميوقراطيني الذين كان لهم ‪ 63‬مقعداً يف‬ ‫مجلس العموم املنتهية واليته‪.‬‬ ‫وهذا الوضع الذي يطلق عليه اسم الربملان‬ ‫املعلق‪ ،‬هو نادر جداً يف اململكة املتحدة حيث‬ ‫النظام االنتخايب يعطي األفضلية للحزبني‪.‬‬ ‫وصحيح أنها ليست املرة األوىل التي تسفر‬ ‫االنتخابات عن برملان معلق‪ ،‬إذ حصل ذلك يف‬ ‫العام ‪ ،1974‬لكن الصحيح أيضاً أن األحرار‬ ‫الدميوقراطيني‪ ،‬الذين يطالبون بتعديل القانون‬ ‫االنتخايب‪ ،‬رمبا سيتمكنون من فرض التغيري‬ ‫الذي يدفعون يف اتجاهه‪.‬‬ ‫ودعي أكرث من ‪ 45‬مليون بريطاين اىل مكاتب‬ ‫االقرتاع الخمسني ألفاً لالختيار من بني ‪4149‬‬ ‫مرشحاً يطمحون لدخول الربملان‪ .‬وجرت انتخابات‬ ‫محلية يف الوقت نفسه يف قسم من بريطانيا‪،‬‬ ‫وتعني عىل الناخبني أن يتوجهوا أحياناً اىل‬ ‫مكاتب اقرتاع غريبة جداً مثل انكلييس ارمس‪،‬‬ ‫الحانة الفخمة يف ساوث كينسنغتون يف لندن‪،‬‬ ‫إضافة اىل حانات وكنائس جرى االقرتاع أيضاً يف‬ ‫صالون حالقة وقصور وسوبرماركت وبيت متنقل‬ ‫قديم وحتى يف محطة ضخ صادرتها السلطات‪.‬‬ ‫ومن اآلن فصاعداً يجب الحديث عن وجود ثالثة‬ ‫العبني فاعلني يف ملعب السياسة الربيطانية‪،‬‬ ‫متمثلني بأحزاب ثالثة هي‪ :‬حزب املحافظني‪ ،‬حزب‬ ‫الدميقراطي الليربا ّيل‪ ،‬ويسعى‬ ‫العماّ ل؛ والحزب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل من حزب املحافظني وحزب العماّ ل الجتذاب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حزب الدميقراطيني األحرار يف اتفاق القتسام‬ ‫السلطة‪ ،‬وهو أمر نادر الحدوث يف هذه الدولة‬ ‫التي يفرز نظامها االنتخا ّيب عادة فائزاً رصيحاً‪.‬‏‬ ‫وبرصف النظر عن البطاقة الحزبية التي‬ ‫يحملها رئيس الوزراء الربيطا ّين القادم إىل مق ّر‬ ‫الحكومة يف شارع ( ‪ 10‬داونينج) فإ ّنه سيكون‬ ‫مضطراً للتعامل مع املل ّفات التالية‪:‬‏‬ ‫الرضيبي‪ ،‬والتصدّي ملوضوع‬ ‫ إصالح النظام‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حل رسيع لها‬ ‫الرضائب‪ ،‬والعمل عىل إيجاد‬ ‫يتم ّثل بتخفيضها‪.‬‏‬ ‫ّ‬ ‫حل ناجع لقض ّية الهجرة غري‬ ‫ إيجاد‬‫الرشعية املتزايدة إىل بريطانيا‪.‬‏‬ ‫ إيجاد طريقة مناسبة لحفظ ما تب ّقى من ماء‬‫ْ‬ ‫سفحت ماء وجهها بتو ّرطها‬ ‫وجه بريطانيا التي‬ ‫يف غزو العراق وانغامسها يف رمال أفغانستان‪،‬‬ ‫وال مناص من انسحاب الق ّوات الربيطانية من‬ ‫هاتني الدولتني‪.‬‏‬ ‫ التفكري الج ّدي باالبتعاد الحذر عن الفلك‬‫األمرييك الذي أصاب السياسة الربيطانية‬ ‫بالدوار املزمن‪ ،‬والتفكري باالقرتاب التدريجي من‬ ‫الفلك األورويب للدوران املتوازن فيه‪.‬‏‬ ‫ومن املفاجآت املهمة التي أفرزتها االنتخابات‬ ‫الربيطانية نجاح أربعة أو خمسة نواب عرب‬ ‫منهم اثنني عراقيني وآخرين لبنانيني وهي حالة‬ ‫تكاد تنعدم يف أغلب شعوب منطقة الرشق‬

‫‪50‬‬

‫األوسط إن مل يكن فيها كلها‪.‬‬ ‫االنتخابات الربيطانية التي نتج عنها تحول‬ ‫تاريخي يف البنية السياسية ألم الدميقراطيات‬ ‫يف العامل‪ ،‬إذ مل ترزح اململكة املتحدة منذ انتهاء‬ ‫الحرب العاملية الثانية تحت هذا العبء الهائل من‬ ‫املشاكل السياسية والدستورية واالقتصادية‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫والجغرافية‬ ‫والعسكرية‬ ‫املستعصية‪ ،‬ما أثار قلق الطبقة السياسية‬ ‫برمتها‪ ،‬وبرملان معلق‪ ،‬حددت وجهة الحياة‬ ‫السياس َّية الربيطان َّية يف املرحلة املقبلة‪.‬‬

‫التحدّيات‬ ‫التي تواجه بريطانيا‬ ‫وبالرغم من تحقق نتائج االنتخابات الربيطان َّية‬ ‫أسوأ مخاوف املراقبني االقتصاديني الذين‬ ‫يخشون من تراجع األداء االقتصادي ومعه الجنيه‬ ‫االسرتليني يف ظل قرارات اقتصادية صعبة‬ ‫عىل الربملان املقبل اتخاذها‪ ،‬إ ّال أن تأليف االئتالف‬ ‫الحكومي لَ ِقي أصداء إيجابية يف األوساط‬ ‫االقتصادية التي أبدت أملها بأن يتمكن من‬ ‫ضبط املالية العامة الربيطانية‪.‬‬ ‫ّأن أسعار الجنيه االسرتليني ومؤرش‬ ‫غري‬ ‫فوتيس ‪ 100‬مل تتجاوب كثرياً مع أجواء التفاؤل‬

‫بعدما سجلت ارتفاعاً يف بادئ األمر‪.‬‬ ‫وحدها السندات بقيت مستقرة وتراجعت‬ ‫عائداتها‪ .‬ونتجت هذه التقلبات من إصدار بنك‬ ‫إنكلرتا مبوازاة إعالن الحكومة االئتالفية‪ ،‬أرقامه‬ ‫الفصلية التي جاءت أكرث تشاؤماً بقليل من‬ ‫توقعات شباط‪.‬‬ ‫واغتنم حاكم البنك املركزي مريفن كينغ‪،‬‬ ‫الذي يدرك جيداً ّأن وصول املحافظني اىل‬ ‫السلطة سيعزز صالحيات مؤسسته‪ ،‬الفرصة‬ ‫ليعلن ّأن مشاريع الحكومة الجديدة تكشف عن‬ ‫“توافق قوي جداً وراسخ جداً عىل معالجة العجز‬ ‫الربيطاين”‪ ،‬مبدياً ارتياحه لهذا األمر‪.‬‬ ‫فبعد سيطرة حزب العامل عىل الحياة‬ ‫السياسية يف بريطانيا ملدة ‪ 13‬عاماً‪ ،‬يواجه‬ ‫الربيطانيون أسئلة عديدة حول مستقبل‬ ‫الحكومة الجديدة‪.‬‬ ‫وكان ماليني الناخبني الربيطانيني قد أدلوا‬ ‫بأصواتهم يف ما يعتقد أنها أكرث االنتخابات‬ ‫تنافساً منذ عام ‪.1992‬‬ ‫وقد احتدمت املنافسة يف انتخابات ‪2010‬‬ ‫بني حزب العامل الحاكم بزعامة رئيس الوزراء‬ ‫الحايل غوردن براون وحزب املحافظني بزعامة ديفيد‬ ‫كامريون وحزب الدميقراطيني األحرار بزعامة نك‬ ‫كليغ‪.‬‬ ‫هذا وتعهد رئيس الوزراء الربيطاين الجديد‬ ‫املحافظ ديفيد كامريون يف يومه األول يف مقر‬ ‫رئاسة الحكومة باجراء “تغريات جذرية” يف‬ ‫طريقة الحكم يف بريطانيا وكشف عن اتفاق‬ ‫لتشكيل ائتالف وعن عزمه عىل شن حملة‬ ‫للقضاء عىل العجز يف موازنة البالد‪.‬‬ ‫وتضمن برنامج الحكومة الجديدة تعهداً بعدم‬ ‫االنضامم اىل اليورو‪ ،‬كام أ ّكد عىل خطط تحديد‬ ‫الوالية الترشيعية بخمس سنوات‪ ،‬ما يضع‬ ‫حداً للنظام السابق الذي كان يسمح لرئيس‬ ‫الوزراء بالدعوة النتخابات ترشيعية حني يشاء‪.‬‬ ‫وقال كامريون يف مؤمتر صحايف مشرتك مع‬ ‫نيك كليغ زعيم حزب الدميوقراطيني األحرار الذي‬ ‫عينه كامريون نائباً له “نحن نعلن عن سياسة‬ ‫جديدة تكون فيها املصلحة الوطنية أهم من‬ ‫مصلحة الحزب»‪.‬‬ ‫وبدأ كامريون (‪ 43‬عاما)‪ ،‬أصغر رئيس وزراء‬ ‫يف بريطانيا منذ نحو عرشين عاماً‪ ،‬العمل‬ ‫يف داوننغ سرتيت بعد أن توصل اىل اتفاق مع‬ ‫الدميوقراطيني األحرار بعد خمسة أيام من‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫وكامريون الذي أدخل تعديالت عىل حزب‬ ‫املحافظني بشكل جعله مختلفاً متاماً عنه أيام‬ ‫مارغريت تاترش‪ ،‬عينّ كليغ وأربعة من حزبه‬ ‫الوسطي يف الحكومة الجديدة‪ .‬وتضمن االتفاق‬ ‫عىل تشكيل اتئالف‪ ،‬والذي جاء يف سبع‬ ‫صفحات‪ ،‬عدداً من النقاط من بينها خفض‬ ‫العجز القيايس يف موازنة البالد الذي يعترب‬ ‫“أكرث القضايا امللحة” التي تواجهها بريطانيا‪.‬‬

‫كام أشار اىل أهمية إجراء إصالحات “رضورية”‬ ‫عىل النظام املرصيف لتجنب تكرار األزمة املالية‬ ‫التي حدثت عام ‪ 2008‬التي قال أن الحكومة‬ ‫السابقة تسببت بها‪.‬‬ ‫وأكد وزير الخارجية الجديد وليام هيغ عىل أن‬ ‫االئتالف الذي تم االتفاق عليه سيصمد‪ .‬وجاء هذا‬ ‫االتفاق بعد خمسة أيام من املحادثات التي أعقبت‬ ‫االنتخابات والتي مل تعط أغلبية مطلقة ألي‬ ‫حزب‪ .‬وقال هيغ “ال أعتقد أن االئتالف سيكون‬ ‫ضعيفاً‪ .‬ستكون الحكومة قوية” مضيفاً أن‬ ‫النزاع يف أفغانستان التي ينترش فيها نحو ‪10‬‬ ‫آالف جندي “سيحتل األولوية القصوى»‪.‬‬ ‫وعينت امللكة اليزابيث الثانية كامريون رئيساً‬ ‫للوزراء بعد أن أقر زعيم حزب العامل غوردون براون‬ ‫بالهزمية‪ .‬واتصل الرئيس األمرييك باراك اوباما‬ ‫بكامريون بعد دقائق من تعيينه ودعاه اىل زيارة‬ ‫الواليات املتحدة يف متوز‪ ،‬حسب داوننغ سرتيت‪،‬‬ ‫وأجرى رئيس الوزراء الصيني وين جياباو محادثة‬ ‫استمرت ‪ 15‬دقيقة مع كامريون‪ ،‬كام دعاه رئيس‬ ‫الوزراء الهندي مامنوهان سنغ اىل زيارة دلهي يف‬ ‫اقرب فرصة‪ ،‬حسب الحكومة الربيطانية‪.‬‬ ‫وسيجري الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي‬ ‫محادثات مع كامريون يف لندن يف ‪ 18‬حزيران‪.‬‬ ‫كام تلقى كامريون اتصاالت تهنئة من عدد من‬ ‫الزعامء من بينهم املستشارة األملانية أنجيال‬ ‫مريكل ورئيس الوزراء االسرتايل كيفن راد‪.‬‬ ‫وقال رئيس املفوضية األوروبية جوزيه مانويل‬ ‫باروزو أن حكومة كامريون ستواجه “خيارات‬ ‫صعبة يف أوقات صعبة” فيام قالت روسيا أنها‬ ‫تأمل يف تحسن العالقات الفاترة بني البلدين‪.‬‬ ‫وانضم أربعة من حزب الدميوقراطيني األحرار اىل‬ ‫الحكومة من بينهم مسؤول املالية يف الحزب‬

‫‪51‬‬

‫فينس كيبل يف منصب وزير األعامل‪.‬‬ ‫ومن بني أبرز الوزراء املحافظني أوزبورن (‪ 38‬عاما)‬ ‫الذي يتوىل وزارة املالية‪ ،‬وهيغ وزيراً للخارجية‬ ‫ووليام فوكس وزيراً للدفاع‪.‬‬ ‫عاشت بريطانيا خمسة أيام من التوتر بعد‬ ‫أن أسفرت االنتخابات العامة عن برملان معلق‬ ‫مل يحصل فيه أي من األحزاب عىل أغلبية‬ ‫تؤهله لتشكيل حكومة‪ ،‬وأدخل كليغ حزبه اىل‬ ‫الحكومة الربيطانية ألول مرة منذ خروج ديفيد‬ ‫لويد جورج من السلطة عام ‪.1922‬‬ ‫كام تنفست أوروبا الصعداء بعد وصول‬ ‫ائتالف يتكون من املحافظني والدميقراطيني األحرار‬ ‫إىل سدة الحكم يف بريطانيا‪ ،‬خاصة بعد الوعود‬ ‫التي قطعها زعيم املحافظني ديفيد كامريون‬ ‫أثناء الحملة االنتخابية بخصوص إعادة التفاوض‬ ‫بشأن عالقة بالده بأوروبا وإجراء استفتاء‬ ‫بخصوص نقل صالحيات الربملان إىل بروكسل‬ ‫قد تذهب أدراج الرياح بعد أن أصبح نك كليغ‬ ‫حليفاً له يف السلطة‪.‬‬ ‫و ُيعرف زعيم الدميقراطيني األحرار بتوجهه‬ ‫األورويب وهو يدرك جيداً أن بريطانيا بحاجة‬ ‫أكيدة ألوروبا ملواجهة مختلف املشاكل‬ ‫التي تعاين منها بالده وخاصة عىل املستوى‬ ‫االقتصادي‪ .‬املتابعون للشأن األورويب يدركون‬ ‫جيداً أن املسائل األوروبية من شأنها أن تحدث‬ ‫رشخاً يف االئتالف الجديد يف بريطانيا لذلك ال‬ ‫بد من التعامل معها بحذر شديد‪.‬‬ ‫الحزبان لهام رؤيتان مختلفتان لألمور بالتايل‬ ‫سيحاوالن وضع ذلك جانباً والرتكيز عىل األعامل‬ ‫األخرى الهامة مثل خفض العجز والتعامل مع‬ ‫اإلصالحات الرضيبية واإلصالح املرصيف إىل غري‬ ‫ذلك‪ ،‬يف وثيقة السياسة العامة‪ ،‬التي وضعها‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬ ‫االئتالف الجديد‪ ،‬االتحاد األورويب يأيت يف املركز‬ ‫التاسع يف قامئة األولويات»‪.‬‬ ‫سيتوحد حول‬ ‫إن االئتالف الحكومي الجديد‬ ‫َّ‬ ‫“هدف أسايس بعينه”‪ ،‬وهو “منح البالد قيادة‬ ‫قوية ومستقرة عىل املدى البعيد»‪.‬‬ ‫وأبرز ما اتفق عليه شقا االئتالف من جانب‬ ‫الليرباليني‪:‬‬ ‫ دعموا خطة املحافظني لخفض اإلنفاق العام‬‫بستة مليارات جنيه (حواىل ‪ 9.3‬مليارات دوالر)‬ ‫واالمتناع عن زيادة مساهامت التأمني القومي‬ ‫بنسبة ‪ ،% 1‬وهو ما كان رئيس الوزراء السابق‬ ‫غوردون براون ينويه يف حال استمرار العامل يف‬ ‫السلطة‪.‬‬ ‫ تخلوا عن خططهم الرامية إىل فرض ما‬‫يسمى “رضيبة املنازل الفاخرة” من مليوين‬ ‫جنيه (‪ 3.1‬ماليني دوالر) فام فوق‪.‬‬ ‫ دعموا اتجاه كبح جامح الهجرة من أوروبا‪.‬‬‫ تخلوا عن معارضتهم اعتامد غواصات الردع‬‫النووي “ترايدانت”‪.‬‬ ‫ وافقوا عىل االمتناع عن تقديم مزيد من‬‫التنازالت لالتحاد األورويب من دون استفتاء شعبي‪،‬‬ ‫وعىل رفض اليورو عملة للبالد‪.‬‬ ‫ومن جهة املحافظني فقد وافقوا عىل مطالب‬ ‫حليفهم املتعلقة باآليت‪:‬‬ ‫ إجراء استفتاء شعبي إلصالح النظام‬‫االنتخايب‪ ،‬ووافقوا أيضاً عىل تحديد الواليات‬ ‫الربملانية بفرتة ثابتة‪.‬‬ ‫ زيادة عتبة رضيبة الدخل بحيث تبدأ فوق ‪10‬‬‫آالف جنيه (‪ 15.5‬ألف دوالر)‪.‬‬ ‫ الرتاجع عن رفع عتبة رضيبة الورثة اىل‬‫مليون جنيه (‪ 1.55‬مليون دوالر)‪.‬‬ ‫ زيادة اإلنفاق الرامي إىل تقليص أحجام‬‫الفصول الدراسية لصالح التالميذ الفقراء‪.‬‬ ‫وكل هذا جيداً‪ ،‬لكنه يقوم عىل أرضية أكرث‬ ‫هشاشة من الرمل‪ .‬فاالئتالف يف املقام األول‬ ‫يأيت بني ضدين يبلغ الخالف األيديولوجي بينهام‬ ‫حد أن العامل أقرب اىل املحافظني من الليرباليني‬ ‫يف مسائل جوهرية مثل النظام االنتخايب‬ ‫واالقتصاد وهوية البالد إزاء أوروبا والدفاع‪.‬‬ ‫أما يف ما اتصل بالنظام االنتخايب‪ ،‬فعىل‬ ‫الرغم من موافقة املحافظني عىل استفتاء‬ ‫شعبي إلصالحه‪ ،‬فهذا ال يأيت لصالح “التمثيل‬ ‫النسبي” الكامل كام يريده الليرباليون ولكن‬ ‫عىل أحد أشكاله املخففة مثل “الصوت البديل”‬ ‫وغريه‪ .‬واملحافظون أول من يعلم أن نظام االنتخاب‬ ‫“الحر املبارش” هو سبب بقائهم أحد العمالقني‬ ‫التقليديني عىل الساحة السياسية‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى فهناك عالمات االستفهام‬ ‫التي تلقيها زعامة كامريون عىل آفاق الوحدة‬ ‫الوطنية‪ .‬فاسكتلندا عبارة عن “حارة شبه‬ ‫مغلقة” أمام املحافظني الذين ظل متثيلهم فيها‬ ‫يقترص عىل نائب واحد فقط منذ انتخابات ‪.2005‬‬ ‫وهذا ألسباب تعود اىل “العدو األكرب” بالنسبة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إىل االسكتلنديني ممثال يف مارغريت تاترش‪.‬‬ ‫فهم يعتربونها مسؤولة عن تردي اسكتلندا‬ ‫اقتصادياً بعد إغالقها صناعاتها الثقيلة مثل‬ ‫الفوالذ وبناء السفن‪ .‬وهذا إضافة اىل أنها‬ ‫فرضت “رضيبة الرؤوس” البغيضة شعبياً يف‬ ‫اسكتلندا فرتة سنة كاملة قبل تعميمها عىل‬ ‫بقية أرجاء اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫ويف تذكري للتحديات االقتصادية الكربى‬ ‫التي تنتظر الفريق الحكومي الجديد‪ ،‬كشفت‬ ‫أرقام جديدة عن ارتفاع معدل البطالة اىل‬ ‫مستوى قيايس جديد غري مسبوق منذ ‪1994‬‬ ‫(‪ 2,51‬مليون عاطل عن العمل)‪ .‬وقال وزير‬ ‫املالية الجديد املحافظ جورج أوزبورن لدى وصوله‬ ‫اىل مكتبه الجديد “حان الوقت للرشوع يف‬ ‫العمل”‪ .‬غري أن حجم التنازالت التي قدمها‬ ‫الدميوقراطيون األحرار املنتمون بشكل تقليدي‬ ‫اىل يسار الوسط‪ ،‬يثري شكوكاً يف قدرة االئتالف‬ ‫عىل “مقاومة امتحان الزمن”‪ ،‬بحسب ما كتبت‬ ‫صحيفة فاينانشل تاميز‪.‬‬ ‫واضطر الدميوقراطيون األحرار من أجل‬

‫‪52‬‬

‫التحالف مع املحافظني املعارضني لليورو اىل الحد‬ ‫خصوصاً من تأييدهم لهذه العملة‪ ،‬ويعتقد‬ ‫بحسب الصحافة أنهم وافقوا عىل االمتناع‬ ‫عن الدعوة اىل اعتامد اليورو خالل وجودهم يف‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫غري ّأن األزمة املالية الحادة التي تعاين منها‬ ‫بريطانيا تطغى عىل الخالفات كافة املرتبطة‬ ‫بالسياسات‪ .‬ويقارب العجز الهائل يف املوازنة‬ ‫الـ ‪ 170‬بليون جنيه إسرتليني بحلول عام ‪2010‬‬ ‫ ‪ 2011‬أي حواىل ‪ 11‬يف املئة من الدخل القومي‪.‬‬‫وإن مل تكن بريطانيا ترغب يف معاناة تجربة‬ ‫اليونان املريرة التي طلبت ذليلة من رشكائها‬ ‫يف االتحاد األورويب ومن صندوق النقد الدويل‬ ‫مساعدتها‪ ،‬فعليها أن تفرض تخفيضات كبرية‬ ‫عىل نفقات الحكومة‪ .‬وال شك يف أن الضامنات‬ ‫االجتامعية والقطاع العام سيكونان يف مقدم‬ ‫الضحايا‪.‬‬ ‫بالتايل‪ ،‬ستتق ّلص الفوائد التي يحصل‬ ‫عليها كبار السن واملرىض والعاطلون من العمل‬ ‫وسيتقلص عدد موظفي الحكومة وعدد اساتذة‬ ‫املدارس وعدد املمرضات يف املستشفيات‪ .‬كام‬ ‫سيتم إرجاء املشاريع األساسية الخاصة بالبنى‬ ‫ّ‬ ‫التحتية ورفع الرضائب‪ ،‬إذ مل تعد بريطانيا بلداً‬ ‫ثرياً بعد اآلن وينبغي عليها أن تخ ّفف مصاريفها‬ ‫ليس لبضعة أشهر فحسب بل لعدة سنوات‬ ‫مقبلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل الصدمة الكبرية التي تواجه الشعب‬ ‫الربيطاين تكمن يف ّأن األزمة املالية تدل عىل‬ ‫أن بريطانيا مل تعد قوة عظمى‪ .‬وعىل رغم أن‬ ‫الرتاجع يف سلطة بريطانيا بدا واضحاً عىل‬ ‫م ّر العقود األخرية‪ ،‬إال ّأن معظم الشعب مل‬ ‫يعر هذا األمر اهتامماً‪ .‬كانت سلطة بريطانيا‬ ‫ترتاجع منذ املحنة املضنية واملكلفة التي خربتها‬ ‫خالل الحرب العاملية الثانية وإثر عملية تصفية‬ ‫االستعامر التي تلتها‪ .‬وساهمت االنتخابات‬ ‫التي أجريت يف توضيح مالمح املشهد ال سيام‬ ‫أن الوقت قد حان ملراجعة األمور‪.‬‬ ‫يرغب الحزب الدميوقراطي الليربايل يف خروج‬ ‫بريطانيا يف أرسع وقت ممكن من أفغانستان‬ ‫التي تعترب مغامرة امربيالية فاشلة‪ .‬فال‬ ‫أفغانستان‬ ‫يف‬ ‫املسلمني‬ ‫قتل‬ ‫يساهم‬ ‫وباكستان سوى يف تأجيج غضب املسلمني‬ ‫ويف استقدام التوترات من جنويب آسيا إىل‬ ‫بريطانيا وأمريكا‪ .‬ومت ّثل الدليل عىل ذلك أخرياً‬ ‫يف محاولة الشاب الباكستاين ‪ -‬األمرييك‬ ‫فيصل شهزاد تفجري سيارة مفخخة يف‬ ‫ساحة التاميز يف نيويورك‪.‬‬ ‫وستكون القوات املسلحة عرضة أيضاً‬ ‫لعملية التوفري يف النفقات‪ .‬وتبعاً لذلك ينتظر‬ ‫أن يتق ّلص عدد حامالت الطائرات والغواصات‬ ‫النووية والطائرات النفاثة الرسيعة وعدد أفراد‬ ‫الجيش الربيطاين الصغري أص ًال‪ .‬كام يجب أن‬ ‫تتم مناقشة ما إذا كانت بريطانيا قادرة عىل‬ ‫ّ‬

‫تحمل تكاليف قوة ردع نووي مستقلة‪ .‬وتشكل‬ ‫هذه إحدى النتائج الجيوسياسية املرتتبة عىل‬ ‫هذه األزمة‪.‬‬ ‫والحقيقة أن الضغوط تتكاثف اآلن عىل‬ ‫األحزاب جميعاً للترصف برسعة كبرية‪ ،‬السيام‬ ‫يف ظل املخاوف التي أثارتها أزمة ديون اليونان‬ ‫واحتامل دخول األزمة املالية مرحلة جديدة‪ ،‬كام‬ ‫أن الجمود السيايس الذي يأيت يف وقت ترزح فيه‬ ‫بريطانيا تحت وطأة الديون الثقيلة أجج املخاوف من‬ ‫ارتباك املستثمرين وإحجامهم عن ضخ السيولة‬ ‫التي تحتاجها اململكة املتحدة‪ ،‬فقد تراجع الجنيه‬ ‫االسرتليني إىل أدىن مستوى له خالل السنة‬ ‫الجارية مقارنة بالدوالر‪ ،‬بل إنه انخفض حتى أمام‬ ‫“اليورو” املرتنح أصال‪ ،‬هذا يف الوقت الذي خرست‬ ‫فيه سوق األسهم املحلية الربيطانية أكرث من ‪4‬‬ ‫يف املئة‪ ،‬ناهيك عن الضغوط التي تتعرض لها‬ ‫السندات الربيطانية‪ .‬وإذا مل يحدث اخرتاق يف‬ ‫الوضع السيايس الراهن فمن غري املستبعد‬ ‫اتساع االضطراب املايل خالل األسبوع املقبل‪،‬‬ ‫إىل حدود غري مأمونة‪.‬‬ ‫ولعل من أكرث السيناريوهات التي تواجهها‬ ‫بريطانيا احتامل عودة “املحافظني” إىل السلطة‬ ‫حتى وإن كان ذلك بصفة مؤقتة‪ ،‬ويف هذا اإلطار‬ ‫قدم زعيمهم كامريون‪ ،‬عرضاً لتقاسم السلطة‬ ‫إىل كليغ الذي قلب حزبه املشهد السيايس‬ ‫الربيطاين رأساً عىل عقب‪ ،‬مشرياً إىل رضورة‬ ‫اإلرساع ملواجهة الوضع االقتصادي املتأزم‪ .‬ومع‬ ‫أن الصعود الكبري لحزب “الدميقراطيني األحرار”‬ ‫مل يحقق ما كان متوقعاً بعدما فقدوا خمسة‬ ‫مقاعد‪ ،‬إال أن بروزه كحزب ثالث جعله ميسك‬ ‫بيديه موازين الحكم يف بريطانيا‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق أرص كامريون عىل الرتكيز‬ ‫يف الوقت الحايل عىل هدف خفض عجز امليزانية‬ ‫التي تكاد تنافس اليوم العجز اليوناين‪ ،‬حيث‬ ‫رصح يف مؤمتر صحفي بأن “املصلحة الوطنية‬ ‫واضحة‪ ،‬العامل ينتظر من بريطانيا أن تتحرك‬ ‫عىل نحو حاسم‪ ،‬ولذا يتعني عىل الحكومة‬ ‫الجديدة اإلمساك بأسباب العجز وتفادي الكارثة‬ ‫االقتصادية الناجمة عن تأخري التحرك الحاسم‬ ‫الذي يتعني علينا اتخاذه”‪ .‬وأشار كامريون‬ ‫أيضاً إىل العرض “الكبري واملنفتح والشامل”‬ ‫الذي تقدم به‪ ،‬قائ ًال إنه لن يخضع ملقرتحات‬ ‫“الدميقراطيني األحرار” املطالبة بإعادة النظر يف‬ ‫قوة الردع النووي الربيطانية‪ ،‬أو متتيع املهاجرين‬ ‫غري الرشعيني بعفو جزيئ‪ ،‬أو السري قدماً‬ ‫يف االندماج مع االتحاد األورويب كام يريد ذلك‬ ‫“الدميقراطيون األحرار”‪ ،‬وإن كان كامريون ترك‬ ‫الباب موارباً بالنسبة لإلصالح االنتخايب الذي‬ ‫يطالب به كليج‪.‬‬ ‫ويرى “الدميقراطيون األحرار” يف إعادة رسم‬ ‫خريطة النظام االنتخايب الحايل كرساً لهيمنة‬ ‫الحزبني التقليديني عىل الساحة السياسية‪،‬‬ ‫ولكن كامريون سيواجه ضغوطاً داخل حزبه ملنع‬

‫إعطاء الكثري يف هذا املجال ألن إصالحاً شامال‬ ‫للنظام االنتخايب سيحول دون وصول أغلبية‬ ‫محافظة إىل السلطة‪ ،‬ويف املقابل اقرتح‬ ‫بعض “املحافظني” إمكانية تطعيم الحكومة‬ ‫القادمة ببعض املناصب الوزارية املخصصة‬ ‫لـ”الدميقراطيني األحرار»‪.‬‬ ‫ومن جانبه ترك كليغ الباب مفتوحاً أمام‬ ‫إمكانية التوصل إىل صفقة مع أحد الحزبني‪،‬‬ ‫مؤكداً أنه سيفاوض أوال “املحافظني” بالنظر إىل‬ ‫النتيجة التي أحرزوها يف االنتخابات‪ ،‬لكن مع‬ ‫ذلك يبدو أن احتامل الدخول يف ائتالف رسمي‬ ‫يبقى أقل رجوحاً مقارنة بتفاهم فضفاض بني‬ ‫الحزبني‪ ،‬السيام بعدما تعهد “الدميقراطيون‬ ‫األحرار” بعدم معارضة “املحافظني” يف القضايا‬ ‫األساسية مقابل ضامنات يحصلون عليها‬ ‫بشأن قضايا أخرى‪ .‬وميكن لـ”املحافظني” أيضاً‬ ‫تعزيز صفقتهم لتويل السلطة بعقد اتفاقات‬ ‫مامثلة مع أحزاب إقليمية سواء يف ايرلندا‬ ‫الشاملية‪ ،‬أو يف بالد الغال واسكتلندا‪ ،‬ولكن‬ ‫كامريون أملح إىل أنه إذا مل يتوصل إىل اتفاق‬ ‫فإنه سيذهب قدماً نحو تشكيل حكومة‬ ‫أقلية ال ُيعتقد يف جميع األحوال أنها ستالقي‬ ‫نجاحاً كبرياً يف بريطانيا عىل رغم اعتامدها يف‬ ‫بلدان أوروبية أخرى‪ ،‬حيث سبق لربيطانيا تجريب‬ ‫حكومة أقلية يف عام ‪ 1974‬غري أنها مل تعمر‬ ‫سوى مثانية أشهر‪.‬‬ ‫كانت رسالة االنتخابات الربيطانية واضحة‪.‬‬ ‫ال وقت يف املرحلة الراهنة لسياسة تتجاوز‬ ‫حدود الجزر الربيطانية‪ .‬باختصار شديد‪ ،‬تبدو‬ ‫بريطانيا غارقة يف هموم بريطانيا وذلك يف‬ ‫غياب أي شخصية وطنية قادرة عىل لعب دور ما‬ ‫يتجاوز الحدود‪ ،‬يف وقت أوروبا نفسها تبدو بعيدة‬ ‫عن بريطانيا عىل الرغم من أنها عضو يف االتحاد‬ ‫األورويب‪ ،‬ما جعل بريطانيا تتحفظ عن العملة‬ ‫األوروبية املوحدة (اليورو) وحافظت عىل عملتها‬ ‫الوطنية (الجنيه االسرتليني)‪.‬‬ ‫رمبا كان هذا هو السبب الذي دفع بالناخب‬ ‫الربيطاين يوم السادس من أيار اىل أن يخذل نيك‬ ‫كليغ زعيم األحرار الدميوقراطيني الذي برز يف‬ ‫املناظرات التي سبقت االنتخابات وتفوق عىل‬ ‫رئيس الوزراء غوردون براون وزعيم املحافظني ديفيد‬ ‫كامريون‪ .‬بالنسبة اىل الناخب الربيطاين‪ ،‬يبدو‬ ‫كليغ شاباً استثنائياً ميتلك مؤهالت كثرية تجعل‬ ‫منه نج ًام حقيقياً يسطع يف سامء السياسة‬ ‫الربيطانية يف وقت تفتقد االمرباطورية‪ ،‬التي‬ ‫مل تكن تغيب عنها الشمس‪ ،‬شخصية متتلك‬ ‫جاذبية عىل الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫ويسعى حزب كليغ اىل قانون انتخايب جديد‬ ‫مبني عىل النسبية‪ .‬ولكن يبقى السؤال‬ ‫هل سيؤدي تغيري القانون االنتخايب‪ ،‬يف حال‬ ‫حصوله‪ ،‬اىل استقرار سيايس يف بريطانيا‬ ‫أم يقود اىل مرحلة من االضطرابات الداخلية‪،‬‬ ‫سياسياً واجتامعياً‪ ،‬عىل غرار ما كان سائداً يف‬

