Manbar altawhid issue 39

Page 1

‫يوسف سعادة‪ :‬حكومة الوحدة قد ال تتك ّرر‬

‫االنتخابات البلدية ‪ :‬الكثري من الشكوك‬

‫العدد ‪ 39‬ــ نيسان ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫نساء عن الكوتا ‪ :‬مرحلة انتقالية‬ ‫الشويفات ‪ :‬مدينة الدفاع عن الثغور‬

‫وهاب لسليمان‪ :‬دعوة للتصحيح‬ ‫العراق‪:‬‬ ‫االنتخابات لوحدته‬ ‫سوريا‪:‬‬ ‫املامنعة يف الحق‬

‫لبنان تحت سامء الرضائب الزرقاء‬

‫الجيوب‬ ‫إفراغ‬ ‫‪1‬‬

‫تركيا‪:‬‬ ‫اإلنقالب الفاشل‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫العدد‬

‫‪39‬‬

‫نيسان ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫إلـــــــــى أبطــــــــــال المقـــــاومـــــــــة‬ ‫يا رافعاً عبـــــقَ ال ّرجول ِة إ ّن َ‬ ‫ـــك‬ ‫َ‬ ‫لوالك ما َ‬ ‫هـــم‬ ‫وقف‬ ‫الجميع و ُ‬ ‫ُ‬ ‫نرص ْ‬

‫َ‬ ‫هــم‬ ‫لوالك ما انقط َع ْت براثنُ غد ِر ْ‬ ‫َ‬ ‫أنــــت ا ّلذي أعطيتَنا ِمنْ عـِـــز َِّك‬

‫ُ‬ ‫الصاديـــــــ ْه‬ ‫أمل العروب ِة و‬ ‫القلوب ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الجنوب و الجبالِ ال ّراسيـــــــ ْه‬ ‫فوق‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫الجنــــوب أرى‬ ‫بطل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الجنوب ُمزَّينا ً‬ ‫َ‬ ‫للجنــــــوب حكاي ٌة‬ ‫الجنوب‪ ،‬و‬ ‫بطل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيــــــــها وجدْنا الغا َر َ‬ ‫فوق جنو ِبنا‬ ‫بأن جنو َبنا ٌ‬ ‫قالــــوا َّ‬ ‫لهـــم‬ ‫سهل ْ‬ ‫َهــــم َّأن ال ّر َ‬ ‫أشــاوس‬ ‫جال‬ ‫ع ّل ْمت ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫حط ْم َت غطرسـ َة البغا ِة بقو ٍة‬ ‫حرب ّمتو َز املجاه ُر ُأغ ِل َق ْ‬ ‫ـــت‬ ‫يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫هـم‬ ‫الخـــوف عان َقهم ونام بقل ِب ْ‬

‫َهـــــم يف الهاوية‬ ‫والنّا َر َت ْح ُر ُق جند‬ ‫ْ‬ ‫الس َ‬ ‫يوف ملاضيه‬ ‫لَ ْ‬ ‫ـــــم يعلموا َّإن ّ‬

‫هم ِمنْ أمــ ٍة‬ ‫لهـم‪ ،‬يا وي َل ْ‬ ‫تباً ْ‬ ‫وقفــوا ينادون العد َو تمَ ُّلقــاً‬

‫طلبوا إليـ ِه ْ‬ ‫بأن يتـاب َع قص َفـه‪:‬‬ ‫َهـم‬ ‫تكـم أضـاع َْت رشد ْ‬ ‫لكنَّ وق َف ْ‬ ‫هــــم‬ ‫أ ّما الرجال املخلصــون فإ ّن ْ‬ ‫لحــــــو ُد كان للعروب ِة حافظـاً‬

‫وقفوا‪ ،‬و كانوا كالفياصــل ماضيه‬

‫غاصـب‬ ‫ما دا َم يف أريض عد ٌّو‬ ‫ٌ‬ ‫ـآم هو ّي ٌة‬ ‫بش ّـــــــــا ُر إ َّن َك للش ّـ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الكل قال َّ‬ ‫بأن ِف ْكـ َر َك ن ّيــ ٌر‬ ‫النجـــــــاح ّألم ّـــ ٍة‬ ‫ماهم َك إ ّال‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬

‫َ‬ ‫لوالك ما رف َع ْ‬ ‫رأسها‬ ‫ـت عروبتي َ‬ ‫يعـــــرب‬ ‫بش ّــا ُر إ ّن َك ُذخ ُر ُأ ّم ِة‬ ‫ٍ‬ ‫َهم أَ َّن العروبـــ َة لَ ْم تكنْ‬ ‫ع ّل ْمت ْ‬ ‫بش ّــــــــا ُر إ ّن َك للعروب ِة قائــداً‬

‫ّ‬ ‫كل الحشو ِد عىل مناب َر صاديـــه‬

‫تاجنـــا‬ ‫يا ســـ ّي َد األبطالِ إ ّن َك ُ‬ ‫لكــم‬ ‫فال ّلــــــ ُه َج َّل َجال ُل ُه أَهدى ْ‬

‫للجنوب العافيه‬ ‫الجنــــوب‪ ،‬و‬ ‫تاج‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫نرصاً ُمبينا ِمــــنْ سام ٍء عاليـــــه‬

‫كتبـوا بصرب للعد ِّو رسالــة ً‬

‫لكنَّ ّ‬ ‫بشــــــــا َر الكبيـ َر بعق ِل ِه‬ ‫بش ّـــا ُر َ‬ ‫قال‪ ،‬و لَنْ ُينَا َق َش قو ُلهُ‪:‬‬

‫َ‬ ‫فـــــــوق املناب ِر ‪ ،‬واألح ّب ُة صاغيـه‬ ‫كانت عىل ِّ‬ ‫ْ‬ ‫الخصوم القاضيــه‬ ‫كل‬ ‫ِ‬

‫وقف الوئـــــــــا ُم منادياً‪ ،‬و مح ِّذراً‬ ‫َ‬

‫ياســ ّي َد األسيا ِد أ ْن َت منـــــار ٌة‪،‬‬ ‫ـت غ ّز َة ّأن َ‬ ‫ع ّل ْم َ‬ ‫عناكب‬ ‫بيــت‬ ‫ٍ‬

‫لكم‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫لكل ُمقا ِو ٍم‬ ‫ـآم ْ‬ ‫أرض الش َّـ ِ‬ ‫َ‬ ‫الجميــع َّ‬ ‫بأن ِج َّلقَ هُ ِّدد َْت‬ ‫قال‬ ‫ُ‬

‫وقفا ُتـــــــ ُه عزٌّ‪ ،‬وكانت ساميــ ـه‬ ‫ـــــاب ل ّقنهم دروساً واعيــه‬ ‫وهّ‬ ‫ُ‬

‫َّ‬ ‫الساهيه‪:‬‬ ‫الضعاف‪ ،‬مع‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العروش ّ‬

‫َّإن البـــــال َد منــــــار ٌة عرب ّيــ ٌة‬ ‫َكم فكن َ‬ ‫ْـت ُأل ّمتي‬ ‫أ ّمـا سامحت ْ‬

‫نحــنُ هنا أبنا ُء دمشــقَ ُح ُّبنا‬ ‫يا أ ُّيها رُّ‬ ‫الشفا ُء بشـ َّـا ٌر هنا‬ ‫قال الحقيقـ َة‪َّ ،‬ثم أ ّكـ َد قولــَه‪:‬‬

‫أو ّ‬ ‫اقصـات الخاويه‬ ‫كالطبولِ ال ّر‬ ‫ِ‬ ‫لَ ْم يعلموا َّإن األسـو َد لضاريه‬

‫رساً‪ ،‬عال نيــــ ًة‪ ،‬فبانوا ماشيــه‬ ‫صاروا ِنعاجاً عن َد ُكنــدا ّ‬ ‫الشاريه (‪)6‬‬

‫وك قنبلـ ًة‪ُ ،‬‬ ‫س ّم َ‬ ‫فك َ‬ ‫نت قنابـــ ًال‬ ‫َ‬ ‫قلت الكثيــــ َر‪ ،‬وقد تنا َقل فكــ َرك‬

‫هم؟‬ ‫منكم‪ :‬ال ُأ ُّ‬ ‫حب جنو َب ْ‬ ‫من قال ْ‬

‫حتى الوزي ُر وجد ُْت عي َن ُه هاويـــــه (‪)4‬‬ ‫وال ّليل ُة ّ‬ ‫ليس ْت كاسيه‬ ‫الظلمـــــا ُء َ‬

‫عروش وانيـه (‪)5‬‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫لعن َْت قصوراً ْ‬ ‫ظنّوا َّ‬ ‫كــم يف الزّاويـه‬ ‫بأن رجالَ ْ‬

‫رمــــــح عروبتي‬ ‫يف الجاهلي ِة كان‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كنت الكبيـــ َر عروب ًة بجدار ٍة‬

‫لغاصب‬ ‫فه َو الرهينــ ُة والخضوعُ‬ ‫ٍ‬ ‫يا قبلة َ األحــــرا ِر يّإن عاشـقٌ‬ ‫َهـم؟‬ ‫منكم‪ :‬ال ُأ ِح ُّب جهاد ْ‬ ‫منْ قال ْ‬

‫ليوم الغاشيـــه‬ ‫لق ْنت ْ‬ ‫َهـــــم درساً ِ‬ ‫رأس ُك ْم و ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاشيـــه (‪)3‬‬ ‫والش ُ‬ ‫عب ق ّب َل َ‬

‫‪8‬‬

‫جنبالط‬ ‫عبر الى دمشق‬ ‫بعد أن غ ّير سلوكه‬

‫لَ ْم يفهمــوا َّأن الكرام َة هاديه (‪)8‬‬ ‫أَ ْينَ العروب ُة‪ ،‬والعروب ُة نائيـه؟‬

‫لكم‬ ‫يا َ‬ ‫شعب ِم ْصـ َر ال أرى عُذراً ْ‬ ‫َمنْ َ‬ ‫ِّهـم؟‬ ‫قال‪ :‬إ ّنـي ق ْد َر ِغ ْب ُت بود ْ‬ ‫لهــم؟‬ ‫من قال‪ّ :‬إن عروبتي ملك ٌ ْ‬ ‫ُ‬ ‫أقــــــول‬ ‫ماذا‬ ‫بحاكم و صغــارُهُ‬ ‫ٍ‬

‫بخنادقِ األبطالِ َ‬ ‫تحت ال ّرابيـــــــــــه‬ ‫ُتر َوى ألجيــــالِ العروب ِة كافيـه‬

‫يا أي ُّــــــــــــها األعدا ُء هذي ُ‬ ‫أرضنا‬

‫َخ ِسئوا‪ ،‬فكانـــــــوا ّ‬ ‫فادع تار ًة‬ ‫كالض ِ‬ ‫قالـــــوا بأَ َّن َك قد َذه ْب َت ُمغامــراً‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عروش الطاغيــــه (‪)1‬‬ ‫لوالك ما اهتز ّْت‬ ‫ِع ِّز ّ‬ ‫الساجيـه (‪)2‬‬ ‫موخ و ال ّليايل ّ‬ ‫الش ِ‬

‫رحيل‪ ،‬ويل ٌ‬ ‫لكــم ا ّل ُ‬ ‫خيول عاديه‬ ‫ُ‬ ‫السواع َد عاتيه‬ ‫لَــ ْـم يعرفوا ّأن ّ‬

‫الصغا َر التائهيـن بأ ّمتي‬ ‫أ ّمـــــا ّ‬

‫الصغـا َر ال َّراكعيـن ُبأ ّمتي‬ ‫أ ّما ّ‬ ‫شدّوا الحصا َر‪ ،‬وسـاعدوا أَعدا َءنا‬ ‫َمنْ َ‬ ‫لكم‬ ‫قـال‪ّ :‬إن ُف‬ ‫والذكم درعٌ ْ‬ ‫ْ‬

‫َمنْ َ‬ ‫أصبح ْت هي غازيه؟‬ ‫قال‪ :‬غ ّز ُة َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بهم‪ ،‬فكونوا القاضيه‬ ‫ضاق‬ ‫الخناق ْ‬

‫َمنْ َ‬ ‫عش ْق ُت القاصيه؟ (‪)9‬‬ ‫قال‪:‬إ ّنــي قد ِ‬ ‫من َ‬ ‫قال‪ّ :‬إن عروبتــــــي كالجاريه؟‬

‫ماتوا حصاراً‪ّ ،‬‬ ‫والشوارعُ داميـــه؟‬ ‫وأنا العروب ُة يف دمشــــقَ العـــاتـيه‬

‫فهي املقاومــــــــــ ُة الحبيب ُة غـاليه‬ ‫حب الجانيه؟ (‪)10‬‬ ‫منْ قال منكــم‪ :‬ال ُأ ُّ‬

‫جورج خباز نجم‬ ‫الكوميديا الشاب‬

‫حب الحاميه؟‬ ‫من قال منكم‪ :‬ال ُأ ُّ‬ ‫لألرض‪ ،‬للتَّحريــ ِر ليس لغانيه‬ ‫ِ‬

‫نبع العطا ِء‪ ،‬فال اهتام َم بجازيـه (‪)11‬‬ ‫ُ‬ ‫يّ‬ ‫والجميع سواسيه‬ ‫تـم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إن و أ ْن ْ‬

‫الجنـــوب و حتّى غ ّز َة حاشيه‬ ‫ف ِمنَ‬ ‫ِ‬ ‫ِمنْ ُب َ‬ ‫واألقـزام وابن الناعــيــه (‪)12‬‬ ‫وش‬ ‫ِ‬

‫‪ 64‬مجدي سعد‪:‬‬ ‫العاصفة الشمسية‬ ‫لن تقتل البشر‬

‫قال‪ :‬الشـآ ُم للعروب ِة حامـيه‬ ‫َّإن املقاوم َة ّ‬ ‫الشــريف َة باقيـه‬

‫نحنُ الجنودُ‪ ،‬ولنْ َ‬ ‫الساريــــه‬ ‫متيل ّ‬ ‫أنـــ ْـ َت املحيط‪ ،‬وأينَ َ‬ ‫الساقيـه؟‬ ‫منك ّ‬

‫لوج‪َ ،‬‬ ‫شمس ساميـــه‬ ‫فهم ال ّث ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأنت ٌ‬ ‫ْ‬ ‫عروش باغـيه‬ ‫ذا َق‬ ‫ــــــــت عذاباً ِمنْ‬ ‫ٍ‬

‫َ‬ ‫للسام ِء العاليــــه‬ ‫فـوق املنابــ ِر ّ‬ ‫َف ِمـنَ املحيطِ و حتّى بحــ ِر عُامنيه‬

‫الصافيه‬ ‫ومنــــار ُة األسيا ِد هي ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫املعارك شافيه (‪)7‬‬ ‫وضحل‪ ،‬و‬ ‫سهل‪،‬‬

‫ُ‬ ‫ّروس القاسيــه‬ ‫فيها‬ ‫القنابل والد ُ‬

‫‪2‬‬

‫‪ 17‬‬

‫تيار التوحيد‬

‫‪ 34‬‬

‫عربيات‬

‫‪ 40‬‬

‫فلسطينيات‬

‫حنا غريب‪:‬‬ ‫نظامنا التربوي‬ ‫مذهبي بامتياز‬ ‫منرب التوحيد‬

‫نرشة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫دوليات‬

‫‪ 49‬‬

‫اقتصاد‬

‫ ‬ ‫‪56‬‬

‫ثقافة‬

‫ ‬ ‫‪58‬‬

‫فن‬

‫‪ 60‬‬

‫مرأة‬

‫ ‬ ‫‪64‬‬

‫بيئة‬

‫ ‬ ‫‪68‬‬

‫مناطق‬

‫ ‬ ‫‪74‬‬

‫اجتامعيات‬

‫‪76‬‬

‫ولَــنْ َ‬ ‫هم ّ‬ ‫بالشـــاكيه‬ ‫تكون أما َم ْ‬ ‫عَـــ َّز النّظــ ُري تقــارباً و تدانيه‬

‫‪ -1‬الرباثن‪ :‬األظافر‪ -2.‬الساجيه‪ :‬الساكنة والهادئة والبعيدة عن الخوف‪-3.‬‬ ‫الشاشيه‪ :‬نوع من املالبس‪ ،‬ومام يلف عىل الرأس‪.‬‬ ‫‪ -4‬املجاهر‪ :‬جمع مجهر املنظار‪ ،‬هاويه‪ :‬من يعمل عمال ال يحرتفه وال يجيده‪.‬‬ ‫‪ -5‬وانيه‪ :‬ضعيفة‪ -6 .‬كندا‪ :‬وزيرة خارجية أمريكا‪ -7.‬شافيه‪ :‬جواب مقنع‬ ‫و قاطع‪.‬‬ ‫‪ -8‬الهاديه‪:‬مقدمة كل يشء‪ - 9.‬القاصيه‪ :‬املرأة البعيدة يف الغرب‪.‬‬ ‫‪ -10‬الجانيه‪ :‬قاطفة الثمر‪ -11.‬الجازية‪ :‬الثواب‪ -12 .‬الناعيه‪ :‬املرأة التي تأيت‬ ‫بخرب املوت والهالك‬

‫‪ 8‬‬

‫لبنانيات‬

‫‪58‬‬ ‫ ‬ ‫‪44‬‬

‫طرطوس _ سـرحان ابـراهـيم ّ‬ ‫الشـعار‬

‫ّإن املقاومـــــة الكرميـــــــــة زاهيه‬ ‫قمراً تيض ُء لنا الليـــــــايل الدّاجيه‬

‫صفحة‬

‫‪ 76‬‬

‫تربية‬

‫‪ 79‬‬

‫رياضة‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL:manbar_altawhid@yahoo.com‬‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪3‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫ينشغل اللبنانيون بالقضايا االسرتاتيجية‪ ،‬ويتابعون أخطاراً‬ ‫تتهددهم من “إرسائيل”‪ ،‬باحتامل شن حرب جديدة عىل بلدهم‬ ‫ومقاومتهم‪ ،‬ثأراً للهزمية التي تكبدها الجيش الذي ال يقهر‪ ،‬يف‬ ‫أثناء عدوان الـ ‪ 33‬يوماً‪ ،‬ورفضاً ألن يزيد لبنان من قوته سواء من‬ ‫خالل جيشه عرب إعداده تسليحاً وعقيدة قتالية‪.‬‬ ‫إ ّال أن هذا الخطر الدائم واملحدق والتاريخي‪ ،‬منذ أن ُوجد الكيان‬ ‫الصهيوين الغاصب يف أرض فلسطني عام ‪ ،1948‬مل يقابله‬ ‫املسؤولون اللبنانيون‪ ،‬عىل مر العقود‪ ،‬بتحصني مجتمعهم ومتتني‬ ‫وحدته الوطنية‪ ،‬عرب تغيري صيغة طائفية‪ ،‬تهتز مع كل تحول‬ ‫داخيل أو خارجي‪ ،‬فيتجه لبنان اىل حروب أهلية‪ ،‬بسبب نظامه‬ ‫السيايس‪ ،‬الذي تم تركيبه عىل أساس طائفي‪ ،‬ومل تنفع األزمات‬ ‫التي مرت باللبنانيني‪ ،‬اىل االرتقاء به نحو نظام املواطنة‪ ،‬ال نظام‬ ‫الرعايا الطائفية واملذهبية‪ ،‬مام أبقى رياح الفتنة تعصف به‪ ،‬وأبقى‬ ‫نسيجه االجتامعي والشعبي عرضة للترشذم والتفكك‪ ،‬فلم‬ ‫يذهب اللبنانيون بعد اىل إلغاء الطائفية‪ ،‬التي يجمع الجميع أنها‬ ‫كانت وباالً عليهم‪.‬‬ ‫فإىل جانب املسألة الطائفية‪ ،‬التي متنع االستقرار يف لبنان‪،‬‬ ‫وتعيق تقدمه وازدهاره‪ ،‬وتطور نظامه باتجاه قيام دولة املواطن‪ ،‬فإن‬ ‫املسألة االقتصادية – االجتامعية تحتل حيزاً مه ًام يف ترسيخ‬ ‫األمن االجتامعي‪ ،‬الذي كان يف كثري من األحيان سبباً لتفجري‬ ‫الوضع األمني‪ ،‬ومحطة للعبور اىل تحقيق مكاسب فئوية‬ ‫سياسية أو طائفية ومذهبية‪ ،‬بعد االنحراف باملطالب النقابية‬ ‫والحقوق االجتامعية والضامنات الصحية وتوفري العلم للجميع‪،‬‬ ‫وتأمني فرص العمل‪ ،‬ووقف هجرة الشباب والطالب اىل اتون حقوق‬ ‫الطوائف واملذاهب وضامن امتيازاتها يف النظام عىل حقوق‬ ‫املواطنني‪.‬‬ ‫فبعد مرور نحو خمسة أشهر عىل تشكيل الحكومة الحالية‬ ‫فإن األولويات التي وعد بها رئيسها سعد الحريري‪ ،‬مل يبدأ العمل‬ ‫بها وهي ان تتقدم عىل كل أعامل الحكومة‪ ،‬التي ستعنى‬ ‫بشؤون املواطنني االقتصادية وهمومهم االجتامعية واملعيشية‪،‬‬ ‫وحاجاتهم الخدماتية من كهرباء ومياه وطرقات وتنظيم للسري‬ ‫وتعزيز التعليم الرسمي ومعالجة ملف الصندوق الوطني للضامن‬ ‫االجتامعي‪ ،‬املهدد باإلفالس‪ ،‬وتوفري البطاقة الصحية‪ ،‬ومكافحة‬ ‫الفساد والرشوة‪ ،‬ومواجهة البطالة املسترشية‪ ،‬والتطلع نحو‬ ‫أزمة السكن التي ستخلق مشكلة مهجرين جديدة‪ ،‬برمي آالف‬ ‫املواطنني عىل قارعة الطرقات دون منازل يأوون إليها‪ ،‬بسبب ارتفاع‬ ‫أسعار األرايض والشقق ألرقام خيالية وبرسعة غري متوقعة‪ ،‬إذ‬ ‫زادت األسعار بنسبة ‪ % 600‬خالل السنوات األربع املاضية‪.‬‬ ‫فالحكومة الضائعة يف قانون االنتخابات البلدية‪ ،‬التي اتفقت‬ ‫عىل إدخال إصالحات عليه الكتل النيابية املمثلة فيها‪ ،‬نقضت ما‬ ‫توصلت إليه خالل املناقشات يف مجلس النواب‪ ،‬مام أضاع فرصة‬ ‫إصالحية‪.‬‬ ‫كام ان هذه الحكومة‪ ،‬دخلت يف ملف املحاصصات الطائفية‬ ‫للتعيينات وابتعدت عن آلية تعتمد عىل معايري الكفاءة والنزاهة‪،‬‬ ‫مام شكل انتكاسة لإلصالح اإلداري‪.‬‬ ‫فال إصالح سيايس وال آخر إداري بارشت بهام الحكومة‪ ،‬وهي‬ ‫يف الجانب االقتصادي واالجتامعي‪ ،‬ال تبرش املواطنني إال مبزيد‬

‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫مطلوب‬ ‫تغيير‬ ‫الحكومة‬ ‫لسلوكها‬ ‫المالي‬ ‫الضرائبي‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪4100‬‬

‫من الرسوم والرضائب‪ ،‬يف وقت ال تطمئنهم بأنها ستحسن من‬ ‫وضعهم االقتصادي‪ ،‬أو ان هذه األموال املفروضة عليهم و ُتسلب‬ ‫من جيوبهم‪ ،‬ستأيت عليهم بالضامنات االجتامعية والصحية‪،‬‬ ‫واستثامرها يف مشاريع إمنائية تؤمن املناخ االستثامري لقطاعات‬ ‫إنتاجية‪ ،‬وتفتح أبواب العمل أمام الطامحني إليه ممن انهوا‬ ‫تعليمهم‪ ،‬ونزلوا اىل سوق العمل يفتشون عن وظائف فيها‪.‬‬ ‫فالحكومة تأخرت حتى اآلن يف إقرار املوازنة‪ ،‬التي مل تعرف طريق‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬منذ ست سنوات‪ ،‬ألسباب دستورية وسياسية‬ ‫وأمنية‪ ،‬أما ما قدمته وزيرة املال ريا الحسن من موازنة‪ ،‬والتي تتعرث‬ ‫يف ولوج باب مجلس الوزراء‪ ،‬ألن يف بنودها فرض رسوم ورضائب‪،‬‬ ‫ومنها رفع نسبة القيمة املضافة (‪ )TVA‬من ‪ %10‬اىل ‪ ، %15‬ثم يف‬ ‫زيادة الرسم عىل أموال املودعني يف املصارف من ‪ %5‬اىل ‪ %7‬واىل‬ ‫غري ذلك‪...‬‬ ‫وهذه السياسة املالية والرضائبية املتبعة ما زالت سارية‬ ‫املفعول‪ ،‬منذ وصول الحريرية السياسية اىل الحكم يف العام ‪1993‬‬ ‫إذ اعتمدت عىل االستدانة‪ ،‬ومل تؤمن املال لسداده سوى من جيوب‬ ‫املواطنني‪ ،‬بعد ان كانت الديون مربوطة بالسياسة‪ ،‬أي ان الرأسامل‬ ‫العريب واألجنبي سيتدفق عىل لبنان مع مرشوع السالم للمنطقة‪،‬‬ ‫وستكون حصته وفرية‪ ،‬حيث تم ربطه بتوطني الفلسطينيني يف‬ ‫لبنان‪ ،‬لكن تعرث عملية السالم‪ ،‬أوقعت الخزينة بعجز بعد أن بدأ‬ ‫الدين العام يرتفع‪ ،‬وترتفع معه خدمته‪ ،‬ويزداد عجز املوازنة سنوياً‪،‬‬ ‫ويرتاجع النمو االقتصادي‪ ،‬اىل أن وصل الدين اىل ‪ 51‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫وخدمته اىل حوايل ‪ 4‬مليارات دوالر سنوياً‪ ،‬ومل ينخفض العجز‪،‬‬ ‫الذي بقي يف حدود سقف ‪ ،%30‬كام أن النمو الذي تحقق العام‬ ‫املايض والذي بلغ نحو ‪ ،% 7‬فإنه ناتج عن تدفق األموال اىل املصارف‪،‬‬ ‫التي امتألت بحوايل ‪ 110‬مليارات من الدوالرات‪ ،‬وهو مبلغ ال قدرة‬ ‫للمصارف عىل استثامره يف مشاريع إنتاجية بلبنان‪ ،‬وتحول قس ًام‬ ‫منه اىل سوق العقارات‪ ،‬الذي دخل لعبة املضاربات وبدأ التخوف من‬ ‫ان يسبب ذلك بتضخم مايل‪.‬‬ ‫فالحكومة تطرح مقايضة يف املوازنة‪ ،‬أما االستدانة وبالتايل‬ ‫ارتفاع الدين وخدمته‪ ،‬لتغطية النفقات وتسديد جزء من الفوائد‪،‬‬ ‫أو فرض الرسوم والرضائب ‪ ،‬ويف الحالتني يدفع املواطن مثن سياسة‬ ‫مالية واقتصادية مل تتغري منذ حوايل ‪ 17‬عاماً‪ ،‬إذ سعت حكومة‬ ‫الرئيس سليم الحص يف عهد الرئيس اميل لحود‪ ،‬اىل تخفيض‬ ‫الدين وإدارته بشكل علمي‪ ،‬ووضع خطة خامسية لذلك‪ ،‬مع‬ ‫برنامج اقتصادي – مايل يضع يف أولوياته التوجه‪ ،‬اىل قطاعات‬ ‫اإلنتاج وتشجيع االستثامر فيه‪ ،‬وتوجيه املال نحوه‪ ،‬وعدم االتجاه‬ ‫نحو مشاريع غري مجدية عىل صعيد اإلمناء‪ ،‬لكن عمر حكومة‬ ‫الحص‪ ،‬انتهى قبل أن تبارش عملياً يف تنفيذ خطتها التي استندت‬ ‫الحكومة التي خلفتها برئاسة رفيق الحريري‪ ،‬اىل بعض بنودها‪ ،‬يف‬ ‫برنامجها املايل واالقتصادي‪.‬‬ ‫ومل يتعلم فريق الحريري اإلبن‪ ،‬من التجربة السابقة إذ ما زال عىل‬ ‫السياسة نفسها‪ ،‬إما االستدانة أو الرضائب‪ ،‬وهو اللحس باملربد‪،‬‬ ‫ولقد انقسمت الحكومة عىل هذا املوضوع‪ ،‬ووقف وزراء “حزب الله”‬ ‫و”أمل” و”التيار الوطني الحر” ضد زيادة الرسوم والرضائب‪ ،‬دون تربير‬ ‫لها أمام املواطنني‪ ،‬إذ أن رفع نسبة القيمة املضافة من ‪ %10‬اىل ‪%15‬‬ ‫سيزيد األسعار تلقائياً أكرث من ‪ ، %50‬مام يرضب القيمة الرشائية‬

‫عند املواطنني‪ ،‬فيزيدون إفقارا‪ ،‬وتختفي الطبقة الوسطى‪ ،‬التي‬ ‫انخفضت نسبتها أكرث وينعدم وجود فقراء ونصبح أمام جائعني‪.‬‬ ‫لذلك تتأخر املوازنة‪ ،‬التي كان الجدول رقم ‪ 9‬فيها‪ ،‬وهو مخصص‬ ‫للرسوم والرضائب‪ ،‬عقبة أمام الحكومات‪ ،‬ألنه يسبب لها مشاكل‬ ‫أمام الرأي العام‪ ،‬وكيف أن الحالة املعيشية واالقتصادية للمواطنني‬ ‫تتهاوى‪ ،‬مع ارتفاع سعر صفيحة البنزين مع املشتقات النفطية‬ ‫األخرى كاملازوت والغاز‪ ،‬اىل أسعار خيالية‪ ،‬ومل يعد للمواطن من‬ ‫قدرة عىل تحملها‪ ،‬إذا مل ترفع الحكومة الرسوم عنها‪ ،‬لينخفض‬ ‫سعرها‪ ،‬وهو ما ترفضه ألن موارد الخزينة تأيت من ثالثة مصادر‬ ‫أساسية تؤمن الدخل املبارش لها وهي‪ :‬القيمة املضافة (‪،)TVA‬‬ ‫الهاتف الخلوي والثابت‪ ،‬رسوم املحروقات‪ ،‬حيث استسهل فؤاد‬ ‫السنيورة عندما كان وزيراً للاملية أو مكلفاً بها‪ ،‬أن يذهب اىل‬ ‫الطرق األسهل يف سلب املواطنني‪ ،‬وهي هذه الرسوم والرضائب‪،‬‬ ‫ومل يكلف نفسه البحث عن رضائب ال تصيب الطبقات الفقرية‬ ‫واملتوسطة‪ ،‬كالرشكات الكربى واملصارف وأصحاب الرساميل‬ ‫الكبرية‪ ،‬ووضع الرضيبة التصاعدية‪ ،‬بدالً من الرضائب املبارشة ‪،‬‬ ‫وإجراء إصالح رضيبي ومايل‪ ،‬ثم يف وقف الهدر يف النفقات التي‬ ‫تظهر يف املشاريع الكربى التي تلزمها الدولة‪ ،‬كالطرقات والجسور‬ ‫واملباين‪ ،‬إضافة طبعاً اىل محاربة الفساد يف مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫وتطبيق قانون اإلثراء غري املرشوع‪ ،‬وطرح السؤال عىل كل ما أثرى‬ ‫بأساليب غري قانونية من أين لك هذا؟‬ ‫فلبنان يعيش تحت سامء من الرسوم والرضائب‪ ،‬ويتساكن تحت‬ ‫سقف من الفساد والصفقات والهدر‪ ،‬إذ يقدر الوفر الذي ميكن أن‬ ‫تجنيه الخزينة من الهدر ومكافحة الفساد‪ ،‬حوايل مليار ونصف‬ ‫مليار دوالر‪ ،‬فكيف إذا تم تطبيق قانون اإلثراء غري املرشوع‪ ،‬ومتت‬ ‫استعادة أموال مرسوقة ومنهوبة من خزينة الدولة‪.‬‬ ‫إن اللبنانيني الذي يعيشون قضاياهم الوطنية الكربى ودفاعهم‬ ‫عن املقاومة‪ ،‬ووقوفهم ضد التوطني‪ ،‬ومتتني عالقاتهم مع سوريا‪،‬‬ ‫فإنهم ليك يصمدوا يف مواجهة “إرسائيل”‪ ،‬ويف إفشال املشاريع‬ ‫الخارجية املستهدفة لبلدهم يف وحدته ومقاومته‪ ،‬فإنهم أيضاً‬ ‫يرغبون يف أن تسود مجتمعهم العدالة االجتامعية‪ ،‬وأن ينشأ‬ ‫اقتصاد قوي متني يواكب التحديات اإلرسائيلية املحيطة بلبنان‪،‬‬ ‫بحيث ال يبقى اقتصادنا قامئاً عىل الخدمات وقطاعات معينة‬ ‫كالسياحة‪ ،‬عىل أهمية ذلك‪ ،‬والدور املميز للبنان يف هذا املجال‪ ،‬فإن‬ ‫استمرار العقلية نفسها يف رسم السياسة املالية واالقتصادية‬ ‫ذاتها‪ ،‬منذ سنوات والتي مل توصل إال اىل بلد َم ِدينْ وشعب يدفع‬ ‫خدمة الدين العام مبا يعادل عرشة آالف دوالر سنوياً‪ ،‬فال ميكن‬ ‫السكوت عن واقع قد يهدد الكيان اللبناين مالياً واقتصاديا‪ ،‬بالرغم‬ ‫من اإلجراءات التي اتخذها مرصف لبنان وحاكمه رياض سالمة‪،‬‬ ‫والضوابط التي وضعها والحوافز التي شجع عليها‪ ،‬إ ّال أنها ال تكفي‬ ‫طاملا الحكومة مل تغيرّ سلوكها املايل واالقتصادي‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫«منرب التوحيد »‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫هل أنهى رئيس الجمهورية عهده في عامه الثاني؟‬ ‫وهاب سأل سليمان أن يق ّدم استقالته بوجه َمن يعرقله‬ ‫العهود الرئاسية يف لبنان‪ ،‬تبدأ يف االنحدار‬ ‫والرتاجع بعد عامها الثالث‪ ،‬وأحياناً الرابع‪ ،‬ويبدأ‬ ‫رئيس الجمهورية يفقد قوته يف العامني األخريين‬ ‫من عهده‪ ،‬حيث تفتح معركة الخلف‪ ،‬إذا كان‬ ‫الرئيس املوجود يف القرص الجمهوري ال يرغب‬ ‫يف التجديد أو التمديد‪ ،‬حيث الزم هذا الطموح‬ ‫كل الرؤساء‪ ،‬منذ أول رئيس للجمهورية بعد‬ ‫االستقالل‪ ،‬بشارة الخوري‪ ،‬الذي ج ّدد لنفسه بعد‬ ‫أن أ ّمن أكرثية نيابية له‪ ،‬يف انتخابات حصلت‬ ‫يف ‪ 25‬أيار ‪ ،1947‬و ُو ِصفت باملزورة‪ ،.‬وانتهت والبته‬ ‫بثورة بيضاء عام ‪.1952‬‬ ‫واعتاد اللبنانيون أن يكون رئيس الجمهورية‬ ‫يف أول عامني من عهده قوياً‪ ،‬ألنه يحظى بشبه‬ ‫إجامع لبناين‪ ،‬وتأييد عريب وإقليمي ودويل‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حصل مع كل َمن انتُخب رئيس للجمهورية‪،‬‬ ‫مع اختالف كل ظرف سيايس‪ ،‬داخيل وخارجي‪،‬‬ ‫وكان خطاب القسم هو البوصلة التي يهتدي‬ ‫بها املواطنون‪ ،‬والتي تؤرش لهم كيف سيكون‬ ‫عليه الحكم يف لبنان‪ ،‬وما يأملون منه‪ ،‬يف‬ ‫تحقيق اإلصالح‪ ،‬ومحاربة الفساد‪ ،‬وتعزيز دور‬ ‫الدولة‪ ،‬والعمل عىل إقامة مؤسساتها‪ ،‬وتطبيق‬ ‫القوانني‪ ،‬والحفاظ عىل الدستور‪ ،‬واىل غري ذلك‬ ‫من العبارات الجميلة التي وردت يف كل خطب‬ ‫رؤساء الجمهوريات‪ ،‬التي كانت تنتهي مع إلقاء‬ ‫صاحبها كلمته‪ ،‬وتبقى حرباً عىل ورق‪ ،‬بدليل أن‬ ‫جميع الخطب تشبه بعضها بعضاً‪ ،‬باستثناءات‬ ‫لها عالقة بالظرف السيايس‪ ،‬ولكن العناوين‬ ‫األساسية هي هي‪ ،‬حتى مع آخر خطاب قسم‬ ‫للرئيس الحايل ميشال سليامن الذي مل ين ّفذ‬ ‫منه شيئاً حتى اآلن‪ ،‬وهو غري ملزم للحكومات‪،‬‬ ‫التي تحاسب أمام مجلس النواب عىل بيانها‬ ‫الوزاري‪ ،‬يف حني أن رئيس الجمهورية يضع رؤيته‬ ‫للحكم‪ ،‬الذي هو غري رئايس‪ ،‬ما يعني أن خطاب‬ ‫القسم‪ ،‬ليس له مفعول ‪ ،‬بل يستطيع العهد‬ ‫الجديد أن ينطلق منه‪ ،‬ليض ّمن البيان الوزاري ما‬ ‫يرغب أن يفعله‪ ،‬ويرتجم ذلك من خالل القرارات‬ ‫ومشاريع القوانني التي تصدر باسم الحكومة‪،‬‬ ‫اىل مجلس النواب ليناقشها ويقرها‪.‬‬ ‫وبعد ميض عامني عىل انتخابه كمرشح‬ ‫توافقي‪ ،‬وبتأييد عريب وإقليمي ودويل‪ ،‬وهو قليل‬ ‫ما تو ّفر لرئيس جمهورية‪ ،‬فإن العامد سليامن‪،‬‬ ‫مل ُيظهر قوته يف الحكم‪ ،‬ومل ُيربز إنجازاته التي‬ ‫وعد أنها ستتحقق السيام يف الشق اإلصالحي‪،‬‬ ‫وهو ما ينتظره اللبنانيون دامئاً‪ ،‬عرب تحرير‬ ‫مؤسسات الدولة بكل فروعها من املحسوبية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف التعيينات‪ ،‬اىل الفساد والرشوة داخلها‪ ،‬اىل‬ ‫تطويرها وتحسني أدائها‪.‬‬ ‫فالرئيس سليامن الذي جاء توافقياً‪ ،‬حاول أن‬ ‫يض ّيع دور رئاسة الجمهورية‪ ،‬اىل حد إضعاف‬ ‫صالحياتها‪ ،‬بأكرث مام هي ضعيفة‪ ،‬نتيجة سلبها‬ ‫بعض القوة‪ ،‬بتحويل الوزير أقوى من الرئيس‬ ‫الذي أعطي مهلة لتوقيع املراسيم والقوانني‪،‬‬ ‫وقد تحرر الوزير منها‪ ،‬إضافة اىل موضوع حل‬ ‫مجلس النواب إلخ‪...‬‬ ‫وهذا الوضع الذي تعيشه رئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫دفع برئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب اىل أن ينتقد الرئيس سليامن‪ ،‬ويدعوه اىل‬ ‫االستقالة إذا كان اليستطيع أن يكون رئيساً‬ ‫قوياً‪ ،‬السيام وأنه يتمتع بقوة التوافق الذي‬ ‫منحه إياه اللبنانيون‪ ،‬والذين رأوا فيه الشخص‬ ‫الذي وقف عىل مسافة من الجميع‪ ،‬بعدم زج‬ ‫املؤسسة العسكرية يف الرصاعات السياسية‬ ‫الداخلية‪ ،‬وواجه اإلرهاب‪ ،‬ودعم املقاومة‪ ،‬وقد نال‬ ‫كل ذلك بدعم سوري واضح‪ ،‬عندما كانت القوات‬ ‫السورية يف لبنان‪ ،‬وبثقة من املقاومة للجيش‬ ‫الذي ُأرسيت له عقيدة قتالية‪ ،‬رسم خارطة‬ ‫طريقها أول قائد للجيش العامد إميل لحود الذي‬ ‫مت ّكن من أن يكون الجيش واملقاومة عىل تناغم‬ ‫بينهام‪ ،‬ومواجهة العدو اإلرسائييل بتنسيق تام‪،‬‬ ‫ظهر يف أكرث من عدوان شنه عىل لبنان‪.‬‬ ‫هذه القوة الرئاسية من خالل التوافق‪ ،‬بدّدها‬

‫‪6‬‬

‫سليامن‪ ،‬عرب محاوالت البعض وضعه يف‬ ‫مواجهة قوة مسيحية شعبية‪ ،‬هي “التيار‬ ‫الوطني الحر” برئاسة العامد ميشال عون الذي‬ ‫تنازل عن ترشحه لرئاسة الجمهورية والتي‬ ‫كان يعتربها من حقه‪ ،‬كونه مي ّثل األكرثية‬ ‫الساحقة من املسيحيني ونسج عالقات مع‬ ‫قوى سياسية وحزبية يف طوائف أخرى‪ ،‬لكن‬ ‫يف ظل االنقسامات السياسية الحادة يف لبنان‪،‬‬ ‫ومتوضع عون يف املعارضة‪ُ ،‬صنّف فريقاً‪ ،‬كام‬ ‫مرشح قوى ‪ 14‬آذار نسيب لحود‪ ،‬فكان االتفاق‬ ‫عىل قائد الجيش‪ ،‬الذي ما إن دخل قرص بعبدا‪،‬‬ ‫حتى دغدغته فكرة قيام كتلة نيابية موالية‬ ‫له‪ ،‬ر ّوج لها النائب ميشال املر‪ ،‬الذي قرر وضع‬ ‫رئيس الجمهورية مبواجهة رئيس “تكتل اإلصالح‬ ‫والتغيري”‪ ،‬بعد خروجه منه‪ ،‬كام حاول إقناع‬ ‫الرئيس سليامن إنك وريث عون مسيحياً‪ ،‬فال‬ ‫تض ّيع الفرصة‪ ،‬فزجه فريقاً يف االنتخابات‬ ‫النيابية‪ ،‬وقد فضحه رئيس “القوات اللبنانية”‬ ‫سمري جعجع عندما طالبه بسحب املرشح‬ ‫إميل نوفل لصالح مرشح ‪ 14‬آذار والقوات فارس‬ ‫السيايس‬ ‫مستشاره‬ ‫متحالفاً مع‬ ‫سعيد‪،‬‬ ‫ناظم الخوري ابن بلدته عمشيت‪ ،‬ففقد صفة‬ ‫التوافق‪ ،‬كام خرس موقعه يف عدم زج السلطة‬ ‫يف االنتخابات‪ ،‬حيث بدأت صورته تهتز كرئيس‬ ‫للجمهورية عىل مسافة واحدة من الجميع‪،‬‬ ‫فظهر أقرب اىل ‪ 14‬آذار‪.‬‬

‫يكتف سليامن بذلك‪ ،‬بل ذهب‬ ‫ومل‬ ‫ِ‬ ‫يف مواقفه الداخلية اىل االنحياز‬ ‫لقوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬يف تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫إذ كان يعارض إعطاء عون حصته‬ ‫الكاملة‪ ،‬من املقاعد الوزارية‪ ،‬كام أنه‬ ‫ساير “القوات اللبنانية” وتساهل مع‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري‪.‬‬ ‫هذه الصورة الداخلية ملامرسة‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬زادتها سواداً‪ ،‬أن‬ ‫بحصته‬ ‫طالب‬ ‫سليامن‬ ‫الرئيس‬ ‫يف التعيينات‪ ،‬وجاء بشقيقه فريد‬ ‫اىل إدارة كازينو لبنان‪ ،‬وأطلق يد‬ ‫شقيقه اآلخر محافظ البقاع وجبل‬ ‫لبنان بالوكالة انطوان سليامن‪ ،‬دون‬ ‫حسيب ورقيب‪ ،‬إذ تصاعدت الشكوى‬ ‫عن مخالفات تحصل يف املحافظتني‪ ،‬كام ظهر‬ ‫صهره وسام بارودي متدخ ًال يف الكثري من‬ ‫الشؤون‪ ،‬بحيث أصبح مرجعية ملن له قضية‬ ‫ما يف مؤسسات الدولة‪ ،‬وبرز دوره يف عدد‬ ‫من التعيينات التي تساهل رئيس الجمهورية‬ ‫فيها‪ ،‬فتخىل عن اآلليات القانونية والشفافة‪،‬‬ ‫يأت باملوظف الكفؤ‬ ‫وأخفقها للمحاصصة‪ ،‬ومل‬ ‫ِ‬ ‫والنظيف‪ ،‬بل ساير متحاصصني يف الوظائف‪،‬‬ ‫بتعيني موظفني لهم ملفات يف القضاء‪.‬‬ ‫هذه األجواء ش ّوهت صورة العهد مع‬ ‫عامه الثاين‪ ،‬إذ امتألت الصالونات بكالم عن‬ ‫أن سليامن فشل‪ ،‬وكان عليه أن يكون أكرث‬ ‫حزماً وأن ُيظهر قوته بأن ال يطلب شيئاً له‪ ،‬أو‬ ‫ملن يخصه‪ ،‬فيمكنه أن يواجه املحاصصة‪ ،‬وقد‬ ‫كان الرئيس سليم الحص يرفع شعاراً وميارسه‬ ‫فيقول‪ :‬أنت قوي يف موقعك‪ ،‬طاملا مل تطلب‬ ‫شيئاً لك أو ملن يخصك‪ ،‬ولذلك ُسمي بضمري‬ ‫وتم تعيينه رئيساً للهيئة العربية‬ ‫لبنان وبالنزيه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ملكافحة الفساد‪.‬‬ ‫هذا يف الشأن الداخيل‪ ،‬أما يف الحقل‬ ‫الخارجي‪ ،‬فإن الزيارات التي يقوم بها رئيس‬ ‫الجمهورية اىل الخارج مبعدل زيارتني يف الشهر‪،‬‬ ‫قد فتحت األسئلة حول أهداف هذه الزيارات‪،‬‬ ‫التي يقول الرئيس عنها أنها لوضع لبنان عىل‬ ‫الخارطة الدولية‪ ،‬وكأنه كان منسياً من الدول‬ ‫التي تتدخل فيه‪ ،‬وهي الفرتة التي فيها تدخل‬ ‫مبارش‪ ،‬السيام من الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫ودول أوروبية وعربية أخرى‪ ،‬كام أن الالفت‬ ‫هو حجم الوفود واألعضاء الذين يسمون مع‬ ‫الوفد املرافق لرئيس الجمهورية واملصاريف التي‬ ‫تتك ّبدها الخزينة‪.‬‬ ‫وعدا شكل الزيارات‪ ،‬فإن مضمونها هو ما‬ ‫يجري الحديث عنه لجهة معرفة ما يدور فيها مع‬ ‫رؤساء الدول وحكوماتها‪ ،‬إذ مثة شكوك دارت‪،‬‬ ‫عن الزيارتني اللتني قام بهام الرئيس سليامن‬

‫اىل واشنطن وباريس‪ ،‬والبحث الذي دار حول‬ ‫املقاومة وسالحها‪ ،‬إذ كانت أجوبة سليامن‬ ‫ضعيفة ومرتددة وملتبسة‪ ،‬كام ذكرت مصادر‬ ‫دبلوماسية‪ ،‬دون أن يعني أنه تخىل عن مفهوم‬ ‫املقاومة‪ ،‬لكن دفاعه عنها مل يكن كام كان‬ ‫متوقعاً منه يف أثناء لقائه الرئيس األمرييك‬ ‫باراك أوباما يف واشنطن كام يف لقائه مع‬ ‫الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي‪ ،‬وهو الذي‬ ‫ُيصنف أنه صديق وحليف للمقاومة‪ ،‬التي‬ ‫يعرتف لها بدورها يف تحرير األرض وصمودها‬ ‫بوجه العدوان‪ ،‬فلامذا مل يدافع عن سالحها‪،‬‬ ‫كام يجب وفق ما يقول سياسيون لبنانيون‪،‬‬ ‫ومنهم وهاب الذي توقف أمام الزيارات وأهدافها‪،‬‬ ‫إذ ال يب ّلغ أطرافاً أساسية لبنانية عن نتائجها‪،‬‬ ‫مام اضطر “حزب الله” اىل تجميع معلومات عنها‪،‬‬ ‫وهي التي تعنيه مبارشة‪ ،‬وقد أسهم هو يف‬ ‫وصول سليامن اىل رئاسة الجمهورية بعد ‪ 7‬أيار‪،‬‬ ‫ألنه يحفظ له موقفه اإليجايب من املقاومة‪.‬‬ ‫وما ترك الشكوك حول سليامن‪ ،‬وموقفه من‬ ‫املقاومة تزداد‪ ،‬دعوته لطاولة الحوار‪ ،‬بعد تسمية‬ ‫هيئتها‪ ،‬التي جاءت خارج املعايري الواحدة‪،‬‬ ‫فشطب اسم شخصيات كان ميكن بوزنها‬ ‫السيايس والشعبي‪ ،‬أن تعطي للحوار قيمته‪،‬‬ ‫كام جاء توقيت انعقادها ليطرح أسئلة حول‬ ‫الجهة التي طلبت من رئيس الجمهورية أن تأيت‬ ‫الدعوة بعد قمة دمشق التي جمعت الرئيسني‬ ‫السوري واإليراين ثم لقائهام مع األمني العام لـ‬ ‫“حزب الله” السيد حسن نرص الله‪ ،‬حيث كانت‬ ‫هذه الصورة الجامعة لألسد ومحمود أحمدي نجاد‬ ‫ومعهام نرص الله‪ ،‬رسالة اىل من يعنيهم األمر‪،‬‬ ‫أن لبنان ممثل مبقاومته‪ ،‬فكانت الدعوة لطاولة‬ ‫الحوار‪ ،‬كرد عىل هذه القمة وحضور نرص الله‪،‬‬ ‫وفتح سجال لبناين حول املقاومة وسالحها‪،‬‬ ‫إلظهار االنقسام اللبناين حولها‪ ،‬وأن سليامن‬ ‫مازال الرئيس التوافقي الذي يجمع زعامء البالد‬ ‫عىل طاولة الحوار‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫لكن ما أراده رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫بدّدته الحملة ضده عىل خلفية‬ ‫تشكيل الهيئة‪ .‬ومغزى توقيت‬ ‫الحوار‪ ،‬وقد سادت شكوك حوله‪،‬‬ ‫وقد جاء موقف وهّ اب‪ ،‬بدعوته اىل‬ ‫االستقالة‪ ،‬إذ مل يتم ّكن من تحقيق‬ ‫ما وعد به‪ ،‬أو رمي الكرة يف ملعب‬ ‫من يقف بوجهه‪ ،‬كام فعل الرئيس‬ ‫فؤاد شهاب إلحداث صدمة ما‪ ،‬أو‬ ‫غريه من رؤساء جمهورية كانوا‬ ‫يل ّوحون باالستقالة‪ ،‬إذا شعروا أن‬ ‫هناك َمن يعرقل انطالقة عهدهم‪،‬‬ ‫أو تحقيق ما يرغبون به‪ ،‬وقد ُفهم‬ ‫كالم رئيس “تيار التوحيد” وكأنه‬ ‫إيحاء سوري‪ ،‬ملا تربطه من صداقة‬ ‫وتحالف مع القيادة السورية‪ ،‬وقد أوضح وهاب‬ ‫أن ما يقوله هو رأيه السيايس‪ ،‬وال يلزم أحداً‬ ‫من حلفائه‪ ،‬إذا تلكأوا عن املجاهرة برأيهم الذي‬ ‫يقولونه يف الصالونات‪ ،‬وهو ال يخبئه‪ ،‬وقد قاله‬ ‫من الرابية بعد لقائه العامد عون‪ ،‬فأحدث ضجة‬ ‫سياسية كربى‪ ،‬وجرى تفسري ما أعلنه‪ ،‬وكأنه‬ ‫مربمج مع رئيس “التيار الوطني الحر”‪ ،‬الذي سبق‬ ‫وطالب برئاسة جمهورية لسنتني‪ ،‬وأنه ميهّد لها‬ ‫عرب وهاب الذي نفى أن يكون بحث املوضوع مع‬ ‫عون الذي قال أنه يعرب عن رأيه‪ ،‬وهو ما أ ّكده‬ ‫نواب تكتل “اإلصالح والتغيري” ووزراؤه‪ ،‬الذين دعوا‬ ‫املدافعني عن رئيس الجمهورية‪ ،‬أن يكونوا صادقني‬ ‫يف ما يقولونه‪ ،‬ويعززوا الرئاسة بصالحيات‪،‬‬ ‫وليس بالبيانات‪ ،‬كام أ ّنهم هم أنفسهم ال‬ ‫يوفروا الرئيس سليامن من انتقاداتهم‪ ،‬وقد‬ ‫قادوا حملة “فل” إلخراج الرئيس إميل لحود من‬ ‫قرص بعبدا‪ ،‬بعد أن همشوا وهشموا رئاسة‬ ‫الجمهورية وهدّموها‪ ،‬وقد فشلوا يف إخراج لحود‬ ‫من منصبه الذي بقي فيه حتى آخر دقيقة من‬ ‫املهلة الدستورية‪.‬‬ ‫فاستقالة رئيس الجمهورية‪ ،‬مل يطرحها‬ ‫وهاب‪ ،‬كام أعلن‪ ،‬بل ّ‬ ‫دق ناقوس الخطر‪ ،‬وح ّذر‬ ‫سليامن من أن عهده قد بدأ ينتهي وهو يف‬ ‫نهاية عامه الثاين‪ ،‬ويك ال يستمر يف السنوات‬ ‫األربع عىل ما هو عليه الوضع‪ ،‬وعليه أن يعيد‬ ‫متوضعه يف رئاسة الجمهورية بأخذ دوره وموقعه‬ ‫ومامرسة صالحياته‪ ،‬واستعادة ما فقد منه‪ ،‬وأن‬ ‫يؤ ّكد عىل ما كان يعلنه دامئاً‪ ،‬أنه مع سوريا‬ ‫وليس مع غريها‪ ،‬وال يضع أوراقه يف عواصم‬ ‫أخرى‪ ،‬وهذا ما يؤخذ عليه‪ ،‬أنه يقول كالمني‬ ‫ويتوجب عليه‬ ‫أو لغتني يف مكانني مختلفني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تحديد موقفه وموقعه أكرث من املقاومة وسوريا‪،‬‬ ‫وأن يبقى توافقياً‪ ،‬وليس أقرب سياسياً اىل ‪14‬‬ ‫آذار‪.‬‬

‫سامر الشويف‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫اجتاز خارطة‬ ‫طريق لتبديل‬ ‫موقعه السياسي‬ ‫وإجراء المصالحات‬ ‫واالعتراف باإلساءة‬ ‫لسوريا‬

‫جنبالط عبر الى دمشق بعد أن غ ّير سلوكه‬ ‫وتموضع في العروبة ومع المقاومة‬

‫كان متوقعاً‪ ،‬ووفق خارطة الطريق التي ُرسمت‬ ‫له‪ ،‬للوصول اىل دمشق‪ ،‬بعد انقطاع عنها دام‬ ‫حوايل الست سنوات‪ ،‬اختتام النائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫بنود ما اتفق عليه معه‪ ،‬بإطاللة تلفزيونية‪ ،‬عرب‬ ‫محطة “الجزيرة” الفضائية مع الزميل غسان بن‬ ‫جدو‪ ،‬ليقول العبارة التي كانت متوقعة منه‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫تخل”‪ ،‬توجه بكالم غري الئق اىل‬ ‫أنه يف “ساعة‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد‪ ،‬كام كان أعلن‬ ‫قبل ذلك أنه أساء اىل الشعب السوري‪ ،‬وتذ ّكر‬ ‫تضحيات سوريا وجيشها وشعبها يف مساعدة‬ ‫لبنان ومقاومته‪ ،‬واعتربها الحاضن للدروز يف املحن‬ ‫التي كانت ترضب الطائفة العربية اإلسالمية‪،‬‬ ‫التي يجمعها مع دروز سوريا وفلسطني جغرافيا‬ ‫طبيعية وأوارص العالقة القومية واألخوية‪.‬‬ ‫أطل جنبالط يف توقيت كان مدروساً‪ ،‬األول هو‬ ‫ذكرى انطالقة قوى ‪ 14‬آذار الخامسة‪ ،‬التي أخرج‬ ‫نفسه وحزبه منها‪ ،‬وهو الذي ش ّكل رأس حربة‬ ‫يف إطالقها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪،‬‬ ‫والدور الذي لعبه يف تحريكها يف الشارع‪ ،‬والثاين‬ ‫هي مناسبة اغتيال والده كامل جنبالط يف ‪16‬‬ ‫آذار‪ ،‬حيث قال كالماً عىل قربه بعد خروج القوات‬ ‫السورية‪ ،‬بأنه سامح من قتله ولكنه لن ينىس‪،‬‬ ‫وفتح ملف مقتله عرب اتهام املخابرات السورية‬ ‫به‪ ،‬وتوجه اىل والده قائ ًال‪ :‬لقد كنت جباناً أمام‬ ‫دمك‪ ،‬متوعداً بالثأر من النظام السوري الذي‬ ‫قتله‪ ،‬حيث نبش أوراقا يف ملف‪ ،‬أشار اىل أنه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يحتوي تفاصيل الجرمية‪ ،‬وقام بترسيب معلومات‬ ‫عنها‪ ،‬ونظم ندوات سياسية وحمالت إعالمية‬ ‫حولها‪.‬‬ ‫فمن املناسبتني‪ ،‬خرج رئيس الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك‪ ،‬إذ هو أعلن يف ‪ 2‬آب ‪ ،2009‬أنه بات‬ ‫خارج قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬ليس تنظيمياً كام فعل‬ ‫الرئيس أمني الجميل وحزب الكتائب‪ ،‬بل سياسياً‪،‬‬ ‫واقرتب من سوريا التي اعتربها العمق القومي‪،‬‬ ‫وأنه يخطئ من يظن ويعمل ضد الجغرافيا‬ ‫السياسية‪ ،‬بل ذهب اىل االعرتاف بأن رهانه‬ ‫السيايس فشل عىل املرشوع األمرييك باحتالل‬ ‫سوريا كام اشتهى وطالب اإلدارة األمريكية‪،‬‬ ‫بتغيري نظامها‪ ،‬كام أنه أقر باملقاومة وحقها‬ ‫بالدفاع عن لبنان‪ ،‬وهي سجلت انتصارات‪ ،‬وال‬ ‫مانع من أن متتلك األسلحة الرادعة ضد العدو‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وأن يتم التفكري كيف ميكن أن‬ ‫يستفاد من قوتها بالتعاون والتنسيق مع الجيش‬ ‫اللبناين‪.‬‬ ‫كان هذا الخروج السيايس من مجموعة‬ ‫سياسية ترفع الخصومة لسوريا‪ ،‬وتؤيد عدم‬ ‫وجود املقاومة وبنزع سالحها‪ ،‬انتقاالً لجنبالط‬ ‫من منظومة ‪ 14‬آذار‪ ،‬اىل الوسطية كام قال‬ ‫هو‪ ،‬وكان هذا االنتقال من أجل حفظ ماء الوجه‬ ‫أمام حلفائه السابقني وإلقناع محازبيه وأنصاره‪،‬‬ ‫وبعض من يؤيده يف طائفته‪ ،‬بالخطوة التي أقدم‬ ‫عليها‪ ،‬إذ أحدث موقفه وتحول موقعه صدمة‬

‫‪8‬‬

‫يف صفوف الحزب التقدمي االشرتايك للوهلة‬ ‫األوىل‪ ،‬كام لدى “الجنبالطيني” مدنيون ورجال دين‪،‬‬ ‫كام أنه ه ّز التحالفات السياسية‪ ،‬وقد اضطر‬ ‫أن يخوض معركة سياسية وإعالمية‪ ،‬لتوضيح‬ ‫االنقالب الذي قام به‪ ،‬بالرغم من اعتياد املواطنني‬ ‫عىل تقلباته‪ ،‬لكن ما حصل‪ ،‬أنه أسقط مرشوعاً‬ ‫سياسياً للبنان‪ ،‬كان سيمتد منه اىل املنطقة‪،‬‬ ‫بعد أن كان هو فيه‪ ،‬وراهن عىل أن الرئيس األمرييك‬ ‫السابق جورج بوش سيعمم الدميقراطية‪ ،‬ويزيل‬ ‫األنظمة الدكتاتورية‪ ،‬وقد أقنعه ما جرى يف‬ ‫العراق وسقوط نظام صدام حسني واجتثاث‬ ‫حزب البعث العريب االشرتايك‪ ،‬فرتاءى له‪ ،‬أن‬ ‫آت ال ريب عىل سوريا ونظامها‪ ،‬فتقرب من‬ ‫الدور ٍ‬ ‫املعارضة فيها‪ ،‬لكن حساباته أخطأت‪ ،‬وصمدت‬ ‫سوريا‪ ،‬ومت ّكن رئيسها من أن يواجه املرشوع‬ ‫األمرييك الذي كان عنوانه هو رضب املقاومة‪،‬‬ ‫وأن تتعاون سوريا يف هذا امللف فتسلم‪ ،‬لكن‬ ‫قيادتها رفضت الرشوط واإلمالءات األمريكية‪،‬‬ ‫وجاء انتصار املقاومة عىل العدو اإلرسائييل يف‬ ‫حربه عىل لبنان صيف ‪ ،2006‬ليعزز دورها‪ ،‬ويقوي‬ ‫موقع سوريا املامنع يف وجه املرشوع األمرييك‪،‬‬ ‫الذي كان بدأ ينهار يف العراق‪ ،‬ورفضت سوريا‬ ‫تقديم العون له‪ ،‬ألنها اختارت جبهة املقاومة‬ ‫واملامنعة‪ ،‬وعززت تحالفها مع إيران‪ ،‬بعد أن كانت‬ ‫اإلغراءات تأتيها من أمريكا وعربها لفك ارتباطها‬ ‫بالجمهورية اإلسالمية‪.‬‬

‫كل هذه التطورات قرأها جنبالط الذي ُيعرف‬ ‫عنه أنه يقرأ التحوالت‪ ،‬ويسري مع الرياح‪ ،‬قد‬ ‫يصيب وقد يخطئ‪ ،‬وهو يف السنوات الخمس‬ ‫املاضية أخطأ عندما قال‪ :‬أن الرياح الدولية‬ ‫تعمل لصالحنا‪ ،‬وإننا مل نعد وحدنا يف العامل‪،‬‬ ‫وما علينا إال الصمود‪ ،‬وقد سمح بالتلويح‬ ‫بالعلم الفرنيس يف قرص املختارة‪ ،‬متذكراً دور‬ ‫جدته نظرية زين الدين جنبالط‪ ،‬التي كانت عىل‬ ‫تحالف مع الفرنسيني أثناء انتدابهم للبنان من‬ ‫العرشينات اىل منتصف أربعينات القرن املايض‬ ‫لكن والده انتفض عىل هذه السياسة‪.‬‬ ‫قرر جنبالط تائباً أن يعود اىل قواعده‪ ،‬وقد‬ ‫استذكر أن والده مل يحظ بالدور الوطني يف‬ ‫لبنان‪ ،‬وأن يكون صاحب االسم العريب‪ ،‬والعالقات‬ ‫الدولية‪ ،‬إ ّال ألنه كان يف صف القوى الوطنية‬ ‫التقدمية ومنخرطاً يف املرشوع الوحدوي العريب‬ ‫مع الرئيس جامل عبد النارص‪ ،‬ثم يف العالقة مع‬ ‫سوريا عىل نحو أكرث من نصف قرن‪ ،‬وأن يكون يف‬ ‫موقع القيادة يف الدفاع عن الثورة الفلسطينية‪،‬‬ ‫فكل هذه املحطات مرت يف ذاكرة وريث الزعامة‬ ‫الجنبالطية‪ ،‬وكيف أنه ب ّدد ثروة وطنية كربى‪،‬‬ ‫يف أن يكون مع قوى سياسية وحزبية‪ ،‬تقوم‬ ‫عىل العداء للعروبة وفلسطني‪ ،‬ولكل مقاوم لـ‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬وتعمل لرفع الحواجز مع سوريا‪ ،‬فكان‬ ‫خطابه يشبه خطابات مؤسس حزب الكتائب‬ ‫بيار الجميل‪ ،‬وهو ما كان يتباهى به سمري جعجع‬ ‫إذ كان يقول إن جنبالط أصبح يف خط “القوات‬ ‫اللبنانية”‪.‬‬ ‫هذه املشاهد السياسية مرت أمام جنبالط‬ ‫الذي كان يرى سقوط املرشوع األمرييك يف‬ ‫املنطقة وهزمية الجيش اإلرسائييل‪ ،‬وهو من أكرب‬ ‫الجيوش وأقواها يف الرشق األوسط‪ ،‬أمام املقاومة‬ ‫يف لبنان وفلسطني‪ ،‬كام أن الوضع الداخيل‬ ‫اللبناين مال نحو املعارضة الوطنية‪ ،‬وأن سوريا‬ ‫أصبحت رق ًام أصعب وأقوى يف املعادلة اللبنانية‬ ‫والعربية واإلقليمية‪ ،‬وحتى الدولية‪ ،‬فقرر‬ ‫التموضع يف هذا املحور الذي كان يصفه “مبحور‬ ‫الرش” ويكيل له االتهامات ويحرض عليه‪ ،‬فكان‬ ‫ال بد له من أن يفك ارتباطه باملرشوع األمرييك‪،‬‬ ‫وينهي وجوده مع أدواته يف قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬ورأى‬ ‫أيضاً أن طائفته التي له نفوذ قوي فيها وعليها‪،‬‬ ‫قد بدأ يأخذها اىل مواقع ليست من تاريخها‪،‬‬ ‫وال متت اىل تراثها‪ ،‬فهي سليلة سلطان باشا‬ ‫األطرش وشكيب ارسالن وشكيب وهاب‪ ،‬وكل‬ ‫القادة الوطنيني الدروز الذين دافعوا عن العروبة‬ ‫واإلسالم‪ ،‬أثناء حمالت “الفرنجة” (الصليبيني) عىل‬ ‫لبنان واملنطقة‪ ،‬كام أن الدروز صمدوا يف الجوالن‬ ‫ورفضوا الهوية اإلرسائيلية ومتسكوا بهويتهم‬ ‫العربية السورية‪ ،‬كام أن أفراداً من أبناء الطائفة‬ ‫الدرزية انخرطوا يف أحزاب قاومت االحتالل‬ ‫كالحزب السوري القومي االجتامعي الذي كان‬ ‫من استشهادييه وجدي الصايغ وابتسام حرب‪،‬‬ ‫إضافة اىل املقاوم نضال الحسنية وغريهم من‬

‫الذين قاوموا االحتالل الصهيوين يف الجبل‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي كان جنبالط يف موقع بدأ‬ ‫يبتعد عن تاريخ الدروز‪ ،‬كان داخل الطائفة من‬ ‫يعمل عىل رفض نهجه وسياسته ومواجهة‬ ‫املرشوع األمرييك الذي انخرط فيه‪ ،‬وعىل‬ ‫توجيه النصائح له‪ ،‬أن يرتك مكانه ويعود اىل‬ ‫موقعه الطبيعي‪ ،‬وأن ال يهدر تراث والده قبل‬ ‫تراث طائفته‪ ،‬وكان أكرث الناصحني له رئيس‬ ‫“تيار التوحيد” وئام وهاب الذي كان أكرث الخصوم‬ ‫السياسيني له‪ ،‬فلم يوفره يف السياسية‬ ‫واإلعالم‪ ،‬وملا صدرت منه مواقف تنبئ بتغيري‬ ‫ما‪ ،‬كان بدأ يظهر بعد أحداث ‪ 7‬أيار ‪ ،2008‬وأنه‬ ‫سيحافظ عىل طائفته‪ ،‬وال ميكنه أن يذهب‬ ‫بها باتجاه الصدام مع املقاومة وحلفائها‪،‬‬ ‫ومنهم حلفاء لها يف الجبل نفسه‪ ،‬وقد شعر‬ ‫رئيس الحزب التقدمي االشرتايك بخطأ تقديره‬ ‫وتحليله للموقف الذي اتخذه فتقدم وكام هو‬ ‫معروف عنه بعملية نقد ذايت‪ ،‬واعرتف بخطأ‬ ‫رهانه السيايس‪ ،‬وانفتح عىل املعارضة عموماً‬ ‫والدرزية خصوصاً‪ ،‬وقد تلقف وهاب التحول الذي‬ ‫بدأ جنبالط ميارسه‪ ،‬ولقاءاته مع “حزب الله”‬ ‫فجس رئيس “تيار التوحيد” األجواء يف سوريا‬ ‫ّ‬ ‫أن ينقل رسالة‬ ‫التي كلفته القيادة العليا‬ ‫تقدير وتطمني من القيادة السورية‪ ،‬وكان أول‬ ‫من حملها له‪ ،‬وظهر اىل جانبه يف منزله يف‬ ‫كليمنصو‪ ،‬يرصحان اىل وسائل اإلعالم‪ ،‬وقد‬ ‫اعتربت الرسالة السورية‪ ،‬أنها فتحت الباب‬ ‫له‪ ،‬ولكنها مل تدعوه اىل الدخول‪ ،‬قبل أن‬ ‫يستكمل مصالحات مع أطراف لبنانية تعتربها‬ ‫سوريا رضورية‪ ،‬ليعود إليها‪ ،‬فحصلت اللقاءات‬

‫‪9‬‬

‫مع أبرز رموز املعارضة العامد ميشال عون‪،‬‬ ‫الوزير سليامن فرنجية‪ ،‬الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬الحزب الدميقراطي اللبناين‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل “حزب الله” وحركة “أمل” والغداء الذي أقامه‬ ‫وهاب عىل رشف جنبالط يف الجاهلية‪ ،‬وحرضته‬ ‫شخصيات سياسية‪.‬‬ ‫فكل هذه الخارطة اجتازها جنبالط الذي‬ ‫القته القيادة السورية بالرتحيب‪ ،‬وقد أبلغته‬ ‫عرب “حزب الله” الذي توىل أمينه العام السيد‬ ‫حسن نرصالله‪ ،‬أن يكون هو واسطة اتصال‬ ‫جنبالط مع الرئيس األسد‪ ،‬الذي تنازل عن كل ما‬ ‫هو شخيص‪ ،‬ألنه يريد لطائفة املوحدين الدروز‪،‬‬ ‫أن تبقى عىل كرامتها وعنفوانها‪ ،‬وهي لها‬ ‫تاريخها‪ ،‬وشاركت يف الثورة السورية الكربى‪،‬‬ ‫التي قاومت االحتالل الفرنيس‪ ،‬وقد رفضت‬ ‫االنفصال عن محيطها العريب‪ ،‬وأن تنشئ‬ ‫“دويلة درزية”سعت إليها “إرسائيل”‪ ،‬فرفضها‬ ‫كامل جنبالط ومانع بقيامها وليد جنبالط مع‬ ‫القيادات الدرزية الوطنية‪ ،‬حيث مل يصدر صوت‬ ‫درزي واحد يتجرأ عىل املطالبة بـ”كانتون درزي”‪،‬‬ ‫وهذه قوة الدروز‪ ،‬أنهم كأقلية يحملون القضايا‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬ويكونون يف الصفوف األوىل‬ ‫للمقاومة منذ أيام األمري فخر الدين‪ ،‬وقد عاد‬ ‫جنبالط اىل هذا التاريخ ‪ ،‬وأن اللقاء مع األسد‬ ‫هو نقطة االنطالق لعالقة “جديدة” ألن سوريا‬ ‫تستقبل وتحتضن كل من يكون يف العروبة ومع‬ ‫فلسطني واملقاومة ضد “إرسائيل”‪ ،‬يف عملية‬ ‫تغيري سلوك‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫االستراتيجية الدفاعية تضيع في جدل بيزنطي‬ ‫بين استخدام قوة المقاومة وإلغاء وجودها‬

‫هو جدل بيزنطي‪ ،‬يدور منذ أربع سنوات عىل‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬التي أراد منشئها الرئيس نبيه بري‬ ‫أن تكون بدي ًال الستخدام العنف واللجوء اىل‬ ‫الشارع‪ ،‬ومل تتمكن من أن تؤدي دورها‪ ،‬فهي وبعد‬ ‫تشكيلها مطلع آذار ‪ 2006‬وبدء جلسات الحوار‬ ‫يف مجلس النواب‪ ،‬مل متنع من أن تقوم املعارضة‬ ‫آنذاك باالعتصام يف ساحة رياض الصلح‪،‬‬ ‫واللجوء اىل التظاهرات والعصيان املدين‪ ،‬ألن‬ ‫الحوار هو بني نهجني ومرشوعني يتصارعان وال‬ ‫ميكن أن يلتقيا إذ تعاطى فريق ‪ 14‬آذار أنه املنترص‬ ‫عرب املرشوع األمرييك وإخراج القوات السورية من‬ ‫لبنان‪ ،‬ومحاولة إضعاف حلفائها فيه‪ ،‬وبأنه هو‬ ‫من آلت إليه السلطة دون غريه‪ ،‬وهذا ما تسبب‬ ‫بأزمة سياسية ودستورية حول املشاركة يف‬ ‫الحكم‪ ،‬وتطبيق الدستور ال سيام يف مقدمته‪،‬‬ ‫التي نصت عىل أن ال رشعية ألية سلطة إذا مل‬ ‫تتمثل فيها الطوائف األساسية‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فاملرحلة األوىل من الحوار التي بدأت يف آذار‬ ‫ودامت حتى نهاية حزيران‪ ،‬أعقبها مبارشة‬ ‫العدوان اإلرسائييل يف ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬ألن‬ ‫البند الذي بقي عىل طاولة الحوار‪ ،‬كان البحث‬ ‫يف اسرتاتيجية دفاعية مبواجهة االعتداءات‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬لكن “إرسائيل” ومعها أمريكا اللتان‬ ‫تسلحتا بالقرار ‪ 1559‬الصادر عن مجلس األمن‬ ‫الدويل يف ‪ 2‬أيلول ‪ ،2004‬الذي طالب بنزع سالح‬ ‫امليليشيات اللبنانية وغري اللبنانية‪ ،‬واملقصود‬ ‫هو سالح املقاومة اللبنانية والفلسطينية‪ ،‬وأن‬ ‫الحوار مرفوض حول كيف ميكن أن يكون هذا‬ ‫السالح من ضمن اسرتاتيجية للدفاع عن لبنان‪،‬‬ ‫ويتم ترشيعه يف بيانات الحكومة‪ ،‬التي تعهدت‬ ‫األكرثية فيها وعىل رأسها فؤاد السنيورة‪ ،‬أن‬ ‫ينتزع السالح ولكن بالحوار‪ ،‬وهذا ما مل يحصل‬ ‫وأبلغت وزيرة الخارجية األمريكية آنذاك غونداليزا‬ ‫رايس‪ ،‬السنيورة أنه نقض تعهداته هو وقوى‬

‫‪10‬‬

‫‪ 14‬آذار‪ ،‬وكان أ ّكد لها بأنه ستتم معالجة هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬ومل ميض وقت قصري حتى وقعت الحرب‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬وأكدت رئيسة الدبلوماسية‪ ،‬أن هدف‬ ‫هذه الحرب هو إنهاء املقاومة وتسليم سالحها‬ ‫اىل الجيش اللبناين‪ ،‬ورسم خارطة جديدة للرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬وهذا ما توافقت عليه مع دول عربية‬ ‫معتدلة اقتنع قادتها أن إزالة املقاومة يعني‬ ‫إلغاء النفوذ اإليراين يف لبنان‪ ،‬كام أن قوى ‪14‬‬ ‫آذار تحمست للعدوان ألنه ينهي قوة عسكرية‬ ‫تخل بتوازنها الوضع السيايس واألمني الداخيل‪،‬‬ ‫ومينع فريق األكرثية من أن يحكم‪ ،‬حتى أن أطرافاً‬ ‫يف السلطة ووزراء يف الحكومة طالبوا قبل أن‬ ‫يعلن وقف األعامل العسكرية عرب القرار ‪،1701‬‬ ‫أن يسلم “حزب الله” سالحه‪ ،‬وهذا ما أفقد‬ ‫الحكومة الصفة الوفاقية‪ ،‬وبتجاوز بيانها الوزاري‬ ‫الذي ّ‬ ‫رشع املقاومة كأداة دفاع عن لبنان‪.‬‬ ‫توقف العدوان ووقعت البالد يف أزمة ثقة‬

‫داخلية بني أطرافها‪ ،‬وشعرت املقاومة بأنها كام‬ ‫هي مستهدفة من العدو اإلرسائييل‪ ،‬فإنها تحت‬ ‫دائرة الخطر من الداخل‪ ،‬ال سيام بعد أن صدر عن‬ ‫مجلس الوزراء قرار‪ ،‬بنزع شبكة اتصاالت املقاومة‪،‬‬ ‫التي اضطرت اىل الدفاع عنها وعن وجودها‪،‬‬ ‫فكانت أحداث ‪ 7‬أيار عام ‪ ،2008‬عملية ردع لهؤالء‬ ‫بعد أن متادوا يف تصوير املقاومة وكأنها ميليشيا‬ ‫وإغراقها يف رصاع مذهبي وطائفي‪ ،‬وكانت‬ ‫العملية العسكرية التي مل تدم سوى ساعات‬ ‫قليلة‪ ،‬إ ّال إلعادة التوازن الداخيل‪ ،‬وقد فرضت‬ ‫ح ًال سياسياً بانتخاب رئيس جمهورية توافقي‪،‬‬ ‫وتشكيل حكومة وحدة وطنية للمعارضة فيها‬ ‫الثلث الضامن‪ ،‬إضافة اىل إصدار قانون انتخابات‬ ‫وإجرائها‪.‬‬ ‫مر الحوار يف ثالث مراحل‪ ،‬مرتني يف مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬املرحلة األوىل قبل العدوان اإلرسائييل‪،‬‬ ‫والثانية بعده‪ ،‬ويف املرحلتني مل يتم التوصل‬ ‫اىل نتيجة سوى ما تقرر حول دعم قيام املحكمة‬ ‫الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬اىل قيام‬ ‫عالقات دبلوماسية مع سوريا وترسيم الحدود‬ ‫معها‪ ،‬اىل مراجعة الفصائل الفلسطينية حول‬ ‫سالحها خارج املخيامت وتنظيمه داخلها‪.‬‬ ‫هذه البنود مل تأخذ كثرياً من الحوار عىل‬ ‫الطاولة‪ ،‬التي عادت وانعقدت يف القرص‬ ‫الجمهوري‪ ،‬بعد انتخاب الرئيس ميشال سليامن‪،‬‬ ‫وكان عىل جدول أعاملها بند واحد‪ ،‬هو‬ ‫االسرتاتيجية الدفاعية‪ ،‬التي مل يحصل تقدم‬ ‫يف الحوار حولها‪ ،‬كون النقاش يدور من موقعني‬ ‫ووطنيتني‬ ‫سياسيتني‬ ‫وثقافتني‬ ‫مختلفني‪،‬‬ ‫متناقضتني‪ ،‬إذ كان فريق ‪ 14‬آذار يرص عىل أن‬ ‫يبحث موضوع سالح املقاومة فقط‪ ،‬وكيف ميكن‬ ‫تسليمه اىل الدولة‪ ،‬يف حني أن قوى املقاومة‬ ‫كانت تطرح نظرية االستفادة منه يف الدفاع عن‬ ‫لبنان‪ ،‬وهو ما ورد يف البيان الوزاري للحكومات‬ ‫املتعاقبة‪ ،‬ومنها الحكومة الحالية‪ ،‬لكن “الفريق‬ ‫السيادي” كام يسمي نفسه‪ ،‬ال يقبل بسالح غري‬ ‫سالح الجيش اللبناين‪ ،‬وهذا أمر طبيعي وبديهي‪،‬‬ ‫لو أن الجيش لديه السالح الذي يردع أي عدوان‬ ‫إرسائييل‪ ،‬لكن يف وضعه الحايل‪ ،‬فإن ثالثة قادة‬ ‫للجيش من إميل لحود اىل ميشال سليامن وجان‬ ‫قهوجي‪ ،‬أكدوا عىل رضورة وجود املقاومة كقوة‬ ‫ردع يف املرحلة الحالية‪ ،‬وأن الجيش غري مؤهل ويف‬ ‫إمكانياته أن يلعب الدور الذي لعبته املقاومة‪ ،‬يف‬ ‫صد عدوان متوز وتكبيد العدو اإلرسائييل هزمية‬ ‫لجيشه‪.‬‬ ‫فالحوار حول السالح‪ ،‬مرفوض من املقاومة‪،‬‬ ‫التي مل تقف مرة ضد أي حوار حول االستفادة‬ ‫منه‪ ،‬ضمن خطة وطنية للدفاع عن لبنان‪،‬‬ ‫وطرحت مقولة التزاوج بني الجيش واملقاومة‪،‬‬ ‫والبعض يعطيها وصف التناغم أو التنسيق‪،‬‬ ‫وقد أثبتت الوقائع والتجارب عىل مدى عرشين‬ ‫عاماً أو أكرث‪ ،‬صحة هذه النظرية التي ال تريض‬ ‫أطرافاً سياسية‪ ،‬ألنها وتحت ذرائع مثل إبقاء قرار‬

‫الحرب والسلم يف يد الدولة‪ ،‬تحاول أن مترر مرشوعاً‬ ‫أمريكياً وإرسائيلياً‪ ،‬بإنهاء وجود املقاومة‪ ،‬ألسباب‬ ‫منها سياسية وأخرى طائفية ومذهبية‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل ارتباط فريق مبحاور عربية ودولية يدعو اىل‬ ‫أن يتحول لبنان اىل دولة سالم‪ ،‬وتطبيق اتفاق‬ ‫الهدنة‪ ،‬وليس اىل دولة مساندة أو مواجهة‬ ‫كام طرح الرئيس أمني الجميل عىل طاولة الحوار‪،‬‬ ‫التي كان توقيت انعقادها إضافة اىل تشكيلها‪،‬‬ ‫مدار انتقاد لرئيس الجمهورية الذي مل يعتمد‬ ‫معياراً واحداً‪ ،‬بل كانت هيئة الحوار انتقائية‪،‬‬ ‫كام أن اإلعالن عن موعدها تزامن بعد انعقاد‬ ‫القمة اإليرانية – السورية يف دمشق‪ ،‬والتي كان‬ ‫األمني العام “لحزب الله” السيد حسن نرصالله‬ ‫ضيفاً عىل مأدبة العشاء التي جمعت الرئيسني‬ ‫محمود أحمدي نجاد وبشار األسد‪ ،‬والتي أغضبت‬ ‫“إرسائيل” والواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬حيث‬ ‫رأت قوى سياسية وحزبية حليفة للمقاومة بأن‬ ‫الرئيس سليامن مل يكن بريئاً يف دعوته‪ ،‬واإلعالن‬ ‫املفاجئ عنها‪ ،‬وبالرغم من أنه رد مع بداية انعقاد‬ ‫الجلسة األوىل للحوار‪ ،‬بأن التوقيت غري مرتبط‬ ‫بقمة دمشق‪ ،‬وال حتى مع البيان الدوري الذي‬ ‫أصدره األمني العام لألمم املتحدة بان يك مون حول‬ ‫تنفيذ القرار ‪ ،1701‬الذي أشار فيه اىل استمرار‬ ‫تسلح املقاومة واىل خرقها له‪ ،‬حيث ظهر وكأن‬ ‫الدعوة اىل انعقاد طاولة الحوار‪ ،‬إمنا يصب يف خانة‬ ‫طرح موضوع السالح‪ ،‬وهو ما ظهر من مواقف كل‬ ‫من الكتائب و”القوات اللبنانية” و”تيار املستقبل”‪،‬‬ ‫حول دور هذا السالح عىل الطاولة‪ ،‬ويتجاوب‬ ‫ذلك مع الطروحات اإلرسائيلية واألمريكية التي‬ ‫تطلب من الحوار‪ ،‬أن يعالج موضوع السالح فقط‬ ‫ونزعه وليس االسرتاتيجية الدفاعية‪.‬‬ ‫لذلك كان انعقاد طاولة الحوار‪ ،‬ظاهرة شكلية‬ ‫فقط‪ ،‬ويحاول رئيس الجمهورية أن يستفيد منها‪،‬‬ ‫عىل أنها املكان الذي ين ّفس االحتقان يف الشارع‪،‬‬ ‫ويقيم ميثاق رشف بني األطراف املتنازعة اىل عدم‬ ‫التصعيد السيايس واإلعالمي‪ ،‬وأن هذه الطاولة‬ ‫التي مىض أربع أعوام عىل وجودها‪ ،‬لن تخرج‬ ‫بنتائج إيجابية‪ ،‬ألن االنقسام السيايس انقسام‬ ‫عامودي حول املقاومة‪ ،‬وسالحها‪ ،‬أو يف طرح‬ ‫جعجع رفض وجود املقاومة‪ ،‬وهذا يالقي طروحات‬ ‫أمريكية وأخرى أوروبية إضافة اىل ما يصدر عن‬ ‫العدو اإلرسائييل‪ ،‬حول رفض وجود املقاومة‪ ،‬التي‬ ‫حاول الرئيس سليامن ويف أول طرح ملفت له‪،‬‬ ‫أن يعلن أن الجيش هو للدفاع وأن املقاومة تتواجد‬ ‫عندما تحتل األرض‪ ،‬وهو يعاكس ما هو معمول‬ ‫به‪ ،‬بأن املقاومة موجودة ولها خصوصيتها‪ ،‬وعىل‬ ‫املتحاورين أن يالقوا الصيغة التي تزاوج بني الجيش‬ ‫واملقاومة والشعب‪ ،‬وهذا ما اقره البيان الوزاري‬ ‫للحكومة‪ ،‬والذي تحفظ عليه كل من “القوات‬ ‫اللبنانية” والكتائب والوزير بطرس حرب‪ ،‬الذين‬ ‫رفضوا وجود عبارة املقاومة يف البيان وهو األمر‬ ‫نفسه الذي حصل يف البيان الذي صدر عن‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬وكلف الرئيس السنيورة بصيغة‬

‫‪11‬‬

‫مع املدير العام لرئاسة الجمهورية‪ ،‬فرفض ورود‬ ‫العبارة التي تضمنها البيان الوزاري‪ ،‬والتي نصت‬ ‫عىل أن الدفاع عن لبنان هو للجيش واملقاومة‬ ‫والشعب‪ ،‬وموقف السنيورة ليس بالجديد‪ ،‬فهو‬ ‫عندما كان رئيساً للحكومة‪ ،‬مل يقبل أن ترد‬ ‫عبارة املقاومة كأحد الوسائل للدفاع عن لبنان‪،‬‬ ‫يف البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت‬ ‫يف الخرطوم عام ‪ ،2006‬فواجهه رئيس الجمهورية‬ ‫السابق إميل لحود‪ ،‬وأرص أن يرد موضوع املقاومة‬ ‫كعنوان للدفاع عن لبنان يف البيان‪ ،‬وتضامن‬ ‫معه رؤساء وملوك‪ ،‬وهذا ما حصل‪.‬‬ ‫فطاولة الحوار قد تستهلك كثرياً من الوقت‬ ‫ولن تنعقد بشكل دوري‪ ،‬وأن البعض يحاول‬ ‫أن يفرض توقيتاً للخروج من الحوار بنتيجة‪ ،‬ألن‬ ‫املطلوب هو قرار سيايس‪ ،‬يتخذه ممثلون انتخبهم‬ ‫الشعب اللبناين‪ ،‬بأن املقاومة حق مرشوع يف‬ ‫الدفاع عن لبنان‪ ،‬وهذا ما أثبتته يف امليدان‪،‬‬ ‫وأن البعض الذي يحاول أن ينتزع من املقاومة‬ ‫تسليم سالحها‪ ،‬وإنهاء دورها ووجودها‪ ،‬سيدخل‬ ‫يف سجال عقيم‪ ،‬وسيربز حالة االنقسام بني‬ ‫اللبنانيني حول املقاومة وسالحها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫بدأت “إرسائيل” تستفيد منه‪ ،‬إذ أعلن رئيسها‬ ‫شمعون برييز أن اللبنانيني منقسمون حول‬ ‫املقاومة التي تعمل عىل تدمري لبنان‪ ،‬الذي هو‬ ‫“سويرسا الرشق” بنظر رئيس دولة العدو‪ ،‬الذي‬ ‫مل ميارس إال االعتداءات واملجازر ومنها مجزرة قانا‬ ‫التي حصلت أثناء العدوان ‪.1996‬‬ ‫فالحوار بقدر ما هو مفيد ورضوري‪ ،‬كام يعلن‬ ‫املسؤولون اللبنانيون‪ ،‬لكنه ال يجوز أن يتحول‬ ‫اىل حوار طرشان‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه الوقائع‪ ،‬إذ‬ ‫أن السجال بعيد جداً‪ ،‬والقواسم املشرتكة غري‬ ‫قريبة أبداً‪ ،‬إذ مثة تباعد بني األطراف السياسية‪،‬‬ ‫انطالقاً من فهم الرصاع مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬إذ‬ ‫أن أطرافاً لبنانية‪ ،‬نشأت عىل عقيدة أن “إرسائيل”‬ ‫ليس لها أطامع يف لبنان‪ ،‬وأن الوجود الفلسطيني‬ ‫هو الذي تسبب باالعتداءات واالجتياحات وكأن‬ ‫هذا الوجود ليس نتيجة الغتصاب فلسطني وطرد‬ ‫الفلسطينيني من أرضهم‪ ،‬وهذه أدبيات سياسية‬ ‫عبرّ عنها أحزاب الكتائب و”القوات اللبنانية”‬ ‫و”األحرار” كام أن البعض يرى أن العرب ذهبوا اىل‬ ‫السالم‪ ،‬فلامذا إبقاء لبنان ساحة للرصاع‪ ،‬وربطه‬ ‫مبحاور خارجية‪ ،‬السيام بإيران وسوريا‪ ،‬وأن األقل‬ ‫تطرفاً يعمل إلحياء اتفاق الهدنة الذي أسقطته‬ ‫“إرسائيل” مرات عدة‪ ،‬كام أن البعض يحاول أن‬ ‫يعوض عن املقاومة بطرح فكرة دمجها بالجيش‪،‬‬ ‫وهو يعلم أن عملها يف حرب العصابات مختلف‬ ‫عن دور الجيش النظامي‪.‬‬ ‫سيبقى الخالف قامئاً بني نهجني‪ ،‬نهج ثقافة‬ ‫املقاومة‪ ،‬وأخر سلك طريق ثقافة االستسالم وال‬ ‫بد من أن تفوز واحدة عىل أخرى‪ ،‬والتجربة األوىل‬ ‫تبدأ بالحوار‪.‬‬

‫زهري العياش‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫من غير المقبول أن يكون كالم تيار المستقبل مغاير لكالم رئيسه‬

‫ّ‬ ‫يتسنى لنا تشكيل حكومة وحدة وطنية مرة أخرى‬ ‫سعادة‪ :‬قد قد ال‬ ‫أربعة أشهر مضت عىل تشكيل‬ ‫حكومة عُ رفت بحكومة الوحدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬غري أن الواقع أثبت غري‬ ‫ذلك متاماً‪ ،‬إذ بدت الحكومة متجسدة‬ ‫بثوب الحكومات السابقة‪ ،‬حيث ال‬ ‫اعتبار ألولياتها املتعلقة بالشؤون‬ ‫واألمن‬ ‫واالقتصادية‬ ‫السياسية‬ ‫البنود‬ ‫ش ّكلوا‬ ‫الذين‬ ‫االجتامعي‪،‬‬ ‫األساسية للبيان الوزاري الذي تاله‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري‪ ،‬ولكن‬ ‫حتى اآلن ما تحقق منه هو تحسني‬ ‫العالقات بني لبنان وسوريا التي‬ ‫ت ّوجت بزيارة الرئيس الحريري اىل‬ ‫دمشق‪ ،‬بالرغم من خطاب تياره‬ ‫والبعض من فريق عمله الرافض لهذه‬ ‫الخطوة البناءة يف تحسني العالقات‬ ‫مع سوريا واالعرتاف بدورها العرويب‪،‬‬ ‫أضف اىل الحدث األكرب واألهم‪ ،‬الذي‬ ‫متثل مبصالحة الشجعان يف الجاهلية‬ ‫بني الوزير السابق رئيس تيار التوحيد‬ ‫وئام وهاب والنائب وليد جنبالط‬ ‫ليستكمل بزيارة عون اىل الجبل‪،‬‬ ‫وبرتاجع جنبالط عن موقفه من‬ ‫سوريا‪ ،‬حيث اعرتف من قناة الجزيرة بأن‬ ‫الفرتة التي مرت وما حدث فيها من مغالطات‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫تخل»‪ ،‬استدركها جنبالط وأعلن‬ ‫كانت «لحظة‬ ‫عنها عشية السادس عرش من آذار‪ ،‬ذكرى‬ ‫اغتيال الشهيد كامل جنبالط‪ ،‬واستكمل‬ ‫املشهد السيايس بتحويل قانون انتخابات‬ ‫املجالس البلدية بحكم املعجل لدراسته وإجراء‬ ‫اإلصالحات عليه قبل انتهاء الفرتة املحددة له‪،‬‬ ‫وإ ّال قد تجري االنتخابات عىل القانون القديم‪،‬‬ ‫وصوالً اىل انعقاد طاولة الحوار التي أثارت الكثري‬ ‫من الجدل حولها إن كان من حيث توقيتها أو من‬ ‫حيث املسمني فيها‪ ،‬والتعيينات اإلدارية التي‬ ‫حلت فيها املحاصصة‪ ،‬وغابت الكفاءة والنزاهة‬ ‫التي نادى بها الرئيس سليامن منذ فتح ملف‬ ‫التعيينات‪ ،‬وكأن هذه األحداث كانت متعمدة‬ ‫إللهاء املواطنني عن تردي الوضع االقتصادي‪،‬‬ ‫واالرتفاع املستمر لألسعار‪ ،‬وعن إقرار موازنة‬ ‫العام ‪ 2010‬بعد انقضاء املهلة الزمنية املحددة‬ ‫لها‪.‬‬ ‫وهكذا تتالت األحداث السياسة‪ ،‬واختتمت‬ ‫باملوقف من رئيس الجمهورية ميشال سليامن‬ ‫الذي عبرّ عنه الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬من عىل‬ ‫منرب الرابية‪ ،‬حفاظاً عىل صالحيات الرئيس‬ ‫التي يحاول البعض تجريده منها نهائياً‪ ،‬إضافة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اىل االلتباس لبعض مواقفه‪.‬‬ ‫وللبحث يف تلك األحداث‪ ،‬التقت «منرب‬ ‫التوحيد»‪ ،‬الوزير يوسف سعادة‪ ،‬الذي أ ّكد‬ ‫يف حديثه عىل أن الحكومة هي حكومة وحدة‬ ‫وطنية ألنها األوسع متثي ًال منذ الطائف ولغاية‬ ‫اليوم‪ .‬متمنياً أن ال تكون حكومة تناقضات‪ ،‬وإن‬ ‫كان فيها أكرث من فريق‪ ،‬وان يكون هناك حد‬ ‫مقبول من التضامن الوزاري‪ ،‬للعمل واالنتاج‪ ،‬مبا‬ ‫يليق بآمال الناس‪.‬‬ ‫وتابع سعادة‪ :‬بالنسبة لهذه الحكومة الفرصة‬ ‫املتاحة‪ ،‬يف ظل هذا االستقرار السيايس‪،‬‬ ‫والجو اإلقليمي الذي ينعكس إيجاباً عىل لبنان‪.‬‬ ‫وهذا التمثيل الواسع‪ ،‬فإما هذه الحكومة تنتج‬ ‫وتساعد يف إخراج البلد من أزمته‪ ،‬أو نكون قد‬ ‫أضعنا فرصة كبرية‪ ،‬ال أعرف إذا كان سيتسنى‬ ‫لنا فرصة أخرى مامثلة‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬ما استطيع قوله اآلن‪ ،‬أنه‪ ،‬من خالل‬ ‫الن ّيات التي نشاهدها داخل مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫مثة اتجاه كبري للعمل والتضامن‪ .‬ونحن كفريق‬ ‫سيايس يف البلد‪ ،‬دخلنا اىل الحكومة عىل هذا‬ ‫االساس‪ ،‬وان شاء الله تستمر األمور هكذا من‬ ‫دون أن يطرأ اي عامل‪ ،‬يعيدنا اىل الوراء‪.‬‬ ‫وحول أسباب عدم تنفيذ الحكومة حتى اآلن‬ ‫ألولوياتها االجتامعية واالقتصادية واملعيشية‬

