Manbar altawhid issue 31

Page 1

‫وهاب انفتاح سياسي تحت المجهر‬

‫محمد رعد ‪:‬‬

‫العدد ‪ 31‬ــ آب ‪ 2009‬ــ السنة الثالثة‬

‫المحكمة الدولية بحاجة‬ ‫إلى شهادة حسن سلوك‬

‫هل ّ‬ ‫تنفذ إسرائيل حربها الثالثة على لبنان؟‬

‫مروان فارس‪:‬‬ ‫القوات الدولية‬ ‫تخرق ‪1701‬‬

‫المستوطنات الصهيونية من جذور العقيدة التوراتية‬

‫سمير القنطارعام في الحرية ‪:‬‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬ ‫المقاومة بصمت‬ ‫أعمل في‬


‫منرب التوحيد‬

‫في هذا العدد‬

‫نرشة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫املنرب اللبناين‬

‫العدد الواحد الثالثون ‪ /‬آب ‪ 2009‬السنة الثالثة‬

‫فؤاد الرتك‪ :‬النظام السيايس‬ ‫يف لبنان غري قابل للحياة‬

‫أول الكالم‬

‫ص ‪20‬‬

‫املنرب الفلسطيني‬

‫أبو إيهاب حسن‪ :‬طرح مشاريع‬ ‫التوطني يف هذا الوقت ال يعني أنها‬ ‫قابلة للتنفيذ‬

‫ص ‪57‬‬

‫املنرب العريب‬

‫منذر سليامن‪ :‬أوباما يؤجل عملية‬ ‫انهيار الواليات املتحدة‬

‫املنرب الدويل‬

‫ص ‪70‬‬

‫فنزويال يف عيدها الوطني‬

‫املنرب االقتصادي‬

‫ص ‪74‬‬

‫‪ -‬مليونا سائح حتى نهاية العام‬

‫رئيس تيار التوحيد يجول في حاصبيا‬

‫األرض المح ّررة‬

‫ صندوق‬‫يتع ّرض ملؤامرة‬

‫الضامن‬

‫ص ‪66‬‬

‫االجتامعي‬

‫ص ‪76‬‬

‫تحقيق‬

‫مياه الرشب يف مدينة حامه‬

‫املنرب الثقايف‬

‫عبدو منذر‪ :‬مستعدون‬ ‫الكثري للوصول اىل بر األمان‬

‫ص ‪79‬‬ ‫لخسارة‬

‫منري كرسواين‪ :‬عد ّونا الوحيد يف‬ ‫لبنان الجهل والطائفية‬

‫املنرب الريايض‬

‫ص ‪80‬‬ ‫ص ‪84‬‬

‫ص ‪92‬‬

‫الريال مدريد‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪100‬‬

‫مع أن اجواء التهدئة التي تعم الوسط‬ ‫السيايس هذه األيام هي مرضية يف‬ ‫الغالب‪ ،‬اال ان البعض من املعتادين عىل‬ ‫الصيد يف املاء العكر يزعجهم األمر‪ ،‬لذلك‬ ‫تطالعنا وسائل االعالم بني الحني واآلخر‬ ‫بتصاريح نافرة مألى بالعهر السيايس الذي‬ ‫خربه اصحابه اعتادوا عليه‪.‬‬ ‫لقد كان لقضية انفجار ما قيل أنه‬ ‫مخزن للذخرية يف الجنوب الحصة الكربى‬ ‫من هذه التصاريح‪ ،‬فمن يقرأها يعتقد أنها‬ ‫صادرة عن إعالم العدو‪ ،‬والتي اقل ما يقال‬ ‫عنها انها حاقدة وموجهة نحو الفتنة‬ ‫والتصعيد‪.‬‬ ‫أن تصدر هذه التصاريح عن نائب يف‬ ‫الربملان اللبناين معروف بهجوماته املتكررة‬ ‫عىل املقاومة مته ًام إياها بإعطاء الفرصة‬ ‫للعدو االرسائييل مبهاجمة لبنان فهي‬ ‫يشء غري مستغرب‪ ،‬لكن التامهي يف‬ ‫نكاأالجراح واشاعة الخوف من غطرسة‬ ‫العدو وقوة آليته املدمرة‪ ،‬هي التي تدعو‬ ‫ليس لإلستغراب فحسب بل اىل استهجان‬ ‫هذه الترصفات برمتها‪.‬‬ ‫حرضة النائب يعتقد أن تصاريحه تلك‬ ‫بامكانها تحقيق بعض املكاسب السياسية‬ ‫ضد املقاومة‪ ،‬فرييض بها أولياء األمر‬ ‫فتمهد له دخول الوزارة العتيدة‪ ،‬لكنه رمبا‬ ‫ال يدري أنه عن قصد أو بدون قصد يقدم‬ ‫خدمة مجانية وسهلة للعدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وذلك جراء الشحن املستمر للنفوس ضد‬ ‫املقاومة ودفع الناس اىل كراهيتها والتخيل‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬فإن أمثال هذا النائب الكثري‬ ‫من السياسيني يف لبنان ممن ميارسون‬ ‫عملهم السيايس عىل طريقة الطحالب‪.‬‬ ‫يلتصقون بكل ما يوفر لهم دع ًام ونجاحاً‬ ‫واستمرارية حتى لو جاء ذلك عىل حساب‬ ‫الوطن وحريته وسيادته واستقالله‪ ،‬فهل‬ ‫بعد هذا نالم نحن ُنسأل ‪ .‬ملاذا التجني‪ ...‬ملاذا‬ ‫التخوين‪...‬؟‬

‫التحرير‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫تشكيل الحكومات يف لبنان منذ االستقالل إىل اليوم كان مير‬ ‫دامئا بأزمات‪ ،‬كانت تؤدي إىل تفجري حروب أهلية‪ ،‬والسبب يف‬ ‫ذلك‪ ،‬موضوع املشاركة يف الحكم‪ ،‬إذ أن التسوية الطائفية التي‬ ‫قام عليها النظام السيايس‪ ،‬تنتج عدم استقرار يف السلطة‪،‬‬ ‫وتخ ّلف إرباكات داخلها‪ ،‬مام يكشف خل ًال يف الرتكيبة الطائفية‬ ‫للنظام‪ ،‬حيث كانت الطوائف واملذاهب تشعر أنها مهمشة فيه‪،‬‬ ‫وأن طائفة ما تستأثر بالقرار وتتفرد بالسلطة‪ ،‬فكان يقع الصدام‪،‬‬ ‫ويتحول إىل حرب داخلية‪ ،‬إذا ما قام كل فريق طائفي أو سيايس‬ ‫باستقدام الخارج إىل الداخل‪ ،‬أو استند يف تحركه عىل دعم عريب‬ ‫أو إقليمي ودويل‪ ،‬أو استفاد من تحوالت ما خارجية‪ ،‬ليحاول فرض‬ ‫رشوطه وتأمني مصالحه‪ ،‬من خالل االرتباط مبحاور خارجية‪.‬‬ ‫ففي تاريخ لبنان ومع كل تغيريات عربية وإقليمية ودولية‪ ،‬كان‬ ‫تأليف الحكومات يتأثر بها‪ ،‬وهذا ما حصل يف محطات سياسية‬ ‫عديدة‪ ،‬ومنها أول حكومات عهد االستقالل برئاسة بشارة الخوري‪،‬‬ ‫حيث كان االشتباك الفرنيس ‪ -‬الربيطاين عىل األرض اللبنانية ‪،‬‬ ‫وكان االنحياز الفرنيس إىل “اميل اده”‪ ،‬واالنكليزي إىل “الخوري”‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يف عهد الرئيس “كميل شمعون” عندما ارتبط عهده باملرشوع‬ ‫األمرييك للرئيس “دوايت ايزنهاور” يف منتصف الخمسينات‪،‬‬ ‫والتحقق بـ “حلف بغداد” وجاء تشكيل الحكومة ليتوافق مع الخيار‬ ‫السيايس للعهد الشمعوين املرتبط بالغرب‪ ،‬يف مواجهة املد‬ ‫النارصي الذي كان يحمل فكرة الوحدة العربية‪ ،‬ثم يف التصدي‬ ‫للتمدد الشيوعي يف املنطقة‪ ،‬وكان من جراء ذلك وقوع معارك بني‬ ‫املحورين انتهت إىل انتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً‬ ‫للجمهورية‪ ،‬فجوبه “بثورة مضادة‪ ،‬قادها حزب الكتائب يف مواجهة‬ ‫حكومة العهد األوىل‪ ،‬ورضخ لرشوط الكتائب‪ ،‬وتم تشكيل حكومة‬ ‫رباعية غاب عنها متثيل طوائف أساسية‪.‬‬ ‫وهكذا كان النظام السيايس‪ ،‬يستولد األزمات وكان أبرزها يف‬ ‫العام ‪ 1969‬عندما وقعت االشتباكات بني الجيش اللبناين واملقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فنشبت أزمة ثقة بني القوى اللبنانية‪ ،‬إذ اصطف‬ ‫الفريق املسيحي مع الجيش املك ّون من الحلف الثاليث املكون من‬ ‫الكتائب واألحرار والكتلة الوطنية‪ ،‬والفريق املسلم السني مع‬ ‫الفلسطينيني داعمني ثورتهم ومؤيدين العمل الفدايئ‪ ،‬الذي كان‬ ‫يف أوج نشاطه وظهوره واحتضان الشعوب العربية له‪ ،‬بعد نكسة‬ ‫األنظمة العربية يف العام ‪ ،1967‬وقد دام تشكيل الحكومة التي‬ ‫كلف برئاستها رشيد كرامي‪ ،‬نحو سبعة أشهر‪ ،‬ومل تؤلف إال‬ ‫بعد تدخالت خارجية‪ ،‬وتوقيع اتفاق القاهرة برعاية مرص بني الجيش‬ ‫ومنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬وهذه التسوية دامت نحو أربع‬ ‫سنوات‪ ،‬وانفجرت يف العام ‪ ،1973‬بعد اغتيال ثالثة من قادة الثورة‬ ‫الفلسطينية يف ‪ 15‬نيسان يف منطقة “فردان” يف بريوت‪ ،‬وعىل‬ ‫مقربة من مقر لقوى األمن الداخيل‪ ،‬فدخل لبنان يف أزمة حكم‪،‬‬ ‫عندما طالب رئيس الحكومة آنذاك صائب سالم‪ ،‬بإقالة قائد الجيش‬ ‫العامد اسكندر غانم‪ ،‬وانقسم اللبنانيون حول الجيش ودوره‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫منذ ذلك التاريخ التأسيس للحرب األهلية‪ ،‬إذ رفع املسلمون عنوان‬ ‫املشاركة يف الحكم‪ ،‬وملقولة أن رئيس الجمهورية يحكم وال ُيحاسب‪،‬‬ ‫يف حني أن رئيس الحكومة هو “باشكاتب” عند رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫ويدفع مثن أخطاء العهد السياسية‪ ،‬وهو ما دفع بالقوى الوطنية‬ ‫إىل طرح إصالح النظام السيايس‪ ،‬وتحريره من الطائفية بإلغائها من‬

‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫تشكيل‬ ‫الحكومة‬ ‫أزمة نظام‬ ‫ال أزمة‬ ‫أرقام‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬

‫الدستور‪ ،‬الذي نصت املادة ‪ 95‬منه‪ ،‬عىل أن الحالة الطائفية مؤقتة‪،‬‬ ‫وال بد من إيجاد وضع ملعالجتها‪ ،‬وهكذا دخلت البالد منذ منتصف‬ ‫السبعينات يف أزمة ثقة‪ ،‬نتجت عن خالفات أساسية وجوهرية‪،‬‬ ‫تتعلق بالنظام السيايس ومفهوم املشاركة فيه‪ ،‬إىل دور لبنان يف‬ ‫الرصاع العريب اإلرسائييل‪ ،‬ومهمة الجيش يف الدفاع عن السيادة‪،‬‬ ‫وقد أدى هذا الرصاع إىل اشتباكات بني الجيش والفلسطينيني الذين‬ ‫اصطفوا إىل جانب املسلمني‪ ،‬فاتخذ الخالف طابعاً طائفياً‪ ،‬ومل تنجح‬ ‫املحاوالت الخارجية يف وقف الفتنة‪ ،‬ومل تتمكن طاوالت الحوار الداخلية‬ ‫من الوصول إىل تسويات سياسية تتعلق ببنية النظام‪ ،‬وقد دخلت‬ ‫عوامل خارجية عىل األزمة‪ ،‬فباإلضافة إىل الوضع الفلسيطيني‬ ‫املؤثر بسبب وجود حوايل ‪ 300‬ألف الجئ يف املخيامت حملوا السالح‬ ‫دفاعاً عن قضيتهم‪ ،‬بعد تخيل األنظمة العربية عنهم‪ ،‬ثم للدفاع‬ ‫عن وجودهم يف مواجهة االعتداءات اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫كام حرض الدور السوري يف األزمة‪ ،‬ومل تغب مرص التي كانت إىل‬ ‫جانب الكتائب يف بداية الحرب‪ ،‬وكذلك السعودية‪ ،‬وجرت محاوالت‬ ‫لتدويل األزمة‪ ،‬فحرضت فرنسا عرب مبعوثها “دومورفيل”‪ ،‬وأمريكا عرب‬ ‫موفدها “دين براون” إضافة اىل الفاتيكان‪ ،‬فاختلط التعريب بالتدويل‪،‬‬ ‫فاتحا الباب إلرسائيل للدخول أيضاً تحت ذريعة أن األحزاب املسيحية‬ ‫طلبت منها املساعدة ملواجهة الزحف الفلسطيني نحو املناطق‬ ‫الرشقية‪ ،‬مبشاركة قوات الحركة الوطنية‪ ،‬فيام أرسعت سوريا لطرح‬ ‫مبادرة سياسية‪ ،‬ملنع الدخول اإلرسائييل إىل الداخل اللبناين‪ ،‬وقيام‬ ‫“إرسائيل ثانية” وتقسيم لبنان‪ ،‬الذي سيكرس تفتيت املنطقة‪.‬‬ ‫فالحضور الخارجي يف األزمة اللبنانية ناجم عن النظام السيايس‪،‬‬ ‫الذي أنشئ يف زمن السلطنة العثامنية‪ ،‬وقام عىل الثنائية الدرزية‬ ‫– املارونية يف جبل لبنان‪ ،‬إثر إحداث عام ‪ ،1860 – 1840‬ليكرس حكم‬ ‫القامئقاميتني‪ ،‬هذا النظام استمر يف تركيبته الطائفية مع االنتداب‬ ‫الفرنيس الذي ك ّرسه عرب تكبري جبل لبنان نحو األقضية األربعة‪ ،‬وتم‬ ‫اعتامد الثنائية املارونية – السن ّية التي أنتجت ما سمي بـ “الصيغة”‬ ‫و”امليثاق”‪ ،‬لكن هذه التسوية انتهت يف اتفاق الطائف الذي شكل‬ ‫مدخ ًال لحل معضلة الطائفية يف لبنان‪ ،‬لكن باملامرسة تكرست‬ ‫مذهبية سياسية‪ ،‬إذ بات لبنان أمام تكوين لنظامه من “الرتويكا”‬ ‫التي تكرست يف أول عهد بعد الحرب األهلية‪ ،‬إذ اعتمدت يف أيام‬ ‫الرئيس الياس الهراوي‪ ،‬الذي شعر أن صالحياته كرئيس للجمهورية‬ ‫حصنوا رئاسة مجلس‬ ‫تراجعت‪ ،‬وبات الوزير أقوى منه‪ ،‬كام أن الشيعة ّ‬ ‫النواب بأربع سنوات ومقر لرئيس املجلس‪ ،‬كانوا يرغبون يف أن يكونوا‬ ‫رشكاء يف القرار من خالل الحكومة‪ ،‬فكان الرئيس نبيه بري يشارك يف‬ ‫اجتامعات “الرتويكا” وهي صيغة مبتكرة ألزمة النظام‪ ،‬حيث يكون‬ ‫الرقيب عىل أعامل الحكومة مشاركاً فيها‪ ،‬حيث كان رئيس الحكومة‬ ‫رفيق الحريري‪ ،‬يشعر وكأنه مطوق‪ ،‬إذ كان بإمكان وزراء حركة “أمل”‬ ‫مشاكسته يف الداخل وتعطيل قرارات مجلس الوزراء‪ ،‬فانكشفت‬ ‫أزمة نظام الطائف ودستوره‪ ،‬وبدأت املطالبة بتعديله‪ ،‬أو بتطبيقه‬ ‫باتجاه إلغاء الطائفية‪ ،‬لكن مع مرور حوايل عرشين عاماً عىل صدروه‪،‬‬ ‫فإن هذا االتفاق الذي كان تسوية بني اللبنانيني برعاية عربية ودولية‪،‬‬ ‫لوقف الحرب الداخلية واالنتقال إىل السلم األهيل‪ ،‬تبني أنه مل يحل‬ ‫أزمة النظام‪ ،‬التي تستفحل‪ ،‬وقد شهدنا ذلك أيام الوجود السوري‪،‬‬ ‫أزمات وزارية وحكومية‪ ،‬كانت سوريا املمسكة بالوضع اللبناين‬ ‫تتدخل ملنع االنفجار الداخيل‪ ،‬ولكن دون تقديم حل جذري‪ ،‬حيث عندما‬

‫خرجت سوريا بقواتها ومخابراتها من لبنان‪ ،‬ظهرت أزمة النظام عىل‬ ‫حقيقته‪ ،‬إذ أن أول حكومة شكلت بعد خروج الجيش السوري برئاسة‬ ‫نجيب ميقايت متت برعاية عربية وإقليمية ودولية ( السعودية – سوريا‪-‬‬ ‫إيران‪ -‬فرنسا‪ -‬أمريكا) وأن حكومة ما بعد انتخابات ‪ ،2005‬جاءت نتيجة‬ ‫التحالف الرباعي “بني حركة “أمل” و “حزب الله” و “تيار املستقبل” و‬ ‫“الحزب التقدمي االشرتايك” بذات الرعاية الخارجية‪ ،‬وعندما اختل هذا‬ ‫التحالف ألسباب تتعلق بخروج قوى ‪ 14‬شباط عن االتفاق السيايس‬ ‫لذاك التحالف الذي يحمي املقاومة‪ ،‬والرهان عىل املرشوع األمرييك‬ ‫للمنطقة وتسليم لبنان إىل اإلدارة االمريكية برئاسة جورج بوش‪،‬‬ ‫فوقع الصدام ودخل لبنان يف أزمة سياسية ودستورية وتوترات أمنية‪،‬‬ ‫أدت إىل أحداث ‪ 7‬أيار‪ ،‬التي أفرزت نتائجها العسكرية عىل األرض فرض‬ ‫املعارضة قوتها‪ ،‬و أمثرت حال سياسياً برعاية عربية ودولية ظهر يف‬ ‫اتفاق الدوحة الذي ش ّكل الحكومة كام طالبت املعارضة بحصولها‬ ‫عىل الثلث الضامن فيها بعد انتخاب رئيس توافقي للجمهورية‪.‬‬ ‫ومع تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة بعد انتخابات ‪،2009‬‬ ‫التي سلم الجميع بنتائجها‪ ،‬ومل تعط أي طرف انتصاراً كام ًال‪،‬‬ ‫وفرضت رضورة املشاركة فيها من جميع القوى السياسية‪ ،‬وهو ما‬ ‫أعلن عنه الرئيس املكلف سعد الحريري‪ ،‬فإن األزمة بقيت هي هي‬ ‫يف تفسري مفهوم املشاركة‪ ،‬وهو السبب الذي يؤدي إىل التأخري يف‬ ‫والدة الحكومة‪.‬‬ ‫فاتفاق الطائف‪ ،‬حل مشكلة رئيس الحكومة الذي كان يفرضه رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬وأصبح تعيينه أو تكليفه يخضع الستشارات نيابية ملزمة‪،‬‬ ‫تعززها الكتل النيابية‪ ،‬ولكن مل يحل اتفاق الطائف مسألة تشكيل‬ ‫الحكومة‪ ،‬إال مبا نصت عليه مقدمة الدستور أن ال رشعية ألي سلطة ال‬ ‫تستند إىل صيغة العيش املشرتك‪ ،‬وهو ما فرسها البعض بالدميقراطية‬ ‫التوافقية‪ ،‬وأن حكومات ما بعد الطائف يجب أن تشكل عىل قاعدة الوفاق‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫فاألزمة ليست تقنية يف أرقام ما تحصل عليه املواالة أو املعارضة أو رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬بل يف عمق النظام السيايس‪ ،‬الذي ي ّولد مثل هذه األزمة‪ ،‬كام‬ ‫غريها من األزمات‪ ،‬إذ أن موازنة ملؤسسة مثل مجلس الجنوب‪ ،‬توقف املوازنة‬ ‫ّ‬ ‫وتعطل أعامل الحكومة‪ ،‬وكذلك التعيينات يف الفئة األوىل عىل‬ ‫بكاملها‪،‬‬ ‫مختلف مستوياتها‪ ،‬ألنها مبنية عىل أسس طائفية‪ ،‬وألن مؤسسات الدولة‬ ‫موزعة عىل الطوائف واملذاهب عرفاً ال دستوراً أو قانوناً‪ ،‬فتصبح التعيينات‬ ‫محاصصات‪ ،‬وتوزع الوظائف عىل املحسوبني واألزالم كمغانم‪ ،‬وتتعطل‬ ‫عمليات الرقابة وتتالىش املحسوبية‪.‬‬ ‫وعندما يدخل تشكيل الحكومة شهره الثاين ولن تبرص النور بعد‪ ،‬ومل‬ ‫يقدم رئيسها املكلف صيغة معينة‪ ،‬سوى ما يقال أن ال عودة إىل الثلث‬ ‫الضامن للمعارضة‪ ،‬فهذا يؤرش إىل أزمة ثقة‪ ،‬تسبب بها النظام السيايس‪،‬‬ ‫الذي أفرز يف انتخاباته عىل أساس القانون الطائفي‪ ،‬موضوع املشاركة من‬ ‫ضمن حجم الكتل النيابية التي متثل الطوائف واملذاهب وهكذا بتنا أمام‬ ‫مشهد فدرالية الطوائف واملذاهب‪ ،‬وهذا أمر خطري‪ ،‬يؤسس لحرب أهلية‬ ‫تؤججها مصالح الطوائف وتعمل عىل إشعالها تدخالت خارجية‪.‬‬ ‫فهل اتعظ اللبنانيون وأيقنوا أن نظامهم هو الذي يوصلهم إىل األزمات‬ ‫والفنت واالقتتال‪ ،‬وأن ما يسمى حكومة وحدة وطنية‪ ،‬ما هو إال حكومة‬ ‫املصالح الطائفية!‬

‫«منرب التوحيد‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫الغالف‬

‫عدوان صيف ‪ 2006‬علّم نتنياهو أن دولته يمكن التغلّب عليها‬

‫ّ‬ ‫تحضر لحرب ثالثة على لبنان‬ ‫إسرائيل‬ ‫السيد نصرهللا يتوقعها ويعد بانتصار المقاومة‬ ‫اعرتف رئيس حكومة العدو اإلرسائييل “بنيامني‬ ‫نتنياهو” يف ندوة عقدت مؤخراً يف “املنتدى‬ ‫املقديس” يف “تل أبيب” حول القرار الدويل ‪ ،242‬أن‬ ‫دولته ميكن التغلب عليها‪ ،‬يف إشارة إىل ما حدث‬ ‫يف لبنان إثر العدوان اإلرسائييل عليه يف صيف‬ ‫(‪ )2006‬وتصدي املقاومة له‪ ،‬وصمودها ملدة (‪،)33‬‬ ‫يوماً وانتصارها عىل الجيش الذي ال يقهر باعرتاف‬ ‫تقرير لجنة “فينوغراد”‪.‬‬ ‫فبعد االنتصار الذي حققته الدولة العربية‬ ‫الصهيونية عىل الدول العربية وأنظمتها وجيوشها‬ ‫يف حرب حزيران عام (‪ ،)1967‬واحتاللها للضفة‬ ‫الغربية وغزة والجوالن‪ ،‬اعتربت القيادة اإلرسائيلية‬ ‫يف حينه‪ ،‬أنه قد تم تثبيت الدولة‪ ،‬ومل يعد مبقدور‬ ‫الدول املجاورة تحقيق نرص عسكري عليها‪.‬‬ ‫إال أن حرب ترشين عام (‪ )1973‬ق ّلبت املعادلة‬ ‫واستطاع الجندي العريب يف سوريا ومرص أن‬ ‫يقتحم خطوط العدو يف الجوالن‪ ،‬وخط بارليف‬ ‫يف السويس‪ ،‬وعند مشارف سيناء‪ ،‬ويسجل تقدماً‬ ‫كاد الجيش اإلرسائييل أن يستسلم له‪ ،‬لوال التدخل‬ ‫العسكري األمرييك‪ ،‬وانسحاب الجيش املرصي من‬ ‫املعركة‪ ،‬بعد إحداث “دفرسوار” يف صفوفه وترك‬ ‫الجيش السوري وحيداً يف املعركة‪ ،‬لكن هذه الحرب‬ ‫أعطت إشارات إيجابية إىل إمكانية االنتصار‪،‬‬ ‫ورد االعتبار عىل هزمية الجيوش العربية يف العام‬ ‫(‪ ،)1967‬ورفع معنويات الشعوب العربية‪.‬‬ ‫لقد أعطت حرب ترشين أم ًال بالنرص‪ ،‬وكان أن‬ ‫يف العام‬ ‫خاضت قبلها املقاومة الفلسطينية‬ ‫(‪ )1968‬معارك يف غور األردن ضد الجيش اإلرسائييل‬ ‫ك ّبدته فيها خسائر برشية ومادية‪ ،‬مام رفع من‬ ‫معنويات الشعب الفلسطيني‪ ،‬الذي شهد نكبة‬ ‫ثانية بخسارته كل أرضه يف فلسطني يف العام‬ ‫(‪ )1967‬بعد ترشده يف العام (‪ )1948‬وقيام الكيان‬ ‫الصهيوين عىل أرضه‪ ،‬مبوجب قرار التقسيم‬ ‫الصادر عن األمم املتحدة ذا الرقم (‪ )184‬يف العام‬ ‫(‪ ،)1948‬فأخذ الفلسطينيون قضيتهم بيدهم‪،‬‬ ‫وقرروا خوض الكفاح املسلح السرتداد أرضهم‪،‬‬ ‫واالنطالق من الدول املجاورة للقيام بعمليات فدائية‪،‬‬ ‫إذ كان يتعذر ذلك من الداخل‪ ،‬رغم حصول بعض‬ ‫العمليات القليلة والنوعية يف الداخل‪.‬‬ ‫لقد كانت حرب حزيران (‪ )1967‬انتصاراً إلرسائيل‬ ‫وهزمية للعرب‪ ،‬لكن املقاومة الشعبية بدأت تأخذ‬ ‫دورها‪ ،‬خاصة بعد االجتياح الصهيوين للبنان يف‬ ‫العام (‪ )1982‬وقبله يف العام (‪ ،)1978‬حيث أخذت‬ ‫املقاومة الوطنية اللبنانية قرار التصدي لالحتالل‪،‬‬ ‫وبدأت بشن هجامت وعمليات متفرقة‪ ،‬وأحياناً‬ ‫مببادرات فردية من عنارص تنتمي إىل أحزاب وطنية‬ ‫وقومية‪ ،‬وتث ّقفت عىل مقاومة العدو االرسائييل‪.‬‬ ‫وهكذا انطلقت املقاومة التي بدأت من الجنوب‬ ‫يف ‪ 21‬متوز ‪ ،1982‬وقصفت الجليل األعىل بالصواريخ‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إلبالغ قادة العدو أن اسم عمليته العسكرية يف‬ ‫لبنان “سالمة الجليل”‪ ،‬قد سقط‪ ،‬وأن عدوانه لن يكون‬ ‫نزهة‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ تصاعدت عمليات املقاومة‬ ‫يف كل األماكن التي دخلتها قوات االحتالل‪ ،‬وكان‬ ‫أبرزها يف بريوت‪ ،‬التي اندلعت منها رشارة املقاومة‬ ‫يف عملية “الوميبي” يف شارع الحمراء‪ ،‬والتي نفذها‬ ‫الشهيد خالد علوان من الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬وتوالت العمليات من عنارص الحزب‬ ‫الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي و “املرابطون”‬ ‫و”حركة أمل”‪ ،‬مام اضطر الجيش اإلرسائييل إىل أن‬ ‫يخرج رسيعاً بعد أقل من أسبوعني عىل دخوله‬ ‫العاصمة اللبنانية مستغيثاً أن “ال ال تلطقوا النار‬ ‫علينا إننا راحلون”‪.‬‬ ‫بدأت رحلة االنسحاب من بريوت لتتواىل يف‬ ‫الجبل‪ ،‬ثم صيدا وأجزاء أخرى من الجنوب تحت‬ ‫رضبات املقاومة‪ ،‬التي برز فصيل فيها هو “املقاومة‬ ‫اإلسالمية” التابعة لـ “حزب الله” والتي خاضت‬ ‫مواجهات عنيفة مع االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬ومتكنت‬ ‫من التقدم عىل فصائل وأحزاب املقاومة األخرى‪،‬‬ ‫لعوامل عدة ذاتية ( عقائدية) ولوجستية ( التدريب‬ ‫والتسليح والتنظيم)‪ ،‬وتحويل قرى ومدن يف الجنوب‬ ‫إىل مجتمع حاضن للمقاومة‪ ،‬بعد تعزيز ثقافة‬ ‫الصمود يف القرى وعدم الهجرة منها‪ ،‬لتكون خزاناً‬ ‫برشياً للمقاومة التي كانت تنطلق يف عملياتها‬ ‫من املناطق املحتلة‪ ،‬حيث متكنت املقاومة اإلسالمية‬ ‫من تسجيل عمليات نوعية من استشهادية وغريها‪،‬‬ ‫وأوقعت يف صفوف الجيش اإلرسائييل وعمالئه‬ ‫رضبات موجعة‪ ،‬واشتغلت املقاومة عىل تفكيك‬ ‫بنية “ميليشيا لحد”‪ ،‬متكنت من اخرتاقها يف عمل‬ ‫استخباري‪ ،‬م ّكن املقاومة من نجاح عملياتها‪.‬‬ ‫وعىل مدى (‪ )18‬عاماً‪ ،‬كانت املقاومة تسجل‬ ‫انتصارات بالرغم من شن عدوانني عليها‪ ،‬األول يف‬ ‫متوز (‪ )1993‬تحت اسم “تصفية الحساب” خرجت‬

‫‪4‬‬

‫منها منترصة‪ ،‬والثاين يف نيسان عام (‪)1996‬‬ ‫تحت اسم “عناقيد الغضب” استطاعت املقاومة‬ ‫أن تنتزع اعرتافاً دولياً برشعية عملها تحت اسم‬ ‫“تفاهم نيسان”‪ ،‬الذي منحها حق الرد الصاروخي‬ ‫عىل كل استهداف إرسائييل للمدنيني واملدن‬ ‫والقرى‪ .‬وهكذا بدأت “إرسائيل” حملة عىل حكومة‬ ‫“شيمون برييز”‪ ،‬الذي ح ّمله العامل مسؤولية “‬ ‫مجزرة قانا”‪ ،‬ومعها بدأ العد العكيس النسحاب‬ ‫القوات اإلرسائيلية من لبنان‪ ،‬لكن مجيء “نتنياهو”‬ ‫إىل رئاسة الحكومة‪ّ ،‬أخر خروج القوات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫تحت ذريعة أنه يجب أن يكون الثمن “توقيع سالم”‬ ‫مع لبنان‪ ،‬لكن تعرث املفاوضات السلمية‪ ،‬التي أبلغ‬ ‫لبنان أنه غري معني بها‪ ،‬إال من زاوية تطبيق القرار‬ ‫(‪ )425‬أبقى الوضع معلقاً‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي كان فيه العامل منشغ ًال يف‬ ‫عملية “السالم” واملفاوضات عىل املسارين السوري‬ ‫والفلسطيني‪ ،‬كانت املقاومة تجري مفاوضاتها‬ ‫عىل طريقتها‪ ،‬ملعرفتها أن تحرير األرض ال يتم‬ ‫بالدبلوماسية‪ ،‬وأن األمم املتحدة تغاضت عن تنفيذ‬ ‫القرار (‪ ،)425‬والغزو الصهيوين الذي حصل يف‬ ‫العام ‪ ،1982‬كان تحت مرأى ومسمع القوات الدولية‬ ‫يف الجنوب‪ ،‬لذلك ص ّعدت املقاومة من عملياتها‪،‬‬ ‫ومتكنت يف أيلول من العام (‪ )1997‬من قتل (‪)13‬‬ ‫عنرصاً من لواء “غوالين”‪ ،‬وهو من ألوية النخبة يف‬ ‫الجيش اإلرسائييل يف كمني ببلدة “أنصارية” يف‬ ‫الساحل الجنويب العمل الذي كان له وقعه الكبري‪،‬‬ ‫إذ أعطى املقاومة زخ ًام شعبياً قوياً‪ ،‬وأصاب جيش‬ ‫االحتالل بنكسة‪ ،‬زادت من الضغوط السياسية‬ ‫والشعبية اإلرسائيلية عليه باالنسحاب من لبنان‪،‬‬ ‫فوجوده بات يكبده خسائر كبرية‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫أن وجوده غدا لحامية عمالئه الذين بدأوا باالنهيار‬ ‫مع مالحقة رموزهم وقادتهم‪ ،‬وكانت عملية‬ ‫قتل العميل عقل هاشم‪ ،‬سبباً يف تصدع بنية‬

‫العمالء الذين بدأوا بالفرار من املواقع العكرسية‬ ‫التي سلمتهم أياها قوات االحتالل وكانت تضطر‬ ‫للتدخل إلنقاذهم‪.‬‬ ‫كانت انتصارات املقاومة تتواىل مع تصاعد‬ ‫عدد العمليات النوعية‪ ،‬التي كانت تنقل مص ّورة‪،‬‬ ‫فدب الذعر يف صفوف الجنود اإلرسائيليني‪ ،‬وأعلن‬ ‫ّ‬ ‫عدد البأس به منهم رفضه الخدمة يف لبنان‪ ،‬مام‬ ‫أدى برئيس الحكومة “ايهود باراك” إىل اتخاذ قرار‬ ‫االنسحاب من لبنان‪ ،‬فكان يوم ‪ 25‬أيار ‪ ،2000‬هزمية‬ ‫للجيش اإلرسائييل الذي ف ّر تاركاً عمالءه يتدبرون‬ ‫أمرهم الحقني به‪.‬‬ ‫هذه الهزمية مل تتحملها “إرسائيل” وقررت الرد‬ ‫عليها‪ ،‬بادئة التحضري لعملية عسكرية جديدة‪،‬‬ ‫فكان العدوان يف ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬ذريعة عىل أرس‬ ‫جنديني إرسائيليني كانت املقاومة أعلنت انها‬ ‫ستقوم مبثل هذه العملية لتحرير األرسى املتبقني‬ ‫يف سجون االحتالل‪ ،‬ويف طليعتهم عميدهم‬ ‫سمري القنطار‪.‬‬ ‫صمدت املقاومة (‪ )33‬يوماً‪ ،‬وهي التي كانت قد‬ ‫استعدت ملثل هذه الحرب منذ العام (‪ )2000‬يف‬ ‫أطول حرب إرسائيلية ليس عىل جيش ودولة‪ ،‬بل‬ ‫عىل نفر من الرجال‪ ،‬وهو ما يسميه أحد املحللني‬ ‫اإلرسائيليني‪ ،‬حرب “ما تحت الدولة”‪ ،‬استطاعت أن‬ ‫تلحق الهزمية بالجيش الذي ال يقهر‪ ،‬ليصبح يف‬ ‫عني شعبه‪ ،‬جيشاً غري موثوق به‪ ،‬حيث سقطت‬ ‫“ اسربطة” وهو التعبري عن وصف الدولة العربية‪،‬‬ ‫كثكنة عسكرية كام كانت روما أيام الرومان‪،‬‬ ‫فهذه الثكنة اخرتقها املقاومون يف لبنان‪،‬‬ ‫وتركوا مواطنيها يهربون إىل املالجئ ويدب بهم‬ ‫الخوف‪ ،‬فتزعزعت الجبهة الداخلية‪ ،‬وكان تساقط‬ ‫الصواريخ مبعدل (‪ )300‬أو (‪ )400‬صاروخ يومياً عىل‬ ‫املستوطنات القريبة والبعيدة‪ ،‬يصيب الكيان‬ ‫الصهيوين باليأس واإلحباط‪ ،‬إىل جانب إرباك عىل‬ ‫املستويني السيايس والعسكري‪ ،‬وإقالة ضباط‬ ‫القيادة عىل الجبهة‪ ،‬واستقالة رئيس األركان “دان‬ ‫حالوتس” الذي توعد بإنهاء املقاومة وإيقاف منصات‬ ‫صواريخها خالل ثالثة أيام‪ ،‬استحالت إىل (‪ )33‬يوماً‪،‬‬ ‫مام اضطر مجلس األمن إىل استصدار قرار حمل‬ ‫الرقم (‪ )1701‬لوقف العمليات العسكرية دون وقف‬ ‫إطال ق النار‪ ،‬وأوىص بنرش قوات دولية مع الجيش‬ ‫اللبناين جنوب الليطاين‪ ،‬ومنع أي ظهور مسلح‪،‬‬

‫يف إشارة ملنع إطالق صواريخ من لبنان‪ ،‬لكن هذا‬ ‫القرار مل تحرتمه “إرسائيل” وتخرقه يومياً بشهادة‬ ‫تقارير األمم املتحدة‪ ،‬واستمرت يف احتاللها ملزارع‬ ‫“شبعا وتالل كفرشوبا”‪ ،‬وحاولت مؤخراً قضم أراض‬ ‫من “كفرشوبا”‪ ،‬فتصدى لها بعض األهايل نازعني‬ ‫الرشيط الشائك‪ ،‬لكنها مل ترتاجع عن احتاللها‬ ‫ألراض جديدة‪ ،‬مام يهدد بإشعال الجبهة‪ ،‬إذا مل تقم‬ ‫القوات الدولية بدورها يف اسرتداد األرض مع الجيش‬ ‫اللبناين‪.‬‬ ‫فالقرار (‪ )1701‬يطبق لبنانياً ويخرق إرسائيلياً‪ ،‬وقد‬ ‫حاولت “إرسائيل” استغالل انفجار يف أحد املنازل يف‬ ‫بلدة “خربة سلم”‪ ،‬لتتحدث عن وجود مخزن للسالح‬ ‫مل تكشف التحقيقات بعد عن أسبابه‪ ،‬لكن قادة‬ ‫العدو طالبوا‪ ،‬بتغيري قواعد اللعبة‪ ،‬وتحويل القرار‬ ‫(‪ )1701‬إىل الفصل السابع‪ ،‬وإعطاء القوات الدولية‬ ‫صالحيات ميدانية باستخدام القوة واالشتباك‪،‬‬ ‫وهو ما حاولت فعله عنارص فرنسية تعمل يف‬ ‫القوات الدولية‪ ،‬مبداهمة أحد املنازل دون إبالغ الجيش‬ ‫اللبناين الذي يقوم هو باملهمة مع “اليونيفل”‪ ،‬مام‬ ‫خلق إشكاالً مع دورية للقوات الدولية‪ ،‬ترتب عليه‬ ‫ردود فعل سعت “إرسائيل” الستغاللها وتحريض‬ ‫األمم املتحدة عىل املقاومة‪ ،‬والغمز من قناة الجيش‬ ‫اللبناين بأنه يسهل نقل األسلحة إىل منطقة‬

‫جنوب الليطاين‪ ،‬وقد نفى الجيش هذا األمر‪ ،‬وأعلن‬ ‫أن الوضع مستقر والتقارير الدولية تؤكد ذلك‪ ،‬وأن‬ ‫“إرسائيل” هي التي تخرق القرار الدويل‪.‬‬ ‫من كل تلك املعطيات‪ ،‬يتبني أن “إرسائيل”‬ ‫تعمل لشن حرب جديدة‪ ،‬كان األمني العام لـ “حزب‬ ‫الله” السيد حسن نرصالله ح ّذر من وقوعها أثناء‬ ‫املناورات العسكرية الصهيونية األخرية‪ ،‬رافعا من‬ ‫جهوزية املقاومة‪ ،‬إذ أنه وبرأي نرص الله والعديد من‬ ‫الخرباء واملحللني‪ ،‬ومهم من هو يف موقع املسؤولية‬ ‫يف “إرسائيل” بأن األخرية لن تسكت عن هزميتها‬ ‫يف لبنان عامي ‪ 2000‬و ‪ ، 2006‬وهي تحرض لحرب‬ ‫جديدة‪ ،‬تسميها “رب البيت جن”‪ ،‬وتقوم عىل‬ ‫نظرية الضاحية‪ ،‬أي القيام بحرب واسعة وعىل‬ ‫كثافة نريان قوية‪ ،‬ال توفر شيئاً فترضب املباين‬ ‫واملنازل واملدارس واملستشفيات واملياه والكهرباء‬ ‫ومحطات الوقود ومحالت بيع املواد الغذائية‪،‬‬ ‫ومؤسسات الدولة‪ ،‬وحتى املنظامت الدولية‪ ،‬مبا ال‬ ‫مي ّكن املقاومة من الرد‪ ،‬ويتزامن القصف الشديد مع‬ ‫تقدم بري يف بعض املناطق‪ ،‬ال سيام باتجاه البقاع‬ ‫الشاميل لتدمري البنى التحتية لقواعد الصواريخ‬ ‫التي تقول “إرسائيل” انها موجودة يف هذه املناطق‪،‬‬ ‫وستحشد للقيام يف هذه العملية ما بني ستة‬ ‫ومثانية ألوية‪ ،‬أعلن نرصالله أنه مستعد لتدمريها‪،‬‬ ‫كام أن سيناريو الحرب هو الوصول إىل الضاحية‬ ‫الجنوبية للقضاء عىل قادة املقاومة أو اعتقالهم‪.‬‬ ‫ويعترب “نتنياهو” ومعه وزير دفاعه “باراك” ووزير‬ ‫خارجيته “افيغدور ليربمان”‪ ،‬أن الحرب التي يخطط‬ ‫لها للبنان‪ ،‬يجب أن تشكل رادعاً نهائياً لـ”حزب‬ ‫الله”‪ ،‬أحد األذرع اإليرانية كام يزعمون‪ ،‬والقضاء‬ ‫عليه يسهل عملية عسكرية ضد إيران تستهدف‬ ‫مرشوعها النووي‪ ،‬كام أنه يدفع بسوريا إىل‬ ‫االستجابة للرشوط اإلرسائيلية يف املفاوضات‬ ‫حول الجوالن‪ ،‬كام أن الحرب الجديدة عىل لبنان‪ ،‬تحارص‬ ‫حركة “حامس” يف غزة‪ ،‬وسيكون عليها أن تاخذ‬ ‫درساً مينعها من أن تقيم بنية عسكرية صاروخية‪.‬‬ ‫فمخطط الحرب بدأ برسمه قادة العدو‪ ،‬واملناورات‬ ‫الثالث التي بدأت بعد الحرب الثانية عىل لبنان‪،‬‬ ‫تكشف نوايا الحرب الثالثة التي يخفون توقيتها‪ ،‬وال‬ ‫ينتظرون ذريعة لها!‪.‬‬

‫زهري العياش‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫الغالف‬

‫أ ّكد أن المقاومة في دائرة االستهداف ّ‬ ‫ألنها قوية‪ ،‬لكنها ليست في خطر‬

‫محمد رعد لـ«منبر التوحيد»‪ :‬وجود المعارضة‬ ‫يحصن التزامها بالبيان الوزاري‬ ‫في الحكومة‬ ‫ّ‬

‫متر األيام دون أن يتقدم ملف تشكيل‬ ‫بني‬ ‫محتارون‬ ‫واللبنانيون‬ ‫الحكومة‪،‬‬ ‫املحافظة عىل ما أخذوه من راحة بال‬ ‫واطمئنان بعد قبول املعارضة بنتائج‬ ‫االنتخابات‪ ،‬أو العودة إىل النفوس‬ ‫اململوءة باليأس والقنوط من وطن‬ ‫مل يدرك حتى اآلن سياسيوه وسيلة‬ ‫ناجعة إلدارته‪ ،‬وتخفيف آالمه مع كل‬ ‫محطة سياسية‪ ،‬مهام كانت كبرية أو‬ ‫الوضع الداخيل اللبناين يسء‪،‬‬ ‫صغرية‪.‬‬ ‫ففريق ‪ 14‬آذار يع ّول عىل القرار الظني‬ ‫للمحكمة الدولية مش ّبهاً وقعه عىل‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الساحة اللبنانية بالزلزال‪ ،‬غامزاً من‬ ‫قناة حزب الله وتقرير دير شبيغل‪ .‬هذا‪،‬‬ ‫ويستعد لبنان ملعركة دبلوماسية من‬ ‫الطراز األول يف شهر آب يف أروقة األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬حيث سيناقش مجلس األمن‬ ‫«اليونيفيل»‬ ‫لقوات‬ ‫التمديد‬ ‫مسألة‬ ‫يف لبنان بالتزامن مع سعي إرسائييل‬ ‫حثيث لتغيري قواعد االشتباك املعطاة‬ ‫للقوات الدولية املتواجدة يف الجنوب‪،‬‬ ‫مبا يؤمن لها سيطرة أوسع وصالحيات‬ ‫أكرب ميدانياً‪ ،‬فيام يتكلم البعض عن‬ ‫تقاطع مصالح إرسائيلية وإيرانية يقيض‬

‫‪6‬‬

‫بإلغاء هذا االتفاق وإفراغه من مضمونه‬ ‫وإعادة إشعال جبهة الجنوب بهدف تبادل‬ ‫الرسائل بني الجمهورية اإلسالمية من‬ ‫جهة واإلدارة األمريكية والعدو اإلرسائييل‬ ‫من جهة أخرى‪.‬‬ ‫هذا ويبقى الخوف عىل املقاومة قامئاً‪،‬‬ ‫فاملرشوع األمرييك رغم تخبطه وتعرثه‪،‬‬ ‫ال يزال موجوداً يف املنطقة وبوجه آخر أكرث‬ ‫ما يناسب أنظمة «االعتالل» العريب‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» التقت رئيس كتلة‬ ‫الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد‬ ‫لتيضء عىل هذه املواضيع يف هذا الحوار‪.‬‬

‫ال وجود لحكومة من لون واحد‬ ‫يف لبنان‬ ‫أين أصبحت عملية تشكيل الحكومة اليوم‪،‬‬ ‫يف العناية اإلقليمية بانتظار الحوار السوري‬ ‫السعودي؟‬ ‫األوضاع جيدة‪ ،‬وتسري نحو األفضل‪.‬‬ ‫أي هل ميكن أن تبرص الحكومة النورخاصة‬ ‫لجهة ما نرشته اليوم جريدة السفري عن‬ ‫تشكيل الحكومة وفق صيغة صيغة ‪10- 15‬‬ ‫‪5‬؟‬‫نعم‪ ،‬يبدو أن هناك يشء مام مشابه‪.‬‬ ‫إذاً أصبحت والدة الحكومة قريبة؟!‬ ‫كون املبدأ الذي كان يحكم كل الحوارات بني‬ ‫الرئيس املكلف واملعارضة حسم لجهة تحقيق‬ ‫رشاكة حقيقية يف مجلس الوزراء تصبح املرحلة‬ ‫الثانية من املفاوضات حول الحقائق وأسامء الوزراء‬ ‫أقل صعوبة‪.‬‬ ‫ألن تنتظر والدة الحكومة مسار أو مجريات‬ ‫الحوار السوري السعودي؟‬ ‫الحوار السوري السعودي ليس بدي ًال عن الجهد‬ ‫اللبناين والداخيل لتشكيل الحكومة‪ ،‬فهو من‬ ‫شأنه أن يتكامل مع هذا الجهد لتعزيز وضع البلد‬ ‫عرب تشكيل حكومة وفاق وطني‪.‬‬ ‫ماذا سيتغري يف املعارضة إذا شاركت يف‬ ‫حكومة وحدة وطنية؟ يتساءل البعض هل‬ ‫ستبقون معارضة؟ و ضد من؟‬ ‫ضد أي محاولة لفرض رشوط تخرج الحكومة‬ ‫عن التزاماتها التي ترد يف البيان الوزاري‪ ،‬أليس‬ ‫هذا ما حصل يف حكومة فؤاد السنيورة سابقاً‪،‬‬ ‫أمل نتفق عىل بيان وزاري ومل يلتزم رئيس الحكومة‬ ‫مبضمونه‪ ،‬ما الذي مينع أن ال يكون هناك التزاماً‬ ‫حكومياً مبضمون البيان الوزاري؟! وجود املعارضة‬ ‫يحصن هذا االلتزام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ملاذا إذاً ال تبقون خارج الحكومة وتش ّكلون‬ ‫جبهة معارضة فعلية؟‬ ‫يف بلد تحكمه سقوف التزامات وطنية واحدة‪،‬‬ ‫تشكيل حكومة يف ظل وجود معارضة تعارضها‬ ‫من الخارج أمرا واردا‪ ،‬أما يف بلد كلبنان يعيش‬ ‫مرحلة التباس يف تحديد الخيارات الوطنية ال بد‬ ‫من حكومة توافقية‪.‬‬

‫املحكمة الدولية أمام اختبار‬ ‫سمعنا مراراً أن القرار الظني للمحكمة‬ ‫الدولية سيحدث زلزاالً يف لبنان‪ ،‬هل لديكم‬ ‫معلومات ما عن هذا القرار وما قد يحمل؟‬ ‫كالم كثري حول هذا املوضوع‪ ،‬لكن ال أعتقد‬ ‫التفجع‪ .‬املحكمة الدولية اليوم‬ ‫أن األمر مبثل هذا‬ ‫ّ‬ ‫أمام اختبار عدم التسييس‪ ،‬وهي بحاجة إىل‬ ‫شهادة حسن سلوك من الذين يتابعونها وال‬ ‫متلك املصداقية الكافية التي تستطيع أن تس ّوق‬ ‫إلجراءاتها‪ .‬القرارت الظنية التي يحىك عنها‬

‫النائب رعد يتحدث للزميلة ابو ذياب‬

‫يفرتض أن تأيت مقنعة برفع االتهام املوجود ضد‬ ‫املحكمة بأنها باتت لعبة األمم‪.‬‬ ‫وجهت إليه أصابع‬ ‫كيف سيترصف الحزب إن ّ‬ ‫االتهام‪ ،‬حسب ما ورد يف تقرير «دير شبيغل»‬ ‫هل سيتجاوب مع أي طلب للتحقيق مع‬ ‫كوادره؟‬ ‫ال نجيب عن أمور مفرتضة وكل يشء يف حينه‬ ‫يلقى منا املوقف املناسب‪.‬‬

‫خالفنا مع اآلخرين سيايس‬ ‫إىل أين سيصل التقارب مع جنبالط؟‬ ‫األمور تجري وفق معطيات تدريجية‪ ،‬نحن نرغب‬ ‫يف أن يكون القادة السياسيني يف هذا البلد‬ ‫عىل قلب واحد وتحت سقف وطني واحد‪ ،‬وضمن‬ ‫توجه وخيار وطني واحد‪ .‬لكن األمور ليست‬ ‫كذلك‪ ،‬أحياناً تحصل ارتكابات وخطايا وأخطاء‪.‬‬ ‫هناك من يجرؤ أن يقيم مراجعة ويعيد النظر‬

‫الحوار السوري السعودي‬ ‫ً‬ ‫بديال عن الجهد‬ ‫ليس‬ ‫اللبناني والداخلي‬ ‫لتشكيل الحكومة‬ ‫ليس هناك ما يمنع تحسين‬ ‫العالقة مع جنبالط‬ ‫تعديل قرار‬ ‫‪ 1701‬أمراً غير وارد‬ ‫‪7‬‬

‫وهناك من يتمسك بارتكاباته‪ ،‬بعد التوتر الذي‬ ‫ساد بيننا وبني الحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬هناك‬ ‫توجه نحو إزالة أسباب هذا التوتر واالنطالق عىل‬ ‫قاعدة تهدئة األوضاع دون البحث يف الخيارات‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫هل ستطوى صفحة املرحلة التي عادى‬ ‫فيها جنبالط املقاومة وسوريا؟‬ ‫األمور تتجه يف اتجاه تهدئة األوضاع‪ ،‬وكل‬ ‫طرف يقيم مراجعته الخاصة ملواقفه وخياراته‪،‬‬ ‫كلام صدرت مواقف جديدة تصوب األداء السابق‬ ‫كلام ازداد التقارب فيام بيننا وبني اآلخرين‪ .‬نحن‬ ‫نلحظ أن وليد جنبالط ينحو باتجاه التموضع‬ ‫يف مكان ما‪ .‬بالتأكيد هو مييز نفسه عن القوى‬ ‫املتبقية يف ‪ 14‬آذار‪ ،‬لكن إىل أين يذهب يف هذا‬ ‫التاميز؟ هذا األمر مرتوك لألداء واملستقبل‪.‬‬ ‫إذا ذهب جنبالط بتاميزه بعيداً‪ ،‬هل املعارضة‬ ‫مستعدة الحتضانه؟‬ ‫الحقيقة أن املعارضة تتخذ املواقف وتبني‬ ‫التحالفات والعالقات عىل قاعدة االقرتاب من‬ ‫مواقفها‪ ،‬كام أن العمل السيايس يقوم عىل‬ ‫قاعدة حفظ املصالح وتبادلها‪ .‬إذا بقيت مواقف‬ ‫جنبالط تتصف بالتاميز عن مواقفنا‪ ،‬طبعاً‬ ‫سيكون هناك فاص ًال بيننا وبينه‪ ،‬لكن ليس هناك‬ ‫ما مينع تحسني العالقة إىل حد كبري مع جنبالط‬ ‫إذا اقرتبت املواقف وتطابقت‪.‬‬ ‫جنبالط يتحدث يف إطار انفتاحه عىل‬ ‫أطراف املعارضة عن فتنة سنية شيعية يف‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫إثارة الهواجس يف هذا املوضوع ال يشكل‬ ‫مرتكزاً للتاميز الذي ميارسه وليد جنبالط‪ ،‬كام أن‬ ‫لو مثة هاجس من مثل هذا األمر نحن ال نوافق‬ ‫عىل املبالغة فيه‪.‬‬ ‫أال توجد لديكم خشية من هكذا فتنة؟‬ ‫لألسف بعض الدول النافذة يف الساحة‬ ‫اللبنانية تتبع كافة األساليب ملحارصة املقاومة‬ ‫واالستمرار مبرشوع التضييق عليها‪ ،‬تارة عرب‬ ‫األزمات والفنت الداخلية‪ ،‬وطوراً عرب استخدام‬ ‫الحروب ضد املقاومة‪ .‬من جهتنا‪ ،‬نرى أن خالفنا مع‬ ‫اآلخرين سيايس‪ ،‬أما «مذهبة» هذا الخالف فتتم‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب لبناين‬

‫الغالف‬ ‫بهدف تلفيق املشكلة وليس معالجتها‪.‬‬

‫االنفتاح السياسي لرئيس «تيار التوحيد» محل متابعة داخلية وخارجية‬

‫املقاومة ال زالت بانتظار نتائج‬ ‫الدبلوماسية املاهرة‬ ‫بعد ‪ 3‬سنوات عىل انتصار متوز‪ ،‬هل املقاومة‬ ‫أمام خطر حرب سياسية ودبلوماسية عرب‬ ‫الرغبة اإلرسائيلية لتعديل الـ‪1701‬؟‬ ‫املقاومة يف دائرة االستهداف ألنها قوية‪،‬‬ ‫لكنها ليست يف خطر‪.‬‬ ‫يف ‪2006‬حققت املقاومة انتصاراً إلهياً‪ ،‬ويف‬ ‫‪ 2008‬كانت عملية الرضوان ‪ ،‬ففك قيد عميد‬ ‫األرسى سمري القنطار ورفاقه‪ ،‬فهل سترضب‬ ‫املقاومة موعداً قريباً السرتجاع مزارع شبعا‬ ‫وقرية الغجر‪ ،‬أم سيبقى اللبنانيون بانتظار‬ ‫نتائج العمل الدبلومايس؟‬ ‫هناك يف لبنان من تصدى باملسؤولية‬ ‫الحكومية وتحدث عن دبلوماسية ماهرة تقوم‬ ‫عىل الرهان عىل الصداقات الدولية للبنان‬ ‫وخصوصاً مع الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وبعض‬ ‫الدول األوروبية النافذة يف املجتمع الدويل‪ ،‬لقد‬ ‫مىض ثالث سنوات ومل تستطع هذه الصداقات‬ ‫أن تفرض عىل اإلرسائييل انسحاباً من الجزء‬ ‫الشاميل اللبناين لقرية الغجر‪ ،‬مل يفت األوان‬ ‫بعد‪ ،‬لكن لن ننتظر إىل يوم الدين حتى ال نصبح‬ ‫س ّذج وأغبياء يف رهاناتنا هذه‪.‬‬ ‫إحدى أبرز املعارك ستكون يف آب املقبل‬ ‫وتحديداً يف أروقة األمم املتحدة حيث سيناقش‬ ‫لقوات‬ ‫التمديد‬ ‫مسألة‬ ‫األمن‬ ‫مجلس‬ ‫مع سعي‬ ‫«اليونيفيل» يف لبنان‪ ،‬املتزامنة‬ ‫إرسائييل لتغيري قواعد االشتباك املعطاة‬ ‫لهذه القوات الدولية‪ ،‬هل سنشهد تعدي ًال‬ ‫لهذا القرار؟‬ ‫ال أعتقد أن تعديل قرار ‪ 1701‬أمراً وارداً‪.‬‬

‫عداء إيران ال يصب يف مصلحة‬ ‫العرب‬ ‫ماذا عن ما يقال عن خوف من تقاطع مصالح‬ ‫للتخلص» من القرار ‪1701‬‬ ‫إرسئيلية إيرانية‬ ‫بعد التطورات األخرية يف الجنوب‪ ،‬إما عرب‬ ‫جعله نقطة “إشكالية” أو إفراغه من مضمونه‬ ‫كـ قرار «فض اشتباك”‪ ،‬بهدف معاودة جعل‬ ‫الجنوب‪ ،‬صندوق بريد إلعادة توجيه رسائل يف‬ ‫وقت ظهر التدخل األمرييك جلياً يف الداخل‬ ‫االيراين وتقرع طبول الحرب يف املنطقة بعد‬ ‫خطة أوباما؟‬ ‫خوفنا الوحيد هو عىل الغيبوبة العربية عن‬ ‫قضية فلسطني ودعمها‪ .‬فاستحضار عدائية‬ ‫مفتعلة مع إيران التي انترصت لفلسطني‬ ‫منذ انتصار الثورة اإلسالمية فيها ال يصب يف‬ ‫مصلحة العرب ومصلحة الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫لقاؤه مع جنبالط والجميل تعزيز للحوار من ضمن الثوابت‬

‫هل تقلقكم هذه العدائية؟‬ ‫أخىش ما نخشاه أن تكون هذه العدائية‬ ‫جرس عبور للحميمية املوعودة بني هذه األنظمة‬ ‫والكيان الصهيوين يف املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫كيف سينعكس الحوار السوري السعودي‬ ‫والتوافق إذا تم عىل القضايا العربية؟‬ ‫املثل الشعبي يقول يف البعد جفاء‪ ،‬وأي تقارب‬ ‫بني أي دولتني عربيتني قد يفتح قنوات التحاور‬ ‫للتنبه للمخاطر ووعي املصالح املشرتكة‪.‬‬ ‫باعتقادنا هذا التقارب يصب يف مصلحة‬ ‫البلدين والشعبني‪ ،‬إضافة إىل أن هذا التقارب له‬ ‫انعكاسات إيجابية عىل وضعنا يف لبنان‪.‬‬ ‫ما قصدته‪ ،‬أن هل العرب سيصبحون‬ ‫يداً واحدة‪ ،‬وأصحاب رؤية واحدة مبا خص‬ ‫قضاياهم؟‬ ‫اليقظة العربية تحتاج إىل مجموعة من‬ ‫الخطوات‪ ،‬أعتقد أن مسارها مل يبدأ بعد‪.‬‬

‫احتماالت الحرب في‬ ‫المدى المنظور مستبعدة‬ ‫المحكمة الدولية بحاجة‬ ‫إلى شهادة حسن سلوك‬ ‫لن ننتظر إلى يوم الدين‬ ‫لتحرير مزارع شبعا‬ ‫‪8‬‬

‫خيار املقاومة خيار إجامعي‬ ‫الحزب‬

‫دولياً‬

‫وسط‬

‫كيف تصف حضور‬ ‫اإلنفتاح األورويب عليه؟‬ ‫االنتصار الذي حققته املقاومة يف حرب‬ ‫متوز أ ّكد فعالية حضور هذه املقاومة‪ ،‬فهي‬ ‫خيار شعب بكامله وليست مجرد مجموعات‬ ‫مسلحة‪ .‬كام برهنت االنتخابات النيابية األخرية‬ ‫أن خيار املقاومة خيار إجامعي لدى الشعب‬ ‫هذا‬ ‫اللبناين‪ ،‬وخصوصاً يف املناطق املستهدفة‪.‬‬ ‫األمر أمىل عىل القوى الدولية يف تعاطيها مع‬ ‫حزب الله إسقاط العديد من املحظورات املفتعلة‬ ‫لتعود للتواصل معه عىل قاعدة أن التواصل مع‬ ‫هذه الجهة الحارضة شعبياً واملؤثرة يف املعادلة‬ ‫السياسية الداخلية تقف عند حدود مصالح‬ ‫مشرتكة‪.‬‬ ‫أين مصلحة القوى الدولية يف التعاطي مع‬ ‫املقاومة؟‬ ‫تعلمني أن هناك قوات دولية تنتمي إىل‬ ‫مجموعة كبرية من الدول التي تحرص أن تكون‬ ‫هذه القوات موجودة يف بيئة مستقلة وتتعاطى‬ ‫إيجاباً مع وجودها‪.‬‬ ‫ماذا عن خلية حزب الله يف مرص؟‬ ‫نحن تركنا هذه املسألة بعيداً عن اإلعالم‪،‬‬ ‫وننتظر ترصف النظام املرصي يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫هل لديكم اتصاالت مع الجانب املرصي؟‬ ‫بشكل مبارش ال‪.‬‬ ‫هل أنتم متخ ّوفون من حرب يف املنطقة يف‬ ‫ظل ما يحىك عن حرب وشيكة؟‬ ‫لسنا متخ ّوفني‪ ،‬ولكن أيضاً لسنا غافلني‬ ‫عن احتامالت هذه الحرب‪ ،‬لكن يف املدى القريب‬ ‫واملنظور حدوثها مستبعد‪.‬‬ ‫هل تخشون حرب إرسائيلية عىل إيران؟‬ ‫أي عدوان إرسائييل عىل إيران يخىش أن يكون‬ ‫مقدمة لحرب أوسع وأشمل تطال نريانها كل‬ ‫املنطقة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبوذياب‬

‫ش ّكل التحرك السيايس االنفتاحي لرئيس‬ ‫“تيار التوحيد” وئام وهاب عىل أحزاب سياسية‪،‬‬ ‫كانت يف املوقع اآلخر‪ ،‬محل ترقب ومتابعة من‬ ‫قبل مختلف القوى السياسية والحزبية يف‬ ‫املواالة واملعارضة‪ ،‬كام تم رصد لقائاته من قبل‬ ‫سفارات الدول العربية واألجنبية‪ ،‬إذ أن اللقاء الذي‬ ‫جمع وهاب مع رئيس الحوب التقدمي االشرتايك‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬والذي كان فاتحة اللقاءات‪ ،‬كان‬ ‫محورا للتساؤل بعد أربع سنوات من الخصومة‬ ‫السياسية‪ ،‬كان فيها رئيس “ تيار التوحيد” عنيفاً‬ ‫يف انتقاداته السياسية للمشاريع التي راهن‬ ‫عليها رئيس “ اللقاء الدميقراطي” خصوصاً وقوى‬ ‫‪ 14‬شباط عموماً‪.‬‬ ‫فعندما قرر وهاب لقاء جنبالط‪ ،‬فانه استحرض‬ ‫مواقفه االيجابية التي نطق بها يف االشهر‬ ‫االخرية‪ ،‬وتحديداً قبل عام وبعد احداث ‪ 7‬ايار‪،‬‬ ‫عندما اعاد قراءة املرحلة السابقة التي متوضع‬ ‫فيها زغيم املختارة‪ ،‬واعلن تراجعه عنها‪ ،‬وتقدمه‬ ‫نحو املقاومة وفلسطني والعروبة‪ ،‬وتقديره‬ ‫لسوريا واعرتافه انه اخطأ يف تقديره عندما‬ ‫طالب بتغيري نظامها‪.‬‬ ‫جاء قرار وهاب االنفتاح عىل جنبالط والحوار‬ ‫معه‪ ،‬جريئاً ألنه ال توجد يف السياسة صداقة‬ ‫دامئة وال عداوة دامئا‪ ،‬وتربز املصاحل الوطنية‬ ‫وليس الفئوية‪ ،‬وقد قاس رئيس “تيار التوحيد”‬ ‫إعادة تطبيع العالقة مع رئيس االشرتايك‪ ،‬عىل‬ ‫قاعدة مصلحة لبنان‪ ،‬التي تتقدم عىل أية‬ ‫مصلحة أخرى‪ ،‬واملتمثلة بإخراج لبنان من املرشوع‬ ‫األمرييك الذي حاول فريق “ثورة األرز” ربطه فيه‪،‬‬