‫‪53‬‬

‫ايطاليا يف املايض القريب حيث مل يكن عمر‬ ‫الحكومة يتجاوز بضعة أشهر؟‬ ‫الثابت أن الربيطانيني يريدون التغيري‪ .‬ولهذا‬ ‫السبب‪ ،‬مل يتمكن غوردون براون وحزب العامل‬ ‫من الحصول عىل أكرثية‪ ،‬بل تراجع العامل عىل‬ ‫الصعيد الوطني بشكل مريع‪.‬‬ ‫الثابت أيضاً أن بريطانيا متر يف مرحلة انتقالية‪.‬‬ ‫سيتوجب عليها التفكري يف املستقبل‪ ،‬يف‬ ‫مرحلة ما بعد االنتعاش االقتصادي التي أسست‬ ‫لها مارغريت تاترش وساعد توين بلري يف‬ ‫استمرارها حتى السنة ‪ .2008‬طوال تلك الفرتة‪،‬‬ ‫كانت بريطانيا مبثابة العب مهم عىل الصعيد‬ ‫الدويل بالتفاهم مع الواليات املتحدة طبعاً‪.‬‬ ‫سيرتتب عليها بعد انتخابات السنة ‪2010‬‬ ‫االنكفاء عىل نفسها أكرث فأكرث‪ .‬ليس صدفة‬ ‫أن الحملة االنتخابية خلت من أي نقاش ذي مغزى‬ ‫ألي موضوع دويل من أي نوع كان‪ ،‬ومل يكن هناك‬ ‫كالم ال عن العراق وال عن أفغانستان وال عن‬ ‫باكستان وذلك عىل الرغم من التورط العسكري‬ ‫الربيطاين يف حربني أمريكيتني‪ ،‬يف العراق ويف‬ ‫أفغانستان‪ ،‬ما دفع مؤسس حزب الدميوقراطيني‬ ‫األحرار الربيطاين بادي آشادون اىل القول إن‬ ‫حكومة االئتالف الربيطانية الجديدة ستعطي‬ ‫اهتامماً مميزاً لقضايا املسلمني وخاصة يف‬ ‫أوروبا وستكون منفتحة عىل معالجة القضايا‬ ‫الدولية بروح بناءة جديدة‪ ،‬معترباً أن القيادة‬ ‫الشابة للحكومة تجعلها أكرث ليربالية ومرونة‬ ‫يف التعاطي مع القضايا الداخلية والخارجية‬ ‫عىل السواء‪ ،‬مشيداً باختيار الوزير هيغ لوزارة‬ ‫الخارجية لتفهمه قضايا الحرية والتعددية وحوار‬ ‫الحضارات والثقافة‪.‬‬ ‫وأكد آشادون اهتامم الحكومة الربيطانية‬ ‫الجديدة بالقضايا األوروبية عىل عكس التوقعات‬ ‫والترصيحات االنتخابية لقادة حزب املحافظني‬ ‫متوقعاً أن الدميوقراطيني األحرار سيعطون‬ ‫امليزات األساسية لسياسة بريطانيا الخارجية‬ ‫يف العهد الجديد‪.‬‬ ‫واشار اىل تقديم الحكومة الجديدة الدعم‬ ‫النضامم البوسنة اىل االتحاد األورويب وحلف‬ ‫القضايا‬ ‫معالجة‬ ‫يف‬ ‫وستساهم‬ ‫الناتو‬ ‫السياسية واالقتصادية الرئيسية يف منطقة‬ ‫البلقان كأساس لحل الرصاعات التقليدية يف‬ ‫تلك املنطقة‪.‬‬ ‫وبعد كل ما تقدم يجب عىل حكومة‬ ‫بريطانيا املقبلة أن تعالج هذه املجموعة الكبرية‬ ‫من املشاكل‪ .‬وما يجعل األمر أكرث صعوبة هو‬ ‫عدم متتع أي حزب بالقوة الكافية لفرض آرائه‬ ‫عىل الربملان وعىل البلد‪ ،‬ما يجعل بريطانيا يف‬ ‫انتظار مرحلة طويلة من التسويات القاسية‬ ‫التي من شأنها توجيه رضبة إضافية إىل نفوذها‬ ‫وصورتها‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫االتفاق الثالثي التركي ــ البرازيلي ــ اإليراني يدحض المزاعم األميركية‬

‫طهران تقفز فوق العقوبات حول برنامجها النووي‬ ‫ومناوراتها العسكرية تثبت قدراتها‬

‫تحتل أخبار النشاط النووي اهتاممات العامل‪ ،‬لتحدد منطقة الرشق األوسط‬ ‫كدائرة لها‪ ،‬حيث الرصاع وعدم االستقرار يسودان هذه املنطقة الحيوية من‬ ‫العامل‪ ،‬ويأخذ هذا البعد أهمية خاصة بسبب املوقع الجغرايف العائم عىل‬ ‫النفط العريب الذي يغ ّذي معظم الدول الكربى ويف مقدمتها الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية بشكل مبارش والكيان الصهيوين بطريقة غري مبارشة‪.‬‬ ‫أما األهمية األخرى ألنباء النشاطات النووية يف الرشق األوسط فتنبع من‬ ‫نظرية التوازن والرصاع القائم بني الكيان الصهيوين وبعضاً من األمة العربية‬ ‫واإلسالمية واندفاع امللف النووي اإليراين إىل واجهة معامل الرصاع‪ ،‬والتسابق‬ ‫يف امتالك القدرة النووية وهذا ما يخلق حالة من انعدام التوازن وقلب املعادلة‬ ‫القامئة عىل التفوق التكنولوجي الصهيوين‪.‬‬ ‫استطاعت الجمهورية اإلسالمية اإليرانية اخرتاق الحواجز األمريكية‬ ‫واإلرسائيلية وانقلب السحر عىل الساحر بعد ربط امللف النووي اإليراين وإمكانية‬ ‫نجاح الحلول الدولية املطروحة يف منطقة الرشق األوسط‪ ،‬ورفض “إرسائيل”‬ ‫فجر نقاشاً حول مغزى هذا‬ ‫التوقيع عىل معاهدة انتشار األسلحة النووية رمبا ّ‬ ‫الرفض اإلرسائييل بالنسبة إىل إيران وبعض الدول العربية التي تسعى ملواجهة‬ ‫االحتكار النووي اإلرسائييل‪ ،‬ورفض سياسة الكيل مبكيالني تجاه القضايا العربية‬ ‫واإلسالمية العادلة‪.‬‬ ‫تشري الدالئل إىل أن حالة املواجهة قد بدأت فع ًال بني “إرسائيل” والوكالة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬وبات الربنامج النووي اإلرسائييل عىل جدول أعاملها‬ ‫بفضل الضغوط اإلسالمية والعربية‪ ،‬والسؤال املطروح‪ :‬هل تستطيع الوكالة‬ ‫الذرية زيارة املفاعالت النووية اإلرسائيلية‪ ،‬وهل ستقبل “إرسائيل” بأن تخضع‬ ‫مفاعالتها النووية مبا فيها مفاعل دميونة للتفتيش‪.‬‬ ‫استطاعت “ارسائيل” بدعم من الواليات املتحدة األمريكية أن تحصل عىل‬ ‫استثناء دويل فيام يتع ّلق بنشاطها النووي أثنا مؤمتر نيويورك بـ ‪،1995/5/12‬‬ ‫وهذا ما أعطاها حرية الحركة والتخلص من القيود‪ ،‬والتحرر من أي رشط ُيل ِزمها‬ ‫باالنضامم إىل املعاهدات الدولية للحد من انتشار األسلحة النووية‪ .‬وذكر “زئيف‬ ‫شيف”‪ ،‬املعلق العسكري اإلرسائييل‪َ “ :‬من يعتقد ّأن إرسائيل سوف توقع يوماً‬ ‫عىل معاهدة حظر انتشار األسلحة النووية فهو واهم”‪.‬‬

‫الدعاية األمريكية‬ ‫يحاول الرئيس األمرييك “باراك اوباما” التالعب باأللفاظ‪ ،‬ويتعدّى ذلك إىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إطالق عبارات تحمل دالالت استمرار السياسة األمريكية القدمية إزاء امللفات‬ ‫العالقة بالرشق األوسط‪.‬‬ ‫إن سياسة البيت األبيض الجديدة تقوم عىل املحافظة عىل الخطوط‬ ‫االسرتاتيجية األساسية ويف مقدمتها حفظ أمن “إرسائيل” وتعطيل أي‬ ‫إمكانية لظهور قوى إسالمية أو عربية قوية وقادرة‪ ،‬مع تغيرّ التكتيك عرب تزيني‬ ‫العبارات ومداعبة خواطر املستعربني (األنظمة العربية) والحفاظ عىل استمرارية‬ ‫األرس الحاكمة وتكريس مبدأ الوراثة (مرص)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رسب أسلحة نووية إىل‬ ‫لعل الخطر األكرب الذي يواجه الواليات املتحدة هو ت ّ‬ ‫مؤسسات وجهات ميكنها أن ته ّربه أو تبيعه إىل منظامت وجهات إرهابية‪ ،‬أو إىل‬ ‫دول خارجة عن القانون الدويل‪.‬‬ ‫والالفت هو إشارة الرئيس “أوباما” يف مطلع شهر نيسان ‪ 2010‬أثناء إعالن‬ ‫بعض تفاصيل العقيدة النووية األمريكية اعتبار الخطر األول واألسايس الذي‬ ‫يواجه الواليات املتحدة األمريكية وحلفائها هو “اإلرهاب النووي” وال سيام تخ ّوف‬ ‫الساسة األمريكيني من حصول تنظيم القاعدة عىل السالح النووي‪.‬‬ ‫ّإن االسرتاتيجية النووية “ألوباما” خطرية وتعتمد عىل السذاجة والالعقالنية‬ ‫حيث يتجاهل املوقف األمرييك ضعف معاهدة انتشار األسلحة النووية‬ ‫واملؤسسات املسؤولة عن تطبيقها‪.‬‬ ‫تدمج االسرتاتيجية األمريكية بني امتالك السالح النووي وطبيعة النظام‬ ‫الذي ميلكه‪ ،‬فاملشكلة ال تكمن يف السالح حيث أن تركيبة النظام الصهيوين‬ ‫والتوسع وبالتايل ّ‬ ‫فإن امتالك “إرسائيل” لهذا‬ ‫تقوم عىل العدوانية والعنرصية‬ ‫ّ‬ ‫السالح يهدد األمن والسلم الدوليني‪ ،‬كونها تهدد االستقرار يف منطقة الرشق‬ ‫األوسط باألساس‪.‬‬

‫نجاد يتحدّى العقوبات‬ ‫“يخطىء من يتص ّور ّأن بإمكانه إرغامنا عىل التنازل عن حقوقنا”‪ ،‬بهذه‬ ‫الكلامت تحدّى الرئيس اإليراين أحمدي نجاد القوى العاملية املستكربة موضحاً ّأن‬ ‫إيران اليوم تح ّولت إىل قوة ونقطة ارتكاز وأمل لجميع الشعوب‪ ،‬متحدياً “إرسائيل”‬ ‫و َمن خلفها يف كلمته التي ألقاها يف “نيويورك”‪ ،‬وأدّت إىل انسحاب بعض‬ ‫الوفود املشاركة يف مؤمتر نزع السالح من القاعة اعرتاضاً عىل الكالم الصادق‬ ‫والواقعي لنجاد‪ ،‬وهذا ما عبرّ عنه الحقاً حني قال‪“ :‬لقد رأيتم َمن الذي خرج من‬ ‫املؤمتر وتبينّ للجميع َمن هو املعزول يف العامل”‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫وأضاف‪ّ :‬‬ ‫“إن الس ّيد أوباما الذي رفع شعار التغيري ويريد إصالح صورة أمريكا‪،‬‬ ‫عليه أوالً أن يصحح األخطاء التي ارتكبتها بالده يف فلسطني والعراق وأفغانستان‬ ‫وخاصة إزاء عالقاتها مع إيران”‪.‬‬ ‫وأعلن مساعد رئيس الجمهورية اإلسالمية‪ ،‬ومدير وكالة الطاقة الذرية أن‬ ‫رشط إيران لتبادل الوقود النووي وجود ضامنة واضحة‪ .‬ونقل مراسل وكالة فارس‬ ‫للشؤون الحكومية ّأن عيل أكرب صالحي‪ ،‬تحدث عىل هامش االجتامع الحكومي‬ ‫بقوله‪“ :‬نحن نبحث تبادل الوقود عىل أساس تسليم يورانيوم بنسبة ‪،% 3.5‬‬ ‫مخصب بنسبة ‪ .%20‬وأجاب صالحي عىل‬ ‫ومقابل ذلك نستلم يورانيوم آخر‬ ‫ّ‬ ‫سؤال حول األسلوب الجديد لتأمني الوقود الالزم‪ ،‬قائ ًال‪“ :‬لقد عرضت دول مختلفة‬ ‫اقرتاحات عديدة ونحن ندرس اآلن تلك املقرتحات وسنقوم ببحث التفاصيل‬ ‫مع بقية الدول‪ ،‬موضحاً أن الهدف من تبادل الوقود هو العمل إلعداد أرضية‬ ‫تضمن الخروج امل ّ‬ ‫رشف للدول الغربية ونحصل باملقابل عىل ضامنة واضحة خالل‬ ‫املفاوضات‪.‬‬ ‫خطفت إيران ورقة النرص النووي االسرتاتيجي عىل حد سواء‪ ،‬اخرتقت من‬ ‫السفرلة بقبولها تبادل الوقود النووي يف تركيا عرب نقطة التح ّول‬ ‫خالله جدار ُ‬ ‫التاريخية الربازيلية – الرتكية – اإليرانية‪ .‬إن هذه الديناميكية البنّاءة لتسوية‬ ‫األزمة تقرتح إرسال ‪ 1200‬كلغ من اليورانيوم اإليراين الضعيف التخصيب يف‬ ‫غضون شهر إىل تركيا حيث يخزن بانتظار أن تز ّود الدول الكربى إيران بـ ‪ 120‬كلغ‬ ‫من الوقود النووي الخصيب بنسبة ‪ %20‬لتشغيل مفاعل األبحاث النووية يف‬ ‫طهران وذلك خالل مدة ال تزيد عن عام واحد‪ .‬كام أطلعت إيران الوكالة الدولية‬ ‫للطاقة الذرية عىل االتفاق ضمن رسالة خطبة‪ .‬وقد أكد وزير الخارجية الرتكية‬ ‫أحمد داوود أوغلو ّأن “اليورانيوم الذي سيتم االحتفاظ به يف تركيا سيكون‬ ‫محمياً بالكامل”‪.‬‬

‫املناورات العسكرية اإليرانية‬ ‫د ّمرت صورايخ “كروز” بر – بحر متوسطة املدى‪ ،‬األهداف املرسومة لها مضيفة‬ ‫قامئة جديدة لألسلحة اإليرانية املتطورة‪ .‬بعد أن جرى إطالق هذا النوع من‬ ‫الصواريخ خالل مناورات (الوالية ‪ ،)89‬حيث تستخدم هذه الصواريخ إلصابة‬ ‫األهداف الثابتة واملتحركة‪.‬‬ ‫وتضم هذه املنظومة الصاروخية رادارات مجهّزة بوسائل الحرب اإللكرتونية‬ ‫ومضادّة للحرب االلكرتونية وتعترب يف عداد أحدث املنظومات الصاروخية‬ ‫املامثلة لها يف العامل‪.‬‬ ‫وكانت إيران قد اختربت يف هذه املناورات التي قامت بها القوات البحرية‬ ‫يف الجيش اإليراين يف مضيق هرمز وبحر عامن‪ ،‬بنجاح صواريخ (فجر خمسة)‬ ‫قصرية املدى (أرض – بحر) يبلغ مداها ‪ 75‬كيلومرتاً‪.‬‬ ‫وأطلقت إحدى الغواصات البحرية املشاركة وألول مرة‪ ،‬طوربيدا يف بحر عامن‪،‬‬ ‫يتميز بدقته الفائقة يف إصابة األهداف‪ ،‬باإلضافة إىل رسعته وقدرته التدمريية‬ ‫الكبرية‪.‬‬ ‫وقد ّتم إطالق الطوربيد عرب نظام توجيه ذيك‪ ،‬بواسطة غواصة من طراز‬ ‫وتوصلت إيران إىل االكتفاء الذايت يف مجال تصنيع الغواصات‪،‬‬ ‫كيلوكالس‪ ،‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫حيث أدخلت عدداً منها يف إطار الخدمة‪ ،‬وهي من طرازات خفيفة ومتوسطة‪،‬‬ ‫وتحمل أسامء (غدير) و (قائم)‪.‬‬

‫يوجهون رسائل نارية‬ ‫القادة اإليرانيون ّ‬ ‫وقد أعلن القائد العام للجيش خالل حديثه عن قدرات القوات املسلحة يف‬ ‫الحفاظ عىل مصالح البالد‪ّ ،‬أن نداء إجراء املناورات البحرية أبعد القطع البحرية‬ ‫األجنبية عن منطقة إجرائها‪.‬‬ ‫وذكر مراسل وكالة فارس من منطقة املناورات‪ :‬أن اللواء عطاء الله صالحي‬ ‫رصح بأن أحد تلك الصورايخ كان أكرث تطوراً‬ ‫وبعد نجاح إطالق صاروخني بر – بحر ّ‬ ‫من اآلخر ألنه ال يحتاج إىل منصة إطالق‪ ،‬وهذه املناورات تعد فرصة مناسبة‬

‫الختبار اإلنجازات العسكرية التي حققتها ايران‪.‬‬ ‫من جهة اخرى بعرثت سوريا األوراق اإلقليمية‪ ،‬وأعادت ترتيبها وفق املصالح‬ ‫الوطنية والقومية واإلسالمية يف آنٍ واحد‪ ،‬وذلك بعد الحراك السيايس املتميز‬ ‫للرئيس بشار األسد‪ ،‬والذي استطاع بحنكته قلب موازين املعادلة اإلقليمية بعد‬ ‫تشكيل مربع اسرتاتيجي يضم سوريا – تركيا – قطر – وإيران‪ ،‬ويضم يف داخله‬ ‫كل القوى املامنعة واملقاومة‪.‬‬ ‫فيام يشكل لبنان يف مقاومته وجيشه بعد إعادة ترتيب الوزن‬ ‫االسرتاتيجي الرادع واملخيف لـ”ارسائيل” الذي ينزع منها ميتشل توجيه‬ ‫الرضبات العسكرية التي كانت تقوم به يف السابق لرضب الحراك السيايس‬ ‫العريب بغية ج ّر العرب و َمن يساندهم إىل لعبة املفاوضات التي دامئاً هي‬ ‫لصالح “إرسائيل”‪.‬‬ ‫تعود عقارب الساعة عند اإلرسائيليني إىل الوراء‪ ،‬وزمن التطور دخل ثالجة‬ ‫املوىت وتنتظر الدفن غري الالئق يف مراسم حرب ستكون األخرية لهذه الجبازة‬ ‫الساقطة إذا ما قررت “إرسائيل” خوضها يف املنطقة‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫ماهر رسي الدين‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫فصول النكبة‬ ‫الزالت تتوالى‬

‫سفير كوبا الجديد يعرف لبنان منذ ثالثة عقود‬

‫سيرانو أكوستا لـ “منبر التوحيد” ‪ :‬أوباما لم يق ّدم‬ ‫أي جديد على صعيد تحسين العالقة مع كوبا‬ ‫عرف لبنان جيداً بعدما أمىض فيه حقبتني‬ ‫دبلوماسيتني يف مثانينيات وتسعينيات القرن‬ ‫املايض‪ ،‬حيث سعى جاهداً ألن ُيبقي كوبا حارضة‬ ‫يف اإلعالم اللبناين‪ ،‬وهو يعرف أن هذه املهمة‬ ‫«ليست مستحيلة‪ ،‬لكنها تواجه الكثري من‬ ‫الصعوبات‪ ،‬فالحصار املفروض عىل الجزيرة منذ‬ ‫خمسني عاماً‪ ،‬ليس فقط اقتصادياً وسياسياً‪،‬‬ ‫ومفاعليه متت ّد لتصل اىل اإلعالم العاملي واملحليّ‬ ‫يف جميع بقاع األرض»‪.‬‬ ‫وحني يذكر اسم كوبا يف لبنان رسعان ما‬ ‫يستحرض يف الذهن السيجار الكويب الذي يحقق‬ ‫مبيعات قياسية يف منطقة الرشق األوسط‪ .‬وعىل‬ ‫الرغم من أهمية هذه النافذة التجارية‪ ،‬إال أنه ع ّول‬ ‫عىل «استعادة الذاكرة اللبنانية للتجربة الكوبية‬ ‫الثورية التي دعمت مقاومة لبنان وفلسطني يف‬ ‫وجه االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وإحياء نسج العالقات‬ ‫االجتامعية والثقافية مع ما يزيد عىل ‪ 200‬ألف‬ ‫كويب من أصل لبناين‪ ،‬يشغل بعضهم مناصب‬ ‫سياسية وعلمية هامة»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يتوان خالل فرتة وجوده يف لبنان‪ ،‬عن السعي‬ ‫مل‬ ‫إىل «تعزيز العالقات مع كل األطراف»‪ ،‬مشرياً اىل‬ ‫أن «كوبا ت ّقدم سنوياً ‪ 15‬منحة مجان ّية للطالب‬ ‫بأهم الجامعات الكوبية‪ ،‬وخصوصاً يف مجال‬ ‫اللبنانيني ليك يلتحقوا‬ ‫ّ‬ ‫الطب»‪.‬‬ ‫السفري الكويب الجديد يف لبنان مانويل ماريا سريانو أكوستا ّ‬ ‫لخص يف‬ ‫لقاءه لـ “منرب التوحيد” التحديات التي تواجه بالده يف ّ‬ ‫ظل الحصار‪ ،‬والتعتيم‬ ‫عىل جهودها يف العامل‪ ،‬وقدّم جردة حساب مخترصة منذ وصول الرئيس‬ ‫األمرييك باراك أوباما اىل سدّة الحكم يف حوار هذا نصه‪:‬‬ ‫الحلم األمرييك بقلب النظام يف كوبا قديم جداً‪ ،‬ما هي خطة إدارة‬ ‫أوباما اليوم تجاه كوبا؟‬ ‫يف الحقيقة‪ ،‬هو حلم امربيايل‪ ،‬ويحق للجميع أن يحلموا‪ ،‬والحلم ميكن‬ ‫أن يتح ّول اىل كابوس‪ ،‬وقد ال يستفيق الحاملون من النوم أبداً‪ ،‬أو حتى ميوتون‬ ‫وهم يحلمون‪.‬‬ ‫تعاقبت ‪ 10‬إدارات عىل الواليات املتحدة‪ ،‬وجميعها كان يحلم دون جدوى‪،‬‬ ‫حتى أن إحداها هلوست يف نيسان عام ‪ 1961‬إثر هزميتها العسكرية املخزية‬ ‫ّ‬ ‫يسطر بطوالت كربى‪،‬‬ ‫يف خليج الخنازير يف وجه شعب صغري استطاع أن‬ ‫وبالتايل فإن إدارة أوباما تحلم أيضاً بتدمري الثورة الكوبية‪ ،‬حتى أنه ميكننا‬ ‫القول أن ما من خطة جديدة لديها‪ ،‬بل الزالت تحافظ عىل الخطة واألهداف‬ ‫ذاتها‪ ،‬ولو بظروف تاريخية مختلفة‪.‬‬ ‫وكذلك خططهم الرامية لتغيري النظام السيايس يف كوبا سوف‬ ‫تفشل بكاملها‪ ،‬ألن شعبنا جدير باالحرتام وال يقبل الرشوط املفروضة من‬ ‫أحد‪ ،‬كام أنه يرفض قطعاً أي نوع من أنواع التدّخل يف شؤونه الداخلية‪.‬‬ ‫وهذا أمر يصعب عىل الواليات املتحدة أن تستوعبه‪ ،‬وهي التي اعتادت عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫متحصنة بقوتها‬ ‫فرض رشوطها عىل اآلخرين‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية والعسكرية‪ ،‬ولكن كوبا صمدت يف‬ ‫وجه حصار اقتصادي وتجاري ومايل إجرامي طيلة‬ ‫خمسني عاماً ومل تشعر بالخوف أبداً‪ ،‬ومازال‬ ‫الشعب يدعم قادته‪ ،‬وقد ظهر ذلك جل ّياً يف‬ ‫اليومني املاضيني‪ ،‬مبشاركة ‪ %94‬من الناخبني يف‬ ‫عملية االقرتاع دع ًام للثورة‪.‬‬ ‫كوبا تحلم‪ ،‬وقد تع ّرضت أيضاً للكوابيس‪،‬‬ ‫ولكنها كانت تصحو دوماً فهي لن متوت أبداً‪.‬‬ ‫هل من املحتمل أن تستقل أمريكا الالتينية‬ ‫بقيادة رئيس فنزويال أوغو شافيز متاماً من تسلط‬ ‫وهيمنة الواليات املتحدة وتصل دولها اىل اتحاد‬ ‫فيام بينها؟‬ ‫أمريكا الالتينية تحتاج اىل توحيد بالدها‪،‬‬ ‫والطريق طويل لكن األمل يف تحقيقه موجود‪،‬‬ ‫فاملرشوع البوليفاري البديل لشعوب أمريكا‬ ‫الالتينية والذي يضم مثاين دول سيكون األمثل‬ ‫لتحقيق ذلك‪ ،‬وأكرثية قادة وشعوب هذه املنطقة‬ ‫يفهمون هذا املرشوع كام أنهم يؤيدونه ويدافعون‬ ‫عنه‪ ،‬خاصة وأن الجزء الهام فيه يكمن يف رفض‬ ‫التدخل األمرييك يف الشؤون الداخلية ملنطقة‬ ‫أمريكا الالتينية‪ ،‬بعد أن أدركت شعوب بلدان هذه‬ ‫القارة نوايا الحلم االمربيايل الهادف اىل تقسيم ورشذمة القارة مبا يخدم‬ ‫مصالحه االستعامرية‪.‬‬ ‫ما هي الوسائل االقتصادية التي تسمح لكوبا بالصمود يف وجه‬ ‫الحصار األمرييك املستمر منذ نصف قرن‪ ،‬وهل من حلحلة يف هذا‬ ‫املوضوع؟‬ ‫الحصار االقتصادي والتجاري واملايل عىل كوبا مستمر منذ ‪ 50‬عاماً‪ ،‬من‬ ‫خالل سياسة القوة التي كانت الواليات املتحدة متارسها لفرض سيطرتها‬ ‫بهدف التضييق عىل كوبا وإخضاع شعبها لها‪ ،‬لكن إرادة ووطنية الشعب‬ ‫الكويب الخالقة جعلته يتصدى ويواجه هذه الحرب االقتصادية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫إن مساعدات البلدان الصديقة والتضامن الدويل لشعوب وبلدان العامل‬ ‫ساعدت اىل حد ّ كبري يف التخفيف من أثر هذا الحصار الذي ألحق أرضاراً‬ ‫جسيمة يف اقتصاد كوبا‪ ،‬من هنا إن هشاشة هذه السياسة اإلمربيالية‬ ‫«الالأخالقية» مل ولن تتمكن من السيطرة عىل قرار الشعب الكويب‬ ‫الوطني بالرغم من أن منذ انتخاب الرئيس أوباما مل نشهد أي تغيري يف‬ ‫حصار الواليات املتحدة الذي يشكل العقبة الكربى يف تنمية اقتصاد كوبا‬ ‫وال حل لهذا الحصار إ ّال باستئصاله وهذا ما ص ّوت عليه ‪ 187‬بلداً يف مجلس‬ ‫األمم املتحدة‪.‬‬ ‫كيف تصفون العالقة بني كوبا والبالد العربية؟‬ ‫العالقة بني كوبا والبالد العربية هي عالقة تاريخية‪ ،‬فكوبا كانت دامئاً‬ ‫متضامنة بالكامل مع البالد العربية بشكل عام‪ ،‬والشعب الفلسطيني‬ ‫البطل بشكل خاص وحقه يف الحصول عىل دولة حرة‪ ،‬ذات سيادة مستقلة‪،‬‬

‫‪56‬‬

‫عاصمتها القدس‪ ،‬واسرتجاع كافة أراضيه املحتلة منذ حزيران ‪ ،1967‬وهذا‬ ‫هو املطلب الذي نؤيده لتحقيق السالم العادل والشامل يف منطقة الرشق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫أما فيام يتع ّلق بعالقة البالد العربية مع كوبا‪ ،‬ففي السنوات الخمسني‬ ‫املاضية كنا نتلقى الدعم والتأييد الكامل من شعوب وحكومات الدول‬ ‫العربية للوقوف يف وجه املرشوع االمربيايل‪ ،‬وكل البلدان العربية ص ّوتت‬ ‫ضد الحصار الال إنساين عىل كوبا‪.‬‬ ‫وهناك جمعيات صداقة يف مجمل البلدان العربية واتحادات وأنظمة‬ ‫لتحرير السجناء الخمسة املحتجزين يف سجون الواليات املتحدة‪ .‬وكل هذه‬ ‫األمور كانت مبثابة الدافع املحرك لكوبا‪ ،‬وخري دليل عىل هذا التواصل بني كوبا‬ ‫والبلدان العربية هو وجود ‪ 2000‬طبيب عريب ومدربني رياضيني تخرجوا من‬ ‫الجامعات الكوبية‪ ،‬وهؤالء اليوم يعملون يف بالدهم‪.‬‬ ‫وخالصة القول إن الصفات التي تجمع الشعبني العريب والكويب هو‬ ‫التضامن واالحرتام والصداقة‪.‬‬ ‫كيف ترون دور املقاومة يف لبنان؟‬ ‫املقاومة حق لكل الشعوب‪ ،‬واللبناين دافع دامئاً عن هذا الحق‪ ،‬ودوره‬ ‫التاريخي كان دامئاً مبواجهة العدو اإلرسائييل وإلحاق الهزائم به كام حصل‬ ‫يف العام ‪ ،2006‬أبطال وشهداء كرث هم رمز املقاومة وجميعهم أبناء هذا‬ ‫الشعب العظيم‪.‬‬ ‫فاملقاومة يف لبنان عادلة ومعرتف بها لدى شعوب العامل‪ ،‬ومقاومة من‬ ‫هذا النوع يف بطوالتها من أجل قضية عادلة تتضامن معها كوبا وتقف‬ ‫اىل جانبها‪.‬‬ ‫عدتم اليوم بصفة سفري اىل لبنان‪ ،‬كيف ترون لبنان اليوم؟‬ ‫أنه لفخر كبري أن أمثل كوبا للمرة الثالثة‪ ،‬يف لبنان‪ ،‬هذا البلد الذي أحبه‬ ‫وأكن اإلعجاب لشعبه املقاوم والبطل‪.‬‬ ‫اليوم نرى تحوالت إيجابية لتنمية البلد ودعم مؤسساته‪ ،‬والحفاظ عىل‬ ‫استقراره‪ ،‬كام نرى أن لبنان ثابت يف وجه كل الصعوبات التي يواجهها اليوم‬ ‫ويف املستقبل واألهم من ذلك كله يف ما نشهده اليوم يف لبنان هو‬ ‫الوحدة الوطنية يف الدفاع عن أرضه‪.‬‬ ‫وبالنسبة يل بالد األرز ولؤلؤة جزر األنتيل هام حب حيايت‪.‬‬

