Manbar altawhid issue 40

Page 1

‫السودان ‪ :‬البشير رئيساً باالنتخاب‬ ‫أحمد جبريل ‪ :‬منظمة التحرير تعاني الشلل‬ ‫التجار يستهلكون حقوق المواطن اللبناني‬ ‫العدد ‪ 40‬ــ أيار ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫اللقاء الوطني الجامع‬ ‫في تكريم الكرامي‬ ‫سكود‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫العدد‬

‫‪40‬‬

‫أيار ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫‪50‬‬

‫ لبنانيات‬ ‫‪8‬‬

‫نجّ ار‪ :‬حرية «نجارية»‬ ‫تأسف على انحطاط‬ ‫مستوى اإلنتاج اللبناني‬

‫‪ 1‬تيار التوحيد‬ ‫‪ 4‬‬ ‫‪ 30‬عربيات‬

‫‪54‬‬

‫‪ 34‬فلسطينيات‬ ‫‪ 4‬دوليات‬ ‫‪ 0‬‬

‫أبي نادر‪ :‬اإلبداع صفة‬ ‫‪ 43‬اقتصاد‬ ‫مالزمة للبناني ولكن في‬ ‫‪ 50‬ثقافة‬ ‫الهجرة‬

‫‪ 57‬فن‬

‫‪64‬‬

‫الشيخ زين الدين‪:‬‬ ‫رسالتنا تربوية‪ ،‬تنموية‪،‬‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وصحية عامة‬

‫‪ 60‬مناطق‬ ‫‪ 6‬اجتامعيات‬ ‫‪ 4‬‬

‫سوريا تحتفل‬

‫‪69‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬

‫نرشة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫‪ 77‬رياضة‬ ‫‪ 80‬قراء‬

‫بجالء االستعمار‬ ‫الفرنسي‬ ‫منرب التوحيد‬

‫‪ 66‬مرأة‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL:manbar_altawhid@yahoo.com‬‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪3‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫النقابات‬ ‫تمتحن‬ ‫الحكومة‬ ‫في المطالب‬ ‫االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يتزامن األول من أيار العيد العاملي للعامل‪ ،‬وهو أيضاً عيد للعمل واإلنتاج‬ ‫‪ ،‬مع تحركات نقابية بدأت تطل يف لبنان‪ ،‬وتأخذ طابعاً سلبياً يف بعض‬ ‫األحيان‪ ،‬وكان آخرها‪ ،‬اإلرضاب التحذيري الذي نفذه السائقون العموميون‬ ‫يف كل املناطق اللبنانية‪ ،‬أطلقوا خالله رصخة أمل من استمرار ارتفاع‬ ‫أسعار املحروقات‪ ،‬التي بدأت تلهب األسعار يف كل يشء‪ ،‬وتؤثر عىل القدرة‬ ‫الرشائية لدى املواطنني الذين يكتوون بالغالء الذي يهدد بإفقار الناس‬ ‫وتجويعهم‪.‬‬ ‫فحركة السائقني احتجاجاً عىل الزيادة املتصاعدة عىل املحروقات التي‬ ‫هي سلعة أساسية‪ ،‬ومرتبطة بها كل الدورة االقتصادية‪ ،‬تبدأ من ارتفاع‬ ‫كلفة النقل‪ ،‬الذي بات يأخذ من املوظف صاحب الدخل املحدود‪ ،‬ثلث الحد‬ ‫األدىن لألجور‪ ،‬إذا استخدم وسيلة نقل عامة‪ ،‬مبعدل مرتني يف اليوم فقط‪،‬‬ ‫داخل العاصمة بريوت‪ ،‬وإذا تنقل بني املناطق‪ ،‬فإن أكرث من نصف الحد األدىن‬ ‫ينفقه عىل النقل‪ ،‬الذي تتأثر بها كل شؤون الحياة‪.‬‬ ‫لذلك كانت تظاهرة السائقني العموميني‪ ،‬وهي األوىل يف سلسلة‬ ‫تحركات تحدث عنها االتحاد العاميل العام‪ ،‬إشارة أوىل إىل ما ينتظر الحكومة‬ ‫الغائبة عن السمع‪ ،‬وعن تنفيذ ما وعد رئيسها سعد الحريري‪ ،‬أن يقوم به‬ ‫يف أولويات عمل الحكومة‪ ،‬وهو االهتامم بقضايا املواطنني االقتصادية‬ ‫واالجتامعية‪ ،‬وحتى اآلن مل يظهر أن هناك اتجاه لديها‪ ،‬إلعطاء الشؤون‬ ‫الحياتية االهتامم املناسب‪ ،‬وقد استهلكت من وجودها ستة أشهر‪ ،‬ومل‬ ‫تعط ح ًال للناس من أزماتهم الكثرية والكبرية‪ ،‬تبدأ بالكهرباء التي يبرش‬ ‫وزير الطاقة واملياه أنها ستتفاقم هذا الصيف‪ ،‬وال حل لها يف املدى‬ ‫املنظور‪ ،‬والتي تستنزف الخزينة بحوايل مليار ونصف مليار دوالر سنوياً‪،‬‬ ‫فيرتاكم الدين العام وخدمته‪ ،‬وهو أمر مل يعد مبقدور الحكومة تجاهله‪،‬‬ ‫كونه يؤثر عىل الوضع الحيايت واالقتصادي‪ ،‬كام أن أزمة الكهرباء ال تحل‬ ‫بالخصخصة كلها‪ ،‬ألن هذا القطاع ملك عام وال ميكن بيعه مبردود ال يطفئ‬ ‫سوى الجزء اليسري من الدين العام‪ ،‬ولكن هناك من يطرح خصخصة أجزاء‬ ‫منه كالجباية‪ ،‬التي أول من ال يدفع املستحقات هم املسؤولون والزعامء‬ ‫والرشكات والفنادق الكربى‪.‬‬ ‫فإىل جانب ما يعانيه اللبنانيون من انقطاع الكهرباء وعدم الوصول إىل‬ ‫تيار دائم عىل مدى الساعات األربع والعرشين‪ ،‬فإن مشكلة مياه تنتظرهم‪،‬‬ ‫إذا مل ينفذ برنامج بناء السدود الذي كان بدأ قبل عرش سنوات مع مطلع‬ ‫عهد الرئيس إميل لحود‪ ،‬ووضعت خطة من قبل املدير العام للطاقة واملياه‬ ‫املهندس فادي قمري‪ ،‬بدأت يف سد “شربوح”‪ ،‬ومل تتواصل مع مشاريع‬ ‫السدود األخرى التي وعد الوزير جربان باسيل بإطالقها‪ ،‬قبل أن يقع لبنان‬ ‫الذي هو خزان مياه‪ ،‬تذهب هدرا إىل البحر‪ ،‬يف العطش والجفاف‪.‬‬ ‫فالكهرباء واملياه‪ ،‬وهام أساس البنى التحتية ألية دولة‪ ،‬إضافة بالطبع‬ ‫إىل الطرق والجسور فإن عدم توصل الحكومات املتعاقبة إىل وضع حلول‬ ‫جذرية لهام‪ ،‬يؤرش إىل أزمة سلطة‪ ،‬وأزمة رؤية يف الحكم‪ ،‬وأزمة برنامج‬ ‫وخطة عمل للحكومات‪ ،‬كام أزمة مساءلة ومحاسبة يقوم بها مجلس‬ ‫نواب‪ ،‬الذي امتلك توكيال ً من املواطنني‪ ،‬ليكون ممث ًال لهم يف مراقبة‬ ‫أعامل السلطة التنفيذية‪ ،‬ويف سن القوانني التي تقيم الدولة العرصية‬ ‫الحديثة‪ ،‬وتحاسب الفاسدين وتنشئ إدارة جيدة‪ ،‬وتقدم كل التسهيالت إىل‬ ‫املواطينني‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فإن الحريري ويف أوىل حكوماته التي يرتأسها أمام االمتحان‪ ،‬هو ومن‬ ‫معه من الوزراء الذين ميثلون الكتل النيابية األساسية‪ ،‬وليس لديهم أي تربير‬ ‫لعدم توفري املتطلبات األساسية لدولة‪ ،‬مل تظهر فيها بعد البنى التحتية‪،‬‬ ‫بالرغم من رصف األموال عليها ومرور عرشين عاما عىل انتهاء الحرب األهلية‬ ‫مع إعطاء أسباب تخفيفية‪ ،‬ألنه خالل العقدين االخريين كان لبنان رازحاً تحت‬ ‫االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وقاومه وأخرجه منه‪ ،‬حيث تعرضت بناه التحتية العتداءات‬ ‫متكررة‪ ،‬كان آخرها الحرب اإلرسائيلية التي دامت ‪ 33‬يوما صيف ‪.2006‬‬ ‫لكن الحروب واالعتداءات اإلرسائيلية‪ ،‬ال تعني استقالة الدولة من‬

‫‪4100‬‬

‫من بلدة الغجر‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك التاريخ ولبنان يواجه هذه النظرية‪ ،‬حيث راجت مقولة‬ ‫ثقافة الحياة‪ ،‬بعد العام ‪ ،20005‬وشعار “بدنا نعيش” وكل ذلك تحت عنوان‬ ‫واحد‪ ،‬كيف ينتهي دور لبنان املقاوم‪ ،‬ليدخل يف التسوية بعد االنسحاب‬ ‫السوري منه‪ ،‬ودخول قوى سياسية فيه‪ ،‬يف املرشوع األمرييك “للرشق‬ ‫األوسط الكبري” الذي أسقطته املقاومة يف تصديها للعدوان اإلرسائييل‬ ‫صيف ‪ .2006‬وما زال البعض يطرح إخراج لبنان من الرصاع مع العدو‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وليس من باب لذلك‪ ،‬إال أن اللبنانيني تعبوا من الحرب‪ ،‬وأن ال‬ ‫مجال لرتتيب وضع الكهرباء وإقامة بنى تحتية‪ ،‬وتحسني الوضع االقتصادي‪،‬‬ ‫وترتيب فرص عمل وجذب استثامرات إال بوقف املقاومة‪ ،‬وتقديم لبنان دولة‬ ‫منزوعة السالح‪.‬‬ ‫هذه النظرية التي تتقدم لدى البعض من الذين يناقشون يف‬ ‫االسرتاتيجية الدفاعية‪ ،‬عرب شعاره “حياد لبنان”‪ ،‬هؤالء‪ ،‬ينتظرون حل‬ ‫األزمة االقتصادية‪ -‬املالية باملساعدات ورهن لبنان إىل الخارج ووضع قراره‬ ‫السيايس‪ ،‬بيد من يقدم املنح والقروض املالية‪.‬‬ ‫ويف مقابل منظري السالم‪ ،‬فإن هناك من يطرح تحصني املجتمع باقتصاد‬ ‫قوي‪ ،‬حيث “الدولة العربية” التي تحولت إىل ثكنة عسكرية‪ ،‬لديها أقوى‬ ‫اقتصاد يف املنطقة‪ ،‬فعندها اقتصاد معرفة وآخر عسكري‪ ،‬وتجذب‬ ‫االستثامرات التي تحميها من خالل قوتها التي بدأت تتبخر‪ ،‬مع ظاهرة‬ ‫صمود املقاومة يف لبنان وفلسطني‪ ،‬وقد حقق لبنان منواً اقتصادياً بلغ بني‬ ‫‪ ،%9-7‬وزاره مليوين سائح‪ ،‬وكل ذلك بعد االنتصار الذي حققته املقاومة‬ ‫يف صيف ‪ ،20006‬حيث شهد الوضع االقتصادي تحسنا منذ ذلك التاريخ‪،‬‬ ‫ومل تهرب االستثامرات‪ ،‬ألن لبنان ميتلك قوة رادعة‪ ،‬فانتعشت الحركة‬ ‫العقارية‪ ،‬كام زادت الودائع يف املصارف إىل سقوف غري مسبوقة‪ ،‬وبدأت‬ ‫االستثامرات تتدفق عىل لبنان بسبب املجتمع املقاوم والصامد‪ ،‬ومل يعد‬ ‫الرأسامل جباناً‪ ،‬بل قوي مع وجود قوة ردع ضد “إرسائيل” واستقرار الوضع‬ ‫األمني‪ ،‬الذي أمنه القرار السيايس عرب حكومة وفاق وطني‪.‬‬ ‫فهذه القوة التي ميتلكها لبنان‪ ،‬كيف ستبني عليها الحكومة الحالية‪،‬‬ ‫التي مل تحرك ساكنا لتحسني الوضع الحيايت والخدمايت للمواطنني‪ ،‬وأول‬ ‫ما يجب أن تعمله‪ ،‬هو كيف توقف الهدر الذي هو كفيل‪ ،‬بأن يؤمن موارد‬ ‫للخزينة‪ ،‬دون التطلع إىل فرض رسوم ورضائب‪ ،‬مل يعد لدى املواطنني ال‬ ‫سيام أصحاب الدخل املحدود والعامل طاقة لتحملها‪ ،‬وكذلك الطبقة‬ ‫املتوسطة‪ ،‬بحيث تخرج وزارة املال برسوم ورضائب جديدة وهي التي‬ ‫مازالت عىل النهج ذاته‪ ،‬الذي اتبعه فؤاد السنيورة منذ التسعينات‪ ،‬وهو‬ ‫استسهال فرض الرضائب والرسوم‪ ،‬ما أدى مزيد من إفقار اللبنانيني‪ ،‬دون‬ ‫أن يعرفوا أين تذهب أموالهم‪ ،‬وهم مل يروا مشاريع ترفع من مستوى‬ ‫معيشتهم‪ ،‬وتأمني حقوقهم االجتامعية‪ ،‬إذ يخشون انهيار وإفالس‬ ‫الضامن االجتامعي‪ ،‬كام هم قلقون عىل تقاعدهم‪ ،‬وهم خائفون عىل‬ ‫ضامنهم الصحي‪ ،‬يف وقت ترتاجع مدارسهم الرسمية‪ ،‬جامعتهم‬ ‫الوطنية اللبنانية‪ ،‬وكل ذلك أمام زحف القطاع الخاص‪ ،‬الذي يحل محل‬ ‫الدولة الراعية للمواطينني‪.‬‬ ‫إن الحكومة الحالية أمام مسؤولية ترتيب أولوياتها‪ ،‬ووضع خطة إنقاذ‬ ‫اقتصادية‪ -‬اجتامعية وإعالن حالة طوارئ خدماتية‪ ،‬والعمل عىل تخفيف األعباء‬ ‫الرضيبية عن الفقراء وأصحاب الدخل املحدود‪ ،‬كام يف تأمني فرص العمل‪.‬‬ ‫وإذا تلكأت عن ذلك‪ ،‬فإن التحركات النقابية تنتظرها‪ ،‬وأوىل طالئعها‬ ‫السائقني‪ ،‬وسبقهم القطاع الرتبوي ومعهم املزارعني‪ ،‬وهؤالء ستكون‬ ‫لهم حاضنة سياسية‪ ،‬هي جبهة وطنية يجري تكوينها من قوى وأحزاب‬ ‫وشخصيات خارج الحكومة‪ ،‬لتشكل جبهة معارضة فعلية وحقيقية‪،‬‬ ‫تحمل معاناة املواطنني‪ ،‬ومثل هذه الجبهة‪ ،‬هي حكومة ظل‪ ،‬ستكون‬ ‫جاهزة لتتقدم نحو تحمل املسؤولية‪ ،‬إذا ما فشلت الحكومة الحالية‪.‬‬

‫واجباتها‪ ،‬لتحصني املجتمع الداخيل وبناء صموده‪ ،‬وتـأمني كل ظروف الحياة‪،‬‬ ‫وال ميكن التعاطي مع هذه املسائل االجتامعية واالقتصادية باالستخفاف‪،‬‬ ‫ودون وضع خطة صمود وتص ٍد‪ ،‬ولبنان يف مواجهة مع عدو طامع باألرض‬ ‫واملياه‪ ،‬يتحني الفرص ويتصيد الظروف العربية واإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫لالنقضاض عىل لبنان‪ ،‬ثأرا لهزميته فيه‪ ،‬من مقاومة أثبتت قدرتها عىل‬ ‫تسجيل االنتصار وتحرير األرض‪ ،‬دون دفع أمثان سياسية وأمنية‪ ،‬وتطبيع‬ ‫عالقات كام حصل مع دول عربية أخرى‪.‬‬ ‫فال ميكن ويف ظل مخاطر إرسائيلية دامئة وقامئة عىل لبنان‪ ،‬أن ال‬ ‫يقوم مجتمع اقتصاد مقاوم‪ ،‬وهذا ما تحدث عنه األمني العام لحزب الله‬ ‫“السيد حسن نرص الله” الذي طرح أن تتضمن طاولة الحوار بنداً يتعلق‬ ‫بالوضع االقتصادي‪ ،‬وقد جوبه اقرتاحه بالرفض‪ ،‬لكن يف الجلسة األخرية‬ ‫للحوار‪ ،‬أعلن رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‪ ،‬أن االسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية‪ ،‬هي البند الوحيد املطروح‪ ،‬ولكن تحته ميكن البحث يف االقتصاد‬ ‫والرتبية واإلمناء وغريها من املواضيع‪ ،‬وأن بناء اسرتاتيجية دفاعية‪ ،‬ال مينع‬ ‫أن يكون االقتصاد قوياً‪ ،‬أي أن ال يغرق لبنان يف الديون‪ ،‬ويفقر شعبه‪،‬‬ ‫وتصبح املقايضة معه‪ ،‬وهي إعفاءه من الدين مقابل وقف املقاومة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تم عرضه عىل املسؤولني اللبنانيني‪ ،‬منذ مطلع التسعينات‪ ،‬وكان كلام‬ ‫انعقد مؤمتر اقتصادي مايل ملساعدة لبنان‪ ،‬كان املؤمترون يطرحون ضخ‬ ‫املال مقابل نزع سالح املقاومة‪ ،‬كام أن مرشوع توطني الفلسطينيني‪،‬‬ ‫طرح عىل أساس‪ ،‬أن يعفى لبنان من جزء من ديونه وحتى منها كلها‪.‬‬ ‫فازدياد الديون‪ ،‬وإفقار اللبنانيني‪ ،‬مل يأت من فراغ‪ ،‬بل هو مربوط بحل‬ ‫أزمة الرصاع العريب‪ -‬اإلرسائييل‪ ،‬وهكذا تم التعاطي مع مرص‪ ،‬التي‬ ‫خرجت إىل توقيع سالم مع “إرسائيل” ألن الشعب املرصي تعب من الحرب‪،‬‬ ‫كام ر ّوج الرئيس املرصي انور السادات‪ ،‬فتم ربط املساعدات السنوية‬ ‫التي تصلها من أمريكا‪ ،‬مقابل توقيع معاهدة “كامب ديفيد” ‪ ،‬وأن األردن‬ ‫خطى الخطوة نفسها مع اتفاق وادي عربة‪ ،‬وكان الفلسطينبون ساروا‬ ‫عىل النهج نفسه‪ ،‬باتفاق “أوسلو” الذي رسم دولة فلسطينية منزوعة‬ ‫السالح‪ ،‬وغري محددة الحدود والهوية‪ ،‬عىل أن تعطى مساعدات مالية‪ ،‬بعد‬ ‫ربط اقتصادها باقتصاد الدولة العربية‪ ،‬مقابل تقديم صك براءة باعرتافها‬ ‫بالكيان الصهيوين‪ ،‬وعدم املطالبة بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وأن ال يعود الالجئون إىل ديارهم‪ ،‬وأن ال يتوقف االستيطان الذي من دونه‪،‬‬ ‫تسقط “الدولة اليهودية” دميغرافيا وتفرغ من الداخل‪ ،‬مع النمو السكاين‬ ‫الفلسطيني يف األرايض املحتلة عام ‪.1948‬‬ ‫فاالقتصاد دخل كعامل أسايس عىل عملية التسوية‪ ،‬ويف لبنان‪ ،‬تم‬ ‫التعاطي معها منذ وصول الرئيس رفيق الحريري إىل رئاسة الحكومة عام‬ ‫‪ ،1992‬عىل أنها املؤرش األسايس يف تقديم املساعدات والقروض والهبات‪،‬‬ ‫مقابل انخراط لبنان يف علمية السالم التي كانت بدأت مع مؤمتر “مدريد”‪،‬‬ ‫وتزامنت مع وصول اللبنانيني إىل اتفاق يف الطائف أنهى الحرب األهلية‪،‬‬ ‫لكن بقي موضوع اإلعامر بعد حرب مدمرة‪ ،‬الذي تم ربطه بتقدم التسوية‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وكان استعجال من قبل الرئيس الحريري باالستدانة لبدء‬ ‫اإلعامر‪ ،‬ملواكبة السالم القادم إىل املنطقة‪ ،‬ليكون لبنان جاهزاً من أجل‪،‬‬ ‫استقبال االستثامرات التي ستنهال عليه‪.‬‬ ‫وكانت حسابات املراهنني عىل السالم تتساقط أمام رضبات املقاومة يف‬ ‫الجنوب‪ ،‬التي كانت تحرره منطقة منطقة‪ ،‬حيث بدأ رصاع بني لغة املساومة‬ ‫ومنطق املقاومة‪ ،‬الذي انترص أخرياً ال سيام مع تفاهم نيسان ‪،1996‬بعد‬ ‫شن ارسائيل عدوان واسع عىل لبنان من خالل قرار اتخذ يف مؤمتر رشم‬ ‫الشيخ ملحاربة ما يسمى “املنظامت اإلرهابية” ويف طليعتها “حزب الله”‪.‬‬ ‫وبعد االنتصار الذي حققته املقاومة يف ‪ 25‬أيار من عام ‪ ،2000‬ظهرت‬ ‫نظرية لبنان “هانوي أم هونكونغ” ‪ ،‬وبدأ الرتكيز عىل رضورة نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬وأن ال رضورة للمقاومة بعد أن انتفت أسباب وجودها‪ ،‬وهو‬ ‫االحتالل الذي ظل قابعاً يف مزارع شبعا وتالل كفر شوبا والجزء الشاميل‬

‫«منرب التوحيد»‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫سكود‬

‫سكود‪ :‬الذريعة اإلسرائيلية‬ ‫مل يكن ترسيب خرب عرب صحيفة “الرأي”‬ ‫الكويتية عن تزويد سوريا لـ “حزب الله” بصواريخ‬ ‫من نوع “سكود” الروسية الصنع‪ ،‬إ ّال افتعال‬ ‫أزمة من قبل أمريكا و”إرسائيل”‪ ،‬تذ ّكر بأزمات‬ ‫الصواريخ يف العامل‪ ،‬من كوبا اىل كوريا‪ ،‬وصوالً‬ ‫اىل أزمة صواريخ سام ‪6‬و‪ ،7‬التي ادعت “إرسائيل”‬ ‫أن سوريا أدخلتها اىل سهل البقاع يف مطلع‬ ‫الثامنينات من القرن املايض‪ ،‬ونرشتها فيه‪،‬‬ ‫إضافة اىل صعود قواتها مع حلفاء لها‪ ،‬اىل‬ ‫الغرفة الفرنسية يف أعايل قمم جبل صنني وهو‬ ‫موقع اسرتاتيجي هام يطل عىل قربص ويكشف‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬بعد طرد “القوات اللبنانية” منه التي‬ ‫كانت تتعامل مع “إرسائيل”‪ ،‬تحضرياً لعدوان‬ ‫عليه‪،‬واجتياح أرضه‪.‬‬ ‫فام ذكرته الصحف اإلرسائيلية وأخرى أجنبية‪،‬‬ ‫عن امتالك “حزب الله” لصواريخ سكود يصل‬ ‫مداها اىل نحو ‪ 700‬كلم‪ ،‬وتحمل رؤوساً متفجرة‬ ‫قد يصل وزنها اىل طن‪ ،‬هو سيناريو يشبه‪ ،‬ما‬ ‫روجت له أمريكا وزعمت أن العراق لديه أسلحة‬ ‫دمار شامل تهدد السالم يف العامل‪ ،‬لتربر أمام‬ ‫العامل شن حرب عليه‪ ،‬وهذا ما حصل باستصدار‬ ‫قرار من مجلس األمن الدويل‪ ،‬تبينّ فيام بعد أن‬ ‫كل ادعاءات إدارة الرئيس األمرييك السابق جورج‬ ‫بوش كانت كاذبة‪ ،‬وال أساس لها من الصحة‪،‬‬ ‫حيث أظهرت لجان التحقيق والتفتيش الدولية‬ ‫التي أرسلت اىل العراق‪ ،‬أنه ال ميتلك مثل هذه‬ ‫األسلحة‪ ،‬وقد جرى تفتيش حتى القصور‬ ‫الرئاسية‪ ،‬كام اعرتف وزير الخارجية األمريكية‬ ‫كولن باول‪ ،‬بكذب إدارته‪ ،‬وأنه شخصياً تورط يف‬ ‫الحملة‪ ،‬وكانت لطخة عار عىل جبينه‪ ،‬ومثله‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فعل قادة سياسيون وعسكريون أمريكيون‪.‬‬ ‫فافتعال أزمة تزويد سوريا للمقاومة يف لبنان‬ ‫بصواريخ “سكود” ما هو إ ّال ذر بالرماد‪ ،‬إلخفاء ما‬ ‫تعانيه الحكومة اإلرسائيلية من ضغوط دولية‬ ‫عليها وحتى أمريكية‪ ،‬بسبب سياستها املتعنتة‬ ‫يف رفض السالم‪ ،‬واملامنعة لوقف أو تجميد بناء‬ ‫املستوطنات كام يف الفضائح التي ظهرت‬ ‫عن ارتكاب “إرسائيل” ملجازر يف غزة عرب تقرير‬ ‫مندوب األمم املتحدة غولدستون‪ ،‬اىل انكشاف‬ ‫تورط “املوساد” اإلرسائييل يف اغتيال القيادي يف‬ ‫“حامس” محمود املبحوح يف ديب‪ ،‬وتزوير جوازات‬ ‫سفر لعدد من الدول األوروبية‪.‬‬ ‫كل هذه األجواء الدولية الضاغطة عىل‬ ‫الحكومة اإلرسائيلية‪ ،‬التي تعاين مأزقاً داخلياً‪،‬‬ ‫بسبب سعيها لطرد الفلسطينيني من أرايض‬ ‫العام ‪ ،1948‬واملواجهات بينهم وبني الرشطة‬ ‫وتدنيس‬ ‫اليهود‪،‬‬ ‫واملستوطنني‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫األماكن الدينية اإلسالمية‪ ،‬واملسيحية‪ ،‬فإن هذه‬ ‫التطورات تدفع بحكومة نتنياهو اىل افتعال‬ ‫أزمة صواريخ “سكود”‪ ،‬وقبلها تهريب السالح‬ ‫من سوريا اىل لبنان‪ ،‬من أجل لفت االنتباه عن‬ ‫األزمات اإلرسائيلية‪ ،‬واعتبار أن ما يتهدد السالم‬ ‫يف املنطقة هو السالح بحوزة “حزب الله”‪ ،‬الذي‬ ‫يهدد أمن “إرسائيل” الحريصة عليه الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وتحويل اهتامم املسؤولني فيها من بناء‬ ‫املستوطنات‪ ،‬اىل ما يتهدد الدولة العربية‪ ،‬إذ‬ ‫اهتمت اإلدارة األمريكية بهذا املوضوع‪ ،‬ووضعته‬

‫‪6‬‬

‫يف جدول أولوياتها فاستدعت السفري السوري‬ ‫يف واشنطن عامد مصطفى ونائبه زهري جبور‬ ‫الستيضاحهام عن وصول صواريخ “سكود” عرب‬ ‫سوريا اىل املقاومة يف لبنان‪ ،‬وأرسلت موفدين‬ ‫اىل لبنان وسوريا‪ ،‬للبحث يف تهريب السالح‪،‬‬ ‫فجاء كل من‪ :‬مسؤول األمن القومي وليامز جونز‪،‬‬ ‫ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الرشق األوسط‬ ‫جيفري فيلتامن ورئيس لجنة الشؤون الخارجية‬ ‫يف الكونغرس جون كريي‪ ،‬وركزوا جميعهم عىل‬ ‫موضوع استمرار وصول السالح اىل “حزب الله”‪،‬‬ ‫دون أن يسأل أحدهم نفسه عن وصول السالح‬ ‫األمرييك اىل “إرسائيل”‪ ،‬ومنه محرم دولياً‬ ‫وإنسانياً‪ ،‬وعن استخدامه ضد املدنيني يف لبنان‪،‬‬ ‫وارتكاب املجازر البشعة‪ ،‬بحق األطفال والنساء‬ ‫والشيوخ وتدمري املنازل عىل ساكنيها‪...‬‬ ‫فالسالح بيد املقاومة يف لبنان ممنوع أمريكياً‬ ‫وإرسائيلياً‪ ،‬وهو حق مرشوع أن يكون موجوداً‬ ‫للدفاع عن األرض والشعب يف مواجهة أي عدوان‪،‬‬ ‫وقد كفل ذلك ميثاق األمم املتحدة ورشعة حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وأن املقاومة يف لبنان هي نتيجة لوجود‬ ‫االحتالل وقيامه باعتداءات شبه يومية عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬وخرقه لسيادته ورسقة مياهه‪ ،‬وعدم التزام‬ ‫“إرسائيل” بتنفيذ القرارات الدولية باالنسحاب‬ ‫من ما تبقى من أرض لبنانية محتلة يف مزارع‬ ‫شبعا وتالل كفرشوبا والجزء الشاميل املحتل من‬ ‫بلدة الغجر والتي نص عليها قرار مجلس األمن‬ ‫الدويل ‪.1701‬‬

‫فـ “إرسائيل” ال ميكنها أن تتساكن مع سالح‬ ‫متتلكه املقاومة‪ ،‬وأصبح رادعاً وفاع ًال‪ ،‬وأثبت‬ ‫فعاليته يف الدفاع عن لبنان يف أثناء العدوان‬ ‫عليه صيف ‪ ،2006‬فكيف إذا كان هذا السالح‬ ‫من نوع “سكود” أو من نوع الصواريخ املضادة‬ ‫للطائرات‪ ،‬حيث ال تستطيع أن تؤكد أن املقاومة‬ ‫باتت لديها هذه القدرة العسكرية الصاروخية‪،‬‬ ‫إذ أن األمني العام لـ “حزب الله” السيد حسن‬ ‫نرصالله‪ ،‬كان يردد دامئاً ويؤكد يف كلامته‬ ‫وخطبه ومقابالته‪ ،‬أنه ال يؤكد وال ينفي امتالك‬ ‫املقاومة للصواريخ من أي نوع كان‪ ،‬وال يتحدث‬ ‫عن نوع األسلحة لدى املقاومة‪ ،‬وهذه من األرسار‬ ‫العسكرية‪ ،‬ويبقى محظوراً الكالم عنها‪ ،‬حتى‬ ‫تتكلم يف امليدان‪ ،‬وتش ّكل مفاجأة للعدو‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل أثناء قصف املقاومة للبارجة اإلرسائيلية‬ ‫“ساغر” يف عرض البحر قبالة بريوت والتي كانت‬ ‫تقصف الضاحية الجنوبية‪ ،‬كام أن املفاجأة‪،‬‬ ‫كانت يف استخدام املقاومة لنوع من قاذفات‬ ‫الصواريخ”كورنيت” التي دمرت أكرث من خمسني‬ ‫دبابة “مريكافا” متطورة من الجيل الرابع للعدو‬ ‫باعرتافه هو‪ ،‬كام أن صواريخ مضادة للطائرات‬ ‫محمولة عىل الكتف ظهرت يف معركة وادي‬ ‫الحجري‪ ،‬وأسقط إحداها طائرة “أباتيش”‪.‬‬ ‫هذه املفاجآت هي التي كانت السبب يف‬ ‫صمود املقاومة وتصديها‪ ،‬وأن السيد نرصالله ما‬ ‫زال يعد مبفاجآت أخرى‪ ،‬وكان وعده صادقاً‪ ،‬ويأخذ‬ ‫اإلرسائيليون كالمه عىل محمل الجد‪ ،‬ألنه يقرن‬ ‫القول بالفعل‪ ،‬وهو لذلك يرفض التعليق عىل‬ ‫موضوع الصواريخ‪ ،‬وقد حاولت أمريكا و”إرسائيل”‬ ‫عرب طاولة الحوار يف لبنان‪ ،‬أن تذهب اىل سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬فطلبت من أعضاء يف هيئة الحوار‪ ،‬ال‬ ‫سيام “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب وحتى‬ ‫“تيار املستقبل” إثارة موضوع السالح‪ ،‬ورضورة‬ ‫أن تكون الدولة عىل معرفة به‪ ،‬وهي خديعة‪،‬‬ ‫اكتشفتها املقاومة وحلفاؤها‪ ،‬فرفضوا البحث‬ ‫يف السالح‪ ،‬وإبقاء عنوان الحوار تحت سقف “بناء‬ ‫اسرتاتيجية دفاعية”‪ ،‬وهي التي أشار إليها البيان‬ ‫الوزاري للحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري‪،‬‬ ‫عندما تحدث عن أن الدفاع عن لبنان يقوم به‬ ‫الجيش واملقاومة والشعب‪ ،‬وعىل الحكومة وضع‬ ‫هذا البند موضع التنفيذ‪ ،‬وأن هيئة الحوار تبحث‬ ‫يف القضايا‪ ،‬التي تعزز الدفاع عىل مختلف‬ ‫الصعد االقتصادية والرتبوية واالجتامعية الخ‪...‬‬

‫فالحوار ليس عىل السالح‪ ،‬بل يف الدفاع عن‬ ‫لبنان‪ ،‬وأن الثغرة هي يف تزويد الجيش بالسالح‪،‬‬ ‫وهو ما ال تراه املقاومة سلبياً‪ ،‬بل تعتربه مكم ًال‬ ‫لقوتها‪ ،‬ويزيد عليها فكيف إذا كان الجيش ميتلك‬ ‫عقيدة قتالية؟‬ ‫لذلك فإن افتعال أزمة صواريخ ما هي إ ّال‬ ‫محاولة لكشف ما إذا وصلت اىل املقاومة‪،‬‬ ‫ولحرش سوريا أمام الرأي العام العاملي‪ ،‬كام تزعم‬ ‫“إرسائيل” التي أنفضح أمرها بأنها ليست دولة‬ ‫سالم‪ ،‬بل دولة إرهاب‪ ،‬وقد أرسلت سوريا اىل‬ ‫املسؤولني اإلرسائيليني‪ ،‬كالماً قاسياً‪ ،‬بأن أي اعتداء‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬سيعترب عدواناً عىل سوريا‪ ،‬وسيتم‬ ‫التعاطي معه تحت هذا العنوان‪ ،‬وستسقط‬ ‫الصواريخ عىل املدن اإلرسائيلية من سوريا‪ ،‬التي ال‬ ‫تنفع معها التهديدات كام قال وزير الخارجية وليد‬ ‫املعلم‪ ،‬الذي نفى أن تكون بالده زودت “حزب الله”‬ ‫بالصواريخ واألسلحة‪ ،‬وأن كل هذه االدعاءات ما‬ ‫هي إ ّال إيحاءات بالحرب التي إذا سمحت بها أمريكا‬ ‫وأعطت “إرسائيل” ضو ًءا أخرضاً‪ ،‬فإنها لن تقف‬ ‫عند حدود لبنان‪ ،‬بل ستطال املنطقة كلها‪ ،‬وهو‬ ‫ما حذر منه العاهل األردين امللك عبدا لله الثاين‬ ‫الذي تحدث عن احتامل انفجار الوضع عىل الجبهة‬ ‫الشاملية عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية‪،‬‬ ‫ويأيت كالمه وهو املعروف عنه عالقاته األمريكية‬ ‫واإلرسائيلية‪ ،‬مع استمرار املناورات والتدريبات‬ ‫العسكرية اإلرسائيلية‪ ،‬والحشود مع لبنان‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تأخذه املقاومة بالحسبان‪ ،‬وتضع كل االحتامالت‬ ‫وهي عىل جهوزية تامة‪.‬‬ ‫فأزمة الصواريخ التي بدأت تنحرس‪ ،‬كانت “بالون‬ ‫اختبار” إذ بدأ القادة اإلرسائيليون يرتاجعون عن‬ ‫لهجة الحرب والعدوان‪ ،‬بعد أن سمعوا ردات الفعل‬ ‫عليهم‪ ،‬وأن إشعال املنطقة سيكون مكلفاً عىل‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬التي باتت منشآتها البرتوكيميائية‪،‬‬ ‫ومطاراتها‬ ‫والعسكرية‬ ‫الصناعية‬ ‫وتجمعاتها‬ ‫ومدنها تحت مرمى صواريخ املقاومة التي وعد‬ ‫السيد نرصالله‪ ،‬أنها ستكون تدمريية‪ ،‬وهو ما‬ ‫يقلق “إرسائيل” أن يكون كالمه يعني امتالكه‬ ‫“السكود” و”فاتح ‪ ”100‬وغريها من أنواع الصواريخ‬ ‫ليست الرادعة فقط‪ ،‬بل التي تقلب املوازين‪،‬‬ ‫وتعيد رسم خارطة جديدة للمنطقة قد ال تكون‬ ‫“إرسائيل” فيها‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫‪7‬‬

‫سكود اسم لسلسلة من الصواريخ البالستية‬ ‫التكتيكية التي طورت من قبل االتحاد السوفيتي‬ ‫خالل الحرب الباردة وصدّرت بشكل واسع إىل‬ ‫دول أخرى‪ .‬وأطلق عليه تقرير أسامء حلف‬ ‫الناتو هذا االسم إس إس ‪ 1‬سكود‪ .‬أما االسم‬ ‫الرويس للصاروخ يف نسخته األوىل فهو آر‪،11-‬‬ ‫أما النسخ املتطورة فقد سميت آر‪ 300-‬إلربس‪.‬‬ ‫ويستخدم مصطلح سكود يف اإلعالم لإلشارة‬ ‫إىل الصواريخ التي طورت بنا ًء عىل التصميم‬ ‫السوفيايت للصاروخ‪ .‬ويف بعض األحيان يف‬ ‫وسائل إعالم الواليات املتحدة فإن هذه التسمية‬ ‫تطلق عىل أي صاروخ ليس أصله غريب‪.‬‬ ‫أول من استخدم مصطلح سكود هو‬ ‫الناتو حني أطلق عىل صواريخ آر‪ 11-‬تسمية‬ ‫إس إس‪1-‬يب سكود‪-‬أي‪ ،‬أول صاروخ من هذه‬ ‫السلسلة وهو آر‪ 1-‬كان يسمى يف الناتو إس‬ ‫إس‪ 1-‬سكانر‪ ،‬ولكنه كان مختلفاً جداً‪ ،‬ولعله‬ ‫كان تقريباً نسخة عن الصاروخ األملاين يف‪،2-‬‬ ‫صاروخ الـ آر‪ 11-‬كانت تقنيته مكتسبة من‬ ‫الـ يف‪ 2-‬أيضاً ولكنه كان ذو تصميم مختلف‬ ‫وكان أصغر وشكله يختلف عن الـ يف‪ 2-‬والـ‬ ‫آر‪ .1-‬لقد طورته املاكويف أو يك يب (‪Makeyev‬‬ ‫‪ )OKB‬وأدخل لسالح الجيش يف ‪ .1957‬وأكرث‬ ‫التطورات التي حدثت يف آر‪ 11-‬هو املحرك الذي‬ ‫صمم من قبل أي‪.‬ام‪.‬آيسيف (‪،)Isaev .M.A‬‬ ‫وكان مبسطاً جداً مقارنة بصاروخ يف‪ 2-‬الذي‬ ‫يحتوي عىل نظام الغرف املتعددة‪ .‬وقد زود أيضاً‬ ‫مبضاد للذبذبات ليمنع تقرقر املاكينة‪ ،‬وقد كان‬ ‫ذلك بوابة للامكينات األكرب التي استخدمت‬ ‫يف صواريخ الفضاء الروسية‪.‬‬ ‫كانت هناك تطويرات أخرى لهذه السلسلة‬ ‫من الصواريخ وهي آر‪ 300-‬إلربس‪ /‬إس إس‪-‬‬ ‫‪1‬يس سكود‪-‬يب يف سنة ‪ ،1961‬وإس إس‪1-‬دي‬ ‫سكود‪ -‬يس يف ‪ ،1965‬وميكن لكليهام أن‬ ‫يحمل متفجرات تقليدية عالية القوة‪ ،‬وميكنه‬ ‫أن يحمل ما بني ‪ 5‬إىل ‪ 80‬طن من الرؤوس‬ ‫النووية‪ ،‬كام ميكنه أن يحمل رأس كياموي (مثل‬ ‫يف اكس)‪ .‬أما النوع الذي طور يف الثامنينات‬ ‫وهو إس إس‪1-‬اي سكود‪ -‬دي فيمكنه أن‬ ‫يحمل رؤوس تقليدية ذات قوة تفجريية عالية‪،‬‬ ‫وميكنه أن يحمل رؤوس من نوع (‪ ،)FAE‬وأربعني‬ ‫من القنابل العنقودية محطمة املدرجات‬ ‫كام ميكنه أن يحمل ‪ 5 × 100‬كيلوجرام من‬ ‫املتفجرات املضادة لألفراد‪.‬‬ ‫كل الصواريخ من نوع سكود التي طورها اإلتحاد‬ ‫السوفيايت طولها ‪ 11.25‬مرت (فيام عدا سكود‪-‬‬ ‫أي الذي هو أقرص من البقية مبرت واحد) وقطرها‬ ‫‪ 0.88‬مرت‪ .‬وهي تدفع بواسطة محرك واحد يحرق‬ ‫إما الكريوسني أو حامض النرتك بالنسبة إىل‬ ‫سكود‪-‬أي وبالنسبة لبقية الصواريخ فاملحرك‬ ‫يحرق الوقود من النوعني (‪ )UDMH‬أو (‪.)RFNA‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫محمد زهير الصديق مج ّدداً‪...‬‬

‫ماذا تفعل المحكمة الدولية بشهود الزور؟‬ ‫عندما اغتيل الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬قبل خمس‬ ‫سنوات‪ ،‬كان عنوان من نفذ الجرمية‪ ،‬الوصول‬ ‫اىل سالح املقاومة‪ ،‬عرب إحداث فتنة مذهبية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعطل مهمته‬ ‫تستدرج السالح اىل الداخل‪،‬‬ ‫النضالية يف مواجهة العدو اإلرسائييل‪ ،‬وتحويل‬ ‫املقاومة اىل ميليشيا‪ ،‬لينطبق عليها قرار‬ ‫مجلس األمن الدويل ‪ 1559‬الصادر يف ‪ 2‬ايلول‬ ‫‪ ،2004‬الذي دعا اىل نزع سالح امليليشيات‪ ،‬وهو‬ ‫ما ال ينطبق عىل املقاومة‪ ،‬التي أق ّر الدستور‬ ‫بحقها يف الوجود‪ ،‬كام اعرتفت الحكومات‬ ‫املتعاقبة منذ ما بعد اتفاق الطائف برشعيتها‬ ‫ورضورتها وتالزمها يف الوجود مع الجيش‬ ‫اللبناين‪.‬‬ ‫بدأت املؤامرة عىل املقاومة‪ ،‬منذ بدء مسلسل‬ ‫االغتياالت والتفجريات‪ ،‬وكانت أصابع االتهام‬ ‫توجه إليها‪ ،‬من قبل قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬بأن تفخيخ‬ ‫ّ‬ ‫السيارات يتم يف مراكز لـ “حزب الله” يف‬ ‫الضاحية الجنوبية‪.‬‬ ‫هذه كانت األجواء التي رافقت اغتيال‬ ‫الحريري‪ ،‬وما تبعها من عمليات اغتيال وتفجري‪،‬‬ ‫وكان الهدف من ذلك املقاومة‪ ،‬بعد أن نجحت‬ ‫“ثورة األرز” املدعومة من أمريكا‪ ،‬التي أنشأتها‬ ‫ملساندة مرشوع “الرشق األوسط الجديد”‬ ‫للرئيس األمرييك جورج بوش من أن تشن‬ ‫حملة سياسية وإعالمية‪ ،‬تتّهم فيها النظام‬ ‫األمني اللبناين – السوري املشرتك‪ ،‬بأنه وراء‬ ‫الجرمية‪ ،‬وطالبت باعتقال قادته ومحاكمتهم‬ ‫ومعاقبتهم‪ ،‬كام العمل عىل تغيري النظام يف‬ ‫سوريا‪ ،‬بعد أن أطيح بالنظام البعثي يف العراق‬ ‫وإسقاط الرئيس صدام حسني‪.‬‬ ‫فاملؤامرة عىل املقاومة‪ ،‬كانت تهدف اىل نزع‬ ‫املظلة السياسية واألمنية عنها‪ ،‬التي كانت‬ ‫تؤ ّمنها سوريا عرب مؤسسات دستورية وقيادات‪،‬‬ ‫تق ّر باملقاومة ورضورتها ورشعيتها‪ ،‬وقد م ّثل‬ ‫التمديد لرئيس الجمهورية السابق إميل لحود‪،‬‬ ‫أحد أوجه حامية املقاومة‪ ،‬وقد سعى البعض‬ ‫للوقوف بوجه هذا التمديد الذي حصل مثله‬ ‫للرئيس الياس الهراوي‪ ،‬إ ّال أن املخططني لرضب‬ ‫املقاومة ونزع سالحها‪ ،‬كانوا يعملون إلزالة‬ ‫عوائق من أمام مرشوعهم املرتبط مبرشوع‬ ‫إقليمي – دويل‪ ،‬هو قيام “الرشق األوسط‬ ‫الجديد”‪ ،‬الذي تكون “إرسائيل” فيه الدولة‬ ‫األقوى‪ ،‬وتدخله الدول العربية املسامة معتدلة‪،‬‬ ‫والتي وافقت عىل إقامة سالم وتطبيع عالقات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مع الدولة العربية‪.‬‬ ‫فإزالة املقاومة يف لبنان‪ ،‬ومن يدعمها كان‬ ‫العنوان األبرز‪ ،‬للمتآمرين عليها‪ ،‬وكان القرار‬ ‫‪ ،1559‬هو أداة الضغط الدولية‪ ،‬الذي مورس‬ ‫عىل لبنان وسوريا‪ ،‬وقد طلب من األخرية سحب‬ ‫قواتها‪ ،‬ألن وجودها العسكري واألمني يؤ ّمن كل‬ ‫الدعم اللوجستي لها‪ ،‬كام أنه يوفر الحامية‬ ‫الداخلية لها من خالل االستقرار األمني‪ ،‬والقرار‬ ‫السيايس كحاضن رسمي وشعبي لها‪ ،‬وهو ما‬ ‫تو ّفر يف أثناء مواجهة االعتداءات التي شنّتها‬ ‫“إرسائيل” عىل لبنان عامي ‪ 1993‬و ‪ ،1996‬فلم‬ ‫تلق سوى االلتفاف حول املقاومة‪ ،‬التي فرضت‬ ‫ترشيع وجودها دولياً وعربياً وإقليمياً عرب تفاهم‬ ‫نيسان ‪.1996‬‬ ‫فسوريا انتبهت اىل ما يحاك ضدها يف‬ ‫بنود القرار ‪ ،1559‬إذا مل تتجاوب مع الرشوط‬ ‫األمريكية‪ ،‬يف إنهاء املقاومة يف لبنان‪ ،‬ومنع‬ ‫وصول السالح إليها‪ ،‬كام يف وقف تسلل‬ ‫املقاومني اىل العراق‪ ،‬وإزالة أي وجود سيايس‬ ‫للمقاومة الفلسطينية يف دمشق‪.‬‬ ‫وقد قطعت القيادة السورية الطريق عىل‬ ‫املؤامرة بعد اغتيال الحريري‪ ،‬وأخرجت قواتها‬ ‫من لبنان‪ ،‬وأ ّكد الرئيس السوري بشار األسد‪ ،‬أن‬ ‫سحب سوريا لضباطها وجنودها‪ ،‬هو األسهل‬

‫‪8‬‬

‫يف القرار ‪ ،1559‬أما األصعب فهو نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬وأن سوريا ستخرج من لبنان‪ ،‬لتتمكن‬ ‫أكرث من دعم املقاومة فيه‪ ،‬ولن ترتاجع عن‬ ‫ّ‬ ‫عطلت دمشق ما‬ ‫أهدافها الوطنية‪ ،‬وبذلك‬ ‫ُطلب منها‪ ،‬أن تتوىل هي تنفيذه يف نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬فتبقى يف لبنان‪ ،‬لكن الرئيس األسد‬ ‫ّ‬ ‫فضل الخروج منه‪ ،‬عىل أن ميس املقاومة التي‬ ‫تلقى كل الرعاية والدعم من سوريا منذ عقود‪.‬‬ ‫وبعد أن فشلت مخططات اإليقاع بسوريا‬ ‫وحلفائها يف لبنان‪ ،‬وانكشاف الحملة السياسية‬ ‫واإلعالمية عليها‪ ،‬واعتقال الضباط اللبنانيني‬ ‫األربعة” اللواء جميل السيد‪ ،‬اللواء عيل الحاج‪،‬‬ ‫العميد رميون عازار والعميد مصطفى حمدان‪،‬‬ ‫وفشل توقيف ضباط سوريني منهم من كانت‬ ‫توجهت األنظار‬ ‫لهم مهام أمنية يف لبنان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من جديد اىل “حزب الله”‪ ،‬وبدأت عملية فربكة‬ ‫أخبار وترسيبها من قبل من كانوا يرسبون‬ ‫اىل جريدة “السياسة الكويتية” بعد أقل من‬ ‫شهر عىل وقوع جرمية اغتيال الحريري‪ ،‬فوضعوا‬ ‫الئحة بأسامء املتورطني من مسؤولني لبنانيني‬ ‫وسوريني‪ ،‬و ُر ِفعت صورهم يف ساحة الشهداء‬ ‫من قبل حشود أحزاب ‪ 14‬اذار‪ ،‬ليتبينّ فيام‬ ‫بعد حملة األضاليل التي سيقت ضد سوريا‬ ‫وحلفائها من سياسيني وأمنيني لبنانيني بعد‬

‫أن ظهرت أكاذيب ومزاعم شهود الزور الذين‬ ‫تم استحضارهم أمام لجنة التحقيق الدولية‬ ‫ّ‬ ‫برئاسة املحقق األملاين ديتليف ميليس‪ ،‬الذي‬ ‫انكشف دوره املشبوه مع مساعده غريهارد‬ ‫ليامن‪ ،‬يف توقيف الضباط األربعة‪.‬‬ ‫فمنذ آب ‪ ،2006‬وبعد أيام قليلة عىل وقف‬ ‫العدوان اإلرسائييل عىل لبنان‪ ،‬نرشت صحيفة‬ ‫“الفيغارو” الفرنسية تقريراً‪ ،‬أشارت فيه اىل‬ ‫أن “حزب الله” يقف وراء اغتيال الحريري‪ ،‬وهذا‬ ‫كان القصد‪ ،‬بعد أن فشلت “إرسائيل” وأمريكا‬ ‫وحلفائهام من العرب واللبنانيني يف تحقيق‬ ‫هدفهم يف إنهاء وجود املقاومة‪ ،‬فتقرر أن‬ ‫يعملوا للفتنة من جديد‪ ،‬وهي الغاية من إصدار‬ ‫القرار ‪ ،1559‬فكان ضغط داخل الحكومة عىل‬ ‫“حزب الله” ليسلم سالحه‪ ،‬كام كانت أروقة‬ ‫مجلس األمن الدويل تضغط باتجاه استصدار‬ ‫قرار إلنشاء املحكمة الدولية‪ ،‬التي مل تسمح‬ ‫الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة مبناقشتها‪،‬‬ ‫عرب املؤسسات الدستورية‪ ،‬واستغلت استقالة‬ ‫وزراء “حزب الله” وحركة “أمل” احتجاجاً عىل‬ ‫االستئثار بالسلطة‪ ،‬وتنفيذ األوامر األمريكية‪،‬‬ ‫فأرسل السنيورة وفريقه قرار إنشاء املحكمة إىل‬ ‫مجلس األمن الذي أصدر قراراً فيها يف مطلع‬ ‫وتم نقل القضية‬ ‫العام ‪ 2007‬حمل الرقم ‪ّ ،1757‬‬ ‫من القضاء اللبناين إىل محكمة خاصة بلبنان‪،‬‬ ‫دون أن يصادق عليها مجلس النواب الذي ّ‬ ‫حل‬ ‫مكانه مجلس األمن متخطياً السيادة اللبنانية‬ ‫والدستور اللبناين‪ ،‬وكان الهدف من اإلرساع يف‬ ‫إنشاء املحكمة‪ ،‬ليس معرفة الحقيقة باغتيال‬ ‫الحريري‪ ،‬حيث أجمعت القوى السياسية‬ ‫اللبنانية عليها‪ ،‬واق ّرتها طاولة الحوار يف‬ ‫مجلس النواب باإلجامع يف ‪ 2‬آذار ‪ ،2006‬إنمّ ا كان‬ ‫القصد هو أن تكون سيفاً مسلطاً عىل رأس َمن‬ ‫ميانع السياسة األمريكية‪ ،‬ويقاوم “إرسائيل”‪،‬‬ ‫حيث ظهرت حقائق تؤ ّكد أن لجنة ميليس ز ّورت‬ ‫التحقيق‪ ،‬وساندها بذلك فريق سيايس لبناين‪،‬‬ ‫اعترب أنه ح ّقق انقالباً سياسياً عرب “ثورة األرز”‪،‬‬ ‫وزج بالقادة األمنيني يف السجن‪ ،‬وبدأ يعمل‬ ‫ّ‬ ‫العتقال سياسيني وحزبيني وإعالميني لبنانيني‬ ‫لإلمساك يف البلد‪ ،‬من خالل قرارات مجلس‬ ‫األمن الدويل‪.‬‬ ‫فشلت كل محاوالت التحقيق الدويل‪ ،‬يف أن‬ ‫يظهر متورط يف اغتيال الحريري‪ ،‬كام أن التقارير‬ ‫التي صدرت عن لجان التحقيق املتعاقبة منذ‬ ‫ميليس حتى دانيال بلامر وسريج برامريتز‪ ،‬مل‬ ‫ترش اىل متهمني بالجرمية‪ ،‬بل أ ّكدت عىل وجود‬ ‫انتحاري إسالمي أصويل‪ ،‬كام أنها استبعدت‬ ‫أي تورط لـ “حزب الله”‪ ،‬كام ألي حزب لبناين‬ ‫يف املعارضة‪ ،‬أو شخصيات فيها‪ ،‬رغم التداول‬ ‫بكثري من الروايات والسيناريوهات والترسيبات‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬ ‫فعندما انكشفت مزاعم شهود الزور‪ ،‬ومل‬ ‫يعد مبقدور امل ّدعي العام لدى املحكمة الدولية‪،‬‬

‫إبقاء أي موقوف لدى القضاء اللبناين مبوضوع‬ ‫االغتيال‪ُ ،‬أط ِلق رساح كل املوقوفني وكان عددهم‬ ‫ال يتجاوز العرشة‪ ،‬بينهم الضباط األربعة‪ ،‬حيث‬ ‫اعترب اعتقالهم سياسياً وتوقيفهم اعتباطياً‬ ‫وال قانونياً‪ ،‬وهو ما دفع باللواء الس ّيد اىل تقديم‬ ‫شكاوى باألسامء يف كل من فرنسا وإسبانيا‬ ‫وسوريا والكويت واإلمارات املتحدة‪ ،‬للذين‬ ‫تسببوا بتوقيفه مع زمالئه زوراً‪ ،‬كام اشتىك‬ ‫عىل ميليس‪ ،‬وعىل شخصيات لبنانية ومنها‪:‬‬ ‫جوين عبدو‪ ،‬مروان حامدة‪ ،‬عيل حامدة‪ ،‬فارس‬ ‫ّ‬ ‫خشان‪ ،‬هاين حمود‪ ،‬وآخرين‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬يتك ّرر مع “حزب الله” ما حصل مع‬ ‫ترسب‬ ‫سوريا والضباط األربعة اللبنانيني‪ ،‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫مجلة “ديرشبيغل” األملانية أسامء قياديني يف‬ ‫“حزب الله” عىل أنهم متو ّرطون يف اغتيال‬ ‫الحريري‪ ،‬وتضع عىل رأس األسامء الشهيد عامد‬ ‫مغنية (الحاج رضوان)‪ ،‬ومعه اسم مصطفى بدر‬ ‫الدين وسليم درويش وآخرين‪ ،‬وتورد يف تقريرها‪،‬‬ ‫أن شخصاً اعتقل يف العراق عىل يد قوات‬ ‫االحتالل األمرييك ويدعى عبد املجيد غملوش‬ ‫اعرتف مبَن خطط ون ّفذ جرمية اغتيال الحريري‪،‬‬ ‫وهو السيناريو نفسه الذي تحدث عنه الشاهد‬ ‫الزور والذي ُس ّمي بـ”امللك” محمد زهري الصدّيق‬ ‫الذي أعيد إنتاجه وظهر يف مقابلة جديدة‬ ‫الشهر املايض مع السياسة الكويتية ليعلن‬ ‫عن تورط “حزب الله” يف الجرمية‪ ،‬دون أن يتح ّرك‬ ‫القضاء اللبناين ضده‪ ،‬بعد أن كانت املحكمة‬ ‫الدولية اعتربت شهاداته كاذبة‪.‬‬ ‫وتوحي “دير شبيغل” أن مغنية هو وراء‬ ‫الجرمية‪ ،‬وأن ذكر اسمه لتشويه صورته النضالية‬ ‫املرسومة عند املقاومني‪ ،‬الذين يرون فيه أنه هو‬ ‫من هزم الجيش اإلرسائييل الذي ال يقهر‪ ،‬بقيادته‬ ‫امليدانية مع إخوانه يف املقاومة‪ ،‬وتحويله من‬

‫‪9‬‬

‫قائد مجاهد ومقاوم‪ ،‬اىل مجرم‪ ،‬والوصول اىل‬ ‫املقاومة ككل‪ ،‬من قيادتها اىل أعضائها‪ ،‬كون‬ ‫من ُزج باسمه وهو القائد العسكري يف “حزب‬ ‫الله”‪ ،‬وبالتايل ترت ّتب مسؤولية عىل هذا الحزب‬ ‫وقيادته‪.‬‬ ‫وبدأت جهات يف املحكمة الدولية‪ ،‬التي قيل‬ ‫رسبت هذه املعلومات يف أيار ‪ 2009‬اىل‬ ‫إنها ّ‬ ‫“دير شبيغل”‪ ،‬وبعد أيام من تصدي املعارضة‬ ‫عسكرياً وسياسياً‪ ،‬لقرار حكومة السنيورة‬ ‫بانتزاع شبكة اتصاالت املقاومة‪ ،‬حيث تغيرّ ت‬ ‫املعادلة الداخلية‪ ،‬وانهزم مرشوع املؤامرة عىل‬ ‫املقاومة من جديد‪ ،‬والتي غيرّ ت يف املوازين‬ ‫الداخلية‪ ،‬فانتُخب رئيس توافقي للجمهورية‪،‬‬ ‫وتش ّكلت حكومة وحدة وطنية‪ ،‬وجرت انتخابات‬ ‫نيابية‪ ،‬وبدأت األوضاع متيل سياسياً وعسكرياً‬ ‫لصالح املعارضة‪ ،‬التي حققت اخرتاقاً بخروج‬ ‫وليد جنبالط عىل سياسة ‪ 14‬آذار‪ ،‬وقراءة‬ ‫التحوالت‪ ،‬واالعرتاف بهزمية مرشوعه‪ ،‬وانتهاء‬ ‫“الرشق األوسط الجديد” الذي ظنّ البعض أنه‬ ‫يحمل تغيرياً لألنظمة وتحقيقاً للديقمراطية‪.‬‬ ‫بدأت الصورة بعد أحداث ‪ 7‬ايار‪ ،‬تتغيرّ لبنانياً‪،‬‬ ‫فكان ترسيب تقرير “دير شبيغل” وهو نسخة‬ ‫مع ّدلة من “الفيغارو”‪ ،‬التي مل تفعل فعلها‪،‬‬ ‫وقد انتبه جنبالط اىل ما أوردته املجلة األملانية‬ ‫الواسعة االنتشار وتحدث عن “بوسطة عني‬ ‫الرمانة جديدة” أي حرب أهلية بني اللبنانيني‪،‬‬ ‫فق ّرر االستمرار بالخروج من قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬وقد‬ ‫بدأ يتخ ّوف من فتنة سنية – شيعية‪ ،‬وق ّرر‬ ‫حامية الدروز كام قال‪ ،‬بعد أن حاول زجهم‬ ‫يف معارك داخلية ضد املقاومة‪ ،‬ووضعهم‬ ‫يف مواجهة الشيعة‪ ،‬أو يف مواجهات خارج‬ ‫تاريخهم الوطني وتراثهم النضايل واملقاوم‬ ‫بوجه االستعامر واالحتالل‪ ،‬وقد شعر رئيس‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬بخطورة الوضع‪،‬‬ ‫فق ّرر االنسحاب من املرشوع األمرييك‪ ،‬وإعادة‬ ‫التموضع يف املوقع الذي كان فيه داع ً‬ ‫ام‬ ‫للمقاومة‪ ،‬وحليفاً لسوريا‪ ،‬وهو املكان الطبيعي‬ ‫للدروز‪ ،‬الذين بقيت رشيحة واسعة منهم‬ ‫منضوية يف أحزاب وطنية وتيارات سياسية‪،‬‬ ‫كالحزب السوري القومي االجتامعي‪ ،‬والحزب‬ ‫الدميقراطي اللبناين‪ ،‬و”تيار التوحيد”‪ ،‬وحركة‬ ‫النضال اللبناين العريب‪ ،‬وحزب البعث العريب‬ ‫االشرتايك‪ ،‬والحزب الشيوعي‪ ،‬وهيئات يف‬ ‫املجتمع املدين تؤيد املقاومة‪ ،‬إضافة اىل رفض‬ ‫الدروز يف سوريا وفلسطني واألردن التعرض‬ ‫للمقاومة ومن يحالفها‪.‬‬ ‫اختار جنبالط العودة اىل الجذور‪ ،‬فزار سوريا‬ ‫كام كان منتظراً بعد أن عرب خارطة طريق‪،‬‬ ‫والتقى رئيسها بشار األسد‪ ،‬بعد أن أ ّكد‬ ‫خياراته يف دعم املقاومة‪ ،‬وتعزيز عالقة الثقة‬ ‫بسوريا‪ ،‬وكان هذا التموضع الجديد القديم‪ ،‬بعد‬ ‫اعرتاف من رئيس “اللقاء الدميقراطي” بارتكابه‬ ‫أخطاء سياسية وإساءات شخصية طالت‬ ‫الرئيس األسد‪ ،‬وأنه يف موقعه الجديد الخارج‬ ‫من ‪ 14‬آذار‪ ،‬منذ ‪ 2‬آب املايض‪ ،‬وانتقاله ليس اىل‬ ‫الوسطية‪ ،‬بل االنحياز للمقاومة والوقوف مع‬ ‫سوريا يف مامنعتها للمشاريع األمريكية‪ ،‬فإن‬ ‫خياره هذا يؤ ّمن الحامية الداخلية للمقاومة‪،‬‬ ‫من مستهدفيها‪ ،‬وهذه املرة من باب املحكمة‬ ‫الدولية التي ق ّرر األمني العام “لحزب الله” السيد‬ ‫حسن نرصالله التعاون معها‪ ،‬ولكن رشط أن‬ ‫تربهن عن مهنية ونزاهة وأن ال تس ّيس‪ ،‬ولرتجمة‬ ‫ذلك عليها أن تنسف ما قام عىل باطل‪ ،‬لجهة‬

‫رسب معلومات‬ ‫محاكمة شهود الزور‪ ،‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫مغلوطة تعاطت معها لجنة التحقيق برئاسة‬ ‫ميليس كأنها الحقيقة‪ ،‬وتبني بطالنها‪ ،‬وأن “حزب‬ ‫الله” لن يقبل تكرار ما حصل مع سوريا ومع‬ ‫الضباط اللبنانيني‪ ،‬وأنه سيق ّدم كل ما يريده‬ ‫التحقيق عىل أساس أن ما يطلبهم من عنارص‬ ‫يف “حزب الله”‪ ،‬إمنا كشهود وليس كمتهمني‪،‬‬ ‫ويجب الخروج من االتهام السيايس‪.‬‬ ‫ولقد كان السيد نرصالله واضحاً يف مقابلته‬ ‫التلفزيونية األخرية عىل شاشة “املنار”‪ ،‬والتي‬ ‫خصص الجانب األكرب منها للمحكمة الدولية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عندما أشار اىل أن املحكمة لتثبت صدقيتها‬ ‫عليها وقف الترسيب ومحاسبة املرسبني‪،‬‬ ‫وقد أصدر مكتبها اإلعالمي بياناً أوضح فيه‪،‬‬ ‫أنه غري معني مبا يصدر يف اإلعالم يف إشارة‬ ‫اىل ما ورد يف “الفيغارو” و”دير شبيغل” واخرياً‬ ‫يف “لوموند” يف شباط املايض‪ ،‬والتي حاولت‬ ‫اإليقاع بني “حزب الله” وسوريا‪.‬‬ ‫والواضح أنه بعد فشل توريط سوريا‬ ‫والضغط عليها ملقايضتها بقضايا يف املنطقة‬ ‫وتم‬ ‫باملحكمة‪ ،‬وقد فشلت أمريكا وآخرين بذلك‪ّ ،‬‬ ‫تربئة القيادة السورية التي تعاونت مع املحكمة‬ ‫من أية شبهة‪ ،‬فإن املحاولة تجري مع “حزب‬ ‫الله” ومن خلفه إيران‪ ،‬من أجل حصول صفقة‬ ‫فتم ترسيب مزاعم يف صحف ومجالت‬ ‫ما‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ووسائل إعالم‪ ،‬ملعرفة ردود الفعل‪ ،‬فكانت‬ ‫النتيجة‪ ،‬أنها قوبلت بالرفض ليس من الحزب‪،‬‬ ‫ال بل من اللبنانيني الذين اعتربوها محاوالت‬ ‫إلحداث فتنة مذهبية‪ ،‬وقد بانت صدقية‬ ‫التحقيق الدويل عىل املحك‪ ،‬بعد أن انكشف‬

‫بطالن أكاذيب شهود الزور الذين اعتربتهم‬ ‫املحكمة واملدعي العام فيها‪ ،‬أنهم غري صادقني‪،‬‬ ‫وال يبنى عىل شهاداتهم‪ ،‬وباتت املحكمة تعني‬ ‫للرأي العام اللبناين‪ ،‬ليس الكشف عن الحقيقة‬ ‫يف اغتيال الحريري‪ ،‬بل فضح املؤامرة التي تجري‬ ‫من أطراف دولية‪ ،‬لتسيسها وإخفاء من ارتكب‬ ‫الجرمية‪ ،‬والتي ضاعت عنها احتامالت أخرى حيث‬ ‫السؤال عن الدور اإلرسائييل‪ ،‬كام عن جهات‬ ‫أصولية‪ ،‬اعرتفت مجموعة منها مؤلفة من‬ ‫‪ 13‬عنرصاً‪ ،‬أنها تعلم عن اغتيال الحريري‪ ،‬ولها‬ ‫عالقة به يف مكان ما‪ ،‬عرب خالد طه الذي‬ ‫اختفى‪ ،‬وهو املتهم بتجنيد أحمد أبو عدس الذي‬ ‫ظهر يف رشيط “الفيديو” كانتحاري نفذ عملية‬ ‫االغتيال بشاحنة صغرية‪ ،‬التقطتها كامريات‬ ‫مرصف (‪ ،)C.B.S.H‬وقد جاء صدور قرارات من‬ ‫القضاء بحق مجموعة ‪ ،13‬متزامناً مع حملة‬ ‫االتهامات عىل “حزب الله”‪ ،‬أنه قد يكون متورطاً‬ ‫أو مشتبهاً به‪ ،‬ليطرح السؤال عن رس هذا‬ ‫التوقيت من قبل القضاء اللبناين‪ ،‬بعد سنوات‬ ‫عىل اعتقال هؤالء‪ ،‬دون أن يظهروا يف محاكمة‪،‬‬ ‫تم ترسيب معلومات عن التحقيق معهم‬ ‫وقد ّ‬ ‫أ ّكدوا فيه معرفتهم باغتيال الحريري‪.‬‬ ‫فاملحكمة الدولية ُوجدت ملعرفة من اغتال‬ ‫الحريري ال لتفجري لبنان يف حرب أهلية‪ ،‬ولقطع‬ ‫رأس املقاومة‪ ،‬من خالل زجها بفتنة داخلية‪،‬‬ ‫بعد أن فشلت الحروب اإلرسائيلية واألمريكية‬ ‫ضدها‪ ،‬مبساندة لبنانيني وعرب‪ ،‬فهل تنجح‬ ‫املحاولة بعد؟‬

‫انطوان خري الله‬

‫«القوات اللبنانية» تعزل نفسها!‬ ‫فجأة ومن دون سابق إنذار‪ ،‬ودون مقدمات‬ ‫سياسية أعلنت “القوات اللبنانية” أنها تتعرض‬ ‫ملحاولة عزل وبدأ رئيسها وقيادتها وإعالمها‪،‬‬ ‫يتحدثون عن ذلك‪ ،‬وهم يستحرضون مرحلة‬ ‫سبقت الحرب األهلية‪ ،‬عندما قررت الحركة‬ ‫الوطنية بقيادة الراحل كامل جنبالط‪ ،‬عزل حزب‬ ‫الكتائب‪ ،‬بعد أن ارتكب حادثة إطالق النار عىل‬ ‫باص للركاب كان ينقل مواطنني فلسطينيني‪،‬‬ ‫كانوا يعربون منطقة عني الرمانة‪ ،‬كرد فعل عىل‬ ‫مقتل الكتائبي جوزف أيب عايص‪.‬‬ ‫وهذه الحادثة‪ ،‬جاءت نتيجة تراكامت من الحوادث‪،‬‬ ‫التي فجرت الفتنة الداخلية‪ ،‬وهي بدأت منذ‬ ‫العام ‪ 1969‬عندما متركزت املقاومة الفلسطينية‬ ‫يف جنوب لبنان‪ ،‬وتحديداً يف منطقة العرقوب مبا‬ ‫سمي “فتح الند” حيث امتشق الفلسطينيون‬ ‫السالح كرد عىل هزمية حزيران التي وقع فيها‬ ‫الحكام العرب يف العامل ‪ ،1967‬والستعادة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أرضهم‬

‫حقوقهم الوطنية‪ ،‬واسرتداد‬ ‫فقدوها يف نكبة ‪ 1948‬ونكسة ‪.1967‬‬ ‫فالعزل لحزب الكتائب‪ ،‬كان سياسياً‪ ،‬ومل‬ ‫يقصد واضعوه‪ ،‬عزل طائفة‪ ،‬إذ جرى استغالل‬ ‫قرار األحزاب الوطنية والتقدمية‪ ،‬من قبل حزب‬ ‫قام عىل خطاب طائفي‪ ،‬وتخويف جامعته‬ ‫الدينية من اآلخر‪ ،‬واستغالل أحداث مع املقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬والنظر إليها عىل أنها مجموعة‬ ‫“غرباء” ال أصحاب قضية اسرتداد األرض وحق‬ ‫العودة للنازحني‪ ،‬مام دفع بالكتائبيني اىل قرع‬ ‫أجراس الكنائس كإنذار للمسيحيني‪ ،‬يف ‪13‬‬ ‫نيسان ‪ ،1975‬عىل مصريهم ووجودهم‪ ،‬وهو‬ ‫يوم مشؤوم يف تاريخ لبنان‪ ،‬وفيه اندلعت رشارة‬ ‫الحرب األهلية‪ ،‬التي اتخذت طابعاً طائفياً‪ ،‬كام‬ ‫رسم لها مخططوها األمريكيون واإلرسائيليون‬ ‫وأدواتهم‪ ،‬للقضاء عىل املقاومة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتأمني أمن “إرسائيل”‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫التي‬

‫فقرار عزل الكتائب جاء يف سياق أحداث ملنع‬ ‫حصول فتنة داخلية‪ ،‬ليس إ ّال‪ ،‬وبعد أن ظهرت‬ ‫إشارات عن تعاون كتائبي مع العدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وعن مخطط أمرييك – إرسائييل لتقسيم لبنان‪،‬‬ ‫وضعه وزير الخارجية األمريكية األسبق هرني‬ ‫كيسنجر‪ ،‬فكان العزل ملواجهة املخطط والقضاء‬ ‫عليه قبل أن يدخل مرحلة التنفيذ‪.‬‬ ‫واليوم وبعد مرور ‪ 35‬عاماً عىل قرار العزل‬ ‫املذكور الذي اختلفت وجهات النظر حوله‪ ،‬تطل‬ ‫“القوات اللبنانية” بنغمة عزلها‪ ،‬ومل يتحدث أحد‬ ‫فيها‪ ،‬فكل ما قيل أنها قد تصبح وحيدة‪ ،‬بعد أن‬ ‫انفرط عقد قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬وخروج الحزب التقدمي‬ ‫وتوجه رئيسه نحو سوريا‪،‬‬ ‫االشرتايك منها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واستعادة العالقات معها‪ ،‬بعد استقبال رئيسه‬ ‫لها‪ ،‬واعتبار املرحلة السابقة من العام ‪ 2005‬اىل‬ ‫‪ ،2009‬من املايض وهي صفحة سوداء بتاريخه قد‬ ‫طويت‪ ،‬حصلت فيها أخطاء كام قال جنبالط‪،‬‬

‫وكل طرف اعرتف مبا ارتكبه‪ ،‬إضافة اىل دعم‬ ‫وتأييد املقاومة‪ ،‬واعتبارها خيار لبنان يف الدفاع‬ ‫عن أرضه‪.‬‬ ‫فتح ّول جنبالط من ‪ 14‬آذار‪ ،‬اىل موقعه القديم‬ ‫الجديد‪ ،‬ثم انقالب رئيس الحكومة سعد الحريري‬ ‫عىل موقعه السابق‪ ،‬وانتقاله من مكان اىل آخر‬ ‫سياسياً‪ ،‬بفتح عالقة جديدة مع سوريا‪ ،‬تركت‬ ‫األنظار تتجه نحو “القوات اللبنانية” كعنرص‬ ‫أسايس يف مجموعة ‪ 14‬آذار وكقوة مسيحية‬ ‫فاعلة بعد أن خرج حزب الكتائب أو علق حضوره‬ ‫يف اجتامعات األمانة العامة لـ‪ 14‬آذار‪ ،‬وكان‬ ‫سبقه حزب “الكتلة الوطنية” و‬ ‫“حركة التجدد الدميقراطي”‪ ،‬ومل تعد‬ ‫من فاعلية لها‪ ،‬إذ تقترص اجتامعاتها‬ ‫الدورية عىل بيان أسبوعي‪ ،‬يخالف‬ ‫توجهات الحكومة ورئيسها‪.‬‬ ‫لذلك كان الحديث يف الصالونات‬ ‫السياسية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬من أن “القوات‬ ‫اللبنانية” قد تعزل نفسها‪ ،‬إذا‬ ‫مل تالق التحوالت التي حصلت‪،‬‬ ‫وانتقال حلفاء لها اىل مواقع أخرى‪،‬‬ ‫وال ميكن ألي حزب أن يعزله أحد‪ ،‬إذا‬ ‫ابتعد هو عن الوفاق الوطني‪ ،‬ورسم‬ ‫لنفسه خطاً بيانياً سياسياً‪ ،‬ال‬ ‫يتوافق مع الخطاب الوطني الجامع‪،‬‬ ‫وال مع التوجهات العامة‪ ،‬ال سيام‬ ‫يف موضوعني أساسيني ومصرييني‪،‬‬ ‫هام املقاومة وحاميتها ودعمها كقوة للبنان‪،‬‬ ‫والعالقة مع سوريا‪ ،‬التي متتاز عن أية عالقات‬ ‫مع دول أخرى‪ ،‬ألنها الجارة األقرب يف الجغرافيا‬ ‫السياسية كام يف الدورة االقتصادية بني‬ ‫الدولتني‪ ،‬اللتني تجمعهام روابط اجتامعية‬ ‫وتاريخية‪ ،‬ومصري مشرتك مبواجهة األخطار‬ ‫الخارجية‪ ،‬ويف مقدمتها العدو اإلرسائييل‪.‬‬ ‫لقد مرت القوات بتجربة مرحلة ما بعد اتفاق‬ ‫الطائف وهي انخرطت فيه بعد أن أ ّيدته و ّمتت‬ ‫تسمية رئيسها سمري جعجع وزيراً يف أول‬ ‫حكومة وفاق وطني‪ ،‬نهاية العام ‪ ،1990‬برئاسة‬ ‫عمر كرامي الذي قبل أن يكون جعجع فيها‪،‬‬ ‫بالرغم من توجيه االتهام نحوه مبسؤوليته عن‬ ‫اغتيال الرئيس رشيد كرامي‪ ،‬إ ّال أن القضاء مل‬ ‫يكن قد قال كلمته بعد‪ ،‬الذي دان جعجع وحاكمه‬ ‫بعد أربع سنوات وسجنه‪ ،‬ومل يخرج إ ّال بعفو من‬ ‫مجلس النواب فرضه وصول أكرثية نيابية كانت‬ ‫تأمتر من اإلدارة األمريكية آنذاك‪.‬‬ ‫إ ّال أن هذه التجربة الوفاقية مل تكمل بها‬ ‫القوات‪ ،‬فانقلبت عليها‪ ،‬وقررت الخروج من الحكومة‪،‬‬ ‫وقاطعت االنتخابات النيابية‪ ،‬وح ّرضت عىل سوريا‬ ‫التي فتحت قلبها وصدرها لجعجع‪ ،‬وحاورته عرب‬ ‫مسؤوليها السياسيني واألمنيني‪ ،‬إ ّال ألنه كان‬ ‫ينتظر تحوالت إقليمية ودولية‪ ،‬ع ّلها تقلب املعادالت‬ ‫الداخلية‪ ،‬التي اعترب جعجع أنه ليس القطب‬ ‫املسيحي فيها‪ ،‬بل هو واحد من مجموعة قوى‬

‫وشخصيات مسيحية تشارك يف القرار‪ ،‬فانتظر‬ ‫عدواناً إرسائيلياً عىل املقاومة‪ ،‬فكانت عملية‬ ‫تصفية الحساب يف متوز ‪ ،1993‬التي كشفت أن‬ ‫الرهان عىل العامل الخارجي مل يغب عن التوجه‬ ‫القوايت‪ ،‬إذ عاد خطاب الالمركزية السياسية ُيطرح‬ ‫من جديد‪ ،‬وعاد الكالم عن الفدرالية وهو ما أقلق‬ ‫طابخي اتفاق الطائف ورعاته‪ .‬العرب واإلقليميني‬ ‫والدوليني‪ ،‬وتحديداً سوريا التي انتدبت مبهمة وقف‬ ‫الحرب األهلية وإعادة بناء املؤسسات الدستورية‬ ‫وتوحيدها‪ ،‬وحل امليليشيات وعودة العمل اىل‬ ‫الجيش واألجهزة األمنية‪.‬‬

‫بدأ جعجع يترصف كمعزول سياسياً‪ ،‬وأصبح‬ ‫خارج الحكومة‪ ،‬ومل يشارك يف االنتخابات‬ ‫النيابية‪ ،‬بعد أن سمي له عدد من النواب يف‬ ‫التعيينات النيابية‪ ،‬لكنه أرص عىل مرشوعه‬ ‫“الفدرايل” وتلطى وراء بكريك‪ ،‬ودفعها نحو‬ ‫تأييد مقاطعة االنتخابات وكاد الوضع أن يفلت‬ ‫أمني ُا من جديد‪ ،‬بعد انكشاف وجود أسلحة يف‬ ‫مخازن القوات‪ ،‬التي أضطرت اىل بيعها‪ ،‬بتأييد‬ ‫من الرئيس الراحل الياس الهراوي وفق ما ينقل‬ ‫عنه ويروي‪.‬‬ ‫كل هذه املؤرشات‪ ،‬وضعت “القوات اللبنانية”‬ ‫أمام املجهر‪ ،‬بعد أن ظهرت وكأنها بدأت تغرد خارج‬ ‫الوفاق الداخيل‪ ،‬وهو ما تحاول أن تفعله يف هذه‬ ‫املرحلة‪ ،‬ومن خالل االنقالب عىل الخطاب الوطني‬ ‫الجامع‪ ،‬الداعم للمقاومة‪ ،‬والداعي للعالقة‬ ‫املميزة مع سوريا‪ ،‬حيث ما زال خطاب جعجع‬ ‫خارج السياق الوطني العام‪ ،‬وهو ما أظهر قواته‪،‬‬ ‫وكأنها تعزل نفسها بنفسها‪ ،‬وتحاول تكرار تجربة‬ ‫الكتائب عام ‪ ،1975‬عندما بدأت تتد ّرب وتتس ّلح‬ ‫وتؤيد الجيش اللبناين ضد الفلسطينيني‪ ،‬وهو ما‬ ‫فعلته القوات بخروجها عن الوفاق الوطني الذي‬ ‫أمنته صيغة اتفاق الطائف‪ ،‬لالنتقال نحو السلم‬ ‫األهيل‪.‬‬ ‫فالخطاب القوايت الحايل‪ ،‬هو تصادمي مع‬ ‫املقاومة‪ ،‬وليس تصالحياً مع الداخل اللبناين‪،‬‬ ‫وعىل وترية عالية من العدائية ضد سوريا‪ ،‬وهو‬ ‫ما يؤرش اىل أن القوات تعزل نفسها وتحاول إخراج‬

‫‪11‬‬

‫متثيلها من الحكومة التي تحفظت عىل بيانها‬ ‫الوزاري الذي اعترب أن الدفاع عن لبنان‪ ،‬يقوم به‬ ‫الجيش والشعب واملقاومة‪ ،‬وهذا املوقف يضعها‬ ‫خارج الوحدة الوطنية‪ ،‬وهو العزل بنفسه‪.‬‬ ‫والسؤال هو‪ ،‬هل فع ًال ستعرض القوات نفسها‬ ‫للعزل‪ ،‬وهل سيقودها رئيسها اىل هذا املوقع دون‬ ‫االستفادة من تجارب سابقة حصلت معها‪ ،‬ومع‬ ‫غريها؟‬ ‫يف املعلومات‪ ،‬إن قيادة القوات‪ ،‬تحاول أن تقرأ‬ ‫التطورات وأن رئيسها يدرس املوضوع بعناية وهو‬ ‫يعلم أن املراهنات عىل الخارج لن تفيد‪ ،‬وينتقد‬ ‫يف مجالسه مراهنة بشري الجميل‬ ‫عىل “إرسائيل”‪ ،‬كام يستذكر هو‬ ‫نفسه‪ ،‬أنه أخطأ يف تقديراته مطلع‬ ‫التسعينات من القرن املايض‪.‬‬ ‫يتم تداوله نق ًال‬ ‫من هنا فإن ما ّ‬ ‫عن مصادر جعجع‪ ،‬أنه يقيس األمور‬ ‫يتم ج ّره اىل‬ ‫جيداً‪ ،‬وهو يخىش أن ّ‬ ‫موقع‪ ،‬يؤدي به من جديد‪ ،‬اىل املكان‬ ‫الذي ال يحبه أبداً وهو السجن‬ ‫الذي قىض فيه ‪ 11‬عاماً وقد دخله‬ ‫ألنه ارتكب جرائم أثناء الحرب‪ ،‬وألنه‬ ‫أخطأ التقدير السيايس‪ ،‬وهو بهذا‬ ‫املعنى‪ ،‬ومنذ خروجه من السجن‪ ،‬مل‬ ‫يصب يف أي موقف أعلن عنه‪ ،‬أنه‬ ‫سيحصل‪ ،‬فأخطأ يف إخراج الرئيس‬ ‫إميل لحود من قرص بعبدا‪ ،‬وفشل‬ ‫يف النتائج التي ستخرج بها املعارضة محققة‬ ‫مطالبها‪ ،‬كام أصيب بخيبة بعد العدوان‬ ‫اإلرسائييل يف متوز ‪ ،2006‬وهو مل يتمكن من دفع‬ ‫حلفائه اىل انتخاب رئيس للجمهورية من قوى‬ ‫‪ 14‬آذار بالنصف زائداً واحداً‪ ،‬وراهن عىل أشياء‬ ‫كثرية وخرس‪.‬‬ ‫وهو يدرك أن التدريب والتسليح ال يفيد أحداً‬ ‫يف ظل متسك اللبنانيني بالسلم األهيل‪ ،‬وأن‬ ‫امليليشيات مل تعد بضاعة ميكن الرتويج لها‪،‬‬ ‫كام أن املقاومة وسالحها عصية عىل “إرسائيل”‬ ‫وأمريكا‪ ،‬وال ميكن ألي طرف لبناين أن ينزعه‪،‬‬ ‫وهو الدرس الذي تع ّلمه الجميع‪ ،‬بدءاً من العدو‬ ‫اإلرسائييل‪.‬‬ ‫وليس من طريق أمام “القوات اللبنانية” سوى‬ ‫االستمرار يف خط الوفاق‪ ،‬وأن تبتعد عن التحريض‬ ‫عىل سالح املقاومة‪ ،‬وأن تنتهج نهج جنبالط‬ ‫بعد خمس سنوات أضاعها يف رهانات خاطئة‪،‬‬ ‫عاد بعدها اىل رشده السيايس يهتدي ببوصلة‬ ‫املقاومة‪ ،‬ويحج اىل سوريا كحاضنة للعمل‬ ‫القومي‪ ،‬وإن مشاركة وفد “القوات اللبنانية”‬ ‫يف احتفال السفارة السورية بذكرى الجالء‪ ،‬يف‬ ‫بريوت‪ ،‬هو إشارة إيجابية منها‪ ،‬قد تكون بداية‬ ‫لعقالنية‪ ،‬وقطع مع املايض األسود للقوات التي‬ ‫زج رئيسها بنفسه يف السجن‪ ،‬بعد أن عزل‬ ‫قواته عن الوفاق الوطني‪...‬‬

‫سامر الشويف‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‪/‬تحقيق‬

‫الهئية الوطنية إللغاء الطائفية السياسية‪..‬‬ ‫متى تتشكل؟‬ ‫مناصفة‬

‫بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري‬ ‫لتشكيل الهئية الوطنية إللغاء الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬وتأكيده عىل التمييز بني إلغاء‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫الطائفية‬ ‫وإلغاء‬ ‫الطائفية‬ ‫وعىل وجوب تشكيل هذه الهيئة تبعاً ملا‬ ‫نص عليه الدستور‪ ،‬ينتظر اللبنانيون تح ّرك‬ ‫ّ‬ ‫املسؤولني ملواكبة ذلك وبدء العمل به‪.‬‬ ‫موضوع‬ ‫التوحيد”‬ ‫“منرب‬ ‫وتفتح‬ ‫تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‬ ‫أحزاب‬ ‫آراء‬ ‫باستطالع‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫وشخصيات وحركات الطائفية‪ ،‬مبا يخدم‬ ‫نظام سيايس الطائفي‪،‬‬ ‫هدف الوصول إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ميتد لتحقيق الدولة املدنية‪.‬‬ ‫من هنا كان لنا رأي رئيس حركة‬ ‫الالطائفيني اللواء الركن املتقاعد د‪ .‬ياسني‬ ‫سويد يف تشكيل الهيئة‪ ،‬حيث قال‪:‬‬