‫وثم تأييد املقاومة والتأكيد عىل أن سوريا بلد‬ ‫شقيق‪ ،‬كان له الدور البارز يف حامية لبنان من‬ ‫االعتداءات اإلرسائيلية ودعم املقاومة‪ ،‬ووقوفه‬ ‫إىل جانب أبناء طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬أثناء‬ ‫االحتالل اإلرسائييل للبنان وتصديهم لعمالئه‬ ‫من “القوات اللبنانية” يف رفض تهجريهم من‬ ‫قراهم‪.‬‬ ‫فمقياس العالقة التي يراها وهاب مع جنبالط‪،‬‬ ‫تقوم عىل ثوابت تارخية وطنية وقومية‪ ،‬نشأ‬ ‫عليها الدروز وال ميكن االنحراف عنها‪ ،‬وهي‬ ‫مواجهة املشاريع االستعامرية‪ ،‬ودعم املقاومة‪،‬‬ ‫واإلبقاء عىل عالقة مع سوريا‪ ،‬وهي امللجأ القومي‬ ‫للدروز يف عالقتهم الجغرافية والتاريخية مع‬ ‫محيطهم الطبيعي‪.‬‬ ‫فلم يتنقل وهاب من ضفة إىل أخرى‪ ،‬بل القى‬ ‫جنبالط بابتعاده عن قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬كام وافقه‬ ‫عىل مواقفه األخرية‪ ،‬حيث كان لقاؤه به تعزيزاً‬ ‫للتهدئة وترسيخا لالستقرار‪ ،‬وإفساحا يف املجال‬ ‫لكل طرف ليعرب عن رأيه‪ ،‬ويقوم بنشاطه الحزيب‬ ‫والسيايس والشعبي بحرية‪.‬‬ ‫إذا لقاء جنبالط – وهاب‪ ،‬جاء يف سياقه‬ ‫الطبيعي ضمن سياسة االنفتاح والحوار‪ ،‬وقد‬ ‫عرب الحزب التقدمي االشرتايك عن ذلك أيضاً‪ ،‬إذ‬ ‫أن الكالم السيايس الذي قيل يف الجلسة التي‬ ‫جمعت الرجلني‪ ،‬كان كالماً اسرتاتيجياً‪ ،‬يعيد‬ ‫وضع الطرفني يف نقاط تقارب سياسية‪.‬‬ ‫وتحرك وهاب هذا مل يكن بقرار منفرد منه‪،‬‬ ‫وإن كان صاحب مبادرة‪ ،‬بل أبلغ حلفاءه بلقائه‬ ‫مع جنبالط وما دار فيه‪ ،‬وأكد لهم أنه لن يبدل‬

‫‪9‬‬

‫موقعه‪ ،‬بل هو يف املقاومة واملعارضة‪ ،‬وما زال‬ ‫عىل ثوابته الجذرية‪ ،‬إمنا يريد من خالل تحركه‬ ‫تجميع األوراق التي تفيد السلم األهيل واملقاومة‬ ‫والعالقة مع سوريا‪.‬‬ ‫ويف اإلطار نفسه‪ ،‬فإن اللقاء الذي جمع وهاب‬ ‫مع الرئيس أمني الجميل‪ ،‬كان الفتاً‪ ،‬إذ مل يكتف‬ ‫بأن تكون لقاءاته درزية‪ ،‬بل مع أطراف مسيحية‪،‬‬ ‫ال سيام وأن الجميل ميثل حالة أقل تطرفاً من‬ ‫بعض القوى املسيحية املتطرفة‪.‬‬ ‫فاالتصال بني الجميل ووهاب مل ينقطع سواء‬ ‫مبارشة أو عرب أصدقاء مشرتكني‪ ،‬وتعود العالقة‬ ‫بينهام إىل سنوات‪ ،‬كام بادر رئيس “تيار التوحيد”‬ ‫إىل تهنئة سامي الجميل بعد فوزه باالنتخابات‬ ‫النيابية األخرية‪ ،‬وقد فتحت املصالحات التي‬ ‫تجري يف البلد إىل حصول اللقاء بني رئيس حزب‬ ‫الكتائب ورئيس “تيار التوحيد” وتركز البحث‬ ‫عىل الوضع العام‪ ،‬حيث ملس وهاب من الجميل‬ ‫تأييده االنفتاح عىل اآلخرين‪ ،‬وهو املعروف عنه أنه‬ ‫رجل حوار وتقارب مع كل األطراف وال يقفل باباً‬ ‫سياسياً مع أحد‪.‬‬ ‫لقد أدى انفتاح وهاب عىل القوى السياسية يف‬ ‫‪ 14‬شباط إىل جوالت عىل الحلفاء ومراجع روحية‪،‬‬ ‫فزار حاصبيا ملتقياً الشيخ غالب قيس‪ ،‬والناب‬ ‫السابق فيصل الداوود‪ ،‬ورئيس الحزب السوري‬ ‫القومي االحتامعي أسعد حردان‪ ،‬وكل ذلك من أجل‬ ‫التأكيد عىل التحالف الثابت بني قوى املعارضة‪،‬‬ ‫وأن هذا االنفتاح السيايس إمنا هو للتأكيد عىل‬ ‫صوابية النهج السيايس للمعارضة‪.‬‬

‫زهري العياش‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب لبناين‬

‫لقاء جنبالط – وهاب عاد خمس سنوات إلى الوراء‬

‫رئيس اإلشتراكي القلق من فتنة سنية – شيعية استعجل المصالحات‬ ‫جنبالط‬ ‫سيايس‪،‬‬ ‫سياسية‬ ‫الوطني‬

‫قبل خمس سنوات افرتق رئيس الحزب التقدمي االشرتايك وليد‬ ‫ورئيس “تيار التوحيد “ وئام وهاب‪ ،‬وذهب كل منهام يف اتجاه‬ ‫بعد ان كانت تجمعهام مع القوى الوطنية والتقدمية‪ ،‬ثوابت‬ ‫اساسية كدعم املقاومة والعالقة املميزة مع سوريا‪ ،‬وموقع الدروز‬ ‫املواجه للمشاريع االمريكية واملخططات االرسائيلية‪.‬‬ ‫وقع الخالف السيايس عىل التمديد للرئيس اميل لحود‪ ،‬يف صيف‬ ‫‪ ،2004‬وكان جنبالط اعلن تأييده لبقاء رئيس الجمهورية يف منصبه‪،‬‬ ‫السباب اسرتاتيجية تتعلق يف الرصاع مع ارسائيل‪ ،‬واملوقف الوطني‬ ‫الذي وقفه الرئيس لحود مع املقاومة‪ ،‬وكانت موضع تقدير وثناء من رئيس‬ ‫“اللقاء الدميقراطي‪ ،‬الذي كان يصفه بالرجل الوطني الالطائفي وابن بيت‬ ‫جميل لحود الذي كانت تربطه عالقات سياسية مع املرحوم كامل جنبالط‪،‬‬ ‫الذي رشحه النتخابات رئاسة الجمهورية‪ ،‬وزكاه وزيراً للعمل والشؤون‬ ‫االجتامعية‪ ،‬فكانت مامرسته يف الوزارة اقرب اىل القوى اليسارية والحركات‬ ‫النقابية‪.‬‬ ‫فمع تبدل موقف جنبالط من قبوله التمديد للحود ورفضه له‪ ،‬بدأ‬ ‫التباعد مع سوريا التي رأت مصلحة لبنانية وقومية يف ان يبقى يف قرص‬ ‫بعبدا‪ ،‬الن مثة مؤامرة عىل املقاومة وسالحها‪ ،‬وال بد من ضامنة عىل‬ ‫رأس الهرم يف الدولة اللبنانية‪ ،‬ال يفرط باملقاومة‪ ،‬اضافة اىل ان االحتالل‬ ‫االمرييك للعراق‪ ،‬شجع بعض االطراف اللبنانية لالنخراط يف املرشوع‬ ‫االمرييك للمنطقة‪ ،‬الذي اعلنه الرئيس جورج بوش ويقوم عىل تعميم‬ ‫الدميقراطية من خالل بناء “رشق اوسط جديد” وقد ظن هؤالء ومنهم‬ ‫جنبالط نفسه ان رياح التغيري قادمة اىل العامل العريب‪ ،‬وستطال النظام‬ ‫يف سوريا‪ ،‬الذي رأى فيها جنبالط انها فرصة لالنتقام منه‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫التحوالت الدولية‪ ،‬وقد رفع شعاراً” مل نعد وحدنا يف العامل وما علينا اال‬ ‫الصمود”‪.‬‬ ‫هذا التحول يف موقف “زعيم املختارة” اوقع الخالف بينه وبني حلفائه‬ ‫القدامى يف حركة “امل” و”حزب الله” و “االحزاب الوطنية”‪ ،‬وكذلك مع‬ ‫سوريا‪ ،‬وانتقل اىل ضفة سياسية اخرى‪ ،‬فتحالف مع “لقاء قرنة شهوان”‬ ‫بعد مصالحته مع البطريرك صفري‪ ،‬الذي اصدر بياناً شهرياً يف ايلول‪،2000‬‬ ‫يطالب بانسحاب القوات السورية‪ ،‬ومل يكن مىض سوى اربعة اشهر‬ ‫عىل اندحار قوات االحتالل االرسائييل من الجنوب‪ ،‬فالقى جنبالط بيان‬ ‫املطارنة املوارنة‪ ،‬والقى خطاباً قوياً يف مجلس النواب ضد سوريا‪ ،‬ووجه‬ ‫انتقادات لها‪ ،‬ال سيام ضد الرئيس السوري بشار االسد‪ ،‬الذي خلف والده‬ ‫يف الرئاسة‪ ،‬حيث اصطف جنبالط اىل جانب نائب الرئيس السوري عبد‬ ‫الحليم خدام الذي سحب منه ملف الوضع اللبناين‪ ،‬كام استبعد العامد‬ ‫حكمت شهايب من رئاسة االركان‪ ،‬والذي كان صديقاً لجنبالط ويؤمن له‬ ‫الغطاء السيايس‪ ،‬وقد حاول من خالل تحالفه مع الثاليث خدام – الشهايب‬ ‫– غازي كنعان‪ ،‬ان يدخل عىل تناقضات سوريا الداخلية‪ ،‬وم ّد يده اىل بعض‬ ‫أطراف املعارضة السورية‪.‬‬ ‫ويف ظل هذه االجواء التي وضع جنبالط نفسه فيها‪ ،‬بدأت تظهر‬ ‫عالمات عدم الثقة بينه وبني القيادة السورية الجديدة برئاسة بشار االسد‪،‬‬ ‫ونظر اليها عىل انها ستكون اقرب اىل اطراف اخرى يف الساحة اللبنانية‬ ‫منه ومن حلفائه الذين كانوا عىل عالقة مع الثالوث السوري‪ ،‬كام شعر‬ ‫ان القوى السياسية الدرزية التي كانت مهمشة ستأخذ دورها‪ ،‬وستكون‬ ‫رشيكة يف السلطة‪ ،‬ولن يبقى القرار الدرزي آحادياً او محتكراً من طرف‬ ‫واحد الذي تأمن له كل الدعم يف قوانني االنتخاب اىل صندوق املهجرين‬ ‫والوصول اىل الوزارات والحصول عىل الوظائف ملحازبيه وانصاره‪.‬‬ ‫وكانت القشة التي قصمت ظهر البعري‪ ،‬عندما تشكلت اول حكومة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪10‬‬

‫بعد التمديد‪ ،‬وترأسها الرئيس عمر كرامي بعد اعتذار الرئيس رفيق الحريري‬ ‫بضغط من جنبالط يك ال يغطى العهد املمدد له‪ ،‬وقد ضمت هذه‬ ‫الحكومة يف صفوفها وئام وهاب وهو اول وزير درزي من خارج االصطفاف‬ ‫التقليدي‪ ،‬ومن دون ان يسميه احد من الزعامتني الدرزيتني الجنبالطية‬ ‫واالرسالنية‪ ،‬مام خلق نقزة لديهام‪ ،‬وكانت لدى جنبالط اكرب من ان شخصاً‬ ‫يكرس االحتكار السيايس‪ ،‬ويدخل اىل نادي العمل السيايس من باب‬

‫وهاب الواقعية السياسية‬

‫الوزارة‪ ،‬وان هذا املوضوع سوف يؤسس لحالة تعددية داخل الطائفة الدرزية‪،‬‬ ‫وهو ما حصل فع ًال اذ بعد استقالة حكومة عمر كرامي اثر اغتيال الرئيس‬ ‫رفيق الحريري‪ ،‬ذهب وهاب اىل تأسيس تيار سيايس اطلق عليه اسم “‬ ‫تيار التوحيد اللبناين”‪ ،‬وجاء االعالن عنه يف ظرف سيايس وامني معقد‪،‬‬ ‫وتطورات داخلية صعبة‪ ،‬وضغط التحقيق الدويل بجرمية مقتل الحريري‬ ‫وما رافقها من ترسيبات اعالمية‪ ،‬وتحضري شهود زور‪ ،‬تسببوا باحتجاز‬ ‫الضباط االربعة‪ :‬جميل السيد‪ ،‬عىل الحاج‪ ،‬رميون عازار ومصطفى حمدان‪،‬‬ ‫حيث القى اعتقالهم نوعاً من “االرهاب السيايس” عىل املعارضة‪ ،‬التي‬ ‫تصدت لهذه الحملة‪ ،‬وكان وهاب رأس الحربة فيها‪ ،‬وخاض معركة سياسية‬ ‫واعالمية‪ ،‬وضعته من ضمن املعادلة السياسية‪ ،‬وساعدته عىل انطالق‬ ‫“تياره السيايس الجديد”‪ ،‬فاستقطب مبواقفه الجرئية وشفافيته املواطنني‪،‬‬ ‫وبدأ التدفق الشعبي نحوه‪ ،‬وفتحت له املنابر االعالمية واللقاءات الشعبية‬ ‫فمثل حالة سياسية وشعبية‪ ،‬كانت محط انظار اللبنانيني‪ ،‬واستوقفت‬ ‫الكثري من الدول العربية واالجنبية‪ ،‬امام اندفاعة وهاب الذي مل يوفر احداً‬

‫يف تصاريحه ومقابالته‪ ،‬فتجرأ عىل زعامات لبنانية متخطياً الخط االحمر‪،‬‬ ‫وكذلك زعامء عرب من ملوك وامراء‪ ،‬معرياً انظمتهم‪ ،‬وكان ابرز مواقفه‬ ‫تعريته للتحقيق الدويل‪ ،‬وعدم اهتاممه للمحكمة الدولية النه يجري‬ ‫تسييسها‪.‬‬ ‫شكلت مرحلة االربع سنوات رصاعاً بني نهجني ومرشوعني‪ ،‬كان‬ ‫جنبالط يف املرشوع االمرييك ومل يخف موقعه‪ ،‬ال بل جاهر انه راهن‬ ‫عليه بعد ان كان مع بداية الحرب عىل العراق ضده ومتخوفاً منه‪ ،‬ومن انه‬ ‫مدخل اىل تفتيت املنطقة‪ ،‬فاذا به بعد صدور القرار ‪ ،1559‬الذي عارضه‬ ‫لكنه عملياً كان يظهر يف مواقفه انه يعمل لتنفيذه باملطالبة بخروج‬ ‫القوات السورية‪ ،‬ووضع سالح املقاومة بعهدة الجيش وحرص قرار الحرب‬ ‫والسلم بيد الدولة‪ ،‬ورفض تحويل لبنان اىل هانوي‪ ،‬يف حني كان وهاب مع‬ ‫املقاومة ويف صفوف املعارضة يرفض املرشوع االمرييك‪ ،‬ويدعو جنبالط‬

‫جنبالط العودة اىل االصول‬ ‫اىل التخيل عنه‪ ،‬النه ليس موقعه فيه‪ ،‬وان ال يراهن عىل نجاحه بتغيري‬ ‫النظام السوري الذي طلب من واشنطن ان تنفذ رغبته فكان جواب وزيرة‬ ‫الخارجية االمريكية السابقة كونداليزا رايس‪ ،‬ان املطلوب تغيري سلوك‬ ‫النظام‪ ،‬وبدأ رئيس الحزب التقدمي االشرتايك يعلن سقوط مرشوعه ال‬ ‫سيام بعد انتصار املقاومة يف صد العدوان االرسائييل صيف ‪ ،2006‬ومل‬ ‫يعد امامه اىل ان يبدأ بتغيري سلوكه هو‪ ،‬ولكن ارتباطاته العربية يف‬ ‫املحور السوري – املرصي‪ ،‬وعالقاته مع االدارة االمريكية السابقة‪ ،‬كانت تؤخر‬ ‫انقالبه عىل موقعه‪ ،‬وكان قلقاً من التحوالت التي تحصل عىل الصعيدين‬ ‫العريب والدويل‪ ،‬وان ال تكون لصالحه‪ ،‬بعد ان اعرتف بسقوط مرشوعه‬ ‫وفشله‪ ،‬وقد زادت قناعته بالخسارة‪ ،‬بعد احداث ‪ 7‬ايار‪ ،‬التي كان هو رأس‬ ‫الحربة يف الضغط داخل حكومة فؤاد السنيورة التخاذ القرار بإزالة شبكة‬ ‫اتصاالت املقاومة‪ ،‬التي كان ردها رسيعاً‪ ،‬والذي مل يكن جنبالط يتوقعه‬ ‫بالرغم من تحذير مخابرات الجيش من ان مثل هذا القرار‪ ،‬قد يأخذ البالد اىل‬

‫مواجهة عسكرية وفتنة داخلية‪ ،‬التي رآها جنبالط تصل اىل عمق الجبل‪،‬‬ ‫فشعر بالخطر‪ ،‬وقرر االنعطاف‪ ،‬بعد ان كانت املعارضة ال سيام الدرزية‬ ‫منها‪ ،‬تنصحه بعدم الذهاب بعيداً يف العداء مع املقاومة والتحريض‬ ‫عليها‪ ،‬واعتبار سالحها انه سالح الغدر‪ ،‬وتوجيه اتهامت ضدها‪ ،‬وكذلك‬ ‫نحو سوريا التي كانت سنده يف حرب الجبل‪ ،‬وضمنت بقاء الدروز فيه‬ ‫مبواجهة القوى االنعزالية املتحالفة مع ارسائيل‪.‬‬ ‫وكان وهاب اول الناصحني لجنبالط‪ ،‬ان يغري سلوكه وانه ال يستطيع‬ ‫ان يأخذ طائفة املوحدين الدروز اىل غري موقعها الطبيعي والتاريخي‪ ،‬وان‬ ‫تفك ارتباطها بالقضايا الوطنية والقومية ويف طليعتها قضية فلسطني‬ ‫والوقوف اىل جانب املقاومة‪ ،‬واعتبار سوريا العمق القومي للدروز وملجأهم‬ ‫يف كل املراحل املصريية‪ ،‬التي عاد جنبالط واعرتف لها بهذا املوقع والدور‬ ‫يف مساعدة والده والقوى العروبية يف احداث ‪ 1958‬ويف دعمه هو مع‬ ‫القوى الوطنية يف حرب الجبل ‪.1982‬‬ ‫ويف العام األخري‪ ،‬بدأ جنبالط التموضع سياسياً يف غري موقعه يف‬ ‫قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬اذ هاجم شعار “لبنان اوال” واعتربه تحييداً له عن الرصاع مع‬ ‫ارسائيل‪ ،‬وفك ارتباطه بالقضايا العربية‪ ،‬وعاد ليستعيد خطاب الحركة‬ ‫الوطنية اللبنانية‪ ،‬ويدعو اىل تذكر فلسطني‪ ،‬وتحولت لغته من “ثورة االرز”‬ ‫اىل دعم “الثورة الفلسطينية” التي كان كامل جنبالط اول املؤيدين لها‬ ‫وانشأ جبهة مساندة لها‪ ،‬ووقف اىل جانبها عندما تعرضت اىل التصفية‪،‬‬ ‫وقد كانت ملواقفة االخرية‪ ،‬تجاوباً من قبل القوى الوطنية واالسالمية‪،‬‬ ‫وبدأت تتعاطى معه ايجاباً‪ ،‬وكرث الحديث من قبله عن اخطأ ارتكبها وساء‬ ‫باللهجة التي توجه بها نحو الرئيس بشار االسد‪ ،‬كام أعلن انه ارتكب‬ ‫خطيئة يف صدور القرار عن الحكومة ضد شبكة اتصاالت املقاومة‪.‬‬ ‫هذه املواقف االيجابية بعد احداث ‪ 7‬ايار من العام املايض‪ ،‬ترجمت‬ ‫بلقاءات مع قيادات “حزب الله”‪ ،‬والتي توجت بلقاء جنبالط مع االمني العام‬ ‫السيد حسن نرص الله‪ ،‬فمثل بداية االنفتاح‪ ،‬وفتح الطريق الخرين من‬ ‫املعارضة ان ينطلقوا باتجاه جنبالط الستيعابه واستعادته اىل موقعه‬ ‫الطبيعي‪ ،‬السيام بعد ان بدأ جنبالط يتلمس خطورة اندالع فتنة سنية –‬ ‫شيعية‪ ،‬وتخوف ايضاً عىل موقع ووضع الدروز اذا ما اندلعت هذه الفتنة‪،‬‬ ‫وقرر ان يعود اىل املوقع الوطني الذي كانت طائفة املوحدين وما زالت فيه‪،‬‬ ‫وان يحيدها ويبعد الجبل عن مثل هذا الرصاع‪ ،‬وانفتح يف حوار مع الوزير‬ ‫طالل ارسالن‪ ،‬واستكمله مع وهاب‪ ،‬بعد اشارات ايجابية صدرت عنه‬ ‫تجاهه‪ ،‬بدءاً من حادثة كفرحيم التي نجا منها رئيس “تيار التوحيد‪ :‬وكادت‬ ‫ان توقع مجزرة واستنكرها جنبالط وس ّلم الفاعلني‪ ،‬وارسل موفدين اىل‬ ‫وهاب للتهدئة‪ ،‬الذي ق ّدر موقفه وفتح باب االتصاالت بينهام‪ ،‬وعندما‬ ‫حان موعد اللقاء‪ ،‬واصبح طبيعيا حصل‪ ،‬وكان تأكيد من الطرفني بعد‬ ‫مصارحة‪ ،‬ان موقع الدروز هو مع املقاومة ومع عالقة مميزة مع سوريا‪ ،‬كام‬ ‫تم التحذير من رصاع سني – شيعي تستخدمه املحكمة الدولية‪ ،‬يف ظل‬ ‫وما اوردته مجلة “دير شبيغل” من اتهامات حول تورط “حزب الله” يف‬ ‫اغتيال الحريري‪ ،‬والذي قد يتحول تقرير “دير شبيغل” اىل قرار ظني قد يفجر‬ ‫الوضع الداخيل اللبناين الستهداف املقاومة عرب زجها بحرب داخلية‪،‬‬ ‫وهو ما يقلق رئيس التقدمي الذي ينبه اىل خطورة االوضاع‪ ،‬السيام مع‬ ‫وصول املتطرفني اىل الحكم يف ارسائيل‪ ،‬واحتامل ان يقوم بنيامني نتنياهو‬ ‫بعدوان جديد عىل لبنان‪ ،‬اذ ان املناورات العسكرية تؤرش اىل ذلك‪ ،‬ترافقها‬ ‫ترصيحات تصعيدية ارسائيلية من ايهود باراك وافيغدور ليربمان‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع بجنبالط اىل قراءة التطورات التي حصلت يف العامني االخريين‪ ،‬من‬ ‫تبدل موقف امريكا وفرنسا من سوريا‪ ،‬والحوار معها وعودة سفرييهام‬ ‫اليها‪ ،‬واستعادة العالقات السورية – السعودية الطبيعية‪ ،‬حيث رأى رئيس‬ ‫“اللقاء الدميقراطي” رضورة متابعة هذه الوقائع‪ ،‬والسري معها‪ ،‬فكان‬ ‫خطابه الهادئ‪ ،‬والدعوة اىل عدم توريط لبنان يف حرب اهلية جديدة‪ ،‬حيث‬ ‫استفاد من احداث ‪ 7‬ايار‪ ،‬وهو يدعو سعد الحريري اىل التكيف مع املتغريات‬ ‫وان يقفز فوق اغتيال والده من املوقف من سوريا وتركه للمحكمة التي مل‬ ‫توجه اي اتهام ضد النظام السوري‪ ،‬وان يزور دمشق ويفتح صفحة جديدة‪،‬‬ ‫ليقوم جنبالط من بعده برتتيب زيارته اىل سوريا‪ ،‬والعودة اىل موقعه‬ ‫عجل لقاءه مع وهاب!‬ ‫السابق وهو ما ّ‬

‫سامر الشويف‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫مقابلة‬

‫أكد أن اختراق الـ‪ 1701‬تم على يد القوات الدولية لمصلحة العدو‬

‫مروان فارس لـ «منبر التوحيد»‪ :‬إذا ُش ّكلت حكومة‬ ‫من لون واحد‪ ،‬المعارضة ستواجهها في المجلس النيابي‬ ‫ليست حكومة سعد الحريري املزمع‬ ‫تشكيلها‪ ،‬الحكومة اللبنانية األوىل التي‬ ‫ُيرضب لوالدتها مواعيد متفاوتة‪ ،‬بل إنها‬ ‫العادة يف لبنان‪ .‬لكن ما هو مستغرب‬ ‫عودة الفريق اآلخر اىل مبدأ االستئثار يف‬ ‫السلطة وفهم اعرتاف املعارضة بنتائج‬ ‫تنصل من واجبها يف‬ ‫االنتخابات عىل أنه‬ ‫ّ‬ ‫الحفاظ عىل مصلحة لبنان واملواطنني‪،‬‬ ‫مل ّوحني‬ ‫للسلطة‪،‬‬ ‫بالجوع‬ ‫متهمينها‬ ‫بالسري يف حكومة من لون واحد‪.‬‬ ‫كام برز إىل جانب ملف الحكومة‬ ‫الغامض نتيجة تكتم الرئيس املك ّلف‬ ‫والتوقعات والتحليالت املتضاربة‪ ،‬أحداث‬ ‫الجنوب التي وضعت قرار (‪ )1701‬عىل املحك‬ ‫توجه العدو اإلرسائييل بشكوى ضد‬ ‫بعد أن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫لبنان إىل األمم املتحدة معتربة أن انفجار‬ ‫خربة سلم خرق لـ (‪ ،)1701‬يف الوقت الذي‬ ‫انتهكت فيه هذا القرار آالف املرات خالل‬ ‫الثالث سنوات املاضية‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» ناقشت مع النائب‬ ‫د‪ .‬مروان فارس هذين امللفني‪ ،‬إىل جانب‬ ‫مواضيع مختلفة تضمنت موقع الحزب‬ ‫القومي السوري االجتامعي يف الذكرى‬ ‫الستني الستشهاد مؤسسه‪.‬‬

‫القوات الدولية أخطأت‬ ‫لنبدأ من الجنوب‪ ،‬حيث شهد الجنوب‬ ‫مؤخرا مجموعة من األحداث كانفجار “خربة‬ ‫سلم” واقتحام مدنيني للرشيط الشائك يف‬ ‫“كفرشوبا” وصدامات بني املواطنني وقوات‬ ‫انفجار‬ ‫اليونيفيل‪ ،‬فيام تعترب “إرسائيل”‬ ‫“خربة سلم” خرق للقرار (‪ )1701‬وتكشو‬ ‫لبنان لألمم املتحدة‪ ،‬ما الذي يجري يف جبهة‬ ‫الجنوب؟‬ ‫هناك محاولة إرسائيلية إلجراء تعديل عىل‬ ‫قواعد االشتباك لهذا القرار مبساهمة من القوات‬ ‫الدولية‪ ،‬فالفريقان الفرنيس واإليطايل وبدالً من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫النائب د‪ .‬مروان فارس‬

‫الوقوف إىل جانب أبناء الجنوب‪ ،‬يساهامن يف‬ ‫تنفيذ اإلرادة اإلرسائيلية‪ ،‬ومن املؤسف أن األمني‬ ‫العام لألمم املتحدة والقوات الدولية تحت ترصف‬ ‫مصحلة العدو‪ ،‬فتقرير “بان يك مون” عن األوضاع‬ ‫يف جنوب لبنان مل يكن عىل مستوى عالٍ من‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫لكن البعض يعترب أن تحرك األهايل يف‬ ‫الجنوب كان بإشارة من حزب الله؟‬ ‫قوات الطوارئ الدولية ارتكبت خطأ يف عدم‬ ‫التنسيق مع الجيش بالدخول إىل بعض املنازل يف‬ ‫“خربة سلم”‪ ،‬هذا خطأ تتح ّمل هي مسؤوليته‪،‬‬ ‫و بشكل خاص الفرنسيني واإليطاليني‪ ،‬و”مايكل‬ ‫وليامز” ممثل األمني العام اعرتف بالخطأ الذي‬ ‫أرتكب‪.‬‬ ‫القوات الدولية استُقبلت من قبل األهايل‬ ‫وتعاونوا معهم يف أمور مختلفة‪ .‬االنفجار الذي‬ ‫حصل وما جاء بعده كان نتيجة ترصف القوات‬ ‫الدولية الذي أىت لصالح القوات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫فعوضا عن أن ترفع قوات الطوارئ الدولية‬ ‫الصوت عالياً ضد االخرتاقات اإلرسائيلية لألجواء‬ ‫اللبنانية من قبل طريان العدو‪ ،‬عمدت إىل تفتيش‬ ‫املنازل وهذا غري موجود يف القرار (‪ ،)1701‬مام يعني‬ ‫أن اخرتاق الـ (‪ )1701‬تم عىل يد القوات الدولية‬ ‫ملصلحة “إرسائيل) وليس ملصلحة لبنان‪ ،‬وهذا ما‬

‫‪12‬‬

‫خلق غضبا شعبيا واسعا لدى أهايل الجنوب‪.‬‬

‫محاولة تفادي التجربة املرة‬ ‫ما الذي يؤخر تشكيل الحكومة فعلياً‪ ،‬هل‬ ‫هو متسك املعارضة بالثلث الضامن‪ ،‬أما أنه‬ ‫ما يتم اإلشارة إليه من قبل البعض بتجهيز‬ ‫املرسح الداخيل بانتظار إشارة إقليمية ما؟‬ ‫عاد ًة يأخذ تشكيل الحكومة يف لبنان وقتا‪ً،‬‬ ‫الحكومة االسابقة أخذت وقتاً طوي ًال جداً حتى‬ ‫تشكلت‪.‬‬ ‫لكن ملاذا هذا الوقت الطويل‪ ،‬كثريون يلقون‬ ‫اللوم عىل املعارضة ومتسكها بالثلث الضامن‬ ‫ويتهمونها بالجوع للسلطة؟‬ ‫الثلث الضامن مبني عىل قاعدة وضعتها‬ ‫املعارضة للمشاركة يف حكومة وحدة وطنية‪.‬‬ ‫من يطلب منكم عدم املشاركة‪ ،‬ال تكتمل‬ ‫املشاركة إال اذا كان الثلث الضامن بيدكم؟!‬ ‫الرئيس املكلف سعد الحريري ينادي باملشاركة‬ ‫يف حكومة الوحدة الوطنية‪ ،‬لكن مشاركة‬ ‫املعارضة يف الحكومة لن تكون مشاركة شهود‬ ‫زور‪ .‬املعارضة ممثلة بـ (‪ )57‬نائبا يف املجلس النيايب‬ ‫اللبناين‪ ،‬وبالتايل لها حق يف إدارة شؤون البالد‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل طرح العامد عون للنسبية يلغي‬

‫مسألة الثلث الضامن‪ ،‬لكنه يعطي للمعارضة‬ ‫عدد وزراء أكرب‪.‬‬ ‫هناك صيغ حكومية كثرية‪ ،‬ملا ال تقبلونها؟‬ ‫هناك مرشوع حكومة يعطي (‪ )10‬وزراء‬ ‫للمعارضة‪ )15( ،‬للمواالة‪ ،‬و(‪ )5‬لرئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫وهذا الطرح يح ّول رئيس الجمهورية إىل طرف‪،‬‬ ‫يف الوقت الذي مل يكن فيه يوماً الرئيس ميشال‬ ‫سليامن فريقاً من الفرقاء عىل الساحة اللبنانية‪،‬‬ ‫بل هو رئيس توافقي عىل قاعدة التوافق بني‬ ‫اللبنانيني‪ .‬وانطالقاً من هذه القاعدة املعارضة‬ ‫تريده أن يبقى رئيساً توافقياً لجميع اللبنانيني‪.‬‬ ‫من ثم‪ ،‬فإن هذا املرشوع الحكومي قد يوصل‬ ‫املعارضة إىل ما وصلت إليه يف عهد الرئيس‬ ‫السابق «اميل لحود»‪ ،‬حيث كان لرئيس الجمهورية‬ ‫آنذاك يف الحكومة التي كان يرأسها فؤاد‬ ‫السنيورة‪ ،‬وزراء تخ ّلوا عنه بني ليلة وضحاها‬ ‫مام غيرّ يف تركيبة الحكومة‪ .‬هذه التجربة‬ ‫ا ُمل ّرة تحاول املعارضة تفاديها من أجل مصلحة‬ ‫لبنان ومصلحة اللبنانيني يف مواجهة العدو‬ ‫اإلرسائييل‪.‬‬ ‫كرث من املواالة يقولون إنهم انتهوا من‬ ‫عمليات فحص الدم التي أثبتت وطنيتهم‬ ‫وعروبتهم‪ ،‬فلامذا تتخوفون من وجودهم‬ ‫يف الحكومة يف إطار املواجهة مع العدو‬ ‫االرسائييل؟‬ ‫نحن نسمع ترصيحاتهم يوميا يف وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وهي ليست ملصلحة لبنان‪ ،‬بل ملصلحة‬ ‫السياسة األمريكية املنحازة إلرسائيل‪ ،‬لذلك‬ ‫مرصة عىل الثلث الضامن‪ ،‬وعىل‬ ‫املعارضة‬ ‫ّ‬ ‫املشاركة الفعلية وليس مشاركة شهود الزور‬ ‫يف الحكومة‪.‬‬ ‫ما نراه يحدث يف الجنوب من تدخالت القوات‬ ‫الدولية بقرى لبنانية‪ ،‬يحتّم وجود حكومة ضامنة‬ ‫ملصلحة اللبنانيني‪ ،‬وليس حكومة منحازة لفريق‬ ‫(‪ )14‬آذار‪.‬‬

‫لبنان يحيا بوجود حكومة‬ ‫أو بعدمها‬ ‫أال تعتقد أن مرحلة الرئيس «لحود» تختلف‬ ‫كليا عن مرحلة « الرئيس سليامن» والذي‬ ‫حسب جريدة األخبار بات منزعجا ولو أنه‬ ‫يكتم هذا االنزعاج‪ ،‬من كال الفريقني‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن املعارضة مل تعدّل مواقفها من دوره‪ ،‬لجهة‬ ‫أن الثلث الضامن يعني عدم ثقة به ضامنا‪،‬‬ ‫كام أن حصته الوزارية ستكون عىل شكل‬ ‫صدقة من الطرفني؟‬ ‫بالنسبة لنا الرئيس ميشال سليامن رئيساً‬ ‫توافقياً لجميع اللبنانيني‪ ،‬وأداءه يف املحافل الدولية‬ ‫وزياراته إىل الخارج جيدة بالنسبة للبنان‪ .‬ونحن‬ ‫ندعمه باستمرار‪ ،‬وسنبقى ندعمه طاملا هو‬

‫رئيساً توافقياً لجميع اللبنانيني‪ ،‬مام يعني أن كل‬ ‫الوزراء سيكونون له وليس فقط خمسة من أصل‬ ‫ثالثني‪.‬‬ ‫هل ستذهبون باتجاه تعديل اتفاق الطائف‬ ‫إلعطاء دور أكرب للرئيس؟‬ ‫نحن مع اتفاق الطائف وتطبيق بنوده جميعاً‪،‬‬ ‫بالرغم من أنه وضع يف العام (‪ )1991‬أي يف القرن‬ ‫املايض‪ ،‬وال يزال هناك مواد متعلقة بالهيئة العليا‬ ‫إللغاء الطائفية مل تطبق بعدحتى اآلن‪ .‬الجميع‬ ‫يذهب اليوم بإتجاه تشكيل هذه الهيئة‪ ،‬والرئيس‬ ‫«نبيه بري» تناولها يف مؤمتر حركة أمل‪ ،‬وأنا‬ ‫تكلمت شخصياً مع العامدعون وهومن مؤيديها‪،‬‬ ‫إضافة إىل أن إلغاء الطائفية هي رغبة الجميع‪.‬‬ ‫لذلك علينا الخروج من الدميقراطية التوافقية التي‬ ‫توزع الحصص الحكومية عىل األطراف‪ ،‬حيث ال يجوز‬ ‫ان يبقى لبنان بلداً مبنياً عىل تقاسم الحصص‪ ،‬بل‬ ‫يجب ان يقوم عىل دميقراطية فعلية تؤمن متثي ًال‬ ‫فعلياً للقوى السياسية يف الحكومة والربملان‪.‬‬ ‫فليطبقوا هذه املادة وسنميش كلنا معهم‪.‬‬ ‫هل تتوقع والدة قريبة للحكومة‪ ،‬يف ظل‬

‫املعارضة‬ ‫لن تشارك كشاهد زور‬ ‫يف الحكومة‬ ‫إرسائيل‬ ‫تحاول تعديل‬ ‫قواعد االشتباك‬ ‫للقرار ‪1701‬‬ ‫لن يكون هناك لزوم‬ ‫لطاولة الحوار إذا تشكلت‬ ‫حكومة وحدة وطنية‬ ‫‪13‬‬

‫الصحافية‬ ‫واملعلومات‬ ‫املتضاربة‪،‬‬ ‫املواعيد‬ ‫املتضاربة كذلك‪ ،‬فصحيفة «الراي» مث ًال‬ ‫نرشت عن أوساط وثيقة لحزب الله استبعاد‬ ‫والدة الحكومة يف األمد القريب‪ ،‬فيام نرشت‬ ‫صحيفة «الوطن» عن مصادر وزارية أن العد‬ ‫العكيس لتشكيل الحكومة بدأ‪ ،‬واملشاورات‬ ‫قطعت شوطاً كبرياً؟‬ ‫هم يأخذون وقتهم‪ .‬ولبنان يعيش بوجود حكومة‬ ‫أو بعدمه‪« .‬جعيتا» اليوم دخلت التصفيات‬ ‫النهائية لعجائب الدنيا السبع‪ ،‬وهذا اإلنجاز صنعه‬ ‫اللبنانيون وليس الحكومة ولو نسب البعض عالقة‬ ‫له باملوضوع‪ .‬هذا موضوع له عالقة بجامل مغارة‬ ‫“جعيتا” الطبيعي وخيار اللبنانيني وتصويتهم إىل‬ ‫صالح هذه املغارة املوجودة يف وطنهم‪.‬‬ ‫ما هي الحكومة األفضل للبنان‪ ،‬يف ظل‬ ‫األخطار املحدقة به واألزمة االقتصادية التي‬ ‫يعيشها‪ ،‬حكومة وحدة وطنية‪ ،‬أم حكومة‬ ‫تكنوقراط ‪....‬؟‬ ‫لبنان بحاجة إىل حكومة متثل القوى السياسية‬ ‫املوجودة يف املجلس النيايب‪ .‬املعارضة أق ّرت بنتائج‬ ‫االنتخابات‪ ،‬فلتشكل حكومة وحدة وطنية متثل‬ ‫املعارضة واملواالة عىل قاعدة هذا اإلقرار‪ .‬أعود‬ ‫ألؤكد أننا لسنا شهود زور‪ ،‬ولسنا «مستقتلني»‬ ‫عىل وزير يف الحكومة‪ ،‬وإذا كانوا يستطيعون أن‬ ‫يؤلفوا حكومة مبفردهم‪ ،‬فليأ ّلفوا؟!‬ ‫رصحوا بذلك وقالوا إذا بقيتم عىل‬ ‫هم‬ ‫ّ‬ ‫سيشكلون‬ ‫الضامن‬ ‫الثلث‬ ‫من‬ ‫موقفكم‬ ‫حكومة من لون واحد؟‬ ‫فليش ّكلوا حكومة‪ ،‬ونحن سنواجههم عرب‬ ‫لعب دورنا كمعارضة فعلية يف املجلس النيايب‪.‬‬ ‫أهي العودة إىل االعتصام‬ ‫ماذا ستفعلون؟‬ ‫أمام الرساي؟!‬ ‫ال‪ ،‬فاملعارضة دميقراطية بكل معنى الكلمة‪.‬‬

‫تغيري قانون االنتخاب مفيد‬ ‫كيف‬

‫ستكون‬

‫عالقة‬

‫لبنان‬

‫بسوريا‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬

‫يف‬


‫مقابلة‬ ‫املرحلة املقبلة‪ ،‬بعد سنوات العداء من قبل‬ ‫أطراف لبنانية قد تزورها قريباً؟‬ ‫من املفرتض أن العالقات اللبنانية السورية‬ ‫ستكون جدية يف املرحلة املقبلة‪ ،‬ال سيام بعد‬ ‫الكرس الذي كرسه العامد ميشال عون‪ ،‬والذي‬ ‫استقبل استقباالً حاف ًال يف سوريا‪ ،‬وقام مببادرة‬ ‫إيجابية تجاهها‪ ،‬واليوم هو يف لبنان‪ ،‬وسوريا يف‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫هل تتوقعون عودتها إىل ما كانت عليه‬ ‫قبل التمديد للرئيس لحود وحصول ما‬ ‫حصل؟‬ ‫الجيش السوري خرج من لبنان‪ ،‬فلامذا ال تقام‬ ‫عالقة مستقيمة بني لبنان وسوريا‪ .‬نحن مع‬ ‫عالقة أخوية وثقافية واقتصادية واحدة بني‬ ‫البلدين‪ .‬فلبنان ال يستطيع أن ينعزل عن سوريا‪.‬‬ ‫إىل أين يذهب؟! نحن عرب‪ ،‬ثقافتنا عربية‪ ،‬ولغتنا‬ ‫عربية‪ ،‬وليس لدى لبنان طريقا إىل العرب إال عرب‬ ‫سوريا‪ .‬لبنان وسوريا يجب أن يبقيا طرفاً واحداً‬ ‫يف مواجهة العدو الصهيوين‪ ،‬ألنه عدو للبنان‬ ‫وسوريا والعرب أجمعني‪.‬‬ ‫التحسن يف العالقات السورية السعودية‬ ‫هل سيطوي هذه الصفحة من تاريخ العالقات‬ ‫اللبنانية السورية؟‬ ‫شخصياً قلت للسفري السعودي أثناء زياريت‬ ‫له‪ ،‬أن ما يسميه الرئيس بري «س س» عالقات‬ ‫أساسية تنعكس إيجاباً عىل لبنان‪.‬‬ ‫ونحن نريد لهذه العالقات أن تكون ممتازة‪.‬‬ ‫فنحن قوميون‪ ،‬كنا وال نزال إىل جانب سوريا‪،‬‬ ‫كام أننا رشكاء سوريا يف كل األمور املتعلقة‬ ‫بلبنان‪ ،‬واألمور التي لها عالقة بفلسطني‬ ‫املحتلة والقضية الفلسطينية‪ .‬فللحزب (‪)4‬‬ ‫نواب يف مجلس الشعب السوري‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫وزير يف الحكومة السورية‪ .‬ونعتقد أن عالقة‬ ‫لبنان بسوريا يجب أن تكون وثيقة ومميزة عىل‬ ‫قاعدة اتفاق الطائف‪ ،‬كام هناك معاهدة‬ ‫األخوة والتعاون والتنسيق‪ ،‬فلامذا ال تحرتم هذه‬ ‫املعاهدة؟‬ ‫ألن هناك فريق لبناين يرى أن لبنان ظلم من‬ ‫خاللها‪.‬‬ ‫هذا رأيهم‪ ،‬وليس من الرضوري أن يكون‬ ‫صحيحاً‪.‬‬ ‫كيف تق ّيم وضع املعارضة بعد خسارتها‬ ‫يف االنتخابات؟‬ ‫املعارضة مل تخرس يف االنتخابات‪ ،‬خرست يف‬ ‫بعض املناطق‪ ،‬أنا نائب يف املجلس النيايب بـ (‪)108‬‬ ‫ألف صوت‪،‬هذه قوة شعبية هائلة‪.‬‬ ‫األكرثية‬ ‫لنيل‬ ‫معركتها‬ ‫خرست‬ ‫لكن‬ ‫النيابية؟‬ ‫خرسنا يف زحلة واملنت الشاميل واألرشفية‪،‬‬ ‫من املفروض أال نحرس‪ ،‬لكن هناك أسباب متعددة‬ ‫أدت إىل هذه النتيجة‪ ،‬حيث عانت العملية‬ ‫االنتخابية من أخطاء كثرية‪ ،‬ونحن تركنا األمر يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫سمير القنطار يتحدث لـ «منبر التوحيد» عن عامه األول من الحرية‬

‫يد املجلس الدستوري ليبت فيها واعرتفنا بنتائج‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫لن نعود للحديث عن أسباب الخسارة‪ ،‬ولكن‬ ‫ال بد من السؤال عن كيفية تحرك املعارضة‬ ‫وطروحاتها‪ ،‬خاصة بعد االنتقادات التي وجهت‬ ‫ألدائها يف االنتخابات؟‬ ‫إذا أردنا القيام بيشء ما يفيد لبنان علينا تغيري‬ ‫قسم لبنان عىل‬ ‫قانون االنتخاب‪ ،‬فاتفاق الطائف ّ‬ ‫أساس املحافظات من أجل توحيد اللبنانيني‪ ،‬اليوم‬ ‫أعادوا لبنان إىل قانون (‪ ،)1960‬أي أنهم أعادوا‬ ‫البالد خمسون عاماً إىل الوراء‪ ،‬بدالً من العمل‬ ‫عىل تقدمة وسريه نحو األمام‪ .‬من الرضوري أن‬ ‫يتغيرّ قانون االنتخاب ليصبح لبنان دائرة انتخابية‬ ‫واحدة‪ ،‬فذلك سيغيرّ أموراً كثري ًة نحو األفضل‪.‬‬

‫الحزب لن يشارك‬ ‫إال يف حكومة وحدة وطنية‬ ‫أين الحزب السوري القومي االجتامعي بعد‬ ‫ستني عاماً عىل استشهاد مؤسسه انطون‬ ‫سعادة؟‬ ‫الحزب استطاع أن يشكل منوذجاً غري طائفي‬ ‫يف لبنان‪ ،‬كام مت ّكن من املشاركة يف الحياة‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬ولديه نائبني يف املجلس‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫أن املهرجان الذي دعا إليه الحزب كان تأكيدا عىل‬ ‫وجود رشيحة كبرية جداً منحازة للحزب السوري‬ ‫القومي االجتامعي ألنه حزب علامين وغري‬ ‫طائفي‪ ،‬رغم وجود العديد من اللبنانيني املنحازين‬

‫لو ّمثن لبنان‬ ‫أفكار انطون سعادة‬ ‫االقتصادية واالجتامعية‬ ‫للقي مستقب ًال‬ ‫أكرث بها ًء وجامالً‬ ‫كل وزراء الحكومة‬ ‫سيكونون‬ ‫للرئيس سليامن‬ ‫كونه رئيس توافقي‬

‫‪14‬‬

‫للنموذج الطائفي يف البالد‪.‬‬ ‫الحزب السوري القومي االجتامعي قوة سياسية‬ ‫كبرية يف البلد‪ ،‬ومشاركة القوميني االجتامعيني من‬ ‫كل املذاهب واملناطق يف املهرجان أثبت أن الحزب قوة‬ ‫وطنية‪.‬‬ ‫«انطون سعادة» كان يقول دامئاً‪« :‬إين أخاطب‬ ‫أجياالً مل تخلق بعد»‪ ،‬هذه األجيال التي صنعت مجد‬ ‫املقاومة‪ ،‬وللحزب رشف أن يكون مؤسساً للمقاومة‬ ‫عىل صعيد لبنان أجمع‪ ،‬حيث قدم الشهداء طوال‬ ‫«خالد علوان» و»سناء محيديل»‬ ‫مسريته أمثال‬ ‫و»وجدي الصايغ» شهداء من مختلف املناطق‬ ‫واألطياف اللبنانية‪ ،‬وال يزال إىل اليوم جزءا من‬ ‫املقاومة ومرشوعها وحلفاءها‪.‬‬ ‫ماذا لو أخذ لبنان بفكر «انطون سعادة» يف‬ ‫سياسته؟‬ ‫لو ّمثن لبنان أفكار «انطون سعادة» االقتصادية‬ ‫واالجتامعية‪ ،‬لكان لقي مستقب ًال أكرث بها ًء وجامالً‪.‬‬ ‫العامد ميشال عون قال يل يف إحدى اللقاءات‪ ،‬أن‬ ‫فكر «انطون سعادة» فكرا اسرتاتيجيا‪ ،‬حيث وضع‬ ‫يف بداية القرن العرشين‪ ،‬وال يزال يصلح يف بداية‬ ‫القرن الحادي والعرشين‪.‬‬ ‫هل سيكون للحزب السوري القومي االجتامعي‬ ‫وزير يف الحكومة املقبلة؟‬ ‫لقد أبدينا استعدادنا للمشاركة يف حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬لكن يف غري حكومة وحدة وطنية ال نريد‬ ‫شيئاً‪.‬‬ ‫أي وزارة تفضلون كحزب‪ ،‬هل ستطلبون حقيبة‬ ‫معينة؟‬ ‫يف أي وزارة كنا سنكون يف خدمة املواطن‪،‬‬ ‫وسنقدم منوذجاً جيداً يف الحكم‪.‬‬ ‫كتلة «األحزاب الوطنية والقومية» تريد املشاركة‬ ‫يف الحوار ملصلحة الشعب اللبناين‪ ،‬وسابقا كنت‬ ‫قد رفضت الحديث عن أسباب رفض مشاركة الحزب‬ ‫يف الحوار‪ ،‬هل ستقبل اآلن رغبتكم هذه؟‬ ‫الرئيس نبيه بري وضع قاعدة‪ ،‬حيث يحق لكل كتلة‬ ‫من أربع نواب حق يف التمثل عىل طاولة الحوار‪ ،‬يف‬ ‫املايض حاولنا تشكيل كتلة من أربع نواب ومل نستطع‪،‬‬ ‫اآلن شكلنا كتلة من (‪ )4‬نواب من القوميني والبعثيني‪،‬‬ ‫وأعتقد أننا منلك الحق للمشاركة يف الحوار‪.‬‬

‫إذاً ستشهد طاولة الحوار تغيرياً ما؟‬ ‫إذا تشكلت حكومة وحدة وطنية ال أعتقد أنه‬ ‫سيكون هناك لزوم لهذه الطاولة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬

‫ال أتعاطى السياسة وملتزم في «المقاومة اإلسالمية»‬ ‫وأقوم بواجباتي بصمت وعملي يتطلّب السرية‬ ‫عندما نتحاور مع عميد األرسى املحرر سمري القنطار وبعد‬ ‫التخلص من قيود األرس‪ ،‬نشعر بالفخر واالعتزاز‪ ،‬ونحن يف حرضة‬ ‫املقاوم العرويب الذي رضب مثاالً يف الصمود واملقاومة‪ ،‬وكان عنواناً‬ ‫لكل مقاوم يف األمة‪ ،‬ففي شخصه حمل سمري قضية فلسطني‬ ‫والعروبة‪ ،‬وأعطى للبنان ما يستحقه من احرتام ورفعة‪.‬‬ ‫عندما نتحدث إىل املقاوم األول سمري القنطار‪ ،‬نلمح يف‬ ‫عينيه إرشاقة الوطن‪ ،‬وإرادة الثوار‪ ،‬وعزم الرجال وتباشري النرص‬ ‫واملعاناة التي ال يعرفها إال من جربها‪ .‬سنوات طويلة مل تأخذ منه‬ ‫قيد أ ّمنلة‪ ،‬بل عىل العكس من ذلك‪ ،‬فاإلرصار والعزمية تتضاعف‬ ‫وتتصلب أكرث‪ ،‬وهذه هي صفات رجال املقاومة الذين وعدوا‪،‬‬

‫وصدقوا‪ ،‬وهم عىل طريق النرص سائرون‪.‬‬ ‫سمري واحد من أولئك الذين نرى فيهم مستقبل الوطن وشموخه‪،‬‬ ‫فهو الويف لكل املبادئ واألهداف‪ ،‬حمل لواء املقاومة‪ ،‬وكانت فلسطني‬ ‫الهدف والعنوان‪ ،‬قضية كل الثوار‪“ ،‬القضية املركزية ألمتنا‪ ،‬وألجلها‬ ‫تهون التضحيات”‪ ،‬ويف الذكرى السنوية األوىل لعملية الرضوان‬ ‫وفك قيود األرس وفضاء الحرية واستعادة جثامني الشهداء‪ ،‬نتقدم‬ ‫بالتحية لرجال املقاومة األبطال وعىل رأسهم صاحب الوعد الصادق‬ ‫سامحة األمني العام لحزب الله السيد حسن نرصالله‪.‬‬ ‫نتوجه إىل سمري مبجموعة أسئلة تسلط الضوء عىل كل‬ ‫جديد ومرشف يف هذه األمة‪:‬‬

‫أسرتشد مبا يقوله قائدي‬ ‫السيد حسن نرصالله‬ ‫لن نطلب منك ان تحدثنا عن االرس‬ ‫ومعاناته‪ ،‬فهذه رضيبة يدفعها املناضلون يف‬ ‫أمتنا‪ ،‬بل حدثنا كيف أمىض سمري القنطار‬ ‫عامه األول بعد خروجه من األرس إىل فضاء‬ ‫الحرية؟‬ ‫بداية أتقدم بالشكر إىل مجلة “منرب‬ ‫التوحيد” باستضافتي‪ ،‬هذه املجلة التي هي‬ ‫صوت املقاومة يف هذا البلد‪ .‬أما عن عامي‬ ‫األول يف فضاء الحرية بعد األرس الذي دام‬ ‫ثالثون عاماً‪ ،‬فقد كانت حياة جديدة بالنسبة‬ ‫يل‪ ،‬التقيت بالعديد من األشخاص وكان محور‬ ‫الحديث عن تجربتي داخل املعتقل‪ ،‬ومعاناة‬ ‫وصمود األرسى داخل السجون اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وخالل هذا العام لبيت العديد من الدعوات إىل‬ ‫الجامعات‪ ،‬باإلضافة إىل االحتفاالت التكرميية‬ ‫والرتحيبية من قبل قوى وأحزاب وطنية كثرية‪،‬‬ ‫وأيضاً الدعوات لزيارات عدة لبعض الدول منها‪:‬‬ ‫سوريا‪ ،‬إيران‪ ،‬اليمن وكوبا‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل كل هذا تفرغي يف عميل يف‬ ‫إطار املقاومة‪ ،‬فانا ملتزم باملقاومة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وأمارس عميل مع التحفظ عىل طبيعة العمل‬ ‫وكيفية مامرسته واملهام التي أقوم بها‪.‬‬ ‫ما هي انطباعاتك حول اللقاءات التي متت‬ ‫مع سامحة األمني العام السيد حسن نرصالله‪،‬‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬الرئيس اميل لحود؟‬ ‫خالل هذا العام كان يل لقاءات عدة توجها لقاء‬ ‫بسامحة األمني العام لحزب الله السيد حسن‬ ‫نرصالله الذي كان لقا ًءا مثمراً جداً‪ ،‬والحديث‬

‫إىل األمني العام مشوق‪ ،‬فهو دامئاً يتحدث عن‬ ‫املعطيات والتطورات واألحداث الراهنة‪ ،‬ومن‬ ‫جهتي اسرتشد مبا يقول ألنه قائدي وقائد هذه‬ ‫املقاومة وهذه املسرية‪ ،‬واللقاءات معه مهام‬ ‫طالت فهي مثرية ورائعة‪ ،‬ولقايئ به اعتربه رشف‬ ‫كبري يل‪.‬‬ ‫واللقاء الثاين كان بالرئيس بشار األسد‪ ،‬كان‬ ‫لقاءاً ايجابياً ومشوقا‪ ،‬يف الوهلة األوىل تفاجأت‬ ‫بهذا االستقبال الرائع‪ ،‬ولكن هذا ليس غريباً عىل‬ ‫سوريا استقبال املناضلني الذين قدموا أنفسهم‬ ‫للمقاومة‪ ،‬والحقيقة أن الرئيس بشار األسد‬ ‫منحني وسام االستحقاق من الدرجة املمتازة‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫وكان يل الفرصة ان استمع إىل آرائه حول الوضع‬ ‫الراهن يف املنطقة ولبنان خاصة‪ ،‬هو رجل‬ ‫متواضع جداً‪ ،‬مثقف ولديه رؤية جيدة‪.‬‬ ‫كام كان يل رشف اللقاء بالرئيس اميل لحود‪،‬‬ ‫وله طابع خاص جداً عندي‪ ،‬كنت أطمح منذ أن‬ ‫كنت يف األرس أن ألتقي به‪ ،‬وأتحاور معه‪ ،‬فهو‬ ‫رئيساً للجمهورية‪ .‬إن الله أنعم عىل لبنان بهذا‬ ‫الرئيس طيلة فرتة رئاسته‪ ،‬وكنت أمتنى أن يبقى‬ ‫رئيساً للجمهورية ولألسف فمن الصعب جداً‬ ‫أن تجد رئيساً له صفات وميزات كالتي تجدها يف‬ ‫الرئيس اميل لحود املبنية عىل ثبات املوقف‪.‬‬ ‫الرئيس لحود مثلنا األعىل‪ ،‬ومل أذكر أنه م ّر يف‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫مقابلة‬ ‫تاريخ لبنان رئيساً مقاوماً وبط ًال كالرئيس اميل‬ ‫لحود‪ ،‬وأمتنى أن تتكرر هذه التجربة‪.‬‬ ‫ماذا كانت تتضمن اللقاءات؟‬ ‫اللقاءات مبجملها كانت ترحيبية‪ ،‬وكانت تدور‬ ‫احاديث ونقاشات وبحث قضايا حول األوضاع‬ ‫الراهنة بشكل عام‪.‬‬ ‫ملاذا مل تلتق الرئيس ميشال سليامن حتى‬ ‫اللحظة؟‬ ‫هذا املوضوع ال يتعلق يب شخصياً‪ ،‬من‬ ‫الربوتوكوالت املعروفة أنه عندما يتحرر األرسى‪،‬‬ ‫يستدعون من قبل رئيس الجمهورية إىل القرص‬ ‫الجمهوري لتكرميهم ومنحهم وسام الحرية‪ ،‬هذا‬ ‫الوسام يقدم فقط لالرسى املحررين‪ .‬ويف عهد‬ ‫الرئيس اميل لحود تم تكريم األرسى الذين تحرروا‬ ‫يف القرص الجمهوري‪ ،‬ومنحوا هذا الوسام‪ ،‬ولكن‬ ‫لألسف مل أتلق حتى اآلن ومنذ خروجي من‬ ‫السجن أي دعوة من القرص الجمهوري‪.‬‬

‫ال أتعاطى السياسة‬ ‫وملتزم يف املقاومة‬ ‫أين يرى سمري القنطار ذاته اليوم‪ ،‬يف امليدان‬ ‫السيايس؟ أم ان هناك اهتاممات أخرى أكرث‬ ‫جدوى؟‬ ‫يف الحقيقة مل ولن أدخل يف املعرتك السيايس‬ ‫أبداً‪ ،‬أنا ال أتعاطى السياسة‪ ،‬وملتزم يف املقاومة‬ ‫اإلسالمية يف حزب الله‪ ،‬أقوم بواجبايت يف هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬وطبيعة عميل يتطلب الصمت والتزام‬ ‫الرسية التامة‪.‬‬ ‫ذكرت سابقاً‪ ،‬أنك ستبقى مقاوماً‪ ،‬وستسخر‬ ‫راض‬ ‫كل وقتك لخدمة العمل املقاوم‪ ،‬هل أنت‬ ‫ٍ‬ ‫عن ما تم إنجازه حتى االن؟‬ ‫بالعنوان العريض أستطيع أن أقول أنني لست‬ ‫راضياً عام قدمته حتى اللحظة‪ ،‬وأسعى طامحا‬ ‫إىل الكثري الكثري‪.‬‬

‫زواجي حدثاً طبيعياً‬ ‫وماذا عن أوضاعك االجتامعية‪ ،‬الزواج‪،‬‬ ‫واالستقرار والعائلة‪ ،‬هل سيؤثر هذا عىل‬ ‫مستوى عملك النضايل والجهادي؟‬

‫استقبال الرئيس األسد يل كان‬ ‫رائعاً وهو رجل متواضع ومثقف‬ ‫ولديه رؤية جديدة‬ ‫كنت أطمح دامئاً للقاء الرئيس‬ ‫لحود صاحب الصفات املميزة‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫زواجي كان حدثاً طبيعياً جداً بالنسبة ألي‬ ‫إنسان‪ ،‬والكثري من املقاومني متزوجون ولهم‬ ‫عائالت‪ ،‬والكثري من الشهداء هم من أبناء‬ ‫الشهداء واملقاومني ومن أبناء املقاومة اإلسالمية‪،‬‬ ‫والزواج ال مينع اإلنسان من االنخراط يف املقاومة‬ ‫واإلنغامس فيها حتى النهاية‪ ،‬بالعكس زوجتي‬ ‫تشجعني كثرياً وهي متفهمة لوضعي وإىل‬ ‫جانبي دامئاً ونحن نسري عىل درب املقاومة سوياً‪.‬‬ ‫هل تستطيع التحرك بحرية‪ ،‬أم ما زلت‬ ‫تخضع إلجراءات أمنية؟‬ ‫لست مقيداً وال محبوساً‪ ،‬أمارس حيايت‬ ‫بشكل طبيعي‪ ،‬أزور أهيل وأقاريب وضيعتي‬ ‫وعائلتي‪ ،‬طبعاً ضمن إجراءات أمنية واحتياطية‬ ‫معينة‪ ،‬وهذا امر طبيعي‪.‬‬ ‫هل لديك اتصاالت مع بعض األرسى من‬ ‫رفاق الدرب الذين خرجوا إىل فضاء الحرية‪ ،‬أو‬ ‫الذين ما زالوا يف االرس؟‬ ‫هناك تواصل دائم مع االرسى ورفاق الدرب داخل‬ ‫فلسطني‪ ،‬ويف لبنان‪ ،‬وخاصة األرسى الذين ما‬ ‫زالوا يف املعتقل اإلرسائييل‪ ،‬وطبعاً هناك اتصال‬ ‫دائم “بأم جرب” فهي مبثابة أم األرسى جميعهم‪،‬‬ ‫اتصل بها عرب الهاتف‪ ،‬فهي صامدة يف غزة‬ ‫مع أهل غزة‪ ،‬وجاءت بزيارة إىل لبنان‪ ،‬ولكن من‬ ‫الصعب تكرار هذه الزيارة ألن خروجها من غزة‬ ‫يتطلب إجراءات طويلة‪ ،‬وتأخذ وقتاً لتتمكن من‬ ‫الخروج‪ ،‬ودامئاً كانت وما زالت متدنا بالقوة والعزم‬ ‫والصمود‪.‬‬

‫واملغامرة اإلرسائيلية القادمة عىل إيران ستكون‬ ‫لسبب بسيط أن الصهاينة يتعاطون مع املرشوع‬ ‫النووي اإليراين كمرشوع حياة أو موت بالنسبة‬ ‫لهم‪ ،‬ال ينظرون إليه من الناحية الطائفية سني‬ ‫أو شيعي أو غريه‪.‬‬ ‫وإذا خيرّ وا بني املوت أو املغامرة سيغامرون‪،‬‬ ‫وأستطيع أن أجزم أنهم سيغامرون‪ ،‬وعىل هذا‬ ‫املستوى سيخرجون عن حدود إيران برضب لبنان‬ ‫واملقاومة فيه‪ ،‬فاملعركة أيضاً متوقعة‪ ،‬ال أستطيع‬ ‫تحديد الوقت ولكن سيناريو الزمن القادم سيحلل‬ ‫بهذا الشكل‪ ،‬هذه وجهة نظري‪.‬‬ ‫الثاين عرش من متوز‪ ،12‬يوم العدوان‬ ‫اإلرسائييل عىل لبنان‪ ،‬وقبله بأيام كانت‬ ‫عملية أرس الجنديني اإلرسائيليني‪ ،‬ماذا عن هذا‬ ‫اليوم الذي كان مناسبة إلطالق رساح األرسى؟‬ ‫‪ 12‬متوز متكنت املقاومة فيه من الوفاء بعهدها‬ ‫لألرسى وتحريرهم‪ ،‬بعد أن فشلت كل الجهود‬ ‫إلطالق رساحهم‪ ،‬وهذا حق رشعي مرشوع‬ ‫وطبيعي حفاظاً عىل قيمة اإلنسان يف هذه‬ ‫املقاومة‪ .‬املقاومة عندما تقاتل وتقدم الشهداء‪،‬‬ ‫هي تحفظ كرامة اإلنسان بالدرجة األوىل‪ ،‬فاألجدر‬ ‫أن تسعى إىل تحرير األرسى من قيود االحتالل‬ ‫داخل السجون اإلرسائيلية‪ .‬وما فعلته املقاومة‬ ‫هو التأكيد عىل احرتام اإلنسان وجوهره‪.‬‬ ‫‪ 12‬متوز ‪ 2006‬هذا اليوم الذي بدأت فيه حريتي‬ ‫كسمري القنطار‪ ،‬وقد قمت فيه بزيارة املكان‬ ‫الذي متت فيه عملية األرس‪ ،‬ويف هذا اليوم أيضا‪،‬‬ ‫متكنت املقاومة من تجنب رضبة قاسية جداً‪ ،‬كان‬ ‫يخطط لها العدو لو مل تحصل عملية االرس‪.‬‬