‫حوار‪ :‬رونالد حمدان‬ ‫تصوير‪:‬عباس خشاب‬

‫‪57‬‬

‫بني ضعف األمة‪ ،‬وتواطأ النظام العريب منذ ذلك الوقت‪ ،‬وخالفات قادة‬ ‫الحركة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬والقمع الدموي لالحتالل اإلنكليزي وإسناده‬ ‫للعصابات الصهيونية‪ ،‬سطرت أول فصول نكبة الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫لتتواىل ورائها فصول حملت العديد من عنارص النكبة األوىل‪ ،‬ولكن ورغم‬ ‫توايل فصول النكبة بقي الثابت األبرز يف الرصع مع الكيان الصهيوين هو‬ ‫االستعداد األسطوري للتضحية لدى شعب فقد الجغرافيا بقيام الكيان‬ ‫الصهيوين عىل أراضيه‪ ،‬لكنه أرص رغم كل ذلك عىل حقوقه مجتمعة‪.‬‬ ‫اثنان وستون عاماً مرت عىل نكبة الشعب الفلسطيني‪ ،‬الذي تعرض‬ ‫ألبشع عمليات التطهري العرقي يف التاريخ الحديث عىل يد العصابات‬ ‫الصهيونية‪ ،‬بعد عقود من التخطيط الصهيوين‪ ،‬ويضاف إىل ذلك تواطؤ‬ ‫االحتالل الربيطاين الذي عمل عىل تسهيل الزحف االستيطاين الصهيوين‬ ‫املنظم عرب فرض وقائع صهيونية يف فلسطني‪ ،‬وانتزاع ملكيات األرايض‬ ‫لصالح الصهاينة‪ ،‬وتسهيل نقل السالح والعتاد للصهاينة‪.‬‬ ‫ونتيجة لواقع عريب مفتت ومقهور‪ ،‬ودول عربية كانت تتأرجح بني الوقوع‬ ‫تحت وطأة االحتالل والتبعية له‪ ،‬جاء يوم الخامس عرش من أيار لعام ‪1948‬‬ ‫والحركة الوطنية الفلسطينية مل تتعاف من آثار قمع ثورة عام ‪1936‬ورغم‬ ‫ذلك واجه الشعب األعزل العصابات الصهيونية‪ ،‬وقدم التضحيات الجسام‬ ‫يف مواقع عدة‪ ،‬واستشهد قادة مقاومته وعىل رأسهم الشهيد عبد القادر‬ ‫الحسيني‪ ،‬الذي فشل يف كل مساعيه لدى القادة العرب لدعم املقاومة‬ ‫وتأمني السالح للمقاومني‪.‬‬ ‫ورغم عمليات التهجري القرسي يف عام ‪ 1948‬فإن أرايض فلسطني‪،‬‬ ‫سواء تلك التي أقيم عليها الكيان الصهيوين‪ ،‬أو الضفة الغربية‪ ،‬وقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬بقيت تستأثر بنحو (‪ )80.5‬يف املائة من إجاميل املجموع العام للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬حيث استحوذت الضفة عىل (‪ )323‬ألفاً من الالجئني وقطاع‬ ‫غزة عىل (‪ )219.3‬الجئاً‪ ،‬يف حني اضطر نحو (‪ )19.5‬يف املائة من مجموع‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬ميثلون نحو (‪ )307.2‬آالف الجئ‪ ،‬للهجرة قرساً إىل‬ ‫الدول العربية املجاورة لفلسطني‪ ،‬منهم (‪ )97.8‬ألفاً إىل سورية‪ ،‬و(‪)115.6‬‬ ‫ألفاً إىل لبنان‪ ،‬و(‪ )80.8‬ألفاً إىل األردن‪ ،‬وإىل العراق (‪ )4300‬الجئاً‪ ،‬وإىل مرص‬ ‫(‪ )8500‬الجئاً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد شهدت سنوات ما بعد النكبة ذكريات مريرة وأياما مؤملة‪ ،‬وتواريخ‬ ‫مكتوبة بالدم القاين تؤرخ لعرشات املجازر التي أزهقت فيها أرواح عرشات‬ ‫اآلالف من الفلسطينيني من كفر قاسم ودير ياسني وقبيا مروراً مبجزرة‬ ‫جنني والشجاعية‪ ،‬وصوالً إىل العدوان الدموي الهمجي عىل قطاع غزة‪،‬‬ ‫والذي من املمكن أال يكون األخري‪.‬‬ ‫وما العودة اليوم إىل خيار املفاوضات ‪ -‬مبارشة كانت أم غري مبارشة ‪ -‬وتحت‬ ‫غطاء عريب إال إرساف يف التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني عموماً‪،‬‬ ‫وبحق عودة الالجئني الفلسطينيني عىل وجه الخصوص‪ ،‬فحل الدولتني الذي‬ ‫تهرول القوى السياسية الفلسطينية لتبنيه – إال من رحم ريب‪ -‬والذي‬ ‫تعمل السلطة الوظيفية يف رام الله عىل تعميمه عىل أنه الحل الوحيد‬ ‫للرصاع مع الصهاينة‪ ،‬ما هو إال تكريس للنكبة‪ ،‬وإسقاط لحقوق الالجئني‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وبوابة لتطهري عرقي جديد ضد فلسطيني ‪ 48‬عرب مرشوع‬ ‫تبادل األرايض والسكان الذي باتت السلطة الوظيفية تتبناه جهراً نهاراً‪.‬‬

‫مهند محمد عمر‬ ‫كاتب فلسطيني‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫الموازنة في آراء خبراء اقتصاديين‬ ‫لم تكن جريئة بل انفالشية تسووية وعلى النهج السابق‬

‫خمس سنوات وال موازنة وال محاسبة‬ ‫ألن مجلس النواب يف مساومة مستمرة‬ ‫مع مجلس الوزراء‪ .‬أليس األول منوذجاً‬ ‫موسعاً عن الثاين؟ ودين الـ‪ 60‬مليار دوالر‬ ‫ّ‬ ‫سيصل إىل ‪ 80‬ملياراً بالوترية الحالية خالل‬ ‫‪ 5‬سنوات‪ .‬جرمية كربى ُترتكب وال مجرم‬ ‫يحاسب ولو جلس يف قرصه‪.‬‬ ‫أخرياً وبعد خمس سنوات سيقر لبنان‬ ‫موازنته السنوية‪ ،‬وأبرز ما فيها أنها التتضمن‬ ‫زيادة الرضيبة عىل القيمة املضافة لهذا‬ ‫العام‪ ،‬وتوزعت وارداتها بني زيادات الفوائد‬ ‫عىل الودائع والرسوم العقارية وتسوية‬ ‫املخالفات عىل األمالك البحرية وغريها‪،‬‬ ‫وتقوم نفقاتها عىل إعفاءات وتخفيضات‬ ‫وزيادة يف اإلنفاق االستثامري‪ ،‬ولحظت‬ ‫زيادة املساهامت يف الضامن االجتامعي‬ ‫ومؤسسة كهرباء لبنان وغريها من دون‬ ‫إصالحات تخفف عىل األقل من الهدر‪،‬‬ ‫ملاذا؟ هل ألنها للمرة األوىل تكون من توقيع‬ ‫سيدة لها سجل حافل يف تطوير الربامج‬ ‫االقتصادية واإلصالحية‪ ،‬وخريجة املدرسة‬ ‫الحريرية‪ -‬السنيورية‪ ،‬والتي أشارت يف‬ ‫إحدى طلعاتها التلفزيونية إىل أن تقدميها‬ ‫مرشوع موازنة عام ‪ 2010‬هو إنجاز بح ّد‬ ‫ذاته يستحق التباهي واالحتفال «بعد ‪5‬‬ ‫سنوات من اإلنفاق عىل أساس القاعدة‬ ‫االثني عرشية»‪ ،‬يف وقت من واجبها أن‬ ‫توضح أن الحكومات ارتكبت‪ ،‬وال تزال‪،‬‬ ‫مخالفات دستورية موصوفة عندما جرى‬ ‫تجاوز القاعدة االثني عرشية يف اإلنفاق‪،‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ُفتحت‬ ‫عندما‬ ‫االعتامدات ورصفت التحويالت واملساهامت‬ ‫ومنحت السلفات ووزعت املغانم والعموالت‬ ‫والرىش السياسية والزبائنية عىل أساس‬ ‫مشاريع قوانني املوازنة التي أعدّها أسالف‬ ‫الحسن ومل يصدّق عليها املجلس النيايب‪،‬‬ ‫فارتفعت النفقات العا ّمة بني عامي ‪2005‬‬ ‫و‪ ،2009‬من ‪ 10‬آالف و‪ 526‬مليار لرية إىل ‪17‬‬ ‫ألفاً و‪ 167‬ملياراً‪ ،‬أي بزيادة ‪ 6‬آالف و‪ 641‬مليار‬ ‫لرية‪ ،‬وما نسبته ‪ ،%63‬وارتفع الدين العام‬ ‫(املعرتف به رسمياً طبعاً) من ‪ 35.3‬مليار‬ ‫دوالر إىل ‪ 51‬مليار دوالر‪ ،‬أي بزيادة ‪ 15.7‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وما نسبته ‪ ،%44.5‬مبتوسط سنوي بلغ‬ ‫‪ 3.14‬مليارات دوالر‪ .‬كذلك ارتفعت اإليرادات‬ ‫يف الفرتة نفسها من ‪ 7‬آالف و‪ 479‬مليار لرية‬ ‫إىل نحو ‪ 12‬ألفاً و‪ 705‬مليارات لرية‪ ،‬بزيادة‬ ‫‪ 5‬آالف و‪ 226‬مليار لرية‪ ،‬وما نسبته ‪...%69.9‬‬ ‫عل ًام بأن القاعدة االثني عرشية تقيض بأن‬ ‫يكون االلتزام بسقف االعتامدات كام هي‬ ‫مرصودة يف آخر قانون موازنة مصدّق عليه‬ ‫وفق األصول الدستورية‪ ،‬أي قانون موازنة‬ ‫عام ‪ 2005‬الذي صدّق عليه املجلس النيايب‬ ‫يف مطلع عام ‪.2006‬‬ ‫لدى املصارف اآلن أكرث من ‪ 13‬مليار‬ ‫دوالر (معظمها بالعملة املحلية) تحتاج إىل‬ ‫توظيف‪ ،‬وهذا الرقم الكبري هو الصايف‬ ‫بعد امتصاص آالف املليارات من اللريات‬ ‫عرب سندات الخزينة التي تصدرها وزارة‬ ‫املال وشهادات اإليداع التي يصدرها‬ ‫مرصف لبنان‪ ،‬وتق ّدر كلفة خدمتها‬

‫‪58‬‬

‫مبئات املليارات من اللريات‪ ،‬وهي تذهب‬ ‫كأرباح إىل املصارف واملودعني القادمني‬ ‫إىل لبنان لالستفادة من فارق سعر‬ ‫الفائدة املجزي بني لبنان والخارج‪ ،‬والذي‬ ‫تر ّتبه السياسة النقدية الرعناء‪ ...‬وهذه‬ ‫الفوائد املدفوعة (‪ 6775‬مليار لرية يف‬ ‫عام ‪ )2010‬تستهلك الجزء األسايس من‬ ‫إنفاق املوازنة‪ ،‬ما يق ّلص اإلنفاق العام عىل‬ ‫األساسية‬ ‫وحقوقهم‬ ‫املواطنني‬ ‫حاجات‬ ‫يف ظل األولوية املطلقة والوحيدة لخدمة‬ ‫الدين العام باملقارنة مع األولويات األخرى‬ ‫ك ّلها‪ ،‬فقدمت الحسن خيار الخصخصة‬ ‫باعتباره حاجة مالية فرضها سقوط‬ ‫مرشوعها الرامي اىل زيادة الرضيبة عىل‬ ‫القيمة املضافة الذي كان برأيها سيؤدي‬ ‫اىل خفض نسبة املديونية وخفض عبء‬ ‫خدمة الدين عىل االقتصاد بوترية أرسع‪.‬‬ ‫تنوعت املواقف من مرشوع موازنة‬ ‫‪ 2010‬الذي رفع أخريا اىل مجلس الوزراء‪:‬‬ ‫فاملواقف ذات الطابع السيايس راوحت‬ ‫بني التزام الصمت من قبل فريق والتنويه‬ ‫بـ «طموح املرشوع وتوسعه» من قبل فريق‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫أما الخرباء االقتصاديون فرأوا فيه‬ ‫اإليجابيات والسلبيات‪.‬‬ ‫وقد استطلعت “منرب التوحيد” آراء‬ ‫الخرباء وزير املال األسبق الدكتور جورج‬ ‫قرم‪ ،‬الدكتور لويس حبيقة والدكتور غازي‬ ‫وزين‪ ،‬حول موضوع إقرار املوازنة وما ميكن‬ ‫سجل فيها من مالحظات‪.‬‬ ‫أن ُي ّ‬

‫حبيقة‪ :‬كان عىل املوازنة الحالية أن‬ ‫تتطرق اىل أجور النواب السابقني‬

‫حبيقة‪ :‬العمل عىل املوازنة جرى عىل مبدأ األقل‬ ‫خسارة ممكنة‬ ‫حبيقة تحدث عن إيجابيات هذه املوازنة‬ ‫وسلبياتها‪ ،‬مش ًريا إىل أهمية أنها مل تزد الرضيبة‬ ‫عىل القيمة املضافة‪ ،‬متوقعاً متريرها بسهولة يف‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬وإذا كانت املوازنة قد حملت بعض‬ ‫التوجهات اإلمنائية يف تعزيز اإلنفاق االستثامري‬ ‫واالجتامعي‪ ،‬إال أنها لن تستطيع التقيد بنسبة‬ ‫العجز املقدرة بنحو ‪ ،% 30‬عىل اعتبار أن اإليرادات‬ ‫اإلضافية املقدرة لكامل عام ‪ 2010‬لن تحصل عن‬ ‫كامل السنة‪ ،‬بعد ميض أشهر عدة‪ ،‬مام قد يزيد‬ ‫العجز بشكل أكرب من املتوقع‪ ،‬ويرفعه إىل ‪ 34‬أو‬ ‫‪ ،% 35‬ال سيام أن سهولة اإلنفاق دامئًا تكون أكرب‬ ‫من إمكانات التحصيل املحظور قانو ًنا وواق ًعا‪.‬‬ ‫ويف انتظار مبارشة الحكومة يف مناقشة‬ ‫مرشوع املوازنة‪ ،‬أبدى الخبري االقتصادي الدكتور‬ ‫لويس حبيقة بعض املالحظات حوله‪ ،‬مع تأكيد‬ ‫أهمية إنجازه بعد تعطيل للموازنات دام خمس‬ ‫سنوات ونيف‪.‬‬ ‫وأوضح حبيقة أن أهم بنود املوازنة متثل يف أنها‬ ‫مل تتضمن رضيبة إضافية عىل القيمة املضافة‪،‬‬ ‫ألنها كانت ستشكل غلطة كبرية وسيئة جدًا‬ ‫للناس‪.‬‬ ‫أما أهم بنود املوازنة الواقعية من ناحية‬ ‫اإلنفاق فأشار حبيقة إىل أن هناك زيادة ال بأس بها‬ ‫يف اإلنفاق االستثامري‪ ،‬وهو ما وصفه باألمر الجيد‪،‬‬ ‫وكذلك اإلنفاق التجاري زاد بنسبة ‪ %11‬فقط‪ ،‬مع‬ ‫أنه كان هناك الكثري من الضغوط يك يزيد اإلنفاق‬ ‫بشكل أكرب‪.‬‬ ‫واإليجايب ً‬ ‫أيضا‪ ،‬من وجهة نظر حبيقة‪ ،‬هو أن‬ ‫العجز بقي ضمن حدود مقبولة‪.‬‬ ‫أما ما الذي كان يجب أن يضاف إىل املوزانة‪،‬‬ ‫فيلفت حبيقة إىل أنه كان من املفروض أن تأيت‬ ‫املوازنة جريئة أكرث‪ ،‬من ناحية اإلنفاق الجاري‪ ،‬الذي‬ ‫زاد فقط بنسبة ‪ ،%11‬وكان يفضل أن ينخفض‬

‫‪ ،%11‬بفارق ‪ ،%22‬األمر الذي كان سيحدث “عجائب”‬ ‫إيجابية يف املوازنة‪ ،‬بحسب حبيقة‪ ،‬من خالل‬ ‫تخفيف وفود السفر مث ًال وتخفيف الهدر يف العديد‬ ‫من الوزارات‪ ،‬وتخفيف اإلحتفاالت واملهرجانات‪.‬‬ ‫ورأى حبيقة أن هناك الكثري من األبواب التي‬ ‫باإلمكان التخفيف من خاللها‪ ،‬متخوفاً أن “نصل‬ ‫إىل ما حدث يف اليونان‪ ،‬حيث اضطرت الدولة إىل‬ ‫تخفيض األجور يف القطاع العام بنسبة ‪،%10‬‬ ‫وإيقاف تجديد كل العقود فيها”‪.‬‬ ‫ومن ناحية اإليرادات‪ ،‬يرى حبيقة أن ال مربر‬ ‫لتلك الرضيبة عىل الفوائد‪ ،‬ألن هذه األخرية اليوم‬ ‫ضعيفة جدًا‪ ،‬وبالتايل إذا زادت فال قيمة لها‪،‬‬ ‫وكانت خطوة ال قيمة لها‪ ،‬كام إن املوازنة ً‬ ‫أيضا‬ ‫مل تعالج مصري الدين العام‪ ،‬الذي سيصبح ‪55‬‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬وسوف تزيد‪ ،‬وبالتايل سنصل إىل آخر‬ ‫السنة إىل عجز أكرب‪ ،‬متسائ ًال “إىل أين سنصل‬ ‫يف النهاية؟”‪.‬‬ ‫وأشار حبيقة إىل أن “املوازنة مل تتطرق إىل‬ ‫الخصخصة‪ ،‬بل الحظت نوعًا من الرشاكة بني‬ ‫القطاع الخاص والعام‪ ،‬وقد تكون هذه الرشاكة‬ ‫شكلية‪ ،‬وال تعني خصخصة‪ ،‬مبعنى نقل ملكية‬ ‫إىل القطاع الخاص”‪.‬‬ ‫وعن تأثري الخصخصة إيجاب ًيا عىل اقتصاد‬ ‫لبنان‪ ،‬فيؤكد حبيقة أنها تؤ ّثر كث ًريا‪ ،‬من خالل‬ ‫تخفيض الدين العام‪“ ،‬حيث نكون نسري عىل‬ ‫الطريق الصحيح‪ ،‬واملؤسسات املخصخصة ستكون‬ ‫إنتاجايتها أعىل‪ ،‬وستعطي مردودًا أكرب للدولة‪،‬‬ ‫وخدمات أفضل للمواطن”‪.‬‬ ‫وأضاف حبيقة‪ ،‬إن املوازنة الحالية ال تتحدث عن‬ ‫أمور يف اإلصالح اإلداري‪ ،‬واإلصالحات التي تحدثت‬ ‫عنها غري كافية‪ ،‬معترباً أن العمل عىل املوازنة جرى‬ ‫عىل مبدأ األقل خسارة ممكنة‪ ،‬مبعنى أنها “مل تحظ‬ ‫بتأييد سيايس أكرب‪ ،‬ألن السياسة لعبت دورها‬ ‫يف املوضوع”‪ ،‬مفض ًال لو أنه كان هناك إعادة توزيع‬ ‫أفضل للوزارات‪ ،‬وتعزيز للزراعة والصناعة‪ ،‬وتخفيف‬ ‫الهدر يف بعض الوزارات األخرى‪ ،‬وتوزيع املوظفني‬ ‫بشكل أفضل ضمن الدولة‪ ،‬ألن هذه األخرية‪ ،‬كام‬ ‫يرى حبيقة‪ ،‬متلك ً‬ ‫فائضا كب ًريا يف عدد من الوزارات‪،‬‬ ‫ونقصاً يف وزارات أخرى أساسية‪ .‬ورأى أن املوازنة‬ ‫أنجزت “يك متر بسهولة يف مجلس الوزراء‪ ،‬بأقل‬ ‫كلفة لسياستها وللفريق السيايس التي متثله”‪.‬‬ ‫واذ توقع أن متر املوازنة بسهولة يف مجلس الوزراء‬ ‫شدد يف املقابل عىل رضورة القيام بالجهود الحثيثة‬ ‫للوصول اىل موازنة أفضل إذ ال يجوز االستمرار يف‬ ‫نسبة عجز مرتفعة وقال‪ :‬كان من املمكن أن تتطرق‬ ‫املوازنة الحالية اىل أجور النواب السابقني‪.‬‬ ‫كام أنها مل تشكل بداية للحل الذي عىل‬ ‫الحكومة إنجازه للخروج من األزمة القامئة‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬مينح حبيقة عالمة ‪ 4‬عىل عرشة‬ ‫للموازنة‪ ،‬مشدداً عىل رضورة العمل املكثف‬ ‫للوصول إىل موزانة أفضل‪“ ،‬فال نستطيع امليض‬ ‫هكذا بعجز كبري”‪ .‬واملوازنة‪ ،‬بحسبه‪ ،‬مل تش ّكل‬ ‫حتى بداية للحل املوجع الذي يجب أن ندخل فيه‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫وزين‪ :‬إنها موازنة التسويات‬ ‫السياسية والتوافق الحكومي بعد‬ ‫غياب خمس سنوات‬

‫وزين‪ :‬موازنة تخلت عن اإلصالحات‬ ‫منسجمة مع الربنامج اإلصالحي لباريس ‪3‬‬

‫وغري‬

‫أما غازي وزين فتناول اإليجابيات والسلبيات وقال‪:‬‬ ‫موازنة طموحة وتوسعية حسب وزيرة املال ولكنها‬ ‫“انفالشية” أي أنها موازنة التسويات السياسية‬ ‫والتوافق الحكومي بعد غياب خمس سنوات‪ ،‬وتتضمن‬ ‫زيادة يف النفقات العامة بنسبة ‪ %14‬لتصل اىل‬ ‫‪ 18.652‬مليار لرية وزيادة يف اإليرادات بنسبة ‪%8.45‬‬ ‫لتصل اىل ‪ 13.779‬مليار لرية‪.‬‬ ‫وحدد اإليجابيات بالتايل‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال تتضمن املوازنة رضائب موجعة للمواطنني‬ ‫وابتعدت عن زيادة يف معدل الرضيبة عىل القيمة‬ ‫املضافة من ‪ 10‬اىل ‪.%12‬‬ ‫‪ -2‬اعتمدت يف تعزيز اإليرادات عىل بعض الزيادات‬ ‫الرضائبية (الرضيبة عىل فوائد الودائع من ‪ 5‬اىل ‪%7‬‬ ‫وعىل رسم التسجيل العقاري من ‪ 5‬اىل ‪ )%7‬ومنو‬ ‫االقتصاد وتحسني الجباية وتفعيله وإرشاك القطاع‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫‪ -3‬اهتمت بأولويات املواطنني انسجاما مع البيان‬ ‫الوزاري‪ ،‬فزادت‪:‬‬ ‫ اإلنفاق االستثامري (‪ )+%148‬أي ‪ 1214‬مليار لرية‬‫لتصل اىل ‪ 2033‬مليار لرية‪ :‬كهرباء ‪ -‬الطرق – املياه‪.‬‬ ‫ التقدميات االجتامعية (‪ )+% 24‬أي ‪ 224‬مليار لرية‪:‬‬‫الطبابة ‪ -‬األدوية ‪ -‬الضامن االجتامعي‪..‬‬ ‫‪ -4‬إعفاء من رسوم التسجيل يف املدارس الرسمية‬ ‫ورسوم االمتحانات للعائالت املتوسطة والفقرية‬ ‫الدخل‬ ‫‪ -5‬متويل اإلنفاق الجديد‪ :‬الرشاكة بني القطاع‬ ‫الخاص والقطاع العام رشط عدم تح ّول هذه الرشاكة‬ ‫اىل خطوة متهيدية للخصخصة‪.‬‬ ‫ويف السلبيات قال وزين‪:‬‬ ‫‪ -1‬موازنة تخلت عن اإلصالحات وغري منسجمة‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫مع الربنامج اإلصالحي لباريس ‪( 3‬االستمرار يف‬ ‫سياسة الدعم ‪ -‬إصالح الضامن االجتامعي ‪ -‬زيادة‬ ‫حجم القطاع العام ‪ -‬الخصخصة‪)....‬‬ ‫‪ -2‬قلق من تزايد العجز يف املالية العامة من‬ ‫‪ %8.56‬من الناتج املحيل عام ‪ 2009‬اىل ‪ %10.74‬أي‬ ‫عودة منحى العجز يف املالية العامة اىل التصاعد‬ ‫بعد سنوات من االنخفاض فض ًال عن انخفاض كبري‬ ‫للفائض األويل اىل ‪ 27‬مليار لرية مقابل ‪ 1323‬مليار‬ ‫لرية عام ‪.2009‬‬ ‫‪ -3‬الخشية من عدم القدرة عن احتواء تنامي الدين‬ ‫العام نسبة للناتج املحيل اىل ‪ %147‬والعودة اىل املنحى‬ ‫التصاعدي بعد تراجعات كبرية يف السنوات املاضية‬ ‫من ‪ %180‬من الناتج املحيل عام ‪ 2006‬اىل ‪ %147‬عام ‪،‬‬ ‫إذ يحتاج الناتج املحيل أن يتجاوز منوه ‪ %8.4‬عام ‪2010‬‬ ‫ليحافظ عىل استقراره‪ ،‬مقدراً ارتفاع الدين العام من‬ ‫‪ 51.1‬مليار دوالر اىل ‪ 55.1‬مليار دوالر أي بزيادة ‪ 4‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫‪ -4‬مغاالت وزيادات غري طبيعية لإلنفاق االستثامري‬ ‫التي تصل اىل ‪ 2033‬مليار لرية أي بزيادة ‪1214‬‬ ‫مليار لرية‪.‬ال متلك الحكومة القدرة عىل استيعاب أو‬ ‫استخدام نصف هذه االعتامدات يف األشهر الباقية‬ ‫من السنة (‪ 7‬اشهر)‪.‬‬ ‫يف املقابل أضاف وزين‪ :‬تستطيع الحكومة جدولة‬ ‫هذه الزيادات وتوزيعها للسنوات القادمة ما يساهم‬ ‫يف خفض العجز يف املوازنة الحالية وتحسني الفائض‬ ‫األويل (زيادة إنشاء األبنية وصيانتها ‪ %294‬أي ‪387‬‬ ‫مليار لرية بزيادة ‪ 289‬مليار لرية‪ ،‬زيادة إنشاءات املياه‬ ‫بنسبة ‪ %252‬لتصل اىل ‪ 177‬مليار لرية مقابل ‪50‬‬ ‫مليار لرية)‪.‬‬ ‫‪ -5‬زيادة الرضيبة عىل فوائد الودائع من ‪ 5‬اىل ‪%7‬‬ ‫غري رضورية (توفر إيرادات ‪ 268‬مليار لرية) ألن الفوائد‬ ‫يف سوق بريوت أصبحت قريبة من الفوائد يف‬ ‫املنطقة وقد يعيق هذا القرار يف املستقبل مجيء‬ ‫الودائع وتطال صغار ومتوسطي املودعني‪.‬‬ ‫كام تستطيع الحكومة يف املقابل فرض رضيبة‬ ‫عىل سندات الخزينة املحمولة من قبل القطاع املرصيف‬ ‫اللبناين البالغة نحو ‪ 30‬مليار دوالر ما يوفر لها إيرادات‬ ‫تراوح بني ‪ 300 -150‬مليون دوالر ورضيبة عىل الربحية‬ ‫العقارية وعىل تسوية املخالفات البحرية‪.‬‬ ‫‪ -6‬عدم تحديد سقف لسعر صفيحة البنزين اىل‬ ‫‪ 35‬ألف لرية‪.‬‬

‫قرم‪ :‬جرى االستغناء كلياً‬ ‫عن آليات مراقبة اإلنفاق العام‬ ‫الهامشية أص ًال‬ ‫وزير املال األسبق جورج قرم‪ ،‬رداً عىل سؤال لبنان‬ ‫حالياً عىل أبواب إقرار موازنة عام ‪ ،2010‬فكيف ميكن‬ ‫قراءة هذه املرحلة بعد ‪ 5‬سنوات متتالية من دون‬ ‫موازنات وبعيداً عن القاعدة االثني عرشية؟ أجاب‬ ‫أنه ال ميكن قراءة هذه املرحلة إال من زاوية واحدة‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب فني‬ ‫هي أن لبنان يعيش يف حالة مستمرة من املخالفات‬ ‫الدستورية الكبرية جداً‪ ،‬إذ أن عدم وجود موازنة‬ ‫مصدق عليها ال يعني أن الحكومة تستطيع أن تنفق‬ ‫كام تشاء‪ّ ،‬‬ ‫ألن مثة قاعدة دستورية واضحة تقول‬

‫القرم‪ :‬أسس موازنة عام ‪ 2010‬ال تزال قامئة عىل‬ ‫النهج نفسه الذي ا ُّتبع يف السابق‬ ‫إنه إذا تأخرت الحكومة يف إقرار املوازنة‪ ،‬فال ميكنها‬ ‫أن ترصف سوى وفق القاعدة االثني عرشية‪ ،‬أي وفق‬ ‫النفقات التي كانت معتمدة يف آخر موازنة ُأقرت‪ ،‬أي‬ ‫وفق موازنة عام ‪ ،2005‬فكيف وصلنا إىل زيادة ‪%83‬‬ ‫من اإلنفاق بني عام ‪ 2005‬و‪2009‬؟ كيف ميكن درس‬ ‫املوازنة املقدمة حالياً بتأخري كبري وتقوميها‪ ،‬من دون‬ ‫أن تعلن وزيرة املال ماذا حصل يف السنوات السابقة؟‬ ‫مستغرباً وجود مجلس نواب دون وجود أي نائب واحد‬ ‫يسأل عن سبب زيادة النفقات بهذا الشكل وسبب‬ ‫عدم االلتزام بالدستور‪ ،‬ووجود مجلس وزراء ناتج من‬ ‫وفاق وطني‪ ،‬دون وجود وزير يسأل وزارة املال ماذا حصل‬ ‫يف السنوات املاضية‪ ،‬وأين ذهبت النفقات اإلضافية؟‬ ‫وتابع القرم‪ :‬ما حصل يف السنوات املاضية مل‬ ‫ينحرص يف زيادة النفقات وعدم تطبيق الدستور يف ما‬ ‫يتعلق بالقاعدة االثني عرشية‪ ،‬إذ جرت زيادة اعتامدات‬ ‫مل تكن ملحوظة أص ًال يف موازنة عام ‪ ،2005‬ومنها‬ ‫مث ًال اعتامدات الهيئة املنظمة لالتصاالت‪ ،‬فكيف‬ ‫ميكن خرق القانون والدستور بهذه السهولة؟ مؤ ّكداً‬ ‫أنه استُغني باملطلق عن آليات مراقبة اإلنفاق العام‪،‬‬ ‫التي كانت هامشية يف السابق‪.‬‬ ‫ففي قانون املحاسبة الحايل‪ ،‬أضاف القرم‪ ،‬املفروض‬ ‫أن تقدم وزارة املال قطع حسابات للسنوات التي مل‬ ‫يكن فيها موازنة ليصدق مجلس النواب عىل اإلنفاق‬ ‫الذي حصل‪ ،‬لكن ذلك مل يحدث‪ ،‬واملفروض أن يراجع‬ ‫ديوان املحاسبة القيود ويربئ ذمة الحكومة ووزارة‬ ‫املال يف الحسابات‪ .‬الواضح ّأن مثة استهتاراً كبرياً‪،‬‬ ‫ولألسف فإن الناخبني يعيدون إىل مواقع السلطة‬ ‫القوى السياسية نفسها‪ ،‬فيام املجتمع املدين واقع‬ ‫تحت نفوذ املساعدات اآلتية من أوروبا وأمريكا‪.‬‬ ‫أما األحزاب السياسية‪ ،‬وخصوصاً التي كانت‬