‫‪12‬‬

‫نفى سعادة أن يكون هناك أي سبب‬ ‫مبارش‪ ،‬موعزاً األمر اىل بعض النقاط‬ ‫الخالفية‪ ،‬التي اعتمدت الحكومة‬ ‫تأجيلها‪ ،‬مشرياً اىل أن من واجب‬ ‫الحكومة معالجة املواضيع االقتصادية‬ ‫واالجتامعية التي هي من ضمن‬ ‫أولوياتنا وأولويات الرئيس الحريري والتي‬ ‫يع ّلق املواطنون اآلمال عليها‪ ،‬معترباً‬ ‫أن الحكومة مل تفشل يف تعاطيها‬ ‫بهذه امللفات‪ ،‬ألن الزال لديها الوقت‬ ‫الكايف‪ ،‬لتبارش بدراسة تلك امللفات‪،‬‬ ‫بالرغم من وجود بعض االنقسامات‬ ‫يف البلد‪ .‬مؤ ّكدا أهمية أن تالمس‬ ‫الحكومة هذه األمور وبشكل رسيع‬ ‫وتكون عىل قدر اهتامم الناس مع‬ ‫التأكيد أن هناك وقت أخذته كان‬ ‫يجب أن تستفيد منه‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫ال مينع أن تأخذ وقتاً إضافياً للبدء‬ ‫مبناقشة هذه األمور‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق مبوضوع زيارة رئيس‬ ‫الحكومة سعد الحريري إىل سوريا‪،‬‬ ‫أشار سعادة إىل أن الحريري تحدث يف‬ ‫مجلس الوزراء عن أنه سيقوم بزيارة‬ ‫ثانية لسوريا الستكامل ما بدأه يف‬ ‫الزيارة األوىل‪ ،‬مؤكداً أنه يريد عالقات مميزة مع‬ ‫سوريا‪ ،‬باعتبار أن ذلك يعد من األمور الرضورية‪،‬‬ ‫وأن الوصول إليها هي من مصلحة البلدين‬ ‫والشعبني‪ ،‬واصفاً الزيارة بالجيدة جداً وأن األمور‬ ‫تجري بشكل طبيعي‪ ،‬فالجانبان يطالبان بأفضل‬ ‫العالقات‪ ،‬مؤ ّكداً أن عالقة الحريري مع سوريا ممتازة‬ ‫مقارنة مبا كانت عليه‪ ،‬وأنه مل يتم تحديد حتى‬ ‫اآلن الوفد الوزاري الذي سيكون مع الحريري يف‬ ‫زيارته الثانية إىل سوريا‪.‬‬ ‫ولفت سعادة‪ :‬إىل أن الحريري ال يستطيع‬ ‫أن يكون منفتحاً عىل الجميع عندما يكون‬ ‫هناك خطابان سياسان متناقضان‪ ،‬لذا «يجب‬ ‫تقريب وجهات النظر بني الخطابني‪ ،‬أو أن يتبنى‬ ‫تيار املستقبل كالم الحريري»‪ ،‬معترباً أنه «من‬ ‫غري املقبول وغري الطبيعي أن يكون كالم تيار‬ ‫املستقبل مغاير لكالم رئيسه‪ ،‬بالنهاية إما أن‬ ‫يكون الحريري مقتنعاً مبا يقوم به وإما ال‪ ،‬متسائ ًال‬ ‫كيف ميكن لفريقني سياسيني أن يتنبى كل‬ ‫منهام خطابا مناقضا لآلخر أن يكونا حلفاء؟‬ ‫ورداً عىل سؤال عن عالقة تيار املردة وبالتحديد‬ ‫رئيسه الوزير فرنجية برئيس الحكومة سعد‬ ‫الحريري قال سعادة‪« :‬العالقة مقبولة مع الحريري‬ ‫خاصة بعد أن تعرف الوزير فرنجيه اىل الرئيس‬

‫الحريري‪ ،‬وملس منه نيات إيجابية وطيبة‪ ،‬وأنه‬ ‫يريد فع ًال حكومة وفاقية‪ ،‬وراغب باالنفتاح عىل‬ ‫الجميع‪ ،‬والخروج من االصطفافات‪ ،‬بعد مرحلة‬ ‫صاخبة من الخالفات‪ ،‬واليوم نحن يف مرحلة‬ ‫تأسيسية قد ننتهي بعدها اىل عالقة ممتازة مع‬ ‫الرجل أو حتى عالقة صداقة ولكن حتى الساعة‬ ‫ال زلنا يف اطار التأسيس وكلام قربتنا السياسة‬ ‫كلام أصبحت العالقة أمنت بني فرنجية والحريري»‪،‬‬ ‫مؤ ّكداً عدم طرح الوزير فرنجيه نفسه كوسيط‬ ‫يف تقريب وجهات النظر بني الرئيس الحريري‬ ‫والقيادة السورية‪ ،‬وأن الوزير فرنجيه سيبقى كام‬ ‫هو‪ ،‬عندما يشعر أنه ال بد من قيامه بأي دور وطني‬ ‫فإنه مستعد لذلك وسيفعل‪.‬‬ ‫وفيام يتع ّلق بعالقة تيار املردة بالتيار الوطني‬ ‫الحر أ ّكد سعادة‪ :‬أن ما يتم ترسيبه حول وجود‬ ‫خالفات مع التيار الوطني الحر مختلق وال اساس‬ ‫له من الصحة‪ ،‬فنحن حلفاء وهناك تنسيق‬ ‫مشرتك يف هذا املجال‪ ،‬يف إطار مساحة العمل‬ ‫السيايس بيننا وبني التيار الوطني الحر‪ ،‬كحلفاء‬ ‫مع باقي القوى السياسية‪ ،‬واكرث من ذلك‪ ،‬فإننا‬ ‫والتيار نكمل بعضنا بعضاً ونتكامل سوياً‪.‬‬ ‫وعن التموضع الجديد للنائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫وزيارته اىل سوريا‪ ،‬أ ّكد سعادة أن زيارة رئيس‬ ‫«اللقاء الدميقراطي» النائب وليد جنبالط اىل‬ ‫سوريا ال تؤسس لتحالفات جديدة عىل الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬الفتاً اىل أن تيار املردة ينظر اىل الزيارة‬ ‫نظرة إيجابية بانتظار ما سينتج عنها‪.‬‬ ‫والحملة عىل رئيس الجمهورية‪ ،‬شدّد‬ ‫سعادة عىل أن رئيس تيار «التوحيد اللبناين»‬ ‫الوزير األسبق وئام وهاب عبرّ من الرابية عن رأيه‬ ‫الشخيص وبالتايل ّ‬ ‫فإن موقفه ال يعبرّ عن رأي‬ ‫املعارضة أو رأي القيادة السورية‪ ،‬مبدياً حرص‬ ‫تيار املردة الدائم عىل رئاسة الجمهورية‪ ،‬موضحاً‬ ‫أنه يف حال حصل خطأ ما فال بد أن نشري اىل‬ ‫ذلك بوضوح ونعطي رأينا من دون أن ينتقص‬ ‫ذلك من صالحيات الرئيس‪ ،‬الفتاً اىل أن «حملة‬ ‫الدفاع واملزايدة يف الدفاع عن موقع الرئيس ال‬ ‫تخدم ال موقع الرئاسة وال الرئيس سليامن»‪،‬‬ ‫داعياً اىل»الذهاب بحملة الدفاع اىل تعزيز النص‬ ‫لجهة الصالحيات»‪ ،‬ون ّبه اىل أن «هذه الصالحيات‬ ‫ال يجب ان تكون عىل حساب صالحيات أخرى»‪،‬‬ ‫معيداً اىل األذهان تجربة الرئيس إميل لحود «‪.‬‬ ‫وأكد سعادة رفض تيار املردة التلويح باستقالة‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬مشدداً عىل الثقة بالرئيس‬ ‫ميشال سليامن‪.‬‬ ‫وعن االنتخابات البلدية‪ ،‬وما إذا كان القانون‬ ‫النسبي يؤمن التمثيل الصحيح أعرب سعادة‬ ‫عن أن تيار املردة ليس لديه مشكلة بإجراء‬ ‫اإلنتخابات يف موعدها‪ ،‬مؤ ّكداً باملقابل رضورة‬ ‫إجراء اإلصالحات‪ ،‬معترباً النسبية أهم طرح‬ ‫إصالحي حقيقي للنظام االنتخايب‪ ،‬رغم أن‬ ‫شكلها يرتك بعض التساؤالت لدى اللبنانيني‪، ،‬‬ ‫مشرياً اىل أن ليس هنالك ما يربط بني تطبيق‬

‫النسبية يف اإلنتخابات البلدية وتطبيقها يف‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬الفتاً اىل أن «النسبية هي‬ ‫أسهل بكثري من االنتخابات عىل أساس النظام‬ ‫األكرثي ألنها تؤ ّمن عدالة التمثيل‪ ،‬وألن كل فئات‬ ‫املجتمع سوف تكون مشاركة بشكل فعيل»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تعطل عمل‬ ‫وقال‪« :‬أما الكالم الذي يقول إ ّنها‬ ‫املجالس البلدية‪ ،‬فهذا قول خاطىء ومترسع»‪،‬‬ ‫متمنياً أن ّمير هذا املرشوع عرب املجلس النيايب‬ ‫يك ال يتم هذا االستحقاق عرب القانون القديم‪،‬‬ ‫نافياً معرفته مبا يدور يف الكواليس السياسية‬ ‫واإلعالمية حول وجود صفقة يجري اإلعداد لها‬ ‫لتأجيل االنتخابات البلدية‪.‬‬ ‫وأمل سعادة أن تتم هذه االنتخابات برسعة‬ ‫مؤ ّكداً عدم الخوف من نتائجها مع تأكيده عىل‬ ‫إدخال التعديالت التي لطاملا ُوعد املواطن بها‪.‬‬ ‫ولدى الحكومة الوقت الكايف إلمتام كل اإلصالحات‬ ‫املطلوبة لذلك إذا توجب عليها تأجيل تقني‬ ‫لالنتخابات بهدف إدخال اإلصالحات فلن تحصل‬ ‫كارثة كربى ولكن يبقى األهم إمتام االنتخابات يف‬ ‫موعدها يف إطار اإلصالحات املطلوبة»‪.‬‬ ‫ويف موضوع تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء‬ ‫الطائفية السياسية‪ ،‬أشار الوزير سعادة اىل‬ ‫ان املوضوع ال يطرح يف وقته اآلن وال يوجد هناك‬ ‫اختالف باملضمون‪ ،‬الفتاً اىل أنه «يف الزواج املدين‬ ‫اإلختياري صوت النائب فرنجية ض ّد هذا املرشوع‬ ‫معترباً أنه سوف يشكل رفضاً من الطائفة‬ ‫املسلمة»‪.‬‬ ‫وإذ فرق بني الغاء الطائفية السياسية والغاء‬ ‫الطائفية من املجتمع‪ ،‬أوضح أن “املسيحيني‬ ‫خائفون من الوضع الدميغرايف الواقع يف البلد‬ ‫ولكن يجب إزالة هذه الهواجس شيئاً فشيئاً‬ ‫وتبديدها بالسياسة وتثبيت رشاكة فعلية مع‬ ‫الرشكاء يف الوطن يف الوقت الذي يجب فيه‬ ‫احرتام هذه الهواجس”‪.‬‬ ‫وعن التعيينات اإلدارية املرتقبة رأى سعادة‬ ‫أنها ستُنصف املسيحيني هذه املرة‪ ،‬مشريا اىل‬ ‫أنه سيحافظ عىل موضوع املناصفة وتعيني‬ ‫الشخص الكفوء يف املركز املناسب‪ ،‬مشددًا عىل‬ ‫رضورة أن يكون لكل اللبنانيني فرص متساوية‬ ‫للوصول اىل الوظيفة سواء كانوا حزبيني او‬ ‫مستقلني‪.‬‬ ‫وأوضح أن ك ًال من التعيينات اإلدارية واألمنية‬ ‫رضورة «ألنه ال ميكن أن ننتج يف إدارة كل الناس‬ ‫فيها بالتكليف»‪ ،‬معترباً أنه يبقى للتعيينات‬ ‫األمنية األفضلية‪.‬‬ ‫ويف إطار الحديث عن طاولة الحوار رأى سعاده‬ ‫أنها قامئة‪ ،‬متمنياً أن تناقش القرارات املصريية‬ ‫من خالل جلسات تجمع االقطاب اللبنانية إلقرار‬ ‫ملفات هامة توجب عليهم أن يكونوا فريقاً واحداً‬ ‫التخاذ املواقف‪ ،‬معترباً أن جزءاً كبرياً من اللبنانيني‬ ‫لديهم النية واإلرادة للتأسيس ملرحلة جديدة من‬ ‫أجل تعزيز االستقرار يف البالد واالنفتاح للتوصل‬ ‫اىل نقاط مشرتكة‪ ،‬مبدياً تفاؤله من اجتامع‬

‫‪13‬‬

‫هذه الطاولة‪ ،‬معترباً أنها ليست بالرضورة لبحث‬ ‫االسرتاتيجية الدفاعية فقط‪ ،‬فأي موضوع عىل‬ ‫مستوى وطني يستطيع أن يبحث ويناقش»‪،‬‬ ‫الفتاً اىل أن «األفرقاء هم أنفسهم الذين شكلوا‬ ‫الحكومة اللبنانية‪ ،‬فليس هناك مانع من طرح أي‬ ‫موضوع وطني عليها»‪.‬‬ ‫كوزير دولة‪ ،‬قال‬ ‫ويف ما يتع ّلق بطرحه‬ ‫سعادة‪ :‬الظروف التي جعلتنا نأخذ وزارة الدولة‬ ‫معروفة‪ ،‬وال حاجة اىل تكرارها‪ ،‬موضحاً أهمية‬ ‫وزارة الدولة يف الدول الدميقراطية الحديثة‪ ،‬ألنها‬ ‫تشارك يف صنع القرارات السياسية‪ ،‬اىل جانب‬ ‫رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب النظام‬ ‫املتبع يف البلد‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬إذا كنا نتكلم عن أهمية وزارة الدولة‬ ‫قبل الطائف‪ ،‬كان من املفرتض أن تكون أهم‬ ‫بعده‪ .‬ألن الدور السيايس للوزير‪ ،‬تعزز بعده وصار‬ ‫رشيكاً فعلياً يف القرار السيايس يف البلد‪ ،‬من‬ ‫خالل مجلس الوزراء‪ ،‬حيث يكون لديه حضوره‬ ‫االعالمي والسيايس وتعاطيه مع الوزراء اآلخرين‪.‬‬ ‫لكن هذا ال يعني أن موقع وزير الدولة موقع فخري‪،‬‬ ‫بل عىل العكس‪ ،‬فهو موقع فعيل‪ ،‬وعىل الوزير أن‬ ‫يكون نشيطاً‪ ،‬وإذا استطاع التحرك والتعاطي‬ ‫بالشق السيايس كام يجب‪ ،‬وهذا ما اطمح اليه‪،‬‬ ‫ستكون وزارة الدولة موقعاً مه ًام‪.‬‬ ‫وأضاف سعادة‪ :‬عىل املستوى الشخيص‬ ‫للمرة األوىل أدخل اىل العمل الوزاري‪ ،‬بينام «تيار‬ ‫املردة» موجود منذ زمن‪ .‬ومن خالل متابعتي ملا‬ ‫يحدث يف الجو السيايس‪ ،‬وعميل الدائم يف‬ ‫التيار‪ ،‬كمنسق للشؤون السياسية‪ ،‬لدي فكرة‬ ‫عن أجواء العمل يف املؤسسات‪ ،‬إمنا هناك أمور‬ ‫كثرية ميكن اختصارها‪ ،‬يف مجلس الوزراء لنتمكن‬ ‫من اإلنتاج‪ ،‬مشدداّ عىل مامرسة دوره كام ًال يف‬ ‫الوزارة‪ ،‬كونه ميثل تياراً سياسياً كبرياً‪ ،‬والسعي‬ ‫ألن يكون مشاركاً فعلياً يف قرارات الحكومة ليك‬ ‫يكون عىل قدر الثقة التي منحه إياها رئيس «تيار‬ ‫املردة» وجمهور «التيار»‪.‬‬ ‫وحول ورشة داخل تيار املردة وتأهيله لعنارصه‬ ‫وكوادره‪ ،‬وانتشاره أشار سعادة اىل أن تيار املردة‬ ‫يعمل ومنذ أشهر عىل توسيع دائرة انتشاره يف‬ ‫عدد من املناطق املسيحية‪ ،‬وهناك توجه لدى‬ ‫قيادته الفتتاح مكاتب سياسية له‪ ،‬عىل غرار‬ ‫باقي التيارات املوجودة عىل الساحة املسيحية‪،‬‬ ‫يف محاولة إلبراز قوته واستنهاض محازبيه‪،‬‬ ‫وتثبيت دوره عىل صعيد املعارضة املسيحية اىل‬ ‫جانب التيار الوطني الحر وبعض األحزاب األخرى‪،‬‬ ‫واالثبات للناس أننا استطعنا إنشاء تيار فيه من‬ ‫الدميقراطية ذهنية ومامرسة‪ .‬ويوم بعد يوم‪ ،‬نثبت‬ ‫أن رئيس “تيار املردة” النائب فرنجيه جاد يف هذا‬ ‫األمر‪.‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬ ‫تصوير عباس خشاب‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫تحقيق‬ ‫تثير الكثير من الشكوك والمحاذير حيال منحاها التطبيقي‬

‫االنتخابات البلدية مرهونة بخواتيمها‬

‫تتقاطع املعلومات واملعطيات لتؤكد «شكوك»‬ ‫الناس بتأجيل االنتخابات البلدية‪ .‬فال االستحقاق‬ ‫الدميقراطي ومبدأ تداول السلطة املحلية وال الطابع‬ ‫اإلمنايئ يشفعان إلجراء هذه االنتخابات‪ ،‬وسط‬ ‫حسابات سياسية تزداد ضيقاً وتضارباً‪ ،‬حيث بدا‬ ‫رئيس الجمهورية ميشال سليامن الطرف الوحيد‬ ‫َ‬ ‫يتوان عن‬ ‫املعني جدياً بإجراء هذه االنتخابات‪ ،‬إذ ال‬ ‫تكرار املطالبة برضورة إجرائها يف مواعيدها‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬تته ّيب القوى السياسية هذه‬ ‫االنتخابات وتراجع حساباتها فيها‪ .‬فـ «تيار‬ ‫املستقبل» ال ميانع بتأجيلها لكنه يف الوقت نفسه‬ ‫ال يريد أن يظهر سعد الحريري‪ ،‬يف رئاسته األوىل‬ ‫للحكومة‪ ،‬معط ًال لالستحقاقات االنتخابية‪ .‬وهو‬ ‫ال يح ّبذ وضع زعامته السنية مجدداً تحت االختبار‬ ‫السيام يف مدينتني مهمتني‪ ،‬لهام حساباتهام‬ ‫وحساسياتهام السياسية والعائلية‪ ،‬هام صيدا‬ ‫وطرابلس‪.‬‬ ‫حلفاؤه املسيحيون مربكون أيضاً‪ .‬فبالنسبة لحزيب‬ ‫«الكتائب» و«القوات» معامل األرض غري واضحة ‪ ،‬ال‬ ‫يف املنت وال يف كرسوان وجبيل أو زحلة أو يف سواها‬ ‫من املنطق‪ .‬فالتحالفات السياسية ملتبسة يف‬ ‫كل املناطق وتتداخل الحساسيات العائلية باملصالح‬ ‫واالرتباطات السياسية‪ .‬إ ّال أن «القوات» تبدو الطرف‬ ‫املسيحي األكرث متسكاً باالنتخابات البلدية‪ .‬فهي‬ ‫تفرتض أنها يف كل األحوال ستحسن متثيلها يف‬ ‫املجالس البلدية‪ .‬وتقرأ «القوات» بني سطور مواقف‬ ‫عون «تخوفاً ما» من االنتخابات مام يزيد إرصارها‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫أما رئيس الحزب التقدّمي االشرتايك النائب وليد‬ ‫جنبالط فال تبدو االنتخابات البلدية يف طليعة‬ ‫اهتامماته بل عىل العكس يفضل االنتهاء من ترتيب‬ ‫أولوياته خصوصاً ترميم العالقة مع سوريا قبل أن‬ ‫يخوض استحقاقاً مشابهاً‪ .‬فمواقفه املستجدة‬ ‫من ‪ 2‬آب سيكون لها تداعياتها يف البلديات‪ ،‬يف‬ ‫التحالفات ويف الخطاب كام يف النتائج‪ ،‬خصوصاً‬ ‫يف بلديات الشو َفني األوسط والساحيل‪ ،‬املسيحية‬ ‫والسنية‪.‬‬ ‫أما «حزب الله» و«حركة أمل» اللذان سيتوصالن‪،‬‬ ‫كام العادة‪ ،‬اىل تسوية توافقية يف تقاسم الحصص‬ ‫البلدية‪ ،‬فإنهام يتمسكان بإجرائها‪ .‬فهي لن تشكل‬ ‫أي تغيري يف حصتهام ومتثيلهام‪.‬‬ ‫واألهم من ذلك أن عني «حزب الله» متجهة نحو‬ ‫الحدود الجنوبية‪ ،‬وال يجد أن الوقت مناسب لفتح‬ ‫بطون القرى والبلدات الجنوبية بكل حساسياتها‬ ‫العائلية والسياسية‪.‬‬ ‫عكست الرسعة التي أقر بها مجلس الوزراء‬ ‫إحالة مرشوع قانون التعديالت املطروحة عىل قانون‬ ‫االنتخابات البلدية واالختيارية بصفة معجل وفق‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫للتوجه األكرثي يف املجلس البلدي يسهم يف الح ّد‬ ‫من سلوك الفساد الذي يعرتي عمل بعض البلديات‬ ‫من خالل مراقبتها عن قرب للملفات املطروحة‪.‬‬ ‫فالتوجه املعلن هو إلقرار النسبية عىل أساس‬ ‫اللوائح املقفلة واختيار رئيس البلدية ونائبه من‬ ‫الالئحة التي تنال العدد األكرب من األصوات (يحددان‬ ‫يف كل الئحة)‪ ،‬عىل أن يكون السقف األدىن للتمثيل‬ ‫الذي يجب الحصول عليه هو عرشة يف املئة من‬ ‫األصوات‪ ،‬بحيث ال تتمثل أي الئحة إ ّال اذا حصلت‬ ‫عىل ‪ %10‬من األصوات‪ ،‬عىل األقل‪.‬‬ ‫وتحصد الالئحة‪ ،‬التي تنال العدد األكرب من‬ ‫األصوات‪ ،‬األكرثية املطلقة من عدد املقاعد‪ ،‬حتى لو‬ ‫نالت أقل من خمسني يف املئة من األصوات‪ ،‬وال ميكن‬ ‫تشكيل الئحة إ ّال إذا كان عدد أعضائها ثلثي املقاعد‬ ‫املخصصة‪.‬‬ ‫ويرى شمس الدين أن ال خوف من قدرة املواطنني‬ ‫عىل فهم النظام النسبي ألنه النظام األسهل‪ ،‬وال‬ ‫داعي للتعمق يف معرفة تقنيات الفرز‪ ،‬بل يكفي‬ ‫االطالع عىل املفهوم العام للنسبية‪.‬‬

‫فغايل‬

‫املادة ‪ 52‬من الدستور لتأكيد النية بإجراء االنتخابات‬ ‫يف مواعيدها‪ ،‬إرصار الحكومة عىل إجراء االنتخابات‬ ‫البلدية واالختيارية يف مواعيدها املحددة يف مرشوع‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫وأتت هذه الخطوة لتضيف زخ ًام اىل رغبة رئيس‬ ‫الجمهورية ميشال سليامن ورئيس الحكومة سعد‬ ‫الحريري يف إعطاء العمل الحكومي زخ ًام جديداً‪ ،‬من‬ ‫خالل قطع الشك باليقني وإعالن العزم عىل إجراء‬ ‫االنتخابات البلدية يف مواعيدها‪.‬‬ ‫ووفق مرشوع القانون الذي يقع يف ‪ 48‬صفحة‪،‬‬ ‫والذي يضم ‪ 134‬مادة‪ ،‬يحدد إجراء االنتخابات‬ ‫عىل أربع مراحل‪ ،‬ويكون االنتخاب يوم أحد‪ ،‬عىل‬ ‫أن تجري االنتخابات بني الثاين من أيار و‪ 30‬منه مع‬ ‫إمكان استمرارها حتى ‪ 30‬حزيران كح ّد أقىص وفق‬ ‫التعديل املقرتح يف املرشوع الذي ينص أيضاً عىل‬ ‫أن والية املجالس هي خمس سنوات‪ ،‬ويعتمد النظام‬ ‫النسبي واللوائح املقفلة مكتملة أو غري مكتملة‪،‬‬ ‫كام ينص عىل االقرتاع بواسطة أوراق اقرتاع رسمية‬ ‫تضعها مسبقاً وزارة الداخلية‪ ،‬وعىل الناخب أن‬ ‫يتوجه إلزامياً اىل وراء العازل ليختار الالئحة التي‬ ‫يرغب يف االقرتاع لها‪ ،‬وذلك تحت طائلة منعه من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقرتاع‪ .‬وحقّ‬ ‫بالرتشح والحديث هنا عن‬ ‫املوظف‬

‫‪14‬‬

‫موظفي الفئة الثالثة وما دون‪ ،‬وعدم استقالة‬ ‫املوظف من وظيفته إال يف حال قراره الرتشح‬ ‫ملنصب رئيس البلدية‪ ،‬وإقرار الكوتا النسائ ّية‪ ،‬لكن‬ ‫بنسبة ‪ ،%20‬ومن اقرتاحات مرشوع القانون تحديد‬ ‫سقوف لإلنفاق لالئحة ككل‪ ،‬وإقرار هذه السقوف‬ ‫يحتاج اىل مرسوم‪ ،‬وهي عىل الشكل اآليت‪ ،‬كام‬ ‫اقرتحتها اللجنة الوزارية الرباعية‪:‬‬ ‫‪ 9‬مقاعداً ‪ 20‬مليون لرية‪.‬‬ ‫‪12‬مقعداً ‪ 40‬مليونا‪.‬‬ ‫‪15‬مقعداً ‪ 75‬مليونا‪.‬‬ ‫‪18‬مقعداً ‪ 150‬مليونا‪.‬‬ ‫‪21‬مقعداً ‪ 300‬مليون‪.‬‬ ‫‪24‬مقعداً ‪ 600‬مليون لرية‪.‬‬

‫شمس الدين‬ ‫فإن اعتامد النظام النسبي يف االنتخابات البلدية‬ ‫اللبنانية سيمنح كل األطراف فرصة للمشاركة‬ ‫يف إدارة شؤونهم اإلمنائية املحلية‪ ،‬وعدالة أوسع‬ ‫ّ‬ ‫ولعل اإليجابية األكرب يف هذا املجال‪،‬‬ ‫يف التمثيل‪.‬‬ ‫بحسب الباحث يف رشكة الدولية للمعلومات‬ ‫محمد شمس الدين‪ ،‬إن وجود أطراف معارضني‬

‫رئيس مركز األبحاث للدراسات والتوثيق كامل‬ ‫فغايل يذهب بعيداً يف انتقاده الصيغة املقرتحة‪،‬‬ ‫التي تقوم عىل‪ :‬اعتامد الالئحة املقفلة (ترتيب‬ ‫مسبق لألسامء عىل الالئحة)‪ ،‬غري املكتملة‪ ،‬رشط‬ ‫تضم ‪ %75‬يف الح ّد األدىن من عدد املقاعد‪ ،‬اعتامد‬ ‫أن ّ‬ ‫عتبة متثيل تبلغ ‪ %10‬من األصوات‪ ،‬الرئيس ونائبه‬ ‫هام أول اسمني عىل الالئحة‪ ،‬ومنح الالئحة األوىل‬ ‫أكرثية املقاعد‪.‬‬ ‫ويقول فغايل إن الالئحة املقفلة وغري املكتملة‬ ‫«ستفتّت التحالفات السياسية واألحزاب بزيادة‬ ‫ّ‬ ‫املرشحني املحتملني وعدد اللوائح‪ ،‬ما سيؤدي‬ ‫عدد‬ ‫إىل تغليب التنافس بني األفراد والعائالت‪ ،‬بدالً من‬ ‫التنافس بني املبادئ السياس ّية والربامج التنمو ّية»‪.‬‬ ‫ففي البلدات الكربى‪ ،‬كبريوت مث ًال‪ ،‬ستجد املواالة‬ ‫واملعارضة صعوبة كبرية يف تأليف اللوائح‪ ،‬بسبب‬ ‫صعوبة توزيع املقاعد املؤكد فوزها عىل جميع‬ ‫أطراف التحالف‪ ،‬ما سيدفعها إىل التشتّت‪ .‬أما‬ ‫يف البلدات الصغرية‪ ،‬فيبدو االئتالف أصعب‪ ،‬ذلك‬ ‫أنه ُيضاف إىل العامل السيايس‪ ،‬التمثيل العائيل‪.‬‬ ‫قد ال توافق العائالت عىل ورود اسم ّ‬ ‫مرشحها عىل‬ ‫الالئحة يف مرتبة لن مت ّكنه من الفوز‪ ،‬فتعمد ّ‬ ‫كل‬ ‫عائلة تعتقد أن يف استطاعتها استقطاب ما‬ ‫يعادل ‪ %10‬من أصوات املقرتعني‪ ،‬إىل تأليف الئحة‬ ‫ّ‬ ‫مرشحها‪ .‬ويف هذا اإلطار‬ ‫خاصة بها تضمن وصول‬ ‫ستشجع الالئحة غري املكتملة املجموعات الصغرية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرتشح وزيادة التفتيت‪ ،‬وسنالحظ سيطرة‬ ‫عىل‬ ‫رؤساء اللوائح عىل عملية تأليف اللوائح وترتيب‬ ‫األسامء‪».‬‬ ‫إالً أن أبرز ما يلفت يف مالحظات فغايل عدم‬ ‫تحقيق العدالة يف التمثيل‪ ،‬وهو أحد أبرز األهداف‬ ‫املتوخاة من اعتامد الصيغة النسبية‪ .‬يف رأيه‪ ،‬إن‬ ‫«منح الالئحة األوىل أكرثية املقاعد من دون ضوابط‪،‬‬

‫يجعل احتامل وصول رؤساء مجالس بلدية‪ ،‬مع‬ ‫أكرثية أعضاء املجلس بأقل من ‪ %20‬من أصوات‬ ‫املقرتعني‪ ،‬كبرياً جداً‪ ،‬يف املقابل»‪ .‬وهو يقدّم عدداً من‬ ‫األمثلة التوضيحية‪ ،‬نراها يف الجداول املرفقة‪ ،‬التي‬ ‫أجرى فيها حسابات تقريبية ملجريات االنتخابات يف‬ ‫ثالث بلدات‪ ،‬حيث نالحظ أنه ميكن يف بلدية وسطى‬ ‫من ‪ 12‬مقعداً (الجدول الرقم ‪ ،)1‬أن تفوز الالئحة «أ»‬ ‫بالرئيس ونائبه وخمسة مقاعد‪ ،‬رغم نيلها ‪%20‬‬ ‫من األصوات فقط‪ .‬ويرسي األمر نفسه عىل بلدية‬ ‫مؤلفة من ‪ 18‬مقعداً (الجدول الرقم ‪ ،)2‬إذ قد تفوز‬ ‫الالئحة التي حازت النسبة األكرب من األصوات‬

‫مقعداً‪ ،‬رغم تحقيقها ‪%18.2‬‬ ‫«املواالة» (بلوائحها األخرى)‬ ‫طرف (الئحة) واحد أ ّلف ‪3‬‬ ‫مقاعد مو ّزعة عىل ‪ 3‬أطراف‬

‫«أ» بالرئيس ونائبه و‪11‬‬ ‫من األصوات فقط‪ ،‬وتفوز‬ ‫بـ ‪ 19‬مقعداً مو ّزعة عىل‬ ‫لوائح‪ ،‬و»املعارضة» بـ ‪5‬‬ ‫(لوائح) أ ّلفوا الئحتني‪.‬‬ ‫يحسن من حصة‬ ‫ونالحظ أن االحتامل الثاين‬ ‫ّ‬ ‫الالئحة «أ» التي تح ّقق ‪ 6‬مقاعد إضافية والالئحتني‬ ‫«هـ» و»و»‪ ،‬اللتني تح ّققان مقعدًا إضافياً من خالل‬ ‫تحالفهام يف الئحة واحدة‪ .‬وهنا تكمن املفارقة‪،‬‬ ‫بحيث أن عدد األصوات عينه (‪ 82000‬صوت ما نسبته‬ ‫‪ %45.3‬من املقرتعني) الذي يناله الحزب وبالصيغة‬

‫جدول رقم ‪ :1‬بلدية وسطى‪ 12 ،‬مقعداً‪ ،‬عدد األصوات‪ ،1400 :‬الكوتا اإلنتخابية‪ 116.7 :‬لنفرتض أن ‪ 6‬لوائح تتنافس عىل‬ ‫املقاعد الـ‪ ،12‬تو ّزعت األصوات واملقاعد عىل اللوائح بحسب الجدول اآليت‪:‬‬

‫الالئحة‬ ‫الالئحة أ‬

‫عدد األصوات‬ ‫‪300‬‬

‫األصوات‪ /‬الكوتا‬ ‫‪2.6‬‬

‫المقاعد‬ ‫‪7‬‬

‫النسبة المئوية لألصوات‬ ‫‪%20.0‬‬

‫الالئحة ب‬

‫‪280‬‬

‫‪2.4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪%18.7‬‬

‫الالئحة ج‬

‫‪260‬‬

‫‪2.2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪%17.3‬‬

‫الالئحة د‬

‫‪220‬‬

‫‪1.9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪%14.7‬‬

‫الالئحة هـ‬

‫‪200‬‬

‫‪1.7‬‬

‫الالئحة و‬

‫‪140‬‬

‫‪1.2‬‬

‫تفوز الالئحة أ بالرئيس ونائبه و‪ 5‬مقاعد رغم تحقيقها ‪ %20‬من األصوات فقط‪.‬‬

‫جدول رقم‪ :2‬بلدية كبرية مؤلفة من ‪ 18‬مقعداً‪ ،‬عدد األصوات‪ ،6000 :‬الكوتا اإلنتخابية‪ .333.3 :‬لنفرتض أن ‪ 6‬لوائح تتنافس عىل‬ ‫املقاعد الـ‪ ،18‬وتوزّعت األصوات واملقاعد عىل اللوائح بحسب الجدول اآليت‪:‬‬

‫الالئحة‬

‫عدد األصوات‬

‫األصوات‪ /‬الكوتا‬

‫المقاعد‬

‫النسبة المئوية لألصوات‬

‫الالئحة أ‬

‫‪1300‬‬

‫‪3.9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪%21.7‬‬

‫الالئحة ب‬

‫‪1250‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%20.8‬‬

‫الالئحة ج‬

‫‪1200‬‬

‫‪3.6‬‬

‫‪3‬‬

‫‪%20.0‬‬

‫الالئحة د‬

‫‪950‬‬

‫‪2.9‬‬

‫‪2‬‬

‫‪%15.8‬‬

‫الالئحة هـ‬

‫‪800‬‬

‫‪2.4‬‬

‫الالئحة و‬

‫‪500‬‬

‫‪1.5‬‬

‫تفوز الالئحة أ بالرئيس ونائبه و‪ 8‬مقاعد رغم تحقيقها ‪ %21.7‬من األصوات فقط‪.‬‬

‫بالرئيس ونائبه ومثانية مقاعد‪ ،‬رغم تحقيقها ‪%21.7‬‬ ‫من األصوات فقط‪.‬‬ ‫أما يف البلديات الكبرية‪ ،‬املؤلفة من ‪ 24‬مقعداً‪،‬‬ ‫فيقدّم فغايل احتاملني ميكن حدوثهام‪ .‬املثل‬ ‫األول (الجدول الرقم ‪ ،)3‬تفوز فيه الالئحة «أ» التي‬ ‫حققت النسبة األكرب من األصوات بالرئيس ونائبه‬ ‫و‪ 11‬مقعداً‪ ،‬رغم نيلها ‪ %45.3‬من األصوات‪ ،‬وتفوز‬ ‫الئحة «املواالة» بـ‪ 16‬مقعداً مو ّزعة عىل ‪ 3‬لوائح‪،‬‬ ‫و»املعارضة» بـ‪ 8‬مقاعد موزعة عىل ‪ 6‬لوائح‪.‬‬ ‫االحتامل الثاين عندما يعمد الطرف األقوى‪ ،‬الذي‬ ‫يعرف حجمه االنتخايب الكبري‪ ،‬إىل تغيري خطته‬ ‫وترشيح ‪ 3‬لوائح‪« :‬أ» و»أأ» و»أأأ» (الجدول الرقم ‪)4‬‬ ‫وتوزيع أصواته عليها‪ .‬عندها تفوز الالئحة األقوى‬

‫‪15‬‬

‫االنتخابية عينها‪ ،‬مي ّكنه من الحصول عىل ‪ 3‬نتائج‬ ‫مختلفة عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫ـ ‪ 13‬مقعداً‪ ،‬ما نسبته ‪ %54.2‬من املقاعد بحسب‬ ‫االحتامل األول‪.‬‬ ‫ـ ‪ 19‬مقعداً‪ ،‬ما نسبته ‪ %79.2‬من املقاعد بحسب‬ ‫االحتامل الثاين‪ ،‬يف حال تفتيت الالئحة إرادياً‪.‬‬ ‫ـ ‪ 10‬مقاعد فقط‪ ،‬ما نسبته ‪ %41.7‬من املقاعد‪،‬‬ ‫توحدت املعارضة وح ّلت يف الطليعة‪.‬‬ ‫فيام لو ّ‬ ‫املالحظة الثالثة التي يقدمها فغايل هي عدم‬ ‫ضامن متثيل األقليات يف الدوائر الكربى‪ ،‬طوائف‬ ‫أو أحياء‪ ،‬واملثال األكرب عىل ذلك بلد ّية بريوت‪ .‬فمن‬ ‫خالل إسقاط نتائج االنتخابات النيابية لعام ‪2009‬‬ ‫يف احتساب التمثيل البلدي يف منطقة بريوت‪ ،‬يبينّ‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫تحقيق‬ ‫جدول رقم‪ :3‬بلدية كبرية مؤلفة من ‪ 24‬مقعداً‪ ،‬عدد األصوات‪ ،192000 :‬الكوتا اإلنتخابية‪ 8000 :‬لنفرتض أن ‪ 11‬الئحة‬ ‫تتنافس عىل املقاعد الـ‪ ،24‬تو ّزعت األصوات واملقاعد عىل اللوائح بحسب الجدول اآليت‪:‬‬

‫فغايل الفارق بني متثيل املناطق النسبي الفعيل‪،‬‬ ‫والتمثيل النسبي وفق الصيغة ا ُملقرتحة‪ .‬فيؤكد‬ ‫وجود احتامل كبري لحرمان أكرث من نصف مناطق‬ ‫النسبة المئوية لألصوات‬ ‫المقاعد‬ ‫عدد األصوات األصوات‪ /‬الكوتا‬ ‫الالئحة‬ ‫بريوت من التمثيل‪ ،‬وحرمان ‪ 7‬طوائف من التمثيل‪،‬‬ ‫موضحاً باألمثلة التي ال يسمح ضيق املساحة‬ ‫أ (مواالة)‬ ‫‪%45.3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪82000‬‬ ‫بنرشها‪ ،‬أن «هناك أربع مناطق عىل األقل لن تح ّقق‬ ‫ب (معارضة)‬ ‫‪%8.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫أي متثيل وهي‪ :‬عني املريسة‪ ،‬املرفأ‪ ،‬الصيفي ومينا‬ ‫ج (معارضة)‬ ‫‪%8.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫الحصن‪ .‬كذلك فإن هناك أربع طوائف عىل األقل‬ ‫لن تح ّقق أي متثيل‪ ،‬وهي األقليات املسيح ّية والدروز‬ ‫د (مواالة)‬ ‫‪%7.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫واألرمن الكاثوليك واإلنجيل ّيني‪ ،‬إ ّال إذا ق ّررت قوى‬ ‫هـ (معارضة)‬ ‫‪%7.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪13000‬‬ ‫سياس ّية فاعلة منحهم يف لوائحها مقاعد توفر‬ ‫و (معارضة)‬ ‫‪%5.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪13000‬‬ ‫لهم الفوز بأصوات الناخبني السنّة أو الشيعة»‪.‬‬ ‫النسبية‪،‬‬ ‫رفض‬ ‫هذه املالحظات ال تدفع فغايل إىل‬ ‫ز (معارضة)‬ ‫‪%5.0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫بل هو يقدّم عدداً من املقرتحات للمساهمة يف‬ ‫حـ (معارضة)‬ ‫‪%4.4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫املحافظة عىل الصيغة النسبية املقرتحة‪ ،‬عىل أن‬ ‫تكون أكرث انسجاماً مع واقعنا اللبناين‪ .‬أبرز هذه‬ ‫ط (مواالة)‬ ‫‪%3.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪8000‬‬ ‫املقرتحات هي‪:‬‬ ‫ي (مواالة)‬ ‫‪%2.2‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪ 1‬ـ اعتامد الالئحة املفتوحة‪ ،‬أي بدون ترتيب‬ ‫ك (مستقلون)‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫مسبق للمرشحني‪ ،‬فرتد األسامء برتتيب ألفبايئ‪،‬‬ ‫تفوز الالئحة أ بالرئيس ونائبه و‪ 11‬مقعداً رغم تحقيقها ‪ %45.3‬من األصوات فقط‪ .‬وتفوز املواالة بـ‪ 16‬مقعداً موزّعة عىل ‪ 3‬أطراف‬ ‫و ُيعطى املقرتع حق اختيار الفائزين ضمن الالئحة‬ ‫(لوائح) واملعارضة بـ‪ 8‬مقاعد موزّعة عىل ‪ 6‬أطراف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ملرشحني اثنني أو أربعة مث ًال‪،‬‬ ‫ملرشح أو‬ ‫بالتصويت‬ ‫ّ‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫وتو‬ ‫لالئحة‪،‬‬ ‫كأصوات‬ ‫األصوات‬ ‫هذه‬ ‫و ُتحتسب‬ ‫جدول رقم ‪ :4‬لنفرتض أن الالئحة أ‪ ،‬املتأكدة من حجمها‪ ،‬غيرّ ت ّ‬ ‫خطتها ّ‬ ‫ورشحت ‪ 3‬لوائح أ وأأ وأأأ وو ّزعت أصواتها عليهم‬ ‫ّ‬ ‫حصلوا‬ ‫الذين‬ ‫الالئحة‬ ‫حي‬ ‫مرش‬ ‫عىل‬ ‫املقاعد‬ ‫كام ق ّررت الالئحتان (الالئحة هـ والالئحة و) اإلندماج يف الئحة واحدة‪ .‬عندها تتنافس ‪ 12‬الئحة عىل املقاعد الـ‪ 24‬وتتو ّزع‬ ‫عىل أكرب عدد من األصوات‪ .‬هذا األمر‬ ‫ّ‬ ‫يشجع األصوات واملقاعد عىل اللوائح بحسب الجدول اآليت‪:‬‬ ‫االئتالفات وتأليف اللوائح ويغ ّلب التنافس بني‬ ‫املبادئ السياس ّية والربامج التنمو ّية عىل التنافس‬ ‫النسبة المئوية لألصوات‬ ‫المقاعد‬ ‫عدد األصوات األصوات‪ /‬الكوتا‬ ‫الالئحة‬ ‫بني األفراد‪ ،‬ويخ ّفف من سيطرة رؤساء اللوائح يف‬ ‫أ (مواالة)‬ ‫‪%18.2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪33000‬‬ ‫عملية تأليف اللوائح‪.‬‬ ‫هـ‪/‬و‬ ‫‪ -2‬اعتامد اللوائح املكتملة الستبعاد الرتشيحات‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪26000‬‬ ‫(معارضة)‬ ‫الهامشية وحرصها يف القوى القادرة عىل صياغة‬ ‫أأ (مواالة)‬ ‫‪%13.8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪25000‬‬ ‫برنامج انتخايب واالستمرار بتطبيقه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫املقاعد‪،‬‬ ‫أكرثية‬ ‫‪ -3‬عدم منح الالئحة األوىل‬ ‫أأأ(مواالة)‬ ‫‪%13.2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪24000‬‬ ‫حازت نسبة ‪ %40‬ح ّداً أدىن‪ ،‬ملنع التفتيت االختياري‬ ‫ج (معارضة)‬ ‫‪%8.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫الذي ال يح ّقق العدالة يف التمثيل ويتيح لالئحة‬ ‫ب (معارضة)‬ ‫‪%8.8‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫التي حازت ‪ %20‬التحكم يف املجلس البلدي‪ ،‬أو لطرف‬ ‫سيايس لديه ‪ 40‬إىل ‪ %45‬من األصوات الفوز بـ‪%80‬‬ ‫د (مواالة)‬ ‫‪%8.3‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫من املقاعد‪ .‬أما بالنسبة إىل الالئحة التي ح ّلت أوىل‬ ‫ز(معارضة)‬ ‫‪%5.5‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫ومل تح ّقق إ ّال ‪ 20‬أو ‪ %30‬من األصوات‪ ،‬فعليها مراعاة‬ ‫حجمها وعقد تحالف مع أخرى ليك يكتسب القرار‬ ‫ح (معارضة)‬ ‫‪%5.0‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫يف املجلس البلدي رشعية أكرب‪.‬‬ ‫ط (مواالة)‬ ‫‪%4.4‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪8000‬‬ ‫‪ -4‬الرئيس ونائبه ُينتخبان مبارشة من الشعب‪،‬‬ ‫ي (مواالة)‬ ‫‪%3.3‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫أو يختار أعضاء الالئحة األوىل من بينهم الرئيس‬ ‫ونائبه إذا حازت الالئحة ‪ %40‬من أصوات املقرتعني‪ ،‬أو‬ ‫ك (مستقلون)‬ ‫‪%2.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫يختارهام أعضاء املجلس البلدي املنتخبون‪ ،‬بحيث ال‬ ‫تفوز الالئحة أ بالرئيس ونائبه و‪ 11‬مقعداً رغم تحقيقها ‪ %18.2‬من األصوات فقط‪ ،‬وتفوز املواالة بـ‪ 19‬مقعداً موزّعة عىل طرف واحد‬ ‫يتم ّكن من الوصول إىل رئاسة البلدية من نال نسبة ش ّكل ‪ 3‬لوائح واملعارضة بـ ‪ 5‬مقاعد موزّعة عىل ‪ 3‬أطراف ش ّكلوا الئحتني‪.‬‬ ‫ضئيلة من األصوات‪.‬‬ ‫‪ -5‬إلزام املنتخب ضمن الئحة البقاء ضمن كتلته مسبقاً من تواقيع ناخبي الدائرة‪ ،‬عىل أن يمُ نح الحقّ مجلس الوزراء هذه الخطوة الجريئة «النادرة»‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال األمور مرهونة بخواتيمها‪ ،‬وال تزال‬ ‫املنتخبة‪ ،‬وإ ّال أمكن البعض تعطيل االستمرارية يف يف توقيع واحد لكل ناخب‪.‬‬ ‫برصف النظر عن الجانب املصلحي و»الحسايب» الخطوة يف بداية الطريق تثري الكثري من الشكوك أو‬ ‫تطبيق الربامج السياس ّية والتنمو ّية املعلنة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫لن يستطيع الناخب محاسبة الحزب أو الالئحة‪ .‬املتصل بتقديرات القوى السياسية ملا قد يؤول إليه املحاذير حيال منحاها التطبيقي الالحق باعتبارها تجربة‬ ‫املرشحني غري الجد ّيني تطبيق النسبية كنظام جديد يف االنتخابات البلدية أوىل محفوفة بالتعقيدات الشديدة‪ ،‬إن عىل صعيد‬ ‫ّ‬ ‫‪ -6‬رفع قيمة التأمني الستبعاد‬ ‫برتشحهم يض ّيعون الكثري من واالختيارية سلباً أو إيجاباً بالنسبة اىل أي منها باعتبار فهم الرأي العام املحيل لهذا النظام وإن عىل مستوى‬ ‫ّ‬ ‫واملغامرين الذين‬ ‫املرشحني‪ ،‬أن هذه الحسابات هي العامل الحاسم يف قرارها‪ ،‬فإن النتائج التي قد تأيت مالمئة للرتكيبة اللبنانية أم ال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األصوات التي لن تؤ ّثر ولن توصل أياً من‬ ‫مرشح بجمع نسبة مئوية محدّدة ذلك ال يق ّلل إطالقاً وقع املفاجأة السارة التي طلع‬ ‫ّ‬ ‫أو إلزام كل‬ ‫ليديا أبودرغم‬ ‫بها الوسط السيايس برمته عىل الرأي العام بإقرار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪16‬‬

‫وهاب بعد لقائه كرامي ‪:‬‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬طاولة للتسلية الوطنية‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب بعد لقائه الرئيس عمر كرامي يف‬ ‫منزله يف بريوت‪ ،‬أن “تشكيل ما يسمى بهيئة الحوار الوطني اليوم‪ ،‬هو‬ ‫“للتسلية الوطنية”‪ ،‬ألن طاولة الحوار كانت نشأت أص ًال بدعوة من الرئيس‬ ‫نبيه بري يف ظروف مختلفة عن اليوم‪ ،‬حيث املؤسسات الناشطة التي‬ ‫تلغي وتتجاوز دور كل من مجلس النواب والوزراء‪ ،‬لوضع الحوار عىل الطاولة‬ ‫وإخراجه من الشارع‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ ،‬نحن مع من يريد من طاولة الحوار السعي‪ ،‬أو رسم خطة‪،‬‬ ‫الستعادة صالحيات ما‪ ،‬ولكن استعادتها ال تكون بهذه الخطوة التي ال‬ ‫معنى لها‪ ،‬خاص ًة وأنها ال تعتمد أي معيار‪ ،‬سواء يف مبدأ متثيل الكتل‬ ‫النيابية املكونة من أربع نواب‪ ،‬أم يف معيار نواب املعارضة أو املواالة داخل‬ ‫الطوائف‪ ،‬أم يف معيار الكفاءة‪ ،‬متسائ ًال عمن يستطيع من هؤالء املدعوين‬ ‫الحديث عن االسرتاتيجية الدفاعية‪ ،‬التي تحتاج إىل لجنة يشكلها وزير‬ ‫الدفاع مكونة من مجموعة من الضباط الخرباء‪ ،‬وهناك كفاءات عالية يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬وتحتاج اىل قرار من مجلس الوزراء‪ .‬وليس عىل طريقة أن يأتوا إىل‬ ‫طاولة الحوار “من كل جب هراوي” للنقاش وال أحد يسمع اآلخر‪ ،‬وال نعلم ما‬ ‫الهدف من هذه الخطوة‪”.‬‬ ‫وختم وهاب‪“ :‬بأن هذه الطريقة غري مجدية وال تستعيد الصالحيات‪،‬‬ ‫إ ّال إذا كان لها أهداف أخرى أو أن هناك ضغط معينّ ميارس عىل بعض‬ ‫السلطات يف موضوع املقاومة‪ ،‬للبحث يف موضوع املقاومة معترباً أن‬ ‫هذا العنوان هو عنوان خاطئ وليس هناك أحد مستعد للبحث يف موضوع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬بل البحث يف موضوع االسرتاتيجية الدفاعية لتعزيزه‪،‬‬ ‫ولكن إذا كان هناك من أوهام لبحث موضوع السالح نفسه فإنها لن تصل‬ ‫إىل أي مكان»‪.‬‬

‫ثان ‪:‬‬ ‫وفي لقاء ٍ‬ ‫شعبية جعجع ‪ 5‬آالف جمجمة‬

‫وبعد لقائه الثاين مع الرئيس عمر كرامي‪ ،‬يرافقه نائبه سليامن الصايغ‪،‬‬ ‫أكد وهاب أن “القوى السياسية املعرتضة عىل كيفية إدارة البالد بالشكل‬ ‫الحايل بحاجة إىل تنظيم نفسها يف جبهة فاعلة والبحث قطع أشواطاً‬ ‫يف هذا األمر”‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن “ما يسمى بطاولة الحوار التي ال طعم لها لن توصل إىل‬ ‫مكان‪ ،‬والتي يجري فيها تضييع وقت املتحاورين واللبنانيني”‪ ،‬متمنياً عىل‬ ‫فخامة الرئيس “أن يصطحب يوماً ما‪ ،‬هؤالء املتحاورون إىل الجنوب‪ ،‬إىل‬ ‫إحدى قرى املواجهة مث ًال إىل مارون الراس أو بنت جبيل أو عيتا الشعب‬

‫أو إقليم التفاح أو أي منطقة من قرى املواجهة‪ ،‬ع ّلهم يشعرون بيشء‬ ‫من العزة والكرامة الوطنية ويرون كيف أن هناك اآلالف من الشباب الذين‬ ‫يبنون اسرتاتيجيتهم الدفاعية بعيداً عن “طق الحنك” الذي ميارس عىل‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬إذ أن هناك تبنى االسرتاتيجية الدفاعية الحقيقية‪ ،‬ال عىل‬ ‫طاولة حوار ال نعرف كل واحد من أي خلفية يأيت”‪ .‬وأضاف وهاب‪ :‬إن “البحث‬ ‫تناول موضوع الكرنفال الذي نظمته بعض الدوائر بحجة الدفاع عن رئيس‬ ‫الجمهورية وكأننا نحن قصدنا اإلساءة إىل الرئيس بينام األمر‪ ،‬طالبنا‬ ‫الرئيس بتنفيذ تعهدات قدمها للبنانيني‪ ،‬ونرى أن هذه التعهدات كل يوم‬ ‫يجري خرقها إن كان يف مجلس الوزراء أو يف التعيينات وعىل كل الصعد‬ ‫يف البلد‪ ،‬ومطالبتنا فخامة الرئيس باالستقالة‪ ،‬ليضعها مبواجهة الجميع‬ ‫إن كان عاجزاً عن تطبيق ما وعد به”‪.‬‬ ‫وشدد وهاب‪ :‬عىل “عدم املراهنة عىل القمم العربية‪ ،‬بل عىل املقاومة‬ ‫فقط”‪ ،‬الفتا إىل أن “ستني عاماً من املفاوضات مل تسفر عن أي يشء فيام‬ ‫أمثرت عرشون عاماً من املقاومة انتصارات عظيمة”‪ ،‬منتقداً “التدخل‬ ‫األمرييك السافر بالشؤون اللبنانية‪ ،‬ومستغرباً كيف أن سيسون يحق لها‬ ‫التدخل ومراقبة الحدود والتدخل بالوزارات واألجهزة األمنية‪ ،‬وما يحق لها‬ ‫ال يحق لغريها”‪.‬‬ ‫وأ ّكد وهاب حرصه عىل الرئاسة األوىل وتعزيز صالحيات الرئيس ألن‬ ‫يكون فاع ًال يف الحياة السياسية‪ ،‬متمنيا أن “ال يقوم هؤالء املدافعون بعد‬ ‫سنة أو سنتني عندما يحني وقت انتخاب رئيس جديد بالهجوم عىل رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬ومن املؤكد أن كل اللبنانيني يتحدثون عن هذه املالحظات‪ ،‬ولكن‬ ‫ال أحد يجرؤ أن يقولها”‪ ،‬معترباً أن “كل سفراء العامل ال يستطيعون دعم‬ ‫الرئيس خطوة فوق دعم الناس”‪.‬‬ ‫ورد وهاب عىل رئيس الهيئة التنفيذية يف القوات اللبنانية سمري‬ ‫جعجع‪ ،‬قائ ًال أن “هناك تاريخ من الجامجم املسيحية بنى عليها جعجع‬ ‫زعامته‪ ،‬وهو ميثل أكرث مني ألن لديه ‪ 5‬آالف جمجمة يف ظهره‪ ،‬لديه ‪ 5‬آالف‬ ‫ضحية”‪ ،‬داعياً إىل استطالع للرأي “فإذا كان جعجع مي ّثل أكرث منه فسوف‬ ‫يعتزل السياسة‪ ،‬مضيفا “نحن نعلم أن هناك ظروف إقليمية دولية وان‬ ‫املوساد والدعم األمرييك و العريب قد صنعها‪”.‬‬

‫‪ ...‬ويطالب بعد زيارته عون رئيس الجمهورية باالستقالة‬ ‫طالب رئيس تيار “التوحيد” الوزير األسبق وئام وهاب بعد زيارته رئيس‬ ‫تكتل “التغيري واالصالح” العامد ميشال عون يف الرابية‪ ،‬رئيس الجمهورية‬ ‫ّ‬ ‫“ألن هناك عطال عند الرئيس‪ ،‬والدليل عىل ذلك أنه لغاية اآلن‬ ‫باالستقالة‪،‬‬ ‫بعد سنتني من الحكم نجد أنفسنا وكأننا يف آخر أيام عهده”‪ ،‬معترباً أن‬ ‫“الرئيس التوافقي يف لبنان ليس بناجح”‪ ،‬مشدداً عىل أنه ال يهاجم موقع‬ ‫رئاسة الجمهورية بل الرئيس‪ ،‬مؤ ّكداً أن ترصيحه ورأيه الشخيص ال يلزم ال‬ ‫الرابية وال صاحبها‪ ،‬وأن انتقاده التفاق الطائف يقع ضمن أخذ صالحيات‬ ‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬مطالباً باعادتها إليه إذ من املفرتض أن يراقب الرئيس كل‬ ‫الهيئات املؤسسات الدستورية يف لبنان‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫استقبل وفداً من الحزب السوري القومي االجتماعي برئاسة علي حيدر‬

‫وهاب‪ :‬أين كان المدافعون عن صالحيات الرئاسة خالل اتفاق الطائف؟‬ ‫اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‪ ،‬بعد‬ ‫استقباله وفداً من الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬برئاسة رئيس الحزب الدكتور عيل‬ ‫حيدر‪ ،‬يرافقه الرئيس السابق للحزب د‪ .‬انطون‬ ‫أبو حيدر‪ ،‬عميد الخارجية باسل الربازي‪ ،‬مسؤول‬ ‫مكتب الرئاسة جورج خري الله‪ ،‬منفذ عام‬ ‫بريوت أحمد الحاج‪ ،‬مدير املكتب املركزي لإلعالم‬ ‫هاين فياض‪ ،‬وبحضور نائب رئيس تيار التوحيد‬ ‫سليامن الصايغ‪ ،‬واملستشار السيايس عصمت‬ ‫العرييض‪ ،‬وأمني الداخلية يف تيار التوحيد يارس‬ ‫الصفدي‪ ،‬وأمني اإلعالم هشام األعور‪ ،‬وأمني‬ ‫الرتبية ماهر رسي الدين‪ ،‬وأمني التخطيط‬ ‫لؤي أبو ذياب‪ ،‬وأمني التعبئة محمد الصايغ‪ ،‬أن‬ ‫“حرص البعض عىل موقع رئاسة الجمهورية‬ ‫كان ملفتاً”‪ ،‬متمنياً لو كان هذا الحرص عىل‬ ‫املوقع يف السابق‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬نحن عندما نطرح موضوع‬ ‫الرئاسة‪ ،‬فإنه من منطلق أن تكون الرئاسة قوية‬ ‫ورئيسها قوي وقادر‪ ،‬وال نستهدف أبداً موقع‬ ‫الرئاسة بينام بقي غرينا يستهدفه لسنوات‪ ،‬ال‬ ‫بل البعض منهم دعا إىل الهجوم عىل القرص‬ ‫الجمهوري يف بعبدا لرضب هذا املوقع ورضب‬ ‫رئيس الجمهورية يف السابق”‪ ،‬الفتاً اىل وقوفه‬ ‫مع موقع الرئاسة القوي يف الرصاع األسايس‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ويف دعم سالح املقاومة‪،‬‬ ‫والعالقات اللبنانية السورية‪ ،‬ودعم موقع لبنان‬ ‫الوطني‪ ،‬وليس يف موقع املحايد‪ ،‬مشرياً اىل أن‬ ‫لبنان سيبقى يف قلب الرصاع يف املنطقة ولن‬ ‫يثنيه أحد عن ذلك مهام عال شأنه‪ ،‬وحاول أن‬ ‫يأخذه إىل املوقع اآلخر‪ ،‬واىل أنه سريد يف األيام‬ ‫القادمة بشكل تفصييل عىل كل الذين تربعوا‬ ‫للدفاع عن رئيس الجمهورية‪ ،‬يف وقت لديهم‬ ‫أهداف غري الدفاع عن الرئاسة»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬إن تيار التوحيد “مع أن يستعيد‬ ‫موقع رئاسة الجمهورية الكثري من الصالحيات‬ ‫التي سحبت منه‪ ،‬وهؤالء الذين تربعوا للدفاع‪،‬‬ ‫خاص ًة عىل طاولة مجلس الوزراء‪ ،‬لو تذكروا‬ ‫الدفاع عن مقام الرئاسة خالل اتفاق الطائف‬ ‫عندما سحبت الصالحيات من أمام عينيه‪،‬‬ ‫ولكنه كان موعوداً برئاسة الجمهورية فلم‬ ‫يتكلم أو يدافع عن هذه الصالحيات‪ ،‬وقد وجد‬ ‫باألمس مجلس الوزراء ليك يدافع عن هذه‬ ‫الصالحيات وعن موقع الرئاسة”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬سأتحدث عن املوضوع‬ ‫بالتفصيل قريباً إ ّال أننا نحن يف قلب الرصاع‬ ‫القومي وحامية املقاومة وسالحها‪ ،‬وهذا‬ ‫السالح ال يجوز أن يكون مطروحاً للنقاش‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫استقبل وفداً من حركة «حماس» بحضور مسؤولي تيار التوحيد‪:‬‬ ‫وهاب أين الشعوب العربية واإلسالمية واإلسرائيلي على أرض األقصى؟‬

‫بركة ‪ :‬توافقنا على التمسك بحق العودة‬

‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “البعض ما‬ ‫زال يراهن عىل وهم التسوية ويعود إىل الرهان عىل‬ ‫رسابها‪ ،‬وانه ليس هناك من تسوية مع اإلرسائيليني‬ ‫قبل استعادة كل فلسطني ومن يتوهم غري ذلك‬ ‫فهو واهم وسيبقى يسعى وراء رساب ويسعى إىل‬ ‫الالمكان‪ .‬والفلسطيني يف لبنان له الحق يف الكثري‬ ‫من مقومات العيش الكريم باستثناء حق الجنسية‪،‬‬ ‫ولبنان ال ميكن أن يتحمل التوطني كذلك ما نشهده‬ ‫من بطء يف إعادة اعامر مخيم نهر البارد أمر ال‬ ‫يجوز‪ .‬وأنا اعمل عىل إثارة هذا األمر مع معايل وزير‬ ‫الداخلية زياد بارود املعروف عنه حرصه عىل مسألة‬ ‫حقوق اإلنسان كائناً من كان ورمبا هو مل يطلع عىل‬ ‫كل التفاصيل»‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وهذا أمر منت ٍه وإذا أراد البعض فتح النقاش‬ ‫عن السالح‪ ،‬هناك كثري من األمور منذ ما بعد‬ ‫اتفاق الدوحة ستفتح ويعود النقاش إليها‪،‬‬ ‫وهناك الكثري من األمور غري دستورية وقانونية‬ ‫سنضعها عىل الطاولة”‪.‬‬ ‫وختم وهاب مرحباً بالرفقاء يف الحزب السوري‬ ‫القومي االجتامعي‪ ،‬مشرياً اىل وقوفه اىل‬ ‫جانب القوميني يف خندق وموقع وخط قومي‬ ‫واحد‪ ،‬خاص ًة يف املوقف القومي والوطني‬ ‫الكبري يف هذا الرصاع املصريي يف املنطقة‪،‬‬ ‫الذي يدور حول استعادة فلسطني‪ ،‬وليس حول‬ ‫إلهائنا يف بعض التفاصيل والقشور‪ ،‬كوقف‬ ‫االستيطان أو عودة املفاوضات الوهمية التي‬ ‫لن توصل إىل مكان‪ .‬واىل التعاون الوثيق مع‬ ‫الحزب القومي السوري االجتامعي‪ ،‬خاص ًة إبان‬ ‫االنتخابات النيابية األخرية‪ ،‬متمنياً أن يكون هذا‬ ‫التعاون مقدمة لتعاون أكرب يف املرحلة القادمة‬ ‫يف الجبل والوطن وعىل مستوى كل األمة»‪.‬‬

‫حيدر‬ ‫من جهته شكر حيدر للوزير وهاب “حسن‬ ‫استقباله ومواقفه”‪ ،‬مؤ ّكداً عىل أن “التعاون‬ ‫بني الحزب وتيار التوحيد قائم عىل فهم مشرتك‬ ‫عىل أغلب القضايا املطروحة محلياً وقومياً‪.‬‬ ‫وأضاف حيدر‪“ :‬وعىل الهامش تطرقنا‬ ‫للحديث عن مؤسسات الدولة‪ ،‬متسائ ًال ملاذا‬

‫‪18‬‬

‫اليوم طاولة الحوار يف هذا الوقت‪ ،‬والظروف‬ ‫املوضوعية لها يف السابق كانت بسبب غياب‬ ‫املؤسسات الرسمية األخرى التي يعرتف بها‬ ‫جميع أركان املشاركني يف الحوار لجهة رئاسة‬ ‫الجمهورية املغيبة قرساً‪ ،‬والحكومة التي كانت‬ ‫تعترب غري قامئة بأعاملها‪ ،‬وقد وجدت الطاولة‬ ‫يومها لنقل الحوار من الشارع‪ ،‬أما اليوم فإن‬ ‫جميع املؤسسات قامئة وباعرتاف الجميع‪ ،‬وهل‬ ‫ستبحث طاولة الحوار ما ال ميكن بحثه يف‬ ‫املؤسسات الرسمية للدولة‪ ،‬وإن كان الحديث‬ ‫فقط عن سالح املقاومة فإن مكانه ليس‬ ‫عىل طاولة الحوارحيث هناك غياب للكثري من‬ ‫مؤسسات الدولة»‪.‬‬ ‫وتابع حيدر‪“ :‬عىل الساحة القومية علينا أن‬ ‫نأخذ قراراً واضحاً بالعودة إىل صلب املشكلة‬ ‫وهي فلسطني وتحرير كل فلسطني‪ ،‬وهي صلب‬ ‫القضية املركزية‪ ،‬وهي مرشوعنا التحريري‬ ‫الذي نعمل عليه‪ .‬وإلهاءنا بوقف االستيطان‬ ‫أو االنسحابات الجزئية من األرايض وغريها‬ ‫ما هي إال هروب من العنوان الرئييس وعلينا‬ ‫كقوى وأحزاب وتنظيامت وحكومات أن نعمل‬ ‫عىل ذلك”‪ ،‬داعياً اىل الخروج من أوهام التسوية‬ ‫التي تطرح باسم مفاوضات مبارشة أو غري‬ ‫مبارشة‪ ،‬مشرياً اىل عدم تأييده ألي نوع من‬ ‫أنواع التسوية أو املفاوضات‪ ،‬واىل عالقة واحدة‬ ‫مع العدو الصهيوين هي عالقة الحديد والنار‬ ‫واملقاومة لتحرير كل فلسطني»‪.‬‬

‫واستقبل وهاب يف مكتبه يف برئ حسن وفداً من‬ ‫حركة حامس برئاسة املسؤول السيايس يف الحركة‬ ‫يف لبنان عيل بركة ومسؤول العالقات اللبنانية يف‬ ‫الحركة رأفت مرة ومسؤول العالقات الفلسطينية‬ ‫مشهور عبد الحكيم‪ ،‬وبحضور مسؤولني يف التيار‪:‬‬ ‫املستشار السيايس عصمت العرييض وأمني‬ ‫الرتبية والشباب ماهر رسي الدين وأمني التعبئة‬ ‫محمد الصايغ ولؤي أبو ذياب‪ ،‬وقال بعد اللقاء أن‬ ‫«البحث مع اإلخوة يف حركة حامس تناول موضوع‬ ‫املخيامت وملسنا حرصهم الشديد عىل وضع املخيامت‬ ‫وان تبقى هادئة وان يكون الفلسطيني تحت القانون‬ ‫وليس فوقه‪ ،‬ولكن هناك أمر يجب بحثه وقد توجهنا‬ ‫إىل الرئيس سعد الحريري يف السابق عىل أن يكون‬ ‫من اولويات حكومته امللف الفلسطيني وهؤالء‬ ‫برش وإخوان لنا وال يجوز أن يبقى وضعهم كذلك‬ ‫وهم بحاجة إىل الخدمات اليومية وحق العمل‪،‬‬ ‫وهو موضوع مينع التوطني وال يؤدي إليه وهذا ملف‬ ‫إنساين واجب علينا كلبنانيني أن نكون متنبهني‬ ‫حتى ال نأخذ هذه املخيامت بأيدينا إىل أن تتحول بؤر‬ ‫إرهابية وعلينا معالجته بعقل ومنطق دون تعصب‬ ‫وعنرصية»‪.‬‬ ‫وتابع “نحن وإياهم يف خندق واحد يف هذا الطريق‬ ‫الطويل من اجل فلسطني وعزة هذه األمة والدفاع‬ ‫عن األقىص‪ ،‬وبعض السلطة اليوم وليس فتح‪ ،‬التي‬ ‫فيها مناضلني ومقاتلني دفعوا دمائهم مثناً لهذه‬ ‫القضية الفلسطينية ولكرامة فلسطني واألقىص‬ ‫والقضية الفلسطينية‪ ،‬إال أن بعض املمسكني‬ ‫يحاولون اليوم إعطاء فرصة جديدة لنتنياهو يك‬ ‫يضحك عليهم مجدداً ويحاول أن يفتعل فتنة‬ ‫داخلية ورمبا فتنة عربية يف السعي وراء أوهام‬ ‫التسوية وهل أن مرشوعنا فقط وقف االستيطان‬

‫أم استعادة األرض وفلسطني واألقىص؟‪ .‬وما هذا‬ ‫املرشوع الذي وضعنا األمرييك أمامه وهل القضية‬ ‫هي أن يوقف األمرييك االستيطان أو أن يعتذر‬ ‫نتنياهو أم مل يعتذر‪ ،‬وهل هذه الغاية والقضية‬ ‫الكربى عند العرب والفلسطينيني أو بعض األنظمة‬ ‫التافهة الالهثة وراء األمريكيني واإلرسائيليني‪،‬‬ ‫لتقول لهم أعطونا انتصاراً شكلياً عىل املقاومة‬ ‫لنحرشها داخل فلسطني وخارجها»‪.‬‬ ‫وأردف “املسألة ليست مسألة وقف مستوطنات‬ ‫بل هي استعادة الكرامة والسيادة واستعادة دولة‬ ‫فلسطينية حقيقية وليس بلدية فلسطينية‬ ‫تحكمها أجهزة األمن اإلرسائيلية‪ ،‬وهذا هو الخطأ‬ ‫ثم كذلك موضوع غزة وهذا الحصار الجائر‪ ،‬وكالمي ال‬ ‫يلزم حركة حامس وهذا الحصار الذي ينفذه النظام‬ ‫املرصي وبعض هؤالء املرىض يف السلطة الذين‬ ‫يعتربون انه كلام مات فلسطيني زادت فرصهم يف‬ ‫السلطة أو يف توريثها واسأل الذين سيواجهون‬ ‫ربهم قريباً ماذا سيقولون أمامه عن الحصار وتجويع‬ ‫أطفال غزة ومنع الدواء عن املرىض؟‪ .‬هذه قمة‬ ‫الوقاحة والبعض يتسىل يف تحريض بعض العرب‬ ‫ضد الجمهورية اإلسالمية التي وجدناها إىل جانبنا‬ ‫يف القضايا الكربى يف فلسطني ولبنان ونحن‬ ‫نتلهى ببعضنا واإلرسائييل يبني القبة الثالثة‬ ‫لهيكل سليامن املزعوم يف ارض األقىص ويف حرمه‪.‬‬ ‫أين هي الشعوب العربية واإلسالمية واإلرسائييل‬ ‫قد أضحى عىل ارض األقىص؟»‪.‬‬

‫بركة‬ ‫من جهته أكد بركة أن “البحث تناول الوضع‬ ‫الفلسطيني العام ويف لبنان خاصة‪ ،‬وتوقفنا عند‬ ‫إجراءات الصهاينة يف القدس ويف املقدسات حيث‬ ‫التهويد مستمر والعدو الصهيوين يفتتح اليوم‬ ‫الكنيس األول يف القدس الرشقية ويبتعد بضعة‬

‫‪19‬‬

‫أمتار عن املسجد األقىص املبارك ويوم ‪ 16‬آذار سيكون‬ ‫اليوم العاملي لوضع حجر األساس ملا يسمى جبل‬ ‫الهيكل املزعوم وهنا ندق ناقوس الخطر أن القدس‬ ‫واألقىص يف خطر وكان األجدر بالدول العربية ووزراء‬ ‫خارجيتها الذين فوضوا قيادة السلطة الفلسطينية‬ ‫التفاوض بطريقة غري مبارشة مع العدو الصهيوين‬ ‫أن يصدروا قرارات أخرى كفى انبطاحاً وإذا كان رد‬ ‫شارون يف العام ‪ 2002‬عندما صدرت مبادرة السالم‬ ‫العربية يف قمة بريوت قال أنها ال تساوي الحرب الذي‬ ‫كتبت به واجتاح الضفة الغربية وارتكب املجازر‬ ‫وحارص منزل رئيس السلطة يومها الرئيس يارس‬ ‫عرفات وتسبب باغتياله يف العام ‪ 2004‬واليوم أمام‬ ‫حصار غزة وتهويد املقدسات واغتيال القائد محمود‬ ‫املبحوح يف ديب وأما هذه الجرائم نجد بعض العرب‬ ‫ينبطحون ويدعون إىل املفاوضات مع هذا الكيان‬ ‫الغاصب وهذا العدو ال يفهم إال لغة القوة وكلام‬ ‫شعر باالنبطاح أمامه كلام تغطرس أكرث فأكرث‪.‬‬ ‫املطلوب موقف عريب تاريخي ونحن أمام فرصة‬ ‫اليوم يف قمة رست ليتخذ العرب موقفاً تاريخيا‬ ‫تجاه املقدسات يف فلسطني وحصار غزة وان يتوجه‬ ‫وفد من القيادات العربية إىل غزة ويفتحوا معرب رفح‬ ‫بشكل دائم وظلم ذوي القرىب اشد مضاض ًة ونناشد‬ ‫العرب الوقوف إىل جانب قضيتنا الفلسطينية أمام‬ ‫عدو ال يفهم إال لغة القوة وقد نجحت التجربة يف‬ ‫جنويب لبنان وقطاع غزة وما املفاوضات الجديدة إال‬ ‫لزيادة غطرسته»‪.‬‬ ‫وأضاف “توافقنا عىل التمسك بحق العودة وعىل‬ ‫إقرار حقوق الشعب الفلسطيني يف لبنان وذلك‬ ‫ال يتعارض مع حق العودة إمنا البؤس والحرمان يؤدي‬ ‫بالفلسطيني إىل القبول بالتوطني ونطالب الحكومة‬ ‫اللبنانية بان تفي بالتزاماتها بتطبيق البيان الوزاري‬ ‫وإعادة اعامر البارد ونحن حريصون كل الحرص عىل‬ ‫العالقة الطيبة مع الشعب اللبناين الصديق وليس‬ ‫لنا مرشوع يف لبنان إال مرشوع العودة» ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب محاضراً في حماه‪:‬‬ ‫من دحر «إسرائيل» قادر على تحقيق الوعد الصادق‬ ‫لبى رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق دعوة‬ ‫حركة االشرتاكيني العرب‪ ،‬لحضور املهرجان الذي‬ ‫أقامته مبناسبة الذكرى الـ ‪ 73‬لتأسيسها‪ ،‬يف‬ ‫مدينة حامه السورية‪ ،‬بحضور عدد من ممثيل‬ ‫األحزاب يف املدينة والجوار‪.‬‬ ‫تحدث خالل االحتفال كل من الدكتور أسامة‬ ‫عيل‪ ،‬عضو القيادة القطرية لحزب البعث‬ ‫العريب االشرتايك‪ ،‬وصفوان القديس‪ ،‬باسم‬ ‫الجبهة الوطنية التقدمية‪ ،‬وأحمد األحمد أمني‬ ‫عام حركة االشرتاكيني العرب عضو الجبهة‬ ‫التقدمية‪ ،‬كام كان كلمة لرئيس «تيار التوحيد»‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬أكد فيها أن « َمن دحر‬ ‫«إرسائيل» يف عدوانها عىل لبنان عام ‪،2006‬‬ ‫وأجربها عىل االنسحاب يف العام ‪ ،2000‬ومن‬ ‫أسقط عوامل الخوف من نفوس أبناء شعبنا‬ ‫منها‪ ،‬هو قادر عىل تحقيق الوعد الصادق‪ ،‬ومن‬ ‫أسقط «إرسائيل» يف عدوانها املستمر عىل‬ ‫قطاع غزة يستطيع أن يسقطها يف أي عدوان‬ ‫قادم»‪ ،.‬هنا نص الكلمة‪:‬‬ ‫“إنه يف الذكرى الثالثة والسبعني لتأسيس‬ ‫حركة االشرتاكيني العرب‪ ،‬نأيت اىل سوريا‬ ‫العروبة واىل مدينتها حامه النابضة بالوفاء‬ ‫للمبادئ القومية‪ ،‬لنبارك لألخوة يف الحركة‬ ‫التي حملت ومنذ تأسيسها الصوت الوحدوي‪،‬‬ ‫املدافع عن حقوق األمة وتبيان تاريخها املجيد‬ ‫يف وجه املطامع االستعامرية والتي شاركت‬ ‫يف حرب اإلنفاذ من أجل فلسطني‪ ،‬وعملت يف‬ ‫سبيل قيام الوحدة السورية املرصية‪ ،‬وغدت‬ ‫منذ عام ‪ 1973‬يف عداد أحزاب الجبهة الوطنية‪،‬‬ ‫بقرار من سيادة الرئيس القائد حافظ األسد‬ ‫رحمه الله‪ ،‬وباتت تشكل مع حزب البعث‬ ‫العريب االشرتايك التوأم الفكري والسيايس‬ ‫بل الجذري من أجل القضية القومية والعربية‬ ‫وقلبها الجريح فلسطني السليبة بني أيدي‬ ‫الطغاة والفاسدين»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬لقد شهد القرن املايض أحداثاً‬ ‫خطرية عىل أمتنا‪ ،‬فرزحت تحت االنتدابني‬ ‫الفرنيس والربيطاين‪ ،‬الذي كان نتاجهام اتفاقية‬ ‫سايكس – بيكو‪ ،‬ووعد بلفور املشؤوم‪ ،‬ومنذ تلك‬ ‫الحقبة عانت األنظمة العربية نتاج هذه املرحلة‪،‬‬ ‫فذهبت أمتنا أدراج الرياح‪ ،‬وتقاذفتها املؤامرات‬ ‫والدسائس‪ ،‬وزرعت بذور التفرقة والتجزئة‬ ‫وعوامل التخلف واالنحطاط الفكري‪ ،‬وأرست‬ ‫قواعد القهر ومواجهة الحركات التحررية‪،‬‬ ‫فتاجروا بفلسطني وباعوها بفضة لليهود‪،‬‬ ‫واعتمروا تيجانهم الفارغة تشبهاً باألصنام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والتامثيل‪ ،‬وهدروا ثروات األمة لبناء قصورهم‬ ‫وملذاتهم‪ ،‬كل ذلك تحت اسم القضية واألمة‬ ‫والتعاليم الدينية‪ ،‬فحللوا الحرام وح ّرموا الحالل‪،‬‬ ‫وبادروا اىل إنهاك الثورة الفلسطينية‪ ،‬وأدخلوها‬ ‫يف سوق التفاوض واتفاقيات الذل والخيانة‪،‬‬ ‫واالتفاقيات املنفردة‪ ،‬وجلبوا لشعوبهم الفقر‬ ‫والعوز‪ ،‬وحارصوهم يف سجونهم الدكتاتورية‪،‬‬ ‫وبنوا الجدران الفوالذية حتى خبت شعلة الثورة‬ ‫وعوامل االنتصار‪ ،‬وكدنا نصل اىل مرحلة اليأس‬ ‫واإلحباط‪ ،‬لكن هؤالء مل يعلموا بأن أش ّد ساعات‬ ‫الليل ظلمة عند انبثاق الفجر‪ ،‬وأن الحقائق تبقى‬ ‫والخرافات تزول‪ ،‬وأن الدم تبقى رائحته تنبعث من‬ ‫صلب األرض مهام تعددت السنني‪ ،‬وأن التاريخ‬ ‫العريب املمهور بدماء القادة والشهداء‪ ،‬هو‬ ‫التاريخ الذي سيبقى متالزماً مع املؤمنني بحق‬ ‫الرصاع والجهاد ونرصة القضية عم ًال بناموس‬ ‫الحياة وطبيعة البقاء وإرادة الله التي ال تقهر‬ ‫حتى قيام الساعة»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬كانت ثورة البعث‪ ،‬حيث أقامت‬ ‫الدولة بكل مضامينها الفكرية والسياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتامعية والعسكرية‪ ،‬وذهب‬ ‫قائدها يف حركتها التصحيحية اىل حيث‬ ‫غدا وجه األمة املرشق وأشعة الشمس التي‬ ‫تل ّوح لسواعد العامل والفالحني ومنرب الوحدة‬ ‫القومية بكل أبعادها‪ ،‬وتجاوزت خطوط سايكس‬ ‫بيكو وكامب دايفيد ووادي عربة وجسدت‬ ‫دولة الصمود واملامنعة وبقيت نقطة االرتكاز‬ ‫القومي للقايص والداين‪ ،‬وحاضنة لكل‬ ‫الرشفاء واملناضلني فدفعت األمثان الغالية‬ ‫من عناقيد كرومها يف كل الساحات وامليادين‬ ‫من فلسطني اىل لبنان دفاعاً عن السيادة‬ ‫والحرية‪ ،‬ومتسكاً مبدرسة األسد‪ ،‬الذي غيرّ‬ ‫املوازين واملعادالت وفرض الحقوق املرشوعة فوق‬ ‫كل اعتبار فال هادن وال ساوم وال فاوض‪ ،‬إ ّال من‬ ‫موقع القوة والعزة واإلباء والخلود‪ ،‬وجاء الشبل‬ ‫من ذاك األسد من عرين العنفوان القومي‪ ،‬من‬

‫‪20‬‬

‫معاقل الشيم والكرامة واألخالق‪ ،‬فكان بشاراً‬ ‫ومله ً‬ ‫ورصع‬ ‫ام وحاذقاً ود ّور الزوايا وق ّرب املسافات ّ‬ ‫جبني األمة بأكاليل الغار عرب محاور املقاومة‬ ‫الرشيفة يف جنوب لبنان‪ ،‬وبطاح فلسطني وبالد‬ ‫الرافدين‪ .‬لقد حمل يف قلبه قلب األسد‪ ،‬ويف‬ ‫لسانه زئري األسد وعىل كتفيه جبال قاسيون‬ ‫وحرمون والجوالن وعىل راحتيه الوفاء للرجال‬ ‫الصادقني بعز األمة ورشف القضية ويف عينيه‬ ‫عني نرس سوريا‪ ،‬الذي ما وطأت قدماه إ ّال الروايب‬ ‫والشواهق ومالقاة الشمس”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬ها هي األيام تشهد وها هو‬ ‫يسجل بأن وعد األب صادق ووعد االبن‬ ‫التاريخ‬ ‫ّ‬ ‫يف رس أبيه‪ ،‬وها هو يبرش بعودة الجوالن بعد أن‬ ‫تكاملت املقومات واإلمكانيات املعنوية واملادية‬ ‫وبعد أن خطى يف بعده االسرتاتيجي خطوات‬ ‫كبرية باتجاه تركيا اردوغان وطهران نجاد وتشافيز‬ ‫فنزويال والغى تأشريات الدخول وفتح أبواب‬ ‫العالقات الدولية من أوسع أبوابها‪ ،‬فبدت بوابات‬ ‫دمشق تطرق من الغرب والرشق مستأذنني‬ ‫الدخول إليها عرب املبعوثني واملوفدين‪ ،‬وها هي‬ ‫أمريكا تعيد سفريها بعد أن أدركت بأن سوريا‬ ‫هي األساس يف أي ملف قومي أو عريب أو‬ ‫إقليمي‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬إن سوريا التي حورصت لسنوات‬ ‫مضت من أجل إخضاعها لإلرادات األجنبية‪،‬‬ ‫أ ّكدت من خالل موقعها أن خيارها اإلمياين بحق‬ ‫الوجود هو الرابح يف ضمري الشعب ووجدان‬ ‫األمة‪ ،‬وأن أنظمة الرجعية باتت محارصة يف‬ ‫أقفاصها العظمية ومل يبقَ منها سوى اإلسم‬ ‫لصفات سقطت تحت أقدام املجاهدين واملقاومني‬ ‫والصامدين يف وجه الغزاة والطامعني‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫ما سمعناه باألمس القريب من وزير الخارجية‬ ‫السوري بأن أي حرب قادمة سيتم من خاللها‬ ‫تدمري مدن الكيان الصهيوين‪ ،‬وبالتايل لن‬ ‫تشهد أجيالنا الجديدة بعدها أبواباً للمفاوضات‪،‬‬ ‫ألن عندئذ لن يكون هنالك من دولة اسمها‬ ‫“إرسائيل”‪ .‬وما يؤ ّكد ذلك‪ ،‬ما جاء عىل لسان‬ ‫سيد املقاومة حسن نرصالله‪ ،‬يف قوله بأن أي‬ ‫عدوان تقوم به “إرسائيل” مجددا‪ ً،‬سيغيرّ وجه‬ ‫املنطقة‪ ،‬ألن املقاومة ستقوم بقصف املدن‬ ‫واملصانع واملعامل وكل البنى التحتية للدولة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬لقد ولىّ عرص الهزائم‪،‬‬ ‫وبدأ عرص بشار األسد وحسن نرصالله وكل‬ ‫املقاومني الرشفاء‪ .‬أمل أقل لكم بأن إدارة‬ ‫الرئيس بشار األسد أمثرت ألمتنا ربيعاً دامئاً‪،‬‬

‫ومجداً خالداً‪ .‬أمل تشاهدوا باألمس لقاء‬ ‫القمة بني قادة األمة وكبار رجاالتها؟ أمل تروا‬ ‫“املشعل” يف يد‪ ،‬و”الطهران” يف يد‪ ،‬وبني كلتا‬ ‫املشهدين أسد األمة وعرينها‪ ،‬وسيد املقاومة‬ ‫وانتصاراتها؟ أمل يخربنا أجدادنا وآباؤنا عن‬ ‫تاريخنا العريب والفتح اإلسالمي؟ عن األندلس‬ ‫وعن الحرف والرشائع والنواميس وعن جبال‬ ‫األلب؟ عن الرسالتني املسيحية واملحمدية اللتني‬ ‫أضاءتا النور يف قلوب بني البرش؟ عن كنيسة‬ ‫القيامة وبيت لحم واألقىص الرشيف؟ عن حيفا‬ ‫ويافا والنارصة؟ عن القدس والرحابنة وفريوز؟ عن‬ ‫إسوارة العروس؟ عن جوليا بطرس يف كلامتها‬ ‫“مرنفض نحنا منوت قولولن رح نبقى”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬أيها األعزاء‪ ،‬لقد أضيئت‬ ‫مشاعل الثورة‪ ،‬وصهلت جياد الع ّز والفداء‪،‬‬ ‫ولن تعد تلهينا املفاوضات‪ ،‬وال رسائل املوفدين‬ ‫عىل املستوى اإلقليمي‪ ،‬وال طاوالت الحوار عىل‬ ‫مستوى الداخل اللبناين‪ ،‬فاملحور القومي تحدد‪،‬‬ ‫وإدارة الرصاع والقتال تح ّددت‪ ،‬واالسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية اتخذت وما أخذ بالقوة ال يسرت ّد إ ّال‬ ‫بالقوة‪ .‬وأن رصاعنا مع “إرسئيل” ليس عىل‬ ‫الحدود‪ ،‬بل عىل الوجود‪ ،‬ولقد بات الغرب يدرك بأن‬ ‫الخطر عليه من هذا الجسد الرسطاين والرصاع‬ ‫بني األمم هو الرصاع عىل املصالح القومية‬ ‫العليا‪ ،‬من هنا أؤ ّكد بأن التحرير قادم‪ ،‬واالنتصار‬

‫آت‪ ،‬ولسوريا العروبة قدرها يف رفع لواء األمة‬ ‫وبيارق الكرامة»‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪“ :‬غداً ستقام مهرجاناتنا يف‬ ‫مرتفعات الجوالن‪ ،‬يف مجدل شمس وبقعاتا‬ ‫ومصعدة وعني قنيا وكل قرى الجوالن املحتل‪،‬‬ ‫الذي نوجه له التحية‪ ،‬وألهله الصامدين ألكرث‬ ‫من أربعني عاماً‪ ،‬الذين مل يساوموا ال عىل‬ ‫سوريا‪ ،‬وال عىل الهوية‪ ،‬وال عىل انتامئهم وال‬ ‫عىل عروبتهم‪ ،‬وغداً ستقام صلواتنا يف القدس‬ ‫واألقىص‪ ،‬وستسقط أقنعة الخزي والعار عن‬ ‫الوجوه الصفراء املقيتة‪ ،‬وستد ّوي هتافاتنا‪:‬‬ ‫لعينيك يا أمتي‪ ،‬إننا عىل العهد باقون»‪.‬‬

‫ووجه تحية تقدير‬ ‫‪ّ ...‬‬ ‫ملشايخ وأهايل قرية «بيت جن»‪:‬‬ ‫الحرم عند الدروز‬ ‫ُ‬ ‫ال يسقط بتقادم الزمن‬

‫توجه رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب بتحية تقدير ملشايخ وأهايل قرية “بيت‬ ‫جن” يف منطقة الجليل‪ ،‬يف فلسطني املحتلة‪،‬‬ ‫الذين يرفضون مرشوع جيش االحتالل اإلرسائييل‬ ‫الذي ينوي ربط فرع العلوم االلكرتونية يف‬ ‫مدرسة “بيت جن الشاملة” ليكون تابعاً لسالح‬

‫الجو يف الجيش اإلرسائييل‪.‬‬ ‫وأكد وهاب أن رفض هذا املرشوع يعبرّ عن‬ ‫متسك أبناء الطائفة الدرزية يف فلسطني‬ ‫املحتلة بهويتهم العربية‪ ،‬أن جميع املخططات‬ ‫اإلرسائيلية الهادفة اىل أرسلتهم ودمجهم‬ ‫يف املجتمع العسكري الصهيوين سوف تبوء‬ ‫بالفشل‪.‬‬ ‫ولفت وهاب إىل أن املرجعيات الدينية الدرزية‬ ‫يف لبنان وسوريا ترفض رفضاَ قاطعاً أي تعامل‬ ‫مع قوات االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وهذا املوقف ليس‬ ‫فالحرم الذي رماه املرجع الروحي فضيلة‬ ‫بجديد‬ ‫ُ‬ ‫الشيخ املرحوم أبو حسن عارف حالوي ال يزال‬ ‫والحرم عند الدروز ال يسقط‬ ‫حارضاً يف الذاكرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بتقادم الزمن ويستقيه الالحق من السابق منذ‬ ‫القدم‪.‬‬ ‫هذا وشدد وهاب عىل رضورة إصدار موقفاً‬ ‫واضحاً عن املرجعيات الدينية الدرزية برضورة‬ ‫عدم استغالل املقامات الدينية واملدارس يف‬ ‫القرى الدرزية يف فلسطني املحتلة ألغراض‬ ‫ومطالبة‬ ‫إرسائيلية‪،‬‬ ‫وعسكرية‬ ‫سياسية‬ ‫الشيخ موفق طريف‪ ،‬رئيس الهيئة الروحية‬ ‫للطائفة الدرزية يف فلسطني برفع عريضة‬ ‫تطالب السلطات اإلرسائيلية بإلغاء قانون‬ ‫التجنيد اإللزامي املفروض عىل الشباب‬ ‫الدروز‪.‬‬

‫تيار التوحيد شارك في توقيع كتاب‬ ‫«العرب في كوبا»‬ ‫شارك تيار التوحيد‪ ،‬ممث ًال مبسؤولة العالقات‬ ‫الخارجية يف التيار فريال أبو ذياب‪ ،‬يف حفل توقيع‬ ‫كتاب “العرب يف كوبا” بحضور الكاتب واملؤ ّرخ‬ ‫الكويب ريغوبرتو مينينديز باريديس‪ ،‬الذي حرض‬ ‫خصيصا من كوبا‪ ،‬وذلك ضمن سلسلة نشاطات‬ ‫معرض الكتاب اللبناين – كنيسة مار الياس –‬ ‫انطلياس‪ ،‬منصة منشورات جامعة سيدة‬ ‫اللويزة‪.‬‬ ‫وكتاب “العرب يف كوبا” بحث بالرجوع الدقيق‬ ‫والواسع إىل مصادر الكتب وخصوصاً عىل ما‬ ‫اشتمل منها من وثائق وشهادات يف تشكيل‬ ‫وتط ّور الجالية العربية يف الجزيرة‪ ،‬وطرق الهجرة‬ ‫أمكنة القدوم‪ ،‬مجاالت العمل‪ ،‬املعتقدات‬ ‫الدينية‪ ،‬والهيكل ّيات يف العائالت والجمع ّيات‬ ‫حتى اندماجها يف املجتمع املضيف حيث أحرز‬ ‫املتحدرون من الجالية العربية إنجازات الفتة يف‬ ‫ميادين الطب والثقافة‪.‬‬ ‫يتألف الكتاب من أربع فصول‪ ،‬تناول الفصل‬ ‫األول تعريف هجرة العرب والرببر إىل كوبا يف‬

‫القرن السادس عرش وتأثر الشعب الكويب‬ ‫بالثقافة العربية‪ .‬أما الفصل الثاين فيعطي‬ ‫صورة معمقة عن أسباب هجرة العرب إىل‬ ‫كوبا خالل القرنني التاسع عرش والعرشين وعن‬ ‫تشكيل الجالية العربية يف الجزيرة وأبرز أعالمها‪.‬‬ ‫كام ألقى الكاتب يف الفصل الثالث الضوء عىل‬ ‫مجاالت عمل الجالية العربية يف كوبا وتركيبتها‬