‫هل تتوقع حرب إرسائيلية جديدة تستهدف‬ ‫لبنان أو إيران واملنطقة؟‬ ‫الحرب اإلرسائيلية عىل لبنان حتمية‪ ،‬واألسباب‬ ‫عديدة منها‪ :‬من وجهة نظري أن الرضبة القادمة‬

‫دروس من حرب متوز‬

‫رضبة إرسائيلية إليران‬

‫‪16‬‬

‫ما هي استخالصاتك‪ ،‬الدروس والعرب‬ ‫من حرب متوز ‪ 2006‬عىل املستوى اللبناين‬

‫والفلسطيني والعريب؟‬ ‫عىل املستوى اللبناين‪ ،‬حتى لو مل يكن هناك‬ ‫إجامع عىل املقاومة‪ ،‬فإن الواقع اللبناين أفرز طرفاً‬ ‫أو أطرافا تعادي املقاومة‪ ،‬ورمبا تصل إىل حد التآمر‬ ‫عليها أيضاً‪ ،‬وهي تستطيع أن تنترص يف ظل‬ ‫هذه املعطيات‪ ،‬أما عىل الصعيد الفلسطيني‪،‬‬ ‫فهذه تجربة استفاد منها األخوة الفلسطينون‪،‬‬ ‫لجهة أن العدو قابل للهزمية‪ ،‬واملطلوب فقط‬ ‫قيادة قوية واعية ثابتة‪ ،‬مؤمنة تستطيع أن تقود‬ ‫الشعب إىل النرص‪.‬‬ ‫أما عىل املستوى العريب‪ ،‬فهذه تجربة وضعت‬ ‫الشعوب العربية أمام مسؤوليتها‪ ،‬وال أعفي‬ ‫الشعوب العربية من مسؤوليتها‪ ،‬فال ميكن أن نضع‬ ‫األسباب عىل األنظمة‪ ،‬التي هي موجودة ومتآمرة‬ ‫وعميلة وقمعية‪ ،‬ولكن أن تبقى الشعوب خاضعة‪،‬‬ ‫فإن هذا األمر يتناقض مع الجوهر اإلنساين لإلنسان‬ ‫مع طبيعته‪ ،‬واكدت يل شخصياً أنه هناك الكثري‬ ‫من القيم التي فقدتها هذه الشعوب ويجب ان‬ ‫تستعيدها لتأخذ دورها يف التاريخ‪.‬‬ ‫كيف تصف تأثري حرب متوز عىل الكيان‬ ‫الصهيوين وعىل معنويات جنوده ومستوطنيه؟‬ ‫حرب متوز شكلت صاعقة كبرية عىل املجتمع‬ ‫الصهيوين‪ ،‬هذا املجتمع الذي كان للمرة األوىل‬ ‫منكشفاً بالكامل وغري قادر‪ ،‬إن هذا الجيش الذي‬ ‫يسمى الجيش األقوى يف املنطقة والقادر عىل‬ ‫حاميتها‪ ،‬بقي تحت رحمة صواريخ املقاومة مدة‬ ‫‪ 33‬يوماً‪ ،‬ومل تتوقف هذه الصواريخ يوماً واحداً‪،‬‬ ‫إال عندما قاموا بالتهدئة‪ ،‬وبوقف إطالق النار ملدة‬ ‫‪ 48‬ساعة التي التزمت به املقاومة إلنقاذ الجرحى‬ ‫واملرشدين الذين تهدمت بيوتهم إىل أماكن أكرث‬ ‫أماناً واستقراراً‪.‬‬ ‫ولكن عىل مدار الحرب وجد املستوطن‬ ‫الصهيوين نفسه غري محمي‪ ،‬رغم هذا الجيش‬ ‫ومع كل التكنولوجيا والقوة الهائلة التي‬ ‫ميتلكها‪.‬‬

‫هذا الجيش بني لخوض املعارك عىل أرض‬ ‫الخصم‪ ،‬وليس عىل أرض فلسطني‪ ،‬ونظرية الجيش‬ ‫الصهيوين بنقل املعركة إىل أرض العدو دامئاً‪،‬‬ ‫وعدم السامح لحضور املعركة هنا بالقرب منه‪ ،‬أو‬ ‫فوق األرض املتوسطة املحتلة‪ ،‬هذا الجيش كان عاجزاً‬ ‫عن ضبط املعركة عىل أرض العدو‪ ،‬الجيش غري‬ ‫قادر عىل تحقيق أهداف عالية جداً‪ ،‬ومل يستطع‬ ‫أن يحقق الحد األدىن من طموحاته‪ .‬وهذا شكل‬ ‫صاعقة كبرية لدى املجتمع‪ ،‬الجيش الذي يستثمر‬ ‫فيه سنوياً مليارات الدوالرات‪ ،‬ويتجند يف صفوفه‬ ‫كل صهيوين يبلغ من العمر ‪ 18‬عاماً وخدمتهم‬ ‫مدتها ‪ 3‬سنوات ثم ينضموا إىل فرق االحتياط‪،‬‬ ‫ووصلوا يف النهاية إىل نتيجة تقول‪ :‬أن قوة ردعهم‬ ‫قد قضمت بشكل جدي‪ ،‬ويفكرون باستعادتها‪.‬‬

‫ال مصالحات مع أعداء املقاومة‬ ‫لندخل يف الوضع اللبناين وخاصة يف الجبل‪ ،‬ما‬ ‫رأيك باملصالحات التي تتم يف الجبل؟‬ ‫املصالحات يف الجبل ممتازة‪ ،‬كل قوة يف الجبل هي‬ ‫هدف وموقع طبيعي يف صف املقاومة والعروبة‬ ‫واملامنعة‪ ،‬ويف تبني القضية الفلسطينية بالكامل‪،‬‬ ‫وبالتايل هذه عودة طبيعية للوضع الطبيعي‪ ،‬ويجب‬ ‫أن يتعمق ويتعزز يوماً بعد يوم‪.‬‬ ‫ومن جهتي شخصياً أحيي هذه الخطوات والجهد‬ ‫الكبري ألهلنا يف الجبل‪ ،‬اما بالنسبة لباقي األطراف‬ ‫التي وقفت موقفاً معادياً للمقاومة ال ميكن إجراء‬ ‫مصالحات معها‪ ،‬هذه األطراف ال تؤمن أص ًال وجذرياً‬ ‫وتاريخياً باملقاومة وخط املقاومة‪ ،‬هي تريد لبنان عىل‬ ‫شاكلتها‪ ،‬وبالتايل ليست هناك محاوالت إلجراء‬ ‫مصالحات‪ ،‬بل كل األطراف تقف عىل موقفها ولن‬ ‫ترتاجع عنه‪ ،‬واملهم أن هذا اإلنجاز يف الجبل يجب أن‬ ‫يتعمق ويتعزز ويبقى ثابتاً عىل مدار التاريخ‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫مل أتلق حتى اآلن دعوة لزيارة الرئيس سليامن‬ ‫الصهاينة يتعاطون مع املرشوع اإليراين‬ ‫كمرشوع حياة أو موت‬ ‫حرب متوز شكلت صاعقة كبرية‬ ‫عىل املجتمع الصهيوين‬ ‫املستوطن الصهيوين وجد نفسه‬ ‫يف حرب متوز‪ ،‬غري محمي‬ ‫‪17‬‬

‫تزاوج السيف والقلم‬ ‫في كتاب‬ ‫« سمير القنطار »‬ ‫‪ ‬بقلم أمني اإلعالم والثقافة‬ ‫هشام األعور‬ ‫“سمري القنطار عميد األرسى املحررين‬ ‫من سجون العدو اإلرسائييل” كتاب من‬ ‫توثيق وإعداد مازن يوسف صباغ و نرش‬ ‫وتوزيع تيار التوحيد‪ ،‬كتب مقدمته وئام‬ ‫وهاب رئيس تيار التوحيد‪ ‬عن إنسان‬ ‫ثائر ‪ ‬حر عاشق ألمته‪ ،‬والثورة والعشق‬ ‫مبادىء اعتنقها سمري القنطار وجسدها‬ ‫يف ثالوث الرشف والتضحية والوفاء ‪.‬‬ ‫ما أروعه كتاب وأنت تق ّلب يف‬ ‫صفحاته مقوالت ومواقف لرجال أحرار‬ ‫يف هذا العامل وضعوا قضايا األمة‬ ‫نصب أعينهم ‪ ،‬وخريطة درب فلسطني‬ ‫جلجلة‪.‬‬ ‫وبقلم ال يعرف اليأس بل الحرية التي‬ ‫عشقها حتى الثاملة‪ ،‬سكب مازن‬ ‫صباغ كلامته املنثورة عن القنطار ‪ ‬يف‬ ‫لغة طامحة ألمة قوية وأرض محررة‪،‬‬ ‫وكأن معامل دمشق قد أعارته عنفوانها‬ ‫وتدفقها وانسكبت يف قلمه لتعرب عن‬ ‫صفحاته ‪ ،‬بل صفحاتنا ‪،‬من أعايل دولة‬ ‫العروبة الرابضة يف وجه املتوسط ‪،‬‬ ‫فتضعنا أمام حقائق تكشف ضباب‬ ‫السنني ومتخر يف الصخر مضيئة‬ ‫الطريق ألجيال الحقة‪.‬‬ ‫سمري القنطار‪ ،‬حكاية أطلت عىل‬ ‫الزمن من التاريخ ‪ ،‬تحيك كل الذي يجب‬ ‫أن يحىك عن الحرية ‪ ‬والنضال‪ ،‬حكاية‬ ‫شاب من شموخ العناد ‪ ‬وعنفوان‬ ‫التحدي‪ ،‬حمل مثار الرجولة العاقلة‬ ‫وأول كلامته “ لبيك فلسطني “ من‬ ‫خالل عزمية تحدت املجهول لتصل إىل‬ ‫اليقني‪ ،‬فعانق الحرية التي لبست أرض‬ ‫األمة وشمخت وتعالت مرتبعة يف‬ ‫وسط نقاء الثلج عىل وقع أناشيد‬ ‫الصمود التي أضاءت شمس التوحيد‪،‬‬ ‫متمسكة بخيار املقاومة يف سبيل‬ ‫األمة املامنعة‪.‬‬ ‫وحدها حياة املقاومني واملناضلني‬ ‫األحرار كتاب‪ ،‬ولن يقوى من بدأ مطالعة‬ ‫ألف أبجديته‪ ،‬عىل االنتهاء إىل يائه‪.‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب لبناين‬

‫في ظل العقد المطروحة هل يدخل لبنان في الفراغ الحكومي؟‬

‫السعودية تر ّتب للحريري العالقة مع سوريا‬ ‫وجنبالط نصحه بزيارتها‬ ‫هل يقع لبنان يف الفراغ الحكومي‪ ،‬كام‬ ‫حصل يف الفراغ الرئايس‪ ،‬وينتظر أشهراً حتى‬ ‫تشكل حكومة ما بعد االنتخابات النيابية؟‬ ‫هذا السؤال ُيطرح من أكرث من جهة‬ ‫سياسية وحزبية لبنانية مع التأخر يف صدور‬ ‫تم‬ ‫مراسيم الحكومة بالرغم من أن الفرتة التي ّ‬ ‫تكليف النائب سعد الحريري تأليفها ما زالت‬ ‫طبيعية‪ ،‬إذ أن تشكيل الحكومات يف لبنان‪،‬‬ ‫كان ميتد ألسابيع‪ ،‬بسبب الرشوط والرشوط‬ ‫املضادّة من قبل الكتل النيابية واألحزاب‪،‬‬ ‫والحصص التي تطلبها‪ ،‬والحقائب التي تريد‬ ‫الحصول عليها‪.‬‬ ‫اآلن يف تشكيل الحكومة الحالية تربز عقدة‬ ‫الضامنات برتجمتها يف الثلث الذي تطالب‬ ‫به املعارضة‪ ،‬كام حصل يف حكومة اتفاق‬ ‫الدوحة‪ ،‬إذ نالت ‪ 11‬مقعداً من أصل ‪ ،30‬وأعطي‬ ‫رئيس الجمهورية ثالث مقاعد‪.‬‬ ‫فاملعارضة ما زالت عند مطلبها بالثلث‬ ‫الضامن‪ ،‬أو متثيلها وفق حجمها النيايب عىل‬ ‫أساس النسبية‪ ،‬فتحصل عىل ‪ 14‬مقعداً وليس‬ ‫عىل ‪ ،11‬مقابل ‪ 16‬للمواالة‪ ،‬دون احتساب حصة‬ ‫رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‪ ،‬الذي‬ ‫ليس لديه كتلة نيابية تؤ ّيده‪ ،‬وقد حاول بعض‬ ‫األطراف وشخصيات سياسية‪ ،‬محاولة تكوين‬ ‫كتلة للرئيس أثناء االنتخابات النيابية تس ّمى‬ ‫“الكتلة الوسطية”‪ ،‬أو “كتلة املستقلني”‪ ،‬وقد‬ ‫بادر إىل طرح هذه الفكرة النائب ميشال امل ّر‪،‬‬ ‫لكنه فاز لوحده‪ ،‬ومل يفز معه َمن كان يعلن‬ ‫ّ‬ ‫مرشح إىل جانب رئاسة الجمهورية‪ ،‬مثل‬ ‫أنه‬ ‫منصور غانم البون‪ ،‬وناظم الخوري‪ ،‬وهكذا باتت‬ ‫املقاعد التي سيحصل عليها رئيس الجمهورية‬ ‫ستكون عىل حساب الكتل النيابية بتصغري‬ ‫حجمها الوزاري‪ ،‬حيث ُتطرح صيغ عدة موزعة‬ ‫عىل الشكل اآليت‪ 15 :‬للمواالة‪ ،‬و ‪ 10‬للمعارضة‪،‬‬ ‫و‪ 5‬لرئيس الجمهورية‪ ،‬كام يتم التداول بصيغة‬ ‫أخرى تضم‪ 16 :‬للمواالة‪ ،‬و ‪ 10‬للمعارضة و ‪4‬‬ ‫لرئيس الجمهورية‪ ،‬وجرى تسويق اقرتاح يقوم‬ ‫عىل ‪ 13‬للمواالة و ‪ 10‬للمعارضة‪ ،‬و ‪ 7‬لرئيس‬ ‫الجمهورية‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الرئيس سليامن مستقبال الحريري‬

‫هذه الصيغ الوزارية‪ ،‬ما زالت يف إطار‬ ‫الترسيبات‪ ،‬وهي تشبه تلك املرحلة التي‬ ‫سبقت اتفاق الدوحة‪ ،‬عندما وقعت األزمة‬ ‫الوزارية باستقالة وزراء “حركة أمل” و “حزب‬ ‫الرصاف‬ ‫الله” الخمسة‪ ،‬ومعهم الوزير يعقوب‬ ‫ّ‬ ‫الذي كان محسوباً عىل الرئيس اميل لحود‪،‬‬ ‫من حكومة فؤاد السنيورة األوىل‪ ،‬مام أوقع‬ ‫البالد بأزمة دستورية لجهة فقدان الحكومة‬ ‫رشعيتها‪ ،‬ألن طائفة أساسية ووازنة خرجت‬ ‫منها‪ ،‬أضافت إىل األزمة السياسية التي‬ ‫رافقتها توترات أمنية‪ ،‬وحرض موفدون عرب‬ ‫وأجانب‪ ،‬وأبرزهم األمني العام لجامعة الدول‬ ‫العربية عمرو موىس‪ ،‬الذي حمل مبادرة عربية‪،‬‬ ‫يف ظل اعتصام ن ّفذته املعارضة يف ساحة‬ ‫رياض الصلح تطالب باملشاركة يف حكومة‬ ‫وحدة وطنية‪ ،‬يتمثل فيها املسيحيون متثي ًال‬ ‫تم إبعاد “التيار الوطني الحر”‪،‬‬ ‫صحيحاً‪ ،‬بعدما ّ‬ ‫الذي مثل يف انتخابات ‪ 2005‬األكرثية الشعبية‬ ‫لدى املسيحيني‪.‬‬ ‫تقدّم موىس بعدّة اقرتاحات ّ‬ ‫لحل األزمة‪ ،‬وكان‬ ‫ينطلق من فكرة “الوزير امللك”‪ ،‬الغري محسوب‬ ‫عىل أي طرف من الطرفني‪ ،‬لصيغة حكومية‬

‫‪18‬‬

‫من‪ 19 :‬للمواالة‪ ،‬و ‪ 10‬للمعارضة‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫الصيغة رفضتها املعارضة‪ ،‬ألنها ال تثق بأن ال‬ ‫ينحاز هذا الوزير إىل قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬كام حصل‬ ‫مع وزراء كانوا مع الرئيس لحود‪ ،‬وانقلبوا عليه‬ ‫لصبحوا مع األكرثية الحكومية‪ ،‬وأخ ّلوا بالتوازن‬ ‫داخل مجلس الوزراء‪ ،‬وتسببوا أيضاً باألزمة‪.‬‬ ‫وما ُيطرح اليوم هو إعطاء الرئيس سليامن‬ ‫وزارء يشكلون هم الضامنة داخل مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬بحيث يتأرجح عدد هؤالء‪ ،‬إذ هناك َمن‬ ‫ُيطالب بأن تكون الحصة بحدود سبعة وزراء‪،‬‬ ‫لتعزيز صالحيات رئيس الجمهورية‪ ،‬الذي أعلن‬ ‫أن مرحلة ما بعد االنتخابات النيابية ستكون‬ ‫مختلفة عن املرحلة السابقة‪ ،‬وأن عهده‬ ‫الفعيل سيبدأ‪ ،‬مع حكومة تواكبه يف ورشة‬ ‫اإلصالح‪ ،‬ألنه يريد لرئاسته أن ترتك بصامت‬ ‫وإنجازات‪ ،‬فهو ال يقبل أن ُيدير أزمة‪ ،‬أو يتف ّرج‬ ‫ويكون شاهداً يف مجلس الوزراء‪ ،‬عىل رصاع بني‬ ‫طرفني سياسيني‪ ،‬فالرصاع عىل الحصص داخل‬ ‫الحكومة‪ ،‬وهي من طبيعة تشكيل الحكومات‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ولكن يبدو أن والدة الحكومة بحاجة‬ ‫إىل دعم خارجي‪ ،‬وإىل توافق عريب وضامنات‬ ‫إقليمية ودولية‪ ،‬ألنه دخل عىل خط التشكيل‬

‫جهات عربية وإقليمية ودولية‪ ،‬وكان بارزاً‬ ‫التواصل السوري – السعودي‪ ،‬واللقاءات التي‬ ‫عُ قدت بني الرئيس بشار األسد وموفد امللك‬ ‫السعودي نجله األمري عبد الله‪ ،‬يرافقه وزير‬ ‫اإلعالم والسفري السابق يف لبنان عبد العزيز‬ ‫خوجة‪ ،‬وقد كان الوضع اللبناين حارضاً يف‬ ‫محادثات الطرفني‪ ،‬ال سيام تشكيل الحكومة‬ ‫التي تسعى السعودية إىل تسهيلها أمام‬ ‫الرئيس املكلف‪ ،‬وتعمل لرتطيب العالقات بينه‬ ‫وبني القيادة السورية‪ ،‬التي توترت نتيجة اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬ومل تثبت التحقيقات‬ ‫الدولية‪ ،‬ضلوع سوريا فيها‪ ،‬أو ما كان ُيس ّمى‬ ‫“النظام األمني اللبناين – السوري املشرتك”‪ ،‬ال‬ ‫سيام بعد خروج الضباط اللبنانيني األربعة من‬ ‫السجن بعد احتجازهم سياسياً ملدة تزيد عىل‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬دون أن تقدّم أدلة تدينهم‪.‬‬ ‫وتركزت االتصاالت السورية – السعودية‬ ‫عىل ايجاد املخرج الالئق‪ ،‬لزيارة يقوم بها سعد‬ ‫الحريري إىل دمشق‪ ،‬وكيف ميكنه تسويقها‬ ‫أمام حلفائه يف ‪ 14‬آذار وجمهوره الذي جرت‬ ‫تعبئته عىل أن سوريا رشيكة بجرمية اغتيال‬ ‫الحريري‪ ،‬والتحريض عىل نظامها‪ ،‬وقد درست‬ ‫أرص مسيح ّيو‬ ‫صيغ عدة لهذه الزيارة‪ ،‬التي‬ ‫ّ‬ ‫السلطة أن تكون بعد تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫ووفق برنامج محدد‪ ،‬يف وقت كان النائب وليد‬ ‫جنبالط يشجع عىل حصولها ولو من بعض‬ ‫التنازالت املتبادلة‪ ،‬حيث نصح الحريري أن يضع‬ ‫وردة عىل رضيح والده‪ ،‬ويذهب إىل دمشق‪ ،‬كام‬ ‫فعل هو بعد اغتيال والده كامل جنبالط يف آذار‬ ‫‪ ،1977‬ويرتك أمر التحقيق للمحكمة الدولية‪،‬‬ ‫ألن لبنان محكوم بالعالقة االسرتاتيجية مع‬ ‫سوريا من كل نواحيها االقتصادية واالجتامعية‬ ‫والعسكرية واألمنية‪.‬‬ ‫وقد أثرت عودة العالقات السورية – السعودية‬ ‫إيجاباً عىل لبنان‪ ،‬األمر الذي سيكون له بصامت‬ ‫عىل تشكيل الحكومة وتحقيق االستقرار‪،‬‬ ‫فاملصالحة التي ّمتت يف الكويت بني امللك‬ ‫عبد الله والرئيس األسد‪ ،‬كان لها وقع ج ّيد‬ ‫يف لبنان‪ ،‬إذ تراجعت حدّة املواقف من بعض‬ ‫ال سيام “تيار املستقبل”‬ ‫حلفاء السعودية‬ ‫ضد النظام يف سوريا‪ ،‬وهذا أمر يساهم يف‬ ‫تنقية األجواء‪ ،‬إذ كانت القيادة السورية تتذ ّمر‬ ‫من احتضان آل الحريري ملعارضني سوريني يف‬ ‫لبنان والخارج وتقديم العون لهم‪ ،‬وفتح املنابر‬ ‫لهم عرب وسائلهم اإلعالمية ووسائل أخرى‪،‬‬ ‫وهذا املوضوع كان من أحد أسباب التوتر‬ ‫يف العالقة مع أطراف لبنانية وسورية التي‬ ‫ترفض استدراجها للتدخل يف لبنان لجهة‬ ‫إقناع حلفاء لها للتنازل عن رشوطها‪ ،‬بعدم‬ ‫املطالبة بالثلث الضامن داخل الحكومة‪ ،‬وأن‬

‫الرئيس األسد أثناء استقباله موفد امللك عبد الله‬

‫تتعهّد سوريا بتقديم ضامنات لحلول حول عدد‬ ‫من املسائل العالقة مع لبنان‪ ،‬مثل ترسيم‬ ‫الحدود‪ ،‬والتسليم بلبنانية مزارع شبعا‪ ،‬ونزع‬ ‫السالح الفلسطيني خارج املخيامت بالضغط‬ ‫عىل فصائل فلسطينية متحالفة معها‬ ‫كـ”الجبهة الشعبية – القيادة العامة” التي‬ ‫تقيم قواعد لها يف “قوسايا” و “الناعمة”‪ ،‬أو‬ ‫“فتح – االنتفاضة” يف حلوى عىل الحدود مع‬ ‫سوريا‪ ،‬وإقفال ملف املعتقلني يف السجون‬ ‫السورية‪ ،‬ومعرفة مصري املفقودين اللبنانيني‬ ‫إ ّبان الحرب األهلية‪.‬‬ ‫رحت يف اللقاءات‬ ‫هذه العناوين التي ُط َ‬ ‫السورية – السعودية‪ ،‬أكدت سوريا بأنها‬ ‫ّ‬ ‫تنحل عندما تقوم حكومة وفاق وطني‪،‬‬ ‫مسائل‬ ‫وتتمثل فيها القوى السياسية الفاعلة‪ ،‬عندها‬ ‫يبدأ البحث فيها‪ ،‬ضمن ثقة متبادلة‪ ،‬حيث‬ ‫كل موضوع مرتبط بقضية ما‪ ،‬مثل ترسيم‬ ‫الحدود عند مزارع شبعا له عالقة باالحتالل‬ ‫اإلرسائييل لها‪ ،‬والسالح الفلسطيني خارج‬ ‫املخيامت مرتبط بالتأكيد بحق العودة‪ ،‬ورفض‬ ‫الفلسطينيني‬ ‫أوضاع‬ ‫وتحسني‬ ‫التوطني‪،‬‬ ‫املعيشية والحياتية والخدماتية داخل املخيامت‪،‬‬ ‫وهذه مسألة لبنانية – فلسطينية ال عالقة‬ ‫لسوريا بها‪ ،‬أما املفقودين فهناك لجنة قضائية‬ ‫مشرتكة تتابعها‪ ،‬ألن لسوريا أيضاً مفقودين‬ ‫من أبنائها يف لبنان‪ ،‬ويجب معرفة مصريهم‪.‬‬ ‫هذه االتصاالت السورية – السعودية عىل‬ ‫ما يبدو‪ ،‬تحاول كال من مرص والواليات املتحدة‬ ‫وارسائيل تفشيلها‪ ،‬إذ تطالب هذه الدول‪،‬‬ ‫بإخراج “حزب الله” من املعادلة الداخلية‪ ،‬ومنع‬ ‫متثيله يف الحكومة‪ ،‬حيث تعتربه مرص امتداد‬ ‫إيراين‪ ،‬ويشكل تهديداً لألنظمة العربية‬ ‫املعتدلة‪ ،‬ومنها نظامها‪ ،‬فيام تعتربه أمريكا‬ ‫متهم بـ “االرهاب” ومن هنا تطالب بعدم‬

‫‪19‬‬

‫مشاركته يف الحكومة‪ ،‬وهذا ما أعلنه ايضاً‬ ‫رئيس الحكومة اإلرسائيلية بنيامني نتنياهو‪،‬‬ ‫ووزير الدفاع ايهود باراك‪ ،‬من أن مشاركة “حزب‬ ‫الله” وحتى املعارضة مجتمعة يف الحكومة‪،‬‬ ‫يعني أن لبنان كله مهدد من قبل الجيش‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬ألن الدولة اعرتفت بالحزب وأعطت‬ ‫رشعية لسالحه‪.‬‬ ‫هذه التدخالت الخارجية‪ ،‬تؤخر تشكيل‬ ‫الحكومة‪،‬ألن سالح املقاومة سيبقى هو‬ ‫األساس‪ ،‬ألن هناك َمن يطالب بعدم إعطائه‬ ‫ضامنات‪ ،‬كام أعلن رئيس حزب الكتائب‬ ‫أمني الجم ّيل‪ ،‬ومثله أيضاً “القوات اللبنانية”‬ ‫ومسيح ّيو ‪14‬آذار‪ ،‬وهؤالء يستجيبون للمطلب‬ ‫األمرييك – اإلرسائييل‪ ،‬بنزع سالح املقاومة‪،‬‬ ‫لكن الحريري مل يستجب لهم واعترب‬ ‫الترصيحات اإلرسائيلية اعتداء عىل لبنان‪ ،‬وهو‬ ‫موقف إيجايب‪ ،‬يطمنئ املقاومة بعد إعالنه بأن‬ ‫سالحها خارج التداول‪ ،‬ومرتوك لطاولة الحوار‬ ‫والبحث يف االسرتاتيجية الدفاعية‪.‬‬ ‫فالحريري االبن يريد أن يدخل إىل رئاسة‬ ‫الحكومة‪ ،‬وقد نزعت األلغام من أمامه‪ ،‬بدءاً‬ ‫من عالقته مع سوريا التي ترتبها السعوية‪،‬‬ ‫إىل تقديم ضامنات لـ”حزب الله”‪ ،‬إىل محاولة‬ ‫إرشاك املعارضة يف الحكومة دون تعطيل‬ ‫لها‪ ،‬من خالل زرع الثقة معها‪ ،‬ويكون رئيس‬ ‫كم‪.‬‬ ‫الجمهورية هو َ‬ ‫الح ْ‬ ‫إن املهلة الطبيعية لتشكيل الحكومة هي‬ ‫الشهر‪ ،‬أما إذا تعدّته دون ّ‬ ‫حل للعقد‪ ،‬فمعنى‬ ‫ذلك أن لبنان دخل يف أزمة حكم قد متتد‬ ‫طيلة الصيف‪ ،‬ويف فراغ حكومي متأله حكومة‬ ‫ترصيف اعامل‪ ،‬وهذا ما يستدعي رمبا اتفاق‬ ‫عريب جديد إلنجاز التشكيلة الحكومية‪.‬‬

‫انطوان خريالله‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫مقابلة‬

‫انتخابات زحلة لو جاءت لمصلحة الكتلة الشعبية لكان مجلس النواب مناصفة ‪64-64‬‬

‫السفير فؤاد الترك لـ «منبر التوحيد»‪ :‬النظام السياسي في‬ ‫لبنان غير قابل للحياة ألنه مبني على الطائفية والمذهبية‬ ‫دبلومايس معتق ومخرضم بعيداً عن‬ ‫األضواء والظهور والكالم حتى إعالنه عن‬ ‫ترشحه النتخابات ‪ 2009‬عن دائرة زحلة تحت‬ ‫الئحة زحلة يف القلب‪ ،‬لكنه عاش وما زال‪،‬‬ ‫منذ كان سفرياً يف العديد من العواصم‬ ‫العربية واآلسيوية والغربية مروراً بتوليه‬ ‫األمانة العامة لوزارة الخارجية وصوالً اىل‬ ‫موقعه الحايل رئيساً ملنتدى سفراء لبنان‪،‬‬ ‫يف قلب العاصفة اللبنانية الهوجاء‪ ،‬وجوداً‬ ‫وكياناً وسيادة وحرية واستقالالً‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي يعيش فيه معظم اللبنانيني أسوأ‬ ‫أيام حياتهم‪ ،‬خوفاً عىل الحياة واملصري‬ ‫‏والكيان وال يحسبون سوى الحسابات‬ ‫السوداء للمستقبل اآليت عىل هودج‬ ‫عالمات اإلستفهام الكبرية ‏التي ال جواب‬ ‫مطمئناً عليها‪،‬‏ ويف الوقت الذي يخوض‬ ‫فيه السياسيون حرباً طائفية ومذهبية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كل يف اتجاه ‏اسرتاتيجيته‬ ‫ويتنازعون البلد‪،‬‬ ‫وأهدافه‪ ،‬إنه السفري املتقاعد عن الوظيفة‪،‬‬ ‫الدؤوب يف التفتيش عن خالص الوطن‬ ‫الذي أحبه حتى العبادة‪ ،‬الحامل بأن تك ّرس‬ ‫األمم املتحدة لبنان مركزاً دامئاً لحوار األديان‬ ‫ً‬ ‫أرضا يقصدها‬ ‫والثقافات‪ ،‬وجعل أم الرشائع‬ ‫رجال الدين واملثقفون وسعاة السالم‪ .‬اليوم‬ ‫وبعد عقو ٍد طويلة مل يتبدّل حلم األمس‪،‬‬ ‫فعاد ليخوض غامر رئاسة منتدى سفراﺀ‬ ‫لبنان وليعزز مكانته الدبلوماسية يف التاريخ‬ ‫اللبناين املعارص‪.‬‬ ‫“إذا اصطدمت الدبلوماسية بالحقيقة‬ ‫ضح بالدبلوماسية من أجل الحقيقة”‬ ‫فل ُي ّ‬ ‫يقولها بثق ٍة وهو الذي اعتزم اليوم الرتشح عن‬ ‫دائرة زحلة عىل الئحة الوزير الياس سكاف‪،‬‬ ‫ليؤ ّكد انتامءه اىل تحالف سيايس يشكل‬ ‫فصيلة أساسية من فصائل املعارضة‪ ...‬إنه‬ ‫السفري فؤاد الرتك‪ ،‬األمني العام السابق‬ ‫لوزارة الخارجية ورئيس منتدى سفراء لبنان‪.‬‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬العالقات بني لبنان‬ ‫وكل من سورية وايران‪ ،‬االنتشار اللبناين‪،‬‬ ‫كانت محور الحديث الذي أجرته «منرب‬ ‫التوحيد» مع السفري الرتك‪ ،‬وجاءت وقائعه‬ ‫عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫السياسة فن املستحيل وليست‬ ‫فقط فن املمكن‬ ‫خالفاً‬ ‫بأن‬ ‫السائد‬ ‫التقليدي‬ ‫للتحديد‬ ‫«السياسة هي فن املمكن» قلتم ان السياسة‬ ‫هي «فن املستحيل»‪ .‬ما هو املقصود بكالمكم؟‬ ‫ليك تكون السياسة فن املستحيل يجب أن‬ ‫يتحىل صاحبها مبزايا خاصة أهمها‪« :‬املعرفة‬ ‫واألخالق والشجاعة‪ ،‬يضاف إليها أن ال يطلب‬ ‫شيئاً لنفسه بل لوطنه وشعبه‪ ،‬وثالثاً أن يكون‬ ‫مستعداً للتخيل عن موقعه إذا تعارضت األمور‬ ‫مع ضمريه وقناعاته‪ .‬هذه املزايا ال ميلكها إ ّال الرجال‬ ‫االستثنائيون الذين يغيرّ ون وجه التاريخ ويح ّولون‬ ‫املستحيل إىل املمكن‪.‬‬

‫الحل يف الدولة املدنية ويف إعطاء‬ ‫لبنان دوراً يع ّوض عن املساحة والعدد‬ ‫فرقتم يف احدى شعاراتكم بني رجل السياسة‬ ‫يترصف‬ ‫ورجل الدولة بقولكم‪ ،‬إن رجل السياسة‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ملك له‪ ،‬ورجل الدولة يعترب نفسه‬ ‫وكأن الدولة‬ ‫ملك األمة‪ ،‬رجل السياسة يعمل لالنتخابات‬ ‫املقبلة ورجل الدولة يعمل لألجيال املقبلة‪ .‬هل‬ ‫لكم أن ترشحوا لنا هذا الشعار وهل مثة من‬ ‫يستحق لقب رجل الدولة عندنا؟‬ ‫إن املقصود بهذا الكالم الرجال الرؤيوون الذين‬

‫‪20‬‬

‫يرون اآلفاق واألبعاد واألمداء واألعامق وال يكتفون‬ ‫بالشؤون اآلنية واليومية ويخططون للمستقبل‬ ‫القريب واملتوسط والبعيد‪ ،‬فلو نظرنا مث ًال إىل املدن‬ ‫يف الدول الراقية واملتقدمة نجد أن بناها التحتية‬ ‫يف تخطيط الشوارع‪ ،‬ويف متديدات املاء والكهرباء‬ ‫ومياه الرصف الصحي‪ ،‬وضعت بالشكل الذي يخدم‬ ‫عرشات السنني‪ ،‬بينام إذا نظرنا إىل لبنان يف غياب‬ ‫التنسيق بني وزارة األشغال العامة‪ ،‬ووزارة الطاقة‬ ‫واملياه‪ ،‬والبلديات‪ ،‬ومؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬وسواها‬ ‫نالحظ أن حفريات تجري اليوم وعائدة لدائرة معينة‪،‬‬ ‫وتجري غداً وبعد غد والغد الذي يليه دون تنسيق‬ ‫بني اإلدارات املعنية حفريات لدائرة أخرى‪ .‬هذا مثل‬ ‫بسيط قبل أن ندخل يف ما هو أهم‪.‬‬ ‫أما من يستحق لقب رجل دولة من الذين أصبحوا‬ ‫يف دنيا الحق فاذكر أربعة‪ :‬فؤاد شهاب‪ ،‬موريس‬ ‫الجم ّيل‪ ،‬إبراهيم عبد العال‪ ،‬شارل مالك‪ ،‬وأما ممن‬ ‫هم اليوم فالعلم عندكم‪.‬‬ ‫ما هي برأيكم أسباب فشل املعارضة يف هذا‬ ‫االستحقاق‪ ،‬بعيداً عن األسباب التي ذكرت والتي‬ ‫تتعلق بخطاب السيد حسن نرصالله‪ ،‬والسابع‬ ‫من أيار وغريه من األمور؟ ومباذا تصفون فوز املواالة؟‬ ‫وهل تعتقدون أن موازين القوى تبدّلت عام كانت‬ ‫عليه يف االنتخابات املاضية؟‬ ‫الواقع أن الذي أدى إىل النتيجة املعروفة هو‬ ‫انتخابات زحلة التي لو جاءت ملصلحة الكتلة‬ ‫الشعبية لكان مجلس النواب مناصفة ‪64-64‬‬ ‫بينام الواقع الحايل هو ‪ 7 + 64‬للمواالة مع نواب‬ ‫زحلة السبعة فيصبح ‪ 71‬مقابل ‪ 64‬اال ‪ 7‬فأصبح‬ ‫‪ 57‬للمعارضة والسبب بالنسبة إىل دائرة زحلة هو‬ ‫إضافة إىل ما ذكرتم نقل آالف النفوس إليها وهو أمر‬ ‫بات معلوماً من الجميع‪.‬‬ ‫أطلقت كتلة «زحلة بالقلب» شعاراً أن قرار‬ ‫زحلة ينبع من زحلة فهل هذا هو واقع ما بعد‬ ‫االنتخابات؟‬ ‫أعتقد أنه يف شؤون دائرة زحلة اإلمنائية قد‬ ‫يبقى أعضاء الكتلة عىل توحدهم بينام يف األمور‬ ‫السياسية فهم موزعون بني القوات اللبنانية وتيار‬ ‫املستقبل وحزب الكتائب‪.‬‬ ‫ما هو تقوميكم للنظام السيايس يف لبنان؟‬ ‫نحن من الذين يعتقدون أن هذا النظام السيايس‬ ‫غري قابل للحياة ألنه نظام مبني عىل الطائفية‬ ‫واملذهبية‪ ،‬وكوين رجل يؤمن بالدولة املدنية ويفصل‬ ‫الدين عن السياسة‪ ،‬ما أطمح اليه هو الوصول إىل‬ ‫قانون أحزاب جديد غري طائفي وإىل قانون انتخايب‬ ‫جديد عىل أساس األحزاب‪.‬‬ ‫هل أثبتت االنتخابات عىل وجود قواسم‬

‫مشرتكة لدى غالبية اللبنانيني‪ ،‬أم عىل العكس‬ ‫عمقت هوة الطائفية واملذهبية؟‬ ‫قبل وأثناء االنتخابات ظهرت التناقضات بالنسبة‬ ‫ملوضوع سالح املقاومة وملوضوع العالقات مع سوريا‬ ‫وفور انتهاء االنتخابات زالت التناقضات‪ ،‬ولكن يبقى‬ ‫أن مثة أموراً جوهرية ما زالت مسترتة وأصحابها‬ ‫يبطنون غري ما يعلنون‪ ،‬مام له عالقة بالكانتونات‬ ‫أو الفدراليات أو بوطن مسيحي أو وطن مسلم‪،‬‬ ‫وآخرون إىل لبنان عريب الهوية واالنتامء إلخ فكيف‬ ‫ميكن أن نبني وطناً اذا مل نكن متفقني عىل جوهره‪،‬‬ ‫وإن ورود عبارة «لبنان وطن نهايئ لجميع أبنائه» يف‬ ‫الدستور دليل شك أكرث مام هو دليل يقني‪.‬‬

‫اسرتجاع األرض بالدبلوماسية‬ ‫واملقاومة‬ ‫ذكرتم يف إحدى عناوين برنامجكم االنتخايب‬ ‫عن «استكامل تحرير األرض اللبنانية من العدو‬ ‫اإلرسائييل بكل الوسائل املرشوعة»؟ ماذا عنيتم‬ ‫بتلك العبارة‪ ،‬وهل يقصد بها إمكانية وقوع حرب‬ ‫جديدة عىل لبنان أو املنطقة؟‬ ‫إن املقاومة لتحرير األرض واستعادة السيادة حق‬ ‫مرشوع أقرته املواثيق واألعراف الدولية‪ .‬فاألرض‬ ‫تستعاد إما بالدبلوماسية أو باملقاومة ولبنان حارض‬ ‫لألمرين معاً‪.‬‬ ‫كنتم لسنوات طويلة يف موقع املسؤولية‪،‬‬ ‫واإلقليمية‬ ‫املحلية‬ ‫الرصاعات‬ ‫وعايشتم‬ ‫والدولية‪ ،‬ما هي الحلول إلنقاذ لبنان من براثني‬ ‫تلك الرصاعات؟ وبرأيكم هل لبنان بحاجة إىل‬ ‫انتفاضة ما‪ ،‬وعىل أية صعد؟‬ ‫عندما كنت أميناً عاماً لوزارة الخارجية واملغرتبني‬ ‫كنا نرك ّز عىل األمور التالية‪ :‬إن القرار ‪ 425‬يتكلم‬ ‫عن انسحاب فوري وغري مرشوط إلرسائيل من‬ ‫األرايض اللبنانية وبالتايل يجب تطبيقه مبعزل عن‬ ‫حل مشكلة الرشق األوسط‪ .‬كذلك القرار ‪ 242‬كان‬ ‫يتكلم عن تفاوض بني أفرقاء النزاع حول حدود آمنة‬ ‫ومعرتف بها بني إرسائيل والدول العربية املجاورة لها‪.‬‬ ‫واملقصود إن تنفيذ القرار ‪ 425‬غري مرتبط بتنفيذ‬ ‫القرار ‪ 242‬من هنا إرصارنا عىل وجوب انسحاب‬ ‫إرسائيل من األرايض اللبنانية التي ما زالت تحتلها‬ ‫دون انتظار حل مشكلة الرشق األوسط‪.‬‬ ‫ما هي الحلول إلنقاذ لبنان من براثن الرصاعات‬ ‫االقليمية والدولية؟‬ ‫هناك ّ‬ ‫حل وحيد أن يتفق اللبنانيون يف ما بينهم‬ ‫عىل السياسة الخارجية‪ ،‬فإذا بقي كل فريق منهم‬ ‫يغنّي عىل لياله رشقية أم غربية فليلنا طويل‪.‬‬ ‫يف إحدى أقوالكم ميزتم بني الذيك والعبقري‬ ‫بقولكم إن الذيك يوصل نفسه إىل غايتها الدنيا‪،‬‬ ‫والعبقري يوصل وطنه إىل غاياته العليا‪ ،‬هل بني‬ ‫النواب الفائزين وبني أسامء الوزراء املطروحة من‬ ‫يتمتع بصفات العبقرية؟‬

‫أعتذر عن الجواب‬ ‫هناك‬

‫نشاط‬

‫دبلومايس‬

‫عريب‬

‫ودويل‬

‫باتجاه‬

‫الرتك سفرياً للبنان يف االمم املتحدة يلقي كلمته‬

‫لبنان مل يشهد له مثيل من قبل‪ ،‬فكيف تصف‬ ‫هذا النشاط؟‬ ‫لو كانت سياسة لبنان الخارجية واحدة ملا كنا‬ ‫نشهد هذا النشاط ‪.‬‬ ‫هل تعتربون اليوم أن الدور الدبلومايس اللبناين‬ ‫ما زال مهمشاً؟‬ ‫الدبلوماسية اللبنانية تكون ناشطة وفاعلة إذا‬ ‫اتفقت القيادات اللبنانية عىل الخطوط الجوهرية‬ ‫لهذه الدبلوماسية‪ .‬وهذا واقع ال أعتقد أنه يحتاج‬ ‫إىل رشح‪.‬‬ ‫هل من حل دائم وثابت إلنقاذ لبنان‪ ،‬وكيف؟‬ ‫أعتقد أن الحل الدائم والثابت والطريق إىل إنقاذ‬ ‫لبنان هو تحصينه من الداخل بتوحيد الرؤية وتحصينه‬ ‫من الخارج من قبل األمم املتحدة وذلك بإعطائه دوراً‬ ‫يع ّوض عن جغرافيته ودميغرافيته‪ ،‬وهذا الدور بنظري‬ ‫يقوم عىل السعي لدى املنظمة الدولية العتامد‬ ‫لبنان مقراً عاملياً لحوار األديان والثقافات واألثنيات‪.‬‬

‫ال حياد ازاء ارسائيل واالجامع‬ ‫العريب‬ ‫وماذا عن الحياد؟‬ ‫ال ميكن للبنان ان يكون حيادياً إزاء ثالثة‪:‬‬ ‫إزاء إرسائيل‪ ،‬إزاء اإلجامع العريب‪ ،‬إزاء الحق‬ ‫والباطل‪.‬‬ ‫قمتم وما زلتم تقومون بلعب دور محوري بني‬ ‫لبنان املنترش ولبنان املقيم‪ ،‬انطالقاً من خربتك‬ ‫الواسعة يف مجال اإلغرتاب‪ ،‬كيف ميكن للبنان‬ ‫اإلفادة من طاقات اإلنتشار؟‬ ‫معلوم إن لإلنتشار اللبناين طاقات وقدرات هائلة‬ ‫ال بد من توظيفها يف مختلف املجاالت السياسية‬ ‫واالقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية وذلك‬ ‫ألهداف ثالثة‪:‬‬ ‫‪-‬توطيد العرى بني املنترشين أنفسهم‪ ،‬تعزيز‬

‫‪21‬‬

‫التواصل بينهم وبني لبنان‪ ،‬اعتامدهم كجرس‬ ‫صداقة وتعاون وتفاعل بني الدول التي تحتضنهم‬ ‫وبني لبنان‪ .‬أما كيفية توظيف هذا الرأسامل الكبري‬ ‫فقد انطوى عليها التقرير الذي وضعته اللجنة‬ ‫الوزارية التي تشكلت يف حينه برئاسة نائب رئيس‬ ‫الحكومة عصام فارس ووافق مجلس الوزراء عىل‬ ‫تقريرها حرفياً وباإلجامع‪.‬‬ ‫وميكن اعتبار هذا التقرير خريطة طريق عملية‬ ‫وواضحة لكل الوزارات املعنية بالشأن االغرتايب‪.‬‬ ‫اين أصبحت الجامعة اللبنانية الثقافية يف‬ ‫العامل بعد انقسامها عىل نفسها؟‬ ‫إن التقرير املشار إليه قدم اإلقرتاحات والتوصيات‬ ‫الالزمة بهذا الشأن والقامئة عىل ما ييل‪:‬‬ ‫أن يتوىل وزير الخارجية واملغرتبني دعوة أركان‬ ‫الجامعة من الطرفني إىل لقاء يف بريوت وتشجيعهم‬ ‫وحثهم عىل التوافق عىل ما ييل‪:‬‬ ‫ تشكيل هيئة انتقالية موقتة او هيئة انقاذ من‬‫شخصيات يف الجامعة مقبولة وموثوقة من الجميع‬ ‫عىل أن تكون مهمة الهيئة‪:‬‬ ‫ تعديل النظام األسايس والنظام الداخيل‬‫للجامعة يف ضوء التجربة التي مرت بها يف‬ ‫األربعني سنة الفائتة‪ - .‬الدعوة إىل مؤمتر عاملي‬ ‫للجامعة يعقد يف لبنان ويصار خالله إىل انتخاب‬ ‫مجلس عاملي جديد وموحد يسري بالجامعة قدماً‬ ‫نحو تحقيق األهداف النبيلة التي من أجلها وجدت‪.‬‬ ‫هل للدولة اللبنانية سلطة عىل الجامعة؟‬ ‫الجامعة مؤسسة غري حكومية‪ ،‬غري رسمية‪،‬‬ ‫غري طائفية‪ ،‬غري سياسية وفروعها ومجالسها‬ ‫تكون مبوجب أنظمة الدول التي تنشأ فيها‪ ،‬إال أن‬ ‫للدولة اللبنانية من خالل سفارات لبنان وقنصلياته‬ ‫ومن خالل املديرية العامة للمغرتبني تأثريها عىل‬ ‫الجامعة وعىل تفعيل دورها ليكون أداؤها وفق‬ ‫املطلوب واملرتجى‪.‬‬ ‫هل صحيح أن مشكلة لبنان مع دولتني‪ :‬دولة ال‬ ‫يعرتف بها (ارسائيل) ودولة ال تعرتف به (سوريا)؟‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫مقابلة‬ ‫بالنسبة لسوريا أعتقد أن هذا األمر قد انتهى‪،‬‬ ‫فإنشاء عالقات دبلوماسية وارتفاع العلم اللبناين‬ ‫فوق سفارة لبنان يف دمشق‪ ،‬وارتفاع العلم السوري‬ ‫فوق سفارة سوريا يف بريوت هو اعرتاف متبادل‬ ‫قانوين ودستوري باستقالل وسيادة كل من البلدين‪.‬‬ ‫املهم أن تكون النوايا صافية وأن نسعى جميعاً من‬ ‫أجل تعزيز هذه العالقات لتكون قوالً وفع ًال مميزة‬ ‫وممتازة‪ُ ،‬فضىل ومثىل‪ .‬فليس مثة يف العامل أقرب‬ ‫إلينا من سوريا نظراً لعوامل التاريخ والجغرافيا‬ ‫واملصالح املشرتكة والروابط العائلية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلرسائيل فالليل طويل جداً‪.‬‬ ‫كيف تق ّيمون زيارة الرئيس املكلف سعد‬ ‫الحريري إىل سوريا؟‬ ‫أعتقد أنها تساعد عىل تطبيع وتنقية العالقات‬ ‫بني البلدين وإزالة ما يشوبها‪ ،‬فاستقرار لبنان ينطلق‬ ‫من طبيعة عالقاته بسوريا‪ ،‬وأعتقد أن خري مثل عىل‬ ‫ذلك اللقاء التاريخي الذي حصل بني الرئيسني فؤاد‬ ‫شهاب وجامل عبد النارص عىل الحدود اللبنانية‬ ‫السورية (ايام الوحدة بني مرص وسوريا) يبقى موضوع‬

‫ملف‬ ‫املحكمة الدولية‪ ،‬واالتهامات التي سبق و ُوجهت إىل‬ ‫سوريا مبوضوع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري‪،‬‬ ‫ويف هذا اإلطار ال بد من انتظار قرار املحكمة الدولية‪.‬‬

‫التسوية هدنة بني حربني‬ ‫هل تعتقدون أن األزمة اللبنانية انتهت أم أننا‬ ‫نعيش مجرد هدنة موقتة؟‬ ‫أثناء الحرب منذ ‪ 1975‬كنت أقول‪ « :‬أسوأ ما يف الحرب‬ ‫أن نعتاد عليها»‪ ،‬فاليوم أقول «أسوأ ما يف الحرب أن ال‬ ‫نتع ّلم منها»‪ .‬ما زلنا نعيش عىل التسويات والتسوية‬ ‫هي هدنة بني حربني‪ ،‬املطلوب تجاوز مرحلة التسويات‬ ‫للوصول إىل حل نهايئ ألزمتنا‪ .‬ولكن دون ذلك‪ ،‬مع‬ ‫األسف عقبات وبخاصة‪:‬‬ ‫ صعوبة ال بل استحالة حل القضية اللبنانية‬‫مبعزل عن حل مشكلة الرصاع العريب اإلرسائييل‪.‬‬ ‫ طبيعة الوضع الداخيل اللبناين الذي أرشنا إليه‪،‬‬‫كون الطبقة السياسية (‪ 8‬و‪ 14‬آذار عىل السواء) هي‬ ‫الحاكمة يف لبنان منذ ما بعد الطائف إىل اليوم وهي‬

‫عىل ما يبدو إىل اآلن مرشحة لالستمرار‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فـ”الكيلة” هي ذاتها ما زالت يف الطاحون‪.‬‬ ‫ غياب األكادمييني ورجال الفكر والعلامء وأصحاب‬‫الرؤى عن املشاركة يف وضع املستقبل اللبناين‪.‬‬ ‫هل أنتم متفائلون مبوسم سياحي مزدهر؟‬ ‫أكون متفائ ًال إذا توفرت لنا األمور التالية‪ :‬األمن‪-‬‬ ‫الكهرباء واملاء‪ -‬والسري‪.‬‬ ‫أخرياً‪ ،‬أي لبنان تريدون؟‬ ‫لبنان الذي أريده وأطمح إليه هو لبنان السيد‪،‬‬ ‫املستقل‪ ،‬الحر‪ ،‬املعاىف‪ ،‬املزدهر‪ ،‬الذي يو ّفر ألبنائه‬ ‫حقوقهم األساسية يف التعليم والرعاية الصحية‬ ‫والعمل والسكن وضامن الشيخوخة‪.‬‬ ‫لبنان الذي يعرف كيف يع ّوض عن ضآلة مساحته‬ ‫وعدد سكانه بدور له يف هذا العامل كبلد تلتقي فيه‬ ‫وتتفاعل وتتحاور األديان والحضارات والثقافات واألثنيات‬ ‫منوذجاً فريداً لإلنسانية جمعاء‪.‬‬ ‫فلبنان جامعة الرشق ومستشفى الرشق‪ ،‬ومرصف‬ ‫الرشق وفندق الرشق وأعالم الرشق‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبو درغم‬

‫سيرة فؤاد الترك‬ ‫مواليد زحلة – حوش األمراء عام ‪1932‬‬ ‫حائز عىل عدد وافر من األوسمة وامليداليات والدروع والشهادات‬ ‫ومفاتيح مدن من عرشات الدول واملؤسسات منها وسام األرز الوطني‬ ‫(برتبة ضابط أكرب) ‪ ،‬الوشاح األكرب لسان مارتان (األرجنتني)‪ ،‬الوشاح األكرب‬ ‫لسان كارلوس (كولومبيا)‪ ،‬الوشاح األكرب (التشييل)‪ ،‬الوشاح األكرب‬ ‫(أملانيا)‪ ،‬الوشاح األكرب (مالطا)‪ ،‬ضابط أكرب (فرنسا)‪ ،‬كومندور (السنغال)‪،‬‬ ‫كومندور (التشاد)‪ ،‬كومندور (الغابون) وأورشليم املذهب من بطريرك الروم‬ ‫الكاثوليك‪...‬‬ ‫كام أنه حائز عىل جوائز عديدة محلية وعربية ودولية منها جائزة‬ ‫الجامعة اللبنانية الثقافية يف العامل (‪ ،)1971‬جائزة سعيد عقل (م ّرة‬ ‫أوىل عام ‪ 1969‬وم ّرة ثانية عام ‪ )2004‬وجائزة كامل املر عام ‪.1988‬‬ ‫دخل السلك الديبلومايس الخارجي منذ العام ‪ 1957‬وأخذ يتبوأ املركز‬ ‫تلو اآلخر‪ .‬عام ‪ 1959‬عني ملح ًقا يف سفارة لبنان يف كندا وبني سنتي‬ ‫‪ 1964‬و‪ .1966‬تسلم مهمة السكرتري األول يف سفارة لبنان يف كولومبيا‬ ‫ثم قائم باألعامل يف كولومبيا‪ ،‬بوليفيا‪ ،‬اإلكوادور والبريو وذلك بني العامني‬ ‫‪ 1966‬و‪ 1969‬توىل بعدها عام ‪ 1969‬رئاسة دائرة الشؤون الدولية يف اإلدارة‬ ‫املركزية يف بريوت‪.‬‬ ‫عام ‪ 1971‬كان أحد أعضاء الوفد الرئايس إىل تسع دول إفريقية وغربية‬ ‫ويف السنة عينها تعينّ قنص ًال عا ًما يف نيويورك‪ ،‬ومستشا ًرا يف البعثة‬ ‫الدامئة لدى األمم املتحدة‪.‬‬ ‫شغل منصب سفري لبنان يف األرجنتني وسفريغري مقيم‬ ‫عام ‪1973‬‬ ‫يف التشييل واألورغواي والباراغواي‪.‬‬ ‫عام ‪ 1978‬عينّ سف ًريا يف إيران وسف ًريا غري مقيم يف أفغانستان‪.‬‬ ‫أما يف العام ‪ 1983‬فتب ّوأ منصب أمني عام وزارة الخارجية واملغرتبني قبل‬ ‫أن يعينّ عام ‪ 1988‬سف ًريا للبنان يف فرنسا ومن ثم سف ًريا يف سويرسا‬ ‫بني العامني ‪ 1990‬و‪.1995‬‬ ‫تقاعد يف العام ‪ ،1995‬وبقي محط أنظار اللبنانيني وأضواء الصحافة‪.‬‬ ‫وقد انتخب منذ العام ‪ 2000‬رئيس منتدى سفراء لبنان‪.‬‬ ‫ترأس الوفد اللبناين الرسمي إىل الجمعية العامة لألمم املتحدة ثالث م ّرات‬ ‫وذلك يف األعوام التالية‪ 1984 :‬و‪ 1986‬و‪ .1987‬كذلك ترأس الوفد اللبناين‬ ‫إىل جامعة الدول العربية دورات عدّة وتوىل رئاسة بعثة صداقة إىل إحدى‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪22‬‬

‫عرشة دولة إفريقية يف العام ‪ 1987‬كام شارك يف مؤمترات مجموعة عدم‬ ‫االنحياز ومؤمترات واجتامعات أخرى عديدة إقليمية ودولية‪.‬‬ ‫أسس عددًا واف ًرا من النوادي والجمعيات اللبنانية وعرشات الفروع‬ ‫للجامعة اللبنانية الثقافية يف العامل يف بلدان اإلنتشار وغرف التجارة‬ ‫وجمعيات الصداقة واملراكز الثقافية‪ ،‬ونرش الرتاث اللبناين‪ ،‬فولكلو ًرا وأد ًبا‬ ‫ً‬ ‫وتاريخا‪ ،‬وتنظيم رحالت للشباب املتحدّر من أصل لبناين إىل بلد اآلباء‬ ‫وفنًا‬ ‫واألجداد‪.‬‬ ‫وتلك العرشون ‪ ،‬إىل خمس سنوات يف طهران‪ ،‬زمن التحوالت وإيران‬ ‫عىل فوهة بركان‪ ،‬فواكب ثورتها سف ًريا ومحل ًال‪ ،‬وبات بني أقرب املقربني إىل‬ ‫رجاالتها‪ ،‬عميد السلك الدبلومايس فيها‪ ،‬وتقاريره من هناك هي اليوم‬ ‫يف الخارجية اللبنانية وثائق شاهدة عىل سعة اطالعه‪ ،‬ود ّقة معلوماته‪،‬‬ ‫وصحة توقعاته‪ ،‬إىل حدس مهني احرتايف ال يجارى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فؤاد الرتك ال يخترص مسري َته مقال محدود‪ ،‬وال يفيه كالم مهام أنصف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أفضل عدل إزاءه إيرا ُد بعض مبادئ أطلقها خالل مسريته املهنية‬ ‫ولعل‬ ‫والوطنية فانطل َقت منه وبعده وعنه شعارات تحتذى مثقلة بالحكمة‬ ‫وعمق املدلول‪ .‬ومنها‪:‬‬ ‫ أسوأ ما يف الحرب أن نعتاد عليها‪ ،‬وأ ّال نتع ّلم منها‪.‬‬‫ علينا اإلنتقال من دولة املذاهب إىل دولة املواهب‪ ،‬ومن حقوق الطوائف‬‫إىل حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ يوم نؤ ّمن للمواطن اللبناين حاجاته األساسية‪ ،‬فيظل دميقراطية‬‫حقيقية وحرية مسؤولة‪ ،‬تصل إىل حقوقها جميع الطوائف‪.‬‬ ‫ يجب التمييز دامئًا بني الشأن السيايس والشأن الوطني‪.‬‬‫ كنا نقول إن أخطر ما يف الحرب أن نعتاد عليها‪ ،‬واليوم نقول إن أسوأ‬‫ما يف الحرب أال نتعلم منها‪.‬‬ ‫ يجب أن نحذف من قاموسنا السيايس والوطني واالجتامعي عبارة‬‫«التعايش والعيش املشرتك» ألن التعايش والعيش املشرتك يكونان بني‬ ‫شعبني‪ ،‬ونحن عىل هذه األرض شعب واحد منذ مئات السنني‪.‬‬ ‫ االستقالل يؤخذ وال يستجدى‪ ،‬واملحافظة عىل االستقالل ال تقل أهمية‬‫منقوصا إن مل يتالزم مع بناء سليم لرصح‬ ‫عن الحصول عليه‪ ،‬وهو يبقى‬ ‫ً‬ ‫االستقالل‪ .‬وهذا ال يتم إال بالدولة العادلة والقادرة والطموح‪ .‬اإلستقالل‬ ‫صنو الحرية ‪ .‬ال استقالل من دون حرية وال حرية من دون استقالل‪.‬‬

‫«منبر التوحيد» تكشف تاريخ «الموساد» ‪2/2‬‬

‫دور أجهزة األمن واالستخبارات اإلسرائيلية‬ ‫في صناعة القرار السياسي‬ ‫تتابع مجلة «منرب التوحيد» نرش الجزء الثاين‬ ‫واألخري من موضوع الكشف عن تاريخ «املوساد»‬ ‫اإلرسائييل‪.‬‬ ‫الجزء األول‪ ،‬تناول كيفية تجنيد العمالء‪ ،‬وأهداف‬ ‫املوساد املعلنة والخفية وسياسته الخارجية‪،‬‬ ‫وتاريخه‪ .‬ويف هذا العدد يسلط املنرب الضوء‬ ‫عىل دور أجهزة األمن واالستخبارات اإلرسائيلية‬ ‫يف صناعة القرار السيايس‪ ،‬وفشله يف اخرتاق‬ ‫«حزب الله»‪ ،‬وكيفية تعامل القوانني الدولية مع‬ ‫هذا املوضوع‪.‬‬ ‫من املعروف أن صناعة القرار السيايس يف‬ ‫(إرسائيل) أمر يرتبط بوجودها غري الرشعي عىل‬ ‫األرض الفلسطينية‪ ،‬كام يرتبط بإدراك العوامل‬ ‫املحركة والرابطة لألحداث والتطورات الداخلية‬ ‫والخارجية‪ ،‬بغية الوصول إىل تحديد واضح للسلوك‬ ‫اإلرسائييل تجاه أزمة ما‪ ،‬من هنا نجد أن السياسة‬ ‫اإلرسائيلية تتسم بثالث سامت رئيسة هي ‪:‬‬ ‫أ‪.‬الثقافة السياسية‪ ،‬التي تعرب عن مجموعة‬ ‫العقائد واألفكار التي يعتنقها صانعو القرارات‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اصطباغ السياسة بالصيغة االجتامعية أو‬ ‫ما يسمى التفاعل االجتامعي للسياسة‪.‬‬ ‫ج‪ .‬خصائص البنيان السيايس ذاته‪.‬‬ ‫هذه السامت وتطبيقاتها امليدانية‪ ،‬حتى قبل‬ ‫ظهور الكيان اإلرسائييل للوجود عام ‪ ،1948‬نجد‬ ‫أن هذا الكيان العنرصي التوسعي هو كيان منتج‬ ‫للعنف واإلرهاب بحكم طبيعته وتكوينه البنيوي‬ ‫وتشكله التاريخي‪ ،‬وال ميكن لهذا الكيان أن يتخىل‬ ‫عن العنف حتى لو أراد ذلك‪ ،‬ألن املجتمع اإلرسائييل‬ ‫الميكن أن ينتج شيئا بعيدا عن اإلرهاب‪ ،‬لكونه‬ ‫مشبع مببادىء الحركة الصهيونية‪ ،‬القامئة عىل‬ ‫العنف واإلرهاب‪ ،‬والتي أقرها مؤمترها التاسييس‬ ‫يف «بال» بسويرسا عام ‪ 1897‬وما تالها من مؤمترات‬ ‫وقرارات ومامرسات إرهابية الحقا‪ ،‬وأنواع اإلرهاب‬ ‫حسب الفلسفة الصهيونية ثالث‪:‬‬ ‫أ‪ .‬اإلرهاب املادي‪ :‬ويعني االستخدام غري العادل‬ ‫للقوة بشكل سلوك فعيل أو لفظي إللحاق األذى‬ ‫باآلخرين ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اإلرهاب الرمزي‪ :‬يستهدف إلحاق الرضر‬ ‫بالطرف الذي ميارس عليه اإلرهاب والعنف‬ ‫سايكولوجيا‪ ،‬لزعزعة شعوره باألمن والطأمنينة‬ ‫وخلخلة توازنه‪.‬‬ ‫ج‪ .‬اإلرهاب الفكري‪ :‬وهو املقدمة التي يتىكء‬ ‫عليها اإلرهاب املادي والرمزي‪ ،‬فيعمد إىل تجريد‬