‫حركة الال طائفيني ‪ :‬الدستور‬ ‫حقق رغباتنا إللغاء الطائفية‬ ‫بعد خمسة عرش عاماً من الحرب األهلية‬ ‫الطائفية التي كلفت لبنان‪ ،‬بطوائفه كافة‪،‬‬ ‫نحو ماية ألف شهيد‪ ،‬والكثري من سمعته‬ ‫والحياة الهانئة ألبنائه‪ ،‬ود ّمرت كيانه وبنيانه‪،‬‬ ‫عاد اللبنانيون إىل رشدهم‪ ،‬ووضعوا دستوراً‬ ‫جديداً هو أهم نتاج لهذه الحرب‪ ،‬وأهم ما‬ ‫فيه‪ ،‬مواده الثالث املتعلقة بإلغاء الطائفية‬ ‫من دستورنا بغية إلغائها من حياتنا‪ ،‬فعبرّ‬ ‫هذا الدستور عن طموحاتنا‪ ،‬وحقق رغباتنا‪،‬‬ ‫نحن الذين اكتوينا بنار تلك الحرب‪ ،‬وجعلنا‬ ‫نأمل بأن يعيش أوالدنا وأحفادنا يف ظله‪،‬‬ ‫تعصب فيها وال‬ ‫حياة سعيدة هانئة‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫كرامة‪ ،‬وال حروب وال دماء‪ ،‬وهذه املواد هي‪:‬‬ ‫ املادة ‪ 24‬التي أق ّرت “قانون انتخاب خارج‬‫القيد الطائفي”‪ ،‬وإىل أن يتم ذلك‪ ،‬تو ّزع‬ ‫املقاعد النيابية بـ”التساوي بني املسيحيني‬ ‫واملسلمني” ونسبياً‪ ،‬بني الطوائف واملناطق‪.‬‬ ‫ واملادة ‪ 22‬التي أق ّرت استحداث “مجلس‬‫للشيوخ” تتمثل فيه جميع الطوائف‪ ،‬إال‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ّ‬ ‫أن هذا املجلس لن ُيستحدَث إال بعد انتخاب‬ ‫“أول مجلس نواب عىل أساس وطني ال‬ ‫ّ‬ ‫بأن‬ ‫طائفي”‪( ،‬الحظ هنا‪ :‬اعرتاف الدستور‬ ‫مجلس النواب القائم حالياً‪ ،‬ليس وطنيا‪ً،‬‬ ‫بل هو طائفي‪ ،‬كام هو اعرتاف ّ‬ ‫بأن الطائفية‬ ‫تفسد الوطنية وتش ّوهها)‪.‬‬ ‫ واملادة ‪ 95‬التي أق ّرت أن يقوم “مجلس‬‫النواب املنتخب عىل أساس املناصفة بني‬ ‫املسيحيني واملسلمني‪ ،‬باتخاذ “اإلجراءات‬ ‫الطائفية‬ ‫إلغاء‬ ‫لتحقيق‬ ‫املالمئة‬ ‫السياسية”‪ ،‬وهذه اإلجراءات‪ ،‬كام وردت يف‬ ‫املادة نفسها‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫أ) وضع خطة مرحلية للتنفيذ‪.‬‬ ‫مهمتها‪:‬‬ ‫ب) تشكيل هيئة وطنية‬ ‫ّ‬ ‫دراسة الطرف الكفيلة بإلغاء الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬وتقديم اقرتاحات يف شأنها‪ ،‬إىل‬ ‫مجلس الوزراء والنواب‪.‬‬ ‫يَ‬ ‫ج) متابعة تنفيذ “الخطة املرحلية”‬ ‫أو “املرحلة اإلنتقالية” وذلك‪ :‬بتمثيل‬ ‫الطوائف يف تشكيل الوزراة‪ ،‬بصورة عادلة‪،‬‬ ‫وإلغاء قاعدة التمثيل الطائفي‪ ،‬واعتامد‬ ‫اإلختصاص والكفاءة يف الوطائف العامة‪..‬‬ ‫باستثناء وظائف الفئة األوىل وما مياثلها‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫بني‬

‫املسيحيني‬

‫والتي تبقى‬ ‫واملسلمني‪.‬‬ ‫إال ّ‬ ‫أن كل ما ُن ِّفذ من هذه املواد الثالث‬ ‫األساسية يف الدستور هي‪ :‬قيام‬ ‫مجلس نواب عىل أساس املناصفة بني‬ ‫املسيحيني واملسلمني‪ ،‬ومتثيل الطوائف‬ ‫بصورة عادلة يف تشكيل الوزراة‪ ،‬أي أنه‪،‬‬ ‫مل ُين َّفذ من هذه املواد‪ ،‬سوى ما يعزز‬ ‫الطائفية‪ ،‬ويجعلها مرتكزة عىل أسس‬ ‫قوية وصعبة اإللغاء‪.‬‬ ‫ونتساءل بكل مرارة‪:‬‬ ‫ما الذي منع العهود السالفة‪،‬‬ ‫التي قامت بعد حربنا األهلية القذرة‪،‬‬ ‫وبعد بدء العمل بالدستور للطائف‪،‬‬ ‫من تنفيذ املواد األساسية يف ذلك‬ ‫الدستور‪ ،‬فلم نعمد‪ ،‬مبارشة‪ ،‬إىل وضع‬ ‫“قانون انتخاب خارج القيد الطائفي”‬ ‫ثم انتخاب “مجلس نواب عىل أساس‬ ‫وطني ال طائفي”‪ ،‬ثم استحداث “مجلس‬ ‫الشيوخ” تتمثل فيه جميع الطوائف؟ بل‪ ،‬ما‬ ‫الذي منع مجلس النواب‪ ،‬القائم عىل أساس‬ ‫املناصفة‪ ،‬من أن يضع “خطة مرحلية”‬ ‫السياسية”؟‬ ‫الطائفية‬ ‫“إلغاء‬ ‫لتحقيق‬ ‫وما الذي منع العهود السالفة‪ ،‬و َمن ساد‬ ‫يف تلك العهود من رؤساء (يف املناصب‬ ‫الثالثة) من تشكيل “الهيئة الوطنية” التي‬ ‫نص عليها الدستور ألجل ذلك؟ طاملا ّ‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫أسس هذه الهيئة كانت جاهزة (لو حسنت‬ ‫الن ّيات)‪ ،‬إذ أنها تتألف من األقطاب الثالثة‬ ‫يف الدولة‪ ،‬وهم‪ :‬رئيس الجمهورية‪ ،‬ورئيس‬ ‫املجلس النيايب‪ ،‬ورئيس الحكومة الذين‬ ‫يختارون‪ ،‬بدورهم‪ ،‬باقي أعضاء الهيئة من‬ ‫“شخصيات سياسية وفكرية واجتامعية”‪،‬‬ ‫تم تنفيذ الفقرة األوىل من املادة‬ ‫ثم‪ :‬ملاذا ّ‬ ‫‪ 95‬من الدستور‪ ،‬وهي‪ :‬انتخاب مجلس‬ ‫نيايب “عىل أساس املناصفة بني املسلمني‬ ‫واملسيحيني‪ ،‬وأهمل‪ ،‬طوال عقدين من‬ ‫الزمن‪ ،‬تنفيذ القسم املتب ّقي واألهم من‬ ‫هذه املادة‪ ،‬وهو “اتخاذ اإلجراءات املالمئة‬ ‫لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬كام‬ ‫نصت عليه املادة نفسها من وضع‬ ‫أهمل ما ّ‬

‫“خطة مرحلية” التخاذ هذه االجراءات‪ ،‬ومن‬ ‫إجراءات هذه املرحلة‪ ،‬ما مل ُين َّفذ‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫“إلغاء قاعدة التمثيل الطائفي‪ ،‬واعتامد‬ ‫االختصاص والكفاءة يف الوظائف العامة‪...‬‬ ‫باستثناء وظائف الفئة األوىل وما يعادلها”‪،‬‬ ‫بل ظلت “قاعدة التمثيل الطائفي” سائدة‬ ‫يف كل وظائف الدولة‪ ،‬من األجري حتى أعىل‬ ‫الوظائف مرتبة‪ .‬وكل ذلك كان ممكناً لو أن‬ ‫الدولة أقدمت عىل تنفيذ الفقرة األهم‪ ،‬من‬ ‫هذه املادة‪ ،‬وهي‪ :‬تشكيل “الهيئة الوطنية‬ ‫إللغاء الطائفية السياسية”‪ .‬ولن يتطلب‬ ‫ذلك جهداً كبرياً لو صدقت النوايا وتوافرت‬ ‫القناعات بالخالص من النظام الطائفي‬ ‫ا ُملهني لإلنسان أي لبنان‪ ،‬واملد ّمر للمجتمع‬ ‫اللبناين‪ ،‬إذ كان يكفي‪ ،‬لذلك‪ ،‬إتخاذ‬ ‫االجراءات التالية‪:‬‬ ‫يدعو رئيس الجمهورية (اليوم وليس غداً)‬ ‫رئيس مجلس النواب والوزراء‬ ‫ك ًال من‬ ‫يَ‬ ‫(وهم األعضاء الثالثة الثابتون يف هذه‬ ‫الهيئة) إىل جلسة يتّفقون فيها عىل‬ ‫أسامء “الشخصيات السياسية والفكرية‬ ‫سينضمون إىل هذه‬ ‫واالجتامعية” الذين‬ ‫ّ‬ ‫الهيئة التي ال بد أن تكتسب رشع ّيتها‬ ‫نصت عليها املادة‬ ‫بالطرق الدستورية التي ّ‬ ‫‪ 95‬نفسها‪ ،‬ليك تبدأ عملها فوراً وتقدّ م‬ ‫ملجليس الوزراء والنواب وخالل بضعة شهور‬ ‫فقط‪ ،‬دراسة كاملة تتضمن االقرتاحات‬ ‫الكفيلة بإلغاء الطائفية من الدستور‪،‬‬ ‫بحيث تصبح تلك االقرتاحات قانوناً موجب‬ ‫التنفيذ‪.‬‬ ‫عىل أن يصبح ذلك برامج متطورة يف‬ ‫الرتبية واإلعالم حول مساوىء الطائفية مع‬ ‫قرارات صارمة ملنع أي نشاط طائفي ممكن‬ ‫أن يرض باملصلحة العامة‪.‬‬ ‫نحن نعلم أن هذا العمل يتطلب جرأة‬ ‫وشجاعة واقتحاماً‪ ،‬وذلك متوافر وال شك‬ ‫لدى الرؤساء الثالثة خصوصاً أن األجواء‬ ‫الطائفية واملذهبية التي تسود البالد‪ ،‬يف‬ ‫هذه األيام ال بد من أن تساعد عىل تأجيج‬ ‫للتعصب الطائفي عند‬ ‫املشاعر املناهضة‬ ‫ّ‬ ‫جامهري الشعب اللبناين‪ ،‬كام شاهدناها‬ ‫منذ فرتة يف عمليات شطب إشارة الطائفة‬ ‫عن إخراج القيد الشخيص ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن مصري الناس يف هذا البلد يتطلب‬ ‫اإلقدام عىل هذا العمل بال تردد وسيجد‬ ‫املسؤولون‪ ،‬إن هم أقدموا عىل ذلك‪ ،‬جامهري‬ ‫اللبنانيون تؤازرهم وتعضدهم وتبارك‬ ‫عملهم‪ ،‬مام يجعل الطائفيني واملذهبيني‪،‬‬ ‫واملتحجرين‪ ،‬يدخلون جحورهم‬ ‫املتعصبني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫منكفئني‪ ،‬وال بد أن يعودوا فيلتحقوا‬ ‫بالركب الحضاري ويسهموا يف إخراج‬ ‫األسن‬ ‫بلدهم من املوقع الطائفي واملذهبي‬ ‫ِ‬ ‫الذي يتخ ّبط فيه‪.‬‬ ‫إن القضاء عىل الطائفية يف لبنان‪ ،‬ثورة‬ ‫حقيقية‪ ،‬فليقدم‬ ‫اجتامعية وإنسانية‬ ‫هذا العهد ومسؤولوه عىل استكامل ما‬ ‫مل يستكمل بعد من تنفيذ هذه املواد من‬ ‫الدستور‪ ،‬التي أهمل تنفيذها عىل مدى‬ ‫عقدين من الزمن‪ ،‬ووضع الربامج الرتبوية‬ ‫واإلعالمية الالزمة لتعزيز إلغاء الطائفية من‬ ‫النفوس‪ ،‬كام من النصوص‪ ،‬والرضب‪ ،‬بي ِد من‬ ‫جديد‪ ،‬عىل كل َمن تس ّول له نفسه تأجيج‬ ‫املشاعر الطائفية واملذهبية (وقد شاهدنا‬ ‫وسمعنا مؤخراً مناذج منها)‪ ،‬وهكذا نكون‬ ‫نستحق لبنان الذي هو اليوم “رشكة طائفية”‬ ‫فحسب‪ ،‬عوضاً عن أن يكون كام يريده أبناؤه‬ ‫إليه واملؤمنون به “وطناً حقيقياً”‪.‬‬

‫اتحاد الشباب الدميقراطي ‪ :‬ال‬ ‫تكفي النيات بل االفعال‬

‫من جهة ثانية‪ ،‬استطلعنا رأي من هم‬ ‫أكرث الساعني لوطن دميقراطي‪ ،‬بعيد عن‬ ‫ومتوحد بأبناءه‪ ،‬من خالل مسؤول‬ ‫الطائفية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العالقات السياسية يف إتحاد الشباب‬ ‫الدميقراطي اللبناين محمد حطيط‪ ،‬الذي‬ ‫قال‪:‬‬ ‫من دون الدخول يف تعريفات وتحليالت‬ ‫حول الطائفية‪ ،‬إنها يف لبنان الشكل الذي‬ ‫تستعمله الطبقة الحاكمة للنظام من أجل‬ ‫متويه شكل الرصاع الحقيقي الذي هو رصاع‬ ‫طبقي بني طبقات لها مصالح متناقضة ويتم‬ ‫تظهريه كرصاع طائفي بني طوائف متنازعة‬

‫‪13‬‬

‫ومتخاصمة‪ .‬لقد أثبتت الطائفية من دون أي‬ ‫لبس أو تردد أنها الشكل البغيض الذي تختبئ‬ ‫خلفه أركان الطبقة الربجوازية الحاكمة‪ .‬وذلك‬ ‫أحد أهم معوقات بناء وطن حقيقي‪ ،‬فيختلف‬ ‫أبناء الوطن الواحد عىل تعريف الصديق‬ ‫والعدو وذلك تبعا ً لإلنتامء الطائفي‪ .‬وتصبح‬ ‫قضية مثل املقاومة هي وجهة نظر‪ ،‬والصمود‬ ‫التاريخي للشعب واملقاومة خالل عدوان متوز‬ ‫أمر للنقاش‪ ،‬أما االنتصار فهو مسألة متنازع‬ ‫حول صحتها‪ .‬كام أن املأساة االقتصادية‬ ‫واالجتامعية التي تلقي بعبئها عىل السواد‬ ‫األعظم من الشعب‪ ،‬فينظر لها وألسبابها‬ ‫كل قسم بحسب موقع زعيم الطائفة منها‬ ‫ومن أسبابها‪.‬‬ ‫لقد حصل لبنان عىل االستقالل منذ‬ ‫العام ‪ ،1943‬وما زالت السلطة السياسية‬ ‫حتى اآلن تتحدث عن بناء الوطن‪ .‬من هنا‬ ‫قبل البحث يف بناء الوطن‪،‬يجب الغوص‬ ‫يف األسباب التي مل تسمح ببنائه منذ‬ ‫أكرث من ‪ 66‬عاما ‪.‬‬ ‫وتساءل حطيط‪ :‬أما حان الوقت للرقي‬ ‫بوعي األفراد والشعب من االنتامءات الدنيا‬ ‫عند حدود القبيلة واملذهب والطائفة‪،‬‬ ‫واالرتقاء بوعينا وإنتامئنا إىل حدود أعىل‬ ‫وأوسع‪ ،‬وفضاء أرحب هو بالتأكيد الوطن‬ ‫كل الوطن؟‬ ‫بنا ًء ملا تقدم‪ ،‬نحن كإتحاد شباب دميقراطي‬ ‫نؤيد أي جهد يهدف اىل إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬وندعم أي جهد بذلك السياق‪.‬‬ ‫ولكن ال نفهم إلغاء للطائفية السياسية‬ ‫عىل مستوى الوعي عند‬ ‫دون جهد مواز ٍ‬ ‫األفراد‪.‬‬ ‫وتابع حطيط‪ :‬يف ظل سيطرة مفاهيم‬ ‫يف املجتمع تتمحور حول التعصب‬ ‫الطائفي‪ ،‬ال تكفي النيات من أجل إلغاء‬ ‫الطائفية إن مل تكن مقرونة بأفعال تكون‪،‬‬ ‫بالجدية عىل مستوى تغلغل وتشويه ذلك‬ ‫املنطق لعقولنا‪ .‬من هنا‪ ،‬يجب تضافر‬ ‫الجهود من أجل تربية جيل عىل مفاهيم‬ ‫جديدة‪ ،‬تبدأ من كتاب تاريخ موحد‪ ،‬مرورا‬ ‫ً بتدريس مادة الثقافة الدينية‪ ،‬وصوال ً‬ ‫إىل جهد إستثنايئ عىل مستوى املجتمع‬ ‫األهيل من أجل تكريس مفاهيم املواطنة‬ ‫واملساواة‪ ،‬وال تنتهي الجهود هنا‪ ،‬إذ‬ ‫املطلوب طرح إلغاء الطائفية السياسية‬ ‫مع خطة وطنية تنرش الوعي يكون هذان‬ ‫املساران متالزمان من أجل بداية بناء‬ ‫وطن ال يختلف أبناءه عىل البديهيات‬ ‫األساسية‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬سايل نوفل‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫دارة رئيس تيار التوحيد في الجاهلية استضافت لقاءً ا تكريمياً سياسياً لرجل الدولة عمر كرامي‬

‫وهاب ‪ :‬لعدم الوقوع‬ ‫في فخ المراهنات الخارجية الخاسرة‬ ‫ال مير أسبوع‪ ،‬وال مييض شهر‪ ،‬إ ّال‬ ‫ويكون لـ «تيار التوحيد» ورئيسه وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬مبادرة سياسية‪ ،‬أو موقف من‬ ‫قضية ومسألة‪ ،‬ال يجرؤ اآلخرون عىل‬ ‫إثارتها‪ ،‬كام أنه دائم الحضور السيايس‪،‬‬ ‫ودارة الوزير وهاب يف الجاهلية‪،‬‬ ‫تستضيف بشكل شبه دائم لقاءات‬ ‫سياسية‪ ،‬وأخرى دبلوماسية‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل التواجد الدائم للوفود الشعبية‪.‬‬ ‫فدينامية الرئيس وهاب‪ ،‬ترتك «تيار‬ ‫التوحيد»‪ ،‬يصنع الحدث‪ ،‬أو عىل األقل‪،‬‬ ‫يحركه ويثري حوله ردود فعل‪ ،‬هذا ما‬ ‫حصل يف أكرث من قضية‪ ،‬كشف‬ ‫عنها الوزير وهاب خالل األشهر األخرية‪،‬‬ ‫واستطاع أن يحتل حيزاً أساسياً ومه ًام‬ ‫يف اإلعالم املريئ واملسموع واملكتوب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحل ضيفاً عىل برامجه السياسية‪،‬‬ ‫وكان يف مقدمة نرشاته اإلخبارية‪.‬‬ ‫واللقاء السيايس الوطني الجامع‪،‬‬ ‫الذي شهدته دارة وهاب يف الجاهلية‪،‬‬ ‫يف الـ ‪ 18‬من نيسان‪ ،‬تكرمياً لرجل دولة‬ ‫وشخصية وطنية من بيت سيايس‬ ‫تاريخي‪ ،‬هو الرئيس عمر كرامي‪ ،‬ش ّكل‬ ‫حدثاً‪ ،‬ألن رئيس الحكومة األسبق‪ ،‬يزور‬ ‫الجبل وتحديداً الشوف سياسياً‪ ،‬ألول‬ ‫مرة‪ ،‬وقد تكون املرة األوىل منذ سنوات‪،‬‬ ‫ويلبي دعوة رئيس «تيار التوحيد»‪،‬‬ ‫فللزيارة معنى سيايس كبري‪ ،‬حيث‬ ‫تزامنت مع التحضري إلنشاء جبهة‬ ‫وطنية موسعة‪ ،‬تضم كل األطراف غري‬ ‫املمثلة يف الحكومة‪ ،‬ويلعب وهاب دوراً‪،‬‬ ‫لتكوينها‪،‬‬ ‫واللقاءات‬ ‫االتصاالت‬ ‫يف‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املشايخ يستقبلون الرئيس كرامي والوفد املرافق‬

‫لني وهاب ترحب به‬

‫‪14‬‬

‫اللوجستية‪،‬‬ ‫التفاصيل‬ ‫بعض‬ ‫لكن‬ ‫ّأخرت وأرجأت اإلعالن عنها‪ ،‬والذي كاد‬ ‫أن يحصل من الجاهلية‪ ،‬لكن ظروفاً‬ ‫سياسية‪ ،‬وأخرى تقنية‪ ،‬تركت للقاء‬ ‫السيايس‪ ،‬أن يكون تكرميياً مبضمون‬ ‫سيايس‪ ،‬عبرّ ت عنه الكلامت التي‬ ‫ألقيت من وهاب وكرامي واألمني القطري‬ ‫لحزب البعث العريب االشرتايك‪ ،‬والتي‬ ‫أشارت اىل أن الوجود السيايس يف غداء‬ ‫الجاهلية هو وجود معارض للحكومة‪،‬‬ ‫التي عليها واجبات تجاه املواطنني‬ ‫اقتصادية واجتامعية وإصالحية‪ ،‬وإن‬ ‫تأخرت عنها‪ ،‬فأمامها تح ّرك سيايس‬ ‫وشعبي ونقايب‪ ،‬لن يسكت عام هو‬ ‫قائم من فساد ورشوة وهدر للامل‬ ‫العام وإفقار للمواطنني وازدياد البطالة‬ ‫وتفاقم الهجرة‪.‬‬ ‫فلقاء الجاهلية‪ ،‬امتاز بتكرميه لرجل‬ ‫وطني عرويب مقاوم‪ ،‬يحمل تاريخاً من‬ ‫النضال القومي‪ ،‬امللتزم بالعالقة املميزة‬ ‫مع سوريا‪ ،‬والداعم للمقاومة‪.‬‬ ‫وهذا اللقاء أسس‪ ،‬لجبهة ستبرص‬ ‫النور‪ ،‬وأطلق عناوين سياسية ونضالية‬ ‫حقيقية‬ ‫ملعارضة‬ ‫مقبلة‪،‬‬ ‫ملرحلة‬ ‫وبربنامج واضح‪.‬‬ ‫أقام رئيس تيار «التوحيد» وئام وهاب حفل‬ ‫غداء عىل رشف الرئيس عمر كرامي يف دارته يف‬ ‫الجاهلية‪ ،‬حرضه اىل جانب الرئيس كرامي‪ ،‬الحاج‬ ‫محمود قامطي ممث ًال السيد حسن نرصالله عىل‬ ‫رأس وفد من «حزب الله»‪ ،‬ممثل النائب العامد‬ ‫ميشال عون الدكتور ناصيف قزي عىل رأس‬ ‫وفد من التيار الوطني الحر‪ ،‬الدكتور نارص زيدان‬ ‫ممثال النائب وليد جنبالط‪ ،‬النائب إميل رحمة‬ ‫ممث ًال رئيس تيار املردة النائب سليامن فرنجية‪،‬‬ ‫النائب زياد أسود‪ ،‬النائب السابق لرئيس مجلس‬ ‫النواب اييل الفرزيل‪ ،‬وعدد من الوزراء والنواب‬ ‫السابقني‪ :‬رئيس حزب االتحاد عبد الرحيم مراد‪،‬‬ ‫األمني القطري لحزب البعث العريب االشرتايك‬ ‫فايز شكر‪ ،‬الوزيران السابقان محمود عبد الخالق‬ ‫ممث ًال الحزب السوري القومي االجتامعي‪ ،‬ماريو‬ ‫عون‪ ،‬جوزيف الهاشم‪ ،‬النواب السابقون فيصل‬ ‫الداوود‪ ،‬زاهر الخطيب‪ ،‬أمني رشي‪ ،‬وجيه البعريني‬ ‫عىل رأس وفد‪ ،‬عدنان طرابليس‪ ،‬سليم عون‬ ‫وعدنان عرقجي‪ ،‬والشيخ بالل شعبان‪ ،‬وفد لقاء‬ ‫األحزاب الوطنية‪ ،‬رئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو‪ ،‬رئيس محكمة االستئناف‬

‫كرامي ووهاب‬

‫‪ ....‬خالل املأدبة‬

‫من اليمني الخطيب‪ ،‬مراد‪ ،‬الحاج‪ ،‬والبعريني‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫الدرزية السابق الشيخ مرسل نرص‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫حركة الشعب ابراهيم الحلبي‪ ،‬رئيس املؤمتر‬ ‫الشعبي اللبناين كامل شاتيال عىل رأس وفد‪،‬‬ ‫أمني رس شبيبة جورج حاوي رايف مادايان‪ ،‬الخبري‬ ‫االقتصادي الدكتور غالب أبو مصلح‪ ،‬الدكتور‬ ‫خليل حداد‪ ،‬الدكتور غالب نورالدين‪ ،‬رئيس املركز‬ ‫الوطني للعمل االجتامعي كامل الخري‪ ،‬الشاعر‬ ‫طارق نارصالدين‪ ،‬الباحث مازن يوسف الصباغ‪،‬‬ ‫الدكتور عبد النارص جربي‪ ،‬اللواء عيل الحاج‪،‬‬ ‫وحشد من املشايخ والفعاليات‪ ،‬وأعضاء مجلس‬ ‫األمناء واملكتب السيايس ومسؤويل املناطق يف‬ ‫تيار التوحيد وعدد من منارصيه‪.‬‬

‫من اليمني فيصل كرامي‪ ،‬أمني رشي‪ ،‬زياد آسود وماريو عون‬

‫من اليمني‪ :‬عبد الخالق‪،‬زيدان‪ ،‬الداوود‪ ،‬خليفة‪ ،‬الهاشم‪ ،‬وقامطي‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫عصمت العرييض مع ّرفاً يف حفل الغداء‬

‫ع ّرف الحفل نائب رئيس مجلس األمناء يف‬ ‫التيار عصمت العرييض‪ ،‬والقى الوزير وهاب‬ ‫كلمة جاء فيها‪:‬‬

‫وهاب‬ ‫ما بني الثالث عرش والثامن عرش من نيسان‬ ‫خمسة أيام بالكامل والتامم‪ ،‬ودالالت الثالث‬ ‫عرش ال تحتمل يف طياتها سوى صور املايض‬ ‫األليم بكل عذاباته وجراحاته‪.‬‬ ‫يومها اشتعلت الحرب األهلية وجلبت الدمار‬ ‫واملوت‪ ،‬وأوقعت الوطن يف لعبة استمرت‬ ‫حلقاتها حتى اآلن‪ ،‬رغم ما أعلن عن توقفها مع‬ ‫بداية التسعينات نتيجة النعقاد مؤمتر الطائف‬ ‫الذي أصبح دستوراً جديداً للبالد‪.‬‬ ‫ويف كل ثالث عرش من نيسان نستذكر تلك‬ ‫املحطة الصعبة‪ ،‬التي أودت بالبلد اىل انقسام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب مع ضيوفه‬

‫مذهبي وطائفي ومناطقي بغيض‪ ،‬والتي ت ّوجت‬ ‫باجتياح لبنان عام ‪ 1982‬وعقد اتفاقية السابع‬ ‫عرش من أيار‪ ،‬التي جددت الحرب يف انقسام‬ ‫أفقي وعامودي أدت لفرز دميغرايف وخطوط‬ ‫متاس يف بعدها الجغرايف‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬عىل وقع الرشقية والغربية يف‬ ‫الداخل واملواجهة الجنوبية الدامئة للعدوان‬ ‫وآثاره‪ ،‬كان للشامل دوراً طليعياً يف املحافظة‬ ‫عىل وجه لبنان الحقيقي بأولئك القادة الذين‬ ‫فقدنا منهم وعىل وجه التحديد املرحومني‬ ‫دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي والنائب‬ ‫طوين سليامن فرنجية‪ ،‬يف حادثتني موصوفتني‬ ‫بالجرمية الواضحة واأليدي املرتبطة باملرشوع‬ ‫اإلرسائييل‪ .‬ومل يكن اغتيالهام صدفة بل‬ ‫عن سابق تصور وتصميم‪ ،‬ملا يجسدان من‬ ‫رمزية وطنية وعربية‪ ،‬وملا لتلك العائلتني من‬ ‫تأثري عىل صيانة السلم األهيل ووحدة الوطن‬ ‫وسالمته ومنعته‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫وأضاف وهاب‪ :‬وألن طرابلس الفيحاء‪ ،‬هي‬ ‫الحاضنة األساس للشامل األيب‪ ،‬كان ال بد من‬ ‫توجيه الرضبات إليها لتطويعها وأخذها اىل‬ ‫املكان املناهض ملرشوع وحدة الوطن وحامية‬ ‫املؤسسات وصون الجيش والدفاع عن املقاومة‪.‬‬ ‫وألن الفيحاء مدرسة العروبة إمياناً ومامرسة‪،‬‬ ‫سمي استقالل‬ ‫بدأت املواجهات معها منذ ما ّ‬ ‫لبنان حرصاً عىل “محبة األم الحنون»‪.‬‬ ‫فكان املغفور له املرحوم عبد الحميد كرامي‬ ‫رئيساً للوزراء‪ ،‬وكانت استقالته الشهرية‬ ‫كافية للداللة عىل نظافته ومصداقيته‬ ‫ووطنيته وترفعه يف تويل املناصب وقيادة‬ ‫السفينة‪.‬‬ ‫وما الرشيد إال استكامال ملسرية والده وعاملاً‬ ‫من أعالم السياسة اللبنانية‪ ،‬ومحاوراً لبقاً يف‬ ‫مناقشة املواضيع وتحليل األمور وألنه مت ّرد عىل‬ ‫رهانات األعداء وعمالء الداخل‪ ،‬كانت شهادته‬ ‫تتويجاً وشهادة عىل ميثاقية هذه العائلة يف‬

‫صياغة الوطن وإدارة الدولة‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬اليوم نتطلع إليك يا دولة‬ ‫الرئيس وأنت العارف مبجريات األمور‪ ،‬وحقائق‬ ‫التاريخ لنقول لك وبكل محبة واحرتام إنك‬ ‫خري خلق لخري سلف‪ ،‬وها هو تاريخك يشهد‬ ‫لك أيضاً وبالرغم من كل الضغوط واملامرسات‬ ‫الداخلية والخارجية بقيت “طودا”ً عىل سفوح‬ ‫جبال لبنان راسخاً بجوار األرز‪ ،‬وهادراً بصوت‬ ‫البحر وعزيزاً كشجريات الزيتون‪ ،‬وفياً للمبادئ‬ ‫التي اعتنقت وللقسم الذي أقسمت ومازال‬ ‫بريق عيني الرشيد يتألأل يف عينيك وميضاً‬ ‫كالربق الذي يعقبه الرعد‪ ،‬متمسكاً بالقيم‬ ‫الذي تربيت عليها‪ ،‬فال مسامحة وال مصالحة‬ ‫وال اعرتاف‪ ،‬بتلك األدوات التي مازالت تعبث‬ ‫باملصري الوطني خدمة ألسيادها حيثام‬ ‫كانوا‪.‬‬ ‫وألن الثالث عرش من نيسان يجسد لنا‬ ‫كل تلك املآيس فلن نطويه من ذاكرتنا‬ ‫“مبباراة استعراضية” ألن استذكار التاريخ‬ ‫رشط أسايس من رشوط بناء املستقبل‪ .‬وألن‬ ‫الحارض الذي نعيشه اليوم مل يختلف يف‬ ‫الجوهر واملضمون بل يستمر املايض بالحارض‬ ‫يف أساليب جديدة‪ ،‬فكانت أوسلو وكامب‬ ‫ديفيد‪ ،‬وكان طرح الرشق األوسط الجديد‬ ‫وكانت اعتداءات متوز عىل لبنان وقطاع غزة‬ ‫واجتياح العراق كلها حلقات تتكامل مع تلك‬ ‫الجوقة الداخلية التي ما غريت مسارها يف‬ ‫الرهان عىل انتصار اعداء الله والدين واألرض‬ ‫علينا‪.‬‬

‫وأضاف وهاب‪ :‬عندما سقطت تلك املعاهدات‬ ‫واملغامرات العسكرية بفعل املقاومة الرشيفة‬ ‫يف هذه األمة‪ ،‬يحاولون اليوم النيل منها بإعادة‬ ‫إحياء طاولة الحوار التي ستبقى مضيعة‬ ‫للوقت ولن تستطيع تحقيق أي مكاسب عىل‬ ‫حساب القضية املركزية يف مواجهة العدوان‪.‬‬ ‫وتوجه وهاب بالقول للقايص والداين‪ :‬عبثاً‬ ‫ّ‬ ‫تحاولون‪ ،‬وباط ًال تعتقدون فام عجزت “إرسائيل”‬ ‫وأمريكا عن تحقيقه بكافة الوسائل‪ ،‬لن‬ ‫تستطيعوا تحقيقه عرب أدواتكم املعروفة أو‬ ‫عرب محاكمكم الدولية الناطقة باسمكم‬ ‫واملربمجة من قبلكم بإعادة بثكم وإحيائكم‬ ‫لشهود الزور‪.‬‬ ‫بل نقول أكرث من ذلك بأن التلهي بالجلسات‬ ‫الفولكلورية‬ ‫املباريات‬ ‫وبإجراء‬ ‫الصورية‬ ‫والتخيل والرتاجع عن القوانني اإلصالحية يف‬ ‫بناء الدولة القوية والقادرة والعادلة سوف‬ ‫يأخذكم اىل مواجهات شعبية مطلبية‪ ،‬بد ًء‬ ‫من األساتذة الجامعيني والثانويني اىل العامل‬ ‫والفقراء واملزارعني والفالحني بل اىل كافة‬ ‫أبناء هذا الشعب الرازح تحت الغالء الفاحش‬ ‫يف أسعار املحروقات والقمح الفاسد والدواء‬ ‫املزور وانقطاع الكهرباء وانعدام فرص العمل‬ ‫والبطالة املستمرة والهجرة املتصاعدة‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬اذهبوا اىل تلك امللفات‬ ‫والمسوها‪ ،‬أما معركة املصري الوطني والقومي‬ ‫فهي إدارة قامئة تجسدت واقعاً يف العالقات‬ ‫االسرتاتيجية ما بني سوريا وإيران وتركيا وبني‬ ‫املقاومة يف العراق وفلسطني ولبنان وتلك‬ ‫الجامهري العربية الهادرة من املحيط اىل الخليج‬ ‫عىل وقع نداء األقىص الرشيف وكنيسة‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫ولذلك نقول أيضاً انظروا للتسابق الحاصل‬ ‫ما بني الدول األوروبية واإلدارة األمريكية إلعادة‬ ‫العالقات مع دول املامنعة والصمود‪ ،‬وانظروا‬

‫‪17‬‬

‫اىل ما صارت عليه األمور اآلن‪ ،‬واحذروا القراءات‬ ‫الخاطئة من جديد والرهان عىل رساب انتهى‬ ‫وعىل وعود كاذبة جلبت عىل منطقتنا الدمار‬ ‫والخراب واستيالئهم عىل مواردنا الطبيعية‬ ‫وثرواتنا القومية‪ ،‬واعلموا بأن املسارات تغريت‬ ‫واملعادالت تبدلت وعرص االنتصار قريب جداً‪.‬‬ ‫وختم وهاب متوجهاً اىل دولة الرئيس كرامي‬ ‫بالقول‪ :‬إن تطرقت للثالث عرش من نيسان‬ ‫فألنه يجب أن يكون يوماً للتأمل واتخاذ العرب‬ ‫وتثبيت املواقف‪ ،‬وإن كان الخامس عرش من‬ ‫نيسان موعداً لطاولة الحوار املزعومة فقد أتيت‬ ‫إلينا اليوم يف الثامن عرش من نيسان‪ ،‬ذكرى‬ ‫املجزرة األوىل عىل قانا الشهيدة لإلعالن عن‬ ‫إرادتنا يف التعبري بأن هذا الحشد املاثل أمامكم‬ ‫إمنا يعبرّ عن الخالص الحقيقي من عودة الزمن‬ ‫للوراء ومن طرح مواضيع تتقدم عىل دعوة‬ ‫الحوار حيث نحن منتلك الرؤية والقدرة والثوابت‬ ‫تحملنا كل الصعاب‪ ،‬وواجهنا‬ ‫التي من أجلها‬ ‫ّ‬ ‫املرشوع الذي كان سيأخذ البلد اىل خارج‬ ‫حدوده الطبيعية وخارج وجوده االجتامعي‬ ‫والسيايس والعسكري‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬دولة الرئيس‪ ،‬يف ‪ 18‬نيسان يف‬ ‫هذه القرية الشوفية الجبلية نحتفي بكم‬ ‫ضيفاً عزيزاً وصديقاً وفياً ورفيق درب أميناً عىل‬ ‫القيم واملثل واملناقب‪.‬‬ ‫وستبقى هذه القرية املتواضعة شاهدة‬ ‫عىل أن زمن الرجال يبدأ من سامت التواضع‬ ‫ومحبة اآلخر وصالبة اإلميان ومواجهة الطغيان‪،‬‬ ‫معك يا دولة الرئيس تبقى دربنا طويلة من‬ ‫أجل قيامة بلدنا الحبيب لبنان وتحرير أرضنا‬ ‫واستعادة مقدساتنا وضامن قوتنا التي كفلت‬ ‫تحقيق انتصاراتنا‪.‬‬ ‫فمرحباً بك يف بلدتك ودارك ونحن قوم‬ ‫بحاجة وحسب العادات ألن ترحب بنا فنحن‬ ‫اليوم ضيوفك وأنت املك ّرم واملك ّرم‪.‬‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫كرامي‪ :‬سالح المقاومة‬ ‫باق طالما ليس هناك‬ ‫ٍ‬ ‫سالم عادل وشامل‬

‫شكر‪:‬‬ ‫جعجع صاحب التاريخ األسود‬ ‫ّ‬ ‫دق أول إسفين في جسم الدولة‬ ‫وألقى الوزير السابق فايز شكر كلمة جاء‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫بداية الكالم أود أن أعرب باسمي شخصياً‬ ‫وباسمكم جميعاً عن عميق الشكر للرفيق‬ ‫والصديق وئام وهاب عىل بادرته الطيبة بتكريم رجل‬ ‫كبري من رجاالت الوطن ومن بلدة الجاهلية بالذات‪،‬‬ ‫التي كانت عىل الدوام قلعة النضال الوطني يف‬ ‫أحلك الظروف وأدق املراحل وأخطرها‪.‬‬ ‫وأن نلتقي اليوم يف قلب الجبل‪ ،‬جبل العروبة‬ ‫واملقاومة لتكريم قائد وطني عرويب مقاوم أمر له‬ ‫دالالته ومعانيه الكثرية التي تنطلق من إدراكنا‬ ‫للدور الوطني الكبري الذي لعبه ويلعبه دولة‬ ‫الرئيس عمر كرامي خالل مسريته السياسية‬ ‫والوطنية‪ ،‬وتقديراً لتاريخه الطويل الحافل‬ ‫بالتضحيات واملواقف الوطنية التي شكلت‬ ‫صامم األمان لوحدة لبنان وعروبته يف مواجهة‬ ‫مشاريع التقسيم والتفتيت ويف إفشال‬ ‫كل املؤامرات التي استهدفت الوطن بشعبه‬ ‫ومؤسساته‪.‬‬ ‫وتابع شكر‪ :‬مثل هذه املواقف ليست غريبة‬ ‫عىل أبناء رجل االستقالل عبد الحميد كرامي‬ ‫ألنها كانت رضيبة غالية باستشهاد الرئيس‬ ‫رشيد كرامي عىل أيدي قتلة مجرمني مل‬ ‫يؤمنوا يوماً بوحدة لبنان وال بانتامئه العريب‬ ‫فكانت خياراتهم أن يكونوا “حصان طروادة”‬ ‫للغرب وحليفتهم “إرسائيل” يف قلب هذه‬ ‫األمة‪ ،‬وكنت أنت يا دولة الرئيس يف أصعب‬ ‫الظروف التي تعيشها أمتنا إىل جانب سوريا‬ ‫األسد واملقاومة الوطنية واإلسالمية العني‬ ‫الساهرة عىل مصالح األمة أدركت بحكمتك‬ ‫وشجاعتك حجم التحديات وخطورة املخططات‬ ‫التي ترسم يف دوائر اإلمربيالية والصهيونية‬ ‫تجاه املنطقة العربية وكنت السباق دوماً اىل‬ ‫الدعوة لالستعداد ملواجهة هذه التحديات‬ ‫وكنت الركن األسايس يف خط املقاومة‬ ‫واملامنعة املدافع الذي ال تلني عزميته عن حقوق‬ ‫العرب وقضاياهم‪.‬‬ ‫وأضاف شكر‪ :‬يف أجواء التوافق والتهدئة‬ ‫التي تعيشها ساحتنا اللبنانية ورغم اإلنجازات‬ ‫واالنتصارات التي حققتها مقاومتنا البطلة يف‬ ‫مواجهة عدوان ال يفهم إ ّال منطق القوة والردع‬ ‫نستطيع أن نقول أن معركتنا مع هذا العدو‬ ‫وأتباعه مل تنته بعد ورؤوس الفتنة تطل من‬ ‫جحورها متناغمة مع تهديدات العدو وترصيحاته‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مواجهتها‬

‫وهذا يقتيض منا‬ ‫والبقاء عىل جهوزية تامة‪.‬‬ ‫وبالرغم من التهديدات‬ ‫للبنان‬ ‫واليومية‬ ‫الحقيقية‬ ‫الذي‬ ‫االسرتاتيجي‬ ‫والخطر‬ ‫ميثله هذا العدو أسف شكر‪:‬‬ ‫لسامع بعض األصوات التي‬ ‫رشعت حق األفراد واملليشيات‬ ‫يف الدفاع عن النفس واألرض‬ ‫يف مواجهة جريان ورشكاء يف‬ ‫الوطن مل يكن هدفهم يوماً‬ ‫إ ّال الوئام والعيش املشرتك‬ ‫مع نصفهم اآلخر يف الوطن‬ ‫اللهم إ ّال اذا اعتربوا أنهم‬ ‫يقيمون إمارة ميليشياوية ال‬ ‫يحق ألحد من اللبنانيني من‬ ‫تجاوز حدودها‪ .‬فيام أنكروا‬ ‫عىل األغلبية الساحقة من‬ ‫اللبنانيني حق الدفاع عن شكر يلقي كلمته‬ ‫أنفسهم يف مواجهة عدو‬ ‫اسرتاتيجي صلب عقيدته قامئة عىل العدوان‬ ‫واالغتصاب واالحتالل والترشيد‪.‬‬ ‫وشككوا برشعية سالح حقق للبنانيني‬ ‫جميعاً العزة والرشف والكرامة والسيادة‬ ‫الحقيقية عىل أرضهم هكذا مواقف وبكل أسف‬ ‫شجعت وجرأت أصحاب املشاريع املشبوهة‬ ‫والتاريخ األسود أمثال سمري جعجع عىل انتحال‬ ‫صفة املدافع عن الدولة والدستور‪ ،‬وهو الذي دق‬ ‫اول اسفني يف جسم الدولة ومؤسساتها عرب‬ ‫طروحاته التقسيمية‪.‬‬ ‫وتساءل شكر‪ :‬ملصلحة من كل هذا؟ وهل تحقق‬ ‫مثل هذه املواقف الوحدة الوطنية وصيغة العيش‬ ‫املشرتك بني اللبنانيني؟‪ .‬واستهجن يف الوقت‬ ‫نفسه إرصار البعض من اللبنانيني عىل متسكهم‬ ‫بصيغ واتفاقيات متس سيادة لبنان واستقالله مع‬ ‫دولة تجاهر بدعمها للعدو الصهيوين‪ ،‬ويصمون‬ ‫آذانهم عن ترصيحات الناطق الرسمي لإلدارة‬ ‫األمريكية التي تعرتف رصاحة بأن هذه االتفاقية‬ ‫حققت أهدافاً ال باس بها يف إلحاق األرضار بقوى‬ ‫املقاومة عىل الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫وتابع شكر‪ :‬لن نستفيض يف الحديث عن‬ ‫هذا املوضوع رغم خطورته وأهميته ألن الكرة‬ ‫اآلن باتت يف ملعب فخامة الرئيس سليامن‬ ‫ودولة الرئيس الحريري‪ ،‬نأمل أن ال يخيبوا آمال‬

‫‪18‬‬

‫يف‬

‫اسرتداد‬

‫سيادتهم‬

‫وكرامتهم‬

‫اللبنانيني‬ ‫عىل أرضهم‪.‬‬ ‫االستحقاقات‬ ‫زحمة‬ ‫يف‬ ‫شكر‬ ‫وأمل‬ ‫التي تفصلنا أيام أو أسابيع عن استحقاق‬ ‫بلدي إمنايئ اجتامعي بامتياز ال يقل أهمية‬ ‫عن االستحقاقات األخرى‪ ،‬أن يشكل هذا‬ ‫االستحقاق عامل وحدة بني اللبنانيني يكون‬ ‫فيه التنافس دميقراطياً ألجل اإلمناء واإلصالح‬ ‫يف مواجهة عدو من نوع آخر يتمثل بالتخلف‬ ‫والفساد‪ ،‬وأن تتاح فيه الفرصة أمام الجميع‬ ‫للمشاركة الحقيقية وفق متثيل صحيح لكل‬ ‫العائالت والفعاليات ال استثناء فيه ألحد من‬ ‫تحديد املستقبل الذي يريد ألبنائه‪ ،‬وأن تشكل‬ ‫القوى السياسية الفاعلة عىل األرض مظلة‬ ‫تضبط إيقاع هذا التنافس لئال يتحول هذا‬ ‫االستحقاق اىل نقمة تزيد االنقسام والتباعد‬ ‫بني اللبنانيني ال يستفيد منه أحد إ ّال أعداء‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫وختم شكر متمنياً دوام الصحة والعمر املديد‬ ‫لدولة الرئيس كرامي مشرياً اىل أن الوطن مل‬ ‫يعاف بعد وهو ال يزال بحاجة اىل حكمة وعطاء‬ ‫ومواقف كرامي الشجاعة وخاصة يف هذه‬ ‫الظروف العصيبة والتحديات التي نواجهها‬ ‫جميعاً‪.‬‬

‫وألقى املك ّرم كرامي كلمة شكر فيها الوزير‬ ‫وهاب عىل دعوته‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫بعد شكرنا للوزير الصديق العزيز معايل‬ ‫الوزير األستاذ وئام وهاب‪ ،‬عىل دعوته الطيبة‬ ‫وأن نلتقي بهذه الوجوه الوطنية املحببة ونحن‬ ‫وإياها عىل الخط الوطني السليم مهام كانت‬ ‫الصعوبات والظروف ومهام كانت التضحيات‬ ‫وأنا ابن عبد الحميد كرامي وشقيق الرشيد‬ ‫الشهيد وسليل عائلة الشهادة بالوطنية‪.‬‬ ‫أيها اإلخوة‬ ‫إننا نريد أن نتحدث يف هذه الظروف الصعبة‬ ‫واملقلقة التي مير بها وطننا لبنان من جراء‬ ‫الضغوط اإلقليمية والدولية والتي تجعل‬ ‫الشعب اللبناين يف حالة من القلق الدائم‬ ‫عىل حارضه ومستقبله‪ ،‬هذه الضغوط التي‬ ‫بدأت مع صدور القرار ‪ 1959‬وخالل ال ‪ 5‬او ‪6‬‬ ‫سنوات املاضية كل ما شهدناه من أحداث‬ ‫أمنية وسياسية‪ ،‬إمنا هي دامئاً وأبداً تهدف إىل‬ ‫املقاومة وسالحها‪.‬‬ ‫وتابع كرامي‪“ :‬إرسائيل” تعرف أن مصريها‬ ‫ال ميكن أن يتأمن إ ّال إذا كانت أقوي من جميع‬ ‫الدول العربية واإلسالمية املحيطة بها‪ ،‬لذلك‬ ‫كانت “إرسائيل” ومن ورائها أمريكا وكل الدول‬ ‫التي تدور يف فلكها تعمل عىل القضاء عىل‬ ‫املقاومة وسالحها وكان آخرها حرب العام ‪2006‬‬ ‫التي دامئاً نتذكر بأن وزيرة الخارجية األمريكية‬ ‫كوندليزا رايس كيف ظهرت عىل وسائل اإلعالم‬ ‫يف صبيحة ذلك اليوم لتعلن قيام والدة الرشق‬ ‫األوسط الجديد وتفاجأت “إرسائيل” وأمريكا‬ ‫ومن معهام بأنهم مل يستطيعوا أن يحققوا‬ ‫ما يصبون إليه يف استعامل كل األسلحة‬ ‫املتطورة يف القضاء عىل املقاومة وتعرتف‬ ‫“إرسائيل” ويعرتف العامل أجمع بهذا النرص‬ ‫املبني ويأىب رشكائنا يف هذا الوطن أوالد ‪14‬‬ ‫أن يعرتفوا بهذا النرص‪ ،‬وتجمع ‪ 14‬آذار مل يعد‬ ‫موجوداً‪ ،‬ولكن املحاوالت ما تزال مستمرة‪ ،‬ومنها‬ ‫طاولة الحوار ونحن برشناهم منذ اليوم األول أنه‬ ‫من أول جلسة أو الثانية “العوض بسالمتكن”‬ ‫وهم ما زالوا يأملون أنه ميكن أن يحققوا‬ ‫أهدافهم بأخذ السالح‪ ،‬ولكننا نطمئنهم أن‬

‫السالح لن يسلم ألحد طاملا‬ ‫أنه ليس هناك سالم عادل‬ ‫بغري‬ ‫و”يخيطوا‬ ‫وشامل‪،‬‬ ‫هاملسلة” و”حاجي يعذبوا‬ ‫حالن” عرب وسائل وكل‬ ‫يتحفوننا بأحاديث طويلة‬ ‫و”إرسائيل” ومن وراءها مل‬ ‫عىل‬ ‫القضاء‬ ‫يستطيعوا‬ ‫املقاومة وهذا السالح من‬ ‫أمثال سمري جعجع ومن لف‬ ‫لفه أن يأخذوا هذا السالح‪.‬‬ ‫هذا من الناحية الوطنية‬ ‫أما الناحية األخرى أضاف‬ ‫كرامي‪ :‬إن الشعب اللبناين‬ ‫قلق من الغالء والدواء‬ ‫العيش‬ ‫مستلزمات‬ ‫وكل‬ ‫الكريم التي تساعد هذا‬ ‫الشعب عىل الصمود غري‬ ‫مؤمنة‪ ،‬فلذلك املعركة ذات كرامي يلقي كلمته‬ ‫الوطني واملعييش‬ ‫شقني‪:‬‬ ‫وكل اللبنانيني يؤيدون ذلك ومل تعد األكرثية‬ ‫الشعبية والنيابية كام يتخيلون بعد زوال ‪14‬‬ ‫آذار‪ ،‬والشق الثاين يتعلق بهذه الحكومة التي‬ ‫يقال إنها حكومة وحدة وطنية أو سموها ما‬ ‫شئتم والتي مىض عىل تشكيلها أكرث من‬ ‫خمسة أشهر ومل تحقق أي إنجاز بكل أسف‪،‬‬ ‫ألنه يف هذه الظروف ال ميكن تفشيل الحكومة‬ ‫بهذه الطريقة‪ .‬لذلك علينا جميعاً أن نساهم‬ ‫يف تأمني صمود الشعب واملواطن ووقف نزيف‬ ‫الهجرة‪.‬‬ ‫وتابع كرامي‪ :‬يجري الحديث اآلن عن املوازنة‬ ‫التي أعلنت وزيرة املالية أنها قد حولتها إىل‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬ونحن نريد أن ننبه كام نفعل‬ ‫دامئاً بأن الشعب اللبناين مل يعد يحتمل‬ ‫مزيداً من الرضائب‪ ،‬وحذار وضع الرضائب عىل‬ ‫الودائع يف املصارف ألن ذلك غري سليم ألنه‬ ‫ال يستهدف األغنياء فقط بل املوظفني يف‬ ‫القطاع العام والخاص والذين يعيشون من فوائد‬ ‫تعويضاتهم يف البنوك وال يتحملون املزيد من‬ ‫الرضائب‪ ،‬باإلضافة إىل أن املصارف اللبنانية قد‬

‫‪19‬‬

‫افتتحت فروعاً لها يف سوريا واألردن والعراق‬ ‫ميكن ذلك أن يهرب رؤوس األموال وليست‬ ‫ملصلحة الوضع املايل اللبناين‪ .‬وهناك طرق‬ ‫جباية أخرى ال تستهدف الفقراء يجب أن يعمل‬ ‫عليها وهي مث ًال فتح ملف األمالك البحرية‬ ‫ومنذ العام ‪ 1998‬قلنا أن لبنان ليس بحاجة‬ ‫إىل باريس ‪1‬و‪2‬و‪ 3‬وغريه وهي مسألة مواجهة‬ ‫الفساد الذي يوفر عىل الخزينة مبالغ طائلة‪.‬‬ ‫وخالل حكومتنا األخرية وعمرها القصري جداً‬ ‫استطعنا تخفيض املوازنة عرب إغالق أبواب‬ ‫الهدر أكرث من ‪ % 40‬وقد اكتشفنا مزاريب‬ ‫للهدر مخيفة‪ ،‬وقد بحثت هذا االمر يوم أمس‬ ‫مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليامن‬ ‫ونتأمل أن يعملوا عىل إصالح هذه األمور‪ ،‬وأن‬ ‫تكون هذه املوازنة منصفة للمناطق املحرومة‬ ‫ومنها منطقة الشوف التي رأينا فيها وجوه‬ ‫كبرية من الحرمان‬ ‫وختم كرامي‪ :‬أيها السادة إن الوطن عزيز‬ ‫علينا بقوته ومقاومته وعروبته وال ميكن ألي‬ ‫فريق أن يحتكر قراره السيايس‪ ،‬والتوفيق لكم‬ ‫وللبنان سيداً عزيزاً حراً مستق ًال‪.‬‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫رعى إطالق مهرجان «الربيع األول» في ثانوية الصنوبر الحديثة‬ ‫وهاب‪ :‬موقفنا األساسي من أي شخص يتح ّدد على أساس موقفه من المقاومة‬

‫رعى رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب مهرجان “الربيع األول” يف ثانوية‬ ‫الصنوبر الحديثة يف الشويفات بحضور أصحاب‬ ‫املدرسة وهيب وهبة وعيل صباح‪ ،‬وحشد من‬ ‫أهايل الطالب وفعاليات‪ ،‬حيث ألقى كلمة‬ ‫استهلها قائ ًال‪“ :‬للربيع فصل واحد‪ ،‬بني الفصول‬ ‫األربعة‪ ،‬لكنه ميتلك فصول ومواسم‪ ،‬تحمله إىل‬ ‫حيث يسرتيح الزهر عىل أرض الحياة املتجددة‪...‬‬ ‫منه تتفتق براعم الطفولة‪ ،‬وبواكري املستقبل‪،‬‬ ‫حامل ًة بالهدايا املثقلة‪ ،‬عابث ًة بالساحات واملالعب‪،‬‬ ‫مرسع ًة نحو التقاط الكرة وتسديدها يف املرمى‪،‬‬ ‫للتحكم بنقاط تكسبها وجوداً فاع ًال‪ ،‬عندما‬ ‫تنخرط يف عملية بناء املجتمع والوطن‪...‬‬ ‫إنه فصل الرباءة‪ ،‬حيث للبكاء قصيدة‪،‬‬ ‫وللضحكة حكاية‪ ،‬ولعيون اآلباء واألمهات‬ ‫شعو ٌر بامتالك االستمرارية يف ظالل هذا املولود‬ ‫الجديد‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ساكنة يف حنايا الضلوع‪ ،‬وحنان‬ ‫أمومة‬ ‫إنه‬ ‫يندلق من عطرها الذي يتفوق عىل كل العطور‬ ‫واملساحيق‪ ،‬إنه يدٌ تلتف حول الرسير‪ ،‬ويدٌ تجني‬ ‫رحيق الشذى‪ ،‬لكواكب الفرح وبنيان الحياة‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫فصل الرسالة‪ ،‬التي تنقل اإلنسان إىل‬ ‫إنه‬ ‫عامل الوعي واملعرفة‪ ،‬إىل عامل الرتبية والفضيلة‬ ‫حمل ذاته قدّيساً‬ ‫ٌ‬ ‫انبعاث‪َ ،‬ي ُ‬ ‫واألخالق‪ ،‬إنه للمعلم‬ ‫ألداء الرسالة األمثل‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫امتالك لكل تلك الفصول‪ ،‬من‬ ‫هو الربيع‪،‬‬ ‫الطفل‪ ،‬إىل األم‪ ،‬إىل املعلم‪ ،‬إىل الوالدات الجاملية‪،‬‬ ‫والشهادات الذكية‪ ،‬إىل العناقيد املتدلية‪،‬‬ ‫وسطوح القرميد األحمر‪ ،‬وبساتني الليمون‬ ‫والزيتون والسنديان‪.‬‬ ‫إنه ربيع القضية‪ ،‬قضية املعذبني واملرشدين‬ ‫واملساكني‪ ،‬الذين ال مأكل لديهم وال دواء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وال مدارس‪ ،‬وال وطناً يشعرون باالنتامء إليه‪،‬‬ ‫والحياة فوق تربته املغتصبة بأيدي املستعمرين‬ ‫واملتآمرين‪...‬‬ ‫إنه فصل الرمزية‪ ،‬للمقاومة التي استعادت‬ ‫بدماء شهداءها ذلك الرتاب املقدس من أرض‬ ‫لبنان الحبيب‪ ،‬وذلك الوهج املتألق فوق ساحات‬ ‫غزة املحارصة‪ ،‬والصابرين للتالقي عىل هضبة‬ ‫الجوالن‪.‬‬ ‫إنه وعد صادق‪ ،‬وصمود ومامنعة‪ ،‬وقدرة عىل‬ ‫تحقيق االنتصار رغم كل الوعيد والتهديد‪،‬‬ ‫والحصار وإقامة الجدران الفوالذية‪.‬‬ ‫ذلك هو مهرجان الربيع الذي نحييه اليوم‬ ‫يف ثانوية قرص الصنوبر الحديثة حيث إلدارتها‬ ‫املمثلة باألستاذين الكرميني وهيب وهبه وعيل‬ ‫صباح‪ ،‬ومبعلميها ومعلامتها والعاملني فيها‬ ‫شغف بإقامة املناسبات التي تحمل يف دالالتها‬ ‫صور الحياة بكل تالوينها وأبعادها االجتامعية‬ ‫والرتبوية والوطنية‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬إنني إذ أبارك لكم جميعاً يف‬ ‫هذه املناسبة‪ ،‬أتطلع إليكم أيها األحبة الطالب‬ ‫أن تكونوا رواداً لتحقيق املستقبل الذي يليق‬ ‫بكم‪ ،‬وأن تكونوا من العاملني لصياغة الوطن‬ ‫الجديد الذي يحمل آمالكم وأالمكم ويحقق لكم‬ ‫ولذويكم الطبابة‪ ،‬والتعليم وضامن التقاعد‬ ‫والشيخوخة‪ ،‬ويفتح لكم فرص العمل الكرمية‬ ‫حتى ال يبقى الوطن منتجاً لطاقات يصدّرها اىل‬ ‫عامل االغرتاب‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬أتطلع إليكم إلبداء رأيكم يف بنية‬ ‫هذا النظام السيايس البائد وإنقاذ وطنكم من‬ ‫عوامل الفساد واالحتكار والتبعية وما يسمى‬ ‫بالرموز الوارثة للسلطة‪ ،‬التي تتحكم بكل‬ ‫مقومات هذا البلد‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫أتطلع إليكم لتثبيت إميانكم بحقنا يف الحياة‬ ‫واستعادة كل يشء من أرضنا العربية املغتصبة‬ ‫وال تراهنون عىل القمم العربية التي ما عُ قدت‬ ‫يوماً إ ّال لتكريس اتفاقات العار والذل والخيانة‬ ‫أو للمصادقة عىل معاهدات جديدة‪ ،‬أمنية‬ ‫كانت أم سياسية‪ ،‬تخدم املصالح األمريكية‬ ‫واالستعامرية‪ ،‬وتحقق ما فشلت عن تحقيقه يف‬ ‫اتفاقية السالم املشؤومة‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬اعلموا بأن ال سبيل الستعادة‬ ‫األرض إ ّال باملقاومة التي تحاك املؤامرات عليها‬ ‫اليوم من كل حدب وصوب‪ ،‬واعلموا بأن الدفاع‬ ‫عن املقاومة هو دفاع عن كرامتنا وعزتنا ورشفنا‬ ‫وأوالدنا ومستقبلنا ونحن نحدد موقفنا من أي‬ ‫شخص أكان كبرياً أم صغرياً‪ ،‬رئيساً أم وزيراً أم‬ ‫مواطناً عىل أساس موقفه من هذه املقاومة‪،‬‬ ‫عىل هذا االساس املقاومة هي امليزان واملعيار‪،‬‬ ‫وليتنّبه الجميع اىل أن موقفنا األسايس يتحدّد‬ ‫عىل أساس موقفه من هذه املقاومة‪.‬‬ ‫وتابع وهاب قائ ًال‪ :‬أيها األحباء‪ :‬إن مظاهر الفساد‬ ‫يف مجتمعنا كثرية والعوملة باتت بالنسبة إلينا‬ ‫تش ّكل يف بعض أبعادها مخاطر كبرية ونحن قوم‬ ‫نؤخذ باملظاهر الرباقة ولكن املثل يقول “ليس كل‬ ‫ما يلمع ذهباً»‪ .‬وخذوا الجوهر الحقيقي والخمرية‬ ‫األساسية من خالل مناهجكم ودراستكم‬ ‫وكتبكم الساموية الداعية لبناء املجتمع القائم‬ ‫عىل خدمة اإلنسان و ُرق ّيه وازدهاره‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬نبارك لكم مجدداً يف هذا‬ ‫اليوم الجميل بأعياد الربيع آم ًال تحقيق كل ما‬ ‫تصبون اليه‪ ،‬شاكراً إدارة الثانوية عىل دعوته‬ ‫للمشاركة يف رعاية هذا املهرجان‪ ،‬وآم ًال أن‬ ‫تبقى كل أعيادنا مصدراً للفرح والسالم للوطن‬ ‫واملجتمع واألمة ‪.‬‬

‫استقبل وفداً من لجنة المبعدين من اإلمارات ور ّد على وزير خارجيتها‬

‫هل أن جزيرة صغيرة غير مأهولة‬ ‫توازي قيمة القدس؟‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب بعد‬ ‫استقباله وفداً من لجنة املبعدين من اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة برئاسة حسان عليان أن عالقات‬ ‫طيبة جداً جمعتنا باإلخوة اإلماراتيني منذ‬ ‫تأسيسها أيام املرحوم الشيخ زايد بن سلطان‬ ‫رحمه الله‪ ،‬وكان هو بالفعل يتحسس القضايا‬ ‫العربية ويهتم بها‪ ،‬ولكن ما نشهده من سياسة‬ ‫حالية تثري االستغراب‪ ،‬وما أثار استغرابنا كالم‬ ‫وزير الخارجية اإلمارايت منذ أيام عندما قال إن‬ ‫“إرسائيل هي كإيران”‪ .‬وأضاف “إنه كالم خطري‬ ‫للغاية ويعكس نوايا من يتحكم اليوم بقرار‬ ‫اإلمارات وهي نوايا سيئة وتنعكس عىل دورها‬ ‫ووضعها وشعبها وكل وضع الخليج الذي تهدده‬ ‫مثل هذه املواقف”‪ .‬وأسف وهاب “أن يكون هناك‬ ‫وزير خارجية عريب ال مي ّيز بني الصديق الذي دعم‬ ‫القضايا العربية ودعم تحرير لبنان واملقاومة يف‬ ‫فلسطني‪ ،‬وكانت دولته تتفرج علينا‪ ،‬ويتحدث‬ ‫بهذه الطريقة عن إيران ويعترب وكأن النزاع حول‬ ‫جزيرة صغرية غري مأهولة مثل مسألة النزاع حول‬ ‫فلسطني‪ ،‬وإذا كانت القدس توازي برئاً للنفط‬ ‫بالنسبة لهذا الوزير فهناك مشكلة حقيقية وال‬ ‫نعرف كيف سنعالج هذه القضية ولكنه منطق‬ ‫خطري وسينعكس عىل كل الوضع يف منطقة‬ ‫الخليج العريب‪ ،‬إذا استمر بعض قادة هذه الدول‬ ‫يف االستامع إىل الرأي األمرييك واإلرسائييل‬ ‫حول العالقة مع الجمهورية اإلسالمية اإليرانية»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬استمعنا من اإلخوة املبعدين‬ ‫من اإلمارات عن معاناتهم دون أي وجه حق وهم‬ ‫عرشات العائالت وكان لهم فرتة طويلة يف‬ ‫اإلمارات ولهم مصالح كبرية فأجربوا عىل ترك‬ ‫أعاملهم‪ .‬وقد جرى اهتامم شكيل بقضيتهم‬ ‫هنا والدولة اللبنانية كام عادتها تتكل عىل‬ ‫ذاكرة الناس يك ينسوا القضية‪ ،‬واآلن يبدو أن‬ ‫أركان الدولة قد نسوا امللف ومل يعريوه أي اهتامم‬ ‫وهذا أمر ال يجوز»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬املشكلة أننا يف دولة ال تتحمل‬ ‫أبناءها ليبقوا ويعملوا فيها وال تحميهم وتحمي‬ ‫مصالحهم خاص ًة وأن هناك اعتداء قد حصل‬ ‫عىل هذه العائالت من قبل سلطات اإلمارات‬ ‫دون أي مسوغ أو إجراء قانوين‪ ،‬بل فقط من أجل‬ ‫انتامءهم املذهبي وهذا أمر خطري للغاية ولو‬

‫كنا أمام دولة تحرتم نفسها لوجب عىل لبنان‬ ‫أن يعامل اإلمارات باملثل‪ ،‬ومثلام اإلمارات طردت‬ ‫مواطنني فإن لديها هنا يف لبنان مصالح وعلينا‬ ‫أن نرد باملثل ولكن الدولة التي تفتش عن مصالح‬ ‫بعض أفرادها أو بعض أركانها أو لدى بعض‬ ‫قادتها مصالح يف هذه الدولة أو تلك هي التي‬ ‫تتخىل عن مساعدة مواطنيها وهذا أمر يف‬ ‫غاية األهمية ونحن نشجع اإلخوة عىل مثل‬ ‫هذا التحرك ملنع املسلسل الجديد من التهجري‬ ‫الجديد وهذا مسلسل مشبوه وال نعرف من يقف‬ ‫خلفه»‪.‬‬

‫عليان‬ ‫من جهته قال رئيس اللجنة حسان عليان‬ ‫ناقشنا مع معايل الوزير‪ ،‬وهو صوتنا املدوي‬ ‫للحق ونشكره عىل مواقفه الوطنية يف‬ ‫الدفاع عن املحرومني واملظلومني‪ ،‬وهو من طالب‬ ‫الدولة بإنصاف ومساعدة أصحاب الحق يف‬ ‫قضية املبعدين من اإلمارات العربية املتحدة”‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن “اللجنة بصدد تحرك جديد ونطلب‬ ‫منارصة الجميع لنا‪ ،‬وهذا التحرك سيتخذ أشكاالً‬ ‫مختلفة وعملياً سيكون التحرك عىل األرض ولن‬ ‫نقف لنبيك عىل األطالل ونكتفي بالترصيحات‬

‫‪21‬‬

‫اإلعالمية‪ ،‬بل سنكون أكرث جدية يف التعاطي‪،‬‬ ‫ومنذ تحركنا يف البداية منذ تسعة أشهر مل‬ ‫نسمع آذاناً صاغية ونريد إسامع صوتنا‪ ،‬ومنذ‬ ‫زيارتنا إىل الرئيس نبيه بري بعد عودته من‬ ‫اإلمارات وما حمله من وعود منها يبدو أنها‬ ‫مل تف بوعودها ونحن أرسلنا إىل دولة الرئيس‬ ‫رسالة مفتوحة عرب اإلعالم وتشري الرسالة إىل‬ ‫نوع التحرك ولن نقف بعد اليوم مكتويف األيدي‪،‬‬ ‫وسنكون أكرث جدية‪ .‬وباملقابل لن نعلن أشكال‬ ‫تحركاتنا ونطالب الدولة بالتحرك ومساعدتنا قبل‬ ‫فوات األوان وهناك فرصة متاحة”‪ .‬وأضاف “هناك‬ ‫موجة جديدة من اإلبعاد تقوم بها دولة اإلمارات‪،‬‬ ‫وهناك اعتداءات تقوم بها السلطات فيها عىل‬ ‫املواطنني‪ ،‬وانتهاك لحقوقهم كبرش‪ .‬وهناك تعاطٍ‬ ‫مذل بحق اللبنانيني املقيمني وحالة قلق وخوف‬ ‫ممن ال يزالون موجودين عىل أرضها‪ ،‬وتستمر دولتنا‬ ‫اللبنانية يف صمتها املطبق يف متابعة هذا امللف‬ ‫بجدية‪ ،‬ونحملها املسؤولية يف األيام املقبلة عن‬ ‫أي تحرك قادم‪ ،‬إذ سيكون يف البداية تحركاً هادئاً‬ ‫وال نعلم كيف تتجه األمور الحقاً وهناك موسم‬ ‫سياحة واصطياف قادم نحن والدولة نحرص عىل‬ ‫أن يكون هادئاً وناجحاً‪ ،‬ولكن لن نسمح بأن متوت‬ ‫قضيتنا ومصالحنا‪ ،‬والدولة معنية باملعالجة من‬ ‫رئيس الجمهورية نزوالً إىل كل املسؤولني»‪.‬‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫ّ‬ ‫وهـاب ُك ّرم في دمشـق‪ :‬مواقف سليمان شجاعة‬ ‫أعلن رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب‪ ،‬أن رئيس الجمهورية العامد‬ ‫ميشال سليامن يتبنى اليوم مواقف شجاعة ومؤيدة لحزب الله‪،‬‬ ‫كمقاومة يف وجه العدو اإلرسائييل‪ ،‬وذلك يف إشارة إىل حديث‬ ‫سليامن لـجريد “السفري”‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪ ،‬يف كلمة له أثناء تكرميه يف دمشق‪ ،‬إن “سوريا اليوم‬ ‫هي الرقم الصعب يف معادلة املنطقة‪ ،‬وال أحد يستطيع تجاوزها”‪،‬‬ ‫مشدداً عىل أن “الخطر اإلرسائييل ال يزال موجوداً‪ ،‬لكننا ال نخاف‬ ‫ما دام يف هذه األمة رئيس مثل الرئيس السوري بشار األسد وقائد‬ ‫للمقاومة مثل سيد املقاومة السيد حسن نرص الله”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬إن “الرئيس ميشال سليامن اتخذ مواقف شجاعة‬ ‫مؤخراً‪ ،‬وداعمة للمقاومة‪ ،‬وهي مواقف مشابهة ملواقف سوريا يف‬ ‫دعم املقاومة‪ ،‬ورغم أن املقاومة تحمي نفسها بنفسها‪ ،‬وبسالحها‬ ‫وشعبيتها‪ ،‬إال أن مواقفه الشجاعة شكلت حامية للمقاومة وهو‬ ‫اليوم موضع تقدير وإجامع لبناين”‪ .‬وتابع وهاب إن “العداء واالختالف‬ ‫مع الرئيس سليامن ليسا (امرا) شخصياً‪ ،‬بل سيايس ونحن مل‬ ‫نلتق لكن بيننا وسطاء”‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب‪ :‬الـ «سكود» سالح قديم ولدى المقاومة ما هو أفضل وأكثر تطوراً‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “لبنان‬ ‫أمام مرحلة جديدة يف العالقات اللبنانية‬ ‫السورية‪ ،‬وتتدرج من املرحلة الصعبة التي مرت‬ ‫بها إىل املرحلة الطبيعية واملميزة‪ ،‬ومن املؤكد‬ ‫أن لدى رئيس الحكومة سعد الحريري قرار جدي‬ ‫بالعمل عىل تحسني هذه العالقات‪ ،‬ونحن نشجعه‬ ‫ونساعده عىل ذلك ونسهل له اتخاذ مثل هذا‬ ‫القرار‪ ،‬وحسناً أنه قد أدرك أن املصلحة هي‬ ‫مصلحة شعبني وليست مصالح شخصية»‪.‬‬ ‫كالم وهاب جاء خالل تلبيته دعوة من بلدة البودي‬ ‫يف ناحية جبلة يف طرطوس يف احتفال أقيم حول‬ ‫“املقاومة والعالقات اللبنانية السورية»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب يف كلمته أن “العالقة بني لبنان‬

‫‪...‬لـ«المنار»‪ :‬احذروا بلمار المحتال والرئيس لحود يمثل كرامتنا‬ ‫اعترب رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن اللقاء‬ ‫الذي جمع رئيس “اللقاء الدميقراطي” النائب‬ ‫وليد جنبالط والرئيس السوري بشار األسد لقاء‬ ‫تأسييس لعالقة قدمية متجددة بني جنبالط‬ ‫وسوريا وما جمعهم يف الثالثني سنة املاضية”‪،‬‬ ‫مشرياً إىل أن “سوريا كانت متبنية بالكامل‬ ‫لجنبالط والرئيس الراحل حافظ األسد ساهم‬ ‫بحامية جنبالط امنيا وسياسيا مؤكدا أن اللقاء‬ ‫يؤسس لعالقة جيدة بني الجانبني وهو ملصلحة‬ ‫الجميع‪ .‬ولوال السيد نرصالله ملا تقبل الواقع‬ ‫السوري قيادة وشعب عودة جنبالط إليها وقد‬ ‫استخدم السيد نرصالله رصيده لدى الشارع‬ ‫السوري من أجل إنجاح زيارة جنبالط إىل دمشق‪.‬‬ ‫والجو الدرزي مرتاح جداً للتغريات من املشايخ إىل‬ ‫الشباب واملراجع وإذا ما وقعت الحرب مع “إرسائيل”‬ ‫فإن العديد من كوادر الحزب االشرتايك سيقاتلون‬ ‫معنا»‪.‬‬ ‫ولفت وهاب‪ ،‬خالل مقابلة عىل قناة املنار يف‬ ‫برنامج حديث الساعة مع اإلعالمي عامد مرمل‪،‬‬ ‫إىل أن “جنبالط اقرتب من الثوابت السورية يف‬ ‫لبنان ومعنى ذلك أنه بالسياسة مل يعد هناك‬ ‫مشكلة بني الجانبني‪ .‬وهناك فريق كبري مترضر من‬ ‫العالقة املتجددة بني جنبالط وسوريا خاصة من‬ ‫فريق األكرثية السابقة الفتاً إىل أن هناك خريطة‬ ‫كبرية للقوى السياسية يف لبنان‪ .‬وجنبالط قادر‬ ‫اكرث من رئيس الحكومة سعد الحريري عىل صنع‬ ‫عالقة جيدة مع سوريا ألنه قادر عىل التكيف‬ ‫أكرث من الحريري”‪ .‬الفتاً إىل أن “سوريا مرصة عىل‬ ‫عالقة جيدة مع الحريري وأعطته فرصة ذهبية وهو‬

‫حاضر في بلدة البودي السورية‬

‫لديه النية ولكن النية ال تكفي وعليه أن يسعى‬ ‫إىل العالقة الجيدة الن العالقة تخدم لبنان مثل‬ ‫ما تخدم سوريا وأكرث وعليه أن يعرف أن الفرصة‬ ‫مثل ما تأيت تذهب وعليه أن يضبط بعض‬ ‫التفلت اإلعالمي املوجود لدى فريقه السيايس‬ ‫واإلعالمي»‪.‬‬ ‫وعن الدعاوى القضائية املقدمة ضده من قبل‬ ‫“القوات اللبنانية” علق وهاب بالقول “إن رئيس‬ ‫الهيئة التنفيذية يف “القوات اللبنانية” سمري‬ ‫جعجع يعترب أنه إذا تقدم بدعوى ضد أحد فهذا‬ ‫يعني أنه آدمي” متسائال “كيف ميكن للقضاء‬ ‫أن يساير جعجع يف هذه الدعاوى” معتربا أن‬ ‫القضاء واإلدارة واألمن يجب أن يكونوا بعيدين عن‬ ‫السياسة ومؤكدا أن هذه الدعاوى لن تصل إىل‬ ‫مكان»‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى لفت وهاب إىل أن “هناك جز ًءا‬ ‫كبرياً من القضاة لديهم ملفات فساد مؤكداً‬ ‫أنه إذا استمر تركيب امللفات من قبلهم ضده‬ ‫“رح فرجيهن العفاريت السود وبالقانون”‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل أنه “رصد مبلغ ‪ 300‬مليون لرية لفتح ملفات‬ ‫القضاة الفاسدين إذا استمر تركيب امللفات‬ ‫ضده»‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق بدعوى “القوات اللبنانية” ضد‬ ‫رئيس الجمهورية األسبق إميل لحود لفت وهاب‬ ‫إىل انه عىل القضاء أن يعرف أنه ال يستطيع أن‬ ‫يحاسب رئيس جمهورية عن أعامله خالل فرتة‬ ‫رئاسته‪ ،‬ولحود ميثل كرامتنا جميعاً”‪ .‬موضحا أن‬ ‫“فوزي الرايس تويف بعد أربعة ساعات من اعتقاله‬ ‫لدى مخابرات الجيش ألنه مل يخرب املخابرات أنه‬

‫‪22‬‬

‫يتناول دواء ملرض القلب»‪.‬‬ ‫وأكد انه “يرصح مبا يقتنع فيه وال يأخذ أذن أو‬ ‫أوامر من القيادة السورية أو من “حزب الله” مشرياً‬ ‫إىل أنه مل يطلب أي موعد ملقابلة رئيس الجمهورية‬ ‫العامد ميشال سليامن ولكنه لفت إىل انه إذا‬ ‫تبلغ من دوائر القرص أن الرئيس يريد مقابلته فانه‬ ‫سيذهب وسيحدثه عن بعض األشخاص الذين‬ ‫يحاولون التقرب من موقع الرئاسة ولديهم نيات‬ ‫سيئة”‪ .‬كام أكد انه “مل يتطاول عىل الرئيس وال‬ ‫يسمح لنفسه بذلك ولكنه أشار إىل أن ذلك ال‬ ‫يعني كم األفواه عن األخطاء الفتاً إىل أنه مل يتلق‬ ‫أي اتصاالت ال من سوريا وال من احد باملعارضة‬ ‫بشأن ترصيحه الذي تناول الرئيس سليامن مشريا‬ ‫إىل أنه ميثل تيار سيايس وفريق من املواطنني‬ ‫يتكلم باسمهم»‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق باملحكمة الدولية أشار وهاب إىل‬ ‫أنه “مل يغري رأيه بها الفتاً إىل أن املحكمة طاملا‬ ‫مل تحاسب الشهود الزور فأن الثقة بها ستبقى‬ ‫مفقودة‪ .‬واملرشوع األمرييك هو من قتل رئيس‬ ‫الحكومة الراحل رفيق الحريري وعلينا البحث عن‬ ‫من نفذ هذا املرشوع”‪ .‬واعترب أن “املحكمة الدولية‬ ‫متارس خديعة” الفتا إىل أنها “حرضت قراراً‬ ‫سياسياً ال قضائياً ستصدره وهي دائرة من دوائر‬ ‫البيت األبيض»‪.‬‬ ‫ويف النهاية ال ميكن أن يرتاح لبنان والعامل العريب‬ ‫طاملا هناك رسطان ينخر يف قلب فلسطني”‪ .‬ووجه‬ ‫التحية إىل املناضل الفلسطيني عباس زيك الذي‬ ‫رفض أن يساوم عىل مواقفه ومبادئه رغم اعتقاله‬ ‫من قبل العدو الصهيوين»‪.‬‬

‫وسوريا ال يستطيع أحد أن يلعب بها عىل هواه‬ ‫مهام كرب وصغر حتى لو اجتمع العامل كله يجب‬ ‫أن يعيد الزمن إىل ما قبل ألف عام ولن يستطيع‬ ‫أن يفصل بني سوريا ولبنان‪ .‬إذاً الخيار األفضل هو‬ ‫تحسني العالقة وتعزيزها بني الشعبني»‪.‬‬ ‫وأشار وهاب رداً عىل الحديث األمرييك عن‬ ‫استدعاء موظف يف السفارة السورية يف‬ ‫واشنطن لسؤاله عن صحة تزويد سوريا لحزب‬ ‫الله بصواريخ سكود‪ ،‬أن “صواريخ السكود قد‬ ‫أضحت قدمية وهناك ما هو أحدث منها بكثري لدى‬ ‫املقاومة‪ .‬وهذه الصواريخ كانت منذ سنوات ولدى‬ ‫حزب الله ما هو أفضل بكثري منها‪ ،‬واملقاومة‬ ‫لن توفر قصف أي مكان أو مدينة يف فلسطني‬

‫املحتلة إذا ما اعتدت “إرسائيل” عىل لبنان أو سوريا‪،‬‬ ‫واملقاومة استكملت بناء ترسانتها منذ عامني أو‬ ‫أكرث وهي ليست بحاجة اليوم إىل األسلحة ال‬ ‫من سوريا وال من غريها‪ ،‬إمنا هم يريدون الضغط‬ ‫ألنهم يخافون الدعم السوري للمقاومة‪ ،‬وسوريا‬ ‫ال تخجل من دعم املقاومة‪ ،‬واملقاومة اللبنانية‬ ‫هي شقيقة للجيش العريب السوري‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫قد أبلغه الرئيس بشار األسد ألكرث من مسؤول‬ ‫عريب وغري عريب‪ .‬لكن املقاومة يف لبنان‪ ،‬وحتى ال‬ ‫يض ّيع أحد وقته ال يف حوار أو نقاش أو حديث عن‬ ‫السالح‪ ،‬ونقولها بالفم املآلن إنه طاملا “إرسائيل”‬ ‫موجودة وهذا الرسطان موجود يف املنطقة فإن‬ ‫هذه املقاومة موجودة‪ ،‬وستتعزز وتقوى»‪.‬‬

‫تنسيق بين «التقدمي» و «التوحيد» من أجل اإلنماء‬ ‫البلدية‬ ‫لالنتخابات‬ ‫التحضري‬ ‫عشية‬ ‫واالختيارية‪ ،‬ويف إطار التنسيق بينهام‪ ،‬بعد فتح‬ ‫صفحة جديدة يف العالقات‪ ،‬عقد بني قياديت الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك وتيار التوحيد لقاء تنسيقي‬ ‫يف مقر الحزب التقدمي يف وطى املصيطبة‪،‬‬ ‫ضم ك ًال من نائب رئيس تيار التوحيد الشيخ‬ ‫سليامن الصايغ‪ ،‬وأمني العالقات السياسية‬ ‫يارس الصفدي وأمني اإلعالم هشام األعور‪ ،‬وعن‬ ‫االشرتايك كل من أمني الرس العام يف الحزب‬ ‫املقدم رشيف فياض ومفوض الداخلية يحيى‬ ‫خميس ومفوض العمل والنقابات عصمت عبد‬ ‫الصمد‪ .‬وجرى البحث يف التنسيق بني الفريقني‬ ‫عىل موضوع االنتخابات البلدية وكيفية إنجاز‬ ‫االستحقاق بهدوء يف قرى وبلدات الجبل كافة‪.‬‬

‫فياض‬ ‫بعد اللقاء أكد املقدم فياض أنه “قد تم التداول‬ ‫بالشؤون السياسية العامة وخاص ًة موضوع‬ ‫االنتخابات البلدية القامئة حالياً‪ ،‬وكيفية‬ ‫ترجمة التوافق بيننا عىل االستمرار يف العمل‬ ‫يف كل القرى والبلدات إلشاعة جو من املصالحة‬ ‫والتعاون”‪ .‬وتابع “اتفقنا عىل العمل سوياً إلنجاز‬ ‫االستحقاق البلدي مبا يضمن وصول مجالس‬ ‫بلدية تؤمن املشاركة بني كل القوى املكونة‬ ‫للمجتمع املدين املحيل‪ ،‬بغية إمناء القرى واملناطق‬ ‫التي هي بحاجة أكرث ما يكون ملجالس بلدية تحمل‬ ‫عىل عاتقها شؤون قراها بعيداً عن الهموم‬

‫والتناقضات السياسية”‪.‬‬ ‫وختم فياض مرحباً “بالرفيق القديم والصديق‬ ‫سليامن الصايغ”‪ ،‬مؤكداً أن “الجو السيايس‬ ‫مريح وإيجايب والعمل جا ٍر يف سبيل الوصول إىل‬ ‫بلديات ناجحة‪ ،‬ونحن كحزب تقدمي اشرتايك‬ ‫سنتعاون سوياً وبكل الوسائل مع الرفاق يف تيار‬ ‫التوحيد ليمر هذا االستحقاق البلدي بشكل‬ ‫مريح وهادئ»‪.‬‬

‫الصايغ‬ ‫من جهته أكد الصايغ أننا “قد ترشفنا بزيارة‬

‫‪23‬‬

‫حرضة أمني الرس العام الرفيق والصديق القديم‬ ‫املقدم رشيف فياض‪ ،‬وتداولنا يف شؤون االنتخابات‬ ‫البلدية‪ .‬وأكدنا عىل التحالف والتنسيق ورضورة‬ ‫العمل سوياً فيام بيننا”‪ .‬وتابع “نحمد الله‬ ‫أن الجبل يف هذه األيام مستقر سياسياً ومن‬ ‫املفرتض أن نتوحد باإلمناء واالزدهار والعمل سوياً‬ ‫من أجل نهضة قرانا وبلداتنا ومجتمعنا‪ .‬وعلينا‬ ‫أن نتعاون مع كافة قوى املجتمع املدين واألهيل‬ ‫ومساعدة البلديات واملواطنني عىل التوافق فيام‬ ‫بينهم من أجل الوصول إىل قواسم مشرتكة‬ ‫تقينا االنقسامات والرشذمة من أجل اإلمناء‬ ‫واالزدهار»‪.‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب شارك في احتفال السفارة السورية‬ ‫بعيد الجالء‬

‫شارك رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب يف حفل االستقبال الذي‬ ‫أقامته السفارة السورية يف عيد الجالء الـ ‪ 64‬يف البيال‪ ،‬عىل رأس وفد من تيار‬ ‫التوحيد ومشايخ من هيئة العمل التوحيدي‪.‬‬ ‫وحرض االحتفال شخصيات من كل االتجاهات السياسية والحزبية يتقدمهم‬ ‫ممثلو الرؤساء الثالثة وحشد من الوزراء والنواب‪ ،‬والنائب وليد جنبالط عىل رأس وفد‬ ‫من الحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬إضافة اىل ممثلني عن الكتائب و»القوات اللبنانية»‬ ‫وتيار «املستقبل»‪ ،‬وكانت مفاجأة الحضور النواب مروان حامدة وأحمد فتفت وعامر‬ ‫الحوري‪ ،‬وقدّر الحشد بحوايل أربعة آالف مهنئ بالذكرى‪ ،‬وألقى السفري السوري‬ ‫عيل عبد الكريم كلمة‪ ،‬أ ّكد فيها عىل عمق العالقة األخوية بني البلدين‪.‬‬ ‫ومن ضمن سلسلة ترصيحات أجرتها «االنتقاد نت» مع وافدي البيال من‬ ‫سياسيني‪ ،‬أ ّكد وهاب لدى سؤاله عن العالقات اللبنانية السورية بطريقته‬ ‫املعهودة قائ ًال ‪« :‬تسألني عن العالقة بيننا وبني سوريا استغرق وصويل اىل هنا‬ ‫أكرث من ساعتني‪”.‬‬

‫لقاء بين وهاب وجنبالط‬ ‫وبحث في موضوع االنتخابات البلدية‬ ‫التقى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب رئيس اللقاء الدميقراطي‬ ‫النائب وليد جنبالط وجرى البحث يف أمور سياسية‪ ،‬كام تم التطرق اىل موضوع‬ ‫االنتخابات البلدية ورضورة دعم خيارات التوافق داخل القرى والبلدات الدرزية عىل‬ ‫أن تجرى االتصاالت بني الجانبني والتنسيق حول هذا األمر يف وقت الحق‪.‬‬