‫‪21‬‬

‫الدينية وبنيتها االجتامعية العائلية‪ ،‬وصوال إىل‬ ‫الفصل الرابع الذي تناول أبرز عوامل انصهار‬ ‫الجاليات العربية يف كوبا واندماجها يف املجتمع‬ ‫الكويب‪.‬‬ ‫كام زارت أبو ذياب مسؤولة العالقات الخارجية‬ ‫يف “وكالة غوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني‬ ‫(األونروا)” ماري نحاس شبيل ومسؤولة مكتب‬ ‫اإلعالم يف املنظمة هدى السمرا صعيبي‪ ،‬وتناول‬ ‫اللقاء كيفية تعزيز ودعم عمل الوكالة‪ ،‬وشكرت‬ ‫أبو ذياب الوكالة “عىل جهدها يف مساعدة‬ ‫ودعم الالجئني الفلسطينيني‪ ،‬وكيفية دعم كل‬ ‫ما يحقق عيش هؤالء املظلومني بالحد األدىن من‬ ‫العيش الكريم وكيفية العمل مع الدولة اللبنانية‬ ‫عىل السامح لهم بفرص عمل تقيهم رش العوز‬ ‫والفقر املدقع الذي يعيشونه»‪.‬‬ ‫من جهتها توجهت شبيل بالشكر اىل تيار‬ ‫التوحيد ورئيسه عىل االهتامم الذي يبديه‬ ‫بقضية الالجئني الفلسطينيني ومنحهم حق‬ ‫العمل»‪.‬‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب لقناة الجزيرة ‪:‬‬ ‫اعتذار جنبالط الشخصي من الرئيس‬ ‫السوري قمة العزة والشجاعة‬ ‫وصف رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب كالم‬ ‫رئيس اللقاء الدميقراطي النائب‬ ‫وليد جنبالط ضمن برنامج “حوار‬ ‫مفتوح”‪ ،‬عىل قناة “الجزيرة”‪ ،‬والذي‬ ‫اعرتف فيه جنبالط مبا أسامه‬ ‫“لحظة تخيل”‪ ،‬بأنه قمة العزة‬ ‫والشجاعة‪ ،‬عندما توجه النائب‬ ‫جنبالط فيه باالعتذار من الرئيس‬ ‫السوري بشار االسد عن كالمه‬ ‫السابق ‪.‬‬ ‫ويف املقابل رأى وهاب خالل برنامج “حصاد اليوم” عىل القناة نفسها يف‬ ‫تساؤل جنبالط عن املستقبل‪ ،‬عند تطرقه اىل موضوع املقاومة واملواجهة‬ ‫أنه “ال وجود له خاصة وأننا أمام دولة ضعيفة وغري قادرة عىل تصدي أي‬ ‫عدوان إرسائييل عىل لبنان”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬أن خيار املقاومة‪ ،‬خيار مفتوح حتى حامية لبنان واملنطقة‬ ‫من االعتداءات اإلرسائيلية املستمرة ‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬يوجد يف املنطقة خيارين‪ :‬خيار املقاومة وخيار االستسالم‬ ‫داعياً اىل التمسك بالخيار األول خاصة يف ظل ما نشهده اليوم يف فلسطني‬ ‫املحتلة حيث يقوم بعض الفلسطينيني بتبني خيار التفاوض بينام يستمر‬ ‫اإلرسائييل بعربدته املعهودة ‪.‬‬ ‫وحول سؤاله عام إذا كان اعتذار جنبالط يعترب كافياً حتى يتم استقباله‬ ‫يف دمشق‪ ،‬ختم وهاب بالقول‪”:‬ال شك أن دمشق قدّرت منذ ‪ 2‬آب التحول‬ ‫السيايس الذي قام به وليد جنبالط ‪ ،‬وهناك كام نعلم اتفاقاً حصل بني‬ ‫“حزب الله” والنائب جنبالط يقوم عىل برنامج معني ال أدري ما إذا كان من‬ ‫ضمنه قيام النائب جنبالط وعرب قناة الجزيرة بتقديم اعتذار شخيص من‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد عن الكالم غري املنطقي الذي كان قد صدر عنه‬ ‫يف املرحلة السابقة «‪.‬‬

‫‪ ...‬وللـ «أو‪.‬تي‪.‬في»‪:‬‬ ‫المحكمة الدولية تر ّكب فيلماً‬ ‫قد يحدث فتنة سنية ‪ -‬شيعية‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد اللبناين وئام وهاب‪ ،‬خالل مقابلة يف برنامج “فكر‬ ‫مرتني” عىل محطة “أو‪ .‬يت‪ .‬يف” مع اإلعالمية شرييل املر‪ ،‬أن “ال إمكانية‬ ‫لدميقراطية وحرية حقيقية يف لبنان دون تصحيح النظام السيايس‬ ‫القائم عىل الطائفية واملناطقية‪ ،‬كاشفاً عن فيلم جديد تركبه املحكمة‬ ‫الدولية من أجل التسبب بفتنة مذهبية سنية – شيعية يف لبنان‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل “أن املحقق الدويل السابق ديتليف ميليس أسوأ إنسان عرفه لبنان‬ ‫والعامل ويتوجب محاكمته عاج ًال عىل جرامئه‪ ،‬التي اقرتفها‪ ،‬وإىل “رضورة‬ ‫االنتباه من أصحاب مشاريع الفيدرالية الذين قد ينشطون يف مرحلة ما من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أجل إعادة توتري البلد‪ ،‬ولن تكون‬ ‫هناك نتائج يف عمل املحكمة‬ ‫التي ستفضح دور أمريكا يف األمم‬ ‫املتحدة أكرث فأكرث‪.».‬‬ ‫وكشف وهاب يف حديثه‪ ،‬أن‬ ‫“أحد أركان ‪١٤‬اذار‪ ،‬أخرب الرئيس‬ ‫ميشال املر خالل حرب متوز يف‬ ‫العام ‪ ،٢٠٠٦‬أنه بعد أيام سيكون‬ ‫السيد حسن نرصالله والعامد‬ ‫ميشال عون والرئيس نبيه بري يف‬ ‫السجن‪ ،‬مستغرباً عدم محاسبة‬ ‫أحداً يف لبنان‪ ،‬ورفع املجرم “دعاوى عىل رشفاء البلد”‪ ،‬مطالباً “برضورة أن‬ ‫يكون املواطن اللبناين محاسباً صادقاً ليسقط حيتان املال والفساد الذين‬ ‫عملوا عىل تفريغ لبنان من أبنائه من خالل السياسات التي دفعت كفاءات‬ ‫البلد إىل الهجرة نحو دول االغرتاب”‪ .‬وتساءل وهاب من املغزى للدعوة إىل‬ ‫طاولة الحوار من قبل رئيس الجمهورية يف التوقيت التي يتعرض فيه لبنان‬ ‫إىل سيل من التهديدات اإلرسائيلية‪ ،‬الفتاً إىل أن “الكثري من اإلشارات‬ ‫تدل عن ميل الرئيس إىل قوى ‪ 14‬آذار من خالل اختياره لشخصيات الحوار‬ ‫وعناوينه‪ ،‬و”هل من املعقول أن يكون سمري جعجع وأمثاله سياسيني يف‬ ‫لبنان وهو قاتل و أدانه القضاء‪ ،‬ولو كان بريئاً لطلب إعادة محاكمته ولكنه‬ ‫غري بريء»‪.‬‬ ‫وأشار وهاب إىل أن “مؤهالت السياسيني يف معظمها تنحرص يف‬ ‫الوراثة‪ ،‬واأللقاب السخيفة هي نتاج األلقاب العثامنية التي ورثها هؤالء عن‬ ‫أجدادهم الذين كانوا يخاطبون السلطان العثامين بطلب رضا غبار حذائه‪،‬‬ ‫متمنياً لو كان بإمكان اللبنانيني الناجحني مثل كارلوس سليم أن يساعدوا‬ ‫البلد يف األماكن الالزمة‪ .‬وأن يحاسب الناس السياسيني عرب االنتخابات‪.‬‬ ‫متسائ ًال ملاذا ال يحاسب املواطن وعىل ماذا يخاف؟‪ ،‬مشرياً اىل وجود نواب‬ ‫يف املجلس مل يناقشوا أي موضوع طيلة فرتة ‪ 50‬سنة من وجوده يف الربملان‪.‬‬ ‫بالرغم من الفضائح املوجودة يف الدولة التي ال يصدقها عقل والتي تفوق‬ ‫مليارات اللريات واملواطن يعيش أزمة اقتصادية خانقة‪ ،‬ونرشت مقاالت‬ ‫عديدة عنها‪ ،‬ومل يحقق فيها‪ .‬وملاذا كل هذه الوفود إىل الخارج والتي تكلف‬ ‫مبالغ هائلة‪ ،‬وما هي الحاجة إليها‪ ،‬وملاذا ال يهتم السياسيون بالكهرباء‬ ‫وأزمة السري؟‪ ،‬الفتاً اىل فضيحة املفتي‪ ،‬والفساد عند بعض رجال الدين‪،‬‬ ‫مشرياً اىل أنه مببالغ بسيطة ميكن أن تركب ملفات قضائية للمواطن‬ ‫املسكني‪ ،‬والخوف من رجال الدين والسياسيني مفتعل وصلة وصل اإلنسان‬ ‫مع خالقه ال ترتبط برجل دين‪ ،‬ونحن املواطنون ليس لدينا وطن سوى لبنان‬ ‫بينام الكثري من هؤالء وطنهم هو مالهم»‪.‬‬ ‫وأكد وهاب خالل حديثه أن أسعار العقارات لن تبقى عىل ما هي عليه اآلن‬ ‫بل ستتجه نحو االنحدار‪ ،‬متسائ ًال‪ :‬أين هي الزراعات البديلة يك يستطيع‬ ‫املواطن العيش بكرامة‪ ،‬وهل الدولة فقط هي لرسقة الناس ونهب لقمة‬ ‫عيشهم دون أن تقدم له بدي ًال؟ هل هي فقط إلصدار مذكرات التوقيف بحق‬ ‫الناس دون النظر إىل حالهم املعيشية؟»‪.‬‬ ‫وعن موضوع املقاومة قال وهاب‪”:‬إذا بلغت قدرات الجيش حداً يستطيع‬ ‫معها التصدي لالعتداءات اإلرسائيلية نحن مع تسليم سالح املقاومة‪ ،‬إال‬ ‫أن مسألة استعادة فلسطني والقدس مبا فيها األقىص وكنيسة القيامة‬ ‫مسألة عقائدية ال نقاش فيها‪ ،‬وليس هناك مشاريع ألسلمة البلد وإذا كان‬ ‫كذلك فسنكون ضده‪ .‬إال أن املسيحيني دفعوا مثن اتفاق الطائف بدورهم‬ ‫وقدراتهم يف البلد»‪.‬‬ ‫ووصف وهاب الرئيس فؤاد السنيورة بأنه “من أخطر الناس الذين مروا عىل‬ ‫لبنان وهو كمني إىل جانب الرئيس الحريري وهو مرشوع منذ كان وزير مالية‬ ‫ورئيس حكومة‪ ،‬وهو يخطط ضد الرئيس سعد الحريري”‪ .‬الفتاً اىل أن لدى‬ ‫النائب جنبالط كرب يف التعاطي مع القضايا»‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪...‬وللـ «المنار»‪:‬‬ ‫لو تعقد طاولة حوار حول الكهرباء‬ ‫لكان األمر أفضل بكثير‬ ‫رأى رئيس تيار “التوحيد” الوزير‬ ‫األسبق وئام وهاب‪ ،‬يف حديث إىل‬ ‫برنامج “مع الحدث”‪ ،‬عىل شاشة‬ ‫“املنار”‪ ،‬مع الزميل محمد رشي‪،‬‬ ‫أن “هيئة الحوار هي للتسلية‬ ‫الوطنية فقط”‪ ،‬متسائ ًال “ملاذا‬ ‫تشكيل هيئة الحوار اليوم‪ ،‬و َمن‬ ‫ِمن شخصيات الحوار يفهم‬ ‫الدفاعية”‪،‬‬ ‫اإلسرتاتيجية‬ ‫يف‬ ‫مستغرباً من أن البعض يعتقد أن‬ ‫الحوار سيوصل إىل نزع سالح “حزب الله”‪.‬‬ ‫ولفت وهاب إىل أن “اإلسرتاتيجية الدفاعية وضعتها املقاومة واملطلوب‬ ‫اليوم احتضان وطني للمقاومة»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬إىل أن “الظروف اليوم تختلف جداً عن الطاوالت السابقة‬ ‫والتي كانت يومها رضبة موفقة للرئيس نبيه بري‪ ،‬لنقل الحوار من الشارع‬ ‫إىل طاولة تجمع األقطاب‪ ،‬بينام اليوم فإن معظم األسامء املقرتحة للحضور‬ ‫عىل الطاولة ال يعرفون باإلسرتاتجية الدفاعية”‪ ،‬معترباً أن “رئيس الهيئة‬ ‫التنفيذية يف “القوات اللبنانية” سمري جعجع‪ ،‬رمبا يكون لديه إسرتاتيجية‬ ‫لتسهيل مهمة “إرسائيل”‪ ،‬متسائال “هل َمن تعامل مع اإلرسائيليني وقتل‬ ‫رشيد كرامي وآالف اللبنانيني حصل عىل موافقة من اللبنانيني لطرح‬ ‫إسرتاتيجية دفاعية؟”‪ .‬وأنه يريد طرح موضوع السالح عىل الطاولة‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل أن رئيس الجمهورية ميشال سليامن أخطأ عندما وقع يف هذا الفخ‪“ ،‬رمبا‬ ‫بعد تعرضه للضغط من بعض الجهات الخارجية”‪ ،‬كام “أن القوى الحليفة‬ ‫لنا ولحزب الله أخطأت يف املشاركة يف هيئة تضع السالح عىل طاولة‬ ‫النقاش”‪ ،‬مع وجود آالف األهداف ألمريكا و”إرسائيل” يف املنطقة التي يعيق‬ ‫سالح “حزب الله” تنفيذها‪ ،‬متسائ ًال “أين القيادات من طاولة الحوار مثل عمر‬ ‫كرامي‪ ،‬سليم الحص‪ ،‬أسامة سعد‪ ،‬الياس سكاف‪ ،‬وغريهم الفتاً اىل أن‬ ‫النائب طالل ارسالن ال ميثل كل املعارضة الدرزية‪ ،‬أو الحزب الشيوعي واالتحاد‬ ‫العاميل طاملا يتحدثون عن متثيل القطاعات‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬إن استنساب رئيس الجمهورية الختياره أعضاء طاولة الحوار‬ ‫عرضة للنقد‪ ،‬واستعادة صالحياته ال تكون بهذه الطريقة‪ ،‬معترباً أنه لو‬ ‫أطلق رئيس الجمهورية طاولة حوار حول ملف الكهرباء لكان األمر أفضل‬ ‫بكثري»‪.‬‬ ‫وأَضاف وهاب‪“ :‬إن املطلوب احتضان وطني للمقاومة‪ ،‬مشرياً اىل أن‬ ‫البيان الوزاري أق ّر حق املقاومة يف تحرير األرض‪ ،‬ونحن بحاجة إىل خطة من‬ ‫مجموعة ضباط‪ ،‬متوجهاً اىل املقاومة بأن ال تعطي للبعض رشف مناقشة‬ ‫ملفها عىل طاولة الحوار‪ ،‬ألنها لديها الحق كغريها بتحرير أرضها”‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل أنه بالرغم من أن”نصف الطاقم السيايس اللبناين يعمل لدى السفارة‬ ‫األمريكية وبالتايل عند اإلرسائييل‪ ،‬فإن قائد الجيش رفع الغطاء عن بعض‬ ‫الضباط وعاملتهم رغم مخاطر ذلك األمر‪ ،‬معترباً أن رهان العديدين عىل‬ ‫رضبة إرسائيلية ضد “حزب الله” واملقاومة والبلد أصبح مكشوفاً‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل انضامم آالف اللبنانيني ممن هم خارج “حزب الله” اىل رسايا املقاومة‬ ‫واستعدادهم للمواجهة‪.‬‬ ‫أما يف ما يتع ّلق مبوضوع زيارة النائب وليد جنبالط إىل سوريا أ ّكد وهاب‬ ‫يف حديثه‪ ،‬أنه “ليس هناك أي تأخري أو معوقات لزيارة النائب جنبالط إىل‬ ‫سوريا‪ ،‬لكن بعد إعالن جنبالط لكلمته يف الـ‪ 16‬من آذار‪ ،‬مشرياً اىل عدم‬

‫وجود أي مطلب سوري‪ ،‬وأن كوادرعديدة من الحزب االشرتايك متحمسة‬ ‫جداً للعالقة مع دمشق ومستعدة للقتال مع حزب الله واملقاومة يف أي‬ ‫حرب مقبلة‪”.‬‬ ‫وحول موضوع مشيخة العقل قال وهاب‪“ :‬لدينا شيخي عقل‪ ،‬الشيخ‬ ‫نرص الدين الغريب والشيخ نعيم حسن‪ ،‬وهام أفضل املشايخ من حيث‬ ‫السلوك الشخيص ولكن نحن مع شيخ عقل واحد للطائفة‪ ،‬مقرتحاً‬ ‫استقالة الشيخني وانتخاب واحد رمبا يكون أحدهام‪ ،‬إذ ال يجوز أن يبقى‬ ‫الوضع الدرزي عىل حاله من التأزم املادي واالقتصادي‪ ،‬ما يعطل عمل‬ ‫مؤسسات املجلس املذهبي”‪ ،‬مشرياً اىل أنه طرح مرشوع بناء مدينة سكنية‬ ‫يف منطقة بعورتة تقدم خدمة للشباب الدرزي‪ ،‬تتكون من عرشة آالف‬ ‫منزل وتباع بأسعار مدروسة ويتحمل املجلس املذهبي جز ًءا من التكاليف‬ ‫ضمن آليات قانونية محددة»‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤاله عن التعيينات اإلدارية‪ ،‬أجاب وهاب‪“ :‬هناك أسامء‬ ‫ممتازة يف التعيينات ومنهم الوزير خالد قباين‪ ،‬إمنا املعايري املعتمدة هي‬ ‫الوالء السيايس قبل أي اعتبار‪ ،‬والتعيينات يف لجنة الرقابة عىل املصارف‬ ‫أمر معيب‪ ،‬متسائ ًال كيف ميكن لألشخاص أنفسهم مراقبة أعاملهم‪،‬‬ ‫واملحاصصة تؤثر سلباً عىل كل البلد والقوى معارضة ومواالة؟ مشرياً اىل‬ ‫أنه عىل السياسيني اختيار األكفأ من أجل خدمة الشأن العام بشكل‬ ‫أفضل وهناك أمثلة حية ممتازة وتجارب بعض الوزراء جيدة”‪.‬‬ ‫ويف موضوع التنصت من قبل السفارة األمريكية قال وهاب‪“ :‬ال ميكن‬ ‫لألمرييك استباحة البلد بهذا الشكل‪ ،‬واملعلومات التي تصل إىل األمرييك‬ ‫حكام تصل إىل اإلرسائييل‪ ،‬وهو موضوع يستوجب تحقيق من وزارة الداخلية‬ ‫ألن أمن الناس ليس ملكاً ألحد‪ ،‬وال يجوز التعاطي بخفة معه‪ ،‬مشرياً اىل‬ ‫أن املخابرات املرصية تعمل يف البلد بشكل كبري جداً وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫لبعض األجهزة الخارجية‪ ،‬متسائ ًال هل من أحد يعرف عدد طاقم السفارة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وأين وكيف يعملون تحت كذبة املساعدات األمريكية‪ ،‬بينام‬ ‫اإليرانيون يقدمون املساعدات عرب األجهزة الرسمية‪ .‬ونحن يف لبنان لألسف‬ ‫كام “بنات الهوى” نخرج مع الجميع‪ ،‬وال نحرتم بلدنا وكرامتنا الوطنية‪ ،‬لكن‬ ‫هناك يشء ما ُيحضرّ يف هذا املجال وخالل األشهر القليلة املقبلة هناك‬ ‫تغيري ما سيحدث مينع هذا الفلتان»‪.‬‬ ‫وعن عالقة الرئيس الحريري مع دمشق أشار وهاب اىل وجود عالقة‬ ‫شخصية جيدة بني الرئيسني الحريري األسد الفتاً اىل أن كل اللبنانيني لديهم‬ ‫مصلحة بإنجاح حكومة الحريري‪ ،‬حكومة الوحدة الوطنية‪ ،‬ملنع املترضرين‬ ‫من استغالل أي خالف‪ ،‬ألن هناك بعض املحيطني بالحريري يستفيدون من‬ ‫خالفه مع سوريا»‪.‬‬ ‫وأشار وهاب إىل أن “لبنان مل يعد أولوية بالنسبة للقوى اإلقليمية‬ ‫والدولية إال مبا يتعلق باملقاومة والعراق بل أن سوريا هي التي أضحت تخترص‬ ‫العرب يف املواجهة واملوقف العريب واإلسالمي”‪ ،‬معترباً أن “القمة الثالثية‬ ‫يف دمشق كانت هدية إىل املسلمني وكل األحرار يف العامل وأعادت التوازن‬ ‫مع “إرسائيل”‪ ،‬يف وقت تخىل فيه بعض العرب عن املقاومة‪ ،‬والموا تدخل‬ ‫إيران يف فلسطني ولبنان‪ ،‬بينام كان واجبهم مشاركة إيران وغريها يف‬ ‫دعم املقاومة”‪ ،‬مشري ُا اىل وجود “عربدة إرسائيلية” يف املنطقة‪ ،‬أسقطتها‬ ‫املقاومة يف لبنان يف صيف ‪ 2006‬بإسقاط مرشوع الرشق األوسط الجديد‪،‬‬ ‫وقمة دمشق يف تحقيقيها التوازن يف املنطقة‪ ،‬قد أجلت الحرب ال بل ميكن‬ ‫القول أنها قد ألغتها‪ ،‬الفتاً اىل سقوط عرشات اآلالف من الصواريخ عىل‬ ‫“إرسائيل” إذا حاولت االعتداء عىل لبنان مجدداً‪ ،‬وأن عىل “إرسائيل” وأمريكا‬ ‫أن تفهام أن هناك قوى ترفض أن تكون تابعة لها‪ ،‬مؤ ّكداً استمرار قمة‬ ‫دمشق بدعم حركات املقاومة داخل فلسطني التاريخية بكل السبل”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب حديثه أنه “رمبا كان حضور رئيس الجمهورية اللبنانية اىل قمة‬ ‫دمشق سيحرجه مع أصدقائه‪ ،‬لكن لبنان سيشهد مرحلة نهوض كتلك‬ ‫التي شهدها بعد اتفاق الطائف ولكن دون الوجود السوري»‪.‬‬ ‫وختم وهاب حديثه مستنكراً ما يحدث يف العراق بحق املسيحيني‬ ‫واستهدافهم خاصة يف محافظة املوصل‪ ،‬ومستغرباً وقاحة النظام‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫األردين التي وصلت إىل إصدار أحكام بحق مجموعة كانت تنوي مساعدة‬ ‫أهل غزة‪.‬‬

‫‪ ...‬ولقناة «أن‪.‬بي‪.‬أن»‪:‬‬ ‫أنصح رئيس الجمهورية باالستقالة‬ ‫إذا بقي الوضع على حاله‬ ‫كشف رئيس تيار “التوحيد” وئام‬ ‫وهاب يف حديث إىل قناة «أن‪.‬‬ ‫“مخترص‬ ‫برنامج‬ ‫يب‪.‬أن»ضمن‬ ‫مع اإلعالمي سعيد‬ ‫مفيد”‬ ‫غر ّيب عن أن زيارة رئيس “اللقاء‬ ‫الدميقراطي” النائب وليد جنبالط‬ ‫إىل دمشق ستتم هذا الشهر”‪،‬‬ ‫مؤ ّكداً أن “الرئيس بشار األسد‬ ‫سيستقبله كام أنه سيكون‬ ‫هناك ترتيب معني للزيارة‪ ،‬دون‬ ‫أي رشوط سورية عىل جنبالط‪ ،‬خاصة بعد أن شعر جنبالط أنه أساء إىل‬ ‫السوريني ويجب تصحيح الوضع”‪ ،‬مشرياً اىل أن جنبالط سيطرح يف سوريا‬ ‫دور الدروز وحجمهم يف املنطقة الذي أخطأ يف قراءته خالل السنوات‬ ‫املاضية وعاد وصوبه‪ ،‬جازماً أن جنبالط لن يحيد عن خطه السيايس الذي‬ ‫ثبت عليه‪ ،‬وهو خارج ‪ 14‬آذار بالكامل»‪.‬‬ ‫وحول االتفاقية التي وقع عليها املدير العام لألمن العام اللواء أرشف‬ ‫ريفي مع السفري األمرييك األسبق جيفري فيلتامن‪ ،‬قال وهاب‪”:‬أنه ال يحق‬ ‫لريفي قانوناً القيام مبا أقدم عليه وسيتعرض للمساءلة‪ ،‬خاصة وأن هذه‬ ‫االتفاقية خطرية جداً‬ ‫ّ‬ ‫وترشع لبنان أمام املجهول”‪ ،‬كاشفاً أن “االتفاق يحذر‬ ‫عىل الضباط التعامل مع األحزاب التي تعتربهم أمريكا إرهابية ما يعني‬ ‫أنها تح ّذرهم من التعامل مع نصف الشعب اللبناين»‪.‬‬ ‫ويف موضوع االسرتاتيجية الدفاعية‪ ،‬أ ّكد وهاب أن لبنان بحاجة إىل‬ ‫املقاومة واىل إرشاك كل الناس فيها‪ ،‬متسائ ًال‪ :‬طاملا أننا متفقون عىل أن‬ ‫خطورة “إرسائيل” التي ال تتوقف عن تهديد لبنان‪ ،‬فبامذا سنقاومها؟ وما‬ ‫هو الفرق بني لغة باراك ونتنياهو وبعض األصوات اللبنانية؟”‪ ،‬مذ ّكراً بأن “قرار‬ ‫الحرب والسلم مل يكن يوماً بيد لبنان والعرب‪ ،‬إمنا بيد “إرسائيل”‪.‬‬ ‫ويف إطار الحوار‪ ،‬رأى وهاب يف “الدعوة إليه شيئاً مشبوهاً‪ ،‬قد يكون رغبة‬ ‫أمريكية بإظهار انقسام لبناين عىل موضوع السالح واملقاومة‪ .‬ويف هذه‬ ‫املرحلة تداعت كل الشعارات وعادت القوى السياسية إىل الواقعية يف‬ ‫ظل خطر إرسائييل جدّي‪ ،‬مؤ ّكداً حاجة املقاومة إىل جهد الجميع‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن قرارها يتع ّلق ليس فقط بحامية لبنان بل بتحرير فلسطني‪ ،‬حيث هناك‬ ‫إسرتاتيجية أخرى”‪ ،‬مشرياً إىل مداخلة أسعد حردان خالل طاولة الحوار التي‬ ‫كانت ذات رؤية خالقة يف موضوع االسرتاتيجية الدفاعية»‪.‬‬ ‫واعترب وهاب أن “الرئيس ميشال سليامن منحاز اىل منطق لبناين ضد‬ ‫آخر‪ ،‬رغم أن موقفه يف الحوار كان جيداً‪ ،‬عندما قال أنه ال ميكن أن نوازي‬ ‫األصدقاء واألعداء”‪ ،‬مؤ ّكداً أنه “كان عىل الرئيس سليامن أن ال يدعو بعض‬ ‫األشخاص‪ ،‬فالذي قال أن السوري هو مثل اإلرسائييل ال ميكن أن يكون عىل‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬ومن ارتكب الجرائم واملجازر ّ‬ ‫ينظر اليوم للدولة فمن يصدقه؟”‪.‬‬ ‫مشرياً اىل أن “كل تجارب العرب أثبتت أن خيار املقاومة هو الخيار الوحيد‬ ‫الذي أظهر نجاعته ضد “إرسائيل””‪ ،‬كاشفاً عن ضجر دويل من موضوع الحوار‬ ‫اللبناين ومن النظام اللبناين الذي ال ميكن أن يدير نفسه”‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وخالل الحديث‪ ،‬نصح وهاب الرئيس سليامن باالستقالة إذا استمر الوضع‬ ‫عىل ما هو عليه اليوم‪ ،‬ألنه “قد أخطأ يف التعيينات التي حصلت ويف‬ ‫استبعاده شخصيات من الحوار ودعوته أشخاصاً آخرين‪ ،‬ويف سامحه نقاش‬ ‫موضوع املقاومة بالشكل الذي يحصل فيه اليوم”‪ ،‬موضحاً أن “املوقف‬ ‫امللتبس غري نافع مع تغري السياسة يف املنطقة”‪ ،‬متوجهاً اىل الرئيس‬ ‫بالسؤال‪ ،‬هل التعيينات التي تحصل تتوافق مع ما تريده؟” داعياً إياه للوقوف‬ ‫وفضح األمور‪ ،‬معترباً أن الذي أىت بالرئيس سليامن إىل الرئاسة هو ‪ 7‬أيار‬ ‫وليس التوافق”‪ ،‬مؤ ّكداً من ناحية ثانية أن “الرئيس سليامن هو عىل تشاور‬ ‫أسبوعي مع الرئيس األسد‪ ،‬وأن األخري والسوريني بشكل عام يكنون له كل‬ ‫احرتام ومحبة”‪ ،‬مشرياً اىل وجود عالقة جيدة بني سوريا والحريري‪ ،‬غري أن‬ ‫عىل األخري أن يجد الطرق األفضل يف التعاطي وخاصة ضمن فريق عمله‬ ‫ويتن ّبه من البعض منه‪ ،‬وإسكات بعض األصوات “النشاز” ضمن فريقه‪ ،‬ألن‬ ‫هناك مرحلة جديدة قد بدأت‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب إىل أن بعض منتقدي االتفاقيات مع سوريا مل يقرأواها‪،‬‬ ‫ومنهم وزراء‪ ،‬وهذه االنعزالية من بعض السياسيني ال ميكن أن تعيش ضمن‬ ‫الواقعية الحالية»‪.‬‬ ‫ورأى وهاب أن “هذه الحكومة رمبا ستعيش حتى نهاية العام مشرياً اىل‬ ‫مباحثات أمريكية سورية عىل ضوء ما يجري يف العراق‪ ،‬كام أن الوضع‬ ‫اإلقليمي سينعكس عىل لبنان هدو ًءا وسكينة وازدهاراً مثلام حصل بعد‬ ‫اتفاق الطائف‪ ،‬كاشفاً عن “مرشوع يتم السعي إليه بالتعاون مع الرئيس‬ ‫إميل لحود وآخرين لتشكيل جبهة معارضة حقيقية من خارج السلطة‬ ‫تهتم بقضايا الناس”‪.،‬‬ ‫ويف الختام أسف وهاب “للعالقة غري املستقرة مع النائب طالل ارسالن‪،‬‬ ‫التي ساءت بعد تأسيس “تيار التوحيد”‪ ،‬موضحاً أن النائب إرسالن ال ميثل‬ ‫املعارضة الدرزية»‪.‬‬

‫‪...‬وللـ «أم‪.‬تي‪.‬في‪ :».‬ال يجوز تغطية‬ ‫الفاسدين تحت عناوين طائفية‬ ‫رأى رئيس “تيار التوحيد” الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب‪ ،‬خالل مقابلة‬ ‫ضمن برنامج «قبل األخبار» عىل‬ ‫مع الزميل‬ ‫محطة الـ ‪MTV‬‬ ‫أن “التعيينات‬ ‫أنطوان سعد‪،‬‬ ‫اإلدارية إذا أكملت عىل هذا املنوال‬ ‫فهي ليست مشجعة‪ ،‬وبعض‬ ‫املع ّينني أخرياً لديهم ملفات يف‬ ‫التفتيش القضايئ‪ ،‬وأن ما حصل‬ ‫من تعيينات هي صفقة جزئية‪،‬‬ ‫واصفاً اياها بـ”اللصوصية”‪ ،‬معترباً أن “الدولة تسري يف األسلوب واملنطق‬ ‫ذاته منذ القدم‪ ،‬وعىل رئيس الجمهورية ميشال سليامن أن يرفع الغطاء عن‬ ‫هذه املحاصصة‪ ،‬وال يجوز أن يركع أصحاب الكفاءة عىل أبواب السياسيني‪،‬‬ ‫كام أنه ال يجوز تغطية الفاسدين تحت عناوين الطائفية‪ ،‬ألن عند تقاسم‬ ‫الجبنة إن الجميع سواسية مواالة ومعارضة»‪ ،‬داعياً “املعارضة واملواالة إىل‬ ‫وجوب االنسجام مع طروحاتها‪ ،‬وعىل القوى الحية أن تضع برنامج معارضة‬ ‫تغيريي‪ ،‬جدي وحقيقي‪ ،‬إذ ال يجوز مث ًال أن تكون لجنة الرقابة عىل املصارف‬ ‫هي من موظفي املصارف أنفسهم”‪ ،‬آم ًال يف أن “تكون هذه التعيينات جرس‬ ‫إنذار للجميع”‪.‬‬ ‫وعن تشكيل هيئة الحوار الوطني‪ ،‬أوضح وهاب أن “الرئيس ميشال‬ ‫سليامن مل يراع أي من املعايري”‪ ،‬الفتاً إىل أن “التوقيت للدعوة إليها خاطئ‬

‫‪24‬‬

‫كام طرح األسامء‪ ،‬لكن تعرضه للضغط من قبل بعض الجهات الخارجية‬ ‫جعله يسارع اىل تشكيل هيئة الحوار‪ ،‬مشرياً إىل أن “موضوع اإلسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية هو خارج نطاق التحاور‪ ،‬وال يجوز أن يجري التفاوض بسالح “حزب‬ ‫الله”‪ ،‬وإذا كان الهدف من طاولة الحوار مناقشة سالح حزب الله فال يجوز أن‬ ‫يعذبوا أنفسهم‪ ،‬متسائ ًال ملاذا مل تضم طاولة الحوار كل الرؤوساء السابقني‬ ‫مث ًال؟”‬ ‫وعن موضوع االنتخابات البلدية قال وهاب إن “بعض القوى ال تريد هذه‬ ‫االنتخابات”‪ ،‬معلناً أنه “مع تأجيلها سنة إذ أن هناك عملية إلهاء للناس‪،‬‬ ‫سيام وأن الحكومة مل تنجز حتى اآلن أي ملف حيوي‪ ،‬وسوف تكون االنتخابات‬ ‫إعادة لصورة الطاقم ذاته ولن تخرج من اإلصطفافات السياسية”‪ ،‬معترباً‬ ‫أن “مجلساً نيابياً منتخباً عىل أساس النسبية سوف يفرز قوى سياسية‬ ‫جدية ال يؤثر فيها املال السيايس”‪.‬‬ ‫يف سياق منفصل‪ ،‬أشار وهاب يف حديثه إىل أنه يف ذكرى ‪ 16‬آذار‬ ‫سيكون لرئيس “اللقاء الدميقراطي” النائب وليد جنبالط كلمة يخاطب‬ ‫فيها الرئيس السوري بشار األسد مبارشة‪ ،‬عىل أن تحصل الزيارة إىل دمشق‬ ‫بعد ‪ 16‬آذار”‪ ،‬الفتاً إىل أن “جنبالط ليس يف موقع وسطي اليوم‪ ،‬خاص ًة من‬ ‫قضايا املقاومة وسوريا وفلسطني‪ ،‬ونحن نطمح كطائفة درزية إىل دور عىل‬ ‫مستوى املنطقة»‪.‬‬ ‫وعن تقوميه ألداء جنبالط‪ ،‬أعاد وهاب إىل األذهان إىل أن الجبل فقد نصفه‬ ‫بني ليلة وضحاها وهذا ما أثر سلباً عىل أبناء الجبل عموماً وليس عىل‬ ‫املسيحيني فقط”‪ ،‬الفتاً إىل أن الجبل بحاجة إىل كل أبنائه وتنوعات طوائفه‬ ‫وأحزابه”‪ ،‬موضحاً أنه “عندما يدخل الجبل يف لعبة اإللغاء سوف يخرس‪ .‬وأن‬ ‫املشكلة األساسية يف الجبل هي التهجري إذ ما بني خالل ‪ 300‬أو ‪ 400‬سنة‬ ‫انتهى بأشهر قليلة وكانت خسارة درزية»‪.‬‬ ‫وعن العالقات اللبنانية ‪ -‬السورية ‪ ،‬ذكر وهاب أنه “يف العام ‪ 1992‬كانت‬ ‫عصابة لبنانية سورية تدير الحكم يف لبنان حتى العام ‪ ،2005‬وأساءت‬ ‫للعالقات بني البلدين يف بعض جوانبها”‪ ،‬كاشفاً أن “الرئيس ميشال‬ ‫سليامن يتشاور أسبوعياً مع الرئيس السوري بشار األسد‪ ،‬وأن ما يقال عن‬ ‫برودة يف العالقة بينهام عار من الصحة”‪ ،‬الفتاً إىل أن “ما يجريه اليوم‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري من عالقات مع سوريا مفيد للبنان”‪ .‬مذكراً أن‬ ‫“الرئيس بشار األسد كان أول رئيس سوري يزور لبنان عن طريق مطار بريوت‬ ‫ويقر منذ العام ‪ 2001‬باستقالل لبنان»‪.‬‬ ‫وعن موضوع السالح الفلسطيني أوضح وهاب يف حديثه أن هذا املوضوع‬ ‫“يناقش بني الدولة والفلسطينيني مع إعطاء الفلسطينيني حقوقهم‬ ‫املدينة ولو بالحد األدىن من الخدمات والعيش الكريم»‪.‬‬

‫‪ ...‬وللـ «الجديد»‬ ‫عن فساد بغطاء رئاسي‬ ‫استغرب رئيس “تيار التوحيد”‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬خالل‬ ‫حديثه إىل برنامج “الحدث” ملحطة‬ ‫الجديد مع اإلعالمية نانيس السبع‪،‬‬ ‫اإلرهاب الفكري الحاصل ضده‪ ،‬بعد‬ ‫مطالبته رئيس الجمهورية ميشال‬ ‫سليامن بتقديم استقالته‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل أنه مل يتلق أوامر ال من سوريا‬ ‫وال من “حزب الله” للقيام بهذا‬ ‫األمر”‪ ،‬معتربا أن ما قام به هو حق له كمواطن لبناين بالدرجة األوىل ويف‬ ‫سبيل الدفاع عن مصلحة البلد‪.‬‬

‫ولفت وهاب إىل أن إعالن موقفه من منرب الرابية ليس له عالقة برئيس‬ ‫تكتل “التغيري واإلصالح” ميشال عون‪ ،‬أو أنه تحدث معه بهذا األمر خالل‬ ‫اللقاء به‪ ،‬مشرياً إىل أن الكثري من سياسيي املعارضة ال يستطيعون‬ ‫الكالم‪ ،‬ويتحدى من يهاجمه‪ ،‬بانه قام بزيارة إىل سوريا خالل الفرتة املاضية‪،‬‬ ‫متسائال‪“ :‬هل البلد هو عىل ما يرام واملواطن بألف خري‪ ،‬وليس هناك وجود‬ ‫ألي مشاكل؟”‪ ،‬مؤ ّكداً “أن وزير العمل بطرس حرب هو أحد الطباخني‬ ‫األساسيني للطائف‪ ،‬وهو من ذبح صالحيات رئيس الجمهورية يف السابق”‪،‬‬ ‫متوجهاً إىل رئيس الجمهورية بأنه يتكلم عن تعيينات نزيهة سائال إياه‪”:‬أين‬ ‫هذه التعيينات من النزاهة”‪ ،‬موضحا أن هناك أناس عينت وهي محالة ألكرث‬ ‫من ‪ 15‬مرة أمام القضاء”‪.‬‬ ‫واعترب وهاب أن “طاولة الحوار مرشوع تآمر”‪ ،‬مشرياً إىل أنه “مع الرئيس‬ ‫املرتفع كفؤاد شهاب وليس الرئيس الحيادي‪ ،‬ونهر البارد يحتاج إىل بحث‬ ‫سيايس أكرب وأعمق‪.‬‬ ‫وعن توقيت هذه الحملة‪ ،‬أعرب وهاب عن أن “هذا الكالم منذ أشهر وطاولة‬ ‫الحوار توقيتها مشبوه ونحن ذاهبون ملشكلة كبرية يف البلد ولجنة التحقيق‬ ‫الدولية تهيئ لفتنة كبرية تحاك ضد”حزب الله” ألن األمرييك ال يهمه‬ ‫البلد ولجنة التحقيق الدولية طلبت عنارص من حزب الله” بعد ‪ 5‬سنوات‬ ‫للتحقيق معهم يف جرمية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل أن “هناك فتنة تحرض وهناك أسامء سلمت لحزب الله‪ ،‬والبلد الذي يحرتم‬ ‫سيادته مينع استدعاء مواطنيه إىل املحكمة الدولية كام يجري اآلن”‪،‬محذراً‬ ‫من اللعب بالبلد‪ ،‬طالباً من “الرئيس سعد الحريري بكل محبة أن يتجنب‬ ‫فخ املحكمة الدولية‪ ،‬ألن الخوف ليس عىل “حزب الله”‪ ،‬بل عىل البلد بشكل‬ ‫عام‪ ،‬مشرياً اىل أن املايسرتو لهذه الحملة هو “إرسائيل”‪ ،‬مستغرباً تر ّكب‬ ‫طاولة الحوار”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬ال يستطيع أن يكون رئيس الجمهورية عىل حياد يف أمور‬ ‫خطرية ومنها املحكمة الدولية‪ ،‬متسائ ًال هل يجوز أن نقوم بإشغال املقاومة‬ ‫بنقاش داخيل؟”‬ ‫ورد وهاب عىل الرئيس سليامن بأن “ما قلته ليس حملة تافهة”‪ ،‬كاشفاً‬ ‫عن “مرسوم مو ّقع من سليامن ببيع نهر ‪ 400‬مرت مكعب وهو نبع رويس‪،‬‬ ‫وقام بإعطاء رخصة لسحب مياه النهر وبيعها إىل قربص”‪ ،‬متسائ ًال‪“ :‬هل‬ ‫مرسوم بيع نهر األعامل التافهة أن تكون الطائرة اإلثيوبية يف البحر والكل‬ ‫مشغول بقضية إنسانية ومجلس الوزراء يناقش القالدة املذه ّبة؟‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل وجود محافظ محسوب عىل رئيس الجمهورية يقبض عىل كل محطة‬ ‫بنزين ‪ 50‬ألف دوالر‪ ،‬وصهر الرئيس وسام بارودي يتدخل بأمور يف الدولة ال‬ ‫عالقة له بها‪ .‬متسائ ًال‪“ :‬ملاذا ممنوع أن نقول باستقالة سليامن وعبد النارص‬ ‫قد استقال من قبله بعد فشل ما تعرض له؟‪ .‬اليس من األعامل التافهة أن‬ ‫يكون أنطوان الصحناوي مشاركا مع الوفد الرئايس يف زيارته إلسبانيا؟”‪،‬‬ ‫تهم‬ ‫وداعياً الرئيس إىل االستقالة إذا مل يستطع تنفيذ ما يقوله من بنود ّ‬ ‫املواطن اللبناين”‪ .‬متوجهاً إليه باألسئلة التالية‪”:‬هل أنت حيادي يف موضوع‬ ‫املقاومة واإلرهاب واالتفاقية األمنية التي وقعها اللواء ريفي مع فيلتامن؟‬ ‫ملاذا تشطب كلمة املقاومة يف القرص الجمهوري من قبل الخبيث فؤاد‬ ‫السنيورة؟ هل الحيادية ليست عىل حساب الوطن بل عليه واجب مواجهة‬ ‫الفساد وحامية القضايا الوطنية؟ هل الحيادية عند الرئيس أن يستقبل‬ ‫األمانة العامة لـ ‪ 14‬آذار بعد أن قالت أن إيران و”إرسائيل” مثل بعضهم؟‬ ‫هل يجوز يا فخامة الرئيس أن تعني فريد سليامن عضو مجلس إدارة كازينو‬ ‫لبنان؟”‪ .‬مشريا إىل أن لديه ملفات أعظم وسيفضح كل األمور الغامضة‪.‬‬ ‫وأضاف “سأمارس اإلرهاب الفكري عىل الجميع وكل من يعرتض عىل‬ ‫أفكاري‪ ،‬ولن أصمت بعد اليوم عىل كل من يهاجمني»‪.‬‬ ‫ورداً عىل منتقديه مثل سمري جعجع قال وهاب‪“ :‬أنا ليس لدي شعبية‬ ‫جعجع كوين مل أرتكب الجرائم مثله‪ ،‬وهو من قام بانقالبات عىل مقام‬ ‫رئاسة الجمهورية يف عهد الرئيس أمني الجميل‪ .‬أما نائب رئيس مجلس‬ ‫النواب فريد مكاري فأقول له أنا مل اشرت أي حذاء ألي ضابط سوري‪ .‬أما‬ ‫النائب مروان حامدة فقد أصبح حريصاً عىل مقام الرئاسة وكان يريد قتل‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫الرئيس إميل لحود وتكلم مبا ال يليق مبقام الرئاسة‪ .‬أما النائب احمد فتفت‬ ‫لو يبقى مشغوالً بالشاي والقهوة أفضل له ولنا”‪ ،‬الفتاً اىل أن “حزب التحرير‬ ‫استنكر وهاجم مسألة اعتبار عيد البشارة يوم عيد وطني ومل تسحب‬ ‫منه الرخصة ومل ترد عليه الجوقة املنظمة”‪ ،‬ومشرياً إىل أنه “مستعد لزيارة‬ ‫مساع من بعض الوسطاء‬ ‫قرص بعبدا ولقاء الرئيس ميشال سليامن‪ ،‬وهناك‬ ‫ٍ‬ ‫واألصدقاء املشرتكني‪ ،‬وقد كان الوزير يوسف سعادة جريئاً جداً داخل مجلس‬ ‫الوزراء يف طرحه ملوضوع الرد عىل الحملة عىل رئيس الجمهورية»‪.‬‬ ‫من جه ٍة أخرى أشار وهاب إىل أنه “رمبا تكون زيارة النائب وليد جنبالط إىل‬ ‫دمشق خالل ساعات‪ ،‬وأن كل جهده يف األشهر املاضية كان لرتتيب العالقة‬ ‫بني جنبالط وسوريا»‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪“ :‬ما يهمني هو رأي املواطن الذي أتكلم باسمه‪ ،‬رافضاً أي‬ ‫إساءة شخصية للرئيس‪ ،‬مشرياً اىل “أن االنتقاد ال يواجه بهذا اإلرهاب‬ ‫الفكري‪ ،‬ولو كانت سوريا خلف الحملة ملا تجرأ أحد بالرد عليي‪ ،‬ويقولون‬ ‫إنني وحيداً ولكن أرد كام يقول اإلمام عيل (ع)‪“ :‬طريق الحق موحش لقلة‬ ‫سالكيه” ولكنني لن أخاف فإنني مستعد لتخطيها»‪.‬‬

‫‪...‬وللـ «األخبار»‪:‬‬ ‫كالمي يعبر عن رأيي الشخصي‬ ‫وال ألزم الرابية وال عون به‬ ‫كان املوقف الذي أعلنه رئيس تيار التوحيد وئام وهّ اب عن منرب الرابية‪،‬‬ ‫بعد لقائه العامد ميشال عون‪ ،‬أضاف عنرصاً جديداً إىل “الضجيج املثار”‬ ‫كام سماّ ه املصدر‪ ،‬إذ حمل وهّ اب عىل رئيس الجمهورية‪ ،‬قائ ًال “إن مثة عط ًال‬ ‫أساسياً يف رئاسة الجمهورية‪ ،‬وهذا األمر أسايس يف الشلل الحاصل عىل‬ ‫صعيد كل الدولة”‪ .‬ورأى وهاب أن “نظرية الرئيس التوافقي سقطت ومل‬ ‫توصل إىل مكان‪ ،‬رمبا حلت مشكلة خالل السنتني األخريتني‪ ،‬لكنها من اآلن‬ ‫فصاعداً تعطل األمور أكرث مام تسهّلها”‪.‬‬ ‫وأردف وهاب‪ :‬إن رئيس الجمهورية “هو الرئيس األعىل لكل املؤسسات‪،‬‬ ‫يجب أن يراقب كل التعيينات وكل عمليات الهدر والتقصري‪ .‬وإذا مل يعد‬ ‫قادراً عىل القيام بكل ذلك‪ ،‬فاالستقالة تصبح أفضل‪ ،‬ألننا ال نستطيع أن‬ ‫نكون يف السنة الثانية للعهد وكأننا يف أيامه العرشة األخرية”‪.‬‬ ‫وأكد وهاب من الرابية‪ ،‬ولـلـ “األخبار” الحقاً‪ ،‬أن كالمه يعبرّ عن رأيه‬ ‫الشخيص وال يلزم الرابية وال عون‪ ،‬وأنه يتحمل وحده مسؤولية ما صدر‬ ‫عنه‪ ،‬عازياً هجومه عىل سليامن إىل ‪ 4‬قضايا‪ ،‬وهي‪ :‬أنه مل يطرح شيئاً‬ ‫مرص عىل إدخال القاهرة العباً يف ملف‬ ‫ونجح فيه‪ ،‬فال حاجة لبقائه‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫لبنان‪ ،‬وقد طرح طاولة الحوار رغم الضغوط التي تتعرض لها املقاومة‪ ،‬عل ًام‬ ‫بأنه وصل إىل بعبدا من ضمن صيغة توافقية تتضمن الحفاظ عىل املقاومة‪،‬‬ ‫إضافة إىل أنه “يصول ويجول يف العامل يف رحالت ال طائل منها‪ ،‬حيث‬ ‫ُيطرح مواضيع مسيئة للمقاومة‪.‬‬

‫‪ ...‬ولـ « صوت المدى»‪ :‬هناك خط‬ ‫تواصل مفتوح بين الجميّل وسوريا‬ ‫رأى رئيس تيار “التوحيد” الوزير األسبق وئام وهاب‪ ،‬يف حديث لربنامج‬ ‫“مدى الصوت” عرب اذاعة “صوت املدى” مع الزميلة آمال الياس سليامن‪ ،‬أن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املصالحة التي متت بني رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون‪ ،‬ورئيس‬ ‫“اللقاء الدميقراطي” النائب وليد جنبالط‪ ،‬تصب يف مصلحة الجبل‪ ،‬كام‬ ‫أن التقارب بني الفريقني أكمل املصالحة التي كانت قد بدأت منذ سنوات‪،‬‬ ‫مشرياً اىل أن تأجيلها ملا بعد تشكيل الحكومة كان بهدف عدم التأثري عىل‬ ‫تشكيلها‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق بزيارة جنبالط إىل سوريا‪ ،‬أعلن وهاب أنها باتت قريبة عىل‬ ‫الرغم من تراكم الخصومة عىل مدار ‪ 5‬سنوات‪ ،‬مؤكداً أن جنبالط رسم‬ ‫خارطة طريق‪ ،‬بدأ السريعليها يف آب وستنتهي يف آذار”‪.‬‬ ‫وحول ما نقلته الصحيفة اإليطالية عىل لسان رئيس الحكومة سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬اعترب وهاب أن الكالم قد يكون مجتزأ‪ ،‬خصوصاً وأن الحريري أصدر‬ ‫بياناً أكد فيه العمل عىل تحسني العالقات اللبنانية‪ -‬السورية‪.‬‬ ‫وأرص وهاب عىل رضورة حامية وتطوير العالقة بني البلدين ألن يف ذلك‬ ‫مصلحة للبنان قبل سوريا‪.‬‬ ‫كام وأكد وهاب عىل أنه ليس هناك موقفاً سورياً معادياً للكتائب‬ ‫والقوات كام أنه ليس هناك طلباً سورياً بفك اإلرتباط بني الحريري وبينهم‪،‬‬ ‫مشرياً إىل أن الخطوط بني رئيس حزب “الكتائب” أمني الجميل وسوريا غري‬ ‫مقفلة وأنه هناك أكرث من شخص من أصدقاء الجميل ينقلون رسائل منه‬ ‫إىل سوريا‪.‬‬ ‫هذا واعترب وهاب أنه ليس هناك ضامنة أن ال يستثمر حزب الله سالحه‬ ‫يف الداخل‪ ،‬مؤكد ُا أن حزب الله استخدم سالحه يف ‪ 7‬أيار رداً عىل ما حصل‬ ‫يف ‪ 5‬أيار حيث كان هناك تآمر عىل املقاومة‪ ،‬مضيفاً أن هناك تدخ ًال سياسياً‬ ‫مينع القضاء من أخذ حقه وبالتايل فإن عىل املقاومة أن تحافظ عىل حقها‬ ‫بيدها‪ ،‬مشرياً إىل أن طرح سالح حزب الله اليوم هو خيانة وإن كان الطرح‬ ‫عىل طاولة الحوار‪.‬‬ ‫وعن لقاء الرئيس اإليراين محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار‬ ‫األسد وأمني عام “حزب الله” السيد حسن نرص الله‪ ،‬قال وهاب‪“ :‬أنهم‬ ‫اتخذوا قراراً بإنهاء عرص “إرسائيل” التي ال ُتهزم‪ ،‬وتحرير فلسطني يجب أن‬ ‫يكون من داخل فلسطني‪ ،‬مشرياً إىل أنه لن يقدّم أحد ذريعة لـ “إرسائيل”‬ ‫لتعتدي عىل لبنان‪ ،‬وإمنا لبنان جاهز للرد عىل أي اعتداء‪.‬‬ ‫كام أشار إىل أن عند الرئيس األسد قرار الستعادة الجوالن ولكنه يفسح‬ ‫املجال أمام الخيار الدبلومايس‪.‬‬ ‫وعن اإلنتخابات البلدية أكد أن الجميع يرغبون بتأجيل اإلنتخابات‬ ‫ولكن ال أحد يتجرأ ويفصح عام يريد‪ ،‬واصفاً العالقة بينه وبني رئيس‬ ‫الحزب الدميقراطي اللبناين النائب طالل ارسالن بالطبيعية‪ ،‬ويكن له‬ ‫اإلحرتام ومرص عىل بقاء العالقات الودية‪ ،‬مشرياً إىل أنه ليس هناك‬ ‫خالفاً سياسياً وال يجب السامح لألمور الصغرية أن تعكر األجواء‬ ‫بينهام‪.‬‬

‫‪ ...‬ولـ «الدار»‪ :‬كل حملة ستقابل بكشف‬ ‫حقائق‪ ..‬وفي جعبتي الكثير‬ ‫تبدو الحملة عىل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليامن حتى اآلن‬ ‫محصورة برئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير السابق وئام وهاب‪ .‬فاملعارضة‬ ‫تنصلت من كالمه وحملته تجاه الرئيس سليامن‪ ،‬ولو أنها ال تخفي يف‬ ‫كواليسها انزعاجها منه عىل خلفية انحيازه للطرف اآلخر‪ ،‬وهو ما ظهر‬ ‫جلياً يف البيان الختامي لطاولة الحوار‪ ،‬حيث بقي سليامن مستمعاً عندما‬ ‫وقع السجال بني رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس األسبق للحكومة‬ ‫فؤاد السنيورة‪ ،‬الذي شطب من البيان عبارة املقاومة‪ ،‬عل ًام أن العادة جرت‬ ‫بأن ال يصدر بياناً ختامياً عن اجتامع طاولة الحوار‪ ،‬ما طرح أكرث من عالمة‬ ‫استفهام حول املوضة الجديدة‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫وبحسب مصادر سياسية أ ّكدت لـ “الدار”‪ ،‬أن سليامن دخل يف زواريب‬ ‫املحاصصة‪ ،‬وهذا ما يسبب امتعاضاً مسيحياً كبرياً‪ ،‬عدا عن امتعاض “حزب‬ ‫الله”‪ .‬إ ّال أن عدم التوافق مع وهاب‪ ،‬وبحسب املصادر نفسها‪ ،‬هو توقيت‬ ‫االعرتاض العلني عىل سليامن‪.‬‬ ‫وهاب أكد لـ “الدار” أن موقفه من الرئيس هو شخيص ال يعبرّ ال عن‬ ‫رأي “حزب الله” وال عن السوريني‪ .‬وقال‪“ :‬أنا خارج الحكومة ال أستطيع‬ ‫أن أتحدث من الداخل‪ ،‬بينام حلفايئ يف داخلها وهم يعارضون عىل‬ ‫طريقتهم”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ”:‬شخصت حالة يجمع الجميع عليها‪ ،‬مشرياً اىل شلل يف‬ ‫البلد‪ ،‬ويف املؤسسات‪ ،‬وموضحاً أن الرئيس سليامن طرح أكرث من إصالح‪،‬‬ ‫لكنه مل يستطع تطبيق يشء‪ ،‬وأن مطالبته باالستقالة حرصاً عىل‬ ‫موقعه الرئايس‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬مل افرض رأيي والرئيس سليامن يستطيع قبوله أو ال‪ ،‬الفتاً‬ ‫اىل أن الجميع يتحدث عن الوضع العام املعطوب يف الرس‪.‬‬ ‫وتوجه وهاب اىل رئيس الجمهورية ميشال سليامن ناصحاً إياه بأن يكون‬ ‫ّ‬ ‫توافقياً بكل ما يف الكلمة من معنى‪ ،‬بطريقة يريض خاللها الناس جميعاً‪،‬‬ ‫وأن يفرض دولة عادلة وقادرة‪ ،‬وأن ال يستمع اىل أصحاب املزارع والفنت‪ ،‬معترباً‬ ‫الذين يدافعون عنه‪ ،‬أمثال بطرس حرب وسمري جعجع‪ ،‬هم أكرث من اعتدوا‬

‫عىل الرئاسة كموقع‪ ،‬قائ ًال‪ ”:‬نحن ال ننىس ماذا فعل جعجع بالرئاسة عندما‬ ‫كان امني الجميل يف سدتها‪ .‬وال ننىس حملة فل واإلرهاب الذي مارسه‬ ‫مع حلفائه عىل الرئيس اميل لحود‪ ،‬ملصلحة املرشوع األمرييك الكبري‪،‬أما‬ ‫بالنسبة لحرب فهو يف اتفاق الطائف كان مسترشساً عىل توقيعه‪ ،‬وهو‬ ‫الذي رسق الصالحيات من الرئاسة يف املوقع املسيحي‪ ،‬الذي مل يستطع‬ ‫سليامن حتى اآلن التحدث فيها‪ ،‬ألن من يدعمه من عرب وحلفاء عرب ال‬ ‫يريدون التعديل (الدستوري)‪ .‬وتابع وهاب‪“ :‬الرد كان مبامرسة اإلرهاب الفكري‬ ‫عيل‪ ،‬واطالق الحملة الشعواء‪ .‬مؤ ّكداً ملطلقيها أن كل حملة ستقابل‬ ‫بكشف حقائق‪ ،‬ووقائع كثرية‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬يخطئ من يظن أنه بإمكاين السكوت‪ .‬وللبنانيني الحق يف‬ ‫معرفة ما يحصل وما يجري يف الكواليس‪ .‬وعليهم معرفة ما يحاك لهم‬ ‫يف املحكمة الدولية”‪.‬‬ ‫وتوجه اىل الرئيس سليامن بالقول‪ ”:‬إن الذي ينصحك وأنت يف موقعك‬ ‫حريص عليك وعىل موقع الرئاسة‪ ،‬وأن الكارثة هي يف الذين يظهرون حبهم‬ ‫لك وينكلون باملوقع والشخص‪ ،‬عندما تأيت األوامر من الخارج‪ ،‬والتاريخ ليس‬ ‫ببعيد فلنا تجربة طويلة معهم”‪.‬‬ ‫أما فيام يتعلق برئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري‪ ،‬أشار وهاب اىل أن‬ ‫«رئيس الحكومة هو عىل رأس سلطة أساسية‪ ،‬لكنه جديد ويحتاج لبعض‬ ‫الوقت ليك يعتاد عليها وليك يتعلم‪ ،‬فمن املبكر الحكم عليه”‪.‬‬

‫وهاب بعد زيارته لحود ‪:‬‬

‫الحوار لن يصل إلى نتيجة ولو بعد مئة سنة‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب بعد زيارته‬ ‫الرئيس إميل لحود‪ ،‬يف دارته يف الريزة بحضور‬ ‫النائب السابق إميل لحود‪ ،‬أن “الكرنفال الذي‬ ‫عقد وس ّمي مؤمتراً للحوار‪ ،‬ال ميثل كل اللبنانيني‬ ‫بل جز ًءا منهم‪ ،‬وأن أي إسرتاتيجية دفاعية يف‬ ‫النهاية يلزمها إجامع كل اللبنانيني دون استثناء‪،‬‬ ‫مشرياً اىل معايري معينة تجاوزها فخامة رئيس‬ ‫الجمهورية ما سينعكس عىل الحوار الذي لن‬ ‫يصدر شيئاً عنه ال اليوم وال غداً وال بعد مئة سنة‪،‬‬ ‫معترباً أن هناك مرشوعني متناقضني وال يلتقيان‬ ‫عىل الطاولة‪ ،‬مرشوع يريد لبنان قوياً وآخر يريده‬ ‫خانعاً لإلرسائييل‪.‬‬ ‫ومتنى وهاب أال يض ّيع الحوار أوقات اللبنانيني‬ ‫وأال يجعلهم يعيشون أحالم الوصول اىل يشء‪،‬‬ ‫ما سيع ّمق الرشخ بني اللبنانيني‪ ،‬مشرياً اىل أن‬ ‫بعض الذين يقفون وراء الحوار يريدون أن يوحوا بأن‬ ‫هناك انقساماً يف لبنان حول املقاومة والتصدي لـ‬ ‫“إرسائيل” وعىل أن يكون لبنان يف موقعه العريب‬ ‫الطبيعي املقاوم‪ ،‬متمنياً عىل الحلفاء أال يقعوا يف‬ ‫فخ االستمرار يف هذا الحوار غري املجدي‪ ،‬مشرياً اىل أمور كثرية ميكن أن تنشغل‬ ‫تهم اللبنانيني أكرث من أن تسمع موقف هذا الشخص أو ذاك من‬ ‫بها الدولة ّ‬ ‫موضوع املقاومة»‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال وجود انقسام سيايس أم انقسام يف الرؤية أجاب وهاب‪:‬‬ ‫هناك انقسام سيايس وثقايف وعقائدي‪ ،‬وانعدام للشعور الوطني حول‬

‫مرشوع املقاومة وتصديها للتهديدات اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫وحول توقيت الحوار أجاب وهاب بأنه عىل رئيس الجمهورية أن يقوم بأدوار‬ ‫تهم اللبنانيني خصوصاً يف إصالح اإلدارة والتعيينات ووقف التهرب‬ ‫كثرية‬ ‫ّ‬ ‫يف التعيينات كام حصل مؤخراً‪ .‬مشرياً اىل انعدام اإلجامع عىل رئييس‬ ‫مجلس النواب والحكومة بالرغم من أن الرئيسني قويان وميثالن رشائح‬ ‫مهمة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫ّ‬ ‫وهاب‬ ‫في زيارة‬ ‫لـ «كهف الفنون»‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪28‬‬

‫محاضرة‬ ‫لهيئة العمل التوحيدي‬ ‫عن «دور‬ ‫الموحدين الدروز‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير السابق وئام وهّ اب وعقيلته‬ ‫“كهف الفنون”‪ ،‬يف بلدة الجاهلية الشوف‪ ،‬حيث كان يف استقباله‬ ‫رئيس جمعية “كهف الفنون”‪ ،‬الفنان غاندي بو ذياب وأعضاء الجمعية‬ ‫ورئيس البلدية‪ ،‬وأدباء وشعراء وفنانني وموسيقيني وأطباء ورجال أعامل‬ ‫وإعالميني وعدد من أصدقاء الجمعية‪.‬‬ ‫بدأ اللقاء بجولة صباحية يف الحديقة الرتاثية‪ ،‬وأرجاء متحف ومحرتف‬ ‫“كهف الفنون” الذي يعود تاريخه للعهد العثامين‪ ،‬وأبدا املدعوون‬ ‫إعجابهم وتقديرهم ملا شاهدوه من لوحات موزاييك‪ ،‬ومنحوتات من‬ ‫الشمع‪ ،‬ورسومات عن الرتاث القروي اللبناين‪ ،‬ولوحات عن الخيل العريب‬ ‫األصيل‪.‬‬ ‫وخالل الجولة أشاد وهاب بأعامل الفنان بو ذياب‪ ،‬وجهوده الفردية‬ ‫وتضحياته املادية يف تكريس وتعميم ثقافة الحفاظ عىل البيئة وتراث‬ ‫األجداد من خالل إنجازه كهف الفنون يف قرية الجاهلية دون مساعدة من‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬متنّى الفنان غاندي بو ذياب‪ ،‬عىل الوزير وهّ اب‪ ،‬التعاون‬ ‫والتنسيق يف كافة النشاطات مثنياً عىل دوره الف ّعال يف دعم الفكر‬ ‫والفن والثقافة يف لبنان‪ .‬بعدها انتقل املدعوون إىل تناول الرتويقة‬ ‫القروية عىل الصاج يف منزل الفنان‪ ،‬كام استُكمل اللقاء بأجواء فنية‬ ‫موسيقية لكل من عازف القانون الفنان محيي الدين الغايل‪ ،‬وقصائد‬ ‫شعر ّية لكل من الشعراء مصطفى سبيتي‪ ،‬رشبل أبو رجييل وصاحب‬ ‫الدعوة الفنان غاندي بو ذياب الذي قدّم للوزير وهّ اب لوحة زيتية عربون‬ ‫وفاء وتقدير‪.‬‬

‫في الحضارة‬ ‫اإلسالمية»‬

‫الشيخ الجدة‪ :‬الموحدون بنوا اجتهادهم‬ ‫على ما فهموا من النصوص القرآنية‬ ‫يف إطار نشاطاتها التثقيفية الدامئة‪ ،‬أقامت‬ ‫الدائرة الثقافية يف هيئة العمل التوحيدي‬ ‫محارضة بعنوان “دور املوحدين الدروز يف‬ ‫الحضارة اإلسالمية”‪ ،‬ألقاها الدكتور الشيخ‬ ‫مخلص أحمد الجدة رئيس جامعة الحضارة‬ ‫االسالمية املفتوحة يف العامل‪ ،‬وذلك يف مقر‬ ‫الهيئة يف خلدة‪.‬‬ ‫حرض الندوة كل من سامحة الشيخ مرسل‬ ‫نرص الرئيس السابق للمحكمة االستئنافية‬ ‫الدرزية العليا‪ ،‬رئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو‪ ،‬عضو املكتب السيايس يف‬ ‫تيار التوحيد االستاذ بهاء عبد الخالق‪ ،‬أستاذة‬ ‫علم اآلثار واألديان املقارنة يف الجامعة اللبنانية‬ ‫الدكتورة فيفيان شويري‪ ،‬الشيخ سميح أبو‬ ‫سعدى‪ ،‬الدكتور عاطف الحكيم‪ ،‬أعضاء الجهاز‬ ‫اإلداري ومسؤويل املناطق يف الهيئة‪ ،‬وحشد من‬ ‫مشايخ الطائفة التوحيدية‪.‬‬ ‫افتتح املحارضة رئيس الدائرة الثقافية يف‬ ‫الهيئة الشيخ راتب نرصالله بكلمة رحب فيها‬ ‫بالحضور وقدم ملحة “تاريخية مخترصة عن دور‬ ‫املوحدين يف الجزيرة العربية وتفاعلهم االيجايب‬ ‫مع محيطهم العريب واإلسالمي”‪.‬‬ ‫ثم ألقى الدكتور الجدة املحارضة‪ ،‬رشح فيها‬ ‫“املسرية التوحيدية منذ قيام الدعوة اإلسالمية‬ ‫حتى عرص األمئة الفاطميني(ع)”‪ ،‬موضحاً بأن‬ ‫“الفكر التوحيدي هو عىل تطور دائم ومستمر”‪.‬‬ ‫أما يف املواضيع الفقهية قال الدكتور الجدة‬ ‫بأن “املوحدين بنوا اجتهادهم عىل ما فهموه من‬ ‫النصوص القرآنية الكرمية واألحاديث النبوية‬

‫الرشيفة‪ ،‬وأن يف ذهابهم اىل ما ذهبوا اليه‬ ‫واعتمدوه عن طريق إعامل الفكر وإمعان النظر‬ ‫يف مصادر الترشيع اإلسالمي‪ ،‬مل يخرجوا عن‬ ‫الصواب والحقيقة‪ ،‬بل بنوا أحكامهم عىل‬ ‫اجتهاد مقبول وفقه ج ّيد”‪.‬‬ ‫ثم كانت كلمة للشيخ مرسل نرص أضاء‬ ‫فيها عىل عدة مسائل ومواضيع تتعلق بالفقه‬ ‫والرشع التوحيدي ومنها “حرمة تعدد الزوجات‪،‬‬ ‫حرية اإلرث‪ ،‬القول بقاعدة التمثيل او التنزيل‬ ‫يوص لفرع ولده‬ ‫وهي تعني أن املتويف اذا مل‬ ‫ِ‬

‫‪29‬‬

‫الذي مات يف حياته يستحق هذا الفرع مثل‬ ‫ما كان يستحقه مرياثاً يف تركة أبيه كام لو‬ ‫كان ح ّياً وهي ما يسمونه املوحدون (بالوصية‬ ‫الواجبة)‪.‬‬ ‫وبعدها كان حوار فقهي بني الحضور عىل‬ ‫قاعدة الشفافية يف طرح القضايا من أجل‬ ‫إيجاد انطباعات إيجابية يف النظرة اىل املذاهب‬ ‫اإلسالمية بشكل خاص وغريهم من أهل‬ ‫الكتاب بشكل عام عىل أنها غنى فكري وروحي‬ ‫بنّاء‪.‬‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫هيئة العمل التوحيدي تزور المستشارية الثقافية للجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫قام وفد من من الجهاز اإلداري يف هيئة العمل التوحيدي‪ ،‬برئاسة نائب‬ ‫رس الهيئة الشيخ حسام‬ ‫الرئيس الشيخ فوزي الكوكاش‪ ،‬يرافقه أمني ّ‬ ‫نصار ورئيس الدائرة الثقافية الشيخ راتب نرصالله‪ ،‬واألعضاء الشيخ سامي‬ ‫أبو ذياب‪ ،‬والشيخ ناظم أبو ذياب‪ ،‬وأمني الرتبية والشباب يف تيار التوحيد‬ ‫ماهر رسي الدين‪ ،‬بزيارة مقر املستشارية الثقافية للجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية يف بريوت‪ ،‬حيث التقى باملستشار الثقايف سامحة السيد محمد‬ ‫حسني رئيس زاده‪ ،‬وكان نقاش وحوار يف املواضيع الدينية والثقافية والعمل‬ ‫عىل كل ما يخدم وحدة الصف اإلسالمي يف مواجهة التحديات‪ ،‬وسبل‬ ‫التعاون الثقايف بني سفارة الجمهورية اإلسالمية وهيئة العمل التوحيدي ملا‬ ‫للثقافة الدينية املشرتكة من قدرة حقيقية عىل إنتاج الرتاث اإلسالمي‪.‬‬ ‫واتفق الطرفان عىل العمل املشرتك يف امليادين الثقافية التالية ‪:‬‬ ‫نرش الوعي الثقايف اإلسالمي‬ ‫ إقامة املجالس الثقافية‪ ،‬ومهمتها‬‫التوحيدي الشامل لكافة املذاهب‪ ،‬واالستقطاب الفكري والشعبي‬ ‫وتعميمه‪ ،‬وتوطيد ثقافة املقاومة ضمن إطار التعبئة الثقافية املقاومة‪،‬‬ ‫بفكر إسالمي توحيدي جامع‪.‬‬ ‫ إعداد اإلمكانات الالزمة إلقامة املحارضات واستقطاب املحارضين يف‬‫كافة املجاالت‪.‬‬ ‫ تنشيط األبحاث يف موضوعات الفكر والرتاث اإلسالمي أدباً‪ ،‬وتاريخاً‪،‬‬‫ونضاالً وديناً‪.‬‬ ‫ دعم املطبوعات واملنشورات املختصة والهادفة يف املواقع التالية‪ :‬التوجه‬‫الفكري املقاوم وما ينتج عنه الرتاث اإلسالمي التوحيدي‪ ،‬والوحدة اإلسالمية‬ ‫دورها وأهدافها‪ .‬هذا باإلضافة اىل نرش محارضات وأبحاث ومقاالت‪.‬‬

‫‪ ...‬وتضامن مع القدس‬ ‫تضامناً مع القدس وما جرى فيه من أحداث أخرية‪ ،‬عقدت هيئة العمل‬ ‫التوحيدي اجتامعاً استثنائياً لجهازها اإلداري برئاسة نائب رئيس الهيئة‬ ‫الشيخ فوزي الكوكاش‪ ،‬للتنديد مبا يحصل يف القدس املحتل‪ ،‬وما يقوم به‬ ‫الجيش الصهيوين من انتهاكات للمقدسات اإلسالمية فيه‪ ،‬وبعد االجتامع‬ ‫تال أمني رس الهيئة الشيخ حسام نصار بياناً جاء فيه اآليت‪:‬‬ ‫نظراً للظروف القاهرة التي مير بها إخواننا يف فلسطني العربية املحتلة‬ ‫والقدس الرشيف يف مقاومة االحتالل الصهيوين‪ ،‬وانتهاكاته الحرمات‬ ‫واملقدسات اإلسالمية‪ ،‬مبا فيها الحرم القديس الرشيف‪ ،‬نسترصخ الضمري‬

‫العاملي وخصوصاً الضمري العريب واإلسالمي للوقوف وقفة واحدة يف‬ ‫وجه هذه التحديات الصهيونية‪ ،‬ونهيب بالضمري اإلنساين يف العامل أن‬ ‫يتحرك لنرصة الحق‪ ،‬ويتخذ كافة اإلجراءات لكبح جامح هذا العدو الغاصب‪،‬‬ ‫ورفع يده عن املقدسات الدينية اإلسالمية منها واملسيحية‪ ،‬ونهيب باألمة‬ ‫اإلسالمية يف كل مكان أن تهب غاضبة ملا يجري يف فلسطني‪ ،‬ونتطلع اىل‬ ‫األمة العربية جمعاء‪ ،‬أن تقوم بدعم ومتويل املقاومة الفلسطينية وإلغاء‬ ‫معاهدات السالم التي تربط بعض األنظمة العربية بالكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫تدعو هيئة العمل التوحيدي كافة القوى اىل اتخاذ خطوات عملية جريئة‬ ‫وصارمة‪ ،‬وتضع نفسها رهن املتطلبات واملسؤوليات املرتتبة عىل كل مسلم‬ ‫وعريب رشيف‪.‬‬ ‫ونقول أن سعي حكومة الكيان الصهيوين اىل تهويد القدس‪ ،‬بد ًءا‬ ‫مبصادرة األرايض‪ ،‬وتخفيض عدد سكان العرب بشتى الوسائل والطرق‪ ،‬فمن‬ ‫عدم منحهم رخص البناء‪ ،‬اىل فرض الرضائب الباهضة واملتعددة‪ ،‬وعرقلة‬ ‫النمو االقتصادي‪ ،‬وجرف املنازل وقطع األشجار‪ ،‬اىل الحصار العسكري‪،‬‬ ‫وسياسة اإلغالق‪ ،‬وسحب الهويات‪ ،‬وإقامة الحواجز عىل مداخل القدس‪ ،‬اىل‬ ‫اعتبار املواطن الفلسطيني عموماً واملقديس خصوصاً مواطناً من الدرجة‬ ‫الثانية‪ ،‬اىل غري ذلك من االنتهاكات اليومية من فرض عدم التجول‪ ،‬وجرح‬ ‫الكرامات واستباحة املقدسات‪ ،‬ليست سوى محاوالت فاشلة يقوم بها هذا‬ ‫الكيان الزائل لقهر روح اإلرادة الفلسطينية القادرة‪.‬‬ ‫ونشيد بصمود إخواننا املقدسيني يف وجه هذا العدو الغادر وإشعالهم‬ ‫نار الثورة عىل أرض فلسطني دولة العروبة‪ ،‬ويف القدس الرشيف التي هي‬ ‫بؤرة الرصاع الحقيقي ونقطة التحول وبداية النرص بإذن الله ‪.‬‬

‫تيار التوحيد وهيئة العمل التوحيدي‬ ‫شاركوا في تشييع الفقيد الجردي في الشويفات‬ ‫غ ّيب املوت نهار األحد الواقع ‪ ،2010/3/21‬السيد‬ ‫أبو منذر رجا الجردي‪ ،‬والد مفوض الشويفات يف‬ ‫تيار التوحيد‪ ،‬الرفيق منذر الجردي‪.‬‬ ‫وأقيم للفقيد مأمتاً مهيباً يف الشويفات‪،‬‬ ‫حرضه كل من نائب رئيس تيار التوحيد‬ ‫سليامن الصايغ‪ ،‬ممث ًال رئيس تيار التوحيد الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب‪ ،‬يرافقه مستشار الشؤون‬ ‫السياسة يف التيار عصمت العرييض‪ ،‬وأمني‬ ‫الداخلية يارس الصفدي‪ ،‬وأمني التعبئة محمد‬ ‫الصايغ‪ ،‬ومنفذ عام الغرب يف الحزب السوري‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪30‬‬

‫القومي االجتامعي حسام العرساوي عىل‬ ‫رأس وفد من الحزب‪ ،‬ورئيس بلدية الشويفات‬ ‫هيثم الجردي “أبو الشهيد”‪ ،‬كام شارك يف‬ ‫املأتم وفداً من مشايخ هيئة العمل التوحيدي‬ ‫يرأسه أمني رس الهيئة الشيخ حسام نصار‪،‬‬ ‫كام غصت قاعة آل الجردي بوفد من قرى‬ ‫الجبل وبلداته‪ ،‬وألقي خالل املأتم كلامت أشادت‬ ‫بالفقيد ومزاياه الحميدة‪.‬‬ ‫وبعد الصالة عىل جثامن الفقيد ووري الرثى‬ ‫يف مدافن العائلة يف الشويفات‪.‬‬

‫المنظمات الشبابية والطالبية اللبنانية اجتمعت‬ ‫في مكتب «تيار التوحيد»‪:‬‬ ‫سقوط قانون تخفيض سن االقتراع لفرض‬ ‫المحسوبيات الطائفية السياسية المريضة‬ ‫عقدت املنظامت الشبابية والطالبية اللبنانية يف مكتب أمانة الرتبية‬ ‫والشباب يف “تيار التوحيد”‪ ،‬اجتامعاً‪ ،‬لوضع آلية التحرك يف املرحلة املقبلة‬ ‫فيام يتع ّلق بقانون خفض سن االقرتاع اىل ‪ 18‬سنة‪ ،‬وأصدرت بياناً اعتربت‬ ‫فيه إخفاق مجلس النواب يف إقرار قانون تعديل وخفض سن االقرتاع اىل‬ ‫‪ 18‬سنة‪ ،‬إخفاقاً وطنياً ملبدأ الدميقراطية الحقيقية‪ ،‬وسقوطاً مد ّوياً لكل‬ ‫ما من شأنه تطوير الحياة السياسية يف لبنان‪ ،‬وتضعه يف سياق استمرار‬ ‫سيادة املحسوبيات واملناطقية والطائفية السياسية املريضة‪ ،‬عىل حساب‬ ‫بناء دولة املؤسسات والقانون‪.‬‬ ‫كام أن عدم التصويت لصالح هذا االستحقاق الشبايب الوطني يكشف‬ ‫زيف الحمالت االنتخابية لبعض املرشحني‪ ،‬وتراجع معيب عن وعودهم‬ ‫باإلصالحات السياسية‪ ،‬لذلك ق ّررت املنظامت الشبابية القيام بسلسلة‬ ‫تحركات والتي ستكون باكورتها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬طلب لقاء من فخامة رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‬ ‫ملطالبته بأخذ دوره الوطني الداعم ملسرية اإلصالح السيايس‪ ،‬وادراج‬ ‫موضوع خفض سن االقرتاع عىل طاولة الحوار كرضورة وطنية ملحة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬البدء بسلسلة تحركات ناشطة وفاعلة مع رؤساء الكتل النيابية‬ ‫بهدف الدفاع عن وجهة نظر الشباب باإلصالحات وخفض سن االقرتاع‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬القيام بسلسلة تحركات وفق املظاهر الدميقراطية‪ ،‬وتحت سقف‬ ‫القانون للتعبري عن استياء الشباب‪ ،‬وتذمرهم من سياسة استخدامهم‬ ‫كوقود للمراحل املزاجية للطبقة السياسية الحاكمة التي يدفع الشباب‬ ‫مثنها دماً ويقبضها السياسيون مقاعد لهم‪...‬‬ ‫رابعاً‪ :‬إن املنظامت الشبابية تطالب كل الفعاليات واملرجعيات‬ ‫واملؤسسات الناشطة بالوقوف عىل ثوابتها وشعاراتها وأخذ دورها الحثيث‬ ‫لدعم مسرية اإلصالحات والخروج من الشعارات الرنانة املوسمية‪ ،‬والكف‬ ‫عن التالعب باأللفاظ والعبارات والقفز عىل حبال املامطلة والته ّرب تحت‬ ‫تسميات مختلفة‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬البدء بعقد جمعيات عمومية داخل الجامعات‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬إن الشباب اللبناين الذي يساهم يف بناء اإلنسانية يف كل رقعة‬ ‫من هذا العامل‪ ،‬والذي قهر العدو الصهيوين وانترص بإرادته الشامخة قادر‬ ‫عىل إدارة بلده واالرتقاء به نحو املجد‪ ،‬فدعوهم يتحررون من قيود كراسيكم‪،‬‬ ‫لبناء وطن العزة والكرامة واإلباء‪.‬‬

‫الهيئة التأسيسية لـ«المجمع الفاطمي للتوحيد‬ ‫اإلسالمي» جالت على المراجع الروحية‬ ‫مبناسبة املولد النبوي الرشيف وأسبوع الوحدة اإلسالمية قام وفد من‬ ‫الهيئة التأسيسية “للمجمع الفاطمي للتوحيد اإلسالمي»‪ ،‬برئاسة‬ ‫سامحة الشيخ مرسل نرص‪ ،‬الرئيس السابق للمحكمة االستئنافية‬ ‫رس عام هيئة العمل التوحيدي الشيخ حسام‬ ‫الدرزية العليا‪ ،‬يرافقه أمني ّ‬ ‫نصار‪ ،‬الشيخ بدري أمان الدين‪ ،‬والشيخ سامل سيد ‪،‬حمد بزيارة نائب رئيس‬ ‫املجلس اإلسالمي الشيعي األعىل الشيخ عبد األمري قبالن يف مقر املجلس‪،‬‬ ‫تناول خاللها الحديث عن مواضيع الساعة والعمل عىل كل ما يخدم الوحدة‬ ‫الوطنية ووحدة الصف اإلسالمي يف مواجهة التحديات العامة يف لبنان‬ ‫واملنطقة‪.‬‬ ‫ثم زار الوفد مركز تجمع “العلامء املسلمني” يف حارة حريك وعقد اجتامعاً‬ ‫موسعاً ضم كل من رئيس الهيئة اإلدارية يف التجمع الشيخ حسان عبد‬ ‫الله‪ ،‬سامحة السيد عباس املوسوي عضو هيئة األمناء‪ ،‬الشيخ عبد النارص‬ ‫رس مجلس‬ ‫جربي عميد كلية الدعوة اإلسالمية‪ ،‬الشيخ عيل خازم‪ ،‬أمني ّ‬ ‫أمناء التجمع‪ ،‬الشيخ زهري جعيد رئيس تجمع جبهة العمل املقاوم‪ ،‬الشيخ‬

‫عبد الله حالق مدير مركز دراسات الوحدة اإلسالمية‪ ،‬الشيخ غازي حنينة‬ ‫عضو قيادة جبهة العمل اإلسالمي‪ ،‬والشيخ عبد الرزاق‪ .‬وكان نقاش وحوار‬ ‫حول أسباب التباين يف التفسري الفقهي بني املذاهب اإلسالمية بشكل‬ ‫عام‪ ،‬وسبب استثناء الطائفة التوحيدية من عضوية تجمع علامء املسلمني‬ ‫يف لبنان‪ ،‬عل ًام أن مسألة عضوية الطائفة التوحيدية يف تجمع علامء‬ ‫املسلمني هو مطلب قديم‪ ،‬واليوم يعاد طرحه من جديد‪ .‬ووعد رئيس الهيئة‬ ‫اإلدارية يف التجمع الشيخ حسان عبد الله بتوسيع دائرة التجمع ليضم‬ ‫أعضاء من الطائفة التوحيدية وآخرين من الطائفة العلوية يك يصبح‬ ‫التجمع رصحاً إسالمياً جامعاً‪ .‬وخلص االجتامع عىل أن “اختالف املذاهب‬ ‫هو غنى وليس مدعاة للتقاتل»‪.‬‬ ‫بعدها زار الوفد مركز جمعية الدعاة الثقافية االجتامعية يف الطريق‬ ‫الجديدة‪ ،‬حيث التقى رئيس الجمعية الشيخ محمد أبو القطع وكان بحث‬ ‫حول املسائل العقائدية اإلسالمية وسبل نرش الوعي واملعرفة يف املجتمع‪،‬‬ ‫ونبذ الفتنة والتفرقة بني أبناء الشعب الواحد‪.‬‬ ‫نصار “عىل الجهود التي تقوم بها جمعية‬ ‫ويف الختام أثنى الشيخ حسام ّ‬ ‫الدعاة يف كافة امليادين والسيام يف ميدان التوعية”‪ .‬واتفق الطرفان عىل‬ ‫“العمل معاً يف تكثيف االجتامعات للتشاور وتبادل اآلراء”‪.‬‬ ‫وكانت هيئة العمل التوحيدي قد ل ّبت دعوة الهيئة اإلدارية لجمعية الدعاة‬ ‫للمشاركة يف االحتفال الديني املركزي الذي أقامته الجمعية مبناسبة املولد‬ ‫النبوي الرشيف ‪.‬‬

‫أمانة اإلعالم تشارك‬ ‫في تكريم الفنان النوري‬

‫بحضور السفري السوري يف لبنان الدكتور عيل عبد الكريم العيل‪ ،‬وسفري‬ ‫جمهورية السودان إدريس سليامن‪ ،‬وعدد من اإلعالميني واألكادمييني‪ ،‬شارك‬ ‫أمني اإلعالم يف “تيار التوحيد” هشام األعور يف حفل تكرميي‪ ،‬أقامته قناة‬ ‫العامل للفنان السوري عباس النوري يف أوتيل املاريوت‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫ألقيت خالل كلامت وقصائد أشادت بالفنان النوري وبدمشق‪ ،‬العروبة‬ ‫تم منح الفنان النوري درعاً تقديرياً‪ ،‬تقديراً لجهوده الكبرية يف‬ ‫الصامدة‪ .‬كام ّ‬ ‫املجال الفني والتمثييل ‪.‬‬

‫تيار التوحيد‬ ‫يزور الهالل األحمر السوري‬

‫زار وفد من تيار التوحيد ضم أمني رس مجلس األمناء ماهر رسي الدين‪،‬‬ ‫وأمني اإلعالم هشام األعور وأمني التعبئة محمد الصايغ وزير الهالل األحمر‬ ‫السوري الدكتور بشار الشعار يف مقر مجلس الوزراء يف دمشق ناق ًال تحيات‬ ‫رئيس تيار التوحيد الرفيق وئام وهاب ومتنياته مبزيد من التقدم والعطاء‬ ‫للشعب السوري الشقيق‪.‬‬ ‫وفيام رحب الشعار بالوفد مبدياً إعجابه وتقديره باملواقف الوطنية‬ ‫والقومية الشجاعة لرئيس تيار التوحيد‪ ،‬أثنى عىل حسن اختيار وهاب‬ ‫للقيادة الشابة املتمثلة بالوفد‪ ،‬مبدياً استعداد الوزارة لتقديم كل الدعم‬ ‫لتيار التوحيد املامنع واملقاوم‪ ،‬شارحاً الدور الكبري للهالل األحمر السوري‬ ‫أثناء حرب متوز يف دعم األشقاء اللبنانيني‪ ،‬والحرص الكبري عىل سالمة‬ ‫ووحدة لبنان واستقراره‪.‬‬ ‫ويهنأ رئيس االتحاد الريايض العام يف سوريا‬ ‫وقدم الوفد القيادي التهنئة لرئيس االتحاد الريايض العام يف سوريا اللواء‬ ‫موفق جمعة‪ ،‬حيث اعترب رسي الدين أن تعيني اللواء جمعة رئيساً لالتحاد‬ ‫الريايض العام‪ ،‬إمنا يعرب عن ثقة القيادة السياسية السورية بجمعة الذي‬ ‫ميلك طاقات كبرية سوف تساهم بدعم الرياضية السورية وتطويرها‪ ،‬شارحاً‬ ‫خطة أمانة الرتبية والشباب يف تيار التوحيد لجهة رعاية الشباب وتفجري‬ ‫طاقاتهم وإمكاناتهم ورعاية مواهبهم ووصفه بجو ترخيص نادي ريايض‪.‬‬ ‫شكر جمعة الوفد واعتربأن وهاب ميثل قلة متقدمة يف وجه املعتربين‬ ‫وله مكانة كبرية عند السوريني شعباً وقيادة وكل اإلمكانات سوف توضع‬ ‫لتطوير العالقة الثنائية‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب راي‬

‫منرب التيار‬

‫وهاب شارك في مأتمه‬ ‫«قرنايل» تو ّدع ولدها مكرم‬

‫صافية متسامقة‬ ‫ويف غمرة عنفوان‬ ‫أمال والنور بريقاً‬ ‫مكرم ابن الثامنة‬ ‫رنني طبيعة ترتعد‬

‫يف ليلة ربيعية مقمرة‬ ‫يف ملعب األحالم والطموح‪،‬‬ ‫الشباب الذي امتطى األيام‬ ‫والصبح عهداً ووعداً‪ ،‬رحل‬ ‫عرش وشمس آذار ترشق عىل‬ ‫وتغيرّ ألوانها طقوسها وتعابريها ‪.‬‬ ‫يف ذلك اليوم من عمر الربيع سكنت سامء‬ ‫قرنايل موسيقى عاطفية جميلة‪ ،‬وتسابيح‬ ‫شعرية سامية املعنى ترجمت عىل األرض ما‬ ‫غصت به قلوب وخلجات نفوس‪ .‬إنه نشيد الحزن‬ ‫ّ‬ ‫الذي ألبس قرنايل ثوبها األسود ولفح وجنتيها‬ ‫بجرح السؤال ورمى بقساوته عىل جفون باكيات‬ ‫وقلوب تتأمل من قدر قايس جاء يطوي طموح‬ ‫فتى ويحد من أحالمه يف قرب طوي جسده‪ ،‬وإن‬ ‫كان هو باق يف عقول وضامئر احتشدت يوم‬ ‫عرسه لتلقي النظرة األخرية عىل جسد يسرتيح‬ ‫بني عويل النسوة‪ .‬وعىل أكتاف زمالء الدراسة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ُحمل مكرم ملفوفاً بصهيل ريح ترافق زهو راية‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫هكذا ودّعت قرنايل ابنها مكرم وسط حزن‬ ‫وغضب ّ‬ ‫لف البلدة والجوار‪ .‬وكان موكب املش ّيعني‬ ‫عند التاسعة والنصف‬ ‫قد وصل اىل البلدة‬ ‫صباحاً‪ ،‬وسجي الجثامن يف خلية “بشري األعور‬ ‫االجتامعية”‪ ،‬حيث تقاطرت الوفود والشخصيات‬ ‫لتقديم التعازي‪ ،‬ومن أبرز املعزين رئيس تيار‬ ‫التوحيد الوزير وئام وهاب الذي وصل برفقة رئيس‬ ‫بلدية قرنايل االستاذ خالد األعور واملهندس ضياء‬ ‫األعور باالضافة اىل عدد من أهايل البلدة‪.‬‬ ‫وكانت كلامت لكل من ممثلة رابطة “سيدات‬ ‫آل األعور”‪ ،‬السيدة سامية األعور‪ ،‬وقصيدة رثاء‬ ‫للشاعر األستاذ نبيه األعور‪ ،‬كام كانت كلمة‬ ‫لرئيس مؤسسة “بشري األعور االجتامعية”‬ ‫الدكتور بدري األعور‪ .‬وبعد الصالة حمل النعش‬ ‫اىل مدافن العائلة يف البلدة وسط صيحات‬ ‫وأهازيج واملفرقعات النارية التي رافقت سري‬ ‫النعش محموالً عىل األكتاف اىل مثواه‬ ‫األخري‪.‬‬ ‫وكم من زفرة زفرت‪ ،‬ومن آهة تأوهت‪ ،‬ومن‬ ‫حرسة تحسرّ ت‪ ،‬ولكن كل زفراتها وآهاتها‬ ‫وحرساتها شجاها واحد ‪ :‬يا ولدي مكرم فراقك‬ ‫أعياين‪ ،‬بعدك أرهقني‪ ،‬وغيابك أضناين‪.‬‬ ‫إنه خنجر الفراق‪ ،‬الذي جرح قلب أم تبيك فراق‬ ‫ضناها‪ ،‬شاكية ظلم القدر‪ ،‬تصيل رافعة ك ّفني‬ ‫ملهوفتني عىل هدية العيد التي كانت تنتظرها‬ ‫من مكرم يقدمها إليها يف يوم عيد األم قبل أن‬ ‫تصحو عىل كابوس عصف بريحه العاتية‪ ،‬قلبها‬ ‫الحنون ورسق منه زهرة فاح عبق أريجها يف‬ ‫أعامق الكيان ‪.‬‬ ‫وكتوق الجائع اىل الرغيف‪،‬‬ ‫ولهف الظآمن اىل املاء‪،‬‬ ‫وأمل املريض بالعافية‪،‬‬

‫‪32‬‬

‫التغيير دينامية وليس صورة يرسمها زعيم على الورق‬

‫وشوق الفقري اىل الغنى‪،‬‬ ‫وطموح الصويف اىل الله‪،‬‬ ‫وقف والد مكرم يودّع ابنه البكر‪ ،‬وهو يتأمل‬ ‫يف ربه تأم ًال واعياً وعميقاً‪ ،‬حتى صار فكره شارداً‪،‬‬ ‫ونفسه مضطربة وروحه حائرة‪.‬‬ ‫باألمس كان مكرم بني ذراعيه ينعم مبحبته‪،‬‬ ‫وهو األب الذي متيز بكدحه من أجل إعالة أوالده‪،‬‬ ‫وبتضحيته يف سبيل خريهم‪ ،‬وبتفانيه يف‬ ‫سد عوزهم وبلسمة جروحهم‪ ،‬وبسهره عىل‬ ‫صحتهم وعافيتهم‪ .‬هي أمور جليلة ونبيلة‬ ‫طغت عىل حياة األب “بسام” يف عطفه عىل‬ ‫أوالده مكرم‪ ،‬ابراهيم وأدهم‪ .‬ولكن ها هي سهام‬ ‫املوت تص ّوب عىل يديه وترسق منه ابنه الغايل‬ ‫ترجل باكراً من عىل صهوة الحياة فيغرق يف‬ ‫الذي ّ‬ ‫سبات عميق وليل طويل ‪.‬‬ ‫ولكن من قال أن مكرم قد نيس هدية العيد‬ ‫بل هو أرص عىل حمل باقة من الكلامت حملت‬ ‫معها كل معاين االعرتاف بالجميل والوفاء ونكران‬ ‫الذات ‪:‬‬ ‫أنا يا اماه ها قد رصت بعيداً‪،‬‬ ‫وجرح يسكن صدري وفيه وردة‪،‬‬ ‫هكذا تبحر عيناك الدامعة ببايل‪،‬‬ ‫وأرى فيها رفاق ورفيقات اللهو واللعب‪،‬‬ ‫يا أمي وإن خلق غيايب جرح عذابك الطويل‬ ‫ورصد طريق بيتنا‪،‬‬ ‫لكني سأظل متطلباً منك‪،‬‬ ‫ألنك رشاعي ورياحي وطريق نجايت‪،‬‬ ‫أرشق يف جفن السنوات‪،‬‬ ‫أرشق يف ربوع الكلامت‪،‬‬ ‫كلامت أفتش فيها عن صدى صوتك الدافئ‪،‬‬ ‫يف حالوته ويف دنيا عذوبته‪،‬‬ ‫أنا عمري يا أماه كام تدرين‪،‬‬ ‫شوق إليك وما تب ّقى ليس عمري‪.‬‬

