Manbar altawhid issue 35

Page 1

‫شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز‬

‫ناصر الدين الغريب ‪:‬‬

‫هدر أموال في‬ ‫األوقاف الدرزية‬

‫العدد ‪ 35‬ــ كانون األول ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬

‫أين يسكن ‪ ..‬وماذا‬ ‫اللبنانيون يأكلون؟‬ ‫األحزاب‬ ‫العربية‬ ‫تكشف‬ ‫شيخوختها‬

‫‪1‬‬

‫الحكومة‬ ‫أمام االمتحان الوطني‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التوحيد‬

‫في هذا العدد‬

‫نرشة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫منرب لبناين‬

‫هل تشن «إرسائيل» حرباً عىل لبنان يف‬ ‫الربيع القادم ؟‬

‫العدد الخامس والثالثون ‪ /‬كانون األول ‪ 2009‬السنة الثالثة‬

‫ص ‪10‬‬

‫أول الكالم‬

‫منرب اقتصادي‬

‫رشف الدين‪ :‬عدم تأثر لبنان باألزمة املالية‬ ‫عائد للتدابري االحرتازية املتخذة من مرصف‬ ‫لبنان‬

‫وهاب في زيارات روحية ‪:‬‬ ‫اإليمان الواحد في الهدف والموقف‬

‫ص ‪38‬‬

‫منرب عريب‬

‫الحارث الضاري‪ :‬مقاطعون لالنتخابات العراقية‬

‫ص ‪48‬‬

‫منرب فلسطيني‬

‫رشيده‪ :‬خدمات «األونروا» يف تراجع‬ ‫دائم‬

‫ص ‪58‬‬

‫منرب دويل‬

‫ص ‪63‬‬

‫‪..‬أوروبا اىل اليمني در‬

‫منرب ثقايف‬

‫غاندي أبو ذياب متعدد املواهب ومم ّيز يف‬ ‫فنّه‬

‫ص ‪65‬‬

‫محمود رشيح‪ :‬الكتابة عالج نفيس‬

‫ص ‪68‬‬

‫ملتقى القصة العريب يف «الرقة»‬

‫ص ‪70‬‬

‫منرب املرأة‬

‫ص ‪72‬‬

‫رباب الصدر‪ :‬حقوق املرأة تؤخذ وال تعطى‬

‫منرب بيئي‬

‫مازن عبود‪ :‬لبنان يف كوما بعيدة عن‬ ‫املشاريع البيئية‬

‫منرب ريايض‬

‫ص ‪75‬‬

‫ص ‪94‬‬

‫تصفيات كأس العامل ‪2010‬‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪3‬‬

‫حسناً فعلت الحكومة يف تضمني‬ ‫بيانها الوزاري‪ ،‬فقرة حول «حق لبنان‬ ‫جيشاً ومقاومة وشعباً»‪ ،‬يف الدفاع عن‬ ‫لبنان مبواجهة العدو اإلرسائييل‪.‬‬ ‫هذه الفقرة التي تح ّفظ عليها‬ ‫حزب «الكتائب» و «القوات اللبنانية»‬ ‫واملسيحيون من قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬ال يؤخر‬ ‫يف انطالقة عمل الحكومة‪ ،‬وال يؤثر‬ ‫عىل جهوزية املقاومة‪ ،‬التي تستمد‬ ‫رشعيتها من االنتصارات التي حققتها‬ ‫يف تحرير األرض من االحتالل االرسائييل‬ ‫يف العام ‪ ،2000‬ويف الصمود وصد‬ ‫العدوان الصهيوين يف صيف ‪ ،2006‬وان‬ ‫هذه املقاومة التي يعتربها الجيش نصرياً‬ ‫له‪ ،‬والشعب ينظر إليها‪ ،‬كقوة ردع‬ ‫فاعلة‪ ،‬م ّكنت اللبنانيني من ان يطمئنوا‬ ‫اىل وجودها‪ ،‬كخط دفاع عن السيادة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫فالحكومة التي احتضنت املقاومة‪،‬‬ ‫أرست فعلياً الوحدة الوطنية وهو الشعار‬ ‫الذي رفعته لها‪ ،‬ألن وفاق اللبنانيني يقوم‬ ‫عىل الثوابت الوطنية والقومية املؤكدة‬ ‫يف الدستور وامليثاق الوطني الذي ُأقر يف‬ ‫اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫هذا اإلجامع الوطني اللبناين حول‬ ‫املقاومة‪ ،‬سيعزل كل طرف‪ ،‬ما زال يراهن‬ ‫عىل «إرسائيل» التي هي العدو الذي ال‬ ‫يناقش حول خطره الوجودي وأطامعه يف‬ ‫األرض واملياه‪ ،‬واعتداءاته املستمرة عىل‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫هذا العدو الذي واجهته املقاومة ونجحت‪،‬‬ ‫يجب أن يستفاد من قوتها وجهوزيتها‬ ‫وسالحها‪ ،‬يف إسرتاتيجية دفاعية‪ ،‬ال‬ ‫يطول الحوار حولها‪ ،‬طاملا القرار السيايس‬ ‫متخذ بان هذا الثالوت الجيش واملقاومة‬ ‫والشعب قادر عىل تحقيق الصمود‬ ‫والتصدي‪ ،‬وتبقى التفاصيل اللوجستية‬ ‫والتقنية‪ ،‬التي عىل الجهات املختصة يف‬ ‫الجيش واملقاومة التنسيق حولها‪.‬‬

‫أرسة التحرير‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫هدر اللبنانيون عرشين عاماً‪ ،‬ومل يحققوا اإلصالحات املطلوبة‬ ‫لنظامهم السيايس‪ ،‬التي أقروها يف اتفاق الطائف‪ ،‬وتح ّول‬ ‫بعضها اىل نصوص دستورية‪.‬‬ ‫وكانوا رصفوا من الوقت حوايل ربع قرن‪ ،‬إللغاء الطائفية من‬ ‫املادة ‪ 95‬من الدستور‪ ،‬والتي وصفوها باملؤقتة‪ ،‬وقد داهمتهم‬ ‫الحرب األهلية منتصف السبعينات‪ ،‬بعد أن مروا بأزمات سياسية‬ ‫ومعارك أمنية‪ ،‬منذ االستقالل يف العام ‪ ،1943‬إذ ما زالت‬ ‫خطابات القسم لرؤساء الجمهوريات وكلامتهم إىل اللبنانيني يف‬ ‫املناسبات الوطنية‪ ،‬وتحديداً االستقالل‪ ،‬تشدد وتؤكد عىل رضورة‬ ‫بناء دولة االستقالل‪ ،‬والخروج من الحالة الطائفية‪ ،‬وتحقيق إصالحات‬ ‫يف النظام السيايس‪ ،‬وتعزيز الالمركزية اإلدارية‪ ،‬وإلغاء طائفية‬ ‫الوظيفة واعتامد الكفاءة‪ ،‬وتوسيع اإلمناء وتوزيعه عىل مختلف‬ ‫املناطق ال سيام الريفية منها والنائية‪ ،‬اىل محاربة الفساد ومنع‬ ‫الرشوة ومحاسبة الفاسدين واملرتشني‪ ،‬وإنجاز استقاللية القضاء‬ ‫ومنع تسلط السياسيني عليه‪ ،‬بفصله عن السلطة السياسية‪،‬‬ ‫وتقوية الجيش وتعزيز قدراته ملواجهة العدو اإلرسائييل‪.‬‬ ‫هذه العناوين اإلصالحية التي كانت ترد يف كل البيانات‬ ‫الوزارية للحكومات املتعاقبة منذ االستقالل قبل ‪ 66‬عا ًما حتى‬ ‫الحكومة الحالية‪ ،‬وكلها كانت تدعو إىل إقرار قانون انتخاب عادل‪،‬‬ ‫وصل اتفاق الطائف عىل التأكيد أن يكون خارج القيد الطائفي‪،‬‬ ‫واعتامد املحافظة كدائرة انتخابية مع النسبية‪.‬‬ ‫مل يقر من هذه البنود اإلصالحية‪ ،‬أي بند ال قبل الطائف أي‬ ‫منذ استقالل لبنان‪ ،‬وال بعد الطائف الذي أوقف حرباً أهلية‬ ‫دامت حوايل ‪ 15‬عاماً‪ ،‬ورسم خارطة طريق إصالحية‪ ،‬ومل تتقدم‬ ‫الحكومات املتعاقبة منذ أن أقر االتفاق عىل وضع بنوده موضع‬ ‫التنفيذ‪ ،‬فلم تشكل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪ ،‬ومل تقر‬ ‫الالمركزية اإلدارية‪ ،‬ومل يصدر قانون انتخاب يتوافق مع التمثيل‬ ‫السيايس السليم‪ ،‬ال يل تم الرتاجع يف اتفاق الدوحة‪ ،‬عن كل ما‬ ‫أورده الطائف‪ ،‬وصدر قانون يستنسخ ذلك الذي صدر يف العام‬ ‫‪ ،1960‬واعتمد القضاء دائرة انتخابية‪ ،‬وجرت االنتخابات النيابية‬ ‫لهذه الدورة عىل أساسه‪ ،‬مام زاد من الحالة الطائفية‪ ،‬وتعمقت‬ ‫االنقسامات الداخلية‪ ،‬إىل حد التمذهب السيايس‪ ،‬فكان لبنان‬ ‫يعيش يف “طائفية سياسية” فبات أمام مذهبية سياسية‬ ‫كرستها صيغة ابتدعت من خارج الدستور سميت بـ”الرتويكا”‬ ‫إذ دخل الطرف الشيعي أو املمثل الشيعي يف النظام السيايس‪،‬‬ ‫وهو رئيس مجلس النواب‪ ،‬رشيكاً يف القرار‪ ،‬منذ عهد الرئيس‬ ‫الياس الهراوي‪ ،‬وقد استعيض عنها بصيغة الثلث الضامن يف‬ ‫الحكومة‪ ،‬مام يكشف عن انحدار يف تركيبة النظام‪ ،‬الذي يو ّلد‬ ‫األزمات وكان آخرها أزمة تشكيل الحكومة التي مل تبرص النور‬ ‫إال بدفع خارجي‪.‬‬ ‫فاإلصالح عبارة ترد عىل كل شفة ولسان‪ ،‬وهو عنوان دائم عند‬ ‫كل السياسيني واألحزاب‪ ،‬وحتى عند بعض رجال الدين‪ ،‬لكن يف‬ ‫التطبيق‪ ،‬ال يتقدم أحد باتجاهه‪ ،‬فيهربون من هذا االستحقاق‪،‬‬ ‫الذي لو أقر وسار نحو التنفيذ فإن الكثري من الزعامء الذين‬ ‫تقوم مكانتهم السياسية وحضورهم الشعبي عىل الطائفية‬ ‫ومضامينها‪ ،‬يفقدون هذا االمتياز الذي يجنون منه املقاعد‬ ‫النيابية والحقائب الوزارية والعسكرية واألمنية والقضائية‬ ‫والرتبوية‪ ،‬فيوزعونها عىل محاسيبهم وأزالمهم‪ ،‬ويحمونهم يف‬ ‫املواقع التي ينتدبونهم إليها‪ ،‬حتى لو أفسدوا‪.‬‬

‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫اإلصالح‬ ‫يقوم‬ ‫به‬ ‫إصالحيون!‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪4100‬‬

‫والعملية اإلصالحية يقوم بها إصالحيون‪ ،‬لذلك ال يقتنع‬ ‫اللبنانيون أن زعامء طائفيني‪ ،‬سيعملون إللغاء الطائفية‪ ،‬وأن‬ ‫رجال دين سيوافقون أن تلغى الطائفية‪ ،‬لذلك تأخرت ‪ 66‬عاماً عن‬ ‫الوصول اىل إزالتها من النفوس والنصوص‪ ،‬وهذه املقولة التي يلجأ‬ ‫إليها البعض لوضع إزالة الطائفية من النفوس قبل النصوص‪،‬‬ ‫وكان آخرهم البطريرك املاروين نرصالله صفري‪ ،‬فهي دعوة رصيحة‬ ‫لعدم إلغاء الطائفية‪ ،‬أو كمن يدعو اىل تطبيق العلامنية إلحراج‬ ‫املسلمني الذين تقر رشيعتهم الدينية بحكم الدين والدولة معاً‪،‬‬ ‫وألن الحكم يقوم عىل الدين والرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وليس عىل‬ ‫قوانني وضعية‪.‬‬ ‫والدعوة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري اىل ورشة‬ ‫إصالحية‪ ،‬بتشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪ ،‬وإقرار قانون‬ ‫الالمركزية اإلدارية‪ ،‬وإنشاء مجلس شيوخ‪ ،‬بعد أول انتخابات خارج‬ ‫القيد الطائفي‪ ،‬هذه الورشة يقول الرئيس بري أنه لن يرتاجع‬ ‫عنها‪ ،‬الن وضع لبنان مل يعد يحتمل املامطلة والتسويف‪ ،‬مع‬ ‫الحالة الطائفية واملذهبية التي منت كثرياً يف املجتمع وترعرعت‬ ‫بني صفوف الشباب‪ ،‬وباتت تهدد السلم األهيل الذي كاد خالل‬ ‫السنوات األربع املاضية ان يسقط يف خضم الرصاعات السياسية‬ ‫التي كانت تتحول اىل طائفية ومذهبية‪.‬‬ ‫وال يكتشف الرئيس بري جديداً‪ ،‬أو يحاول أن يقدم طروحات من‬ ‫خارج اصالح الواقع السيايس ‪ ،‬فهو مثله مثل رئيس الجمهورية‬ ‫العامد ميشال سليامن‪ ،‬يدعو إىل إطالق مشاريع إصالحية يف‬ ‫شتى املجاالت وقد وردت معظمها يف اتفاق الطائف الذي م ّر عىل‬ ‫صدوره عرشين عاماً‪ ،‬ومل ينفذ‪،‬‬ ‫وكل ما هو مطلوب‪ ،‬هو أن تقر اإلصالحات التي وردت فيه‪ ،‬ال‬ ‫البحث عن بديل له‪ ،‬وال الخروج عنه‪ ،‬أو التفتيش عن اتفاق غريه‪ ،‬ظن‬ ‫البعض ان اتفاق الدوحة هو البدل عن ضائع‪ ،‬وقد طبقت مندرجاته‬ ‫وكان تسوية سياسية برعاية عربية تولتها دولة قطر‪،‬‬ ‫كلها‪،‬‬ ‫رئيس للجمهورية توافقي‪ ،‬وتشكيل حكومة‬ ‫انتخاب‬ ‫عىل‬ ‫وقامت‬ ‫ٍ‬ ‫وحدة وطنية يكون للمعارضة فيها الثلث الضامن وإقرارها قانون‬ ‫انتخاب عىل أساس صيغة قانون ‪ 1960‬وإجراء االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫ومتابعة الحوار برعاية رئيس الجمهورية حول اإلسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية‪.‬‬ ‫وقد نفدت كل بنود اتفاق الدوحة‪ ،‬ومل يعد متداوالً به‪ ،‬ألنه أنهى‬ ‫أزمة معينة تتعلق مبشاركة املعارضة يف السلطة‪ ،‬وأوقف فتنة‬ ‫كادت ان تنشب جراء االصطفاف السيايس الحاد بني طريف الرصاع‬ ‫يف املواالة واملعارضة‪ ،‬والتي انتهت االنتخابات النيابية لتعيد خلق‬ ‫خارطة تحالفات جديدة‪ ،‬بخروج وليد جنبالط من قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬التي‬ ‫تصدعت مع تشكيل الحكومة الجديدة‪.‬‬ ‫فاتفاق الدوحة ليس بنوداً دستورية وهو جاء بظرف سيايس‬ ‫وامني معني‪ ،‬أما اتفاق الطائف فهو مرحلة مل تنته‪ ،‬ومل يستنفد‬ ‫تطبيقه‪ ،‬إمنا قد تكون الرعاية له قد انتفت مع التحوالت العربية‬ ‫والدولية التي طرأت مع االحتالل االمرييك للعراق‪ ،‬ومع خروج‬ ‫القوات السورية من لبنان‪ ،‬التي كان وجودها مرتبطا يف تنفيذ‬ ‫بنود الطائف اإلصالحية‪ ،‬ألن االقتتال بني اللبنانيني نشب عىل‬ ‫خلفية تحقيق إصالحات سياسية يف النظام وإسقاط الطائفية‬ ‫يف السلطة‪،‬‬ ‫السياسية التي كانت تتمثل بـ”املارونية السياسية”‬ ‫إلفساح املجال للطوائف األخرى أن تشارك يف الحكم‪ ،‬من خالل‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬الذي تح ّول اىل مؤسسة وفيه تؤخذ القرارات‪ ،‬وبات‬

‫إلزاما بعد اتفاق الطائف أن تكون الحكومات متثل العيش املشرتك‬ ‫والوحدة الوطنية‪ ،‬كام نصت الفقرة “ي” من مقدمة الدستور‪.‬‬ ‫وما زال اتفاق الطائف صالحاً لتطبيق بنوده‪ ،‬واالنتقال من مرحلة‬ ‫اىل أخرى‪ ،‬فإذا كانت والدته ساهمت يف وقف الحرب األهلية‪،‬‬ ‫واستعادة وحدة املؤسسات‪ ،‬فان إصالح هذه املؤسسات مل‬ ‫يتحقق‪ ،‬بالرغم من قيام مؤسسات أقرها اتفاق الطائف لتطوير‬ ‫النظام وقوانينه ومأسسته كاملجلس الدستوري الذي جرى تعطيل‬ ‫الدور الذي أنيط به ملراقبة دستورية القوانني‪ ،‬واملجلس االقتصادي‬ ‫االجتامعي الذي يساعد يف رسم السياسية االقتصادية‬ ‫واالجتامعي للدولة‪ ،‬واملجلس الوطني لإلعالم‪ ،‬وهي إضيفت إىل‬ ‫املؤسسات املوجودة والتي أنشئت يف عهد الرئيس فؤاد شهاب‬ ‫لقيام دولة املؤسسات‪ ،‬مثل مجلس الخدمة املدنية‪ ،‬وهيئة التفتيش‬ ‫املركزي‪ ،‬لكن تم شلها أو الحد من عملها تدخل السياسيني فيها‪،‬‬ ‫وهو ما عطل اإلصالح اإلداري‪ ،‬الذي مل يرافقه إصالح سيايس‪،‬الذي‬ ‫ال مكان إلصالح الدولة ومؤسساتها من دونه‪.‬‬ ‫ويجمع اللبنانيون بعد تجاربهم املريرة مع نظامهم السيايس‬ ‫وعلة الطائفية فيه‪ ،‬أن اإلصالح يبدأ من املكان الذي تنبثق منه‬ ‫السلطة‪ ،‬وهو مجلس النواب الذي هو أم املؤسسات‪ ،‬ويشرّ ع‬ ‫القوانني‪ ،‬ويح ّدث الدولة‪ ،‬ويفرض املراقبة واملساءلة واملحاسبة عىل‬ ‫كل السلطات وهذا املجلس النيايي املرتجى منه أن يقوم بدور املشرّ ع‬ ‫والرقيب واملحاسب‪ ،‬يجب ان يخرج من رحم قانون انتخابات ال طائفي‪،‬‬ ‫لينتج مجلساً نيابياً متحرراً من الطائفية واملذهبية واإلقطاعية‬ ‫السياسية‪ ،‬ونفوذ املال‪ ،‬ويفتح الباب للتنافس بني األحزاب التي‬ ‫يفرض تشكيلها ان ال تكون طائفية‪ ،‬وعندها تصبح االنتخابات‬ ‫عىل قاعدة سياسية ال طائفية‪ ،‬كام يف كل الدول التي تخطت‬ ‫الطائفية يف نظامها‪ ،‬فارتقت اىل مصاف الدول املتقدمة‪ ،‬ومارس‬ ‫شعبها الدميقراطية يف كثري من الرقي‪ ،‬وعندها يصبح الفرز‬ ‫السيايس بني مواالة تحكم ومعارضة تعارض‪ ،‬وتتحول الدميقراطية‬ ‫من طائفية توافقية‪ ،‬اىل دميقراطية حقيقية عىل أساس برامج‪ ،‬ال‬ ‫تتمحور حول أهداف طائفية أو مذهبية أو فئوية ومناطقية‪.‬‬ ‫فاإلصالح املنشود الذي فتح الرئيس نبيه بري بابه‪ ،‬والقاه رئيس‬ ‫الجمهورية وبعض قيادات األحزاب والتيارات السياسية والنخب يف‬ ‫املجتمع املدين‪ ،‬هل يقفله تعنت بعض من يرى ان لبنان أنشئ من‬ ‫أجل طائفته أو يخيفه ان تأخذ طوائف مكان طائفته السلطة؟‬ ‫إن اإلصالحيني الذين يواكبون اإلصالح‪ ،‬ال ينظرون إليه من‬ ‫منظار أن يكون التغيري يف النظام باتجاه استبدال طائفة بأخرى‬ ‫يف السلطة‪ ،‬أو قفز مذهب إىل الحكم مكان آخر‪ ،‬أو ان يستأثر‬ ‫فريق طائفي بالقرار‪ ،‬دون اآلخرين‪ ،‬فهذا ليس اإلصالح الذي ال يكون‬ ‫بإلغاء طائفية لصالح طائفية أخرى‪ ،‬بل التأسيس إلزالة كل الحالة‬ ‫الطائفية من كل املواقع السياسية والحزبية اإلدارية‪ ،‬والتدرج باتجاه‬ ‫إقفال كل املؤسسات التي لها طابع طائفي‪ ،‬وتقوية مؤسسات‬ ‫الدولة عىل املؤسسات الطائفية‪ ،‬وتحرير الدولة من هيمنة رجال‬ ‫الدين‪ ،‬وتنزيه اإلدارة من الطائفيني‪.‬‬ ‫ويبقى أن من يقوم باإلصالح هم اإلصالحيون ومن يلغي الطائفية‬ ‫هم الالطائفيون‪ ،‬ومن يحارب الفساد هم أصحاب األيادي النظيفة‬ ‫ومن ينشئ إدارة نظيفة بعيدة عن الرشوة هم موظفون كفؤون‬ ‫مل يصلوا عرب بوابات الزعامء فيتحولون إىل أزالمهم‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫«منرب التوحيد »‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬ ‫رئاسة الحكومة تنتقل الى الحريري اإلبن‬

‫هل يستنسخ مرحلة والده في المشروع االقتصادي والمالي؟‬

‫مع تشكيل الحكومة‪ ،‬وعبور البيان الوزاري إىل‬ ‫جلسة الثقة يف مجلس النواب‪ ،‬واملمثلة كتله‬ ‫جميعها يف الحكومة‪ ،‬التي حملت عنوان حكومة‬ ‫الوحدة والوفاق الوطني‪ ،‬فإن استقراراً سياسياً‬ ‫سينتج عنها مختلفاً عن مرحلة ما قبل اتفاق‬ ‫الدوحة وما بعده‪ ،‬إذ أن االصطفافات السياسية‬ ‫التي كانت موزعة بني ‪ 8‬و‪ 14‬آذار‪ ،‬بدأت بالتزعزع‬ ‫بسبب التبدل الذي طرأ عىل مواقف قوى يف‬ ‫املواالة‪ ،‬وعىل رأسها النائب وليد جنبالط من‬ ‫مواضيع وطنية أساسية‪ ،‬كاملقاومة وسالحها‬ ‫الذي أ ّكد البيان الوزاري عىل ما سبق وأوردته‬ ‫الحكومتان السابقتان برئاسة فؤاد السنيورة‪،‬‬ ‫عىل حق لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة يف‬ ‫مواجهة االحتالل اإلرسائييل واعتداءاته‪ ،‬وهذه‬ ‫العبارة التي حاول كل من حزب”القوات اللبنانية”‬ ‫وحزب الكتائب االعرتاض‪ ،‬والتحفظ عليها‪ ،‬لكن‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري مل يقبل إ ّال أن تكون‬ ‫كل الحكومة مجمعة عىل هذا املوضوع املرتوك‬ ‫معالجته لطاولة الحوار‪ ،‬من ضمن االسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية‪ ،‬التي بورش مناقشتها منذ أكرث من‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬ ‫فالتبدل الذي حصل يف موقف جنبالط‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أربك حلفاءه املحليني والخارجيني مع تأكيده عىل‬ ‫أنه عاد إىل ثوابته الوطنية والقومية وتراث‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬لجهة تأييد نضال‬ ‫الشعب الفلسطيني ومقاومته السرتداد أرضه‬ ‫املغتصبة‪ ،‬اىل تثبيت عروبة لبنان والتزامه‬ ‫القضايا العربية‪ ،‬وتطبيع عالقاته مع محيطه‬ ‫العريب‪ ،‬السيام سوريا يف عالقات مم ّيزة‪ ،‬للرابط‬ ‫الجغرايف والتاريخي والحضاري‪ ،‬بني الدولتني‪.‬‬ ‫فتموضع رئيس الحزب التقدمي االشرتايك‬ ‫السيايس إىل جانب قوى املعارضة وانفتاحه‬ ‫عليها‪ ،‬ومصالحة أحزابها وتياراتها‪ ،‬وكانت آخرها‬ ‫مصالحته مع رئيس “تيار املردة” سليامن فرنجيه‪،‬‬ ‫بعد أن اجتاز الحوار مع قوى حزبية وسياسية داخل‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬كالحزب الدميقراطي اللبناين‬ ‫برئاسة طالل ارسالن‪ ،‬و”تيار التوحيد” برئاسة وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬والحزب السوري القومي االجتامعي برئاسة‬ ‫أسعد حردان‪ ،‬فإن املوقع القديم الجديد‪ ،‬لرئيس‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك خلط أوراق التحالفات‬ ‫‪ ،‬وهذا ما كان متوقعاً أن يحصل بعد االنتخابات‬ ‫النيابية‪ ،‬بعد أن أعطى جنبالط إشارات اىل أنه‬ ‫سيرتك موقعه يف ‪ 14‬آذار‪ ،‬وهذا ما أعلنه يف‬ ‫فجر‬ ‫الجمعية العمومية لحزبه يف آب املايض‪ ،‬وقد ّ‬

‫‪6‬‬

‫مبوقعه هذا قنبلة سياسية وصل صداها اىل‬ ‫واشنطن التي استعجل مساعد وزيرة الخارجية‬ ‫لشؤون الرشق األوسط جيفري فيلتامن الحضور‬ ‫اىل لبنان‪ ،‬وهو السفري السابق فيه‪ ،‬للوقوف عىل‬ ‫موقف جنبالط حليف واشنطن يف “ثورة األرز”‪،‬‬ ‫وحثه عىل العودة اىل موقعه‪ ،‬وإعادة ترميم قوى‬ ‫األكرثية‪ ،‬لكن الرد الجنبالطي كان أن رهانه عىل‬ ‫املرشوع األمرييك يف املنطقة انتهى‪ ،‬وهو يراه‬ ‫يسقط يف أكرث من دولة‪ ،‬كام أن السعودية‬ ‫أوفدت سفريها السابق يف لبنان ووزير إعالمها‬ ‫وثقافتها عبد العزيز خوجه‪ ،‬الستطالع التبدل‬ ‫الذي حصل مع جنبالط الذي قد يطيح باألكرثية‬ ‫النيابية التي جهدت أن تؤمنها يف االنتخابات‪،‬‬ ‫لكن جاءها االطمئنان من رئيس “اللقاء‬ ‫الدميقراطي”‪ ،‬أنه سيبقى اىل جانب سعد الحريري‬ ‫ويؤمن وصوله اىل رئاسة الحكومة والوقوف معه‬ ‫يف مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫أدى تبدّل موقف جنبالط‪ ،‬اىل التأثري عىل‬ ‫الحريري لجهة انفتاحه أيضاً عىل املعارضة‪ ،‬وأدّت‬ ‫عملية تشكيل الحكومة اىل فتح حوارات مع‬ ‫قيادات فيها‪ ،‬السيام رئيس “التيار الوطني الحر”‬ ‫العامد ميشال عون والوزير سليامن فرنجيه‪ ،‬وأيضاً‬

‫مع ارسالن‪ ،‬وأوفد ممث ًال عنه لتمثيله يف ذكرى‬ ‫تأسيس الحزب القومي‪ ،‬وقد القى بإيجابية كالم‬ ‫وهاب عنه يف أكرث من موقف‪ ،‬لجهة العالقة مع‬ ‫سوريا‪ ،‬وتأييده للمقاومة‪ ،‬وهذا ما فتح العقول‬ ‫والقلوب‪ ،‬بني أطراف لبنانية أقفلت األبواب عىل‬ ‫بعضها‪ ،‬وأقامت الحواجز فيام بينها‪ ،‬ولجأت اىل‬ ‫الشارع يف التعبري عن مواقفها‪ ،‬وكادت أن تؤدي‬ ‫هذه األجواء السياسية املتشنجة اىل إغراق‬ ‫البالد يف حرب أهلية‪ ،‬وقد نجت منها يف أكرث من‬ ‫حادثة وقعت باالغتيال أو التفجري أو االشتباكات‬ ‫بني بعض األحياء واملدن والقرى‪.‬‬ ‫لقد تغيرّ ت األجواء السياسية‪ ،‬مع اللقاء‬ ‫واملصالحة السورية‪-‬السعودية‪ ،‬التي ُت ّوجت بعقد‬ ‫قمة بني الرئيس بشار األسد وامللك عبد الله‪،‬‬ ‫تم‬ ‫حيث فتحت الطريق نحو االستقرار الداخيل‪ّ ،‬‬ ‫التعبري عنه يف صيغة حكومة الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫عرب تسوية داخلية بتغطية عربية وإقليمية‬ ‫ودولية‪ ،‬بعد أن رضخت الدول التي اعرتضت‬ ‫عىل مشاركة املعارضة السيام “حزب الله” يف‬ ‫الحكومة مثل مرص والواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫لشبه اإلجامع اللبناين عىل تشكيل حكومة‬ ‫وفاقية‪ ،‬برعاية خارجية‪.‬‬ ‫فلبنان مقبل عىل استقرار داخيل‪ ،‬سيتم‬ ‫التعبري عنه يف عمل الحكومة التي متثل كل‬ ‫األطراف‪ ،‬وسيغيب التصنيف داخلها بني مواالة‬ ‫ومعارضة‪ ،‬وهو ما دفع الرئيس نبيه بري اىل نعي‬ ‫املعارضة ووصفها بالسابقة‪ ،‬يف إشارة منه اىل‬ ‫أن الحكومة هي حكومة وحدة وطنية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أ ّكد عليه األمني العام لـ”حزب الله” السيد‬ ‫حسن نرص الله‪ ،‬الذي دعا اىل إزالة املتاريس داخل‬ ‫الحكومة‪ ،‬وتركها تعمل عىل القضايا االقتصادية‬ ‫واالجتامعية واملعيشية والخدماتية للمواطنني‪،‬‬ ‫وهو يتفق أيضاً مع الرئيس الحريري الذي أخرج‬ ‫املقاومة من التداول‪ ،‬كام مل تعد العالقة‬ ‫مع سوريا موضع تساؤل‪ ،‬مام أبقى العناوين‬ ‫الداخلية هي املتقدمة يف عمل الحكومة لجهة‬ ‫إجراء إصالحات سياسية وإدارية واقتصادية‬ ‫واجتامعية‪ ،‬وقد أعلن رئيس الجمهورية العامد‬ ‫ميشال سليامن أنه سيت ّوج عهده بتحقيق‬ ‫اإلصالحات التي وردت يف اتفاق الطائف‪ ،‬مع إجراء‬ ‫تقويم لتطبيقه واملامرسة التي حصلت خالل‬ ‫مرحلة العرشين عاماً عىل صدوره‪.‬‬ ‫لذلك يؤ ّكد املسؤولون ومعظم القيادات‬ ‫السياسية والحزبية‪ ،‬أن املرحلة املقبلة هي لبناء‬ ‫الدولة ومؤسساتها‪ ،‬وكان شعار قوى ‪ 14‬آذار‬ ‫يف االنتخابات هو “العبور اىل الدولة”‪ ،‬كام أن‬ ‫املعارضة أعلنت عن بناء الدولة القوية القادرة‬ ‫والفاعلة‪ ،‬وهذا الشعار املشرتك يف قيام الدولة‪،‬‬ ‫هو ما سيتم التنافس حوله بني القوى السياسية‪،‬‬ ‫يف إدائها لجهة بناء املؤسسات ومحاربة الفساد‪،‬‬ ‫وهي موضوعة تحت املجهر‪ ،‬السيام من يدخلون‬ ‫جنة الحكم حديثاً‪ ،‬وتحديداً “التيار الوطني الحر”‬ ‫الذي يرفع شعار “اإلصالح والتغيري”‪ ،‬اىل “حزب‬ ‫الله” الذي يدعو اىل تنزيه الدولة‪ ،‬كام أن “القوات‬

‫سليامن يرعى املصالحة بني جنبالط وفرنجيه‪ :‬وصلة تحالفات‬

‫اللبنانية” أمام امتحان دخولها السلطة أيضاً‪،‬‬ ‫وكذلك وزراء رئيس الجمهورية الذي يدعو اىل‬ ‫“ثورة إصالحية”‪ ،‬ومثله رئيس الحكومة الشاب‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬الذي عليه تقويم مرحلة حكم‬ ‫“الحريرية السياسية” ملدة ‪ 15‬سنة‪ ،‬السيام يف‬ ‫شقها املايل واالقتصادي‪ ،‬وما إذا كان سيبقى‬ ‫عىل نفس النهج الذي اتبعه والده أثناء توليه‬ ‫رئاسة الحكومة أم سيغيرّ ه‪ ،‬ألنه سيواجه بقوى‬ ‫داخل الحكومة لن تسايره يف مسألة الخصخصة‪،‬‬ ‫وال يف موضوع بيع األمالك العامة‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫مسألة الرسوم والرضائب‪ ،‬اىل دور لبنان ووظيفته‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ودور القطاعات االنتاجية‪ ،‬وهل يبقى‬ ‫بلداً للخدمات فقط؟‬ ‫إن الحكومة الجديدة خلطت أوراق التحالفات‬ ‫وهي أمام مرحلة تشبه تلك التي كانت سائدة‬ ‫أيام “الحقبة السورية” التي رعت تطبيق اتفاق‬ ‫الطائف‪ ،‬إذ أن انفراط عقد املواالة واملعارضة‬ ‫كإطارين تنظيميني‪ ،‬من خالل التقارب السيايس‬ ‫بني القوى األساسية‪ ،‬يخرج لبنان من التناحر الحاد‬ ‫الذي انقسم فيه اللبنانيون عىل مرشوعني‪ ،‬األول‬ ‫أ ّيدته املعارضة‪ ،‬هو مرشوع املقاومة والتحالف مع‬ ‫دول املامنعة والصمود والوقوف مبواجهة “الرشق‬ ‫األوسط الجديد” األمرييك‪ ،‬واملرشوع الثاين راهنت‬ ‫عليه قوى ‪ 14‬آذار عىل نزع سالح املقاومة الذي‬ ‫بدأ بالحوار‪ ،‬وانتهى اىل عدوان إرسائييل يف صيف‬ ‫‪ ،2006‬وانهزم فيه الجيش اإلرسائييل‪ ،‬وسقط معه‬ ‫مرشوع الرئيس األمرييك السابق جورج بوش حول‬ ‫“الرشق األوسط الكبري”‪ ،‬وقد دُفن مع ‪ 7‬أيار ‪،2008‬‬ ‫عندما تصدت املقاومة إلزالة شبكة اتصاالتها‪،‬‬ ‫حيث أدّى تحرك املعارضة عسكرياً عىل األرض‪ ،‬اىل‬ ‫تغيري املعادلة الداخلية‪ ،‬عرب اتفاق الدوحة‪ ،‬حيث‬ ‫ملس جنبالط أن رهانه عىل املرشوع األمرييك قد‬ ‫فشل‪ ،‬وقد جاءته اإلشارات يف نهاية العام ‪،2006‬‬ ‫عندما أبلغته وزيرة الخارجية األمريكية آنذاك‬ ‫“كونداليزا رايس” أن ال ن ّية لدى إدارتها إلسقاط‬ ‫النظام يف سوريا‪ ،‬بل لتغيري سلوكه‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫فاملرشوع الذي يتجه إليه الوضع يف لبنان‪ ،‬هو‬ ‫بناء الدولة‪ ،‬وعدم الرضوخ اىل اإلمالءات الخارجية‪،‬‬ ‫لنزع سالح املقاومة‪ ،‬كام جاء يف قرار مجلس‬ ‫األمن الدويل ‪ ،1559‬والذي اعترب يف حينه قرار‬ ‫فتنة‪ ،‬وهو ما حصل‪ ،‬إذ منذ صدوره‪ ،‬دخل لبنان‬ ‫يف رصاع داخيل‪ ،‬أيقظ الحالة املذهبية السنية‪-‬‬ ‫لشيعية‪ ،‬وهي امتداد ملا افتعلته أمريكا يف العراق‬ ‫بعد احتالل قواتها له‪ ،‬حيث اشعلت حرباً مذهبية‬ ‫وعرقية‪ ،‬وهو ما يندرج يف املرشوع األمرييك‪-‬‬ ‫اإلرسائييل لتفتيت املنطقة‪ ،‬والذي مازال لبنان‬ ‫يف دائرة استهدافاته‪ ،‬عرب طرح مرشوع توطني‬ ‫الفلسطينيني الذي سيقابله تلقائياً مرشوع‬ ‫التقسيم الذي عاد الرتويج له مع طروحات النائب‬ ‫سامي الجميل نجل رئيس حزب الكتائب من خالل‬ ‫شعار “لبناننا” والذي يعني سياسياً “الفدرالية”‬ ‫والكانتونات‪ ،‬وطرح موضوع كتابة تاريخ لبنان‪.‬‬ ‫وهذه العودة اىل طرح األفكار التقسيمية‪ ،‬هو‬ ‫ما أقلق جنبالط الذي عاد اىل رفض اإلنعزالية‬ ‫من أي طرف طرحت‪ ،‬ألنها تعني الحرب األهلية‪،‬‬ ‫وهو يشدّد عىل االنفتاح يف املدى العريب‪ ،‬والخروج‬ ‫من التقوقع‪ ،‬وهو ما يحاول أن يفعله من خالل‬ ‫متوضعه السيايس داخل العروبة واالنفتاح عىل‬ ‫سوريا من خالل الجغرافيا السياسية‪ ،‬وما متثله‬ ‫من حجم عريب وإقليمي ودويل‪ ،‬التي البديل عنها‬ ‫هو التقسيم والحروب املذهبية والطائفية‪.‬‬ ‫فشعار بناء الدولة‪ ،‬هو الرد عىل عودة مشاريع‬ ‫الدويالت‪ ،‬فهل تنجح الحكومة الجديدة‪ ،‬يف قيام‬ ‫نص‬ ‫الدولة العابرة للطوائف واملذاهب‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫عليه اتفاق الطائف‪ ،‬من خالل إلغاء الطائفية‪،‬‬ ‫واالنتقال بالدولة من توزيع الحصص الطائفية‬ ‫واملذهبية عىل مؤسساتها‪ ،‬اىل دولة املؤسسات‬ ‫املتحررة من القيد الطائفي‪ ،‬الذي يبدأ من قانون‬ ‫انتخاب يك ّون سلطة تبدأ يف مجلس النواب خارج‬ ‫القيد الطائفي‪ ،‬ليتمدّد اىل كل املؤسسات‪.‬‬

‫انطوان خريالله‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫الحكومة أمام االمتحان‬

‫وأخرياً تشكلت الحكومة كام أعلن رئيسها‬ ‫سعد الحريري الذي يدخل نادي رؤساء الحكومات‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وقد يكون األصغر بينهم‪ ،‬من باب‬ ‫الوراثة السياسية‪ ،‬اذ فاجأه اغتيال والده رفيق‬ ‫يهيء أياً من أبنائه‬ ‫الحريري والذي مل يكن‬ ‫ّ‬ ‫لالنخراط يف العمل السيايس‪ ،‬كام كان يقول‪،‬‬ ‫لكن املوت املفاجىء وضع النجل الثاين سعد‬ ‫وريثاً سياسياً للعائلة‪ ،‬بعد أن كانت األنظار‬ ‫تتجه اىل االبن البكر بهاء‪ ،‬الذي انرصف مع‬ ‫باقي أشقائه ألعاملهم‪ ،‬وقد غادروا لبنان اىل‬ ‫أمكنة اقامتهم يف الخارج‪.‬‬ ‫تأخر وصول الحريري االبن اىل رئاسة الحكومة‬ ‫ّ‬ ‫وحل محله لتمضية الوقت‬ ‫أربع سنوات‪،‬‬ ‫الضائع فؤاد السنيورة‪ ،‬ريثام يتم ّرس الوريث‬ ‫السيايس يف الشأن العام‪ ،‬فرتأس كتلة نيابية‬ ‫بعد انتخابات ‪ ،2005‬وبدأ التأسيس لـ”تيار‬ ‫املستقبل” وجاءت االنتخابات النيابية األخرية‬ ‫لتضعه عىل أكرب تكتل نيايب (لبنان أوالً)‪،‬‬ ‫ويحصد مع حلفائه يف قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬األكرثية‬ ‫من مقاعد مجلس النواب‪ ،‬واع ّد نفسه ليكون‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫رئيساً للحكومة‪ ،‬وأعلن بعد صدور النتائج‬ ‫أنه مي ّد يده للتعاون مع الجميع‪ ،‬وكان يقصد‬ ‫املعارضة‪ ،‬لكنه تحدث عن ان الحكومة يجب‬ ‫أن تؤلف‪ ،‬وفق نتائج االنتخابات‪ ،‬أي ان تكون‬ ‫األكرثية يف الحكومة ملَن نال أغلبية يف‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬وأن اتفاق الدوحة الذي أعطى‬ ‫املعارضة الثلث زائداً واحداً يف الحكومة أي ‪11‬‬ ‫وزيراً‪ ،‬بات بحكم املنتهية مفاعيله‪ ،‬كام ان‬ ‫انتخابات ‪ 7‬حزيران‪ ،‬ألغت مفاعيل أحداث ‪ 7‬أيار‬ ‫من العام املايض‪ ،‬التي فرضت املعارضة بق ّوتها‬ ‫العسكرية رشوطها لحكومة وحدة وطنية بعد‬ ‫اعتصام دام حوايل العام والنصف العام‪.‬‬ ‫ما بني شعار التعاون وم ّد اليد الذي رفعه‬ ‫الحريري‪ ،‬وتشكيل حكومة تحكم فيها األكرثية‬ ‫دون مشاركة فعلية للمعارضة‪ ،‬واجه الرئيس‬ ‫املكلف أوىل التحدّيات‪ ،‬وقد صدمه موقف‬ ‫النائب وليد جنبالط‪ ،‬الذي اعلن يف مؤمتر‬ ‫للحزب التقدمي االشرتايك يف ‪ 2‬آب املايض‪،‬‬ ‫متسكه‬ ‫خروجه من ‪ 14‬آذار‪ ،‬فعطل عىل الحريري ّ‬ ‫بحكومة أكرثية‪ ،‬التي بدّدها الحوار السوري –‬

‫‪8‬‬

‫السعودي‪ ،‬وانعقاد ق ّمتني بني الرئيس بشار‬ ‫األسد وامللك عبد الله‪ ،‬األوىل يف جدّه عىل‬ ‫هامش افتتاح جامعة امللك عبد الله‪ ،‬والثانية‬ ‫يف زيارة قام بها العاهل السعودي اىل سوريا‪،‬‬ ‫أزالت التوتر بينهام والذي امت ّد اىل أربع سنوات‬ ‫منذ اغتيال الحريري‪ ،‬حيث اتفق الرجالن عىل‬ ‫رضورة قيام حكومة وحدة وطنية‪ ،‬وكانت صيغة‬ ‫‪ ،5+10+15‬هي التسوية التي منعت كرس أي‬ ‫طرف لبناين لآلخر‪ ،‬وأعطي مقعدان وزاريان من‬ ‫حصتهام لرئيس الجمهورية‪ ،‬ليشكل التوازن‬ ‫بني األكرثية واألقلية‪ ،‬واقتنع الحريري بعدها‬ ‫انه خارج اطار هذه الصيغة لن تولد حكومته‪،‬‬ ‫وعليه أن يعمل الخراجها اىل النور‪ ،‬وقد سعى‬ ‫اليها‪ ،‬وقدّم تشكيلة اىل رئيس الجمهورية اختار‬ ‫هو حقائبها ووزرائها دون العودة او التشاور‬ ‫مع الكتل النيابية‪ ،‬ال سيام “تكتل التغيري‬ ‫واالصالح” برئاسة العامد ميشال عون الذي‬ ‫طالب بعودة صهره الوزير جربان باسيل اىل‬ ‫الحكومة‪ ،‬فووجه برفض من الحريري وحلفائه‬ ‫السياسيني‪ ،‬بتوزير الخارسين‪ ،‬ودارت مفاوضات‬

‫حولها‪ ،‬حسمها رئيس الجمهورية‪ ،‬بأنه ال يوجد‬ ‫نص دستوري مينع التوزير‪ ،‬فحلت هذه العقدة‪،‬‬ ‫وبدأ البحث يف الحقائب‪ ،‬فتصلب الرئيس‬ ‫املكلف باعطاء وزاريت االتصاالت والطاقة‬ ‫لـ”تكتل التغيري واالصالح” فطالبه عون بوزارتني‬ ‫أساسيتني‪ ،‬العدل والرتبية‪ ،‬فلم يقبل ان تعطى‬ ‫وتم ربطها باملحكمة الدولية‬ ‫العدل للمعارضة‬ ‫ّ‬ ‫يف اغتيال الحريري‪ ،‬ووعد “القوات اللبنانية” أن‬ ‫حصتها‪ ،‬وكانت اللقاءات تتكرر بني‬ ‫تبقى من‬ ‫ّ‬ ‫يتوصالن اىل حل‪ ،‬يكون‬ ‫الحريري وعون‪ ،‬وعندما‬ ‫ّ‬ ‫الفريق املسيحي يف قوى ‪ 14‬آذار باملرصاد‪،‬‬ ‫والضغط عىل الرئيس املكلف لعدم التنازل‬ ‫أمام رئيس “التيار الوطني الحر”‪ ،‬ألنه يق ّويه لدى‬ ‫املسيحيني‪ ،‬واملطلوب اضعافه‪ ،‬وعدم اعطائه‬ ‫صفة املفاوض املسيحي األول‪ ،‬فكان يستجيب‬ ‫لهم‪ ،‬ويطيل عمر ازمة تشكيل الحكومة‪ ،‬يف‬ ‫وقت يواجه اللبنانيون تحدّيات ارسائيلية وأزمات‬ ‫اقتصادية اجتامعية‪ ،‬وفراغاً حكومياً‬ ‫ّ‬ ‫شل‬ ‫املؤسسات وه ّز االستقرار السيايس الذي كاد‬ ‫أن يطيح بالسلم األهيل‪.‬‬ ‫وحدّ دت مواعيد عدة لوالدة الحكومة‪ ،‬كان‬ ‫يؤخرها تصلب الحريري وفريقه‪ ،‬بعدم تلبية‬ ‫مطالب “تكتل التغيري واالصالح” الذي يضم‬ ‫‪ 27‬نائباً وله الحق بسبعة حقائب وزارية‪،‬‬ ‫تنازل عن اثنني منها‪ ،‬وق ِبل بوزارة دولة‪ ،‬بعد‬ ‫ان اعلن رئيس “تيار املردة” سليامن فرنجية‬ ‫أنه ال ميانع أن تكون من حصة كتلته‪ ،‬اذا كان‬ ‫ذلك يسهّل تشكيل الحكومة‪ ،‬لكن الحريري‬ ‫كان يواجه من حلفائه ال سيام املسيحيني‬ ‫منهم برتك األكرثية‪ ،‬كام كان يتلقى‬ ‫ضغطاً امريكياً ان ال يشكل اال حكومة من‬ ‫األكرثية‪ ،‬وقد طالبه بذلك أيضاً البطريرك‬ ‫املاروين نرصالله صفري‪ ،‬ومعه مسيح ّيو‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬وعىل رأسهم سمري جعجع‪ ،‬مام‬ ‫أربك الحريري الذي كان يستمع اىل نصائح‬ ‫مرصية‪ ،‬أن ال يعطي حج ً‬ ‫ام لعون‪ ،‬وان ال‬ ‫تكون مشاركة املعارضة فاعلة‪ ،‬واذا كان‬ ‫باالمكان اخراج “حزب الله” من الحكومة‪.‬‬ ‫وقف الحريري حائراً‪ ،‬وهو يريد رئاسة‬ ‫الحكومة‪ ،‬وقد ال تكون له فرصة ثانية‪ ،‬كام أن‬ ‫وضع األكرثية مزعزع‪ ،‬فاضطر وبعد نصيحة‬ ‫سعودية تلقاها من محيطني بامللك عبد‬ ‫الله وتحديداً نجله األمري عبد العزيز‪ ،‬أن يعطي‬ ‫للعامد عون ما يريد من مقاعد وزارية‪ ،‬سواء‬ ‫بابقاء القديم عىل قدمه‪ ،‬أو باملداورة‪ ،‬وسعى‬ ‫الحريري اىل تربير رفضه اعادة وزاريت االتصاالت‬ ‫والطاقة اىل “تكتل التغيري واالصالح” بأن لديه‬ ‫خطة اصالحية لهام‪ ،‬وان وضعهام مرتبط‬ ‫مبؤمتر “باريس – ‪ ،”3‬وما طلبه من خصخصة‬ ‫القطاعات‪ ،‬وقد حاول ان تكون االتصاالت من‬ ‫حصة جنبالط‪ ،‬الذي رفض “الهدية املسمومة”‪،‬‬ ‫وكانت معه سابقاً‪ ،‬وتوالها الوزير مروان‬ ‫حامدة‪ ،‬ألنه ال يريد أن يصطدم بالحريري اذا قرر‬

‫خصخصة الهاتف‪.‬‬ ‫وبعد حوايل خمسة اشهر وافق الحريري عىل‬ ‫أن تعود وزاريت االتصاالت والطاقة لـ”تكتل‬ ‫التغيري واالصالح”‪ ،‬كام ق ِبل بأن تسند وزارة‬ ‫الصناعة مع السياحة له‪ ،‬ف ُولِدت الحكومة‬ ‫متأخرة هذه املرة التي يعتربها البعض انها‬ ‫طبيعية يف تشكيل الحكومات يف لبنان‪،‬‬ ‫بالرغم من حصول الحريري عىل تكليف أول‪،‬‬ ‫اعتذر عنه بعد رفض تشكيلته األوىل‪ ،‬ومل‬ ‫يعد ممكناً اذا ما اعتذر مرة ثانية أن ُيعاد تكليفه‬ ‫للمرة الثالثة‪ ،‬فقرر أن يستجيب ملطالب العامد‬ ‫عون‪ ،‬تحت مقولة أطلقها الوزير فرنجية الذي‬ ‫لعب دوراً حوارياً بني املعارضة والحريري ومبباركة‬ ‫سورية تحت عنوان‪“ :‬ال لكرس الحريري وال‬ ‫فبقي باسيل‬ ‫لتحجيم عون”‪ ،‬وهذا ما حصل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وزيراً دون االتصاالت وتح ّول اىل الطاقة‪ ،‬وبقي‬ ‫عىل الرئيس املكلف تسوية الخالفات داخل‬ ‫صفوف حلفائه من مسيحيي ‪ 14‬آذار‪ ،‬بتنازل‬ ‫بطرس حرب عن وزارة العدل وتسلم وزارة العمل‪،‬‬ ‫وبقيت العدل مع “القوات اللبنانية”‪ ،‬لكن حزب‬ ‫الكتائب اعرتض عىل وزارة الشؤون االجتامعية‪،‬‬ ‫وكان يريد الرتبية‪ ،‬فلم يحصل عليها‪ ،‬فامتنع‬ ‫وزيره املس ّمى سليم الصايغ عن الحضور اىل‬ ‫القرص الجمهوري اللتقاط الصورة التذكارية‬ ‫للحكومة‪ ،‬وفتح الحريري حواراً مع الرئيس أمني‬ ‫الجم ّيل لثنيه عن عدم املشاركة‪ ،‬وهدّد األخري‬ ‫برتك ‪ 14‬آذار‪ ،‬وسبق له واعتكف عن حضور‬ ‫اجتامعات أمانتها العامة‪ ،‬حيث الحظ الجم ّيل‬ ‫أن الحريري يعزز وضع “القوات اللبنانية” عىل‬ ‫حساب حزبه‪ ،‬ويعطيها الخدمات‪ ،‬ويقدم لها‬ ‫املساعدات املالية‪ ،‬فباتت أكرب حج ًام شعبياً‬ ‫وسياسياً من الكتائب التي تأكل مع القوات‬ ‫من نفس الصحن الشعبي‪ ،‬حيث يخىش آل‬ ‫الجميل عىل انقراض حزبهم امامهم‪ ،‬وهذا هو‬ ‫املوقف الذي ابلغ للحريري‪.‬‬ ‫وبالرغم من اعرتاض حزب الكتائب عىل‬ ‫الحقيبة التي اسندَت اليه‪ ،‬وظهوره ضعيفاً‬ ‫مسيحياً‪ ،‬اال انه بقي يف الحكومة‪ ،‬اذ أن خروجه‬ ‫منها لن يفيده بيشء‪ ،‬وان معارضته ستكون‬ ‫من فراغ‪ ،‬ألن قوى ‪ 14‬آذار ال سيام املسيحيني‬ ‫فيها باركوا وأ ّيدوا تشكيلها‪.‬‬ ‫والحكومة الجديدة التي أعلن رئيسها أنها‬ ‫اختبار للوفاق الوطني‪ ،‬هي كذلك‪ ،‬واول اختبار‬ ‫كان البيان الوزاري‪ ،‬والفقرة املتعلقة باملقاومة‪،‬‬ ‫وبقيت كام جاءت يف البيانات الوزارية السابقة‪،‬‬ ‫واستوحيت من كالم رئيس الجمهورية ومواقفه‬ ‫املؤ ّيدة للمقاومة‪ ،‬ومن الكلمة التي القاها‬ ‫رئيس الحكومة الجديد بعد صدور املراسيم‪،‬‬ ‫وح ّيا فيها انتصارات املقاومة‪ ،‬ومل تنفع‬ ‫اعرتاضات بعض األطراف املسيحية يف ‪14‬‬ ‫آذار عىل فقرة املقاومة او التحفظ عليها‪،‬‬ ‫ألنهم شاركوا يف حكومتني سابقتني رشعتا‬ ‫املقاومة وسالحها‪ ،‬كقوة للبنان‪ ،‬ساهمت يف‬

‫‪9‬‬

‫تحرير أرضه من االحتالل االرسائييل‪ ،‬وصدّت‬ ‫العدوان عىل لبنان صيف ‪ ،2006‬واقامت حالة‬ ‫ردع بوجه ارسائيل يجري البحث كيف ميكن‬ ‫االستفادة منها مع الجيش اللبناين عىل طاولة‬ ‫الحوار التي ستنعقد قريباً كام قال الرئيس‬ ‫سليامن‪ ،‬ملتابعة املناقشة حول االسرتاتيجية‬ ‫الدفاعية‪.‬‬ ‫وما ينتظر الحكومة‪ ،‬هو الوضع االقتصادي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬وقد اكد رئيسها ان اولو ّياته‬ ‫ستكون اخراج لبنان من أزمته املالية‪،‬‬ ‫واملديونية التي وقع فيها‪ ،‬وتأمني خدمة الدين‬ ‫لها‪ ،‬كام أن االصالح سيشكل العنوان األساس‬ ‫لحكومة الحريري االبن‪ ،‬الذي عليه ان يواكب‬ ‫رئيس الجمهورية الذي يطرح منذ وصوله اىل‬ ‫قرص بعبدا‪ ،‬موضوع االصالح مبختلف جوانبه‬ ‫السياسية واالقتصادية واالدارية‪ ،‬وعليه فإن‬ ‫تطبيق اتفاق الطائف سيتصدّر عمل الحكومة‬ ‫باستكامل تنفيذ بنوده االصالحية‪ ،‬لجهة‬ ‫تشكيل الهيئة الوطنية اللغاء الطائفية‪،‬‬ ‫واصدار قانون لالنتخابات خارج القيد الطائفي‪،‬‬ ‫وقيام مجلس شيوخ‪ ،‬وتحقيق الالمركزية‬ ‫االدارية‪ ،‬واالمناء املتوازن‪ ،‬ووضع خطة نهوض‬ ‫اقتصادي تؤمن االستثامر وفرص العمل‪.‬‬ ‫فاذا كانت حكومتا فؤاد السنيورة األوىل‬ ‫والثانية‪ ،‬بعد خروج القوات السورية‪ ،‬مل‬ ‫تتمكنا من تنفيذ ما ورد يف بيانيها الوزاريني‪،‬‬ ‫بسبب االستئثار يف السلطة من قبل فريق‬ ‫‪ 14‬آذار الذي ّ‬ ‫عطل البالد ملدة ثالث سنوات‪ ،‬قبل‬ ‫اتفاق الدوحة‪ ،‬ثم سعى اىل منع وزارء املعارضة‬ ‫من تحقيق اصالحات فورية يف الوزارات التي‬ ‫تسلموها‪ ،‬فإن الحريري أمام امتحان ليس‬ ‫فقط اذا ما كانت الحكومة ستعبرّ عن الوحدة‬ ‫الوطنية فحسب‪ ،‬وهذا أمر مهم‪ ،‬امنا الربنامج‬ ‫الذي سيحكم عملها لجهة تقويم الربامج‬ ‫السابقة‪ ،‬ال سيام منها املالية واالقتصادية‬ ‫واالجتامعية والعمرانية‪ ،‬ومعرفة أين أصابت‬ ‫واين تعرثت وأين أخطأت‪ ،‬ألن اللبنانيني ينتظرون‬ ‫من حكومتهم التي متثل كل الكتل النيابية‪ ،‬أن‬ ‫تقدم لهم الحلول لألزمات التي يعيشونها‪ ،‬بدءاً‬ ‫من تكوين النظام السيايس‪ ،‬الذي عليه أن‬ ‫يتخىل عن الطائفية التي يقوم عليها‪ ،‬وتتوزع‬ ‫منها حصص للطوائف واملذاهب اذ ان من‬ ‫أسباب التعرث الذي تالقيه الحكومات يف لبنان‪،‬‬ ‫هو يف مشاركة الطوائف واملذاهب يف القرار‪،‬‬ ‫وبعد ان أصبح مجلس الوزارء مصدر القرار‪.‬‬ ‫فالحكومة مل يكن فيها خارس ورابح‪ ،‬بل‬ ‫هي أبقت القديم عىل قدمه‪ ،‬وان ض ّمت وجوهاً‬ ‫جديدة‪ ،‬بعضها من أصحاب االختصاص والخربة‪،‬‬ ‫وقد يؤدّون دوراً اصالحياً‪ ،‬اذا كان مناخ الحكومة‬ ‫كله اصالحياً‪ ،‬وساند رئيسها االصالحيني‪،‬‬ ‫ويكون يف ذلك ربح لقب دولة الرئيس‪.‬‬

‫زهري العياش‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫هل تشن «إسرائيل» حرباً‬

‫على لبنان في الربيع القادم؟‬

‫يف الوقت الذي كان فيه لبنان يحتفل بعيد‬ ‫االستقالل السادس والستني‪ ،‬ويستعرض أركان‬ ‫الدولة‪ ،‬وحدات من الجيش اللبناين من مختلف‬ ‫قطاعاته مبشاركة رمزية من قوى األمن الداخيل‬ ‫واألمن العام وأمن الدولة ورجال اإلطفاء والدفاع‬ ‫املدين والصليب األحمر‪ ،‬إلخ‪ ...‬كانت طائرات‬ ‫استطالع إرسائيلية تخرق كالعادة األجواء‬ ‫اللبنانية‪ ،‬لتحلق مكان العرض العسكري يف‬ ‫وسط بريوت‪ ،‬لتص ّور وقائعه‪ ،‬بعد أن أعلن قادة‬ ‫العدو‪ ،‬أنهم لن يوقفوا عمليات تجسسهم داخل‬ ‫لبنان‪ ،‬بعد اكتشاف ألجهزة تنصت كانت موزعة‬ ‫عىل مقربة من شبكة اتصاالت املقاومة‬ ‫يف وادي حوال‪ ،‬اىل إلقاء القبض عىل‬ ‫خاليا استخباراتية جندتها االستخبارات‬ ‫الصهيونية (الشني بيت) و”الشاباك”‪ ،‬من‬ ‫مخربين وعمالء لبنانيني يعملون معها‬ ‫منذ عقود‪ ،‬وش ّكل اعتقالهم رضبة لهذه‬ ‫االستخبارات‪.‬‬ ‫فـ”إرسائيل” لن ترتك لبنان ينعم‬ ‫بالهدوء والسالم‪ ،‬ولن توقف اعتداءاتها‬ ‫عليه‪ ،‬ومل يردعها قرار مجلس األمن‬ ‫الدويل ‪ ،1701‬من وقف خروقاتها الجوية‬ ‫والربية والبحرية‪ ،‬إذ سجل حوايل سبعة‬ ‫آالف خرق منذ صدور هذا القرار يف آب‬ ‫‪ ،2006‬ومل تفعل قوات الطوارئ الدولية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫سوى تسجيل هذه الخروق‪ ،‬وإصدار األمني العام‬ ‫لألمم املتحدة “بان يك مون” بيانات تعرض للواقع‬ ‫القائم‪ ،‬وملا جرى تنفيذه من القرار املذكور‪،‬‬ ‫وتساوي بني الجالد والضحية‪ ،‬ويتح ّمل “حزب الله”‬ ‫مسؤولية استمرار تخزينه للسالح والصواريخ‪،‬‬ ‫تم استغالل حادثتني وقعتا يف خربة سلم‬ ‫حيث ّ‬ ‫وطريفلسيه‪ ،‬للبناء عليهام‪ ،‬لجهة استمرار‬ ‫املقاومة يف امتالك السالح جنوب نهر الليطاين‪،‬‬ ‫يف منطقة عمليات القوات الدولية بالتنسيق‬ ‫مع الجيش اللبناين‪.‬‬ ‫ومنذ فرتة وقادة العدو اإلرسائييل يحاولون‬

‫‪10‬‬

‫ترسيب معلومات عن أن عدواناً عسكرياً سيقع‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬ويضعون توقيتاً له يف الربيع القادم‬ ‫من العام ‪ ،2010‬وقد ميتد إىل الخريف من ذلك‬ ‫العام أو مطلع الشتاء‪ ،‬ويربطونه مبا سيحصل‬ ‫مع إيران وملفها النووي‪ ،‬إذ تح ّرض “إرسائيل”‬ ‫عليه وتطالب الواليات املتحدة ودول أوروبية لشن‬ ‫هجوم عىل املواقع التي يعتقد أنها تحتوي عىل‬ ‫تخصيب اليورانيوم‪ ،‬وإنتاج مفاعل نووي‪ ،‬تؤ ّكد‬ ‫طهران أنه لالستخدام السلمي وتوليد الطاقة‬ ‫الكهربائية‪ ،‬لكن مثة إرصار أمرييك‪ -‬إرسائييل‬ ‫عىل أنه لالستخدام العسكري‪.‬‬ ‫ويف ظل ما يدور حول املوضوع النووي‬ ‫اإليراين واملفاوضات الجارية حوله‪ ،‬فإن‬ ‫“إرسائيل” وعىل لسان رئيس حكومتها‬ ‫“بنيامني نتنياهو” يخطط لخوض حرب مع‬ ‫إيران و”حزب الله” يف الربيع املقبل‪ ،‬وقد‬ ‫طلب بزيادة املوازنة العسكرية واألمنية‪،‬‬ ‫وبدأ إعداد الجبهة الداخلية لهذه الحرب‪ ،‬من‬ ‫خالل عدد من املناورات التي أجريت خالل‬ ‫السنوات الثالث املاضية‪ ،‬والتي كانت األوىل‬ ‫من نوعها يف الكيان الصهيوين‪ ،‬الذي‬ ‫كشف تقرير لجنة “فينوغراد” عن ثغرات‬ ‫كبرية يف الجبهة الداخلية ساهمت يف‬ ‫خسارة “إرسائيل” للحرب عىل لبنان صيف‬ ‫‪ ،2006‬لعدم تجهيز املالجئ ورجال الدفاع‬

‫املدين‪ ،‬مام دفع بآالف املستوطنني للنزوح من شامل‬ ‫فلسطني إىل عمقها‪ ،‬بعد أن تساقطت صواريخ‬ ‫املقاومة عليها‪ ،‬مبعدل ‪400‬و ‪ 500‬صاروخ يومياً‪ ،‬مام‬ ‫أجرب السكان عىل الضغط داخلياً لوقف الحرب‬ ‫التي استنزفت املجتمع اإلرسائييل ووضعته أمام‬ ‫هجرة معاكسة داخل الكيان وإىل خارجه‪.‬‬ ‫وتهدد الرتسانة الصاروخية التي متتلكها‬ ‫املقاومة أمن “إرسائيل”‪ ،‬وباتت تشكل عامل ردع‬ ‫ضد أي عدوان تفكر به‪ ،‬وهو ما كشف عنه وزير‬ ‫الدفاع اإلرسائييل السابق “موشيه أرينز” عندما‬ ‫أشار اىل “أن الرتسانة الصاروخية التي ميلكها‬ ‫“حزب الله” متثل تهديداً اسرتاتيجياً لـ”إرسائيل”‬ ‫ويجب عىل الدولة اإلرسائيلية أن تقوم بخطوات‬ ‫لحامية مدنها من الصواريخ التي تغطي كل‬ ‫األرايض اإلرسائيلية‪ ،‬ويجب القضاء عىل هذا‬ ‫الخطر”‪.‬‬ ‫وما أعلنه “أرينز” سبق لرئيس الكيان‬ ‫الصهيوين “شيمون برييز” أن تحدث عن هذا‬ ‫التهديد‪ ،‬وقال إن “حزب الله” بات ميلك حوايل‬ ‫‪ 80‬ألف صاروخ‪ ،‬أي أربعة أضعاف ما كان ميلكه‬ ‫يف أثناء العدوان اإلرسائييل يف ‪ 12‬متوز ‪،2006‬‬ ‫ومل يشأ األمني العام “لحزب الله” السيد حسن‬ ‫نرص الله‪ ،‬أن ينفي أو يؤ ّكد هذه املعلومات‪ ،‬كام‬ ‫يفعل دامئاً‪ ،‬وقد تعاطى مع هذا املوضوع بكثري‬ ‫من الذكاء والحنكة‪ ،‬ولعب مع اإلرسائيليني لعبة‬ ‫الحرب النفسية‪ ،‬فإذا هم تعاطوا مع املقاومة عىل‬ ‫أنها متلك هذه الكمية من الصواريخ‪ ،‬فسيكون‬ ‫أي عدوان يلجأون إليه مكلفاً جداً‪ ،‬إذ باستطاعة‬ ‫املقاومة أن متطر الدولة العربية بألف صاروخ‬ ‫يومياً‪ ،‬أي أنها قادرة أن تبقى حوايل ثالثة أشهر‬ ‫تقصف املستوطنات واملدن اإلرسائيلية‪ ،‬وإذا‬ ‫تعاطى العدو مع كمية الصواريخ وتجاهلها‪ ،‬فإنه‬ ‫يكون قد وقع يف خطأ اسرتاتيجي كبري‪ ،‬ويف‬ ‫الحالتني فإن املقاومة تكون كسبت املعركة‪.‬‬ ‫وما يقلق قادة العدو السياسيني والعسكريني‪،‬‬ ‫هو املدى الذي تصل إليه الصواريخ التي باتت‬ ‫تتعدى حيفا وما بعد حيفا إىل “تل أبيب” وما‬ ‫بعد “تل أبيب” إىل النقب حيث املفاعل النووي‬ ‫اإلرسائييل (دميونا)‪ ،‬الذي يشكل خطراً عىل‬ ‫الكيان الصهيوين‪ ،‬إذا ما وصلت إليه صواريخ‬

‫املقاومة‪ ،‬حيث تعادل صواريخها سالحاً نووياً‬ ‫بوصولها اىل املواقع واملراكز الكيميائية والنووية‬ ‫ومحطات تكرير النفط وتوليد الطاقة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫كشف عنه رئيس األركان يف الجيش اإلرسائييل‬ ‫“غايب اشكينازي”‪ ،‬عندما أشار اىل أن صواريخ‬ ‫“حزب الله” تصل إىل عمق ‪ 360‬كلم‪ ،‬وهو ما‬ ‫استعجل الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬إلجراء‬ ‫مناورات مع الجيش اإلرسائييل وتدريبه عىل‬ ‫تقنيات حديثة ملدة ثالثة أسابيع ملواجهة خطر‬ ‫الهجوم الصاروخي سواء من “حزب الله” أو حركة‬ ‫وتم تزويد الدولة العربية‬ ‫“حامس” أو إيران وسوريا‪ّ ،‬‬ ‫بصواريخ “باتريوت” متطورة وأخرى مضادة‬ ‫للصواريخ إلسقاطها عند انطالقها من لبنان‬ ‫وغزة وسوريا وإيران‪.‬‬ ‫فالواليات املتحدة التي تتكفل أمن “إرسائيل”‬ ‫ال تستطيع أن تقدم لها سوى األسلحة املتطورة‪،‬‬ ‫ملواجهة ما باتت متتلكه املقاومة من سالح‬ ‫جديد قد يدخل اىل املعركة‪ ،‬حيث نقلت وسائل‬ ‫اإلعالم الصهيونية بأن الجيش اإلرسائييل يد ّرب‬ ‫طياريه عىل مواجهة دفاعات املقاومة التي متتلك‬ ‫صواريخ مضادة للطائرات‪ ،‬روسية الصنع‪ ،‬التي‬ ‫زودتها سوريا بها كام يقول قادة العدو‪ ،‬الذين‬ ‫ن ّبهوا القيادة الروسية من خطورة تسلل وترسب‬ ‫سالح رويس اىل املقاومة‪ ،‬التي استخدمت‬ ‫قاذفاً من نوع “كورنيت” ضد الدبابات اإلرسائيلية‬ ‫“املريكافا”‪ ،‬وأوقع مجزرة فيها يف أثناء حرب متوز‬ ‫عىل لبنان‪.‬‬ ‫فالحرب اإلرسائيلية التي يعمل لها من جديد‬ ‫“نتنياهو” ووزير دفاعه “إيهود باراك” الستعادة‬ ‫الهيبة للجيش اإلرسائييل‪ ،‬لن تكون هذه املرة‬ ‫كالحروب السابقة‪ ،‬ولن يستعيد الجيش الذي ال‬ ‫يقهر قوة ردعه‪ ،‬بل سيكون أمام حرب مختلفة‬ ‫وفق ما يقول السيد نرص الله‪ ،‬الذي يتوعد‬ ‫قادة العدو‪ ،‬بأن فرقهم العسكرية ستُدمر‬ ‫يف لبنان‪ ،‬مهام كان عددها إذا حاولت اجتياح‬ ‫لبنان‪ ،‬وأن طائراتهم ستسقط مع طياريهم‪ ،‬وأن‬ ‫مستوطناتهم ستنال نصيبها من الصواريخ‬ ‫التي ستكون الرادع لرضب أهداف مدنية يف‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫فالربيع املقبل الذي يضع العدو موعداً لحربه‬

‫‪11‬‬

‫املقبلة وهي الثالثة عىل لبنان‪ ،‬سيكون خريفاً‬ ‫عليه‪ ،‬كام يقول قادة املقاومة التي باتت عىل‬ ‫جهوزية تامة ملواجهة أي عدوان‪ ،‬إذ أعادت تدريب‬ ‫وتأهيل عنارصها وزيادة كفاءتهم القتالية‪،‬‬ ‫وتزويدهم بأسلحة متطورة ستشكل مفاجأة‬ ‫يف املعركة‪ ،‬التي سيكون حسمها رسيعاً‬ ‫لصالح املقاومة ومن األيام األوىل إذا ما وقعت‬ ‫كام يقول قادتها‪ ،‬الذين يؤكدون عىل أن املستوى‬ ‫القتايل للمقاومة‪ ،‬هو يف أرقى درجاته‪.‬‬ ‫فالحرب التي يعد لها العدو‪ ،‬تستعد لها‬ ‫املقاومة‪ ،‬لكن الوضع اإلرسائييل الداخيل قد‬ ‫يعيقها‪ ،‬وأن “إرسائيل” إذا كانت تركز عىل الجبهة‬ ‫الشاملية مع لبنان‪ ،‬فإنها ستفاجأ بأن الجبهة‬ ‫الجنوبية يف غزة لن تكون هادئة‪ ،‬كام لن يكون‬ ‫داخل فلسطني املحتلة مستكيناً‪ ،‬بل سيتح ّرك‬ ‫يف أوسع انتفاضة سرتبك الجبهة الداخلية‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫والحرب التي ير ّوج لها قادة العدو‪ ،‬مل يالقوا‬ ‫لها هدفاً أوعنواناً‪ ،‬سوى امتالك املقاومة‬ ‫لرتسانة كبرية من األسلحة والصواريخ‪ ،‬تهدد‬ ‫أمن كيانهم‪ ،‬وقد افتعلوا موضوع اقتيادهم‬ ‫للسفينة “فرانكوب”‪ ،‬من عرض البحر‪ ،‬وزعمهم‬ ‫أنها تنقل أسلحة “لحزب الله” من سوريا التي‬ ‫زودتها بها إيران‪ ،‬وتبينّ أن هذه الرواية الكاذبة ال‬ ‫صحة لها‪ ،‬وهي لخلق سيناريو يربر الحرب‪ ،‬وقد‬ ‫كشفت التقارير األمنية واإلعالمية‪ ،‬وكذلك‬ ‫الدبلوماسية‪ ،‬بأن “إرسائيل” فربكت هذه الرواية‪،‬‬ ‫وأظهرت أسلحة عادية جداً‪ ،‬ومنها لالستخدام‬ ‫الفردي‪ ،‬من أجل خلق مناخ إرسائييل وعريب‬ ‫ودويل ميهد للحرب تحت شعار استمرار املقاومة‬ ‫يف لبنان بالتسلح‪ ،‬خارقة القرار ‪ ،1701‬وقد‬ ‫ر ّد الجيش اللبناين عىل االدّعاءات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫بالتحقيق مع طاقم السفينة التي وصلت اىل‬ ‫الشاطئ اللبناين‪ ،‬وأ ّكد أن حمولتهم مل تكن‬ ‫سالحاً أبداً‪.‬‬ ‫فتفتيش “إرسائيل” عن ذريعة لشن حرب عىل‬ ‫لبنان مستمر‪ ،‬ومل يتوقف بعد‪ ،‬وهي يف كل‬ ‫األحوال‪ ،‬سواء بذريعة أو من دونها‪ ،‬مل تخرج من‬ ‫جعبتها القيام بعدوان لتعيد الثقة بجيشها‪.‬‬

‫سامر الشويف‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫مقابلة‬ ‫هل ستنعكس المصالحات بين القادة السياسيين على مشيخة العقل؟‬

‫شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نصر الدين الغريب‪:‬‬ ‫أموال الوقف الدرزي ُتهدر وتستبيحها فئة‬ ‫كم من مشاكل أوجدها القادة السياس ّيون يف هذا الوطن‬ ‫عامة‪ ،‬وضمن طوائفهم خاصة‪ ،‬وكم من أمو ٍر عُ ْ‬ ‫رقلت بسبب هذه‬ ‫لقد‬ ‫املشاحنات السياسية عىل مقاعد نيابية ووزارية وغريها؟‬ ‫املوحدين الدروز م ّمن أخذوا نصيبهم من مشاكل‬ ‫كانت طائفة‬ ‫ّ‬ ‫السياسيينّ القادة يف هذا البلد الذي جعلوه مركزاً لجشعهم‬ ‫ا ُملط َبق بالكرايس واملراكز‪.‬‬ ‫هذا الواقع انعكس منذ حوايل أربع سنوات بني القادة الدروز‬ ‫لدى تعيني شيخ جديد لطائفة املوحدّين بعد انتهاء والية‬ ‫سامحة الشيخ بهجت غيث‪ .‬فحصلت خالفات حول‬ ‫التسمية أو التعيني‪ ،‬ومل‬ ‫فعينّ‬ ‫تفض إىل حل‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫سامحة الشيخ نرص الدين الغريب من‬ ‫ِق َبل املعارضة الدرزية خاصة الوزير‬ ‫طالل أرسالن‪ ،‬وسامحة الشيخ‬ ‫نعيم حسن من ِق َبل املواالة‬ ‫الدرزية أي النائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫مشيختي‬ ‫هناك‬ ‫فأصبح‬ ‫عقل للطائفة بعكس ما‬ ‫نص عليه القانون‪ .‬واليوم‬ ‫ّ‬ ‫وبعد مرور السنوات‪ ،‬ومع‬

‫املصالحات التي حصلت بني القادة السياسيني ضمن طائفة‬ ‫املوحدّين الدروز‪ ،‬إن بني النائب جنبالط والوزير أرسالن خاصة يف‬ ‫أحداث ‪ 7‬أيار‪ ،‬أو تلك التي حصلت مؤخراً بني النائب جنبالط‬ ‫َ‬ ‫أثبت مبواقفه‪ ،‬وجوده‬ ‫ورئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب الذي‬ ‫كركن أسايس يف املعادلة السياسية خاصة األمور التي تعنى‬ ‫بالطائفة الدرزية‪ ،‬يسأل الكثريون ّاّ‬ ‫عم ستؤول اليه أزمة مشيخة‬ ‫العقل واذا ما كانت هذه املصالحات واللقاءات ستنعكس توافقاً‬ ‫يف هذا االطار‪.‬‬ ‫أسئلة حملناها لشيخ عقل طائفة املوحد ّين الدروز‬ ‫سامحة الشيخ نرص الدين الغريب‪ ،‬الذي كان‬ ‫له لوم عىل ما يحصل يف زواريب األوقاف‬ ‫رصف لجهات مع ّينة‬ ‫الدرزية التي ُت َ‬ ‫بعكس ما ينص عليه قانون‬ ‫األوقاف‪ ،‬مع العلم أنها تكفي‬ ‫أبناء الطائفة بأكملها كام قال‬ ‫سامحته‪ .‬وكان لسامحته آراء‬ ‫مه ّمة خاصة يف موضوع‬ ‫رصف أموال الوقف الدرزي‪،‬‬ ‫وفيام ييل نص الحوار‪:‬‬ ‫الطائفة هو مجحف بحقها‪ .‬وأما‬ ‫ما يجري بطريقة عادلة ومنصفة‬ ‫فهو منصف لكل الطائفة‪.‬‬ ‫حصلت زيارات بينكم وسامحة‬ ‫َ‬ ‫تحت أي إطار ّمتت‬ ‫الشيخ نعيم حسن‪.‬‬ ‫هذه الزيارات؟‬ ‫حصل أن سامحته زارين لتأدية واجب تعزية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ورددت له الزيارة‪.‬‬ ‫أمل تتط ّرقوا ألمور الطائفة ومشيخة العقل خالل‬

‫بداية‪ ،‬ما رأيكم باملصالحات التي‬ ‫ّمتت بني األقطاب السياسية داخل‬ ‫الطائفة الدرزية؟‬ ‫من الطبيعي أن نبارك خطوات‬ ‫املصالحة‪ ،‬إن كان عىل مستوى الطائفة أو‬ ‫الوطن‪ ،‬ولكن ننتظر النتائج املرج ّوة منها‪.‬‬

‫قانون مشيخة العقل مجحف‬ ‫بحق قسم كبري من أبناء الطائفة‬ ‫أين مشيخة العقل اليوم بعد هذه املصالحات؟ هل ستعكس نفسها‬ ‫وتتوحد يف مشيخة عقل واحدة؟ وهل من اتصاالت يف هذا املوضوع‪ ،‬إن كان‬ ‫ّ‬ ‫بينكم وشيخ العقل سامحة الشيخ نعيم حسن‪ ،‬أو مع القادة السياسيني‬ ‫الدروز؟‬ ‫ليس هناك اتصاالت بيننا كمشايخ عقل‪ ،‬إن يف هذا املوضوع أو يف غريه‪.‬‬ ‫أما االتصاالت بني رجال السياسة فهي تتم يف أجواء رس ّية وليست لإلعالم‪،‬‬ ‫يتوصلوا اىل حل يريض جميع األطراف‪ .‬تعلمون أن هناك قانون صدر بصدد‬ ‫حتى‬ ‫ّ‬ ‫مشيخة العقل واملجلس املذهبي‪ ،‬و ُو ّق َع من ِق َبل الحكومة ومجلس النواب‪ ،‬ولكنه‬ ‫مجحف بحق فريق من الطائفة وال ميكن أن نقبل به عىل صورته الحالية‪ ،‬نتأ ّمل‬ ‫خرياً بأن ُيصار اىل اتفاق أو توافق بشأن هذا القانون‪ ،‬إما التعديل وإما التغيري‪.‬‬ ‫ملاذا تعتربون هذا القانون مجحف بحق قسم من الطائفة الدرزية؟‬ ‫ال بل نعترب أنه مجحف بحق كل الطائفة‪ ،‬ألن كل يشء ُيف ّرق بني أبناء هذه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هذه الزيارات؟‬ ‫ُ‬ ‫قلت خالل حديثي يف منزله ّأن هناك شوائبا وخالف يف الشأن الداخيل ويجب‬ ‫صحح‪.‬‬ ‫أن ُي ّ‬

‫‪12‬‬

‫نحن دامئاً إىل جانب املقاومة وسوريا األسد‬ ‫ّان وجودكم كشيخ عقل ُع ّينتم من قبل الفريق اآلخر أو “املعارضة الدرزية”‬ ‫َ‬ ‫لشيخي عقل داخل طائفة املوحدّين الدروز‪،‬‬ ‫صح التعبري‪ ،‬هو تكريس‬ ‫اذا‬ ‫ّ‬ ‫خاصة أن موقفكم هو اىل جانب املقاومة وسوريا ومح ّبتكم لها معروفة؟‬ ‫نحن نعترب أنفسنا ممثلني لهذه الجهة السياسية يف الطائفة الدرزية التي‬ ‫تقف دامئاً اىل جانب املقاومة‪ ،‬وعىل الخط العريب الصحيح الذي تنتهجه سوريا‪.‬‬ ‫هذا طبيعي ‪ .‬ونحن نتمنى عىل الفريق اآلخر أن يسلك هذا الخط‪ ،‬وأعتقد أن‬ ‫التموضع الجديد اآلن‪ ،‬يتق ّرب من هذا الخط شيئاً فشيئاً‪ .‬ولكن لن يكون هذا عىل‬

‫حساب فريق ضد فريق آخر‪.‬‬ ‫قلتم أنكم متثلون جهة سياسية‪ ،‬اذاً هل موقفكم اىل جانب سوريا‬ ‫واملقاومة هو موقف سيايس أم انها قناعات لديكم بوجوب وقوف الدروز اىل‬ ‫جانب سوريا‪ ،‬وهو تعبري عن تاريخ الدروز؟‬ ‫أوالً هناك قناعات لدينا بالوقوف دامئاً يف الخط العريب املناضل واملقاوم‪ .‬هذا‬ ‫هو تاريخنا ونحن ال نتنكر له‪ .‬ان تاريخ الدروز ُيريحنا وال يتعبنا إن كنّا يف لبنان‬ ‫أو يف سوريا أو يف أي مكان آخر‪ .‬نحن بذلنا الدماء والشهداء يف سبيل تحرير‬ ‫األوطان‪ ،‬ويف سبيل مقاومة االحتالل األجنبي‪ ،‬أو االرسائييل‪ .‬هذا من قناعتنا‪.‬‬ ‫ويف املوضوع اآلخر‪ ،‬فإن موقعنا السيايس يحتّم علينا أن نكون يف هذه الجهة‬ ‫مع املقاومة‪ ،‬ومع “سوريا األسد”‪.‬‬

‫السياسيني يف املعارضة الدرزية؟‬ ‫التباعد ليس سياسياً‪ ،‬ومن السهل تقريب وجهات النظر‪ ،‬وإين أسعى جاهداً‬ ‫لتحقيق هذه الغاية‪ .‬وقد زارين مؤخراً الوزير وئام وهاب‪ ،‬وتباحثنا يف هذا املوضوع‪،‬‬ ‫املوحد بني هذه املعارضة‪ ،‬يك نبقى‬ ‫وإن شاء الله سنعيد قريباً املوقف القديم‬ ‫ّ‬ ‫جميعاً يف الخندق السيايس الواحد‪.‬‬ ‫أال تعتربون ّأن هذا التباعد يعكس نفسه عىل وضع الطائفة الدرزية؟‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫سأعمل‪ ،‬رمبا يف‬ ‫مرض جداً للطائفة‪ ،‬وخاصة للمعارضة داخلها‪.‬‬ ‫بالطبع هو‬ ‫مجلس وطني واحد يك نقوم‬ ‫املستقبل‪ ،‬عىل جمع كل الفرقاء يف املعارضة يف‬ ‫ٍ‬ ‫مبا يفرضه الواجب علينا ملصلحة هذه الطائفة‪.‬‬

‫نطالب بتعديل قانون األوقاف الدرزية‬ ‫ماذا عن األوقاف الدرزية‪ ،‬خاصة وأن الدروز يشعرون أنهم غري معن ّيني به يف‬ ‫غياب مؤسسات ترعى شؤون الدروز يف موضوع األوقاف التي ُتعرف بقيمتها‬ ‫املرتفعة؟‬ ‫األوقاف الدرزية غنية جداً‪ ،‬ومتلك من العقارات واألموال واالستثامرات ما يكفي‬ ‫الطائفة بأكملها‪ .‬ولكنّ السياسة الوقفية املتّبعة اآلن‪ ،‬وبكل أسف‪،‬‬ ‫أويص به وخاصة‬ ‫تهدر أموال الوقف وتتعاطى معه بعكس ما‬ ‫َ‬ ‫يف املزارات الدينية والرشط املويص يف هذا املضامر‪ .‬إنهم‬ ‫يستبيحون املال ويهدرونه‪ ،‬وال أحد يعلم ما يفعلون‪ .‬بكل‬ ‫أسف‪ ،‬يل حديث عن األوقاف يف املستقبل‪ ،‬اذا مل ُت َحل‬ ‫هذه القضية و ُيصار اىل تعديل القانون واىل اعطاء‬ ‫ُّ‬ ‫كل ذي حقٍّ ح ّقه‪ ،‬فإننا سنضطر أن نعلن أشياء ال‬ ‫يعرفها اآلخرون‪.‬‬ ‫َمن هو املسؤول عن األوقاف الدرزية وطريقة‬ ‫رصفها؟‬ ‫املسؤول هو املجلس املذهبي برئاسة شيخه‪.‬‬ ‫هل تقصد بذلك «شيخ العقل» الذي ميثل‬ ‫الجهة اآلخرى؟‬ ‫أردت ذلك‪ ،‬فهم املسؤولون عماّ يحصل يف‬ ‫اذا‬ ‫ِ‬ ‫موضوع األوقاف‪.‬‬ ‫اذاً املشاكل التي تعاين منها األوقاف الدرزية‬ ‫سببها املجلس املذهبي؟‬ ‫املجلس املذهبي يشتمل عىل لجنة أوقاف ورئيسها ومدير‬ ‫لألوقاف‪ ،‬وكلهم يأمترون بأمر سيايس معروف‪ .‬تستطيعني‬ ‫القول أنهم كلهم أوراق بيد القيادة السياسية‪ .‬ليسوا لهم “ َمونة”‬ ‫عىل فعل يشء إال بأمر أو بإيحاء أو بإشارة‪.‬‬ ‫املوحدين الدروز عىل فرتة حوايل‬ ‫خالل تو ّليكم مشيخة العقل لطائفة‬ ‫ّ‬ ‫األربع سنوات‪ ،‬ما االنجازات التي قمتم بها أو التي تحققت يف هذه الفرتة؟‬ ‫يترصفون‬ ‫نقم بأي انجازات مادية أو امنائية ألننا ال منلك املال لذلك‪ ،‬وهم‬ ‫ّ‬ ‫مل ْ‬ ‫بأموال الوقف كام يشاؤون‪ ،‬ولكنّ انجازاتنا كانت عىل مستوى الطائفة‪ ،‬من خالل‬ ‫الرعاية االجتامعية والسهرات الدينية‪ ،‬وتقريب وجهات النظر والدعوة دامئاً اىل‬ ‫التوحد والوقوف بشكل دائم اىل جانب املقاومة والخط العريب‪ ،‬ونجحنا يف هذا‬ ‫ّ‬ ‫املضامر‪ ،‬خاصة يف الحادي عرش من أيار‪ ،‬عندما ا ّتخذ األمري طالل أرسالن املوقف‬ ‫امل ّ‬ ‫رشف الوطني الذي حفظ الطائفة الدرزية ولبنان عامة‪ .‬وكذلك‪ ،‬مبساعدة وليد‬ ‫بك يف ذلك الوقت‪ ،‬وقائد املقاومة سامحة الس ّيد حسن نرص الله‪ .‬كام كان‬ ‫للوزير وئام وهاب موقفاً وطنياً مميزاً‪ ،‬وعمل ما يتوجب عليه لحامية الطائفة‪ .‬كل‬ ‫هذه املواقف ص ّبت لصالح وجودنا كطائفة يف لبنان‪.‬‬

‫مساع حثيثة لتوحيد املعارضة الدرزية من جديد‬ ‫ٍ‬ ‫صح التعبري‪ .‬هل عملتم‬ ‫هناك تباعد بني أقطاب املعارضة الدرزية‪ ،‬إذا‬ ‫ّ‬ ‫عىل تقريب وجهات النظر خاصة أن هناك زيارات دامئة بينكم وجميع القادة‬

‫‪13‬‬

‫ال تزال آحادية القرار س ّيدة املوقف ضمن الطائفة‬ ‫تحدّث النائب وليد جنبالط عن تعددية سياسية يف الجبل‪ ،‬واعرتف بخطأ‬ ‫اعتامد القرار األحادي‪ ،‬ما رأيكم مبوقفه؟‬ ‫ٌ‬ ‫جميل أن يعرتف اإلنسان بخطأه‪ ،‬لكنّ األجمل أن يقرن الكالم بالفعل‪.‬‬ ‫هل تعتقدون أنه سيعود للخط الوطني العرويب الذي لطاملا مت ّيز به الدروز؟‬ ‫نرجو ذلك‪ ،.‬ولكن عندما تحدث أنه ليس هناك من آحادية يف قرار الطائفة‪،‬‬ ‫كان مخطئاً‪ ،‬ألن كل ما هو عىل األرض يرمز اىل اآلحادية‪ ،‬إن كان يف‬ ‫الوظائف‪ ،‬يف الفئة األوىل أو الثانية أو الثالثة أو حتى العارشة‪،‬‬ ‫هناك دامئاً‬ ‫أليس‬ ‫زعيم واحد يأمر وينهي يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫هذا من اآلحادية؟ هناك َمن ميثلون رشيحة كبرية من‬ ‫أليس لهم قول أو فعل؟ إن الطائفة‬ ‫أبناء الطائفة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ليست ُملكاً ألحد‪ ،‬ومل ُت َس ّجل يوماً يف الدوائر‬ ‫العقارية وال يف دوائر الدولة عىل أنها ٌملكاً ألحد‪.‬‬ ‫املوحدين الدروز‪ ،‬وهي‬ ‫الطائفة الدرزية هي لكل‬ ‫ّ‬ ‫بشكل خاص للمناضلني فيها‪ ،‬وهو كان منهم‪،‬‬ ‫ونرجو أن يعود اىل ما كان عليه‪.‬‬ ‫لعب رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب‬ ‫َ‬ ‫دوراً فاع ًال ومميزاً يف إعادة التعريف بتاريخ‬ ‫الدروز‪ ،‬وخطهم القومي مستنداً اىل نضالهم‬ ‫عرب التاريخ‪ .‬ما رأيكم مبواقفه التي تظهر جل ّياً‬ ‫يف خطاباته إن يف لبنان أو يف سوريا خالل لقاءه‬ ‫بأبناء الطائفة هناك؟‬ ‫ال ب ّد من القول أن الخطاب السيايس لألستاذ وئام‬ ‫خطاب وطني بكل ما لهذه الكلمة من معنى‪،‬‬ ‫وهاب‪ ،‬هو‬ ‫ٌ‬ ‫وقت من األوقات أنه ّ‬ ‫تخطى األمر الذي‬ ‫حتى أنني ملت ُه يف‬ ‫ٍ‬ ‫ليس من الواجب أن يصل اىل هذا الحدّ‪ ،‬لكننا ال نلو ُم ُه عىل ّ‬ ‫خطه‬ ‫السيايس أو العريب أو الوطني‪ ،‬ألنه من الوطن ّيني ويجب أن يأخذ مكانه ان كان‬ ‫ضمن الطائفة أو يف الوطن‪.‬‬ ‫ماذا تقولون ألبناء الطائفة‪ ،‬ان للقادة السياسيني أو للدروز عموماً؟‬ ‫إننا ندعو دامئاً اىل وحدة الصف بني املعارضة الدرزية خصوصاً‪ ،‬وكل األقطاب‬ ‫للتوحد واىل نرص‬ ‫عموماً‪ ،‬وكل الشعب الذي ميثلونه‪ .‬وكام ندعو كل الطائفة‬ ‫ّ‬ ‫العدالة‪ ،‬واالنصاف واالعرتاف بحقوق اآلخرين‪ ،‬وبوجودهم‪ .‬فهذا هو األهم بالنسبة‬ ‫تتوحد الطائفة‪ ،‬ننطلق مع اآلخرين اىل توحيد الوطن ومن ثم اىل‬ ‫لنا‪ .‬فعندما‬ ‫ّ‬ ‫توحيد األمة‪ ،‬ولكن عند اختالفنا يف الداخل‪ ،‬فلن يكون بإمكاننا أن ننطلق اىل‬ ‫هذه النقطة الوطنية أو نعب إىل اإلصالح السيايس واالمنايئ املتوازن‪ .‬يجب أن‬ ‫يكون هناك توازن يف اإلمناء داخل الطائفة‪ ،‬قبل أن بكون يف الوطن‪ .‬ال نستطيع‬ ‫أن ندعو اليه وطنياً‪ ،‬قبل أن نطبقه داخل الطائفة‪ .‬إنه ليس مط ّبقاً‪ ،‬فهناك فئة‬ ‫محرومة من أي وظيفة‪ ،‬كيف يتم ذلك؟ هم يدفعون الرضائب‪ ،‬وكل ما يتوجب‬ ‫عليهم مناطقياً ووطنياً‪ ،‬وليس لهم من حق يف املطالبة بيشء‪ .‬ال يوجد‬ ‫أكادمييات وال مدارس وال ثانو ّيات وال استشفاء‪ .‬فهناك فئة تستشفي مجاناً يف‬ ‫أليس هذا من اآلحادية؟ أين التن ّوع‬ ‫املستشفيات‪ ،‬والفئة األخرى متوت عىل أبوابها‪َ .‬‬ ‫يف ذلك‪ .‬هذا ما سنعمل عىل ايجاد حل له‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬ ‫جال على مراجع روحية درزية لترسيخ التهدئة وتوحيد الجهود داخل الطائفة‬

‫وهاب‪ :‬وحدة الطائفة تحت الشعارات القومية ونطالب بمجلس الشيوخ‬ ‫المرجع الشيخ ولي الدين‪ :‬نجحنا مع وهاب في تهدئة الخواطر‬

‫وهاب يف زيارة للشيخ امني الصايغ يف شارون‬

‫وهاب يف زيارة للشيخ ابو محمد جواد يف بعقلني‬

‫يف إطار جوالته عىل عدد من املرجعيات الروحية ورجال الدين يف طائفة‬ ‫املوحدين الدروز ‪ ،‬قام رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‪،‬رافقه فيها‬ ‫نائبه سليامن الصايغ‪ ،‬وأعضاء الجهاز اإلداري من مشايخ «هيئة العمل‬ ‫التوحيدي» وحشد من املواطنني‪ ،‬قام بزيارة املرجع الروحي الشيخ أبو محمد‬ ‫جواد ويل الدين يف خلوته يف بعقلني‪.‬‬