‫وهاب للـ «أن بي أن»‪:‬‬ ‫وهم الثنائية في الجبل انتهى‬ ‫رأى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “الجو يف االنتخابات البلدية توافقي‬ ‫وليس من مصلحة أحد أن يوتر األجواء سيام أن املسافة الزمنية للوصول إىل‬ ‫االستحقاق مل تعد تسمح بذلك‪ ،‬مشرياً اىل أن البلديات بحاجة لوضع إمكانيات‬ ‫معينة وليس لرصاع سيايس‪ ،‬والتوافق يف البلديات هو الحل‪ ،‬وبأن هناك اتجاه يف‬ ‫قرى الجبل للتوافق يف كل البلديات والقرى‪ ،‬مبا يف ذلك بلديات بريوت وطرابلس”‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ولفت وهاب إىل أن يف انتخابات زحلة “الوزير الياس سكاف سيستعيد قرار زحلة‬ ‫وقد أعلن الوزير األسبق خليل الهراوي أنه مع هذا القرار كام الوزير األسبق والنائب‬ ‫نقوال فتوش‪ ،‬مشرياً اىل وجود زحف سيايس لزحلة ال سيام وأن يف االنتخابات‬ ‫النيابية تبينّ أن قرار زحلة مل يكن يف داخل املدينة»‪.‬‬ ‫وأوضح وهاب‪ ،‬يف حديث إىل قناة «أن‪.‬يب‪.‬أن» ضمن برنامج صباح العامل مع‬ ‫اإلعالمي الزميل عباس ضاهر‪ ،‬أن زيارة الرئيس الحريري إىل سوريا “بنيت عىل قرار‬ ‫اسرتاتيجي بتحسني العالقة بني لبنان وسوريا‪ ،‬مشرياً اىل أن الحريري مل يتخذ هذا‬ ‫املوقف من منطلق شخيص وإمنا من ضمن عالقات مؤسساتية ملصلحة الدولتني‬ ‫وبعيدا عن الخصوصيات»‪.‬‬ ‫ويف سياق منفصل‪ ،‬ويف حادثة عيون أرغش‪ ،‬رأى وهاب أن “هذه حادثة منفصلة‬ ‫عام تحاول القوات اللبنانية أن تشري إليه لجهة عزلها عن الحياة السياسية”‪ ،‬مشدداً‬ ‫عىل “رضورة أن ال تعزل القوات اللبنانية ذاتها فتهرب باتجاه معاكس ملا تتجه إليه‬ ‫سياسة املنطقة‪ ،‬سيام وأن االتجاه هو للتفاهم مع سوريا يف املنطقة”‪ .‬وأوضح‬ ‫أنه “طلبنا أن ال يعتم عىل حادثة عيون أرغش ألنها مسألة خطرية‪ ،‬وحتى ال تتحول‬ ‫املسألة إىل عائلية‪ .‬ونحن ننتظر نتيجة التحقيقات يف هذا املوضوع”‪ ،‬مشرياً اىل‬ ‫أن حادثة عيون أرغش ال تنفصل عن عمليات مديرية املخابرات يف أي مناطق أخرى‬ ‫ويجب تهنئتها عىل عملها وبسط سيادة الدولة‪ ،‬والحفاظ عىل أمن املواطنني يف‬ ‫كل األرايض اللبنانية»‪.‬‬ ‫يف ملف املفقودين يف السجون السورية‪ ،‬أوضح وهاب‪ :‬أن “سوريا دولة وال ميكن‬ ‫أن يختفي أحد لديها “‪ ،‬منوهاً إىل “رضورة عدم استغالل املواطنني وذوي املفقودين‬ ‫يف هذا اإلطار”‪ ،‬ومشرياً إىل أن “امليليشيات قتلت الكثري من املواطنني وتضع اللوم‬ ‫عىل سوريا”‪ ،‬معلناً عن حديث له مع قاض عسكري سوري يف هذا املوضوع‪ ،‬موضحاً‬ ‫أن أي جانب لبناين مل يحمل ملفاً يف هذا املوضوع عند عرضه عىل بساط البحث‬ ‫مع اللجنة اللبنانية السورية للبحث يف ملف املفقودين يف السجون السورية”‪.‬‬ ‫ويف اإلطار ذاته‪ ،‬وجه وهاب نقداً إىل نائب تكتل “التغيري واإلصالح” غسان مخيرب‬ ‫“الذي يلقي خطابا يف أمهات املفقودين أمام خيمة اإلسكوا من دون تحضري جدي‬ ‫ألي ملف يف هذا املوضوع»‪.‬‬ ‫يف آلية التعيينات‪ ،‬أعرب عن اعتقاده أن “اآللية مسألة شكلية وسيعودون‬ ‫إىل املحاصصة‪ ،‬وهي بالنهاية لن توصل إىل نتيجة حقيقية مرجوة‪ .‬ويطرح أحد‬ ‫األسامء الدرزية كمحافظ وهو رغم عدم وجود مالحظات عليه إ ّال أنه يفتقد‬ ‫للخربة والكفاءة”‪ .‬وطالب وزراء املعارضة بأن “يتنبهوا إىل أن هناك مدراء سيئني‬ ‫يف اإلدارات العامة‪ ،‬ولكن هناك أيضاً مدراء كفوئني ال يجوز أن يذهبوا ضحية‬ ‫للسياسة وأن ال يسمحوا ألحد بالترصف بكيدية”‪ .‬ودعا وزراء املعارضة بأن “ال‬ ‫يطيحوا بهؤالء الجيدين خضوعا ملنطق املحاصصة”‪.‬‬ ‫يف موضوع هيئة الحوار الوطني‪ ،‬أوضح وهاب عن عدم تغيرّ رأيه يف هذه املسألة‪،‬‬ ‫ال سيام يف موضوع االسرتاتيجية الدفاعية”‪ ،‬معتربا أن “الجيش لن يستطيع أن‬ ‫يكون مقاومة وقائد الجيش يعرف هذا األمر‪ ،‬خصوصاً أن مواقع الجيش معروفة‬ ‫والجو اللبناين مستباح أمام “إرسائيل”‪ ،‬مشرياً إىل أن “أبسط املقومات العسكرية‬ ‫ملقاومة “إرسائيل” ال تعطيها الحكومة األمريكية للجيش‪ ،‬مخافة أن تقع يف أيدي‬ ‫املقاومة‪ .‬وبالتايل ال ميكن أن نسلم نقطة القوة الوحيدة لدينا ملطامع إرسائيل»‪.‬‬ ‫ويف العالقة مع الرئيس ميشال سليامن‪ ،‬أوضح وهاب أنه مل يتفق عىل لقاء‬ ‫بيننا وإمنا حصل غداء عند مدير عام األمن العام اللواء وفيق جزيني وحصل بعد‬ ‫يومني اتصال من أخ الرئيس سليامن محافظ البقاع القايض أنطوان سليامن‬ ‫وفهمت منه وكأن املطلوب أن ألتقي أخ الرئيس متهيدا للقاء الرئيس وهذا ال مييش‬ ‫معي”‪.‬‬ ‫وعن املصالحة الدرزية ‪ -‬الدرزية‪ ،‬أعلن وهاب‪ :‬أن “وهم الثنائية سيفشل كام‬ ‫فشل وهم األحادية”‪ ،‬مطالباً الوزير طالل ارسالن الخروج من وهم الثنائية الدرزية‪،‬‬ ‫وتابع وهاب “هناك كالم منقول عن ارسالن يف جريدة الديار أمتنى أن ال يكون‬ ‫صحيحاً وأنا ال أيسء له أو لعائلته وهناك سعاة صلح بيننا‪ ،‬وأنا أكن كل املحبة‬ ‫للوزير ارسالن ولكن ال ميكن إلغاءنا بشطبة قلم وتيار التوحيد ولد وبقي وسيبقى‬ ‫وإن سار ببطء”‪.‬‬ ‫وعن مشكلة مشيخة العقل قال وهاب‪“ :‬ال ميكن أن تحل إال باستقالة‬ ‫الشيخني واالنطالق إىل حل املشاكل االجتامعية‪ ،‬ومنها املرشوع الذي‬

‫‪24‬‬

‫طرحناه عرب بناء مدينة سكنية يف منطقة بعورته وأنا عىل استعداد لتقديم‬ ‫بعض التمويل لذلك‪ ،‬كام أن النائب جنبالط مستعد لذلك‪ ،‬مشرياً اىل أزمة‬ ‫بني شيخ يفتقد للمبادرة وآخر يفتقد للرشعية‪ ،‬داعياً اىل الخروج من وهم‬ ‫الثنائية أو الثالثية مع وجود أحزاب متعددة‪ ،‬وقوى وشخصيات ومنها تيار‬ ‫املجتمع املدين املقاوم يف غرب عاليه وكذلك شخصيات ال ميكن اختصارها‬ ‫مثل الخبري االقتصادي غالب أبو مصلح أو املفكر سليامن تقي الدين وغريهم‪،‬‬ ‫وال ميكن اختصار القوى يف الجبل واالتجاه يجب أن يكون إىل الدميقراطية‬ ‫والتوافق مع الجميع»‪.‬‬ ‫أما عن زيارته املتوقعة إىل سوريا‪ ،‬قال وهاب‪“ :‬بالنسبة يل لست مكان‬ ‫رئيس اللقاء الدميقراطي النائب وليد جنبالط ليكون هناك رضورة لزيارة‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬فالتواصل يومي مع السوريني ولكنني حارض وأترشف‬ ‫بهكذا لقاء»‪.‬‬

‫‪...‬وللـ «أو‪.‬تي‪.‬في»‪ :‬أدعو أهالي الشحار‬ ‫الغربي لمواجهة توسيع مطمر الناعمة‬ ‫أعلن رئيس تيار “التوحيد” وئام وهاب أن “القوات اللبنانية” غري موجودة يف‬ ‫الحسابات السياسية السورية كالعب أسايس وهي مجرد العب محيل محدود‬ ‫القدرة”‪ ،‬مشرياً إىل أن “سوريا ال تتخذ من “القوات” خص ًام وال تعترب أن من يتخذ‬ ‫“القوات” حليفاً هو عدو لها”‪ ،‬داعياً “أهايل الشحار الغريب للتحرك الرسيع ملواجهة‬ ‫قرار مجلس الوزراء بتوسيع مطمر الناعمة وليست هذه املنطقة مضطرة لتحمل‬ ‫نفايات لبنان دون مقابل»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬خالل حديث إىل تلفزيون «أو‪.‬يت‪.‬يف”‪ ،‬يف برنامج حوار اليوم مع‬ ‫اإلعالمية دميا صادق‪ ،‬إىل أن األولوية اليوم لالعبني األساسيني العراق وفلسطني يف‬ ‫حني أن ما يحصل يف لبنان هو مجرد لعب يف الوقت الضائع»‪.‬‬ ‫وأكد وهاب أن “سوريا حريصة عىل السلم األهيل يف لبنان يك ال ُتستعمل‬ ‫املحكمة الدولية لرضب االستقرار يف لبنان”‪ ،‬الفتاً إىل أنها غري معنية باملحكمة‬ ‫التي لديها توجه آخر باالتهام‪ ،‬ما يثري مشكلة لبنانية‪ -‬لبنانية”‪.‬‬ ‫وشدد وهاب عىل أن “سوريا ال تقيم أهمية للمحكمة التي ُوجدت لتطبيق‬ ‫املرشوع األمرييك‪ ،‬واملهمة السياسية للمحكمة الدولية مل تتغري واملحكمة‬ ‫ساقطة سياسياً وشعبياً‪ ،‬وهي اليوم متجهة يف اتجاه آخر وحزب الله جزء من‬ ‫منظومة املامنعة يف املنطقة‪ ،‬وإذا ما خرينا بني االستقرار واملحكمة يجب أن نختار‬ ‫االستقرار”‪ .‬وجدد وهاب التأكيد أن “ال عالقة لسوريا وال لحزب الله مبوقفه الذي‬ ‫طالب فيه رئيس الجمهورية باالستقالة”‪ ،‬واعترب أن طاولة الحوار لن توصل إىل‬ ‫نتيجة وهي فقط “للتسلية»‪.‬‬ ‫ويف الحديث عن أزمة بني سوريا والرئيس سعد الحريري‪ ،‬اعترب وهاب أن “املوضوع‬ ‫مضخم أكرث مام هو يف الواقع‪ ،‬بل هي يف بعض جوانبها مسألة تقنية‪ ،‬والحريري‬ ‫بحاجة إىل تسويق نقلته النوعية باتجاه دمشق مع قاعدته وهو قد قام بخطوات‬ ‫جريئة»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬ليس هناك حملة مربمجة ضد القوات اللبنانية بل تعليق عىل‬ ‫أحداث جرت‪ ،‬ويف موضوع عيون أرغش نحن بانتظار القضاء وما سيقوله عن هذا‬ ‫األمر‪ ،‬واتهام القوات عرب بيان “تيار التوحيد” جاء بنا ًء عىل أن أحد املوقوفني كان‬ ‫ضابطاً سابقاً يف القوات اللبنانية»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬ما جرى يف العاقورة أمر خطري يف كيفية تعاطي الدولة مع املوارد‬ ‫الوطنية وقد جاء كالمي بناء عىل طلب األهايل”‪ .‬واعترب أن “االتفاقية املوقعة‬ ‫بني قوى األمن والواليات املتحدة األمريكية يجب أن تلغى”‪ ،‬الفتاً اىل “كيدية يف‬ ‫التعاطي مع ملف البلديات ومنها الكيدية يف مواجهة بلدية صيدا وبلدية جبيل‬ ‫إذ أن هناك مرشح يدفع املال وال يستطيع االنتظار‪ ،‬وأن هناك حسابات صغرية‬ ‫ورخيصة يف التعاطي مع ملف البلديات»‪.‬‬

‫ولـ «األنباء الكويتية»‪ :‬اإلفالس سيد الموقف‬ ‫لدى المحكمة الدولية‬ ‫رأى الوزير السابق وئام وهاب ان ما قاله عن رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن‪ ،‬ما كان يستأهل كل ما صدر من ردود فعل عليه‪ ،‬وذلك العتباره أنه أدىل‬ ‫به بهدف تحسني األداء واملواقف السياسية تجاه املقاومة‪ ،‬السيام بعد أن ارتكبت‬ ‫بحقها األخطاء والتي كان آخرها موضوع طاولة الحوار بتوقيتها وبعناوين البحث‬ ‫عليها‪ ،‬الفتا اىل أن ما قاله كان رأيه السيايس الخاص به‪ ،‬وأن ما قيل عن جهات‬ ‫إقليمية ومحلية تقف وراء كالمه هو مجرد استنتاج للبعض ال ميت اىل الحقيقة‬ ‫والواقع بصلة‪ ،‬مؤكدا أن ما يهمه يف كالمه بكل جوانبه هو موقف الرئاسة‬ ‫األوىل من مسألة املقاومة‪ ،‬مؤكدا أيضا أنه لن يغري كالمه سواء كان وحده أو كان‬ ‫حلفاؤه معه‪ ،‬كون املوضوع غري خاضع للعددية يف طرحه‪.‬‬ ‫وردا عىل سؤال حول انتقاده الرئيس سليامن حيال عدم إنجازه لإلصالحات الدستورية‪،‬‬ ‫أكد وهاب يف حديث لـ “األنباء الكويتية”‪ ،‬مع الزميلة زينة طبارة‪ ،‬أنه علق عىل ما‬ ‫كان الرئيس قد وعد به وأنه مل يتفوه بأمور أىت بها من العدم‪ ،‬مستغرباً إثارة البعض‬ ‫لكل ذلك الضجيج اإلعالمي حيال موضوع أسايس كان الرئيس قد وعد بإصالحه‪،‬‬ ‫وأيضا رداً عىل سؤال ما اذا كان الرئيس سليامن استقصد الخطأ تجاه املقاومة‪ ،‬أعرب‬ ‫وهاب عن عدم معرفته مبوقف الرئيس الضمني‪ ،‬معترباً أنه سواء استقصد الرئيس‬ ‫الخطأ أو مل يستقصده فالخطأ قد وقع‪ ،‬وجل ما كان مطلوباً لحظتها هو التحذير‬ ‫من االستمرار فيه سواء عن حسن نية أو سابق تصور وتصميم‪ ،‬خاصة يف ظل ما‬ ‫تشهده الساحة اإلقليمية من تهديدات إرسائيلية للبنان واملنطقة‪.‬‬

‫بعض الحلفاء تكلم بلغتني مختلفتني‬

‫ويف سياق متصل وعن سبب تعرضه لالنتقاد حتى من قبل حلفائه‪ ،‬أعرب وهاب‬ ‫عن استغرابه تكلم البعض بلغتني مختلفتني‪ ،‬بحيث يرصحون يف العلن عكس ما‬ ‫يقولونه يف مجالسهم الخاصة‪ ،‬مؤكدا أنه ال يتكلم سوى لغة واحدة أال وهي لغة‬ ‫املصارحة واملكاشفة سواء أكان كالمه علنيا أم يف لقاءاته الثنائية والجامعية‪.‬‬ ‫وعن طاولة الحوار الوطني‪ ،‬رأى الوزير السابق وئام وهاب أن مصريها الفشل‪،‬‬ ‫وأنها ستنتهي بالشكل الذي بدأت به‪ ،‬بانياً رؤيته عىل معرفته مبواقف األطراف‬ ‫وبحجم التباين السيايس فيام بينهم‪ ،‬وكذلك عىل االنقسام الحاد والعامودي‬ ‫حيال نظرة كل من الفرقاء املتحاورين اىل املقاومة ومهمتها واىل مفهوم وجودها‪،‬‬ ‫بحيث أن هناك من يعترب بينهم أن املقاومة هي لحامية لبنان واللبنانيني يف وقت‬ ‫يعترب فيه اآلخرون أن مغزى قضيتهم هو نزع سالحها‪ ،‬مؤكدا بناء عىل ما تقدم‬ ‫أن طاولة الحوار لن تصل اىل أي نتائج مرجوة وهي ملجرد تقطيع الوقت ليس أكرث‪،‬‬ ‫معترباً رداً عىل سؤال‪ ،‬أن الرئيس سليامن قد يكون لديه كل النوايا الطيبة يف‬ ‫وصول الحوار اىل خواتيم مرجوة‪ ،‬إمنا يف ظل الرصاع الجوهري حول مهمة السالح‬ ‫ومفهوم وجود املقاومة فلن تصل اىل أي مكان أبعد من الذي انطلقت منه‪.‬‬

‫املحكمة الدولية ال صفة لها‬

‫عىل مستوى آخر وعن املحكمة الدولية الخاصة بلبنان‪ ،‬لفت وهاب اىل أن اإلفالس‬ ‫يف املعطيات الجنائية ويف التحقيقات هو سيد املواقف لدى املحكمة الدولية‪،‬‬ ‫فضال عن تسييسها يف خدمة املرشوع األمرييك يف املنطقة‪ ،‬وأنه مل يعد لديها‬ ‫ما تقوله وتعلنه أكرث مام قالته وأعلنته زورا خالل السنوات السابقة‪ ،‬معترباً أن‬ ‫املحكمة الدولية تحاول تربير استمراريتها يف العمل ويف تربير إعطائها املوازنات من‬ ‫خالل ما يصدر عنها من تقارير دورية‪ ،‬خصوصاً بعد إعالنها براءة الضباط األربعة‪.‬‬ ‫وأشار وهاب اىل أنه بعدما تبني حجم الكذب واالدعاءات يف قضية الضباط‬ ‫األربعة‪ ،‬يواجه لبنان اليوم كذبة أخرى أال وهي اتهام كوادر من “حزب الله” مبلف‬ ‫االغتيال‪ ،‬مؤكداً أن تحقيقات املحكمة الدولية مل تذهب منذ بدء التحقيقات‬ ‫باتجاه قتلة الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬إمنا باالتجاه الذي أراده األمرييك أن يكون‪ ،‬أي باتجاه‬ ‫االستهدافات السياسية‪ ،‬معترباً أن األمريكيني يتعاطون مع املحكمة الدولية‬ ‫كإحدى مؤسساتهم وكدائرة من دوائر اإلدارة لديهم‪ ،‬تصنف الناس بحسب‬ ‫بعدهم وتقاربهم من السياسة األمريكية يف املنطقة‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫أمانة التربية والشباب‬ ‫شاركت في احتفال االتحاد‬ ‫الوطني لطلبة سوريا‬

‫بدعوة من االتحاد الوطني لطلبة سوريا‪ ،‬شارك‬ ‫أمني الرتبية والشباب الرفيق ماهر رسي الدين‬ ‫بحفل افتتاح املؤمتر العام الرابع عرش‪ ،‬الذي‬ ‫أقيم عىل مدرج جامعة كلية الفنون الجميلة‬ ‫يف دمشق‪ ،‬برعاية األمني القطري املساعد‬ ‫لحزب البعث العريب االشرتايك محمد سعيد‬ ‫بخيتان وممثيل أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية‬ ‫وبعض املنظامت الشبابية اللبنانية والعربية‬ ‫واألجنبية‪.‬‬ ‫ويف حديث خاص للمكتب اإلعالمي لالتحاد‬ ‫نقل رسي الدين تحيات ومحبة رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب وتهنئته للطالب‬ ‫السوريني بالذكرى الستني لعيد الطالب العريب‬ ‫السوري‪ ،‬مؤكداً حرص أمانة الرتبية والشباب‬ ‫عىل إقامة أفضل العالقات الثنائية مع املنظامت‬ ‫والفعاليات واملؤسسات الشبابية والرياضية‬ ‫من خالل النشاطات املشرتكة واالستفادة من‬ ‫الطاقات الشبابية خدمة للمرشوع الوطني‬ ‫والقومي املامنع واملقاوم‪.‬‬ ‫كام وجه رسي الدين تحية إجالل وتقدير لدور‬ ‫سوريا الرائد عىل املستوى القومي‪ ،‬الداعم‬ ‫القضية‬ ‫مقدمتها‬ ‫ويف‬ ‫العربية‬ ‫للقضايا‬ ‫الفلسطينية وحرص القيادة السورية الكبري‪،‬‬ ‫وعىل رأسها الرئيس الدكتور بشار األسد‪ ،‬عىل‬ ‫وحدة لبنان وسيادته‪ ،‬متمنياً أن يكون االحتفال‬ ‫القادم يف الجوالن العريب السوري‪.‬‬ ‫كام استقبل امني الرتبية والشباب ماهر‬ ‫رسي الدين يف مكتبه يف وطى املصيطبة رئيس‬ ‫نادي أبناء البقاع الريايض نبيل مرتىض يرافقه‬ ‫رئيس جمعية أبناء بعلبك السيد أحمد املقداد‬ ‫ومدير مدرسة الليسيه ناسيونال وعضو املكتب‬ ‫السيايس لحزب الحوار الوطني السيد إياد سكرية‪،‬‬ ‫حيث وضع الوفد إمكانيات النادي الريايض‬ ‫واملدرسة يف ترصف أمانة الرتبية والشباب‪ ،‬وتم‬ ‫االتفاق عىل رضورة تفعيل النشاطات املشرتكة‬ ‫بني الجانبني‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وفد من تيار التوحيد زار الرئيس الحص‬ ‫زار وفد قيادي من تيار التوحيد‬ ‫ضم أمني العالقات السياسية‬ ‫ّ‬ ‫املستشار السيايس للوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يارس الصفدي وأمني‬ ‫اإلعالم هشام األعور وأمني الرتبية‬ ‫والشباب ماهر رسي الدين‪ ،‬الرئيس‬ ‫سليم الحص يف دارته يف عائشة‬ ‫بكار‪ ،‬ناقلني له تحيات رئيس التيار‬ ‫الوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫وجرى التداول يف املواضيع املحلية‬ ‫الراهنة حيث أبدى الرئيس الحص‬ ‫إعجابه ببعض الوزراء املوجودين يف‬ ‫الحكومة الحالية خاصة الوزير زياد بارود‪ ،‬الفتاً إىل‬ ‫ّأن الحكومة مل تقم بعد بأي أعامل ُتذ َكر‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل سري لبنان بقوة االندفاع واالستمرارية‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن الحالة االقتصادية واالجتامعية تقتيض ذلك‪.‬‬ ‫كام شدد الحص عىل وجود بعض املترضرين‬ ‫من الوضع املستقر يف لبنان الذي تجاوز كل املحن‬ ‫واملشاكل‪.‬‬ ‫هذا وأكد املجتمعون عىل استحالة شن حرب‬

‫إرسائيلية جديدة عىل لبنان بالرغم من كل‬ ‫التهديدات التي أطلقتها “إرسائيل” وما زالت‪،‬‬ ‫مستبعدين أن تن ّفذ ما تقوله وتتوعد به‪ ،‬بسبب‬ ‫الدرس الذي تل ّقته يف حرب متوز ‪ ،2006‬وانتصار‬ ‫املقاومة اإلسالمية عليها‪.‬‬ ‫أما يف موضوع االنتخابات البلدية‪ ،‬فقد‬ ‫أبدى الجميع خيبتهم لعدم إصدار قانون جديد‬ ‫للبلديات وذلك سينعكس حت ًام عىل االنتخابات‬ ‫النيابية املقبلة‪.‬‬

‫نشاط أمانة الشوؤن الدبلوماسية‬

‫شاركت أمينة الشؤون الدبلوماسية فريال‬ ‫بوذياب يف املحارضة التي قدمها الربوفسور فرناندو‬ ‫بايس بعنوان «النهب الثقايف يف أمريكا الالتينية»‬ ‫يف مبنى سفارة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية‬ ‫يف لبنان بدعوة من سفرية فنزويال يف لبنان‬ ‫«سعاد كرم» ‪ ،‬مبناسبة االحتفال بذكرى ‪ 13‬نيسان‬ ‫من العام ‪ ،2002‬قيام املجتمع املدين الدميقراطي اىل‬ ‫جانب عنارص من القوات املسلحة الوفية للمبادئ‬ ‫األساسية والحريصة عىل احرتام السيادة والقوانني‪،‬‬ ‫التي أعادت الخط الدميقراطي اىل البالد وش ّكلت‬ ‫رداً عىل األوليغارشية الفنزويلية التي حاولت‪،‬‬ ‫بالتحالف مع قوات أجنبية‪ ،‬اإلطاحة بالحكومة‬ ‫الدستورية الرشعية للرئيس هوغو تشافيز فرياس‪،‬‬ ‫ونصبت مكانها حكومة أمر واقع متثل بشكل‬ ‫ّ‬ ‫مبارش الطمغة االقتصادية التي حكمت البالد‬ ‫خالل النصف الثاين من القرن العرشين‪،‬‬

‫‪26‬‬

‫كام شاركت أبوذياب يف االحتفال الذي‬ ‫البوليفارية‬ ‫الجمهورية‬ ‫سفرية‬ ‫نظمته‬ ‫الفنزويلية يف لبنان سعاد كرم مبناسبة الذكرى‬ ‫املئوية الثانية للعيد الوطني الفنزوييل‪ ،‬بحضور‬ ‫عدد من الشخصيات السياسية والهيئات‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬ ‫ألقيت خالل الحفل كلامت عدة‪ ،‬وكان كلمة‬ ‫لسفرية الجمهورية البوليفارية يف لبنان سعاد‬ ‫كرم‪ ،‬أ ّكدت فيها عىل أن هذه املناسبة تعكس‬ ‫محطة بارزة وأساسية يف تاريخ فنزويال‪ ،‬مهّدت‬ ‫اىل جانب غريها من األحداث التي حصلت بعد‬ ‫‪ 19‬نيسان ‪ 1810‬اىل إعالن استقالل فنزويال يف‬ ‫‪ 5‬متوز ‪،1811‬‬ ‫وستبقى دامئاً وأبداً يف ذكرى شعوب‬ ‫فنزويال والعامل مواكبة ثقافاته العريقة عرب‬ ‫التاريخ‪.‬‬

‫أمانة العمل والنقابات في تيار التوحيد‬ ‫تهنئ العمال بمناسبة األول من أيار‬ ‫مبناسبة عيد العمل والعامل‪ ،‬توجهت أمانة العمل والنقابات يف تيار التوحيد اىل كل الذين رووا‬ ‫الرتاب بعرق الجبني‪ ،‬فأنبتت كل قمحة سنبلة‪ ،‬واىل كل الذين شقوا األرض باملعاول‪ ،‬لتصبح طريقاً‬ ‫معرباً اىل الحرية‪ ،‬واىل كل نقطة دم ذرفها شهيد‪ ،‬فشمخت مقاومة أذ ّلت الدولة التي توهّ مت أنها‬ ‫ال تقهر‪ ،‬واىل كل مفكر وشاعر أشغل املنابر بنضال يف سبيل الوطن وبكلمة وقصيدة موجهة يف‬ ‫سبيل املواجهة ليبقى وطننا حصناً للتصدي واملامنعة‪ ،‬حاضناً للمقاومة الرشيفة الباسلة‪ ،‬اىل كل‬ ‫املنتخبني فكراً وغالالً وصناعة‪ ،‬نقول لهم‪ :‬ليس األول من أيار هو عيدكم‪ ،‬بل كل يوم يذهب فيه املواطن‬ ‫يف بلدنا املقهور اىل عمله هو عيد‪ ،‬ألن فرص العمل يف نظامنا الطوائفي معدومة إ ّال إذا استزمل املرء‬ ‫لإلقطاع‪ ،‬فهنا ندعو الرشفاء لالنتفاضة عىل هذه الحالة وليكن الشخص املناسب يف املكان املناسب‬ ‫بغض النظر عن انتامئه السيايس والطائفي واملذهبي‪ ،‬فه ّيا جميعاً اىل االحتفال بهذا العيد متهيداً‬ ‫للتغيري ولتوحيد املواقف الوطنية‪.‬‬ ‫كام اتصل أمني العمل والنقابات برئيس االتحاد العاميل العام وجميع املسؤولني يف املكاتب‬ ‫العاملية والنقابات للتهنئة بهذه املناسبة‪.‬‬ ‫وأضاف صعب‪ :‬أننا متضامنون مع جميع املطالب العاملية بعيداً عن التحزبات السياسية‪ ،‬وأننا إذ‬ ‫نحيي مطالب املعلمني‪ ،‬نؤكد لهم أننا معهم يف كل املطالب املحقة مع متنياتنا بالوصول اىل دولة‬ ‫“لبنان املؤسسات”‪.‬‬

‫‪...‬وأمينها جال على السائقين العموميين‬ ‫المعتصمين في مناطق الشويفات‬ ‫جال أمني العمل والنقابات يف تيار التوحيد وائل صعب عىل السائقني‬ ‫العموميني املعتصمني يف مناطق الشويفات‪ ،‬بشامون‪ ،‬عرمون معلناً تضامن‬ ‫تيار التوحيد التام مع املطالب املحقة والعادلة التي يطرحها السائقون لتخفيض‬ ‫سعر املحروقات وخاصة مادة البنزين التي تشكل لهم الرأسامل شبه الوحيد‬ ‫لكسب لقمة العيش لهم ولعائالتهم ليتمكنوا من العمل وتعليم أبنائهم‬ ‫وإعالتهم بشتى الظروف االجتامعية والصحية والرتبوية‪ ،‬مجدداً دعوة التيار‬ ‫إلبعاد املطالب العاملية عن التجاذبات السياسية مبا يف ذلك خري الوطن‬ ‫واملواطن‪.‬‬ ‫ويف اإلطار نفسه دعت أمانة العمل والنقابات يف تيار التوحيد جميع رؤساء‬ ‫النقابات واملسؤوليني النقابيني يف اإلرضاب واالتحادات العاملية إىل اجتامع‬ ‫لدرس كيفية وأطر التحرك إلحقاق الحق‪.‬‬

‫بلدة مجدليا و ّدعت فقيدها‬ ‫أبو زاهر وحيد صبح‬

‫ودّعت بلدة مجدليا وجوارها الفقيد أبو زاهر وحيد صبح عن عمر يناهز الـ ‪ 51‬ربيعاً‪،‬‬ ‫تيار التوحيد ممث ًال بكل من أمني اإلعالم هشام األعور وأمني التخطيط لؤي بوذياب وأمني‬ ‫محمد الصايغ عىل رأس وفد من مفوضية مجدليا‪ ،‬حيث قدموا واجب التعزية باسم‬ ‫التيار الوزير السابق وئام وهاب متمنني ألهل الفقيد الصرب والسلوان بفقدان عزيزهم الغايل‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫فوز‬ ‫الئحة التوافق بالتزكية‬ ‫لبلدية الجاهلية‬ ‫والمختارية‬ ‫يف إطار التنسيق يف االنتخابات‬ ‫البلدية واالختيارية‪ ،‬بني تيار التوحيد‬ ‫والحزب التقدمي االشرتايك والحزب‬ ‫السوري القومي االجتامعي والعائالت‪،‬‬ ‫توصلت بلدة الجاهلية – الشوف اىل‬ ‫الئحة توافقية يف البلدية واملختارية‪،‬‬ ‫وفازت الالئحة بالتزكية وجاءت‬ ‫النتيجة عىل الشكل اآليت‪:‬‬

‫املجلس البلدي‬ ‫أمني كامل أبو ذياب‬ ‫أديب فواز العياص‬ ‫أكرم سليم قرضاب‬ ‫أمين عزت أبو ذياب‬ ‫الشيخ حمود سليم أبو ذياب‬ ‫الشيخ سامي محمود أبو ذياب‬ ‫سعيد محمد أبو ذياب‬ ‫فادي محمد أبو ناصيف‬ ‫فيصل حسيب أبو ذياب‬ ‫مجيد أمني أبو ذياب‬ ‫محمد سعيد العياص‬ ‫منري حسني قرضاب‬

‫الهيئة االختيارية‬

‫بحضور‬ ‫التعبئة‬ ‫رئيس‬

‫أجود سجيع أبو ذياب‬ ‫إسامعيل معروف العياص‬ ‫أعضاء اختيارية‪:‬‬ ‫سمري محمود أبو ذياب‬ ‫فوزي عادل أبو ذياب‬ ‫يوسف أمني مالعب‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫تابعت أمانة اإلعالم يف «تيار التوحيد» التطورات السياسية واألمنية واإلجتامعية‪،‬‬ ‫يف لبنان والعامل العريب وأصدرت بيانات تعكس موقف التيار السيايس منها‪ ،‬وجاءت‬ ‫عىل الشكل اآليت‪:‬‬

‫تعيين مجلس أمناء جديد‬ ‫في تيار التوحيد‬

‫عقد املكتب السيايس يف تيار التوحيد اجتامعه‬ ‫الدوري يف املكتب املركزي يف برئ حسن برئاسة‬ ‫الوزير وئام وهاب‪ ،‬وناقش قضايا سياسية وحزبية‪.‬‬ ‫وتوقف املكتب السيايس عند استحقاق االنتخابات‬ ‫البلدية واتخذ قراراً بخوض هذه االنتخابات عرب دعم‬ ‫التحالفات العائلية والقروية واالبتعاد عن ترشيح‬ ‫عنارص التيار قدر اإلمكان إال يف حاالت الرضورة التي‬ ‫تفرضها التسويات العائلية والتشاور مع القوى‬ ‫السياسية يف الجبل‪.‬‬ ‫كام اقر املكتب السيايس سلسلة تعيينات عىل‬ ‫صعيد مجلس األمناء وقد جاءت حسب الرتتيب‬ ‫اآليت‪:‬‬ ‫• عصمت العرييض‪ :‬نائب رئيس مجلس األمناء‪.‬‬ ‫• هشام األعور‪ :‬أمني الثقافة واإلعالم‪.‬‬ ‫• محمد الصايغ‪ :‬أمني الداخلية‪.‬‬ ‫• لؤي بوذياب‪ :‬أمني التعبئة‪.‬‬ ‫• د‪ .‬لؤي الغور‪ :‬أمني الصحة‪.‬‬ ‫• املحامية كارين نصار‪ :‬أمينة الشؤون القانونية‪.‬‬ ‫• يارس الصفدي‪ :‬أمني العالقات السياسية‪.‬‬ ‫• وائل صعب‪ :‬أمني العمل والنقابات‪.‬‬ ‫• فدى ابو رضغم‪ :‬أمينة شؤون املرأة‪.‬‬ ‫• فريال ابو ذياب‪ :‬أمينة الشؤون الدبلوماسية‪.‬‬ ‫• ماهر رسي الدين‪ :‬أمني الرتبية والشباب‪.‬‬ ‫• جواد زرقطة‪ :‬أمني الشؤون االجتامعية‪.‬‬ ‫• ماهر وهاب‪ :‬أمني املالية‪.‬‬

‫نرفض أي اتفاق فوقي‬ ‫في االنتخابات البلدية‬

‫إننا ومع ترحيبنا بكل اتفاق يف منطقة الجبل‪،‬‬ ‫وهذه هي اسرتاتيجيتنا الثابتة أن يكون االتفاق‬ ‫شام ًال بني كل القوى‪ ،‬إ ّال أننا ننظر اىل ما حصل‬ ‫بني الحزب التقدمي االشرتايك والحزب الدميقراطي‬ ‫اللبناين بأنه اتفاق فوقي قد ال يصل اىل أي نتيجة‬ ‫ألن انتخابات البلدية تدخل فيها الحسابات العائلية‬ ‫واملناطقية والقروية وال ميكن التفاق فوقي أن يخترص‬ ‫الناس لذا يهمنا التأكيد عىل اآليت‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬إننا ندعو جميع القوى السياسية اىل‬ ‫إفساح املجال أمام الكادرات املثقفة وفعاليات القرى‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والعائالت إلنتاج بلديات فاعلة ووقف أي وصاية‬ ‫حزبية عىل هذه البلديات ألنها ترض ومتنع أي نهضة‬ ‫إمنائية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬كام عطلت محاوالت التقاسم املجلس‬ ‫املذهبي يف املايض التوافق ‪ ،‬فهي حت ًام ستعطله‬ ‫يف البلديات اليوم‪ ،‬ألن كل بلدة يلزمها اتفاق‬ ‫مبفردها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬نتوجه ملعايل األستاذ وليد جنبالط لعدم‬ ‫الدخول يف لعبة التقاسم الفوقي ألنها ستخلق‬ ‫إشكاليات كبرية يف مختلف القرى‪.‬‬ ‫إن تيار التوحيد الذي سيخوض مع الكثري من‬ ‫أصدقائه االنتخابات البلدية يف كل القرى يؤكد‬ ‫أنه سيكون اىل جانب األفضل مبعزل عن انتامئه‬ ‫السيايس‪ ،‬فالقرى بحاجة اىل خدماتنا وليس آلرائنا‬ ‫التلفزيونية فقط‪.‬‬

‫الشجاعة التي قام بها ألنه لو بقي األمر عىل همة‬ ‫أجهزة الدولة األخرى ملا قدّر لها أن تبادر اىل مثل‬ ‫هذه الخطوة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬إن توقيف جعجع ال يستدعيه فقط‬ ‫تهديده السلم األهيل بل تهديده ملجتمع بأكمله‬ ‫عرب تغطيته ألكرب عملية ترويج مخدرات وهو ما‬ ‫كان يفعله عندما كان يسيطر عىل املراىفء غري‬ ‫الرشعية‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬ال بد لنا من توجيه سؤال اىل السفارة‬ ‫األمريكية ومساعد وزيرة الخارجية األمريكية جفري‬ ‫فيلتامن الذي يقاتل من أجل دعم جعجع عن رأيه‬ ‫يف هذه املجموعة التي تروج املخدرات يف مجتمعنا‬ ‫والتي ال يستطيع أحد أن يصدق بأنها متتلك مثل‬ ‫هذه الكمية من األسلحة و املخدرات دون أن يكون لها‬ ‫أي غطاء سيايس‪.‬‬

‫مطالبة بالتحقيق‬

‫تحذير من لفلفة حادثة‬

‫مع جعجع في قضية‬

‫عيون أرغش‬

‫ترويج المخدرات‬

‫بعد العملية النوعية التي نفذها مغاوير الجيش‬ ‫يف «عيون أرغش» والتي أدت اىل توقيف مجموعة‬ ‫من القوات اللبنانية وضبط «طن» واحد فقط ال غري‬ ‫من املخدرات وكمية كبرية من األسلحة‪ ،‬يهم تيار‬ ‫التوحيد أن يؤكد عىل التايل‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ندعو النيابة العامة العسكرية للتحرك‬ ‫الفوري الستدعاء قائد القوات اللبنانية سمري‬ ‫جعجع والتحقيق معه وتوقيفه كونه ال ميكن لهذه‬ ‫املجموعة أن تحتفظ بهذه األسلحة واملخدرات دون‬ ‫معرفته‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مطالبة مكتب املخدرات يف الرشطة‬ ‫القضائية بإجراء التحقيقات الالزمة ملعرفة الدور‬ ‫الحقيقي للقوات اللبنانية يف ترويج املخدرات بني‬ ‫أفراد املجتمع ويف الجامعات وما تشكله من خطر‬ ‫عىل مستقبل الشباب بعد اكتشاف هذه الكمية‬ ‫الكبرية من املخدرات وبعد توقيف تاجر املخدرات يف‬ ‫سيارة النائب اييل كريوز‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬دعوة األهايل اىل تحذير أوالدهم من التعاطي‬ ‫مع عنارص القوات اللبنانية خاصة يف الجامعات‬ ‫حتى ال تكون املخدرات جزء من املغريات ايل تقدمها‬ ‫القوات اللبنانية للطالب‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬توجيه تحية اىل الجيش اللبناين عىل الخطوة‬

‫‪28‬‬

‫تستمر حملة األكاذيب التي تقوم بها القوات‬ ‫اللبنانية للتغطية عىل ما حصل يف عيون أرغش‬ ‫وإظهار املوضوع كأنه مسألة فردية ‪ ،‬لذا يهم تيار‬ ‫التوحيد أن يؤكد عىل التايل‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬إن املعلومات التي وصلتنا تؤكد أن أحد‬ ‫املوقوفني هو ضابط بالقوات اللبنانية ولديه مهامت‬ ‫أمنية مكلف بها‪ ،‬مام يستدعي استدعاء قائد القوات‬ ‫اللبنانية واتخاذ اإلجراءات القانونية بتهمة الحصول‬ ‫عىل سالح إرسائييل وترويج مخدرات‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬إن حراثة األرض من قبل األهايل ال يستدعي‬ ‫وجود مضادات للطائرات ومدفعية وقاذفات ‪B7‬‬ ‫وهذه محاولة رخيصة من القوات اللبنانية لتلفيق‬ ‫التهمة بأهايل برشي مع أن املسألة محصورة‬ ‫بعنارص القوات اللبنانية وال عالقة لألهايل بها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إن أية محاولة للفلفة القضية ستواجه‬ ‫منا برصامة وسنتوىل فضح كل الذين يحاولون‬ ‫لفلفة هذا األمر كائناً من كانوا ألنه أمر ال يتعلق‬ ‫فقط بأمن الناس بل بصحتهم وصحة أوالدهم‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬يدعو تيار التوحيد سفراء الدول الغربية اىل‬ ‫اتخاذ موقف حازم من اضطالع بعض هذه القوى‬ ‫لرتويج املخدرات حتى ال تصبح مصالح هذه الدول‬ ‫السياسية بدي ًال عن أخالقيات تحدثت عنها طوي ًال‬ ‫وأكدت متسكها بها‪ .‬وحتى ال تصبح الوظيفة‬ ‫السياسية لجعجع مربراً له ليامرس املحرمات‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫انتخابات السودان‬

‫البشير رئيساً بالديمقراطية‬ ‫يقف السودان هذه األيام أمام منعطف هام يف‬ ‫تاريخه الحديث‪ ،‬سياسيون وخرباء يرون يف االنتخابات‬ ‫األخرية (نيسان ‪ )2010‬بأنها مؤرش ايجايب نحو بناء‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬وآخرون رأوا أنها تفتح أبواب انشطار‬ ‫الجنوب عىل مرصاعيه‪ ،‬وهناك من يتحدث عن محاولة‬ ‫استحداث الرشعية! ورغم ما يقال‪ ،‬فهناك إجامع‬ ‫بأن عملية االنتخابات هي خطوة يف االتجاه الصحيح‪،‬‬ ‫وأن حزب املؤمتر الوطني وزعيمه الرئيس عمر البشري‬ ‫سينجح هذه املرة يف بناء أسس جديدة يف البالد‬ ‫تؤدي اىل انفراج وتعددية يف ظل سيطرة وقيادة حزبه‬ ‫الحاكم عىل مقاليد البالد‪ ،‬من أمنها اىل اقتصادها‪ ،‬اىل‬ ‫منظامتها املدنية‪ ،‬وأجهزتها اإلعالمية ومؤسساتها‬ ‫العامة‪ ،‬ومن املؤكد أن أي عملية انتخابات يف العامل‬ ‫تعطي الحزب الحاكم ميزة كبرية‪.‬‬ ‫يف السودان‪ ،‬كل حكام الواليات الـ ‪ ،26‬ما عدا‬ ‫الواقعة يف الجنوب‪ ،‬ينتمون اىل املؤمتر الوطني‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمر بالنسبة اىل الوزراء ونواب الربملان واملحليات‪ ،‬وحتى‬ ‫أجهزة األمن‪ ،‬والبيئة االنتخابية التي تهيمن عىل البالد‬ ‫هي لصالح حزب املؤمتر الوطني‪.‬‬ ‫وكثري من املراقبني السياسيني وقادة األحزاب‬ ‫السياسية يرون يف االنتخابات أنها مؤرش ايجايب‬ ‫وانحناءة من الحزب الحاكم‪ ،‬واستجابة للضغوط‪ ،‬وكرس‬ ‫حاجز الخوف من قلوب املعارضني وإطالق ألسنتهم‬ ‫بانتقادات عنيفة‪.‬‬

‫أحزاب املعارضة‬ ‫أما أصحاب التيار الثاين‪ ،‬فإنهم يرون هذه االنتخابات‬ ‫يف غاية الخطورة‪ ،‬والنتائج ستكون تقسيمية‪.‬‬ ‫رئيس حزب األمة وأحد مرشحي الرئاسة املنسحبني‪،‬‬ ‫الصادق املهدي‪ ،‬رفض نتائج االنتخابات مسبقاً‪ ،‬وقال‪،‬‬ ‫إن موقف املكتب السيايس لحزب األمة كان األقرب‬ ‫للمشاركة يف االنتخابات‪ ،‬وكذلك فعل مبارك‬ ‫الفاضل زعيم حزب األمة (اإلصالح والتجديد) وقال‪،‬‬ ‫إنه لن يخوض انتخابات محسومة النتائج لصالح‬ ‫خصمه املؤمتر الوطني الحاكم‪ ،‬وقاطع االنتخابات‬ ‫الحزب الشيوعي‪ ،‬وامتنعت الحركة الشعبية لتحرير‬ ‫السودان‪ ،‬التي شاركت يف حكومة الوحدة الوطنية‬ ‫املنتهية واليتها من املشاركة يف االنتخابات يف واليات‬ ‫شامل البالد مكتفية باملشاركة يف واليات الجنوب‬ ‫بعد أن سحبت مرشحها يارس عرمان من االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪.‬‬ ‫وهناك رأي آخر يقوده حاتم الرس مرشح الحزب‬ ‫االتحاد الدميقراطي املعارض الذي يقوده محمد عثامن‬ ‫املريغني وهو أحد أكرب حزبني معارضني يف السودان‪ ،‬إذ‬ ‫قال الرس‪“ :‬نحن قررنا املشاركة ملراقبة هذه االنتخابات‬ ‫وحراستها‪ ،‬ونحن نعترب هذه االنتخابات مصريية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫القانون لتحقيق مكاسب‪.‬‬ ‫والصوت الخارجي جاء متناغ ًام مع املناضلني‬ ‫بالتمسك بالخطوة وتوسيعها واالستفادة منها‪،‬‬ ‫الخارجية األمريكية قالت‪ ،‬إن االنتخابات السودانية يف‬ ‫حد ذاتها خطوة اىل األمام‪ ،‬وذهب يف االتجاه نفسه‬ ‫موفد الرئيس اوباما اىل السودان سكوت غرايشن‬ ‫الذي أشاد بالخطوة وقال إنها تسري وفق ما رسم لها‪،‬‬ ‫واعتربت رئيسة بعثة مراقبي االتحاد األورويب ملتابعة‬ ‫االنتخابات السودانية دي كيزير االنتخابات (خطوة‬ ‫كبرية) اىل األمام‪ ،‬ومراقبون غربيون‪ :‬يرون أن انتخابات‬ ‫السودان ال ترقى للمعايري الدولية‪ ،‬ولكنها ستلقى‬ ‫اعرتافاً دولياً‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬ماذا بعد فوز املؤمتر الوطني‪ ،‬هل سيزيد‬ ‫هذا الفوز من سيطرته عىل مقاليد السلطة‪ ،‬أم يفتح‬ ‫الباب أمام أحزاب املعارضة؟ وهل ما مينحه من مشاركة‬ ‫للمعارضني سيكون كافياً لتعزيز خطوة الدميقراطية؟‬

‫وخطرية‪ ،‬بل وأخطر انتخابات يف تاريخ السودان‪،‬‬ ‫وستؤثر نتائجها عىل مستقبل السودان‪ ،‬وبالتايل‬ ‫نريد أن نكون حارضين وشاهدين عليها‪ ،‬وموجودين‬ ‫يف جهة اتخاذ القرار سواء يف الجهاز التنفيذي أو‬ ‫الترشيعي‪ ،‬حتى نحول دون وقوع االنفصال بأي شكل‬ ‫من األشكال”‪ ،‬وهناك سبب آخر ملشاركته يف هذه‬ ‫االنتخابات باعتبارها أتاحت لهم فرصة التواصل‬ ‫الجامهريي‪ ،‬وفور إعالن نتائج االنتخابات قال الرس‪ ،‬إنه‬ ‫يرفض النتائج جملة وتفصي ًال وما يرتتب عليها من‬ ‫خطوات الحقة‪.‬‬ ‫وعبرّ آخرون عن أهمية االنتخابات ورضورة خوضها‪،‬‬ ‫من أجل املشاركة يف إدارة شؤون الدولة يف الفرتة‬ ‫املقبلة‪ ،‬وأن ال مخرج من الوضع الحايل نحو األفضل‪ ،‬إ ّال‬ ‫عن طريق املشاركة‪ ،‬والخالفات واالتهامات بني األحزاب‬ ‫واملؤمتر الوطني ليست جديدة‪ ،‬فهي أزمة موروثة‪ ،‬ومن‬ ‫املهم توسيع هامش الحريات خاصة أن قانون االنتخابات‬ ‫الحايل يراعي كل القواعد املرعية واملوجودة يف العامل‪،‬‬ ‫وكان عىل القوى السياسية الضغط من خالل هذا‬

‫‪30‬‬

‫نتائج انتخابات السودان‬ ‫أعلنت املفوضية القومية لالنتخابات‪ ،‬أن نسبة‬ ‫املشاركة فاقت ‪ % 60‬يف أول انتخابات تعددية تشهدها‬ ‫البالد منذ ‪ 24‬سنة‪ ،‬وعدد الناخبني املسجلني البالغ‬ ‫قرابة ‪ 16‬مليوناً‪ ،‬ما يشكل نسبة ‪ 79‬يف املئة ممن يحق‬ ‫لهم التصويت‪.‬‬ ‫سجل الناخبون خياراتهم عىل مثاين‬ ‫يف الشامل ّ‬ ‫بطاقات الختيار الرئيس وحاكم الواليات وأعضاء املجلس‬ ‫الوطني والنساء يف املجلس وقوائم األحزاب واملجلس‬ ‫املحيل‪ ،‬والعملية كانت أكرث صعوبة يف الجنوب حيث‬ ‫نسبة األمية تفوق ‪ % 70‬وحيث تعينّ عىل الناخبني‬ ‫كذلك اختيار رئيس حكومة الجنوب وأعضاء برملان‬ ‫الجنوب وقامئتي األحزاب والنساء‪.‬‬ ‫وبانتهاء هذه االنتخابات التي ضمن الرئيس عمر‬ ‫البشري الذي يحكم البالد منذ ‪ 21‬سنة الفوز فيها‪،‬‬ ‫وحصد ‪ % 68.4‬من األصوات‪ ،‬يصبح السودان مهيأ‬ ‫لالنتقال اىل املرحلة التالية من اتفاق السالم التي‬ ‫ستفيض اىل تنظيم استفتاء تقرير املصري يف الجنوب‬ ‫مطلع ‪.2011‬‬ ‫وأسفرت االنتخابات عن فوز الرئيس عمر البشري‬ ‫بوالية جديدة مدتها خمس سنوات‪ ،‬وبقاء سلفاكري‬ ‫ميارديت رئيساً لجنوب السودان شبه املستقل‪.‬‬ ‫وما يلفت االنتباه هو ارتفاع نسبة املشاركني‬ ‫يف املناطق الريفية حيث وصلت نسبة التصويت‬ ‫اىل ‪.% 80‬‬ ‫وأعرب مستشار الرئيس السوداين غازي صالح الدين‬ ‫العتباين عن أسفه لعدم مشاركة عدد من أحزاب‬ ‫املعارضة يف االنتخابات لكنه قال‪”:‬أعتقد ليس املهم‬ ‫مشاركة األسامء الكبرية وإمنا نسبة املشاركة‪ ،‬ومد‬

‫الصادق املهدي‬

‫حسن الرتايب‬

‫يديه اىل املعارضة عارضاً عليها املشاركة يف حكومة‬ ‫وحدة وطنية”‪.‬‬ ‫وقال‪”:‬لقد كان موقفنا واضحاً بأنه أمام التحديات‬ ‫التي تواجه األمة‪ ،‬لن نسعى اىل تشكيل حكومة‬ ‫من حزب واحد‪ ،‬نريد لحكومتنا أن تكون أوسع ما ميكن‬ ‫ونوجه الدعوة اىل األحزاب كافة حتى تلك التي مل‬ ‫تشارك يف االنتخابات‪ ،‬ألننا نؤمن بأننا منر يف مرحلة‬ ‫حرجة من تاريخنا”‬ ‫وحذر العتباين املعارضة من (عزلة) بعد أن اعرتف‬ ‫الفاعلون الدوليون واملؤسسات الدولية باالنتخابات‬ ‫فهذا يعني أن الحكومة معرتف بها‪.‬‬

‫الفرصة سانحة لوضع أفضل‬ ‫يف السودان‬ ‫كانت اتفاقية السالم الشامل (نيفاشا) التي وقعت‬ ‫بني املؤمتر الوطني الحاكم (الحركة اإلسالمية سابقاً)‬ ‫والحركة الشعبية لتحرير السودان مطلع ‪ ،2005‬هي‬ ‫الفرصة األمثل لبقاء السودان موحداً‪ ،‬ومتجاوزاً ألزماته‬ ‫املزمنة‪ ،‬وجاءت نصوص االتفاقية مملوءة بوعود السالم‬ ‫والتحول الدميقراطي والتنمية والوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫واعترب حزب املؤمتر الوطني أن اتفاقية السالم‬ ‫أعطته رشعية هامة وبغطاء دويل‪ ،‬كان يبحث عنها‬ ‫منذ ‪ 30‬حزيران ‪ ،1989‬وصار بإمكانه أن يحكم ملدة‬ ‫ست سنوات جديدة‪ ،‬وتحت ظروف أفضل‪ ،‬بال حرب‬ ‫أهلية‪ ،‬وهذا ما مكنه من تطوير األجهزة األمنية‬ ‫والسيطرة عىل املؤسسات االقتصادية واإلعالمية‪،‬‬ ‫ورفع الدولة يدها عن مسؤولية التعليم والصحة اىل‬ ‫القادرين مادياً يف الحركة اإلسالمية كأفراد أو رشكات‬ ‫بعد عملية الخصخصة‪.‬‬ ‫والحركة الشعبية بدورها رأت يف اتفاقية السالم‬ ‫الشاملة‪ ،‬متريناً عىل حكم جنوب السودان منفردة‪،‬‬ ‫وعىل أرض الواقع تم تطبيق اتفاقية أخرى غري تلك‬ ‫التي وقعت يف نيفاشا‪ ،‬وبدت كأنها اتفقت مع املؤمتر‬ ‫الوطني‪ ،‬بأن يرتك الجنوب بال منافسة للحركة‪.‬‬ ‫وقد ظهر هذا التواطؤ جلياً يف الحركة الشعبية‬ ‫من عملية التحول الدميقراطي والتي تعترب من أهم‬ ‫مستحقات االتفاقية‪ ،‬فقد كانت الدميقراطية يف‬ ‫مقدم رشوط السالم‪ ،‬وما األزمة الراهنة يف السودان‬ ‫إال إحدى نتائج التقاعس يف إكامل التحول الدميقراطي‬ ‫كام يجب‪.‬‬ ‫عزلت الحركة الشعبية نفسها بعد االتفاقية عن‬ ‫حلفائها التقليديني التجمع الوطني الدميقراطي‬ ‫املعارض‪ ،‬والذي و ّقعت معه ميثاق مؤمتر القضايا‬ ‫املصريية يف اسمرا عام ‪ ،1995‬وهي وثيقة ممتازة‬ ‫ذات رؤية ثاقبة لكل مشاكل الوطن‪ ،‬وبدأ التخيل‬ ‫عن الحلفاء حيث ذهبت الحركة منفردة للتفاوض مع‬

‫مبارك الفاضل‬

‫سلفاكري ميارديت‬

‫الحكومة‪ ،‬ومع ازدياد وعزلة الحركة‪ ،‬أمعن املؤمتر الوطني‬ ‫يف الضغط عليها‪ ،‬وتعرضت العالقة للتوتر‪ ،‬وهددت‬ ‫الحركة بفض الرشاكة عام ‪ 2007‬متهمة املؤمتر الوطني‬ ‫باالستعداد للحرب‪ ،‬والتالعب يف حسابات البرتول‬ ‫ودعم امليليشيات يف الجنوب‪ ،‬ومل يعمل الرشيكان‬ ‫عىل إنجاز التحول الدميقراطي‪.‬‬

‫ما هو موقف الواليات املتحدة؟‬ ‫وحني تدخلت الواليات املتحدة مبارشة‪ ،‬لحل خالفات‬ ‫الرشيكني مل تبد أي حامسة قوية‪ ،‬وحني عرضت‬ ‫بعض القوانني املقيدة للحرية تشدد يف معارضتها‬ ‫بعض عنارص الحركة‪ ،‬عمل املبعوث األمرييك عىل‬ ‫تليني مواقف الحركة خشية أن يرض ذلك باالتفاقية‪،‬‬ ‫وأرصت الواليات املتحدة عىل إنجاز االنتخابات ليس‬ ‫من باب الدفاع عن الدميقراطية يف السودان‪ ،‬بل ألنها‬ ‫تخىش تأجيل االستفتاء يف الجنوب والذي ال بد من أن‬ ‫يجري تحت ظل حكومة منتخبة يف جميع السودان‬ ‫وهدف أمريكا االستقرار بحسب تصورها االسرتاتيجي‬ ‫لوضع املنطقة ويف حال االنفصال‪ ،‬سيتجه الوضع‬ ‫نحو األسوأ يف الشامل والجنوب معاً‪ ،‬ويف حال اختيار‬ ‫الوحدة‪ ،‬فنحن أمام اتفاق (نيفاشا ‪ )2‬ضمن انتخابات‬ ‫معرتف بها دولياً ولكنها شهدت معارضة العديد من‬ ‫القوى السياسية يف البالد‪.‬‬ ‫قبل عقدين‪ ،‬كان التعويل عىل عملية التحول‬ ‫الدميقراطي وعىل دور املجتمع املدين يف إحياء وتحديد‬ ‫مسار الدميقراطية‪ ،‬وهي يف وضع ال تحسد عليه‪ ،‬بعد‬ ‫أن أصبحت عبئاً عىل عملية التطور الدميقراطي بعد‬ ‫أن فضلت مصالحها املادية الضيقة وساعد عىل ذلك‬ ‫بعض املانحني يف العامل الثالث‪.‬‬ ‫والوضع املتأزم يف السودان رافقه عملية استنزاف‬ ‫واجتثاث للنخب املؤهلة‪ ،‬بعد أن فتحت أبواب الهجرة‬ ‫واللجوء‪ ،‬ثم تفريغ البالد من صفوة مواطنيها‪ ،‬وهذا‬ ‫ما جعل من الصعب ظهور نخب جديدة قادرة عىل‬ ‫التغيري‪ ،‬وال يخفى هنا دور العوامل الخارجية التي‬ ‫ساهمت يف محاولة إضعاف السودان وإثارة الفنت‬ ‫وإشعال فتيل التناقضات الداخلية‪ ،‬والهدف من وراء‬ ‫ذلك‪ ،‬خلق مناخ مالئم لتدخل الدول الكربى يف شؤون‬ ‫السودان وخاصة موقف الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫الباحثة عن ظروف أفضل الستغالل الرثوات النفطية‬ ‫يف جنوب السودان والدخول يف منافسة مع الصني‬ ‫التي و ّقعت اتفاقيات نفطية هامة مع السودان‪.‬‬

‫إجراء االستفتاء‬ ‫عىل مصري الجنوب‬ ‫الواليات املتحدة اليوم تتعامل مع النظام يف‬

‫‪31‬‬

‫محمد عثامن املري غني‬

‫السودان بطريقة براغامتية‪ ،‬أما االنتخابات يف السودان‪،‬‬ ‫جاءت الضطرار النظام اىل إجراء استفتاء عام ‪2011‬‬ ‫عىل مصري الجنوب‪ ،‬وال بد أن تسبق االستفتاء انتخابات‬ ‫عامة‪ ،‬ألن أطرافا من املعارضة متحالفة مع الجنوبيني‪،‬‬ ‫وجاءت الضغوط من املحكمة الجنائية الدولية عىل‬ ‫الرئيس عمر البشري لرتغمه عىل تجديد رشعيته أو‬ ‫اختبارها باالنتخابات‪ ،‬وكذلك ينص اتفاق السالم املوقع‬ ‫يف ‪ 2005‬يف نيفاشا عىل تنظيم االنتخابات الرئاسية‬ ‫والنيابية واإلقليمية يف كانون الثاين يف ‪ 2011‬ليقرر‬ ‫سكان جنوب السودان يف شأن بقائهم ضمن السودان‬ ‫املوحد أو انفصالهم عنه”‪.‬‬ ‫الحرب التي اندلعت يف ‪ 1983‬أدت اىل سقوط نحو‬ ‫مليوين قتيل وترشيد أربعة ماليني‪ ،‬بسبب املعارك بني‬ ‫(الحركة الشعبية لتحرير السودان) والجيش والقوات‬ ‫السودانية‪ ،‬ويعيش يف جنوب السودان تسعة ماليني‬ ‫شخص ينتمون اىل قبائل متعددة تتعايش مع بعضها‬ ‫بصعوبة أحيانا‪.‬‬ ‫الرئيس السوداين عمر البشري أكد أخرياً‪ ،‬استناداً‬ ‫اىل (استطالع رسي) كام قال (إن ثالثني يف املئة فقط‬ ‫من سكان الجنوب يؤيدون االنفصال)‬ ‫وإذا كان خيار االستقالل ميكن أن يفوز بغالبية ‪% 50‬‬ ‫زائد صوت‪ ،‬فإنه يشرتك مشاركة ‪ % 65‬عىل األقل من‬ ‫الناخبني يف االستفتاء‪.‬‬ ‫وحول الوضع يف دارفور يرى البعض من غري املرجح‬ ‫أن تنهي االنتخابات الرصاع‪ ،‬ويخىش الكثري من‬ ‫السكان هناك‪ ،‬أن تكون االنتخابات وسيلة للحكومة‬ ‫لتحافظ عىل األوضاع كام هي مع التمتع بحصانة‬ ‫كاملة‪ ،‬ولكن مصادر األمم املتحدة واالتحاد األفريقي‬ ‫لحفظ السالم رجحت عودة تدريجية للحياة الطبيعية‬ ‫وأن تشجع الحكومة عىل تبني تسوية عن طريق‬ ‫التفاوض‪ ،‬حيث ميكن للحكومة أن متد يد الصداقة‬ ‫لألحزاب املعارضة التي قد تسهم كثرياً يف تسهيل‬ ‫مفاوضات دارفور وإيجاد حلول مقبولة للجميع يتم‬ ‫من خاللها طي صفحة املايض‪ ،‬وبداية مرحلة جديدة‬ ‫من االستقرار يف البالد‪ ،‬واالستفادة من تجارب املايض‬ ‫وصوالً اىل بناء أسس جديدة من العالقات بني مختلف‬ ‫مكونات السودان‪ ،‬وصوالً اىل الحفاظ عىل وحدة البالد‬ ‫ووضع حد ألطامع الذي ينتظرون تقسيم السودان‬ ‫وفصل جنوبه عن شامله‪ ،‬ومثل هؤالء يسعون اىل‬ ‫تحقيق أهدافهم عىل حساب عذابات أهل السودان‬ ‫وتحت مسميات واهية‪ ،‬ولتحقيق هذه الخطوة عىل‬ ‫كافة القوى السياسية يف السودان تغليب املصلحة‬ ‫العامة عىل حساب املصالح الضيقة وقصرية النظر‪،‬‬ ‫ألن ما يتهدد السودان هو أكرب بكثري‪ ،‬من التقسيم‬ ‫ونهب الرثوات‪ ،‬السودان ميثل عمقاً قوياً ألمته من‬ ‫الناحية االقتصادية واالسرتاتجية واستهداف السودان‬ ‫هو استهداف لألمة العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫حكومة الشراكة الوطنية في العراق‬ ‫بانتظار التوافق اإلقليمي والدولي‬ ‫جالل طالباين‬

‫إياد عالوي‬

‫مسعود بارزاين‬

‫عادل عبد املهدي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بعد سبع سنوات من الغزو األمرييك وبعد االنتخابات‬ ‫األخرية التي تنبئ أجواؤها وأحداثها بحالة من عدم‬ ‫االستقرار السيايس واستباحة جديدة للدميقراطية‬ ‫والحرية االجتامعية‪ ،‬املشاهد الحية عىل األرض العراقية‬ ‫واضحة متاماً وال تحتاج قراءاتها اىل عناء كبري‪ ،‬وخاصة‬ ‫مع ما رافق االنتخابات من شالالت دم مهدور‪ ،‬ونوازع‬ ‫شيطانية لتصفية حسابات وحالة من الخلط املتعمد‬ ‫يف ترتيب األوليات‪ ،‬ونيس البعض أن العراق محتل‬ ‫ومستباح أرضاً وشعباً وثروات وبات مستقبله يتقرر‬ ‫من خالل ارتباط مأجور أو طمع يف سلطة وهمية يف‬ ‫ظل االحتالل األمرييك‪ ،‬وطن بات يعاين األم ّرين‪ ،‬ورصاع‬ ‫ال حدود له وتعصب طائفي بغيض‪ ،‬وترجيح الحسابات‬ ‫الخاصة‪ ،‬ومناورات املحاصصة السياسية‪ ،‬ورصاص‬ ‫مجهول وطائش‪ ،‬وفقدان للتوازن االجتامعي‪ ،‬وانهيار‬ ‫كيان دولة عربية كربى كبرية بتاريخها وأمجادها‪،‬‬ ‫كانت عمقاً ألمتها‪ ،‬وأصبحت يف هذا الزمن الرديء‬ ‫ملعباً لتجار الحروب وارتبطت قرساً مبعاهدات أمنية‬ ‫واسرتاتيجية مع املحتل األمرييك‪ ،‬وأصبح املطلوب من‬ ‫العراق يفوق حدود التصور وال يقبل به كل غيور عىل‬ ‫وطنه وأمته‪.‬‬ ‫وما ينقل عن العراق وحالة االستقرار املزعوم تتوىل‬ ‫إخراجه اىل العامل الخارجي رشكات العالقات العامة‬ ‫األمريكية‪ ،‬التي استعانت بها سلطات االحتالل‬ ‫األمرييك قبل ثالث سنوات لخلق انطباع عام يخالف‬ ‫الوقائع ويجايف الحقائق‪ ،‬يف ظل الحشود األمريكية‬ ‫التي تساند العملية السياسية الجارية عىل أرض‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫والعراق اليوم يعاين من نظام الوصاية األمريكية‬ ‫الذي ما زال يفرض تواجده العسكري بعد أن ُص ِنع‬ ‫قانون النفط والغاز من أجل بسط هيمنة كاملة‬ ‫عىل الرثوة البرتولية يف العراق وبرشوط استثنائية‪،‬‬ ‫ال مثيل لها يف أي رشوط أو قواعد حاكمة لعقود‬ ‫واتفاقيات البحث والتنقيب وتقاسم العائد‪ ،‬يف أي‬ ‫دولة من دول العامل‪ ،‬عقود النفط األخرية هي عقود‬ ‫طويلة تستمر لعرشات السنني وسميت باتفاقيات‬ ‫تقاسم اإلنتاج الهادفة اىل خصخصة قطاع النفط‬ ‫ونقل السيطرة عليه اىل الرشكات األجنبية وخاصة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫أما االتفاقية األمنية الطويلة األمد بني العراق‬ ‫والواليات املتحدة أو اتفاقية وضع القوات‪ ،‬فهي تتضمن‬ ‫إطاراً أوسع وأشمل من حدود القواعد العسكرية‬ ‫وصوالً اىل أفق ميتد من األرض واملياه اىل السامء واىل ما‬ ‫يتصل بسيادة القانون واألمن الداخيل وحقوق الحمالت‬ ‫العسكرية الداخلية والخارجية وغريها‪.‬‬ ‫هناك لحظات يف التاريخ تكون فاصلة يف حياة األمم‪،‬‬

‫‪32‬‬

‫ويف هذه اللحظة التي يتوقف عندها مستقبل الشعوب‬ ‫والدولة يربز دور النخب‪ ،‬وهذه اللحظة يعيشها العراق‬ ‫اآلن بعد انتهاء االنتخابات الترشيعية‪ ،‬إذ صدرت بعض‬ ‫األصوات املشككة‪ ،‬يف نتائجها ما يتناقض متاماً مع‬ ‫قبول هؤالء بقواعد اللعبة قبل االنتخابات وكان لهؤالء‬ ‫دوراً مميزاً يف إدارة العملية برمتها واإلعداد لها‪ ،‬كام أن‬ ‫املوازنة يف السياسة تكون دامئاً حول القرار الذي يكون‬ ‫أقل كلفة خاصة يف بلد مثل العراق الذي دفع أمثانا‬ ‫مضاعفة‪ ،‬ومن املدهش أن يكون ذلك هو الثمن الذي هدد‬ ‫به نور املاليك بعد ظهور نتائج االنتخابات‪.‬‬

‫ماذا بعد االنتخابات؟‬ ‫أظهرت نتائج االنتخابات برملاناً(معلقاً) ال غالبية فيه‬ ‫ألي ائتالف انتخايب متكنه من تأليف الحكومة منفرداً‪،‬‬ ‫انتهت االنتخابات وفتحت النتائج التي ترتبت عليها‬ ‫الباب عىل الرئاسات الثالث (الجمهورية والوزارة والربملان)‪،‬‬ ‫فال الرئاسة األوىل مسلم بها مرة أخرى لألكراد‪ ،‬وال‬ ‫رئاسة الوزراء محسومة للامليك‪ ،‬وال لعالوي الذي فجرت‬ ‫قامئته “العراقية” أقوى املفاجآت‪ ،‬وال رئاسة الربملان‬ ‫ُبتّت بعد تجدد النزعة العرقية والرصاع عىل الكرايس‪،‬‬ ‫وأبواب العراق اليوم مفتوحة عىل شتى االحتامالت‬ ‫وأكرثها تفاؤالً قيام حكومة رشاكة وطنية تشبه‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية املنتهية واليتها التي عجزت‬ ‫عن تحقيق املصالحة الحقيقية‪ ،‬وأكرثها تشاؤماً العودة‬ ‫اىل دوامة العنف واالقتتال لتطيح بآمال العراقيني يف‬ ‫وطن جديد‪.‬‬ ‫االنتخابات يف العراق كرست ملوك طوائف وكشفت‬ ‫يف الوقت ذاته أماكن ضعفهم ونقاط قوتهم‪ ،‬نوري‬ ‫املاليك قوي بائتالفه املتامسك وشعبيته املصطنعة‬ ‫ولكنه ضعيف بتحالفاته وبخوف اآلخرين من نزعته اىل‬ ‫التفرد‪.‬‬ ‫واياد عالوي ملك العلامنية القوي بامتداداته العربية‬ ‫والخارجية والذي تم إضعافه لدى غالبية من العراقيني‬ ‫ومحارصته‪ ،‬واألكراد خاصة يخشون رفاق ائتالفه مثل‬ ‫طارق الهاشمي الطامع برئاستهم للعراق وأسامة‬ ‫النجيفي غرميهم يف نينوى‪ ،‬وجالل طالباين القوي‬ ‫برئاسته والضعيف يف كردستانه‪ ،‬البارزاين القوي يف‬ ‫كردستانه والضعيف يف عراقه‪ ،‬أما مقتدى الصدر‬ ‫وعامر الحكيم وإبراهيم الجعفري وجدوا أنفسهم ما بني‬ ‫مطرقة املاليك وسندان عالوي‪.‬‬ ‫هناك ضعف لدى الالعبني يف الداخل‪ ،‬ويف الخارج‬ ‫حالة من االنتظار وكل يديل بدلوه ويحاول ملء الفراغ‬ ‫األمني والسيايس الذي سيخلفه االنسحاب األمرييك‬ ‫املوعود‪ ،‬وهذا الكم الكبري من املصالح املتقاطعة‬

‫واملتضاربة‪ ،‬يكفيان إلبقاء األبواب العراقية مرشعة عىل‬ ‫املجهول‪ ،‬إال إذا عادوا من جديد اىل نظام املحاصصة (ضمن‬ ‫صيغة جديدة)‪ ،‬الداخلية منها والخارجية‪ ،‬وإذا نجحت‬ ‫مثل هذه الصيغة وتوافق الالعبون الخارجيون عليها‪،‬‬ ‫تم‬ ‫ضمن العراقيون والعراق فرتة هدوء واستقرار‪ ،‬وإذا ما ّ‬ ‫اغتنامها من شأنها أن تضع العراق عىل سكة الخالص‪،‬‬ ‫وإال فالضياع التام واتساع دائرة الخطر يف املنطقة‪.‬‬ ‫تقييم التجربة السابقة‬ ‫إن الحديث عن العراق بكلامت براقة ال يكفي وحده‬ ‫إلقناع اآلخرين بحسن النوايا‪ ،‬وبعد االنتخابات بات‬ ‫الحرص عىل حامية التجربة الدميقراطية هو املطلوب‪،‬‬ ‫والحفاظ عىل مصداقية العملية االنتخابية يتم من‬ ‫خالل احرتام صناديق االقرتاع واحرتام نتائج االنتخابات‪،‬‬ ‫وهذا أمر ال يتم من خالل التهديد أو التلويح بالقوة‪ ،‬بل‬ ‫بضامن انتقال السلطة السلمي‪ ،‬والعبور بالعراق اىل‬ ‫بر األمان‪ ،‬وما تم إنجازه يف العراق يعد أمرا هشاً‪ ،‬فهناك‬ ‫االحتقان الطائفي من جهة‪ ،‬واالحتالل األمرييك من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬و األمل الوحيد الذي الح بريقه يف العراق‬ ‫هو نتائج االنتخابات األخرية والتي دلت عىل وعي وطني‪،‬‬ ‫حيث جاءت كمؤرش هام يعد بالكثري إذا ما أحسن‬ ‫الترصف‪.‬‬ ‫وعن تقييمه ألداء حكومة نوري املاليك املنتهية‬ ‫واليتها خالل السنوات املاضية قال نائب الرئيس العراقي‬ ‫طارق الهاشمي (ركزنا يف الحملة االنتخابية عىل ملفات‬ ‫أساسية‪ ،‬اعتربناها تصوراً كبرياً يف إدارة الدولة العراقية‪،‬‬ ‫هي “غياب العدل وموقع العراق يف ملف حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وانتشار ظاهرة الفساد املايل واإلداري‪ ،‬وسوء إدارة الكثري‬ ‫من امللفات التي تعنى بإعادة اإلعامر والتنمية‪ ،‬وهناك‬ ‫قصور شخيص وهناك قصور يف الرؤية‪.‬‬ ‫وللمفارقة نذكر هنا‪ ،‬ما قاله املستشار اإلعالمي‬ ‫لرئيس الوزراء العراقي عيل املوسوي‪( ،‬وفق االتفاقية‬ ‫األمنية التي ُو ّقعت بني الحكومتني العراقية واألمريكية‪:‬‬ ‫أصبح وجود القوات األمريكية يف العراق رشعياً وضمن‬ ‫أطر قانونية‪ ،‬وال يعد احتالالً)‪.‬‬ ‫ويف ذات الوقت عُ قد يف مدينة اسطنبول الرتكية‬ ‫مؤمتراً تحت عنوان “الحملة العاملية ملقاومة العدوان‪،‬‬ ‫وشعارها “قاوم حتى التحرير”‪.‬‬ ‫ويف انتقادات الذعة هي األقوى واألكرث قسوة هاجم‬ ‫مقتدى الصدر رئيس الحكومة العراقية نوري املاليك‬ ‫وقال “تعاملت معهم خالل هذه السنوات تعام ًال أخالقياً‪،‬‬ ‫تعاملوا معي تعام ًال سياسياً منحطاً” وقال”املاليك‬ ‫يكذب ويصدق الكذبة”‪.‬‬ ‫نائب الرئيس األمرييك جو بايدن قال‪“ ،‬الواليات‬ ‫املتحدة ترى أن انتخابات ‪ 7‬آذار كانت عادلة‪ ،‬وأنها تعارض‬ ‫أي جهود غري مرشوعة إللغاء النتائج‪ ،‬ويف حال اندالع‬ ‫أعامل عنف طائفية كربى مجدداً العام القادم‪ ،‬سيكون‬ ‫لدى الواليات املتحدة ‪ 50‬الف جندي يف العراق‪ ،‬وأنها‬ ‫ستدرس أي طلب حكومي للمساعدة‪.‬‬ ‫وقال بايدن إنه “من الرضوري بالنسبة اىل‬ ‫العراق‪ ،‬وجود حكومة ائتالفية واسعة النطاق‬ ‫تجمع الجامعات العرقية واألحزاب الكربى‪ ،‬وتوقع أن‬ ‫يجري تقسيم املناصب الوزارية الكربى بني ائتالف‬ ‫العراقية‪ ،‬واملجلس اإلسالمي األعىل يف العراق‪،‬‬

‫واألحزاب الكردية وائتالف من دولة القانون”‪.‬‬

‫معركة تشكيل الحكومة‬ ‫وحول تشكيل الحكومة قال رئيس املجلس اإلسالمي‬ ‫األعىل عامر الحكيم‪“ :‬نتحدث عن رشاكة وطنية‪ ،‬ال بد‬ ‫أن نضع خارطة طريق لتحالفات ثنائية وثالثية ورباعية‬ ‫ووطنية‪ ،‬وهذه الرشاكة الوطنية ليست إ ّال مجموع هذه‬ ‫اللقاءات واالتصاالت والتحالفات والرؤى الواحدة حول‬ ‫الطاولة املستديرة‪.‬‬ ‫أما نوري املاليك فقال إنه يسعى بالتعاون مع رشكائه‬ ‫يف العملية السياسية لتشكيل حكومة رشاكة‬ ‫وطنية وليس حكومة استحقاق انتخايب تضم جميع‬ ‫رشائح املجتمع العراقي‪.‬‬ ‫والتيار الصدري أصبح العصب املهم لالئتالف الوطني‬ ‫وهو الحاصل عىل أغلب مقاعد االئتالف يف الربملان (‪40‬‬ ‫مقعداً) بينام املجلس اإلسالمي األعىل حصل عىل ‪10‬‬ ‫مقاعد ومثانية مقاعد أخرى ملستقلني داخله‪ ،‬وقال‬ ‫أحد رموز التيار “معروف لدى الجميع أن املاليك ال يلتزم‬ ‫بوعوده التي قطعها هو وفريق عمله”‪.‬‬ ‫وبعد فشل فكرة دمج ائتالف املاليك وائتالف عامر‬ ‫الحكيم ومقتدى الصدر‪ ،‬بادر عامر الحكيم وأعلن‬ ‫برصاحة (بأن الجهود الكبرية التي ُبذلت من أجل أن يكون‬ ‫االئتالفان األكربان يف العراق ضمن خيمة واحدة حالت‬ ‫دونه اعتبارات معينة”‪.‬‬ ‫ومن هنا تربز فكرة الرشاكة الوطنية التي بإمكانها‬ ‫أن تضم بني جناحيها إذا ما تألفت الكتل األربع الرئيسية‬ ‫الفائزة يف االنتخابات العراقية العامة‪ ،‬وتراجع فكرة‬ ‫العودة اىل التحالف السيايس الذي قام بعد االنتخابات‬ ‫الترشيعية األوىل التي جرت يف عام ‪ 2005‬والذي كان‬ ‫أساس الحكم طوال األعوام املاضية‪ ،‬ومن ثم عودة األمور‬ ‫اىل املرحلة الضبابية واختالط األوراق عموماً‪ ،‬وبروز املزيد‬ ‫من العقد أمام املساعي الرامية اىل تقصري الفرتة‬ ‫املتوقعة لتأليف الحكومة العراقية‪.‬‬ ‫والحقاً أقدم “التيار الصدري” عىل خطوة أخرى تنم عن‬ ‫رفضه عودة املاليك اىل سدة رئاسة الحكومة يف العراق‬ ‫وذلك عندما أجرى استفتاء يف قواعده حول من يسمون‬ ‫لرئاسة الحكومة‪ ،‬واضعاً خمسة أسامء هي‪ :‬عالوي من‬ ‫القامئة العراقية واملاليك والسيد جعفر الصدر عن‬ ‫ائتالف دولة القانون وإبراهيم الجعفري وعادل عبد املهدي‬ ‫من االئتالف الوطني‪ ،‬وكانت النتيجة‪ ،‬أن قواعد التيار‬ ‫الصدري جعلت املاليك يف ذيل قامئة األسامء الخمسة‬ ‫وهذا يعني سد الطرق متاماً أمام أي تفكري بعودة املاليك‬ ‫اىل املنصب الذي يشغله منذ خمسة أعوام‪.‬‬ ‫السؤال املطروح بإلحاح هو‪ :‬من هي الشخصية التي‬ ‫ميكن أن تفوز مبوقع رئيس حكومة الرشاكة الوطنية‬ ‫وتنال ثقة الجميع‪ ،‬يف ظل األجواء الحالية الداكنة‪ ،‬هذا‬ ‫السؤال محور كل االتصاالت واللقاءات‪ ،‬واألمر الوحيد‬ ‫املعروف هو أن عملية تشكيل الحكومة بني التجاذبات‬ ‫الدولية واإلقليمية والتناقضات الداخلية وهي مرتبطة‬ ‫برزمة كاملة (رئاسة الجمهورية والربملان والحكومة)‪.‬‬

‫أدهم محمود‬

‫‪33‬‬

‫مقتدى الصدر‬

‫عامر الحكيم‬

‫نور املاليك‬

‫ابرلهيم الجعفري‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫أمين عام الجبهة الشعبية «القيادة العامة» أحمد جبريل لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫وو ِظفت في تغطية التنازالت‬ ‫منظمة التحرير تعاني الشلل ُ‬ ‫يف املشهد اإلقليمي هي حارضة‪،‬‬ ‫فلسطني قضية األمة‪ ،‬والرصاع متواصل‬ ‫وبكافة األشكال‪ ،‬هي قضية أرض احتُلت‬ ‫وشعب ّتم ترشيده بقوة السالح وباملجازر وظلم‬ ‫املجتمع الدويل‪ ،‬والطريق الستعادة الحقوق‬ ‫واضح كالشمس‪.‬‬ ‫إنها الحقيقة‪ ،‬االحتالل يتم طرده بفعل‬ ‫املقاومة وال مكان للضعفاء يف هذا العامل‪،‬‬ ‫املفاوضات أثبتت فشلها ومل يبق هناك أي‬ ‫حجج وذرائع‪ ،‬وال يجوز ألي كان أن ينتقص من‬ ‫الحقوق الوطنية الفلسطينية‪.‬‬ ‫العدو الصهيوين هو املستفيد من‬ ‫حالة االنقسام‪ ،‬ونحن سعينا من أجل إنجاز‬ ‫املصالحة واملدخل الجدي يبدأ بتنفيذ ما ّتم‬ ‫االتفاق عليه يف آذار ‪ 2005‬يف القاهرة لجهة‬ ‫تفعيل وتطوير منظمة التحرير‪ ،‬عىل اعتبار‬ ‫أنها املرجعية لكل املؤسسات مبا فيها‬ ‫السلطة‪ ،‬ومن ّثم وقف املفاوضات العبثية‬ ‫وكافة أشكال التعاون والتنسيق مع الكيان‬ ‫وحكومته‪ ،‬واالنحياز اىل املقاومة عىل اعتبار‬ ‫أنها خيار الشعب الفلسطيني واملطالبة‬ ‫برفع الحصار عن قطاع غزة‪.‬‬ ‫واملنطقة تشهد تحوالت هامة يف سياق‬ ‫الرصاع العريب الصهيوين بعد االنتصار الذي‬ ‫حققته املقاومة بقيادة األخوة يف حزب الله‬ ‫والصمود األسطوري للشعب الفلسطيني‬ ‫يف مواجهة العدوان الصهيوين عىل غزة‪،‬‬ ‫وبذلك فرضت املقاومة وقوى املامنعة يف‬ ‫سوريا وإيران معادلة جديدة تقول‪ ،‬العربدة‬ ‫سقطت اىل غري رجعة‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» حاورت األمني العام‬ ‫للجبهة الشعبية أحمد جربيل يف مختلف‬ ‫تهم فلسطني‪ -‬قضية األمة‪،‬‬ ‫القضايا التي‬ ‫ّ‬ ‫وهنا نص الحوار‪:‬‬ ‫ما الذي يدفع السلطة الفلسطينية اىل الرهان‬ ‫من جديد عىل مفاوضات جديدة وتحت مسميات‬ ‫واهية (مبارشة أوغري مبارشة) يف الوقت الذي‬ ‫يستمر فيه الصهاينة بترسيع خطوات التهويد‬ ‫واالستيطان يف األرايض الفلسطينية املحتلة؟‬ ‫السلطة يف رام الله‪ ،‬ورئيسها السيد محمود‬ ‫عباس‪ ،‬هو يف األساس مل يغادر رهانه عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املفاوضات حتى يعود إليها‪ ،‬وهو لطاملا تحدث ويف‬ ‫العديد من املناسبات أنه متمسك باملفاوضات‪ ،‬وأن‬ ‫ال بديل عنها إ ّال املفاوضات وسيقاتل بالسياسة‪،‬‬ ‫عىل الرغم من إقرار الفريق املحيط به ويف مقدمتهم‬ ‫صائب عريقات عن أن املفاوضات وصلت اىل الطريق‬ ‫املسدود وذهب اىل وصفها بالعبثية‪ ،‬وبقناعتنا‬ ‫ليس هناك من دافع لدى أبو مازن سوى أنه منسجم‬ ‫مع رؤيته السياسية القامئة عىل العداء للمقاومة‬ ‫والتناهي املطلق مع املرشوع األمرييك‪ ،‬وهو بهذا‬ ‫املعنى سيبقى متمسكاً بهذه املفاوضات مهام‬ ‫كان سلوك االحتالل وحكومة الكيان من استباحة‬ ‫وتهويد واستيطان سواء يف مدينة القدس أو يف‬ ‫الضفة الغربية والذي تضاعف منذ أوسلو بصورة‬ ‫غري مسبوقة‪ ،‬ولجنة املتابعة العربية بقرارها تغطية‬ ‫محمود عباس بإجراء مفاوضات غري مبارشة مع‬ ‫حكومة نتنياهو وملدة أربعة أشهر‪ ،‬إمنا تذهب بقرارها‬ ‫اىل أبعد من تغطية هذه املفاوضات العبثية ووقف‬ ‫كل أشكال التطبيع‪ ،‬وعدم خيار املقاومة‪ ،‬ورفع‬ ‫الحصار الجائر عن قطاع غزة‪ ،‬واالرتقاء مبستوى حامية‬ ‫القدس من التهويد من خالل تحمل املسؤولية تجاه‬ ‫نرصة القدس والشعب الفلسطيني بكل السبل‪،‬‬ ‫وكذلك التوجه للحوار مع الجمهورية اإلسالمية يف‬ ‫إيران من أجل تحشيد إمكانيات األمة يف واقعها‬ ‫العريب واإلسالمي من مواجهة التحديات التي‬ ‫يفرضها الصهاينة علينا‪.‬‬ ‫مقولة تجميد االستيطان أو وقفه هي‬ ‫عبارة تحمل يف طياتها الشبهات‪ ،‬فالقضية‬ ‫الفلسطينية قضية حق وهي قضية عاملية‬ ‫ولها جذورها وال يكفي أن تطالب السلطة‬ ‫الفلسطينية أو بعض من النظام الرسمي العريب‬