‫قرنايل‪ -‬هشام األعور‬

‫مثة تساؤل يدور يف أذهان اللبنانيني عن تلك‬ ‫الشعارات‪ ،‬التي صدحت بها حناجر عدداً كبرياً‬ ‫من الزعامء والقادة الحزبيني الذين أغدقوا الوعود‬ ‫بتحقيق التغيري عىل مستوى النظام السيايس‬ ‫الذي غرق يف وحول املحاصصة يف متددها‬ ‫وامتدادها اىل كل تفصيل كبري أو صغري‪ ،‬وهو ما‬ ‫أثار بطبيعة الحال التساؤالت التالية‪:‬‬ ‫هل أن طروحات التغيري التي نسمعها هنا‬ ‫أو هناك جادة يف خلق حالة من اإلصالح أم أنها‬ ‫مجرد صورة يف الهندسة املعامرية ترسم كل ما‬ ‫هو بحاجة اىل اإلصالح فيها؟‬ ‫هل املطلوب من التغيري أن يقترص عىل تقديم‬ ‫مثل هذه الصورة ؟ أم يطلب شيئاً آخر؟‬ ‫وماذا تعني فكرة تغيري نظامنا السيايس؟‬ ‫أال تعني مامرسة املسلامت الوطنية يف الدرجة‬ ‫األوىل؟‬ ‫أال تعني أيضاً أنه يف سياق مامرسة هذه‬ ‫املسلامت تظهر الحاجة اىل تصويب أمور املامرسة‬ ‫السياسية‪ ،‬وردم الثغرات فيها؟ ألن تبقى أوضاع‬ ‫الدولة عىل ما هي عليه من تقاسم للجبنة ما‬ ‫دامت املحاصصة عنوانها األبرز؟‬ ‫وعىل الطرف النقيض متاماً من التغيري يعيش‬ ‫حكام البلد يف عامل آخر محكوماً‬ ‫بتناقض حا ٍد‬ ‫ٍ‬

‫الفت لالنتباه بني ما يطرحه هؤالء من مبادئ وأفكار‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وبني ما ميارسونه من سلوكيات عىل أرض الواقع‪،‬‬ ‫وهي مؤرشات عىل فقدان الحس التغيريي واالستمرار‬ ‫يف تهميش فكرة بناء الدولة وتقاسم الحصص فيام‬ ‫بينهم عىل حساب معايري الكفاءة والخربة والسمعة‬ ‫الطيبة عند محاولتهم ملء مقعداً شاغراً من هنا‬ ‫أو استحداث مركزاً شاغراً من هناك ‪.‬‬ ‫ضمن هذا الواقع املؤمل مل نعد نستغرب جنوح‬ ‫بعض الساسة اىل استبدال طروحات التغيري‬ ‫بصورتها الهندسية‪ ،‬وال نستغرب أيضاً التناقض‬ ‫الحاد الذي يعيشه هؤالء بني حقيقة ما يضمرونه‬ ‫وبني خطاباتهم التي باتت مجرد تجميع‪ ،‬وترتيب‬ ‫وتنظيم وتنسيق وتصنيف للوقائع املعربة عن‬ ‫وصفات عالجية ليس أكرث ‪.‬‬ ‫وكانت أن حفلت الشواهد والبينات خالل‬ ‫الفرتة املنرصمة عىل هذا النمط من التعاطي‬ ‫مع املستجدات عىل صعيد ملف التعيينات‬ ‫اإلدارية يف أجهزة الرقابة (مجلس الخدمة املدنية‪،‬‬ ‫ديوان املحاسبة‪ ،‬التفتيش املركزي)‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫اختيار أعضاء لجنة الرقابة عىل املصارف‪ ،‬وقد‬ ‫جاءت جميع هذه التعيينات لتؤكد عىل ضعف‬ ‫منسوب التغيري عند طرح آلية التعيني‪ ،‬التي‬ ‫حصلت يف جزء كبري منها عىل حساب املعايري‬

‫األساسية ملبدأ تويل الوظائف‪ ،‬بحيث يصبح من‬ ‫البديهي عندئ ٍذ أن تغدو الدولة بهويتها املجتمعية‬ ‫السياسية واالقتصادية والعلمية والرتبوية ذو‬ ‫طبيعة خاصة تفرغها من أي مضمون تغيريي أو‬ ‫تطويري أو ما شابه من مامرسات إصالحية‪.‬‬ ‫الزعامء‬ ‫فأي هوية تغيريية ميتلكها بعض‬ ‫والساسة إذاً؟‬ ‫إنه املرض املهدد لفكرة التغيري‪ ،‬الذي أريد منه‬ ‫أن يكون بطاقة عبور توصل اىل السلطة‪ ،‬ومن‬ ‫بعدها الدخول يف إطار الخضوع ملنطق سوق‬ ‫املحاصصة ومتطلباتها ولرغبات القوى املهيمنة‬ ‫التي كانت السبب يف تعرث بناء الدولة أو‬ ‫عجزها يف املجال السيايس واالقتصادي وغريها‬ ‫من املجاالت األخرى‪ .‬وبهذا يصبح التغيري عىل‬ ‫لسان البعض مجرد وجهات نظر عامة ورسيعة‬ ‫ومبعرثة‪ ،‬تنطلق من رغبة يف اكتشاف حاجات‬ ‫املواطن وطموحاته وتحويلها اىل خطب من‬ ‫شأنها مداعبة تفكريه ودب الحامسة فيه يك‬ ‫يصبح جاهزاً يف منح صوته لجهة سياسية‬ ‫ضاقت معها إمكانية التغيري حتى بدت كغريها‬ ‫من ديناصورات املغانم والحصص وصاحبة النظام‬ ‫الطائفي الذي ال يزال يفرض حضوره بأمتياز‪.‬‬

‫أمني اإلعالم هشام األعور‬

‫مستقبل العالقة بين التوحيد والديمقراطي اللبناني‬ ‫في سياق حادثتي الشويفات‬ ‫ب ّينت تجربة الرصاعات السياسية التي غالباً‬ ‫ما تطرأ عىل العالقة بني األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫التزامها بوجود خطوط حمر لدرجة أن كل طرف‬ ‫سيايس يعرف الدور الذي ميكن للطرف اآلخر أن‬ ‫يذهب إليه‪ .‬وهو ما طبع اىل حد ما عالقة تيار‬ ‫التوحيد بالحزب الدميقراطي عىل الرغم من وقوع‬ ‫حادثتي الشويفات‪ ،‬وتبادل االتهامات فيام بينهم‬ ‫عىل خلفية‪ ،‬قيام مجهولني بإحراق سيارة أمني‬ ‫العمل والنقابات وائل صعب الراكنة قرب منزله‪،‬‬ ‫ومن ثم تع ّرض مفوض عام الشويفات منذر‬ ‫استدعى‬ ‫الجردي لطعنة سكني يف خارصته‬ ‫معها نقله اىل املستشفى‪.‬‬ ‫حادثتان ال تقل شأن الواحدة عن األخرى‪ ،‬من‬ ‫حيث الزمان واملكان‪ ،‬جاءت تعكس مدى تأزم‬ ‫العالقة بني حزبني معارضني درزيني‪ ،‬من املفرتض‬ ‫أنهام ينتميان اىل خط سيايس واحد يقوم عىل‬ ‫نهجي املقاومة واملامنعة اللذان يحتامن االقالع‬ ‫والرتفع عن كل االعتبارات الشخصية واملناطقية‬ ‫الضعيفة التي غالبا ما تض ّيع البوصلة يف‬

‫ساحة املواجهة مع العدو اإلرسائييل‪.‬‬ ‫مل يكن مستغرباً عىل تيار التوحيد ما جرى‬ ‫بحقه يف الشويفات‪ ،‬وهو الذي تع ّرض لشتى‬ ‫أنواع الضغط واالعتداء بحق محازبيه ومنارصيه‬ ‫يف املناطق والقرى الدرزية‪ ،‬بغية إضعافه يف‬ ‫معركة املواجهة السياسية‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫محارصته متهيداً لعزله فيام بعد‪ ،‬وقمع موقفه‬ ‫السيايس املؤيد لخيار املقاومة‪ ،‬ونهج العروبة‬ ‫يف صفوف أبناء الطائفة الدرزية‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫دعواته املتكررة اىل تحقيق اإلمناء املتوازن عىل‬ ‫مستوى القرى واملناطق الدرزية‪ ،‬كمحاولة يف‬ ‫إطار الخطوة العملية عىل الكم الهائل من‬ ‫الكالم النظري‪ ،‬واملداوالت املتواصلة التي مل‬ ‫تعد تتامىش مع قناعات وتطلعات عدد ال بأس‬ ‫به من أهلنا يف قرى الجبل‪ ،‬ومصلحتهم يف‬ ‫خلق حراك جدي ومثمر‪ ،‬يتخطى حد الشعارات‬ ‫واألمنيات والوعود التي ال تكاد تنتهي ا ّال لتبدأ من‬ ‫جديد‪ .‬لذلك جاء تيار التوحيد يعلن عن برنامج‬ ‫عمل ُيخرج الواقع الدرزي من منطق الكانتونات‬

‫‪33‬‬

‫املغلقة عىل بعضها البعض‪ ،‬والبحث عن‬ ‫هداية يف نهاية املنعطف املرجو‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫مطرقة الذاتية‪ ،‬والدعوة اىل التوحد حول سبل‬ ‫تأمني مستلزمات العيش الكريم وترجمته عىل‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬بدل أن يقترص الطموح السيايس‬ ‫عىل االحتامء تحت إطار شكيل يظ ّلله‪ ،‬ويوفر له‬ ‫مقومات وجود مصطنع‪ ،‬ال ميكن أن يكتمل من‬ ‫غري رصيد ميداين‪ ،‬وتنظيم فعيل ميأل الساحة‬ ‫الدرزية‪.‬‬ ‫باألمس كانت الشويفات محطة انقسام بني‬ ‫التوحيد والدميقراطي‪ ،‬فسالت أقالم الصحف‬ ‫واملجالت تستنتج ما يحلو لها من أخبار وترسيبات‬ ‫من هنا وهناك‪ ،‬أما اليوم نريدها أن تظل واحة‬ ‫تفاعل بني األحزاب والتيارات السياسية ونقطة‬ ‫حوار وتالقي ملا فيه مصلحة املدينة بعيدا عن‬ ‫الشعارات التي مل تعد تطعم خبزاً وال تروي‬ ‫ظأم‪.‬‬

‫سليم فخر الدين‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫سوريا الممانعة وتوأمها لبنان المقاوم‬ ‫الرقم الصعب في المنطقة‬ ‫«سوريا ال ميكن ان تكون حيادية إذا ما تعلق األمر بفريق مقاوم‬ ‫وآخر ضد املقاومة يف لبنان»‪ ،‬قال الرئيس بشار األسد بوضوح‬ ‫الرؤية املعهودة لديه‪ ،‬ووضع النقاط عىل الحروف يف املكان والزمان‬ ‫املناسبني‪ ،‬خالل مقابلة أجرتها معه محطة املنار‪.‬‬ ‫وعن تشبيهه ما جرى يف لبنان عام ‪ 2005‬بالـ ‪ 17‬أيار جديد‪،‬‬ ‫قال الرئيس األسد‪ :‬هذه ليست نبوءة‪ ،‬بل جاءت من خالل قراراته‬ ‫لسياق األحداث‪ ،‬واألحداث نفسها تتكرر ألن القوى الكربى‬ ‫نفسها تقع يف نفس الخطأ‪ ،‬وتستند اىل نفس األسس‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإن ‪ 17‬أيار جديد سيكون أخطر بكثري من ‪ 17‬أيار السابق ‪1983‬‬ ‫الذي هدف إللحاق لبنان بعملية سالم كامب ديفيد‪ ،‬أما ‪ 17‬أيار‬ ‫الجديد هو مرشوع الرشق األوسط الذي تتحدث عنه كونداليزا‬ ‫رايس‪ ،‬هذا له جوانب مختلفة‪ ،‬لبنان جانب منه‪ ،‬العراق‬ ‫جانب آخر‪ ،‬إسقاط األنظمة والدول وطرح األسس األمريكية‬ ‫– اإلرسائيلية يف شكل كامل كمنهج‪ ،‬بالنسبة لنا كدول‬ ‫وشعوب هذا املخطط فشل‪ ،‬وبوش فشل يف أفغانستان والعراق‬ ‫ما مي ّيز السياسية السورية‪ ،‬هو‪ ،‬وضوح‬ ‫الرؤية السياسية املستلهم من االستيعاب‬ ‫والفهم العميق لألوضاع‪ ،‬بعد أن صقلتها‬ ‫التجارب وصانتها اإلنجازات والثقة بااليت‪ ،‬سوريا‬ ‫استطاعت بناء شبكة عريضة واسعة مع دول‬ ‫العامل املختلفة‪ ،‬فصارت دمشق محجاً لرؤساء‬ ‫الدول ووفودها حرصاً منهم عىل تحري الحقائق‪،‬‬ ‫كام هي‪ ،‬وتفهم القضايا‪ ،‬كام ينبغي أن ُتفهم‪،‬‬ ‫إذ أثبتت دمشق وأ ّكدت بأنها الرقم األهم واألغنى‬ ‫يف معادلة وحسابات ليس السياسات اإلقليمية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل السياسات الدولية كذلك‪ ،‬وها هي‬ ‫إنجازات الحكمة السورية تدفع باملوقف األورويب‬ ‫اىل االقرتاب أكرث فأكرث عن التحيز للمحتلني‬ ‫الغاصبني وعن سياسة الكيل مبكيالني‪.‬‬ ‫لقد كانت املحصلة الطبيعية للسياسات‬ ‫السورية يف ظل قيادة الرئيس بشار األسد‪،‬‬ ‫هذه املكانة الرفيعة التي تتمتع بها اليوم‪ ،‬وهذا‬ ‫التأييد الشعبي العارم الذي تلقاه يف كل قطر‬ ‫من العروبة سيعيد لألمة أمجادها وال بد أن‬ ‫تتجدّد انتصاراتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتوطدت أركان‬ ‫يف سوريا‪ ،‬تعززت الثقة بالنفس‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وتعمقت الثقة باملؤسسات‪،‬‬ ‫وامتد النظر اىل املستقبل املنشود‪ ،‬يف تالحم‬ ‫وطني وتضامن قومي‪ ،‬ورؤية ثاقبة‪ ،‬ومواجهة‬ ‫األخطار بكل ثقة واقتدار‪ ،‬فأصبحت القيادة رمزاً‬ ‫للكرامة والصمود‪ ،‬وأمل العرب يف نرص قادم ال‬ ‫محالة‪.‬‬ ‫ويف عقود مضت‪ ،‬وهي قصرية بعمر الشعوب‪،‬‬ ‫بقيت سوريا ممسكة باملبادرة‪ ،‬متصدية للمخططات‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ولبنان‪ ،‬هذا املرشوع فشل عندما فشلت «إرسائيل» يف تحقيق‬ ‫أهدافها عام ‪ ،2006‬وفشل‪ ،‬عندما فشلوا يف إخضاع سورية‬ ‫وإيران وتغيري السلوك‪ ،‬وعندما فشلوا يف املؤامرات التي متت يف‬ ‫لبنان إلسقاط املقاومة‪.‬‬ ‫واعترب الرئيس األسد‪ ،‬أن «إرسائيل» ال تفهم سوى لغة القوة‪،‬‬ ‫وكشف أن الجيش السوري يواصل تعزيز قدراته وهو جاهز ألي‬ ‫حرب قد تفرض عىل سوريا‪ ،‬واملعارك مستمرة وال أراها تتوقف‪.‬‬ ‫منطقة الرشق األوسط معقدة وطاملا أن الدول الكربى مل تتعلم‬ ‫الدروس سوف تبقى املعارك مستمرة‪.‬‬ ‫وقال األسد‪ :‬نحن نتمنى للحكومة اللبنانية ورئيسها‬ ‫التوفيق يف مهامه الصعبة‪ ،‬ويف نفس الوقت نحن نحاول أن‬ ‫نبني عالقة جيدة‪ ،‬وشكل مبارش وشخيص يك تؤدي اىل دفع‬ ‫الجانب املؤسسايت يف العالقة بني سوريا ولبنان‪ ،‬ونحن ندعم‬ ‫موقع رئاسة الجمهورية وندعم الرئاسات األخرى من خالل كونها‬ ‫مؤسسات متثل الدولة اللبنانية‪.‬‬

‫تعيد إنتاج املواقف مبا يحفظ كرامة األمة وحقوقها‪،‬‬ ‫ويوطد حضورها‪ ،‬ويضمن مصالحها‪ ،‬لقد أدركت‬ ‫جامهري األمة‪ ،‬أهمية الرؤية السورية وقدرتها‬ ‫املتميزة عىل الرصد واالستكشاف‪ ،‬فتعاظمت‬ ‫الثقة‪ ،‬وكرب األمل‪ ،‬وترسخت القناعة بالقيادة‬ ‫الشجاعة الحكيمة والتي هي خيار الشعب وقرار‬

‫‪34‬‬

‫الوطن وأمل األمة‪ ،‬وصون الحق والعدالة‪ ،‬ومحط‬ ‫إعجاب العامل‪.‬‬ ‫والقضية الفلسطينية والتي هي قضية‬ ‫األمة بأرسها‪ ،‬فقد شغلت مساحة واسعة يف‬ ‫السياسة السورية‪ ،‬وهذه املساحة تتناسب‬ ‫طرداً مع ازدياد املهام والتحديات‪ ،‬وأيقنت سوريا‬

‫منذ البداية‪ ،‬أن أسباب الضعف يف جسد األمة‬ ‫تعود اىل التجزئة وغياب التكاتف‪ ،‬أما الرصاع‬ ‫مع العدو الصهيوين فهو رصاع وجود بني األمة‬ ‫العربية واإلسالمية من جهة و”إرسائيل” والحركة‬ ‫الصهيونية والدول االستعامرية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وسوريا متتلك فه ًام عميقاً لطبيعة الرصاع‬ ‫والعنارص املعقدة يف املنطقة‪ ،‬وطرق التعامل‬ ‫معها‪ ،‬وهذا ما جعل سوريا املامنعة ولبنان‬ ‫املقاوم الرقم الصعب يف املنطقة واألهم يف‬ ‫معادلة الرشق األوسط‪ ،‬حتى أصبح لبنان وسوريا‬ ‫درعي العرب واألمة العربية واإلسالمية يف وجه‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬والصخرة التي تتحطم عليها آمال‬ ‫الصهاينة العنرصية‪.‬‬ ‫وسوريا تقوم بدور محوري أسايس‪ ،‬مؤثر وفعال‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬حيث أحدثت نقلة نوعية كبرية‪،‬‬ ‫جعلتها تتبوأ املكانة التي كانت جديرة بها‪،‬‬ ‫عربياً وإقليمياً‪ ،‬ودولياً‪ ،‬وتصبح ركيزة للصمود‬ ‫العريب‪ ،‬فاستطاعت إجهاض املرشوع الصهيوين‬ ‫واملخططات واألحالف املعادية‪ ،‬وهي نواة صلبة‬ ‫للتضامن العريب حتى يف أحلك الظروف‪.‬‬ ‫ويف مواقف سوريا الوطنية والقومية أهمية‬ ‫عاملية‪ ،‬تتجاوز حدود املنطقة‪ ،‬لتحمل راية‬ ‫النضال العريب من أجل الحق والحرية والسيادة‬ ‫واالستقالل‪.‬‬ ‫لقد تراكمت جملة كبرية من اإلنجازات عىل‬ ‫مدى العقود املاضية‪ :‬داخلياً تحقق االستقرار‬ ‫السيايس‪ ،‬والوحدة الوطنية‪ ،‬وترسيخ التعددية‬ ‫السياسية‪ ،‬وعىل الصعيد القومي‪ ،‬كان الدفاع‬ ‫عن األرض والكرامة العربية‪ ،‬واملبادرة اىل الوحدة‬

‫العريب‬ ‫قضية‬ ‫العريب‬ ‫ترشين‬ ‫مسرية‬

‫والتضامن العريب إليجاد صيغ من العمل‬ ‫املشرتك مبا يخدم قضايا أمتنا‪ ،‬وكانت‬ ‫فلسطني بالنسبة لسوريا جوهر الرصاع‬ ‫– الصهيوين‪ ،‬ويف هذا اإلطار ش ّكلت حرب‬ ‫عام ‪ 1973‬انعطافاً تاريخياً هاماً يف‬ ‫النضال القومي التحرري‪.‬‬ ‫وتحققت إنجازات كبرية يف مختلف جوانب‬ ‫الحياة‪ ،‬يف البناء االقتصادي ويف الخدمات‪ ،‬ويف‬ ‫الرتبية والتعليم‪ ،‬كام يف الثقافة والعلوم‬ ‫والفنون‪ ،‬وامتلكت سوريا قاعدة متينة م ّكنتها‬ ‫من الصمود ومن استمرار االنطالق نحو مستقبل‬ ‫أكرث إرشاقاً‪.‬‬ ‫لقد كانت هناك قناعة راسخة‪ ،‬بأن االهتامم‬ ‫بالشعب يجب أن يكون يف مقدمة األولويات‪،‬‬ ‫وتعزيز البناء الوطني‪ ،‬رغم ما يحيط بسوريا من‬ ‫مصاعب وتعقيدات فرضتها األوضاع اإلقليمية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫ولكن ما يقلق سوريا اليوم‪ ،‬هو حالة األمة‬ ‫العربية ومعاناتها من الوهن والضعف واالنقسام‬ ‫والرصاعات‪ ،‬وخوف البعض من البعض اآلخر‪،‬‬ ‫وخوف الجميع من أخطار خارجية تهدد الجميع‬ ‫وتسعى للسيطرة والهيمنة عىل الوطن العريب‬ ‫ك ّله‪ ،‬اىل جانب العدوان اإلرسائييل املتوقع دامئاً‬ ‫بحكم وظيفة الكيان ودوره يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويف مرحلة ما‪ ،‬تجذرت املصالح القطرية‬ ‫الضيقة بسبب غياب الرؤية السليمة لدى‬ ‫البعض حيث غاب األفق القومي الرحب‪ ،‬مام أتاح‬ ‫للقوى األجنبية سهولة السيطرة والتدخل يف‬ ‫املنطقة وكان احتالل العراق من أسوأ الكوارث‬

‫‪35‬‬

‫التي ح ّلت باألمة‪ ،‬وهذا ما سمح لـ “إرسائيل”‬ ‫سهولة االستمرار يف العدوان‪ ،‬واستهداف‬ ‫الشعب الفلسطيني واللبناين يف محاولة‬ ‫لتطويع األمة ورضوخها‪ ،‬وإفقادها كل إمكانية‬ ‫للنهوض والتقدم‪.‬‬ ‫وكان لسوريا موقفاً مميزاً‪ ،‬إذ دعت األشقاء‬ ‫واملسؤولني العرب اىل النهوض اىل وقفة شجاعة‬ ‫ومسؤولة‪ ،‬تساعد عىل تحقيق مراجعة نقدية‬ ‫وموضوعية للوضع العريب بهدف وضع منهج‬ ‫جديد للعالقات العربية‪ ،‬ينقلنا من حالة النزاع‪،‬‬ ‫اىل حالة التعاون والتضامن والتعاضد ومواجهة‬ ‫األخطار والتحديات‪.‬‬ ‫إن ما حققته سوريا قد ارتقى اىل مصاف أعرق‬ ‫الدول من حيث التقدم والنهضة يف ميادين‬ ‫الفكر والسياسة‪ ،‬فرتجمت سوريا إميانها بغدها‬ ‫وغد األمة اعتامداً عىل الذات الوطنية وتسخري‬ ‫كل إمكانياتها وإبداعات هذه الذات للمزيد من‬ ‫اإلنتاج واملزيد من البناء‪ ،‬وصوالً لالكتفاء الذايت‪،‬‬ ‫ألنها عملت عىل أن تلبس مام تصنع وتأكل مام‬ ‫تزرع‪.‬‬ ‫وال يغيب عن البال أبداً حجم التضحيات‬ ‫الكربى التي قدمتها سوريا من دم أبنائها‬ ‫واقتصادها من أجل قضايا العرب األساسية‪،‬‬ ‫فهي أحد أعمدة وأهم العوامل يف نهوض حركة‬ ‫التحرير الوطني الفلسطيني‪ ،‬يتمثل يف توفري‬ ‫الدعم واإلسناد الحقيقيني والفعليني من قبل‬ ‫قوى الصمود العربية ويف قلبها سوريا العربية‪.‬‬ ‫ويقع عىل كاهل سوريا العربية‪ ،‬مهام كبرية يف‬ ‫املساهمة الفعالة يف إدارة دفة األوضاع العربية‪،‬‬ ‫كام يف دعم املقاومة الوطنية‪ ،‬واإلسالمية يف‬ ‫لبنان املقاوم‪ ،‬وتم إبراز السياسة املغايرة لسياسة‬ ‫أهل أوسلو وتوابعها‪ ،‬وأصحاب اتفاقيات‪ ،‬اإلذعان‬ ‫والرضوخ ملنطق االحتالل‪ ،‬وتعليق األوهام عىل‬ ‫الدور األمرييك يف الضغط عىل “إرسائيل”‪.‬‬ ‫من يتابع سوريا يف موقفها‪ ،‬يقرأ الصمود‬ ‫الحقيقي يف ربوعها‪ ،‬ويف نفوس شعبها‬ ‫فهي تعمل برشف‪ ،‬وتصمد برشف‪،‬‬ ‫العظيم‪،‬‬ ‫وتواجه برشف‪ ،‬وتتحدى كل التحديات ومحاوالت‬ ‫“إرسائيل” للنيل من أي حق من حقوق العرب‪.‬‬ ‫وسوريا كانت وال تزال أساساً لقومية العرب‪،‬‬ ‫وقلب العروبة النابض‪ ،‬وهي األمل للعرب جميعاً‪،‬‬ ‫تختزل أمالهم وطموحاتهم‪ ،‬وتجسد تطلعاتهم‬ ‫اىل تحقيق أهداف الجامهري‪ ،‬وصيانة املبادئ‬ ‫القومية العربية‪ ،‬وهي القابضة عىل جمر املبادئ‬ ‫وقلعة العروبة والتضامن‪.‬‬ ‫وسوريا تدير سياستها وسط ظروف معقدة‬ ‫وحرجة‪ ،‬وتقوم بحسابات دقيقة للتوازنات‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬وتسعى دامئاً اىل تجميع‬ ‫قدر من أوراق التأثري السيايس والدبلومايس‬ ‫واإلعالمي يف املواجهة مع سياسة الحكومة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬والدبلوماسية السورية تعمل عىل‬ ‫جبهات مختلفة‪ ،‬سياسة سورية مع تركيا‪ ،‬وإدراك‬ ‫البعد الجغرايف والتاريخي‪ ،‬وأهمية العالقة‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬ ‫القامئة عىل تبادل املصالح مع األخذ باألولويات‬ ‫الوطنية والقومية مبا يعزز من قدرة سوريا يف‬ ‫التأثري عىل املستوى العاملي‪.‬‬ ‫لقد تجلت أهمية الدور السوري من خالل‬ ‫املواقف القومية املرشفة‪ ،‬يف الدفاع عن‬ ‫قضايا العروبة‪ ،‬وكانت حرب ترشين عام‬ ‫‪ 1973‬معل ً‬ ‫ام بارزاً بسبب النتائج الهامة‬ ‫التي متخضت عنها عىل صعيد استعادة‬ ‫العرب مكانتهم عىل الساحة الدولية‪ ،‬وإنهاء‬ ‫الغطرسة اإلرسائيلية‪ ،‬وفتح الباب أمام تحرير‬ ‫األرايض املحتلة‪ ،‬واستعادة الحقوق املغتصبة‬ ‫بكل ما يف هذه العملية من مضامني‬ ‫وأساليب وصيغ متكاملة‪ ،‬فض ًال عن املناخ‬ ‫اإليجايب الذي خلفته الحرب‪ ،‬وأدى اىل تصعيد‬ ‫حركة املقاومة العربية يف جنوب لبنان ويف‬ ‫الفلسطينية‬ ‫االنتفاضة‬ ‫املحتلة‪،‬‬ ‫فلسطني‬ ‫العارمة‪ ،‬والتحرك الفاعل لتحقيق التضامن‬ ‫العريب يف مواجهة األخطار املشرتكة‪ ،‬وهذا‬ ‫التضامن خلق مناخاً جديداً للتعاون العريب‪،‬‬ ‫حيث أسهم بحشد اإلمكانات العربية‪ ،‬وأدى‬ ‫اىل اتباع سياسة نفطية عربية داعمة ومؤيدة‬ ‫لحقوق العرب‪ ،‬وهو تحول بنيوي جديد يف عامل‬ ‫السياسة العربية‪ ،‬ومن ثم بروز الدور القومي‬ ‫لسوريا الثورة بشكل كبري وما أداه هذا الدور‬ ‫من مهامت أسهمت يف إنقاذ اإلجامع العريب‬ ‫املبديئ‪ ،‬وحامية العالقات العربية من االنهيار‬ ‫إثر األزمات التي تعرضت لها‪.‬‬ ‫ويف مقابل هذه التوجهات العامة اإليجابية‪،‬‬ ‫ظهرت نكسات وأزمات خطرية مع ظهور ما‬ ‫يسمى العملية السلمية يف التسعينات مع كل‬ ‫ما أثارته وتثريه هذه العملية من أحداث ومواقف‬ ‫ومضامني‪ ،‬ولوال الفعل املركز والنشط لسوريا‪،‬‬ ‫وتأكيدها عىل أهمية الحفاظ عىل املصلحة‬ ‫القومية العليا كمعيار موجه لسياسات الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ومواقفها لكانت هناك نتائج كارثية‬ ‫عىل مجمل الوضع العريب وقضاياه‪.‬‬ ‫ومن جملة هذه األزمات‪ ،‬حرب لبنان ‪1982‬‬ ‫الهادفة‬ ‫ومخططاته‬ ‫الصهيوين‪،‬‬ ‫واالجتياح‬ ‫لتفتيت لبنان وتقسيمه‪ ،‬فوقفت سوريا بحزم‬ ‫اىل جانب لبنان‪ ،‬وحافظت عىل هويته العربية‪،‬‬ ‫ومنعت تقسيمه‪ ،‬كام أن الحرب العراقية – اإليرانية‬ ‫واآلثار السلبية الكربى التي رافقتها ونتجت عنها‬ ‫كانت من جملة هذه األزمات أيضاً‪ ،‬باإلضافة اىل‬ ‫اتفاقيات “كامب دايفيد” التي أخرجت مرص‬ ‫من دائرة الرصاع‪ ،‬وخروج بعض األطراف العربية‬ ‫منفردة بعيداً عن التنسيق العريب وانفرادهم يف‬ ‫توقيع اتفاقيات مع “إرسائيل”‪ ،‬ما م ّكن الصهاينة‬ ‫من تحقيق مكاسب كبرية عىل حساب الحق‬ ‫العريب وخدم وجهة نظر الصهاينة مبا يسمى‬ ‫لعبة عملية السالم‪ ،‬ومن إرساع بعض الدول‬ ‫العربية ببدء خطوات التطبيع مع “إرسائيل”‬ ‫عىل الرغم من أن األرض العربية التزال محتلة‪،‬‬ ‫والحقوق ال تزال مغتصبة‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وصورة الوضع العريب هذه تؤكد تعارض‬ ‫وتداخل اتجاهني أساسيني‪ :‬اتجاه قومي نضايل‬ ‫ثابت عىل املبادئ‪ ،‬ومتمسك بها‪ ،‬ويعمل عىل درء‬ ‫الخطر وجلب املنفعة العربية‪ ،‬ومواجهة ما ينتج‬ ‫من التطورات العاملية من سلبيات ومناهضة‬ ‫والصهيونية‬ ‫الحديث‬ ‫االستعامر‬ ‫أساليب‬ ‫ومخططاتها للسيطرة عىل املنطقة‪ ،‬واتجاه‬ ‫آخر يقوم عىل اإلنفعال التام باألحداث العاملية‬ ‫واالستسالم لها واالستهتار باملصلحة القومية‬ ‫العليا للعرب وبقدرتهم عىل النهوض املتجدد‬ ‫واستعادة مكانتهم وحقوقهم والحفاظ عىل‬ ‫كرامتهم‪.‬‬ ‫لكن حركة التاريخ العريب‪ ،‬حركة تسجل‬ ‫تقدماً بشكل عام‪ ،‬والغلبة فيها للتوجه التقدمي‬ ‫لألحداث‪ ،‬وميكن مالحظة الظواهر واألحداث‬ ‫اإليجابية التي تأخذ طابع املنحى‪ ،‬والتوجه العام‬ ‫والغالب‪ ،‬بينام تأخذ األحداث السلبية املنحى‬ ‫العريض املؤقت الذي ال بد من معالجته عاج ًال أم‬ ‫آج ًال‪.‬‬ ‫ويف مواجهة السلبيات ال بد من التمسك‬ ‫بالثوابت والعمل بعيداً عن املغامرة أو الرضوخ‬ ‫لألمر الواقع‪ ،‬ووضع األولوية لتاليف األرضار التي‬ ‫عكستها السلبيات وتوفري املناخ املالئم ملتابعة‬ ‫النضال نحو تحقيق األهداف املرحلية واملهام‬ ‫املحددة يف إطارها‪.‬‬ ‫والرئيس بشار األسد‪ ،‬أ ّكد يف عدة مناسبات‬ ‫عىل أهمية املقاومة يف دحر االحتالل‪ ،‬كام‬ ‫أ ّكد عىل “أن ال تهاون وال تساهل وال تنازل وال‬ ‫تخاذل‪ ،‬فسالم األقوياء ال يعطى للضعفاء‪ ،‬والحق‬ ‫الذي ُيغتصب ُيحرر‪ ،‬وهذا يعني بأن الزمن خذل‬ ‫راهنوا عليه‪ ،‬وكام خذلتهم‬ ‫الصهاينة الذين‬ ‫آلتهم العسكرية الضخمة يف لبنان‪ ،‬خذلتهم‬ ‫يف غزة”‪ ،‬وقال األسد‪“ :‬سورية وقفت مع لبنان‬ ‫املقاوم‪ ،‬وانترصت‪ ،‬والفضل للمقاومني أوال‬ ‫وأخريا‪ ،‬لكن وقوف الشقيق اىل جانب شقيقه‬ ‫مؤثر اىل حد كبري‪ ،‬فهو الذي ميده بأسباب املنعة‬ ‫والقوة”‪.‬‬ ‫ويوضح الرئيس األسد أن عملية السالم تظهر‬ ‫بعد ‪ 18‬عاماً من املبارشة فيها‪ ،‬و”أن قوة “إرسائيل”‬ ‫الوهمية هي يف ضعف العرب الحقيقي‪ ،‬وعندما‬ ‫تصبح قوة العرب حقيقية‪ ،‬يصبحون قادرين‬ ‫عىل رؤية نقاط ضعف “إرسائيل”‪ ،‬وكلام امتلكنا‬ ‫كعرب املزيد من القوة حصلنا عىل السالم‬ ‫بالطريقة التي نريدها”‪.‬‬ ‫ومن الخطأ أن نعتقد أن السالم يأيت من خالل‬ ‫التفاوض‪ ،‬بل يأيت من خالل املقاومة‪ ،‬لذلك يجب‬ ‫علينا دعم املقاومة ألننا بذلك ندعم عملية‬ ‫السالم”‪“ ،‬واملقاومة مبعناها الثقايف والعسكري‪،‬‬ ‫وبكل معنى آخر هي يف جوهر سياساتنا يف‬ ‫سورية اليوم ويف املايض‪ ،‬وستبقى يف املستقبل‬ ‫جوهر وجودنا”‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫‪36‬‬

‫الرئيس بشار األسد‪:‬‬

‫املقاومة مبعناها الشامل‬ ‫واملتكامل‪ ،‬هي التي متنح األمان‬ ‫يف وجه العدوان‪،‬‬ ‫وتضمن تحقيق السالم‬ ‫الذي هو لألقوياء فقط‪،‬‬ ‫أما الضعفاء فال سالم‬ ‫وال أمان واطمئنان لهم‪،‬‬ ‫فهم يف الحرب خارسون‬ ‫ويف السلم واهمون‪.‬‬ ‫الرشق األوسط الجديد‬ ‫الذي بدأنا ببنائه‬ ‫هو رشق أوسط جوهره املقاومة‪،‬‬ ‫وكلام امتلكنا املزيد من القوة‬ ‫كلام حصلنا عىل السالم‬ ‫بالطريقة التي نريدها‪.‬‬ ‫وضوح الرؤية السياسية‬ ‫لدى القيادة السورية‪،‬‬ ‫وتراكم اإلنجازات والتمسك‬ ‫بخيار املامنعة واملقاومة‬ ‫ومواجهة التحديات‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬جعلت سورية‬ ‫الرقم الصعب‬ ‫الذي يستحيل تجاوزه‪.‬‬ ‫«إرسائيل» لن تحصل‬ ‫عىل تنازالت من سوريا‪،‬‬ ‫وهاجسها ليس السالم‬ ‫بل األمن مبفهومه الضيق‪.‬‬ ‫األسد‪ :‬مقاومة االحتالل‬ ‫واجب وطني‪،‬‬ ‫ومساندة املقاومة‬ ‫رشف نفخر به‪.‬‬ ‫الجوالن العريب السوري سيبقى‬ ‫عريب اليد والوجه واللسان‪،‬‬ ‫سوري الهواء واملاء واألرض‬ ‫واإلنسان‪ ،‬وسيعود كام ًال‬ ‫اىل حضن الوطن األم‪.‬‬

‫نتائج االنتخابات العراقية تف ّكك التكتالت الطائفية والعرقية‬

‫المعركة على التحالفات لتشكيل الحكومة‬

‫العراق ما زال محت ًال وبنيه متفرقون‪ ،‬وهو يف‬ ‫أقىس أيام محنته الوطنية وشعبه املقسم‪،‬‬ ‫باألمر يستدعى اىل صناديق االقرتاع لينتخب نوابه‬ ‫ملرحلة ما بعد االحتالل كام أشاعوا‪ ،‬وما يجري‬ ‫بإرشاف القوات األمريكية وتحت رعايتها املبارشة‬ ‫سياسياً وأمنياً وعسكرياً‪ ،‬وإن استُخدمت األجهزة‬ ‫األمنية العراقية وأبقيت يف الواجهة‪ ،‬حرصاً‬ ‫عىل شكليات السيادة ولتأكيد الدميقراطية يف‬ ‫العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫وبعد االنتخابات سيكون املسار السيايس‬ ‫العراقي حاس ًام بالنسبة لخطط الرئيس األمرييك‬ ‫باراك أوباما لخفض مستويات قوات االحتالل اىل‬ ‫حوايل خمسني ألفاً يف آب املقبل كمقدمة‬ ‫لسحبها بحلول نهاية ‪.2011‬‬ ‫القوات األمريكية بقيت يف الخلفية لتربير‬ ‫صورة املشهد أوالً وثانياً لتخفيف الكلفة وإلعطاء‬ ‫مؤرش ُيظهر تراجع الدور األمرييك يف العراق‪ ،‬وقال‬ ‫الرئيس األمرييك باراك أوباما “أكنّ احرتاماً عظي ًام‬ ‫ملاليني العراقيني الذين رفضوا اإلذعان ألعامل‬ ‫العنف والذين مارسوا حقهم يف التصويت‪ ،‬وأن‬ ‫مشاركتهم تظهر أن الشعب العراقي قد اختار أن‬ ‫يصوغ مستقبله من خالل العملية السياسية”‪.‬‬ ‫ودعي حوايل ‪ 19‬مليون ناخب الختيار برملان مكون‬ ‫من ‪ 325‬نائباً ملدة أربع سنوات‪ ،‬ويف يوم االقرتاع‬ ‫السابع من آذار ‪ ،2010‬انترش مئات االآلف من عنارص‬ ‫الرشطة والجيش لحامية ‪ 46‬ألف مكتب اقرتاع‬ ‫ويتنافس ‪ 6200‬مرشح من ‪ 165‬كياناً سياسياً‬ ‫ينتمون اىل ‪ 12‬ائتالفاً عىل املقاعد النيابية‪ ،‬كام‬ ‫أغلقت مكاتب االقرتاع يف ‪ 16‬دولة أجنبية وعربية‬ ‫بينها لبنان وسورية بعدما أمتت عملية االقرتاع‪.‬‬ ‫وتشري األرقام اىل نسبة مشاركة عالية يف‬ ‫كافة املناطق تجاوزت ‪ %62‬من عدد الناخبني يف‬ ‫عموم البالد‪.‬‬ ‫االنتخابات يف جوهرها‪ ،‬هي ضبط للعنف‬

‫وتحويل التناقضات من حلبة التناحر اىل ساحة‬ ‫التنافس‪ ،‬ويف العراق خصوصية ال مثيل لها‪،‬‬ ‫االحتالل يتواصل‪ ،‬بعد أن دمر دولة وما يحيط بها‬ ‫من مؤسسات وأجهزة مدنية وعسكرية‪ ،‬وخلف‬ ‫بلد برمته نهباً للخراب والفوىض والعنف األعمى‪.‬‬ ‫وميكن فهم تلوث هذه اللعبة من خالل قراءة الواقع‬ ‫بشكل موضوعي‪ ،‬ويف ظل االحتالل‪ ،‬والعيص عىل‬ ‫الفهم لدى الكثريين‪ ،‬ومزاعم الحرص عىل الدستور‬ ‫مفصل عىل مقياس كل النخب‪ ،‬والسؤال‬ ‫وهو‬ ‫ّ‬ ‫الذي يتكرر‪ ،‬ما الذي يخيف التكتل الحاكم والذي‬ ‫تجري العملية االنتخابية تحت سيطرته ورقابته‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك غربلة املرشحني‪ ،‬من االحتكام اىل‬ ‫صناديق االنتخابات عىل نحو حيادي نزيه وخاضع‬ ‫للقانون الذي وضعه هو؟ وأليس العودة اىل جذر‬ ‫املسألة أمراً بالغ األهمية‪ ،‬وتوافق ما بعد االحتالل‬ ‫“املتعاونون معه طوعاً أو كرهاً” هو اتفاق عميل‪ ،‬من‬ ‫حيث املصلحة النهائية‪ ،‬عىل إضعاف العراق ودوره‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬أيا كان املسمى‪ ،‬وقد تراوح ذلك بني زعزعة‬ ‫وحدته الجغرافية والبرشية وصوالً اىل تقسيمه‬ ‫عىل أسس مذهبية إثنية‪.‬‬ ‫وبالعودة اىل االنتخابات السابقة التي جرت‬ ‫يف العام ‪ 2005‬وما أفرزته‪ ،‬وأربع سنوات مل تقدم‬ ‫أي مؤرش إيجايب‪ّ ،‬تم مصادرة تطلعات الناس‬ ‫وحاجاتهم الحيوية‪ ،‬بل مصالحهم‪ ،‬وهنا ميكن الرعب‬ ‫الصارخ ألولئك األوصياء‪ ،‬وال ميكن فهم التحكم‬ ‫بصناديق االقرتاع تحت أي ذريعة إال بوصفه‪ ،‬احتكاراً‬ ‫للسلطة‪ ،‬أي تدمرياً للدولة‪ ،‬جوهر الدميقراطية‬ ‫فصل مؤسسات الدولة عن السلطة‪ ،‬عدا ذلك‬ ‫ستكون مجرد وسيلة وآلية إلعادة إنتاج التسلط‬ ‫واالستبداد‪.‬‬ ‫وقد يرى البعض يف إنجاز االنتخابات شهادة‬ ‫تزكية لالحتالل األمرييك‪ ،‬لكنها يف حقيقة‬ ‫األمر تعكس تشوق العراقيني اىل العودة اىل حياة‬ ‫طبيعية‪ ،‬كشعب واحد‪ ،‬حارضه واحد‪ ،‬ومستقبله‬

‫‪37‬‬

‫واحد‪ ،‬ومصريه واحد‪ ،‬وإن تعددت األديان والطوائف‬ ‫والعنارص املكونة لبالده التاريخية‪.‬‬ ‫وحتى مواجهة االحتالل والتحرر منه يحتاجان‬ ‫اىل هذه الوحدة كرشط ال بديل عنه‪ ،‬فال مي ّكن‬ ‫االحتالل ويدميه إ ّال االختالف الداخيل الذي يسهل‬ ‫إخراجه من ميدان الرصاع السيايس اىل االقتتال‬ ‫األهيل عرب تحوير طبيعته ليصري رصاعاً بني‬ ‫الطوائف واملذاهب والعنارص عىل السلطة ومواقع‬ ‫القرار فيها‪.‬‬

‫خريطة التحالفات‬ ‫تدخل العملية السياسية يف العراق مرحلة‬ ‫نوعية جديدة مفتوحة عىل كافة االحتامالت‪،‬‬ ‫ويتوقع البعض أن تقود اىل فراغ سيايس ودستوري‪،‬‬ ‫واملشهد ميكن معاينته يف املؤسسات الناشئة‬ ‫ذات القابلية لالخرتاقات وخاصة يف غياب املصالحة‬ ‫الوطنية‪ ،‬األمر الذي يرتجم يف أن كل طرف يسعى‬ ‫اىل تقديم التنازالت لسلطات االحتالل مبا يغري‬ ‫ويدفعها اىل مساندته يف محاولته الحصول‬ ‫عىل نصيب أكرب من السلطة‪ ،‬والرصاع يدور‬ ‫حول امللفات األمنية بقدر ما يدور حول مستقبل‬ ‫السلطة يف املحافظات ذات النقاء السكاين‪ ،‬أي‬ ‫املحافظات الشاملية والجنوبية ومحافظات الوسط‪،‬‬ ‫ولذلك فالعملية السياسية يف ظل االحتالل هشة‬ ‫للغاية واالحتالل ميسك بجميع خيوط اللعبة‪،‬‬ ‫والسؤال كيف ميكن توصيف الخريطة االنتخابية‬ ‫يف ضوء هذه التوزعات؟‬ ‫هناك أوالً‪ :‬االئتالف الوطني العراقي‪ ،‬وهو وارث‬ ‫االئتالف العراقي املوحد‪ ،‬الذي كان يهيمن عىل‬ ‫الحكومة منذ انتخابات كانون األول ‪ ،2005‬والفارق‬ ‫الرئييس هو أن حزب الدعوة ليس جزءاً من االئتالف‪،‬‬ ‫يف أعقاب قرار رئيس الوزراء نوري املاليك تشكيل‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬ ‫ائتالفه “دولة القانون”‪ ،‬ومع ذلك التزال احتامالت‬ ‫التكامل بني االئتالفني قامئة وال سيام بعد‬ ‫االنتخابات وحسابات املصالح املشرتكة‪.‬‬ ‫وهناك ائتالف “دولة القانون”‪ ،‬وهو تجسيد‬ ‫السرتاتيجية رئيس الوزراء نوري املاليك يف إعادة‬ ‫صياغة نفسه بصفته زعي ًام علامنياً وطنياً ميثل‬ ‫كل العراق‪ ،‬وقد نجحت االسرتاتيجية بالنسبة اىل‬ ‫املاليك يف انتخابات العام ‪ 2009‬املحلية‪ ،‬لكن فرص‬ ‫نجاح التحالف عىل الصعيد الوطني غري مؤكدة‬ ‫بعد العتبارات عديدة‪ ،‬ويبدو هذا االئتالف غري متوازن‬ ‫ويهمني عليه املاليك‪.‬‬ ‫وثالثاً‪“ :‬الحركة الوطنية العراقية”‪ ،‬هذه الحركة‬ ‫تعترب نفسها الحركة السياسية العلامنية الكبرية‬ ‫غري الطائفية يف العراق‪ ،‬ويف الواقع‪ ،‬تقوم الحركة‬ ‫عىل تحالف من شخصيات سياسية قوية‪ ،‬بدالً من‬ ‫االعتامد عىل قوة آلة سياسية لجذب الناخبني‪،‬‬ ‫ويش ّكل إياد عالوي والقامئة العراقية الوطنية‬ ‫التابعة والجبهة العراقية للحوار “صالح املطلك”‬ ‫وحزب التجديد “طارق الهاشمي” جوهر التحالف‪.‬‬ ‫وال بد من اإلشارة اىل أن الرهان كبري عىل إياد‬ ‫عالوي لتويل رئاسة الحكومة العراقية املقبلة‪.‬‬ ‫وهناك رابعاً‪ :‬جبهة التوافق العراقي وهي اسم‬ ‫وارث “جبهة التوافق العراقية”‪ ،‬أو التوافق‪ ،‬الذي‬ ‫يصف نفسه تحالفاً علامنياً‪ ،‬رغم الحقيقة القائلة‬ ‫بأن العنرص الرئييس فيه هو الحزب اإلسالمي‬ ‫العراقي‪ ،‬وأبرز وجوه هذا التوافق أسامة التكريتي‬ ‫وإياد السامرايئ‪.‬‬ ‫وخامساً‪“ :‬ائتالف وحدة العراق”‪ ،‬وهو تجمع‬ ‫غري طائفي من األحزاب واألفراد الذين يطرحون‬ ‫أنفسهم عىل أنهم من الوطنيني العلامنيني‪،‬‬ ‫واألعضاء الرئيسيون يف االئتالف هم وزير الداخلية‬ ‫جواد البوالين وأحمد أبو ريشة‪.‬‬ ‫وهناك سادساً‪“ :‬األحزاب والتجمعات الكردية”‪:‬‬ ‫هذه األحزاب مل تبد أي رغبة يف االنضامم اىل‬ ‫تحالفات غري طائفية يف انتخابات العام ‪2010‬‬ ‫الربملانية‪ ،‬وعىل عكس كل تجمع انتخايب آخر‪ ،‬ال‬ ‫يسعى األكراد اىل إقامة واجهة متعددة األعراق‬ ‫واملذاهب‪ ،‬ومثة ثالثة أحزاب كردية رئيسية هي‪:‬‬ ‫الحزب الدميقراطي الكردستاين “مسعود الربزاين”‬ ‫وحزب االتحاد الوطني الكردستاين “جالل طالباين”‪،‬‬ ‫ويش ّكل الحزبان معاً التحالف الوطني الدميقراطي‬ ‫الكردستاين ولهام متثيل يف الربملان العراقي‪ ،‬كام‬ ‫أنهام يسيطران عىل حكومة كردستان املحلية‪،‬‬ ‫وهناك الحركة من أجل التغيري كردستان العراق‬ ‫“نورشاون مصطفى”‪ ،‬لكن املراقبني يفرتضون أنها‬ ‫ستتعاون معهام يف وقت الحق من أجل الحفاظ‬ ‫عىل صوت كردي قوي يف السياسية الوطنية‪.‬‬ ‫وميكن القول‪ ،‬أن هناك ‪ 165‬كياناً سياسياً عراقياً‬ ‫خاضت املعركة من خالل قامئة أو ائتالف‪ ،‬و‪55‬‬ ‫منفردة من دون أي تحالف مع حزب آخر‪ ،‬والفرتة التي‬ ‫سبقت االنتخابات كانت صعبة‪ ،‬والفرتة التي تليها‬ ‫قد تكون أصعب‪.‬‬ ‫وأهمية انتخابات ‪ ،2010‬هي مفصلية ألسباب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عديدة‪ ،‬أولها أنها ستكون آخر االنتخابات يف ظل‬ ‫االحتالل األمرييك املبارش‪ ،‬وثانيها أنها ستحدد‬ ‫ملمحاً من مالمح وجوه املنطقة‪ ،‬مبا أنها ستحكم‬ ‫مصري دولة تتقاطع فيها مصالح دول الجوار والغرب‬ ‫والرشق‪ ،‬وثالثها أن االنسحاب األمرييك النهايئ‬ ‫املقرر من العراق يف أواخر ‪ 2011‬سيحسم من‬ ‫ناحية الرشيك العراقي الذي سيؤلف الحكومة‬ ‫املقبلة‪ ،‬وتنفيذ البنود األخرى من االتفاقية األمنية‬ ‫األمريكية – العراقية “صوفا” التي دخلت حيز‬ ‫التنفيذ فور التصديق عليها من خالل انسحاب‬ ‫قوات االحتالل من املدن العراقية يف حزيران املايض‬ ‫وتطبيق الوالية القانونية عىل الجنود األمريكيني‪.‬‬ ‫مرتتبات االنتخابات العراقية التي جرت يف ‪7‬‬ ‫آذار ‪ 2010‬كانت كبرية وحاسمة عىل العراقيني‬ ‫والسياسة األمريكية‪ ،‬ولعل أبرزها تشكيل حكومة‬ ‫جديدة‪ ،‬ويبدو أن نتائج االنتخابات لن تذلل العنف‪،‬‬ ‫وإذا انزلق العراق اىل دوامة جديدة‪ ،‬سيجد باراك‬ ‫أوباما نفسه أمام تح ٍّد جديد وأقله اإلخالل بااللتزام‬ ‫الذي قطعه خالل حملته االنتخابية‪ ،‬إنهاء الحرب‬ ‫يف العراق واىل اإلبقاء عىل عرشات أالف الجنود يف‬ ‫العراق يف األعوام القادمة‪.‬‬ ‫ومن جانبها اعتربت صحيفة نيويورك تاميز‬ ‫األمريكية‪ ،‬االنتخابات العراقية بأنها اختبار‬ ‫حقيقي ملستقبل العراق واملاليك معاً‪ ،‬واستبعدت‬ ‫نجاح املاليك يف والية ثانية ألسباب عزتها اىل‬ ‫فشل املاليك يف بناء تحالف سيايس كبري ميثل‬ ‫جميع األطياف والعرقيات ومثل هذه الفكرة‬ ‫وجدت طريقها لدى أكرب منافسيه إياد عالوي التي‬ ‫ن ّفذها‪.‬‬ ‫وتشري الصحيفة أيضاً اىل أن املاليك‪ ،‬باعتباره‬ ‫رئيساً للحكومة يواجه انتقادات بسبب جملة من‬ ‫أوجه القصور الحكومية مثل االفتقار اىل التنمية‬ ‫والوظائف وتفيش الفقر والفساد‪.‬‬ ‫أما منافسة إياد عالوي الذي مل يكن غائباً عن‬ ‫االنتخابات املاضية‪ ،‬لكن حضوره اليوم يبدو أقوى‬ ‫بكثري‪ ،‬بعد مروحة التحالفات التي ألفها تحت‬ ‫مظلة قامئة “العراقية”‪ ،‬التي تسعى اىل طرح‬ ‫فكر ليربايل غري طائفي‪ ،‬وتحظى بفرص مرتفعة‬ ‫جداً للمنافسة عىل رئاسة الحكومة بعد النتائج‬

‫‪38‬‬

‫الباهرة التي حققتها يف االنتخابات والتي توازي‬ ‫حظوظ املاليك يف الحسابات املوضوعية‪ ،‬وتتفوق‬ ‫عليه يف املزايا التي يتمتع بها الرجل‪ ،‬بسبب‬ ‫عالقته الوثيقة بلندن وواشنطن وصناع القرار يف‬ ‫العاصمتني الغربيتني‪ ،‬وعالوي استطاع جمع أكرب‬ ‫األسامء العراقية يف الئحته‪ ،‬ووقف ضد قرار منع‬ ‫بعض مرشحي الئحته من الرتشيح‪ ،‬ويعد ائتالفه‬ ‫“العراقية” رق ًام صعباً يف املعادلة السياسية‬ ‫العراقية الجديدة‪ ،‬وأعضاء كتلة هم األكرث‬ ‫انسجاماً‪ ،‬ويحاولون االبتعاد عن النهج الطائفي‪،‬‬ ‫ويطرحون بجرأة كلمة “علامنية” بعد انحسار املد‬ ‫الديني السيايس نسبياً‪.‬‬ ‫إن معظم التوقعات ال تتفق عىل اسم رئيس‬ ‫الحكومة املقبل يف العراق‪ ،‬ولكنها تتفق يف‬ ‫أغلبيتها عىل أن املاليك لن يعود ثانية اىل سدة‬ ‫رئاسة الحكومة يف بغداد‪ ،‬فالكل يف العراق يراهن‬ ‫عىل مشهد سيايس مختلف‪ ،‬وبأن الكثري من‬ ‫الوجوه السياسية التي قدر لها أن متأل الشاشات‬ ‫يف األعوام املاضية ستختفي وتنطفئ وال سيام‬ ‫وأن فرصة املحاسبة أمام الناخب العراقي متاحة‬ ‫وأن من خالل نافذة القامئة املفتوحة‪ ،‬إضافة اىل أن‬ ‫املرحلة ستفرض عىل الجميع الدخول يف تحالفات‬ ‫بعد أن ظهرت نتائج االنتخابات‪.‬‬ ‫إن غياب كتلة نيابية تحظى بغالبية واضحة يف‬ ‫العراق أو تساوي نتائج االنتخابات لكتلتني سيفرض‬ ‫تحالفات ويطيل فرتة تأليف حكومة جديدة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي سيساهم يف تعقيد األمور بدرجة كبرية‪.‬‬ ‫إن عدم وجود كتلة قادرة عىل تحقيق غالبية‬ ‫الثلثني ‪ 216‬مقعداً من أصل ‪ 325‬مقعداً يف مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬والالزمة لتأليف الحكومة‪ ،‬األمر الذي يعني‬ ‫أن الكتلة املكلفة بتأليف الحكومة ستكون بحاجة‬ ‫ماسة اىل التحالف مع كتلتني إضافيتني عىل أقل‬ ‫تقدير لتأليف الحكومة يف ظل التعقيد القائم يف‬ ‫عالقات مختلف الكتل‪ ،‬مام يعزز توقعات امتداد فرتة‬ ‫تأليف الحكومة ستة أشهر أو أكرث‪ ،‬وتالياً مساهمة‬ ‫ذلك يف تعريض البالد اىل تحديات خطرية‪.‬‬ ‫ويتيح الدستور العراقي للكتلة أو االئتالف الفائز‬ ‫بأكرب عدد من املقاعد تأليف الحكومة‪ ،‬وهنا ميكن‬ ‫القول‪ ،‬ليس أمام املاليك أو عالوي سوى السعي اىل‬ ‫التحالف مع كتلتني لضامن مترير التصويت عىل‬ ‫رئاسة الجمهورية ومجلس النواب‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫أفضل خيارات املاليك ستكون غاية يف املرارة‪ ،‬ذلك‬ ‫أنه سيكون مضطراً لالنفتاح عىل بقية الكتل‪ ،‬أما‬ ‫عالوي فلديه فرص أكرب بسبب نجاحه يف إقامة‬ ‫عالقات متوازنة مع الجميع‬ ‫ولو حاول ائتالف املاليك “دولة القانون” مث ًال‪،‬‬ ‫التحالف مع رشكائه السابقني يف االئتالف الوطني‬ ‫العراقي‪ ،‬لواجهته معضلة منصب رئاسة الوزراء‬ ‫الذي ترص قوى داخل االئتالف العراقي وخصوصاً‬ ‫الكتلة الصدرية عىل حرمان املاليك إياه‪.‬‬ ‫أما تحالف املاليك مع القامئة “العراقية” بزعامة‬ ‫عالوي‪ ،‬فاألمر ال يقل تعقيداً عن التحالف مع‬ ‫االئتالف الوطني‪.‬‬

‫ما الذي مي ّيز قامئة «العراقية»؟‬ ‫إن هذه القامئة متثل أقرب قامئة اىل الوصفة‬ ‫العربية‪ ،‬مبعنى أنها قامئة تناسب متنيات املحيط‬ ‫العريب بسبب أنها تجمع شخصيات من طوائف‬ ‫متعددة‪ ،‬وهذه القامئة ستتمسك بحقها يف‬ ‫رئاسة الوزراء وهي تعتقد أنها ستخلص البالد‬ ‫من حكم األحزاب الدينية‪ ،‬والتخلص من شبح‬ ‫إقامة حكومة إسالمية وعودة العراق اىل محيطه‬ ‫العريب‪ ،‬وهذه األسباب وغريها مجتمعة توحي‬ ‫بصعوبة التوصل اىل اتفاق تأليف الحكومة املقبلة‬ ‫بيرس وسهولة‪.‬‬

‫املوقف التفاويض لألكراد‬ ‫رمبا تلجأ قامئة “العراقية” بزعامة عالوي أو ائتالف‬ ‫دولة القانون بزعامة املاليك اىل التحالف مع‬ ‫األكراد يف حال تعرث الحل أمامها لتأليف الحكومة‪،‬‬ ‫ويبدو أن املوقف األكرث خدمة لألكراد هو أن يظهروا‬ ‫أنفسهم حليفاً مناسباً لجميع االئتالفات العربية‪.‬‬ ‫وموقف التفاوض لألكراد هذه املرة أضعف‬ ‫بكثري من موقفهم يف الدورة االنتخابية السابقة‬ ‫وهم ال ميثلون بيضة القبان هذه املرة كام كانوا‬ ‫يف املعادلة السياسية العراقية يف السابق‪ ،‬ألن‬ ‫مجموع أصوات األكراد لن ميكنهم من احتالل املركز‬ ‫الثاين كام حصل يف انتخابات ‪( 2005‬رصيد ‪ 54‬من‬ ‫أصل ‪ )275‬بعد االئتالف الوطني املوحد الذي حصل‬ ‫آنذاك عىل ‪ 154‬مقعداً يف حينه‪ ،‬األمر الذي يعني‬ ‫أن موقفهم التفاويض سيكون أضعف بكثري من‬ ‫املايض‪ ،‬ويف حال اتفاق القوى العربية عىل حرمان‬ ‫األكراد منصب رئاسة الجمهورية فإنها قادرة بذلك‬ ‫بسهولة هذه املرة بخالف املرة السابقة‪.‬‬

‫هل من فرصة أمام املاليك؟‬ ‫لتشكيل‬ ‫أنه قد‬ ‫لتشكيل‬ ‫عقبات‬ ‫السيايس‬

‫السؤال هل من فرصة أمام املاليك‬ ‫الحكومة العراقية الجديدة؟ تظهر النتائج‬ ‫تتاح لرئيس الوزراء نوري املاليك الفرصة‬ ‫حكومة جديدة لكن هذا االحتامل أمامه‬ ‫عدة ومساومات يف ظل انقسام املشهد‬ ‫العراقي والذي يرجح تزايد حدة االنقسامات‪.‬‬ ‫وكان املاليك قد بنى حملته االنتخابية لوالية‬ ‫ثانية جزئياً عىل تحسن األوضاع األمنية بعد أعامل‬ ‫العنف الطائفية التي عصفت بالبالد بني عامي‬ ‫‪ 2006‬و ‪ 2007‬وعىل خطط إلعادة اإلعامر متول من‬ ‫صفقات نفطية وقعتها حكومته مع مؤسسات‬ ‫أجنبية لالستفادة من ثروة العراق النفطية‬ ‫الهائلة‪ ،‬وهذه الخطوة كان لها أثر إيجايب عند‬ ‫الكثري من الناخبني‪ ،‬إ ّال أن دعم املاليك لخطوة‬ ‫اتخذت قبل االنتخابات ملنع مئات املرشحني من‬ ‫خوضها ومستخدماً حجج وذرائع ال متت للواقع‬

‫الحايل بصلة‪ ،‬جعل الكثري من العراقيني ينظرون‬ ‫إليه بارتياب كبري‪ ،‬ومن الواضح أن حملة اجتثاث‬ ‫البعث قللت من قدرته عىل السمو فوق الطائفية‬ ‫والترصف كزعيم وطني‪ ،‬وتكهن تويب دودج خبري‬ ‫الشؤون العراقية يف جامعة كوين ماري يف لندن‬ ‫بأن يعول املاليك عىل دعم حلفائه السابقني‬ ‫لتشكيل ائتالف يتيح له البقاء يف الحكم وليس‬ ‫عىل شكل من أشكال القومية التي تنضوي تحت‬ ‫لوائها طوائف مختلفة‪.‬‬

‫حقائق أساسية فرضتها نتائج‬ ‫االنتخابات‬ ‫السجال السيايس يف العراق مازال مستمراً منذ‬ ‫العام ‪ 2003‬حول أطر الدولة العراقية التي وقعت‬ ‫تحت االحتالل األمرييك‪ ،‬واالنتخابات التي جرت يف‬ ‫السابع من آذار ‪ 2010‬أفرزت ‪ 4‬كتل سياسية شاركت‬ ‫يف التأسيس للعملية السياسية العراقية‪.‬‬ ‫وهذه االنتخابات عكست منطاً مختلفاً من‬ ‫االستقطاب الطائفي ملصلحة تفتيت القوى‬ ‫التي ارتكزت عىل املنظومة املذهبية والقومية‬ ‫يف التأسيس لوجودها‪ ،‬واإلشكالية الجديدة هي‬ ‫استحالة املوازنة بني ضامن التمثيل الطائفي وإنهاء‬ ‫املحاصصة الطائفية‪ ،‬وبالتايل فإن الدفع مجدداً‬ ‫اىل حضن املحاصصة‪ ،‬ميكن وصفه بفشل الطبقة‬ ‫السياسية العراقية يف إدراك قيمة الرسالة التي‬ ‫وجهها العراقيون يوم السابع من آذار‪.‬‬ ‫وإذا تركنا جانباً الحسابات حول عدد مقاعد كل‬ ‫كتلة فإن حقائق أساسية فرضتها النتائج عىل‬ ‫الواقع السيايس‪ ،‬وهناك غالبية كبرية من سنة‬ ‫العراق انتخبوا إياد عالوي (الشيعي العلامين) آمال‬ ‫يف التغيري السيايس‪ ،‬فيام غاب رئيس الحكومة‬ ‫الحايل نور املاليك عن املدن السنية عىل رغم أنه‬ ‫خاض االنتخابات فيها مبرشحني سنّة‪ ،‬وهنا ال ب ّد من‬ ‫قراءة هذه النتيجة بإمعان ومن زاوية أكرث مسؤولية‬ ‫تظهر عجز الطبقات السياسية العراقية عن إنتاج‬ ‫التغيري‪ ،‬وهذا يوضح تجسيد الهوة بني الخيارات‬ ‫السياسية يجب أن يتم عىل أساس الربامج ال‬ ‫االنتامءات اإلثنية والطائفية‪.‬‬ ‫ومن هنا يبدو منطقياً‪ ،‬أن تكون مفاوضات‬ ‫تشكيل الحكومة العراقية شاقة‪ ،‬وأن تنتج‬ ‫تداعيات ارتدادية يف ضوء غياب التوافق عىل شكل‬ ‫الحكم‪ ،‬ووصف الدولة باعتبارها دولة مواطنة أم‬ ‫دولة مكونات‪.‬‬

‫سيناريوات تشكيل الحكومة‬ ‫الجديدة‬ ‫يتكون الربملان العراقي من ‪ 325‬مقعداً‪،‬‬ ‫وسيكون عل الربملان العراقي املقبل اختيار رئيس‬ ‫الربملان ونائبيه ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة‬

‫‪39‬‬

‫والحكومة‪ ،‬وجرى اختيار هذا النظام يف عام ‪2006‬‬ ‫حيث استمرت مفاوضات تشكيل الحكومة شهوراً‬ ‫عدة‪ ،‬وكانت تحتاج اىل صفقة متكاملة الختيار‬ ‫جميع تلك املناصب دفعة واحدة‪ ،‬بأسلوب تقاسم‬ ‫املناصب بني املكونات ما يشمل املناصب السيادية‬ ‫ثم الوزارات السيادية ثم الوزارات غري السيادية‪،‬‬ ‫وتحتاج تلك الصفقة اليوم اىل غالبية من أعضاء‬ ‫الربملان ميثلون ثلثيه‪.‬‬ ‫والغالبية املطلوبة بحسب النتائج تتطلب‬ ‫تحالف ثالث قوى رئيسية عىل األقل واجتذاب عدد‬ ‫من الشخصيات واألحزاب الصغرية مع دفع القوة‬ ‫الرابعة اىل املعارضة‪ ،‬أو تحالف القوى األربع الكبرية‬ ‫ودفع القوى الصغرية اىل املعارضة‪.‬‬ ‫ويف هذه االنتخابات عىل الالعبني الكبار مواجهة‬ ‫التحدي الذي ُط ِرح عرب انتخاب إياد عالوي (شيعي‬ ‫– زعي ًام للسنّة)‬ ‫والخيار األقرب هو إعادة إنتاج سيناريو الحكم‬ ‫يف عام ‪ 2006‬هو تفتيت الكتلة “العراقية”‪ ،‬من‬ ‫الداخل واجتذاب القادة السنّة فيها اىل تأسيس‬ ‫جبهة سنية داعمة ودفع املتبقي من كتلة عالوي‬ ‫واألحزاب الصغرية اىل املعارضة‪ ،‬ومثل هذا الخيار‬ ‫يبدو متاحاً نظرياً لكنه صعب التحقيق‪ ،‬وهو يعني‬ ‫تنصل املاليك من تعهداته بعدم االشرتاك يف‬ ‫حكومة محاصصة‪ ،‬وقامئة “دولة القانون” التي‬ ‫توصف بأكرث متاسكاً‪ ،‬هي يف واقعها من الكتل‬ ‫الهشة أيضا فهي ال تستطيع التامسك إال يف‬ ‫الحكم‪ ،‬ألنها تعتمد عىل “حزب الدعوة” كدائرة‬ ‫مغلقة يقف يف قمتها املاليك شخصياً وعرشات‬ ‫الشخصيات التي ال يجمع الكثري منها بـ “الدعوة”‬ ‫رابط إيديولوجي ويسهل تنقلها بني الكتل‪.‬‬ ‫السيناريوهات األخرى املطروحة التي تدفع مرة‬ ‫باملاليك اىل املعارضة ومرة بتحالف القوى الشيعية‬ ‫أو باألكراد وجميعها تدور يف الحلقة ذاتها‪ ،‬لكونها‬ ‫تتم وفق إشكالية يف صميم فلسفة االتفاق عىل‬ ‫األسس يف العراق‪ ،‬ما يفتح املجال لتخصيب دعوات‬ ‫تحويل مدن الجنوب اىل إقليم للشيعة والشامل‬ ‫والغرب إقليم للسنّة عىل وقع اإلحساس باإلقصاء‬ ‫السيايس‪.‬أما خيار تشكيل “حكومة وحدة وطنية”‬ ‫واسعة تبدو كأنها خيار أكرث أمناً‪ ،‬لكن مثل هذه‬ ‫الحكومة ستقوم عىل إشكالية كبرية من التمثيل‬ ‫السيايس للمكونات وجود ممثلني للشيعة وممثل‬ ‫شيعي للسنّة “إياد عالوي”‪.‬‬ ‫ومع معضلة التمثيل يف خيار “حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية”‪ ،‬يتم التداول عىل نطاق بعض النخب‬ ‫السياسية يف إحياء مرشوع حكومة التكنوقراط‬ ‫ومجلس األمن السيايس‪ ،‬ومثل هذا الطرح يبدو‬ ‫بعيداً عن الواقعية السياسية كونه يطرح حكومة‬ ‫بال متثيل برملاين وحزيب يدعمها‪ ،‬ومثل هذا يحتاج‬ ‫اىل اتفاق سيايس واسع النطاق غري متوافر يف ظل‬ ‫تحديات داخلية خطرية مثل تعديل الدستور ومشكلة‬ ‫كركوك وتوزيع النفط ومستقبل األقاليم الفيدرالية‪.‬‬

‫أدهم محمود‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫مفاوضات اإلذعان بالشروط األميركية‬ ‫إضاعة للوقت بهدف فرض معادالت جديدة‬ ‫مفاوضات اإلذعان بالرشوط األمريكية‪ ،‬إضاعة للوقت بهدف فرض معادالت‬ ‫جديدة عملية ما يسمى بالسالم تجاوزاً‪ ،‬فشلت فش ًال ذريعاً‪ ،‬ورغم ذلك ما زالت‬ ‫الجامعة العربية أو األغلبية املعتدلة فيها تعول عىل الدور األمرييك‪ ،‬ولذلك‬ ‫أعطت مهلة ‪ 120‬يوماً لإلدارة األمريكية للبدء باملفاوضات غري املبارشة بني‬ ‫“إرسائيل” والسلطة الفلسطينية‪ ،‬ويقال بأن هذه الخطوة جاءت بعد أن أعطت‬ ‫اإلدارة األمريكية تأكيدات للسلطة‪ ،‬بأن بدء املفاوضات غري املبارشة سوف يصاحبه‬ ‫تراجع يف االستيطان‪.‬‬ ‫والسلطة الفلسطينية بدورها أكدت‪ ،‬أن املفاوضات غري املبارشة هي اقرتاح‬ ‫إجرايئ‪ ،‬وهو ال ُيعد تراجعاً عىل اإلطالق ألن هناك سقفاً زمنياً لهذه املفاوضات‬ ‫وهو أربعة أشهر‪ ،‬ثم أن كل الدول األوروبية واملجتمع الدويل دعت اىل رضورة القبول‬ ‫بهذا املقرتح‪ ،‬والسلطة ترى أيضاً يف مهلة األربعة أشهر أنها فرتة الختبار النيات‬ ‫اإلرسائيلية ومدى التزامها استحقاقات العملية السلمية‪ ،‬وبالتايل ستتحايل‬ ‫الحكومة اإلرسائيلية وستغرق كل القضايا يف الجدل‪.‬‬ ‫وستنقيض املهلة ولن ُينجز يشء‪ ،‬وهناك يف السلطة الفلسطينية من يرى‬ ‫أن قرار القيادة الفلسطينية استئناف املفاوضات غري املبارشة مع اإلرسائيليني ال‬ ‫يتعارض عىل اإلطالق مع اإلجامع الفلسطيني الذي أ ّكد رضورة وقف االستيطان‬ ‫قبل العودة اىل طاولة املفاوضات‪ ،‬واعترب أن خيار املقاومة مستبعد يف املرحلة‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫ومن جانبها كانت لجنة املبادرة العربية قد وافقت عىل املفاوضات غري املبارشة‬ ‫عىل املسار الفلسطيني لـ ‪ 4‬أشهر‪ ،‬وقال أمني عام الجامعة العربية عمرو موىس‬ ‫أعطينا الرئيس األمرييك باراك أوباما فرصة لرنى ما سيكون‪.‬‬ ‫وإزاء هذه التطورات‪ ،‬يرى املراقبون أن حصيلة ما يجري يف لجنة املبادرة وغاية‬ ‫االجتامع أساساً تتمثل يف إعطاء تفويض عريب لقرار فلسطيني متخذ للذهاب‬ ‫اىل مفاوضات غري مبارشة دون أي ضامنات‪ ،‬إن إعطاء مثل هذا التفويض يعطي‬ ‫الرشعية لإلجراءات اإلرسائيلية يف األرايض العربية املحتلة‪ ،‬بد ًءا من تهويد القدس‬ ‫اىل الخطر الداهم عىل املسجد األقىص‪ ،‬وصوالً اىل ضم الحرم االبراهيمي‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن الحصار الظامل عىل قطاع غزة‪ ،‬باإلضافة اىل سياسة االستيطان التي مل‬ ‫تتوقف إطالقاً‪.‬‬

‫املفاوضات بالرشوط األمريكية‬

‫أن وقتاً طوي ًال قد ضاع حتى اآلن بسبب السياسات اإلرسائيلية املراوغة التي‬ ‫هدفت دوماً فرض وقائع جديدة‪ ،‬وقرار لجنة املتابعة ُيعد غطاء مينح االحتالل الفرصة‬ ‫ملواصلة عمليات االستيطان ومخططات التهويد‪ ،‬يف ظل غطرسة نتنياهو‬ ‫وحكومته املتطرفة‪ ،‬القامئة عىل أساس القدس عاصمة لالحتالل‪ ،‬ورفضه عودة‬ ‫الالجئني واشرتاطه اإلقرار بيهودية الكيان‪ ،‬يف ظل تراجع اإلدارة األمريكية تجاه‬ ‫موضوع االستيطان‪.‬‬ ‫لقد سعت رئاسة السلطة الفلسطينية آلخذ غطاء عريب يربر موقفها يف‬ ‫الذهاب اىل املفاوضات يف ظل تواصل االستيطان الصهيوين‪ ،‬ويعد ذلك رضوخاً‬ ‫جديداً للرشوط األمريكية التي ربطت استمرار املساعدات للسلطة باستئناف‬ ‫املفاوضات‪.‬‬ ‫كثرية هي التنازالت التي قدّمها النظام الرسمي العريب يف معظمه عىل‬ ‫أمل تحقيق السالم‪ ،‬مام أدى اىل فقدان األمل‪ ،‬وهؤالء يحلمون بالسالم يف عامل ال‬ ‫يعرتف باألحالم‪ ،‬أنهم بذلك اقتنعوا بدور املتفرج عىل األحداث واملكتفي بخانة‬ ‫الترصيحات و”إرسائيل” ترمي منذ مؤمتر مدريد اىل تحقيق املكاسب عىل حساب‬ ‫الحقوق العربية‪ ،‬وهي تستمر يف احتاللها لألرض العربية وحربها املفتوحة عىل‬ ‫األرض الفلسطينية عموماً وقطاع غزة خصوصاً املحارص بغرض كرس إرادة الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫والسؤال هل نعول عىل اآلمال الواهمة يف نجاح إدارة الرئيس األمرييك باراك‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اوباما‪( :‬املفاوضات تشكيلية وحاجة أمريكية؟!)‬

‫أوباما يف توظيف الفرصة املتاحة ورضورة طرح أفكار أمريكية جديدة؟ بينام‬ ‫تستمر املناقصات لبناء املستوطنات وتوسيعها‪ ،‬وهدم منازل املقدسيني إمعاناً‬ ‫يف تهويد مدينتهم‪ ،‬إنها تسوية بال أفق‪ ،‬واألمل بباراك أوباما تحول اىل قلة حيلة‬ ‫ال أكرث‪ ،‬وخالل سنوات املفاوضات‪ّ ،‬تم تهويد القدس بالكامل وبنيت مئات الوحدات‬ ‫االستيطانية‪ ،‬ويف القدس اليوم كل يشء أصبح أشد فقراً‪ ،‬واملالمح أشد غضباً‪،‬‬ ‫ومن يقصد القدس بحث ُا عن األمل سيجد الناس هناك قلي ًال ما يبتسمون‪ ،‬ويف‬ ‫ظل هذا الواقع الذي يراوح بني األسود والحالك السواد‪ ،‬أقام الصهاينة كنيس‬ ‫(الخربة) اليهودي عىل مقربة من املسجد األقىص‪ ،‬والرشطة اإلرسائيلية دفعت‬ ‫بكالبها املتوحشة باتجاه الفلسطينيني ملقي الحجارة‪ ،‬املواجهات امتدت اىل‬ ‫الضفة الغربية وأدّت اشتباكات القدس اىل جرح أكرث من ‪ 91‬فلسطينياً‪.‬‬ ‫والفلسطيني ال ميلك ترف إضاعة الوقت إلرضاء األمريكيني ومراعاة مصالحهم‬ ‫ويف الوقت الذي يعلن فيه األمريكيون بأن أمن الكيان من أمن الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وبالنسبة اىل املقدسيني فإن البناء االستيطاين الصهيوين يف القدس ال يعني‬ ‫أرقاماً لوحدات سكنية‪ ،‬األمريكيون يرون االستيطان (عرثة سياسية)‪ ،‬فيام هم‬ ‫تفجر احتقانها‪،‬‬ ‫يرونها (حرباً عىل البيت ودفاع عن الوجود والهوية)‪ .‬القدس بدأت ّ‬ ‫ومعها باقي فلسطني‪ ،‬ومالمح انتفاضة جديدة‪ ،‬تختلف عن سابقاتها‪.‬‬ ‫ويف ظل هذا الواقع املرير الذي يعيشه الفلسطينيني يف األرايض املحتلة‪،‬‬ ‫تحاول اإلدارة األمريكية أن تظهر للرأي العام إنجازاً سياسياً‪ ،‬لجهة املسار التفاويض‬ ‫بني “إرسائيل” والسلطة الفلسطينية‪ ،‬إ ّال أن الرئيس اإلرسائييل شمعون برييز‪،‬‬ ‫يستبعد حدوث تقدم يف عملية السالم مع الفلسطينيني ألن أحزاب اليمني‬ ‫املشاركة يف حكومة نتنياهو تق ّيد يديه‪.‬‬ ‫وذهبت “إرسائيل” بعيداً يف تحدّيها لإلدارة األمريكية‪ ،‬وأعلنت وزارة الداخلية بناء‬ ‫‪ 1600‬وحدة سكنية يف مستوطنة شامل القدس الرشقية وتزامن هذا اإلعالن‬ ‫مع وصول نائب الرئيس األمرييك جوزيف بايدن اىل “إرسائيل”‪ ،‬واستدعت الخارجية‬ ‫األمريكية سفري “إرسائيل” لديها مايكل أورون لإلعراب عن تحفظها من اإلعالن‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وأبلغ نائب وزيرة الخارجية األمريكية جيمس ستاينربع السفري أورن‬ ‫أن إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بالغضب إزاء تزامن اإلعالن اإلرسائييل مع زيارة‬ ‫بايدن لـ “إرسائيل”‪.‬‬ ‫ويف محاولة الحتواء األزمة مع “إرسائيل”‪ ،‬شدّدت وزيرة الخارجية األمريكية‬ ‫هيالري كلينون عىل “االلتزام األمرييك املطلق بأمن “إرسائيل”‪ ،‬وهناك رباط وثيق ال‬ ‫انفصام له بني الواليات املتحدة و”إرسائيل”‪ ،‬معتربة أن الهدف اآلن هو “التأكد من‬ ‫االلتزام الكامل من رشكائنا الفلسطينيني واإلرسائيليني بالسالم”‪.‬‬ ‫ودعت اللجنة الرباعية الدولية الطرفني الفلسطيني واإلرسائييل اىل العودة‬ ‫اىل طاولة املفاوضات وندّدت بالترصفات األحادية الجانب‪ ،‬ودعت “إرسائيل” اىل وقف‬ ‫كل األنشطة االستيطانية وسياسة الهدم ومحاوالت ترحيل الفلسطينيني من‬ ‫القدس‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫ورأى املراقبون يف بيان الرباعية خلوه من اآلليات لتنفيذ قرار اللجنة‪ ،‬وبدالً‬ ‫من ذلك ركز البيان عىل منح الطرفني مهلة ‪ 24‬شهراً للتوصل اىل اتفاق عرب‬ ‫املفاوضات‪.‬‬

‫هل من خطة جديدة لـ «أوباما»‬ ‫إلعادة إحياء عملية التسوية؟‬

‫ويتزايد الحديث يف واشنطن عن خطة أوباما التي طال انتظارها إلعادة إحياء‬ ‫عملية التسوية بني “إرسائيل” والسلطة الفلسطينية‪ ،‬والتي تقول صحيفة‬ ‫“النيويورك تاميز” إن إعالنها يتوقف عىل ما إذا كانت الظروف اإلرسائيلية “إشارة‬ ‫اىل التحالف الحكومي بني نتنياهو من جهة وأفيغدور ليربمان واألحزاب الدينية من‬ ‫جهة أخرى” تسمح بوضعها قيد البحث الجدي مع السلطة الفلسطينية‪ ،‬ويف‬ ‫هذا السياق ال تكتم التحليالت األمريكية الحديث عن الحاجة اىل إقالة كل من‬ ‫ليربمان وبيشاي من الحكومة‪ ،‬وتشكيل حكومة جديدة تضم حزب كادميا برئاسة‬ ‫تسيبي ليفني‪.‬‬ ‫إن واشنطن وبعد أن أعادت تأكيد التزامها أمن “إرسائيل” وحل الدولتني يف‬ ‫وقت واحد‪ ،‬تنتظر جواباً من نتنياهو عىل سلسلة مطالب قدمتها وزيرة الخارجية‬ ‫هيالري كلينتون يف مقدمتها تجميد االستيطان ولو بصورة مؤقتة‪ ،‬يف الضفة‬ ‫واملناطق العربية يف مدينة القدس‪ ،‬فض ًال عن إعادة التزام العملية السلمية التي‬ ‫ستؤدي اىل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ويف مناطق متصلة بعضها‬ ‫بالبعض اآلخر‪ ،‬وأن يتم التعامل مع املبعوث األمرييك ميتشل عىل أساس أن‬ ‫مهمته تشمل االتفاق عىل حدود هذه الدولة‪ ،‬ووضع القدس وموضوع الالجئني‪.‬‬ ‫إن إدارة أوباما “كام قال األستاذ يف مركز وودرو ويلسون للسياسات العامة أرون‬ ‫ديفيد ميللر الذي لعب دوراً كبرياً يف محادثات كامب ديفيد يف عهد كلينتون”‪ ،‬ال‬ ‫تريد إعادة اختبار لعبة “إرسائيل” طيلة العام املايض‪ ،‬الحديث عن تجميد االستيطان‬ ‫ومواصلة بناء املستوطنات يف الوقت ذاته‪.‬‬ ‫وحتى يف ما يتعلق بـخطة أوباما فإن ميللر يقول‪ ،‬إن إدارة أوباما فكرت فيها‬ ‫عىل مدى أشهر‪ ،‬ويف ظنه اآلن أن من شأنها أن تدفع نتنياهو اىل االختيار بني‬ ‫محادثات التسوية والعنارص اليمينية يف حكومته‪ ،‬أو أن يحاول تشكيل حكومة‬ ‫ائتالفية جديدة مع حزب كادميا‪.‬‬ ‫وكان قائد املنطقة الوسطى الجرنال ديفيد برتايوس قد حذر إدارته علناً وتكراراً‬ ‫من أن الجمود يف عملية التسوية اإلرسائيلية – الفلسطينية‪ ،‬ومواصلة دعم‬ ‫واشنطن لـ “إرسائيل” يلحقان رضراً باملصالح الحيوية األمريكية يف العامل‪،‬‬ ‫ومبهمته يف باكستان وأفغانستان تحديداً‪.‬‬ ‫فليس من شأن ذلك إ ّال أن يزيد إحراج نتنياهو وحكومته‪ ،‬ليس يف ما يتعلق‬ ‫بالتسوية مع الفلسطينيني فقط‪ ،‬وإمنا عىل مستوى املصالح األمريكية يف‬ ‫املنطقة كلها‪.‬‬ ‫ومن هنا فقد كانت رسالة وزيرة الخارجية األمريكية قوية وواضحة‪ ،‬أمام مؤمتر‬ ‫لجنة الشؤون العامة األمريكية – اإلرسائيلية (ايباك)‪ ،‬ووجهت رسالتها ليس‬ ‫فقط لـ “إرسائيل” وإمنا اىل مؤيدي “إرسائيل” يف الواليات املتحدة‪ ،‬وقالت إن عىل‬ ‫“إرسائيل” اتخاذ قرارات صعبة ولكن رضورية لصالح السالم من أجل مستقبلها‬ ‫كدولة يهودية‪ ،‬وأشارت اىل األخطار والتحديات التي تواجه “إرسائيل” والتي ليس‬ ‫أمامها سوى القبول بحل الدولتني والعمل عىل إحالل السالم الشامل لضامن‬ ‫حدودها‪ ،‬وأن تامني حدود “إرسائيل” أولوية قصوى لإلدارة األمريكية‪.‬‬ ‫وقالت كلينتون‪“ :‬الدميغرافيا واإليدولوجيا وتكنولوجيا الحرب” كلها تعني أن‬ ‫الوضع الراهن لن يدوم مشرية اىل عدد السكان غري اليهود يف األرايض املحتلة‪،‬‬ ‫وداخل “إرسائيل”‪ ،‬إضافة اىل اإليدولوجيا املناهضة لـ “إرسائيل”‪ ،‬وحيازة معارضني‬ ‫لـ “إرسائيل” عىل تكنولوجيا صواريخ متقدمة‪ ،‬كلها تزيد من التهديدات عىل‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬واعتربت كلينتون أنه ال ميكن للوضع القائم أن يدوم بالنسبة اىل‬ ‫جميع األطراف وأنه ال يعود إ ّال بالعنف إذا مل تجنح املنطقة نحو السالم الذي‬ ‫يتطلب من كل األطراف خيارات صعبة ورضورية‪.‬‬ ‫املصادر اإلرسائيلية واملنتقدة لحكومة بنيامني نتنياهو‪ ،‬رأت أن نتنياهو اضطر‬ ‫اىل التعهد خطياً باالمتناع عن البناء يف القدس الرشقية إ ّال بالتنسيق مع اإلدارة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وهذا أمر مسبوق وينطوي عىل اللبنات األوىل ملرشوع تحويل القدس‬ ‫الرشقية اىل عاصمة للدولة الفلسطينية‪ ،‬ومع أن األمر يتناقض كل التناقض مع‬ ‫سياسة اليمني‪ ،‬الشيئ الوحيد املؤ ّكد‪ ،‬نتنياهو‪ ،‬يراوغ‪.‬‬ ‫ويف استطالع جديد للرأي عن مقياس الحرب والسالم‪ ،‬أكدت الغالبية يف‬

‫“إرسائيل”‪ ،‬عىل أنه يجب عىل “إرسائيل” أن تأخذ بعني االعتبار موقف واشنطن من‬ ‫مسألة االستيطان‪ ،‬مبا يف ذلك توسيعه للتجاوب مع الزيادة الدميغرافية‪ ،‬وكذلك‬ ‫فإن أغلبية ساحقة تدعم إعالن نتنياهو مواصلة البناء يف أنحاء القدس وتأكيده‬ ‫عىل أن البناء يف القدس مثله مثل البناء يف تل أبيب‪ ،‬وهذه األغلبية باتت تفضل‬ ‫حكومة من “الليكود” و”كدميا” و”العمل”‪ ،‬وملثل هذا التوجه قراءته السياسية‪.‬‬

‫أزمة العالقات بني واشنطن وتل أبيب‬

‫“إرسائيل” تعهدت لواشنطن بالتجاوب مع رشوطها‪ ،‬ورس هذا التجاوب فرسه‬ ‫نائب وزير الخارجية اإلرسائييل‪ ،‬داين أيالون بالقول‪“ :‬إرسائيل” أدركت حاجة واشنطن‬ ‫اىل الظهور كوسيط نزيه وغري متح ّيز‪ ،‬يتعامل مبساواة مع طريف الرصاع‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا ال ميس أبداً بالعالقات االسرتاتيجية بيننا بل يعمق التحالف”‪.‬‬ ‫إذاً أزمة العالقات األمريكية اإلرسائيلية هي جراء تزايد إحساس واشنطن‬ ‫بالخطر عىل مصالحها‪ ،‬وإعالن بنيامني نتنياهو قبل خطاب بايدن يف جامعة تل‬ ‫أبيب‪ ،‬أن األزمة “باتت وراءنا”‪ ،‬ومل تنته ألنه مل تكن هناك أص ًال‪ ،‬بل مجرد “ خالف”‬ ‫وفق ما أعلنته إدارة أوباما‪.‬‬ ‫وجو بايدن الذي خاطب املسؤولني اإلرسائيليني بقوله‪ :‬إنكم تعرضون أرواح‬ ‫جنودنا يف املنطقة للخطر”‪ ،‬ومل يقل هذا الكالم بسبب ما شعر به من إهانة يف‬ ‫اإلعالن عن خطة االستيطان يف رامات شلومو‪ .‬فاالستيطان متواصل منذ العام‬ ‫‪ 1967‬وبوترية متزايدة‪ ،‬وهناك نوع من اإلقرار األمرييك بتقبل الواقع‪ ،‬وهو ما تبدي‬ ‫يف صيغته كلينتون‪“ :‬األحياء اليهودية لـ “إرسائيل” واألحياء العربية لفلسطني”‪،‬‬ ‫لكن ما أزعج اإلدارة األمريكية هو تراكم الوقائع وبلوغها مرحلة تهديد املصالح‬ ‫االسرتاتيجية األمريكية يف العاملني العريب واإلسالمي‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة ومنذ اللحظة األوىل لتويل أوباما الحكم أشارت اىل أنها بصدد‬ ‫تغيري السياسة التي انتهجها الرئيس جورج بوش االبن وقادت اىل الوضع القائم‬ ‫املأزوم يف العالقة مع أغلب شعوب األرض‪ ،‬وأن أحد مداخل التغيري هو السعي‬ ‫إلبرام اتفاق سالم بني “إرسائيل” والفلسطينيني‪ ،‬ما قد يسهم يف تغيري املناخ‬ ‫اإلقليمي وتوفري األرضية لدور أمرييك أبرز‪.‬‬ ‫غري أن حكومة تل أبيب برئاسة نتنياهو‪ ،‬ترى أن بإمكانها إدارة شؤونها مع‬ ‫محيطها باإلضافة اىل إدارة شؤون أمريكا والعامل بأرسه‪ ،‬وعدا عن ذلك حقيقة‬ ‫نتنياهو كإبن لأليدولوجيا األشد ميينية يف الفكر الصهيوين‪ ،‬وهناك الفاشية‬ ‫الجديدة ممثلة بأفيغدور ليربمان وآخرون يف الحكومة ذاتها‪.‬‬ ‫وأمام هذا الواقع تحتاج إدارة أوباما اىل من يساعدها عىل تحقيق إنجازات عىل‬ ‫الصعيد الخارجي‪ ،‬وتنفيذ الوعد االنتخايب باإلنسحاب من العراق املرهون مبا يتبعه‬ ‫من استقرار يف املنطقة‪ ،‬ويضاف اىل ذلك أن سبب كراهية العامل ألمريكا كام‬ ‫يرتدد ليس دميقراطيتها‪ ،‬وإمنا دعمها لـ “إرسائيل” وألنظمة فاسدة يف العامل‪.‬‬ ‫وتفسري الدعوة التي تلقاها نتنياهو لزيارة أمريكا ومقابلة أوباما وكلينتون‪ ،‬نظر‬ ‫إليها املراقبون من باب إدارة أزمة وليس حلها‪ ،‬واملسألة ليست مرسحية‪ ،‬حتى لو‬ ‫بدت بعض مشاهدها كذلك‪ ،‬بل أعمق وحتى لو أفلح نتنياهو يف تطويع اإلدارة‬ ‫األمريكية الحالية بشأن القدس والتسوية واالستيطان‪ ،‬فاألزمة ليس االستيطان‬ ‫االرسائييل يف القدس وإمنا بداية اإلحساس األمرييك بالخطر والخوف عىل‬ ‫مصالحها وأرواح جنودها‪ .‬وهذا أمر ال ميكن القفز عنه نهائياً‪ ،‬ومن هنا يأيت الحديث‬ ‫عن خطة سالم أمريكية أحادية الجانب تفرض تسوية سياسية عىل اإلرسائيليني‬ ‫والفلسطينيني‪ ،‬وعلق عليها السفري اإلرسائييل يف واشنطن مايكل أورون بالقول‪:‬‬ ‫“إن “إرسائيل” ليست معنية بأي خطة جديدة تفرض عليها”‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن الحكومتني سعتا إلزالة التوتر‪ ،‬لكن الجواب اإلرسائييل ميكن أن‬ ‫يثري من جديد خالفاً يف محادثات نتنياهو وباراك مع اإلدارة األمريكية‪ ،‬عندما ال‬ ‫تستجيب “إرسائيل” لجوهر املطالب األمريكية‪.‬‬ ‫ماض يف استفزازاته إلفشال املحاولة الجديدة إلدارة أوباما‪ ،‬وإذا‬ ‫بنيامني نتنياهو ٍ‬ ‫ما بدأت املفاوضات غري املبارشة‪ ،‬سيكون مصريها الفشل‪ ،‬ألنها جاءت بحكم‬ ‫األمر الواقع‪ ،‬و”إرسائيل” ال ترغب بدفع الثمن‪ ،‬وهي قد تلجأ اىل الهجوم يف مكان‬ ‫آخر يك تتخلص من كل هذه االستحقاقات ويك توجد معادلة إقليمية جديدة‬ ‫يف الرشق األوسط‪ ،‬وقالت صحيفة “الصانداي تاميز” اللندنية‪“ :‬إن نتنياهو وباراك‬ ‫سيحاوالن إقناع اإلدارة األمريكية بأن تبيع واشنطن لتل أبيب قنابل ذكية قادرة‬ ‫عىل اخرتاق االستحكامات تحت األرض ميكن أن تستعملها يف هجوم عىل املنشآت‬ ‫النووية اإليرانية‪ ،‬فهل نحن أمام معادالت جديدة؟‬