‫الشيخ أبو محمد جواد‬ ‫وقد رحب املرجع الشيخ ويل الدين بـ «معايل الوزير يف منزله‪ ،‬وقال‪« :‬سبق‬ ‫أن كان لنا مع الوزير وهاب تجارب ناجحة جداً يف تهدئة الخواطر والنفوس‬ ‫وتقريب وجهات النظر حفاظاً عىل وحدة الطائفة والوطن»‪ .‬وأضاف‪« :‬من‬ ‫جهتي فقد متنيت عىل الزعيم وليد بيك جنبالط منذ مدة ليست بقصرية أن‬ ‫يصلح عالقته مع الشقيقة سوريا قبل أن توافيني املنية‪ ،‬وأن تحصن العالقة‬ ‫مع األخوان يف املقاومة وهذا ما تحقق بفضل لله وحمده وبفضل جهود‬ ‫الخريين جميعاً‪ ،‬وذلك عني العقل ألننا جميعاً يف مركب واحد وعلينا أن نتيقظ‬ ‫للمخاطر املحيطة بالوطن من جميع الجوانب»‪.‬‬

‫يف الفرتات الصعبة والقاسية التي م ّرت عىل الوطن‪ ،‬خاص ًة خالل االجتياح‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬كيف كان يقف إىل جانب كل املقاومني وبأشكالٍ مختلفة وصوالً‬ ‫إىل أن رمى الحرم‪ ،‬باالتفاق مع كل مراجع الطائفة الروحيني‪ ،‬عىل كل من يتعامل‬ ‫مع العدو الصهيوين‪ ،‬أو يزور فلسطني املحتلة‪ ،‬ما جعلت عقوبة هذا الحرم‬ ‫أشد وطأ ًة من األحكام القضائية يف هذا الشأن‪ .‬كل هذه األسس زرعها يف‬ ‫نفوسنا املرحوم الشيخ حالوي وكل املشايخ األفاضل حني تركز هذه املرجعيات‬ ‫الروحية عىل القيم واألسس التي تجعل من الطائفة التوحيدية الدرزية ركناً‬ ‫صلباً يف لبنان واملنطقة وهم سيف العروبة واإلسالم إىل جانب املقاومة يف‬ ‫لبنان وسوريا املامنعة‪ ،‬وما يحدث خالل هذه املرحلة من توافق عىل الخطوط‬ ‫العريضة بني كل أركان الطائفة‪ ،‬والخطوات السياسية التي قام ويقوم بها‬ ‫النائب وليد جنبالط جعلت من طائفتنا تلعب دوراً كبرياً‪ ،‬وهي باألصل طائفة‬ ‫رصيدها يقدر بدورها يف لبنان واملنطقة وليس من خالل عددها»‪ .‬وشكر‬ ‫للمشايخ يف بلدة الباروك والحضور حسن استقبالهم وضيافتهم‪.‬‬ ‫ثم ألقى كلمة هيئة العمل التوحيدي الشيد راتب نرصالله أبو ذياب جاء‬ ‫فيها‪:‬‬

‫رشوق فجر جديد يف جمع الشمل ووحدة الكلمة واالئتالف عىل الثوابت‬ ‫التوحيدية التي رسمت لنا عىل منهج التوحيد لتكون عىل الرساط املستقيم‬ ‫يف القيم واملثل واملسالك التوحيدية ومعطياتها وثوابتها وروابطها عىل‬ ‫صعيد عريب قومي إسالمي نضايل مقاوم الذي بدأه أجدادنا وأصبحوا فخراً‬ ‫فتوجه بهذه‬ ‫للتاريخ‪ ،‬أصبحت اليوم تاكيداً وتثبيتاً يف تاريخنا الحديث‬ ‫ّ‬ ‫املساعي للكلمة الواحدة واملوقف الواحد بكافة االتجاهات والروابط‪ ،‬خصويص‬ ‫يف الروابط الوطنية وأهدافها بني لبنان وسوريا يف مواجهة عدو واحد هو‬ ‫«إرسائيل» ولتثبيت وتأكيد الروابط واألوارص والقرابة بني شعبني كل منهام‬ ‫امتدادا لآلخر نسباً وتاريخاً عربياً ودينياً واجتامعياً‪.‬‬ ‫بوركت أعالم روحية مرجعية ترشد إىل ذلك وتويص به وتدعو‪.‬‬ ‫وبورك أعالم قادة وسياسيون ينهضون بهذا املنهج ويناضلون من أجله‬ ‫إلنقاذ شعبه من كل عداء يتعرضون له وتتعرض له املنطقة العربية والرشق‪.‬‬ ‫فنضالهم ومساعيهم دليل عليهم‪ ،‬ويوفق الله من سعى ملرضاته‪ ،‬وأن يد الله‬ ‫عىل الجامعة‬ ‫واعتصموا بحبل الله جميعاً وال تفرقوا‬ ‫وقول الشاعر‪ :‬تأىب الرماح إذا اجتمعن تكرساً‬ ‫واذا افرتقن تكرست آحادا‬ ‫صاحبتكم العناية اإللهية وأنتم تسعون إىل جمع الشمل أيها القادة عىل‬ ‫كل صعيد طائفي توحيدي إسالمي عريب تصالحي تقدمي‬ ‫فأنتم كواكب املسرية إىل أن ترشق شمس السالم األبدي‬ ‫بعدها قدم التعازي بوفاة والدة العميد املتقاعد فؤاد محمود‪.‬‬

‫والشيخ أمني الصايغ يف شارون‬

‫مقام الشيخ أبو حسن عارف حالوي‬ ‫ثم زار وهاب والوفد املرافق مقام املرحوم املرجع الشيخ أبو حسن عارف‬ ‫حالوي وكان يف استقباله الشيخ محمد حالوي وحشد من مشايخ وأبناء‬ ‫بلدة الباروك‪.‬‬ ‫وبعد كلمة لعضو هيئة العمل التوحيدي الشيخ راتب نرصالله أبو ذياب‪،‬‬ ‫رحب الشيخ محمد حالوي بالوزير وهاب والوفد املرافق‪ ،‬مؤكداً عىل «الجهد‬ ‫املبذول بني قيادات الطائفة والوطن من أجل تعزيز الوحدة الوطنية»‪.‬‬ ‫بدوره ألقى وهاب كلم ًة أكد فيها عىل أن «زيارة مقام املرحوم الشيخ أبو‬ ‫حسن عارف حالوي واجب نقدمه إىل من ساهم مساهامت كربى يف تعزيز‬ ‫مسرية ومواقف الطائفة يف خطها القومي والوطني‪ ،‬وما تركه يف وجدان‬ ‫موحد من أثر روحي وأخالقي والجميع يذكر له مواقفه الشجاعة واملقدامة وهاب والوفد يف مقام الشيخ ابو حسن عارف حالوي‬ ‫كل ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪14‬‬

‫‪...‬ويف مقام الرشيف‬

‫وبعدها زار خلوة املرجع الشيخ أمني الصايغ يف بلدة شارون قضاء عاليه‪،‬‬ ‫وكان يف استقباله حشد من املشايخ واملواطنني‪.‬‬ ‫ورحب الشيخ الصايغ بالوزير وهاب قائ ًال «لقد لعبت دوراً صحيحاً‪ ،‬أكدت فيه‬ ‫عىل دور طائفة املوحدين الدروز التاريخي يف املجال السيايس‪ ،‬وعىل وجودها وطنياً‬ ‫وعربياً وإسالمياً برجال كبار رفضوا التبعية وحياة الذل والصمت وأعلنوا عن آرائهم‬ ‫وأفكارهم‪ ،‬وهي قد جادت باملقاومة من حني ظهور اإلسالم إىل حامية الثغور الشامية‬ ‫من الغزوات‪ ،‬إىل معركة حطني إىل تحرير القدس تحت قيادة صالح الدين األيويب‪ ،‬إىل‬ ‫حروب الترت وصوالً إىل الثورة السورية الكربى بقيادة سلطان باشا األطرش‪ .‬من هنا‬ ‫نتمنى أن ال تضيع هذه القيم يف صخب الباطل‪ ،‬وإن اختلفت اآلراء وتعددت املشارب‬ ‫غنى للطائفة ويعطيها معناها السيايس األهم‪ .‬لذا نأمل‬ ‫وتنوعت التصورات فإنه ً‬ ‫أن تبقى روح التعاون واحرتام الرأي اآلخر‪ ،‬التعاضد والتامسك حتى نصون هذه القيم‬ ‫ونحافظ عىل هذه املبادئ‪ ،‬ومالحظة أخرية يا معايل الوزير إنك تعمل بجد ومثابرة‬ ‫وإذا ما نظمت قدراتك وذكائك فإن املستقبل إىل جانبك ودورك محوري يف مستقبل‬ ‫الطائفة‪ ،‬وعساه خرياً أن تكون عند حسن ظن الجميع‪».‬‬ ‫من جهته رد وهاب بكلمة مخترصة قال فيها إن «كالم سامحة الشيخ الصايغ‬ ‫هو دستور وليس موقف هو دستور يلزمنا جميعاً وكالمك يلخص املوقف العام‪ ،‬وكام‬ ‫تفضلت فإن طائفة املوحدين ليست مع املقاومة بل هي من صلب عقيدة وقيم‬ ‫املقاومة العربية واإلسالمية‪ ،‬ونحن أص ًال متثل دورنا يف هذه البقعة من األرض فقط‬ ‫باملقاومة‪ ،‬وبكل قيم التضحية والرشف والوفاء‪ ،‬وموقعها العرويب‪ ،‬ونحن يف الفرتة‬ ‫املاضية انتابنا الخوف والخشية عىل املستقبل‪ ،‬وكان الخوف من أنفسنا أن نخطئ‪،‬‬ ‫وقد نكون أخطأنا يف بعض األمور‪ ،‬ولكن كان خوفنا األكرب عىل دور الطائفة رغم‬ ‫إمياننا بالله‪ .‬ونحن بوحدتنا عىل أساس املبادئ والقيم التي ذكرتها سامحتك‪ ،‬والتي‬ ‫ورثناها عن السلف الصالح وأجدادنا‪ ،‬وهي موقفنا العريب ونحن األساس وحامية‬ ‫املقاومة ضد الكيان الصهيوين‪ ،‬ودعم إخوتنا يف فلسطني الذين يقفون بوجه‬ ‫الهمجية دفاعاً عن الكرامة والحق والقدس‪ .‬وكل منا يرى طرق الحامية عىل طريقته‬ ‫والتعددية صحة ونجاح‪ ،‬لكن ضمن عدم اللعب بدماء أبناء الطائفة والوطن وعدم‬ ‫الدخول يف مغامرات قاتلة‪ .‬واليوم مواقف األستاذ وليد جنبالط مقدرة عىل صعيد‬ ‫الطائفة والوطن‪ ،‬وهذه املواقف ساهمت يف معالجة كل األمور‪ .‬والجميع اليوم ينتظر‬ ‫والدة الحكومة التي تحتاج إىل تنازالت متبادلة من الجميع‪ ،‬وعىس أن تكون كذلك دون‬ ‫أن ينكرس أحد‪ ،‬بل تنازالت ملصلحة الناس والوطن‪ ،‬وملف الحكومة تأخر والناس ال‬ ‫تستطيع أن تنتظر إىل ما ال نهاية‪ ،‬وموقفنا الدرزي الجامع بكل مرجعياته الروحية‬ ‫والسياسية‪ ،‬انتقلنا من مرحلة القلق والخوف عىل دورنا ومصري البلد‪ ،‬وتحولنا إىل أن‬ ‫نكون صامم األمان يف الساحة اللبنانية يف كل الرصاعات السياسية واملذهبية‪،‬‬ ‫وطائفة املوحدين هي دور وليست عدد‪ ،‬ونحن مع تسهيل تشكيل الحكومة‪ ،‬ولكن‬ ‫ذلك ال يعني أننا نسلم بوضع االستهتار الحاصل بحقنا من حيث الوزارات الخدماتية‬ ‫والسيادية‪ ،‬وبعد الطائف تغريت طريقة التعاطي معنا واختلفت عام كنا سابقاً‪،‬‬ ‫ونحن اليوم ال نعرتض أو نقف حجر عرثة يف وجه التشكيل ولكن يف املرات‬ ‫املقبلة لن نقبل بذلك‪ ،‬وسيكون رشطنا األساس إعطائنا حقوقنا الكاملة»‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫الشيخ الغريب ‪ :‬نرحب باستكمال خطوات المصالحة‬ ‫كام زار وهاب يرافقه وفد من مشايخ‬ ‫هيئة العمل التوحيدي وقيادة تيار‬ ‫التوحيد‪ ،‬املرجع الشيخ أبو سعيد أمني‬ ‫أبو غنام يف منزله‪ ،‬يف بلدة عرمون‪،‬‬ ‫ثم الشيخ أبو صالح محمد العنداري‬ ‫يف العبادية‪ ،‬ثم اىل منزل الشيخ أبو‬ ‫حمزة اسعد شهيب بحضور املشايخ‬ ‫أبو مسعود هاين جابر وأبو طاهر‬

‫ريدان شهيب وأبو حمزة نعيم الفقيه‬ ‫والشيخ أبو ملحم سالمة‪ .‬واختتم‬ ‫الجولة بزيارة سامحة شيخ عقل‬ ‫طائفة املوحدين الدروز الشيخ نرص‬ ‫الدين الغريب يف منزله يف كفر متى‬ ‫بحضور اللقاء التشاوري‪ ،‬حيث قال‬ ‫“زيارتنا إىل سامحة شيخ عقل طائفة‬ ‫املوحدين الدروز الشيخ نرص الدين‬

‫الشيخ الغريب مستقب ًال وهاب‬

‫الشيخ الغريب‬ ‫من جهته أكد الشيخ الغريب عىل‬ ‫الرتحيب مبعاليه يف “استكامل خطوات‬ ‫املصالحة والتوافق التي بدأت منذ فرتة‪ ،‬يف‬ ‫داخل الطائفة وعىل مستوى الوطن‪ ،‬وهذه‬ ‫الزيارات التي يقوم بها إىل الهيئات الدينية‬ ‫رضورية يف هذه املرحلة‪ ،‬ملا نسمع من كافة‬ ‫املسؤولني عن الخصوصية التي تتمتع بها‬ ‫طائفتنا التوحيدية والتي يجب املحافظة‬ ‫عليها‪ .‬وأن هذه الطائفة التي لها تاريخ‬ ‫مرشف يف لبنان وخارجه‪ ،‬وإذا ما جنح احدٌ‬ ‫منها يوماً فإنه رسعان ما يعود اىل الخط‬ ‫واألصول العربية ألنها الثوابت الراسخة‪،‬‬ ‫وهنا نؤيد هذا التموضع الجديد يف املوقف‬ ‫تجاه املقاومة الوطنية وتجاه املوقف العريب‬ ‫الكبري لسوريا األسد‪ .‬وأضاف “عروبتنا‬ ‫واضحة وتاريخنا ينادينا لالستمرار عىل‬

‫ومجتمعاً معه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الغريب هي زيارة واجب ونحن نستنري‬ ‫بآرائه ونؤكد عىل مواقفه الكبرية‬ ‫والصائبة والتي كانت سنداً اساسياً‬ ‫يف عروبة هذه الطائفة ودعم املقاومة‬ ‫ولخط املامنعة»‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬خالل هذه الفرتة الوضع‬ ‫داخل طائفة املوحدين جيد جداً‬ ‫نتيجة املوقف السيايس لكل قيادات‬ ‫الطائفة من النائب وليد جنبالط‬ ‫اىل النائب طالل ارسالن اىل النائب‬ ‫السابق فيصل الداوود إىل كل اإلخوان‬ ‫اآلخرين‪ ،‬واملوقف السيايس موحد‬ ‫وإيجايب للغاية‪ ،‬ويبقى هناك بعض‬ ‫ترتيبات الوضع الداخيل يف الطائفة‬ ‫علينا معالجتها كام عولجت القضايا‬ ‫السياسية يف الفرتة السابقة مبا‬ ‫وحقوق‬ ‫كرامات‬ ‫ويحفظ‬ ‫يضمن‬ ‫الجميع‪ ،‬وصاحب السامحة ميثل خط‬ ‫سيايس ومرجع روحي داخل الطائفة‪،‬‬ ‫وهو خط عريض وكبري وعلينا أن‬ ‫نكون إىل جانبه يك تصل األمور‬ ‫وختم‬ ‫السعيدة”‪.‬‬ ‫خواتيمها‬ ‫إىل‬ ‫بأننا “سنكون عىل تشاور دائم مع‬ ‫صاحب السامحة يف األيام املقبلة‬ ‫يف كل القضايا خاص ًة لجهة القضايا‬ ‫الداخلية للطائفة»‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫النهج الذي نهجه أسالفنا وأبطالنا‪ ،‬وال‬ ‫نعلق عىل بعض التصاريح من هنا وهناك‬ ‫عن الحرص عىل مصلحة لبنان والتمسك‬ ‫به دون االلتفات إىل املحيط اإلقليمي‪،‬‬ ‫ولكن نقول أننا لسنا يف جزيرة‪ ،‬ويجب ان‬ ‫نتعاطف مع محيطنا العريب ومع البوابة‬ ‫الوحيدة للبنان و إال إىل البحر”‪.‬‬ ‫وأضاف “يجب عىل املسؤولني وخاصة‬ ‫من رجال الدين أن يعوا خطورة ما يتكلمون‬ ‫عنه أحيانا‪ ،‬فلبنان يعيش بجناحيه وبكل‬ ‫طوائفه الدينية والسياسية‪ ،‬ويتوجب أن‬ ‫نتفق عىل مبدأ ان لبنان وطن ناجز ونهايئ‬ ‫لكل أبنائه‪ ،‬وليس من خوف عىل فئ ٍة دون‬ ‫أخرى”‪ .‬وختم “إننا نبارك هذه الحكومة‬ ‫الجديدة ولو كانت تحمل بعض الشوائب‪،‬‬ ‫نباركها يك تعمل عىل مساعدة هذا‬ ‫الشعب املسكني مام يتحمله كل يوم‬ ‫من آالم ويعيدوا إىل هذا الوطن استقراره‬ ‫وأمانيه”‪.‬‬

‫الغريب مودعاً وهاب والوفد‬

‫املرجع الشيخ‬ ‫أبو غنام‬ ‫وخالل زيارة وهاب إىل املرجع الشيخ‬ ‫أبو سعيد أمني أبو غنام يف بلدة عرمون‪،‬‬ ‫وبعد ترحيب من املرجع أبو غنام به وبالوفد‬ ‫املرافق‪ ،‬تحدث نجله الشيخ سعيد مرحباً‬ ‫أيضاً‪ ،‬ثم أكد وهاب أن “وضع طائفة‬ ‫املوحدين الدروز اليوم يتميز بوحدته يف‬ ‫الخط السيايس العريض‪ ،‬ولكن ال ميكن‬ ‫لنا أن نكمل بالحجم والدور الذي رسم لنا‬ ‫بعد الطائف‪ ،‬ولن نقبل به كوننا طائفة‬ ‫مؤسسة للكيان اللبناين ولنا حقوقنا‬ ‫التي نطالب بها كامل ًة‪ ،‬ولن نقبل بأن‬ ‫تبقى النظرة لنا بأن طائفة املوحدين‬ ‫الدروز ميكن إرضائها بسهولة‪ ،‬فنحن‬ ‫وعدنا يف الطائف مبجلس شيوخ وهذا‬ ‫األمر نطالب بتطبيقه وإىل أن يحني ذلك‬ ‫نطالب بوزارات أساسية‪ .‬وأعتقد أن متثيلنا‬ ‫يف الحكومة القادمة يجب أن يكون أفضل‬ ‫رغم أن وزراءنا يف هذه الحكومة ممتازون‬ ‫ولديهم القدرات الكافية للقيام مبهامهم‪،‬‬ ‫وعىس أن نعوض يف املرحلة القادمة‬ ‫عام فاتنا يف املرحلة املاضية‪ ،‬فالدروز مل‬ ‫يكونوا يوماً مجرد عدد بل هم دور عريب‬ ‫وطني قومي مقاوم و تاريخي يعطيهم‬ ‫هذا الحجم الكبري فدورنا هذا يعظم يف‬ ‫هذه البوتقة ومن ضمنها”‪.‬‬

‫الشيخ ابو غنام مرحباً بوهاب‬

‫وهاب يف منزل الشيخ ابو غنام‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬ ‫وهاب في استقبال وفد المجلس المركزي التحاد الشباب العربي‪:‬‬

‫استطعنا إسقاط المشروع الصهيوأميركي‬ ‫ومحاصرته وأصحابه يدقون أبواب دول الممانعة‬

‫استقبل رئيس تيار التوحيد الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب يف دارته يف الجاهلية‬ ‫وفد املجلس املركزي التحاد الشباب العريب‬ ‫الذي يزور لبنان بحضور عدد من أعضاء‬ ‫املكتب السيايس يف التيار‪.‬‬ ‫قدم الحفل الرفيق عصمت العرييض‬ ‫وهاب‪،‬‬ ‫للوزير‬ ‫السيايس‬ ‫املستشار‬ ‫ثم تحدث األمني العام املساعد التحاد‬ ‫الشباب مالذ املقداد‪ ،‬كام كانت كلمة‬ ‫للوزير وهاب جاء فيها‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫من جبل لبنان‪ ،‬أحييكم يف هذا اليوم‬ ‫الترشيني الجميل‪ ...‬حيث تسللت إلينا خيوط‬ ‫الشمس لتالقي شباب الحرية‪ ،‬شباب الوعد اآليت‪،‬‬ ‫شباب العرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وما كان الشباب يوما‪ ،‬إال موئال لكل‬ ‫حركات التحرر‪ ،‬والوقوف يف وجه الطغيان‪،‬‬ ‫والتمرد عىل عوامل التخلف واالنقسام‬ ‫والتجزئة‪ ...‬فهم شعلة املجتمع النابض‪،‬‬ ‫وهم قبس النور يف ليل الوجود الحالك‪ ،‬وهم‬ ‫أوصال الجسد الذي يدفعه للتحدي‪ ،‬ويأخذه‬ ‫إىل درب الكفاح والجهاد‪ ،‬عل ً‬ ‫ام وعم ًال وإمياناً‪،‬‬ ‫فتنترش صحة األهداف يف رحاب األمة‪،‬‬ ‫وتتحول املناعة‪ ،‬إىل مامنعة تنهض وتقاوم‪،‬‬ ‫وتقاتل‪ ،‬الستعادة السيادة املفقودة واألرض‬ ‫املستباحة‪...‬‬

‫‪18‬‬

‫أيها األخوة األعزاء‪:‬‬ ‫قادمون إلينا من مختلف األقطار العربية‪،‬‬ ‫وكلكم يدرك املخاطر التي تهدد أمتنا وتعبث‬ ‫بناسها وأرضها وسياساتها‪...‬‬ ‫وهذه املخاطر ليست بجديدة بل إنها امتداد‬ ‫لقرون مضت‪ ...‬من استعامر مبارش‪ ،‬زرع الفنت‪،‬‬ ‫وإحراق األرض وسفك دماء اآلالف‪ ،‬ورشد املقيم‬ ‫وصاحب الحقوق‪ ،‬وكرس الشتات اللقيط وأبرم‬ ‫االتفاقيات فكانت سايكس – بيكو‪ ،‬وكان وعد‬ ‫بلفور املشؤوم‪ ،‬وكانت «كامب دايفيد»‪ ،‬وكانت‬ ‫«اوسلو» والرشق األوسط الجديد وحرب الخليج‬ ‫واجتياح الكويت واحتالل العراق ومحارصة سوريا‬ ‫وحرب متوز وغزة‪ ...‬كل ذلك حصل يف سياق واحد‬ ‫واسرتاتيجية واحدة بتنسيق وتنظيم أمرييك–‬ ‫صهيوين مبوافقة األنظمة اإلقليمية والدولية‬

‫الخاضعة لهام‪...‬‬ ‫لذلك‪ ،‬كانت مهمتنا صعبة جدا يف مواجهة‬ ‫مرشوع استعامري جديد حيث الرصاع يف‬ ‫مواجهة التآمر الداخيل‪ ،‬وهو أشد أنواع املواجهة‬ ‫يف وجه الخارج مبا ميتلك من قدرات هائلة‬ ‫وإمكانيات كبرية‪...‬‬ ‫لكننا وبفعل اإلميان املتجذر يف نفوسنا‬ ‫وإمكانياتنا املتواضعة‪ ،‬استطعنا حتى اآلن من‬ ‫إسقاط هذا املرشوع ومحارصته يف كل قطر‬ ‫عريب حتى بات أصحابه يدقون أبواب دول املامنعة‬ ‫طارحني التنازالت بعد االنتصارين الكبريين يف‬ ‫عدوان متوز عىل لبنان وعدوان غزة املحارصة‪...‬‬ ‫لقد أثبت التاريخ‪ ،‬أن طرق باب التسوية وهم‬ ‫ورساب وها هم قادة التاريخ «إرسائيل» يعلنون‬ ‫يهودية الدولة مام يعني ترحيل عرب ‪ 48‬إىل خارج‬ ‫األرض الفلسطينية ‪...‬‬ ‫ونقول للمراهنني أن الرهان عىل أعداء الدين‬ ‫واألرض عمل مح ّرم‪ ،‬والرهان عىل حبل التسوية‬ ‫هو رهان عىل متانة خيط العنكبوت‪ ،‬وقد أثبت‬ ‫خيار املقاومة صحته وفرض رشوطه منذ إنشاء‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية وإطالق قمة‬ ‫الخرطوم الءات الرفض الثالث وصوالً إىل فرض‬ ‫اتفاقية نيسان عام ‪ 96‬حيث تربعت املقاومة‬ ‫برشعيتها ونهجها لتحرير األرض وإقامة‬ ‫السيادة‪...‬‬ ‫لذلك فإننا ندعو إىل رفع الحصار عن غزة‬ ‫الجريحة والصامدة وفتح املعابر إليها السيام من‬ ‫أرض الكنانة من مرص السويس‪ ،‬مرص ترشين‪،‬‬ ‫مرص نارص العروبة‪ ،‬حيث ال نرى فلسطني إال‬ ‫وحدة متكاملة ال دولتني وال قطاعني وال ضفتني‪،‬‬ ‫فاملسجد األقىص واحد‪ ،‬وكنيسة القيامة واحدة‪،‬‬ ‫وشعب فلسطني واحد موحد يف وجه االحتالل‬ ‫واملستكربين‪.‬‬ ‫كذلك ال نرى العراق الشقيق إال دولة تجمع‬

‫كل أبنائها ومناطقها وتياراتها مستمرة يف‬ ‫مقاومتها بوجه الغاصب الذي يغرق يف رمالها‪،‬‬ ‫ليك يعود العراق إىل مجد بابل وحمورايب وبالد‬ ‫الرافدين ونبوخذ نرص ويعود ركناً من أركان‬ ‫العروبة‪ ،‬يف وجه «إرسائيل» ومن يقف وراء‬ ‫«إرسائيل»‪...‬‬ ‫أيها األخوة الشباب‪:‬‬ ‫يؤملنا اليوم ما يجري يف اليمن‪ ،‬وال نريد‬ ‫الخوض يف تفاصيل ذلك‪ ،‬بل ندعو إىل وقف هذا‬ ‫االقتتال الذي ال يستفيد منه سوى األعداء‪ ،‬وما‬ ‫كانت اليمن عىل م ّر العقود املاضية إال حاضنة‬ ‫للمقاومة‪ ،‬وداعمة لحقوق العرب املستباحة‪،‬‬ ‫وعليه فنحن مع وحدة اليمن‪ ،‬ووحدة التوجه‬ ‫القومي والعريب‪ ،‬النابض يف رشايني أبنائها‪...‬‬ ‫لذلك أيها األحباء‪:‬‬ ‫من خالل تلك املجريات‪ ،‬ندعو إىل إقامة واقع‬ ‫عريب جديد يف ظل مناخات إقليمية إيجابية‪،‬‬ ‫فها هي تركيا «اردوغان» تركيا الوحدة والتنمية‬ ‫والعدالة تقف مع سوريا األسد يف خط تصاعدي‬ ‫عمالين وامتداد لخط تريك – إيراين‪...‬‬ ‫كل ذلك يدل عىل انعطافات جديدة‪ ،‬وبداية‬ ‫مرحلة جديدة‪...‬‬ ‫بل قيام مرشق جديد عىل قاعدة االنتامء‬ ‫والهوية واملقاومة‪ ...‬ألجل هذا‪ ،‬ويف ظل األوضاع‬ ‫املالية واالقتصادية العاملية والتي ترخي ظاللها‬ ‫علينا‪ ،‬ندعو إىل وحدة اقتصادية عربية متكاملة‪،‬‬ ‫بل إىل سوق عربية اقتصادية مفتوحة‪...‬‬ ‫فاإلمكانيات لدينا كبرية من مياه وثروات وموقع‬ ‫اسرتاتيجي يتحكم بني األمم والقارات‪.‬‬ ‫إن إمياين يزداد‪ ،‬بعودة التالقي العريب عىل قاعدة‬ ‫استعادة الحقوق املسلوبة من تحرير ما تبقى من‬ ‫جنوب لبنان إىل هضبة الجوالن‪ ،‬إىل طرد املحتل من‬ ‫العراق تحت راية الصمود القومي ودول املواجهة‪.‬‬ ‫فام شهدناه نحن يف لبنان يثبت أن تحرير‬ ‫األرض بالكفاح املسلح وحده القادر عىل استعادة‬

‫‪19‬‬

‫الحرية والسيادة واالستقالل‪ .‬وما شهدناه يف غزة‬ ‫رغم كل املجازر والدمار والحصار وحده القادر عىل‬ ‫استعادة فلسطني بل كل حبة تراب فيها‪.‬‬ ‫أيها األخوة‪،‬‬ ‫إن وحدة املسار القومي العريب‪ ،‬يجب‬ ‫ان ال تثنينا عن التوجه للدول الصديقة‬ ‫والحليفة‪...‬‬ ‫وما انتصار املقاومة يف لبنان‪ ،‬إال نتيجة‬ ‫للدعم املعنوي واملادي‪ ،‬املبارش من سوريا‬ ‫بالتالزم مع الثورة اإلسالمية يف إيران‬ ‫والتكامل معها‪...‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد حورصت سوريا من كل الجهات‬ ‫وتعرضت ألقىس أنواع الضغوطات ولوال قيادتها‬ ‫الشابة ملا استطاعت العبور إىل حيث هي اآلن‬ ‫محورا للتواصل اإلقليمي والدويل‪ ...‬إذاً هي‬ ‫مرحلة الشباب والرجال‪ ،‬مرحلة الوعي واملعرفة‬ ‫والعمل‪ ،‬لذلك ال تأخذنا املتاهات املذهبية والتي‬ ‫هي نتاج املستعمرين لزرع الفنت والتفرقة‬ ‫والفساد‪ ،‬وال يأخذنا الشعور الكياين يك ال‬ ‫نتحول ولو مبباراة رياضية إىل قتال الشوارع‬ ‫وإطالق االتهامات‪...‬‬ ‫إن األمم تقوى بقدر ما تحافظ عىل قدراتها‬ ‫وثرواتها‪ ،‬وبقدر ما تنسج من عالقات مع األمم‬ ‫األخرى وتحفظ ح ّقها بالحياة وتبادل املصالح‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فنحن نطالب بإقامة أفضل العالقات مع‬ ‫إيران التي قدمت الكثري لنرصة شعبنا‪ ،‬والخوف‬ ‫ال يكون ممن يقف معنا‪ ،‬ويقدم املساعدات عىل‬ ‫اختالف أنواعها‪ ،‬فلتسقط كل املقوالت ألن‬ ‫التاريخ ال يرحم‪ ،‬وإيران الخامنئي ونجاد حت ًام غري‬ ‫إيران الشاه والبالط األمرييك والربيطاين‪...‬‬ ‫لن أرحب بكم يف وطنكم وبني أهلكم‬ ‫ورفاقكم‪ ،‬فأنتم أهل البيت وأصحاب األرض‬ ‫والسالم عليكم‪.‬‬ ‫هذا واقام الوزير وهاب مأدبة عشاء تكرميية‬ ‫للوفد الضيف‪.‬‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫في ندوة في الالذقية‬

‫وهاب ‪ :‬سوريا اليوم الركن‬ ‫في بناء شرق اوسط جديد‬

‫أكد رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب أن سورية نجحت بقيادتها‬ ‫الحكيمة والعبقرية يف متتني أوارص العالقات االقتصادية واالجتامعية يف‬ ‫بيئة الرشق األوسط الجديد املقاوم الذي بشرّ به السيد الرئيس بشار األسد‬ ‫ووضع عنارصه األساسية‪.‬‬ ‫وقال وهاب خالل ندوة يف عني البيضا يف الالذقية بعنوان “سوريا من‬ ‫الحصار إىل املمر اإلجباري» ورعايته افتتاح معرض ترايث وفني تشكييل يف‬ ‫املركز الثقايف العريب‪ ،‬لكل إنسان يف العامل وطنان وطنه الذي يعيش فيه‬ ‫وسورية» شال ميرتوكو» الباحث وعامل اآلثار الفرنيس الشهري‪.‬‬ ‫سورية نقطة التوازن الكوين والتوازن يف االسرتاتيجيات العاملية” فوسرت‬ ‫داالس وزير حرب أمريكا»‬ ‫سورية قلب العروبة النابض” جامل عبد النارص»‬ ‫سورية شابة ويقودها شاب ولها مستقبل عظيم” البابا‬ ‫بولصسالسادس»‬ ‫سورية ال تحني رأسها إال‬ ‫أمام الله عز وجل السيد‬ ‫الرئيس بشار األسد‪..‬‬ ‫هي إذن صانعة التاريخ‪،‬‬ ‫األديان‬ ‫ومهبط‬ ‫بيئته‪،‬‬ ‫ومهد الحضارات‪ ،‬منذ أقدم‬ ‫عصور اإلنسانية دور كان و‬ ‫استمر‪ ،‬وهي اليوم ركن بناء‬ ‫رشق أوسط جديد عنوانه‬ ‫املقاومة‪..‬‬ ‫الخمس‬ ‫السنوات‬ ‫يف‬ ‫العامل‬ ‫توحد‬ ‫املنرصمة‪:‬‬ ‫وبدأت‬ ‫فغريته‪،‬‬ ‫ليغريها‬ ‫مسريتها يف التأسيس لقرن‬ ‫عريب إسالمي جديد بدل القرن األمرييك العدواين الذي سعى إليه الصقور‬ ‫ودعاة اإلمرباطورية األمريكية والتحالف االنكلوساكسو صهيوين‪..‬‬ ‫هي سورية‪ ،‬قلب ينبض عروبة وعقل مبدع وثاب يقود بحكمة وروية‬ ‫ويخط رؤية اسرتاتيجية مقاومة‪ ،‬نجم يلمع يف سامء الظلمة العربية‪،‬‬ ‫يجدد الفكر‪ ،‬ويبعث الحيوية يف عروق األمة‪ ،‬يضع العرب تحت شمس األمم‬ ‫بفعل الثبات والتمسك بالقيم واملبادئ يف اسرتاتيجية صمود ومقاومة‬ ‫سجلت االنتصارات وتبني عليها ليكون عامل الغد موسوما وموشحا‬ ‫بسامت عربية خالصة‪..‬‬ ‫سنوات خمس عجاف‪ ،‬تحالف عرب ومسلمني‪ ،‬مع عتاة الصقور‬ ‫واملحافظني‪ ،‬والنخب األوروبية بدعم وصمت من دول وأمم العامل‪ ،‬بهدف‬ ‫تغيري مسلك سورية أو إسقاطها‪ ،‬فصمدت ونجحت العدوانية بإسقاط‬ ‫ميرستها بريوت‪ ،‬وميمنتها بغداد يف حقبة نادرة الحصول‪ ،‬وتكالبت أعتى‬ ‫وأعظم إمرباطوريتني يف التاريخ والكون لهدف واحد تأمني انتصار الغرب‬ ‫االنكلوساكسو صهيوين وإسقاط سورية إلعادة هيكلة املنطقة العربية‬ ‫واإلسالمية عىل شاكلة قبائل واثنيات‪ ،‬مجتمعات وجامعات محرتبة‬ ‫ومتقاتلة‪ ،‬فقاتلت سورية عن العرب جميعا‪ ،‬ومبفردها‪ ،‬وواجهت حقبة من‬ ‫أصعب وأعقد حقب التاريخ وخرجت منترصة‪ ،‬وها هو العامل العدواين ذاته‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املحايد‪ ،‬واملتآمر يلهث طلبا لودها‪ ،‬واستجداء لدور لها يف نفس الساحات‬ ‫التي استهدفتها‪..‬‬ ‫هي سورية‪ ،‬القيادة الخالقة والشعب األسطوري والجيش العقائدي جيش‬ ‫املقاومة‪ ،‬تسطر أروع صفحات التاريخ العريب وتؤسس ملستقبل واعد تجدد‬ ‫وتعرصن وتستعيد مجد األمويني والعباسيني واأليوبيني‪..‬‬ ‫وإليكم املعطيات والوقائع التي تؤكد حقيقة سورية ودروها املتعاظم‪،‬‬ ‫وإنجازاتها التاريخية غري املسبوقة‪...‬‬ ‫املنطقة العربية واإلسالمية يف حقبة تاريخية جديدة‬ ‫سورية تصنع مجداً يضاهي مجد األمويني‬ ‫قراءة يف التحوالت التاريخية الجارية‪:‬‬ ‫نظرة فاحصة واعية رسيعة ملا يجري يف املنطقة العربية‪ ،‬ولنتائج‬ ‫املواجهات الدامية‪ ،‬التي شهدتها خالل السنوات العصيبة التي مرت‬ ‫بعد أحداث ‪ 11‬أيلول‪،‬‬ ‫بالحروب‬ ‫واستهدافها‬ ‫األمريكية‬ ‫والغزوات‪،‬‬ ‫واألطلسية‪ ،‬وما عاشته من‬ ‫انقسامات وتوترات‪ ،‬وكانت‬ ‫يف القلب منها سورية التي‬ ‫تعرضت ألقىس مؤامرات‬ ‫يف تاريخها‪ ،‬واستهدفت‬ ‫بغداد‬ ‫ميمنتها‬ ‫يف‬ ‫وميرستها بريوت‪ ،‬وتشكل‬ ‫حلفا كونيا مبشاركة عرب‬ ‫ومسلمني ضدها‪ ،‬تضعنا‬ ‫جديدة‬ ‫معطيات‬ ‫أمام‬ ‫وأبعادها‬ ‫تجلياتها‪،‬‬ ‫يف‬ ‫وتجعلنا‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫قادرين عىل رؤية املستقبل وسيناريوهاته‪ ،‬وتوفر املعطيات فرصا بقدر ما‬ ‫هي تحديات لصناعة مستقبل املنطقة وعربها التأثري عىل توازنات العامل‬ ‫وهو يف مرحلة إعادة التشكل عىل منط جديد ينهي حقبة النظام العاملي‬ ‫األحادي ويسقط الهيمنة األمريكية‪.‬‬ ‫يف املنطقة تحوالت وأحداث ذات دالالت منها‪:‬‬ ‫فلسطني‪ :‬يجزم املتابعون لتجليات الرصاع العريب الصهيوين‪ ،‬بحصول‬ ‫تحوالت اسرتاتيجية غريت من البيئة االسرتاتيجية للرصاع العريب‬ ‫الصهيوين ويف هذا الصدد ميكن القول بثقة أن الكيان الصهيوين دخل‬ ‫حقبة األزمة الوجودية‪ ،‬وبدأ يفقد دوره الوظيفي‪ ،‬ويعجز عن استعادة أي من‬ ‫عنارص قوته التاريخية اإلسرتاتيجية والتكتيكية‪ ،‬ودليلنا عىل ذلك قول‬ ‫رئيس الوزراء السابق «أوملرت» «أيام إرسائيل العادية باتت قليلة» وكتاب‬ ‫«أبراهام بورغ» رئيس الوكالة اليهودية السابق ورئيس كنيست الكيان‬ ‫الصهيوين عن أفول الصهيونية‪ .‬و ميكن رصد تحوالت جوهرية‪ ،‬فبعد أن‬ ‫فقدت «إرسائيل» قدرتها عىل فرض رشوطها وسلطانها عرب االحتالل‬ ‫واضطرارها لالنسحاب من لبنان دون قيد أو رشط‪ ،‬وانسحابها من غزة تحت‬ ‫النار وتفكيك مستوطناتها‪ ،‬فقدت أيضا يف حرب متوز ‪ 2006‬وبعدها يف‬ ‫حرب غزة قدرتها الردعية وكرست ذراعها الطويلة‪ ،‬و دخلت طور األزمة‬

‫‪20‬‬

‫األخالقية بعد تقرير «غولد ستون»‪ ،‬وما يجري من أزمة بينها وإدارة «اوباما»‬ ‫واإلدارات األوروبية‪ ،‬وشاهدنا الفتور الذي اعرتى لقاء «اوباما» مع «نتنياهو»‬ ‫يف البيت االبيض‪ ،‬وظهور عالمات تحول يف الرأي العامل العاملي وخاصة‬ ‫األمرييك يف غري صالحها‪ ،‬بشهادة مؤمتر «جي سرتيت» اللويب اليهودي‬ ‫االمرييك الداعي لتسوية سياسية للرصاع العريب الصهيوين عىل قاعدة‬ ‫قرار ‪ 242‬واالنسحاب إىل خط الرابع من حزيران‪ .‬لويب جديد يدعم نهج‬ ‫الرئيس «اوباما» ويتشكل كقوة معارضة لهيمنة اللوبيات الصهيونية ويف‬ ‫طليعتها «االيباك»‪ ..‬وهذا متغري جوهري يف الرأي العام األمرييك والعاملي‬ ‫يوفر بيئة تصعيد لحالة املقاطعة التي بدأت يف الجامعات الربيطانية وبعض‬ ‫الجامعات والنخب األمريكية واألوروبية‪ ..‬إىل ظهور عجز «إرسائيل» عن‬ ‫ترتيب الساحة الفلسطينية عىل هواها بعد فشل السلطة ورئيسها يف‬ ‫فرض موعد االنتخابات الترشيعية والرئاسية‪ ،‬وفشل مرص يف فرض ورقتها‬ ‫للمصالحة الفلسطينية الورقة التي تفرط بالحقوق والوحدة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتلبي احتياجات واشرتاطات «إرسائيل»‪.‬‬ ‫لبنان‪ :‬تشكلت حكومة وحدة وطنية وفقا لرشوط املعارضة التي فاوض‬ ‫باسمها الجرنال عون وحقق مكاسب لها ولتياره فأثبت صحة خياراته يف‬ ‫التحالف مع املقاومة وسورية وإيران‪ ....‬ودخل فريق األكرثية أزمة تفكك وتذرر‪،‬‬ ‫وصار الجميع يلهث خلف سورية ويطلب ودها‪ ،‬والثابت أن سورية استعادت‬ ‫دورها املحوري يف لبنان وقدرتها عىل التأثري يف التطورات السياسية‪ ،‬وهذه‬ ‫املرة أيضا بطلب وإلحاح من السعودية واالتحاد األورويب والدول ذات النفوذ‪،‬‬ ‫ما يعني أن البيان الوزاري‪ ،‬والسياسات التي ستعتمدها الحكومة ستكون‬ ‫منسجمة مع الخيار السوري القومي يف إدارة الرصاع مع العدو الصهيوين‬ ‫والرصاع يف املنطقة وعليها‪ ،‬وما يفقد القوى الخارجية والتحالفات التي‬ ‫نسجت بقصد محارصة سورية واضطرارها لالنسحاب من لبنان أية فاعلية‬ ‫مستقبلية‪ ،‬وتفيد املعطيات والتطورات أيا كانت باحتامل تفاهامت سورية‬ ‫لبنانية متهد لقفزات يف العالقات وترسيخها شعبيا‪.‬‬ ‫يف العراق‪ :‬يعيش االحتالل وأدواته أزمة حادة‪ ،‬وتبدو االنتخابات القادمة‬ ‫كمحطة نوعية يتقرر بنتيجتها مستقبل العراق بعد االنسحاب األمرييك‬ ‫الذي يقرتب موعده وتستحق موجباته‪ ،‬ويساعد عىل إعادة إنهاض العراق‪،‬‬ ‫واستعادة وحدته‪ ،‬وعروبته ودوره ما يجري يف البيئة املحيطة من تفاهامت‬ ‫وتحالفات ذات طابع اسرتاتيجي تتشارك فيها سورية وإيران وتركيا‪ ،‬وجاءت‬ ‫قمة اسطنبول اإلسالمية شاهدا واقعيا حيا قويا يف حضورها ونتائجها‬ ‫وما أسست له‪..‬‬ ‫أهم األحداث وأكرثها أهمية وتأثريا ما تشهده تركيا من متغريات‬ ‫وتغيري يف سياساتها وتحالفاتها وتوجهاتها‪ ،‬فتحولها باتجاه الرشق‬ ‫والعامل العريب واإلسالمي يفقد «إرسائيل» وأمريكا والحلف األطليس‬ ‫منصة هامة جدا كانت لصالحه لنصف قرن‪ ،‬وتركيا مبوقعها‪ ،‬وبطبيعتها‬ ‫وبطبيعة شعبها وطبيعة قيادتها مع حزب العدالة والتنمية‪ ،‬ميكنها أن‬ ‫تلعب دورا محوريا يغري يف واقع املنطقة ومسارات األحداث فيها والتحالف‬

‫املؤسس اسرتاتيجيا مببادرة سورية مع تركيا أعطى نتائجا ومثارا تاريخية‬ ‫ذات تأثريات حاسمة والشواهد كثرية‪ ،‬فتطور العالقات السورية الرتكية‬ ‫متسارع ومهم جدا‪ ،‬وكذا الدور السوري يف تحسني العالقات بني تركيا‬ ‫وإيران‪ ،‬وأمثر متتني العالقات وتطويرها عىل مختلف األصعدة وجاءت قمة‬ ‫اسطنبول اإلسالمية االقتصادية خري شاهد عىل ما أنتجته الرؤية الثاقبة‬ ‫والتوجهات االسرتاتيجية السورية يف التحالف مع إيران‪ ،‬والتحالف مع‬ ‫تركيا‪ ،‬وقد أسهم يف تعزيز الدور واملوقع السوري يف التحالف القمة‬ ‫السورية السعودية يف دمشق التي جاءت بناء عىل ثوابت وقيم سورية‬ ‫وسياساتها‪..‬‬ ‫عىل خط مواز نجحت سورية بقيادتها الحكيمة‪ ،‬والعبقرية يف متتني أوارص‬ ‫العالقات االقتصادية واالجتامعية يف بيئة الرشق األوسط الجديد املقاوم‬ ‫الذي برش به السيد الرئيس ووضع عنارصه األساسية وبذل جهدا استثنائيا‬ ‫خالل السنوات املنرصمة‪ ،‬ونجحت سورية يف املساهمة بحل األزمة الرتكية‬ ‫األرمنية‪ ،‬وجاءت نتائج زيارة رئيس الوزراء الرتيك األخريه إىل طهران مبثابة‬ ‫شهادة قوية‪ ،‬عىل وجوب بناء منظومة أمن واقتصاد إقليمية بني أمم املنطقة‬ ‫املتجاورة تقوم عىل مثلث صناعة التاريخ الذهبي بزواياه الثابتة والوثابة‪...‬‬ ‫عرب متثلهم وتقودهم سورية وأتراك وإيرانيني‪..‬‬ ‫عىل كل ما تقدم ميكن القول بثقة أكيدة أن إقليام جديدا يتأسس‪ ،‬رشق‬ ‫أوسط كبري يجري بنائه عىل قاعدة املقاومة ومنطقها وثوابتها‪ ،‬ال كام‬ ‫نادت به «كونداليزا رايس» يف حرب متوز‪..‬‬ ‫يف كل ما يجري ميكن التثبت بالوقائع امللموسة‪ ،‬وباعرتاف الجميع بأن‬ ‫لسورية دورا اساسيا ومحوريا‪ ،‬دورا واعيا‪ ،‬منتظام يف خطط اسرتاتيجية‬ ‫أمنت لسورية الثبات والصمود يف وجه أصعب مرحلة يف تاريخها يوم‬ ‫تحدت أعظم وأقوى امرباطوريتني يف الكون والتاريخ‪ ،‬وتحالفت مع نظم‬ ‫عربية وإسالمية لكرس إرادتها وتغري موقفها أو إسقاطها وفشلت فشال‬ ‫ذريعا‪ ،‬واألمثلة ما سيكون من زيارة لرئيس الوزراء اللبناين سعد الحريري‬ ‫لسورية وما يتبعها من زيارات أخرى ‪ ،‬وما تسعى إليه اإلدارات األوروبية‬ ‫واألمريكية من جهد لخطب ود سورية واسرتضائها‪ ،‬وأفضل تعليق جاء يف‬ ‫جريدة «نيويورك تاميز» من تقرير تحت عنوان مرص والسعودية تفقد دورها‪،‬‬ ‫ويتقدم الدور السوري يف قيادة املرحلة العربية‪..‬‬ ‫إنها عالمات عىل طريق انتصار خيار املامنعة واملقاومة‪ ،‬ويف األصل منه‬ ‫سورية واسرتاتيجياتها وتكتيكاتها املتقنة التي أمنت تحالفا اسرتاتيجيا‬ ‫مع إيران وعالقات اسرتايتجية مع تركيا تحققت مبوجب خطة طموحة‬ ‫تقودها سورية ويعمل عليها السيد الرئيس للوحدة االقتصادية لجغرافية‬ ‫وشعوب البحار األربعة‪..‬‬ ‫مقارنة رسيعة بني ما كان قبل سنوات وما تحقق يف املنطقة‪ ،‬وما هو‬ ‫قيد التحقق‪ ،‬ومقارنة مع الرشوط التاريخية التي أنتجت االمرباطوريات‬ ‫العربية اإلسالمية يف العهد األموي والعبايس واأليويب والعثامين‪ ،‬يدلنا‬ ‫بصورة واضحة وضوح الشمس أن سورية تستعد الستعادة مجد األمويني‬ ‫بصورة عرصية‪ ،‬ولعب الدور املحوري يف إطالق حقبة إقليمية عاملية بسامت‬ ‫عربية‪..‬‬ ‫إنها لحظة التفاعل بني عبقرية الزمان واملكان واإلنسان‪..‬‬ ‫هنيئا لسورية بقائدها وفكره الوقاد‬ ‫هنيئا للعرب بقلب العروبة النابض يتجسد عقال واعيا خالقا‬ ‫وهنيئا لألمة العربية بالشعب العريب السوري الصابر الصامد األسطوري‬ ‫يف وطنيته وقوميته‪ ،‬وهنيئا لسورية بجيشها وقواتها املسلحة التي‬ ‫شكلت سياجها وعنرص وحدتها الوطنية وعزتها‪.‬‬ ‫هي سورية مرة جديدة تعود إىل سريتها التاريخية ووظيفتها‪ ،‬قلب‬ ‫العرب‪ ،‬وقلب العامل اإلسالمي‪ ،‬ومعه قلب العامل وقوته الحيوية النابضة‬ ‫وعيا‪ ،‬وكفاحا‪ ،‬وتوثبا من أجل النهوض باألمة واألمم الرشيكة يف معركة‬ ‫إعادة بناء املنطقة وإعادة هيكلتها عىل ثوابت املقاومة ‪..‬‬ ‫صدقت يا سيادة الرئيس إنه رشق أوسط جديد مقاوم يتأسس‬ ‫ويف األصل واألساس العرب ويف مقدمتهم تحمل الراية التي مل تنتكس‬ ‫يوما سورية بقيادة الرئيس بشار األسد فخر األمة ورمزها‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫في توقيع كتاب جورج حبش لمازن الصباغ في دمشق‬

‫وهاب ‪ :‬االتفاقات المذلة أدت‬ ‫إلى انهيار منظمة التحرير‬

‫أقيم يف العاصمة السورية دمشق حفل‬ ‫توقيع كتاب “جورج حبش‪ ،‬ضمري فلسطني”‬ ‫تأليف الدكتور مازن يوسف صباغ‪ ،‬وقد حرض‬ ‫الحفل عضوي القيادة القطرية لحزب البعث‬ ‫العريب االشرتايك يف سوريا عبد الحافظ نعامن‬ ‫وأحمد الحسن‪ ،‬واألمني العام لالشرتاكيني العرب‬ ‫أحمد األحمد‪ ،‬ورئيس املكتب السيايس يف‬ ‫حركة حامس خالد مشعل‪ ،‬ورئيس تيار التوحيد‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬وزياد أبو نخالة أمني العام املساعد‬ ‫للجبهة الشعبية لتحرير فلسطني‪ ،‬والرئيس‬ ‫اليمني السابق عيل نارص محمد‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫قيادات األحزاب والقوى الفلسطينية املوجودة يف‬ ‫دمشق‪ ،‬وقيادات أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية‬ ‫يف سوريا‪ ،‬وحشد من الكتاب واملثقفني وأهل‬ ‫الصحافة واملواطنني‪.‬‬ ‫«مل يكن من املكن أن نقف هنا لنتحدث‬ ‫عن هذا القائد الفلسطيني والعريب الكبري‬ ‫الدكتور جورج حبش‪ ،‬لوال التضحيات الكبرية‬ ‫والجليلة التي قدمها ورفاقه‪ ،‬نقف هنا باعتزاز‬ ‫وفخر‪ ،‬وقد جمعتني به سنوات قليلة من‬ ‫العمل املشرتك‪ ،‬كنت حريصاً عىل رؤياه وكنت‬ ‫أرى فيه رج ًال صلباً صامداً ال تنحني قامته‪،‬‬ ‫وحني كنت أراه يف مرضه كنت اشعر أن روحه‬ ‫تتعاىل عىل الجسد العليل واملصاب‪ ،‬وكأمنا هو‬ ‫صورة مشابهة عن جسد األمة‪ .‬هكذا هم‬ ‫الكبار الذين رحلوا إىل الله بعد ما رسموا‬ ‫صورة عظيمة للوطن‪ ،‬وقدموا سج ًال ناصعاً‬ ‫يف ساحة النضال يف حياتهم‪ ،‬وما كان مميزاً‬ ‫بعد رحيله‪ ،‬هذه الروح املتوثبة واإلرصار عىل‬ ‫الهدف‪ ،‬وهذا املوقف السيايس الذي ال يلني‪،‬‬ ‫كان يتحدث عن العالقة بني الفكر القومي‬ ‫والفكر اإلسالمي‪ ،‬وأن يجتمع التياران القومي‬ ‫واإلسالمي لينهضا باألمة‪ ،‬ال أن تبقى يف تيار‬ ‫واحد‪ ،‬وكان الرجل يتجاوز مسيحيته وأي إطار‬ ‫آخر إىل عروب ٍة واحدة‪ ،‬مسلمونا ومسيحيونا يف‬ ‫أمة واحدة تسعى لهدف عظيم‪ ،‬وبذلك متتزج‬ ‫أدياننا وأعراقنا وثقافاتنا ومدارسنا الفكرية‬ ‫وتلتقي لتصب يف سبيل تحرير األرض واإلنسان‬ ‫ووحدة هذه األمة‪ ،‬ليكون لها مكاناً بني األمم‪.‬‬ ‫دكتور جورج حبش أنا فخور أنني عرفته‪ ،‬وقبل أن‬ ‫أراه كنت أود معرفته منذ أسس حركة القوميني‬ ‫العرب‪ ،‬وأقولها برصاحة إنني أنا من ترىب عىل فكر‬ ‫هؤالء العظام وتضحياتهم يف الجبهة الشعبية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مستوى املرحلة‪ ،‬وما زالت الفرصة متاحة ونحن‬ ‫محتاجون إىل مخرج‪ ،‬ومحتاجون إىل املزيد من‬ ‫التصميم والعزم واالستعداد لتحقيق تطلعات‬ ‫هذا الشعب‪ ،‬ومحاولة البحث عن خيارات أخرى‪.‬‬ ‫كل فلسطيني وعريب يريد دولة فلسطينية‬ ‫ليس عىل الضفة والقطاع فحسب بل عىل كل‬ ‫شرب من أرضنا الفلسطينية ومواجهة احتالل‬ ‫األرض واالستيطان وتهويد القدس‪ ،‬ويف جميع‬ ‫األحوال ال ميلك القرار الفلسطيني إال الشعب‬ ‫الفلسطيني وتتويجاً ملسريتنا إنشاء الله‬ ‫سيكون تحرير األرض والقدس من براثن االحتالل‪.‬‬

‫وهاب‬

‫خالد مشعل يلقي كلمة‬

‫وهاب والحضور‬

‫أو فتح وكل الفصائل الفلسطينية التي سلكت‬ ‫طريق النضال وسبقتنا‪ ،‬والذين لن نرتدد أبدا يف‬ ‫أن نعرتف لهم بهذا الدور الكبري‪ ،‬ولكن نريد أن‬ ‫نؤكد معهم يف ذاك التيار املقاوم‪ ،‬خاص ًة اليوم‬ ‫يف هذا املأزق الفلسطيني‪ ،‬فصحيح أن املأزق‬ ‫الفلسطيني بحاجة إىل قامات كبرية كام جورج‬ ‫حبش ويارسعرفات وأحمد ياسني‪ ،‬ولكن حتى ال‬ ‫ندخل يف التفاصيل علينا أن نفتش عن املخارج‬ ‫الصادقة من هذا املأزق وقد وصلت التسوية إىل‬ ‫طريقها املحتوم‪ ،‬وهو الطريق املسدود بسبب‬ ‫التعنت اإلرسائييل واالنحياز األمرييك وتراجع‬ ‫إدارة «اوباما» أمام تشدد «نتنياهو» ويف ظل‬ ‫ضعفنا وانقسامنا الفلسطيني وعجزنا العريب‪،‬‬ ‫هل من مخارج؟ نعم‪.‬‬ ‫أنا لست مع تسوية ثم نبقى يف جحيمها‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫وعلينا أن نعرتف رصاح ًة أن صفحة التسوية‬ ‫قد طويت‪ ،‬ونحمل أمريكا و»إرسائيل» واملجتمع‬ ‫الدويل مسؤولية فشل خيار املفاوضات‬ ‫والتسوية السلمية‪ ،‬ثم نبحث عن خياراتنا‬ ‫وهي مفتوحة رغم اختالل ميزان القوى‪.‬‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الفصائل‬ ‫كل‬ ‫إىل‬ ‫ورسالتنا‬ ‫والشعب الفلسطيني أن خياراتنا يجب أن‬ ‫تبقى مفتوحة رغم الصعوبات ونوجه رسالة‬ ‫قوية إىل الداخل والخارج انه أمامنا خيارات‬ ‫والشعب الفلسطيني بخياراته ال يعدم‬ ‫الوسيلة وقد أطلق شعبنا ثورته العمالقة ثم‬ ‫انتفاضتيه األوىل والثانية‪ ،‬كام أطلق مقاومة‬ ‫رشسة يف الضفة والقطاع‪ .‬فاملهم أن تكون‬ ‫قياداته يف مستوى الحدث‪ .‬وشعبنا متقدم عىل‬ ‫بعض قياداته‪ ،‬وعلينا كقيادات أن نكون عىل‬

‫من جهته ألقى الوزير وهاب كلمة جاء فيها‪:‬‬ ‫«من عىل صهوة حصانه ترجل الفارس‪ ،‬وسافر‬ ‫إىل جرحه النازف‪ ،‬يتطهر ببساتني الليمون‬ ‫ويالمس وجوه األطفال الحاملة بحق العودة‪،‬‬ ‫عاشق للقضية‪ ،‬يرتدي املالبس امللونة بعلم‬ ‫فلسطني‪ ،‬ميتشق سيفه‪ ،‬ويركب املواجهات‪،‬‬ ‫ويتحمل لحظات الشهادة مع كل برشى تأتيه‬ ‫من األرض املحتلة‪.‬‬ ‫لقد كان جورج حبش قائداً بكل ما للكلمة‬ ‫من معنى‪ ،‬يكتب‪ ،‬يخطط‪ ،‬يتخذ القرار‪ ،‬وينطلق‬ ‫إىل حيث تحلو له املواجهة مع أعداء األمة‪ .‬أما‬ ‫أهميته فكانت يف هدوء عقله‪ ،‬ومشاركته‬ ‫قيادة الثورة الفلسطينية‪ ،‬واتخاذ املواقف‬ ‫الحاسمة‪ ،‬ومتسكه بالثوابت الوطنية‪ ،‬ورفضه‬ ‫لكل القرارات الداعية للتطبيع أو االستسالم أو‬ ‫االعرتاف‪.‬‬ ‫وقد جسد فكره وطروحاته‪ ،‬مامرسة ونضاالً‬ ‫وقتاالً وهو رفيق وديع حداد‪ ،‬ورفيق كل عملية‬ ‫نف ّذت يف مختلف أنحاء العامل‪ ،‬بحق الصهاينة‬ ‫والعمالء‪.‬‬ ‫وما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطني‪ ،‬إ ّال‬ ‫منوذجاً ملسريته الكفاحية‪ ،‬وعشقه للبندقية‪،‬‬ ‫وإميانه بالعمل املقاوم ورفضه كل أشكال‬ ‫التفاوض التي أدت التفاقات مذلة بحق الشعب‬ ‫واألرض‪ ،‬وانهياراً ملنظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫بكل فصائلها املقاومة‪.‬‬ ‫لقد عاش ومنذ طفولته يف كنف الثورة‬ ‫وحمل جراحات القضية‪ ،‬وكتب لها ما ال يحىص‬ ‫من املقاالت واملحارضات‪ ،‬فكان ثورياً مبفاهيمه‪،‬‬ ‫أممياً بتطلعاته‪ ،‬وتأثر بالكبار من قادة حركات‬ ‫التحرر‪ ،‬وانربى يف خطواته مث ًال تتطلع إليه‬ ‫األجيال التائقة للحرية وصياغة التاريخ املعارص‪.‬‬ ‫عمل لجبهة الرفض العربية بكل تياراتها‪ ،‬وواجه‬ ‫املراهنني عىل مشاريع التسوية‪ ،‬وكانت فلسطني‬ ‫بالنسبة إليه وحدة اجتامعية وجغرافية‬ ‫متكاملة ال تجزئها الدويالت‪ ،‬وال القطاعات‪،‬‬ ‫لذلك مىض يف رصاعه ضد املرشوع الصهيوين‬ ‫واألمرييك‪ ،‬متسلحاً بالتحرير الكامل ألرض‬ ‫األجداد واآلباء واألنبياء‪.‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫وجانب آخر‬

‫درع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطني اىل مؤلف الكتاب‬

‫ذهب جورج حبش‪ ،‬وفلسطني تنتظر عودته‪.‬‬ ‫ذهب جورج حبش ومناديل القدس واملسجد‬ ‫األقىص تلوح له من البعيد‪ .‬لكنه عائد إليها بدم‬ ‫الثوار واملجاهدين واملؤمنني برشف القضية‪ .‬وغصن‬ ‫الزيتون يا دكتور حبش‪ ،‬ال يحمله إ ّال الشهداء‬ ‫العظام‪ ،‬وأنت واحد منهم‪.‬‬ ‫وللمؤلف الصديق مازن الصباغ‪ ،‬تحية وفاء‬ ‫وتقدير‪ ،‬حيث مييض يف رحلة الحياة جامعاً للكبار‬ ‫والخالدين من أبناء األمة وسريتهم التي ستبقى‬ ‫يف ذاكرة األجيال عنواناً للقيم‪ ،‬ورمزاً للتضحية‬ ‫والفداء‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫كذلك كانت كلامت لكل من مسؤول‬ ‫قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطني يف‬ ‫الخارج ماهر الطاهر‪ ،‬األمني العام املساعد‬ ‫لجبهة التحرير الفلسطينية – القيادة العامة‬ ‫طالل ناجي‪ ،‬رئيس منتدى املعارج لحوار األديان‬ ‫الشيخ حسني شحادة والباحث الدكتور أحمد‬ ‫برقاوي‪.‬‬ ‫ويف الختام منحت الجبهة الشعبية لتحرير‬ ‫فلسطني الكاتب مازن يوسف صباغ “درع الجبهة”‬ ‫تقديراً لجهوده يف إعداد الكتاب التوثيقي عن‬ ‫القائد الراحل جورج حبش‪.‬‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫بعد استقباله «لجنة تقصي الحقائق األميركية»‬ ‫وهاب‪ :‬أميركا مسؤولة عن كل كوارث المنطقة‬ ‫اكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‬ ‫أن “شعوب املنطقة تعترب أن السياسة‬ ‫األمريكية تتحمل املسؤولية األوىل عن‬ ‫كل املصائب التي تحل يف منطقتنا‪ ،‬من‬ ‫خالل دعم «إرسائيل» واحتالل العراق‬ ‫ودعمها األنظمة التي تنهب ثروات شعوب‬ ‫املنطقة واألمة‪ ،‬والتي ال تقيم وزناً ملصالح‬ ‫األمريكية‬ ‫السياسة‬ ‫وهذه‬ ‫شعوبها‪،‬‬ ‫ساهمت وتساهم يف تشويه صورة أمريكا‬ ‫والكثري من األخالقيات واملبادئ والقيم‬ ‫التي يتمتع بها الشعب األمرييك‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه السياسة عرب التاريخ البعيد والقريب‬ ‫سياسة غبية أوصلت إىل ما يشبه‬ ‫الحقد يف الشارع العريب واإلسالمي عىل‬ ‫أمريكا وإن استمرت ستزيد العداء تجاهها‬ ‫ونتمنى أن تكون سياسة الرئيس «اوباما»‬ ‫أكرث تفه ً‬ ‫ام وأكرث جرأ ًة يف االقرتاب من‬ ‫امللفات العالقة يف العراق وفلسطني ومن‬ ‫كل القضايا التي تستطيع معالجتها لو‬ ‫أرادت»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬بعد استقباله “لجنة‬ ‫تقيص الحقائق األمريكية” يف منزله يف‬ ‫بلدة الجاهلية‪ ،‬أن “الوفد يريد معرفة بعض‬ ‫التفاصيل عن بعض القضايا والحقائق‬ ‫يف لبنان والرشق األوسط‪ ،‬وهو لديه‬ ‫جولة يف لبنان واملنطقة ويريد أن يكون‬ ‫أكرث قرباً من هذه القضايا وينقل صورة‬ ‫أفضل إىل الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫حول القضايا املطروحة من فلسطني‬ ‫إىل العراق‪ .‬رأينا معروف يف هذا املجال‬ ‫وأبلغنا الوفد أن مخاطر السياسة التي‬ ‫نفذها «جورج بوش» االبن وعملية الجنون‬ ‫التي نفذها باحتالله العراق وتدمريه‪،‬‬ ‫وخطورة االستمرار يف دعم «إرسائيل»‬ ‫ويف سياستها العدوانية يف فلسطني‪،‬‬ ‫وأكدنا عىل حق املقاومة يف لبنان‬ ‫وفلسطني والعراق طاملا االحتالل موجود»‪.‬‬ ‫وختم «الوفد لديه تعاطف مع القضايا‬ ‫العربية ويريد استيضاح الصورة‪ ،‬مبا يخدم‬ ‫قضايانا العربية»‪.‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪ ...‬وفي حفل تخريج «طالب جمعية النور»‪:‬‬ ‫سالح المقاومة باق وكل النقاش حوله للتسلية‬ ‫أكد رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب أننا “ننظر باستغراب كيف أن بعض‬ ‫الناس ال تخجل من القول أنها تريد نقاش مصري سالح املقاومة‪ ،‬وذلك ما‬ ‫نقاش يف البيان الوزاري حول هذا السالح»‪ .‬و»عجباً من‬ ‫نشهده اليوم من‬ ‫ٍ‬ ‫هؤالء الناس يف نقاش بيان لحكومة قد تستمر ألشهر أو لسنوات حسب‬ ‫العمل الذي تقوم به‪ ،‬ولكن يف هذا البيان كان هناك كالما يتوجب قوله ملن‬ ‫ال يسمع‪ :‬سالح املقاومة باقٍ طاملا بقي الرصاع العريب اإلرسائييل‪ ،‬وطاملا‬ ‫بقيت نتائج هذا جامثة»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬خالل كلمة له يف حفل تخرج طالب “جمعية النور للرتبية‬ ‫والتعليم” يف قاعة الزهراء يف جامع اإلمامني الحسنني يف الضاحية‬ ‫الجنوبية بحضور ممثل عن السفارة اإليرانية وحشد من الشخصيات وممثلني‬ ‫عن الهيئات االجتامعية والرتبوية‪ ،‬إننا “نقول لهم كام يقولون هم “نحن‬ ‫ضد التوطني” ونحن سنبيعكم من ذات الكالم إننا سنعالج مسألة السالح‪.‬‬ ‫نبيعكم من نفس البضاعة ولكن عندما يأيت العامل ويقول لنا كيف‬ ‫سيعالج موضوع التوطني ويحل املسألة ويعود الـ‪ 500‬ألف فلسطيني‬ ‫املوجودين يف لبنان إىل فلسطني ويعطينا الربنامج الزمني‪ ،‬وعندها‬ ‫سنعطيه التفصيل كيف سنعالج موضوع سالح املقاومة‪ ،‬والباقي تسلية‬ ‫ال حكومة وال مؤمتر حوار ولن تصلوا إىل نتائج‪ .‬ومن منكم معرتض عىل هذا‬ ‫الكالم فليكن عنده الجرأة ويقول أنا ال أريد أن أشارك يف هذه الحكومة وأريد‬ ‫أن أبقى يف املعارضة وأطلق النار عىل الحكومة وبيانها الوزاري وليخرج من‬ ‫الحكومة وال مشكلة‪ ،‬فالحكومة تسري من دونه»‪.‬‬ ‫وتابع قائ ًال‪« :‬ما قاله رئيس الحكومة منذ أشهر ميكن أن يؤسس عليه‬ ‫عندما قال أن «سالح املقاومة هو خارج النقاش والتداول»‪ ،‬وهذا أمر إيجايب‬ ‫وميكن أن نؤسس عليه‪ ،‬ولكن أقل من ذلك غري ممكن يف ظل التهديدات‬ ‫«اإلرسائيلية» الحالية والذي ازداد خالل األشهر املاضية‪ .‬أما يف األمور‬ ‫الداخلية األخرى فإننا لن نستبق البيان الوزاري والنقاشات التي ستجري‬ ‫داخل الحكومة حول الخصخصة واإلصالح اإلداري واملايل‪ .‬وباألمس سمعنا‬ ‫خرباً جيداً أن يبرش بالبدء باإلصالح القضايئ‪ ،‬ونتمنى أن ال يبقى ذلك رصخة‬ ‫يف الربية‪ ،‬ونتمنى أن ال نبدأ باإلصالح ألهداف وأسباب سياسية‪ .‬والخطوة‬ ‫التي حصلت جيدة ولكن يجب إكاملها فهناك العرشات من القضاة‬ ‫الفاسدين يف لبنان وليس قاض واحد فاسد‪ ،‬وهناك العرشات من القضاة‬

‫‪24‬‬

‫النزيهني ولكن اإلصالح يجب أن يرتافق مع تحسني أوضاع القضاة املعيشية‬ ‫واملالية واالجتامعية‪ ،‬وعندها تستطيع أن تضع حداً‬ ‫للفساد يف هذا‬ ‫الجسم‪ ،‬ونتمنى أن يكون هناك مرشوعا طويال من اإلصالح السيايس واملايل‬ ‫والقضايئ واملايل يف البلد‪ ،‬وهذا ما تطالب به املعارضة منذ سنوات»‪.‬‬ ‫وخاطب الخريجني بالقول‪« :‬جميل أن أقف أمامكم يف هذا اليوم‪ ،‬لتوزيع‬ ‫شهادات التخرج عليكم‪ ،‬واألجمل أن تكون الشهادات جواز سفر للدخول إىل‬ ‫معركة الحياة بكل تشعباتها الرتبوية واالجتامعية واالقتصادية والسياسية‪،‬‬ ‫والتي جاءت نتيجة سهركم ودرسكم ومثرة عملكم الدؤوب‪ ،‬وإن النجاح‬ ‫رشط من رشوط االنتصار‪ ،‬والنجاح فرح وعشق دامئني لالميان املنبعث من‬ ‫تعاليمكم ورسالتكم‪ ،‬ذلك اإلميان الذي انترص عىل الظلم والطغيان‪ ،‬واآليت‬ ‫من جراح املجاهدين وطهر الشهداء‪ .‬اإلميان الذي علمنا كيف نكون أحراراً يف‬ ‫وطن تتنازعه عوامل التفرقة والتجزئة‪ ،‬وتغذية النعرات املذهبية والطائفية‬ ‫والكيانية‪ ،‬اإلميان الذي نقلنا من عصور التخلف واالنحطاط إىل رحاب‬ ‫املعرفة ودروب النور والهداية والخالص‪ ،‬واستطاع أن يحدد لنا سبل املواجهة‬ ‫لقيامة الوطن واألمة يف وجه األعداء واملستكربين»‪.‬‬ ‫وتابع “غداً‪ ،‬تكملون دراساتكم العليا‪ ،‬وتختارون اختصاصاتكم‬ ‫املستقبلية‪ ،‬فتشوا عن اجازات تحقق لكم ولوطنكم فرص الخدمات وعنارص‬ ‫اإلنتاج يف مختلف املهن الحرة والحرفية والزراعية والصناعية‪ .‬فتشوا عن‬ ‫قوانني تبني املؤسسات‪ ،‬وتؤمن الطبابة‪ ،‬ونظام الشيخوخة‪ ،‬بحيث ال يعود‬ ‫للهجرة مكان وال للتبعية أزالم‪ .‬صارعوا الجهل وطالبوا بإصالح النظام‪،‬‬ ‫بإلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬وبرنامجاً انتخابياً يقوم عىل النسبية‪ ،‬وقيام‬ ‫مناهج تربوية وطنية جامعة‪ ،‬وتأمني فرص العمل وكامل الحقوق املتوجبة‬ ‫لقيامة الوطن القادر والقوي والعادل‪ .‬وإن ما يحدث اليوم يف عاملنا العريب‬ ‫واالسالمي‪ ،‬يؤكد عىل وجوب االلتزام بالثوابت الوطنية من اجل لبنان عريب‬ ‫مقاوم‪ ،‬من اجل استعادة ما تبقى من ارضنا املغتصبة‪ ،‬ويف ردع املشاريع‬ ‫االستعامرية الحاقدة واملستمرة يف تفتيت منطقتنا ومصادرة ثرواتها»‪.‬‬ ‫وختم بالقول “إن املستقبل أيها املتخرجون‪ ،‬سيكون عىل سواعدكم‪،‬‬ ‫ونور عقولكم‪ ،‬مرشقاً وزاهراً وواعداً‪ ،‬كيف ال؟ وانتم شباب الغد‪ ،‬وفجر االمة‬ ‫الواعد‪ ،‬ونبض املجاهدين الصامدين عىل الحدود والثغور‪ .‬ان قلمكم مداده دماً‪،‬‬ ‫وحقيبتكم ذخرها امياناً وكتاباً وصالة»‪.‬‬ ‫كذلك تحدث يف الحفل الشاعر عباس فتوين وكلمة لرئيس جمعية النور‬ ‫هيثم امهز‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب زار لحود ‪ :‬المهم معالجة ملفات الناس الحياتية‬ ‫استقبل الرئيس لحود رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‪ ،‬بحضور‬ ‫النائب السابق إميل إميل لحود‪ ،‬وقد أدىل وهاب بعد اللقاء‬ ‫بالترصيح التايل‪:‬‬ ‫أوال نبارك للبنانيني بالحكومة الجديدة التي شكلت‪ ،‬وطبعاً‬ ‫تشكيل الحكومة لحظة مهمة ولكن املحطة األهم هي ماذا‬ ‫ستفعله هذه الحكومة يف املستقبل؟‪ ،‬فهناك عدة ملفات‬ ‫ضاغطة وأساسية وتستدعي من الجميع التعاون من أجل‬ ‫حل هذه امللفات واملهامت الكبرية والدقيقة‪ .‬ويجب أن تكون‬ ‫الحكومة‪ ،‬حكومة الناس‪ ،‬ال أن تعمل عىل حساب الناس‪،‬‬ ‫وخاص ًة أن الناس أصبح لهم أربع أو خمس سنوات يعيشون‬ ‫يف هذا الرصاع السيايس الكبري الذي كان قامئاً والذي كان‬ ‫يلهي الحكومات عن دورها تجاههم”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬يف البداية هناك موضوع أسايس وهو العالقات‬ ‫اللبنانية السورية التي يجب أن تكون عىل أفضل ما يكون‪ ،‬هذه العالقات‬ ‫يجب أن نعيد صياغتها وأن يتوىل الرئيس الجديد للحكومة دولة الرئيس‬ ‫سعد الحريري ومبعاونة كل الوزراء إعادة صياغة هذه العالقات مبا يخدم‬ ‫لبنان أوال ثم سوريا‪ ،‬ألن هذه العالقات رضورية‪ ،‬أي يجب أن ندفن املرحلة‬ ‫السابقة بأكملها وأن نضع حداً لكل من يحاول اإلساءة مجدداً إىل هذه‬ ‫العالقات‪.‬‬ ‫األمر اآلخر هو موضوع املقاومة وسالحها‪ :‬ما يحصل يف املنطقة‪،‬‬ ‫يجب أن يخرجنا من املرحلة السابقة التي حاول البعض تصوير األمر‬ ‫وكأن املطلوب هو معالجة موضوع سالح املقاومة‪ ،‬بينام سالح املقاومة‬ ‫هو نتيجة لعدوان مستمر عىل لبنان واملنطقة وهو نتيجة لوجود كيان‬ ‫غاصب يعتدي علينا كل يوم‪ .‬لذلك‪ ،‬موضوع املقاومة وسالحها إن كان‬ ‫داخل الحكومة أو يف البيان الوزاري أو عىل طاولة الحوار‪ ،‬إذا حصلت هذه‬ ‫الطاولة وال أعرف ما هي الرضورة لها طاملا يجب أن يدفع الجميع ليكون‬ ‫للحكومة خطة يف اتجاه اإلمناء املتوازن ومعالجة الفساد والهدر وإصالح‬ ‫اإلدارة‪ ،‬ال أن تكون الحكومة تكملة عدد ال تقدم وال تؤخر ويبقى كل يشء‬ ‫عىل ما هو عليه‪ ،‬وإذا ما بقي كل يشء عىل ما هو عليه فإن كل الناس‬ ‫يفقدون يف النهاية مربر شعاراتهم ووجودهم السيايس‪ ،‬لذلك يجب أن‬ ‫يكون هناك خطة واضحة لوقف الهدر والفساد‪ ،‬وتطوير اإلدارة واإلمناء‬ ‫املتوازن واالهتامم بكل املناطق الفقرية والبعيدة عن العاصمة‪.‬‬

‫واألمر اآلخر الذي يجب أن تتم مناقشته بهدوء هو موضوع الخصخصة‬ ‫والذي يجب أن نعرف أين هي مصلحة الدولة واملواطن يف الخصخصة؟‪،‬‬ ‫حيث يجب أن تناقش وبعمق املصلحة الوطنية يف موضوع الخصخصة‪.‬‬ ‫وطاملا هناك حكومة وحدة وطنية ملاذا ال تناقش األمور داخل الحكومة؟‬ ‫وأما موضوع سالح املقاومة وتعزيزها يجب أن يكون يف أساس عمل‬ ‫الحكومة لتعزيز املقاومة ملواجهة املرحلة املقبلة‪ .‬نحن ذاهبون إىل مرحلة‬ ‫جديدة‪ ،‬حتى أن بعض الفلسطينيني الذين كانوا يراهنون عىل يشء ما‬ ‫مع “إرسائيل” فقدوا هذا الرهان وهذا األمل املفقود يعني أنه يجب أن‬ ‫تتنبه أكرث لألخطار اإلرسائيلية‪ ،‬ويجب أن نعزز املقاومة أكرث ال أن نستمع‬ ‫إىل بعض أصوات النشاز التي بدأت تخرج والتي مل تعد تجد مهمة لها إال‬ ‫الرتكيز عىل موضوع سالح املقاومة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬وهناك املوضوع االقتصادي االجتامعي الذي يجب أن يكون لدى‬ ‫هذه الحكومة خطة‪ ،‬وخاصة وزراء املعارضة ملعالجة األمر بهدوء‪ ،‬ال أن‬ ‫تتورط يف مشاريع ضمن إطار الخصخصة ويف النهاية تنحرس الدولة‬ ‫بكل يشء وال تعطيها شيئا‪ ،‬وإذا كان لدى أحد ما تصورا مسبقا ملوضوع‬ ‫الخصخصة‪ ،‬أو يأيت بخطة مسبقة يف هذا املوضوع يجب أن يتنبه ألن هذا‬ ‫األمر سيكون دونه عقبات كبرية خالل العمل الحكومي يف هذه امللفات‪،‬‬ ‫وإذا اتفقنا عليها ميكن أن يكون هناك حكومة منتجة‪ ،‬وإذا حصل خالف‬ ‫عىل واحد من هذه امللفات فنكون قد دخلنا يف أزمة يف املرحلة املقبلة‪،‬‬ ‫وانتقلنا من أزمة عدم التأليف إىل أزمة داخل الحكومة‪.‬‬

‫‪...‬ويشارك في الذكرى الـ ‪ 77‬لتأسيس الحزب القومي‬

‫أحيا الحزب السوري القومي االجتامعي الذكرى‬ ‫الـ ‪ 77‬لتأسيسه يف حفل استقبال أقامه يف‬

‫فندق “الكورال بيتش” وقد شارك رئيس تيار‬ ‫التوحيد وئام وهاب عىل رأس وفد من قيادة التيار‬

‫تيار التوحيد شارك في أعمال وفعاليات المؤتمر العام الخامس‬ ‫لألحزاب العربية في دمشق‬ ‫تحت رعاية رئيس‬ ‫العربية‬ ‫الجمهورية‬ ‫السورية الدكتور بشار‬ ‫يف‬ ‫انعقد‬ ‫األسد‪،‬‬ ‫دمشق مؤمتر األحزاب‬ ‫العربية الخامس‪ ،‬تحت‬ ‫شعار “القرار العريب‬ ‫املستقل” وذلك بني‬ ‫‪ 14-11‬ترشين الثاين‪،‬‬ ‫بحضور ‪ 127‬حزباً‬ ‫عربياً ميثلون كافة‬ ‫الدول العربية‪.‬‬ ‫املؤمتر‬ ‫افتتح‬ ‫عىل مد ّرج كلية‬ ‫جامعة‬ ‫الهندسة‪،‬‬ ‫بحضور‬ ‫دمشق‪،‬‬ ‫رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬وعدد من رؤساء األحزاب العربية‪،‬‬ ‫وهيئات‬ ‫سياسية‬ ‫وشخصيات‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫والفصائل‬ ‫دينية‪.‬‬ ‫هذا وكانت مشاركة لـ”تيار التوحيد”‪ ،‬يف أعامل وفعاليات‬ ‫املؤمتر حيث م ّثل نائب رئيس مجلس األمناء الرفيق يارس‬ ‫الصفدي التيار يف لجنة املقاومة واملقاطعة والتطبيع‪ ،‬كام‬ ‫م ّثل أمني اإلعالم الرفيق هشام األعور يف لجنة الثقافة‬ ‫واإلعالم‪.‬‬ ‫هذا وم ّثل التيار يف لجنة القضايا االسرتاتيجية أمني الرس‬ ‫الرفيق ماهر رسي الدين‪ ،‬والرفيقة ليديا أبودرغم يف لجنة الشباب‬ ‫واملرأة‪.‬‬

‫‪...‬وبعد لقائه مشعل ‪ :‬لتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة االحتالل‬ ‫التقى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب يف دمشق رئيس املكتب السيايس لحركة‬ ‫حامس خالد مشعل وعرض معه عىل مدى ساعتني الوضع عىل الساحة العربية‬ ‫و الساحة الفلسطينية ‪.‬‬ ‫و قال وهاب بعد اللقاء‪“ :‬اطلعنا من االخ خالد مشعل عىل تفاصيل ما يجري‬ ‫عىل الساحة الفلسطينية يف ظل الحصار الذي تفرضه قوات العدو‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي تعاين فيه الساحة الفلسطينية من مأزق كبري سببته سياسة التنازالت‬ ‫املستمرة منذ سنوات‪ ،‬وقد شددنا عىل رضورة توحيد املوقف الفلسطيني و‬ ‫توحيد البندقية الفلسطينية يف مواجهة االحتالل و رفض كل األوهام التي‬ ‫يحاول البعض تسويقها‪ ،‬فلن يكون هناك دولة مستقلة عاصمتها القدس إال إذا‬ ‫وجد إطار لكل القوى الفلسطينية املؤمنة بتحرير فلسطني و الرافضة لالنتظار‬ ‫عىل أبواب الدول يك تشحذ بعض اإلنجازات الوهمية والتي كان آخرها الحديث عن‬ ‫وقف االستيطان‪ ،‬وكأن القضية الفلسطينية أصبحت مخترصة بوقف توسيع‬ ‫بعض املستوطنات‪ .‬كام جرى خالل اللقاء التأكيد عىل رضورة أن تعطي الحكومة‬ ‫اللبنانية الجديدة اهتامماً كبرياً لقضية الالجئني يف لبنان لجهة تأمني عيش كريم‬ ‫لهم و أن تبادر إىل اإلرساع يف إعادة إعامر مخيم نهر البارد»‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪26‬‬

‫وقدم التهاين إىل رئيس الحزب النائب أسعد‬ ‫حردان‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫مواقف ألمانة اإلعالم في تيار التوحيد‬ ‫أصدرت امانة اإلعالم يف “تيار التوحيد” سلسلة من البيانات‬ ‫خالل الشهر املايض‪ ،‬تناولت التطورات السياسية‪ ،‬وعلقت عىل‬ ‫األحداث‪ ،‬وسجلت املواقف يف املناسبات‪ ،‬وجاءت عىل الشكل‬ ‫اآليت‪:‬‬

‫إشادة بدعوة الرئيس سليمان‬ ‫إلقرار التعديالت الدستورية‬

‫االستقالل تأكيد‬ ‫على مشروع المقاومة‬ ‫يصادف يوم الثاين والعرشين من شهر ترشين الثاين الذكرى السادسة‬ ‫والستني الستقالل لبنان الذي استتبع بإنجاز استكامل التحرير‪ ،‬عرب تضحيات‬ ‫الجيش اللبناين واملقاومة بدمائهم الذكية التي روت أرض الوطن ‪ ،‬وشكلت‬ ‫النموذج الرائد يف التصدي للعدوان والحفاظ عىل وحدة لبنان وانتصاراته ضد‬ ‫دعاة التفرقة والهزمية ‪.‬‬ ‫ويف هذه الذكرى الوطنية‪ ،‬تتقدم أمانة اإلعالم من الشعب اللبناين‬ ‫بأخلص التهاين راجني الله أن يحمي لبنان وجيشه ومقاومته وشعبه‪،‬‬ ‫ويعطي الرحمة لشهدائه الذين افتدوه بأرواحهم دفاعا عن الوطن واالمة ‪.‬‬

‫الهجوم المصري على جنبالط تلبية‬ ‫إلمالءات المشروع «اإلسرائيلي»‬ ‫في المنطقة‬ ‫عجبا للعرب واملسلمني‪ ،‬إذ باتت املطالبة برفع الحصار عن اإلخوة‬ ‫الفلسطينيني يف غزة وفتح معرب رفح يشكل لهم إهانة وإدانة!!!‬ ‫عجبا لألنظمة التي تخاف صوت الحق‪ ،‬والتي باعت القضية املقدسة‬ ‫بثالثني من الفضة!!!‬ ‫عجبا للذين بات همهم حفظ عروشهم‪ ،‬بدل حفظ كنيسة القيامة‬ ‫واملسجد األقىص والقدس الرشيف‪.‬‬ ‫لقد كنا ننتظر من املصدر املرصي املسؤول‪ ،‬أن يشن اليوم هجوما عىل‬ ‫«كامب دايفيد» وملحقاته‪ ،‬ويطالب بإقفال سفارة العدو عىل ارض مرص‬ ‫الطاهرة‪ ،‬بعد االجتياح العسكري أمس لبيت الله‪ ،‬ودور عبادة الصالحني‪.‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬فهل يستحق وليد جنبالط هذا الهجوم‪ ،‬إذا كان كالمه يأيت يف‬ ‫سياق نرصة العرب واملسلمني؟؟؟‬ ‫أم تريدونه كام أنتم‪ ،‬يف خدمة املرشوع األمرييك – اإلرسائييل‪ ،‬الذي‬ ‫استباح الكرامات وعاث يف بالدنا فسادا ودمارا وخرابا‪ ،‬بدءا من فلسطني مرورا‬ ‫بلبنان والعراق‪ ...‬لكننا‪ ،‬واثقون أن فلسطني باتت بالنسبة إليكم «إرسائيل»‬ ‫‪ ،‬أما بالنسبة للشعب املرصي الرشيف والعريب األصيل‪ ،‬ستبقى قبلته‬ ‫وبوصلة اتجاهه الوطني والقومي‪ ...‬وكفاكم مذهبة وتقسيام لدين الله‬ ‫الحنيف “ اإلسالم»‪ .‬واملوحدون الدروز مذهب شكل عرب تاريخه الطويل السيف‬ ‫والدرع لحامية الوطن واألمة من الغزوات الصليبية والحمالت االستعامرية‪ ،‬ولن‬ ‫تهدأ نفوسهم قبل استعادة كل شرب مغتصب من أرضنا العربية وليسوا‬ ‫بحاجة إىل شهادة من خونة أمثالكم‪.‬‬ ‫وما إشارتكم للدم الذي حمله وليد جنبالط من أبناء لبنان‪ ،‬إال نتاج زرعكم‬ ‫الذي كان يستهدف تقسيمه وتصفية الثورة الفلسطينية‪ ،‬وربطه عرب ‪17‬‬ ‫أيار املشؤوم باتفاق العار والهزمية‪ ،‬ليتساوى مع اتفاق «كامب دايفيد» اللعني‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وما كان ذلك ليتحقق لوال املوقف العريب السوري املامنع‪ ،‬والثورة‬ ‫الفلسطينية الباسلة‪ ،‬والحركة الوطنية اللبنانية‪ ،‬والذي كان وليد جنبالط‬ ‫عىل رأس مرشوعها إلقرار برنامجها السيايس‪ ،‬وتحرير لبنان من اجتياح‬ ‫«إرسائيل» له عام ‪ ،1982‬ومنع ربطه مبحور الذل والخيانة‪ ،‬ومن يقف ورائه‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫توقفت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد عند املوقف الوطني الثابت الذي‬ ‫صدر عن فخامة رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‪ ،‬الذي جاء كصدى‬ ‫إلجامع الشعب اللبناين برفضه للتوطني وإميانه بأن ال سبيل لصيانة وحدة‬ ‫البلد ودميومته إال بتحقيق اإلمناء املتوازن بني جميع مناطقه‪ ،‬والدعوة إىل مزيد‬ ‫من اإلصالحات الدستورية لجهة تعزيز صالحيات رئيس الجمهورية الذي ميثل‬ ‫نهج االعتدال والهدوء والتوازن‪.‬‬ ‫وأشادت امانة اإلعالم بالتعديالت الدستورية التي طرحها الرئيس سليامن‬ ‫والتي تشمل باإلضافة إىل صالحيات رئيس الجمهورية‪ ،‬صالحيات رئييس‬ ‫مجلس النواب والحكومة‪ ،‬ودعوته إىل الحد من الجو الطائفي الطاغي من‬ ‫خالل استحداث مجلس للشيوخ عمال مببدأ مناصفة الرئاسات وإقرار قانون‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬من شأنه أن يعزز أوارص الوحدة الوطنية مبا يغني التنوع الوطني‬ ‫ويلغي حرصية الزعامة املرتبطة مبصالح فئوية وطائفية او مذهبية ضيقة‪،‬‬ ‫وتثبيت مبدأ احرتام الرأي والرأي اآلخر وليس تغليب أي منهام عىل اآلخر ‪.‬‬

‫ارتفاع أسعار المواد الغذائية‬ ‫والمشتقات النفطية يزيد المواطنين فقراً‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد أمام القفزات املتتالية واملتسارعة‬ ‫يف زيادة أسعار املواد الغذائية واملشتقات النفطية‪ ،‬التي ال غنى للناس عن‬ ‫رشائها يوميا‪ ،‬يف ظل الخلل الحاصل يف تركيبة املجتمع باتساع قاعدة الفقر‬ ‫واختالل نظام توزيع الدخل والرثوة وتفيش ظاهرة البطالة‪.‬‬ ‫إن أمانة اإلعالم تدعو أصحاب الِشأن يف هذا األمر املسارعة إىل النظر يف‬ ‫الواقع املعييش للمواطن والوقوف إىل جانبه يف هذه القضية التي متس‬ ‫حياته يف الصميم‪ ،‬بعد أن بات يكفيه أعباء معيشية وقروض والتزامات‬ ‫وارتفاع عقارات وجيوب متدلية يف آخر الشهر‪.‬‬

‫حسني مبارك تخلى عن دوره القومي‬ ‫ويساوم على حقوق األمة‬ ‫صدر عن أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد البيان التايل ‪:‬‬ ‫ضمن خطة مكشوفة إللهاء الشعب املرصي عن قضاياه الكربى افتعل‬ ‫النظام املرصي أزمة عري مباراة مع الجزائر وشن حربا عليها وكأنها أصبحت‬ ‫العدو‪ ،‬وهو ما انفك يوما عن اخرتاع أعداء وهميني كام فعل يف فرتات سابقة‬ ‫مع إيران ‪.‬‬ ‫وبدل أن يدعو حسني مبارك إىل فك الحصار اإلرسائييل عن غزة‪ ،‬واالعرتاف‬ ‫بأن «إرسائيل» هي العدو األول ملرص وشعبها‪ ،‬ها هو يتخىل عن دوره القومي‬

‫ويساوم عىل حقوق األمة وعىل ثوابتها الوطنية والقومية‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫يرفع فيه علم «إرسائيل» يف العاصمة املرصية‪ .‬وإن دل ذلك عىل يشء إمنا يدل‬ ‫عىل إفالس نظام مبارك و سقوط رهانه عىل املرشوع األمرييك ‪ -‬اإلرسائييل‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬

‫تهنئة سماحة السيد نصرهللا‬ ‫بإعادة انتخابه‬ ‫يتقدم تيار التوحيد بالتهنئة من قيادة حزب الله إلعادة انتخاب سامحة‬ ‫السيد حسن نرصالله أمينا عاما إثر تجديد الثقة له من قبل أعضاء مجلس‬ ‫الشورى لحزب الله ‪ .‬ويعرب تيار التوحيد عن مدى رسوره يف إعادة انتخاب‬ ‫السيد نرصالله والذي جاء كتأكيد عىل ثقة حزب الله يف كفاءة « سيد‬ ‫املقاومة والتحرير « الغني بإميانه‪ ،‬القوي بعقيدته‪ ،‬الثائر والحريص عىل‬ ‫العيش املشرتك‪ ،‬بعد أن نذر نفسه لقضية تجاوزت الوطن إىل اإلنسان‬ ‫والكرامة‪ ،‬وأدار بعقله املقاوم حربا هزّت أسطورة الجيش « اإلرسائييل « الذي‬ ‫ال يقهر ‪.‬‬

‫توضيح من مكتب رئيس «تيار التوحيد»‬ ‫حول كالم الرئيس الجميل‬ ‫بنا ًء عىل كالم الرئيس أمني الجميل إىل محطة الـ “ام يت قي”‬ ‫رئيس تيار التوحيد توضيح اآليت‪:‬‬ ‫انطالقا من قناعتنا أن املجالس باألمانات وال ميكن أن نرسب كلمة واحدة عن‬ ‫أي لقاء يحصل بيننا وبني أحد‪ ،‬ولكن ورود بعض املغالطات يف كالم فخامة‬ ‫الرئيس يدفعنا لتوضيح اآليت‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬يف اللقاء الذي تم بيننا وبني فخامة الرئيس كان لدينا شخص قد‬ ‫سجل املحرض‪ ،‬وكان أحد معاوين فخامته يحرض االجتامع‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مل ننقل أي دعوة سورية لفخامته لزيارة دمشق‪ ،‬ولكن قلنا له يف‬ ‫سياق الحديث أن أبواب دمشق مفتوحة للجميع مبن فيهم حزب الكتائب‬ ‫وجميع اللبنانيني وهذا الكالم قلناه عىل اإلعالم‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬يف بداية اللقاء تحدث فخامة الرئيس عن املسائل العالقة مع سوريا‬ ‫ومنها ترسيم الحدود واملخيامت وقد كان جوايب واضحا بأن هذا األمر يناقشه‬ ‫فخامة الرئيس ميشال سليامن مع املسؤولني السوريني وال تتناوله سوريا مع‬ ‫حزب الكتائب أو تيار التوحيد‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬إن سياق الحديث مع فخامة الرئيس كانت نهايته مختلفة عن بدايته‪،‬‬ ‫وملسنا منه أجواء إيجابية جداً‪ ،‬وأمتنى مبحبتي له أن يكملها ويبني عليها‬ ‫بعيداً عن مزايدات إعالمية ال تربح شيئاً يف االسرتاتيجيا‪.‬‬