‫«الضحية» باستخدام آلية التهميش والتغييب‪،‬‬ ‫وهو ما تطبقه (إرسائيل) حاليا يف األرايض‬ ‫العربية املحتلة ومن إجراءاتها تلك عىل سبيل‬ ‫املثال‪( ،‬إلغاء أسامء القرى والبلدات والشوارع‬ ‫الفلسطينية)‪ .‬وحسب هذا املفهوم اإلرسائييل‬ ‫للعنف واإلرهاب فإن القوى الفاعلة والضاغطة‬ ‫يف (إرسائيل)‪ ،‬والتي تتحكم يف مسارات‬ ‫السياسة اإلرهابية اإلرسائيلية‪ ،‬تتمثل يف األحزاب‬ ‫السياسية والجامعات الضاغطة أو ذات املصالح‬ ‫التي تلعب دورا فاعال يف التأثري عىل شكل القرار‬ ‫وطبيعته ومحتواه‪ .‬ومن تصنيفات هذه الجامعات‬ ‫تربز املؤسسة العسكرية واألجهزة االستخبارية‬ ‫واألمنية اإلرسائيلية‪ ،‬وما يسمى بيهود الشتات‬ ‫واتحاد العامل اليهود أو الهستدروت‪ ،‬وبعض هذه‬ ‫الجامعات قليلة التأثري ورسيعة الزوال‪ ،‬لكن‬ ‫البعض اآلخر يتصف بالرتكيب الحيوي املستمر‬ ‫ومن ذوي األهمية خاصة تجاه قضايا حيوية بالنسبة‬ ‫(إلرسائيل) ومن ذلك املوقف من عمليات املقاومة‬ ‫الفلسطينية واالنتفاضة وغريهام‪.‬‬ ‫فاملؤسسة العسكرية متثل مركز الصدارة‬ ‫العتبارات قوية جعلت منها أحد العنارص التي‬

‫‪23‬‬

‫منها وبها‪ ،‬يتشكل القرار السيايس عىل أساس‬ ‫أن األمن وحسب األدبيات اإلرسائيلية‪ ،‬هو اإلطار‬ ‫الذي يتحكم يف العمل السيايس‪.‬‬ ‫والجدير ذكره أن دور العسكريني يف الحياة‬ ‫السياسية اإلرسائيلية يعتمد بشكل كبري عىل‬ ‫دور رئيس الوزراء ووزير الدفاع‪.‬‬ ‫وميكن تلمس ذلك يف الصالحيات الواسعة التي‬ ‫يتمتع بها «نتنياهو» حاليا‪ ،‬وقبله «أوملرت وشارون»‪،‬‬ ‫والذي يتمكن من اتخاذ قرارات مهمة وشاملة‬ ‫وخطرية‪ ،‬مثل إعالن الطوارىء وتعبئة االحتياط‬ ‫ملواجهة الظروف الطارئة‪ ،‬كام يحصل يف‬ ‫اإلجراءات القرسية التي تنفذها قوات االحتالل‪.‬‬ ‫التصنيف الثاين الذي يلعب دورا أساسيا‬ ‫يف صناعة القرار السيايس وخاصة ما يتعلق‬ ‫باالرهاب والعنف والتصفية الجسدية هي األجهزة‬ ‫االستخبارية اإلرسائيلية التي تحتل موقعا‬ ‫متقدما وخطريا يف بنية الكيان اإلرسائييل‪،‬‬ ‫لذلك تعد من أهم األدوات االسرتاتيجية والحرب‬ ‫اإلرسائيلية وتعتمد عليها قيادة العدو يف عملية‬ ‫صنع القرارات السياسية ويف توجيه سياستها‬ ‫الداخلية والخارجية والعسكرية‪ ،‬وذلك استنادا‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫ملف‬ ‫ولالستخبارات‬ ‫ملهامها وتنظيمها وخصائصها‪.‬‬ ‫اإلرسائيلية خاصية تختلف عن باقي أجهزة‬ ‫االستخبارات يف العامل كونها تشكل العمود‬ ‫الفقري لنظرية األمن اإلرسائييل‪ ،‬وهذه األخرية‬ ‫متثل جوهر العقيدة العسكرية اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وعليها يتوقف بقاء (الدولة) واستقرارها يف‬ ‫كيانها الحايل‪ .‬من هذا يتبني أن هذه األجهزة تحظى‬ ‫أيضا باهتامم وعناية من الدرجة األوىل مقارنة‬ ‫باملؤسسات اإلرسائيلية االخرى‪.‬‬

‫تراكم اإلخفاقات‪ .‬ووصل الوضع إىل حد تفعيل‬ ‫مثانٍ وحدات استخباراتية يف آن واحد‪ ،‬وسط‬ ‫رصاعات ومشاحنات‪ ،‬وحتى عرقلة نشاطات‬ ‫وإحباط عمليات بني بعضها البعض‪ .‬يف البداية‬ ‫كان النشاط يرتكز عىل الوحدة ‪ 504‬ومهمتها‬ ‫تفعيل العمالء وجمع املعلومات يف لبنان‪ .‬ولكن‬ ‫مع دخول الجيش إىل األرايض اللبنانية أمر رئيس‬ ‫الحكومة‪ ،‬آنذاك «مناحيم بيغن»‪ ،‬رئيس الشاباك‪،‬‬ ‫«ابراهام شالوم»‪ ،‬أن يأخذ جهازه دوراً يف النشاط‬ ‫االستخبارايت إىل جانب الوحدة‪ ،‬يف محاولة‬ ‫للخروج بنتائج أرسع وأكرث فاعلية‪ .‬ومع دخول‬ ‫الشاباك بدأت املهامت بني الوحدتني تتداخل وتؤدي‬ ‫إىل عرقلة العمل‪.‬‬

‫مثانية أجهزة استخباراتية‬ ‫إرسائيلية تعجز‬ ‫عن اخرتاق حزب الله‬ ‫مثان وحدات تلك التي عملت عىل تجنيد‬ ‫عمالء وجمع معلومات يف لبنان‪ ،‬ولكنها وبدالً‬ ‫من تنسيق جهودها‪ ،‬راحت تضارب الواحدة ضد‬ ‫مصالح ونشاطات األخرى‪ ،‬إىل درجة أن إحدى‬ ‫الوحدات أفشلت عمليات عسكرية واستخباراتية‬ ‫ذات قيمة‪ .‬والسؤال األكرب الذي يدور يف إرسائيل‬ ‫اليوم‪ :‬ملاذا مل تنجح يف اخرتاق «حزب الله»‪.‬‬ ‫كان ذلك يف العام ‪ ،1987‬عندما تأزمت العالقات‬ ‫بني األذرع االستخباراتية اإلرسائيلية الفاعلة يف‬ ‫لبنان إثر فشلها يف تجنيد عمالء هناك‪ .‬حيث‬ ‫تقرر إقامة جسم مركزي يف جهاز االستخبارات‬ ‫أوكلت إليه مهمة إحباط عمليات إرهابية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬رشط ان يتحمل جهاز «الشاباك» مسؤولية‬ ‫إدارته مبساندة ممثلني من وحدة عسكرية تعرف‬ ‫باسم «الوحدة ‪ .»504‬هذا الجسم أطلق عليه‬ ‫«تجميع وإحباط» وقد بذل عىل مدار سنتني جهوداً‬ ‫استخباراتية غري عادية يف لبنان إلحباط عمليات‬ ‫ضد إرسائيل‪ ،‬لكنه فشل يف مهمته فتقرر‬ ‫تفكيكه‪ ،‬األمر الذي و ّلد نقاشاً كبرياً بني قياديني‬ ‫يف األجهزة األمنية وبني املبادرين إلقامته‪ .‬وهنا‬ ‫تعززت الخالفات حول ما يتعلق بجمع املعلومات‬ ‫والتنسيق‪ ،‬فأعلن الشاباك رفض مواصلة نشاطه‬ ‫يف لبنان عىل هذا النحو‪ ،‬وطالب بأن تكون مهمته‬ ‫مقترصة عىل إحباط اإلرهاب‪ ،‬وأنه يرفع يديه عن‬ ‫الوحل اللبناين‪ ،‬كام ذكر يف تقريره آنذاك‪.‬‬ ‫يذكر اليوم قائد وحدة «تجميع وإحباط» يف ذلك‬ ‫الوقت‪« ،‬حاييم بورو»‪ ،‬أن أسباب الفشل والتنسيق‬ ‫كمنت يف اختالف العقيدة والتفكري بني األطراف‬ ‫وبني الجيش‪ ،‬وأساليب العمل وسلم األولويات‪.‬‬ ‫وقد وجه الشاباك‪ ،‬يف رسائل إىل قيادة األجهزة‪،‬‬ ‫اتهامات لقادة الوحدة ‪ 504‬جاء فيها أن الضباط‬ ‫الذين أوكلت إليهم مهمة تفعيل العمالء أهملوا‬ ‫املوضوع واستغلوا وجودهم هناك‪ ،‬لتحقيق مصالح‬ ‫شخصية بينها تهريب واتجار من لبنان بغطاء‬ ‫عالقات تجارية مع لبنانيني‪ .‬يف ذلك الوقت‪ ،‬عصفت‬ ‫أزمة حادة يف األجهزة األمنية واالستخباراتية‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬لتبدأ عجلة اإلخفاقات بكل ما يتعلق‬ ‫بامللف اللبناين‪ ،‬التي مل ترد يف نقاش اإلرسائيليني‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫سلسلة من األخطاء‬

‫عىل مدار السنوات الطويلة الفائتة فحسب‪ ،‬بل‬ ‫تحولت إىل واحدة من أبرز القضايا التي تشغل‬ ‫اإلرسائيليني منذ األسبوع الثالث لحرب متوز (يوليو)‬ ‫املايض‪ .‬وتحتل هذه القضية اليوم حيزاً كبرياً يف‬ ‫نقاش الشارع اإلرسائييل ويف صفوف الجيش‪،‬‬ ‫املعروف أنه واحد من أقوى جيوش العامل‪.‬‬ ‫القيادة العسكرية للجيش تخوض اليوم‬ ‫حرباً غري مسلحة‪ ،‬حرباً من نوع آخر تحت عنوان‬ ‫من املسؤول عن الفشل؟ وتتشعب الخالفات‬ ‫بني مختلف الجهات واملستويات‪ ،‬السياسية‬ ‫وكل‬ ‫واالستخباراتية‪،‬‬ ‫واألمنية‬ ‫والعسكرية‬ ‫جهة مشاركة تبذل جهوداً إللقاء املسؤولية‬ ‫عىل األخرى‪ .‬لكن جانباً من هذا الفشل تتحمل‬ ‫مسؤوليته جهة واحدة وال ميكنها إلقاء املسؤولية‬ ‫عىل غريها‪ ،‬مسؤولية التفاجؤ بقدرة «حزب الله»‬ ‫التي أوقفت اإلرسائيليني عاجزين عن استيعاب‬ ‫ما يحدث عىل أرض الواقع‪ ،‬وغري قادرين عىل قول‬ ‫الحقيقة‪ ،‬أن «املوساد» هو العنوان الوحيد لهذا‬ ‫الجانب من الفشل اإلرسائييل‪ ،‬وهو الجهة الوحيدة‬ ‫املخولة الرد عىل أسئلة عدة منها‪ :‬أين بدأ الخطأ؟‬ ‫ملاذا فشل هذا الجهاز الذي يعترب «عمالقاً» يف جمع‬ ‫معلومات عن تنظيم ناشط مبحاذاة حدوده؟ وكيف‬ ‫نجح «حزب الله» بتقوية قدرته عىل التسلح؟‬ ‫والسؤال رمبا األهم هو كيف مل ينجح املوساد يف‬ ‫اخرتاق «حزب الله»؟‬ ‫التغلغل االرسائييل يف األرايض اللبنانية بدأ‬ ‫بشكل فعيل يف حرب العام ‪ 1982‬عندما دخلت‬ ‫القوات اإلرسائيلية لتحقيق أهداف خالل فرتة‬ ‫يف‬ ‫قصرية‪ ،‬فغرقت فيها قرابة عرشين عاماً‪.‬‬ ‫حينه‪ ،‬كان عامل االستخبارات رضورياً‪ ،‬ما دفع‬ ‫جهاز األمن االرسائييل بالتنسيق مع الحكومة‬ ‫إىل تكثيف نشاطه يف لبنان‪ .‬لكن الرصاعات‬ ‫اإلرسائيلية انعكست بشكل كبري عىل هذا‬ ‫النشاط لتكون محطة خطرية يف الطريق إىل‬

‫‪24‬‬

‫هنا جاء دور املوساد الذي تحمل قسطاً كبرياً‬ ‫من النشاط االستخبارايت‪ .‬ولكن نشاط ثالث‬ ‫وحدات معاً من دون تنسيق وتفاهم ورصاعات بني‬ ‫قيادييها‪ ،‬خلق فوىض عارمة‪ ،‬ما دفع وزير الدفاع‪،‬‬ ‫آنذاك «موشيه ارينز»‪ ،‬إىل إقامة جسم مركزي‬ ‫للتنسيق بني الوحدات الثالث بإدارة وزارته مبارشة‪.‬‬ ‫وعني «اوري لوبراين» منسقاً للنشاط‪.‬‬ ‫الحالة بني األجهزة الثالثة بقيت متوترة إىل حني‬ ‫اندالع الحرب حيث فرضت الظروف تحسني العالقات‬ ‫والتنسيق بشكل أفضل‪ .‬ويف حينه أورد املوساد‬ ‫يف سجالته إنجازات تتمثل يف إحباط عمليات ضد‬ ‫الجيش‪ ،‬لكن هذا كان لفرتة قصرية ومحددة‪ .‬فبقاء‬ ‫الجيش داخل لبنان ملدة أطول أعاد حالة التوتر بني‬ ‫الجهات االستخباراتية‪ ،‬وبدأ املسؤولون يتحدثون‬ ‫عن فشل مهمة أساسية لهذه األجهزة يتمثل‬ ‫يف عدم قدرتها عىل معرفة تفاصيل عن «حزب‬ ‫الله» وقدراته‪ ،‬وهو ما دفع «أمنون لفكني شاحك»‬ ‫يف العام ‪ ،1986‬عندما كان يشغل مهمة قائد‬ ‫االستخبارات العسكرية «أمان»‪ ،‬إىل دعوة جميع‬ ‫الجهات األمنية واالستخباراتية وإبالغهم رضورة‬ ‫تفعيل وتكثيف نشاطهم للتعرف إىل «حزب‬ ‫الله»‪ .‬وقال يف حينه أن (إرسائيل) تعاين من قوة‬ ‫«حزب الله» وامتداده يف املنطقة‪ .‬وتطرق «شاحك»‬ ‫إىل الجانب األكرث أهمية بالنسبة إىل (إرسائيل)‬ ‫وهو عدم نجاحها يف زرع عمالء داخل الحزب‪ ،‬واضعاً‬ ‫القضية عىل رأس أولويات الجهات الفاعلة وتركيز‬ ‫جهودها عىل تجنيد عمالء وخرق «حزب الله»‪ ،‬يف‬ ‫محاولة ملعرفة كل تفصيل عن الحزب ومقاتليه‪.‬‬ ‫وبحسب (إرسائيل)‪ ،‬نجحت الوحدات اإلرسائيلية‬ ‫يف تنفيذ عمليات وصفتها باملعقدة والصعبة‪،‬‬ ‫أنجحها‪ ،‬أطلق عليه اسم «حملة التنويم‬ ‫املغناطييس»‪ ،‬وتقول انها حصلت خاللها عىل‬ ‫معلومات كثرية ساعدتها يف إحباط عمليات‪،‬‬ ‫خطط لها «حزب الله» ضد الجيش اإلرسائييل‬ ‫ومنها تفجري حفرة للمياه العادمة بالقرب من‬ ‫بوابة فاطمة عىل الحدود‪ ،‬ومنع تنفيذ اعتداء عىل‬ ‫أمريكيني يف لبنان‪ .‬وتعرتف (إرسائيل) بأن أكرث‬

‫من عملية فشلت بسبب حال البلبلة التي‬ ‫كانت تسيطر عىل نشاط الوحدات إىل حد أنه تم‬ ‫قتل أكرث من عميل بالخطأ وهو يف طريقه لإلدالء‬ ‫مبعلومات‪.‬‬ ‫يف هذه الفرتة وحتى العام ‪ 1991‬تواصلت‬ ‫الرصاعات والخالفات بني املوساد والشاباك ووحدة‬ ‫‪ .504‬ويف كل مرة كانت تتصاعد فيها الرصاعات‬ ‫وتفشل (إرسائيل) يف تجنيد عمالء وجمع‬ ‫معلومات كانت تدخل جهة استخباراتية جديدة‬ ‫إىل لبنان حتى وصل عددها إىل مثان وحدات‪.‬‬ ‫وجندت (إرسائيل) موازنات طائلة وقوى عاملة‬ ‫كبرية‪ ،‬لكنها مل تنجح حتى يف السيطرة عىل‬ ‫هذه الوحدات التي تحول نشاطها يف لبنان إىل‬ ‫رصاعات داخلية‪.‬‬ ‫هذه الوحدات هي‪ :‬وحدة ‪ 504‬و»الشاباك»‪،‬‬ ‫و»املوساد»‪ ،‬و»وحدة االستخبارات» املعروفة‬ ‫«بوحدة التنسيق»‪ ،‬ووحدة «حرس الحدود» التابعة‬ ‫للرشطة اإلرسائيلية‪ ،‬ووحدة «يهلوم» وهي‬ ‫استخباراتية تابعة للرشطة‪ ،‬و»وحدة استخبارات»‬ ‫تابعة للرشطة العسكرية وأخرى لوزارة الدفاع‪،‬‬ ‫ووحدة األمن االستخبارايت التابعة مليليشيا‬ ‫«جيش لبنان الجنويب املتعاملة مع إرسائيل»‪ ،‬والتي‬ ‫عملت بتدريب من «الشاباك»‪.‬‬ ‫وحدة ‪ 504‬كان يتوجب عليها جمع معلومات‬ ‫حول تنظيم قوات الجيش اللبناين وقواعده‬ ‫العسكرية من خالل تفعيل عمالء كانوا يأتون اىل‬ ‫الحدود‪ .‬أما «املوساد» فكان عليه تفعيل عمالء من‬ ‫الخارج‪ .‬هذا التقسيم الذي أقره جهاز األمن مل يكن‬ ‫يناسب الوضع يف لبنان‪ ،‬يف حني كانت كل وحدة‬ ‫تعمل عىل انفراد وبالشكل الذي تعرفه‪ ،‬ووفق‬ ‫التعليامت التي تصلها‪ ،‬ما أدى إىل عرقلة عمليات‬ ‫او فشلها‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق‪ ،‬تذكر التقارير اإلرسائيلية‬ ‫عدم نجاح املوساد يف منع «عامد مغنية» من دخول‬ ‫لبنان‪ ،‬ثم عدم اخرتاقها النشاطات التي كان يقوم‬ ‫بها‪ ،‬يف وقت نجح هو يف توسيع نشاطه‪ .‬حيث‬ ‫كان يدرج «مغنية» عىل رأس قامئة املطلوبني‬ ‫إلرسائيل‪.‬‬ ‫وما يزعج (إرسائيل) يف هذا املجال‪ ،‬وكام يقول‬ ‫الضابط «تدهار» ان» مغنية أقام محطتي اتصال‬ ‫ليمنع التنصت اإلرسائييل عىل اتصاالت «حزب‬ ‫الله» ويف املقابل حصل عىل أجهزة اتصاالت‬ ‫حديثة ومتطورة من إيران ضمنت له التنصت عىل‬ ‫اإلرسائيليني‪ ،‬إىل حد انه كان يعلم بكل عملية‬ ‫تخطط لها إرسائيل من قبل»‪ .‬ويضيف «تدهار»‪:‬‬ ‫«ركزنا طوال الفرتة عىل املعلومات االستخباراتية‬ ‫عرب األجهزة التي كانت يف حوزتنا وأهملنا مسألة‬ ‫تجنيد عمالء يف صفوف «حزب الله»‪ ،‬عىل رغم أنها‬ ‫كانت األهم‪ .‬والوحدة التي كانت مهمتها تجنيد‬ ‫عمالء كانت تنشغل طوال السنة يف الحصول‬ ‫عىل موازنات لنشاطها»‪ .‬ويتهم «تدهار» املوساد‬ ‫باإلخفاق يف هذا املجال بقوله‪« :‬مل يعمل بالشكل‬ ‫املطلوب وعندما كان يعمل كانت نشاطاته تنفذ‬ ‫يف شكل خاطئ»‪.‬‬

‫وعند الحديث عن إخفاقات (إرسائيل) يف لبنان‪،‬‬ ‫كان قرار اغتيال قائد «حزب الله»‪ ،‬عباس املوسوي‪،‬‬ ‫فقد خطط اإلرسائيليون الختطاف املوسوي ليكون‬ ‫ورقة مساومة قوية يف صفقة تبادل مع «رون‬ ‫أراد»‪ .‬ومتت االستعدادات لذلك لكن رئيس أركان‬ ‫الجيش وقائد شعبة االستخبارات آنذاك اتخذا قراراً‬ ‫مغايراً يف آخر لحظة وحصال عىل مصادقة رئيس‬ ‫الوزراء «اسحق شامري» باغتيال املوسوي‪ .‬ويف يوم‬ ‫االغتيال نفسه‪ ،‬أثار القرار نقاشاً عاصفاً ورصاعاً‬ ‫بني األطراف‪ ،‬وكان عىل رأس املعارضني له الجرنال‬ ‫«يورام يئري»‪ ،‬الذي اعتربه خطأ فادحاً وإحباطاً‬ ‫ملحاولة كانت قد تكون ناجحة إلعادة «اراد»‪.‬‬ ‫اإلخفاق األكرب الذي يسجل يف تاريخ املوساد‬ ‫والذي بدأ يف أعقاب االنسحاب االرسائييل من‬ ‫جنوب لبنان‪ ،‬كان نجاح «حزب الله» بتجنيد عمالء‬ ‫إرسائيليني له‪ ،‬من بينهم ضباط وجنود يف الجيش‬ ‫من خالل إغرائهم باملال واملخدرات‪ .‬هذا الجانب‬ ‫أقلق اإلرسائيليني كثرياً إىل حد خصص رئيس‬ ‫أركان الجيش‪ ،‬السابق‪« ،‬موشيه يعالون»‪ ،‬مليونني‬ ‫ونصف مليون شيكل (‪ 350‬ألف دوالر) للرشطة‬ ‫والجيش ملواجهة هذه الظاهرة‪ .‬لكن النتائج جاءت‬ ‫فاشلة إذ متكن «حزب الله» من تجنيد أربع شبكات‬ ‫اضافة إىل أفراد‪ ،‬الشبكة األوىل كشف عنها يف‬ ‫متوز ‪ 2002‬عندما ألقي القبض عىل نسيم نرس‪،‬‬ ‫فقد متكن أحد قادة «حزب الله» من التأثري عىل‬ ‫شقيقه الذي أ ّثر عىل نسيم‪ ،‬وأمام اإلغراءات‬ ‫املالية والعاطفية ضعف‪ ،‬فراح ينفذ الطلبات‬ ‫وقدم لـ»حزب الله» معلومات وخرائط دقيقة حول‬ ‫الطرق يف الشامل وقام بتصوير بعض املرافق‬ ‫العامة ومواقع عسكرية‪.‬‬ ‫الشبكة الثانية‪ ،‬تجنيد مواطنني من الغجر‬ ‫وقد اعرتفا بأنهام تاجرا باملخدرات‪ ،‬واضطرا اىل‬ ‫التعاون مع «حزب الله» لقاء املال بسبب تراجع‬ ‫تجارة املخدرات وارتفاع مثنها بشكل كبري‪ ،‬بعد‬ ‫االنسحاب االرسائييل‪.‬‬ ‫االثنان قدما املعلومات لـ «حزب الله» وقاما‬ ‫بتفعيل وكالء لهام يف (إرسائيل)‪ ،‬زودوهام بالصور‬ ‫والخرائط التفصيلية عن الطرق داخل القدس‪،‬‬

‫‪25‬‬

‫ويف منطقة الشامل‪ ،‬وبربامج كومبيوتر تتضمن‬ ‫معلومات عن إرسائيل وجيشها‪.‬‬ ‫الشبكة الثالثة‪ ،‬وهذه كانت الصدمة الكبرية‬ ‫لقادة االستخبارات اإلرسائيلية إذ ضمت عدداً‬ ‫من ضباط الجيش اإلرسائييل بقيادة العقيد‬ ‫«عمر الهيب»‪ ،‬الذي جنّد تسعة جنود آخرين‬ ‫للعمل يف شبكة التجسس ملصلحة «حزب‬ ‫الله»‪ ،‬وإرسال معلومات ووثائق بالغة الحساسية‬ ‫والرسية والخطورة‪ :‬برامج كومبيوتر عن العمليات‬ ‫العسكرية الرسية للجيش‪ ،‬وطرق نشاطه‪،‬‬ ‫واملسالك التي يستخدمها يف العمليات‪ ،‬وخطته‬ ‫الحربية‪ ،‬واملواقع واالستحكامات‪ .‬ومعلومات عن‬ ‫عدد من قادة الجيش اإلرسائييل ومساكنهم‬ ‫وتحركاتهم وتنقالتهم‪.‬‬ ‫الشبكة الرابعة‪ ،‬الخطري يف هذه الشبكة أنها‬ ‫ضمت عدداً كبرياً من اليهود‪ ،‬إضافة إىل عاملة‬ ‫نظافة من «كريات شمونة»‪ ،‬وصديقيها «شلومو‬ ‫موزيس» و»شالوم بريتس» هناك ‪ 11‬جندياً يف‬ ‫الجيش وهؤالء أبقت إرسائيل تفاصيل هوياتهم‬ ‫طي الكتامن‪.‬‬

‫تجنيد العميل‬ ‫كيف يتحول اإلنسان العادي يف غضون فرتة‬ ‫زمنية قصرية إىل جاسوس؟ وما هي مراحل تدريبه‪،‬‬ ‫والتي تحتوي عىل معلومات أساسية البد من‬ ‫اإلملام بها ولعل من أهمها‪ ،‬طرق جمع املعلومات‬ ‫وكيفية استعامل املتفجرات‪ ،‬وتطبيق عمليات‬ ‫النسف والحرق‪ ،‬باإلضافة إىل كيفية استعامل‬ ‫التصوير الرسي‪ ،‬ومسح األرايض ومعرفة املركبات‬ ‫الكياموية التي من املمكن االستفادة منها يف‬ ‫عمليات التجسس‪ ،‬وكيفية كتابة الشفرة وحل‬ ‫رموزها‪ ،‬وإرسال واستقبال املوجات الالسلكية‬ ‫القصرية‪ ،‬والكتابة بالحرب الرسي‪ ،‬وكيفية التعرف‬ ‫عىل األسلحة الحربية من برية وجوية وبحرية‪،‬‬ ‫وتحديد قدرة تسليحها وطاقتها ومداها الجوي‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إىل نقطة هامة يف اختيار أجهزة‬ ‫التجسس اإلرسائيلية لعمالئها‪ ،‬وهي التي تقوم‬ ‫عىل مبدأ أسايس فحواه‪ :‬يف أعامق كل إنسان‬ ‫نقطة ضعف‪ ،‬ولكل إنسان مثة مركز إنطالق‬ ‫للسيطرة عىل ذلك اإلنسان‪ ،‬قد تكون نقطة‬ ‫الضعف تلك ‪ ،‬الفقر أو النساء‪ ،‬أو الحقد نحو‬ ‫نظام ال يتالءم مع طموح ومتطلبات ذلك اإلنسان‪،‬‬ ‫من خالل نقطة الضعف هذه يتم تجنيد العميل‬ ‫بشكل رسي وغري ملحوظ‪ ،‬وال يفيق العميل إال‬ ‫بعد أن يجد نفسه جاسوساً وعضواً يف شبكة ال‬ ‫يستطيع الفكاك منها‪.‬‬ ‫وال تقترص عمليات التجنيد من قبل املوساد‬ ‫ملن لديهم نقاط ضعف يتم استغاللها‪ ،‬بل لجأت‬ ‫املخابرات اإلرسائيلية إىل الوسائل الال أخالقية‬ ‫للضغط عىل األرسى العرب‪ ،‬فال ترتك أية وسيلة‬ ‫مادية أو معنوية لتحويل نفوس أولئك األرسى إىل‬ ‫أعداء لبالدهم‪ .‬وتختلف تلك الطرق‪ :‬منها اإلرهاب‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫ملف‬ ‫وفتح النار عىل األرسى من خلف ظهورهم أو‬ ‫االبتزاز الجنيس‪ ،‬أو السيايس‪ ،‬أو عمليات غسيل‬ ‫املخ والتنويم املغناطييس‪ ،‬وجهاز كشف الكذب‪،.‬‬ ‫باإلضافة إىل التعذيب الجسامين والتي يتفنن يف‬ ‫طرق تنفيذها‪.‬‬ ‫كام مل تغفل املخابرات اإلرسائيلية عن إمكانية‬ ‫تجنيد األطفال واستغالل فقر وترشد األطفال‬ ‫الصغار‪ ،‬والتي تبدأ يف عمل اختبارات ذكاء لهم‪،‬‬ ‫وعمل التدريب النفيس والذهني إلعدادهم للعمل‬ ‫يف خدمة ما يتم تكليفهم به‪.‬‬

‫“شبكات التجسس‪.”.‬‬ ‫و‪ ..‬القانون‬ ‫يعتمد تحديد مفهوم ( العدو أو الدولة املعادية‬ ‫) عىل محددات سياسية‪ ،‬تتمثل ابتداءا يف‬ ‫فلسفة نظام الحكم أو الدولة ورؤاها السياسية‬ ‫واأليديولوجية‪ ،‬وينعكس هذا يف العمل الدؤوب‬ ‫عىل تهيئة الرأي العام من أجل القبول أو عىل‬ ‫األقل‪ ،‬السكوت عن هذا التوجه السيايس‪ ،‬ومؤكد‬ ‫أن هنالك أسباب عديدة لجعل النظرة إىل دولة‬ ‫ما كونها دولة معادية‪ ،‬تربرها األنظمة الحاكمة‬ ‫مبا تشاء من مربرات‪ ،‬منها الحد من التدخل يف‬ ‫الشؤون الداخلية‪ ،‬أو رضورة الدفاع عن األمن‬ ‫القومي من تهديدات محدقة‪ ،‬أو كون دولة ما‬ ‫راعية لإلرهاب وغريها من األسباب التي ال ميكن‬ ‫حرصها‪ .‬وليك تتخذ هذه الحيثيات شكل اإللزام‪،‬‬ ‫البد إذ من قوننتها وترشيعها كمرحلة أخرية‪،‬‬ ‫لتصبح ملزمة للجميع‪ ،‬ويرتتب عليها يف معظم‬ ‫األحيان عقوبات عىل األفراد غري امللتزمني بوجهة‬ ‫نظر النظام السيايس وقانونه‪ ،‬مبعاداة تلك الدولة‬ ‫التي يراها النظام معادية‪ .‬والشك أن معظم‬ ‫األنظمة الحاكمة تستنفر كافة قواها يف سبيل‬ ‫ترسيخ هذا املفهوم يف األوساط الشعبية‪ ،‬خدمة‬ ‫ملصالحها وبقاءها أطول فرتة ممكنة‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫اإلقناع األيديولوجي‪ ،‬الذي يأيت بواسطة القوننة‬ ‫والترشيع املجسد لألهداف السياسية لتلك‬ ‫األنظمة‪.‬‬ ‫فالقانون اللبناين الذي جرم التجسس يف‬ ‫املواد ‪ 281‬و‪ 282‬و‪ 283‬من قانون العقوبات الصادر‬ ‫سنة ‪ ،1943‬مل يضع تعريفاً عاماً له‪ ،‬وكذلك األمر‬ ‫بالنسبة للقانون الفرنيس والسوفيايت سابقاً‬ ‫والبلجييك واملرصي‪...‬‬ ‫أما عىل صعيد الترشيعات الدولية فقد‬ ‫ع ّرفت املادة ‪ 29‬من اتفاقية «الهاي» للعام ‪1907‬‬ ‫الجاسوس‪ ،‬بأنه ذلك الذي يقوم مبامرسات يف‬ ‫الخفاء أو عن طريق الخداع أو التنكر‪ ،‬بهدف البحث‬ ‫أو الحصول عىل معلومات من دولة بغرض نقلها‬ ‫أو ايصالها اىل دولة أخرى عدوة‪ .‬كام عرفت املادة‬ ‫‪ 46‬من بروتوكول ‪ 1977‬امللحق التفاقية «جنيف»‬ ‫لعام ‪ 1949‬الجاسوس بأنه ذلك الذي يجمع أو‬ ‫يحاول جمع معلومات ذات قيمة عسكرية‪ ،‬يف‬ ‫الخفاء‪ ،‬أو باستعامل الغش والخداع‪ .‬وبالرغم من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تواصل الشاباك مع عمالئه‬

‫عدم االتفاق عىل تعريف موحد للتجسس‪ ،‬فاملتفق‬ ‫عليه هو اعتبار التجسس من الجرائم املخلة بأمن‬ ‫الدولة الخارجي‪ .‬كام حددت أنواع التجسس‪ ،‬والتي‬ ‫شملت‪:‬‬ ‫التجسس‬ ‫كان‬ ‫العسكري‪:‬‬ ‫التجسس‬ ‫العسكري من أول أنواع التجسس وأقواها‪ ،‬فكل‬ ‫دولة تسعى للحصول عىل املعلومات العسكرية‬ ‫الرضورية عن الدول املعادية والصديقة عىل حد‬ ‫سواء‪ .‬والتجسس العسكري أو الحريب يهدف‬ ‫إىل معرفة أرسار الدول األخرى املتعلقة بالجيوش‬ ‫واألجهزة العسكرية‪ ،‬والخطط الحربية‪ ،‬واألسلحة‬ ‫والصواريخ‪ ،‬والذخائر والقنابل الذرية‪ ،‬والتجهيزات‬ ‫واملواقع والعديد والعدة العسكرية‪ .‬وقد أعطت‬ ‫العديد من الدول التجسس العسكري رعاية‬ ‫مميزة من خالل رصد األموال‪ ،‬وإنشاء دوائر ومكاتب‬ ‫مختصة بشؤون التجسس‪ ،‬وتدريب الجواسيس‪،‬‬ ‫وتنظيم شبكات التجسس بصورة علمية دقيقة‪.‬‬ ‫وال يقترص التجسس العسكري عىل زمن الحرب‪،‬‬ ‫بل ينشط أيضاً يف زمن السلم تحسباً للحرب‬ ‫وتوخياً لتحقيق املخططات العسكرية‪ .‬وقد قال‬ ‫أحد العلامء إن الحروب هي من صنع الجواسيس‬ ‫والجواسيس املضادين‪.‬‬ ‫التجسس اإلقتصادي‪ :‬مل تعد الحروب تقترص‬ ‫عىل النواحي العسكرية بل تخطتها إىل الشؤون‬ ‫االقتصادية‪ .‬ويهدف التجسس االقتصادي إىل‬ ‫الوقوف عىل املقدرات االقتصادية للدول األخرى‬ ‫العدوة والصديقة‪ ،‬ملعرفة مواردها وثرواتها ووضعها‬ ‫املايل والنقدي ومستوى تجارتها وصناعتها‪،‬‬ ‫وزراعتها وطرق استثامرها وتحويلها‪.‬‬ ‫التجسس العلمي‪ :‬متارس الدول ­ خصوصاً‬ ‫الدول العظمى ­ التجسس العلمي بهدف اإلطالع‬ ‫عىل األرسار العلمية ورسقتها‪ ،‬أو بهدف اتخاذ‬ ‫االحتياطات الالزمة ملواجهتها‪ .‬ويهتم التجسس‬ ‫العلمي بالكشف عن األبحاث والدراسات‬ ‫واالخرتاعات العلمية عىل الصعد كافة العسكرية‬

‫‪26‬‬

‫والصناعية وغريها‪.‬‬ ‫التجسس‬ ‫يقل‬ ‫ال‬ ‫السيايس‪:‬‬ ‫التجسس‬ ‫السيايس خطورة عن أنواع التجسس األخرى‪،‬‬ ‫وهو يرمي اىل مراقبة أوضاع وأرسار سياسات‬ ‫الدول األخرى‪ ،‬إن عىل الصعيد الداخيل أو الخارجي‪.‬‬ ‫ويتم التجسس السيايس من خالل رصد تحركات‬ ‫ونشاطات ومواقف القادة والزعامء والحكام‪،‬‬ ‫واألحزاب واملنظامت السياسية واألمنية‪ .‬ويهدف‬ ‫إىل التحكم يف سيادة الدول واتجاهاتها‪ ،‬أو إىل‬ ‫اغتيال بعض السياسيني‪ ،‬أو إىل زرع بذور الفتنة‬ ‫وتحطيم األنظمة السياسية املعادية‪.‬‬ ‫التجسس الديبلومايس‪ :‬ميارسه أفراد البعثات‬ ‫الديبلوماسية‪ ،‬ويتمثل يف جمع املعلومات بطريقة‬ ‫غري قانونية من دون أن يخفي القامئون به صفتهم‬ ‫الديبلوماسية‪ ،‬مام مييزه عن صور التجسس األخرى‪،‬‬ ‫ويصنف ضمن التجسس زمن السلم‪ .‬ويذخر تاريخ‬ ‫العالقات بني الدول باملشاكل والنزاعات الناجمة‬ ‫عن التجسس الديبلومايس‪ ،‬ومن األمثلة عىل‬ ‫ذلك‪ ،‬النزاع الذي وقع بني كندا وكوبا يف العام‬ ‫‪ 1978‬نتيجة قيام كندا بطرد مبعوث ديبلومايس‬ ‫وقنصلني كوبيني لقيامهم بالتجسس ضد‬ ‫املعارضة األنغولية يف كندا‪ .‬وقيام الحكومة‬ ‫السوفياتية سنة ‪ 1964‬باعتقال ديبلوماسيني‬ ‫غربيني تورطوا يف عملية تجسس داخل االتحاد‬ ‫السوفيايت السابق‪ ،‬وجمع معلومات رسية‬ ‫خاصة بالدفاع وقواعد الرادار واملطارات واألنفاق‬ ‫والجسور‪ ،‬بواسطة آالت تصوير متطورة ومجهزة‬ ‫بتقنية عالية‪ .‬وقد أثبت التاريخ أن املبعوثني‬ ‫الديبلوماسيني كثرياً ما ميارسون التجسس نظراً‬ ‫لوضعهم القانوين الخاص‪ ،‬وللعالقة الوثيقة بني‬ ‫الوظائف الديبلوماسية والتجسس‪ ،‬ولتمتعهم‬ ‫بالحصانات واالمتيازات الديبلوماسية املكرسة‬ ‫باتفاقية «فيينا» للعالقات الديبلوماسية للعام‬ ‫‪ .1961‬لكن قيام املبعوثني الديبلوماسيني بخرق‬ ‫مبادئ ونصوص االتفاقية املذكورة من خالل‬

‫التجسس‪ ،‬يشكل عم ًال خارجاً عن نطاق‬ ‫الوظائف الديبلوماسية‪ ،‬وتعسفاً يف استعامل‬ ‫االمتيازات والحصانات‪ ،‬لذا يعترب عم ًال غري مرشوع‪.‬‬ ‫وبالرغم من اعتبار التجسس جرمية معاقب‬ ‫عليها‪ ،‬فمن غري املمكن من الناحية اإلجرائية‬ ‫مالحقة املبعوث الديبلومايس قضائياً ومعاقبته‬ ‫ألنه يتمتع بحصانة قضائية مطلقة‪ ،‬وفقاً للامدة‬ ‫‪ 31‬من اتفاقية فيينا للعام ‪ .1961‬وهذا ما يفرس‬ ‫قيام أغلبية الدول بطرد املبعوثني الديبلوماسيني‬ ‫عند تورطهم يف عمليات تجسس‪.‬‬ ‫ورغم أن القانون اللبناين مل يضع تعريفاً عاماً‬ ‫لجرمية التجسس‪ ،‬كالعديد من ترشيعات الدول‬ ‫األخرى‪ ،‬إال أنه حدد األفعال الجرمية التي تشكل‬ ‫جرمية من جرائم التجسس‪ .‬وقد نص يف املواد ‪281‬‬ ‫و‪ 282‬و‪ 283‬من قانون العقوبات عىل تلك األفعال‪،‬‬ ‫وهي عىل الشكل اآليت‪:‬‬ ‫‪ -1‬الدخول أو محاولة الدخول اىل األماكن‬ ‫املحظورة بقصد التجسس‪ ،‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬نصت‬ ‫املادة ‪ 281‬من قانون العقوبات عىل أنه‪« :‬من دخل‬ ‫أو حاول الدخول اىل مكان محظور بقصد الحصول‬ ‫عىل أشياء ووثائق ومعلومات يجب أن تبقى‬ ‫مكتومة حرصاً عىل سالمة الدولة‪ ،‬عوقب بالحبس‬ ‫سنة عىل األقل‪ ،‬وإذا سعى قصد التجسس‬ ‫فباألشغال الشاقة املوقتة»‪ .‬وبالتايل فإن الركن‬ ‫املادي لهذه الجرمية يتمثل يف الدخول أو محاولة‬ ‫الدخول اىل مكان محظور‪ ،‬لكن املشرتع اللبناين‬ ‫مل يحدد رصاحة األماكن التي يحظر الدخول‬ ‫إليها‪ ،‬إذ يعود أمر تحديدها للسلطات املختصة‪،‬‬ ‫خصوصاً إىل السلطات العسكرية والسياسية‬ ‫واالقتصادية وغريها‪ .‬ومن املعروف أن األماكن التي‬ ‫يحظر الدخول إليها تكون عادة املناطق والثكنات‬ ‫واملنشآت العسكرية وملحقاتها‪ .‬إضافة إىل بعض‬ ‫األماكن املحددة يف املطارات واملرافئ وبعض الوزارات‬ ‫واإلدارات والدوائر الرسمية‪ ،‬التي تتخذ طابع‬ ‫الرسية ملا تحتويه من أرسار يجب أن تبقى مكتومة‬ ‫لتعلقها بقضايا الدولة العسكرية والسياسية‬ ‫واالقتصادية وغريها‪.‬‬ ‫وال يجوز الدخول إىل األماكن املحظورة إال‬ ‫لألشخاص املخ ّولني الدخول إليها كالعسكريني‬ ‫واملوظفني والعاملني واملرخص لهم من السلطة‬ ‫املختصة‪ .‬أما غري هؤالء فيحظر عليهم دخول تلك‬ ‫األماكن تحت طائلة املالحقة واملساءلة الجزائية‪ .‬ومل‬ ‫ُيرش املشرتع إىل الوسيلة املستعملة للدخول‪،‬‬ ‫أو ملحاولة الدخول إىل األماكن املحظورة‪ ،‬سواء كان‬ ‫ذلك بالطرق العادية أم باالحتيال والتخفي والتنكر‪.‬‬ ‫كام أن املشرتع اللبناين ساوى يف هذه الجرمية بني‬ ‫ارتكابها وبني محاولة ارتكابها‪ ،‬سواء كانت ناقصة‬ ‫أم فاشلة أم حال دون ارتكابها بسبب خارج عن‬ ‫إرادة الفاعل‪.‬‬ ‫وتتطلب املادة ‪ 281‬عقوبات توفر القصد الجرمي‪،‬‬ ‫الذي يشكل الركن املعنوي يف هذه الجرمية‪ ،‬وهو‬ ‫قصد الحصول عىل أشياء أو وثائق ومعلومات‬ ‫يجب أن تبقى مكتومة حرصاً عىل سالمة الدولة‪،‬‬ ‫كاألرسار العسكرية أو املتعلقة بالدفاع الوطني أو‬

‫األرسار السياسية أو الديبلوماسية أو اإلقتصادية‬ ‫أو الصناعية أو غريها‪ .‬ويعود للمحكمة تحديد مدى‬ ‫الرسية باالستناد اىل قرارات وتوجهات السلطات‬ ‫املعنية ضمن اختصاصها‪.‬‬ ‫‪ ­2‬رسقة األرسار أو االستحصال عليها‪ :‬فقد‬ ‫نصت املادة ‪ 282‬من قانون العقوبات اللبناين عىل‬ ‫أنه‪“ :‬من رسق أشياء أو وثائق أو معلومات كالتي‬ ‫ذكرت يف املادة السابقة‪ ،‬أو استحصل عليها‪،‬‬ ‫عوقب باألشغال الشاقة املؤقتة‪ .‬وإذا اقرتف‬ ‫الجناية ملنفعة دولة أجنبية عوقب باألشغال‬ ‫الشاقة املؤبدة”‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإن رسقة األشياء‬ ‫والوثائق واملعلومات التي يجب أن تبقى مكتومة‬ ‫حرصاً عىل سالمة الدولة‪ ،‬أو االستحصال عليها‪،‬‬ ‫يعترب جرمية من جرائم التجسس وفقاً للامدة‬ ‫‪ 282‬عقوبات‪ .‬وتتمثل الرسقة بأخذ األرسار خفية‬ ‫أو عنوة أو من دون وجه حق من شخص ال صفة له‬ ‫يف الحصول عليها‪ ،‬أكان لبنانياً أم أجنبياً‪ ،‬وسواء‬ ‫تم ذلك بصورة مبارشة أو غري مبارشة‪ ،‬وبأية‬ ‫وسيلة كانت‪ ،‬كالتسجيل أو التصوير أو الرسم‬ ‫أو غريها‪ ،‬وسواء ارتكب الفعل الجرمي بصورة‬ ‫بسيطة أو معقدة أو بواسطة االحتيال أو التنكر‬ ‫أو القتل أو انتحال صفة‪ .‬فالفاعل يعاقب عىل‬ ‫جرمية التجسس هذه وعىل الجرمية املستقلة‬ ‫األخرى التي ارتكبها‪.‬‬ ‫وف ّرقت املادة ‪ 282‬عقوبات بني الفعل البسيط‬ ‫يف رسقة األرسار أو االستحصال عليها الذي ال‬ ‫يقصد منه تسليمها اىل الغري فيعاقب عليها‬ ‫بالحبس من شهرين اىل سنتني‪ ،‬وبني حالة الفعل‬ ‫املشدد يف الرسقة واالستحصال عىل تلك األرسار‬ ‫بقصد تسليمها اىل دولة أجنبية فيعاقب عليها‬ ‫باألشغال الشاقة املؤبدة‪ .‬ويجب تفسري الدولة‬ ‫األجنبية بأية دولة صديقة كانت أم محايدة أو‬ ‫معادية عىل السواء‪ ،‬ألن تلك األرسار يجب أن تبقى‬ ‫مكتومة لتعلقها بسالمة الدولة التي رسقت‬ ‫منها األرسار‪.‬‬ ‫‪ -3‬إبالغ أو إفشاء األرسار من دون سبب مرشوع‪:‬‬ ‫نصت املادة ‪ 283‬من قانون العقوبات اللبناين‬ ‫عىل أنه‪“ :‬من كان يف حيازتهم بعض الوثائق‬ ‫أو املعلومات التي ذكرت يف املادة ‪ 281‬فأبلغه أو‬ ‫أفشاه من دون سبب مرشوع‪ ،‬عوقب بالحبس من‬ ‫شهرين اىل سنتني‪ .‬ويعاقب باألشغال الشاقة‬ ‫املؤقتة خمس سنوات عىل األقل إذا أبلغ ذلك‬ ‫ملنفعة دولة أجنبية‪ ،‬وإذا كان املجرم يحتفظ مبا‬ ‫ذكر من املعلومات أو األشياء بصفة كونه موظفاً‬ ‫أو عام ًال أو مستخدماً يف الدولة‪ ،‬فعقوبته‬ ‫االعتقال املؤقت يف الحالة املنصوص عليها يف‬ ‫الفقرة األوىل واألشغال الشاقة املؤبدة يف الحالة‬ ‫املنصوص عنها يف الفقرة الثانية‪ .‬ويف حال مل‬ ‫يؤخذ عىل أحد األشخاص السابق ذكرهم إال خطأ‬ ‫غري مقصود‪ ،‬كانت العقوبة الحبس من شهرين‬ ‫اىل سنتني»‪ .‬ويقصد باإلبالغ أن يتم إيصال‬ ‫األرسار اىل الغري بأية وسيلة كانت‪ ،‬كاالتصال‬ ‫أو اإلرسال أو التسليم‪ .‬أما اإلفشاء فهو البوح‬ ‫بالرس الخفي أو نرشه أو إذاعته أو كشفه ليصل‬

‫‪27‬‬

‫اىل علم الغري ممن ال يجوز له اإلطالع عليه‪ .‬ويجب‬ ‫أن يحصل اإلبالغ واإلفشاء لألرسار من دون سبب‬ ‫مرشوع‪ .‬ويعود تقدير السبب املرشوع للمحكمة‬ ‫الناظرة بالقضية باإلستناد اىل توجيهات وقرارات‬ ‫السلطة املختصة‪ .‬فإذا قام أحد األشخاص الذين‬ ‫يحوزون بعض الوثائق أو املعلومات الرسية‪ ،‬باإلبالغ‬ ‫أو اإلفشاء بأمر مرشوع من السلطة املختصة‪ ،‬ال‬ ‫يكون قد اقرتف جرمية التجسس املنصوص عليها‬ ‫يف املادة ‪ 283‬عقوبات النتفاء السبب غري املرشوع‪.‬‬ ‫ومن األمثلة عىل ذلك اإلبالغ عن قيام الوحدات‬ ‫العسكرية مبناورات ملنع وقوع الذعر لدى أبناء‬ ‫املنطقة املجاورة‪ ،‬حتى لو وصل ذلك الخرب اىل جيش‬ ‫العدو بواسطة أحد عمالئه‪.‬‬ ‫وقد ف ّرقت املادة ‪ 282‬عقوبات بني األفعال‬ ‫الجرمية التي يرتكبها األشخاص العاديون‬ ‫وبني تلك التي يرتكبها املوظفون أو العامل أو‬ ‫املستخدمون يف الدولة‪ .‬فإذا قام الشخص‬ ‫العادي غري املوظف أو العامل أو املستخدم يف‬ ‫الدولة بإبالغ أو إفشاء األرسار التي يف حوزته من‬ ‫دون سبب مرشوع‪ ،‬عوقب بالحبس من شهرين اىل‬ ‫سنتني‪ ،‬وإذا كان اإلبالغ أو اإلفشاء ملنفعة دولة‬ ‫أجنبية عوقب باألشغال الشاقة املؤقتة‪ ،‬سواء‬ ‫أكان الفاعل وطنياً أم أجنبياً‪ ،‬وال فرق إذا ارتكب‬ ‫الفعل الجرمي داخل األرايض اللبنانية أو خارجها‪،‬‬ ‫ويف زمن السلم أو يف زمن الحرب‪.‬‬ ‫أما إذا قـام بهذه األفـعال موظف أو عامل أو‬ ‫مستخدم يف الدولة‪ ،‬فالعقوبة تصبح االعتقال‬ ‫املؤقت إذا مل يكن قد حصل ملنفعة دولة أجنبية‪،‬‬ ‫واألشغال الشاقة املؤبدة إذا حصل ملنفعة دولة‬ ‫أجنبية‪ .‬واملوظف أو العامل أو املستخدم هو من‬ ‫يقوم بخدمة عامة يف أحد مرافق الدولة‪ ،‬سواء‬ ‫كان ذلك بصورة دامئة أم مؤقتة‪ .‬وإذا ارتــكب‬ ‫الفـعل الجـرمي باإلفشـاء أو اإلبـالغ نتيـجة‬ ‫خطـأ غري مقصـود ناجم عن إهمـال أو قـلة‬ ‫احتـراز ومن دون قصـد‪ ،‬تصـبح العقـوبة الحبـس‬ ‫من شهرين اىل سنتني‪ .‬وتجدر اإلشارة أخرياً اىل‬ ‫أن جرائم التجسس هي من صالحية القضاء‬ ‫العسكري وفقاً للفقرة الثانية من املادة ‪ 42‬من‬ ‫قانون القضاء العسكري رقم ‪ 1968/24‬املعدل‬ ‫بالقانون رقم ‪.2001/306‬‬ ‫وطبقا لقانون العقوبات اإليراين فان عقوبة‬ ‫التجسس هي اإلعدام‪.‬‬ ‫ال شك أن املعطيات السابقة يجب أن تشعل‬ ‫األضواء الحمراء لدى دوائر صنع القرار يف العامل‬ ‫العريب‪ ،‬إن كان هناك مثة من يلقي باالً ملا يحدث‬ ‫يف (إرسائيل)‪ ،‬خاصة وأن القادة الحاليني هم من‬ ‫ذوي النزعات العنرصية املتطرفة‪ ،‬التي ستدفع‬ ‫ال محالة الحكومة ىل سياسات أكرث تصادماً‬ ‫مع العامل العريب‪ ،‬متجاهلة مظاهر الغزل التي‬ ‫تبديها أنظمة الحكم العربية تجاه الدولة العربية‪،‬‬ ‫وذلك بفعل تأثرهم الشديد باألفكار الصهيونية‬ ‫التي توغل يف نفيها لآلخر العريب وازدرائه‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬ ‫وهاب يجول في حاصبيا ويلتقي الشيخ قيس والخليل ويزور خلوات البياضة وعين جرفا وشويا‪:‬‬

‫وحدة الطائفة أساس لوحدة الوطن‬

‫جال رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب يف منطقة “حاصبيا” يرافقه نائب رئيس‬ ‫التيار سليامن الصايغ‪ ،‬ونائب رئيس مجلس‬ ‫األمناء يارس الصفدي وعضو املكتب السيايس‬ ‫غسان العريان ورئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو عىل رأس وفد من الهيئة‬ ‫ومشايخ الطائفة الدرزية‪.‬‬ ‫واستهل وهاب والوفد املرافق جولتهم بزيارة‬ ‫كبري مشايخ البياضة الشيخ ابو سهيل‬ ‫غالب قيس يف منزله‪ ،‬حيث تحدث وهاب أمام‬ ‫الحضور قائ ًال‪“ :‬من الطبيعي ان نبدأ زيارتنا إىل‬ ‫“حاصبيا” ببوابتها سامحة الشيخ أبو سهيل‬ ‫غالب قيس؛ أحد املراجع الكربى لهذه الطائفة‬ ‫ليس يف لبنان وحسب وإمنا يف كل املنطقة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لنا هو أب روحي ونستنري بآرائه عىل‬ ‫الدوام؛ آراؤه التي كانت تؤ ّنبنا يف بعض األوقات‬ ‫التي كان يتخللها بعض التصعيد‪ ،‬وتهنئنا يف‬ ‫األجواء الهادئة التي يتمناها سامحته‪ ،‬أجواء‬ ‫املحبة بني الجميع”‪.‬‬ ‫وخاطب وهاب سامحته بالقول‪“ :‬يا سامحة‬ ‫متسكنا بها سو ّيا طيلة‬ ‫الشيخ إن الخيارات التي ّ‬ ‫السنوات املاضية انترصت اليوم؛ مل تنترص عىل‬ ‫أحد ولكن استعادة اآلخرين إىل املوقف الصحيح‬ ‫كان هو االنتصار‪ ..‬خياراتك التي مل تحد يوماً‬ ‫عنها‪ ،‬والتي كانت صامم األمان ليس لدروز لبنان‬ ‫فقط‪ ،‬بل لدروز كل املنطقة العربية وبالد الشام‪،‬‬

‫من اليمني ضو‪ ،‬الشيخ قيس‪ ،‬وهاب والصايغ‬

‫هذه الخيارات انترصت‪ ،‬وموقع الطائفة مازال‬ ‫ثابتاً يف املوقع الوطني والقومي واإلسالمي‪..‬‬ ‫ومثلام كان موقفك ثابتاً من املقاومة دوماً‪،‬‬ ‫أستطيع أن أقول لك اليوم أن هناك إجامع من‬ ‫كل قيادات الطائفة الدرزية حول هذه الرؤية التي‬ ‫استرشفتها حرضتك طيلة السنوات املاضية‪،‬‬ ‫والتي هي يف النتيجة حاميتنا‪ ،‬ويجب أن تكون‬

‫داخل صحن خلوات البياضة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪28‬‬

‫باستمرار طريقنا لحامية وجود الدروز يف املوقع‬ ‫الصحيح يف املنطقة‪ ،‬والذي من أجله أتينا إىل‬ ‫هذه البالد منذ أكرث من ألف عام؛ حامة لثغور‬ ‫الدولة العربية واإلسالمية‪ .‬نحن يف الرصاع بني‬ ‫الحق والباطل ليس لنا خيارا إال الرصاع من أجل‬ ‫الحق‪ .‬ويف الرصاع بني العروبة و”إرسائيل” ليس‬ ‫لبنان خياراً إال العروبة‪ ،‬ويف الرصاع بني املقاومة‬ ‫و”إرسائيل” ليس لنا خياراً إال املقاومة‪ ،‬فنحن‬ ‫أص ًال أهل مقاومة‪ ،‬وهذه األرض شهدت كثرياً‬ ‫من جوالتنا وصوالتنا طيلة تاريخنا يف مواجهة‬ ‫كل مستعمر وكل محتل”‪.‬‬ ‫وختم وهاب شاكراً الشيخ أبو سهيل غالب‬ ‫قيس عىل استقباله‪“ :‬عندما نزوركم نزور‬ ‫منزلنا‪ ،‬وحتام كام كنا نتزود بآرائكم باستمرار‪،‬‬ ‫نحن اليوم جئنا نستنري برأيكم ونسألكم‬ ‫يحصننا‪ ،‬وال يعد‬ ‫توجيهاتكم فرضاكم علينا‬ ‫ّ‬ ‫أحد يقوى علينا وعىل هزميتنا”‪.‬‬ ‫رحب الشيخ قيس بالوزير وهاب والوفد‬ ‫بدوره ّ‬ ‫قائ ًال‪“ :‬نحن نعترب أنفسنا مقصرّ ين‪ ،‬ونتمنى أن‬ ‫نقوم بأكرث مام ذكرت‪ ،‬وما تفضلت به وقلته بأننا‬ ‫انترصنا ومل ننترص عىل أحد‪ ،‬مهم جداً‪ ،‬وهذا‬ ‫يفرس أن ال أعداء لنا وال أخصام‪.‬‬ ‫ويف ما نشهده من تآلف واتحاد ومصالحات‪،‬‬ ‫نحن مرتاحون جداً لهذه األجواء‪ ،‬ونتمنى أن‬ ‫تمم حتى النهاية يك ال يبقى سيايس وال‬ ‫ُت ّ‬

‫روحي وال كبري وال صغري‪ ،‬إال عىل اتفاق تام فيام‬ ‫بينهم‪ .‬هذا خيار الطائفة الدرزية ولبنان بأرسه‪،‬‬ ‫وعندما يكون لبنان بخري تكون باقي الدول‬ ‫العربية أيضا بخري”‪.‬‬ ‫ثم زار وهاب برفقة الشيخ أبوسهيل غالب‬ ‫قيس خلوات البياضة‪ ،‬منتقلني فيام بعد إىل‬ ‫بلدة “شويا” لزيارة الشيخ حسام أبوسيف‪،‬‬ ‫حيث عبرّ وهاب عن سعادته لوجوده بني أهله‬ ‫وأحبائه يف هذه املنطقة وقال‪“ :‬اليوم رمبا تكون‬ ‫سعاديت اليو ًم أكرث‪ ،‬ألن كثريا من الناس يف‬ ‫هذه القرى واملناطق كالشيخ حسام ورفاقه قد‬ ‫وتحملوا‬ ‫دفعوا مثن خياراتهم يف فرتة سابقة‬ ‫ّ‬ ‫الكثري‪ ..‬إن أكرب سعادة عندي اليوم أن ّ‬ ‫كل هذا‬ ‫املحيط‪ ،‬وبالتحديد داخل الطائفة الدرزية عاد‬ ‫إىل الطريق الصواب‪ ،‬وإىل الرؤية التي ارتآها‬ ‫الشيخ حسام ورفاقه من البداية”‪.‬‬ ‫أضاف‪“ :‬نحن اليوم أمام مرحلة جديدة‬ ‫يتخللها أخطار جسيمة عىل لبنان‪ ،‬ولكن‬ ‫توحدنا جميعا حول موقف سيايس‬ ‫كلام‬ ‫ّ‬ ‫معينّ يف كل أطياف الطائفة الدرزية‪ ،‬كلام‬ ‫ق ّلصنا من الخطر علينا‪ .‬يف الفرتة السابقة‬ ‫كان هناك تباعد يف الخيارات السياسية داخل‬ ‫الطائفة‪ ،‬ولكن أستطيع القول اليوم أن الفرتة‬ ‫السابقة دفناها بالكامل ومل يعد لها وجود يف‬ ‫حسابات أحد‪ ،‬ال عندنا وال عند اآلخرين‪ .‬فنحن‬ ‫اليوم أمام مرحلة جديدة فيها الكثري من‬ ‫االتفاق عىل العناوين السياسية التي كانت‬ ‫سبباً يف الخالف األسايس يف الفرتة السابقة؛‬ ‫اليوم كلنا لدينا اإلميان ذاته مبوقع هذه الطائفة‬ ‫العرويب والقومي واإلسالمي وبتحالفه مع‬ ‫سوريا واملقاومة وهي مسألة ج ّد أساسية؛‬ ‫فهذا األمن الذي تنعم به كل املنطقة اليوم‬ ‫والذي مل تنعم به منذ (‪ )1948‬أي منذ وجود‬ ‫هذا الكيان الغاصب عىل حدودنا‪ ،‬سببه قوة‬ ‫املقاومة الرادعة‪ .‬فبوجود املقاومة اليوم كقوة‬ ‫رادعة‪ ،‬بات هذا العدو يحرتم أرضنا وسيادتنا‬ ‫وكرامة اللبنانيني جميعهم‪ ،‬فاملقاومة ليست‬ ‫لطائفة أو فئة معينة بل هي لكل اللبنانيني‬ ‫كام هي لكل العرب”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬اليوم نحن يف “شو ّيا”‪ ،‬ويف‬ ‫السنة القادمة إن شاء الله نكون يف الجوالن‪،‬‬ ‫نذهب إليه ونعود عن طريق “شويا” القريبة له‪،‬‬ ‫ألننا قد اشتقنا ألهلنا الصامدين هناك منذ‬ ‫(‪ )42‬عاما يف وجه االحتالل‪ ،‬ومل يساوموا عىل‬ ‫بلدهم وال عىل هويتهم وال عىل أمتهم‪ .‬من‬ ‫هنا وباسمكم جميعاً أوجه تحية ألهلنا يف‬ ‫الجوالن ولكل فرد منهم يف “عني قنيا” ‪ ‬و”مجدل‬ ‫شمس” و”مسعدة” و”بقعاثا” ويف كل قرية من‬ ‫قرى الجوالن‪ ..‬ولكل شيخ وامرأة وطفل وشاب‬ ‫صامد يف هذه املنطقة‪ .‬وال أنىس أيضا توجيه‬ ‫التحية ألخوة لنا يف فلسطني املحتلة‪ ،‬مازالوا‬ ‫حتى اليوم يقاومون التجنيد اإلجباري ومحاوالت‬

‫يف حمى البياضة‬

‫ويجول مع الشيخ قيس‬

‫يف ضيافة الشيخ حسام ابو سيف يف شويا‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬ ‫التطبيع مع مجتمع غريب عنا وعن منطقتنا‪،‬‬ ‫وسيبقى غريباً إىل أن يزول!! اوجه لهم التحية‪،‬‬ ‫وأش ّد عىل أيديهم‪ ،‬وأدعوهم للتمسك‬ ‫بأمتهم وعروبتهم وتضامنهم مع الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬واالستمرار يف معركتهم من‬ ‫أجل هويتهم والحفاظ عليها‪ ،‬ولرفض التطبيع‬ ‫مع اإلرسائيليني”‪.‬‬ ‫أما عن الوضع الداخيل اللبناين فقد قال‪:‬‬ ‫“الكل ينتظر الشيخ سعد يك يؤلف الحكومة‪،‬‬ ‫والشيخ سعد ينتظر امللك السعودي يك يأيت‬ ‫إىل الشام‪ .‬هذه هي املعادلة املوجودة اليوم ‪ .‬نقول‬ ‫للملك عبد الله ومبحبة‪“ :‬كان اآلباء واألجداد‬ ‫يف الخليج يقولون “الشام شامك ولو الدهر‬ ‫ّ‬ ‫فتفضل وأعطنا‬ ‫ضامك”‪ ،‬ونحن نقول لك ذلك‪،‬‬ ‫قليال من وقتك‪ ،‬ألنه يبدو أن الوضع يف لبنان –‬ ‫مع ّلق ‪ -‬بهذه الزيارة‪ ،‬ومل يعد بإمكان اللبنانيون‬ ‫أن ينتظروا أكرث ليصري لديهم حكومة‪ ،‬والتي‬ ‫نتمنى عليها أن تأيت بيشء جديد لللبنانيني‪،‬‬ ‫فيكفيهم عرشون عاماً معاناة ما بعد الحرب‪،‬‬ ‫كانت أصعب من معاناة الحرب عليهم‪ .‬نطلب‬ ‫من الله أن يرشد كل الناس‪ ،‬ونحن يف حرضة‬ ‫املشايخ يف هذه املنطقة الطاهرة التي خ ّرجت‬ ‫للطائفة أبرز األعالم والرجاالت يف كل الجزيرة‬ ‫العربية”‪.‬‬ ‫بعدها التقى وهاب والوفد‪ ،‬النائب أنور الخليل‬ ‫يف منزله‪ ،‬حيث أكد وهاب أن زيارته للنائب الخليل‬ ‫هي زيارة لالخ الكبري الذي فتح الطريق أمامهم‬ ‫وشجعهم عىل سلوك‬ ‫جميعا يف البدايات‬ ‫ّ‬ ‫طريق التحرر التي سلكها قبلهم‪ ،‬وأضاف‪“ :‬كنا‬ ‫نتفق معه حول صعوبات هذه الطريق‪ ،‬فمعايل‬ ‫الوزير عاىن من هذه الصعوبات يف الفرتة‬ ‫السابقة وكنا إىل جانبه يف تلك الفرتة‪ ،‬ثم‬ ‫عانينا نحن منها يف فرتة الحقة‪ ،‬ودامئاً لكل‬ ‫خيار مثن‪ .‬وبالطبع فإن معاليه قد دفع أمثانا‬ ‫كبرية نتيجة لخياراته‪ ،‬ولكنه بقي ثابتا إىل‪ ‬‬ ‫جانب املقاومة والتحرير واإلمناء واإلعامر‪ ،‬حام ًال‬ ‫قضية هذا الجنوب إىل املحافل الوطنية”‪.‬‬ ‫مضيفاً‪”:‬بعد فرتة من الصعوبات التي مرت‬ ‫علينا جميعنا‪ ،‬أستطيع القول بأن كل القيادات‬ ‫السياسية للطائفة الدرزية وأحزابها‪ ،‬إىل حد‬ ‫ما لديها اتفاق اليوم‪ ،‬و ُتجمع عىل خيار املقاومة‬ ‫ودعمها‪ ،‬تجمع عىل خيار العالقات املميزة مع‬ ‫سوريا التي كانت الحضن الدافئ للدروز‪ ،‬وتجمع‬ ‫عىل موقع الطائفة الوطني والعريب والقومي‪.‬‬ ‫ونحن يف الجنوب ال ميكننا إال أن نتحدث برصاحة‬ ‫عام يطرح خاصة يف موضوع املقاومة وسالحها‪،‬‬ ‫فنحن اليوم أمام التهديدات الحاصلة‪ ،‬وأمام هذا‬ ‫الفريق املجنون الذي يحكم الكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫يغدو أي كالم عن سالح املقاومة كالم معيب‪،‬‬ ‫فسالح املقاومة ليس له عالقة بتحرير األرض‬ ‫فقط‪ ،‬ولنتنبه لهذا األمر‪ ..‬فتحرير ما تبقى من‬ ‫بكاف‬ ‫“الغجر وتالل كفرشوبا وشبعا” ليس‬ ‫ٍ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب مع الخليل يف منزله‬