‫‪41‬‬

‫محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫يوم األرض في الذاكرة العربية‬ ‫تجسيد للمقاومة‬ ‫ناضل الشعب الفلسطيني وعىل امتداد تاريخه‬ ‫الطويل واستخدام كافة السبل‪ ،‬من أجل التمسك‬ ‫بأرضه وحقه وترسيخ االنتامء لعروبته وأمته‪.‬‬ ‫فاألرض هي جوهر الرصاع‪ ،‬والشعب الفلسطيني‬ ‫هو صاحب األرض األصيل‪ ،‬والذي حفظ العالقة بني‬ ‫حب لألرض كوسيلة إنتاج‪ ،‬ووطن قومي بالرغم‬ ‫من اشتداد الهجمة االستعامرية الصهيونية‬ ‫املدعومة مبا يسمى املجتمع الدويل الذي تقوده‬ ‫زعيمة االمربيالية العاملية الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫والرصاع ما زال محتدماً منذ حوايل قرن من‬ ‫الزمن‪ ،‬ويحاول العدو الصهيوين تجسيد كيانه‬ ‫عىل ذات األرض ظل ًام وعدواناً وتزويراً للتاريخ‬ ‫والحقائق تارة‪ ،‬وتارة أخرى مبحاولته فرض وقائع‬ ‫جديدة من خالل االستفادة من عامل الوقت‬ ‫يف تهويد األرض‪ ،‬وطمس الطابع العريب عن‬ ‫معاملها‪ ،‬واستكامل مخططه ومرشوعه‪ ،‬وإجبار‬ ‫الفلسطينيني أو من تبقى منهم متمسكاً‬ ‫بالرحيل قرساً عن طريق الحصار والتجويع والقهر‬ ‫ومحاولة يك الوعي‪ ،‬ويوماً بعد يوم يزداد الكيان‬ ‫تطرفاً وصلفاً وغطرسة‪ ،‬مستفيداً من حالة‬ ‫طارئة هنا أو هناك يف جسد األمة‪ ،‬ومن الدعم‬ ‫األمرييك الالمحدود‪ ،‬وما محاولته األخرية لضم‬ ‫الحرم اإلبراهيمي والعديد من املعامل العربية اىل‬ ‫الرتاث اليهودي إ ّال مؤرشاً للحالة التي أصابت‬ ‫الكيان يف عقله ووعيه بسبب الصمود البطويل‪،‬‬ ‫والتمسك باألرض لدى الشعب الفلسطيني‬ ‫الذي قدم التضحيات حباً باألرض‪ ،‬وضمن قناعة‬ ‫راسخة ال تلني‪ .‬فارتباط الفلسطيني بأرضه هو‬ ‫رشيان الحياة الذي ال ينقطع‪ ،‬وهو يعي بأن معركته‬ ‫يف مواجهة املرشوع االستعامري الصهيوين هي‬ ‫معركة من أجل الحياة والوجود عىل األرض التي‬ ‫أحبها‪ ،‬أرض اآلباء واألجداد‪ ،‬األرض التي رويت بدماء‬ ‫الشهداء فأنبتت يف كل شرب معل ًام للبطولة‪،‬‬ ‫وأمال باستمرار الثورة وتحقيق االنتصار وصون‬ ‫الكرامة‪.‬‬ ‫ويوم األرض يف الذاكرة الفلسطينية هو‬ ‫تجسيد للمقاومة‪ ،‬وللتأكيد أن الفلسطيني ال‬ ‫يرتك أرضه ومتمسك بها‪ ،‬وش ّكل يوم ‪1976/3/30‬‬ ‫عالمة بارزة يف التشبث باألرض‪ ،‬فكان يوم‬ ‫انتفاضة عارمة تفجرت يف فلسطني املحتلة عىل‬ ‫شكل إرضاب شامل وتظاهرات شعبية يف جميع‬ ‫القرى واملدن والتجمعات العربية يف فلسطني‬ ‫‪ ،1948‬احتجاجاً عىل التعسف الصهيوين‪،‬‬ ‫وسياسة التمييز العنرصي ومصادرة األرايض‪،‬‬ ‫تلك السياسة التي ميارسها املحتل ضد أبناء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫شعبنا الصامدين عىل أرض فلسطني‪ ،‬وتحاول‬ ‫سلطات االحتالل اقتالعهم من أرضهم ومتزيقهم‬ ‫اىل مجموعات صغرية منعزلة والتضييق عليهم‬ ‫مبختلف الوسائل واألساليب القمعية‪ ،‬وقد شارك‬ ‫يف أحداث يوم األرض الشعب الفلسطيني يف‬ ‫املناطق املحتلة عام ‪ ،1967‬وبذلك أصبح يوم األرض‬ ‫مناسبة وطنية مستمرة وعربية ورمزاً لوحدة‬ ‫الشعب الفلسطيني التي مل تنل منها عوامل‬ ‫القهر وسنوات الغربة والتمزق‪.‬‬

‫األسباب املبارشة ألحداث‬ ‫يوم األرض‬ ‫كثرية هي األسباب التي تدعو الفلسطيني‬ ‫ليظل ثائراً‪ ،‬مستنفراً‪ ،‬يقظاً‪ ،‬عروبياً بقدر وطنيته‪،‬‬ ‫وأممياً بقدر حبه ألمته‪ ،‬مدافعاً عن الحق‪ ،‬يكره‬ ‫الظلم‪ ،‬وفياً لألرض التي أحبها وأحبته وقدم‬ ‫إليها كل غال من تضحيات جسام‪ ،‬وأسباب‬ ‫اندالع أحداث يوم األرض كانت عفوية يف توقيتها‪،‬‬ ‫ولكنها كانت بعيدة يف عمقها وأبعادها‪ ،‬وكان‬ ‫إلقدام السلطات اإلرسائيلية يوم ‪1979/3/29‬‬ ‫عىل مصادرة نحو ‪ 21‬ألف دونم من أرايض عدد‬ ‫من القرى الفلسطينية يف الجليل األوسط منها‬ ‫(عرابة‪ ،‬وسخنني‪ ،‬ودير حنا‪ ،‬وعرب السواعد وغريها)‬ ‫لتخصيصها إلقامة املزيد من املستعمرات‬ ‫الصهيونية يف نطاق تهويد الجليل ومحاولة‬

‫‪42‬‬

‫إفراغه من سكانه العرب الذين يشكلون نصف‬ ‫مجموع السكان يف أرايض عام ‪ 1948‬فكانت‬ ‫استفزازاً صهيونياً جديداً وتحدياً ألبناء األرض‪،‬‬ ‫ولذلك كانت أحداث يوم األرض وما تعنيه مبثابة‬ ‫تراك ًام نوعياً وكمياً‪ ،‬وتتويجاً لتحركات ونضاالت‬ ‫جامهريية تكثفت خالل الشهور التي سبقت‬ ‫يوم األرض‪ ،‬وعندما حاولت سلطات االحتالل‬ ‫الصهيوين كرس اإلرضاب الذي أعلنه املنتفضون‬ ‫بالقوة‪ ،‬دارت هناك أعنف صدامات يف القرى‬ ‫العربية التي أثبتت مدى صالبتها وامتالكها‬ ‫اإلرادة والعزمية للدفاع عن األرض والتمسك بها‬ ‫رغم بطش االحتالل‪.‬‬ ‫يف هذا اليوم البطويل املجيد استشهد ستة‬ ‫من الفلسطينيني الذي رووا بدمائهم الطاهرة‬ ‫أرض اآلباء واألجداد وسقطوا دفاعاً عن أرضهم‬ ‫وحقهم‪ ،‬باإلضافة اىل ‪ 49‬جريحاً ونحو ‪300‬‬ ‫معتق ًال‪.‬‬ ‫ويوم األرض إضافة نوعية اىل نضال الجامهري‬ ‫العربية يف فلسطني املحتلة عام ‪ ،1948‬وكانت هزة‬ ‫عنيفة تلقاها املجتمع االستيطاين الصهيوين‪،‬‬ ‫وش ّكلت هذه املناسبة الهامة نقطة انعطاف‬ ‫يف املسرية الكفاحية لعرب ‪ ،1948‬حيث كشفت‬ ‫زيف التعايش املزعوم ومدى عنرصية الصهاينة‬ ‫وحقدهم ‪ ،‬وتأكيداً عىل استمرارية الرصاع وحيث‬ ‫يعيش نحو ‪ 1.2‬مليون فلسطيني يف املناطق‬ ‫املحتلة عام ‪ 1948‬من أرض فلسطني التاريخية‬ ‫وهم يعانون التمييز العنرصي يف شتى املجاالت‪.‬‬

‫لقد سعى الصهاينة وما انفكوا‬ ‫اىل استكامل عملية إجالء الشعب‬ ‫الفلسطيني عن األرض وقطع عالقته‬ ‫بها‪ ،‬بهدف فرض عالقة جديدة عىل‬ ‫تلك األرض‪ ،‬تصبح إن هي استسلمت‬ ‫لذلك وطناً قومياً ملا يسمى الشعب‬ ‫اليهودي غري املحدد الهوية‪ ،‬وبالتايل قاعدة‬ ‫صهيونية أمريكية ضد حركة الجامهري‬ ‫العربية املتطلعة اىل التحرر‪.‬‬ ‫املقاومة العربية مستمرة‪ ،‬والرصاع‬ ‫ما زال يف أوجه محتدماً‪ ،‬والكيان‬ ‫ميعن يف تجسيد املرشوع الصهيوين‬ ‫وتهويد األرض‪ ،‬والشعارات التي يرفعها‬ ‫املستوطنون الصهاينة مثل (حركة أرض‬ ‫“إرسائيل” الكاملة) تعرب عن األهداف‬ ‫املعلنة للعدو‪.‬‬ ‫واليوم يحاول الكيان الصهيوين مرة‬ ‫أخرى تهويد املعامل التاريخية الدينية‬ ‫منها والرتاثية بهدف محو الطابع‬ ‫العريب عنها وبنفس الوقت يستمر‬ ‫متواصلة‬ ‫استيطانية‬ ‫عملية‬ ‫يف‬ ‫يف الضفة الغربية والقدس‪ ،‬وهو‬ ‫يحاول تزوير التاريخ وطمس الهوية‬ ‫العربية عن فلسطني‪ ،‬لعله ُيفلح‬ ‫يف إمتام مرشوعه مستفيداً من‬ ‫الدعم األمرييك ومن حالة الضعف‬ ‫الرسمي العريب وتواطؤ املجتمع‬ ‫الدويل‪ ،‬لكن إرادة الحياة وحب األرض‬ ‫والوفاء ملسرية العطاء التي جسدتها‬ ‫األجيال‪ ،‬وقدمت التضحيات‪ ،‬ستبقى‬ ‫هي األمل والقدوة والطريق الذي يجسد يومياً‬ ‫من خالل املقاومة العربية واإلسالمية وبكافة‬ ‫أشكال املقاومة‪ ،‬وسيبقى يوم األرض يف‬ ‫الذاكرة الفلسطينية والعربية حتى يوم التحرير‬ ‫واالنتصار‪.‬‬

‫جسدت التالحم‬ ‫معركة الكرامة ّ‬ ‫الفلسطيني العريب‬ ‫الزمان هو يوم ‪ ،1968/3/21‬حيث دفع العدو‬ ‫الصهيوين مبدرعاته اىل األردن‪ ،‬وانهالت القذائف‬ ‫عىل بلدة الكرامة‪ ،‬والهدف الصهيوين من‬ ‫العدوان كان توجيه رضبة قوية لظاهرة املقاومة‬ ‫مستفيداً‬ ‫وتصفيتها‬ ‫الصاعدة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫من الحالة السائدة بعد عدوان عام ‪ ،1967‬وما‬ ‫تبعها من تداعيات أصابت املواطن العريب عامة‬ ‫العدو‬ ‫والفلسطيني خاصة يف الصميم‪ .‬بدأ‬ ‫هجومه منذ الفجر‪ ،‬وتصدى املقاومون ببسالة‬ ‫فائقة‪ ،‬ووقف الجيش األردين جنباً اىل جنب يف‬ ‫تصديه للهجوم الصهيوين‪ ،‬ورغم عنف الهجوم‬ ‫واألسلحة التي استخدمت فيه‪ ،‬والتي أدت لتدمري‬ ‫بلدة الكرامة تدمرياً شبه شامل‪ .‬صمد املقاومون‬

‫والجيش األردين‪ ،‬ودارت معارك بالسالح األبيض من‬ ‫حي اىل حي‪ ،‬وفجر املقاومون أنفسهم بأحزمة‬ ‫ناسفة‪ ،‬وشارك يف ذلك عدد من املتطوعني من‬ ‫املقاومة الشعبية‪ ،‬فاضطر العدو الصهيوين‬ ‫لالنسحاب يف نهاية اليوم بعدما خرس يف تلك‬ ‫املعركة أعداداً كبرية من جنوده ودباباته‪ ،‬ومعداته‬ ‫وآلياته التي مل يستطع سحبها من ميدان‬ ‫املعركة‪.‬‬ ‫وشكلت معركة الكرامة هزمية مذلة للقوات‬ ‫الصهيونية التي منّت نفسها بانتصار سهل‪،‬‬ ‫لكن عزمية الثوار وإرادتهم كانت العامل الحاسم‬ ‫يف تحقيق االنتصار‪ ،‬إضافة اىل مشاركة الجيش‬ ‫األردين وهذا ما أعطى للمعركة ميزة هامة‬ ‫جسدت مدى التالحم الفلسطيني العريب ودوره‬ ‫ّ‬ ‫يف صنع االنتصار‪.‬‬

‫معاين ودالالت معركة الكرامة‬ ‫عندما انطلقت الثورة الفلسطينية املعارصة‬ ‫يف عام ‪ ،1965‬وبدأت عمليات املقاومة‪ ،‬كانت‬ ‫حركة فتح قد أعلنت آنذاك بداية مرحلة جديدة‪،‬‬ ‫وإيذانا مبسار الكفاح عىل طريق الثورة حتى النرص‪،‬‬ ‫ومنذ ذاك التاريخ‪ ،‬بدأ الشعب الفلسطيني‬

‫‪43‬‬

‫يتلمس طريقه من خالل العمل املتواصل‬ ‫واالعتامد عىل إمكانياته الذاتية أوال‬ ‫وعىل الدعم العريب الشعبي والرسمي‬ ‫يف بعض البلدان العربية‪.‬‬ ‫الهامة‬ ‫املفصلية‬ ‫املحطة‬ ‫ولكن‬ ‫وذات األثر البالغ يف تأجيج الثورة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وتعاظمها كان نكسة‬ ‫عام ‪ ،1967‬ورأت الجامهري العربية أنه‬ ‫ال بد من استالم زمام املبادرة‪ ،‬فانتعش‬ ‫العمل الفدايئ املقاوم ‪ ،‬وكان للظروف‬ ‫املوضوعية العامل الهام يف تحقيق‬ ‫اإلنجازات‪ ،‬فقضية التضامن العريب‬ ‫كانت يف أوجها‪ ،‬وش ّكلت سنداً ودع ًام‬ ‫للمقاومة الفلسطينية‪.‬‬ ‫وعندما أدرك العدو أن ال مجال‬ ‫للتفاوض وفرض رشوطه عىل األمة‬ ‫العربية‬ ‫املقاومة‬ ‫بفضل‬ ‫العربية‬ ‫الصاعدة وفصائل الثورة الفلسطينية‬ ‫وخاصة حركة فتح التي استطاعت‬ ‫إثبات وجودها من خالل توجيه‬ ‫الرضبات للكيان الصهيوين‪ ،‬وش ّكل‬ ‫ذلك رداً عىل نكسة عام ‪،1967‬‬ ‫وكانت الساحة األردنية آنذاك املجال‬ ‫الحيوي القوي واملرتكز األسايس‬ ‫للثورة الفلسطينية‪ ،‬وبحكم الروابط‬ ‫التاريخية بني الشعبني األردين‬ ‫والفلسطيني‪ ،‬وما متثله الجغرافيا‬ ‫والتاريخ من بعد كبري وهام للعمل‬ ‫املقاوم‪.‬‬ ‫وما م ّيز معركة الكرامة هو‬ ‫اندفاع الجامهري للتطوع والقتال مع الفصائل‬ ‫الفلسطينية يف مواجهة قوات العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫وكانت تلك املعركة مث ًال يف املقاومة‪.‬‬ ‫ورفعت املعركة ونتائجها معنويات الجامهري‬ ‫العربية‪ ،‬وخاصة أنها جاءت بعد وقت قصري‬ ‫نسبياً من هزمية ‪ ،1967‬حيث حاول العدو تكريس‬ ‫الهزمية يف النفوس وزرع اليأس‪ ،‬فجاءت النتائج‬ ‫بغري ما أراده العدو‪ ،‬وذلك بفضل إرادة وصالبة‬ ‫املقاومة وااللتفاف الشعبي حولها‪ ،‬وبرز هنا‬ ‫أهمية الحرب الشعبية واملقاومة الطويلة األمد‬ ‫وإعداد املقاومني وخلق املناخات املواتية والداعمة‬ ‫للمقاومة‪.‬‬ ‫الذاكرة‬ ‫يف‬ ‫الكرامة‬ ‫معركة‬ ‫ستبقى‬ ‫الفلسطينية والعربية‪ ،‬كام هي معارك املقاومة‬ ‫الوطنية واإلسالمية يف لبنان‪ ،‬وانتصارات عام‬ ‫‪ 2000‬ودحر العدو الصهيوين عن جنوب لبنان‪،‬‬ ‫والدور األسايس لـ “حزب الله” يف هزمية العدو‬ ‫الصهيوين عام ‪ 2006‬وتحقيق انتصار الوعد‬ ‫الصادق‪ ،‬إنها املقاومة ترسي يف عروق كل مواطن‬ ‫غيور عىل أمته‪ ،‬يطلب الشهادة من أجل أن يبقى‬ ‫الوطن حراً وراياته خفاقة‪ ،‬إنه عرص املقاومة‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫نيجيريا تقتلها‬ ‫الطائفية من جديد‬ ‫خاض النيجرييون حروباً طائفية طاحنة منذ عام ‪ ،1967‬وعاىن املسلمون‬ ‫واملسيحيون من جراء ذلك كثرياً عىل املستويات كافة‪ ،‬وكانت للغرب يد طوىل‬ ‫يف أشعالها عسكرياً ومادياً وإعالمياً‪ ،‬واليد األخرى هي صنع نيجرييا نفسها‬ ‫بسبب الذهنية القبلية املتخلفة والظلم والفساد‪.‬‬ ‫منذ انتهاء الحرب األهلية التي أدت اىل مقتل أكرث من مليون شخص ونيجرييا‬ ‫تخوض أزمات سياسية وأمنية باستمرار‪ ،‬ويف األشهر األخرية عاشت أزمة‬ ‫دستورية ذهب ضحيتها أكرث من ‪ 1000‬قتيل مبذابح بشعة بحق اإلنسانية‪.‬‬ ‫هذه األزمة الدستورية نشأت بسبب مرض رئيس الجمهورية املسلم عمرو‬ ‫يارادوا ورحيله اىل السعودية لتلقي العالج‪ ،‬وهذا العالج دام أكرث من ثالثة‬ ‫أشهر ومنع الزيارة عنه يف املستشفى التي يعالج فيها يف مدينة جدة بسبب‬ ‫تدهور صحته‪ ،‬حسب مصدر طبي سعودي‪ ،‬هذا اليشء أدى اىل فراغ دستوري‬ ‫كبري وتخوف من انقالب يف الحكم يغري ميزان القوى يف نيجرييا‪.‬‬ ‫استمرت البالد بدون رئيس جمهورية وبالتايل بدون حكومة أكرث من شهرين‬ ‫شهدت خالله جرائم ومذابح أليمة جداً‪ ،‬وتصفية حسابات سياسية‪ ،‬ذهب‬

‫ضحيتها آالف املواطنني األبرياء‪ ،‬ومنهم أطفال ونساء وعجزة‪ ،‬ولقد متت كل‬ ‫الجرائم يف ظل غياب رئيس الجمهورية وتويل نائبه املسيحي غودالك جوناثان‬ ‫منصب القائم بأعامل الرئاسة‪ ،‬وكان الربملان وافق يف وقت سابق عىل اقرتاح‬ ‫بأن يصبح جوناثان قامئاً بأعامل رئيس الدولة يف محاولة إلنهاء الشكوك التي‬ ‫هددت بإصابة أعامل الحكومة بالشلل يف نيجرييا أكرب دول القارة اإلفريقية‬ ‫من حيث عدد السكان‪.‬‬ ‫وتعهد جوناثان بامليض يف برنامج العفو عن متمردي النيجر‪ ،‬وأكد أن‬ ‫الحكومة ستتخذ كل الخطوات الالزمة للبناء عىل مكاسب برنامج العفو‬ ‫عن املتمردون يف دلتا النيجر‪ ،‬وكان املتمردون يف املنطقة هددوا بشن هجامت‬ ‫جديدة قائلني أن غياب يارادوا أدى اىل تباطؤ برنامج العفو‪.‬‬ ‫ويشار اىل أن آالف من املسلحني يف دلتا النيجر تخلوا عن سالحهم مقابل‬ ‫وعود بالعفو ومساعدات مالية وتوفري التعليم وفرص العمل والتنمية‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية قال املدعي العام يف نيجرييا أن أكرث من مئة شخص يواجهون‬ ‫الحكم باإلعدام لعالقتهم بقضية املواجهات التي حصلت مع جامعة “بوكو‬

‫لمحة تاريخية عنها‬

‫َن ْي ِجرييا دولة إسالمية إفريقية‪،‬‬ ‫الغريب إلفريقيا‪ ،‬تضم أكرب عدد‬ ‫قارة إفريقيا‪ ،‬إذ يبلغ عدد سكانها‬ ‫نسمة‪ ،‬وتحتل املركز العارش يف‬ ‫عدد السكان‪.‬‬ ‫يتكون سكان نيجرييا من أكرث من ‪ 250‬مجموعة‬ ‫ِع ْر ِقية مختلفة‪ ،‬وبالرغم من أن ثالثة أرباع السكان‬ ‫تقريباً يعيشون يف املناطق الريفية‪ ،‬إ ّال أنها تضم‬ ‫عدة مدن كربى مزدحمة‪ ،‬منها الجوس العاصمة‬ ‫القدمية وهي أكرب مدينة فيها‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،1976‬أعلنت الحكومة عن عزمها عىل‬ ‫تحويل العاصمة االتحادية من الجـوس إىل أبوجا‪،‬‬ ‫التي تقع يف وسط البالد‪ ،‬وبدأ العمل يف إنشائها‬ ‫منذ أوائل الثامنينيات من القرن العرشين‬ ‫وأصبحت العاصمة عام ‪ ،1991‬وانتقلت إليها‬ ‫جميع الدواوين الحكومية يف نهاية تسعينيات‬ ‫القرن العرشين‪.‬‬ ‫يعمل معظم النيجرييني يف الزراعة‪ ،‬وصيد‬ ‫األسامك‪ ،‬والرعي‪ .‬و ُتعد نيجرييا من بني الدول‬ ‫الكربى املنتجة للكاكاو‪ ،‬والفول السوداين‪ ،‬وغريهام‬ ‫من املحاصيل‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك متتلك نيجرييا موارد‬ ‫معدنية مثل حقول النفط‪.‬‬ ‫ومنذ أواخر الستينيات من القرن العرشين و َفرت‬ ‫عائدات النفط ثروة جديدة للدولة‪ .‬واستخدمت يف‬ ‫تطوير صناعات جديدة‪ ،‬وتحسني النظام التعليمي‬ ‫وتحديث الزراعة‪ .‬غري أن هذا الدخل من عائدات‬ ‫تقع عىل الساحل‬ ‫من السكان يف‬ ‫نحو ‪128,786,000‬‬ ‫العامل من حيث‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫النفط كان يتذبذب بشدة‪.‬‬ ‫منذ عدة مئات من السنني نشأت عدة ماملك‬ ‫قدمية‪ ،‬يف املنطقة وتعرف حالياً بنيجرييا‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫بعضها مراكز تجارية وثقافية مهمة‪ .‬ويف أواخر‬ ‫القرن التاسع عرش وأوائل القرن العرشين امليالديني‬ ‫استطاعت بريطانيا بسط سيطرتها عىل نيجرييا‪،‬‬ ‫فأصبحت مستعمرة ومحمية بريطانية حتى عام‬ ‫‪ ،1960‬حيث نالت استقاللها عن بريطانيا‪.‬‬

‫البنية السكانية يف نيجرييا‬ ‫عدد السكان وسالالتهم‬ ‫يعيش نحو ‪ %84‬من سكان نيجرييا يف الريف‪.‬‬ ‫ومنذ منتصف القرن العرشين انتقلت أعداداً‬ ‫كبرية من السكان لتعيش يف املدن مثل‪ :‬الجـوس‬ ‫العاصمة السابقة وأكرب مدينة يف البالد‪ ،‬حيث‬ ‫يعيش ما يقارب مليون شخصاً‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫الجـوس توجد يف نيجرييا أربع مدن‪ ،‬يزيد سكانها‬ ‫عىل ‪ 400,000‬نسمة هي بالرتتيب‪ :‬إبادان‪ ،‬واويو‪،‬‬ ‫وأوجبوموشو‪ ،‬وكانو‪.‬‬ ‫كل سكان نيجرييا تقريباً من األفارقة‪ ،‬ويضم‬ ‫القطر أكرث من ‪ 250‬مجموعة عرقية‪ .‬وتختلف هذه‬ ‫املجموعات عن بعضها نظرا الختالف اللغات التي‬ ‫يستخدمونها‪ ،‬وكذلك اختالف العادات والتقاليد‪،‬‬ ‫وأكرب ثالث مجموعات من حيث العدد هم‪ :‬الهوسا‪،‬‬ ‫واليوروبا‪ ،‬واإلجبو أو اإليبو‪ .‬وتشكل هذه املجموعات‬

‫‪44‬‬

‫الثقافية الثالث ما يقارب ثالثة أخامس املجموع‬ ‫الكيل للسكان‪.‬‬ ‫وتضم املجموعات الثقافية الرئيسية األخرى يف‬ ‫نيجرييا النويب‪ ،‬والتيف يف أواسط نيجرييا‪ ،‬واإليدو‬ ‫واألرهوبو واإلتسكريي يف والية بندل واللجو يف‬ ‫دلتا النيجر‪ ،‬واألفيك واإليبو يف والية نهر كروس‪،‬‬ ‫والكانوري يف شاميل نيجرييا الذين يرجع أصلهم‬ ‫إىل إمرباطورية كانم‪.‬‬

‫حرام” التي تنشط يف الواليات الشاملية من البالد‪ ،‬وقالت جامعات مدافعة‬ ‫عن حقوق االنسان أن أغلبية القتىل كانوا مدنيني معتربة أن األوقات الحكومية‬ ‫تتحمل مسؤولية كبرية عام حدث‪ ،‬لكن السلطات النيجريية نفت هذه‬ ‫االتهامات وغالباً ما تشهد البالد اشتباكات طائفية بني املسلمني واملسيحيني‪،‬‬ ‫ومن ضمن التنظيامت التي تعمل عىل الساحة النيجريية جامعة “بوكو حرام”‬ ‫التي تلقب باسم طالبان نيجرييا‪.‬‬ ‫وتعني “بوكو حرام” بلغة الهوسا “الرتبية الغربية حرام” وظهرت بهذا‬ ‫االسم عام ‪ 2002‬يف مايدوغوري عاصمة والية برونو التي كانت لفرتة طويلة‬ ‫مركزاً للتعليم اإلسالمي يف نيجرييا‪ ،‬وتطالب الجامعة بتطبيق الرشيعة‬ ‫اإلسالمية يف عموم نيجريا‪ ،‬بينام يتم تطبيقها حالياً يف ‪ 12‬والية شامل‬ ‫البالد‪ ،‬ويف غضون ذلك‪ ،‬أدان أمني عام منظمة التحرير اإلسالمي الربوفيسور‬ ‫أكمل الدين إحسان أوغيل العنف الطائفي الجديد يف منطقة جوس بوالية‬ ‫بالتوه وسط البالد‪ ،‬ودعا اىل وقف دوامة العنف والدفع باتجاه املصالحة بني‬ ‫املسلمني واملسيحيني‪ ،‬وأضاف أن هناك مزاعم بأن سياسيني محليني استغلوا‬

‫االنقسامات االجتامعية والعرقية والدينية والفراغ الرئايس إلثارة العنف‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون سياسيون أن عودة الرئيس اىل بالده بعد ثالثة أشهر لكن بدون‬ ‫أن يتوىل شؤون الدولة قد يثري حالة من البلبلة وسيولد حالة من الغموض عىل‬ ‫مستوى إدارة شؤون البالد‪.‬وعودة الرئيس وهو ما زال يف فرتة نقاهة سيضعف‬ ‫سلطة نائب الرئيس غودالك جوناثان الذي توىل مؤخراً الرئاسة بالوكالة لوضع‬ ‫حد لشعور السلطة بشكل غري مسبوق‪.‬‬ ‫والنقاشات حول غياب الرئيس عن السلطة جرت أيضاً عىل خلفية تناوب‬ ‫السلطة بني الشامل ذات الغالبية املسلمة والجنوب املسيحي‪ ،‬وهي قاعدة‬ ‫تطبق يف البالد رغم أنها غري مكتوبة رسمياً يف الدستور‪ ،‬وحالياً يعود تويل‬ ‫الرئاسة اىل الشامل الذي يتحدر منه يارادوا‪ ،‬بينام يتحدر جوناثان من الجنوب‪.‬‬ ‫من الواضح أن نيجرييا تعيش حالة من الغموض واألمل الكبري يف عودة‬ ‫الرئيس يارادوا هو استقرار البالد وخلق مناخ جديد يف العملية الدميقراطية‬ ‫بالرتايض واملصافحة واملعانقة وليس باملصارعة وال بالقتال وال بالدم‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫و الجنوب الغريب‪ ،‬حيث أعلنت‬ ‫تطبيق الرشيعة‪ ،‬أما املجموعات‬ ‫ترتكز يف الجنوب والرشق إ ّال أنها‬ ‫االنقراض حيث أن الكثري منهم‬ ‫أو املسيحية‪.‬‬

‫أمناط السكان املعيشة‬ ‫ُتبنى معظم املنازل يف نيجرييا من األسبستوس‪،‬‬ ‫أو الطني املجفف‪ ،‬أو الخشب‪ .‬وتش َّيد األَسقف عادة من‬ ‫األسبستوس‪ ،‬أو األلواح املعدنية أو القش‪ .‬وتتكون‬ ‫القرية التقليدية من عدة أحياء (تجمعات منازل)‪.‬‬ ‫وتعيش يف كل حي مجموعة من األرس‪ ،‬ترتبط‬ ‫بصلة القرابة‪ .‬أما سكان املدن امليسورون فإنهم‬ ‫يعيشون يف منازل وشقق حديثة‪.‬‬ ‫يرتدي كثري من سكان املدن يف نيجرييا املالبس‬ ‫الغربية‪ ،‬بينام يرتدي بقية سكان املدن ومعظم‬ ‫املناطق الريفية املالبس التقليدية كجالبيب طويلة‬ ‫فضفاضة‪ ،‬مصنوعة من أقمشة بيضاء أو ملونة‬ ‫بألوان زاهية‪ ،‬وأغطية الرأس الشائعة للرجال طاقية‬ ‫صغرية مستديرة‪ ،‬أما النساء فإنهن يغطني رؤوسهن‬ ‫بوشاحات ويف بعض مناطق نيجرييا يرتدي السكان‬ ‫اإلزار‪ ،‬وهو قطعة قامش تلف حول الخرص‪.‬‬ ‫وأهم أنواع األغذية الرئيسية املستخدمة يف‬ ‫نيجرييا اليام‪ ،‬والذرة الشامية‪ ،‬واألرز والفاصوليا‪.‬‬ ‫وكذلك يأكل سكان نيجرييا موز الجنة وهو نوع من‬ ‫املوز‪ ،‬هذا إضافة إىل جذور نبات املنيهوت‪ .‬وقد تحتوي‬ ‫بعض الوجبات النيجريية عىل لحوم األبقار‪ ،‬أو الدجاج‪،‬‬ ‫أو األسامك‪ ،‬واألغنام‪ ،‬ولكن معظم سكان نيجرييا ال‬ ‫يأكلون الكثري من اللحوم‪ .‬ومن املرشوبات الشائعة‬ ‫يف نيجرييا الجعة‪ ،‬ونوع من النبيذ املصنوع من عصارة‬ ‫أشجار النخيل‪ ،‬هذا إىل جانب الشاي والقهوة‪.‬‬

‫لغاتها‬ ‫اللغة اإلنجليزية هي اللغة الرسمية يف نيجرييا‪،‬‬

‫بعض الواليات‬ ‫الوثنية فهي‬ ‫يف طريقها إىل‬ ‫يتحول لإلسالم‬

‫اقتصاد نيجريا‬

‫وتدرس يف املدارس يف كافة أنحاء القطر‪ .‬وبالرغم‬ ‫من ذلك فإنها ليست أكرث اللغات استخدا ًما‪ .‬ولكل‬ ‫مجموعة من املجموعات الثقافية التي تعيش يف‬ ‫نيجرييا‪ ،‬والتي يزيد عددها عىل ‪ 250‬مجموعة‪ ،‬لغتها‬ ‫الخاصة املميزة‪ ،‬وأكرث هذه اللغات استعامالً ثالث‪ ،‬وهي‬ ‫اللغات التي تستخدمها أكرب املجموعات العرقية وهي‪:‬‬ ‫الهوسا‪ ،‬واليوروبا‪ ،‬واإليبو‪.‬‬

‫الديانة يف نيجرييا‬ ‫‪ %86‬من السكان مسلمون و‪%22‬‬ ‫مجموعات إثنية‪ %100 .‬من املسلمني‬ ‫املذهب املاليك مع ظهور أقليات‬ ‫يف الشامل‪ ،‬ويرتكز املسلمون‬

‫‪45‬‬

‫مسيحيون و‪%01‬‬ ‫هم ُسنّة عىل‬ ‫شيعية صغرية‬ ‫يف الشامل‬

‫يعد اقتصاد نيجرييا اقتصادًا ناميـًا‪ ،‬يعتمد عىل‬ ‫الزراعة‪ .‬وبالرغم من أن ثلثي العامل تقريباً يف نيجرييا‬ ‫يعملون يف الزراعة‪ ،‬إ ّال أن املنتجات الزراعية المت ّثل‬ ‫سوى ُخمس القيمة الكلية من الدخل القومي تقريباً‪.‬‬ ‫ومنذ أواخر ستينيات القرن العرشين أصبح التعدين‬ ‫أكرث األنشطة االقتصادية أهمية‪ ،‬نظراً للتقدم‬ ‫الرسيع يف الصناعات النفطية‪ .‬ويف أوائل ستينيات‬ ‫القرن العرشين كان التعدين ميثل أقل من ‪ %2‬من قيمة‬ ‫الدخل‪ ،‬إ ّال أنه ميثل حالياً ‪ %70‬منه‪ .‬ويعد الدخل القومي‬ ‫من صادرات النفط املصدر الرئييس للدخل يف البالد‪.‬‬ ‫تنتج املصانع يف نيجرييا مجموعة كبرية من‬ ‫السلع املختلفة‪ ،‬إ ّال أن عدداً العاملني يف قطاع‬ ‫الصناعة اليتجاوز ‪ %10‬من مجموع القوى العاملة يف‬ ‫البالد‪ ،‬كام المت ّثل الصناعة سوى أقل من ‪ %10‬من قيمة‬ ‫الدخل القومي يف نيجرييا‪.‬‬ ‫تسيطر الحكومة االتحادية وحكومات الواليات عىل‬ ‫بعض القطاعات االقتصادية‪ ،‬كاملواصالت والنقل‪،‬‬ ‫وإنتاج القدرة الكهربائية‪ .‬وميتلك القطاع الخاص‬ ‫معظم قطاعي الصناعة واألعامل‪ ،‬ولكن‬ ‫الحكومة االتحادية تشارك يف ملكية بعضها‪،‬‬ ‫وتصدر من وقت آلخر خطط تنمية قومية تحدد‬ ‫أهداف النمو االقتصادي يف البالد‪.‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫تركيا‪ :‬مطرقة الشعب تواجه خطط «إرغينيكون»‬

‫حكومة العدالة والتنمية أمام التحدي الكبير‬ ‫هل لـ «إسرائيل» دور في تفاعل أزماتها؟‬ ‫املشهد السيايس الرتيك ليس مشهداً عادياّ‬ ‫هذه األيام‪ ،‬للمرة األوىل يساق فيها ضباط الجيش‬ ‫حامي العلامنية الواحد تلو اآلخر اىل املساءلة‬ ‫طوال عمر الجمهورية‪ ،‬لقد كان مشهد محاكمة‬ ‫أفراد منظمة “أرغينيكون” الرسية املتهمة‬ ‫بالتآمر عىل حكومة أردوغان قوياً وصاعقاً‪ ،‬كأن‬ ‫تاريخاً بأكمله كان قيد املحاكمة‪ ،‬الجيش يف‬ ‫دائرة وعالمات استفهام كربى‪ ،‬وأردوغان يواصل‬ ‫التحدي ويتوعّد بأن ال أحد سيفلت من العقاب‪،‬‬ ‫وال أحد فوق القانون‪.‬‬ ‫وعندما يصري الشك والحذر عنوان التعاطي بني‬ ‫الجيش والحكومة‪ ،‬هل يظل وضع الحكومة آمناً‬ ‫مهام بلغت درجة االلتفاف الشعبي حولها؟‪،‬‬ ‫املعركة الداخلية ال تزال يف بدايتها‪ ،‬والشارع‬ ‫الرتيك يرتقب رهان القوة الجديد بني الحكومة‬ ‫والجيش الذي اسقط أربع حكومات يف السنوات‬ ‫الخمسني املاضية‪ ،‬فهل يعيد التاريخ نفسه‬ ‫يف ظل فقدان الكيمياء بني طريف املساكنة‬ ‫الرتكية؟‬ ‫وحتى اآلن نجح حزب “العدالة والتنمية” يف‬ ‫تحقيق اخرتاق حكومي للمؤسسة العسكرية‪،‬‬ ‫وكان من نتائجه (حرب الوثائق) التي ُي َ‬ ‫كشف‬ ‫عنها تباعاً وتدين الضباط بالتآمر والتي ألزمت‬ ‫هيئة األركان بالصمت‪ ،‬والجيش تراجعت شعبيته‬ ‫املعهودة‪ ،‬وعهد االنقالبات العسكرية املبارشة قد‬ ‫ولىّ ألسباب كثرية‪ ،‬وهي ليست مربرة يف الوقت‬ ‫الذي تشهد تركيا فيه استقراراً سياسياً وأمنياً‬ ‫واقتصادياً‪ ،‬واألهم من ذلك أن العودة لالنقالبات‬ ‫قد يطيح الحلم الرتيك باالنضامم اىل االتحاد‬ ‫األورويب‪.‬‬ ‫ورغم ذلك نرى أن املؤسسة العلامنية‬ ‫املستهدفة ال تزال قوية ومتلك الكثري من األوراق‪،‬‬ ‫إحداها تتمثل بحليفها العلامين اآلخر صاحب‬ ‫النفوذ‪ ،‬أال وهو املؤسسة القضائية ذات الثقل‪،‬‬ ‫ويف مقدمها املحكمة الدستورية ومجلس القضاء‬ ‫األعىل صاحبة النفوذ والسلطة التي تتجاوز يف‬ ‫كثري من األحيان حدود صالحياتها اىل صالحيات‬ ‫غريها من املؤسسات‪ ،‬ويتداول عىل نطاق واسع‬ ‫أن البديل املتاح لدى املؤسسة العسكرية‬ ‫ملواصلة هذه املواجهة هو اإليعاز للمدعي العام‬ ‫الرتيك برفع دعوى لحظر حزب “العدالة والتنمية”‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حساسة داخل البالد‪.‬‬ ‫وزير العدل الرتيك سعد الله أرغني مل يرتدد‬ ‫يف القول أنها عملية تجاوز الصالحيات ومحاولة‬ ‫تصعيد وتحد من قبل مجلس القضاة‪ ،‬لكن‬ ‫الجملة الحاسمة قالها رئيس الوزراء رجب طيب‬ ‫أردوغان الغاضب‪“ :‬إذا ما كانوا يريدون دخول العمل‬ ‫السيايس فليضعوا العباءات جانباً وليتفضلوا‪،‬‬ ‫ال يجوز أن يقفوا وراء سالح القضاء للمنازلة عىل‬ ‫هذا النحو‪ ،‬عليهم أن يسارعوا يف االختيار إما‬ ‫العمل القضايئ وإما العمل السيايس”‪.‬‬

‫حكومة أردوغان يف مواجهة‬ ‫مع الجيش والقضاء األعىل‬

‫أو شل قرارات الحكومة بقرارات دستورية‪ ،‬بذريعة‬ ‫أنها ال تتامىش والطبيعة العلامنية للدولة‪،‬‬ ‫وهي حجة مطاطة قد تطال متخلف جوانب‬ ‫الحياة الحكومية‪.‬‬ ‫ويف املقابل فإن رئيس الوزراء الرتيك رجب‬ ‫طيب أردوغان بدوره يعد العدة لهجوم استباقي‬ ‫يف امليدان نفسه إذ لوح بالدعوة اىل استفتاء‬ ‫عىل تعديل دستوري يقلص دور األجهزة املتهمة‬ ‫بتجاوز صالحياتها والعمل كحزب معارض يحاول‬ ‫إفشال الخطط اإلصالحية للحكومة‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي تبذل الحكومة جهودها لتقديم‬ ‫صورة جديدة عن البالد‪ ،‬تساهم بدفع مسريتها‬ ‫نحو العضوية الكاملة يف االتحاد األورويب‪ ،‬ولطرح‬ ‫وتغيري الكثري من القوانني والنظم والرتكيبات‬ ‫الدستورية والسياسية واالجتامعية‪ ،‬التي تحمل‬ ‫املزيد من الدميقراطية واالنفتاح والشفافية يف‬ ‫التعامل مع املسائل التي تساهم يف تعزيز‬ ‫مكانة تركيا وموقعها اإلقليمي‪ ،‬وقع الزلزال‬ ‫القضايئ األخري الذي دخل فيه مجلس القضاء‬ ‫األعىل‪ ،‬أهم السلطات القضائية يف البالد‪،‬‬ ‫كالعب أسايس يقود عملية تفعيل الرضبات‬ ‫االرتدادية لحامية القواعد والحصون‪ ،‬والزلزال‬ ‫القضايئ والسيايس حصل بعد تأزم واحتقان‬ ‫كبري بدأ قبل أشهر‪ ،‬لكن كلمة الرس فيه كانت‬ ‫مع تحرك مجلس القضاء األعىل إلصدار قرار عاجل‬

‫‪46‬‬

‫بسحب صالحيات أربعة مدعني عامني أحالوا‬ ‫أحد زمالئهم عىل املحكمة التي أمرت باعتقاله‬ ‫وسجنه‪ ،‬واألزمة وقعت عندما تحرك املدعي العام‬ ‫عثامن شانال الحامل لصالحيات استثنائية يف‬ ‫أررضوم باتجاه أرزنجان املجاورة لتفتيش مكتب زميل‬ ‫آخر له يف السلك القضايئ‪ ،‬مدعي عام املدينة‬ ‫الهان جيهانري ووضع اليد عىل الكثري من األوراق‬ ‫والوثائق واملستندات واملطالبة باعتقاله بتهمة‬ ‫االنتامء اىل منظمة “أرغينيكون” الرسية املتهمة‬ ‫بالتحريض عىل رضبة عسكرية يف البالد تطيح‬ ‫بحكومة “العدالة والتنمية”‪.‬‬ ‫فاملواجهة إذاً‪ ،‬تقع يف إطار معادلة (دولة‬ ‫القضاء) أم (قضاء الدولة)‪ ،‬ومجلس القضاء سارع‬ ‫للدخول عىل الخط رافضاً التعامل مع مدعي‬ ‫عام ارزنجان عىل هذا النحو وسارع اىل سحب‬ ‫صالحيات أربعة مدعني عامني شاركوا بشكل أو‬ ‫بآخر يف هذه العملية‪ ،‬لكن القضية مل تحسم‬ ‫عىل هذا النحو‪ ،‬فاملدعي العام ألررضوم نجح يف‬ ‫تحويل (التمريرة) الخاطئة التي تلقاها من مجلس‬ ‫القضاء واملدعني اىل هدف يسجله يف مرماهم‬ ‫من خالل إرسال كافة الوثائق واملستندات التي‬ ‫جمعها من مكتب ومنزل زميله اىل مدعي عام‬ ‫اسطنبول زكريا أوز لالستفادة منها ودمجها يف‬ ‫ملف تركيا األكرب واألهم منظمة “أرغينيكون”‬ ‫التي لها امتدادات وجذور يف أكرث من مؤسسة‬

‫حزب “العدالة والتنمية” وحكومة أردوغان يف‬ ‫منازلة واضحة‪ ،‬ورغم شعور الحزب أن الحسم لن‬ ‫يكون سه ًال ألنه واقع بني فيك كامشة القضاء‬ ‫والجيش‪ ،‬فاملواجهة األوىل وقعت قبل ‪ 4‬أعوام‪،‬‬ ‫عندما حاول املدعي العام ملدينة “فان” الرشقية‬ ‫فرحات صاري قايا‪ ،‬لفت األنظار نحو أحد كبار‬ ‫ضباط الجيش‪ ،‬يشار بيوك أنت‪ ،‬بطلب إحالته اىل‬ ‫املحكمة ومقاضاته‪ ،‬فدفع مثن هذا الخطأ إخراجه‬ ‫من السلك القضايئ‪ ،‬أما املواجهة الثانية‬ ‫فحسمت عندما صدر قرار املحكمة الدستورية‬ ‫ُ‬ ‫التي عينّ الرئيس الرتيك األسبق أحمد نجدت‬ ‫سيزر معظم أعضائها بإلغاء قانون السامح‬ ‫مبحاكمة العسكريني أمام محاكم مدنية كانت‬ ‫حكومة العدالة توليه أهمية كبرية عىل طريق‬ ‫إعادة تنظيم عالقاتها باملؤسسة العسكرية‬ ‫أوال وإطالق حملة إعادة تركيبة الجسم القضايئ‬ ‫وبنيته وهيكليته ثانياً‪ ،‬واملواجهة الثالثة ما زالت‬ ‫قامئة ومل ُتحسم بعد‪ ،‬تدور رحاها يف مجلس‬ ‫شورى الدولة‪ ،‬قلعة أخرى للقوى العلامنية‪ ،‬التي‬ ‫ترفض قرارات مجلس التعليم العايل يف تغيري‬ ‫عملية احتساب عالمات املرشحني المتحانات‬ ‫دخول الجامعات وهو وعد سيايس طرحته‬ ‫حكومة أردوغان إلزالة حالة الغنب بطالب مدارس‬ ‫الخطباء واألمئة والثانويات املهنية‪.‬‬ ‫أما نقطة االحتكاك الرابعة التي تفجرت‬ ‫قبل عامني تقريباً ومازالت تتفاعل وتكرب مثل‬ ‫كرة الثلج‪ ،‬سببها اعتقال عرشات الضباط‬ ‫واألكادمييني ورجال السياسة بتهمة تشكيل‬ ‫منظمة “أرغينيكون” الرسية الهادفة لتحريض‬ ‫الجيش عىل تنفيذ انقالب عسكري يطيح‬ ‫بحكومة العدالة ويعيد األمور اىل سابق عهدها‬ ‫كام كانت عليه قبل ‪ 8‬سنوات‪ ،‬ولكن نواب‬ ‫“العدالة والتنمية” هم أيضاً لن يرتاجعوا وأنهم‬ ‫خالل املواجهات يطلقون مواقف تصعيدية‬ ‫هجومية‪.‬‬ ‫واملراقبون يضعون احتامالت مختلفة ملصري‬ ‫املنازلة القامئة‪ ،‬املدعي العام يف مجلس القضاء‬ ‫األعىل عبد الرحمن يلشن قايا لن يرتدد يف‬

‫الكشف عام يف جعبته من مفاجآت قد تقود‬ ‫حزب العدالة والتنمية مرة أخرى للمثول أمام‬ ‫املحكمة الدستورية بتهمة الحظر واملنع من‬ ‫مامرسة العمل السيايس بعدما فشل قايا يف‬ ‫محاولته األوىل‪.‬‬ ‫االعتقاالت الجارية تشكل تحدياً غري مسبوق‬ ‫لهيبة الجيش وسمعته وهناك من يرى أن عدم‬ ‫تحرك الجيش ميكن أن يشكل بداية النهاية لدوره‬ ‫السيايس يف البالد‪ ،‬عىل أساس أن االعتقاالت‬ ‫تشكل رادعاً مه ًام وقوياً ضد أي انقالب عسكري‬ ‫يف املستقبل‪.‬‬

‫ما الذي تريده حكومة أردوغان‬ ‫ويعرب محللون عن اعتقادهم بأن املعركة‬ ‫الدائرة حالياً بني حكومة أردوغان والجيش الرتيك‬ ‫تندرج يف سياق املواجهات املتكررة بني األحزاب‬ ‫اإلسالمية والجيش‪ ،‬فالحكومة تتهم الجيش‬ ‫بالتحضري النقالب عىل إرادة الناخبني الذين‬ ‫منحوها أغلبية كاسحة يف االنتخابات الربملانية‪،‬‬ ‫وهي تطالب بإغالق ملف املحاكم العسكرية‬ ‫وإخضاع الجيش للمحاكم املدنية‪ ،‬وتسعى‬ ‫الحكومة لتقليص نفوذ الجيش والحد من دوره يف‬ ‫الحياة السياسية وصوالً اىل وضعه تحت سلطة‬ ‫املدنيني‪ ،‬كام الحال يف الغرب‪ ،‬عرب إقرار إصالحات‬ ‫قانونية ودستورية مستفيدة من الشعبية‬ ‫التي تتمتع بها‪ ،‬ومن ضغوط االتحاد األورويب‬ ‫الذي يحاول تحجيم دور املؤسسة العسكرية‪،‬‬ ‫لتستجيب تركيا ملعايري الدميقراطية األوروبية‪،‬‬ ‫متهيداً إلمكان دخولها يف عضوية االتحاد‪ ،‬وكان‬ ‫أردوغان وصف االعتقاالت (بأنها عملية مؤملة‪،‬‬ ‫لكنها يف مصلحة الشعب الرتيك‪ ،‬وبأن تركيا‬ ‫تحرز تقدماً نحو االنضامم اىل االتحاد األورويب‪،‬‬ ‫وإذا كانت مؤسسات الدولة متر بعملية تنظيف‬ ‫داخيل‪ ،‬فيجب أال ينزعج أحد‪ ،‬ألن ذلك يجري‬ ‫حسب األطر القانونية والدميقراطية)‪.‬‬ ‫أما الجيش الرتيك فهو يتهم حكومة “العدالة‬ ‫والتنمية” بأنها تحاول أسلمة الدولة وإبعادها عن‬ ‫دستورها ونظامها العلامين‪ ،‬ويقول أنصار الجيش‬

‫‪47‬‬

‫والعلامنية الرتكية إن مجيء حزب أردوغان وغل‬ ‫اىل الحكم ش ّكل أكرب رضبة للنظام الذي أرىس‬ ‫أسسه كامل أتاتورك قبل أكرث من مثانني سنة‪.‬‬ ‫ويذكر أن الدستور الرتيك مينح الجيش دوراً‬ ‫مركزياً يف حامية العلامنية التي أرساها أتاتورك‬ ‫عام ‪ ،1923‬ودخلت املؤسسة العسكرية منذ‬ ‫وصول “العدالة والتنمية” اىل الحكم ‪ 2002‬يف‬ ‫رصاع معه‪ ،‬عىل رغم نفي قادته وجود أجندة‬ ‫رسية هدفها “تقويض النظام العلامين”‪.‬‬ ‫ويرى كثري من األتراك أن جرناالت الجيش لن‬ ‫يجرؤوا عىل امليض يف تحدي حكومة حزب العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬الذي ميلك أغلبية برملانية كبرية‪ ،‬كام‬ ‫ق ّللت األوساط السياسية الرتكية من احتامل‬ ‫إقدام الجيش عىل خيار اللجوء اىل االنقالب‬ ‫العسكري من منطلق أن هذا الخيار ال ميكن له‬ ‫أن يحدث من دون دعم واشنطن التي تتوجه‬ ‫بدعمها اآلن اىل حكومة “العدالة والتنمية”‬ ‫ألسباب كثرية وعديدة‪.‬‬ ‫ومع أن بعض القضاء هو الذي يقود حملة‬ ‫االعتقاالت والتحقيقات يف صفوف الجيش‪ ،‬فإن‬ ‫مسار التطورات الداخلية يف تركيا يلقي بظالله‬ ‫الثقيلة عىل املشهد السيايس الذي ترتاكم‬ ‫يف فضائه غيوم سوداء تنذر مبا هو أسوأ يف ظل‬ ‫سيايس حاد مل تشهده تركيا من قبل‪،‬‬ ‫رصاع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عىل رغم أن ميزان القوى الحايل مل يعد مييل‬ ‫بصورة كاسحة‪ ،‬كام كان يف السابق لصالح‬ ‫املؤسسة العسكرية وحلفائها‪.‬‬

‫جذور النزاع بني الحكومة والجيش‬ ‫قد تكون الحوادث األخرية الفصل الختامي من‬ ‫فصول النزاع عىل مقاليد السلطة يف تركيا‪،‬‬ ‫التي يرتبط مستقبلها مبآل املواجهة بني التحالف‬ ‫الحكومي اإلسالمي الحاكم وبني الجيش‪ ،‬ويف‬ ‫التسعينات أقىص الجيش اإلسالميني ومؤيدي‬ ‫“حركة فتح الله غولني” من صفوفه‪ ،‬ولكن منذ‬ ‫العام ‪ 2000‬اىل اليوم بسطت الحركة نفوذها‬ ‫عن طريق التقرب من جهات غربية واستاملة‬ ‫موظفني بريوقراطيني‪ ،‬ويف ‪ 2002‬أ ّيدت الحركة‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬ ‫حزب “العدالة والتنمية” يف االنتخابات‪ ،‬وبعد‬ ‫فوزه‪ ،‬كافأها الحزب‪ ،‬وعني أنصار حركة غولني يف‬ ‫مراكز بارزة يف املؤسسات‪ ،‬بد ًءا باملحاكم وهيئات‬ ‫رجال األعامل وصوالً اىل وسائل اإلعالم‪ ،‬قد يقبل‬ ‫الجيش باألمر الواقع مكرهاً‪ ،‬ويقبل انضامم‬ ‫إسالميني اىل صفوفه‪ ،‬أو يضطر اىل الرد عىل‬ ‫االستفزاز واالنقالب عىل الحكومة وهذا ما يفقده‬ ‫دوره يف الذود عن الدميقراطية ويبعث شعبية‬ ‫حزب “العدالة والتنمية” عىل الصعود‪.‬‬ ‫ولكن التوتر بني هذه االتجاهات املتضاربة‬ ‫تعاظم يف األشهر األخرية‪ ،‬فحزب “العدالة‬ ‫والتنمية” وحلفاؤه املتشددون يف حركة غولني‬ ‫استعانوا برجال رشطة موالني للتنصت عىل‬ ‫قادة عسكريني كانوا يتحرون عن صلة شبكة‬ ‫جمع تربعات تديرها حركة غولني بـ “حامس”‪،‬‬ ‫والنزاع الهادئ تحول وتفاقم إثر تقرب الحزب الحاكم‬ ‫من حركة غولني التي تسعى اىل السلطة وتحاول‬ ‫اخرتاق املؤسسة العسكرية‪.‬‬ ‫ومنذ شهر تقريباً‪ ،‬اعتقل عنارص من الرشطة‪،‬‬ ‫وهم عىل األرجح موالون لحركة غولني ‪ 49‬ضابطاً‪،‬‬ ‫منهم قائد القوى الجوية والبحرية السابق‪،‬‬ ‫ونسبت اىل هذه املجموعة خطة من ‪ 5‬آالف‬ ‫صفحة لالنقالب عىل الحكم واإلعداد لتفجري‬ ‫مسجد اسطنبول التاريخي وتفجري طائرة‬ ‫عسكرية لتسويغ االنقالب‪ ،‬وعىل رغم نرش‬ ‫صحيفة إسالمية نص تسجيالت صوتية لقائد‬ ‫األركان الرتيك‪ ،‬مل يتحرك املدعي العام ملالحقة‬ ‫مرسيب املعلومات‪ ،‬فالقانون الرتيك يحظر‬ ‫التنصت من غري إذن قضايئ‪.‬‬ ‫القضاء الرتيك يواجه معضلة كام يقول‬ ‫املراقبون‪ ،‬ففي العام ‪ 2008‬سعت املحكمة اىل حل‬ ‫حزب “العدالة والتنمية” بتهمة أحكام قبضة‬ ‫دينية عىل املؤسسات العلامنية‪ ،‬ولكنها خرست‬ ‫الدعوى التي رفعت شعبية الحزب الحاكم‪ ،‬وأغلب‬ ‫الظن أن تؤجج محاولة القضاء حل الحزب املنتخب‬ ‫نريان األزمة‪ ،‬ولعل طريق الخروج من األزمة األمثل‪،‬‬ ‫هو مبادرة حزب “العدالة والتنمية” اىل انتخابات‬ ‫جديدة وهذا من شأنه أن يبدّد إشاعات االنقالب‪،‬‬ ‫ونهاية املواجهة بحل وسط ال تنهي الرصاع‪،‬‬ ‫الجيش ميارس صالحياته ويقيص الشعب باسم‬ ‫الدميقراطية والعلامنية وحزب ال ينكر السلطنة‬ ‫ويعتمد عىل الشعب لخوض الرصاع‪.‬‬

‫ال عالقة لألجهزة العسكرية‬ ‫بالعلامنية كقيمة أوروبية‬ ‫إن نظرة رسيعة اىل املسرية السياسية يف‬ ‫تركيا‪ ،‬تؤكد‪ ،‬أن الجيش نصب نفسه سلطاناً‬ ‫يحكم باسم القيم األوروبية‪ ،‬مستخدماً‬ ‫النخبة الثقافية والعسكرية املقطوعة الجذور‬ ‫عن تاريخها وثقافتها من دون أن تكون لها صلة‬ ‫حقيقية بالثقافة األوروبية‪ ،‬وحارب اليساريني يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب اقتصادي‬ ‫حني كان اليسار األورويب يزدهر‪ ،‬وأقىص األكراد‬ ‫واألرمن يف حني كانت أوروبا تحتضن األقليات‬ ‫وتدافع عنها‪ ،‬واستخدم املسلمني املتطرفني‬ ‫ملحاربة الجميع‪ ،‬ونفذ أربعة انقالبات ضد حكومات‬ ‫مدنية منتخبة‪ ،‬ح ّول النخب املوالية له‪ ،‬اىل‬ ‫مجموعات نهب لها مؤسساتها التجارية واملالية‬ ‫واإلعالمية‪ ،‬وتدخل يف القضاء‪ ،‬ويف الترشيعات‬ ‫الربملانية‪ ،‬كام رعى الجيش منظمة “أرغينيكون”‬ ‫الشبيهة باملافيا والضالعة يف (تأديب) كل من‬ ‫يخالف األوامر‪ ،‬ويف التخطيط النقالب عام ‪،2003‬‬ ‫وأبعد تركيا عن محيطها‪ ،‬واقتلعها من تاريخها‬ ‫يف هذا املحيط ليؤسس لها جذور أوروبية مزعومة‪،‬‬ ‫لكن الجذور ال تنبت يف الفساد املسترشي يف‬ ‫كل املؤسسات برعاية مسلحة”‪.‬‬

‫يقظة حزب «العدالة والتنمية»‬ ‫ومنذ وصول حزب “العدالة والتنمية” اىل‬ ‫السلطة عام ‪ 2001‬وهو يخوض رصاعاً مع‬ ‫املؤسسة العسكرية ومنظامتها الرسية‪ ،‬أعد‬ ‫مطرقة شعبية ملواجهة (مطرقة الجيش)‪ ،‬أعلن‬ ‫زعيامه رجب طيب أردوغان وعبد الله غل أكرث‬ ‫من مرة‪ ،‬أن الحزب اإلسالمي محافظ وليس ضد‬ ‫العلامنية مثله مثل األحزاب األوروبية املسيحية‬ ‫املحافظة‪ ،‬لكن ذلك مل يقنع الجيش وال التنظيامت‬ ‫الرسية‪ ،‬فقرر الجيش اللجوء اىل انقالب‪ ،‬وعندما‬ ‫ُكشف أمره مل يستطع االعرتاض عىل توقيف‬ ‫قادة كبار‪ ،‬بعضهم متقاعد وبعضهم ما زال‬ ‫يف الخدمة‪ ،‬لكنه زغم أن خطة االنقالب كانت‬ ‫جزء من مناورة تعتمدها كل الجيوش للطوارئ‪،‬‬ ‫وقد تعتمد هذه الحجة غري املقنعة للتوصل‬ ‫اىل تسوية للمواجهة بني الجيش والسلطة‬ ‫املدنية ممثلة بالحزب الحاكم‪ ،‬لكن التفاصيل وتجرؤ‬ ‫الحكومة املدنية عىل املواجهة تؤكد أن املؤسسة‬ ‫العسكرية مل تعد تسيطر عىل كل مفاصل‬ ‫الدولة ومؤسساتها‪ ،‬مثلام لديها نفوذ يف الربملان‬ ‫والدبلوماسية‪،‬‬ ‫والصحافة‬ ‫واإلعالم‬ ‫والقضاء‬ ‫كذلك للحزب نفوذه‪ ،‬وتوضح الوثائق املنشورة عن‬ ‫االنقالب أن العسكريني كانوا سيستخدمون هذا‬ ‫النفوذ للحصول عىل تأييد هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫ويف إطار البحث عن (حلول دستورية) لألزمة‪،‬‬ ‫شهد قرص شنقايا الرئايس‪( ،‬قمة طارئة) دعا‬ ‫إليها الرئيس عبد الله غل‪ ،‬جمعت رئيس الوزراء‬ ‫أردوغان ورئيس هيئة أركان الجيش إلكر باشبوغ‪،‬‬ ‫وحدّد هدفها بتهدئة النفوس املتوترة عىل خلفية‬ ‫أعنف حملة قضائية تطال املؤسسة العسكرية‬ ‫املتورطة يف خطط انقالبات عىل حكومة حزب‬ ‫“العدالة والتنمية”‪ ،‬واقترص ما خرج من املجتمعني‬ ‫عىل بضع كلامت جاء أبرزها يف بيان رئايس‬ ‫“ناقشنا تطورات األيام املاضية اعتقال عرشات‬ ‫الضباط الحاليني واملتقاعدين بتهمة التآمر عىل‬ ‫الحكومة واالنتامء اىل تنظيم إرهايب “أرغينيكون”‬

‫‪48‬‬

‫مدينة سراقب خطوات واثقة للنهوض ومواكبة التطور‬

‫العزو‪ :‬هدفنا االستثمار وجلب رؤوس األموال‬ ‫وعىل مواطنينا أن يبقوا مطمئنني اىل أن القضايا‬ ‫ستُحل وفق الدستور والقوانني”‪.‬‬ ‫وخالل لقاء القمة‪ ،‬كان أرفع ضابطني معتقلني‬ ‫يخضعان للتحقيق وهام قائد القوات الجوية‬ ‫املتقاعد إبراهيم فرتينا‪ ،‬والقائد السابق لسالح‬ ‫البحرية أوزدان أورنيك‪.‬‬ ‫إذاً القضايا ستُحل وفق الدستور والقوانني‪،‬‬ ‫وهذا يعني أحد احتاملني أو كليهام معاً‪ :‬األول‬ ‫يحمل طأمنة اىل املواطنني والحكومة‪ ،‬مفادها أن‬ ‫الجيش لن يرد عىل الزلزال القضايئ الذي يعيشه‬ ‫بأي تحرك يف الشارع عىل صورة انقالب جديد‪،‬‬ ‫ثم قد تشري اىل احتامل أن يكون ُبحث حل ما‬ ‫يدور حول إيجاد مخرج (دستوري وقانوين) يحفظ‬ ‫للجيش ماء الوجه‪ ،‬وال ُيظهر الحكومة ومحاكمة‬ ‫من كان يريد االنقالب عليها يف مظهر املرتاجع‪.‬‬ ‫وزير الخارجية الرتيك داود أوغلو‪ ،‬أ ّكد أن بالده‬ ‫تتبنى سياسة (السالم االستباقية) التي تقوم‬ ‫عىل رضورة التحرك الفوري يف حالة ظهور‬ ‫بوادر أزمة للحيلولة دون وقوعها‪ ،‬وأوضح أنه ال‬ ‫ميكن وصف ما حدث مؤخراً يف تركيا بأنه (توتر‬ ‫بني الجيش والحكومة) ولكنها “أحداث اعتيادية”‪،‬‬ ‫ونفى تأثري هذه األحداث عىل السياسة الخارجية‬ ‫الرتكية التي ترتكز “عىل أسس سليمة ومقبولة‬ ‫حتى من جانب أحزاب املعارضة‪ ،‬ومؤ ّكداً استمرار‬ ‫الخط السيايس الخارجي لرتكيا عىل نهجه‪.‬‬ ‫والسؤال هنا‪ ،‬هل من دور لـ “إرسائيل” يف كل‬ ‫هذه املتالحقات الداخلية الرتكية بعدما فعلت‬ ‫الهزات الرتكية املتالحقة فعلها يف زعزعة‬ ‫“إرسائيل” وفضحها‪ ،‬وتالعبت بنفوذها وغرورها‬ ‫وتركتها يف حالة السخرية واالزدراء أمام الرأي‬ ‫العام الدويل يف أكرث من مواجهة إعالمية‬ ‫وسياسية ودبلوماسية خالل األشهر املاضية‪ ،‬وهل‬ ‫لتل أبيب أي دور يف تفاعالت األزمات واملواجهات‬ ‫يف تركيا‪ ،‬ضمن خدمات تقدمها للترسيع يف‬ ‫إزاحة “العدالة والتنمية” عن الحكم‪ ،‬وحمل‬ ‫رشكاء جدد يعيدون املياه اىل سابق مجراها يف‬ ‫مسار العالقات الرتكية – اإلرسائيلية السابقة‪.‬‬ ‫الحسابات مل يتم تصفيتها بعد‪ ،‬وهي لن‬ ‫تتوقف بسهولة‪ ،‬فاملنطقة دخلت مرحلة جديدة‪،‬‬ ‫ولكن ما يطمنئ اليوم ما قاله داود أوغلو‪“ :‬نسعى‬ ‫من أجل وضع اسرتاتيجيات للعالقات الرتكية‬ ‫مع كافة دول العامل‪ ،‬وهذه العالقات يجب أن‬ ‫تنبع من قادة وشعوب املنطقة وليس من الخارج‪،‬‬ ‫سنقيم دارنا بأنفسنا ولن نقبل بأي هيمنة من‬ ‫خارج املنطقة‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫جانب من املدينة‬

‫مدينة رساقب السورية‬

‫بعد أن تودع سهول جبل الزاوية رشقاً‪ ،‬تلتقي املواطن‪ ،‬وتلبية احتياجاته بالشكل األمثل حيث‬ ‫ببساط أخرض يضم فوق ثراه مدينة عريقة يف ال يتعارض ذلك مع القوانني واألنظمة النافذة‪،‬‬ ‫التاريخ تدعى «رساقب»‪ .‬تقع هذه املدينة عىل مؤكداً دعم املحافظ لهذه املدينة ‪.‬‬ ‫طريق دمشق حلب القديم‪ ،‬وكانت محطة لكل‬ ‫وأكد العزو أن هذا التطور والتميز الذي شمل‬ ‫القوافل التجارية التي تأيت من باب الهوى إىل مدينة «رساقب»‪ ،‬كام شمل باقي مدن القطر‬ ‫كل أرجاء املنطقة والجزيرة العربية ودول الخليج‪ ،‬نابع من مسرية القائد الخالد حافظ األسد قائد‬ ‫ومازالت أهمية هذا املوقع املتميز ملدينة «رساقب» مسرية التصحيح املجيدة التي أعطت ومازالت‬ ‫ملرور الطريق الدويل الحديث العابر دمشق حلب‪ُ ،‬تعطي الكثري‪ ،‬ونهجت «رساقب» نهج مسرية‬ ‫وممراً لطريق الالذقية التي تحتوي أهم مرفأ يف التطوير والتحديث يداً بيد وقلباً بقلب مع‬ ‫سوريا لتصدير البضائع ‪.‬‬ ‫سيادة الدكتور بشار األسد ليكرب العطاء ويزدهر‬ ‫“رساقب» اليوم عقدة طرقية هامة أكسبتها اإلنسان يف كافة مجاالت الحياة ‪.‬‬ ‫شهرة وحركة تجارية هامة ونشطة‪ ،‬لذلك ازدهرت‬ ‫ويأمل رئيس مجلس مدينة «رساقب» يف بداية‬ ‫فيها الزراعة بشكل ملحوظ من الحبوب والزيتون عام ‪ 2010‬إىل زيادة املالكات العددية للعاملني يف‬ ‫والخرضوات والقطن والشمندر السكري‪ ،‬وتحتضن مجلس املدينة عىل كافة الفئات وإيالء قطاع‬ ‫الكثري من املنشآت الهامة‪ .‬متتد مدينة رساقب النظافة اهتامماً واسعاً وخاصة بعد تسارع‬ ‫عىل حوايل ‪ 1700‬هكتار داخل املخطط التنظيمي‪ ،‬الخطوات العملية لرشاء سيارة قاممة ثالثة‪،‬‬ ‫و‪ 300‬هكتار منطقة حامية لهذا املخطط ‪ ،‬ويبلغ وزيادة عدد العاملني يف هذا القطاع‪ ،‬كام يأمل‬ ‫عدد السكان حوايل ‪ 40‬ألف نسمة يعملون رئيس املجلس إىل النهوض مبهامت املدينة نحو‬ ‫بشكل أسايس يف قطاع الزراعة والتجارة أمن حضاري متميز‪ ،‬خاصة يف مجال املنشآت‬ ‫والصناعات‪ ،‬وتبلغ الحركة النهارية للسكان أكرث السكنية والعالقات االجتامعية بني السكان ‪.‬‬ ‫من ‪ 65‬ألف نسمة ‪.‬‬ ‫وتتضمن مدينة «رساقب» العديد من‬ ‫الفريق اإلعالمي ملجلة “منرب التوحيد» زار مدينة املنشآت الهامة مثل املركز الثقايف العريب‬ ‫رساقب وشاهد العراقة والرتاث القديم حيث ومؤسسة العمران والفرن اآليل‪ ،‬واملرصف الزراعي‬ ‫مشاف خاصة‪،‬‬ ‫تجمع هذه املدينة بني التنظيم الحديث املتمثل واملستوصف الصحي‪ ،‬وثالث‬ ‫ٍ‬ ‫يف سعة شوارعها وساحاتها وعراقة موقعها‪ ،‬ومشفى مشرتكة‪ ،‬ومركز هاتف‪ ،‬ودائرة للاملية‪،‬‬ ‫وأصالة تقاليد الضيافة‬ ‫عند أهلها ‪.‬‬ ‫السيد‬ ‫والتقينا‬ ‫املهندس عبد الله العزو‬ ‫رئيس مجلس املدينة‬ ‫الذي أشار إىل أنه‬ ‫يعمل عىل توجيهات‬ ‫محافظ ادلب املهندس‬ ‫خالد األحمد يف العديد‬ ‫من األمور الخدمية‬ ‫التي‬ ‫والصحية‬ ‫تهم مرشوع كاراج االنطالق يف مدينة رساقب‬

‫‪49‬‬

‫وسجل عقاري‪ ،‬ومحكمة شؤون مدنية‪ ،‬وهي‬ ‫جميعها ذات أداء متميز وتخدم سكان املدينة‬ ‫عىل أكمل وجه ‪.‬‬ ‫وحول مرشوع”كاراج» االنطالق يف مدينة‬ ‫«رساقب»‪ :‬اعتربه العزو مرشوعاً حيويأً هاماً‪ ،‬إذ‬ ‫يعمل مجلس املدينة عىل زيادة نسب اإلنجاز والذي‬ ‫بلغ كشفه التقديري ‪ 65‬مليون لرية سورية‪ ،‬وتم‬ ‫االنتهاء من تنفيذ املرحلة األوىل منه وبدأ العمل‬ ‫يف املرحلة الثانية‪ ،‬ومن جهاز إرشاف جدير‪ ،‬ونظراً‬ ‫للتكلفة الكبرية لهذا املرشوع راسلنا محافظ‬ ‫إدلب لدعم هذا املرشوع الحيوي والهام ‪.‬‬ ‫وفيام بتع ّلق باملنطقة الصناعية يف مدينة‬ ‫«رساقب»‪ :‬أكد العزو عىل االهتامم مبرشوع‬ ‫املنطقة الصناعية‪ ،‬حيث تم استمالك ‪13.2‬‬ ‫هكتار وفق مخطط تنظيمي مفصل لهذه‬ ‫الغاية‪ ،‬حيث تم تنفيذ املرحلة األوىل من خطوط‬ ‫الرصف الصحي يف نهاية عام ‪ ،2009‬وبدأ املجلس‬ ‫يف بداية ‪ 2010‬يف املرحلة الثانية من هذا الحي‪.‬‬ ‫وقد تم رصف مبلغ ‪ 2.191‬مليون لرية سورية قيمة‬ ‫ثالثة كشوف‪ ،‬عل ًام أن نسبة التنفيذ يف املرحلة‬ ‫األوىل من املرشوع بلغت ‪. % 100‬‬ ‫وتابع العزو‪ :‬وتم دفع مبلغ ‪ 2.235‬مليون لرية‬ ‫سورية لتنفيذ شبكة هاتف‪ ،‬وقد بلغت إجاميل‬ ‫املبلغ املرصف للمنطقة الصناعية مع تعويضات‬ ‫االستمالك ‪ 60‬مليون لرية سورية وهو من أصل‬ ‫مبلغ ‪ 87‬مليون لرية سورية ‪.‬‬ ‫وقد تم تنفيذ مرحلة أوىل رصف صحي بطول‬ ‫‪ 1478‬م ‪ ،‬وحالياً يتم تنفيذ مرحلة رصف صحي‬ ‫ثانية بطول ‪ 1125‬م‪ ،‬حيث تم تنفيذ ‪ 130‬م منذ‬ ‫تاريخ ‪. 2010 / 2 /4‬‬ ‫كام متت دراسة تغذية املنطقة بالكهرباء‬ ‫بقيمة ‪ 16‬مليون لرية سورية إلنشاء وتجهيز‬ ‫مراكز تحويل هوايئ لتغذية املنطقة بالكامل‪،‬‬ ‫وقد تم طلب معونة من الوزارة عن طريق السيد‬ ‫املحافظ ‪.‬‬

‫منرب التوحيد – مكتب دمشق‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫النظام الضريبي في لبنان‪ :‬اإلصالح اآلن‬

‫الدكتور أمين صالح ‪ :‬تنقصه عدالة التوزيع‬ ‫والثقة بين الدولة والمواطن‬ ‫تأت هواجس املواطن اللبناين من فراغ‪ ،‬فالدالئل كثرية واملعطيات واضحة‬ ‫مل ِ‬ ‫ابرزها تأخر إعداد مرشوع موازنة ‪ 2010‬وبالتايل تأخري رفعه اىل مجلس النواب‬ ‫ما يضع عالمات استفهام حول إحتامل فرض رضائب إضافية ورفع رضائب‬ ‫أخرى كالرضيبة عىل القيمة املضافة ‪ TVA‬الذي جرى الحديث وراء الكواليس‬ ‫حول احتامل رفعها‪ ،‬وبالرغم من نفي وزارة املال نيتها يف رفع ‪ ،TVA‬ارتفعت‬ ‫األصوات الرافضة ألي رضائب إضافية إذ أن رفع الرضيبة عىل القيمة املضافة‬ ‫من شأنه أن يؤثر سلباً عىل الحركة االقتصادية ويهدد األمن االجتامعي يف ظل‬ ‫غياب لسياسات اجتامعية وحياتية وصحية وعجز يرضب الضامن االجتامعي‬ ‫وغريه‪ .‬فاملواطن اللبناين وإن وجد يف حكومة الوفاق الوطني بصيص أمل لحل‬ ‫األزمات واملعضالت االقتصادية خاصة بعد العنوان العريض الذي حمل عنوان‬ ‫تصحيح األوضاع االقتصادية ومعالجتها‪ ،‬كيف ستتمكن الفئات املتوسطة‬ ‫والفقرية من مواجهة إقرار ازدياد الرضيبة‪ ،‬وكيف سيكون وقع هذه الزيادة إن‬ ‫حصلت عىل التجار والصناعيني يف ظل أزمة مالية عاملية‪.‬‬ ‫إن سنة ‪ 2010‬سنة الرضائب بامتياز‪ ،‬فكل االقرتاحات التي تقدّمها وزارة‬ ‫املالية لخفض العجز تحمل مشاريع لرفع نسبة الرضيبة عىل القيمة املضافة‪،‬‬ ‫وبعد التوجه اىل زيادة نسبة الرضيبة عىل فائدة الودائع من ‪ 5‬اىل ‪ ،% 7‬يأيت‬ ‫البند املدرج يف مرشوع املوازنة والذي يقيض برفع الرضيبة عىل القيمة‬ ‫املضافة من ‪ 10‬اىل ‪ ،% 15‬وإذا كان ملف اإليرادات هو الشغل الشاغل للمعنيني‬ ‫يف وزارة املالية‪ ،‬فإن الرضائب تش ّكل كفة امليزان‪ ،‬يف هذا املجال عىل أساس أنه‬ ‫ال بدائل أخرى متوافرة حتى اآلن لزيادة اإليرادات‪ ،‬وهو األمر الذي يحمل مخاطر‬ ‫كبرية بزيادة األعباء االجتامعية عىل املواطن وخصوصاً عىل الفئات الفقرية‬ ‫واملتوسطة‪.‬‬ ‫وتصل نسبة الدين العام يف لبنان اىل ‪ %150‬من الناتج العام‪ ،‬وهذا ليس‬ ‫بعا ٍد أو طبيعي خصوصاً عندما ندرك أن العامل اليوم يصوب اهتاممه نحو‬ ‫مشكلة الدين العام يف اليونان التي وصلت النسبة فيها اىل ‪ %112‬من الناتج‬ ‫العام‪.‬‬ ‫املطلوب إذاً وفق الخبري املايل والرضائب الدكتور أمني صالح‪ ،‬أن معالجة‬ ‫مشكلة الدين العام وليس النمو‪ ،‬ولتخفيضه يجب اتخاذ إجراءات عمالنية‬ ‫ورشعية أولها تخفيض عجز املوازنة وصوالً اىل إلغائها‪ .‬كيف؟ الكالم يدور‬ ‫عىل رفع نسبة الرضيبة عىل القيمة املضافة اىل ‪ %15‬بدالً من ‪ % 10‬ومنهم‬ ‫من يقول أن النسبة لن تتجاوز الـ ‪ ،%13‬إضافة اىل رفع الرضيبة عىل الودائع‬ ‫من ‪ 5‬اىل ‪ ،% 7‬وهذا أسلوب خاطئ يف معالجة أزمة الدين العام‪ .‬فالزيادة عىل‬ ‫الرضائب مرفوضة أساساً ألن هناك مشكلة ثقة بني املواطن والدولة‪.‬‬ ‫هكذا بدأ صالح حديثه‪ :‬واردات الدولة بشكل عام‪ ،‬التي تتحدّد عىل‬ ‫أساس غنى البلد‪ ،‬ومن الرضائب والرسوم التي تفرضها عىل املواطن‪ ،‬مع ّرفاً‬ ‫الرضيبة بالفريضة الجربية التي ُتفرض بصورة نهائية عىل املواطن‪ ،‬وتجبيها‬ ‫الدولة بأجهزتها املختصة يف هذا املوضوع‪ ،‬وبالتايل هذا أمر سيادي وثابت‬ ‫ومن املتعارف عليه أن الدولة ليك تقوم بوظائفها األساسية والثانوية سواء‬ ‫يف األمن أو يف الدفاع أو يف العدل أو يف وظائف العالقات الخارجية أو يف‬ ‫وظائفها االجتامعية كالرتبية والتعليم والوظائف االقتصادية‪ ،‬ليك تنفق‬ ‫وهذا االنفاق بحاجة اىل أموال لتغطيته‪ ،‬فهذه التغطية تتم عرب فرض‬ ‫الرضائب والرسوم‪.‬‬ ‫فالواردات تتألف من عدة أقسام من الرضائب والرسوم‪ ،‬من واردات الدولة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وحاصالتها من أمالكها الخاصة‪ ،‬كاملرافق واملطارات واملرافئ‪ ،‬واألمالك التي‬ ‫تؤجرها‪ ،‬لديها واردات من األمالك الخاصة‪ ،‬ومن النقد وفروقات القطع التي‬ ‫يقوم بها مرصف لبنان‪ ،‬ومن االقرتاض من الهبات ومن التربعات التي تحصل‬ ‫عليها الدولة من مواطنيها أو من جهات خارجية‪.‬‬ ‫وتابع صالح‪ :‬إن توزيع هذه الواردات يختلف بني دولة وأخرى بحسب أنواع‬ ‫الرضائب والرسوم التي تفرضها‪ ،‬هذا الهيكل الرضيبي أو ما يسمى النظام‬ ‫الرضيبي يختلف من دولة اىل أخرى‪ ،‬وذلك بحسب الوضع السيايس والواقع‬ ‫االقتصادي أيضاً‪ ،‬وبالتايل عندما نتحدّث عن نظام رضيبي يف بلد ما فإننا‬ ‫نتحدّث عن مجموعة الرضائب والرسوم التي ُتفرض يف بلد ما يف مرحلة‬ ‫تاريخية محددة‪ ،‬هذا ما نسميه النظام الرضيبي يف أي بلد من البلدان‪.‬‬ ‫فالرضائب عدة أنواع‪ ،‬ولكن من يتح ّمل عبء الرضيبة‪ ،‬ومن هي الفئات‬ ‫االجتامعية التي تتحمل عبء الرضيبة بنسبة أكرب من الفئات األخرى‪،‬‬ ‫ألنه يف النتيجة عندما نفرض الرضيبة يجب فرضها عىل مجمل الشعب‬ ‫وفقاً للدستور ولدساتري العامل جميعها‪ ،‬مبا فيه الدستور اللبناين‪ ،‬حيث أن‬ ‫الرضائب العمومية ُتفرض مبوجب قانون و ُتفرض عىل جميع املواطنني وغري‬ ‫املواطنني أي املقيمني يف لبنان‪ ،‬ولكن االختالف هو حول توزيع العبء الرضيبي‪،‬‬ ‫ما يعني أن الرضيبة ليست أداة فقط لجمع املال لتمويل خزينة الدولة وتغطية‬ ‫النفقات‪ ،‬بل هدف لتوجيه االقتصاد والحركة االجتامعية‪ ،‬وبالتايل لتحقيق‬ ‫أهداف اقتصادية واجتامعية وسياسية‪.‬‬ ‫ولكن كيف نستعمل هذه األداة‪ ،‬هنا يكمن السؤال؟ لتحقيق مجمل‬ ‫األهداف املطلوبة من الرضيبة ومن النظام الرضيبي‪ ،‬اليوم مل يعد هناك‬ ‫ّ‬ ‫تدخل‪ ،‬لها آثار اقتصادية واجتامعية‬ ‫من حيادية للرضيبة التي أصبحت أداة‬ ‫وسياسية وحتى السياسيني واألحزاب السياسية يف كل دول العامل تستخدم‬ ‫الرضيبة يف حمالتها السياسية‪ ،‬كام يحصل يف أمريكا ويف فرنسا يف‬ ‫استعاملهام تخفيض الرضيبة ومن يتحملها األفراد أو املؤسسات كام‬ ‫استعملت الرضيبة يف املعارك السياسية يف انتخابات الرئاسة لتخفيف‬ ‫عبء الرضيبة عىل فئات وزيادة عبء الرضيبة عىل فئات أخرى‪ ،‬إذا ليس هناك‬ ‫مجال لحيادية الرضيبة‪ ،‬فاالقتصاد ككل يتح ّمل هذه اآلثار‪ ،‬وفئات من املجتمع‬

‫‪50‬‬

‫قد تتح ّمل آثار أكرث من فئات اجتامعية أخرى وهنا ندخل يف عدالة الرضيبة‪،‬‬ ‫التي تش ّكل القواعد األساسية يف علم الرضائب‪ ،‬فهناك دستور يدعى قواعد‬ ‫الرضيبة‪ ،‬يقول بأن تكون الرضيبة عامة ومنتجة واقتصادية ومستقرة ما‬ ‫يؤدي اىل االستقرار‪ ،‬وأن تؤدي باألخص دور العدالة‪ .‬بأن تفرض الرضيبة عىل‬ ‫الجميع من دون استثناء ولكن هناك قاعدة أساسية هي أن ُتفرض وفقاً لقدرة‬ ‫املك ّلف عىل الدفع‪ .‬وهنا ال نتم ّكن أن نجبي رضائب بنفس الحجم‪ ،‬أو يف نفس‬ ‫املستوى من كل فئات املجتمع ومن أصحاب املداخيل املتوسطة والصغرية كام‬ ‫من أصحاب املداخيل والرثوات املرتفعة‪ ،‬هنا تقع املشكلة‪ ،‬حول معرفة ما هو‬ ‫النظام الرضيبي العادل‪ ،‬ليس هناك من رضيبة عادلة فقط بل هناك نظام‬ ‫رضيبي عادل‪ ،‬ال ميكننا القول أن الرضيبة عىل القيمة املضافة عادلة أو ال‪ ،‬بل‬ ‫يجب أن نقول هل النظام الرضيبي كله عادل أم ال‪ ،‬وهنا يجب أن نبحث عن من‬ ‫يتحمل عبء الرضائب جميعها‪ ،‬وكيف توزع األعباء الرضيبية عىل املواطنني‬ ‫ّ‬ ‫وعىل فئات املجتمع ورشائحه وكيف ميكن إصالح النظام الرضيبي يف لبنان‪.‬‬ ‫ليس هناك نوع واحد من الرضائب ميكن أن يؤمن العدالة واملساواة‪ ،‬بل‬ ‫هناك مجموعة من الرضائب‪ ،‬ودرجت العادة حسب رجال املالية العامة‬ ‫الكالسيكيني تصنيف الرضائب بني رضائب مبارشة‬ ‫ورضائب غري مبارشة‪ .‬وبأن الرضائب املبارشة أكرث‬ ‫عدالة عىل عكس الرضائب غري املبارشة‪ ،‬هذا‬ ‫مفهوم كالسييك قديم‪ ،‬املفهوم الحديث يسمي‬ ‫األشياء بأسامئها‪ ،‬فبدل القول رضائب مبارشة‬ ‫نقول الرضائب عىل الدخل والرضائب عىل رأس املال‬ ‫أي الرضائب عىل الرثوة التي هي نوع من الرضائب‬ ‫املبارشة التي تصيب دخل أو ثروة املك ّلف مبارشة‪،‬‬ ‫فاملك ّلف بها معروف والدخل أو مكان الرضيبة‬ ‫معروف ومحدد عىل سبيل اليقني‪ ،‬كالرضيبة عىل‬ ‫أرباح املهن التجارية أو الصناعية أو أرباح املهن‬ ‫الحرة‪ ،‬والرضيبة التي ُتفرض نسميها رضائب دخل‬ ‫عىل األرباح أو عىل الرواتب واألجور أو رضيبة دخل‬ ‫عىل إيرادات رؤوس األموال املنقولة أي الفوائد وتوزيع‬ ‫األرباح عىل األسهم وهذا النوع من الرضائب نطلق‬ ‫عليه اسم الرضائب املبارشة والتي من املفروض‬ ‫أن تبقى تصاعدية وهذا النوع من الرضائب موجود‬ ‫يف لبنان‪ ،‬والرضائب التصاعدية يف لبنان تصل يف‬ ‫حدها األعىل بالنسبة لرشكات األشخاص واألفراد‬ ‫اىل ‪ %21‬يف رشكات األموال‪ ،‬ونسبتها ‪ %15‬يف حني‬ ‫أن الرضيبة عىل توزيع األرباح حوايل ‪ ،%10‬وهناك الرضائب األخرى عىل اإلنفاق‬ ‫أو الرضائب غري املبارشة‪ ،‬وهي التي ُتفرض بحسب استهالك السلع أو تقديم‬ ‫الخدمات‪ ،‬وهذه رضائب متعددة نرى صورها يف الرسوم الجمركية‪ ،‬ويف رسوم‬ ‫االستهالك الداخيل خاصة عىل املواد امللتهبة‪ ،‬والرضيبة العامة عىل اإلنفاق‬ ‫التي هي الرضيبة عىل القيمة املضافة املعروفة بالـ «‪ ،»TVA‬وهي رضيبة عامة‬ ‫عىل االستهالك وبالتايل هذه الرضيبة يتح ّمل عبءها كل املواطنني وهي التي‬ ‫ُنطلق عليها الرضيبة غري املبارشة وهي رضيبة عىل اإلنفاق وتكون بحسب‬ ‫إنفاق الرثوة أو الدخل ويتح ّمل عبءها بالتساوي كل املواطنني‪ ،‬وباإلضافة‬ ‫اىل الرضائب املبارشة والرضائب غري املبارشة هناك الرسوم التي ال ميكن أن‬ ‫نصنفها رضائب مبارشة أو غري مبارشة‪ ،‬وهي تشمل الرسوم التي يدفعها‬ ‫املواطن كرسوم السري ورسوم كتابة العدل‪ ،‬ورسوم املحاكم واملرافئ واملوانئ‬ ‫واملطارات ورسوم الرتاخيص والرسوم اإلدارية املختلفة حتى إخراج القيد‪ ،‬فهذه‬ ‫الرسوم أيضاً تشكل جز ًءا من موارد الدولة كرسم الطابع املايل‪ ،‬كل هذه‬ ‫الرضائب والرسوم تشكل النظام الرضيبي يف لبنان‪ .‬ولكن هذه الرضائب ال‬ ‫بد منها‪ ،‬وبالتايل إصالح النظام الرضيبي يف لبنان ال بد منه‪ ،‬بالرغم من‬ ‫أنه مش ّوه ليس لديه أهداف اقتصادية واجتامعية محددة تسعى الدولة اىل‬ ‫تنفيذها‪ ،‬هذه املجموعة من الرسوم والواردات الهدف منها يف األساس هو‬ ‫الحصول عىل واردات لتغطية نفقات الدولة‪.‬‬