‫يود مكتب‬

‫أمانة اإلعالم تنفي‬ ‫ما أوردته جريدة «األخبار»‬ ‫عن مساعي يبذلها وهاب للقاء الحريري‬ ‫صدر عن أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد البيان الذي جاء ردًّا عىل ما أوردته‬ ‫جريدة األخبار‪ :‬مل يكن الوزير وئام وهاب يوما رافضا للقاء أي من القيادات‬ ‫اللبنانية‪ ،‬خاصة الرئيس سعد الحريري‪ ،‬لكن الخرب املنشور يف صحيفتكم‬ ‫الصحة ألن رئيس تيار التوحيد مل يبذل أي جهد من أجل هذا األمر‬ ‫يفتقر إىل‬ ‫ّ‬ ‫ومل يبحثه مع أحد رغم أنه ال ميانع به عندما تتوفر ظروفه لذلك اقتىض‬ ‫التوضيح‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي‪:‬‬ ‫ترحب بمصالحات الجبل‬ ‫عقدت هيئة العمل التوحيدي اجتامعاً يف مقرها يف‬ ‫خلدة‪ ،‬برئاسة الشيخ صالح ضو و أصدرت يف نهايته البيان‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬رحبت الهيئة باللقاءات التي حصلت يف منطقة‬ ‫الجبل مؤخراً و خاصة لقاءي معرصيتي وصوفر‪ ،‬معتربة أن‬ ‫هذه اللقاءات تحصن ساحة الجبل و تجعله وحدة مرتاصة‬ ‫ملواجهة املخاطر املقبلة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬توقفت الهيئة باستغراب كبري أمام ترصيح صاحب‬ ‫الغبطة البطريرك املاروين مار نرصالله صفري الذي تكن له‬ ‫الهيئة كل احرتام وتقدير‪ ،‬لكنها تعترب أنه وقع يف مغالطات‬ ‫خطرية خاصة بتجاهله لتضحيات املقاومة التي دفعت آالف‬ ‫الشهداء دفاعاً عن لبنان‪ ،‬وهي كانت بعملها تقوم بتحرير‬ ‫أرض لبنانية و ليست أرضاً إيرانية‪،‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬توقفت الهيئة عند تقرير تريي «رود الرسن» الذي‬ ‫مل يات بجديد سوى تثبيت موقع «رود الرسن» اإلرسائييل‬ ‫بامتياز و الذي يحاول منذ سنوات العمل عىل إثارة الفتنة‬ ‫يف لبنان‪.‬‬

‫أمانة التربية والشباب‬ ‫في تيار التوحيد تحيي الطالب‬ ‫األتراك على موقفهم ضد «إسرائيل»‬ ‫تتوجه أمانة الرتبية والشباب يف تيار التوحيد بالتهنئة‬ ‫والتحية من الطالب األتراك الذين رشقوا السفري اإلرسائييل‬ ‫بالبيض‪ ،‬وتعترب األمانة أن هذا املوقف الشجاع ينطلق من عمق‬ ‫العالقات العربية الرتكية ومتانتها‪ ،‬ويرتكز إىل سياسة الحق‬ ‫والعدل التي أصبحت سمة أساسية من السياسة الخارجية‬ ‫الرتكية ‪.‬‬ ‫إن أمانة الرتبية والشباب إذ تث ّمن عاليا هذا املوقف النبيل‬ ‫والشجاع ‪ ،‬فإنها تتضامن مع الطالب األتراك وتدعوهم ملزيد من‬ ‫التقدم والعطاء ‪.‬‬ ‫‪ ‬توقفت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد عند املوقف الوطني‬ ‫الثابت الذي صدر عن فخامة رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن وهو جاء كصدى إلجامع الشعب اللبناين برفضه‬ ‫للتوطني واميانه بأن ال سبيل لصيانة وحدة البلد ودميومته اال‬ ‫بتحقيق االمناء املتوازن بني جميع مناطقه‪ ،‬والدعوة اىل مزيد من‬ ‫االصالحات الدستورية لجهة تعزيز صالحيات رئيس الجمهورية‬ ‫الذي ميثل نهج االعتدال والهدوء والتوازن‪.‬‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫الصفدي يستقبل بابائي‬ ‫استقبل نائب رئيس مجلس األمناء يف تيار‬ ‫التوحيد يارس الصفدي يف مكتبه ببرئ حسن‬ ‫السكرتري األول يف السفارة اإليرانية السيد‬ ‫محمد رضا بابايئ مبناسبة انتهاء مهامه يف‬ ‫لبنان ومغادرته إىل طهران‪.‬‬ ‫وتم التداول يف طابع العالقة الثنائية بني الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية وتيار التوحيد‪ ،‬كام تطرق البحث‬ ‫يف األمور املتعلقة بالوضع الداخيل اللبناين حيث‬ ‫أكد بابايئ عىل أهمية تشكيل حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية‪ .‬بدوره أكد الصفدي عىل أهمية تحقيق وحدة‬ ‫اللبنانيني والتفافهم حول موضوع املقاومة من أجل‬ ‫تحصني الساحة الداخلية يف مواجهة أي عدوان طارئ‬ ‫تقوم به “إرسائيل” ويستهدف األرايض اللبنانية‪.‬‬

‫جولة يف راشيا‬

‫وقام الصفدي يرافقه عضو املكتب السيايس‬ ‫الرفيق غسان العريان ونقيب التعبئة يف‬ ‫مفوضية راشيا العامة بجولة شملت قرى‬ ‫العقبة وعيحا‪ ،‬ضهر األحمر وكفرقوق‪ ،‬تم خاللها‬ ‫عقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من املحازبني‬ ‫واملنارصين‪ ،‬إضافة إىل لقاء مع الهيئة النسائية‬ ‫للتيار يف منطقة راشيا ‪.‬‬

‫تيار التوحيد يشارك في ذكرى تأسيس حزب البعث‬ ‫شارك رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ممث ًال بنائبه سليامن الصايغ‬ ‫ووفد من هيئة العمل التوحيدي برئاسة الشيخ فوزي كوكاش‬ ‫يف االحتفال الذي أقامه حزب البعث العريب االشرتايك مبناسبة‬ ‫الذكرى السنوية لتأسيسه يف فندق «الكورال بيتش» بريوت‪.‬‬ ‫وقدم التهنئة باملناسبة لألمني القطري للحزب الوزير السابق‬ ‫فايز شكر وأعضاء القيادة القطرية‪.‬‬

‫‪...‬وفي افتتاح أسبوع فنزويال‬ ‫مثلت مسؤولة العالقات الخارجية السيدة فريال أبو ذياب‬ ‫رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب يف افتتاح أسبوع‬ ‫تم يف‬ ‫فنزويال ضمن إطار “بريوت عاصمة عاملية للكتاب”‪ ،‬والذي ّ‬ ‫الثالث والعرشين من ترشين األول يف قرص األونيسكو بتنظيم‬ ‫من سفارة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية يف لبنان وبرعاية‬ ‫وزارة الثقافة اللبنانية ودعم مؤسسة “بيبلوتيكا أياكوتشو”‪.‬‬ ‫افتتح “األسبوع” وزير الثقافة السابق متام سالم ترافقه سفرية‬ ‫فنزويال يف لبنان السيدة سعاد كرم إضافة إىل رئيس مؤسسة “بيبلوتيكا أياكوتشو” الربوفسور‬ ‫“أومربتو متى” ومديرها التنفيذي‪ ،‬وبحضور دبلوماسيني معتمدين لدى لبنان وممثلني عن منظامت‬ ‫عامة ومؤسسات وجمعيات تضامن وعدد من املواطنني اللبنانيني والفنزويليني املقيمني يف لبنان‪.‬‬

‫‪ ...‬واحتفال السفارة التركية‬ ‫ضم نائب رئيس مجلس األمناء الرفيق يارس الصفدي وأمينة‬ ‫شارك وفد قيادي من تيار التوحيد ّ‬ ‫الشؤون الخارجية الرفيقة فريال أبو ذياب يف االحتفال الذي أقامته السفارة الرتكية يف فندق‬ ‫الحبتور ‪ -‬بريوت مبناسبة مرور ست ومثانني سنة عىل استقالل تركيا بحضور شخصيات سياسية‬ ‫ودبلوماسية وإعالمية‪.‬‬

‫‪...‬وافتتاح شبكة المعارف اإلسالمية‬

‫شارك تيار التوحيد ممثال بأمني اإلعالم هشام األعور وأمني التخطيط لؤي بو ذياب يف حفل افتتاح‬ ‫شبكة املعارف اإلسالمية يف مطعم الساحة‪ ،‬بريوت‪ ،‬بحضور نائب أمني العام لحزب الله سامحة‬ ‫الشيخ نعيم قاسم وعدد من النواب والوزراء وحشد من املهتمني‪.‬‬ ‫وقد تخلل حفل االفتتاح كلمة للشيخ قاسم دعا فيها إىل رضورة تشكيل حكومة وحدة وطنية‬ ‫تضع حدا لكل املحاوالت الداخلية التي تريد تعطيل البلد وإدخاله يف مشاريع التقسيم والتفتيت‬ ‫والفدرلة‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪30‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي استنكرت‬

‫رئيس تيار التوحيد في برنامج «نهاركم سعيد»‬

‫بيانات تستهدف الدروز‬

‫مقسمة ومخصخصة على قياس األفرقاء السياسيين‬ ‫األجهزة األمنية اليوم ّ‬

‫هيئة العمل التوحيدي‬ ‫البيانات املشبوهة التي‬ ‫االلكرتوين وتستهدف النيل‬ ‫واإلسالمي لطائفة املوحدين‬

‫استنكر رئيس‬ ‫الشيخ صالح ضو‬ ‫ترسل عرب الربيد‬ ‫من املوقف العريب‬ ‫الدروز‪.‬‬ ‫وأكد ضو أن وحدة الرصد االلكرتوين يف‬ ‫الهيئة والتي تعنى مبراقبة النصوص الدينية‬ ‫التي تتناول الدروز عرب مواقع االنرتنت فوجئت‬ ‫برسائل الكرتونية من مصادر مجهولة‬ ‫منسوبة لجهات دينية درزية هدفها تشويه‬ ‫املوقف الوطني للدروز عامة وألبناء الجوالن‬ ‫بشكل خاص واإلساءة إىل ظاهرة تواصل‬ ‫وترابط الجوالنيني مع الوطن األم سوريا‪.‬‬ ‫وأعلن ضو براءة الهيئات الدينية الدرزية‬ ‫من هذه الرسائل املشبوهة واملسيئة واتهم‬ ‫الدوائر األمنية اإلرسائيلية بأنها تقف وراءها‬ ‫لرضب الرباط الوطني والتأثري عىل مسار‬ ‫التواصل القومي‪.‬‬ ‫وأضاف ضو‪ :‬الدروز وعىل مدى التاريخ‬ ‫مجاهدون ضد االحتالل األجنبي وقد سقط‬ ‫منهم آالف الشهداء والجرحى وبينهم الكثري‬ ‫من رجال الدين دفاعا عن حياض الوطن‬ ‫ومواجهة املحتل‪ .‬ومن خلوة مجدل شمس صدر‬ ‫عام ‪ 1925‬أيام الثورة السورية الكربى قرار‬ ‫الحرمان الديني واالجتامعي ضد كل متقاعس‬ ‫ضد االحتالل‪ .‬ومنها أيضا صدرت الوثيقة‬ ‫الوطنية تأكيداً عىل التمسك بالهوية العربية‬ ‫السورية ورفض الهوية اإلرسائيلية‪ ،‬وألقت‬ ‫الحرمان الديني واالجتامعي عىل كل خارج عن‬ ‫اإلجامع الوطني وأكدت عىل موقف الدروز من‬ ‫االحتالل اإلرسائييل ومباركة حركة املقاومة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫ودعا ضو إىل رضورة التنبه لهذا النوع‬ ‫املشبوه من الدعاية والتي تحاول سلخ الدروز‬ ‫عن محيطهم العريب واإلسالمي بهدف‬ ‫“أرسلتهم»‪.‬‬ ‫ولفت ضو أن املتصفح ملواقع االنرتنت عرب‬ ‫محركات البحث يجد املئات ال بل اآلالف من‬ ‫النصوص التي ال متت إىل الطائفة الدرزية‬ ‫بصلة وتسوق عىل أنها حقائق ثابتة‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل املواقع التجارية التي تسوق لخدمات‬ ‫الزواج أو املواعيد عرب االنرتنت والتي تدل عىل‬ ‫انحطاط أخالقي غري مسبوق يستدعي تحصني‬ ‫شبابنا من آثامه ومعاصيه‪.‬‬ ‫وختم ضو‪ :‬إن هيئة العمل بصدد اإلعداد‬ ‫لورقة عمل متكاملة تسعى إىل تصحيح‬ ‫هذا الخلل عرب كافة الطرق ومنها رفع دعاوى‬ ‫قانونية إىل هيئة اإلنرتنت الدولية باألسامء‬ ‫واألرقام أياً كانت‪.‬‬

‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن “الرئيس‬ ‫املكلف سعد الحريري يقوم بخطوات إيجابية‬ ‫وشجاعة من أجل مصلحة البلد‪ ،‬وترسيع تشكيل‬ ‫الحكومة‪ ،‬رغم خطأ املواالة التي وضعت رشوطاً‬ ‫عىل إعطاء بعض الوزارات للمعارضة منذ البداية‬ ‫وكان من املمكن تفادي ذلك‪ ،‬وأضحى واضحاً أنه‬ ‫مل يعد هناك أكرثية يف لبنان بعد تحول النائب‬ ‫وليد جنبالط واتخاذه موقعاً وسطياً‪.‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬خالل مقابلة ضمن برنامج “نهاركم‬ ‫سعيد” عرب “املؤسسة اللبنانية لإلرسال” مع‬ ‫الزميلة دوليل غانم‪ ،‬أن “الرئيس املكلف قام‬ ‫بخطوة جريئة ووافق أن تكون وزارة الطاقة من‬ ‫حصة التيار الوطني الحر‪ .‬وأتصور أن الوزير جربان‬ ‫باسيل يستطيع أن ينجز يف «الطاقة» كام فعل‬ ‫يف «االتصاالت»‪ .‬وأكد أن «النائب سليامن فرنجية‬ ‫له نكهة خاصة يف الحياة السياسية‬ ‫اللبنانية وسوريا تثق به‪ ،‬وهو تنازل عن‬ ‫حقيبته إذا ما اعتربت عقدة‪ ،‬وعمله هذا‬ ‫إيجايب وجزء مام عمله ساعد يف إنجاح‬ ‫التشكيل‪.‬‬ ‫واعترب أن “األجهزة األمنية اليوم‬ ‫قياس‬ ‫عىل‬ ‫ومخصخصة‬ ‫مقسمة‬ ‫األفرقاء السياسيني وهذا أمر خطري‬ ‫يعرض أمن لبنان للخطر‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للقضاء فوضعه يف لبنان مؤسف جداً‬ ‫ونحن بحاجة إىل إعادة هيكلة وتنظيم‬ ‫هذا امللف وهناك قضاة رشفاء ومشهود لهم‬ ‫وليس هناك من قضاء نزيه بكل أسف»‪.‬‬ ‫وأكد ان العالقة بني الحريري وسوريا ستكون‬ ‫إيجابية جدا وإسرتاتيجية ومشابهة للعالقة‬ ‫التي كانت تربط والده بدمشق‪ ،‬خاص ًة أن سوريا‬ ‫أرصت عىل أن يكون الحريري رئيسا للحكومة بعد‬ ‫اقرتاح بعض الدول اإلقليمية باستبدال اسمه‪.‬‬ ‫وعن املحكمة الدولية أشار وهاب بأنها بحاجة‬ ‫إىل تنظيف ملفاتها الوسخة وما يقوله اللواء‬ ‫السيد خطري جدا يجب البحث به قانونيا‪ ،‬ويجعل‬ ‫من قضية اغتيال الحريري تضيع يف غياهب‬ ‫بعيدة»‪ .‬وتوقع وهاب أنه «بعد التأليف سيكون‬ ‫حليف الحريري املسيحي هو العامد عون»‪ .‬منبهاً‬ ‫«جعجع أنه بحاجة لفهم التغيريات الكبرية‬ ‫وكيفية التعاطي معها‪ ،‬وعليه أن يتعلم من‬ ‫دروس املايض‪ ،‬فأمريكا عند املنعطفات ترتك‬ ‫حلفاءها‪ ،‬وعىل جعجع أن يتنبه من خطورة‬ ‫الذهاب إىل اآلخر يف طروحاته وأن ال يخطئ يف‬ ‫العناوين السياسية الكبرية وخاصة من ناحية‬ ‫األمن‪ ،‬ويختلف ذلك عن موقف البطريرك الذي‬ ‫مل يتغري‪ ،‬لكن موقف البطريرك ال يستتبعه‬

‫إجراءات عىل األرض‪ ،‬كام الحال مع القوات»‪.‬‬ ‫وعن موقف البطريرك األخري قال “يتحدث‬ ‫غبطته عن النتائج وليس عن األسباب‪ ،‬والسالح‬ ‫نتيجة االحتالل وليس هواية ميارسها فريق لبناين‪،‬‬ ‫بل املقاومة للدفاع عن لبنان وليس دفاعا عن إيران‬ ‫وغريها‪ ،‬وهناك ظلم كبري يف الكالم عن سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬واالرتباط العقائدي بني إيران وحزب الله‬ ‫كام هو االرتباط بني البطريرك والفاتيكان‪ .‬وعند‬ ‫أي اعتداء عىل إيران فإن املنطقة ستشتعل ولن‬ ‫يبقى لبنان مبنأى‪...‬‬ ‫وأضاف «إن بند املقاومة أسايس يف البيان‬ ‫الوزاري العتيد‪ ،‬وهو ضامنة ولن نرتكه‪ ،‬وليس‬ ‫هناك من ضامنة عند األمرييك وغريه‪ ،‬ألن لبنان‬ ‫ال يحتمل التوطني‪ ،‬واللعبة الكربى تهدف إىل‬ ‫التوطني وعلينا مواجهتها‪ ،‬فهذا السالح يشكل‬

‫قوة عىل األرض ويف املفاوضات‪ .‬وهؤالء املقاومون‬ ‫دفعوا أمثاناً باهظة دفاعا عن أرضهم‪ .‬والنقاش‬ ‫يف موضوع السالح لتأمني الحامية‪ ،‬وهنا لسنا‬ ‫بحاجة إىل طاولة الحوار التي أضحت مهزلة وال‬ ‫داعي لها وليكن الحوار عرب مجلس الوزراء»‪.‬‬ ‫وأشار وهاب إىل «إشارات إيجابية من جعجع‬ ‫تجاه حزب الله‪ ،‬لكن عىل جعجع معالجة ملفاته‬ ‫مع النائب فرنجية والرئيس كرامي‪ ،‬وباملناسبة‬ ‫نشهد للوزير ابراهيم نجار إيجابيته يف التعاطي‬ ‫يف وزارة العدل وعدم تدخله يف عمل القضاء‪،‬‬ ‫لكن نصيحتي للقوات أن ال تقرتب من املوضوع‬ ‫األمن»‪.‬‬ ‫وتابع “يثبت لبنان يوميا أنه غري قادر عىل‬ ‫السري بهذا النظام‪ ،‬رئيس الجمهورية بحاجة‬ ‫إىل صالحيات أوسع متكنه من العمل بشكل‬ ‫صحيح‪ ،‬وبالتايل هناك أزمة نظام يف لبنان‬ ‫بحاجة إىل عالج‪ ،‬وما شهدناه خالل أربع‬ ‫سنوات من الالتوازن دليل عىل ما أقول‪ .‬لذا‬ ‫فإن ما ُطبق من الطائف ال يكفي وبحاجة إىل‬ ‫إعادة النظر وتبقى مؤسستي الجيش ورئاسة‬ ‫الجمهورية ضامنة كبرية للمواطنني‪ ،‬ودور رئيس‬

‫‪31‬‬

‫الجمهورية كبري جدا ومهم لصالح كل مواطن‪.‬‬ ‫ونحن نطالب بعد تشكيل الحكومة االنطالق‬ ‫إىل اإلصالحات الدستورية وتشكيل مجلس‬ ‫للشيوخ‪ ،‬الدروز طائفة مؤسسة للبنان ونطالب‬ ‫مبجلس الشيوخ طاملا التقسيم يف لبنان طائفي‬ ‫فإن للدروز حق يف مناصب تشكل ضامنة لهم‪.‬‬ ‫وباملناسبة الدروز يشعرون باإلهانة من الترصف‬ ‫املجحف بحقهم‪ ،‬وأكرث من ذلك فإن الطائفة‬ ‫الدرزية أضحت قلقة من ناحية الحرمان الذي‬ ‫تتعرض له وهي بحاجة إىل الضامنة يف ملف‬ ‫باملعنى األمني‬ ‫الوظائف العامة والقلق ليس‬ ‫كام ُيصور البعض بل باستطاعتهم الدفاع عن‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وهم قد واجهوا تاريخياً جيوشاً وحروباً‬ ‫عاتية عرب التاريخ وصمدوا‪ ،‬ولكن كام يقول أحد‬ ‫املراجع الروحية الدرزية الشيخ أمني الصايغ‬ ‫أن «الدروز دور وليسو عددا‪ ،‬وقد كانوا‬ ‫تاريخياً رأس حربة يف الدفاع عن األرض‬ ‫وصون استقالل الوطن»‪ .‬ومن هنا كان‬ ‫لدى النائب جنبالط يف السابق قراءة‬ ‫بشأن حامية الطائفة بينام اليوم نحن‬ ‫متفقون يف خط سيايس واحد»‪ .‬وأكد‬ ‫أن «ال مشكلة مع النائب طالل ارسالن»‪.‬‬ ‫مشريا إىل « ثالث طوائف أسسوا‬ ‫لبنان وتعرضوا لالضطهاد وهم الدروز‪،‬‬ ‫الشيعة واملوارنة»‪.‬‬ ‫من جه ٍة ثانية قال وهاب‪“ :‬لن أكون‬ ‫وزيراً أو نائباً يف املرحلة الحالية وسأنرصف إىل بناء‬ ‫الحزب‪ ،‬وطموحي أن يكون للدروز دورا يف املنطقة‬ ‫وليس يف لبنان فقط‪ ،‬وأحلم بدور يشابه ما‬ ‫فعله حزب الله يف طائفته حني نقلها من املكان‬ ‫الهاميش إىل أن تكون الالعب األسايس يف‬ ‫الرشق األوسط‪ .‬وتيار التوحيد يتلقى الدعم من‬ ‫الداخل اللبناين وليس من الخارج‪ ،‬ونتمنى أن يأتينا‬ ‫دعم ألن املساعدات التي تأتينا ندفعها بالكامل‬ ‫وال نخبئ هذا املال‪ ،‬وكل السياسيني يف لبنان‬ ‫يتلقون املال السيايس»‪.‬‬ ‫ويف ملف املنطقة أشار وهاب إىل أنه «مل‬ ‫تتفق قمة دمشق عىل ترسيع التشكيل بل‬ ‫أعطت إشارات إيجابية‪ ،‬وذلك كون سوريا لديها‬ ‫أولوية يف العراق وملفات أهم من املوضوع‬ ‫اللبناين‪ ،‬كذلك األمر فإن لبنان مل يعد من أولوية‬ ‫الدول الفاعلة يف املنطقة والعامل مثل األمرييك‬ ‫والفرنيس‪ ،‬وهناك مناخ إيجايب يسهل تشكيل‬ ‫الحكومة يف الخارج»‪ .‬وأضاف «العالقة السورية‬ ‫الرتكية تطورت بشكل اسرتاتيجي كبري وعلينا‬ ‫أن ندرس هذه الخطوات‪ ،‬وما حصل بينهام يجب‬ ‫أن مياثله خطوة بني لبنان وسوريا»‪.‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫أين يسكن اللبنانيون‪ ...‬وماذا يأكلون ؟!‬

‫أين يسكن اللبنانيون‪ ...‬وماذا يأكلون ؟!‬ ‫الغالف‬ ‫قطاع العقارات في لبنان اسعار خيالية أين يسكن مواطنوه؟‬

‫رئيس جمعية منشئي وتجار األبنية في لبنان إيلي صوما لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫‪ 6‬أو ‪ 7‬مليار دوالر يتداول بها اليوم في القطاع العقاري‬ ‫تعيش البالد فورة عمرانية ال مثيل لها‪ ،‬وال‬ ‫تقترص هذه الظاهرة عىل منطقة معينة أو‬ ‫مدينة محددة‪ ،‬بل تطال كل رقعة صالحة للبناء‬ ‫أينام ُوجدت‪ ،‬ساح ًال أو جب ًال أو جرداً‪.‬‬ ‫األسباب باتت معروفة‪ ،‬وترتكز يف شكل‬ ‫أسايس عىل وجود طلب كبري محيل وأجنبي‬ ‫عىل التملك‪ ،‬أدى إىل عدم تأثر سعر العقار يف‬ ‫لبنان‪ ،‬رغم األزمة املالية التي عصفت بالعامل‪،‬‬ ‫وأرخت بثقلها عىل القطاع العقاري‪.‬‬ ‫وإذا كانت رغبة األجنبي‪ ،‬وتحديداً الخليجي‪،‬‬ ‫التملك يف لبنان قدمية ومرتبطة باملناخ املعتدل‬ ‫والطبيعة الخالبة‪ ،‬فإن اللبناين سلك هذه الدرب‬ ‫ثم ما لبث أن أصبح التملك‬ ‫مجرباً يف بادئ األمر‪ّ ،‬‬ ‫رضورة ال مفر منها يف ظل ارتفاع إيجارات‬ ‫الشقق السكنية‪ ،‬بعدما ح ّرر قانون اإليجار‬ ‫األخري اإليجارات‪ ،‬وح ّولها عقوداً استثامرية ملدة‬ ‫ثالث سنوات ال تتجدد إ ّال وفق رغبة املالك وضمن‬ ‫رشوطه التي تشمل رفع قيمة اإليجار بشكل‬ ‫استنسايب‪.‬‬ ‫ورغبة متلك اللبناين كانت ألسباب ذات أبعاد‬ ‫وطنية هي التمسك باألرض كام أن امتالك‬ ‫املسكن يؤثر إيجاباً يف إقناع املغرتب بالعودة إىل‬ ‫وطنه‪.‬‬ ‫وال تقترص أهمية امتالك املسكن عند هذا‬ ‫الحد‪ ،‬بل تتعداه إىل أبعاد اجتامعية وإنسانية‬ ‫تتعلق بتأمني االستقرار االجتامعي‪ ،‬والتخلص‬ ‫من تبعات العالقة بني املالك واملستأجر ‪.‬‬ ‫وعندما يكون املسكن عىل هذا القدر من‬ ‫األهمية‪ ،‬ال بد من أن يزداد الطلب عليه‪ ،‬كام‬ ‫أن سياسة القروض املرصفية التي جاءت يف‬ ‫الشكل الذي اتخذته يف اآلونة األخرية‪ ،‬أدت‬ ‫إىل تدعيم هذا الواقع وتعزيزه‪ ،‬فبدا األمر وكأنه‬ ‫فورة عادية‪ ،‬عل ًام أن ما مل يكن عادياً هو الحقبة‬ ‫التي سبقت ما عُ رف بفورة القروض السكنية‪،‬‬ ‫التي مت ّيزت بصعوبة الحصول عىل هذا النوع من‬ ‫القروض وفق التسهيالت املتوافرة حالياً‪.‬‬

‫أسعار خيالية‬ ‫تـــــرددت مــعــلــومــات منذ فرتة أن‬ ‫أســعــار الشقق يف لبنان ستشهد تراجعاً‬ ‫بسبب انخفاض الطلب عىل االستثامر العقاري‬ ‫تأثراً باألزمة املالية العاملية وبسبب تراجع أسعار‬ ‫مــواد البناﺀ‪ .‬فهل انخفضت فع ًال أسعار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العقارات وإىل أي حد أثرت األزمــة عىل هذا‬ ‫اتــجــاهــهــا‬ ‫هـــو‬ ‫ومـــا‬ ‫الــقــطــاع‬ ‫لألشهر املقبلة؟‬ ‫ّ‬ ‫يدل عىل أن أسعار الــشــقــق‬ ‫فواقع الحال‬ ‫السكنية فــي لــبــنــان مل تنخفض منذ‬ ‫‪ ٨‬أشهر لغاية اليوم‪ ،‬وأسعار الشقق ال تـــزال‬ ‫نفسها بل عىل العكس تتابع مسريتها‬ ‫التصاعدية ولكن برت ّقب‪.‬‬ ‫كــل ذلــك يــأتــي مقابل تراجع أسعار مواد‬ ‫البناﺀ األساسية خالل األشهر الـ ‪ ٨‬املاضية بني‬ ‫‪ ١٣‬و‪ ٪ ٧٠‬حسب املادة‪.‬‬ ‫إذا كان لبنان قد نجح موضوعيا يف تجنب تداعيات‬ ‫األزمة املالية العاملية عىل السوق العقارية‬ ‫تحديداً‪ ،‬فهذا ال يعني أن ارتفاع أسعار العقارات‬ ‫الذي بدأ يحلق عالياً بعد انتهاء حرب متوز‪2006‬‬ ‫ليالمس حدوداً غري منطقية خالل العام املايض‪،‬‬ ‫أمر صحي وله مربراته االقتصادية‪ .‬ففي حني كان‬ ‫القطاع العقاري يرتفع مبعدل ‪ 30‬يف املئة سنوياً‪،‬‬ ‫شهد ارتفاعاً غري منطقي يف األشهر الثامنية‬ ‫األوىل من العام املايض وصلت نسبته إىل حدود‬ ‫‪ 50‬يف املئة‪ ،‬وذلك نتيجة طلب اللبنانيني املتزايد‬ ‫وإقبالهم الكثيف عىل الرشاء‪ ،‬مام دفع عدداً‬ ‫من املطورين إىل رفع األسعار مستغلني حاجة‬ ‫الناس للحصول عىل شقق سكنية‪ .‬واملفارقة‪،‬‬ ‫أن انخفاض أسعار مواد البناء عاملياً وتراجع سعر‬ ‫“اليورو” مقابل الدوالر‪ ،‬مل يكبح جامح األسعار‬ ‫انطالقاً من أن سياسة العرض والطلب هي التي‬

‫‪32‬‬

‫تتحكم يف السوق بغض النظر عن أي عوامل‬ ‫أخرى تبدو ثانوية يف موازاتها‪.‬‬ ‫أضف اىل أن تشكيل الحكومة الجديدة بدّد‬ ‫مخاوف املستثمرين يف لبنان‪ ،‬والسيام يف قطاع‬ ‫العقارات‪ ،‬بحيث بلغ عدد األمتار املسجلة منذ‬ ‫بداية العام الجاري وحتى أيلول املايض ‪7.492.310‬‬ ‫م‪ ،2‬يف بلغ عدد املعامالت املسجلة حتى أيلول‬ ‫أيضاً ‪ 9.125‬معاملة‪ .‬وسجلت األمثان املذكورة‬ ‫يف عقود البيع املذكورة خالل هذا الشهر ‪920‬‬ ‫ملياراً و‪ 515‬مليوناً و‪ 833‬ألفاً و‪ 586‬لرية لبنانية‪.‬‬ ‫وبعكس التحليالت التشاؤمية التي توقعت‬ ‫عملية تراجع عىل الطلب يف ظل استمرار األزمة‬ ‫العاملية‪ ،‬والحالة غري املستقرة التي سبقت تشكيل‬ ‫الحكومة فإن موجة تفاؤل عالية توقعها خرباء‬ ‫العقارات يف لبنان‪ ،‬والتي ستبدو أكرث وضوحاً بعد‬ ‫إعالن البيان الوزاري‪ ،‬ونيل الحكومة للثقة‪.‬‬ ‫كام أ ّكد الخرباء أن األسعار ستشهد ارتفاعاً‪،‬‬ ‫يف حني سجل انخفاضاً يف األسعار يف بعض‬ ‫البلدان العربية اىل نسبة ‪ ،%50‬فإن العقاراللبناين‬ ‫سيستمر يف الفورة ذاتها التي شهدها يف العام‬ ‫‪ ،2008‬والسيام يف مجال األبنية السكنية‪،‬‬ ‫والتي تشكل مساحتها النسبة األعىل بالنسبة‬ ‫لباقي االستعامالت‪ ،‬إذ شكلت يف العام ‪2008‬‬ ‫نحو ‪ %82.6‬من مجمل مساحات مشاريع البناء‬ ‫الجديدة املسجلة‪ ،‬كام توقع الخرباء أن ترتفع قيمة‬ ‫الصفقات العقارية أكرث هذه السنة‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لألمتار املربعة املرخصة للبناء حتى ترشين األول‬

‫‪ 2009‬بلغت نحو ‪ 8‬ماليني مرت مربع‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫زيادة قدرها ‪ %20‬عن نفس الفرتة من العام ‪.2008‬‬ ‫أما بشأن األسعار لقد بلغت مداها األعىل‬ ‫هذا العام يف بريوت بحيث يراوح سعر املربع يف‬ ‫الواجهة البحرية بني ‪14000‬و‪ 18000‬دوالر‪ ،‬وبرج‬ ‫أيب حيدر واملصيطبة يصل السعر اىل ‪4000‬دوالر‪،‬‬ ‫ويف الطريق الجديدة بني ‪2000‬و‪ 3000‬دوالر‪ ،‬ويف‬ ‫الرملة البيضاء من ‪ 6000‬اىل ‪ 8000‬دوالر‪ ،‬ومار‬ ‫الياس ‪ 10000‬دوالر‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك فإن األسعار يف لبنان التزال‬ ‫أقل من األسعار املوجودة يف دمشق وعامن‪ ،‬حيث‬ ‫يصل سعر املرت املربع بني ‪ 25000‬اىل ‪30000‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫فالتطور العقاري امللحوظ اليوم يف بريوت‬ ‫الكربى‪ ،‬عىل الرغم من املساحات القليلة لألرايض‬ ‫املخصصة للبناء يعد اىل رشاء املستثمرين لألبنية‬ ‫القدمية لبناء مشاريع كبرية مكانها‪ ،‬عىل أن‬ ‫االتجاه يف املرحلة املقبلة سيكون باتجاه املصليف‬ ‫بد ًءا من بحمدون وصوفر وحامنا والشبانية‬ ‫وغريها من مناطق الشامل والجنوب‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إىل سعر مرت الهواء‪ ،‬فلم يشهد‬ ‫أي انخفاض يف ظل ندرة العقارات التي يقابلها‬ ‫ارتفاع كبري يف الطلب عليها يف املدن عموما‬ ‫ويف بريوت خصوصاً‪ .‬لذا‪ ،‬فإن السوق العقارية يف‬ ‫لبنان مرشحة إما للمحافظة عىل ثباتها وإما‬ ‫إىل االتجاه صعوداً ولكن بنسبة معقولة ترتاوح‬ ‫بني ‪ 10‬و‪ 15‬يف املئة”‪.‬‬ ‫يف ظل هذا الطلب الكبري عىل التملك وتنافس‬ ‫املصارف عىل تقديم القروض املغرية للراغبني‪ ،‬أي‬ ‫منطق يقول أن أسعار العقار يف لبنان سترتاجع‪،‬‬ ‫وأن أمثان الشقق السكنية ستنخفض؟‬ ‫يف هذا اإلطار أوضح رئيس جمعية منشئي‬ ‫وتجار األبنية يف لبنان املهندس “إييل صوما” يف‬ ‫حديث لـ”منرب التوحيد”‪ ،‬أن أسعار العقارات يف‬ ‫لبنان هي األرخص مقارنة بدول املنطقة والجوار‪،‬‬ ‫ففي األردن أسعار العقارات أعىل أربع مرات من‬

‫كانون‪2‬‬ ‫شباط‬

‫أسعار لبنان‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لسوريا‪،‬‬ ‫وقربص أعىل بخمس مرات‪ ،‬من هنا فإن قطاع‬ ‫العقارات يف لبنان هو عصب االقتصاد وركيزة‬ ‫أساسية لالستثامرات يف لبنان حيث يشكل‬ ‫حوايل ‪ %80‬من الخدمات‪.‬‬ ‫وأضاف “صوما” إىل أن ارتفاع أسعار الشقق‬ ‫يعود أوالً إىل االستقرار السيايس الذي دفع‬ ‫باملستثمرين لتوجيه أنظارهم إىل لبنان إلقامة‬ ‫مشاريع استثامرية وسياحية هامة‪ ،‬ولكن اليوم‬ ‫وبالرغم من الركود النسبي الذي يشهده قطاع‬ ‫العقارات‪ ،‬فإننا نشهد ارتفاعاً ملحوظاً يف أسعار‬ ‫الشقق يختلف بني منطقة وأخرى‪ ،‬وذلك يعود‬ ‫إىل لجوء املواطن إىل رشاء الشقق عرب قروض‪،‬‬ ‫والتي بلغت (‪ )14‬ألف قرض منها (‪ )4‬آالف قرض‬ ‫تقدمها املصارف املدعومة من االحتياط اإللزامي‬ ‫ملرصف لبنان مضافا إليها (‪ )10‬آالف قرض سكني‬ ‫من املصارف املتخصصة موزعة بني املؤسسة‬ ‫العامة لإلسكان ومرصف اإلسكان‪ ،‬إضافة إىل‬

‫جدول إحصاء عدد األمتار المسجلة لسنة ‪ 2009‬وفق نقابة المهندسين في بيروت‬ ‫لبنان‬ ‫لبنان‬ ‫النبطية‬ ‫البقاع‬ ‫جبل لبنان‬ ‫بيروت‬ ‫الجنوبي‬ ‫الشمالي‬ ‫‪18‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪41‬‬

‫المجموع‬ ‫‪300‬‬

‫املغرتبني عىل رشاء حوايل (‪ )4‬آالف شقة‪،‬‬ ‫وكذلك العرب واألجانب الذين ميتلكون‬ ‫يف أماكن مختلفة يف لبنان‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫أكرث من (‪ )22‬ألف شقة يتم رشاؤها يف‬

‫إقدام‬ ‫نقداً‪،‬‬ ‫شققاً‬ ‫هناك‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫يف السابق كانت عقود البيع الكبرية لغري‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬أما خالل األزمة األخرية ومع ارتفاع‬ ‫أسعار البرتول استبدل املستثمر األجنبي والعريب‬ ‫باملستثمر واملغرتب اللبناين‪ ،‬أما اليوم وبعد األزمة‬ ‫املالية العاملية تحولت جميع األنظار إىل لبنان ما‬ ‫جعله يشهد فورة عقارية غري مسبوقة‪ ،‬بالرغم‬ ‫من الركود الذي أ ّمل بالقطاع العقاري بسبب‬ ‫التأخر يف تشكيل الحكومة‪ ،‬ما أدى إىل زيادة‬ ‫الطلب عىل العرض‪ ،‬ولكن استثنائياً‪ ،‬وبد ًءا من‬ ‫الشهرين املاضيني حتى اليوم‪ ،‬أصبح هناك ركوداً‬ ‫عىل صعيد الرشاء‪ ،‬وبالتايل ال نستطيع أن ننكر‬ ‫تهافت العديد وخاصة الذين يقبلون عىل رشاء‬ ‫الشقق من خالل القروض السكنية‪ ،‬وحسب‬ ‫“صوما” فإنه حتى نهاية العام سيصبح هناك‬ ‫(‪ )11‬ألف قرض من املصارف املدعومة واملتخصصة‬ ‫كاملؤسسة العامة لإلسكان ومرصف اإلسكان‪،‬‬ ‫وليس من املصارف املدعومة من احتياطي مرصف‬ ‫لبنان‪ ،‬وهناك من (‪ )7 – 6‬مليار دوالر يتداول بها‬ ‫اليوم يف القطاع العقاري‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫‪551‬‬

‫‪20‬‬

‫‪95‬‬

‫‪189‬‬

‫‪118‬‬

‫‪1.078‬‬

‫آذار‬

‫‪102‬‬

‫‪578‬‬

‫‪15‬‬

‫‪77‬‬

‫‪169‬‬

‫‪102‬‬

‫‪1.043‬‬

‫نيسان‬

‫‪86‬‬

‫‪587‬‬

‫‪7‬‬

‫‪98‬‬

‫‪194‬‬

‫‪142‬‬

‫‪1.114‬‬

‫أيار‬

‫‪82‬‬

‫‪647‬‬

‫‪9‬‬

‫‪111‬‬

‫‪190‬‬

‫‪133‬‬

‫‪1.172‬‬

‫واقع القطاع العقاري‬

‫حزيران‬

‫‪96‬‬

‫‪932‬‬

‫‪10‬‬

‫‪168‬‬

‫‪335‬‬

‫‪203‬‬

‫‪1.744‬‬

‫ولفت “صوما” إىل أن قطاع العقارات كأي بلد من‬ ‫بلدان العامل يعترب األساس يف مواجهة األخطار‬ ‫التي تحدق يف عدم استقرار املوازين التجارية كونه‬ ‫يشمل مجاالت هامة متخصصة تحرك أكرثمن‬ ‫(‪ )60‬مهنة يف قطاعات إنتاجية أخرى‪ ،‬تبدأ من‬ ‫االستشارات الهندسية واملالية والقانونية عىل‬ ‫أنواعها‪ ،‬إىل صناعة البناء باختالف عنارصها‪ ،‬من‬ ‫رشكات مواد البناء واملتعهدين الذين يشرتكون‬ ‫جميعهم يف صناعة البناء‪ ،‬مؤكداً أن قطاع‬

‫تموز‬

‫‪67‬‬

‫‪345‬‬

‫‪7‬‬

‫‪73‬‬

‫‪67‬‬

‫‪28‬‬

‫‪587‬‬

‫آب‬

‫‪69‬‬

‫‪501‬‬

‫‪12‬‬

‫‪101‬‬

‫‪157‬‬

‫‪109‬‬

‫‪949‬‬

‫‪90‬‬

‫‪602‬‬

‫‪13‬‬

‫‪126‬‬

‫‪178‬‬

‫‪129‬‬

‫‪1.138‬‬

‫أيلول‬ ‫تشرين‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫تشرين‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫كانون‪1‬‬ ‫المجموع‬

‫‬‫‪738‬‬

‫‪4.899‬‬

‫‪97‬‬

‫‪881‬‬

‫‪1.528‬‬

‫‪982‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪9.125‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫أين يسكن اللبنانيون‪ ...‬وماذا يأكلون ؟!‬

‫أين يسكن اللبنانيون‪ ...‬وماذا يأكلون ؟!‬ ‫الغالف‬ ‫البناء اليوم يف لبنان يشهد ازدهاراً واسعا‬ ‫يعود إىل عدة عوامل‪ ،‬أولها عدم استفادة لبنان‬ ‫من ارتفاع أسعار النفط بسبب املشاكل التي‬ ‫كانت تعصف به يف كل مرة تسنح له الفرصة‬ ‫يف االستفادة من ارتفاع أسعار النفط حيث‬ ‫استفادت كل دول العامل‪ ،‬ولكنه استفاد اليوم‬ ‫بنسبة ‪ ،%10‬بالرغم من األزمة املالية واالقتصادية‬ ‫والعقارية التي عصفت بالعامل‪ ،‬وذلك يعود إىل‬ ‫متتني الثقة بالقطاع املرصيف وحكمة حاكم‬ ‫مرصف لبنان يف التحكم باملصارف ومنعها من‬ ‫الدخول يف املضاربات املالية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ألن العقارات يف لبنان تختلف عن تلك‬ ‫املوجودة خارجه‪ ،‬ألن املواطن اللبناين مبا فيه‬ ‫املغرتب اللبناين يسعى اليوم لرشاء منزل أو‬ ‫شقة بهدف اإلقامة فيها وليس بهدف التجارة‪،‬‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة إىل السائح الذي يشرتي‬ ‫الشقة بهدف اإلقامة فيها باعتباره لبنان هو‬ ‫موطن هام لالستجامم واالصطياف‪ ،‬ما دفع‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد استقرار األزمة املالية واالقتصادية‬

‫العاملية‪ ،‬املستثمرين يف العامل إىل توجيه‬ ‫أنظارهم إىل لبنان‪ ،‬البلد الوحيد الذي سيطر‬ ‫عىل استقراره االقتصادي واملايل يف ظل األزمة‬ ‫املالية واالقتصادية التي أملت العامل‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك كله فإن القطاع العقاري يف‬ ‫لبنان يعاين من ركود نسبي‪ ،‬نتج عن التأخر يف‬ ‫تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬والتي من املؤ ّمل‬ ‫أن تنعكس إيجاباً بعد تشكيلها عىل الوضع‬ ‫االقتصادي يف البلد‪.‬‬ ‫ففي حني ترتقب الدول العربية املرحلة التي‬ ‫سيبدأ فيها االنتعاش عىل صعيد االستثامرات‬ ‫خصوصاً بعد انتهاء شهر رمضان‪ ،‬فالسوق‬ ‫العقارية املحلية التزال تعيش مرحلة سبات منذ‬ ‫دخول الحكومة مرحلة ترصيف األعامل‪ ،‬ورغم‬ ‫ذلك فإن أسعار الشقق السكنية ترتفع بشكل‬ ‫يضاهي قدرة محدودي الدخل عىل رشائها حتى‬ ‫مع دعم الفائدة وتوسع رقعة اإلقراض املرصيف‪.‬‬

‫إعدار وحوار ليديا أبودرغم‬

‫جدول إحصاء عدد األمتار المسجلة لسنة ‪ 2009‬وفق نقابة المهندسين في بيروت‬ ‫بيروت‬

‫البقاع‬

‫لبنان الجنوبي‬

‫النبطية‬

‫كانون‪2‬‬

‫‪4.296‬‬

‫‪63.695‬‬

‫‪113‬‬

‫‪14.197‬‬

‫‪20.482‬‬

‫‪8.220‬‬

‫‪111.003‬‬

‫شباط‬

‫‪138.676‬‬

‫‪365.861‬‬

‫‪201.299‬‬

‫‪64.089‬‬

‫‪92.533‬‬

‫‪46.546‬‬

‫‪909.004‬‬

‫آذار‬

‫‪73.846‬‬

‫‪417.439‬‬

‫‪6.659‬‬

‫‪41.644‬‬

‫‪78.159‬‬

‫‪58.712‬‬

‫‪676.459‬‬

‫نيسان‬

‫‪52.683‬‬

‫‪560.256‬‬

‫‪1.649‬‬

‫‪56.853‬‬

‫‪106.369‬‬

‫‪70.604‬‬

‫‪848.414‬‬

‫أيار‬

‫‪39.098‬‬

‫‪544.045‬‬

‫‪2.168‬‬

‫‪82.419‬‬

‫‪116.686‬‬

‫‪80.944‬‬

‫‪865.360‬‬

‫حزيران‬

‫‪169.180‬‬

‫‪1.096.588‬‬

‫‪19.889‬‬

‫‪118.007‬‬

‫‪271.133‬‬

‫‪114.659‬‬

‫‪10789.456‬‬

‫تموز‬

‫‪38.918‬‬

‫‪234.117‬‬

‫‪5.850‬‬

‫‪40.267‬‬

‫‪26.734‬‬

‫‪11.610‬‬

‫‪357.496‬‬

‫آب‬

‫‪74.243‬‬

‫‪426.723‬‬

‫‪8.201‬‬

‫‪62.467‬‬

‫‪85.679‬‬

‫‪47.505‬‬

‫‪704.818‬‬

‫أيلول‬

‫‪260.518‬‬

‫‪676.046‬‬

‫‪14.341‬‬

‫‪98.438‬‬

‫‪108.825‬‬

‫‪72.132‬‬

‫‪1.230.300‬‬

‫تشرين‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫تشرين‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫كانون‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫المجموع‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جبل لبنان‬

‫لبنان الشمالي‬

‫المجموع‬

‫‪851.458‬‬

‫‪4.384.770‬‬

‫‪260.169‬‬

‫‪578.381‬‬

‫‪906.600‬‬

‫‪510.932‬‬

‫‪34‬‬

‫‪7.492.310‬‬

‫أكثر من ملياري دوالر‬ ‫مبيعات عقارية في لبنان‬ ‫خالل النصف األول‬ ‫قالت «مديرية الشؤون العقارية» إن‬ ‫القيمة اإلجاملية للمبيعات العقارية يف‬ ‫لبنان بلغت نحو ‪ 2.7‬مليار دوالر يف النصف‬ ‫األول من العام الحايل‪ ،‬أي بانخفاض نسبته‬ ‫‪ 5.2‬باملئة عىل أساس سنوي‪.‬‬ ‫ومن ناحية العرض العقاري‪ ،‬يبدو أن‬ ‫حركة البناء شهدت قفزة قوية‪ ..‬ذلك‬ ‫أن إحصاءات «نقابة املهندسني» يف كل‬ ‫من بريوت وطرابلس تبني أن رخص البناء‬ ‫يف النصف األول من العام الحايل شملت‬ ‫‪ 6266912‬مرتاً مربعاً‪ ،‬مقابل ‪ 5151.151‬مرتاً‬ ‫مربعاً يف الفرتة ذاتها من العام ‪ ،2008‬أي‬ ‫بزيادة نسبتها ‪ 22.5‬باملئة‪.‬‬ ‫وهذه الزيادة قريبة جداً من تلك املسجلة‬ ‫يف النصف األول من العام ‪25.8 ،2008‬‬ ‫باملئة‪ ،‬وهي فرتة بلغ خاللها النشاط‬ ‫العقاري أقىص مداه‪ ،‬حيث كان املقاولون‬ ‫العقاريون يسعون إىل تلبية الطلب القوي‬ ‫عرب إطالق مشاريع جديدة‪.‬‬ ‫والحظ التقرير أن املستثمرين اإلماراتيني‬ ‫تحديداً‪ ،‬هم األكرث نشاطاً يف لبنان‪ ،‬إذ‬ ‫بلغت استثامراتهم فيه ‪ 1.115‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫متثل ‪ 41.9‬باملئة من االستثامرات العربية‬ ‫اإلجاملية خالل العام الفائت‪.‬‬ ‫وبلغ متوسط معدل النمو السنوي‬ ‫لقيم بيع العقارات عىل مدى السنوات‬ ‫الخمس املاضية ‪ 17.6‬باملئة‪ ،‬يف حني أن عدد‬ ‫تصاريح البناء الصادرة خالل الفرتة نفسها‬ ‫قد ارتفع مبعدل ‪ 12.6‬باملئة كل سنة‪.‬‬ ‫فكام كان عليه الحال يف القطاعات‬ ‫الرئيسة األخرى لالقتصاد يف البالد‪ ،‬مثل‬ ‫الخدمات املرصفية والسياحة‪ ،‬فإن صناعة‬ ‫العقارات اللبنانية متكنت من تجنب األزمة‬ ‫املالية العاملية‪ ،‬بل واستفادت من ذلك‪.‬‬ ‫ففي حني تراجعت أسعار العقارات‬ ‫واملعامالت يف جميع أنحاء املنطقة‪ ،‬تجنب‬ ‫لبنان االنهيار الكبري لقطاع العقارات‪.‬‬ ‫وكان الرتاجع يعود أساساً إىل التباطؤ‬ ‫يف منو النشاط األجنبي يف السوق‪ ،‬حتى‬ ‫ولو أن ذلك مسألة نسبية‪ .‬ففي العام‬ ‫‪ ،2008‬كانت هناك زيادة ‪ 18.5‬باملئة يف‬ ‫عدد مبيعات العقارات من قبل املشرتين‬ ‫يف الخارج‪ ،‬لكن معدل النمو هذا تراجع‬ ‫إىل ‪ 9.6‬باملئة يف النصف األول من العام‬ ‫الحايل‪.‬‬

‫السموم الصحن اليومي للمواطن اللبناني‬ ‫والمسؤولون يتقاذفون المسؤوليات‬ ‫هل من املعقول أن يدخل لبنان األلفية الثالثة‬ ‫من دون كهرباء ومياه وخدمات صحية واجتامعية‪،‬‬ ‫ولو يف حدّها األدىن مع وجود خلل يف سالمة‬ ‫األمن الغذايئ؟‬ ‫ها نحن اليوم نعيش تقاذف وزارات االقتصاد‬ ‫والزراعة والصحة مسؤولية تعريض صحة‬ ‫املواطن اللبناين لخطر السموم‪ ،‬وكأن ما يتحمله‬ ‫املواطن يف هذا البلد ال يكفيه يك تأيت كارثة‬ ‫أخرى لتزيد من أعبائه وهمومه اليومية‪ ،‬وكأمنا‬ ‫ُك ِتب عىل املواطن يف هذا البلد أن يخرج من‬ ‫حفرة ليقع بأخرى‪.‬‬ ‫واملشكلة املطروحة اليوم أصعب من غريها‬ ‫بكثري كونها تطال األمن الغذايئ للمواطن‬ ‫والسيام الطبقة الفقرية التي تركز يف طعامها‬ ‫عىل تناول الخضار والفواكه‪ ،‬إ ّال أن ما طالعتنا به‬ ‫وسائل اإلعالم املريئ واملكتوب مؤخراً من خالل‬ ‫دراسة قامت بها طالبة يف كلية العلوم يف‬ ‫الجامعة اللبنانية‪ ،‬خ ُلصت من خاللها اىل تأكيد‬ ‫رواسب مبيدات زراعية يف عرشة أنواع من الخرض‬ ‫والفاكهة كالكرز والبطاطا والكوسا‪ ،‬تشري‬ ‫فيها اىل أن املنتجات الزراعية مرسطنة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أرعب اللبنانيني حيال سالمة ما يأكلون‬ ‫ويطعمون أوالدهم والسيام أن آثار هذه املبيدات‬ ‫ال تظهر إ ّال بعد مرور وقت طويل‪.‬‬ ‫فهذه املشكلة ليست بالجديدة‪ ،‬فنحن نعاين‬ ‫منها منذ سنوات‪ ،‬ذلك ألن املزارع يجهل التقنيات‬ ‫األساسية لرش املبيدات ويلجأ اىل تقليد املزارع‬ ‫اآلخر الذي بدوره الميلك أي معلومات عن كيفية‬ ‫رش هذه املبيدات بطريقة علمية وصحيحة‪،‬‬ ‫ناتجة عن غياب األطر التي ّ‬ ‫تنظم عملية الغداء‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وبالتايل فلتان كامل يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وبعد ضجة ترسبات بقايا املبيدات يف االنتاج‬ ‫الزراعي‪ ،‬بدأت األسئلة عن املسؤوليات وكيفية‬ ‫الترصف‪ ،‬وما هو البديل بانتظار قيام الدولة‬ ‫بدورها؟‬ ‫وبانتظار أن تقوم الوزارات املسؤولة بدورها‪،‬‬ ‫من الطبيعي ال بل من البديهي أن يبحث أي‬ ‫مستهلك عن البدائل‪ ،‬وأن يسأل نفسه أيضاً‬ ‫ماذا يأكل؟‬ ‫والجواب عىل هذا السؤال ال يكون بالطبع‬ ‫بالنصح باالبتعاد عن الخضار والفواكه والسيام‬ ‫الوطنية منها‪ ،‬بل بالتوجه اىل الحكومة الجديدة‬ ‫لسؤالها عن مدى اهتاممها بقضايا املواطن‬ ‫وأمنه الغذايئ والصحي‪ ،‬وعن نيتها يف إعادة‬ ‫االعتبار لدور وزارة الزراعة وأجهزتها وزيادة‬ ‫موازنتها للقيام مبهامها يف مراقبة األدوية‬

‫الزراعية‪ ،‬والبحث يف تأثرياتها الجانبية‪ ،‬واعتامد‬ ‫خطط إرشادية للمزارعني للتخفيف قدر اإلمكان‬ ‫من مضارها وتأمني البدائل الطبيعية‪.‬‬

‫إهامل وتقاذف املسؤوليات‬ ‫إزاء هذا الواقع‪ ،‬عرض رئيس جمعية املزارعني‬ ‫اللبنانيني املهندس انطوان الحويك لـ”منرب‬ ‫التوحيد”‪ ،‬موضوع الرتسبات الكيميائية يف‬ ‫الخضار والفاكهة‪ ،‬فشجب موقف العديد من‬ ‫املسؤولني الذين حملوا املزارعني مسؤولية تلوث‬ ‫املنتجات الزراعية يف وقت هم ضحايا اإلهامل‬ ‫الرسمي للقطاع‪.‬‬ ‫ولفت اىل أن التخفيف من حدة هذه املشكلة‬ ‫يتم من خالل دعوة رشكات استرياد وتوزيع‬ ‫املبيدات الزراعية إىل وضع ملصقات فورية عىل‬ ‫كافة املبيدات‪ ،‬أكانت يف مستودعاتهم أو يف‬ ‫مراكز البيع‪ ،‬تحدد وبشكل ظاهر الفرتة الواجبة‬ ‫ما بني املكافحة والقطاف‪ ،‬والتزام املزارعني يف‬ ‫كافة املناطق والقطاعات بفرتات التحريم ووقف‬ ‫استعامل املبيدات بحسب التعليامت الواردة عىل‬ ‫تم ذلك فإن ‪ %80‬من املشكلة تكون‬ ‫العبوات‪ ،‬وإذا ّ‬ ‫قد ُح ّلت‪ ،‬مشرياً اىل دور وسائل اإلعالم املهم يف‬ ‫إيصال النداء اىل املزارعني وتوعيتهم الحقاً حول‬

‫‪35‬‬ ‫‪35‬‬

‫خطورة االستعامل العشوايئ للمبيدات‪.‬‬ ‫وتابع الحويك أنه من ناحية الشكل فإن إثارة‬ ‫املوضوع من قبل املسؤولني الرسميني وإشاعة‬ ‫الذعر بني املواطنني هو خطأ كبري‪ ،‬ال سيام وأن‬ ‫السلطة تتح ّمل املسؤولية املبارشة عن هذا‬ ‫املوضوع بسبب السياسة العامة حيال القطاع‬ ‫الزراعي‪ ،‬فبدل أن تكون السلطة مصدر أمان‪ ،‬فإذا‬ ‫بها مصدر قلق وذعر للمستهلك‪ ،‬السيام وأن‬ ‫إثارة املوضوع بالشكل الذي أثري به مع علمهم‬ ‫بعدم وجود بديل للمنتجات إذا كانت ملوثة ال‬ ‫يجوز وال ميكن أن يحصل إال يف لبنان‪.‬‬ ‫بينام عندما أثري موضوع مادة “البارابني”‬ ‫التي هي مادة حافظة موجودة بشكل أسايس‬ ‫وتم إثبات عالقتها‬ ‫يف مستحرضات التجميل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫برسطان الثدي لدى النساء‪ ،‬وتدين الخصوبة‬ ‫لدى الرجال‪ ،‬فإن الهدف من ذلك كان لفت نظر‬ ‫اللبنانيني اىل خطر هذه املادة واستعامل البديل‬ ‫عنها‪ ،‬الذي أصبح متوفراً يف األسواق‪ ،‬علام انه‬ ‫مل يكم من الواجب إثارة موضوع الرتسبات‬ ‫الكيميائية قبل وضع اآللية الالزمة للحصول‬ ‫عىل املنتجات السليمة أو وجود املنتجات املثبت‬ ‫نظافتها يف السوق‪.‬‬ ‫أما من ناحية املضمون أضاف الحويك‪ :‬املوضوع‬ ‫يقسم اىل شقني‪ :‬شق املنتجات املستوردة‪ ،‬وشق‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫أين يسكن اللبنانيون‪ ...‬وماذا يأكلون ؟!‬

‫أين يسكن اللبنانيون‪ ...‬وماذا يأكلون ؟!‬ ‫الغالف‬ ‫املنتجات املحلية‪ ،‬فبالنسبة للمنتجات املستوردة‬ ‫فإن قرارا من وزير الزراعة كاف لفرض رشط‬ ‫الخلو من الرتسبات الكيميائية عىل املنتجات‬ ‫املستوردة قبل الدخول اىل لبنان‪ ،‬وهذ املطلب‬ ‫مل ينفذ بالرغم من املطالبات املتكررة والضغط‬ ‫عىل وزارة الزراعة التخاذ القرار‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمنتجات املحلية‪ ،‬عرض الحويك‬ ‫املواقف واملشاريع والخطط التي تقدّم بها املزارعون‬ ‫ابتد ًءا من سنة ‪ ،2002‬الفتاً اىل التقصري الحاصل‬ ‫من مصلحة األبحاث الزراعية ووزارة الزراعة يف ما‬ ‫خص نرش املكافحة البيولوجية ومراقبة اإلنتاج‬ ‫الزراعي وإجراء الفحوصات الدورية عليه للتأكد‬ ‫من خلوه من آثار املبيدات ومنع استعامل امللوث‬ ‫منها لالنتاج‪ ،‬ملا يف ذلك من رضر عىل صحة‬ ‫املواطنني إذ أن استهالك منتجات غري نظيفة‬ ‫يسبب أمراضاً عدة السيام الرسطانية منها‪.‬‬ ‫وجدد الحويك دعوته اىل إنشاء غرف مستقلة‬ ‫للزراعة‪ ،‬تعمل عىل تطوير الزراعة وإيصال‬ ‫التقنيات الحديثة اىل املزارع وإرشاد املزارعني‬ ‫إلنتاج سلع نظيفة وسليمة عالية النوعية‬ ‫واملنافسة‪ .‬إضافة اىل اإلرساع يف إيجاد خطة‬ ‫إنقاذ وتطوير القطاع الزراعي‪ ،‬ووضع آلية ملراقبة‬ ‫دورية لرواسب املبيدات واألسمدة يف املنتجات‬ ‫الزراعية إن يف داخل املزرعة أو يف أسواق الخضار‪،‬‬ ‫وإصدار قرار يحدد نوعية املياه املستعملة يف‬ ‫تنظيف املنتجات الزراعية السيام “الحشائش”‪،‬‬ ‫وإصدار قانون املراكز الزراعية التي تحرن من تداول‬ ‫املبيدات واألسمدة والبذور‪ ،‬وتعميم الزراعة‬ ‫العضوية ضمن برامج وطنية بحسب القطاعات‬ ‫السيام يف قطاعي الزيتون واملوز‪ .‬وأمل الحويك أن‬ ‫تؤخذ هذه اإلقرتاحات بعني االعتبار‪ ،‬ملا فيها من‬ ‫مصلحة للمزارع وبالتايل تعيد ثقة املستهلك‬ ‫باملزارع اللبناين وإنتاجه‪.‬‬ ‫من جهته أ ّكد نائب رئيس جمعية املزارعني‬ ‫اللبنانيني املهندس سهيل الحاج حسن أن‬ ‫استعامل املبيدات الزراعية ليس وليد اليوم‪،‬‬ ‫حيث كانت نسبة الرتسبات فيها يف السنوات‬ ‫املاضية أعىل مام هي عليه اليوم‪ ،‬وفق نوعها‬ ‫وطريقة استعاملها‪ ،‬وذلك بسبب غياب الرقابة‪،‬‬ ‫والذي يختلف اليوم‪ ،‬هو وجود العديد من املعدات‬ ‫واألجهزة التي تحدّد نسبة الرتسبات يف املبيدات‪،‬‬ ‫زيادة أو نقصاناً‪ ،‬من هنا ال نستطيع أن نجزم مبدى‬ ‫انتشار هذه الرتسبات يف كل املنتوجات الزراعية‪،‬‬ ‫وبالتايل ال ميكننا أن نجزم بإمكانية وجودها يف‬ ‫كل العينات التي هي قيد التحليل‪.‬‬ ‫وهنا أريد أن ألفت النظر اىل أن تلك األدوية غري‬ ‫مصنعة يف لبنان بل هي مستوردة من الخارج‪،‬‬ ‫وبالتحديد من االتحاد األورويب واألمرييك‪ ،‬لكن‬ ‫الفرق هنا يدخل يف كيفية تصنيف استعاملها‪،‬‬ ‫للخضار أو الفاكهة أوالرتبة وذلك يعود اىل‬ ‫التوعية التي يعملون عىل تلقينها للمزارعني‬ ‫عىل عكس ما يجري هنا حيث يفتقد املزارعون‬ ‫للخربة والتوعية يف كيفية استعامل تلك‬ ‫املبيدات‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫القرشة من الخارج وال ميكنه أن يدخل اىل أنسجة‬ ‫الصنف أو النبات والهدف منه إبادة ما يعرف بـ‬ ‫“األكاروز” أو الحرشات التي ميكن أن تلحق الرضر‬ ‫باملزروعات والخضار والتي ميكن أن نتخلص من‬ ‫‪ %75‬من رضرها أثناء الغسل‪ ،‬أو قد يخف مفعوله‬ ‫بعد ثالث أو رابع يوم‪ ،‬أما األدوية الجهازية فهي‬ ‫تتعلق بأنواع املبيدات التي تدخل اىل أنسجة‬ ‫األصناف من نباتات وخضار وفاكهة وغريها‪،‬‬ ‫وهي بحاجة اىل ‪ 25‬يوما يك يخف رضرها‪ ،‬من‬ ‫هنا أهمية التوعية لدى املزارعني‪ .‬ولكن املشكلة‬ ‫التي تعانيها تكمن يف األصناف التي يستعدي‬ ‫قطافها يومياً بحيث ال ميكننا أن نخفف من رضر‬ ‫األدوية املستخدمة‪.‬‬ ‫أما فيام يتعلق بالحملة املثارة ضد األدوية‬ ‫املستخدمة يف رش املوز فهي عارية من‬ ‫الصحة‪ ،‬والتأكيد عىل ذلك أن أي صنف من‬

‫الخضار أو الفاكهة ال ميكن أن تتغري مواصفاته‬ ‫بني بلد وآخر‪ ،‬فاملواصفات تبقى ثابتة‪ .‬وهنا تجدر‬ ‫اإلشارة اىل عملية إنضاج املوز والتي تختلف‬ ‫فيها عملية التخمري الحديثة التي يستخدم‬ ‫فيها “الكربري” واملاء عن تلك الطبيعية من‬ ‫خالل التفاح‪ ،‬واللون األسود داخل املوز يعود اىل‬ ‫قطافه قبل أوانه وليس بسبب استخدام األدوية‬ ‫الزراعية‪.‬‬ ‫وأ ّكد الحاج حسن أن هذه الحملة ليست‬ ‫بريئة مشرياً اىل أن هناك من يسوق لنوع‬ ‫دواء ما أوغريه‪ ،‬ولكن نحن كجمعية مزارعني‬ ‫طرحنا موضوع الرقابة عىل املنتجات الزراعية‬ ‫منذ العام ‪ 2002‬وتوجيه املزارعني خاصة يف ما‬ ‫يتعلق باستخدامهم لألدوية الزراعية‪ ،‬ولكن كل‬ ‫تناول املوضوع وفق مصالحه‪ ،‬خاصة بعد انتشار‬ ‫الزراعات العضوية‪ .‬ويف هذا اإلطار طالب الحاج‬

‫حسن بنرش التوعية بطريقة أفعل وأشمل‬ ‫وتوجيه املزارعني ومراقبة السوق املستودرة لتلك‬ ‫األنواع من األدوية خاصة وأن لبنان يستوردها من‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫هكذا وبني أخذ ورد يدفع املواطن وحده ومن صحته وبشكل‬ ‫يومي فاتورة الرصاع عىل الصالحيات‪ ،‬ومثن اإلهامل وانعدام‬ ‫الرقابة‪ ،‬إضافة إىل حالة الرت ّقب التي يعيشها املواطن نتيجة‬ ‫التجاذبات السياسية‪ ،‬وغياب دور الدولة‪ .‬ومن هنا‪ ،‬ولكيفية حل‬ ‫هذه املسألة اتفق الجميع عىل تضافر جهود الدولة من خالل إقرار‬ ‫قانون لسالمة الغذاء يراقب السلعة من موقع االسترياد أو اإلنتاج‬ ‫بد ًءا من الحقل وصوالً لطاولة املستهلك‪.‬‬ ‫فهل مينح وزير الزراعة الجديد هذا املوضوع االهتامم الذي‬ ‫يستحق ليك ال تعود هذه املشكلة وتسكن أدراج اإلدارات‬ ‫املسؤولة؟‬

‫إعداد وحوار ليديا أبودرغم‬

‫إجراءات سريعة لمعالجة موضوع الترسبات الكيميائية‬ ‫على الخضار والفاكهة وفق اقتراحات جمعية المزارعين‬

‫وال ميكن ألحد أن يحدد نتيجة وتوقيت تلك‬ ‫الحملة‪ ،‬وذلك يعود اىل أن الفحوصات املخربية‬ ‫كانت ُتجرى عىل ثالث أو أربعة أنواع من األدوية‬ ‫يتوزع استعاملها بني عدة مناطق بحيث كل‬ ‫منطقة تستعمل نوعاً من تلك املبيدات‪ ،‬ما أثبت‬ ‫وجود زيادة الرتسبات يف املبيدات املستخدمة‬ ‫عىل العينات موضوع التحليل‪ .‬وأشار اىل أن‬ ‫مساعدة املزارعني يف اختيار النوع املالئم من‬ ‫املبيدات يعود اىل جهود ودور وزارة الزراعة يف نرش‬ ‫التوعية بني املزارعني‪ ،‬وإجراء دورات تدريبية لهم‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫مبا يخدم مصلحتهم لتحسني إنتاجهم‪ ،‬خاصة‬ ‫مع وجود الكثري من رشكات األدوية الزراعية التي‬ ‫تبغى الربح غري عابئة مبصلحة املزارع‪ ،‬واليوم قد‬ ‫قدمنا دراسة اىل وزير الزراعة طالبنا خاللها بزيادة‬ ‫موازنتها ما يساعدها يف تقديم الدعم اىل املزارع‬ ‫بهدف تحسني إنتاجه بطريقة ال ترض بصحة‬ ‫املستهلك‪ .‬ومن جهة أخرى يجب أن الننىس دور‬ ‫الوسائل اإلعالمية يف توعية املزارع‪ ،‬خاصة مع‬ ‫وجود صنفني من األدوية املستعملة‪ :‬منها ما هو‬ ‫باملالمسة ومنها ما هو جهازي‪ :‬فاألول يبقى عىل‬

‫ املنع الفوري السترياد املبيدات الجهازية وسحب املتواجد‬‫منها يف األسواق فوراً‪.‬‬ ‫ غسل الخضار والفاكهة جيداً قبل استهالكها‪ ،‬ما يزيل‬‫معظم الرتسبات الناتجة عن املبيدات باملالمسة (بنسبة‬ ‫‪ ،)%75‬وهي الوحيدة التي يجب أن تكون مسموحة يف لبنان‪.‬‬ ‫ يف املبيدات الزراعية املسموح باستريادها اىل لبنان‪:‬‬‫املنع الفوري للمبيدات الخطرة والجهازية التالية‪-Acephate :‬‬ ‫‪-Metahamidophos-Diuron-Dimetoate-Carbofuran‬‬ ‫‪-OxychlorideCopper+kasugamycin-Cyhexatin‬‬ ‫‪Dichloride Paraquat‬‬ ‫ودراسة أوضاع املبيدات التالية‪:‬‬ ‫‪-Malathion-Dinocap-Carbaryl-salt amine 2.4‬‬ ‫‪Bromide Methyl -Methomil‬‬ ‫وتحديد استعامل املبيد التايل عىل الحمضيات حرصاً‪:‬‬ ‫‪Methidation‬‬ ‫ يف اإلجراءات الرسيعة الواجب اتخاذها لتوعية املزارعني‬‫حول استعامل املبيدات‪:‬‬ ‫ فرض وضع ملصق عىل كافة عبوات املبيدات يف السوق‬‫يحدد بشكل ظاهر فرتة األمان من تاريخ املكافحة اىل تاريخ‬ ‫القطاف‪.‬‬ ‫ تنفيذ حملة إعالمية يف وسائل اإلعالم املرئية تطلب‬‫من املزارعني االلتزام بفرتات األمان وتظهر مخاطر سوء‬ ‫استعامل املبيد‪.‬‬ ‫‪ -‬يف تتبع املنتجات الزراعية املحلية‬

‫إنشاء السجل الزراعي حيث تسجل كافة الحيازات‬ ‫الزراعية وتحصل عىل بطاقة تحدد الزراعات وحجمها ليصبح‬ ‫باإلمكان تتبع املنتجات املحلية ومصدرها‪.‬‬ ‫ يف قانون املراكز الزراعية‪:‬‬‫ إعادة مناقشة اقرتاح قانون املراكز الزراعية‬‫ رضورة وجود ممثلني للمزارعني يف لجنة األدوية الزراعية‬‫ تنظيم مهنة بيع واسترياد املبيدات الزراعية‬‫يف اإلجراءات الواجب اتخاذها يف استرياد الخضار‬ ‫والفاكهة‬ ‫ إدراج اختبارات ترسبات املواد الكيميائية (مبيدات‪،‬‬‫أسمدة‪...‬؟) يف املواصفات املطلوبة من املستوردين‪.‬‬ ‫ فرض االسترياد بعبوات صغرية مغلقة (حد أقىص ‪5‬‬‫كلغ) ال تفتح إ ّال يف محالت البيع بالتجزئة وتبقى املنتجات‬ ‫يف عبوتها األصلية‪.‬‬ ‫يف اإلرشاد الزراعي‪:‬‬ ‫إنشاء مركز معلومات مركزي مزود بعدة شاحنات تحتوي‬ ‫مختربات للرتبة واملياه وبقايا املبيدات‪ ،‬تجول يف املناطق‬ ‫وتجري دورات يف القرى للمزارعني عىل املكافحة املتكاملة‬ ‫لآلفات وعىل الطرق الجيدة لالنتاج‪.‬‬ ‫ تنفيذ مشاريع رسيعة إلقامة أسواق للمزارعني للبيع‬‫املبارش مرتبطة بإجراءات لسالمة ونظافة اإلنتاج‪.‬‬ ‫ نرش املكافحة البيولوجية عىل ما أمكن من الزراعات‬‫يف كافة املناطق للتخفيف من استعامل املبيدات الحرشية‪،‬‬ ‫ما يعيد التوازن البيئي مع الوقت‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب اقتصادي‪/‬مقابلة‬

‫نائب حاكم المصرف المركزي رائد شرف الدين لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫عدم تأثرنا باألزمة المالية عائد للتدابير االحترازية لمصرف لبنان‬ ‫الرضبات الهائلة التي تلقاها االقتصاد اللبناين يف حرب الـ ‪15‬‬ ‫عاما‪ ،‬والهجامت املتكررة للعدو اإلرسائييل عىل لبنان منذ ما بعد‬ ‫مؤمتر الطائف ‪ ،1989‬والتي توجت بحرب شبه شاملة عام ‪ ،2006‬وصوالً‬ ‫إىل األزمة االقتصادية العاملية التي عاىن منها العامل أجمع‪ ،‬أكسبت‬ ‫بني القطاعات االقتصادية‪ ،‬مناعة‬ ‫القطاع املرصيف اللبناين‪ ،‬األهم‬ ‫هائلة وقدرة عىل التكيف مع األحداث‪ ،‬والوقوف يف وجه األزمات‬ ‫للحفاظ عىل تباته‪.‬‬ ‫ونادراً ما تبلغ ودائع قطاع مرصيف ما يف العامل ثالثة أضعاف الناتج‬ ‫املحيل للبلد‪ .‬هذا هو شأن قطاع املصارف يف لبنان‪ ،‬إذ بلغت نسبة أصول‬ ‫املصارف يف لبنان للناتج املحيل اإلجاميل ‪ % 324‬وهي من أعىل املعدالت‬ ‫يف األسواق الناشئة‪ ،‬بيد أن التحدي الذي واجهته املصارف مت ّثل يف‬ ‫توظيف تلك الودائع وضخها يف رشايني االقتصاد العاثر‪ ،‬التي ضاقت‬ ‫بفعل األزمات املتالحقة والصدمات املستمرة‪ .‬فكان عىل املصارف أن‬ ‫تبدأ تصدير خرباتها إقليميا كأي قطاع تصديري آخر‪ ،‬ما دفع القطاع‬ ‫املرصيف اللبناين إىل السري يف حركة التوسع املتصاعدة يف الخارج‬ ‫خاصة يف دول الجوار العريب‪ ،‬بحثاً عن فرص توظيف بدالً عن الداخل‬ ‫بأمس الحاجة إىل التوظيفات‬ ‫يف الوقت الذي يبدو فيه هذا الداخل‬ ‫ّ‬ ‫املالمئة‪.‬‬ ‫وللتعرف عىل واقع القطاع املرصيف يف لبنان‪ ،‬وغريها من األمور‬ ‫املتعلقة بهذا القطاع‪ ،‬كان لنا وقفة مع نائب حاكم مرصف لبنان‬ ‫السيد رائد رشف الدين يف الحوار التايل‪:‬‬ ‫ما هي أسباب الزلزال االقتصادي واملايل العاملي؟ وملاذا مل يتأثر لبنان‬ ‫باألزمة املالية؟‬ ‫بداية كانت األزمة يف مجال الرهون العقارية‪ ،‬والذي سببه التشجيع‬ ‫الرسمي عىل التسليف العقاري‪ ،‬خصوصاً للفئات املتدنية الدخل‪ ،‬تنفيذاً‬ ‫لوعود انتخابية يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬مام دفع مؤسسات اإلقراض‬ ‫إىل التخيل عن الرتكيز عىل أهمية مالءة املدين يف عمليات اإلقراض‬ ‫يف إطار التنافس عىل اقتناص العمالء وتعظيم العوائد‪ .‬تبعها معضلة‬ ‫الصكوك الناجمة عن عمليات التسنيد‪ ،‬التي وفرت مزايا عديدة ال ميكن‬ ‫نكرانها‪ ،‬والتي ساهمت بشكل مبارش يف اندالع هذه األزمة‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫اعتامد القيمة السوقية يف أثناء األزمات لتقيم القيمة الفعلية لألصول‬ ‫وفق القواعد املحاسبية وزيادة ارتباط األسواق املالية بفعل العوملة املالية‪.‬‬ ‫وعدم تأثر لبنان باألزمة املالية عائد بشكل أسايس للتدابري االحرتازية‬ ‫املتخذة من مرصف لبنان وأهمها‪ :‬إخضاع تعامل املصارف باألدوات املالية‬ ‫املركبة واملشتقة لرتخيص مسبق من املجلس املركزي‪ ،‬تجنباً لتعقيداتها‬ ‫ومخاطرها السيام الخطر من االستثامر يف املنتجات غري املضمونة لرأس‬ ‫املال‪ ،‬باإلضافة إىل إخضاع قرارات التسليف والتوظيفات املتعلقة بأموال‬ ‫املصارف النقدية الجاهزة وتوظيفاتها العقارية ومساهامتها ومشاركاتها‬ ‫إىل موافقة مسبقة من قبل لجنة متخصصة‪ ،‬ومطالبة املصارف‬ ‫باالحتفاظ مبعدالت سيولة مرتفعة فاقت الـ ‪ % 30‬من أصل امليزانية املجمعة‬ ‫للمصارف‪.‬‬ ‫االستقرار األمني والسيايس أهم عامل جاذب لالستثامر والنمو‬ ‫االقتصادي‪ ،‬مع تزعزع هذا العامل واستمرار التأخري يف تشكيل‬ ‫الحكومة‪ ،‬كيف تنظر إىل تطور األوضاع املالية والنقدية؟‬ ‫إن االستقرار عىل الصعيد األمني والسيايس عنرص أسايس من عنارص‬ ‫الثقة وليس باستطاعة االقتصاد أن ينمو دون عنرص الثقة التي لوالها ملا‬ ‫كان هنالك استثامر‪.‬‬ ‫ولكن ما من شك أن دون هذه الحكومة تحديات عديدة وكبرية لتوفري رؤية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫متنوعة شاملة تحقق امليزة التنافسية للبنان يف ظل اقتصاد ُم َع ْومل‪ .‬فعىل‬ ‫الرغم من املنحى اإليجايب الذي شهده االقتصاد اللبناين لجهة من ّوه (الذي‬ ‫من املتوقع أن يصل إىل أو يفوق الـ ‪ )%7‬هذا العام‪ ،‬فإن عدم وجود سياسات‬ ‫فاعلة ملواجهة الخلل الهيكيل يف االقتصاد اللبناين من شأنه أن يشكل‬ ‫خطراً عىل النمو املستقبيل‪.‬‬ ‫سجل احتياط مرصف لبنان من العمالت األجنبية ارتفاعاً ما نسبته‬ ‫‪ %0.8‬يف النصف األول من أيلول مقارنة مع ما كان عليه يف النصف‬ ‫الثاين من آب‪ ،‬ما يشري إىل متتني الثقة يف القطاع املرصيف‪ ،‬ما هو تأثريه‬ ‫يف مستويات الفوائد؟‬ ‫تهدف سياسة تراكم احتياط مرصف لبنان يف العمالت األجنبية إىل‬ ‫الحفاظ عىل الثقة‪ .‬وتحقيقاً لهذه الغاية‪ ،‬يعتزم مرصف لبنان دعم منو الودائع‬ ‫بإبقاء معدل الفائدة التفاضلية بني العملة املحلية والعمالت األجنبية مع‬ ‫اإلقرار بأن سياسة تراكم احتياطي مكلفة يف نهاية املطاف عىل الحكومة‬ ‫والقطاع الخاص وامليزانية العمومية ملرصف لبنان‪ .‬إن انخفاض أسعار الفائدة‬ ‫عىل اللرية محتمل إذا كانت الودائع تنمو بوترية مريحة‪.‬‬ ‫أين أصبحت املنافسة املرصفية اليوم يف لبنان‪ ،‬وهل التزال تشكل‬ ‫عامل جذب للمستثمرين؟‬ ‫تحولت إسرتاتيجيات املؤسسات املالية الكربى‪ ،‬نتيجة املنافسة املرصفية‬ ‫الكثيفة والضغوط املتزايدة عىل الربحية‪ ،‬نحو دخول أسواق جديدة أو تقديم‬ ‫منتجات خدمات متنوعة بحيث شهدنا يف اآلونة األخرية انتشاراً ملفتاً‬ ‫للمصارف اللبنانية يف الخارج إما عرب فتح فروع جديدة أو مصارف تابعة يف‬ ‫بلدان شتى‪ .‬كام شهدنا أيضاً رغبة يف تأسيس مصارف إسالمية تابعة يف‬ ‫لبنان وذلك بغية التنويع يف مصادر األموال والتوظيفات‪.‬‬ ‫إن القطاع املرصيف يف لبنان ال يزال يستقطب مستثمرين وذلك بفضل‬ ‫خصائصه كقانون الرسية املرصفية‪ ،‬نظام تبادل العمالت الحر‪ ،‬نظام حرية‬ ‫الترصف برأس املال واألرباح‪ ،‬املنطقة املرصفية الحرة‪ .‬وأشري أيضاً إىل أن‬

‫‪38‬‬

‫القانون رقم ‪ ،308‬الصادر يف نيسان ‪ 2001‬الخاص بشأن إصدار وتداول أسهم‬ ‫املصارف‪ ،‬ال مي ّيز بني اللبنانيني واألجانب فيام يتعلق باقتناء أو تداول أسهم‬ ‫املصارف حيث انحرص طلب املوافقة املسبقة إلصدار أو تداول أسهم‬ ‫كام أن القطاع املرصيف اللبناين مفتوح أمام األجانب‬ ‫بحاالت محددة‪.‬‬ ‫برصف النظر عن ما إذا كانت السلطات يف البلد األجنبي تسمح بإنشاء‬ ‫املصارف اللبنانية أم ال‪ .‬وهكذا فإن لبنان ال يطبق مبدأ املعاملة باملثل منذ‬ ‫العام ‪.1991‬‬ ‫ما هي أهمية التسليف باللرية اللبنانية؟‬ ‫لذلك أهمية كربى تتمثل باستعادة العملة الوطنية ألدوارها األساسية‪.‬‬ ‫فمقارن ًة مع الثامنينات‪ ،‬استعادت اللرية أدواراً أساسية‪ ،‬األوىل كأداة‬ ‫للتداول يف التبادالت التجارية‪ ،‬يف بطاقات السحب والبطاقات االئتامنية‬ ‫والشيكات‪ ،‬والثانية كوحدة محاسبة ويف إعداد البيانات واإلفصاح والثالثة‬ ‫كعملة ادخار‪ .‬ونشهد أيضاً استعادة متنامية لدورها كأداة تسليف‪.‬‬ ‫حجم الودائع أكرب من حجم االقتصاد اللبناين‪ ،‬هل هو إيجايب أم‬ ‫سلبي يف الظروف الحالية؟‬ ‫بلغت نسبة أصول املصارف يف لبنان للناتج املحيل اإلجاميل ‪ % 324‬وهي‬ ‫من أعىل املعدالت يف األسواق الناشئة‪ .‬إن الودائع املرصفية‪ ،‬املرتكزة‬ ‫عىل ودائع املقيمني وودائع الغري مقيمني‪ ،‬عامل أسايس لضامن التمويل‬ ‫الحكومي املستمر يف لبنان ورضوري يف ظل مديونية عامة مرتفعة يف‬ ‫حوزة املصارف التجارية املحلية‪ .‬أما املخاوف من تدفق املزيد من الودائع إىل‬ ‫املصارف اللبنانية‪ ،‬فهي تكمن يف عملية إدارة هذه السيولة واستخدامها‬ ‫يف عمليات مضاربة وبالتايل التضخم‪ .‬ولكن املرصف املركزي قد بادر باتخاذ‬ ‫التدابري لتجنب هذه املسألة‪.‬‬ ‫حقق لبنان حسب تقارير اقتصادية منواً بنسبة ‪ ،%7‬ملاذا يعود ذلك؟‬ ‫ويف أي قطاعات تحقق هذا النمو‪ ،‬وما هي انعكاساته عىل البطالة؟‬ ‫تشري املؤرشات الدورية إىل “هبوط ميرس” يف االقتصاد اللبناين عىل‬ ‫الرغم من األزمة املالية العاملية والركود حيث استمر النشاط االقتصادي‬ ‫بالتوسع بقوة وذلك لغاية الفصل الثالث للعام ‪ .2009‬فبعد أن تأثرت‬ ‫سلباً صادرات السلع‪ ،‬التي متثل فقط نسبة صغرية من االقتصاد‪ ،‬بسبب‬ ‫انخفاض الطلب الخارجي‪ ،‬يبدو نشاط البناء صامداً‪ ،‬مع مواصلة إيجابية‬ ‫لنشاط الخدمات املالية والنشاط السياحي الذي بلغ أرقاماً قياسية هذا‬ ‫الصيف‪ .‬وحتى اآلن‪ ،‬مل تكن هناك عائدات كبرية من املغرتبني اللبنانيني‬ ‫من منطقة الخليج والبيانات املتوفرة ال توحي إىل انخفاض حاد يف تدفقات‬ ‫التحويالت املالية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن االنخفاض املتوقع يف النمو االقتصادي‬ ‫املحتمل أن يكون أفضل مام توقعت له مشاورات “املادة الرابعة” للصندوق‬ ‫الدويل للعام ‪ .2009‬يف حني أن التوقعات الحالية تشري لنمو الناتج املحيل‬ ‫اإلجاميل الحقيقي بنسبة حوايل ‪ %4‬املائة هذا العام (بدالً من ‪ ،)% 3‬مع‬ ‫احتامل تطور إيجايب إذا ما توفرت األوضاع السياسية واألمنية املحلية‬ ‫املالمئة‪ ،‬ومع انخفاض نسبة التضخم ويف ظل نظام الرصف الثابت‪ ،‬من‬ ‫املحتمل أن يظل التضخم متواضعاً ‪ ،‬بالنظر إىل توقعات التضخم املعتدلة‬ ‫يف البلدان الرشيكة تجارياً‪.‬‬ ‫من املعروف أن مرصف لبنان مازال يسعى إىل تشجيع تسليف‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬خصوصاً لجهة دعم القروض لالستثامرات البيئية‪،‬‬ ‫وقروض السكن وغريها‪ ،‬هل يحقق ذلك من ّواً اقتصادياً خاصة وأننا نشهد‬ ‫اليوم تراجعاً غري مسبوق للصادرات الصناعية‪ ،‬ما هو تقييمكم لذلك؟‬ ‫وهل نحن عىل حافة االنهيار االقتصادي؟‬ ‫يف ظل تدفق املزيد من الودائع إىل املصارف اللبنانية‪ ،‬عمل مرصف لبنان‬ ‫عىل تنظيم هذه السيولة تجنباً لخلق عمليات مضاربة وبالتايل التضخم‪.‬‬ ‫لذلك شجع املرصف عىل تحويل جزء كبري من الفائض من هذه السيولة‬ ‫إىل تسليفات يف اللرية اللبنانية تطاول أي مرشوع ينفذ خالل العامني‬ ‫‪ 2009‬و ‪ 2010‬لتمويل رشاء الشقق السكنية بهدف السكن وليس املضاربة‬ ‫العقارية‪ ،‬إضافة إىل متويل مشاريع بيئية والدراسات الجامعية‪ ،‬وذلك عرب‬ ‫منح املصارف التي تقوم بتلك التسليفات بتخفيضات من االحتياطي‬ ‫اإللزامي‪ .‬إن هذه العوامل املحفزة لتشجيع التسليف تخدم النمو االقتصادي‬

‫والكالم عن أننا عىل حافة االنهيار االقتصادي مستبعد وغري محتمل‪.‬‬ ‫كيف تقرأون تطور أسعار الفائدة يف السوق املرصفية اللبنانية‬ ‫اليوم؟‬ ‫إن اإلبقاء عىل نسبة فائدة مرتفعة عىل اللرية اللبنانية‪ ،‬واالستقرار‬ ‫شجع املودعني عىل تحويل أموالهم إىل‬ ‫النسبي الذي تتمتع به البالد قد ٌ‬ ‫العملة املحلية كام شجع دخول املزيد من الودائع إىل القطاع املرصيف‪.‬‬ ‫كم نحتاج من الوقت لنستطيع خلق اقتصاد حقيقي للبنان؟‬ ‫إن استخدام عبارة “خلق اقتصاد حقيقي للبنان” غري دقيقة مع أن هناك‬ ‫خلل هيكيل يف طبيعة االقتصاد اللبناين يؤثر سلباً عىل تحريك النشاط‬ ‫االقتصادي بالفعالية املطلوبة‪.‬‬ ‫إن املرصف املركزي يعي متاماً أهمية تطوير االقتصاد الحقيقي كتحسني‬ ‫البنى التحتية وتوسيعها الستيعاب الحركة الناشطة التي شهدها البلد‬ ‫هنالك جهات عدة تعنى بوضع السياسات االقتصادية‬ ‫هذا الصيف‪.‬‬ ‫أبرزها وزارة االقتصاد يف حني أن املرصف املركزي يعنى بالسياسة النقدية‬ ‫واملالية‪.‬‬ ‫هل من خطط مستقبلية جديدة لالستمرار يف متتني الثقة بالقطاع‬ ‫املرصيف‪ ،‬وعىل أية صعد؟‬ ‫لقد نجح اإلطار الترشيعي والرقايب الفعال‪ ،‬من قبل مرصف لبنان ولجنة‬ ‫الرقابة عىل املصارف‪ ،‬مقروناً بهيكل التمويل القائم عىل الودائع يف تجنيب‬ ‫القطاع املرصيف واملايل اللبناين من التعرض للمخاطر املالية الدولية ومن‬ ‫آثار األزمة املالية العاملية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ويف أعقاب األزمة‪ ،‬عززت لجنة الرقابة عىل املصارف متطلبات‬ ‫اإلفصاح عن العمليات الداخلية والخارجية وقد قامت باختبارات الـ ‪Stress‬‬ ‫‪ Tests‬عىل النظام املرصيف مع تكثيف لعمليات الرقابة املوقعية ‪site On‬‬ ‫‪ .Supervision‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬أوىص مرصف لبنان التق ٌيد بتوزيع العوائد‬ ‫إىل ‪ %25‬من أرباح العام ‪ 2008‬من اجل زيادة تعزيز رسملة البنوك‪ .‬وأخرياً‪،‬‬ ‫أعدت السلطات مرشوع قانون إلنشاء السلطة التنظيمية لألسواق املالية‪.‬‬ ‫كام أن دعمها اإلطار املرصيف مع اعتامد قانون معدل لدمج املصارف يهدف‬ ‫إىل تفادي تعرس أي مرصف بواسطة تشجيع عمليات الدمج أو الرشاء من‬ ‫قبل مصارف األكرث متانة‪ .‬كام أن هنالك خططاً إلصالح مؤسسة ضامن‬ ‫الودائع‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫مؤمتر ‪ /‬حوار‬

‫«منبر التوحيد» تلتقي في دمشق أمين عام المؤتمر القومي العربي‬

‫خالد السفياني‪ :‬سوريا كانت وال تزال‬ ‫النموذج األبرز في اتخاذ القرار المستقل‬ ‫يف قلب ينبض بالعروبة‪ ،‬ويف وقت‬ ‫خرجت فيه سوريا بفضل حكمة القرار‬ ‫السيايس وقوة اإلرادة وصدق الرؤية‬ ‫من أطواق الحصار‪ ،‬الذي كان يحدق‬ ‫بها من كل حدب وصوب‪ ،‬احتضنت‬ ‫دمشق املؤمتر العام الخامس لألحزاب‬ ‫العربية‪ ،‬التي اجتمعت لتكمل مسرية‬ ‫نضالها العريب نرصة للمقاومة العربية‬ ‫املستهدفة‪.‬‬ ‫وعىل هامش املؤمتر‪ ،‬أجرت مجلة‬ ‫“منرب التوحيد” هذا اللقاء مع أمني عام‬ ‫املؤمتر القومي العريب يف املغرب خالد‬ ‫السفياين الذي جاء فيه‪:‬‬ ‫كل‬ ‫املدة‬ ‫يتم‬ ‫آلية‬

‫ينعقد مؤمتر األحزاب‬ ‫يتم التواصل بينها خالل‬ ‫بني مؤمتر وآخر‪ ،‬وكيف‬ ‫بتلك املؤمترات‪ ،‬وما هي‬ ‫األرض؟‬ ‫إن مؤمتر األحزاب العربية صيغة للتنسيق‬ ‫بني األحزاب‪ ،‬ومحاولة لجمعهم ليس يف كل‬ ‫القضايا‪ ،‬خاصة وأنه يضم مختلف أطياف‬ ‫العمل السيايس يف الوطن العريب‪ ،‬بل يف‬ ‫قضايا معينة كقضايا األمة وقضايا التحرير‬ ‫ومقاومة االحتالل‪ ،‬وقضايا الدميقراطية حيث‬ ‫هناك محاولة لخلق بوصلة بشأنها بالنسبة‬ ‫لكافة األحزاب‪ ،‬فالعمل بشأن تلك القضايا‬ ‫ال يتطلب مؤمترات يومية ودورية‪ ،‬وسنوية‪،‬‬ ‫بل إرادة للتنسيق أو العمل املشرتك‪ ،‬وهذا‬ ‫يتم سواء بانعقاد تلك املؤمترات أو عدم‬ ‫انعقادها‪.‬‬ ‫كيف قرأتم كلمة األسد يف افتتاح‬ ‫املهرجان‪ ،‬خاصة يف حديثه عن بداية‬ ‫رشق أوسط جديد جوهره املقاومة؟ وما‬ ‫هو درور املقاومة ومستقبلها يف ظل‬ ‫الرشق األوسط الجديد؟‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عامني‪ ،‬كيف‬ ‫التي تفصل‬ ‫اتخاذ القرار‬ ‫تنفيذها عىل‬

‫إن الحديث عن والدة رشق أوسط جديد‪،‬‬ ‫والقرار العريب املستقل الذي هو عنوان املؤمتر‬ ‫اليوم‪ ،‬ال يرتبط بزمان‪ ،‬وتحديد مدة معينة‪،‬‬ ‫كونه موضوعاً جوهرياً لكل القضايا‪.‬‬ ‫فليك يصبح القرار العريب مستقال‪ً،‬‬ ‫يجب أن يكون هناك عرب يجتمعون عىل‬ ‫مفهوم واحد للقومية العربية‪ ،‬كام يجب‬ ‫أن يكون هناك عمل ما حول مفهوم موحد‬

‫‪40‬‬

‫قوامه القضية العربية‪ ،‬إضافة إىل وجوب‬ ‫إحداث تغيري ما يف مجموعة من العقليات‬ ‫للوصول إىل مستوى قرار عريب حقيقي‪،‬‬ ‫يكون مستق ًال عن كل املؤثرات الخارجية‪،‬‬ ‫ولتحقيق ذلك ال بد من بذل الجهود والعمل‬ ‫الدؤوب من مختلف األطياف السياسية‬ ‫العربية للتأثري عىل حكامها‪ ،‬وبالتايل عىل‬ ‫أنظمتها ليك تخوض هي ذاتها معركة‬