‫‪60‬‬

‫معارضة‪ ،‬فهي بعيدة عن القضايا االقتصادية‪ ،‬وعتبي‬ ‫عليها كبري جداً‪ ،‬فقد الحظت يف اتصااليت مع‬ ‫أركان املعارضة أن عقلهم هو يف القضايا اإلقليمية‬ ‫الكربى أو املناورات السياسية املحلية الضيقة‪ ،‬فشد‬ ‫انتباه هذه الزعامات إىل القضايا االقتصادية صعب‬ ‫جداً‪ ،‬أما النقابات فغائبة متاماً‪.‬‬ ‫أسس موازنة عام ‪ 2010‬ال تزال قامئة عىل النهج‬ ‫نفسه الذي ا ُّتبع يف السابق‪ ،‬فخدمة الدين العام‬ ‫مت ّثل ‪ %47‬من نفقات املوازنة‪ ،‬كذلك فإن هيكلية‬ ‫الرضائب ال تهدف إىل تناول األرباح الرأساملية أو‬ ‫الريعية الطابع‪ ،‬فأكرب مصدر إثراء‪ ،‬وهو القطاع‬ ‫العقاري‪ ،‬مبنأى عن الرضيبة‪ ،‬وسوليدير جددت امتيازها‬ ‫الرضيبي ملدة ‪ 15‬أو ‪ 25‬سنة‪ ،‬فيام ال تطرق للرضيبة‬ ‫املوحدة عىل الدخل‪ ،‬واألمالك البحرية ال تزال محتلة‪،‬‬ ‫وإذا كان االقتصاد اللبناين مصنوعاً من أجل فئة مت ّثل‬ ‫‪ %4‬من الشعب اللبناين تتهرب من الرضيبة‪ ،‬وكل‬ ‫الرشائح األخرى تريد أن تتحمل الرضائب املبارشة‬ ‫وغري املبارشة‪ ،‬فنحن يف وضع شاذ ومجحف‪.‬‬ ‫وحول موضوع فرض الرضائب أو اعتامد الخصخصة‬ ‫أ ّكد القرم أن الجدال يف موضوع فرض الرضائب أو‬ ‫اعتامد الخصخصة هو جدال ملغوم‪ ،‬ألن الخصخصة‬ ‫تعني بيع أصول مثينة للدولة‪ ،‬وبالتايل ال ميكن وضع‬ ‫خيارات تراوح بني التنازل عن هذه األصول أو إجراء‬ ‫تعديالت يف مستوى الرسوم والرضائب‪ ،‬وخصوصاً يف‬ ‫ظل االبتزاز الذي يقوم به الفريق املنادي بالخصخصة‬ ‫للفريق األكرث حرصاً عىل ممتلكات الدولة‪ ،‬وهذا االبتزاز‬ ‫قائم عىل وهم‪ ،‬إذ أن زيادة الرضائب حصلت بنسبة‬ ‫مرتفعة جداً حني ُأقرت الرسوم عىل البنزين‪ .‬األكيد‬ ‫هو وجود خيار ثالث‪ ،‬وهو النظر بجدية يف آلية خفض‬ ‫كلفة الدين العام الذي يحصل عرب إعادة النظر يف‬ ‫سياسة الفوائد يف البلد‪.‬‬ ‫فاليوم أصبح مستوى الفوائد العاملي بني ‪ 0‬و‪1.5‬‬ ‫يف املئة‪ ،‬وهنا نسأل‪ :‬ملاذا مل يحصل أي خفض جدّي‬ ‫للفائدة يف لبنان؟ إذ ال تزال املصارف تجني هوامش‬ ‫أرباح هائلة من الدين العام‪ ،‬وما زلنا يف الحلقة‬ ‫املفرغة‪ ،‬بحيث مل يجرؤ أحد عىل كرسها‪.‬‬ ‫من هنا يجب أن يتحول جزء من الدين العام الذي‬ ‫بحوزة املصارف اللبنانية إىل دين عائم ودائم وبفائدة‬ ‫معقولة‪ ،‬ما يو ّفر أكرث من مليار دوالر سنوياً‪ .‬ويجب‬ ‫عدم إصدار سندات الخزينة إصداراً متالحقاً كام يجري‬ ‫حالياً‪ ،‬إضافة إىل خفض الفوائد املعتمدة عىل هذه‬ ‫اإلصدارات‪ ،‬إن كانت بالدوالر أو باللرية اللبنانية‪ ،‬وهذا‬ ‫يحتاج إىل مفاوضات بني الدولة واملرصف املركزي‬ ‫وجمعية املصارف بهدف إدارة الدين العام عىل أسس‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫وبعد كل ما تقدم هل ميكننا أن نشكر وزيرة املال‬ ‫التي تجاوبت مع املواطن والطرح الرضيبي البديل‬ ‫ملرشوع املوازنة السابق؟ هل ميكننا أن نشكر وسائل‬ ‫االعالم التي سهّلت التعبري عن الرأي املعارض للبنود‬ ‫الرضيبية التي كانت واردة سابقاً؟ كل ذلك يقف عىل‬ ‫مترير املوازنة‪ ،‬وإقرارها من قبل مجلس النواب‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬

‫وعي وطني‪ ،‬ثقافة جامعة‪ ،‬وعزم مستمر على حماية المقاومة‬ ‫ٌ‬ ‫د‪ .‬وسام حمادة‪« :‬أنا من أكثر ال ّداعين إلطالق جبهة المقاومة الثقافية»‬ ‫“وسام نعمة حامدة»‪ ..‬اسم مل َع يف إرشاقات الفن الوطني النابع‬ ‫من القلب العريب – اللبناين‪ ،‬املتأ ّلم عىل واقع أ ّمة رشذمتها األحقاد‬ ‫الطائفية‪ ،‬وتغلغلت املحسوبيات املذهبية والسياسية والحزبية بني أبناء‬ ‫العائلة الواحدة فيها‪.‬‬ ‫طبيب يعالج املرىض عىل املستوى الصحي‪ ،‬ويحاول من جهة‬ ‫هو‬ ‫ٌ‬ ‫أخرى من خالل أناشيده معالجة أمورهم وتنمية فكرهم ووعيهم عىل‬ ‫املستوى الوطني واألممي‪« .‬ملَ َس قبور املوىت‪ ،‬فتع ّل َم الحياة» كام قال يف‬ ‫تفجر‬ ‫أوبريت «قانا»‪ ،‬فإذا بها رصخ ُة آ ٍه أطلقها حامدة يف أوبريته‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ووجع ّ‬ ‫صدحت يف أرجاء قرص األونيسكو يف أوبريت رائعة‬ ‫كلامت‬ ‫غضباً يف‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫املغنى واملعنى‪.‬‬ ‫تحدّث عن أحالم الناس‪ ،‬فكان خري ناقلٍ ألوجاعهم وحرقتهم عىل‬ ‫الوضع الذي يعيشونه‪ ،‬حيث يعمل جاهداً عىل نقل الصورة الحقيقية‬ ‫شعب قاو َم العدو الصهيوين وصمد بوجه آلة الرعب األمريكية‪.‬‬ ‫لصمود ٍ‬ ‫أقام العديد من املهرجانات الغنائية الوطنية واالجتامعية‪ ،‬وم ّثل لبنان‬ ‫يف العديد من املهرجانات العربية والدولية‪ ،‬فحاز عىل العديد من الجوائز‬ ‫الدولية واملحلية‪ .‬التقينا الفنان الدكتور وسام حامدة‪ ،‬فكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫ماذا عن بدايات «وسام حامدة» وملاذا اختار‬ ‫خط الغناء عن املقاومة والوطن والشعب‬ ‫واألرض؟‬ ‫بدايتي كانت بداية كل مواطن عريب نشأ ويف‬ ‫آذانه صوت دائم للمعتدي عرب قذائفه وهدير‬ ‫طائرته وخطى أقدام جنوده عىل األرايض التي‬ ‫هي من حقنا خاصة يف جنوب لبنان‪ .‬تر ّب ُ‬ ‫يت‬ ‫عىل «القضية الفلسطينية»‪ ،‬ونشأ لديّ الوعي‬ ‫بأنها قضية سامية وعادلة وال يجوز التفريط‬ ‫بها‪ ،‬فتط ّورت عقلية «الثائر» عىل كل نشاز إن‬ ‫عرب الصوت أو الصورة أو الفعل‪ .‬كل ذلك‪ ،‬شكل‬ ‫لديّ عالقة خاصة بحركة الوطن واإلنسان أدّت‬ ‫يف النتيجة لتفجري هذه الحالة عرب املوسيقى‬ ‫وإن كان هناك محاوالت سابقة عرب النحت أو‬ ‫الرسم أو الرياضة أو حتى الكتابة‪ .‬من هنا كان‬ ‫ابتداء حركة «الوعي» لدى «وسام حامدة» يف‬ ‫زمن كان دامئاً صاخباً بالرصاعات واالعتداءات‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬والظلم اإلنساين الذي تع ّرضت له‬ ‫املنطقة وخاصة لبنان‪ .‬لقد ت ّو ُ‬ ‫جت هذه العالقة‬ ‫عرب رصخة موسيقية القت صدىً إيجابياً‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫تأثرت باملنظومة الغنائية الوطنية عرب الس ّيد‬ ‫درويش والشيخ إمام ومارسيل خليفة وأحمد‬ ‫قعبور وغريهم‪ .‬حركة هذا التأثر إضافة إىل‬ ‫سامعي املب ّكر لألغنية الوطنية الفلسطينية‬ ‫وحركات التحريض الفلسطيني عرب الفنون‪،‬‬ ‫جاءت ممزوجة بني العطاء الفكري والسيايس‬ ‫والثقايف والفني يف اتجاه واحد‪ .‬هذا العطاء كان‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬ ‫عرب إيصال الفكرة للناس بأسهل وسيلة‪،‬‬

‫واجبنا كمثقفني املساهمة‬ ‫يف حركة الوعي التي تواجه اليوم أسوا أنواع‬ ‫الهجامت‪.‬‬

‫بالفن الصحيح‪..‬‬ ‫نستطيع تحرير عقولنا‬ ‫برأيك‪ ،‬هل هذه األغاين تح ّرك الوعي لدى‬ ‫الناس؟‬ ‫الفنون بشكل عام هي أسهل الطرق لتطوير‬ ‫حركة الوعي أمام الخطاب الجامد إن كان عرب الرواية‬ ‫أو القصيدة أو اللوحة الفنية‪ .‬كل ذلك يشكل‬ ‫حالة تأثري مبارش‪ ،‬واألرسع بينها هو املوسيقى‪،‬‬ ‫التي هي املتسلل الوحيد بالوعي والالوعي لدى‬ ‫الناس ألنها تتغلغل بأحالمهم وآمالهم وتح ّرك‬ ‫مشاعرهم سلباً أم إيجاباً‪ ،‬ولذلك نالحظ وجود‬ ‫هجمة رشسة عىل األغنية بشكل عام‪ ،‬وتوجيه‬ ‫الذوق العام إىل منط معني من املوسيقى بحيث‬ ‫ال يتمكن مجدداً من االستمتاع بالفن الصحيح‪.‬‬ ‫من هنا اقول دامئاً أنه يجب مواجهة هذا النوع‬ ‫من الثقافة‪ ،‬واملواجهة برأيي ال تقل أهمية عن‬ ‫املواجهة العسكرية التي يقوم بها املقاومون‪ .‬من‬ ‫هنا‪ ،‬أنا من أكرث الداعني إلطالق «جبهة املقاومة‬ ‫الثقافية»‪ ،‬لتحرير العقل والثقافة والوعي‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬اللبنانيون بحاجة لتحرير عقولهم؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد تبينّ أنهم أكرث َمن بحاجة لتحرير‬ ‫حركة الوعي‪ ،‬والدليل عىل ذلك ما نشهده من‬

‫‪61‬‬

‫تناحر طائفي ومذهبي وق َبيل وعشائري‪ .‬أعتز‬ ‫كثرياً بلبنان ّيتي‪ُ ،‬و ُ‬ ‫لدت يف هذه املنطقة العربية‪،‬‬ ‫وال أتخىل عنها تحت أي شعار‪ ،‬ولكن هذا ال يلغي‬ ‫وجوب اإلشارة إىل مكامن الضعف يف أي مجال‪،‬‬ ‫وإال فيكون دور املثقف عملياً دوراً سلبياً‪ ،‬وال‬ ‫يعطي املفاعيل الحقيقية لدوره يف الحياة‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫أعترب كناشط يف العمل السيايس واالجتامعي‬ ‫والثقايف واملوسيقي إضافة للجانب الطبي‪،‬‬ ‫ّأن هذه هي الحركة اإلنسانية التي أستطيع‬ ‫من خاللها اجتياز مساحة مهمة ملواجهة ما‬ ‫نتع ّرض له من هجمة رشسة مدفوعة مبليارات‬ ‫الدوالرات و ُيع َمل عليها بشكل مكثف و ُم ّ‬ ‫نظم‪،‬‬ ‫ولألسف فقد حققوا انتصارات كثرية يف هذا‬ ‫املجال‪ .‬وهناك وَهْ ٌم لدى طبقة كبرية من املثقفني‬ ‫وعلامء االجتامع والسياسيني بوجود غرف سوداء‬ ‫داخل اإلدارات الغربية واألمريكية تحديداً وعىل‬ ‫رأسها الفكر الصهيوين‪ ،‬تعمل ليل نهار عرب‬ ‫علامء اجتامع ونفس وثقافة وفنون الخرتاق هذه‬ ‫األجيال وإبعادها عن املوسيقى األصيلة‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك عىل حساب الثقافة الصحيحة‪ ،‬بدون أن‬ ‫يلتفت لذلك‪.‬‬ ‫ثقافتنا اليوم يف أسوأ مراحلها‪ ،‬وإذا مل نطلق‬ ‫صفارة اإلنذار املدو ّية‪ ،‬أعتقد أننا ذاهبون إىل مكان‬ ‫قبيح جداً‪ .‬فمث ًال‪ ،‬عندما غزى الجيش األمرييك‬ ‫العراق‪ ،‬مل يدخل البنك املركزي وال القصور وال‬ ‫مراكز النفط‪ ،‬ال بل ترك كل ذلك‪ ،‬ودخل مبارشة‬ ‫إىل املتحف الوطني ليرسق ذاكرة عمرها بني‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب فني‬ ‫خمسة آالف وسبعة آالف سنة‪ ،‬و ّ‬ ‫رشدها يف‬ ‫العامل يف سبيل إلغاء ذاكرة الشعب العراقي‬ ‫وحضارتهم‪ .‬هم يعلمون أنه ال ميكنهم االنتصار‬ ‫عىل شعب ما بهدم بيوته‪ ،‬ألنها ُتبنَى من جديد‪،‬‬ ‫والدليل عىل ذلك ّأن معظمها تع ّمر بعد حرب‬ ‫أردت االنتصار عىل شعب ما‪،‬‬ ‫متوز ‪ .2006‬ولكن إذا‬ ‫ِ‬ ‫عليك تدمري ثقافته وذاكرته وحضارته وتاريخه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وعندها يصبح احتالله واستعامره واستيطان‬ ‫أرضه سهل بدون أن ُيراق نقطة دم‪ ،‬وهذا ما سعت‬ ‫إليه سابقاً كل الشعوب التي لديها أهداف‬ ‫االغتصاب واالستيالء عىل مقدّرات اآلخرين‪.‬‬ ‫من ُحسن حظنا أننا أمة تتمتع بتاريخ عمره‬ ‫آالف السنوات من األمجاد‪ ،‬بعكس األمريكيني‬ ‫الذين ميلكون تاريخاً‬ ‫مسجل مبئات السنوات من‬ ‫ّ‬ ‫ماليني القتىل من الهنود (السكان األصليني)‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬هناك أزمة ثقافة فيام بيننا والغرب‪ ،‬ونحن‬ ‫اليوم نعاين من أزمة النظام غري الواعي لحجم‬ ‫يأس من عدم‬ ‫هذه املأساة‪ ،‬إنها أزمة املثقف الذي َ‬ ‫إيجاد الحاضنة اإلعالمية الحقيقية إليصال صوته‪،‬‬ ‫وكله تحت شعارات الالآن ّية‪ .‬استم ّرينا يف وضع‬ ‫األعذار منذ ربع قرن‪ ،‬إىل أن وصل األمريك ّيون‬ ‫يسء إىل‬ ‫للعراق‪ ،‬وفلسطني اليوم تذهب من‬ ‫ّ‬ ‫أسوأ‪ ،‬ولبنان عاد ألف وأربعامية سنة إىل الوراء‪،‬‬ ‫والعامل العريب مرشذم ومفتت‪ ،‬وهذا دليل عىل‬ ‫يشء واحد هو االخرتاق الثقايف للوعي لدى‬ ‫قاعدة «الجمهور»‪.‬‬ ‫إذاً تعبري عن هذه الحالة هو ما يعيشه «وسام‬ ‫حامدة»‪ ،‬ويعكسه يف موسيقاه؟‬ ‫نعم‪ ،‬جزء من هذا الرصاع الذي أعيشه أعبرّ‬ ‫عنه من خالل املوسيقى‪.‬‬

‫نرش الوعي‪ ..‬رسالته األساسية‬ ‫َ‬ ‫رسالتك إذاً؟‬ ‫ما هي‬ ‫هي للوعي والذاكرة‪ .‬وال شك ّأن تضييق عملية‬ ‫الرصاع وحرصها بزاوية صغرية عىل حساب‬ ‫مساحة اإلنسانية بشكل عام هو تصغيري‬ ‫للمشكلة بحد ذاتها‪ ،‬وإلهاء عنها‪ .‬أزمتنا هي‬ ‫أزمة وعي يعود للوراء يوماً بعد يوم واألحزاب هي‬ ‫أكرث َمن يساهم يف ذلك‪ ،‬حتى أصبح الشباب‬ ‫بجميع فئاتهم متشابهني‪ ،‬ألنهم طائفيون‬

‫وسام نعمة حامدة‪ :‬طبيب لبناين ومؤلف موسيقي‪ ،‬من مواليد الجنوب – مارون‬ ‫الراس (‪ .)1962/03/16‬تخ ّرج يف طب األسنان عام ‪ ،1990‬ومن ثم أنهى دراسة علوم‬ ‫التجميل وتقويم األسنان يف العام ‪.1992‬‬ ‫الجانب املوسيقي‪ :‬تتلمذ يف العام ‪ 1974‬عىل يد األستاذ طاهر فهيم عىل‬ ‫آلة الكامن ضمن الفريق املدريس لغاية العام ‪ ،1980‬ووضع أول لحن عام ‪1982‬‬ ‫بعنوان «غريب يف الوطن»‪ ،‬ووصل رصيده الفني عام ‪ 2007‬إىل أكرث من ‪ 350‬عمل‬ ‫غنايئ‪ .‬كذلك قدّم موسيقى وغناء جنرييك ملسلسلني تلفزيون ّيني بعنوان «دموع‬ ‫العدالة» و»الذئب واألبرياء»‪ ،‬إضافة للعديد من الحلقات اإلذاعية الغنائية اليومية‬ ‫بعنوان «حيك أوتار» إلذاعة صوت الشعب‪ ،‬ومرسحيات بعنوان‪ :‬كن معي‪ /‬رقصة‬ ‫املساء‪ /‬غنائية مهدي عامل‪ /‬الربواز‪ /‬أوبريت قانا الشهيدة الشاهدة‪ /‬غنائية مريم‬ ‫العابدة‪ /‬غنائية قدس املحراب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذا ويتض ّمن رصيده عددا من األعامل املرسحية لألطفال‪ ،‬والكثري من األغنيات‬ ‫املص ّورة بطريقة الفيديو كليب بعنوان عَ الوعد‪ /‬قانا ‪ /‬اإلرهاب ‪ /‬حرائق ‪ /‬فجر‬ ‫االنتصار ‪ /‬صوت األرض‪.‬‬ ‫أصدر اسطوانات بعنوان‪ :‬حان الوقت ‪ /‬تقاسيم عىل الزمان ‪ /‬أحالم الناس ‪/‬‬ ‫و»قانا»‪ ،‬ويحض‪ :‬اسطوانة «عفوا أيب»‪ ،‬ومرسحيتَي «أدهم خنجر»‪ ،‬و»املارد»‪.‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪62‬‬

‫ومذهبيون وفئويون‪ ،‬وال يشكلون حالة إيجابية‬ ‫لتحريك املستقبل وتطويره‪ ،‬ال بل يشكلون حالة‬ ‫استنفار دائم لتحريك العصبيات والقبليات‬ ‫وتوجيه السالح باالتجاه الخاطىء‪ .‬من هنا‪ ،‬أح ّمل‬ ‫املسؤولية لكل املسؤولني الثقافيني واالجتامعيني‬ ‫والحزبيني والدينيني خصوصاً‪ّ ،‬‬ ‫ألن مسؤولية هؤالء‬ ‫– أي الدين ّيون ال تقل عن اآلخرين بتحريك عملية‬ ‫الوعي الجامعي تجاه املساحة األكرب للرصاع مع‬ ‫العدو اإلرسائييل والغريب‪ .‬لقد متكنوا من سحبنا‬ ‫من الفضاء األسايس للرصاع إىل مكان آخر‪،‬‬ ‫وكان للغرب اليد الطوىل يف املساهمة بذلك‪.‬‬ ‫ملاذا نخاف اليوم من الداخل وليس من الخارج إذا‬ ‫كم من الوعي الصحيح؟ مع األسف‬ ‫كنا منتلك ّ‬ ‫هناك حركتني متناقضتني من الوعي الوطني غري‬ ‫الجامع‪ ،‬وهذا الوطن يضيق يوماً بعد يوم‪ ،‬وذلك ال‬ ‫عالقة له بالرصاع العسكري العريب – االرسائييل‪،‬‬ ‫إذ هناك توازن رعب بيننا واإلرسائييل وأنا م ّمن‬ ‫تجاوز عقدة الخوف من العدو اإلرسائييل‪ ،‬ولكنني‬ ‫خائف جداً من مفاعيل ما يقوم به اإلرسائييل‬ ‫والغريب عىل الساحات العربية جميعاً‪ ،‬وهذه‬ ‫الساحات شبيهة ببعضها البعض فالكل جاهز‬ ‫لالنقضاض عىل كل يشء داخيل‪ ،‬متاماً كالذي‬ ‫يحصل يف اليمن والذي حصل يف الجزائر رداً عىل‬ ‫الحركات األصولية‪ ،‬وهذا ما خدم العدو وما زال‪.‬‬ ‫يف النهاية‪ ،‬الكل يقول أنه ال ميكن فعل يشء أو‬ ‫مواجهة ما يحصل‪ ،‬واملثقف ال يح ّرك ساكناً‪ ،‬مع‬ ‫وجود ُحامة الغرب والحركة اإلصالحية يف العامل‬ ‫العريب ملصلحة «إرسائيل»‪.‬‬ ‫كيف تعالج هذا الخلل من خالل أعاملك؟‬ ‫ال أدّعي أنني أمسك َمواطن هذا الخلل بالكامل‪،‬‬ ‫ولكن أحاول باستمرار تسليط الضوء عليه‪ ،‬وال‬ ‫أخجل أبداً أن أكون عربياً أكرث من أي مواطن‬ ‫ّ‬ ‫نحل القضية العربية العامة‪،‬‬ ‫عريب آخر‪ ،‬فإذا مل‬

‫ّ‬ ‫حل القضايا الصغرية الخاصة‪،‬‬ ‫لن نستطيع‬ ‫وعلينا جميعاً العمل الستعادة فلسطني بالرغم‬ ‫من وجود بعض املستفيدين من بقائها محتلة‬ ‫كـ»سمري جعجع» مث ًال‪ ،‬عل ًام ّأن جمهوره غري‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬ ‫مستفيد من بقاء الفلسطيني يف لبنان‪،‬‬ ‫ذلك يشكل تحريك غرائزي له للتحضري للمعركة‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫ماذا عن الجنوب واملقاومة يف فكر «وسام‬ ‫حامدة»؟‬ ‫شاءت الظروف أن أكون ابن بيئة جنوبية ألنني‬ ‫ُو ُ‬ ‫لدت يف قرية جنوبية اعتادت‬ ‫ّ‬ ‫تنشق هوائها من جبل‬ ‫عىل‬ ‫الشيخ‪ ،‬ومزارعوها يستيقظون‬ ‫عىل صياح الديك من فلسطني‪.‬‬ ‫أنا ج ّد فخور أنني من قرية‬ ‫ُ‬ ‫تناولت‬ ‫«مارون الراس»‪ ،‬ولكنني‬ ‫جميع القضايا العربية من لبنان‬ ‫ألفغانستان‬ ‫للعراق‬ ‫لفلسطني‬ ‫ألمريكا الالتينية وكل املناطق‬ ‫التي تعاين من االعتداء عىل‬ ‫ُ‬ ‫كنت أمتنى لو كنا‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫دولة لبنانية تكون الخيارات‬ ‫فيها مو ّزعة بطريقة صحيحة‬ ‫عىل الجنوب وباقي املناطق‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫جميعها مل تأخذ حقها‪ ،‬إذ ال‬ ‫يوجد سوى جيوباً سياسية‬ ‫مملوءة‪ .‬كم أمتنى لو ّأن أطفالنا‬ ‫يتغلبون عىل الشعور بالخوف‬ ‫من إمكانية قيام العدو مبجزرة‬ ‫جديدة‪ ،‬ولو ّأن شبابنا وشيوخنا‬ ‫يتمكنون من التنقل عىل الحدود‬ ‫الجنوبية بدون الحاجة لإلستعانة‬ ‫بـ»اليونيفل»‪ .‬أمتنى لو أننا دولة‬ ‫كسائر الدول ليعيش أوالدنا‬ ‫بسالم ويتنقلون بحرية يف‬ ‫أرايض الجنوب بدون أن يشعروا بهاجس القنابل‬ ‫العنقودية‪ .‬ها أنا اليوم أتكلم عن ابني الذي ال‬ ‫يستطيع أن يلعب هناك‪ ،‬وعن الفالح الذي ال‬ ‫يستطيع زرع أرضه‪ ،‬واملقاوم الرابض لي ًال نهاراً‬ ‫لحامية األرض والوطن‪ .‬ولألسف‪ ،‬يجلس الحكام‬ ‫ّ‬ ‫لينظروا عىل ذلك‬ ‫والسياسييون خلف الكرايس‬ ‫املقاوم البطل ويطلبوا سحب سالحه‪ ،‬متناسني‬ ‫أنه ترك عائلته فقط لحامية شعبه وأخوته‪ .‬وهنا‬ ‫نسأل‪ :‬هل هذا هو الوعي الذي يتمتع به املواطن‬ ‫اللبناين؟‬

‫حامدة‪« :‬السيايس الح ّر»‬ ‫ماذا عن وسام حامدة السيايس؟‬ ‫أنا دامئاً سيايس‪ ،‬ولكنني «السيايس» غري‬ ‫ا ُملر َتهَن لكريس الحكم‪ ،‬وهذا ما أسعى ّ‬ ‫ألن أكون‬ ‫عليه يك أبقى ح ّراً‪ .‬أنني غري مق ّيد وأدّعي دامئاً‬

‫أنني سليط اللسان حتى عىل أقرب الناس‪،‬‬ ‫لذلك مل آخذ اإلطار الحزيب الض ّيق ألي حراك‬ ‫سيايس أقوم به‪ ،‬وهذا ينعكس ضدّي يف كثري‬ ‫من األحيان ألننا يف بلد التصنيفات بدءاً من‬ ‫الجنس إىل الطبقة االجتامعية إىل األديان ومن‬ ‫ثم إىل األحزاب‪ .‬لألسف‪ ،‬هذا هو لبنان‪ ،‬فهم ال‬ ‫يرون اإلنسان بنفس ّيته بل بحسب تصنيفه‪،‬‬ ‫ولكنّ خياري كان بأن أكون مصنّفاً لهذا الوطن‬ ‫فقط‪ ،‬وحزيب هو أكرب حزب يف لبنان وأضعفهم‪،‬‬ ‫إنه «حزب الوطن»‪ .‬ال آخذ من املنظومات الحزبية‬

‫والسياسية واالجتامعية سوى الورود التي تليق‬ ‫بـ»سلة زهوري» املتنوعة االنتامءات‪ّ ،‬‬ ‫ألن الوطن‬ ‫أصبح بال لون وال رائحة وال طعم‪.‬‬

‫يرتق الفن بأشكاله كافة‬ ‫مل ِ‬ ‫لقطرة دم سقطت‬ ‫من شهداء قانا‬ ‫ماذا عن‬ ‫صدرت مؤخراً؟‬

‫أسطوانة‬

‫«قانا»‬

‫التي‬

‫أسطوانة «قانا» هي جزء مأخوذ من» أوبريت»‬ ‫غنايئ بعنوان «قانا» وهو عمل أطلق عىل خشبة‬ ‫مرسح قرص األونيسكو بحضور جمهور عريق‬ ‫من كل أطياف الوطن‪ ،‬وكان بإدارة املخرج الوطني‬ ‫حسام الص ّباح وبكلامت حسني حامدة‪ .‬لقد كان‬ ‫العمل جميل جداً وقمنا بإنجاز مهم حني جازفنا‬

‫‪63‬‬

‫وقدّمنا األوبريت مبارشة عىل خشبة املرسح يك‬ ‫ال تفقد إحساسها‪ ،‬ولذلك ارتدى املوسيق ّيون‬ ‫الرداء اإلغريقي‪ ،‬وكان التفاعل مع الجمهور جيد‬ ‫جداً‪ ،‬وكان املستوى رائعا حتى عىل مستوى‬ ‫الن ّقاد‪.‬‬ ‫بالتط ّرق ملوضوع «النقاد»‪ ،‬كيف تتلقى‬ ‫آرائهم؟‬ ‫ته ّمني جداً‪ ،‬وأتق ّبلها سلباً كانت أم إيجاباً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قمت‬ ‫ألنه مبج ّرد التع ّرض للنقد فهذا يعني أنني‬ ‫بلفت النظر واإلهتامم إ ّيل‪ .‬يف نهاية األمر‪ ،‬أنا ها ٍو‬ ‫يف املوسيقى وال أسعى لالحرتاف‬ ‫إال يف طب األسنان‪ .‬الفن‬ ‫بالنسبة يل رسالة‪ ،‬إذ كان لديّ‬ ‫خيارين‪ :‬إما تقديم الخطابات ضمن‬ ‫إطار سيايس حزيب‪ ،‬أو إيصالها‬ ‫بطريقة أسهل عرب الفن‪ .‬برأيي‪ ،‬مل‬ ‫يرتق الفن بأشكاله كافة لقطرة‬ ‫ِ‬ ‫دم مماّ سقط من شهداء قانا‪ ،‬من‬ ‫هنا كانت محاولتنا لتخليد هذه‬ ‫الذاكرة ألنني مؤمن بوجود جهة‬ ‫تعمل عىل محو ذاكرتنا‪ ،‬وهذا ما‬ ‫دفعنا للعمل عىل إنشاء الهيئة‬ ‫الوطنية إلحياء ذكرى ‪ 25‬أيار‬ ‫«عيد التحرير واملقاومة» وإحياء‬ ‫كل الذاكرة الوطنية‪ ،‬يف محاولة‬ ‫الستعادة حق هذا الوطن يف‬ ‫أن يكون هذا اليوم عيد رسمي‪،‬‬ ‫بعد أن قام الرئيس السنيورة‬ ‫بإلغائه وإضافة عيد ديني جديد‬ ‫إىل القامئة‪ ،‬متناسياً ّأن العيد‬ ‫الوطني الحقيقي الجامع هو عيد‬ ‫«التحرير» الذي قدّم فيه املقاومون‬ ‫أكرب التضحيات ومئات الشهداء‪.‬‬ ‫لقد مت ّكن السنيورة من إلغاء هذه‬ ‫الذاكرة بإمضاء بسيط مأموراً من‬ ‫اإلدارة األمريكية‪ .‬ال شك أننا سنعمل دامئاً عىل‬ ‫إحياء ذكرى التحرير لتذكري الصهيوين بأننا متكنّا‬ ‫من هزميته وكرس جربوته‪ ،‬وإيجاد توازن رعب فيام‬ ‫بيننا وإثبات أنفسنا عىل كامل مساحة الكرة‬ ‫األرضية‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬عىل اللبنانيني العمل‬ ‫عىل تطوير الوعي الثقايف لحامية ظهر املقاومة‬ ‫والسالح العسكري الوطني‪ ،‬من هنا أصبح‬ ‫كل ه ّمي منصباً عىل التفكري بكيفية حامية‬ ‫املقاومة من خالل فنّي وإعالمي‪ّ ،‬‬ ‫ألن دور اإلعالم‬ ‫مهم يف هذا اإلطار‪ ،‬وأنتم كـ «منرب التوحيد»‬ ‫لديكم املسؤولية األكرب يف هذا الصدد وأعتقد‬ ‫أ ّنكم عىل قدر كبري منها وثقتنا بكم كبرية جداً‬ ‫مرصون عىل إيصال صوتكم عرب جميع‬ ‫ألنكم‬ ‫ّ‬ ‫املجاالت‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬ع ّباس ّ‬ ‫خشاب‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫شهر المقاومة حَ ِفل بتكريم شهدائها من خالل معرض «بانوراما الحياة»‬