‫ولفت صالح اىل أن التوجيه االقتصادي يف لبنان محدود جداً بالرغم من‬ ‫وجود بعض الحوافز لالستثامر وبعض اإلعفاءات لذوي الدخل املحدود‪ ،‬ولكن إذا‬ ‫درسنا هذا النظام مبجمله نرى أنه ال يؤمن العدالة االجتامعية من ناحية‪ ،‬ألن‬ ‫عبء الرضيبة يقع عىل عاتق الفئات أصحاب الدخل املحدود والفقرية ويحايب‬ ‫أصحاب الدخل املرتفع أي األغنياء‪ ،‬وهنا ال نتك ّلم عن حرب طبقية أو رصاع‬ ‫طبقات‪ ،‬إذ حتى يف الدول الرأساملية العريقة نجد هذا النوع من الرضائب‬ ‫التصاعدية‪ ،‬وذلك لتحقيق أهداف اقتصادية واجتامعية وبالتايل الوصول اىل‬ ‫نظام رضيبي متوازن‪ ،‬تتعادل فيه الرضائب املبارشة أو الرضائب عىل الدخل مع‬ ‫الرضائب غري املبارشة التي الرضائب عىل اإلنفاق‪.‬‬ ‫ومتى سيصل لبنان اىل هذا التوازن الرضيبي‪ ،‬أوضح صالح أن الرضيبة‬ ‫ّ‬ ‫يرشع يف مجلس النواب‬ ‫ُتفرض بقانون تقرتحه الحكومات ومن املفرتض أن‬ ‫الذي هو السلطة الترشيعية التي متثل املواطنني‪ ،‬وبالتايل هنا يقع دور‬ ‫مجلس النواب يف تحقيق العدالة عرب الترشيع الرضيبي‪ ،‬وهنا يجب أن نرى‬ ‫هل القوى السياسية متثل الفئات االجتامعية وقادرة عىل فرض أو تعديل أو‬ ‫إصالح النظام الرضيبي مبا يؤمن التوازن بني فئات املجتمع ويؤمن تحقيق أهداف‬ ‫اقتصادية واجتامعية‪.‬‬ ‫اليوم البلد بأجمعه يضج بالحديث عن الرضيبة‬ ‫عىل القيمة املضافة «‪ »TVA‬وعدم إمكانية تحملها‪،‬‬ ‫ليس هنا السؤال الذي هو عملية ترقيع النظام‬ ‫الرضيبي الذي أصبح بالٍ وبحاجة اىل تعديل برمته‬ ‫ويعاد النظر به‪ ،‬ولو مع زيادة الرضيبة هنا وتخفيها‬ ‫هناك‪ ،‬املشكلة إذا هي يف إصالح النظام الرضيبي‬ ‫إصالحاً جذرياً‪ ،‬والتي كانت بداياته بتحقيق أو‬ ‫بفرض الرضيبة عىل القيمة املضافة التي هي‬ ‫نوع من اإلصالح ال ميكننا الهروب منه بل مواصلة‬ ‫الدرب باحتساب الرضيبة املوحدة عىل الدخل‬ ‫حتى تطال الرشائح العليا من الدخل وتطال‬ ‫املداخيل املرتفعة وأصحاب املداخيل املرتفعة من‬ ‫األغنياء‪ ،‬هنا يصبح هناك توازن بني الرضيبة التي‬ ‫يكون عبءها كبرياً عىل أصحاب الدخل املحدود‬ ‫وبني الرضيبة املفرتض أن يكون عبءها كبري عىل‬ ‫أصحاب املداخيل املرتفعة ما يحقق التوازن‪ ،‬ألنه‬ ‫ليس املهم مقدار الرضائب التي نفرضها بل املهم‬ ‫كمية توزيع عبءها عىل كل املواطنني وما هي‬ ‫العطاءات التي تقدمها الدولة للمواطنني‪ ،‬فهذه‬ ‫الرضائب التي يدفعها الناس وخاصة كبار املكلفني واألغنياء‪ ،‬يجب أن تعود‬ ‫بالنفع والخري عىل كل أبناء الوطن خاصة الناس املحوجني واملعوزين عىل سبيل‬ ‫املثال ال أستطيع أن أقول للمريض الفقري أنت التدفع رضيبة وبالتايل ليس‬ ‫لك رسير يف املستشفى‪ ،‬فأين التضامن يف الوطن وأين التضامن االجتامعي‬ ‫وأين العدالة وأين التكافل وأين التعاون االجتامعي بني الدولة وبني مواطنيها‪،‬‬ ‫مشرياً اىل أن هناك أناساً معفيني من الرضائب بالرغم من أنهم يتمتعون‬ ‫بكل عطاءات الدولة‪ ،‬فمن واجب الدولة أن تحضن الجميع‪ ،‬بينام نرى اليوم أن‬ ‫كاف لتحقيق‬ ‫هناك إنفاق عىل بعض الصعد االجتامعية ولكن هذا إنفاق غري ٍ‬ ‫التوازن املطلوب‪ ،‬ولرفع املستوى املعييش عند الناس وبالتايل مازال النظام‬ ‫الرضيبي قارصاً عن الوصول اىل العديد من املداخيل وهناك كثري من املتهربني‬ ‫من الرضيبة إما بنصوص قانونية أو عن طريق التواطؤ بني اإلدارة الرضيبية‬ ‫وبني اإلدارة املكلفة‪ ،‬وهناك مالحقة دامئة للصغار ولكن ال ميكننا مالحقة‬ ‫الكبار‪ ،‬هنا تقع املشكلة‪ ،‬يف كيفية تطبيق القانون وتحصيل الرضائب وكيف‬ ‫ميكننا صياغة النظام الرضيبي بشكل أن تساوي الرضائب عىل الدخل عىل‬ ‫األقل الرضائب عىل اإلنفاق‪ ،‬ففي سنة ‪ 2009‬الرضيبة عىل األرباح ش ّكلت‬ ‫‪ %5.75‬من واردات الدولة مجتمعة‪ ،‬رضيبة عىل األرباح تعني عىل كل التجار‬ ‫والصناعيني‪ ،‬بينام الرضيبة عىل القيمة املضافة تشكل ‪ ، %22.74‬الرضيبة‬ ‫عىل االتصاالت تش ّكل ‪ %17‬تقريباً وكانت تشكل أكرث من ذلك‪ ،‬فإذاً هذا‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫النظام باعتقادي يتضمن رضائب حتى غري دستورية ومل تقر بقانون وبالتايل‬ ‫تش ّكل عب ًء عىل املواطن وعىل االقتصاد بحد ذاته‪ ،‬كالرضائب التي ُتدفع‬ ‫عىل الهاتف‪ ،‬التي هي رضائب مسترتة وليست رضائب واضحة ورصيحة‬ ‫مفروضة عىل املواطنني مبوجب مراسيم وقرارات وزارية‪ ،‬واملشرتع أين دوره‬ ‫فيها وبالتايل نجد أن الحكومات هي التي تعمد اىل وضع القوانني ألن مجلس‬ ‫النواب هو الذي يقرها ويرشعها‪ ،‬وأين دور املجلس النيايب يف إقامة التوازن يف‬ ‫النظام الرضيبي يف لبنان‪ ،‬هذا النظام مغ ّيب ألن النواب ال يتمتعون بالقدرات‪،‬‬ ‫ويفتقدون لها وهذا ليس شأن لبنان فقط بل جميع املجالس الترشيعية يف‬ ‫العامل التي تفتقد اىل الخربات واملهارات التقنية يف كيفية فرض الرضائب‬ ‫وبالتايل مجلس الوزراء يوافق عليه‪.‬‬ ‫وعن أسباب عدم إقرار الدولة ملوازنتها‪ ،‬اعترب صالح أن هناك سببني‬ ‫أساسيني لعدم إقرار املوازنات حتى اآلن‪ ،‬فبالنسبة ملوازنة العام ‪ 2010‬الحكومة‬ ‫يف بيانها الوزاري قالت أنه يف خالل ‪ 3‬أشهر ستقدم موازنتها‪ ،‬واملهلة انقضت‪،‬‬ ‫ومل تنجز املوازنة‪ ،‬الخالف هو حول تغطية الزيادة يف النفقات التي هي بحدود‬ ‫‪ 3‬آالف مليار ويجب تأمني وارداتها‪ ،‬إما عرب زيادة الرضائب والرسوم‪ ،‬أو عرب‬ ‫االقرتاض‪ ،‬متسائ ًال فكيف ميكننا التوفيق بني أن نزيد الرضائب وبني أن نخفض‬ ‫العجز يف املوازنة أو نخفض االقرتاض‪ ،‬بالتايل نحن أمام حلقة مفرغة‪ ،‬فإذا‬ ‫زدنا النفقات ال نزيد الواردات بل عىل العكس نزيد العجز يف املوازنة ما يؤدي‬ ‫اىل زيادة الدين العام الذي يؤدي بدوره اىل زيادة الفوائد وهكذا دواليك‪ ،‬وبالتايل‬ ‫هي بحاجة اىل توافق سيايس عىل فرض الرضائب واىل توافق عىل إما إلغاء‬ ‫اإلنفاق وهنا أصبح هناك حاجة لزيادة اإلنفاق‪ ،‬وإما زيادة الواردات لتخفيف‬ ‫العجز‪ ،‬وبالتايل عدم اللجوء اىل الدين العام‪.‬‬ ‫من هنا قد نرى القوى السياسية نفسها مكبلة تجاه املواطن‪ ،‬وصحيح أن‬ ‫الدخل والناتج القومي زاد ‪ 8‬أو ‪ ،%9‬هذا شيئ عظيم‪ ،‬لكن السؤال من استفاد‬ ‫من هذه الزيادة‪ ،‬وهل زادت فرص العمل وهل أصحاب الرثوات زادوا ثراء؟ نعم‪،‬‬ ‫وهل الفقراء زادوا فقراً؟ نعم‪ ،‬فبالتايل هذه الزيادة يف النمو ال يصحبها توزيع‬ ‫عادل عىل كل أصحاب الدخل املحدود‪ ،‬واملتوسط‪ .‬إذا الحكومة أمام مشكلة‬ ‫كيفية تغطية الواردات والتي ال تتم إ ّال عرب زيادة الرضائب‪ ،‬التي هي الطريقة‬ ‫األسهل يف الدول املتخلفة‪ ،‬التي ال تبغى إجراء إصالح رضيبي جذري‪ ،‬فتلجأ‬ ‫اىل الرضائب غري املبارشة والرضائب عىل اإلنفاق‪ ،‬بأن تزيد ‪ %2‬عىل «‪»TVA‬‬ ‫فتعطينا ‪ 500‬مليار‪ ،‬وتزيدها ‪ %5‬فتعطينا ‪ 1200‬مليار‪ ،‬وهكذا فإن الرضيبة‬ ‫عىل القيمة املضافة سنة ‪ 2008‬بلغت حوايل ‪ 2600‬مليار‪ ،‬و ‪ 2900‬مليار سنة‬ ‫‪ 2009‬وهي أرقام غري نهائية‪ ،‬هذا إذا كانت الرضيبة ‪ ،%10‬أما إذا زدنا الرضيبة ‪%5‬‬ ‫ما يعني ‪ %50‬أي ‪ 1400‬مليار‪ ،‬ولكن من يتح ّمل عبء ذلك‪ ،‬هنا يأيت بعض الناس‬ ‫أوبعض االقتصاديني أو بعض النواب ويقولون أن الغني يرصف أكرث من الفقري‬ ‫وبالتايل كلام زاد إنفاقه كلام تزيد الرضيبة التي يدفعها‪ ،‬هذا الكالم حسابياً‬ ‫صحيح ولكن اليوم عندما نتكلم عن الرضائب يجب التك ّلم عن املساواة يف‬ ‫التضحية‪ ،‬والتي ُتعرف يف علم االقتصاد باملنفعة الحدية لوحدة النقد‪ ،‬وكلام‬ ‫ارتفع الدخل كلام أصبحت املنفعة الحدية والدخل الحدي صفر‪.‬‬ ‫متسائ ًال ملاذا ال تفرض الدولة ‪ %7‬عىل هذه الحاجات‪ ،‬و‪ %15‬عىل الحاجات‬ ‫األكرث كاملية‪ ،‬وتحصل بذلك عىل التوازن يف توزيع النظام الرضيبي العادل‪ ،‬ما‬ ‫يساعد الطبقات الفقرية حتى تصبح لديها حق الرفاهية‪ ،‬فبالتايل كلام زدنا‬ ‫الرضائب عىل اإلنفاق كلام ارتفعت رشائح الفقر وبالتايل أصبح لدينا إصالح‬ ‫كبري سواء يف النظام الرضيبي عىل القيمة املضافة التي ليس من املفروض‬ ‫إلغاءها فقط بل تعديلها حتى تصبح أكرث عدالة‪.‬‬ ‫اليوم هناك مرشوع للنظام الرضيبي عىل الدخل‪ ،‬وهذه ليست رضيبة‬ ‫جديدة‪ ،‬متسائ ًال‪ ،‬ملاذا ال تريد الحكومة السري فيها؟ وملاذا تريد فرض رضيبة عىل‬ ‫إيرادات األمالك املبنية‪ ،‬ورضيبة عىل إيرادات املهن التجارية‪ ،‬واملهن الحرة‪ ،‬وعىل‬ ‫الرواتب واألجور‪ ،‬وملاذا ال تفرض رضيبة عىل االقتصاد الريعي‪ ،‬عىل الفوائد‪،‬‬ ‫فلبنان حتى العام ‪ 2003‬فرض رضيبة ‪ %5‬عىل الفوائد خاصة فوائد سندات‬ ‫الخزينة‪ ،‬ملاذا ال ترفعها اىل أكرث من ‪ %12‬؟‬ ‫وفيام ييل عرض عن القطاع املايل والدين العام والتمويل‪:‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جدول رقم ‪ :2‬الودائع المصرفية والتسليفات حنى نهاية العام ‪2009‬‬ ‫بمليار دوالر‬

‫القطاع املايل والدين العام والتمويل‬ ‫القطاع املايل العام والخاص يعترب من أهم األولويات ضمن عنارص التنمية‬ ‫بعد رسم األهداف والسياسات االقتصادية االجتامعية‪ ،‬وذلك ألن التنمية‬ ‫تحتاج إىل متويل استثامري متعدد وطويل املدى‪ ،‬الجتياز عقبات اإلنطالق بإتجاه‬ ‫اإلنجاز‪ .‬والتنمية بحكم الواقع متكاملة وشاملة حرصياً‪ ،‬وال ميكن أن تكون‬ ‫مجتزأة‪ ،‬والتمويل التنموي نوعان‪:‬‬ ‫داخيل عام وخاص‪ :‬التمويل العام ميكن أن ينشأ من فوائض موازنات الدولة‬ ‫أو التمويل بالعجز أو بالتضخم أو باإلستدانة الداخلية‪ .‬أما التمويل الخاص‬ ‫فينشأ من تكديس أرباح املؤسسات وودائع املصارف وصناديق اإلدخار وغريها‪.‬‬ ‫خارجي عام وخاص‪ :‬التمويل الخارجي العام يتم عرب الحكومات (قروض‬ ‫ومساعدات وهبات)‪ ،‬وعرب املنظامت االقليمية والدولية‪ .‬بينام التمويل الخاص‬ ‫يتم من خالل استثامرات الرشكات املبارشة أو الودائع أو رشاء اصدارات‬ ‫السندات ذات الشأن‪.‬‬ ‫ويف كل الحاالت مل تحدث أي عملية تنمية يف التاريخ املعارص إال وكان‬ ‫للدولة الدور األسايس يف رسم األهداف واألولويات والتمويل وتحفيز القطاع‬ ‫الخاص للمشاركة‪ .‬فالدولة اللبنانية بالواقع وبرتكيبة املحاصصة السياسية‬ ‫واالقتصادية الحالية‪ ،‬مل ولن تستطيع توضيح رسم معامل التنمية‪ ،‬وجل ما‬ ‫ميكن أن تدفع باتجاهه الدولة هو الحفاظ عىل مستوى الوضع الراهن وتحقيق‬ ‫بعض بؤر النمو يف قطاعات وفروع محددة‪ ،‬هذا عوضاً عن أن الوضع املايل‬ ‫العام للخزينة هو بعجز مستمر منذ عرشين عاماً‪ .‬والعجز يشكل باملتوسط‬ ‫حوايل ‪ %50‬من إنفاق املوازنات العامة‪ .‬فالدولة خالل فرتة ‪ 2009-1990‬أنفقت‬ ‫ما يقارب ‪ 120‬مليار دوالر‪ %55 ،‬منها يعترب إنفاقاً طفيلياً ضمن الحساب الجاري‬ ‫يف املوازنات‪ ،‬وحوايل ‪ 9‬مليارات دوالر أنفقت عىل االعامر‪ .‬و‪ %35‬من االنفاق‬ ‫يعترب تغطية لخدمة الدين‪ .‬فنتج عن تلك العملية املستمرة تراكم مريب‬ ‫للدين العام الصايف وصل عام ‪ 2009‬إىل ما يزيد عن ‪ 44‬مليار دوالر بشقيه‬ ‫الداخيل والخارجي‪ ،‬أي ما يوازي ‪ %160‬من الناتج املحيل االجاميل‪ .‬وهذا الوضع‬ ‫يضع املالية العامة بحالة شلل مبا يخص متويل أي خطط تنموية ما مل يحدث‬ ‫تغيري جذري يف طبيعة النظام السيايس وابتعاده عن املحاصصة الفئوية أوالً‪،‬‬ ‫توص ًال إىل وضع سياسات اقتصادية تنموية مغايرة ثانياً‪ ،‬واختيار أدواتها بدقة‬ ‫ثالثاً‪( .‬جدول رقم ‪)1‬‬ ‫جدول رقم ‪ :1‬وضع المالية العامة اللبنانية حتى نهاية العام ‪ 2009‬بمليار دوالر‬

‫إنفاق موازنات متراكم‬ ‫منه إنفاق جاري‬ ‫خدمة دين‬ ‫الدين الخارجي‬ ‫دين داخلي إجمالي‬ ‫دين داخلي صافي‬ ‫دين عام صافي‬

‫‪2009 -1990‬‬

‫‪ 150‬مليار دوالر‬ ‫‪72‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪44‬‬

‫حامل سندات الدين‬ ‫المصارف‬ ‫مصرف لبنان‬ ‫غيره‬

‫‪18‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر‪ :‬إحصاءات وزارة المالية ومصرف لبنان‬

‫وبالرغم من أن هيكلية االقتصاد اللبناين (خدمات – صناعة – زراعة) تعترب‬ ‫جد عرصية بالشكل‪ ،‬إ ّال أن مضمونها ريعي زبائني أكرث منه إرساء لقواعد‬ ‫اقتصادية صلبة‪ ،‬ويعود ذلك إىل طبيعة تاريخية النظام االقتصادي اللبناين‬ ‫املنفتح لحد اإلنكشاف التام (‪ )%90‬عىل الخارج استرياداً وتصديراً وإعادة تصدير‪.‬‬ ‫فقطاع الخدمات يشكل العامود الفقري للناتج املحيل بحدود ‪ %80‬والصناعة‬ ‫‪ %14‬والزراعة ‪ .%7‬وتشكل املصارف العامود الفقري لقطاع الخدمات يتبعها‬ ‫التجارة ثم الريع العقاري‪( .‬جدول رقم ‪)2‬‬ ‫من هنا إن موضوع النظام الرضيبي يش ّكل أحد املحاور الرئيسية للنقاش‬ ‫الدائر يف الوقت الحارض وعىل جميع املستويات‪ ،‬حول كيفية معالجة األزمة‬ ‫املالية االقتصادية االجتامعية التي تعصف بلبنان‪ .‬وليك يأيت هذا البحث‬ ‫يف موضوع النظام الرضيبي يف لبنان الذي يعد األكرث مديونية بني عرش دول‬

‫‪52‬‬

‫الودائع المصرفية‬

‫والتسليفات‬ ‫ودائع المقيمين‬ ‫ودائع غير المقيمين‬ ‫مجموع الودائع‬ ‫التسليفات‬

‫مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪45.000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪50.000‬‬ ‫نسبة‬

‫منها خدمات‬

‫‪% 85‬‬

‫تجارة‬ ‫بناء‬ ‫شخصية‬ ‫مالية‬ ‫غيره‬ ‫صناعة‬ ‫زراعة‬

‫‪%50‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪% 13‬‬ ‫‪%2‬‬

‫مليار دوالر‬

‫مجموع مليار‬

‫أميركي‬ ‫‪47‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪61‬‬

‫دوالر‬ ‫‪77‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪10.5‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.0‬‬

‫المصدر‪ :‬إحصاءات مصرف لبنان وجمعية المصرف‬

‫‪3.2‬‬ ‫‪0.5‬‬

‫كاف من الشمول والوضوح‪ ،‬ال بد أن نتعرف اىل مفهوم الرضيبة التي‬ ‫عىل قد ٍر ٍ‬ ‫هي بتعريفها مبلغ معني من املال‪ ،‬يدفعه املكلفون إىل السلطات العامة‬ ‫(الدولة أو السلطة املحلية) بصورة إلزامية ونهائية‪ ،‬دون مقابل مبارش‪ .‬وذلك‬ ‫من أجل تغطيـة ما يرتتب عىل هذه السلطات القيام به من نفقات عامة‪.‬‬ ‫فالرضيبة أصبحت هذه املورد الرئييس لتغطية النفقات املرتتبـة عىل‬ ‫الدور الجديد واملتعاظم للدولة لتحقيق العدالة االجتامعية وتوجيه املبادرة‬ ‫الفردية‪.‬‬

‫دخول الرساميل مث ًال أعىل منه عىل دخول العمل‪ .‬كذلك تتدخل االعتبارات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬فيقتيض تشجيع االستثامر يف قطاعات ومناطق محددة‪،‬‬ ‫تخفيض معدالت الرضيبة عىل الرساميل املخصصة لهذا النوع من االستثامر‬ ‫أو إعفاءها كلياً من الرضيبة‪.‬‬ ‫وإذا كان اإلصالح الرضيبي يجب أن يرتكز أساساً عىل الشق املتعلق‬ ‫بالرضائب املبارشة‪ ،‬فال يعني ذلك إغفال الشق اآلخر املتعلق بالرضائب غري‬ ‫املبارشة‪ .‬فهنالك الكثري مام ميكن عمله‪ .‬فقد رأينا أن الدراسات املتوافرة ب ّينت‬ ‫الطابع الرتاجعي الواضح للرضيبة غري املبارشة يف لبنان (الرضيبة عىل‬ ‫القيمة املضافة والرضائب النوعية كالرضيبة عىل البنزين)‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنه يجب‬ ‫التخفيف من هذه الرتاجعية‪ ،‬وذلك بالعمل من جهة عىل تطبيق الرضيبة‬ ‫عىل القيمة املضافة تطبيقاً صحيحاً عىل البنود التي طالتها هوامش عالية‬ ‫من الرسوم الجمركية والرضائب النوعية‪ ،‬ومن جهة ثانية العمل عىل إعادة‬ ‫هيكلة نظام الرسوم النوعية بحيث يجري تصنيفها إىل سلع فاخرة ونصف‬ ‫فاخرة وعادية وتطبق عليها معدالت رضيبة مختلفة‪ .‬كام ميكن الرضيبة عىل‬ ‫القيمة املضافة أن تكمل الدور التصاعدي الذي تلعبه رضيبة الدخل‪ ،‬فيام لو‬ ‫ُح ّول نظام املعدل الواحدة لهذه الرضيبة إىل نظام معدالت مختلفة حسب‬ ‫حاجة فئات الدخل املختلفة إىل السلع والخدمات التي تطالها هذه الرضيبة‪.‬‬ ‫إن هدف السياسة الرضائبية عادة وكام هو واقع الحال يف الدول املتقدمة‬ ‫ال يقترص عىل تغطية الزيادات يف اإلنفاق او احتواء تنامي املديونية العامة‬ ‫بل يجب أن يتعداها اىل أهداف أكرث أهمية تتعلق بتحفيز االقتصاد وخلق‬ ‫فرص عمل‪ ،‬وتقليص التفاوت االجتامعي‪ ،‬إمناء املناطق‪ ،‬وتحقيق العدالة يف‬ ‫توزيع الدخل‪ ،‬ويجب أيضاً أن تراعي األوضاع االجتامعية والقدرات املالية لدى‬ ‫املواطنني‪.‬‬

‫تحديد معدل الرضيبة‬ ‫يجري تحديد معدل الرضيبة من قبل املشرتع عىل أساس اقتطاع نسبة‬ ‫معينة من املادة الخاضعة للرضيبة برصف النظر عن قيمة أو كمية هذه املادة‬ ‫التي هي بحوزة املكلفني‪ .‬وبهذا الخصوص يجب أن يراعى يف عملية تحديد‬ ‫معدل الرضيبـة إىل جانب مبدأ اعتدال الرضيبة‪« ،‬الطاقة التكليفية»‪ .‬أي‬ ‫النسبة التي ميكن اقتطاعها من دخول األفراد وثرواتهم دون إلحاق الرضر بهم‪.‬‬ ‫وهذه املسألة تتعلق بدورها مبستوى الدخل وكلفـة املعيشة يف البلد املعني‪،‬‬ ‫وبكيفية توزيع الدخل القومي عىل مختلف الفئات بشكل عام‪ .‬لذلك نالحظ‬ ‫أن األنظمة الرضيبيـة الحديثة تلجأ إىل شخصنة الرضيبة عىل نطاق واسع‬ ‫أي كام سبق وذكرنا‪ ،‬لألخذ بعني االعتبـار عند تحديد معدل الرضيبة الوضع‬ ‫الشخيص للمكلف وبشكل خاص وضعه العائيل ومستوى دخله‪ .‬فتعتمد‬ ‫التصاعديـة يف تحديد معدل الرضيبة عىل الدخل‪ .‬والتصاعدية يف هذا‬ ‫املجال ميكن أن تأخذ أحد شكلني‪ :‬الشكل األول وهو التصاعديـة الكلية أو‬ ‫اإلجاملية بحيث يطبق عىل دخل املكلف معدل وحيد للرضيبة يرتفع مع‬ ‫ارتفاع حجم هذا الدخل‪ .‬والشكل الثاين األكرث شخصنـة‪ ،‬وهو التصاعدية‬ ‫حسب الشطور‪ .‬حيث يجزأ دخل املكلف إىل شطور‪ .‬فتطبق عىل الشطور‬ ‫العليا معدالت رضيبة أعىل من املعدالت التي تطبق عىل الشطور الدنيا‪ .‬ويف‬ ‫أغلب األحيان تعفى الدخول أو الشطور التي ال تتجاوز الحد األدىن لألجور‪ ،‬من‬ ‫الرضيبة بشكل كامل‪ .‬والتصاعدية ميكن تطبيقها أيضاً عىل رضيبة اإلنفاق‪،‬‬ ‫فتفرض معدالت مختلفة عىل املنتجات حسب رضورتها‪ .‬فيكون معدل‬ ‫الرضيبة عىل املنتجات الكاملية مث ًال أعىل من معدالت الرضيبة عىل املواد‬ ‫الغذائية األساسية‪.‬‬ ‫كام أن األنظمة الرضيبية الحديثة تلجأ من ناحية ثانية إىل التمييز يف‬ ‫فرض الرضيبة العتبارات اجتامعية أخرى غري مراعاة مستوى الدخل والوضع‬ ‫العائيل‪ ،‬كاعتبار العدالة يف توزيع الدخل‪ .‬فيكون معدل الرضيبة عىل‬

‫فإذا كانت الرضيبة عىل القيمة املضافة‪ ،‬قد ش ّكلت ثلث الرضيبة يف لبنان‬ ‫من ناحية اإليرادات‪ ،‬فإن اإليرادات النفطية يف لبنان ش ّكلت املصدر األسايس‬ ‫لهذه الرضيبة التي ّتم تحصيلها يف الجامرك يف العامني ‪ 2008‬و‪ ،2009‬يف حني‬ ‫كانت إيرادات البيع بالجملة املصدر األكرب عىل صعيد النشاط املحيل‪.‬‬ ‫ومام ال شك فيه أن اعتامد نظام الرضيبة عىل القيمة املضافة (‪ )TVA‬منذ‬ ‫العام ‪ ،2002‬ش ّكل نجاحاً عىل مستوى التمويل العام‪ .‬إذ ش ّكلت إيرادات‬ ‫الرضيبة عىل القيمة املضافة ‪ %23.6‬من مجموع إيرادات الرضائب يف لبنان‬ ‫للعام ‪ 2004‬وحوايل ‪ %1.5‬من الناتج املحيل اإلجاميل يف العام ‪ .2005‬ويف كانون‬ ‫الثاين من العام ‪ 2007‬وضمن مجموعة اإلصالحات التي قدمت مؤمتر باريس‪3-‬‬ ‫لدعم لبنان‪ ،‬طرحت الحكومة مرشوع زيادة نسبة الرضيبة عىل القيمة‬ ‫املضافة من ‪ % 10‬الحالية اىل ‪ %12‬يف العام ‪ ،2008‬ثم ‪ %15‬يف العام ‪،2010‬‬ ‫وذلك بهدف تغطية العجز يف املوازنة‪ ،‬الناتج عن خفض اإليرادات‪.‬‬ ‫وبعد أال تستحق هذه األرقام رصخة‪ ،‬إذا كان هناك من يسمع؟‬

‫‪53‬‬

‫إعداد وحوار ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫األزمة االقتصادية في اليونان اتفاق‬ ‫حول األسباب واختالف حول سبل العالج‬ ‫ال تزال األزمة املالية يف اليونان تلقي بثقلها‬ ‫عىل األسواق العاملية غداة قمة بروكسل‪ ،‬التي‬ ‫عبرّ ت عن دعم أثينا‪ ،‬وإمنا دون إعالن إجراءات‬ ‫ملموسة‪ ،‬وغياب حل ملموس يف ختام قمة‬ ‫القادة األوروبيني‪ ،‬الذين اجتمعوا لبحث األزمة‬ ‫املالية يف اليونان وديونها الضخمة‪.‬‬ ‫ويف أثينا انخفضت قيمة أسهم البنوك‬ ‫اليونانية ‪ ،%5.4‬مام قاد انخفاضات البورصة‬ ‫بعد أن أظهرت بيانات الناتج املحيل اإلجاميل‪،‬‬ ‫أن اقتصاد البالد يعاين من كساد أعمق مام‬ ‫كان متوقعاً يف وقت سابق‪ ،‬وبدأت آثار األزمة‬ ‫االقتصادية تظهر بحدة عىل الصناعات‬ ‫واملرشوعات التجارية يف اليونان خالل‬ ‫األسابيع املاضية‪ ،‬بينام باتت البالد تصنف‬ ‫ضمن أكرث دول االتحاد األورويب ترضراً من األزمة‬ ‫املالية‪.‬‬ ‫فالقطاع الصناعي شهد تراجعاً كبرياً‬ ‫خالل العام الجاري حسب مصلحة اإلحصاء‬ ‫الوطني اليونانية حيث تراجع بنسبة ‪،%10.2‬‬ ‫بينام يشهد ‪ 22‬من أصل ‪ 24‬من قطاعات‬ ‫الصناعات التحويلية تراجعاً ملحوظاً‪.‬‬ ‫كام تراجعت الصناعات النسيجية بنسبة‬ ‫‪ .%22.2‬أما الصناعات املعدنية فرتاجعت جورج باباندريو‬ ‫بدورها بنسبة ‪ ،%28.9‬وتدىن إنتاج املناجم‬ ‫البالد‪ .‬لكن التوقعات تشري أيضاً إىل أزمة يف‬ ‫بنسبة ‪.%16.1‬‬ ‫فلجأت بعض املرشوعات إىل اعتامد خطوات مجال السياحة ينتظر أن تظهر خالل املوسم‬ ‫ملواجهة األزمة‪ ،‬مثل خفض ساعات وأيام العمل‪ ،‬املقبل‪.‬‬ ‫ويف حال حصولها ستكون هناك موجة بطالة‬ ‫واالستغناء عن بعض املوظفني‪ ،‬انتهاء إىل‬ ‫االنتقال ملناطق أخرى من البلقان تضمن لها يف املناطق السياحية ال سيام الجزر‪ .‬ومل يستبعد‬ ‫الباحثون أن تكون لهذه األزمة االقتصادية توابع‬ ‫تسهيالت رضيبية وأيدي عاملة رخيصة‪.‬‬ ‫وقد أعلنت الحكومة عن خصخصة بعض اجتامعية واحتجاجات شعبية قوية‪.‬‬ ‫يف معظم مرافق االقتصاد‬ ‫وتوقف العمل‬ ‫املصالح كلياً أو جزئياً‪ .‬وتنظر االتحادات العاملية‬ ‫نظرة اتهام إلجراءات الرشكات الخاصة والعامة‪ ،‬اليوناين‪ ،‬تلبية لدعوة النقابات العاملية الكربى‬ ‫حيث تعترب أن األزمة أنتجتها املؤسسات يف البالد إىل اإلرضاب لالحتجاج عىل خطة‬ ‫واملصارف‪ ،‬وأنه ليس من العدل أن يتحمل العامل التقشف التي أقرتها الحكومة‪ ،‬فيام حمل رئيس‬ ‫الوزراء اليوناين جورج باباندريو خالل لقائه الرئيس‬ ‫خطاياها‪.‬‬ ‫وبدأ آالف العامل اليونانيني تحركات احتجاجية األمرييك باراك أوباما يف واشنطن املضاربني‬ ‫واسعة ضد إدارات املؤسسات خاصة عامل شامل مسؤولية تفاقم األزمة املالية اليونانية‪ ،‬مطالباً‬ ‫اليونان‪ ،‬حيث بدا أن األزمة طالت عدداً كبرياً من مبزيد من القيود عىل أنشطة هؤالء‪ ،‬يف ضوء‬ ‫املصانع واملؤسسات‪ ،‬يف حني انتقلت مرشوعات توقعات بانكامش متزايد لالقتصاد املحيل‪ ،‬ورضورة‬ ‫أخرى إىل دول بلقانية مجاورة بتمويل من االتحاد مراجعة ميزانية اإلنفاق عىل فوائد اإلقراض‬ ‫السيادي‪.‬‬ ‫األورويب‪.‬‬ ‫وكانت الصناعة من أكرث القطاعات تأثراً‬ ‫وقال رئيس أكرب اتحادات العامل اليونانية «جي‬ ‫باألزمة‪ ،‬خاصة تلك التي ترتكز وسط وشامل أس آي آي» يانيس باناغوبولوس‪ :‬أن الحكومة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪54‬‬

‫«تجعل العامل يدفعون مثن األزمة‪ .‬وأن هذه‬ ‫اإلجراءات لن تكون مفيدة وستضع اقتصاد‬ ‫البالد يف جمود عميق‪.‬‬ ‫وصدر عن الحكومة اليونانية تقرير‪ ،‬يتوقع‬ ‫انكامش الناتج املحيل بحوايل ‪ ،%0.9‬ما يتجاوز‬ ‫التوقعات التي كانت تضع االنكامش بنسبة‬ ‫‪ .%3‬كام أ ّكد التقرير أن الفوائد املرتفعة عىل‬ ‫سندات الخزينة الحكومية قد تجرب الحكومة‬ ‫عىل مراجعة ميزانيتها للعام ‪.2010‬‬ ‫وميكن القول أن أزمة اليونان الحالية تعد‬ ‫من أكرب تحديات “النظام العاملي الجديد”‬ ‫منذ أيلول ‪ ،2008‬وأكرب تحد لالتحاد األورويب‬ ‫منذ تأسيسه نظراً اىل ما ميكن أن تؤدي‬ ‫إليه ضغوطها املتزايدة من عواقب وخيمة‪،‬‬ ‫تهدد بانتقال العدوى إىل بعض بلدان االتحاد‬ ‫األورويب وال سيام الربتغال وإسبانيا وبدرجة‬ ‫ّ‬ ‫أقل إيرلندا وإيطاليا‪.‬‬ ‫واملتابع لألحداث سيالحظ حجم التأثري‬ ‫الذي ميكن أن يحدث‪ ،‬إذا ما تفاقمت األزمة‬ ‫عىل مستوى اقتصاد أوروبا بشكل خاص‬ ‫وعىل االقتصاد العاملي بشكل عام‪ ،‬بخالف‬ ‫األرضار السياسية التي ميكن أن يتكبدها‬ ‫االتحاد األورويب‪ .‬ويف املقابل فإنه يف الوقت‬ ‫الذي مت ّثل فيه األزمة املالية اليونانية أصعب‬ ‫اختبار ملنطقة اليورو‪ ،‬ال يجد معارضو العملة‬ ‫األوروبية الواحدة خارج منطقة اليورو صعوبة‬ ‫كبرية يف إخفاء سعادتهم‪ ،‬ويف إطار الرصاع‬ ‫بني املراكز الرأساملية الكربى حول الهيمنة‬ ‫توجه الدوائر األوروبية اتهامات مبارشة‬ ‫والنفوذ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للمضاربني وبعض املصارف ووكاالت االقرتاض‬ ‫وخاصة األمريكية منها بأنها تغذي األزمة الحالية‬ ‫بحثاً عن الكسب أوالً‪ ،‬وإللحاق أكرب قدر من الرضر‬ ‫مبنطقة اليورو‪ ،‬والعملة األوروبية التي تراجعت‬ ‫بواقع ‪ %5‬خالل شهرين فقط‪.‬‬ ‫ومن املعلوم أن االقتصاد اليوناين يقوم عىل‬ ‫ثالث ركائز أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ قطاع الخدمات الذي يساهم بحوايل ‪%75.5‬‬‫من الناتج املحيل اإلجاميل‪ ،‬إضافة إىل أنه يستوعب‬ ‫‪ %68‬من قوة العمل‪.‬‬ ‫ قطاع الصناعة ويساهم بحوايل ‪ %20.6‬من‬‫الناتج املحيل اإلجاميل‪ ،‬يف حني يستوعب حوايل‬ ‫‪ %20‬من قوة العمل‪.‬‬ ‫ قطاع الزراعة ويساهم بحوايل ‪ 3.7‬من‬‫إجاميل الناتج املحيل اإلجاميل‪ ،‬ويستوعب ‪%12‬‬

‫من قوة العمل‪.‬‬ ‫كام أنه ال ميكن فهم األزمة مبعزل عن التعرف‬ ‫عىل السامت األساسية التي يتميز بها االقتصاد‬ ‫اليوناين‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬ ‫‪ -1‬بنية قطاعية تتمثل بانعدام التوازن‬ ‫بني القطاعات وهيمنة قطاع الخدمات فيها‪.‬‬ ‫فالقطاع الخدمايت يشكل مبفرده أكرث من ثالثة‬ ‫أرباع حجم الناتج املحيل اإلجاميل‪ ،‬ويستوعب أكرث‬ ‫من ثلثي قوة العمل مقارنة بالقطاعني الصناعي‬ ‫والزراعي‪ .‬وداللة عىل هذا الواقع أن قطاع الخدمات‬ ‫أكرث حج ًام واتساعاً من قطاع اإلنتاج الحقيقي‪.‬‬ ‫‪ -2‬تبلغ نسبة البطالة ما يقارب الـ ‪،%10‬‬ ‫وهي نسبة عالية مقارنة مبعدالت البطالة يف‬ ‫االقتصاديات األوروبية‪ .‬ولهذه النسبة داللة تتمثل‬ ‫يف عدم قدرة االقتصاد اليوناين عىل خلق فرص‬ ‫عمل جديدة‪ ،‬وهو مؤرش لضعف االستثامرات‪،‬‬ ‫وتحديداً عدم قدرة االقتصاد اليوناين عىل جذب‬ ‫تدفقات رأس املال االستثامري املبارشة وغري‬ ‫املبارشة‪.‬‬ ‫وإضافة لذلك ال يكتمل تفسري األزمة بدون‬ ‫اإلشارة اىل مصادرها األخرى املتمثلة مبا تعانيه‬ ‫البالد من فساد متعدد األبعاد‪ :‬املايل (رشوة‪،‬‬ ‫تهريب‪ ،‬تهرب رضيبي‪ ،‬عموالت غري مرشوعة)‪،‬‬ ‫والسيايس (التمييز‪ ،‬املحسوبية‪ ،‬تحالفات النخب‬ ‫السياسية واستحواذها عىل القرار السيايس)‬ ‫واالجتامعي‪.‬‬ ‫وميكن القول أن االختالالت االقتصادية‬ ‫الهيكلية‪ ،‬إضافة إىل مكونات الفساد املالية‬ ‫والسياسية واالجتامعية‪ ،‬شكلت منابع األزمة‬ ‫اليونانية الراهنة‪ .‬ومثة الكثري من الدالئل التي‬ ‫تشري إىل أن هذه العنارص ظلت تتطور بشكل‬ ‫خفي تحت السطح لفرتة امتدت ألكرث من عرش‬ ‫سنوات‪ .‬ويبدو أن الحكومات اليونانية املتوالية‬ ‫نجحت يف إخفاء تفاعالت وتداعيات األزمة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وذلك بلجوئها املتزايد لالستدانة‪ ،‬مام‬ ‫أدى إىل ارتفاع معدالت الدين ضمن مستوى فاق‬ ‫مستوى االدخار‪ ،‬هذا إضافة اىل اللجوء املتزايد‬ ‫لتسلم املعونات واملساعدات من االتحاد األورويب‪،‬‬

‫مام ساعد عىل منع تفاقم هذه املشاكل وتحولها‬ ‫إىل أزمات‪.‬‬

‫سيناريو احتواء األزمة اليونانية‬ ‫بالرغم من وجود اتفاق يف التحليالت واآلراء‬ ‫حول أسباب األزمة‪ ،‬فإن املزيد من الخالفات يدور‬ ‫حول كيفية عالج واحتواء هذه األزمة‪ .‬حيث يتعني‬ ‫عىل اليونان جمع ‪ 76‬مليار دوالر خالل العام الجاري‪،‬‬ ‫عىل أن تتمكن من توفري ‪ 50‬مليار دوالر منها قبل‬ ‫الثالثني من حزيران املقبل‪ ،‬وإ ّال فستصاب بحالة‬ ‫من العجز لسداد ديونها السيادية‪ .‬أما األوساط‬ ‫االقتصادية والسياسية األوروبية‪ ،‬فتنشغل يف‬ ‫العمل من أجل محارصة ضغوط األزمة اليونانية‪،‬‬

‫وعدم السامح بانتقال عدواها إىل اقتصاديات‬ ‫االتحاد األورويب األخرى‪ .‬وتنطلق هذه املقاربات‬ ‫من حقيقة أنه ويف حال عجزت اليونان عن‬ ‫سداد تلك الديون‪ ،‬فإن وضعها سيش ّكل تهديداً‬ ‫للمصداقية العاملية ملنطقة اليورو‪ ،‬ما سيبث‬ ‫الذعر يف قلوب املستثمرين‪ ،‬وسيبعدهم حتى‬ ‫عن االقتصادات األوروبية األخرى التي تعاين من‬ ‫األزمة‪ ،‬كام قد يؤثر ذلك عىل التعايف الذي بدأت‬ ‫تشهده أوروبا وإن كان بوترية ضعيفة‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬اتخذت الحكومة اليونانية‬ ‫إجراءات تقشفية متثلت بخفض اإلنفاق العام‪،‬‬ ‫وتجميد املرتبات‪ ،‬وتبنّي إجراءات ملكافحة االختالس‪،‬‬ ‫وخفض عالوات موظفي الدولة أو الحد من نفقات‬ ‫املستشفيات‪ .‬وأعلنت عن تدابري إضافية مثل‬ ‫التجميد التام لرواتب موظفي الدولة ورفع السن‬ ‫القانوين للتقاعد أو زيادة الرضائب عىل الوقود‪.‬‬ ‫وإضافة لذلك‪ ،‬التوجه اىل الزيادة يف الرضائب‬ ‫وجدولة الديون الكبرية الواجبة السداد‪ ،‬ومحاولة‬ ‫االقرتاض مرة أخرى من جهات خارج االتحاد األوريب‪،‬‬ ‫األمر الذي أثار غضب بعض الدول القيادية مثل‬ ‫أملانيا وفرنسا وبريطانيا‪.‬‬ ‫ومل تكن تلك اإلجراءات متر دون ردود فعل‬ ‫من ضحايا األزمة‪ .‬فقد تزايد الغضب الشعبي‬ ‫أشكال‬ ‫ومختلف‬ ‫واإلرضابات‬ ‫واملظاهرات‬ ‫االحتجاج األخرى ضد اإلجراءات التقشفية‬ ‫املشار إليها أعاله‪ ،‬ودعا املتظاهرون الحكومة اىل‬ ‫توزيع عادل ألعباء األزمة بتحميلها للمسؤولني‬ ‫عنها وليس لضحاياها من العامل والشغيلة‬ ‫ومحدودي الدخل‪.‬‬

‫إعداد رونالد حمدان‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫معوقاً لها‬ ‫على المثقف أن يكون مواكباً لحركة التغيير‪ ،‬ال ّ‬

‫د‪ .‬سماح إدريس ‪ :‬يجب العودة‬ ‫إلى خطاب قومي جامع‪ ،‬علماني تق ّدمي‬ ‫بني املثقف الحقيقي واملثقف املادي‬ ‫فرق شاسع ال بد لكل قارىء أن يعرفه يك‬ ‫يكون عىل اطالع مباهية األمور ومصداقية‬ ‫املعلومات التي تصل إليه عرب الوسائل‬ ‫املتاحة‪ .‬وعىل املثقف أن يبقى بعيداً عن‬ ‫السلطة أياً كان نوعها كام يقول الدكتور‬ ‫سامح ادريس يف حديثه عن تح ّول العديد‬ ‫من املثقفني إىل أدوات للسلطة خاصة‬ ‫السياسية والدينية منها‪.‬‬ ‫التقينا رئيس تحرير مجلة اآلداب‬ ‫اللبنانية‪ ،‬الدكتور سامح ادريس ملواكبة‬ ‫موضوع الدعوة املرفوعة عليه من ِق َبل‬ ‫فخري كريم مستشار الرئيس العراقي بعد‬ ‫حديث ادريس عن العاملة مع االحتالل‬ ‫األجنبي يف العراق‪ ،‬كام كان حوارنا حول‬ ‫أزمة “الدوالر” الذي يشرتي املثقف ويجعله‬ ‫نص‬ ‫أداة ب َيد هذه السلطة أو تلك‪ ،‬وهنا ّ‬ ‫الحوار‪:‬‬

‫ماذا عن حركة اإلنتاج األديب خاصة بعد‬ ‫اعتامد املعرفة عىل اإلنرتنت والتكنولوجيا؟‬ ‫ليس هناك من تراجع يف حركة االنتاج األديب‪،‬‬ ‫ال بل عىل العكس فهناك تزايد كبري يف أعداد‬ ‫الروائيني والشعراء والنقاد الجدد‪ .‬املشكلة ليست‬ ‫يف اإلنتاج بل يف نوعيته‪ ،‬ويف كمية االستهالك‪،‬‬ ‫وهذا موضوع كبري ومهم ّ‬ ‫ألن الكتاب ال ُيو َّزع بالحرية‬ ‫التي ُيفرتَض أن ُيو َّزع بها‪ ،‬وذلك بسبب الرقابة‬ ‫وإجراءات العبور والجامرك املفروضة من ِق َبل الدول‬ ‫العربية‪ .‬ولكنّ هذه األرض العربية و ّالدة باإلنتاج‬ ‫خصوصاً يف لبنان حيث اإلنتاج كبري وواعد‪ .‬ونحن‬ ‫نتحدّث عىل مستوى اإلنتاج الجديد وليس فقط‬ ‫عىل مستوى األجيال القدمية‪.‬‬ ‫هل ما زال للكتاب دور بعد ثورة االتصاالت؟‬ ‫لغ اإلنرتنت الكتاب يف أي مكان يف‬ ‫مل ُي ِ‬ ‫العامل‪ ،‬وعىل الرغم من ّأن األول يكتسح األسواق‬ ‫األمريكية واألوروبية‪ ،‬إال ّأن الكتاب ما زال محافظاً‬ ‫عىل قيمته‪ ،‬وال تستطع أي وسيلة اتصال أن‬ ‫تلغيه ّ‬ ‫ألن ما نأخذه منه من معلومات وأفكار‪ ،‬ال‬ ‫نستطيع الحصول عليهم من أي مكان آخر‪ ،‬إن‬ ‫من املرسح أو من السينام أو من الفن التشكييل‬ ‫أو التلفزيون أو اإلنرتنت‪ .‬الكتاب هو الذي يشمل‬ ‫أكرب قدر من املعلومات وأيضاً عىل سياقٍ متكامل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫األخرى قد أخذت مبجامع الجيل الجديد‪ ،‬وهذا ليس‬ ‫صحيح‪ ،‬مع ّأن جزء منه انحدر مع االلكرتونيات‬ ‫والرسعة‪ ،‬إ ّال أن كثرياً منهم يشعرون بأن التفلزيون‬ ‫ال يقدّم لهم ما يطمحون إليه‪ .‬لذلك نرى هذه‬ ‫العودة ا ُملفاجئة إىل الكتب واملجالت الثقافية‪،‬‬ ‫فهذه السنة أيضاً باعت مجلة اآلداب يف معرض‬ ‫الكتاب ما مل نكن نتو ّقعه‪.‬‬ ‫هل تزايد هذا النشاط ّ‬ ‫ألن بريوت هي هذا العام‬ ‫«عاصمة عاملية للكتاب»؟‬ ‫ال عالقة لهذا عىل اإلطالق مبا نراه اليوم‪ ،‬لكن‬ ‫ال أعتقد أن إعالن بريوت عاصمة عاملية للكتاب‬ ‫كان له هذا املردود الذي يعتقده اإلنسان‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ّأن الكتاب ليس سلعة باهظة‪ ،‬ما زاد يف إقبال‬ ‫الق ّراء اللبنانيني عليه‪ ،‬إذ ّأن مبيعاتنا يف معرض‬ ‫السعودية هذه السنة كانت أيضاً ممتازة عل ًام‬ ‫انها قد ترتاجع يف أنحاء أخرى بحسب الوضع‬ ‫املعييش واالقتصادي‪.‬‬ ‫بعكس املقال مث ًال أو القصة القصرية التي ليست‬ ‫سوى جز ٍء من مجموعة أكرب‪ ،‬أو القصيدة التي‬ ‫ليست سوى جز ٍء من ديوانٍ أكرب‪ .‬ويف تقديري إن‬ ‫استخدام اإلنرتنت بالشكل الصحيح ُيعدِّل قراءة‬ ‫الكتب وال يرضبها كام قد يتوهّ م البعض‪ ،‬إذ كلام‬ ‫قرأنا شيئاً عىل شبكة اإلنرتنت للحصول عىل‬ ‫املعلومات‪ ،‬يجب اللجوء إىل الكتب أيضاً‪ .‬لألسف‪،‬‬ ‫هناك بعض الشباب والشابات الذين يضنّون أو‬ ‫يتوهّ مون أنهم يستطيعون االستغناء عن الكتاب‬ ‫باإلنرتنت‪ ،‬ولكنّ املقاالت املوجودة عىل األخرية ال‬ ‫تسطيع أن ُتغني عن الكتاب ألنه يقدّم الرؤية‬ ‫املتكاملة ألي موضوع‪.‬‬ ‫ماذا عن نسبة الق ّراء يف العامل العريب‪ ،‬ويف‬ ‫لبنان خصوصاً؟‬ ‫إن نسبة القراء هي يف تزايد مستمر‪ ،‬وهذا‬ ‫أم ٌر فاجأنا كثرياً‪ ،‬فقد كانت هذه السنة أفضل‬ ‫سنواتنا يف معرض الكتاب حيث بلغت مبيعات‬ ‫«دار اآلداب»‪ ،‬عىل األقل ضعف ما كانت عليه يف‬ ‫السنة املاضية‪ ،‬وحقاً ال نعلم من أين أتت تلك‬ ‫النسبة الكبرية من الشباب والشابات الذين زاروا‬ ‫املعرض‪ ،‬إذ كنا نظن ّأن القراءة يف تراجع‪ ،‬فإذا بنا‬ ‫فاجأ بأن القراء يتزايدون ويهت ّمون باملوضوعات‬ ‫ُن َ‬ ‫الجدية‪ .‬لقد اعتقدنا ّأن األبراج واألحالم والرتّهات‬

‫‪56‬‬

‫املثقف أداة بيد السلطة‬ ‫السيايس‪،‬‬ ‫السياسية‬

‫ماذا عن‬ ‫من جهة‬

‫باالنتقال إىل العمل‬ ‫عالقة املثقف بالسلطة‬ ‫والدينية من جهة أخرى؟‬ ‫برأيي‪ ،‬عىل املثقف أن يكون معارضاً لجميع أنواع‬ ‫السلطات مبا يف ذلك السلطة التي يؤ ّيدها‪ ،‬إذ‬ ‫ينبغي أن يبتعد عنها قدر اإلمكان حتى ولو كانت‬ ‫هذه السلطة هي ما كان يطمح للوصول إليه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن الدور الحقيقي للمثقف هو «النقد الدّال»‬ ‫و «التشكيك الدّال»‪ .‬إذاً عليه – حتى لو وجد‬ ‫سلطة تالمئه وتناسب تطلعاته – أن يبحث عن‬ ‫الثغرات والعيوب املوجودة فيها‪ ،‬وينتقدها‪ ،‬ألنه إذا‬ ‫حقق مبتغاه وتوقف‪ّ ،‬‬ ‫فإن «الجيد» حت ًام سيرتاجع‬ ‫ويصبح قدمياً ومتخلفاً‪ .‬ولذلك‪ ،‬أدعو أن يحافظ‬ ‫املثقف عىل مسافة مع أي سلطة‪ ،‬وهنا أتحدث‬ ‫عن السلطة السياسية والدينية والحزبية وحتى‬ ‫سلطة الجمهور واملجتمع ّ‬ ‫ألن املجتمع أحياناً ُيغريه‬ ‫بتبنّي ما يقوله‪ ،‬ولكن ليس كل ما يقوله املجتمع‬ ‫دامئاً عىل صواب‪ ،‬فأحياناً يجرفه املجتمع يف تفكري‬ ‫قد ال يناسبه كـ»مثقف نقدي»‪ ،‬لذلك نستطيع‬ ‫مسايرة الجمهور ولكن يجب أال نلتزم بشكل دائم‬ ‫مبا يقوله‪ ،‬ألنه أحياناً يؤخذ بالعاطفة أو بالطائفية‬ ‫واملذهبية‪ ،‬لذلك علينا تحذيره وإعالمه ّ‬ ‫بأن ذلك‬

‫ليس طموحنا النهايئ‪.‬‬ ‫ملاذا نرى هذا االنحدار لدى بعض املثقفني إىل‬ ‫حد أن يصبحوا أداة للسلطة؟‬ ‫هنا ال بد من الحديث عن اإلغراء املادي‪ ،‬فكام‬ ‫يعلم الجميع هناك ماكينات إعالمية كبرية مم ّولة‬ ‫من زعامء الطوائف واملذاهب‪ ،‬وال ننىس البرتو –‬ ‫دوالر أي املال السعودي املنترش يف جميع أنحاء‬ ‫العامل العريب والذي اشرتى غالبية اإلعالميني‬ ‫اللبنانيني وكثرياً من املثقفني العرب‪ ،‬وهذا ما يودي‬ ‫باملثقف إىل إضعاف روحه النقدية‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫ال بد من الحديث عن حالة الهزمية التي نعانيها يف‬ ‫العامل العريب‪ ،‬إذ أننا مهزومون منذ عقود وهذا ما‬ ‫جعل املثقف يشعر بأنه «يرضب عىل طبلٍ أجوف»‬ ‫كام يقول التعبري‪ ،‬خاصة عندما يدعو إىل الثورة‬ ‫والتغيري‪ .‬كذلك‪ ،‬فهو عندما ينظر إىل زمالئه من‬ ‫املثقفني اآلخرين‪ ،‬ويرى أنهم ينحدرون إىل تأييد‬ ‫السلطات والطوائف واملذاهب‪ ،‬سيقول يف قرارة‬ ‫نفسه‪« :‬ملاذا ع ّ‬ ‫يل أن أحمل الس ّلم بالعرض؟ ال بل‬ ‫ع ّ‬ ‫يل أن أكون كالباقني»‪ ،‬ومن هنا يرتاجع وتضعف‬ ‫ه ّمته النقدية‪ .‬إذاً هناك عدة أمور تفسرّ تراجع‬ ‫املثقف عن أداء مه ّمته النقدية‪ ،‬عل ًام ّأن اليشء‬ ‫الطبيعي هو أن يكون املثقف ناقداً‪ ،‬ويجب أال‬ ‫يكون االستثناء بأن يكون ناقداً أو ثورياً أو تغيريياً‪،‬‬ ‫ال بل عىل العكس فمه ّمته تقيض بذلك‪ ،‬حتى‬ ‫لو كانت الغالبية الساحقة من املثقفني عمالء‬ ‫بيد السلطة (او السلطات جميعها)‪ .‬لذلك‪ ،‬عىل‬ ‫املثقف – كدور أسايس – أن يبقى عىل مسافة عن‬ ‫كل السلطات األخرى‪.‬‬ ‫هل من دور للمثقف يف حركة التغيري؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬املثقف هو يف رأس عملية التغيري‪ ،‬إذ‬ ‫ليس هناك أي ثورة يف العامل مل يكن للمثقف‬ ‫الدور األسايس فيها‪ ،‬فهو بوصلة الحق التي ترسم‬ ‫الطريق‪ ،‬ولكنه ال يستطيع أن يقوم بالثورة بنفسه‪،‬‬ ‫بل عىل الفالح واملزارع واملنتج وأصحاب املصالح‬ ‫أن يقوموا بذلك‪ ،‬يف حني أنه يواكب تلك الثورة‬ ‫ويرشدها ويؤ ّرخها ويعطيها األرضية التاريخية‬ ‫واالقتصادية يك تتطور‪ ،‬عل ًام أنه إذا مل يكن يف‬ ‫رأس أي حركة تغيريية‪ ،‬فلن يعود «مثقفاً»‪ .‬علينا‬ ‫أن نعود دامئاً إىل الجذر األسايس لكلمة «مثقف»‬ ‫وهي من «ث ّق َف الرمح أو السكني» أي حدّده‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني ّأن عىل املثقف أن يحدد ويشحذ املعلومات‬ ‫واألفكار بحيث يط ّورها يك يكون مواكباً لحركة‬ ‫التغيري‪ ،‬ال مع ّوقاً لها‪.‬‬ ‫ ‬

‫بني املثقف القومي اليساري‬ ‫واآلخر ذات الخطاب الديني‬ ‫ملاذا أصبحنا أمام مثقف ذات خطاب ديني بعد‬ ‫أن كنّا سابقاً أمام مثقف قومي وطني يساري؟‬ ‫ال بد من التمييز بني الخطابات الدينية‪ ،‬إذ ّأن‬ ‫وضع الخطب الدينية يف سلة واحدة أمر خاطىء‬ ‫و ُمجحف وظامل‪ ،‬فهناك فرق كبري بني الخطاب‬

‫الوهّ ايب القمعي املستن ِقع الذي يريد التحالف‬ ‫مع األمريكيني وإعطاءهم موطئ قدم يف هذه‬ ‫األرض العربية‪ ،‬وبني خطاب ديني يش ّكل جزء من‬ ‫حركة التغيري والثورة عىل الواقع املوجود‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫عندما يرتاجع اليسار عىل الساحة وال يطرح‬ ‫بدي ًال ملموساً بسبب ما ذكرناه سابقاً‪ ،‬فستخلو‬ ‫الساحة للخطاب الديني‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‪،‬‬ ‫فالشعب دامئاً يبحث عن القوة التغيريية‪ ،‬وإذا‬ ‫وجدها يف الخطاب الديني سيلحق بها‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمر إذا رآها يف الحركة القومية أو اليسارية او‬ ‫غريها‪ .‬هو دامئاً يلحق مبَن هم تغيري ّيون ومتصدّون‬ ‫للظلم‪ ،‬وال يأبه كثرياً ألي نوع من الخطاب ينتمي‬ ‫ذاك اإلنسان‪ ،‬ما دام ليس فاسداً وما دام مقات ًال‬ ‫ومقاوماً لإلحتالل ومعارضاً للظلم‪ .‬إذاً املامرسة‬ ‫هي معيار شعبية التيار السيايس وليس‬ ‫إيديولوج ّيته‪.‬‬ ‫هل ما زال للرقابة دور يف االنرتنت‪ ،‬كونها‬ ‫أكرب عىل الكتب؟‬ ‫طبعاً الرقابة عىل الكتب أعظم مام هي عىل‬ ‫اإلنرتنت‪ ،‬ولكن ال ننىس ّأن األنظمة العربية‬ ‫قد تسللت إىل اإلنرتنت وحجبت مواقع كثرية‪،‬‬ ‫كام يف سوريا وتونس والسعودية وغريها‪ .‬يف‬ ‫املقابل‪ ،‬هناك وسائل وتقنيات ملواجهة الرقابة‬ ‫تدخ ًال دامئاً‬ ‫عىل اإلنرتنت نفسها‪ .‬أعتقد ّأن هناك ّ‬ ‫داخل مقاهي اإلنرتنت يف بعض البلدان العربية‬ ‫حيث يدخل رجال األمن ويجربوا الز ّوار عىل إبقاء‬ ‫شاشات الكومبيوتر مقابلة للجمهور أي أن ال‬ ‫يختلوا بها‪ .‬ولكنّ هذه الرقابة غائبة يف لبنان‬ ‫حتى هذه اللحظة‪.‬‬ ‫مجلة اآلداب صامدة منذ حوايل النصف قرن‬ ‫وقد أسسها والدكم األديب خليل ادريس‪ .‬كيف‬ ‫تسرياملجلة اليوم‪ ،‬وعىل اي أساس؟‬ ‫عمر املجلة اليوم ‪ 57‬سنة‪ ،‬وهي تسري عىل أساس‬ ‫«التيسنة» إذ لدينا مجموعة من الشباب املتش ّبث‬ ‫باستكامل إصدار املجلة عل ًام ّأن حساباتها خارسة‬ ‫منذ عقود‪ ،‬وهي مرشوع اقتصادي فاشل‪ ،‬ولكن‬ ‫الذي يسيرّ ها هوإرصاري الشخيص وإرصار سهيل‬ ‫ادريس من قبيل والعاملني يف دار اآلداب‪ ،‬بوجوب‬ ‫صمود املجلة واملثقف بوجه سلطة املال والطوائف‬ ‫واملذاهب‪ .‬طبعاً ما يدعم املجلة هو وجود دار اآلداب‪،‬‬ ‫ألنها ستسقط لوال وجود «الدار»‪ ،‬وال اتأ ّمل منها‬ ‫شيئاً‪ ،‬بل أسري بها العتقادي ّأن هذا هو الحق وعلينا‬ ‫مواكبته سواء كان تأييد لنا أم ال‪ .‬بالطبع‪ ،‬األمر‬ ‫س ُيخ ّلف مرارة يف نفيس إذا مل يتبعني أحد‪،‬‬ ‫ولكن عندما ال ُأصدر املجلة أشعر مبرارة أكرب فأعود‬ ‫وأصمم عىل مواصلة املسرية‪.‬‬ ‫املجلة ملتزمة بالخط العريب املقاوم العلامين‪،‬‬ ‫وهل ما زال هذا الخطاب ُيالقي رواجاً لدى القراء؟‬ ‫ميكن القول ّأن هناك كرث م َّمن يؤمنون بالخط‬ ‫العريب املقاوم ولكنهم مشتّتون وفاقدو األمل‪،‬‬ ‫لذلك واجبنا كأحزاب وتحركات سياسية ومثقفني‬ ‫أن نعيد تجميعهم عىل أسس واضحة‪ .‬طبعاً‬ ‫العلمنة ليست بالقوة نفسها للطائفية‪ ،‬ولكن‬

‫‪57‬‬

‫إالم أوصلتنا تلك الطائفية غري الحروب واالقتتال‬ ‫والتذابح والدم؟ إذاً علينا العودة إىل خطاب قومي‬ ‫جامع‪ ،‬علامين تقدّمي تغيريي‪ ،‬ألنه األفق الوحيد‬ ‫لخالص هذه األمة العربية‪.‬‬ ‫ماذا عن كتاباتك؟ هل جميعها نقدية أم أنها‬ ‫تأخذ طابعاً آخر؟‬ ‫إن كتابايت نقدية مبجملها حتى عندما أكتب‬ ‫تأييداً لخط ما أكون ناقداً يف موقفي من هذا التيار‬ ‫الذي أؤ ّيد‪ ،‬حتى عندما أواكب حركة تغيريية أحاول‬ ‫قدر املستطاع املحافظة عىل الحكمة‪ ،‬عل ًام أنني‬ ‫قد أكون جز ًءا منها يف الشارع والعمل امليداين‪.‬‬

‫استئناف الحكم يف الدعوة‬ ‫املرفوعة من فخري كريم‬ ‫ماذا عن موضوع الدعوة التي أقامها فخري‬ ‫كريم عليكم خاصة بعد اتهامكم له بالعاملة‬ ‫مع االحتالل األمرييك يف العراق؟‬ ‫نحن مل نتهم أحداً ال بل قلنا فقط ّأن هناك‬ ‫الجدد يف العراق‬ ‫بعض الشيوعيني القدامى ‪-‬‬ ‫والذين تعاملوا مع مخابرات «صدّام حسني»‪،‬‬ ‫ويتعاملون مع االحتالل األمرييك والربيطاين‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ال يستطيع أن ينفيه أياً كان‪ ،‬فهناك الكثري‬ ‫من اليسار العراقي الذي بات «املد ّرعة الفكرية»‬ ‫لالحتالل‪ ،‬وبات يقدّم املربرات لبقائه‪ ،‬ولدينا من‬ ‫هؤالء الكثري يف لبنان‪ ،‬م َّمن يطالبون بإلغاء سالح‬ ‫بحجة بناء الدولة‪ ،‬وكأنه يوجد إمكانية‬ ‫املقاومة‬ ‫ّ‬ ‫لقيام دولة بدون مقاومة وبوجود احتالل وأرسى‬ ‫والجئني فلسطينيني يُعدُّ ون باآلالف‪ .‬ينبغي عىل‬ ‫الدميقراطية أن تسري إىل جانب املقاومة (مقاومة‬ ‫االحتالل)‪ ،‬وإال كانت دميقراطية زائفة‪ ،‬كام هي اآلن‬ ‫يف العراق‪ .‬بالفعل لقد كسب فخري كريم الدعوة‬ ‫التي رفعها ضدّي يف جولتها األوىل‪ ،‬ولكننا‬ ‫سنستأنف الحكم‪ ،‬ألننا نعتقد بأن استئنافه هو‬ ‫جزء من استئناف املعركة ضد االحتالل وم ّربروه‬ ‫وضد اليسار املز ّيف‪ ،‬ضمن نهج مقاوم قومي‬ ‫علامين يساري‪ ،‬وليست معركة فردية ضد هذا‬ ‫الشخص أو ذاك‪.‬‬ ‫موجهة شخصياً‬ ‫إذاًَ ملاذا اعتربها فخري كريم‬ ‫ّ‬ ‫إليه؟‬ ‫شأنه أن يشعر بذلك‪ ،‬خاصة وأنه شخصية‬ ‫عليها عالمات استفهام كثرية‪ ،‬وهناك اتهامات‬ ‫أكرب بكثري مماّ‬ ‫ُ‬ ‫أملحت إليه‪ ،‬وهي تطال اشخاصاً كرث‬ ‫يف بلدان أوروبية‪ ،‬وهو أي (فخري كريم) مستشار‬ ‫لرئيس الجمهورية الذي جاء بفضل االحتالل‬ ‫األمرييك‪ .‬من هنا‪ ،‬عىل قانون املطبوعات أن يكون‬ ‫أوسع صدراً لتلقي الشكوك واالتهامات‪ ،‬ال أن‬ ‫يعاملنا كام لو أننا ننتقد فنانة استعراضية‪ ،‬لذلك‬ ‫عىل النقد أن يطال كل الشخصيات العامة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬ع ّباس ّ‬ ‫خشاب‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب فني‬

‫نجم الكوميديا الشاب‪ ..‬مسرحيات ناجحة وموهبة ّ‬ ‫خالقة‬

‫جورج خ ّباز لـ «منبر التوحيد»‪ :‬ننجح في المجتمع‬ ‫إذا كشفنا الفساد واألخطاء‬ ‫َ‬ ‫يستقبلك‬ ‫بخ ّفة ظ ّله‪ ،‬وبوجهه الضحوك‪،‬‬ ‫جورج خ ّباز الذي ُع ِر َف بأدواره الكوميدية والدرامية‪،‬‬ ‫والذي طغت الضحكة عىل مرسحياته‪ ،‬عىل‬ ‫الرغم من املشاهد واللقطات الدرامية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذاك الشاب الذي بدأ مسريته الفنية‬ ‫هو‬ ‫باملسلسالت‪ ،‬ومن ثم أضاف إليها إبداعه الخاص‪،‬‬ ‫َ‬ ‫متثل مبرسحياته املطبوعة بلمسته الفريدة‬ ‫الذي‬ ‫كتابة وبطولة وإنتاجاً كـ”الربوفوسور”‪ ،‬و”ه ّلق‬ ‫وقتا”‪ ،‬و”ك ّذاب كبري” وغريها‪ .‬هو ابن البرتون‪،‬‬ ‫الشاميل اللكنة‪ ،‬تلك التي تظهر يف أدواره‬ ‫التمثيلية التلفزيونية واملرسحية‪ ،‬وتلك التي‬ ‫م ّيزته وزادت بريقاً عىل بريقه‪ ،‬فكان أن أح ّبه‬ ‫الجمهور وتابعه وتحدّث عنه يف كل مكان‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫صفات و ّلدت‬ ‫موهب ٌة فذة‪ ،‬بجهدٌ ‪ ،‬فاحرتاف‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أثبت‬ ‫اإلبداع لدى ابن الخامسة والثالثني الذي‬ ‫قدرة هائلة عىل جمع الكتابة والتمثيل واإلخراج‬ ‫واإلنتاج يف شخصه‪ ،‬والذي ما فتئ ينتهي من‬ ‫تقديم مرسحية‪ ،‬حتى يقدّم أخرى‪ ،‬هذا مع تحضريه‬ ‫الدائم ألدوا ٍر تلفزيونية جديدة‪.‬‬ ‫ش ّبهه الكثريون بالفنان القدير دريد لحام‪،‬‬ ‫وبالفنان الراحل حسن عالء الدين (شوشو)‬ ‫وبتشاريل تشابلن وغريهم‪ ،‬إ ّال أنه استقى معرفته‬ ‫من تجاربهم ليصبح “جورج خ ّباز” بشخصيته‬ ‫الخاصة وبطابعه املتف ّرد‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقته يف رشكته “‪Khabbaz‬‬ ‫‪ ،”Production‬أو كام يس ّميها “املطبخ” الذي‬ ‫يحضرّ فيه أعامله‪ ،‬فكان لقاء عفوياً كوميدياً‪:‬‬ ‫ُيقال ّأن جورج خ ّباز عصبي املزاج نوعاً ما؟‬ ‫نعم‪ ،‬ولكن فقط يف أوقات العمل‪ ،‬أما يف الحياة‬ ‫وجد تضارباً يف‬ ‫اليومية فأمتتيز بالهدوء‪ ،‬وهذا ما ُي ِ‬ ‫شخصيتي بني العمل والحياة العادية‪ .‬لكنّ عصب ّيتي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هي “العصبية املكبوتة”‬ ‫َ‬ ‫معك الجمهور يف كل مرسحية بشكل‬ ‫يتفاعل‬ ‫أكرب ومستمر‪ .‬ما مدى املسؤولية التي تحملها مع‬ ‫تقديم كل مرسحية جديدة؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬تزداد املسؤولية مع كل عمل جديد‪،‬‬ ‫فمرسحية “الربوفسور”‪ ،‬التي أقدّمها اليوم هي‬ ‫سادس عمل أنتجه كتاب ًة ومتثي ًال وبطولة‪ ،‬والحمد لله‬ ‫اإلقبال عليها “شديد” بكل ما لكلمة “شديد” من‬ ‫معنى‪ ،‬عىل عكس ما يقوله البعض عن اإلقبال عىل‬ ‫أعاملهم‪ .‬نحن نقدّم املرسحيات طيلة أيام األسبوع‪،‬‬ ‫وملدة سبعة أشهر‪ ،‬وهذا ما يزيد املسؤولية علينا‪،‬‬ ‫ولكن يف نفس الوقت يعطينا الثقة بأنفسنا ّ‬ ‫ألن‬ ‫الناس تثق بنا وتأيت لحضور مرسح ّياتنا‪ ،‬لذلك نسعى‬ ‫كل سنة لتقديم عم ًال جديداً يليق بطموح املشاهد‪،‬‬ ‫و ُيريض طموحنا‪ .‬من هنا‪ ،‬نسعى باستمرار لتقديم‬ ‫أعامل نحافظ من خاللها عىل املستوى القديم‪ ،‬ولكن‬ ‫يف الوقت نفسه بعيداً الروتني‪.‬‬

‫شخصية جامعة‬ ‫لشخصيات متعددة‬ ‫بني التأليف والتمثيل واإلخراج واإلنتاج‪ .‬أين‬ ‫َ‬ ‫نجحت بشكل أكرب؟ أو ّأن كل هذه األعامل هي‬ ‫مزيج من “جورج خ ّباز” وإبداعٌ منه؟‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫كل يستكمل بعضه‪ ،‬ألنه عندما يكتب الكاتب‬ ‫الذي يف داخيل للممثل الذي يك ّونه جورج خ ّباز‪،‬‬ ‫خاصة ّ‬ ‫وأن هذا الكاتب يدرك قدرات ذاك املمثل‪ ،‬وكذلك‬ ‫بالنسبة للمخرج الذي أقوم بدوره والذي يفهم ما‬ ‫يريده الكاتب ويتطلبه من املمثل‪ ،‬وبالنسبة للمنتج‬ ‫كابن له كونه من صنعه‪،‬‬ ‫الذي يعترب هذا العمل‬ ‫ٍ‬ ‫ويسخى بالعنرص املادي عليه‪ ،‬أعتقد ّأن جميع هذه‬ ‫العنارص تك ِمل بعضها البعض لتنتج عم ًال رائعاً‪.‬‬ ‫ماذا عن التوازن بني التمثيل واإلخراج يف الوقت‬ ‫نفسه؟‬ ‫يف هذا األمر يوجد ازدواجية كبرية‪ّ ،‬‬ ‫ألن كل مرحلة‬ ‫تأخذ حقها بد ًءا من الكتابة مروراً بالتمثيل ودراسة‬ ‫الدور‪ ،‬وصوالً اىل اإلخراج واإلنتاج‪ ،‬ومع إدراك قدرايت‬ ‫التمثيلية‪ ،‬استطعت كمخرج أن أرى نفيس من بعيد‬ ‫وأعلم ما أقدّم وأين أخطأ‪ ،‬وكل هذه األشياء تسهل‬ ‫مع الخربة والوقت واإلحرتاف‪ ،‬إضافة إىل االنسجام‬ ‫بيني وبني فريق العمل الذي فه َم مساحة املرسح‪ ،‬ما‬ ‫بدّد الصعوبة لديه سنة تلو األخرى‪.‬‬ ‫ماذا عن فريق العمل واملمثلني الذين يشاركون‬ ‫يف مرسحياتك؟ ما هي املقاييس املعتمدة يف‬

‫‪58‬‬

‫اختيارهم؟‬ ‫يتم اختيار املمثلني بناءاً عىل ركيزتني أساسيتني‪:‬‬ ‫الرجل املناسب يف املكان املناسب أي موهبته‪ ،‬واألخالق‬ ‫ألننا يف النهاية سنعيش سوياً يف الكواليس لفرتة‬ ‫طويلة‪ ،‬وسنك ّون عائلة متامسكة وال أقبل أن تدخل‬ ‫“السوسة” بني أفرادها‪ .‬لكن‪ ،‬والحمدلله‪ ،‬خالل تقديم‬ ‫ّ‬ ‫املرسحيات‬ ‫الست‪ ،‬كان جميع املمثلني عىل مستوىً‬ ‫راقٍ من التهذيب واألخالق واملوهبة‪.‬‬ ‫كم عمل قمت به حتى اآلن؟‬ ‫يف العام ‪ 2003‬قمت بتقديم مسلسل “عبدو‬ ‫وعبدو”‪ ،‬وعام ‪ 2004‬الجزء الثاين منه‪ ،‬وعام ‪“ 2006‬فادي‬ ‫ورايض”‪ ،‬ويف الـ ‪“ 2008 – 2007‬ساعة باإلذاعة”‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل األفالم السينامئية “تحت القصف” يف العام‬ ‫‪ ،2006‬و”سيلينا” يف الـ ‪ .2008‬كذلك قد ُ‬ ‫ّمت تليفيلم‬ ‫“مروان” عام ‪ ،2009‬وكان من إنتاج وزارة الصحة وأعتز‬ ‫به كثرياً‪ .‬واليوم أقوم بتصوير مسلسل “إىل يارا” من‬ ‫إنتاج إييل معلوف‪ ،‬وكتابة فيفيان أنطونيوس ولورا‬ ‫خ ّباز‪ ،‬وأحضرّ مسلسل “ ورثة خايل” من كتابة كلوديا‬ ‫مارشيليان وإخراج سمري حبيش‪ ،‬إضافة مسلسل‬ ‫“كربت البنّوت”‪.‬‬

‫تعاون مشرتك‬ ‫بني الفن اللبناين والسوري‬ ‫«سيلينا» هو عمل مشرتك بني فنانني سوريني‬ ‫ولبنانيني‪ .‬ماذا أضاف هذا العمل للفن السوري‬ ‫واللبناين عىل ح ٍد سواء‪ ،‬وماذا أضاف لجورج خ ّباز‬ ‫خصوصاً؟‬ ‫بداية‪ ،‬ال بد من التنويه باملخرج نادر األتايس‪ ،‬ألنه‬

‫فع ًال رجل عظيم وذا تقدير كبري‪ ،‬ألنه ترك يف أرشيف‬ ‫السينام والتلفزيون أعامالً خالدة ورائعة جداً‪ ،‬وأضاف‬ ‫إىل مسريته الفنية هذا العمل من أعامل األخوين‬ ‫الرحباين ملا للرحابنة من أعامل منترشة بشكل‬ ‫كبري يف سوريا‪ ،‬ومن مح ّبني ومتابعني لفنّهم‬ ‫الراقي‪ ،‬فكان هذا الزواج بني الفن الرحباين اللبناين‬ ‫والفن السوري عىل صعيد اإلخراج مع األستاذ حافظ‬ ‫العيل واإلنتاج لألستاذ نادر األتايس‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫املم ّثل العمالق دريد لحام‪ ،‬وكثريين معه كاألستاذ‬ ‫أمين رضا وحسام تحسني بك وباسل خياط وأندريه‬ ‫سكاف ومجموعة كبرية من املمثلني الناجحني‪،‬‬ ‫وفنانني لبنانيني كمرييام فارس وأنطوان كرباج وإييل‬ ‫شويري وأنا‪ .‬لقد قدّمت هذه املجموعة عم ًال فنياً رائعاً‬ ‫القى نجاحاً باهراً يف الدول العربية‪ ،‬لكنه لألسف مل‬ ‫يأخذ الرواج الالزم يف لبنان‪ّ ،‬‬ ‫ألن األوضاع والظروف مل‬ ‫تسمح بذلك‪ ،‬ولكن ميكنني القول بأننا قمنا بعمل‬ ‫ناجح‪ ،‬وأنا فخور جداً به ألنه أضاف الكثري إ ّيل‪ ،‬فقد‬ ‫ُ‬ ‫عملت مع حاتم عيل ودريد لحام والعمل مع هاذين‬ ‫العمالقني مهم جداً بالنسبة يل‪ ،‬وقد كان النص‬ ‫رحباين من إنتاج نادر األتايس كام كان هناك عظمة‬ ‫يف العمل ما أغنى مسرييت الفنية‪.‬‬ ‫بالحديث عن الفنان القدير دريد لحام‪ ،‬البعض‬ ‫يش ّب َ‬ ‫هك به‪ ،‬والبعض اآلخر بالفنان الراحل شوشو‪.‬‬ ‫كيف تنظر إىل ذلك؟‬ ‫بالفعل‪ ،‬لقد كثرُ َت التشبيهات وأنا مشكور جداً‬ ‫لذلك‪ ،‬فأنا متأثر بهم جميعاً‪ ،‬إن من شوشو إىل‬ ‫دريد لحام إىل زياد الرحباين إىل نبيه أبو الحسن إىل‬ ‫تشاريل تشابلن‪ .‬وأنا سعيد بذلك ألنني مجموعة‬ ‫تأ ّثرات من جميع هذه الشخصيات ولكن ال شك‬ ‫المينع وجود شخصية خاصة يب ألنه من املمكن‬ ‫أن أكون امتداداً فيناً ألحد‪ ،‬ولكن ليس امتداداً‬ ‫باألسلوب‪ .‬كل هؤالء مختلفون عن بعضهم البعض‪.‬‬ ‫إذاً هذا التن ّوع لدى الشخصيات يؤكد أنني ال أشبه‬ ‫أحد‪ ،‬لكنهم ُيشبهون بعضهم بنوع الكوميديا‬ ‫الراقية التي قدّموها ويقدّمونها‪ ،‬وااللتزام بقضايا‬ ‫إنسانية وطنية مع ّينة‪ ،‬وبالكوميديا السوداء (‪Black‬‬ ‫‪ )Comedy‬والتي هي من أرقى أنواع الكوميديا‪ ،‬قالبها‬ ‫مأساة وقشورها أو معالجتها كوميدية‪ ،‬وتعتمد عىل‬ ‫ا ُملضحك ا ُملبيك وعىل “كوميديا املوقف” التي هي‬ ‫أرقى األنواع الكوميدية‪.‬‬ ‫غالباً ما تكون كتاباتك كوميدية مضحكة‪ .‬أين‬ ‫الدراما يف قاموسك؟‬ ‫ال تخلو أعاميل أبداً من الحزن ألنني أعترب أنني يك‬ ‫أكون مرآة ناصعة للمجتمع “كون الفن مرآة املجتمع‬ ‫خاصة املرسحي منه”‪ ،‬فال بد من ان أنقل النوعني‪:‬‬ ‫الكوميديا والدراما‪ ،‬ولكنّ اللبناين بشكل خاص‬ ‫والعريب بشكل عام ت ّواق للفرح واملرح‪ ،‬وإرادة العيش‬ ‫لديه فوق كل اعتبار‪ ،‬ولكن يف النهاية ظروف الحياة‬ ‫تعاكسه‪ ،‬فعندما تنظرين إىل وجه اللبناين – أو حتى‬ ‫العريب – ترينَ الدمعة يف عينه والبسمة عىل وجهه‪،‬‬ ‫لذلك أنا أنقل هذا املزيج بكل مصداقية عىل املرسح‪،‬‬ ‫ومن هنا تجدينَ الضحكة والبسمة متساويتني عىل‬ ‫مرسحي‪ ،‬وأنقل الحضور بلحظات‪ ،‬من الكوميديا‬ ‫إىل الدراما‪ ،‬والعكس‪ .‬وقد قد ُ‬ ‫ّمت الكثري من األعامل‬ ‫الدرامية يف التلفزيون مثل “طالبني القرب” مع مروان‬

‫ّنجار‪ ،‬و”سنابل الحب” و”نساء يف العاصفة” و”مروان”‬ ‫وغريها‪ .‬وكنت ت ّواق لتقديم الدراما رشط أن أختار‬ ‫األدوار التي تناسبني ألنه لدينا ‪ 300‬ممث ًال يف لبنان‪،‬‬ ‫‪ 290‬منهم يعملون يف الدراما‪ ،‬وعرشة منهم يف‬ ‫الكوميديا‪ ،‬وخمسة من هؤالء العرشة يقدّمون‬ ‫كوميديا صحيحة‪ .‬لذلك فالكوميدي عملة نادرة‪،‬‬ ‫أردت أن ألعب دوراً درامياً‪ ،‬ال أستطيع أن ألعب دوراً‬ ‫وإذا ُ‬ ‫عادياً يف حني يبقى الـ ‪ 290‬ممث ًال بدون عمل‪ ،‬لذلك ال‬ ‫أقبل إال بالدور املخصص يل‪.‬‬ ‫مبا َ‬ ‫أنك تط ّر َ‬ ‫قت لفيلم “تحت القصف”‪ .‬هذا‬ ‫الفيلم ص ّور أثناء حرب متوز‪ .‬ماذا تخربنا عنه؟‬ ‫كان “تحت القصف” بكل ما للكلمة من معنى‪،‬‬ ‫وأحسسنا باملعاناة بشكل متاىش مع أهلنا يف‬ ‫الجنوب‪ ،‬وقد قدّم يل خربة كبرية وكان تجربة رائعة‬ ‫جداً‪ .‬صحيح أنها تجربة مريرة ولكنني يف الوقت‬ ‫استفدت منه كثرياً ألنني تع ّر ُ‬ ‫ُ‬ ‫فت عىل‬ ‫نفسه‬ ‫مناطق الجنوب جغرافياً يف حني مل أكن أعرفها‬ ‫جيداً‪ ،‬وتع ّر ُ‬ ‫فت عىل أبناء الجنوب الصامدين واألبطال‬ ‫الذين استطاعوا الوقوف بوجه عدوانٍ سافر وحاقد‪،‬‬ ‫كام تع ّر ُ‬ ‫فت عىل إرادة الصمود لدى “الجنويب”‪ .‬ومن‬ ‫املشاهد املؤثرة التي صادفناها‪ ،‬كانت األرسة التي‬ ‫رأيناها تجلس عىل رشفة منزلها التي كانت نصف‬ ‫مد ّمرة ج ّراء قذيفة أصابتها‪ .‬من هنا‪ ،‬ترينَ إرادة الحياة‬ ‫لدى الجنويب بشكل خاص واللبناين بشكل عام‪،‬‬ ‫مهم جداً عدا عن أننا عشنا املأساة‬ ‫وهذا يشء‬ ‫ٌ‬ ‫بشكلها الحقيقي الواقعي‪ ،‬عندما ذهبنا وكنّا عىل‬ ‫متاس مع القصف والدمار‪ .‬إذاً‪ ،‬من جهة أنا فخور جداً‬ ‫بهذه التجربة وبتع ّريف عىل الجنوب وأبنائه‪ ،‬ولكنني‬ ‫أتأسف عىل كل ضحاياه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحد َ‬ ‫ّثت عن الرحابنة وتشاريل تشابلن‪ ،‬ونحن‬ ‫نعلم ّأن جورج خ ّباز متأثر بهم منذ صغره؟‬ ‫ُ‬ ‫تأثرت بالعديد من الشخصيات التي‬ ‫نعم لقد‬ ‫ُ‬ ‫تأثرت مبدرسة الخيال لدى‬ ‫سبقت جيلنا‪ ،‬إذ أنني‬ ‫الرحابنة‪ ،‬وبالكوميديا السوداء الرائعة لدى تشاريل‬ ‫تشابلن‪ ،‬وبواقعية زياد الرحباين‪ ،‬وبعفوية شوشو‪،‬‬ ‫وبالتنسيق الكوميدي لدى فؤاد املهندس‪ ،‬وبالتزام‬ ‫ُ‬ ‫كنت مجموعة‬ ‫دريد لحام بالقضايا اإلنسانية‪ ،‬لذلك‬ ‫تأثرات من كل هذه الشخصيات‪.‬‬ ‫جورج خ ّباز بعيد عن “املرسح السيايس”‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ألنك ال متلك‬ ‫هل هذا لكسب محبة الجمهور أم‬ ‫انتامءات سياسية يف الواقع‪ ،‬وبعيد عن مامرسة‬ ‫الرأي السيايس يف الحياة اليومية؟‬ ‫ال شك أن الخلل السيايس الحاصل‪ ،‬سببه الخلل‬ ‫املجتمعي‪ ،‬وإذا أردنا أن نكون ناجحني يف املجتمع‪ ،‬ال بد‬ ‫من أن نلقي الضوء عىل الفساد واألخطاء ال عىل‬ ‫النتيجة‪ ،‬وسبب هذا الخلل هو الذهنية والتخ ّلف‬

‫‪59‬‬

‫والفكر عند الناس‪ ،‬ما أدى اىل التخلف السيايس‬ ‫واملشكالت التي نعانيها‪ .‬لذلك‪ ،‬فأنا ال ألقي الضوء‬ ‫عىل السبب‪ ،‬متاماً كام يعطي الطبيب دواء للقرحة‬ ‫يف املعدة يف حال وجود طفرة يف الجلد‪ّ ،‬‬ ‫ألن املشكلة‬ ‫حقاً من املعدة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمشكلتنا من املعدة‪ ،‬وليس‬ ‫من القشور والطفرة البارزة من الخارج‪ .‬أنا أتحدث‬ ‫عن املشاكل ولكن ليس لكسب محبة الجمهور‬ ‫ُ‬ ‫انتقدت‬ ‫ألنني أستطيع الحصول عىل ذلك أكرث إذا‬ ‫السياسيني‪ ،‬ولكنني أعترب ّأن الفن واألدب والثقافة‬ ‫التي ستبقى يف لبنان ليست مربوطة بزمان ومكان‪،‬‬ ‫ويك أترك شيئاً يف أرشيف املرسح والتلفزيون ال‬ ‫ينبغي أن أتحدث عن مرحلة معينة‪ ،‬بل عن هاجس‬ ‫إنساين واجتامعي عام يليق بكل األوقات واألمكنة‪،‬‬ ‫ويجب أال يذهب العمل مع املرحلة وميوت معها‪ ،‬لذلك‬ ‫ال أتعاطى السياسة يف أعاميل وأعترب أن الفنان أهم‬ ‫بكثري من السيايس ّ‬ ‫ألن األخري ابن مرحلته‪ ،‬وينتهي‬ ‫دوره مع نهايتها‪ ،‬بينام تبدأ حياة الفنان من جديد‬ ‫مع كل مرحلة جديدة‪ ،‬فمث ًال ق ّلة يعرفون َمن كان‬ ‫امللك يف أيام (بتهوفن)‪ ،‬أو َمن كان كان وزيراً للدفاع‬ ‫يف أيام شكسبري‪ ،‬ولكنّ الجميع يعرفون بتهوفن‬ ‫وشكسبري‪.‬‬

‫جورج خ ّباز «بروفسور» ِب َحقْ‬ ‫تقدّم اليوم مرسح ّيتك الجديدة (الربوفسور)‪ .‬ما‬ ‫الذي مي ّيزها عن سابقاته من األعامل املرسحية؟‬ ‫هي من أفضل ما قد ُ‬ ‫ّمت من ناحية النص واإلخراج‬ ‫حيث لدينا نقلة نوعية مهمة‪ ،‬وأبعاد جديدة‪ .‬هذه‬ ‫املرسحية تحمل رسالة إنسانية وروحية كبرية جداً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن مرجع ّيتنا هو الخالق‪ ،‬وهي تتحدث عن ظاهرة‬ ‫التعبري وقراءة الطالع‪ ،‬ورسالتنا من خالل هذه‬ ‫املرسحية أنه “ال أحد يعرف ما سيحصل يف هذه‬ ‫الحياة إال واهبها”‪.‬‬ ‫بعد “الربوفسور” إضافة إىل‬ ‫ماذا الجديد‬ ‫املسلسالت التلفزيونية؟‬ ‫أحضرّ للتلفزيون “إىل يارا”‪ ،‬و”ورثة خايل”‪ ،‬و”كربت‬ ‫البنّوت” و”يوماً ما” إضافة إىل مرسحية جديدة‬ ‫بعنوان “جبان”‪ ،‬وكذلك “فيل ًام سينامئياً” سيبدأ‬ ‫تصويره يف الصيف املقبل‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬ع ّباس ّ‬ ‫خشاب‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب مرأة‬

‫نساء ينظرن إليها أنها ولدت من التمييز‬ ‫الكوتا النسائية مرحلة انتقالية في حقوق المرأة‬ ‫تعد الكوتا النسائية يف االنتخابات‬ ‫املحلية والترشيعية اللبنانية إحدى وسائل‬ ‫االستطاعة والتمكني للمرأة اللبنانية من‬ ‫أن تأخذ دورها الحقيقي يف مشاركة الرجل‬ ‫يف إدارة املجتمع‪ ،‬واملشاركة باملناصب‬ ‫العامة بالرغم من األدوار االجتامعية‬ ‫والتاريخية التي تجعلها بعيداً عن اإلسهام‬ ‫الفعال الذي يتناسب مع حجمها النوعي‬ ‫واإلنساين والعددي‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء عىل ما تقوله‬ ‫جمعيات ومؤسسات نسائية يف الكوتا‬ ‫النسائية يف املجالس البلدية‪ ،‬وهل تفتح‬ ‫الطرق لالنتخابات النيابية‪ ،‬وهل النسبة‬ ‫كافية‪ ،‬وهل تعطى املرأة حقوقها‪ ،‬وما هي‬ ‫الخطوات التي سيقومون بها لتحسني دور‬ ‫املرأة يف املجالس البلدية‪.‬‬ ‫أجرت “منرب التوحيد” استطالعاً حول‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬وجاءت األجوبة عىل الشكل‬ ‫اآليت‪:‬‬

‫حياة آرسالن‪:‬‬ ‫الكوتا مرحلة انتقالية‬

‫قانون الكوتا‪ ،‬سواء يف املجالس البلدية أو املجالس‬ ‫التمثيلية عىل أنواعها‪ ،‬إن كان يف املجلس النيايب‬ ‫أو الوزاري‪ ،‬ملتزمة بذلك بقرار مؤمتر (بيجنغ) سنة‬ ‫‪ 1995‬الذي يعطي ‪ ،%30‬عىل أمل ان تكون أكرث‪،‬‬ ‫ولتكون مرحلة انتقالية للمرأة‪ ،‬ألنه ال يجوز أن‬ ‫تبقى مهمشة بقية عمرها‪.‬‬ ‫وأشارت ارسالن اىل أن الهدف من طلب الكوتا‬ ‫هو تقبل الرأي العام للمرأة ودورها وكفاءتها‪،‬‬ ‫ما يعني أنها قادرة عىل أن تكون يف سدة‬ ‫املسؤولية‪.‬‬ ‫وش ّددت ارسالن عىل املطالبة بالكوتا يف كل‬ ‫املراكز الرسمية‪ ،‬وبنسبة ‪ ،%30‬وإال تأيت األمور‬ ‫مبتورة‪ ،‬واملجالس البلدية اليوم هي أرسع وسيلة‪،‬‬ ‫إلقرار الكوتا‪ ،‬حتى لو كانت اإلصالح الوحيد‬ ‫يف هذا القانون‪ ،‬ألن اإلصالحات‪ ،‬بتنفيذها من‬ ‫املمكن أن تخلق مشاكل خاصة وأن املوافقة‬ ‫عليها مل يصدر عن الجميع‪ ،‬واملثال عىل ذلك‬ ‫النسبية‪ ،‬التي يعارضها الكثري من املواطنني‬ ‫ألن االنتخابات البلدية فيها من العائلية ومن‬ ‫الخصوصية ما يكفي أن يرتبوا أمورهم عىل‬ ‫املستوى الذي يجدونه مناسباً‪ ،‬بينام الكوتا‬ ‫النسائية ال خالف عليها‪ ،‬رغم وجود أشخاص‬ ‫يرفضونها باملضمون‪.‬‬ ‫وتابعت ارسالن‪ :‬إن إقرار‪ %20‬للكوتا قليل‬ ‫بالنسبة املقررات الدولية‪ ،‬مشرية اىل التزام‬ ‫لبنان بتوقيعه يف مؤمتر (بيجنغ) الذي يقول‬ ‫بحقوق املرأة وعدم التمييز‪ ،‬ومع ذلك وافقنا عىل‬ ‫العمل عىل ‪ ،%20‬لكن اليشء املهم هو أن متنح‬ ‫املرأة ‪ %20‬من املقاعد ‪ ،‬وليس ‪ %20‬من الرتشيح‬ ‫‪ ،‬ولكن املقعد هو الذي مينع الرأي العام حتى اآلن‬ ‫من أن متثله املرأة‪.‬‬ ‫وختمت ارسالن بتأييدها للكوتا باملطلق‪ ،‬مع‬ ‫تثبيتها كمقاعد‪ ،‬عىل أن تصبح يف املرحلة‬ ‫املقبلة ‪ %30‬وليس ‪.%20‬‬

‫منى فارس‪ :‬الكوتا تعطى كمنّة‬ ‫للمرأة الضعيفة‬

‫رئيسة هيئة تفعيل دور املرأة السيدة حياة‬ ‫آرسالن قالت‪ :‬أن هيئة تفعيل دور املرأة يف القرار‬ ‫الوطني بدأت منذ سنة ‪ 2004‬بالعمل إلقرار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ويف اإلطار نفسه‪ ،‬رئيسة تجمع النهضة‬ ‫النسائية يف الحزب السوري القومي االجتامعي‬ ‫السيدة منى فارس أ ّكدت أنه منذ قيام تجمع‬ ‫النهضة النسائية ننظر اىل املرأة نظرة التكامل‬ ‫مع الرجل‪ ،‬الفتة اىل أنه ليس هناك امرأة‬ ‫مظلومة أو رجل مظلوم‪ ،‬بل هناك مجتمعات‬ ‫تقع تحت الضغط والظلم‪ ،‬وعدم الحصول عىل‬

‫‪60‬‬

‫الفرص املناسبة إلكاملها‪ ،‬لذلك ومن هذا‬ ‫املنطلق كتجمع النهضة النسائية نكافح‬ ‫جنباً اىل جنب مع الرجل‪ ،‬وخصوصاً أن مبادئ‬ ‫النهضة هي مبادئ ترتكز عىل وحدة املجتمع‪،‬‬ ‫الذي يجب أن يكون موحد القوى‪ ،‬ومرتكزاً عىل‬ ‫تثبيت الهوية‪ ،‬ملواجهة خطر أسايس هو خطر‬ ‫الكيان الصهيوين اإلرسائييل‪.‬‬ ‫وأضافت فارس‪ :‬ال نستطيع أن نتكلم عن‬ ‫حقوق املرأة دون النظر اىل الظروف املحيطة‬ ‫باملنطقة‪ ،‬والتي تحكم هذا البلد‪ ،‬خاصة مع وجود‬ ‫آفتني متنع املرأة من التقدم يف املجتمع‪ ،‬واملطالبة‬ ‫بحقوقها بشكل شفاف وسليم‪ :‬هام الطائفية‬ ‫ووجود “إرسائيل”‪ ،‬املرتبط بالطائفية‪ ،‬وبشكل‬ ‫مبارش أو غري مبارش‪ ،‬ما يعزز وضع الطائفية‪،‬‬ ‫ويعمقه ويجذره حتى ال يتقدم ويتطور‪ ،‬بهدف‬ ‫بقاء الكيان قامئاً عىل الطائفية وتربير وجوده‬ ‫العنرصي كدولة دينية‪.‬‬ ‫أما عن الكوتا وكوننا نرفض العنرصية‬ ‫والتمييز‪ ،‬أشارت فارس اىل مواقفنا عليها باملبدأ‪،‬‬ ‫ولكن كونها الوسيلة الوحيدة االنتقالية التي‬ ‫أجمع عليها الكثريين فاملوقف منها مؤقت‪ ،‬ألن‬ ‫الكوتا تعترب كمنّة تعطى للمرأة الضعيفة‪،‬‬ ‫ألنها ال تستطيع الحصول عليها بالطرق العادية‪،‬‬ ‫والحلول تكون دامئاً عرب االحتيال والتسويات‪،‬‬ ‫وليس حلوالً جذرية‪.‬‬ ‫وتابعت فارس‪ :‬إن مشكلة املرأة مل تكن‬ ‫موجودة من األساس لوال وجود املشكلة‬ ‫العنرصية يف البلد‪ ،‬مشكلة الطائفية‪ ،‬لذلك‬ ‫مؤقتاً وافقنا عىل الكوتا‪ ،‬ولكن املرأة تستطيع‬ ‫أن تصل‪ ،‬بعد إخضاعها إلعادة تأهيل لتفكريها‬ ‫ونظرتها لنفسها‪ ،‬وعالقتها بالرجل‪ ،‬مشرية‬ ‫اىل أنهن كنساء يف الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬مل يبحنث يف موضوع حصول‬ ‫املرأة عىل حقوقها واملساواة مع الرجل ألنهن‬ ‫عىل قناعة تامة بأن املرأة والرجل مظلومون يف‬

‫الوقت نفسه‪ ،‬ويعانون من ظروف القهر‪ ،‬التي‬ ‫تؤدي اىل تخلف هذا املجتمع‪ ،‬ويف الحزب يسمح‬ ‫للرجل أن يتزوج من امرأة ال تنتمي اىل طائفته‬ ‫وكذلك املرأة‪ ،‬الفتة اىل وجود عدة سيدات‬ ‫مبراكز مسؤولة يف الحزب‪ ،‬فكنت أول عميدة‬ ‫يف الحزب وكنت عميدة بيئة‪ ،‬ولدينا السيدة‬ ‫هيام محسن أول رئيسة للمجلس األعىل‬ ‫للحزب السوري القومي االجتامعي وهو أعىل‬ ‫سلطة ترشيعية يف الحزب وأعىل من سلطة‬ ‫رئيس الحزب‪ ،‬وليس هناك مشكلة‪ ،‬وهذا ناتج عن‬ ‫الرتبية التي يقولها الزعيم” إذا أردنا أن نحل‬ ‫مشاكل هذا البلد يجب أن نؤهل املجتمع يك‬ ‫نصل اىل املجتمع الجديد‪ ،‬أي أن نخلق إنسان‬ ‫جديد”‪ ،‬الذي تخطى عقد ورواسب املايض‬ ‫وغرائزه‪ ،‬وبالتحديد إلغاء الطائفية‪.‬‬ ‫ويف الختام رأت فارس أن الكوتا لن توصل‬ ‫املرأة اىل مكان بعيد‪ ،‬ألن املرأة هي التي تثبت‬ ‫وجودها وال أحد يعطيها الفرصة‪ ،‬وهي مؤهلة‬ ‫للوصول ولديها الثقة بالنفس لتدخل بالعملية‬ ‫التنموية‪ ،‬ألن البلديات عملية تنموية‪ ،‬وهي أهم‬ ‫بكثري من الوصول اىل املجلس النيايب‪ ،‬فاملرأة‬ ‫ليست بحاجة لالستئذان من أحد بالرتشح‪،‬‬ ‫والربهان أن هناك نسبة ال بأس بها‪ ،‬هي ‪%20‬‬ ‫ترشحوا لالنتخابات البلدية ونالوا مراكز فيها‪،‬‬ ‫كرئيسة بلدية وعضو ومختارة‪ ،‬منذ انتخابات‬ ‫املاضية وبشكل طبيعي‪ .‬ويف هذه االنتخابات‬ ‫املرأة سترتشح ليس إلعطائها الكوتا بل ألنها‬ ‫مؤهلة لذلك‪.‬‬