‫استقالل قرارها سواء كان ذلك يف استقالل‬ ‫قرارها عن السلطة أو استقالل قرارها عن‬ ‫كل املؤثرات الخارجية‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار كانت سوريا والتزال‬ ‫النموذج األبرز يف ما يتعلق باتخاذ القرار‬ ‫املستقل بالرغم من وجود التأثريات الخارجية‪،‬‬ ‫وذلك يعود إىل الرغبة واإلرادة السياسية‬ ‫للوصول اىل هذا املستوى من التعاطي مع‬ ‫الذات‪ ،‬وبالتايل مع اآلخر‪ ،‬لذلك نجد يف كلمة‬ ‫الرئيس بشار األسد وضوح كبري يف أهمية‬ ‫األخذ بعني االعتبار القضايا العربية املوحدة‪،‬‬ ‫خاصة يف اعتامده أسلوب مناكفة بعض‬ ‫الشعارات أو العبارات التي يراد بها قلب كل‬ ‫املفاهيم يف الوطن العريب‪ ،‬عندما تحدث عن‬ ‫أن املقاومة تصبح إرهابا‪ ،‬واالحتالل يصبح‬ ‫تحريرا‪ ،‬وقتل آالف الناس يصبح دميقراطية‬ ‫إلخ‪ ،‬كام هو الشأن يف العراق أو يف‬ ‫فلسطني أو كام جرى يف لبنان خالل حرب‬ ‫متوز ‪ ،2006‬وعندما تحدث أيضاً عن ما ُسمي‬ ‫برشق أوسط جديد كان من أهدافه تفكيك‬ ‫الوطن العريب‪ ،‬وزرع الرسطان الصهيوين‬ ‫باعتباره املهيمن داخل الجسم العريب‪ ،‬لكن‬ ‫األسد طرح هذه األهداف مبفهوم آخر‪ ،‬برشق‬ ‫أوسط جديد يضم قوى ودول قادرة عىل‬ ‫مواجهة املرشوع الصهيوين األمرييك‪ ،‬وال‬ ‫تقبل باستالب أي شرب من الوطن العريب‪،‬‬ ‫وال باستعباد أمرييك أوغريب للمنطقة‪،‬‬ ‫هذه القوى مجتمعة ميكنها أن تشكل‬ ‫رشق أوسط جديد منفتح عىل تركيا وإيران‬ ‫وغريها من دول املامنعة‪ ،‬قوامه املقاومة‬ ‫وليس االستسالم‪ ،‬وهذا يعني أن ال مجال‬ ‫فيه لكيان عنرصي كالكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬إن املهم يف كل ذلك هو خلق نظام‬ ‫رشق أوسطي تجتمع فيه دول الوطن العريب‬ ‫والدول الحليفة والصديقة املجاورة‪ ،‬والذي‬ ‫بإمكانه مواجهة كل التحديات املطروحة‬ ‫يف األمة العربية‪.‬‬ ‫كيف ميكن تحقيق الـ “نحن” العربية؟‬ ‫إن تحقيق الـ”نحن” العربية ال ميكن أن تتم‬ ‫إ ّال عرب تحقيق الوحدة العربية‪ ،‬وهذا هدف‬ ‫اسرتاتيجي تسعى إليه كافة الدول العربية‬ ‫لتحقيقه‪ ،‬ألنه دون تحقيقه سنبقى لقمة‬ ‫سائغة بني فيك الغرب والكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫أو القوى العظمى التي ستربز بعد أمريكا‬ ‫فيام بعد‪ ،‬إذاً ال بد لنا من البحث عن الوحدة‬ ‫العربية‪ ،‬والطريق إىل ذلك ليس بالرضورة أن‬ ‫يتم باالندماج من اللحظة األوىل‪ ،‬فهناك‬ ‫سبل متعددة تفسح املجال للدول العربية‬ ‫يف املحافظة عىل وجودها يف املراحل‪ ،‬ومن‬ ‫شأنها أن تزيل تخ ّوف هذه األنطمة من‬

‫عملية قيام العمل العريب املشرتك واالتجاه‬ ‫نحو وحدة عربية حقيقية‪.‬‬ ‫كيف ميكن محاربة التهويد الذي‬ ‫يغزو الثقافة العربية التي يعمل اإلعالم‬ ‫الصهيوين والعريب عىل إخفاء معاملها؟‬ ‫إن مسألة الثقافة العربية هي من القضايا‬ ‫األساس التي ُتطرح يف هذه املؤمترات‪ ،‬ولكن‬ ‫األمر يتعلق بقرار سيايس‪ ،‬وليس مبجرد‬ ‫رغبة ذاتية تتعلق بهذا الشخص أو هذه‬ ‫الجهة السياسية‪ ،‬ويدخل يف إطار كل الذين‬ ‫اتخذوا قراراً باالرمتاء يف أحضان االستعامر‬ ‫والقبول باملذلة‪ ،‬ومل يفكروا يف الثقافة‬ ‫بل عىل العكس سوف يعملون يف إطار‬ ‫عملهم من أجل إنجاح املرشوع اآلخر‪ ،‬كام‬ ‫سوف يعملون عىل تعبيد الطريق نحو‬ ‫ثقافة اآلخر‪ ،‬وبالتايل إنهاء الهوية العربية‬ ‫ونزعها من املواطن العريب‪ ،‬لكن عندما‬ ‫تتوفر اإلرادة املتوفرة لدى غالبية األمة‪،‬‬ ‫التي نراها يف سوريا مث ًال التي تعمل عىل‬ ‫تدريس تاريخ سوريا قبل أن تعمل عىل‬ ‫تدريس تاريخ الدول األوروبية‪ ،‬كام أنها تد ّرس‬ ‫الطب باللغة العربية‪ ،‬هذه املؤرشات ال ميكن‬ ‫تجاوزها‪ ،‬من هنا إن األمر يتعلق بقرار سيايس‬ ‫واإلميان مبستقبل األمة العربية‪ ،‬واالقتناع‬ ‫بأن الخضوع إلمالءات الغرب واالنخراط يف‬ ‫املرشوع الصهيوين األمرييك ال ميكن أن‬ ‫يؤدي اىل نتيجة إيجابية‪ ،‬ال عىل املستوى‬ ‫الوطني وال عىل املستوى القومي‪.‬‬ ‫وعندما تتوفر هذه اإلرادة عندها ميكن أن‬ ‫نتحدّ ث عن تغيري يف التعاطي الثقايف يف‬ ‫األمة‪ ،‬لكن هذا ال يعني أننا ال يجب أن ننتظر‬ ‫هذه اللحظة‪ ،‬بل يجب أن نناضل للوصول‬ ‫اىل هذه املرحلة‪ ،‬وكل ذلك يقع عىل عاتق‬ ‫األحزاب والنقابات واملجتمع املدين والعريب‬ ‫إلخ‪ ..‬وأعتقد أن هناك معركة حقيقية يف‬ ‫هذا االتجاه‪.‬‬ ‫من أين ميكن االنطالق ملعالجة القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬يف ظل األزمة التي يعيشها‬ ‫الفلسطينيون يف الداخل الفلسطيني؟‬ ‫أوالً يجب أن نكون مقتنعني بأمرين‪ :‬ال الثورة‬ ‫الفلسطينية وال ثورات العامل هي دامئاً‬ ‫منسجمة‪ ،‬دامئاً كان هناك خالفات‪ ،‬الخالف‬ ‫مستمر منذ انطالق الثورة الفلسطينية‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬وهذا طبيعي بالنسبة ألي ثورة‬ ‫من ثورات العامل‪ .‬لكن الفرق هنا هو أن‬ ‫الرصاع يف أغلبه كان حول قضايا التحرير‬ ‫وقضايا أخرى دون أن يكون يف جوهر موضوع‬ ‫التحرير‪ ،‬مبعنى كيف نح ّرر؟ وما هي األساليب‬ ‫التي ستتبع للتحرر؟ من هنا نجد أن الرصاع‬ ‫أصبح بني مرشوعني متناقضني بالكامل‪:‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬

‫األول يعترب أن ما يتصدّ ق به الغرب والكيان‬ ‫الصهيوين ال ميكن أن نحصل عىل يشء‬ ‫منه إ ّال من خالل املفاوضات‪ ،‬وهذا مرشوع‬ ‫كامل ومتكامل ذا أسس‪ ،‬ومرشوع آخر يرى‬ ‫أنه الميكن التنازل عن الثوابت الفلسطينية‬ ‫ومن جهة أخرى الميكن انتزاع أية حقوق إ ّال‬ ‫من خالل املقاومة التي هي السبيل الوحيد‬ ‫للتحرير واىل ما تصبو إليه األمة العربية‬ ‫بالنسبة للقضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫إذاً هناك مرشوعان يتجسدان يف كل‬ ‫رصاع موجود عىل الساحة العربية بد ًءا من‬ ‫العراق مروراً بلبنان وصوالً إىل غزة وأقطار‬ ‫غربية أخرى‪ .‬وبالتايل إذا فهمنا أن موضوع‬ ‫هذا الرصاع هو جوهري وليس شكيل‪،‬‬ ‫هنا ميكننا أن نفهم ملاذا مل تقع املصالحة‬ ‫بالرسعة املطلوبة‪ ،‬ولكن أعتقد أن املرحلة‬ ‫اآلن أصبحت أكرث إنسانية للوصول اىل‬ ‫مصالحة فلسطينية والتي ال ميكن أن تكون‬ ‫إال عىل أساس تحديد إطار التعامل داخل‬ ‫الوطن الواحد وعىل أساس وجود الخالف‬ ‫واستمراره‪ ،‬فال ميكن أن تطلب من املقاومة‬ ‫أن تس ّلم سالحها أو أن تطلب منها التخيل‬ ‫عن مطالبها‪ ،‬وتعرتف بالكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫فكل طرف ميكن أن يحتفظ بوجهة نظره‬ ‫يف العمل السيايس املتفق عليه داخل‬ ‫الساحة الواحدة‪ .‬وأعتقد أنه من املمكن‬ ‫التوصل اليوم اىل املصالحة ألن من يتبنوا‬ ‫االستسالم‬ ‫ومرشوع‬ ‫التسوية‪،‬‬ ‫مرشوع‬ ‫لآلخر مل يصلوا اىل طريق مسدودة‪ ،‬بل‬ ‫اصطدموا بالجدار الشاهق السميك الذي ال‬ ‫ميكنهم تجاوزه‪ ،‬وبالتايل أصبح هذا املرشوع‬ ‫منهاراً بشكل كامل حتى أنهم بدأوا‬ ‫يعرتفون بأنهم يف مأزق كبري‪ ،‬وهذا يتطلب‬ ‫استغالل املوضوع من قبل الجميع للوصول‬ ‫إىل مصالحة عىل قاعدة الثوابت وحرية‬ ‫االختيار وليس عىل قاعدة العاملة‪.‬‬ ‫وما يجري اليوم أعتقد أنه كفيل بأن‬ ‫يفسح األبواب أمام مصالحة فلسطينية‪-‬‬ ‫فلسطينية‪ ،‬ولكن األساس هو أن تستمر‬ ‫املقاومة وثقافتها‪ ،‬وأن نفك العزلة عن‬ ‫أهلنا يف فلسطني‪ ،‬ونشدد العزلة عىل‬ ‫الكيان الصهيوين وأن نوقف كل أشكال‬ ‫التطبيع والتفاوض معها‪ ،‬وأن نفتح‬ ‫املسالك اىل قطاع غزة وفلسطني لنز ّود‬ ‫الفلسطينيني ما يحتاجون إليه من دواء‬ ‫وغذاء وأسلحة ليدافعوا عن أنفسهم‪،‬‬ ‫وهذا حقهم الطبيعي وال ميكن ألحد أن‬ ‫ينتزعه منهم‪.‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫مؤمتر ‪ /‬حوار‬ ‫«منبر التوحيد» تلتقي في دمشق قادة من الحركة القومية للديمقراطية المباشرة في األردن‬

‫كساب‪ :‬نحن العرب أصبحنا «بناديق» ثقافات‬ ‫النويهي ‪ :‬الخطر هو عدم قبول أميركا بشريك في الهيمنة على العالم‬ ‫السورية‬ ‫العاصمة‬ ‫احتضنت‬ ‫دمشق املؤمتر العام الخامس لألحزاب‬ ‫العربية تحت “عنوان القرار العريب‬ ‫املستقل”‪ ،‬والذي ش ّكل ظاهرة إعالمية‬ ‫وسياسية عكست مرة جديدة الدور‬ ‫الذي تلعبه سوريا يف هذه املرحلة‬ ‫الحرجة يف تاريخ األمة‪ ،‬عرب احتضان‬ ‫النخب العربية يف تطلعاتهم إىل‬ ‫وأولها‬ ‫العادلة‬ ‫قضاياهم‬ ‫منارصة‬ ‫ومواجهة‬ ‫فلسطني‬ ‫العرب‬ ‫قضية‬ ‫التهويد يف كافة أوجهه االقتصادية‬ ‫واالجتامعية والثقافية‪.‬‬ ‫وعىل هامش املؤمتر‪ ،‬وعىل طاولة‬ ‫التوحيد”‬ ‫لـ”منرب‬ ‫كان‬ ‫مستديرة‪،‬‬ ‫وقفة عىل أهمية دور هذه املؤمترات‬ ‫يف تقريب وجهات النظر بني األحزاب‬ ‫العربية يف معالجة قضايا األمة‪،‬‬ ‫فكان لها لقاء مختلف عن غريه‪ ،‬مع‬ ‫كل من الدكتور عبد الرحمن كساب‪،‬‬ ‫عضو املكتب السيايس يف حزب‬ ‫الحركة القومية للدميقراطية املبارشة‬ ‫يف األردن‪ ،‬واألستاذ ضيف الله مفلح‬ ‫الفراج‪ ،‬أيضاً‬ ‫عضو املكتب السيايس‬ ‫يف حزب الحركة القومية للدميقراطية‬ ‫املبارشة يف األردن‪ ،‬والسيد نرص أحمد‬ ‫النويهي‪ ،‬عضو املكتب السيايس يف‬ ‫حزب الحركة القومية للدميقراطية‬ ‫املبارشة يف األردن‪ ،‬جاء عىل الشكل‬ ‫اآليت‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ينعقد مؤمتر األحزاب العربية كل سنتني‪،‬‬ ‫كيف يتم التواصل بينها خالل املدة التي‬ ‫تفصل بني مؤمتر وآخر؟ وكيف يتم معالجة‬ ‫مقرارات املؤمتر؟‬ ‫النويهي‪ :‬إن موضوع مؤمترات األحزاب‬ ‫العربية أصبح يرتدي اليوم سمة الوجه اآلخر‬ ‫للقمم العربية‪ ،‬يف أخذها بقرارات من املفرتض‬ ‫أن تلبي نوعاً ما طموح الشارع العريب‪ ،‬ولكن‬ ‫عىل أرض الواقع ال نجدها تخلق آلية حقيقية‬ ‫من أجل االشرتاك وتوحيد الجهود لحل القضايا‬ ‫التي يتم البحث فيها‪ ،‬وهذا عائد إىل نقطتني‬ ‫جوهريتني تتعلق بغياب التنسيق الحقيقي بني‬ ‫األحزاب العربية وبتش ّعب التيارات السياسية‬ ‫يف الوطن العريب دون إيجاد إطار يجمع يف ما‬ ‫بينها‪ ،‬الذي من املفرتض أن تشكل منظمة‬ ‫األحزاب العربية شكل من أشكال ترسيخ‬ ‫األحزاب ضمن اإلطار الواحد‪ ،‬يف حني أن األجدى‬ ‫هو انعقاد مؤمترات األحزاب العربية للتناول‬ ‫والبحث يف قضايا محددة ذات مطالب‬ ‫قومية‪ ،‬مبعنى أن نتناول قضية ما ونعمل‬ ‫عليها خالل السنوات التي تسبق انعقاد املؤمتر‬ ‫بشكل جامعي‪ ،‬دون العمل عىل تناول قضايا‬ ‫وخصوصيات ومقررات كل حزب عىل حدة‪.‬‬ ‫يف املؤمتر السابق‪ ،‬الذي حمل عنوان نرصة‬

‫‪42‬‬

‫سوريا ولبنان‪ ،‬ما هي اآلليات التي اعتمدها‬ ‫حزب الحركة القومية للدميقراطية املبارشة‬ ‫لتكريس هذا العنوان عىل أرض الواقع؟‬ ‫النويهي‪ :‬يف اإلطار العام كان الحزب مع‬ ‫مرشوع املقاومة الذي كان يتصدى يف تلك‬ ‫املرحلة للهجمة الرشسة لإلمربيالية املمثلة‬ ‫بأمريكا والكيان الصهيوين‪ .‬فاعتمدنا التظاهر‬ ‫وحشد أكرب كم جامهريي يف الشارع العريب‬ ‫ألن هناك حالة من عدم االنسجام بني النظام‬ ‫العريب الرسمي واملواطن‪ ،‬ما يضطرنا للتعبري‬ ‫عن ذاتنا ليس عرب مؤسسات رسمية بل عرب‬ ‫الشارع‪ ،‬لذلك يرت ّكز عمل األحزاب العربية عىل‬ ‫املسريات الجامهريية واملهرجانات الخطابية‪،‬‬ ‫والدليل عىل ذلك كان الحزب خالل حرب متوز يف‬ ‫حالة استنفار دائم‪ ،‬وكذلك األمر خالل حرب‬ ‫غزة حيث اشرتكنا وبشكل يومي مبسريات‬ ‫جامهريية‪ ،‬وكان لنا مساهمة ملساندة أهلنا‬ ‫املساعدات‬ ‫الفلسطينيني يف الداخل عرب‬ ‫الطبية والغذائية‪.‬‬ ‫أين يكمن دور األحزاب يف إحياء الثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬التي يعمل اإلعالم الصهيوين عىل‬ ‫طمسها وإخفاء معاملها؟‬ ‫الخطر القائم اليوم هو أن األمريكيني أو‬ ‫املركز اإلمربيايل العاملي ال يقبل رشيك يف‬

‫ضيف الله مفلح الفراج‬

‫نرص أحمد النويهي‬

‫عبد الرحمن كساب‬

‫الهيمنة عىل العامل‪ ،‬هو بحاجة إىل جملة‬ ‫كل هذه القوى املوجودة اإلقليمية والوطنية‬ ‫لتدور يف فلكه خدمة ملصالحه‪ ،‬واملترضر‬ ‫ليس فقط األمة العربية بل أيضاً معظم‬ ‫الدول التي ال تستطيع منافسة هذا “الغول”‬ ‫اإلمربيايل الضخم‪،‬هنا يجب االنطالق من‬ ‫نقطة هامة تتمثل بالتقرير الذي ُرفع يف اإلدارة‬ ‫األمريكية يف عهد كلينتون‪ ،‬بعد انهيار االتحاد‬ ‫السوفيايت بالكامل‪ ،‬ومفاده أنه من أجل توسع‬ ‫سيطرة الواليات املتحدة عىل العامل يجب‬ ‫تنميق العامل بنوع من الحضارة األمريكية‪،‬‬ ‫من هنا نشعر بخطورة الغزو الثقايف املوجه‬ ‫للمواطن العريب بحيث يشعر بأنه جزء من‬ ‫هذا النظام العاملي عىل قاعدة إلغاء حقه يف‬ ‫إيجاد مرشوعه الذايت‪ ،‬مبعنى إلغاء حق األمة‬ ‫العربية يف إنجاز املرشوع العريب النهضوي‬ ‫وال ميكن ملرشوعني متناقضني يف املنطقة أن‬ ‫يتعايشا إ ّال بنفي أحدهام لآلخر‪ ،‬لذلك املرشوع‬ ‫اإلمربيايل الصهيوين يف املنطقة ُوجد من‬ ‫أجل إلغاء املرشوع العريب يف الوطن العريب‪،‬‬ ‫ليس فقط عرب الهيمنة االقتصادية واملالية‪،‬‬ ‫بل إنه يعمل عىل إلغاءه بالكامل‪ ،‬ومحاولة‬ ‫إخراج األمة العربية من دورها الحضاري يف‬ ‫اإلطار اإلنساين‪ ،‬لذلك فإن من أكرث املسائل‬ ‫خطورة هو التطبيع الذي يجتاح كل مناحي‬ ‫واالجتامعية‬ ‫والثقافية‬ ‫االقتصادية‬ ‫الحياة‬ ‫والفكرية‪ ،‬ما يؤدي مع الوقت اىل إلغاء القرار‬ ‫السيايس‪.‬‬ ‫كساب‪ :‬من املعلوم أن هذه الحرب الثقافية‬ ‫انتقلت يف اآلونة األخرية التي ال أقصد فيها‬ ‫الفرتة الزمنية الحالية التي نعيشها اليوم‪،‬‬ ‫فمنذ عرش سنوات كانت تلك الحرب يقودها‬ ‫اإلعالم‪ ،‬ولألسف األمة العربية مل تتنبه لهذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬فقد كانت يف غفلة عن هذا األمر‬ ‫بالرغم من وجود بعض األصوات التي ّ‬ ‫حذرت من‬ ‫تلك الحرب اإلعالمية ومدى خطورتها‪ ،‬وخطورة‬

‫السالح اإلعالمي الذي سيطر عليه اللويب‬ ‫ّ‬ ‫ووظفه بطريقة تخدم‬ ‫الصهيوين بشكل عام‪،‬‬ ‫املصالح واملطامع الصهيونية يف املنطقة‬ ‫تحديداً‪.‬‬ ‫ما نعيشه اليوم هو نتاج هذه األزمة‬ ‫الثقافية‪ ،‬وليس األزمة بحد ذاتها‪ ،‬فاألزمة‬ ‫حدثت وتغلغلت وأكرب دليل عىل ذلك أن‬ ‫الكثري من القضايا اليوم ُتطرح عىل الرشيحة‬ ‫الجامعية من الشباب يف الوطن العريب‪ ،‬وكثري‬ ‫من القضايا البسيطة ال تجد لها لديهم أية‬ ‫إجابات ألنهم مغيبون عنها متاماً‪ ،‬لقد انتقلنا‬ ‫من مرحلة األزمة الثقافية اىل مرحلة تقليد‬ ‫الثقافات بال وعي‪ ،‬ولدينا الكثري من املشاهدات‬ ‫يف الشارع العريب يف تقليد الثقافة الغربية‪،‬‬ ‫ما يجعل معالجة هذا املوضوع صعب بعض‬ ‫اليشء‪ ،‬ألننا اليوم بحاجة إىل برامج جديدة‬ ‫لتوعية هذا الجيل‪ ،‬والجهود اليوم يجب أن‬ ‫تنصب باتجاه جيل الشباب والناشئة حتى‬ ‫نتمكن من إيجاد حلول واقعية‪ ،‬مروراً مبرحلة‬ ‫األزمة الثقافية لنتخطى نتائجها‪ ،‬فاملطلوب‬ ‫من اآلن كأحزاب محاولة تجذير الهوية الثقافية‬ ‫العربية لدى الشباب بشكل ممنهج صحيح‬ ‫نستطيع من خالله أن نستفيد من آثار هذه‬ ‫األزمة‪.‬‬ ‫النويهي‪ :‬إن أي أمة ال متتلك أي مرشوع‬ ‫ثقايف ال ميكن أن تكون حالة مؤثرة يف الحضارة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬والسؤال الذي ُيطرح اليوم هل‬ ‫األمة العربية متتلك مرشوعاً ثقافياً؟ معظم‬ ‫العقول العربية تبحث عن إيجاد ذاتها يف‬ ‫مواقع خارج حدود الوطن العريب‪ ،‬كذلك األمة‬ ‫العربية يف حالة هذا االنحدار الهائل الذي‬ ‫وصلت إليه‪ ،‬هل أبناءها قادرون عىل النهوض‬ ‫أم كفروا بأمتهم؟ لذلك إن املرشوع الثقايف‬ ‫الذي يجب أن ُيطرح‪ ،‬يجب أن يكون فيه إعادة‬ ‫للذات العربية وتعزيز الثقة بها‪ ،‬ومن هنا‬ ‫تبدأ بإعادة بناء ركام اإلنسان املهدد‪ ،‬كام‬

‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬

‫الفراج‪ :‬ما يضعنا‬ ‫على المسار الصحيح‬ ‫هو العودة الى الميثاق‬ ‫الوطني الفلسطيني‬ ‫يجب أن تناضل عىل صعيد كافة املستويات‪،‬‬ ‫وخاصة عىل مستوى األحزاب من خالل الجيل‬ ‫الناشئ‪ ،‬بأن تربز مقومات األمة العربية عرب‬ ‫التاريخ اإلنساين بعيداً عن الترضر ومعاداة‬ ‫اآلخر‪ ،‬وأن تتمكن هذه األمة من جديد من أن‬ ‫تتملك ذاتها‪ ،‬بحيث تكون قادرة عىل أن تكون‬ ‫حالة فاعلة يف مستقبل الحضارة اإلنسانية‪،‬‬ ‫إنطالقاً من ثقافتها العربية واإلسالمية ألنه‬ ‫منذ تاريخ األمة العربية ال ميكن فصل الحال‬ ‫العربية عن اإلسالم‪ ،‬لذا ما يجب أن ُيطرح يف‬ ‫مثل هذه املؤمترات هو كيف نعيد بناء املرشوع‬ ‫الثقايف العريب؟ وهذا السؤال مطروح عىل‬ ‫كافة األحزاب وبالتايل عىل األنظمة العربية‬ ‫الرسمية‪ ،‬عرب الرتكيز عىل جيل الشباب‬ ‫القادم‪ ،‬ومواجهة التغريب الحاصل يف الهوية‬ ‫العربية‪ ،‬ويف إعادة قراءة تاريخ األمة العربية‬ ‫من جديد بهدف محو صورة املايض‪.‬‬ ‫هل السياسة هي يف خدمة الثقافة‪ ،‬أم‬ ‫العكس؟‬ ‫كساب‪ :‬نحن العرب أصبحنا “بناديق”‬ ‫ثقافات‪ ،‬ليس لدينا ثقافة محددة‪ ،‬بل نتمسك‬ ‫بثقافات متنوعة‪ ،‬دون التمسك بلغتنا‪ ،‬حتى‬ ‫اآلن ليس لدينا ثقافة عربية بحتة وكاملة‪،‬‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫مؤمتر ‪ /‬حوار‬ ‫من هنا ال ميكن اللجوء إىل الحل املناسب يف‬ ‫لحظات‪ ،‬واملوضوع ليس يف الحل السيايس‪،‬‬ ‫بل “من وجهة نظري يف كنس القيادات‬ ‫السياسية املوجودة اليوم يف كافة األحزاب‪،‬‬ ‫وخلق قيادات اجتامعية واعية‪ ،‬ألن الخطاب‬ ‫اليوم يجب أن يكون يف مستوى فكر الشباب‬ ‫املعارص‪ ،‬ووفق مفاهيم العرص”‪.‬‬ ‫املرحلة القادمة خطرية وبحاجة إىل قيادات‬ ‫واعية تربط املوجود مبا سيكون‪ ،‬من هنا يجب‬ ‫أن يكون لدينا أشخاص وقياديني قادرين عىل‬ ‫قراءة الحدث واستلهام ماهو قادم‪ ،‬واملسؤولية‬ ‫هنا تقع عىل الجميع‪ ،‬فقد كان هناك تقصري‬ ‫من الدول العربية بشكل عام عىل حساب‬ ‫املصالح الذاتية‪.‬‬ ‫وهذا املوضوع ال يتم إ ّال بجهود متواصلة‪،‬‬ ‫ونوايا صادقة وتوحد جهود‪ .‬والعينة املستهدفة‬ ‫للخروج من هذه األزمة تشمل الجيل الذي يقع‬ ‫بني الجيلني‪ ،‬وهو الجيل الذي مل تصبه سهام‬ ‫املؤامرة‪ ،‬ويف نفس الوقت تع ّلم بعض األمور‬ ‫ممن سبقوه‪ ،‬وهو الجيل املطلوب والقادر عىل‬ ‫القيادة‪.‬‬ ‫الرئيس األسد أعلن اليوم عن رشق أوسط‬ ‫جديد‪ ،‬جوهره املقاومة‪ ،‬أين يكمن دور الدول‬ ‫املنضمة إىل اتفاقيات مع “إرسائيل”‪ ،‬ما هو‬ ‫دور املقاومة ومستقبلها يف تلك الدول؟‬ ‫النويهي‪ :‬يف هذا اإلطار‪ ،‬الخطر القائم اليوم‬ ‫هو أن األمريكيني أو املركز اإلمربيايل العاملي‬ ‫ال يقبل رشيك يف الهيمنة عىل العامل‪ ،‬هو‬ ‫بحاجة إىل جملة كل هذه القوى املوجودة‬ ‫اإلقليمية والوطنية لتدور يف فلكه خدمة‬ ‫ملصالحه‪ ،‬واملترضر ليس فقط األمة العربية بل‬ ‫أيضاً معظم الدول التي ال تستطيع منافسة‬ ‫هذا “الغول” اإلمربيايل الضخم‪ ،‬لذلك انفتاح‬ ‫األمة العربية عىل محيطها اإلقليمي هو‬ ‫حصانة للذات العربية وتوسيع دائرة املواجهة‬ ‫للمرشوع اإلمربيايل الصهيوين‪.‬‬ ‫فأبعاد وأهداف املرشوع الصهيوين هو‬ ‫نفي املرشوع العريب‪ ،‬لذلك أي مصالحة‪ ،‬وأي‬ ‫معاهدات سالم‪ ،‬وأي تراجع أمام املرشوع‬ ‫الصهيوين هو سلسلة من الهزائم املتالحقة‬ ‫من أجل إنهاء العرب كأمة‪ ،‬لذلك ال ميكن‬ ‫الرضوخ لسياسة األمر الواقع‪ .‬وأي مرشوع‬ ‫أو معاهدة سالم تعني انهزام أمام املرشوع‬ ‫الصهيوين‪ ،‬وأمتنا العربية حتى اآلن غري‬ ‫مدركة لهذا الخطر الصهيوين‪.‬‬ ‫فالنظام العريب الرسمي منذ العام ‪1982‬‬ ‫أثناء اجتياج العدو الصهيوين للبنان‪ ،‬وسقوط‬ ‫ثم سقوط بغداد‬ ‫أول عاصمة عربية‪ ،‬بريوت‪ّ ،‬‬ ‫بعدها بعرش سنوات‪ ،‬أظهر أنه غري قادر عىل‬ ‫مواجهة األخطار املحدقة يف األمة العربية ألنه‬ ‫مرتهن‪ ،‬ومصالحه مبجملها رهن أمريكا ومركز‬ ‫اإلمربيالية العاملية‪ ،‬بحيث أصبحت أنظمتنا‬ ‫العربية مرتهنة لهذه الطبقة الحاكمة أو تلك‪،‬‬ ‫لذلك يجب أن نع ّول عىل دور مؤسسات العمل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مؤمتر‬ ‫املدين ومنها األحزاب ألنها املنقذ الوحيد لألمة‬ ‫واملواطن‪.‬‬ ‫كساب‪ :‬عند محاولة اإلجابة عىل هذا‬ ‫السؤال يجب أن يكون لدينا قراءة استرشاقية‬ ‫هي ملاذا كان يقصد الرئيس بشار األسد برشق‬ ‫أوسط جديد قوامه املقاومة؟‬ ‫املقاومة كلمة فضفاضة‪ ،‬فهل كان يقصد‬ ‫املقاومة املسلحة‪ ،‬أم مقاومة التطبيع‪ ،‬أو‬ ‫غريه‪ ،‬فمن وجهة نظري أقول أنه كان يقصد‬ ‫مواجهة التطبيع‪.‬‬ ‫فجميعنا يعلم أن اتفاقيات السالم التي‬ ‫ُو ِّقعت مع الحكومات العربية‪ُ ،‬و ِّقعت تحت‬ ‫ظروف أمنية مل يج ِر عليها استفتاء وإن‬ ‫مرت يف مراحل التصديق التي ينص عليها‬ ‫دستور البلد التي و ّقعت هذه املعاهدات‪ ،‬إ ّال‬ ‫أنها مازالت معاهدات يف أروقة السلطات‬ ‫واألجهزة الحكومية فقط‪ ،‬مل يشهد ‪ ،‬كقاعدة‬ ‫وهناك بعض االستثناءات‪ ،‬يف مرص ويف‬ ‫األردن‪ ،‬التطبيع عىل مستوى الشكل غري‬ ‫موجود‪ :‬اآلن السائح الصهيوين اليق َو عىل‬ ‫السري يف الشارع بال حراسة‪ ،‬وهناك حوادث‬ ‫عديدة تعرض فيها السائحني الصهاينة اىل‬ ‫االعتداءات والطعن‪ ،‬وأحبطت أجهزة األمن‬ ‫الكثري من املخططات لهجوم نوعي عىل‬ ‫السائحني الصهاينة يف عامن‪ ،‬وهذا واقع ال‬ ‫ميكن التناقض فيه‪ ،‬فكل بنود االتفاقيات كانت‬ ‫تصب يف مصلحة الكيان الصهيوين‪ .‬ودور‬ ‫املقاومة اليوم يقترص يف البلدان التي و ّقعت‬ ‫اتفاقيات مع العدو الصهيوين يف مواجهة‬ ‫التطبيع الثقايف والتجاري فقط‪ ،‬وليس هناك‬ ‫مجال ألن يكون مقاومة من نوع آخر‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أن املقاومة بدأت بالسالح‪.‬‬ ‫الفراج‪ :‬حتى البضائع الصهيونية يف‬ ‫األردن‪ ،‬لجأ البعض لتسويقها بتغيري املنشأ‪،‬‬ ‫فكان هناك مظاهرات يف وزارة الصناعة للحد‬ ‫من هذه املنتجات مام اضطر الحكومة للتدخل‬ ‫بشكل عنيف‪ ،‬ولكن بالنهاية ُأجربت عىل إبراز‬ ‫املنشأ وبشكل واضح‪.‬‬ ‫واليوم النقابات املهنية واألحزاب السياسية‬ ‫التي تشكل لجنة املقاومة والتطبيع وهي لجنة‬ ‫فاعلة جداً يف األردن‪ ،‬أجربت الحكومة عىل‬ ‫أن ُتجرب “ضعفاء النفوس” أن يضعوا املنشأ‬ ‫“إرسائيل” عىل كل نوع من املنتجات الزراعية‪،‬‬ ‫مام أ ّثر عىل مصالح هؤالء الناس‪ ،‬وبدأت هذه‬ ‫البضائع يف السوق املركزي تتقلص شيئاً‬ ‫فشيئاً‪ ،‬وقامت األحزاب السياسية بتنظيم‬ ‫اعتصام أمام السوق املركزي كام قامت بإحراق‬ ‫بضائع صهيونية عىل باب السوق املركزي‪ ،‬فمن‬ ‫أولويات املقاومة يف األردن مقاومة التطبيع‪.‬‬ ‫فلسطني اليوم محارصة من جهتني‪:‬‬ ‫من الداخل ومن الخارج عرب ما يسمى بدول‬ ‫االعتدال‪ ،‬ما هو مستقبل هذه القضية؟‬ ‫كساب‪ :‬ال شك أن فلسطني تبقى القضية‬ ‫املركزية لألمة العربية‪ ،‬إ ّال أنه يف اآلونة األخرية‬

‫‪44‬‬

‫ابتعدنا عن جوهر الرصاع العريب الصهيوين‬ ‫وبدأنا نصب جل اهتاممنا عىل إفرازات هذه‬ ‫القضية املركزية‪ ،‬فمنذ فرتة طويلة مل يتحدّ ث‬ ‫أحد عن تحرير فلسطني‪ ،‬فمعظم األحاديث‬ ‫اآلن وما نتناوله يف أروقة العمل السيايس‬ ‫هو املصالحة الوطنية الفلسطينية‪ .‬لقد‬ ‫تم تفريغ قضية فلسطني من مضمونها‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقي‪ ،‬هناك بعض املسارات التي مل ّ‬ ‫يطلع‬ ‫عليها البعض والتي تتع ّلق مبوضوع الالجئني‬ ‫لب القضية الفلسطينية‪ ،‬والذي‬ ‫الذي هو‬ ‫ّ‬ ‫إن مل يقم املعنيون بوضع املخطط النهايئ‬ ‫بشأنه‪ ،‬سيتم ضبطه يف القريب العاجل‪،‬‬ ‫ألن العدو الصهيوين مل يجد نفعاً يف هذا‬ ‫املوضوع يف مفاوضات السالم‪ ،‬ففيام يتعلق‬ ‫مبوضوع التوطني‪ ،‬األمر بحاجة إىل مدة أطول‬ ‫للنقاش‪ ،‬ولجلسات أخرى‪ ،‬وقد توالت الوفود‬ ‫ملناقشة موضوع التوطني منذ خمس سنوات‬ ‫تقريباً ومل يصلوا إىل تحديد مفهوم الالجئ‪،‬‬ ‫من هو الالجئ الذي له حق العودة‪ .‬هذا هو‬ ‫جوهر القضية الفلسطينية اليوم إىل جانب‬ ‫موضوع األقىص‪.‬‬ ‫الفراج‪ :‬الذي يضعنا عىل املسار الصحيح‬ ‫هو العودة إىل امليثاق الوطني الفلسطيني‪.‬‬ ‫النويهي‪ :‬ال بد من توحيد اإلرادات والرؤى‬ ‫إلنتاج املصالحة‪ ،‬ولكن اآلن هناك مرصاعان‬ ‫مختلفان يتعلقان مبرشوع التسوية املشوهة‬ ‫التي أصبحت منظمة التحرير وقادة العمل‬ ‫عىل الساحة الفلسطينية مبا يسمى أزالم‬ ‫السلطة يبيعون سلفاً للكيان الصهيوين‬ ‫عىل أرضية إخراج الكيان الصهيوين من أزمته‪،‬‬ ‫ومرشوع املقاومة ويقصد به حامس‪ ،‬التي‬ ‫تورطت يف قضية السلطة إ ّال أنها تجد أنه قد‬ ‫تستطيع وقف االنهيار الحاصل يف مفاوضات‬ ‫السلطة بأي شكل من األشكال‪ ،‬ولكن ال أجد‬ ‫أم ًال يف املصالحة التي تجريها مرص عىل أسس‬ ‫غري واضحة‪ ،‬ما سيجعل الرصاع الفلسطيني‬ ‫الداخيل قامئاً إىل أن ُيخلق تيار حقيقي قادر‬ ‫عىل إعادة توحيد الثوابت الفلسطينية‪ ،‬وإيجاد‬ ‫رؤية حقيقية وقادرة عىل قيادة الرصاع مع‬ ‫الكيان الصهيوين عىل أرضية إعادة واسرتداد‬ ‫الحقوق كاملة‪ ،‬وهذا لن يتأىت إ ّال بجهات عربية‬ ‫مؤمنة باملرشوع القومي العريب أو النهضة‬ ‫العربية‪ ،‬لذلك حالة الرصاع ستبقى موجودة‬ ‫ألن زرع هذا الكيان يف قلب الوطن العريب‪،‬‬ ‫ليس فقط من أجل استهداف فلسطني‬ ‫وإيجاد بلد قومي له‪ ،‬بل من أجل استهداف‬ ‫كامل املنطقة وباألخص إخراج األمة العربية‬ ‫من سياق التاريخ‪ ،‬لذلك لن يكون هناك حل‬ ‫للقضية الفلسطينية إ ّال بعودتها إىل جذورها‬ ‫القومية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫وهشام األعور‬

‫هل بحثت األحزاب العربية في مؤتمرها الخامس عن شيخوختها ؟!‬

‫من حلم التضامن العربي المشترك‬ ‫إلى وهم القرار العربي المستقل!!‬

‫من العاصمة األردنية عامن ويف عام ‪ 1996‬ومببادرة من رئيس‬ ‫مجلس النواب األردين الراحل سلميان عرار مؤسس حزب املستقبل‬ ‫األردين كانت أول انطالقة ملؤمتر األحزاب العربية تحت شعار “نحو‬ ‫تضامن وعمل عريب مشرتك”‪ ،‬وتحت شعار مختلف عقدت الدورة‬ ‫الخامسة للمؤمتر يف ترشين الثاين عام ‪ 2009‬يف دمشق بعنوان‬ ‫“القرار العريب املستقل”‪ .‬ثالثة عرش عاما مرت عىل تأسيس‬ ‫حفلت فيها األمة العربية باملتغريات واألحداث الجسام‪،‬‬ ‫املؤمتر‬ ‫بدءا من عملية عناقيد الغضب التي نفذها العدو اإلرسائييل‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬واحتالل العراق انطالقا من بعض الدول العربية املجاورة‪،‬‬ ‫وانتفاضة الشعب الفلسطيني يف أيلول عام ‪ 2000‬إثر محادثات‬ ‫“كامب ديفيد” بني “كلنتون وعرفات وباراك” مرورا بحصار سوريا إثر‬ ‫اغتيال رفيق الحريري رئيس مجلس الوزراء يف لبنان وتركيب اتهام‬ ‫قيل أنه سيايس‪ ،‬إضافة إىل العدوان اإلرسائييل الوحيش عىل‬ ‫لبنان يف متوز من عام ‪ 2006‬إثر أرس حزب الله لجنديني إرسائيليني‬ ‫ملبادلتهام باألرسى العرب املوجودين يف السجون اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وصوال إىل اجتياح غزة يف أواخر عام ‪ 2008‬وبداية عام ‪ ،2009‬وكلها‬ ‫أحداث مل تسجل سوى غياب التضامن العريب املشرتك‪ ،‬ومتاهي‬ ‫القرار العريب عند الكثري من الدولة العربية املحورية مع القرار‬ ‫األمرييك الصهيوين‪ ،‬ورغم انتصار املقاومة يف لبنان وصمود غزة‬ ‫التي أجربت العامل عىل االنتفاض لها والوقوف معها‪ ،‬األمر الذي‬ ‫تجىل باملظاهرات التي اجتاحت كل شوارع العامل الغريب بدءا من‬ ‫أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأملانيا وانتهاء بدول أمريكا الالتينية‪،‬‬

‫ورغم صدرو تقرير دويل يدين جرائم الحرب التي ارتكبها الفايش‬ ‫الصهيوين بأهلنا يف غزة تقرير “غولدستون”‪ ،‬ورغم عالئم انهيار‬ ‫املرشوع األمرييك الصهيوين يف املنطقة‪ ،‬واالزمة االقتصادية‬ ‫التي تعيشها الواليات املتحدة األمريكية والتي يعومها البرتول‬ ‫العريب‪ ،‬رغم كل ذلك مل نر سوى تضامن الشعب العريب الذي‬ ‫ال حول له وال قوة‪ ،‬وغياب النظام الرسمي العريب عن مجمل‬ ‫األحداث واألزمات‪ ،‬ووقوفه ليس عىل مسافة واحدة من الضحية‬ ‫والجالد‪ ،‬بل وقف إىل جانب الجالد الصهيوين تارة واألمرييك أخرى‪،‬‬ ‫يجز وريد غزة ويسفك دم العراق‪ ،‬وينتظر دمار حزب الله‪ ،‬وانهيار‬ ‫سوريا‪ ،‬لدرجة أن لعبة كرة قدم أقامت الدنيا ومل تعقدها‪ ،‬وفوز‬ ‫الجزائر اعترب إهانة ملرص “ فوق الجميع” التي حدت بالرئيس املرصي‬ ‫حسني مبارك ليلقي خطابا يدافع فيه عن كرامة مرص‪ ،‬التي‬ ‫افتقدها الفلسطينيون والعرب يف الحرب اإلرسائيلية عىل غزة‬ ‫الذي‬ ‫والتي شارك بها النظام املرصي مبحارصتها‪ ،‬هذا النظام‬ ‫يزداد انبطاحا للمشيئة الصهيونية األمريكية يوما بعد يوم‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬ال بد من السؤال عن أهمية استمرار انعقاد مؤمتر األحزاب‬ ‫العربية رغم كل ما تقدم‪ ،‬وال بد من السؤال عن إمكانية اتخاذ القرار‬ ‫العريب املستقل‪ ،‬وأي تغريات تلك التي قد تتيح مثل هذا القرار‪.‬‬ ‫مجلة منرب التوحيد رافقت اعامل املؤمتر وتجولت يف أورقة‬ ‫املؤمتر وبني املؤمترين مسجلة انطباعاتهم وانتقاداتهم ورؤاهم‬ ‫مستقرئة من خالل املؤمترين واملراقبني التحديات التي تقف عائقا‬ ‫أمام عمل هذا املؤمتر‪.‬‬

‫الواقع والتحديات‬ ‫جملة من التحديات التي يواجهها مؤمتر األحزاب‬ ‫العربية تقف عائقا أمام عمله بدءا من االنعقاد‬ ‫مرورا بتطبيق ما يصدر من قرارات وتوصيات يف‬ ‫البيان الختامي لكل دورة‪ ،‬وإذا كانت دمشق تأخذ‬ ‫عىل عاتقها مسؤولية انعقاد هذا املؤمتر ألكرث من‬ ‫دورة حفاظا عىل استمراره يف زمن الفراغ القومي‪،‬‬ ‫فإن الكثري من الدول العربية ترفض انعقاده عىل‬ ‫أرضها انطالقا من اعتبارات سياسية وسلطوية‬ ‫كام يؤكد االستاذ عدنان خليفة عضو املكتب‬ ‫السيايس يف الحزب الشعبي الدميقراطي األردن‪،‬‬ ‫وذلك ألنها غري مستعدة لتبني أو تحمل ما يصدر‬ ‫عن املؤمتر من بيانات ومواقف وطنية‪ ،‬والرتباطاتها‬ ‫بالواليات املتحدة أو دائرة عمل عاملي ال تسمح‬ ‫لها بأن تستمع أو ينطلق من أرضها هكذا صوت‪،‬‬ ‫فهي تخىش من الضغط عليها أو أن تدفع الثمن‪.‬‬ ‫لذلك ال يحظى املؤمتر بفرص كثرية والعاملني‬

‫به يبذلون جهودا كبرية من أجل الحفاظ عىل‬ ‫ناظمية املؤمتر بشكل فعال‪ ،‬بحيث ال يخضع‬ ‫للتأثريات السلطوية التي تغري من مواقفه أو‬ ‫متارس الضغط عليه‪ ،‬ويضيف عىل ذلك العائق‬ ‫املايل ألن كثريا من األحزاب العربية املنتمية والتي‬ ‫تدفع اشرتاكاتها املعقولة نسبيا‪ ،‬والتي لوسددت‬ ‫بالكامل ال تكفي لعقد هذا املؤمتر‪ .‬وإذا كانت‬ ‫التجزئة واالنقسام التي تعيشه األمة العربية‪،‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬

‫يشكل تحديا أمام املؤمتر ويزيد من الصعوبات‬ ‫أمامه‪ ،‬فإن رئيس رابطة الشغيلة يف لبنان زاهر‬ ‫الخطيب يضيف إليها إشكاال ومعضلة أخرى‬ ‫يعيشها مؤمتر األحزاب العربية‪ ،‬تكمن يف أن قوته‬ ‫التمثيلية تجعل منه ممثال لألمة‪ ،‬لغالبية األمة‬ ‫العربية‪ ،‬يف حني أن فاعليته مل ترتق به للمستوى‬ ‫الذي يحقق من خالله حقيقة التمثيل التي‬ ‫يتمتع بها‪ .‬وإذا كان كل العمل العريب املشرتك‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫مؤمتر‬

‫يعاين من صعوبات وتعقيدات فإن عضو مجلس‬ ‫الشعب السوري ورئيس الحزب الشيوعي حنني منر‬ ‫يضيف تحديات كبرية أخرى تقف أمام عمل املؤمتر‬ ‫ومنها مشارب التفكري واالنتامءات وإن كان ذلك‬ ‫أمرا طبيعيا إال أنه يخلق بعض الصعوبات‪ ،‬فتعدد‬ ‫االنتامءات واملشاكل العربية وتنوعها يخلق‬ ‫من ناحية رضورة ماسة من أجل توحيد الجهود‬ ‫عىل القواسم املشرتكة‪ ،‬ومن ناحية أخرى يفرز‬ ‫صعوبات يف الوصول إىل هذه القرارات نتيجة‬ ‫تعقد الوضع‪ ،‬فام يشكو منه كل العرب هو عدم‬ ‫تفعيل مؤسسات العمل املشرتك وهيمنة نوع من‬ ‫الروتني والبريوقراطية يف أساليب عملها‪ ،‬واللجوء‬ ‫إىل ضمري كل مواطن عريب ومحاكاة مشاكله‬ ‫والقيام بأعامل ملموسة عىل األرض فذلك ما‬ ‫يحتاج إليه العامل العريب‪ ،‬عوضا عن الخطابات‬ ‫حيث ال داعي ملزيد من الرشح‪ ،‬وإعطاء قسم‬ ‫كبري من الوقت لبحث قضايا عملية ملموسة‬ ‫بحيث تكون روحية املداخلة مولدة لفكرة عملية‪.‬‬ ‫أما شكري الهرمايس حزب الوحدة الشعبية‬ ‫مكلف بالعالقات الخارجية تونس فيؤكد عىل‬ ‫غياب اآلليات الفعلية للعمل التي لو كانت‬ ‫موجودة‪ ،‬لكان من املمكن أن تكون هذه األحزاب‬ ‫ضاغطة عىل األنظمة الرسمية بشكل أكرب‬ ‫لتنفيذ توصياتها ومقرراتها‪ .‬واألمر ذاته يطرحه‬ ‫عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود الذي‬ ‫يعترب أنه ال ميكن أن يكون هناك أثر أو فعل لهذه‬ ‫األحزاب ما مل تتحول إىل مؤسسة‪ ،‬رغم أن مجرد‬ ‫االجتامع وتصدير جملة من البيانات والتوصيات‬ ‫يعترب فعال إيجابيا‪ ،‬لكنه ال يأخذ أبعاده ولن يكون‬ ‫له أثره الفاعل الذي نبحث عنه‪ ،‬حيث ال معنى‬ ‫الجتامع ‪ 130‬حزبا عربيا دون أن يكون هناك موقفا‬ ‫واضحا من جملة قضايا تواجهها األمة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يعني أن هناك إشكالية تعانيها آليات العمل‬ ‫السيايس الحزيب العريب‪ ،‬كام ال بد من سحب‬ ‫هذه األحزاب من ظل النظام وتخليصه من جملة‬ ‫ملحقات النظام الرسمي وهذا إنجاز بحد ذاته‪.‬‬

‫القضية العربية وبيت القصيد فيها يصبح‬ ‫من املرشوع التساؤل حول اإلمكانية الحقيقية‬ ‫التخاذ هذا القرار‪ ،‬وإذا ما كانت األمة العربية‬ ‫متتلك مقومات هذا القرار‪ ،‬ومتغريات متكنها‬ ‫من النحو تجاهه أم أن املسألة هي مخيال شاعر‬ ‫وقصيدة يف سوق عكاظ‪ .‬وبني هذا وذاك كانت‬ ‫وجهات النظر ترتاوح بني املؤمترين‪ ،‬حيث اعترب‬ ‫الدكتور مجيب اآلنيس من املؤمتر الشعبي العام‬ ‫اليمن‪ ،‬أن شعار املؤمتر كبريا وهدف يجب العمل‬ ‫عىل تحقيقه‪ ،‬ونأمل يف أن يكون القرار العريب‬ ‫مستقال‪ ،‬ويرتجم عمليا عىل األرض من خالل‬ ‫القيادات لألحزاب الحاكمة بالذات‪ .‬فيام الباحث‬ ‫سفيان التل اعترب أن نطمح بقرار عريب مستقل‬ ‫واألنظمة العربية تغرق حتى أذنيها يف التبعية‬ ‫أمر بعيد املنال‪ .‬وعىل عكس ذلك فإن رئيس الحزب‬ ‫الشيوعي السوري حنني منر يبدو أكرث تفاؤال‬ ‫من أي وقت مىض يف إمكانية اتخاذ هذا القرار‬ ‫العريب املسقل‪ ،‬ألنه ومن خالل التجارب العملية‬ ‫التي مرت منذ عرش سنوات وحتى اآلن أثبتت أن‬ ‫هناك إمكانية حقيقية من أجل تحقيق قرارعريب‬ ‫مستقل‪ ،‬وهذا برز بشكل واضح من خالل حرب‬ ‫متوز‪ ،‬ثم يف صمود غزة وسورية وبروز ظاهرة‬ ‫املقاومة الوطنية يف العراق‪ ،‬وهذا أضعف كثريا‬ ‫اإلمربيالية األمريكية عىل العامل‪،‬‬ ‫من سطوة‬ ‫وأضعف من قوتها عىل تشكيل العامل كام تريد‪،‬‬ ‫مام يفسح املجال أمام قرار عريب مستقل‪ ،‬ولكن‬ ‫لن يكون ذلك بشكل تلقايئ بل يحتاج إىل قوى‬ ‫فاعلة وأدوات‪ .‬وتشاركه يف هذا التفاؤل الكبرية‬ ‫شاطر من املغرب عضوة املكتب السيايس‬ ‫للحزب االشرتايك املوحد ورغم تأكيدها عىل‬ ‫انتصار حزب الله وغزة كمتغري فرض نفسه‬

‫القرار العريب املستقل‬ ‫بني إمكانية أم تخيل‬ ‫إذا كان القرار العريب املستقل هو جوهر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪46‬‬

‫عىل الساحة العربية إال أنها تثري إشكالية‬ ‫عدم تبني هذه االنتصارات من قبل النظام‬ ‫الرسمي العريب الذي ال يحرتم الدميقراطية‬ ‫يف عمقها‪ ،‬وال يقيم وزنا للماليني التي خرجت‬ ‫تساند حزب الله وحامس‪ ،‬فهذا النظام ال يريد‬ ‫أن يعيد النظر بقرارته التي هي نوع من االنبطاح‬ ‫املستمر لألمرييك‪ ،‬وما موقف بعض هذا النظام‬ ‫الرسمي من تقرير “غولدستون” والذي كان أول‬ ‫انتصار للقضية العربية يف املحافل الدولية إال‬ ‫تعبريا عن ذلك‪ .‬إذا فالقرار العريب املستقل ممكن‬ ‫خاصة بالنظر للمتغريات عىل املستوى الدويل‬ ‫واإلقليمي التي ينظر زاهر الخطيب رئيس رابطة‬ ‫الشغيلة إىل انعكاساتها عىل الواقع العريب‬ ‫والتي تسمح وتفسح يف املجال أمام إمكانية ما‬ ‫يقال عن طرق باب املستحيل الستخراج املمكن‬ ‫منه‪ ،‬يف حال ارتقينا يف مؤمتر األحزاب العربية‬ ‫إىل مستوى جعلنا فيه من القضايا ذات الطابع‬ ‫القومي محور جهادنا من خالل تشكيل لجنة‬ ‫لفض النزاعات فيام بني العرب‪ ،‬وتشكيل لجنة‬ ‫وحدة عربية ال سيام وأن أوروبا التي كان بحرا‬ ‫الوصول‬ ‫من الدماء يفصل بينها متكنت من‬ ‫إىل كيان اقتصادي وسيايس‪ ،‬فيام نحن مل‬ ‫نتمكن من إيجاد سوق عربية مشرتكة‪ .‬فنحن‬ ‫أمام واقع يسمح أن نرتقي بأداء هذه املؤسسة‬ ‫إىل الحد الذي نستطيع معه أن نقول أن الغاية‬ ‫العريب باتت‬ ‫األساسية من املرشوع النهضوي‬

‫املتغريات‪ .‬خاصة بالنظر‬ ‫قادرة لتحقيق هذه‬ ‫للقدرة التي أظهرتها القيادة السورية يف‬ ‫التعاطي مع تركيا وإيران مام يجعل هذه املنطقة‬ ‫قابلة لتحالف عريب تريك إيراين ميكن أن يجعل‬ ‫فجرا جديدا لهذه األمة يبزغ من خالل هذا الحراك‬ ‫الثاليث يف املنطقة‪.‬‬ ‫إذا كانت هذه وجهات النظر املتفائلة بإمكانية‬ ‫تحقيق القرار العريب املستقل‪ ،‬فثمة آراء أخرى‬ ‫باملقابل تجد من الصعوبة مبكان تحقيق هذا القرار‬ ‫املستقل إذ ال بد من خلق املتغريات التي متكن من‬ ‫اتخاذه‪ ،‬وهذا ما تقدم به عبد الجليل النعيمي من‬ ‫املنرب الدميقراطي التقدمي البحرين‪ ،‬مؤكدا عىل‬ ‫رضورة تغيري الواقع العريب نحو االفضل‪ ،‬بحيث‬ ‫كلام استطاعت األنظمة التمتع بجبهات داخلية‬ ‫قوية قامئة عىل أسس دميقراطية واحرتام لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬كلام أمنت قاعدة من الدعم املتني يف‬ ‫الداخل تسمح للحكم بأن يتخذ قراره النابع‬ ‫من مصالحه الخاصة بكل ارتياح ارتكانا إىل قوة‬ ‫شعبه‪ .‬ومع أن انتصار املقاومة عامال حاسام‬ ‫يف هذا األمر وغيرّ كثريا من املوازين‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫عامال آخر يجب أخذه بعني االعبتار وهو التطور‬ ‫الداخيل يف البلدان الغربية خصوصا يف الواليات‬ ‫املتحدة نفسها‪ ،‬إذ أن العامل يعيش أزمة والواليات‬ ‫املتحدة هي عنوان هذه األزمة‪ ،‬وهذا بالتأكيد‬ ‫يضعف من إمكانيات البطش والعدوان من قبل‬ ‫الكيان الصهيوين يف اإلقدام عىل اعتداءات درج‬ ‫عليها يف السابق‪ ،‬وعندما نجمع بني هذه وتلك‬ ‫تصبح الفرصة أكرث مواتاة لهذا القرار املستقل‪.‬‬ ‫أما عدنان خليفة عضو املكتب السيايس يف‬ ‫الحزب الشعبي الدميقراطي األردن‪ ،‬يرى أن األمة‬ ‫العربية ال متتلك ما ميكنها من اتخاذ القرار‬ ‫العريب املستقل‪ ،‬واالنتصارات واملقاومات بالتأكيد‬ ‫تشكل تغرياً والصمود من قبل هذه القوى عىل‬ ‫مواقفها هو الذي يصنع املتغري وليس االستسالم‬ ‫للضغوطات‪ ،‬لذا نستطيع اليوم أن نعمم القرار‬ ‫العريب املستقل بحدود هذه االنتصارات‪ ،‬فهي‬ ‫حافز وبرهان كبري عىل أن من يصمد بالرضورة‬ ‫قادرا عىل صنع قراره املستقل‪ .‬وإىل حد ما‬ ‫يشارك عضو مجلس الشعب السوري خالد‬ ‫العبود هذا الرأي صوابيته مضيفا‪ :‬أن الشعار‬ ‫املطروح شعارا كبريا ويحتاج إىل عمل كبري وإفراز‬ ‫ألدوات‪ ،‬ووضع آليات واسرتاتيجيات ورؤى ومنتديات‬ ‫سياسية‪ ،‬لنتمكن من امليض نحو إنتاج قرار عريب‬ ‫مستقل‪ ،‬إذ ميكن أن يقف شاعر ويطالب بقرار‬

‫عريب مستقل‪ ،‬ولكن أن تجتمع األحزاب من أجل‬ ‫املطالبة به فهذا أمر كبري‪ ،‬فهناك فرق بني املأمول‬ ‫منه والواقع‪ ،‬وعلينا أن نكون واقعيني وموضوعيني‬ ‫ونعرتف أن فعل هذه األحزاب عىل األرض ضعيفاً‪،‬‬ ‫إذ ال توجد أدوات وال مفاعيل وال محددات لعمل‬ ‫واضح لهذه األحزاب عىل أرض الواقع‪ .‬والسؤال‬ ‫الذي يطرحه خالد العبود هل هذه األحزاب متتلك‬ ‫أوال قرارها املستقل؟! إذا ال بد من أن نفرق بني‬ ‫أن تطالب هذه األحزاب بالقرار وبني أن تصبح‬ ‫رغبة وميل وأمل‪ ،‬وهذا يضيف إشكالية جديدة‬ ‫املتعلقة بعمل األحزاب‬ ‫إىل جملة اإلشكاليات‬ ‫خاصة عندما نتعايش مع هذه األحزاب يف‬ ‫املأمول‪ ،‬إذ علينا أن نطرح شعارات ميكن لنا يف‬ ‫املستقبل أن نحقق جزءا منها‪ ،‬والشعار املطروح‬ ‫يجب أن نشتغل عليه‪ ،‬إذ ال ميكن لهذه الكوكبة‬ ‫من األحزاب أن تحققه‪.‬‬

‫شيخوخة األحزاب العربية‬ ‫املالحظة الهامة التي ال بد من الوقوف عندها‬ ‫مسألة تواجد املرأة والشباب يف األحزاب العربية‪،‬‬ ‫والتي يقول تقرير املؤمتر الخامس أن مشاركة‬ ‫هاتني الفئتني بلغت ‪ ، %25‬ولكن األكيد وبإجامع‬ ‫كل املؤمترين أن هذا التواجد أقل من املفروض‪ ،‬وأن‬ ‫هاتني الفئتني مل تأخذا حقهام عىل أرض الواقع‪،‬‬ ‫وأن وجود املرأة يف األحزاب العربية ال زال ديكورا‪،‬‬ ‫ومثة أحزاب عربية ال تتذكر أن مثة كائنا يف‬ ‫الوجود يدعى املرأة‪ ،‬إذ ال تزال مشكلة املرأة والشاب‬ ‫بحاجة إىل وقفة جدية من قبل األحزاب العربية‪،‬‬ ‫فشيخوخة الكثري من األحزاب واضحة وال يجب‬ ‫أن نكابر يف هذه املسألة‪ ،‬وهناك حاجة ماسة‬ ‫جدا إلعطاء الشباب دورا أكرب يف الحياة الحزبية‬ ‫الداخلية يف كل حزب وكذلك املرأة‪ ،‬وطبعا هذا‬ ‫ال يعني إغفال منظامت الشبيبة واملنظومات‬ ‫النسائية لتأخذ دورها يف املجتمع‪ ،‬ولكن أيضا أن‬ ‫ينعكس هذا الدور يف داخل األحزاب وهذا يشء‬ ‫مهم جدا وبحاجة لعمل ليس بالهني‪.‬‬ ‫وبرأي الكبرية شاطر أن النساء يتقدمن‬ ‫ولكن من املالحظ أنه يف املرشق العريب الحركة‬ ‫النسائية تعرف نوعا من التطورات‪ ،‬وال ندري ما هي‬ ‫العوامل املؤثرة‪ ،‬ولكن األكيد أن األحزاب العربية‬ ‫مضطرة إىل إيجاد مكان وفضاء للنساء والشباب‬ ‫ومؤمتر األحزاب العربية بخلقه لجنة يف هذه الدورة‬

‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬

‫للنساء والشباب إمنا يقدم بادرة إيجابية رغم أنها‬ ‫متأخرة نسبيا‪ .‬فالشباب برأي اآلنيس مل يحصل‬ ‫بعد عىل اإلنصاف وكذلك املرأة‪ ،‬وهي شعارات‬ ‫كبرية ورنانة وليست بالشكل املطلوب‪ ،‬واملالحظ‬ ‫أن الشباب العريب يعيش واقعا سيئا‪ ،‬ومن املفروض‬ ‫أن نناقش قضايا الشباب العريب والهجرة والبطالة‬ ‫والفكر والثقافة والرتاجع يف الشأن القومي‪،‬‬ ‫فالشباب العريب ال يفقه شيئا بالتاريخ القومي‬ ‫العريب واملرأة كذلك‪ ،‬والكثريين يأخذونها ديكورا‬ ‫وواجهة‪ ،‬والرجل لن يعطي املرأة شيئا بل يجب أن‬ ‫تنتزع ما تريده‪ ،‬مؤكدا عىل قضايا الشعب العريب‬ ‫الذي هو يف متاهة وبعيد كل البعد عن هموم‬ ‫األمة العربية‪ .‬ويعترب الباحث سفيان التل أن‬ ‫املرأة استهدفت من العامل الغريب استهدافا تاما‬ ‫يف كافة أنحاء مجتمعنا‪ ،‬وأخضعوها مع الشباب‬ ‫ملدارس وإعادة تربية ليتمكنوا من إدارة مجتمعنا‬ ‫من خالل هذه الفئات‪ ،‬ولألسف ما زلنا بعيدين كل‬ ‫البعد عن التحرر‪.‬‬ ‫وانطالقا من عدم التجانس بني األحزاب العربية‬ ‫عىل املستوى الفعيل واإليديولوجي وال حتى‬ ‫عىل مستوى التوجهات‪ ،‬ويرى خالد العبود أن‬ ‫بعض هذه األحزاب استطاعت أن تحقق جزءا من‬ ‫املطلوب يف متثيل املرأة والشباب‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫أحزاب غري موجودة يف مفاصل الشباب واملرأة‬ ‫أصال‪ ،‬وإذا أخذنا مثاال حزب الله‪ ،‬استطاع هذا‬ ‫الحزب بفعل ثقايف اجتامعي أن يالمس املرأة‬ ‫ويحتك معها ويحركها بشكل أو بآخر‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك أحزاب أخرى ال تدري إذا كانت املراة موجودة‪،‬‬ ‫وال يريد أن يضع اسرتاتيجيات ليخرج املرأة مام‬ ‫هي فيه ويخرج الشباب مام هم فيه‪ ،‬لذلك ال بد‬ ‫من وجود رؤيا لتجدد األحزاب العربية ذاتها‪ ،‬فهي‬ ‫كالنظام الرسمي العريب متاما‪ ،‬مع العلم أن جزءا‬ ‫من هذا النظام قد سبقها يف بعض النواحي‪ .‬وإذا‬ ‫كان العبود يتحاىش القول بأن هذه األحزاب قد‬ ‫شاخت‪ ،‬إال أنه يعرتف بأن هذه إشكالية إضافية‬ ‫تعيشها األحزاب بحيث ال تنتج فكرا‪ ،‬وليس‬ ‫لديهم األدوات القادرة عىل إنتاج األفكار التي‬ ‫ميكن أن تستنهض املرأة أو أن تكون بني الشباب‪.‬‬ ‫فمواقف األحزاب ال تتحول إىل أدوات‪ ،‬فهم يقولون‬ ‫نعم للمقاومة ولكن كيف ينترصون لها؟! وهم‬ ‫مع املرأة ولكن أين هي املرأة؟!‬

‫دمشق ــ عبد السالم األحمد‬ ‫هدى مطر‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق الحارث الضاري لـ« منبر التوحيد»‪:‬‬

‫مقاطعون لالنتخابات في ظل االحتالل‬ ‫وافتتاح القنصليات في كردستان تشجيع لالنفصال‬ ‫هو العراق الجرح النازف الذي يأىب االندثار أو‬ ‫االلتئام وعىل ترابه يقبع محتل‪ ،‬يسفك الدماء‬ ‫ويدنس الحرمات‪ ،‬وينتهك األعراض‪ ،‬ويرسق‬ ‫التاريخ‪ ،‬ويشوه الحقائق‪ ،‬يدّعي اإلنسانية‬ ‫ويرفع شعار الدميقراطية فيذهب ضحيتها‬ ‫مليون عراقي شهيد‪ ،‬وتاريخ مجيد‪.‬‬ ‫هو العراق جرح األمة الذي يزيده نزفا متاهى‬ ‫البعض من أبنائه ونخبه السياسية مع‬ ‫املرشوع االحتاليل‪ ،‬يرشعون وجوده وينفذون‬ ‫مشيئته‪ ،‬يتابعون مصالحه‪ ،‬ويعملون يد غدرهم‬ ‫بأبناء شعبهم‪ ،‬مفرطني بكل الثوابت الوطنية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬يسارعون يف الاللتفاف حول إدارة‬ ‫االحتالل يرشعونها بترشيعهم كل ما يصدر‬ ‫عنها‪ ،‬وما العملية االنتخابية إال صورة من صور‬ ‫هذا الترشيع للمحتل األمرييك ووجوده‪ ،‬إذ أنها‬ ‫انتخابات أقل ما يقال فيها وبائتالفاتها صورة‬ ‫خداعية للشعب العراقي التواق إىل حريته‪،‬‬ ‫إذ كيف ميكن السري يف عملية انتخابية تحت‬ ‫سيطرة املحتل‪ ،‬وبآليات ستعاود إنتاج حكومة‬ ‫عىل مقاس اإلدارة األمريكية املحتلة التي تعاين‬ ‫األمرين يف العراق‪ ،‬ولكن وكام أنقذتها أموال‬ ‫النفط الخليجي من أزمتها االقتصادية‪ ،‬تقوم‬ ‫هذه الفئات املتامهية مع مرشوعها بإنقاذها‬ ‫من املستقنع العراقي رغم استحالة ذلك‪.‬‬ ‫يف‬ ‫واالنتخايب‬ ‫السيايس‬ ‫املشهد‬ ‫حول‬ ‫العراق‪ ،‬ومقاومته الباسلة‪ ،‬وحول خطى‬ ‫االنفصال التي يسعى إليها البعض وتفتيت‬ ‫العراق كان لـ «منرب التوحيد» هذا اللقاء مع‬ ‫سامحة الشيخ الحارث الضاري رئيس هيئة‬ ‫العلامء املسلمني يف بغداد والذي التقته يف‬ ‫دمشق عىل هامش مؤمتر األحزاب العربية‪.‬‬ ‫االنتخابات عىل األبواب كيف تنظر هيئة‬ ‫املسلمني للمشهد االنتخايب يف‬ ‫علامء‬ ‫العراق؟‬ ‫املشهد االنتخايب يف العراق مشهدا بائسا‪،‬‬ ‫والساحة مرتبكة والتحالفات متغرية وكلها‬ ‫ال تخرج يف الغالب عن القوائم والتحالفات‬ ‫والشخصيات السابقة‪ ،‬أما نتائجها فأعتقد‬ ‫أنها ال تختلف عن نتائج االنتخابات السابقة‪،‬‬ ‫وستأيت بربملان من كل هذه القوائم‪ ،‬ويف تقديرنا‬ ‫أن هذه القوائم ستايت بنسب متقاربة ومن‬ ‫ستشكل الحكومة من كل هذه القوائم‬ ‫ثم‬ ‫أو من أغلبها وستكون هذه الحكومة ضعيفة‬ ‫كالحكومة السابقة التي أنتجتها االنتخابات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫السابقة‪ ،‬ألن اآلليات التي اعتمدت عليها‬ ‫االنتخابات السابقة ستعتمد عليها االنتخابات‬ ‫الحالية‪ ،‬ولهذا نحن ال نتوقع لهذه العملية أن‬ ‫تغري شيئا من العملية السياسية أو من أدائها‬ ‫العميل‪.‬‬ ‫كهيئة علامء املسلمني أين تقفون من هذه‬ ‫االنتخابات وهل ستقاطعون؟‬ ‫نحن كهيئة علامء املسلمني مقاطعون‬ ‫وإفرازاتها‬ ‫للعملية السياسية بكل ملحقاتها‬ ‫ومن ذلك االنتخابات‪ ،‬ألننا نعتقد أن االنتخابات‬ ‫والعملية السياسية يف ظل االحتالل غري‬ ‫رشعية ولن تسري يف مصلحة املرشوع الوطني‪،‬‬ ‫هي مصممة لخدمة املرشوع األجنبي‬ ‫وإمنا‬ ‫األمرييك يف العراق‪.‬‬ ‫مثة راي يقول أن مقاطعتكم للعملية‬ ‫السياسية واالنتخابات يرتك املساحة واسعة‬ ‫للطرف اآلخر الذي هو يف جوهره متام ٍه مع‬ ‫املرشوع األمرييك املحتل؟‬ ‫أبدا‪ ،‬فاملجال مفتوح لهم من خالل اآلليات‬ ‫املعتمدة يف االنتخابات‪ ،‬وسواء دخلنا أ االنتخابات‬ ‫أم ال ستجري االنتخابات وفق ما يريده االحتالل‪،‬‬ ‫ووفق توجيهاته‪ ،‬فهو من سيرشف عىل هذه‬

‫‪48‬‬

‫الغنائم‬ ‫الذين‬ ‫تتغري‬ ‫العملية‬

‫عىل الجهات‬ ‫اعتمد عليهم‬ ‫بعض الوجوه‬ ‫السياسية لن‬

‫االنتخابات ويقرر ويقسم‬ ‫ذاتها‪ ،‬والقوائم والرموز‬ ‫يف الفرتة السابقة‪ ،‬وقد‬ ‫واألسامء ولكن جوهر‬ ‫يتغري كثريا‪.‬‬ ‫عىل ماذا تعتمدون يف مقاومتكم االحتالل‬ ‫هل املقاومة لوحدها تكفي أم ال بد من رفدها‬ ‫بعملية سياسية؟‬ ‫نعتمد عىل رفض شعبنا لالحتالل‪ ،‬فغالبية‬ ‫شعبنا وبكل أطيافه من الشامل إىل الجنوب سنّة‬ ‫وشيعة وعرب وأكراد وغريهم رافضون لالحتالل‬ ‫ولكل مشاريع التدخل الدولية واإلقليمية‪ ،‬كام‬ ‫هم يرفضون الحكام املستبدين اليوم يف العراق‬ ‫ألنهم أهانوا الكثريين وساموهم سوء العذاب‪،‬‬ ‫ومل يقدموا لهم أدىن مستويات العيش املطلوب‬ ‫لإلنسان‪.‬‬ ‫أتت فرتة عىل العراق كان فيها الوضع األمني‬ ‫نوعا ما هادئا‪ ،‬ومن ثم اشتعلت الساحة‬ ‫وتتالت التفجريات كيف تنظر لهذا التغري وما‬ ‫املراد من إشعال الساحة أمنيا؟‬ ‫هذا يؤكد ما كنا نقوله بأن األمن مل يتحقق‪،‬‬ ‫واألمن الذي زعموه هو أمن نسبي وخادع ومؤقت‬

‫األسد ووالدة‬ ‫الشرق األوسط الجديد‬

‫ومفروغ‪ ،‬وهم وراء كل ما جرى ويجري يف العراق‬ ‫منذ االحتالل إىل يومنا هذا‪ ،‬ومتى ما أرادوا إثارة‬ ‫هذه املشاكل يثريونها ألي خالف بينهم وذلك‬ ‫برىض االحتالل ومباركته‪ ،‬ومشاركته يف الكثري‬ ‫من هذه األعامل التي حدثت وتحدث يف العراق‬ ‫والتي تسببت يف دمار العراق وسفك دماء أبنائه‬ ‫عىل مدى السنني املاضية‪ .‬لذا نقول‪ :‬ال يوجد‬ ‫أمن‪ ،‬وإمنا توجد فرتات هدنة أو توافقا بني األطراف‬ ‫الحاكمة‪ ،‬وبينها وبني االحتالل‪ ،‬وبني االحتالل‬ ‫وبعض رشكائه أو حلفائه‪ ،‬وكل ذلك يجري يف‬ ‫العراق وعىل حساب العراقيني ووحدة العراق‪،‬‬ ‫وطاملا االحتالل موجود لن يكون هناك استقرارا‬ ‫أمنيا‪.‬‬ ‫هل تعتقدون أن هناك نية جادة عند املحتل‬ ‫األمرييك يف االنسحاب من العراق وفق‬ ‫االتفاقية األمنية‪ ،‬أم أن ما يجري هو إعادة‬ ‫انتشار ومتوضع للجيش األمرييك ليس إال؟‬ ‫ال‪ ،‬ال يوجد لدى االحتالل نية صادقة يف‬ ‫ترك العراق بسهولة‪ ،‬فاالحتالل يريد أن يرتب‬ ‫األوضاع يف األيام القادمة ملصلحته‪ ،‬حيث يأيت‬ ‫من خالل هذه االنتخابات مبن يعتمد عليهم‬ ‫لتأمني مصالحه كاالتفاقية األمنية واالتفاقيات‬ ‫والغازية‪،‬‬ ‫والنفطية‬ ‫والسياسية‪،‬‬ ‫االقتصادية‬ ‫ويريد أن يطمنئ عىل هذه املصالح من خالل‬ ‫االنتخابات والحكومة التي ستنتج عنها‪ ،‬ثم‬ ‫يخرج كال أو بعضا لست أدري‪ ،‬وإن كنت ال‬ ‫أعتقد أنه سيخرج مجانا‪ ،‬أو دون أن يكره عىل‬ ‫هذا الخروج‪.‬‬ ‫ماذا عن االتهامات التي وجهت لسورية‬ ‫يف التفجري الذي حصل‪ ،‬وكيف تنظرون إىل‬ ‫الغاية من توجيه مثل هذا االتهام؟‬ ‫إنها اتهامات غري صحيحة ولها أسبابها‪ ،‬ومن‬ ‫أسبابها الضغط عىل سوريا لتسليم من لديها‬ ‫من املعارضني لالحتالل يف العراق ليتم التخلص‬ ‫منهم بالسجن أواإلعدام وما إىل ذلك مام يريد أن‬ ‫يفعله املاليك بهم‪.‬‬ ‫كيف تنظر إىل مسألة افتتاح قنصليات‬ ‫يف إقليم كردستان هل هذا تعبري عن السعي‬ ‫نحو االنفصال وتقسيم العراق؟‬ ‫هناك سعي من قبل األطراف السياسية‬ ‫الكردية لتقسيم العراق‪ ،‬وأقول السياسية ألن‬ ‫غالبية الشعب الكردي ال يريد االنفصال‪ ،‬وقادته‬ ‫السياسيون يسعون بكل ما أوتوا لالنفصال‪،‬‬ ‫ولذلك هم يحاولون إقامة عالقات مع كثري‬ ‫من الدول من خالل فتح القنصليات التي ندعو‬ ‫الدول العربية والدول اإلسالمية التي تريد الخري‬ ‫للعراق وشعب العراق أال تساير يف هذا‪ ،‬وأال‬ ‫تفتح يف شامل العراق قنصليات ألن ذلك بداية‬ ‫االعرتاف باالنفصال مهام قيل وروج عن هذه‬ ‫الخطوة‪ ،‬فالحقيقية تقول‪ :‬إن هذه القنصليات‬ ‫هي مقدمة لالعرتاف الدبلومايس باإلقليم‬ ‫الكردستاين‪.‬‬

‫عندما يدرك املرء كيف يجب أن يذهب ‪ ،‬وكيف يصل إىل هدفه ‪ ،‬وعندما يك ّون تصوراً عن‬ ‫نوعية العقبات التي قد تواجهه وكيف ميكن أن يتعامل معها‪ ،‬فإنه يكون قد وضع لنفسه‬ ‫برنامجاً للعمل‪ .‬وهذا ما فعله الرئيس السوري بشار األسد عندما عبرّ بحرية عام يجيش‬ ‫بصدره أمام مؤمتر األحزاب العربية الخامس‪ ،‬الذي انعقد هذا العام يف دمشق تحت عنوان‬ ‫“القرار العريب املستقل “‪ ،‬وهو موقف ينم عن شعور دائم عنده بالخطر الذي ما برح يهدد‬ ‫األمة الواقعة يف جزء منها تحت االحتالل‪ ،‬أو املهددة باالجتياحات والتفكيك والحروب األهلية‪،‬‬ ‫فجاء األسد يضع تصوراً وبرنامجاً ومرشوعاً لكيفية التعاطي مع االحتالل الصهيوين‬ ‫لكل من فلسطني والجوالن ولبنان‪ ،‬واالحتالل األمرييك للعراق‪ ،‬يف محاولة منه إليجاد حل‬ ‫ملشكلة تشظي األمة إىل أقطار وطوائف وإثنيات وعشائر وحارات الخ‪ ...‬من‪ ‬خالل إعالنه عن‬ ‫والدة “الرشق األوسط الجديد الذي تشكل املقاومة عموده الفقري‪ ،‬سواء كانت هذه املقاومة‬ ‫عسكرية‪ ،‬أو مقاومة ضد التطبيع والصهينة‪ ،‬أو حتى مقاومة املنتوجات “اإلرسائيلية”‬ ‫والغربية‪ ،‬إىل كشف الخطاب اإلعالمي املتواطئ واملضلل‪ ،‬وكل ما تتفتق عنه املبادرات‬ ‫الشعبية من وسائل ملواجهة الطرف األمرييك – الصهيوين وأدواته ومتطلباته‪ .‬وهذا يعني‬ ‫التأسيس السرتاتيجية املقاومة الشاملة‪ ‬كقاسم مشرتك ميتد كخيط ميسك مبجموعة‬ ‫من الثوابت السياسية املنبثقة عن مصلحة األمة‪.‬‬ ‫إن “الرشق االوسط الجديد “ الذي أعلن عنه الرئيس األسد ال يؤدي اىل تعديل أو تغيري يف‬ ‫الهوية القومية والحضارية لبالدنا‪ ،‬وهو لن يحل محل الوطن العريب والعامل اإلسالمي‪ ،‬ولن‬ ‫يكون مقدمة للتطبيع أو إلفساح مكان أمام الكيان الصهيوين يف املنطقة‪ .‬لقد ح ّول األسد‬ ‫مصطلح “الرشق األوسط” من مفهوم استعامري‪ ،‬وتحويل بالدنا إىل أسواق وموارد ومواقع‬ ‫اسرتاتيجية‪ ،‬كام تراها عيون الغزاة األجانب‪ ،‬اىل إطار يقوم عىل مفردات تحفر يف عقول أبناء‬ ‫األمة لتخط لهم مسارا يقودهم بهدوء إىل مرشوع تحالف جديد يف املنطقة‪ ،‬مبعنى آخر‬ ‫أن تظل الثوابت واألهداف العربية واإلسالمية هي املقياس يف بناء التحالفات والتعاون مع‬ ‫دول نتشارك معها يف املوقف السيايس املبني عىل أساس مصلحة األمة ضمن الظروف‬ ‫الراهنة‪ ،‬ووضع الخطط واملشاريع عىل هذا األساس‪ .‬وهنا يكمن حديث األسد عند محاولته‬ ‫إرساء أسس برنامج مثلث األضالع سوري ‪ -‬تريك‪-‬إيراين‪ ،‬وتشييد جسور معلقة تعرب عن‬ ‫انتامء حضاري وثقايف يتخذ املقاومة كهوية نتخطى من خاللها حواجز الهويات املتناحرة‬ ‫الطائفية واإلثنية واإلقليمية‪ ،‬اىل رحاب األمة يف مرشوعها النهضوي الذي يرفض الضعف‬ ‫والخضوع لقوى الهيمنة الخارجية‪.‬‬ ‫هكذ يخلص األسد بأن ال مستقبل لهذه األمة إ ّال مبرشوع وحدوي ومقاوم‪ ،‬وال دميقراطية‬ ‫وال إصالح وال تنمية وال تحرر إ ّال اذا وجد له قواعد متنع األمة من الوقوع يف براثن التجزئة‬ ‫والتبعية والتخلف‪ ،‬بل تضعها يف خضم معركة نخوضها عىل كل الصعد‪ ،‬عىل صعيد‬ ‫السياسة واالقتصاد والثقافة‪ .‬معركة تفرض علينا أن نجنّد لها كل ما منلك من طاقات‬ ‫وإمكانات يف املواجهة‪ .‬ولهذا فإن “الرشق األوسط الجديد”‪ ،‬الذي نحتاجه اليوم هو ذاك الذي‬ ‫يستطيع أن يفهم حركة الواقع املتغري باستمرار‪ ،‬ومن أعامل العقل باستمرار لالقرتاب‬ ‫من فهمه‪ ،‬واالستفادة من القديم لتطوير الجديد‪ ،‬والتخيل عن القوالب الجامدة يف الفكر‬ ‫التي يتجاوزها الواقع يف كل مرحلة والتي تصبح عائقاً أمام فهمنا للمتغريات‪ ‬التي تحكم‬ ‫حركة الواقع املتجددة‪ ،‬وكن برشط عدم فقدان توازننا وهويتنا وانتامئنا اىل روح املقاومة‬ ‫والتحدي ومحاربة أعداء األمة األزليني‪ ،‬وكذلك االنتهازيني والنزعات االنهزامية ومن يفرطون‬ ‫بالثوابت‪.‬‬

‫حوار هدى مطر‬

‫أمني اإلعالم يف تيار التوحيد هشام األعور‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫لعبة االنتخابات العراقية تديرها الشركات النفطية وأميركا‬ ‫نجح الربملان العراقي أخريا يف تجاوز الخالفات حول قانون االنتخابات من خالل فإن وزارة النفط يف العراق تدعي بأنها بحاجة اىل (‪ )75‬مليار دوالر لتحسني‬ ‫املصادقة عىل قانون االنتخابات الجديد‪ ،‬وبعد مناقشات ساخنة‪ ،‬من املتوقع وتجديد إعامر البنية التحتية النفطية‪ ،‬فالوزارة ليست لديها خطط إسرتاتيجية‬ ‫أن يصادق مجلس الرئاسة عىل قانون االنتخابات بعد توافق أعضاء مجلس واضحة ومحددة من اجل تطوير صناعة النفط والغاز‪ ،‬وهي تفتقر اىل التدريب‬ ‫الرئاسة املكون من الرئيس طالباين ونائبيه عادل عبد الهادي وطارق الهاشمي الجيد والكفاءات العالية‪ ،‬والترشيعات النفطية تم إيقافها ألسباب سياسية‬ ‫عىل الفقرة الخاصة باألقليات واملهاجرين خارج البالد التي منحها‬ ‫ونتيجة الرصاع ( الطوائفي العراقي) عىل املوارد النفطية‪ ،‬ويف‬ ‫قانون االنتخابات الجديد ‪ % 5‬من مقاعد الربملان فالهاشمي‬ ‫هذه الحالة يزداد النهب يف ظل الفوىض‪ ،‬والرشكات النفطية‬ ‫والطالباين يطالبان بتعديل الفقرة لتصبح النسبة ‪ ،%15‬ثم‬ ‫مرتاحة لهذه األجواء‪ ،‬فاالحتالل ونخبته السياسية “يستند‬ ‫عاد مجلس النواب العراقي وأق ّر تعدي ًال جديداً عىل قانون‬ ‫اىل القاعدة القاتلة” الغابات هي الوسائل‪ ،‬وهي التي تربز‬ ‫االنتخابات لرفعه اىل هيئة الرئاسة للمصادقة عليه‬ ‫الوسائل‪.‬‬ ‫أو نقضه مرة أخرى ويتضمن أن العراقيني يف الخارج‬ ‫ويقول “روبرت ماغواير”‪ ،‬مسؤول قطاع النفط يف‬ ‫سيصوتون ملحافظاتهم‪ ،‬ومن املتوقع أن تجري االنتخابات‬ ‫السفارة األمريكية يف بغداد “ بان الفشل الذريع يف‬ ‫الربملانية يف مطلع العام ‪.2010‬‬ ‫تغطية اإلعامر عن طريق النفط هو الذي يضع االحتالل‬ ‫أثبتت الوقائع السياسية األخرية‪ ،‬أن الربملان العراقي‬ ‫يف املأزق الدائم!‪ .‬وهذا أمر ال ميكن تربيره وخاصة عندما‬ ‫عاد ليدير السلطة من املواقع العليا بعدما نجح يف‬ ‫يقول بان هناك سباق محموم بني التدمري والبناء‪ ،‬وهل‬ ‫تحقيق الوفاق واالتحاد بني القوى واألحزاب الفاعلة واإلجامع‬ ‫أبقى االحتالل شيئاً مل يدمره يف العراق!‬ ‫يف شأن برنامج انتخايب موحد‪ ،‬وخاصة أن هذا القرار قد جاء‬ ‫إن حلقات الكذب األمريكية مرتبطة ببعضها البعض‬ ‫املاليك‬ ‫يف أول تجربة بعد خروج قوات االحتالل االمرييك من املدن واملناطق‬ ‫يف العراق ويغذيها مجموعة من بعض النخب التي حاولت بيع‬ ‫السكنية‪ .‬وامللفت أيضا‪ ،‬أن إحدى القضايا املعقدة قد حلت يف‬ ‫العراق للمحتل االمرييك‪ ،‬ومل يعد يهمها إال مصالحها الذاتية‬ ‫إطار هذا التوافق وهي الوضع االنتخايب يف كركوك والتي‬ ‫الضيقة‪ ،‬واملحتل االمرييك‪ ،‬يروج ومنذ فرتة طويلة “صعوبة‬ ‫كانت قد وصفت من قبل بعض املراقبني بفتيل األزمة‬ ‫تحقيق املصالحة السياسية يف البالد‪ ،‬ويشري اىل جملة من‬ ‫القابل لالنفجار يف أي لحظة‪ ،‬وال شك بان تحقيق هذا‬ ‫االعرتاضات من خالل اإليعاز ألدواته بإلقاء التهم يف كل‬ ‫الوفاق‪ ،‬قد فتح الطريق أمام جميع التيارات الدينية‬ ‫صوب‪ ،‬وأهمها تدخل دول الجوار‪ ،‬ويف ذات الوقت بتأجيج‬ ‫والعلامنية والقومية وغريها من املجموعات الفاعلة‪،‬‬ ‫الرصاع بني القوى العديدة حول املوارد‪ ،‬وينعكس ذلك‬ ‫إلعادة ترتيب أوضاعها وصوالً لعودة االستقرار الداخيل‬ ‫يف الصعيد السيايس والتنظيمي واإلداري للحكومة‬ ‫والدور اإلقليمي بعد خروج املحتل من ارض العراق‪.‬‬ ‫ومرافقها‪.‬‬

‫واقع العراق الجديد‪!...‬‬

‫دميقراطية واقعية أم ماذا‪!....‬‬

‫السؤال الذي يرتدد عىل ألسنة العراقيني‪ ،‬هل قانون‬ ‫التقرير الذي كتب يف أيار ‪ 2008‬تحت اسم ( واقع العراق‬ ‫االنتخابات سيحمي الدميقراطية يف العراق؟ إن املؤرشات‬ ‫الجديد) أهداف جديدة وبال أوهام من قبل “ايلني اليسبون” مديرة‬ ‫الهاشمي‬ ‫املتوفرة تؤكد أن هناك تصور يف الواليات املتحدة والدول الغربية‬ ‫مركز “هرني ستيمسون”‪ ،‬وهي املرشدة الجديدة إلدارة “اوباما” بعد‬ ‫يرى يف املصادقة عىل قانون االنتخابات حامية للدميقراطية يف‬ ‫أن متت صياغة معظم (مفرداته) ويف جوهر هذا التقرير‪ ،‬نذكر‬ ‫العراق‪ ،‬ولكن ال بد من التساؤل أيضا‪ ،‬هل ما يجري يف العراق‬ ‫ان الباحثة املذكورة متخصصة يف الشؤون األمنية اص ًال‬ ‫دميقراطية واقعية يف ظل تدخل أمرييك سافر يف املسار‬ ‫ولها باع طويل يف مجلس (األمن واملعلومات) االمرييك‬ ‫السيايس؟ ويف الواقع أيضا‪ ،‬هل ميكن املراهنة عىل‬ ‫املركزي وقد زارت العراق عدة مرات‪ ،‬وكتبت تقريها الذي‬ ‫انتخابات كهذه لضامن حل املشاكل الداخلية التي‬ ‫أكدت فيه صعوبة تحقيق (املصالحة السياسية) يف‬ ‫تعصف بهذا البلد؟ وهل سيشهد العراق استقراراً‬ ‫البالد‪ ،‬والحل برأيها يتمثل بتحقيق (خرق) سيايس يف‬ ‫واقعياً بعد تلك االنتخابات؟ أم انه سيدخل البلد يف‬ ‫الجدار الداخيل والسعي اىل طرح يشء جديد‪ ،‬وهكذا‬ ‫متاهات جديدة‪ ،‬هذه التساؤالت مرشوعة يف ظل وجود‬ ‫تعاونت ( اليبسون) مع فريق كبري أمرييك عراقي وتم انجاز‬ ‫االحتالل االمرييك عىل ارض العراق‪.‬‬ ‫وثيقة جديدة بإرشافها سميت (واقع العراق الجديد) يف‬ ‫البعض رأى يف املصادقة عىل قانون االنتخابات إنجازا‬ ‫أيار ‪ ،2008‬ومن الواضح ان نفس االحتالل طويل‪ ،‬فالوثيقة‬ ‫كبريا‪ ،‬مام يعني سحب املبادرة من الواليات املتحدة التي روجت‬ ‫عملياً تبرش بالحلول يف آذار (‪ ! )2010‬أي بعد حصول االنتخابات‬ ‫مصادرها بأن الفشل يف إجراء االنتخابات سيؤدي اىل تأجيل‬ ‫النيابية مطلع السنة القادمة‪ ،‬وتؤكد (البيسون) عىل أهمية‬ ‫الحكيم‬ ‫االتفاق حول انسحاب القوات األمريكية من العراق‪ .‬وتقول بعض األوساط‬ ‫تحقيق مرشوع املصالحة السياسية الشاملة يف مؤمتر عريض يعقد يف‬ ‫واملحافل الداخلية‪ ،‬أن مسؤولني أمريكيون قد تدخلوا يف وترية املصادقة عىل واشنطن لهذا الغرض‪.‬‬ ‫هذا القانون‪.‬‬ ‫ويعتمد التقرير عىل مطالعة نقدية للسياسة الخارجية األمريكية يف‬ ‫منطقة (الرشق االوسط) واملقاربات التي سلكتها هذه السياسة إزاء الدول‬ ‫االحتالل‪ :‬الغايات هي الوسائل!‬ ‫الحيوية واملهمة يف هذه املنطقة‪ ،‬وتعرض رأيها بغموض مفتعل‪ ،‬وتعتقد ان‬ ‫بالرغم من اعتامد العراق عىل املوارد النفطية بنسبة ‪ %85‬من دخله العام‪ ،‬الحلقة املركزية يف السياسة الجديدة‪ ،‬هي بناء رشاكة متواصلة ثابتة ومتوازنة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪50‬‬