‫للقول أن مهمة سالح املقاومة قد انتهت‪،‬‬ ‫فهناك الكثري من األمور التي يضمنها سالح‬ ‫املقاومة ومنها “عدم التوطني”‪ ،‬حيث هناك‬ ‫ملف “خمسامئة ألف فلسطيني يف لبنان”‪،‬‬ ‫وبدون عودة هؤالء إىل أرضهم وسقوط مرشوع‬ ‫التوطني‪ ،‬سيبقى سالح املقاومة هو الضامنة‬ ‫لكل اللبنانيني‪ ،‬ألنه عندما ترتاح “إرسائيل”‬ ‫من سالح املقاومة يصبح موضوع التوطني‬ ‫أمرا واقعا‪ ،‬وال أحد يستطيع إقناعنا أنه ميلك‬ ‫ضامنات حول هذا املوضوع‪ ،‬كام نعرف أيضا أن‬ ‫ال أحد يف العامل قادر عىل ضامن إرسائيل”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب قائ ًال‪“ :‬األمر اآلخر الذي أود التطرق‬ ‫إليه ما حصل يف “برئ السالسل” وخطورته‪.‬‬ ‫ومبحبة وحرص أقول لقوات الطوارئ بأن مهمتها‬ ‫هنا ليست مداهمة املنازل والتجسس عىل‬ ‫املواطنني!! وتح ّول مهمتها إىل مهمة تجسسية‬ ‫سيجعل قوات” اليونيفل” دون حامية األهايل‪..‬‬ ‫فاألهايل والقوى السياسية املوجودة يف‬ ‫املنطقة هم الذين يحتضنون هذه القوات‪ ،‬ويف‬ ‫حال تحولها إىل قوى شبيهة بقوى االحتالل‪ ،‬أو‬ ‫بقوى التجسس‪ ،‬هذا يعني بأن “اليونيفيل” تضع‬ ‫نفسها يف مخاطر هي يف غنى عنها!! لذلك‪،‬‬ ‫نتمنى أن يكون ما حصل يف “برئ السالسل”‬ ‫خطأ ولن يتكرر يف أماكن أخرى‪ ،‬ألن الجيش‬ ‫اللبناين هو الوحيد املخ ّول والقادر عىل معالجة‬ ‫هذه القضايا األمنية‪ ،‬وعىل الدخول إىل منازل‬ ‫الناس بعد الحصول عىل إذن قضايئ‪ ،‬وليس‬ ‫قوات اليونيفيل” ‪.‬‬ ‫وردا عىل سؤال حول تشكيل الحكومة‬ ‫واملستجدات املتعلقة بذلك قال وهاب‪“ :‬هناك‬ ‫جهود جدية حصلت يف الساعات املاضية‬ ‫ملحاولة حل موضوع الثلث زائد واحد‪ .‬وطاملا‬ ‫الرئيس املكلف يعرف أن ال إمكانية التخاذ أي‬

‫‪30‬‬

‫قرار سيايس كبري يف البلد دون توافق سيايس‪،‬‬ ‫يصبح الثلث زائد واحد مسألة تفصيلية يف‬ ‫هذا األمر؛ فحتى لو كان للرئيس املكلف ثالثني‬ ‫وزيرا يف الحكومة‪ ،‬يدرك أنه غري قادر عىل اتخاذ‬ ‫أي قرار سيايس دون التوافق مع قوى املعارضة‪،‬‬ ‫طاملا أن األمر بهذا الشكل‪ ،‬فلامذا نجعل من الثلث‬ ‫زائد واحد ‪ ‬قضية تعيق البلد‪ ..‬وكام هو واضح من‬ ‫أجواء الرئيس املكلف‪ ،‬مسألة تشكيل الحكومة‬ ‫لها عالقة بزيارة امللك عبدالله إىل سوريا والتي‬ ‫أمتنى أن تتم يف وقت قريب”‪.‬‬ ‫وعن الزيارات واللقاءات التي قام بها للنائب‬ ‫وليد جنبالط ثم الرئيس أمني الجميل والوزير أنور‬ ‫الخليل‪ ،‬قال وهاب‪“ :‬كل زيارة لها موقعها‪ ..‬فمع‬ ‫األستاذ وليد جنبالط هناك الكثري من األمور‬ ‫الداخلية التي نبحثها والتي تتعلق بالطائفة‬ ‫ومبوقعها ومتوضعها‪ .‬وبرصاحة الوزير جنبالط‬ ‫ميلك نفس الهواجس التي منلكها جميعاً حول‬ ‫موضوع املحكمة الدولية وتسييسها وأخذها إىل‬ ‫مكان ال يريده أحد‪ .‬لقد أصبح واضحا أن املهمة‬ ‫التي كانت تحملها هذه املحكمة الدولية سابقا‬ ‫وتتمثل بإحداث رشخ بني لبنان وسوريا قد تغريت‬ ‫اليوم‪ ،‬وأصبحت إحداث رشخ بني اللبنانيني قد‬ ‫ميتد إىل دول عربية أخرى‪ .‬لذلك لدى الوزير جنبالط‬ ‫هذا الهاجس كام هو موجود لدينا‪ ،‬ولقد اتفقنا‬ ‫عىل أن تكون الطائفة الدرزية صامم أمان يف أي‬ ‫مشكل من هذا النوع‪ .‬وإذا مل تكن قادرة عىل‬ ‫ذلك فموقفنا واضح‪ ،‬الوقوف إىل جانب املقاومة‬ ‫واملامنعة”‪.‬‬ ‫وردا عىل سؤال حول خلفيات االتفاق مع قوى‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬قال وهاب‪“ :‬نحن منذ أربع سنوات نضع‬ ‫كل النقاط التي نختلف عليها مع الفريق اآلخر‬ ‫موضع النقاش السيايس‪ ،‬وكثري من هذه األمور‬ ‫الخالفية ليست بيدنا كام أنها ليست بيد أي‬

‫طرف لبناين‪ ..‬وال نريد أن نستمر يف الفتنة أكرث‬ ‫من أربع سنوات‪ ،‬ولنتحدث يف األمور التي نتفق‬ ‫عليها!‬ ‫وبعد أن التقينا بالقوى األخرى وجدنا أنه ميكن‬ ‫االتفاق عىل كثري من املسائل‪ ،‬وبرأيي ميكن أن‬ ‫يصار إىل إجراء لقاءات إضافية مع قوى أخرى عىل‬ ‫الساحتني املسيحية واإلسالمية‪ ،‬وليس رشطاً أن‬ ‫أقوم بها أنا‪ ،‬ولكن يجب أن تحصل هكذا لقاءات‬ ‫جدية ألنها تفتح املجال لحوار لبناين فعيل‪ .‬فال‬ ‫يجوز أن ننتظر دامئا التوافق اإلقليمي والدويل‬ ‫عند كل استحقاق داخيل‪”.‬‬ ‫وحول ما إذا كان يقوم بدور الوساطة لتقريب‬ ‫بعض األطراف اللبنانية من سوريا‪ ،‬رد وهاب‪:‬‬ ‫“ليس من مهمتي حمل الرسائل أو لعب دور‬ ‫“البوسطجي” بني أحد‪ .‬ولكني أعطي رأيي بكل‬ ‫رصاحة‪ ..‬لقد تحدثت رصاحة مع األستاذ وليد‬ ‫جنبالط والرئيس أمني الجميل واستمعت آلرائهم‪،‬‬ ‫وهناك الكثري من األمور التي اتفقنا عليها وقد‬ ‫يكون هناك مسائل عالقة بيننا‪ ،‬ولكني من أنصار‬ ‫الحوار املستمر بني كل األطراف‪ ،‬وإذا ما متكنت‬ ‫من فتح قنوات جديدة من الحوار طبعا لن أتأخر‬ ‫عن ذلك‪ .‬ولكن فيام يخص سوريا إذا ما أرادت أن‬ ‫ترسل أحدا إلجراء أية وساطة‪ ،‬فيمكنها إرسال‬ ‫السفري السوري يف بريوت‪ ،‬فهذا ليس من عميل‪،‬‬ ‫وأنا انطلق من مصلحة لبنانية حتى يف التعاطي‬ ‫مع سوريا‪ .‬ولكن ما أعرفه أن أبواب سوريا مفتوحة‬ ‫لكل الناس ضمن الثوابت األساسية التي تتمثل‬ ‫باإلميان باملقاومة وبعروبة لبنان ووحدته‪ .‬ومن هو‬ ‫مؤمن بهذه الثوابت ال يحتاج لوسيط أو موعد مع‬ ‫سوريا وهذا ما قلته للجميع”‪.‬‬ ‫وحينام سئل‪ :‬هل ستلتقي يوما بالدكتور‬ ‫سمري جعجع؟‬ ‫أجاب‪“ :‬هذا يرتبط مبوقف الدكتور جعجع من‬ ‫القضايا املطروحة‪ ،‬وحسب ما علمت جعجع اليوم‬ ‫ينتظر القرار الظني للمحكمة الدولية‪ ،‬وأعتقد‬ ‫بأنه سينتظر طويال ألننا ندرك جيدا خلفيات‬ ‫وتفاصيل وأهداف هذا القرار‪ .‬وأي محكمة تحاول‬ ‫أن تكون مرشوع فتنة بني اللبنانيني سرنفض‬ ‫التعامل معها‪ ،‬ونحذر أي مسؤول أمني كان أو‬ ‫سيايس أو قضايئ يف لبنان من التعاون معها”‪.‬‬ ‫أما عن سؤال‪ :‬هل هناك مرشوع لقاء بني النائب‬ ‫جنبالط ‪ ‬والعامد عون؟‬ ‫قال‪“ :‬ليس لدي تفاصيل‪ ،‬ولكن علمت أنه كان‬ ‫هناك مرشوع لقاء بينهام تأخر ألسباب تقنية‬ ‫ولكني أعتقد بأنه قد يحصل”‪.‬‬ ‫ومن جهته رحب النائب أنور الخليل بالوفد وقال‪:‬‬ ‫“األسايس قاله الوزير وهاب‪ ،‬ولكني أريد أن أرحب‬ ‫بالصديقني القدميني معايل الوزير وهاب ونائبه‬ ‫الصايغ اللذين تربطني بهام فرتة من العمل‬ ‫املشرتك باتجاه التحرر من العقبات التي كانت‬ ‫تحيط بالوضع السيايس‪ .‬فأهال وسهال بكم‬ ‫وباملشايخ األجلاّ ء والوفد املرافق‪ ،‬فأنتم لستم‬

‫الحضور‬

‫ضيوفا عىل “حاصبيا” بل جزء من أهلنا الكرام‬ ‫املحبني الذين لهم أفضال كبرية سابقة من خالل‬ ‫ّ‬ ‫املرشفة عىل الطائفة وعىل‬ ‫مواقفهم الوطنية‬ ‫الوطن ككل”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬أريد أن أعرب عن ترحيبي وتقديري‬ ‫الكبريين للخطوة الشجاعة واملهمة التي قام بها‬ ‫معايل الوزير باتجاه التفاهم ما بني املسؤولني يف‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬وأعني بشكل خاص اللقاء الهام‬ ‫مع معايل األستاذ وليد جنبالط‪ ،‬فهذا األمر يفرح‬ ‫القلوب ويرفع الرأس‪ ،‬ألن وحدة طائفة املوحدين‬ ‫الدروز هي أساس يف وحدة الوطن ككل‪ ،‬وهذه‬ ‫الوحدة ليست محصورة إطالقا عىل عمل طائفي‬ ‫معني بل عىل العكس‪ ،‬هو الوضع املثايل عىل أمل‬ ‫أن تكون جميع الطوائف قادرة عىل أن ُتجمع عىل‬ ‫يرسخ وحدة‬ ‫وحدة الكلمة بني بعضها ألن هذا ما ّ‬ ‫الوطن ووحدة الثوابت واملوقف املواجه للعدوان‬ ‫اإلرسائييل الذي يدق األبواب يف هذه املنطقة”‪.‬‬ ‫وتابع الخليل‪ “ :‬معايل الوزير نحن هنا‬ ‫بترشيفكم ومبعيتكم موجودون يف القضاء‬ ‫الوحيد الذي ما زال محت ًال ‪ ‬من العدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫عربت عنه فيام يتعلق بدعم‬ ‫فلذلك املوقف الذي‬ ‫املقاومة وصمود الناس والتأكيد عىل أن املقاومة‬ ‫حق‪ ،‬ليتجىل أكرث وضوحاً مام ميكنكم أن ترونه‬ ‫هنا وبالعني املجردة ؛ فـ”إرسائيل” ال تزال محتلة‬ ‫ملزارع شبعا‪ ،‬وبني اآلونة واألخرى تبدي رغبة بزيادة‬ ‫اعتداءاته حتى الخط األزرق التي رسمته قوات‬ ‫األمم املتحدة‪ .‬وهنا أريد أن أتوجه بكلمة مبناسبة‬ ‫املحاولة الجدية التي يسعى إليها الرئيس املكلف‬ ‫بتشكيل الحكومة‪“ :‬أن امللف األهم يا دولة الرئيس‬ ‫املكلف سعد الحريري‪ ،‬ابن املرحوم الرئيس رفيق‬ ‫الحريري‪ ،‬والذي يجب أن يكون له األولوية التامة هو‬ ‫ملف مواجهة العدوان اإلرسائييل بكل تفاصيله‪،‬‬ ‫بدءا من العدوان الحقيقي عىل األرض والناس‪ ،‬إىل‬

‫‪31‬‬

‫العدوان الذي تخطط له هذه الطغمة الحاكمة‬ ‫يف “إرسائيل” اليوم يف موضوع التوطني‪ ،‬من خالل‬ ‫تهجريها حتى لسكان املناطق العربية‪ .‬هذا هو‬ ‫امللف األول الذي يجب أن يفرض علينا جميعاً قيام‬ ‫حكومة وحدة وطنية ورشاكة حقيقية تذهب إىل‬ ‫عمق معنى الرشاكة‪ ،‬ألن هذا الخطر الداهم ال‬ ‫ميكن أن يكون سببا لوضع حدود ما بني اللبنانيني‪،‬‬ ‫وعىل العكس هذا الوضع القائم اليوم هو أساس‬ ‫لتجميع الصفوف؛ وتجميع الصفوف يبدأ بحكومة‬ ‫وحدة وطنية فاعلة وبرشاكة حقيقية تؤكد بأننا‬ ‫جميعاً يف مواجهة هذا العدو الغاشم‪”.‬‬ ‫وختم الخليل متوجها للوفد واملشايخ‪“ :‬أنتم‬ ‫السياج الحقيقي لكل ما له عالقة مبقاومتنا‬ ‫يف هذه املنطقة‪ ،‬وهناك من يسأل حتى‬ ‫يف لبنان‪ ،‬إىل متى سيبقى القسم ‪ ‬األكرب‬ ‫من اللبنانيني عىل أولوية املقاومة؟! إن هذه‬ ‫املقاومة حق للبنانيني قررته رشعة األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬ونحن نقول ألهلنا وإخواننا يف الفريق‬ ‫الذي ال يزال يحاول طرح األسئلة حول سالح‬ ‫ّ‬ ‫“تفضلوا زورونا يف هذا القضاء ويف‬ ‫املقاومة‬ ‫“حاصبيا” لرتوا بأم العني هذا االحتالل الجائر‬ ‫عىل قلوب اللبنانيني رغم كل املحاوالت”‪ .‬لذلك‬ ‫فإن املقاومة وسالحها ودعم صمود األهايل‬ ‫يف املناطق املقاومة هي من أولويات وجودنا‬ ‫وحديثنا السيايس”‪.‬‬ ‫بعد ذلك انتقل وهاب والوفد املرافق إىل منزل‬ ‫الشيخ أبو سعيد مهنا أبو رافع يف عني قنيا ثم‬ ‫زار الشيخ سميح البحري يف القرية نفسها ‪،‬‬ ‫ثم قام بزيارة مقام الشيخ أبو سلامن دريب‪.‬‬ ‫ويف ختام الجولة أقيم للوزير وهاب والوفد‬ ‫واملشايخ مأدبة غذاء يف منزل الشيخ باسم‬ ‫دربية يف “عني جرفا”‪ ،‬حرضه حشد من مشايخ‬ ‫ووجهاء املنطقة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وفد علمائي من «حزب هللا» في زيارة‬ ‫للمرجع الروحي أبو علي سليمان أبو ذياب‬ ‫‪ ‬زار وفد علاميئ من حزب الله برئاسة عضو‬ ‫املجلس السيايس الشيخ عبد املجيد عامر‪ ،‬املرجع‬ ‫الروحي يف طائفة املوحدين الدروز الشيخ أبو‬ ‫عيل سليامن أبو ذياب يف دارته يف الجاهلية‪.‬‬ ‫وكان يف استقبال الوفد رئيس هيئة العمل‬ ‫التوحيدي الشيخ صالح ضو وحشد من املشايخ‬ ‫ورجال الدين وفعاليات البلدة‪.‬‬ ‫بداية القى االستاذ بهاء عبد الخالق كلمة‬ ‫ترحيبية‪،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫قبس من ذلك القلب‬ ‫هي‬ ‫اذ‬ ‫باملحبة نبدأ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫النقي‪ ،‬هو قلبك يا حرضة‬ ‫التقي‬ ‫املؤمن‬ ‫التوحيدي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االب الفاضل سامحة املرجع الشيخ ابو عيل‬ ‫سليامن ابو ذياب‪.‬‬ ‫باملحبة نبدأ‪ ،‬ألنها نفحة االريج العابق من تلك‬ ‫الذراعني املرفوعتني دوماً تذرعاً لله عزوجل‪ ،‬بأن‬ ‫يحمي لبنان وينرص الحق عىل الباطل ويقهر‬ ‫ذاك العدو املتغطرس املرتبص بنا للهيمنة عىل‬ ‫االرض واالنسان‪.‬‬ ‫فاملحبة نور الصدق الداحض ظلمة الرش‪ ،‬الرافع‬ ‫لواء الحق‪ ،‬اآلخذ بيد العدل‪ ،‬املنترص للمظلوم‬ ‫واملسقط للظامل‪ ،‬املتمسك باملقاومة كواجب‬ ‫انساين وحق وطني‪.‬‬ ‫اه ًال وسه ًال بكم جميعاً يف هذا البيت‬ ‫التوحيدي الكريم‪ ،‬الذي عودنا دامئاً حني عزّت‬ ‫الرجال عن ولوج املواقف الوطنية والقومية‪،‬‬ ‫كان الحاضن للمقاومة واملؤمن بحق االنسان يف‬ ‫الدفاع عن ارضه وعرضه واملدافع عن رشعية‬ ‫املقاومة والداعي اىل اجامع وطني حولها‪ ،‬النها‬ ‫عزة هذا الوطن ورشفه‪.‬‬ ‫ضمن هذا السياق تم هذا اللقاء بعمقه املاضوي‬ ‫وتطلعاته املستقبلية‪.‬‬ ‫واضاف‪:‬‬ ‫ارشقت شمس علينا من جباه املؤمنني‬ ‫كتب الله عليها آية النرص املبني‬ ‫حققت نرصاً جنوباً وغداً يف فلسطني‬ ‫كلنا للقدس اهل يك نص ّد الغاصبني‬ ‫نحن اهل البيت‪ ،‬انتم اهلنا والبيت دين‬ ‫ال تسل كيق التقينا منذ االف السنني‬ ‫نرشع االميان عهداً يك ّ‬ ‫موحدين‬ ‫نظل َّ‬ ‫يف كفاح مستمر‪ ،‬يف دفاع عن عرين‬ ‫يحفظ التاريخ درساً يف ّ‬ ‫سجل الخالدين‬ ‫العني تعرف اختها يف مسيح املسلمني‬ ‫كلنا يف الحق واحد عند رب العاملني ‬ ‫ال تسل كيف التقينا منذ اآلف السنني‬ ‫اه ًال وسه ًال بكم يف بيتكم‬ ‫ثم تحدث الشيخ عامر قائ ًال‪ “ :‬جئنا إليكم‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الشيخ أبو ذياب‬

‫جانب من املشايخ‬

‫الشيخ عامر‬

‫بعض الحضور من املشايخ‬

‫محملني بتحيات قيادتنا يف حزب الله واملقاومة‪،‬‬ ‫وعىل رأسهم سامحة األمني العام السيد حسن‬ ‫نرص الله‪ ،‬لنقول يف هذا اللقاء الكريم‪ ،‬يف هذا‬ ‫البيت العريب العريق املقاوم‪ ،‬يف هذه البلدة‬ ‫املقاومة التي لها فضل كبري عىل املقاومة‬ ‫عندما وقفت إىل جانبها يف أحلك الظروف وأدق‬ ‫املراحل‪ ،‬جئنا لنقول بأن هذا الجبل األشم‪ ،‬طاملا‬ ‫كانت له مواقف بطولية يف التصدي ألعداء الحق‬ ‫واإلنسانية وعىل رأسهم “إرسائيل”‪ .‬ونحن نعرف‬ ‫هذا الجبل عن كثب وتربطنا به عالقة عضوية هي‬ ‫عالقة االنتامء الواحد والوطنية الواحدة والقومية‬

‫‪32‬‬

‫الواحدة؛ هذا الجبل وقف إىل جانب املقاومة عندما‬ ‫كانت تتصدى ألعتى اآلليات العسكرية يف هذا‬ ‫العرص‪ ،‬واملتمثلة بالجيش اإلرسائييل الذي أراد أن‬ ‫يقسم البلد‪ ،‬فكانت له املقاومة باملرصاد وكان‬ ‫لهذا الجبل دور كبري”‪.‬‬ ‫أضاف الشيخ عامر‪ :‬لقد علمتنا التجارب‬ ‫واألحداث أن لبنان هو بلد التعايش واملحبة والوفاق‪،‬‬ ‫اال ان لبنان الذي نريد باالضافة اىل هذه القيم‬ ‫واملبادئ التي نحرص يف الحفاظ عليها‪ ،‬هو ان‬ ‫يكون قويا وان يستمد قوته من وحدة ابنائه‬ ‫وطوائفه‪ ،‬وعىل رأس هذه املكونات تأيت املقاومة‬

‫عبد الخالق‬

‫الشيخ آبوذياب يف حوار مع الوفد‬

‫لتكون هي الجامع الوطني الكبري ألبناء هذا‬ ‫الوطن وملذاهبه‪ .‬لقد كان لبنان قويا وانترص عىل‬ ‫أعدائه يف معارك كثرية كان عىل رأسها حرب‬ ‫متوز ‪ 2006‬واالنتصار الكبري‪ .‬من هنا استمد هذا‬ ‫البلد قوته‪ ،‬من مقاومته والتفاف شعبه حولها‪،‬‬ ‫ونؤكد مجددا أن ال خيار لنا إال بوحدتنا وبوفاقنا‬ ‫وبعيشنا املشرتك‪ ،‬دون أن نتنازل عن حقوقنا‬ ‫وأوىل هذه الحقوق هي املقاومة”‪.‬‬ ‫وقال متابعا‪ “ :‬املقاومة بكم تكرب وتنترص‪،‬‬ ‫ومن وقف مع املقاومة فإنها لن ّ‬ ‫تقل وفا ًء عنه‪،‬‬ ‫وستقف معه‪ ،‬ستقف مع هذه البلدة‪ ،‬مع‬ ‫أصحاب السامحة‪ ،‬مع هذا الجبل‪ ..‬نريد أن تبقى‬ ‫العزة قامئة‪ ،‬والرؤوس مرفوعة‪ ،‬والهامات عالية‪،‬‬ ‫وأن تبقى الوحدة هي سيدة املوقف‪”.‬‬ ‫وأكد الشيخ عامر أن املقاومة اليوم أقوى مام‬ ‫كانت عليه يف أي وقت آخر‪ ،‬وهي يف جهوزيتها‬ ‫التامة واستفادت وأعادت متوضعها بعد حرب‬ ‫متوز‪ .‬وأضاف‪ “ :‬إننا من هنا‪ ،‬من قلب لبنان نقول‬ ‫للعدو املرتبص رشا بنا ويهدد ويتوعد أننا‬ ‫موحدون ومتضامنون حول مقاومتنا وسالحها‪،‬‬ ‫فهام عنوان وعزة هذا البلد‪ ،‬ألن املقاومة مل تعط‬ ‫القوة للبنان فحسب‪ ،‬وإمنا أعطت القوة والعزة‬ ‫لكل األمة‪”.‬‬ ‫خامتا كالمه بالقول‪“ :‬لقاؤنا هذا ليس لقاء‬ ‫مجاملة‪ ،‬إمنا عرفان بالجميل ألهل العرفان‬ ‫بوقوفهم إىل جانب املقاومة‪ .‬ولنؤكد عىل‬ ‫الثوابت الوطنية واإلسالمية التي إمنا يتوحد البلد‬ ‫من خاللها‪ ،‬وندعو الجميع لالقتداء بهذه الخطوات‬ ‫وإجراء املصالحات‪ ،‬ولتكن املواقف والنوايا والقلوب‬ ‫موحدة‪ ،‬ولتكن وحدة الصف والرأي واملوقف عنوان‬ ‫مرحلتنا وعنوان سياستنا وعنوان تضامننا”‪.‬‬ ‫ثم تحدث املرجع الشيخ أبو ذياب قائ ًال‪ “ :‬نرحب‬ ‫بكم يف داركم ونوضح أن العالقة بيننا وبينكم‬ ‫ال موقع للخالف فيها‪ ،‬وما حصل غيمة عابرة‬ ‫وينبغي نسيانه نسيانا تاما‪ .‬إن أهل البيت الواحد‬

‫‪33‬‬

‫يختلفون أحيانا ولكنهم دامئا متفقون جميعا‬ ‫عىل أن يبقى البيت مصانا”‪.‬‬ ‫مضيفا‪ “ :‬املقاومة اآلن حاجة ملحة لصون‬ ‫البيت الذي هو الوطن والدفاع عنه‪ ،‬وال ميكن‬ ‫يف هذا الوقت التخيل عنها أو أن نأيت بأقوى‬ ‫منها أو شلها‪ .‬يف يدك سالح‪ ،‬والعدو بكل قواه‬ ‫مقبل عليك لهالكك‪ ،‬أتلقي سالحك وتقدّم إليه‬ ‫رقبتك؟؟ هذا يشء غري مقبول‪ ،‬إذا ال بد مام ال بد‬ ‫منه”‬ ‫وأكد الشيخ أبو ذياب عىل أن طائفة املوحدين‬ ‫الدروز حرصت من بدء تاريخها عىل صيانة الوطن‬ ‫بأغىل االمثان‪ ،‬مشريا إىل أن تاريخها مقاومة‬ ‫وال ميكن لها أن تتخىل عن تاريخها أو تغريه وال‬ ‫عربة ببعض الحاالت النادرة العابرة‪ ،‬فالحكم عىل‬ ‫الغالب دامئا‪ .‬‬ ‫شدد الشيخ أبو ذياب عىل أهمية العالقة بني‬ ‫لبنان وسوريا قائال‪“ :‬أن ال بد وال غنى عن العالقة‬ ‫املميزة بني البلدين‪ ،‬وال ميكن التفريق بني عائلة‬ ‫هنا وعائلة هناك‪ ،‬هم ذات العائلة وهم كثار‪،‬‬ ‫خاصة الخطر املحدق بالجانبني إذ أن العدو واحد‬ ‫واملصيبة واحدة”‪.‬‬ ‫أما عن العالقة مع إيران تساءل الشيخ أبو‬ ‫ذياب‪ “ :‬هل نبعد شخصا يريد أن يساعدنا وال‬ ‫نريد مساعدته‪ ،‬ونستجدي شخصا ال يريد أن‬ ‫يساعدنا إال برشوط تق ّوي عد ّونا أكرث بكثري مام‬ ‫تق ّوينا؟!”‪.‬‬ ‫وختم‪ “ :‬أن طائفتنا‪ ،‬طائفة املوحدين الدروز‬ ‫ترحب بهذا الوفاق بيننا وبينكم‪،‬‬ ‫املسلمة املؤمنة ّ‬ ‫وترغب يف أي وفاق بني أبناء وطننا الواحد‪ ،‬حيث ال‬ ‫غنى عنه يف بناء أي وطن من األوطان‪ ‬ألن الوفاق‬ ‫يبني ويؤول إىل النرص وتحقيق األمل‪ ،‬واالختالف‬ ‫يهدم ويؤدي إىل الفشل وكرثة اآلفات والعلل‪،‬‬ ‫فلنخرت إذن أحسن السبل‪ ،‬والله ويل التوفيق‪.‬‬ ‫إننا نحيي هذا اللقاء الوديّ األخويّ ‪ ،‬ونحيي‬ ‫قيادتكم الواعية ونشكر زيارتكم الكرمية”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وفد علمائي من «حزب هللا» في زيارة‬ ‫للمرجع الروحي الشيخ حسيب الصايغ‬ ‫زار وفد علاميئ من حزب الله برئاسة عضو‬ ‫مجلس الشورى الشيخ محمد يزبك‪ ،‬أحد املراجع‬ ‫الروحية يف طائفة املوحدين الدروز الشيخ أبو‬ ‫سليامن حسيب الصايغ يف دارته يف معرصيتي‬ ‫ قضاء عاليه‪ ،‬وذلك يف إطار جولة شملت‬‫مختلف املرجعيات الروحية للطائفة‪ .‬وكان يف‬ ‫استقباله نائب رئيس تيار التوحيد سليامن‬ ‫الصايغ ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ‬ ‫صالح ضو وحشد من املشايخ ورجال الدين‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جلسة حوار ومودة‬

‫الصايغ‬

‫يزبك‬ ‫وأكد الشيخ يزبك خالل اللقاء “أن التاريخ‬ ‫يشهد بأن أبناء هذه الطائفة‪ ،‬هم أهل التوحيد‬ ‫واملقاومة وأهل الكرم والشجاعة والبطولة‪ ،‬وأهل‬ ‫التاريخ الناصع يف املواقف الرشيفة”‪.‬‬ ‫أضاف‪“ :‬سلطان باشا األطرش سيبقى هو‬ ‫العلم املشع واملنرب عىل هذه املنطقة‪ ،‬من خالل‬ ‫مقاومته لالحتالل‪ .‬وإن رحل فبقيتم‪ ،‬وبقي كل‬ ‫املحبني الذين يتابعون طريق املقاومة والجهاد من‬ ‫أجل عروبة لبنان‪ ،‬ليبقى هذا الوطن العريب وطنا‬ ‫كرميا عزيزا بأهله‪ .‬وإننا نستمد من املايض لهذا‬ ‫الحارض من أجل مستقبل يكون فيه كل الخري‬ ‫والعطاء”‪.‬‬ ‫وتابع الشيخ يزبك‪“ :‬يرشفنا اليوم أن نكون‬ ‫معكم وبينكم‪ ،‬ونحمل لكم تحيات وسالم‬ ‫سيد املقاومة السيد حسن نرص الله الذي‬ ‫يبارك مواقفكم الكرمية والرشيفة‪ .‬وهذا الجبل‬ ‫األشم سيبقى جبل العروبة وجبل التوحيد‬ ‫واملوحدين وجبل توحيد الكلمة ومللمة الصف‬ ‫وجمع الشمل‪ ،‬وسيبقى هذا الجبل هو املنار‬ ‫لوحدة إسالمية وعربية ووطنية إسالمية‬ ‫ومسيحية‪ ،‬يحمل هذه العناوين الكبرية يف‬ ‫القلوب الناصعة بالعطاء والصفاء؛ صفاء هذه‬ ‫العامئم وهذه الروح‪ ،‬لنكون نحن الظهر الظهري‬ ‫لسوريا العروبة التي تقف يف وجه كل مؤامرات‬ ‫اآلخرين‪ .‬وسيبقى هذا الجبل بأهله وشيخنا‬ ‫ومشايخنا أيضا الظهر املنيع للفلسطينيني‪،‬‬ ‫من عرب ومسلمني وموحدين‪ ،‬والذين يواجهون‬ ‫أيضا اليوم ذلك االحتالل ومؤامراته‪ .‬وتغييب‬ ‫التوحيد عن ساحته لقطع كل املعونات عنه‪.‬‬ ‫إننا نكرب فيهم تلك املظاهرات واملسريات‪،‬‬ ‫لتكون هي امتداد ألنفسنا جميعا‪ ،‬فنحن مع‬ ‫فلسطني وكل مقاومة يف فلسطني”‪ .‬كام أكد‬

‫تخيفنا” الفتا إىل “أن العدو يحاول أن يدخل عىل‬ ‫خط تأليف الحكومة اللبنانية ويريد أن يتحفظ‬ ‫عىل دخول فئة من اللبنانيني فيها‪ ،‬ويهدد ويتوعد‪.‬‬ ‫ونقول له‪“ :‬لو كان بإمكانه أن يفعل شيئا ملا‬ ‫انتظر‪ ،‬ولكن بفضل قوتكم ووحدتنا وإمكانياتنا‬ ‫فهو عاجز عن تحقيق أمنياته‪ .‬نحن أقوى وأكرب‬ ‫من العام ‪ 2006‬وال يستطيع ال العدو اإلرسائييل‬ ‫وال غريه أن يغري وجه لبنان وينقله من عروبته‬ ‫إىل مكان آخر؛ فلبنان الظهر الظهري لسوريا‬ ‫وستبقى سوريا العامود الفقري للبنان رغام عن‬ ‫أنوف الذين ال يقبلون‪ .‬وال ميكن للبنان أن يعيش‬ ‫معزوال عن محيطه العريب‪ .‬ولن نسمح بأن يكون‬ ‫العدو جار والجار عدو‪ .‬فهذه املعادلة سقطت‪.‬‬ ‫ستبقى العروبة هي األصالة وستبقى إرسائيل‬ ‫هي العدو‪ ،‬والجوالن سيعود رغام عن “برييز‬ ‫ونتنياهو”‪ ،‬بفضل املوحدين واملقاومني والرشفاء‪،‬‬ ‫إن مل يكن غدا فبعد غد‪ ..‬ال ميكن أن ميوت حق‬ ‫وراءه مطالب”‬

‫املشايخ ونائب رئيس تيار التوحيد يف استقبال الوفد العلامين‬

‫الشيخ الصايغ يرحب بالشيخ يزبك يف منزله‬

‫الشيخ يزبك عىل الوقوف معا لبناء الوطن‪:‬‬ ‫“نحن معكم يدا بيد‪ ،‬نعمل من أجل بناء هذا‬ ‫الوطن‪ .‬ويأىب لبنان إال أن ترسموا أنتم مستقبله‬ ‫وخارطته العربية والقومية‪ ،‬ونرفض أن يكون‬ ‫لبنان سلعة بأيدي أمريكا وإرسائيل واملتآمرين‪.‬‬ ‫لبنان بوجهه العريب سيبقى عربيا‪ ،‬بل منطلقا‬ ‫للعروبة واإلسالم‪ .‬جئناكم اليوم لنشد عىل‬ ‫أيدينا جميعا‪ ،‬وعىل أيديكم‪ ،‬ملقاومة أنتم‬ ‫حصنها‪ .‬وهذا الجبل سيبقى الحاضن ملقاومة‬ ‫العدو برجاله وبشخصياته وبرؤسائه وببيته‬ ‫املوحد‪ .‬وإننا نتطلع للموحدين كيف يوحدون‬ ‫بيتهم مع كل ما جرى من أجل توحيد هذا‬ ‫الوطن ورفع مستواه‪ .‬نحن نكرب فيكم هذا‬

‫‪34‬‬

‫العطاء من كل البيوتات يف هذا الجبل‪ ،‬ومن كل‬ ‫الرؤى املوجودة فيه‪ ،‬ونسعى اليوم من خالل هذه‬ ‫اللقاءات مع العلامء ومع أهلنا من أجل التمهيد‬ ‫لوحدة وطنية‪ ،‬فنحن نريد أن نكون رشكاء‬ ‫جميعا يف هذا الوطن‪ ،‬ورفعه عىل أكتافنا بكل‬ ‫همومه والدفاع عن أي ذرة من ترابه ليبقى كرميا‬ ‫وعزيزا‪ .‬وال عزة إال بعزة أهله وحدتهم‪ .‬وإن قوة‬ ‫لبنان بوحدة أبنائه ومتاسكهم وليس كام كان‬ ‫يقال بأن قوة لبنان بضعفه”‪.‬‬ ‫وختم الشيخ يزبك مشددا عىل رضورة‬ ‫املشاركة يف حكومة الوحدة الوطنية مشاركة‬ ‫حقيقية‪ ،‬لنحفظ الوطن من مؤامرات اآلخرين‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن “ال تهديدات نتنياهو وال غريه‬

‫ثم ألقى كلمة املرجع الروحي الشيخ‬ ‫أبوسليامن حسيب الصايغ الشيخ راتب نرصالله‬ ‫أبوذياب وجاء فيها‪:‬‬ ‫أيها العلامء‪ ،‬أيها الوفد الكريم‪ ،‬حللتم أه ًال‬ ‫فتألألت وشائح القرابة التاريخية تستقي‬ ‫حقائقها وعواطفها من األرومة الواحدة التي‬ ‫تجمعنا معاً نحن وإياكم بآل بيت رسول الله (‬ ‫صىل الله عليه وسلم) بدءاً بخليفته وموضع‬ ‫رسه يف رسالته اإلسالمية للعامل أمام املة بعده‬ ‫ّ‬ ‫عليه السالم‪ ،‬زوج ابنته فاطمة الزهراء‪ ،‬جدتنا‬ ‫عليها السالم رضوان الله عليها‪.‬‬ ‫هذا النسب اإلسالمي العظيم الذي استند‬ ‫اليه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الليه عليه‬ ‫السالم‪ ،‬القائم بدعوة مذهب التوحيد اإلسالمي‬ ‫جامعاً لألمة االسالمية بقوله تعاىل “ان هذه‬ ‫أمتكم أمة واحدة‪ ،‬وانا ربكم فاعبدوين”‪.‬‬ ‫فام اطيب هذه األرومة وهذا الوالء كقول‬ ‫الشاعر‪:‬‬ ‫فكم لله ارشاف الربايا ‬ ‫لهم قدر عظيم بالكرامة‬ ‫فمن واألهم حقاً وصدقاً‬ ‫كرامته الشفاعة يف القيامة ‬ ‫“من هذه الينابيع الروحية اإلسالمية الجوهرية‬ ‫التوحيدية‪ ،‬نستقي عوامل املرابطة واملجاهدة‬ ‫والجهاد‪ ،‬قلباً واحداً ويداً واحدة دفاعاً عن األرض‬ ‫والعز وسالمة وطننا لبنان‪ ،‬كام كنا منذ ألف‬ ‫ومئتي عام يف بالدنا العربية اإلسالمية‪ .‬وكم‬ ‫دحرنا من غزاة مراراً‪ ،‬والتاريخ حافل بذلك منذ‬ ‫الغزو الصلبيبي حتى اليوم‪ .‬ومازلنا عىل ثوابتنا‬ ‫الوطنية والعربية واإلسالمية عىل هذه األرض‬ ‫الطيبة التي وصلتنا إليها دعوة التوحيد املذكورة‪،‬‬ ‫التي حملها أجدادنا‪ .‬ونحن فيها ثابتون وعىل‬

‫موقف واحد يف دعم املقاومة‬

‫عهد الوالء والفداء سائرون مقاومون‪ .‬وبالدماء‬ ‫والوالء للمقاومة اإلسالمية العربية التي حطمت‬ ‫كربياء وغطرسة العدوان اإلرسائييل عىل أرض‬ ‫لبنان‪ ،‬نحن لها مجندون”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬فشل املرشوع االستعامري األمرييك‬ ‫الصهيوين الذي أراد أن ينال من املنطقة من إيران‬ ‫إىل سوريا إىل لبنان‪ ،‬فولىّ بوصمة عار عىل وجه‬ ‫بوش‪ .‬ففي قلب العروبة النابض‪ ،‬سوريا‪ ،‬كل‬ ‫خري للبنان ولألمة العربية اإلسالمية‪ .‬وقد غيظ‬ ‫العدى من انتصار املقاومة يف لبنان‪ ،‬فقاموا بدس‬ ‫الفنت الطائفية‪ .‬وما حصل يف السابع من أيار‪،‬‬ ‫له امتحان و ِعربة وليس عَربة‪ ،‬فرجح العقل وهو‬ ‫إمامنا‪ ،‬والوعي والحكمة منهجنا‪ ،‬وهذه مساعي‬ ‫املصالحة الوطنية أثبتت حسن النوايا كام يف‬ ‫قوله تعاىل” فاما الزبد فيذهب جفا ًء واما ما‬ ‫ينفع الناس فيمكث يف االرض”‪.‬‬ ‫فثبتت الثوابت الوطنية واألخالقية السامية‪،‬‬ ‫وانترص لبنان‪ ،‬لنكون قلبا واحدا ضد عدو واحد ما‬

‫‪35‬‬

‫من عدو غريه وهو “إرسائيل”‪ ،‬رسطان يف الجسد‬ ‫العريب‪ ،‬ونحن لها باملرصاد‪ ،‬فالصرب صرب‪ ،‬والصرب‬ ‫واالميان مبنزلة الرأس من الجسد”‪ ،‬أعاننا الله لنكون‬ ‫عند قوله تعاىل “يا أيها الذين آمنوا اصربوا‬ ‫وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” ويف‬ ‫قوله سبحانه “اوعتصموا بحبل الله جميعاً وال‬ ‫تفرقوا‪ ،‬ونتمثل قول االمام جعفر الصادق عليه‬ ‫السالم “اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع”‪.‬‬ ‫أما أعداء لبنان وأعداء شعبه ووحدته وصلح‬ ‫اهله وسيادته‪ ،‬يجوز عليهم قوله تعاىل “‬ ‫عليهم”‬ ‫حرسات‬ ‫اعاملهم‬ ‫الله‬ ‫سرييهم‬ ‫والحمدالله لقد زالت غيوم كانت تحجب شمس‬ ‫وحدة الوطن وشعبه‪.‬‬ ‫وختاماً “ربنا ال تزغ قلوبنا إذ هديتنا‪ ،‬وهب لنا‬ ‫من لدنك رحمة‪ ،‬انك انت الوهاب “ صدق الله‬ ‫العي العظيم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فاه ًال وسه ًال بكم والسالم عليكم ورحمة الله‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬ ‫وهاب زار الداوود في مكتبه وأطلعه على لقائه بجنبالط ‪:‬‬

‫اإليمان بالمقاومة والموقع القومي للطائفة الدرزية والعالقات الممتازة مع سوريا‬ ‫الداوود‪ :‬نث ِّمن مواقف جنبالط إذا كانت استراتيجية وصادقة‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫أمني عام حركة النضال اللبناين العريب النائب‬ ‫السابق فيصل الداوود يف مكتبه يف بريوت وكان‬ ‫لوهاب الترصيح التايل بعد الزيارة‪ :‬زرت اليوم األخ‬ ‫والصديق فيصل بك الداوود‪ ،‬الذي جمعتنا وإ ّياه‬ ‫سنوات من التنسيق القائم حول كل القضايا‪،‬‬ ‫وكل خطوة نقوم بها ال بد أن يكون فيصل بك‬ ‫يف الجو نظراً للتحالف السيايس الذي يجمعنا‬ ‫الشخصية‬ ‫الصداقة‬ ‫إىل‬ ‫باإلضافة‬ ‫معه‪،‬‬ ‫واألخوية القامئة‪ .‬ففيصل بك وباستمرار كان يف‬ ‫الخط السيايس الصحيح والصائب ويف املوقع‬ ‫القومي‪ ،‬هو الذي دفع مثن خياراته طويال‪ ،‬وال زال‬ ‫مستعدا ليدفع أمثان خياراته وال يساوم ال عىل‬ ‫موقع‪ ،‬وال عىل أي منصب‪ ،‬وهو الذي يأخذ خياره‬ ‫السيايس الصائب حتى لو كان عىل حساب‬ ‫مصالحه الشخصية‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب “كان من الطبيعي بعد لقايئ مع‬ ‫األستاذ وليد جنبالط أن أضع فيصل بك يف هذه‬ ‫األجواء‪ ،‬وكنا قد ذهبنا إىل املعركة يف السابق‬ ‫معاً‪ ،‬وحتام إىل أي ميثاق يجب أن نذهب معاً‬ ‫ضمن أسس سياسية معينة‪ .‬فاللقاءات‬ ‫ولكن‬ ‫الشخصية يشء‪ ،‬واالتفاقات السياسية يشء‬ ‫آخر‪ ،‬واملهم أن يكون هناك اتفاق سيايس داخل‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬وهو أساس الوحدة‪ ،‬وأي اتصاالت‬ ‫داخل الطائفة الدرزية أو لقاءات ال تستكمل وال‬ ‫تصبح كاملة إذا كان هناك أي طرف خارجها‪ .‬لذلك‬ ‫فأنا مقتنع بأن فيصل بك والحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬إىل جانب أطراف آخرين يجب أن يكونوا‬ ‫ضمن هذه االتصاالت‪ ،‬يف حال أردنا أن يكون هناك‬ ‫مروحة اتصاالت متكاملة وكاملة‪ .‬نحن نرحب‬ ‫بأي تعديل سيايس يف موقف أي طرف كان‪ ،‬إذا‬ ‫كان هذا الطرف سيلتزم باملبادئ السياسية التي‬ ‫ناضلنا من أجلها طيلة السنوات املاضية‪ .‬وهناك‬ ‫ثوابت معينة حددناها نحن وفيصل بك وكل‬ ‫األطراف الوطنية عىل الساحة الدرزية واللبنانية‪،‬‬ ‫ومنها اإلميان باملقاومة‪ ،‬وباملوقع القومي للطائفة‬ ‫الدرزية‪ ،‬واإلميان بعالقات جيدة ومميزة وممتازة مع‬ ‫سوريا‪ .‬وهذه مبادئ أساسية وعىل أساسها يتم‬ ‫أي تقارب داخل الطائفة الدرزية أو خارجها‪.‬‬ ‫وحول تشكيل الحكومة ويف هذا قال وهاب‪:‬‬ ‫“املطلوب من الرئيس املكلف أن يخرج إىل حد‬ ‫ما من هذه البالدة السياسية التي ميارس فيها‬ ‫عملية التشكيل‪ ،‬فال يجوز أن يستمر األمر‬ ‫معلقا إىل آخر الصيف كام نسمع‪ ،‬وال يجوز أن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يتم تشكيل الحكومة وكأن البلد يسري بشكل‬ ‫عادي وليس هناك أي مشكلة‪ ،‬فالوضع ال يحتمل‬ ‫ترصيف أعامل ملدة سنة‪ ،‬ويجب أن يبادر إىل‬ ‫احداث ثغرات تؤ ّمن التأليفة الرسيه للحكومة‪،‬‬ ‫حيث يعرف مطالب املعارضة الواضحة وهي ‪11‬‬ ‫وزيرا‪ ،‬ومطلب رئيس الجمهورية الواضح بستة‬ ‫وزراء‪ ،‬ولرئيس الجمهورية الحق أن يكون قوة مرجحة‬ ‫بني املواالة واملعارضة ال أن يكون قوة شكلية‪ .‬هذه‬ ‫األمور يجب أن يتم اإلرساع بها‪ ،‬واإلرساع يف‬ ‫االنفتاح بالعالقات اللبنانية السورية‪ ،‬كام يجب‬ ‫أن ال ينتظر األستاذ سعد االتصاالت اإلقليمية أو‬ ‫الدولية‪ ،‬بل يجب أن تكون هناك مبادرة لبنانية‬ ‫باتجاه إعادة تنقية العالقات مع سوريا‪ ،‬وهذه أمور‬ ‫رضورية ورسيعة إلنجاز تأليف الحكومة الجديدة‪”.‬‬

‫الداوود‬ ‫استهل الداوود حديثه بالثناء عىل وهاب قائ ًال‪:‬‬ ‫“االستاذ وئام صديق وحبيب‪ ،‬وهو حقيقة مخلص‬ ‫يف موقفه الوطني والقومي‪ ،‬ومن خط املعارضة‬ ‫الوطنية والدرزية‪ .‬كان اللقاء جولة أفق مع االستاذ‬ ‫وئام نتيجة حصيلة االتصاالت األخرية مع بعض‬ ‫القيادات اللبنانية‪.‬‬ ‫فاملناخ الوفاقي يف لبنان يعزز الوحدة الوطنية‬ ‫ويكرس السلم األهيل‪ ،‬ومواقف وليد جنبالط‬ ‫األخرية نثمنها إذا كانت اسرتاتيجية وصادقية‪ ،‬ويف‬ ‫الخط الوطني والقومي والحفاظ عىل املقاومة‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫علينا االنتظار بعض الوقت لكشف مصداقية‬ ‫تحوالت وليد جنبالط السياسية‪ .‬أما في املوضوع‬

‫‪36‬‬

‫الدرزي يجب أن تكون الدميقراطية هي مدخل‬ ‫التعددية السياسية داخل الطائفة‪ ،‬وهي التي‬ ‫تحقق الوفاق داخل الطائفة عىل أسس وطنية‪ ،‬ومن‬ ‫مؤسسايت يف إطار بناء مؤسسات‬ ‫ضمن عمل‬ ‫تعنى باإلطار االجتامعي واالقتصادي والرتبوي‪،‬‬ ‫وتعزز الوضع املعييش املأساوي للمواطن الدرزي‬ ‫يف مناطقنا الذي يدفع للهجرة خارج لبنان‪ .‬كذلك‬ ‫من رشوطنا األساسية رفع الغطاء السيايس عن‬ ‫األوقاف الدرزية وتحويلها إىل أوقاف ملصلحة الدروز‬ ‫ككل ال ملصلحة بعض القيادات السياسية‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك عامل أسايس لتفعيل الدور االجتامعي‬ ‫واالقتصادي داخل الطائفة‪ .‬باإلضافة لرشط آخر‬ ‫وهو البحث يف موضوع مشيخة العقل‪.‬‬ ‫وأضاف الداوود‪ :‬كل هذه األمور تعزز الوفاق‬ ‫داخل الطائفة وتعزز لحمة املوقف‪ ،‬إذا كان هناك‬ ‫مصداقية يف االتجاه الوطني والقومي‪ .‬أما يف‬ ‫اإلطار العام‪ ،‬نحن نعترب أن التأخري يف تشكيل‬ ‫الحكومة هو تأخري ضد مصلحة لبنان‪ ،‬كام أننا مع‬ ‫حكومة وفاق وطني ال مع حكومة وحدة دولية‪ ،‬ألن‬ ‫الظاهر فيام يحصل يف لبنان هو انعكاس ملطالب‬ ‫دولية ال تخدم لبنان‪ ،‬بل عىل العكس تفجر الوضع‬ ‫الداخيل فيه‪ .‬نتأمل خرياً يف هذه املرحلة‪ ،‬ونأمل‬ ‫أن يكون لبنان مقبال عىل مرحلة من االستقرار‬ ‫السيايس واالقتصادي واألمني‪ ،‬فام يحصل يف‬ ‫الجنوب ال يوحي باالطمئنان‪ ،‬وأعني املخططات‬ ‫اإلرسائيلية‪ -‬األمرييكية التفجريية داخل لبنان‪،‬‬ ‫حيث هناك هدفا أساسيا للعدو اإلرسائييل هو‬ ‫رضب لبنان ومقاومته‪.‬‬ ‫املقاومة رمز لبنان وستنال “إرسائيل” رضبة‬ ‫أخرى مثل رضبة العام (‪ ،)2006‬وسنعلمها درساً‬ ‫جديداً قد يقيض عىل وجودها “‪.‬‬

‫وهاب محاضراً في القنيطرة‪:‬‬ ‫سوريا باعتراف الجميع الممر اإلجباري ألي حل لقضايا األمة‬ ‫يف ذكرى تحرير مدينة القنيطرة ورفع العلم‬ ‫العريب السوري يف سامئها وفوق ترابها من قبل‬ ‫القائد الخالد الراحل حافظ األسد يف ‪ 26‬حزيران‬ ‫‪ ،1974‬حارض رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يف دار الجوالن للثقافة والفنون مبدينة‬ ‫البعث يف محافظة القنيطرة‪ ،‬حيث استهل‬ ‫كالمه بتوجيه أربع تحيات‪ ،‬بدأها بتحية إىل روح‬ ‫من رفع العلم السوري يف القنيطرة‪ ،‬إىل الرئيس‬ ‫الراحل حافظ األسد‪ ،‬الذي أسقط يف حرب‬ ‫ترشين نظرية تفوق العدو و”أن إرسائيل ال تنهزم”‪،‬‬ ‫وأكد لكل العامل أن العرب لديهم القدرة عىل‬ ‫هزمية العدو وقيادة أمتهم إىل النرص‪.‬‬ ‫التحية الثانية وجهها وهاب إىل اولئك‬ ‫الصابرين والصامدين يف بقعاثا‪ ،‬ومجدل شمس‪،‬‬ ‫وعني قنيا‪ ،‬وكل قرى الجوالن‪ ،‬الذين مل يرفعوا الراية‬ ‫البيضاء‪ ،‬ومل يستسلموا‪ ،‬وما زالوا متمسكني‬ ‫بهويتهم السورية وعروبتهم وأمتهم‪ ،‬رافضني‬ ‫الهوية اإلرسائيلية والتطبيع مع كيان العدو‪.‬‬ ‫التحية الثالثة أرادها وهاب لسيد املامنعة يف‬ ‫هذا الوطن العريب‪ ،‬الذي صمد طيلة السنوات‬ ‫املاضية‪ ،‬والذي غيرّ وجه املنطقة وجعل سياسة‬ ‫العامل تتبدّل تجاه املنطقة العربية‪ .‬وأشار إىل أن‬ ‫سياسة اإلخضاع التي مارستها الواليات املتحدة‬ ‫عىل سوريا بشكل خاص والعامل العريب بشكل‬ ‫عام‪ ،‬قد فشلت وسقطت‪ ،‬أمام خيار الصمود‬ ‫واملواجهة التي اتخذته سوريا األسد بدعم‬ ‫الشعب السوري ووقوفه إىل جانب رئيسه وقيادته‪.‬‬ ‫واعترب وهاب أن سوريا فرضت نفسها وباعرتاف‬ ‫الجميع ممراً إجبارياً لكل الحلول يف املنطقة‪ ،‬بدءا‬ ‫من قضية العراق مرورا بلبنان‪ ،‬وصوال إىل القضية‬ ‫األكرب القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫أما سيد املقاومة اللبنانية والعربية سامحة‬ ‫السيد حسن نرص الله‪ ،‬فكانت له التحية‬ ‫الرابعة‪ ،‬حيث قال وهاب‪ “ :‬عندما اعتقد كل‬ ‫العامل بأن جذوة املقاومة العربية قد انتهت‪،‬‬ ‫وأن العرص اإلرسائييل قد ساد يف منطقتنا‪،‬‬

‫وجاء السيد حسن وغيرّ العقل العريب وقلب كل‬ ‫املعادلة يف املنطقة‪ ،‬وساهم بشكل كبري يف‬ ‫إسقاط نظرية “الرشق األوسط الجديد”‪ ،‬ويحاول‬ ‫بالتعاون والتحالف مع سوريا وكل دول املامنعة‬ ‫أن يبني املرشق العريب الجديد”‪.‬‬ ‫اسرتاتيجيا‬ ‫خيارا‬ ‫كانت‬ ‫مضيفاً‪“:‬املقاومة‬ ‫لسوريا‪ ،‬ألن الجميع ذهب باتجاه االستسالم‪ ،‬عندما‬ ‫اعتربوا أن “أوسلو” أنهى القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وأن االنسحاب من سيناء أنهى الرصاع مع مرص‬ ‫وسوريا أصبحت معزولة‪ ،‬واملقاومة اللبنانية‬ ‫ميكن القضاء عليها بعملية عسكرية‪ ،‬واملقاومة‬ ‫الفلسطينية محارصة”‪ .‬واعترب وهاب أن كل هذه‬ ‫املعادالت أدت إىل فرض خيار جديد كان بدعم‬ ‫مبارش من سوريا وهو خيار املقاومة”‪.‬‬ ‫وتابع قائال‪“ :‬نظرية دعم املقاومات التي‬ ‫ابتدعها وتبناها الرئيس الراحل حافظ األسد‬ ‫كانت هي الرهان‪ .‬فلو انتظر لبنان الديبلوماسية‬ ‫العربية ومجلس األمن واألمم املتحدة لكان ما زال‬ ‫محتال حتى اليوم‪ .‬ولكن لبنان قد ذهب مدعوما‬ ‫من سوريا باتجاه خيار املقاومة‪ ،‬ليتمكن بعد‬

‫‪37‬‬

‫سنوات من تحرير أرضه دون أي معاهدة سالم‬ ‫مع الكيان الصهيوين‪ ،‬بعكس ما فعلته بعض‬ ‫الدول العربية”‪ ،‬مشرياً إىل أن انتصار متوز الذي‬ ‫تم بخيار لبناين وبدعم عسكري سوري‪ ،‬أسقط‬ ‫نظرية “ الرشق األوسط الجديد” بعد أن تعاون‬ ‫أطراف يف الداخل اللبناين عىل تحقيقها‪.‬‬ ‫مشدداً عىل حق العراق ولبنان وفلسطني‬ ‫باملقاومة طاملا هناك احتالل قائم‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫املقاومة اللبنانية هي الخيار الصحيح‪ ،‬وأنها تحظى‬ ‫بدعم غالبة اللبنانيني حتى تحرير كل األرايض‬ ‫اللبنانية ووقف االعتداءات اإلرسائلية عليها‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ ،‬رداً عىل الذين حاولوا إظهار الجانب‬ ‫السلبي فقط من مامرسات سوريا يف لبنان‪،‬‬ ‫متناسني كل اإليجابيات‪ ،‬ملعاقبتها عىل موقفها‬ ‫الداعم للمقاومة بالقول‪“ :‬أن سوريا أوقفت الحرب‬ ‫األهلية يف لبنان‪ ،‬ووحدت الجيش واملؤسسات‬ ‫وأعادت بناء الدولة‪ ،‬بعد أن كان اللبنانيون يتقاتلون‬ ‫حي‪ ،‬وقرية مع قرية‪ ،‬وطائفة مع طائفة‪،‬‬ ‫ح ّياً مع ّ‬ ‫ومل يكن هناك ال دولة وال مؤسسات‪”..‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب في زيارة لحود‬ ‫الحريري ال يمكنه أن يحكم لبنان بعالقة غير مستقرة مع سوريا‬ ‫استقبل رئيس الجمهورية السابق العامد‬ ‫اميل لحود رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬بحضور النائب السابق اميل اميل لحود‪،‬‬ ‫وجرى عرض للتطورات الداخلية مبا فيها تأليف‬ ‫الحكومة الجديدة‪.‬‬ ‫بعد الزيارة‪ ،‬استهل وهاب ترصيحه بتوجيه‬ ‫التحية إىل املقاومة يف لبنان وسيدها سامحة‬ ‫السيد حسن نرص الله عىل اإلنجاز الذي تم منذ‬ ‫ثالث سنوات بانتصار املقاومة يف الحرب العدوانية‬ ‫التي شنت عىل لبنان‪ ،‬معتربا هذا االنتصار‬ ‫انتصار عريب وليس انتصارا لبنانيا وحسب‪ ،‬كام‬ ‫أنه انتصار لكل أحرار العامل‪ .‬من حيث كونه‬ ‫انتصارا قواعد غري اللعبة يف املنطقة‪ ،‬وأسقط‬ ‫مرشوع الرشق األوسط الجديد‪ ،‬ومهد لبناء‬ ‫مرشوع املرشق العريب الجديد‪ .‬كام وجه وهاب‬ ‫تحية اعتزاز وإكبار للمقاتلني املقاومني األبطال‬ ‫الذين رفعوا اسم لبنان واألمة عاليا‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬ناقشنا مع فخامة الرئيس‬ ‫املوضوع الداخيل وبالتحديد الوضع الحكومي‪،‬‬ ‫فإذا كان الرئيس املكلف غري مستعجل إلنجار‬ ‫التشكيلة فحتام املعارضة لن تكون مستعجلة‬ ‫أكرث منه يف هذا املوضوع‪ ،‬ولن تشارك إال إذا‬ ‫أخذ يف عني االعتبار حجمها يف املجلس النيايب‬ ‫ويف البلد‪ .‬وإذا كان الرئيس سعد الحريري يرى أن‬ ‫وقته يسمح له باالستمرار إىل زمن غري محدد‬ ‫يف هذه املراوحة‪ ،‬فاملشكلة عنده وليست عند‬ ‫اآلخرين”‪ ،‬مؤكدا أن املعارضة لن تتساهل يف‬ ‫هذه األمور خاصة يف هذا الوقت‪ .‬ورأى أنه “عىل‬ ‫الرئيس املكلف‪ ‬أن يلتقط اللحظة اإلقليمية‬ ‫والدولية املناسبة”‪ ،‬الفتا إىل أنه “ال يجوز أن‬ ‫يبقى مسكونا ببعض هواجس املايض وأحقاده‪،‬‬ ‫بل عليه أن يتجاوب فورا مع كل االقرتاحات التي‬ ‫تطرح واملساعي املبذولة إقليميا إلخراج لبنان من‬ ‫عنق الزجاجة”‪ ،‬معتربا أن تشكيل الحكومة يريح‬ ‫اللبنانيني والزوار يف موسم االصطياف”‪.‬‬ ‫وردًّا عىل سؤال حول أن املعارضة مل تحدد حجم‬ ‫املشاركة يف الحكومة‪ ،‬فالعامد ميشال عون‬ ‫يطالب بالنسبية‪ ،‬والرئيس بري وحزب الله مل‬ ‫يحددان ما هي مطالبهام‪ ،‬فيام أنتم أوضحتم أن‬ ‫املعارضة تطالب بالثلث زائد واحد؟‬ ‫أجاب وهاب‪“ :‬املعارضة لديها قرار موحد‪ ،‬وهذا‬ ‫القرار تم التشاور فيه بني كل أركانها‪ ،‬وهو الثلث‬ ‫زائد واحد كحد أدىن وليس كحد أقىص‪ ،‬والرئيس‬ ‫املكلف مل يطرح أية صيغ فعلية عىل املعارضة‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ومل يرسل لها اقرتاحات عملية‪ ،‬رمبا ما زال ينتظر‬ ‫شيئا ما من الخارج أو من الحركة اإلقليمية!‬ ‫وأضاف‪“ :‬إذا كانت هناك مشاكل تفصيلية‬ ‫يف لبنان‪ ،‬فليذهب إىل خطوة أكرب‪ ،‬كزيارة‬ ‫سوريا مثال‪ ،‬فهذه الزيارة قد تعالج الكثري من‬ ‫التفاصيل‪ ،‬رغم أن سوريا لن تسمح لنفسها‬ ‫بالتدخل مع املعارضة‪ ،‬ولكن املعارضة أيضا لن‬ ‫تسمح ألحد بأن يفرض عليها معادلة معينة‬ ‫إقليمية أو غري إقليمية للرتاجع عن حقها‬ ‫بالثلث الضامن أو الثلث زائد واحد!! وأية خطوة‬ ‫من هذا النوع بني لبنان وسوريا تساعد حتام يف‬ ‫انفراج الوضع‪ ،‬فالرئيس املكلف ال يستطيع أن‬