‫‪34‬‬

‫بوقف االستيطان للرشوع يف جولة جديدة من‬ ‫املفاوضات الواهمة‪ ،‬ما هو موقف الجبهة من‬ ‫املفاوضات أص ًال؟‬ ‫يسعى الصهاينة باستمرار اىل استدراج‬ ‫السلطة ومعظم النظام الرسمي العريب اىل‬ ‫مربعات يفرضها بحكم فرض الواقع‪ ،‬واالستيطان‬ ‫هو الواقع الذي يفرضه الكيان وحكومته عىل أجندة‬ ‫أية مفاوضات ليك يبقيها تدور يف دائرة مفرغة‪،‬‬ ‫فأوسلو قد مىض عليه ما يزيد عىل أكرث من عقد‬ ‫ونصف من الزمن‪ ،‬ومل يعد موجوداً‪ ،‬والضفة الغربية‬ ‫أعيد احتاللها واالستيطان والتهويد مل يتوقف‪،‬‬ ‫واألرسى باآلالف يف سجون االحتالل‪ ،‬فهو قد أنهى‬ ‫الحديث عن مفاوضات الحل النهايئ يف القدس‬ ‫والالجئني والحدود والدولة املستقلة ذات السيادة‪.‬‬ ‫ونجح الكيان يف هذا االستدراج‪ ،‬فنحن ومنذ فرتة‬ ‫طويلة نسمع ونتابع مواقف السلطة يف رام الله‬ ‫ال تتحدث إ ّال عن االستيطان ورضورة وقفه كرشط‬ ‫الستئناف املفاوضات وحتى هذا الرشط سقط‬ ‫بغطاء رسمي عريب يف لجنة املتابعة العربية‪ ،‬والتي‬ ‫منحت التفويض ألبو مازن وبطلب منه شخصياً‪ ،‬ما‬ ‫عدا املوقف العريب السوري الذي رفض هذا التفويض‬ ‫واعترب لجنة املتابعة ال متتلك الصالحية بذلك‪ ،‬وأمتنى‬ ‫أال ُيفهم من هذا العرض إننا نوافق أو نتبنى هذه‬ ‫املفاوضات أو نوافق عليها‪ ،‬فنحن موقفنا واضح‬ ‫من أوسلو وكل السلوك السيايس الذي انتهجته‬ ‫القيادة املنفذة يف منظمة التحرير منذ ما قبل‬ ‫االنخراط الكليّ يف العملية السياسية والسلوك‬ ‫السيايس لهذه القيادة منذ أوائل السبعينات‪.‬‬ ‫ويف العودة للمفاوضات يجب أال ينطيل علينا أن‬ ‫املفاوضات متوقفة‪ ،‬فهي مل تتوقف بني السلطة‬ ‫والكيان عىل كل املستويات وعرب قنوات متعددة‬ ‫أوروبية وأمريكية وحتى يف جزء منها عريب‪ ،‬وإ ّال ملاذا‬ ‫السيد محمود عباس كان بحاجة اىل التفويض من‬ ‫لجنة املتابعة العربية؟‪.‬‬ ‫الحوار الفلسطيني‪ ،‬حالة االنقسام السائدة‪،‬‬ ‫الجدل املستمر يف هذه القضايا مل يصل اىل‬ ‫نتائج‪ ،‬وهناك من يرى يف استمرار هذه الحالة تربة‬ ‫خصبة يستفيد منها العدو الصهيوين‪ ،‬ما الذي‬ ‫يدفع اىل حالة االنقسام ومن املستفيد منها‪،‬‬ ‫وما هي الرشوط الواجبة لطي مرحلة مريرة وفتح‬ ‫صفحة جديدة؟‬ ‫املستفيد من حالة االنقسام هو العدو‬ ‫الصهيوين‪ ،‬فهو يوظف كل يشء ملصلحته‪ ،‬ولكن‬ ‫من يتحمل مسؤولية استمرار هذا الخالف وهذا‬ ‫االنقسام؟ بالتأكيد هي السلطة والسيد محمود‬ ‫عباس من خالل إرصاره عىل فرض اشرتاطاته عىل‬ ‫الفصائل‪ ،‬وهي باملناسبة اشرتاطات أمريكية‪ ،‬فهو‬

‫يطالبنا االعرتاف برشوط الرباعية حيث نبذ اإلرهاب‬ ‫والتي هي بهذا املعنى نبذ املقاومة والتخيل عنها‬ ‫وإسقاطها كخيار للشعب الفلسطيني‪ ،‬باإلضافة‬ ‫اىل ذلك مطالبتنا برضورة االعرتاف باالتفاقات‬ ‫التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬فأية‬ ‫مصالحة ستنجز وفق هذه االشرتاطات ال ميكن أن‬ ‫تكون مصالحة‪ ،‬فالسيد عباس بهذا املعنى يطالبنا‬ ‫بإعالن االستسالم الكيل‪ ،‬فخالل العدوان عىل‬ ‫غزة العام املايض كانوا يستعدون لتوظيف نتائج‬ ‫هذا العدوان لفرض االستسالم باآللة العسكرية‪،‬‬ ‫وعندما فشل العدو‪ ،‬يريدون اليوم فرضها بالسياسة‬ ‫وهذا لن يحصل‪ .‬وهناك فرص حقيقية كانت أمام‬ ‫السلطة من أجل الذهاب مبارشة اىل إنجاز املصالحة‬ ‫والتخلص من الضغوط األمريكية واإلرسائيلية‪،‬‬ ‫فالعدوان عىل غزة كان الفرصة الثمينة واللحظة‬ ‫التاريخية ولكنه بدل توظيف هذا العدوان من أجل‬ ‫التخيل عن املفاوضات وتحقيق املصالحة‪ ،‬ذهب بعيداً‬ ‫اىل اتهام املقاومة وحامس مبسؤولية ما تعرض له‬ ‫القطاع من عدوان‪ ،‬واليوم هناك فرصة حقيقية إثر‬ ‫مامرسات االحتالل من استيطان وتهويد يف القدس‬ ‫والضفة‪ ،‬ولكنهم ال يريدون‪ ،‬فهم ال يرتكون فرصة‬ ‫سياسية إ ّال ويؤكدون عىل متسكهم باملفاوضات‬ ‫عىل عبثيتها‪ ،‬فنشاهدهم يد ّورون الزوايا مع الكيان‬ ‫وحكومته‪ ،‬أما معنا فهم يتشددون ليك ال ينجزوا‬ ‫املصالحة ألن األمرييك واإلرسائييل يرفض ذلك ومينع‬ ‫أبو مازن وسلطته من اإلقدام عليها‪.‬‬ ‫نحن سعينا كثريا من أجل إنجاز املصالحة وإنهاء‬ ‫حالة االنقسام‪ ،‬ولطاملا عملنا عىل تدوير الزوايا‬ ‫منذ العام ‪ 2004‬وحتى اآلن‪ ،‬ولكن بدون نتيجة‬ ‫تذكر بسبب تعنّت السيد عباس وفريقه‪ ،‬ونحن‬ ‫نؤكد أن املدخل الجدي إلنجاز املصالحة يبدأ بتنفيذ‬ ‫ما ّتم االتفاق عليه يف آذار من العام ‪ 2005‬يف‬ ‫القاهرة لجهة تفعيل وتطوير منظمة التحرير‪ ،‬عىل‬ ‫اعتبار أنها املؤسسة املرجعية لكل املؤسسات مبا‬ ‫فيها السلطة‪ .‬فكيف يتم الحديث عن إصالح يف‬ ‫مؤسسات السلطة ومرجعيتها أي املنظمة التي‬ ‫تعاين من الشلل والرتاجع والرتهل‪ ،‬وهي بحاجة اىل‬ ‫إعادة تطوير وتفعيل ويف املقدمة انخراط حركتي‬ ‫حامس والجهاد يف هذه املنظمة‪ ،‬حيث نتابع جميعاً‬ ‫كيف ُو ّظفت وال زالت يف تغطية كل التنازالت التي‬ ‫حصلت ومنذ أوسلو وحتى اآلن‪ ،‬فالسيد أبو مازن‬ ‫يتجاوز كثرياً املنظمة ومؤسسة ما يسمى باللجنة‬ ‫التنفيذية وليس آخرها الذهاب اىل طلب معاودة‬ ‫املفاوضات من لجنة املتابعة العربية التي منحته‬ ‫هذا التفويض‪ ،‬شاهدنا وبحزن كيف أن هذه اللجنة‬ ‫عادت ّ‬ ‫وغطت ووافقت عىل استئناف هذه املفاوضات‬ ‫مرتاجعة عن قرارها السابق‪ ،‬وأن رشط استئناف‬ ‫هذه املفاوضات مرهون بوقف كيل لالستيطان‪ .‬فام‬ ‫الذي حصل؟ ال االستيطان قد توقف وال التنفيذية‬ ‫يف املنظمة قد متسكت مبوقفها؟ فكيف سنذهب‬ ‫اىل هكذا مصالحة وفق هذا السلوك املدان وهذه‬ ‫الرؤية؟‬ ‫من هنا‪ ،‬السبيل الوحيد إلنجاز هذه املصالحة هو‬

‫البدء بتنفيذ اتفاق القاهرة العام ‪ ،2005‬ومن ثم‬ ‫وقف املفاوضات العبثية وكافة أشكال التعاون‬ ‫والتنسيق مع الكيان وحكومته‪ ،‬ويف مقدمتها‬ ‫التعاون األمني وإنهاء مهمة الجرنال األمرييك دايتون‪،‬‬ ‫واالنحياز اىل املقاومة عىل اعتبار أنها خيار الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬واملطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة‪،‬‬ ‫وهذه ليست رشوط بقدر ما هي موجبات الزمة من‬ ‫أجل مواجهة التحديات التي يفرضها االحتالل علينا‬ ‫كفلسطينيني‪ ،‬عىل طريق إعادة االعتبار للقضية‬ ‫الفلسطينية كقضية العرب واملسلمني املركزية‪.‬‬ ‫هل من مبادرات جديدة لرتتيب البيت‬ ‫الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير عىل‬ ‫أسس كفاحية والتمسك بالثوابت‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫أن أثبتت خيار التفاوض فشله؟‬ ‫ليست هناك من مبادرات جديدة‪ ،‬واملطروح‬ ‫علينا هي الورقة املرصية التي تشرتط القيادة‬ ‫املرصية التوقيع عليها دون أي مالحظات وهنا متكن‬ ‫اإلشكالية‪ ،‬وعليه أفق املصالحة وصل اىل طريق‬ ‫مسدود بسبب ما قد تحدثت عنه يف سياق‬ ‫حديثنا‪ ،‬والالعب أو الراعي املرصي يزيد من إغالق لهذا‬ ‫األفق بسبب انحيازه اىل مواقف السلطة والسيد‬ ‫محمود عباس‪ ،‬وهي بهذا املعنى ليست راعي ميكن‬ ‫الركون إليه‪ ،‬لذلك طالبنا بأن تكون الجامعة العربية‬ ‫الراعي لهذا الحوار وهذه املصالحة‪.‬‬ ‫التهديدات اإلرسائيلية تصاعدت قبل فرتة‬ ‫مستهدفة لبنان وسورية وإيران‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫اللهجة أصبحت وتريتها أقل بعد املواقف‬ ‫السورية واإليرانية ورد املقاومة اللبنانية الواضحة‬ ‫بالتصدي للعدوان ونقل املعركة اىل قلب الكيان‪،‬‬ ‫وكان اللقاء الثاليث الذي جمع قادة املقاومة يف‬ ‫هذه األمة يف دمشق محطة فاصلة‪ ،‬والسؤال‬ ‫هل تتوقعون عدواناً صهيونياً جديداً يستهدف‬ ‫لبنان ورسية وإيران؟‬ ‫بدأت املنطقة تشهد تحوالت هامة يف سياق‬ ‫الرصاع العريب الصهيوين بعد االنتصار الذي‬ ‫حققته املقاومة بقيادة اإلخوة يف “حزب الله”‬ ‫يف العام ‪ ،2000‬وتأكيد هذا االنتصار يف آب العام‬ ‫‪ ،2006‬والصمود األسطوري للمقاومة والشعب‬ ‫الفلسطيني يف مواجهة العدوان الصهيوين‬ ‫عىل غزة العام ‪ 2009‬وفشل أهداف هذا العدوان‪،‬‬ ‫وبذلك فرضت املقاومة‪ ،‬قوى املامنعة يف سوريا‬ ‫وإيران معادلة جديدة تقوم عىل أن االعتداء والعدوان‬ ‫والعربدة التي تتّسم بها السياسة التقليدية‬ ‫الصهيونية منذ زرع هذا الكيان فوق أرضنا فلسطني‬ ‫قد سقطت اىل غري رجعة‪ .‬فاملعادلة التي تحدث‬ ‫عنها السيد حسن نرصالله يف مهرجان الشهداء‬ ‫والقمة التاريخية يف دمشق التي جمعت الرئيس‬ ‫السوري الدكتور بشار األسد والرئيس اإليراين‬ ‫أحمدي نجاد والسيد حسن نرصالله‪ ،‬واستكاملها‬ ‫بلقاء األمناء العامني لفصائل املقاومة يف طهران‬ ‫قد أ ّكد لقادة هذا الكيان أن قوة املقاومة واملامنعة‬ ‫مل يعد من السهل االستفراد بأحد أركانها‪ .‬ومنذ‬ ‫تلك القمة الخطاب الناري لقادة هذا الكيان قد‬

‫‪35‬‬

‫اختفى من التداول‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن هذا العدو‬ ‫من املمكن االطمئنان والركون إليه‪ ،‬فهو قد بنى‬ ‫إيديولوجيته وإسرتاتيجيته عىل القتل والعدوان‪،‬‬ ‫وهو قد زرع هذه الثقافة يف مجتمعه عىل مدار ‪61‬‬ ‫عاماً‪ ،‬لذلك علينا أن نبقى عىل جهوزيتنا الدامئة‬ ‫وتطوير قدراتنا ملواجهة أية احتامالت أو حامقات قد‬ ‫ُيق ِدم عليها هذا الكيان وحكومته‪ .‬ويف هذا السياق‬ ‫أؤكد أن محاولة االستفراد بأي طرف من أطراف‬ ‫محور املقاومة واملامنعة مل يعد ممكناً‪ ،‬وهذا ما بدأ‬ ‫العدو ومن خلفه اإلدارة األمريكية يدركانه جيداً‪.‬‬ ‫أنتم يف تحالف القوى الفلسطينية‪ ،‬هل من‬ ‫آفاق جديدة لتطوير آلية العمل بالتعاون مع كافة‬ ‫الفصائل الفلسطينية وصوالً اىل بناء مرجعية‬ ‫جديدة أو إعادة بناء منظمة التحرير عىل أسس‬ ‫جديدة وإعادة تقييم شاملة ملرحلة صعبة يف‬ ‫تاريخ القضية الفلسطينية؟‬ ‫نحن نسعى باستمرار اىل تطوير آليات عمل‬ ‫فصائل التحالف واالرتقاء بها اىل مستوى مي ّكنها‬ ‫من إنجاز الربنامج الوطني‪ ،‬لذلك وخالل الفرتات‬ ‫املاضية عقدنا عدداً من املؤمترات الوطنية لتطوير‬ ‫صيغ وطنية مت ّكنها من مواجهة التحديات التي‬ ‫تواجه قضيتنا يف ظل غياب السلطة واملنظمة‬ ‫بسبب تهشيمها وتوظيفها يف توفري الغطاء‬ ‫ملسلسل الرتاجعات بل والتنازالت التي أقدمت‬ ‫عليها هذه السلطة‪ ،‬لذلك نحن معنيون بتطوير‬ ‫آليات عملنا ليس يف الداخل الفلسطيني فحسب‬ ‫بل يف الشتات حيث التحدي الكبري يف محاوالتهم‬ ‫شطب حق العودة‪ ،‬وما يواجهه أهلنا وشعبنا‬ ‫وتحديداً يف لبنان يف هذا السياق‪ ،‬حيث نتابع عن‬ ‫كثب املحاوالت الهادفة اىل تعريض املخيامت اىل‬ ‫االهتزاز والخطر‪ ،‬حيث مشهد إعادة إعامر مخيم نهر‬ ‫البارد‪ ،‬وعىل الرغم من البدء فيه إ ّال أنه ال يزال بطيئاً‪،‬‬ ‫املطلوب تفعيله وترسيعه‪ ،‬واىل جانبه منح الحقوق‬ ‫املدنية واالجتامعية والسياسية والتملك من قبل‬ ‫الحكومة اللبنانية وهذا األمر ال يعني توطيناً بل‬ ‫مساهمة حادة ومسؤولة من قبل األخوة اللبنانيني‬ ‫يف متكيننا من العودة اىل ديارنا فلسطني‪.‬‬ ‫ويف العودة اىل مسألة تطوير وتفعيل آليات‬ ‫عملنا يف مهمتنا عىل اعتبار أنها مسؤولية‬ ‫وطنية وأخالقية يف ظل غياب مصالحة حقيقية‬ ‫يف الساحة الفلسطينية نتمنى إنجازها رسيعاً ألن‬ ‫حجم التحديات كبرية‪ ،‬وهذا ال يجب أن يفهم عىل‬ ‫أنه خلق بدالئل ملنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ألننا‬ ‫مل نغادرها بل الذي غادرها هو من اغتال ميثاقها‪،‬‬ ‫وانتهك املحرمات الوطنية باسمها منذ أوسلو وحتى‬ ‫اآلن‪ .‬وهنا أعود للقول إن املدخل إلصالح املنظمة هو‬ ‫تطبيق اتفاق القاهرة يف العام ‪ 2005‬تطويراً‬ ‫وتفعي ًال‪ ،‬ودون ذلك علينا أن نبحث عن وسائل‬ ‫وأطر جبهوية وسياسية وتنظيمية اىل حني‬ ‫إصالح املنظمة ومؤسساتها عىل أسس‬ ‫جديدة‪.‬‬

‫حوار محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫الكيان الصهيوني جزء من المنظومة األميركية‬ ‫ترابط استراتيجي وخالف تكتيكي‬ ‫ما يحكم العالقة بني الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫والكيان الصهيوين‪ ،‬هو طبيعة العالقة واملوقع‬ ‫املميز للكيان ضمن االسرتاتيجية األمريكية‬ ‫العامة‪ ،‬والرابط الوثيق والحاسم‪ ،‬والتحالف الراسخ‬ ‫غري القابل للفصل بني الطرفني‪ ،‬وااللتزام األمرييك‬ ‫الثابت واملطلق بأمن الكيان الصهيوين‪ ،‬وجميع هذه‬ ‫املفردات تصف واقعاً قامئاً‪ ،‬والعالقة بينهام ليست‬ ‫عالقة بني دولة وأخرى‪ ،‬بل إنها أعمق من ذلك ألنها‬ ‫عالقة عضوية‪ ،‬وحاجة الواليات للدولة الصهيونية‬ ‫هي حاجة مركزية ذات أهداف راسخة‪.‬‬ ‫والكيان الصهيوين هو قاعدة عسكرية محاطة‬ ‫مبجتمع مي ّوهها‪ ،‬وعندما ق ّررت الواليات املتحدة‬ ‫الحضور العسكري املبارش عىل شكل قواعد‬ ‫عسكرية‪ ،‬ثم عرب احتالل العراق‪ ،‬فهي بذلك كانت‬ ‫تكمل ما تأسس عرب الكيان الصهيوين الذي بات‬ ‫جز ًءا من املنظومة األمنية األمريكية يف املنطقة‬ ‫باإلضافة اىل دوره العسكري املبارش‪ ،‬وبالتايل فإن‬ ‫وجود الدولة الصهيونية مرتبط بالدعم الرأساميل‬ ‫وهي قاعدة وجود الرشكات االحتكارية األمريكية‬ ‫املستقبيل‪ ،‬وهذه ال تستطيع االستقالل وتحقيق‬ ‫تطورها الذايت يف املنطقة بحكم وجودها الشاذ‬ ‫الذي يفرض الحاجة اىل استثامر عسكري ضخم‬ ‫ملواجهة كل املنطقة‪ ،‬وهي بذلك تعيش عىل‬ ‫املساعدات املبارشة وغري املبارشة من الواليات‬ ‫املتحدة وغريها من دول الغرب الرأساميل‪.‬‬ ‫من هنا نرى أن العالقة العضوية ّأسست لتداخل‬ ‫املصالح‪ ،‬وبالتايل باتت الرأساملية الحاكمة يف‬ ‫الدولة الصهيونية جز ًءا من الرأساملية العاملية‪،‬‬ ‫وأي خالف ينشأ سيكون بني رشائح الطبقة ذاتها‬ ‫وليس رصاعاً بني دولتني‪.‬‬ ‫وليس صدفة أن ثالثة أرباع مجلس الشيوخ‬ ‫األمرييك طالب إدارة الرئيس باراك اوباما بالتهدئة‬ ‫مع “إرسائيل” بعد الخالف الذي أثاره القرار اإلرسائييل‬ ‫بناء وحدات استيطانية جديدة يف القدس الرشقية‬ ‫املحتلة‪ ،‬ودعوا اىل تجديد العالقات التي ال تنفصم بني‬ ‫الواليات املتحدة و”إرسائيل”‪ ،‬وجاء يف رسالة هؤالء‬ ‫“نطلب فعل كل ما هو ممكن حتى ال تؤدي التوترات‬ ‫الحالية (مع”إرسائيل”) اىل إلحاق الرضر بالعالقات‬ ‫اإلرسائيلية – األمريكية‪.‬‬

‫مظاهر الخالف بني الواليات‬ ‫املتحدة والكيان الصهيوين‬ ‫وإذا كان موضوع االستيطان هو العنوان الذي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ظهر عىل سطح الخالف األمرييك – اإلرسائييل‬ ‫اىل العلن‪ ،‬إ ّال أن الخالف هو أعمق من ذلك بكثري‪،‬‬ ‫فالذي ينعكس عىل مصالح الواليات املتحدة ليس‬ ‫االستيطان بحد ذاته‪ ،‬بل الفشل األمرييك يف‬ ‫التوصل اىل تسوية شاملة يف املنطقة‪ ،‬وتزامن هذا‬ ‫مع عجز قادة الكيان الصهيوين من فهم التحوالت‬ ‫وقراءاتها‪ ،‬فراهن اليمني عىل إمكان تغيري التصور‬ ‫األمرييك لرشوط استئناف املفاوضات مع السلطة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وذهبت حكومة نتنياهو بعيداً يف‬ ‫رمي املزيد من الكرات يف ملعب السلطة دفعة‬ ‫واحدة وهي تعرف مسبقاً أن السلطة يف وضعها‬ ‫الحايل ال متلك سوى املناشدة‪ ،‬وأن هذه األخطار‬ ‫املتالحقة ستشكل ضغطاً كبرياً وتحميل املنطقة‬ ‫أكرث مام تحتمل‪.‬‬ ‫لقد أصبحت الدولة الصهيونية اليوم عاجزة‬ ‫عن ترويج أفكارها واسرتاتيجياتها أو تربر أفعالها‬ ‫األمنية أو االستيطانية‪ ،‬وهي باتت مكشوفة متاماً‪،‬‬ ‫بعد أن تغيرّ ت معادلة الرأي العام الدويل‪ ،‬وحصارها‬ ‫لغزة أفقدها القدرة عىل اختالق الذرائع‪.‬‬ ‫وليس لليمني اإلرسائييل من برنامج واضح إ ّال‬ ‫إعادة االعتبار للسياسة التوسعية والخروج من‬ ‫مفاعيل خطة االنطواء واالنسحاب األحادي الجانب‪،‬‬ ‫والرئيس األمرييك اوباما اعترب أن السالم لن يكون‬ ‫سه ًال يف ظل حكومة إرسائيلية يرأسها نتنياهو‪،‬‬ ‫وهو ال يبدو منكفئاً أمام الصفعات املتتالية التي‬ ‫يتلقاها من الحكومة اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫إن التفاوت الكبري يف قراءة األولويات بني الواليات‬ ‫املتحدة و”إرسائيل” بالنسبة اىل الرصاع العريب –‬

‫‪36‬‬

‫التي واجهتها يف إقناع حكومة نتنياهو لوقف‬ ‫االستيطان يف الضفة الغربية‪ ،‬أو عىل األخطاء‬ ‫الدبلوماسية التي ارتكبتها تجاه نائب الرئيس‬ ‫األمرييك جو بايدن‪ ،‬بل تتوسع لتشمل التيار‬ ‫املتشدد داخل املجتمع اإلرسائييل والرشذمة‬ ‫السياسية للحياة السياسية بعدما أصبح من‬ ‫املستحيل إمكانية تشكيل أية حكومة إرسائيلية‬ ‫دون التحالف مع األحزاب الدينية املتطرفة مع كل‬ ‫ما يفرض ذلك من التزامات عىل آلية القرار تجاه‬ ‫مستقبل األرايض الفلسطينية املحتلة أو البحث‬ ‫الجدي يف عملية السالم‪.‬‬ ‫هذه هي املعضلة الحقيقية التي ستواجهها‬ ‫إدارة أوباما وال يبدو أنها متتلك اإلرادة والقوة‬ ‫السياسية ملواجهتها بالوسائل الراهنة‪ ،‬وأن بروز‬ ‫املخاطر التي يشكلها التعنت اإلرسائييل عىل‬ ‫املصالح األمريكية يف منطقة الرشق األوسط‬ ‫وعىل حياة الجنود األمريكيني العاملني يف العراق أو‬ ‫أفغانستان من شأنه أن يبدل الرأي العام األمرييك‬ ‫بحيث يرتاجع الدعم الشعبي األمرييك املؤيد لـ‬ ‫“إرسائيل”‪.‬‬

‫األخطاء التي تواجه‬ ‫االسرتاتيجية األمريكية‬ ‫اإلرسائييل يزيد من شأن الخالف بينهام ولكنه مل‬ ‫يصل اىل مستوى األزمة‪ ،‬فالتحالف االسرتاتيجي‬ ‫الراسخ وااللتزام األمرييك بأمن “إرسائيل”‬ ‫بوصفها جزء من املصالح األمريكية الحيوية يف‬ ‫املنطقة والوضع السيايس والحزيب الداخيل يف‬ ‫واشنطن حيث لـ “إرسائيل” حلفاء وأصدقاء أكرث‬ ‫من باراك أوباما حسب تعبري اليوت ابرامز‪ ،‬هذه‬ ‫األسباب تؤجل ولو مؤقتاً أي تداعيات محتملة‬ ‫بني الطرفني بانتظار تبلور موقف أمرييك أكرث‬ ‫قوة حيث أصبح هدف إيجاد حل لقضية الرشق‬ ‫األوسط مصلحة قومية أمريكية‪ ،‬وحيث أضحى‬ ‫االنحياز األمرييك لـ “إرسائيل” ضاراً للمصالح‬ ‫األمريكية يف املنطقة‪ ،‬ولذلك ما تريده أمريكا‬ ‫اليوم من “إرسائيل” هو عدم زعزعة االستقرار يف‬ ‫املنطقة ألنه سيع ّقد أمورها وأوضاعها يف كل‬ ‫الرشق األوسط الكبري‪.‬‬ ‫وعن ماهية التطورات املحتملة يف العالقات‬ ‫األمريكية – اإلرسائيلية‪ ،‬يرى الباحثون والخرباء‪ ،‬أن‬ ‫أمريكا بالنسبة اىل “إرسائيل” هي عقد (بوليصة)‬ ‫تأمني عىل الحياة‪ ،‬وهي تعرف ذلك‪ ،‬وأن “إرسائيل”‬ ‫تعتقد أن أمريكا تحتاج إليها إلقامة التوازن يف‬ ‫املنطقة ولذلك فإنها ال بد أن تتسامح معها إزاء‬ ‫أعامل مرفوضة ومحرجة أمريكياً‪ ،‬لكن املشكلة‬ ‫أن “إرسائيل” التي كانت دامئاً جزءاً من الحل يف‬ ‫املنطقة يف اسرتاتيجية أمريكا قد تصبح جزءاً‬ ‫من املشكلة يف نظر أمريكا إذا مل تراع املصالح‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫ال تتوقف متاعب اإلدارة األمريكية عىل املصاعب‬

‫االسرتاتيجية التي تتبعها إدارة أوباما يف‬ ‫تعاطيها مع التحديات تتسم بالليونة‪ ،‬ما مل متثل‬ ‫خطراً داه ًام عىل املصالح األمريكية والخطر األكرب‬ ‫الذي تواجهه يتمثل يف احتامل حدوث متغري هام‪،‬‬ ‫بأن تقوم حكومة نتنياهو بتوريط اإلدارة األمريكية‬ ‫بحرب ال ميكن تجاهلها‪ ،‬وإلدراك إدارة أوباما لهذا‬ ‫الخطر‪ ،‬أرسلت الجرنال مايكل مولن‪ ،‬رئيس األركان‬ ‫األمرييك اىل “إرسائيل” يف شباط املايض حام ًال‬ ‫رسالة واضحة لقادة “إرسائيل”‪( :‬ليس لديكم‬ ‫تفويض أن تفاجئونا فتنفذوا خطوة عسكرية حيال‬ ‫إيران من دون التنسيق معنا)‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬ماذا لو أن “إرسائيل” دفعت املسارات‬ ‫املختلفة يف املنطقة باتجاه الحرب‪ ،‬وبخاصة أن األمور‬ ‫باتت ناضجة ملثل هذا الحدث‪ ،‬نتيجة إرصار “إرسائيل”‬ ‫عىل تثبيت وقائع نهائية تكرس هيمنتها يف ظل‬ ‫بيئة دولية مواتية؟‬ ‫واملشهد املحتمل يف مثل هذه الحالة‪ ،‬هو الغرق يف‬ ‫حالة من البلبلة يثريها اللويب املؤيد لـ “إرسائيل”‬ ‫والجمهوريني‪ ،‬ويزيدها عمقاً االرتباك الدميقراطي‬ ‫الذي سينحاز حينها اىل توجهات شارعه األمرييك‪،‬‬ ‫والذي سيكون حك ًام مؤيداً لـ “إرسائيل” بفضل‬ ‫تأثري املاكينة اإلعالمية‪ ،‬وهنا هل ستحاول إدارة‬ ‫أوباما إحياء نهج بوش االبن والتعامل بقبضة‬ ‫حديدية مع التحديات العاملية‪.‬‬ ‫ال شك أن االسرتاتيجية األمريكية متر يف هذه‬ ‫املرحلة بأزمة عميقة تبدو أسبابها متعددة‪ ،‬منها‬ ‫توسع طموحات أمريكا مبا يفوق قدرتها يف ظل‬ ‫أزمة مالية دولية تداعياتها ما زالت مستمرة‪.‬‬

‫قلق ومخاوف يف الكيان‬ ‫الصهيوين‬ ‫هناك مخاوف حقيقية يف “إرسائيل” من أن‬ ‫الرئيس باراك أوباما يسعى اىل فرض تسوية دامئة‬ ‫عىل “إرسائيل” للرصاع مع الفلسطينيني يف‬ ‫غضون عامني‪ ،‬فيام أعرب سفراء “إرسائيل” يف دول‬ ‫أوروبية كربى عن قلقهم من تبني االتحاد األورويب‬ ‫مواقف أكرث تشدداً إزاء “إرسائيل”‪ ،‬عىل خلفية‬ ‫األزمة اإلرسائيلية – األمريكية‪ ،‬ووصفت مطالب‬ ‫أوباما من “إرسائيل” بـ (قمة جبل جليدي) يكمن‬ ‫وراءه تحول دراماتييك يف السياسة األمريكية تجاه‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬من خالل تناول املفاوضات غري املبارشة‬ ‫يف القضايا الجوهرية وهو ما يعني فرض تسوية‬ ‫عىل الطرفني‪.‬‬ ‫ومعلوم أن إدارة أوباما حاولت منذ اللحظة األوىل‬ ‫لتوليها الحكم يف واشنطن اإلشارة اىل أنها بصدد‬ ‫تغيري السياسة التي انتهجها الرئيس بوش االبن‬ ‫وقادت اىل الوضع القائم املأزوم يف العالقة مع‬ ‫أغلب شعوب األرض‪ ،‬ورأت هذه اإلدارة أن أحد أهم‬ ‫مداخل التغيري هو السعي إلبرام اتفاق سالم بني‬ ‫“إرسائيل” والسلطة الفلسطينية‪ ،‬ما قد يسهم‬ ‫يف تغيري املناخ اإلقليمي وتوفري أرضية أفضل لدور‬ ‫أمرييك بارز‪ ،‬غري أن يف تل أبيب حكومة أخرى ترى‬ ‫أن بوسعها ليس فقط إدارة شؤون محيطها‪ ،‬وإمنا‬ ‫إدارة شؤون أمريكا والعامل بسبب وجود نتنياهو‬ ‫األشد ميينية يف الفكر الصهيوين‪ ،‬وهناك الفاشية‬ ‫الجديدة ممثلة بأفيغدور ليربمان وغريهم‪.‬‬ ‫الحكومة اإلرسائيلية تؤرقها أوهام االستغناء عن‬ ‫واشنطن‪ ،‬لذلك أوعزت اىل نخبة من كبار املعلقني‬ ‫لتسليط الضوء (عىل طبيعة وعمق وحيوية شبكة‬ ‫املصالح االقتصادية والسياسة واألمنية التي‬ ‫تجنيها “إرسائيل” من عالقتها مع الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫واملساعدة العسكرية التي تتلقاها “إرسائيل” هي‬ ‫محض مساعدة اقتصادية بكل معنى الكلمة‪ ،‬وأن‬ ‫الذخر السيايس ذا املعنى األكرب‪ ،‬الجارف واألكرث‬ ‫عمقاً الذي يسمح لإلرسائيليني بإبقاء دولتهم يف‬ ‫املنطقة املشوية بالنزاع والعنف هنا‪ ،‬يرتبط بالتامثل‬ ‫التام مع أمريكا ومع السرتة الواقية التي توفرها‪.‬‬ ‫إن دولة “إرسائيل” تعرف كيف تخرج اىل الحروب‬ ‫وحدها‪ ،‬لكنها ال تعرف كيف تنهيها من دون‬ ‫األمريكيني وهذا ما يسمونه‪ ،‬بالتعلق االسرتاتيجي‪.‬‬ ‫جوهر الخالف بني “إرسائيل” وإدارة أوباما أكرب من‬ ‫الرفض اإلرسائييل بتجميد البناء يف املستوطنات‬ ‫اليهودية يف الضفة الغربية والقدس الرشقية‪،‬‬ ‫وبات يشمل نقاطاً كثرية وجذرية تطاول موضوع‬ ‫الرصاع العريب‪ -‬اإلرسائييل‪ ،‬واالنعكاسات السلبية‬ ‫للسياسات اإلرسائيلية يف املنطقة عىل الدور‬ ‫األمرييك يف الرشق األوسط‪ ،‬وإذا كان الكالم‬ ‫الرسمي العلني األمرييك ما زال يشدد عىل‬ ‫التحالف التاريخي بني الواليات املتحدة و”إرسائيل”‪،‬‬ ‫فإن مثة كالماً أمريكياً مختلفاً عن الثمن السلبي‬

‫‪37‬‬

‫للرشاكة مع “إرسائيل” بعضه علني وأكرثه‬ ‫رسي‪ ،‬ومل يعد التباين محصوراً يف وجهات النظر‬ ‫بني القيادة السياسية للبيت األبيض والقيادة‬ ‫السياسية يف “إرسائيل”‪ ،‬وإمنا بات املوقف النقدي‬ ‫ينترش وسط القيادة العسكرية األمريكية‪ ،‬مروراً‬ ‫بديفيد بيرتايوس رئيس القيادة املركزية األمريكية‬ ‫املسؤول عن الرشق األوسط‪ ،‬فقد قال أمام لجنة‬ ‫القوات املسلحة يف مجلس الشيوخ‪”:‬إن العداوة بني‬ ‫“إرسائيل” ودول املنطقة بدأت تش ّكل تحدياً ملصالح‬ ‫الواليات املتحدة يف املنطقة‪ ،‬والنزاع الفلسطيني‪-‬‬ ‫اإلرسائييل يؤجج مشاعر العداء‪ ،‬وينزع رشعية‬ ‫األنظمة يف الدول العربية املعتدلة”‪.‬‬ ‫وحول العالقات األمريكية ‪ -‬اإلرسائيلية‬ ‫قالت وزيرة الخارجية األمريكية هيالري كلينتون‪:‬‬ ‫“التهديدات والتحديات التي تواجه “إرسائيل” هي‬ ‫الدميوغرافيا واإليدولوجيا وتكنولوجيا الحرب) وكلها‬ ‫تعني أن الوضع الراهن لن يدوم‪.‬‬ ‫ودعا مستشار املوفد األمرييك الخاص اىل الرشق‬ ‫األوسط السفري السابق يف تل أبيب مارتن أنديك‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية نتنياهو اىل حسم‬ ‫خياره بني مواجهة أوباما أو دفع عملية السالم‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وقال أنديك‪“ :‬إذا كانت “إرسائيل”‬ ‫دولة عظمى ليست يف حاجة اىل حامية الواليات‬ ‫املتحدة التي تعمل عىل عزل إيران وتضغط عليها‪،‬‬ ‫فليكن ولتفعل ما تشاء‪ ...‬لكن إذا أردتم الواليات‬ ‫املتحدة اىل جانبكم عليكم أن تأخذوا يف االعتبار‬ ‫املصالح األمريكية)‪.‬‬ ‫وزير الحرب اإلرسائييل إيهود باراك اقرتح أن تخرج‬ ‫حكومته من مأزقها مع اإلدارة األمريكية بطرح‬ ‫مبادرة سالم إرسائيلية تتضمن (حلوالًَ إبداعية)‬ ‫للقضايا الجوهرية لتسوية الرصاع اإلرسائييل –‬ ‫الفلسطيني وقال‪ ،‬إن أزمة كهذه تلحق رضراً كبرياً‬ ‫باملصالح اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫ما يجري بني الواليات املتحدة والكيان الصهيوين‬ ‫هو خالف تكتييك يتعلق باملصالح األمريكية يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وتحاول إدارة أوباما إصالح ما أفسده بوش‬ ‫االبن يف املنطقة لعلها تخرج بأقل التكاليف‬ ‫املتعلقة‬ ‫االستحقاقات‬ ‫ومواجهة‬ ‫املمكنة‪،‬‬ ‫باالنسحاب من العراق شك ًال والبقاء فيه مضموناً‬ ‫من خالل ربط العراق بتبعية اسرتاتيجية طويلة‬ ‫األمد بعد أن تحققت أهداف الغزو األمرييك للعراق‪.‬‬ ‫الخالف بني الرشكاء هو شكيل ومرحيل‬ ‫وتكتييك‪ ،‬والرتابط العضوي هو األصل وكل ما يف‬ ‫األمر هو عملية تغيري يف املهام املنوطة بالكيان‬ ‫الصهيوين من رأس حربة يف املنطقة اىل مكمل‬ ‫وتابع لالسرتاتيجية األمريكية األوسع‪.‬‬ ‫أما كيف ميكن تسوية الخالف عىل حساب من؟‬ ‫نسأل هنا من هو الطرف األضعف يف املنطقة‬ ‫فهو الوحيد الذي سيدفع مثن التسوية القادمة‪،‬‬ ‫واملرحلة دقيقة جداً واالستحقاقات كبرية‪ ،‬ورشارة‬ ‫واحدة كفيلة يخلط األوراق من جديد‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫تهود الضفة الغربية‬ ‫«إسرائيل» ّ‬ ‫وفلسطين أمام نكبة جديدة‬ ‫تثبت الوقائع وبالدليل امللموس واملوثق‪،‬‬ ‫بأن الحديث عن السالم يف املنطقة‪ ،‬هو‬ ‫مجرد عبارة استهالكية لزرع الوهم وهو‬ ‫أحد فنون التضليل التي برع يف إخراجها‬ ‫كل من تآمر عىل القضية الفلسطينية‬ ‫وساهم يف ترشيد شعب بأكمله‪،‬‬ ‫واألدهى من ذلك واألشد مرارة‪ ،‬أن يتحول‬ ‫الحديث عن السالم اىل مادة إعالمية‬ ‫دسمة تتشدق بها وسائل اإلعالم العاملية‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬وحتى بعض من أصحاب‬ ‫القضية ذاتها‪.‬‬ ‫إنه ألمر محزن للغاية أن تضيع‬ ‫التضحيات الكبرية التي قدمها أبناء‬ ‫أمتنا خدمة لهدف التحرير واستعادة‬ ‫الحقوق‪ ،‬لتصبح مجرد ورقة بنكبة يتم‬ ‫تقدميها اىل الدول املانحة‪ ،‬لتمنّ عىل‬ ‫(أصحاب التسوية املفرتضة) باملساعدة‬ ‫التي هي أص ًال من نتاج عمليات النهب‬ ‫االستعامري لخريات ومقدرات بالدنا وتحت‬ ‫مسميات واهية‪.‬‬ ‫ومن الوهم أيضاً أن يبيعنا سادة األبيض بعض من العناوين لالستمرار‬ ‫يف عملية التضليل‪ ،‬حل الدولتني الذي يتحدثون عنه‪ ،‬رفضه قادة الكيان‬ ‫وبكل وضوح‪ ،‬و ُيطلب منا أن نصدق ما يقولونه! هم يتحدثون عن قيام‬ ‫دولة غري معروفة الحدود والسكان‪.‬‬ ‫واليشء الوحيد الواضح الذي يتوافق عليه سادة البيت األبيض‬ ‫ورشكائهم الصهاينة هو يهودية الكيان “إرسائيل” ويعني أن تكون هذه‬ ‫الدولة لليهود دون سواهم كام تعني ضمناً ترحيل الفلسطينيني أو من‬ ‫بقي عىل أرض فلسطني ‪ ،1948‬والسؤال اىل أين سيذهب هؤالء؟‬ ‫يف املايض كان الحديث عن دولة يهودية أو “يهودية إرسائيل” كالماً‬ ‫نظرياً وبانتظار الفرصة املناسبة لتنفيذه عملياً حتى جاء األمر‬ ‫العسكري الصهيوين الجديد يف الضفة الغربية املحتلة القانون (رقم‬ ‫‪ )1650‬ليزيل بعض الغموض يف ما تنوي تطبيقه دولة الكيان‪ ،‬فاألمر‬ ‫الذي أصدره الجرنال غادي شامين مل يكن إجراء أمنياً احرتازياً يهدف‬ ‫اىل طرد املعرتضني واملدافعني عن أرضهم وقراهم يف بلعني ونعلني‬ ‫يف الضفة الغربية املحتلة‪ ،‬بل فع ًال سياسياً قد يحدد حدود الكيان‬ ‫الصهيوين برتحيل جديد وميهد األرض الستيطان يهودي جديد‪.‬‬ ‫والقرار الصهيوين الجديد‪ ،‬يتحدث عن (تنقية الضفة من املتسللني)‬ ‫ويقصد بذلك أبناء غزة املقيمني يف الضفة الغربية ويف ذلك إسقاط‬ ‫ملبدأ وحدة األرض ووحدة أرض الدولة الفلسطينية املوعودة‪ ،‬واملقصود‬ ‫أيضاً أبناء القدس املقيمون يف الضفة والهدف من ذلك برت أصول املزيد‬ ‫من املقدسيني لتسهيل تهويد املدينة وإحداث غلبة دميوغرافية يهودية‬ ‫فيها‪ ،‬واملقصود األزواج األجانب للفلسطينيني‪ ،‬ويف ذلك رضب ألبسط‬ ‫حقوق اإلنسان وتفتيت عائالت فلسطينية‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف هذا القرار يصبح أبناء مخيامت‬ ‫الالجئني عام ‪ 1948‬واملنترشين يف أنحاء‬ ‫الضفة (متسللني)‪ ،‬كونهم ال يتحدرون‬ ‫من بلدات الضفة أو قراها‪ ،‬ويصري كل‬ ‫من أرغم عىل تغيري مكان سكنه الجديد‪،‬‬ ‫مطارداً أو مهدداً‪ ،‬وهكذا يتحول عرشات‬ ‫آالف الفلسطينيني اىل مشاريع الجئني‬ ‫جدد‪ ،‬ويضاف إليهم عرشات آالف آخرين‬ ‫مرشحني للرحيل بفعل الحصار والتجويع‬ ‫وفقدان األمل باملستقبل‪.‬‬ ‫عملية االستيطان والتهويد متواصلة‬ ‫أمام سمع وبرص العامل أجمع‪ ،‬وعملية‬ ‫مصادرة األرايض مستمرة‪ ،‬واليوم قرار‬ ‫برتحيل عرشات آالف الفلسطينني وغداً‬ ‫قرارات جديدة‪ ،‬وقادة الكيان الصهيوين‬ ‫أمثال نتنياهو وزمرته يفصحون عن‬ ‫حقيقة راسخة يف أذهانهم وأذهان‬ ‫أسالفهم بأن (أرض الضفة الغربية‬ ‫يهودية)‪.‬‬ ‫وأمام هذه الوقائع‪ ،‬ويف الصورة املقابلة‪ ،‬يستمر حال االنقسام يف‬ ‫الساحة الفلسطينية باإلضافة اىل عجز النظام الرسمي العريب عن‬ ‫الفعل‪ ،‬وهكذا فإن الرد عىل القرار اإلرسائييل بطرد عرشات اآلالف من‬ ‫الفلسطينيني من أرضهم وديارهم بذريعة مخالفتهم رشوط اإلقامة‬ ‫ّ‬ ‫ظل يف دائرة اجتامع املندوبني الدامئني يف الجامعة العربية العاجزة إ ّال‬ ‫من لسانها و ُت ِرك األمني العام ُيعلن مطالبتهم بانعقاد فوري للجمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة‪ ،‬التي ال متلك حق القرار‪.‬‬ ‫فلسطني اليوم محارصة وجريحة‪ ،‬و”إرسائيل” ال تسمح لإلدارة‬ ‫األمريكية أن تتخذ موقفاً يغاير السياسة الرسمية التي يقررها اآلن‬ ‫وحوش املستوطنني الذين باتوا يف موقع القرار‪ ،‬وفلسطني هي املرآة‬ ‫تم تدجينها وبعد أن أعطيت صفة‬ ‫العاكسة لحال األمة العربية بعد أن ّ‬ ‫رسمية أسوة بأهل النظام الرسمي العريب حيث كانت البدايات مغرية‪،‬‬ ‫وقع البعض يف املحظور وبدأت مفاوضات ال جدوى منها‪ ،‬أعطت العدو‬ ‫مزيداً من الوقت ليتمكن من ترسيع االستيطان وتثبيت وقائع جديدة‬ ‫عىل األرض ال تسمح بقيام أي كيان فلسطيني عليها‪.‬‬ ‫وإذا أضفنا اىل هذا املشهد السيايس العام ما يؤسسه الجرنال‬ ‫األمرييك دايتون من قوة فلسطينية عسكرية تابعة ملرشوع تصفية‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬يف مواجهة كل من زالت تخول له نفسه‪،‬‬ ‫العمل عىل تحرير فلسطني بأي وسيلة من الوسائل‪ ،‬ونحن أمام مرشوع‬ ‫محدود يتخذ مرسحاً له عىل ما تبقى من الضفة الغربية‪ ،‬وليس لحل‬ ‫القضية ح ًال سياسياً عادالً وشام ًال ومؤسساً عىل الحقوق التاريخية‪.‬‬ ‫ويف املشهد اليوم نرى الرئيس األمرييك باراك أوباما يجدّ د الرشاكة‬ ‫االسرتاتيجية مع “إرسائيل” حيث هنأ الحكومة اإلرسائيلية والشعب‬ ‫اإلرسائييل يف الذكرى الثانية والستني إلنشاء الكيان‪ ،‬معيداً التأكيد‬

‫‪38‬‬

‫عىل العالقة املميزة بني الدولتني وقال يف بيان‪”:‬بعد دقائق من إعالن‬ ‫ديفيد بن غوريون استقالل “إرسائيل” محققاً حلم إقامة دولة للشعب‬ ‫اليهودي‪ ،‬كانت الواليات املتحدة أول دولة تعرتف بـ “إرسائيل”‪ ،‬وحتى‬ ‫يومنا هذا مازلنا نتشارك رابطا قوياً ال ينكرس من الصداقة بني بلدينا‪،‬‬ ‫استناداً اىل التزام الواليات املتحدة الدائم تجاه أمن “إرسائيل”‪.‬‬ ‫وشدّ د أوباما عىل أن “إرسائيل ال تزال رشيكنا املهم وحليفنا‬ ‫االسرتاتيجي الرئييس يف الرشق األوسط‪ ،‬وأنا واثق بأن عالقتنا املميزة‬ ‫ستعزز يف األشهر والسنوات املقبلة)‪.‬‬ ‫وقادة الكيان الصهيوين ما زالوا يرفضون مطالب أوباما املتعلقة‬ ‫بسبب مطالبه تلك‪ ،‬وأدىل‬ ‫بوقف االستيطان وهم ينتقدونه (أوباما)‬ ‫نتنياهو بترصيحات خاصة يف شبكة التلفزيون األمريكية (ايه يب يس)‬ ‫“انتقد الرئيس أوباما ومطالبته وقف االستيطان يف القدس الرشقية‬ ‫بأنها بعيدة عن املنطق‪ ،‬ويستحيل أن تقبل به “إرسائيل”‪ ،‬واستغل‬ ‫نتنياهو الذكرى الـ (‪ )62‬لنشوء الكيان ملهاجمة اإلدارة األمريكية وتجديد‬ ‫رفضه ملطلب تقسيم القدس املحتلة‪ ،‬وقال‪“ :‬ال تثقوا مبساعدة الغرباء‬ ‫الذي يقدمون (الصدقات املهينة)”‪.‬‬ ‫لقد نظر الرئيس األمرييك باراك أوباما ومساعدوه اىل تسوية‬ ‫الرصاع اإلرسائييل – الفلسطيني‪ ،‬وليس اىل العالقة مع “إرسائيل”‪،‬‬ ‫عىل أنها واحدة من مصالح األمن القومي األساسية للواليات املتحدة‪،‬‬ ‫ولقد أعلنها رصاحة الجرنال ديفيد اتش برتايوس‪ ،‬قائد القيادة الوسطى‬ ‫للجيش األمرييك‪ ،‬يف شهادة أخرية يف الكونغرس حني قال‪”:‬الرصاع‬ ‫يذيك شعوراً معادياً ألمريكا نظراً لتفهم املحسوبية األمريكية‬ ‫تجاه “إرسائيل” وأثارت تعليقاته الدهشة داخل الدوائر الرسمية يف‬ ‫واشنطن وخارجها‪ ،‬ألنها تشري اىل أن مسؤولني عسكريني أمريكيني‬ ‫يتبنون الفكرة التي تقول أن الفشل يف حل الرصاع قد بدأ يعرض حياة‬ ‫األمريكيني للخطر‪.‬‬ ‫الرد الحقيقي للحكومة اإلرسائيلية عىل املطالب األمريكية األخرية‬ ‫بشأن تجميد البناء يف القدس الرشقية املحتلة كسبيل ملعاودة املفاوضات‬ ‫مع الفلسطينيني جاء عىل لسان وزير الخارجية اإلرسائيلية افيغدور‬ ‫ليربمان وزعيم حرب (إرسائيل بيتنا) الذي قال‪ :‬أنه ال يؤمن قط بخطة‬ ‫املوفد األمرييك جورج ميتشل وأن فكرة دولتني لشعبني هي فكرة غري‬ ‫واقعية‪ ،‬أما الحل الواقعي الوحيد يف نظره فهو تسوية النزاع عىل أساس‬ ‫تبادل أرايض وتبادل السكان”‪ ،‬وهو ال يجد أي غضاضة يف نقل السكان‬ ‫العرب يف “إرسائيل” اىل السيادة الفلسطينية‪ ،‬مقابل تحقيق السيادة‬

‫اإلرسائيلية عىل الكتل االستيطانية الكربى يف الضفة الغربية‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني تهويد فلسطني بالكامل وطرد ما تبقى من فلسطني (‪)1948‬‬ ‫مبوازاة القرار العسكري الصادر (تنقية الضفة من املتسللني!)‪.‬‬ ‫يف واقعنا اليوم هناك متغريات رئيسية يجدر االنتباه إليها تتحكم‬ ‫بقوة الواليات املتحدة ومدى التزامها بـ “إرسائيل”‪ ،‬وتنجم هذه التطورات‬ ‫عن وقائع مستقلة عن الرغبة األمريكية‪ ،‬أن الواليات املتحدة يف‬ ‫طريقها لالنسحاب من نقاط ساخنة بسبب حريب العراق وأفغانستان‪،‬‬ ‫وبدأت الواليات املتحدة تفقد قدرتها عىل التحكم مبفاتيح العامل‬ ‫واضطراباته‪ ،‬هذا التغيري يقلق “إرسائيل” التي ربطت مصريها حتى اآلن‬ ‫بالدعم األمرييك‪.‬‬ ‫لكن “إرسائيل” مل تستسلم لهذا التغيري‪ ،‬فهي أيضاً ُتخضع الواليات‬ ‫املتحدة لضغوط عالية التأثري‪ ،‬فمن خالل الكونغرس األمرييك ودور‬ ‫القوى املؤيدة لـ “إرسائيل” فيه‪ ،‬لن تكون إدارة أوباما قادرة عىل التحرك‬ ‫باستقاللية عىل رغم حاجتها املاسة اىل هذا التحرك‪ ،‬يف ظل الظروف‬ ‫الراهنة والتغيريات الكونية‪.‬‬ ‫منطقتنا متر بأزمة كبرية‪ ،‬لهذا تتزايد يف املدى املنظور احتامل وقوع‬ ‫مفاجأة كبرية قد تعيد خلط وترتيب األوراق من جديد واصطفاف القوى‪،‬‬ ‫وليس واضحاً شكل النتيجة ومداها‪ ،‬ولكن الواضح أن منطقتنا لن‬ ‫تستقر أو تهدأ يف ظل استيالء “إرسائيل” عىل األرض العربية ويف‬ ‫ظل سياسية تهجري واقتالع الشعب الفلسطيني ومحاولة تصفية‬ ‫قضيته‪.‬‬ ‫باملقاومة وحدها مننع تصدير األزمة اإلرسائيلية والحد من مقدرة‬ ‫“إرسائيل” عىل تهويد األرض واقتالع السكان‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫ساركوزي يفتتح أولى الهزائم االنتخابية‬ ‫دوفيلبان ينافسه حزبياً ورئاسياً‬ ‫“لقد عربتم عن رأيكم ومن واجبي االستامع‬ ‫إليه”‪ ،‬بهذه العبارات بدأ الرئيس الفرنيس نيكوال‬ ‫ساركوزي أول ترصيح له منذ هزمية اليمني يف‬ ‫انتخابات املناطق‪ .‬فساركوزي‪ ،‬الذي مل يتحدث‬ ‫عن هزمية حزبه‪ ،‬بدا واضحاً عليه االنزعاج مام آلت‬ ‫إليه األمور‪ ،‬كام بدا واضحاً أنه ال ميلك خيارات‬ ‫كثرية‪ ،‬فإما أن يرتاجع عن سياسته واسرتاتيجيته‬ ‫يف الحكم‪ ،‬مام قد يرهن مستقبله السيايس‬ ‫ومستقبل أغلبيته الربملانية أو يواصل اإلصالحات‬ ‫ويجدد الوعود ويتحمل بالتايل مسؤولياته أمام‬ ‫الناخبني الفرنسيني‪.‬‬ ‫لقد كان اليمني الفرنيس ورئيسه يظنان أن‬ ‫الهزمية ستلحق بصفوف الحزب االشرتايك‪ ،‬وأنه‬ ‫سينتزع من هذا الحزب مثانية أقاليم ع‍ىل األقل‬ ‫لكن نتائج انتخابات الدورة الثانية أظهرت أن‬ ‫تحالف األكرثية الرئاسية قد تلقى رضبة قاسية‪،‬‬ ‫وبالتزامن أظهرت استطالعات للرأي أن مارتني‬ ‫أوبري زعيمة الحزب االشرتايك ميكن أن تهزم‬ ‫ساركوزي يف االنتخابات الرئاسية املقبلة‪ ،‬وبفارق‬ ‫كبري يف حال جرت االنتخابات الرئاسية اليوم‪.‬‬ ‫وتزامن إجراء االستطالع مع إعالن دو فيلبان‬ ‫خصم ساركوزي اللدود عن املؤمتر التأسييس‬ ‫لحزبه‪ ،‬وأيضاً مع إعالن اليمني الجديد‪ ،‬املتحالف‬ ‫مع ساركوزي يف قوامئه االنتخابية‪ ،‬عن مؤمتر‬ ‫الصيف املقبل لتشكيل حزب جديد يهدف الختيار‬ ‫مرشح للرئاسة‪ ،‬وبرر اليمني الوسط ابتعاده‬ ‫عن حزب االتحاد من أجل حركة شعبية‪ ،‬حزب‬ ‫ساركوزي‪ ،‬بالخالف حول الكثري من اإلصالحات‬ ‫التي يريد ساركوزي إجراؤها من اآلن وحتى نهاية‬ ‫والية الرئيس الحايل يف عام ‪.2012‬‬ ‫ويرى أنصار دو فيلبان أن الهزمية االنتخابية مل‬ ‫تلحق باألكرثية النيابية‪ ،‬بل بالرئيس ساركوزي‬ ‫نفسه‪ ،‬وبالتايل يجب عىل اليمني أن يجد مرشحاً‬ ‫آخر لالنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫وأجرى الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي‬ ‫تعدي ًال حكومياً محدوداً شمل وزيراً مثرياً للجدل‬ ‫منخرطاً يف خطة إلصالح نظام املعاشات‪ ،‬وذلك‬ ‫غداة هزمية قاسية لحزبه الحاكم “االتحاد من أجل‬ ‫حركة شعبية” أمام املرشحني االشرتاكيني‬ ‫وحلفائهم من اليسار‪.‬‬ ‫وعزل ساركوزي وزير العمل كسافيي داركوس‪،‬‬ ‫وعني محله وزير املوازنة إيريك فريت‪ ،‬كام عني‬ ‫وكيلني لوزارة العمل والشباب‪ ،‬يف تعديل قال‬ ‫الحزب االشرتايك إنه بال قيمة‪.‬‬ ‫وكان يفرتض يف داركوس أن يقود يف وقت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الحق من العام مفاوضات مع النقابات حول‬ ‫خطة مثرية للجدل لهيكلة نظام معاشات‬ ‫القطاع العام الذي يعتربه ساركوزي حجر الزاوية‬ ‫لرئاسته‪.‬‬ ‫وبات الحزب الحاكم يسيطر عىل إقليم واحد من‬ ‫فرنسا القارية هو األلزاس إضافة إىل كورسيكا‪،‬‬ ‫ومل يحصل إال عىل ‪ %36‬من األصوات مقابل ‪%54‬‬ ‫لليسار الذي حقق أفضل نتائجه يف ‪ 52‬عاماً‪.‬‬ ‫هذا وقال ‪ %58‬من املشاركني يف استطالع‬ ‫للرأي إنهم ال يريدون ترشح ساركوزي للرئاسة‬ ‫ثانية‪ ،‬يف حني قال ‪ %71‬يف استطالع آخر إنهم‬ ‫يريدون من الحكومة تغيري سياساتها‪.‬‬ ‫وأعلن القيادي البارز يف الحزب الحاكم دومينيك‬ ‫دوفيلبان أنه سيشكل حزباً جديداً ينافس به‬ ‫ساركوزي يف انتخابات ‪.2012‬‬ ‫وتعطي النتائج الحزب االشرتايك دفعة قوية‬ ‫قبل انتخابات ‪ ،2012‬لكن االشرتاكيني ما زالوا‬ ‫يعانون االنقسامات‪ ،‬وليس هناك مرشح واضح‬ ‫لهم ينافس ساركوزي إن ترشح ثانية‪.‬‬ ‫وذ ّكر الرئيس السابق للحزب االشرتايك‬ ‫فرانسوا هوالند زمالءه بقوله “لقد فزنا مبثل هذا‬ ‫العدد من األقاليم عام ‪ ،2004‬لكننا عجزنا عن‬ ‫الفوز باالنتخابات الرئاسية»‪.‬‬ ‫ظن الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي أن‬ ‫العام الحايل سيكون أفضل من الذي سبقه‪ ،‬وأن‬ ‫األسوأ بات خلفه‪ .‬وأن عام ‪ 2010‬سيسمح له‬

‫‪40‬‬

‫بتحسني صورته لدى مواطنيه وبالتايل سيزيد‬ ‫من شعبيته‪ .‬ولكن الشهر األول من بداية العام‪،‬‬ ‫جاء مخيباً آلمال سيد قرص اإلليزيه‪ .‬وأظهر أن‬ ‫اآليت قد يكون أعظم‪.‬‬ ‫فقد أطاح األسبوع األخري من الشهر املايض‬ ‫بكل الجهود اإلعالمية التي بذلها نيكوال ساركوزي‬ ‫إلعادة تلميع صورته وت ّوجها باملقابلة التلفزيونية‬ ‫مع القناة األوىل‪ ،‬فعوض أن يظهر بصورة الرئيس‬ ‫القادر عىل تجميع الفرنسيني من حوله‪ ،‬بدت‬ ‫طائرة حزبه من دون طيار‪ ،‬واألصوات املتناقضة‬ ‫تصدر عن وزرائه‪.‬‬ ‫وبدا الرئيس‪ ،‬وخصوصاً بعد استئناف الحكم‬ ‫ضد دومينيك دو فيلبان‪ ،‬لدى جزء كبري من‬ ‫الفرنسيني بأنه غري قادر عىل تجميع وتوحيد‬ ‫أنصاره‪ ،‬وبات بعيداً ذلك اليوم الذي قال فيه‬ ‫ساركوزي خالل زيارته للرياض يف نهاية عام ‪2007‬‬ ‫إنه ال يرى أي خصم ميكن أن يهزمه سياسياً‪،‬‬ ‫فأكرثية الفرنسيني عىل األقل اليوم وبعد هجوم‬ ‫دوفيلبان العنيف عىل رئيس الجمهورية ترغب‬ ‫بأن يرتشح رئيس الوزراء السابق يف االنتخابات‬ ‫الرئاسية املقبلة‪ ،‬وناخبو اليمني يؤيدون ذلك‬ ‫مناصفة مع ناخبي اليسار‪ ،‬فهل بدأت النهاية؟‬ ‫« يبدو أن الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي‬ ‫الذي عرف عنه انحيازه السافر إلرسائيل ضد‬ ‫قضايا العرب واملسلمني لن يفوز عىل األرجح‬ ‫بفرتة رئاسية ثانية ‪ ،‬فالفضائح سواء كانت‬ ‫أخالقية أو سياسية تالحقه أينام حل لدرجة‬ ‫أن شعبيته باتت يف أدىن مستوياتها‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫األسوأ مازال ينتظر ساركوزي‪ ،‬حيث كشفت‬ ‫مواقع فرنسية عىل شبكة اإلنرتنت عن فضيحة‬ ‫جديدة تطارد ساركوزي‪ ،‬موضحة أنه اعتمد‬ ‫طريقة “النسخ واللصق” يف مقاطع طويلة من‬ ‫خطابات ألقاها مرات عديدة‪ ،‬األمر الذي جلب‬ ‫له اتهامات بالسخرية من الفرنسيني بسبب‬ ‫خطابات مكررة ‪.‬‬ ‫وتابعت تلك املواقع قائلة‪”:‬إنها فضيحة‬ ‫غريبة بطلها كالعادة الرئيس الفرنيس نيكوال‬ ‫ساركوزي‪ ،‬لقد قام بإعادة ترديد مقاطع مطولة‬ ‫من خطابات وجهها للفرنسيني ألكرث من مرة‬ ‫ويف أكرث من مناسبة»‪.‬‬ ‫وأضافت “الفضيحة بدأت عندما كشفت‬ ‫قناة (قنال بالس) الفرنسية عن أن ساركوزي أعاد‬ ‫وجهه حول واقع الزراعة يف فرنسا‬ ‫إلقاء خطاب ّ‬ ‫مرتني قبل أن تنرش مواقع الكرتونية عىل شبكة‬ ‫اإلنرتنت ثالثة فيديوهات تض ّمنت تسجيالت‬

‫لخطابات ساركوزي جرت يف أوقات متفرقة‬ ‫وتضمنت نفس الكلامت والعبارات‪ ،‬ما يؤكد‬ ‫أن كاتب خطاباته يعتمد عىل طريقة النسخ‬ ‫واللصق يف صياغة الخطابات الرئاسية»‪.‬‬ ‫الفضيحة السابقة وإن كانت ليست األوىل‬ ‫من نوعها ‪ ،‬إال أن تزامنها مع اتهام ساركوزي‬ ‫باملحسوبية يؤكد عمق الورطة التي يواجهها‬ ‫الرئيس الفرنيس‪ ،‬إذ من املعروف أن هناك استياء‬ ‫فرنسياً واسعاً حتى بني أنصار ساركوزي بسبب‬ ‫تحركات فاحت منها رائحة منح امتيازات خاصة‬ ‫للصفوة يف فرنسا والتي كان أحدثها خطة‬ ‫لجعل ابنه الذي مل يتخرج من الجامعة رئيسا‬ ‫لوكالة عامة بارزة‪.‬‬ ‫وكان ساركوزي سعى إىل تعيني نجله جان‬ ‫البالغ من العمر ‪ 23‬عاماً كرئيس لوكالة “ايباد”‬ ‫الحكومية املسئولة عن تطوير منطقة األعامل‬ ‫الرئيسية يف باريس‪ ،‬إال أن حملة اإلدانة الواسعة‬ ‫لهذا األمر أجربته عىل الرتاجع عن هذا التعيني ‪.‬‬ ‫‏ورغم الرتاجع‪ ،‬إال أن تداعيات تلك الفضيحة‬ ‫مازالت مستمرة وتزيد من النقمة الشعبية عىل‬ ‫ساركوزي‪ ،‬خاصة وأنها جاءت يف وقت يعاين فيه‬ ‫الفرنسيون بشدة من انعكاسات األزمة املالية‬ ‫وتراجع القدرة الرشائية وارتفاع ‏البطالة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي بعث برسالة استفزازية واضحة مفادها أنه‬ ‫بينام يتواصل إحساس األرس الفرنسية بارتفاع‬ ‫األسعار يهرع ساركوزي لتلميع ابنه ونسيان ما‬ ‫قاله أثناء حملته الرئاسية وهو أن تويل رئاسة‬ ‫الجمهورية يعني أن ينىس املرء نفسه وأن ينحي‬ ‫جانباً سعادته وأحاسيسه ومصالحه الشخصية‬ ‫حتى ال ينشغل عن سعادة الفرنسيني بسواها‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إىل أن فضيحة تلميع ابنه أعادت‬ ‫لألذهان حياة الرتف التي يعيشها ساركوزي‬ ‫ومغامراته العاطفية مع عارضة األزياء السابقة‬ ‫واملغنية كارال بروين والتي تزوجها فيام بعد‪ ،‬إثر‬

‫إثارة عاصفة من االنتقادات الستمتاع ساركوزي‬ ‫بحياته الخاصة وال سيام عالقته باملغنية كارال‬ ‫بروين وأسلوب حياته املرتف‪ ،‬بينام الفرنسيون‬ ‫العاديون يعانون يف حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫ساركوزي حينها سارع للزواج من بروين وأبعد‬ ‫حياتهام الخاصة عن األضواء وأغلفة املجالت‬ ‫الالمعة‪ ،‬إ ّال أن الرضر كان وقع بالفعل يف باريس‬ ‫وباتت شعبية الرئيس الفرنيس يف أسفل‬ ‫السلم‪ ،‬بل وقارن البعض بني رئاسته وحكم‬ ‫سلفه الرئيس السابق جاك شرياك الذي مازال‬ ‫يتمتع بشعبية واسعة بني الفرنسيني رغم‬ ‫توجيه اتهامات له بالفساد حينام كان يشغل‬ ‫منصب عمدة باريس‪ ،‬بينام جاء ساركوزي‬ ‫عكسه متاما بل ووصفته صحيفة “ليبرياسيون”‬ ‫يف مقال بعنوان “ساركوزي زعيم العامل” باملغرور‬ ‫واملتكرب لكرثة‏حديثه عن نفسه‪.‬‬ ‫األمور السابقة ترجح بقوة أن فرص ساركوزي‬ ‫باتت ضعيفة للفوز بفرتة رئاسية ثانية‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن نقابات العامل التي كان يعتمد عليها يف‬ ‫السابق للتصدي لعدد من االضطرابات يف قطاع‬ ‫النقل تراجعت عن تأييده وهو أمر لن تفوته زعيمة‬ ‫املعارضة االشرتاكية سيجولني رويال للفوز‬ ‫باالنتخابات الرئاسية املقبلة ويف حال تحقق هذا‬ ‫األمر فإن “إرسائيل” ستكون أكرث املترضرين ‪.‬‬

‫عداء للعرب واملسلمني‬ ‫فمواقف وترصيحات ساركوزي أنهت «الحقبة‬ ‫الذهبية» للتعاطف الفرنيس مع العرب‬ ‫واملسلمني منذ عهد شارل ديغول وفقد العرب‬ ‫واملسلمون بذلك صديقاً أوروبياً طاملا ساندهم‬ ‫ىف مواقف كثرية ‪.‬‬ ‫وكان ساركوزى أظهر بالفعل عداء واضحاً تجاه‬ ‫قضايا العرب واملسلمني خالل حملته لالنتخابات‬

‫‪41‬‬

‫الرئاسية‪ ،‬حيث رصح ىف حديث نرشته صحيفة‬ ‫“لوفيغارو” الفرنسية يف ‪ 2‬أيلول ‪ 2006‬بأن حزب‬ ‫الله حركة “إرهابية” كام وصف محاولة التحاور‬ ‫مع حركة حامس الفلسطينية التى التعرتف‬ ‫بـ “إرسائيل” بالخطأ الجسيم‪ ،‬مؤكداً يف الوقت‬ ‫ذاته أن أمن “إرسائيل” حق المساومة عليه‪ ،‬وهو‬ ‫مسؤولية أساسية لكل الدول الحرة‪ ،‬وهذا عكس‬ ‫ما كان سائداً يف عهد رؤساء الجمهورية الفرنسية‬ ‫الخامسة السابقني ابتداء من مؤسسها شارل‬ ‫ديغول وحتى الرئيس جاك شرياك‪ ،‬حيث كان‬ ‫هناك دعم للقضية الفلسطينية ولبنان ىف‬ ‫مواجهة الجرائم اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫أيضا فإن ساركوزى الذي عرف عنه بجذوره‬ ‫اليهودية‪ ،‬طاملا حاول إثبات والئه لـ “إرسائيل”‬ ‫سواء بالترصيحات التى تغنى ومتجد فيها عىل‬ ‫املأل أو بالوثائق الرسية التى تفضح تعاونه مع‬ ‫املوساد‪.‬‬ ‫ففى ترصيحات أدىل بها ىف ‪ 23‬ترشين‬ ‫أول ‪ ،2008‬أعلن ساركوزى أنه يعترب تأسيس‬ ‫“إرسائيل”‪“ ،‬معجزة القرن العرشين”‪ ،‬كام أعلن‬ ‫مساندته لـ “إرسائيل” ىف مواجهة إيران‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أن أمن “إرسائيل” “خط أحمر” ال يقبل تجاوزه ‪.‬‬ ‫ومل يقترص األمر عىل ما سبق‪ ،‬بل نقلت‬ ‫صحيفة “جريوزاليم بوست” اإلرسائيلية أيضاً‬ ‫عن ساركوزي قوله خالل لقائه مع رئيس الوزراء‬ ‫اإلرسائييل السابق إيهود أوملرت ىف باريس إنه‬ ‫يعارض حق عودة الالجئني الفلسطينيني إىل‬ ‫األرايض التي اعتربها “يهودية”‪ ،‬قائ ًال‪“ :‬ليس من‬ ‫املعقول أن يطالب الفلسطينيون بدولة يف‬ ‫الضفة وغزة‪ ،‬بينام يطالبون بعودة الالجئني‬ ‫إىل أرايض جريانهم اليهود‪ ،‬ال ميكنهم املطالبة‬ ‫بدولتهم الخاصة باإلضافة لجزء من دولتكم‬ ‫اليهودية»‪.‬‬

‫عميل للموساد‬ ‫واملثري لالنتباه أن الترصيحات السابقة‬ ‫جاءت بعد أيام قليلة من املفاجأة التى فجرتها‬ ‫صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية يف منتصف‬ ‫ترشين أول ‪ 2008‬وكشفت فيها أنه حينام أرادت‬ ‫«إرسائيل» اخرتاق حزب «االتحاد من أجل حركة‬ ‫شعبية» الحاكم يف فرنسا كان ساركوزي من أبرز‬ ‫األشخاص الذين نجح املوساد يف تجنيدهم ‪.‬‬ ‫ووفقا للصحيفة‪ ،‬فإن الرشطة الفرنسية‬ ‫فتحت مؤخراً تحقيقاً حول رسالة غريبة تم‬ ‫إرسالها بالربيد اإللكرتوين ىف شهر آذار ‪2008‬‬ ‫ألكرث من ‪ 100‬مسؤول كبري ىف الرشطة‬ ‫الفرنسية جاء فيها أن ساركوزي كان عمي ًال‬ ‫للموساد اإلرسائييل ‪.‬‬ ‫وتحتوى الرسالة عىل معلومات تؤكد تجنيد‬ ‫ساركوزي لصالح املوساد باقرتاح من رئيس‬ ‫الحكومة اإلرسائيلية األسبق مناحيم بيغني الذى‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬ ‫أعطى تعليامته عام ‪ 1978‬لالستخبارات الخارجية‬ ‫اإلرسائيلية “املوساد” الخرتاق الحزب الحاكم ىف‬ ‫فرنسا لتحويله إيل حليف لـ “إرسائيل”‪ ،‬وألقيت‬ ‫املهمة عىل عاتق رايف إيتان الذى شغل فيام‬ ‫بعد منصب وزير شؤون املتقاعدين ىف الحكومة‬ ‫اإلرسائيلية ‪.‬‬ ‫وأضافت “لوفيغارو” أن إيتان الذي كان يشغل‬ ‫منصباً كبرياً ىف املخابرات الحربية اإلرسائيلية‬ ‫(أمان) نجح يف تجنيد ثالثة مواطنني فرنسيني كانوا‬ ‫عىل استعداد للتضحية من أجل “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وهم باتريك بالكاين الذى كان يقود الشبكة‬ ‫الفرنسية التابعة للموساد وباتريك ديفيديان‬ ‫وبيري ليلوتش ‪.‬‬ ‫وىف عام ‪ 1983‬نجح باتريك بالكاين يف تجنيد‬ ‫شاب واعد هو نيكوال ساركوزي‪ ،‬الذى أصبح‬ ‫العضو الرابع يف شبكة التجسس اإلرسائيلية‬ ‫التابعة للموساد وكانت مهمته ‪ -‬بحسب‬ ‫لوفيغارو ‪ -‬إقامة عالقات مع مسؤولني إيرانيني‬

‫منرب اقتصادي‬ ‫يقيمون ىف فرنسا‪ ،‬وىف العام ‪ 1990‬نجح املوساد‬ ‫يف تجنيد مسؤول خامس من الحزب الفرنيس‬ ‫الحاكم هو مانويل ايزشليامن الذى كان يشغل‬ ‫منصب نائب رئيس بلدية اسنيار وكلف هو اآلخر‬ ‫بإقامة عالقات مع املسؤولني اإليرانيني ىف فرنسا‪،‬‬ ‫حيث تعترب اسنيار أكرث املدن الفرنسية جذباً‬ ‫للجالية اإليرانية‪.‬‬ ‫وانتهت الصحيفة الفرنسية إىل القول إن‬ ‫الرسالة التى تضمنت تلك املعلومات كانت قد‬ ‫أرسلت من أحد نوادى اإلنرتنت ىف مدينة “فال‬ ‫دواز” ورغم عدم وجود أي دليل يؤكد محتواها‪ ،‬إ ّال‬ ‫أن التحقيق فيها مستمر بناء عيل طلب النيابة‬ ‫العامة ألن محتواها يدل عىل الحرفية وليست‬ ‫مرسلة من قبل شخص مختل‪.‬‬ ‫والخالصة أن خروج ساركوزي من السلطة يف‬ ‫االنتخابات املقبلة لن يرض سوى “إرسائيل” التي تفتخر‬ ‫ليل نهار بأن ابنها املطيع هو سيد قرص اإلليزيه ‪.‬‬

‫ال خوف من الملوثات الصادرة عن كهرباء بانياس‬

‫رونالد حمدان‬

‫ساركوزي‪..‬والدته‪ ،‬أصله ومسيرته السياسية‬ ‫ولد نيكوال ساركوزي‪ ،‬يف مدينة باريس بتأريخ ‪ 28‬كانون ثاين ‪ .1955‬وقد‬ ‫كان والده من املهاجرين الهنغار الذين غادروا هنغاريا يف عام ‪ 1944‬بعد وصول‬ ‫الجيش األحمر الرويس اليها‪ .‬وبعد رحيل والده مبارشة من هنغاريا ومن خالل‬ ‫وجوده يف أملانيا إلتقى مبوظف فرنيس كان يجند ويبحث عن مرتزقة لإلنضامم‬ ‫اىل كتائب الجيش الفرنيس للخدمة الخارجية «جنود وراء الحدود»‪.‬‬ ‫وقد أقتنع والد ساركوزي بفكرة االنخراط كمرتزق يف كتائب الجيش‬ ‫الفرنيس للخدمة يف الجزائر‪ .‬ويحصل املرتزق األجنبي الذي يلتحق بكتائب‬ ‫الجيش الفرنيس للخدمة الخارجية آنذاك عىل الجنس ّية الفرنسية عادة‪.‬‬ ‫وهكذا حصل والد ساركوزي عىل الجنسية الفرنسية بعد أن خدم يف الجيش‬ ‫الفرنيس مدة خمس سنوات‪ ،‬قىض أربع سنوات منها يف الجزائر‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1948‬ترك الخدمة العسكرية‪ ،‬ثم تزوج بعد عام بأبنة طبيب‬ ‫يوناين يهودي األصل اعتنق الديانة النرصانية‪ .‬إ ّال أنه قد تم الطالق بينهام‬ ‫يف عام ‪ ،1959‬بعد أن أنجبا ثالثة أوالد كان نيكوال ساركوزي اإلبن الثاين يف‬ ‫العائلة‪.‬‬ ‫حصل نيكوال ساركوزي عىل شهادة البكالوريا عام ‪ .1973‬ويف عام ‪1978‬‬ ‫حصل عىل شهادة الليسانس يف القانون والسياسة‪.‬‬ ‫وحاول ساركوزي الحصول عىل درجة دراسية أعىل من معهد الدراسات‬ ‫السياسية يف باريس‪ ،‬إ ّال أن معدالته الضعيفة ورسوبه يف درس اللغة‬ ‫اإلنكليزية منعاه من الحصول عىل هذه الدرجة‪ .‬حصل يف عام ‪ 1981‬عىل‬ ‫إجازة مامرسة ملهنة املحاماة وعمل محامياً طبقاً لذلك‪ ،‬مع زميلني يف مكتب‬ ‫للمحاماة يف مدينة باريس‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 1982‬تزوج ساركوزي من فتاة فرنسية ورزق بولدين منها‪ .‬ولكن يف‬ ‫عام ‪ 1984‬إلتقى بـفتاة فرنسية أخرى إسمها( سيسيليا سيغانه)‪ ،‬حيث كان‬ ‫عمدة حي”نويي” آنذاك‪ ،‬وهو أحد األحياء الراقية يف مدينة باريس‪ .‬وكان ذلك‬ ‫أثناء إجراءات الزواج الرسمية لهذه الفتاة مع زوجها نجم التلفاز الفرنيس‬ ‫املشهور (جاك مارتان)‪ .‬مل يدم هذا الزواج طويال بني العروسني! حيث تركت‬ ‫املشهور يف عام ‪ ،1989‬ليك تلتحق بعشيقها‬ ‫سيسيليا زوجها النجم‬ ‫ساركوزي الذي تزوجها رسم ّيا عام ‪ 1996‬ورزق بولد منها‪.‬‬ ‫انضم اىل حزب “اإلتحاد الدميقراطي من أجل الجمهورية” يف عام ‪ .1974‬ويف‬ ‫عام ‪ 1976‬انضم اىل حزب جديد اسمه “التجمع من أجل الدميقراطية”‪ .‬ويف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫باستطاعتها توليد ‪1000‬ميغاواط قريباً‬

‫عام ‪ 1980‬دعم جاك شرياك يف العملية اإلنتخابية‪ .‬وقد أصبح يف عام ‪1983‬‬ ‫عمدة منطقة “نويي” املتطورة يف العاصمة باريس‪ .‬أصبح عضواً يف الربملان‬ ‫الفرنيس وهو يف عمر الرابعة والثالثني‪ .‬وتسلم وزارة املالية واإلقتصاد وهو‬ ‫يف عمر الثامنة والثالثني‪ .‬يف عام ‪ 1993‬حصل عمل إرهايب يف روضة أطفال‬ ‫تقع يف حي “نويي”‪ ،‬حيث احتجز إرهايب آنذاك عدداً كبرياً من األطفال يف‬ ‫روضتهم‪ .‬وقد كان ساركوزي يتفاوض مع هذا اإلرهايب بصفته عمدة حي‬ ‫“نويي”‪ .‬وقد هدد هذا اإلرهايب بتفجري املدرسة وقتل األطفال إن مل تتحقق‬ ‫مطاليبه!‪ .‬واستطاعت رشطة التدخل الرسيع الخاصة قتل اإلرهايب وتخليص‬ ‫األطفال منه وقد حسبت نتائج هذه الحادثة كسبا لساركوزي‪.‬‬ ‫دعم ترشيح إدوارد باالدور ضد جاك شرياك يف عملية االنتخابات الرئاسية‬ ‫التي أجريت عام ‪ .1995‬ولكن جاك شرياك قد انترص يف هذه االنتخابات‬ ‫وحصل عىل رئاسة الجمهورية‪ ،‬وهذا ما أدى اىل إيقاف أو تجميد فعاليات‬ ‫ساركوزي السياسية يف حينه‪ .‬ولكن يف انتخابات عام ‪ 2002‬دعم ساركوزي‬ ‫الحملة االنتخابية لجاك شرياك‪ ،‬وهكذا قد حصل عىل حقيبة وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وأظهر خالل تجربته يف العمل بهذه الوزارة عضالته املنتفخة أمام مظاهر‬ ‫العنف التي حصلت يف الضواحي الباريسية من قبل املغرتبني األجانب‪ .‬كام‬ ‫أنه طبق سياسة حازمة يف مجال سالمة السري والحد من حوادث الطرق‪،‬‬ ‫حيث ق ّلت نسبة وفيات حوادث السري اىل ‪ 34‬يف املائة يف الفرتة الواقعة بني‬ ‫‪ 2002‬اىل ‪.2006‬‬ ‫أعلن ساركوزي نيته لرتشيح نفسه ملنصب رئيس جمهورية فرنسا بتاريخ‬ ‫‪ 14‬متوز ‪ 2004‬وذلك من خالل مقابلة تلفزيون ّية أجريت له‪ .‬بنفس هذه السنة‬ ‫انتخب رئيسا لحزب “اإلتحاد من أجل حركة شعبية” وذلك بنسبة ‪ % 85‬من‬ ‫األصوات‪ ،‬وبعد هذا االنتخاب مبارشة قدّم ساركوزي إستقالته من منصبه‬ ‫الوزاري كوزير لالقتصاد الفرنيس آنذاك اىل جاك شرياك رئيس الجمهورية‬ ‫الفرنس ّية‪.‬‬ ‫ويف شهر أيار ‪ 2005‬عاد ساركوزي مرة أخرى اىل حلبة السلطة وذلك‬ ‫بعد استقالة جون بيري رافاران رئيس وزراء فرنسا آنذاك‪ ،‬نتيجة للفشل الذي‬ ‫حصل يف مترير الدستور األورويب خالل التصويت الشعبي عليه يف فرنسا‪.‬‬ ‫وتسلم ساركوزي وزارة الداخلية الفرنسية يف الوزارة الجديدة مرة أخرى اىل‬ ‫حني استقالته منها قبيل االنتخابات الرئاسية األخرية‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫املهندس محمد كامل غانم مدير املحطة‬

‫محطة كهرباء بانياس‬

‫تعترب محطة توليد بانياس رافد أسايس من روافد االقتصاد الوطني‬ ‫فهي تساهم يف تلبية حاجة القطر املتزايدة من الطاقة الكهربائية‬ ‫وهي تتألف من أربع مجموعات استطاعة كل منها(‪ 70‬ميغاواط‬ ‫ساعة) وهي تستخدم مادة الفيول الذي يحتوي عىل نسبة ‪%3.5‬‬ ‫كربيت و‪ %8‬اسفلتني وهو الوارد الوحيد املتوفر حالياً يف القطر‪.‬‬ ‫يحرق الفيول يف أفران خاصة إلنتاج البخار الالزم لتوليد الكهرباء‪،‬‬ ‫ومن أجل االستفادة من البخار املنتج يتم إعادة تكثيفه بإستخدام‬ ‫مياه البحر كامدة تربيد وتعد الغازات الناتجة عن االحرتاق عن عمل‬ ‫مجموعات التوليد يف الرشكة مامثلة لنواتج االحرتاق يف كافة املحطات‬ ‫الحرارية التي تستخدم نفس النوع من الفيول يف االحرتاق‪.‬‬ ‫للوقوف عىل عمل هذه املنشأة املهمة التقت مجلة «منرب التوحيد»‬ ‫املدير العام للرشكة العامة لتوليد بانياس املهندس محمد كامل غانم‪،‬‬ ‫وجاء الحوار عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫بداية التعريف باملحطة‪ ،‬وكم يبلغ إنتاج الطاقة السنوية لرشكة‬ ‫توليد بانياس؟‬ ‫تتألف الرشكة العامة لتوليد بانياس من أربع مجموعات توليد‬ ‫بخارية باستطاعة إسمية تبلغ‪170‬ميغاواط لكل منها‪ ،‬إضافة لـ‬ ‫«عنفة» غازية باستطاعة ‪30‬ميغاواط‪ ،‬تؤمن للرشكة باستطاعتها‬ ‫الحالية والبالغة حوايل ‪700‬ميغاواط‪ ،‬باإلضافة اىل عنفتني غازيتني‬ ‫استطاعة كل منها تصل اىل ‪ 150‬ميغاواط بعد االنتهاء من مرشوع‬ ‫التوسع فيها‪ ،‬بحدود‪1000‬ميغاواط‪.‬‬ ‫أين وصلت األعامل يف تنفيذ عنفتني غازيتني يف املحطة؟‬ ‫شارفت أعامل املجموعة األوىل الغازية عىل االنتهاء ويتوقع أن يتم‬ ‫البدء بالتشغيل التجريبي يف منتصف أيار املقبل‪ ،‬وللغازية الثانية‬ ‫يف منتصف متوز املقبل‪.‬‬ ‫بعد انتظار طويل إليصال خط الغاز ملحطة توليد بانياس للحد‬ ‫من الغازات املنبعثة أين وصلت األعامل فيها؟‬ ‫وصل خط الغاز إىل موقع الرشكة وسيتم استخدامه لتشغيل‬ ‫املجموعتني الغازيتني الجديدتني‪ ،‬أما املجموعات البخارية األخرى فهي غري‬ ‫جاهزة للعمل عىل الغاز بسبب عدم استكامل أعامل التحويل عىل‬ ‫الغاز للمجموعتني (‪1‬و‪ )2‬وذلك يعود اىل ترك املتعهد موقع العمل‪،‬‬ ‫أما بالنسبة للمجموعتني الثالثة والرابعة فسيتم ذلك يف أول إعادة‬

‫تأهيل لهام‪.‬‬ ‫حاليا تعمل املحطة باستخدام مادة الفيول ما يعني أن املحطة‬ ‫تساهم بنسبة ما يف التلوث‪ ،‬ما هي اإلجراءات املتخذة لديكم‬ ‫للتخفيف منه قدر اإلمكان ؟‬ ‫إن هباب الفحم والغازات املذكورة هي نواتج طبيعية لحرق الوقود‬ ‫املستخدم الذي يتم الحصول عليه عرب خط األنابيب الواصل بني‬ ‫مصفاة بانياس والرشكة‪ ،‬وهو منتج وفق املواصفات القياسية‬ ‫السورية بحسب النرشة الفنية للمصفاة‪ ،‬ونواتج االحرتاق هذه‬ ‫مطابقة للغازات املنترشة من كل رشكات العامل التي تستخدم‬ ‫الوقود ذاته‪ .‬وقد تم التعاقد مع رشكة تكنوشيم اإليطالية لتوريد مادة‬ ‫تحسن اإلحرتاق بشكل كبري حيث تبينّ وفق التجربة التي متت عىل‬ ‫املجموعة الثالثة فعالية كبرية ويتوقع أن يبارش باستخدام هذه املواد‬ ‫قريباً‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي تعرتض عمل املحطة؟‬ ‫فيام يتغلق بالصعوبات‪ ،‬فهي ترت ّكز عىل املجموعتني األوىل والثانية‬ ‫وذلك يعود كام سبق وذكت اىل ترك املتعهد (رشكة آزاراب اإليرانية)‬ ‫ملوقع العمل قبل انتهاء األعامل عليهام‪ ،‬وتركه للكثري من التجهيزات‬ ‫العاطلة ونظام تحكم غري متكامل دون إعالمنا بإمكانية العمل‬ ‫عىل الربمجيات‪ ،‬األمر الذي تسبب بتوقف املجموعة األوىل من تاريخ‬ ‫‪ 2010|1|3‬حتى تاريخه‪.‬‬ ‫وأ ّكد غانم يف نهاية اللقاء عىل أن الحديث عن كرثة امللوثات الناتجة‬ ‫عن املحطة‪ ،‬هو أمر مبالغ فيه‪ ،‬متسائ ًال‪ :‬هل الحظنا حتى تاريخه موت‬ ‫شجرة بسبب التلوث أو قطعة أرض مل تعد صالحة للزراعة؟ مشرياً‬ ‫اىل أن كل ما يف األمر هو تساقط هباب الفحم أحياناً الذي يزعج‬ ‫ربات البيوت‪ ،‬أما بالنسبة للتلوث املوجود يف أي منطقة من القطر‬ ‫أقل بكثري‪ ،‬مام هو عليه يف بلدان العامل الصناعي حيث ال نجد أي‬ ‫ّ‬ ‫يشكل أي مصدر‬ ‫أمراض غري عادية مؤ ّكداً أن مبستواه الحايل ال يجب أن‬ ‫للقلق‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫سمر رقية‬ ‫منرب التوحيد‪ -‬مكتب طرطوس‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب عاميل‬