‫مع هذه (الدول الحيوية) ومنها العراق ومن هنا الرتكيز عىل فكرة أساسية وهي حكومة املاليك عن الدور الكردي املتعاظم‪ ،‬رغم انه أبدى مرونة يف األسابيع‬ ‫نسج العالقات بني الواليات املتحدة والقوى املتعددة العراقية والرتكيز دامئاً عىل واألشهر األوىل إزاء تطبيقاتها‪ ،‬ثم عاد ومتسك عىل نحو شديد مبركزية الدولة‪،‬‬ ‫( املحلية) وبناء مؤسسات إعالمية ذات اتجاه اجتامعي بنيوي‪ ،‬وتحقيق مسألتني يضاف اىل ذلك الخالف حول حقول النفط يف كركوك والعقود النفطية التي‬ ‫يف (آن واحد) مساعدة األحزاب بكل الطاقات‪ ،‬وتعزيز العالقة مع العديد من أبرمها إقليم كردستان مع الرشكات العاملية دون الرجوع اىل بغداد‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫الرشكات يف مجال البناء واملقاوالت والتجارة الخارجية والثقافة الجديدة‪ ،‬وصوالً انتشار قوات “البشمركة” يف املناطق املتنازع عليها‪ ،‬هذه هي ابرز نقاط الخالف‬ ‫اىل هدف مركزي وأسايس يتمثل يف إعادة تقييم نفقات الواليات املتحدة يف بني حكومة املاليك واإلقليم‪.‬‬ ‫العراق وعالقة ذلك بالحالة االقتصادية ألمريكا عاملياً وصلتها باألزمة االقتصادية‬ ‫وهناك من ينظر إىل الفيدرالية الكردية باعتباره تكتيكاً للوقوف ضد‬ ‫الدولية‪ ،‬ويف هذا امليدان‪ ،‬رضورة إيقاف دعم برامج إعادة اإلعامر يف شتى املجاالت‪ ،‬الفيدرالية الجنوبية‪ ،‬وضد االتجاهات املتنفذة يف الحكومة الحالية برئاسة‬ ‫فالطموح األسايس للتقرير هو إعادة (رشعية) قيادة أمريكا للعامل‪.....‬‬ ‫املاليك‪ .‬وهناك حالة من الخوف والهاجس الدائم من تفاقم األوضاع واحتامل‬ ‫من هنا فإن املشهد الحايل للحراك السيايس حول تشكيل التحالفات تجدد الرصاعات الضيقة‪ ،‬وخصوصاً يف ظل تنامي اتجاهات مركزية صارمة داخل‬ ‫االنتخابية وتأسيس الكتل املتجانسة واملتنافرة‪ ،‬يبدو مموهاً ومخالفاً‬ ‫الحكومة‪ ،‬ويقابلها اتجاهات انعزالية لدى األقاليم‪ ،‬ويف كل األحوال يوجد‬ ‫صورياً لالتجاه العام الذي تركز عليه قوى التأثري والنفوذ الخارجية‪.‬‬ ‫من يدفع األمور يف اتجاهات التباعد والتطرف واالبتعاد عن دائرة‬ ‫وإذا كانت بعض الطوائف قد بادرت اىل تأسيس ( ذراعها)‬ ‫الحوار‪ .‬االتجاه الغالب لدى معارضو الفيدرالية أولوية تتمثل يف‬ ‫االنتخايب بجدارة وحيوية فان بعض الطوائف األخرى نجدها‬ ‫إنهاء االحتالل‪ ،‬الن الفيدراليات جاءت مع االحتالل‪ ،‬وهناك‬ ‫مبعرثة وسلبية وحائرة يف اتخاذها قرارها السيايس ويف‬ ‫من يعتربها جزء من مرشوع أكرب يستهدف تقسيم‬ ‫تحديد أفاق عملها التنظيمية والسياسية‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫العراق وهي تصب يف خدمة املشاريع الصهيونية‬ ‫بعض القوى تريد الحفاظ عىل السلطة السياسية من‬ ‫واألمريكية يف املنطقة‪ ،‬وكان جورج بايدن أول من أشعل‬ ‫خالل االئتالفات فان قوى معينة ترغب يف ركوب أمواج‬ ‫فتيل االنفجار‪ ،‬عندما وضع خطة لتقسيم العراق اىل‬ ‫(الوطنية) و(املركزية) خدمة ملصالحها السياسية أو‬ ‫ثالث فيدراليات مستغ ًال حالة الفوىض التي سادت خالل‬ ‫رغبة يف تجاوز بعض قواعدها السابقة والعثور عىل بدائل‬ ‫وجود االحتالل االمرييك‪.‬‬ ‫عنها يف الشوارع الطائفية والعراقية األخرى‪.‬‬ ‫املرحلة اآلن تتمثل يف تشكيل التحالفات واالئتالفات‬ ‫وأصبح واضحاً للجميع اآلن‪ ،‬ان بناء عراق دميقراطي وطني‬ ‫السياسية الجديدة واملؤرشات تشري اىل ائتالفات وطنية‬ ‫موحد من الصعب االتفاق عليه بالنسبة للقوى جميعاً يف ظل‬ ‫جديدة‪ ،‬وهي تعلن أنها خرجت من دائرة الطائفية الضيقة‬ ‫الصدر‬ ‫االحتالل االمرييك للعراق‪ ،‬فالصيغة املفروضة حتى اآلن هي (العملية‬ ‫العرقية‪ ،‬رغم عدم تبدل بعض الوجوه التي قادت االئتالفات السابقة‪.‬‬ ‫السياسية) الذي زرعها بول برمير يف العراق وسقاها رامسفيلد‬ ‫ويف هذه األثناء تربز أربعة اتجاهات سياسية كربى‪ ،‬موزعة عىل‬ ‫ثالث كتل سكانية دينية واثنية‪ ،‬ويصبح التغيري السيايس‬ ‫ورعاها بوش‪ ،‬ويرثها اآلن اوباما ونائبه بايدن‪ ،‬فالعراق االن‬ ‫األبرز بني انتخابات ‪ 2005‬وانتخابات ‪.2010‬‬ ‫تتالعب به الرشكات النفطية وأمريكا‪ ،‬وقوى وأوراق العراق‬ ‫فاالئتالف الوطني العراقي يخلف سلفه االئتالف‬ ‫مبعرثة ومحصلتها العامة ال يشء‪ ،‬وهذا ما يريده‬ ‫العراقي املوحد (هذا يف الجانب الشيعي) وهناك ائتالف‬ ‫االحتالل االمرييك‪.‬‬ ‫دولة القانون بزعامة املاليك‪ ،‬وسيتنافس حلفاء األمس‪.‬‬ ‫ويف الجانب السيايس تعيش القيادات العراقية حالة‬ ‫أما األحزاب السنية املضوية تحت لواء (اياد عالوي) تحت‬ ‫من التشتت‪ ،‬وحالة من القلق بشأن املوقف االمرييك‬ ‫اسم الحركة الوطنية العراقية (وهي جبهة الحوار والحزب‬ ‫السياسية‬ ‫من االنتخابات القادمة‪ ،‬وان املعارك الطاحنة‬ ‫اإلسالمي وريث جبهة التوافق بقيادة طارق الهاشمي‬ ‫بناء‬ ‫فلك‬ ‫يف‬ ‫العسكرية يف داخل العراق تدور االن كلها‬ ‫ورئيس الربملان اياد السامرايئ وحزبا رافع العيساوي‬ ‫يف‬ ‫املفصيل‬ ‫االستحقاق‬ ‫(التحالفات) السياسية ملواجهة‬ ‫وأسامة النجيفي‪.‬‬ ‫حول‬ ‫يدور‬ ‫زال‬ ‫ما‬ ‫الحاكمة‬ ‫الفئة‬ ‫كانون الثاين القادم‪ ،‬وحديث‬ ‫من املتوقع ان يحقق هذا التحالف نتائج كربى يف املحافظات‬ ‫(املصالحة‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫البوابات‬ ‫عرب‬ ‫االنتخابات‬ ‫التدخل اإلقليمي يف‬ ‫طالباين‬ ‫ذات الثقل السني‪.‬‬ ‫(قوانني‬ ‫ترشيعات‬ ‫وقضية‬ ‫عليها)‬ ‫املتنازعة‬ ‫الوطنية) و(املناطق‬ ‫والحزبان الكرديان الرئيسيان الدميقراطي برئاسة مسعود البارزاين‬ ‫واالتحاد الوطني بزعامة جالل طالباين يجاهدان إلبقاء سيطرة‬ ‫النفط والغاز)‬ ‫التحالف الكردستاين‪.‬‬ ‫وهناك من يحاول إفساد آلية خروج االمرييك من العراق‪،‬‬ ‫والتحالف الرابع ائتالف وحدة العراق بقيادة وزير الداخلية‬ ‫طمعاً يف مكسب رخيص‪ ،‬من خالل إلقاء التهم جزافاً‬ ‫جواد البوالين ويف عضويته احمد أبو ريشة زعيم قوات‬ ‫عىل حقيقة ما يدور داخل العراق‪ ،‬وهي عملية تصفية‬ ‫الصحوة يف االنبار‪.‬‬ ‫حسابات داخلية قبل االنتخابات‪ ،‬ويف ظل الرتاجع الحاد‬ ‫التوقعات صعبة‪ ،‬خاصة بالنظر اىل الخريطة السياسية‬ ‫يف املوارد املالية النفطية بسبب هبوط أسعار النفط‬ ‫املعقدة واىل الالئحة النهائية للكيانات املصادق عليها‪،‬‬ ‫وانهيار الخدمات والفساد السائد‪.‬‬ ‫والتي بلغ عددها (‪ )296‬وباب املفاجآت مفتوح‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫املاليك‪ ،‬الذي يبدو انه يكسب مع حصول كل تفجري يف‬ ‫مالمح الخريطة السياسية العراقية‬ ‫البالد‪ .‬فالعراق اليوم أمام مفرتق طرق جديد‪ ،‬وعليه تغيري‬ ‫وعشية االنتخابات النيابية يف العراق واملزمع إجراؤها‬ ‫قواعد اللعب السابقة‪ ،‬وإعادة ترتيب األولويات‪ ،‬وعىل قواه الفاعلة‬ ‫موضوع‬ ‫يف ‪ 15‬كانون الثاين ‪ ،2010‬يتجدد الجدل والرصاع حول‬ ‫مسؤولية كبرية تتمثل يف قراءة األوضاع من جديد واالستفادة من‬ ‫عالوي‬ ‫الفيدرالية تأييداً أو تنديداً ترصيحاً أو تلميحاً وهو ما ميكن معرفته من‬ ‫التجارب السابقة‪ ،‬واالبتعاد عن إلقاء التهم جزافاً وتحميل دول الجوار املسؤولية‬ ‫خالل اتجاهات أساسية نحو املوقف من الفيدرالية‪ .‬فالقوى املؤيدة للفيدرالية‪ ،‬عن كل ما يدور يف العراق‪ ،‬االحتالل ما زال موجوداً عىل ارض العراق واألولوية هي‬ ‫كام وردت يف الدستور العراقي الدائم‪ ،‬منها القوى الكردية ( حكومة إقليم خروج املحتل من ارض العراق وإشكال النضال متعددة‪ ،‬واملقاومة هي الخيار األفضل‬ ‫كردستان) ولكن املشكلة ال تتعلق بالدستور فحسب رغم انه سبب املشكلة ألنها اقرص الطرق لتحقيق الهدف‪ .‬ولتكن االنتخابات الربملانية محطة أساسية‬ ‫األسايس ال سيام يف صياغاته املبهمة والتي ميكن تفسريها أو قراءاتها عىل ومفصلية لحشد الجهود يف سبيل الهدف األسمى تحرير العراق‪.‬‬ ‫نحو مختلف‪ ،‬وخصوصاً تحفظ قوى من داخل العملية السياسية مبا فيها‬

‫ادهم محمود‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫عرب ‪ :2009‬كرة القدم عوضاً عن فلسطين‬ ‫أزمة التوريث والفقر تلقي بظاللها على مباراة مصر والجزائر‬ ‫لبس حسني مبارك بزته العسكرية‬ ‫“الدينكوشوتية” وراح يستعرض عضالته‬ ‫املهرتئة ويرفع صوته املنخفض‪ ،‬وميتطي‬ ‫جواده البالستييك يف سياق مرسحيته‬ ‫الجديدة التي تعرضها بشكل حرصي‬ ‫القناة‬ ‫العارشة اإلرسائيلية‪ .‬وتتجه األنظار‬ ‫واالبصار اىل مرص “أم الدنيا” حيث قررت‬ ‫اخرياً خوض الحرب الرضوس بعد سبات‬ ‫طويل ضد بلد املليون شهيد‪ ،‬كون‬ ‫املفاهيم تغريت والحسابات القومية‬ ‫تبدلت ومعاير األخالق اضمحلت وكل‬ ‫معاين الرشف والكرامة العربية قد‬ ‫سحقت ومسحت يف قاموس “الريس”‬ ‫الذي ينام قرير العني و”كامشته”‬ ‫الصهيونية تطبق عىل اهلنا وشعبنا يف‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫حول الرئيس املرصي مبارك مبارة كرة‬ ‫القدم بني دولتني شقيقتني اىل قضية‬ ‫مصريية وجودية حيث انتهت الدنيا عند‬ ‫خسارة فريقه‪ ،‬وكرست هيبة الدولة‬ ‫وطال العار كرامة املرصيني‪...‬‬ ‫يف حني أن اإلتجار برغيف خبزهم‬ ‫حسني مبارك موناليزا العرب‬ ‫ليس عاراً‪ ،‬والتآمر عىل القضايا الوطنية‬ ‫والقومية ليس ذالً‪ ،‬والركوع تحت أقدام‬ ‫“ليفني ونتنياهو” ليس جبناً‪.‬‬

‫مربرات الحملة اإلعالمية املرصية‬ ‫يضع النظام املرصي يف سلم أولوياته حملة من النقاط األساسية‬ ‫وراء إثارة وتضخيم هذا الحدث الريايض العادي وتحويله لقضية رأي عام‬ ‫بغية التحريض وتحويل األنظار عام يجري يف كواليس االستخبارات‬ ‫املرصية من دسائس ومؤامرات ضد الشعب املرصي الشقي اوالً‬ ‫والفلسطيني ثانياً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يلعب النظام دوراً اساسيا وفاعال يف تهيئة اجواء الفتنة وتغطية‬ ‫الحقائق وفق حملة مربمجة تديرها اجهزة االمن الخاصة والتي تعمل‬ ‫لحساب جامل مبارك مبارشة وهنا من حق املرء ان يتساءل‪ ،‬ملاذا هذا‬ ‫الظلم‪ ،‬ما الذي يعد له النظام املرصي حتى يوجه هذه الحملة الرشسة‬ ‫وعىل حامس كيف يستطيع النظام املرصي بعد اآلن أن يصلح ذات‬ ‫البني بني فتح وحامس؟! كيف سيكون الوسيط النزيه بني الطرفني؟‬ ‫وأين الدور العريب واإلقليمي ملرص؟‬ ‫إن النظام املرصي يهدف من وراء هذه الحملة الشنعاء عىل عدة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪52‬‬

‫أمور‪:‬‬ ‫غسل يديه من عبء غزة وتحمل‬ ‫تبعاتها‪ ،‬إن أجندة النظام املرصي تتالقى‬ ‫االمرييك‪،‬‬ ‫الصهيوين‬ ‫املرشوع‬ ‫مع‬ ‫وتتعاطى معه بالشكل واملضمون‪.‬‬ ‫تربير أي تحركات مرصية مستقبلية‬ ‫للضغط عىل حامس يف غزة ملحاولة‬ ‫تركيعها‪ ،‬وبالتايل يعملون عىل أن‬ ‫يرتسب يف وعي الشعب املرصي أن هذا‬ ‫ما تستحقه حامس‪ ،‬نتيجة طبيعية‬ ‫للحملة اإلعالمية املستعرة حالياً‪.‬‬ ‫للضغوط‬ ‫واضحة‬ ‫استجابة‬ ‫االمريكية والصهيونية‪ ،‬ويبدو أن النظام‬ ‫املرصي تلقى تانيباً شديداً اللهجة من‬ ‫أمريكا والصهاينة بعد فشله الذريع‬ ‫يف غزة ولبنان‪.‬‬ ‫إخالء مسؤولية النظام املرصي من‬ ‫أي شكل من أشكال دعم املقاومة‬ ‫الرسالة‬ ‫وتوصيل‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫ألمريكا والعدو الصهيوين إن مبارك‬ ‫حريص متاماً عىل أمن “إرسائيل”!!‬ ‫استعامل ورقة حامس والتخفيف‬ ‫من حدة االتهامات والضغوط التي‬ ‫يتعرض لها النظام املرصي بني الحني‬ ‫واآلخر يف مجال حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والظهور أمام امريكا مبظهر “انني” رجلكم االول يف املنطقة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال داعي للضغط‪ ،‬وسهلوا عملية التوريث‪.‬‬ ‫كرس التعاطف الشعبي مع حامس‪ ،‬وخاصة أن جذورها إخوانية‪،‬‬ ‫وبالتايل فزيادة للتعاطف معها يعني املزيد من التعاطف مع اإلخوان‪،‬‬ ‫وهو ما يرفضه النظام لفظاً وموضوعاً‪.‬‬ ‫قربت االنتخابات املحلية يف مرص‪ ،‬لذا يعمل النظام عىل الحد من زيادة‬ ‫شعبية اإلخوان نتيجة التعاطف مع حامس‪.‬‬ ‫توجيه رسالة إىل املعارضة املرصية مفادها أن النظام لن يسمح بأي‬ ‫شكل من أشكال التعاطف مع حامس‪ ،‬وخاصة التظاهر ألن النظام‬ ‫يعمل حالياً دون كلل عىل تهيئة األجواء لتمرير ملف التوريث‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فاملظاهرات واالعتصامات لن تصب يف صالحه وستقوض مرشوعه‪.‬‬

‫هكذا خدمت مرص العروبة والقومية‬ ‫“ام الدنيا” تتاجر بقضايا األمة وتقبض الثمن مرتني‪.‬‬ ‫“مرص قلب العرب وكنانة الله يف األرض وأجنادها خري أجناد األرض‪..‬‬ ‫وهي ما قامت يف فرتات مهمة من النهضة الثقافية العربية لتبعث‬

‫من بني أروقة العامل فيها‪...‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وكام كان حجم مرص وموقعها مهام ورضوريا يف معارك‬ ‫حاسمة ضد أشكال عدة من الغزو األجنبي لألمة‪ ،‬كان‬ ‫وباال عىل هذه األمة عندما تخىل حكام مرص عن قضاياها‬ ‫وأصبحت لهم اجندات مختلفة عن مصالح األمة العليا”‪.‬‬ ‫ويف محاولة واضحة متاماً لرتكيع املقاومة وكرس إرادة‬ ‫الشعب الفلسطيني وإخضاعه اىل نهج التسوية عىل‬ ‫اعتباب “كامب ديفيد” اعلنت “ليفني” بعد مباحثات مع‬ ‫الرئيس املرصي عن قرار “إرسائيل” بتغيري معامل املنطقة‬ ‫وتغيري رشوط اللعب‪ ،‬مهددة بسحق كل من يطلق عىل‬ ‫“إرسائيل” صواريخ‪ ،‬كانت “ليفني” تعلن قرار الحرب فيام‬ ‫كانت تعقد مؤمتراً صحافياً مع احمد ابو الغيط وزير خارجية‬ ‫مرص الذي تعهد بتكسري أرجل الفلسطينني إن حاولوا‬ ‫اجتياز الحدود هرباً او بحثاً عن لقمة خبز يشرتونها بحر‬ ‫مالهم‪ .‬حاالت التعذيب التي طالت مئات أو آالف املناضلني‬ ‫الفلسطينيني يف أقبية السجون املرصية من كل الفصائل جامل مبارك يبحث عن أسهم الربح‬ ‫الفلسطينية ال ميكن تخيلها‪ ،‬فلقد كان التعذيب ملجرد‬ ‫نستشهد بتوصيف دقيق للمفكر املرصي الشهري جامل حمدان‪:‬‬ ‫التعذيب‪ ،‬والجرمية مقاتلة “إرسائيل” أو التفكري يف ذلك‪ ،‬إن ذلك يسري‬ ‫سياستنا الخارجية هي سياسة الرجل الواحد ويف هذا تكمن جذور‬ ‫يف اتجاه قول فرعون “ ال أريكم إال ما ارى”‪ ...‬فام دام حاكم مرص قرر‬ ‫املأساة العظمى‪ ،‬فمكان مرص ومكانتها الدولية كقوة سياسية‬ ‫السلم مع “إرسائيل” وقرر التطبيع معها‪ ،‬فعىل الجميع أن يسلموا‬ ‫وهزميتها العسكرية‪ ،‬مصريها وبقاؤها الخ‪ ،...‬كل أولئك بني يدي شخص‬ ‫بذلك!!‬ ‫فرد واحد‪ ،‬بينام الشعب يثور غضباً وال يشء عملياً‪ ،‬والنتيجة املنطقية‬ ‫وشاشات التلفزيون تنقل من حني آلخر كيف ميارس األمن املرصي‬ ‫هي الهزمية والنكسة‪ ،‬ثم االستسالم والنكبة‪ ...‬إن السياسة الخارجية‬ ‫إيقاف ومنع املساعدات املنبعثة إىل غزة املحارصة منذ عامني ونصف‬ ‫عندنا هي إىل حد بعيد معكوس السياسة الداخلية يف مرص‪ ،‬الحكومة‬ ‫حصاراً كام ًال‪ ..‬وذلك كله لهدف واضح هو الوصول اىل تركيع الشعب‬ ‫كل يشء ووحدها متلك كل يشء‪ ،‬وملا كانت الحكومة ملك الحاكم‪،‬‬ ‫الفلسطيني وإذالل حركاته املقاومة‪ .‬هذا هو الدور املرصي‪ ...‬إنه معادلة‬ ‫والوطن ملك الحكومة‪ ،‬فإن مرص يف النهاية ليست شعباً له حكومة‬ ‫االستبداد داخلياً والخنوع خارجياً‪ ...‬وهو بال شك ال يتفق مع موقف قوى‬ ‫بقدر ما هي حكومة لها شعب‪ ..‬الحكومة يف مرص فوق الشعب‪.‬‬ ‫املجتمع املرصي الحية املدافعة عن فلسطني واملساندة للمقاومة فيها‬ ‫إن هذا التوصيف يربهن أن الدور املرصي املشبوه غري مرتبط بعقيدة‬ ‫املطالبة بوقوف مرص اىل جنب فلسطني‪ ...‬إن الغضب الشعبي املرصي‬ ‫الذي بلغ ذروته إبان مجزرة غزة هو ترجامن املوقف الشعبي املرصي املواطن املرصي أو العريب أو مصالحهام‪ ،‬إمنا برؤية النظام الحاكم ومصالحه‬ ‫الخاصة‪ ،‬وهذا ما يعطي صورة واضحة وحقيقة عن كل املواقف املصريية‬ ‫املغلوب عىل أمره نقول هذا ليك ال يتم الخلط بني املوقفني‪..‬‬ ‫أين ما ذهبنا يف هذه الدنيا تجد أن الشعب يلعب دوراً مفصليا يف التي اتخذها حسني مبارك تجاه القضايا القومية يف اآلونة األخرية من‬ ‫التأثري عىل الحاكم او النظام‪ ،‬إال يف مرص نجد االستثناء للقاعدة‪ ،‬وهنا تغطية للحرب عىل العراق وتعطيل للدور العريب ضد االحتالل‪ ،‬مروراً بالتآمر‬ ‫عىل السودان وفقدان الصومال واأليادي السوداء يف لبنان والدور الوظيفي‬ ‫للكيان الصهيوين يف حصار غزة‪...‬‬ ‫من املؤسف أن العالقات املرصية – الجزائرية‬ ‫ستحتاج اىل الكثري من الوقت والجهد إلصالح‬ ‫األرضار العميقة التي ستبني لنا النظام‬ ‫الحاكم يف مرص‪ ،‬بعد أن أفسد العالقات‬ ‫التاريخية واالخوية بني الشعبني والتي‬ ‫تعمدت بالدم والكفاح املشرتك حيث قاتل‬ ‫املرصيون دفاعاً عن كرامة واستقالل الجزائر‪،‬‬ ‫واستشهد الجزائريون يف ‪ 1973‬يف سبيل عزة‬ ‫مرص والعرب‪.‬‬ ‫لقد وصل العامل املتقدم إىل القمر فيام‬ ‫معارك حسني مبارك يف ملعب املريخ عىل‬ ‫أرض السودان‪ ،‬هكذا قدر الصغار‪ ،‬ال ميكن أن يروا‬ ‫أنفسهم رغم زعامتهم إال بني أقدام الالعبيني‬ ‫الكبار‪.‬‬

‫ماهر رسي الدين‬

‫رغيف الخبز‪ :‬أين كرامة املرصيني يا حسني‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫جهد إضافي لحماية الكيان الصهيوني‬ ‫المناورات األميركية‪-‬اإلسرائيلية متعددة األهداف‬ ‫تواصل الواليات املتحدة تعزيز‬ ‫تعاونها العسكري واألمني مع‬ ‫فاملناورات‬ ‫الصهيوين‪،‬‬ ‫الكيان‬ ‫الجوية والبحرية التي جرت مؤخراً‬ ‫هي األضخم واألوسع وهي تحايك‬ ‫تتعرض له‬ ‫هجوما صاروخيا‬ ‫“إرسائيل” وتهب القوات األمريكية‬ ‫لنجدتها مستخدمة أحدث ما‬ ‫لديها من السالح‪ ،‬واملناورة هي‬ ‫إحدى حلقات الدعم األمرييك الال‬ ‫محدود التي دأبت اإلدارات األمريكية‬ ‫عىل تقدميه للكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫رئيس حكومة الكيان “بنيامني‬ ‫نتنياهو”‪ ،‬يرى يف املناورة “وسيلة‬ ‫“إرسائيل”‬ ‫تتشاطرها‬ ‫للدفاع‬ ‫والواليات املتحدة وحلفاؤها يف‬ ‫إطار السعي لتشكيل مسار جديد‬ ‫من الحامية‪ ،‬وإنشاء أرضية جديدة‪.‬‬ ‫يتم بطريقة مل يسبق لها مثيل”‪ .‬وشارك يف هذه‬ ‫فالتعاون هذه املرة ّ‬ ‫املناورة نحو ‪ 1400‬عسكري أمرييك وعدد مامثل من العسكريني اإلرسائيليني‪،‬‬ ‫وبدأت املناورة يف ترشين األول وانتهت يف الخامس عرش من ترشين الثاين‬ ‫املايض‪ .‬ومتت املناورات‪ ،‬يف ظل تحريض إرسائييل للغرب‪ ،‬عىل القيام بعمل‬ ‫عسكري يستهدف برنامج إيران النووي‪ ،‬ومؤخراً تصاعدت الخشية من قيام‬ ‫“إرسائيل” مبثل هذا االعتداء بغطاء أمرييك‪ .‬مراحل املناورات تضمنت نرش‬ ‫قوات أمريكية ومحاكاة هجامت مفرتضة‪ ،‬وتجربة أنظمة باتريوت العرتاض‬ ‫الصواريخ‪ ،‬ومشاركة ‪ 17‬سفينة حربية أمريكية‪ ،‬وأرشف عىل املناورات قائد‬ ‫األسطول األمرييك السادس األمريال مارك فيتزغريالد‪ ،‬وهو أكرب ضابط‬ ‫أمرييك يشارك يف هذا الحدث الذي ُي ّ‬ ‫نظم كل عامني‪.‬‬

‫ترميم الخلل والحفاظ عىل أمن الكيان‬ ‫ويرى املراقبون يف توقيت إجراء هذه املناورات‪ ،‬ما يحمل الكثري من الدالالت‬ ‫واألبعاد املختلفة سواء األمنية أو االسرتاتيجية وحتى السياسية‪ ،‬إذ أنها‬ ‫ال تنفصل بأي حال من األحوال عن مجمل األوضاع يف املنطقة‪ ،‬واملناورات‬ ‫تعرب عن مظهر مهم للغاية من مظاهر التعاون االسرتاتيجي الوثيق بني‬ ‫واشنطن وتل أبيب‪ ،‬والذي دامئاً ما يتبدى يف صورة تعاون عسكري متزايد‬ ‫وصفقات سالح‪ ،‬وأبحاث أمنية واستخباراتية مشرتكة‪.‬‬ ‫وهناك من يرى يف هذه املناورات مبثابة تتويج لعملية استخالص العرب‬ ‫ومقاربة االسرتاتيجيات العسكرية بني”إرسائيل” وأمريكا‪ ،‬فيام يتعلق‬ ‫بفلسطني ولبنان والعراق وذلك يف ضوء التقارير التي تحدثت عن أن‬ ‫الحروب األخرية احتلت حيزاً هاماً يف املداوالت بني وزارة الدفاع األمريكية‬ ‫ونظريتها اإلرسائيلية‪ ،‬وتأثريها عىل عقيدة الحرب املستقبلية لألمريكيني‬ ‫واإلرسائيليني عىل حد سواء‪ .‬واملناورات يف حد ذاتها هي وسيلة ضغط يف‬ ‫سياق إظهار القوة والتفوق العسكري وهي ليست إجراء روتينياً وال عادياً‬ ‫يهدف اىل تحسني القدرات العسكرية فقط‪ ،‬وهي بذلك متثل أكرث من رسالة‬ ‫ويف أكرث من اتجاه‪ ،‬والسيام يف ظل تقارير إرسائيلية تتحدث عن أن الخيار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العسكري اليزال مطروحاً يف مواجهة إيران وبرنامجها النووي‪.‬‬ ‫وال ميكن ألحد من املتابعني للشأن السيايس يف املنطقة إ ّال أن يضع‬ ‫املناورات العسكرية املشرتكة بني الجانبني األمرييك واإلرسائييل يف سياق‬ ‫التغيري الذي تعمل واشنطن من أجل ترسيخه يف موازين القوى العسكرية‬ ‫ملصلحة الكيان الصهيوين الذي يقوم بوظيفته املحددة خدمة للمصالح‬ ‫األمريكية االسرتاتيجية يف الرشق األوسط‪ ،‬وعىل املستوى اإلقليمي‪،‬‬ ‫وتريد واشنطن من خالل هذه املناورات‪ ،‬أن تقول لجميع املناوئني ملرشوعاتها‬ ‫االستعامرية يف املنطقة أو ألصدقائها إنها لن تسمح باستمرار الخلل‬ ‫الذي أصاب البنية السياسية والعسكرية للكيان الصهيوين بعد هزميته‬ ‫يف حرب عام ‪ 2006‬عىل يد املقاومة اللبنانية وقواتها الضاربة “حزب‬ ‫الله”‪ ،‬ولن تسمح باستمرار منو قوة إيران العسكرية واالقتصادية التي ترى‬ ‫فيها الكابح األسايس إلنجاح مرشوعاتها الرشق أوسطية وخاصة بعد‬ ‫االهتزازات التي ُمنيت بها يف العراق وأفغانستان‪ ،‬وكذلك السعي من‬ ‫أجل طي تقرير “غولدستون” الذي أعلنت أمريكا أنها ستعمل من أجل أال‬ ‫يرى النور يف مجلس األمن الدويل إنقاذاً لحليفتها املدللة “إرسائيل” من‬ ‫أي عقاب عىل جرامئها بحق أبناء الشعب الفلسطيني يف غزة‪ ،‬واملناورات‬ ‫إذاً متعددة األهداف‪ ،‬وليس من املستبعد أن تكون مبثابة (بروفا) استعداداً‬ ‫لرضبة أمريكية‪-‬إرسائيلية مشرتكة للمنشآت النووية اإليرانية‪ ،‬ولرضب‬ ‫املقاومة اللبنانية يف الجنوب انتقاماً لهزمية “إرسائيل” يف حرب ‪،2006‬‬ ‫وانتقاماً من تركيا التي طردت “إرسائيل” من املشاركة يف مناورات (نرس‬ ‫األناضول)‪ ،‬وانتقاماً من مجلس حقوق اإلنسان الذي أق ّر تقرير غولدستون‪،‬‬ ‫وكذلك فشل عملية السالم وفق الصيغة والرغبة األمريكية‪-‬اإلرسائيلية‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫املناورات املشرتكة وسيلة ردع‬ ‫وتعترب املناورات اإلرسائيلية بشكل عام مقدمات لشن العدوان‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫ما رافقها تهديدات بالحرب لقادة “إرسائيل” سياسيني وعسكريني‪.‬‬ ‫فاملناورات هذه ليست بالروتينية وال املشرتكة العادية أو الهادفة‬

‫لالنخراط يف الخطط اإلقليمية املبنية عىل العالقات الطبيعية‪ ،‬فهي‬ ‫بعكس املتعارف عليه يف مثيالتها من حيث تحسني وتطوير القدرات‬ ‫القتالية‪ ،‬بل تأيت كوسيلة ضغط يف سياق إظهار القوة والتفوق العسكري‬ ‫واستمرار االحتالل وقهر اإلرادات‪ ،‬واملناورات تأيت يف ظروف تشهد تحوالً‬ ‫ولو نظرياً حتى اآلن باالسرتاتيجيات األمريكية من حيث استخدام القوة‬ ‫ومحاولة تغليب لغة الحوار بني الدول ومحاولة تحسني صورة الواليات املتحدة‬ ‫يف العامل‪ ،‬وخاصة عند العرب واملسلمني وهم األكرث ترضراً من سياسات‬ ‫اإلدارة األمريكية يف عهد بوش والتي ألحقت أفدح األرضار بصورة الشعب‬ ‫األمرييك واقتصاده والعامل‪ ،‬دون أن نغفل تجديد التعهد األمرييك من قبل‬ ‫الرئيس األمرييك أوباما بالحفاظ عىل أمن “إرسائيل” وتفوقها العسكري‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وهي بذلك مبثابة رسالة تطمينية من جانب الواليات املتحدة‬ ‫للكيان الصهيوين‪ ،‬إذ يبدو أن إدارة أوباما يف الوقت الذي تتجه بالصلح نحو‬ ‫العاملني العريب واإلسالمي‪ ،‬جاءت تؤ ّكد من خالل هذه املناورات عىل تجديد‬ ‫التعهد األمرييك بالحفاظ عىل أمن الكيان وضامن تفوقه العسكري يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫وسائل اإلعالم اإلرسائيلية تحدثت عن أن االستعدادات اإلرسائيلية‬ ‫املتتابعة منذ ثالث سنوات‪ ،‬أي منذ انتهاء حرب متوز عىل لبنان عام ‪،2006‬‬ ‫تأيت يف سياق التحضري والجهوزية لشن عدوان إرسائييل جديد عىل لبنان‬ ‫أو عىل قطاع غزة‪ ،‬وكرضبة ال بد من القيام بها استعداداً للهدف األسايس‬ ‫لهذه االستعدادات وهو رضب إيران وبرنامجها النووي‪.‬‬ ‫ويرى بعض املراقبني للشأن اإلرسائييل‪ ،‬أن حروب “إرسائيل” الكبرية قد‬

‫انتهت‪ ،‬ألنها غري قادرة عىل تحقيق النتيجة املتوخاة منها‪ ،‬وكذلك فإن‬ ‫“إرسائيل” لن تستطيع أن تنهي املرشوع النووي اإليراين‪ ،‬فهي قارصة عن‬ ‫تحقيق هذا الهدف‪ ،‬إذ أن القضية النووية والخربة واملعرفة املوجودة يف إيران‬ ‫أكرب بكثري من إمكانيات الرضبة العسكرية‪ ،‬وبالتايل ليس يف نية “إرسائيل”‬ ‫لقصورها اإلقدام عىل مغامرة تحقيقاً لهذا الهدف‪ ،‬رغم أن فكرة تأخري‬ ‫القدرة النووية اإليرانية من خالل هذه الرضبة تحلو لبعض اإلرسائيليني‪.‬‬ ‫وهناك من يرى مناورات “إرسائيل” املشرتكة مع األمريكيني‪ ،‬اىل أنها نوع‬ ‫من التفاتة ترضية أمريكية لإلرسائيليني‪ ،‬بعد أن وصلت اإلدارة األمريكية‬ ‫اىل قناعة أن ليس باستطاعة أحد إيقاف الطموحات النووية اإليرانية‪،‬‬ ‫وابتعدت عن الخيار العسكري‪.‬‬ ‫فالدفاع عن “إرسائيل” وتأمني ما ميكنها من ردع أعدائها‪ ،‬هو أحد األساليب‬ ‫والخيارات التي تحدث عنها األمريكيون يف جوالت الحوار االسرتاتيجي بني‬ ‫البلدين‪ ،‬مبعنى االستعاضة عن الرضبة إليران مبزيد من الردع‪ ،‬وهذا ما‬ ‫قاله أحد املعلقني الصهاينة “إن الهدف هو ردع أعداء “إرسائيل” ومنعهم‬ ‫من اإلرضار بها‪ ،‬فإرشاك األمريكيني والتقنيات األمريكية يف الدفاع عن‬ ‫“إرسائيل” هو رسالة واضحة بأنهم لن يستطيعوا أن ينالوا منها”‪ ،‬ويذهب‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية بنيامني نتنياهو أبعد من ذلك ليعلن شكره‬ ‫للقوات األمريكية وللرئيس أوباما عىل دعمه الكبري وغري املسبوق يف تعزيز‬ ‫قوة “إرسائيل” وحاميتها يف مواجهة العدوان الخارجي‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫العدالة الكونية تطارد مجرمي الحرب الصهاينة‬ ‫في كل مكان من العالم‬ ‫العرب‬ ‫بحق‬ ‫الصهيوين‬ ‫الكيان‬ ‫جرائم‬ ‫والفلسطينيني واللبنانيني بشكل خاص‪ ،‬هي‬ ‫جرائم وحشية يندى لها جبني اإلنسانية جمعاء‪،‬‬ ‫فالظلم الحاصل من قبل املجتمع الدويل يتمثل‬ ‫يف قبوله كيان قام عىل القتل والعدوان عىل‬ ‫حساب اآلخرين وأرضهم وحقولهم ومياههم وما‬ ‫زال يرتكب أفظع الجرائم أمام سمع وبرص العامل‪.‬‬ ‫وتاريخ الكيان الصهيوين حافل بالجرائم ودير ياسني‬ ‫والطنطورة يف فلسطني وقانا يف لبنان وبحر البقر‬ ‫وأبو زعبل يف مرص‪ ،‬ومجزرة صربا وشاتيال‪ ،‬وجرائم‬ ‫االحتالل وحربه املجرمة عىل غزة‪ ،‬وجنني ومجزرة الحرم‬ ‫اإلبراهيمي يف الضفة الغربية‪ ،‬ما هي إال القليل مام‬ ‫ارتكبته آلة الدمار الصهيونية وعصاباتها‪.‬‬ ‫فلسطينيون ولبنانيون نجوا من مجازر صربا‬ ‫وشاتيال عام ‪ 1982‬رفعوا دعوى قضائية ضد‬ ‫شارون أمام املحاكم البلجيكية يف حزيران ‪،2001‬‬ ‫ويومها كان القانون البلجييك الصادر عام ‪1993‬‬ ‫يعطي املحاكم البلجيكية الحق مبحاكمة أجانب‬ ‫اتهموا بارتكاب جرائم ضد اإلنسانية بغض النظر‬ ‫عن مكان ارتكاب الجرمية‪ .‬إال أن تدخل الواليات‬ ‫املتحدة والضغوط السياسية التي مارستها‪ ،‬ضد‬ ‫بلجيكا والتي وصلت إىل درجة التهديد بنقل مقر‬ ‫حلف شامل األطليس من العاصمة البلجيكية‬ ‫بروكسل‪ ،‬إضافة اىل نشاط غري مسبوق لـ (اللوبيات‬ ‫اليهودية) التي تحركت سياسياً واقتصادياً وإعالميا‪،‬‬ ‫وأعادت إحياء تهمة “معاداة السامية» والتلويح بها‬ ‫يف وجه الداعمني للخطوات القضائية‪ ،‬وكذلك‬ ‫فقد تحركت قوى يف الربملان البلجييك لتنجح‬ ‫يف تأمني املخرج املتمثل بتعديل القانون الذي‬ ‫يسمح للمحاكم البلجيكية بالنظر يف الدعاوى‬ ‫ضد مجرمي الحرب عرب حرص صالحيات املحاكم‬ ‫البلجيكية بالنظر يف الدعاوى ضد مجرمي حرب‬ ‫وفق مبدأ ال يسمح بإجراء محاكامت عن جرائم‬

‫رئيس األركان السابق دان حالوتس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ارتكبت يف دول أخرى إال إذا كان مرتكبها أو من‬ ‫يشتبه بأنه ارتكبها موجوداً يف بلجيكا‪ ،‬وهكذا‬ ‫اقفل امللف يف بلجيكا وعىل األقل إىل حني‪.........‬‬ ‫ويف محاولة أخرى ملطاردة اإلرسائيليني الذين‬ ‫ارتكبوا جرائم ضد الفلسطينيني‪ ،‬فقد أتاحت‬ ‫الظروف بعد حرب غزة ‪ 2009‬ويف ظل اشتعال‬ ‫نسبة كبرية من الرأي العام العاملي بفعل مشاهد‬ ‫الدمار واملجازر يف قطاع غزة‪ ،‬أتاحت الظروف الفرصة‬ ‫لتكرار سيناريو الدعوى ضد “شارون” وهذه املرة‬ ‫يف اسبانيا التي أقدمت يف ترشين األول ‪2005‬‬ ‫عىل تعديل بعض قوانينها بحيث يحق لقضائها‬ ‫ان يحاكم عىل جرائم ارتكبت ضد اإلنسانية‬ ‫ولو أنها حصلت خارج األرايض الوطنية‪ ،‬مام عنى‬ ‫حينها ان خطوة محاكمة “شارون” ومجرمي‬ ‫حرب إرسائيليني آخرين ميكن نقلها اىل اسبانيا‪،‬‬ ‫خاصة ان جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية ال‬

‫رئيس مجلس األمن القومي غيورا آيالند‬

‫‪56‬‬

‫تسقط بالتقادم وتبقى إمكانية املحاسبة عليها‬ ‫قامئة مهام مر من زمن عىل حدوثها‪ .‬ويتوىل‬ ‫املركز الوطني الفلسطيني مهمة رفع الدعوى‬ ‫القضائية أمام املحكمة الوطنية االسبانية أعىل‬ ‫جهة قضائية يف اسبانيا ضد عدد من القادة‬ ‫الضالعني‬ ‫اإلرسائيليني‬ ‫والعسكريني‬ ‫السياسيني‬ ‫يف مقتل ‪ 16‬مدنياً فلسطينياً بينهم أطفال‪ ،‬أثناء‬ ‫تنفيذ عملية اغتيال القائد العام الكتائب القسام‪،‬‬ ‫صالح شحادة‪ ،‬يف متوز ‪ ،2002‬وحرصوا عىل اختيار‬ ‫متهمني خارج الخدمة اليوم‪ ،‬أي ال يحملون جوازات‬ ‫سفر دبلوماسية‪ ،‬يك يتجاوز املطب الرئيس الذي‬ ‫عادة ما تستخدمه الحكومات األوروبية لتجاوز‬ ‫أحكام قضائية‪ .‬واستعان املحامون بتسجيل صويت‬ ‫“لدان حالوتس” مدبر عملية اغتيال صالح شحادة‪،‬‬ ‫وقائد سالح الجو وقتها‪ ،‬واملطلوب الرئييس يف هذه‬ ‫الدعوى‪ ،‬يقول فيه‪ :‬كانت مشاعري كجناح الطائرة‬

‫رئيس «الشابات» السابق أيف ديخرت‬

‫حيث ُق ِصف املنزل‪ ،‬مل تهتز أو تتأثر” مام ُفسرِ عىل‬ ‫أنه دليل عىل علم اإلرسائيليني بوجود مدنيني يف‬ ‫منطقة االستهداف وتجاهل ذلك‪.‬‬ ‫وتوجت هذه الخطوة بإصدار املحكمة الوطنية‬ ‫االسبانية مذكرات اعتقال بحق القادة اإلرسائيليني‬ ‫املتورطني يف هذه الجرمية‪ ،‬وبانتظار هذه الخطوة‬ ‫يستعد عدد من قادة املنظامت املتضامنة مع‬ ‫الفلسطينيني لرفع عدد من الدعاوى أمام محاكمة‬ ‫دول أوروبية أخرى مثل بريطانيا والسويد وأملانيا‬ ‫وفرنسا وبلدان أخرى‪ .‬تحركت “إرسائيل” برسعة‬ ‫فوزيرة الخارجية اإلرسائيلية السابقة “تسيبي‬ ‫ليفني” أملحت يف احد ترصيحاتها اىل تعهد نظريها‬ ‫االسباين بتعديل القوانني االسبانية بغية قطع‬ ‫الطريق عىل مسار الدعوى ضد القادة اإلرسائيليني‬ ‫وهو ما أكدته صحيفة (ايلباس) االسبانية عرب‬ ‫خرب يشري اىل ان الحكومة االسبانية بصدد تعديل‬ ‫مبدأ “االختصاص العاملي” الذي يجيز للمحاكم‬ ‫االسبانية صالحية النظر يف الجرائم ضد اإلنسانية‬ ‫وجرائم اإلبادة حتى إذا ارتكبت يف الخارج‪.‬‬ ‫وكذلك ويف خطوة ضغط إرسائيلية أخرى‪ ،‬دعا‬ ‫النائب االرسائييل ارييه ايلداد املستشار القانوين‬ ‫للحكومة‪ ،‬اىل رفع دعوى قضائية يف محكمة‬ ‫إرسائيلية ضد رئيس الوزراء االسباين عام ‪1999‬‬ ‫ووزير الدفاع يف حكومته وقائد الجيش االسباين‬ ‫آنذاك بسبب مشاركتهم يف قصف حلف شامل‬ ‫األطلس (الناتو) ملدينة بلغراد إبان حرب اإلبادة التي‬ ‫كانت تشنها رصبيا ضد ألبان إقليم كوسوفو‪،‬‬ ‫وقال النائب ايلداد انه يجب ان ترفع إرسائيل دعوى‬ ‫بارتكاب جرائم حرب ضد املسؤولني االسبانيني إذا‬ ‫مل تلغ اسبانيا الدعوى املقدمة ضد املسؤولني‬ ‫اإلرسائيليني‪.‬‬ ‫وان كان من املرجح ان تنجح “إرسائيل” يف إغالق‬ ‫البوابات القضائية والقانونية وذلك بالتنسيق مع‬ ‫الحكومات األوروبية املتعاونة وعرب أداوت ضغظ‬ ‫داخلية متلكها ( اللوبيات) الداعمة إلرسائيل يف‬ ‫معظم الدول األوروبية‪ ،‬لكن إرسائيل لن تتمكن‬ ‫من تطويق وتفاقم التهشيم الذي نال صورتها‬ ‫أمام الرأي العام العاملي خاصة يف الغرب يف ظل‬ ‫حرب غزة وما شهدتها من فظائع متكن الكثري من‬ ‫الناشطني اإلعالميني من نقل الكثري من معاملها‬ ‫اىل املواطنني العاديني يف الغرب مام أدى اىل تزايد‬ ‫التعاطف مع الفلسطينيني يف أوساط الرأي العام‬ ‫يف الدول األوروبية‪.‬‬ ‫فوزير الخارجية الفرنيس “برنار كوشنري” طالب‬ ‫“إرسائيل” بفتح املعابر وإتاحة املجال ملرور املساعدات‬ ‫اإلنسانية للفلسطينيني يف قطاع غزة‪ ،‬ورئيس‬ ‫الوزراء الرتيك رجب طيب اردوغان رفع درجة الغضب‬ ‫الرتيك ضد إرسائيل وأفعالها الشنيعة‪ ،‬ووجه‬ ‫رضبات دبلوماسية وسياسية موجعة إلرسائيل‪،‬‬ ‫كام حصل يف مؤمتر “دافوس” ورفض مشاركة‬ ‫اإلرسائيليني يف مناورات (نرس األناضول)‪.‬‬ ‫إن تفاقم الدعاوى ضد القادة اإلرسائيليني‪،‬‬ ‫وتركيزها عىل جرائم مدروسة ويف أكرث من‬ ‫دولة أوروبية‪ ،‬يتوقع له ان يحقق املزيد من كشف‬ ‫الحقائق وتسليط الضوء عىل الجرائم التي ارتكبتها‬ ‫إرسائيل أمام الرأي العام العاملي وخاصة الحرب‬

‫األخرية عىل غزة‪ ،‬ومهام حاولت دولة الكيان‬ ‫بالتعاون مع الحكومات األوروبية من اجل تطويق‬ ‫األزمة‪ ،‬إال ان النتائج السياسية واإلعالمية غري‬ ‫املنظورة لهذا النشاط الحقوقي ستعطي مثارها‬ ‫وبكل تأكيد من خالل النتائج املرتقبة‪ ،‬وصورة‬ ‫إرسائيل باتت مشوهة يف الرأي العام وأمام املحافل‬ ‫الدولية‪ ،‬وما ستثريه هذه الدعاوى ليس باألمر‬ ‫البسيط‪ ،‬وسيتذكر األوروبيون لفرتة طويلة هوائل‬ ‫الحرب األخرية عىل غزة‪.‬‬ ‫وتواجه الحكومة اإلرسائيلية حالياً خياراً حرجاً‬ ‫وصعباً بسبب الخالفات الداخلية حول تقرير‬ ‫“غولدستون” وتداعياته والذي أصبح أمراً واقعاً‪،‬‬ ‫وتحاول حكومة الكيان حرص تداعياته من خالل‬ ‫تشكيل لجنة تحقيق إرسائيلية والتسلح بالفيتو‬ ‫االمرييك‪.‬‬ ‫ورغم ذلك فان قطار منظامت حقوق االنسان‬ ‫األوروبية قطع شوطاً كبرياً ومن الصعب عىل‬ ‫اإلرسائيليني إيقاف زخم اندفاعاته‪ ،‬ليس ألن تل‬ ‫ابيب تأخرت بإجراءاتها الداخلية‪ ،‬ولكن ألن األوروبيني‬ ‫أصبحوا أكرث من غريهم إدراكا ملا تقوم به إرسائيل‬ ‫وقواتها من جرائم وحسب وإمنا ملا تقوم به لجهة‬ ‫تزييف الحقائق والتغطية عىل الجرائم واملجرمني‪.‬‬ ‫فالقرار اإلسباين من جانب القايض القومي‬ ‫فرناندو اندرو باسم ( مبدأ العدالة الكونية) الذي‬ ‫تأخذ به اسبانياً يف كل ما يتعلق بجرائم ضد‬ ‫اإلنسانية وإبادة شعب “وجاء يف قرار القايض ان‬ ‫الهجوم الجوي االرسائييل ضد صالح شحادة تم يف‬ ‫منطقة سكنية مكتظة ما يسمح باعتبارها جرمية‬ ‫ضد اإلنسانية‪ ،‬ويتعلق األمر بسبعة إرسائيليني‬ ‫وهم بنيامني بن اليعازر الذي كان حينها وزيراً‬ ‫للدفاع‪ ،‬وأيف ديخرت الذي كان رئيساً “للشابات”‪،‬‬ ‫وخمسة ضباط آخرين وهم‪ ،‬رئيس األركان السابق‬ ‫“دان حالوتس”‪ ،‬و”موشيه يعلون” وقائد الجبهة‬ ‫الجنوبية الجرنال “دورون املوغ” ورئيس مجلس األمن‬ ‫القومي الجرنال “غيورا ايالند” والسكرتري السابق‬ ‫لوزير الدفاع “مايك هرتسوغ”‪.‬‬ ‫واعتربت منظمة العفو الدولية التي تعنى‬ ‫بحقوق االنسان ان ما عاينته يف غزة مثري للقلق‪،‬‬ ‫ومثة أدلة عىل اقرتاف جرائم حرب ودعت اىل‬ ‫إجراء تحقيق مستقل ونزيه حتى يحاسب أولئك‬ ‫الذي اقرتفوا مثل هذه الجرائم‪ .‬والجدير بالذكر‬ ‫أن عدد املسؤولني اإلرسائيليني من العسكريني‬ ‫والسياسيني واملطاردين أمام املحاكم يف دول‬ ‫متعددة بلغ (‪ 87‬شخصية)‪.‬‬ ‫وقد ال تتمكن هذه املحاكم من إحضار املسؤولني‬ ‫اإلرسائيليني ومحاكمتهم لكن يكفي هؤالء‬ ‫يف املرحلة الحالية أنهم يعيشون يف حالة عدم‬ ‫االستقرار النفيس‪ ،‬وعدم األمان‪ ،‬وسيكونون‬ ‫مقيدين يف الحركة‪ ،‬كل ذلك سيكون مرحلة أوىل‬ ‫من مراحل دفع الحساب عىل ما ارتكبوه من جرائم‬ ‫شنيعة‪ ،‬وان أسامءهم اقرتنت مبا تستحق من‬ ‫ألقاب مجرمي الحرب‪ ،‬عىل أن تتمة الحساب قادمة‬ ‫ال محالة‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫‪57‬‬

‫قائد الجبهة الجنوبية دورون أملوغ‬

‫موشيه يعلون‬

‫وزير الدفاع اإلرسائيلية السابق بنيامني بن أليعازر‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫أحمد شريده عضو تحالف القوى الفلسطينية لـ «منبر التوحيد»‬

‫إنهاء دور «األونروا» إللغاء قضية الالجئين بالتوطين‬ ‫أنشئت وكالة غوث وتشغيل الالجئني‬ ‫الفلسطينيني “األونروا”‪ ،‬بعد نكبة ‪ 1948‬حيث‬ ‫تم طرد الفلسطينيني من ديارهم بعد تعرضهم‬ ‫للبطش الصهيوين واملجازر الوحشية التي‬ ‫ارتكبت بحقهم‪ ،‬حيث أصبح الفلسطيني‬ ‫الجئا يف بلدان الشتات وخاصة دول الجوار العريب‬ ‫لبنان وسورية واألردن‪ ،‬وباقي مناطق اللجوء‪ .‬ويف‬ ‫تلك املناطق‪ ،‬قامت “االونروا” بتقديم خدماتها‬ ‫اإلنسانية الصحية والتعليمية وغريها‪...‬‬ ‫نظر الفلسطيني إىل تلك الخدمات عىل‬ ‫أنها موقف إنساين نبيل من الدول التي دعمت‬ ‫موازنة “االونروا”‪ ،‬وطالت غربة الفلسطيني‪ ،‬ويوماً‬ ‫بعد يوم تحول املؤقت إىل دائم‪ ،‬وبقي الشعب‬ ‫الفلسطيني محارصاً بني سندان بعض األنظمة‬ ‫وقوانينها املجحفة بحق الفلسطينيني من خالل‬ ‫حرمانهم من أبسط الحقوق اإلنسانية ومنها حق‬ ‫العمل والعيش الكريم والحقوق املدنية األخرى‪،‬‬ ‫ومطرقة (“االونروا” الدامئة التي ذاق الفلسطيني‬ ‫قسوتها وبشكل مضاعف‪ ،‬يف البداية حل‬ ‫املوضوع اإلنساين محل السيايس‪ ،‬فالقضية‬ ‫الفلسطينية هي قضية حق وعدل‪ ،‬قضية شعب‬ ‫تعرض ملؤامرة كربى دمرت حياة الفلسطيني يف‬ ‫حارضه ومستقبله‪ ،‬فتحول إىل الجئ يطالب‬ ‫بحقوقه اإلنسانية وحقه يف العيش بكرامة‪ ،‬يف‬ ‫الوقت الذي كان يأمل أن ينال الدعم لتحرير أرضه‬ ‫والعودة إىل دياره‪.‬‬ ‫ويوماً بعد يوم بدأت خدمات “األنروا” يف الرتاجع‬ ‫تدريجياً‪ ،‬وبقي الشكل وغاب املضمون‪ ،‬وظل‬ ‫الفلسطيني حائراً بني ظلم القوانني التي تحرمه‬ ‫من أبسط حقوقه يف الحياة‪ ،‬وبني املؤامرة الكربى‬ ‫بإنشاء الكيان الصهيوين ودعم الدول الكربى له‪،‬‬ ‫وكانت السبب يف نكبة فلسطني ‪ 1948‬وترشيد‬ ‫الشعب يف املنايف‪.‬‬ ‫ومجلة “منرب التوحيد”‪ ،‬إذ تسلط الضوء عىل‬ ‫معاناة الشعب الفلسطيني يف جميع أماكن‬ ‫اللجوء ومنها لبنان‪ ،‬وانطالقاً من التزامنا بهذه‬ ‫القضية‪ ،‬كان لنا اللقاء التايل مع األستاذ أحمد‬ ‫رشيده‪ ،‬عضو تحالف القوى الفلسطينية يف‬ ‫منطقة صيدا‪ ،‬وعضو لجنة املتابعة الفلسطينية‬ ‫يف مخيم عني الحلوة يف الحوار التايل‪:‬‬ ‫ما هو دور «االونروا» يف مجال تقديم الخدمات‬ ‫األساسية لالجئني الفلسطينيني يف املخيامت‬ ‫الفلسطينية يف لبنان؟‬ ‫ينظر‬ ‫الغوث‪،‬‬ ‫وكالة‬ ‫تأسست‬ ‫منذ‬ ‫الفلسطينيون إليها نظرة شك وريبة تخوفاً‬ ‫من أن تنجرف هذه املؤسسة باتجاه مخططات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التوطني‪ ،‬وقد واجه الفلسطينيون ذلك منذ‬ ‫الخمسينات بحذر شديد وخوف من تحولها إىل‬ ‫أداة سياسية بيد ممويل “االونروا” الذين يخفون‬ ‫أهدافهم الحقيقية املتمثلة بإنهاء مشكلة‬ ‫الالجئني خالفاً للغاية املعلنة وهي الخدمات‬ ‫االجتامعية لرفع املعاناة عنهم‪.‬‬ ‫هل تفي «االونروا» بجميع متطلبات املهام‬ ‫املنوطة بها يف املخيامت؟ وما هي عوائق تقديم‬ ‫هذه الخدمات؟‬ ‫إن منظمة “االونروا” أنشئت يف األمم املتحدة‬ ‫لتقديم الخدمات االجتامعية واإلنسانية لشعب‬ ‫ُطرد من وطنه واقتلع من أرضه‪ ،‬تحت أنظار‬ ‫حكومات العامل كله الذي اعرتف بقيام الكيان‬ ‫الصهيوين يف أرض فلسطني‪ ،‬واإلعالن الواضح‬ ‫أن وكالة الغوث تقدم الخدمات الصحية املناسبة‬ ‫وتنشئ املدارس التي تستوعب كافة األعامر‪،‬‬ ‫وتتوىل تأمني املساكن الالئقة التي تقي الالجئني‬ ‫من كل الظروف الطبيعية‪ ،‬وتنجز بنى تحتية‬ ‫كاملة تضمن نظافة البيئة‪ ،‬وتوفر شبكة مياه‬ ‫وكهرباء‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫يف الخدمات الصحية والعالج‪ ،‬ما هي‬ ‫املساهمة املقدمة من قبل «االونروا»‪ ،‬وهل تفي‬ ‫بالغرض؟‬ ‫إن ما تقوم به الخدمات الصحية يف “االونروا” ال‬ ‫تتجاوز املعاينة ألن األدوية التي تعطى للمرىض‬ ‫متشابهة يف كل الحاالت تقريباً‪ ،‬وهناك نقص‬ ‫كبري يف أدوية األمراض املزمنة‪ ،‬كام أن أدوية‬ ‫األمراض املوسمية تكاد تكون نادرة وتعطى من‬ ‫الطبيب وصفه ليتوىل املريض رشاء الدواء عىل‬ ‫نفقته‪ ،‬مثل دواء “الكريب” والسعلة‪ .‬أما الصور‬ ‫الصوتية فتكون مبواعيد ال تقل عن الشهر إذا‬ ‫كان لدى املريض واسطة‪ ،‬وإال عىل نفقته أو نصف‬ ‫القيمة‪ ،‬أما صور ( ‪ )RMA‬فهي أيضا بالواسطة‬ ‫ويف الغالب عىل نفقة املريض‪ ،‬هذا باإلضافة‬ ‫إىل أن تغطية نفقة املستشفيات قليلة ويجب‬ ‫زيادتها وخاصة عدد األيام‪ ،‬ويتكلف املريض الجزء‬ ‫األكرب من كلفة العمليات الجراحية‪.‬‬ ‫وأعتقد أنه يجب عىل “االونروا” مراجعة‬ ‫كلفة‬ ‫ارتفاع‬ ‫بسبب‪:‬‬ ‫الطبية‬ ‫سياستها‬ ‫العالج الخارجي‪ ،‬وتدهور الوضع االقتصادي عند‬

‫الفلسطينيني بسبب قوانني لبنان الخاصة بهم‪،‬‬ ‫حيث يشعر املريض بنقص األدوية يف حال إعطاء‬ ‫الوصفات الطبية‪ ،‬وأن األدوية الثمينة تختفي يف‬ ‫صيدليات “االونروا”‪ ،‬كام أن هناك بعض املعلومات‬ ‫التي تفيد بأن تلك األدوية تباع يف السوق املحلية‬ ‫أو تحفظ يف صيدليات تعود للموظفني‪.‬‬ ‫يف مجال التعليم واكتظاظ الصفوف‬ ‫املدرسية‪ ،‬كيف تصف الوضع واملستوى‬ ‫التعليمي يف مدارس»“األونروا»؟‬ ‫إن مستوى التحصيل املدريس يف تراجع‬ ‫مستمر لعدة أسباب منها‪ :‬التزام املنهج الجديد‬ ‫الذي ال يتناسب مع وضع طالبنا‪ ،‬واكتظاظ‬ ‫الصفوف حيث ال تتوفر فرص التفاعل‪ ،‬ومن ثم‬ ‫نظام الدفعتني الذي ال يعطي الوقت الكايف‬ ‫ألبنائنا يف املدرسة‪ ،‬إضافة إىل عدم توفري الكادر‬ ‫الجيد لتويل إدارات املدارس أو إدارة التعليم‪ ،‬بسبب‬ ‫التعيينات التي تعتمد النفوذ وال تقدم الكفاءات‪،‬‬ ‫وأضف إىل ذلك عدم اهتامم األهل العائد إىل أن‬ ‫عدداً كبرياً من خريجي الجامعات ال يجدون فرص‬ ‫عمل محلياً أو خارجياً‪.‬‬ ‫ويف وضع التعليم املهني‪ ،‬ومعهد «سبلني»‪،‬‬ ‫ما هي املهن التي يقوم املعهد بتدريسها‪ ،‬وهل‬ ‫يجد الخريجون أماكن عمل؟‬ ‫إن طاقة املركز اليوم حوايل ‪ 1000‬طالب‬ ‫يتوزعون يف عدة أقسام كإدارة األعامل والتجارة‬ ‫واملحاسبة‪ ،‬وقسم الهندسة املعامرية والرسم‬ ‫الهنديس‪ ،‬علوم الكمبيوتر‪ ،‬التجميل وتصفيف‬ ‫الشعر‪ ،‬حدادة وخراطة‪ ،‬متديدات صحية‪ .‬وبسبب‬ ‫األزمة االقتصادية يتوجه معظم الطلبة بعد‬ ‫املرحلة اإلعدادية إىل مركز “سبلني” ألنهم غري‬ ‫قادرين عىل متابعة الدراسة الجامعية بسبب‬ ‫النسب املحددة يف الجامعات اللبنانية‪ ،‬وأدىن‬ ‫قسط جامعة هو (الجامعة العربية) حوايل ‪7‬‬ ‫سبعة ماليني لرية لبنانية‪.‬‬ ‫وماذا عن معالجة هذا الوضع؟‬ ‫ال بد من تقديم مساعدة كافة طلبة الجامعة دون‬ ‫متييز بالنظر إىل مادة الدراسة أو درجة التحصيل‪،‬‬ ‫وزيادة أعداد الطلبة املتقدمني إىل مراكز التدريب‬ ‫املهني‪ ،‬والقيام بافتتاح فروع جديدة (مراكز تدريب‬ ‫مهني) يف املناطق لتخفيف الضغط الرئييس‪.‬‬ ‫هل تم االتصال بـ “األونروا” والجهات املسؤولة‬ ‫للعمل عىل رفع مستوى األداء يف تقديم‬ ‫الخدمات؟‬ ‫نظراً للتدهور املتزايد يف الخدمات املختلفة‬ ‫يف “االونروا” صحية كانت أو تربوية‪ ،‬اجتامعية‬ ‫أو بنى تحتية‪ ،‬تكرمت كافة اللجان الشعبية‬ ‫يف جميع املخيامت وقامت باعتصام أمام مراكز‬ ‫“االونروا” الرئيسية يف املناطق‪ ،‬وقابلت العديد‬ ‫من املسؤولني لطرح تلك املشكالت املتفاقمة‪،‬‬ ‫وقدمت مذكرات إىل إدارة “االونروا” يف لبنان‬ ‫والدول املانحة لإلرساع يف تقديم الدعم املناسب‬ ‫لرفع مستوى الخدمات االجتامعية والصحية‬ ‫والرتبوية تجنباً لكارثة إنسانية‪ ،‬كام طالبت‬ ‫اللجان الشعبية “االونروا” واالتحاد األورويب البدء‬

‫الفوري بإنجاز مشاريع البنية التحتية يف معظم‬ ‫املخيامت‪.‬‬ ‫ما هو دور اللجان الشعبية يف حل املشاكل‬ ‫اليومية يف املخيم‪ ،‬وهل هناك مرجعية معينة‬ ‫لالتصال بـ «االونرو»”؟‬ ‫يف كل مخيم لجنة شعبية أعضاؤها ميثلون‬ ‫فصائل املقاومة وبعض الفعاليات الوطنية وهي‬ ‫تراقب أعامل “االونروا” بشكل دائم‪ ،‬وتلفت إىل‬ ‫التقصري الحاصل وتقوم باالتصال املبارش بالجهات‬ ‫املختصة بدءاً من األدىن إىل األعىل يف االختصاص‬ ‫وبشكل أسايس‪ ،‬مع رئيس قسم الصحة‬ ‫يف الرئاسة أو يف مناطق األطباء املختصني يف‬ ‫االستشفاء‪ ،‬ومدير املدرسة أو مدير التعليم أو‬ ‫مدير املنطقة يف املجال الرتبوي‪.‬‬ ‫هل لديك بعض االقرتاحات التي ميكن أن‬ ‫تساهم يف حل بعض القضايا العالقة يف‬ ‫مجال الخدمات الصحية والتعليمية؟‬ ‫إن معظم موازنة “االونروا” تدفعها دول االتحاد‬ ‫األورويب إضافة إىل الواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫ولها مصلحة قصوى يف إنهاء دور “االونروا”‬

‫‪59‬‬

‫والعمل عىل توحيد الجهد بني الدول املانحة‬ ‫وعىل رأسها الواليات املتحدة والتسويق ملرشوع‬ ‫( السالم املزعوم) إلنهاء قضية الالجئني بالتوطني‬ ‫يف األقطار املضيقة وشطب حق الفلسطيني‬ ‫بالعودة إىل فلسطني العربية‪.‬‬ ‫فكيف نفرس قصور “االونروا” عن سد العجز‬ ‫الذي ارتفع إىل (‪150‬مليون عام ‪)2008‬؟!إن‬ ‫املسؤولية الكاملة تتحملها األمم املتحدة من خالل‬ ‫تحديد موازنة ثابتة غري متأثرة باألهواء السياسية‬ ‫أو االقتصادية‪ .‬لقد مني موظفي “االونروا” بخسائر‬ ‫فادحة نتيجة تدهور الوضع االقتصادي العاملي‪،‬‬ ‫ألن توفريهم يستثمر يف مشاريع يف أمريكا‬ ‫ودول أوروبا ومل تثمر الجهود يف تحسني الوضع‬ ‫املايل وخاصة صغار املوظفني وأعضاء الهيئات‬ ‫التعليمية‪ ،‬يف حني تستنفذ موازنة “االونروا”‬ ‫رواتب كبار املوظفني األجانب‪ ،‬وعىل سبيل املثال‬ ‫نصف األموال املخصصة لدفعة أوىل لبناء مخيم‬ ‫البارد استنفذت كمصاريف إلقامة كبار املوظفني‬ ‫الدوليني يف أفخم الفنادق‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫عملية التسوية أسلوب لكسب الوقت‬ ‫وفرض وقائع جديدة على األرض‬ ‫منذ أن تم إنشاء الكيان الصهيوين عىل أرض‬ ‫فلسطني العربية‪ ،‬أصبح هذا الكيان رهينة يف‬ ‫يد (اللعبة الكربى) التي كانت االمرباطورية‬ ‫الربيطانية تلعبها يف العامل العريب يف سياق‬ ‫دعمها ملجموعات عرقية مختلفة وديانات‪ ،‬يك‬ ‫تسيطر عىل هذه املنطقة االسرتاتيجية من‬ ‫العامل مبا تختزنه من غنى نفطي هائل‪ .‬ووعد‬ ‫بلفور يف العام ‪ 1917‬الذي وعد بـ (وطن قومي‬ ‫لليهود يف فلسطني‪ ،‬كان مجرد خطوة واحدة‬ ‫يف هذه السياسية التي استخدمت اليهود‬ ‫كام استخدمت غريهم من املجموعات‪ ،‬وقد‬ ‫نجح الصهاينة عىل أي حال يف توظيفه لخدمة‬ ‫أهدافهم)‪.‬‬ ‫وبعد الحرب العاملية الثانية تغري كل يشء‪،‬‬ ‫ومتخضت الحرب عن امرباطورية بريطانية‬ ‫ضعيفة و(رشعية) الكيان تم إقرارها من خالل‬ ‫شبه االعرتاف الدويل آنذاك‪ ،‬الذي ُمنح إلرسائيل‬ ‫وقبولها يف األمم املتحدة‪ ،‬فهذا الكيان قد ولد‬ ‫من رحم الحرب واإلرهاب‪ ،‬وكان هذا نتيجة أمرين‪،‬‬ ‫يتمثل األول بالعداء الذي ال ميكن التخفيف منه‬ ‫للدول العربية املجاورة‪ ،‬والثاين يتمثل برغبة هذا‬ ‫الكيان يف طرد السكان العرب‪ ،‬أصحاب األرض‬ ‫األصليني‪ ،‬والكلامت التي رددتها “غولدامائري”‬ ‫يف ما بعد (أرض بال شعب لشعب بال أرض)‪،‬‬ ‫أدت إىل منطق إلغايئ وقد حذر بعض املثقفني‬ ‫آنذاك من هذا املنطق والذي كان يحمل جذور‬ ‫الكارثة الحالية‪.‬‬ ‫والحروب التي استمرت بني الخمسينات‬ ‫والتسعينات من القرن العرشين مبا فيها‬ ‫االجتياح للبنان سنة ‪ 1982‬وما تالها‪ ،‬أدت‬ ‫إىل عسكرية عميقة عىل مستوى الحياة‬ ‫االجتامعية ومستوى السياسيني العسكريني‬ ‫يف الكيان الصهيوين‪ ،‬وتفاقمت األوضاع من‬ ‫خالل االتجاه للنظر يف األسئلة السياسية من‬ ‫خالل عالقات القوة فقط‪ ،‬ورغم أن هذا الكيان‬ ‫ميلك أحد أقوى الجيوش يف العامل واملجهز بدرع‬ ‫كاملة من األسلحة الحديثة‪ ،‬من الطوافة‬ ‫حاملة القذائف (الذكية) إىل القنابل النووية‪،‬‬ ‫كام أنه يتدخل عىل بعد آالف الكيلومرتات‬ ‫كام حدث يف أفريقيا وهذا الكيان يصف كل‬ ‫نزاع مع اآلخرين بأنه مسألة حياة أو موت‪ ،‬ورغم‬ ‫امتالك هذا الكيان ألكرب ترسالة نووية وأحدث‬ ‫ما أنتجته آلة الحرب األمريكية‪ ،‬إال أنه يعيش يف‬ ‫حالة خوف وقلق دامئني‪.‬‬ ‫وشكل احتالل الضفة الغربية وغزة وضم‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إثر‬ ‫الرشقية‬ ‫القدس‬ ‫حرب ‪ ،1967‬وبعدها حرب‬ ‫ترشين ‪ 1973‬وما تالها‬ ‫وصوالً إىل االنتفاضتني‬ ‫الالحقتني‬ ‫لفلسطينيتني‬ ‫نقطة انعطاف هامة‬ ‫املواجهة‪،‬‬ ‫منطق‬ ‫يف‬ ‫واتفاقية “اوسلو” ‪1993‬‬ ‫التي أسست السلطة‬ ‫وتطلعت‬ ‫الفلسطينية‬ ‫إىل إنشاء دولتني‪ ،‬دولة‬ ‫فلسطينية يف حدود ‪22‬‬ ‫‪ ٪‬من فلسطني التاريخية‪،‬‬ ‫و ‪ % 78‬تبقى يف قبضة‬ ‫الصهيوين‬ ‫االحتالل‬ ‫وتسمى “إرسائيل”‪ ،‬وتم‬ ‫استغالل هذه االتفاقية‬ ‫ترسيخ‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫اليهودي‬ ‫االستيطان‬ ‫يف الـ‪ % 22‬املتبقية من‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الدولة‬ ‫املقرتحة وترسيخ األمر‬ ‫الواقع‪ ،‬وثبت أن هذه‬ ‫االتفاقيات مل تكن سوى‬ ‫من‬ ‫تكتيكية‬ ‫لحظة‬ ‫جانب الكيان الصهيوين‬ ‫يف سياق احتالله املؤدي‬ ‫إىل “إرسائيل الكربى”‪ ،‬صورة شمعون برييس وباراك‪ :‬خطة جديدة لكسب الوقت وفرض الوقائع‬ ‫واملصالح الضيقة التي‬ ‫السلطة‬ ‫استمدتها‬ ‫عىل املناطق الفلسطينية (حكم ‪ 0‬عرقي)‬ ‫والتي‬ ‫املحتلة‬ ‫املناطق‬ ‫إدارة‬ ‫من‬ ‫الفلسطينية‬ ‫يقوم عىل حجز السكان تحت سيطرتها‬ ‫فوضت إليها كانت مبثابة اإلسفني الذي متكن والتحكم مبواردهم املالية والتدمري التدريجي‬ ‫الصهاينة من خالله إزالة املواد التي تدعو ألنظمتهم الصحية والرتبوية‪ ،‬والعنف القاتل‬ ‫إىل تدمري “رسائيل” من امليثاق التأسييس حتى يف وجه نشاطات املقاومة غري العنيفة‪،‬‬ ‫ملنظمة التحرير الفلسطينية وجعل السلطة كام التحكم بقيادتهم السياسية الذاتية‪،‬‬ ‫الفلسطينية رهينة للدعم الذي يقدم من الدول واستخدام اإلرهاب مبعنى العنف العشوايئ ضد‬ ‫املانحة‪ ،‬وللرىض الصهيوين واللوبيات اليهودية املدنيني وصو ًال إىل إشعال الحروب املدمرة وآخرها‬ ‫املنترشة يف كافة أنحاء العامل وخاصة يف الحرب عىل غزة‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وأقامت الدولة الصهيونية يف املناطق‬ ‫حل الدولتني إىل أين؟‬ ‫املختلفة التي تسيطر عليها‪ ،‬نوعاً من نظام‬ ‫التمييز العنرصي مستغلة الدعم األمرييك‬ ‫إذا عدنا إىل الوراء وقبل إنشاء الكيان‬ ‫والغريب الالمحدود والرشوط الساحقة التي‬ ‫فرضتها عالقات القوة غري املتوازنة‪ ،‬ويسمي الصهيوين بقليل لوجدنا أن حل الدولتني تكرس‬ ‫الجغرايف “اورن يفتاخل” السيطرة الصهيونية من خالل قرار األمم املتحدة رقم ‪ 181‬سنة ‪1947‬‬

‫‪60‬‬

‫ومبوجبه قامت دولة الكيان‪ ،‬ولكن التآمر الدويل‬ ‫منع قيام دولة فلسطني‪ ،‬وبالرغم من تبني‬ ‫الرئيس األمرييك “جورج بوش” هذه الرؤية إال أن‬ ‫الدولة الفلسطينية مل تر النور‪ ،‬وعندما دعت‬ ‫إدارة “اوباما” إىل قيام (دولة فلسطني) مل تتعهد‬ ‫بتنفيذ مستلزمات هذا اإلعالن‪ ،‬بل أعلنت نيتها‬ ‫عدم مامرسة الضغط عىل “إرسائيل” يك تقبل‬ ‫بهذا الحل‪ ،‬يف الوقت الذي تتسارع فيه الخطوات‬ ‫اإلرسائيلية لفرض الوقائع الجديدة عىل األرض‪،‬‬ ‫من خالل الجدار واالستيطان‪ ،‬كام ترص عىل أن‬ ‫يكون (السالم الشامل) مدخ ًال للتطبيع الكامل‬ ‫مع جميع الدول العربية ومقدماً عىل قيام‬ ‫الدولة الفلسطينية‪.‬‬ ‫ومن املتوقع وكام هو متداول لدى املجتمع‬ ‫الدويل الذي ينظر بعني واحدة‪ ،‬إن هناك‬ ‫عدة سيناريوهات تتعلق مبستقبل الدولة‬ ‫الفلسطينية العتيدة‪.‬‬ ‫سيناريو ( دولة) عىل أساس ما يسعى إليه‬ ‫الطرف الفلسطيني الذي يقود منظمة التحرير‬ ‫والسلطة الفلسطينية‪ ،‬ومن خالل مشاركته‬ ‫يف عملية التسوية السلمية‪ ،‬ودعوة “اوباما”‬ ‫إىل قيام دولة فلسطينية‪ ،‬وعىل خطاب رئيس‬ ‫حكومة الكيان الصهيوين “نتنياهو” يف “بار‬ ‫ايالن”‪ ،‬الذي وافق عىل قيام (دولة فلسطينة)‪،‬‬ ‫لكن هذه األسس تفتقر إىل الصالبة الكافية من‬ ‫الجانب االمرييك لضامن تحقق هذه اإلمكانية‪،‬‬ ‫خصوصاً بعد موقف اإلدارة االمريكية وإعالنها‬ ‫عن نيتها عدم “مامرسة الضغط عىل “إرسائيل”‬ ‫ورفض الطرف اإلرسائييل قيام دولة فلسطينية‬ ‫ذات سيادة ورفضه العودة إىل حدود ‪ 1967‬وحتى‬ ‫رفضه وقف االستيطان‪...‬‬

‫ويسقط حق الشعب الفلسطيني يف القدس‬ ‫والعودة ملواجهة ذلك‪ ،‬وبات املطلوب اآلن منع‬ ‫“إرسائيل” من االستفادة من غطاء مرشوع‬ ‫التسوية يف مترير مخططاتها يف تهويد القدس‬ ‫والضفة الغربية وإفراغ الدولة الفلسطينية من‬ ‫محتواها‪ .‬فاستقبال الصهاينة من قبل بعض‬ ‫األنظمة العربية ومناقشة املبادرات الصهيونية‬ ‫الكاذبة‪ ،‬هي مشاركة يف اللعبة التي يتم‬ ‫تسويقها عىل حساب الحقوق الفلسطينية‬ ‫بشكل خاص والعربية بشكل عام‪ ،‬وهي إهدار‬ ‫للوقت وإعطاء الكيان الصهيوين فرصة كاملة‬ ‫البتالع ما بقي من األرض‪ ،‬وفرض إرادته عىل‬ ‫اآلخرين مستفيداً من الدعم األمرييك والغريب‬ ‫وحالة الهوان السائدة لدى معظم النظام‬ ‫الرسمي العريب‪.‬‬ ‫باراك اوباما‪ :‬دعا اىل قيام دولة فلسطينية ومل يتعهد‬ ‫بتنفيذ االلتزامات‪.‬‬

‫عملية السالم فشلت‬

‫االستمرار يف تهديد األرض من خالل االستيطان‬ ‫الزاحف عىل ما تبقى من األرض الفلسطينية‬ ‫وطرحهم للمبادرات الشكلية سعياً يف كسب‬ ‫عامل الوقت‪.‬‬ ‫ويف واقع الحال‪ ،‬ميكن القول أن مرشوع‬ ‫التسوية بشكله الحايل سقط فع ًال‪ ،‬وهذا‬ ‫يقود إىل رضورة إعادة االعتبار لإلجامع الوطني‬ ‫الفلسطيني والتمسك بالثوابت األساسية‪.‬‬ ‫إن كل السنياريوهات املطروحة تقود اىل‬ ‫ضياع القضية‪ ،‬فـ “إرسائيل” والواليات املتحدة‬ ‫ال تريد إعطاء الفلسطينيني أكرث من حكم‬ ‫ذايت‪ ،‬وكذلك فإن التوصل إىل دولة ذات حدود‬ ‫مؤقتة‪ ،‬سوف يسهم يف تطبيع وجود “إرسائيل”‬

‫وبسبب السياسات اإلرسائيلية التي أفرغت‬ ‫عملية السالم من مضمونها من الناحية‬ ‫النظرية‪ ،‬والقول بأن هناك “عملية سالم” هو من‬ ‫قبيل االفرتاض‪ ،‬وبطريقة املامطلة والتسويف‬ ‫يف املفاوضات التي مل تصل بعد إىل مرحلة‬ ‫البحث الجدي يف الوضع النهايئ‪ ،‬والضغط‬ ‫األمني والعسكري عىل املناطق الفلسطينية‬ ‫طوال األعوام املاضية‪ ،‬واإلرساف يف االعتامد‬ ‫عىل موازين القوى النتزاع كل ما ميكن انتزاعه‬ ‫من الفلسطينيني وإيصال املفاوضني منهكني‬ ‫إىل طاولة املفاوضات‪.‬‬ ‫أما من ناحية العوامل الداخلية فقد صبت‬ ‫هذه ايضاً يف غري مصلحة الجانب الفلسطيني‬ ‫الذي يعاين من ازمة شديدة الخطورة اطاحت‬ ‫بالحد االدىن من الوحدة الوطنية الالزمة‬ ‫للتصدي لالحتالل وأغرقت الشارع الفلسطيني‬ ‫يف صدامات دموية حيناً‪ ،‬وسياسية إعالمية‬ ‫أحياناً‪ ،‬وهذه مل تكن وليدة اللحظة حيث‬ ‫وجدت من يغذيها ويوصلها اىل ما وصلت‬ ‫إليه‪ ،‬وإال ملاذا عقدت اتفاقية “كامب ديفيد” بني‬ ‫النظام الرسمي املرصي والكيان الصهيوين‬ ‫وملحقاتها‪...‬‬ ‫ومثة أسباب لوصف السلطة الفلسطينية‬ ‫بالوصف التايل بعقد اتفاقية “اوسلو” فهي‬ ‫محمية تحظى بالرعاية الدولية ومتول دولياً‬ ‫بشكل جزيئ‪ ،‬وتدير بعض املدن والبلدات‬ ‫الفلسطينية يف الضفة الغربية وقد كان من‬ ‫املفرتض أن يكون سقف عمرها خمس سنوات‬ ‫بدءاً من إنشائها يف العام ‪ 1994‬كام نصت‬ ‫اتفاقات “اوسلو”‪ ،‬وبالتايل كام يقول “ناثان ج‬ ‫براون” مدير دراسات الرشق األوسط يف جامعة‬ ‫جورج واشنطن‪“ :‬إن اعتبار البقايا املتبقية‬ ‫من األرض الفلسطينية يف الضفة الغربية‬ ‫(جنني دولة فلسطينية) هو تجاهل للجرعة‬

‫سيناريو ( دولة مؤقتة)‪:‬‬ ‫يقوم هذا الخيار عىل ان خريطة الطريق‬ ‫الدولية‪ ،‬دعت يف املرحلة الثانية اىل قيام دولة‬ ‫فلسطينية بحدود مؤقتة‪ ،‬وذات حدود غري‬ ‫دامئة‪ ،‬وهذا ما يتم رفضه من قبل السلطة‬ ‫الفلسطينية بشكل علني‪ ،‬ومع ذلك تبقى‬ ‫الرشوط اإلرسائيلية هي املانع الحقيقي الذي‬ ‫يؤجل إمكانية التوصل اىل أي من السيناريوهني‬ ‫(دولة أو دولة مؤقتة)‪.‬‬ ‫أما احتامل استمرار الوضع الراهن (سلطة‬ ‫الحكم الذايت)‪ ،‬يبدو غري قابل للتغيري يف املدى‬ ‫املنظور‪ ،‬فاملفاوضات ما زالت متعطلة وتقف‬ ‫أمام حائط مسدود منذ استالم “نتنياهو” سدة‬ ‫الحكم يف “إرسائيل”‪ ،‬ويعتمد هذا السيناريو‬ ‫عىل إرصار الجانب الفلسطيني الرسمي مدعوماً‬ ‫بالتوجه الرسمي العريب‪ ،‬عىل االستمرار يف‬ ‫عملية التسوية من دون توفر أدوات ضغط‬ ‫حقيقية عىل الجانب اإلرسائييل‪ ،‬ويف ظل هذا‬ ‫الوضع يرتاح اإلرسائيليون‪ ،‬ما دام يف مقدورهم‬

‫نتنياهو‪ :‬وعود بالسالم االقتصادي فقط‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬ ‫غري الصحية من املضادات الحيوية التي ضخها‬ ‫اإلرسائيليون واألمريكيون يف الحركة الوطنية‬ ‫الفلسطينية عىل مدى السنوات العرش‬ ‫املاضية‪ ،‬ومل يعد باإلمكان إنكار الحقيقة بأن‬ ‫عملية السالم باتت عارية (بال مالبس)‪ ،‬وإذا‬ ‫تم التدقيق بتعليقات املراقبني‪ ،‬فهم يرون بأن‬ ‫طريقة الرئيس االمرييك “اوباما” باالستجابة‬ ‫لألزمة املتصاعدة يف السياسة الفلسطينية‬ ‫فاقمت األمور‪ ،‬وقد يكون هذا إنجازاً‪ ،‬إذ أريد‬ ‫معرفة الحقيقة كام هي‪ ،‬واملشكلة الرئيسية‬ ‫تكمن أساساً يف تصميم السياسة األمريكية‪.‬‬ ‫حيث ورث فريق “اوباما” عن سلفه جورج بوش‬ ‫(االبن) سياسة تقوم عىل دبلوماسية تحدثت عن‬ ‫حل الدولتني شك ًال وعىل فرض عقوبات وحشية‬ ‫عىل غزة‪ ،‬ودعم حكومة تكنوقراط يف رام الله‪،‬‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الداخلية‬ ‫بالسياسة‬ ‫وجهل‬ ‫والخطأ الذي ارتكبه “اوباما” وفريقه تبنيه ودون‬ ‫رؤية عنارص كثرية من السياسة السابقة‪ ،‬آم ًال‬ ‫ان تؤدي هذه التوليفة األكرث مشاكسة إىل‬ ‫نتيجة مختلفة وكانت النتيجة الفشل‪ .‬ولعل‬ ‫هذا ما تريده حكومة “بنيامني نتنياهو”‪ ،‬وكل‬ ‫من يحارب عملية التسوية أص ًال‪ ،‬مع اختالف‬ ‫شديد يف نوايا وهدف كل طرف ورؤيته لحل‬ ‫القضية الفلسطينية‪ .‬فعملية السالم التي‬ ‫مل يؤمنوا بها يوماً كانت هي بحكم امليتة منذ‬ ‫زمن‪ ،‬لكنهم يستمتعون اآلن بفرصة دفنها‬ ‫علناً‪ ،‬وكل عىل طريقته‪.‬‬

‫اليمني اإلرسائييل يستمتع اآلن‬ ‫يأخذ هذا شكل االستيطان يف الضفة‬ ‫الغربية والفصل الكامل ملنطقة القدس عن‬ ‫الضفة الغربية وخنق غزة بالحصار الجائر‪ ،‬ورفعاً‬ ‫خفيفاً للقيود املفروضة عىل حرية الحركة‬ ‫لجعل الحياة ال تطاق بشكل اقل يف الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬والسؤال إىل أين يؤدي ذلك عىل املدى‬ ‫الطويل؟‬ ‫حل الدولتني فشل فش ًال ذريعاً عن طريق‬ ‫املفاوضات املفرتضة‪ ،‬والخطة البديلة (ب) التي‬ ‫تركز بصورة أقل عىل ديبلوماسية إنهاء النزاع‬ ‫وبشكل اكرب العمل الحتواء األرضار‪ ،‬وخلق‬ ‫أساس للميض قدماً نحو التوصل إىل حل‬ ‫يف املستقبل‪ ،‬وهي مقاربة للسالم االقتصادي‬ ‫الذي يتحدث عنه رئيس الحكومة اإلرسائيلية‬ ‫“بنيامني نتنياهو” وهذا أمر مفرط بالتفاؤل‬ ‫وغري مضمون‪ ،‬وهو مبثابة تذويب تدريجي لكل‬ ‫جهد يهدف الستعادة الحقوق وجعل املطالب‬ ‫اإلنسانية هي السقف‪ ،‬بعيداً عن قضية‬ ‫استعادة األرض‪ ،‬وأيا تكن املقاربة املعتمدة فإنها‬ ‫يجب أال تتجاهل الحقائق الثابتة فـ (خيار الضفة‬ ‫الغربية أوالً) قد فشل‪ ،‬وهذا النهج وضعته إدارة‬ ‫“جورج بوش” وتابعه “اوباما‪ ،‬حيث قالوا‪“ :‬ادعم‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب دويل‬

‫محمود عباس‪ :‬العودة اىل مجلس االمن ( الخصم‬ ‫والحكم)‬

‫حكومة رام الله ومتنّ أن تستسلم غزة سوف‬ ‫يحقق النجاح”‪.‬‬ ‫ورغم وجود نهج أمرييك مختلف‪ ،‬إال أن‬ ‫املخاوف والقلق هي يف حالة تضاعف‪ ،‬حيث ال‬ ‫ميكن الرهان مرة أخرى عىل اإلدارة االمريكية‪،‬‬ ‫وعليها االعرتاف بعجزها يف محاوالتها لبناء‬ ‫سلطة فلسطينية قابلة للحياة‪ ،‬حيث فشلت‬ ‫يف الضغط عىل “إرسائيل” وإجبارها عىل‬ ‫تجميد االستيطان فقط‪ ،‬وهو الهدف الوحيد‬ ‫املعلن إلدارة “اوباما”‪ .‬فهل ميكن لعاقل أن يراهن‬ ‫مرة اخرى‪.‬‬ ‫ومع وصول مفاوضات التسوية إىل طريق‬ ‫مسدود‪ ،‬بدأ الفلسطينيون يف البحث عن‬ ‫خيارات بديلة‪ ،‬قد يكون إعالن الدولة من‬ ‫جانب واحد أحدها‪ ،‬وهو ما لوحت به السلطة‬ ‫إىل‬ ‫إشارتها‬ ‫إىل‬ ‫إضافة‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫العودة لطاولة املصالحة الداخلية‪ .‬فالسلطة‬ ‫الفلسطينية كانت تأمل‪ ،‬ان يلجأ طرف مثل‬ ‫االتحاد االورويب اىل مجلس االمن ويطلب‬ ‫املوافقة عىل اقامة دولة فلسطينية‪ ،‬وهنا‬ ‫تؤيد الدول الخمس الدامئة العضوية‪ ،‬مبا فيها‬ ‫الواليات املتحدة مام ال ميكن “إرسائيل” من منعها‬ ‫أو التدخل يف شأنها‪ ،‬وتحظى مبا حظيت به‬ ‫“إرسائيل” عندما منحت نفس الفرصة وأقيمت‬ ‫بقرار من مجلس األمن‪ ،‬وأعلنت عام ‪ 1948‬ومن‬ ‫الطبيعي أن مثل هذه الرؤية ميكن تفسريها‪،‬‬ ‫فيام لو كان الجانب األمرييك واألورويب ينظر‬ ‫إىل األمور من خالل (العدالة) وااللتزام بالحق‪،‬‬ ‫وننىس كيف تم إنشاء الكيان الصيهوين بدعم‬

‫‪62‬‬

‫هذه الدول وهو مستمر من خالل إمداده باملال‬ ‫والسالح‪ ،‬وهو القاعدة املتقدمة لحامية مصالح‬ ‫تلك الدول يف املنطقة‪.‬‬ ‫وردت “إرسائيل” عىل التلويح الفلسطيني‬ ‫بإعالن أحادي الجانب لدولة يف األرايض املحتلة‬ ‫عام ‪ 1967‬بهجوم شمل كل املستويات‪ ،‬ووصل‬ ‫الرد اىل حد التلويح بضم الضفة الغربية اىل‬ ‫“إرسائيل” وليس املستوطنات اليهودية فقط‪،‬‬ ‫والتهديد بإلغاء اتفاقات “اوسلو”‪.‬‬ ‫وبدأ الصهاينة بتسويق مرسحية قدمية‬ ‫جديدة تتمثل يف طرح املبادرات والخطط‬ ‫الجديدة بعد أن تم استهالك املبادرات السابقة‬ ‫واالتفاقيات مثل “اوسلو وانابوليس” وخارطة‬ ‫الطريق الدولية‪ ،‬وعامل الوقت هام وأسايس‬ ‫لدى الكيان الستكامل مخططاته يف تهويد‬ ‫األرض وإقامة املستوطنات وتوسيعها‪ ،‬لجعل‬ ‫حياة الفلسطينيني ال تطاق يف الضفة الغربية‬ ‫وحتى يصبح هدف إقامة دولة فلسطينية هو‬ ‫رضب من الخيال‪ ،‬وغري قابل للتطبيق‪ ،‬فاملطلوب‬ ‫هو شكل ما اسمه “دولة” وجعل تكاليف إدارة‬ ‫املناطق املحتلة أقل كلفة‪.‬‬ ‫الرئيس االرسائييل “شمعون برييس” وبالتعاون‬ ‫مع وزير الحرب “ايهود باراك”‪ ،‬أعدا خطة جديدة‬ ‫لتحريك العملية السلمية‪ ،‬تتمكن “إرسائيل”‬ ‫خاللها من تحقيق هدفها املعلن (دولة يهودية)‬ ‫بهدف التخلص وبرسعة من فلسطينني العام‬ ‫‪ ،1948‬واستكامل مشاريع االستيطان يف القدس‬ ‫والضفة الغربية‪ ،‬ومرة أخرى ستكلف اإلدارة‬ ‫األمريكية بإدارة املفاوضات‪ ،‬وبحسب تلك الخطة‬ ‫ويف املرحلة األوىل تعلن الدولة الفلسطينية‬ ‫عىل مساحة تعادل (‪ )%60-50‬من مساحة‬ ‫الضفة الغربية فقط‪ ،‬وهي األرض التي بحوزة‬ ‫السلطة اليوم‪ ،‬وطي املرحلة الثانية‪ ،‬وبذلك‬ ‫تحقق “إرسائيل” هدفها باعرتاف الفلسطينيني‬ ‫ومعظم العرب ( بيهودية إرسائيل)‪ ،‬وضامنات‬ ‫أمنية واعرتاف عريب بأن ال تحل قضية الالجئني‬ ‫الفلسطينيني عىل حساب “إرسئيل”‪.‬‬ ‫وبدأ “برييز” يف تسويق خطته الجديدة‪ ،‬وهناك‬ ‫من “العرب” من يحب االستامع إىل هذه املعزوفة‬ ‫الجديدة‪ ،‬والسؤال‪ :‬ما هي خططنا البديلة‬ ‫السرتجاع الحقوق الفلسطينية والعربية األخرى‪،‬‬ ‫أمل يحن الوقت بعد ملواجهة املرشوع الصهيوين‬ ‫وإعداد العدة السرتجاع الحقوق وصون كرامة‬ ‫املواطن العريب الذي قدم التضحيات‪ ،‬أمل يحن‬ ‫أوان العودة إىل املبادئ واألهداف واملنطلقات‬ ‫األساسية‪ ،‬التي تقول فلسطني من البحر إىل‬ ‫النهر وهي أرض عربية‪ ،‬فالتسوية الواهمة‬ ‫فشلت‪ ،‬وطريق املقاومة هو أقرص الطرق لتحرير‬ ‫األرض وصون الكرامة‪ ،‬ولنا يف تجربة املقاومة‬ ‫اللبنانية خري مثال‪ ،‬ولن نذهب بعيداً للبحث يف‬ ‫تجارب الشعوب‪ ،‬فهنا املثال والوعد الصادق‪.‬‬

‫محمود أدهم‬

‫أوروبا‪...‬‬ ‫إلى اليمين ُدر‬ ‫سيطرت األحزاب اليمينية عىل الحكم والربملان‬ ‫يف معظم دول أوروبا‪ ،‬وكذلك يف برملان االتحاد‬ ‫األورويب‪ ،‬وفق ما أوضحته نتائج االنتخابات األوروبية‬ ‫األخرية عن موسم الهجرة إىل اليمني يف أوروبا‪،‬‬ ‫باستثناء ه ّبة اشرتاكية متواضعة يف اليونان‪،‬‬ ‫مع انحسار لليسار يف كل بلدان االتحاد األورويب‬ ‫األخرى‪ .‬ففي نهاية الثامنينيات‪ ،‬ومنذ انهيار االتحاد‬ ‫السوفيايت وتفكك كتلة الدول االشرتاكية يف‬ ‫وسط ورشق أوروبا‪ ،‬تخىل اليسار يف أوروبا عن‬ ‫كثري من مبادئه التقليدية‪ .‬ويف مطلع هذا القرن‪،‬‬ ‫بلغ االشرتاكيون والدميقراطيون االشرتاكيون ذروة‬ ‫نفوذهم‪ ،‬وكانوا يسيطرون عىل ‪ 12‬من الحكومات‬ ‫الـ ‪ 15‬لدول االتحاد األورويب يف حينه‪.‬‬ ‫واملفارقة أن تراجع األحزاب الدميقراطية‬ ‫االشرتاكية بدأ مطلع القرن يف الدول‬ ‫االسكندينافية‪ ،‬معقل اليسار‪ ،‬وهو مستمر يف‬ ‫دول االتحاد األورويب‪ .‬ففي الدامنارك‪ ،‬يسيطر ائتالف‬ ‫من ميني الوسط عىل الحكم منذ العام ‪،2001‬‬ ‫ويف “أسوج”‪ ،‬خرس رئيس الوزراء السابق “غوران‬ ‫بريسون” االنتخابات عام ‪ ،2006‬ملصلحة املحافظني‬ ‫الذين يطلقون عىل أنفسهم لقب املعتدلني‪،‬‬ ‫ويعتربون من الدميقراطيني االشرتاكيني العرصيني‪.‬‬ ‫وبعد الدامنارك و”أسوج”‪ ،‬جاء دور فنلندا وهولندا‬ ‫لالنتقال اىل أحضان املعسكر املحافظ‪.‬‬ ‫ومل يكن تقدم التحالف املحافظ يف االنتخابات‬ ‫األملانية بقيادة حزب املستشارة “أنجيال مريكل”‬ ‫مفاجئاً‪ ،‬وإمنا يأيت يف سياق تح ّول واضح يف الحياة‬ ‫السياسية األوروبية يف السنوات األخرية‪.‬‬ ‫ومع نتائج هذه االنتخابات‪ ،‬تنضم أملانيا إىل‬ ‫عدد من دول أوروبا يحكمها ما يسمى ميني‬ ‫الوسط‪ .‬حيث سبق أملانيا يف هذا التوجه نحو‬ ‫اليمني “برلوسكوين” يف إيطاليا و”ساركوزي” يف‬ ‫فرنسا‪ ،‬كام جاءت نتائج انتخابات الربملان األورويب‬ ‫قبل أشهر مؤرشاً عىل صعود اليمني يف أغلب‬ ‫دول أوروبا‪.‬‬ ‫استندت الحملة االنتخابية يف أملانيا إىل‬ ‫شعارات اقتصادية باألساس‪ ،‬واعتمدت “مريكل”‬ ‫عىل إدارتها لشؤون البالد يف ظل أزمة عاملية‬ ‫عميقة‪ .‬كذلك فاز “ساركوزي” بوعود اقتصادية‬