‫فريا ميني‪ :‬كنا نتمنى‬ ‫أن ال تحارص الكوتا بـ ‪%20‬‬

‫عضو املكتب السيايس لتيار‬ ‫فريا ميني‪ ،‬اعتربت أن لو تم تناول‬ ‫النسائية تم تناوله كموضوع‬ ‫سجلنا مالحظات عدة‬ ‫ذاته لكنا‬ ‫ّ‬

‫املردة السيدة‬ ‫موضوع الكوتا‬ ‫منفصل بح ّد‬ ‫يك ال نقول‬

‫رفضاً أو اعرتاضاً‪ ،‬ولكن إذا اعتربناها مرحلة‬ ‫انتقالية أو جرس عبور تعربه املرأة من مرحلة‬ ‫اختزان الطاقة اىل إطالقها‪ ،‬من مرحلة الحلم‬ ‫اىل مرحلة التفاعل فإننا وال شك سنعرف مدى‬ ‫أهميتها‪ ،‬وعليه فإن “الكوتا” أقرت يف مؤمتر‬ ‫“بيجنغ” للمرأة وكنا نتمنى أن ال تحارص “الكوتا”‬ ‫يف االنتخابات البلدية بنسبة محددة أي ‪،%20‬‬ ‫فتحديد النسبة بح ّد ذاته غري الئق خصوصاً يف‬ ‫املجالس البلدية الصغرية املؤلفة مث ًال من تسعة‬ ‫أعضاء‪ ،‬متسائلة ماذا سيشكل حينها حضور‬ ‫املرأة وماذا يضيف؟‬ ‫وتابعت ميني‪ :‬إذا كانت هذه الخطوة األوىل‬ ‫فلننظر اليها بإجابية يك ال نتهم باالكتفاء‬ ‫بتقديم املالحظات أو االنتقادات وأي موقف‬ ‫قد يرتدي “لباساً” سياسياً يف بل ٍد رازح تحت‬ ‫االنقسامات‪ ،‬ما يجعل صاحب الرأي الخاص‬ ‫مجاهداً ومناض ًال ليقنع اآلخر باستقاللية رأيه‬ ‫حتى يف موضوع ثقايف‪.‬‬ ‫وعليه فإن االنتخابات البلدية ‪ -‬فيام لو متت ‪-‬‬ ‫قد تفتح الباب أمام املرأة لدخول الندوة الربملانية‪،‬‬ ‫ولكن الخوف هو من أن نظهر مشاركة املرأة يف‬ ‫املجالس البلدية واملجالس النيابية مبا يشكل‬ ‫إرضا ًء إعالمياً‪ ،‬فيام تحجب عنها املراكز األخرى‬ ‫يف املواقع الوظيفية املتقدمة‪ .‬مع اإلشارة‬ ‫اىل أن اختيارها يكون دامئاً من “مقرر” اللوائح‬ ‫فتصبح ملتزمة ما يشل قدرتها عىل التحرك‬ ‫باستقاللية نسبية‪.‬‬ ‫وأضافت ميني‪ :‬املطلوب أن تبادر النساء اىل‬ ‫إعداد برامج لهن مبعزل عن انتامئهن‪ ،‬برامج تحدد‬ ‫العمل البلدي وترقيته اىل املستوى املطلوب ألن‬ ‫االنتخابات البلدية ‪ -‬ويف نظري ‪ -‬أكرث أهمية‬ ‫من االنتخابات النيابية‪ ،‬وهذا مفقود يف ثقافتنا‬ ‫السياسية ببعديها اإلمنايئ والبيئي ألن العمل‬ ‫البلدي لصيق أكرث بهموم الناس ومشاكلهم‬ ‫وأحالمهم ومن شأنه أن يكون رافعة للعمل‬ ‫السيايس‪ .‬ولهذا قد يكون حضور املرأة عام ًال‬ ‫تطوراً وتقدماً ألنها وبحكم اهتامماتها فإن‬ ‫نظرتها تكون أوضح وأكرث واقعية‪ ،‬وألنها أمام‬ ‫اختبار فعيل فان جهودها ستكون مضاعفة ما‬ ‫يجعل النجاح أمراً أكيداً‪.‬‬ ‫وأملت ميني يف الختام‪ :‬أن نصل يوماً ما اىل‬ ‫السؤال عن الكفاءة وليس عن الجنس‪ ،‬تلك‬ ‫األزمة التي يعاين منها جميع دول العامل‪،‬‬ ‫حتى تلك التي تدعي عدم التمييز واإلحصاءات‬ ‫خري شاهد عىل ذلك‪ .‬لذا أمام اإلنسان مشوار‬ ‫نضايل حقوقي لتحصيل حق املرأة فيتكامل‬ ‫املجتمع‪ ،‬ألن املوضوع ليس موضوع امرأة بل‬ ‫موضوع مجتمع يعاين‪ ،‬وعليه أن يجتهد‬ ‫لتحصيل الحقوق التي تجعل منه مجتمعاً‬ ‫راقياً‪ ،‬وأكرب عامل مساعد يف لبنان هو أن‬ ‫نعمل للوصول اىل دولة مدنية تحفظ حق‬ ‫وتحصن املرأة الرازحة تحت الترشيعات‬ ‫الجميع‬ ‫ّ‬ ‫والتباينات يف املذاهب والديانات‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫منى فايز شكر‪:‬‬ ‫الكوتا تشعرنا بالشفقة‬

‫وعن حزب البعث العريب االشرتايك السيدة‬ ‫منى شكر من جهتها أبدت عدم اقتناعها‬ ‫بفكرة الكوتا النسائية ومرادفاتها من الكلامت‬ ‫التي تجعل املستمع أو القارئ يشعر كأنه من‬ ‫الشفقة والضعف تجاه هذا العنرص القوي‬ ‫والذي اعتربه العنرص األقوى يف املجتمع واألقوى‬ ‫عىل اإلطالق‪.‬‬ ‫وتابعت شكر‪ :‬أن املرأة األم‪ ،‬هي موضع تقدير‬ ‫ومحبة واحرتام من أوالدها‪ ،‬واألم هي النواة‬ ‫األساسية والدعامة األقوى يف املجتمع الصغري‬ ‫(الذي هو األرسة)‪ ،‬فاألم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫أعددت شعباً طيب األعراق‪...‬‬ ‫فاملرأة هي الزوجة‪ ،‬ونحن زوجات وأمهات ونعرف‬ ‫تأثري تربيتنا عىل أبنائنا وبناتنا‪ ،‬ونعرف كيف‬ ‫نريب زوجات يستطعن التأثري واملشاركة يف‬ ‫الحياة الفعلية للرجال‪ ،‬نعرف متاماً كيف تشارك‬ ‫املرأة الرجل يف حياته‪ ،‬ويف أمهات أفكاره‪ ،‬وكل‬ ‫شؤونه وشجونه سواء كانت زوجة أم حبيبة أم‬ ‫أخت أم غريه‪.‬‬ ‫لذلك فتحديد الكوتا للمرأة هو تحديد لها‪،‬‬ ‫ما يعكس خصائصها وميزاتها‪ ،‬معلنة رفضها‬ ‫للفكرة سواء كانت املرأة يف الخطوة األمامية‬ ‫أو يف الصدارة أو مل تكن فهي موجودة‪ ،‬وعىل‬ ‫كل املستويات الصالحة والطالحة‪ ،‬أما بالنسبة‬ ‫للحقوق‪ ،‬فنحن لسنا بحاجة ملن يعطينا‬ ‫حقوقنا‪ ،‬ألن املرأة هي التي تريب‪ ،‬وهي التي تزرع‬ ‫يف عقول أبناءها رجال املستقبل ما ت ّود أن تكون‬ ‫عليه‪ ،‬وناقد اليشء ال يعطيه‪ ،‬معتربة أن املرأة‬ ‫التي أعطت للمجتمعات يف كل العصور وعىل‬ ‫م ّر كل الحضارات املتعاقبة عباقرة ومفكرين‬ ‫وعامل وفالحني وبنائني وفنانني وسياسيني‬ ‫ليست بحاجة ملن يحدد دورها بـ‪ %20‬أو ‪ %30‬أو‬ ‫حتى ‪ %90‬ألنها هي من متتلك زمام األمور وبيدها‬ ‫كل املفاتيح ومتى أرادت ّ‬ ‫رشعت أمام ذاتها كل‬ ‫األبواب املوصدة‪.‬‬ ‫وال خوف علينا ألننا نحن نعطي اآلخر كل ما‬ ‫ميلك و نزرع برأسه هذه األفكار ونحن املشاركات‬ ‫األساسيات يف كل الحياة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب مرأة‬ ‫لني وهاب ‪ :‬النسبية يف حصة‬ ‫املرأة ليست هدفاً‬

‫للخدمات‬ ‫التوحيدية‬ ‫املؤسسة‬ ‫رئيسة‬ ‫االجتامعية السيدة لني وهاب استهلت حديثها‬ ‫بالتوقف عند دور املرأة بشكل عام‪ ،‬ال سيام يف‬ ‫إطار النهوض باملجتمع‪ ،‬ملا فيه األفضل حيث أن‬ ‫املرأة بدأت ومنذ فرتة القيام بأعامل خارج منزلها‬ ‫وأرستها يف إطار الوظائف العامة‪ ،‬واملشاركة يف‬ ‫إحياء الجمعيات النسائية وباتت تشارك الرجل‬ ‫يف تحمل املسؤولية بشقيها املعنوي واملادي‪،‬‬ ‫أي من حيث السهر عىل تربية أوالدها واحرتام‬ ‫دميومة أرستها ومعالجة أوضاعهم الشخصية‬ ‫والعامة واملساهمة يف تأمني املداخيل املادية‬ ‫التي تضمن لها ولعائلتها الحياة الحرة الكرمية‪.‬‬ ‫لذا صار وجودها مرتبطاً عضوياً يف بناء‬ ‫املجتمع بكافة جوانبه الفكرية واالجتامعية‬ ‫واالقتصادية وباتت تتكبد يف حركتها أثقاالً‬ ‫تدفع بها لالتجاه نحو املشاركة يف صلب الحياة‬ ‫االجتامعية بكل مضامينها وأبعادها‪.‬‬ ‫ومن هنا تأيت مشاركتها يف الجمعيات‬ ‫واألندية لتساهم أيضاً اىل جانب الرجل يف تقديم‬ ‫الحالة املطلوبة لنهضة املجتمع وتقدمه‪ ،‬لذا فإن‬ ‫مشاركتها يف املجالس البلدية املحلية أصبح أمراً‬ ‫واقعاً‪ ،‬ملا تتاميز به من إحاطة باملفهوم البلدي‬ ‫وتأمني سالمة الجيل الذي يطمح لالستقرار يف‬ ‫بيئة سليمة من كافة جوانبها‪.‬‬ ‫وتابعت وهاب‪ :‬الوصول للندوة الربملانية‬ ‫ليس رشطاً أساسياً‪ ،‬ألن معايري املجالس املحلية‬ ‫تختلف جذرياً عن املجلس النيايب ملا للمجالس‬ ‫املحلية من خصوصية داخلية يف تكوين العائالت‬ ‫والتي تشكل العامل األسايس يف النجاح‪ ،‬أما‬ ‫معايري الندوة الربملانية فتأخذ األبعاد الحزبية‬ ‫والسياسية‪ ،‬مشرية اىل أن مشاركة املرأة يف‬ ‫االحزاب قليلة جداً إذا ما قيست مبشاركتها يف‬ ‫الجمعيات األخرى‪.‬‬ ‫وأضافت وهاب‪ :‬ليست املسألة‪ ،‬مسألة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫النسبية فعندما تصبح املرأة يف ميدان الحياة‬ ‫تشارك الرجل يف كل يشء‪ ،‬ال تعود النسبة هدفاً‬ ‫ومطلباً ألن وجودها بات مؤثراً يف السياق العام‬ ‫لشؤون الحياة‪ .‬وهنالك العديد من املراكز الكبرية‬ ‫التي وصلت اليها املرأة يف لبنان والعامل‪ ،‬وأثبتت‬ ‫قدرتها عىل تويل املسؤولية بكل جرأة واحرتام‪،‬‬ ‫معتربة أن طرح النسبة يف هذه املسألة ليست‬ ‫سوى حالة انتقالية للمشاركة الكاملة يف‬ ‫صنع القرار‪ ،‬ويف املستقبل الذي النتمناه أن‬ ‫يكون بعيداً‪.‬‬ ‫أما حقوق املرأة فهذه مسألة يجب أن تعالج‬ ‫يف األنظمة والقوانني املدنية والدينية وتلك‬ ‫مرحلة ال بد لنا من القيام بها عرب جمعيات‬ ‫ومؤمترات هادفة تستحق عىل أثرها قانون‬ ‫املساواة‪ ،‬كونها األم واملربية واملوجهة والقامئة‬ ‫عىل تأمني كافة متطلبات الحياة ألرستها‬ ‫وبالتايل لوطنها وانتامئها الفكري والنضايل‪.‬‬

‫نور سلامن‪ :‬املشكلة أبعد من‬ ‫مساحة الكوتا‬

‫كونها مستشارة للمجلس النسايئ‪ ،‬ولكنها‬ ‫من جهة أخرى مأخوذة بفكرة اإلصالح يف هذا‬ ‫الوطن املعذب‪.‬‬ ‫ورأت سلامن أن املشكلة أبعد بكثري من‬ ‫مساحات هذه الكوتا وإن الحصول عليها قد‬ ‫ال يكون فيه الحل ألن يف الواقع الذي نحن فيه‬ ‫حيث الطائفية والعشائرية والتحزبات الضيقة‬ ‫جداً‪ ،‬قد تكون هذه الحلول الجزئية أسرية هذا‬ ‫الواقع وتابعة وخاضعة له‪.‬‬ ‫وأضافت سلامن‪ :‬إن تحسني دور املرأة يف كل‬ ‫املجالس هو تحسني لدور املواطن رجل كان أم إمرأة‪،‬‬ ‫متسائلة هل فكرة الكوتا نابعة من اجتهاداتنا‬ ‫أم هي من إمالءات منظمة األمم املتحدة املشغولة‬ ‫جداً بأمور البلدان النامية التي نحن منها؟‬ ‫وختمت سلامن‪ :‬املرأة يف لبنان محرومة من‬ ‫حقوق كثرية وكذلك الرجل‪ ،‬والحل األول هو يف‬ ‫حرية تزيل العقبات التي ما زالت تكرس أمراً‬ ‫واقعاً تستفيد منه فئة واحدة تتوىل هي وحدها‬ ‫شؤوننا بالخطأ أو بالصواب‪ ،‬مشرية اىل تأييدها‬ ‫لكوتا نابعة من وطن تفسح املجال للمواطنني‬ ‫األحرار نساء ورجال من تحصيل حقوقهم‪.‬‬

‫بسمة طرابليس‪:‬‬ ‫نقبل بها مرحلياً واملشكلة‬ ‫يف قانون االنتخاب‬

‫النسايئ‬ ‫للمجلس‬ ‫واملستشارة‬ ‫الشاعرة‬ ‫اللبناين الدكتورة نور سلامن أشارت اىل ما القاه‬ ‫شقيقها صالح سلامن من معارضة شديدة من‬ ‫قبل املسؤولني يف مدينة طرابلس عندما بادر‬ ‫ألول مرة اىل تعيني نساء ملجالس البلدية وذلك‬ ‫يف مجليس بلدية الشويفات وصيدا حني كان‬ ‫يشغل منصب وزير للداخلية‪ ،‬ما جعله يعيد‬ ‫النظر يف هذا الطرح ويرتاجع عن قراره يف تعيني‬ ‫سيدات يف املجلس البلدي يف طرابلس رغم توافر‬ ‫عنارص نسائية مشهود لها بالكفاءة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للكوتا الحظت سلامن اهتامماً‬ ‫شديداً وملحوظاً لدى الجمعيات املدنية‪ ،‬كام‬ ‫لدى شخصيات كثرية رسمية وغري رسمية بهذا‬ ‫املوضوع معلنة تضامنها مع املجلس النسايئ‬ ‫يف املطالبة بكوتا نسائية تفوق العرشين باملئة‪،‬‬

‫‪62‬‬

‫عضو االتحاد النسايئ الوطني يف املؤمتر‬ ‫السيدة بسمة طرابليس‬ ‫الشعبي اللبناين‬ ‫أوضحت أن الدستور اللبناين كفل حق التصويت‬ ‫والرتشيح للمرأة وإعرتف لها بحق املشاركة‬ ‫يف الحياة السياسية بشكل كامل‪ .‬ومع ذلك‬ ‫فإن النساء وهن يشكلن أكرث من ‪ %50‬من‬ ‫سكان لبنان يواجهن عقوبات كثرية للمشاركة‬ ‫يف الحياة السياسية بسبب عوائق ذات أبعاد‬ ‫سياسية وقانونية وإقتصادية وثقافية‪ .‬فبالرغم‬

‫من اعرتاف الجميع مبساهمة املرأة اللبنانية‪،‬‬ ‫ونجاحها يف اإلنجازات السياسية والثقافية‬ ‫واإلجتامعية واإلقتصادية والعلمية‪ ،‬فإنها مل‬ ‫تصل إىل مراكز القرار السيايس إال بنسبة‬ ‫ضئيلة جداً‪ .‬لذا كان ال بد من وضع آلية تدفع‬ ‫وتعزز املشاركة السياسية لها ومن هنا كان طرح‬ ‫آلية الحصة (الكوتا) من الكثري من الجمعيات‬ ‫والناشطات النسائية ومنها نحن كعضو فاعل‬ ‫يف املجلس النسايئ اللبناين عىل أن يتم العمل‬ ‫بنظام الكوتا كإجراء مرحيل لتحقيق التوازن‬ ‫العادل املناسب بني املرأة والرجل‪.‬‬ ‫وتابعت طرابليس‪ :‬هذا النظام سوف يتيح‬ ‫للمجتمع اإلفادة من إسهام النساء بكفاءتهن‬ ‫بقدر اإلفادة منها‪ .‬وهذا يعني تحميل مفهوم‬ ‫الدميقراطية معناه بالكامل‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬مع تأييدنا لهذا النظام وتأكيدنا عىل‬ ‫أن تعتمد هذه اآللية بشكل مؤقت ومرحيل إال‬ ‫أننا نعتقد أن املشكلة األساسية التي نعانيها‬ ‫اليوم كنساء وكلبنانيني هي القانون اإلنتخايب‬ ‫اللبناين بحد ذاته‪ ،‬إن كان عىل صعيد االنتخابات‬ ‫البلدية أو الربملانية‪ ،‬فمرشوع قانون البلديات‬ ‫الذي أحالته حكومة اتفاق الدوحة إىل املجلس‬ ‫النيايب منذ أيام يكرس تسلط الطبقة الحاكمة‬ ‫عىل بلديات لبنان‪ ،‬مبا يتناقض مع أبسط قواعد‬ ‫الدميقراطية ويجهض املطالب الشعبية بقيام‬ ‫حكم حقيقي قادر عىل حل مشاكل املواطنني‬ ‫يف إطار الدولة املركزية‪.‬‬ ‫كام أن القوانني االنتخابية الربملانية أو‬ ‫البلدية التي إعتمدت منذ بداية التسعينات‬ ‫تناقضت مع اتفاق الطائف الذي رسخ السلم‬ ‫األهيل وتوافقت مع أهواء الطبقة التي حكمت‬ ‫لبنان حيث أقرت هذه الطبقة قانونية تعليق‬ ‫“كوتا” طائفية ومذهبية ومناطقية بشكل‬ ‫مرحيل ومؤقت تحقيقاً للمصلحة العامة‬ ‫وتأميناً للدميقراطية الفعلية عن طريق التمثيل‬ ‫النسبي لجميع الطوائف ويف كل املناطق‪ ،‬حتى‬ ‫إقرار قانون انتخايب وطني ال طائفي‪ ،‬متسائلة‬ ‫ما املانع من تطبيق كوتا نسائية بصورة مرحلية‬ ‫ولفرتة إنتقالية لحني إقرار القانون الالطائفي؟‬ ‫وما املانع من إقرار كوتا بنسبة ‪ %30‬للنساء كام‬ ‫طالبت الهيئات النسائية؟‬ ‫ورأت أنه من حق املرأة اللبنانية التي استطاعت‬ ‫النجاح يف مواقع قيادية ويف مراكز علمية‬ ‫وثقافية وقضائية وإقتصادية وإجتامعية ونقابية‬ ‫ومهنية أن تشارك يف صنع القرار السيايس‪.‬‬ ‫لذا فإن إعتامد الكوتا النسائية سوف يتيح‬ ‫لها مامرسة هذا الحقاً‪ ،‬ويثبت كفائتها ويحقق‬ ‫التوازن و النظام الدميقراطي ويؤمن املشاركة‬ ‫العادلة للمرأة‪.‬‬ ‫وختمت طرابليس‪ :‬لتحقيق الهدف‪ ،‬وتحسني‬ ‫موقع املرأة يف املجالس البلدية‪ ،‬سوف نتابع توعية‬ ‫املرأة لحقوقها وواجباتها‪ ،‬خاصة السياسية‬ ‫منها يف إطار الترشيعات املعمول بها‪ ،‬وحثها‬

‫عىل مامرسة هذه الحقوق يف إطار من اإليجابية‬ ‫األحزاب‬ ‫مطالبة‬ ‫واإلستمرارية‪،‬‬ ‫والفعلية‬ ‫السياسية واإلتحادات النقابية واملنظامت األهلية‬ ‫بإبراز موقع املرأة النضايل بصفتها رشيكاً‬ ‫كام ًال للرجل يف بناء وطنها وتطوير مجتمعها‬ ‫وإتاحة الفرص لها لتبؤ املراكز القيادية تساوياً‬ ‫مع الرجل‪.‬‬

‫لينا مخزومي‪ :‬مع الحقوق‬ ‫الكاملة للمرأة والكوتا غنب لها‬

‫مسؤولة العالقات العامة وعضو املكتب‬ ‫السيايس يف “حزب الحوار الوطني”‪ ،‬السيدة لينا‬ ‫مخزومي عويدات أ ّكدت أن “حزب الحوار الوطني”‬ ‫مع إعطاء املرأة حقوقها الكاملة وعىل مختلف‬ ‫املستويات‪ ،‬أو باألحرى مع تحصيل حقوق املواطن‬ ‫واملواطنة يف لبنان‪ ،‬ألن القوانني التي تجري عربها‬ ‫االنتخابات النيابية أو البلدية‪ ،‬وما شابه هي‬ ‫قوانني متييزية بني الفئات والطوائف واملذاهب‬ ‫واألفراد وهي حرصياً منوطة بتأمني وصول طبقة‬ ‫سياسية محددة‪.‬‬ ‫وبالتايل فإن املواطن أو املواطنة عىل ح ّد سواء‬ ‫مغبونون ألن أصواتهم وأصواتهن غري مسموعة‬ ‫أو فاعلة‪.‬‬ ‫أما يف ما يتع ّلق بـ “الكوتا” النسائية‬ ‫وجدت مخزومي فيها غبناً للمرأة‪ ،‬ألن تحصيل‬ ‫الحقوق يأيت عرب مامرسة أحقيتها يف خوض‬ ‫غامر االنتخابات عىل قدم املساواة بينها وبني‬ ‫الرجل‪ ،‬ال سيام من حيث التنافس حول الربامج‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ومبعنى أوضح بالتعاون بني أصحاب‬ ‫وجهة سياسية واقتصادية واجتامعية قد‬ ‫ميتلكها ويدافع عنها رجل وامرأة عىل حد‬ ‫سواء‪.‬‬ ‫ورأت مخزومي أن الكوتا عملية اصطناعية ال‬ ‫تؤدي املطلوب منها عىل مستوى تحقيق الذات‬ ‫من جهة وفيها بخس لحق املرأة يف االختيار الحر‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬إنها باختصار إضعاف “مقنع”‬

‫‪63‬‬

‫لحق املرأة يف مامرسة الشأن العام إذ يأيت موقعها‬ ‫هزي ًال سواء عىل مستوى السلطة أم عىل‬ ‫مستوى القاعدة‪ ،‬وبالتايل فإن عمليات اإلصالح‬ ‫االنتخايب هي الطريق األسلم ملامرسة كل من‬ ‫الرجل واملرأة واجباتهام وتحصيل حقوقهام‪.‬‬

‫أزهار إسامعيل‪:‬‬ ‫نؤيدها من حيث املبدأ‬

‫عضو «حركة الشعب» السيدة أزهار‬ ‫إسامعيل من جهتها اعتربت أن الكوتا النسائية‬ ‫من حيث املبدأ ال بد من تأييدها مع مالحظة أن‬ ‫اهتامم املواطنني نسا ًء ورجاالً بالشؤون العامة‬ ‫واالنخراط السيايس واالقتصادي واالجتامعي‬ ‫ككل ال يتجزأ‪ ،‬ويجب أن يبدأ من خالل املناهج‬ ‫الرتبوية والرتبية املدنية لفهم الحقوق والواجبات‬ ‫واإلحرتام والتعاون واملساواة بني الجنسني‪ ،‬أما‬ ‫إسقاطه من فوق دون التأسيس له تربوياً من‬ ‫األسفل لن يؤيت نتائج عملية‪ ،‬عل ًام بأن املساواة‬ ‫الحقيقية حسب اإلحصاءات تعطي املرأة نسبة‬ ‫‪ %51‬من السكان‪ ،‬حيث تبدو نسبة ‪( %20‬كوتا‬ ‫نسائية) قليلة‪ .‬وبيت القصيد هو تربية املرأة‬ ‫وتدربيها عىل األنخراط بالشأن العام‪.‬‬ ‫وأضافت اسامعيل‪ :‬رمبا هذه النسبة تفتح‬ ‫الطرق لالنتخابات النيابية باإلشارة للرتبية‬ ‫العامة للمرأة منذ مرحلة التعليم األسايس‬ ‫وتعويدها عىل االنخراط يف األحزاب والنقابات‬ ‫والنشاطات املختلفة‪.‬‬ ‫أما بخصوص الحقوق اعتربت اسامعيل أن‬ ‫الكوتا ال تعطي املرأة حقوقها عل ًام بأن الدستور‬ ‫ينص باألساس عىل املساواة بني املواطنني إناثاً‬ ‫وذكورا‪ ً،‬ولكن يف التطبيق ال تزال املرأة اللبنانية‬ ‫محرومة من إعطاء جنسيتها ألبنائها عىل‬ ‫سبيل املثال‪.‬‬ ‫وختمت اسامعيل‪ :‬نحن نحاول لفت نظر‬ ‫اإلصالحيني يف الوطن لرضورة إالء هذا املوضوع‬ ‫حقه‪ ،‬بد ًءا من املدرسة وانتها ًءا باألحزاب‬ ‫والنقابات والجمعيات النسائية‪ ،‬وكل املهتمني‬ ‫بالشأن العام والتقدم يف املجتمع‪ ،‬ومنهم جهد‬ ‫حركة الشعب املتواضع مع غريها من املنظامت‬ ‫واألحزاب ذات الرؤية الوطنية التقدمية‬ ‫التوحيدية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب بيئة‬

‫زالزل‪ ،‬عواصف شمسية‪ ،‬ونفط أبيض‬ ‫مجدي سعد لـ «منبر التوحيد»‪ّ :‬إنه زمن المعرفة‪ ،‬فهل من عارفين؟‬ ‫هل ستحصل عاصفة شمسية يف العام‬ ‫‪2012‬؟ هل ستكون نهاية العامل‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫أن تو ّق َع العلامء من خالل دراسات عديدة ظواهر‬ ‫مختلفة للشمس شبيهة بتلك التي حدثت‬ ‫يف عام ‪ ،1859‬وما هي تأثريات هذه الظواهر‬ ‫الفضائية عىل األرض؟‬ ‫ماذا عن إمكانية تع ّرض لبنان لزلزال مد ّمر إذا‬ ‫تح ّركت إحدى الفوالق الجيولوجية فيه؟ وماذا‬ ‫عن جهوزية الدولة وإداراتها ومراكزها ملواجهة‬ ‫األخطار والنتائج والقيام باإلسعافات الالزمة؟‬ ‫ُّ‬ ‫تدق مضاجع اللبنانيني اليوم‬ ‫أسئلة كثرية‬ ‫وتشغل الوسط البيئي العلمي خصوصا‪ً.‬‬ ‫تساؤالت متعددة حملناها ملَنْ تع ّمق يف‬ ‫البحث العلمي وأصبح ميتلك معلومات مهمة‬ ‫ومتجددة باستمرار حول التغيرّ ات املناخية‬ ‫والتأثريات الطبيعية عىل كوكب األرض وعىل‬ ‫األصعدة كافة‪ ،‬خاصة اقتصادات املعرفة‬ ‫وعالقتها بالعلوم‪ .‬من هنا كان لقاؤنا مع رئيس‬ ‫تحرير مجالت علم وعامل مجدي سعد‪ ،‬وهو‬ ‫الذي حاور العديد من العلامء العامليني الفقهاء‬ ‫يف األبحاث العلمية‪ ،‬وتابع دراساتهم‪ ،‬يف‬ ‫محاولة لإلجابة عىل التساؤالت وإثبات صحة‬ ‫أو خطأ التو ّقعات بحدوث الزالزل أو العواصف‬ ‫الشمسية أو غريها‪ ،‬فكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫أوالً‪ ،‬يف موضوع الزالزل وإمكانية حدوثها يف‬ ‫لبنان‪ ،‬قال سعد‪ :‬بدأ املوضوع عام ‪2007‬عندما‬ ‫أثار العالِم اللبناين عطا الياس اهتامم وسائل‬ ‫اإلعالم العاملية‪ ،‬بعد إعالنه عن اكتشافه لفالق‬ ‫يف البحر أطلق عليه تسمية فالق جبل لبنان‪.‬‬ ‫وهو يبتعد عن الشاطىء اللبناين بني ‪ 6‬إىل ‪10‬‬ ‫كيلومرتات‪ ،‬وتقريباً ميتد أمام الشاطىء بأكمله‪،‬‬ ‫وقد أدى هذا الفالق بحسب األبحاث العلمية‬

‫الدولة الغائب األكرب عن اتخاذ‬ ‫إجراءات مواجهة الزالزل‬ ‫ولكن هل سيقع الزلزال أم ال؟‬ ‫املوضوع ليس إذا ستقع الزالزل غداً أو بعد‬ ‫غد ألنها حت ًام ستحصل بوجود الفوالق‪ ،‬ولكنّ‬ ‫املسألة هي ماذا نفعل ملواجهتها؟ وهذا ما‬ ‫يتوجب عىل الدولة اإلجابة عليه‪.‬‬ ‫ّ‬

‫تصوير‪ :‬ع ّباس ّ‬ ‫خشاب‬

‫التي قام بها عطا الياس إىل تدمري بريوت ومدن‬ ‫مختلفة عىل الساحل اللبناين يف زلزال عام‬ ‫‪ 571‬ق‪ .‬م‪.‬‬ ‫وتشري أبحاث عطا الياس إىل ّأن فالق جبل‬ ‫لبنان سبقَ وتح ّرك عدة مرات يف التاريخ‪ ،‬وقد‬ ‫أطلق الياس تسمية “فالق جبل لبنان” عليه ّ‬ ‫ألن‬ ‫تح ّركاته أدّت إىل والدة “جبال لبنان”‪ .‬وباإلضافة‬ ‫لهذا الفالق‪ ،‬يعلم العاملون يف الوسط‬ ‫الجيولوجي بوجود فوالق أخرى كـ”فالق روم”‪ ،‬الذي‬ ‫تسبب بزلزال عام ‪ ،1957‬وفالق اليمونة‪ ،‬وفالق‬ ‫رسغايا‪ .‬هذه الفوالق الثالث متف ّرعة عن فالق‬ ‫الرشق الكبري أو املرشق الكبري‪ ،‬الذي شهد عدة‬

‫الشاطىء اللبناين ‪ :‬ارتفع منذ حوايل ‪ 1500‬سنة عند حدوث الزلزال الذي رضب الساحل اللبناين عام ‪ 552‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اإلغايث‪ ،‬والقيام بحمالت توعية للناس بحيث‬ ‫تفيدهم عن كيفية تدعيم أبنيتهم ومنازلهم‬ ‫القامئة – إذ ال يحتاجون للبناء من جديد ‪ -‬فهناك‬ ‫الكثري من اللبنانيني امليسورين قادرون عىل‬ ‫تدعيم منازلهم‪ ،‬لكن يبقى الجزء األكرب منهم‬ ‫غري قادرعىل ذلك‪ .‬واملطلوب هنا إقامة صندوقاً‬ ‫شبيه بصندوق اإلسكان يؤ ّمن القروض الطويلة‬ ‫األمد حتى يتسنّى للبنانيني إنقاذ أبنائهم‬ ‫وبيوتهم‪ .‬أما أ ّال تقوم الدولة اللبنانية بأيّ من‬ ‫هذه األعامل‪ ،‬فهذا أمر غري مقبول والسياسيون‬ ‫مطالبون بتربير تقصريهم أمام الشعب‪.‬‬ ‫لو كانت الدولة قادرة عىل إنقاذ حياة لبناين‬ ‫واحد ومل تتحرك لفعل ذلك‪ ،‬فإن هذا التقصري‬ ‫يصل إىل مستوى الجرمية‪ ،‬فكيف إذا كان الطلوب‬ ‫إنقاذ ماليني اللبنانيني؟‬

‫‪64‬‬

‫زالزل يف التاريخ‪ ،‬يبدأ بالعقبة مروراً بالبحر امل ّيت‪،‬‬ ‫ويتف ّرع إىل اليمونة ورسغايا وروم يف لبنان وصوالً‬ ‫إىل الحدود الرتكية‪ .‬ويقول عطا الياس ّأن فالق‬ ‫جبل لبنان يتح ّرك بشكل دوري كل ‪ 1500‬إىل‬ ‫‪ 1700‬سنة‪ ،‬ونحن اآلن نقرتب من حدود الـ ‪1500‬‬ ‫سنة‪ .‬ال أحد يريد إثارة الذعر لدى الناس ولكن ما‬ ‫نريد القيام به هو دفع الدولة واملسؤولني إلتخاذ‬ ‫إجراءات تح ّد من الخسائر يف األرواح واملمتلكات‬ ‫يف حال رضب زلزال لبنان‪.‬‬ ‫وعن اإلجراءات الواجب إتخاذها‪ ،‬أجاب‪ :‬أول‬ ‫إجراء مهم يجب اتخاذه هو تجهيز لبنان مبركز‬ ‫أبحاث للزالزل يكون فيه علامء كبار يف هذا الحقل‬ ‫كالعالِم الجيوفيزيايئ الفرنيس “بول تامبومييه”‬ ‫الخبري بالجيولوجيا اللبنانية والعالِم اللبناين‬ ‫عطا الياس‪ ،‬وإذا احتاج األمر بعد الحوار معهام‬ ‫إىل استخدام علامء آخرين من أوروبا وأمريكا‪ ،‬فال‬ ‫بد من القيام بذلك‪ ،‬أو عىل األقل إقامة تعاون بني‬ ‫معهد جيوفيزيايئ لبناين واملعاهد الجيوفيزيائية‬ ‫العاملية يف دول مثل اليابان وفرنسا وأمريكا التي‬ ‫متلك معاهد متطورة للعلوم والزالزل‪.‬‬ ‫وقد ُيفاجأ كثريون عندما يعلمون ّأن أجهزة‬ ‫املراقبة عرب األقامر االصطناعية ‪ GPS‬التي‬ ‫توضع عىل الفوالق‪ ،‬متدنية الكلفة كثرياً‪ ،‬لكننا‬ ‫اليوم ال منتلك هذه األجهزة ّ‬ ‫ألن الدولة اللبنانية‬ ‫ُ‬ ‫سألت الدكتور‬ ‫مل تأخذ قراراً باستريادها‪ .‬وقد‬ ‫عطا الياس عن عدد األجهزة التي يحتاجها حتى‬ ‫يضمن مراقبة دامئة لحركة األرض عىل الفوالق‪،‬‬

‫خريطة لبنان التي تحتوي الفوالق الطبيعية (للعالِم اللبناين عطا الياس)‬

‫فقال‪“ :‬سبعة أجهزة”‪ ،‬أي ال تتعدى كلفتها املئة‬ ‫ألف دوالر‪ ،‬وتساءل سعد ملاذا مل ُتقدم الدولة‬ ‫عىل رشاء هذه األجهزة أو غريها من األجهزة‬ ‫األخرى التي يحتاجها العلامء للقيام بأبحاثهم‬ ‫حول موضوع الزالزل؟‬ ‫لكنّ الدولة تأخذ “رضيبة الزالزل” من‬ ‫املواطنني‪ .‬أال يجب استخدام هذه امليزانية‬ ‫لرشاء األجهزة؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬وعىل الدولة القيام باملطلوب منها‬ ‫عىل الصعيد العلمي عىل أكمل وجه‪ .‬قد يقول‬ ‫البعض ّأن تو ّقع الزالزل مستحيل‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫الكالم عا ٍر من الصحة ّ‬ ‫ألن هناك أمثلة وأدلة حول‬ ‫العامل تشري إىل أنه يف أوقات مختلفة‪ ،‬متكن‬ ‫علامء من تو ّقع حدوث الزالزل‪ ،‬مع أنهم طبعاً ال‬ ‫ميكنهم تحديد يوم وساعة ذلك‪ ،‬بل فرتة زمنية‬ ‫قد متتد من أشهر إىل سنوات‪ .‬أضف إىل ذلك‪،‬‬ ‫تحدث زالزل كثرية ويعجز العلامء عن تو ّقعها‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬املطلوب هنا إعداد خطط الطوارىء للزالزل‬ ‫يف حال وقعت أم ال‪ ،‬ما يجعلنا نطرح األسئلة‬ ‫التالية‪ :‬هل مستشفيات لبنان مه ّيأة للصمود‬ ‫أمام هذا الزلزال يف حال وقوعه؟ هل ثكنات‬ ‫الجيش وقوى األمن وأبنية الصليب األحمر والدفاع‬ ‫املدين مه ّيأة لتح ّمل زلزال كبري؟ هذا ما يجب‬ ‫أن تسأله الدولة من خالل دراسة ميدانية ّ‬ ‫ألن‬ ‫االعتامد سيكون عىل هذه املؤسسات القادرة‬

‫عىل إسعاف الناس يف حال وقوع الكارثة‪.‬‬ ‫أضف اىل أسئلة أخرى ال تقل أهمية عن‬ ‫وأنتج‬ ‫سابقاتها‪ :‬إذا تح ّرك فالق جبل لبنان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫زلزاالً بق ّوة ‪ 7.5‬عىل مقياس ريخرت‪ ،‬كام يقول‬ ‫عطا الياس‪ ،‬هل ستصمد الجسور واألنفاق يف‬ ‫لبنان؟ وهل سيكون هناك طرقاً سالكة إليصال‬ ‫املساعدات؟ هل سيكون مطار بريوت الدويل‬ ‫ومرفأ بريوت قاد َرين عىل استقبال املساعدات‬ ‫خاصة وأ ّنهام عىل الساحل أي قرب الفالق؟‬ ‫وأضاف سعد‪ :‬اىل أنه يجب أن يكون هناك‬ ‫خطة لتدعيم أبراج االتصاالت يف حال حدوث‬ ‫زلزال‪ ،‬أو استحداث وسائل اتصال طوارىء لقوى‬ ‫األمن والجيش وا ُملسعفني وهيئات اإلغاثة‪ .‬تلك‬ ‫األسئلة مجتمعة‪ ،‬مرشوعة يف بل ٍد مير به أكرث‬ ‫من فالق‪ ،‬وهو مع ّرض للزالزل وتاريخه يشهد عىل‬ ‫ذلك‪ .‬من هنا نسأل الدولة اللبنانية‪ :‬ماذا تفعلون‬ ‫للتحضري للزالزل؟ هل املدارس اللبنانية التي‬ ‫يجب أن تكون أبنيتها مضادّة للزالزل “بشكل‬ ‫إجباري” قادرة عىل مواجهة أخطارها يف حال‬ ‫وقوعها أثناء اليوم املدريس؟ هل تخ ّيلت الدولة‬ ‫ما سيحصل يف املدارس التي تحتوي “مستقبل‬ ‫لبنان” يف حال وقوع الزلزال بق ّوة ‪7.5‬؟‬ ‫فاملطلوب وضع قانون يفرض فوراً تدعيم املباين‬ ‫كاملستشفيات واملدارس واملرافق الحيوية والجسور‬ ‫وإدارات الدولة املعنية‪ ،‬من أجل تسهيل العمل‬

‫‪65‬‬

‫العاصفة الشمسية‬ ‫لن تقتل البرش‬ ‫أما عن موضوع نهاية العامل يف العام ‪،2012‬‬ ‫قال سعد‪:‬‬ ‫لقد تكلمنا عدة مرات وراجعنا كل‬ ‫السيناريوهات املوجودة يف موضوع نهاية العامل‪،‬‬ ‫كم هائل من‬ ‫لكن ما أثار الذعر لدى الناس‪ ،‬هو ٌّ‬ ‫الكتب التي صدرت يف العامل وتتحدث عن انتهاء‬ ‫تقويم “املايا” يف ‪ 21‬كانون األول من العام ‪.2012‬‬ ‫وقد قام مر ّوجو وكتّاب هذه الكتب بالتأكيد أ ّنها‬ ‫إشارات‪ :‬البعض قال إنها نهاية العامل‪ ،‬والبعض‬ ‫اآلخر قال إنها إشارات لتجدّده‪ ،‬متوجهاً اىل القارئ‬ ‫لفهم هذه الظاهرة‪“ :‬لو كانت حضارة املايا قادرة‬ ‫عىل تو ّقع نهاية العامل‪ ،‬كان حريٌّ بها إذاً أن تتوقع‬ ‫نهاية حضارتها عىل يد اإلسبان‪ ،‬ولكنها عجزت‬ ‫عن ذلك”‪ .‬لقد أنتج سيناريو نهاية العامل عرشات‬ ‫ماليني الدوالرات لدور النرش والسينام يف العامل‬ ‫الغريب‪ ،‬إذ يكفي الذهاب ألي موقع الكرتوين لبيع‬ ‫الكتب عىل اإلنرتنت كموقع “أمازون أو بارنز أند‬ ‫نوبل” أو غريها حتى ندرك حجم تجارة التخويف‪.‬‬ ‫وإذا راجعنا كل األدبيات العلمية‪ ،‬فلن نجد‬ ‫عالِ ًام واحداً من ماليني العلامء املوجودين اليوم‬ ‫عىل الكرة األرضية‪ ،‬يتحدث عن سيناريو نهاية‬ ‫العامل يف العام ‪ 2012‬أو يف سنوات أخرى‪ ،‬بل‬ ‫يوجد سيناريو “علمي” يتحدث عن أن العاصفة‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب بيئة‬ ‫الشمسية تحدث حني تقذف الشمس – بسبب‬ ‫نشاطها – باتجاه األرض يف أوقات مع ّينة كتلة‬ ‫الجسيامت العالية الطاقة ‪Mass‬‬ ‫هائلة من‬ ‫ُ‬ ‫‪.)CME( Cronal Ejection‬‬ ‫وتتوقع دراسة رعتها املؤسسة الوطنية للعلوم‬ ‫يف أمريكا (‪ )NSF‬بالتعاون مع وكالة الفضاء‬ ‫األمريكية (‪ ،)NASA‬حصول عاصفة شمسية يف‬ ‫العام ‪ ،2012‬لكن هناك علامء يخالفون العالِم‬ ‫الذي وضع الدراسة الرأي‪ ،‬ويقولون أنها رمبا تحدث‬ ‫يف الـ ‪ 2010‬أو ‪ 2011‬أو حتى ‪ 2023‬أو غريها‪ .‬إذاً‬ ‫هناك اختالف يف اآلراء حول تلك الدراسة من‬ ‫الوسط العلمي نفسه‪ .‬لكن يف حال حدثت‬ ‫هذه العاصفة‪ ،‬فهي لن تطال البرش‪ ،‬بل ستطال‬ ‫األقامر االصطناعية املوجودة يف مدارات حول‬ ‫األرض‪ّ ،‬‬ ‫ألن هذه األقامر غري محم ّية كونها يف‬ ‫«الخالء الفضايئ»‪ ،‬حيث سيتع ّرض الغالف‬

‫رسم فني للعاصفة الشمسية‬

‫لشحن كهربايئ عالٍ مام‬ ‫الج ّوي لكوكب األرض‬ ‫ٍ‬ ‫قد يؤدي إىل انقطاع الكهرباء يف الدول القريبة‬ ‫من الشامل كالواليات املتحدة وكندا والدول‬ ‫االسكندنافية وشاميل روسيا والصني‪.‬‬ ‫وتفيد الدراسة أنه إذا حدث ذلك‪ ،‬سيغرق مث ًال‬ ‫‪ 150‬مليون أمرييك يف الظالم وسيكون هناك‬ ‫ّ‬ ‫تعطل‬ ‫خسائر بعرشات مليارات الدوالرات بسبب‬ ‫الحركة االقتصادية إذا توقفت االنرتنت والكهرباء‬ ‫وتوقفت الحركة االقتصادية يف وول سرتيت‬ ‫وغريها‪ .‬إذاً فاملوضوع – عىل األقل يف لبنان‬ ‫والعامل العريب ‪ -‬ال يحتاج للرعب والقلق وتخ ّيل‬ ‫نهاية العامل‪ .‬لن ميوت برش بسبب رضب جزيئات‬ ‫إشعاعية لكوكب األرض‪ ،‬إمنا التأثري سيطال‬ ‫االصطناعية‬ ‫كاألقامر‬ ‫العالية‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫وشبكات توزيع الكهرباء وغريها‪ .‬وتستطيع‬ ‫الدول املتقدمة التعامل مع هذا السيناريو‪،‬‬ ‫تم منذ فرتة ليست ببعيدة‬ ‫وتأكيداً عىل ذلك‪ّ ،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إرسال بعض األقامر االصطناعية العلمية‬ ‫لدراسة الشمس حتى يتمكن العلامء من تو ّقع‬ ‫العاصفة الشمسية قبل حدوثها‪.‬‬

‫اإلعالم العلمي‬ ‫يف العامل العريب‬ ‫َ‬ ‫أنت اليوم ممث ًال لإلعالم العلمي يف العامل‬ ‫العريب‪ .‬ماذا يريد هذا اإلعالم؟‬ ‫لقد أصبح اإلعالم العلمي رضورة أساسية‬ ‫عرص يحكمه العلم‪ .‬فالعلم اليوم يحكم‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫السياسة الدولية والصناعة والطب وكل يشء‪،‬‬ ‫إذ أن ‪ %70‬من اقتصاد العامل الحديث اليوم هو‬ ‫اقتصاد معرفة‪ ،‬أي ّأن العامل املتط ّور واملتقدّم‬ ‫يستند إىل ما تأيت به العلوم من اكتشافات‬ ‫واخرتاعات حتى يقوم بتصنيع‬ ‫منتجاته‪ ،‬وينافس بها يف حلبة‬ ‫االقتصاد العاملي‪ ،‬فمث ًال عام ‪2008‬‬ ‫رصفت الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫مبلغ ‪ 386‬مليار دوالر عىل البحث‬ ‫العلمي‪ ،‬ويف نفس الوقت رصفت‬ ‫الصني ‪ 218‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وإذا نظرنا إىل ميزانية البحث‬ ‫العلمي يف العامل يف عام ‪،2008‬‬ ‫فهي تتخطى األلف مليار دوالر‪،‬‬ ‫وهنا يربز السؤال‪ :‬ملاذا ترصف هذه‬ ‫الدول عرشات ومئات مليارات‬ ‫الدوالرات عىل البحث العلمي؟ ّ‬ ‫ألن‬ ‫هذا البحث سيضمن تف ّوقها يف‬ ‫املستقبل يف االقتصادات املختلفة‬ ‫املوجودة‪ .‬وإذا نظرنا إىل كمية ما‬ ‫رصف عىل البحث العلمي لدينا‬ ‫ُي َ‬ ‫كـ»عرب»‪ ،‬فهي ال تتخطى الثالث‬ ‫مليارات دوالر‪ ،‬يف وقت يصل اإلنفاق‬ ‫العلمي يف «إرسائيل» إىل ‪ 12‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬ويتخطى األلف مليار يف العامل‪ .‬وإذا أردنا أن‬ ‫يكون لنا شأن يف املستقبل‪ ،‬فعلينا تعزيز البحث‬ ‫العلمي ومحاولة إعادة مئات العلامء العرب من‬ ‫الخارج‪ ،‬يك يطلقوا مراكز أبحاث علمية تستطيع‬ ‫تشكيل أساس لرشكات متطورة كام يحدث‬ ‫يف ماليزيا وكوريا الجنوبية وتايوان ودول العامل‬ ‫املتقدّم حتى يكون لدينا صناعة معرفية يف حقل‬ ‫تكنولوجيا «النانو» وحقل الذكاء االصطناعي‬ ‫وحقل البيوتكنولوجيا أو «التكونولوجيا الحيوية»‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫إذا مل نقم بذلك‪ ،‬فنحن قادمون يف غضون‬ ‫عقدين عىل متغريات خطرية جداً أ ّولها محاولة‬ ‫إخراج النفط من معادلة اإلقتصاد العاملي‪ .‬و َمن‬ ‫يراجع األدبيات األمريكية السياسية والعلمية‪،‬‬ ‫يجد ّأن الواليات املتحدة كام يقول توماس فريدمان‬ ‫يف كتابه األخري(‪ .. Crowded and ,Flat ,Hot‬حار‪،‬‬ ‫مسطح ومزدحم)‪ّ ،‬أن عليها أن تضمن تف ّوقها‬

‫‪66‬‬

‫االقتصادي يف العامل من خالل العلوم والتوظيف‬ ‫يف الطاقات املتجددة كالطاقة الشمسية‬ ‫والهوائية وحتى الطاقة النووية‪.‬‬ ‫ويقول فريدمان أنه يك تضمن أمريكا تف ّوقها‬ ‫االقتصادي يف العامل‪ ،‬يجب أن تستند إىل نقطة‬ ‫الق ّوة لديها‪ ،‬أي إىل الجامعات األمريكية ومراكز‬ ‫األبحاث املتطورة املتصلة بها‪ .‬ألن العرص املقبل‬ ‫ليس عرص النفط األسود بل عرص النفط األبيض‬ ‫أي «العقل»‪ .‬فإذا تط ّورت األمور نحو إخراج النفط‬ ‫كمصدر رئيس للطاقة عىل كوكب األرض‪،‬‬ ‫واستطاعت التكنولوجيا أن تأيت مبصادر جديدة‬ ‫للطاقة‪ ،‬فحت ًام سيرتاجع االقتصاد العريب‬ ‫ألنه اقتصاد يعتمد بالدرجة األوىل عىل النفط‪،‬‬ ‫وتعتمد اقتصادياتنا يف بالد الشام عىل تحويالت‬ ‫أبنائنا العاملني يف الدول النفطية‪ .‬هنا نسأل‪:‬‬ ‫ماذا نحضرّ للمستقبل يف العقدين أو الثالثة‬ ‫رصح به‬ ‫عقود املقبلة؟ ال بد من العودة إىل ما ّ‬ ‫علامء كبار أمثال د‪ .‬فاروق الباز ود‪ .‬شارل عشيّ ود‪.‬‬ ‫جورج حلو ود‪ .‬إدغار شويري ود‪ .‬أحمد زويل‪ ،‬وهم‬ ‫علامء عرب متف ّوقون يقودون البحث العلمي يف‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬فقد ُب َّح صوتهم وهم يقولون‬ ‫لهذا العامل العريب‪« :‬انهض وابدأ بالبحث‬ ‫العلمي‪ .‬ال ترتك اآلخرون يقررون مستقبلك»‪.‬‬

‫«علم وعامل»‪ ..‬لبناء علامء‬ ‫املستقبل‬ ‫ماذا عن مجلة «علم وعامل»؟‬ ‫نحن يف «علم وعامل» نقوم باكتشاف‬ ‫ومحاورة العلامء يف الخارج حتى يتسنّى للقارىء‬ ‫العريب معرفة إىل أين يتّجه العامل‪ .‬وقمنا‬ ‫منذ فرتة بإطالق مبادرة هي األوىل من نوعها‬ ‫يف العامل العريب أسميناها «املبادرة املدرسية‬ ‫لتأسيس اقتصاد املعرفة»‪ ،‬ألنه إذا أردنا أن يكون‬ ‫لدينا علامء بعد ‪ 10‬أو ‪ 15‬عام بد ًءا من اليوم‪،‬‬ ‫يجب البدء بإلهام وتثقيف الطالب يف املدارس‬ ‫وربطهم باألبحاث العلمية الجامعية والقطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬هذا هو «مثلث النمو الذهبي»‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمدارس‪ ،‬فهي تقوم بتدريس املواد‬ ‫العلمية األربعة‪ :‬الكيمياء والبيولوجيا والفيزياء‬ ‫والرياضيات‪ ،‬لكنّ أستاذ العلوم يف املدرسة ال‬ ‫يعرف كيف تؤسس هذه العلوم األربعة لعرشات‬ ‫العلوم األخرى التي تدخل يف تأسيس اقتصاد‬ ‫املعرفة‪ .‬إذاً‪ ،‬الطالب العريب يدرس املادة الجافة‬ ‫يف كتابه املدريس بدالً من أن يرى تطبيقات‬ ‫تكنولوجيا «النانو» يف ابتكار مث ًال الروبوتات‬ ‫ّ‬ ‫وتنظفها‬ ‫النانوية التي تدخل إىل الرشايني‬ ‫وتحارب الفريوسات وتستهدف األورام الرسطانية‬ ‫أو التطبيقات األخرى لتكنولوجيا النانو كتطوير‬ ‫الخاليا الكهروضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية‬ ‫من الشمس أو صناعة الزجاج الذي يو ّلد‬ ‫الكهرباء‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬ماذا ينقصنا يك نبني معم ًال صغرياً‬ ‫عىل مساحة صغرية جداً يو ّلد لنا مئات ماليني‬ ‫الدوالرات؟ أين هم املخططون االقتصاديون العرب‬ ‫وماذا ينتظرون؟ نعم يوجد مؤمترات كثرية تتحدث‬ ‫عن اقتصاد املعرفة‪ ،‬ودراسات ملنظمة االونيسكو‬ ‫والـ ‪ ،UNDP‬ولكن ال يشء ُيط َّبق عىل األرض‪ .‬نحن‬ ‫أ ّمة تتعاطى مع العلم بثقافة اإلنشاء العريب‪،‬‬ ‫ثقافة شفهية فقط‪ .‬لذلك‪ ،‬قررنا يف مجلة‬ ‫«علم وعامل» مد الطالب العريب بالعلوم الحديثة‬ ‫والتي يوجد منها عرشات األنواع‪ ،‬وإعادة تثقيف‬ ‫أستاذ العلوم وربط الطالب العرب بالعلامء‪.‬‬ ‫لقد بدأنا هذه املبادرة يف لبنان والسعودية‬ ‫وعامن ودولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وقريباً يف‬ ‫سوريا واألردن والبحرين‪ ،‬ونسعى يف السنوات‬ ‫املقبلة إلطالق مسابقة «سفراء العلوم» حيث‬ ‫نختار طالباً متف ّوقني ونأخذهم إىل وكالة‬ ‫الفضاء األوروبية «إيسا» (‪ ،)ESA‬ومراكز أبحاث‬ ‫الخاليا الجذعية‪ ،‬ومراكز أبحاث النانو ومراكز‬ ‫أبحاث الذكاء االصطناعي وغريها‪ ،‬يك يقوموا‬ ‫بأنفسهم مبحاورة العلامء وإنتاج أبحاث وثائقية‬ ‫ُتع َرض عىل التلفزيونات العربية وتو َّزع عىل‬ ‫أقراض ‪ ،DVD‬حتى يتشكل لدى ماليني الطالب‬ ‫فضاء معريف ووعي معارص يسمح لهم باختيار‬ ‫اختصاصات تضمن لهم مستقب ًال محرتماً عىل‬ ‫الصعيد الفردي‪ ،‬وتضمن لبالدهم شأناً ُمعترباً‬ ‫بني األمم‪.‬‬

‫اقرتاحات ملواجهة االحتباس‬ ‫الحراري‬ ‫أن‬

‫تفعل‬

‫ملواجهة‬

‫ماذا تستطيع العلوم‬ ‫االحتباس الحراري وتغيرّ املناخ؟‬ ‫يتم التعاطي مع موضوع االحتباس الحراري‬ ‫يف وسائل اإلعالم بطريقة سطحية‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫اإلعالم العريب ّ‬ ‫ألن اإلعالميني العرب والفضائيات‬ ‫العربية «املرموقة» مل ّ‬ ‫توظف اإلعالم العلمي‪ ،‬بل‬ ‫تستند إىل ما يرد يف تقارير وكاالت األنباء‪ .‬ويقوم‬ ‫اإلعالم يف هذه املؤسسات الكبرية بالتعاطي مع‬ ‫املوضوع بأسلوب النقل فقط‪.‬‬ ‫املطلوب يف موضوع االحتباس الحراري فتح‬ ‫أقنية االتصال بني مراكز األبحاث العلمية العربية‬ ‫والعاملية وبني الجمهور‪ ،‬ولنقوم بذلك علينا تدريب‬ ‫اإلعالميني عىل كيفية الحوار مع العلامء والبحث‬ ‫عن مراكز األبحاث القادرة عىل تقديم األجوبة‬ ‫الصحيحة‪.‬‬ ‫التوجه للقارىء العريب بالقول‬ ‫وهنا يه ّمني‬ ‫ّ‬ ‫ّأن هناك العديد من العلامء الذين يعملون عىل‬ ‫موضوع االحتباس الحراري‪ ،‬ولكن هناك بضعة‬ ‫علامء عرب أمثال الربوفسور مصطفى شاهني‬ ‫والربوفسور وليد عبد ال ّاليت والربوفسور شارل‬ ‫عشيّ يف وكالة الفضاء األمريكية‪ ،‬وهم من أهم‬ ‫العلامء الذين يتعاطون مع هذا املوضوع‪ ،‬واإلعالم‬

‫الغريب يستند إىل أقوالهم‪.‬‬ ‫أما نحن يف العامل العريب‬ ‫فننتظر وكالة أنباء أجنبية‬ ‫ألنه «كل افرنجي برنجي» حتى‬ ‫نردد ما يقولونه لنا‪ ،‬بينام‬ ‫التوجه‬ ‫املطلوب من إعالمنا‬ ‫ّ‬ ‫إىل العلامء العرب يف الخارج‬ ‫وسؤالهم عن هذا املوضوع‪.‬‬ ‫ونحن يف لبنان شهدنا‬ ‫هذا العام تراجعاً يف سقوط‬ ‫واآلبار‬ ‫الثلوج أي ّأن مياه األنهار‬ ‫االستمطار الصناعي‬ ‫سترتاجع وهذا سيرتك أثراً‬ ‫عىل قطاع الزراعة‪ .‬وسنشهد‬ ‫ّ‬ ‫وتبخر‬ ‫يف املستقبل ارتفاعاً يف درجات الحرارة‬ ‫الرطوبة من الرتبة السطحية التي ستصبح‬ ‫مهددة بالجفاف‪.‬‬ ‫ولو نظرنا إىل الحلول املتاحة اليوم يف العامل‪،‬‬ ‫نجد أنها موجودة حقاً‪ ،‬ولكن نتساءل ملاذا ال‬ ‫يسعى لبنان لالستفادة من خربة سوريا يف‬ ‫موضوع زراعة السحب (الغيوم) واإلستمطار أي‬ ‫تكوين املطر االصطناعي؟ ّإن لسوريا خربة متتد‬ ‫إىل أكرث من عرشين سنة‪ .‬ماذا ينتظر اللبنانيون‬ ‫والسياسيون اللبنانيون يك يطلبوا من اإلخوة‬ ‫يف سوريا إرسال طائراتهم إىل لبنان لتكوين‬ ‫السحب واستمطار الثلوج و»إبقاء جبل صنني‬ ‫أبيضاً» كام يقول ا ُملغالون يف لبنان؟ هذا حقل‬ ‫علمي يستطيع البلدين التعاون فيه‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬هناك تكنولوجيات رخيصة الكلفة‬ ‫ميكن استريادها عرب الجمعيات وعرب الوزارات‬ ‫املختصة من بينها أفران املايكروايف التي تؤدي إىل‬ ‫ّ‬ ‫تكوين الفحم العضوي‪ .‬وهذا الفحم يتشكل‬ ‫بعد أن يقطف املزارع مثار البندورة أو القمح أو‬ ‫غريها مث ًال‪ ،‬من خالل طهي الشتول الباقية يف‬ ‫هذه األفران‪ ،‬بدالً من إبقائها يف الطبيعة لتعود‬ ‫وترسل من جديد غاز ثاين أوكسيد الكربون إىل‬ ‫الغالف الجوي‪ .‬إذاً نحن نستطيع حبس هذا الغاز‬ ‫من خالل تحويل بقايا النباتات إىل فحم عضوي‬ ‫وهو أمر غري مكلف‪ .‬وحسناته أنه إذا مزجناه مع‬ ‫الرتبة‪ ،‬تزيد القدرة االستبقائية للامء (‪.)%20‬‬ ‫تحدّثنا سابقاً عن خطر ّ‬ ‫تبخر هذه املياه يف‬ ‫الرتبة‪ ،‬ولكن ميكن معالجتها من خالل هذه‬ ‫الطريقة‪ .‬أين هم جهابذة القرار يف الدولة‬ ‫اللبنانية؟ وملاذا تبقى د َولنا بعيدة عن الرأي‬ ‫العلمي وعن اإلستعانة بالعلامء‪ .‬كذلك هناك‬ ‫حل ملسألة أخرى‪ ،‬فمث ًال يف موضوع معالجة‬ ‫التقنني‪ ،‬إذ لو تح ّولت كل اإلنارة العامة يف املناطق‬ ‫اللبنانية إىل الطاقة الشمسية‪ ،‬سنخفف‬ ‫مئات امليغاوات عن شبكة الكهرباء‪ ،‬وعندها ال‬ ‫داعي للتقنني‪ .‬قد يسألون‪ :‬من أين نأيت باملال؟‬ ‫وهنا الجواب بسيط‪ّ ،‬‬ ‫ألن كل بلدية يف لبنان تدفع‬ ‫للدولة اللبنانية كل سنة مبلغاً مرقوماً من أجل‬ ‫اإلنارة العامة‪ ،‬ولكن إذا قام القطاع املرصيف‬ ‫الخاص بتسليف هذه البلديات‪ ،‬ستستطيع وضع‬

‫‪67‬‬

‫عىل الطاقة الشمسية‪ ،‬عىل‬ ‫مصابيح تعمل‬ ‫أن تقوم هذه البلديات بتسديد هذه القروض من‬ ‫ثالث إىل خمس سنوات من املبلغ الذي تدفعه‬ ‫للدولة‪ .‬إذاً من جهة نخفف التقنني‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى نخفف العبء عىل ميزانية الدولة بحيث‬ ‫تنخفض الفاتورة النفطية‪ ،‬ونخفف التلوث من‬ ‫املو ّلدات‪ .‬بعدها يصبح املبلغ املتب ّقي لدى البلدية‬ ‫قادراً عىل مساعدتها يف عمليات التحريج مث ًال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن كرثة األشجار ستؤدي إىل رفع نسبة الرطوبة‬ ‫يف الهواء وبالتايل األمطار ومحاربة الجفاف‪.‬‬ ‫إذاً املوضوع ال يحتاج إىل معجزة بل إىل قرار من‬ ‫سريحب‬ ‫الدولة اللبنانية‪ ،‬وأؤ ّكد ّأن قطاع املصارف‬ ‫ّ‬ ‫بهذا املوضوع ّ‬ ‫ألن قروضه ستكون مضمونة من‬ ‫ّ‬ ‫وأن املصارف تبحث عن وسائل‬ ‫الدولة‪ ،‬خاصة‬ ‫لتوظيف أموالها‪ .‬كام أعتقد ّأن القرض لإلنارة‬ ‫الشمسية العامة هو أهم بكثري من القروض‬ ‫التي نراها كقروض عمليات التجميل وغريها‪.‬‬ ‫هذا اقرتاح علمي تكنولوجي اقتصادي‬ ‫ملواجهة االحتباس الحراري‪ .‬كذلك نستطيع رشاء‬ ‫تكنولوجيات أخرى غري مكلفة أيضاً‪ ،‬ملواجهة‬ ‫أزمة السري يف لبنان‪ ،‬عندها سيستخدم كل‬ ‫لبناين هذه التكنولوجيا التي توضع عىل جهاز‬ ‫الخلوي ملشاهدة الطرق السالكة والخالية من‬ ‫االزدحام‪ .‬إنها تكنولوجيا ط ّورها عالِم عريب‬ ‫مبدع هو أديب كنفاين يف جامعة يو‪ .‬يس‪.‬‬ ‫بريكيل يف كاليفورنيا‪ ،‬وعىل الدولة التفكري‬ ‫باعتامد هكذا تكنولوجيا لتخفيف العبء عىل‬ ‫املواطنني‪ ،‬وتوفري مثن أطنان الوقود التي تحرتق يف‬ ‫اإلزدحامات املتكررة‪.‬‬ ‫يف النهاية‪ ،‬هناك حلول للمطر‪ ،‬ألزمة السري‪،‬‬ ‫وإلنتاج الطاقة‪ ،‬ولكن عىل الدولة اإلصغاء‬ ‫ألصحاب الشأن العلمي‪ ،‬واالستفادة من آراء‬ ‫العلامء اللبنانيني يف لبنان ودول االغرتاب‪،‬‬ ‫وهذا قد يتم من خالل هيئة علمية تساهم‬ ‫بالتخطيط لقرارات الدولة لسنوات إىل األمام‪،‬‬ ‫بدالً من أن تبقى القرارات عاجزة عن حل املشاكل‬ ‫املستقبلية‪ .‬وأختم بشعار مجلة «علم وعامل»‪:‬‬ ‫«إن أفضل طريقة ملعرفة املستقبل هي أن‬ ‫تصنعه»‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫«بوابة الجبل» أكبر من مساحة بيروت بـ «كلم واحد»‬

‫الشويفات مدينة حماية الثغور والمقاومة الشريفة‬ ‫هي “بوابة الجبل” التي تصل ُه والشوف‬ ‫ببريوت وضواحيها‪ .‬هي “الشويفات” التي‬ ‫هب أبناؤها يوماً ما ملواجهة االجتياح‬ ‫ّ‬ ‫اإلرسائييل يف مراحل متعددة من عدوانه‬ ‫َ‬ ‫أولئك الذين سقطوا شهداء‬ ‫عىل لبنان‪.‬‬ ‫للوطن واملقاومة‪ ،‬شهداء للعروبة والوحدة‬ ‫والعيش املشرتك‪.‬‬ ‫هم شهداؤها‪ ،‬وهي حاضنة لهم وألبنائهم‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫وانتامءاتهم‬ ‫طوائفهم‬ ‫بجميع‬ ‫وهي التي لطاملا كانت عربة ُيحتذى بها حني‬ ‫التحدّث عن الوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫وال شك ّأن األحداث املؤملة التي حصلت‬ ‫يف السنوات املاضية كانت مج ّرد عراقيل‬ ‫ومحاوالت للتفرقة والرشذمة بني أبناء املدينة‬ ‫الواحدة‪ ،‬وأبناء الوطن جميعاً‪ ،‬إ ّال ّأن الوعي‬ ‫املوجود لدى أحزابها الوطنية وأهلها كان‬ ‫كافياً إلجراء املصالحة التي ّمتت منذ فرتة بني‬ ‫حزب الله والحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬لتعود‬ ‫“الشويفات” منرباً للتن ّوع السيايس‪ ،‬وملجأً‬ ‫لجميع أبنائها‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” زارت مدينة الشويفات‬ ‫وجالت يف أحيائها والتقت بأبنائها من‬ ‫أحزاب متعددة‪ ،‬فكان هذا التحقيق‪:‬‬

‫وائل صعب‪ :‬التفاعل بني أبناء‬ ‫الشويفات ميزة نحرتمها ونعت ّز بها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مركز بلدية مدينة الشويفات‬

‫منظر عام للمدينة‬

‫منزل الوزير وهاب يف مدينة الشويفات‬

‫بداية‪ ،‬التقينا أمني العمل والنقابات يف تيار‬ ‫التوحيد‪ ،‬فتحدث عن أبناء الشويفات وعن تاريخ‬ ‫املدينة قائ ًال‪ :‬الشويفات مدينة عريقة‪ ،‬فيها مزيج‬ ‫من الفئات االجتامعية والطوائف واألحزاب‪ ،‬وهي‬ ‫تتسع لكل عمل ناشط بغض النظر ع َّمن يقدّمه‪،‬‬ ‫وترحب بأي عمل إيجايب يف سبيل الخدمة العامة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هي مدينة مقاومة‪ ،‬قاومت االجتياح اإلرسائييل‬ ‫عام ‪ ،1982‬ورغم املعارك األليمة يف حرب الجبل‪،‬‬ ‫موحدة بكل فئاتها وقاوم جميع أبناؤها‬ ‫بقيت‬ ‫ّ‬ ‫جنباً إىل جنب‪ .‬اآلن‪ ،‬وبعد أن كانت بلدة وأصبحت‬ ‫مدينة‪ ،‬وبلغ عدد سكانها أكرث من أهلها األصليني‪،‬‬ ‫تفاعلت معهم وباتوا بغالب ّيتهم يتفاعلون مع‬ ‫أهلها اجتامعياً وعائلياً وإىل أهلنا يف الشويفات‬ ‫أقول‪“ :‬إنها مدينة منفتحة عىل العمل االجتامعي‬ ‫العام وهي ب ّوابة الجبل وستبقى دامئاً مثاالً لإلرادة‬ ‫الح ّرة املستقلة ّ‬ ‫ألن االرادة املستلقة هي أساس كل‬ ‫استقالل”‪.‬‬ ‫وتابع صعب‪ :‬لطاملا تفاعلت عائالت الشويفات‬

‫‪68‬‬

‫عندما كان أبناؤها يش ّقون الدروب بأيديهم من خالل‬ ‫زراعة وقطف الزيتون لتعليم أبنائهم الذين أصبحوا‬ ‫متعلمني ومثقفني رشفاء‪ ،‬واآلن ورغم وجود األبنية‬ ‫تاج‬ ‫مكان الزيتون‪ ،‬بقي هذا التفاعل مستمراً وهو ٌ‬ ‫عىل رؤوسنا‪ ،‬وهنا ال بد لنا أن نشكر جميع األحزاب‬ ‫والفعاليات‬ ‫املثقفة‬ ‫والشخصيات‬ ‫والجمعيات‬ ‫االجتامعية ملا قدّمته وتقدّمه‪ ،‬وهذا دليل عىل‬ ‫تجذر أصالة شعبنا كأصالة الزيتون عالمة السالم‪،‬‬ ‫وأصالة األرزة الخالدة‪.‬‬

‫منذر الجردي‪ :‬ملحة تاريخية‬ ‫عن مدينة الشويفات‬ ‫من جهته‪ ،‬تحدّث مفوض الشويفات املركزي يف‬ ‫تيار التوحيد منذر الجردي عن أصل “الشويفات”‬ ‫وأعطى ملحة جغرافية عامة‪:‬‬ ‫“الشويفات” إسم مشتق من جزر “الشوف”‪،‬‬

‫والشوف كلمة آرامية (مع ّربة) معناها املكان املرتفع‬ ‫ُ‬ ‫“الشويف” وجمعها “الشويفات”‬ ‫واملطل‪ ..‬تصغريها‬ ‫أي مجموع التالل والروايب الصغرية‪ ..‬وهذا ما متتاز‬ ‫به مدينة الشويفات التي عرفت بهذا اإلسم منذ‬ ‫الفتح العريب للبنان‪ ،‬فـ”الشوف” إسم أطلق عىل‬ ‫منطقة جبلية كبرية يف لبنان‪ .‬ويف اللغة العربية‬ ‫املحكية ُيقال‪ :‬شوف من السطح‪ ،‬أي انظر واشرتف‪،‬‬ ‫وتش ّوف الجبل أي ارتفع‪ .‬و ُيقال أيضاً (الشيفة) وهم‬ ‫طليعة القوم الذين يتش ّوفون أي يرشفون من مكان‬ ‫مرتفع عىل حركة قوافل التجارة والزوار والوافدين‬ ‫لرضورة السالمة العامة‪.‬‬ ‫واستكمل‪ :‬تقع تالل الشويفات الجبلية عىل‬ ‫ارتفاع يصل ألكرث من ‪ 150‬مرتاً عن سطح البحر‪،‬‬ ‫وتتصل منحدراتها بالشاطىء الرميل عىل امتداداً‬ ‫يزيد عن ‪ 706‬كلم وهي تخضع إدارياً ملحافظة جبل‬ ‫لبنان (قضاء عاليه) وميثل موقعها الجغرايف نقطة‬ ‫إتصال بني بريوت والجنوب والجبل والضاحية‪ .‬ويشغل‬ ‫مطار رفيق الحريري الدويل نحو ‪ 3‬كلم مر ّبع من‬ ‫أرايض الشويفات العقارية‪.‬‬ ‫أما القرى املحاذية لها‪ ،‬فهي من الشامل‪ :‬الحدث‪،‬‬ ‫الليليك‪ ،‬تحويطة الغدير‪ ،‬وكفرشميا‪ ،‬ومن الرشق‪:‬‬ ‫عني عنوب‪ ،‬درقوبل‪ ،‬بشامون‪ ،‬عرمون‪ .‬ومن الجنوب‪:‬‬ ‫الناعمة‪ ،‬ومن الغرب البحر األبيض‪.‬‬ ‫وتقسم أحياء الشويفات إىل ثالث‪:‬‬ ‫ حي العمروسية‪ ،‬ويضم العمروسية‪ ،‬حي‬‫حي الجامعة‪ ،‬وقسم من مطار رفيق الحريري‬ ‫الس ّلم‪ّ ،‬‬ ‫الدويل‪.‬‬ ‫ حي األمراء‪ :‬ويضم قس ًام من املطار‬‫ حي الق ّبة‪ :‬ويضم خلدة‪ ،‬والدوحة وقس ًام من‬‫املطار أيضاً‬ ‫أما عائالت الشويفات فهي‪ :‬الجردي‪ ،‬صعب‪ ،‬وهاب‪،‬‬ ‫أرسالن‪ ،‬مرشفية‪ ،‬خشن‪ ،‬شعبان‪ ،‬أبو فخر‪ ،‬حيدر‪ ،‬أبو‬ ‫عرم‪ ،‬السوقي‪ ،‬محيرّ ‪ ،‬جريديني‪ ،‬الحلبي‪ ،‬الريشاين‪،‬‬ ‫أبو فرج‪ ،‬نعيم‪ ،‬شقري‪ ،‬أبو حسن‪ ،‬نرص‪ ،‬طراد‪ ،‬عربيد‪،‬‬ ‫سعد‪ ،‬حيدر (حي السلم)‪ ،‬نوفل‪ ،‬غصن‪ ،‬والظاهر‪.‬‬ ‫اما عن تواجد تيار التوحيد يف مدينة الشويفات‪،‬‬ ‫أشار الجردي‪ :‬اىل أن عدد االنتامءات إىل تيار التوحيد‬ ‫يف املدينة وصل إىل حوايل الـ ‪ 80‬منتسباً‪ ،‬ونحن‬ ‫ننسق مع قيادة التيار إلقامة نشطات‬ ‫كمف ّوضية ّ‬ ‫متنوعة يف املدينة‪ ،‬وكام قلنا سابقاً إننا جاهزون‬

‫لتقديم أية مساعدة نتمكن من تأمينها‪ ،‬ونحن‬ ‫منفتحون عىل جميع األحزاب واآلراء السياسية‬ ‫مبختلف انتامءاتها‪.‬‬

‫رئيس بلدية مدينة الشويفات‬ ‫هيثم الجردي‪ 600 :‬ألف نسمة‬ ‫نقدّم لهم الخدمات‬

‫كام التقينا رئيس مدينة الشويفات األستاذ‬ ‫هيثم الجردي يف مركز البلدية‪ ،‬فقال‪ :‬تبلغ مساحة‬ ‫مدينة الشويفات ‪ 18675‬كلم مربع‪ ،‬وتزيد مساحتها‬ ‫العقارية عن مساحة بريوت العقارية بحوايل كلم‬ ‫واحد‪ ،‬ويبلغ طول ساحلها حوايل ‪ 7.5‬كلم مربع‪.‬‬ ‫و ُيعرف أبناء الشويفات بأ ّنهم ُحامة الثغور تاريخياً‪،‬‬ ‫فقد م َّر عىل املدينة الكثري من الحضارات العاملية‪،‬‬ ‫والعديد من الحروب‪.‬‬ ‫ومن معاملها األثرية املحكمة املوجودة يف السوق‬ ‫القديم والتي تعود لعهد العثامنيني‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫األثارات التي ُو ِجدَت بعد التنقيب والحفر يف‬ ‫خلدة عىل طريق الساحل‪ ،‬وهي تعود للفراعنة‬ ‫ُ‬ ‫قلت ّأن الكثري من الحضارات‬ ‫والرومانيني‪ ،‬ولذلك‬ ‫م ّرت عىل املدينة‪ .‬وقد حافظت الشويفات‪ ،‬عىل أن‬ ‫تكون “بوابة الجبل” يف كل الحروب اللبنانية‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫أما عن انجازات البلدية فقال الجردي‪ :‬قمنا بكل‬ ‫ما يس ّمى مبشاريع البنى التحتية وأرصفة وطرقات‬ ‫وإقامة الحدائق العامة‪ ،‬إضافة ملكتبة األمري شكيب‬ ‫أرسالن ومدفن األمري مجيد أرسالن‪ .‬لكنّ األهم يف‬ ‫هذه االنجازات هي شبكة الطرقات التي أقمناها يف‬ ‫الشويفات‪ ،‬حيث قمنا بتوسيعها وترميم الجدران‬ ‫مع الحفاظ عىل الحجر الذي ينتمي إىل الشويفات‬ ‫إذ مل نستورده من خارجها‪ ،‬كذلك نعمل اليوم عىل‬ ‫إحياء املنطقة السياحية يف خلدة من خالل إقامة‬ ‫طريقاً سياحياً‪ ،‬إضافة إىل ما أنشأناه من شبكات‬ ‫الطرقات عىل “ت ّلة ز ّكا” التي أصبحت “منطقة‬ ‫الـﭭلل”‪.‬‬ ‫وعن أبناء الشويفات والعيش املشرتك فيام‬ ‫بينهم‪ ،‬قال‪ :‬تحتوي الشويفات بني أبناءها جميع‬ ‫الطوائف واملذاهب الذين يعيشون اليوم يف وحدة‬ ‫تا ّمة‪ ،‬وتبلغ الكثافة السكانية حوايل الـ ‪600‬‬ ‫ألف نسمة‪ ،‬وتقوم البلدية بتأمني كل الخدمات‬ ‫واملستلزمات‪ ،‬فمث ًال تؤ ّمن رشكة مياه بريوت مياه‬ ‫اآلبار والشبكات الرئيسية فقط‪ ،‬يف حني تقدّم‬ ‫البلدية الباقي‪.‬‬ ‫وعن تقدميات الوزارات‪ ،‬قال الجردي‪ :‬قدّمت وزارة‬ ‫األشغال العامة والنقل “الزفت” للطرقات‪ ،‬وكذلك‬ ‫سمحت بتوظيف الحرس‬ ‫وزراة الداخلية التي‬ ‫َ‬ ‫والرشطة للبلدية ّ‬ ‫ألن املدينة بحاجة لذلك‪ ،‬ونحن‬ ‫ال نف ّرق يف الخدمات بني الشويفات وخلدة ودوحة‬ ‫عرمون وغريها‪ ،‬إذ ّأن اإلمناء املتوازن هدفنا‪ ،‬والتسوية‬ ‫بني جميع األحزاب مبتغانا‪ ،‬كذلك األمر بالنسبة‬ ‫للجمعيات األهلية املوجودة والتي نتعاون معها‬ ‫باستمرار كرابطة سيدات الشويفات‪ ،‬ومنتدى‬ ‫إنسان‪ ،‬واتحاد نساء التقدّمي‪ ،‬وجمعية النهضة‬ ‫ومؤسسة األمري مجيد أرسالن التي تدير املستوصف‬ ‫الحكومي بالتعاون مع وزارة الصحة‪ ،‬هذا باإلضافة‬ ‫اىل وجود العديد من املستوصفات األخرى‪.‬‬ ‫وتحدث الجردي عن الواقع الرتبوي يف املدينة‪:‬‬ ‫واجب البلدية خدمة املدارس الرسمية التي تتو ّزع‬ ‫يف الشويفات‪ ،‬وهي مدرسة الق ّبة للبنات‪ ،‬الق ّبة‬ ‫للصبيان‪ ،‬األمراء املختلطة‪ ،‬ومدرسة العمروسية‬ ‫املختلطة‪ .‬وهنا نناشد وزراة الرتبية والتعليم العايل‬ ‫العمل عىل ترميم وتحسني مدرستَي الق ّبة للبنات‪،‬‬ ‫والعمروسية املختلطة‪ ،‬عل ًام أننا نحضرّ إلنشاء‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬ ‫“تج ّمعاً للمدارس الرسمية” عىل أرض املنطقة‬ ‫ا ُملسماّ ة بـ”ظهور الشويفات” بعد املوافقة عىل‬ ‫املرشوع من الوزارة التي ستقدّم امليزانية لذلك‪.‬‬ ‫وتتو ّزع مباين البلدية عىل‪ :‬مكتب وزراة الشؤون‬ ‫االجتامعية‪ ،‬فرع للصليب األحمر‪ ،‬مركزاً لألمن‬ ‫العام‪ ،‬دائرة للنفوس‪ ،‬مركزاً للدفاع املدين‪ ،‬ومخفراً‬ ‫للدرك‪.‬‬

‫د‪ .‬عادل صعب‪« :‬منتدى إنسان»‪،‬‬ ‫منرب لكل الناس‪،‬‬ ‫وينقصنا الدعم املادي‬ ‫“منتدى إنسان” هو من أهم الجمعيات األهلية‬ ‫املوجودة يف الشويفات والذي يقوم بنشاطات‬ ‫ثقافية وطبية واجتامعية متعددة‪ ،‬من هنا كان‬ ‫حوارنا مع أمني رس “منتدى إنسان” الدكتور عادل‬ ‫صعب الذي حدّثنا عن نشاطاتهم وأعاملهم‪:‬‬ ‫منتدى إنسان هو مجموعة من الشباب املثقف‬ ‫تأسس عام ‪ ،1990‬وكان مبادرة‬ ‫يف الشويفات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من مجموعة من األشخاص الذين اعتربوا أن هذه‬ ‫البلدة ‪ -‬التي أصبحت مدينة ‪ -‬بحاجة إىل الكثري‬ ‫من األشياء وخاصة يف اإلطار الثقايف‪ .‬لذلك كان‬ ‫التوجه نحو الثقافة تحديداً‪ ،‬وكان شعاره منذ‬ ‫ّ‬ ‫تأسيسه “القبول باآلخر” بدون تعاطي العنف‬ ‫واالحتكاك واالختالف يف اإلطار الديني أو السيايس‬ ‫أو غريه‪ .‬فكان هدف هذه املجموعة تأسيس شيئاً‬ ‫ما يكون نوعاً من املالذ للناس الذين يح ّبذون رؤية‬ ‫ّ‬ ‫فإن املنتدى‬ ‫األمور بطريقة صحيحة‪ .‬وبالفعل‪،‬‬ ‫التوجهات بدون اختالف‪ ،‬عل ًام‬ ‫هو تعبري عن كل‬ ‫ّ‬ ‫أننا تع ّرضنا يف البداية لعراقيل كثرية من أطراف‬ ‫متعددة وواجهنا صعوبات متنوعة وشديدة‪ ،‬لكننا‬ ‫توجهنا نحو العمل الثقايف من خالل املحارضات‬ ‫ّ‬ ‫والندوات التي نقيمها ضمن إطارات متنوعة طبية‬ ‫ووطنية واقتصادية واجتامعية وتربوية‪ ،‬كام عملنا‬

‫عىل تقديم الخدمات للفريق األكرث حاجة يف املجتمع‬ ‫كحملة تبادل الكتب املستعملة بني الطالب‪،‬‬ ‫وحمالت مجانية للتوعية الطبية واختصاصاتها‪،‬‬ ‫بالتعاون مع العديد من األطباء والرشكات الطبية‬ ‫التي تقدّم األجهزة واألدوية وغريها‪ .‬كام قمنا سابقاً‬ ‫مبهرجان للفن التشكييل‪ ،‬شارك فيه العديد من‬ ‫الفنانني العرب واألجانب‪ ،‬حيث قاموا بأعامل تدويرية‬ ‫من خالل أشكال ومتاثيل جميلة جداً‪ ،‬مستخدمني‬ ‫النفايات‪ ،‬وقد افتتحه الوزير ميشال موىس حني‬ ‫كان وزيراً للبيئة يف حينها‪.‬‬ ‫أما عن النشاطات الرتفيهية‪ ،‬فقال د‪ .‬صعب‪:‬‬ ‫نحن أول َمن أطلق نشاطات “السوق العتيق” يف‬ ‫الشويفات حيث قمنا برتميمه بالتعاون مع البلدية‪،‬‬ ‫ولكنها أخذت طابع اللهو واملرح يف حني كان هدفنا‬ ‫إلقاء الضوء عىل هذه املنطقة املهمة يف املدينة‪.‬‬ ‫ثم عملنا فيام بعد عىل مرشوع “رصيف الفن”‬ ‫حيث أقمنا نشاطاً “خوذ ضغطك ومتش” أيضاً‬ ‫بالتعاون مع أطباء كرث‪ .‬وجاءت تسمية “رصيف‬ ‫الفن” بسبب وجود “الالرصيف” حيث كان نوعاً من‬

‫التظاهرة بطريقة سلمية مبطالبة لرتميم الطريق‪،‬‬ ‫كذلك ت ّربع أكرث من مئة فنان للمشاركة يف نفس‬ ‫املرشوع “رصيف الفن” وكان عبارة عن عرض لوحات‬ ‫فنية ُر ِس َمت عىل جدار ممتد عىل طول الرصيف‪،‬‬ ‫ولكن لألسف ّتم إزالتها‪ .‬كذلك أقمنا أمسيات‬ ‫شعرية أحياها العديد من الشعراء‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫الدورات التي أجريناها للعائالت غري املنتجة‬ ‫لرتشيدهم عىل كيفية تربية النحل‪ ،‬بعد قيامنا‬ ‫بدراسة شاملة عن هذا املوضوع ولكن لألسف مل‬ ‫نلقَ الدعم املادي لذلك‪.‬‬ ‫ثم جاءت السنوات املاضية التي كانت قاسية‬ ‫عىل لبنان وأوجدت الظروف املشحونة‪ ،‬فقللت من‬ ‫نشاطنا ّ‬ ‫ألن أي نشاط يف حينها كان ميكن أن يؤدي‬ ‫إىل خالفات واحتكاكات‪.‬‬ ‫ماذا هي نشاطات املنتدى اليوم؟‬ ‫نحن بصدد تحضري كتاب بعنوان “أعالم من‬ ‫الشويفات”‪ ،‬يتضمن دراسات وأبحاث حول عرشة‬ ‫أعالم من األشخاص البارزين يف الشويفات‪ ،‬والذين‬ ‫ُعرفوا يف حقول متعددة‪ ،‬نتحدث عنهم بصورة‬ ‫فكرية إنسانية ثقافية كاألمري شكيب أرسالن‬ ‫وعفيفة صعب ونور سلامن‪ ،‬وناديا نويهض الجردي‬ ‫والدكتور نضال الجردي ووليم صعب وكلوفيس‬ ‫مقصود وغريهم‪.‬‬ ‫وعن تفاعل الناس مع املنتدى‪ ،‬أجاب صعب‪ :‬يأيت‬ ‫الناس بحسب إمكانية استفادتهم من كل نشاط‪،‬‬ ‫إن كان طبيياً أو اجتامعياً أو ثقافياً أو غريه‪ .‬فاملنتدى‬ ‫هو “منرب لكل الناس” ومن جميع الفئات‪ .‬ال شك أن‬ ‫املرحلة السابقة أ ّثرت عىل نشاطاتنا‪ ،‬ولكننا اليوم‬ ‫بدأنا نخرج من تلك الظروف ونحضرّ لنشاط شبايب‬ ‫تقميه وزارة الشباب والرياضة يف ‪ 10‬و ‪ 11‬نيسان‪،‬‬ ‫لتذ ّكر الحرب األهلية الس ّيئة ونتائجها السلبية من‬ ‫خالل إقامة دورة لـ”كرة الطاولة”‪.‬‬ ‫وتحدث صعب عن الصعوبات التي يواجهها‬ ‫املنتدى‪ :‬يف الحقيقة ال أحد تناسبه النشاطات التي‬ ‫نقوم بها‪ ،‬حيث نعاين من غياب الراعي أو الضامن‬ ‫(‪ )Sponsor‬وبالتايل غياب الدعم املادي للقيام‬ ‫بالنشاطات‪ .‬ولذلك‪ ،‬فنحن كأعضاء للمنتدى نقوم‬ ‫بتغطية النفقات‪ ،‬آملني أن نستمر يف رسالتنا التي‬ ‫أردناها منذ تأسيس املنتدى‪.‬‬

‫خالد صعب‪ :‬تواصل مستمر مع‬ ‫جميع األحزاب يف الشويفات‬ ‫ولإلطالع عىل الوضع الحزيب والعمل السيايس‬ ‫داخل املدينة‪ ،‬التقينا وكيل الداخلية يف الحزب‬ ‫خالد‬ ‫الشويفات‬ ‫يف‬ ‫اإلشرتايك‬ ‫التقدمي‬ ‫صعب‪ ،‬الذي قال‪ :‬بدعوة من رئيس الحزب التقدمي‬ ‫اإلشرتايك األستاذ وليد جنبالط‪ ،‬نحن عىل تواصل‬ ‫دائم مع جميع القوى السياسية‪ ،‬ومنفتحون عىل‬ ‫الجميع مبا فيه مصلحة الشويفات‪ .‬لقد حصلت‬ ‫مصالحة مه ّمة جداً يف الشويفات وقد عملنا عليها‬ ‫مدة طويلة‪ ،‬فبعد األحداث املؤسفة التي حصلت‬

‫الرسايا اإلرسالنية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪70‬‬

‫يف ‪ 11‬أيار‪ ،‬كانت األجواء مشحونة جداً‪ ،‬وقد بذلنا‬ ‫جهوداً حثيثة من أجل التهدئة وتعاو ّنا مع رئيس‬ ‫بلدية الشويفات واملخاتري والقوى السياسية املوجودة‬ ‫لطي صفحة املايض‬ ‫عىل الساحة الشويفاتية‬ ‫ّ‬ ‫ونسيان ما حصل‪ ،‬وقد تكللت جهودنا بالنجاح‪ ،‬ألننا‬ ‫مت ّكنا ومبساعدة املشايخ األجالء من إجراء املصالحة‪،‬‬ ‫فاحتضنت الشويفات كل أبناءها بعد الفرتة املؤملة‬ ‫وعادت األمور بشكل تدريجي إىل شكلها الطبيعي‬ ‫‪ ،‬واليوم نحن عىل التواصل مع الضاحية ومع سائر‬ ‫ّ‬ ‫خف الجدل كثرياً‪ ،‬واصبحت مدينتنا‬ ‫املناطق‪ ،‬وقد‬ ‫جرس عبور من الجبل إىل الضاحية‪.‬‬ ‫وعن االنتخابات البلدية القادمة قال صعب‪ :‬ال شك‬ ‫ّأن االنتخابات البلدية محطة هامة جداً وحساسة‬ ‫اكرث من االنتخابات النيابية‪ ،‬ونحن نعمل اليوم‬ ‫جاهدين عىل التوافق ألننا ال نريد إثارة الحساسية‬ ‫بني العائالت واألحزاب‪ ،‬وسنسعى لتحصني الساحة‬ ‫الداخلية الشويفاتية واللبنانية عموماً‪ ،‬للتم ّكن‬ ‫من مواجهة املخاطر اإلقليمية والدولية بشكل‬ ‫عام‪ ،‬كام أن األجواء الوطنية الخارجية مشحونة‬ ‫نحصن الداخل اللبناين‪ ،‬نستطيع‬ ‫جداً‪ ،‬فبقدر ما‬ ‫ّ‬ ‫أن نواجه أخطار “إرسائيل” و َمن يقف وراءها‪ .‬من‬ ‫هنا نريد لإلنتخابات ‪ -‬إن حصلت ‪ -‬أن تجري بشكل‬ ‫دميقراطي‪ ،‬بعيداً عن أي تشنّجات‪ .‬نحن ّ‬ ‫نفضل أن‬ ‫تجري اإلنتخابات يف موعدها املحدد‪ ،‬ولكن يبدو –‬ ‫وبحسب معلومايت – ّأن البعض يتّجه لتأجيل‬ ‫االنتخابات لفرتة ستة أشهر زيادة عىل موعدها‪،‬‬ ‫ولكنّ ربط اإلنتخابات بالقيام بإصالحات مع ّينة‬ ‫قد يستغرق وقتاً طوي ًال‪ .،‬يف حال جرت اإلنتخابات‪،‬‬ ‫فنحن بالطبع مشاركون فيها كالعادة‪.‬‬ ‫وعن تعاطي الحزب التقدمي اإلشرتايك مع‬ ‫الفعاليات الحزبية يف الشويفات وتق ّبله لهم‪،‬‬ ‫قال صعب‪ :‬نحن منفتحون عىل كل األحزاب‬ ‫ألننا كحزب دميقراطي نؤمن ّ‬ ‫بأن الفكر ال ُيجا َبه إال‬ ‫بالفكر‪ ،‬ونعمل بكل مصداقية وشفافية عىل تهيأة‬ ‫وتحصني الوضع الداخيل الشويفايت ومحاولة رأب‬ ‫الصدب لعدم إثارة أ ّية حساسيات‪ ،‬ونتعاطى جيداً‬ ‫مع كل األحزاب املوجودة‪ ،‬ونعمل طبعاً بت ّوجهات‬

‫رئيس الحزب األستاذ وليد جنبالط‪.‬‬ ‫وعن الجمعيات األهلية‪ ،‬قال صعب‪ :‬لدينا يف‬ ‫الحزب التقدمي اإلشرتايك يف فرع الشويفات‪،‬‬ ‫اتحاد النساء التقدمي‪ ،‬ومنظمة الشباب التقدمي‪،‬‬ ‫والكشاف التقدمي‪ ،‬وبالطبع يوجد العديد من‬ ‫الجمعيات التابعة لألحزاب السياسية األخرى‪،‬‬ ‫إضافة إىل رابطة سيدات الشويفات ومنتدى‬ ‫إنسان وطبعاً نحن عىل تواصل معهام‪ ،‬إذ نحاول‬ ‫باستمرار تفعيل العمل اإلجتامعي‪ .‬كام ّأن االتحاد‬ ‫النسايئ يعلب دوراً مه ًام ويقوم بنشاطات عديدة‬ ‫يف املناسبات الوطنية واألوقات املصريية الهامة‪،‬‬ ‫وبالتعاون مع باقي الجمعيات‪ .‬ميكن القول اليوم ّأن‬ ‫األجواء االجتامعية يف الشويفات أفضل بكثري من‬ ‫السابق‪ ،‬وهنا ال بد من التنويه بالتنسيق القائم بني‬ ‫بلدية الشويفات ورئيسها‪ ،‬والتي تقوم بنشاطات‬ ‫إمنائية مهمة يف املدينة بالرغم من الصعوبات التي‬ ‫م ّرت بها‪.‬‬ ‫أما عن السؤال حول التقدميات اإلجتامعية‬