‫مقصر جداً في العمل على خدمتها»‬ ‫الفنان محمد الشاعر‪ « :‬الفن التشكيلي ّ‬ ‫جاء هذا املعرض بعد توقف معاريض الفردية لفرتة‬ ‫‪ 16‬سنة‪ ،‬وهو غني بكل ما للكلمة من معنى‪ ،‬حيث‬ ‫تض ّمن ‪ 57‬عم ًال‪ 34 ،‬منها لوحات زيتية‪ ،‬و‪ 23‬لوحة‬ ‫مرسومة بالفحم‪ ،‬فأنا معروف بالرسم بالفحم‬ ‫والباستيل (أي الفحم املل ّون)‪ ،‬وهذا ما جعلني من‬ ‫أشهر الفنانني يف مجال الرسم بالفحم‪ .‬لذلك‬ ‫اخت َريت إحدى لوحايت لرزنامة عاملية وكانت مرسومة‬ ‫بـ”الباستيل”‪ .‬ولكن هذه هي املرة األوىل التي أعرض‬ ‫بها هذه الكمية من الرسم بالفحم‪.‬‬ ‫ما رس تقنية الرسم بالفحم؟‬ ‫الفحم هو مادة ُتع َّلم يف األكادمييات واملعاهد‬ ‫والنحاتني‪ ،‬وهو من أصعب األمور ألنه‬ ‫للرسامني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنطالقة للرسم بالزيت وغريه‪ ،‬وخطورته أنه‬ ‫يكشف قدرة الرسام عىل الرسم الصحيح‪ .‬الفحم‬ ‫ما زال حتى اليوم ُيستعمل كدراسة فقط وال يعملون‬ ‫عىل الرسم النهايئ به‪ ،‬ولكنني أستعمله للوحات‬ ‫النهائية إلبراز القدرة الخاصة للفحم عىل إظهار‬ ‫احرتاف الفنان ألنها تبينّ الخطوط كام هي‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫محمد الشاعر و”بانوراما الحياة”‬

‫قبس املعاناة‬

‫أكرث من ثالثني سنة من احرتاف الفن‪،‬‬ ‫وهدف واحد هو تجسيد املقاومة والشهادة‬ ‫يف أبهى صورها بلوحات تألألت يف جميع‬ ‫معارضه لتك ّون تاريخاً مميزاً لفنان عشق‬ ‫الحياة وتل ّمس ق ّوتها من ق ّوة املقاومة‬ ‫شعوب أبت‬ ‫وصمود املجاهدين وعنفوان‬ ‫ٍ‬ ‫الخضوع والخنوع للعدو الصهيوين‪ ،‬فكانت‬ ‫تجسدت بريشة “محمد الشاعر”‪ ،‬ومل َعت‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫ملعان النرص واملجد وحب الحياة‪ .‬من مواليد‬ ‫الجنوب يف العام ‪ .1951‬اختريت إحدى‬ ‫لوحاته يف العام ‪ 1986‬لتز ّين “الروزنامة”‬ ‫العاملية للتضامن مع شعوب آسيا وأفريقيا‬ ‫وأمريكا الالتينية يف أملانيا‪ .‬لطاملا استغرق‬ ‫إرشافه عىل املعارض املشرتكة وقتاً كبرياً‬ ‫من تحضريه للمعارض الفردية‪ ،‬إال ّأن عودته‬ ‫اليوم مبعرض “بانوراما الحياة” جاءت مجيدة‪،‬‬ ‫مجسدة لكل معاين الوطنية والعروبة يف‬ ‫ّ‬ ‫داخله‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت الفنان محمد‬ ‫الشاعر وتنقلت بني لوحات معرضه يف‬ ‫قرص األونيسكو‪ ،‬وكان الحوار التايل‪:‬‬

‫فلنتحدّث عن مايض محمد الشاعر؟ وما‬ ‫سبب غياب لـ ‪ 16‬سنة عن تقديم معرضك الفردي‬ ‫“بانوراما الحياة”؟‬ ‫ُ‬ ‫بدأت الرسم يف عمر الخمس سنوات‪ ،‬فجاءت‬ ‫هواية الرسم التي تغلب عادة عىل تع ّلمها مبكرة‬ ‫لديّ ‪ .‬معرض “بانوراما الحياة” هو املعرض الفردي‬ ‫الرابع عرش‪ ،‬حيث كان معريض األول يف العام ‪،1966‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شاركت بحوايل‬ ‫كنت طالباً مدرسياً‪ ،‬وكذلك‬ ‫حني‬ ‫‪ 35‬معرضاً دولياً مشرتكاً تو ّزعت بني أوروبا وأمريكا‬ ‫وآسيا‪ ،‬إضافة إىل حوايل ‪ 100‬معرض مشرتك يف‬ ‫ُ‬ ‫درست الفن يف‬ ‫لبنان‪ .‬بالنسبة لتحصييل العلمي‪،‬‬ ‫األكادميية اللبنانية للفنون الجميلة‪ ،‬و منذ حوايل‬ ‫الثالثني سنة حتى اليوم الزلت عضواً يف اتحاد الفنانني‬ ‫العرب‪ ،‬وعضو الرابطة الدولية للفنون التشكيلية‪،‬‬ ‫ومنسقا عاماً‬ ‫وعضو جمعية الفنانني اللبنانيني‬ ‫ّ‬ ‫للجنة إحياء الرتاث الفلسطيني‪ ،‬ومن ثم انت ُ‬ ‫ُخبت‬ ‫أميناً للرس يف األمانة العامة لالتحاد العام للفنانني‬ ‫ُخبت رئيساً‬ ‫التشكيليني الفلسطينيني‪ ،‬ومؤخراً انت ً‬ ‫لفرع لبنان‪ُ .‬أرشف عىل تنظيم معظم املعارض‬ ‫املشرتكة اللبنانية والفلسطينية يف لبنان والخارج‪،‬‬ ‫وهذا ما س ّبب بتأخري معريض الفردي اليوم‪ ،‬حيث‬ ‫قد ُ‬ ‫ّمت آخر معرض فردي يف لبنان يف العام ‪،1994‬‬ ‫ُ‬ ‫قمت بإقامة معرض فردي يف “طهران”‪،‬‬ ‫عل ًام أنني‬ ‫ومن ثم تله ُ‬ ‫ّيت بتحضرياملعارض املشرتكة‪ ،‬وتقديم‬ ‫العديد من املرسحيات أيضاً‪.‬‬ ‫ما أهمية معرض “بانوراما الحياة” اليوم؟‬

‫‪64‬‬

‫املقاومة‪ ..‬ه ّمه األكرب‬ ‫الحظنا ّأن موضوع املقاومة هو الطاغي عىل‬ ‫املعرض‪ .‬ما سبب ذلك؟‬ ‫هم املقاومة منذ زمن طويل‪ ،‬و اإلنسان‬ ‫لقد رافقني ّ‬ ‫هو أكرث ما يه ّمني‪.‬‬ ‫كيف ينظر محمد الشاعر للمرأة يف لوحاته؟‬ ‫ُ‬ ‫كنت الوحيد‬ ‫هي مهمة جداً يف لوحايت‪ ،‬ولذلك‬

‫الذي نال شهادة تقدير من لجنة حقوق املرأة عام‬ ‫‪ ،1985‬لغزارة رسمي عن املرأة وإعطاءها حقها‪ .‬هي‬ ‫بالنسبة يل رمز األرض والوطن والعطاء والخصوبة‪،‬‬ ‫فعالقتها بأطفالها أكرث حميمية من عالقة الرجل‬ ‫بهم‪ ،‬ألننا عشنا مراحل قلقة وخوف دائم من املجازر‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬ومن هنا أجد ّأن املرأة هي أكرث َمن يتأمل‪،‬‬ ‫لكنني ويف ظل هذا الخوف املوجود لدى املرأة‪ ،‬ال أزرع‬ ‫اليأس بداخلها‪ ،‬وال أتخىل عن جاملها واندفاعها‬ ‫وصمودها ومقاومتها بالتش ّبث باألرض لحامية‬ ‫املقاومني واملجاهدين‪ .‬باإلضافة إىل أنني ال أتخىل عن‬ ‫وجود الطيور واألحصنة والقنديل والشمس وعنارص‬ ‫طبيعية أخرى مع املرأة والطفل‪ .‬أفكر دامئاً أن الصباح‬ ‫آت بعد الليل املعتم وأسعى باستمرار إلبراز ذلك من‬ ‫ٍ‬ ‫خالل استخدامي لعنارص النور واألمل‪.‬‬ ‫ما الفرق يف تجسيد هذا العنفوان الوطني فيام‬ ‫بني الفحم والزيت؟‬ ‫ال شك ّأن األلوان مفيدة جداً إلبراز املكان والشكل‬ ‫عىل حد سواء‪ ،‬إذ ال بد أن تكون لوحتي مريحة لنظر‬ ‫املشاهد بدون أن تزرع به أي قنوط‪ ،‬ولكن الفحم‬ ‫يخدم الرسام أكرث يف إبراز الخطوط ويساعده عىل‬ ‫تكسريها كام يشاء‪ ،‬وأنا ال أتخىل أبداً عن رسم‬ ‫العنفوان وتزيني أمل املأساة بطريقة فنية جميلة‪.‬‬ ‫إذاً من هنا أتت تسمية املعرض بـ”بانوراما‬ ‫الحياة”؟‬ ‫نعم‪ ،‬هي حقاً “بانوراما الحياة” ّ‬ ‫ألن الحياة مك ّونة‬ ‫من مشاعر كثرية وقد يغلب عليها األمل والقلق‬ ‫والخوف يف كثري من األحيان‪ ،‬ولكنني حريص جداً‬ ‫عىل االبتعاد عن هذا الخوف والتأكيد عىل كل يشء‬ ‫ُ‬ ‫قصدت‬ ‫جميل‪ ،‬وتجسيد أحالم األطفال‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫بكلمة “الحياة” استمرارها يف فلسطني ولبنان‪ ،‬ألنني‬ ‫ال أفصل بني غزة وقانا وغريها‪ ،‬وأعمل عىل إبراز صمود‬ ‫رسمت سابقاً‬ ‫ُ‬ ‫املقاومة اإلسالمية أينام ُو ِجدَت‪ .‬لقد‬ ‫مجازر صربا وشاتيال وغريها وال شك أن العدو ما زال‬ ‫واحداً‪ ،‬ألنه ميارس األساليب نفسها ولكن بتقنيات‬ ‫مختلفة ومتطورة‪ ،‬إال ّأن الشعوب ‪ -‬وإن نظرت بقلق‬ ‫مستقبل‬

‫لهذا العدو‪ ،‬إال ّأن التحدّي يكرب يوماً بعد يوم‪،‬‬ ‫ولذلك تجدين محبة كبرية يف داخيل لـ”قانا”‬ ‫التي تشبه غزة وغريها‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫وأن قانا هي‬ ‫قرية زوجتي وأبنايئ الذين فقدوا شهداء‬ ‫جس ُ‬ ‫دت املقاومني والشهداء‪،‬‬ ‫أصدقاء لهم‪ .‬لقد ّ‬ ‫وانبعاث روحهم مرة جديدة للتأكيد عىل أنهم‬ ‫رمز هذه األمة‪.‬‬ ‫ما رس اختيارك للحصان والطيور يف‬ ‫لوحاتك؟‬ ‫الطري هو دليل عىل اإلنسان‪ ،‬حيث‬ ‫ُ‬ ‫رسمت‬ ‫استعمله للداللة عىل اإلنسان حيث‬ ‫حي يرصخ ويقاوم وهذا دليل‬ ‫طري م ّيت وآخر ّ‬ ‫عىل الشهداء واملقاومة‪ .‬وهنا أبينّ رمزية املجازر‬ ‫البشعة التي يقوم بها العدو من خالل تجسيد‬ ‫اإلنسان بالطيور املجروحة‪.‬‬

‫يجسد‬ ‫الفن التشكييل ّ‬ ‫املقاومة بأشكال مختلفة‬

‫ونيضء الطريق‬

‫برأيك‪ ،‬إىل أي حد يستطيع الفن التشكييل‬ ‫تجسيد املقاومة ونقل األمل والوجع العريب‬ ‫املوجود؟‬ ‫الفن التشكييل رافق املقاومة الوطنية يف لبنان‬ ‫وفلسطني عىل مدار سنوات العدوان اإلرسائييل‪ ،‬وهذا‬ ‫ما دفعني ملواكبة أمل شعبي بجميع أشكاله‪ ،‬حتى‬ ‫لو كان هذا التجسيد هو أصعب أنواع الرسم املص ِّور‬ ‫للمقاومة واملجتمع‪ ،‬وال شك ّ‬ ‫بأن الفن التشكييل‬ ‫مقصرّ جداً يف العمل عىل خدمة املقاومة‪ ،‬خاصة‬ ‫يف غياب التناغم بني الفن والواقع املوجود عىل‬ ‫األرض‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عباس خشاب‬

‫إكليل مجد‬

‫سآتيكم‬

‫بعث الشهيد‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫تحدث عن مؤسسة سعادة للثقافة ونشاطاتها‬

‫نبيل رحال لـ«منبر التوحيد» ‪ :‬واجبنا تجاه‬ ‫«أنطون سعاده» إبقاء فكره ح ّياً في مجتمعاتنا‬ ‫والتنظيامت‬ ‫املؤسسات‬ ‫تعدّ دت‬ ‫الهادفة لتعزيز فكره ونرشه يف املجتمعات‬ ‫العربية‪ ،‬إال أنه يبقى “فكر الزعيم أنطون‬ ‫املرتسخ بعقول َمن آمن به وسار‬ ‫سعاده”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عىل دربه وط ّور عقيدته إلثبات بقائه يف‬ ‫نفس وضمري وعقل كل مواطن عريب‬ ‫مؤمن بهذه األرض العربية وبالقومية‬ ‫التي ُق ِت َل “الزعيم العريب” إلميانه بها‬ ‫والعمل لها‪.‬‬ ‫أنطون سعاده الذي كتب فيه األستاذ‬ ‫محمود رشيح‪“ :‬مل نسمع بعد أن زعي ً‬ ‫ام‬ ‫كان رسيره عتيقاً ومنحرفاً عند إحدى‬ ‫زواياه األربع‪ ،‬وكان يهتز كلام تن ّفس‪ ،‬ومل‬ ‫نسمع بعد أن زعي ً‬ ‫ام كان يتغطى مبعطفه‬ ‫ويهب حرامه لحارسه‪ ،‬ومل نسمع بعد أن‬ ‫زعي ً‬ ‫ام مل يكن رسيره ملكه بل من أثاث‬ ‫بيت استأجره”‪ .‬ذاك هو الزعيم الذي‬ ‫أراد الحاقدون عىل هذه األمة إزاحته من‬ ‫طريقهم‪ ،‬فكان أن أزالهم بفكره وبقاء‬ ‫عقيدته مستمرة‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫للثقافة”‬ ‫سعاده‬ ‫“مؤسسة‬ ‫تسري بفكر أنطون سعاده الذي كتب فيه‬ ‫الشاعر نعيم تلحوق‪:‬‬ ‫“قاموا جيالك‪ِ ،‬حملوا حاملك‪،‬‬ ‫رسموا بالفكر خيالك‪،‬‬ ‫رفضوا يكون املوت غيابك‪،‬‬ ‫شالوا من كتابك عنوان‪،‬‬ ‫وكربوا برسعة عَاكتابك‪”...‬‬ ‫سعاده‬ ‫“مؤسسة‬ ‫عضو‬ ‫التقينا‬ ‫رحال يف مركز‬ ‫نبيل‬ ‫األستاذ‬ ‫للثقافة”‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسة‪ ،‬لإلطالع عىل أهدافها وأعامل‬ ‫املؤمتر الذي عقدته يف قرص األونيسكو‬ ‫تحت عنوان “الواقع السيايس واالجتامعي‬ ‫وآفاق التغيري”‪ ،‬فكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ما هي “مؤسسة سعاده للثقافة”؟‬ ‫تأسست املؤسسة يف العام ‪ ،2000‬بعلم وخرب‬ ‫من وزارة الداخلية‪ ،‬وهي مجموعة من املثقفني‬ ‫األكادمييني وأصحاب املهن‪ ،‬الذين آمنوا بـ”فكر‬ ‫أنطون سعاده”‪ ،‬وعملوا عىل نرش هذا الفكر‬ ‫يف وسائل مختلفة سواء عن طريق املحارضات أو‬ ‫نرش آثار أنطون سعادة يف ‪ 12‬جزءا تضم كل ما‬ ‫كتبه وحارضه وقاله‪ ،‬أو نرش بعض الكتب التي‬ ‫ّ‬ ‫متت لهذه الكتب ِب ِصلة‪ ،‬أو عرب عقد املؤمترات‬ ‫والندوات املختلفة‪ .‬نحن لسنا تنظي ًام حزبياً‪ ،‬وال‬ ‫بدي ًال عن حزب قائم وال رديفاً له‪ .‬كل ما يف األمر‬ ‫أننا آمنّا بأ ّنه من واجبنا تجاه “أنطون سعاده” أن‬ ‫يبقى فكره السيايس واالجتامعي واالقتصادي‬ ‫متداوالً ويبقى ح ّياً يف مجتمعاتنا‪ ،‬بعد أن كاد‬ ‫ُيط َمس مع الوقت بهدف إلغائه‪.‬‬ ‫ماذا عن املؤمترات التي قمتم بها يف‬ ‫املؤسسة؟‬ ‫عقدنا سابقاً مؤمتراً يف قرص األونيسكو وكان‬ ‫فريداً من نوعه‪ ،‬ألننا استطعنا أن نأيت بعدد كبري‬ ‫من أساتذة الجامعات األكادمييني من كافة أقطار‬ ‫العامل العريب‪ .‬هؤالء جاؤوا ليقضوا أسبوعاً‬ ‫كام ًال معنا يف األونيسكو تحت عنوان املؤمتر‬ ‫“راهنية الدولة القومية”‪ ،‬أي البحث يف مفهوم‬ ‫الدولة القومية يف عاملنا العريب‪ ،‬وكان املحور هو‬

‫‪66‬‬

‫فكر أنطون سعاده يف هذا املجال‪ .‬والالفت ّأن هؤالء‬ ‫األكادمييني ‪ -‬الذين يف بعض األحيان قاوموا فكر‬ ‫سعاده‪ -‬أجمعوا عىل تقدّم أنطون سعادة لعرصه‬ ‫بخمسني عاماً‪ ،‬ولو أننا فهمناه فه ًام أكيداً لكان‬ ‫وجه العامل العريب حت ًام تغيرّ ‪ ،‬ألنه نظر إىل هذا‬ ‫العامل العريب كواقع أمم‪ :‬األمة املغربية (تونس‬ ‫والجزائر واملغرب)‪ ،‬ووادي النيل (السودان ومرص)‪،‬‬ ‫والجزيرة العربية‪ ،‬والهالل الخصيب‪ .‬بدأ أنطون‬ ‫سعاده بفكره يف منتصف الثالثينات‪ ،‬وبعد هذا‬ ‫الوقت كله بدأ العامل العريب يتجه نحو هذه‬ ‫الوحدات التي نادى بها سعاده‪.‬‬ ‫ماذا عن املؤمتر األخري الذي قمتم به يف قرص‬ ‫األونيسكو؟‬ ‫هذا املؤمتر يتناول الواقع االجتامعي والرتبوي‬ ‫واالقتصادي والسيايس يف لبنان‪ ،‬وكان اختيار‬ ‫املواضيع للمحارضات عىل هذا األساس‪.‬‬ ‫ما الهدف منه؟‬ ‫كان هدفنا إلقاء الضوء عىل املشاكل‬ ‫الداخلية‪ ،‬من الرتبية إىل السياسة واالقتصاد‬ ‫وغريه‪ّ ،‬‬ ‫ألن واقع لبنان يتعلق بالنسيج اللبناين‬ ‫املتكامل‪ ،‬والنظر إىل إمكانية التغيري‪ .‬فكام‬ ‫نعرف واقعنا مذهبي بامتياز‪ ،‬إذ أننا يف مجتمع‬ ‫قبيل مذهبي يقوم عىل العصبية املذهبية متاماً‬ ‫كام عرص الجاهلية‪ .‬ورغم مظهرنا الحضاري‬ ‫الجديد‪ ،‬إال أننا نبقى ضمن مفهوم املجتمع القبيل‬ ‫املذهبي‪ .‬لقد أردنا من خالل املؤمتر إلقاء الضوء‬ ‫عىل هذه األمور‪ ،‬وكيف ميكن التغيري عرب طرق‬ ‫متعددة وجهات مختلفة‪ .‬هذا املؤمتر امت ّد عىل‬ ‫يومني ضمن محارضات وجلسات متن ّوعة‪ ،‬وقد‬ ‫اخرتنا لها َمن هم من أهل البيت وخارجه يف‬ ‫معايشة هذه املواضيع‪ ،‬إذ أننا ال نلزم أحداً مبا‬ ‫نؤمن به‪ ،‬فمنربنا مفتوحا لجميع األفكار واآلراء‪،‬‬ ‫إذ ّأن بعض َمن حارض يف املؤمتر قد ال ينسجم‬ ‫مع فكر أنطون سعاده‪ ،‬ولكن ما يه ّمنا هو تحريك‬ ‫هذا التم ّوج الفكري يف املجتمع اللبناين للوصول‬ ‫إىل ما نصبو إليه جميعاً‪ ،‬أي أن يكون لنا دولة‬ ‫عرصية حديثة بكل معنى الكلمة‪ ،‬وأن ال يبقى‬ ‫ذلك حل ًام‪.‬‬ ‫هل سيبقى كذلك؟‬ ‫نعم رمبا يتحقق ذلك يف عرصكم كشباب يف‬ ‫املستقبل‪ ،‬وليس يف عرصنا الحايل‪.‬‬ ‫ماذا عن ا ُملحارضين الذين شاركوا يف املؤمتر؟‬

‫أردنا االستامع لكل اآلراء‪ ،‬ألنه عندما يصبح‬ ‫حوار األفكار املتناقضة حواراً هادئا ورصينا‪ ،‬حينها‬ ‫ميكن الوصول إىل نتيجة‪ .‬أما إذا كان الحوار نوعا‬ ‫من الخالف واالتهام والشتائم والظن باآلخر ورفض‬ ‫اختالف الرأي‪ ،‬فلبنان يبقى يف مكانه بني الرياح‬ ‫اآلسنة ويحكم عىل نفسه باملوت البطيء‪.‬‬ ‫القصد من الندوة الفكرية التي عقدناها عىل‬ ‫مدى يومني هو إبراز ما نعمل عليه ونسعى‬ ‫إليجاده يف مجتمعنا‪ ،‬وما عىل املرء إال السعي‬ ‫للخري‪.‬‬ ‫أين الطالب والشباب يف جدول نشاطاتكم‪،‬‬ ‫تبعاً ملفهوم الثقافة التي جاء اسم‬ ‫مؤسستكم بناءاً عليها “سعاده للثقافة”؟‬ ‫ّإن أكرث ما نعانيه أننا نسعى باستمرار يك نجعل‬ ‫من مؤسستنا مكاناً اللتقاء الشباب والتحاور‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر عن االتفاق أو االختالف‪ .‬ما‬ ‫معهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت سابقاً نحيا‬ ‫يصدم يف واقعنا أننا وكام‬ ‫يف مجتمع قبيل مذهبي بامتياز‪ ،‬بحيث ينتمي‬ ‫الطفل منذ تفتّح ذهنه لقبيلته وطائفته‪ ،‬وينشأ‬ ‫مرتبطاً ارتباطاً عضوياً ببيئته الض ّيقة املبنية‬ ‫عىل املذهب وليس عىل الطائفة‪ .‬من هنا‪ ،‬فإن‬ ‫اخرتاق هذا الكيان ا ُملتامسك مبفهومه املذهبي‬ ‫البحت يصبح أمراً صعباً علينا‪ .‬حتى ّأن األحزاب‬ ‫العقائدية والعلامنية‪ ،‬مل تستطع التخلص من‬ ‫هذا الواقع‪ .‬ونحن نسعى للتحاور مع الشباب ولنا‬ ‫عدة محاوالت يف هذا الصدد‪ ،‬بحيث أقمنا مث ًال‬ ‫ندوة شعرية لـ”ست شعراء” من عنرص الشباب‬ ‫ومن جميع التيارات‪ ،‬وقدّمنا لهم منرب مرسح‬ ‫املدينة‪ ،‬ليلقوا شعرهم‪ ،‬إضافة إىل مكتبتنا‬ ‫املفتوحة للجميع‪ ،‬وكل ما نطلبه منهم التع ّرف‬ ‫إلينا واالستفادة من ثقافتنا حتى لو رفضونا‬ ‫فيام بعد‪ ،‬فاألهم بالنسبة لنا أن يتع ّرف هذا‬ ‫يتحجم يف بيئته‬ ‫الجيل الجديد عىل اآلخر دون أن‬ ‫ّ‬ ‫الض ّيقة التي يفرضها واقع لبنان عليه‪.‬‬ ‫أتستطيعون برأيكم الوصول للتغيري الذي‬ ‫تنشدونه؟‬ ‫نحن ال نحارب ضد التيار‪ ،‬ولكن ال يجب أن نستمر‬ ‫يف االنحدار إىل الهاوية أكرث فأكرث‪ .‬نسعى ألن‬ ‫يأيت عنرص الشباب إلينا‪ ،‬ولكن لسوء الحظ نرى‬ ‫الشباب الذين يذهبون للتعلم يف الجامعات ونيل‬ ‫يتحجمون‬ ‫الشهادات وقيادة األمة يف املستقبل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وينتمون فقط النتصاراتهم يف مجالس الطالب‬ ‫وغلبة أحزاب عىل أحزاب أخرى‪ ،‬عل ًام ّأن َمن يغذي‬ ‫املتحجرة هي الرؤوس املتحكمة‬ ‫هذه العقول‬ ‫ّ‬ ‫بالقبائل والطوائف واملذاهب‪ .‬فالقبيلة سابقاً‬ ‫كانت مؤلفة من الرأس (املتحكم)‪ ،‬والصدور‬ ‫(الذين ينالون الوزارت واملناصب)‪ ،‬والبطون (الذين‬ ‫يأخذون الباقي)‪ ،‬واألفخاذ (الذين يهتفون يف‬ ‫وميجدون دون أن يعرفوا)‪ .‬هذا متاماً ما‬ ‫الشارع‬ ‫ّ‬ ‫يقوم عليه املجتمع اللبناين اليوم‪ ،‬إذ أنه ال يخرج‬ ‫بتاتاً عن املفهوم القبيل يف القرون الجاهلية‪ .‬ال‬ ‫مستقبل لهذا الوطن القائم عىل املحاصصة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نكل من محاولة التغيري واإلصالح‬ ‫لكننا لن‬

‫لألفضل‪ ،‬ألننا ال نزال نؤمن ّ‬ ‫بأن فكر أنطون سعاده‬ ‫ّ‬ ‫يف معظمه ال يزال صالحاً حتى اليوم لحل الكثري‬ ‫من املشاكل التي نعاين منها سواء عىل الصعيد‬ ‫املحيل الض ّيق أو العريب العام‪ّ ،‬‬ ‫ألن األمة العربية‬ ‫تشكل جبهة واحدة وتستطيع الوقوف س ّداً‬ ‫منيعاً بوجه كل املؤامرات واالستعامر‪ّ ،‬‬ ‫ألن لها‬ ‫من الرثوات الفكرية واملادية ما مي ّكنها أن تكون‬ ‫قائدة للعامل‪ ،‬إال ّأن مشكلتها هي السقوط‬ ‫مبسائل الطائفية والدين الذي ُيوضع يف خدمة‬ ‫املآرب الشخصية‪.‬‬ ‫هل تؤمنون بأنكم قادرون عىل إحداث ثورة‬ ‫ما يف هذا النظام الطوائفي املتغلغل يف‬ ‫مجتمعاتنا؟‬ ‫نحن ال ندّعي أننا سنحدث ثورة‪ ،‬ألننا لسنا‬ ‫حزباً ثورياً‪ ،‬بل إننا مدرسة فكرية جرئية يف طرح‬ ‫أفكارها وتستمع لآلخر املختلف‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬قامت “منرب التوحيد” بتغطية‬ ‫أحداث املؤمتر الذي قامت به املؤسسة‪ ،‬وتابعت‬

‫‪67‬‬

‫محارضات الجلسات التي تناولت مواضيع الدين‬ ‫والطائفية واإلعالم واالنتخابات والتعليم وغريها‬ ‫من األمور الواقعية اللبنانية‪ .‬هذا املؤمتر الذي‬ ‫افتتحته رئيسة املؤسسة هيام نرصر الله‬ ‫محسن بحضور الوزير عدنان الس ّيد حسني الذي‬ ‫قال يف موضوع الطائفية املنترشة بني اللبنانيني‪:‬‬ ‫“سيبقى املسيحي خائفاً عىل مصريه طاملا أنه‬ ‫جزءا من كيان أقلوي‪ ،‬ومل يبلغ مرحلة املواطنة‬ ‫الحقة‪ ،‬وسيبقى املسلم خائفاً من نزاع ظاهر‬ ‫أو مسترت‪ ،‬نزاعا عىل الصالحيات واالمتيازات‬ ‫والزعامات‪ ،‬طاملا مل يصل إىل املواطنة الحقة يف‬ ‫مجتمع مدين ُمعاىف”‪.‬‬ ‫أخريا ميكن القول أن جلسات املؤمتر ومحارضاته‬ ‫كانت بعضا مام خاضه الزعيم انطون سعاده يف‬ ‫رصاعه الفكري الفلسفي والسيايس إلعطاء‬ ‫الحياة معناها العلمي‪.‬‬

‫حوار ومتابعة‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬ع ّباس خشاب‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب صحة‬

‫أين ستصل األبحاث العلمية للخاليا الجذعية؟‬

‫البروفسور مروان الص ّبان‪ :‬ال شيء يصعب على العلم‬ ‫وما يلزمنا الوقت والدعم المادي‬ ‫يعمل عىل دراسة الخاليا الجذعية مع آلته األكرث تطوراً‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬للبحث يف كيفية “تحدّث الخاليا لبعضها‬ ‫البعض” كام يقول‪ .‬وصلت أبحاثه ملرحلة متقدّمة جداً من‬ ‫التط ّور‪ ،‬فأ ّلف فريقه املو ّزع بني العمل عىل الخاليا الجذعية‪،‬‬ ‫والرسطان‪ ،‬والعالقة فيام بينهام‪.‬‬ ‫لقد تطور موضوع الخاليا الجذعية بشكل كبري يف‬ ‫ّ‬ ‫معطلة‬ ‫عرصنا هذا‪ ،‬إىل أن أصبحت قادرة عىل إصالح أعضاء‬ ‫وبحاجة للتجديد‪ .‬هي تقنية يعمل عليها الربوفسور مروان‬ ‫الص ّبان يف قسم “املورفولوجيا” البرشية يف كلية الطب‬ ‫– الجامعة األمريكية يف بريوت‪ ،‬مبساعدة فريق متخصص‬ ‫من األطباء وطالب املاجستري والدكتوراه‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬التقيناه يف مختربه يف الجامعة حيث ّأطلعنا‬ ‫عىل ماهية هذا املوضوع‪ ،‬وأين وصل يف أبحاثه حتى اآلن‪،‬‬ ‫وكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫عال َم يعمل د‪ .‬مروان الص ّبان؟‬ ‫أدرس الخاليا الجذعية‪ ،‬الطب التجددي‬ ‫والرسطان‪ ،‬وأدرس إمكانية تأثري الخاليا الجذعية‬ ‫عىل الخاليا الرسطانية‪.‬‬ ‫هل من املمكن أن تتحول الخاليا املأخوذة من‬ ‫جسد املريض ألورام رسطانية بعد خروجها‬ ‫منه ومن ثم إعادتها إليه؟‬ ‫هذا بحسب أي نوع من الخاليا الجذعية‬ ‫نستعمل‪ .‬فالخاليا الجذعية أنواعاً متعددة‬ ‫تتوزع بني الخاليا الجنينية والخاليا البالغة‪ .‬الخاليا‬ ‫الجنينية هي خاليا غري متطورة وقد تتحول لخاليا‬ ‫عديدة كخاليا األعصاب أو العضل أو العظم‬ ‫أو غريها‪ .‬أما الخاليا البالغة‪ ،‬فتفقد قابليتها‬ ‫للتح ّول إىل أنواع عديدة أخرى من الخاليا‪ ،‬حيث‬ ‫تصبح أكرث تخصصاً يف الجسم‪ .‬مث ًال‪ ،‬يف حال‬ ‫تع ّرض املريض ألزمة قلبية حت ًام ستموت الخاليا‬ ‫العضلية للقلب‪ ،‬ولكن يوجد خاليا جذعية تعمل‬ ‫لتصحيح القلب وإعادته لوضعه الطبيعي يف‬ ‫حال كان العطل بسيطاً‪ ،‬أما إذا مل يكن كذلك‪،‬‬ ‫فهناك خاليا جذعية يف النخاع العظمي “‪bone‬‬ ‫‪ ،»marrow‬تدخل إىل القلب من خالل الدم‪ .‬ما‬ ‫نحاول فعله هو زيادة كمية هذه الخاليا التي ميكن‬ ‫ّ‬ ‫تعطل بشكل‬ ‫أن تتجدد ونط ّورها إلصالح ما‬ ‫أرسع‪ ،‬وهنا نر ّكز عىل قدرة الجسد عىل تق ّبل‬ ‫الخاليا الجديدة للمحافظة عىل جهاز مناعته‪ .‬من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هنا‪ ،‬أقوم بأخذ خاليا خاصة بجسد املريض‪ ،‬أعمل‬ ‫عليها ومن ثم أعيدها إليه فتكون بذلك خاصة به‬ ‫وليست مأخوذة من جسد آخر‪ ،‬مع سعيي الدائم‬ ‫لوضع تلك الخاليا يف املكان الصحيح‪ ،‬وبطريقة‬ ‫مت ّكنها من تطوير نفسها وتطوير العضو التي‬ ‫أصبحت موجودة فيه‪.‬‬ ‫ماذا عن األبحاث التي تقومون بها يف‬ ‫الجامعة األمريكية يف بريوت؟‬ ‫لدينا اليوم العديد من األبحاث‪ ،‬كالتي نعمل‬ ‫عليها مع الدكتور باسم ّميوت ومجموعة من‬ ‫الطالب‪ ،‬خسارة الخلية العصبية للغطاء الخاص‬ ‫بها‪ ،‬مام يسبب األمل والشلل «‪،»sclerosis multiple‬‬ ‫ويف هذه الحالة نأخذ الخاليا الجذعية من جسد‬ ‫املريض لنقوم بتكبريها وزيادة عددها‪ .‬وميكن أخذ‬ ‫هذه الخاليا من النخاع العظمي‪ ،‬لوضعها يف‬ ‫مكان الخلل أي داخل النخاع الشويك‪ ،‬وهنا يعمل‬ ‫قسم من هذه الخاليا الجديدة عىل إفراز املادة التي‬ ‫تغطي الخلية العصبية‪.‬‬ ‫هل تط ّبقون اختباراتكم عىل البرش أم عىل‬ ‫الحيوانات فقط؟‬ ‫قمنا بإجراء األبحاث عىل الحيوانات‪ ،‬وبعد أن‬ ‫نجحت لدينا بعض املرىض ذو الحاالت الصعبة‬ ‫جداً (حوايل ‪ )12‬م ّمن خضعوا وسيخضعون لهذه‬ ‫العمليات‪ .‬كذلك‪ ،‬نعمل عىل أخذ خاليا جذعية‬ ‫أصحاء‪ ،‬ونضعها يف ال ّربادات أو‬ ‫من أشخاص‬ ‫ّ‬