‫يحكم يف لبنان وهو يعتقد بأنه قادر عىل ترك‬ ‫العالقة مع سوريا غري مستقرة! فإذا كان يعترب‬ ‫نفسه رئيس حكومة كل لبنان‪ ،‬هناك رشوط‬ ‫ليتمكن من الحكم‪ ،‬وواحد من هذه الرشوط أن‬ ‫تكون العالقة ممتازة مع سوريا خاصة وأن العامل‬ ‫كله يهرول نحوها‪ .‬أما إذا كان ما زال يعترب نفسه‬ ‫رئيس تيار املستقبل فهو حر يف ما يفعله ويف‬ ‫مواقفه‪ .‬وختم وهاب ترصيحه‪“ :‬إذا كان الرئيس‬ ‫املكلف سعد الحريري يريد أن يبقى يف سياسة‬ ‫الكيدية التي كان فيها يف السنوات املاضية‬ ‫فهذا خياره‪ ،‬ولكن أعتقد أنه ال يستطيع أن‬ ‫يشكل حكومة”‪.‬‬

‫في إطار أجواء االنفتاح والحوار‬ ‫وهاب يلتقي الرئيس الجميل‬ ‫التقى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمني‬ ‫الجميل يف دارته يف بكفيا‪ ،‬وعقدا اجتامعاً استمر ثالث ساعات‪ ،‬جرى خالله بحثاً معمقاً لكل‬ ‫القضايا املطروحة‪ .‬وجرى التفاهم عىل مواصلة االتصاالت يف إطار سياسة االنفتاح والحوار‬ ‫وبحث آفاق املرحلة املقبلة وكيفية تحصني الساحة اللبنانية لحاميتها من األخطار القادمة‪ .‬وقد‬ ‫وجد رئيس التيار عند الرئيس الجميل اإلرادة عىل الحوار الصادق وفتح صفحات جديدة يف املرحلة‬ ‫املقبلة تقي لبنان الكثري من األخطار‪.‬‬ ‫وكانت أمانة اإلعالم يف “ تيار التوحيد “ أصدرت بياناً بتاريخ ‪ ، 2009/7/18‬نفت فيه ما نقلته صحيفة‬ ‫اللواء عن مصادر مطلعة أن رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب نقل رسالة سورية إىل الرئيس أمني‬ ‫الجميل ودعوة لزيارة دمشق‪.‬‬ ‫ان تيار التوحيد ينفي هذا الكالم جملة وتفصي ًال‪ ،‬وهو عا ٍر عن الصحة‪ ،‬فسوريا تستطيع إذا أرادت‬ ‫توجيه دعوات عرب سفريها يف لبنان‪ ،‬والوزير وهاب مل يناقش مع الرئيس الجميل زيارة دمشق متمنياً‬ ‫عىل جريدة اللواء أن تحافظ عىل صدقيتها‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫وهاب من دير القمر ‪ :‬ندعو لشاليط بالصحة‬ ‫ولعبدهللا بالسالمة لتسهيل تأليف الحكومة‬ ‫عقد يف منزل الدكتور انطوان البستاين يف دير‬ ‫القمر لقاء ضم رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬والنائب ناجي غاريوس‪ ،‬ورئيس جمعية‬ ‫الصناعيني فادي عبود و”ميشال ديتشادرفيان”‬ ‫واإلعالمية ماغي فرح‪ .‬وبعد اللقاء قال وهاب‪:‬‬ ‫“التقينا اليوم بدعوة كرمية من الدكتور انطوان‬ ‫البستاين يف دير القمر‪ ،‬كان اللقاء تعبريا عن‬ ‫تالقٍ بني كل اللبنانيني حول مبادئ التغيري والتقدم‬ ‫يف هذا البلد‪ .‬ومن الطبيعي‪ ،‬أن يكون هذا اللقاء‬ ‫مناسبة للتداول بكل القضايا وخاصة منها‬ ‫تشكيل الحكومة الجديدة‪ ،‬فالكل ينتظر االتصاالت‬ ‫التي من املفرتض أن تحصل ولكنها مل تحصل‬ ‫لتشكيل الحكومة‪ .‬وما عىل اللبنانيني اآلن إال أن‬ ‫يدعوا بالسالمة لعودة امللك عبد الله‪ ،‬ويتمنوا من‬ ‫الله أن يحفظ صحة “شاليط” وأن يكون الرئيس‬ ‫مبارك مرتاحاً كذلك ليسهل أمر الحكومة!! وأمتنى‬ ‫أال يرتبط أمر الحكومة بحل القضية الفلسطينية‬ ‫ألنه يبدو بأن رئيس الحكومة املكلف ليس لديه‬ ‫يشء اال االنتظار واالنتظار ومامرسة هذه البالدة‬ ‫السياسية التي لن تنتج حكومة قبل اشهر‪.‬‬ ‫فام عىل اللبنانيني اال االنتظار‪ ،‬لذلك يبدو بأن‬ ‫موضوع الحكومة متأخراً وبأن الجميع قادر اآلن عىل‬ ‫التمتّع بإجازات الصيف‪ ،‬ألن ال حديث يف الحكومة‬ ‫الجديدة اال يف الخريف‪ ،‬رغم كل املحاوالت التي تبذل‬ ‫لترسيع التشكيل‪ ،‬ورغم الكالم‪ ،‬وخاصة من قبل‬ ‫أقطاب املعارضة حول إمكانية التشكيل الرسيع‬ ‫للحكومة‪ ،‬ولكن يبدو أن الرئيس الحريري غري‬ ‫مستعجل عىل هذا األمر”‪.‬‬ ‫اضاف‪“ :‬بالنسبة ملوقف املعارضة من شكل‬

‫الحكومة‪ ،‬وليك نلغي كل التكهنات واالجتهادات‬ ‫موحد‪،‬‬ ‫التي يقوم بها البعض‪ ،‬موقفنا كمعارضة‬ ‫ّ‬ ‫وكام هي حصة املعارضة يف املجلس النيايب يجب‬ ‫أن تكون حصتها يف الحكومة‪ .‬هذه هي املشاركة‬ ‫الحقيقية التي تفهمها املعارضة‪ ،‬وليسمونها‬ ‫كام يشاؤون (ثلث زائد واحد أو غريه‪ )..‬ولكن‬ ‫االئتالف بني الناس يتم يف السلطة التنفيذية‬ ‫يف كل دول العامل‪ ،‬وال يظن أحد أن هناك أكرث من‬ ‫موقف يف املعارضة‪ ،‬فحصتنا يف املجلس النيايب‬ ‫يجب أن ترتجم يف الحكومة”‪.‬‬ ‫بدوره قال غاريوس‪“ :‬بالنسبة لتشكيل‬ ‫الحكومة مازالت “راوح مكانك”‪ ،‬ولكن اللبنانيني‬ ‫سياسيون كانوا أو غري سياسيني‪ ،‬ال يحبذون هذا‬

‫وهاب ‪ :‬مع تمثيل الدروز في وزارة سيادية‬ ‫تعليقا عىل املشاورات الجارية لتشكيل‬ ‫الحكومة صدر عن رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‬ ‫البيان التايل‪:‬‬ ‫نقدر الجهود املبذولة لإلرساع يف تشكيل‬ ‫الحكومة‪ ،‬ولكن يهمنا أن نورد عدداً من املالحظات‬ ‫حول التمثيل الدرزي يف الحكومة‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬هناك رضورة ملحة ألن يتمثل الدروز يف‬ ‫وزارة سيادية ألن استبعادهم عن هذه الوزارات‬ ‫أصبح مهيناً ويشعرهم كأنهم طائفة من‬ ‫الدرجة الثانية‪ ،‬وهذا ما ال يجوز بحق طائفة‬ ‫مؤسسة يف لبنان‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬إننا نقدّر عالياً إرصار معايل األستاذ‬ ‫وليد جنبالط عىل مشاركة املعارضة الدرزية يف‬

‫الحكومة‪ ،‬ولكن نتمنى عىل جنبالط عدم تحديد‬ ‫اسم ممثل املعارضة‪ ،‬ألن هذا األمر عائد ألطراف‬ ‫املعارضة األربعة وهم النائب أرسالن‪ ،‬النائب الداوود‪،‬‬ ‫الحزب السوري القومي االجتامعي وتيار التوحيد‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬نتمنى عىل األخوة يف حزب الله والرئيس‬ ‫نبيه بري عدم اتخاذ أي خطوة ناقصة يف هذا االتجاه‬ ‫تنعكس سلباً عىل املعارضة الدرزية التي تعاين من‬ ‫االنقسامات منذ فرتة‪ ،‬ألن ممثل املعارضة الدرزية‬ ‫يف الحكومة يجب أن يكون عىل مسافة من جميع‬ ‫املعارضني الدروز‪ ،‬وهذا ما ال ينطبق عىل االسم الذي‬ ‫يطرحه الوزير جنبالط‪ .‬أما إذا أراد الوزير جنبالط تعيينه‬ ‫من حصته فهذا األمر يفرحنا وليس لنا أي عالقة به‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫الوضع‪ ،‬ورمبا ال يريدون إثارة مشاكل يف الوقت‬ ‫الحايل نظراً للوجود الكثيف للمغرتبني الذين‬ ‫يأتون إىل لبنان يف موسم االصطياف‪ .‬وإذا كان‬ ‫أمر الحكومة سيؤثر سلباً عىل موسم االصطياف‬ ‫فمن األفضل الرتيث بتشكيلها عىل أن تولد‬ ‫“مبتورة”‪ .‬أما إذا كانت الحكومة حارضة فيجب‪ ،‬أن‬ ‫تكون متوازنة وصالحة‪ ،‬يك يشارك فيها الجميع‬ ‫بالنسب التي يدعو إليها دامئاً العامد ميشال‬ ‫عون‪ ،‬وهذه اسمها حكومة وفاق وطني”‪.‬‬ ‫وختاما تحدث الدكتور انطوان البستاين مرحباً‬ ‫وقال‪“ :‬تداولنا يف مواضيع الساعة العديدة‬ ‫واملهمة‪ ،‬وقدّر الجميع رأي معايل الوزير وهاب ورؤياه‬ ‫الصائبة ونحن نشكر له لهذه الزيارة الكرمية”‪.‬‬

‫برقية تعزية‬ ‫‪ ‬جانب إدارة قناة املنار املحرتمني‬ ‫بعد التحية‬ ‫تتقدم أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد‬ ‫من‪ ‬إدارتكم الكرمية بأسمى آيات العزاء‬ ‫لروح الزميل املنتقل إىل رحمته تعاىل‬ ‫الحاج ‪ ‬حيدر الغول وأننا إذ نعترب أن يف رحيله‬ ‫خسارة كبرية لكم بشكل خاص وللجسم‬ ‫الصحايف بشكل عام‪ ،‬وإننا إذ نتوجه إليكم‬ ‫بالعزاء الخالص ومن خاللكم لعائلة الفقيد‪،‬‬ ‫راجني املوىل عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه‬ ‫ولكم وألهله الصرب والسلوان ‪.‬‬ ‫وقد شارك أمني اإلعالم الرفيق هشام األعور‬ ‫يف الحفل التأبيني الذي أقيم للفقيد يف‬ ‫مجمع اإلمام محمد مهدي شمس الدين‪.‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب يتحدث إلذاعة سترايك عن مراحل حياته‪:‬‬

‫الصحافة صنعتني والتراكمات بنت شخصيتي‬ ‫كرامتي أغلى من الجميع ولست بضحية‬ ‫أجرى برنامج “ملف سيايس” عىل إذاعة‬ ‫سرتايك مقابلة شاملة مع رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬استعرض خاللها‬ ‫وهاب مراحل حياته‪ ،‬من طفولته إىل مرحلة‬ ‫الشباب والنضال السيايس‪ ،‬وصوال ملرحلة‬ ‫العمل الصحايف ثم الوزارة وحتى اليوم‪ .‬وهذا‬ ‫نص املقابلة يف جزءها األول‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫الجزء الثاين سيبث عىل إذاعة سرتايك يوم‬ ‫الثالثاء الواقع يف ‪ 21‬متوز ‪ 2009‬يف متام الساعة‬ ‫التاسعة والنصف صباحا‪.‬‬ ‫حرضتك من الجاهلية وهي قرية معروفة‬ ‫جداً يف لبنان‪ ،‬أخربنا أكرث عن طفولتك يف‬ ‫هذه البلدة وماذا تتذكر منها؟‬ ‫أوال أصل العائلة ليس من الجاهلية بل من‬ ‫الشويفات‪ ،‬ولكن والدي ذهب إىل الجاهلية‬ ‫كأستاذ مدرسة أيام االنتداب الفرنيس‪ ،‬وولدنا‬ ‫فيها وبالطبع أصبحت ضيعتنا‪ .‬والدي أرسلته‬ ‫وزارة الرتبية إىل هذه القرية ومل يكن فيها آنذاك‬ ‫ال طرقات وال مدرسة‪ ،‬فاتخذ من املنزل الذي‬ ‫استأجره لعائلته مدرسة وقام بتدريس الناس‬ ‫يف وقت مل يكن يف القرية أناس متعلمون‪،‬‬ ‫وبات هو من يكتب الرسائل إىل ذوي أهل القرية‬ ‫املسافرين‪ ،‬ويكتب الحجة (أي الورثة) وكل يشء‬ ‫يتعلق بالكتابة‪ .‬وقد أحبه أهل هذه القرية كام‬ ‫أحبهم ومل يسمحوا له بالرحيل‪ ،‬لدرجة أنهم‬ ‫احتجوا عىل رحيله عند أحد أصدقائه آنذاك‬ ‫وهو املرحوم بهيج تقي الدين‪ ،‬وأجربوه عىل‬ ‫رشاء أرض ليبني منزال له يف الجاهلية‪.‬‬ ‫أستاذ وئام من اختار لك اسمك؟‬ ‫والدي‪ .‬فقد كان شاعراً وأديباً معروفاً ولديه‬ ‫كتاباً يف الشعر الفصيح‪ ،‬واسم والدي ماهر‪،‬‬ ‫ونجيب اسم جدي‪ ،‬أما وهّ اب فهو اسم الجب وهو‬ ‫عائلتنا اليوم‪ .‬ولكن نحن كعائلة مردّها إىل‬ ‫عائلة شعبان من مدينة الشويفات‪.‬‬ ‫حرضتكم من عائلة درزية متحفظة جداً؟‬ ‫نعم متحفظة‪ ،‬ولكنها ليست منغلقة‬ ‫عىل ذاتها؛‪ .‬نحن من بيئة محافظة‪ ،‬ووالدي‬ ‫كان محافظاً ومل يكن يتعاطى الخمر مثال وال‬ ‫التدخني‪ .‬وقد ر ّبانا عىل أخالقيات معينة‪ ،‬حيث‬ ‫كان موضوع األخالق أمرا أساسيا يف تربيتنا‪،‬‬ ‫وهذه الرتبية الزمتني طيلة حيايت‪ ،‬فكنت اسمع‬ ‫الناس يقولون عن والدي يوم وفاته عندما كانوا‬ ‫يع ّددون صفاته بأنه “قايض بخشيش” وكنت‬ ‫يومها يف الرابعة عرش من عمري‪ .‬وكان املرحوم‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الوالد هو األستاذ والقايض واملرجعية بني الناس‪،‬‬ ‫ثم بعد أن عجز مختار القرية الذي كان يومها‬ ‫جد زوجتي وتويف‪ ،‬استلم والدي الختم وأصبح‬ ‫عمليا هو من يحل قضايا الناس التي كانت من‬ ‫مسؤولية املختار آنذاك‪ .‬فكان يتمتع بثقة كل‬ ‫أهل القرية لذلك أحبهم وأحبوه‪.‬‬ ‫هذه الثقة التي حظي بها املرحوم والدي تعني‬ ‫يل الكثري‪ ،‬لذلك هذه القرية بكل تفاصيلها‪،‬‬ ‫وأناسها‪ ،‬وشوارعها‪ ،‬تعني يل أكرث من بلديت‬ ‫األصلية الشويفات‪ .‬فأنا أعترب أن األعوام األوىل‬ ‫من عمر اإلنسان ترتك فيه أثرا كبريا وتربطه‬ ‫طيلة حياته‪ .‬لذا مثة ارتباط كبري بيني وبني‬ ‫“الجاهلية” وأهتم بكل تفاصيلها‪.‬‬ ‫هل كنت مشاكسا يف املرحلة الدراسية‬ ‫كام أنت اليوم يف الحياة السياسية؟‬ ‫يقولون أنني كنت مشاكسا يف طفولتي‬ ‫ويف املرحلة الدراسية‪ ،‬وتحديدا املرحلة‬ ‫املتوسطة عندما بدأت أفهم وأعي األمور‬ ‫السياسية‪ .‬وذات مرة عىل سبيل املثال أقدمت‬ ‫عىل تعطيل املدرسة والقيام مبظاهرة تضامنا‬ ‫مع شهداء الجزائر! ويومها طبعا مل يكن هناك‬ ‫وسائل إعالمية متطورة مثل اليوم وبالطبع مل‬ ‫يسمعني أحد‪ ،‬ولكني كنت أريض ذايت بهذا‬ ‫العمل‪ .‬وكذلك يوم استشهاد كامل جنبالط‪،‬‬ ‫أقفلت املدرسة وأقمنا احتفاال ألقيت خالله‬ ‫كلمة وكان شبيها مبظاهرة أيضا‪.‬‬ ‫عندما أصبحت يف املرحلة الثانوية أصبحت‬ ‫أكرث مشاكسة وعىل خالف دائم مع إدراة‬ ‫الثانوية‪ ،‬وكنت يومها يف ثانوية “كفرحيم”‬ ‫وكان مديرها األستاذ أنور ضو (مدير عام تعاونية‬ ‫موظفي الدولة حاليا) وكنت عىل خالف‬ ‫دائم معه فيام يخص النشاطات الطالبية‪،‬‬ ‫حيث كنت آنذاك مسؤول الطالب يف الحزب‬ ‫االشرتايك وكنت نشيطا جدا لدرجة مل أكن‬ ‫أسمح لألحزاب األخرى بالتحرك عىل صعيد‬ ‫النشاطات طبعا‪ ،‬فكنت دامئا أقوم بنشاطات‬ ‫وحفالت يف مختلف املناسبات رغم أن األحزاب‬ ‫آنذاك كانت قوية (القومي والبعثي العراقي‬ ‫والسوري والشيوعي وغريهم) وكان هناك‬ ‫تنافس جدي بينهم‪.‬‬ ‫سأطلب منك أن تعدد يل أبرز نقاط قوتك‬ ‫وأبرز نقاط ضعفك ماذا تقول؟‬ ‫أبرز نقاط قويت وبدون تردد هي إمياين بالله‪،‬‬ ‫فأنا ج ّد مؤمن إىل أبعد الحدود؛ أؤمن بوجود الله‬

‫‪40‬‬

‫وبأنه يتابع كل تفاصيل الناس‪ ،‬وأؤمن إذا توكل‬ ‫اإلنسان عىل الله بصدق طبعا سيكون إىل‬ ‫جانبه دوما‪ .‬إمياين راسخ‪ ،‬وال أخاف من أي يشء‬ ‫سوى من ضمريي أو من أي خطأ قد أرتكبه‪،‬‬ ‫وال أظن أن هناك أحد يستطيع أن يقول بأنني‬ ‫تعاطيت معه بغري ضمري وهذا أمر أسايس‬ ‫بالنسبة يل‪.‬‬ ‫أما نقاط الضعف هناك نقاط ضعف كثرية‬ ‫عند اإلنسان‪.‬‬ ‫هل أنت عصبي؟‬ ‫نعم يف بعض األحيان ولكنني أهدأ برسعة‪.‬‬ ‫فأنا رسيع الغضب ألنني ال أستطيع أن أخفي‪،‬‬ ‫أو أحقد عىل أحد لكني أنىس اإلساءة برسعة‪.‬‬ ‫هل طلب منك أحد ان تخفف من رصاحتك‬ ‫وصدقك ألنك تجرح األخرين يف بعض املرات؟‬ ‫كيف؟! هناك سبب لهذه الرصاحة التي‬ ‫يعتربها البعض تؤذي أو تجرح‪ .‬فام كنت‬ ‫أقوم به وأقوله يف السياسة يف السنوات‬ ‫املاضية نتيجة ما تحملت من ظلم مل يكن‬ ‫يل عالقة فيه‪ ،‬إىل جانب تعاطي البعض‬ ‫بوقاحة فاقت الحدود‪ ،‬وأنا أعرفهم جميعهم‬ ‫حيث كنت صحافيا منذ العام (‪ )1984‬وأعرف‬ ‫وسلبياتهم‬ ‫وتفاصيلهم‬ ‫السياسيني‬ ‫كل‬ ‫وإيجابياتهم‪ .‬لقد تعاطوا بظلم كبري معنا‬ ‫خاصة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬وأنا رجل‬ ‫ال أؤمن بالعنف والقتل‪ ،‬وحتى أثناء الحرب كنت‬ ‫ضد القتل وكنت أتأمل ألي ضحية تقع من أي‬ ‫جهة كانت‪ .‬وكنت من أول املندفعني يف لبنان‬ ‫رمبا‪ ،‬ففي العام (‪ )1996‬مثال كنت أذهب اىل‬ ‫منطقة الرشقية وأجري اللقاءات الصحافية‬ ‫والسياسية وأتعاطى مع السياسيني الذين‬ ‫كانوا ُيعتربون أخصاما آنذاك‪ ،‬مثل القوات‬ ‫اللبنانية والكتائب وغريهم‪ ..‬والرئيس الراحل‬ ‫كميل شمعون أجريت معه يومها أكرث من‬ ‫مقابلة سياسية‪ .‬يعني أين مل أكن يوماً متزمتاً‬ ‫أو طائفياً أو مذهبياً‪.‬‬ ‫ولكن عندما حصلت جرمية اغتيال الرئيس‬ ‫الحريري أصبح البعض ينعتنا بأننا “زمل الوصاية”‬ ‫وغريها من النعوت! تصوري مثال أن يقول النائب‬ ‫مروان حامده بأنني أنا زمل الوصاية وهو الذي‬ ‫أمىض حياته يف الشام‪ ،‬والسوريون جعلوا منه‬ ‫وزيراً ونائبا طيلة عرشين عاما ومل يفعلوا ذلك‬ ‫معي! وعندما اغتيل الحريري بدأوا يهاجموننا‬ ‫من مجلس النواب وأرادوا أن يحملونا مسؤولية‬

‫الخمسة عرش سنة املاضية‪ ،‬ومل يكن لنا يف‬ ‫الحكومة إال أربعة أشهر‪ ،‬وشهرين ترصيف أعامل‬ ‫بعد الجرمية!! شخص كان طيلة خمسة عرش‬ ‫عاما وزيراً ونائباً ويقول عنا بأننا وصاية سورية؟!‬ ‫ماذا كان يفعل هو طيلة هذه السنوات؟! ما‬ ‫فعلوه معنا جعلني أترصف معهم بدون رحمة‪،‬‬ ‫ألن كرامتي أغىل منهم جميعاً‪ ،‬ولن أترك لهم‬ ‫سرتاً‪ ،‬فال يجوز أن يأيت أحد ما قام باستغالل‬ ‫الوضع القائم من الطائف وحتى اليوم‪ ،‬ونهب‬ ‫البلد واستفاد من كل هذا الوضع القائم‪،‬‬ ‫ليتبني له يف النهاية أن وزيرا له أربعة أشهر‬ ‫يف الحكومة هو رأس املرحلة املقبلة!! هم‬ ‫يريدون ضحايا‪ ،‬وأنا ال أقبل أن أكون ضحية ألحد‪،‬‬ ‫متاما كام ترصفت مع موضوع املحكمة الدولية‪،‬‬ ‫فكرامتي غالية‪ ،‬وال أحتمل ان تأيت ابنتي من‬ ‫املدرسة وتقول يل أنني قتلت رفيق الحريري!! أنا‬ ‫ال أقتل واعترب أن توجيه التهمة يل بالقتل إهانة‬ ‫متاما كتهمة الرسقة أوغريها‪.‬‬ ‫مبوضوع املحكمة الدولية أتوا وحققوا مع‬

‫مسؤول الحرس عندي‪ ،‬واتهموه بأنه هو سائق ألـ‬ ‫“ميتسوبييش” التي انفجرت بالرئيس الحريري‪،‬‬ ‫وتبني لهم أن هذا الرجل يتاجر بالخضار وكانت‬ ‫سيارته محملة بالفاصولياء‪ ،‬وأوراقه بالطبع‬ ‫كانت قانونية‪ ،‬وأثبتت عدم صحة هذه الكذبة‬ ‫التي اخرتعها أيضا يف ذلك الوقت مروان حامده‪.‬‬ ‫فعندها قررت أال أرحم أحدا‪ ،‬ولكن باملوقف طبعا‬ ‫وليس بأي يشء آخر‪ ،‬فمن ال ينتقم لكرامته‬ ‫يكون بال كرامة‪.‬‬ ‫عملت صحافيا‪ ،‬مستشاراً سياسياً‪ ،‬وزيراً‪،‬‬ ‫وسياسياً معروفا‪،‬أي جانب هو األقوى يف‬ ‫شخصيتك؟ مبعنى آخر أين تجد نفسك أكرث؟‬ ‫برصاحة يف الرجل السيايس‪ .‬فأنا مل أرغب‬ ‫الوزارة ومل تستهيني كثرياً‪ ،‬وأرى يف الوزير‬ ‫موظفا إداريا من الدرجة األوىل‪ ،‬رمبا ألنني مل‬ ‫أمتكن من فعل شيئ‪ ،‬وشعرت أن املافيات أقوى‬ ‫مني‪ .‬فام دوري كوزير بيئة إذا كنت ال أستطيع ان‬ ‫أقفل كسارة لرئيس مخفر يف منطقة معينة‬ ‫وهو رقيب يف قوى األمن مع احرتامي للرتب!‬

‫سوكلني مثال ترسق الناس وأنا عىل علم أنها‬

‫ترسق لبنان‪ ،‬وذهبت ألقدم شكوى فيها تبني‬ ‫ّ‬ ‫مرشعة!! املعامل جميعها ال‬ ‫يل أن رسقتها‬ ‫تستويف رشوط البيئة وال ميكنني أن أقفل‬ ‫واحد منها ألنها أقوى مني!‬ ‫ماذا عن الصحافة؟‬ ‫الصحافة هي التي صنعتني وعلمتني‪..‬‬ ‫ولقد تعبت كثريا خالل فرتة معينة يف‬ ‫عميل الصحايف‪ ،‬وكنت أنام ثالث ساعات‬ ‫يف اليوم ألنجز العمل املوكل إ ّيل‪ .‬ولكني‬ ‫استفدت كثريا من هذا العمل‪ ،‬وخلق عندي‬ ‫تراكامت جعلتني ويف عمر مبكر أبني‬ ‫نفيس‪ ،‬حيث كنت يف الخامسة والعرشين‬ ‫من عمري عندما لعبت أدواراً سياسية‬ ‫مهمة‪( ،‬مثال بني القوات والحزب االشرتايك‬ ‫يف فرتة الحرب)‪ .‬كل ذلك ش ّكل بالنسبة يل‬ ‫تجربة ونقطة انطالق يف العمل السيايس‪.‬‬ ‫فالصحافة مهنة جميلة لكنها صعبة يف‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫وهاب يلتقي حردان‪:‬‬ ‫هناك توافق‬ ‫على تحصين ساحة‬ ‫الجبل بمواجهة‬ ‫كل الرياح اآلتية‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب رئيس الحزب السوري‬ ‫القومي االجتامعي النائب اسعد حردان بحضور الوزير السابق محمود عبد‬ ‫الخالق‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء ادىل وهاب بالترصيح التايل‪« :‬زياريت اليوم مبناسبة ذكرى‬ ‫استشهاد الزعيم انطون سعادة التي تعنيني شخصيا وتعنينا جميعا‬ ‫كتيار توحيد‪ ،‬ولكنني تعذرت عن املشاركة يف االحتفال نهار االحد الفائت‬ ‫لدواعي وجودي يف جولة عىل قرى حاصبيا‪».‬‬ ‫واضاف‪« :‬من الطبيعي ان اتواصل مع رئيس الحزب اسعد حردان باستمرار‬ ‫حول كل القضايا ويف كل املحطات‪ ،‬وآخرها جولة االتصاالت التي قمنا بها‬ ‫مع اكرث من طرف خاصة من الفريق اآلخر‪ .‬فهناك موضوع اسايس وهو‬ ‫معني اسايس فيه‪ .‬وكام‬ ‫موضوع الجبل‪ ،‬والحزب السوري القومي االجتامعي‬ ‫ّ‬ ‫كنا معاً يف السنوات املاضية يف املواجهة‪ ،‬علينا ان نكون معا يف املرحلة‬ ‫املقبلة وان يكون التنسيق كام ًال حول أي تطور او أي اتصال مع افرقاء آخرين‬ ‫عىل ساحة الجبل وعىل الساحة اللبنانية‪ .‬وكام مل نكن يف يوم من االيام‬ ‫مؤمنني بأي صيغة احادية او ثنائية او ثالثية او رباعية بل نؤمن دامئا بصيغة‬ ‫تجمع كل االطراف الفاعلة يف الجبل‪ ،‬فإن أي صيغة يف املستقبل يجب ان‬ ‫تشمل الجميع‪ ،‬ألن وجود الجميع يشكل صامم امان حقيقي عىل ساحة‬

‫الجبل وبالتايل عىل الساحة اللبنانية‪».‬‬ ‫تابع وهاب‪« :‬طبعا وضعت رئيس الحزب بتفاصيل اللقاء مع االستاذ وليد‬ ‫جنبالط‪ ،‬وهناك توافق عىل تحصني ساحة الجبل مبواجهة كل الرياح اآلتية‬ ‫اكانت داخلية ام خارجية‪ ،‬ألن تحصينه اسايس يف تحصني كل الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ».‬اما عن موضوع تشكيل الحكومة‪ ،‬قال وهاب‪« :‬هناك رضورة لقيام‬ ‫الرئيس املكلف سعد الحريري بسلسلة من املبادرات والتحركات‪ ،‬وال يجوز ان‬ ‫ننتظر ما سيفعله الخارج لحكومتنا‪ ،‬او ان يكون امر الحكومة مرتبطا مبسائل‬ ‫خارجية»‪.‬‬ ‫واشار اىل انه «مل يعني احد رئيس دولة عربية وصياً عىل لبنان ليقول‬ ‫بأنه يراقب ترصف سوريا او غريها يف لبنان ويساهم يف تأخري الحكومة!!‬ ‫هذا امر ال يجوز ‪ ،‬فموضوع الحكومة يجب ان يتحرك عىل الساحة الداخلية‪،‬‬ ‫ومطلب املعارضة اصبح واضحاً «مشاركة فعلية او ال مشاركة» ‪ ،‬فإذا ارادوا‬ ‫املشاركة الفعلية‪ ،‬فقاعدة هذه املشاركة مرتبطة بنسبة فوز املعارضة يف‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬واذا ما ارادوا ذلك‪ ،‬فليشكلوا حكومة مبفردهم ولينتقل‬ ‫فريق املعارضة اىل املعارضة من خارج الحكومة»‪ .‬وختم‪ « :‬ال يجوز انتظار‬ ‫االتصاالت االقليمية او انتهاء فرصة الصيف يك يتحرك هذا الرئيس او ذاك‪،‬‬ ‫وان يبقى وضع اللبنانيني مرتبطا به»‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب للمنار‪ :‬زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا قبل‬ ‫تشكيل الحكومة ستغ ّير كل المشهد السياسي في لبنان‬

‫يف حديث صباحي لقناة املنار بتاريخ‪2009-7-15‬‬ ‫تناول رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫املستجدات السياسية عىل الساحتني املحلية‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬وتحديدا موضوع لقائه برئيس الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك النائب وليد جنبالط‪ ،‬حيث‬ ‫أشار إىل أن اللقاء مل يكن مفاجئا بل سبقه‬ ‫اتصاالت عدة استمرت ألشهر‪ .‬موضحا أن الخالف‬ ‫الذي كان قامئا مل يكن شخصيا إمنا حول مواضيع‬ ‫سياسية هي العالقة مع سوريا واملقاومة واألهم‬ ‫موقع الطائفة الدرزية يف كل املشاريع القامئة يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ولفت وهاب يف حديثه إىل أن جنبالط مدرك‬ ‫لخطورة املرحلة القادمة‪ ،‬بحيث ال إمكانية للنأي‬ ‫بالطائفة الدرزية عام ميكن أن يحصل يف املستقبل‬ ‫القريب‪ .‬وقال‪“ :‬اليوم وليد جنبالط لديه طرح متقدم‬ ‫مبوضوع العالقة مع سوريا‪ ،‬وكذلك مبسألة املقاومة‬ ‫وخاصة بعد اللقاء الذي جمعه باألمني العام لحزب‬ ‫الله السيد حسن نرص الله‪ ،‬وبدأ جنبالط يتحدث‬ ‫باللغة التي نتحدث بها نحن يف املعارضة” ‪.‬‬ ‫معتربا أن الخالف السيايس قد سقط إىل حد‬ ‫ما‪ ،‬الفتا إىل أن اللقاء بينه وبني جنبالط ترك ارتياحا‬ ‫وانفراجا كبريين عىل الساحة الدرزية‪ .‬كام أشار‬ ‫إىل العالقة القوية والخاصة التي كانت تربط رئيس‬ ‫االشرتايك بسوريا ومحبته للشام والتي ال يعمل‬ ‫عىل إخفائها‪ .‬وقال‪“ :‬أن جنبالط مدرك للجرح الذي‬ ‫حصل يف السنوات املاضية ويعرف أنه تخطى‬ ‫الحدود باملوضوع الشخيص مع سوريا‪ ”.‬وأكد عىل‬ ‫أن سوريا مل تضمر يوما الرش لجنبالط حتى يف‬ ‫أشد الظروف تعقيدا‪ ،‬مشريا إىل أن املوضوع الدرزي‬ ‫يحظى بحرص كامل من قبل الرئيس األسد يف‬ ‫قلب سوريا‪ ،‬وأن دروز سوريا كانوا إىل جانب النظام‬ ‫السوري والرئيس األسد‪“ ،‬فدروز الجوالن الذين يعانون‬ ‫من االحتالل منذ ‪ 45‬عاما‪ ،‬كيف لهم أن يكونوا‬ ‫خارج املقاومة واملامنعة؟!”‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬ملست من النائب جنبالط قلقاً‬ ‫كبرياً من خطورة املرحلة القادمة والتهديدات‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬واعتقد أنه لن يح ّيد نفسه يف الدفاع‬ ‫عن املقاومة إذا استهدفت‪ .‬ومحليا اتفقنا عىل أن‬ ‫نبتدع افكارا للخروج من عنق الزجاجة ومعالجة‬ ‫امللفات العالقة”‪.‬‬ ‫وتابع قائال‪“ :‬يحاول جنبالط اليوم أن يلعب دور‬ ‫صامم األمان وال يخجل من طلب مساعدة الجميع‬ ‫يف ذلك‪ ،‬ونحن ميكننا أن نتساعد معه يف هذا الدور‪.‬‬ ‫وقد أدرك أن مرشوع بوش انتهى‪ ،‬ويبدي خوفه من‬ ‫أمرين يف املرحلة املقبلة أولهام الخطر اإلرسائييل‪،‬‬ ‫والثاين تداعيات املحكمة الدولية التي طاملا نبهت‬ ‫من خطورتها ومن أن مهمتها سياسية وليست‬ ‫قضائية‪ ،‬وأنها تريد تخريب البلد وخلق فتنة داخلية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وفتنة لبنانية – سورية‪.‬‬ ‫وطالب الوزير وهاب بعدم السامح “لبلامر”‬ ‫وفريقه بدخول لبنان‪ ،‬ووقف التعاون مع املحكمة‬ ‫وإال “ستخ ّرب” لبنان‪ .‬وتوجه للرئيس املكلف سعد‬ ‫الحريري كرئيس حكومة كل اللبنانيني أال يبدأ‬ ‫عهده بالكمني الذي تضعه له هذه املحكمة‪ ،‬والذي‬ ‫سيكون أوىل ضحاياها‪ .‬وأكد عىل أن هجومه‬ ‫الحاد عىل املحكمة كان نتيجة إدراكه لعدم وجود‬ ‫عدالة دولية يف ظل كل ما يحصل من جرائم بحق‬ ‫البرشية يف العامل‪ .‬وناشد وهاب الحريري بلعب‬ ‫دور أسايس يف ظل كل هذه التهديدات واتخاذ‬ ‫الخطوة بزيارة سوريا قبل تشكيل الحكومة ألنها‬ ‫ستغري كل املشهد يف لبنان‪ ،‬مبديا ثقته بأن‬ ‫الحريري سيحظى برعاية الرئيس األسد وسيؤسس‬ ‫ملرحلة جديدة مع سوريا كام فعل والده‪ .‬وأكد عىل‬ ‫أن سوريا عندما تكون يف املوقع القوي تترصف‬ ‫بأبوية مع الجميع ولكن عندما تكون مستهدفة‬ ‫فكرامتها تأىب أن تقدم أي تنازالت كام حصل‬ ‫يف السنوات الخمس املاضية والحرب الكونية التي‬ ‫شنت عليها‪ “ .‬ولكن اليوم سوريا مرتاحة وهي ممر‬ ‫إجباري لكل ما يحصل يف املنطقة وتترصف بأبوة‬ ‫مع الجميع”‪.‬‬ ‫إقليميا أبدى وهاب تشاؤمه من املرحلة القادمة‪،‬‬ ‫معتربا أنه “يجب أن يكون هناك حلف سعودي ‪-‬‬ ‫سوري يكون ضابطا لكل الساحات العربية‪ ،‬ولكن‬ ‫من الواضح أن هذا التحالف مستهدف”‪.‬‬ ‫وعن التهديدات اإلرسائيلية برضب املنشآت‬ ‫النووية اإليرانية‪ ،‬تساءل وهاب هل نحن يف رشيعة‬ ‫غاب؟! ومن يعطي الحق إلرسائيل برضب املنشآت‬ ‫النووية اإليرانية؟ وملاذا ال ترضب سوريا ومرص مثال‬ ‫هذه املنشآت‪ ،‬وهام األكرث ترضرا منها؟! من يحمي‬ ‫املصالح األمريكية ومصالح العرب إذا قام بعض‬ ‫العرب برضب جنوين وح ّرضوا عىل رضب إيران؟!‬ ‫وناشد العرب مؤكدا أن ال أحد سيكون مبنأى عن‬ ‫الخطر محاولة استهداف إيران‪.‬‬ ‫يف ظل كل هذه التهديدات الخطرية أكد وهاب‬

‫‪42‬‬

‫عىل رضورة تحصني الساحة اللبنانية بانجاز مهمة‬ ‫الرئيس املكلف بتشكيل الحكومة وفتح حوار دائم‬ ‫بني الرئيس الحريري وحزب الله ومسيحيي ‪ 14‬آذار‪.‬‬ ‫وعرب وهاب عن رأيه الشخيص بوجوب تشكيل‬ ‫الحكومة عىل قاعدة ‪ 7-10-13‬عىل أن يكون وزير‬ ‫من حصة رئيس الجمهورية ( أي الوزراء السبعة)‬ ‫محسوبا عىل املعارضة ورأى أن تشكيل الحكومة‬ ‫سيمتد إىل شهر ترشين‪.‬‬ ‫ويف نهاية الحديث مثن الكالم الكبري والهام‬ ‫الذي صدر عن املرجعيات الروحية لطائفة املوحدين‬ ‫الدروز يف لبنان خالل اللقاءات مع حزب الله‪ .‬ومتنى‬ ‫عىل الرئيس الحريري أن يق ّرب منه العقالء ويبعد‬ ‫املحرضني الذين يتقاضون معاشات مقابل القيام‬ ‫بالتحريض‪.‬‬

‫الخالف مع جنبالط‬ ‫كان حول موقع الدروز‬ ‫والعالقة مع املقاومة وسوريا‬

‫اشار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب يف مداخلة له لتلفزيون املنار يف الرابع‬ ‫عرش من متوز‪ ،‬أن اللقاء الذي جمعه برئيس “اللقاء‬ ‫الدميقراطي” النيايب النائب وليد جنبالط جاء بعد‬ ‫أن زال الخالف بشكل كبري مع جنبالط والذي كان‬ ‫خالفا سياسياً‪ ،‬معل ًال ذلك بأن جنبالط قام بشبه‬ ‫متوضع سيايس‪.‬‬ ‫ولفت وهاب أن “الخالف مع جنبالط كان حول‬ ‫موقع الدروز والعالقة مع املقاومة وسوريا”‪ ،‬مشريا‬ ‫أن “جنبالط قام بتقدم كبري بالعالقة مع املقاومة‬ ‫وسوريا‪ ،‬ويف الداخل يحاول أن يكون صامم أمان‪،‬‬ ‫كام أن طريقة معالجته لحادثة كفرحيم كانت‬ ‫محط تقدير وقررنا عقد اللقاء”‪.‬‬ ‫وأعلن وهاب أن “اللقاء شهد بحثا يف موضوع‬ ‫الحكومة وبعض األفكار لتسهيل مهمة الرئيس‬ ‫امللكف سعد الحريري‪ ،‬ومواجهة املرحلة املقبلة‬ ‫خاصة بضوء القرار الذي سيصدر عن املحكمة‬ ‫الدولية الخاصة بلبنان”‪ ،‬مضيفا أن “جنبالط يهمه‬ ‫استيعاب اي ردود فعل حول هذا القرار”‬ ‫ورأى وهاب أن “الحريري اليوم هو رئيس حكومة كل‬ ‫لبنان يف وقت تقبل املنطقة عىل تطورات مهمة‪،‬‬ ‫وال ميكنه أن يتأخر بتشكيل الحكومة التي يجب‬ ‫أن تتألف بشكل رسيع”‪ ،‬متسائال “ما املشكلة‬ ‫إذا زار الحريري دمشق قبل تشكيل الحكومة أو‬ ‫بعده”‪ ،‬مؤكدا أن “هذه الزيارة سترتك الكثري من‬ ‫اإليجابيات”‪ ،‬موضحا أن “سوريا ال تستطيع إعطاء‬ ‫تعليامت لحلفائها يف لبنان ولكن زيارة الحريري‬ ‫تعطي جوا من الراحة‪”.‬‬

‫وهاب للـ «أو تي في»‪ :‬لست خائفا على عالقتي‬ ‫بسوريا وأجواء االنفتاح تريحني‬ ‫لفت رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب إىل أن خالفه مع رئيس الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك وليد جنبالط كان رصاع خيارات‪،‬‬ ‫وقال‪“ :‬اليوم أصبح جنبالط يتكلم بلغتنا‪ ،‬وهو‬ ‫يستشعر خطر املحكمة الدولية التي تحاول‬ ‫تخريب لبنان بعد أن حاولت إسقاط الرئيس‬ ‫اميل لحود وفشلت‪ ،‬ثم استهدفت سوريا وباءت‬ ‫بالفشل كذلك‪ ،‬فيام هي اليوم تحاول من خالل‬ ‫القرار الظني خلق فتنة سنية – شيعية يف‬ ‫“النصاب الدويل بلامر” يريد أن‬ ‫لبنان‪ ،‬موضحاً أن‬ ‫ّ‬ ‫يخ ّرب لبنان‪ ،‬ومن السخف اعتبار هدف املحكمة‬ ‫االنتصار للعدالة ومعرفة من قتل الرئيس رفيق‬ ‫الحريري”‪ .‬واستطراداً قال وهاب” إن النائب سعد‬ ‫الحريري سيكون أول ضحايا املحكمة الدولية‪،‬‬ ‫ناصحاً إياه بالتخلص منها وزيارة سوريا‪ ،‬وإجراء‬ ‫نقاش مع األمني العام لحزب الله السيد حسن‬ ‫نرص لله”‪.‬‬ ‫وأشار وهاب إىل أن الطائفة الدرزية ال ميكنها‬ ‫أن تكون “ديفرسوار” للمرشوع الصهيوين‪،‬‬

‫مذكرا مبوقع هذه الطائفة تاريخياً‪ ،‬موقع العروبة‬ ‫واملقاومة‪.‬‬ ‫موضحاً “أن السوريني مل يعملوا يوماً لتجاوز‬ ‫جنبالط ومل أطلب يوماً إلغاءه‪ ،‬فأنا لست خائفاً‬ ‫عىل موقعي عند السوريني فسمة عائلة األسد‬ ‫“الوفاء”‪ ،‬كام أن دوري مل يعطني أياه أحد‪ ،‬بل‬ ‫خلقته بنفيس”‪.‬‬ ‫مشريا إىل أن أجواء االنفتاح املعاشة تعزز‬ ‫موقعه أكرث‪ ،‬وإذا كان جنبالط عىل عالقة جيدة‬ ‫مع سوريا فهذا يريحه عىل الساحة الدرزية‬ ‫واللبنانية‪.‬‬ ‫وعن ترصيح جنبالط األخري الذي يطالب‬ ‫فيه بحلف إسالمي قال وهاب‪“ :‬أن األخري يعرف‬ ‫أن ليس هناك انقسام مسيحي – إسالمي‪ ،‬إمنا‬ ‫هناك خالف سني –شيعي‪ ،‬وهذا ما يحرض له‬ ‫الخارج‪ ،‬معترباً أن الرصاع السني‪ -‬الشيعي يف‬ ‫لبنان يدفع مثنه األقلية وهم املسيحيون والدروز‬ ‫بالدرجة األوىل”‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال حول املعركة االنتخابية‬

‫يف عاليه قال‪“ :‬أنه كان يريد من رئيس الحزب‬ ‫الدميقراطي الوزير طالل أرسالن أن يخوض‬ ‫معركة حقيقية ال نصف معركة من أجل‬ ‫مقعد فارغ”‪ ،‬مشرياً يف هذا اإلطار إىل أنه‬ ‫مل يقبل الرتشح يف دائرة بعبدا ألنها ليست‬ ‫دائرته‪.‬‬ ‫ولفت إىل أنه انتقد أرسالن يف بعض املحطات‬ ‫ألن التسوية التي حصلت عقب ‪ 7‬أيار مل تكن‬ ‫واضحة‪ ،‬وكان يجب أن تكون يف السياسة وليس‬ ‫فقط يف األمن‪.‬‬

‫وهاب في حفل تكريم طالب ثانوية أجيال المستقبل‪:‬‬ ‫كمين دولي يحضر للبنان من خالل المحكمة الدولية‬ ‫لفت رئيس تيار التوحيد الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب إىل أن هناك كميناً‬ ‫دولياً يحرض يف املستقبل القريب‬ ‫للبنان‪ ،‬ويتخذ من املحكمة الدولية‬ ‫مربرا له‪ ،‬مشريا إلىل “أن العامل يحاول‬ ‫توجيه األنظار إىل مكان آخر وخلق‬ ‫فتنة جديدة يف لبنان‪ ،‬بعد فشله يف‬ ‫اتهام سوريا طيلة السنوات األربع‪،‬‬ ‫وبعد تربئة الضباط األربعة وإخراجهم‬ ‫من السجن”‪ .‬واعترب أن هذه الفتنة يف‬ ‫حال اطلقها بعض األطراف الدوليني‪،‬‬ ‫وأولهم‬ ‫الجميع‪،‬‬ ‫منها‬ ‫فسيترضر‬ ‫الحكومة وقوات الطوارئ‪.‬‬ ‫كالم وهاب هذا جاء خالل رعايته‬ ‫حفل تكريم طالب ثانوية “أجيال‬ ‫املستقبل” يف بلدة البازورية يف صور‪،‬‬ ‫حيث حذر من العيش يف مشكل جديد إذا اخرتعوا كذبة جديدة‪ ،‬متاما كام‬ ‫عاش اللبنانيون طيلة السنوات األربع املاضية يف مشكل نتيجة االتهامات‬ ‫الكاذبة”‪.‬‬ ‫وعن الحكومة قال‪“ :‬املواالة أعطت الرئيس نبيه بري بعض األصوات‪ ،‬فتوىل‬ ‫رئاسة املجلس‪ ،‬ثم أعطت املعارضة الحريري بعض األصوات‪ ،‬وهكذا أصبحنا‬ ‫“صلح”‪ .‬مؤكدا أن الرئيس املكلف سعد الحريري “ال يستطيع أن يشكل ال‬

‫ضامنة وال كفالة‪ ،‬وال يستطيع أن‬ ‫يصمد أمام أية أوامر خارجية‪ ،‬والميكنه‬ ‫إعطاء األولوية للوحدة الوطنية عىل‬ ‫حساب األوامر الخارجية”‪ ،‬معتربا أن‬ ‫زحمة الزيارات األوروبية واألمريكية‬ ‫والعربية وغريها إىل لبنان‪ ،‬لها‬ ‫استهداف واحد”‪.‬‬ ‫وكرر وهاب تحذيره من الكمني الذي‬ ‫يحضرّ‬ ‫للبنان‪ ،‬مناشدا العقالء “أن‬ ‫ينبهوا بعض صقور ‪ 14‬آذار من خطورة‬ ‫السري يف هذه املسألة”‪ ،‬مستطرداً”‬ ‫“يهلل العامل اليوم للمجلس النيايب‬ ‫الجديد‪ ،‬ولكنه أكرث املجالس تزويراً يف‬ ‫تاريخ لبنان‪ ،‬واألموال التي دفعت له‬ ‫مل تدفع يف أي مكان يف العامل عىل‬ ‫انتخابات نيابية‪ .‬ولفت إىل أن املعارضة‬ ‫ورغم أنها قبلت بكل ذلك إال أنها تتخذ قرارا بإجامع كل القوى فيها أال‬ ‫تكون شاهد زور يف الحكومة‪ ،‬وأن تكون رشيكا حقيقيا يف السلطة‪ .‬وإال‬ ‫فالقرار هو بعدم املشاركة”‪.‬‬ ‫خامنا بالقول‪“ :‬أن مسؤولية تثقيف النشئ الطالع يجب أن تكون يف أعىل‬ ‫سلم املسؤوليات الوطنية”‪ ،‬مباركا للطالب نجاحهم الخيرّ ‪ ،‬آمال “أن يكونوا‬ ‫يف املستقبل رجاالت أفذاذا للوطن الذي نسعى جميعاً لبنائه‪”.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب إلذاعة النور‪ :‬اليونيفيل ستكون ضحية أية‬ ‫محاولة لتغيير قواعد اللعبة بالجنوب‬ ‫رأى رئيس تيار “التوحيد” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب أن قوات حفظ الطوارئ الدولية يف جنوب‬ ‫لبنان “اليونيفيل” ستكون ضحية أية محاولة‬ ‫لتغيري قواعد اللعبة يف الجنوب‪ ،‬معتربا أن‬ ‫الجانب اإلرسائييل مل يتحمل بعد هزمية حرب متوز‬ ‫‪.2006‬‬ ‫وأكد وهاب أن حادثة خربة سلم محاولة جس‬ ‫نبض قد تتكرر إذا استمر االستفزاز‪ ،‬ونصح‬ ‫األوروبيني الذين لديهم وحدات منترشة ضمن‬ ‫هذه القوات بان يكونوا أكرث وعياً الن اإلرسائييل‬ ‫ال يهمه ألنه يلعب عىل بيدر اآلخر‪ ،‬وما يهمه هو‬ ‫تهيئة األجواء املناسبة من أجل اعتداء يف يوم‬ ‫من األيام‪.‬‬ ‫وهاب‪ ،‬ويف حديث صباح اليوم االثنني الواقع‬ ‫يف ‪ 2009/7/20‬إىل “إذاعة النور”‪ ،‬أكد أنه يف‬ ‫متوز كانت هناك حرب جدية وبكل الوسائل‬ ‫وصواريخ املقاومة لن ترتك مكاناً يف فلسطني‬ ‫املحتلة إال وأصابتها‪ .‬ورأى وهاب أن رئيس وزراء‬ ‫العدو اإلرسائييل بنيامن نتنياهو يفكر‬ ‫يف أن يقوم بيشء مميز عن إسالفه وعندها‬ ‫سوف تكون اللعبة مفتوحة واملقاومة لديها‬ ‫وسائلها‪ ،‬وهنا أشري إىل أن املقاومة استفادت‬ ‫من حرب متوز ومن تغريات كانت لديها وليس‬ ‫فقط اإلرسائييل هو الذي ق ّيم هذه الحرب‬ ‫واستفاد من تجربتها‪ .‬واعتقد أن اإلرسائييل إذا‬ ‫حاول أن يشن حرباً أخرى فهذه مغامرة كبرية‬ ‫ستكلف املنطقة‪.‬‬ ‫ولفت وهاب إىل أن إرسائيل رمبا عاجزة عن‬ ‫خوض حرب جديدة لكنها تحاول أن تحرض املرسح‬ ‫الدويل لعمل ما خصوصاً أنها خرجت مهزومة‬ ‫من حرب متوز ‪ .2006‬ولكن اوباما ليس جاهزاً وال‬ ‫ميكن شن حرب دون األمريكيني‪ ،‬ولكن ال أحد‬ ‫يعرف ما هي مصالح املؤسسة الحاكمة يف‬ ‫أمريكا وأوباما ليس هو الحاكم الفعيل‪.‬‬

‫بلامر ال ميلك الضمري‬ ‫ال هو ال غريه‬ ‫وأكد وهاب أن تقرير الصحيفة األملانية “دير‬ ‫شبيغل” هو عمل من النظام اإلرسائييل وبعض‬ ‫املحافظني األمريكيني‪ .‬وأعطى وهاب مثاالً عىل‬ ‫ذلك السفري األمرييك السابق يف لبنان جفري‬ ‫فيلتامن‪ ،‬وأكد وهاب انه ال يثق بهذا الرجل ألنه‬ ‫ثبت انه شخص مرتش‪.‬‬ ‫وأردف‪ “ :‬منذ بداية عمل املحكمة الدولية كان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫لدي اشتباه يف عملها‪ ،‬وهذه الغرية عىل موضوع‬ ‫رفيق الحريري مل تقنعني مرة‪ ،‬وأنا تعهدت أن‬ ‫أتكلم عن املحكمة بالطريقة التي تكلمت بها‬ ‫ألنني كنت اعرف أن لديها مهمة سياسية‪ ،‬وهي‬ ‫إحداث رشخ بني لبنان وسوريا‪ ،‬لكنها فشلت يف‬ ‫هذه املهمة‪ ،‬وعندما فشلت أزيح دتليف ميلس‬ ‫وجاء برامارتز وال أدري ماذا حصل معه لكنه‬ ‫رحل أيضاً حتى جاء بلامر وعىل السكة نفسها‬ ‫التي جاء عليها ميلس وهو اخطر ألنه تعلم من‬ ‫أكاذيب وسقطات ميلس وهو أطلق الضباط‬ ‫األربعة ألنه يريد أخذ مسار املحكمة إىل مكان‬ ‫آخر وليس ألنه لديه أخالق‪ .‬بلامر ال ميلك الضمري‬ ‫ال هو ال غريه واملحكمة لديها مهمة سياسية‬ ‫جديدة اآلن فهناك موضوع املقاومة الذي يحري‬ ‫إرسائيل وأمريكا فلقد أقامت حرباً عليها ومل‬ ‫ينجح األمر‪ ،‬وحاولوا بالضغط السيايس وبدعم‬ ‫فريق يف االنتخابات لكن األمر ذاته مل ينجح‪.‬‬ ‫واليوم “آخر خرطوشة” هي املحكمة الدولية وهم‬ ‫سيحتفظون بها وستستعمل ضد املقاومة‬ ‫وهناك سيناريو إرسائييل – أمرييك وبعض‬ ‫األوروبيني موافقني عليه الستهداف املقاومة‬ ‫لكن هذا األمر أيضاً لن يصل إىل أي مكان وما‬ ‫يحاك هو إلحداث فتنة عىل الساحة السياسية‬ ‫الداخلية‪ .‬اليوم ماذا يحصل يف العراق فاألمرييك‬ ‫فشل يف جانب لكنه عمل عىل فتنة سنية‬ ‫شيعية وعىل الفوىض‪ ،‬وهناك أجهزة املوساد‬ ‫التي تعمل يف العراق وتحديداً يف شامل العراق‬ ‫يف كردستان حيث يحرض إلرسائيل ثانية‪ .‬وكل‬ ‫الوقائع تشري إىل أن الفتنة السنية الشيعية‬ ‫يف العراق مل تنجح بعد فانتقلوا إىل لبنان‬ ‫فهناك عىل األقل ‪ % 30‬اللبنانيني سيصدقون ما‬ ‫كتبته صحيفة دير شبيغل وهذا ما سيسهل‬ ‫إحداث فتنة‪.‬‬

‫املقاومة‬ ‫ال يحميها بيان سيايس‬ ‫ويف موضوع املقاومة والبيان الوزاري اقرتح‬ ‫وهاب أن يتم إعفاء الحكومة من ذكر املقاومة‬ ‫يف البيان الوزاري‪ .‬وأضاف‪ “ :‬اسمح لنفيس أن‬ ‫أقول أن املقاومة ال يحميها بيان سيايس حامية‬ ‫املقاومة هي الناس وقوتها ليس مجموعة وزراء‬ ‫ميكن أن يكون ثالثة أرباعهم تافهني”‪.‬‬ ‫ورأى رئيس تيار التوحيد أن فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫منقسم اليوم إىل قسمني‪ ،‬األول ميثله رئيس‬

‫‪44‬‬

‫“اللقاء الدميقراطي” النائب وليد جنبالط الذي‬ ‫يدرك ما يحرض للبنان كام أن رئيس الحكومة‬ ‫املكلف سعد الحريري رمبا يعي أيضا هذا األمر‬ ‫ألنه ال يريد أن يكون مرتاساً لتقرير درشبيغل‬ ‫ألنه بذلك ينتهي سياسياً وهو لن يكون له أي‬ ‫دور إذا ما وقعت أي فتنه فاملتطرفني سيستولون‬ ‫عىل الساحة وهو سريحل من البلد‪ ،‬وكذلك‬ ‫هناك فريق آخر يف ‪ 14‬آذار “غبي” يقوم بحسابات‬ ‫خاطئة ويتلقى أوامر من سفارات معينة‪ .‬ومثل‬ ‫ما أخطأ سمري جعجع يف حرب الجبل ويف‬ ‫الطائف ودخل السجن هو يكرر السيناريو‬ ‫نفسه ويقوم بحسابات خاطئة وهذا دليل عىل‬ ‫ان هناك فر يق آخر يتلقى األوامر من سفارات‬ ‫معينة‪ ،‬وكام قال النائب وليد جنبالط األمانة‬ ‫العامة لـ ‪ 14‬آذار أصبحت خارج التاريخ‪ .‬وسأل‬ ‫وهاب إىل أين يأخذ سمري جعجع مبغامراته‬ ‫املسيحيني تحديداً فلقد شاهدنا ماذا حصل يف‬ ‫العراق وعند وقوع رصاع سني شيعي املسيحي‬ ‫هو الذي يرحل‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال قال وهاب‪“ :‬ليس من حق‬ ‫اليونيفيل أن يصبحوا جواسيس لإلرسائييل وان‬ ‫يصبحوا كشافة ملعرفة أين تقع مخازن األسلحة‬ ‫للمقاومة‪ .‬وهناك مخاطر أخرى غري سالح‬ ‫املقاومة فهناك املوضوع الفلسطيني هناك أكرث‬ ‫من ‪ 500‬ألف فلسطيني يف لبنان‪ ،‬ويف هذا اإلطار‬ ‫كتب داوود الرشيان القريب من العقل السيايس‬ ‫السعودي يقول أن فئة من فريق ‪ 14‬آذار مقتنع‬ ‫بالتوطني‪.‬‬

‫سوريا ترحب بالجميع‬ ‫وتستقبل الجميع‬ ‫وأكد وهاب أن سوريا تتعاطى مع الدولة‬ ‫اللبنانية يف امللفات املطروحة‪ ،‬معتربا أن ال يشء‬ ‫مينع زيارة رئيس حزب “الكتائب” أمني الجميل‬ ‫إىل دمشق‪ .‬ومشرياً إىل أن الكتائب ميلكون جو‬ ‫اعتدال لكنه أوضح انه مل يحمل خالل لقاءه‬ ‫بالرئيس جميل أي رسالة متعلقة بزيارته لسوريا‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة لكل األطراف‪ ،‬وسوريا‬ ‫ترحب بالجميع وتستقبل الجميع‪ ،‬وهي تتعاطى‬ ‫يف العالقات اللبنانية مع الدولة خصوصاً يف‬ ‫امللفات الثنائية كالحدود‪ ،‬ولكن هناك إمكانية‬ ‫إلقامة صداقات مع أطراف لبنانيني‪.‬‬ ‫وأعلن وهاب انه يشجع أي حو مسيحي‬ ‫معتدل واعترب أن ما ينطبق عىل الدروز ينطبق‬

‫عىل املسيحيني‪ .‬وأضاف‪ “ :‬اعتقد انه ليس هناك‬ ‫مصلحة درزية وال مصلحة مسيحية بفتنة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬ومن يعتقد انه سيستفيد من فتنة سنية‬ ‫شيعية يف لبنان سيدفع هو أول أمثانها‪.‬‬ ‫وأشار وهاب إىل أن النائب وليد جنبالط مدرك‬ ‫للرشخ الذي حصل بينه وبني سوريا يف السنوات‬ ‫املاضية‪ ،‬وهو يعرف أن الشعب السوري حقد‬ ‫عليه دون شك‪ ،‬ولكن هناك خصوصية للطائفة‬ ‫الدرزية‪ .‬فالدرزي ال يشعر بالدفء إال يف حضن‬ ‫سوريا‪ ،‬وهذه حقيقة تاريخية وسوريا هي مكة‬ ‫الثانية بالنسبة للدروز‪.‬‬ ‫ورأى وهاب ان الرئيس بري راهن عىل مواقف‬ ‫جنبالط ومل يكن مخطئاً ولقد عمل بري عىل‬ ‫تعديل موقف جنبالط وهناك محبة قدمية بني‬ ‫االثنني فهام يكمالن بعضهام يف اللعبة‪.‬‬ ‫وحول اجتامعه بجنبالط أكد وهاب أن األخري‬

‫يفضل أن يلعب دور بالتعاون مع األطراف اآلخرين‬ ‫عىل الساحة الدرزية وتكون األجهزة األمنية هي‬ ‫صامم األمان‪ .‬واضاف‪“ :‬كان حريصاً خالل االجتامع‬ ‫عىل ابتداع أفكار لعدم الوقوع يف الفخ الذي يعد‬ ‫للبنان‪ ،‬وهذا األمر يجب أن نتعاون عليه جميعاً”‪.‬‬

‫ليخرج سعد الحريري‬ ‫من بالدته السياسية‬ ‫ورداً عىل سؤال قال وهاب‪ :‬انا منسجم مع‬ ‫نفيس منذ اربع سنوات وخاليف مع جنبالط ليس‬ ‫شخصياً امنا عىل ملفات سياسية‪ :‬املقاومة‬ ‫موقع سوريا والدروز يف املنطقة وعندما يسقط‬ ‫هذا الخالف ال مانع بالتحدث مع بعضنا وهذا‬ ‫الخالف سقط اىل حد ما‪.‬‬

‫وحول زيارة سعد الحريري اىل سوريا قال وهاب‬ ‫ان سوريا ال تنتظر زيارة الحريري وهي اكرب من‬ ‫هذا املوضوع وانا انصحه بان يزور سوريا قريباً‬ ‫وان يبادر وان يخرج من بالدته السياسية‪ .‬مشريا‬ ‫اىل ان السعودية هي اول من طرحت بان يزور‬ ‫الحريري سوريا‪ ،‬وانها ال تتدخل بتفاصيل تشكيل‬ ‫الحكومة‪ ،‬ولكنها تتدخل مثلها مثل امريكا يف‬ ‫كل ملفات املنطقة ومطلب سوريا هو مطلب‬ ‫املعارضة التي متتلك مطلب موحد وهو الرشاكة‬ ‫وال احد ينتظر ان تتفكك املعارضة وان يتخىل‬ ‫افرقائها عن بعضهم البعض‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالعودة اىل تقرير ديرشبيغل‬ ‫مؤكداً ان من يتعاطى معه ان كان سيايس او‬ ‫قايض او مسؤول امني سنعتربه جزء من اجهزة‬ ‫املوساد يف لبنان‪ .‬فهذا التقرير هو إرسائييل ومن‬ ‫يتعاطى معه هو إرسائييل بالكامل‪.‬‬

‫وهاب للـ « أم تي في»‪ :‬النائب جنبالط قال‬ ‫في ‪ 14‬آذار ما لم يقله أحد من فريق ‪ 8‬آذار‬ ‫اكد رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب ان عىل الرئيس املكلف‬ ‫تشكيل الحكومة لالرساع بانهاء املهمة‬ ‫املوكلة اليه‪ ،‬والقيام مببادرة لتحصني‬ ‫الساحة الداخلية من كل املخاطر التي‬ ‫تحيط باملنطقة‪ .‬كام استبعد ان تشكيل‬ ‫الحكومة قبل ايلول‪.‬‬ ‫كالم وهاب جاء خالل برنامج “مبوضوعية”‬ ‫عىل تلفزيون الـ ام يت يف‪ ،‬حيث اعترب ان فريق‬ ‫موحد‪ ،‬مشرياً اىل ان‬ ‫‪ 14‬آذار ليس لديه اتفاق‬ ‫ّ‬ ‫النائب وليد جنبالط قال يف فريق ‪ 14‬آذار ما‬ ‫مل يقله احد يف فريق ‪ 8‬آذار وذلك يف بيان‬ ‫االمانة العامة لـ ‪ 14‬آذار‪.‬‬ ‫وعن ‪ 7‬ايار قال وهاب‪ 7 “ :‬ايار حصل يف‬ ‫ظروف معينة‪ ،‬وحتى الذين سببوا ‪ 7‬ايار‬ ‫اعتذروا واعتربوا انفسهم مخطئني‪ .‬وانا مع‬ ‫الغاء كل مسببات هذه الفرتة ولكن حتى‬ ‫وليد جنبالط الذي كان االساس يف موضوع‬ ‫‪ 7‬ايار عاد واقام مراجعة نقدية لذاته ووجد‬ ‫نفسه مخطئا”‬ ‫واعترب وهاب ان الرشاكة يف الحكم ال‬ ‫ميكن ان تتم برشوط الفريق اآلخر‪ ،‬بل عىل‬ ‫اساس النسبية يف التمثيل ولكن طبعا مع‬ ‫اقتطاع حصص لرئيس الجمهورية‪ .‬واكد ان‬ ‫سالح املقاومة لن يعطل نتيجة االنتخابات‬