‫رابطة سيدات الشويفات‬

‫واملعيشية‪ ،‬فأجاب‪ :‬نحاول جاهدين تأمني بعض‬ ‫املساعدات والتقدميات االجتامعية ولكنها محدودة‪،‬‬ ‫طبعاً بحسب إمكاناتنا املتواضعة‪ .‬نحن كرفاق يف‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك – وكغرينا من األخوة –‬ ‫نعاين من األزمة االقتصادية واالجتامعية الحاصلة‪،‬‬ ‫ولكننا نحاول ضمن الروح الشبابية التعاونية‬ ‫القيام مبساعدة بعض املحتاجني سواء يف الحزب أو‬ ‫خارجه‪.‬‬

‫فادي أبو فخر‪ :‬رفقاؤنا سقطوا‬ ‫شهداء يف الدفاع عن لبنان‬ ‫كام التقينا مدير مديرية الشويفات يف الحزب‬ ‫السوري القومي االجتامعي فادي أبو فخر لإلطالع‬ ‫عىل نشاطات الحزب يف الشويفات وأخذنا ملحة‬ ‫عن أعامله يف املدينة‪ ،‬فقال أبو فخر‪:‬‬

‫‪71‬‬

‫بدأ الحزب السوري القومي اإلجتامعي يف‬ ‫الشويفات منذ تأسيس الحزب بالعام ‪ ،1932‬وكان‬ ‫دوره فاع ًال وقد انتمى العديد من أبناء البلدة للحزب‬ ‫وشارك كرث منهم يف جميع النشاطات منها‬ ‫اإلنقالب عىل السلطة من العام ‪ .1962‬ومن رفقائنا‬ ‫يف الشويفات العديد من الذين طبعوا الواقع الحزيب‬ ‫يف سريتهم‪ ،‬كاألمني املرحوم فؤاد صعب والرفيق‬ ‫املرحوم أمني صعب والشهيدَين يوسف وفيصل‬ ‫صعب والشاع َرين رضا وسعيد ط ّعان صعب والرفيق‬ ‫املرحوم فرحان أبو فخر‪ ،‬وال يزال نشاط الحزب قامئاً‬ ‫وسيبقى رغم كل الصعاب‪.‬‬ ‫وعن األحزاب األخرى‪ ،‬قال أبو فخر‪ :‬نحن نتعاطى‬ ‫مع الجميع بنفس املسافة حسب تعاطيهم مع‬ ‫أفكارنا التي تؤمن باملقاومة وبالحياة املشرتكة وعدم‬ ‫التفرقة سواء كانت طائفية أو مذهبية أو طبقية‪،‬‬ ‫حزب يؤمن بوحدة املجتمع وصوالً‬ ‫فنحن أوالً وأخرياً‬ ‫ٌ‬ ‫إىل تحقيق وحدة األمة السورية‪.‬‬ ‫كذلك تحدث أبو فخر عن الحس الوطني‬ ‫والقومي ألبناء املدينة‪ ،‬قائ ًال‪ :‬لقد انخرط رفقاؤنا‬ ‫أثناء االجتياح اإلرسائييل عىل لبنان يف العام ‪1982‬‬ ‫يف جبهة املقاومة الوطنية وسقط لنا شهداء‬ ‫ومت ّكنا بالتعاون مع أهلنا يف البلدة من حامية‬ ‫الشويفات من الرصاع الطائفي‪ .‬ويف العام ‪1996‬‬ ‫ إ ّبان عملية عناقيد الغضب ‪ -‬مت ّكنا من التفاعل‬‫مع أهلنا الجنوبيني وأهلنا يف الشويفات وقدّمنا‬ ‫واجب علينا‪.‬‬ ‫املساعدة التي هي ٌ‬ ‫وختم يف موضوع االنتخابات البلدية‪ :‬نحن‬ ‫اآلن ننتظر االنتخابات البلدية القادمة لنقرر مدى‬ ‫مشاركتنا فيها مع العلم أننا خضناها يف العام‬ ‫‪ ،1998‬وحصلنا عىل ثالثة أعضاء من أصل ‪ 18‬عضواً‪،‬‬ ‫لكننا قاطعناها يف املرة السابقة ألننا شعرنا ّأن‬ ‫هناك محادل تتصارع‪ .‬وإننا يف هذه املرة إذا قررنا‬ ‫خوض املعركة‪ ،‬سنامرس قناعاتنا وحت ًام بإسمي‬ ‫وبإسم الحزب السوري القومي االجتامعي نشكر‬ ‫منرب التوحيد عىل هذه االلتفاتة تجاه هذه املدينة‪.‬‬

‫إعداد وحوار سايل نوفل‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫«ال مارتين وصفها بأثينا اآلسيوية»‬

‫د‪ .‬علي أحمد منصورة محافظ حلب لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫حلب حاضنة ثقافية وسياحية‬

‫تعترب محافظة حلب من أقدم مدن العامل‬ ‫املأهولة بالسكان‪ ،‬وقد عارصت مدن نينوى‬ ‫وبابل وروما القدمية‪ ،‬مساحتها ‪ 18500‬كلم‪2‬‬ ‫متثل ‪ % 10‬من مساحة سورية‪ ،‬ويبلغ تعداد‬ ‫سكانها أربعة ماليني نسمة تقريباً‪ ،‬وهي أكرب‬ ‫محافظة يف سوريا من حيث عدد السكان‪،‬‬ ‫وأصبحت اآلن أكرب من العاصمة دمشق ومن‬ ‫ألقابها الشهباء ‪.‬تتحلق هذه املدينة حول‬ ‫رابية تعلوها قلعة مرتفعة ترشف عىل املدينة‬ ‫من جميع جهاتها‪ ،‬وهذه القلعة العربية‬ ‫اإلسالمية من أشهر قالع العامل‪ ،‬ومام ال شك‬ ‫فيه أنها أقيمت عىل أنقاض قالع متتابعة‬ ‫قدمية‪ ،‬فلقد كانت الرابية املرتفع األكرث أمناً‬ ‫املحصن ملدينة حلب عرب‬ ‫إلقامة املقر الحكومي‬ ‫ّ‬ ‫تاريخها الطويل جداً ‪.‬مناطقها مثانية‪ :‬جبل‬ ‫سمعان – الباب – منبج – عفرين – جرابلس‬ ‫– عني العرب – اعزاز – السفرية‪ ،‬ويتبعها ‪31 :‬‬ ‫ناحية و ‪ 32‬بلدة و ‪ 1453‬قرية و ‪ 1296‬مزرعة‪.‬‬

‫حلب عرب العصور‬ ‫تعد مدينة حلب متحفاً كبرياً للحضارات‬ ‫املتعاقبة منذ القدم وصوالً إىل الحضارة العربية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬فهي من املدن الفريدة التي تتجمع‬ ‫فيها النقوش األثرية واملعامل الحضارية التي‬ ‫توضح بشكل متصل تاريخ العامرة والفنون عرب‬ ‫العصور‪ .‬وقد ورد ذكرها يف املصادر التاريخية‬ ‫والنقوش األثرية‪ ،‬فكان أول ذكر لها يف نقوش‬

‫وقتذاك يف عهد حمورايب البابيل وزمريليم‬ ‫ملك ماري نحو سنة (‪ )2000‬ق‪.‬م‪ ،‬وعندما اتجه‬ ‫الحثيون أثناء زحفهم الجارف قاومتهم حلب‪،‬‬ ‫ولكنهم استولوا عليها عام (‪ )1820‬ق‪.‬م‪ ،‬ولكن‬ ‫حلب تحررت عنهم عام (‪ )1650‬ق‪.‬م حيث انضمت‬ ‫إىل امليتانيني‪ .‬وخضعت مدينة حلب بعد ذلك‬ ‫إىل حكم املرصيني حيث فتحها تحومتس الثالث‬ ‫فرعون مرص (‪ )1473‬ق‪.‬م‪ ،‬ثم عادت حلب عاصمة‬ ‫للحثيني (‪ )1370‬ق‪.‬م‪ ،‬كام عادت وتحالفت مع‬ ‫امليتانيني‪ .‬وقد بقيت حلب متأرجحة بني امليتانيني‬ ‫والحثيني وظلت املدينة حثية حتى (‪)1200‬ق‪.‬م‬ ‫حيث انهارت الدولة الحثية‪ .‬كام عرف حلب حقة‬ ‫اآلشوريني والسلوقيني‪.‬‬

‫وأسفار ترجع إىل حوايل منتصف األلف الثالث‬ ‫قبل امليالد‪ ،‬ثم ازدهرت وامتدت حضارتها حتى‬ ‫شملت رقعة كبرية من األرض‪ ،‬واستمرت يف‬ ‫العمران عرب الحقب الزمنية املتتالية‪ ،‬ويدل‬ ‫عىل ذلك ُرقم مدينتي (أور و ماري) سابقاً‪ُ ( ،‬رقم‬ ‫مدينة إبال)‪ ،‬كام ورد ذكر حلب يف عهد “رميوش”‬ ‫األكادي بن صارغون (‪ )2515-2530‬ق‪.‬م مؤسس أول‬ ‫إمرباطورية سام ّية يف الرشق عندما استوىل‬ ‫عىل حلب وأرس ملكها لوكال أوشومكال‪.‬‬ ‫وبعد أن نعمت حلب بالحرية بعد عهده استوىل‬ ‫نارام األكادي (‪ )2452-2507‬ق‪.‬م عليها وسامها‬ ‫(حلبابا وأرمان)‪ ،‬وشهدت حلب عرصها الذهبي‬

‫مدينة حلب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪72‬‬

‫مرحلة التحول‬ ‫يف حلب تجارياً وسياسياً‬ ‫املرحلة املهمة التي شهدتها حلب وكل‬ ‫املنطقة هي تاريخ الفتوحات العربية اإلسالمية‬ ‫حيث تم فتح مدينة حلب بعد قنرسين بقيادة‬ ‫أمري الجند أيب عبيدة بن الجراح‪ ،‬وفتحت املدينة‬ ‫صلحاً‪ ،‬يف حني فتحت قلعتها حرباً‪ .‬واستعادت‬ ‫املنطقة وجهها العريب القديم ألن العرب كانوا‬ ‫يسكنون يف بالد الشام وحارض حلب من آل‬ ‫تنوخ‪ ،‬فأصبحت حلب يف عهد الفتح اإلسالمي‬ ‫تقود مهاماً جديدة مل يسبق لها أن قامت بها‪،‬‬ ‫إذ اصبحت عىل جبهة الشامل ومل تعد مدينة‬ ‫داخلية كام الحال يف العهد البيزنطي والروماين‪،‬‬ ‫أي أنها بدأت حامية الثغور وقاعدة لها‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫يف عهد هارون الرشيد أصبحت قاعدة إلقليم‬ ‫العواصم‪ .‬‏ ويف العهد األموي سكن حلب أربعة‬ ‫خلفاء أمويني ومن أعظمهم الوليد بن عبد امللك‬ ‫يف خنارص والتي تطلق عليها خنارصة الوليد‪،‬‬ ‫كام سكن هشام يف الرصافة‪ ،‬وسليامن بن عبد‬ ‫امللك يف دابق وحلب ملدة سنتني ونصف تقريباً‪،‬‬ ‫أما خالفة عمر بن عبد العزيز فكانت بني حلب‬ ‫واملعرة يف دير الحمراء‪ .‬‏ حيث تم يف عهد سليامن‬ ‫بن عبد امللك إنجاز بناء الجامع األموي يف ساحة‬ ‫اإليغورا وسط املدينة‪ ،‬وأرشف عىل بنائه عمر بن‬ ‫عبد العزيز بينام كان الخليفة سليامن مرابطاً‬ ‫يف دابق‪ .‬‏ وكان إنشاء هذا الجامع مبثابة اإلعالن عن‬ ‫ميالد املدينة العربية اإلسالمية داخل حلب‪ .‬وبعد‬ ‫العهد األموي قامت اإلمارة الحمدانية وأمريها‬

‫قلعة حلب‬

‫سيف الدولة الحمداين يف القرن العارش امليالدي‪،‬‬ ‫الرابع للهجرة‪ .‬‏ ومل تعمر ملرحلة طويلة حيث أىت‬ ‫حكم السالجقة والتحدي الكبري إلمارة حلب‬ ‫من هجامت حمالت الفرنجة نحو بالد الشام ويف‬ ‫هذه املرحلة تشكلت إدارة ذاتية وطنية داخل‬ ‫املدينة لتدفع عنها الخطر متثلت بشيخ الع ّيارين‬ ‫(املجن الفوعي)‪ .‬وأحاط الصليبيون حلب من كل‬ ‫جانب وأرسلوا وفداً إىل الخليفة العبايس الذي‬ ‫كان يخضع لحكم السالجقة فلم يبال وهذا ما‬ ‫دفعهم إىل إحراق منرب جامع الخليفة‪ ،‬وعندما‬ ‫تساءل حرسه والخليفة ملاذا أحرقتم املنرب قالوا‬ ‫إن حلب تحرتق تحت هذا املنرب‪ .‬‏ ومل يلب دعوة أهايل‬ ‫حلب غري األتابك عامد الدين زنيك من املوصل‬ ‫وأدرك أهمية مكانة حلب يف الدفاع عن جسم‬ ‫الدولة العربية اإلسالمية أمام حمالت الفرنجة‬ ‫بقوله املشهور‪ :‬لو سقطت حلب مابقي من بالد‬ ‫الشام يشء‪ .‬‏‬ ‫لقد لعبت حلب دوراً تجارياً وثقافياً عىل طريق‬ ‫الحرير وفيها تم صنع أول مطبعة حديثة سنة‬ ‫‪ 1714‬من قبل األب عبد الله الزاخر كانت مصدراً‬ ‫للثقافة‪ ،‬حتى أن المارتني الشاعر الفرنيس‬ ‫وصف حلب عندما زارها يف العام ‪ 1831‬بأنها‬ ‫أثينا اآلسيوية‪ ،‬لثقافة أهلها وللتسامح الديني‬ ‫املوجود يف هذا التنوع السكاين والذي يغني‬ ‫مسرية املدينة‪ .‬‏ وانتهى هذا العهد مع نهاية‬ ‫الحرب العاملية األوىل وكانت آخر تلك املعارك‬ ‫يف نهاية ‪ 1918‬يف منطقة «البللريمون» حيث‬ ‫انسحب الجيش العثامين بقيادة كامل أتاتورك‬ ‫وتقدم الجيش العريب مع الحلفاء‪ ،‬وألول مرة تجد‬ ‫حلب إدارة عربية عندما دخلها األمري فيصل‬ ‫وارتفع العلم العريب يف سامء حلب‪.‬‬ ‫نحو حلب ذهب فريق عمل مجلة منرب التوحيد‬ ‫مستكشفاً هذه املحافظة‪ ،‬واقفاً عىل نشاطاتها‬ ‫مستكشفاً‬ ‫والصناعية‪،‬‬ ‫التجارية‬ ‫وأهميتها‬ ‫مدنها وقراها التي تقسم كام دمشق إىل حلب‬ ‫القدمية بأسواقها العتيقة والتاريخية وأحيائها‬ ‫الشعبية‪ ،‬وإىل أخرى حديثة بطرازها املعامري‬ ‫وتنظيم شوارعها وحدائقها ومالعبها‪.‬‬

‫وهناك التقينا بالدكتور املهندس عيل‬ ‫أحمد منصورة محافظ حلب‪ ،‬يف اجتامع ضم‬ ‫مجموعة من اإلعالميني‪ ،‬فأكد عىل القيمة‬ ‫املضافة ‪ ،‬حيث كررها مراراً وتكراراً ملا لها من‬ ‫أهمية كبرية يف كل عمل مهام كان نوعه‪،‬‬ ‫وعىل الشفافية واملصداقية ألن عنوان الصحافة‬ ‫هو «املصداقية»‪ ،‬ودعا اإلعالميني لتفعيل دورهم‬ ‫والتنبه إىل الزيادة السكانية‪ ،‬ونرش التوعية حول‬ ‫خطورتها وما تسببه من إعاقة لعملية التنمية‬ ‫عرب التعاون مع الفعاليات الثقافية واالجتامعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬والتنسيق معها للحد من زيادتها‪،‬‬ ‫متمنياً تسليط الضوء عىل كل ما يفيد الوطن‬ ‫واملواطن من تطور وتقدم‪ ،‬والرتكيز عىل السلبيات‬ ‫من أجل التصحيح ال من أجل التشهري‪ ،‬وإن‬ ‫املجال مفتوح أمامهم لكتابة الحقيقة بعيداً عن‬ ‫املراوغة وإخفاء الحقائق ‪.‬‬ ‫وعىل هامش هذا اللقاء كان الحوار التايل‬ ‫للمجلة مع الدكتور عيل أحمد منصورة‪:‬‬

‫والبداية كانت حول ميزانية املحافظة لعام‬ ‫‪ 2009‬و ‪ 2010‬فأجاب ‪ :‬االعتامدات املمنوحة لهذا‬ ‫العام بلغت ‪ 5‬مليارات ومائة مليون لرية سورية‬ ‫للمرشوعات الحيوية والتنموية املتعلقة باألبنية‬ ‫املدرسية والرصف الصحي والطرقات والسياحة‪،‬‬ ‫الفتاً إىل رصد مبلغ ‪ 3‬مليارات لرية سورية من‬ ‫املوازنتني االستثامرية واملستقلة للتوسع ببناء‬ ‫املدارس والقضاء عىل ظاهرة الدوام النصفي‪،‬‬ ‫مبيناً حاجة املحافظة سنوياً إىل ألف قاعة‬ ‫صفية‪ ،‬و ‪ 300‬مليون ملؤسسة املياه‪ ،‬و ‪ 650‬مليون‬ ‫لتنفيذ خط الجر الخامس ‪.‬‬ ‫وعن الواقع الخدمي والتنموي أجاب منصورة‬ ‫‪:‬هناك دراسة مروية ملدينة حلب تشمل املداخل‬ ‫الرئيسية والعقد املرورية وأماكن السكن‬ ‫العشوايئ‪ ،‬إضافة إىل العمل عىل نقل منارش‬ ‫الحجر وسوق الهال والصناعات امللوثة للبيئة إىل‬ ‫خارج املدينة‪ ،‬مشريا إىل أن هناك دراسة متكاملة‬ ‫إلنعاش األحياء الفقرية إلعطائها جاملية وقيمة‬ ‫مضافة‪ ،‬ودراسة أخرى إلمكانية متويل محطات‬ ‫املعالجة نظراً للكفلة الكبرية‪.‬‬ ‫وعن الواقع السياحي أجاب قائ ًال‪ :‬هناك‬ ‫خطة لتحسني الواقع السياحي يف املحافظة‬ ‫ضمن منظومة كبرية ألن حلب حاضنة ثقافية‬ ‫كربى‪ ،‬تضم العديد من األوابد األثرية كقلعة‬ ‫حلب‪ ،‬وقلعة سمعان‪ ،‬وقلعة براد التي سوف‬ ‫تصبح محجاً يف األعوام املقبلة‪ ،‬والعمل جار‬ ‫عىل تحسني وتأهيل كل هذه املواقع بوترية عالية‪.‬‬ ‫إضافة إىل عرشات املشاريع السياحية التي‬ ‫تقوم املحافظة وبالتعاون مع مجلس مدينة حلب‬ ‫بتنفيذها‪.‬‬

‫عبد السالم األحمد‬ ‫منرب التوحيد – مكتب دمشق‬

‫من آسواق حلب التاديخية‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب اجتامعي‬

‫اتحاد المقعدين اللبنانيين‪ ..‬نحو تطبيق القانون ‪2000/220‬‬ ‫مسيرة نضال مستمرة نحو تكافؤ الفرص لألشخاص المعوقين في لبنان‬ ‫عرش سنوات مرت عىل صدور القانون‬ ‫‪ 2000/220‬الخاص بحقوق األشخاص املعوقني‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ومل تتم املبادرة الفعلية من قبل‬ ‫الوزارات املعنية إىل استصدار املراسيم‬ ‫التطبيقية امللزمة‪ ،‬فيام يتحرض املجلس النيايب‬ ‫اللبناين للمصادقة عىل االتفاقية الدولية‬ ‫بشأن تعزيز حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‬ ‫وكرامتهم‪ ،‬الصادرة عن األمم املتحدة عام ‪،2006‬‬ ‫والتي سبق لعدد من الدول العربية أن صادقت‬ ‫عليها‪ ،‬وأدرجتها يف ترشيعاتها الداخلية‪ .‬أما‬ ‫عىل صعيد الواقع اليومي لألشخاص املعوقني‬ ‫يف لبنان‪ ،‬فام يزالون يف ظل عدم تطبيق‬ ‫هذه الترشيعات يعيشون تهميشاً كبرياً يف‬ ‫حق الوصول اىل الرتبية والتعليم‪ ،‬والتأهيل‪،‬‬ ‫والعمل الالئق‪ ،‬والبيئة الدامجة‪.‬‬ ‫ومن مطلق اهتاممها باملواضيع االجتامعية‬ ‫كافة‪ ،‬تطل “منرب التوحيد” عىل قضايا اإلعاقة‬ ‫وعمل االتحاد من خالل مقابلة مع منسق الوحدة‬ ‫اإلعالمية فيه‪ ،‬الزميل عامد الدين رائف‪.‬‬

‫االتحاد عىل طول خارطة الوطن‪،‬‬ ‫ويف العامل العريب‪ ،‬يف تعزيز‬ ‫املعوقني‬ ‫األشخاص‬ ‫مشاركة‬ ‫يف عملية صنع القرار‪ ،‬وتحويل‬ ‫الحوار من النموذج الخريي‬ ‫الرعوي إىل املطالبة بالحقوق‬ ‫وفق النموذج االجتامعي‪ ،‬ومن‬ ‫العزل إىل الدمج‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال كيفية‬ ‫تفاعل االتحاد مع الواقع‬ ‫الصعب خالل فرتة الحرب‬ ‫األهلية وما تالها؟ أجاب رائف‪:‬‬ ‫بأن االتحاد‪ ،‬طيلة فرتة الحرب‬ ‫صب عمله عىل‬ ‫اللبنانية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعزيز السلم األهيل واإلغاثة املبارشة‪ ،‬متوجاً‬ ‫تلك املرحلة بحمالت التواقيع عام ‪ ،1984‬مسرية‬ ‫السالم نحو املعابر عام ‪ ،1985‬ومسرية السالم‬ ‫الكربى عام ‪ ،1987‬ثم انتقل بعد صدور اتفاق‬ ‫الطائف نحو تكريس الجهود لتأطري القضية‬ ‫يف ترشيع شامل‪ ،‬خارجاً مبس ّودة القانون الذي‬ ‫صدر عام ‪ 2000‬حام ًال الرقم ‪ ،220‬فشهدت فرتة‬ ‫التسعينات حملة مطلبية حقوقية كبرية قادها‬ ‫االتحاد مبؤازرة كبرية من مختلف منظامت املجتمع‬ ‫املدين اللبناين‪ ،‬التي ّ‬ ‫سخرت جهوداً كبرية للخروج‬ ‫بترشيع‪ ،‬اعترب حينذاك من أشمل القوانني‬ ‫املتعلقة بحقوق األشخاص املعوقني يف الرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬مشرياً اىل تركيز االتحاد طيلة السنوات‬ ‫ّ‬ ‫حث املعنيني واملتنفذين عىل‬ ‫العرش املاضية عىل‬ ‫تطبيق القانون ‪ ،2000/220‬من خالل استصدار‬ ‫الوزارات املعنية ملراسيم تطبيقية تتعلق بالحقوق‬ ‫األساسية‪ ،‬مطلقاً حمالت وبرامج مستمرة‪ ،‬تقع‬ ‫عىل رأسها الحملة املطلبية املستمرة‪ ،‬والتي‬ ‫ُترجمت عىل أرض الواقع عرب مشاريع محددة‬ ‫األهداف والفرتات الزمنية تخدم تطبيق القانون‪.‬‬

‫بنية االتحاد وخلفيته‬ ‫حول اتحاد املقعدين اللبنانيني‪ ،‬يقول رائف‪:‬‬ ‫االتحاد منظمة غري حكومية‪ ،‬ال تبغي الربح‪،‬‬ ‫تأسست عام ‪ ،1981‬من األشخاص املعوقني‬ ‫للنهوض بهذه الفئة للوصول إىل الحقوق‬ ‫املرشوعة املنصوص عليها يف املواثيق الدولية‪،‬‬ ‫وتكافؤ الفرص لألشخاص املعوقني يف املجتمع‪.‬‬ ‫هو منظمة قاعدية مطلبية حقوقية ال طائفية‪،‬‬ ‫تضم ‪ 1300‬عضواً من األشخاص املعوقني حركياً‪،‬‬ ‫وآالفاً من املنارصين واملتطوعني واألصدقاء؛ ينشط‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يتألف االتحاد من هيئة عامة‪ ،‬تعترب مصدر‬ ‫القرار‪ ،‬وتضم مئات من الناشطني املعوقني‪ ،‬وتعترب‬ ‫اإلعاقة الحركية رشطاً لعضوية االتحاد‪ ،‬ومن هيئة‬ ‫إدارية تنفيذية تنتخب مطلع كل عام‪ ،‬وتعمل‬ ‫عىل متابعة عمل الحمالت والربامج واملشاريع‬ ‫املتعددة‪ .‬ويرتكز عمل اتحاد املقعدين اللبنانيني‬ ‫يف نطاقني رئيسيني‪ :‬العمل املطلبي والحقوقي‬ ‫الهادف إىل التوعية عىل حقوق األشخاص‬ ‫املعوقني بغية ضامن اندماجهم وتكافؤ الفرص‬ ‫مع اآلخرين؛ واملشاريع التنموية املجتمعية التي‬

‫‪74‬‬

‫تشمل التأهيل الجسدي‪ ،‬والدمج الرتبوي‪ ،‬الدمج‬ ‫االقتصادي‪ ،‬والتأهيل املهني‪ ،‬التوعية املجتمعية‪،‬‬ ‫التنمية الدامجة‪ .‬وحول الخلفية السياسية‬ ‫لالتحاد‪ ،‬يضيف رائف‪ :‬يجتمع يف االتحاد زهاء ‪1300‬‬ ‫عضواً‪ ،‬وآالف من املنارصين واملتطوعني‪ ،‬وينتمون‬ ‫إىل مناطق وطوائف واتجاهات مختلفة تجمعهم‬ ‫هوية االتحاد الالطائفية وقضايا اإلعاقة املحقة‪،‬‬ ‫ويؤمن االتحاد بهويته املطلبية الحقوقية املدنية‪،‬‬ ‫التي أثبتت التجارب أنها األنفع إليصال القضية‬ ‫إىل أهدافها‪ .‬ويعكس انتشار االتحاد الجغرايف‬ ‫عىل طول خارطة الوطن‪ ،‬ففروعه تتو ّزع يف صور‪،‬‬ ‫النبطية‪ ،‬مشغرة‪ ،‬برالياس‪ ،‬بعلبك‪ ،‬عرسال‪،‬‬ ‫جبيل‪ ،‬وبريوت‪ ،‬باإلضافة إىل فرعه املركزي يف‬ ‫بريوت‪ ،‬ويقوم االتحاد بنشاطات ومشاريع تطال‬ ‫كافة املحافظات اللبنانية‪ .‬وقد ّ‬ ‫نظم االتحاد عدداً‬ ‫من الحمالت الوطنية‪ ،‬والربامج التي طالت كل‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫اشرتاكات االتحاد‬ ‫حول الجهة الداعمة لالتحاد‪ ،‬يقول رائف‪:‬‬ ‫يرفض االتحاد التمويل املرشوط‪ ،‬أو املتعلق بأي‬ ‫خلفيات سياسية‪ ،‬وذلك بطبيعة الحال يرض‬

‫بالقضية ككل‪ ،‬ال يعتمد عىل جهة معينة‬ ‫يف متويل مشاريعه؛ وقد ك ّثف االتحاد وجوده‬ ‫وتفاعله يف كافة االئتالفات والحمالت املدنية‬ ‫املطلبية والحقوقية‪ ،‬فكان له تأثري بارز فيها‪،‬‬ ‫وباتت قضايا اإلعاقة جزءاً من أجندتها تعمل مع‬ ‫االتحاد يداًَ بيد نحو السعي إىل إحقاقها‪ .‬ومن‬ ‫هذه االئتالفات والحمالت «الحملة املدنية لإلصالح‬ ‫االنتخايب»‪« ،‬الشبكة العربية للمنظامت املدنية‬ ‫غري الحكومية للتنمية»‪ ،‬حملة «خلص»‪ ،‬حملة‬ ‫«وحدتنا خالصنا»‪ ،‬وغريها‪ .‬كام انخرط يف املنتدى‬ ‫االجتامعي العاملي‪ ،‬واالئتالف العريب للنداء العاملي‬ ‫ملكافحة الفقر تحقيقاً ألول األهداف التنموية‬ ‫لأللفية‪ ،‬باإلضافة إىل عضويته املستمرة يف‬ ‫عدد كبري من االئتالفات العاملية لنرش الوعي‬ ‫حول القضايا‪ ،‬وإدراج القضايا املحورية عىل أجندة‬ ‫عملها وسياساتها‪ .‬ما أثر إيجاباً عىل سياسة‬ ‫املمولني‪ ،‬الذين يتشاركون مع االتحاد يف متويل‬ ‫مشاريع محددة األهداف واملهل الزمنية‪ ،‬وتصب‬ ‫نتائجها مجتمعة يف خدمة قضايا اإلعاقة‪.‬‬

‫مشاريع ترتجم الحقوق‬

‫ينظم االتحاد عدداً من الحمالت الوطنية‪ ،‬منها‬ ‫«حملة حقي» – الحملة الوطنية نحو إقرار الحقوق‬ ‫السياسية لألشخاص املعوقني التي انطلقت‬ ‫منذ ‪ ،2005‬حملة «ع ّمر للكل» – الحملة الوطنية‬ ‫نحو بيئة دامجة لألشخاص املعوقني يف لبنان‬ ‫منذ ‪ ،2007‬الحملة الحقوقية املستمرة منذ ‪،1998‬‬ ‫وحملة «ال للحرب» التي انطلقت يف مثانينات‬ ‫القرن املايض‪ .‬كام تتفاعل مكاتب االتحاد وفروعه‬ ‫مع عدد كبري من املشاريع الهادفة اىل تعزيز‬ ‫مشاركة األشخاص املعوقني مجتمعياً وتنمية‬ ‫قدراتهم‪ ،‬وقد أفاد منها آالف األشخاص املعوقني‬ ‫منذ صدور القانون ‪ ،2000/220‬ومنها مرشوع‬ ‫«التنمية الدامجة واملنارصة الذاتية»‪ ،‬مرشوع‬ ‫«موازنة لبنان»‪ ،‬مرشوع «إعادة إعامر مخيم نهر‬ ‫البارد دامجاً»‪ ،‬مرشوع «لبنان املواطن»‪ ،‬املرشوع‬ ‫الوطني للدمج الرتبوي‪ ،‬مركز دعم اإلعاقة يف‬ ‫بعلبك وصور ومشغرة‪ ،‬مبادرة رصد اإلعاقة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬مرشوع املسح امليداين الشامل‬ ‫ملراكز االقرتاع يف لبنان‪ ،‬ومرشوع املسؤولية‬ ‫االجتامعية‪ ،‬مرشوع التدريب املهني‪ ،‬مركز‬ ‫العالج الفيزيايئ يف مشغرة‪ ،‬ومركز املجسامت‬ ‫الهندسية يف صيدا‪.‬‬ ‫وكنموذج عن هذه املشاريع عرض رائف ملرشوع‬ ‫فتح آفاق فرص العمل أمام األشخاص املعوقني‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ضمن برنامج الدمج االقتصادي‬ ‫االجتامعي‪.‬‬

‫الدمج االقتصادي االجتامعي‬ ‫املرشوع تجربة منوذجية يف لبنان والعامل العريب؛‬ ‫يهدف إىل تطوير دمج األشخاص املعوقني اقتصادياً‬ ‫واجتامعياً‪ ،‬من خالل تنمية قدراتهم ومهاراتهم‬ ‫الوظيفية‪ ،‬وتوعية املجتمع وأرباب العمل عىل ثقافة‬ ‫الدمج والتنوع وتسليط الضوء عىل إمكانيات‬ ‫األشخاص املعوقني‪ .‬كام يعمل عىل رشاكة مميزة مع‬ ‫القطاع الخاص معم ًام مفاهيم التنوع االجتامعي‪،‬‬ ‫من خالل إنشاء “الهيئة الداعمة للتنوع يف مكان‬ ‫العمل”‪ ،‬وتعميم مفهوم “الرشكات الصديقة‬ ‫لألشخاص املعوقني”‪ ،‬باإلضافة إىل عمله التوعوي‬ ‫الشامل مع القطاع العام‪ ،‬املعاهد والجامعات‪،‬‬ ‫واملجتمع األهيل املحيل‪ .‬يغطي املرشوع أربع‬ ‫محافظات‪ ،‬هي جبل لبنان‪ ،‬بريوت‪ ،‬البقاع‪ ،‬الجنوب‪،‬‬ ‫من خالل مكاتب توظيف تستقبل األشخاص‬ ‫املعوقني؛ األول يف البقاع – برالياس‪ ،‬والثاين يف‬ ‫بريوت‪ -‬كورنيش املزرعة‪ ،‬والثالث يف الجنوب ‪ -‬صور‪.‬‬ ‫وقد بنى املرشوع منذ ‪ 2004‬عالقات متينة مع ‪200‬‬ ‫رشكة من القطاع الخاص وحاز عىل حوايل ‪300‬‬ ‫فرصة عمل ألشخاص معوقني‪ ،‬وعمم التوعية عىل‬ ‫أصحاب العمل من خالل رشاكات مع غرف التجارة‬ ‫والصناعة والزراعة‪ ،‬ودليل «التنوع يف مكان العمل»‬ ‫الذي يوزع مع صحيفة النهار‪.‬‬

‫حوار مهيبة العرساوي‬

‫‪75‬‬

‫حمالت االتحاد الوطنية‬ ‫حملة حقي‬

‫الحملة الوطنية نحو إقرار الحقوق‬ ‫السياسية لألشخاص املعوقني‪ :‬انطلقت‬ ‫عام ‪ 2005‬طارحة املعايري الدامجة يف‬ ‫تواقيع‬ ‫جامعة‬ ‫االنتخابية‪،‬‬ ‫العملية‬ ‫املرشحني إىل الندوة الربملانية إلقرار الحقوق‬ ‫املرشوعة‪ ،‬منظمة حملة توعوية شاملة‬ ‫حول عملية االقرتاع الدامجة‪ .‬ثم تابعت‬ ‫مع االنتخابات الفرعية صيف ‪ ،2007‬وتتابع‬ ‫عملها من خالل إعداد ملفات شاملة حول‬ ‫هذه الحقوق بالتنسيق مع وزارة الداخلية‬ ‫والبلديات تحضرياً النتخابات دامجة عامي‬ ‫‪ ،2009‬و‪ ،2010‬وقد ابتنت الحملة عىل‬ ‫مسوحات ميدانية شملت كافة مراكز‬ ‫االقرتاع املعتمدة يف لبنان وفق املعايري‬ ‫الدنيا للبيئة الدامجة‪ ،‬وشهدت املرحلة‬ ‫األخرية استصدار املرسوم التطبيقي حول‬ ‫تسهيل عملية اقرتاع األشخاص املعوقني‬ ‫ربطاً بقانون االنتخاب والقانون ‪ .2000/220‬‬

‫حملة ع ّمر للكل‬

‫الحملة الوطنية نحو بيئة دامجة خالية‬ ‫من العوائق الهندسية‪ ،‬نشطت الحملة‬ ‫بشكل مركز بعد انتهاء عدوان متوز ‪2006‬‬ ‫عىل لبنان نحو إعادة إعامر ما هدّمته الحرب‬ ‫وفق معايري هندسية دامجة‪ ،‬وهي تنفذ‬ ‫نشاطات وورش عمل مع الجهات املعنية‬ ‫بإعادة اإلعامر‪ ،‬ومنها وزارة األشغال العامة‬ ‫والنقل‪ ،‬مجلس اإلمناء واإلعامر‪ ،‬نقابة‬ ‫املهندسني‪ ،‬وكافة الوزارات‪ ،‬سعياً نحو‬ ‫استصدار مرسوم تطبيقي يتعلق بالبيئة‬ ‫الدامجة‪ ،‬مروجة بذلك ملفهوم التنوع‬ ‫والتوعية عىل أهمية التجهيز الهنديس‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل عملية رصد مستمرة ملا يتم‬ ‫إعامره من خالل مسوحات ميدانية‪.‬‬

‫حملة ال للحرب‬

‫الحملة املدنية نحو تعزيز السلم األهيل‬ ‫واملواطنة يف لبنان‪ :‬حملة اتحادية مستمرة‬ ‫منذ مثانينات القرن املايض مبؤازرة حثيثة‬ ‫من مختلف الجمعيات املدنية الالطائفية‪،‬‬ ‫تكثف نشاطاتها يف كافة املحطات الداعية‬ ‫لتعزيز السلم األهيل الوطني يف ذكرى‬ ‫الحرب األهلية يف ‪ 13‬نيسان من كل عام‪،‬‬ ‫وقد برزت بشكل الفت يف أيار ‪ 2008‬بعد‬ ‫األحداث األليمة التي مر بها لبنان‪ّ ،‬‬ ‫فنظمت‬ ‫اعتصامات ولقاءات ومؤمترات صحافية‪،‬‬ ‫رافعة شعار «إذا ما اتفقتوا ما ترجعوا!»‬ ‫بوجه السياسيني املجتمعني يف الدوحة‬ ‫لتقرير مصري لبنان‪.‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب تربوي‬

‫أساتذة التعليم الرسمي ‪ :‬التح ّرك الموسمي لتحصيل الحقوق‬

‫ّ‬ ‫حنا غريب ‪ :‬نظامنا التربوي مذهبي بامتياز‬ ‫ويزرع البذور األولى لإلنقسامات الطائفية‬ ‫ُّ‬ ‫يكل النقايب حنّا غريب عن رفع‬ ‫ال‬ ‫األساتذة‬ ‫بحقوق‬ ‫للمطالبة‬ ‫الصوت‬ ‫الثانويني يف التعليم الرسمي خاصة‬ ‫بإستعادة موقع األستاذ الثانوي والـ ‪%60‬‬ ‫التي اقتُط َعت من راتبه‪.‬‬ ‫اعتصم األساتذة الذين جاؤوا من كافة‬ ‫املدارس يف املناطق اللبنانية‪ ،‬مطالبني مبا‬ ‫تس ّميه دولتهم يف دستورها بـ”الحقوق”‪،‬‬ ‫عىل أمل أن تسمع رصاخهم و ُيح ّرك‬ ‫َمن‬ ‫مسؤوليها ساكناً لتحسني أوضاع‬ ‫يحملون “رسالة العلم والثقافة” إليصالها‬ ‫لطالب لبنان الذي يشكلون “مستقبله”‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬مع علمهم ويقينهم بأهمية هذه‬ ‫الرسالة‪ ،‬مل يعد األساتذة يف التعليم‬ ‫الرسمي عىل استعداد لتح ّمل الظلم‬ ‫الذي يلحق بهم‪ ،‬ولن يقبلوا بعد اآلن‬ ‫بـ”العمل بدون أجر” كام قال غريب‪ ،‬وكام‬ ‫كتب األساتذة عىل اليافطات التي رفعوها‬ ‫أمام املجلس النيايب عىل أمل استصدار‬ ‫قانوناً يحقق مطالبهم‪.‬‬ ‫لكن هل من مجيب؟ هل سمع‬ ‫املسؤولون كالم غريب حني ذ ّكرهم ّأن‬ ‫األساتذة هم جزء من تاريخ لبنان؟‬ ‫إذاً‪ ،‬اعتصم أساتذة التعليم الثانوي‬ ‫واملهني والتقني‪ ،‬حاملني مطالبهم التي هي‬ ‫يف األساس حقوقاً مهدورة‪ ،‬مع تأكيدهم‬ ‫عىل متابعة اإلرضابات واالعتصامات حتى‬ ‫تحقيقها‪ .‬من هنا‪ ،‬كان لقاؤنا مع األستاذ‬ ‫“النقايب” حنّا غريب رئيس رابطة أساتذة‬ ‫التعليم الثانوي الرسمي‪ ،‬فكان الحوار‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫هل يعتصم األساتذة ضمن مطلب تربوي‬ ‫واحد بغض النظر عن اإلنتامءات السياسية؟‬ ‫هدف األساتذة (خاصة أساتذة التعليم‬ ‫الثانوي) من هذه التحركات ينقسم إىل شقني‪:‬‬ ‫الرتبوي واإلجتامعي املعييش‪ .‬من الجانب الرتبوي‪،‬‬ ‫لدينا عدد من املطالب أبرزها موضوع تعليم املواد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اإلجرائية لطالب التعليم الرسمي‪ ،‬أي املعلوماتية‬ ‫والتكنولوجيا واللغة األجنبية الثانية‪ ،‬ومواد‬ ‫الفنون والرياضة‪ .‬هذه املواد ُأقرت يف املنهجية‬ ‫منذ عرش سنوات‪ ،‬وقد استفاد منها القطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬وأعطاها لتالميذه‪ ،‬يف حني مل تط ّبقها‬ ‫الحكومة عىل التعليم الرسمي‪ ،‬عل ًام أنها هي‬ ‫التي أق ّرت هذه املواد‪ .‬لذلك‪ ،‬أصبح هناك نوع من‬ ‫السوء يف تطبيق املنهجية التعليمية‪ ،‬ولألسف‬ ‫دفع مثنها تالمذة املدارس والثانويات الرسمية‪.‬‬ ‫بالفعل‪ ،‬أصبح هذا األمر خطرياً جداً بعد ‪10‬‬ ‫سنوات‪ ،‬ألنهم يريدون تعديل املناهج الرتبوية مرة‬ ‫ثانية‪ ،‬لكننا طالبناهم بتطبيق املناهج األوىل‬ ‫قبل إقرار تعديالت جديدة‪ّ ،‬‬ ‫ألن التعليم الرسمي‬ ‫مل يستفد من املناهج األوىل كام كان مفروضا‪ً.‬‬ ‫وإذا ساروا اآلن عىل نفس ُ‬ ‫الخطى ويف نفس املسار‪،‬‬ ‫ستزداد اله ّوة بني القطاعني الرسمي والخاص‪.‬‬ ‫لذلك ندافع عن التعليم الرسمي من هذا‬ ‫املنطلق‪ّ ،‬‬ ‫ألن حق أوالدنا وأهلنا أن ينهلوا تعليم‬ ‫ذو نوعية جيدة يف التعليم الثانوي الرسمي‪،‬‬ ‫وهذا مطلب أسايس لدينا‪ .‬كذلك هناك املطلب‬ ‫الرتبوي الثاين املتع ّلق مبوضوع توفري املستلزمات‬ ‫والتجهيزات واملختربات وكافة وسائل اإليضاح‬ ‫ّ‬ ‫ألن كل هذه‬ ‫التعليمية يف املدارس الرسمية‪،‬‬ ‫التجهيزات لألسف غائبة عن مدارسنا الرسمية‪،‬‬

‫‪76‬‬

‫فموازنة وزارة الرتبية ال تتعدّى ‪ %8‬من املوازنة‬ ‫العامة‪ ،‬عل ًام أ ّنها كانت قبل الحرب تشكل ربع‬ ‫هذه املوازنة بحيث وصلت إىل ‪ ،%23‬وكان عدد‬ ‫الطالب أقل‪ ،‬أما اآلن فقد إزداد العدد يف حني‬ ‫خ ّفت املوازنة‪ ،‬فأصبح األستاذ يدفع مثن ذلك‬ ‫ألنه مل يعد يستطع إيصال املعلومات بالوسائل‬ ‫التوضيحية التي يجب أن تتوفر يف جميع املدارس‬ ‫وهذا ما انعكس سلباً عىل التعليم الرسمي‪.‬‬ ‫أما املشكلة الرتبوية الثالثة فهي مشكلة‬ ‫إستقرار األساتذة يف مالك التعليم‪ ،‬إذ ّأن‬ ‫موضوع إعداد األساتذة توقف منذ الحرب‪ ،‬بحيث‬ ‫ينال األستاذ اإلجازة يف اإلختصاص ومن ثم‬ ‫يذهب لزعيم أو أمري الطائفة ليؤ ّمن له عدداً من‬ ‫ساعات التعاقد‪ ،‬وبالفعل ّ‬ ‫فإن هذه السياسة هي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كارثة عىل مستوى التعليم‪ ،‬علام أن لدينا ‪35‬‬ ‫داراً إلعداد األساتذة وكلها ال تقوم بأي نشاط‪،‬‬ ‫ألنها مشلولة بالكامل‪ ،‬والكل استغنى عنها‬ ‫بزيارة للزعيم السيايس للضغط والحصول عىل‬ ‫املراكز باملحاصصة‪ .‬لقد ألغوا مهام دُور املعلمني‪،‬‬ ‫واستغنوا عنها‪ ،‬وأصبح اإلختيار يتم عن طريق‬ ‫(التعاقد) والدخول يف املباراة “املحصورة”‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يقومون بتثبيت النصف فقط‪ ،‬ويتناسون من‬ ‫بحجة‬ ‫خد َم ‪ 10‬أو ‪ 15‬سنة ويرمونه يف الشارع‬ ‫ّ‬ ‫عدم كفاءته‪“ ،‬وكأ ّنهم يأخذون األكفأ!!!”‪.‬‬

‫النهوض العلمي‬ ‫ليس أغنية وال شعار‬ ‫ماذا تقرتحون؟‬ ‫بدل أن تبقى دور املعلمني ُمغلقة‪ ،‬وبدل أن تبقى‬ ‫كلية الرتبية متو ّقفة عن إعداد األساتذة‪ ،‬وبدل‬ ‫هذه املحسوبيات واملحاصصة‪ ،‬نطالب بإجراء اإلعداد‬ ‫لألساتذة كام كان يجري سابقاً وهذا ما قلناه‬ ‫برضورة وقف وإلغاء سياسة التعاقد‪ ،‬والعودة‬ ‫إىل اإلعداد الرتبوي‪ ،‬وإجراء مباراة مفتوحة لكل‬ ‫حملة اإلجازات بكل املواد مبا فيها اإلجرائية منها‪،‬‬ ‫ولكن برشط إختيار”األكفأ”‪ ،‬هذا إذا أردنا أن نعيد‬ ‫املوقع الرتبوي للتعليم الرسمي ولألستاذ‪ ،‬بحيث‬ ‫تصبح النظرة له “عىل املستوى اإلجتامعي”‬ ‫كام كانت سابقاً‪ .‬إذاً النهوض بالتعليم‬ ‫الرسمي‪ ،‬ليس أغنية وال شعاراً بل نهضة يف‬ ‫كل املجاالت‪ ،‬عىل مستوى األبنية املدرسية‪ ،‬مث ًال‬ ‫نحن نطالب بـ (خريطة مدرسية) النتقاء البقع‬ ‫الجغرافية الصالحة لبناء املدارس بعيداً عن نفوذ‬ ‫هذا املرشح السيايس أو ذاك الزعيم أو مناطق‬ ‫النفوذ الطائفية واملذهبية‪ .‬هذه الخريطة تبينّ‬ ‫نسبة النمو السكاين يف كل منطقة‪ ،‬والحاجات‬ ‫الوطنية لبناء املدارس‪ ،‬بحيث يلتقي الطالب‬ ‫يف كل املحاور املناطقية‪ ،‬ويتفاعلوا مع بعضهم‬ ‫البعض بعكس ما نراه اليوم من تقوقع وإنغالق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن أغلبية مدارسنا اليوم أصبحت منطوية عىل‬ ‫نفسها ضمن خطوط متاس‪ ،‬وأصبح نظامنا‬ ‫الرتبوي نظام طائفي ال بل مذهبي بإمتياز‪ ،‬وهذا‬ ‫ما نراه يف الجامعة اللبنانية‪ ،‬إذ ّأن ‪ %90‬منها‬ ‫تحتوي عىل املذهب نفسه‪ِ ،‬ق ْس عىل ذلك موضوع‬ ‫املدارس وما يرتكه يف نفوس الطالب‪.‬‬ ‫ّإن ما يحصل يف البلد اليوم‬ ‫بالفعل‪،‬‬ ‫خطري جداً‪ ،‬ونظامنا الرتبوي يزرع البذور األوىل‬ ‫لالنقسامات املذهبية والطائفية‪ ،‬يك تتمكن‬ ‫الطبقة السياسية من إعادة تركيب نفسها عىل‬ ‫حساب دم الناس واألطفال‪ .‬ومن ثم يتكلمون عن‬ ‫العيش املشرتك؟ أين هو هذا العيش إذا مل يجلس‬ ‫األطفال عىل مقاعد واحدة ومن جميع املذاهب؟ إذاً‬ ‫النهوض يكون بتوحيد اللبنانيني ضمن الوظيفة‬ ‫التعليمية والتفاعل وتنمية الروح البرشية وفقاً‬ ‫للكفاءات وإحرتام موقع التعليم‪.‬‬ ‫وعن الجانب املعييش‪ ،‬قال غريب‪ :‬أين أصبح‬ ‫الجانب املعييش ملا كان عليه سابقاً؟ هناك إنهيار‬ ‫كامل يف الرواتب واألجور‪ ،‬فقد رضبوا حقوقنا‬ ‫كاملة‪ .‬بداية‪ ،‬دمروا أساس رواتبنا‪ُ ،‬‬ ‫فكثرُ من‬ ‫حملة اإلجازات يتوجهون ملهنة التعليم‪ ،‬ولكن‬ ‫ليس أل ّنهم اختاروها كأفضل مهنة‪ .‬عندما‬ ‫دخلنا سلك التعليم‪ ،‬اعتقدنا أ ّنها مهنة متكننا‬ ‫من العيش براحة‪ ،‬وتساعدنا عىل تأسيس‬ ‫أرسة‪ ،‬وتؤ ّمن لنا اإلستقرار النفيس واإلجتامعي‬ ‫واملستقبل الزاهر ألبنائنا‪ ،‬لكنّها اليوم أصبحت‬ ‫ُمنقذاً لإلجازات بعد أن تغلق جميع أبواب املهن‬

‫األخرى بوجه املتخ ّرجني‪.‬‬ ‫وعن الحد األدىن لألجور قال غريب‪ :‬عندما‬ ‫ُ‬ ‫دخلت سلك التعليم‪ ،‬كان راتب أستاذ التعليم‬ ‫الثانوي أربعة أضعاف ونصف من الحد األدىن‬ ‫لألجور‪ ،‬أما اليوم فقد أصبح ُ‬ ‫الضعفني‪ ،‬أي أنه‬ ‫انها َر إىل النصف‪ .‬كذلك بالنسبة ملعاشات‬ ‫التقاعد‪ ،‬التي كانت نسبتها سابقاً (‪،)%100‬‬ ‫وأصبحت منذ العام ‪ ،)%85( 1992‬هذه النسبة‬ ‫(أي ‪ )%15‬كبرية بالنسبة لـ‪ 40‬سنة من العمل‪،‬‬ ‫بحيث يخرس األستاذ بذلك ماليني اللريات من‬ ‫حقه‪ .‬ثم أتوا بعد التضخم عام ‪ 2008‬ليعطوا‬ ‫الناس ‪ 200‬ألف لرية زيادة عىل الراتب‪ ،‬مع معدل‬ ‫فائدة (‪ ،)%15‬مام أفقدنا نصف القوة الرشائية‬ ‫لرواتبنا‪ .‬كذلك‪ ،‬نحن نأخذ كل سنتني زيادة درجة‬ ‫عىل أساس الراتب بحكم دميومة العمل والخربة‪،‬‬ ‫هذه الدرجة كانت بنسبة ‪ %13‬وكانت نسبتها‬ ‫عالية ومقبولة‪ ،‬ثم أصبحت اليوم ‪ %3‬وهي ال‬ ‫تشرتي صفيحة بنزين‪ّ ،‬‬ ‫ألن هذه النسبة تقريباً ال‬ ‫تساوي أكرث من‪ 30‬ألف لرية‪.‬‬

‫ندفع النسبة األكرب ونأخذ األقل‬ ‫من تعاونية موظفي الدولة‬ ‫وحول السؤال عن الجانب الصحي أجاب‬ ‫الغريب‪ :‬إن تعاونية موظفي الدولة هي مؤسسة‬ ‫أكرث كلفة‪ ،‬ونحن (كقطاع تعليمي) القطاع‬ ‫الذي يساهم بالنسبة األكرب فيها‪ .‬هناك الكثري‬ ‫من املؤسسات الضامنة كالضامن اإلجتامعي‬ ‫وصناديق التعاضد واللواء الط ّبي ووزارتيَ الصحة‬ ‫والشؤون اإلجتامعية‪ ،‬وكلها تقدّم خدمات‬ ‫صحية‪ .‬أما تعاونية موظفي الدولة فتأخذ منّا‬ ‫شهرياً ما نسبته ‪ %3‬من رواتبنا‪ ،‬ولكننا يف‬ ‫املقابل نأخذ النسبة األقل من التقدميات‪ .‬هذا‬ ‫هو التمييز بحد ذاته‪ ،‬واإلجحاف بحق أوالدنا‬ ‫وأطفالنا وعائالتنا‪ .‬لقد أغلقت املستشفيات‬

‫‪77‬‬

‫أبوابها أمامنا‪ ،‬ومل تستقبلنا إال بعد إرضابات‬ ‫وإحتجاجات متعددة‪ .‬هم يدفعون ألستاذ التعليم‬ ‫اإلبتدايئ مبلغ ‪ 500‬ألف لرية كفاتورة صحية‬ ‫للمستشفيات‪ ،‬وألستاذ التعليم الثانوي مليون‬ ‫لرية لبنانية‪ ،‬وهذا هو اليشء الوحيد الج ّيد الذي‬ ‫قاموا به‪ّ .‬إن املؤسسات الضامنة تضع التعرفة‬ ‫عىل املساعدات املرضية‪ ،‬لكنها دون مستوى‬ ‫األكالف الفعلية للطبيب‪ ،‬الذي يأخذ ‪ 50‬ألف‬ ‫لرية كلفة الفحص الطبي‪ ،‬ولكنّنا ال نأخذ سوى‬ ‫‪ %75‬من مبلغ الـ‪ 25‬ألف الذي نحصل عليه‪ ،‬يف‬ ‫حني تعطي املؤسسات األخرى ‪ .%85‬كذلك ال‬ ‫نحصل سوى عىل ‪ %75‬أيضاً بالنسبة “لذوي‬ ‫العهدة” وحتى “بدون سقف”‪ ،‬مام يع ّرض األستاذ‬ ‫لديون باهضة يف الحاالت املرضية الصعبة‪.‬‬ ‫ماذا عن تقدميات التعاونية بالنسبة لألمراض‬ ‫املزمنة؟‬ ‫ّإن املشكلة األخطر هي مشكلة‬ ‫بافعل‪،‬‬ ‫األمراض املزمنة واملستعصية‪ ،‬إذ لدينا عرشات‬ ‫األساتذة املصابني باألمراض الرسطانية وأدويتهم‬ ‫معروفة بأسعارها الباهضة‪ ،‬إال ّأن (التعاونية)‬ ‫تقدّم سلفة من املبلغ يف حني يغطي األساتذة‬ ‫املبلغ املتب ّقي بنسبة ‪ ،%25‬وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للربوتاز (األدوات الصحية واملعدنية)‪ .‬حقاً نحن ال‬ ‫الج َمل إال أذنه‪ .‬أضف إىل ذلك أنه ال يوجد‬ ‫نأخذ من َ‬ ‫ممثل للمعلمني يف التعاونية‪ ،‬بعكس ما يحصل‬ ‫عليه القضاة أو رابطة األساتذة الجامعيني أو‬ ‫غريهم يف املؤسسات الضامنة لهم‪ .‬نحن ال‬ ‫نعلم ما يوجد داخل التعاونية إذ أنهم يقررون‬ ‫ويفعلون ما يريدونه‪ ،‬يف حني أننا َمن يمُ ِّولها‪ .‬ما‬ ‫طلبناه هو مجرد ممثل واحد فقط يك نكون عىل‬ ‫علم ودراية مبا يحصل داخلها‪ ،‬عل ًام أننا رابطة‬ ‫منتخ َبة من ق َِبل األساتذة‪ ،‬ولكنّهم ال يأخذون‬ ‫أ ّياً منّا لتمثيلهم فيها‪ ،‬وهذا ما ينطبق أيضاً‬ ‫عىل املجلس املركزي لرابطات أساتذة التعليم‬ ‫اإلبتدايئ‪ ،‬والتعليم املهني واملوظفني اإلداريني‪.‬‬ ‫كل هذه الروابط مه ّمشة أل ّنهم ال يريدونها يف‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب تربوي‬ ‫الداخل‪ ،‬بل ينتقون أزالمهم ويضعونهم داخلها‪،‬‬ ‫وهذا ينطبق أيضاً عىل ِمنَح الزواج والتعليم‬ ‫والوفاة التي ما زالت مج ّمدة‪.‬‬ ‫وعن التعويضات العائلية‪ ،‬قال‪ :‬هي أيضاً‬ ‫مج ّمدة منذ ‪ 12‬سنة‪ ،‬ماذا سننتظر أسوء من‬ ‫ذلك؟ كل ذلك‪ ،‬وصوالً إىل تح ّركاتنا التي نقوم‬ ‫بها اليوم‪ ،‬فنحن نعمل ساعات إضافية منذ‬ ‫العام ‪ ،1966‬أي عىل مدى نصف قرن‪ .‬لقد ازدادت‬ ‫من ‪15‬سنة إىل العرشين وأخذ األستاذ الثانوي‬ ‫عىل هذه الساعات اإلضافية ما نسبته ‪ %60‬من‬ ‫العامل ‪ 1966‬حتى عام ‪ ،1998‬حني دمجوا هذه‬ ‫التعويضات يف صلب الراتب فكانت النتيجة أن‬ ‫أبقوا عىل الساعات اإلضافية ولكنّهم أوقفوا‬ ‫َ‬ ‫نرض بذلك فـ”ال عمل‬ ‫الـ‪ ،%60‬وبالطبع نحن مل‬ ‫بدون أجر”‪ ،‬فأعادوا لنا ما نسبته ‪ %25‬فقط من‬ ‫أساس ‪ ،%60‬ونحن اليوم نتحرك إلستعادة الـ‬ ‫‪ %35‬املتبقية‪ ،‬لكنّهم غري موافقني بحجة ّأن‬ ‫الكلفة مرتفعة‪ .‬هم فقط يناقشوننا بـ”أصل‬ ‫املالئكة” ويفاوضون لتبقى وعودهم أقواالً فقط‬ ‫بدون أفعال‪ .‬املوضوع بالنسبة لنا ليس موضوع‬ ‫درجات‪ ،‬ال بل موضوع إعادة اإلعتبار ملوقع أستاذ‬ ‫التعليم الثانوي‪ ،‬وملهنة التعليم بشكل عام‪.‬‬ ‫لقد كان راتبنا (مع الـ‪ )%60‬بفارق درجتني فقط‬ ‫عن راتب النائب‪،‬أما اآلن فهو يحصل عىل املاليني‬ ‫ونحن عىل الاليشء‪.‬‬

‫معركة رشسة حتى تحقيق‬ ‫املطالب‬ ‫وعن التحركات األخرية‪ ،‬قال غريب‪ :‬نعلم ّأن‬ ‫“معركتنا رشسة”‪ ،‬خاص ًة مبواجهة الصعوبات‬ ‫أل ّنهم ال يفاوضون‪ .‬لقد شارك نصف األساتذة‬ ‫الثانويني يف اإلعتصامات أي ‪ 3000‬من ‪،6000‬‬ ‫يعن شيئاً للمسؤولني الذين‬ ‫ولكنّ ذلك مل‬ ‫ِ‬ ‫ّأن األساتذة شاركوا بكل أطيافهم‬ ‫تناسوا‬ ‫يف ظل هذا اإلنقسام السيايس والطائفي‬ ‫واملذهبي‪ .‬إعتصاماتنا األخرية تشكل بحق‬ ‫نوعاً من اإلنتفاضة عىل الظلم واإلضطهاد‬ ‫وهدر الحقوق‪ ،‬وبدالً من تكريم األساتذة والرابطة‬ ‫عىل هذا املشهد الجامع لكل األطياف‪ ،‬ما زالوا‬ ‫يعاقبوننا بتعنّت واضح بدون مفاوضات‪ ،‬لكننا‬ ‫نعتصم بحرية ألننا ال منلك شيئاً لنخرسه‪.‬‬ ‫ماذا عن متابعة هذه املواضيع مع وزير الرتبية‬ ‫والتعليم العايل؟‬ ‫هو يعرتف بح ّقنا‪ ،‬لكنه ال يرتجم كالمه ألفعال‪،‬‬ ‫بل يناقش ويفاوض معنا‪ ،‬يف حني ال يط ّبق املطلوب‬ ‫وال حتى يقدّم الوعود‪ ،‬ألنه فقط يعبرّ عن مواقفه‬ ‫ومن ثم يرتاجع عنها‪ .‬هذا املناخ الذي نعيش فيه‬ ‫اليوم هو “مناخ رصاع”‪ ،‬فالقوي بق ّوته‪ ،‬وتاريخنا‬ ‫كله هكذا ونحن مل نحصل عىل مطالبنا عىل‬ ‫مدى ‪ 50‬سنة سابقاً سوى بالضغط‪ ،‬ومل يتغيرّ‬ ‫يشء بالنسبة لنا‪ ،‬فجوهر املوقف هو “عدا ٌء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب ريايض‬

‫ّ‬ ‫ألن تحسينه‬ ‫مستحكم” ضد التعليم الرسمي‬ ‫سينعكس ذلك سلباً عىل التعليم الخاص‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ال تريده السلطة ألنها سلطة داعمة لألخري‪،‬‬ ‫فالتعليم الرسمي هو برأيهم “للفقراء” فقط‪ ،‬إذ‬ ‫أنهم يريدون للفقري أن يع ّلم أبناءه عل ًام فقرياً‪،‬‬ ‫وهذا هو التمييز اإلجتامعي والطبقي يف نظامنا‬ ‫الرتبوي “املذهبي”‪ .‬هذا النظام هو نظام التمييز‬ ‫اإلجتامعي والتجهيل‪ ،‬وعدم قدرة التعليم‬ ‫الرسمي عىل مواكبة ثورة التطور والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫وهذه كارثة حقيقية نعاين منها مع املسؤولني‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫إذاً األساتذة اليوم يعبرّ ون عن أنني الشعب‬ ‫اللبناين ومعاناته عىل املستوى اإلقتصادي‬ ‫واإلجتامعي‪ ،‬ففاتورة التعليم يف لبنان هي أغىل‬ ‫فاتورة تعليم يف العامل (وتشكل ‪ %12‬من الناتج‬ ‫املحيل)‪ ،‬يف حني ال تدفع الدولة منها سوى الثلث‪،‬‬ ‫أما الثلثني الباق َيني فيتك ّبدهام الشعب اللبناين‬ ‫الذي تذهب رواتبه فقط للتعليم والطبابة‪.‬‬

‫الروابط الطالبية غائبة أيضاً‬ ‫إنعكاس‬ ‫إمكانية‬ ‫حول‬ ‫السؤال‬ ‫وعن‬ ‫التحركات عىل الطالب كتأجيل االمتحانات‬ ‫خاصة لشهادة البكالوريا أو تعطيل الصفوف‪،‬‬ ‫يف حال عدم تلبية املطالب‪ ،‬أجاب غريب‪ :‬هو‬ ‫منعكس فع ًال عليهم‪ ،‬ونحن ال نعرف الكذب عىل‬ ‫الناس‪ .‬طالبنا ال يتعلمون بالشكل املطلوب خاصة‬ ‫يف غياب املواد اإلجرائية‪ ،‬ولديهم أيضاً حقوق يجب‬ ‫املطالبة بها‪ ،‬متسائ ًال أين الروابط الطالبية؟ لقد‬ ‫متكنوا من إلغاءها وأدخلوا الطالب يف املشاحنات‬ ‫السياسية والطائفية‪ ،‬وأنسوهم حقهم بالتعليم‬ ‫املجاين‪ .‬يجب وضع ح ّد لهذا اإلنهيار الحاصل عىل‬ ‫مستوى التعليم الرسمي‪ ،‬ولكن مشكلتنا أننا‬ ‫وحدنا كمحم ّية نقابية بدون صوت آخر داعم لنا‪،‬‬ ‫ماذا ننتظر فقد انهار البلد ووصلت ديونه إىل ‪50‬‬ ‫مليار دوالر ومل يح ّرك أحد ساكناً‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫رحيل‬ ‫أنطوان شويري‬ ‫«ع ّراب»‬ ‫السلة اللبنانية‬

‫هدية املعلم يف عيده‪:‬‬ ‫تعتيم إعالمي‬ ‫وعن هدية املعلمني يف عيدهم‪ ،‬قال‪ :‬لقد‬ ‫أقمنا احتفاالً يف قرص األونيسكو بعيد املعلم‪،‬‬ ‫ولكن قوبلنا بالتعتيم اإلعالمي ألنهم غري‬ ‫ّأن التمثيل‬ ‫مستعدون لسامع مطالبنا‪ ،‬عل ًام‬ ‫داخل الرابطة هو أوسع من التمثيل الحكومي‪،‬‬ ‫ومن جميع اإلنتامءات السياسية‪ .‬علينا إعادة‬ ‫الوعي للعمل النقايب والقضايا اإلجتامعية‪،‬‬ ‫ألنهم كلهم سريموننا يف شيخوختنا ولن‬ ‫يساعدوننا أبداً‪ .‬عىل الجميع التح ّرك‪ ،‬ويجب عىل‬ ‫املعارضة اإلمساك بامللف‪ ،‬ألن املقاومة ليست‬ ‫فقط ضد “إرسائيل”‪ ،‬بل أيضاً ضد الفقر والجوع‬ ‫اللذان يشكالن العدو الداخيل لنا‪ ،‬ألن تحرير األرض‬ ‫يجب أن يكون يف البداية بتحرير اإلنسان الذي‬ ‫ح ّرر هذه األرض‪ ،‬ويجب حفظ كرامته‪ :‬يف مقاومة‬ ‫“إرسائيل” ويف تحرير لقمة عيشه‪ ،‬فالكرامة‬ ‫واحدة ال تتجزأ يف جميع الحاالت‪.‬‬ ‫وأضاف غريب‪ :‬ال يجوز أن أكون يف وطني ذلي ًال‪،‬‬ ‫متسكعاً‪ ،‬وطالباً للمساعدة واملنّة‪ ،‬ومن ثم أتحدّث‬ ‫عن كرامتي يف تحرير أريض ضد العدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫فتحرير قرارنا اإلقتصادي هو متاماً كتحرير األرض‪،‬‬ ‫كام ّأن املديونية هي إحدى الضغوطات األساسية‬ ‫عىل لبنان لفرض سياسات أخرى‪ ،‬وحت ًام نحن‬ ‫كروابط تعليم ال نستطيع مواجهتها‪.‬‬ ‫وعن التحركات املقبلة ختم غريب‪ :‬كل‬ ‫أشكال التحركات مطروحة لدينا‪ ،‬وسنستمر‬ ‫بخوض املعركة بالكامل حتى إعادة اإلعتبار‬ ‫ملوقعنا كام كان قبل دمج التعويضات‪ ،‬نريد‬ ‫الحصول عىل الـ ‪ %35‬بدون أي نقصان‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عباس ّ‬ ‫خشاب‬

‫بوفاة رجل‬ ‫ُفجع الوسط الريايض اللبناين‬ ‫األعامل املعروف يف الوسط الريايض واإلعالين‬ ‫العريب وصانع نهضة كرة السلة اللبنانية‬ ‫أنطوان شويري عن ‪ 69‬عاماً‪ ،‬بعد معاناة طويلة‬ ‫مع املرض‪.‬‬ ‫وتقديراً لجهوده‪ ،‬وقررت الهيئة اإلدارية لكرة‬ ‫السلة إطالق اسم أنطوان شويري عىل مسابقة‬ ‫كأس لبنان والوقوف دقيقة صمت قبل انطالق‬ ‫جميع املباريات يف مختلف الدرجات ملدة أسبوع‬ ‫بعد معاودة النشاط‪.‬‬ ‫وكان شويري‪ ،‬انتخب رئيساً لنادي الحكمة‬ ‫ملدة عرش سنوات (من العام ‪ 1992‬حتى العام‬ ‫‪ ،)2003‬حقق خاللها النادي لقباً يف كرة السلة‪،‬‬ ‫إذ فاز الفريق بإدارته ببطولة النوادي العربية لكرة‬ ‫السلة أعوام ‪ 1996‬و‪ 1998‬و‪ .1999‬كام فاز يف‬

‫عام ‪ 1999‬ببطولة نوادي آسيا لكرة السلة‬ ‫ليكون أول فريق عريب يفوز بتلك البطولة‪،‬‬ ‫و كرر الفوز عام ‪ 2000‬ثم ‪ .2004‬ويعترب‬ ‫شويري باين كرة السلة اللبنانية الحديثة‬ ‫ُ‬ ‫وأطلق عليه لقب “عراب” السلة اللبنانية‪ ،‬كونه‬ ‫ساعد كذلك املنتخب الوطني والكثري من النوادي‬ ‫املحلية‪ .‬فارتقى بفضله مستوى اللعبة يف لبنان‬ ‫وتأهل منتخبها الوطني لبطولة العامل ثالث‬ ‫مرات‪.‬‬

‫حياته ومسريته‬ ‫ُولد أنطوان شويري يف ‪ 4‬آب عام ‪ 1939‬يف‬ ‫األرشفية من عائلة متواضعة‪ ،‬والده حليم‬ ‫شويري من برشي‪ ،‬كان موظفاً يف سكة الحديد‪،‬‬ ‫ووالدته فريدة حداد ربة منزل‪ ،‬هو البكر لشقيقني‪:‬‬ ‫سمري ومارسيل‪.‬‬ ‫تابع دروسه االبتدائية يف مدرسة‬ ‫“الحكمة” حتى الصف األول املتوسط‪،‬‬ ‫ثم انتقل إىل “معهد اآلباء الكرمليني”‬ ‫يف طرابلس حيث بقي سنة‪ ،‬عاد بعدئذ‬ ‫إىل بريوت ليدرس العلوم التجارية يف‬ ‫مدرسة “األخوة املرمييني” يف الجميزة‪.‬‬ ‫أوضاع عائلته الصعبة أرغمته عىل‬ ‫العمل يف سن الـ ‪ ،16‬لكن عمله املبكر‬ ‫مل يثنه عن متابعة الدراسة وحده‬ ‫وتقديم امتحانات يف السفارة الفرنسية‪،‬‬ ‫ما خ ّوله نيل أعىل شهادة يف العلوم‬ ‫التجارية واملحاسبة من فرنسا‪.‬‬ ‫بعد عمله يف املرفأ‪ ،‬تنقل شويري يف‬ ‫وظائف عدة‪ :‬من محاسب يف محال‬ ‫جرجي نقوال شامس‪ ،‬إىل املدير املايل‬

‫‪79‬‬

‫يف رشكة جورج أبو عضل‪ ،‬حيث مكث ‪ 7‬أعوام‪،‬‬ ‫إىل املدير العام لـ “املؤسسة الرشقية للطباعة‬ ‫والنرش” التي تصدر مجلتي “املاغازين” و”األسبوع‬ ‫العريب” وكان ال يتجاوز الـ‪ 26‬من العمر‪.‬‬ ‫عىل رغم نجاحه الكبري يف ميدان اإلعالنات يف‬ ‫“املؤسسة الرشقية للطباعة والنرش”‪ ،‬مل يقتنع‬ ‫أنطوان شويري الحامل والطموح مبحدودية الوظيفة‪،‬‬ ‫ولو كان منصبه مديراً عاماً‪ :‬يف يوم من األيام‪ ،‬وكان قد‬ ‫بلغ الـ‪ 30‬من العمر‪ ،‬اتخذ قراراً بأال يبقى موظفاً عرضة‬ ‫لتحمل تبعات أي قرار يتخذه صاحب العمل‪ ،‬يف حني‬ ‫يرغب بإنجاز األعامل كام يريد وعىل هواه‪ ،‬فرتك وظيفته‬ ‫يف “املؤسسة الرشقية للطباعة والنرش”‪ ،‬وأسس‬ ‫رشكة “ريجي” يف بريوت يعاونه فيها ‪ 3‬موظفني‪.‬‬ ‫وكان تأسيس الرشكة مجازفة حقيقية إذ كان‬ ‫شويري بال رأسامل‪ ،‬ثم اندلعت الحرب عام ‪ 1975‬وتعرثت‬ ‫األعامل وتقلصت اإلعالنات‪ .‬وحاول شويري يف العامني‬ ‫األولني من الحرب لتأمني االستمرارية توزيع بضائع من‬ ‫قربص عىل املحال التجارية‪ .‬ويف عام ‪ ،1977‬قرر السفر‬ ‫اىل باريس‪ .‬وهو ال ميلك إال بعض املال‪ ،‬ورسعان ما تفوق‬ ‫ووسع إطار أعامله‪ ،‬لتشمل بعد لبنان البلدان العربية‬ ‫ّ‬ ‫وأوروبا‪.‬‬ ‫ورغم قوله إنه رجل مسامل‪ ،‬فإن شويري ال ينكر‬ ‫خوضه معارك يصفها بـ “املبدئية”‪ ،‬وخصوصاً يف‬ ‫ميدان الرياضة التي دخلها رسمياً عام ‪ 1993‬كرئيس‬ ‫لنادي “الحكمة”‪ ،‬ليقدّم استقالته عام ‪ 2004‬بعدما‬ ‫أجمع عليه األعضاء إثر وفاة الرئيس هرني األسمر‪.‬‬ ‫وكان شويري يساعد النادي رساً‪.‬‬ ‫أوىل “معاركه” بدأت يف كرة السلة‪ ،‬عندما قرر عام‬ ‫‪ 1993‬إيصال اللعبة اىل البطوالت اللبنانية والعربية‬ ‫واآلسيوية‪ .‬عندما تلفظ بهذا الكالم آنذاك‪ ،‬أثار ضحك‬ ‫سامعيه‪ ...‬لكنه نجح وضحك منهم‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب ريايض‬

‫التانغو األرجنتيني‬ ‫والسامبا البرازيلي‬ ‫كان التنافس بني الربازيل واألرجنتني موجوداً‬ ‫قبل أن تنترش الرياضة يف البلدين‪ ،‬حيث كانت‬ ‫البداية تحت مظلة االستعامر األسباين و‬ ‫الربتغايل‪ ،‬يف وقت كانت فيه الدولتان تتناوشان‬ ‫حول جزء من األرايض اإلسرتاتيجية التي‬ ‫تدعى ‪ Plata la de Rio‬وحتى بعد االستقالل‬ ‫استمرت الحروب بني البلدين حتى جاءت معاهدة‬ ‫‪ Montevideo‬التي أعطت األوروغواي استقاللها‪.‬‬ ‫لكن اليوم ال يوجد من يتذكر هذه الحروب‪ ،‬ألن‬ ‫الجميع يتذكر الحوادث واالنتصارات يف الرياضة‪،‬‬ ‫خاصة وأن التنافس موجود بني البلدين يف‬ ‫جميع املجاالت الرياضية‪ ،‬لكنه أصبح أكرث رضاوة‬ ‫ووضوحاً يف رياضة كرة القدم‪ ،‬إذ أن الكل يريد‬ ‫الفوز‪ ،‬حتى وصل األمر ذات مرة أن امتنع املنتخبان‬ ‫عن اللعب ضد بعضهام ملدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫العام ‪ 1914‬شهد أول مباراة بني األرجنتني و‬ ‫الربازيل‪ ،‬ثم تلتها عدة مباريات قاربت الـ ‪،100‬‬ ‫وبالرغم أن هناك اختالفات بني إحصائيات اإلتحاد‬ ‫األرجنتيني واإلتحاد الربازييل إال أنها اختالفات‬ ‫بسيطة ال تؤثر عىل تاريخ لقاءات الفريقني‬ ‫اللذين لعبا معاً ‪ 87‬مباراة‪ ،‬تعادال يف ‪ 21‬مناسبة‬ ‫سجلت‬ ‫وفازكل واحد عىل اآلخر يف ‪ 33‬مباراة‪ّ ،‬‬ ‫خاللها األرجنتني ‪ 142‬هدفاً مقابل‪ 134‬هدفاً‬ ‫للربازيل‪.‬‬ ‫ويف كؤوس العامل التقى الغرميان ‪ 4‬مرات فازت‬ ‫الربازيل يف مناسبتني و تعادال يف واحدة بينام‬ ‫حقق األرجنتني الفوز يف واحدة‪.‬‬ ‫أما يف بطولة كوبا أمريكا فقد التقيا ‪30‬‬ ‫مرة فازت األرجنتني يف ‪ 15‬وتعادال يف ‪ ،7‬بينام‬ ‫فازت الربازيل يف ‪ .8‬و قد كانت األرجنتني هي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫صاحبة األفضلية منذ ‪ 1914‬حتى ‪ ،1970‬حيث‬ ‫مل تخرس أمام الربازيل مطلقاً‪ ،‬فكان أكرب فوز‬ ‫لألرجنتني عىل أرضها ضد الربازيل بنتيجة ‪1-6‬‬ ‫يف عام ‪ ،1940‬وخارج أرضها بنتيجة ‪ 5-1‬يف عام‬ ‫‪،1939‬بينام كان أكرب فوز للربازيل عىل أرضها‬ ‫ضد األرجنتني بنتيجة ‪ 2-6‬يف عام ‪ 1945‬وخارج‬ ‫أرضها بنتيجة ‪ 4-1‬يف عام ‪.1960‬‬

‫التنافس التقليدي‬ ‫بني الربازيل و األرجنتني‬ ‫التنافس التقليدي انتقل من تنافس بني‬ ‫الربازيل واألرجنتني إىل تنافس حول أفضل العب‬ ‫يف التاريخ بني الجوهرة السوداء «بيليه» واملعجزة‬ ‫«ماردونا»‪ .‬وبالرغم من وجود أسامء كبار عىل‬ ‫الساحة العاملية إ ّال أن اللقب انحرص بني هذين‬ ‫النجمني الفذين‪ ،‬والقرار الذي سيجعل األفضل‬ ‫بينهام مل ولن يصدر ألن هناك جدالًَ ليس له‬ ‫نهاية‪ ،‬بالرغم من أنه ليس هناك أي شك عىل‬ ‫أنهام كانا نجمي عرصهام إ ّال أن كثرياً من الخرباء‬ ‫قالوا بأن املقارنة بني النجمني غري قامئة عىل‬ ‫أسس سليمة‪ ،‬ألن الالعبني يلعبان يف مركزين‬ ‫مختلفني ويف عرصين مختلفني بل ويف دوريات‬ ‫مختلفة‪ ،‬وقد بلغت هذه املناقشات شدتها يف‬ ‫الحفل الذي أقامه الـ ‪ FIFA‬يف عام ‪ 2000‬عندما‬ ‫تفوق ماردونا عىل بيليه يف التصويت الذي جرى‬ ‫عىل شبكة اإلنرتنت‪ ،‬حيث حصل ماردونا عىل‬ ‫نسبة ‪ %53.6‬بينام حصل بيليه عىل نسبة‬ ‫‪ .%18.53‬و لكن الـ ‪ FIFA‬قرر إعطاء جائزة ثانية لـ‬ ‫بيليه‪ ،‬و الجائزتني اللتني حصل عليهام الالعبني‬ ‫كانا عبارة عن “أفضل العب يف القرن”‪ .‬وطبعاً‬ ‫هذا الترصف أغضب ماردونا ليس ألنهم قللوا من‬ ‫حجم جائزته بل ألنهم أوضحوا تحيزهم التام لـ‬ ‫“بيليه” عىل حد تعبريه‪ .‬حتى أنه غادر الحفل فور‬ ‫استالمه جائزته وقبل أن يتسلم بيليه جائزته‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 2002‬ويف تصويت آخر حصل ماردونا‬ ‫عىل جائزة أخرى وهي أفضل هدف يف تاريخ كأس‬ ‫العامل‪ ،‬بينام حصل “بيليه” عىل املركز الثالث‬ ‫وماردونا عىل املركز الرابع‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 2004‬حصل النجم األسمر “بيليه”‬ ‫عىل جائزة من الـ ‪ FIFA‬بسبب مساهمته الفعالة‬ ‫يف الرقي مبستوى كرة القدم‪ .‬وبالرغم من هذا‬ ‫التنافس إ ّال أن النجمني ال توجد بينهام مشاكل‬

‫‪80‬‬

‫األرجنتين هي من أنجبت أساطير‬ ‫ال تعد وال تحصى‬ ‫شخصية بل أن “ماردونا” استضاف “بيليه” يف‬ ‫برنامجه‪ ،‬ودار بينهام حديث ودي‪.‬‬

‫بعض الحوادث ُس ّجلت‬ ‫بني الفريقني‬ ‫*حادثة ‪ :1937‬كان التنافس عىل أشده بني‬ ‫املنتخبني يف بطولة كوبا أمريكا وبدأ الطرفان‬ ‫يرتاشقان الكالم وكان عنف األرجنتينيني تجاه‬ ‫الربازيليني واضحاً‪ ،‬ويف النهايئ يف بيونس آيرس‬ ‫انتهت املباراة بالتعادل السلبي‪ ،‬ويف األشواط‬ ‫اإلضافية سجلت األرجنتني هدفني قام بعدها‬ ‫منتخب الربازيل بالخروج من امللعب قبل نهاية‬ ‫املباراة وقد أطلقت الصحف الربازيلية عىل هذه‬ ‫الحادثة بـ “لعبة العار‪».‬‬ ‫*حادثة ‪ :1939‬كان يف هذا العام مباريتان‬ ‫بني األرجنتني والربازيل عىل أرض الربازيل‪ .‬ففي‬ ‫املباراة األوىل فازت األرجنتني بنتيجة ‪ 1-5‬أما‬ ‫الثانية فتقدمت فيها الربازيل بهدف وبعدها‬ ‫سجل األرجنتني هدفني وعاد الربازيليون للتعادل‬ ‫وقبل النهاية أعطى الحكم رضبة جزاء للربازيل‬ ‫مشكوك يف صحتها فقام العبو األرجنتني‬ ‫بشتم الحكم ما أدى اىل تدخل الرشطة وإخراج‬ ‫األرجنتينيني من امللعب لحامية الحكم‪ ،‬وقام‬ ‫الربازيليون بتنفيذ رضبة الجزاء يف شباك خالية و‬ ‫فازوا بنتيجة ‪.2-3‬‬ ‫*حادثة ‪1945‬و ‪ :1946‬يف عام ‪ 1945‬فازت‬ ‫الربازيل عىل غرميها األرجنتني بنتيجة قوامها‬ ‫‪ 2-6‬ويف تلك املباراة قام الالعب الربازييل الشاب‬ ‫‪ Menezes Ademir‬بكرس ساق العب األرجنتني‬ ‫‪ Batagliero‬وظهرت هذه الحادثة عىل أنه خطأ غري‬ ‫مقصود‪ .‬وبعدها بشهور قالئل ويف كوبا أمريكا‬ ‫عام ‪ 1946‬التقى الفريقان مجدداً‪ ،‬وكانت تغطية‬ ‫وسائل اإلعالم لهذا الحدث كبرية جداً‪ .‬وبعد ‪28‬‬ ‫دقيقة من املباراة قام الالعب الربازييل ‪Rosa Jeer‬‬ ‫‪ Pinto‬بإصابة كابنت األرجنتني ‪Salomon José‬‬ ‫وكانت اإلصابة يف قصبة الساق والشظية‪ .‬فقام‬ ‫الالعبون باالشتباك مع بعضهم البعض وتدخلت‬ ‫الرشطة وأصبح الشباك بني ثالثة جهات ما زاد‬ ‫حدة الشجار حيث نزلت الجامهري واختلط الحابل‬ ‫بالنابل‪ ،‬وبعدها ُأبعد الالعبون إىل غرف التبديل‬ ‫للسيطرة عىل الوضع املتأزم‪ ،‬لتستكمل املباراة‬ ‫فيام بعد وتفوز األرجنتني بنتيجة (‪ .)0-2‬ويذكر أن‬

‫الالعب املصاب مل يستطع التعايف من إصابته‬ ‫أبداً أي أنه مل يعد ملزاولة كرة القدم‪.‬‬ ‫*حادثة ‪ 1982‬يف كأس العامل‪ :‬أقيمت املباراة‬ ‫ضمن املجموعة الثالثة يف الدور الثاين‪ .‬وحققت‬ ‫الربازيل فوزاً سه ًال بنتيجة ‪ 1-3‬سجل األهداف‬ ‫كل من زيكو و سريجينهو و جونيور‪ ،‬بينام سجل‬ ‫لألرجنتني رامون دياز‪ .‬ولكن أكرب حدث كان حصول‬ ‫الالعب األسطوري مارادونا عىل البطاقة الحمراء‬ ‫بعد أن قام بركل الالعب الربازييل باتيستا وكانت‬ ‫هذه البطاقة هي األوىل لـ “مارادونا” يف كؤوس‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫* حادثة ‪ 1990‬يف كأس العامل‪ :‬يف دور الـ‬ ‫‪16‬إلتقى الفريقان يف مباراة كانت األكرب يف‬ ‫املونديال‪ ،‬حيث كانت الربازيل مسيطرة متاماً‬ ‫عىل أجواء اللقاء‪ ،‬وكانت األرجنتني محظوظة لو‬ ‫انتهى الوقت األصيل بالتعادل حيث أن القامئتني‬ ‫والعارضة أنقذت األرجنتني ولكن كان لـ “مارادونا”‬ ‫كلمة أخرى عندما مرر كرة سحرية لـ “كانيجيا”‪،‬‬ ‫الذي انفرد بالحارس “تافريل” ووضع الكرة يف‬ ‫الشباك‪ .‬والحادثة السادسة كانت عندما دخل‬ ‫الجهاز الطبي للملعب ملعالجة أحد الالعبني‪ ،‬وقام‬ ‫مساعد مدرب األرجنتني‪Lorenzo di Miguel‬‬ ‫إعطاء نجم الربازيل املتألق يف تلك املباراة “برانكو”‬ ‫قارورة ماء كانت تحتوي عىل عقاقري طبية جعلت‬ ‫من الالعب يحس بالدوران حتى سقط عىل أرض‬ ‫امللعب‪ .‬ويف ‪ 2005‬اعرتف ماردونا بصحة الحادثة‪.‬‬ ‫وقوبلت هذه الحادثة بغضب من الشارع الريايض‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وألقوا اللوم عىل املدرب ومساعده‬ ‫إ ّال أن املساعد إىل اآلن يقول بأن القارورة كانت‬ ‫تحتوي عىل ماء فقط‪.‬‬ ‫أما عىل صعيد األندية فالتفوق واضح للفرق‬ ‫األرجنتينية التي حققت إنجازات كبرية وواضحة‬ ‫أكرث من إنجازات الفرق الربازيلية‪ .‬ففي البطولة‬ ‫األهم عىل مستوى أندية أمريكا الجنوبية‪ ،‬بطولة‬ ‫“ليبريتادورس”‪ ،‬حققت األندية األرجنتينة اللقب‬ ‫‪ 20‬مرة مقابل ‪ 12‬مرة للفرق الربازيلية‪ ،‬بينام‬ ‫يف كأس العامل لألندية فإن الفرق األرجنتينة‬ ‫مل تشارك إىل اآلن بينام حققت الربازيل اللقب‬ ‫مرتني من مرتني‪.‬‬

‫إعداد رونالد حمدان‬

‫انجبت األرجنتني الرائع ماريو كيمبس‬ ‫وغويكوتشيا‬ ‫باساريال‬ ‫والصخرة‬ ‫وديستيفانو‪ ،‬كام أنجبت ماكينه األهداف‬ ‫باتيستوتا‪ ،‬والعقرب كريسبو‪ ،‬والساحر‬ ‫فريون‪ ،‬واملتألق ريكيلمي‪ ،‬واملبدع إميار‪،‬‬ ‫والحائط سامويل‪ ،‬واألنيق ريدوندو ‪.‬‬ ‫أضف اىل الهداف من الطراز الرائع‬ ‫املعروف بالبايت غول ألن تسديداته ال تصيب‬ ‫غري الشباك وباتيستوتا الذي حطم رقم‬ ‫أسطورة التانغو مارادونا يف عدد تسجيل‬ ‫األهداف‪ ،‬ما جعله هداف التانغو العظيم‬ ‫حتى هذه اللحظة‪.‬‬ ‫أما الربازيل‪ ،‬مل تقل شأناً عن جارتها‪،‬‬ ‫فهي كذلك أنجبت أساطري ال تعد وال‬ ‫تحىص‪ ،‬منها الطائر الصغري جارنشيا‬ ‫والساحر تيستاو‪ ،‬والقزم العمالق روماريو‬ ‫ومارو سيلفا‪ ،‬كام أنجبت املدفع جي روبريتو‬ ‫كارلوس وبرانكو‪ ،‬والظاهرة رونالدو‪ ،‬والرجل‬ ‫العمالق أدريانو‪ ،‬والفتى األنيق كاكا‪ ،‬والجناح الصعب كافو‪ ،‬واملوهبة رائعة والهداف األروع الذي‬ ‫يطلق عليه املحبون لقب “الظاهرة” رونالدو‪.‬‬ ‫وعندما أطلقت الربازيل امرباطورها الجديد‪ ،‬كانت األرجنتني تحرض إلنتاج نجم رائع ال يقل‬ ‫أهميأ عن أدريانو‪ ،‬لعب يف املونديال وجعل جميع األنظار تتجه عليه وتصفق له احرتاما له‬ ‫وألدائه الكبري‪ ،‬توج مبونديال الشباب بلقب الهداف وبرصيد ‪ 11‬هدف باالضافة اىل لقب أفضل‬ ‫العب يف البطولة هو خافيري سافيوال‪.‬‬ ‫وبعدد كرثة هذه النجوم مل ميالن الجارتني من إنتاج األسلحة النووية غري املحظورة‪ ،‬إذ أنتجت‬ ‫الربازيل العباً صغري البنية‪ ،‬يتمتع مبهارات وفرديات عالية‪ ،‬هو بيليه الجديد روبينهو‪.‬‬ ‫ومع ظهور والدة هذا النجم‪ ،‬ظهر نجم أرجنتيني رسيع قوي ذو شخصية جادة ال يتهاون مع‬ ‫الكرة مهام حصل متنى اللعب بجانب ريكيلمي وحصل ما كان يحلم به‪ ،‬هو الهداف كارلوس‬ ‫تيفيز‪.‬‬ ‫وقبل أيام من حصول أدريانو عىل جائزة أفضل العب والهداف يف بطولة القارات ‪ ،‬شهد‬ ‫العامل تتويج نجم جديد بلقب أفضل العب هداف ليقول أنه موجود عىل الخارطة هو ليونيل‬ ‫مييس امللقب بـ “مارادونا الجديد”‪.‬‬

‫بعض اإلحصائيات‬ ‫حسب عدد البطوالت‬ ‫حققت الربازيل كأس العامل ‪ 5‬مرات بينام حقق األرجنتني اللقب مرتني‬ ‫حققت األرجنتني بطولة كوبا أمريكا ‪ 14‬مرة بينام حققتها الربازيل ‪ 7‬مرات‬ ‫حققت الربازيل كأس القارات مرتني بينام حققتها األرجنتني مرة واحدة‬ ‫حقت األرجنتني ذهبية األوملبياد مرة واحدة بينام عجزت الربازيل عن تحقيق هذا اللقب‬ ‫حقق املنتخبني فضية األوملبياد مرتني‬ ‫حققت األرجنتني كأس العامل للشباب ‪ 5‬مرات بينام حققها الربازيل ‪ 4‬مرات‬

‫‪81‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫منرب حر‬

‫األم‬ ‫ال ُتختصر‬ ‫بيوم وشهر‪..‬‬ ‫إنها الحياة‬ ‫ليديا أبودرغم‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫“املرأة نصف املجتمع‪ ،‬والنصف اآلخر يرتىب يف أحضانها”‪ ،‬لذا ليس‬ ‫من املستغرب أن نخصص لها يومني من كل عام إليفاءها حقها‬ ‫ملا تبذله من عطاء‪ :‬الـ ‪ 8‬من آذار‪ ،‬الذي يصادف يوم املرأة العاملي‪،‬‬ ‫والـ ‪ 21‬منه الذي يصادف يوم عيد األم‪ ،‬وليس من الصدفة أن يأيت‬ ‫هذا اليوم يف أوائل فصل الربيع‪ ،‬حياة الفصول وبهجتها‪ ،‬ألنها‬ ‫كالربيع تضفي نور الحياة يف بصرية أبنائها‪ ،‬فهي محور األرسة‪،‬‬ ‫بها تنسجم وتتآلف‪.‬‬ ‫وهل أحن وأكرم من األم؟‬ ‫فاألم كلمة صادقة قوية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلباً‬ ‫للحنان والدفء والحب العظيم‪ ،‬الذي فطر الله قلوب األمهات‬ ‫عليه تجاه أبنائهن‪ ،‬وقد أوىص الله تبارك وتعاىل باألم‪ ،‬كام حثنا‬ ‫األنبياء والرسل عىل برها‪ ،‬وتبارى الشعراء حول العامل واملبدعني‬ ‫يف استحضار معاين األمومة وتصوير حبهم ألمهاتهم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األ ُّم َم ْد َر َس ٌة إِ َذا أَ ْع َد ْد َت َها أَ ْع َدد َْت َش ْعباً َط ّي َب األَ ْع َراقِ‬ ‫وقالوا‪:‬‬ ‫إن مل تكن األم فال أمة إمنا باألمهات األمم‬ ‫وقالوا‪:‬‬ ‫لو كان العامل ىف كفة وأمي ىف كفة الخرتت أمي‬ ‫وقالوا‪:‬‬ ‫إن األم التى تهز املهد بيمينها تهز العامل بيسارها‬ ‫فاألم كلمة صغرية تحمل كتلة ال حدود لها من معاين الحب‬ ‫والحنان والعطف‪ ،‬كلمة ال تعرف حدود الحرمان‪ ،‬ال منل جميعاً من‬ ‫تكرارها‪ ،‬بل تزداد كل يوم ارتقاء وسمواً ورفعة وتظل رساً غامضاً‬ ‫يكتنز دفء الحياة بأكملها‪ ،‬كام تظل املرفأ الذي يشتاقه جميع‬ ‫من تستهويه نفسه للبحر والسفر‪ ،‬ومجموعة من مشاعر الخوف‬ ‫والقلق والتوتر الدائم عىل كل من حولها تخفي أموراً كثرية‬ ‫تقلقها‪ ،‬وتؤثر غريها عىل كل ما تحتاجه وتتمناه يك تجد سعادة‬ ‫أطفالها وأرستها واقعاً تعيشه ال تبحث عنه‪.‬‬ ‫من هنا يظل الكالم ناقصاً مهام اكتمل عن هذه األم وعن هذه‬ ‫الكلمة التي ال تفارق شفاه الجميع‪ ،‬وحروف تالزمنا قد ال نجيد‬ ‫ألجلها فن التعبري‪ ،‬ألنه ينتهي عندما نبدأ بوصفها لكننا نجيد‬ ‫لغة االنحناء لتقبيل التي كانت بالنسبة لكل األبناء‪ ،‬األرض‬ ‫املعطاء‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -39‬نيسان ‪2010‬‬


‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫‪2009‬‬

‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني ‪www.tayyar-tawhid.org‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.