‫‪68‬‬

‫البنك الستعاملها يف حال احتاجوا إليها الحقاً‪.‬‬ ‫وهذا ما يفعله األطباء مع النساء املولدات‬ ‫حيث يتم أخذ ع ّينات الدم من الحبل الرسيري‬ ‫«‪ »cord umbilical‬ويستخرجون الخاليا الجذعية‬ ‫حيث يتم تخزينها يف البنك يف حال احتياجها‪،‬‬ ‫وغالباً ما أعمل عىل الخاليا البالغة من جسم‬ ‫اإلنسان البالغ‪ ،‬باستخراجها من الدم أو النخاع‬ ‫العظمي‪.‬‬ ‫أصبح بإمكان حفنة من الجينات تحويل‬ ‫خلية برشية بالغة إىل خلية قادرة للتح ّول إىل‬ ‫أي نوع من خاليا الجسم البرشي‪ .‬كيف تتأقلم‬ ‫هذه الخاليا الجديدة مع الجسم‪ ،‬وهل تعكس أي‬ ‫آثار سلبية عليه؟‬ ‫نحن نأخذ خاليا ال عالقة لها بالخاليا الجذعية‪،‬‬ ‫دخل عليها جينات معينة تح ّولها لخاليا‬ ‫و ُن ِ‬ ‫جذعية‪ .‬هذا سيناريو ممتاز ألنه يتم بسهولة تامة‬ ‫وال حاجة إىل الخوف من رفض مناعة الجسم لها‬ ‫ألنها خاليا من الشخص نفسه‪.‬‬ ‫هل ميكن نقل هذه الخاليا من جسد مريض‬ ‫لجسد مريض آخر؟‬ ‫نعم‪ ،‬ولكن يجب أن تكون متشابهة ّ‬ ‫ألن الجسم‬ ‫ُمربمج عىل محاربة كل ما هو غريب عنه‪ .‬إذا كان‬ ‫الشخصان ميتلكان خاليا ذات ميزات متشابهة‪،‬‬ ‫فلن يحصل أي رفض من الجسد اآلخر‪.‬‬ ‫ماذا عن إمكانية تح ّول الخاليا الجذعية ألورام‬

‫رسطانية؟‬ ‫ال يوجد أي سبب للخوف من إمكانية تح ّول‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬ ‫الخاليا الجذعية البالغة ألورام رسطانية‪،‬‬ ‫لوقت معني حيث يتوقف عمله‪،‬‬ ‫برنامجها يصل‬ ‫ٍ‬ ‫يف حني متلك الخاليا الجنينية قدرة عىل التكاثر‬ ‫برسعة كبرية جداً‪ ،‬وقد تتحول ألورام رسطانية‬ ‫يف بعض األحيان‪ .‬من هنا‪ ،‬أحاول قدر املستطاع‬ ‫تخطي هذا املوضوع يف مختربي‪ّ ،‬‬ ‫ألن العلم مل‬ ‫يتطور مبا فيه الكفاية ملواجهة إمكانية تح ّول‬ ‫الخاليا الجنينية ألورام رسطانية عل ًام أنه قد يصل‬ ‫لذلك‪ .‬إن أكرث استعامالتنا للخاليا الجنينية‬ ‫تتم يف األبحاث املخربية عىل الحيوانات‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫هناك جانب أخالقي يف املوضوع‪ّ ،‬‬ ‫ألن هذه الخاليا‬ ‫ُتستخ َرج من «البويضة»‪ ،‬إذ أن هناك َمن يبيع‬ ‫خالياه متاماً كالذي يبيع دمه‪ .‬لذلك أستعمل‬ ‫الخاليا املأخوذة من املريض نفسه يك ال نتع ّرض‬ ‫ملشاكل التفاعل املناعي‪.‬‬ ‫أ ّيه أسهل‪ ،‬نقل الخاليا من عضو ما يف جسد‬ ‫املريض للعضو الذي تريد إصالحه‪ ،‬أو من عضو‬ ‫مريض آخر؟‬ ‫كل ما أقوم به هو أخذ خاليا غري متطورة‪،‬‬ ‫بحيث أستعمل مواداً من األعضاء التي أريد‬ ‫إصالحها كالكبد أو البنكرياس أو غريها‪ ،‬وأضيف‬ ‫إليها مواداً‬ ‫ُ‬ ‫أجريت دراسات متعددة عليها‪ ،‬ومن‬ ‫هنا تتحول الخاليا املوجودة لديّ لخاليا شبيهة‬ ‫بخاليا العضو قيد اإلصالح‪ ،‬ومن ثم أعيدها لجسد‬ ‫املريض‪ .‬أفكر بالخاليا كأنها برش‪ ،‬بحيث ّأن الولد‬ ‫الصغري هو «الخاليا الجنينية»‪ ،‬وهذا «الولد» يتح ّول‬ ‫إىل ما تريدينه بحسب تربيتك له والبيئة التي‬ ‫ُ‬ ‫عملت يف نفس املجال عىل‬ ‫يعيش فيها‪ ،‬من هنا‬

‫الربوفسور مروان عيد الص ّبان‪ :‬حاز‬ ‫عىل دراساته العليا يف «الكيمياء الحيوية‬ ‫الرسيرية ‪»Clinical Biochemistry‬‬ ‫من جامعة «أوكسفورد»‪ ،‬ود ّرب (ما‬ ‫بعد الدكتوراه) يف جامعة كورنيل‬ ‫(كلية علم األدوية)‪ .‬كان باحثاً يف‬ ‫جامعات‪« :‬ألربت أينشتاين»‪ ،‬و»وينرثوب‬ ‫يونيفرستي»‪.‬‬ ‫حالياً‪ ،‬يتوىل د‪ .‬الص ّبان منصب‬ ‫بروفسور يف قسم «املورفولوجيا»‬ ‫البرشية يف كلية الطب ‪ -‬الجامعة‬ ‫األمريكية يف بريوت‪ ،‬و ُيدير قسم‬ ‫«‪ »Biological imaging‬يف الجامعة‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫تقوم أبحاثه عىل دراسة تفاعل الخاليا‬ ‫مع بعضها البعض ومع محيطها‪،‬‬ ‫إضافة لدراسة تط ّور «الخاليا الجذعية»‪،‬‬ ‫و»انتشار الرسطان يف أعضاء الجسم»‪.‬‬

‫خاليا رسطانية‬ ‫معرفة املواد التي ميكن استخدامها لتطويرها‬ ‫واالستفادة منها‪ .‬إذاً‪ ،‬أضع هذه الخاليا يف البيئة‬ ‫التي مت ّكنها من التح ّول للخاليا التي أريد‪.‬‬ ‫ما هي األعضاء التي تعملون عىل إصالحها‬ ‫وإعادة عملها بشكل طبيعي؟‬ ‫أكرث ما عملنا عليه حتى اآلن هو‪ :‬العظم‪،‬‬ ‫الغرضوف‪ ،‬ومن ثم تط ّورنا ملرحلة «الدم»‪ ،‬حيث‬ ‫أخذنا خاليا جذعية منه وحاولنا تحويلها لـ»كريات‬ ‫حمراء وبيضاء» مام له أبعاد قوية جداً ّ‬ ‫ألن الكريات‬ ‫البيضاء تعني «املناعة»‪ ،‬وهناك مرىض كرث‬ ‫يقومون بعمليات «زراعة النخاع العظمي»‪،‬‬ ‫وهذه الفرتة تكون صعبة عليهم ألنهم يتعالجون‬ ‫مبواد تقتل خاليا هذا النخاع‪ ،‬مام يفقدهم املناعة‬ ‫ويع ّرضهم بالتايل ملخاطر عديدة‪ .‬من هنا‪ ،‬نعمل‬ ‫عىل أخذ خاليا من جسد املريض قبل إجراء‬ ‫العملية‪ ،‬ونح ّولها لـ»كريات بيضاء» لنعيدها‬ ‫إليه يف فرتة خسارته للمناعة‪ ،‬مام يساعده عىل‬ ‫املحافظة عىل حد أدىن من املناعة إىل أن يقوم‬ ‫نخاعه العظمي بتجديد مناعته‪.‬‬ ‫ماذا عن «كريات الدم الحمراء»؟‬ ‫هناك اهتامم كبري مبوضوعها‪ّ ،‬‬ ‫ألن الدم أصبح‬ ‫سلعة صعبة جداً‪ ،‬خاصة بوجود “الفريوسات”‬ ‫وعدم إمكانية تخزينه لفرتة طويلة‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫ندرس مدى إمكانية إنتاج خاليا “دم حمراء” يف‬ ‫املخترب‪ ،‬بحيث يتم تخزين خاليا كل مريض يف‬ ‫“بنك الدم”‪ ،‬ومن ثم استخدامها عند الحاجة‬ ‫فيستخدم دمه الخاص‪ .‬بعدها‪ ،‬فك ّر ُت باألمراض‬ ‫األكرث صعوبة‪ ،‬أي الكبد‪ ،‬حيث يوجد مث ًال يف‬ ‫أمريكا ‪ 22‬ألف مريض يعاين من أمراض “الكبد”‪،‬‬ ‫ويف مقابلهم ‪ 3000‬متربع فقط‪ ،‬وهذا ما يزيد‬ ‫ُ‬ ‫عملت عىل تطوير فكرة‬ ‫الحاجة إليه‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فاستخدمت خاليا جذعية بإضافة‬ ‫خاليا “الكبد”‪،‬‬ ‫مواد جديدة تح ّولها لخاليا “كبد”‪.‬‬ ‫كم استغرقت هذه الدراسة؟‬ ‫ما يقارب السنتني‪ ،‬وسنبدأ بتطبيقها عىل‬

‫‪69‬‬

‫تكبري خاليا جذعية يف مفاعل حيوي تحت تأثري‬ ‫عدم الجاذبية الستعاملها يف املعالجة أو إلجراء‬ ‫االختبارات (وهي ُتستعمل الستخراج األنسولني‬ ‫«البنكرياس»)‬ ‫املرىض بشكل مبارش بعد أن نتأكد من مدى‬ ‫مفعولها‪ ،‬وأعمل اليوم عىل أخذ املوافقة من‬ ‫إدارة الجامعة لبدء اختبارها عىل الحيوانات‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تطبيقها عىل املرىض‪.‬‬ ‫مباذا يفيد ذلك؟‬ ‫ما أفكر بالقيام به هو أخذ خاليا “الكبد”‬ ‫واستخدامها الختبار األدوية‪ ،‬للتأكد من التأثري‬ ‫اإليجايب أو السلبي لألدوية عىل املريض‪.‬‬ ‫ماذا عن مرىض السكري؟‬ ‫مرض السكري نوعني‪ ،‬أحدهام حني يتوقف‬ ‫الكبد عن إفراز مادة “األنسولني”‪ ،‬فريتفع بذلك‬ ‫معدل السكري لدى املريض‪ ،‬ويف هذا اإلطار قمنا‬ ‫بأخذ خاليا جذعية ومعالجتها لتتمكن من فرز‬ ‫مادة “األنسولني” يف مختربنا داخل ما نس ّميه‬ ‫بالـ”الصحن” الذي نضع الخاليا يف داخله ونضيف‬ ‫إليها “السكر” لتتمكن من فرز “األنسولني”‪.‬‬ ‫ونعمل أيضاً عىل أخذ املوافقة لتطبيق هذا‬ ‫االختبار عىل الحيوانات والتأكد من مدى فاعليته‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب صحة‬ ‫ونجاحه قبل تطبيقه عىل املرىض‪.‬‬ ‫هل وافقت مستشفى الجامعة األمريكية‬ ‫عىل تطبيق إحدى هذه االختبارات عىل املرىض‬ ‫؟‬ ‫نعمل يف فريقنا مع الدكتور محمد خليفة‬ ‫والدكتور سامي عازار عىل موضوع “البنكرياس”‪،‬‬ ‫ومع الدكتور سمري العلم عىل موضوع “القلب”‪،‬‬ ‫وقد أخذنا املوافقة عىل املوضوع الثاين ونحن‬ ‫بانتظار وجود مريض “قلب” إلجراء العملية له‪،‬‬ ‫بأخذ خالياه ومعالجتها ومن ثم حقنها داخل‬ ‫القلب لتجديدها‪ .‬مل يعد األمر متوقف عىل‬ ‫إمكانية القيام بذلك‪ ،‬إمنا ما يجب السؤال عنه‬ ‫رصف‬ ‫هو الفرتة الزمنية والقيمة املادية التي ُت َ‬ ‫لذلك‪ّ ،‬‬ ‫ألن اختبارات الخاليا الجذعية تك ّلف مليارات‬ ‫الدوالرات إن لجهة املواد املستعملة إلبقاء الخاليا‬ ‫عىل قيد الحياة‪ ،‬أو لجهة اآلالت املخزِّنة لها‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫متكنت من اإلستحصال‬ ‫كنت محظوظاً ألنني‬ ‫ألن لبنان ال يشكل أرضاً‬ ‫عىل الدعم من الخارج‪ّ ،‬‬ ‫خصبة للتمكن من إجراء اختبارات مكلفة‬ ‫كهذه‪.‬‬ ‫ماذا عن عمليات إصالح الغرضوف؟‬ ‫لقد متكنا من إصالح الغرضوف وإضافة خاليا‬ ‫جديدة له‪ ،‬وميكن القول أنه طاملا نفكر فإن كل‬ ‫ما يلزمنا هو الوقت للتطبيق ليس إ ّال‪ ،‬فال يشء‬ ‫يصعب مع العلم‪ ،‬ورسعة التطور التي تطورت‬ ‫من رسعة تدريجية إىل رسعة متواصلة‪.‬‬ ‫إىل أين سيصل د‪ .‬مروان الص ّبان؟‬ ‫أعتقد دامئاً أنه طاملا ّأن اإلنسان ميلك الطموح‬ ‫للنحت يف “التمثال” الذي يعمل عليه فإنه حت ًام‬ ‫سينتهي مبنحوتة جميلة جداً‪.‬‬ ‫يف األبحاث ذاتها أي مجال الخاليا الجذعية‬ ‫عىل يد العاملني الكنديني “إرنست ماكولوتش”‬ ‫و”جيمز تل”‪ ،‬و ذلك ىف الستينيات من القرن‬ ‫املاىض‪ .‬أين أصبحت اليوم إن يف لبنان أو يف‬ ‫العامل؟‬ ‫ال يزال هذا األمر بطيئاً جداً يف لبنان‪ ،‬إذ أننا من‬ ‫املختربات القليلة التي تقوم بالعمل عىل «الخاليا‬ ‫الجذعية»‪ ،‬ولكننا متطورون أكرث من غرينا كام‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شاركت بها‬ ‫الحظت يف العديد من اللقاءات التي‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ولذلك أشعر بتق ّبل أكرب للموضوع‬ ‫ومعرفة أعمق ألهميته‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬ما هي العوائق التي ّ‬ ‫تبطىء من تطور‬ ‫عملكم؟‬ ‫نعاين من نقص الدعم املادي‪ ،‬كام ّأن عدد‬ ‫الباحثني العاملني يف هذا املجال ما زال قلي ًال‪.‬‬ ‫أصبحنا حوايل السبع باحثني يف فريقنا العامل‬ ‫عىل موضوع الخاليا الجذعية‪.‬‬ ‫ماذا عن فريقك املتخصص يف أمراض‬ ‫الرسطان؟‬ ‫يرتاوح عدد أعضاء فريقي بني ‪ 8‬و‪ 12‬شخصاً‪،‬‬ ‫منهم طالب ماجستري ودكتوراه وما بعد‬ ‫مقسم ملجموعتني‪ :‬قسم‬ ‫الدكتوراه‪ .‬الفريق‬ ‫ّ‬ ‫متخصص بـ»الخاليا الجذعية»‪ ،‬والقسم اآلخر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب مناطق‬

‫أرمناز‬ ‫العراقة‬ ‫والتطور‬ ‫الدائم‬ ‫تفاعل خاليا رسطانية من الثدي مع الخاليا الجذعية من النخاع العظمي‪ ،‬مام يزيد من انتشارها‬ ‫انتشارها‬ ‫وكيفية‬ ‫الرسطانية»‬ ‫بـ»األمراض‬ ‫يف الجسم وانتقالها من عضو دون اآلخر‪ .‬منذ‬ ‫الثامنينات أدرس ماه ّية األعضاء التي تجذب‬ ‫الخاليا الرسطانية دون غريها مام يسبب باملوت‪.‬‬ ‫يوجد نظرية «‪ »Soil and Seed‬أي «الرتبة‬ ‫والبذور»‪ ،‬والتي تبينّ حاجتني أساسيتني‪ :‬من‬ ‫املمكن للخلية أن تكون رسطانية‪ ،‬ومن املمكن‬ ‫أن تخ ّولها بيئتها ألن تكرب داخل العضو املوجودة‬ ‫فيه‪ ،‬فمث ًال رسطان الثدي ينترش إىل أعضاء‬ ‫كالكبد والعظم والدماغ‪ ،‬والسبب يف ذلك ّأن‬ ‫هذه األعضاء لديها الرتبة التي تحفز هذه الخاليا‬ ‫ُ‬ ‫درست إمكانية تحويل‬ ‫عىل النمو فيها‪ .‬من هنا‪،‬‬ ‫الخاليا الجذعية بتأثري البيئة املحيطة بها ليك‬ ‫تتحول للخاليا املرج ّوة‪ .‬يوجد ثالثة اشخاص‬ ‫ضمن الفريق م ّمن يعملون عىل دراسة ما يحصل‬ ‫يف حال التقت الخلية الرسطانية بالخلية‬ ‫الجذعية‪ ،‬وال شك أن هناك تواصال فيام بينهام‪،‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬نقوم بزراعة خاليا رسطانية مع أنواع‬ ‫متعددة من الخاليا الجذعية‪ ،‬ومن ثم نحقن «الفأر‬ ‫املخربي» بها لرنى مدى تأثريها‪ّ ،‬‬ ‫ألن الخاليا الجذعية‬ ‫(وبدون قصد) قد تفرز مواداً معينة تساعد الخاليا‬ ‫الرسطانية عىل االزدياد والتكاثر‪.‬‬ ‫ما مدى أهمية هذه االختبارات؟‬ ‫إذا عرفنا مدى التفاعل بني العنرصين‪ ،‬فحت ًام‬ ‫نستطيع العمل عىل وضع حواجز فيام بينها‬ ‫ملنع تفاعلها وتكاثرها‪ ،‬وهذا ما نعمل عليه اليوم‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫كذلك لدينا عمال مشرتكا مع قسم الكيمياء‬ ‫يف موضوع «حبيبات النانو» التي سنضيف إليها‬ ‫مواد سامة ونجعلها تبحث عن الخاليا الرسطانية‬ ‫لتفرز هذه املواد عليها وتقتلها‪.‬‬ ‫ماذا عن إمكانية تح ّول الخاليا الجذعية إىل‬ ‫بويضات منوية برشية‪ ،‬وبالتايل قدرتها عىل‬ ‫معالجة مشاكل العقم؟‬ ‫نعم‪ ،‬وهذا أمر هام جداً‪ .‬لقد قام باحثون يف‬ ‫بوسطن بحقن خاليا جذعية ضمن «الخص ّية»‪،‬‬ ‫فالحظوا أن هذه الخاليا تح ّولت بعد فرتة لخاليا‬ ‫منوية‪ .‬هذه الدراسة تعالج مشاكل العقم‬ ‫لكنها ما زالت تن ّفذ عىل الحيوانات فقط‪.‬‬ ‫إىل أين تطمحون الوصول؟‬ ‫بالطبع ميكننا الوصول إىل ما ال نهاية للعلم‪،‬‬ ‫تم تأمني البيئة الالزمة لذلك والدعم‬ ‫ولكن إذا ّ‬ ‫املطلوب‪.‬‬ ‫ما الذي تريد إيصاله للقراء؟‬ ‫أريد أن أؤكد عىل سلبية التفكري بأنه ال‬ ‫ميكننا أن نكون كغرينا‪ ،‬وبأننا قادرين عىل النجاح‬ ‫والوصول إىل ما ال حد له من العلم والتطور‪،‬‬ ‫ولكن علينا السعي لتأمني مصادر التمويل ألننا‬ ‫عىل قدر كبري من الثقة بأننا ٌ‬ ‫أهل للوصول وإجراء‬ ‫أضخم األبحاث‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عباس خشاب‬

‫إىل الشامل من مدينة ادلب وعىل بعد ‪28‬‬ ‫كم عىل طريق حارم تقع مدينة الفخار (ارمناز)‪ ،‬وسط بحر من أشجار‬ ‫الزيتون وعىل مقربة من الحدود السورية الرتكية‪ ،‬يف منتصف الوادي‬ ‫الواقع بني جبل األعىل رشقا وجبل الدوييل غربا‪ .‬وقد ذكرت هذه‬ ‫املدينة يف املصادر التاريخية وورد التعريف بها يف معجم البلدان‬ ‫لياقوت الحموي‪ ،‬وكذلك يف املخطوط املحفوظ يف املتحف الربيطاين‬ ‫الذي نرشه العامل «رايت» عام ‪ .1871‬ومتتد عىل مساحة تنظيمية‬ ‫تبلغ (‪ )200‬هكتار املشغول منها ‪ %50‬مخدمة بالطرق والرصف‬ ‫الصحي واإلنارة العامة‪ .‬وتبلغ طول شبكة الطرق املعبدة (‪)5.4‬كم‪،‬‬ ‫بنسبة تخديم (‪ ،)%95‬أما طول شبكة الرصف الصحي فتبلغ (‪)36.15‬‬ ‫كم بنسبة تخديم (‪ ،)%92‬وجميع مناطق املدينة مخدمة باإلنارة‬ ‫العامة بنسبة تخديم (‪ ،)%96‬ويقوم مجلس مدينة ارمناز بشكل‬ ‫مستمر بدعم وصيانة البنية التحتية بهدف الوصول لتقديم الخدمة‬ ‫األكمل للمواطن‪ .‬ويعتمد مجلس املدينة لتقديم هذه الخدمات عىل‬ ‫املوازنة املقدمة من الوزارة واإليرادات الذاتية حيث بلغت إيرادات‬ ‫مجلس مدينة ارمناز الداخلية يف املوازنة لعام ‪ )6( 2009‬مليون ل‪.‬س‬ ‫بنسبة (‪ )%40‬من املوازنة العامة‪.‬‬

‫ارمناز الثقافة واآلثار‬ ‫إىل جانب متيزها بنظامها العمراين القديم املعتمد عىل األبنية‬ ‫الحجرية والشوارع املرصوفة واملنارة‪ ،‬متيزت كذلك هذه املدينة عرب‬ ‫تاريخها بالعادات والتقاليد االجتامعية التي تسودها املحبة والتعاون‪،‬‬ ‫كام متيز أهلها بحب العلم والتعلم وانترشت فيها الكتابة منذ‬ ‫القديم‪ ،‬وافتتحت فيها املكتبة األهلية منذ عام ‪1934‬عىل يد‬ ‫مجموعة من شباب املدينة املثقفني من أجل تداول الكتب مجاناً‪،‬‬ ‫وقد برز فيها مجموعة من الكتاب والشعراء والفنانني املعروفني عىل‬ ‫مستوى الوطن العريب‪ .‬كام متتاز تفتناز مبوقعها األثري عىل تالل‬ ‫مركزها األسايس ما يعرف اليوم باسم ارمناز القدمية أو الخرابات‪،‬‬ ‫ثم انتقلت يف عهد الرومان إىل موقعها الحايل بسبب وفرة مصادر‬

‫املياه‪ ،‬ومن أهم املعامل التاريخية واألثرية التي بقيت لنا من العهود‬ ‫القدمية مغارة الذهب ومغارة قس بطرس واألقنية الرومانية وقرص‬ ‫عالتا وآثار الجوانية‪.‬‬ ‫يعتمد سكان هذه املدينة عىل الزراعة والصناعة والتجارة‪،‬‬ ‫وذلك بسبب موقعها التاريخي عىل طريق الحرير‪ .‬ورغم تغري الطرق‬ ‫التجارية إال أن عجلة النمو مل تتوقف يف هذه املدينة‪ ،‬حيث انتعشت‬ ‫صناعتي الفخار والزجاج وباتت ارمناز تصدر منتجاتها إىل السوق‬ ‫املحلية ومختلف دول العامل‪ .‬إضافة إىل صناعات جديدة كالفحم‬ ‫ومنارش الحجر املميز يف هذه املدينة‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫د‪ .‬باسم حاج عمر رئيس مجلس مدينة ارمناز‬ ‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫الجاهلية‪ :‬مارست الديمقراطية بالتزكية‬

‫رئيس البلدية أمين أبو ذياب‪:‬‬ ‫العمل اإلنمائي والمساواة هما برنامجنا‬ ‫دخل لبنان يف حالة من الوفاق الداخيل‪،‬‬ ‫والجهود تتجه نحو بناء عالقات وأسس‬ ‫جديدة بعيداً عن حالة االحتقان التي سادت‬ ‫خالل السنوات السابقة‪ ،‬وتم البدء بتنفيذ‬ ‫استحقاقات متتالية ميكن أن تضع البالد يف‬ ‫مسار يقودنا إىل معادلة جديدة‪ ،‬إذا أمكننا‬ ‫استغاللها قد تؤدي إىل ما فيه خري للبنان‬ ‫ومستقبله وبناء وطن نعتز به‪ ،‬عنوانه كرامة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ويكون هذا بتكافؤ الفرص للجميع‬ ‫والسامح للمبادرات الخالقة باإلبداع‪ ،‬وإيالء‬ ‫واالجتامعية‪،‬‬ ‫اإلنتاجية‬ ‫للمؤسسات‬ ‫الدعم‬ ‫وتقديم الدعم للبنى التحتية والتي هي القاعدة‬ ‫األساس لبناء نهضة حقيقية‪ ،‬ومن هنا‬ ‫يأيت االهتامم برضورة وضع الخطط املناسبة‬ ‫ومتابعة تنفيذها وتقوميها باستمرار وصوالً إىل‬ ‫ما يخدم املواطن يف بلدنا الذي قدّم الكثري من‬ ‫التضحيات حفاظاً عىل وحدة الوطن وعزته‬ ‫ومناعته يف مواجهة التحديات‪.‬‬ ‫ومن هنا فاالنتخابات البلدية‪ ،‬ومسألة‬ ‫االختيار هامة جداً‪ ،‬وعندما يكون التوافق‬ ‫سيد املوقف فذلك يعني أن األمور جيدة وتدعو‬ ‫لالطمئنان‪.‬‬ ‫والتزكية يف اختيار أعضاء البلديات لها‬ ‫أبعادها اإليجابية التي ميكن البناء عليها‬ ‫يف هذه املرحلة‪ ،‬فهي مامرسة الدميقراطية‬ ‫بالتوافق‪ ،‬وهذا ما حصل يف بلدة الجاهلية‪،‬‬ ‫قضاء الشوف‪ ،‬كام يف عدد من املناطق‬ ‫اللبنانية األخرى التي توفرت فيها التزكية‬ ‫وغابت االنتخابات كعملية لوجستية‪.‬‬ ‫وقد عرفت الجاهلية يف دورتني سابقتني‬ ‫باملامرسة‬ ‫امتازتا‬ ‫انتخابيتني‪،‬‬ ‫معركتني‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الدميقراطية ألبناء البلدة الذين تنافسوا عىل‬ ‫العمل اإلمنايئ‪ ،‬وعىل من يوفر الخدمات أكرث‪.‬‬ ‫ورئيس البلدية املنتخب بالتزكية ولدورة‬ ‫ثانية‪ ،‬كان قد حقق إنجازات مع املجلس البلدي‪،‬‬ ‫حول العمل البلدي واإلنجازات كان هذا اللقاء لـ‬ ‫“منرب التوحيد” مع رئيس بلدية الجاهلية‪.‬‬ ‫بداية نبارك لكم الثقة التي أوالكم إياها أهل‬ ‫بلدة “الجاهلية” وكل املرجعيات التي يهمها‬ ‫استمرار مسرية البناء والعطاء يف قريتكم‪،‬‬ ‫ونسأل‪:‬‬ ‫ما هي األسباب املوجبة التي دعت إىل‬ ‫التزكية يف العملية االنتخابية يف الجاهلية‬ ‫عل ًام بأنها من أكرث القرى الشوفية التي‬

‫‪72‬‬

‫شهدت تنافسا انتخابيا يف مراحل سابقة ؟‬ ‫العمل اإلمنايئ امللتزم بالثوابت واملساواة‬ ‫بني كل أبناء البلدة عىل السواء والعمل قدر‬ ‫املستطاع عىل إنجاز البنى التحتية وتقديم‬ ‫املساعدات االجتامعية واملتابعة الحثيثة لدى‬ ‫الوزارات املختصة لتأمني الحد األدىن من الخدمات‪،‬‬ ‫التواصل مع أهايل البلدة ومساعدتهم يف‬ ‫املجاالت االجتامعية والزراعية ودعم املدرسة‬ ‫الرسمية ولجنة مياه البلدة‪.‬‬ ‫فالشأن اإلمنايئ كان الدافع إىل التوافق بني‬ ‫أبناء البلدة بكافة اتجاهاتهم السياسية‪ ،‬وقد‬ ‫لعب رئيس تيار التوحيد وئام وهاب دوراً أساسياً‬ ‫فعاالً يف تحقيق التوافق بعد املصالحة التي متت‬ ‫مع النائب وليد جنبالط‪ ،‬واالتفاق الذي تم بينهام‬ ‫عىل التعاون يف البلديات إمنائيا‪ ،‬وهذا ما حصل‬ ‫يف الجاهلية وبلدات أخرى‪.‬‬ ‫ما هي أبرز املشاريع التي تم تنفيذها خالل‬ ‫فرتة توليكم رئاسة بلدية الجاهلية خالل‬ ‫األعوام الست املاضية‪ ،‬وهل أنتم راضون عن ما‬ ‫تم إنجازه ؟‬ ‫بداية قمنا بعمل توسيع طريق الجاهلية‬ ‫بعقلني‪ ،‬وتأهيل طريق نهر الجاهلية‪ ،‬وأكملت‬ ‫البلدية شق الطريق حتى محلة عني الياسمني‪،‬‬ ‫كام استحدثت طريق يف الجهة الغربية من البلدة‬ ‫والعمل جا ٍر لتقوية الجرس الذي يربط شطري‬ ‫البلدة‪ .‬كام قامت البلدية بتوسيع طريق الجاهلية‬ ‫بريوت‪ ،‬وسعت إلنجاز حيطان دعم ومونسات عىل‬ ‫امتداد القرى املجاورة‪ ،‬إضافة إىل تعبيد ‪ %80‬من‬ ‫طرقات البلدة‪ ،‬وبناء جدران دعم مع مونسات يف‬ ‫عدة أحياء إلزالة الخطر عن السيارات وتأمني املرور‪،‬‬ ‫واستحداث أقنية لرصف مياه األمطار يف حي‬