‫لكنه رأى ان هذه النتيجة ال ميكن ان ُترصف‬ ‫يف بلد مثل لبنان‪ ،‬ألن هناك متثيال شعبيا ال‬ ‫ميكن الحد ان يلغيه او يتخطاه‪ ،‬لذلك انتخبت‬ ‫االكرثية الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬فالقاعدة الشعبية التي ميثلها اكرب‬ ‫بكثري من تلك التي ميثلها اآلخرون الذين‬ ‫ترشحوا بوجهه‪.‬‬ ‫ونوه بالوزير غازي العرييض قائال‪“ :‬‬ ‫العرييض رجل بحق ونجح يف وزارة االشغال‬ ‫وبقي يحكم عقله يف الوقت الذي جنّ فيه‬ ‫الكثريون”‬

‫‪45‬‬

‫وقال وهاب مستهزئاً‪ “ :‬ان الرئيسني‬ ‫االمرييك والفرنيس يعمالن عند االمانة‬ ‫العامة لـ ‪ 14‬آذار‪ ،‬ونحن يف ‪ 8‬آذار نعمل لدى‬ ‫املخابرات السورية”‪.‬‬ ‫وسأل يف حال اتصل مساعد العاهل‬ ‫السعودي بالحريري ودعاه اىل مالقاة امللك اىل‬ ‫دمشق‪ ،‬فهل سيستأذن االمانة العامة؟!‬ ‫وشدد عىل رضورة حامية سالح املقاومة‬ ‫وسحبه من التداول والبزارات السياسية‬ ‫مؤكدا ان هذا السالح يشكل الضامنة‬ ‫الوحيدة ملنع توطني الفلسطينيني يف لبنان‪.‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫«تيار التوحيد» يشارك في ذكرى استشهاد سعاده‬ ‫ومؤتمر القدس بين األصالة والتهويد‬

‫وهاب تباحث مع رئيس الجمهورية‬ ‫بتشكيل الحكومة وأجواء المصالحات‬ ‫زار رئيس “ تيار التوحيد “ الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬رئيس الجمهورية العامد‬ ‫ميشال سليامن‪ ،‬وتباحث معه يف موضوع تشكيل الحكومة‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫األوضاع السياسية العامة‪ ،‬وأجواء املصالحات بني الطائفتني الشيعية‬ ‫والدرزية‪ ،‬مبا يرسخ الهدوء واالستقرار‪.‬‬

‫رئيس تيار التوحيد استقبل سفير كوبا‪ :‬سعد الحريري ال يمكنه أن يشكل ضمانة‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب يف مكتبه يف برئ‬ ‫حسن سفري دولة كوبا يف لبنان “داريو دي آورى” ترافقه قنصل سفارة كوبا‬ ‫“ماريا ايزابيل”‪ .‬وتباحث الطرفان يف الشؤون السياسية الراهنة‪ ،‬ما بعد‬ ‫االنتخابات النيابية واملشاورات الجارية حول التشكيلة الحكومية الجديدة‪.‬‬ ‫حيث رصح وهاب بعد اللقاء قائال‪ “ :‬تباحثنا مع سعادة السفري يف الوضع‬ ‫ضوء نتائج االنتخابات النيابية‪ .‬مبديا وجهة‬ ‫عىل الساحة اللبنانية يف‬ ‫نظره يف مسألة التأليف التي تخضع العتبارات عدة‪ ،‬ونصح املعارضة بعدم‬ ‫الركون ألي ضامنات خاصة من النائب سعد الحريري‪ ،‬معتربا أنه ال ميكن أن‬ ‫يشكل ضامنة وال ميكنه أن يلتزم بيشء إذا مارست عليه الدول الكربى‬ ‫ضغوطا معينة‪ ،‬وتحديدا يف موضوع املقاومة‪ ،‬فهو الذي نقض الضامنة‬ ‫التي أعطاها للرئيس نبيه بري خالل ‪ 24‬ساعة‪،‬‬ ‫وما عىل املعارضة إال أن تأخذ ضامنات فعلية‪ ،‬من خالل التأليف والبيان‬ ‫الوزاري”‪ .‬كام حذر املعارضة من خديعة جديدة‪ ،‬مشريا إىل أنها “تعرضت‬ ‫للخديعة عدة مرات قبل اتفاق الدوحة وبعده”‪ .‬وختم قائال‪“ :‬أن الضامنات يجب‬ ‫أن تكون واضحة يف املرحلة املقبلة من خالل تأليف الحكومة‪ ،‬وإال فلتخرج‬ ‫املعارضة من لعبة تقاسم السلطة‪ ،‬ولتبقى معارضة حقيقة خارجها”‪.‬‬

‫وهاب‪ :‬المعارضة تريد الثلث الضامن‬

‫مثل أمني اإلعالم والثقافة يف تيار التوحيد‬ ‫الرفيق ‪ ‬هشام األعور عىل رأس وفد حزيب‬ ‫رئيس « تيار التوحيد» الرفيق‪ ‬وئام وهاب يف‬ ‫الحفل الذي أقامه الحزب السوري القومي‬ ‫األجتامعي يف “ الفوروم دي بريوت “ مبناسبة‪ ‬‬ ‫مرور ستني عاما عىل استشهاد مؤسسه‬ ‫انطون سعادة‪.‬‬

‫القدس بني األصالة والتهويد‬ ‫كام شاركت أمانة اإلعالم والثقافة يف‬ ‫املؤمتر الذي احتضنته العاصمة بريوت تحت‬ ‫عنوان “ القدس بني األصالة والتهويد “‬ ‫والذي نظمته جبهة العمل اإلسالمي يف‬ ‫مطعم الساحة‪ ،‬وحرضه ثلة من املفكرين‬ ‫والعلامء العرب واملسلمني تأكيداً منهم‬ ‫عىل موفقهم الثابت يف الحفاظ عىل حرارة‬ ‫وأصالة القضية الفلسطينية‪ ،‬وصد املحاوالت‬ ‫املتكررة من العدو اإلرسائييل والهادفة إىل‬ ‫تهويد‪ ‬القضية املركزية للعرب واملسلمني‬ ‫من خالل دعوات العدو إىل ما يعرف مبسارات‬ ‫السالم املزعومة‪.‬‬

‫الحضور يف االحتفال القومي‬

‫هشام االعور مشاركاً يف الذكرى‬

‫تار التوحيد يشارك يف اعتصام‬ ‫لجنة التضامن اللبنانية‬

‫اعترب رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‪ ،‬أمام وفود زارته يف‬ ‫منزله يف الجاهلية‪ ،‬أن املشكلة القامئة اليوم بالنسبة‬ ‫للحكومة العتيدة ليست مشكلة تأليف وحصص فقط‪،‬‬ ‫فاملعارضة ومنذ البداية رصحت أنها تريد املشاركة مبا‬ ‫يتناسب وحجمها يف املجلس النيايب‪ ،‬إذا كانوا يريدون‬ ‫مشاركة حقيقية وتهمهم املشاركة الفعلية للمعارضة‪.‬‬ ‫أما إذا كان املطلوب مشاركة شكلية فال أعتقد أن أي طرف‬ ‫من املعارضة يتجرأ أن يتخذ قرار املشاركة‪ ،‬ألن قرار املعارضة‬ ‫أن تكون حصتها يف الحكومة كحد أدىن الثلث زائد واحد‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬املشكلة ليست فقط بالتأليف‪ ،‬املشكلة أن‬ ‫(الرئيس املكلف تأليف الحكومة) سعد الحريري عاجز عن اتخاذ‬ ‫املبادرة‪ ،‬فهو يــملك فريقا إلدارة األحقاد وليس إلدارة البالد‪،‬‬ ‫وهو يفتقد للمبادرة‪ ،‬كام يفتقد لشجاعة والده وقدرته عىل‬ ‫معالجة األمور‪ ،‬وإذا كان يعتقد بأن الوقت ال قيمة له‪ ،‬فلن تكون‬ ‫املعارضة أكرث حرصا منه عىل وقته‪ ،‬لكن املعارضة حريصة‬ ‫عىل البلد‪ ،‬وحريصة عىل ان يبدأ مسرية جديدة من الوفاق‪،‬‬ ‫وعليه أن يعرف بأن العامل يتغري‪ ،‬ألن اللبناين ال يستطيع أن‬ ‫يكون آخر من يتحدث مع سوريا يف العامل‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أقامت لجنة التضامن اللبنانية لتحرير‬ ‫املعتقلني الكوبيني الخمسة من السجون‬ ‫األمريكية اعتصاما احتجاجيا أمام السفارة‬ ‫األمريكية يف عوكر‪ ,‬شارك فيه تيار‬ ‫العالقات‬ ‫التوحيد بوفد ترأسته مسؤولة‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬

‫‪...‬وعيد استقالل فنزويال‬ ‫كام مثلت أبو ذياب رئيس التيار الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يف احتفال أقيم يف سفارة فنزويال‬ ‫املعتمدة يف لبنان مبناسبة عيد استقالل فنزويال‪،‬‬ ‫وقد حرض االحتفال شخصيات سياسية وحزبية‬ ‫واجتامعية‪ ،‬وممثلني عن السفارات املعتمدة يف‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب أولم على شرف سكاف بحضور رحمة وفارس‪:‬‬

‫إعادة إنتاج فؤاد السنيورة غير ممكنة بعد اآلن‬ ‫أومل رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب عىل رشف الوزير الياس‬ ‫سكاف يف منزله يف الجاهلية‪ ،‬بحضور النائب اميل رحمة‪ ،‬الناائب الدكتور‬ ‫مروان فارس والنائب السابق سليم عون‪.‬‬ ‫بداي ًة‪ ،‬تحدث رحمة قائ ًال» النائب سكاف دامئاً الس ّباق داخل املجلس أو‬ ‫خارجه‪ ،‬فهو ال يزال الزعيم الكاثولييك األول يف لبنان‪ ،‬أما بالنسبة إىل‬ ‫الوزير وهاب فقد سبق الغري بهذا التكريم‪ ،‬وهو الس ّباق دامئاً باألمور التي‬ ‫تخدم الصالح الوطني العام»‪.‬‬ ‫مضيفاً» إين أتوجه بهذه املناسبة إىل فريقنا املعارض لنبقى مستظلني‬ ‫قاعدة التضامن يف ما بيننا‪ ،‬ألننا فريق واحد نسعى إىل إنقاذ وطني ملصلحة‬ ‫الجميع يف لبنان موالني كانوا أم معارضني‪.‬‬ ‫فيام قال الوزير وهاب‪ « :‬التقينا عىل غداء تكرميي عىل رشف معايل الوزير‬ ‫اييل سكاف‪ ،‬الذي يبقى زعي ًام رغم كل املحاوالت التي جرت لتعيني بعض‬ ‫الذين يسمونهم نواباً يف زحلة‪ .‬إال أن سكاف يبقى األساس يف زحلة التي‬ ‫هي أساس بدورها يف البقاع»‪.‬‬ ‫الفتاً إىل أنه قد تم التباحث يف األمور السياسية وخاصة تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫حيث من الواضح أن التشكيل يف إجازة طويلة‪ ،‬قد متتد إىل ما بعد عيد‬ ‫الفطر‪ ،‬موضحاً أن ما يحصل هو بسبب عدم امتالك رئيس الحكومة املكلف‬ ‫سعد الحريري ألية مبادرة أو طرح أو حتى محاولة إليجاد مخرج‪ ،‬فهو ينتظر‬ ‫وينتظر وينتظر‪ ....‬وهذه هي املشكلة الحقيقية‪.‬‬ ‫واستطرد وهاب قائ ًال « الواضح أن هناك عرقلة مرصية يف ما يخص‬ ‫تشكيل الحكومة‪ ،‬ألنها تربط التشكيل مبدى التقدم يف غزة ويف موضوع‬ ‫الجندي اإلرسائييل األسري واملصالحة بني فتح وحامس»‪ ،‬مضيفاً‪« :‬كام‬ ‫ميكن أن يكون هناك أمرا آخر معرقال لتشكيل الحكومة‪ ،‬وأنا ال أستبعد‬ ‫أن يكون هناك دورا أساسيا سلبيا «لجيفري فيلتامن» املسؤول يف الخارجية‬

‫األمريكية‪ ،‬وهنا يجب أن تتنبه اإلدارة األمريكية لهذا الرجل الذي لديه‬ ‫ارتباطات ومصالح مالية يف لبنان‪ .‬وكان قد نال الكثري من الرشاوى عندما‬ ‫كان يف بريوت‪ ،‬وهذا الدور السلبي له‪ ،‬قد ينعكس عىل سياسة اإلدارة‬ ‫األمريكية ككل‪ .‬وأبدى وهاب خشيته من أن يكون هناك محاولة إلعادة‬ ‫إنتاج فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة‪ ،‬وهي محاولة تبدو جدية‪ ،‬حيث هناك‬ ‫أطرافا إقليمية وبالتحديد مرص‪ ،‬لديها خيار بهذا األمر‪ ،‬موضحا أن هذا األمر‬ ‫غري ممكن ب اآلن‪.‬‬ ‫أما الوزير اييل سكاف فقال رداً عىل سؤال حول تشكيل الحكومة‪:‬‬ ‫«أن املعارضة تريد ضامنات لها‪ ،‬مشرياً إىل وجوب أن يتنور الشعب‪ ،‬ويرى‬ ‫الحقيقة‪ ،‬ويحاسب من أىت بهم نواباً‪،‬ألننا نراهم يومياً يركضون واحداً تلو‬ ‫اآلخر باتجاه سياستنا نحن املعارضة‪ ،‬وهذا ما يبني كذبهم‪.‬‬

‫«تيار التوحيد» يعلن في بيانات مواقفه من األحداث والتطورات‬ ‫وهاب‪ :‬فريق دولي يحاول‬ ‫الضغط على المحكمة‬ ‫الدولية لتحويل «دير‬ ‫شبيغل» إلى قرار ظني‬ ‫حذر رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب من كمني جديد يحاك للبنان‪ ،‬ويتعلق‬ ‫باملحكمة الدولية‪ ،‬حيث اعترب «ان هناك فريقا‬ ‫دوليا مترضرا من االستقرار وتعزيز السلم االهيل‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ومن تطور يف العالقات العربية –‬ ‫العربية والعالقات الداخلية اللبنانية‪ .‬ويبدو‬ ‫بأنه يضغط عىل املحكمة الدولية لتحويل تقرير‬ ‫دير شبيغل اىل قرار ظني خالل اسابيع»‪ ،‬وشدد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عىل خطورة هذا التقرير معتربا انه «من صنع‪ ‬‬ ‫املخابرات االرسائيلية – االمريكية ومبشاركة بعض‬ ‫االوروبيني»‪ .‬واضاف‪« :‬هذا التقرير الذي نرشته دير‬ ‫شبيغل معروف املصدر واالهداف ‪ ،‬وخطري جدا‪،‬‬ ‫ويبدو ان هناك جهات دولية تبنّته وتحاول الضغط‬ ‫عىل املحكمة الدولية الصداره كقرار ظني‪ ،‬بعد‬ ‫ان فشلت عملية اتهام سوريا وخرج الضباط‬ ‫االربعة‪ ،‬بعد كذبة استمرت اربع سنوات»‪.‬‬ ‫واكد وهاب ان تقرير دير شبيغل‪ ،‬رسالة يجب‬ ‫أن يفهمها ويتوقف عندها الجميع‪ ،‬منبها اىل ان‬ ‫«املسألة عندما تصبح تهدد حياة وامن اللبنانيني‪،‬‬ ‫فال اعتقد بأننا سرنحم احد‪ ،‬لبنانيني كانوا ام غري‬ ‫لبنانيني‪ ،‬ألن يف هذا االمر يكون البادي هو االظلم»‪.‬‬ ‫من جهة اخرى‪ ،‬ابدى وهاب ارتياحه لالجواء‬ ‫االيجابية التي ترتكها االتصاالت الجارية مؤخراً‬ ‫تحديدا عىل الصعيد العريب‪ ،‬والتي ميكن ان‬ ‫ترتكها زيارة النائب املكلف تشكيل الحكومة‬ ‫سعد الحريري املرتقبة اىل سوريا‪ ،‬ولكنه شدد‬ ‫عىل رضورة ان يكون رئيس الجمهورية العامد‬

‫‪48‬‬

‫ميشال سليامن يف تفاصيل هذه االجواء‪ ،‬الفتا‬ ‫اىل قدرته عىل املساعدة يف ايجاد املخرج من‬ ‫املأزق الحايل الذي متر به عملية تشكيل الحكومة‬ ‫اللبنانية‪ .‬وابدى خشيته من ان تتبخر يف لحظة‬ ‫كل هذه االجواء االيجابية‪ ،‬اذا حصل ما يح ّذر منه‬ ‫مبوضوع تقرير دير شبيغل‪.‬‬

‫مجلس األمناء يستغرب‬ ‫ارتفاع أسعار المحروقات‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬عقد مجلس األمناء يف تيار التوحيد اجتامعا‬ ‫استثنائيا بحضور كامل أعضائه ويف نهاية‬ ‫االجتامع صدر عن املجلس البيان التايل‪:‬‬ ‫‪ -1 ‬يستغرب تيار التوحيد استمرار ارتفاع‬ ‫أسعار املحروقات عىل الصعيد املحيل بالرغم من‬

‫انخفاض أسعارها عامليا واملوقف العاجز من‬ ‫الحكومة اللبنانية يف ايجاد حلول مناسبة ترفع‬ ‫الغنب عن كاهل املواطن اللبناين‪.‬‬ ‫‪ -2 ‬توجه تيار التوحيد بالتهنئة لفخامة‬ ‫رئيس الجمهورية بقراره العادل والشجاع‬ ‫واالنساين باصداره قرار العفو الخاص عن السجني‬ ‫الفلسطيني يوسف شعبان‪.‬‬ ‫‪ -3 ‬كام تقدم التيار من جميع اللبنانيني‬ ‫بالتهنئة مبناسبة الذكرى السنوية الثالثة النتصار‬ ‫متوز مجددا العهد عىل امليض قدما يف مرشوع‬ ‫املقاومة واملامنعة الستعادة الحقوق املغتصبة‪.‬‬ ‫‪ -4 ‬يعترب تيار التوحيد أن اللقاء الذي جمع رئيس‬ ‫تيار التوحيد وئام وهاب ورئيس الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك وليد جنبالط يأيت يف سياق سياسة‬ ‫االنفتاح والتهدئة والحوار الوطني ملا فيه خري‬ ‫ومصلحة الجبل خصوصا ولبنان بشكل عام ويشجع‬ ‫عىل خطوات االنفتاح بني جميع اللبنانيني‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪« ‬تيار التوحيد» يقدر‬ ‫مواقف جنبالط األخيرة‬ ‫‪ ‬اصدرت أمانة اإلعالم يف “ تيار التوحيد “‬ ‫بياناً توقفت فيه باهتامم امام موقف النائب‬ ‫وليد جنبالط االخري‪ ،‬حول قضيتني شكلتا مادة‬ ‫سجال بني اللبنانيني خالل الفرتة السابقة‪ ،‬وهام‬ ‫ما سمي بشعار “لبنان اوال” وموضوع الخصخصة‪.‬‬ ‫وهنا يهم تيار التوحيد التأكيد عىل اآليت‪:‬‬ ‫اوال‪ :‬ان شعار “لبنان اوال” هو شعار دعايئ اجوف‬ ‫ال معنى له‪ ،‬خاصة وان الترصف عىل اساس ان‬ ‫لبنان جزيرة منعزلة يف محيط غريب هو امر غري‬ ‫واقعي وغري منطقي‪ ،‬وال امكانية امامه للعيش‬ ‫يف منطقة متحركة كمنطقتنا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ان كالم جنبالط حول الخصخصة فيه‬ ‫تطور ايجايب‪ ،‬ويفتح الباب امام نقاش جدي بني‬ ‫القوى الرافضة لتحويل الدولة اىل دولة امنية‬ ‫تحرس مصالح الرأسامليني‪ ،‬بدل ان تكون دولة‬ ‫مسؤولة عن املواطنني والفقراء‪ ،‬الذين هم بحاجة‬ ‫لرعايتها الصحية واالجتامعية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ان رفض الخصخصة يقتيض رفض باريس‬ ‫‪ 3‬وما دعا اليه من بيع الدولة اىل القطاع الخاص‬ ‫وتوريطها يف مزيد من الديون وارهاق الناس بها‪.‬‬

‫أمانة اإلعالم‪:‬‬ ‫وهاب يقدر مبادرة‬ ‫الحريري إسقاط الدعاوى‬ ‫أصدر املكتب االعالمي لـ “تيار التوحيد” بياناً‬

‫قدّر فيه رئيس تيار التوحيد وئام وهاب الرئيس‬ ‫املكلف سعد الحريري باسقاط الدعاوى التي‬ ‫تقدم بها بحق عدد من السياسيني‪ ،‬ومنهم‬ ‫رئيس التيار‪ .‬وهي ال شك مبادرة شجاعة‪ .‬اال ان‬ ‫املكتب االعالمي لتيار التوحيد يه ّمه توضيح‬ ‫النقاط التالية‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬مل يكن يف نية احد االساءة اىل ذكرى‬ ‫الرئيس الحريري او عائلته التي نقدّر ونحرتم‪،‬‬ ‫فإذا كان البعض فهم كالم رئيس التيار اساءة‬ ‫شخصية وعائلية‪ ،‬فإننا منلك الجرأة االدبية ليك‬ ‫نعتذر عن هذه االساءة من عائلة الرئيس الحريري‬ ‫ومن الرئيس املكلف‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ان االتهامات التي ال تستند اىل واقع‪،‬‬ ‫والتي وجهت الينا واىل بعض القوى الحليفة بعد‬ ‫اغتيال الرئيس الحريري‪ ،‬هي التي كانت سبباً يف‬ ‫ردودنا القاسية‪ .‬فأي اتهام من هذا النوع نعتربه‬ ‫اساءة اىل كل اخالقياتنا‪ ،‬ونحن الذين رفضنا‬ ‫القتل عندما كان ميارسه البعض كهاوية خالل‬ ‫الحرب االهلية‪ .‬فكيف بنا ان نقبل به يف مرحلة‬ ‫السلم االهيل!‬ ‫ثالثاً‪ :‬ان بعض االعالميني الذين يبدون الحرص‬ ‫عىل الرئيس الحريري‪ ،‬هم الذين اساؤوا اليه‪ ،‬عرب‬ ‫توجيه التهم لالخرين دون سبب‪ ،‬مام دفع البعض‬ ‫اىل ردود قاسية‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬ان الخطوة التي اتخذها الحريري‬ ‫تستطيع ان تكون بداية لفتح صفحة جديدة‬ ‫بني كل اللبنانيني‪ ،‬اذا ترصف الرئيس املكلف‬ ‫كرئيس حكومة للجميع‪ ،‬وليس لتيار املستقبل‬ ‫فقط‪.‬‬

‫يحيي‬ ‫«تيار التوحيد»‬ ‫ّ‬ ‫الذكرى السنوية األولى‬ ‫لعملية الرضوان‬ ‫صدرت عن امانة اإلعالم يف “تيار التوحيد”‬ ‫بياناً مبناسبة مرور الذكرى السنوية األوىل‬ ‫عىل عملية الرضوان لتحرير عميد األرسى‬ ‫سمري القنطار ورفاقه املقاومني األربعة من‬ ‫السجون األرسائيلية ‪ ،‬هذا األنتصار الكبري‬ ‫الذي مهد له انجاز الوعد الصادق وتحقيق‬ ‫الحلم يف متوز ‪،‬جاء يؤكد مجددا عىل صواب‬ ‫منطق املقاومة ومبدأ استخدام السالح‬ ‫يف مواجهة ارسائيل ‪ ،‬وأعاد العزة والكرامة‬ ‫لألمة بعد عقود من النكسات والهزائم ‪ .‬و‬ ‫يف هذه املناسبة يدعو تيار التوحيد اىل عدم‬ ‫التفريط بخيار سالح املقاومة‪ ‬استمرارا‬ ‫يف املعركة املصريية يف مواجهة العدو‬ ‫األرسائييل ‪ ،‬وأحرتاما ألرواح الشهداء الذين‬

‫‪49‬‬

‫أفتدوا كرامة لبنان وعزته بحياتهم ‪ ،‬وصونا‬ ‫لحرمة الدماء التي سالت عىل الرتاب اللبناين‬ ‫‪ ،‬وتقديرا آلالف األرسى واملعذبني الذين مل‬ ‫تنشف اجسادهم ‪ ‬بعد من جراحات وآالم‬ ‫التعذيب الرهيب عىل ايدي الجالدين‪ ‬يف‪ ‬‬ ‫معتقالت ‪ ‬العدو األرسائييل ‪.‬‬

‫«تيار التوحيد»‪:‬‬ ‫العدوان اإلسرائيلي‬ ‫على لبنان جاء مخالفاً‬ ‫لتوقعات وأماني كثيرة‬ ‫من األنظمة العربية‬ ‫مبناسبة مرور ثالث سنوات عىل العدوان‬ ‫األرسائييل عىل لبنان أصدر «تيار التوحيد» بياناً‬ ‫جاء فيه‪:‬‬ ‫ان العدوان الذي جاء مخالفا لتوقعات‬ ‫وآلماين‬ ‫األرسائيلية‬ ‫العسكرية‬ ‫اآللة‬ ‫الكثري من األنظمة العربية التي راهنت‬ ‫عىل رسعة نجاح هذا العدوان وقهر ارادة‬ ‫جمهور املقاومة الذي ‪ ‬تجاوز بصموده‬ ‫كل حدود محققا آمال واحالم احرار هذه‬ ‫األمة بنرص اربك وزاد يف تعقيد العمليات‬ ‫والخطط العسكرية عند الصهاينة ‪ ،‬وقدم‬ ‫منوذجا للشعوب العربية غايل الثمن يف‬ ‫الوطنية والصمود ‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬قد وقفت سوريا وكالعادة‪ ‬‬ ‫حكومة وشعبا‪ ‬اىل جانب الشعب اللبناين‬ ‫للتخفيف من حدة مخاطر األرهاب األرسائييل‬ ‫وعدوانه ‪ ‬الذي طاول الحجر والبرش عىل السواء‬ ‫‪،‬من ‪ ‬منطلق االميان بدور املقاومة املرشوع يف‬ ‫الدفاع عن األرض ‪ ،‬ويف تحمل جزء من تبعات‬ ‫هذه‪ ‬املعركة املصريية يف تاريخ األمة ‪،‬‬ ‫والوقوف اىل جانب اللبنانيني الذين ال يعرفون‬ ‫هدفا غري حرية األمة وال يرصفون مطلبا غري‬ ‫انتصار هذه الحرية ‪.‬‬ ‫وختم‪ :‬اليوم وبعد ‪ 3‬سنوات عىل عدوان متوز‬ ‫نجدد االميان بصمود امتنا واالستمرار بنهج‬ ‫املقاومة حتى تحرير كامل األرايض املحتلة يف‬ ‫الجوالن وفلسطني ولبنان ‪ ،‬ان طال الزمن اوقرص‪،‬‬ ‫من خالل سواعد املقاومني الذين يخوضون ارشف‬ ‫وأعظم‪ ‬املعارك يك تبقى األرض تحت اقدامنا‬ ‫وبارادة شعبنا الصلب ‪ ،‬ويف استطاعتنا اليوم‬ ‫ان ‪ ‬نخطو بانتصارنا خطوة عظيمة اىل األمام‬ ‫تدعيام ألنتصار األمة الحتمي يف املستقبل‬ ‫القريب‪. .‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬

‫مالئكة المحبة تبارك مسيرة التوحيديين في «العرس القروي» في الجاهلية‬

‫وهاب ‪ :‬أحيي المبدعين ونهنئ المشرفين على هذا الحفل الفني الراقي‬ ‫غدير الجاهلية قد سكب قطرات العسل‬ ‫التوحيدي يف أعامق القلوب ا ُملحبة وسارت مواكب‬ ‫السعادة نحو دروب النهر وعزفت قيثارة املحبة‬ ‫نبض من أوتار العواطف‪ ،‬وألحان من الضحكات‬ ‫النابعة من القلوب‪ ،‬وتعالت أنغام الفرح مؤ ّلفة‬ ‫سمفونية التالقي بني قلوب قد تختلف سياسياً‬ ‫وعقائدياً ولكنها تعود فتشكل من التناقضات‬ ‫أرقى انسجام وأروع تناغم‪ .‬سمفونية املحبة‬ ‫التوحيدية تشكلت بنخوة “مفوضية الجاهلية”‬ ‫التي مألت هذه البقعة بأهازيج الفرح‪ ،‬موقعة‬ ‫أجمل توقيع للخري واملحبة عىل صفحات القلوب‬ ‫الطيبة‪ .‬وزينت كهوف األمل بالحرف اليدوية‪،‬‬ ‫وح ّملت النسامت عطر املأكوالت القروية‪،‬‬ ‫وتراقصت بفرح فوق املنابر‪ .‬ألقت نجوم متوز‬ ‫وشاحها الفيض عىل مرسح التوحيد واكتنز‬ ‫ليل السابع عرش من هذا الشهر مبواسم الخري‬ ‫واأللفة‪ ،‬واتسعت حلقة الفولكلور اللبناين‬ ‫األصيل لتحتضن أناشيد الفرح الضاحك دوماً‪،‬‬ ‫وتناثرت حروف الحكاية التوحيدية عىل دروب‬ ‫النهر مع بدء حفلة استقبال الصيف التي تجلت‬ ‫بأجمل تصميم راقص نظمه الرفيق نزار أبوذياب‬ ‫مع نخبة من الرفاق والرفيقات‪ ،‬بحضور أمني‬ ‫الداخلية والعالقات السياسية‪ ،‬عضو املكتب‬ ‫السيايس الرفيق يارس الصفدي‪.‬‬

‫حنان ابو ذياب‬ ‫ع ّر ُ‬ ‫فت حفل اإلفتتاح ويف قلبي أنغام من‬ ‫السعادة املرتمنة وكانت كلاميت تتوق إىل أجمل‬ ‫ما يف العالء من نجوم ساطعة‪« :‬كالنذر الساموي‬ ‫يتأصل الحب يف قلوبنا‪ ،‬كجواهر النجوم الساطعة‬ ‫يتوهج إمياننا‪ ،‬كذا يتعاىل مجد الطموح عندنا‬ ‫يك يالمس أخيلة النور املقدس‪ ،‬هكذا تنبعث روح‬ ‫الزمن القروي ملعانقة خطوط الزبد الفيض يف‬

‫وهاب وعقيلته يف مقدمة الحضور‬

‫نهر ضيعتنا فيا عشاق هذه األرض املباركة‪ ،‬أه ًال‬ ‫بكم يف معقل الضياء‪ ،‬ه ًال بكم يف الجاهلية‬ ‫هذه األرض التي يرتسخ اسمها يف ذاكرة‬ ‫النجوم‪ ،‬أه ًال بكم يف بقعة التمني التي تحتضن‬ ‫يف قلبها نبضات من حلمنا التوحيدية املتألق‬ ‫كجباه الكواكب الضوئية»‬ ‫ثم أطل مفوض الجاهلية الرفيق جهاد أبوذياب‪،‬‬ ‫مجدداً الوعد بتحقيق الحلم بإرادة قوية وقلب‬ ‫مفعم باملحبة موجهاً التحية إىل كل القلوب‬ ‫املفعمة باملحبة ‪ « :‬تحية الحلم املتوج بقالئد النجوم‬ ‫إىل القلوب النابضة باإلميان واملحبة‬ ‫كلام عانقت النخوة قلوب التوحيديني تنبت‬ ‫براعم الخري والعطاء واأللفة مبرشة بعودة‬ ‫الزمن القروي املفعم بالطراوة والنقاء‪ ،‬وكلام‬ ‫أطل الصيف بدفء نسامته تتعاىل أنغام‬ ‫الفرح معلنة بداية عامل جديد أكرث تناغ ًام‬ ‫وتكام ًال‪ .‬إن الهدف األمثل هو تحقيق التكامل‬ ‫يف مجتمعنا والنهوض باإلجتامع اإلنساين يك‬ ‫يكون أكرث توحداً وقد جاءت فكرة األيام القروية‬ ‫ببساطتها املتأنقة بهدف زرع بذور املحبة واأللفة‬

‫الحشد الشعبي يف العرس القروي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪50‬‬

‫يف قلب املجتمع عىل اختالف توجهاته الفكرية‬ ‫والسياسية والعقائدية ألننا نؤمن بالطموح‬ ‫اللبناين القادر عىل تخطي مرارة الواقع وبناء‬ ‫وطن يتمتع بالرقي واألمان اإلجتامعي وال شك أن‬ ‫مفوضية الجاهلية هي أكرث شوقاً اليوم لإلنعتاق‬ ‫من قيود املجتمع الضيقة واإلقرتاب مام هو مثايل‬ ‫نحن اليوم نكتب مقدمة جديدة‬ ‫وحضاري‪.‬‬ ‫لحكاية من نور بحروف من املحبة الصادقة املخلصة‬ ‫ألننا نؤمن أن راية املحبة واملشاركة يجب أن ترفع‬ ‫يف كل عمل يك يكون عىل ق ْد ٍر كبري من التم ّيز‪.‬‬ ‫إن األيام القروية ستكون العنوان الذي سنبدأ به‬ ‫حكاية النجاح التوحيدي الذي نتوق إىل تحقيقه‬ ‫بإدارة قوية نخرتق بها غمرات الحزن وننسج خيوط‬ ‫الحلم األمثل”‬ ‫كان ال بد يل أن أحتضن يف عيوين بريق من‬ ‫الضياء التوحيدي وأبرش بقدوم مواكب الفرح‪،‬‬ ‫وأترك املنرب بعدها لفرقة التوحيد املتناغمة‬ ‫برقصاتها واملتميزة بإطاللتها‪« :‬ها قد جاء موكب‬ ‫الفرح فيا طيور املحبة زغردي‪ ،‬رفريف يف سامئنا‬ ‫املرصعة باملجد القروي‪ ،‬لوين خطوط الغسق‬ ‫بألوان راياتنا التوحيدية‪ ،‬امتشقي بيارق النور‬ ‫ومتاييل فوق أهداب الحلم‪ ،‬فوق منابر الزمن‪ ،‬فبعد‬ ‫ٌ‬ ‫رشوق أكرث سطوعاً»‬ ‫كل رشوقٍ توحيدي‬ ‫عندها توهج البريق ببياضه النقي محاكياً‬ ‫طهر املحبة الساكنة يف أعامق األفئدة متامي ًال‬ ‫بيد الرفيق دانيال العياص منسج ًام مع األنغام‬ ‫املتعالية من األعامق نحو نقاوة السامء وأطل‬ ‫الرفيق نزار أبوذياب مردداً كلامت املحبة النابعة‬ ‫من أعامقه التوحيدية بصوت يتناغم مع صوت‬ ‫املوسيقى ورقصة البريق املتموجة سحراً وأنساً‪:‬‬ ‫«نجوم السام تضوي ليالينا ونور القمر يحضن‬ ‫أمانينا‪ ،‬ونحمل مشاعيل الفرح والعز ويظل رب‬ ‫العرش حامينا‪ ،‬وننسج من رشايينا خيوط العلم‬ ‫وراية التوحيد تشمخ عالقمم‪ ،‬ونكتب عىل‬

‫صدورنا بريشة وقلم إسمك يا قائدنا وئام شامخ‬ ‫عىل مر الزمن وبسيف الحق تحميي أراضينا»‬ ‫ثم أطلت الرفيقة براء أبوذياب برقتّها املفعمة‬ ‫بتلك الرباءة القروية فنرثت ورود الفرح عىل‬ ‫مسارح املحبة ومتايلت مع أغنية «ض ّووا الليل»‬ ‫للفنانة املقاومة امللتزمة «جوليا بطرس»‪ ،‬ورقص‬ ‫شباب التوحيد الرفاق‪ ، :‬إيهاب أبوذياب‪ ،‬نزار‬ ‫أبوذياب‪ ،‬دانيال العياص‪ ،‬فاروق أبوذياب‪ ،‬سيمون‬ ‫أبوذياب ومنهل أبوذياب‪ ،‬فتوهج الليل عندنا‬ ‫مع الدبكة اللبنانية األصيلة‪ ،‬وتسامت رؤوس‬ ‫التوحيديني فخراً وتيهاً وتشابكت األيادي البيضاء‬ ‫وامتزجت املوسيقى مع تناغم الضحكات‪ .‬ثم‬ ‫نرث الرفيق نزار أبوذياب حروف الشعر متغنياً‬ ‫بشهامة التوحيديني وعزة القائد الرئيس وئام‬ ‫وهاب‪ .‬أما الرفيقة هبه أبوذياب فقد ّ‬ ‫قطرت من‬ ‫كروم القرويني عسل املحبة‪ ،‬مع أغنية «ص ّيف يا‬ ‫صيف» لسفرية الفن الراقي السيدة «فريوز»‬ ‫وفرقة الدبكة أكملت املشهد الصيفي بعفوية‬ ‫جميلة متناغمة‪ .‬رقص الرفيق نزار بعدها‬ ‫«‪ »Dabkeh Techno‬بأسلوب يجمع بني عراقة‬ ‫الفلكلور اللبناين والرقص الحديث‪ .‬ومسك الختام‬ ‫كان مع الرفيقة براء أبوذياب وأغنية «وقف يا‬ ‫زمان» لزهرة املقاومة «جوليا بطرس» وكاد يتوقف‬ ‫الزمن ليسمع صوت الفنانة «جوليا» ويتأمل رفاق‬ ‫ورفيقات التيار يرتاقصون بفرح ومحبة‪ ،‬فام أرقى‬ ‫أوتار صوتها املقاوم وما أجمل متايل التوحيديني‬ ‫فوق املنابر‪ .‬هكذا انتهت حفلة الجمعة وتجدد‬ ‫املوعد يوم السبت حام ًال معه أم ًال جديداً‪.‬‬ ‫الدروب التي زرعنا فيها حبوب السعادة‪ ،‬قد‬ ‫احتضنت أهازيج الحفلة الختامية يوم األحد‪،‬‬ ‫ومع إطاللة القائد الرئيس وئام وهاب والسيدة‬ ‫ُ‬ ‫عرفت حفلة‬ ‫لني وهاب بدأت الحفلة بحق‪ .‬لقد‬ ‫اختتام األيام القروية وجمعت حروف كلاميت‬ ‫من ينبوع الجاهلية الذي يقطر عس ًال وسكراً‪:‬‬ ‫«تعاىل مجدك التوحيدي أيتها البقعة املباركة‬ ‫وتقدست أخيلة األرواح الباحثة عن لغز اإلبداع‬ ‫يف أوردة الطموح األمثل‪ .‬وأنتم يا أحباء الجاهلية‪،‬‬ ‫أنتم روح املحار املتأللئ عشقاً‪ ،‬أنتم أغامر الخري‪.‬‬ ‫أه ًال بكم يف معبد الكرم والسخاء‪ ،‬أه ًال بكم‬ ‫يف الديار املتأصلة باملجد العاشقة لروح الخلود‬ ‫اإللهي‪ ..‬هنا النجوم كلام التفتت موشحة‬ ‫أرضنا بالنور تتوهج عزة ومجداً‪ ،‬والشجر كلام‬ ‫ازداد شموخاً يزهر كرامة وفخراً‪ .‬فيا مالئكة املحبة‬ ‫باريك كل أرض تحتضن براعم القداسة وميتزج‬ ‫تاريخها بتموجات األثري التوحيدي»‬

‫لني وهاب تهنئ املشاركني‬

‫مشهد من العرس القروي‬

‫العروسان‬

‫جهاد ابو ذياب‬ ‫مفوض الجاهلية الرفيق جهاد أبوذياب رحب‬ ‫بالحضور وشكر كل من ساهم بإنجاح هذا املرشوع‬ ‫قائ ًال‪« :‬تحية مرصعة بقبس النضال لحرضة القائد‬ ‫الرفيق وئام وهاب‪ ،‬تحية مرشقة للرفاق والرفيقات‬ ‫يف تيار التوحيد‪ ،‬وتحية مفعمة باملحبة للحضور‬

‫املكان الذي اقيم فيه اليوم القروي‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب التيار‬ ‫الكريم‪ ..‬كلام تعمد النجم بالضياء نرسم‬ ‫بريشة التوحيد خطوط الحلم حاضنني يف روحنا‬ ‫شعلة املحبة الصادقة املتعلقة بجدائل األمل‪،‬‬ ‫تائقني ألجمل نجمة ملعت يف سامء هذا الكون‬ ‫تلك التي يسمونها الحرية‪ .‬كذا نتوق للتغيري‬ ‫للتغيري كشوق املوج لشواطئ اإلبداع والحب‪،‬‬ ‫فنحن متوجات من روح الرشقي الذي تعيش يف‬ ‫خاطره عاصفة الحرية وهذه األرض هي مساحة‬ ‫الطموح واإلنسجام رقي التواصل‪ ،‬الحلم الذي‬ ‫نتوق لتحقيقه هو أرجوحة الخالص التي تحمل يف‬ ‫راحتيها أرقى أهدافنا وهو بناء مملكة املحبة يف كل‬ ‫دار‪ .‬هكذا نكون املرشوع األرقى لبداية تاريخ جديد‬ ‫يغيرّ خرائط العامل‪ ،‬معك أيها القائد سنميض‬ ‫نحو ساموات النرص حاملني بيارق الصدق واإلميان‬ ‫واملحبة‪ ،‬معك سنكتب حكاية التوحيد املتوجة‬ ‫باملشاركة والتعاون والدميوقراطية الحقيقية‪.‬‬ ‫معكم يا أحباء الوطن سنعلم األجيال مبادئ‬ ‫األلفة واإلخالص ونبني صومعة املحبة ونعانق‬ ‫جبهة النجوم‪ .‬ألن املحبة والتسامح هام أقوى‬ ‫درجات العقل الريادي القادر عىل منح اإلنسان‬ ‫جواز سفر نحو الخلود الفكري والثقايف والحضاري‪.‬‬ ‫عشتم عاش تيار التوحيد وعاش هذا الوطن‬ ‫بأصالة أبنائه وشموخ عزته»‪.‬‬ ‫كم متنيت حينها أن تسمع األخيلة صلوايت‬ ‫كب باسم‬ ‫وأنا أرحب بالرئيس‪« :‬أيها الكون رِّ‬ ‫الروح اإللهية‪ ،‬وصيل لوهج عيون التوحيديني‪،‬‬ ‫ابتدع مجرات الزمن الجديد وبارك مسريتنا‪ .‬أيها‬ ‫النجم الفيض عانق ثنايا الضياء‪ ،‬وافرش دروبنا‬ ‫بجواهر النور وبرش بقدوم مواكبنا‪ .‬أيها الينبوع‬ ‫امأل كؤوس الرنجس بقطرات املحبة‪ ،‬انسكب درراً‬ ‫واسق القلب خرياً‪ .‬أيها القائد الوئام‪ ،‬تربع عىل‬ ‫عرش النظال فأنت نبض أسطورة التحدي‪ ،‬أنت‬ ‫بريق األصالة املتوهج دوماً‪ ،‬أنت ضمري عهود العزة‪.‬‬ ‫حرضة القائد األستاذ وئام وهاب املنرب لك ولتبارك‬ ‫السامء كل خطوة من خطواتك نحو املجد»‪.‬‬ ‫حينها زغردت طيور املحبة مهللة للقائد وئام‬ ‫وهاب ثم استمعت القلوب لكلامته النابعة‬ ‫من أعامق روحه التي تحتضن شوق التوحيديني‬ ‫ألجمل نجمة ساموية مؤكداً دعمه الدائم لكل‬ ‫املشاريع املكتنزة باملحبة‪:‬‬

‫املونة القروية حرضت يف املعرض‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب رأي‬

‫لبنان بين‬ ‫الخصخصة والمديونية‬

‫‪ ...‬والرفيقة حنان ابو ذياب‬

‫الرفيق جهاد ابو ذياب‬

‫وهاب‬ ‫اتوجه بالشكر والتقدير لكل التوحيديني الذين‬ ‫قاموا بهذا العمل الرائع‪ ،‬وكل عام تطلون علينا‬ ‫بإبداع جديد‪ ،‬وهذا دليل عىل وجود طاقات ثقافية‬ ‫وفنية يجب رعايتها ودعمها وتطوير أدائها‪.‬‬ ‫وإذا نجحتم يف الفن‪ ،‬ويف هذه السهرة القروية‬ ‫العامرة‪ ،‬وهي تدل عىل تراثنا وتقاليدنا‪ ،‬التي ال‬ ‫ميكن الخروج منها وعليها‪ ،‬فإنني ادعوكم اىل‬ ‫االنفتاح عىل اآلخر‪ ،‬والحوار معه‪ ،‬ولو من موقع‬ ‫سيايس مختلف‪ ،‬فنحن يف مرحلة سياسية‬ ‫جديدة‪ ،‬علينا التعاطي معها بكل إيجابية‪ ،‬وإن‬ ‫اللقاءات التي اعقدها مع سياسيني كنا عىل‬ ‫خصومه ومعهم‪ ،‬فألن خطنا السيايس ونهجنا‬ ‫الوطني قد اكدا يف املامرسة‪ ،‬أننا كنا عىل صح‬ ‫يف خياراتنا السياسية‪ ،‬ومن يقرتب منها يكون‬ ‫معنا‪ ،‬ونحن وإياه يف موقع وطني واحد‪ ،‬كنا دامئاً‬ ‫نقول للمبتعدين عنه‪ ،‬عودوا إليه‪ ،‬وصححوا‬ ‫البوصلة‪ ،‬فموقع طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬هو‬ ‫العروبة والدفاع عن فلسطني‪ ،‬ودعم املقاومة‪،‬‬ ‫ألن تاريخ الدروز هو تاريخ مقاومة ضد االستعامر‬ ‫واالحتالل االرسائييل‪.‬‬ ‫أهنئكم عىل هذا العمل الراقي واملتقدم‪،‬‬ ‫وأعدكم مبزيد من الدعم لكل املبدعني واصحاب‬ ‫املبادرات‪.‬‬ ‫أكمل التوحيديون تطريز ثوب الفرح بأنامل‬ ‫رقيقة فجاء العرس القروي متميزاً ببساطته‬

‫‪ ...‬االشغال اليدوية‬

‫‪52‬‬

‫وعفويته القروية الجميلة مفع ًام برباءة طيور‬ ‫التوحيد‪ :‬حسيب أبوذياب وروكسان أبوذياب‪ ،‬أما‬ ‫«زفة العرس» فهي كابتسامة أزهار الرنجس‬ ‫ال َع ِطر عندنا فال تكتمل الفرحة إال مع تنهيدة‬ ‫املزمار وضحكة الناي وهدير «الطبل» والدبكة‬ ‫اللبنانية املتناغمة التي شارك فيها الرفاق‪:‬‬ ‫سيمون أبوذياب‪ ،‬مدحت أبوذياب‪ ،‬إيهاب أبوذياب‪،‬‬ ‫جامل أبوذياب ومجد أبوذياب والذين أعادوا لنا‬ ‫فتات الفرح القروي الذي كادت تضيعه أمواج‬ ‫املدنية ومراكب التطور الصناعي‪.‬‬ ‫حكايتنا إذاً ليست كالحكايات‪ ،‬ولغة املحبة‬ ‫عندنا ليست كاللغات‪ ،‬فاأليام القروية هي جزء‬ ‫من فصول هذا العطاء التوحيدي‪ .‬وكلام ارتفعت‬ ‫راياتنا التوحيدية‪ ،‬تكتمل معامل الجامل ومتتد‬ ‫َ‬ ‫أكرمك أيها‬ ‫عروق الزيتون لتعانق قلوبنا‪ .‬فام‬ ‫الرب الجليل كم أنعمت علينا من فيض نورك‬ ‫أجملك أيتها األرض وما أبهى امتثال‬ ‫العيل‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬ ‫التوحيديني لبيارق النور‪ .‬وأنتم أيها املؤمنون‬ ‫بفكرة التوحيد التي تغذت من ينبوع الخري‪ ،‬أنتم‬ ‫أيها الشباب املفعمني باإلخالص والذين سهروا‬ ‫وضحوا بصمت إلنجاح هذا املرشوع‪ ،‬أنتم سنابل‬ ‫العطاء التي تخبئ يف مكنوناتها حبيبات‬ ‫األصالة واملحبة واإلميان‪ ،‬أنتم خطوط الشفق الذي‬ ‫يرسم وجه الوطن‪ .‬غداً ستأيت مواسم الحصاد‬ ‫ونجني أغامر الوفاء‪ ،‬ونطعم عصافري الحقول‬ ‫قمحاً ونزرع السفوح مجداً وتوحيداً‪.‬‬

‫تحقيق ‪ :‬حنان أبوذياب‬

‫‪ ‬أفرزت الحرب العاملية الثانية توسعا يف مفهوم‬ ‫تدخل الدولة يف البالد املتقدمة بشكل واسع‬ ‫يف املجال االقتصادي من أجل إعادة البناء الرسيع‬ ‫القتصاداتها التي دمرتها الحرب‪ ,‬واتخذ هذا التدخل‬ ‫بشكل خاص تأميم املرشوعات االقتصادية‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫أما يف البلدان النامية‪ ،‬وكرد فعل منها عىل‬ ‫الدول التي استعمرتها‪ ،‬وسعيا منها يف الحصول‬ ‫عىل استقاللها االقتصادي‪ ،‬امتد واتسع تدخل‪ ‬‬ ‫حكومات هذه الدول‪ ،‬وزادت نسبة مشاركتها‬ ‫يف النشاط االقتصادي من خالل تقييد وتنظيم‬ ‫أنشطة القطاع الخاص بصفة عامة واألجنبي منه‬ ‫بصفة خاصة‪.‬‬ ‫وقد نجم عن ذلك أن تضخم حجم القطاع العام‬ ‫‪ ،‬وعجز عن تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬عندئذ‬ ‫سارعت حكومات تلك الدول إىل التطبيق الجاد‬ ‫لربامج اإلصالح االقتصادي يف ظل معونات مالية‬ ‫وفنية من صندوق النقد الدويل والبنك الدويل‪،‬‬ ‫ومن خالل مسارات واتجاهات عديدة برز منها ما‬ ‫عرف بـ “ الخصخصة “ التي أصبحت منهجا‬ ‫وأسلوبا ومحط اهتامم العديد من الدول النامية‬ ‫واملتقدمة ‪ ‬للتخلص باعتقادها من الحجم الزائد‬ ‫للقطاع العام وتحقيق الكفاءة االقتصادية بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬والكفاءة اإلنتاجية يف وحدات القطاع العام‬ ‫بصفة خاصة‪.‬‬ ‫تع ّرف الخصخصة بأنها فلسفة اقتصادية‬ ‫جديدة‪ ،‬تعمل عىل تقليص دور الدولة يف‬ ‫النشاطات االقتصادية‪ ،‬وتعطي السوق الحر الدور‬ ‫األكرب يف عملية التنمية بغرض تحسني األداء‬ ‫‪.‬مبعنى آخر يقصد بالخصخصة تحويل‬ ‫األقتصادي‬ ‫ً‬ ‫امللكية العامة إىل القطاع الخاص‪ ،‬إدارة أو إيجاراً أو‬ ‫مشارك ًة أو بيعاً ورشا ًء‪ ،‬فيام يتبع الدولة أو تنهض‬ ‫به‪ ،‬أو تهيمن عليه يف قطاعات النشاط االقتصادي‬ ‫املختلفة أو مجال الخدمات العامة‪.‬‬ ‫ولعل أول طرح رسمي ملسألة الخصخصة‬ ‫كان يف قرار مجلس الوزراء لحكومة الرئيس عمر‬ ‫كرامي بتاريخ‪ 1992 - 3 – 11 ‬القايض بتكليف‬ ‫لجنة خرباء وضع “ تصور عام لخطة عمل اقتصادية‬ ‫ملعالجة الضغوطات التي يتعرض لها االقتصاد‬ ‫الوطني وتقديم مقرتحات لتحقيق االستقرار‬ ‫التدريجي وتدعيم النهوض االقتصادي “‪ .‬وقد دعا‬ ‫تقرير اللجنة إىل “ رضورة تخصيص ( خصخصة‬ ‫) بعض األنشطة العائدة لقطاع الدولة مثل‬ ‫خدمات االتصاالت السلكية والالسلكية وجمع‬ ‫النفايات وغريها من األنشطة العامة “‪ .‬وقد‬

‫بررت اللجنة قرارها باللجوء إىل الخصخصة‬ ‫بعدم توفر الرشوط املؤاتية إلجراء إصالح إداري‬ ‫حقيقي من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لتشجيع‬ ‫اجتذاب مدخرات اللبنانيني يف الداخل والخارج‪،‬‬ ‫األمر الذي يشكل أداة ترشيع لقيام سوق مالية‬ ‫نشطة‪ .‬ومنذ ذلك الحني درجت‪ ‬حكومات الرئيس‬ ‫رفيق الحريري ‪ 1998 – 1992‬إىل توسيع دور القطاع‬ ‫الخاص يف متويل مشاريع تأهيل البنى التحتية‬ ‫وتشغيلها وإدارتها من خالل عدد من الرشكات‬ ‫الخاصة كرشكة سوليدير‪ ،‬ليبانسيل‪ ،‬سيليس‪.....،‬‬ ‫وغريها من الرشكات التي ترصفت عىل قاعدة‬ ‫تقليص حجم القطاع العام‪ ،‬حتى بدأنا نتكلم‬ ‫عن الدولة داخل الدولة لجهة النفوذ الذي أعطي‬ ‫لهذه الرشكات‪ ،‬وتحويل الدولة اللبنانية إىل دولة‬ ‫أمنية تحرس مصالح الرأسامليني بدال من أن تكون‬ ‫دولة مسوؤلة عن املواطنني والفقراء‪ ،‬الذين هم‬ ‫بحاجة لرعايتها الصحية واالجتامعية عىل ضوء‬ ‫ما رتبته هذه الرشكات من مديونية وصلت إىل‬ ‫(‪ )50‬مليار دوالر عىل اللبنانيني البالغ عددهم (‪)5‬‬ ‫مليون نسمة‪ ،‬أي‪ ‬ما يقارب الـ (‪ )10‬آالف دوالر كدين‬ ‫شخيص عىل كل مواطن لبناين‪.‬‬ ‫اليوم مازالت الحكومات التي تتعاقب عىل الحكم‬ ‫يف لبنان ماضية يف سياسة الخصخصة ومختلف‬ ‫القطاعات وبنسب مختلفة‪ ،‬فتم تخصيص قطاع‬ ‫االتصاالت بالكامل‪ ،‬أما الربيد خصص جزئيا‪،‬‬ ‫كهرباء لبنان هي يف مرحلة الخصخصة‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمر بالنسبة إىل مطار بريوت‪ ،‬وهناك مؤرشات‬ ‫أيضا بخصحصة تنظيف الساحل اللبناين‪ ،‬بعد‬ ‫طرد متطوعي الخط األخرض “غرين الين” الجمعية‬ ‫البيئية اللبنانية‪ ،‬من ساحل “جبيل” بعد أن كانوا قد‬ ‫رشعوا يف عملية التنظيف‪ ،‬فيام حيك أن صفقة‬ ‫التنظيف بيعت مسبقا‪ .‬بناء عليه‪ ،‬أي استقالل‬ ‫وسيادة والقطاع العام (أمالك الدولة والشعب)‬ ‫مهددة بالبيع‪ ،‬أو طرح املؤسسات باملزاد العلني‬ ‫اإلقليمي أو العاملي‪ ،‬األمر الذي يستدعي من‪ ‬الجميع‬ ‫املطالبة بتشجيع القطاع العام لزيادة وزنه يف‬ ‫االقتصاد القومي‪ ،‬من خالل فتح ورشة اإلصالح‬ ‫االقتصادي بعد الخيبات املزمنة التي رافقت عمليات‬ ‫اإلصالح السابقة بسبب االعتبارات الطائفية‬ ‫والفساد السيايس املتجذر‪ ،‬وزيادة الفعالية املرتجاة‬ ‫من أداء املرافق العامة كرشط أسايس يف بناء‬ ‫دولة قانون مدنية‪ ،‬وخدمات وبنية تحتية تبقى ملكا‬ ‫للدولة التي متنح املجتمع فرصة يك يحكم عىل‬ ‫كيفية إدارتها‪.‬‬

‫هشام األعور‬ ‫‪53‬‬

‫وقود للثورات‬ ‫أم رواد للتغيير‬ ‫منتدى املال واألعامل الذي افتتح األسبوع‬ ‫املايض يف بريوت بتنظيم وحضور ممثلني‬ ‫عن الرؤساء الثالث تحت عنوان دور الشباب‬ ‫يف تحديد مستقبل لبنان‪ ،‬أعطانا األمل بأن‬ ‫الدولة بإمكانها أن تفكر بإعطاء الشباب‬ ‫دورهم الريادي يف مستقبل الوطن‪.‬‬ ‫إنه ليشء رائع أن تهتم دولتنا العل ّيا أخرياً‬ ‫بالشباب‪ ،‬وأن تتساءل عن دورهم الريادي يف‬ ‫هذا البلد الذي طاملا كان شبابه ال يزالون‬ ‫وقوداً للثوارات واملظاهرات واالصطفافات‬ ‫السياسية والعقائدية املختلفة‪.‬‬ ‫لكن دور الشباب يف تحديد املستقبل‬ ‫يف هذا الوطن يجب أن يايت عرب تأمني‬ ‫مناخ موأت لتظهري صورة حديثة تكون‬ ‫مواكبه لسياسة الدولة العامة‪ ،‬تعتمد‬ ‫عىل مامرسات تغيريية مبنية عىل دراسات‬ ‫اجتامعية واقتصادية تعمم يف دور‬ ‫النرش واملدارس والجامعات‪ ،‬لترشح أخطار‬ ‫الطائفية السياسية وتنبذ التعصب وتدعو‬ ‫إىل محاربتها‪ ،‬وإال فسيجد الشباب أنهم‬ ‫مجرد حالة مواكبة ملسارات السياسة‬ ‫العامة التي تجرف الطاقات الجديدة بهم‬ ‫وتستغلها‪ ،‬وبهذا يبقى دورهم مغيباً يف‬ ‫ظل سياسة للدولة تعتمد نظاماً طائفياً‬ ‫مبنياً عىل زعامات إقطاعية تتوارث الزعامة‬ ‫كام تتوارث الحكم‪....‬‬ ‫إذن عىل الشباب أن يبادروا هم‪ ،‬مبعزلٍ عن‬ ‫انتامءاتهم الطائفية والحزبية إىل رفض هذا‬ ‫النظام الطائفي برمته‪ ،‬وأن ال يكتفوا برفضه‬ ‫فقط‪ ،‬بل عليهم أن يجدوا البدائل العملية‬ ‫التي باستطاعتها خرق جدار االقطاع‬ ‫السيايس الذي يشكل سداً منيعاً بوجه‬ ‫اي تغيري مامول والذي يجب ان يبدأ باعتامد‬ ‫فصل الدين عن الدولة‪ ،‬كأساس النشاء دولة‬ ‫قانون ومؤسسات والتي يشري بها كافة‬ ‫املنتديات الفكرية لتطرح كوسيلة ناجحة‬ ‫للحل الوحيد الذي يؤمن للوطن خالصاً من‬ ‫جميع مشاكله االجتامعية‪.‬‬ ‫اما ان ننتظر من الدولة ان ترشك الشباب‬ ‫يف صياغة رؤيا املستقبل‪ ،‬وهي كام‬ ‫هي عالقة يف رقبة االقطاع والطائفية‬ ‫والتقليد فهذه لعمري أضفاث ألحالم ال‬ ‫ميكن تحقيقها يف هذا الجيل‪.‬‬

‫حافظ ايب املنى‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫الغالف‬

‫المستعمرات اإلستيطانية الصهيونية‬ ‫لتهويد فلسطين ونزع عروبتها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫نتنياهو‬

‫أوملرت‬

‫شارون‬

‫كان االستعامر االستيطاين الصهيوين‪ ،‬وال يزال‪،‬‬ ‫منطلقاً مركزياً يف العمل الصهيوين‪ ،‬إذ تم اعتامده‬ ‫سبي ًال لتجسيد املرشوع الصهيوين يف فلسطني‪،‬‬ ‫فالصهيونية قد ح ّولت اليهودية من رابطة دينية‪،‬‬ ‫إىل رابطة قومية عنرصية‪ ،‬وادعت أن “املسألة‬ ‫اليهودية”‪ ،‬مسألة قومية‪ ،‬زعمت أنها تنهي املسألة‪،‬‬ ‫أي أن الدولة القومية تحل املسألة القومية‪ ،‬ومثل‬ ‫هذه الدولة ال تقوم إال باالستيطان‪ ،‬لكون املجموعة‬ ‫البرشية التي تشكل العامل الدميوغرايف فيها‪،‬‬ ‫تنطلق من نقطة الصفر يف العالقة باألرض املعنية‬ ‫التي تشكل العامل الجغرايف يف الكيان السيايس‬ ‫املزمع أقامته‪ .‬واالستيطان يف األصل ظاهرة‬ ‫أوروبية‪ ،‬لكن االستيطان الصهيوين تف ّرد بسامت‬ ‫مختلفة سواء يف مرتكزاته الفكرية املغلقة أو‬ ‫يف مامرساته العملية القمعية‪ ،‬ولنئ كانت الفكرة‬ ‫الواهية القائلة بارتباط الرتاث اليهودي بفلسطني‬ ‫قد لعبت دوراً يف اختيار الزعامء الصهيونيني لها‬ ‫كقاعدة إلقامة املرشوع الصهيوين‪ ،‬إال أن موقع‬ ‫فلسطني االسرتاتيجي يف قلب العامل العريب‬ ‫كان هو العامل الحاسم يف هذا االختيار‪ ،‬ويف‬ ‫احتضان االستعامر العاملي للمرشوع الصهيوين‬ ‫ككل‪ ،‬وكمرشوع استيطاين‪ ،‬يقوم عىل املنطلقات‬ ‫الصهيونية األساسية‪ ،‬ويرمي إىل تحقيق األهداف‬ ‫التي وضعتها الصهيونية نصب عينيها‪ ،‬فكان ال ب ّد‬ ‫له من تهويد فلسطني‪ ،‬أرضاً وشعباً وسوقاً‪ ،‬وهذا‬

‫ما فتئت الصهيونية تعمل من أجله منذ البداية‬ ‫حتى اليوم‪.‬‬ ‫واملرشوع الصهيوين قام عىل هامش املشاريع‬ ‫االستعامرية الكربى إزاء املرشق العريب‪ ،‬فكان‬ ‫طبيعياً أن تسعى القيادة الصهيونية للدخول يف‬ ‫رشاكة مع املراكز االستعامرية العاملية‪ ،‬لتستند‬ ‫إىل دعم تلك املراكز يف سعيها لتحقيق أهدافها‬ ‫املعلنة‪ ،‬وطبيعي أن تكون رشاكة كهذه غري‬ ‫متكافئة‪ ،‬وهكذا لعبت كل من القوى االستعامرية‬ ‫الكربى يف حينه‪ ،‬دور “البلد األم” بالنسبة للمرشوع‬ ‫الصهيوين‪ ،‬فكان لهذا “البلد األم” القول الفصل‬ ‫يف تحديد طبيعة املرشوع‪ .‬وبينام كان التوجه‬ ‫األسايس للقيادة الصهيونية هو بناء الدولة‬ ‫اليهودية‪ ،‬وكان هدف القوى االستعامرية يف بناء‬ ‫املرشوع إقامة قاعدة متقدمة للعدوان عىل جامهري‬ ‫األمة العربية والتصدي لحركة التحرر العريب‪ ،‬التقت‬ ‫مصالح الرشيكني‪ ،‬املراكز االستعامرية والحركة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬عىل بناء “القاعدة اآلمنة” للمرشوع‬ ‫املشرتك‪ ،‬هذا لعدوانه وذاك الستيطانه‪ .‬ومن أجل‬ ‫أن يؤدي املرشوع مهمته املزدوجة‪ ،‬كان ال بد من أن‬ ‫يضمن أمن قاعدته‪ ،‬سواء لالستيطان أو للعدوان‪.‬‬ ‫تعتمد‬ ‫كحركة‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫والصهيونية‬ ‫التخطيط يف عملها‪ ،‬وقد وعت أبعاد مرشوعها‬ ‫ومتطلباته‪ ،‬وأقامت لذلك مؤسسات خاصة‪،‬‬ ‫وصاغتها لتتالئم مع الهدف الذي من أجله‬