‫العمال ‪ :‬مطالب وحقوق‬ ‫أبرش أيها العامل‪ ،‬أصبح لديك‬ ‫بكراس فارغة‪،‬‬ ‫حكومة وحدة وطنية‬ ‫ٍ‬ ‫تشغلها أجساد بال أرواح‪ ،‬أجساد‬ ‫بكامء صامء‪ ،‬غري آبهة مبا يحصل‬ ‫لتلك الطبقة الكادحة التي تقتات‬ ‫من عرق جبينها الذي يك ّلفها الكثري‬ ‫من املشقة والتعب‪ ،‬والحرسة عىل‬ ‫طفل يبيك من الجوع‪ ،‬وآخر ينئ من‬ ‫األمل؛ األول بسبب االرتفاع املستمر‬ ‫لألسعار بال مربر أو رقيب‪ ،‬والثاين‬ ‫بسبب غياب التأمينات الصحية والتي إن ُوجدت فلطبقات دون أخرى‪.‬‬ ‫واألغرب من ذلك كله أنه يصادف املسؤولون العديد من الحاالت التي‬ ‫تثري الشفقة‪ ،‬بعضاً منها يفرتش باب املستشفيات عله يحظى برسير‬ ‫عىل حساب الضامن أو وزارة الصحة‪ ،‬وآخر يفرتش الشارع بسبب ارتفاع‬ ‫أسعار العقارات التي بدأت والتزال تأكل نصف مدخوله إن مل يكن كله‪،‬‬ ‫وشبان يعيشون تناقضاً بني الهجرة سعياً للعمل وكسب املال‪ ،‬أو املكوث‬ ‫يف بلده عله يلتفت إليه وميد له يد العون يف ساعة غفلة‪ ،‬ولكنها متر من‬ ‫جانبها مرور الكرام وإن توقفت عندها‪ ،‬فلتعلن وعودها الرباقة التي بقيت‬ ‫دامئاً وأبداً أقواالً‪ ،‬أو حرباً عىل ورق يف أدراج الحكومات املتعاقبة‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬كان ال بد يف األول من أيار من كل عام‪ ،‬جزاء ووفاء للذين قضوا‬ ‫يف املجازر العاملية التي حصلت عىل مر العصور دفاعاً عن حقوقهم‬ ‫املدنية واالجتامعية واملعيشية‪ ،‬وظلم أرباب العمل ووحوش املال‬ ‫والسلطة والتسلط واالحتكار واالستغالل‪ ،‬تحقيقاً للمساواة وتأميناً‬ ‫للعدالة اإلنسانية التي تحفظ للعامل حقوقهم من العزة والكرامة‪.‬‬ ‫فلبنان الذي كان يحتفل كل عام‪ ،‬بهذا العيد‪ ،‬عيد ال َع َرق األقدس‬ ‫النبيل والدم الزّيك مستذكراً عامله الذين هجروا مصانعهم‪ ،‬ويف قلوبهم‬ ‫ُغصة‪ ،‬ويف عيونهم دمعة وحرسة عىل فقدان مورد القوت واملال‪ ،‬وراحة‬ ‫البال واالستقرار‪ ،‬مرغمني ألسباب عديدة استغلها جشع العديد من‬ ‫ّ‬ ‫عشاق املال والسلطة‪ ،‬ونواطري االحتكار واالستغالل بهدف الحفاظ عىل‬ ‫هالتهم املقنعة بثوب الوطنية يف سبيل تحقيق مآرب شخصية أذكاها‬

‫مرسل‪ :‬الصعوبات التي‬ ‫يتعرض لها املواطنون ناتجة‬ ‫عن السياسات االقتصادية‬ ‫واالجتامعية الخاطئة التي‬ ‫نهجتها الحكومات‬ ‫إن الصعوبات املعيشية تزداد يوماً بعد يوم‬ ‫وتتسع لتطال أوسع الفئات الشعبية‪ ،‬وخاصة‬ ‫العامل واملستخدمني وذوي الدخل املحدود‪ ،‬وذلك‬ ‫يعود اىل موجة الغالء وارتفاع األسعار التي‬ ‫مل ترتك سلعة أو حاجة رضورية أو اجتامعية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف نفوسهم نظام العوملة املتجدد‬ ‫الذي يهدف اىل احتكار االقتصاد‬ ‫العاملي عن طريق الخصخصة من‬ ‫خالل الرشكات العابرة القارات‬ ‫النقد‬ ‫صندوق‬ ‫باسم‬ ‫املبطنة‬ ‫والبنك الدوليني ومنظمة التجارة‬ ‫العاملية التي تعمل جاهدة عىل‬ ‫إلغاء التنظيم النقايب الذي يحفظ‬ ‫للعامل حقوقهم لتستأثر برأس‬ ‫املال يوماً بعد يوم وتسيرّ ه لخدمة‬ ‫املرشوع الصهيو‪ -‬أمرييك الذي يعمل عىل إبادة املجتمعات اإلنسانية‬ ‫زارعة الرعب والدمار والخراب والقتل؛ هذا ما نعيشه كل يوم مع شعب‬ ‫فلسطني وغزة والجوالن والعراق وغريها من الدول املحتلة يف املنطقة‬ ‫والعامل أجمع‪.‬‬ ‫وصحيح أن لبنان قد تحرر يف جزئه األكرب من اإلحتالل اإلرسائييل‪ ،‬إال‬ ‫أن أثره مازال مسيطراً من خالل املوجة غري املسبوقة للغالء الذي عمل‬ ‫عىل تآكل األجور وصوالً اىل استخدام السلطة ملؤسساتها الدستورية‬ ‫لتعطيل‬ ‫والعسكرية‬ ‫األمنية‬ ‫وأجهزتها‬ ‫والترشيعية‬ ‫التنفيذية‬ ‫الدميوقراطية وحرية التعبري منتهكة الدستور اللبناين يف سيادته‬ ‫واستقالله لقمع التظاهرات العاملية واالنقضاض عىل الحركات النقابية‬ ‫التي تدافع عن حقوق العامل لتأمني مطالبهم املعيشية واالجتامعية‬ ‫والخدماتية من ضامن اجتامعي وتعليم وغريه‪ ،‬والسيطرة عىل هياكلها‬ ‫ودورها مستخدمة شتى الوسائل لتعميق األزمة االقتصادية واالجتامعية‬ ‫عرب اعتامد املحاصصة املذهبية بتوزيع الوظائف والرثوة الوطنية‪ ،‬وتشجيع‬ ‫فارضة الرضائب والرسوم املزدوجة عىل‬ ‫الهدر والرسقة للامل العام‬ ‫الناس بحيث أصبح الفساد صفة مالزمة لها‪.‬‬ ‫وباملناسبة‪ ،‬أفسحت «منرب التوحيد» املجال أمام كل الذين عبرّ وا عن‬ ‫رأيهم يف هذا العيد «عيد العامل»‪ ، ،‬فكان لرئيس اتحاد نقابات عامل‬ ‫البناء واألخشاب يف لبنان مرسل مرسل كلمة أوضح فيها مطالب‬ ‫الحركة النقابية‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬

‫إ ّال وشملتها‪ ،‬وزيادة أسعار البنزين واملشتقات‬ ‫النفطية بدورها ال ترتك باباً إ ّال وتطرقه أسبوعياً‪،‬‬ ‫واستمرار ازدياد الرسوم والرضائب عىل الفئات‬ ‫الشعبية والفقرية التي ال طاقة لها عىل‬ ‫التحمل‪ ،‬وتعريض حياة املواطنني للمخاطر يف‬ ‫الغذاء والدواء من خالل كشف إحدى الفضائح‬ ‫التي طالت باخريت القمح العفن والدواء الفاسد‪،‬‬ ‫ناهيك عن الفضائح يف الهدر والصفقات‬ ‫وانعدام وتدين الخدمات األساسية واالجتامعية‬ ‫يف السكن والكهرباء واملياه والصحة والتعليم‪.‬‬ ‫إن هذه املعاناة والصعوبات التي يتعرض لها‬ ‫املواطنون ناتجة عن السياسات االقتصادية‬ ‫واالجتامعية الخاطئة التي نهجتها الحكومات‬ ‫السابقة والحالية املسامة حكومة “الوفاق‬

‫‪44‬‬

‫وكل ذلك يجري والحركة العاملية‬ ‫عاجزة عن التصدي لهذه السياسات‬ ‫التي تنهجها حكومة أصحاب املصارف‬ ‫والرساميل الكربى وممثليهم يف‬ ‫بسبب انقسامها أي الحركة النقابية‬ ‫نتيجة التدخالت الحزبية والطائفية‬ ‫واملناطقية يف شؤونها التنظيمية‬

‫الوطني”‪،‬‬ ‫والنقابية‬ ‫اإلفقارية‬ ‫والرشكات‬ ‫السلطة‪،‬‬ ‫وتفتيتها‬ ‫واملذهبية‬ ‫والداخلية‪.‬‬ ‫وتابع مرسل‪ :‬واليوم ومبناسبة االحتفاالت‬ ‫باألول من أيار‪ ،‬عيد العامل العاملي‪ ،‬وتكرمياً‬ ‫لشهداء مدينة شيكاغو األمريكية من العامل‬ ‫والنقابيني‪ ،‬علينا أن نعيد النظر يف مواقفنا‬ ‫والعمل الجدي لتصحيح مسار الحركة النقابية‬ ‫ووحدتها عىل قاعدة الحرية والدميقراطية والقرار‬

‫النقايب املستقل‪ ،‬ورفض التدخالت الحكومية‬ ‫والسلطوية والحزبية والطائفية واملذهبية يف‬ ‫شؤونها واملحافظة عىل استقاللية قرارها‪.‬‬ ‫وليكن اإلرضاب العام يف ‪ 17‬حزيران القادم‬ ‫الذي دعا إليه االتحاد العاميل العام يف املؤمتر‬ ‫النقايب الوطني األخري‪ ،‬بداية للنضال العاميل‬ ‫مجدداً من أجل تحقيق املطالب العاملية‬ ‫والضغط عىل الحكومة وكافة املسؤولني يف‬ ‫السلطة من أجل اعتامد نظام رضيبي عادل‬ ‫يفرض الرضيبة التصاعدية عىل مداخيل وأرباح‬ ‫الرشكات وأصحاب الرساميل الكربى واملصارف‪،‬‬ ‫والتحسني العقاري وإعادة النظر بالرسوم وزيادة‬ ‫أسعار البنزين واملشتقات النفطية وتخفيضها‬ ‫وإعادة تشغيل مصفايت الزهراين وطرابلس‬ ‫وتصحيح وضع الصندوق الوطني للضامن‬ ‫االجتامعي‪ ،‬وتطوير وتوسيع تقدمياته وليشمل‬ ‫فئات عاملية واجتامعية جديدة ويف مقدمهم‬ ‫عامل ورش البناء وإقرار قانون التقاعد والحامية‬ ‫االجتامعية واألخذ بتعديالت الحركة النقابية‬ ‫عليه‪ ،‬خاصة اعتامد مبدأ التكامل والتضامن‬ ‫االجتامعي وتحديد الحد األدىن واألقىص للمعاش‬ ‫التقاعدي‪ ،‬وضامنة الدولة له وتفعيل املؤسسة‬ ‫الوطنية لالستخدام لحامية العامل اللبنانيني‬ ‫من املزاحمة‪ ،‬وتأمني فرص العمل لهم للحد‬ ‫من البطالة والهجرة‪ ،‬واعتامد سياسة صحية‬ ‫وتعليمية تؤمن االستشفاء لكافة املواطنني‬ ‫والتعليم الرسمي املجاين حتى الجامعة‪ ،‬وتوسيع‬ ‫التعليم املهني‪ ،‬كذلك إيجاد قانون عادل‬ ‫لإليجارات يضمن حق السكن الالئق لقدامى‬ ‫املستأجرين وغريه من املطالب‪.‬‬

‫كاسرتو عبد الله‪ :‬من جهته األول‬ ‫من أيار عيد الطبقة العاملة ضد‬ ‫كل مستغليها‬ ‫كام كان كلمة لألمني العام لالتحاد الوطني‬ ‫لنقابات العامل واملستخدمني يف لبنان كاسرتو‬ ‫عبد الله ح ّييى فيها كل العامل والشغيلة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬والطبقة العاملة اللبنانية يف عيدها عيد‬ ‫األول من أيار عيد العامل العاملي ‪.‬‬ ‫وانطالقاَ من صعوبة الوضع املعييش‬ ‫للعامل والواقع الذي متر فيه البالد‪ ،‬واستمرار‬ ‫العدو الصهيوين باحتالل جزء من أرض الوطن‪،‬‬ ‫واالنتهاكات الشبه يومية لسيادة لبنان‪،‬‬ ‫والتهديدات املتواصلة بعدوان جديد عىل الوطن‬ ‫ورسقة مياهه‪ ،‬والهجرة بشقيها الداخيل‬ ‫والخارجي‪ ،‬والبطالة وغالء املعيشة والرضائب غري‬ ‫العادلة‪ ،‬خصوصاً قضية الرضائب غري املبارشة‪،‬‬ ‫وإعفاء األوقاف الدينية منها‪ ،‬وانعدام فرص‬ ‫العمل‪ ،‬والدين العام املتفاقم وتأثرياته السلبية‬ ‫عىل الواقع املعييش‪.‬‬

‫كل هذا ليس بوليد اليوم أو الصدفة‪ ،‬بل هو‬ ‫نتيجة للسياسات الحكومية املتعاقبة‪ ،‬وإهاملها‬ ‫ّ‬ ‫لحل هذه املشكالت وتأجيلها من‬ ‫شبه الكيل‬ ‫حكومة اىل أخرى‪ ،‬مام يزيد من تفاقم الوضع‪ ،‬وأن‬ ‫ما شهده لبنان منذ نشأته حتى اليوم من حروب‬ ‫أهلية ونزاعات داخلية ما هو إال خري دليل عىل‬ ‫مدى هشاشة البنية السياسية واالجتامعية‬ ‫واالقتصادية فيه‪ ،‬وهذا ما يثبت مقولة أن طبيعة‬ ‫هذا النظام السيايس الطبقي ـ الطائفي ّ مولد‬ ‫لألزمات‪ .‬يضاف إىل هذا صعوبات ومشاكل يف‬ ‫رعاية شؤون املواطنني وخاصة الطبقة العاملة‬ ‫وعدم تطبيق القوانني واألنظمة التي تحمي‬ ‫حقوقهم يف األجور والتعويضات واإلجازات‬ ‫والصحة والسالمة املهنية ودميومة العمل‬ ‫وغريها من الحقوق‪ ،‬وذلك بسبب الضغوطات‬ ‫والتدخالت السياسية والفساد اإلداري وعدم‬ ‫الرقابة واملحاسبة‪.‬‬ ‫هذا الواقع املزري يستدعي إعادة هيكلة‬ ‫وعرصنة القوانني واألنظمة بشكل جدي‬ ‫وسليم‪ ،‬خاصة قانون العمل اللبناين لجهة‬ ‫حقوق العامل واملستخدمني‪ ،‬واعتامد الكفاءة‬ ‫والنزاهة يف تشكيل الهيئات الثالثية التمثيل‬ ‫– ضامن اجتامعي – مجالس العمل التحكيمية‬ ‫– واملؤسسة الوطنية لالستخدام – مجلس‬ ‫األسعار – لجنة مؤرش الغالء – لجان التحكيم –‬ ‫املجلس االقتصادي االجتامعي وغريها من اللجان‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للصندوق الوطني للضامن‬ ‫االجتامعي فإنه يتعرض اليوم لصعوبات ومخاطر‬ ‫جدية يف تقدمياته واستمراره وذلك ألسباب عدة‬ ‫وأهمها ‪:‬‬ ‫العجز يف فرعي املرض واألمومة والتعويضات‬ ‫العائلية منذ تخفيض االشرتاكات عام ‪ 2001‬من‬ ‫‪ %38.5‬اىل ‪ %23.5‬عندما تعهد أصحاب العمل‬ ‫والحكومة آنذاك بتنفيذ طب األسنان للمضمونني‬ ‫ومل يلتزموا بتعهدهم حتى اليوم ‪.‬‬ ‫عدم التزام أصحاب العمل بدفع االشرتاكات‬ ‫املتوجبة عليهم بأوقاتها حيث بلغت اليوم أالف‬ ‫املليارات من اللريات اللبنانية ‪ ،‬وعدم الترصيح‬ ‫للضامن االجتامعي عن العامل املكتومني‪.‬‬ ‫عدم الترصيح عن األجور الحقيقية للعامل‬ ‫املرصح عنهم للضامن ‪.‬‬ ‫تلكؤ الحكومة عن دفع االشرتاكات املتوجبة‬ ‫عليها يف أوقاتها عن األجراء لديها ‪ ،‬والسيام‬ ‫مساهمتها بنسبة ‪ %25‬من مجمل التقدميات‬ ‫املتوجبة عليها لفرعي املرض واألمومة‬ ‫السياسات االقتصادية االجتامعية الخاطئة‬ ‫للحكومات املتعاقبة بكل أطرافها‪ ،‬وأطيافها‪،‬‬ ‫والتي كانت يف خدمة االحتكارات وأصحاب‬ ‫الرساميل الكربى أوصل الصندوق الوطني‬ ‫للضامن االجتامعي اىل هذه املخاطر التي تتهدده‪،‬‬ ‫مام يستدعي موقفا” جريئا” وجديا” ليس فقط‬ ‫لحاميته من املخاطر التي يتعرض لها‪ ،‬بل لتطويره‬ ‫وتوسيع تقدمياته وشموله عامل ورش البناء‬

‫‪45‬‬

‫وعامل البلديات والعامل الزراعيني وفئات عاملية‬ ‫واجتامعية جديدة‪ ،‬واإلرساع بإنشاء صندوق‬ ‫البطالة وفرع طوارئ العمل واألمراض املهنية‬ ‫وإقرار قانون التقاعد والحامية االجتامعية كام‬ ‫عدلته الحركة النقابية ‪.‬‬ ‫أما فيام يتعلق بالوضع الشاذ يف الحركة‬ ‫النقابية‪ ،‬وما تعانيه من رشذمة وتدخالت‬ ‫سياسية من قبل السلطة‪ ،‬فالبد من تصحيح‬ ‫الوضع السائد يف الحركة النقابية‪ ،‬لتتحول‬ ‫هذه الحركة اىل عامل مساعد وداعم لتصحيح‬ ‫ما سبق وأرشنا إليه‪ ،‬وإبعادها عن التدخالت‬ ‫من أي جهة كانت والحفاظ عىل استقالليتها‬ ‫التامة‪ ،‬وإعادة هيكليتها يف سبيل توحيدها‪،‬‬ ‫لتأخذ دورها الطبيعي أال وهو رعاية مصالح‬ ‫العامل وذوي الدخل املحدود والدفاع عن حقوقهم‬ ‫املرشوعة‪ ،‬كمهمة نشأت من أجلها‪.‬‬ ‫والعمل لتعديل قانون رضيبة الدخل واعتامد‬ ‫نظام رضيبي تصاعدي عادل‪ ،‬يطال رؤوس األموال‬ ‫الكبرية‪ ،‬واالستثامرات الضخمة‪ ،‬واألرباح الخيالية‬ ‫للمصارف‪ ،‬وإلغاء الرضيبة عن املواد االستهالكية‬ ‫الرضورية للحياة‪ ،‬وإقرار السلم املتحرك لألجور‪،‬‬ ‫والعمل لحامية الصناعة الوطنية من املزاحمة‬ ‫الخارجية كأحد وسائل الحد من البطالة وتأمني فرص‬ ‫العمل وتعزيز االقتصاد الوطني والدخل العام ‪.‬‬ ‫كذلك االهتامم بإحياء النقل املشرتك العام‬ ‫وتطويره وتوسيعه ليطال كل املناطق اللبنانية‪،‬‬ ‫وايالء التعليم الرسمي املجاين اهتامما” خاصا”‬ ‫يرفع من مكانته‪ ،‬والرتكيز عىل التعليم املهني‬ ‫وتوسيعه‪ ،‬والحد من ارتفاع األقساط املدرسية‬ ‫الخاصة‪ ،‬وتكاليف الكتب واللوازم املدرسية‪،‬‬ ‫كذلك االهتامم بتعميم الخدمات الصحية عىل‬ ‫املواطنني واملناطق‪ ،‬ودعم املستوصفات الشعبية‬ ‫وتوسيع وتطوير املستشفيات الحكومية‪ ،‬والحد‬ ‫من ارتفاع كلفة االستشفاء والدواء‪ ،‬واملعالجة‬ ‫الجدية لوضع الكهرباء وأسعار الطاقة‪.‬‬ ‫لن يصحح هذا الواقع املزري الذي تعيشه‬ ‫الطبقة العاملة‪ ،‬وتحديدا أصحاب الدخل املحدود‪،‬‬ ‫إال بتوحدهم حول نقاباتهم والعمل كجسد واحد‬ ‫من اجل الحصول عىل حقوقهم املرشوعة‪ ،‬يف‬ ‫مواجهة السلطة السياسية التي تحاول جهدها‬ ‫لرضب النقابات ورضب حقوق الطبقة العاملة‬ ‫والعمل عىل رشذمتهم بحجج واهية عديدة‪،‬‬ ‫كالطائفية‪ ،‬والدين العام‪ ،‬واألمن‪ ،‬وغريها من‬ ‫البدع وآخرها االنتخابات البلدية التي اتفق عليها‬ ‫أهل السلطة ليأخذ كل واحد منهم حصته‪،‬‬ ‫ضاربني بعرض الحائط كل املعايري الدميقراطية‪،‬‬ ‫والعمل عىل اإلصالحات مبفهومها الصحيح‪.‬‬ ‫يساند أصحاب رؤوس األموال‪ ،‬والتجار الكبار‬ ‫املدعومني من أهل السلطة‪ ،‬الطبقة الحاكمة‬ ‫بأفعالها هذه ليحافظ كل منهم عىل امتيازاته‬ ‫غري آبهني مبا يحل بهذه الطبقة‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫حقوق المستهلك تحت رحمة المحتكرين الفاسدين والدولة الغائبة‬

‫جيرمانوس‪ :‬ما من ركائز قانونية‬ ‫تحمي المستهلكين من قلة ضمائر التجار‬ ‫منذ أواخر العام الفائت ك ّرت سبحة التلوث‬ ‫الغذايئ التي طالت عدداً ال بأس به من املواد‬ ‫االستهالكية وآخرها مشكلة الخضار والفاكهة‬ ‫والقمح العفن والسمسم والدواء املزور‪ .‬ذلك‬ ‫ّ‬ ‫حط عىل‬ ‫الشبح الذي مل يكن بالحسبان‪،‬‬ ‫اللبنانيني مهدداً أمنهم الصحي وأعاد قانون‬ ‫سالمة الغذاء اىل س ّلة املطالب‪ ،‬لقطع الطريق‬ ‫عىل مبتغي الربح عىل حساب صحة الناس‬ ‫وسالمتهم‪.‬‬ ‫وبني تطمينات املسؤولني من جهة وإرصار‬ ‫املؤسسات األهلية عىل سوء األوضاع‪ ،‬يقف‬ ‫املستهلك يف حرية من أمره‪ ،‬وهو الذي ومن‬ ‫دون أن يعلم يتحمل جزءا من املسؤولية لعدم‬ ‫إملامه بالثقافة الصحية وعدم التفاته لشيطان‬ ‫التلوث‪.‬‬ ‫يصاب اللبنانيون باإلحباط وهم يرون املشاكل‬ ‫تتكاثر من حولهم‪ :‬الكهرباء‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬الطرقات‬ ‫الغارقة مبستنقعات من املياه‪ ،‬وال مياه حيث يجب‬ ‫أن تكون‪ ،‬زحمة سري خانقة‪ ،‬واليوم دور الغذاء‪..‬‬ ‫هكذا بات مشهد الحياة اللبنانية‪.‬‬ ‫إن مشكلة النظام السيايس اللبناين أوصل‬ ‫لبنان اىل أن تكون هموم سياسييه أكرب من هموم‬ ‫املواطنني‪ ،‬يف إطار تقوقعهم خلف طوائفهم‬ ‫ومصالحهم الشخصية مام سمح ملحتكري الغذاء‬ ‫والدواء بعدم االكرتاث ملا ميكن أن يحصل من‬ ‫مخاطر للمواطن اللبناين‪ ،‬يف ظل وجود مظلة‬ ‫سياسية تحميهم بل وممكن أن تساعدهم عىل‬ ‫الفتك باملواطن اللبناين‪..‬‬ ‫فإذا كانت الدولة ال تؤمن‬ ‫ملواطنيها املاء وال الكهرباء وال الدواء‬ ‫وال سالمة الغذاء؟ فامذا تفعل‬ ‫الدولة إذاً؟”‪ .‬سؤال أصبح يرتدد عىل‬ ‫شفة ولسان املواطنني‪ ،‬وهم يعانون‬ ‫اإلهامل املتعمد من قبل املعنيني‬ ‫خصوصاً‬ ‫بصحة‬ ‫االستخفاف‬ ‫وسالمة املواطن‪.‬‬ ‫من يراقب؟ ومن يحاسب؟ ووفقاً‬ ‫ألي قوانني؟ هل ُضبط أحد التجار‬ ‫يوماً ولقي جزاءه كام يجب‪ ،‬أم أن‬ ‫“رشوة” أو وساطة تكفلت بإنهاء‬ ‫املوضوع؟ واىل متى سينجح التجار‪،‬‬ ‫رؤوس األموال واملحتكرين واملافيات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التي تتحكم باملفاصل االقتصادية واالجتامعية‬ ‫يف لبنان باخرتاق شبكة القوانني واإلدارات‬ ‫التي تعنى بحامية املستهلك؟ وهل من مكان‬ ‫لجمعيات املستهلك يف بلد الفساد؟‬ ‫ويف ظل واقع كهذا أي دور يكون لجمعيات‬

‫‪46‬‬

‫املستهلك؟ وهل َمن يحميها بعد إشهارها حاالت‬ ‫الفساد التي ال تنتهي؟ وما مدى ثقافة املستهلك‬ ‫ووعيه للحفاظ عىل حقوقه كمستهلك؟‬ ‫وغريها من األمور كانت محور لقائنا مع عضو‬ ‫يف الهيئة اإلدارية يف جمعية حامية املستهلك‪،‬‬ ‫الدكتور مرينا جريمانوس الحداد‬ ‫التي أ ّكدت أن هدف جمعيات‬ ‫املستهلك الدفاع عن مصالح‬ ‫ومتثيل‬ ‫وحقوقه‪،‬‬ ‫املستهلك‬ ‫ومجاناً‬ ‫جامعياً‬ ‫املستهلكني‬ ‫لدى الهيئات واإلدارات الرسمية‬ ‫املؤسسات)‪،‬‬ ‫(أي‬ ‫واملحرتفني‬ ‫والتقايض بهدف الحفاظ عىل‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وجمع ونرش املعلومات‬ ‫والتحاليل واالختبارات واملقارنات‬ ‫والخدمات‬ ‫بالسلع‬ ‫املتعلقة‬ ‫والقيام‬ ‫استعاملها‪،‬‬ ‫وكيفية‬ ‫املستهلكني‬ ‫لتوعية‬ ‫بحمالت‬ ‫وإرشادهم وإصدار مجالت ونرشات‬ ‫ومطبوعات وإعداد برامج إعالنية‬

‫وإذاعية معدة للبث أو النرش عرب وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫واملفاجأة يف بلد كلبنان يسوده الفساد‬ ‫املرشعن يف الكثري من الحاالت‪ ،‬أنه ال يوجد‬ ‫عىل األرايض اللبنانية سوى جمعية واحدة‬ ‫للمستهلك‪ ،‬وهي مهمشة من جميع األطراف‬ ‫املدنية والسياسية والرسمية‪.‬‬ ‫فالدور الحاميئ الذي يجب أن تؤديه الدولة‪،‬‬ ‫يف اتجاه جمعيات املستهلك غائب بالطبع‪ ،‬ال‬ ‫بل تنقلب املعادلة يف كثري من األحيان‪ ،‬لتكون‬ ‫الحامية يف اتجاه الفاسدين واملخالفني وألسباب‬ ‫عديدة‪ ،‬أبرزها الرتكيبة السياسية يف لبنان‪ ،‬التي‬ ‫يرتبع عىل رأس هرمها طبقة املتمولني الفاسدين‬ ‫الذين يتجرعون كؤوس الحامية واالستمرارية من‬ ‫الطبقة الحاكمة مبختلف مشاربها‪ ،‬والتي تعمد‬ ‫عىل تغريب املواطنني عن قضاياهم األساسية‬ ‫عرب زيادة االنقسامات السياسية والطائفية‬ ‫واملناطقية‪.‬‬ ‫وتابعت جريمانوس‪ :‬ويف الواقع ال ميكن‬ ‫لقانون حامية املستهلك أن يغري شيئاً أو يحدث‬ ‫أي تغيري بغياب أي دعم قانوين ميكنه من أداﺀ دوره‬ ‫عىل الشكل املطلوب تحت طائلة محاسبة املخل‬ ‫بالقانون‪.‬‬ ‫وال بد أيضاً من توعية املستهلكني لحقوقهم‬ ‫عند الرشاﺀ وتقديم الشكاوى أمام املرجعيات‬ ‫املختصة‪ .‬وأمام هذا الواقع ما من ركائز قانونية‬ ‫وتنفيذية تحمي فع ًال املستهلك فيتالعب التجار‬ ‫باألسواق عىل هواهم وتبقى حقوق املستهلك‬ ‫تحت رحمة ضامئرهم‪ ،‬مشرية اىل أن القليل من‬ ‫املواطنني من يرفع شكاوى اذا اشرتى مواد غري‬ ‫صالحة أوتم التالعب بحجمها ووزنها ومكوناتها‬ ‫وسعرها فيكتفي مبقاطعة املتجر فحسب رغم‬ ‫أن من يتحمل املسؤولية التاجر وليس صاحب‬ ‫املحل‪.‬‬ ‫لكن ما من جهة مسؤولة تراقب وتتخذ‬ ‫اإلجراﺀات بحق التجار الذين يتالعبون بصحة‬ ‫الناس وإ ّال ملا تجرأواعىل امليض باالساﺀة اىل أمننا‬ ‫الغذايئ”‪.‬‬ ‫وأضافت جريمانوس‪ :‬إن االحتكار وضعف‬ ‫منافسة الوكاالت الحرصية والرضيبة املضافة‬ ‫وأسعار االتصاالت والخصخصة وأسعار الغاز‬ ‫واملواد الغذائية واملياه هي أبرز القضايا التي عملت‬ ‫عليها جمعية املستهلك خالل السنوات األربع‬ ‫املاضية‪ ،‬وكلها قطاعات يعاين منها اللبنانيون‬ ‫نظراً لتخلفها وارتفاع أسعار خدماتها‪.‬‬ ‫فيام يتعلق باملواد الغذائية‪ ،‬أشارت‬ ‫جريمانوس اىل أهمية النوعية والجودة فيها‪،‬‬ ‫بسبب استعامل املبيدات السامة فيها وخاصة‬ ‫الخضار‪ ،‬التي إذا كان مسموح بها يف بلدان‬ ‫أخرى يف العامل‪ ،‬هناك فرتة من الزمن يجب‬ ‫االلتزام بها بعد رش الفواكه والخضار بها‪ ،‬بحيث‬ ‫يتم االمتناع عن أكلها يف تلك الفرتة‪ ،‬التي‬ ‫تتيح للفواكه والخضار من التخلص من سموم‬ ‫املبيدات التي استعملت يف رشها‪ ،‬وهناك كمية‬

‫ونسبة محددة من السموم‪ ،‬التي يجب أن تكون‬ ‫فيها نسبة تركيزها محددة وفق اإلرشادات التي‬ ‫تسمح بها الرشكة املصنعة لها‪ ،‬والكثري من‬ ‫املزارعني ليسوا عىل اطالع كامل بتأثري تلك‬ ‫املبيدات‪ ،‬ومل يخضعوا ألي دورات‪ ،‬ولكن املشكلة‬ ‫ال تكمن هنا بل يف الوعي واإلدراك التام لكيفية‬ ‫استعامل تلك السموم‪.‬‬ ‫أضف اىل وجود الكثري من املواد الكياموية‬ ‫التي تستعمل بكمية غري معقولة‪ ،‬ما يؤثر ليس‬ ‫فقط عىل طعم الخضار والفاكهة بل أيضاً عىل‬ ‫خطورة تناولها‪ ،‬إذ أحياناً تأثري السموم ال يظهر‬ ‫مبارشة إثر تناول الفاكهة والخضار‪ ،‬بل يرتاكم‬ ‫يف الجسم ويتحول اىل مفاعالت تؤدي اىل أمراض‬ ‫رسطانية وما اىل ذلك‪.‬‬ ‫جمعية‬ ‫تركيز‬ ‫اىل‬ ‫جريمانوس‬ ‫ولفت‬ ‫املستهلك عىل «‪ »OGM‬أي املواد املعدلة وراثياً‬ ‫بحيث قامت الجمعية باالتصال بوزارة الزراعة‬ ‫وكان هناك مرشوع يسمح من خالله استعامل‬ ‫الـ»‪ »OGM‬بطريقة علمية وصحية‪ ،‬والعديد من‬ ‫املزارعني يزرعون حبوباً لنباتات معدلة جينياً‪ ،‬دون‬ ‫أي توجيه أو تحذير من الوزارات املختصة‪ ،‬وهناك‬ ‫بعض البلدان تسمح باستعامل الـ»‪»OGM‬‬ ‫ولكن حتى اآلن مل نعرف تأثرياتها عىل جسم‬ ‫اإلنسان‪ ،‬إمنا تفادياً لزوال النباتات الطبيعية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬بحيث أن النباتات املعدلة وراثياً تؤثر عىل‬ ‫النباتات الطبيعية‪ ،‬وتحتل مكانها دون معرفة‬ ‫املزارع الذي يجب إرشاده وإعالمه عن األماكن‬ ‫الزراعية الصالحة لذلك النوع من املزروعات‪ ،‬يك‬ ‫ال متر البذور من أماكن زراعة الـ»‪ »OGM‬ألماكن‬ ‫املزروعات األخرى كالقمح وغريه من أعالف‬ ‫املاشية إلخ‪...‬‬ ‫وفيام يتع ّلق مبكتب الشكاوى الجمعية‬

‫‪47‬‬

‫ومدى تجاوبه مع شكاوى املستهلك‪ ،‬أ ّكدت‬ ‫جريمانوس امتالك الجمعية ملكتب شكاوى وخط‬ ‫ساخن‪ ،‬ميكن االتصال بها ‪ 24/24‬ساعة‪ ،‬ولكن‬ ‫حتى اآلن مل يدرك اللبنانيون بوجود هذا الخط‪،‬‬ ‫ما يتط ّلب اإلعالن عنه بطريقة أكرث وضوحاً‪،‬‬ ‫وهذا يعود اىل خجل املستهلك وعدم معرفته‬ ‫بكيفية حامية حقوقه وواجباته‪ ،‬بحيث يلجأ‬ ‫يف الكثري من األحيان اىل رشاء سلع منتهية‬ ‫الصالحية أو غري مستوفية الرشوط الالزمة فال‬ ‫يقوم بإرجاعها‪ ،‬ذلك يعود اىل فلسفة حياتنا‬ ‫اليومية بأنه ليس لدينا أي حقوق يجب الدفاع‬ ‫عنها واملطالبة بها‪.‬‬ ‫عندما تنخطى هذا األمر كثري من األمور‬ ‫ستتغري‪ ،‬فكل مستهلك لديه حقوق وواجبات‬ ‫نرصح عن األشياء املرضة بالصحة‬ ‫من واجباتنا أن ّ‬ ‫التي نعتربها مخالفة للقانون‪ ،‬وعن تفاوت‬ ‫األسعار وغالءها‪ ،‬فإذا كل واحد منا قام مبجهود‬ ‫قليل وأعلن عام يصادفه يف حياته اليومية من‬ ‫أخطاء ترض باملستهلك‪ ،‬أمور كثرية ستتغي‪.‬‬ ‫وفيام يتع ّلق بالخطوات التي تقوم بها‬ ‫جمعية املستهلك من جهة حامية املستهلك‬ ‫من املنتجات املغشوشة‪ ،‬وبالتايل من ارتفاع‬ ‫أسعار السلع الغذائية‪ ،‬ودورها يف ذلك أ ّكدت‬ ‫جريمانوس أن عىل صعيد املستهلكني وجمعية‬ ‫املستهلك قامت الجمعية خالل عام ‪2009‬‬ ‫بسلسلة تحركات وحمالت طالت املجاالت اآلتية‪:‬‬ ‫متابعة مؤرش األسعار وتطوره والضغط‬ ‫‬‫من أجل تدخل وزارة اإلقتصاد للجم التضخم‬ ‫خاصة عرب تطبيق القرار الوزاري الذي يحدد نسب‬ ‫أرباح التجار يف السلع األساسية‪ .‬هذا وقد سلط‬ ‫اإلعالم الضوء يف عدة محطات عىل هذا املوضوع‬ ‫إال أن غياب اإلرادة السياسية لدى الحكومة‪ ،‬ترك‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫الباب عىل مرصاعيه لتحكم اإلحتكارات التي‬ ‫تسيطر عىل أكرث من ‪ %70‬من السوق اللبناين‬ ‫باألسعار مبا ال يتالئم مع مصلحة املستهلك‪.‬‬ ‫نجاح حملة الخلوي املشرتكة مع الهيئات‬ ‫‬‫أسعار‬ ‫خفض‬ ‫يف‬ ‫والنقابات‬ ‫اإلقتصادية‬ ‫اإلتصاالت وتعمل اآلن الجمعية عىل التعاون مع‬ ‫وزير اإلتصاالت الحايل الستمرار اإلصالحات يف‬ ‫هذا القطاع وصوالً إلحتساب الثانية بدالً من‬ ‫الدقيقة ولتمديد صالحية اإلشرتاك إىل فرتة‬ ‫سنة عىل األقل وخفض األسعار لتصبح يف‬ ‫مستوى املعدل الوسطي للمنطقة‪ ،‬أي حوايل‬ ‫‪ 6‬سنتات للدقيقة‪ .‬كام وإلغاء إشرتاك الخط‬ ‫الخلوي الثابت‪.‬‬ ‫سالمة الغذاء والتي طالت برنامج الرقابة‬ ‫‬‫والتدريب يف املالحم يف العدد من البلديات كام‬ ‫وحملة التلوث الناتج عن املبيدات الزراعية وتلوث‬ ‫مياه الري والتي شارك فيها اإلعالم بكثافة يف‬ ‫توعية الرأي العام والتي تتابعها الجمعية اآلن عرب‬ ‫التعاون مع وزارة الزراعة وإجراء تحاليل مخربية لها‬ ‫كام والرشوع يف التعاون مع الجامعة األمريكية‪.‬‬ ‫حملة الحد من األطعمة الكثرية السكر‪،‬‬ ‫والدهنيات يف املدارس التي تؤدي إىل السمنة‬ ‫عند األطفال والتي أدت إىل موافقة وزارة الرتبية‬ ‫إلصدار قرار وزاري يعيد تشكيل حانوت‪-‬مقصف‬ ‫املدرسة بالتعاون مع الجمعية وتدريب الجسم‬ ‫الرتبوي للوصول إىل تحسني صحة وسالمة‬ ‫أطفالنا‪.‬‬ ‫حملة الحد من التدخني والتي إبتدأت بوضع‬ ‫‬‫التعديالت عىل مرشوع القانون الذي مل يصدر‬ ‫بعد والذي تم بالتعاون مع لجنة الصحة النيابية‬ ‫ووزارة الصحة والذي حاولنا اإلضاءة عليه عرب‬ ‫حملة منع التدخني يف املطاعم وسيارات‬ ‫التاكيس والسريفيس واملصانع‪.‬‬ ‫تحضري ملف الدواء مع نقابة األطباء‬ ‫‬‫والصيادلة وجمعية الصناعيني واإلتحاد العاميل‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ تحضري ملف حملة الخدمات املالية التي تقرر‬‫القيام بها يف كل دول العامل بإرشاف منظمة‬ ‫املستهلك الدولية يف ‪ 15‬آذار ‪ 2010‬والتي تهدف‬ ‫إىل توعية املستهلك وتحسني العالقة بني‬ ‫املستهلك واملصارف يف لبنان‪.‬‬ ‫منذ عام ‪ 2000‬إستطاعت جمعية املستهلك‬ ‫أن تراكم يف تطوير ثقافة املستهلك ويف العالقة‬ ‫التفاعلية مع املستهلكني‪ ،‬إال أن ضعف دور‬ ‫املؤسسات الرسمية ومحدودية قدرات الجمعية‬ ‫الذاتية يجعل من املراكمة مسألة صعبة‬ ‫وبطيئة تحتاج إلصالحات كثرية‪ .‬ستعمل جمعية‬ ‫املستهلك هذا العام عىل بلورة عدة مشاريع تتابع‬ ‫برامجها السابقة وستسعى إىل إطالق ختم‬ ‫الجودة بالتعاون مع جمعية الصناعيني ومؤسسة‬ ‫ليبنور للمقاييس واملواصفات‪ ،‬والتأسيس ملركز‬ ‫لحل النزاعات ليعالج قضايا املستهلكني‪.‬‬ ‫كام سنعمل ليك تكون سنة ‪ 2010‬أفضل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب سياحي‬

‫محافظة حمص واسطة العقد‬

‫االستقرار‬ ‫وللمجلس‬

‫للمستهلكني خاصة وأن بوادر‬ ‫للحكومة‬ ‫ستسمح‬ ‫السيايس‬ ‫النيايب إيالء قضايا الناس وقتاً أكرب‪.‬‬ ‫ومبيادرة من بعض أعضاء الجمعية تم تأسيس‬ ‫نادي للمستهلكني عىل الفايسبوك يف شهر آذار‬ ‫‪ .2009‬واليوم تجاوز عدد أعضاء النادي ‪ 450‬عضواً‬ ‫ونحن نسعى اآلن اىل برنامج يؤدي اىل مشاركة‬ ‫عالية ألعضاء النادي ولتطويره‪.‬‬

‫أظهر مؤرش أسعار جمعية‬ ‫املستهلك مجدداً ارتفاع معدل‬ ‫أساسية‬ ‫سلعة‬ ‫‪144‬‬ ‫أسعار‬ ‫ً‬ ‫يستهلكها اللبنانيون يوميا أو‬ ‫شبه يومي‪ ،‬وخاصة أسعار الخضار‪،‬‬ ‫التي ارتفعت بنسبة ‪ 9,4‬يف املئة‬ ‫والفواكه ‪ 26,9‬يف املئة واملحروقات‬ ‫‪ 3,6‬يف املئة بينام شهدت األلبان‬ ‫واألجبان واملواد املنزلية انخفاضاً‬ ‫طفيفاً»‪.‬‬ ‫وهكذا يكون مجموع ارتفاع‬ ‫األسعار للفصل األول من ‪ 2010‬هو‬ ‫‪ 3.5‬يف املئة‪ ،‬وتظهر هذه الزيادة‪،‬‬ ‫كام الفصل الرابع من ‪ 2009‬الذي‬ ‫وصل إىل ‪ 6.09‬يف املئة‪ ،‬استمرار‬ ‫ارتفاع األسعار يف لبنان‪ ،‬بالرغم من‬ ‫عدم ارتفاعها عاملياً بل تراجع سعر‬ ‫رصف اليورو وارتفاع طفيف يف‬ ‫أسعار املحروقات»‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫ودعت الجمعية يف بيانها اىل مراجعة‬ ‫السياسات الرضيبية الحالية واعتامد مبدأ‬ ‫إعادة توزيع الدخل عرب تحميل الجزء األسايس‬ ‫من الرضائب لألغنياء وليس للفقراء ألن اللعبة‬ ‫الرضيبية الحالية تحمل الفقراء ومتوسطي الحال‬ ‫الجزء األسايس من الرضائب عرب خدمة الدين‬ ‫العام التي تستنزف ‪ 48‬يف املئة من واردات الدولة‬ ‫ملصلحة مديني الخزينة من األغنياء‪.‬‬ ‫التهديدات والضغوط ال تنتهي‪ ...‬واملواطن‬ ‫ممنوع من املساءلة! مأكوالت مغشوشة ملوثة‪،‬‬ ‫منتجات منتهية الصالحية‪ ،‬أسعار متالعب بها‪،‬‬ ‫سلع مشكوك بجودتها‪.‬‬ ‫ويف ّ‬ ‫كل مرة يعاد فتح ملف “سالمة الغذاء”‬ ‫عىل صفحة أخطر من سابقتها ومعه يعود‬ ‫القلق اىل حياة اللبنانيني الذين تطفح يومياتهم‬ ‫باألزمات والكوارث‪ ،‬من حجم الخطر املحدق‬ ‫بصحتهم وصحة أوالدهم وبالتايل حيواتهم‪،‬‬ ‫فلم يعد أمام املواطن اللبناين من خيار إ ّال الصوم‬ ‫عن الطعام اىل حني إقرار قانون سالمة الغذاء‬ ‫وتحديد آلية ملراقبة األغذية عىل أنواعها من لحوم‬ ‫ودجاج وأسامك‪ ،‬اىل ألبان وأجبان‪ ،‬اىل حبوب‬ ‫ومكرسات اىل فاكهة وخضار‪.‬‬ ‫والحبل عىل الجرار إذ ال يعلم املواطن ماذا‬ ‫سيكتشف بعد‪ ،‬وماذا ستتكشف عنه الدراسات‬ ‫املستقبلية من جراثيم ومواد حافظة ونسب‬ ‫املضادات الحيوية خصوصاً يف األلبان واألجبان‬ ‫ملنع الخامئر واألعفان التي تفسدها‪ .‬ناهيك عن‬ ‫تاريخ انتهاء صالحية األغذية والتي يتم تغيريها‬ ‫من قبل بعض التجار بهدف تحصيل هامش ربح‬ ‫أكرب‪ ،‬وك ّله عىل حساب صحة املواطن‪ .‬فالواقع‬ ‫مرير وبحاجة لتصويب‪.‬‬

‫حوار ليديا أبو درغم‬

‫حمص درة املدن السورية‪،‬‬ ‫املرتبعة يف القلب منها‪،‬‬ ‫رابطة شامل الوطن بجنوبه‬ ‫ورشقه بغربه من حيث‬ ‫وتعترب‬ ‫املتوسط‪،‬‬ ‫موقعها‬ ‫ثالث مدينة من حيث األهمية‪،‬‬ ‫واألوىل من حيث املساحة التي‬ ‫تبلغ ‪ /42226/‬وعدد سكان بلغ‬ ‫أكرث من مليون نسمة‪ .‬يعود‬ ‫تاريخها إىل عام ‪ 2300‬قبل‬ ‫امليالد‪ ،‬وهي ذات تضاريس‬ ‫ومناخ متنوع‪ ،‬ففيها الجبل‬ ‫سميت الرئيس األسد يفتتح معمل غاز إيال‬ ‫والسهل والصحراء‪..‬‬ ‫يف العهد الروماين باسم‬ ‫“اميسا” كام تدعى مبدينة ابن الوليد نسبة للقائد خالد ابن الوليد‬ ‫املدفون فيها‪.‬‬

‫السياحة يف حمص‪:‬‬

‫ال بد من القول أن التاريخ قد مر من هذه املدينة الخالدة منذ اقدم العصور‬ ‫حيث تنترش يف كافة أرجاء املحافظة الكثري من املناطق األثرية والتاريخية‬ ‫واألديرة والقالع ومنها‪:‬‬ ‫قلعة الحصن‪ :‬تعد من أجمل القالع الصليبية يف العامل‪ ،‬تقع ضمن‬ ‫سالسل جبال الساحل السوري وتبعد عن مدينة حمص ‪ 60‬كلم‪ .‬ونظ ًرا‬ ‫لألهمية التاريخية والعمرانية للحصن اعتربتها منظمة “اليونسكو” قلعة‬ ‫تراث إنساين عظيم‪ ،‬ويف عام ‪ 2006‬سجلت‬ ‫تاريخية هامة الحتوائها عىل‬ ‫ٍ‬ ‫القلعة عىل الئحة الرتاث العاملي‪ .‬شيد الحصن “املرداسيون” عام (‪)1031‬‬ ‫من قبل شبل الدولة “نرص بن مرداس” فأقام فيها حصناً صغرياً كان هدفه‬ ‫حامية طريق القوافل التجارية القادمة من سواحل بالد الشام إىل داخلها‪،‬‬ ‫وسكنها األكراد لحامية الطريق‪ ،‬لذلك حملت اسم حصن األكراد‪ ،‬وأطلق‬ ‫عليها أيضاً حصن السفح أو الصفح والكرك ومن هذا االسم اشتقت‬ ‫التسمية الصليبية للقلعة‪.‬‬ ‫قلعة أسامة‪ :‬تقع يف الجنوب الغريب من مدينة حمص القدمية عىل تل‬ ‫يرجح أن أسفله طبيعي صخري و أعاله صناعي‪ ،‬ترتفع عن مستوى الطريق‬

‫املحافظ ونجل أمري قطر حمد بن خليفة يف مهرجان تدمر‬

‫العام نحو (‪ )32‬م‪ ،‬وعن سطح البحر نحو (‪495‬م)‪ ،‬وكان يحيط بها خندق‬ ‫دفاعي‪ ،‬وسور املدينة الذي كان ميتد من باب الرتكامن غربا حتى باب السباع‬ ‫جنوبا‪ ،‬و بقيت معامل غري واضحة من آثار هذا السور حتى متت إزالتها من‬ ‫أجل توسيع الطريق حول القلعة‪ ،‬وردم الخندق و تم تحويله مؤخرا اىل حديقة‬ ‫عامة ‪.‬وأظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتني تقوم واحدة (األيوبية)‬ ‫فوق األخرى الحمدانية (وقد نسبت اىل أسامة بن منقذ)‪.‬‬ ‫مدينة تدمر األثرية‪ :‬تعترب محطة تجارية يف غاية األهمية بني آسيا واوروبا‬ ‫نظرا ملوقعها بني نهر الفرات والبحر االبيض املتوسط‪ .‬ازدهرت يف النصف‬ ‫الثاين من القرن األول قبل امليالد‪ ،‬وكانت تحمل طابع املدن االغريقية الرومانية‬ ‫بأبنيتها امللكية‪ ،‬ومساكن اإلدارة‪ ،‬وطراز األبنية العامة والخاصة والتي تتميز‬ ‫بالفخامة‪ ،‬وفيها الكثري من اآلثار التي تعد من أهم أوابد املدن القدمية‬ ‫بأهميتها وفخامتها وعظمتها‪ .‬وتنترش آثار تدمر عىل بقعة واسعة من‬ ‫األرض من البوابات وأقواس النرص والشارع املستقيم‪ ،‬وآثار ومعابد كثرية‬ ‫عىل امتداد املوقع‪ .‬وفيها كذلك املرسح األثري والسوق التاريخي “األغوار”‬ ‫وقوس النرص‪ ،‬ومعبد “بعلشمني” ووادي القبور‪ ،‬ومدفن امللكة زنوبيا‪ ،‬ومعبد‬ ‫“بل” إضافة إىل قلعتها الحصينة‪.‬‬ ‫ونظرا لألهمية السياحية لهذه املدينة كانت حمص محطة للعديد من‬ ‫املهرجانات والنشاطات الثقافية والسياحية كمهرجان حمص الثقايف‪،‬‬ ‫ومهرجان السياحة والتسوق‪ ،‬ومهرجان تدمر السياحي الذي يقام عىل‬ ‫مستوى الوطن العريب‪ .‬ومهرجان القلعة والوادي‪ ،‬وطريق الحرير‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫مهرجانات واحتفاالت وكرنفاالت عىل امتداد شهور السنة‪.‬‬ ‫حمص اقتصاديا‪ :‬نظرا ملوقعها الذي تتميز فيه هذه املحافظة جعل منها‬ ‫محطة تجارية واقتصادية مهمة عرب التاريخ‪ ،‬وهي اليوم تستغل هذا املوقع‬ ‫لتغدو من أهم املدن السورية صناعيا وتجاريا‪ ،‬ففيها الكثري من املعامل‬ ‫واملنشآت الصناعية واملرافق الحيوية كمعمل السكر ومصفاة حمص لتكرير‬ ‫النفط‪ ،‬ومعمل للسيارات‪ ،‬وفيها يتم إنتاج الفوسفات‪ ،‬إضافة الحتضانها‬ ‫مدينة “حسيا” الصناعية‪ ،‬ومؤخرا تم برعاية السيد الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد افتتاح معمل غاز إيبال الذي تبلغ طاقته اإلنتاجية (‪ )120‬طن من الغاز‬ ‫املنزيل‪ ،‬ومابني ( ‪ 2000‬إىل ‪ )2500‬برميل من املكثفات‪ ،‬حيث يتكون املرشوع‬ ‫الذي ترتاوح كلفته نحو مليار دوالر من محطة تجميع الغاز يف حقل الشاعر‬ ‫الذي يضم ست آبار للغاز‪ ،‬وثالثة للنفط‪ ،‬وبرئ الستخراج املياه‪ ،‬وخط يربط‬ ‫بني الحقل ومعمل املعالجة يف “الفرقلس” يف حمص بطول ‪ 77‬كلم‪ ،‬وفقا‬ ‫لتقارير رسمية‪.‬‬

‫منرب التوحيد ‪ -‬مكتب دمشق‬

‫املنهدس خالد عز الدين يف املعرض الفني‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫حرقة على المسرح «النجّ اري» باقية بقلبه حتى اليوم‬

‫نجار‪ :‬لم نحمل من خصوص ّيتنا اللبنانية‬ ‫مروان ّ‬ ‫إال الرغبة في اإلدهاش واإلثارة‬ ‫وثالثون سنة من العطاء‬ ‫نجار” بقلمه‬ ‫زال “مروان ّ‬ ‫حرباً وال ّ‬ ‫ميل من كتابة‬ ‫ملسلسالت تؤنس أيامنا‬

‫هي أربعة‬ ‫الفني‪ ..‬وهو ما‬ ‫الذي ال ينضب‬ ‫روايات تتح ّول‬ ‫وتنري شاشاتنا‪.‬‬ ‫بدأ أعامله التلفزيونية عىل شاشة‬ ‫“الوجه‬ ‫مبسلسل‬ ‫لبنان‬ ‫تلفزيون‬ ‫اإلنتاجات‬ ‫سبحة‬ ‫وك ّرت‬ ‫الضائع”‪،‬‬ ‫اللبنانية التي تحمل توقيعه كـ”‬ ‫األستاذ ممدوح‪ ،‬وطالبني القرب‪ ،‬ومن‬ ‫أحىل بيوت راس بريوت‪ ،‬وصارت معي”‬ ‫ّ‬ ‫تكل العني‬ ‫وغريها من األعامل التي ال‬ ‫من مشاهدتها والتأ ّمل يف قدرة كاتبها‬ ‫عىل دخول القلوب من بابها الواسع‬ ‫واالنخراط يف الحياة اليومية ومعاناة‬ ‫الناس ومشاكلهم‪.‬‬ ‫يسري وفقاً ملبدأ “مال الفن يعود‬ ‫للفن” ولذلك يستخدم ما يجنيه من‬ ‫أعامله الفنية يف تقديم أعامل جديدة‪،‬‬ ‫وهو الذي خ ّرج عدداً كبرياً من املمثلني‬ ‫الذي أصبحوا اليوم مشاهرياً يف كوكبة‬ ‫املمثلني الناجحني‪.‬‬ ‫بكل فخر يعرتف بالبكاء عىل الشهداء‬ ‫الذين سقطوا يف حرب متوز ‪ ،2006‬وبكل‬ ‫حرقة يتحدث عن أمله عىل املرسح الذي‬ ‫مل يعد أحد يقدّر قيمته ويتذكر تاريخه أو‬ ‫يسعى إلستعادة أمجاده‪.‬‬ ‫التقينا يف “منرب التوحيد” بالكاتب‬ ‫اللبناين مروان نجار للبحث معه يف‬ ‫أمور اإلنتاج املحيل‪ ،‬واألعامل الجديدة‬ ‫التي يتم العمل عليها لتحمل توقيع‬ ‫“كاتباً لبنانياً” يأسف عىل ما وصل إليه‬ ‫املرسح‪ ،‬ويتم ّرد عىل األخطاء ليح ّولها‬ ‫ومحلية‬ ‫اللهجة”‬ ‫“لبنانية‬ ‫جم ًال‬ ‫الصنع يف إنتاجات فنية رائعة‪ ،‬فكان‬ ‫هذا الحوار‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫لهجتنا‪ ،‬فنحن مل نحمل من خصوص ّيتنا إال‬ ‫الرغبة يف اإلدهاش واإلثارة‪ ،‬والرغبة يف أن يتوق‬ ‫العرب إىل عيوبنا كام لو أنها مدعا ًة للفخر‪،‬‬ ‫فتل ّقت لغتنا وخصو ّيتنا صدمة كربى عزلتنا‬ ‫عن الذوق العريب‪.‬‬ ‫َمن املسؤول عماّ حصل إلنتاجنا هذا؟‬ ‫هو الجنوح إىل السهولة ورأس املال الجبان‪.‬‬ ‫أال يوجد بعض اللوم عىل الكتّاب ألنهم‬ ‫سمحوا بحصول ذلك؟‬ ‫أنا مل أكن عىل الساحة اإلنتاجية‪ ،‬ألنني‬ ‫يف تلك املرحلة اكتفيت مبرسحي وبخشبة‬ ‫“النجار” ومل ألتفت إىل الشاشة‪ ،‬ولكنني‬ ‫ّ‬ ‫طبعاً‬ ‫ُ‬ ‫كنت أتأمل ألنني إبن املهنة‪ .‬كانت يل‬ ‫مساهمتي يف تلفزيون لبنان “حني كان لجميع‬ ‫اللبنانيني”‪ ،‬ولكنني توقفت عندما ُق ِس َم إىل‬ ‫محطتني واحدة يف تلة الخياط وأخرى يف‬ ‫الحازمية‪ ،‬و ُو ِس َمت كل محطة منه بإسم‬ ‫جامعة‪ .‬بعدها بدأت امليليشيات تؤسس‬ ‫التلفزيونات فلم أتعامل مع أيٍّ منها‪ ،‬ليس‬ ‫لتسجيل موقف من هذا أو ذاك بل ألنني مل أرد‬ ‫التعامل مع امليليشيات‪.‬‬

‫«نجارية» تأسف عىل‬ ‫حرية ّ‬ ‫انحطاط مستوى اإلنتاج اللبناين‬ ‫ح ّدثنا عن اإلنتاج املحيل مع الغزو الذي‬ ‫نشهده من اإلنتاجات “غري اللبنانية”؟‬ ‫مببادرات فردية يستحيل‬ ‫قدر لبنان أن يتباهى‬ ‫ٍ‬ ‫أن تصبح بنية تحتية لصناعة‪ .‬شهدنا ذلك يف‬ ‫املرسح وشهدناه أيضاً يف فنون كثرية منها‬ ‫اليوم الفن املنترش جداً أي الدراما التلفزيونية‬ ‫التي تقدّمت لنا فيها مناسبات كثرية يف‬ ‫العقود املاضية‪ ،‬ومل نستفد منها‪ .‬كان هناك‬ ‫مسلسل لبناين يغزو العامل العريب‪ ،‬وكان‬ ‫لبنان هو الرائد لكنه مل يستفد من الفرص‬ ‫َ‬ ‫يرض بخوض‬ ‫املتاحة‪ ،‬ألن رأس املال الجبان مل‬ ‫الس ُبل‬ ‫مغامرة التطوير فلجأ إىل أهون‬ ‫ُ‬ ‫لتحقيق الكسب الرسيع جانحاً إىل السهولة‬ ‫مستغنياً عن هو ّيته اللبنانية ومعتمداً عىل‬ ‫الفصحى املشرتكة بني جميع الدول العربية‪،‬‬ ‫فلم يك ّرس لغتنا وتقاليدنا وعاداتنا وإطاللتنا‬ ‫لبس ربطة‬ ‫اللبنانية يف الوجدان العريب‪ ،‬بل‬ ‫َ‬ ‫عنق إيطالية أو فرنسية ونطق بلغة صحراوية‬ ‫فصيحة‪ ،‬أوقعتنا يف ختام األمر ضمن دائرة‬ ‫الهزل والغربة عن الذات‪ .‬من املمنوع أن متر‬ ‫موجة من النجوم املحبوبني يف العامل العريب‬ ‫أمثال هند أيب اللمع وعبد املجيد مجذوب‬ ‫وغريهام‪ ،‬وال نستفيد من جعل خصوصية‬

‫‪50‬‬

‫هذه النجوم مك ّرسة يف الذوق العام‪ .‬هم‬ ‫اليوم ينطقون بلغة أيب الطيب مش ّوهة وبلغة‬ ‫اإلنحطاطيينّ العرب‪ّ ،‬‬ ‫ألن الكتّاب عىل مستوىً‬ ‫مشكوك بأمره يف البالغة العربية ولكنهم‬ ‫ُيلزَمون بها ّ‬ ‫ألن السوق الجبان ال يرىض بأن‬ ‫ُيو ِّزع عىل العامل العريب ما استطاع األخوين‬ ‫الرحباين مث ًال توزيعه‪ .‬ثم جنحت السينام‬ ‫اللبنانية إىل اعتامد “مرص ّية” مش ّوهة أيضاً‪،‬‬ ‫ويف الحالتني مل نجازف بإثبات شخصيتنا‪.‬‬ ‫يف هذه األثناء كان املرصي يع ّودين أن أفهم‬ ‫اللهجة الصعيدية‪ ،‬حتى أصبحنا نفهم ّأن‬ ‫كلمة “دي الوقت” مث ًال تعني “اآلن”‪ .‬أما إذا‬ ‫تكلمت أنا بلهجتي اللبنانية‪ُ ،‬ر َ‬ ‫ًُ‬ ‫فضت ألنها‬ ‫ُ‬ ‫شأن رأس املال الذي‬ ‫محلية ض ّيقة‪ .‬هكذا كان‬ ‫ينتج أعامالً تلفزيونية‪ .‬ثم بدأنا بخجلٍ كبري‪،‬‬ ‫نحاول اإلطاللة بلهجة لبنانية‪ ،‬ولكن ال ميكن‬ ‫أن يتل ّقى اآلخر شكلنا مبعزل عن املضمون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن األخري هو الذي يصنع قيمة الشكل‪،‬‬ ‫ومنذ انتهاء الحرب يف لبنان وبدأ اإلنتاج‬ ‫اللبناين كنت أقول للعامل العريب‪“ :‬انظر إىل‬ ‫خصوصيتي‪ ،‬لديَّ فتيات يتع َّرينَ ‪ ،‬ولديّ “عهر”‬ ‫أس ِّميه حرية‪ ،‬ولديَّ “رخص” أس ِّميه انفتاحاً”‪.‬‬ ‫من هنا اشأم َّزت النفس العربية منّا ومن‬

‫متى كانت عودتك إىل التلفزيون؟‬ ‫ُ‬ ‫عدت عندما انتفت عن املحطات التلفزيونية‬ ‫الصفة امليليشياوية‪ ،‬وصار جميعها يخضع‬ ‫لقانون إعالم ولتوزيع أسهم تجارية رشعية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعمل مع أية محطة تشرتي أعاميل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وصدُ ف أن الـ ‪ LBC‬آنذاك كانت تشرتي تلك‬ ‫األعامل والبقية ُتكدَّ س يف أدراج املحطات‬ ‫ٌ‬ ‫األخرى‪ ،‬فبدا وكأنني‬ ‫عازف عنها‪ ،‬ولكنّ‬ ‫مديريها يعرفون أنني تق ّد ُ‬ ‫مت مبشاريع‬ ‫ُ‬ ‫كنت محظوظاً إذ كان‬ ‫لدى الجميع‪ .‬لقد‬ ‫لديّ مجالني آخ َرين هام املرسح والدعاية‬ ‫ُ‬ ‫عملت مع رشكة “ليوبرنت”‬ ‫واإلعالن فقد‬ ‫إضافة إىل رشكات أجنبية أخرى يف مجال‬ ‫الدعاية واإلعالن لحوايل الـ‪ 20‬سنة‪ .‬أما بعض‬ ‫زماليئ فهم يخضعون لظروف سوق العمل‪،‬‬ ‫وإذا طلب منهم الكتابة بالفصحى حت ً‬ ‫ام‬ ‫سيفعلون‪ ،‬كام أن بعضهم كتب باللغة‬ ‫املرصية بطريقة مضحكة‪ ،‬يف ظل ظروف‬ ‫قاسية جداً ّ‬ ‫ألن صاحب القرار ليس الكاتب إنمّ ا‬ ‫املم ِّول الذي يسعى لجني األرباح بدون اإلكرتاث‬ ‫للمردود الحضاري البعيد ومردود تكريس‬ ‫الصناعة‪ .‬من الطبيعي أن يكون املرصي هو‬ ‫الرائد وذلك أمر سيناميئ محسوم‪ ،‬فكل بلد‬ ‫لديه كمية كبرية من الناس تؤ ّمن كفاية ذاتية‬ ‫يستطيع أن يفرض نفسه يف السينام وإال ما‬

‫كنا نرى أمريكا مث ًال تعترب املداخيل التي تأيت‬ ‫من خارج الواليات املتحدة مداخيل جانبية‪.‬‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة للهند التي قدمت‬ ‫ألن سكانها يزيدون عن املليار‪ .‬إذاً‬ ‫“البوليوود” ّ‬ ‫عدد السكان يؤثر يف اإلنتاج وهذا ما ساعد‬ ‫مرص عىل االنفتاح باكراً عىل مجال السينام‬ ‫ولكننا نعلم ّ‬ ‫أن مرص محظوظة يف بعض‬ ‫األشياء والتي قد تكون يف بعض األحيان لعنة‬ ‫عليها‪ ،‬فقد كانت منذ القرن الثامن أو التاسع‬ ‫عرش تلفت نظر الغرب مث ًال ّ‬ ‫ألن مرشوع قناة‬ ‫السويس كان قامئاً‪ ،‬إذ جاءها نابليون حام ًال‬ ‫مطبعته وفرقته املرسحية والثقافة األوروبية‪،‬‬ ‫فشهدت طباعة مبكرة واحتفاالت ثقافية‬ ‫جديدة عليها‪ ،‬وكان من الطبيعي أن نشهد‬ ‫“أوبرا عايدة” وغريها وهذا من دواعي الحظ‪.‬‬ ‫وكذلك‪ ،‬نظراً لالهتامم األورويب مبرص بسبب‬ ‫املوقع االسرتاتيجي‪ ،‬خ َّفت قبضة العثامنيني‬ ‫فأصبح هناك متنفس للرأي الحر‪ ،‬لذلك نرى‬ ‫اللبناين يبدأ نشاطه الصحايف أو املرسحي‬ ‫يف لبنان ويكمله يف مرص وكذلك السوري‪،‬‬ ‫فنزار قباين بدأ يف سوريا وانتقل بعدها إىل‬ ‫مرص حيث يستطيع أن يعبرّ عن أفكاره‬ ‫بشكل أكرب‪ ،‬وهكذا فعل الن ّقاش وخليل‬ ‫مطران يف لبنان وجرجي زيدان الذي ُق ِم َع‬ ‫وطرد من الجامعة األمريكية بتهمة االنتامء‬ ‫للحركة املتأثرة بنظرية دارفور‪ ،‬وهذا ما‬ ‫جعلهم يلجأون إىل مرص ملا فيها من حرية‪.‬‬ ‫برأيك َمن من العرب عرف كيفية االستفادة‬ ‫من األرض الخصبة باملمثلني وح ّولها إىل‬ ‫إنتاج مهم؟‬ ‫السوريون هم َمن عرفوا كيف ينطلقون‬ ‫من “ضخامة أعامل” إىل “خصوصية سورية”‬

‫‪51‬‬

‫بسبب نشاطهم وتجاوزهم للواقع‪ ،‬وهذا ما مل‬ ‫يفعله اللبنانيون عل ًام ّأن أصواتنا ُب َّحت ونحن‬ ‫ننادي بهذه السياسة ونطالب املسؤولني‬ ‫بالقيام بأعامل تحمل توقيعنا لتنترش يف‬ ‫األقطار العربية‪ ،‬ولكنهم مل يرضوا بذلك‪.‬‬ ‫وأؤكد أنه إذا مل يتم تحميل اللهجة املضمون‬ ‫الدرامي لن ُنؤخذ عىل محمل الجد‪ ،‬فالكوميديا‬ ‫عاقة وال بد من تقديم أشياء رصينة يك يتم‬ ‫قبولنا‪.‬‬ ‫أين دور الدولة اللبنانية ووزارة اإلعالم يف‬ ‫هذا املوضوع؟‬ ‫الدولة غائبة وعالقتها معنا تقترص عىل‬ ‫جباية الرضائب وسن القوانني‪ .‬نحن ال منلك‬ ‫دولة تعرف معنى الذوق الفني والحس الخالق‪،‬‬ ‫فهي ال تقوم بيشء ج ّيد إال من باب “رفع‬ ‫العتب”‪ .‬قاموا بإنشاء وزارة الثقافة وهذا كان‬ ‫حلم من أحالمنا‪ ،‬ولكننا مل نحلم قط أن‬ ‫يكون لدينا وزارة بدون موازنة‪ ،‬وال منهجية‬ ‫تسري وفقاً لبنودها‪ ،‬وال رؤية تعمل تبعاً لها‪.‬‬ ‫أين هي الوزارة املسماّ ة بـ”وزارة الثقافة”؟‬ ‫لقد خصصوا مبلغاً من املال (‪ 600‬الف دوالر)‬ ‫عام ‪ 1999‬لدعم املرسح يف لبنان‪ ،‬وو ّزعوا‬ ‫َ‬ ‫يرض‬ ‫املبلغ عىل الفنانني وطبعاً كرث منّا مل‬ ‫املتوجب‬ ‫باإلستفادة من املال العام‪ .‬كان من‬ ‫ّ‬ ‫استخدام هذا املبلغ لبناء مرسحاً بلدياً مث ًال‬ ‫تستفيد منه األجيال الجديدة‪ ،‬فالدولة يجب أن‬ ‫تفيد الجميع وليس األفراد ّ‬ ‫ألن مساعدة األفراد‬ ‫تصبح “استنسابية”‪.‬‬ ‫ما املطلوب إذاً؟‬ ‫كل ما نطلبه من دولتنا هو تركنا نواجه‬ ‫ّ‬ ‫التدخل بنا مبا أنها ال تستطيع‬ ‫همومنا بدون‬ ‫مساعدتنا‪ ،‬ومبا أنها تعترب الثقافة “ترفاً”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫ومت ّرد عىل محاولة االنجرار مع تيار‬ ‫االنتامءات الجوفاء‬ ‫نفسك‬

‫بـ”املتم ّرد”‪.‬‬

‫تصف‬ ‫نجار؟‬ ‫مروان ّ‬ ‫ال يوجد فنان يتعاطى مع الحياة إال برفضه‬ ‫لبعض األشياء وقبوله بأشياء أخرى‪ .‬أعتز‬ ‫بنعمة الحياة التي ُو ُ‬ ‫هبت وأقدّسها‪ ،‬والفرد‬ ‫عندي هو األساس فأنا ضد العشائر والقبائل‬ ‫ولذلك لديّ اختالف ديني الهويت أخالقي مع‬ ‫اليهود‪ ،‬إذ إضافة إىل اغتصابهم فلسطني‪،‬‬ ‫فقد قاصص الله “موىس” ألنه ف ّكر‪ ،‬وذلك‬ ‫ممنوع‪ .‬يقولون ّأن الله اختارهم ليكونوا الشعب‬ ‫املختار يف فلسطني‪ ،‬وهذا بعكس ما يوجد‬ ‫لدى املسيحيني الذين خاطبهم الله قائ ًال‪:‬‬ ‫“ َمن منكم بال خطيئة‪ ،”...‬مبعنى عدم وجوب‬ ‫لجوءهم إىل قانون القضية بل إىل استعامل‬ ‫الضمري‪ ،‬وكذلك لدى املسلمني حيث قال‬ ‫لهم‪“ :‬واعتربوا يا أويل األلباب”‪ ،‬مبعنى ّأن هناك‬ ‫حكمة خلف كل آية‪ ،‬وهذا موجود أيضاً يف‬ ‫الدرزية لدى “شيخ العقل” حتى وصلوا يف‬ ‫تقدير العقل ودوره إىل اعتبار رجل غري سامي‬ ‫أي “أرسطو” من تجليات العقل الكيل‪ .‬هكذا‬ ‫تد ّرجت األمور من تغييب العقل عند اليهود‬ ‫إىل تكريس الفرد لدى املسيحيني إىل إعامل‬ ‫العقل والحكمة عند املسلمني‪ ،‬ومن ثم إىل‬ ‫تجليات العقل الكيل لدى التوحيديني‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫نحن م ّمن يعت ّز بفرد ّية وقدرة عىل التمييز وال‬ ‫أقبل أن أكون قطيعاً لدى أحد‪ ،‬وأمت ّرد عىل كل‬ ‫ما يح ّرك الناس عرب الغريزة واالنتامء األعىل‪.‬‬ ‫ماذا بقي من مروان نجار “الصحايف”؟‬ ‫حس الصحايف‬ ‫فع ًال لقد بقي الكثري من‬ ‫يّ‬ ‫الذي بدأته بعد تع ّريف عىل حنّا غصن الذي‬ ‫كان صحافياً من “االستقالليني” رفاق رياض‬ ‫الصلح‪ ،‬ودفعني للعمل يف “األسبوع العريب”‬ ‫وكان من أكرب الداعمني يل‪ .‬ومن ثم أسسنا‬ ‫ُ‬ ‫وكنت مسؤوالً عن التحقيقات‪.‬‬ ‫مجلة “الديار”‬ ‫واليوم‪ ،‬لديّ مخزون كبري من العمل الصحايف‬ ‫الذي أستخدمه بعض األحيان يف كتابة‬ ‫مسلساليت‪.‬‬ ‫ماذا عن رشكتك ‪MGN‬؟‬ ‫ُ‬ ‫أجربت‬ ‫مل يكن إسمها ‪ MGN‬سابقاً‪ ،‬ولكن‬ ‫عىل تسميتها هكذا العتبارات قانونية‪ ،‬فقد‬ ‫كان إسمها ‪ ،Back Feed‬ولكنّ األخرية احرتقت‬ ‫وأصبحت رماداً‪،‬‬ ‫أثناء الحرب الـ”جعجع‪ -‬عونية”‬ ‫َ‬ ‫فذهب كل األرشيف والذكريات‪ ،‬و”بىك بعيض‬ ‫عىل بعيض معي”‪ .‬عندما تع ّر ُ‬ ‫ضت للتخوين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اضطررت إللغاء الرشكة بالكامل وكل ما‬ ‫ُ‬ ‫وقمت بتأسيس رشكة جديدة‬ ‫يذ ّكرين بها‪،‬‬ ‫نجار”‪.‬‬ ‫بإسم ‪ MGN‬أي “مروان جورج ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عال َم‬

‫يتم ّرد‬

‫ملاذا أسس مروان نجار رشكته الخاصة‬ ‫عل ًام ّأن كرث يسعون للتعامل معه ولرشاء‬ ‫أعامله؟‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنشات رشكتي من‬ ‫لست متم ّوالً‪ ،‬فقد‬ ‫ُ‬ ‫مثن نصويص التي قمت ببيعها‪ ،‬ولكنّ فكرة‬ ‫ُ‬ ‫كنت أبيع‬ ‫إنشائها هي فكرة فنية‪ ،‬حيث‬ ‫النص ملحطة ما لتقوم بإنتاجه‪ ،‬وأشاهد فيام‬ ‫بعد شيئاً ال يشبه النص أبداً بعد أن كان‬ ‫ُ‬ ‫أسست رشكتي‬ ‫قد خرج من داخيل‪ .‬ولذلك‬ ‫ألسهر عىل كيفية تنفيذ النص‪ ،‬وأدافع عنه‪.‬‬ ‫وال أكتفي ببيع نصويص‪ ،‬بل يه ّمني أن تصل‬ ‫أفكاري وأحاسييس بالشكل املطلوب يك‬ ‫تستحق أن تحمل توقيعي‪.‬‬ ‫ماذا عن املرسح؟‬ ‫لقد تزامن تأسيس رشكتي عام ‪ 1982‬مع‬ ‫بدء حيايت املرسحية حيث قد ُ‬ ‫ّمت مرسحيتي‬ ‫األوىل تحت وقع االجتياح اإلرسائييل وكان‬ ‫شعارنا “إضفاء ابتسامة عىل وجوه اللبنانيني”‪،‬‬ ‫رشط أن تكون االتجاهات عائلية بدون تعاطي‬ ‫السياسة “القذرة”‪ ،‬فقد اعتمدنا “البوليفار”‬ ‫النظيف بأصوله الصحيحة وبزيارة كل بلد‬ ‫ُ‬ ‫منعت استخدام الكالم‬ ‫نريد الكتابة عنه‪ .‬لقد‬ ‫النافر واإلثارة‪ ،‬ومل أقبل بالعمل مع “نجوم”‬ ‫ألنني ال أتسلق أكتاف الذين نجحوا سابقاً‬ ‫يك أبدو بني الناجحني‪ .‬لذلك ف َمن شارك يف‬ ‫ملع عىل خشبتي املرسحية‪ ،‬وحتى‬ ‫مرسحيايت َ‬ ‫املوسيقيني واملخرجني كانوا جدداً يف املهنة‪،‬‬ ‫وهذا ّ‬ ‫يرشفني كثرياً‪.‬‬ ‫نجار” اليوم؟‬ ‫أين مرسح “مروان ّ‬ ‫لقد استم ّر مرسحي لـ ‪ 22‬سنة بدون تو ّقف‪،‬‬ ‫بإقبال عائيل وليس باستقدام جمعيات هذا‬ ‫“الخوري” أو ذاك‪ ،‬فجمهورنا مل يكن “مقبوضاً‬

‫‪52‬‬

‫عليه”‪ .‬لقد كان عائيل بامتياز منذ املرسحية‬ ‫األوىل “لعب الفار” مروراً بـ “عريسني مدري‬ ‫من وين” وصوالً إىل كل العناوين التي دخلت‬ ‫الوجدان مبح ّبة كـ”فقرا بفقرا” و”عمتي نجيبة”‬ ‫و”كرمال املحروس” و”جوز بجوز”‪ .‬يف نفس‬ ‫ُ‬ ‫بدأت بالعودة إىل األعامل التلفزيونية‬ ‫الوقت‪،‬‬ ‫بعناوين مه ّمة أيضاً كالتي قدّمتها سابقا‪ً،‬‬ ‫مثل‪“ :‬الفارس ابن الفارس‪ ،‬األستاذ ممدوح‪،‬‬ ‫املتف ّوقون‪ ،‬مجالس األدب‪ ،‬دياال”‪ .‬ومن ثم أتت‬ ‫أعاميل األخرى “طالبني القرب‪ ،‬من أحىل بيوت‬ ‫راس بريوت‪ ،‬مريانا‪ ،‬ملحة حب‪ ،‬بنت الحي‪ ،‬صارت‬ ‫معي” وغريها‪ ،‬وقد استقبلتنا كل األجيال‬ ‫باملحبة نفسها وبيشء يكفينا من االحرتام‪.‬‬

‫«حلم آذار» من أحالم كثرية‬ ‫راودته‪ ..‬فتحققت‬ ‫ماذا تخربنا عن مسلسل “حلم آذار”؟‬ ‫أعتربه تجربة مهمة جداً‪ ،‬حتى مع املرارة‬ ‫التوجه يف البداية‬ ‫التي عانيناها‪ .‬لقد كان‬ ‫ّ‬ ‫لتسمية هذا العمل “شمس ‪ ”14‬ولكنني‬ ‫أ ّك ُ‬ ‫دت ّأن الشمس مل ترشق بعد بالنسبة‬ ‫ّ‬ ‫يل‪ ،‬كام أن كلمة (‪ )14‬ال متثل لبنان كله‪ .‬منذ‬ ‫أحب رقم (‪ )22‬ألنه ميثل عيد االستقالل‪،‬‬ ‫صغري‬ ‫ّ‬ ‫مع أنني ال أحب شهر ترشين ألنه يأيت يف‬ ‫الخريف‪ ،‬ولذلك مل يكن لدي مانع أن أنقل‬ ‫لعبتي الوطنية من الخريف إىل الربيع‪ ،‬وليس‬ ‫من باب الصدفة ّأن ‪ .22 = 14 + 8‬وقد ُس ُ‬ ‫ئلت إذا‬ ‫ُ‬ ‫كنت قادراً عىل جمع الطرفني يف عمل واحد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فقلت‪“ :‬الطرحني ال ُيجمعان‪ ،‬ولكنّ الساحتني‬ ‫تنتميان لوطني”‪ .‬لألسف‪ّ ،‬‬ ‫فإن أحداً مل يخرج‬ ‫ُ‬ ‫راضياً من املسلسل‪ ،‬ألنني كنت أبيك عىل‬

‫ُ‬ ‫بكيت عىل شهيد‬ ‫الشهيد رفيق الحريري كام‬ ‫املقاومة‪ ،‬فكليهام أح ّبا لبنان واستشهدا من‬ ‫أجله‪ .‬ال أحد يستطيع املزايدة عىل الشهداء‬ ‫يف محبة لبنان‪ ،‬ومن املعيب محاكمتهم بعد‬ ‫مامتهم‪ ،‬ولذلك ح ّي ُ‬ ‫يت شهيد املقاومة عبد‬ ‫الكريم دقدوق يف حلقة خاصة من املسلسل‬ ‫وش ّبهته بالشهيد رفيق الحريري ألننا مل‬ ‫نعلم كم ع ّلم الحريري من طالب مثلام مل‬ ‫يعلم أهل الشهيد دقدوق أنه ضمن صفوف‬ ‫املقاومة إال بعد استشهاده‪ .‬لسوء الحظ‪ ،‬نحن‬ ‫يف وا ٍد واألحقاد القامئة بني اللبنانيني يف وا ٍد‬ ‫آخر‪ ،‬ونحن كفنانون لدينا رؤية مغايرة لألشياء‬ ‫ونعمل بعيداً عن الحسابات الض ّيقة‪ ،‬فشهيد‬ ‫املقاومة أعطاين عزّة النفس والشهيد الحريري‬ ‫أعطى ألبناء “وسط بريوت” ليلتقوا بأبناء‬ ‫الطوائف األخرى بكل سهولة‪.‬‬ ‫هل ميكن أن نرى “حلم آذار” ثانٍ ؟‬ ‫ال مانع من ذلك يف حال ُوج َد مستثمرون‬ ‫رصينون‪ ،‬ولكن لألسف هم يتلهّون بالربامج‬ ‫الفكاهية السخيفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خ ّر َ‬ ‫جت عدداً كبريا من املمثلني‪ .‬هل ما‬ ‫زالوا أوفياء لك؟َ‬ ‫أنا ال أعترب ّأن ألحد فضل عىل أحد‪ ،‬فأنا مل‬ ‫أعطِ فرصة للشباب يف جميع أعاميل لو مل‬ ‫أكن بحاجة لهم‪ ،‬فالكل يك ِّمل الكل‪ .‬وقد نجح‬ ‫رهاين عىل العنرص الشاب الذي عمل معي‬ ‫من املمثلني وكذلك من املوسيقيني كـ”وحيد‬ ‫عازار وكامل سيقيل وفؤاد ع ّواد” وغريهم‪.‬‬ ‫وكانت مفارقة أن أطل عىل الفنان فؤاد فاضل‬ ‫الذي أعطى ألحانه ملسلسل “األستاذ ممدوح”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫متكنت أن أكون جرس عبور لعدة مواهب‬ ‫لقد‬ ‫موسيقية وإخراجية ومتثيلية‪.‬‬

‫ثالث أفالم سينامئية‬ ‫ُو ِّق َعت بإسمه‬ ‫قد َ‬ ‫ّمت ثالث أفالم سينامئية “مشوار‬ ‫وأح ّبيني ونسمة صيف”‪ .‬ماذا عن السينام‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫السينام يشء نفيس بالنسبة يل‪ّ ،‬‬ ‫ألن حبي‬ ‫َ‬ ‫صودف أنني‬ ‫األول يعود لخشبة املرسح‪ .‬لقد‬ ‫تع ّر ُ‬ ‫ضت النتكاسة صحية كبرية وكان تأثريها‬ ‫سلبي جداً ع ّ‬ ‫ُ‬ ‫فانقسمت عىل ذايت ومل أعد‬ ‫يل‪،‬‬ ‫راضياً عىل كتابايت‪ .‬وجاء فيلمي السيناميئ‬ ‫األول “مشوار” بتشجيع من املخرج سمري‬ ‫حبيش‪ ،‬وقد تع ّر ُ‬ ‫ضت للهجوم بعد عرضه‬ ‫باعتبار أنني ص ّورته بطريقة “الفيديو” وليس‬ ‫“البكرة السينامئية”‪ ،‬والتي تحتاج لرأسامل‬ ‫كبري جداً ال نستطيع تأمينه‪ .‬وقد قد ُ‬ ‫ّمت‬ ‫أفالمي الثالثة عىل أساس “الفيديو” إذ مل‬

‫يكن لدي خيار آخر‪ .‬لألسف أىت اغتيال الرئيس‬ ‫الحريري أثناء عرض الفيلم الثالث “نسمة‬ ‫صيف”‪ ،‬وتوالت اإلنفجارات‪ ،‬وهذا ما منعنا‬ ‫من استكامل العرض‪ .‬تبقى األحالم مستمرة‬ ‫لتح ّثنا عىل إقدام من جديد‪ ،‬ولكننا اليوم ما‬ ‫زلنا نتل ّمس وهج األمل‪.‬‬ ‫أين السينام اللبنانية املحلية اليوم؟‬ ‫فاشلة ومقترصة عىل املبادرة الفردية‪ ،‬إذ ال‬ ‫منلك بنية تحتية وال جمهور كبري وال وعي وإدراك‬ ‫وال رأسامل كبري لإلنتاجات السينامئية‪ .‬كل‬ ‫املعطيات غائبة‪ ،‬وأنا مل أتس ّول من أحد إلنتاج‬ ‫عمل جديد‪ ،‬ولن أفعل ذلك طاملا حييت‪.‬‬

‫نجار‬ ‫مرسح مروان ّ‬ ‫غائب بسبب األمل‬ ‫ما سبب ابتعادك عن املرسح بعد ‪ 22‬سنة‬ ‫من العطاء املرسحي؟‬ ‫ُ‬ ‫ابتعدت عماّ يس ّمى بـ”شباك التذاكر”‪،‬‬ ‫لقد‬ ‫فام أعانيه هو ّأن وجعي يل‪ ،‬وفرحي لكل‬ ‫ُ‬ ‫افتخرت بأن جمهوري تابعني‬ ‫الناس‪ .‬لطاملا‬ ‫وأىت إىل مرسحي بدون استعاميل للوسائل‬ ‫املصطنعة‪ ،‬فقد تجاوز عدد الجمهور أثناء‬ ‫عرض مرسحية “عريسني مدري من وين” مث ًال‬ ‫الـ ‪ 230‬ألف مشاهد‪ .‬ما جمعني بالجمهور‬ ‫هو املوافقة عىل األفكار واملضامني‪ ،‬ولكن ما‬ ‫آملني هو تع ّريض لرضبة قاضية خالل تقدميي‬ ‫مرسحية “كبسة زر” عىل مرسح البيكاديليل‬ ‫ُ‬ ‫متكنت‬ ‫بعد مرسحية “نادر مش قادر”‪ ،‬بعد أن‬ ‫من اسرتجاع الجمهور إىل منطقة الحمرا ملدة‬ ‫إحدى عرش شهراً‪ .‬قد ُ‬ ‫ّمت مرسحية “كبسة‬ ‫زر” عشية تحرير الجنوب عام ‪ ،2000‬واستم ّريت‬ ‫بتقدميها بالرغم من تحليق الطريان اإلرسائييل‬ ‫ورضبه للتيار الكهربايئ‪ .‬لألسف حصل‬ ‫احتكاك كهربايئ يف املرسح نفسه خالل‬ ‫تحضريي ملرسحية جديدة‪ ،‬وما آملني ّأن أحداً من‬ ‫الوسائل اإلعالمية مل يتناول الحادث‪ ،‬رمبا نسوا‬ ‫أو تناوسوا تاريخ “البيكاديليل”‪ ،‬وقد ش ّكل ذلك‬ ‫خيبة كبرية بالنسبة يل‪ ،‬أيضاً ّ‬ ‫ألن أحداً من‬ ‫املسؤولني مل يتحرك لرتميم املرسح‪ .‬لذلك‬ ‫ُ‬ ‫توقفت عن تقديم أعامل مرسحية جديدة‪،‬‬ ‫عل ًام ّأن ابنتي أخذت أعاميل وجددتها وقدّمتها‬ ‫بنسخة حديثة كـ”عريسني مدري من وين”‬ ‫و”وحيد عَ ثالث صبيان” و”سيدة ح ّرة مستلقة”‪.‬‬ ‫يف الحقيقة‪ ،‬مل يعد بوسعي تقديم مرسحيات‬ ‫جديدة بعد ذلك الحادث ألن األمل النفيس ما‬ ‫زال متع ّمقاً يف داخيل‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬هناك‬ ‫يشء آخر مؤسف يتجاوز الوضع الشخيص‪،‬‬ ‫وهو وجود “محدلة” يف املرسحيات شبيهة‬ ‫بـ”محادل االنتخابات”‪ .‬لقد متكنوا من قتل‬