‫القلعة واملدرسة والعفيصات والشاغور‪ ،‬كام‬ ‫تم تنفيذ بناء ودعم حيطان من الحجر الصخري‬ ‫عرب وزارة الشؤون االجتامعية عىل الطريق‬ ‫العام يف حي املالزق‪ ،‬العفيصات‪ ،‬قلعة زوين‪،‬‬ ‫العقبة‪ ،‬القلعة‪ ،‬إىل جانب تنفيذ حوايل ‪2000‬‬ ‫مرت من أقنية الري الزراعية يف مختلف أنحاء‬ ‫البلدة قسم منها بالتعاون مع وزارة الطاقة‬ ‫واملياه‪ ،‬وتنفيذ حوايل ‪ 300‬مرت من األرصفة هبة‬ ‫مقدمة من السفارة اإليرانية مشكورة‪ ،‬وبالتعاون‬ ‫مع رشكة كهرباء لبنان تم استبدال شبكات‬ ‫الكهرباء بخطوط (‪ )TCD‬يف الشوارع العامة‪،‬‬ ‫وتقوم البلدية بتزويد املدرسة الرسمية مبادة‬ ‫املازوت سنوياً للتدفئة‪ ،‬كام تم رشاء قطعة أرض‬ ‫يف محلة الحمى إلنشاء محطة تكرير للرصف‬ ‫الصحي ضمن مرشوع متكامل مع مجلس اإلمناء‬ ‫واإلعامر وتقسيم البلدة إدارياً إىل عدة أحياء‬ ‫وتسميتها مع بعض الشوارع‪ ،‬وتشجري جوانب‬ ‫الطرق العامة‪ ،‬ويتم سنوياً وضع حوايل ‪ 11‬ألف‬ ‫بذرة سمك يف نهر الجاهلية‪.‬‬ ‫ماهي املشاريع واألفكار والخطط املعدة وقيد‬ ‫اإلنجاز يف املرحلة الجديدة‪ ،‬بعد توليكم مجدداً‬ ‫رئاسة البلدية؟‬ ‫ تعيني موظفني يف البلدية حسب الحاجة‪.‬‬‫ العمل عىل تحسني السياحة الصيفية‬‫خاصة أننا منتلك نهراً جمي ًال جداً‪.‬‬ ‫ استئجار قطعة أرض إلنشاء مواقف‬‫للسيارات وحديقة عامة ‪.‬‬ ‫ صيانة وتدعيم الجرس الذي يصل البلدة‬‫بالقرى املجاورة يك يصار إىل مرور السيارات إىل‬ ‫الجهة الثانية من البلدة ( قيد اإلنجاز)‪.‬‬ ‫ إقامة تجمع ألحياء البلدة ملساعدتهم حسب‬‫الحاجة واألولوية‪.‬‬ ‫ إقامة يوم بيئي سنوي مع نشاطات ترفيهية‬‫للشباب‪.‬‬ ‫ مرشوع قيد الدراسة لرتكيب إنارة عىل‬‫الطاقة الشمسية عىل املفارق الرئيسية يف‬ ‫البلدة‪.‬‬ ‫ إنشاء أرصفة «بوردير» عىل طريق العفيصات‬‫– الخلوة وطريق بيت البلدة – بعقلني‪.‬‬ ‫ إكامل شق طريق الحمى – الساحة مع إنشاء‬‫حيطان دعم وأقنية‪.‬‬ ‫‪ -‬توسيع طريق الغيبات من سهل أبومرعي‬

‫حتى الساحة‪.‬‬ ‫ تكملة وتوسيع طريق راس البالط حتى نزلة‬‫عني الضيعة‪.‬‬ ‫ إنشاء طرق زراعية وخاصة الحرجية لتفادي‬‫الحرائق‪.‬‬ ‫ العمل عىل إنشاء قنوات ري حديثة إلنعاش‬‫الزراعة‪.‬‬ ‫ مساعدة الشباب بإقامة نشاطات رياضية‬‫بالتعاون مع الرابطة األدبية االجتامعية‪.‬‬ ‫هل من توجهات جديدة أو خطط من‬ ‫قبل الدولة للقيام ببعض املشاريع يف بلدة‬ ‫الجاهلية‪ ،‬وما هو املطلوب من الدولة؟‬ ‫علمنا أن وزارة األشغال العامة والنقل سوف‬ ‫تخصنا بقيمة مليار لرية لبنانية للمشاريع‬ ‫اإلمنائية يف منطقة الودايا حتى الجاهلية‪،‬‬ ‫واملطلوب من الدولة إعطاء املزيد من االهتامم‬ ‫بالبنى التحتية املفقودة يف بلدتنا والقرى املجاورة‬ ‫لها من شبكات مياه وشبكات للرصف الصحي‬ ‫ومحطة تكرير حديثة لتخفيف التلوث البيئي‪،‬‬ ‫وإنشاء مبنى جديداً ملستوصف البلدة من قبل‬ ‫وزارة الشؤون االجتامعية لحاجته امللحة‪ ،‬وإيفاء‬ ‫البلديات حصتها من الصندوق البلدي املستقل‪.‬‬ ‫ هل هناك مساعدات أو معونات تقدم من‬‫دول أخرى صديقة للقيام ببعض املشاريع‬ ‫التي تعود عىل البلدة باملنفعة االجتامعية‬ ‫واالقتصادية والخدماتية؟‬ ‫ال ليس هناك مساعدات محددة ولكن يف‬ ‫الوقت الحارض نقوم بتحضري دراسة حول مرشوع‬ ‫توأمة مع إحدى القرى اإليطالية لالستفادة‬ ‫من الخربات عىل الصعيد التنموي واالقتصادي‬ ‫بالتعاون مع تيار التوحيد برعاية رئيسه الوزير‬ ‫وئام وهاب‪.‬‬ ‫وماذا عن آلية اتخاذ القرار يف البلدية يف‬ ‫عملية الدراسة والخطط واتخاذ القرارات‪ ،‬وهل‬ ‫من تعديالت أو توجهات آللية عمل جديدة؟‬ ‫اتخاذ القرار يف البلدية يتم عرب املجلس البلدي‬ ‫حيث تعرض املشاريع والدراسات ويتم التصويت‬ ‫دميقراطياً‪ ،‬وتدرس طلبات املواطنني باإلضافة إىل‬ ‫دراسة اللجان املختصة‪ ،‬ويتم تحديد األولويات وإقرار‬ ‫عمل املشاريع حسب توفر اإلمكانيات املادية يف‬ ‫صندوق البلدية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫مهرجان‬ ‫الربيع‬ ‫في حماه‬ ‫من المحلية‬ ‫إلى الدولية‬ ‫يف موعده من كل عام مع شقائق‬ ‫النعامن‪ ،‬وأزرار الجوري‪ ،‬وبراعم الربيع‪ ،‬ميتطي‬ ‫أحالم الطفولة ويشيع الفرح‪ ،‬إذ أن للفرح‬ ‫مواسم تعزفها نواعري العايص‪ ،‬وتعرفها‬ ‫السواقي واملآذن‪ ،‬وأجراس الكنائس تستأذن‬ ‫لها يف الدخول تراتيال تنشدها يف ليايل‬ ‫(املولوية) سالما آلل حامه‪ ...‬من مطلع‬ ‫الربيع حتى أيب الفدا‪ .‬إنه املوعد ذاته من‬ ‫كل عام تتجدد فيه األماين وتلتقي أكف‬ ‫العزم تخط حكاية مجد عاشته حامه‬ ‫فكان الربيع خري الرواة‪.‬‬ ‫إذا هي الدورة الثالثة عرشة من مهرجان‬ ‫الربيع الذي بدأ مسريته منذ عام ‪،1937‬‬ ‫وتوقف مستأنفا رحلته عام ‪ 1998‬ومل يزل‬ ‫إىل اآلن يف تطور مستمر‪ ،‬حيث يشهد‬ ‫يف كل عام الجديد من النشاطات الفنية‬ ‫فمهرجان‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫والثقافية وكذلك‬ ‫الربيع فرصة تجارية ثقافية أهلية‪ ،‬وفسحة‬ ‫للهروب من ضغوط الحياة وقسوتها‪ ،‬فبات‬ ‫تقليدا ينتظره ليس أهل حامه فقط بل‬ ‫كل محافظات القطر‪ ،‬وهو اليوم يكاد‬ ‫يتحول إىل ملتقى عريب حيث املشاركات‬ ‫العربية يف مختلف األنشطة‪ ،‬وهو كذلك‬ ‫فرصة من خالل محارضاته وندواته لنطل‬ ‫عىل الحارض ونستذكر املايض مبعارفه‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ال يغيب الرتاث عن هذا العيد حيث شهد‬ ‫املهرجان ليلة حموية تراثية وكذلك حفال فنيا‬ ‫لفرقة الرتاث واملوسيقى يف مصياف ومعرضا‬ ‫فنيا تراثيا‪ .‬كام شهد املهرجان وعىل مدى‬ ‫خمسة عرشة يوما مجموعة من املحارضات‬ ‫والندوات واألمسيات الشعرية والثقافية‪،‬‬ ‫إىل جانب فرقة الفنون األندونيسية وكذلك‬ ‫أمسية موسيقية تركية إىل جانب أمسية‬ ‫شعرية تركية أيضا‪ ،‬كام شهد املهرجان حفال‬ ‫فنيا لفرقة بعلبك ومعرضا للكتاب‪ ،‬إىل جانب‬ ‫معارض فنية وتشكيلية وعروضا لألزياء‪ .‬أما‬ ‫جديد هذا العام فكانت مسابقة أجمل جواد‬ ‫عريب وأجمل لباس للخيول العربية إىل جانب‬ ‫سباق الخيول الذي بات سنة يف كل عام‪ .‬كام‬ ‫شهد املهرجان انعقاد مؤمتر حامه التاريخي‬ ‫مرتافقا مع معر ض اإلبداع واالخرتاع‪.‬‬ ‫أخريا ال بد من القول أن مهرجان الربيع‬ ‫مع دورته الثالثة عرشة بدأ يتحول إىل‬ ‫مهرجان دويل مبشاركة عدد من الدول العربية‬ ‫والصديقة‪ ،‬لتكون بذلك حامه ملتقى تجاريا‬ ‫وثقافيا عربيا ودوليا‪ ،‬تعيشه هذه املحافظة‬ ‫بكثري من الفرح واالعتزاز مباضيها وحارضها‪.‬‬

‫محافظ أدلب املهندس خالد األحمد‬

‫متابعة مكتب دمشق‪-‬‬ ‫عبد السالم األحمد‬

‫ملكة جامل الربيع‬

‫أمني فرع الحزب يف حامه محمد العزو واملحافظ أحمد شحادة خليل واملشاركني يف املهرجان‬

‫وهذا ما أكد عليه محافظ حامه أحمد‬ ‫شحادة خليل‪.‬‬

‫من املحلية إىل الدولية‬ ‫ال زال مهرجان الربيع يشهد التطور يف‬

‫‪74‬‬

‫برنامجه ونشاطاته عاما تلو عام‪ ،‬حتى غطى‬ ‫هذا العام كل قرية ومدينة من حامه‪ ،‬مبساهمة‬ ‫من كل فعاليات املحافظة شبيبة وطالئع بعث‪،‬‬ ‫وعامل وفالحني واتحادات ونقابات‪ ،‬لتكون بذلك‬ ‫حامه خلية نحل تهندس عيدها يدا بيد‪ ،‬وترونق‬ ‫نشاطاتها بكل جميل وجديد‪ .‬ورغم الجديد‬

‫الزميل عبد السالم األحمد مع املذيعة سلوى الصاري‬

‫لوحة من املهرجان‬

‫‪75‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫السرطان‬ ‫أمل قبوط‪« :‬غرفة الحلم» ألطفال ّ‬ ‫نقلة نوع ّية لعالم جديد مليء باألمل‬ ‫الطفولة يشء جميل جداً‪ ،‬هي الرباءة‬ ‫واإلحساس والعطف‪ ،‬التي يحتاجها الطفل ليك‬ ‫ينعم بشخصية خاصة به‪ ،‬وإىل الحب والتفهم‪،‬‬ ‫لذلك يجب أن تتم نشأته برعاية والديه ويف‬ ‫ظل مسؤوليتهام‪ ،‬يف جو يسوده الحنان واألمن‬ ‫املعنوي واملادي‪ ،‬فال يجوز إ ّال يف بعض الظروف‬ ‫فصل الطفل الصغري عن أمه‪ .‬ويجب عىل املجتمع‬ ‫والسلطات العامة تقديم عناية خاصة لألطفال‬ ‫املحرومني من األرسة وأولئك املفتقرين إىل كفاف‬ ‫العيش‪ ،‬والذين هم بحاجة لرعاية صحية‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون الطفل‪ ،‬بني أوائل املتمتعني بالحامية‬ ‫واإلغاثة‪.‬‬ ‫وعىل الطفل أن ينعم بالحامية من مجتمع‬ ‫يسوده اإلهامل والقسوة واالستغالل‪ .‬وخاصة‬ ‫منها‬ ‫مزمنة‬ ‫بأمراض‬ ‫املصابني‬ ‫األطفال‬ ‫الرسطانية والقلب والسكري والكىل وغريها‪..‬‬ ‫ولتأمني الحامية لهؤالء األطفال‪ ،‬ساهمت‬ ‫جمعيات ومؤسسات يف تأمني الرعاية الصحية‬ ‫ألولئك األطفال‪ ،‬فكان لنا لقاء مع رئيسة‬ ‫تم‬ ‫جمعية الطفولة السيدة أمل قبوط حيث ّ‬ ‫التعرف عىل هذه الجمعية عن كثب‪ ،‬وغريها من‬ ‫األمور املتعلقة بالهدف من إنشائها ونشاطاتها‪،‬‬ ‫وأعاملها‪ ،‬ومصادر متويلها يف حوار هذا نصه‪:‬‬

‫مرشوع «غرفة الحلم» ألطفال‬ ‫السرّ طان من إنجاز أعظم‬ ‫املهندسني‬ ‫نو ّد أ ّوالً أن نع ّر َف عن أنفسنا كمجموعة شباب‬ ‫معروفة بتسمية “طفولة”‪ ،‬تك ّرس جهودها‬ ‫للمساعدة عىل تحسني نوع ّية حياة األوالد‬ ‫الصغار الذين يعانون من الرسطان وأمراض الدم‪،‬‬ ‫من خالل‪:‬‬ ‫أ‪ .‬تقديم املساعدة املال ّية‬ ‫ب‪ .‬خلق أنسب بيئة ومراكز للعالج‬ ‫ج‪ .‬التوعية‬ ‫ّ‬ ‫املنظامت واألفراد اآلخرين الذين‬ ‫د‪ .‬دعم كافة‬ ‫يشاركونها الهدف نفسه‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بدأت رحلتنا بينام كان أحد متطوعينا يزور‬ ‫مستشفى‪ ،‬فالحظ أنه مل‬ ‫مريضاً بالرسطان يف‬ ‫ً‬ ‫يتح لهؤالء األطفال جناح خاص وذلك ألسباب‬ ‫السرّ طان يف‬ ‫مالية‪،‬ما يدفع مبعالجة أطفال‬ ‫املستشفى مع غريهم من أطفال يعانون من‬ ‫إصابات بأمراض ال تهدّد الحياة‪ .‬مام يرض بهم إذ‬ ‫أ ّنهم منخفضو املناعة ويتعني بقاؤهم يف‬ ‫غرفهم لفرتة طويلة‪.‬‬ ‫ونحب أن نطلق‬ ‫“مالئكتنا املحاربني” الصغار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عليهم هذه التسمية‪ ،‬يعانون الكثري من األمل‬ ‫أثناء العالج‪ .‬ونحن يف” طفولة «نجد أنفسنا‬ ‫معنيني وقادرين عىل التخفيف من صعوبة هده‬ ‫املعركة التي يعاين منها أطفالنا‪.‬‬ ‫وتابعت قبوط‪ :‬اليوم هدفنا هو تصميم جناح‬ ‫خاص لهؤالء األطفال أطلقنا عليه «غرف األحالم»‪،‬‬ ‫حي ليتجاوز ويكرس مفهوم‬ ‫مص ّمم بشكل فني‬ ‫ّ‬ ‫الغرفة الصامته ويحولها إىل عامل لالكتشاف‬ ‫وسط العالج‪ .‬إذ أن األطفال ميضون وقتاً طوي ًال يف‬ ‫املستشفى‪ ،‬تط ّور تخ ّيالتهم وترتجم إىل أسئلة‬ ‫بسيطة مثل‪« :‬متى نشفى»؟ إنطالقاً من هذه‬ ‫النقطة‪ ،‬تهدف «طفولة» إىل توفري مناخ ج ّيد‬ ‫ّ‬ ‫تخطي العقبات العديدة التي‬ ‫لألطفال من أجل‬ ‫تواجههم يف عيش أحالمهم الخاصة‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫َ‬ ‫يعيش أطفالنا املم ّيزون بال‬ ‫وأضافت‪ :‬نريد أن‬ ‫حدود غريمق ّيدين باملرض‪ .‬نريدهم أن يرقصوا‪ ،‬أن‬ ‫يغنّوا وينشدوا‪ ،‬ويتمتّعوا بأوقاتهم‪.‬‬ ‫«أمس هو مج ّرد حلم‪،‬‬ ‫أما الغد فمج ّرد رؤيا؛‬ ‫ولكن اليوم لنعيشه ج ّيداً فنجعل‬ ‫من كل أمس حل ًام بالسعادة‬ ‫ومن كل غ ٍد رؤيا لألمل»‬ ‫تم العمل لتنفيذ الفكرة قالت‬ ‫أما كيف ّ‬ ‫قبوط‪ :‬لقد ا ّتصلنا بعدد من املهندسني وهم‬ ‫يقومون مبساعدتنا بشكلٍ تطوعي‪ .‬ويتضمن‬ ‫مرشوع غرفة الحلم عدد من املهندسني‪/‬الفنانني‬ ‫املشاهري مثل برنار خوري‪ ،‬ونديم كرم‪ ،‬وسيمون‬ ‫كورسمايل‪ ،‬وكارين شيكردغيان وندى دبس‪،‬‬ ‫وباسكال طرايب‪ ،‬وكريم شايا ورائد أيب ال ّلمع‪،‬‬ ‫‪ ،Group Erga‬جان لوي مانغي‪ ،‬غادسرييلليا وعدد‬ ‫آخر من املهندسني هدفهم الوحيد إدخال الغرفة‬ ‫يف عامل القصص الخراف ّية‪ ،‬ليعيشها “مالئكتنا‬ ‫املحاربني” أثناء العالج‪ .‬وأضافت قبوط‪ :‬يشمل‬ ‫ستضم مكتبة‬ ‫الجناح أيضاً غرفة اللعب التي‬ ‫ّ‬ ‫وشاشات عرض (‪ ،)LCD‬و‪ PS2‬وشبكة تواصل‬ ‫وغريها‪ .‬وهدفنا الوحيد هو أن نجعل أطفالنا‬ ‫يحصلون عىل نقلة نوع ّية إىل عامل جديد ميلء‬ ‫باألمل‪.‬‬ ‫ومبا أن هدف الجمعية هو مساعدة “مالئكتنا‬ ‫املحاربني” بأي وسيلة ممكنة‪ ،‬و”الطموح هو تحقيق‬ ‫املشاريع التي تبدو دامئا صعبة نظرياً”‪ ،‬ساعدونا‬ ‫لنعمل دامئاً عىل رسم ابتسامة عىل وجوه‬ ‫األطفال رغم أن بعضها قد يكون عابراً‪ ،‬ألن هذا‬ ‫العامل هو ما نصنعه‪“ ،‬طفولة “تعتقد أن جميع‬ ‫األطفال يستح ّقون الرعاية الصح ّية الج ّيدة‬ ‫وفرص ًة ثانية‪ .‬ونعني بحسن الرعاية الصح ّية‬ ‫الحد األدىن الذي ينبغي أن يحصل عليه كل‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر عن جنس ّيته‪ ،‬أو عرقه‪ ،‬أو حتى‬ ‫طفل‪،‬‬ ‫طبقته االجتامع ّية‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق مبشاريع جمعية طفولة‬ ‫أشارت قبوط اىل أن الجمعية تعمل حالياً عىل‬ ‫استكامل مرشوع غرف األحالم يف مستشفى‬ ‫املقاصد ومستشفى بريوت الحكومي‪ ،‬كام يتم‬ ‫التحضري لتنفيذ املرشوع يف مستشفيات أخرى‬

‫‪ ،‬إضافة اىل إقامة وتنفيذ ورش عمل تثقيفية‬ ‫وتعليمية ما بني األطفال املرىض ومؤسسات‪،‬‬ ‫جامعات ومدارس تتضمن تعليم تصميم‬ ‫األزياء واملجوهرات‪ ،‬والتصوير‪ ،‬والرسم‪ ،‬والقراءة‬ ‫والعلوم‪ ،‬واملوسيقى‪ ،‬والتمثيل وغريها بجو‬ ‫من املرح يكون من شأنها الرفع من معنويات‬ ‫الطفل وتوسيع آفاقه وإمنائه الفكري والحد‬ ‫من الضغط النفيس عليه ‪.‬‬ ‫باإلضافة اىل التحضري للمشاركة يف‬ ‫العديد من املعارض وإقامة كرمس يكون‬

‫الهدف منها التعريف بنشاطات الجمعية‬ ‫وأهدافها ونرش التوعية عن مرض الرسطان‬ ‫بني أفراد املجتمع‪.‬‬ ‫وختمت قبوط‪“ :‬بعيداً‪ ،‬هناك يف ضوء‬ ‫الشمس ‪ ...‬أعىل من طموحاتنا التي قد ال‬ ‫نح ّققها‪ ،‬ولكن نستطيع أن ننظر نحوها‬ ‫ونرى جاملها‪ ،‬ونؤمن بها‪ ،‬ونحاول أن نلحق‬ ‫بها»‪.‬‬

‫حوار مهيبة العرساوي‬

‫مشروع حلم في جناح مستشفى‪:‬‬ ‫حلم أصبح حقيقة‬ ‫«نحن إذ نحاول أن نعلم اطفالنا كل يشء عن الحياة‪ ،‬نجد أن أطفالنا قد ع ّلمونا ّ‬ ‫كل ما‬ ‫يف الحياة»‪.‬‬ ‫كثريون هم األطفال الذين يغادرون الحياة عىل حني غفلة‪ ،‬لكن رحيلهم الصادم يبقي‬ ‫يف أذهاننا رسالة تحتاج منا للمتابعة والعمل مبوجبها من أجل أطفالٍ آخرين مهددون برتك‬ ‫الحياة أيضاً‪ .‬وقد يكون سبب هذه الرسالة طفل رحل‪ ،‬وترك وراءه عائلة مفجوعة أرادت أن‬ ‫تبقي ذكراه ح ّية‪ .‬مرينا باز كانت “رسالة” عائلتها إلينا‪ .‬فلماّ غادرت ابنة السادسة عرشة‬ ‫حياتها‪ ،‬بعد رصاع مرير مع مرض الرسطان‪ ،‬ق ّررت العائلة أن تح ّول حزنها إىل عملٍ يعيد‬ ‫الحياة آلخرين يشبهون مرينا يف مرضها أو عىل األقل يخفف معاناتهم مع هذا املرض‪.‬‬ ‫وإمياناً منهم بعمل متط ّوعي “طفولة”‪ ،‬م ّولت عائلة مرينا مرشوع “طابق األحالم” إىل ح ّيز‬ ‫التنفيذ‪ ،‬الذي نفتتحه اليوم يف مستشفى أوتيل ديو دو فرانس يف بريوت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة غري حكومية‪ُ ،‬ولدت عىل يد مجموعة من املتطوعني الشباب يف‬ ‫«طفولة”‬ ‫العام ‪ ،2005‬بهدف مساعدة األطفال الذين يعانون من مرض الرسطان‪ ،‬أو بتعب ٍري آخر‪،‬‬ ‫لتخفيف آالمهم خالل فرتة العالج الطويلة‪ .‬ال يقترص “حلم” طفولة عىل مساعدة‬ ‫األطفال من خالل األنشطة التي يقوم بها املتطوعة‪ .‬مثة أحالم أكرب ومنها “تجميل وتجديد‬ ‫أجنحة املستشفى حيث يتلقى األطفال عالجهم”‪ .‬لذلك‪ ،‬كان “طابق األحالم”‪ ،‬الذي تن ّفذه‬ ‫طفولة‪ ،‬مستعينة بخربات وملسات مهندسني ومصممني لبنانيني وعامليني‪ ،‬ومستندة‬ ‫عالج ال تبدو نهايته قريبة‪.‬‬ ‫أيضاً ألحالم األطفال الذين يسكنون تلك الغرف لتلقي ٍ‬ ‫من شأن هذه التصاميم أن تز ّود املريض باألمل واإلنتعاش واالنتعاش الروحي‪ .‬وألن كثريين‬ ‫منهم مضط ّرون للبقاء مدة طويلة بداعي العالج الطويل أو ملراقبة املضاعفات املحتملة‪،‬‬ ‫فالغرف ص ّممت لتكون مريحة وقادرة عىل استقبال الزائرين وأفراد العائلة أيضاً‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ريايض‬

‫التيماني لـ «منبر التوحيد»‪ :‬غاية هذه األلعاب إبراز‬ ‫نقاط القوة واللياقة النفسية أكثر من الجسدية‬ ‫الكيك بوكسينغ رياضة علمية وعملية؛‬ ‫جاءت محصلة لتطور الفنون القتالية عرب‬ ‫العصور‪ .‬تتطلب من مزاوليها لياقة بدنية عالية‪،‬‬ ‫وبعداً نفسياً تفرضه اإلنضباطية والقدرة عىل‬ ‫تحمل التدريب الشاق واملتواصل‪ .‬وهي إيقاعية‬ ‫تعتمد التوازن الفكري والجسدي للتنسيق‬ ‫بني مهارات اليدين والقدمني؛ يف سياق قوانني‬ ‫صارمة وضعت لحامية املتبارين ‪ .‬ومتارس الكيك‬ ‫بوكسينغ عرب قوانني ستة هي ‪ :‬الفل كونتاكت‪،‬‬ ‫الاليت كونتاكت‪ ،‬السمي كونتاكت‪ ،‬لوكيكس‪،‬‬ ‫التاي بوكسينغ‪ ،‬وميوزيكال فورمز ‪.‬‬ ‫يعود التاريخ الحديث لهذه الرياضة اىل أواخر‬ ‫مرحلة الستينات‪ ،‬عرب محاوالت فردية ألبطال‬ ‫أتوا من خلفيات فنون قتالية مختلفة ‪.‬و لهذة‬ ‫الرياضة يوجد لديها شقني أوالً الهواة ثم تليها‬ ‫االحرتاف‪.‬‬ ‫كام يعود تاريخ نشوء رياضة الكيك بوكسينغ‬ ‫محلياً اىل العام ‪ ،1979‬حيث أقيمت دورة تدريبية‬ ‫تحت عنوان (‪ )Karate Top‬والتي القت آنذاك رواجاً‬ ‫محدوداً‪ .‬لتنطلق بعدها معتمدة عىل خربة‬ ‫عدد من املدربني والعديد من الشباب الجامعي‪.‬‬ ‫وبوجود هذه املجموعة املثقفة التي عملت بصمت‬ ‫وكثافة‪ ،‬فارضة نفسها عىل الساحة الرياضية؛‬ ‫عرب لجنة فنية عليا‪ ،‬تحت وصاية االتحاد اللبناين‬ ‫للجودو والكاراتيه‪ .‬وبتاريخ ‪ 89/11/17‬تم الرتخيص‬ ‫من ِق َبل وزارة الرتبية الوطنية والشباب والرياضة؛‬ ‫بإنشاء االتحاد اللبناين للفل كونتاكت مبوجب‬ ‫القرار رقم ‪ .89/290‬ويف تاريخ ‪ 94/06/23‬تم تعديل‬ ‫إسم االتحاد مبوجب القرار رقم ‪ 728‬ليصبح اإلتحاد‬ ‫اللبناين للكيك بوكسينغ – سافات‪.‬‬ ‫شارك اإلتحاد اللبناين يف العديد من الدورات‬ ‫الفنية ( تدريب وتحكيم ) يف مختلف البلدان‬ ‫األوروبية‪ .‬وقد أثبت الحكام اللبنانيون جدارتهم‬ ‫يف املحافل الدولية‪ ،‬وتم إختيارهم لقيادة أكرث‬ ‫النهائيات صعوبة يف بطوالت العامل وأوروبا‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫ويف حزيران ‪ 2010‬سيشارك يف بطولة اليونان‬ ‫يف الكيك بوكسينغ‪ ،‬بعد أن وقع االختيار‬ ‫عىل عدد من الالعبني‪ ،‬من بينهم أربعة من‬ ‫نادي عيتات الريايض الذين قام برعايتهم “تيار‬ ‫وللوقوف عىل التحضريات للمشاركة‬ ‫التوحيد”‪،‬‬ ‫يف بطولة الكيك بوكسينغ التي ستقام يف ‪21‬‬ ‫حزيران ‪ 2010‬يف اليونان‪ ،‬وكيفية اختيار الالعبني‬ ‫املشاركني‪ ،‬والدعم والرعاية التي قدمت للنادي‪،‬‬ ‫نشاطات النادي‪ ،‬والنجاحات التي حققها النادي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حتى اليوم خالل مشاركاته يف البطوالت املحلية‬ ‫والدولية‪ ،‬كان لـ “منرب التوحيد” لقاء مع رئيس‬ ‫نادي عيتات الريايض األستاذ طالل التيامين حيث‬ ‫عرض ملخصاً عن تاريخ النادي الذي تأسس سنة‬ ‫‪ 2002‬والعبيه‪ ،‬مؤ ّكداً أن بداية تدريب الشباب‬ ‫بدأت مع تأسيس النادي‪ ،‬مشرياً اىل خوض النادي‬ ‫يف بطوالت محلية‪ ،‬بد ًءا من بطولة لبنان العامة‬ ‫يف الكيك بوكسيغ‪ ،‬اىل بطولة لبنان يف ‪light‬‬ ‫‪“ contact‬اليت كونتاكت” و‪“ contact semi‬سمي‬ ‫كونتاكت” حيث أحرز النادي انتصارات عديدة اىل‬ ‫جانب القليل من الخسارات تداركها رئيس النادي‬ ‫والعبيه برسعة‪ ،‬من خالل مدهم بالعون وما‬ ‫يحتاجون إليه ليك يكونوا عىل أكمل وجه من‬ ‫الناحية التدريبية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للبطولة التي سيشارك فيها‬ ‫لبنان يف اليونان‪ ،‬أشار التيامين اىل أن الشباب‬ ‫وقع عليهم االختيار من قبل املنتخب اللبناين‬ ‫عىل أساس حيازة كل واحد منهم عىل بطولة‬ ‫لبنان منذ أكرث من ‪ 4‬سنوات وبقائه محافظاً‬ ‫عىل هذا اللقب‪ ،‬وهم أربعة شباب من نادي‬ ‫عيتات الريايض‪ ،‬كرم التيامين ورواد جعفر وشادي‬ ‫زين الدين وأمين التيامين‪“ ،‬عندها بدأنا بالتدريبات‪،‬‬ ‫ومنذ بداية العام قمنا بربنامج تدريبي والتزموا‬ ‫الشباب فيه بالرغم من الظروف التي يعانيها‬ ‫بعضهم بسبب بعد املسافة‪ ،‬وحتى اآلن النزال‬ ‫مستمرين يف التدريبات والنتائج حتى اآلن تدل‬ ‫عىل أن بإمكانهم إحراز الذهبية‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫الداعمة قال‬ ‫بطوالت عاملية‬ ‫فردي وشخيص‪،‬‬ ‫ميدالية فضية‪ ،‬كام‬

‫بالنسبة للدعم والجهة‬ ‫التيامين‪ :‬شاركنا سابقاً يف‬ ‫ولكنها كانت عىل مستوى‬ ‫حيث أحرز رواد جعفر عىل‬ ‫نال أمين التيامين الربونزية‪.‬‬ ‫وتابع التيامين‪ :‬أما كيف أتينا بالدعم لهذه‬ ‫البطولة‪ ،‬يف البداية كنت يف محض الصدفة‬ ‫أتحدث مع صديقي بسام التيامين الذي هو لحسن‬ ‫الحظ مفوض تيار التوحيد يف عيتات‪ ،‬فرشحت‬ ‫له الوضع وبأننا نسعى للعثور عىل “‪”sponser‬‬ ‫وباءت كل محاوالتنا تقريباً بالفشل يف الحصول‬ ‫راع للشباب األربعة دفعة واحدة‪ ،‬وقد وعدنا‬ ‫عىل ٍ‬ ‫بأن يأخذ هذا األمر عىل عاتقه ويعرض الفكرة‬ ‫عىل املسؤولني يف التيار وبدأ األمر يأخذ مراحله‬ ‫اإلدارية وكان لنا الحظ والرشف بأن تعرفنا عىل‬ ‫أمني الرتبية والشباب يف تيار التوحيد األستاذ‬ ‫ماهر رسي الدين عن طريق بسام التيامين‪ ،‬فجرى‬ ‫التداول بالفكرة التي لقيت كل الدعم والرتحيب‪،‬‬ ‫وكان هناك تفهم واضح للموضوع وما ميكن أن‬ ‫ينتج عن هذه البطولة من رفع اسم لبنان وعلمه‬ ‫عالياً يف اليونان‪ ،‬الدولة املستضيفة واملنظمة‬ ‫لهذا الحدث العاملي‪ ،‬ثم جرى اللقاء مع مدير‬ ‫مكتب رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬األستاذ يارس الصفدي‪ ،‬وهي كام يقال‬ ‫املرحلة ما قبل األخرية ليتم املوافقة عىل هذه‬ ‫الفكرة وفق املراحل اإلدارية‪ ،‬ولقينا كل الدعم‬ ‫والرتحيب‪ ،‬ولكن ذلك بسيط جداً اىل جانب‬