‫تستهدف إنعاش االقتصاد الفرنيس‪ ،‬ومن قبله‬ ‫استند “برلوسكوين” إىل فشل حكومة اليسار‬ ‫الوسط‪ ،‬بقيادة “رومانو برودي” يف حل مشاكل‬ ‫االقتصاد اإليطايل‪ .‬وكام كان االقتصاد حاس ًام‬ ‫يف التمييز بني اليمني واليسار يف زمن الشيوعية‬ ‫والرأساملية‪ ،‬يبدو االقتصاد عام ًال رئيسياً يف‬ ‫تقريب طريف السياسة نحو الوسط‪ .‬وإذا كانت‬ ‫قوى يسارية يف أمريكا الالتينية وقوى محافظة يف‬ ‫آسيا وصلت إىل السلطة يف العقدين األخريين‪،‬‬ ‫فإنها يف أغلبها تظل أقرب اىل الوسط‪.‬‬ ‫وكان من املنتظر أن يستفيد اليسار األورويب من‬ ‫األزمة املالية واالقتصادية العاملية التي انطلقت‬

‫من الواليات املتحدة وهزّت أوروبا‪ ،‬كام مل تفعل أية‬ ‫أزمة أخرى منذ عقود طويلة‪ ،‬لكن الذي جرى كان‬ ‫معاكساً متاماً ملنطق الربط بني السبب والنتيجة‪،‬‬ ‫فاليسار هو الذي تقهقر واليمني هو الذي تقدّم‬ ‫يف صناديق االقرتاع‪ ،‬والسبب الرئييس لهذا‬ ‫التقهقر هو بالتحديد العالقة مع األزمة املالية‬ ‫وما بعثته من خوف حيال كيفية الخروج منها‪.‬‬ ‫فاإلحساس لدى األوروبيني هو أن املخرج لن يكون‬ ‫عن طريق برامج اشرتاكية “جميلة”‪ ،‬التي ال متلك‬ ‫أدوات لتنفيذها‪ ،‬إضافة اىل ذلك الواقع اليساري‬ ‫األورويب‪ ،‬الذي بدا مرتدداً يف تحديد سبل الخروج من‬ ‫األزمة يف الربامج االنتخابية التي طرحها‪.‬‬ ‫عىل العكس أظهر اليمني األورويب أنه يتم ّيز‬ ‫بحس عميل كبري وشغل املجال الذي تركه اليسار‬ ‫شاغراً بخطاب له نكهة يسارية‪ ،‬ومل يرتدد ممثلو‬ ‫اليمني يف الحديث عن رضورة جعل الرأساملية‬ ‫أخالقية ومتوازنة‪ ،‬تدافع عن التغطية الصحية‬ ‫والحامية االجتامعية‪.‬‬ ‫ويف العودة إىل االنتخابات األملانية األخرية‪،‬‬ ‫نجحت “أنجيال مريكل” يف قيادة حزبها الدميقراطي‬ ‫املسيحي املحافظ بأغلبية تؤهلها لتشكيل‬ ‫حكومة مبشاركة الحزب الدميقراطي الحر‪ ،‬لتؤرش‬ ‫بذلك إىل التوجه اليميني الذي تتحول إليه أوروبا‬ ‫حالياً‪ .‬وترجع أهمية فوز “مريكل” إىل السياسات‬ ‫االقتصادية والربامج اإلصالحية التي أعلنت عزمها‬ ‫عىل تطبيقها يف أكرب وأهم اقتصاد أورويب‪.‬‬ ‫من املتوقع إذاً أن تقود “مريكل” أوروبا يف اتجاه‬ ‫اليمني‪ ،‬وإن بقوى التحالف بينها وبني “ساركوزي”‬ ‫و”برلوسكوين” وغريهام من األحزاب الدميقراطية‬ ‫املسيحية‪ ،‬غري أن أحداً ال يتوقع للحكومات‬ ‫اليمينية أن تتغلب عىل الصعوبات االقتصادية‬ ‫الراهنة‪ ،‬فامزالت مشكلة ارتفاع نسبة البطالة‬ ‫وحالة الركود متثل عقبة صعبة للحل‪ .‬لذلك‬ ‫تنتظر السياسة أزمة كالتي شهدها االقتصاد‬ ‫مؤخراً‪ ،‬تهز منوذج اليمني هذا‪ ،‬ورمبا تؤدي إىل بروز‬ ‫حركات وقوى جديدة تتجاوز النظام التقليدي‬ ‫وتبرش مبشهد سيايس عاملي جديد‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب فني‬ ‫الرئيس ميشال سليامن رمز للبنان املقاوم‬

‫الجيش اللبناين مفخرة لبنان ودرعه‬

‫غاندي أبو ذياب متعدد المواهب ومم ّيز في فنه‬

‫متحف تراثي في بلدته الجاهلية‬ ‫وفيلم عن الموحدين الدروز وديوان شعر‬ ‫ّ‬ ‫فأخرجها‬ ‫أنامله‪،‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫سطرت‬ ‫ّ‬ ‫كهفاً قل نظريه يف عرص العامرة الحديثة‪،‬‬ ‫والتصحر الذي يغزو املساحات الخرضاء‬ ‫ّ‬ ‫التي حافظ عليها يف حديقته الغنّاء التي‬ ‫تبدو وكأنها فتاة تختال بثوبها املل ّون‪ ،‬كام‬ ‫ط ّعم جدرانه الصخرية بصور بريئة‪ُ ،‬رسمت‬ ‫رسام‪ ،‬و َغ َرف ألوانها من الطابع‬ ‫بريشة‬ ‫ّ‬

‫القروي التقليدي‪ ،‬الذي طمست معامله‬ ‫الحضارة املصطنعة‪ ،‬لتعكس بعفوية صوراً‬ ‫“سوريالي ًة” عن عامله كان قد خ ّبأها يف‬ ‫حنايا ذاكرته‪ ،‬كام تختبئ قطرات الندى‬ ‫فاختلط وجدانه‬ ‫يف وريقات الياسمني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بأحاسيس الطبيعة ليطل علينا بديوان‬ ‫شعريّ وقصائد مسهبة‪ ،‬غنية باملعاين‬

‫داخل كهف الفنون‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪64‬‬

‫مت ّيزها‬

‫عن‬

‫تلك‬

‫املرهفة الصادقة التي‬ ‫املتز ّلفة يف عرصنا الحارض‪.‬‬ ‫ونحات‬ ‫إنه غاندي بو ذياب شاعر‬ ‫ورسام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومعامري‪ ،‬أنشأ متحف ومحرتف “كهف‬ ‫الفنون”يف قريته الجاهلية‪-‬الشوف عام‬ ‫‪ ،1990‬ليضيف إليه جمعية برئاسته تحمل‬ ‫االسم نفسه يف العام ‪ .2006‬نحت بريوت‬ ‫يف لوحة فسيفسائية‪ ،‬بدأها منذ العام‬ ‫‪ 1998‬بأسلوب هنديس ومل تستكمل‬ ‫بعد بانتظار وضع اللمسات األخرية عليها‬ ‫يف األشهر القادمة‪ ،‬وتابع مسريته بفيلم‬ ‫وثائقي تحت عنوان “كحل الحياة” تناول فيه‬ ‫حياة الجبل بشكل عام وحياة املوحدين‬ ‫الدروز بشكل خاص‪ ،‬كام كان له عامله‬ ‫الخاص مع الشعر فكانت باكورة أعامله‬ ‫الشعرية ديوان تحت عنوان “رماد السام”‪،‬‬ ‫الصادر عن منشورات “منتدى الكلمة”‬ ‫ويحتوي عىل مجموعة من القصائد‬ ‫الغنائية اإليقاعية باللغة املحكية‪ ،‬عل ًام أن‬ ‫الديوان أىت ومببادرة شخصية من الرئيس‬ ‫السابق لصندوق املهجرين املهندس شادي‬ ‫مسعد الداعم لكل عمل ثقايف يف‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫ويرى أبو ذياب أن املتحف الرتايث الذي أنجزه‬ ‫“كهف الفنون” يعود تاريخ بنائه للعهد‬ ‫العثامين‪ ،‬وأن هذا الفن بدأ مع اإلنسان القديم‬ ‫الذي اتخذ الكهف منزالً له‪ ،‬يقيه حرارة الشمس‬ ‫يف الصيف وبرودة الليل يف الشتاء‪ ،‬ومل يكن‬ ‫الهدف تكوين متحف ترايث‪ ،‬فاملكان فرض نفسه‬ ‫وهو يعود ألجداد أجدادنا‪ ،‬ومبا أن بينه وبني املايض‬ ‫والطبيعة عالقة حميمة وودودة فقد قام برتميم‬ ‫الكهوف‪ ،‬فنسجها عىل لوحات تراثية تعج بكل‬ ‫ما ّ‬ ‫ميت إىل الضيعة القدمية بصلة‪.‬‬ ‫ويؤكد الفنان بأن الهدف من فكرة إنشاء‬ ‫املتحف مل يكن مادياً عىل اإلطالق‪ ،‬والربح منه‬ ‫كمرفق سياحي‪ ،‬بل ترسيخ الوعي لدى أجيالنا‬ ‫وخاصة الشباب املتش ّبث باملايض‪ ،‬ليس فقط‬ ‫من خالل كتب التاريخ‪ ،‬بل من خالل الرؤية املجردة‪،‬‬ ‫حيث أصبح مقصداً لطالب املدارس والجامعات‬ ‫والسواح واإلعالميني والكتّاب والباحثني عن‬ ‫جذور الرتاث العريب العريق‪ .‬والدليل القاطع هنا‬ ‫أن عالقة الفنان باألرض بدأت منذ صغره حيث‬ ‫وجد نفسه وقد اكتشف مغاور وكهوف وأقبية‬ ‫ضيعته يف باطن األرض ووسط الجبال‪ ،‬وأن يداه‬ ‫أخذت تجمعان ليس كل ما ميت إىل األرض بصلة‬ ‫بل كل ما يرمز إىل رائحة األرض والطبيعة‪ ،‬وعىل‬ ‫مدى سنوات طويلة حتى تك ّونت لديه ثروة من‬ ‫القطع الحرفية واألثرية وقصائد شعرية‪.‬‬ ‫خاصة‬ ‫جمعية‬ ‫ومن هذا الكهف انطلقت‬ ‫ّ‬ ‫سميت باسمه وهي “جمعية كهف الفنون”‬ ‫التي تضم ناشطني ومهتمني بالرتاث والسياحة‬ ‫والبيئة من املناطق اللبنانية كافة‪ ،‬حيث توىل‬ ‫رئاستها بهدف التواصل الثقايف والفني مع‬ ‫الهيئات واملنظامت العربية واألجنبية لحامية‬ ‫الرتاث وتطوير السياحة‪ .‬إضافة إىل ذلك يقول‬

‫تعج مبفردات‬ ‫معظم ز ّوار كهف الفنون بأن أقبيته ّ‬ ‫الحياة البسيطة مثل وجاق القاطرجي الحطبي‬ ‫إىل جانبه قناديل الكاز واملكواة القدمية عىل‬ ‫الفحم‪ ،‬واآلالت املوسيقية ومتاثيل ومنحوتات‬ ‫ألشكال عدّة من الحيوانات والطيور ح ّولتها‬ ‫يد الفنان إىل تحف طبيع ّية بواسطة الجذوع‬ ‫اليابسة‪ .‬فعندما تنظر إىل األعىل يتدىل من‬ ‫السقف “ثر ّيا” نفذت من أغصان و”كروز” الصنوبر‪،‬‬ ‫وعظام حيوانات ُج ِّسدت عىل أشكال عديدة‪،‬‬ ‫وقفران النحل والدبابري‪ ،‬وتلتفت فرتى الشمس‬ ‫مجسدة بأزهار “عباد الشمس” التي‬ ‫أمامك‬ ‫ّ‬ ‫نسقت بطريقة مميزة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومن األشياء القدمية التي غابت عن األنظار‬ ‫وأصبحت شبه منقرضة “الجاروشة”‪ ،‬ومحمصة‬ ‫النب القدمية‪ ،‬وال ُبسط املصنوعة من الصوف‬ ‫السميك و”املحدلة” وجرن الك ّبة الحجري واملذياع‬ ‫القديم والفونوغراف وماكينة الخياطة و”البوابري”‬ ‫الكازية مع دستات و”طناجر” و”كركات” ماء الزهر‬ ‫وغريها‪....‬‬ ‫ومل يغب عن فكره األدوات التي يتش ّوق أيُّ‬ ‫لبناين وعريب وناشط أن يراها وأصبحت بعيدة‬ ‫عن نظره كأدوات الزراعة القدمية من املناجل‬ ‫والبلطات والغربال والنري واملحراث الخشبي‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫والطرابيش القدمية املوضوعة يف خزانة ّ‬ ‫أعامل الفنان املتعددة هذه يف كهف الفنون‪،‬‬ ‫تأخذ بالزائر والسائح والباحث عن الرتاث إىل أيام‬ ‫خلت‪ ،‬حيث الدهشة واملفاجأة بإلقائك التح ّية‬ ‫عىل جدّاك املسنني يستقبالنك بالرتحاب‬ ‫يف أرجاء املتحف ليظهر بعدها أنهام متثالني‬ ‫قامشيني من صنع والدته‪ .‬فاستمرار التح ّلق‬ ‫الثقايف هذا عند أبو ذياب وانغامسه وانشغاله‬ ‫يف أنشطته الفنية‪ ،‬كان آخرها وبالتعاون مع‬

‫إحدى لوحاته “لوحة الحصان”‬

‫‪65‬‬

‫غ َ​َّزة‬ ‫كان القمر‬ ‫البس عتم حامل ختم‬ ‫فوق الردم‬ ‫عَ املي‬ ‫وسامع غضب ‪...‬متل الكأ ّنو‬ ‫آي‬ ‫والليل‬ ‫غايب سايبي‬ ‫ويف َخ ّي قاتل خي‬ ‫يف إ ّم‬ ‫ما يف بيَ ّْ‬ ‫بإيدا انكرس قنديل‬ ‫وواقف رسو متل الغجر‬ ‫يربط هالجداديل‬ ‫عن روح البرش‬ ‫وال َد ّم‬ ‫ّ‬ ‫غطا الكون‬ ‫والطفل انفجر ‪...‬‬ ‫طار الحجر‬ ‫واللون‬ ‫من بني َد ّيه‬ ‫وصاب الدين‪َ ...‬ت يه ِلكاَ‬ ‫ك ّمش حقايق َف ْي َل َكا‬ ‫من الضيم‬ ‫شتّى البحر عَ الغيم‬ ‫لوال شوي‬ ‫وكرت الغمز‪ ...‬كرت الهمس‬ ‫تبيك الشمس‬ ‫وتخاف‬ ‫يفلت من عيونا‬ ‫الفي‬ ‫وكلام القمر صديف َغ َمر‬ ‫غزّة ِن ِتف‬ ‫ميرق خطف‬ ‫بالحي‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب فني‬

‫فلسطين‬

‫املجسم الفسيفسايئ “بيوت والسالم العاملي”‬

‫وزارة الثقافة من ضمن نشاطات “بريوت عاصمة‬ ‫عاملية للكتاب” كان قد ّ‬ ‫نظم مهرجاناً ومعرضاً‬ ‫بعنوان «بريوت تحايك القرية اللبنانية عرب اللوحة‬ ‫والقصيدة»‪ ،‬حيث قدّم لراعي الحفل الوزير غازي‬ ‫العرييض لوحة رسم زيتية تحمل صورته تقديراً‬ ‫ودعم مطلق لكهف‬ ‫له لِام يقدّمه من مساهمة‬ ‫ٍ‬ ‫الفنون‪ .‬عل ًام أن الفنان كان قد س ّلم رسم ًة‬ ‫شخصية «بورتريه» للعامد ميشال سليامن‬ ‫آنذاك قبيل تس ّلمه رئاسة الجمهورية‪ ،‬كام قدّم‬ ‫للعامد جان قهوجي يف مكتبه لوح ًة زيتية أيضاً‬ ‫تحمل صورته وقد تم وضعها يف متحف املدرسة‬ ‫الحربية بتكليف مسبق من القيادة‪.‬‬ ‫و َع ّودٌ عىل بدء فإن حائط الكهف يلفت نظرك‪،‬‬ ‫ال بل تجذبك روعة لوحات “املوزاييك” ورسوم الخيل‬ ‫والرتاث الجبيل الدرزي التي نفذها أيضاً صاحب‬ ‫املتحف بتقنية ود ّقة وذوق وإبداع‪.‬‬ ‫ومن أروع أعامله وانطالقاً من شعوره الوطني‬ ‫الراسخ ومعايشته اليومية للوضع اللبناين‪،‬‬ ‫جسد بريوت الجريحة بالفسيفساء ويظهر‬ ‫ّ‬ ‫مستقبل مدينة امتدت إليها يد الغدر واإلجرام‪،‬‬ ‫أطلق عليه اسم “بريوت والسالم العاملي”‪.‬‬ ‫املجسم املنحوت بالحجر والصخر والصوان‬ ‫والرخام والغرانيت والزجاج املكسرّ يبلغ طوله‬ ‫‪ 290‬سم وعرضه ‪ 175‬سم‪ ،‬أما وزنه فيبلغ ‪ 2,5‬طن‬ ‫وارتفاعه ‪ 1,15‬سم وهو ثاليث األبعاد “سوريايل”‬

‫جانب من معرض “بريوت تحايك القرية اللبنانية عرب اللوحة والقصيدة”‬

‫يفوق الواقع بتجانس املشهد من حيث اللون‬ ‫والشكل والرؤية‪ .‬محاوالً من خالله إظهار بريوت‬ ‫محاطة باألبراج واألسوار بهدف إظهار موقعها‬ ‫االسرتاتيجي والجغرايف املهم التي تتميز به هذه‬ ‫العاصمة‪ .‬فانطالقة املجسم هذا بدأ يف العام‬ ‫‪ 1998‬بأسلوب هنديس مع ارتفاعات مختلفة‬ ‫ومستويات متناقضة تشبه إىل حد ما مدينة‬ ‫بريوت مستخدماً الحجارة امللتوية بأسلوب‬ ‫بركاين‪ ،‬إضافة إىل األحجار الصوانية التي تدل‬ ‫عىل الكواكب واألفالك محاطة ببعض قطع‬ ‫الزجاج امللون بإضاءة خفيفة‪.‬‬ ‫فالفكرة بدأت من رقعة شطرنج يف خطوات‬ ‫بطيئة إىل أن أتت التطورات األخرية يف لبنان من‬ ‫أحداث أمنية واغتياالت‪ ،‬عندها سعى ألن يحمل‬ ‫هذا املجسم رسالة إىل القادة العرب واألجانب‬ ‫لرتك بريوت تنعم بالسالم‪ ،‬وعدم إبقاءها محوراً‬ ‫للرصاع العريب اإلقليمي املرتبط بالرصاع الدويل‪،‬‬ ‫وال يتمنى الفنان للبنان إال أن يكون «كرويُّ‬ ‫كالبدر‪ ...‬ال ُيل َقط من أ َّي ِة زاوية» عىل ح ّد قول‬ ‫أحد أصدقائه الشعراء قال غاندي بو ذياب‪ .‬وعن‬ ‫الفيلم الوثائقي حول الجبل وحياة املوحدين‬ ‫الدروز “كحل الحياة” الذي كان من فكرته وإنتاجه‬ ‫ومتثيله‪ ،‬يحيك عن الجبل من خالل سرية أحد‬ ‫الشبان الذين قدموا إىل املدينة ليك يؤ ّمنوا ما‬ ‫يسمح لهم بالعيش بكرامة‪ ،‬غري أنه ال تزال تعنّ‬

‫لوحة تجسد الواقع القروي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫له العودة إىل مسقط رأسه ليك يحقق أحالمه‬ ‫يف أجواء القرية‪ ،‬مرتعه الوحيد‪.‬‬ ‫والفيلم ير ّكز عىل قرية الجاهلية‪ ،‬كنموذج‬ ‫للقرى والبلدات الجبلية بطبيعة أهلها وصالبتهم‬ ‫ودفعهم لحياتهم إىل مشارف امللحمة اليومية‪.‬‬ ‫كام يؤ ّكد عىل وحدوية أبناء الجبل كافة‪،‬‬ ‫واملوحدين الدروز‪ ،‬وعىل أصالتهم‪ ،‬وعاداتهم‪،‬‬ ‫وتقاليدهم يف التعاطي”‪ ،‬فاعترب أن الفيلم يعطي‬ ‫فكرة عن الدروز والجبل وابن القرية وكيف يتمنى أن‬ ‫يكون أهلها من خالل إظهار بطوالت هذه الجامعة‪،‬‬ ‫يف مامرسة حقوقهم والحفاظ عىل مكتسباتهم”‪.‬‬ ‫وأما عن ديوانه الشعري األول الذي صدر عن‬ ‫منشورات “منتدى الكلمة”‪ ،‬فهو يحتوي عىل‬ ‫مجموعة من القصائد ومبعادالتها الجاهزة يف‬ ‫الرسم عىل ورق أبيض‪.‬‬ ‫فالشعر عند غاندي بو ذياب يأيت مبزاج عفوي‬ ‫ولغة بسيطة تنبع من ينابيع غنية‪ ،‬ومن ألوان‬ ‫الطبيعة يف الجاهلية‪ ،‬الشمس والظالل املط ّعمة‬ ‫ّ‬ ‫معطرة برائحة “الوزال” والزعرت‪،‬‬ ‫بنكهة غنائية‬ ‫وحور الضيعة‪ .‬فالرومنسية الريفية والوطنية‬ ‫الحب املعتّق‪،‬‬ ‫واللغة املفتوحة أبوابها عىل كهف‬ ‫ّ‬ ‫والكثري الكثري من األحالم الهامئة يف دنيا الخيال‪،‬‬ ‫ماض جميل‪.‬‬ ‫تعيد بذكرياتنا مع الفنان‪ ،‬إىل ٍ‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫ْ‬ ‫قلــوب‬ ‫فضجـت بالـرحـيـق‬ ‫كالــزهرة الفيحــاء فاض عـبريهــا‬ ‫ُ‬ ‫عـطـرا ً‬ ‫تـنســاب ِمـنْ ذاك األريــج طـيــوب‬ ‫وكـوردة ٍ نـثـرتْ أريــج خـمــيـلــة ٍ‬ ‫وكلوحـة ٍ ُر ْ‬ ‫والـرسـم ِمـنْ رب الـوجــود عجـيب‬ ‫سـمـت بـريشـة خــالــق ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫جســدٌ ‪،‬جـمـيـــل ‪،‬طـيـ ِّـ ٌع ‪،‬مسكـوب‬ ‫وكغادة ٍ هيـفــاء يحمــل طهـــ َرهــا‬ ‫رقيـــب‬ ‫حبـــاك‬ ‫قــد‬ ‫ثــوب‬ ‫بجمــال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فبـدوت ِ ِمـنْ ُحسن ٍعـروسة مرشق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وببيــت لــحم ٍ قــــد أطــــل حبيــــب‬ ‫فـالقــدس وجـهــة قـبـلــ ٍة ملحمــــد ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وكنيـــس مهـــد ٍ والكـــــالم يطيــب‬ ‫واملـسجـد األقىص وقـبـة صخــر ٍة‬ ‫*********‬ ‫ريــح صـرصـ ٌر وهـبـوب‬ ‫وغــزتك‬ ‫ٌ‬ ‫لكنمــا اإلعصـــار جـاءك عاصفـا ً‬ ‫وأتــت بـأوراق الـــزهـــور ثـقــوب‬ ‫فتقطـع الـــورد املعطــر نـــازفـــا‬ ‫فعـلــى الـبــراعــم تسـتـقــر نــدوب‬ ‫والشوك ج ّرح يف الرباعم روضـة ً‬ ‫فالـثـوب ُد ِّنــس والــبــالء عـصـيـب‬ ‫والغــادة الحسنــاء يقتلـهــا األسـى‬ ‫شعبـك لـم ْ‬ ‫فـبـكـل يـــوم ٍ صــرخــة ٌ ونحــيـب‬ ‫ودمـاء‬ ‫ِ‬ ‫تــزل مهـراقــة ً‬ ‫مـرعـــب ورهيـــب‬ ‫ودمـــار حـقــد‬ ‫بيــت‬ ‫وبكــــل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مـــأتــم وفجـيعـــة ٌ‬ ‫وجــريـح غــد ٍر لــم يصــله طـبيـب‬ ‫وشهيد أرض ٍقد قىض برصاصة ٍ‬ ‫خــائــف وهــروب‬ ‫وشــرود طـفــل‬ ‫ٍ‬ ‫ورحيــل أهــل وافـتـراق أحـبـــة ٍ‬ ‫وضيــاع أتعــاب الـجـنى وعـطــوب‬ ‫وهالك رزقٍ يف الحقول وموسم ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫فـمـكــبـــل ومــقــيــــدٌ مـعـصـــوب‬ ‫وأسيـر‬ ‫ٍ‬ ‫سجــن بالسالسـل مثــقـل ٌ‬ ‫فالضـرب حـقــدٌ والعـذاب رضوب‬ ‫والسـوط يف‬ ‫ٍ‬ ‫غضـب يعــذب فتية ً‬ ‫وجــدار عـزلٍ قــد ْ‬ ‫فــــوق املــدائـن شــاهـقٌ منصــوب‬ ‫علـت أسوا ُره‬ ‫فعـىل الـتـراب ِمـنَ العيـون نـصيـب‬ ‫واألرض ِمنْ حـزنٍ بحرية أدمــع ٍ‬ ‫تجـهــــم وشـحــوب‬ ‫ووجـــوهـهـــنّ‬ ‫ٌ‬ ‫والـنــائحــات قـلـوبـهــن مــرارة ٌ‬ ‫ورفعــن صوتــا ً لــم يجبـه مجيـب‬ ‫نــادين عــونــا ً واستجرن مبنقـذ ٍ‬ ‫********‬ ‫بــــؤس والنهـــار خطــوب‬ ‫فالليـل‬ ‫ستــون عــامــا ً والشـقــاء بـأمــة ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ويسـري يف درب الحصـار يجـوب‬ ‫والحـاكــم العريب ميتطي صهـوة ً‬ ‫أحنى‪،‬فطـــال مــع العــدو ركــوب‬ ‫وهــو املطيــة للـعــدو وظهـــره‬ ‫وبقتــل أحــالم الــورى مـوهــوب‬ ‫وهــو الحريص عىل إهانة شعـبه‬ ‫وهـــو األمـيــن لـظالــم ٍ وربـيــب‬ ‫وهــو الويف لـغــاشــم ولـقــاتــل ٍ‬ ‫ِمـنْ ظــلم حــكــم ٍ لـلعــبــاد ُيشـيب‬ ‫ومسرية ٌ يف الـقـهر تحيك حكاية ً‬ ‫فـمـحـنـط ٌ ومـــربـــط ٌ مســـلــوب‬ ‫والحـاكـم العـــريب صفــر إرادة ٍ‬ ‫فيســود فـي حـكم الـبـالد غــريـب‬ ‫ينصـاع خـوفـا ً ال يناقش موقفـا ً‬ ‫وألجـــل غــــزة كـم ت ُـســدُ دروب‬ ‫فألجــل إرسائيل ُيفتــح مـعــبــ ٌر‬ ‫********‬ ‫قصــد الـديــار ومـا بــذاك معـيـب‬ ‫وألجــل غــزة يمُ سكون مقاومـا ً‬ ‫ويــزيـل حكمــا ً قائـمــا ً ويــذيـب‬ ‫ل ُيقـال زورا ًجـاء يهـــدم موطنا ً‬ ‫يف سجــن منـية ال يقــل وثـــوب‬ ‫فهــو الشهــاب وكـم تألق ساميا ً‬ ‫متـــوز يشـهــد بالوغـى وجنــوب‬ ‫وهـواملقاوم صد غزوة غاصب‬

‫غازي مراد‬ ‫فـبكــل حـــي ٍ ثـــــورة ٌ ولهـيــــب‬ ‫وبحرب غــزة مشهــدٌ ال ينتهي‬ ‫يــأتـي ويــرحــــل آخــ ٌر ويـنــوب‬ ‫متـربص‬ ‫ٌ‬ ‫وبكـــل شرب ٍ فـارس ٌ‬ ‫ـذوب‬ ‫والحاكــم العـريب ُيشـغـل بالــه‬ ‫حــكم ُيــو َّرث كـي يــدوم كــَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لـتفيض ِمـنْ وفــر الكنـوز جيــوب‬ ‫والهـم يف مــال يحـقـق ثـــروة ً‬ ‫بفـنـون رقـص الغـانـيـات طــروب‬ ‫والحاكـم العـريب ُيسكره الهوى‬ ‫وبـلحـظ عـيـن املــومسـات يــذوب‬ ‫فلـغـادة حسنـاء يــركـع هامئــا ً‬ ‫ٌ‬ ‫مـتــزلـــف ‪ ،‬مـتمـلـــقٌ ولــعــــوب‬ ‫عجــبــا ً أيعقــل ْأن يكــون بسدرة ٍ‬ ‫مـتحــكـــم وغـضــــوب‬ ‫متســـلط ٌ‪،‬‬ ‫نـصب ســـ ِّيـدٌ‬ ‫أو كـان عــدال ًأن ُي َّ‬ ‫ٌ‬ ‫آثــــام حـــكــم ٍ فــاســــد ٍ وذنــــوب‬ ‫بئســا ً لـــوحــدة قــادة ٍ أركانهـــا‬ ‫ـص و ُمــنـَـــزَّهٌ محــبـــوب‬ ‫ومـخــلـِ ٌ‬ ‫ونبي ُّـنــا نـــور الـهــدايــة مـنـقـــذ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫فيـهـــا الســراج ُمـنــزَّل مـكـتـــوب‬ ‫نـقــل األمـانـة صـادقــا ً ومـبرشا ً‬ ‫ويعـــود يــذكــر خـالـقــا ً ويـتــوب‬ ‫فليتعظ َمـنْ ذا يــريــد شـــفـاعــة ً‬ ‫**********‬ ‫نصب يك ت ُـشق شعوب‬ ‫يف الرشق ت ُـ ُ‬ ‫يـا ُ‬ ‫قـدس مهـال ً ال تــزال مكـيـدة ٌ‬ ‫وقــرار تـفــريـق ٍ لـهـــا مطلـــــوب‬ ‫فنشوب حرب ٍيف األخـ ّوة مقصدٌ‬ ‫والكـــل يف رشع النهـــى مغــلــوب‬ ‫غالب‬ ‫بصــراع أهـــل ٍ ال ُيتـ َّو ُج ٌ‬ ‫هـل ّ‬ ‫عقــم للهـــدى ونضــوب؟‬ ‫وأصــاب‬ ‫ألخــوة‬ ‫جف و ٌد فــي اللقـاء‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ليموت فـي صمــت الــردى تأنـيـب؟‬ ‫أو غاب ُ‬ ‫حس للضمري وصحــوة ٌ‬ ‫ويــزيد يف عيب الصــراع عيــــوب‬ ‫فيطول يف حبل العــداء تنـاحـــ ٌر‬ ‫وألي عمــــر ٍ قـــد تطــول حـــروب‬ ‫فــــألي يـــوم ٍ تستـمــر عـــداوة ٌ‬ ‫ال شــيء ُين ْـ ِغــص عيشهـم ويشــوب‬ ‫والجامثـون عىل الصـدور بنشوة ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫وقــــول فـــارغ ٌ ومـــريــب‬ ‫كـَــ ِذ ٌب‬ ‫والـزاحفــون إىل الســالم فـإنـــه‬ ‫********‬ ‫غــرب يجــاهـر باألذى وقـــريــب‬ ‫ٌ‬ ‫يا ُ‬ ‫قدس مهــال ً فالحراب كثيــرة ٌ‬ ‫لـو لـم نجــد َمــنْ للنضــال يـــؤوب‬ ‫بغفلــة‬ ‫تضيع‬ ‫قـد‬ ‫شعبك‬ ‫وحقـوق‬ ‫ٍ‬ ‫ــلـــم يــــراود أمــــة فـيـغــيــــب‬ ‫فلتــلتق ِالهمـــات كـي ال يـنـتهي‬ ‫ُح ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فــهـــالل إســـالم ٍ لـنــا وصـليـــب‬ ‫ولتتحـــ ْد‬ ‫رايـــات شعــب واحــد ٍ‬ ‫مظلـــم وغـــروب‬ ‫عـتـــم‬ ‫ويـــزول‬ ‫فلــرب يــوم ٍ قـد يعــود شعـاعـه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ضــائــع وسـلـيـب‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ــل‬ ‫م‬ ‫ويعـــود‬ ‫تالحم‬ ‫ويعـــود ِمـنْ ألـــم الشقـاق‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ‬

‫بو ذياب أثناء توقيع كتاب رماد السام‬

‫‪66‬‬

‫‪67100‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫يتجسدان في كتابه الجديد‬ ‫ياسمينته ومنقل «مريم»‪ ..‬حنينان‬ ‫ّ‬

‫الناقد محمود شريح لـ «منبر التوحيد»‪ :‬الكتابة عالجٌ نفسي‪ ،‬وسعادة ال تتكرر‬ ‫لعله بعفو ّيته البارزة وتواضعه الالفت يجذب محاوره للتغلغل‬ ‫أكرث يف حياته وتفاصيل عمله وكتاباته الجديدة‪ .‬هو شاعر وصحايف‬ ‫واملسؤول الثقايف وعضو مجلس التحرير يف جريدة “البناء”‪،‬‬ ‫ومؤسس مشارك ملجلة “الحركة الشعرية” التي يصدرها مع صديقه‬ ‫قيرص عفيف يف املكسيك‪.‬‬ ‫مبزيد من اللغة السلسة يصيغ محمود رشيح مقاالته ونصوصه‬ ‫ّ‬ ‫وكأن قارئه يتواصل معه مبارشة‪ .‬أصدر مؤخراً كتابه الجديد‬ ‫األدبية‬ ‫“ياسمينة “جان دارك” أو “منقل الحنني من عكا إىل جزين” الذي‬ ‫احتوى مجموعة قصص ومقاالت ُنشرِ معظمها يف جريدة النهار‪،‬‬ ‫وهي كام قال رشيح يف “التمهيد”‪“ :‬قصص يف الحياة وآراء يف‬ ‫العقيدة ومشاهد يف الفكر”‪ .‬لديه نظرة خاصة لألمور وال يقول‬ ‫أكرث مام ينبغي‪ ،‬مام يعطيه فرادة متم ّيزة وشخصية فريدة يف جميع‬ ‫املجاالت األدبية والثقافية والعلمية‪.‬‬ ‫ينتمي ملدرسة الزعيم انطون سعاده‪ ،‬حيث كتب عنه‪ ...“ :‬مل‬ ‫نسمع بعد أن زعي ًام رصخ يف بهيم ليل بريوت عند ‪ 2:51‬فجراً “تحيا‬ ‫سوريا” فاخرتق صوته السكون قبل أن تنهمر عليه احدى عرشة‬ ‫رصاصة من اثنتي عرشة بندقية مزّقت صدره ورأسه ثم رصاصة‬ ‫رحمة‪ ،‬فاغتالهم إىل األبد قبل أن يغتالوه للحظة‪ ،‬وسقطت املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫مرجل‬ ‫وتلظت يف‬ ‫التعصب الديني‪،‬‬ ‫منذ فجر ‪ 8‬متوز ‪ 1949‬يف أتون‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الهوس املذهبي‪ ،‬فاستعر لهيب الطائفة وتطاير رشر الجهل املطبق‪،‬‬ ‫بق ومل يذر‪ ،‬وإذا املنطقة‬ ‫فإذا بالحريق األكرب بني غزة والبرصة مل ُي ِ‬ ‫هالكة‪ .‬كان ذلك الزعيم وكان األمل معقوداً‪ .‬كان انطون سعاده الذي‬ ‫أمىض خمسة وأربعني عىل ظهر هذه الفانية وهي أص ًال مل ُتس ّو‬ ‫له‪ .‬وكان قرينه فيها أن الحياة وقفة ع ّز فقط‪ ،‬وهي كذلك حتى قيام‬ ‫الساعة‪ ،‬ومل يبقَ من دقائقها الكثري”‪.‬‬

‫ومبا ّأن املنطقة باردة هناك‪ ،‬فك َر ْت يف الذهاب إىل عكا يف اليوم الثاين من‬ ‫قدومها أي قبل أن تسقط فلسطني نهائياً‪ ،‬لتحرض املنقل الذي كان لوالدتها‬ ‫التي أوصت عليه من دمشق سنة ‪ 1925‬لغرض الزينة‪ ،‬وقد شاهدته بعيني‪،‬‬ ‫وكان مذهّ باً وعليه شعار الدولة العثامنية‪ .‬هذه املرأة التي كانت ُتدعى “مريم”‬ ‫َ‬ ‫أحرضت املنقل الذي أتت به أ ّمها حميدة‪ ،‬لكنها استعملته للتدفئة‪ .‬املنقل‬ ‫بقي معها كذكرى عن أ ّمها وعن عكا وعن الدولة العثامنية باعتبارها تحمل‬ ‫أصوالً تركية‪ .‬بعد أن احتفظت العائلة به استعملته يف الحرب األهلية يف‬ ‫لبنان عام الـ ‪ .1975‬وبعد انتهاء الحرب عاد املنقل للزينة وكانت مريم تفركه‬ ‫بالحامض والرماد‪ .‬هذه هي “قصة املنقل والياسمينة”‪.‬‬ ‫ملاذا هذا الخلط بني الياسمينة واملنقل؟ ما عالقة أحدهام باآلخر؟‬ ‫ما يجمع بينهام هو الحنني و”النوستلج ّية” والذاكرة‪.‬‬ ‫الحنني ملاذا؟ هل هو لفلسطني كونك ُو َ‬ ‫لدت من أبوين فلسطين َيني؟‬ ‫ال ليس بالرضورة‪ ،‬بل الحنني موجود يف الذاكرة فقط‪.‬‬

‫تحدث الشاعر والصحايف محمود رشيح عن أمور الصحافة وأزمة‬ ‫الشعر وغفوة الشعوب العربية خالل مقابلتنا معه‪ ،‬وهنا نص الحوار‪:‬‬

‫لنتحدث بداية عن كتابك الجديد «ياسمينة جان دارك أو منقل الحنني‬ ‫من عكا اىل جزين»؟‬ ‫خرجت من هنا باتجاه اليمني يبدأ الشارع من الجامعة األمريكية حتى‬ ‫إذا‬ ‫ِ‬ ‫منطقة الحمراء‪ ،‬و ُيدعى “شارع جان دارك”‪ ،‬الذي كان مليئاً يف الستينات‪ ،‬عندما‬ ‫ُ‬ ‫جئت إىل املدرسة يف الـ ‪ ،IC‬بأشجار الياسمني التي كانت تصطف عىل‬ ‫ماّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جانبيه‪ ،‬أما اليوم فلم يبقَ سوى ياسمينة واحدة وقد كتبت ع عرفت عن‬ ‫هذه الياسمينة التي كانت تغطي كل البنايات التي تحيط بها‪ ،‬هذه البنايات‬ ‫ّ‬ ‫وحل مكانها موقف للسيارات‪ ،‬وأصبحت الياسمينة تتسلق باباً كان‬ ‫هُ دّمت‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫موجوداً سابقا وأخذت شكله بعد أن هُ دّم‪ .‬عندما كنت أم ّر بجانب الياسمينة‬ ‫ُ‬ ‫أشتم شذى الياسمني يف كل‬ ‫كنت‬ ‫كل يوم لدى عوديت من مكتبة الجامعة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أنحاء شارع “جان دارك”‪ .‬داخل املبنى كان يوجد بيت قديم ونافورة مياه وبركة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت أسمع صوت املياه الخارجة من النافورة وأشتم رائحة الياسمني الف ّواح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من الياسمينة‪ .‬طبعا اليوم مل يعد كل ذلك موجودا باستثناء الياسمينة التي‬ ‫صمدَت حتى اآلن‪ .‬أما “منقل الحنني من عكا إىل جزين”‪ ،‬فقد تع ّرفت إىل امرأة‬ ‫من حوايل عرش سنوات لكنها اليوم متوفاة‪ .‬هذه املرأة تقول أنها ملا نزحت من‬ ‫فلسطني عام ‪ ،1948‬أول نقطة كانت قريبة عليها هي جزين‪ ،‬فأقامت فيها‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪68‬‬

‫محبة مشرتكة بني فلسطني ولبنان‬ ‫أليس َ‬ ‫لديك أمل بالعودة غىل فلسطني يوماً ما؟‬ ‫َ‬ ‫بالطبع‪ ،‬لدي أمل ورجاء وأمتنى ذلك‪.‬‬ ‫بني الدم الفلسطيني والوالدة واإلقامة يف لبنان‪ ،‬كيف تصف املحبة لكال‬ ‫البلدين؟‬ ‫ُ‬ ‫حاولت وصفها من خالل كتايب الجديد “ياسمينة جان دارك” و”منقل الحنني‬ ‫من عكا إىل جزين”‪ .‬فأنا أعيش بني حنينني‪.‬‬ ‫أال يوجد حنني أو رغبة بزيارة فلسطني كونها بالنهاية وطنك األم؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬لكن زياريت لفلسطني اليوم متعرثة لذلك فأنا أحنّ إىل بريوت أكرث‪،‬‬ ‫لكن الكتاب أىت كتعبري عن حنني للبلدين‪ .‬لذلك جاء العنوان “ياسمينة جان‬ ‫دارك (أو) منقل الحنني” أي ّأن االثنني (واحد) سواء يف لبنان أو يف فلسطني‪.‬‬

‫القراءة والكتابة‪ ..‬شغله الشاغل‬ ‫بعد كتابة النص أو القصيدة‪ ،‬هل تصبح القصيدة منتمية إليك أم َ‬ ‫أنت‬ ‫الذي تنتمي إليها؟‬

‫يخرج مني النص نهائياً‪ ،‬فأنا أكتب فقط ألرتاح‪.‬‬ ‫لكنّ النص يبقى تابعاً لك‪ .‬هل يستمر االزدواج بني النص وكاتبه؟‬ ‫ال أبداً‪ ،‬هو ينفصل عني نهائياً‪.‬‬ ‫إذاً هو الذي يفرض نفسه عليك؟‬ ‫ُ‬ ‫بدأت بكتابة القصائد عام ‪ 1977‬يف جريدة “النهار”‪ ،‬كانت‬ ‫مئة يف املئة‪ ،‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فبدأت‬ ‫لست شاعراً‪،‬‬ ‫قصائد غزل‪ ،‬لكنني استنتجت بعد عرش سنوات أنني‬ ‫ُ‬ ‫ووجدت أنه من الرضورة أن ألتفت إىل النرث‪ ،‬فالشعر ليس اختصايص‬ ‫بالقراءة‬ ‫بل الفلسفة واللغة االنكليزية والعلوم‪ .‬النص لدي يفرض نفسه‪ ،‬وإذا فرض‬ ‫نفسه‪ ،‬يجب أن أتخلص منه يك أرتاح نفسياً‪ .‬إذاً أنا أقيض عىل النص قبل‬ ‫أن يقيض ع ّ‬ ‫يل‪ ،‬فهو يجب أن يخرج نهائياً إىل الخارج ويتالىش االنتامء‪ ،‬متاماً‬ ‫كاملرأة التي تنجب ولداً ويذهب بعيداً عندما يكرب‪.‬‬ ‫ماذا تخربنا عن حياة الكاتب‪ ،‬هل تعترب أن الذي يفهم نصوصك‬ ‫يلمس حياتك وشخصيتك أو أنه يتفهم كتاباتك من‬ ‫الخارج فقط؟‬ ‫هذا يعود لنوع القارىء‪ ،‬لكنني ال أعرف شيئاً عن ق ّرايئ‬ ‫وال أعرف َمن هم‪ ،‬وأعتقد أن هذا أفضل ألنني أكتب‬ ‫لنفيس يك ترتاح‪ ،‬أنا أعترب الكتابة نوعاً من العالج‬ ‫النفيس‪ ،‬هي ال تحرر أوطان‪ ،‬وال تسرتد فلسطني كام‬ ‫هم‬ ‫يعتقد البعض‪ .‬أنا أعتقد أن الكتابة لألسف‬ ‫ٌّ‬ ‫يتحكم بالبعض‪ ،‬لكن الكاتب يستطيع التخلص‬ ‫منه من خالل القصيدة أو النص لريتاح‪ .‬صحيح‬ ‫أنني موجود يف هذه الدنيا ألكتب لكنني أكتب‬ ‫يك أكون سعيداً يف حيايت وال أتعذب‪ .‬اليوم وأنا‬ ‫يف السابعة والخمسني مل أعد أستطيع أن أكتب‬ ‫قصيدة غزل وأتعذب وأنغرم‪.‬‬ ‫بالحديث عن فلسطني‪ ،‬أين محمود رشيح‬ ‫اليوم من غفوة الشعب العريب وتخاذل‬ ‫حكوماته؟ وإىل متى سيبقى الشعب غافياً‬ ‫يتوجه إليه من‬ ‫بالرغم من الدعم الذي‬ ‫ّ‬ ‫الخارج؟‬ ‫ُ‬ ‫لست متفائ ًال بيشء ألنني أعترب أن النوع‬ ‫الحساس من الناس قليل جداً والغالب‬ ‫ّ‬ ‫هو الوحشية والفساد‪ .‬هذا ال يعود فقط‬ ‫للحكومات بل الشعوب أيضاً موقفها دون‬ ‫املطلوب‪ ،‬وأحياناً تكون بعض الحكومات‬ ‫العربية سابقة لشعوبها وأكرث تقدّمية‪ ،‬طبعاً باستثناء‬ ‫الشعبني السوري واللبناين اللذين ال يزاالن يتحدثان عن القضايا الوطنية‬ ‫الثابتة‪.‬‬ ‫مبا َ‬ ‫َ‬ ‫تحدثت عن الشعب السوري‪ ،‬ما املحبة التي تحملها لسوريا؟‬ ‫أنك‬ ‫أنا قومي سوري منذ ‪ 43‬سنة وهذا يكفي ليعبرّ عن مح ّبتي لها‪.‬‬

‫قوم ّية‪ ،‬لكن تشاؤم من الوضع الحايل‬ ‫تتحدث دامئاً عن الزعيم انطون سعادة‪ ،‬هل تعتقد أنه من املمكن أن‬ ‫يجسد قيمه ويشبه شخص ّيته؟‬ ‫يتكرر وجود شخص ّ‬ ‫بالطبع ال‪ ،‬إذ مل يعد يوجد إطاراً ليجلب شخصاً مثله‪ .‬صحيح أن الحزب‬ ‫القومي اليوم غري الحزب يف أيام انطون سعاده‪ ،‬لكن آنذاك كان يوجد‬ ‫فلسطني‪ ،‬أما اليوم فال يوجد فلسطني وال العراق‪ ،‬فلامذا أتفاءل بصحوة‬ ‫الشعب العريب؟‬ ‫َ‬ ‫نظرت ملوضوع التعدّي عىل حرمة املسجد األقىص؟‬ ‫كيف‬ ‫كارثة طبيعية‪ ،‬فال أمريكا تتكلم‪ ،‬وال انكلرتا وال روسيا وال حتى العامل‬ ‫العريب‪ ،‬وبالتايل ال يستطيع شخص واحد التصدّي لهذا االعتداء وتدمري‬ ‫املقدّسات الدينية‪.‬‬

‫«الحركة الشعرية» مج ّلته‪ ..‬ومستوى الشعر هابط‬ ‫ماذا تخربنا عن مجلة “الحركة الشعرية” التي تصدرها مع الشاعر‬ ‫قيرص عفيف يف املكسيك؟‬ ‫اتفقت أنا وصديقي قيرص عفيف عندما زارين يف فيينا عام ‪ 1990‬عىل‬ ‫إصدار مجلة تعنى فقط بالشعر والنقد الشعري‪ .‬أصدرتها بداية من النمسا‬ ‫ُ‬ ‫وثم من أملانيا ومن ثم من باريس‪ ،‬وعندما ُ‬ ‫تركت عملية إصدارها‬ ‫جئت إىل لبنان‬ ‫للصديق قيرص عفيف الذي يصدرها اآلن من املكسيك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلت أنها تعنى فقط بالشعر‪ .‬أين هو مستوى الشعر اليوم؟‬ ‫هابط جداّ‪ ،‬وأهبط من وضع األمة‪ .‬الحق ليس فقط عىل الشباب الجديد‪ ،‬بل‬ ‫أيضاً ويف األساس عىل الكبار الذين أفسحوا املجال للصغار بالوصول إىل هذا‬ ‫املستوى‪ ،‬فالشعراء الكبار وقعوا يف خطأ أسايس حيث بدأوا بكتابة شعر‬ ‫غري مفهوم‪ ،‬فاستنتج الصغار أن كل يشء غري مفهوم هو “شعر”‪ ،‬وأصبح‬ ‫كل شخص ميلك قل ًام يكتب شعراً‪ ،‬فانخفض املستوى‬ ‫جداً يف كل املجاالت‪.‬‬

‫األزمة املالية يف الصحافة‬ ‫«مصطنعة»‬ ‫َ‬ ‫“الصحافة‬ ‫مصطلح‬ ‫يلفتك‬ ‫هل‬ ‫الشبابية” خاصة بازدياد عنرص الشباب يف‬ ‫الوسط اإلعالمي؟‬ ‫هذا املصطلح عظيم جداً‪ ،‬لكن الكتابة‬ ‫يلزمها جهد كبري واملشكلة أن العنرص الشبايب‬ ‫ال يقرأ‪ ،‬فالقصيدة يجب أن تكتَب بشكل صحيح‪،‬‬ ‫ومن هنا أتينا بفكرة مجلة “الحركة الشعرية”‪.‬‬ ‫ماذا تقول عن األزمة املالية التي متر بها‬ ‫الصحافة اللبنانية؟‬ ‫ال أدري إذا كانت األزمة موجودة فع ًال أم مصطنعة‪،‬‬ ‫فاألموال التي تأيت للصحافة ال تزال ترفد باستمرار‪،‬‬ ‫والوسائل اإلعالمية التي رصفت بعض موظفيها هي‬ ‫التي تحدّثت عن أزمة مالية وليس غريها‪ .‬األموال كانت‬ ‫دامئاً تأيت من الخارج دون مقابل وليس عرب “النقش‬ ‫ّ‬ ‫تخف قيمتها ولكن املشكلة‬ ‫بالحجر”‪ ،‬وباعتقادي مل‬ ‫بالجشع املوجود لدى البعض‪.‬‬ ‫بالحديث عن الدعم املايل والتدخل السيايس‪ ،‬إىل أي‬ ‫حد تخاف عىل الصحافة من السياسة؟‬ ‫خوف مطلق‪ ،‬إذ ال ميكن للصحافة التي تقوم عىل متويل سيايس أن تكون‬ ‫ح ّرة وجريئة‪ .‬مث ًال جريدة “البناء” تتلقى الدعم من الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬لكنها مج ّردة وموضوعية قدر اإلمكان‪ ،‬لكنها ال تخرج عن خط‬ ‫الحزب القومي‪.‬‬ ‫أ ّيهام أفضل‪ ،‬العمل يف الخارج أم هنا؟‬ ‫بالطبع أنا سعيد هنا أكرث‪ ،‬فأنا أكتب ما أريد‪ ،‬وأرى َمن أريد‪ ،‬بكل بساطة أنا‬ ‫أحب بريوت‪ .‬أنا أحاول يف الصفحة الثقافية يف “البناء” أن تكون منفتحة جداً‬ ‫ومتقدّمة أكرث من غريها‪.‬‬ ‫ماذا تحضرّ من جديد؟‬ ‫ُ‬ ‫عرثت مؤخراً عىل رسائل ما بني “الط ّيب صالح” الذي كتب “موسم الهجرة‬ ‫ُ‬ ‫عرثت عليه هو حوايل ثالثني‬ ‫إىل الشامل”‪ ،‬وتوفيق صايغ الذي نرشها له‪ .‬ما‬ ‫رسالة “من” و”إىل”‪ ،‬حيث تبينّ أن توفيق صايغ هو الذي اقرتح عىل الط ّيب صالح‬ ‫كتابة الرواية‪ .‬سأنرش الرسائل بخط اليد كام جاءت‪ ،‬وأقوم بذلك ألظهر مدى‬ ‫يوجهونه لبعضهم‪.‬‬ ‫املحبة التي كانت تسود بني الكتّاب‪ ،‬والدعم الذي كانوا ّ‬

‫‪69‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫ملتقى القصة العاشر في مدينة الثورة‬ ‫بين األصالة والحداثة‬ ‫أوال‪ ،‬ال بد من االعرتاف أن هذه املدينة التي‬ ‫قامت من عدم‪ ،‬وأنشأها اإلنسان السوري‬ ‫بإرادته وعزميته منذ ما يقارب األربعني عاما‪،‬‬ ‫تسطر يف سفر حياتها يف كل مناسبة‬ ‫أسطورة إبداع حضاري ثقايف‪ ،‬تزداد اخرضارا‬ ‫مع كل خلجة من خلجات الفرات ذاك النهر‬ ‫العنيد الذي طوعته اإلرادة السورية وحولته‬ ‫من حفار قبور يف فيضاناته ولحظات غضبه‬ ‫وجنونه إىل‪ ،‬بستاين يزرع شتى أنواع الفعل‬ ‫الحيايت من ثقافة وفن وحضارة‪.‬‬ ‫فالرقة بشكل عام ومدينة الثورة بشكل‬ ‫خاص “الطبقة” خلية نحل ال تهدأ طوال‬ ‫العام‪ ،‬حتى لتكاد تستحق لقب عاصمة‬ ‫الثقافة السورية والعربية ملا تحفل به من‬ ‫نشاطات عىل املستوى الداخيل والعريب‪،‬‬ ‫فمن مهرجان الشعر إىل ملتقى الرواية‬ ‫العربية عبد السالم العجييل‪ ،‬إىل ملتقى‬ ‫القصة العريب‪ ،‬مرورا مبلتقى النحت‪،‬‬ ‫واملعارض التشكيلية واألمسيات الشعرية‬ ‫واملوسيقية‪ ،‬والندوات الثقافية والسياسية‬ ‫واملشاركة الفعالة يف كل حدث يلم باألمة‬ ‫شعرا ونرثا وحضورا‪.‬‬ ‫واليوم وبرعاية من فعاليات محافظة‬ ‫الرقة ومدينة الثورة الرسمية واألهلية‬ ‫كمؤسسة سد الفرات ومديرية االستصالح‬ ‫الزراعي ودائرة حقول برتول الثورة ومجلس‬ ‫ونقابة عامل سد الفرات‬ ‫مدينة الثورة‬ ‫إضافة إىل فعاليات كاملهندس أحمد الحاج‬ ‫والسيد حسن عرسان والسيد عبد الكريم‬ ‫الخوجة ورشكة “كويست نت”‪ ،‬تشهد مدينة‬ ‫الثورة حدثا بات األدباء العرب ينتظرون أوانه‬ ‫ليقطفوا حالوة التثاقف وتبادل الخربات‬ ‫ومعرفة اآلخر من خالل التجارب القصصية‬ ‫التي يتم عرضها والجلسات النقدية التي‬ ‫يحفل بها امللتقى من قبل النقاد‪ ،‬وحالة‬ ‫التثاقف هذه قد أجمع عليها املشاركون يف‬ ‫هذه الدورة من امللتقى حيث اعتربوه محف ًال‬ ‫لإلبداع القصيص العريب وفرصة للتعارف‬ ‫إيل قراءات قصصية‬ ‫والتثاقف واالستامع‬ ‫ناضجة مكنت من االطالع عىل تجارب‬ ‫قصصية للقاصني العرب‪ ،‬بحيث بات هذا‬ ‫امللتقى رافداً للمشهد القصيص العريب‬ ‫وفضاء للتواصل بني املبدعني العرب‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫امللتقى يف نفوس املشاركني يكفي أن نقف‬ ‫عند رأي تلك الكوكبة من املبدعني العرب‬ ‫الذين يجمعون عىل أن هذه الفرتة املمتدة‬ ‫قرابة األسبوع غري كافية‪ ،‬ففضاءات األدب ال‬ ‫بد أن يكون مداها أوسع إلعطاء الوقت الكايف‬ ‫لفعل تالقحي فعال‪ ،‬وإن كانت قد شكلت‬ ‫كام ورد عىل لسان بعض األدباء أفقاً جديداً‪،‬‬ ‫وتعارفاً متعدداً بأسامء جديدة يف فضاء‬ ‫اإلبداع‪ ،‬من حيث أن الحديث معهم كان هو‬ ‫املكسب األكرب‪ ،‬حيث يغدو اللقاء حوارا يفتتح‬ ‫آفاقاً جديدة للتلقي‪ ،‬ومتتينا للجسور الثقافية‬ ‫البينية التي تخلق جواً حضارياً يعترب األديب‬ ‫العريب بأمس الحاجة إليه لالرتقاء بالخطاب‬ ‫الثقايف العريب القومي‪ ،‬السيام وأن االحتكاك‬ ‫املتولد الذي ينتج عن مثل هذه الفعاليات‬ ‫يساهم يف تالقح األفكار واألطروحات ما بني‬ ‫األخوة العرب‪.‬‏‬

‫النقد أكسري امللتقى‬

‫افتتاح معرض الفن التشكييل‬

‫فضاءات للتالقح والتثاقف‬ ‫ثالثون قاصا من اتنتي عرشة دولة عربية‬ ‫كان من املفرتض أن يلتقون يف هذه املدينة‬ ‫املتاخمة لحدود الزمان أبدا‪ ،‬وللنسيان دهرا‪،‬‬ ‫املنبثقة من قلب الصحراء واحة غناء‪ ،‬لكن‬ ‫الشمل مل يلتئم‪ ،‬غاب من غاب بعذر أو دون‬ ‫عذر‪ ،‬وحرض من حرض بكامل األلق وحبور‬ ‫االرض حني يسقط املطر‪ ،‬ومن حرض كانوا‬ ‫مبثابة مزنات املطر‪ ،‬ال عىل الرقة وأهلها والثورة‬ ‫وموقديها‪ ،‬بل كانوا مطر الروح التي اشتاقت‬ ‫لآلخر والتالقي معه‪ ،‬وحواره والتامزج معه‬ ‫واكتشافه‪ ،‬هذا اآلخر القادم من حدود تجربة‬ ‫أدبية تتنافر بها أو تتآلف مع تجربته‪ ،‬ولكن‬

‫‪70‬‬

‫“الضد يظهر حسنه الضد” مرشعا مساحات‬ ‫للتجريب واإلبداع تغني ساحة القصة العربية‬ ‫من فراتها إىل خليجها‪ ،‬ومن خليجها حرض‬ ‫هالل البادي من سلطنة عامن‪ ،‬و أحمد املؤذن‬ ‫ونعيمة السامك من البحرين ومن السعودية‬ ‫حمل كل من حسن البطران ونورة الرشواين‬ ‫تجربتهام القصصية إىل جانب تجارب شعرية‬ ‫حرضت من املغرب العريب لجمعة الفاخري‬ ‫القاص والشاعر الليبي‪ ،‬وشكري رشف الدين‬ ‫من الجزائر‪ ،‬ملقني ما يف جعبتهم أمام عدد‬ ‫من القاصني السوريني كعامد نداف وابراهيم‬ ‫العلوش‪ ،‬ورياض طربة‪ ،‬وزياد الرساج‪ ،‬ونجاح‬ ‫ابراهيم‪ ،‬ومالك صقور‪ ،‬وابتسام شاكوش‪،‬‬ ‫وسوزان ابراهيم‪ ،‬ونور الدين الهاشمي‪.‬‬ ‫وللوقوف عىل األثر الكبري الذي تركه هذا‬

‫إذا كانت تلك آراء بعض املشاركني يف‬ ‫أهمية امللتقى العريب للقصة‪ ،‬فإن جلسات‬ ‫النقد التي رافقت امللتقى كانت هي األكسري‬ ‫الذي أضفى عليه مزيدا من الحرارة والنضج‪،‬‬ ‫حيث يعترب النقد هو الدافع الرئييس لالرتقاء‬ ‫بلغة الكتابة‪ ،‬ألن الكاتب عندما يعلم أن‬ ‫هناك رقابة ترتصد أخطاءه وعرثاته يفكر مليا‬ ‫قبل أن يرسد أفكاره يف سطور‪ ،‬فيويل كتابته‬ ‫العناية واالهتامم الالزمني وبالتايل يكسب‬ ‫جمهور القراءة العريض كنتيجة طبيعية‬ ‫للجهد املبذول والتغذية الثقافية السليمة‪،‬‬ ‫إضافة إىل أن األديب بحاجة إىل النقد الذي‬ ‫يقوم عىل كشف حقيقة الكتابة وي ّعرف‬ ‫بها‪ .‬خاصة إذا كان هذا النقد بناء ومضبوطا‪،‬‬ ‫وميتلك بوصلة حساسة متكن من تشخيص‬ ‫الخطأ األديب يف تجربة ما بشكل‪ ،‬بحيث‬

‫احدى املشاركات‬

‫يتحول إىل نور أمام القاص يعيد عىل ضوئه‬ ‫قراءة تجربته ليخطو من خالل هذه القراءة نحو‬ ‫آفاق أكرث إبداعا ونضجا واتزانا‪ .‬ومن هنا تبدو‬ ‫صعوبته وأهمية النقد من جهة‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى تتضح رضورته يف مواكبة الحراك األديب‬ ‫وتطويره‪ ،‬وتصويب مساره‪ ،‬عىل أن يكون الناقد‬ ‫مؤه ًال لهذا العمل إذا ال بد له من اإلحاطة‬ ‫التامة بالنظريات النقدية القدمية والحديثة‬ ‫والتعايش العميق الواعي مع حركة الكتابة‬ ‫وحس قادر عىل‬ ‫األدبية‪ ،‬والتمتع بوعي نقدي‬ ‫ّ‬ ‫قراءة النص مبوضوعية وحيادية وتجرد‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن امليل والهوى واالنحياز اىل النص وصاحبه‬ ‫بشكل مسبق‪ ،‬كام يحدث يف كثري من‬ ‫االحيان‪.‬‬ ‫وما يزيد من ألق النقد هو العنوان الذي‬ ‫حمله هذا امللتقى “ نحو رسد يوائم بني األصالة‬ ‫والحداثة” وهذه إشكالية تعيشها مختلف‬

‫أنواع األدب من قصة ورواية وشعر ونرث‪ ،‬ومن‬ ‫الجرأة أن يقف هذا امللتقى عند هذه اإلشكالية‬ ‫حيث ال بد لنا من أن نوجد مكوناً ذاتياً يعترب‬ ‫مؤرش متيز‪ ،‬ويكون هو اإلضافة املنتظرة للهوية‬ ‫العربية‪ ،‬حيث بات من غري املنطقي أن تتحدث‬ ‫األجيال الالحقة عن هوية أجدادنا نفسها‪،‬‬ ‫لكن الذي يراد هو هوية مستحدثة تكون‬ ‫محققة للدينامية الثقافية والطموح املعريف‬ ‫املعارص‪ ،‬لذا يعبرت الكثري من األدباء والنقاد أن‬ ‫إشكالية األصالة واملعارصة أو الرتاث والحداثة‬ ‫ليست إال وهام خادعا للعقل العريب عاشه‬ ‫طوي ًال وما زال أسري دروبه وأصقاعه‪ .‬وانطالقا‬ ‫من هذه النظرة حدد محمد محمود العيل‬ ‫مدير املركز الثقايف ودار األسد يف الثورة‪،‬‬ ‫وبدقة متناهية الهدف من هذا امللتقى وتحت‬ ‫هذا العنوان بالذات‪ ،‬مفرتضا أن يضيف األدباء‬ ‫القادمون من الوطن العريب مبا يقدمونه من‬ ‫نصوص إىل التجربة القصصية ما يخدم هذا‬ ‫الفن ليوامئوا بني األصالة والحداثة ويعطوا‬ ‫الشخصية الحضارية املعارصة هويتها ودورها‬ ‫اإلنساين الرائد بني األمم‪.‬‬ ‫بني جلسات النقد والقراءات القصصية‬ ‫مضت أيام امللتقى القصيص الذي بدأت‬ ‫فعالياته مبعرض فني تشكييل وحفل فني‬ ‫متميز حاىك تراث الجزيرة واستحرض بعدها‬ ‫الشعبي وأشاع أجواء من الحرارة والفرح عىل‬ ‫املشاركني يف هذا امللتقى‪ ،‬الذي كرم ضيوفه‬ ‫بشهادات التقدير والدروع إضافة إىل جولة‬ ‫سياحية يف معامل املدنية وآثار الرقة‪.‬‬

‫دمشق ـ مكتب منرب التوحيد‬

‫املشاركون يف امللتقى‬

‫‪71‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب املرأة‬

‫المرأة الجنوبية تجيد المقاومة بأحسن سبلها‬

‫رباب الصدر لـ «منبر التوحيد»‪ :‬حقوق المرأة‬ ‫تؤخذ وهللا خلقنا انساناً ال رجل وإمرأة‬ ‫يف نظرتها اإلنسانية وحبها للوطن‬ ‫تجمع رباب الصدر كل عمل هادف وتقوم‬ ‫برتجمته إىل أفعال بجهد ومثابرة‪ ،‬الحياة‬ ‫بالنسبة إليها عمل ونشاط يخدم الفكرة‬ ‫التي تجمعنا جيمعاً‪ ،‬تخطو بخطوات ثابتة‬ ‫ترى فيها‪ ،‬أن ما يحتاجه الوطن‪ ،‬هو جهد‬ ‫الجميع‪ ،‬ال فرق بني رجل وامرأة إال مبقدار ما‬ ‫ميكن تقدميه للهدف األسمى‪ ،‬تنظر إىل‬ ‫الحياة بأمل وحكمة وموضوعية‪ ،‬تعرف‬ ‫ما تريد وواضحة كالشمس‪ ،‬تجمع حولها‬ ‫كل القلوب والعقول التي أجمعت عىل‬ ‫حب الوطن‪ ،‬تعشق األرض واإلنسان وترى‬ ‫يف الحياة هدفاً وإرادة‪ ،‬تعرف إمكانيات‬ ‫املرأة اللبنانية‪ ،‬وهي عالمة مميزة‪ ،‬وصفت‬ ‫بالكفاءة والنباهة واالجتهاد‪ ،‬فهي املرأة‬ ‫العاملة واملجاهدة التي تفرض حضورها‪.‬‬ ‫وللرتبية األولوية يف توجهاتها‪ ،‬يف‬ ‫لبنان‪،‬‬ ‫لكل‬ ‫هي‬ ‫املؤسسايت‪،‬‬ ‫العمل‬ ‫وأمثولة وقدوة لجيل املقاومة الذي ترسخ‬ ‫بالتضحيات‪ ،‬لها منا كل التحية والتقدير‪،‬‬ ‫وللتعرف عليها أكرث كان لـ «منرب التوحيد»‬ ‫اللقاء التايل إللقاء الضوء عىل جزء من‬ ‫نشاطاتها وإنجازاتها‪:‬‬ ‫من هي رباب الصدر هل هي ناشطة‬ ‫اجتامعية أم سياسية؟‬ ‫أنا لست ناشطة سياسية بل عندي حب‬ ‫وعشق لخدمة اإلنسان‪ ،‬وال أريد أجرا وال أنتظر‬ ‫من أحد تصفيقا وال صحف تكتب عني‪ ،‬فأحىل‬ ‫لحظايت عندما أخدم إنساناً خاصة إذا كان متعبا‬ ‫ومظلوما‪ ،‬وسواء كان مريضاً أو عنده حاجة أو‬ ‫صاحب مشكلة ما‪ ،‬هذه أكرب سعادة أعيشها‬ ‫وأطلب من الله أن يعطيني القوة ألعمل أكرث‬ ‫وأشكره تعاىل أنه يوفقني يف خدمة الناس‪ ،‬ألن‬ ‫عندي إميانا أنه ليس كل شخص ميكن أن يتوفق‬ ‫لخدمة الناس‪ ،‬ألن خدمة الناس تريد صفاء روحياً‬ ‫وحالة صوفية وإميانية صادقة‪ ،‬وليس مباهاة‬ ‫ومنية‪ ،‬ألن من يطلب مني خدمة أكون أنا ممنوته‬ ‫أنه قدم يل فرصة العمل اإلنساين‪ ،‬فمنذ كان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عمري ‪ 16‬وقدمت إىل لبنان كان يل الرشف أن‬ ‫اإلمام الصدر أعطاين مسؤولية إدارة شؤون‬ ‫النساء يف املجتمع من عمر ‪ 3‬سنوات وما فوق‪،‬‬ ‫ويل الرشف أين ولسنوات عملت تحت إرشافه‬ ‫وتدربت‪ ،‬وتعلمت بتوصياته وفهمت منه ما هي‬ ‫الرسالة اإلنسانية التي هي من أصعب الرساالت‪،‬‬ ‫فالعمل مع اإلنسان عامل متشعب جدا ويشمل‬ ‫املشاعر واملدارك واألحاسيس‪ ،‬وظروف كل إنسان‬ ‫وحيثياته‪ ،‬إضافة إىل فرق األديان‪ ،‬كل هذه األمور‬ ‫يجب أن توضع يف عني االعتبار‪.‬‬ ‫قلت أنك مسؤولة عن شؤون املرأة يف‬ ‫املؤسسة‪ ،‬كيف تنظرين من خالل تجربتك‬ ‫الطويلة إىل وضع املرأة يف لبنان؟‪.‬‬ ‫أوال أريد أن أوضح ما قام به اإلمام الصدر الذي‬ ‫وضع برنامجا للمرأة والرجل‪ ،‬ومن خالل ما تحملته‬

‫‪72‬‬

‫من مسؤولية يف هذه املنطقة‪ ،‬أستطيع القول‬ ‫أنه منذ الستينيات إىل اآلن هناك تقدما وتطورا‬ ‫يف وضع املرأة الجنوبية‪ ،‬يف املايض مل يكن هناك‬ ‫متعلامت‪ ،‬أما اليوم املتعلامت متفوقات ومل يعد‬ ‫هناك بيتا واحداً ال يوجد فيه متعلم‪ .‬والجالية‬ ‫اللبنانية التي هاجرت إىل افريقيا استطاعت أن‬ ‫تهتم بحياة األرسة الجنوبية‪ ،‬وصار هناك الكثري‬ ‫من القرى التي فيها مدارس وآبار مياه وكهرباء‬ ‫وهواتف‪ ،‬وقد يقال أن الدولة هي التي أقامتها ‪،‬‬ ‫لكني أوضح أن هذه املنشآت من املطالب التي كان‬ ‫اإلمام الصدر يطالب بها‪ ،‬وفيام بعد السياسيني‬ ‫أخذوا هذا الدور وتابعوا املشوار‪ .‬نسبيا اليوم‬ ‫وضعنا أفضل بكثري من املايض‪ ،‬لكن بالطبع‬ ‫ليس كافيا وال زلنا نسعى نحو التطور والتقدم‪،‬‬ ‫وال زلنا نريد املزيد من الوعي والجرأة والنضال‪ .‬واملرأة‬

‫الجنوبية تجيد املقاومة بأحسن سبلها سواء يف‬ ‫فرتات االجتياح اإلرسائييل أو الفرتة التي تلتها‬ ‫واستطاعت تحمل املسؤلية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للبنان ككل فالوضع أفضل بكثري‪،‬‬ ‫واملرأة اللبنانية عندها الثقافة والكفاءة والعمل‬ ‫والحضور والوعي‪ ،‬ويجب أن يكون وضعها أفضل‬ ‫مام هو عليه اآلن‪ ،‬وال أوافق من يقول أننا نطالب‬ ‫بحقوق املرأة ألن الحق يؤخذ وال يطالب به‪ ،‬وإذا أردنا‬ ‫رفع هذه الشعارات فإننا نخلق ثنائية يف املجتمع‪،‬‬ ‫والله خلقنا رجل وامرأة متساويان لبعضهام‬ ‫يف الحقوق والواجبات‪ ،‬وقد يكون يف أوضاع ما‬ ‫أعطى املرأة أكرث من الرجل وأعطاها مقاما أكرب‬ ‫وصفات وإمكانيات أكرث‪ .‬هذا هو املنظار لدور املرأة‬ ‫وقد يأيت يوم ويكون مجلس النواب نصفه أو أكرث‬ ‫نساء ما املانع‪.‬‬ ‫واقع الحال يف الوضع التمثييل للمرأة‬ ‫اللبنانية يف الندوة الربملانية غالبا ما يكون‬ ‫وراثة عائلة سياسية‪ ،‬هذه املرأة برأي رباب‬ ‫الصدر هل متثل طموحات وأحالم نساء لبنان؟‬ ‫ال يستطعن ذلك ألن أوال عددهن قليل‪ ،‬وثانيا‬ ‫هن لسن عىل تواصل مع كل الناس‪ ،‬وظروف‬ ‫معينة قد عشنها هي التي أوصلتهن إىل‬ ‫الربملان‪ ،‬وهذه ليست طريقه لتأخذ املرأة دورها‪،‬‬ ‫علام أن الكفاءات املوجودة يف املجتمع تؤهل املرأة‬ ‫ليكون لها مواقع أكرث متيزا‪ .‬يف املايض مل يكن‬ ‫لدينا نساء مبرتبة (مدير عام) ومل يكن يدخلن‬ ‫الجيش أو األمن العام أو السلك القضايئ‪ ،‬مع‬ ‫مرور الزمن وكام قلت ومن مبدأ الحق ميارس وال‬ ‫يعطى أو يطالب به‪ ،‬ومن خالل املامرسة وطولة‬ ‫البال والنضال وصلت املرأة وستصل إىل مراتب‬ ‫أعىل يف املستقبل‪ ،‬ولو أن الكل وبيد واحدة‬ ‫عملوا وبروحية أن املرأة هي اإلنسان كام الرجل‬ ‫متاما‪ ،‬فلن نكون بحاجة “لكوتا” بل هي من تفرض‬ ‫حضورها وتأخذ حقها‪.‬‬ ‫برأيك ما هي املعوقات التي تقف أمام املرأة‬ ‫ألخذ حقها يف املجتمع‪ ،‬أهي العادات والتقاليد‬ ‫أم األحزاب التي تضع حق املرأة من باب‬ ‫الشعارات‪ ،‬أم نقص يف الترشيعات الدستورية‬ ‫أم غري ذلك من أسباب؟‬ ‫كل ما ذكرت هو من املعوقات‪ ،‬فاألحزاب‬ ‫والقوانني واألنظمة كلها تتعامل مع حق املرأة‬ ‫بشكل طارئ وليس من األساس‪ .‬وأنا أرى األساس‬ ‫ثقافة وتربية‪ ،‬وكيف تنظر املرأة لنفسها‪ ،‬وكيف‬ ‫تفكر وتتعامل مع ابنتها كأنثى وتربيها وتحفزها‬ ‫للمستقبل‪ .‬نحن هنا يف صور وكمثال كان‬ ‫هناك انتخاب للمجلس البلدي‪ ،‬دخلت سيدة‬ ‫لها حضورها يف املجتمع إىل االنتخاب ولألسف‬ ‫صندوق النساء مل يكن فيه أي تصويت لهذه‬ ‫السيدة!! وهذا ترصف مؤمل جدا‪ ،‬فالنساء تطالب‬ ‫وعندما تحني الفرصة نسأل أين أصوات النساء؟!‬ ‫أال ترين أن املسألة تتحكم فيها التقاليد‬ ‫االجتامعية حتى يف الدول التي يرشع فيها‬ ‫دستورها نصف املجلس للنساء يتحكم بصوت‬ ‫املرأة األب واألخ والزوج مبعنى الذكورية هي من‬

‫تسيطر يف املجتمع العريب؟‬ ‫هذا يجعلنا نعود ملا قلته سابقا أن املسألة يف‬ ‫األساس ثقافة وتربية وتوعية‪ ،‬والنظرة األساس‬ ‫أن الله خلقنا إنساناً وليس امرأة ورجل‪ ،‬وعندما‬ ‫نتمتع بكل إنسانيتنا ال يعود هناك مشكلة‪،‬‬ ‫وميكن مامرسة اإلنسانية وتحمل املسؤولية ونعيش‬ ‫ونتعاطى مع الكل بإنسانية‪.‬‬ ‫بالعودة إىل مسرية مؤسسات اإلمام موىس‬ ‫الصدر نسأل ماذا حققتم من طموحات وأحالم‬ ‫اإلمام املغيب؟‬ ‫نحن جزء صغري مام عمله اإلمام الصدر‪ ،‬حيث‬ ‫أقام مؤسسات تربوية ومستشفيات ولجاناً إىل‬ ‫جانب املجلس اإلسالمي الشيعي األعىل وحركة‬ ‫املحرومني‪ ،‬وهيئة نرصة الجنوب وغري ذلك الكثري‪،‬‬ ‫ومؤسستنا واحدة من هذه املؤسسات‪ ،‬والفرق‬ ‫بيننا وبني غرينا االستمرارية‪ ،‬حيث كنا وال زلنا‬ ‫حريصني عىل تنفيذ املخطط الذي وضعه اإلمام‬ ‫الصدر‪ ،‬مهام كانت الصعوبات واملشاكل واألمن‬ ‫والسياسة ومل نغري نهجنا‪ ،‬ومل نقل يف يوم أننا‬ ‫يف حالة احتالل لنرتك العمل قليال‪ ،‬بكل األحوال‬ ‫نحن متسكنا بنهجنا وفلسفتنا وعملنا الذي‬ ‫وضعه اإلمام الصدر‪.‬‬ ‫وبكل تواضع أقول أن هذه املؤسسة حققت‬ ‫الكثري من األهداف عىل صعيد املرأة وإمناء‬ ‫املنطقة والصحة‪ ،‬وهنا أود اإلشارة أننا منتلك‬ ‫منترشة يف الجنوب‪ ،‬ومن‬ ‫تسع مستوصفات‬ ‫خالل هذه املستوصفات عندنا إمكانية لنقول ما‬ ‫هي األمراض املوجودة فيه وبكل دقة وثقة‪ ،‬ألنها‬ ‫تسجل ويقام عليها األبحاث وتخضع للمتابعة‬

‫أهمية مؤسسات اإلمام الصدر‬ ‫انها مستمرة يف كل الشؤون‬ ‫الرتبوية والصحية‬ ‫اإلمام الصدر‬ ‫أرص عىل حوار األديان‬ ‫ّ‬ ‫ال أتوقع حصول فتنة‬ ‫سنية – شيعية‬ ‫العالقة مع حركة “أمل”‬ ‫إنسانية إجتامعية ال إدارية‬ ‫ولها نهجها ولنا نهجنا‬ ‫نتمول من التربعات‬ ‫وليس من دول‬

‫‪73‬‬

‫واملراقبة حتى تلك األمراض املستعصية والتي‬ ‫تريد معالجة طويلة‪.‬‬ ‫السؤال املهم أن اإلمام مل يكن طائفيا بل‬ ‫كان لكل لبنان‪ ،‬مؤسسات موىس الصدر هل‬ ‫هي لكل لبنان؟‬ ‫أصال هذا من ثوابت العمل ونحن نرص عليها‪،‬‬ ‫وما كان اإلمام الصدر يرص عليه هو حوار األديان‬ ‫الذي ال زلنا مستمرين فيه‪ ،‬ونقوم مبؤمترات سنوية‬ ‫ونجتمع مع الجميع وكل يتحدث من منظاره‪ ،‬وال‬ ‫نكتفي مبؤمتر بالسنة بل عىل مدار السنة نحن‬ ‫متصلون مع جهات أخرى كمؤسسة األديان‪،‬‬ ‫ولتكتمل الفكرة كل الطوائف كانت تأيت إلينا‬ ‫وكان هناك قسام داخليا يحتوي الجميع من‬ ‫لكن الحرب اللبنانية‬ ‫مسيحيني وسنة ودروز‪،‬‬ ‫فرضت واقعها وكل فئة باتت تفكر إىل أين ترسل‬ ‫أبنائها؟! لذلك عىل صعيد التالميذ ال أستطيع‬ ‫القول أننا ناشطون كام السابق‪ ،‬ولكن نحن ما‬ ‫زلنا مستمرين‪ .‬أما عىل صعيد الكادر التعليمي‬ ‫واإلداري نعم هناك من هو غري مسلم متواجد‬ ‫معنا ويعمل بيننا‪ .‬وعىل صعيد اللقاءات بني‬ ‫أبنائنا وأبناء الطوائف األخرى هناك تواصل‪ ،‬ويف‬ ‫كل عام برمضان ندعو املدارس من جميع املناطق‬ ‫اللبنانية يجتمعون هنا ويقومون بنشاطات‬ ‫سوية ليصبح هناك تنسيق وتفاعل وهذا ما‬ ‫يبقى يف الذاكرة‪ ،‬هذه األعامل مستمرة ألنها‬ ‫أساس عقيدتنا‪.‬‬ ‫زمن اإلمام الصدر كانت هناك فكرة الحوار‬ ‫بني األديان والتواصل بينها‪ ،‬لكن اليوم أال ترين‬ ‫أننا بحاجة ملؤسسات تتحدث عن التقريب‬ ‫والحوار بني املذاهب؟‬ ‫صحيح ولألسف‪ ،‬وأول ما بدأت هذه املشاكل‬ ‫حاولنا تدارك هذا الوضع وحتى ال يكون هناك‬ ‫تفرقة بني املسلمني قمنا باتصاالت مبؤسسات‬ ‫إسالمية وجمعنا بعضنا وال زلنا نعمل‪.‬‬ ‫هل تخاف السيدة رباب الصدر من فتنة‬ ‫سنية شيعية تهدد أركان لبنان؟‬ ‫ال لست متخوفة ألن عندي ثقة وإميان بقادتنا‬ ‫الذين يدركون خطورة هذا الوضع‪ ،‬واملسؤولون يف‬ ‫الطائفتني يسعون للحيلولة دون هذه الفتنة‬ ‫التي من الواضح من وملاذا وما املراد منها‪ ،‬لكني ال‬ ‫أتوقع أن يكون هناك فتنة‪ ،‬بل من املمكن أن تكون‬ ‫هناك أعامال فردية كام يحدث بني وقت وآخر‪ ،‬ومن‬ ‫املالحظ كيف وبرسعة أوقفت هذه التحركات وتم‬ ‫منعها من التوسع من خالل الجهود املستمرة‪.‬‬ ‫حركة أمل هي الحركة التي أسسها اإلمام‬ ‫الصدر كيف هي العالقة اليوم بني مؤسسات‬ ‫اإلمام والحركة؟‬ ‫بالطبع ال زال هناك عالقة إنسانية اجتامعية‬ ‫وصداقة‪ ،‬أما عالقة إدارية وإرشاف عىل جهودنا‬ ‫مؤسسات تربوية‬ ‫بالطبع ال‪ ،‬فهم عندهم‬ ‫واجتامعية ويعملون من خاللها ونحن كذلك‪،‬‬ ‫ولهم نهج ميشون عليه ونحن لنا نهج ولكن‬ ‫العالقة ليست مبتورة‪.‬‬ ‫سؤال يطرح نفسه خاصة من خالل أهمية‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب املرأة‬ ‫العمل الذي تقومون به‪ ،‬واتساعه‪ ،‬حول التمويل‬ ‫الذي هو عصب االستمرار كيف تتدبرون هذا‬ ‫االمر؟‬ ‫إن أصعب يشء يف العمل اإلنساين والخدمايت‬ ‫هو التمويل‪ ،‬ألننا ال نعمل مع الدول‪ ،‬فهناك دول‬ ‫متول هذه املؤسسات‪ ،‬وبالتايل ستفرض إرادتها‬ ‫ورغباتها عىل املؤسسات التي تقوم بتمويلها‪،‬‬ ‫نحن والحمد لله ليس لدينا هذه العالقة وال نخضع‬ ‫ألي رشوط من أجل املساعدة‪ ،‬ومساعداتنا كلها‬ ‫من اللبنانيني من جميع الطوائف‪ ،‬شخصيات‬ ‫وأناس عاديني يتجمعون ويشرتكون لعمل إفطارات‬ ‫رمضانية مثال ويتربعون مع الشكر لهم‪ ،‬وال احد‬ ‫يعرف حجم التربع‪ ،‬والجالية اللبنانية كذلك‬ ‫تساهم يف دعم هذه املؤسسات وهي متنوعة‬ ‫ومن عدة طوائف وكلهم مشرتكون يف التربع‪.‬‬ ‫مؤسسات الصدر حاصلة عىل الصفة‬ ‫االستشارية يف املجلس االقتصادي يف األمم‬ ‫املتحدة كيف تنعكس هذه الصفة عىل‬ ‫طبيعة عملكم وما هو مردودها؟‬ ‫أن تكون املؤسسة عضوا يف هكذا مجلس هو‬ ‫يشء مهم جد‪ ،‬ويعني أن الجمعية ليس عندها‬ ‫مشاكل سياسية أو طائفية أو أعامل مشبوهة‪،‬‬ ‫أعاملها واضحة سواء عىل الصعيد املايل واإلداري‬ ‫أو األهداف‪ ،‬وحضورنا يف اللجنة وللمستقبل قد‬ ‫يساعد يف انطالقة جديدة للمؤسسة‪ ،‬اليوم‬ ‫الظروف العاملية ليست جيدة‪ ،‬والحروب والخضات‬ ‫وخاصة عىل لبنان والضغوط السياسة التي‬ ‫يعيشها‪ ،‬ولكن فيام بعد من املمكن واألكيد أن‬ ‫يكون يف املسقبل أشياء جيدة‪.‬‬ ‫قرأنا عن نوال الطفلة اليتيمة التي تربت‬ ‫وتعلمت يف املؤسسة وتخرجت وعادت لتكفل‬ ‫يتيام آخر‪ ..‬ماذا عن هذا النهج وأهميته يف‬ ‫دعم وكفالة اليتيم؟‬ ‫له أهمية كبرية وهو األساس‪ ،‬ألن كفالة‬ ‫اليتيم كانت مبلغا مقبوال ومع مرور األيام وغالء‬ ‫املعيشة كان هناك أناس يتكفلون عرش بنات‪،‬‬ ‫اليوم ال ميكن كفالة بنتا واحدة ألن الكلفة عالية‪،‬‬ ‫األمر الذي أدى إىل اشرتاك بني أكرث من شخص‬ ‫لكفالة فتاة واحدة‪ ،‬فتبني اليتيم بشكل جزيئ‬ ‫قد أتاحت التفاعل بني الناس‪.‬‬ ‫يبدو أنكم تتبنون كفالة اليتيم يف‬ ‫أرسته ما أهمية هذه الفكرة بعد عهود‬ ‫طويلة من الكفالة ضمن مؤسسات ودور‬ ‫األيتام؟‬ ‫منذ القديم كان هناك فكرة امليتم الذي يضم‬ ‫األيتام ويرشف عليهم من أكل ورشب وتعليم‪،‬‬ ‫اليوم هناك تغري وتواصل أدى إىل تغيري أمناط يف‬ ‫السلوك‪ ،‬ومرشوع تبني اليتيم يف أرسته هي‬ ‫فكرة أملانية‪ ،‬وفيام بعد األمم املتحدة طلبت من‬ ‫الدول أن توجه الوزراء املختصني لتخفيف دور األيتام‪.‬‬ ‫بالنسبة ملؤسساتنا فهي تطبق هذا النظام منذ‬ ‫مثان سنوات‪ ،‬ومع أن الكلفة والصعوبات والجهد‬ ‫لإلدارة التي تصبح‬ ‫هو أكرب‪ ،‬كذلك بالنسبة‬ ‫أكرث سعة وصعوبة‪ ،‬إال أن النتائج بالطبع أفضل‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب بيئة‬

‫البحر اللبناني‪ ..‬تريدونه‪ :‬شواطىء أم ردميات؟‬

‫المهندس مازن ع ّبود ‪ :‬لبنان في «كوما»‬ ‫بعيدة عن المشاريع البيئية‬

‫ونحن نقوم بدراسة عىل وضع البنات ومن متتلك‬ ‫أما تستيطع رعايتها يف املنزل‪ ،‬بحيث ال نرتك‬ ‫األم مبفردها بل نقوم بزيارتها مرتني يف األسبوع‪،‬‬ ‫ونقدم لها التعلميات واإلرشادات ونساعدها‬ ‫يف إدارة منزلها وتعاطيها مع األوالد‪ ،‬حتى من‬ ‫الناحية االقتصادية ما تستطيع املؤسسة‬ ‫تقدميه ال تتأخر به‪ ،‬وبهذه الطريقة تكون الفتاة‬ ‫والعائلة تحت إرشاف املؤسسة‪ .‬وبالنسبة لألم‬ ‫التي ال متتلك الكفاءة تقوم املؤسسة باستيعاب‬ ‫ابنتها يف املؤسسة ولكن من بني (‪ )450‬بنتا‪،‬‬ ‫عندنا (‪ )55‬بنتا يف القسم الداخيل‪ ،‬وهذه نسبة‬ ‫قليلة‪ ،‬ونعمل عىل األمهات لتأهيلهن ليصبحن‬ ‫قادرات عىل تربية بناتهن وإدارة منازلهن‪ .‬وألفت‬ ‫النظر هنا إىل أن القسم الرعايئ موجود‪ ،‬فهناك‬ ‫أيتام ال ميتلكون جداً وال جدة وال أباً وال أماً‪ ،‬وهؤالء‬ ‫نحن نتكفل بهم من كل النواحي‪.‬‬ ‫ماذا عن املشاريع اإلنتاجية التي تقوم‬ ‫بها املؤسسة واملشاركة بتنمية املجتمع‬ ‫املحيل؟‬ ‫أي عمل يقوم به اإلنسان يريد مساعدة‪،‬‬ ‫ومؤسستنا تقوم بالعمل عىل مبدأ خطوة‬ ‫خطوة‪ ،‬وهناك مكتب للدراسات يتواصل مع‬

‫‪74‬‬

‫الناس عىل أرض الواقع وعرب املستوصفات‪،‬‬ ‫ومن خالل احتياجات الناس تكون فكرة‬ ‫املرشوع‪ ،‬تعليمية أو تنموية‪ ،‬ومن ثم هذه‬ ‫املؤسسة وبهذا الحجم قد مير ظرف وال يتمكن‬ ‫الناس من التربع لها عندها ما العمل؟ وجدنا‬ ‫الحل باملشاريع اإلنتاجية حيث أحدثنا مطعم‬ ‫“شواطينا” والفتيات اللوايت يدرسن الفندقية‬ ‫يف مؤسساتنا يعملن فيه‪ ،‬ويعود ريعه‬ ‫للمؤسسات‪ .‬كام هناك مصنعا للحليب‪،‬‬ ‫وانطلقت الفكرة ملساعدة السيدات األرامل‬ ‫اللوايت ال ينفع معهن التوزيع الخريي الشهري‬ ‫من رز وسمنة وسكر‪ ،‬حيث نحولهن إىل‬ ‫متسوالت‪ ،‬إمنا نقوم باتفاقيات عمل معهن‬ ‫ونشرتي منهم حليب ما ميتلكن من أبقار‬ ‫وأغنام‪ ،‬ونقوم بفحص الحليب ومن ثم نصنعه‬ ‫إىل لنب ولبنة‪ ،‬وقسم منه يذهب إىل صناعة‬ ‫الحلويات بكل أنواعها‪ ،‬حيث متتلك املؤسسة‬ ‫مصنعا للحلويات‪ ،‬كام قمنا بإنشاء محل‬ ‫للحلوى يقدم منتجات مؤسستنا إىل جانب‬ ‫القهوة والشاي والزهورات واسمه “كافيه‬ ‫تري”‪ .‬عىل اسم صور‪.‬‬

‫حوار مهيبة العرساوي‬

‫هي إذاً “كوما” دخل فيها لبنان منذ‬ ‫زمن وال يزال غارقاً يف نتائجها حتى اآلن‪،‬‬ ‫فقط ّ‬ ‫ألن مسؤوليه وحكامه غري آبهني إذا‬ ‫تح ّول «لبنان األخرض» لـ»واحات ومباين‬ ‫إسمنتية»‪ ،‬والغريب يف األمر أنه برغم‬ ‫كل التجارب ال يزال «الزعيم» ماضياً يف‬ ‫مخالفاته والشعب سائراً خلفه وبحسب‬ ‫مشيئته‪.‬‬ ‫ال أحد يأبه إذا غاب املجتمع املدين‬ ‫وتح ّول لبنان لدويالت طائفية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫تناوله املهندس مازن عبود يف كتابه «بذور‬ ‫التغيري» ناق ًال تجارب الجمعيات يف شامل‬ ‫ونجاحاتها‪،‬‬ ‫بإخفاقاتها‬ ‫وغريها‬ ‫لبنان‬ ‫ً‬ ‫وطارحا العديد من طرق تكوين املجتمع‬ ‫املدين الصحيح وتحسني أوضاع الجمعيات‬ ‫يف لبنان‪ .‬جاء كتابه كقصة فالح يبذر‬ ‫حبوبه وينتظر موعد من ّوها‪ ،‬مع نظرة تأملية‬ ‫ملحاولة التغيري والوصول لوضع أفضل‪.‬‬ ‫أمور كثرية تناولناها يف مقابلتنا‬ ‫مع املهندس الصحايف مازن عبود‪،‬‬ ‫عضو لجنة إدارة حرص التبغ والتنباك‬ ‫«الريجي» واملستشار البيئي لدى برنامج‬ ‫األمم املتحدة وعضو اتحاد اإلعالميني‬ ‫ّأن مشكلة التعدّيات عىل‬ ‫الدويل‪ ،‬إال‬ ‫املوضوع‬ ‫كانت‬ ‫«كفرعبيدا»‬ ‫شاطىء‬ ‫األبرز لحوارنا معه‪ ،‬إضافة إىل مشاركته‬ ‫يف بعض االجتامعات التحضريية مؤمتر‬ ‫«كوبنهاغن» ملعالجة مشكلة االنحباس‬ ‫الحراري وغريها من املواضيع البيئية‪ ،‬يف‬ ‫الحوار التايل‪:‬‬ ‫أثريت مؤخراً مشكلة شاطىء‬ ‫أين أصبح هذا املوضوع وكيف تتم معالجته؟‬ ‫كام قلنا مراراً‪ ،‬إنه بحدود عام ‪ 2025‬سيصبح‬ ‫الشاطىء اللبناين “إسمنتي” بالكامل‪ ،‬إذ أنه‬ ‫يتخصص لحساب املنتفعني املدعومني سياسياً‬ ‫والذين ميلكون عنرص املال‪ .‬كل ذلك يأيت عىل حساب‬ ‫ففاتورة االستجامم بالشاطئ‬ ‫الشعب اللبناين‪.‬‬ ‫«كفرعبيدا»‪.‬‬