‫‪53‬‬

‫املبادرة الفردية ملشاهدة املرسحيات من خالل‬ ‫اإلحراج العشائري‪ ،‬أو من خالل الحضور اإللزامي‬ ‫كام يفعل َ‬ ‫ذاك الذي يرتدي ثوب الكاهن زوراً‬ ‫وبهتاناً‪ ،‬ويأيت برجل “قزم” ليضحك عليه‪،‬‬ ‫متناسياً أنه من خلق الله‪ ،‬ومن ثم يس ّمي‬ ‫نفسه “رجل دين”‪ .‬لألسف‪ ،‬هذا هو لبنان‪.‬‬ ‫ولكنني مل أبشرّ مؤمنني يف أعاميل‪ّ ،‬‬ ‫ألن َمن‬ ‫يفعل ذلك فهو يتس ّول تصفيقهم لتكريس‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫هل تعترب َ‬ ‫َ‬ ‫عرضت الواقع يف «صارت‬ ‫أنك‬ ‫معي»؟‬ ‫ُ‬ ‫أعدت إنتاجه‪ ،‬فالواقعية ليست‬ ‫ال بل‬ ‫نسخية‪ ،‬وهناك فرق شاسع بينهام‪ .‬يضحكني‬ ‫َمنْ يتكلم بالواقعية ألنهم جاهلني وقلييل‬ ‫الثقافة‪ ،‬فاملدرسة الوحيدة التي ال توصف‬ ‫بكلمة واحدة هي «الواقعية» بعكس أن نقول‬ ‫«رمزية أو كالسيكية أو رومنطيقية» أو غريها‪.‬‬ ‫هديف ليس نسخ الواقع‪ ،‬بل إعادة إنتاجه إما‬ ‫إحتجاجاً عىل عيوبه‪ ،‬أو متنّياً‬ ‫لحسنات ليست‬ ‫ٍ‬ ‫فيه‪ .‬أنا ال أنسخ الواقع كام يف «باب الحارة»‬ ‫الذي أسميه «احتفاالً بالتخلف» ألنه يعرض‬ ‫عنف الرجل الرشقي ضد املرأة‪ ،‬بعكس ما‬ ‫فعل نجيب محفوظ الذي تناول موضوع «الرجل‬ ‫الظامل» ولكنه أعاد إنتاج الواقع بحيث أدان‬ ‫«يس الس ّيد» وح َّرك الضمري‪.‬‬ ‫ماذا عن النقاد الذين قد يطالونك أو‬ ‫يطالون أعاملك؟‬ ‫ال أتعاطى مع منتحيل صفة «النقد» ألنهم‬ ‫ُ‬ ‫كنت أمتنى لو أنهم‬ ‫ليسوا متخصصني بذلك‪.‬‬ ‫درسوا مهنتم قبل مامرستها‪.‬‬ ‫نجار اليوم؟ وهل من‬ ‫تتجه أعامل مروان ّ‬ ‫أين ّ‬ ‫عودة للمرسح؟‬ ‫يلزمني دراسة مع ّمقة إلعادة فتح شباك‬ ‫التذاكر يف مرسحي ألنني أؤسس جمهوري‬ ‫ُ‬ ‫لست متّجهاً للعمل اليوم‬ ‫وأستقطبه‪ ،‬ولذلك‬ ‫ال يف املرسح وال يف السينام‪ ،‬ولذلك تقترص‬ ‫أعاميل عىل التلفزيون‪ ،‬عل ًام أنني اليوم غري‬ ‫متصالح مع نفيس‪ ،‬ولسوء الحظ فإن املحطة‬ ‫ُ‬ ‫اعتدت عليها أصبحت تعمل‬ ‫التلفزيونية التي‬ ‫يف اتجاه ال يشبه طريقتي يف العمل‪ ،‬ألنني‬ ‫ُ‬ ‫ولست مقاوالً ينتج حلقات تلفزيونية‪.‬‬ ‫كاتب‬ ‫إذاً ماذا تحضرّ اليوم؟‬ ‫لدي عمل جديد من ست حلقات بعنوان‬ ‫ّ‬ ‫أحرضه مع تلفزيون «الجديد»‬ ‫«غلطة م ّعلم»‬ ‫بعد عرض مجموعة «ثبات ونبات» الذي كان‬ ‫من إخراج ابني زياد نجار‪ .‬وعمل آخر مع الـ ‪MTV‬‬ ‫بعنوان «عيلة متعوب عليا» وقد بدأنا تصويره‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير ‪ :‬عباس خشاب‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫د‪ .‬كلوديا أبي نادر لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬ ‫«ال أنشد الكتابة من أجل الكتابة‪ ،‬ولكنني ُملزمة بآداء رسالتي التغييرية»‬ ‫َمن ينظر ملستواها العلمي‪ ،‬يعتقد‬ ‫للوهلة األوىل أنه سيلتقي إنسانة غ ّرها‬ ‫العلم وعجرفتها الشهادات‪ ،‬إال أنه ما‬ ‫يلبث أن يجد تواضعاً محبباً رمبا يفتقده‬ ‫الكثري من اللبنانيني الذين يتباهون بأشياء‬ ‫عديدة يكونوا يف أحيان كثرية غري مالكني‬ ‫لها‪.‬‬ ‫للربامج‬ ‫خ ّريجة‬ ‫“أفضل‬ ‫اختريت‬ ‫الثقافية األمريكية يف لبنان”‪ ،‬بحفل أقيم‬ ‫يف السفارة األمريكية حيث س ّلمتها‬ ‫منسقة الربامج الثقافية‬ ‫نانيس اسطفان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األمريكية يف لبنان الجائزة قائلة‪“ :‬د‪ .‬أيب‬ ‫نادر هي رمز لنجاح املرأة اللبنانية الوطنية‪،‬‬ ‫التي تهوى التحدّيات ساعية دامئاً إىل آفاق‬ ‫جديدة تغني وطنها واإلنسان”‪.‬‬ ‫هي ابنة قائد الرشطة العسكرية‬ ‫سابقاً املقدّم الياس شمعون الذي حمل‬ ‫العلم اللبناين ألربعة عرش سنة‪ ،‬حيث‬ ‫َو ِض َعت صورته عىل اليانصيب الوطني‬ ‫اللبناين يف العام ‪ 1966‬ألنه كان “بط ًال”‬ ‫كام تصفه ابنته‪ ،‬وهي اليوم تصف نفسها‬ ‫بـ”املتحررة” من كل القيود التي يحاولون‬ ‫فرضها عىل العرب‪.‬‬ ‫يف كنف عائلة عسكرية تر ّبت‪،‬‬ ‫وعىل حب الوطن كبرُ ت‪ ،‬لتصبح ممثلة له‬ ‫يف العديد من املحافل الدولية والعاملية‬ ‫حاملة رسالة منقوشة بالعنفوان والعزة‬ ‫والكرامة العربية تنرشها يف كافة أقطار‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫أصدرت مؤخراً ثالثة كتب باملشاركة‬ ‫مع نائب رئيس الجامعة األنطونية األب‬ ‫نجيب بعقليني تحمل عناوين‪“ :‬لقاء وعهد”‬ ‫و”يك نبقى معاً” و”املرأة والتنمية”‪ ،‬واألخري‬ ‫يتحدث عن دور املرأة يف املجتمع وأهمية‬ ‫نشاطاتها االجتامعية‪.‬‬ ‫ابتسامة دامئة‪ ،‬وحيوية متألقة‪ ،‬إلمرأة‬ ‫تعشق الجامل والتجدّد وتسعى بشكل‬ ‫دائم للتطوير ومواكبة العرص مع حفاظها‬ ‫عىل األصالة العربية وركائزها‪ ..‬هذا ما‬ ‫استخلصناه خالل دردشة مع ّمقة ثقافياً‬ ‫وبعيدة عن التصنّع يف الوقت نفسه مع‬ ‫رئيس مجلس الفكر الدكتورة كلوديا‬ ‫شمعون أيب نادر‪ ،‬وهذه أسئلة الحوار‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كـ”أفضل‬ ‫انتخابك‬ ‫تم‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫للربامج‬ ‫خ ّريجة‬ ‫واألمريكية يف لبنان”‪ .‬ماذا‬ ‫تخربنا عن ذلك؟‬ ‫انت ُِخ ُ‬ ‫“أفضل‬ ‫كـ‬ ‫بت‬ ‫خ ّريجة للربامج الثقافية‬ ‫لبنان”‬ ‫يف‬ ‫واألمريكية‬ ‫(‪ )alumna‬يف متوز ‪،2009‬‬ ‫وأنا أفخر بذلك‪ .‬وهي‬ ‫ُتعطى للمرة‬ ‫جائزة‬ ‫لـ”لبنانية”‪.‬‬ ‫األوىل‬ ‫وهذه الربامج بدأت‬ ‫الخمسينيات‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫ُمط َّبقة يف‬ ‫وهي‬ ‫جميع البلدان التي‬ ‫دبلوماسياً‬ ‫تتعاون‬ ‫مع الواليات املتحدة‬ ‫ا أل مري كية ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫شاركت‬ ‫لقد‬ ‫يف دورة يف‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫ا أل مري كية‬ ‫عام ‪ 2001‬تحت عنوان “القيادة‬ ‫السياسية النسائية”‪ ،‬وأنا حالياً يف الهئية‬ ‫التأسيسية لنادي خ ّريجي الربامج الثقافية‬

‫‪54‬‬

‫األمريكية – فرع لبنان‪ .‬هذه الجائزة هي تتويج‬ ‫لنشاطي الثقايف والفكري‪ ،‬من خالل رئاستي‬ ‫لـ”مجلس الفكر” وتح ّريك الناشط يف معظم‬ ‫املجالس الفكرية اللبنانية‪ ،‬فض ًال عن وجودي‬ ‫الفاعل عىل الصعيد التعليمي يف الجامعة‬ ‫اللبنانية “كل ّيات اآلداب والطب وطب األسنان”‪،‬‬ ‫إضافة إىل املدرسة الحربية‪ .‬كام أنني كاتبة‬ ‫باللغتني العربية والفرنسية‪ .‬صدر يل بالتعاون‬ ‫مع األب نجيب بعقليني ثالثة كتب “لقاء وعهد”‬ ‫“يك نبقى معاً” و”املرأة والتنمية”‪ .‬وقد جاء‬ ‫هذا التقدير أيضاً يف إطار نشاطي اإلذاعي‬ ‫والتلفزيوين والصحافة املكتوبة والذي يسلط‬ ‫الضوء عىل حقوق اإلنسان عام ًة‪،‬واملرأة خاصة‪.‬‬ ‫وحول السؤال عن الدورة التي تابعتها يف‬ ‫ُ‬ ‫أمريكا‪ ،‬قالت د‪ .‬أيب نادر‪:‬‬ ‫“تعلمت كيف أعبرّ‬ ‫عن إراديت وكيفية الوصول إىل أهدايف الوطنية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬يف سبيل خدمة مجتمعي اللبناين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتعلمت من املجتمع األمرييك أهمية دور املجتمعات‬ ‫األهلية غري الحكومية والتي هي أساس نجاح‬ ‫ُ‬ ‫وتأثرت بالحس الوطني عند الشعب‬ ‫أي مجتمع‪.‬‬ ‫األمرييك‪ ،‬والذي يعمل عىل استئصال جميع‬ ‫التعصب العرقي والديني والجنيس‪.‬‬ ‫أنواع ّ‬ ‫هل ما زالت الكلمة أساس الثقافة‬ ‫والعلم‪ ،‬أم أنها تح ّولت ملج ّرد‬ ‫للتقاتل‬ ‫سالح‬ ‫والتصادم؟‬ ‫ما‬ ‫بالتأكيد‪،‬‬ ‫الكلمة‬ ‫زالت‬ ‫املعرفة‬ ‫أساس‬ ‫والكلمة‬ ‫ككل‪.‬‬ ‫خالص‬ ‫بالتايل‬ ‫ا ُملدرك‬ ‫اإلنسان‬ ‫ورسالته‬ ‫لوجوده‬ ‫عىل األرض‪ .‬والكلمة‬ ‫للثورات‬ ‫مح ّركة‬ ‫والحارسة‬ ‫التح ّررية‬ ‫األمنية للقيم واملبادىء‬ ‫والكرامات‪ ،‬فثورة “غاندي”‬ ‫الالعنف‬ ‫ثورة‬ ‫كانت‬ ‫وهزّت عرش االمرباطوية‬ ‫بـ”الكلمة”‪.‬‬ ‫الربيطانية‬ ‫إال ّأن الكلمة تغدو سالحاً‬ ‫فتّاكاً حني تلبس رداء‬ ‫التعصب والغايات الرشيرة‬ ‫ّ‬ ‫املب ّيتة حقداً أو منفعة‪.‬‬ ‫ماذا عن الزجل اللبناين؟‬ ‫هل ما زال “الن َفس الزجيل” عىل ما كان‬

‫عليه سابقاً؟‬ ‫خاصية‬ ‫الزجل اللبناين أكرث من مهم ألنه‬ ‫ّ‬ ‫لبنانية بامتياز‪ ،‬ولغته العا ّمية هي لغتنا األم‬ ‫والتي نتناولها يف حياتنا اليومية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نحب ونعبرّ‬ ‫عن عواطفنا ورأينا وقراراتنا وغضبنا ومواقفنا‬ ‫مبفرداتها املعبرّ ة صوراً وال أروع‪ .‬والزجل يعني‬ ‫االرتجال واملوهبة الخالقة بالفطرة ا ُملصقلة‬ ‫بالثقافة والحرفة اللغوية‪ .‬والزجل يعني‬ ‫الجموع امللتفة حول املائدة اللبنانية الكرمية‪،‬‬ ‫وحول الكلمة التي ُيصيغها الشاعر اللبناين‬ ‫كجوهرة نادرة تخلب العقل والنظر‪ ،‬وكلنا‬ ‫نتذكر مهرجانات القلعة التي كانت تحشد آالف‬ ‫املواطنني يف حفالت الشاعر موىس زغيب وغريه‪.‬‬ ‫بفضل برنامج “أوف” عىل شاشة الـ”‪،”OTV‬‬ ‫استعاد الزجل الكثري من مكانته السابقة أي‬ ‫ما قبل الحرب‪ .‬ال ننىس ّأن الزجل مدماك أسايس‬ ‫يف العامرة اللبنانية‪ .‬وحالياً يستسيغه الجميع‪،‬‬ ‫فاألوالد واملراهقون أصبحوا ذ ّواقة ينتظرون كل‬ ‫نهار جمعة‪ ،‬الساعة التاسعة والنصف مساءاً‪،‬‬ ‫يك يغرفوا من معني الشعر اللبناين األصيل‪ .‬أما‬ ‫الراشدون‪ ،‬فلقد ه ّللوا للزجل الذي رافق حياتهم‬ ‫يف الفرح والرتح‪ ،‬وال يزال‪.‬‬ ‫ما الذي يعيق إعادة متوضعه يف املكان األول‬ ‫يف الحفالت؟‬ ‫لنكن واقعيني‪ ،‬نحن أبناء العوملة‪ ،‬أجيال‬ ‫االنفتاح والتن ّوع والنكهات املتعددة‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫سيأخذ الزجل موقعاً مهيباً‬ ‫ومنفياً يف مراحل أساسية‬ ‫من حياتنا‪ ،‬إال أنه وبالتأكيد لن‬ ‫يلغي وجه العرصنة‪.‬‬ ‫أين سيصبح األدب العريب‬ ‫برأيك؟ هل سريتفع إىل‬ ‫القمة أم سيهبط ليحقق‬ ‫املتآمرين‬ ‫بعض‬ ‫أمن ّيات‬ ‫عليه؟‬ ‫ال ميكننا اليوم الحديث‬ ‫عن األدب العريب إذا مل‬ ‫يكن هناك “ترجامت”‪.‬‬ ‫مل‬ ‫اليوناين‬ ‫فالفكر‬ ‫يصل للعرب إال من خالل‬ ‫الرتجامت‪ ،‬وأوجدت ما‬ ‫بـ”الفلسفة‬ ‫ُيس ّمى‬ ‫العربية”‪ .‬كذلك‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون األدب عىل‬ ‫مستوى مغاير للحرب‬ ‫واالحباط‪،‬‬ ‫واالنهزام‬ ‫خاصية‬ ‫ليمتلك‬ ‫عاملية ويصل إىل‬ ‫أي شخص يف الكرة‬ ‫األرضية ويتكلم معه‪.‬‬ ‫كيف تق ّيمني موقع الثقافة العربية بالنسبة‬ ‫للثقافات األخرى؟‬ ‫هي ثقافة مهمة‪ ،‬لديها موقعها بني الحضارات‪.‬‬

‫أنا لبنانية قبل أن أكون عربية‪ ،‬ولذلك أتحدث دامئاً‬ ‫عن “الثقافة اللبنانية” قبل التحدّث عن “الثقافة‬ ‫العربية”‪.‬‬

‫هو «اإلبداع»‪ ..‬صفة مالزمة‬ ‫ل ّلبناين ولكن “يف الهجرة”‬ ‫هل ما زال اللبناين خالقاً‬ ‫كان‬ ‫كام‬ ‫يصفه‬ ‫ا آل خر و ن‬ ‫أنه‬ ‫أم‬ ‫تلهّى برأيك‬ ‫بز عام ئه‬ ‫وح ّكامه؟‬ ‫“اإلبداع” صفة‬ ‫ل ّلبناين‪،‬‬ ‫مالزمة‬ ‫إال ّان إبداعه ال‬ ‫يظهر حل ّياً إال‬ ‫خارج لبنان‪ ،‬وذلك‬ ‫يعود إىل إهتامم‬ ‫الغرب بكل إنسان‬ ‫ّ‬ ‫بغض‬ ‫ذيك وخالق‪،‬‬ ‫النظر عن جنس ّيته‪،‬‬ ‫يحضنه ويحتفظ به‬ ‫ّ‬ ‫ألن ذلك يعود بالفائدة‬ ‫الج ّمة إىل كل وطن‬ ‫يقوم مببادرة مامثلة‪ ،‬وذلك‬ ‫عىل الصعيدين الوطني‬ ‫والعاملي‪ .‬أما يف لبنان‪،‬‬ ‫ولألسف القول التايل‪“ :‬ما‬ ‫يشط ّبق‬ ‫نبي يف وطني”‪ ،‬ونادراً ما يحظى ا ُملبدع اللبناين‬ ‫من ٍّ‬ ‫يف بلده بالتشجيع والدّعمني املادي واملعنوي‪ ،‬فيضطر‬

‫‪55‬‬

‫للهجرة‪ .‬ما من ُمبدع يتلهى بالزعامء والحكام‪ ،‬فعامله‬ ‫الخالق يتخطى املعايري السياسية‪.‬‬ ‫مع مرور ذكرى ‪ 13‬نيسان‪ ،‬كيف تنظرين‬ ‫لالختالف الديني والتن ّوع السيايس يف لبنان؟‬ ‫هل هو نعمة أم نقمة؟‬ ‫التن ّوع الديني والسيايس مبدئياً ومنطقياً‬ ‫“نعمة”‪ّ ،‬‬ ‫ألن التنوع يعني حرية مامرسة الشعائر‬ ‫الدينية لألديان كافة‪ ،‬وحرية القول والتعبري‬ ‫واملامرسة فيام يتعلق بالسياسة‪ .‬إال أنه‪ ،‬ويف‬ ‫لبنان‪ ،‬يتداخل الدين مع السياسة‪ ،‬أي يجري‬ ‫توظيف سيايس للدين والعكس صحيح‪ ،‬مماّ‬ ‫يشكل عائقاً أساسياً أمام التطور اإليجايب يف‬ ‫لبنان‪ .‬وحده الشعب يدفع الثمن‪ ،‬ليته يدرك‬ ‫ما ُي ُ‬ ‫وترصفاته‪،‬‬ ‫حاك له ف َيعي مسؤولية قراراته‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيتّخذ مسلكا منطقيا يؤ ّمن له مستقبال ُت ُ‬ ‫صان‬ ‫بعيش يليق بالقرن الواحد‬ ‫فيه كرامته‪ ،‬فينعم‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ذل التبع ّية والتهميش‬ ‫والعرشين‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫واالستغالل‪.‬‬

‫لغتنا العربية‬ ‫تستأهل منا بعض االهتامم‬ ‫ما رأيك بأساليب التعليم الحديثة وباتجاه‬ ‫العديد من املدارس ملساواة أهمية اللغة‬ ‫العربية باللغات الحديثة؟‬ ‫شوائب كثرية تعرتي األساليب التعليمية‬ ‫املط ّبقة يف لبنان‪ .‬فمعظم املدارس تتجه إىل آفة‬ ‫التلقني‪ .‬ال ميكن مواكبة تطورات العوملة الرسيعة‬ ‫خارج نظا َم ّي البحث والتحليل‪ .‬فالبكالوريا‬ ‫اللبنانية تصدّر آلة حافظة‪ ،‬تكدّس املعلومات‪ ،‬إال‬ ‫أنها غري صالحة يف سوق العمل الحديث‪ .‬املدرسة‬ ‫يف لبنان مطهّر حقيقي بالنسبة للتلميذ‪ ،‬وعذاب‬ ‫طويل بالنسبة لألهل‪ .‬ال ب ّد من مراجعة حقيقية‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب فني‬

‫منرب ثقايف‬ ‫ألساليبنا التعليمية ا ُملط َّبقة حالياً‪ ،‬ألنها غالباً ما‬ ‫تقتل النبوغ والطموح‪ .‬أما بالنسبة ملساواة اللغة‬ ‫العربية باللغات األجنبية‪ ،‬أجيب‪ :‬ملَ ال؟ يف عامل‬ ‫العوملة غدَت اللغات أمراً حيوياً ال ميكن االستغناء‬ ‫وس ُبل ألعامل‬ ‫عنه‪ ،‬فهي تفتح آفاقاً جديدة‬ ‫ُ‬ ‫كثرية‪ .‬والعلوم حالياً واألبحاث واالكتشافات‬ ‫جميعها تصدر يف بالد الغرب‪ ،‬ولدخول عواملها‬ ‫ال ب ّد من إتقان لغات أجنبية‪ .‬أما اللغة العربية‬ ‫التي أعشقها وأجيدها‪ ،‬فحالتها حزينة‪ ،‬وطرق‬ ‫تعليمها غري مش ّوقة‪ ،‬مام ين ّفر التالمذة‪ ،‬فريمتون‬ ‫بسهولة يف الفرنسية واالنلكيزية خاصة‬ ‫ّ‬ ‫وأن هاتني اللغتني ترافقهم منذ صغرهم يف‬ ‫ألعابهم االلكرتونية‪ ،‬ويف أبحاثهم فيام بعد‪.‬‬ ‫عىل املتخصصني يف اللغة العربية إيجاد طرق‬ ‫تعليمية حديثة ل ّلغة العربية‪ ،‬وتطبيق برامج‬ ‫عربية تحايك التالميذ والطالب‪.‬‬ ‫ملاذا تح ّولنا برأيك إىل “شبه غربيني”؟ وكيف‬ ‫ميكننا العودة لجذورنا العربية األصلية؟‬ ‫النمط الغريب والجذور‪ ،‬إشكال ّية ظاهرية‪.‬‬ ‫فعلياً ويف القرية الكونية‪ ،‬ميكن التوفيق بني‬ ‫تدخ ًال حثيثاً‬ ‫ّ‬ ‫النمطني‪ .‬إال ّأن الوضع يتطلب‬ ‫وخالقاً من ِق َبل وزارات الرتبية والتعليم العايل‬ ‫والثقافة والسياحة‪ ،‬يك ال نغيب عن خريطة‬ ‫العامل ودون أن نفقد هو ّيتنا اللبنانية‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬والعربية بشكل عام‪ ،‬خاصة‬ ‫ّ‬ ‫وأن اليونيسكو ق ّد ك ّرست سنة كاملة يف‬ ‫حملة لتشجيع الشعوب عىل املحافظة‬ ‫عىل تراثها وتقاليدها ألنها الركيزة‬ ‫األساسية عاطفياً وفكرياً وإبداعياً‪ ،‬وخارج‬ ‫هذا اإلطار ُتف َقد الهوية األصلية‪ ،‬ويضيع الوطن‪.‬‬

‫لبنان‪ ..‬بعيون‬ ‫«كلوديا أيب نادر»‬ ‫يقول‬

‫جربان‬

‫يف‬

‫مقالته‬

‫الشهرية‪:‬‬

‫“‪...‬‬

‫لبنانكم كذب يحتجب وراء نقاب من‬ ‫املستعار‪ ،‬ورياء يختبأ يف ردا ٍء من‬ ‫والتصنّع‪ ..‬أما لبناين فحقيقة بسيطة‬ ‫إذا نظ َر ْت يف حوض ماء ما رأت غري‬ ‫الهادىء ومالمحها البسيطة”‪ .‬كيف‬ ‫د‪ .‬كلوديا أيب‬

‫الذكاء‬ ‫التقليد‬ ‫عارية‬ ‫وجهها‬ ‫تصف‬ ‫نادر‬

‫“لبنانها”؟‬ ‫لبناين‪ ،‬لبنان الكرامة والنضال والحرية‬ ‫واإلبداع‪ ،‬واإلنفتاح عىل اآلخر‪ ،‬أ ّياً يكن‪ .‬لبناين الحق‬ ‫باالختالف‪ ،‬واحرتام “الغري ّية” والكرم والضيافة‪،‬‬ ‫والقداسة‪ ،‬والتن ّوع الخالق‪ ،‬والطموح واإلنجازات‪،‬‬ ‫والصمود‪ ،‬والتغيري الواعي والت ّواق لغ ٍد أفضل‪،‬‬

‫لبنان الثامنية آالف سنة من الحضارة‪ ،‬لبنان‬ ‫القلم والعلم واالكتشافات‪ ،‬لبنان الحامي لجميع‬ ‫املقموعني يف العامل واملغبونني واملظلومني‪،‬‬ ‫لبنان الذي يشعر فيه كل إنسان ّأن الحياة جميلة‬ ‫يف أرضه املباركة ومع إنسانه الط ّيب‪ ،‬لبنان‬ ‫القيامة‪ ،‬لبنان املذكور سبعني مرة يف التوراة‪.‬‬ ‫هذا هو لبناين‪ ،‬هو رسالتي وحاضن إمياين بالقيم‬ ‫الدينية الح ّقة‪ ،‬واملبادىء اإلنسانية العليا‬ ‫واملفاهيم النبيلة وأرقاها “الحرية”‪.‬‬ ‫ماذا عن السعادة؟ ما هي سعادة‬ ‫“كلوديا أيب نادر”؟ هل هي الكتابة أم‬ ‫العائلة أم غريها؟‬ ‫السعادة ال تتجزّأ‪ ،‬كام اإلنسان‪ .‬عائلتي‬ ‫مصدر فخري واعتزازي‪ ،‬والصخرة التي‬ ‫ُ‬ ‫بنيت عليها رصح وجودي الزوجي واألمومي‬ ‫والفكري واملهني واالجتامعي والوطني‪.‬‬ ‫ينطلق العامل من الـ”أنا”‪ ،‬ويعود إليها‪ ،‬يك‬ ‫تكتمل دائرة اإلنسان املقدّسة‪ .‬ما من سعادة‬ ‫تأيت من خارج اإلنسان‪ ،‬هو يصيغها وهي تبلوره‪.‬‬ ‫الكتابة أمر رائع‪ ،‬ألنها تنشد اآلخر‪ ،‬القارىء‪.‬‬ ‫وهكذا تتم أعجوبة التواصل الروحي والفكري‬ ‫صعب عىل من كتب أن متحوه‬ ‫والفلسفي‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫الحياة‪ ،‬وهل من حياة فعلية خارج الكلمة؟!‬ ‫هل تنشدين التغيري يف كتاباتك‪ ،‬وكيف‬ ‫تقومني بذلك؟‬ ‫بالطبع أنشد التغيري من خالل كتابايت التي تطرح‬ ‫تص ّورايت اإلنسانية والروحية واإلجتامعية‪ .‬أنا ال أنشد‬ ‫الكتابة من أجل الكتابة‪ ،‬فهذا الرتف ال يعنيني‪.‬‬ ‫كزوجة‪ ،‬كأم‪ ،‬كأستاذة جامعية كأديبة‪ ،‬كمف ّكرة‪،‬‬ ‫وكمواطنة‪ ،‬أنا ُملزَمة بآداء رسالتي التغيريية‪ .‬وباملعنى‬ ‫فمسار‬ ‫نأت إىل الدنيا بالصدفة‪،‬‬ ‫اإليجايب للكلمة‪ ،‬مل ِ‬ ‫َ‬ ‫وجودنا متعلق باإلرادة اإلله ّية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عباس خشاب‬

‫لمحة من السيرة الذاتية للدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر‪:‬‬ ‫ُولدَت يف رسعني – البقاع‪ ،‬وهي ابنة املقدّم الياس شمعون ‪ -‬قائد‬ ‫الرشطة العسكرية سابقاً يف الجيش اللبناين‪ ،‬ووالدتها مالني معلوف‪.‬‬ ‫متأهلة من الس ّيد حنينا أيب نادر – مؤسس مجلس الفكر الذي‬ ‫ترتأسه‪.‬‬ ‫شهاداتها‪ :‬دكتوراه دولة يف األدب الفرنيس – الجامعة اليسوعية‪،‬‬ ‫ثالثة إجازات من الجامعة اللبنانية يف الحقوق والفلسفة واألدب‬ ‫الفرنيس‪.‬‬ ‫أستاذة محارضة يف املدرسة الحربية منذ ‪ ،1980‬أستاذة‬ ‫مناصبها‪:‬‬ ‫محارضة يف الجامعة اللبنانية “كليات الطب وطب األسنان واآلداب”‬ ‫(ومرشفة عىل الرسائل واألطروحات يف األخرية) منذ ‪ ،1989‬أستاذة‬ ‫محارضة يف معسكر خدمة العلم – الوروار لعدة سنوات‪ ،‬مستشارة‬ ‫تربوية يف القرص الجمهوري سابقاً‪.‬‬ ‫يف النشاط الرتبوي واالجتامعي‪ :‬هي رئيسة مجلس الفكر‪ ،‬وعضو‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف‪ :‬اللجنة الوطنية العليا لليونسكو‪ ،‬املجلس األعىل للطفولة – وزارة‬ ‫الشؤون االجتامعية‪ ،‬اتحاد الكتّاب اللبنانيني‪ ،‬لجنة الحكم يف استوديو‬ ‫الفن (‪ ،)2000-1996‬لجنة الحكم يف برنامج “أوف”‪ ،‬وعضو مؤسس ونائبة‬ ‫رئيسة وأمينة شؤون ثقافية يف ملتقى س ّيدات األعامل‪ ،‬وعضو مؤسس‬ ‫يف املجلس اإلغرتايب النسايئ‪ .‬هي معدّة ومقدّمة برنامج ثقايف “يك‬ ‫نبقى معاً” عىل تلفزيون تييل لوميار‪ .‬شاركت يف العديد من الندوات‬ ‫واملؤمترات واملحارضات محلياً وإقليمياً ودولياً‪ .‬مثلت لبنان يف الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية ويف عدة بلدان أوروبية‪ .‬ته ّيأ حالياً إلنشاء مركز أبحاث‬ ‫يف إطار “مجلس الفكر”‪.‬‬ ‫من مؤلفاتها‪“ :‬يك نبقى معاً‪ ،‬املرأة والتنمية‪ ،‬لقاء وعهد” مبشاركة‬ ‫األب نجيب بعقليني‪ ،‬ترجمة ديوان “سمفونيا السقوط والغفران” للشاعر‬ ‫هرني زغيب‪ ،‬بحث حول “قصائد نرثية” لبودلري‪ ،‬وغريها‪ .‬إضافة ألبحاث‬ ‫مختلفة يف عدة مواضيع فلسفية وأدبية وأكادميية وجامعية‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫البرامج الفكاهية‪ ...‬هل تحل مكان السياسية التي ملّها المواطنون؟‬ ‫ما س ّرها؟ َمن المستفيد منها؟ وما مدى التزامها بالمعايير القانونية؟‬ ‫بني مؤ ّيد ومعارض‪ ،‬بني مشاهد ومستنكر‪،‬‬ ‫الفكاهية‬ ‫التلفزيونية‬ ‫الربامج‬ ‫أصبحت‬ ‫محط أنظار اللبنانيني وتجذبهم مكان الربامج‬ ‫السياسية التي م ّلها املواطنون لكرثتها وتكرار‬ ‫ما يدور فيها‪ ،‬وقد تناولها الجميع ٌّ‬ ‫كل بحسب‬ ‫منظوره الشخيص للربامج الفكاهية‪ .‬فمن‬ ‫أحب الشعب اللبناين هذا النوع من‬ ‫جهة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الربامج الذي شكل متنفساً له بعد الكذب‬ ‫والرياء الذي أغدقه السياس ّيون به‪ ،‬وح ّولوا‬ ‫املحطات اإلعالمية ملج ّرد منابر يخوضون معاركهم‬ ‫سجل‬ ‫االنتخابية عليها‪ ،‬ومن جهة أخرى‬ ‫ّ‬ ‫الوسط الديني امتعاضاً مام ُيع َرض يف حلقات‬ ‫الربامج الفكاهية ّمام س ّموه “فحش” و”خروج‬ ‫عن آداب الربامج التلفزيونية وضوابطها”‪.‬‬ ‫الرتفيهية‬ ‫الربامج‬ ‫عن‬ ‫دافع‬ ‫بعضهم‬ ‫معتربين أنها وسيلة للضحك بعد األحداث‬ ‫األخرية‪ ،‬فكتب بيار أيب صعب يف جريدة األخبار‬ ‫ر ّداً عىل رجال الدين الذين طالبوا بإنقاذ اإلعالم‬ ‫من الفحش‪“ :‬أيها السادة حامة الفضيلة‪...‬‬ ‫لقد أخذتم كل يشء حتى املستقبل يف هذا‬ ‫الوطن‪ ...‬عىل األقل اتركوا لنا الضحك”‪.‬‬ ‫من املمكن أن تكون بعض الربامج الرتفيهية‬ ‫قد تخطت حدود اللياقة األدبية اإلعالمية‪،‬‬ ‫ولكن هل من متنفس آخر إلضحاك املشاهدين‬ ‫ومحاولة إبعادهم عن الحوارات السياسية‬ ‫والخطابات واللقاءات؟‬ ‫تحدثوا عن دور للمجلس الوطني لإلعالم‪،‬‬ ‫وملديرية األمن العام يف املراقبة اإلعالمية‪،‬‬ ‫ولكن يبقى لبنان بلد الحريات والحق يف اإلعالم‬ ‫الحر‪ ،‬وتبقى الربامج اإلعالمية رمبا املتنفس‬ ‫الوحيد لالبتعاد عن التشنجات السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتامعية وغريها‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬استطلعنا يف «منرب التوحيد»‬ ‫آراء بعض مقدّمي الربامج السياسية وآخرين‬ ‫م ّمن هم يف وسط هذه املعمعة اإلعالمية أي‬ ‫مقدّمي الربامج الرتفيهية الفكاهية‪.‬‬

‫اإلعالمي وليد ع ّبود‪ :‬أخاف‬ ‫أن نصل يوماً ما لرفض‬ ‫«الشانسونييه» التلفزيونية‬ ‫منحى تصاعدي‬ ‫لقد أخذت الربامج السياسية‬ ‫ً‬ ‫بدءاً من عام ‪ ،2000‬أي بعد االنسحاب اإلرسائييل من‬ ‫الجنوب‪ ،‬وبعد أن ّط ِر َح جدياً موضوع الوجود السوري‬ ‫يف لبنان‪ .‬وبالطبع‪ ،‬ترافق ذلك مع االنتخابات النيابية‬ ‫عام ‪ ،2000‬ومع النداء الشهري للبطاركة املوارنة‬ ‫يف شهر أيلول من العام نفسه‪ ،‬ومن ثم لقاء قرنة‬ ‫شهوان وكل الحركة السياسية التي نتجت عنه‪.‬‬ ‫كل تلك القضايا أنتجت نوعاً من الديناميكية عىل‬ ‫الصعيد السيايس وعزّزت الديناميكية اإلعالمية‪،‬‬

‫الجدال‬ ‫وانفتح‬ ‫إىل‬ ‫السيايس‬ ‫أقىص مداه‪ .‬وقد‬ ‫تعزز هذا االتجاه‬ ‫ا لتصا عد ي‬ ‫أسايس‬ ‫بشكل‬ ‫يف أواخر العام‬ ‫مع‬ ‫‪2004‬‬ ‫اغتيال‬ ‫محاولة‬ ‫مروان‬ ‫الوزير‬ ‫ومن‬ ‫حامدة‪،‬‬ ‫ثم مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري‪ ،‬فزاد‬ ‫هذا االتجاه أيضاً مع موجة االغتياالت التي حصلت‬ ‫متتالية‪ ،‬إضافة اىل الجدال السيايس بني ‪ 8‬و ‪ 14‬آذار‪.‬‬ ‫إذاً تعزز الجدال السيايس مع ازدياد االصطفاف يف‬ ‫الصفوف السياسية‪ ،‬وصوالً إىل ‪ 7‬أ ّيار‪ ،‬وبرأيي بعد‬ ‫اتفاق الدوحة‪ ،‬أصبح املنحى انحداري بعد التسوية‬ ‫خف الجدال السيايس وبالتايل ّ‬ ‫التي ّمتت حيث ّ‬ ‫خف‬ ‫االهتامم بالربامج السياسية‪ .‬عىل الضفة األخرى‪،‬‬ ‫تعبت الناس من األحداث التي حصلت‪ ،‬ومن الكالم‬ ‫السيايس‪ ،‬وكذلك ف َمن راهن منهم عىل جهة‬ ‫معينة‪ ،‬تأكد مجدداً أن لبنان بلد التسويات وبالتايل‬ ‫فكل الكالم الذي قيل يف الست سنوات املاضية مل‬ ‫يؤ ِّد مساعيه‪ ،‬وكان كله يف إطار الجدال السيايس‪،‬‬ ‫وكذلك فالناس تع َبت عىل الصعيد االقتصادي‬ ‫واالجتامعي‪ .‬كل هذه العوامل أدّت إىل تراجع االهتامم‬ ‫وتوجه الرتكيز إىل الربامج التي‬ ‫بالربامج السياسية‬ ‫ّ‬ ‫يستطيع املواطن من خاللها تن ّفس الصعداء بعد‬ ‫االحتقان الذي و ّلدته السنوات املاضية عىل الصعيد‬ ‫السيايس واألمني واالقتصادي واملعييش وغريها‬ ‫وبالتايل يتجه نحو الربامج الفكاهية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لتخطي بعض الربامج للحدود‬ ‫اإلعالمية والقواعد املفروض إتباعها‪ ،‬فأقول ّأن‬ ‫الخطأ يقع علينا كلبنانيني ألننا ال نعرف أن نقوم‬ ‫بأي يشء بإعتدال‪ ،‬فحني ُوجدَت فوىض الربامج‬ ‫السياسية‪ ،‬مل تبقَ أي محطة إال وعرضت هذا‬ ‫النوع منها يف أوقات متعددة من البث النهاري‬ ‫واملسايئ‪ ،‬فاستُهلك الكالم السيايس بالكامل‪.‬‬ ‫وقد ُ‬ ‫قلت سابقاً أن الخوف اليوم هو أن نستهلك‬ ‫الفكاهة وتقليد الشخصيات‪ ،‬وكام أصبحنا غري‬ ‫مقتنعني بالربامج السياسية‪ ،‬أخاف أن نصل‬ ‫إىل يوم نصبح غري مقتنعني بـ»الشانسونييه»‬ ‫التلفزيونية‪ ،‬ونرفضها‪.‬‬

‫اإلعالمي جورج صليبي‪ :‬الربامج‬ ‫الفكاهية موضة ناجحة‪ ،‬ولكن‬ ‫ال ندري إىل متى ستبقى!‬ ‫برأيي ّ‬ ‫إن برامج الفكاهة وا ُملزاح‪ ،‬هي كغريها‬

‫‪57‬‬

‫الربامج‬ ‫من‬ ‫تدرج‬ ‫التي‬ ‫موضة‬ ‫وفق‬ ‫معينة‪ ،‬فكلنا‬ ‫نتذكر موضة‬ ‫ا ملسلسال ت‬ ‫ملكسيكية‬ ‫ا‬ ‫ا ملد بلجة‬ ‫غزت‬ ‫التي‬ ‫ا لشا شا ت ‪،‬‬ ‫ومن ثم درجت‬ ‫موضة برامج الواقع (‪ ،)TV Real‬كـ»ستار‬ ‫أكادميي» وما شابه هذا النمط الذي ساد بكل‬ ‫ما له عالقة بذاك الربنامج ومسابقات الجامل‬ ‫والحلقات التي تنقل حياتهم اليومية‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫تسري املوضة الجديدة عىل الربامج الفكاهية‪،‬‬ ‫وكام شهدنا يف السابق مع سابقاتها من‬ ‫املسلسالت املكسيكية وبرامج الواقع‪ ،‬فهذه‬ ‫أخذت حج ًام ورواجاً كبريين‪ ،‬ومن ثم أىت يشء‬ ‫آخر وطغى عليها‪ .‬هذا ما يحصل عندما تدرج‬ ‫موضة معينة عىل شاشات التلفزة‪.‬‬ ‫يف الوقت الحارض‪ ،‬تكرث الربامج الفكاهية‬ ‫وهي ناجحة ولكن ال ندري ألي مدى ستبقى‪.‬‬ ‫عاد ًة‪ ،‬هذا النوع من الربامج يستهلك نفسه‬ ‫بعد فرتة معينة‪.‬‬ ‫بالفعل لقد تح ّولت املحطات التلفزيونية‬ ‫لعرض هذه الربامج بشكل كبري‪ ،‬فهي عندنا‬ ‫ترى ّ‬ ‫أن هناك موضة معينة تالقي إقبال لدى‬ ‫املشاهدين‪ ،‬فحت ً‬ ‫ام ستعتمدها بشكل أكرب‪.‬‬ ‫ولكن عندما تصبح تلك الربامج فوق املعتاد‪،‬‬ ‫وتتخطى الحدود املسموح بها‪ ،‬فال بد للمشاهد‬ ‫أن ّ‬ ‫ميل من ذلك‪ .‬هناك بعض النكات التي مت ّر يف‬ ‫بعض الحلقات والتي هي بالطبع غري مناسبة‬ ‫لكل أفراد العائلة‪ ،‬وهذا يعود لكل عائلة أن‬ ‫تقود سري عمليات املشاهدة‪ .‬يف النهاية‪ ،‬ال‬ ‫نستطيع منع املحطات من عرض هذا النوع من‬ ‫الربامج‪.‬‬ ‫ال شك أننا من ّر يف فرتة ركود سيايس‪،‬‬ ‫وبعد فرتة من امللل من الطبقة السياسية‬ ‫ومواضيعهم‪ .‬ولكنّ الربامج السياسية الحوارية‬ ‫هي من الربامج التي تبقى وتع ّمر ومن الربامج‬ ‫الدامئة عىل املحطات التلفزيونية خاصة يف بلد‬ ‫مثل لبنان حيث ال ميكن االستغناء عن الربنامج‬ ‫السيايس‪ .‬بالطبع‪ ،‬مت ّر بعض الفرتات التي يكون‬ ‫االهتامم السيايس فيها أكرب من فرتات أخرى‬ ‫وذلك تبعاً للظروف واألحداث املوجودة‪ ،‬ولكن‬ ‫بشكل عام الربامج الحوارية السياسية هي من‬ ‫الربامج التي لها استمراريتها عىل الشاشات‬ ‫وال تخضع ملبدأ املوضة التلفزيونية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫حوار‬

‫منرب فني‬ ‫اإلعالمي ع ّباس ضاهر‪ُ :‬‬ ‫لست ضد‬ ‫الرتفيه‪ ،‬ولكني مع الحفاظ عىل‬ ‫الحد األدىن من األخالقيات‬ ‫نشهد‬ ‫توجه‬ ‫اليوم‬ ‫ّ‬ ‫الناس ملتابعة‬ ‫ا لرب ا مج‬ ‫ا لفكا هية‬ ‫تشكل‬ ‫ألنها‬ ‫متنفساً‬ ‫لهم‬ ‫بعد األحداث‬ ‫التي حصلت‬ ‫السنوات‬ ‫يف‬ ‫يف‬ ‫األخرية‬ ‫توجهت املحطات التلفزيونية إىل‬ ‫لبنان‪ ،‬فكانت أن ّ‬ ‫الربامج الرتفيهية‪ ،‬والتي هي مستنسخة من‬ ‫برامج أوروبية أجنبية مط ّورة مبا يتناسب ويتالءم‬ ‫مع املجتمع اللبناين فهي ليست صناعة لبنانية‬ ‫محلية‪.‬‬ ‫يتوجه الناس اليوم إىل هذا النوع من الربامج ّ‬ ‫ألن‬ ‫ّ‬ ‫الربنامج الرتفيهي ميكن أن يكون لفرتة من الزمن‬ ‫ولكنّه ير ّفه عن الناس‪ ،‬ألن الربامج السياسية‬ ‫كثرُ َت سابقاً‪ ،‬فكانت املحطات التلفزيونية قد‬ ‫توجهت سابقاً مبوازاة الربامج السياسية إىل‬ ‫ّ‬ ‫برامج تلفزيون الواقع والنقل املبارش التي ّ‬ ‫قل‬ ‫االهتامم فيها اليوم‪ ،‬وخ ّفت لصالح الربامج‬ ‫ّ‬ ‫ستخف بعد‬ ‫الرتفيهية وأعتقد أن هذه األخرية‬ ‫فرتة لصالح برامج أخرى‪ .‬هذا هو تص ّور الحياة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن الربامج اإلعالمية يف تطور مستمر‪ ،‬وهناك‬ ‫موجات «عابرة» وإن طالت لفرتة من الزمن‪ ،‬و]ي‬ ‫برنامج ال بد أن يكون عابراً‪ ،‬عل ًام ّأن هناك بعض‬ ‫الربامج التي نجحت وتوقفت ومن ثم أعيد ب ّثها‬ ‫وتطويرها‪ ،‬كربنامج « َمن سريبح املليون» للزميل‬ ‫جورج قرداحي‪ ،‬وهو برنامج ثقايف حاز عىل اهتامم‬ ‫كبري يف العامل‪ ،‬إضافة إىل ما حازت عليه برامج‬ ‫تلفزيون الواقع ولكنها تراجعت مع الوقت بعكس‬ ‫ما عاد به « َمن سريبح املليون»‪ .‬برأيي‪ ،‬ال يشء‬ ‫ثابت يف اإلعالم‪ ،‬كلها متغيرّ ات‪ .‬أصف الربامج‬ ‫اإلعالمية بأنها برامج عبور مستق ّرة وأيضاً‬ ‫تتعرض للنقد‪ .‬أنا يف برنامجي «آخر كالمي»‬ ‫عىل شاشة الـ‪ُ ،NBN‬أبقي املواضيع مفتوحة‬ ‫بحسب األحداث‪ ،‬حيث أعرض مواضيع سياسية‬ ‫واجتامعية وفكرية ومعيشية واقتصادية‪.‬‬ ‫يف موضوع الربامج الرتفيهية‪ ،‬ال يقع الحق عىل‬ ‫املحطات التلفزيونية أو عىل وزارة اإلعالم فقط‪ ،‬بل‬ ‫ّأن املشاهد مخطئ أيضاً يف هذا الصدد ألنه‬ ‫يتابع هذه الربامج ويسمح بتطويرها‪ .‬أنا ال أدافع‬ ‫عن حق املحطات اإلعالمية ولكننا نرى يف الجهة‬ ‫املقابلة االنفتاح املوجود لدى املحطات األوروبية‪.‬‬ ‫هذه املسألة التي نعانيها اليوم يف لبنان هي‬ ‫من مسؤولية املجتمع اللبناين بأكمله‪ ،‬بعنارصه‬ ‫املختلفة بدءاً من وزارة اإلعالم والدولة عامة وصوالً‬ ‫إىل املحطات اإلعالمية‪ .‬لقد حاول املجلس الوطني‬ ‫لإلعالم أخذ دوره يف هذا الصدد‪ ،‬ولكنّ املسؤولية‬ ‫رسل واملتل ّقي‬ ‫ال تقع عىل املجلس وحده‪ ،‬بل عىل ا ُمل ِ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عىل ح ٍّد سواء‪ ،‬إضافة إىل ما للوسيلة اإلعالمية‬ ‫من مسؤولية مهمة‪ .‬إذاً تتوزع املسؤوليات ويبقى‬ ‫املوضوع واحد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لست ضد الرتفيه‪ ،‬ولكني مع الحفاظ عىل‬ ‫الحد األدىن من األخالقيات‪ .‬بشكل عام‪ ،‬ال أعتقد‬ ‫أن موجة الربامج الرتفيهية ستؤثر سلباً عىل‬ ‫الربامج السياسية‪ ،‬فبالنهاية لكل برنامج‬ ‫خصوص ّيته ودوره والزمن هو الذي يظهر مدى‬ ‫استمرارية كل نوع منها‪.‬‬

‫مق ّدمة برنامج «أهضم يش»‪،‬‬ ‫مرياي مزرعاين‪ :‬الشعب اللبناين‬ ‫ّ‬ ‫مل السياسيني والربامج‬ ‫السياسية‬ ‫بعد الرواج‬ ‫القته‬ ‫التي‬ ‫ا لرب ا مج‬ ‫ا لفكا هية‬ ‫بعض‬ ‫لدى‬ ‫ا ملشا هد ين ‪،‬‬ ‫و ا ال ستنكا ر‬ ‫جاء‬ ‫الذي‬ ‫البعض‬ ‫من‬ ‫اآلخر ضدّها‬ ‫ملا متثله من‬ ‫ّ‬ ‫تخطي لبعض القواعد واألخالقيات العامة‪،‬‬ ‫تحدّثنا ملقدّمة برنامج «أهضم يش» عىل شاشة‬ ‫الـ‪ MTV‬مرياي مزرعاين الذي قالت‪ :‬يعيش‬ ‫لبنان منذ خمسني سنة يف معمعة سياسية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مل السياسيني‬ ‫وال شك ّأن الشعب اللبناين‬ ‫والربامج السياسية واألحداث التي أ ّثرت سلباً‬ ‫عليهم‪ ،‬حتى وصل األمر إىل ظهور السياسيني‬ ‫عىل وسائل اإلعالم أكرث من َمن هم يف مجال‬ ‫اإلعالم والصحافة‪ ،‬ولكنهم لألسف ينهون كل‬ ‫حلقة تلفزيونية حوارية بالاليشء‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫الناس أكرث إدراكاً باألمور‪ ،‬وعرفوا ّأن كل ما يقوله‬ ‫السياسيون أصبح شيئاً مبتذالً وغري مفيد‪ .‬نحن‬ ‫نعلم ّأن الربامج الفكاهية هي موضة كغريها‬ ‫من الربامج‪ ،‬فحني ظهرت موجة تلفزيون الواقع‬ ‫َ‬ ‫تتوان أي محطة إعالمية عن‬ ‫وبرامج الهواة‪ ،‬مل‬ ‫عرضها وتقدميها‪ ،‬وهكذا حصل بالنسبة للربامج‬ ‫الفكاهية بحيث وجدت املحطات ّأن هذا النوع‬ ‫من الربامج يأخذ رواجاً كبرياً لدى املشاهدين‬ ‫وبالتايل ال بد من أن تلجأ لب ّثها واستقطاب أكرب‬ ‫عدد من املشاهدين‪ .‬كذلك فاللبناين معروف‬ ‫بروح الفكاهة‪ ،‬ونحن قمنا بنقل الواقع املوجود‬ ‫يف املجتمع اللبناين إىل شاشات التلفزيون‪ .‬ال‬ ‫شك ّأن «النكتة» الجرئية تكون مضحكة‪ ،‬ولكننا‬ ‫نحاول يف برنامجنا االلتزام بحد معني من الجرأة‬ ‫من جهة ومن القواعد األدبية من جهة أخرى‪ ،‬إذ ال‬ ‫ميكن تسمية األمور بأشيائها‪ ،‬ولذلك ارتأينا أن ال‬ ‫يكون برنامجنا «نكات» بالكامل‪ ،‬بل ض ّمنّاه ألعاباً‬ ‫وفقرات أخرى مسلية‪ .‬وقد تع ّرض هذا النوع من‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬ ‫الربامج للضغوطات وخاصة الدينية منها‬

‫‪58‬‬

‫ّ‬ ‫تخطت‬ ‫املشابهة لربنامجنا‬ ‫من األشياء بأسامئها مام‬ ‫واملحطة عىل حد سواء‪،‬‬ ‫عىل ذلك لتخطي حدود‬

‫الحدود‬ ‫ييسء‬ ‫وإنني‬ ‫اللياقة‬

‫بعض الربامج‬ ‫وس ّمت الكثري‬ ‫بحق للمشاهد‬ ‫من املعرتضني‬ ‫األدبية‪.‬‬ ‫أعتقد ّأن مقدّمي الربامج السياسية عىل حق‪،‬‬ ‫فالربامج الفكاهية هي مج ّرد موجة عابرة تنتهي‬ ‫مع الوقت لتأيت أفكار جديدة مكانها‪.‬‬

‫مقدّم برنامج ‪ ،LOL‬هشام حداد‪:‬‬ ‫ال منلك الخوف وال االزداوجية‬ ‫وال الكذب‬ ‫كذلك كان‬ ‫حديث‬ ‫لنا‬ ‫مقدّم‬ ‫مع‬ ‫برنامج ‪LOL‬‬ ‫عىل قناة الـ‬ ‫‪ ،OTV‬هشام‬ ‫الذي‬ ‫حداد‬ ‫أعتقد‬ ‫قال‪:‬‬ ‫مقدّمي‬ ‫ّأن‬ ‫ا لرب ا مج‬ ‫السياسية غري‬ ‫راضني عماّ يالقيه برنامجنا من قبول لدى الناس‬ ‫توجهت من متابعة برامجهم وحواراتهم‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫وابتعدت عن الكالم السيايس الذي يتل ّفظ به‬ ‫الزعامء السياسيني إىل اتجاه آخر ميثله برنامج ‪LOL‬‬ ‫الرتفيهي الضاحك‪ .‬ال شك ّأن الربامج الفكاهية‬ ‫التي تعرض اليوم عىل املحطات التلفزيونية األخرى‬ ‫جاءت بعد نجاح برنامجنا العتقادهم بأنهم‬ ‫سيحصلون عىل النجاح نفسه‪ .‬جميعنا يعلم‬ ‫ّأن الناس بحاجة لهكذا نوع من الربامج يك‬ ‫تتنفس الصعداء بعد كل ما حصل من تشنّجات‬ ‫وصعوبات يف لبنان يف الخمس سنوات املاضية‪.‬‬ ‫لقد رأت الناس كيف تالقى الزعامء السياسيني‬ ‫مع بعضهم البعض بعد االنتخابات النيابية وبعد‬ ‫ما أوجدوه من احتقان بني الناس‪ ،‬وكل مصالحاتهم‬ ‫أتت عىل حساب الشعب الذي مل يكرتثوا له وملا‬ ‫ّ‬ ‫حل به بسببهم‪ ،‬فكانت أن اتجهت الناس للربامج‬ ‫الكوميدية لالستجامم‪ ،‬وال شك أن موعد عرض‬ ‫برنامجنا نهار األحد مفيد بعد أسبوع كامل من‬ ‫التعب واإلرهاق يف بلد كلبنان‪.‬‬ ‫ال أعتقد ّأن برنامجنا يتخطى الحدود إىل حدّها‬ ‫األقىص‪ ،‬فالوزير وئام وهاب مث ًال هو من أكرث‬ ‫السياسيني الثوريني وهو سيايس مثري للجدل‬ ‫ويتخطى الحدود يف الكثري من األحيان‪ ،‬ألنه ال‬ ‫يخاف من قول الحقيقة وإبرازها أمام الرأي العام‪،‬‬ ‫وهذا ما نحاول فعله يف برنامجنا إذ ال منلك الخوف‬ ‫وال االزدواجية وال الكذب‪.‬‬ ‫حصلت حمالت إعالمية كثرية علينا من املجلس‬ ‫الوطني لإلعالم ومن رجال الدين‪ ،‬وهناك اآلن لجنة‬ ‫الربامج الرتفيهية‪،‬‬ ‫جديدة تتشكل لضبط‬ ‫أعتقد أنها مقدّمة لحملة جديدة ضدّنا‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫والي محافظة «كهرمان مرعش» محمد تانيلير لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫نعمل لمشروعات استثمارية مع محافظة إدلب‬ ‫ال شك أن التحول الجذري الذي تشهده العالقات‬ ‫السورية الرتكية‪ ،‬ال سيام بعد تسلم حزب العدالة‬ ‫والتنمية لسدة الحكم يف تركيا يستحق الوقوف عنده‬ ‫ودراسته‪ ،‬لجهة أن هذه العالقة التي انقلبت من حالة‬ ‫التأزم والتوتر‪ ،‬بل ميكن القول اىل حالة العداء التي‬ ‫كادت أن تتحول إىل حرب بني البلدين‪ ،‬أنهاها االتفاق‬ ‫املعروف باسم اتفاق “أضنة” عام ‪ ،1988‬هذا االتفاق الذي‬ ‫كان فاتحة عالقات اسرتاتيجية‪ ،‬حولها الرئيس األسد‬ ‫بحنكته إىل حلف اسرتاتيجي ال ميكن بعد املراهنة عىل‬ ‫انفصام عراه‪ ،‬خاصة بعد انضامم إيران إليه‪ .‬هذا الحلف‬ ‫الذي بات قوة صاعدة يف وجه “إرسائيل” ومشاريعها‬ ‫التوسعية واالستيطانية يف املنطقة‪.‬‬ ‫هذه العالقة االسرتاتيجية مل تبق يف اإلطار‬ ‫السيايس والعسكري الذي عرب عن نفسه باملناورات‬ ‫املشرتكة بني الجانبني الرتيك والسوري يف عام ‪،2009‬‬ ‫بل انعسكت عىل مجمل نواحي الحياة االقتصادية‬ ‫واالجتامعية سواء بسواء يف كال البلدين‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫ما بني سوريا وتركيا ما هو أكرب بكثري من أن ينحرص‬ ‫يف عالقات عسكرية أو سياسية فقط‪ ،‬لجهة التقارب‬ ‫االجتامعي والعائيل بني البلدين‪ ،‬وما بينهام من تاريخ‬ ‫وإرث مشرتك‪ ،‬استطاع هذا التقارب أن يعيده إىل‬ ‫الواجهة مستبعدا صفحة مؤملة من التاريخ ُيعمل‬ ‫عىل معالجتها تدريجيا‪.‬‬ ‫هذا التقارب بدأ بالتعبري عن نفسه اقتصاديا بتوقيع‬ ‫اتفاق التجارة الحرة بني البلدين‪ ،‬مام يسمح بإقامة‬ ‫مشاريع مشرتكة‪ ،‬إضافة إىل أن التطور االقتصادي‬ ‫الذي تشهده تركيا بحاجة إىل سوق استهالكية‬ ‫إلنتاجه‪ ،‬ومن البديهي أن تكون هذه السوق هي السوق‬ ‫العربية‪ ،‬خاصة بعد أن سدت األبواب أمام تركيا يف‬ ‫انضاممها لالتحاد األورويب‪.‬‬ ‫هذه السوق أو الفضاء االقتصادي العريب أمام تركيا‬ ‫البد وأنه بحاجة إىل بوابة ومتنفس‪ ،‬ومن البديهي أن‬ ‫تكون محافظة ادلب الخرضاء هي رئة االقتصاد الرتيك‬ ‫وبوابته نحو العامل العريب‪ ،‬حيث أن ادلب هي األقرب‬ ‫إىل تركيا عرب معرب “باب الهوى”‪ .‬ومن هنا كانت‬ ‫الزيارات املتوالية من قبل املسؤولني األتراك إىل ادلب‬ ‫والتي كان آخرها زيارة وايل محافظة “كهرمان مرعش”‬ ‫“محمد نيازى تانيلري” إىل محافظة ادلب يف خطوة‬ ‫نحو توقيع اتفاقية توأمة بني املحافظتني‪.‬‬

‫وايل كهرمام مرعش‬ ‫مجلة منرب التوحيد وعرب مدير مكتبها يف سوريا‬ ‫عبد السالم األحمد رافقت أجواء هذه الزيارة‪ ،‬حيث‬ ‫رصح لها وايل مرعش محمد نيازى تانيلري حول‬ ‫أهمية هذه االتفاقية قائ ًال‪ :‬العالقة بني محافظتي‬

‫الوايل الرتيك يتحدث إىل الزميل عبد السالم األحمد‬

‫ادلب و”مرعش” تسري نحو املكانة الطبيعية‪ ،‬وهذه‬ ‫الزيارة تحضري إلقامة مرشوعات استثامرية ىف‬ ‫املحافظة‪ ،‬واللقاءات املستمرة بني رجال األعامل‬ ‫السوريني واألتراك‪ ،‬تساعد عىل إمتام ذلك نظراً للقرب‬ ‫بني البلدين‪ ،‬فـ “مرعش” تبعد عن ادلب (‪ )200‬كلم‪،‬‬ ‫وهذه املسافة القريبة تجعل آفاق التعاون مفتوحة‬ ‫وواسعة‪ ،‬خاصة أن مرعش متتاز بعدد من الصناعات‪،‬‬ ‫وفيها عدد كبري من املصانع (‪ )600‬مصنعا‪ ،‬وهي كام‬ ‫“أدلب” تعترب من املدن الخرضاء التي تغطي الغابات‬ ‫‪ %30‬من مساحتها‪.‬‬ ‫ويف سؤال عن أهم ميزات هذه املدينة أجاب‬ ‫الوايل‪ :‬متتاز “مرعش” بأهمية صناعية وتجارية وثقافية‬ ‫أيضا” ولها ميزات سياحية بحيث تشكل نقطة‬ ‫جذب مهمة للسوريني والعرب‪ ،‬‏فمن الناحية الثقافية‬ ‫تسمى مرعش “مقام الشعراء” نظرا للعدد الكبري من‬ ‫الشعراء فيها‪ ،‬وهذا دليل عىل الغنى الثقايف الذي‬ ‫تتمتع به‪ ،‬كام تعترب مكانا مهام للسياحة من حيث‬ ‫غاباتها ومناخها الجاذب‪ ،‬ومير فيها نهر “جيهان” ذو املياه‬ ‫الغزيرة‪ ،‬وتشتهر بزراعة القطن والعنب والشمندر‬ ‫السكري ومزروعات أخرى‪ .‬وصناعيا تشتهر بصناعة‬ ‫كام لفت الوايل إىل‬ ‫الذهب واألسمنت والنسيج‪.‬‬ ‫استعداد الجانب الرتيك لتطوير العالقات التجارية‬ ‫والصناعية والسياحية والثقافية‪ ،‬تعزيزاً لإلمكانات‬ ‫املوجودة والعالقات الطيبة‪.‬‬

‫األحمد‪ :‬نسعى الستثامرات‬ ‫مشرتكة وتوقيع اتفاقية توأمة‬ ‫كام رصح محافظ أدلب املهندس خالد األحمد حول‬ ‫هذه الزيارة بالقول‪ :‬إن “ادلب” مبوقعها املتميز تعد بوابة‬

‫‪59‬‬

‫تركيا الرئيسية نحو البالد العربية‪ .‬كام أنها تعترب من‬ ‫املناطق الجاذبة سياحيا كونها متتلك أكرث من (‪)700‬‬ ‫موقع أثري‪ ،‬وهي بذلك متلك ثلت آثار سوريا‪.‬‬ ‫وعن موعد توقيع االتفاقية قال األحمد‪ :‬إن املحافظة‬ ‫ستشكل وفدا لزيارة الوالية الرتكية بهدف تحديد‬ ‫القضايا ذات االهتامم املشرتك‪ ،‬واطالع املستثمرين‬ ‫عىل املواقع االستثامرية واملرشوعات املقرتحة بني‬ ‫الطرفني‪ .‬ليصار بعد ذلك إىل توقيع االتفاقية‪ ،‬وهو‬ ‫موعد قريب‪.‬‬ ‫زيارة الوفد الرتيك هذه مل تقترص عىل الجانب‬ ‫االقتصادي بل تعدته إىل الجانب الثقايف والتعليمي‬ ‫حيث قام رئيس جامعة “كهرمان مرعش” بزيارة‬ ‫عدد من كليات “ادلب” للتعرف عىل الواقع التعليمي‬ ‫والطاليب‪ ،‬والتقى الهيئات التعليمية فيها‪ ،‬متمنيا‬ ‫أن تكون هناك عالقات دامئة لتبادل الخربات والطالب‬ ‫واملعلمني بني املحافظتني (ادلب ووالية كهرمان مرعش)‪،‬‬ ‫مؤكدا أنه سينقل كل ما شاهده يف هذه الكليات إىل‬ ‫املعنيني يف الوالية لالستفادة من التجربة السورية‪.‬‬ ‫مل تكن هذه هي الزيارة األوىل ولن تكون األخرية‪ ،‬فقد‬ ‫سبقتها وفود للتضامن مع سوريا يف فرتة سياسية‬ ‫عصيبة عاشتها العاصمة دمشق‪ ،‬هذه الزيارات‬ ‫التي كانت تعبريا صادقا عن التحول الذي شهدته‬ ‫العالقات الرتكية السورية‪ ،‬والذي توج باتفاق إلغاء‬ ‫التأشريات الذي يسمح بدخول السوريني واألتراك دون‬ ‫الحاجة إىل إجراءات قنصلية‪ ،‬حيث وصفه رئيس الوزراء‬ ‫الرتيك رجب طيب أردوغان بـ “شام غن”‪ ،‬تشبيها له‬ ‫بـ”شينغن” األوروبية‪ .‬وهو الرد الرتيك الطبيعي عىل‬ ‫مامطلة الدول األوروبية لرتكيا يف مسألة انضاممها‬ ‫إىل االتحاد األورويب‪.‬‬

‫منرب التوحيد – دمشق‬ ‫متابعة عبد السالم األحمد‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫«مجدلونا الذهب»‪ ..‬قرية الوحدة والمحبة المتبادلة‬ ‫مجدليا‪ :‬جبلية الموقع‪ ،‬أصيلة الجذور‪ ،‬شبابية الروح‬ ‫هي بلدة “مجدليا” التي تستقر بني قرى عاليه الجبلية عىل‬ ‫مساحة ‪ 170‬هكتاراً‪ ..‬هي البلدة النابضة بالحياة وألفة العيش‬ ‫املشرتك‪ ،‬والبلدة الزراعية التي تكرث فيها األشجار وخاصة‬ ‫ّ‬ ‫لتدل عىل واقعها القروي الذي ما زال يرافق عيش‬ ‫األفوكادو منها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويدل عىل محافظتهم عىل تراث موروث عن األجداد بالرغم‬ ‫أبناءها‬ ‫من اإلعامر الحديث املوجود فيها‪.‬‬ ‫“مجدلونا الذهب” ثم “سور الر ّمان” ومن ثم “مجدليا”‪ ،‬أسامء‬ ‫كثرية أطلقت عليها إ ّال ّأن االسم األخري “مجدليا” واملستمر حتى‬

‫اليوم ّ‬ ‫يدل عىل املجد والفخر‪.‬‬ ‫البنتها التي خطفها الغجر من تحت أشجار الجوز‪ ،‬غنَّت فريوز‪..‬‬ ‫وألبنائها الذين تحدّوا الفقر والحرمان‪ ،‬أوالد وأحفاد ما زالوا يذكرون‬ ‫ويتمسكون مببادئهم وتراثهم‪ ،‬وي ّؤكدون عىل أهمية‬ ‫تاريخهم‬ ‫ّ‬ ‫“املهجرين”‪.‬‬ ‫العيش املشرتك بينهم وبني املسيحيني‬ ‫ّ‬ ‫زرنا قرية “مجدليا” لالطالع عىل ما لهذه البلدة من تاريخ‬ ‫ُن ِق َش بسواعد أبنائها‪ ،‬و ُن ِح َت رسوماً جميلة يف قلب كل شخص‬ ‫فيها‪.‬‬

‫غانم مطر‪ :‬نطلب من القيادات‬ ‫السياسية التن ّبه ملا تحتاجه‬ ‫منطقتنا من إمناء وإعامر‬

‫منظر عام للبلدة من جهة بيصور‬

‫بداية‪ ،‬التقينا األستاذ غانم مطر الذي‬ ‫أعطى ملحة عامة عن تاريخ البلدة وأبنائها‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬مجدليا بلدة ُمساملة‪ ،‬و ُمح َّبة لبعضها‬ ‫بكل عائالتها املوجودة فيها اليوم أي الدرزية‬ ‫منها‪ ،‬وهي‪ :‬مطر وصبح وحيدر والفارس وشلبي‬ ‫والقايض‪ ،‬باإلضافة إىل العائالت املسيحية‬ ‫بهمة‬ ‫ا ُمل َّ‬ ‫هجرة‪ .‬هي قرية زراعية‪ ،‬كبرُ َت وتط َّورت َّ‬ ‫أهلها وتكاتفهم‪ ،‬وبجهود مشايخها األجالء‪.‬‬ ‫وضحوا من أجلها يف أيام الفقر‬ ‫أبناؤها ناضلوا‬ ‫ّ‬ ‫والجوع التي سادت البلد قدمياً‪ .‬لقد كانت تلك‬ ‫التضحية تسري وفق قاعدة “الغرية الجامعية”‬ ‫ملحبة البعض وإمناء القرية وتطويرها‪ .‬وإذا أردنا‬ ‫قياس اإلمناء يف منطقة عاليه وجوارها (ما قبل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الحرب األهلية)‪ ،‬لوجدنا ّأن طريق مجدليا ُش َّقت‬ ‫بسواعد أبنائها‪ ،‬فتك ّونت الطريق املؤدّية من‬ ‫مجدليا إىل قرية بيصور‪ ،‬وبالطبع‪ ،‬مل يكن هناك‬ ‫بلدية بل “مخرتة” فقط‪ ،‬من ثم تأسست بلدية‬ ‫مجدليا التي ترأسها الشيخ سعيد خطار مطر‪.‬‬ ‫وال بد هنا من اإلشارة إىل ّأن رأس العمل الجدّي‬ ‫عىل األرض كان املرحوم الشيخ نجيب محمود‬ ‫مطر الذي قدّم الكثري للبلدة‪ ،‬إضافة للعديد م ّمن‬ ‫كانوا أعضاء يف البلدية كالشيخ حليم صبح‬ ‫وسعيد رامز مطر وفهد محمد صبح وغريهم‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬كانت البلدية واملجلس االختياري تقدّمان ما‬ ‫يلزم مبساندة فعاليات البلدة‪ ،‬وهم الذين عملوا‬ ‫عىل شقّ الطريق‪ ،‬وكذلك عملوا عىل نقل أعمدة‬

‫‪60‬‬

‫الكهرباء عىل أكتافهم لتأمني التيار الكهربايئ‬ ‫من منطقة “الدوير” املواجهة لنا‪.‬‬ ‫وأضاف مطر‪ :‬ثم جاءت الحروب التي امتدّت‬ ‫تم بناء‬ ‫من العام ‪ 1975‬حتى ‪ ،1990‬حيث ّ‬ ‫مدرسة مجدليا بتقدمة األرض من أبناء البلدة‬ ‫بعد أن كان التعليم يتم يف املنازل‪ ،‬وجاء ذلك‬ ‫بعد مظاهرة أهلية حملت شعار وعلم الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك يف عهد الشهيد املعلم‬ ‫كامل جنبالط وتم جمع املال بوضعه عىل العلم‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬تقع املدرسة الرسمية عىل أمالك خاصة‬ ‫مؤجر لوزارة الرتبية والتعليم‬ ‫باألهايل واملبنى‬ ‫ّ‬ ‫العايل‪ ،‬وليس ملكاً لها‪ .‬لقد ترأس موضوع‬ ‫املدرسة لجنة ُس ِّميت بـ”لجنة املدرسة” وكانت‬

‫املعاناة يف تلك الفرتة سيدة املوقف‪ ،‬والجميع‬ ‫ضحوا لتأمني التعليم والثقافة ألجيالنا الحالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كذلك كان هناك اللجنة الشعبية يف مجدليا‬ ‫والتي انتمت ل ّلجان الشعبية املو ّزعَة يف املنطقة‬ ‫أثناء الحرب‪ ،‬وكانت تعمل مكان الدولة حيث‬ ‫أ ّمنت اإلنارة للبلدة من منطقة الدوير من جهة‪،‬‬ ‫ومن منطقة قربشمون من جهة أخرى‪ ،‬وعملت‬ ‫عىل تأمني مساعدات وم َؤن خارجية ومختلف‬ ‫امللحة آنذاك‪ .‬والالفت ّأن الطحني كان‬ ‫الحاج ّيات‬ ‫ّ‬ ‫يو ّزع عىل البيوت بالتساوي بدون تفرقة أو متييز‬ ‫بني االنتامءات‪ .‬بالفعل‪ ،‬لقد احتوت هذه اللجان‬ ‫بني صفوفها عىل كوكبة مه ّمة من املناضلني‪،‬‬ ‫وتضحياتهم بالنسبة لنا وساماَ عىل صدورنا‬ ‫ضحوا بكل ما ميلكونه من أجل‬ ‫جميعاً ألنهم‬ ‫ّ‬ ‫أبناء البلدة جميعاً‪.‬‬ ‫وعن بناء القاعة العامة‪ ،‬قال مطر‪ :‬كذلك‬ ‫قامت اللجنة الشعبية بالتعاون مع املشايخ يف‬ ‫البلدة باملبادرة لتأسيس القاعة العامة لجميع‬ ‫العائالت‪ ،‬وال بد من اإلشارة إىل ّأن الدعم املبارش‬ ‫للقاعة منذ تأسيسها وحتى اآلن كان من النائب‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬إضافة إىل العديد من الخيرّ ين الذين‬ ‫قدّموا الهبات‪ ،‬وهذا ما م ّيز البلدة ألنها تحتوي‬ ‫عىل قاعة واحدة يف حني تتعدد القاعات يف‬ ‫القرى األخرى‪ .‬كذلك قامت اللجنة بحفر البرئ‬ ‫االرتوازي لتأمني املياه للبلدة‪ .‬اليوم‪ ،‬نكمل الطريق‬ ‫الذي رسمه َمن سبقنا ونؤ ّكد أن املداميك التي‬ ‫بنوها باقية وراسخة فينا وسنكملها بكل جهد‬ ‫ونشاط‪ .‬يتألف مبنى القاعة من قاعتني‪ ،‬ومكاتب‬ ‫البلدية واملختار‪ ،‬ومكتبة عامة‪ ،‬ومستوصف‬ ‫حكومي للبلدة والجوار‪ ،‬إضافة لطابق جديد من‬ ‫املمكن أن يصبح مركزاً لرابطة شباب مجدليا‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للطرقات‪ ،‬فأصبح لدينا خمس‬ ‫طرقات مؤدّية إىل مجدليا‪ ،‬ومنها طريق مجدليا‬ ‫– رمحاال‪ ،‬ومجدليا – الدوير وغريها‪.‬‬ ‫ويف موضوع النشاطات الشبابية قال مطر‪:‬‬ ‫سيتم إعادة إحياء النادي الريايض إضافة إىل‬ ‫رابطة ثقافية تهتم بالشؤون الشبابية الثقافية‪.‬‬ ‫كذلك قمنا بتحضري ملعب لكرة السلة بإسم‬ ‫“ملعب شهداء مجدليا”‪.‬‬ ‫ويف املحطات السياسية‪ ،‬أكد مطر عىل ما‬ ‫ملنزل األمري مجيد إرسالن من مساعدات يف‬ ‫مجدليا‪ ،‬قائ ًال‪ :‬نحن ال نتنكر لتاريخنا‪ ،‬فبالرغم‬ ‫من أننا ننتمي لفكر املعلم كامل جنبالط‪ ،‬إال أن‬ ‫مجدليا متنوعة االنتامءات السياسية الحزبية‪ ،‬وال‬ ‫بد من ذكر تضحيات الحزب الشيوعي الذي لديه‬ ‫كوكبة كبرية من الشهداء يف مجدليا‪ ،‬فالبلدة‬ ‫مناضلة وكانت عىل جميع الجبهات واملحاور‬ ‫أثناء الحروب بكل فئاتها‪ ،‬وللشهداء جميعاً كل‬ ‫التقدير‪ ،‬فالعروبة والقضية الفلسطينية لدينا‬ ‫مقدّسة وقد ناضلنا من أجلها وسنناضل دامئاً‪.‬‬ ‫لطاملا كان هذا الجبل مرآة التعايش الدرزي –‬ ‫املسيحي الحقيقي‪ ،‬واليوم يوجد توافق بني جميع‬ ‫الزعامات الدرزية مام يؤكد عىل أهمية وحدته‪.‬‬

‫نهر مجدليا‬

‫وختم مطر‪ :‬التباين السيايس حق مرشوع‬ ‫لكل إنسان‪ ،‬ونتمنى لتيار التوحيد الذي له حضور‬ ‫التوسع واالزدهار يف املجتمع الدرزي‬ ‫يف الجبل‬ ‫ّ‬ ‫موحدين عىل‬ ‫واللبناين‪ ،‬عىل أمل أن يكون الجميع‬ ‫ّ‬ ‫قضية العرب األساسية أي “قضية فلسطني”‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للجبل‪ ،‬فنطلب من جميع‬ ‫القيادات السياسية التن ّبه ملا تحتاجه منطقتنا‬ ‫من إمناء وإعامر وتطوير طبي ّ‬ ‫ضحى وصمد‬ ‫ألن َمن ّ‬ ‫وقدّم الغايل والنفيس‪ ،‬يحتاج للوفاء ور ّد الجميل‪.‬‬

‫د‪ .‬سامل مطر‪ :‬ندعو األخوة‬ ‫املهجرين للعودة إىل البلدة‬ ‫ّ‬ ‫لنتعاون عىل تطويرها‬

‫القاعة العامة‬

‫كذلك التقينا مدير فرع الحزب التقدمي‬ ‫يف مجدليا الدكتور سامل‬ ‫االشرتايك‬ ‫مطر الذي حدّثنا عن نشاطاتهم وأعاملهم‬ ‫وسعيهم لتطوير البلدة‪ ،‬فقال‪ :‬كان لفرعنا‬

‫‪61‬‬

‫الدور األسايس يف التاريخ القديم واملعارص للبلدة‪،‬‬ ‫خاصة أثناء الحرب األهلية يف غياب البلدية‪ ،‬حيث‬ ‫أ ّمنا الدعم للبلدة من خالل ن ّواب ووزراء الحزب يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫املوجه للقضايا‬ ‫لقد كان الحزب ا ُملربمج أو‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪ ،‬حيث واكبنا البلدية منذ بدايتها خاصة‬ ‫لجهة القاعة العامة الجامعة لكل العائالت‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر عن االنتامءات السياسية أو الدينية‬ ‫ّ‬ ‫ألن القرية جامعة للدروز واملسيحيني عىل ح ٍّد‬ ‫ّ‬ ‫بغض النطر عن العائلية‪ ،‬لذلك واكبها‬ ‫سواء‪،‬‬ ‫الحزب مادياً ومعنوياً حيث تبنّتها مؤسسة “فرح”‬ ‫التابعة له‪ ،‬والتي تعمل عىل صعيد العالقات‬ ‫العاملية فتأيت مبساعدات خارجية وتقدّمها إلمناء‬ ‫املناطق‪ .‬نحن عىل متابعة دامئة لتأمني الدعم‬ ‫املادي الالزم الستكامل بناء القاعة‪.‬‬ ‫وحول حاجات البلدة‪ ،‬قال د‪ .‬مطر‪ :‬لدينا‬ ‫املدرسة الرسمية يف مجدليا‪ ،‬وهي بحاجة إىل‬ ‫دعم كبري لتطويرها وإعادتها إىل موقعها الذي‬ ‫كان عليه سابقاً فقد كانت من أعرق مدارس‬ ‫املنطقة قبل األحداث‪ ،‬حيث انهار بعدها مستوى‬ ‫التعليم الرسمي يف املنطقة ومنها يف مجدليا‪،‬‬ ‫عل ًام أننا قدّمنا أجهزة كومبيوتر للمدرسة يك‬ ‫يكون طالبها عىل مواكبة دامئة للتكنولوجيا‬ ‫والتطور من خالل صفوف الكومبيوتر‪ .‬كذلك‬ ‫قدّمنا مرشوعاً لرئيس الحزب إلنشاء ثانوية حديثة‬ ‫يف منطقة هادئة تليق بالتعليم الحديث‪ .‬تحتوي‬ ‫مجدليا عىل عدد كبري من الناس الذين يحتاجون‬ ‫للمساعدة والدعم املادي واملعنوي‪ ،‬ونحن نبقى‬ ‫تحت سقف الدولة بالرغم من أننا نؤ ّمن احتياجات‬ ‫العديد من القطاعات التي تقصرّ األخرية يف‬ ‫تلبية متطلباتها‪.‬‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫نصب شهداء مجدليا‬

‫واستكمل يف موضوع املدرسة‪ :‬ال بد من‬ ‫التنويه باملدير الجديد للمدرسة األستاذ فيصل‬ ‫ضو الذي قام بجهود كثرية لتطوير املدرسة وحاز‬ ‫عىل جوائز عديدة من مرجعيات رسمية‪.‬‬ ‫وعن اإلمناء‪ ،‬قال‪ :‬نحاول دامئاً مواكبة اإلمناء يف‬ ‫البلدة من خالل وزرائنا ون ّوابنا يف املنطقة للعب‬ ‫دور إيجايب‪ ،‬ونتمنى أن تسري كل الجهات يف نفس‬ ‫الخط اإلمنايئ يف البلدة‪ ،‬حتى مع اختالف اآلراء‬ ‫واالنتامءات وهذا حق مرشوع‪ ،‬إال ّأن ميزتنا هي‬ ‫عدم التفرقة بني العائالت‪ ،‬ويجب بالتايل تسيري‬ ‫العمل السيايس واملنافسة للمصلحة العامة‬ ‫بعيداً عن املصالح الشخصية واألقنية الض ّيقة‪.‬‬ ‫وأضاف مطر‪ :‬سياستنا هي االنفتاح عىل‬ ‫الجميع‪ ،‬فاألهم هو مصلحة البلدة التي كانت‬ ‫بعيدة كل البعد عن املشاحنات السياسية أثناء‬ ‫األحداث يف األعوام املاضية بسبب وعي الشباب‬ ‫من كل األطراف والنسيج العائيل املتفاهم‪ ،‬حيث‬ ‫تجاوزنا تلك املرحلة بكل محبة وأخ ّوة ألننا عملنا‬ ‫عىل انفتاح الشباب عىل بعضهم البعض‪،‬‬ ‫فنحن نسري وفق مبدأ بناء البرش قبل الحجر‪ ،‬وإذا‬ ‫مل نتمكن من جمع الناس‪ ،‬فلن نتمكن من إمناء‬ ‫بلدتنا‪.‬‬ ‫املهجرين‪ ،‬قال د‪.‬‬ ‫وبالنسبة ملوضوع عودة‬ ‫ّ‬ ‫املهجرين حتى‬ ‫مطر‪ :‬لألسف مل تتم عودة األخوة‬ ‫ّ‬ ‫نرص ونؤكد عىل أهمية عودتهم ّ‬ ‫ألن‬ ‫اليوم‪ ،‬ونحن ّ‬ ‫العيش املشرتك هو أساس بناء هذا الوطن‪ ،‬ونثني‬ ‫املهجرين أكرم شه ّيب‪ ،‬إلمتام‬ ‫عىل جهود وزير‬ ‫ّ‬ ‫العودة الرسيعة واستكامل دفع املستحقات‬ ‫والتعويضات املتبق ّية للطرفني‪ ،‬وندعو األخوة‬ ‫املهجرين للعودة إىل البلدة لننسجم سوياً‬ ‫ّ‬ ‫ونتعاون عىل تطوير البلدة إىل ما هو أفضل‬ ‫للجميع‪ ،‬وهناك مرشوع قيد الدرس يف الوزارة‬ ‫لرتميم البنى التحتية يف األحياء املسيحية يف‬ ‫القرية‪ ،‬لتكون العودة مبنية عىل أسس متينة‬ ‫يك يعود العيش فيام بيننا إىل ما كان عليه قبل‬ ‫تلك الحرب املشؤومة‪.‬‬ ‫ويف موضوع النشاطات الكشفية‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫لدينا فوج كشفي “الكشاف التقدمي” الذي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يبلغ من العمر أكرث من ‪ 40‬سنة‪ ،‬ولألسف إن‬ ‫فرتة األحداث السابقة ألغت كل ما هو ضمن‬ ‫النشاطات األهلية ولكنّ الفوج عاد بعد ذلك‬ ‫لنشاطه خاصة بعد غياب التنظيم التسلسيل‬ ‫بني القيادة واألفواج وغياب بعض الكوادر‬ ‫الرئيسية بسبب السفر للعمل خارجاً‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ترك فراغاً كبرياً‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فيتم إعادة تنشيط‬ ‫الفوج الكشفي وهو بانتظار املوسم الصيفي‬ ‫إلقامة املخ ّيم الكشفي الذي يجمع أهايل البلدة‬ ‫جميعاً‪.‬‬ ‫وحول السؤال عن عمليات اإلمناء‪ ،‬أجاب‪ :‬إننا‬ ‫موعودون بحملة عامة من وزارة األشغال والنقل‬ ‫لتأهيل الطرقات والجدران نظراً لسوءها‪.‬‬ ‫أما عن رابطة سيدات مجدليا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫نواكبهم بشكل دائم وقد أ ّمنا لهم الدعم‬ ‫املبارش لبناء املبنى الخاص بهم وتأمني املساعدات‬ ‫الالزمة‪ ،‬فالرابطة جزء ال يتجزأ من مجتمعنا‪ ،‬وهي‬ ‫تضم أفراداً من جميع الفئات والعائالت‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يجب أن نكمل الدرب سوياً‪ ،‬وأكرر توجيهي لجميع‬ ‫األحزاب والفعاليات السياسية للعمل عىل‬ ‫تأمني املصادر التمويلية أ ّياً كان مصدرها‪ ،‬من أجل‬ ‫خدمة القرية‪.‬‬