‫الدعم املعنوي الذي مدّنا به الوزير وهاب‪ ،‬عندما‬ ‫اهتم بتحضري الشباب للحصول عىل نتيجة‬ ‫هامة‪ ،‬مشرياً اىل أن أهمية هذه البطولة تكمن‬ ‫يف كونها بطولة سنوية‪ ،‬تجري يف دول معينة‬ ‫بحسب الدولة التي ميكنها أن تستضيف هذا‬ ‫الحدث العاملي نظراً لتكلفته بحيث سيستقبل‬ ‫ما بني ‪ 2000‬و‪ 2500‬اىل ‪ 2700‬العباً‪ ،‬من حيث تأمني‬ ‫املنامة‪ ،‬وقاعات اللعب‪ ،‬كذلك هناك “‪”sponser‬‬ ‫داعم بقيمة مبلغ ‪ 60‬ألف اليورو للمنظمة‬ ‫وهناك جوائز نقدية سيتم توزيعها ألصحاب‬ ‫املراتب األوىل الثالث‪ ،‬وهذا يحصل ألول مرة يف‬ ‫تنظيم هذا الحدث العاملي من قبل منظمة ‪wpka‬‬ ‫املستضيفة لهذا الحدث يف اليونان‪ ،‬إذ قب ًال كان‬ ‫يتوجب عىل الالعب دفع بعض الرسوم التي تتوزع‬ ‫بني جزء من قيمة جواز السفر وسعر امليدالية‬ ‫التي سيحصل عليها‪.‬‬ ‫أما يف ما يتع ّلق بأنواع املباريات التي‬ ‫سيشارك فيها النادي أ ّكد التيامين عىل‬ ‫مشاركة النادي يف لعبتي ‪ ،contact semi‬و ‪light‬‬ ‫‪.contact‬‬ ‫‪ contact Semi‬هي لعبة تعتمد عىل االحتكاك‬ ‫ما بني الشخصني ضمن قوانني منظمة‪ ،‬متنع‬ ‫اإلصابة من تحت الزنار وعىل الساقني والظهر‪،‬‬ ‫هناك نقاط محددة ير ّكز عليها موجودة يف‬ ‫محيط الرأس والصدر واملعدة‪ ،‬والربح هنا يكون‬ ‫لألسبق الذي يصيب النقطة‪ .‬ويديرها ثالثة حكام‬ ‫واثنان آخران عىل الزوايا‪ .‬وهي لعبة فيها حامية‬ ‫‪ %100‬والالعبون يرتدون بذالت تحميهم من الرأس‬ ‫حتى أخمص القدمني وتعتمد كثرياً عىل رسعة‬ ‫الالعب وخربته‪ ،‬ومن خالل تجاربنا يف الخارج وجدنا‬ ‫فرقاً شاسعاً من ناحية الفرتة الزمنية للتدريب‬ ‫بحيث يتدرب الالعب يف الخارج ‪ 3‬اىل ‪ 4‬ساعات‬

‫يومياً‪ ،‬يف حني يقوم العبينا بالتدريب ‪ 3‬اىل ‪4‬‬ ‫ساعات يف األسبوع‪ ،‬هذا هو الفرق الوحيد يف‬ ‫املستوى إذ أننا نحاول قدر اإلمكان تدريب الشباب‬ ‫يومياً ملدة ساعة أو ساعة ونصف‪ ،‬حتى يتمكنوا‬ ‫من مضاهاة الالعبني يف الخارج‪.‬‬ ‫أما يف ما يتعلق بالـ “‪ ”contact light‬فهي عبارة‬ ‫عن لعبة عد النقاط فيها‪ ،‬وال فصل فيها أي ال‬ ‫يتم توقيف اللعب كلام أحرز الالعب عىل نقطة‬ ‫إلعطاء النقطة للالعب‪ ،‬بل هناك استمرارية من‬ ‫خالل الجولة التي هي عبارة عن دقيقتني وأحياناً‬ ‫قد يكون هناك أكرث من جولة‪ ،‬يتوىل هذه الجوالت‬ ‫ثالثة حكام جالسني عىل طاوالت بحوزتهم عداداً‬ ‫أحمر وآخر أزرق إلحصاء النقاط ومعرفة من يحرز‬ ‫عىل نقاط أكرث‪ .‬ومن اسم اللعبة فهي لعبة‬ ‫تعرف يف اللغة العربية باالحتكاك الخفيف ألنها‬ ‫متنع فيها الرضبة القاضية‪ ،‬إذ ملجرد حصول أي‬ ‫ضغط فيها يحق للحكم أو يوقف اللعب‪.‬‬ ‫ونحن يف لبنان نتم ّيز بهذه اللعبة وذلك يعود‬

‫لعدم تواجد الروح القتالية لدى الالعب الغريب‪،‬‬ ‫عىل عكس الالعب الرشقي الذي يتمتع بروح‬ ‫قتالية عالية‪.‬‬ ‫وأضاف التيامين‪ :‬غاية هذه األلعاب هي إبراز‬ ‫نقاط القوة واللياقة النفسية أكرث من إبراز‬ ‫اللياقة الجسدية‪ ،‬وهنا يكمن الفرق يف الكيك‬ ‫بوكسينغ بني “‪ ”contact light‬يف لبنان‪ ،‬ومثيلتها‬ ‫يف الخارج‪.‬‬ ‫وحول األندية اللبنانية األخرى املشاركة‬ ‫وما مدى التنافس املوجود فيام بينها‪ ،‬أ ّكد‬ ‫تم الحجز لهم مبدئياً هم‬ ‫التيامين عىل أن الذين ّ‬ ‫تم‬ ‫الذين‬ ‫الريايض‬ ‫عيتات‬ ‫أربعة شباب من نادي‬ ‫ّ‬ ‫دعمهم من قبل “تيار التوحيد”‪ ،‬ويقال أن هناك‬ ‫آخرين ومن أندية مختلفة يحاولون تأمني الدعم‬ ‫وإن كان عىل صعيد فردي‪ ،‬مشرياً اىل أن وقت‬ ‫تقديم الطلبات الرسمي انتهى يف تاريخ ‪ 1‬أيار‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتنافس بيننا وبني شباب‬ ‫من أندية أخرى مل ينكر التيامين املستويات‬

‫«تيار التوحيد» يرعى أبطال لبنان في «الكيك بوكسينغ» لنادي عيتات الرياضي‬ ‫زار أمني الرتبية والشباب يف تيار التوحيد ماهر رسي الدين نادي عيتات‬ ‫الريايض بحضور مفوض التيار يف عيتات بسام التيامين للوقوف عىل‬ ‫تحضريات الفريق يف البطولة الدولية التي ستقام يف ‪ 21‬جزيران ‪2010‬‬ ‫يف اليونان‪ ،‬يف منطقة ألكسندرو بوليس ناق ًال تحيات رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب وتوجيهاته ووقوفه اىل جانب الفريق املنتخب يف‬ ‫هذا االستحقاق الوطني‪ ،‬وتابع رسي الدين‪ :‬دعم تيار التوحيد لفريق نادي‬ ‫عيتات يأيت من منظور وباب وطني‪ ،‬والهدف األسايس هو رفع راية لبنان‬ ‫عالياً يف املحافل الدولية بعيداً عن التجاذبات السياسية واملحسوبيات‬ ‫الضيقة يف زواريب السياسة‪.‬‬ ‫وأضاف رسي الدين‪ :‬سياسة تيار التوحيد تقوم عىل حامية الشباب‬ ‫ودعمهم‪ ،‬وهذا نابع من إميانه بأن الشباب هم الذين سيغريون وجه‬ ‫املستقبل يف لبنان كونهم عامد هذا الوطن مطالباً الدولة أن تأخذ‬ ‫دورها يف رعاية املواهب الشابة يف لبنان ألن الشباب اللبناين لديه‬ ‫إمكانيات عالية جداً ميكن تفجريها ليس فقط يف الداخل بل أيضاً يف‬ ‫الخارج‪ ،‬مشرياً اىل أن هذه الخطوة ليست األخرية عىل أن يكون هناك‬ ‫املزيد من الخطوات واملزيد من اللقاءات والعطاءات والفعاليات‪ ،‬معلناً‬

‫عن أن تيار التوحيد بصدد الرتخيص لنا ٍد ريايض هدفه األسايس جمع‬ ‫الشباب اللبناين والوقوف عىل إمكاناتهم ودعمهم للوصول اىل املحافل‬ ‫الدولية واإلقليمية لريفع راية لبنان عالياً‪ .‬وختم رسي الدين مؤ ّكداً أن‬ ‫هذه الخطوة لن تكون األخرية بل البداية التي نترشف أن تكون من عيتات‪،‬‬ ‫هذه املدينة الطيبة بأهلها العريقة بإمكاناتها‪ ،‬العظيمة بشبابها‪،‬‬ ‫متمنياً التوفيق لفريق النادي املنتخب وحصد املزيد من النتائج واملزيد‬ ‫من االنتصارات‪.‬‬ ‫من جهته شكر مفوض التيار يف عيتات األستاذ بسام التيامين رئيس‬ ‫تيار التوحيد الرفيق وئام وهاب عىل هذه اللفتة الكرمية التي قام بها‬ ‫تجاه نادي عيتات الريايض‪ ،‬التي تؤ ّكد مدى حرصه واهتاممه بالرياضة‬ ‫والرياضيني‪ ،‬وبأن يكون كعادته السباق يف دعم هذه األمور يف زمن‬ ‫أصبحت فيه األيادي البيضاء املعطاءة قليلة جداً‪ ،‬خاصة عىل صعيد‬ ‫منطقتنا‪.‬‬ ‫وختم التيامين مؤ ّكداً امليض قدماً عىل نهج رئيس تيار التوحيد‪،‬‬ ‫متمسكني بسالح اإلميان بالحق والوطن والعروبة والعدل واملساواة بني‬ ‫أبنائنا‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ريايض‬ ‫املوجودة يف األندية األخرى مشرياً اىل أن شباب‬ ‫نادي عيتات يف تحسن مستمر كونه ال يقبل بأن‬ ‫يلعبوا يف املستوى ذاته يف كل مباراة يشاركون‬ ‫فيها‪ ،‬ولديهم طرق جديدة باستمرار ما مي ّيز نادي‬ ‫عيتات عن باقي األندية‪ ،‬وما يثمر ويت ّوج نتائج‬ ‫عالية يف املباريات‪.‬‬ ‫وتابع التيامين‪ :‬شارك الشباب يف بطولة‬ ‫لبنان العامة يف الـ “‪ ”contact semi‬يف تاريخ ‪16‬‬ ‫أيار ‪ ،2010‬وكانت املشاركة من قبل أربعة شباب‬ ‫من النادي‪ ،‬بالرغم من أن هذا قد يؤذي النادي عىل‬ ‫صعيد نا ٍد ألن األندية تتبارى بالكم الهائل من‬ ‫التالميذ الذين يشاركون ما بني ‪ 20‬و‪ 30‬لحصد‬ ‫الكم الهائل من امليداليات ما يتيح له من حجز‬ ‫مركزاً له بني األندية‪ ،‬ولكن نحن بغنى عن ذلك إذ‬ ‫نحن بصدد الرتكيز عىل التالميذ األربعة بالرغم‬ ‫من أنه باستطاعتنا أن نزيد عدد املشاركني لكن‬ ‫تركيزنا يف البطولة هو الذي جعلنا نقوم بذلك‪،‬‬ ‫لنتمكن من تسجيل مالحظات الالعبني التي‬ ‫متكنهم من تفادي أخطاءهم يف بطولة اليونان‪.‬‬ ‫وقد أحرزنا من أربعة العبني مشاركني ثالثة‬ ‫ميداليات ذهبية وواحدة برونزية‪ ،‬وقصة الربونزية‬ ‫تعود اىل أن الالعب رواد جعفر بوزنه األقل من ‪71‬‬ ‫مل يكن هناك أي متبار يف وزنه ما اضطرنا اىل‬ ‫تصعيده وزناً ولعب يف وزن أقل من ‪ 76‬وهو وزن‬ ‫رفيقه كرم التيامين‪ ،‬واألسوأ حظاً هو أن أثناء‬ ‫القرعة لعب مع رفيقه‪ ،‬من هنا من الطبيعي أن‬ ‫يكون هناك رابح وخارس‪ ،‬وكان النصيب يف أن‬ ‫يخرس كرم مقابل رواد جعفر الذي تأهل اىل لعب‬ ‫نصف النهائيات التي اجتازها ولعب النهائيات‬

‫منرب رأي‬ ‫وربح محرزاً الذهبية‪ ،‬وبالنسبة يل كرئيس نادي‬ ‫ال أعدها برونزية بل ذهبية ألنه لو لعب الحظ لعبه‬ ‫يف وزنه لكان من املمكن أن يربح ويحرز الذهبية‪.‬‬ ‫أما يف ما يتعلق باألوزان املطلوبة يف تلك‬ ‫األلعاب الرياضية أشار التيامين اىل أن هذه‬ ‫األلعاب يتم تقسيمها بحسب الوزن والعمر‪،‬‬ ‫بحيث نجد فئات عمرية مختلفة تتوزع بني فئة‬ ‫‪ 12-8‬سنة‪ ،‬و‪ 17-13‬سنة وما فوق ‪ 18‬التي هي‬ ‫فئة الرجال‪.‬‬ ‫ففئة ‪ 12-8‬يرتاوح الوزن فيها بني أقل ‪ 30‬و‪35‬‬ ‫كلغ وصوالً اىل ‪ 50‬كلغ‪ ،‬يف حني أن فئة ‪17-13‬‬ ‫سنة األوزان فيها ترتاوح بني أقل من ‪ 45‬كلغ‬ ‫وصوالً اىل الوزن املفتوح الذي هو ‪ ،71‬أما يف فئة‬ ‫الرجال تبدأ األوزان بأقل من ‪ 56‬وتستمر تصاعدياً‬ ‫وصوالً اىل الوزن املفتوح الذي هو فوق ‪.91‬‬ ‫بالنسبة لبطولة العامل ‪ wpka‬جاء ترتيب‬ ‫األوزان وفق املنظمني عىل الشكل التايل‪ :‬أقل من‬ ‫‪ ،56‬ثم أقل من ‪ 64.5‬كلغ‪ ،‬ثم أقل من ‪ 71‬كلغ‪،‬‬ ‫وأقل من ‪ 76‬كلغ‪ ،‬ثم أقل من ‪ 85‬والوزن املفتوح‬ ‫الذي هو أقل من ‪ 85‬كلغ وهذا الرتتيب يحصل‬ ‫ألول مرة يف اتحاد ‪ wpka‬إذ حاولوا أن يجمعوا‬ ‫تقريباً وزنني يف وزن واحد‪ ،‬لتزيد املشاركة من‬ ‫جهة ولتخفيف الجوائز املتعلقة باملراتب الثالث‬ ‫األوىل وفق اعتقادي‪.‬‬ ‫وتابع التيامين‪ :‬األوزان املشاركني فيها العبي‬ ‫النادي هي‪ :‬رواد جعفر بوزن أقل من ‪ ،71‬كرم‬ ‫التيامين بوزن أقل من‪ 76‬كلغ‪ ،‬شادي زين الدين‬ ‫بوزن أقل من ‪ 85‬كلغ‪ ،‬وأمين التيامين يف الوزن‬ ‫املفتوح الذي هو فوق الـ ‪ 85‬كلغ‪ ،‬آم ًال أن يكون‬

‫النقيب العتيق والزميل الصديق‬ ‫لديهم الحظ يف الحصول عىل نتائج هامة‪ ،‬نظراً‬ ‫لعدد الالعبني املوجودين يف ستاد البطولة‪،‬‬ ‫ويرتجمون تعبهم بالفوز‪ ،‬الذي يعود اىل جهود‬ ‫ورعاية “تيار التوحيد” باسم رئيسه وئام وهاب‪.‬‬ ‫وعن لجنة اإلرشاف التي ترشف عىل ألعاب‬ ‫الشباب املشاركني أشار التيامين اىل أن االتحاد‬ ‫اللبناين أفرز مدربني للعبتني ‪ contact semi‬و‬ ‫‪ ، contact light‬ومنهم رياض القمند مدرب الـ‬ ‫‪ contact semi‬الذي نحن بصدد التنسيق معه‬ ‫ليرشف عىل التدريب مرتني يف األسبوع‪ ،‬أما‬ ‫بالنسبة للعبة ‪ contact light‬فنحن بانتظار‬ ‫االتحاد ليتم تحديد لجنة التدريب املختصة بهذه‬ ‫اللعبة‪ ،‬ألن تدريب املنتخب أهم بكثري من تدريب‬ ‫النادي لالستفادة من ناحية االحتكاك بعدد كبري‬ ‫من الالعبني‪.‬‬

‫الجيل الجديد من كرات القدم‬ ‫طورت رشكة ‪ Empassy Intelligence Strategic Agent‬جيل جديد‬ ‫من الكرات املستخدمه يف لعبة كرة القدم‪ ،‬وأسم هذا النوع الجديد من‬ ‫الكور هو‪.CTRUS‬‬ ‫هذه الكره لها خصائص ميكانيكية غري قابلة لفقد الهواء من‬ ‫داخلها كام هي الكرات الحالية ولها خاصية الشفافية حيث ميكن‬ ‫للعني رؤية محتواها الداخيل‪.‬‬ ‫وعملها يقوم عىل أساس الخصائص امليكانيكية للمواد املكونة لها‪،‬‬ ‫وأجزاء هذه الكرة مصنوعة من مادة اإلستومر لجعلها أكرث مرونة مقارنة‬ ‫بكرات القدم العادية‪.‬‬ ‫وتحتوي هذه الكرة عىل لواقط ومعالج بيانات‪ ،‬ويتغري لون هذه الكرة‬ ‫لعرض حاالت املباراة الحاسمة‪ ،‬مثل الهدف‪ ،‬والتسلل‪ ،‬ركلة قوية ورسعة‬ ‫الركلة‪ ،‬وملسة اليد‪.‬‬ ‫فعند تسجيل هدف يتغري لونها اىل لون الفسفور البنفسجي‪ ،‬وعند‬ ‫التسديد بقوة يتحول لونها اىل األحمر‪.‬‬ ‫وميكنها كذلك تحديد هل الكرة عىل خط املرمى أو خارج ميدان اللعب‬ ‫بكل دقه عن طريق نظام تحديد املواقع‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪80‬‬

‫أخرياً هذه الكرة سوف تعطي الحكام نظرة ثاقبة ملنعهم من اتخاذ‬ ‫قرارات مثرية للجدل كام تقول الرشكة املصنعة لهذا النوع الجديد من‬ ‫الكرات‪.‬‬

‫غاب الزميل‪ ،‬رحل النقيب‪ ،‬غادرنا عميد‬ ‫النقباء‪ ،‬فقدنا أعتق نقيب منذ الستينات‪ ،‬وهو‬ ‫ينال ثقة املحررين‪ ،‬الذي كان بالنسبة لهم‪ ،‬ليس‬ ‫رفيق املهنة‪ ،‬بل شقيقهم ووالدهم والساهر‬ ‫عىل شؤونهم‪.‬‬ ‫لقد مثل النقيب ملحم كرم‪ ،‬الذي فقدناه عن‬ ‫‪ 78‬عاماً‪ ،‬يف الحياة الصحافية اللبنانية والعربية‬ ‫منوذجاً للحرية‪ ،‬التي ناضل من أجل ترسيخها يف‬ ‫النصوص والنفوس‪ ،‬فلم يكن يغضبه سوى ادعاء‬ ‫عىل صحايف أو توقيفه أو االعتداء عليه‪ ،‬تحت‬ ‫ذريعة قول الحقيقة التي مل يعمل سوى لها يف‬ ‫عمله املهني والنقايب‪.‬‬ ‫ملحم كرم متحدر من عائلة أدبية فكرية‬ ‫ثقافية‪ ،‬فهو املثقف واألديب الذي تتلمذ عىل‬ ‫يد والده األديب والروايئ كرم ملحم كرم‪ ،‬فكان‬ ‫التجديد له يف النقابة‪ ،‬انطالقاً من أنه يحمل‬ ‫هذه الصفات‪ ،‬التي يضاف إليها وطنيته‬ ‫اللبنانية‪ ،‬التي مل تتأثر بالحروب الطائفية‪ ،‬فأبقى‬ ‫نقابة املحررين‪ ،‬بعيدة عن االنقسام الطائفي‬ ‫واملذهبي‪ ،‬بالرغم من محاوالت البعض تقسيمها‬ ‫عندما كان لبنان ينقسم‪ ،‬فوقف صداً منيعاً مبثل‬ ‫هذه املحاوالت‪ ،‬كام كان عرويب االنتامء‪ ،‬فلم تغب‬ ‫فلسطني عن كتاباته‪ ،‬ومل تخرج القضايا العربية‬

‫وذاكرة حفظت من عيون الشعر العريب أفضله‪،‬‬ ‫فوصلت بالغته اىل حد أن نهجه يف الكالم‪ ،‬كان‬ ‫يفيض عليه الجودة يف العبارة والطالقة يف‬ ‫التعبري‪.‬‬ ‫سنفتقد النقيب العتيق‪ ،‬والزميل الرفيق‪،‬‬ ‫والصحايف الصديق‪ ،‬الذي أنشأ امرباطورية‬ ‫صحافية‪ ،‬ونقابة مهنية‪ ،‬فغدر به املرض‪ ،‬وغدر‬ ‫بنا املوت‪ ،‬ففقدنا عاموداً يف صحافتنا اللبنانية‬ ‫والعربية‪.‬‬

‫“أرسة التحرير”‬

‫«منبر التوحيد» تعزي‬

‫من مقاالته‪.‬‬ ‫إنه النقيب اللبناين العريب‪ ،‬الذي احتل منصب‬ ‫نائب رئيس اتحاد الصحافيني العرب‪ ،‬وهو امتاز‬ ‫بتوافقه‪ ،‬وتضحياته أمام زمالئه املحررين ساعياً‬ ‫وراء تحقيق مكاسب لهم‪ ،‬كام أنه سيد منابر‪،‬‬

‫تتقدم أرسة مجلة “منرب‬ ‫التوحيد” بأحر التعازي من ذوي‬ ‫الفقيد ومجلس نقابة املحررين‪،‬‬ ‫ونقابة الصحافة‪ ،‬واتحاد الصحفيني‬ ‫العرب‪ ،‬والزمالء يف جريدة البريق‬ ‫والحوادث والـ ‪ liban de Revue‬والـ‬ ‫‪ morning Monday‬وكل الزمالء‬ ‫اإلعالميني‪.‬‬

‫تيار التوحيد‪ ...‬تحرير اإلنسان‬ ‫فاصمت»‪ .‬وهذا الخري هو التوأم لتحرير‬ ‫قال رسول الله « ُقل خرياً وإال‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬ألنه ما ُو ِج َد إ ّال ليكون حراً‪ .‬ولكن عرب تعا ُقب الدهور واألدوار حتى‬ ‫وصولنا إىل األنظمة اإلقطاعية التي بدأت بالقضاء تدريجياً عىل معنى‬ ‫اإلنسانية ككل‪ ،‬إىل أن وصلت إىل مرىس آمان بالنسبة لتلك األنظمة أال‬ ‫وهو القضاء عىل شعور الفرد بإنسانيته‪..‬‬ ‫إن النبتة امل ّرغمة ال أريج لها‪ ،‬وباألحرى فإن طبيعة اإلنسان ال ٌت َح ِبذ تلقي‬ ‫األوامر بطريقة فوقية مليئة بالتسلط وبعيدة عن السلطة‪.‬‬ ‫من هذه املبادئ وغريها ظهر تيار التوحيد بنظرية ُتعني بـ «تحرير‬ ‫اإلنسان»‪ ،‬ومن أولوياته الكشف عن معامل الخري والدعوة إىل تطبيقه‪،‬‬ ‫وبيان مزالق الرش والتحذير من الغوص فيه وقول كلمة الحق ألن ُه يشدد‬ ‫ٌ‬ ‫شيطان أخرس‪ ،‬فعلينا رفع الستار عن أحابيل االستعامر‬ ‫عىل أن كاتم الحق‬ ‫النفيس واألنظمة اإلقطاعية والطائفية التي وإن ظفرت فينا ألبادتنا عن‬ ‫بكرة أبينا ألنها جرثومة سامة وال عالج لها سوى بفكرة تحرير اإلنسان‬ ‫من الجهل بجميع صفاته‪ ،‬والخوف امليلء بالضعف والجزع والنهوض كطائر‬ ‫«الفينيق» من الرماد لينطلق مجدداً يف الحياة‪.‬‬ ‫نعم هذا هو الخري الذي ال بد لنا االستهداء به وبنوره إذا كنّا جادين يف‬ ‫العمل من أجل إرساء مستقبل العروبة والوطنية فينا عىل قواعد ثابتة‬

‫وسليمة من القيم الروحية املتمثلة يف تراثنا املجيد والحرية الوطيدة التي‬ ‫ُج ِبلت مع نفوسنا‪.‬‬ ‫حديثنا هذا ليس بالرضورة إلرضام نار الكره والفنت نحو معارضينا‬ ‫أو أعدائنا‪ ،‬بل هناك ُأسس مبنية عىل القناعة الشخصية والعامية بأن‬ ‫اإلنسان أخو اإلنسان‪ ،‬وهذه األخوة يجب أن تعرض نفسها عاج ًال أم أج ًال‪.‬‬ ‫تحرير اإلنسان يعتمد أيضاً عىل عدة مقومات ومنها العامل الثقايف‬ ‫والحضاري‪ ،‬وهذا األخري ال يعتمد فقط عىل العنارص الجغرافية واللغوية‬ ‫والعرقية حتى عىل الدين حيث لإلرادة اإلنسانية دور بطيء ومحدود يف‬ ‫تكوين فكرة التحرير‪ ،‬وإمنا تجعل من اإلنسان الحقيقي الكامل الثقافة‬ ‫والحضارة عام ًال هاماً يف توحيد الشعور الوطني املبني عىل الحرية اإلنسانية‪،‬‬ ‫وهنا نعلم أن القوى املادية مل تكن من األسس األصيلة والقوية يف تكوين‬ ‫األمم والشعوب واملنظامت‪ ،‬إال إنها تعترب من العوامل املساعدة واملسهلة‪،‬‬ ‫ولكن العوامل الفوق مادية لها األولوية بالنجاح والسري رسيعاً نحو األهداف‬ ‫الكاملة‪ ،‬ومن أهم املقومات للوصول إىل تحرير اإلنسان هو العامل النفيس‬ ‫واإلرادي‪ ،‬والثقة املبنية عىل الحكمة التي من خاللها سيشعر الفرد بوجوده‬ ‫وبقوته عىل هذه االرض‪ ..‬‬

‫‪81‬‬

‫‪ ‬نضال العنداري‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب حر‬

‫أربع سنوات‬ ‫من عمر‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‬ ‫من (الحالة)‬ ‫إلى (النموذج)‬ ‫الوطني والقومي‬ ‫مهيبة العرساوي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ولكنها حالة تفرضها الرضورة‬ ‫يف تاريخ األمم والشعوب‪ ،‬ويف‬ ‫يف ظل األخطار والتحديات التي‬ ‫عقود طويلة محط أطامع الدول‬

‫مسرية العطاء ال تقاس بعدد السنوات‪،‬‬ ‫والحتمية التاريخية يف محطة مفصلية هامة‬ ‫بالدنا يتسم طابع العطاء بنوع من التحدي‬ ‫تواجه أمتنا‪ ،‬ومنطقتنا العربية ما زالت منذ‬ ‫االستعامرية ألسباب باتت معروفة‪.‬‬ ‫والتحدي الذي يواجه األمة اآلن يتمثل يف وجود الكيان الصهيوين الذي‬ ‫يشكل خطراً ماث ًال ووجودياً يستهدف وبالتعاون الوثيق مع الواليات املتحدة‬ ‫إخضاع املنطقة متاماً عرب ربطها مبصالح الدول االستعامرية الكربى‪ ،‬ومن‬ ‫هنا كانت األساليب متنوعة لتحقيق ذات األغراض‪ ،‬مرة بالتهديد العسكري‬ ‫واالجتياح وثانية باالحتالل العسكري املبارش كام حصل يف العراق‪ ،‬وأخرى‬ ‫باستعامل مصطلحات خادعة واتفاقيات أمنية وأخرى مموهة‪.‬‬ ‫ويف فلسطني تصبح املأساة أشد قساوة ومرارة مع ما يتعرض له شعبنا‬ ‫الفلسطيني من هجمة صهيونية جديدة تستهدف تهويد األرض واقتالع‬ ‫اإلنسان من أرضه وحارضه‪ ،‬فأي رهان يتصوره البعض حول إمكانية التعاون مع‬ ‫الواليات املتحدة ملا فيه مصلحة بالدنا إمنا هو رضب من الخيال واألوهام‪ ،‬ورمبا تصبح‬ ‫املصيبة أعظم إذا كان املراهنون يعلمون متاماً باألهداف األمريكية املبيتة‪.‬‬ ‫والسؤال هنا‪ ،‬أمل يسمع هؤالء‪ ،‬ما أعلنته الواليات املتحدة بتجديد العقوبات‬ ‫املفروضة عىل سوريا الصمود واملامنعة وأمل األمة‪ ،‬فأي رهان عىل األمرييك‬ ‫بعد اآلن هو مبثابة القبول والخضوع الكامل للمرشوع املعادي الذي يستهدف‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونحن يف تيار التوحيد‪ ،‬كان وما زال موقفنا واضحا وتحالفاتنا تصب يف‬ ‫خانة مواجهة املرشوع املعادي ألمتنا وهزميته‪ ،‬حتى يظل لبنان عزيزاً شامخاً‬ ‫عروبياً يف توجهاته ومقاوماً يف خياراته‪ ،‬ويف هذا السبيل نستمر يف مسرية‬ ‫العطاء وبآلية التغيري نحو األفضل‪ ،‬وبناء اإلنسان الوطني املؤمن بأمته وبدورها‬ ‫ومكانتها بني األمم‪ ،‬ونحن بدأنا بخطوات جيدة حتى اآلن وتعترب قياسية إذا‬ ‫ما قورنت بالتجارب الكربى التي غيرّ ت مسار األحداث يف العديد من األمم‬ ‫والشعوب‪ ،‬ونؤكد عىل صحة املسار والهدف‪ ،‬أما الوسيلة الناجحة لتحقيق‬ ‫ذلك‪ ،‬فهي رص الصفوف والتحيل باليقظة الدامئة واإلعداد الجيد والعمل بجد‬ ‫ونشاط لخدمة بلدنا‪ ،‬ويف هذا خدمة ألمتنا وتقوية وتعزيز ملناعتها يف مواجهة‬ ‫األخطار والتحديات‪.‬‬ ‫ويف الذكرى الرابعة لتأسيس تيارنا (تيار التوحيد) لنجعل من هذه املناسبة‬ ‫نقطة انطالق جديدة نحو األهداف العظيمة التي صاغها قادة التيار وعىل‬ ‫رأسهم الرفيق وئام وهاب‪ ،‬والعمل بفاعلية عالية الختصار الزمن‪ ،‬فنحن يف‬ ‫سباق دائم نحو الغايات النبيلة خدمة للبنان العريب املقاوم‪ ،‬وعىل طريق تحقيق‬ ‫أهداف أمتنا‪ ،‬والتغيري نحو األفضل هو األمر اليومي‪ ،‬وسيظل كذلك وهذا قدر‬ ‫كل إنسان عاهد شعبه لتحقيق تطلعاته وهو طريق الكرامة والعزة‪.‬‬ ‫السنوات األربع املاضية كانت حافلة يف العطاء‪ ،‬ومل تكن عادية والدة تيار‬ ‫التوحيد يف توقيتها أعطت األجوبة عىل العديد من التساؤالت يف حينها‪،‬‬ ‫واألوضاع الخاصة التي مر بها لبنان آنذاك‪ ،‬الهجمة األمريكية والصهيونية‬ ‫يف ذروتها‪ ،‬محاولة اقتالع لبنان من نسيجه العرويب واالستفراد به وصوالً‬ ‫لشن الحرب عليه للقضاء عىل مقاومته ومحاولة عزل سوريا عن محيطها‬ ‫ومصادرة دورها‪ ،‬يف والدة تيار التوحيد‪ ،‬الكثري من العرب والدروس‪ ،‬وهي بداية لها‬ ‫ما بعدها وهذا ما ستثبته األحداث‪ ،‬ورغم صعوبة الطريق والتحديات املختلفة‪،‬‬ ‫املسرية متواصلة‪ ،‬واملقاومة تقوى‪ ،‬واألهداف تتحقق‪ ،‬ونحن عىل هذا الطريق‬ ‫ماضون بعزمية ال تلني‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -41‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.