‫وحش املال والسياسة يلعب دوره‬ ‫البارز يف املشاكل البيئية‬

‫ع ّبود يو ّقع كتابه الجديد‬

‫الذي ّتم تخصيص غالبيته‪ ،‬ترتاوح للفرد الواحد وليوم‬ ‫واحد ما بني الـ‪ 10‬و ‪ .$30‬وهذا يعني أيضا بالتايل‬ ‫ّأن فاتورة السائح قد ارتفعت‪ ،‬وهذا يضعف حتام‬ ‫قدرات لبنان التنافسية يف هذا اإلطار‪ .‬ومن ّثم نراهم‬ ‫يرتكبون كل تلك الجرائم بحجة تعزيز السياحة‬ ‫ويعتربون ّأن من يقف بوجههم يقف بوجه اإلمناء‪.‬‬ ‫صحيح أن هذه املشاريع تعطي نتيجة عىل املدى‬ ‫ّ‬ ‫مرضة عىل املدى البعيد‪ .‬فالسائح‬ ‫القريب إال أنها‬ ‫عادة يعشق الشواطئ الطبيعية ال اإلسمنتية‬ ‫عىل حد علمي‪ ،‬إذ يجب تعديل القوانني املتعلقة‬ ‫باالعتداءات البحرية التي ت ّ‬ ‫رشع رسقة ميزات البلد‬ ‫التفاضلية يف املدى املتوسط‪ ،‬كام يتوجب اعتامد‬ ‫سياسات تتصدى إلغراءات استثامر رؤوس األموال‬ ‫يف التعديات البحرية‪ ،‬يتوجب إعالن حالة الطوارئ‬ ‫يف موضوع تراخيص التعديات البحرية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫نطلبه من أي حكومة عتيدة يف بيانها الوزاري‪.‬‬ ‫متبق من الشاطئ‬ ‫نعم إين حريص عىل كل شرب‬ ‫ٍ‬ ‫وذلك حفاظاً عىل حقوق األجيال املقبلة يف التعرف‬ ‫عىل مناذج مام كانت شواطئ لبنان عليه يف أزمنة‬ ‫أجدادهم املخربني والقصريي النظر‪ .‬ويف هذا اإلطار‬ ‫فقط‪ ،‬جاء رفيض املعلن واملطلق ملرشوع شاطىء‬ ‫كفرعبيدا‪ ،‬وأردت أن يكون ذلك بداية التحول بغية‬ ‫القول “ال” يف سبيل البلد الذي نحب مخافة خسارة‬ ‫مقوماتنا السياحية‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫َمن الجهة املسؤولة عن إعطاء الرتخيصات‬ ‫للمشاريع السياحية يف لبنان؟‬ ‫الرخصة أعط َيت عندما كان الوزير الصفدي‬ ‫وزيراً لألشغال‪ ،‬فعمل إلصدار‪ ،‬وبشكل مواز ملرسوم‬ ‫كفرعبيدا‪ ،‬مرسوماً خاصاً به يعطيه الحق بإقامة‬ ‫خاص لقرص قام بتشييده عىل شاطئ‬ ‫مرفأ‬ ‫ترخيص ردم البحر يف كفرعبيدا أعطي‬ ‫الرببارة‪.‬‬ ‫ظاهرياً لرجل أعامل من عائلة “األحد” ميتلك رشكة‬ ‫تدعى “رشكة إمناء الشواطئ”‪ .‬ويقال ضمنياً أن‬ ‫مثة رؤوس أموال عربية وساسة محليني تو ّرطوا يف‬ ‫املرشوع املذكور‪ ،‬وأعتقد ّأن مثة تغطية من زعامء‬ ‫محليني ووطنيني للمرشوع الذي ُرفض مرتني من‬ ‫قبل املجلس األعىل للتنظيم املدين‪ ،‬فهبط عامودياً‬ ‫عىل جدول أعامل مجلس الوزراء‪ ،‬ومل يوقعه رئيس‬ ‫الجمهورية باعتبار ّأن الحكومة فقدت رشعيتها‬ ‫باستقالة الوزراء الشيعة‪ ،‬ومع ذلك مرر مرسومي‬ ‫كفرعبيدا والرببارة ونرشا يف الجريدة الرسمية وفق‬ ‫األصول باالستناد إىل دستور الطائف‪.‬‬ ‫وراجعت الوزير العرييض يف هذا اإلطار ووعد‬ ‫وتجدر اإلشارة إىل‬ ‫باسرتجاع املرسوم لدراسته‪.‬‬ ‫أن مجموعة من مشاريع القوانني املستصدرة من‬ ‫قبل تلك الحكومة أوقفت يف قلم مجلس النواب‬ ‫باعتبارها غري رشعية (من قبل الرئيس بري يف‬ ‫مجلس النواب) مطالباً بإعادة عرضها عىل مجلس‬ ‫الوزراء إلقرارها مع توقيع رئيس الجمهورية‪ ،‬إال ّأن‬ ‫هذا مل يشمل املراسيم لغاية هذا التاريخ عىل ما‬ ‫يبدو‪.‬‬ ‫ولو اعتربنا مرسوم كفرعبيدا قانوين‪ ،‬فإنه ّتم‬ ‫تخطي املهل املعطاة إلنجاز األشغال بالردم البحري‬ ‫أو إنشاء النفق مث ًال‪ ،‬مام يستوجب إصدار مراسيم‬ ‫أخرى‪ ،‬وأبلغت من قانونيني يف مثل هذه الحالة يحق‬ ‫لوزير األشغال العامة والنقل اسرتجاع املرسوم‬ ‫وإعادة النظر فيه‪ .‬هذا ويعترب السعر الذي يدفع‬ ‫للدولة اللبنانية مقابل استثامر التعدّيات بخس‬ ‫فصل عىل‬ ‫للغاية‪ ،‬إذ ّأن قانون التعديات البحرية قد ّ‬ ‫مقاسات معينة‪.‬‬ ‫للتوجه برسالة لوزير األشغال‬ ‫إن ما سبق دفعني‬ ‫ّ‬ ‫(الوزير املعني) بتاريخ ‪ 2009/9/28‬رشحت فيها‬ ‫تأثريات املرشوع‪ ،‬ولفت اهتاممه إىل ّأن موقع‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب بيئة‬ ‫املرشوع املذكورهو واحد من ‪ 31‬موقعاً طبيعياً‬ ‫اختارها مجلس اإلمناء واإلعامر لحاميتها عىل‬ ‫الشواطىء اللبنانية‪ ،‬وذلك بسبب فرادته الجيولوجية‬ ‫والطبيعية واألثرية‪ ،‬رسالة تضمنت أيضاً بنداً‬ ‫يتعلق بالواجهة البحرية وتأثريات ردم البحر عىل‬ ‫التيارات املائية وبالتايل الصيد والص ّيادين الذين‬ ‫هم أفقر رشيحة يف لبنان بوصفهم األكرث ترضراً‬ ‫من ردم البحر‪ ،‬إضافة إىل ذلك وبناء لألرقام املوجودة‬ ‫لديناً‪ ،‬نعلم أن حوايل ‪ 15‬ألف شخص يأتون إىل هذا‬ ‫الشاطىء سنوياً‪ ،‬وحت ًام سيذهبون إىل شاطىء‬ ‫آخر‪ ،‬ولنفرتض أنهم يدفعون الحد األدىن (عرشة آالف‬ ‫لرية) يكون لدينا أرباح بحوايل ‪ 150‬ألف دوالر يف‬ ‫السنة‪ ،‬وهذه حت ًام يتك ّبدها املواطن‪.‬‬ ‫إذاً هناك خسارة للدولة من تنفيذ هذا‬ ‫املرشوع؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬ألن قيمة األموال التي ّتم دفعها مقابل‬ ‫هذه التعديات هي فقط ‪ 46‬مليون لرية ملرفأ شكا‪،‬‬ ‫وهي قيمة بخسة جداً‪ ،‬وتستطيع أن تفقدهم‬ ‫معنى املرشوع ألن فيها عدم إنصاف لحقوق الدولة‬ ‫يف هذا املوضوع‪ ،‬خاصة أنهم أخذوا آالف األمتار‬ ‫وقيمة التعدّي بل َغت حوايل مئة مليون لرية يف‬ ‫حني أنهم تكلفوا فقط بـ ‪ 46‬مليون‪ .‬إذاً قيمة‬ ‫األموال التي دفعوها للدولة قليلة جداً باملقارنة مع‬ ‫الفائدة‪ ،‬ولوال تدخل وزراة البيئة لكان بإمكانهم‬ ‫االستفادة من هذا التعدي لردم ‪ 37‬ألف مرت مر ّبع‬ ‫من البحر‪ .‬وباعتقادي إذا استمرت األمور عىل هذا‬ ‫املنحى عندنا فسيكون للبنان حدود برية مع قربص‬ ‫ّ‬ ‫ولعل هذا ما يريده‬ ‫واالتحاد األورويب يف املدى البعيد‪،‬‬ ‫ساستنا يف تفكريهم االسرتاتيجي‪.‬‬ ‫ماذا عن املرسوم الصادر والذي أجاز ألصحاب‬ ‫املرشوع البدء فيه؟‬ ‫املرسوم األول الذي يشمل أعامل ردم البحر‬ ‫رقمه ‪ ،955‬وقد استُخ ِد َم بتاريخ ‪2007/11/23‬‬ ‫(جريدة رسمية عدد ‪ ،)74‬لرشكة “إمناء الشواطىء”‬ ‫والعقارات املشمولة هي ‪ 262‬و‪ .263‬أعتقد ّأن‬ ‫القصة بر ّمتها “تنفيعة بتنفيعة”‪ ،‬وهي غري‬ ‫وقويف يف وجه‬ ‫سليمة ال بيئياً وال اقتصادياً‪.‬‬ ‫املرشوع استدعى رداً عيل من قبل رئيس البلدية يف‬ ‫كفرعبيدا يف جريدة الديار وقال‪“ :‬إىل مازن عبود‪...‬‬ ‫نحن نشكر غريتك وملاذا هذه الغرية الزائدة”‪ ،‬كام‬ ‫قال إنه حريص عىل قريته وقد سمح ألهايل القرية‬ ‫باملجيء للسباحة عىل الشاطىء‪ ،‬وحاول إقناعي أن‬ ‫هذا املرشوع ال ّ‬ ‫يرض بالبيئة‪ ،‬مع العلم أنه بخمسني‬ ‫مليون دوالر ويتضمن عرشات الفيالت عىل البحر‬ ‫مع مرفأ للص ّيادين‪ ،‬وال نفهم كيف استطاع إعطاء‬ ‫الرخصة‪ ،‬وكيف أن مرشوع بهذه الضخامة ال يل ّوث‪.‬‬ ‫مام ال شك فيه أن وزارة البيئة‪ ،‬وبناءاً عىل متابعة‬ ‫البيئيني‪ ،‬قامت يف دراسة “‪ ،”EIA‬دراسة تقييم األثر‬ ‫البيئي بشطب الكثري من مك ّونات املرشوع وفرضت‬ ‫رشوطاً صارمة عىل املستثمر‪ ،‬لكن َمن يقول أنهم‬ ‫سينفذون رشوط الوزارة؟ هذا ما سألناه ألننا اعتدنا‬ ‫أن تكون املشاريع رائعة عىل العقود واألوراق‪ ،‬ونراها‬ ‫عىل أرض الواقع مغايرة لذلك‪ .‬تجربتنا باملوضوع‬ ‫“اسمع تفرح ج ّرب تحزن”‪ ،‬ومن هنا لدينا تحفظات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وزارة البيئة يف لبنان أضعف‬ ‫الوزارات‬

‫غالف كتابه الجديد “بذور التغيري”‬

‫عىل كل هذه املشاريع‪ ،‬مع العلم أنهم مل يأخذوا‬ ‫الرخصة إال بعد أن قامت وزارة البيئة بجهود كبرية‬ ‫لتحفظ الحد األدىن من الرضر البيئي‪ ،‬لكن ال‬ ‫منلك الضامنات التي تؤكد أنهم سيلتزمون بهذه‬ ‫الرشوط واملعايري‪ ،‬وليس لدينا جهة لرتاقب ما يتم‬ ‫تنفيذه عىل األرض‪.‬‬ ‫ماذا تقرتحون إذاً؟‬ ‫نحن باملطلق ضد ما يحصل‪ ،‬ومع الحفاظ عىل ما‬ ‫تب ّقى من األرايض‪ ،‬ونقرتح عىل الدولة اللبنانية أن‬ ‫تجمع املال كام فعلوا يف موضوع الط ّوافات وتشرتي‬ ‫هذه األرض والتي هي أمالك خاصة وتح ّولها ألمالك‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫ما كان ر ّد الوزير العرييض عىل رسالتكم وطلب‬ ‫تغيري الرسوم؟‬ ‫الوزير العرييض كان متجاوباً‪ ،‬وقال ان وجود‬ ‫كاف‪ ،‬واملادة الرابعة من املرسوم‬ ‫الحيث ّيات القانونية ٍ‬ ‫نصت عىل رضورة بدء أعامل الردم‬ ‫املذكور (‪ّ )559‬‬ ‫خالل مثانية عرش شهراً من تاريخ صدوره‪ ،‬ومبا أنه‬ ‫ّتم تجاوز ذلك بأربعة أشهر‪ ،‬يحق للوزير أن يستعيد‬ ‫هذا املرسوم ويضعه قيد الدراسة‪ ،‬ووعَد أنه سيقوم‬ ‫مبا يلزم‪ ،‬ولديّ الثقة بأنه سين ّفذ ذلك ألنه كام‬ ‫يبدو يسعى لإلصالح‪ ،‬وإال فسينترص “وحش املال‬ ‫والسياسة” مرة جديدة عىل هذا البلد‪.‬‬

‫الدولة‪ ..‬الغائب الكبري‬ ‫عن متابعة شكاوى املواطنني‬ ‫بيئي‪ ،‬ما الخطوات التي تقومون بها‬ ‫كناشط‬ ‫ّ‬ ‫لحامية الشاطىء اللبناين بكامله خاصة بعد ما‬ ‫تع ّر ض له يف حرب متوز؟‬ ‫عندما تأتينا شكوى يف أي مكان نتابعها‪،‬‬ ‫ونتحرك كام يجب ضمن األطر والقوانني‪ ،‬ونحن ال‬ ‫نتأخر يف ما نستطيع أن نعالجه‪.‬‬ ‫هل تابعتم معالجة أرضار عدوان متوز عىل البحر‬ ‫والبيئة باملجمل؟‬ ‫تابعناه ولكن لألسف ال يوجد َمن يتابع رسمياً ألن‬

‫‪76‬‬

‫كل مسؤول يفكر مبصالحه‪ ،‬والكل مشغول بتشكيل‬ ‫الحكومة‪ .‬برصاحة‪ ،‬لقد تعبنا وال يوجد سوى «النقار‬ ‫السيايس» وأمور الناس ال تزال متوقفة‪.‬‬ ‫هل لديك معلومات عن “نهر الغدير” الذي‬ ‫تناولة تلوثه وسائل اإلعالم مؤخراً ويتم ري‬ ‫املزروعات منه؟‬ ‫ما أعرفه أن معظم األنهار يف لبنان ملوثة‪ ،‬لعدم‬ ‫إقامة مرشوعات الرصف الصحي ومحطات التكرير‪،‬‬ ‫والناس تروي مزروعاتها من هذه املياه امللوثة ولذلك‬ ‫تأثريات كبرية عىل الرتبة التي ترتدّى نوعيتها مع‬ ‫الوقت المتالئها باملعادن التي ال تصلح وتجعلها أقل‬ ‫خصوبة‪ .‬هناك الكثري من الفريوسات والبكترييا‬ ‫التي تنتقل للناس عرب املزروعات‪ ،‬كام يوجد العديد‬ ‫من الحرشات التي تنشأ من ج ّراء هذه االستعامالت‪.‬‬ ‫هناك مشكل حقيقي عىل صعيد كل األنهار وليس‬ ‫فقط نهر الغدير‪ ،‬إذ نعاين منها يف عكار والضنية‬ ‫والبرتون وغريها‪ .‬البلد كله مس ّمم واملياه العذبة‬ ‫ّ‬ ‫وتخف كم ّيتها ألسباب عديدة‪،‬‬ ‫تتلوث يوماً بعد يوم‬ ‫ونحن ال زلنا نضع البيئة يف آخر اهتامماتنا ونأيت‬ ‫بوزير بيئة فقط ألن الزعيم يح ّبه‪ .‬املطلوب دامئاً هو‬ ‫تسمية وزراء بيئة لشكر الناس الذين انتخبوهم‪،‬‬ ‫وأن تكون املحبة للوطن وليس للشخص الزعيم‪.‬‬ ‫هل ّأن املبيدات الزراعية قد أضحت خطراً عىل‬ ‫السالمة العامة؟‬ ‫إن استعامل بعض أنواع املبيدات الزراعية قد‬ ‫أضحى محذراَ نظراً لتأثرياتها عىل حياة الناس‪،‬‬ ‫كام ّأن استعامل البعض املتبقي منها بشكل غري‬ ‫مدروس (عدم املالمئة أو سوء التوقيت أو اإلفراط‬ ‫من الكميات) يصبح مصدراً لتلوث الرتبة والهواء‬ ‫واملياه الجوفية‪ .‬يف الوقت الحارض ال ميكن االستغناء‬ ‫كلياً عن املبيدات‪ ،‬إال أنه يتوجب عىل الجهات املعنية‬ ‫ترشيد استعاملها وإدخال الج ّيد منها فقط‪ .‬كام‬ ‫يتوجب إرشاد املزارعني عىل طرق أخرى ملعالجة اآلفات‬ ‫الزراعية التي تعتمد عىل مبدأ اإلدارة املتكاملة‬ ‫لآلفات وذلك عرب استعامل بعض أنواع النباتات أو‬ ‫الحرشات أو الطيور للتخلص من بعض أنواع اآلفات‬ ‫الزراعية‪.‬‬

‫يتحسن عمل وزارة البيئة‬ ‫هل لديكم أمل بأن‬ ‫ّ‬ ‫بعد تشكيل الحكومة الجديدة خاصة أن هذه‬ ‫الوزارة تعترب من أبرز الوزارات يف دول أخرى؟‬ ‫نتمنى أن ال يكون وزير البيئة ضد البيئة‪ ،‬هذه‬ ‫خطوة أساسية جداً نتمنى أخذها بعني االعتبار دامئاً‬ ‫واملجيء بأشخاص يتمتعون بالحد األدىن من الثقافة‬ ‫البيئية أو أقله يكونون متعاطفني مع البيئة‪ ،‬نريد‬ ‫أشخاصاً تعرتف بجهلها البيئي إذا ما وجد وتتعاون‬ ‫مع اآلخر ملعالجته فال تأيت بنظريات مسبقة ال‬ ‫تتطابق مع واقع الحال‪ّ .‬إن األزمة يف لبنان تبقى أزمة‬ ‫نظام‪ ،‬والبيئة هي الحلقة األضعف لذلك فهي تعاين‬ ‫أكرث من غريها من مخلفات هذا النظام‪.‬‬

‫لبنان «الوطن»‪ ..‬إىل أين؟‬ ‫َ‬ ‫تكلمت عنه يف كتابك “بذور‬ ‫هل هذا ما‬ ‫التغيري”؟‬ ‫نعم‪ ،‬ألنها أزمة بلد بكامله‪ ،‬إذ ال يوجد معايري‬ ‫دولة‪ ،‬فنحن ال نزال يف منطق “املزارع” والقبائل وحكم‬ ‫زعامء الطوائف وأمراء الحرب‪ .‬إن وجود دولة قامئة بحد‬ ‫ذاتها‪ ،‬ومجتمع مدين وسياسات خرضاء يف لبنان هو‬ ‫أمر مشكوك فيه‪ ،‬فالدولة قد أضحت غائبة إىل حد‬ ‫بعيد فلكل زعيم إمارته إىل حد بعيد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تكلمت عن‬ ‫أنك‬ ‫ماذا يتضمن الكتاب خاصة‬ ‫املجتمع املدين ومشاكل املزارعني يف لبنان؟‬ ‫كل إنسان يحلم بوطن أفضل‪ ،‬وأنا أش ّبه نفيس‬ ‫مبزارع يذهب لحقله ويبذر الحبوب وينتظرها يك تزهر‪.‬‬ ‫لقد تحد ُ‬ ‫ّثت يف كتايب عن أن تربة لبنان والرشق‬ ‫األوسط ليست تربة خصبة بل هي مليئة باألشواك‪،‬‬ ‫إذ لدينا الرصاع اإلرسائييل الفلسطيني الذي مل‬ ‫تحل عقده الشائكة بعد‪ ،‬والذي يعيق أي تقدّم‬ ‫لقد م ّثل لبنان أمنوذجا لتغيري‬ ‫مستقبيل عريب‪.‬‬ ‫وإنعاش لهذه املنطقة‪ ،‬لكن جاءت الحرب لتقتل ما‬ ‫كان ُيس ّمى باملجتمع املدين‪ .‬ولألسف الشديد اليوم‬ ‫ال يوجد أحزاب وال دميقراطية إىل حد كبري‪ ،‬بل يوجد‬ ‫فقط حرية متكن القبائل من الحركة‪.‬‬ ‫ملاذا َ‬ ‫قلت أنه ال يوجد أحزاب؟‬ ‫ما قبل الحرب األهلية وقبل الطائف‪ ،‬كان يوجد‬ ‫مجتمعاً مدنياً تقوم أسسه عىل الفصل ما بني‬ ‫الحكام والناس إىل حد بعيد‪ .‬لقد كان هناك وجود‬ ‫لجمعيات مستقلة تراقب الحكام‪ ،‬وكانت عابرة‬ ‫وضع َفت‪ ،‬والحرية‬ ‫للطوائف‪ .‬أما اليوم فقد ته ّمشت‬ ‫ُ‬ ‫بدون رقابة ومسائلة تتحول إىل فوىض‪ .‬لقد اغتالت‬ ‫الحرب والطائف املجتمع املدين ملصلحة الزعامء‪ ،‬وكل‬ ‫زعيم يفعل ما يريد دون مسائلة ألنه “الزعيم” وصورة‬ ‫الله عىل األرض وهو ال يخطأ‪ .‬وإذا أجرينا مقارنة‬ ‫بسيطة بني الحزب الشيوعي ما قبل الحرب اللبنانية‬ ‫وما بعدها‪ ،‬وكذلك الحزب القومي واالتحاد العاميل‪،‬‬

‫شاطىء كفرعبيدا‬

‫نستطيع القول تقريباً أن املجتمع املدين يف لبنان‬ ‫أضحى ضعيفاً للغاية‪ ،‬وأصبحت كل طائفة متلك‬ ‫مجتمعاً خاصاً بها‪ ،‬وأصبحت الطوائف تتكلم عرب‬ ‫شيوخها الذين قد يختلفون عىل تقسيم “الجبنة”‪،‬‬ ‫فيقطفون بالنيابة عن عشائرهم ما أعطي لهم‪.‬‬ ‫وأضحى للزعامء أحقية يف تعيني وزرائهم وفق‬ ‫معايري الوالء واالنصياع وليس الكفاءة الالزمة‪ .‬دون‬ ‫أي شعور بالحرج أو رضورة للتربير أمام محازبيهم‪ .‬و‬ ‫األدهى أن هذا النظام يسعى لتعزيز سطوته عرب‬ ‫املال والخدمات كام تغطية املخالفات‪ ،‬وكل ذلك يأيت‬ ‫عىل حساب لبنان الوطن والكيان والجغرافيا‪ ،‬هذا‬ ‫هو موضوع الكتاب‪.‬‬ ‫ملاذا بذور «التغيري»؟ وأي تغيري تنشد؟‬ ‫ألنني أحلم دامئاً بالتغيري‪ ،‬وعملت له مبقدرايت‬ ‫الصغرية‪ .‬اعرتف بأين مل أستطع فعل الكثري‬ ‫وأين محبط بعض الشيئ جراء ذلك‪ .‬ما أقوله أن‬ ‫نضااليت مع هذا النظام واألسلوب القائم يف البلد‬ ‫تبدوا طويلة‪ .‬وإين أعتقد ّ‬ ‫بأن مثل هكذا نظام ال‬ ‫ميكن أن ُيهزم اال من خالل التعاطي ما بني جميع‬ ‫الجمعيات عىل صعيد لبنان كله‪ ،‬هذه الجمعيات‬ ‫الحقيقية الدميقراطية واملستقلة عن السياسيني‪،‬‬ ‫هي جمعيات مه ّمشة يك نعيد تكوين املجتمع‬ ‫املدين‪ .‬ما يتوجب فعله هو تطوير التفاعل ما بني‬ ‫عنارص املجتمع من خلق التغيري‪ ،‬واعادة تصويب‬ ‫الدميقراطية اللبنانية املتهاوية‪.‬‬

‫«الريجي» املؤسسة الرسمية‬ ‫األوىل التي تت ّربع للط ّوافات‬ ‫ماذا عن ت ّربعكم كـ»ادارة حرص التبغ والتنباك»‬ ‫لوزارة الداخلية عرب الوزير بارود لرشاء الطوافات؟‬ ‫ّان اإلدارة الحالية إلدارة حرص التبغ والتنباك‬ ‫تعترب بأ ّنها ملزمة بقضايا البلد البييئة‪ ،‬كيف ال‬ ‫وفلسفة اإلدارة هي تثبيت الناس يف أرضهم وذلك‬ ‫يف إطار سياسات الدولة االجتامعية‪ .‬فاتخذنا قراراً‬ ‫بدعم موضوع الطوافات ألننا مع أن يبقى لبنان‬

‫‪77‬‬

‫«بلداً أخرضاً»‪ ،‬فاقتطعنا من أموال الريجي ورواتب‬ ‫املوظفني قيمة مالية رمزية بلغت ‪ 50‬ألف دوالر‬ ‫وأعطيناها للوزير بارود لرشاء الط ّوافات‪ ،‬وكنا اإلدارة‬ ‫الرسمية األوىل التي قامت بذلك ولسنا نادمني أبداً‬ ‫عىل ذلك‪.‬‬ ‫ماذا عن مؤمتر الريجي األخري؟‬ ‫لقد قررنا تفيعل توجهاتنا البيئية فالتغيري يبدأ‬ ‫من اإلنسان بذاته‪ ،‬فاتفقنا عىل محاولة تخفيف‬ ‫التلوث الناتج عن أنشطتنا وذلك عرب تخفيف‬ ‫استعامل املبيدات واألتربة واألسمدة الكياموية‪،‬‬ ‫وخصصنا جائزة لتفيعل العمل البيئي‪ ،‬كام بدأنا‬ ‫برتشيد استعامل موارد الطاقة للكهرباء باالعتامد‬ ‫عىل مصادر الطاقة البديلة كالشمس وغريها‪،‬‬ ‫إضافة إىل سلة من التدابري‪ ،‬وذلك استجابة منّا‬ ‫ملتطلبات مؤمتر “كوبنهاغن” لحامية كوكب األرض‪.‬‬ ‫لقد أحببنا كـ”إدارة حرص تبغ وتنباك” أن نشكل‬ ‫أمنوذجاً لسائر الرشكات يف كيفية تخفيض‬ ‫االنبعاثات الحرارية وتخفيف التلوث من خالل تدوير‬ ‫النفايات وغريها من املشاريع‪ .‬برأيي أنه إذا قامت‬ ‫كل رشكة مبثل هذه الخطوات واملبادرات فإن الكثري‬ ‫من املشاكل البيئية يف طريقها إىل الحل يف لبنان‪.‬‬ ‫دورنا هو خدمة لبنان وبيئته ومجتمعه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫شاركت يف تحضريات مؤمتر «كوبنهاغن»‬ ‫أيضاً؟‬ ‫ُ‬ ‫شاركت يف إحدى اإلجتامعات التحضريية‬ ‫نعم‬ ‫للمؤمتر كمستشار لربنامج األمم املتحدة للبيئة‪.‬‬ ‫وإين أعتقد ّأن “كوبنهاغن” هي رضورة بعد‬ ‫أن أضحت مشكلة االحتباس الحراري حقيقة‬ ‫ّ‬ ‫بأن عىل‬ ‫علمية ووجودية واقتصادية‪ .‬أعتقد‬ ‫صانعي القرارات العاملية أن يرسعوا يف حل هذه‬ ‫ّ‬ ‫ألن تكاليف املعالجة تزداد أكرث فأكرث مع الوقت‪.‬‬ ‫بالطبع لبنان داخل يف “كوما” وبعيد كل البعد‬ ‫عن هذا املوضوع‪ ،‬يف وقت العامل كله مشغول‬ ‫يف هذه املشكلة وكيفية تأمني التكاليف‬ ‫الالزمة لها‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب مناطق‬

‫عبيه‪ ..‬عاصمة األمراء التنوخ ّيين‬

‫أبناؤها يتحدثون لـ«منبر التوحيد»‬ ‫ويروون تراثها وتاريخ أعالمها‬ ‫يك ال تكون قرية “عبيه” منسية بني‬ ‫صفحات التاريخ‪ ،‬ومع كل ما فيها من تراث‬ ‫عريق‪ ،‬ومع ما خ ّر َجت من أعالم يف األدب‬ ‫والسياسة والفكر والقانون‪ ،‬ارتأينا يف “منرب‬ ‫التوحيد” اإلضاءة عىل ما يف هذه البلدة من‬ ‫رقي وحضارة وتاريخ مكتوب بأيدي شهدائها‬ ‫ومفكريها‪ ،‬فكانت لنا جولة بني أحيا ِئها‬ ‫وزيارات لبعض أبنا ِئها الكرام الذين استقبلونا‬ ‫بكل محبة وتحدّ ثوا عن قريتهم‪ ،‬وما تعانيه‬ ‫املهجرين‪ ،‬يك‬ ‫من إهامل خاصة يف ملف‬ ‫ّ‬ ‫يعود أهل البلدة إليها‪ّ ،‬‬ ‫عل محكمة التاريخ‬ ‫تغفر للبنانيني ما فعله حقدهم الطائفي‬ ‫وجهلهم الوطني‪.‬‬ ‫هذه القرية التي كانت عاصمة األمراء‬ ‫التنوخيني كأقدم إمارة عربية إسالمية عىل‬ ‫الساحل الشامي يف القرن الثامن للميالد‪،‬‬ ‫ال تزال اليوم عاصمة الجبل ولؤلؤته‪ ،‬تشع‬ ‫بنورها عىل الساحل اللبناين‪ ،‬وكأنها برج إنارة‬ ‫تدافع عن البحر وتصدّ أي هجوم عنه‪ ،‬ولذلك‬ ‫كانت عىل الدوام محطة لصدّ هجامت الروم‬ ‫البيزنطيني والفرنجة (الصليبيني) يف التاريخ‬ ‫املنرصم‪ .‬وتأيت لفظة “عبيه” من “اعبيه” أو‬ ‫“إعبي” وهي لفظة رسيانية أو عربية‪ ،‬وتعني‬ ‫األرض الكثيفة باألشجار‪.‬‬ ‫“عبيه”‪ ..‬أمرية ل ِب َست ردائها األخرض “العبي”‬ ‫التي ُس ّم َيت باسمه لتتبخرت بني قرى الشحار‪،‬‬ ‫فهي قرية جبلية تقع يف قضاء عاليه ‪-‬‬ ‫محافظة جبل لبنان‪ ،‬عىل سفح جبل “املطي”‬ ‫وترشف عىل بريوت‪ ،‬حيث أن الذي يقف عىل‬ ‫سفح الجبل يستطيع رؤية الساحل اللبناين‬ ‫من شامله اىل جنوبه‪ ،‬اضافة لجزيرة قربص يف‬ ‫اليوم الرائق‪.‬‬ ‫وقد م ّرت عبيه مبراحل عديدة من مراحل‬ ‫تط ّور أي قرية‪ ،‬حيث عمل األمراء التنوخ ّيون‬ ‫وكل َمن ق ِدم إليها عىل بنائها وتنظيمها‪.‬‬ ‫ومام قاله الشاعر الرضير شاهني حامد بعد‬ ‫أن شقّ عارف بك النكدي الطريق العليا يف‬ ‫القرية‪:‬‬ ‫يف بطن ا ّما هالطريق إلها سنني‬ ‫وأهل املكارم ما عطوها حقها‬ ‫حتى استلمها البك عارف باليمني‬ ‫متل موىس يف عصاتو شقها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مقام األمري الس ّيد عبد الله التنوخي‬

‫أعالم عبيه‪ ..‬صحافة وفكر‬ ‫وثقافة وأدب وسياسة‬ ‫شعراء كرث هم أمراء من أبناء هذه القرية‬ ‫التي كانت موطن التنوخيني‪ ،‬فكانوا من أشهر‬ ‫الشعراء يف عرصهم منهم‪ :‬األمري جامل‬ ‫الدين عبد الله التنوخي الذي عُ ِرف بـ”الس ّيد”‬ ‫ويوجد اليوم مقاماً باسمه هو مزاراً يقصده‬ ‫الناس من جميع الطوائف للصالة والت ّربك‪ .‬كان‬ ‫ُيعرف األمري الس ّيد بسعة ذكائه حيث حفظ‬ ‫القرآن الكريم بكامله‪ ،‬كام ُس ّمي “الس ّيد”‬ ‫بـ”معلم الخري” ملا كان له من أعامل خيرّ ة تجاه‬ ‫األيتام والفقراء‪ .‬ما ُروِيَ عنه أنه تزهّ د لله تعاىل‬ ‫بعد وفاة ابنه يف يوم زفافه‪ ،‬فأخذ يفسرّ اآليات‬ ‫القرآنية والرسائل التوحيدية‪.‬‬ ‫علم آخر من أعالم “عبيه” هو األمري يحي بن‬ ‫ٌ‬ ‫عثامن وهو الذي ُو ِص َف بـ”شاعر الدا َرين” وقيل‬ ‫عنه أنه “فات األ ّولني واآلخرين يف شعره”‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل األمري نارص الدين الحسني بن خرض الكبري‬ ‫الذي عُ ِر َف أيضاً بالسرية الحسنة ومح ّبته‬

‫‪78‬‬

‫لحفظ الشعر وكتابته‪.‬‬ ‫املطران غريغوريوس حداد‪ ،‬غريغوريوس‬ ‫الرابع عرش‪ .‬وهو غنطوس الحداد (فيام بعد‬ ‫غريغوريوس)‪ .‬درس الفقه اإلسالمي‪ ،‬وعُ َ‬ ‫رف عنه‬ ‫إكرامه ألهل بلدته (عبيه) حتى أمسوا يرفعون‬ ‫َ‬ ‫تحت أحد‬ ‫صورته يف بيوتهم‪ ،‬ومام ذ ِك َر أنه كت َ​َب‬ ‫صوره‪:‬‬ ‫الجسم أقوى ومييض‬ ‫والرسم أوهى ويبقى‬ ‫يا ناظراً رسمي أذكر‬ ‫الله خ ٌري وأبقى‬ ‫وقد أنشأ غريغوريوس حداد جريدة “الهداية”‬ ‫عام ‪ ،1883‬وأرشف عىل طباعة كتاب “البوق‬ ‫االنجييل”‪ ،‬وانتخب عام ‪ 1890‬مطراناً لطرابلس‬ ‫والكورة‪ ،‬واشتهر بزهده وأخالقه وضلوعه يف‬ ‫اللغة العربية‪ .‬ع ّينه املجمع االنطايك املقدّ س‬ ‫عام ‪ 1906‬بطريركاً النطاكية وسائر املرشق‪،‬‬ ‫وقد كان شعار البطريرك حداد‪“ :‬كونوا يل‬ ‫قدّ يسني ألين قدوس‪ ،‬أنا الرب وقد فرزتكم من‬ ‫األمم لتكونوا يل”(الويني ‪ ،)26:20‬وعمل عىل‬ ‫إنشاء العديد من املدارس والكليات يف بريوت‬

‫ودمشق‪ ،‬وتابع إصدار مجالت عديدة‪ .‬وقد عُ رف‬ ‫عنه أنه مل مي ّيز أبداً بني مسيحي ومسلم‪،‬‬ ‫خاصة يف الحرب العاملية األوىل وأزمة املجاعة‪.‬‬ ‫ أما الشاعر شاهني حامد فكان رضيراً‬‫وكتب الكثري من القصائد الزجلية التي‬ ‫جمعها األستاذ صالح أبو عايص يف كتاب‬ ‫خاص بذكرى الشاعر أسامه “ديوان الشاهني”‪،‬‬ ‫وقد كان “شاهني” يصيغ القصائد يف أغلب‬ ‫املناسبات‪.‬‬ ‫ومام ذكره األستاذ أبو عايص يف كتابه‪،‬‬ ‫القصيدة التي كتبها شاهني حامد عن الثورة‬ ‫السورية الكربى التي قادها سلطان باشا‬ ‫األطرش‪ ،‬نذكر بعض أبياتها‪:‬‬ ‫حوران يا دار الشجعان‬ ‫فييك ْبطال املعدودي‬ ‫فييك سلطان الرضغام‬ ‫اخوان شماّ املعهودي‬ ‫فييك سلطان الرضغام‬ ‫بني عامر والعزام‬ ‫من تونس لبالد الشام‬ ‫فعالن بالحرب شهودي‬ ‫حوران ّ‬ ‫تنظم حاال‬ ‫برجاال بتقشع حاال‬ ‫ُس ّكانا وباقي عياال‬ ‫فرسان بالكون أسودي‬ ‫ سمري القنطار‪ ،‬عميد األرسى العرب يف‬‫السجون اإلرسائيلية والذي تحرر بعد تنفيذ‬ ‫صفقة تبادل األرسى يف عملية الرضوان بني‬ ‫املقاومة اإلسالمية والعدو الصهيوين‪.‬‬ ‫وقد كانت عبيه مركزاً فكرياً ثقافياً وخ ّرجت‬ ‫الكثري من األعالم ان يف مدرسة األمري الس ّيد‬ ‫يف القرن الرابع عرش حيث كانت منارة علم‬ ‫وهدى تشع عىل اآلفاق‪ ،‬ويف العرص الحديث‬ ‫تخ ّرج أعالم كرث من دير اآلباء الك ّبوشيني‬ ‫الذي تأسس يف البلدة عام ‪ ،1645‬وبعد ذلك‬ ‫من املجرسة السورية االنجيلية ومعها الالهوت‬ ‫التابعة للبعثة التبشريية األمريكية‪ ،‬وهام‬ ‫حالياً ملك الوقف اإلنجييل‪ .‬فالخ ّريجون كرث‬ ‫حتى بلغ عدد األطباء والصيادلة والحقوقيني يف‬ ‫مطلع القرن العرشين العرشات نذكر منهم‬ ‫مث ًال‪ :‬الصحايف خليل خطار رسكيس مؤسس‬ ‫جريدة “لسان الحال” يف بريوت عام ‪،1877‬‬ ‫وشاهني وابراهيم خطار رسكيس‪ ،‬وغريهم من‬ ‫املهمني‪.‬‬ ‫األعالم ّ‬

‫مدرسة عبيه االنجيلية السورية العالية‬

‫وآل جنبالط يف الشوف للمبشرّ ين االنجيليني‬ ‫بإقامة مدارس يف مناطقهم‪ .‬وما كتبه‬ ‫أحدهم وكان ُيدعى فانديك عن عبيه‪“ :‬كانت‬ ‫عبيه قرية كبرية عامرة وصح ّية‪ ،‬وفيها خلط‬ ‫بني الدروز واملارونيني والروم األرذودكس وبعض‬ ‫الكاثوليك ألنها كانت وسطاً بني بالد الدروز‬ ‫وبالد النصارى‪ ..‬فاشرتينا أرضاً عليها بناء قديم‬ ‫أصلحناه وجعلناه مسكناً للمرسلني ثم‬ ‫صارت مدرسة عبيه الشهرية”‪.‬‬ ‫دير وميتم أسسه اآلباء الك ّبوشيني يف عبيه‬ ‫بعد قدومهم اليها‬ ‫مدرسة “الداوود ّية”‪ :‬وهي املعروفة من ِق َبل‬ ‫الكثريين من أبناء الجيل السابق‪ ،‬والتي ُس ّم َيت‬ ‫عىل اسم مؤسسها املترصف داوود باشا الذي‬ ‫أسسها مع أعيان الدروز‪ ،‬وقد أعاد ترميمها‬ ‫العالمة عارف بك النكدي عام ‪ ،1931‬وهي اليوم‬ ‫فرعاً للجامعة اللبنانية كان املفروض افتتاحه‬ ‫هذا العام الدرايس‪ ،‬لكنّ الظاهر يوحي بأنها‬ ‫رمبا ستفتتح العام القادم أمام الطالب‪.‬‬ ‫مؤسسة “بيت اليتيم الدرزي” التي أسسها‬ ‫عارف بك النكدي بداية يف بريوت ومن ثم نقلها‬ ‫اىل عبيه‪ ،‬واستكمل العمل بعده شكيب بك‬ ‫النكدي وهي ال تزال حتى اليوم تستقبل األيتام‬ ‫واملحتاجني وتؤ ّمن لهم الرعاية الالزمة‪.‬‬ ‫املدرسة التنوخية الوطنية حالياً‪ ،‬كذلك‬ ‫أسسها عارف بك النكدي‪.‬‬ ‫سوق عبيه القديم الذي ما زال أهايل القرية‬ ‫يحييونه يف سياق األسبوع الثقايف السنوي‬ ‫الذي تعدّ ه جمعية إحياء تراث عبيه‬

‫مهنية عارف النكدي التي افتتحها شكيب‬ ‫بك النكدي بعد وفاة األول‪.‬‬ ‫املركز الوطني للتنمية والتأهيل الذي ُيعنى‬ ‫باملع ّوقني وذوي الحاالت الصعبة‪.‬‬

‫املقامات الدينية‬ ‫مقام األمري الس ّيد عبد الله التنوخي‪ ،‬وهو‬ ‫من أهم األماكن املقدّ سة لدى أبناء طائفة‬ ‫املوخدين الدروز‪.‬‬ ‫مقام وق ّبة الشيخ عساف أمني الدين‬ ‫خلوة الشيخ أحمد أمني الدين‪ ،‬ورضيحه‬ ‫ق ّبته‬ ‫مقام الشيخ أبو حسني محمود فرج‬ ‫مبنى تنوخي استعمله الك ّبوشيون كـ”دير”‪،‬‬ ‫ويف أسفله أهدّ ت كنيسة باسم السيدة‬ ‫العذراء فكانت أقدم كنيسة عرفها املحيط يف‬ ‫القرن السابع عرش‬ ‫كنيسة مار جاورجيوس للروم الكاثوليك‬ ‫كنيسة سيدة املعونات‬ ‫كنيسة مار مارون‬ ‫كنيسة مار رسكيس وباخوس وكانت سابقاً‬ ‫مقعداً لألمري الس ّيد يستقبل فيه طالبه‪.‬‬ ‫أما الكنيسة املهدّ مة فهي كنيسة الروم‬ ‫األورذودكس‪.‬‬

‫عبيه يف عيون أبنائها‬

‫ ‬ ‫فيام ييل مقابالت أجريناها مع أبناء قرية‬ ‫“عبيه”‪ ،‬من رئيس بلديتها ومثقفيها‪:‬‬

‫رجالها‬ ‫ُحامة العروبة واإلسالم‬

‫من املراكز املهمة‬ ‫التي قامت فيها‬ ‫مدرسة عبيه االنجيلية التي تح ّولت فيام بعد‬ ‫لـ”الكلية السورية االنجيلية” ومن ثم أصبحت‬ ‫الجامعة األمريكية التي تتمركز اليوم يف‬ ‫بريوت‪ .‬جاء تأسيس هذه املدرسة بعد دعوة‬ ‫املشايخ الدروز من آل تلحوق ونكد يف عبيه‬

‫قرص االمري قعدان‬

‫كتابة عىل أحد أبواب األمري منذر‬

‫‪79‬‬

‫لقد‬ ‫يف تيار‬ ‫الثقافية‬ ‫عريقة‬ ‫العروبية‬ ‫اشتهروا‬

‫ع ّرف األستاذ مفيد حمزة‪ ،‬العضو‬ ‫املجتمع املدين املقاوم‪ ،‬وعضو الحركة‬ ‫االجتامعية‪“ ،‬عبيه” عىل أنها قرية‬ ‫بتاريخها النضايل وبالحالة الوطنية‬ ‫الدامئة حيث تذكر أبناءها الذين‬ ‫وشهروا القرية معهم‪ ،‬وكانوا منذ‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب مناطق‬ ‫تاريخ التنوخيني حامة العروبة واالسالم‪،‬‬ ‫فتحدّ ث عن ابن “عبيه” الدكتور نايف حمزة‬ ‫وقال‪“ :‬كان الدكتور رئيساً ملستشفى يف حيفا‬ ‫تقريباً منذ ما قبل عام ‪ 1945‬حتى ‪ ،1948‬وكان‬ ‫أوجه بني العرب الفلسطينيني‬ ‫الرصاع يف‬ ‫ّ‬ ‫والصهاينة‪ ،‬وهو كان يتلقى السالح من سوريا‬ ‫عن طريق عارف بك النكدي الذي كان وزيراً‬ ‫لألوقاف يف سوريا‪ ،‬ومن ثم يسلمها لرجال‬ ‫الثورة‪ .‬كذلك من أبناء عبيه “فؤاد بك حمزة”‪،‬‬ ‫وهو باحثاً وكاتباً ودبلومايس سعودي مشهور‪،‬‬ ‫موحد‪،‬‬ ‫كان منذ صغره يطالب بقيام وطن عريب‬ ‫ّ‬ ‫حسه الوطني والقومي يناضل ضد‬ ‫وقد جعله‬ ‫ّ‬ ‫االنتداب الفرنيس آنذاك‪ ،‬وكان له دوراً ف ّعاالً‬ ‫يف دعم الثوار يف فلسطني‪ .‬لقد كان بداية‬ ‫يف الجامعة األمريكية يف بريوت‪ ،‬وكان مطلوباً‬ ‫لألمريكان‪ ،‬وكذلك للفرنسيني‪ ،‬ثم أصبح فيام‬ ‫بعد مستشاراً للملك السعودي عبد العزيز‪،‬‬ ‫وكان أول َمن وضع خطط أنابيب البرتول‪ ،‬وله‬ ‫تاريخاً مجيداً حيث كان أول شخص عريب يأخذ‬ ‫لقب “اللورد”‪.‬‬ ‫وتابع حمزة‪ :‬كذلك من املهم ذكر الشيخ‬ ‫أبو عفيف محمد حسني فرج‪ ،‬الذي كان شيخاً‬ ‫تق ّياً ورعاً وعاملاً ومح ّباً للجميع‪ .‬وكان له أدواراً‬ ‫كثرية يف موضوع أرس جنود مسيحيني من‬ ‫الجيش حيث رفض أن يتم ايذاءهم‪ ،‬وكان دامئاً‬ ‫يجمع املال للمقاتلني ويبقى معهم عىل‬ ‫الجبهات‪ ،‬وذلك إ ّبان اجتياح الجيش الصهيوين‬ ‫ألرضنا عام ‪ ،1982‬وقدوم ما يسمى بـ”القوات‬ ‫واستشهد يف جبل‬ ‫اللبنانية” تحت حرابهم‪،‬‬ ‫“املطي” الذي سلمته قوات االحتالل الصهيوين‬ ‫مليليشيات القوات متصدّ ياً لهم مع ثلة من‬ ‫املشايخ دفاعاً عن عبيه‪.‬‬ ‫كذلك من رجاالت عبيه الكبار‪ ،‬الشهيد‬ ‫الدكتور عادل النكدي خ ّريج جامعة لوزان يف‬ ‫الحقوق يف سويرسا‪ ،‬الذي أىب إال أن يشرتك يف‬ ‫غامر الثورة السورية الكربى رغم محاولة ثنيه‬ ‫من قبل األمري شكيب أرسالن الذي كان يعتربه‬ ‫ولداً له ويداً مينى يف جريدته التي كان يصدرها‬ ‫يف لوزان باسم “األمة العربية”‪ ،‬وقاتل يف غوطة‬ ‫دمشق وسقط شهيداً يف قرية “بيت سحم”‪.‬‬ ‫كام أنه ميكننا القول أن عبيه كانت بؤرة الثورة‬ ‫ضد قوات االحتالل االرسائييل فقامت الخاليا‬ ‫التي جابهت بعمليات بطولية ضد الجيش‬ ‫الصهيوين املحتل‪ .‬ومن املهم ذكره أن أول امرأة‬ ‫يف الجبل صعدت عىل الدبابة االرسائيلية هي‬ ‫أم نديم (والدة األستاذ نديم حمزة) وتج ّرأت عىل‬ ‫اخراج الجندي االرسائييل من داخل الدبابة‪.‬‬ ‫لذلك فإن عبيه لها تاريخ نضايل طويل وهذا‬ ‫التاريخ ال يبدأ بسمري القنطار وينتهي به فقط‪،‬‬ ‫بل بدأ قبل سمري بسنني طويلة‪ .‬ميكن القول‬ ‫أن القرية التي مل تتعامل مع العدو أبداً هي‬ ‫عبيه‪ ،‬وأبناؤها هم من أوائل َمن كان يف األحزاب‬ ‫العلامنية يف الجبل كالحزب الشيوعي وحزب‬ ‫العمل الذي كان حزباً ماركسياً لينين ّياً‪ ،‬وكان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ما ال يقل عن املئة شخص يف حزب العمل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫متخطني الفكر الطائفي اىل‬ ‫وبالتايل كانوا‬ ‫فكر علامين‪ ،‬وهذا ما يبينّ أن أهلنا كانوا‬ ‫متف ّوقني عنا يف فكرهم العلامين‪ ،‬فوالدي كان‬ ‫يف الحزب القومي الذي كان حزباً علامنياً يف‬ ‫أيام الزعيم أنطون سعاده‪ ،‬وهو كان املد ّرب العام‬ ‫للحزب يف منطقة جبل لبنان‪ .‬وما يجب ذكره‬ ‫أن أول َمن انخرط يف املقاومة الفلسطينية‬ ‫آنذاك كانوا أبناء عبيه الذين هرعوا لدعمها‬ ‫سمى “جبهة الرفض”‪،‬‬ ‫وانخرطوا يف ما كان ُي ّ‬ ‫ُ‬ ‫ممن‬ ‫كنت‬ ‫وأنا‬ ‫الدميقراطية”‪،‬‬ ‫و”الجبهة الشعبية‬ ‫ّ‬ ‫يجمعون الت ّربعات لهذه الجبهات من جميع‬ ‫قرى الجبل‪.‬‬

‫املركز الوطني للتنمية والتأهيل‬

‫أقدم شعار آلل تنوخ‬

‫ثم أضاف حمزة‪ :‬اذاً التعايش املشرتك بني‬ ‫الدروز واملسيحيني بدأ من الجبل‪ ،‬وعبيه كانت‬ ‫الرائدة يف التعايش الغري طائفي‪ ،‬والدليل عىل‬ ‫سمى‬ ‫ذلك أن البطريرك غريغوريوس حداد كان ُي ّ‬ ‫“بطريرك العرب واملسلمني”‪.‬‬ ‫واذا استذكرنا فرتة الحرب يف الجبل‪ ،‬ال بد أن‬ ‫نقول أننا مل نأ ِذ أبناء عبيه املسيحيني‪ ،‬ألننا‬ ‫عندما انسحبنا من عبيه كان املسيح ّيون‬ ‫مختبأون يف مقام الس ّيد عبد الله‪ ،‬ومل نأذهم‬ ‫بيشء‪ ،‬و َمن ُحو َر َب هم َمن دخلوا اىل القرية من‬ ‫خارجها‪ .‬اذاً مل يكن هناك أي كراهية بني أبناء‬ ‫“عبيه”‪ ،‬املسيحيني والدروز‪ ،‬بل الفتنة أتت من‬ ‫خارجها‪ ،‬واللقاءات مستمرة دامئاً بيننا وبني‬ ‫املهجرين‪.‬‬ ‫أبناء القرية ّ‬ ‫وقال مستكم ًال‪ :‬أول مرة تأكدت فيها‬ ‫عروبة مسيحيي الرشق وخاصة يف لبنان‬

‫‪80‬‬

‫كانت بتصدّ يهم للصليبيني خاصة وأنهم‬ ‫كانوا ينزلون اىل بريوت مع التنوخيني للتصدّ ي‬ ‫للمواجهات الصليبية‪ .‬مع العلم أن الس ّيد‬ ‫عبدالله التنوخي (الدرزي) أوىص بالكثري من‬ ‫أراضيه واملباين التابعة له للمسيحيني نتيج ًة‬ ‫لالنصهار الوطني والرتابط الذي كان قامئاً‬ ‫بني الدرزي واملسيحي‪ ،‬ومنهم (حماّ م الس ّيد)‪،‬‬ ‫وبيوت كثرية كـ”منزل جميل كنعان”‪ .‬وعندما‬ ‫أتت االرساليات األجنبية اىل لبنان سابقاً‪،‬‬ ‫رفض “املوارنة” يف حينها مجيئهم وقاتلوهم‪،‬‬ ‫لكن َمن رفض قتلهم ودافع عنهم كانوا دروز‬ ‫عبيه‪.‬‬ ‫كام استذكر األستاذ حمزة ابنة عبيه‬ ‫شهيدة جبهة املقاومة الوطنية اللبنانية‬ ‫انعام حمزة التي كانت يف الحزب الشيوعي‬ ‫وشاركت يف العديد من العمليات خاصة التي‬ ‫نفذت مبناسبة الذكرى الثامنة النطالقة جبهة‬ ‫املقاومة‪.‬‬ ‫وتحدث حمزة عن املواقف الوطنية والقومية‬ ‫التي كان يتحىل بها عارف بك النكدي‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬عندما حصل الخالف الكبري بني كامل‬ ‫بك جنبالط واألمري مجيد أرسالن‪ ،‬حمل عارف‬ ‫النكدي سيفه وجمع الشباب ووقف بني االثنني‬ ‫وقال لهم‪“ :‬دم الدروز ليس ملكاً ألحد منكام”‪،‬‬ ‫وكان له دوراً يف حل الخالف بينهام‪ ،‬لكن لألسف‬ ‫اتفقا فيام بعد ضدّ ه‪ ،‬مع العلم أن عائلته لها‬ ‫جذور مهمة يف عبيه‪ ،‬وهو قد بنى أكرث من ‪52‬‬ ‫مدرسة معنية‪.‬‬ ‫وعدّ د العائالت املوجودة يف عبيه من الدروز‪،‬‬ ‫املهجرين‪ ،‬وهي‪ :‬شلهوب‪،‬‬ ‫ومن املسيحيني‬ ‫ّ‬ ‫حمزة‪ ،‬نرص‪ ،‬حسن‪ ،‬وهبه‪ ،‬القنطار‪ ،‬أبو حسن‪،‬‬ ‫بستاين‪ ،‬نكدي‪ ،‬الخوري‪ ،‬عطايا‪ ،‬حداد‪ ،‬غر ّيب‪،‬‬ ‫فرج‪ ،‬صايغ‪ ،‬جابر‪ ،‬معترّ ‪ ،‬عازار‪ ،‬جامل‪ ،‬أمني‬ ‫الدين‪ ،‬ريدان‪ ،‬حامد (التيامين)‪ ،‬الحلبي‪ ،‬عبد‬ ‫الويل‪ ،‬رسكيس‪ ،‬خازن ومزهر‪ .‬وقال أن العائالت‬ ‫املسيحية املوجودة يف عبيه (خاصة رسكيس‬ ‫والخوري وحداد) هي من أقدم العائالت يف لبنان‪،‬‬ ‫وكذلك العائالت الدرزية كـ”آل نكد”‪.‬‬ ‫وختم حمزة قائ ًال‪ :‬ال بد من اجراء تحقيق‬ ‫واف يف فرتات الحقة عن رجاالت عبيه‪ ،‬ليأخذوا‬ ‫ٍ‬ ‫حقهم‪ .‬ومهام تحدثنا عن تاريخ هذه القرية‪،‬‬ ‫فإنه حت ً‬ ‫ام سيبقى فيض من غيض‪.‬‬ ‫وقد كان لنا جولة معه عىل أبناء قريته‬ ‫الذين تحدث ٌ‬ ‫كل منهم عن زاوية معينة وكانوا‬ ‫ت ّواقني للتعريف عن قريتهم واالفتخار بها‪.‬‬

‫املهجرين‬ ‫املطلوب عودة ّ‬ ‫النتخاب مجلس بلدي جديد‬ ‫وكان ملنرب التوحيد مقابلة مع رئيس‬ ‫بلدية عبيه األستاذ نزيه حمزة‪« ،‬رئيس الحزب‬ ‫الدميقراطي الشعبي»‪ ،‬حيث تحدّ ث عن أعامل‬ ‫البلدية واملشاريع التي تقوم بتنفيذها‪ ،‬كام‬

‫املهجرين مناشداً املسؤولني‬ ‫تط ّرق ملوضوع‬ ‫ّ‬ ‫االرساع بحله وعودة أهايل البلدة اليها‪،‬‬ ‫لتعود عبيه قرية التعايش بني جميع أبنائها‪،‬‬ ‫حيث قال‪ :‬إن موضوع عبيه هو موضوع مهم‬ ‫يف التاريخ‪ ،‬حيث أنها بلدة عريقة تاريخياً‪،‬‬ ‫سكنها التنوخ ّيون‪ ،‬الذين كانوا أمراء عىل‬ ‫ما يسمى اليوم “لبنان” والذي كان إمارة‬ ‫تتسع وتضيق بحسب التطورات السياسية‬ ‫يف ذلك العرص‪ ،‬واستمروا يف عبيه فرتة‬ ‫زمنية طويلة بعد أن دخل الفرنجة اىل ساحل‬ ‫بريوت‪ ،‬واصطدموا عسكرياً معهم حيث دافع‬ ‫التنوخ ّيون عن السواحل‪ ،‬لكن الفرنجة انترصوا‬ ‫يف الحرب الساحلية‪ ،‬فصعد التنوخ ّيون اىل‬ ‫منطقة الجبل واستقروا يف قرية عبيه طوال‬ ‫الفرتة املمتدة من معركتهم مع الفرنجة وحتى‬ ‫تاريخ ‪ .1533‬لقد مت ّيز التنوخ ّيون بالخط الوطني‬ ‫الذي ا ّتبعوه‪ ،‬بدءاً من مواجهتهم األوىل والدفاع‬ ‫عن السواحل والثغور يف إمارة “لبنان‪ ،‬اىل‬ ‫مرحلة مواجهة املغول واالنتصار عليهم عندما‬ ‫دخلوا اىل املنطقة‪.‬‬ ‫هذا الوضع جعل من عبيه أثناء الوجود‬ ‫التنوخي فيها عاصمة اإلمارة فعلياً‪ ،‬وبالتايل‬ ‫تحقيق مرحلة من االزدهار التاريخي يف فرتة‬ ‫حكمهم التي قاربت السبعامئة سنة‪ ،‬وقد‬ ‫كان حكمهم وطني وتقدّ مي وحضاري‪ ،‬وامليزة‬ ‫األساسية لديهم كانت تفاعلهم مع النسيج‬ ‫االجتامعي داخل اإلمارة واملحيط خارجها‪ .‬وقد‬ ‫استمرت عبيه مبوقع مميز بعد العرص التنوخي‪،‬‬ ‫ودخل إليها العديد من الحركات الثقافية‬ ‫وتأسس فيها الكثري من املدارس‬ ‫والتبشريية‬ ‫ّ‬ ‫والكليات وكانت دامئاً مزدهرة بالتطور الثقايف‬ ‫والحضاري‪.‬‬ ‫وحول سؤالنا عن أعامل البلدية‪ ،‬قال‬ ‫حمزة‪ :‬بالنسبة للمجلس البلدي تأسس يف‬ ‫انتخابات ‪ ،1963‬وقد استم ّرينا يف مجلس‬ ‫بلدية عبيه حتى هذا الوقت نظراً لألحداث‬ ‫السابقة التي أصبحت فيام بعد حرباً أهلية‪،‬‬ ‫لكنها كانت يف بداياتها مواجهة من أجل‬ ‫تحقيق مرشوع إصالحي سيايس واقتصادي‬ ‫وإداري يف هذا البلد‪ ،‬لكنّ ظروف تط ّور الحرب‬ ‫شكلت حاالت تأزم طائفي‪ ،‬وبالتايل مل يحصل‬ ‫انتخابات بلدية يف هذه املرحلة‪ ،‬فاستمرت‬ ‫الحالة وتداعياتها التي حصل فيها التهجري‪،‬‬ ‫تهجر السكان الدروز من عبيه يف‬ ‫حيث‬ ‫ّ‬ ‫املرحلة األوىل‪ ،‬وبعد سبعة أو مثانية أشهر‬ ‫أعي َد تحرير عبيه وعاد الدروز اليها لكن طبعاً‬ ‫بعد أن حصل تدمري شبه كامل للبلدة وبيوتها‪،‬‬ ‫وبالتايل حصل تهجري فيام بعد ألهايل البلدة‬ ‫املسيحيني وتركوا عبيه‪ ،‬وهذا منذ ‪ 27‬سنة‬ ‫تقريباً‪ .‬نحن نعترب أنه من املأساة ووصمة عار‬ ‫املهجرين‬ ‫عىل جبني الدولة بأن ال تحقق عودة‬ ‫ّ‬ ‫اىل عبيه حتى اآلن‪ ،‬والسبب مل يكن من أهايل‬ ‫عبيه ألننا شاركنا يف موضوع املصالحات التي‬ ‫ّمتت بعد الحرب األهلية‪ ،‬مبارشة بعد سنة أو‬

‫سنتني من وقف الحرب وحصل تبادل زيارات يف‬ ‫املآتم واالفراح‪ ،‬وهذا من فرتة ‪ 14‬سنة‪ ،‬وال تزال‬ ‫العالقات بيننا واملسيحيني الذين تركوا عبيه‬ ‫مستمرة عىل أحسن حال‪ ،‬لكن السبب يف‬ ‫املهجرين مل ترصد املبلغ‬ ‫تأخري العودة أن وزارة‬ ‫ّ‬ ‫الكايف للتعويضات ‪.‬‬ ‫وعن سؤالنا حول متابعة امللف مع وزراء‬ ‫املهجرين خاصة املرجعيات الدرزية التي‬ ‫ّ‬ ‫تو ّلت الوزارة يف حقب كثرية‪ ،‬أجاب حمزة‪:‬‬ ‫متابعتنا الحثيثة واملتواصلة بدأت منذ أن جاء‬ ‫املهجرين‪ ،‬وكان يوجد‬ ‫الوزير أنور الخليل إىل وزارة‬ ‫ّ‬ ‫أموال ومل تتحقق العودة ومل تدفع التعويضات‪،‬‬ ‫ثم تابعنا املوضوع مع الوزير مروان حامدة وكانت‬

‫احدى النقوش الحجرية األثرية‬

‫مدرسة الداودية‬

‫االمكانية واردة لكنّ األمر بقي عىل حاله‪ .‬بعد‬ ‫الوزير حامدة تسلم الوزارة الوزير عبد الله‬ ‫فرحات‪ ،‬وكذلك تابعنا املوضوع معه‪ ،‬وتحدّ ثنا مع‬ ‫وليد بك جنبالط و ُوعدنا بأن تتحقق مطاليبنا‬ ‫ويتم دفع التعويضات‪ .‬كذلك تابعنا املوضوع‬ ‫املهجرين ولو‬ ‫مع الوزير أرسالن خالل تو ّليه وزارة‬ ‫ّ‬ ‫لفرتة قصرية‪ ،‬لكن مل ُيدفع يشء بسبب غياب‬ ‫املال الكايف لذلك‪ .‬وبعد الوزير أرسالن‪ ،‬تابعنا‬ ‫املوضوع مع الوزراء نعمه طعمه وبعده رميون‬ ‫عوده‪ .‬يف املرحلة األخرية‪ ،‬كانت العبارة الدامئة‬ ‫أنه ‪:‬ال يوجد مال”‪ ،‬وهذا الواقع آملنا كثرياً ألنه‬ ‫وتحملنا أرضاراً كبرية يف هذا‬ ‫مل يحقق العودة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الشأن‪ ،‬عىل املستوى االقتصادي إذ مل تتحقق‬ ‫دورة اقتصادية صحيحة طاملا مل تكتمل عودة‬ ‫املهجرين‪ ،‬ومن ناحية أخرى هناك قسم كبري‬ ‫ّ‬ ‫من أهايل البلدة غادروها‪ ،‬مام أفقدها امكانيات‬

‫‪81‬‬

‫وطاقات اجتامعية كثرية‪ .‬النقطة الثالثة التي‬ ‫آملتنا أيضاً أنه مل يكن بيننا أي مشاكل مع‬ ‫املهجرين وكان بودّنا أن يعودوا اىل‬ ‫أهايل البلدة‬ ‫ّ‬ ‫“عبيه” وتعود الحياة طبيعية كام كانت سابقأً‬ ‫ويعود العيش املشرتك‪ ،‬والوئام واملحبة والتضامن‬ ‫بني الجميع‪ ،‬والحقيقة أنه وكنبذة عن عبيه حتى‬ ‫يف العرص التنوخي‪ ،‬فإن املسيحيني سكنوها‬ ‫منذ ذلك العرص‪ ،‬ومل يكن هناك شعار اسمه‬ ‫“العيش املشرتك” بل كان هناك “شعب واحد”‬ ‫بني املسلم واملسيحي‪ ،‬والطابع الطائفي مل‬ ‫يكن موجودا أبداً‪ .‬والدليل يف البيوت التي‬ ‫ال تزال موجودة منذ عهد التنوخيني والتي‬ ‫تظهر أن بيوت الدروز واملسيحيني كانت الحائط‬ ‫بجانب اآلخر بدون متييز‪ .‬اذاً عبيه تاريخياً هي‬ ‫منوذج للعيش املشرتك‪ ،‬ويح ّز يف قلوبنا أنه مل‬ ‫املهجرين من ابناءها‪.‬‬ ‫تتحقق حتى اآلن عودة‬ ‫ّ‬ ‫وبنفس الوقت‪ ،‬أخذ انطباع لدى الرأي العام‬ ‫يف لبنان أن هناك منطقة تأخرت العودة اليها‬ ‫“الشحار الغريب”‪ ،‬وكأنه هناك‬ ‫وهي منطقة‬ ‫ّ‬ ‫املهجرين‪ .‬هذا‬ ‫عودة‬ ‫دون‬ ‫تحول‬ ‫داخلية‬ ‫مع ّوقات‬ ‫ّ‬ ‫الواقع ليس موجود أساساً ال يف عبيه وال يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬بالرغم من أننا قلنا لإلعالم مراراً أن‬ ‫املصالحة عىل املستوى الشعبي حصلت منذ‬ ‫فرتة طويلة‪ ،‬لكنّ املصالحة الرسمية من قبل‬ ‫الدولة والتي من املفروض أن ترتافق مع دفع‬ ‫للمهجرين واملقيمني مل تتحقق‬ ‫التعويضات‬ ‫ّ‬ ‫حتى اليوم‪ .‬نتمنى أن يتم ذلك يف الوزارة‬ ‫املهجرين الجديد‬ ‫الراهنة‪ ،‬وخاصة أننا نقدّ ر وزير‬ ‫ّ‬ ‫األستاذ أكرم شهيب ملا له من نشاطات يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ألننا كنا نتواصل معه للمساعدة‬ ‫يف موضوع تحقيق العودة واملصالحة يف عبيه‪،‬‬ ‫ونحن بانتظار تحقيق العودة لتعود عبيه اىل‬ ‫نسيجها االجتامعي التي خرسته طوال الفرتة‬ ‫السابقة‪ ،‬وأيضاً يك نستطيع اجراء انتخابات‬ ‫بلدية ألن املجلس البلدي املوجود اليوم بشكل‬ ‫استثنايئ بسبب التهجري صغري‪ ،‬وال نستطيع‬ ‫أن نجري االنتخابات قبل تحقيق العودة‪ ،‬لذلك‬ ‫فمن املفرتض اقامة انتخابات جديدة بعد عودة‬ ‫األهايل خاصة بقرب االنتخابات البلدية العامة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ويك ُتد َرج عبيه يف القامئة‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫نحن مستم ّرون يف جميع األعامل التي يجب‬ ‫عىل أي مجلس بلدي أن يقوم بها‪ ،‬بالرغم من‬ ‫عدم اكتامل أعضائه‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن‬ ‫الوضع طبيعي‪ ،‬اذ يجب انتخاب مجلس جديد‬ ‫املهجرين الذي سيكون عدد أعضاءه‬ ‫بعد عودة‬ ‫ّ‬ ‫خمسة عرشة عضواً (بلدية عبيه – عني‬ ‫درافيل)‪ ،‬حيث تحصل قرية “عني درافيل” عىل‬ ‫عضوين من املجلس‪.‬‬ ‫أما عن نشاطات املجلس البلدي االستثنايئ‪،‬‬ ‫قال حمزة‪:‬‬ ‫يف الحقيقة ما تبقى من املجلس البلدي الذي‬ ‫كان مؤلفاً من عرشة أعضاء هو فقط أربعة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫انتخبت رئيساً للبلدية بعد وفاة الرئيس‬ ‫وقد‬ ‫السابق للبلدية ميشال كنعان‪ ،‬وذلك يف عام‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب مناطق‬ ‫‪ .1980‬لطاملا كان دورنا القيام بدور املجلس البلدي‬ ‫حتى لو مل يكن متكام ًال‪ ،‬وذلك ملساعدة أهايل‬ ‫البلدة يف القضايا واملعامالت املطلوب تنفيذها‪،‬‬ ‫وبالتايل االستفادة من املخصصات التي يأخذها‬ ‫املجلس من الصندوق املستقل‪ .‬وهذه املخصصات‬ ‫ترصف عىل الشأن العام‬ ‫كانت‪ ،‬عىل قلتها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫املتعلق بتحسني الطرقات باألقنية الشتوية‬ ‫نتحمل مسؤولية جمع‬ ‫وجدران الدعم‪ ،‬وكنا‬ ‫ّ‬ ‫النفايات قبل أن تستلم رشكة “سوكلني”‬ ‫ذلك‪ ،‬بالرغم من أنها تأخذ من مخصصات‬ ‫البلدية‪ .‬وكنا دامئاً نرصف املخصصات يف األمور‬ ‫املستعجلة‪ ،‬وهناك قرض جاء من قبل وزارة‬ ‫خصص)‬ ‫الداخلية والبنك الدويل‪ ،‬وكان فيه ( ُم َ‬ ‫لـ”عبيه” وقد رصفناه بأعامل األقنية مع‬ ‫جدران الدعم‪ ،‬ومتكنا من توسيع مبنى البلدية‬ ‫حسنا‬ ‫وأدخلنا عليه تحسينات أكرث‪ .‬كذلك‬ ‫ّ‬ ‫وووسعنا الطرقات‪ ،‬وكنا نقوم‬ ‫مدخل القرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بحوار ودّي مع األهايل يك يسمحوا للبلدية‬ ‫بتوسيع الطرقات‪ .‬كام قدّ منا منذ حوايل‬ ‫ثالث سنوات طلب ملجلس االمناء واالعامر القامة‬ ‫خارطة لـ”عبيه” لتوسيع الطرقات وانشاء‬ ‫حدائق عامة وغريها من املشاريع‪ .‬ما ينقص‬ ‫هذا التخطيط هو اصدار قراراً من مجلس‬ ‫الوزراء بحق االستمالك‪ ،‬حتى يكون أي توسيع‬ ‫للطرقات بناءاً لهذا التخطيط‪ .‬وقد قمنا أيضاً‬ ‫بأعامل اإلنارة بعد التهجري وأعدنا شبكتها‬ ‫بالكامل ويف كافة أنحاء القرية‪ ،‬ونحن نقوم‬ ‫بصيانة دامئة للشبكة اذا تعطلت‪ .‬أما يف‬ ‫املجال االجتامعي والثقايف‪ ،‬فقد قمنا بنشاط‬ ‫مشرتك بني بلدية عبيه وجمعية احياء تراث‬ ‫عبيه التي يرأسها األستاذ نديم حمزة‪ ،‬وأقمنا‬ ‫أول مؤمتر لـ”عبيه” عام ‪ ،1999‬وكان مه ً‬ ‫ام‬ ‫جداً‪ ،‬وقد شارك فيه باحثني من لبنان وخارجه‪.‬‬ ‫واستمرينا بعد سنة ‪ 1999‬بإقامة أسبوع‬ ‫ثقايف ترايث يف كل صيف‪ ،‬باستثناء السنتني‬ ‫املاضيتني‪ ،‬وهذه النشاطات مهمة جداً وكان‬ ‫الحضور فيها مميز‪ ،‬كام كان لها تأثري يف محيط‬ ‫عبيه حيث كان هناك مشاركة مستمرة من‬ ‫املهجرين من أبناءها الذين ال يزالون خارجها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من األهداف التي يجب أن تتحقق لدينا‪،‬‬ ‫لكنّ امكانيات البلدية ال تسمح بذلك‪ ،‬بأن‬ ‫يكون هناك مبنى للمدرسة الرسمية يف‬ ‫عبيه ألن املبنى الحايل‪ ،‬ملك للك ّبوشيني (وقف‬ ‫الك ّبوشيني)‪ ،‬ونحن نسعى ألن نشرتي أرض‬ ‫ألن وزارة الرتبية ال تستطيع أن تشرتي‪ ،‬بل هي‬ ‫تبني مبنى رسمي فقط إذا توفرت األرض‪ ،‬لكنّ‬ ‫ذلك صعب ألننا ال منلك مشاعات أي ملكية‬ ‫عامة كغرينا من القرى‪ ،‬حتى أن البلدية ال متلك‬ ‫االمكانية يك تشرتي أرض‪ ،‬ومن هنا نطالب‬ ‫بهذا املوضوع‪ ،‬ألن هذه األرايض أستو َيل عليها‬ ‫تاريخياً إما ألشخاص أو لألوقاف‪ .‬لو تحقق هذا‬ ‫األمر وكنا منلك مشاعات للبلدية لتمكنّا‬ ‫من إقامة مدرسة يف أرض البلدية وتكون‬ ‫بالتايل ملكية عامة لـ”عبيه”‪ .‬هناك أرايض‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منزل األمري الس ّيد عبد الله التنوخي‬

‫من جهة‪ ،‬كام أن السبب يف تراجع الخدمة يف‬ ‫املستوصف هو وزارة الصحة التي كانت قدمياً‬ ‫تعطي مساعدات (أدوية)‪ ،‬وهي ما زالت حتى‬ ‫اليوم كذلك لكن الكمية خ ّفت كثرياً وهي ال‬ ‫تكفي أبداً‪ ،‬وعند مراجعة الوزارة يقولون أنهم‬ ‫غري قادرين عىل توزيع كمية أكرب‪ .‬نحن ال نعلم‬ ‫اذا كان هناك عدالة يف التوزيع‪ ،‬وبسبب هذا‬ ‫ضعف هذا املستوصف‪ ،‬ونحن نحاول‬ ‫املوضوع‬ ‫ُ‬ ‫التفتيش عن األسباب األساسية للرتاجع من‬ ‫أجل ح ّلها ودعمه باألدوية والقدرات الطبية‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫وعندما سألنا عن املركز الوطني للتنمية‬ ‫والتأهيل‪ ،‬ومتابعة البلدية لشؤونه‪ ،‬أجاب‬ ‫ُ‬ ‫كنت عضواً ونائب رئيس مجلس‬ ‫حمزة‪ :‬لقد‬ ‫اإلدارة يف هذا املركز الذي يرأسه األستاذ‬ ‫خالد املهتار والذي ميلك خربات كبرية ويحرض‬ ‫ُ‬ ‫خرجت منه‬ ‫مؤمترات دولية باستمرار‪ ،‬لكنني‬ ‫ألننا كجمعية الشؤون القروية متعاقدين مع‬ ‫وزارة الشؤون واملركز أيضاً متعاقد وبالتايل ال‬ ‫سمى سابقاً‬ ‫يحق يل باالثنني‪ .‬هذا املركز كان ُي ّ‬ ‫بـ”مركز املعاقني” وقد تأسس يف مرحلة الحرب‬ ‫أيضاً يف أمالك الك ّبوشيني‪ ،‬ويف أي وقت‬ ‫املهجرين‪،‬‬ ‫سينتقل اىل مكان آخر بعد عودة‬ ‫ّ‬ ‫ولكن يبدو أن املكان الجديد للمركز مؤ ّمن يف‬ ‫منطقة الشوف‪ .‬هذا املركز ُيعنى بقضية‬ ‫املع ّوقني واألشخاص الذين تع ّرضوا إلعاقات‬ ‫مع ّينة يف الحرب‪ ،‬وقد حقق نجاحات ال بأس فيها‬ ‫طوال الفرتة السابقة‪.‬‬ ‫ ‬

‫لألوقاف الدرزية لكنّ املشكلة أن وزارة الرتبية‬ ‫تسجلت األرض‬ ‫ال تبني يف أمالك األوقاف اال اذا‬ ‫ّ‬ ‫باسمها‪ ،‬والقانون يف األوقاف مينع بيع أو‬ ‫تسجيل األرض بل يسمح فقط بتأجريها‪ .‬نأمل‬ ‫املهجرين واستعادة‬ ‫حل هذا املوضوع قبل عودة‬ ‫ّ‬ ‫مبنى املدرسة‪ .‬أما املوضوع الثاين فمذكور يف‬ ‫التخطيط وهو إقامة الحدائق العامة‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫مهم بالنسبة لنا‪ .‬كذلك فقد قمنا بعملية‬ ‫تشجري بالتعاون مع مؤسسات تعنى مبوضوع‬ ‫البيئة خاصة مع وجود مناطق كثرية ُح ِرقت‬ ‫يف الحرب (خاصة مطيرّ عبيه)‪ ،‬وما زلنا نسعى‬ ‫دامئاً للتشجري‪ ،‬وكان لنا دور يف ترميم أقنية‬ ‫الرصف الصحي‪ .‬وقد قدّ منا خريطة للصندوق‬ ‫الكويتي للتنمية الذي ت ّربع مببلغ مليوين دوالر‬ ‫لرتميم الرصف الصحي يف سبع قرى‪ ،‬لكن‬ ‫مرشوعنا تعرقل بسبب اعرتاض بعض أهايل‬ ‫قرية “بعورته” عىل مترير الرصف الصحي من‬ ‫أراضيهم‪ .‬لكننا سنحاول ايجاد ح ًال لذلك يك‬ ‫املطلوب املساعدة‬ ‫ال نخرس هذه الهبة‪.‬‬ ‫حمزة‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الداودية‪،‬‬ ‫مدرسة‬ ‫ويف موضوع‬ ‫يف املشاريع االمنائية‬ ‫لقد تحقق انجاز انتظرناه منذ فرتة طويلة‪ ،‬وهو‬ ‫إلعادة نهوض عبيه‬ ‫موضوع اعادة احياء مدرسة “الداودية”‪ ،‬التي‬ ‫ ‬ ‫م ّرت عليها أجيال كثرية‪ ،‬وهي قد توقفت لفرتة‪،‬‬ ‫ويقول األستاذ أديب حمزة عن عبيه‪:‬‬ ‫واليوم متكنت لجنة األوقاف العامة الدرزية‬ ‫عندما أعود اىل جذور عبيه النضالية‬ ‫وبالطبع بدور من وليد بك جنبالط‪ ،‬من تأجري‬ ‫هذه املدرسة لوزارة الرتبية الفتتاح مدرسة واالجتامعية والثقافية‪ ،‬ال أجد أجمل تعبرياً‬ ‫تكنولوجيا عالية (فرع للجامعة اللبنانية) وأوضح معنى وأصدق مقاالً من هذه الكلامت‬ ‫وكان من املفرتض افتتاحها هذا العام الدرايس املوجزة عن عبيه بقلم األستاذ محمد مايض‪،‬‬ ‫لكن مل يتم ذلك نظراً لقلة عدد الطالب‪.‬‬ ‫مدير عام وزارة الثقافة والتعليم العايل يف‬ ‫املستوصف‬ ‫قال‪:‬‬ ‫وعن موضوع املستوصف‬ ‫مؤمتر عبيه التارخي األول عام ‪:1999‬‬ ‫لجمعية‬ ‫تابع‬ ‫وهو‬ ‫يف البلدة ليس مقف ًال‪،‬‬ ‫«عبيه ُد ّر ُة أودعها البح ُر تالل الغرب حني‬ ‫أرأسها‪،‬‬ ‫التي‬ ‫وجوارها‬ ‫الشؤون القروية لـ”عبيه”‬ ‫تراجع نحو الغرب‪ ..‬وحني استق ّر عىل أعتاب‬ ‫االجتامعية‪،‬‬ ‫الشؤون‬ ‫وزارة‬ ‫وهو متعاقد مع‬ ‫ونصبها أمرية‪..‬‬ ‫بريوت‪ ،‬أهداها تاجاً‪ّ ،‬‬ ‫أطفال‬ ‫(قلب‪،‬‬ ‫معها‬ ‫متعاقدين‬ ‫ولدينا ثالث أطباء‬ ‫بريوت أغنوجة السواحل‪ ،‬وعبيه ضبية‬ ‫وهو‬ ‫املستوصف‬ ‫يف‬ ‫للمعالجة‬ ‫وأسنان) ويأتون‬ ‫ال ّروايب‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تأسس‬ ‫ألنه‬ ‫فت‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫اته‬ ‫ي‬ ‫امكان‬ ‫مستمر لكنّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫بني عبيه وبريوت العصور الوسيطة‪ ،‬حكاية‬ ‫خدمات‬ ‫م‬ ‫ويك‬ ‫وجوارها”‪،‬‬ ‫لـ”عبيه‬ ‫عام ‪1963‬‬ ‫يقدّ‬ ‫رعاية‪ ..‬حكاية الجبل املرشف عىل األزرق الواسع‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫لكن‬ ‫بـ”عبيه”‪.‬‬ ‫املحيطة‬ ‫املناطق‬ ‫لكل‬ ‫املرت ّبص مبواكب األعداء وجحافل الغازين‪..‬‬ ‫يف‬ ‫مستوصفات‬ ‫تأسست‬ ‫السابقة‪،‬‬ ‫املرحلة‬ ‫حكايات صدّ حمالت الصليبيني‪ ..‬تنام بريوت‬ ‫كل القرى املجاورة‪ ،‬وتأسست املستشفى يف فوق رمالها‪ ،‬وتسهر عبيه عىل املرتفع‪ ،‬وكلام‬ ‫هجوم‪ ،‬تقدّ م الفرسان يقاتلون‬ ‫منطقة “قربشمون”‪ ،‬فأصبح كل مواطن يذهب الح يف البحر‬ ‫ٌ‬ ‫للعالج يف املستوصف املوجود يف قريته‪ .‬هذا ويصدّ ون وينترصون‪ ..‬كان لـ»عبيه» فضل‬

‫‪82‬‬

‫الدفاع عن بريوت‪..‬‬ ‫كانت عبيه دامئاً بانتظار يشء ما‪ ،‬قدرها أن‬ ‫تسهر‪ ،‬فيام ينام الساحل أو ُيسامر النجوم‪..‬‬ ‫قيمة تاريخ عبيه تكمن يف ما تواىل عليها‬ ‫من حضارات‪ ،‬وما ترك مبدعوها من اشارات‪..‬‬ ‫ومبدعوها يف مجاالت الفكر والعلم واألدب‬ ‫ٌ‬ ‫منارات تعدّ ى‬ ‫والشعر والصحافة والتاريخ‪،‬‬ ‫اشعاعها الوطن اىل مرص وبلدان االغرتاب»‪.‬‬ ‫لقد أجاد األستاذ مايض يف تصوير تاريخ‬ ‫عبيه النضايل يف صدّ الحمالت «الصليب ّية»‬ ‫االستعامرية عن السواحل اللبنانية‪ ،‬كام أجاد‬ ‫يف االشارة اىل مبدعيها يف مجاالت الفكر‬ ‫والصحافة والتاريخ‪ .‬وال يسعنا اال أن نشري اىل‬ ‫املستوى االقتصادي واالجتامعي الذي يواكب‬ ‫عاد ًة هكذا أجواء راقية‪ ،‬كام ومستوى التعايش‬ ‫بني مختلف الطوائف وطبقات املجتمع‪.‬‬ ‫غري أن هذه البلدة العريقة بتاريخها وتراثها‬ ‫ورجاالتها‪ ،‬أصابها الحرمان واالهامل والركود‬ ‫منذ سنني عديدة‪ .‬لقد تضافر عىل تهميشها‬ ‫ومناطقية‬ ‫سياسية‬ ‫منها‬ ‫عدّ ة‬ ‫عوامل‬ ‫املتعمد وصوالً اىل الحرب األهلية‬ ‫واالهامل‬ ‫ّ‬ ‫وما رافقها من حروب وتهجري‪ .‬وللعلم فقط‪،‬‬ ‫املهجرين اىل عبيه‬ ‫فبالرغم من أحق ّية عودة‬ ‫ّ‬ ‫وجوارها‪ ،‬قبل كافة املناطق‪ ،‬فإن املشكلة ما‬ ‫زالت قامئة والجراح تنزف واملعاناة مشرتكة‬ ‫املهجر واملقيم‪ .‬وما عىل القارىء الكريم اال‬ ‫بني‬ ‫ّ‬ ‫مراقبة الحركة التجارية البائسة واملستويات‬ ‫االقتصادية والنشاطات االجتامعية واالمنائية‬ ‫املتواضعة ومقارنتها بأحوال عبيه املزدهرة‬ ‫عرب تاريخها وحتى الحرب املشؤومة‪ .‬وهنا‬ ‫للقيام بأبسط‬ ‫نتوجه اىل كافة املسؤولني‬ ‫ّ‬ ‫واجباتهم واملساعدة يف ايجاد الحلول املناسبة‬ ‫للمشاكل املستعصية التي تواجهها عبيه‪،‬‬ ‫ونتوجه اىل الجمعيات االمنائية والجهات‬ ‫كام‬ ‫ّ‬ ‫املانحة للمساعدة يف املشاريع االمنائية املنتجة‬ ‫والحضارية الالزمة للنهوض يف عبيه وجوارها‪.‬‬ ‫ ‬

‫عارف النكدي رجل الوطنية‬ ‫والقضاء والفكر‬ ‫أما سامي وهبه‪ ،‬األستاذ يف مدرسة‬ ‫التنوخية الوطنية‪ ،‬فتذكر العالمة واملصلح‬ ‫االجتامعي عارف أمني بك النكدي‪ ،‬وأسامه‬ ‫برجل الوطنية والقضاء والفكر‪ ،‬وقال مع ّرفاً‪:‬‬ ‫هو عارف بن أمني بن سعيد النكدي‪ُ ،‬ولِد يف‬ ‫بريوت يوم الخميس املوافق لـ‪/13‬كانون األول‬ ‫‪ .1887‬تلقى علومه األولية يف مدارس بعبدا‬ ‫وبيت الدين‪ ،‬وعلومه املتوسطة البطريركية‬ ‫يف بريوت‪ ،‬ومنها انتقل اىل املدرسة العثامنية‬ ‫املدرسة‬ ‫اىل‬ ‫انتقل‬ ‫وبعدها‬ ‫االسالمية‪،‬‬ ‫العلامنية الفرنسية يف بريوت (لالييك)‪ ،‬وقد‬ ‫نال اجازة الرتافع أمام املحاكم عام ‪.1911‬‬ ‫تب ّوأ مراكز ووظائف عديدة يف سوريا ولبنان‪،‬‬

‫نقش قديم‬

‫منها يف سوريا‪ :‬مديراً لألمور الحقوقية يف عهد‬ ‫االنتداب الفرنيس‪ ،‬ومديراً عاماً لوزراة العدل يف‬ ‫سوريا‪ ،‬ومفتشاً لقضاء منطقة حلب‪ ،‬وك ّلف ادارة‬ ‫معرض دمشق الدويل عام ‪ ،1936‬ورئاسة مجلس‬ ‫ني مديراً عاماً‬ ‫شورى الدولة سنة ‪ ،1946‬ثم عُ َ‬ ‫للعدل‪ ،‬ومن ثم مديراً لوزارة التموين بالوكالة‪،‬‬ ‫ومديراً للرشطة واألمن العام‪ ،‬وكان محافظاً‬ ‫لجبل العرب‪ ،‬ونائباً للحاكم العسكري العام‪.‬‬ ‫يكتف ذكاء وحنكة عارف النكدي بهذه‬ ‫ومل‬ ‫ِ‬ ‫املراكز‪ ،‬بل توىل أيضاً مهاماً عديدة يف لبنان‪،‬‬ ‫كاتباً يف محكمة استئناف جبل لبنان‬ ‫منها‪:‬‬ ‫املدنية‪ ،‬وقاضياً للتحقيق يف جبل لبنان‪ ،‬ثم‬ ‫عضواً يف املحكمة االبتدائية املدنية يف جزين‪،‬‬ ‫وعضواً يف محكمة جنايات جبل لبنان‪ ،‬ورئيساً‬ ‫ملحكمة جنايات جبل لبنان بالوكالة (‪،)1915‬‬ ‫ومديراً ملديرية االعاشة‪ ،‬كام توىل مديرية‬ ‫األوقاف الدرزية العامة العامة منذ العام ‪1931‬‬ ‫وحتى العام ‪.1965‬‬ ‫وبالطبع فإن شخصية رجل كـ»عارف بك‬ ‫النكدي»‪ ،‬مت ّيزت باألعامل الخيرّ ة‪ ،‬ال بد أن تذكر‬ ‫أعاملها ومساعيه لفعل الخري‪ ،‬حيث أعاد‬ ‫ترميم مبنى «املدرسة الداودية» عام ‪،1931‬‬ ‫كام أنشأ بيت اليتيم الدرزي يف بريوت سنة‬ ‫‪ ،1941‬ثم نقله اىل عبيه العام ‪ ،1955‬وتح ّول‬ ‫املبنى يف بريوت اىل «املدرسة املعنية» التي ال‬ ‫تزال موجودة حتى اليوم يف منطقة مار الياس‪.‬‬ ‫كذلك أنشأ بيت اليتيم الدرزي يف السويداء‬ ‫عام ‪ ،1948‬واملدرسة التنوخية الوطنية يف‬ ‫عبيه عام ‪ ،1969‬ومدرسة التوحيد الثقافية‬ ‫عام ‪ ،1971‬وعمل عىل إنشاء مدرسة مهنية‪،‬‬ ‫افتتحها بعد وفاته املربيّ شكيب بك النكدي‪،‬‬ ‫وحملت اسمه «مدرسة عارف النكدي‬ ‫املهنية»‪ .‬وقد كان النكدي عضواً يف املجمع‬ ‫العلمي الثقايف يف سوريا‪ ،‬وتعاطى الصحافة‬ ‫والسياسة‪ ،‬واستعاد «تربة الدروز» يف بريوت‪.‬‬

‫يجب املحافطة‬ ‫عىل ثوابت أبناء الجبل‬ ‫أما األستاذ نديم حمزة‪ ،‬مؤسس ورئيس‬

‫‪83‬‬

‫جمعية إحياء تراث عبيه‪ ،‬والعضو املؤسس‬ ‫فأرص أن يضيف‬ ‫للحركة الثقافية االجتامعية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن بلدة عبيه‪ ،‬صاحبة املايض العريق‪ ،‬ال تزال‬ ‫برتاث الجدود وبنضال األحفاد املستلهمني‬ ‫للرتاث‪ ،‬كبلدة عريقة ألجل مستقبل بناء هذا‬ ‫الوطن الذي وضع التنوخ ّيون حجر األساس‬ ‫لبناءه‪:‬‬ ‫كوطن أخ ّوة العيش بني جميع أبناءه عىل‬ ‫اختالف معتقداتهم‪ ،‬حيث كان حكم األمراء‬ ‫التنوخيني طيلة خمسة قرون يف عبيه عابراً‬ ‫يحي مؤرخ البيت‬ ‫للطوائف‪ ،‬فال صالح بن‬ ‫َ‬ ‫البحرتي‪ ،‬وال املؤرخ حمزة بن سباط‪ ،‬يشريان اىل‬ ‫معتقد التنوخيني الديني‪.‬‬ ‫الرتاث املقاوم للتنوخيني لكل غا ٍز ومحتل‬ ‫ودخيل منذ قدومهم اىل السواحل الشامية‪،‬‬ ‫كحامة ثغور ضد اعتداءات الروم البيزنطيني‬ ‫ُ‬ ‫البحرية يف العهد الع ّبايس ثم رصاعهم‬ ‫وجهادهم املرير ضد االحتالل الفرنجي لساحل‬ ‫بالد الشام وفلسطني‪ ،‬كام ال بد من االشارة اىل‬ ‫املؤمتر الذي عُ قد يف عبيه عند حصار نابليون‬ ‫بونابرت الفرنيس ملدينة عكا‪ ،‬وكان القرار‬ ‫الشهري الذي أقسمه املؤمترون (املجتمعون)‪ ،‬عىل‬ ‫مقام األمري الس ّيد أن يقاوموا جيش نابليون‬ ‫واملتعامرين معه من الوطن‪.‬‬ ‫واستلهاماً لرتاث التنوخيني املقاوم‪ ،‬شارك‬ ‫العديد من أبناء البلدة يف الثورة السورية‬ ‫الكربى ضد االحتالل الفرنيس‪ ،‬كام قاوموا‬ ‫الغزاة الصهاينة عام ‪ 1982‬وما بعده‪.‬‬ ‫كانت عبيه منارة علمية‪ ،‬وملّا تزل‪ ،‬وخاصة‬ ‫بعد إحياء املدرسة الداودية‪ ،‬ونسعى إلعادة‬ ‫املؤسسات الرتبوية والعلمية املتوقفة ومنها‬ ‫املدرسة السورية ومدرسة الك ّبوشيني‪.‬‬ ‫كفى عقاباً لهذه البلدة‪ ،‬لعروبتها ومقاومتها‪،‬‬ ‫ما دامت الحاجة مستمرة اىل مقاومة للعدو‬ ‫لقسم منها يف الجنوب‪،‬‬ ‫املرت ّبص بأرضنا واملحتل‬ ‫ٍ‬ ‫والطامع مبياهها‪.‬‬ ‫وليتوحد‬ ‫فلتتعزز ثقافة وخيار املقاومة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وطن تسود فيه العدالة‬ ‫جميع اللبنانيني يف‬ ‫ٍ‬ ‫والحرية‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫«منرب التوحيد»‬ ‫تشكر األستاذ مفيد حمزة‬ ‫عىل املساعدة يف تأمني املقابالت‬ ‫وعىل جهده إلبراز تاريخ هذه القرية‬ ‫واألستاذ نديم حمزة لتأمني املراجع‬ ‫التاريخية وايفادنا بها‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫تحقيق‬

‫معرض أرضي في عامه الثالث ّ‬ ‫حقق التواصل بين المنتج والمستهلك‬

‫تسويق المنتجات لمواجهة األوضاع االقتصادية االجتماعية‬ ‫يف الضاحية الجنوبية‬ ‫املعهودة كمركز إلحياء‬ ‫مبناسبات متعددة يحييها‬ ‫زراعية وحرفية‪ ،‬افتقد لها‬

‫لبريوت‬ ‫الليايل‬ ‫حزب‬ ‫املواطن‬

‫خرجت قاعة سيد الشهداء‬ ‫عن شكلها االعتيادي ووظيفتها‬ ‫العاشورائية‪ ،‬أو كقاعة احتفاالت‬ ‫الله‪ ،‬وتح ّولت إىل معرض ملنتجات‬ ‫اللبناين مع مرور األيام‪.‬‬ ‫ما إن تصل اىل املعرض حتى يستقبلك مجسم لـ «مدينة‬ ‫الشمس»‪ ،‬قلعة بعلبك الرتاثية‪ ،‬ولــدى دخولك صــالــة الــعــرض‪،‬‬ ‫يأخذك املشهد إىل خريات األرض الريفية الواسعة وتجذبك رائحة‬ ‫القرية اللبنانية األصيلة التي نقلها معرض “املونة” واملنتوجات‬ ‫الزراعية والحرفية «أريض» إىل املدينة‪ ،‬فتستنشق عطرها الذي‬ ‫انترشعىل “استندات” منها ما هو مخصص للأمكوالت وبعضها‬ ‫اآلخر للمنتوجات الحرفية وغريها من اإلبــداعــات اللبنانية التي خاصة ربات البيوت للحصول عىل املونة السنوية‪،‬‬ ‫نرثها عن أجدادنا‪ ،‬وكذلك الركن الثقايف كان له ح ّيزاً هاماً يف واملنتوجات الغذائية والحرفية العالية الجودة‪ ،‬كام يهدف اىل‬ ‫املعرض ُس ّطر يف كتب وقصص تروي الرتاث اللبناين األصيل‪ ،‬يف إيجاد تواصل بني املنتج واملستهلك من أجل تطوير عملية‬ ‫اإلنتاج مبا يتناسب مع حاجات املستهلكني‪ ،‬وكل ذلك ضمن‬ ‫تاريخه الثقايف واإلسالمي‪.‬‬ ‫معرض “املونة” واملنتوجات الزراعية والحرفية السنوي الثالث‪ ،‬أجواء من األنشطة التثقيفية الزراعية والقروية املساندة‬ ‫افتتحته مؤسسة “جهاد البناء” بالتعاون مع «مركز بريوت للقلب» للمعرض يستفيد منها املجتمع الناشئ‪.‬‬ ‫عىل مدى ‪ 14‬عرش يوماً‪ ،‬بهدف إيجاد فرصة للتعاونيات الزراعية‬ ‫املعرض كان لنا وقفات مع بعض‬ ‫وخالل جولتنا يف‬ ‫والحرفية وصغار املنتجني الزراعيني والحرفيني خاصة النساء منهم املشاركني فيه توقفنا من خاللها عىل تقييمهم للمعرض‪،‬‬ ‫لتسويق إنتاجهم املتنوع‪ ،‬وبالتايل إتاحة الفرصة للمستهلكني والهدف من مشاركتهم وكيفية اإلعداد للمشاركة‪.‬‬

‫غالب الحاج حسني‬

‫وكانت املحطة األوىل مع السيد غالب الحاج حسني املسؤول اإلعالمي لـ‬ ‫«مؤسسة جهاد البناء االمنائية»‪ ،‬أشار فيها اىل أنها السنة الثالثة عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬

‫التوايل‪ ،‬التي يتم فيها التنظيم ملعرض «أريض» يف مجمع سيد الشهداء‪،‬‬ ‫من خالل تجربتنا خالل عامي ‪ 2007‬و ‪ 2008‬حيث ارتأت املؤسسة بعض‬ ‫التعديالت إن كان بالديكور الداخيل للمعرض‪ ،‬أو بالنسبة لعدد املشاركني‬ ‫لهذا العام‪ ،‬فقد كان أقل من األعوام السابقة‪ ،‬والسبب يعود اىل استطالعات‬ ‫الرأي التي تد ّون يومياً طيلة فرتة املعرض من الزوار‪ ،‬وذلك إلتاحة الفرصة‬ ‫للزوار الكرام بالتجول بشكل منظم ومريح بني الرفوف‪ ،‬ألن يف السنوات‬ ‫املاضية أدّى ضيق املسافة بني العارض واآلخر اىل نوع من الفوىض‪ ،‬خاصة‬ ‫مع اإلقبال الشديد‪ ،‬وبالنسبة للديكور الداخيل اليشء امللفت للنظر هذا‬ ‫العام‪ ،‬والذي أضفى عىل القاعة واملعرض رونقاً‪ ،‬هو مجسم قلعة بعلبك‬ ‫عند دخول الزائر اىل املعرض‪ ،‬ملا لهذه القلعة من معانٍ تراثية وثقافية‬ ‫كبرية‪ ،‬وهذا العام تم الرتكيز عىل لجنة «الجودة والنوعية» يف املنتوجات‪ ،‬وقد‬ ‫كان لها دور فعل يف العامني املاضيني‪ ،‬ولكن هذا العام مت ّيز بالتشديد من‬ ‫قبل إدارة املعرض‪ ،‬ودور هذه اللجنة هي تدوين استامرة بكل ما يدخل اىل‬ ‫املعرض من منتوجات عىل كافة أنواعها‪.‬‬ ‫وأ ّكد الحاج حسني أن املؤسسة مستمرة عىل هذا الطريق‪ ،‬إذ ليس من‬ ‫السهل بالنسبة للوضع االقتصادي‪ ،‬الذي يعاين منه لبنان يف الوقت‬ ‫الحايل‪ ،‬تسويق املنتوجات الزراعية والحرفية ضمن معارض كهذه‪ ،‬ورغم‬ ‫هذه األوضاع ميكننا القول أن اإلقبال عىل املعرض جيد جدا‪ ً،‬ويصل أحياناً‬ ‫اىل املمتاز‪ ،‬وذلك يعود اىل الوضع االقتصادي‪ ،‬والغالء املعييش‪ ،‬الذي يعاين‬ ‫منه املواطن اللبناين والذي له بالطبع تأثري عىل معرضنا‪ ،‬ولكن بشكل‬ ‫عام نسبة املبيع أفضل من السنوات السابقة ‪ 2007‬و ‪ ،2008‬رغم أن نسبة‬ ‫الحضور يف العامني السابقني كانت أفضل من هذا العام‪.‬‬

‫فاملعرض يهدف إىل تنشيط الحركة االقتصادية التسويقية للتعاونيات‬ ‫الزراعية والحرفية وللمزارعني والحرفيني من مختلف القرى والبلدات اللبنانية‪،‬‬ ‫كام يسعى إىل تنمية قطاع الزراعة من خالل تطوير قدرات املزارعني‬ ‫والحرفيني ومساعدتهم عىل تأمني فرص عمل‪ .‬الهدف منه أيضاً هو إيجاد‬ ‫صلة وصل بني املنتج يف األرياف واملستهلك يف املدينة»‪.‬‬ ‫ولفت الحاج حسني اىل وجود قسم كبري من العارضني من ذوي أصحاب‬ ‫الرشكات‪ ،‬كان لهم فرصة املشاركة يف العامني املاضيني‪ ،‬مل يشاركوا هذه‬ ‫السنة‪ ،‬ألنه من خالل معرض “أريض ‪ 2007‬و‪ ”2008‬انفتحوا عىل أسواق تجارية‬ ‫عرب العاصمة‪ ،‬وأصبح لقسم منهم محالت خاصة بهم‪ ،‬فإن مؤسسة‬ ‫“جهاد البناء االمنائية” استثنتهم هذا العام لتفسح املجال لتعاونيات‬ ‫وجمعيات أخرى ما زالت يف بداية انطالقها‪ ،‬مؤ ّكداً أن الــعــارضــيــن يف‬ ‫الــمــعــرض‪ ،‬لــيــســوا شــركــات‪ ،‬إذ اقترص دور الرشكات هذه املرة‬ ‫عىل “أجنحة الرعاية”‪ ،‬لغياب املــوازنــة املالية للمعرض‪ ،‬وهذا ما يجعل‬ ‫املؤسسة تأخذ بعض الــرعــايــات لتغطية نفقات املعرض‪ .‬ويعرض‬ ‫العارض األســاســي منتوجه مجاناً ويف بعض األحيان تواكبه املؤسسة‪،‬‬ ‫ومتد له يد العون خصوصاً من ناحية الجودة والنوعية‪.‬‬ ‫أما فيام يتعلق بآلية إدخال املنتوجات اىل املعرض‪ ،‬فقد ع ّينت لجنة “الجودة‬ ‫والنوعية” لفحص كل ما يتم إدخاله اىل املعرض‪ ،‬ألن الزائر يح ّمل املسؤولية‬ ‫للمنتج‪ ،‬واملسؤولية األكرب تقع عىل عاتق مؤسسة جهاد البناء التي تقوم‬ ‫بتنظيم املعرض‪.‬‬ ‫وللمعرض برنامجا يوميا يضم نشاطات صباحية‪ ،‬وأخرى ثقافية‬ ‫خصصت لطالب املدارس والجامعات والجمعيات الكشفية للتعرف عىل‬ ‫بعض الحرف التي هي عىل طريق االنقراض من شد املكانس‪ ،‬والفخاريات‪،‬‬ ‫والحفر عىل النحاس والجلد‪ ،‬ويتم التوضيح والرشح للطالب وتنفيذ العمل‬ ‫أمامهم‪ ،‬كام يتم تنظــيم برنامج خاص بالوفود النسائية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫ندوات ودورات عىل الفنون الحرفية‪ .‬وقد خصص املعرض «ديوانيــة عربيــة»‬ ‫كام يقام برنامج مسايئ تتخلله سهرة تراثية‬ ‫الســتقبال الشخصيات‪.‬‬ ‫وزجلية‪ ،‬ولوحات فنية لالستاذ منري كرسواين‪.‬‬ ‫وأضفنا هذا العام خريطة لبنان الغذائية‪ :‬إذ تعرض ّ‬ ‫كل محافظة‬ ‫منتجاتها من املؤونة واملصنوعات الحرفية كفخار راشيا‪ ،‬وبرغل الجنوب‪،‬‬ ‫وزيوت الكورة‪ ،‬وكشك البقاع‪.‬‬ ‫باإلضافة اىل املحميات ألن هناك قسم كبري من األطفال يجهلون ما معنى‬ ‫محمية‪ ،‬والبيت الرتايث القديم الذي يجسد للطفل كيف كانوا أجدادنا‬ ‫يعيشون ويتضمن عرضا ملطحنة القمح والعدس «الجاروشة»‪ ،‬فديكور‬ ‫املعرض كله ذو طابع قروي‪ .‬وهذا العام أضفنا عىل املعرض سحب جوائز‬ ‫للقيمة الرشعية التي تتجاوز ‪ 15‬الف لرية لبنانية ويتم السحب يومياً‪،‬‬ ‫وأنشانا لجنة الختيار أفضل نوعية زيت موجودة يف املعرض‪ ،‬واللجنة تضم‬ ‫أطباء ومهندسني مختصني‪ ،‬وجرى سحب فاز فيه العديد من األشخاص‬ ‫كجائزة أفضل نوعية زيت يف املعرض‪.‬‬ ‫أما عن كيفية التحضري للمعرض‪ ،‬فيتم قبل شهر ونصف من موعده‪،‬‬ ‫ورمبا أكرث‪ ،‬ألن معرض «اريض» يختلف عن املعارض األخرى فهو أشبه‬ ‫مبهرجان‪ ،‬ومعرض انساين تنموي ال يبغى الربح‪ ،‬وهذا هو الفرق بينه وبني‬ ‫املعارض األخرى‪ ،‬واأليادي التي تقوم يتنفيذ ديكور املعرض يؤمن لها املواد‪،‬‬ ‫وتنفذ عملها دون أي مقابل أو أجر‪ ،‬ألن مؤسسة «جهاد البناء» ال تأخذ أجارا‬ ‫من أي عارض قطع‪ ،‬وتقدم كل ما يحتاجه العارض من دون مقابل‪.‬‬ ‫وختم الحاج حسني كالمه بالقول‪ :‬إن مؤسسة جهاد البناء أصبح لديها‬ ‫الخربة الكافية لطريقة تنظيم املعارض من خالل تجربتها السابقة ونجاحها‪،‬‬ ‫ومعرفة املؤسسة باملنتجني ليست وليدة املعرض‪ ،‬فاملؤسسة عىل تواصل‬ ‫مستمر مع املنتجني والعارضني عرب مهندسني أو مراكز منترشة يف املناطق‪،‬‬ ‫وتقوم املؤسسة بدعوتهم يف جميع املناسبات التي تقوم بها عىل مدار‬ ‫السنة‪ ،‬ونقوم بدعوتهم قبل موعد املعرض بفرتة زمنية تخولهم التحضري‬ ‫للمعرض بشكل جيد‪.‬‬ ‫تابعنا جولتنا حول املعرض والحظنا أن املشاركني فيه من أحزاب‬ ‫ومؤسسات ورشكات مختلفة‪ ،‬قد اختلفت آراءهم حول املعرض‪:‬‬

‫التيار الوطني الحر‬

‫لفت «التيار الوطني الحر» اىل مشاركته للمرة الثالثة يف املعرض‪ ،‬حيث‬ ‫كانت املشاركة األوىل له بعد توقيع ورقة التفاهم الجديدة‪ ،‬ورأى أن أهميته‬ ‫تكمن يف تشجيع فتح املناطق عىل بعضها البعض ما يؤسس للعيش‬ ‫املشرتك بني اللبنانيني‪ ،‬مشرياً اىل نجاح املعرض‪ .‬وأضاف أن الفضل يف‬ ‫مشاركة األحزاب من كافة أنحاء لبنان يعود اىل مؤسسة «جهاد البناء»‪،‬‬ ‫مقدماً الشكر واالحرتام والتقدير لهذا العمل‪ ،‬خاصة وأن املؤسسة ال‬ ‫تأخذ من العارض أي يشء من املال‪ ،‬بل هي من تقدم كل يشء وال يهمها‬ ‫سوى راحته ومساعدته عىل ترصيف بضائعه‪ .‬أما اإلقبال عىل املعرض‬ ‫فهو مقبول‪ ،‬والتوقيت جيد‪ ،‬والفرتة ‪ 14‬يوماً تسمح للزوار بأن يختاروا ما‬ ‫يحتاجونه بشكل جيد‪ ،‬وافتتاح املعرض من الصباح حتى املساء يسهّل‬ ‫عىل ربة املنزل زيارة املعرض براحة‪ ،‬وخصص دوام الصباح لطالب املدارس‬ ‫ليتمكنوا من التعرف عىل منتوجات األرض وما تنتجه األيادي العاملة‬ ‫وخاصة األعامل الحرفية‪ ،‬والهدف من مشاركة التيار الوطني الحر يف هذا‬ ‫املعرض هو االختالط مع اآلخر وليعلم العامل كله بأن الشعب اللبناين‬ ‫موحد‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫تجمع النهضة النسائية‬

‫كـ»تجمع النهضة النسائية» هذه السنة الثالثة عىل مشاركتنا‬ ‫للمعرض‪ ،‬وهو يف نجاح مستمر‪ ،‬بدأنا املعرض عام ‪ 2007‬ومدته ‪ 7‬أيام‪ ،‬ثم‬ ‫عام ‪ 2008‬أصبح عرشة أيام‪ ،‬وهذا العام ارتفعت فرتة العرض اىل ‪ 14‬يوماً‪،‬‬ ‫سجل نتيجة جيدة جداً‪ ،‬والحمد‬ ‫وبعد مرور عرشة أيام عىل افتتاح املعرض ّ‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫تحقيق‬ ‫الله املعرض يف تقدم مستمر والفضل يعود طبعاً ملؤسسة جهاد البناء‪،‬‬ ‫ومشاركتنا اخترصت عىل عرض منتوجات حرفية كأشغال يدوية باالضافة‬ ‫اىل الحلويات (‪12‬نوع من الحلوى) يتم تحضريها من قبل نساء « تجمع النضهة‬ ‫االجتامعي»‪ ،‬لدينا مركزين‪ :‬مركز يف بعقلني وآخر يف صوفر‪ ،‬ويتم تحضري‬ ‫للحلويات يف الليل‪ ،‬واإلقبال عىل املعرض نستطيع القول بأنه ممتاز‪.‬‬ ‫املعرض بالنسبة لنا أصبح دورياً وتوقيته معروف‪ ،‬يف ترشين األول‬ ‫أو الثاين من كل عام فنبدأ باالستعداد له قبل فرتة حتى قبل أن تب ّلغنا‬ ‫مؤسسة «جهاد البناء اإلمنائية»‪ ،‬وكـ»تجمع النهضة النسائية» فهي حارضة‬ ‫للمعارض وخاصة باألشغال اليدوية ألننا نشارك دامئاً يف معارض عدة‪.‬‬

‫عام‪ .‬وبالنسبة لألسعار يف املعرض فهي مدروسة من قبلنا وهناك لجنة يف‬ ‫املعرض ترشف عىل األسعار واملنتوجات بكافة تفاصيلها‪.‬‬

‫لني وهاب‬

‫والتحضري مستمر طيلة السنة ألننا نشارك يف معرض «أريض» كل عام‬ ‫ومعارض أخرى‪ .‬ومعرض»أريض» هذا العام يتقدم عن العام الذي سبقه‪،‬‬ ‫ونأمل أن يكون املعرض يف شهر أيلول ألنه شهر «مونة»‪ ،‬أما ريع هذا املعرض‬ ‫يعود للمنتديات التي تعود اىل مناطق عدة يف لبنان‪.‬‬

‫للموظف اللبناين ووضعه املادي‪ ،‬فإن اللبناين أصبح يعتمد عىل الوقت يف‬ ‫تأمني مستلزماته‪ ،‬واألسعار تناسبه متاماً‪ ،‬ويعود ريع املعرض لليد العاملة‬ ‫القروية التي تساهم يف تصنيع منتوجاتنا‪.‬‬

‫مكتبة «‪»Encyclomedia‬‬

‫هيئة دعم املقاومة‬

‫املؤسسة التوحيدية‬ ‫للخدمات االجتامعية‬

‫خالل جولتنا استوقفنا رئيسة املؤسسة التوحيدية للخدمات االجتامعية‬ ‫لني وهاب التي كانت تجول يف املعرض برفقة أمينة شؤون املرأة يف تيار التوحيد‬ ‫السيدة فدى وهاب أبو رضغم‪ ،‬ويف معرض سؤالنا عن مشاركتهن يف املعرض‬ ‫والهدف من املشاركة ودور املؤسسة التوحيدية للخدمات االجتامعية‬ ‫ونشاطها وما ستقوم به يف املستقبل‪ ،‬استهلت حديثها بتقديم الشكر اىل‬ ‫مؤسسة «جهاد البناء االمنائية» عىل هذا املعرض منوهة بجهودها (مؤسسة‬ ‫جهاد البناء) الدامئة لدعم املواطن اللبناين وحرصها املتواصل عىل تأمني‬ ‫كافة الوسائل ملساعدته يف ترصيف كافة منتوجاته‪ ،‬من خالل جمع وتوحيد‬ ‫اللبنانيني من كافة األحزاب اللبنانية يف معرض واحد يف وقت عجزت فيه‬ ‫الدولة عىل تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ .‬وأضافت أن الهدف األسايس من‬ ‫املعرض هو تشجيع اليد العاملة اللبنانية وخاصة عنرص النساء بالعودة اىل‬ ‫العادات التقليدية من خالل تأمني «املونة» واملواد الغذائية الطبيعية لعائالتها‬ ‫من صنع يديها وأن تبتعد عن املواد املصنعة‪.‬‬ ‫ونحن كمؤسسة نسعى دامئاً اىل التقدم‪ ،‬وسيكون لنا مشاركات‬ ‫يف معارض أخرى‪ ،‬وستقام دورات تشمل أشغال يدوية وحرفية من شك‬ ‫الخرز‪ ،‬والحفر عىل الخشب والشمع‪ ،‬وكيفية صناعة اإلكسسوار وغريها من‬ ‫األشغال التي تساعد النساء يف القرى عىل االستفادة من وقتهم‪ ،‬وهذه‬ ‫الدورات ستقام يف كافة مراكز التيار املوجودة يف مناطق عدة يف لبنان‪.‬‬

‫عروضاتنا تعتمد عىل األشغال اليدوية‪ ،‬وال نلجأ اىل بضائع السوق‪ ،‬وهذا‬ ‫كله من صنع أيادينا‪ ،‬والتحضري أصبح ضمن برنامج عملنا‪ ،‬ألن توقيت‬ ‫املعرض أصبح سنوياً‪ ،‬وخالل هذه الفرتة نعمل لتحضريه‪ ،‬وعملنا ال يتوقف‬ ‫ألننا نشارك أيضاً يف معارض اخرى‪ ،‬وبالنسبة للمعرض كتنظيم‪ ،‬وإعداد‬ ‫ممتاز‪ ،‬ويتم ّيز بتطوره وكل عام أفضل من الذي سبقه‪ ،‬ولكن هناك مالحظة‬ ‫عن التوقيت هذا العام ألنه جاء متأخراً عن العامني املاضيني‪ ،‬رمبا لديهم‬ ‫ّ‬ ‫وأفضل أن يكون يف بداية شهر ترشين األول وليس يف أواخره‪،‬‬ ‫ظروف معينة‬ ‫فيكون أنسب وأفضل‪ ،‬وريع هذا املعرض يعود فقط لهيئة دعم املقاومة‪.‬‬

‫شاركنا يف معرض “أريض ‪ ”2008‬وها نحن نشارك هذا العام‪ ،‬والهدف‬ ‫إلتاحة الفرصة لكل لبناين أن يكون مثقفاً‪ ،‬ألن لدينا كتب متنوعة من‬ ‫التغذية واألعشاب الطبيعية والطبخ وكتب لألطفال وغريها من الكتب‬ ‫التي تنور طريق اإلنسان يف حياته‪ .‬وكمعرض‪ ،‬اإلقبال ممتاز‪ ،‬وميتاز املعرض هذا‬ ‫العام برتتيبه وتنظيمه املم ّيز‪.‬‬

‫الغسانية»‬ ‫جمعية اإلمناء اإلسالمية « ّ‬

‫مؤسسة صابونا حسون‬

‫املنتدى النسايئ الدميقراطي‬

‫ككل عام نشارك يف املعرض والفضل يعود اىل مؤسسة جهاد البناء‬ ‫التي تتذكرنا دامئاً وتدعونا للمشاركة‪ ،‬وككل عام‪ ،‬نقدم املنتوجات الزراعية‬ ‫البيتية ولكن هذا العام مت ّيز بالنسبة لنا بزيادة ركن االشغال اليدوية‬ ‫وتضمن» كنزات مصنوعة من الصوف‪ ،‬والكروشيه وغريها‪ »...‬عىل الرف‬ ‫الخاص باملؤسسة‪ .‬أما فيام يتع ّلق بالتحضري‪ ،‬فيتم عرب مجموعة من‬ ‫األخوات يف « املؤسسة التوحيدية للخدمات االجتامعية»‪ ،‬والهدف من‬ ‫مشاركتنا هو تشجيع اليد العاملة والتأكيد عىل وحدة الشعب اللبناين‪.‬‬ ‫بالنسبة لإلقبال هذا العام ليس أفضل من العام املايض‪ ،‬رمبا السبب يعود‬ ‫اىل الوضع االقتصادي الذي يعاين منه اللبناين‪ ،‬أما بالنسبة لتوقيت‬ ‫املعرض فمن األنسب أن يكون يف أواخر أيلول وأوائل ترشين األول من كل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪86‬‬

‫كمنتدى نسايئ برئاسة السيدة زينة طالل أرسالن‪ ،‬ومؤسسة األمري‬ ‫مجيد ارسالن نشارك يف املعرض ونعرض منتوجات زراعية وحرفية‪،‬‬

‫عروضاتنا تخترص عىل الصابون فقط‪ ،‬ومن خالل مشاركتنا للمعرض‬ ‫نالحظ أن العامل أصبح لديهم حس بالطبيعة‪ ،‬ويفتقرون ملنتوجات أرضنا‬ ‫الغري مصنعة‪ ،‬وهذا يساعد اللبناين عىل الشعور بأن لديه ارتباط أكرب‬ ‫بجذوره وتراثه‪ ،‬وصناعة منتوجات الصابون تعود بنا اىل الحياة القروية وإنتاج‬ ‫الزيت وقطاف الزيتون‪ ،‬هذه أشياء تذكر اإلنسان برتاثه‪ ،‬حتى ال يفتقده أبداً‪.‬‬ ‫نجاح املعرض يعود اىل التوقيت املناسب‪ ،‬والفرتة الزمنية الكافية بالنسبة‬

‫هذه السنة الثانية عىل اشرتاكنا يف معرض أريض الذي يوفر املجال‬ ‫أمام الصناعيني والحرفيني لترصيف أعاملهم وأشغالهم وخاصة الحرف‬ ‫القدمية‪ ،‬ونشكر لـ»جهاد البناء» جهودها ألنها تعتني بالعامل اللبناين‪،‬‬ ‫وبالحرف الزراعية ومن بينها صناعة مكانس القش‪،‬يف وقت أصبحت فيه‬ ‫هذه الصناعة شبه منقرضة‪ ،‬إذ ال يوجد أيادي عاملة تنتج هذا النوع من‬ ‫الصناعة سوى يف بلدة «الغسانية» حيث يوجد ستة أشخاص فقط‬ ‫ميارسون هذا العمل‪ .‬أما يف ما يتعلق بتوقيت املعرض فإننا نرتأي لو يتم أول‬ ‫الشهر‪ ،‬مع البقاء عىل نفس الفرتة الزمنية للمعرض‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫تحقيق مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب سياحة‬

‫مدينة حلب درة الشمال‬ ‫وحاضرته المتألقة‬ ‫تعترب حلب من أهم مدينة يف شامل سورية‪ ،‬و ثاين أكرب مدينة يف‬ ‫البالد بعد العاصمة دمشق‪ ،‬حيث يشكل موقع حلب تقاطعاً لطرق التجارة‬ ‫العاملية وتعني لفظة حلب يف اللغة العمورية معادن الحديد والنحاس‪ ،‬ويف‬ ‫اآلرامية البياض نسبة إىل بياض تربتها وحجارتها الكلسية‪ .‬وذكر األسدي‬ ‫أنها مؤلفة من كلمتني ( حل – لب ) وتعني مكان التجمع‪ .‬ويقال أن ابراهيم‬ ‫َّ‬ ‫وحط رحاله عىل تلتها العالية (حيث القلعة) وح َل َب‬ ‫عليه السالم م َّر بها‬ ‫بقرته الشهباء فيها ومن هنا جاءت تسميتها حلب الشهباء‪.‬‬

‫نشأتها‬

‫يعود استطيان املنطقة التي تقوم عليها مدينة حلب إىل سبعة آالف‬ ‫سنة مضت عارصت حلب مدن نينوى‪ ،‬بابل‪ ،‬ممفيس‪ ،‬ماري‪ ،‬أوغاريت‪ ،‬ايبال‪،‬‬ ‫ادور‪ ،‬أفاميا‪ ،‬كركميش‪ ،‬الرصافة وغريها وقد زالت تلك املدن وبقيت حلب‬ ‫صامدة‪ .‬وكانت حلب عامرة ألكرث من ألف عام عندما أنشئت مدينة روما‪،‬‬ ‫كام كانت حلب عاصمة ألقوى دولة أمورية (ميحاض) يف القرن ‪ 18‬ق‪.‬م ‪.‬‬ ‫وأقدم ذكر لها ورد يف نصوص إيبال (تل مرديخ)‪ ،‬التي تعود إىل األلف الثالث‬ ‫ق‪.‬م‪ ،‬كام ذكرتها نصوص مدينة ماري تل الحريري قرب مدينة البوكامل‬ ‫وأوغاريت يف األلف الثاين ق‪.‬م ‪ ،‬و يتوقع علامء اآلثار أن يف مدينة حلب‬ ‫مكتبة ضخمة ال تقل محتوياتها عن ‪ 20‬ألف رقيم مسامري من عرص إيبال‬ ‫و ماري و أوغاريت‪.‬‬

‫أهمية حلب األثرية‬

‫اعتربتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية هامة الحتوائها عىل تراث‬ ‫إنساين عظيم يجب حاميته‪ ،‬خاصة وأن فيها‬ ‫أكرث من ‪ 150‬أثراً هاماً متثل مختلف الحضارات‬ ‫اإلنسانية والعصور السياسية التي مرت‬ ‫بها ويف عام ‪ 1978‬سجلت مدينة حلب يف‬ ‫السجالت األثرية الرسمية ووضعت اإلشارة‬ ‫عىل صحائفها العقارية‪ ،‬تثبيتا لعدم هدمها‬ ‫أو تغري معاملها أو مواصفاتها حتى من قبل‬ ‫بلديتها إال بعد موافقة الجهات األثرية‪ .‬وتأيت‬ ‫هذه األهمية من موقعها االسرتاتيجي الذي‬ ‫جعلها تلعب دوراً متميزاً يف تاريخ املنطقة‬ ‫منذ املاملك اآلكادية والعمورية وحتى العصور‬ ‫الحديثة ‪ .‬فهي تقع عىل ملتقى طرق تجارية املبنى الحكومي‬ ‫مهمة يف الشامل السوري وبذلك أصبحت‬ ‫مفتاحاً للمبادالت بني بالد الرافدين وبني سورية‬ ‫وفلسطني ومرص ومن ثم بني الرشق والغرب وقد جعلها العموريون عاصمة‬ ‫ململكتهم الواسعة ( ميحاض ) يف القرن الثامن عرش قبل امليالد ‪ .‬وتقلبت‬ ‫عليها األيدي بسبب أهميتها االسرتاتيجية والعسكرية فكانت الغزوات‬ ‫الحثية والفرعونية واآلشورية والفارسية ثم اليونانية والرومانية ‪ .‬ويف العهد‬ ‫املسيحي كان لها دور بارز إذ أصبحت أبرشية وأقيمت فيها الكاتدرائية التي‬ ‫مازالت قامئة حتى اآلن ‪ .‬ولكن الرصاع بني بيزنطة وفارس ألقى بثقله عىل‬ ‫املدينة ‪ ,‬فقد استوىل عليها الفرس عام ‪ 440‬ونهبوها وأحرقوها وخربوا‬ ‫الكثري من معاملها‪ .‬ورغم أن جوستنيان طرد الفرس وأصلح الكثري مام دمروه‬ ‫فإن شبح هؤوالء ظل يروع حلب حتى جاء الفتح العريب عام ‪ 636‬فأصبحت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪88‬‬

‫إىل آثار قرية باصوفان و عني دارا ومدينة كورش‪.‬‬

‫الخانات‬

‫جامع حلب‬

‫واحدة من حوارض اإلسالم الكربى ‪ ,‬وما لبثت أن نشطت فيها حركة التجارة‬ ‫والعمران بدءاً من العهد األموي مروراً بالعهود العباسية والفاطمية‬ ‫واأليوبية واململوكية‪.‬‬

‫السياحة يف حلب‬

‫تتمتع حلب بعوامل ومقومات كثرية يف مجال السياحة وتنترش األماكن‬ ‫األثرية بكرثة يف مدينة حلب ومدن وقرى املحافظة‪ ،‬كالقالع واملتاحف واألديرة‬ ‫والكنائس واملساجد واألسواق الرشقية الشهرية‪ ،‬وتعد أسواق مدينة حلب‬ ‫الرشقية من أطول األسواق يف العامل حيث متتد ملسافة تزيد عىل ‪15‬‬ ‫كم والعديد من املصايف واألماكن الطبيعية والغابات الرائعة يف ريف‬ ‫املحافظة وعدد من الفنادق الدولية ومن مختلف املستويات ومدن األلعاب‬ ‫(كمدينة حلب املائية) واملنتزهات والحدائق الجميلة والكازينوهات واملقاهي‬ ‫واملطاعم‪ ،‬وتشتهر حلب مبطاعمها العريقة وبأكالتها املعروفة والشهرية‬ ‫وبعض أنواع الحلويات التى تنفرد فيها عن غريها من املحافظات السورية ‪.‬‬ ‫وتقام يف مدينة حلب مهرجانات وعروض سنوية عديدة أهمها‪ ،‬مهرجان‬ ‫وكرنفال القطن السنوي‪ ،‬ومهرجان األغنية السورية‪ ،‬ومهرجان املرسح‬ ‫والسياحة والتسوق‪ ،‬وغريها من املعارض الصناعية مثل املعارض الصناعية‬ ‫إضافة للفعاليات العديدة يف مدن املحافظة عىل مدار العام‪.‬‬

‫أهم املواقع‬

‫قلعة حلب‪ :‬التي تعترب واحدة من أقدم وأهم املباين العسكرية‬ ‫اإلسالمية وأهم أجزاءها قاعة العرش والحاممات والجامع الصغري والجامع‬ ‫الكبري‪ .‬األسوار و البوابات التي تعود للعرص‬ ‫اإلسالمي بأبوابها الحصينة مثل باب الحديد و‬ ‫باب إنطاكية و باب قنرسين‪..‬‬ ‫قلعة «سمعان العمودي»‪ :‬وتعترب من أقدم‬ ‫وأضخم الكنائس املتبقية يف العامل‪ ،‬وتقع‬ ‫إىل الشامل الغريب من مدينة “حلب” بنحو‬ ‫‪ 40/‬كم‪ /‬وقد ُبنيت عىل قمة “جبل سمعان”‬ ‫حول العمود الذي كان يتع ّبد عليه القديس‬ ‫“سمعان“ وتتألف من الكنيسة وعدد من‬ ‫األديرة واملقربة وفنادق و دور السكن للط ّالب‪.‬‬ ‫قرب املار «مارون»‪ :‬مؤسس الطائفة املارونية‬ ‫يف قرية “براد” األثرية التي تقع إىل الجنوب‬ ‫الرشقي من مدينة “عفرين” بنحو ‪ 15 /‬كم‬ ‫‪ /‬و ُيعتقد أن تاريخ االستيطان فيها يعود إىل‬ ‫القرنني الثاين والثالث للميالد‪ ،‬وتوجد فيها دكاكني وكنائس وأكربها‬ ‫كنيسة “جوليانوس” وتعترب الثالثة يف “سورية” بعد كنيسة “سمعان”‬ ‫و”كرانتني” يف “مع ّرة النعامن”‪ ،‬أقام فيها أبناء الطائفة املارونية يف العام‬ ‫‪ /2002/‬احتفاالً دينياً كبرياً إلحياء ذكرى مؤسس الطائفة املار”مارون”‬ ‫آثار قرية “كيامر” املط ّلة عىل قرية “الباسوطة” السياحية من‬ ‫الجهة الرشقية مبارشة‪ ،‬فيها قصور ودور سكن وثالثة كنائس تعود‬ ‫إحداها إىل القرن الخامس امليالدي والثانية إىل العام ‪ 573/‬م ‪ /‬والثالثة‬ ‫إىل القرن السادس للميالد وبرجاً للعبادة وعموداً يبلغ ارتفاعه‪/16 /‬‬ ‫مرتاً‪ ،‬كان ناسكاً مجهوالً ميارس عليه طقوس العبادة والرهبنة‪ .‬إضافة‬

‫ازدهرت يف العهدين اململويك و العثامين و تواجدت بنفس منطقة‬ ‫األسواق و كانت تستخدم من ِق َبل التجار و بضائعهم‪ ،‬وما زالت خانات حلب‬ ‫تحتفظ بقوة بنائها وجامل زخرفتها ورشاقة هندستها الرائعة‪ ،‬فهي باألصل‬ ‫بنيت لتأمني الراحة للمسافرين والسوق للبائعني الشارين ومن أشهرها‪:‬‬ ‫خان الحرير‪ :‬يعترب خان الحرير من ضمن‬ ‫الخانات التي اشتهرت بها مدينة حلب يف‬ ‫العرصين اململويك والعثامين‪ ،‬يقع يف‬ ‫املنطقة التجارية يف الوقت الحارض بني‬ ‫الجامع الكبري والسبع بحرات‪ ،‬وسمي بخان‬ ‫الحرير نسبة إىل الهنود التجار الذين كانوا‬ ‫ينزلون به ومعهم الحرير يحملونه للتجارة‬ ‫ويعود بناؤه إىل النصف الثاين من القرن‬ ‫السادس عرش‪ ،‬ويتألف من طابقني مساحته‬ ‫‪ 2000‬م‪ 2‬وباحته مربعة مساحتها ‪ 600‬م‪،2‬‬ ‫له مدخل واحد وواجهته الرشقية مبنية‬ ‫عىل الطراز األورويب ذات نقوش جميلة‪.‬‬ ‫العثامين‬ ‫خان الجمرك‏‪ :‬بناه الوايل‬ ‫قلعة حلب‬ ‫ابراهيم خان زاده محمد باشا عام ‪ 1574‬م‬ ‫وهو خان كبري يقع يف منطقة األسواق يف (املدينة) له بوابة كبرية غنية‬ ‫بالزخارف‪ ،‬كان مقراً للفرنسيني واإلنكليز والهولنديني وهو من أجمل خانات‬ ‫حلب‪.‬‬ ‫خان الوزير‏‪ :‬بني يف العهد العثامين عام ‪ 1683‬م‪ ،‬يعد من أشهر خانات‬ ‫حلب‪ ،‬يقع بني قلعة حلب والجامع الكبري‪ ،‬ميتاز بواجهته الداخلية والخارجية‬ ‫املزخرفة وبواباته الضخمة الجميلة ونوافذه الغنية بالزخارف‪.‬‬ ‫خان القدس (الهوكيدون)‏‪ :‬وتعني باألرمنية البيت الروحي‪ ,‬وهو عبارة عن‬ ‫خان صغري بطابقني له مدخالن أحدهام من التل واآلخر من بوابة القصب‬ ‫كانت تجتمع به جموع الحجاج األرمن الذاهبة إىل القدس‪.‬‬ ‫خان الشونة‏‪ :‬وكان من أوقاف جامع الخرسوية‪ ،‬ويقع إىل جانبه من‬ ‫ناحية الشامل‪ ،‬وهو يف منطقة القلعة‪ ,‬وقد تم استمالكه لصالح وزارة‬ ‫السياحة‪.‬‬ ‫خان الصابون‏‪ :‬يقع يف سوق املدينة أنشأه‬ ‫السلطان اململويك األمري (ازدمر) أواخر القرن‬ ‫التاسع الهجري‪ .‬ومن هذه الخانات كذلك خان‬ ‫الحبال والبنادقية والكتان والقايض والقصابية‬ ‫وغريها من الخانات التي ال تزال شاهدة عىل عراقة‬ ‫حلب‪ ،‬رغم أنها قد فقدت أهميتها التي بنيت‬ ‫من أجلها بسبب التطور العمراين ملدينة حلب‪،‬‬ ‫ونشوء الفنادق واألسواق الحديثة‪ ،‬لكنها ستبقى‬ ‫دامئاً آثاراً عظيمة تدل عىل شعب حلب العظيم‪.‬‬

‫أسواق حلب‬

‫تعود أصول أسواق حلب إىل القرن الرابع قبل ساحة سعدالله الجابري‬

‫امليالد حيث أقيمت املحالت التجارية عىل طريف‬ ‫الشارع املستقيم املمتد بني القلعة وباب انطاكية حالياً وقد أخذت األسواق‬ ‫شكلها الحايل مطلع الحكم العثامين‪ .‬وقد كانت تجارة حلب القدمية‬ ‫متمركزة يف األسواق والخانات التي كانت يسميها الحلبيون باملْدينة‪ ،‬وتعترب‬ ‫أسواق حلب من أجمل أسواق مدن الرشق العريب ملا متتاز به من طابع عمراين‬ ‫جميل إذ تتوفر نوافذ النور والهواء فتؤمن جو معتدل لطيف يحمي من حر‬ ‫الصيف ومن أمطار وبرد الشتاء ‪ ،‬و يبلغ تعداد أسواقها ‪ 37‬سوق ومجموع‬ ‫أطوال هذه األسواق عىل الجانبني ‪ 15‬كم ومساحتها ‪ 16‬هكتار‪ .‬وقد كانت‬ ‫سقوف األسواق من الحرص و القصب وعندما احرتقت عام ‪ 1868‬أمر الوايل‬ ‫ببنائها مع نوافذ سقفية ومن هذه األسواق‪:‬‬

‫سوق الزرب‪ :‬يقع يف الجهة الرشقية للمدينة وتعود تسميته اىل‬ ‫تحريف يف اللغة نتج عن استعامل العثامنيني حرف الظاء بدالً من الضاد‬ ‫العربية فاسم السوق األصيل هو سوق الرضب حيث كانت ترضب به‬ ‫العملة املعدنية يف العهد اململويك وقبله ثم تطور تعبري سوق (الظرب)‬ ‫الرتيك ليصبح اآلن سوق الزرب ويتألف السوق من ( ‪ ) 71‬مح ًال تجارياً وميتهن‬ ‫أصحابها بيع املنسوجات وحاجات البدو ‪.‬‬ ‫سوق العبي‪ :‬اسمه التاريخي (سوق النشابني) ويعترب امتداداً لسوق‬ ‫الزرب نحو الغرب وهو أقرص منه اذ يحتوي‬ ‫عىل (‪ )53‬مح ًال تجارياً تتاجر بالعبي وأنواع‬ ‫املنسوجات من مناديل وأقمشة‪.‬‬ ‫سوق املناديل‪ :‬ويصل سوق اسطنبول‬ ‫الجديد غرباً بنهاية سوق الصابون وباب‬ ‫خان الصابون رشقاً‪ ،‬وتتوزع عىل جانبيه‬ ‫مجموعة فعاليات منها (حاممات األمري‬ ‫معز) وهي أقدم خدمات من هذا النوع يف‬ ‫سورية‪ .‬وهذه املهنة التاريخية للسوق قد‬ ‫تغريت كلياً لسببني األول‪ :‬النتشار بيع‬ ‫املناديل إذ مل يعد بيعها خاصا بالسوق‬ ‫وحده‪ .‬والثاين‪ :‬طغيان التجارات األخرى‬ ‫وأهمها تجارة الذهب‪ ،‬ويبلغ تعداد املحالت‬ ‫(‪ )37‬مح ًال ‪.‬‬ ‫سوق العطارين‪ :‬واسمه التاريخي سوق (االبارين ) و ينتهي بنهاية‬ ‫سوق اسطنبول الجديد‪ ،‬واملهنة التاريخية لسوق العطارين بيع التوابل‬ ‫ومشتقاتها‪ ،‬وان تبدلت وظيفة العطارة لحساب تجارة األقمشة اىل حد‬ ‫كبري اال أن السوق بقي محافظاً عىل وظيفته الرئيسية فرائحة الفلفل‬ ‫والقرفة والبهار تختلط برائحة الزعرت الحلبي و الزهورات البلدية والبابونج‬ ‫العطر تنترش يف كل مكان‪ ،‬ويبلغ تعداد املحالت فيه (‪ )82‬مح ًال ‪.‬‬ ‫ومن هذه األسواق السقطية والقصابية والبهرمية و انطاكية والدهشة‬ ‫والصابون واسطنبول والدراع والطرابيشية‪.‬‬ ‫أبواب حلب وأسوارها‪ :‬لحلب تسعة أبواب بعضها ال يزال قامئا إىل اآلن وهي‪:‬‬ ‫باب الفرج‪ :‬أنشأه امللك الظاهر غازي باسم باب الفراديس ولقد هدم سنة‬ ‫‪ ،1904‬وكان املامليك قد رمموه تباعاً‪.‬‬ ‫باب الحديد‪ :‬وكان يسمى باب القناة وباب بنقوسا‪.‬‬ ‫أنشأه امللك الظاهر غازي ورمم عام ‪917‬هـ‪1510/‬م‪.‬‬ ‫باب األحمر‪ :‬أنشأه املامليك ولقد اندثر‪.‬‬ ‫باب انطاكية‪ :‬ويقع يف السور الغريب للمدينة‬ ‫ويؤدي إىل انطاكية‪ ،‬وهو قديم يتألف من برجني‬ ‫بارزين ويقوم الباب بينهام‪ .‬وهو من الحجارة‬ ‫الضخمة‪ .‬أنىشء عام ‪407‬هـ‪1016/‬م ثم جدد عام‬ ‫‪792‬هـ‪1389/‬م يف عرص السلطان اململويك برقوق‪.‬‬ ‫باب الجنان‪ :‬مل يبق منه إال الربج الجنويب‬ ‫ويعود تجديده إىل عام ‪918‬هـ‪1513/‬م أيام قانصوه‬ ‫الغوري‪.‬‬ ‫وباب املقام‪ :‬سمي باملقام ألنه يؤدي إىل مقام‬ ‫الصالحني جنويب حلب‪ .‬أنشأه أوالً امللك الظاهر‬ ‫غازي وجدد أيام برسباي‪ ،‬ثم أيام قايتباي سنة ‪898‬هـ‪1493/‬م‪ .‬وهو يتألف من‬ ‫ثالثة مداخل عرض األوسط ‪4‬م وعرض البابني األماميني ‪2‬م‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫باب قنرسين‪ :‬ويقع يف الجنوب‪ ،‬وهو يعود إىل الحمدانيني وجدده‬ ‫النارص يوسف الثاين ‪654‬هـ‪1256/‬م‪ ،‬ودعمه بطاحونة وأفران ومعرصة‬ ‫وصهاريج وثكنة عسكرية‪ .‬ثم قام املامليك برتميامت الحقة‪.‬‬ ‫باب النرص‪ :‬أنشأه امللك الظاهر غازي ‪612‬هـ‪1215/‬م وعليه كتابات‬ ‫تؤكد تاريخه ويضم مقامني واحد أليب العباس والثاين للخرض‪.‬‬

‫دمشق ـ مكتب منرب التوحيد‬ ‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب اجتامعي‬

‫مستم ّرون في العطاء بدعم الخيّرين والمحسنين‬

‫جناحي مح ّبة‬ ‫مؤسسة «بيت اليتيم الدرزي»‬ ‫َ‬ ‫يعوضان حنان األم وعطف األب‬ ‫ّ‬ ‫العالمة‬ ‫نقلها إىل‬ ‫لكل يتيم‬ ‫االجتامعية‬ ‫شكيب‬

‫مؤسسة اجتامعية خريية أسسها‬ ‫عارف النكدي بداية يف بريوت ومن ثم‬ ‫قرية “عبيه”‪ ،‬لتكون بيتاً وملجأً ومأوىً‬ ‫ومحتاج ومعوز‪ ،‬ولكل ذوي الحاالت‬ ‫الصعبة‪ ،‬واستمر عىل نهجه املربيّ‬ ‫النكدي‪.‬‬ ‫وقد آلت هذه املؤسسة عىل نفسها أن تبقى‬ ‫حصناً منيعاً وبيتاً دافئاً ملَن فقد حنان األبوين‪ ،‬أو‬ ‫يعاين من قسوة الزمن‪ ،‬فكان له أن وجد مؤسسة‬ ‫ترعى شؤونه وتؤ ّمن له حاجاته من مأكل وملبس‬ ‫ومرشب وتعليم ورفاهية‪.‬‬

‫قرية مؤسساتية‬ ‫تجمعها األلفة واملحبة‬ ‫وتحتوي املؤسسة أقساماً كثرية تجعلها تظهر‬ ‫عىل شكل قرية صغرية‪ ،‬وهذه األقسام هي‪:‬‬

‫اإلدارة العامة‬ ‫املبنى الرئييس الذي يحتوي قاعات املنامة‬ ‫والطعام واملطبخ ومستودعه ومخازن لأللبسة‬ ‫إضافة ملستوصف مرخص رسمياً من وزارة‬ ‫الصحة وعيادة عامة وعيادة لطب األسنان‬ ‫مبنى ت ّربعَ ببناءه الس ّيد جاد عبد السالم ويحوي‬ ‫قاعات للمنامة وغرف للمرشفات‪ ،‬بناية “صالحة”‬ ‫التي تحتوي منازل للموظفني وصفوف للروضات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مبنى «امليتم؛ للشباب‬ ‫مبنى مدرسة “شكيب النكدي النموذجية”‬ ‫التي تضم الصفوف االبتدائية واملتوسطة‪،‬‬ ‫إضافة مللعب للرياضة التي تأخذ قس ًام كبرياً‬ ‫من اهتاممات املسؤولني يف املؤسسة‪ ،‬حيث‬ ‫يشارك طالبها يف نشاطات خارجية بشكل‬

‫‪90‬‬

‫مستمر‪ ،‬وخاصة يف املباريات التي تحصل بني‬ ‫املدارس ويف ماراتون بريوت ويحصدون الجوائز‬ ‫وامليداليات‪ ،‬وقاعات كومبيوتر حديثة‪ ،‬وغرفة‬ ‫لتعليم املوسيقى‪ ،‬ومشغل لتعليم األشغال‬ ‫اليدوية‪ ،‬وقاعة تتم فيها النشاطات االجتامعية‬ ‫من ندوات واحتفاالت باألعياد التي يقدم خاللها‬ ‫األطفال مواهبهم ويظهرون بهجتهم ورسورهم‪،‬‬

‫كام تقام فيها “الصبحية الصيفية” ويتم خاللها‬ ‫جمع الت ّربعات من املحسنني‪.‬‬ ‫مدرسة عارف النكدي املهنية التي يبعد‬ ‫مبناها قلي ًال عن املبنى الرئييس للمؤسسة‪،‬‬ ‫وتحتوي االختصاصات التالية‪ :‬كهرباء عامة‪،‬‬ ‫ميكانيك صناعي‪ ،‬الكرتونيك عام‪ ،‬محاسبة‬ ‫ومعلوماتية‪ ،‬بيع وعالقات تجارية‪.‬‬

‫مساعدات مادية وعين ّية يقدّمها‬ ‫املحسنون ألطفال املؤسسة‬ ‫أما مداخيل املؤسسة فهي نتاج أعامل الخيرّ ين‬ ‫واملحسنني‪ ،‬وت ّربعاتهم إن يف الداخل أو عرب‬ ‫الجاليات الدرزية يف املهجر‪ .‬والتربعات منها مادية‬ ‫ومنها عينية‪ ،‬إضافة إىل مساعدات من جهات‬ ‫رسمية ومن وزارة الشؤون االجتامعية‪ ،‬ومن‬ ‫هيئات خريية متعددة‪ .‬كل هذه املداخيل تذ َكر‬ ‫يف “امليثاق”‪ ،‬املجلة الشهرية التي تصدر شهرياً‬ ‫عن املؤسسة‪ .‬كذلك فإن املؤسسة تصدر سنوياً‬ ‫رزنامة باسمها وتؤ ّمن مبيعاتها مردوداً إضافياً‬ ‫للمؤسسة‪ ،‬خاصة وأن البعض يبادر بتقديم ما‬ ‫يزيد عن سعرها املق ّرر‪.‬‬ ‫ويبلغ إجاميل املصاريف أكرث من مئة وثالثة‬ ‫عرش مليوناً شهرياً بني محروقات ورواتب‬ ‫املوطفني يف القسم الداخيل واملدرسة‪،‬‬ ‫والطعام وغريها‪.‬‬ ‫وخالل زيارتنا ألقسامها‪ ،‬التقينا املديرة‬ ‫املسؤولة يف إدارة املؤسسة‪ ،‬وطرحنا عليها‬ ‫بعض األسئلة التي قد يطرحها كل زائر‪:‬‬ ‫من أي عمر يتم استقبال الطالب؟ وإىل متى‬ ‫يبقى موجوداً لديكم؟‬

‫نحن نستقبل الطالب من عمر السنتني‬ ‫وحتى الـ ‪ 20‬سنة وأحياناً الـ ‪ ،21‬ويف بعض‬ ‫األحيان نستقبل أعامراً أكرب عندما تكون الحالة‬ ‫االجتامعية مزرية جداً‪.‬‬ ‫هل يتم استقبال األطفال األيتام فقط؟ وما‬ ‫رشوط قبول غري األيتام؟‬ ‫يتم قبولهم بناءاً عىل تحقيق عن وضع‬ ‫األهل‪ ،‬وغالباً عندما ُيع ّرف عنهم من ِق َبل بعض‬ ‫األشخاص املوثوقني‪ ،‬أو بعد موافقة وزارة الشؤون‬ ‫االجتامعية عىل طلبهم‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫مهنية عارف النكدي تحضن طالب‬ ‫املؤسسة بعد الشهادة الرسمية‬ ‫ماذا عن إكامل دراسة الطالب بعد تخ ّرجهم‬ ‫من الشهادة املتوسطة لديكم؟‬ ‫يوجد مدرسة مهنية تابعة للميتم‪ ،‬فإذا ر ِغ َب‬ ‫الطالب ميكنه تحصيل تعليمه املهني لدينا يف‬ ‫“مدرسة عارف النكدي املهنية”‪ .‬وإذا مل يكن لديه‬ ‫رغبة يف االختصاص املهني‪ ،‬يتابع دراسته يف‬ ‫الثانويات خارج املؤسسة‪ ،‬وهناك جمعيات ولجان‬ ‫نسائية تساعدهم ومتدهم باملنح الدراسية من‬ ‫أقساط وقرطاسية ومصاريف أخرى‪.‬‬ ‫هل تتقاضون رسوم تسجيل من الطالب غري‬ ‫األيتام؟‬ ‫مؤسستنا ال تتقاىض أي رسوم من الطالب‪،‬‬ ‫بل تقدّم لهم مجاناً كل ما يحتاجونه من غذاء‬ ‫وكساء وطبابة ودواء إضافة لتقديم الكتب‬ ‫والقرطاسية والزيّ املدريس‪ ،‬طبعاً مبساندة‬ ‫ت ّربعات املحسنني‪.‬‬ ‫تحمل املؤسسة اسم «بيت اليتيم الدرزي»‪،‬‬ ‫هل يتم استقبال األطفال الدروز فقط؟ وكيف‬ ‫يتأقلم الطالب من طوائف متعددة؟‬ ‫غاية املؤسسة إيواء كل محتاج ويتيم أياً كان‬ ‫دينه‪ ،‬وال يوجد أي مشكلة يف التأقلم بني طالبنا‬ ‫حتى لو كانوا من طوائف مختلفة‪ .‬وال نعاين من‬ ‫أي مشاكل فيام بينهم‪ ،‬بل يعيشون كأخوة تحت‬ ‫سقف واحد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ماذا عن الدعم املادي واملساعدات؟ من أين‬ ‫تأيت‪ ،‬وما قيمة املصاريف الشهرية للمؤسسة‬ ‫تقريباً؟‬ ‫نحن نجمع باستمرار الت ّربعات من املحسنني‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب قراء‬

‫منرب اجتامعي‬ ‫وفاعيل الخري‪ ،‬كام يأتينا الدعم املادي أيضاً من‬ ‫الخارج عرب الجاليات الخارجية هناك‪ ،‬حيث تزيد‬ ‫قيمة املصاريف الشهرية عن املئة ألف دوالر‪.‬‬ ‫هل تتل ّقون مساعدات مادية من جهات‬ ‫رسمية؟‬ ‫نعم بالطبع‪ ،‬لدينا عالقات دامئة مع الدولة‬ ‫اللبنانية خاصة وزارة الشؤون االجتامعية التي‬ ‫تقدم املساعدات بشكل دائم للمؤسسة‪.‬‬ ‫هل تعتربون أن هناك جهة مقصرّ ة معكم إن‬ ‫لجهة املساعدات أو املنح أو غريها؟‬ ‫ال أبداً‪ ،‬فالجميع يهت ّمون بأمور املؤسسة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنها مؤسسة خريية ال تتوخى الربح املادي‪ ،‬بل‬ ‫هدفها الوحيد رعاية أطفالها وتأمني حياة آمنة‬ ‫لهم‪.‬‬

‫خزي األمة‬ ‫ُ‬

‫إقرأوين فأنا يف كلاميت ‬

‫تدريبية‬

‫هل تقيمون محارضات‬ ‫للمرشفني عىل تربية أطفال املؤسسة؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬فالدورات ُتقام بشكل دائم للمعلمني‬ ‫واملرشفات‪ ،‬إضافة اىل املحارضات حول الرتبية‬ ‫والتوعية الصح ّية وغريها‪.‬‬ ‫عىل أي أساس يتم اختيار املرشفني‬ ‫واملرشفات عىل الطالب؟‬ ‫ال بد من إجراء مقابالت معهم‪ ،‬واختبار‬ ‫طاقاتهم وخرباتهم للتأكد مام إذا كان بإمكانهم‬ ‫تح ّمل مسؤولية األطفال وتربيتهم والعطف‬ ‫عليهم ورعايتهم بالشكل السليم‪.‬‬ ‫هل تواجهون املشاكل يف تأمني أوراق رسمية‬ ‫للطالب األيتام؟‬ ‫أحياناً‪ ،‬ففي بعض األوقات يأيت الطفل بدون‬ ‫أوراق رسمية تع ّرف عنه‪ ،‬وغالياً ما نواجه املشاكل‬ ‫خاصة خالل الشهادة الرسمية‪ ،‬لذلك تعمل‬ ‫املؤسسة عىل تأمينها‪.‬‬ ‫ماذا عن النظام الغذايئ للطالب؟ وعىل أي‬ ‫أساس يتم اختيار أنواع الطعام؟‬ ‫يتم اختيار برنامج الطعام بحسب برنامج‬ ‫منظمة الصحة العاملية للتغذية حيث يشتمل‬ ‫عىل جميع الفيتامينات واملواد املغذية التي‬ ‫يحتاجها الجسم يف طور النمو‪.‬‬

‫الجاليات الدرزية يف املهجر ال‬ ‫تنىس أطفال بيت اليتيم‬ ‫عن‬

‫ماذا‬ ‫حولكم؟‬ ‫ممتاز‪ ،‬ولهم منا كل الشكر والتقدير عىل‬ ‫الغرية الدامئة واللفتة الكرمية التي مت ّكننا من‬ ‫االستمرار والسري بهذه املؤسسة قدماً‪.‬‬ ‫ماذا عن مساعدات الجاليات الدرزية يف‬ ‫املهجر؟‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫دعم‬

‫والتفاف‬

‫الطائفة‬

‫الدرزية‬

‫نحن نفخر بدعم الطائفة الدرزية يف الداخل‬ ‫والخارج‪ ،‬حيث أننا ال نحتاج للقيام بحمالت للت ّربع‬ ‫ألن إميان الناس بعمل ال ّرب واإلحسان خاصة بحق‬ ‫األيتام واملعوزين‪ ،‬يحثهم عىل تقديم املساعدات‬ ‫حيث أن ما نلمسه من الغرية الصادقة‪ ،‬يجعلنا‬ ‫موحد‪،‬‬ ‫نشعر أن “بيت اليتيم” يف قلب كل مؤمن ّ‬ ‫والدليل عىل ما أقول‪ ،‬املبادرات الشخصية التي‬ ‫يقوم بها عدد كبري من املحسنات واملحسنني لجمع‬ ‫الت ّربعات يف الوطن والخارج‪.‬‬ ‫َمن يأخذ القرارات الالزمة يف املواضيع‬ ‫املتعلقة باملصاريف والطالب وغريها؟‬ ‫مقسمة بني مجلس األمناء واإلدارة‬ ‫ّإن األدوار‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪ ،‬حيث يتم التداول باألمور العامة وأخذ‬

‫‪92‬‬

‫القرارات البناّءة يف موضوعها‪.‬‬ ‫عىل أمل أن تبقى مؤسسة بيت اليتيم‬ ‫الدرزي كام أرادها دامئاً مؤسسها الع ّالمة‬ ‫عارف النكدي ومن بعده املربيّ الفاضل شكيب‬ ‫النكدي‪ ،‬ليبقى البيت دافئاً مبا تزرعه أيدي‬ ‫الخيرّ ين‪ ،‬فلليتيم الحق بالعيش حياة كرمية‬ ‫طبيعية كغريه من األطفال‪ ،‬وكام تقول األية‬ ‫الكرمية التي ترد يف مقدّمة مجلة «امليثاق»‬ ‫التي تصدرها املؤسسة‪« :‬فأ ّما اليتيم فال‬ ‫تقهر‪ ،‬وأما السائل فال تنهر‪ ،‬وأما بنعمة ر ّب َك‬ ‫فحدّث»‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫كل حرف‪ ،‬نغم من عمق ذايت‬

‫قلب خل يبوح للخل حبه‬ ‫ ‬ ‫عندي الشعر رقة ومحبة‬ ‫االحبة‬ ‫جيد‬ ‫تزين‬ ‫ورود‪،‬‬ ‫من‬ ‫ ‬ ‫نسمة من شذا الربيع‪ ،‬عقود‬ ‫ماض آلت‬ ‫قدر ألقاه من ٍ‬ ‫شاعر جارى زمام الريح‬ ‫مرهف الحس‪ ،‬تواق اللفظ عذبه‬ ‫ ‬ ‫ربه الشعر‪ ،‬نفحة من مالك‬ ‫ما هي وله الزهر بعشق النسامت‬ ‫ ‬ ‫إمنا إن ات العروبة خزياً‬ ‫مرغم أن اصوع شعر املسبة‬ ‫ ‬ ‫فكياين قد رواه شغف من ‬ ‫رهف الحس ثري الخفقات‬ ‫خطبوها ومل نزل قيد غربة‬ ‫ ‬ ‫ففلسطني تستغيث بقوم‬ ‫كلام أرهف مني وتر ‬ ‫وثراها وناسها دون أهبة‬ ‫ ‬ ‫نصف قرن يغازلون قراها‬ ‫كان للشعر مدىً يف صفحايت‬ ‫ً‬ ‫رأيت الحزن يبيك حزنه ‬ ‫مل يجانب ما فيه ارضا وقبة‬ ‫ ‬ ‫مسه رجس غاز‬ ‫حرم القدس‪ّ ،‬‬ ‫فأنا للحزن فيض الدمعات‬ ‫فهو لو عاد هم يعيدون صلبة‬ ‫ ‬ ‫حرمة املهد للمسيح استبيحت‬ ‫وجعي من وجع الناس الحزاىن ‬ ‫دأبه‪.‬‬ ‫أن‬ ‫للذئب‬ ‫كيف‬ ‫ ‬ ‫همج دأبهم مدى الدهر غد ٌر‬ ‫ٌ‬ ‫يغيرّ‬ ‫فرحي ثغر الوجوه الباسامت‬ ‫يتهادى الكون يف إعجازه ‬ ‫املستتبة‬ ‫الحمى‬ ‫يف‬ ‫من‬ ‫يقروا‬ ‫ ‬ ‫سلبوا االرض ذبحوا الناس حتى‬ ‫فأرى الله بتلك املعجزات‬ ‫دير ياسني ما تزال مثاالً‬ ‫ارض جنني كلها ساح تربه‬ ‫ ‬ ‫أهب العينني للكون وأزيك ‬ ‫صفوة القلب برب الكائنات‬ ‫ك ّبة‬ ‫إثر‬ ‫ك ّبة‬ ‫“والعناقيد‬ ‫ ‬ ‫كيف تنىس أشالء صربا وقانا‬ ‫إقراوين ثائراً يف غضب ‬ ‫ليس منهم من قاد للمجد شعبه‬ ‫ ‬ ‫أمة العرب‪ ،‬خزيها حاكموها‬ ‫أمتي نامت فغابت يف سبات‬ ‫ذلها حكامها خانوا قضاياها ‬ ‫مخجل للذي يسبب نكبة‬ ‫نكبة إثر نكبة وارتهان ‬ ‫اهانوا مجد أسالف أباة‬ ‫مي ّرغون الجباه منه بعتبه‬ ‫ ‬ ‫ركع سجد خضوعاً لبيت‬ ‫ٌ‬ ‫ماألوا الباغي يف عدوانه ‬ ‫تختاً‬ ‫ورتبه‬ ‫اليهود‬ ‫لحسان‬ ‫ ‬ ‫هو قرص للحكم والحكم اخيل‬ ‫فتامدى يف ارتكاب املحرمات‬ ‫كم امني النفس يف مرأى فراعنة‬ ‫يتباهون بالرضا منه ربتاً‬ ‫ودالالً‬ ‫كلبه‬ ‫يدلل‬ ‫كمن‬ ‫ ‬ ‫العروبة يف البحار العاتيات‬ ‫ ‬ ‫ذاك يرجو من بوش عهداً وثيقاً‬ ‫لقبه‬ ‫ويحفظ‬ ‫عرشه‬ ‫يقي‬ ‫يك‬ ‫ ‬ ‫يف عميق العمق ال يرجى لهم ‬ ‫غوث طعام للعروش الفاتكات‬ ‫ليست الحرب بيننا مستحبة‬ ‫ذاك يتلو يف أذن‪ ،‬شارون وعد اً ‬ ‫يف ضمريي القدس تستنجد أهل العزم ‬ ‫س ّبة‬ ‫لشارون‬ ‫قذفهم‬ ‫خشية‬ ‫ ‬ ‫نبذوا العنف كله ما استساغوا‬ ‫ال أهل وال عزم يؤايت‬ ‫رجل السلم من يبيد شعوباً‬ ‫قبلة اإلرساء واملعراج آمايل وآالمي ‬ ‫غلبه‬ ‫يكافح‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫مجرم‬ ‫ ‬ ‫رجايئ يف صاليت‬ ‫مجلس االمن ما سقى الدمع هدبه‬ ‫ ‬ ‫قيم العدل احرقت ونعاها‬ ‫لفلسطني جراح يف ضمري الحق ‬ ‫مل توفر ملجلس األمن هيبة‬ ‫ ‬ ‫دولة الغذر القرارات داست‬ ‫والحق أسري للطغاة‬ ‫وشهيد عاهد الله فداء األرض ‬ ‫يف دماكم نهب للثأر هبة‬ ‫ ‬ ‫قادة العرب هل بقية أصل‬ ‫وفاة بصدق وثبات‬ ‫أم تراكم فقدتم األصل طراً‬ ‫يجهل الفرد كيف أورث صلبه‬ ‫ ‬ ‫عاد محموالً لصدر األم ‬ ‫ضمته ورشت لحده بالزغرادات‬ ‫لك يف ساحة املعارك دربه‬ ‫ ‬ ‫أيها الحر يف فلسطني ثابر‬ ‫ملء قلبي عزة بالنرص قد شاد ‬ ‫حجر منك ردهم رد خيبة‬ ‫ ‬ ‫كم أتاك الجنود يف دارعات‬ ‫املقاوم رصحها بالتضحيات‬ ‫فجرت يف عمق اليهودي رعبه‬ ‫ ‬ ‫كل لنقافة الحجارة فعل ‬ ‫حلم عمري‪ ،‬وحده قومية تنهض ‬ ‫ّ‬ ‫شمل العرب من ذل الشتات‬ ‫ً‬ ‫كان إقدامهم هرا ًء وكذبه‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫هربوا من جنوب لبنان قهرا‬ ‫حلم عمري ثورة قومية ‬ ‫ً‬ ‫وجبة‬ ‫ثوبا‬ ‫الخذالن‬ ‫يريد‬ ‫من‬ ‫أيها الحر من بني العرب قاتل ‬ ‫تغسلنا من عار كل النكبات‬ ‫فيعود املجد مجد العرب ‬ ‫رصفوا للفداء بالروح دربه‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫يف فلسطني أخوة عظامء‬ ‫مزهواً عزيزاً بالعال واملكرمات‬ ‫عربه‬ ‫يحرر‬ ‫يك‬ ‫الح ّر‬ ‫فانرص‬ ‫ال تدع يف الحمى الخيانة تطغى ‬ ‫ال يعاد الحق إال بجهاد النفس ‬ ‫تفدي بالتصدي للغزاة‬ ‫إن تدس للخؤون رأساً ورقبة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وارفق الحقد بصقة بحذاء ‬ ‫أعرقي أوتار عود صاغها ‬

‫وزارة الشؤون االجتامعية‪..‬‬ ‫املساعد األكرب‬ ‫ودورات‬

‫إقرأوني‬

‫فايز الزين‬ ‫صيدا‬

‫‪93‬‬

‫فادي زين الدين‬ ‫الزعرورية ‪ -‬الشوف‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب ريايض‬

‫تصفيات‬ ‫كأس العالم‬ ‫‪2010‬‬ ‫فرحة‬ ‫العرب‬ ‫جزائرية‬ ‫أكمل املنتخب الجزائري عقد الفرق األفريقية‬ ‫املتأهلة لنهائيات كأس العامل ‪ 2010‬بجنوب‬ ‫أفريقيا إثر تغلبه عىل شقيقه املرصي(‪ 1‬ـ‬ ‫صفر) يف املباراة الفاصلة‪ ،‬التي جرت بينهام‬ ‫عىل استاد “املريخ” يف مدينة أم درمان بالسودان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف ختام التصفيات األفريقية املؤهلة‪.‬‬ ‫وأصبح املنتخب الجزائري (الخرض) خامس‬ ‫املنتخبات اإلفريقية‪ ،‬التي تحجز مكانها‬ ‫يف النهائيات عن طريق التصفيات‪ ،‬بعد‬ ‫منتخبات غانا وكوت ديفوار ونيجرييا‬

‫‪94‬‬

‫والكامريون‪ ،‬وينضم إليها منتخب جنوب‬ ‫أفريقيا‪ ،‬الذي يشارك يف النهائيات دون خوض‬ ‫التصفيات بصفته ممثل الدولة املضيفة‪.‬‬ ‫كام أصبح املنتخب الجزائري هو الفريق العريب‬ ‫الوحيد املشارك يف النهائيات بعد خروج‬ ‫جميع املنتخبات العربية من التصفيات‪.‬‬ ‫وهذه هي املرة الثالثة التي يشارك فيها‬ ‫املنتخب الجزائري يف نهائيات كأس العامل‬ ‫بعدما شارك يف بطولتي ‪.1986 -1982‬‬ ‫وثأر املنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) من‬ ‫نظريه املرصي‪ ،‬الذي أطاح به سابقا من‬ ‫التصفيات األفريقية املؤهلة لنهائيات كأس‬ ‫العامل ‪ 1990‬بإيطاليا عندما تعادل معه سلبياً‬ ‫يف الجزائر وفاز عليه (‪ 1‬ـ صفر) يف القاهرة‪.‬‬ ‫وسجل عنرت يحيى الهدف الوحيد للمباراة يف‬ ‫الدقيقة (‪ ) 40‬ليمنح تأشرية التأهل إىل املنتخب‬ ‫الجزائري‪ ،‬الذي أصبح الفريق رقم ‪ 27‬الذي يصل‬ ‫للنهائيات مبا يف ذلك منتخب جنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫وقدم الفريقان عرضاً رسيعاً يف الشوط‬ ‫األول‪ ،‬اعتمد فيه املنتخب الجزائري عىل‬ ‫الدفاع املتكتل والهجوم املرتد الرسيع‬ ‫وساعده عىل ذلك عشوائية الهجوم املرصي‪،‬‬ ‫الذي افتقد للدقة والنظام يف ظل غياب‬ ‫حسني عبد ربه‪ ،‬الذي ميثل نقطة ارتكاز‬

‫مهمة يف خط وسط املنتخب املرصي‪.‬‬ ‫كام ظهر أبو تريكة نجم الفريق وصانع ألعابه‬ ‫بأقل من مستواه املعهود يف معظم األوقات‪.‬‬ ‫مع بداية الشوط الثاين أجرى حسن شحاتة‬ ‫املدير الفني للمنتخب املرصي تغيريين‬ ‫دفعة واحدة بنزول حسني عبد ربه ومحمد‬ ‫زيدان بدالً من أحمد فتحي وعمرو زيك‪.‬‬ ‫وفرض املنتخب املرصي سيطرته عىل‬ ‫مجريات اللعب‪ ،‬فكان األكرث استحواذاً‬ ‫بينام لجأ‬ ‫عىل املرمى وحارص منافسه‪،‬‬ ‫املنتخب الجزائري للتكتل الدفاعي والخشونة‬ ‫أحياناً إليقاف خطورة أحفاد الفراعنة‪.‬‬ ‫وأجرى رابح سعدان املدير الفني للمنتخب‬ ‫الجزائري تغيريه األول يف الدقيقة (‪)58‬‬ ‫بنزول كريم مطمور بدالً من مراد مغني‪.‬‬ ‫وواصل املنتخب املرصي هجومه املكثف‬ ‫العشوايئ‪ ،‬فغابت الخطورة الحقيقية عىل‬ ‫املرمى الجزائري‪ ،‬بينام واصل الفريق الجزائري‬ ‫(الخرض) اعتامده عىل الهجوم املرتد الرسيع‪.‬‬ ‫ودفع شحاتة بالعبه أحمد عيد عبد‬ ‫امللك يف الدقيقة (‪ )76‬بدالً من عبد‬ ‫الظاهر السقا يف آخر محاولة لتدعيم‬ ‫خط الوسط بحثا عن تحقيق التعادل‪.‬‬ ‫ومتادى العبو املنتخب الجزائري يف ادعاء اإلصابة‬ ‫والسقوط داخل امللعب إلضاعة أكرب قدر‬ ‫ممكن من الوقت‪ .‬ودفع سعدان بالعبه محمد‬ ‫قصريي يف الدقيقة (‪ )84‬بدالً من صايفي‪.‬‬ ‫وكثف املنتخب املرصي من هجومه يف‬ ‫الدقائق األخرية ولكن التوتر الذي بدا واضحاً‬ ‫عىل العبيه واإلجهاد حاال دون تسجيل هدف‬ ‫التعادل لينتهي اللقاء بفوز الخرض وتأهلهم‬ ‫إىل النهائيات‪.‬‬

‫اليونان والربتغال‬ ‫وسلوفينيا‪ ‬وفرنسا إىل‪ ‬للنهائيات‬ ‫كام تأهلت اليونان إىل نهائيات كأس العامل‬ ‫للمرة الثانية يف تاريخها بعد فوزها عىل‬ ‫مضيفتها أوكرانيا بهدف مقابل ال يشء أحرزه‬ ‫الالعب دميرتيس سالبيغيديس يف إياب امللحق‬ ‫األورويب من التصفيات‪.‬‬ ‫وكانت مباراة الذهاب‪ ،‬التي جرت يف‬ ‫العاصمة اليونانية أثينا بني الفريقني‬ ‫انتهت بالتعادل دون أهداف‪ ،‬لتتأهل اليونان‬ ‫بفوزها‪ ‬إىل نهائيات كأس العامل مبجموع‬ ‫مبارايت الذهاب واإلياب وبنتيجة (‪ -1‬صفر)‪.‬‬

‫وتأهلت الربتغال إىل النهائيات بفوزها‬ ‫عىل البوسنة (‪ -1‬صفر)‪ .‬وأحرز راؤول‬ ‫مرياليس هدف الربتغال يف الدقيقة (‪ )56‬من‬ ‫املباراة‪ ،‬وكانت الربتغال فازت (‪ -1‬صفر) يف‬ ‫مباراة الذهاب يف لشبونة‪ .‬وتأهل املنتخب‬ ‫السلوفيني إثر فوزه عىل ضيفه الرويس (‪-1‬‬ ‫صفر) ‪.‬‬ ‫ورغم هزمية املنتخب السلوفيني (‪)2 -1‬‬ ‫يف مباراة الذهاب عىل ملعب املنتخب‬ ‫املايض‪،‬‬ ‫السبت‬ ‫موسكو‪،‬‬ ‫يف‬ ‫الرويس‬ ‫كانت نتيجة مباراة‪ ‬أمس كافية لتأهله‬ ‫بعدما تعادل الفريقان يف مجموع نتيجتي‬ ‫املباراتني ليحتكام إىل قاعدة احتساب‬ ‫الهدف الذي يسجله الفريق خارج ملعبه‬ ‫بهدفني‪ .‬وتأهلت فرنسا بتعادلها (‪ )1 -1‬مع‬ ‫ضيفتها إيرلندا بعد وقت إضايف ‪ .‬ومن جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬متكنت أوروغواي من الفوز بآخر مقعد‬ ‫بنهائيات كأس العامل عام ‪ 2010‬بعد أن‬ ‫فازت عىل كوستاريكا بهدفني مقابل هدف‬ ‫واحد يف مجموع لقايئ الذهاب واإلياب‪.‬‬ ‫وتعادل الفريقان بهدف لكل منهام يف مباراة‬ ‫اإلياب‪ ،‬التي أقيمت يف ستاد سينتيناريو‬ ‫التصفيات‬ ‫إطار‬ ‫يف‬ ‫مونتيفيديو‪،‬‬ ‫يف‬ ‫بني خامس الرتتيب يف تصفيات أمريكا‬ ‫الجنوبية والرابع يف ترتيب أمريكا الشاملية‬ ‫الكاريبي‪.‬‬ ‫ومنطقة‬ ‫الوسطى‬ ‫وأمريكا‬ ‫وكانت أوروغواي فازت يف لقاء الذهاب يف‬ ‫سان خوسيه مطلع األسبوع الجاري بهدف‬ ‫واحد دون رد لتتأهل مبجموع اللقاءين إىل‬ ‫املونديال‪.‬‬

‫اعداد ‪ :‬رونالد حمدان‬

‫‪95‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب رأي‬

‫الحركة التصحيحية ليست انقالباً‬ ‫بل ثورة على المستويات كافة‪..‬‬ ‫مل تكن الحركة التصحيحية املجيدة‬ ‫التي نحتفي بذكراها التاسعة والثالثني‬ ‫حدثا عاديا يف حياة سوريا أو األمة‬ ‫العربية وحسب‪ ...‬بل كانت نقلة نوعية‬ ‫ورضورة وطنية وقومية يف آن واحد‪..‬‬ ‫فضال عن تأثريها بشكل أو بآخر يف‬ ‫األحداث العاملية واإلقليمية خاصة‪.‬‬ ‫وبالتايل هي ليست انقالبا بهدف‬ ‫االستيالء عىل السلطة‪ ..‬بل هي‬ ‫ثورة عىل املستويات كافة‪ ..‬إطارها‬ ‫الدميقراطية ليسهم الكل يف صناعة‬ ‫تاريخ جديد‪ ،‬وحاجة هذا الكل إىل جملة‬ ‫من االستحقاقات ويف مقدمتها عودة‬ ‫الحزب إىل جامهريه والجامهري لحزبها‪.‬‬ ‫وهذه الحركة كام قال قائدها الخالد‬ ‫حافظ األسد “حاجة وهي من إنجازات‬ ‫حزبنا وشعبنا وهي يف جوهرها انتصار‬ ‫للحرية والتمسك بها”‪.‬‬ ‫لتطلعات‬ ‫تلبية‬ ‫جاءت‬ ‫وبالتايل‬ ‫الشعب وطموحاته ونقلة نوعية يف‬ ‫حياة سورية لدرجة يعترب من البديهيات‬ ‫محافظ ادلب املهندس خالد االحمد‬ ‫القول أن تاريخ سورية املعارص يرتبط‬ ‫بهذه الحركة‪ ..‬وللداللة عىل ذلك يكفي أن‬ ‫ويف هذا السياق يقول القائد الخالد “ إن‬ ‫نجري مقارنة بني واقعها قبل وبعد تلك الحركة‪.‬‬ ‫ففي حني كان من الرضورة مبكان التصدي الدميقراطية هي الطريق الصحيح لتحرير األرض‬ ‫للعقلية املناورة التي ابتيل الحزب بها الحزب قبل وتفجري طاقات األمة لبناء قوة حقيقية اقتصاديا‬ ‫الحركة التصحيحة والتي كادت أن تودي بثورة وعسكريا وثقافيا‪ ،‬قادرة عىل املواجهة والبناء‬ ‫الجامهري وأدت إىل عزلة الحزب عن جامهريه والتحرير‪ ،‬مؤكدا عىل تالزم الحرية والقوة فيقول‬ ‫وكذلك عزلة سورية عن محيطها العريب‪ ،‬وحني “نحن أحرار بقدر ما منلك من قوة‪ .‬وأقوياء بقدر ما‬ ‫مل يجد الحوار مع تلك العقلية كانت الحركة التي منلك من حرية”‪.‬‬ ‫وقال أيضا “نحن ال نخاف من الحرية‪ ..‬بل‬ ‫فجرها القائد الخالد حافظ األسد‪ ،‬تلبية إلرادة‬ ‫ّ‬ ‫قواعد الحزب والتي هي بالرضورة استجابة لإلرادة نخاف من فقدان الحرية‪ ..‬الحرية ال خالف عليها‬ ‫الجامهريية حيث وضعت سورية عىل الطريق بيننا كمواطنني وال كأحزاب وال كجبهة وطنية‬ ‫تقدمية‪ ،‬ونحن نبحث دامئا عن الصيغ‪ ،‬والحرية ال‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫وانطلقت مسرية البناء الداخيل لرتيس دعائم تعني شيئا إذا مل ترافقها صيغة املامرسة‪ ...‬إن‬ ‫سورية املعارصة مبؤسساتها الدميقراطية بدءا من تقييد الحرية هو اعتداء عىل الحرية‪ ،‬وإن تنظيم‬ ‫مجلس الشعب والجبهة الدميقراطية الوطنية الحرية هو حامية وتحصني للحرية”‪...‬‬ ‫وساهم كل ذلك يف قيام جبهة داخلية قوية‬ ‫التقدمية ومجالس اإلدارة املحلية وإقرار دستور‬ ‫دائم للبالد بدل الدستور املؤقت الذي كان يحكم ومرتاصة عرب وحدة وطنية هي األمنوذج األفضل‪..‬‬ ‫سورية منذ االستقالل وحتى قيام تلك الحركة‪ ،‬ورمبا الوحيد يف العامل‪ ..‬وبالتايل تحقق لسورية‬ ‫وتم تعبئة طاقات الجامهري يف تنظيامت مهنية االستقرار الذي كانت تفتقده من قبل‪ ..‬وتعزز‬ ‫وشعبية فاعلة انطلقت ملامرسة دورها يف بناء القرار السوري النابع من املصلحة الوطنية‬ ‫الوطن عرب رصوح حضارية يف مرافق الحياة كافة العليا‪ ..‬وتبوأت سورية مكانها الطبيعي عىل‬ ‫املستويات العربية واإلقليمية والعاملية‪.‬‬ ‫تتموضع عىل امتداد مساحة الوطن‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪96‬‬

‫الجيش‬ ‫مبختلف‬ ‫بنيته‬ ‫ملتزما‬

‫وطبيعي أن تويل الحركة بناء‬ ‫اهتامما كبريا حيث جرى دعمه‬ ‫أنواع األسلحة املتطورة وتغيري‬ ‫الفكرية فأصبح جيشا عقائديا‬ ‫بعقيدة وفكر الحزب وأهداف الشعب‪.‬‬ ‫الخارجية‬ ‫السياسة‬ ‫مجال‬ ‫ويف‬ ‫متحورت جهود سورية عىل تحقيق‬ ‫التضامن العريب‪ ،‬وتحرير األرايض العربية‬ ‫املحتلة‪ ،‬والسعي الدؤوب لتحقيق‬ ‫السالم العاجل واملرشف القائم عىل‬ ‫العدل وعدم التفريط بذرة واحدة من‬ ‫الرتاب الوطني والقومي املحتل واحتضان‬ ‫وتعزيز املقاومة والتصدي لإلرهاب‬ ‫بكافة أشكاله وإقرار حق الشعوب يف‬ ‫مكافحة االستعامر‪..‬‬ ‫أمل يكن القائد الخالد حافظ األسد هو‬ ‫أول رئيس يف العامل دعا لتحديد وتعريف‬ ‫اإلرهاب والتفريق بينه وبني املقاومة‬ ‫الوطنية املرشوعة!‬ ‫وكانت مبادرات سورية الوحدوية كثرية‬ ‫جدا لدرجة أن القائد الخالد حافظ األسد‬ ‫قال ال رشط لسورية لتحقيق الوحدة إال‬ ‫تحقيق الوحدة‪.‬‬ ‫وهكذا وفر املناخ املالئم واملناسب النطالقة‬ ‫حرب ترشين التحريرية التي كانت الحدث األهم يف‬ ‫تاريخ العرب املعارص‪ ،‬وقوضت وإىل األبد أسطورة‬ ‫تفوق جيش العدو الذي ال يقهر‪ ،‬وغسلت عار‬ ‫نكسة حزيران بعد أن أثبتت قدرة املقاتل العريب‬ ‫عىل التعامل مع أعقد صنوف التكنولوجيا‬ ‫العسكرية وبسالة هذا املقاتل الذي قدم دروسا‬ ‫يف التضحية والبطولة النادرة‪.‬‬ ‫وكذلك كانت سورية وفية ملسؤولياتها‬ ‫والتزاماتها القومية حني وقفت إىل جانب وحدة‬ ‫األرض والشعب اللبناين يف مواجهة الحرب‬ ‫األهلية ودعم املقاومة اللبنانية والتصدي للكيان‬ ‫الصهيوين خالل اجتياحه للبنان واحتضان‬ ‫املقاومة الفلسطينية ودعمها‪.‬‬ ‫وحققت عالقات متوازنة مع دول العامل عىل‬ ‫قاعدة االحرتام املتبادل واملصالح املشرتكة‬ ‫وأصبحت سورية الرقم الصعب يف كل املعادالت‬ ‫اإلقليمية وموضع احرتام وتقدير العامل أجمع‪..‬‬ ‫حيث أصبح القائد الخالد حافظ األسد من‬ ‫أبرز القادة العامليني حضورا فاع ًال‪ ،‬وراياً سديداً‬ ‫وحكي ًام‪ .‬وأفكاره وآراؤه وقيمه ستظل مركز‬

‫إشعاع حضاري دائم التوهج ينهل منه القادة‬ ‫الوطنيون والعاملون يف السياسة والفكر‪..‬‬ ‫أمل يقل “كلينتون” أنه تعلم الكثري من حافظ‬ ‫األسد‪ ..‬ثم أليس هو الذي أفشل اتفاق ‪ 17‬أيار‬ ‫الذي كان لو تم أن يكبل لبنان يف اتفاقية تعزله‬ ‫عن محيطه العريب‪.‬‬ ‫هذا النهج وهذا التوجه وتلك السياسة‬ ‫ظلت مستمرة يف ظل القيادة الحكيمة للسيد‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬الذي تلمس نبض الجامهري‪،‬‬ ‫ونذر نفسه لالستمرار يف تحقيق طموحاتها‬ ‫وأمانيها‪ ،‬واستكامل تطوير وتوسيع ما تحقق لها‬ ‫يف ظل القائد الخالد حافظ األسد‪.‬‬ ‫وإال كيف حقق هذا اإلجامع الجامهريي الذي‬ ‫تفرد به ليس وطنياً بل وإقليميا وعامليا؟‪...‬‬ ‫فتواصل بناء الدولة العرصية وتحديث وتطوير‬ ‫مؤسساتها بكل ما تعنيه هذه الكلمة من‬ ‫معنى‪ ،‬وها هي نصب اإلنجازات الحضارية تتطاول‬ ‫يف البنيان‪ ،‬وتلك قضايا للمواطن هاجسا دامئا‬ ‫لسيادته‪.‬‬ ‫وعىل الصعيد العريب استعادت دمشق‬ ‫مكانها قلبا للعروبة النابض بحب العرب واملدافع‬ ‫عن حقوقهم ومصالحهم‪..‬‬ ‫وإال كيف احتل القائد بشار األسد وفق‬ ‫مؤسسات استطالعات الرأي املتخصصة يف‬ ‫املرتبة األوىل عربيا؟؟‬ ‫وعىل الصعيد العاملي يكفي املراقبون قليال‬ ‫من التدقيق والتمحيص ليستخلصوا أن سورية‬ ‫أصبحت محجاً ومرجعاً يستابق العامل لخطب‬ ‫ودها‪ ،‬بعد أن أدرك هذا العامل صحة وصوابية‬ ‫نهج سورية التي ظلت متمسكة مبواقفها‬ ‫املبدئية والثابتة‪.‬‬ ‫وهذا مل يكن ليتم لوال شخصية السيد‬ ‫الرئيس بشار األسد الذي رفض كل اإلمالءات‪..‬‬ ‫ووقف شامخا يف مواجهة كل التحديات‪..‬‬ ‫وإال كيف احتل يف استطالعات الرأي التي‬ ‫نوهنا عنها املرتبة الثانية بني قادة العامل بعد‬ ‫“شافيز”؟!‬ ‫ويف هذه املناسبة إننا إذ نستذكر دامئا فكر‬ ‫وتوجيهات القائد الخالد حافظ األسد‪ ..‬الذي قال‬ ‫عنه السيد الرئيس بشار األسد “لقد استطاع‬ ‫القائد الخالد حافظ األسد وضع اسرتاتيجية‬ ‫عامة تلبي الحاجات املختلفة للتطوير”‪.‬‬ ‫فإننا يف الوقت ذاته نعتز بالقيادة الحكيمة‬ ‫للسيد الرئيس بشار األسد ونحن أكرث أطمئنانا‬ ‫عىل مستقبل أجيالنا ومستقبل وطننا الشامخ‬ ‫أبدا‪..‬‬ ‫فهو القائل “سيكون هاجيس دامئا العمل‬ ‫الدؤوب لتحقيق كل ما فيه مصلحة املجتمع‬ ‫ورفعة الوطن”‪.‬‬

‫محافظ إدلب‬ ‫املهندس خالد األحمد‬

‫‪..‬وتزداد تألقاً‬ ‫مع الرئيس بشار األسد‬ ‫متثل الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ األسد يف ‪ 16‬ترشين الثاين عام‬ ‫‪ 1970‬منعطفاً هاماً وحاس ًام يف تطور الجمهورية العربية السورية كونها كانت استجابة صادقة‬ ‫ونوعية لتطلعات القواعد الشعبية لجهة تصحيح مسرية الحزب الثورية يف استكامل دوره‬ ‫الحاسم يف مسرية الكفاح والنضال العريب‪.‬‬

‫أهداف الحركة التصحيحية‬ ‫جاء بيان القيادة القطرية املؤقتة لحزب البعث العريب االشرتايك الذي صدر يف السادس عرش‬ ‫من ترشين الثاين عام ‪ 1970‬ليحدد أهداف الحركة التصحيحية عىل النحو التايل‪:‬‬ ‫داخلياً‪ :‬إقامة الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث العريب االشرتايك وذلك بغية‬ ‫حشد كل الطاقات الوطنية والتقدمية والشعبية ووضعها يف خدمة املعركة ضد العدو‬ ‫الصهيوين‪.‬‬ ‫تشكيل مجلس الشعب لوضع دستور دائم للجمهورية العربية السورية وإصدار قانون اإلدارة‬ ‫املحلية‪.‬‬ ‫متابعة وضع خطط التنمية االقتصادية وتنفيذها عىل ضوء رضورات املعركة وحاجات‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إعطاء املنظامت الشعبية دوراً فاعال يف عملية التحويل االشرتايك ومامرسة الرقابة الشعبية‬ ‫عىل أجهزة الدولة‪.‬‬ ‫بناء وتطوير القوات املسلحة السورية‪.‬‬ ‫صيانة حرية املواطنني وكراماتهم‪.‬‬ ‫إن الحركة التصحيحية انطلقت بسوريا نحو بناء الذات واالعتامد عىل القدرات الوطنية‪ ،‬وتحقيق مبدأ‬ ‫االكتفاء الذايت‪ ،‬الذي أعطى سوريا حرية القرار السيايس وجعل دورها أكرث حيوية وديناميكية يف التعاطي‬ ‫مع جميع امللفات الداخلية واالقليمية والدولية‪.‬‬ ‫واملحصنة‬ ‫استطاع القائد الخالد حافظ األسد وضع األسس السلمية واملتينة للدولة القادرة والقوية‬ ‫ّ‬ ‫بوحدة داخلية ّ‬ ‫قل نظريها‪ ،‬حيث انصهر املجتمع السوري يف وحدة وطنية تبني الداخل وتقاوم الخارج املعتدي‬ ‫فكانت الوحدة تقوم عىل التفاعل الخالق بني الحزب والجامهري‪ ،‬وبني القيادة والقاعدة‪ ،‬وبرز الدور التاريخي‬ ‫للقيادة “العبقرية” للرئيس بشار األسد فتعاظم الدور الريادي لسوريا عىل الساحات كافة وتزامن البناء‬ ‫السوري مع النضال إلقامة التوازن االسرتاتيجي مع العدو الصهيوين ورفض التنازالت والتسويات املنفردة‪،‬‬ ‫والتصدّي لكل اشكال االستسالم واالنهزام‪.‬‬ ‫إن إنجازات التصحيح ال ميكن حرصها يف مقال أو كتاب ألنها انطلقت من بناء اإلنسان الحر والقادر واملبدع‪،‬‬ ‫واملكان املتطور املحصن‪ ،‬مام أعطى لسوريا مكانة دولية أساسية وباتت مفتاح وحيد عىل املستوى اإلقليمي‬ ‫لكل امللفات وأضحى الصعب واملستحيل تحقيقه يف املنطقة‪ ،‬سهل عىل القادة السوريني العتاق‪.‬‬ ‫ما مييز الحركة التصحيحية يف سوريا أنها تتصف بالدميومة واالستمرارية وما أعطاها الزخم والإطار‬ ‫العلامين الحضاري هو نهج القائد الشاب الرئيس بشار األسد الذي امتطى جواد والده‪ ،‬ذلك املحارب الذي اسرتاح‬ ‫تاركاً مهمة متابعة املسرية لقائد تحسس آمال وآالم وأحالم شعبه العريب وليس السوري فقط‪ ،‬وقدّم مث ًال صادقاً‬ ‫ونوعياً عن قدرات الشباب العريب ومدى إمكانية االنطالق والتحليق عالياً يف سامء السياسة الدولية وتسجيل‬ ‫االنتصارات الفعلية‪ ،‬فتح ّولت سوريا بعد الحصار الذي مل يشعر به اي مواطن سوري نظراً لإلمكانيات العالية‬ ‫للداخل السوري إىل دولة مقدّسة يتسابق إليها األجانب ألخذ الربكة والدعاء واالستشارة لنجاح عملهم‪.‬‬ ‫كم نتمنى كشباب لبناين أن ُينسم هواء التصحيح يف زواريب بالدنا الضيقة بطبقاتها السياسية‪،‬‬ ‫حلم يراودنا لكنه ليس مستحيل‪.‬‬ ‫والواسعة بإمكانات شبابها وأهلها ونبني وطن املؤسسات‪ٌ ،‬‬

‫امني الرتبية والشباب يف تيار التوحيد ماهر رسي الدين‬

‫‪97‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫منرب حر‬

‫المبـاراة‬ ‫المشؤومة‬ ‫بين أم الدنيا‬ ‫والمليون شهيد‬ ‫محمد عارف قسوم‬

‫مدير الثقافة يف محافظة حامه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫القلب إذا بىك دماً و هو يشاهد ما حدث و يحدث بني أبناء األمة‬ ‫هل يالم‬ ‫ُ‬ ‫الواحدة من أجل كرة ؟‬ ‫و هل ُيعقل أن تبلغ املأسا ُة ح ّداً ُيسـ ْـتَدعى معه الــسفرا ُء بني األشـــقاء‬ ‫و قد ُيطردون‪ ،‬و ال ُيستدعى السفري االرسائييل أو ُي ْط َرد من هذا البلد العريب‬ ‫أو ذاك من أجل ّ‬ ‫كل ما أمل بالشعب العريب الفلسطيني من ذبح و ترشيد و‬ ‫ُ‬ ‫تنكيل إبان محرقة غزة الغاشم التي أبيد فيها األطفال والشيوخ والنساء‬ ‫والشجر والحجر ؟‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يعرض الكيان الصهيوين املجرم استعدادَه‬ ‫أليس من سخرية القدر أن‬ ‫للتوسط بني مرص‬ ‫ّ‬ ‫والجزائر لحل الخالف املتصاعد بينهام عىل خلفية مباراة كرة القدم‬ ‫التي جمعت بني فريقيهام يف الخرطوم‪ ‬؟ و أن تتحدث صحيفة‪« ‬هآرتس»‬ ‫الصهيونية عن حرب الكرة بني مرص و الجزائر و بلوغ الكراهـيــة بينهام‬ ‫مــستوى مل يـــشهده أحدٌ من قبل؛ و أن يتمنــى الصهاين ُة ساخرين أن‬ ‫تكون هناك مباراة بكرة القدم بني فريقي بلدين عربيني ّ‬ ‫كل يوم ؟‬ ‫أليـس مدعاة للحزن‪ ،‬واالسـتهزاء أن يـستفحل التخ ّلف يف العقل‬ ‫العريب ف ُي ْس َت َف ُّز صاح ُبه ألجل كرة ويهب ثأراً لها ‪ ..‬و ال ُي ْس َت َف ّز ألجل‬ ‫جميع املآيس التي تعصف باألمة العربية من احتاللٍ و اعتدا ٍء واستخفاف‬ ‫بحقوقها و قيمها؟! و أن يتجاهل اإلعال ُم العر ُّيب ‪ -‬أو لنقل أغلبه ‪ -‬املآيس‬ ‫و ينشغل بأخبار املباراة و تغطية تفاعالت األزمة‪ ،‬والنقل املباشــر ملحاولة‬ ‫اقتحام سـفارة أحد الـبلديـن املعنيني من قبل متظــاهرين من البـلـد‬ ‫اآلخر و إحراقـهم عـلم ذاك البـلـد‪ ،‬و مطالبتهـم بالقصاص من شــعبه‪،‬‬ ‫ووقف كل أشــكال التعامل معـه‪ ،‬وقطع العالقات بكافـة أشكالـهـا‬ ‫ّ‬ ‫ينـحط لدرجــة أن‬ ‫و مسـتوياتـهـا؟!! و هل يليق بالخطاب اإلعـالمي ْأن‬ ‫تتحدث «النهار الجزائريــة» عن قلة أدب فنانــي مرص مـستشـهد ًة بهيفاء‬ ‫وهـبي و تطاولــهــا عىل الجزائريني و نعتها له بجمهــور الســكاكني و‬ ‫املطاوي ‪ ..‬واصف ًة إ ّياها بخريجـة املراقص و بيوت الـ‪ ...‬و أن تصف مقاالت‬ ‫شعب تلك الدولة بأنهم أبناء جميلة بوحريد بينام أبنا ُء الدولة‬ ‫صحفية‬ ‫َ‬ ‫األخرى أبنا ٌء لفيفي عبده و نجوى فؤاد ‪ ..‬يف حني يشنّ اإلعالم املرصي هجوماً‬ ‫عنيف ُا عىل الفنانة الكبرية وردة الجزائرية ملنارصتهــا بلدها يف املباراة ‪..‬‬ ‫وكذلك عىل الروائيـــة أحالم مستغامني للموقف ذاته لتتدخل هنا فيفي‬ ‫عبده مهدد ًة متوعد ًة ‪:‬‬ ‫(نحنا جبل و أي حاجة ريح ‪َ ..‬حن َُاخ ْذ ح ّقنا و مش حنفرط فيه ‪)..‬‬ ‫ٌ‬ ‫شقيقة أخرى عىل خط األزمة و تستدعي‬ ‫أليس عجيباً أن تتدخل دولة‬ ‫سفريها نتيجة التطاول اإلعالمي عليها‪ ..‬و أن تو ّثق حاالت طالق أزواج من‬ ‫تلك الدولــة و زوجاتهــم من الدولــة الشقيقة األخرى بسبب تلك املباراة‬ ‫املشؤومة؟!! أجل املشؤومة وأرص عىل هذه الصفة‪ ..‬متمنياً أن تفلح الجامع ُة‬ ‫العربية يف وســاطتها لحل األزمــة‪ ،‬وأن ينجح القرضاوي يف مساعيه‬ ‫لتهدئتها‪ .. ‬و أن ُي َو ّفق االتحاد األورويب للتخفيف من حدتها‪ ...‬و أن ينتبه البلدان‬ ‫الشقيقان لنفسيهام جيداً ‪ ..‬فتعلم مرص أ ّنها (أم الدنيا ) و تتذكر الجزائر‬ ‫أنــها (بلد املليون شهيد) ‪ .‬و أنهام البلدان العظيامن ألصل واحد ومصري‬ ‫واحد فال يختلفان أبداً‪..‬‬

‫‪98‬‬

‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني‬ ‫‪www.tayyar-tawhid.org‬‬

‫‪99‬‬

‫العدد ‪ -35‬كانون االول ‪2009‬‬


‫سد الفرات‬ ‫بحيرة األسد‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.