‫رسحان مطر‪ :‬نشاطات البلدية‬ ‫بحاجة لدعم مادي‬

‫“فرح”‪.‬‬ ‫وعن تقدميات البلدية‪ ،‬قال مطر‪ :‬أكرث ما نقوم‬ ‫به هو اإلمناء البلدي‪ ،‬خاصة البنية التحتية‪ ،‬وقد‬ ‫قمنا بتوسيع مدخل البلدة بالتعاون مع البنك‬ ‫الدويل‪ ،‬إضافة إىل أعامل وزارة األشغال والنقل‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬قمنا بإنشاء شبكة رصف صحي تغطي‬ ‫حوايل ‪ %80‬من البلدة‪ ،‬ولكنها ما تزال بحاجة‬ ‫ملحطة تكرير بانتظار تأمني الدعم املادي لذلك‪.‬‬ ‫وقد قمنا بشقّ طرقات زراعية ونحن بصدد‬ ‫املهجرين متاشياً مع‬ ‫استكاملها مع صندوق‬ ‫ّ‬ ‫ملف العودة‪.‬‬ ‫ويف موضوع الرصف الصحي‪ ،‬قال‪ :‬يدخل هذا‬ ‫املوضوع يف اإلطار البيئي‪ ،‬ونحن نعمل عىل نقل‬ ‫املل ّوثات إىل منطقة بعيدة عن السكان‪.‬‬ ‫كذلك عملنا عىل االستحصال عىل مرسوم‬ ‫جمهوري من وزارة الصحة عام ‪ 1994‬إلنشاء‬ ‫مستوصف حكومي‪ ،‬وقد بارش العمل منذ حوايل‬ ‫أربع سنوات‪ ،‬وهو يؤ ّمن أدوية لألمراض املزمنة من‬ ‫جمعية الش ّبان املسيحيات‪ ،‬إضافة إىل تجهيزات‬ ‫عيادة األسنان التي قدّمتها مؤسسة الوليد بن‬ ‫طالل‪.‬‬ ‫ومن الناحية البيئية‪ ،‬قال مطر‪ :‬حصلت البلدية‬ ‫منذ فرتة عىل رخصة لتنظيف وتجديد املشاعات‬ ‫وحاميتها من الحرائق للحفاظ عىل الغطاء‬ ‫النبايت‪ ،‬وقمنا باستحداث طرق جديدة للتمكن‬ ‫من الوصول إليها يف حال وقوع الحرائق‪.‬‬ ‫وختم‪ :‬نحن نتابع الجمعيات األهلية بشكل‬ ‫دائم‪ ،‬كجميعة الرسالة (رابطة سيدات مجدليا)‪،‬‬ ‫خص‬ ‫ونقدّم الدعم املعنوي لكل األحزاب فيام‬ ‫ّ‬ ‫الندوات والنشاطات‪.‬‬

‫الشاعر حاتم الفارس يتذ ّكر‬ ‫أشجار الجوز يف مجدليا‬ ‫مدرسة مجدليا الرسمية‬

‫ولإلطالع عىل أعامل البلدية‪ ،‬كان لنا لقاء‬ ‫مع كاتب البلدية األستاذ رسحان مطر الذي‬ ‫تحدث قائ ًال‪ :‬يعود تأسيس بلدية مجدليا إىل‬ ‫العام ‪ ،1963‬حيث سبتقها “مخرتة” و”مشيخة‬ ‫صلح”‪ ،‬إضافة إىل ما كان ُيس ّمى بـ”لجنة املرشوع‬ ‫الخريي” التي كانت تهتم باألمالك العامة‪ .‬وتبعد‬ ‫مجدليا عن بريوت حوايل ‪ 35‬كلم مربع‪ ،‬وعن مركز‬ ‫القضاء “عاليه” ‪ 11‬كلم مربع‪ ،‬ويبلغ متوسط‬ ‫ارتفاعها عن سطح البحر ‪ 500‬مرت مربع‪ .‬تحدّنا‬ ‫قرى‪ :‬بيصور‪ ،‬الغابون‪ ،‬كفرعا ّميه‪ ،‬مرج رشطون‪،‬‬ ‫دوير الر ّمان‪ ،‬رمحاال‪ ،‬قربشمون وغريها‪.‬‬ ‫وتابع مطر‪ :‬يف املوضوع الزراعي‪ ،‬تكرث لدينا‬ ‫َ‬ ‫اللوزيات والحمضيات والزيتون والتني والعنب‪،‬‬ ‫إضافة للمزروعات الصيفية‪ ،‬وقد قمنا بتأمني‬ ‫بعض شتول “األفوكادو” بالتعاون مع جمعية‬

‫‪62‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬التقينا أيضاً بالشاعر حاتم‬ ‫الفارس الذي حدّثنا عن أشجار الجوز التي كان‬

‫تكرث يف مجدليا‪ .‬ولدى سؤالنا عماّ غنّاه ملجدليا‬ ‫من خالل قصائده‪ ،‬قال‪ :‬مجدليا مشهورة بقصة‬ ‫قدمية جداً تتحدث عن أشجار الجوز التي لها تاريخ‬ ‫مهم‪ ،‬حيث كانت القرية ُتعرف سابقاً بـ”مجدلونا‬ ‫الذهب” ملا فيها من “ذهب طبيعي”‪ ،‬وصوالً إىل‬ ‫اسم “مجدليا” أي “املجد ل َّيا” نسبة للـ”جوزات”‬ ‫التي لطاملا شكلت الساحة املركز للبلدة وكانت‬ ‫أشجار ضخمة يصل قطرها إىل مرتين وما فوق‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫وكل منها يحمل اسم عائلة من البلدة إضافة‬ ‫لشجرة ُتس ّمى “شجرة الحسنة” وكانت لكل‬ ‫الناس‪ .‬لقد عايشنا تلك األشجار منذ الطفولة‬ ‫حيث كان مي ّر بجانبها سبي ًال للمياه استقطب‬ ‫كل املا ّرين بالبلدة‪ .‬لألسف أجربنا عىل قطع‬ ‫تلك األشجار وإزالتها لبناء املدرسة الرسمية‬ ‫مكانها‪.‬‬ ‫وعن الرواية التي تتحدث عن أشجار الجوز‪ ،‬روى‬ ‫لنا الفارس قصة الفتاة الصغرية التي خطفها‬ ‫“الغجر” وباعوها يف املدينة‪ ،‬وقد غنّت لها الفنانة‬ ‫الكبرية فريوز‪ ،‬فقال‪ :‬لقد غنّت فريوز يف أغنيتها‬ ‫فقالت‪:‬‬ ‫لبيي‬ ‫يا بياع العنب قول ألمي قول ّ‬ ‫قشش كنت ّ‬ ‫كنت ّ‬ ‫حطب تحت جوزات مجدل ّيا‬ ‫هذه األغنية هي التي غنّتها الفتاة حني‬ ‫رأت بائع العنب الذي ينتمي إىل قريتها ما ّراً‬ ‫تحت رشفة املنزل الذي كانت تخدم فيه‬ ‫يف املدينة‪ ،‬إىل أن عرفها و ّمتت إعادتها إىل‬ ‫أهلها‪.‬‬ ‫ألقيت قصيدة يف مهرجان الرتاث سابقاً‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬ ‫عىل منرب مدرسة مجدليا الرسمية التي ُبن َيت‬ ‫مكان أشجار الجوز‪ُ ،‬‬ ‫وقلت حينها‪:‬‬ ‫يا مجدليا يا أهالينا‬ ‫يا مح ّبة العاييش فينا‬ ‫نحنا وانتو جينا عالحفل كرمال‬ ‫نحي تراث بالدنا جينا‬ ‫ّ‬ ‫ومن قبل ما نب ّلش عىل املغزال‬ ‫نغزل حرير ْلبقوا فينا‬ ‫روحو تنتذكر سوى املازال‬ ‫تاريخ ضيعتنا مباضينا‬ ‫بتتذكرو األعراس والق َّوال‬ ‫وهال الطفويل املا بتمحينا‬ ‫بتتذكرو القنديل والعرزال‬ ‫واملوقدي ّ‬ ‫ودخان يعمينا‬ ‫واملحديل مبعوس والحدّال‬ ‫مي تسقينا‬ ‫وج ّرة املرفع ّ‬ ‫وشوفولكن كان هون يف و ّزال‬ ‫أو كان عنّا جوز أو كينا‬ ‫بتتذكروا املسيل والسلسال‬ ‫ّميا نسيتو الشط واملينا‬ ‫بعرف رح تردّوا بصدا زلزال‬ ‫ال ال يا حاتم بعد ما نسينا‬ ‫جوزاتنا كانوا لنا رسامل‬ ‫محل ما ربينا‬ ‫هون كانوا َّ‬ ‫هوذي أسامينا مدى األجيال‬

‫وإلنا حكاية بنت عنها نقال‬ ‫ملّا الغجر م َرقوا ّ‬ ‫وحطو رحال‬ ‫رسقو بنت طفيل وباعوها مبال‬

‫وال تفكر مننىس أسامينا‬ ‫عا ذكرها وتاريخها بقينا‬ ‫بظل جوزات بأراضينا‬ ‫لكن بعدها وين ما درينا‬

‫كربت وص ّفى شعرها شالل‬ ‫وما نسيت الضيعة وروابينا‬ ‫وساعة ما شافت بايع الج ّوال‬ ‫مح ِّمل عنب من كرم وادينا‬ ‫صارت تغنّيلو تيعطي البال‬ ‫رسها كرمال تهدينا‬ ‫وعا ّ‬ ‫يا ب ّياع العنب ّيا نزال‬ ‫وعا مجدليا رجاع ودّينا‬ ‫قول أل ّمي قول لب ّيي سآل‬ ‫كنت قشش حطب تا تدفينا‬ ‫والغجر رسقوين بل ّفة شال‬ ‫من تحت جوزات أراضينا‬ ‫وهاك الحكاية بعدها وما زال‬ ‫قصتها بتعنينا‬ ‫لليوم ّ‬ ‫بقيت صورها بذاكرتنا خيال‬ ‫حكايات ستّي تا تسلينا‬ ‫وفريوز رسقتها بدون جدال‬ ‫حتى مجد عاملجد تعطينا‬ ‫وراحت تغنّيها بحال امل َّوال‬ ‫ونحنا صحاب األرض والجوزات‬ ‫وعنهن خمس كلامت ما حكينا‬

‫منال حيدر‪ :‬جمعية “اليد‬ ‫الخرضاء” هي الداعم األساس لنا‬

‫وملواكبة النشاطات الشبابية ضمن البلدة‪،‬‬ ‫كان لنا لقاء مع أعضاء رابطة شباب مجدليا‪،‬‬ ‫حيث حدّ ثتنا نائبة رئيس الرابطة منال حيدر‬ ‫عماّ قاموا به وعام يحضرّ ونه اليوم‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫جمعية اليد الخرضاء”‪ ”Green Hand‬هي التي‬ ‫كانت الداعم األكرب لنا وعملها يتوزع عىل‬ ‫لبنان عامة‪ ،‬وهدفها األسايس هو إقامة‬ ‫مشاريع إمنائية للقرى اللبنانية لـ ‪ 13‬قرية‬ ‫ومنها مجدليا‪ .‬وقد أح ّبت الجمعية أن يكون‬ ‫لديها التفاتة شبابية قبل إقامة أي مرشوع‬

‫‪63‬‬

‫الجرس القديم الذي يصل مجدليا ببلدة “الدوير”‬

‫إمنايئ يف القرية‪ .‬من هنا كان لقاؤنا منذ سنة‪،‬‬ ‫وبدأنا بالنشاطات ضمن خطوات خجولة‪،‬‬ ‫وبعدد مقبول من الشباب‪ .‬أهدافنا تسري وفق‬ ‫الالعائلية والالسياسة‪ ،‬مع احرتام مبادىء‬ ‫الجميع ولكن خارج إطار الرابطة‪ .‬الشكر‬ ‫الكبري يعود لجمعية اليد الخرضاء ألنها تقف‬ ‫إىل جانبنا حتى اليوم يف أي مرشوع نقوم به‪،‬‬ ‫وبالرغم من أننا مل نحصل بعد عىل مرسوم‬ ‫تأسيس الرابطة‪ ،‬إ ّال أن وزير الداخلية زياد بارود‬ ‫عىل علم بالنشاطات الشبابية التي نقوم بها‬ ‫وهو من الداعمني لها‪.‬‬ ‫وحول أهداف الرابطة‪ ،‬قالت حيدر‪ :‬شعارنا‬ ‫هو “اتحادنا ق ّوتنا ومعاً نكرب ونستمر”‪ .‬أهم‬ ‫أهدافنا هي اللقاء بني الشباب والبلدية‪ ،‬التقارب‬ ‫والتشارك بني األهايل والبلدية عرب نشاطات‬ ‫شبابية‪ ،‬القيام بأنشطة مختلفة بيئية وصحية‬ ‫وثقافية من تشجري إىل دورات رسم وكومبيوتر‬ ‫وإسعافات وندوات توعية‪ .‬هذا باإلضافة إىل‬ ‫زيارات شبابية إىل املنازل لنقل مشاكل األهايل‬ ‫إىل البلدية‪ ،‬وإقامة مهرجانات وحفالت فنية‬ ‫ورياضية للتشجيع عىل التعاون بني أبناء البلدة‪.‬‬ ‫وعن النشاطات‪ ،‬تحدّثت حيدر عن أول نشاط‬ ‫قامت به الرابطة‪ :‬كان لقاؤنا األول هو لقاء األهل‬ ‫والبلديات لنقل املشاكل والتعاون بني الجهتني‪.‬‬ ‫أما النشاط الثاين فكان يف ‪ 21‬آذار مبناسبة‬ ‫عيدي األم والطفل وكان يوماً مميزاً استقطب‬ ‫شباب جدد لإلنضامم إىل الرابطة‪ ،‬وقد حرض‬ ‫النشاط الساحر “دكتور تشيكو”‪ .‬لقد دعمتنا‬ ‫جمعية اليد الخرضاء بالحصول عىل “علم وخرب”‬ ‫من الدولة يك يكون عملنا رسمي عىل األرض‪،‬‬ ‫هذا مع دعم البلدية لنا وتقديم القاعة إلقامة‬ ‫جميع نشاطاتنا عىل أمل أن يكون لدينا مبنى‬ ‫خاص بنا‪ .‬كذلك قمنا بحملة تشجري يف القرية‬ ‫وسيكون لنا نشاطات مامثلة قريباً‪ .‬نحن نقوم‬ ‫بهذه النشاطات األولية إىل حني افتتاح الرابطة‬ ‫رسمياً‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب اجتامعي‬

‫رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫رسالتنا تربوية‪ ،‬تنموية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬وصحية جامعة‬ ‫العرفان‬ ‫مؤسسة‬ ‫تكن‬ ‫مل‬ ‫التوحيدية وليدة صدفة‪ ،‬بل جاءت‬ ‫لتقوم بدور تربويّ رائد يف مجتمعها‪،‬‬ ‫من خالل ما تقدمه هيئتها اإلدارية‬ ‫من عمل تربويّ الئق متطور اىل جانب‬ ‫االنتشار الواسع والتعاون املثمر‬ ‫مع العديد من الهيئات الرتبوية‬ ‫واالجتامعية‪ ،‬عىل مستوى الوطن‬ ‫والخارج‪ ،‬وقد بنت هيكليتها اإلدارية‬ ‫َّ‬ ‫منظم‪ ،‬فأنشأت إدارة عامة‬ ‫بشكل‬ ‫لشؤون املدارس تفرعت منها عدة‬ ‫إدارات ودوائر وأقسام وشعب‪ ،‬إدارية‬ ‫ومالية وتربوية ودينية‪ ،‬لكل فرع فيها‬ ‫استقالليته املالية واإلدارية وفق خط‬ ‫وهدف واحد‪ ،‬ومرجعها اإلدارة العامة‬ ‫التي تدير املؤسسة ككل‪ ،‬وذلك وفق‬ ‫نظام شامل ومتكامل يرعى عملية‬ ‫التطوير من كافة جوانبها‪.‬‬ ‫وقد أنتجت املؤسسة خالل‬ ‫العقود الثالثة األوىل من تأسيسها‬ ‫عم ًال تربوياً متقدماً‪ ،‬ونجاحاً مميزاً يف مدارسها‪،‬‬ ‫فكان من طالبها أوائل يف االمتحانات الرسمية‬ ‫عىل مدى عدة سنوات‪ ،‬وما زالت املؤسسة تقوم‬ ‫بدور تربوي فاعل من خالل انخراطها يف تجمعات‬ ‫أساسية للرتبية والتعليم ومشاركتها الفاعلة‬ ‫يف حركة النهوض الرتبوي يف لبنان‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء عىل هذا الرصح الرتبوي‬ ‫االجتامعي والصحي الكبري‪ ،‬كان لنا وفقة مع‬ ‫رئيس مجلس إدارة مدارس العرفان الشيخ عيل‬ ‫زين الدين يف مدرسة العرفان‪ ،‬يف السمقانية‪،‬‬ ‫الذي لفت اىل أن باكورة مؤسسة العرفان‬ ‫التوحيدية كانت يف السمقانية التي تأسست‬ ‫عام ‪ ،1973‬وهي تستوعب طالباً من حوايل‬ ‫خمسني قرية ومدينة يف منطقة الشوف‪،‬‬ ‫وتوسعت حديثاً لتضم مبنى جديداً لثانوية‬ ‫ّ‬ ‫العرفان يف السمقانية ‪ ،1993‬ثم مدرسة‬ ‫العرفان يف رويسات صوفر‪ ،1978‬وتغطي عدة‬ ‫قرى يف مناطق عاليه والجرد واملنت‪ ،‬ثم مدرسة‬ ‫العرفان يف ضهر األحمر‪ -‬راشيا ‪ 1979‬حيث تضم‬ ‫طالباً من حوايل عرشين قرية يف تلك املنطقة‬ ‫البقاعية‪ ،‬وكذلك مدرسة العرفان – حاصبيا‬ ‫‪ ،1987‬وقد ُأ ِّسست بناء عىل حاجة ملحة أثناء‬ ‫احتالل الجنوب وتضم طالباً من عدة قرى يف قضاء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حاصبيا‪ ،‬عاىن أبناؤها من قساوة العيش يف ظل‬ ‫الظروف الصعبة املحيطة بهم‪ ،‬وأخرياً‪ ،‬مدرسة‬ ‫العرفان ‪ -‬البساتني ‪ 1988‬التي تأسست بعد‬ ‫انتهاء الحرب األهلية يف الجبل وتستوعب طالب‬ ‫قرى منطقة الغرب والشحار يف قضاء عاليه‪.‬‬ ‫ويف مدارس العرفان يتلقى العلم والرتبية‬ ‫حوايل خمسة آالف طالب وطالبة‪ ،‬ينقص العدد‬ ‫أو يزيد بحسب الظروف االقتصادية وإمكانيات‬ ‫االستيعاب‪ ،‬ويتوزع طالب العرفان عىل املراكز‬ ‫الخمسة املذكورة‪ ،‬والتي تضم تسع مدارس‬ ‫ّ‬ ‫مرخصة من وزارة الرتبية‪ ،‬منها أربع مدارس خاص‪-‬‬ ‫مجاين (باستثناء مدرسة العرفان‪ -‬البساتني)‬ ‫وخمس مدارس خاصة‪.‬‬ ‫والعرفان كلفظ يعني مذهب التوحيد الذي‬ ‫يعود اىل املسلك العرفاين للتصوف وأهل‬ ‫التصوف‪ ،‬الذين اعتُربوا يف الفرتة املاضية من‬ ‫أهل التوحيد‪ ،‬والعرفان لها معانٍ عدة وهي كلمة‬ ‫محببة دينياً وتوحيدياً‪.‬‬ ‫وأضاف زين الدين‪ :‬تأسست العرفان سنة‬ ‫‪ ،1971‬برعاية هيئة من رجال الدين املوحدين‬ ‫الدروز يف منطقة الشوف من جبل لبنان‪ ،‬بتوجيه‬ ‫ومبباركة الهيئة الروحية وعىل رأسها الشيخ‬ ‫أبو محمد جواد ويل الدين والشيخ أبو محمد‬ ‫شفيق عبد الباقي وعدد من املشاريخ األجالء‪،‬‬

‫‪64‬‬

‫وبدعم من رجل الفكر والعرفان‬ ‫ٍ‬ ‫والقيادة كامل جنبالط‪ ،‬حيث‬ ‫تالقت أفكار املؤسسني مع فكره‬ ‫العرفاين ورؤيته اإلنسانية الثاقبة‪.‬‬ ‫وترشف عىل إدارة املؤسسة‬ ‫وتتوىل أمرها هيئتان عامة وإدارية‬ ‫تضعان نصب أعينها واجب خدمة‬ ‫اإلنسان واملجتمع تحقيقاً ألهداف‬ ‫واالجتامعية‬ ‫الرتبوية‬ ‫العرفان‬ ‫والدينية‪.‬‬ ‫وعن الهدف من تأسيسها‬ ‫أ ّكد زين الدين أن القصد من‬ ‫تأسيسها هو املساهمة يف نرش‬ ‫والثقافة وترسيخ قواعد‬ ‫العلم‬ ‫األخالق والفضائل يف املجتمع‪،‬‬ ‫إضاف ًة إىل إمناء املجتمع اللبناين‬ ‫وقراه ومناطقه الواقعة خارج املدن‪،‬‬ ‫حيث كانت تلك املناطق تفتقد‬ ‫ألهم الخدمات اإلنسانية كالتعليم‬ ‫والطبابة‪ ،‬ويف مقدمتها مناطق‬ ‫جبل لبنان والبقاع الغريب وحاصبيا يف جنوب‬ ‫لبنان‪ ،‬فكانت أوىل انطالقاتها كمؤسسة خريية‬ ‫بهدف رعاية األجيال وتربيتها وإقامة نهضة‬ ‫علمية يف املجتمع‪ ،‬وللمساهمة يف وضع أسس‬ ‫ملشاريع خدماتية تعنى باملواطن املحتاج والفقري‬ ‫وتقدم الخدمات التعليمية والطبية واإلغاثة‬ ‫االجتامعية‪ ،‬دون تفرقة أو متييز‪.‬‬ ‫وحول نشاطات املؤسسة أشار زين الدين‬ ‫اىل أن نشاطاتها تر ّكزت بشكل أسايس‪ ،‬ومنذ‬ ‫تأسيسها‪ ،‬يف مجاالت الرتبية والتعليم ثم‬ ‫توسعت لتشمل الرعاية والطبابة‪ ،‬ومن أجل‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬أنشأت املؤسسة عدداً من املدارس يف‬ ‫مناطق الشوف وعاليه واملنت والبقاع الغريب‬ ‫وحاصبيا وغريها‪ ،‬ومركزاً طبياً يف منطقة‬ ‫الشوف يواكب النهضة الصحية ويؤدي قسطاً‬ ‫من الخدمات الطبية املتقدمة‪ ،‬إضافة اىل مركز‬ ‫للرعاية االجتامعية للعناية باأليتام وذوي الحاجات‬ ‫االجتامعية الصعبة‪.‬‬ ‫كام ساهمت املؤسسة وما زالت بربامج‬ ‫الدعم االجتامعي والتنمية يف مناطق تواجدها‪،‬‬ ‫خصوصاً يف الفرتات العصيبة التي م ّرت وميكن‬ ‫أن مترعىل البالد وتستدعي دعم العائالت املحتاجة‬ ‫وتنمية قدرات املجتمع وإمكانياته‪.‬‬

‫وأشار زين الدين اىل عالقة جيدة مع العديد من‬ ‫الهيئات والفعاليات السياسة لنجاح مؤسسات‬ ‫العرفان‪ ،‬ملا لتلك الهيئات والفعاليات من دور‬ ‫وتأثري بالغ يف إنجاح العديد من املؤسات الرتبوية‬ ‫والخريية االجتامعية‪ ،‬وباكورة تلك العالقات املميزة‬ ‫كانت «بحكم الواقع والتاريخ وطبيعة املنطقة»‬ ‫مع املختارة التي بدأت منذ أيام الشهيد كامل‬ ‫جنبالط‪ ،‬الذي كان من أكرث الداعمني للمؤسسة‪،‬‬ ‫واملقتنعني بوجودها وقيامها‪ ،‬كام أكمل النائب‬ ‫وليد جنبالط مسرية والده بدعم املؤسسة‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل جهات داعمة أخرى كالجمهورية اإلسالمية‬ ‫االيرانية التي يعود إليها الفضل يف بناء ثانوية‬ ‫العرفان‪ ،‬والجمهورية العربية السعودية‪ ،‬التي‬ ‫قدمت بعض املساعدات‪ ،‬والشهيد رفيق الحريري‪،‬‬ ‫والعديد من أهل الخري‪ ،‬مؤ ّكداً حرص املؤسسة‬ ‫عىل وحدة الكلمة والعالقة الطيبة مع املجتمع‬ ‫بكافة طوائفه‪ ،‬خاصة مع الذين يتعاطون الشأن‬ ‫العام بغض النظر عن موقعنا منهم‪ ،‬إن كان‬ ‫األمري طالل ارسالن والوزير وئام وهاب وغريهم‪...‬‬ ‫فعالقتنا جيدة مع الجميع‪.‬‬ ‫وتابع زين الدين‪ :‬املؤسسة نجحت يف كل‬ ‫املجاالت‪ ،‬إن من ناحية مؤسسيها أو من ناحية‬ ‫األشخاص الذين نتعاطى معهم يف املجتمع‪،‬‬ ‫ويقدمون كل ما ميكن من خري هذا املجتمع‪،‬‬ ‫ونساعد قدر اإلمكان‪ ،‬وتقدمياتنا الخدماتية يف‬ ‫تزايد مستمر بالرغم من ما نواجهه أحيانا‬ ‫من صعوبات مادية‪ ،‬يف وقت ال تقوم به الدولة‬ ‫بواجباتها‪ ،‬واملواطنون أصبحت مطالبهم كثرية‬ ‫يف ظل هذه الظروف املعيشية واالقتصادية‬ ‫القاسية‪ ،‬إذ نقوم بتقديم منح مدرسية كاملة‬ ‫وطبعاً األولوية للطالب اليتيم أو الذي لديه وضع‬

‫خاص‪ ،‬ونصف منحة للذين يطلبون مساعدات‪،‬‬ ‫دون التمييز بني طالب وآخر‪ ،‬مهام كان انتامؤه‪،‬‬ ‫ويقدّر عدد املنح سنوياً حوايل ‪ 700‬منحة أي ما ال‬ ‫يقل عن ‪ 3‬مليار ل‪.‬ل سنوياً‪ ،‬وهناك احتامل زيادة‬ ‫العدد يف السنوات القادمة‪.‬‬ ‫وأضاف زين الدين‪ :‬مؤسسة العرفان مستمرة‬ ‫بخطها‬ ‫وإميانها‬ ‫املستقيم‪،‬‬ ‫الرصاط‬ ‫عىل‬ ‫التوحيدي االجتامعي الذي انطلقت منه‪ ،‬ضمن‬ ‫اإلمكانيات التي تتوفر لديها‪ ،‬مع الحرص الدائم‬ ‫عىل عالقاتنا بكل املجتمع بشكل عام والرشائح‬ ‫املوجودة يف هذا البلد بشكل خاص‪ ،‬وعىل‬ ‫وحدة العالقة مع سوريا والجوار‪ ،‬التي تربطنا بها‬ ‫عالقة تاريخية كطائفة املوحدين الدروز‪ ،‬واملرحلة‬ ‫السابقة التي مررنا بها‪ ،‬قد زالت وعادت األمور‬ ‫اىل طبيعتها ونتمنى أن تستمر‪.‬‬ ‫ور ّداً عىل سؤال‪ :‬هل من دعم ما للمؤسسة‬ ‫من الوقف الدرزي أو أي مصدر آخر‪ ،‬أشار زين‬ ‫الدين اىل أنه منذ ‪ 3‬سنوات وبناء عىل طلب من‬ ‫تم دفع مبلغاً‬ ‫النائب جنبالط ّ‬ ‫من املال من لجنة الوقف‪،‬‬ ‫وهذه كانت املرة األوىل‬ ‫الدفعة‬ ‫لكن‬ ‫واألخرية‪،‬‬ ‫األوىل يف الحقيقة كانت‬ ‫من الشيخ أبو محمد جواد‬ ‫وقيمتها ‪ 4‬آالف لرية لبنانية‬ ‫تم من خاللها رشاء ‪ 4‬آالف‬ ‫ّ‬ ‫مرت يف السمقانية‪ ،‬وكان‬ ‫يومها املرت بلرية لبنانية‬ ‫واحدة‪...‬‬ ‫فبدأنا ببناء املؤسسة‪،‬‬ ‫وكنا نقوم والشيخ صالح‬ ‫عبد الخالق واملرحوم الشيخ‬ ‫عارف يحي بجولة‪ ،‬مرة يف‬ ‫األسبوع‪ ،‬عىل امليسورين‬ ‫واملمولني يف املناطق نؤمن‬ ‫من خاللها املال لعمل‬

‫‪65‬‬

‫أسبوع يف املؤسسة‪ ،‬وهكذا تم بناء املؤسسة وأتت‬ ‫الظروف فساعدتنا عىل تطويرها وتوسيعها‪،‬‬ ‫وكنا نستغل الظروف املؤاتية لتوسيع املؤسسة‪،‬‬ ‫من خالل العالقات املميزة مع املؤسسات األجنبية‬ ‫الفرنسية منها واألمريكية واليابانية وغريها‪،‬‬ ‫ألن هدفها أقل رضراً من املؤسسات املحلية التي‬ ‫ولالسف ال تقدم مساعدات دون مقابل‪.‬‬ ‫ور ّداً عىل سؤال‪ :‬هل املركز الطبي تابع‬ ‫ملؤسسة العرفان أم هو مستقل إدارياً‪ ،‬وهل هو‬ ‫مجهز الستقبال املرىض وكافة الحاالت؟ أجاب‬ ‫زين الدين‪:‬‬ ‫املركز الطبي تابع ملؤسسة العرفان وكان‬ ‫الشقيق التوأم لها إدارياً‪ ،‬ولكن يف الفرتة األخرية‬ ‫أصبح حم ًال ثقي ًال خاصة أن املؤسسة زادت فروعها‬ ‫وال نستطيع أن نرفض مساعدة أحد من الناس‪،‬‬ ‫ما دفعنا اىل تسليم إدارة املركز اىل الدكتور هالل‬ ‫أبو عايص‪ ،‬مع بقائها تابعة ملؤسسة العرفان‪،‬‬ ‫ولكنها مستقلة مال ًيا‪.‬‬ ‫وتابع زين الدين‪ :‬واملركز مجهز بآالت وأجهزة‬ ‫بحسب اإلمكانيات املادية املوجودة‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫أنه مل يصل اىل مستوى عمليات القلب املفتوح‬ ‫مث ُال‪ ،‬ولكن هذا الينفي وجود أطباء كفؤ فيه‪ ،‬من‬ ‫مختلف املناطق من إقليم الخروب وصيدا وبريوت‬ ‫وغريها من املناطق اللبنانية‪ ،‬وهو متعاقد مع‬ ‫وزارة الصحة‪.‬‬ ‫وفيام يتع ّلق بتواصل املؤسسة مع مدارس‬ ‫أو مؤسسات يف الخارج‪ ،‬أ ّكد زين الدين عىل‬ ‫وجود تواصل مثمر مع كل من املركز الثقايف‬ ‫الفرنيس واالنكليزي من خالل دورات للقطاعني‬ ‫الرتبوي والصحي‪.‬‬ ‫وختم زين الدين حديثه‪ ،‬مؤ ّكداً تأييده‬ ‫وتشجيعه ألي عمل ثقايف رشط أن يكون ضمن‬ ‫القواعد التي تحفظ األمور األساسية التي تهم‬ ‫املؤسسة‪ ،‬وعالقاتها وثوابتها يف الحفاظ عىل‬ ‫حرية الرأي‪.‬‬

‫حوار مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب مرأة‬

‫نساء ينظرن إليها أنها ولدت من التمييز‬ ‫‪2‬‬ ‫الكوتا النسائية مرحلة انتقالية في حقوق المرأة‬ ‫تعد الكوتا النسائية يف االنتخابات املحلية‬ ‫والترشيعية اللبنانية إحدى وسائل االستطاعة‬ ‫والتمكني للمرأة اللبنانية من أن تأخذ دورها‬ ‫الحقيقي يف مشاركة الرجل يف إدارة املجتمع‪،‬‬ ‫واملشاركة باملناصب العامة بالرغم من األدوار‬ ‫االجتامعية والتاريخية التي تجعلها بعيدة عن‬ ‫اإلسهام الفعال الذي يتناسب مع حجمها‬ ‫النوعي واإلنساين والعددي‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء عىل ما تقوله جمعيات‬ ‫ومؤسسات نسائية يف الكوتا النسائية يف‬ ‫املجالس البلدية‪ ،‬وهل تفتح الطرق لالنتخابات‬ ‫النيابية‪ ،‬وهل النسبة كافية‪ ،‬وهل تعطى املرأة‬ ‫حقوقها‪ ،‬وما هي الخطوات التي سيقومون بها‬ ‫لتحسني دور املرأة يف املجالس البلدية‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” تابعت استطالعها حول هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬وجاءت األجوبة عىل الشكل اآليت‪:‬‬

‫مسؤولة مكتب شؤون املرأة‬ ‫املركزي يف حركة أمل‬ ‫شهناز مالح‬

‫إن واقع التمثيل النسايئ عىل مستوى قمة‬ ‫الهرم املؤسسايت الرسمي يبدو ضعيفاً‪ ،‬لذلك‬ ‫من املفيد االلتفات إىل دور املرأة عىل صعيد قاعدة‬ ‫التمثيل يف الحياة العامة‪ ،‬والتي تشكل البلديات‬ ‫إحدى أركانها األساسية‪.‬‬ ‫هذا ما تقوله معظم الجمعيات والشخصيات‬ ‫النسائية يف لبنان‪ ،‬فلقد أعدت اللجنة الوطنية‬ ‫ملتابعة شؤون املرأة اللبنانية‪ ،‬واللجنة األهلية‬ ‫ملتابعة قضايا املرأة يف لبنان‪“ ،‬االسرتاتيجية‬ ‫الوطنية للمرأة اللبنانية”‪ :‬وجاء يف هذه الوثيقة‬ ‫تحت باب األهداف االسرتاتيجية‪ ،‬البند (‪ )5‬الذي نص‬ ‫عىل تحقيق زيادة مطردة يف حجم مشاركة املرأة‬ ‫يف هياكل السلطة وصنع القرار عىل مختلف‬ ‫املستويات ويف مختلف امليادين‪.‬‬ ‫إن مشاركة املرأة يجب أال تكون مؤقتة بل‬ ‫منتظمة‪ ،‬ال متقطعة بل مستدمية‪ ،‬ال مترسعة بل‬ ‫عميقة‪ ،‬تطاول العملية الدميقراطية يف مستوياتها‬ ‫ومجاالتها كافة‪ .‬وهي ليست ضد الرجل إمنا معه‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهي مشاركة ال تطلب من الرجل إخالء مكانه‪ ،‬بل‬ ‫تعرب عن رغبة النساء يف أداء دورهن الكامل يف‬ ‫العملية الدميقراطية‪.‬‬ ‫فاملشاركة تعني يف أول معانيها‪ ،‬متكني املرأة‬ ‫من تحصيل الثقافة السياسية‪ ،‬وجعلها “مواطنة”‬ ‫باملعنى الدميقراطي‪ ،‬وتوفري الظروف املختلفة‬ ‫السيايس‬ ‫ملشاركتها يف مستويات التمثيل‬ ‫كلها‪ .‬وإذا كان الوصول إىل الندوة الربملانية صعباً‬ ‫واستثنائياً للمرأة يف الظروف الحالية‪ ،‬فإن وصولها‬ ‫إىل املجالس البلدية واالختيارية يبدو أقل صعوبة‬ ‫واستثنائية‪.‬‬ ‫وهنا يقع عىل األحزاب دور رئييس يف خلق مناخ‬ ‫مساند ملطالب وحقوق املرأة‪ ،‬مام يدفع إىل الرقي‬ ‫مبستوى وعي الشعب لقبول حقوق املرأة وتدعيمها‪،‬‬ ‫والدفاع عنها وتعزيز مساهمتها السياسية‪ .‬لذا‬ ‫فإن تطوير آليات العمل داخل األحزاب لتوسيع‬ ‫قاعدة حلفاء املرأة الحقيقيني‪ ،‬وصياغة اسرتاتيجيات‬ ‫وخطط عمل مرحلية تبدأ من إطالق حوار واسع‪،‬‬ ‫وبعيد عن املزايدات بني املثقفني من جميع األوساط‪،‬‬ ‫يهدف إىل تعميم املعرفة بأهمية اشرتاك املرأة يف‬ ‫جميع مجاالت العمل‪.‬‬ ‫فاألحزاب تستمد قوتها من القاعدة الجامهريية‬ ‫التي متثلها‪ ،‬ومن استقالليتها التامة عن دور الدولة‪،‬‬ ‫مام يضمن تشكيلها قوة كبرية مساندة ملطالب‬ ‫املرأة‪ ،‬تزيد من منارصيها وتشكيل القوة الدافعة‬ ‫يف سبيل الحصول عىل قرارات تدعم أدوارها‪ ،‬فمن‬ ‫خالل األحزاب تتحد الجهود يف إيصال أصوات‬ ‫النساء دفاعاً عن حقوقهن وحامية ملكتسباتهن‪.‬‬ ‫إن لكافة الهيئات األهلية النسائية دوراً مميزاً يف‬ ‫تحقيق نقلة نوعية يف مجال تطبيع مشاركة املرأة‬ ‫يف الحياة السياسية يف مختلف جوانبها‪ ،‬من خالل‬ ‫فتح حوار جدي‪ ،‬ومثمر‪ ،‬فاعل‪ ،‬مستمر مع غالبية‬ ‫األحزاب اللبنانية‪ ،‬مبختلف عقائدها وتنوعها‪،‬‬ ‫تطالب بإرشاك النساء يف كل حزب‪ ،‬وذلك بالتزامه‬ ‫بحصة طوعية سواء يف املجالس التنفيذية للحزب‬ ‫أو يف اللوائح التي سريشحها يف االنتخابات‬ ‫البلدية والنيابية‪.‬‬ ‫“الكوتا كخطوة مرحلية”‪ ،‬هذا ما تنادى به معظم‬ ‫الجمعيات والشخصيات النسائية لتحفيز مشاركة‬ ‫املرأة يف املجالس البلدية‪ ،‬حيث تفتح أمامها الطريق‬ ‫لالنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫لقد برز هذا املفهوم كتمييز إيجايب للمرأة‪ ،‬وهو‬ ‫مبني عىل أن من حق النسوة أن يستفدن بصورة‬ ‫مؤقتة‪ ،‬وإىل حني إزالة التمييز الذي يلحق بهن يف‬ ‫واقع األمر‪ ،‬من دعائم قانونية للتعويض عن آثار‬ ‫التمييز‪.‬‬ ‫أما املعارضني للكوتا‪ ،‬يرون بأن تخصيص نسبة‬ ‫محددة من املقاعد النيابية للمرأة هو إجحاف‬

‫‪66‬‬

‫بحقها‪ ،‬وتقليل من شأنها‪ ،‬ويتعارض مع املواثيق‬ ‫الدولية التي تنص عىل مبدأ املساواة بني املواطنني‬ ‫يف الحقوق والواجبات‪ ،‬وحق املرأة أن تنجح لصفاتها‬ ‫ومميزاتها ومقدرتها‪ .‬وتخصيص مقاعد لها يعني‬ ‫بقاءها ضمن إطار العطف والشفقة‪ ،‬ألن أي قرار‬ ‫سيايس غري محمي اجتامعياً‪ ،‬وغري نابع من حاجات‬ ‫املجتمع وإرادته من الصعب الدفاع عنه ‪ ،‬وقد تقع يف‬ ‫املستقبل يف مأزق عند إلغائها‪.‬‬ ‫الكوتا تفتح املجال ملشاركة النساء يف الحركة‬ ‫النسائية‪ ،‬ومختلف الرشائح االجتامعية‪ ،‬وقد‬ ‫تشجع األحزاب والعائالت عىل ترشيح نساء‪ ،‬مام‬ ‫يخلق حواراً وتفاع ًال اجتامعياً واختيار األنسب من‬ ‫بينهن‪.‬‬ ‫وصحيح أن اعتامد نظام الكوتا قد ال يوصل‬ ‫جميع املرشحات املؤهالت والجديرات‪ ،‬لكن الكوتا‬ ‫تتيح إخرتاق حرص التمثيل بالنخبة‪ ،‬والقريبات من‬ ‫مراكز النفوذ‪ ،‬أو من يرىض عليهن من هم يف موقع‬ ‫القرار‪ ،‬ويتاح للشعب أن يراقب أدا ًء متنوعاً للنساء‪،‬‬ ‫ما ينضج التجربة الدميقراطية يف اختيار نساء‬ ‫أفضل مستقب ًال‪.‬‬ ‫والتمثيل الحقيقي والدميقراطي للمرأة ال يكون‬ ‫صحيحاً بتمثيل النخبة فقط‪ ،‬بل بفتح مجال‬ ‫التنافس بني جميع الرشائح النسائية يف مختلف‬ ‫املناطق والفئات واألحزاب وحتى العشائر‪.‬‬ ‫ولكن كيف ميكن أن تطبق قاعدة الكوتا يف نظام‬ ‫يعتمد عىل الطائفية واملذهبية؟‬ ‫إن النظام الطائفي يكرس الذكورية السائدة‬ ‫أص ًال يف البنية اإلجتامعية‪ ،‬لكنه مينع تخطيها إذا‬ ‫جرى ذلك يف أمناط السلوك االجتامعي ويف ال ُبنيات‬ ‫الذهنية‪ ،‬ويف أي حال ال ميكن انتقاد الطائفية يف‬ ‫وجه من وجوهها‪ ،‬أي الطائفية السياسية أو توزيع‬ ‫املناصب السياسية حصصاً عىل أساس االنتامء‬ ‫الطائفي‪ ،‬وتجاهل وجه آخر للطائفية رمبا كان أكرث‬ ‫تأثرياً يف إعادة إنتاج الذكورية السائد يف املجتمع‪،‬‬ ‫وهو األحوال الشخصية املتفاوتة بالنسبة للنساء‬ ‫اللبنانيات بحسب انتامئهن املذهبي‪.‬‬ ‫ويف كل الحاالت فإن القوانني الوضعية الخاصة‬ ‫باألحوال الشخصية مجحفة بحق املرأة وهي أكرث‬ ‫من أي يشء تساهم يف إعادة إنتاج ال ُبنيات الذهنية‬ ‫واإلقتصادية اإلجتامعية املتميزة‪.‬‬ ‫ولكن السؤال كيف ميكن أن تطبق قاعدة الكوتا‬ ‫يف نظام يتسم باملحسوبية الكاملة ويعتمد عىل‬ ‫الطائفية واملذهبية؟ فهل ميكن اختيار النساء من‬ ‫قبل أهل النظام؟ ثم هل تضيف متييزاً آخر نساء‪/‬‬ ‫رجال إىل أشكال التمييز العديدة التي يشملها‬ ‫النظام الطائفي اللبناين‪ ،‬والذي ما برحت النساء‬ ‫تعدد سلبياته؟ أم أننا نلغي النظام الذي ميي ّـز‬ ‫طائفياً ونستبدله بنظام مي ّيز جندرياً؟‬

‫الكوتا حق الحصة‪ ،‬شعار مل يعد جديداً‪ ،‬لكن‬ ‫تطبيقه ما زال يحتاج إىل جهد متواصل‪ ،‬فالحديث‬ ‫عن املشاركة السياسية للمرأة ال يستقيم من دون‬ ‫تناول الرتكيبة السياسية يف لبنان وأدوات العمل‬ ‫السيايس‪.‬‬ ‫وإذا توقفنا عند النصوص الدستورية‪ ،‬ال نجد نصاً‬ ‫مينع املرأة عن العمل السيايس بل عىل العكس‬ ‫يبقى االنطباع‪ ،‬عىل الرغم من بعض الثغرات‪ ،‬إن‬ ‫التطور يسري يف خط مستقيم نحو املشاركة‬ ‫السياسية الكاملة للمرأة‪ ،‬بينام إذا تناولنا‬ ‫الرتكيبة السياسية وأدوات العمل السيايس يف‬ ‫لبنان‪ ،‬ويف معظم البلدان العربية‪ ،‬يظهر أمامنا‬ ‫بوضوع التناقض بني النص واآلليات التي تحول دون‬ ‫مشاركة فعلية للمرأة فـي الحيـاة السياسـية‪.‬‬ ‫إن عملية تفعيل دور املرأة السيايس تتطلب‬ ‫مفهوماً جديداً يتجاوز االمتهان السيايس‪ ،‬وقناعات‬ ‫لدى املجتمع الذكوري واألنثوي عىل حد سواء‪ ،‬بأن‬ ‫السياسة ليست حكراً عىل فئة دون األخرى‪ ،‬وإمنا‬ ‫هي مسؤولية وطنية تطال ميادين الحياة كافة‪ ،‬وإن‬ ‫استبعـاد أي فئة عن العمل السيايس هو إنتقاص‬ ‫من الدميقراطية‪.‬‬ ‫والكوتا هي مفهوم متصل مبا تقدم‪ ،‬من أجل أن‬ ‫يقتنع املجتمع اللبناين والعريب عامة بأن “ الكوتا”‬ ‫آلية مؤقتة ومرحلية‪ ،‬فإذا استحرضنا كل التوصيات‬ ‫والقرارات واإلجراءات الوطنية واإلقليمية والعاملية‬ ‫التي تؤكد عىل أن وصول املرأة إىل مراكز صنع القرار‬ ‫بنسبة مقبولة دون ترشيع خاص فهو أمرغري وارد‪.‬‬ ‫إن اعتامد هذه اآللية من شأنها أن تسهم بإزالة‬ ‫املعوقات أمام املرأة‪ ،‬وتفسح يف املجال لتكوين بلديات‬ ‫تعطي فيها املرأة ما عندها من مخزون اجتامعي‪،‬‬ ‫اقتصادي‪ ،‬ثقايف‪ ،‬سيايس‪ ،‬تراكم لديها عىل مدى‬ ‫سنني طويلة من النضال اليومي يف مجال الشأن‬ ‫العام‪.‬‬ ‫والطائفية السياسية تساهم مع الزعامات‬ ‫املناطقية‪ ،‬وابتعاد الكثريات عن الواقع السيايس‪،‬‬ ‫وغياب الكوتا النسائية يف مجلس النواب تبقى‬ ‫حائ ًال دون وصول املرأة إىل مراكز القرار‪ ،‬وعىل هذا‬ ‫فالتغيري يبدأ من فوق وليس من تحت‪.‬‬ ‫وليس صحيحاً أن املرأة يف لبنان تو ّلت مناصب‬ ‫سياسية‪ ،‬لقد ورثت مناصب سياسية كام سبق‬ ‫للور مغيزل أن قالت‪ “ :‬بأثواب الحداد ‪،‬فهي إما ورثـت‬ ‫أبـاً أو زوجـاً‪ ،‬وإمـا أنهـا جـاءت فـي ظـل شقيـق‪.‬‬ ‫وحتى اآلن مل تصل املرأة إىل موقع القرار‬ ‫السيايس يف لبنان‪ ،‬وللمفارقة أيضاً بنسبة‬ ‫متدنية جداً حتى عن البلدان العربية كالعراق‬ ‫والجزائر وتونس واليمن‪.‬‬ ‫لذا ال بد من اتخاذ اإلجراءات التي تكفل وضع‬ ‫الترشيعات املتعلقة باملرأة موضع التنفيذ‪،‬‬ ‫والتعديل‪ ،‬وتحديث الترشيعات التي ال تنصف املرأة‪،‬‬ ‫وتضمينها ما جاء يف املواثيق الدولية‪ .‬والعمل دامئاً‬ ‫عىل التنسيق والتعاون بني الجمعيات النسائية‪،‬‬ ‫لتطوير وتحديث القوانني املتعلقة بوضع املرأة‪ ،‬وال‬ ‫سـيام قانون األحوال الشخصية‪...‬‬ ‫وقيادة حركة أمل تدعم مشاركة املرأة وتدعم‬ ‫الكوتا بنسبة ‪ %30‬إىل ‪ % 50‬وهذا ما قاله وطالب به‬

‫دولة الرئيس نبيه بري‪ ،‬وال بد من اإلشارة أن الحركة‬ ‫تدعم كل سيدة صاحبة كفاءة وليست املنتسبة‬ ‫إىل صفوف الحركة فقط‪.‬‬ ‫ونحن كمكتب شؤون املرأة نقوم بتنظيم‬ ‫لقاءات مع السيدات والفتيات عىل مستوى القرى‬ ‫واملناطق لدعم مشاركة املرأة يف الحكم املحيل‬ ‫وتعريف املرشحة عىل قانون االنتخابات وإجراءات‬ ‫الرتشح وصالحيات املجالس البلدية وسرنى قريباً‬ ‫كيف ستلعب املرأة دوراً فعاالً يف العمل البلدي‬ ‫والتنموي‪.‬‬

‫رئيسة جمعية‬ ‫االتحاد النسايئ التقدمي‬ ‫وفـاء عابـد‬

‫نظام الكوتا وما سمي بالكوتا الجندرية يف‬ ‫مرشوع قانون البلديات هو وضع حد أدىن من نسبة‬ ‫متثيل كل من الجنسني‪ ،‬مبعنى أنه ال يجوز أن ينقص‬ ‫عدد األعضاء من الجنسني عن نسبة معينة‪ ،‬مبعنى‬ ‫آخر أن هذه النسبة أعطيت للمرأة كحد أدىن‪.‬‬ ‫فمبدأ الكوتا هو مخالفة للدستور اللبناين‬ ‫الذي أعطى املساواة للشعب اللبناين‪ ،‬والعديد‬ ‫من الدول التي استعملت الكوتا اعتربتها وسيلة‬ ‫إلفساح املجال أمام مشاركة أوسع للمرأة‪ ،‬غري أنها‬ ‫اضطرت‪ ،‬من أجل تطبيقها يف االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫اىل تعديل الدستور‪ ،‬ألن مبدأ الكوتا أظهر مخالفة‬ ‫لدساتري الدول التي تسودها الدميقراطية‪ ،‬والتي‬ ‫تعزز املساواة بني الجنسني‪.‬‬ ‫من هنا نرى أن هذا االقرتاح قد يساعد قليال يف‬ ‫تشجيع النساء عىل اتخاذ خطوة نحو الرتشح‪،‬‬ ‫ولكن من باب تبني مقررات بكني‪ ،‬وبصورة مؤقتة‪،‬‬ ‫ولكن لن يكون هو التقدم املطلوب ملشاركة املرأة‬ ‫يف مواقع صنع القرار‪ ،‬خاصة وأنه يف حال اعتمدنا‬ ‫هذا املبدأ فإنه يجب أن يكون التمثيل عىل األقل‬ ‫بنسبة ‪ %33‬عىل اللوائح ويف املقاعد‪.‬‬ ‫واذا رأينا أعىل نسب متثيل النساء يف العامل‬ ‫نجد أنها يف دول ال تعتمد الكوتا إمنا كانت فيها‬ ‫النساء يف مواقع قرار يف األحزاب والنقابات وكافة‬ ‫املستويات اإلدارية العالية‪.‬‬ ‫أما فيام خص االنتخابات النيابية فال بد من‬ ‫تسليط الضوء عىل املعوقات‪:‬‬

‫‪67‬‬

‫يف تكوين املجتمع‪:‬‬ ‫النظرة التقليدية لألدوار االجتامعية التي أعطيت‬ ‫للمرأة والرجل جعلت املجتمعات ذات طابع ذكوري‪.‬‬ ‫والنظرة االجتامعية أعطت املرأة دامئاً حقوق أقل‬ ‫من الرجل‪،‬‬ ‫ونظرة املجتمع اىل السياسة كأنه فقط ميدان‬ ‫للرجل‪.‬‬ ‫كل هذا أدى اىل عدم املساواة‪ ،‬إضافة اىل أن هذه‬ ‫النظرة يف السياسة منعت املواطنني من التصويت‬ ‫للنساء‪.‬‬ ‫نقص مشاركة املرأة يف األحزاب يف مراكز القرار‬ ‫لسببني‪ ،‬عدم رغبتها اىل املبادرة من ناحية‪ ،‬وعدم‬ ‫تشجيعها من قبلهم من ناحية أخرى‪ .‬مام يحول‬ ‫دون إقدامها عىل خوض املعركة االنتخابية‪ ،‬ورمبا‬ ‫أيضاً العتبارها أن األولوية هي للعمل املنزيل وتربية‬ ‫األوالد‪.‬‬ ‫فقدان التدريب ومتويل الحمالت االنتخابية‬ ‫كل النسبة ليست كافية عىل اإلطالق ألن‬ ‫مشاركة املراة يف العمل البلدي يجب أن تكون‬ ‫أعىل بكثري‪ ،‬فهو مهم جدا‪:‬‬ ‫ألنه عمل ميداين‪ ،‬والعمل البلدي هو األقرب اىل‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫قد تصل املراة اىل الربملان ولكنها أوال يجب أن‬ ‫تأخذ مكانتها يف املجلس البلدي واللجان اإلدارية‬ ‫واالقتصادية والتنموية‪.‬‬ ‫املامرسة االجتامعية هي أقوى من أي نظرية‪،‬‬ ‫تغيرّ تدريجياً النظرة اىل قبول وجودها واالعرتاف‬ ‫بدورها‪.‬‬ ‫إرشاك املراة يف كل مجاالت املجتمع‪ ،‬يدعم هذا‪،‬‬ ‫األداء الجيد للمراة عندما وصلت اىل مواقع القرار‪،‬‬ ‫ومن هنا أهمية وجودها يف البلديات والوزارت‪،‬‬ ‫ويف مؤسسات املجتمع املدين واألهيل‪ ،‬أي عىل‬ ‫صلة باملواطنني‪ ،‬وهذا أيضاً كفيل بتغيري الصورة‬ ‫االجتامعية‪.‬‬ ‫قمنا باتخاذ بعض الخطوات عىل املدى القريب‪:‬‬ ‫أطلقنا حملة تشجيع النساء عىل الرتشح‬ ‫والتنسيق مع عائالتهم من أجل ترشيحهم‪،‬‬ ‫ونشجعهن أن يشاركوا فيها بكثافة وهدوء‬ ‫ودميقراطية‪.‬‬ ‫أطلقنا حمالت التوعية للسيدات بأن ال يكتفوا‬ ‫بإعداد لوائح الشطب وتحضري البطاقات االنتخابية‪،‬‬ ‫والعمل يف اللجان االنتخابية يف جميع القرى‪،‬‬ ‫والقيام بدور املندوبات الثابتات واملتجوالت يف أقالم‬ ‫االقرتاع وفرز األصوات‪ ،‬بل ان يرتشحوا‪.‬‬ ‫بارشنا بإعداد واملشاركة بربامج تدريبية‬ ‫متخصصة حول البلديات وقانون البلديات للوايت‬ ‫لديهن فكرة الرتشح‪ ،‬وأيضاً ندوات وبرامج تبادل مع‬ ‫نساء يف البلديات خضن التجربة وكانت ناجحة‪.‬‬ ‫املساهمة قدر اإلمكان يف تذليل العقبات التي‬ ‫تعرتض النساء‪.‬‬ ‫تشجيع األحزاب عىل أن يدرجوا يف لوائحهم‬ ‫النساء‪ ،‬ويعتمدوا أنظمة تسمح للمرأة باملشاركة‪،‬‬ ‫بأية وسيلة او معادلة ت ّوسع قاعدة املشاركة‬ ‫والتمثيل‪ ،‬فإن دخول املرأة اىل األحزاب يساعد يف‬ ‫وصولها اىل مراكز القرار‪ ،‬وإن ال يقترص دورها عىل‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫ذكرى‬

‫منرب مرأة‬ ‫العمل ضمن الشؤون النسائية فقط بل أن تتواجد ال بد للمرأة أن تحظى بدعم زعيم يفرض إيصالها فبدون املرأة يخرس املجتمع عوامل قوته وحيويته‬ ‫إىل املواقع القيادية وعليها بعدها أن تعمل لتثبت لكل عمل فيه إنتاج وإبداع ‪.‬‬ ‫يف كافة املواقع اإلدارية يف األحزاب‪.‬‬ ‫كفاءاتها وتستحق ثقة مجتمعها‪.‬‬ ‫من هنا ال بد من اإلشارة اىل املجتمعات املتقدمة‬ ‫أما عىل املدى البعيد‪:‬‬ ‫ورغم حصول املرأة اللبنانية عىل حقوقها التي وعت هذا الدور للمرأة وأعطتها حقوقها‬ ‫فال بد من إيجاد وسيلة تفعيل دور املرأة عىل‬ ‫املستوى الوطني‪ ،‬وأن يكون هناك خطة وطنية السياسية منذ عام ‪ 1952‬إال أن عدد النساء يف املجالس وأنجزت مساواتها مع الرجل مساهمة يف بناء‬ ‫النيابية مل يتعد ‪ %3‬والسبب يعود إىل ما ذكرنا سابقا الحضارة اإلنسانية عىل مر العصور‪ .‬فتلك الحضارة‬ ‫ملشاركة املرأة‪.‬‬ ‫طبعا ليس املطلوب تغيري دورها األسايس يف ً وإىل النظام الطائفي ونظام متثيل العائالت الذي ليست صناعة جنس برشي واحد وإمنا هي نتاج‬ ‫جهد إنساين مشرتك ‪.‬‬ ‫املنزل‪ ،‬إمنا عدم حرص عملها يف هذا الدور‪،‬‬ ‫يعتمد بالدرجة األوىل عىل متثيل الرجال‪.‬‬ ‫من هنا نصت املواثيق الدولية التي تسرتشد‬ ‫وعي املرأة لدورها السيايس هو أساس يف عملية‬ ‫وقد فازت أربع نساء حتى اآلن يف الجوالت االنتخابية‬ ‫املشاركة‪ ،‬وهنا عليها أان تأخذ املبادرة بنفسها يف إطار توريث املقاعد بعد وفاة زوج أو أب أو شقيق بها دساتري الدول ‪ ‬خاصة اإلعالن العاملي لحقوق‬ ‫اإلنسان عىل ‪« ‬أن جميع الناس متساوون بالحقوق‬ ‫وأن تنتسب اىل األحزاب واىل الجمعيات األهلية‪ ،‬وهذا دامئا ً خيار ثانٍ أو ثالث يف السياسة‪.‬‬ ‫املطلوب من الهيئات النسائية أن تشن حملة والواجبات فأي متييز بسبب اللون أو الجنس أو‬ ‫وأن تسعى اىل التأسيس لربنامج سيايس وطني‬ ‫يكون له تأثريه يف الحياة السياسية ويف املجتمع‪ ،‬ضغط فعلية يف املرحلة املقبلة لتغري نوعية العرق أو الدين الخ‪»...‬‬ ‫وحيث أن العدالة اإلنسانية تقوم عىل مبدأ‬ ‫وأن تعتمد التدريب وتخضع اىل الدورات املتخصصة التمثيل النسايئ الربملاين وكام تقول الباحثة‬ ‫فهمية رشف الدين التي تعترب‪ ”:‬أن الكوتا مفهوم املساواة بني الرجل واملرأة كام أقرتها االتفاقيات‬ ‫بتشجيع املرأة عىل خوض املعركة االنتخابية‪.‬‬ ‫وأن ال تكون شعارات املرشحات وبرامجهن مرتكزة فوقي ألنه ال يأيت بشكل تدريجي إمنا يفرض فرضا ً والرشائع الدولية‪ ،‬إذا فإن النضال الرشعي للمرأة‬ ‫فقط عىل األبعاد االجتامعية والخدماتية‪ ،‬إمنا تركز لكن الكوتا مهمة إلحداث نوع من القبول لدى الرأي لن يتوقف حتى تعزيز دور املرأة يف جميع املجاالت‬ ‫الثقافية والسياسية واالجتامعية‬ ‫عىل القضايا السياسية والحقوقية‪،‬‬ ‫العام لفكرة وجود املرأة يف السياسة”‪.‬‬ ‫فاملرأة يف لبنان قدمت التضحيات الجسام‬ ‫أن يكون هناك منظامت نسائية وشبكات تعمل‬ ‫وهنا ال بد من الرتكيز عىل النساء قبل الرجال‬ ‫عىل قضايا املرأة بشكل أقوى‪ ،‬املطلوب هو أكرث من لدعم ترشيح زميالتهن لكل املناصب الحساسة وتطوعت يف جميع التحركات املطلبية اىل جانب‬ ‫وخصوصا ً البلدية والنيابية إذ أن نسبتهن ‪ % 51‬من الرجل لتحقيق مطالب اجتامعية عامة ‪ ‬وصوالً‬ ‫مقعد نيايب أو حقيبة وزارية أو كوتا نسائية‪.‬‬ ‫املجتمع اللبناين وبدعمهن يستطعن إحداث الفرق اىل التضامن مع أحرار العامل حيث قامت باألدوار‬ ‫وإيصال صوتهن الفاعل‪ ،‬وقد برزت املرأة اللبنانية الريادية يف تحقيق الكثري من الحقوق املطلبية فكان‬ ‫رئيسة جمعية سيدات البقاع‬ ‫بنجاح بكل امليادين الثقافية والعملية واالقتصادية لها املكانة املميزة واملتميزة للوصول اىل األهداف‬ ‫وهي حتام ًقادرة “يف معظم الحاالت” عىل متثيل املنشودة وكان للهيئات النسائية يف صفوف‬ ‫الغريب وراشيا‬ ‫القوى الوطنية والقومية والتقدمية واإلسالمية‬ ‫بلدتها ووطنها بأحىل صورة‪.‬‬ ‫السيدة وفاء الداوود‬ ‫وتبقى الكوتا النسائية يف املرحلة الحالية مت ّيزاً الدور البارز يف السنوات الخمس املاضية وعملت يف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إيجابيا مؤقتا ولو أن املطلوب تطبيق القانون حسب جميع املجاالت التي تصب يف املصلحة الوطنية‪ .‬‬ ‫الدستور اللبناين باملساواة الكاملة وقد سبقتنا‬ ‫لكل هذه األسباب يجب علينا رجاالً ونساء تعزيز‬ ‫الكثري من الدول العربية لذلك رغم تطور لبنان دور املرأة مبا يتناسب مع مكانتها يف املجتمع‪ ‬من‬ ‫الحضاري والثقايف ‪.‬‬ ‫هنا ‪ ‬نطلب من جميع القوى السياسية والنقابية‬ ‫والحزبية العمل عىل صيانة دور املرأة يف كافة املجاالت‬ ‫واعتامد آلية تسمح للمرأة باملشاركة يف صناعة‬ ‫مسؤولة الهيئة النسائية يف حزب‬ ‫القرارات الوطنية يف املجال البلدي والنيايب‪ ،‬دون االعتامد‬ ‫عىل كوتا محدودة تنتقص من حق املرأة وال تحقق عدالة‬ ‫االتحاد‬ ‫اجتامعية‪ ،‬فحيث تربز املرأة يجب إعطاءها الدور الذي‬ ‫عناية املغريب‬ ‫تستحقه من أن تتوىل املرأة أي موقع أو منصب رسمي‬ ‫مبا فيها رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس الوزراء أو‬ ‫رئاسة املجلس النيايب والبلدي‪.‬‬ ‫تشكل الكوتا النسائية مرحلة أوىل لتمكني املرأة‬ ‫فالكوتا مهام كانت نسبتها‪ ‬بوجهة نظري‪،‬‬ ‫من تقديم تجربة مختلفة تثبت من خاللها قدراتها‬ ‫فيها مساً مببدأ املساواة التي نطالب بها كجمعيات‬ ‫الحقيقية‪ .‬ونعرف من خالل الواقع السيايس عىل‬ ‫نسائية‪ ،‬ألن الترشيع يف لبنان ما زال يحط من قدر‬ ‫األرض أن القوى الفاعلة تختار ممثليها إىل املناصب‬ ‫املرأة ومينع مساواتها مع الرجل فالكوتا املحدودة‬ ‫ونحن نعرف هذه القوى وكيف تختار‪ ،‬لذلك ال ميكننا‬ ‫التسمح بتغيري تلك الترشيعات وستبقى املرأة‬ ‫التفاؤل كثريا ً بأنها ستختار النساء إختيارها للرجال‪:‬‬ ‫أسرية املجتمع الذكوري‪.‬‬ ‫ممثلون يلتزمون قرار قيادتهم من دون موقف مغاير ال‬ ‫إن مقياس تقدم أي مجتمع هو مبدى قدرته عل‬ ‫يستطيعون إحداث تغيري يف التعبري عن الرتكيبة‬ ‫تحقيق املساواة وليس تقديم نسب مشاركة غري عادلة‪.‬‬ ‫القامئة وال يف الحراك املجتمعي والسيايس ‪.‬‬ ‫وإن الوفاء والتقدير لدور املرأة الريادي هو بإفساح‬ ‫نساء‬ ‫بل‬ ‫املشهد‬ ‫نحن ال نريد نساء ً يزّين‬ ‫ً‬ ‫املجال أمامها للمشاركة يف صنع القرارات الوطنية‬ ‫املواقع‬ ‫يف‬ ‫حضورهن‬ ‫مقتنعات وقادرات عىل إثبات‬ ‫النسيج‬ ‫من‬ ‫هام‬ ‫جزء‬ ‫هي‬ ‫املرأة‬ ‫‪ ‬أن‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫أسوة بالدولة املتقدمة التي سبقتنا مبا فيها دول‬ ‫أي‬ ‫وجودهن‬ ‫بأهمية‬ ‫التي يرتشحن لها ويشعرن‬ ‫البرشي‬ ‫مجتمعنا‬ ‫منه‬ ‫يتكون‬ ‫الذي‬ ‫االجتامعي‬ ‫العامل الثالث‪ ،‬وسنظل نناضل للحصول عىل‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫لذلك‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫سيعملن‬ ‫إحداث متايز يف املكان الذي‬ ‫الحياة‬ ‫‪ ‬ألن‬ ‫وتشرتى‬ ‫تباع‬ ‫سلعة‬ ‫ليست‬ ‫فاملرأة‬ ‫ً‬ ‫مطالبنا املحقة والعادلة تحقيقا للمشاركة يف بناء‬ ‫من كوتا نسائية تقرتن بالنسبية عىل أن ال ُيعتمد البرشية التكتمل ‪ ‬معانيها إ ّال بوجود املرأة ليس دولة القانون واملؤسسات والنهوض مبسرية الوطن‪.‬‬ ‫هذا املبدأ بشكل مستمر ألنه مخالف للدستور ألنها نصف املجتمع بل ألنها العامل الذي يعطي‬ ‫اللبناين الذي يؤكد املساواة بني الجنسني‪ ،‬ولكن للحياة بعدها اإلنساين املتكامل مع دور الرجل‪،‬‬ ‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪68‬‬

‫سوريا تحتفل بجالء االستعمار الفرنسي‬ ‫وتستعد للتهديدات اإلسرائيلية‬ ‫إذا كان نيسان بدر الشهور فالسابع عرش‬ ‫منه هو غرة األيام التي توجت نضاالت شعبنا‬ ‫يف سوريا بالنرص واالستقالل بعد مسرية‬ ‫كفاح ّ‬ ‫سطرها رجاالت الوطن بالدم والنار‪ ،‬فكان‬ ‫االستقالل وكانت الحرية‪ .‬وعيد الجالء لهذا العام‬ ‫يأيت يف ظل تح ُّوالت نهضوية شاملة‪ ،‬طالت جميع‬ ‫نواحي الحياة االقتصادية واالجتامعية والثقافية‬ ‫والعلمية والسياسية‪ ،‬حيث اكتسبت السياسة‬ ‫السورية أهميتها من نهجها الوطني والقومي‪،‬‬ ‫وتح ُّولها إىل ورشة عمل مستم َّرة ومتواصلة‪،‬‬ ‫إضافة إىل اسرتاتيجيتها السياسية القامئة‬ ‫عىل البعد القومي يف مواجهة التحدّيات‬ ‫ِّ‬ ‫كل‬ ‫الكبرية التي تستهدف األمة العربية يف‬ ‫يشء‪ ،‬انطالقاً من َّأن املنجزات العربية القطرية‬ ‫مهام كانت ال تغني عن الفوائد الكبرية للتعاون‬ ‫العريب يف جميع املجاالت‪ .‬كام أكسبت الرؤية‬ ‫املنفتحة لسورية‪ ،‬القدرة عىل مواكبة التطورات‬ ‫وإقامة عالقات وثيقة مع دول العامل‪ ،‬أمثرت‬ ‫مواقف دولية عريضة داعمة للحقوق العربية‪،‬‬ ‫وم َّكنت سورية من امتالك دورها الجيوسيايس‬ ‫املتناسب مع أهمية موقعها االسرتاتيجي‬ ‫عربياً وإقليمياً حيث أثبتت السنوات املاضية من‬ ‫التوجه‪ ،‬حيث مت َّيزت‬ ‫عمر االستقالل صحة هذا‬ ‫ُّ‬ ‫سياسة سورية بالفاعلية عربياً وإقليمياً ودولياً‪،‬‬ ‫والتمسك‬ ‫وا َّتصفت بثبات املوقف وصوابية الرؤية‬ ‫ُّ‬ ‫بالحقوق العربية والدفاع عن حقوق الشعوب‪ ،‬ما‬ ‫أكسبها دوراً محورياً ومه ًام يف جميع القضايا‬ ‫املرتبطة مبصري املنطقة ومحيطها اإلقليمي‪ ،‬من‬ ‫خالل حرصها رغم ِّ‬ ‫كل الضغوط واإلغراءات‪ ،‬عىل‬ ‫التش ُّبث مبواقفها وتسمية األمور مبسمياتها‪،‬‬ ‫متبنِّية مبدأ التضامن العريب وحشد الطاقات‬ ‫بجميع أشكالها ويف جميع األوقات‪ ،‬للحفاظ‬ ‫عىل الحقوق العربية‪ ،‬وتحرير األرايض العربية‬ ‫املحتلة‪ ،‬ويف مقدّمتها الجوالن السوري‪ .‬حيث‬ ‫ومتسك سورية مبواقفها القومية‬ ‫يؤ ِّكد ثبات‬ ‫ُّ‬ ‫وتحصينها للحقوق العربية‪ ،‬استمرار النهج‬ ‫السوري الثابت واملبديئ‪ ،‬استناداً إىل أهمية‬ ‫املقاومة ودورها يف الدفاع عن الحقوق العربية‪،‬‬ ‫من دون إغفال أهمية التعامل السيايس مع‬ ‫الظروف واملستجدات بحكمة وبعد نظر‪ ،‬وذلك‬ ‫يف إطار ثوابت اسرتجاع الحقوق العربية والحفاظ‬ ‫عىل الهوية والرتاث‪.‬‬ ‫وإذ تعود الذكرى يف هذا العام يف ظل تهديدات‬

‫االحتفال املركزي يف حلب‬

‫االحتفال املركزي يف حلب‬

‫‪69‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫ذكرى‬

‫االحتفال املركزي يف حلب‬

‫إرسائيلية متواترة لسوريا‪ ،‬يأيت الرد عليها من‬ ‫اإلرصار السوري قيادة وشعبا عىل االحتفال‬ ‫السنوي بذكرى عيد الجالء الذي تنتظره جامهري‬ ‫شعبنا الذي اعتاد الصمود واملواجهة‪ ،‬حيث متتد‬ ‫احتفاالت الشعب السوري بعيد الجالء عىل كامل‬ ‫رقعة تراب الوطن‪ ،‬هذا العيد الذي يأيت هذا العام‬ ‫يف ظل تهديدات إرسائيلية متواصلة لسوريا‬ ‫وقوى املامنعة واملقاومة يف املنطقة‪.‬‬

‫الحضور الرسمي لالحتفال املركزي يف حلب‬ ‫ساحة املجاهد ابراهيم هنانو‬

‫«الق ّريا» تستعيد‬ ‫بيارق الثورة‬

‫ومتتد احتفاالت شعبنا بهذه املناسبة من خالل‬ ‫تدشني املرافق الحيوية واملنشآت االقتصادية التي‬ ‫طالت كل املحافظات حيث تم يف ادلب افتتاح‬ ‫العديد من املشاريع الحيوية كاملجمع الرتبوي‬ ‫يف مدينة كفر تخاريم التي احتضنت احتفاال‬ ‫يف صالة املركز الثقايف تضمن معاين ودالالت‬ ‫الجالء والتضحيات التي قدمت لدحر املستعمر‬ ‫وتحقيق االستقالل‪ .‬‏ كام أقيم معرضا توثيقيا‬ ‫لرجال الثورة‪ ،‬حيث قام أمني فرع الحزب عبد‬ ‫املالك جعفر ومحافظ ادلب خالد األحمد بزيارة‬ ‫منزل املجاهد ابراهيم هنانو يف كفرتخاريم‪ ،‬كام تم‬ ‫تأهيل الساحة املحيطة بتمثال هذا املجاهد الكبري‬ ‫من قبل رشكة جهاد الويس حيث يشرتك العام‬ ‫والخاص يف سوريا يف احتضان وتخليد كل ما له‬ ‫عالقة بالثورة ورجاالتها يف سورية‪.‬‬

‫وإذا كان االحتفال والفرح حق ألبناء شعبنا فإن‬ ‫“القر ّية” هي أم الثورة وأبوها‪ ،‬ومنجبة قائد الثورة‬ ‫السورية الكربى سلطان باشا األطرش‪ ،‬الذي قاد‬ ‫ورفاقه أمثال حسن الخراط و ابراهيم هنانو وأحمد‬ ‫مريود والشيخ صالح العيل‪ ،‬طالئع التحرير الذي‬ ‫بدأ مسريه الشهيد يوسف العظمة يف موقعة‬ ‫ميسلون‪ ،‬عندما استقبل الجيش الفرنيس املحتل‬ ‫بالحديد والنار مع ثلة قليلة من رجال الوطن‪،‬‬ ‫حتى ال يقال أن املحتل دخل سوريا دون مقاومة‪،‬‬ ‫هذه املقاومة التي حررت تراب الوطن بشهدائها‬ ‫تستعيد بيارق الثورة من خالل تدشينن نصب‬ ‫لشهدائها يف ساحة “القر ّية” ليعلم الجيل تلو‬ ‫الجيل أن تراب الوطن إمنا روي بدماء هؤالء الشهداء‬ ‫ليبقى حرا عزيزا‪.‬‬

‫حلب كرنفاالت النرص‬

‫ويف حلب الشهباء يزدهي الجالء بكرنفاالت‬ ‫النرص التي ارتدت هذا العام حلة املهرجان‬ ‫الشعبي الذي غطى كل قرى ومناطق املحافظة‪،‬‬ ‫متوجا مبهرجان مركزي يف ساحة سعد الله‬ ‫الجابري التي شهدت مسرية كرنفالية جسدت‬ ‫قيم الجالء وشخصيات رمزية للمجاهدين والثوار‬ ‫عىل امتداد الوطن شارك فيها كوكبة من‬ ‫الفرسان متثل األبطال يوسف العظمة وابراهيم‬ ‫هنانو والشيخ صالح العيل وسلطان باشا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مسرية أهلنا يف الجوالن املحتل‬

‫النصب التذكاري ألبطال الثورة السورية يف القريا محافظة السويداء‬

‫االطرش ورمضان شالش وسعيد العاص واحمد‬ ‫مريود وحسن الخراط‪ .‬وقد حرض املهرجان األمني‬ ‫القطري املساعد لحزب البعث العريب االشرتايك‬ ‫محمد سعيد بخيتان وثلة من املسؤولني الذين‬ ‫أكدوا يف كلامتهم عىل استعداد سوريا ملواجهة‬ ‫والتهديدات اإلرسائيلية‪ ،‬حيث‬ ‫كل التحديات‬ ‫أكد بخيتان أن الرشق الذي ارادوه رشقا أوسطيا‬ ‫خانعا مستعمرا انقلب اىل نهضة شعبية‬ ‫وحراك جامهريي ومقاومة باسلة يف وجه عدو‬

‫‪70‬‬

‫ال يعرف إال لغة القوة التي حققت من خاللها‬ ‫املقاومة إنجازات باهرة اعرتف بها العدو قبل‬ ‫الصديق‪ ..‬فعدونا ال يستجيب ملتطلبات السالم‬ ‫العادل والشامل وال لقرارات الرشعية الدولية ولن‬ ‫يعيد الحقوق إال إذا أجرب عىل ذلك‪ ،‬وهذا هو جوهر‬ ‫املقاومة التي تنبع من حرية الشعب واستقالل‬ ‫قراره فالقرار الوطني والقومي املستقل يحولنا‬ ‫من مستوردين للمستقبل اىل صناع له كام قال‬ ‫السيد الرئيس بشار األسد‪.‬‬

‫الجوالن مربط الخيل‬ ‫ومعقل الثوار‬ ‫وإذا كانت سوريا ال تقبل االنتقاص من سيادتها‬ ‫فإنها يف كل مناسبة تستعد الستكامل‬ ‫مسرية التحرير واستعادة الجوالن السوري املحتل‬ ‫الذي احتشد أهله عىل جانبي الرشيط يؤكدون‬ ‫عىل مضيهم يف النضال حتى التحرير من‬ ‫خالل سلسلة النشاطات التي نظموها يف‬ ‫الداخل املحتل احتفاال بعيد الجالء الرابع والستني‪،‬‬ ‫والتي اختتمت مبسرية ومهرجان حاشد يف‬

‫االحتفال يف عني التينة‬

‫منطقة “عني التينة” عىل جانبي خط وقف‬ ‫إطالق النار ببلدة مجدل شمس وسط حضور‬ ‫مميز لفلسطينيي الداخل‪ .‬عرب فيه الخطباء‬ ‫من طريف خط وقف إطالق النار عن “ اعتزازهم‬ ‫بالتضحيات والبطوالت التي قدمها الثوار‬ ‫واملجاهدين لتحقيق جالء املستعمر” مؤكدين‬ ‫التطلع إلنجاز االستقالل التام من خالل تحرير‬ ‫الجوالن السوري املحتل واستعادة الحقوق العربية‬

‫‪71‬‬

‫املرشوعة‪ ،‬كام أشاروا إىل خيار املقاومة يف‬ ‫مسريتها لتحقيق النرص القريب‪ ،‬الذي تؤكده‬ ‫عزمية القيادة السورية وحلفائها املامنعني‬ ‫املقاومني يف املنطقة‪.‬‬

‫مكتب دمشق‪-‬‬ ‫عبد السالم األحمد‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫دراسات‬ ‫وكعب “غسانيني”‪ .‬ومن املؤرخني من‬ ‫غسان” املجاور لقرية‬ ‫نسبتهم إىل “نبع ّ‬ ‫يف جبل حوران وقد نزلوا عليه بقيادة‬ ‫الغساين” فاستوطنوا يف‬ ‫بن عمر‬ ‫ّ‬ ‫والبلقاء ثم امتدت سيطرتهم إىل‬ ‫والجوالن وملكوا دمشق فرتة من الزمن‪.‬‬

‫الدروز‬ ‫في شجرة العروبة‬ ‫واإلسالم والتوحيد‬ ‫التقديم‬ ‫عندما يقوم مؤرخ أو باحث عريب أو‬ ‫مسترشق يف البحث عن “أصول العرب‬ ‫املوحدين” (الدروز) إمنا يأخذه البحث يف‬ ‫سياقه التاريخي الحقيقي إىل أصول وأنساب‬ ‫ووقائعهم‬ ‫وهجراتهم‬ ‫ومواطنهم‬ ‫العرب‬ ‫وحروبهم وتحوالت حياتهم ومكانتهم يف‬ ‫هذا الرشق‪ ،‬وإن َب َح َث يف أمجاد العرب قبل‬ ‫اإلسالم ويف اإلسالم فال تَخْ ت ِلف عليه موارد‬ ‫البحث ومناهله وينابيعه عن التّحقق وإظهار‬ ‫الصفحات املرشقة يف تاريخ العرب املوحدين‬ ‫ما قبل اإلسالم ويف اإلسالم واعتناقهم‬ ‫مذهب التوحيد‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬انغمست بعض األقالم بالخطيئة جه ًال‬ ‫أو عن قصد‪ ،‬مأجور ًة كانت أم حاقد ًة فالنتيجة‬ ‫واحدة ترمي إىل متزيق األ ّمة العربية والتشكيك‬ ‫يف صحة أصولها خصوصاً ما القته هذه الفئة‬ ‫العربية املسلمة املوحدة من محن ومحاوالت‬ ‫اقتالعها من جذورها لتنسبها إىل أنساب أخرى‬ ‫إعجاباً أو نرصة بها أو زرعاً للفنت والشقاق بني‬ ‫األخوة العرب‪.‬‬ ‫ومرت العواصف وبقيت الحقيقة وأهلها عىل‬ ‫الجوهر املكنون الذي ُييضء ملن ينظر إليه بعني‬ ‫الحقيقة والضمري السليم‪.‬‬

‫الفرنسيون بل تناسوا أننا ساللة التنوخيني‬ ‫واللخميني املنازرة ملوك اليمن والحرية وأننا‬ ‫اعتنقنا اإلسالم منذ فجره وال نزال ُ‬ ‫نبذل املهج‬ ‫يف سبيله”‪.‬‬ ‫ويف بحث للدكتور “محمد الرشبايص”‬ ‫بعنوان “شكيب أرسالن داعية العروبة‬ ‫واإلسالم” يحدد فيه بعض سامت عروبة بني‬ ‫معروف (الدروز)‪:‬‬ ‫‪ -1‬السحنة العربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ثقافة اللغة العربية‪ ،‬فلغتهم أنضح من‬ ‫لغة البدو وفيها مصطلحات تدل عىل أنهم‬ ‫من عرب اليمن‪.‬‬ ‫التاريخ والتواتر شاهدين بعروبة الدروز‪.‬‬ ‫‪ -3‬آل معروف من الدروز خرجوا من الشيعة‬ ‫السبعية وأكرث الشيعة يف سوريا وعرب‬ ‫َّ‬ ‫اليمن‪.‬‬ ‫‪ -4‬ويقول‪“ ،‬فأبناء معروف ال يخرجون عن‬ ‫الجامعة العربية وال عن الجامعة اإلسالمية ولن‬ ‫يقدر أحد أن ُي ِخ َّل بهذه القاعدة فمن نكث فإمنا‬ ‫نكث عىل نفسه”‪.‬‬ ‫‪ -5‬ويرى “بأن التمسك بالقومية شعار‬ ‫ّ‬ ‫بالشمم واإلباء” (د‪ .‬أحمد‬ ‫حس‬ ‫الفرد الذي ُي ّ‬ ‫الرشبايص “شكيب أرسالن داعية العروبة‬ ‫واإلسالم”) وإذا نظرنا إىل ما أ ّلفه العارفون‬ ‫نستخلص‬ ‫نجد كتباً ومجالت‬ ‫ُ‬ ‫بهذه الحقائق ِ‬ ‫من بعضها ما يفي بالغرض ويحمل البيانات‬

‫وثائق وحقائق‬ ‫هذا كالم أحد املراجع الروحية “سامحة‬ ‫الشيخ أحمد الهجري” يَدْ َح ُض أقوال‬ ‫املشككني بعروبة الدروز وانتامئهم قوله‪:‬‬ ‫“وهل هجر التي انتسب إليها فرنسية أم‬ ‫عربية نجد ّية؟” كان جوابه هذا للباحث “د‪.‬‬ ‫محمد عيل الزعبي” مؤلف كتاب “الدروز‬ ‫ظاهرهم وباطنهم” ومع نفس الباحث‬ ‫يلتقي املجاهد “محمد عز الدين الحلبي”‬ ‫يف بيته يف “السويداء” ويجيب يف‬ ‫نفس املوضوع قائ ًال‪“ :‬آه ما أكذب التاريخ‬ ‫الذي يدون بقلم السياسة‪ ،‬لقد نيس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪72‬‬

‫يجعل‬ ‫“عرى”‬ ‫“ َث ْع َلبة‬ ‫حوران‬ ‫الغوطة‬

‫التنوخيون اللخميون‬ ‫يف العراق وبالد الشام‬ ‫املرشقة التي تربط العرب املوحدين الدروز‬ ‫بعروبتهم وإسالمهم‪.‬‬

‫جذورممتدة يف تاريخ العروبة‬ ‫واإلسالم‪:‬‬ ‫منذ أن لَ ِب َس “قحطان” تاج اليمن سنة ‪30‬‬ ‫“يشجب” ثم “عبد‬ ‫ق‪.‬م‪ .‬ثم ولدُ ه “يعرب” ثم‬ ‫ُ‬ ‫شمس”‪ .‬كانوا من عظامء ملوك العرب‪ .‬لقد‬ ‫َبنى “عبد شمس” سدَّ مأرب ولكرثة حروبه‬ ‫“س َبأ”‪ .‬ثم بعده “رشجبيل” فـ “الهدهاد”‬ ‫ُس ِّمي َ‬ ‫فابنته “بلقيس”‪.‬‬ ‫وتعاقب بعدهم ملوك “ح َمي” الذين امتد‬ ‫“ج ْرهُ م” “أخ‬ ‫الح َبشة ثم كان‬ ‫ُملكهم إىل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يعرب” الذي ذكره شاعر الرسول “حسان بن‬ ‫ثابت األنصاري” بقوله مشيداً بفصاحته‬ ‫العربية‪:‬‬ ‫ويف عام ‪ 102‬م هاجر الكثري من أهل اليمن‬ ‫بسبب خراب سدّ مأرب بقيادة امللك عمرو بن‬ ‫عامر األنصاري‪.‬‬ ‫وبقيت دولة الح َمرييني حتى جاء اإلسالم‬ ‫“فاعتنقوه وجاهدوا إلعزازه” وقال الواقدي‪:‬‬ ‫“عندما شاء الخليفة توجيه الجيوش لفتح‬ ‫بالد الشام وجه كتباً يدعو القبائل العربية‬ ‫للقدوم إىل املدينة فكانت (ح َمي) أول من‬ ‫وصل املدينة وأما َمها كبريها “ذو الكالع‬ ‫الح َمريي” فلام قرب من “أيب بكر” وحوله‬ ‫َبسم‬ ‫الصحابة ألقى السالم وأنشد شعراً َفت ّ‬ ‫الخليفة وقال “لإلمام عيل” (ر) أما سمعت‬ ‫رسول الله يقول‪“ :‬إذا أقبلت حمَيرْ ومعها‬ ‫تحملها فأبرش بنرص الله عىل أهل‬ ‫نساؤها‬ ‫ُ‬ ‫الرشك أجمعني”‪ .‬قال‪“ :‬صدقت‪ .‬وأنا س ِمعته‬ ‫ِمنهُ ‪.‬‬ ‫وح ّل “بنو‬ ‫اليمن‬ ‫ملوك‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫أبناء‬ ‫بقي‬ ‫َ‬ ‫َيرْ‬ ‫كهالن” عىل أرض الحجاز حيث أنشأوا لهم‬ ‫ملكاً بيرثِب (املدينة) يف األوس والخزرج‪ ،‬وملكاً‬ ‫يف م ّر الظهران ّ‬ ‫مبكة وهم خزاعة‪.‬‬ ‫“غسان” بني زبيد‬ ‫له‬ ‫يقال‬ ‫ماء‬ ‫وم ّروا عىل‬ ‫ّ‬ ‫فسموا به وهكذا أصبح بنو مالك وجفنة‬ ‫و َر َمح‪ُ ،‬‬

‫أما “اآلزد وقصناعة” فتحالفوا عىل املقام يف‬ ‫فس ّموا به (تنوخاً) ثم‬ ‫البحرين (اإلحساء حالياً) ُ‬ ‫انضمت إليهم بطون من منارة بن لخم فأقاموا‬ ‫يف البحرين سنيناً ثم رحلوا إىل العراق وما‬ ‫جاورها من بالد الشام ومنهم انتقل قحطان‬ ‫إىل الرب ّية الواقعة بني حلب واملع ّرة‪.‬‬ ‫أما تنوخ العراق فقد أقاموا سنة ‪ 138‬م بني‬ ‫الحرية والفرات وأول من ملك ُم ْلكهم “جذمية‬ ‫وحزْم استجمع له امللك‬ ‫الوضاح” وكان ذا رأي َ‬ ‫بأرض العراق‪ .‬وأتفق مع “كرسى الفرس” ‪226‬‬ ‫م عىل أن يكون عرب الحرية معواناً للفرس يف‬ ‫حروبهم ضد الدولة الرومانية ثم اتخذ بعده‬ ‫“عمر بن عُ دَي” ‪ -‬من آل لخم‪ -‬الحرية عاصمة‬ ‫مللوك العرب وجاء بعده “امرؤ القيس” سنة‬ ‫‪ 288‬م – ‪ 328‬م‪ .‬إىل “امرؤ القيس الثاين”‬ ‫امللقب بـ املنذر وا ُملح ِّرق‪ .‬ثم تحالف مع بني “عامر‬ ‫وتغلب” وهو الذي بنى قرصي الخورنق والسدير‪.‬‬ ‫وأرسل له كرسى ولده “بهرام جور” لرتبيته‬ ‫وتهذيبه وساعده عىل توليه الحكم بعد أبيه‬ ‫وغزا الروم بكتيبتني “الدورس والشهبا” وساح‬ ‫بعد ذلك يف عبادة الله‪.‬‬ ‫وتوىل بعده “املنذر” الذي حارب الروم ووصل‬ ‫إىل القسطنطيينية إىل أن م َل َك “املنذز الثالث”‬ ‫سنة ‪ 514‬م الذي عارص “كرسى أنورشوان”‬ ‫وأبىل يف الحروب التي قامت بني الفرس والروم‬ ‫وأرس قائدين رومانيني (‪ 520‬م) واعتقل “عنرتة‬ ‫بن شداد” العبيس الذي كان يغزو لجمع مهر‬ ‫عبلة‪ ،‬ولكن أنعم عليه وأطلقه فقال فيه‬ ‫عنرتة‪:‬‬ ‫وتوىل الحكم بعده عمر بن هند ‪ .‬أما “بنو‬ ‫عجل وهم من بكر بن وائل‬ ‫شيبان” ومنهم َبنو ِ‬ ‫بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان‪ ،‬فقد كانت‬ ‫ديارهم من البحرين عىل ساحل الخليج العريب‬ ‫جنوباً ومتتد شامالً التجاه شط العرب ِب َح َذاء‬ ‫الفرات‪ ،‬هم وأخوتهم تغلب بن وائل‪ ،‬قبيلة كان‬ ‫لها شأن عظيم قبل اإلسالم‪.‬‬

‫الحرية عاصمة‬ ‫ثقافية حضارية‬ ‫يذكر أن “النعامن” وقوم “املنذر” كانوا‬

‫ولوعني باألدب والشعر وكافة ملوك الحرية‬ ‫اللخميني بعد التنوخيني إذ ش ّيدوا حضارة‬ ‫بالشعر والعلم واألدب واشتهرت مدارس‬ ‫زهت‬ ‫ِ‬ ‫عاصمتهم الحرية ألن ملوكها كانوا ينشطون‬ ‫الحركة األدبية ومل يقترص فضل الحرية عىل‬ ‫التعليم بل ساعدت عىل إصالح الخط العريب‬ ‫ومن مشاهري الشعراء الذين مدحوا ملوك‬ ‫الحرية “املتلمس‪ ،‬طرفة بن العبد‪ ،‬لبيد بن ربيعة‪،‬‬ ‫وزهري بن أيب سلمى”‪.‬‬

‫النزوح من العراق‬ ‫وجهادهم إلعزاز اإلسالم‬ ‫(معركة أجنادين‪ ،‬وفتح دمشق‪ ،‬وقلعة‬ ‫حلب‪ ،‬وأنطاكية)‬

‫بعد أن ويل عىل الحرية أياس بن قبيصة‬ ‫ّ‬ ‫إضمحل‬ ‫الطايئ‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ملكهم‬ ‫ونزحوا‬ ‫العراق‬ ‫مع قبائلهم إىل‬ ‫حلب‬ ‫جهات‬ ‫ونزلوا‬ ‫والالذقية‬ ‫أقربائهم‬ ‫عند‬ ‫التنوخيني‪.‬‬ ‫توطدت‬ ‫وملا‬ ‫الدعوة اإلسالمية‬ ‫يف الجزيرة العربية‬ ‫كانت “الشام أول‬ ‫بالد فكر الرسول‬ ‫(ص)” نرش الدعوة‬ ‫فيها وتم القضاء‬ ‫السيطرة‬ ‫عىل‬ ‫الرومانية التي دامت سبعة قرون وكان وجود‬ ‫القبائل العربية يف بالد الشام مشجعاً‬ ‫للجند العريب املسلم عىل اقتحامها فكانت‬ ‫“غسان” يف الجنوب و”تنوخ” يف الشامل‪.‬‬ ‫إذ تقبلوا الفتح العريب والدين اإلسالمي وملا‬ ‫تكاثرت جنود الروم عىل املسلمني‪ .‬كتب “أبو‬ ‫بكر الصديق” إىل أمري جند العراق “خالد بن‬ ‫الوليد” ليبادر إىل نجدة املسلمني يف سوريا‬ ‫فسار معه “زهاء” ألف وخمسمئة مقاتل من‬ ‫لخم وجذام بقيادة األمري عون بن امللك “املنذر”‬ ‫امللقب باملغرور اللخمي فظهرت شجاعتهم‬ ‫يف حصار “برصى” ومعركة “أجنادين” التي‬ ‫استشهد فيها األمري “عون”‪.‬‬ ‫فتح دمشق‪ :‬يف حصار الجيوش العربية‬ ‫مدينة دمشق سنة ‪ 636‬م‪ .‬كان اللخميون مع‬ ‫“خالد بن الوليد” إىل الجانب الرشقي (الباب‬ ‫الرشقي حالياً)‪.‬‬ ‫حينام تضايق املحصورون بعد سنة من‬ ‫للسور‬ ‫قب‬ ‫الحصار َث َ‬ ‫رومي حائط بيته املالصق ّ‬ ‫ّ‬ ‫واستسلم لألمري “مسعود بن عون” فأعلم‬

‫‪73‬‬

‫“األمري مسعود”‪“ ،‬خالد بن الوليد” فأمره‪ ،‬ودخل‬ ‫“األمري مسعود” َمن ِزل الدمشقي ومعه مئة‬ ‫من رجال لخم وفتحوا باب املدينة بعدَما قتلوا‬ ‫ح َّراسه فدخلها “خالد” وجيشه ثم اشرتك‬ ‫“مسعود” وقومه باحتالل قلعة حلب ومدينة‬ ‫أنطاكية‪.‬‬ ‫و ُيذكر أن “األمري مسعود بن عون” ُتن َْس ُب‬ ‫إليه “هند بنت النعامن بن املنذربن مسعود”‬ ‫التي تزوجت “الحجاج بن يوسف ال َّثقفي”‬ ‫مكره ًة ثم اضط ّرته لطالقها بعد أن قالت‬ ‫فيه شعراً‪:‬‬ ‫الخليفة عمر بن الخطاب يوليهم املعرة‬ ‫اعرتافاً بفضل جهادهم وبحروب املسلمني ضد‬ ‫الروم مام جعل الخليفة “عمر بن الخطاب” يأمر‬ ‫“أبا عبيدة” بأن يويل لهذه العشرية‪ ،‬بالد املع ّرة‬ ‫اعرتافاً بفضل جهادها‪.‬‬ ‫وملا تم فتح سوريا نزلت يف أرض املع ّرة‬

‫نحو الرب ّية وامتزجوا بأقربائهم األقدمني من‬ ‫التنوخيني الذي كانوا قد كتبوا إىل “خالد‬ ‫بن الوليد” معلنني مؤازرتهم فاشرتكوا يف‬ ‫الحروب التي خاضها العرب لنرش اإلسالم‬ ‫واشتهر منهم قبيلتا “تنوخ وربيعة” اللتان نبغ‬ ‫منهام األمراء التنوخيون املعنيون فاستوطنوا‬ ‫وقبائلهم الجبل األعىل غريب حلب‪“ ،‬جبل‬ ‫السماّ ق” فزرعوا وبنوا الحصون والقالع واملعاقل‬ ‫وس ْطو ِتهم يف تلك‬ ‫واشتهرت سلطتهم‬ ‫ِ‬ ‫الربوع‪.‬‬

‫إمتداد الجذور‬ ‫والفروع العربية التي انحدر‬ ‫منها املوحدون الدروز‬ ‫إن أكرث القبائل التي استوطنت بالد الشام‬ ‫قبل اإلسالم كانت من عرب الجنوب وإىل هذه‬ ‫القبائل اليمنية ينتسب الدروز‪.‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫دراسات‬ ‫وحسبام جاء فيام كتبه الجغرافيون العرب‬ ‫“كان العرب موزعني يف كل البالد السورية من‬ ‫أقىص الجنوب إىل الشامل ومن تخوم البادية‬ ‫الشام إىل البحر األبيض املتوسط يف السهول‬ ‫وعىل املرتفعات والسواحل”‪.‬‬ ‫وكان الدروز منترشين يف أوائل تاريخهم يف‬ ‫مناطق واسعة من سورية يف الشامل مث ًال‬ ‫حيث استجابت هذه القبائل العربية إىل‬ ‫الدعوة الفاطمية (دعوة التوحيد) وكانت هذه‬ ‫القبائل قد استوطنت الجزيرة بني “دجلة وفرات”‬ ‫عىل دفعات متتابعة وسميت أجزاء من هذه‬ ‫املنطقة بأسامء القبائل التي استوطنتها‪.‬‬ ‫فالقطاع الشاميل‪ ،‬حوض دجلة األعىل هو‬ ‫ديار بكر وإىل الرشق شملت ديار ربيعة القطاع‬ ‫بني نهر الخابور واملوصل ويف الغرب ديار ُمرض‬ ‫الواقعة عند املنعطف الكبري لنهر الفرات‪.‬‬ ‫واستوطنت “قبيلة تنوخ” التي تحتل مركزاً‬ ‫هاماً يف تاريخ الدروز البالد الواقعة بني حلب‬ ‫وحامة‪.‬‬ ‫وعندما تقدمت الجيوش العربية بقيادة “أبو‬ ‫عبيدة” كانت “تنوخ” مستق ّرة يف هذه املنطقة‬ ‫وكانت “الالذقية” الواقعة عىل البحر تابعة‬ ‫لديار “تنوخ” وإىل جانب “تنوخ” سكنت قبيلة‬ ‫“ َبهراء” بحيث عُ رفت سلسلة الجبال املمتدة‬ ‫بني “الالذقية و”جبل لبنان” بإسم “جبل بهراء‬ ‫وتنوخ”‪.‬‬ ‫من‬ ‫الرشقي‬ ‫الشاميل‬ ‫الطرف‬ ‫ويف‬ ‫السلسلة‪ ،‬يقع جبل “السماّ ق” أو الجبل األعىل‬ ‫موطن جامعة كبرية من الدروز يف أيام الدعوة‬ ‫الفاطمية‪ ،‬ويف دمشق والقرى املجاورة‪ .‬ومن أهم‬ ‫مراكز تجمع الدروز منذ بدء الدعوة وإىل اليوم‬ ‫منطقة “وادي التيم” والقطاع الجنويب من‬ ‫“جبل لبنان” ويسمى “وادي التيم نسبة إىل تيم‬ ‫الله بن ثعلبة من قبيلة ربيعة‪.‬‬ ‫إذا استعرضنا ُأسرَ املوحدين الدروز الذين‬ ‫ال يزالون يقيمون يف سوريا ولبنان مثل‬ ‫“األرسالنني واملعنيني والقيسيني البحرتيني”‬ ‫الشهابيني وبني عامر واألطرش والهنيدات يف‬ ‫جبل العرب‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬إذا تابعنا عىل هذا النسق حسب‬ ‫الواقع التاريخي املشهود كثري من األرس‬ ‫الكبرية أو العشائر التي تذكر عىل األهمية‬ ‫التاريخة مثل “آل عز الدين الحلبي‪ ،‬آل الحناوي‪،‬‬ ‫الهجري‪ ،‬جربوع‪ ،‬أبو عسيل‪ ،‬أبو عساف أبو‬ ‫فخر‪ ،‬العزّام‪ .‬آل نرص‪ ،‬آل سالم”‪ ،‬مام يطول به‬ ‫الرشح‪ ،‬ملا أخذته بعض هذه األرس من دور‬ ‫قيادي ونضايل إىل جانب املجتمع بكامله واألرس‬ ‫ام ونضالياً‬ ‫التي أخذت دوراً مرجعياً دينياً مه ً‬ ‫بآن واحد فمنها من تحول من “حلب ولبنان” إىل‬ ‫“جبل العرب”‪ .‬ومعظم املوحدين الدروز ينتمون‬ ‫إىل قبائل أكرث من إثنتي عرشة قبيلة عربية‬ ‫هي من جذور العرب “مرض‪ ،‬ربيعة‪ ،‬قريش‪ ،‬تنوخ‪،‬‬ ‫شمر‪ ،‬عيل‪،‬‬ ‫طيء‪ ،‬لخم‪ ،‬خزاعة‪ ،‬تغلب أسد‪ ،‬متيم‪ّ ،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عقيل‪ ،‬معروف‪ ،‬دارم”‪.‬‬ ‫ومن القبائل العربية‬ ‫التي سكنت هذه البالد‬ ‫وإليهم‬ ‫“الشهابيون”‬ ‫التي‬ ‫“شهباء”‬ ‫تنسب‬ ‫القبيلة‬ ‫بأسم‬ ‫ُس ّميت‬ ‫وشملت منطقة “حوران”‬ ‫كام سميت “شالالت تل‬ ‫شهاب” التي ينحدر منها‬ ‫“نهر األردن”‪.‬‬ ‫قبيلة‬ ‫سكنت‬ ‫كام‬ ‫“بني هالل بن عامر بن‬ ‫صعصعة” واتخذت الجبل‬ ‫موطناً حتى اآلن‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬وينتمي إىل‬ ‫تلك القبائل التي هي جذور املوحدين‪ ،‬ينتمي‬ ‫املؤمنون الذين بايعوا الرسول (ص) تحت شجرة‬ ‫الحديبية يف فجر اإلسالم بحضور سلامن‬ ‫الفاريس واملقداد وأيب ذر الغفاري)‪.‬‬

‫املعنيون يف لبنان‬ ‫ثم جاء إىل جبل لبنان مجموعة بقيادة‬ ‫ّ‬ ‫“معن بن ربيعة” وحاربوا الصليبني وتراجعوا‬ ‫نحو الجنوب وسكنوا بجوار “تنوخ” واستلمت‬ ‫أرسة معن الحكم يف الجبل مع “البحرتيني” ثم‬ ‫جاء “الجنبالطيون” من حلب إذ ق ِد َم “جنبالط‬ ‫بن سعيد” وولده “رباح” إىل بريوت ونزلوا الجبل‬ ‫ورحب بهم “فخر الدين املعني الثاين” وعندما‬ ‫ّ‬ ‫انترشت دعوة التوحيد فاعتنقوها‪.‬‬

‫اإلرسالنيون‬ ‫من “تنوخ ولخم” املنتظمة من “قصناعة”‬ ‫وإليه ينسب حي بن لخم بن عامر بن مالك وهم‬ ‫ملوك العرب يف الجاهلية باليمن‪.‬‬ ‫وانتقلت “تنوخ” إىل لبنان بطلب من‬ ‫“العباسيني” آنذاك لحامية الثغور وصد الغزوات‬ ‫عنه‪ ،‬فانتقلت إىل لبنان ُبأ ْم َرة “األمري عون”‬ ‫وخلفه ابنه مسعود ثم مالك ومالك خ ّلف‬ ‫أرسالن جد األرسالنيني بني الذين ما زالوا‬ ‫موجودين يف لبنان‪.‬‬ ‫وعمر التنوخيون‪ -‬البالد وبنوا الجوامع وزرعوا‬ ‫ّ‬ ‫واستثمروا األرايض وكان من أبرز أمرائهم‬ ‫العارف بالله “األمري عبدالله التنوخي”‬ ‫امللقب عند املوحدين بـ “الس ّيد” ومنهم “عز‬ ‫الدين التنوخي”‪ ،‬عضو مجمع اللغة العربية‬ ‫بدمشق‪.‬‬ ‫عونهم لِ َس ْيف الدولة الحمداين يف غزواته‬ ‫إىل بالد الروم‬ ‫ِمماّ ُيذكر أن هذه القبائل العربية التي انحدر‬ ‫منها املوحدون كانت معواناً لسيف الدولة‬

‫‪74‬‬

‫عاصمة لهم وكذلك إىل “دير القمر” وهم من أمراء‬ ‫لبنان الذين انجبوا “فخر الدين املعني الكبري”‪.‬‬

‫التوخيون‬ ‫اتخذوا “عني داره” قاعدة لهم ثم نزح قسم‬ ‫منهم منهم إىل “عبيه” وهم “آل أمني الدين”‬ ‫وآخرون سكنوا قرية “كفرمتى” وهم “آل نارص‬ ‫الدين”‪ .‬ومنهم الشاعر املرحوم “أمني نارص‬ ‫الدين” وتوطن أخوانهم “بنو القايض” يف‬ ‫“بيصور” من قضاء عاليه وال يزالون فيها‪.‬‬

‫الحمداين يف غزواته إىل بالد الروم ومنها‬ ‫“تغلب‪ -‬ربيعة‪ -‬عيل‪ُ -‬ش ّمر‪ -‬أسد – عقيل –‬ ‫معروف – متيم” وكذلك عشرية “املنتفك” التي‬ ‫يرجع أصلها إىل قيس عيالن ويطلق عىل الدروز‬ ‫“ بنو قيس” أو “بنو معروف”‪.‬‬

‫مواطنهم وامتدادهم‬ ‫يف لبنان وبالد الشام‬ ‫( قبل دعوة التوحيد‬ ‫مبئتي سنة تقريباً)‬ ‫نزحت بعض قبائل بني ربيعة من “شبه‬ ‫الجزيرة” إىل “لبنان” قبل دعوة التوحيد مبئتي‬ ‫سنة تقريباً أي يف بداية القرن الثالث للهجرة‬ ‫أي منذ ألف ومئتي سنة حتى اآلن تقريباً‪.‬‬

‫أماكن إنتشار هذه القبائل‬ ‫انترشت هذه القبائل حتى بلغت سفوح‬ ‫جبال طوروس فاستوطن “الدروز” ِقمم لبنان‬ ‫ال سيام يف قضايئ الشوف‬ ‫وسفوحه‪،‬‬ ‫واملنت فكانت بسكنتا أوىل عواصمهم ومن‬ ‫مواطنهم بكفيا والبرتون دير القمر وبعقلني‪.‬‬ ‫ونزل آخرون “حاصبيا وراشيا” أي “وادي التيم”‬ ‫ويف البقاع ووادي العجم وغوطة دمشق وجبل‬ ‫الدروز والجبل األعىل شامل سوريا ويف صفد‬ ‫وجبل الكرمل من أعامل فلسطني‪.‬‬ ‫وا ّتخذ بنو هالل بن عامر بن صعصعة‬ ‫“الجبل الدُ رزي” وكان ُيعرف سابقاً بجبل بني‬ ‫هالل نسبة لساكنيه ومل يزل نبو عامر حتى‬ ‫اآلن‪ .‬وعاصمتهم “شهباء” املدينة التاريخية‬ ‫التي أنجبت األمرباطور الروماين املعروف باسم‬ ‫فيليب العريب‪.‬‬

‫لبنان‬ ‫جاء بنو معن بن زائدة إىل “بعقلني” وجعلوها‬

‫بنو لخم‬ ‫من “مناذرة العراق” قدم أمريان ملقارعة الروم‬ ‫عىل شاطئ البحر األبيض املتوسط وهام األمري‬ ‫عون واألمري عامر ومل يبقَ من ذرية عامر بعد‬ ‫إبنه هامم أحد أما عون فخلفه مسعود وخلف‬ ‫مسعود منذر ثم بركات ثم مالك ثم أرسالن‬ ‫جد “األرسالنيني” الذين توطنوا مقاطعة الغرب‬ ‫يف لبنان (حيث هم اليوم) بطلب من الدولة‬ ‫العباسية‪.‬‬

‫جهادهم وحاميته‬ ‫لعروبة لبنان ضد الروم‬ ‫وأنصارهم املردة‬ ‫منذ فجر اإلسالم‬ ‫إن موقع “لبنان” الحصني جعل خلفاء العرب‬ ‫يسهّلون للقبائل العربية ُسكناه لص ِّد غزوات‬ ‫“البيزنطيني” التي كانت تتكاثر عدداً و َتتَعاظم‬ ‫شدّ ًة‪.‬‬

‫سنة ‪ 760‬م ‪ 141 /‬ﻫ لدراسة الوضع الحريب عىل‬ ‫“الساحل الشامي” الذي كان مرسحاً للغزوات‬ ‫والقرصنة فأوكل إىل حليف العباسيني أمري‬ ‫املع ّرة “أرسالن بن مالك” بتلك الحامية فقطع‬ ‫وقومه جبال بريوت وعهد إليهم حفظ الطريق‬ ‫بني دمشق وبريوت فبعد نزولهم “وادي التيم”‬ ‫ثم حصن أيب الجيش ثم جبل املغيشة (ظهر‬ ‫البيدر)‪.‬‬ ‫ثم وصلوا إىل “سنّ الفيل”‪ ،‬وخاضوا معارك‬ ‫ّ‬ ‫مع امل َردَة اتحدت معهم فيها قبيلة بني الم التي‬ ‫قدمت إىل لبنان يف عهد الخليفة عبد امللك بن‬ ‫مروان‪ ،‬وكانت نتيجة املعارك إعزازاً للمسلمني‬ ‫وحامية لتلك الثغور‪.‬‬ ‫ثم إختلط اللخميون الذين تفرقوا يف جبال‬ ‫ّ‬ ‫وعمروا القرى الساحلية إختلطوا‬ ‫لبنان الغربية‬ ‫ّ‬ ‫بأقربائهم التنوخيني متعاونني بالدفاع عن‬ ‫الساحل الشامي ضد الروم وتشييد الحصون ثم‬ ‫التحقت بهم قبائل من أنسبائهم من جهات‬ ‫حلب وهي من َث ْغ ِلب ُ‬ ‫وش َّمر وربيعة فأصبح‬ ‫“لبنان” موطناً حصيناً يستعيص عىل الغزاة‬ ‫وأعوانهم بحلول هذه القبائل العربية‪.‬‬ ‫ومام يذكر أن هنالك قبائل عربية مسيحية‬ ‫نزلت لبنان وطرابلس بعد معركة الريموك يف‬ ‫أوقات مختلفة كبني الخازن والحرفوش وجيش‬ ‫والدحداح والغريب وغريهم من منترصة العرب‬ ‫الذين اتبعوا مذهب القديس مارون وهو عريب‬ ‫من حمص‪.‬‬ ‫ثم استق ّر بنو أرسالن يف سن الفيل وملكوا‬ ‫ّ‬ ‫األرايض املمتدة إىل خلدة وتوجه بنو الفوارس‬ ‫التنوخيون إىل املنت فنشأ “أبو اللمع”‪ .‬ذلك بعد‬ ‫أن كرثوا وبنوا “أرسالن وتنوخ” “عني دارة” وبنو‬ ‫معن (شويزان) بلغوا نهر الصفا ونهر الباروك‬ ‫وبنو عني زحلته ثم إىل دير القمر وبعقلني‬ ‫ونشأ “عبد امللك”‪ .‬فنشطت الحركة العمرانية‬ ‫والزراعية وع َُمر لبنان‪.‬‬

‫الحروب ضد املَ َردة أنصار الروم‪،‬‬ ‫سنة ‪ 736‬م‬

‫التوحيد مذهب هذه القبائل‬ ‫العربية املسلمة (الدروز)‬

‫منذ وصل “التنوخيون” مجتازين البقاع‬ ‫فالجبال اللبنانية إىل بريوت‪ ،‬جرت بينهم وبني‬ ‫“املردة” أنصار الروم معارك عديدة عزّزت شأن‬ ‫املسلمني إلنتصاراتهم بها‪.‬‬

‫إن الخوض يف هذا املجال يحتاج لدائرة معارف‬ ‫مكونة من سلسلة مؤلفات لتجيب وتوضح‬ ‫وتفرس وترد عىل “لِ َم؟ ملاذا؟ كيف؟ وأين؟” فإذا‬ ‫وقع البيان بأذن الجاهل فكأنه سم يقتله وهو‬ ‫ٌ‬ ‫نبض ينشط روحه ويجلو‬ ‫يف أذن العارف‬ ‫بشعاعه فك َرهُ وقل َبهُ‪.‬‬ ‫ونكتفي بلمحة مام كتبه املؤلفون عن‬ ‫“املوحدين” إلثبات انتامء هذه القبائل العربية‬ ‫وليس للحديث عن املذهب؛ ففي عام ‪ 358‬قامت‬ ‫جيوش املعز لدين الله الفاطمي بقيادة جعفر‬ ‫بن فالح وبعد أن استوىل عىل الرملة وطربية‬ ‫كتب إىل األمري سيف الدولة املنذر بن النعامن‬ ‫بن عامر أمري بريوت يدعوه إىل بيعة املعز‪،‬‬

‫حامية السواحل الشامية‬ ‫بتكليف من الخليفة‬ ‫أبو جعفر املنصور‬ ‫سنة ‪ 760‬م‬ ‫عندما قدم “أبو جعفر املنصور” إىل “دمشق”‬

‫‪75‬‬

‫فاستشار سيف الدولة عشريته فأجمعوا‬ ‫عىل مصا َن َع ِته حتى ي َروا ما يكون من أم ِر ِه‪ ،‬فلام‬ ‫استوىل عىل دمشق سار إليه سيف الدولة‬ ‫وزعامء قو ِم ِه وبايعوه للمع ّز لدين الله وبذلك‬ ‫دخلت هذه القبائل يف الدعوة الفاطمية‪.‬‬

‫“دَعوة التوحيد”‬ ‫ومهام يكن من يشء فإن الدعوة الفاطمية‬ ‫انترشت يف جميع بالد الشام بفضل الدعوة‬ ‫املنظمة التي وضع ُأسسها الفاطميون‪ .‬وكانت‬ ‫قبائل تنوخ يف بالد املع ّرة ويف وادي التيم‬ ‫وجبال لبنان أرسع أهايل الشام قبوالً للدعوة‬ ‫الفاطمية وبالرغم من وجود بعض الحركات‬ ‫الثورية يف الشام كان الغرض منها الرجوع إىل‬ ‫الدعوة العباسية فإن كل هذه الحركات باءت‬ ‫باإلخفاق إىل أن جاء “الحاكم بأمر الله” وأعلن‬ ‫مذهبه الجديد فكان أهل وادي التيم وحوران‬ ‫وجبال لبنان هم الذين تقبلوا هذه العقيدة‬ ‫وظلوا يحافظون عليها إىل اآلن‪.‬‬ ‫ويف ذاك الوقت كان الصليبيون يعملون‬ ‫إلنشاء دولة التينية عىل ساحل البحر األبيض‬ ‫تتسع يف الشامل وتضيق حتى جبل الدروز‪.‬‬ ‫فكان ال بد للدروز يف سوريا ولبنان وفلسطني‬ ‫من الدفاع عن بالدهم ضد الغزو الخارجي وال‬ ‫سيام أن املسلمني عامة عهدوا فيهم القدرة‬ ‫الحربية‪ ،‬فحاربوا معاً ضد الصليبيني‪.‬‬

‫املوحدون يواجهون املحن‬ ‫وينترصون‬ ‫سنة ‪ 410‬ﻫ أعلن املوحدون ثورتهم عىل‬ ‫“نشتكني ال َد َر ِزي” الذي خرج عن الدعوة‬ ‫وعقائدها وسلوكها وأخالقها وادّعى لنفسه‬ ‫اإلمامة وكان قد أصبح لقبه مطلقاً عىل‬ ‫الدروز الذين وصلتهم الدعوة تحت توجيهه قبل‬ ‫ارتداده‪“ ،‬جامعة الدرزي” يف بالد ولبنان‪ ،‬وادي‬ ‫التيم‪.‬‬ ‫وملا نكث وارتد ثاروا عليه وقتلوه‪ .‬مىض ال َد َر ِزي‬ ‫وأمثاله وبقي اإلسم الحقاً باملوحدين نسبة‬ ‫إليه قبل ارتداده وكل اإلتهامات املوجهة من‬ ‫املغرضني ضد الدروز إمنا تنطبق عىل “ال َد َر ِزي”‬ ‫واملوحدون براء من كل هذه اإلتهامات الباطلة‪،‬‬ ‫فهم عىل توحيدهم الخالص لله سبحانه‬ ‫وتعاىل‪.‬‬ ‫“معركة األقحوانة” سنة ‪ 420‬ﻫ يف‬ ‫فلسطني‬ ‫انترص األمري رافع بن أيب الليل وعشريته‬ ‫والذريرى حاكم دمشق عىل حسان بن مفرج‬ ‫وصالح بن مرداس‪،‬وقد ُقتل يف هذه املعركة‬ ‫“صالح”‪.‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫دراسات‬ ‫غري أن تعاقب املحن عىل املوحدين خصوصاً‬ ‫مح َنتَي أنطاكية وحلب التي اشتهر فيها‬ ‫بالبطولة األمري رافع بن أيب الليل أحد سادات‬ ‫طي فاضطر الكثري من تلك القبائل للهجرة إىل‬ ‫ّ‬ ‫الجبال الخالية‪ .‬وكان الكثري منهم يف دمشق‬ ‫وغوطتها س ّيام يف باب ا ُمل َصلىّ والرسيجة‬ ‫والشاغور وهذا ما حدث يف قرى جبل ص َفد‬ ‫والكرمل وعكا وطربية‪ .‬وبالرغم من كل املحن‬ ‫ثبتوا عىل توحيدهم وجمع األمة اإلسالمية‬ ‫عىل مذهب واحد هو التوحيد الذي نطق به‬ ‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ويقال لدروز لبنان آل “عبد الله” ودروز التيم‬ ‫آل “سليامن” ودروز صفد آل “تراب”‪.‬‬ ‫إذ كانت الدعوة ملذهب التوحيد الفاطمي‬ ‫تنترش بني القبائل املستوطنة يف تلك البالد‬ ‫ووصلتها ُر ُسل الدعاة الفاطميني يف القاهرة‬ ‫موحدة مذهبها‬ ‫وأصبح املوحدون فرقة إسالمية‬ ‫َّ‬ ‫“املوحدون” (مذهب من املذاهب اإلسالمية)‪.‬‬

‫معاركهم وجهادهم‬ ‫ضد الصليبيني‬ ‫اتفقت هذه القبائل وتوحدت يف مواجهة‬ ‫غزوات اإلفرنج واشتهروا جميعاً “املوحدون”‬ ‫بحامية الثغور العربية ومحاربة غزاة بالد‬ ‫الشام‪.‬‬

‫حصار بريوت‬ ‫سنة ‪ 110‬م (‪ 504‬ﻫ)‬ ‫حارص ملك القدس بلدوبن الفرنيس مدينة‬ ‫بريوت بجيوشه وأساطيله بحراً فدافع عنها‬ ‫ُحام ُتها بقيادة األمري شجاع الدولة األرسالين‬ ‫وقبائله حتى اضطر بلدوبن لإلستنجاد بإفرنج‬ ‫السواحل واملردة‪ .‬وداوم مهاجمة اإلفرنج األمري‬ ‫بحرت التنوخي‪.‬‬ ‫األمري معن يغزو اإلفرنج سنة ‪ 1117‬م (‪511‬‬ ‫ﻫ)‬ ‫غزا األمري معن األيويب من جهات حلب‬ ‫اإلفرنج‪ ،‬وانترص عليهم فتقدم ملك القدس‬ ‫بلدوبن بخمسني ألف صليبي إىل الجبل‬ ‫األعىل للثأر من األمري معن (يرجع نسب‬ ‫األمري معن إىل نزار بن معن بن عدنان) الذين‬ ‫هجروا الجزيرة العربية واستقروا يف الجبل‬ ‫األعىل وتزوج إبنة األمري نعامن التنوخي‬ ‫وحالفه عىل مقاومة بلدوين يف الجبل األقرع‬ ‫قرب أنطاكية‪.‬‬ ‫وبعد قتال شديد توجه معن إىل سهل‬ ‫البقاع ب ِعر ِبه األيوب ّية وقصد حاكم دمشق‬ ‫فأمره أن يسكن جبال لبنان ليهاجم اإلفرنج‬ ‫يف السواحل البحرية فتوجه بعشريته‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب ريايض‬ ‫إىل ظهر البيدر ثم صوفر فإىل بحمدون‬ ‫واستوطن بعضهم حامنا والبعض اآلخر‬ ‫ضهور الشوير وانتقل رؤساء العشرية إىل‬ ‫جبل الشوف واستوطنوا دير القمر واتحدوا مع‬ ‫آل تنوخ املجاورين لبريوت واتخذوا عاصمتهم‬ ‫بعقلني‪.‬‬

‫معركة راس التينة‬ ‫سنة ‪ 1151‬م‬ ‫انترص األمري بحرت التنوخي وعشائره‬ ‫عىل اإلفرنج يف معركة راس التينة عند نهر‬ ‫الغدير وقتل منهم الكثري إىل أن هزمهم من‬ ‫بريوت وتوالها زهر الدولة بحرت التنوخي فواله‬ ‫السلطان نور الدين القنيطرة والجوالن وجلبايا‬ ‫بالبقاع وظهر األحمر من وادي التيم وبرج صيدا‬ ‫والدامور واملعارص الفوقانية وشارون ومجدل‬ ‫بعنا وكفرعتمه وعينّ له مخصصات ملحاربة‬ ‫اإلفرنج‪.‬‬

‫حصار القدس‬ ‫ملا حارص صالح الدين اإليويب القدس كان‬ ‫املوحدون يف طالئع جيشه‪ .‬ويقول فيليب‬ ‫حتّي‪“ :‬عهد املامليك إىل البحرتيني بحامية‬ ‫الشاطئ ضد هجامت اإلفرنج وال سيام‬ ‫الغزوات التي يقومون بها من جزيرة قربص‪.‬‬ ‫وما كاد مييض قرن واحد عىل إقامة املوحدين‬ ‫(وكل القبائل العربية املسلمة) حتى تعرضت‬ ‫بالد الشام للحملة الصليبية األوىل فانضوى‬ ‫املوحدون تحت رايات الجهاد ضدها‪ .‬وقد نالوا‬ ‫إعجاب دولة دمشق فاستعانت بهم يف‬ ‫الرصاع ضد الفرنجة ( كامل صليبي “لبنان‬ ‫يف التاريخ”)‪.‬‬ ‫“ ويقول محمد كرد عيل‪ :‬أثبت الدروز عن شدة‬ ‫بأس وكرثة َم َضاء يف مقاتلتهم الصليببيني‬ ‫يف هذه الدراسة وأشهدها التي وقعت يف‬ ‫أنحاء البرتون وكرسوان‪.‬‬

‫املعارك يف وجه التتار‬ ‫(عني جالوت)‬ ‫ملا جاء التتار لإلستيالء عىل بالد الشام‪.‬‬ ‫انضم األمري زين الدين صالح اإلرسالين لجيوش‬ ‫السلطان قطز وحاربوا التتار يف موقعة عني‬ ‫جالوت الخالدة‪.‬‬ ‫وفيها قال “صالح بن يحيى”‪ :‬كان األمري زين‬ ‫الدين التوخي مع مامليك السلطان قطز يف‬ ‫حصار التتار قرب بيسان يرمي عن قوس قوي‬ ‫فأعجب َر ْم َيه مامليك السلطان وصاروا يقدمون‬ ‫له ّ‬ ‫النشاب من جعبهم‪.‬‬ ‫ويقول املقريزي” “أمراء الغرب بريوت بيت‬ ‫حشمة ومكارم وهم ينتسبون إىل الحسني‬ ‫بن أسحق بن محمد التنوخي الذي مدحه‬ ‫املتنبي بقوله‪:‬‬ ‫واستمر الدروز يساعدون املامليك ضد‬ ‫الصليبيني وضد التتار حتى تم لهم النرص‪.‬‬ ‫السلطان سليم األول العثامين وفخر الدين‬ ‫املعني الثاين‪:‬‬ ‫عام ‪ ،1516‬دخل السلطان سليم األول‬ ‫العثامين مرص والشام وانضم إليه آل معن‬ ‫من الدروز فاعرتف العثامنيون لهم باإلمارة‬ ‫يف لبنان وازداد نفوذهم حتى شمل املنطقة‬ ‫الجبلية التي كانوا يسكنونها واصبحت تعرف‬ ‫بجبل بيت معن واتسع نفوذ هذه األرسة يف‬ ‫عهد األمري فخر الدين بن معن الثاين (‪-1545‬‬ ‫‪ )1635‬حتى سيطروا عىل معظم أرجاء الشام‬ ‫فكان سطانهم ميتد من ساحل أنطاكية إىل‬ ‫شامل صفد ويف الجنوب مع جزء من صحراء‬ ‫سوريا ومنها قلعة تدمر وانتهى فخر الدين‬ ‫املعني الثاين بخروجه عىل الدولة العثامنية‬ ‫ومحاولة انفصاله واستقالله عنها‪.‬‬ ‫وجاءت مرحلة جديدة من التاريخ مبا فيها من‬ ‫“معاناة ورصاع وجهاد وتحرير” ال تدخل اآلن يف‬ ‫موضوع بحثنا هذا‪.‬‬

‫كأس العالم ‪2010‬‬ ‫أوروبا تحلم‬ ‫ّ‬ ‫باالحتفاظ باللقب‬

‫بدأ العد التنازىل عىل انطالق البطولة األفضل‬ ‫عىل مستوى العامل‪ ،‬كأس العامل جنوب افريقيا‬ ‫‪.2010‬‬ ‫مواجهة ساخنة ستحصل بني منتخبات أوروبا‬ ‫من جهة‪ ،‬ومنتخبات أمريكا الالتينية من جهة‬ ‫أخرى يف بطولة كأس العامل ‪.2010‬‬ ‫أما يف الجانب األورويب تتزعّم إيطاليا‪ ،‬وأملانيا‪،‬‬ ‫وأسبانيا‪ ،‬وانكلرتا‪ ،‬وفرنسا الفرق األوروبية‬

‫منتخب إيطاليا امللقب‬ ‫بـ (األتزوري)‬ ‫هو ممثل إيطاليا الرسمي يف رياضة كرة القدم‪،‬‬ ‫تأسس االتحاد اإليطايل لكرة القدم يف العام‬ ‫‪ ،1898‬وانضم إىل الفيفا يف العام ‪ ،1905‬شاركت‬ ‫إيطاليا يف جميع نهائيات كأس العامل لكرة‬ ‫القدم باستثناء عامي ‪ .1958 -1930‬كانت أول‬ ‫مباراة دولية إليطاليا يف عام ‪ 1910‬وفازت فيها‬ ‫عىل فرنسا ‪ 2 - 6‬وأكرب فوز لها كان يف عام ‪1948‬‬ ‫عىل الواليات املتحدة ‪ – 9‬صفر‪ ،‬وأقىس خسارة‬ ‫عام ‪ 1924‬عىل يد هنغاريا ‪. 7 - 1‬‬ ‫يعترب املنتخب اإليطايل من أنجح املنتخبات‬ ‫عىل مستوى العامل‪ ،‬فهو استطاع الفوز بجميع‬ ‫البطوالت التي شارك فيها‪.‬‬ ‫ ‬

‫إنجازاته‬

‫راتب نرص الله أبوذياب‬ ‫الجاهلية‪ -‬الشوف‪ -‬لبنان‬

‫كأس العامل اللقب‪ :‬أربع مرات يف أعوام ‪،1934‬‬ ‫‪ 1982 ،1938‬و ‪ -2006‬املركز الثاين‪ :‬مرتني ‪،1970‬‬ ‫‪ - 1994‬املركز الثالث‪ :‬مرة ‪1990‬‬ ‫كأس أوروبا اللقب‪ :‬مرة واحدة عام ‪ - 1968‬املركز‬ ‫الثاين‪ :‬عام ‪2000‬‬ ‫األوملبياد الذهبية يف أوملبياد برلني ‪1936‬‬ ‫الربونزية يف أمسرتدام ‪ ،1928‬وأثينا ‪2004‬‬

‫مراجع البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬امني طليع (أصل املوحدين الدروز وأصولهم)‪ -‬دار األندلس‪ -‬مكتبة البستاين‪.‬‬ ‫‪ -2‬سعيد الصغري (بنو معروف يف التاريخ) – منشورات مطابع زين الدين‪ -‬القرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬د‪ .‬محمد كامل حسني (طائفة الدروز)‪ -‬تاريخها وعقائدها – كلية اآلداب‪ -‬جامعة القاهرة –‬ ‫مكتبة القاهرة‪ -‬مكتبة الدراسات التاريخية – دار املعارف مبرص (‪)1962‬‬ ‫‪ -4‬د‪ .‬محمد عيل الزعبي (الدروز ظاهرهم وباطنهم – ط‪ – 2‬سنة ‪.1972‬‬ ‫‪ -5‬جواد املرابط (محارضة – أصل الدروز)‬ ‫‪ -6‬د‪ .‬نجالء أبو عز الدين (الدروز يف التاريخ) دار العلم للماليني ط‪ – 1‬بريوت ‪.1985‬‬ ‫‪ -7‬د‪ .‬أحمد الرشبايص (شكيب إرسالن داعية العروبة واإلسالم) – دار الجبل – ط‪ – 3‬بريوت ‪2001‬‬ ‫‪ -8‬كامل صليبي (لبنان يف التاريخ)‬

‫‪76‬‬

‫لالحتفاظ بالكأس الذي أحرزته إيطاليا يف‬ ‫مونديال ‪ ،2006‬ويف ماييل عرض رسيع ألهم أخبار‬ ‫الفرق واملنتخبات األوروبية املشاركة‪:‬‬

‫الكرة اإليطالية‬ ‫كانت املدرسة اإليطالية تعترب إىل وقت قريب‬ ‫من املدارس الدفاعية ولكن ومنذ التسعينيات‬ ‫طرأت تغيريات عىل األسلوب الدفاعي وتم إدخال‬ ‫الوسيلة الهجومية أيضا يف تكتيكات اللعب‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب ريايض‬ ‫نادي فالنسيا وميغيل سالغادو العب نادي ريال‬ ‫مدريد وكارلوس بويول وتشايف هرينانديز والكابنت‬ ‫راؤول غونزاليس وآخرون‪ .‬يعترب راؤول غونزاليس‪:‬‬ ‫قائد الفريق مواليد العام ‪ 1977‬من أعمدة الفريق‪،‬‬ ‫يلعب يف صفوف نادي ريال مدريد منذ العام ‪.1994‬‬ ‫فاز بلقب دوري رابطة األبطال األوروبية لكرة القدم‬ ‫ثالث مرات‪ ،‬ومثلها يف بطوالت الدوري اإلسباين‪.‬‬

‫انبعثت من املدرسة اإليطالية أسامء المعة مثل‬ ‫باولو رويس هداف كأس العامل ‪ 1982‬وروبريتو‬ ‫باجيو أفضل العب يف العامل لعام ‪ 1993‬وبرونو‬ ‫كونتي وباولو مالديني ودينو زوف وسيزار مالديني‪،‬‬ ‫وروبريتو دونادوين‪.‬‬ ‫مدرب الفريق هو مارشيللو ليبي‬

‫أبرز الالعبني‬

‫منتخب فرنسا‬

‫من الالعبني البارزين يف التشكيلة الحالية‬ ‫جانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس والكابنت‬ ‫فابيو كانافارو‪ ،‬جانلوكا زامربوتا‪ ،‬ماركو ماتراتزي‪،‬‬ ‫جروسو‪ ،‬فرانشيسكو تويت‪ ،‬لوكا توين‪،‬‬ ‫فابيو‬ ‫ّ‬ ‫ألساندرو دل بيريو‪ ،‬دانيييل دي روسيّ ‪ ،‬اندريا بريلو‬ ‫وألبريتو جيالردينو وآخرون‪.‬‬

‫املنتخب الوطني األملاين‬ ‫املنتخب الوطني األملاين هو ممثل أملانيا الرسمي‬ ‫يف رياضة كرة القدم‪ .‬تأسس اتحاد كرة القدم‬ ‫األملاين سنة ‪ ،1900‬وانضم إىل الفيفا سنة‬ ‫‪ .1904‬تحتل أملانيا املرتبة الثانية بعد الربازيل يف‬ ‫عدد مرات املشاركة يف بطولة كأس العامل‪ .‬يعد‬ ‫املنتخب األملاين أشد املنتخبات رشاسة‪ ،‬وحتى‬ ‫يف أحلك ظروفه نجح يف الوصول إىل نهائيات‬ ‫كأس العامل‪ .‬أحرز املركز الثالث يف بطولة كأس‬ ‫القارات التي أقيمت عىل أرضه‪ ،‬بعد خسارته‬ ‫بثالثة أهداف لهدفني أمام الربازيل سنة ‪.2005‬‬ ‫تأهلت أملانيا للنهائيات بشكل مبارش بوصفها‬ ‫البلد املضيف‪.‬‬ ‫شاركت أملانيا الغربية سابقاً وبعد اتحادها مع‬ ‫أملانيا الرشقية يف جميع نهائيات كأس العامل‬ ‫لكرة القدم باستثناء األعوام ‪1930‬و‪ .1950‬أول‬ ‫مباراة دولية لها كانت يف سنة ‪ 1908‬وخرست‬ ‫فيها أمام سويرسا ‪ 5 - 3‬وأكرب فوز لها كان يف‬ ‫سنة ‪ 1912‬عىل روسيا ‪ – 16‬صفر‪ ،‬واقىس خسارة‬ ‫كانت يف سنة ‪ 1909‬من إنجلرتا ‪ – 9‬صفر‪ ،‬ومن‬ ‫أهم إنجازاتها الفوز بنهائيات كأس العامل لكرة‬ ‫القدم ‪ 3‬مرات يف األعوام ‪ 1974 ،1954‬و‪،1990‬‬ ‫وكان ترتيبها الثاين يف األعوام ‪،1986 ،1982 ،1966‬‬ ‫‪ 2002‬والثالث يف ‪ 2006، 1970 ،1934‬والرابع يف‬ ‫سنة ‪ 1958‬ووصلت إىل الدور الربع النهايئ يف‬ ‫األعوام ‪.1998 ،1994 ،1962‬‬ ‫استضافت أملانيا نهائيات كأس العامل لكرة‬ ‫القدم للمرة األوىل سنة ‪ .1974‬فازت أملانيا‬ ‫بنهائيات كأس األمم األوروبية لكرة القدم ‪ 3‬مرات‬ ‫يف األعوام ‪ 1996 ،1980 ،1972‬وكانت الثانية يف‬ ‫‪ 1992 ،1976‬و‪.2008‬‬ ‫أنجبت املالعب األملانية العبني كبار يف تاريخ كرة‬ ‫القدم مثل فرانز بكنباور‪ ،‬وبول برايترن‪ ،‬وأندرياس‬ ‫برميه‪ ،‬وسيب ماير‪ ،‬ولوثار ماثيوس‪ ،‬وجريد موللري‪،‬‬ ‫وكارل رومينيغه‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مدرب الفريق هو يواخيم لوف ‪ :‬يفضل اللعب‬ ‫الهجومي‪ ،‬بنى فريقاً رشساً متاماً وبات الفريق‬ ‫مؤه ًال إلحراز لقب البطولة‪ .‬يواخيم لوف حل‬ ‫محل املدرب السابق يورغن كلينسامن يف آب‬ ‫‪.2006‬‬ ‫يتكون الفريق الحايل من‪ :‬ويسيل وتيمو‬ ‫هيلدبراند‪ ،‬وبوت لحراسة املرمى‪ ،‬ويف الدفاع ارين‬ ‫فريدرك (هرتا برلني)‪ ،‬فيليب الم (بايرن ميونخ)‪،‬‬ ‫وكرستوف ميتزيلدر (ريال مدريد)‪ ،‬ويف الوسط‬ ‫كريستيان ورنس (بروسيا دورمتوند)‪ ،‬ومايكل باالك‬ ‫(تشيليس) ويف الهجوم هيلمز‪ ،‬ومريوسالف‬ ‫كلوزه (بايرن ميونخ) وآخرون‪.‬‬ ‫يعترب لوكاس بودولسيك (من أصل بولندي)‬ ‫يبلغ من العمر ‪ 23‬عاماً‪ ،‬من النجوم الواعدة ويعد‬ ‫دون منازع أخطر العبي الفريق يعد بودولسيك‬ ‫أول العب دويل ينتمي لفريق من الدرجة الثانية‬ ‫يف أملانيا منذ سنة ‪ .1975‬قائد الفريق هو مايكل‬ ‫باالك الذي يعتربه البعض السبب الرئييس يف‬ ‫وصول أملانيا لنهايئ كأس العامل ‪.2002‬‬

‫منتخب إسبانيا‬ ‫هو ممثل إسبانيا الرسمي‬ ‫منتخب إسبانيا‬ ‫يف رياضة كرة القدم‪ ،‬وتصنيفه العاملي هو األول‬ ‫(حتى اآلن)‪ .‬ويعد من أبطال أوروبا الحاليني لكرة‬ ‫القدم بعد تغلبه يف نهايئ كأس األمم األوروبية‬

‫‪78‬‬

‫لكرة القدم ‪ 2008‬عىل منتخب أملانيا بهدف‬ ‫مقابل ال يشء‪.‬‬ ‫تأسس االتحاد اإلسباين لكرة القدم يف العام‬ ‫‪ ،1913‬وانضم إىل الفيفا يف العام ‪ ،1904‬يعترب‬ ‫منتخب إسبانيا الفريق األورويب األقل تحقيقاً‬ ‫لإلنجازات عىل املستوى الدويل‪ .‬وستكون هذه‬ ‫املشاركة الثامنة للفريق عىل التوايل يف‬ ‫نهائيات كأس العامل‪ ،‬لكن رغم تعاقب أجيال من‬ ‫املواهب عىل الفريق إ ّال أن أفضل عروضه كانت‬ ‫عام ‪ 1950‬عندما وصل إىل املرحلة النهائية يف‬ ‫البطولة‪ .‬تأهلت إسبانيا لكأس العامل بعد أن‬ ‫حققت خمسة انتصارات وتعادلها يف خمس‬ ‫مباريات لتحتل املركز الثاين يف املجموعة األوروبية‬ ‫السابعة بالتصفيات بعد رصبيا وفوزها عىل‬ ‫سلوفاكيا يف مبارايت امللحق األورويب‪.‬‬ ‫هذه املرة الثانية عرش التي تصل فيها إسبانيا‬ ‫إىل نهائيات كأس العامل لكرة القدم حيث‬ ‫تغيبت عن نهائيات ‪،1958 ،1954 ،1938 ،1930‬‬ ‫‪ .1974 ،1970‬أول مباراة دولية إلسبانيا كانت يف‬ ‫عام ‪ 1921‬وفازت فيه عىل بلجيكا ‪ – 2‬صفر‪ ،‬وأكرب‬ ‫فوز لها كانت يف عام ‪ 1933‬عىل بلغاريا ‪– 13‬‬ ‫صفر‪ ،‬وأقىس خسارة كانت يف عام ‪ 1928‬عىل‬ ‫يد إيطاليا ‪ .7 - 1‬حلت إسبانيا باملرتبة الرابعة‬ ‫يف نهائيات كأس العامل لكرة القدم عام ‪1950‬‬ ‫وفازت بنهائيات كأس األمم األوروبية لكرة القدم‬ ‫عام ‪ 1964‬وحلت باملرتبة الثانية عام ‪.1984‬‬ ‫من العبي الفريق الحايل كارلوس ماركينا العب‬

‫منتخب فرنسا هو ممثل فرنسا الرسمي يف‬ ‫رياضة كرة القدم‪ ،‬وتصنيفه العاملي ‪ ،11‬تأسس‬ ‫االتحاد الفرنيس لكرة القدم يف العام ‪،1919‬‬ ‫وانضم إىل الفيفا يف العام ‪ .1904‬تأهلت فرنسا‬ ‫للنهائيات بعد فوزها عىل قربص ‪ - 4‬صفر يف‬ ‫الجولة األخرية‪ .‬لكن مشوارها يف التصفيات مل‬ ‫يكن مقنعاً إذ تعادل الفريق مرتني مع كل من‬ ‫“إرسائيل” وسويرسا ومرة واحدة مع جمهورية‬ ‫إيرلندا‪.‬‬ ‫هذه املرة الثانية عرش التي تصل فيها فرنسا‬ ‫إىل نهائيات كأس العامل لكرة القدم حيث تغيبت‬ ‫عن نهائيات ‪،1990 ،1974 ،1970 ،1962 ،1950‬‬ ‫‪ .1994‬كانت أول مباراة دولية لفرنسا يف عام‬ ‫‪ 1904‬وتعادلت فيها مع بلجيكا ‪ 3 - 3‬وأكرب فوز‬ ‫لها كان يف عام ‪ 1995‬عىل أذربيجان ‪ – 10‬صفر‪،‬‬ ‫وأقىس خسارة عام ‪ 1908‬عىل يد الدامنارك ‪.7 - 1‬‬ ‫فازت فرنسا بنهائيات كأس العامل لكرة القدم‬

‫الرفيق ضو حصد الجائزة‬ ‫األولى في سباق غريفة‬

‫حل الرفيق لواء ضو يف املرتبة األوىل يف رايل‬ ‫الهواة األول الذي نظمته قامئقامية الشوف‬ ‫وبلدية غريفة لسباق الرسعة‪ ،‬عىل سيارة من‬ ‫طراز يب‪.‬أم‪.‬دبليو‪ ،‬مبشاركة ‪ 21‬سائقاً‪.‬‬ ‫وباملناسبة تتقدم أمانة االعالم يف تيار‬ ‫التوحيد بالتهنئة من الرفيق ضو متمنية له‬ ‫دوام االستمرار والنجاح يف حصد املزيد من‬ ‫الجوائز وامليداليات‪.‬‬

‫عام ‪ 1998‬وحلت باملرتبة الثالثة يف عامي ‪،1958‬‬ ‫‪ 1986‬والرابعة عام ‪ .1982‬فازت فرنسا بنهائيات‬ ‫كأس األمم األوروبية لكرة القدم مرتني يف عامي‬ ‫‪.2000 ،1984‬‬ ‫مدرب الفريق هو رميون دومينيك‪ :‬من مواليد‬ ‫العام ‪ 1952‬مبدينة ليون‪ ،‬وقىض معظم سنوات‬ ‫حياته الرياضية عضواً يف اإلدارة الفنية لالتحاد‬ ‫الفرنيس لكرة القدم‪ .‬كانت سمعة دومينيك‬ ‫كالعب‪ ،‬والذي كان يلعب يف الدفاع‪ ،‬سيئة حيث‬ ‫كان يطلق عليه الولد املشاغب‪ .‬يدرب منتخب‬ ‫فرنسا منذ العام ‪ 2004‬خلفاً لجاك سانتيني‪.‬‬ ‫يصف البعض األسلوب الفرنيس يف كرة القدم‬ ‫باملدرسة األنيقة حيث انبعثت من هذه املدرسة‬ ‫أسامء كبرية يف تاريخ كرة القدم منهم لوران بالن‬ ‫ويوري دجوركاييف وكريستوف دوغاري وكريستيان‬ ‫كارميبو وميشيل بالتيني وإريك كانتونا‪ .‬يتكون‬ ‫الفريق الحايل من هذه األسامء فابيان بارتيز‪ ،‬وليام‬ ‫كاالس‪ ،‬أنتوين ريفلريي‪ ،‬ليليان ثورام‪ ،‬باتريك فيريا‪،‬‬ ‫الكابنت زين الدين زيدان‪ ،‬نيكوالس انيلكا وآخرون‪.‬‬ ‫يعترب تيريي هرني العب برشلونه األسباين هو نجم‬ ‫منتخب فرنسا يف الوقت الحايل‪ ،‬وأحرز للمنتخب‬ ‫الفرنيس أكرث من ‪ 40‬هدف يف مشواره مع‬ ‫منتخب بالده وهو اآلن هداف املنتخب الفرنيس‪.‬‬ ‫كام أن أكرث العب ارتدى قميص املنتخب الفرنيس‬ ‫هو املدافع األسمر ليليان تورام يف ‪ 122‬مباراة‪.‬‬

‫منتخب إنكلرتا‬ ‫منتخب إنكلرتا هو ممثل إنكلرتا الرسمي يف‬ ‫رياضة كرة القدم‪ ،‬تأسس اتحادها لكرة القدم‬ ‫يف العام ‪ ،1863‬وانضم إىل الفيفا يف العام‬ ‫‪ .1905‬رغم قوة الدوري اإلنكليزي وثراء األندية‬ ‫وكون البالد هي مهد كرة القدم‪ ،‬فإن رصيدها من‬ ‫اإلنجازات العاملية ال يضم إال بطولة وحيدة وتفتقر‬ ‫إىل األلقاب القارية‪ .‬تأهلت إنكلرتا للنهائيات‬

‫‪79‬‬

‫بصعوبة وكانت عىل وشك الخروج بعد هزميتها‬ ‫املفاجئة أمام إيرلندا الشاملية لكنها تصدرت‬ ‫مجموعتها يف التصفيات يف نهاية األمر‪.‬‬ ‫شاركت إنكلرتا يف جميع نهائيات كأس العامل‬ ‫لكرة القدم باستثناء األعوام ‪،1938 ،1934 ،1930‬‬ ‫‪ .1994 ،1978 ،1974‬تعترب إنكلرتا مخرتعة لعبة‬ ‫كرة القدم وكانت أول مبارياتها الدولية يف عام‬ ‫‪ 1872‬والتي تعترب أول مباراة دولية يف تاريخ كرة‬ ‫القدم‪ ،‬وجرت يف ‪ 30‬نوفمرب ‪ 1872‬يف غالسكو‬ ‫يف أسكتلندا وتعادلت فيه مع أسكتلندا صفر‬ ‫– صفر‪ ،‬وأكرب فوز لها كان يف عام ‪ 1882‬عىل‬ ‫أيرلندا ‪ – 13‬صفر‪ ،‬وأقىس خسارة لها كانت يف‬ ‫عام ‪ 1954‬عىل يد هنغاريا ‪.7 - 1‬‬ ‫فازت إنكلرتا بنهائيات كأس العامل لكرة القدم‬ ‫عام ‪ 1966‬ووصلت إىل مرحلة الربع النهايئ يف‬ ‫األعوام ‪ 2002 ،1986 ،1970 ،1962 ،1954‬ومرحلة‬ ‫نصف النهايئ يف عام ‪ .1990‬وصلت إنكلرتا إىل‬ ‫نهائيات كأس األمم األوروبية لكرة القدم ‪ 7‬مرات‬ ‫وكان ترتيبها الثالث عام ‪.1968‬‬ ‫هناك الكثري من األسامء الالمعة يف تاريخ‬ ‫كرة القدم يف إنكلرتا منهم بويب شارلتون‬ ‫وكاري لينيكر وكيفن كيغان ودايفد سيامن وو‬ ‫بيرت شيلتون‪ .‬من أبرز الالعبني الحاليني الكابنت‬ ‫ديفيد بكهام ومايكل أوين املنتقل حديثاً لنادي‬ ‫مانشيسرت يونايتد اإلنكليزي وآشيل كول الذي‬ ‫يلعب يف صفوف نادي تشيليس وواين روين الذي‬ ‫يلعب لنادي مانشسرت يونايتد‪ ،‬الذي قال عنه مدرب‬ ‫مانشسرت السري إليكس فريغسون‪ ،‬إنه أفضل‬ ‫العب أنجبته املالعب اإلنكليزية يف الثالثني سنة‬ ‫األخرية‪ .‬يعد أصغر العب دويل يف العامل‪ ،‬حيث‬ ‫خاض أول مباراة له وعمره ‪ 17‬سنة و‪ 111‬يوماً‪.‬‬ ‫مدرب الفريق هو فايبو كابيلو وهو إيطايل‬ ‫الجنسية‪ ،‬وكان مدرباً ممتازاً مع روما‪ ،‬يوفنتوس‬ ‫وريال مدريد‪.‬‬

‫إعداد رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب قراء‬

‫بين «الجببية»‬ ‫واألعراف أي إنماء في قرنايل؟‬

‫دير ياسين‪...‬‬ ‫المجزرة مازالت مستمرة‬

‫مع انطالق عجلة االنتخابات البلدية واالختيارية‪ ،‬التي ستكون أوىل‬ ‫محطاتها يف الثاين من شهر أيار يف محافظة جبل لبنان عىل أساس‬ ‫القانون القديم بعد أن عجزت الحكومة عن إقرار اإلصالحات املوعودة‪ ،‬تحولت‬ ‫املنافسة االنتخابية يف قرنايل‪ ،‬كام غريها من قرى املنت األعىل عىل قاعدة‬ ‫املنطق العائيل واألعراف التقليدية بني املرشحني‪.‬‬ ‫وتتميز بلدة قرنايل‪ ،‬العاصمة التاريخية لعائلة آل األعور‪ ،‬كام اصطلح‬ ‫عىل تسميتها‪ ،‬بانتامء سكانها اىل كوكتيل من األحزاب وأبرزها االشرتايك‬ ‫والقومي والتوحيدي والوطني الحر‪ ،‬ثم الحزب الدميقراطي واألحزاب األخرى‬ ‫عىل أقليتها‪ .‬هذا املزيج مل يؤثر سلباً عىل العالقات االجتامعية بني أهلها‬ ‫بعضهم بعضاً‪ ،‬وهم يعيشون بوئام ومحبة وكل عىل قناعاته وميوله‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫يف قرنايل يقول العرف إن رئاسة البلدية تسند لـ «أعوري»‪ ،‬ونائبه من آل‬ ‫هالل وهو ما جعل الحوارات والنقاشات «الضيعوية» تنصب عىل طروحات‬ ‫تزيد من حدة التجذر العائيل و»الجببي» الضيق‪.‬‬ ‫ولو طبقت النسبية عىل االنتخابات البلدية يف قرنايل كام غريها من‬ ‫القرى‪ ،‬كيف ميكن لنا تصور تركيبة املجلس البلدي الذي قسمت مقاعده‬ ‫عىل الشكل اآليت‪:‬‬ ‫‪ 7 ‬مقاعد آلل األعور‬ ‫‪ 3‬مقاعد آلل هالل‬ ‫مقعدان اثنان للمسيحيني‬ ‫يف نظرة ثقافية استرشافية حول تطبيق مبدأ النسبية يجوز القول إن‬ ‫قيمتها الفعلية تكمن أساساً يف الرشوع بتطوير ذهنية الناخب وخلق‬ ‫حيوية سياسية تقفز من فوق جدار االصطفافات «الجببية» والعائلية التي‬ ‫حالت أحياناً‪ ‬دون تحقيق اإلمناء املطلوب عرب السنوات املاضية‪ ،‬والتي كانت‬ ‫أن أحدثت بد ًءا من العام ‪(1998‬أول انتخابات بلدية بعد الحرب األهلية)‪،‬‬ ‫فراغاً عىل مستوى الرئاسة ألسباب متنوعة وإعادة ملؤها من خالل اجرتاح‬ ‫تسويات «جببية» حرصاً عىل مبدأ االستمرارية وتأمني حاجات إمنائية‪.‬‬ ‫ولعله ويف ضوء ذلك الواقع‪ ،‬تظهر أهمية خيار النسبية اىل جانب طرح‬ ‫الكوتا النسائية والالئحة املقفلة أو شبه املقفلة وغريهام من اإلصالحات‬ ‫الرضورية األخرى‪ .‬بحيث ميكن عندئذ الحديث عن إمكانية خرق الجدار‬ ‫التقليدي املسدود والتأسيس لحالة بلدية منوذجية تتنافس فيها اللوائح‬ ‫عىل أساس طروحات وبرامج إمنائية تأخذ بعني االعتبار أولويات املواطنني‬ ‫ومطالبهم املعيشية‪ .‬وهي خطوة نرحب فيها عىل طريق التغيري إذا ما‬ ‫اعتمدت خصوصاً عندما يبنى التغيري املنشود عىل املشاركة بعيداً عن‬ ‫منطق االستئثار والتفرد بسلطة القرار‪.‬‬ ‫وألن ورقة اإلصالحات بقيت مطوية بحجة‪ ‬عدم اتساع الوقت‪ ،‬ورمبا عدم‬ ‫توفر النية التغيريية عند غالبية الق ّيمني عىل الحكم وشؤونه إليجاد قانون‬ ‫عرصي وعادل تش ّكل النسبية جزءاً من مراعاته لصحة التمثيل‪ ،‬يبقى‬ ‫النظام ‪ ‬األكرثي‪ ،‬املعتمد حالياً‪ ،‬سيد الساحات بصياغاته وتفاهامته املحلية‬ ‫التي تتوزع من خاللها املقاعد البلدية وفق أطر مسلم بها سلفاً‪ ،‬كام هو‬ ‫الحال يف بلدية قرنايل‪ ،‬تلك الجمهورية الصغرية يف جمهورية أكرب‪ ،‬اسمها‬ ‫نظام طائفي وقوامه الفساد واملحاصصة وإجهاض الطموحات الشابة‬ ‫الداعية اىل خلق نوع من الدينامية يف الحياة السياسية عىل حساب حاالت‬ ‫الجمود املسترشية‪.‬‬

‫قتل “األغيار” يعترب ركيزة أساسية يف العرف الصهيوين‪ ،‬الذي أقام كيانه‬ ‫عرب أبشع عمليات التطهري العرقي يف التاريخ الحديث‪ ،‬والتي لن تسقط‬ ‫بفعل تقادم الزمن‪ ،‬فآميس اإلرهاب الزالت تنضح بها جعبة الصهاينة ضد‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬وألن تاريخ العدو الصهيوين حافل باملجازر ‪ -‬املعروفة‬ ‫وغري املعروفة ‪ -‬يكاد يكون رضباً من الخيال رصد كل املجازر التي ارتكبها‬ ‫الغزاة الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫بعد حصولهم عىل “ وعد بلفور” يف ‪ 1917/11/2‬سعى الصهاينة إىل‬ ‫تصوير فلسطني عىل أنها أرض بال شعب‪ ،‬وليك يحققوا ادعاءهم لجأوا‬ ‫إىل أسلوب قتل أبناء الشعب الفلسطيني‪ ،‬إلفراغ فلسطني من أهلها‬ ‫وإلجبارهم عىل ترك وطنهم‪ .‬ولتنفيذ هذه الخطة اإلجرامية‪ ،‬اعتمد العدو‬ ‫الصهيوين عىل إنشاء العصابات اإلرهابية املسلحة‪ ،‬وأشهر هذه العصابات‪:‬‬ ‫“األرغون” و” شترين “و” الهاجاناه” وغريها من هذه العصابات التي ك ّونت‬ ‫فيام بعد ما يسمى بـ “جيش الدفاع اإلرسائييل”‪.‬‬ ‫وقد يختلف عدد الضحايا بني مجزرة وأخرى‪ ،‬يكرث هنا ويقل هناك‪ ،‬لكن‬ ‫املوضوع ال يكمن يف العدد‪ ،‬فمجزرة دير ياسني التي مرت ذكراها يف التاسع‬ ‫من إبريل كانت نقطة تحول يف تاريخ الرصاع الفلسطيني الصهيوين‪،‬‬ ‫حيث بدأت مع وقوعها املرحلة الثانية من مراحل التطهري العرقي للشعب‬ ‫الفلسطيني بتنفيذ ما عرف بخطة “دالت”‪ ،‬الهادفة إىل احتالل نقاط‬ ‫حيوية اسرتاتيجية‪ ،‬وإقامة ما يسمى بالدولة اليهودية بقوة السالح‪.‬‬ ‫ويف فجر يوم التاسع من نيسان عام ‪ 1948‬هاجمت وحدة “إيتسل”‬ ‫التابعة لـ”األرغون” و”ليحي” التابعة لـ”شترين” قرية دير ياسني‪ ،‬وبتوقيت جد‬ ‫مناسب لهام‪ ،‬ترافق مع تشييع جثامن القائد عبد القادر الحسيني‪ ،‬وقد أبدى‬ ‫السكان مقاومة رشسة اضطرت معها املنظمتان إىل استدعاء عديد من‬ ‫قوات “البلامح” ملساندة “ايتسل” التي اصطدمت بصعوبات جمة حسبام‬ ‫أفاد ضابط “الهاغاناه” املناوب “يونا بيتلسون”‪ ،‬وبالتعاون مع “الهاجانا” ذبح‬ ‫الصهاينة حتى ظهر اليوم نفسه ‪ 100‬فلسطيني معظمهم من الشيوخ‬ ‫والنساء واألطفال‪.‬‬ ‫ويقول “باعيل” املكلف مبراقبة سري املعركة من قبل قيادة “الهاجانا”‬ ‫وتقديم تقرير عن أداء “ايتسل” و”ليحي”‪“ :‬شاهدتهم (أي رجال املنظمتني)‬ ‫وكأنه جنّ جنونهم يركضون يف أزقة القرية يدخلون املنازل الواحد تلو اآلخر‪،‬‬ ‫يطلقون النار عىل من فيها واملصور يلتقط هذه املشاهد التي ما زالت حية‬ ‫يف ذاكريت‪ .‬فهنا زاوية منزل فيها امرأة وأطفال وشيخ مذبوحون‪ ،‬وهناك‬ ‫منزل فيه رجل وامرأة وأطفال مذبوحون وهنا وهناك يتناثر الجرحى”‪.‬‬ ‫ويقول “بن تسيون كوهني” ممثل “ايتسل” يف شهادة له بخط يده‪“ :‬كان‬ ‫مثة اختالف يف اآلراء ولكن األكرثية كانت تحبذ تصفية جميع الرجال وكل‬ ‫من يقف بجانبهم‪ ،‬أكانوا شيوخاً أم نساء أم أطفاال”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وبعد النكبة أصبحت مجزرة دير ياسني مجاال للتنافس بني املنظامت‬ ‫الصهيونية لتحقيق املكاسب السياسية‪ ،‬والحصول عىل املناصب عىل‬ ‫الخريطة السياسية للكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫مل يتوقف نهج اإلرهاب الصهيوين حتى وقتنا الحارض‪ ،‬ففي كل يوم‬ ‫يرتكب العدو الصهيوين مجزرة ضد الشعب الفلسطيني‪ .‬ولن يتوقف هذا‬ ‫النهج مادام الكيان الصهيوين موجوداً فوق أرض فلسطني املحتلة‪ ،‬فاملجازر‬ ‫الجامعية التي تحدثت عنها “التوراة” يف أكرث من موضع‪ ،‬ليست إال مناذج‬ ‫استخدمتها العصابات اإلرهابية الصهيونية‪ ،‬ومن بعدها جيش العدو‬ ‫الصهيوين‪ ،‬لتحقيق هدف واحد‪ ،‬هو إبادة الشعب الفلسطيني وتصفيته‬ ‫بالقتل‪ ،‬أو إجباره عىل الهجرة خوفاً من هذه اإلبادة‪.‬‬

‫مفوضية قرنايل‬ ‫جامنة األعور‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪80‬‬

‫مهند محمد عمر‬

‫رسالة من الضمير‬ ‫المقاوم الى الكيان‬ ‫المتشائم‪...‬‬ ‫أشبه‬ ‫فرحة‬ ‫فتهديك‬ ‫إطمنئ‬ ‫بالفكاهة بالنسبة لنا‪ ،‬فنحن يا زائل‬ ‫وكام يقول سيدي وسيد األسياد إننا‬ ‫أرشف وأرفع وأرقى وأنقى وأصفى‬ ‫وأطهر وأخلص من أن يجرؤ أحد عىل‬ ‫تهديدنا‪ ،‬فعليك أن تعلم يا قاتل‬ ‫الرشيف وصالب العفيف وسارق‬ ‫أرض امليعاد من أرض األسياد‪ ،‬أننا مل‬ ‫نهن ولن نهون ومل ولن نضعف‪ ،‬مل‬ ‫نخف ولن نخاف‪ ،‬لن نجنب ولن نجنب‪،‬‬ ‫وكل تهديداتك هي رساب برساب‪،‬‬ ‫وانفصام بانفصام‪ ،‬وضعف يتك ّلل‬ ‫بالوهم والخداع‪.‬‬ ‫يا زائل ال محال‪ ،‬إننا وبثالوثنا العريب‬ ‫املقدس من إيران اىل سوريا وصوالً‬ ‫اىل قلب الضمري املقاوم الرشيف‬ ‫الذي غيث باملقاومة اإلسالمية‪ ،‬التي‬ ‫أرشق نورها يف العام املقدس ‪1982‬‬ ‫ومن هناك كانت بدايتها‪ ،‬البداية التي‬ ‫غريت لون الشمس ليكون أشد وهجاً‬ ‫وطهارة وصفاء وصموداً وبركة‪ ،‬فأقول‬ ‫لك يا من يخىش من ظله إننا نحن‬ ‫بأماننا وصالبتنا وتصميننا وثباتنا‬ ‫ودماء أرشافنا وشهدائنا سنقول‬ ‫الكلمة الفصل هذه املرة‪ ،‬واعلم أننا‬ ‫جهزنا محامة االحتالل‪ ،‬فبداية حربك‬ ‫التي من ضعفك تحلم بها هي نهاية‬ ‫سفرك‪ ،‬وقرب لحدك منك وفلسطني‬ ‫وقدس األقداس لن تضيع مجدداً فهي‬ ‫عىل أبواب الحرية ال محال‪.‬‬ ‫لوننا يا محتل األرض ال البرش‪،‬‬ ‫يضم من صفوة الصفوة من املقاتلني‬ ‫واملجاهدين‬ ‫واملعلمني‬ ‫واملرشدين‬ ‫واالستشهاديني والقادة من املرشد‬ ‫األعىل الخامنئي اىل سامحة األمني‬ ‫العام لحزب الله السيد القائد حسن‬ ‫نرصالله‪ ،‬املؤيد العيل النارص الجبار‪،‬‬ ‫فهذا مبا يضمه من فروع متأرجحة يف‬ ‫ضياء النور املتوهج املوجود يف قلب‬ ‫الشمس وقلب املؤمن‪.‬‬ ‫فال سبيل لالستقالل والتحرير سوى‬ ‫بعودة الروح‪ ،‬وهذه ليست موجودة إال‬ ‫يف هذه املقاومة النجدية الباسلية‪،‬‬ ‫التي ستقودنا اىل نرص من عند الله‪...‬‬

‫نضال العنداري‬

‫االنحدار‪....‬؟؟‬ ‫مــــــــَـنْ َ‬ ‫موجــــــــو ُد‬ ‫بأ ّمتي‬ ‫فاالنحـــــــدا ُر‬ ‫‪:‬عرص االنحدار ِمىض؟ ‬ ‫قال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫محـدو ُد‬ ‫‪،‬وعقلهم‬ ‫عوب‬ ‫حكموا‬ ‫ ‬ ‫ــــــــم‬ ‫حاكـــــم‪ُ ،‬متحك ِّـ‬ ‫رئيس‪،‬‬ ‫الش َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َم ِل ٌك ‪ٌ ،‬‬ ‫وجدو ُد‬ ‫آبا ُؤنا‬ ‫‪:‬‬ ‫لهــــم‬ ‫قالــــــــوا‬ ‫ ‬ ‫طلبوا ِمنَ‬ ‫ِ‬ ‫الغرب العد ِّو دعامـــــــــــة ً‬ ‫ب َ‬ ‫كانـــــــوا كام نحنُ البن َ‬ ‫محسو ُد‬ ‫حكمنا‬ ‫‪،‬‬ ‫األيـــــــادي‬ ‫ني‬ ‫ني ‪ ،‬فإ َّننــــــا ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫رُعُ و ُد‬ ‫عوب‬ ‫‪،‬و‬ ‫هُ ـــ ِّد َد‬ ‫فالعرش‬ ‫ ‬ ‫ــــم‬ ‫الش ُ‬ ‫السليط َعليهــــ ُـ ُ‬ ‫كونوا لنا َّ‬ ‫السيف ّ‬ ‫نخشـــــــى‪ ،‬و تخشون َّ‬ ‫الجــــــــودُ؟‬ ‫كاد َْت‬ ‫الشوارعَ إ َّنها ‬ ‫تطيح بنا‪ ،‬فأينَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لـَـدُ و ُد‬ ‫ّعيـــم‬ ‫و‬ ‫ُيقا ِمـــــــ ُر‪،‬‬ ‫َم ِل ٌك‬ ‫ ‬ ‫ويح أ ّم ِتنـــــــــا‪ ،‬فهذا حا ُلهــــــــــا‬ ‫الز ُ‬ ‫يا َ‬ ‫َم ِل ٌ‬ ‫ـــــك ٌ‬ ‫ُ‬ ‫دُعُ ودُ(‪)1‬‬ ‫الغانيـــــات‬ ‫ال ّنّسا ُء‬ ‫فيـــــــه‬ ‫ ‬ ‫هزيل ِضمنَ قرص ٍ واســــــــع ٍ‬ ‫ُر ُكو ُد‬ ‫الجميع‬ ‫ــــــح‪ ،‬و‬ ‫فالقدس‬ ‫تركــــــوا املساج َد و الكنا ِئ َس‪ ،‬ويلهم ‬ ‫ُ‬ ‫ُت ْذ َب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُأ ْم ُلـــــــودُ(‪)2‬‬ ‫ُأ ّمتي‬ ‫يا‬ ‫فزعيمهــــــــــا‬ ‫ ‬ ‫القدس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تعلــــم أ َّنـــــــها منســــــــــ َّية ٌ‬ ‫ْ‬ ‫توافقَ‬ ‫البــــــــارو ُد‬ ‫صل ُبها‬ ‫ملباحثــــــــات‬ ‫ ‬ ‫أ ّمتــــــــي‬ ‫هـــــــــــم لدي ِه بأن‬ ‫ٍ‬ ‫ٌّ‬ ‫مفؤودُ(‪)3‬‬ ‫سال ُمــــــــــ ُه‬ ‫و‬ ‫فكال ُمـــــــ ُه‬ ‫ ‬ ‫و أميـــــــــــــــنُ جامع ٍة همو ُم ُه مقعدٌ‬ ‫‪،‬وال ّر ُ‬ ‫وقو ُد‬ ‫جـال‬ ‫اإلمـــا َم‬ ‫قتلــــــــوا‬ ‫ ‬ ‫هم مبساج ٍد؟‬ ‫السال ُم و جندُ ْ‬ ‫أيــــــــــــنَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الخليــــل تذو ُد‬ ‫ترصخ‪ ،‬و‬ ‫القدس‬ ‫و‬ ‫ض ّمـــــــــوا املساج َد يف الخليل ِبقو ٍة ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وجـــود؟‬ ‫هناك‬ ‫‪ َ .‬فهل‬ ‫الصالة‬ ‫منعوا‬ ‫ ‬ ‫كنيس خرابـِهم يف مســــجدي‬ ‫ّ‬ ‫وضعوا َ‬ ‫إنيّ ُّ‬ ‫أشك ِّ‬ ‫يسودُ؟‬ ‫العـــــــد ُّو‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫التقاعس‬ ‫ف ِل َم‬ ‫ ‬ ‫يعــــــــرب‬ ‫بكل أ ّمـــــــــــــ ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َم ْكــــــــــدُ ْودُ(‪)4‬‬ ‫د ّكـــــــــوا العد َّو فإ َّن ُه‬ ‫ ‬ ‫كـــــم؟‬ ‫األبطال أينَ صخو ُر‬ ‫يا أ ُّيــــــها‬ ‫ْ‬ ‫كم محصودُ(‪)5‬‬ ‫َّإن الز‬ ‫ ‬ ‫كـــــم؟‬ ‫يا أ ّيــــــها الزّعام ُء أين همو ُم‬ ‫َ‬ ‫ّعيـــــــــــــم كبيــ َر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫العـــــــــروش ُج ُحودُ(‪)6‬‬ ‫حفريات‪ ،‬و‬ ‫ ‬ ‫لـــــــــــم تعلموا ّأن املق َّدس قد هوى‬ ‫ِمنْ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َمســــــــــــنُو ُد‬ ‫كم‬ ‫عـن َد‬ ‫الحل‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫لـــــن تعرفوا ّأن‬ ‫ِ‬ ‫عروش ْ‬ ‫الخليل محاطـــَــــــة ٌ‬

‫َم ْعهُو ُد‬ ‫عندَكـــــــــم‬ ‫ّس‬ ‫ّإن‬ ‫ ‬ ‫ماه ّمكـــــــــم إال الخنوعُ لغاصــــــب ٍ‬ ‫املقـــــــــد َ‬ ‫ُ‬ ‫الحكـــــــــــم و رّ‬ ‫الث ُ‬ ‫معبــــــــو ُد‬ ‫كبريكم‬ ‫عن َد‬ ‫املــــــــال‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫كم‬ ‫وات يف‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫قاموس ْ‬ ‫ٌ‬ ‫مشـــهو ُد‬ ‫شعوبكــــــــــم‬ ‫عن َد‬ ‫الفق ُر‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫نفــــــــــط ٌ ُمصف َّـــــــى للعد ِّو هديــــ ّـة‬ ‫ْ‬ ‫مســـــــروق و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ســــــــــجو ُد‬ ‫للعد ِّو‬ ‫و‬ ‫الوعودَ‪،‬‬ ‫تعطي‬ ‫ ‬ ‫عب‬ ‫الش ُ‬ ‫فيك ُم عُ ْصبــَة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ممدو ُد‬ ‫لحبيبكـــــــــــم‬ ‫بساطكـــــــم‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫عندكم‬ ‫حبيــــــــــــب‬ ‫هذا نتنيـــــــاهو‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الج ْل ُمــــــــو ُد‬ ‫و‬ ‫اآل َن‬ ‫العد ُّو‬ ‫فهــــــــــو‬ ‫ ‬ ‫نقـــــــــــــاش ألم ِر ِه‬ ‫أ ّما هنيــ ّــــــ َة ال‬ ‫ُ‬ ‫طـــــهران َ‬ ‫ُ‬ ‫منضــــــــو ُد‬ ‫كال ُمها‬ ‫‪:‬‬ ‫منْها‬ ‫فحــــــذا ِر‬ ‫ ‬ ‫تلك عد ّو ٌة‬ ‫قالوا لنـــــــــا ‪:‬‬ ‫الغرب صاح ُبنا ‪ ،‬و ُ‬ ‫و الحقُّ عنـــــــــــ َد كب ِرينا معــــــــدو ُد‬ ‫ ‬ ‫يعرف ح َقنــــــــــا‬ ‫ُ‬ ‫هذا كـــــــــــــال ُم الحاكم َ‬ ‫مـــــــــردو ُد‬ ‫إِخويت‬ ‫يا‬ ‫كال ُمهـــــــــم‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫ني بأ ّمتــــــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صمـــــــــــو ُد‬ ‫عوب‬ ‫عوب‪،‬‬ ‫عن َد‬ ‫ ‬ ‫مفضوحــــــــــة ٌ أرسا ُر‬ ‫ْ‬ ‫وللش ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫هــــــم منبوذة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫بيــــــروت ‪ ،‬غـــــزّة ‪ ُ ،‬و الشآ ُم شهو ُد‬ ‫ ‬ ‫عوب دعامة ً‪،‬‬ ‫أضح‬ ‫طهران َ‬ ‫ـــــــــت للش ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫مخمو ُد‬ ‫زائـــــــــــــل‬ ‫إنك‬ ‫صهيـــــــون‬ ‫يكفي نجــــــــــــا ُد رصاحة ً بتميـ ّــــــ ٍز‪ :‬‬ ‫ُ‬ ‫و ُ الصديـــــــــقُ‬ ‫ودو ُد‬ ‫الصــــديقة‬ ‫أنت‬ ‫ ‬ ‫وأقول‪ :‬أنقـــــــــــرة ُالحبيبــــــــة ُإ ّن ِك‬ ‫ِ‬ ‫شكراً‬ ‫َ‬ ‫أنتـــــــــم ُجناة ٌ ‪ ،‬و الوفو ُد رقـــــــــو ُد‬ ‫ ‬ ‫صاح ببري َز‪:‬‬ ‫ألردوغــــــــــــان َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّإن العقول خمـــــــو ُد‬ ‫لــــــــم تستجب‪،‬‬ ‫لهم‪ ،‬فأينَ عقولهــم؟ ‬ ‫أعطى‬ ‫َ‬ ‫الدروس ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اسطنبـــول ُ‬ ‫ُ‬ ‫لل ّرجـــــــال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫جـــــــال‬ ‫ال ّر‬ ‫فهنا‬ ‫ ‬ ‫منهم‬ ‫طـــــــهران و‬ ‫أفضل ُ‬ ‫عهو ُد ِ‬ ‫مزرو ُد‬ ‫كب ُريهـــــــــم‬ ‫و‬ ‫هـــــــــم‬ ‫فصغ ُري‬ ‫ ‬ ‫مظلومـــــــــة ٌ يا أ ّمتي بقيـــــــــــــادة ٍ‬ ‫ْ‬ ‫الشــــــــــآم‬ ‫إىل‬ ‫الجنـــــوب‬ ‫ ‬ ‫لكــــــنْ أعزّي أ ّمتي بصمو ِدنـــــــــــا‬ ‫ف ِمنَ‬ ‫جنو ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫أســـــــدُ‬ ‫فرصيدُ‬ ‫ـــــــــــآم أسو ُد‬ ‫الش‬ ‫ها‬ ‫ ‬ ‫ها‬ ‫يكفــــــــــي العروبة ُأَ ْن ُتفاخ َر دَه َر‬ ‫ِ‬ ‫حريص‪ٌ ،‬‬ ‫فهنا األســـــــودُ‪ ،‬و لألســـــــو ِد خلو ُد‬ ‫مقــــاوم ‬ ‫شامخ‪ ،‬و‬ ‫أســــــدٌ ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫طرطوس‪ :‬رسحان ابراهيم الشعار‬ ‫(‪ )1‬دعود‪ :‬م‪.‬دعد‪ )2( ..‬أملود‪ :‬ناعم و ضعيف‪ )3( ..‬مفؤود‪ :‬مريض يشكو قلبه‪ )4( ..‬مكدود‪ :‬مرهق‪)5( ..‬‬ ‫محصود‪ :‬مقطوف وموضوع يف يد األعداء‪)6( ..‬الجحود‪ :‬اإلنكار مع العلم واملعرفة‪.‬‬

‫‪81‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫منرب حر‬

‫«التوحيد»‬ ‫والبعد‬ ‫اآلخر‬ ‫بقلم أمني اإلعالم والثقافة‬ ‫هشام األعور‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يعترب التوحيد كباعث يقظة وحيوية‪ ،‬وهو يف تجدد وتساؤل دامئني‪،‬‬ ‫وقد شكل املحور يف مهمة الكشف عن مسار سيايس جديد‪ ،‬يف‬ ‫محاولة منه للتوصل اىل مفهوم حديث ومعمق عن مطلقية الذات‬ ‫التوحيدية‪.‬‬ ‫ال يفرس التوحيد بذاته وإمنا من خالل رموز ومفردات تخرج من رحم‬ ‫املعاناة أو الصدى التغيريي بهدف القيامة يف زمن الخنوع والتفكك‬ ‫واالنحسار‪.‬‬ ‫التوحيد يحتضن االنبعاث واالرتقاء نحو مجتمع لن تدركه الذات‬ ‫الرجعية التي غالبا ما تغرها كهوف املحاصصة والتنازع عىل النفوذ‬ ‫والسلطة‪.‬‬ ‫وبهذا يصبح التوحيد األكرث قدرة عىل دراية جوهر اإلنسان نفسه‪.‬‬ ‫التوحيد الذي يسهر عىل أحالمنا هو قادر عىل إدراك نواة الثمرة‪،‬‬ ‫وتأمني ارتباط التوحيدي بفكره‪ ،‬وتأثريه عىل النشئ وعىل أساليب‬ ‫الخلق واإلبداع‪..‬‬ ‫التوحيد مصباح حتى يف وضح النهار‪ ،‬وهذا املصباح هو تعبري عن‬ ‫الشعلة الداخلية التي هي مبثابة العقل الساعي اىل إدراك التغيري‬ ‫والعمل مبوجبه وأصوله‪.‬‬ ‫التوحيد هو نشاط دائم بواسطته نرتقي من سفيلة هذا املجتمع اىل‬ ‫بلوغ التغيري حيث الصعود واالرتقاء‪.‬‬ ‫إن للتوحيد طيوره التي ترفرف يف الفضاء وقد ال نراها‪ ،‬وكام صور‬ ‫الحامئم الزاجلة كذلك نسور التوحيد تسعى للتبشري برسالتها‬ ‫ولهذه الرسالة ارتباط بتاريخ قوم‪ ،‬عرويب االنتامء والهوى‪.‬‬ ‫التوحيد يتخطى‪ ،‬يتحدى‪ ،‬يرص عىل البقاء‪ ،‬عىل السفر‪ ،‬عىل التمييز‬ ‫بني الواقع حيث النفاق والخداع‪ ،‬وبني حلم االنتصار عىل الركود وعىل‬ ‫كل الزواحف‪.‬‬ ‫للتوحيد حصانة‪ ،‬له حاله وحقله‪ ،‬له املعرصة الخاصة به‪ ،‬وهو ظل‬ ‫العقل املتحرر الذي ال ينام‪ ،‬وهو يخرتق طلوع الفجر ليستقبل شعاع‬ ‫شمسه معلنا بذلك عن انقضاء زمن الخنوع والسكينة والهزمية‬ ‫وتجاوز رتابة وهامشية األيام املتعاقبة والقفز فوق زمن القهر والفقر‬ ‫والوحدة‪.‬‬ ‫يف قلب كل منا أصداء لحلم قد يكون نوعاً من اإلبحار بشكل دائرة‪.‬‬ ‫وهذه الدائرة هي الحائط الفاصل بني األمس ومستقبل الغد‪ .‬وبهذا‬ ‫يصح القول بالتوحيد كمطلب يف مجتمع ملح وصعب اىل هذا الحد‪،‬‬ ‫وهو السبيل للخروج بنا من تلك األوهام واملعتقدات البالية ووضعنا‬ ‫عىل سكة إشارات درب الصعود واالرتقاء نحو األفضل واألجدى‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫‪2009‬‬

‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني ‪www.tayyar-tawhid.org‬‬ ‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -40‬أيار ‪2010‬‬


‫كرامي مك ّرماً في الجاهلية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.