‫أنشئت‪ ،‬حيث جاءت هذه املؤسسات االستيطانية‬ ‫الصهيونية لتتسم بطابع فريد يف نوعه‪ ،‬كون‬ ‫املرشوع الصهيوين نفسه يتميز عن أترابه من‬ ‫املشاريع االستعامرية االستيطانية‪ ،‬فمن أجل‬ ‫العمل عىل تهويد أرض فلسطني‪ ،‬أي نزع ملكيتها‬ ‫من أيدي أصحابها األصليني‪ ،‬أقامت الصهيونية‬ ‫مؤسسة خاصة‪ ،‬سميت “الصندوق القومي‬ ‫اليهودي”‪ ،‬والذي كان همه استمالك األرايض وجعلها‬ ‫وقفاً أبدياً عىل “الشعب اليهودي”‪ .‬وقد استعملت‬ ‫هذه املؤسسة شتى الوسائل امللتوية لالستيالء‬ ‫عىل األرايض واقتالع الفالحني الفلسطينيني منها‪،‬‬ ‫كام أقيمت يف “الوكالة اليهودية” مؤسسات‬ ‫الهجرة واالستيعاب‪ ،‬التي كان همها تهجري اليهود‬ ‫من بالدهم األصلية واستيعابهم يف املستوطنات‬ ‫املقامة لهذه الغاية يف فلسطني‪ ،‬كام أنشأت‬ ‫مؤسسات إنتاجية واستهالكية‪ ،‬همها تهويد‬ ‫اقتصاد البلد وإنتاجه‪.‬‬ ‫ويف الواقع‪ ،‬وعىل الرغم من اإلغراق يف تخطيط‬ ‫بنائها‪ ،‬والدأب عىل عرصنة أجهزتها وتحديث‬ ‫أساليب عملها‪ ،‬فإن مؤسسات املرشوع الصهيوين‬ ‫االستيطانية مل تستطع إنجاز املهامت التي من‬ ‫أجلها أقيمت‪ ،‬بحيث مل تستطع حسم الرصاع يف‬ ‫فلسطني‪ ،‬وإمنا تحملت عبء ذلك اآللة العسكرية‬ ‫الصهيونية‪ ،‬والوضع الذي نشأ يف فلسطني‪ ،‬سواء‬ ‫عند قيام الكيان سنة ‪ ،1948‬أو يف املراحل التالية‪،‬‬

‫‪54‬‬

‫مل يكن نتاج عمل املؤسسة االستيطانية فحسب‪،‬‬ ‫واألوضاع التي تعيشها فلسطني‪ ،‬ويعاين منها‬ ‫شعبها اليوم‪ ،‬قد تسبب بها‪ ،‬ويف املكانة األوىل‪،‬‬ ‫اآللة العسكرية الصهيونية‪.‬‬

‫نزع عروبة األرض باالستيطان‬ ‫فالشعب الفلسطيني مل يرتك بلده نتيجة نجاح‬ ‫“الصندوق القومي اليهودي” يف استمالك األرض‬ ‫الفلسطينية وتهويدها‪ ،‬أو نتيجة إفالح “الوكالة‬ ‫اليهودية” يف إغراق البلد باملهاجرين اليهود‪ ،‬أو‬ ‫نتيجة متكن املؤسسات الصهيونية االقتصادية‬ ‫من الهيمنة عىل السوق يف فلسطني‪ ،‬إن احتالل‬ ‫فلسطني‪ ،‬وبالتايل فرض الواقع الراهن عىل‬ ‫شعبها‪ ،‬قد تم بفعل العنف واإلرهاب املسلحني‪،‬‬ ‫اللذين مارستهام‪ ،‬وما زالت‪ ،‬اآللة العسكرية‬ ‫الصهيونية‪ ،‬فعىل نشاط تلك اآللة قام الكيان‪،‬‬ ‫وهي التي حمت مشاريعه االستيطانية‪ ،‬ووسعت‬ ‫رقعة ذلك االستيطان‪ ،‬وتفوق اآللة العسكرية يف‬ ‫الكيان الصهيونية عىل غريها من مؤسساته‪،‬‬ ‫وقيامها بدورها بشكل فاق قدرة تلك املؤسسات‬ ‫عىل مواكبة ذلك النشاط‪ ،‬وأوقع الكيان يف مأزق‬ ‫وإحراج‪ ،‬يبدو أنه عاجز عن تخطيهام‪ .‬لقد كانت‬ ‫قدرة اآللة العسكرية الصهيونية عىل احتالل األرض‬ ‫أكرب من طاقة مؤسسات الكيان االستيطانية عىل‬ ‫تهويدها‪ ،‬هكذا أصبحت رقعة احتالل الكيان أوسع‬ ‫كثرياً من رقعة استيطانه‪ ،‬فربزت أمامه مشكلة‬ ‫الخطر الدميوغرايف‪ ،‬ألن القيادة الصهيونية عمدت‬ ‫إىل األنتشار االستيطاين القائم عىل اعتبارات‬ ‫(سياسية – أمنية)‪ ،‬ال اجتامعية – اقتصادية‪.‬‬ ‫ويف وضع الكيان الراهن‪ ،‬حيث التهويد الكامل‬ ‫يبدو مستحي ًال‪ ،‬بسبب النقص البارز يف العامل‬ ‫الدميوغرايف القادر عىل إنجاز عملية التهويد‪ ،‬اتجهت‬ ‫القيادة الصهيونية نحو ثاين أفضل الخيارات من‬ ‫وجهة نظرها‪ ،‬أي محاولة تجريد العامل الجغرايف‬ ‫من طابعه العريب‪ ،‬ونزع عروبة االرض باالستيطان‬ ‫السيايس املتسرت وراء الذرائع األمنية‪ ،‬حيث‬ ‫استطاعت اآللة العسكرية استكامل احتالل‬ ‫فلسطني يف حرب حزيران ‪ ،1967‬غري أن مؤسسات‬ ‫الكيان مل تفلح يف تهويدها‪ ،‬ومنذ بداية‬ ‫االحتالل سنة ‪ ،1967‬بدأت القيادة الصهيونية زرع‬ ‫املستوطنات يف املناطق املحتلة‪.‬‬

‫الصهيونية تعني اإلستيطان‬ ‫وعليه فإن جذور الكيان الصهيوين ليست سوى‬ ‫مجموعة من املستوطنات والتجمعات اليهودية‬ ‫التي زرعتها العصابات الصهيونية يف فلسطني‪،‬‬ ‫يف ظل االنتداب الربيطاين‪ ،‬ثم راحت تتوسع وتنترش‬ ‫بطريقة رسطانية‪ ،‬تحت إرشاف ورعاية العصابات‬ ‫ذاتها‪ ،‬فيام بدى أنه ترجمة عملية لرؤية (زئيف‬ ‫جابوتنسيك) األب الروحي لإلرهاب الصهيوين‬

‫جدار العزل العنرصي لحامية الدولة اليهودية‬ ‫واملعلم األول لشارون‪ ،‬الذي أعلنها عام ‪ 1933‬من أن‬ ‫الصهيونية تعني االستيطان‪ ،‬وأنها متوت وتحيا مع‬ ‫القوى املسلحة لالستيالء عىل األرض‪.‬‬ ‫عندما حانت ساعة رحيل قوات االحتالل‬ ‫الربيطاين عن فلسطني‪ ،‬مل يكن مطلوباً أكرث‬ ‫من تحقيق حالة من الربط والرتابط بني تلك‬ ‫املستوطنات (التجمعات اليهودية)‪ ،‬بعدما أصبحت‬ ‫األرايض التي احتلتها‪ ،‬والحدود التي وصلت إليها‬ ‫هي املرجع األساس ورمبا الوحيد‪ ،‬الذي اعتمدت‬ ‫عليه بعثات األمم املتحدة يف رسم الحدود بني الكيان‬ ‫الصهيوين والدولة العربية‪ .‬وبعد قيام الكيان يف‬ ‫أيار ‪ُ 1948‬فتحت أبواب الهجرة عىل مرصاعيها‬ ‫أمام يهود العامل‪ ،‬فجاء إىل فلسطني املحتلة منذ‬ ‫احتاللها وحتى سنة ‪ 1993‬أكرث من (‪ )2.3‬مليون‬ ‫مهاجر يهودي‪ ،‬مبعدل (‪ 50‬ألف) مهاجر سنوياً‪،‬‬ ‫وبلغت الهجرة ذروتها يف األعوام الثالث األوىل‬ ‫لقيام الكيان‪ ،‬حيث جاء حتى سنة ‪ 1951‬فقط أكرث‬ ‫من ‪ 687‬ألف مهاجر‪.‬‬ ‫أما عملية االستيطان يف الضفة الغربية‬ ‫وقطاع غزة فبدأت مبارشة بعد احتالل عام ‪،1967‬‬ ‫ورشعت حركة االستيطان يف توسيع حدود‬ ‫القدس لتضم اليها (‪70‬ألف) دونم إضافية مبا فيها‬ ‫هدم حي “املغاربة” وحي “الرشف”‪ ،‬و”امليدان”‪ ،‬و”داوود”‬ ‫يف البلدة القدمية بالقرب من حائط الرباق لبناء حي‬ ‫يهودي جديد‪ .‬وظلت الحكومات املتعاقبة من “عمل”‬ ‫و”ليكود” تشجع العملية االستيطانية يف القدس‬ ‫إىل أن بلغ عددهم يف أوائل عام ‪ 2002‬إىل (‪ )203‬ألف‬ ‫مستوطن إضافة اىل (‪ )170‬ألف صهيوين يسكنون‬ ‫يف املستوطنات التي تحولت إىل أحياء يف القدس‬ ‫الرشقية‪ ،‬ويبلغ عددها نحو (‪ )10‬مستوطنات‪ ،‬وبلغ‬ ‫عدد املستوطنات داخل حدود بلدية القدس (‪)15‬‬ ‫مستوطنة‪ ،‬و(‪ )13‬مستوطنة أخرى تحيط بالقدس‪،‬‬ ‫وبذلك يصبح إجاميل املستوطنات يف القدس‬ ‫(‪ )27‬مستوطنة مقابل نحو (‪ )153‬مستوطنة يف‬ ‫الضفة الغربية‪ ،‬ونحو (‪ )19‬مستوطنة يف قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬اضطر العدو الصهيوين لالنسحاب منها يف‬

‫‪55‬‬

‫عام ‪ 2005‬بفعل املقاومة البطولية فيها‪ ،‬وضمن‬ ‫خطة االنسحاب األحادي التي أعلنها “آارئييل‬ ‫شارون”‪.‬‬

‫التهام األرايض‬ ‫وملواجهة الهجمة اإلرسائيلية للسيطرة عىل‬ ‫األرايض يف الضفة الغربية املحتلة قام الشعب‬ ‫الفلسطيني بإعالن التحدي الذي أخذ أشكاالً‬ ‫عدة‪ ،‬عن طريق توسيع مناطق القرى‪ ،‬وذلك بإقامة‬ ‫األبنية املبعرثة واملتفرقة‪ ،‬واستئناف استصالح‬ ‫األرايض والحقول املهجورة‪ ،‬وقام الكيان بالرد‬ ‫عىل ذلك منذ عام ‪ ،1980‬حيث بدأت السلطات‬ ‫الصهيونية باإلعالن عن التوسع االستيطاين‬ ‫وإحاطة املستعمرات بأسيجة بعيدة عن حدود‬ ‫البناء املقام ضمن املستوطنات‪ ،‬وبعد ذلك تم بناء‬ ‫الجدار العازل الذي ميتد عىل طول الضفة الغربية‬ ‫ليلتهم املزيد من االرض الفلسطينية‪ ،‬وأعلنت‬ ‫السلطات اإلرسائيلية املصادقة عىل حوايل (‪)400‬‬ ‫مخطط هيكيل للموت والقرى العربية ووضعها‬ ‫ضمن مخطط مقنن بغية الحد من االنتشار‬ ‫العريب أوالً والسيطرة عىل أكرب مساحة ممكنة‬ ‫من األرايض ثانياً متجاهلة حاجة املواطنني‪ ،‬وذلك‬ ‫ألبعاد جيوسياسية مقابل إقامة املستعمرات‬ ‫اإلرسائيلية التي تحد من التطور العمراين كام‬ ‫هي الحال يف نابلس (براخاة ألون موريه) ويف الخليل‬ ‫(كريات أربع) والبرية (بسجوت)‪.‬‬ ‫وبعد ان استلم تكتل الليكود السلطة وتوىل‬ ‫“آرئيل شارون” رئاسة اللجنة العليا يف االستيطان‪،‬‬ ‫تم ربط املنطقة الساحلية يف الكيان الصهيوين‬ ‫بغور األردن بشوارع‪ ،‬فض ًال عن إقامة كتل استيطانية‬ ‫ضخمة بعرض (‪ 6‬كلم) وعمق (‪ )15‬كلم أصبحت‬ ‫مبثابة حائط يفصل منطقة “رام الله” عن منطقة‬ ‫“نابلس” مع وجود حاجز دائم عند قرية “زعرته”‪،‬‬ ‫وتكونت نتيجة لهذه السياسة مجموعة الكتل‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫الغالف‬ ‫االستيطانية التالية‪ :‬مجموعة “غوش عتصيون”‪،‬‬ ‫“معالية أدوميم”‪“ ،‬موديعني عوفاريم”‪“ ،‬شومرون”‪،‬‬ ‫مجموعة “تسورنتان”‪“ ،‬كوخاف بائري”‪“ ،‬أيان‬ ‫تصوفني”‪“ ،‬تسور إيغال” داخل الكيان الصهيوين‬ ‫واملنطقة الشاملية الغربية‪.‬‬ ‫وبعد أن كان السكان الفلسطينيون يشكلون‬ ‫أغلبية عام ‪ ،1967‬أصبحوا أقلية عام ‪ ،1995‬وبعد‬ ‫أن كانوا يسيطرون عىل ‪ %100‬من األرايض‪ ،‬أصبحوا‬ ‫يسيطرون عىل ‪ %21‬من هذه األرايض بعد عمليات‬ ‫املصادرة التي طالت ما نسبة ‪ %35‬من مساحة‬ ‫القدس الرشقية‪ ،‬وتم استخدام أسلوب عرصي يف‬ ‫تهويد املدينة وهو قانون التنظيم والتخطيط‪ ،‬فبدأت‬ ‫قوانني التقنني واجراءات الرتاخيص تأخذ مشاهداً‬ ‫يف اإلعجاز‪ ،‬وارتفاع التكاليف‪ ،‬مام أدى إىل تحويل‬ ‫ما يزيد عن ‪ %40‬من مساحة القدس إىل مناطق‬ ‫خرضاء مينع البناء العريب عليها‪ ،‬واستخدامها‬ ‫كاحتياط لبناء املستعمرات املستقبلية كام حدث‬ ‫لجبل أبوغنيم‪ ،‬كام أدت هذه السياسة إىل هجرة‬ ‫سكانية فلسطينية كبرية من مدينة القدس إىل‬ ‫األحياء املحيطة باملدينة‪.‬‬

‫تهويد القدس‬ ‫وبعد أن متت محارصة القدس من جميع الجهات‬ ‫باملستعمرات وإقامة الوحدات السكنية اليهودية‬ ‫بدأت مرحلة أخرى من مراحل التهويد ورضب‬ ‫العصب االقتصادي الفلسطيني‪ ،‬باالعالن عن‬ ‫مخططات جديدة هدفها تقييد النشاط التجاري‬ ‫بطمس التجارة والصناعة باملدينة‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1993‬بدأت مرحلة أخرى من مراحل‬ ‫التهويد ورسم الحدود وهي رسم ما يسمى بالقدس‬ ‫الكربى وتشمل أرايض تبلغ مساحتها ‪840‬كلم‪2‬‬ ‫أو ما يعادل ‪ %15‬من مساحة الضفة الغربية‪ ،‬لتبدأ‬ ‫حلقة أخرى من إقامة مستعمرات خارج حدود‬ ‫البلدية لكن هدفها التواصل اإلقليمي والجغرايف‬ ‫بني املستعمرات يف الضفة الغربية وخارج حدود‬ ‫البلدية‪ ،‬باإلضافة إىل إقامة شبكة من الطرق بني‬ ‫هذه املستعمرات‪.‬‬ ‫وزير الحرب الصهيوين “إيهود باراك”‪ ،‬وقبل قيامه‬ ‫برحلته األخرية إىل واشنطن‪ ،‬صادق عىل بناء‬ ‫حي استيطاين يضم (‪ )1450‬وحدة سكنية يف‬ ‫مستوطنة “أدم”‪ ،‬والتوجه نحو ضم مستوطنة‬ ‫“كيدار” و(‪ )12‬الف دونم تحيط بها إىل مستوطنة‬ ‫“معاليه ادوميم”‪ ،‬وإنشاء سكة حديدية جديدة‬ ‫تصل تل أبيب بالقدس‪ ،‬ويلتهم مسارها مساحات‬ ‫العامة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫األرايض‬ ‫من‬ ‫شاسعة‬ ‫والخاصة‪ ،‬فيام بدأت مرحلة جديدة من اإلجراءات‬ ‫الهادفة إىل تهويد القدس بالكامل بعد التصديق‬ ‫عىل مخطط ‪ ،2020‬مبشاركة اكرث من (‪ )25‬جهة‬ ‫رسمية إرسائيلية‪ ،‬عىل رأسها بلدية االحتالل‬ ‫يف القدس‪ ،‬إضافة إىل خرباء إرسائيليون وضعوا‬ ‫نصب أعينهم برنامجاً يستهدف تحويل املدينة إىل‬ ‫مدينة يهودية بالكامل‪ ،‬وعزل املقدسيني وطردهم‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حوار‬ ‫أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح االنتفاضة أبو إيهاب حسن لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫النموذج السوري يجب أن يحتذى بإعطاء الفلسطينيين‬ ‫حقوقهم المدنية واحتفاظهم بجنسيتهم‬

‫تدريجاً‪ ،‬ناهيك عن اتخاذ سلطات االحتالل سلسلة‬ ‫من القرارات والقوانني املتعلقة مبا يسمى “الحوض‬ ‫املقدس” بهدف السيطرة عىل محيط البلدة‬ ‫القدمية بالقدس من الناحية الجنوبية الرشقية‪،‬‬ ‫وتفيد املعلومات أن مساحة املرشوع تبلغ نحو‬ ‫(‪ )5.2‬كلم‪ 2‬من املقرر إنجازه حالل السنوات األربع‬ ‫املقبلة‪.‬‬ ‫واألمر ذاته ينطبق عىل مناطق غور االردن املنوي‬ ‫ضمها إىل الكيان الصهيوين‪ ،‬حيث قامت سلطات‬ ‫االحتالل قبل أسابيع‪ ،‬بتسليم أوامر إخالء جامعي‬ ‫لسكان منطقة “البقيعة” و”الحديدية” و”حمصه”‬ ‫يف االغوار الشاملية‪ ،‬ويأيت هذا ضمن الربنامج‬ ‫املسعور الذي تعمد سلطات االحتالل إىل تنفيذه‪،‬‬ ‫ووفق تقارير حول االستيطان فإنه مع تسلم اوملرت‬ ‫منصبه يف رئاسة الحكومة كان يستوطن الضفة‬ ‫ما يقارب (‪ )250‬ألف مستوطن ومع مغادرته ارتفع‬ ‫العدد إىل (‪ )300‬ألف‪.‬‬ ‫وتشري األرقام االخرية إىل معدل التوسع‬ ‫االستيطاين الذي بلغ هذا العام ‪ %5.6‬ومعدل‬ ‫الزيادة يف عدد املستوطنني خالل ست سنوات بلغ‬ ‫‪ ،%37‬ويف موازاة ذلك ما زال رئيس الكيان “شمعون‬ ‫برييس” يتمسك بخطتة القدمية التي عرضها يف‬ ‫املؤمتر االقتصادي‪ ،‬حول الرشق األوسط الذي انعقد‬ ‫يف الدار البيضاء عام (‪ )1994‬والتي تدعو إىل جمع‬ ‫دول املنطقة يف سوق مشرتكة لدمج “إرسائيل”‬ ‫فيها بعد إعادة تشكيل جديد للمنطقة‪.‬‬

‫اإلستيطان يق ّوض السالم‬ ‫والتقارير التي ترصد النشاط االستيطاين‬ ‫يف األرايض الفلسطينية املحتلة تؤكد أن رقعة‬ ‫االستيطان تزايدت منذ مؤمتر “أنابوليس” الذي عقد‬ ‫يف ترشين الثاين (‪ ،)2007‬ورغم الدعوات األمريكية‬ ‫القائلة بأن النشاط االستيطاين ال يخدم عملية‬ ‫السالم‪ ،‬وال يساهم يف بناء الثقة‪ ،‬فإن حكومة‬ ‫“إيهود أوملرت” السابقة‪ ،‬ساهمت بشكل كبري‬ ‫يف توسيع االستيطان بشكل مل يسبق له‬

‫‪56‬‬

‫مثيل‪ ،‬بهدف محو (الخط األخرض) أي حدود (‪)1967‬‬ ‫وفرض حقائق جديدة عىل األرض تسبق أي تسوية‬ ‫محتملة‪.‬‬ ‫املفوضية األوروبية وإدارة الرئيس “باراك اوباما”‬ ‫تريان بأن املبدأ األسايس مل يتغري بشأن املوقف‬ ‫من مسألة االستيطان وخريطة الطريق للسالم‬ ‫يف الرشق األوسط‪ ،‬وتدعوان إىل تجميد االستيطان‬ ‫وتوقفه‪ ،‬وشتان ما بني األقوال واألفعال‪ ،‬حيث ال‬ ‫تكفي عبارات التنديد وحدها لوقف االستيطان‬ ‫الصهيوين‪ ،‬والقائم بأعامل املفوضية األوروبية‬ ‫يف القدس “روي ديكنسون” كرر يف أكرث من‬ ‫مناسبة رأي “أوروبا” القائل “بأن جيوب املستوطنات‬ ‫التي بنتها “إرسائيل” يف الضفة الغربية ويريد‬ ‫الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها “ليست‬ ‫قانونية”‪ ،‬وأن املستوطنات والتدابري العسكرية‬ ‫اإلرسائيلية يف الضفة الغربية تسهم يف خنق‬ ‫االقتصاد الفلسطيني وتجعل الفلسطينيني أكرث‬ ‫اعتامداً عىل املعونة املمنوحة”‪.‬‬ ‫وقاده الكيان الصهيوين يحاولون االلتفاف حول‬ ‫املطلب األمرييك املتمثل يف تجميد االستيطان‪،‬‬ ‫ويقدمون اقرتاحات بهدف كسب الوقت‪ ،‬واالدعاء‬ ‫بأن تجميد االستيطان سيأيت كجزء من اتفاق‬ ‫سيايس شامل‪ ،‬والحديث عن تعليق مؤقت‬ ‫لالستيطان ومبوجب هذا الرتتيب سيكون بوسع‬ ‫الرئيس االمرييك “باراك اوباما” ادعاء االنتصار‪ .‬ويف‬ ‫موازة ذلك يتم الحديث عن دولة فلسطينية منزوعة‬ ‫السالح مقابل اعرتاف الفلسطينيني بيهودية‬ ‫“إرسائيل” وهذه مناورة جديدة‪ ،‬تضع الفلسطينيني‬ ‫يف موقع “الذين يقولون ال إلجراء مفاوضات”‪.‬‬ ‫أخريا إن االستيطان الجاثم عىل الضفة الغربية‪،‬‬ ‫قطع أوصالها‪ ،‬والجدار العازل يتلوى عىل األرض‬ ‫ويلتهام‪ ،‬ويفرق بني العائالت الفلسطينية‪ ،‬والوقائع‬ ‫الجديدة التي خلقها االستيطان تنذر بالقضاء‬ ‫عىل فرصة الستمرار الحياة شجرا‪ ،‬وبرشا‪ ،‬وحجرا‪،‬‬ ‫والحلول املطروحة من املجتمع الدويل ما هي إال‬ ‫رساب خادع!‪...‬‬

‫إعداد محمود صالح‬

‫كرثت األصوات التي تدعو إلنصاف الفلسطينيني يف لبنان‪ ،‬وهي تنم عن غرية قومية وشعور نبيل يستحق التوقف عنده بكل احرتام وتقدير‪ ،‬فنحن‬ ‫شعب واحد يف هذه األمة التي تصبو إىل التامسك ورص الصفوف ومواجهة التحديات التي تواجه األمة يف حارضها ومستقبلها‪ ،‬لكن األسئلة كثرية‬ ‫أيضاً‪ ،‬ملاذا ُيحرم الفلسطينيون من حقوقهم املدنية واالجتامعية واإلنسانية باملطلق تحت حجج وذرائع واهية تدّعي أنها تؤدي إىل التوطني؟ وباملقابل‬ ‫ومن زاوية أخرى‪ ،‬فإن ما تتعرض له املنطقة منذ سنوات‪ ،‬والظروف الصعبة والبالغة التعقيد‪ ،‬مع اشتداد الهجمة الصهيونية املدعومة من آلة الحرب‬ ‫االمريكية‪ ،‬حيث باتت األوراق يف املنطقة مكشوفة‪ ،‬وخيار املقاومة فرض حضوره وجدواه‪ ،‬مع إثبات املقاومة قدرتها يف فلسطني ولبنان والعراق‪ ،‬ويف‬ ‫كل مكان يف هذه األمة‪ .‬وباملقابل أيضاً‪ ،‬فشل املفاوضات مع العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫وبعد هذا‪ ،‬أال تستحق التضحيات التي ٌق ِدمت‪ ،‬إىل وقفة من تقويم النتائج والبحث يف الجدوى التي تم تحقيقها‪ ،‬حيث إذا مل تجر عملية املراجعة‬ ‫الشاملة هذه داخل الصف الفلسطيني‪ ،‬وترتيب األولويات بعيداً عن املحاصصة الضيقة فلن نصل إىل نتيجة‪ ،‬وفلسطني هي األصل‪ ،‬ودون ذلك لن يصل‬ ‫الحوار الفلسطيني إىل مبتغاه‪.‬‬ ‫العناوين والتساؤالت كثرية‪ ،‬ما يثريه العدو‪“ ،‬يهودية إرسائيل”‪ ،‬وحقوق الفلسطينيني املدنية والجدل حولها‪ ،‬وحق العودة‪ ،‬ومشاريع التوطني‪ ،‬والحوار‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬ورضورة إنهاء حالة االنقسام‪ ،‬واملؤمتر الفلسطيني – اللبناين لدعم حق العودة‪ ،‬لألجابة عن هذه التساؤالت‪ ،‬كان لـ”منرب التوحيد”‪ ،‬الحوار‬ ‫التايل مع أمني رس املجلس الثوري لحركة فتح االنتفاضة أبو إيهاب حسن‪.‬‬ ‫تحاول حكومة العدو الصهيوين وضع‬ ‫مسمى “يهودية إرسائيل”‪ ،‬كرشط ملفاوضات‬ ‫ما يسمى عملية السالم‪ ،‬ما الذي تبغيه‬ ‫حكومة العدو من وراء ذلك؟‬ ‫سعى الكيان الصهيوين لتثبيت نفسه كدولة‬ ‫يهودية من خالل عرشات القوانني واملامرسات‪،‬‬ ‫منذ أنشأ الكيان الغاصب عام (‪ )1948‬وطرد‬ ‫معظم الفلسطينيني من أرضهم بعد تدمري‬ ‫نحو (‪ )500‬بلدة وحولت الفلسطينيني إىل‬ ‫الجئني‪ ،‬ومرشوعات ترحيل فلسطيني (‪ )1948‬ما‬ ‫زالت موضوعة عىل أجندة هذا الكيان العنرصي‬ ‫الغاصب‪ ،‬ففي سنة (‪ )1973‬قال “أهرون يريف”‬ ‫قائد شعبة االستخبارات العسكرية يف جيش‬ ‫العدو‪ ،‬أن هناك مخططات الستغالل أول حرب‬ ‫قادمة‪ ،‬وترحيل ما بني ‪ 700 -600‬ألف مواطن عريب‬ ‫من الجليل والضفة الغربية إىل األردن‪ ،‬وكانت‬ ‫حركة “كاخ” العنرصية بقيادة “مئري كاهانا”‬ ‫قد طرحت مرشوعاً لرتحيل الفلسطينيني من‬ ‫الضفة الغربية وأرايض (‪)1948‬وتحويل “إرسائيل”‬ ‫إىل دولة يهودية‪ ،‬وأول من طرح مطلب االعرتاف‬ ‫الفلسطيني الرسمي بالدولة اليهودية “تسيبي‬ ‫ليفني” عندما كانت وزيرة للخارجية يف حكومة‬ ‫“أيهود اوملرت”‪ ،‬وقد تم رفض هذا املطلب‪ ،‬والسؤال‬ ‫هنا كيف تتجرأ “إرسائيل” الكيان‪ ،‬لتطالب مبثل‬ ‫ذلك وتستغل الظروف‪ ،‬وتتهرب من التزامات ما‬ ‫يسمى لعبة عملية السالم‪ ،‬وعندما طرح رئيس‬ ‫حكومة الكيان “بنيامني نتنياهو” مرشوعه‬ ‫السيايس ووافق عىل مبدأ الدولتني للشعبني‬ ‫قال‪“ :‬أن االعرتاف بإرسائيل دولة يهودية هو رشط‬ ‫إلبرام اتفاقية سالم‪ ،‬ونجح يف ما بعد يف إقناع‬ ‫الرئيس األمرييك “باراك اوباما”‪ ،‬بتبني هذا املوقف‬ ‫وتسمية “إرسائيل” دولة يهودية‪ ،‬ولو أن “اوباما”‬ ‫رفض ان يكون االعرتاف الفلسطيني بها رشطاً‬

‫املفاوضات البائسة أثبتت‬ ‫لعملية السالم‪ .‬إن‬ ‫فشلها‪ ،‬والعدو الصهيوين أراد منها تحقيق‬ ‫املزيد من املكاسب عىل حساب حقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وهذه هي املعادلة الوحيدة التي‬ ‫يراهن العدو عىل العمل من خاللها‪ .‬واملسؤولية‬ ‫الوطنية والقومية تحتم رضورة إجراء مراجعة‬ ‫شاملة تعيد التأكيد عىل الثوابت واملبادئ‬ ‫واألهداف‪ ،‬ووضع خيار املقاومة يف األولوية‪ .‬ومن‬ ‫ثم باتت إعادة بناء منظمة التحرير عىل أسس‬ ‫وطنية حقيقية أولوية‪ ،‬كذلك مراجعة املرحلة‬ ‫السابقة التي مل تؤد إال إىل املزيد من التنازالت‪،‬‬ ‫والحوار الفلسطيني يجب أن يأخذ بعني االعتبار‪،‬‬ ‫رضورة االستفادة من جميع اإلمكانيات املتاحة‬

‫‪57‬‬

‫لدى الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية‪،‬‬ ‫فمرحلة التحرير تستوجب صهر كل مكامن‬ ‫القوة ووضعها يف خدمة القضية األساس‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن جميع املظاهر الخادعة‪ ،‬فليس هناك‬ ‫من سلطة وطنية يف ظل االحتالل‪.‬‬ ‫إن الرشط الذي يضعه العدو ملفاوضات ما‬ ‫يسمى عملية السالم‪ ،‬وهو قبول الفلسطينيني‬ ‫(يهودية إرسائيل)‪ ،‬يؤكد أن هذا الكيان العنرصي‬ ‫يخطط لطرد ما تبقى من الفلسطينيني عىل‬ ‫أرضهم‪ ،‬يف ظل ظروف يضع العدو أسسها‪.‬‬ ‫يطالب الفلسطينيون يف لبنان بإنصافهم‬ ‫ومتكينهم من مامرسة حقوقهم اإلنسانية‪،‬‬ ‫املدنية‪ ،‬االجتامعية التي كفلتها املواثيق‬ ‫والقوانني العربية والدولية‪ ،‬ما عالقة هذه‬ ‫املطالب مبوضوع فزاعة التوطني؟‬ ‫من املؤكد‪ ،‬أن هناك حالة من الخلط املتع ّمد‬ ‫بني مسألة الحقوق والتوطني لدى بعض األوساط‬ ‫السياسية واإلعالمية يف السنوات األخرية‬ ‫فقط‪ ،‬فبعد نكبة (‪ُ )1948‬ط ِرح أكرث من خمسني‬ ‫مرشوعاً تستهدف توطني الفلسطينيني فشلت‬ ‫جميعها‪ ،‬وخالل عقود طويلة تحولت القضية‬ ‫أصبحت‬ ‫التضحيات‬ ‫وبفضل‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫قضية سياسية بامتياز‪ ،‬قضية حق وعدل‪،‬‬ ‫ولذلك فأن طرح مشاريع التوطني ال يعني أنها‬ ‫أصبحت قابلة للتنفيذ حتى ولو كانت من قبل‬ ‫اإلمرباطورية األمريكية‪ ،‬واليوم هناك إجامع‬ ‫لبناين ‪ /‬فلسطيني موثق عىل رفض التوطني‪،‬‬ ‫فموضوع الالجئني ليس موضوعاً لبنانياً إنه‬ ‫يف‬ ‫موضوع عريب؟‪ ،‬وال ميكن حل مشكلتهم‬ ‫معزل عن مشكلة الالجئني ككل‪ ،‬وال ميكن‬ ‫حل املشكلة خارج إطار الحل املتمثل يف دحر‬ ‫االحتالل وتأكيد حق العودة‪ ،‬ودون التنازل عن‬ ‫حقوقنا كافة‪ .‬والسؤال ملاذا يحرم الفلسطينون‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫حوار‬ ‫من الحقوق املدنية واالجتامعية واإلنسانية‬ ‫بحجة أنها تؤدي إىل التوطني؟ والتخيل عن حق‬ ‫العودة‪ ،‬وحسب رافيض مامرسة هذه الحقوق فإن‬ ‫بقاء الفلسطينيني يف لبنان سيخل بالرتكيبة‬ ‫الطائفية الدقيقة يف البلد‪ ،‬ومثل هذه االدعاءات‬ ‫والذرائع ال تستقيم مع املنطق‪ ،‬وال تصمد أمام‬ ‫أي تحليل واقعي ومسؤول‪ ،‬وتحمل إساءة وشتيمة‪،‬‬ ‫املصالح‬ ‫وكأن‬ ‫الفلسطيني‬ ‫يصور‬ ‫عندما‬ ‫املادية ورضورات العيش تنسيه وطنه‪ ،‬وهذا‬ ‫تشكيك بوطنية الفلسطيني‪ ،‬وتاريخ الشعب‬ ‫الفلسطيني ميلء بالشواهد التي تنفي هذا‬ ‫اإلدعاء الظامل‪ ،‬فالثورات واالنتفاضات ملقاومة‬ ‫املرشوع الصهيوين مل تخمد نريانها ومنذ ما‬ ‫قبل النكبة وشعبنا ويتصدى ملشاريع التوطني‬ ‫والتهجري والتجنيس التي تستهدف حرمان‬ ‫الالجئني من حق العودة‪ ،‬إن متتع الفلسطينيني‬ ‫بحقوقهم املدنية واإلنسانية يعزز من قدرتهم‬ ‫عىل الدفاع عن حقوقهم السياسية‪ ،‬وكل ما‬ ‫يطلبه الفلسطينيون هو الحقوق التي متكنهم‬ ‫من العيش بكرامة‪ ،‬وتوفري املداخيل الالزمة‬ ‫لتغطية حاجاتهم االنسانية (والنموذج السوري‬ ‫الذي يعطي الفلسطينيني حقوقه املدنية‬ ‫واالجتامعية مع احتفاظه بجنسيته يستحق أن‬ ‫يحتذى به)‪.‬‬ ‫الساحة‬ ‫يف‬ ‫الراهنة‬ ‫الحالة‬ ‫أمام‬ ‫الفلسطينية وحالة االنقسام السائدة يف‬ ‫الصف الفلسطيني‪ ،‬ماذا ترون من مخارج‬ ‫الستعادة الوحده الفلسطينية؟‬ ‫من يراجع مسرية العمل الوطني الفلسطيني‬ ‫ُيدرك أن هذه املسرية مل تكن غري انعكاس حقيقي‬ ‫للحالة الفلسطينية منذ أكرث من أربعة عقود‬ ‫حتى تاريخه‪ ،‬فعندما كان الفلسطينيون موحدين‬ ‫حول مبادئ التحرير والعودة كانت فلسطني بألف‬ ‫خري‪ ،‬وعندما بدأ البعض يتعامل مع االمور وفق‬ ‫ما يعرف بسياسة املهادنة والواقعية‪ ،‬بدأت تدب‬ ‫يف الجسم الفلسطيني عوامل الوهن واالنقسام‬ ‫والرتاجع‪ ،‬ودخل العدو بكل خرباته ومعه عرب‬ ‫أمريكا بكل إمكاناتهم‪ ،‬إلدامة حالة االنقسام‬ ‫هذه‪ ،‬وراحوا يغذونها بوسائل مختلفة‪ ،‬ويغدقون‬ ‫األموال طمعاً يف إيجاد البديل الفلسطيني‬ ‫الذي يقبل التفاوض وفق الرشوط األمريكية‬ ‫واإلرسائيلية‪ ،‬ونجحوا يف اإلمساك بزمام املبادرة‬ ‫واخرتاق الصف الفلسطيني وخلق حالة من‬ ‫التجاذب يف ساحتنا بني فريق يبيح لنفسه‬ ‫االنخراط يف لقاءات ماراثونية‪ ..‬مع العدو بذريعته‬ ‫مداعاة املتغريات الدولية واإلقليمية‪ ،‬وفريق أدار‬ ‫الظهر لكل هذه الذرائع اعتقاداً منه أن هذا العدو‬ ‫لن يكون بأي حال من األحوال الحريص عىل إعادة‬ ‫الحق إىل أصحابه‪ ،‬وإعادة تصويب األمور مبا يخدم‬ ‫مصالح ومستقبل املاليني من الفلسطينيني‪.‬‬ ‫ومل يكن من السهل عىل أصحاب النوايا الحسنة‬ ‫والغيارى عىل فلسطني‪ ،‬من العرب والعجم‬ ‫الوصول إىل ما يساهم أو يساعد عىل مللمة‬ ‫هذا الواقع املشتت‪ ،‬خصوصاً بعدما تحولت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الساحة الفلسطينية إىل ساحة رصاع وتنازع‬ ‫بني األخوة وبعدما أصبح أكرث العرب منهمكني‬ ‫يف إرضاء السيد األمرييك والتنصل من أعباء‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬وصوالً إىل البحث عن‬ ‫قنوات تقربهم من العدو اإلرسائييل حتى باتت‬ ‫فكرة التطبيع معه الشغل الشاغل للعديد من‬ ‫األنظمة بدعوى تشجيعه عىل السري يف طريق‬ ‫السالم واملصالحة‪..‬‬ ‫وألن األمور يف الساحة الفلسطينية عىل هذا‬ ‫الخصوص من التشابك فإن كل ما ُط ِرح ويطرح‬ ‫من مبادرات بقي يف إطار املحاوالت املنقوصة‬ ‫الفتقارها إىل أهم عوامل القوة املفرتض توافرها‪،‬‬ ‫عنيت املشاركة وشمولية الحوار‪ ..‬إن اقتصار الحوار‬ ‫القائم اليوم الستعادة الوحدة الفلسطينية‬ ‫عىل الثنائية الفلسطينية ممثله بفتح وحامس‬ ‫يجعله حواراً ناقصاً ومفتقداً لرشوط النجاح‬ ‫رغم أهمية االجتامعات واللقاءات القامئة بني‬ ‫نقيضني يف تناولهام املوضوع الرصاع مع العدو‬ ‫االرسائييل‪ ..‬فالحوار عىل هذا النحو يقتل كل‬ ‫املبادرات الخالقة للمجتمع الفلسطيني بفصائله‬ ‫ومؤسساته وشخصياته الوطنية‪ ...‬وأيّ ارصار‬ ‫عىل اختزال هذا املجتمع عىل النحو القائم يف‬ ‫القاهرة سيساهم يف تأخري الحلول املنتظرة بدل‬ ‫استعجالها يف وقت يدرك الجميع أن الزمن عامل‬ ‫مهم يف حسم الرصاعات‪ ،‬وما جرى يف غزة من‬ ‫عدوان همجي إرسائييل وتصد بطويل فلسطيني‬ ‫كان ميكن البناء عليه لتحقيق مكاسب حقيقية‬ ‫ملصلحة قضيتنا الفلسطينية‪ ،‬لكن استمرار‬ ‫حالة التنازع واالنقسام‪ ،‬وإرصار فريق “أوسلو”‬ ‫عىل احرتام االتفاقات وااللتزامات الدولية مل‬ ‫يسلب العمل الفلسطيني زخمه فحسب‪/‬‬ ‫بل جعله أسري حالة انتظارية أفقدته ما كان‬ ‫يتوقعه الفلسطينيون من ردود الفعل العاملية‬ ‫الشاجبة للعدوان واملدينة له بفعل استخدام‬ ‫العدو لألسلحة املح ّرمة دولياً وتعمده قتل املدنيني‬ ‫وتدمري بيوتهم ومؤسساتهم مبا يتناقض مع كل‬ ‫الرشائع الدولية واالتفاقات املنعقدة بني الدول‬ ‫املتحاربة‪..‬‬ ‫هل من أفق بعد ألصحاب الرهانات الخاطئة‬ ‫عىل سالم مع عدو يجاهر برفضه لعودة‬

‫‪58‬‬

‫أدىن‬

‫التنازالت‬

‫للعرب‬

‫الالجئني ولتقديم‬ ‫والفلسطينيني؟‬ ‫املراهنة عىل سالم مزعوم مع الصهاينة هي‬ ‫وليدة التكتيكات الخاطئة التي بدأ التنظري لها‬ ‫منذ منتصف السبعينات‪ ،‬يوم راح البعض يلوح‬ ‫إلمكانية التعايش مع العدو الصهيوين ورضورة‬ ‫اعتامد سياسة أكرث مرونة تجاه املجتمع الدويل‪،‬‬ ‫وغي ّبوا االسرتاتيجيا ليحلوا محلها املناورة أو‬ ‫التكتيك بذريعة مرحلة النضال الفلسطيني‪،‬‬ ‫وعدم اإلبقاء عىل املسلامت والثوابت التي ترعى‬ ‫حقنا الثابت يف كل فلسطني‪ ،‬ألن من شأنه ذلك‬ ‫أن يضعنا يف مواجهة دامئة مع العامل الذي أقر‬ ‫بأغلبيته بوجود الكيان الصهيوين يف فلسطني‪،‬‬ ‫ورغم فشل كل محاوالت التقرب من هذا العدو‬ ‫بقي أصحاب هذا النهج عىل رهاناتهم‪ ،‬ومل‬ ‫يتعلموا أن العودة إىل الحضن الفلسطيني الجامع‬ ‫هو املالذ والضامن‪ .‬لقد أغلق “نتنياهو” كل أبواب‬ ‫التفاوض مع الفلسطينيني فامذا ينتظر اصحاب‬ ‫النوايا الحسنة يف الساحة الفلسطينية بعد‬ ‫من دولة العدوان!! إن الرهان عىل العدو بكل ما‬ ‫تقدم هو كمن يحاول أن يزرع يف البحر‪ ،‬وخري‬ ‫لهم أن تكون تنازالتهم ألخوة لهم مبا يساهم يف‬ ‫رأب الصدع وتوحيد الجهود بدل أن تظل التنازالت‬ ‫كرمى لعيون الصهاينة املحتلني الذين مل يقدّموا‬ ‫لهم غري املزيد من عمليات التجريف والقتل‬ ‫والتهجري‪..‬‬ ‫أليس من األحرى بدل التلهي باالتهامات‪،‬‬ ‫واالتهامات املضادة‪ ،‬إجراء عملية تقييم شاملة‬ ‫وإعادة االعتبار لألهداف واملبادئ األساسية‬ ‫وتوحيد الرؤى وجمع الجهود الستعادة الحقوق؟‬ ‫إن أي عملية ثورية كانت أم غري ثورية تحتاج‬ ‫وباستمرار للمراجعة بغية لتقييم واستخالص‬ ‫العرب ومسرية العمل الوطني الفلسطيني‪،‬‬ ‫بإخفاقاتها وإنجازاتها تحتاج وبكل تأكيد‬ ‫لوقفة تقييمية شاملة إلعادة تحديد معامل‬ ‫الطريق‪ ،‬إلستنهاض كل الطاقات وحشدها يف‬ ‫املواجهة الشاملة ضد العدو املغتصب‪ .‬لقد كاد‬ ‫الفلسطينيون يفقدون البوصلة جراء انشغالهم‬ ‫مبشاكلهم الداخلية‪ ،‬ونيس الكثريون ممن أعمت‬ ‫بصائرهم املصالح الذاتية أن هناك عدواً يرتبص‬

‫بهم‪ ،‬فراحوا يبحثون لهم عرب ذرائع واتهامات‬ ‫لهذا الفريق أو ذاك إلدامة حالة الفوىض‬ ‫واالنقسام يف الصف الفلسطيني‪ ،‬وإعطاء العدو‬ ‫املزيد من الوقت لفرض وقائع جديدة عىل األرض‪..‬‬ ‫إن ما يؤمل الفلسطينيني اليوم هو هذا التامدي‬ ‫يف إدارة الظهر لرصخات األطفال الفلسطينيني‪،‬‬ ‫وآالم املرض وعذابات املرشدين‪ ..‬واألجدر بالذين‬ ‫استساغوا وأتقنوا لعبة التلهي بهذه االتهامات‬ ‫للهروب من االستحقاقات الكبرية التي تواجهها‬ ‫قضيتهم املركزية‪ ،‬أن يقلعوا نهائياً عن هذا‬ ‫املنحى املد ّمر‪ ،‬ويعودوا إىل املبادئ واألهداف‬ ‫والثوابت‪ ،‬ألن التناقض الرئيس هو ضد الصهاينة‬ ‫وحلفاءهم‪ ،‬وأي خالفات مهام كربت يف الساحة‬ ‫الفلسطينية ثانوية‪ ،‬وال تستحق أن يسفك من‬ ‫أجلها دماء األبرياء من شعبنا‪.‬‬ ‫إن املكابرة عىل الخطأ وعدم االعرتاف به‪ ،‬والسعي‬ ‫لتصحيحه إلخراج شعبنا من النفق املظلم‪ ،‬من‬ ‫شأنه أن يبقي الساحة الفلسطينية عرضة لكل‬ ‫االخرتاقات‪ ،‬وتربة صالحة إلثارة الفنت والتقاتل‪،‬‬ ‫رشائحه‬ ‫بكل‬ ‫متفق‬ ‫الفلسطيني‬ ‫فشعبنا‬ ‫االجتامعية عىل املقاومة لتحرير األرض‪ ،‬ولن يصرب‬ ‫طوي ًال عىل من يريدون إفشال أي اتفاق إلعطاء العدو‬ ‫املزيد من الوقت لتنفيذ جرامئه ومخططاته‪.‬‬ ‫ماذا عن مستقبل القضية الفلسطينية‬ ‫يف ظل األوضاع املحلية واإلقليمية والدولية‬ ‫الراهنة؟‬ ‫منذ أكرث من ستة عقود والقضية الفلسطينية‬ ‫ح ّية وقامئة يف كل املحافل الدولية‪ ،‬ويتم فيها‬ ‫التأكيد عىل رشعية حقنا يف فلسطني وعودة‬ ‫أهلها إليها‪ ...‬لكن إرادة املجتمع الدويل التي‬ ‫أفسحت املجال لقيام ما سمي بدولة “إرسائيل”‪،‬‬ ‫تقف اليوم مكبلة أمام غطرسة أمريكا‪ ،‬وعاجزة‬ ‫عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني‬ ‫وحقه يف العودة وإقامة دولته املستقلة‪..‬‬ ‫واذا كان العامل اليوم قد اقتنع بحتمية وجود‬ ‫دولة مستقلة للفلسطينيني‪ ،‬فام ذلك إال‬ ‫بفضل تضحيات شعبنا وصموده األسطوري‪،‬‬ ‫والتفاف جامهري الشعب العريب‪ ،‬وإرصار العامل‬ ‫حول قضيته‪ .‬ومهام حاول العدو الصهيوين‬ ‫التنكر لحق الفلسطينيني يف العودة وإقامة‬ ‫دولتهم املستقلة فان كل املعطيات تؤرش إىل‬ ‫فشل املرشوع الصهيوين يف بالدنا‪ ،‬حتى تلك‬ ‫الدول التي أمدت الكيان بكل أسباب القوة تجد‬ ‫نفسها اليوم عاجزة عن الدفاع عن جرامئه بحق‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬حيث أنها قد منحته من الوقت ما‬ ‫يكفي لتثبيت احتالله وفرض سياساته وهيمنته‬ ‫عىل كامل املنطقة العربية‪ ،‬لكنه فشل وارتد إىل‬ ‫الوراء‪ ،‬بفعل الهزائم املتتالية التي مني بها يف‬ ‫فلسطني ولبنان‪ ،‬وبفعل تراكم املخزون النضايل‬ ‫لدى جامهري األمة التي غيبتها أنظمتها الرسمية‬ ‫عن املواجهة‪ ،‬وجعلت من العدو الصهيوين فزاعة‬ ‫ممنوع عىل هذه الجامهري العربية مجرد االقرتاب‬ ‫منها خشية بطشها وانتقامها‪..‬‬ ‫لكن الغشاوة عن عيون جامهرينا سقطت‬

‫وأسطورة الجيش الصهيوين الذي ال يقهر‬ ‫تحطمت‪ ،‬وأصبح القلق عىل الوجود هاجس كل‬ ‫صهيوين‪ ،‬وعادت فلسطني لتحتل مكانتها‬ ‫كقضية سياسية بامتياز‪ ،‬وعاد الفلسطينيون‬ ‫رغم كل اآلالم واالنقسامات املفتعلة‪ ،‬يدقون‬ ‫أسامع العامل مؤكدين عىل حتمية هزمية‬ ‫املحتلني‪..‬‬ ‫ماذا تتوقعون من املؤمتر اللبناين الفلسطيني‬ ‫لدعم حق العودة املزمع عقده يف بريوت‬ ‫منتصف آب ‪2009‬؟‬ ‫جاءت هذه الفكرة من لجنة دعم املقاومة يف‬ ‫فلسطني‪ ،‬والهدف من املؤمتر الرد عىل ساسة‬ ‫العدو الصهيوين الذين يتنكرون لحق عودة الالجئني‬ ‫الفلسطينيني إىل بالدهم‪ ،‬ويدعون إىل توطينهم‬ ‫يف الدول املضيفة لهم‪ .‬كام من املأمول أن يرفده‬ ‫بعض الشخصيات العربية والعاملية الداعمة لحق‬ ‫العودة‪ ،‬لكنه يف جوهره تعبري عن التزام لبناين‬ ‫رسمي وشعبي بحق عودة الفلسطينيني إىل‬ ‫بالدهم‪ ،‬ورفض توطينهم أو تهجريهم‪ ،‬والسعي‬ ‫لتحسني ظروفهم الحياتية‪ ،‬مبا يعزز العالقة‬

‫الرشط الذي يضعه العدو‬ ‫الصهيوين ملفاوضات ما يسمى‬ ‫عملية السالم‪ ،‬هو قبول‬ ‫الفلسطينيني‬ ‫بـ (يهودية إرسائيل)‬ ‫طرح مشاريع التوطني يف هذا‬ ‫الوقت‪ ،‬ال يعني أنها أصبحت‬ ‫قابلة للتنفيذ حتى لو كانت‬ ‫من قبل اإلمرباطورية األمريكية‬ ‫اللبنانية الفلسطينية‪ ،‬ويدعم قضية الالجئني‬ ‫الفلسطينيني كقضية سياسية‪ ،‬ويحفظ حق‬ ‫العودة ويحافظ عىل الهوية الفلسطينية‪..‬‬ ‫ّإن ما دفع الداعني إىل هذا املؤمتر الستعجاله‬ ‫هو رد الفعل الباهت من النظام الرسمي العريب‬ ‫عىل خطاب “نتنياهو”‪ ،‬هذا الرد الذي مل يكن‬ ‫مبستوى خطورة دعوة األخري العرب لتوطني‬ ‫الفلسطينيني يف بلدانهم‪ ،‬األمر الذي دفع‬ ‫اإلرسائيليني إىل املزيد من التشدد بشأن يهودية‬ ‫كيانهم‪ ،‬مع ما يرتتب عىل هذا التوجه من‬ ‫مخاطر كبرية عىل أكرث من مليون فلسطيني‬ ‫باتوا مهددين بالطرد والرتحيل إىل الضفة‬ ‫الغربية وغزة‪ ..‬وعليه فاملؤمترون يف بريوت يدقون‬ ‫ناقوس الخطر‪ ،‬ويعلنون االستعداد للبدء بحملة‬ ‫واسعة من األنشطة الداعمة لحق العودة‪،‬‬ ‫واملستنكرة والرافضة للصمت العريب الذي يرقى‬

‫‪59‬‬

‫اليوم إىل مستوى الرشاكة يف تنفيذ املؤامرة‪،‬‬ ‫فاإلرسائيليون وحلفاءهم األمريكيون يدركون أن‬ ‫غياب املوقف العريب الرافض لطروحاتهم مضافاً‬ ‫إليه االنقسام الفلسطيني القائم‪ ،‬من شأنه أن‬ ‫يسهل عليهام مترير مخططاتهم التآمرية عىل‬ ‫املنطقة وفلسطني‪ ،‬وهام من أجل ذلك يسعيان‬ ‫لحمل العرب عىل الضغط عىل الفلسطينيني‬ ‫للقبول بطروحاتهم‪ ،‬وعدم إضاعة الفرصة‬ ‫الثمينة املمنوحة لهم!!!‬ ‫هناك العديد من مظاهر االحتجاج لدى‬ ‫بعض القوى الفلسطينية عىل ثنائية الحوار‬ ‫يف القاهرة ماذا تقولون يف هذا الشأن؟‬ ‫األمر الطبيعي أن تحتج هذه القوى عىل الحوار‬ ‫القائم بشكله الثنايئ بني فتح وحامس بعد أن‬ ‫كانت باألمس رشيكاً يف هذا الحوار‪ ..‬تقديري أن‬ ‫مشكلة املحتجني (والذين أرسلوا كتاباً إىل السيد‬ ‫عمر سليامن‪ ،‬يعلنون فيه عدم التزامهم مبا قد‬ ‫يصدر عن أي اتفاق بني فتح وحامس يف حال كان‬ ‫هذا االتفاق مثرة لحوار ثنايئ بينهام) تنبع من‬ ‫كونهم استثنوا من الحوار القائم يف القاهرة اآلن‪،‬‬ ‫وبالتايل باتوا ينظرون لهذا الحوار عىل أنه ناقص‬ ‫وال ميثلهم أو حتى ال يعنيهم يف نتائجه‪ ،‬وهم‬ ‫أنفسهم من ارتضوا قبل ذلك أن يكون إخوة لهم‬ ‫خارج طاولة الحوار يف جوالته األوىل ومل يحركوا‬ ‫ساكناً‪ .‬أليس من العيب بعد ذلك أن نقيم الدنيا‬ ‫وال نقعدها عىل املتحاورين (رغم عدم موافقتنا‬ ‫عىل األسلوب وطريقة دعوة املتحاورين منذ البدء)‬ ‫ملجرد أن املحرك واملايسرتو لهذه الفصائل (وأعني‬ ‫السيد محمود عباس) قدر عدم دعوتهم يف‬ ‫هذه املرحلة‪ ،‬يقينا منه انه قادر عىل إمالء نتائج‬ ‫أي حوار عليهم مهام كان االحتجاج أو الرصاخ‬ ‫صاخباً‪ ،‬أين كانت احتجاجات هؤالء األخوة يوم‬ ‫كان قرار عمر سليامن ومحمود عباس واضحاً‬ ‫بعدم دعوة كل من فتح االنتفاضة وجبهة‬ ‫التحرير الفلسطينية وجبهة النضال الشعبي‬ ‫والحزب الشيوعي الثوري؟ نحن ال نشمت بهم‬ ‫لعدم دعوتهم لكننا نتطلع إليهم واىل غريهم‬ ‫بالتمسك بشمولية الحوار‪.‬‬ ‫ورفض استثناء أي فصيل مهام كانت الذرائع‬ ‫أو األسباب املطروحة لتربير هذا االستثناء‪ ،‬عندها‬ ‫فقط ميكن أن نفهم ونقدر هذه االحتجاجات‬ ‫وقد نكون طرفاً إضافيا يف اعتامدها والتوقيع‬ ‫عليها‪..‬‬ ‫محصلة القول يف هذا املجال‪ ،‬إننا لن نقول‬ ‫أننا لسنا معنيني بنتائج الحوار قبل االطالع‬ ‫عليها‪ ،‬فمصالح جامهرينا تعلو فوق مصالحنا‬ ‫الفصائلية‪ .‬وإذا كان يف النتائج املنتظره ما‬ ‫يساهم يف دعم صمود أهلنا يف غزة خصوصاً‪،‬‬ ‫والبدء يف إعامر ما تهدم‪ ،‬وصوال إىل الرشوع‬ ‫بعملية سياسية كبرية لرأب الصدع وإزالة حالة‬ ‫االنقسام يف الساحة الفلسطينية‪ ،‬فاعتقادي‬ ‫أن الرفض املسبق لها من املحتجني سيكون خارج‬ ‫السياق ولن يصب يف مصلحة شعبنا‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمود صالح‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫تحقيق‬

‫تموز ‪ ...‬الذكرى الثالثة للنصر اإللهي‪ ،‬وشهر المقاومة‬ ‫ضد يوم «الجندي الدرزي» في فلسطين المحتلة‬ ‫متوز‪ ..‬الشهر التوأم لشهر أيار والذي شهد‬ ‫النرص اإللهي عىل أيدي رجال املقاومة االسالمية‬ ‫ّ‬ ‫يهل هذا العام يف ذكرى االنتصار‬ ‫يف لبنان‪،‬‬ ‫الثالثة‪ ،‬لتجديد العهد باستكامل مسرية‬ ‫الشهداء – رجال الله ‪ -‬بتمريغ جباه الصهاينة‬ ‫بالرتاب وبإذنه تعاىل نرص تلو النرص حتى زوال‬ ‫هذا الكيان الغاصب من أرض فلسطني املحتلة‪،‬‬ ‫وحتى لو سقط آالف الشهداء‪ ،‬فكام قال امام‬ ‫الوطن واملقاومة‪“ :‬دم الشهيد اذا سقط فب َيد الله‬ ‫يسقط”‪ ،‬ففداؤنا ودماؤنا شكلت وال تزال رصاص‬ ‫سالحنا لحامية الوطن وصون االرض العربية‪.‬‬ ‫فأه ًال َ‬ ‫بك يا متوز‪ ،‬شهراً لالنتصارات والدماء‬ ‫َ‬ ‫الزكية‪ ،‬ولتكن حربك عام ‪ 2006‬عربة ملن يعترب‪،‬‬ ‫وذكرى النرص هذه السنة قوة بيد أهلنا يف‬ ‫فلسطني بأطيافهم كافة خاصة ابناء طائفة‬ ‫املوحدين الدروز الذين يواجهون برشاسة عربية‬ ‫قومية محاولة تهويدهم يف الجيش االرسائييل‬ ‫واخراجهم من هويتهم العربية واالسالمية‬ ‫والوطنية‪ ،‬وها هي األيام اآلتية تبشرّ بنرص‬ ‫يلوح يف االفق مع تزايد الرفض الدرزي للتجنيد‬ ‫االجباري واستغالل األماكن الدينية املقدّسة‬ ‫ملآرب سياسية‪.‬‬

‫رفض التجنيد مستمر‪..‬وتظاهرة‬ ‫ضد «يوم الجندي الدرزي»‬ ‫مل يقبل ابناء الطائفة الدرزية يف فلسطني‬ ‫املحتلة ان تذهب تضحيات الشهداء هدراً‪ ،‬وان‬ ‫تصبح األمجاد الوطنية اطالالً للوقوف عليها‪،‬‬ ‫فجدّدوا مرة جديدة رفضهم االنصياع للحكومة‬ ‫االرسائيلية والتجنيد االجباري يف الجيش‬ ‫االرسائييل‪ ،‬واقاموا تظاهرة ضد “يوم الجندي‬ ‫الدرزي” الذي تقيمه الحكومة االرسائيلية للجنود‬ ‫الدروز الذين قبلوا ان يكونوا يف خانة العداء مع‬ ‫أبناء طائفتهم وأهل بلدهم وابناء األمة العربية‬ ‫جمعاء‪ .‬وقد اتت هذه التظاهرة تحت شعار “لرنفع‬ ‫صوتنا ضد مؤامرة التجنيد العسكري االجباري‬ ‫عىل شبابنا”‪ ،‬لتكون استكامالً ملا بدأه الشباب‬ ‫الدرزي يف فلسطني املحتلة منذ سنني ولتشكل‬ ‫كسابقاتها شوكة بعني املسؤولني اليهود‬ ‫والحكومة االرسائيلية‪ .‬وقد اكد املتظاهرون‪ ،‬من‬ ‫تم توزيعه‪ ،‬أن “أهداف التظاهرة تقف‬ ‫خالل بيان ّ‬ ‫ضد السياسة الرسمية لحكومات إرسائيل التي‬ ‫صادرت معظم األرايض الدرزية وسلبت من الدروز‬ ‫الهوية واالنتامء لشعبهم وأ ّمتهم العربية‪،‬‬ ‫وحر َمت املجالس من أبسط الحقوق وح ّولت‬ ‫املقدّسات اىل منابر سياسية لبث سموم العداء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وتكريس التفرقة بني أبناء الشعب الواحد»‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪« :‬الحكومة ز ّيفت تراثنا العريب‬ ‫األصيل وض ّيقت الخناق عىل بلداتنا‪ ،‬وأغدقت‬ ‫علينا اكرب نسبة مخالفات بناء‪ ،‬وساقت شبابنا‬ ‫اىل الخدمة اإلجبارية‪ ‬وتركت الكثري‪ ،‬الكثري‬ ‫منهم بدون عمل‪ ،‬او حتى بدون قسيمة بناء‪ ،‬‬ ‫تعود لهم من أراضيهم املصادرة”‪.‬‬ ‫هناك عىل طريق حوسن – حرفيش‪ ،‬رفرف‬ ‫العلم الدرزي بني أيدي املتظاهرين من الشباب‬ ‫الدروز الذين رفضوا الخضوع ملؤامرات تجنيدهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ليصب ناره الحامية فوق‬ ‫وكأن بركاناً تفج ّـر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫رأس القيادة الصهيونية‪ ،‬فوقف الشباب العريب‬ ‫الدرزي‪ ،‬رافعني الشعارات ومندّدين بإحياء «يوم‬ ‫الجندي الدرزي”‪ ،‬مطالبني‪ ‬بإلغاء التجنيد اإلجباري‬ ‫املفروض عليهم‪ ،‬ومؤكدين للمرة األلف ان ابناء‬ ‫سلطان باشا األطرش وأصحاب العاممة البيضاء‬ ‫لن يسمحوا للحكومة االرسائيلية بأخذهم اىل‬ ‫خانة العمالء املتصهينني حتى لو ُو ِجد بعض‬ ‫الدروز املتواطئني معهم وهذا حال كرثمن طوائف‬ ‫اخرى‪ .‬وقد وصلت الوقاحة باالرسائيليني والدروز‬ ‫املجنّدين يف الجيش االرسائييل اىل حد اقامة‬ ‫االحتفال بـ»يوم الجندي الدرزي» يف مقام النبي‬ ‫سبالن (ع) ليؤكد اليهود األرشار امام العامل‬ ‫أجمع عىل انتهاك حرمات ومقدّسات املسلمني‬ ‫بشكل مستمر‪.‬‬ ‫هذا اليوم الذي أتت فكرته عىل يد أمل‬ ‫نرص الدين‪ ،‬احد الشخصيات الدرزية املؤ ّيدة‬ ‫للحكومة االرسائيلية ولقرار انخراط الشباب‬ ‫الدرزي يف الجيش االرسائييل وامللقب بـ»ابو‬ ‫توىل تنظيمه هذا العام الفرع‬ ‫الجندي الدرزي»‪،‬‬ ‫الدرزي يف املنظمة االرسائيلية «من أجل الدرزي»‪،‬‬

‫‪60‬‬

‫وذلك بهدف أرسلة الشباب العرب الدروز ومن‬ ‫اجل ترسيخ القيم العسكرية لدى أطفالهم‪.‬‬ ‫وقد قاطع رؤساء املجالس الدرزية االحتفال الذين‬ ‫ال يزالوا يخوضون معركة حقوق مسلوبة ال بد‬ ‫من اسرتدادها يف يوم من األيام‪ .‬يبدو ان الهدف‬ ‫الرئييس لإلرسائيليني كان وال يزال تهويد الدولة‬ ‫وافراغها من سكانها األصليني بجميع طوائفهم‬ ‫ودياناتهم‪.‬‬

‫أبو الجندي الدرزي أمل نرص الدين‪:‬‬ ‫تواطؤ فاضح ضد الطائفة الدرزية‬ ‫لطاملا شغل موضوع الخدمة العسكرية يف‬ ‫صفوف الجيش االرسائييل فكر أمل نرصالدين‪،‬‬ ‫الذي وأثناء االجتياح الصهيوين للبنان عام‬ ‫‪ ،1982‬جند عمالء من ابناء الطائفة الدرزية‬ ‫التجسس‬ ‫للجيش االرسائييل وعملوا معه يف‬ ‫ّ‬ ‫عىل املقاومة‪ ،‬وقد تصدّت لهم القوى الوطنية‬ ‫وارغمتهم عىل ترك الجبل‪ ،‬بعد اندحار العدو‬ ‫االرسائييل وعمالؤه عنه‪ .‬هذا الدرزي املتصهني‬ ‫الذي اكتشف بفطرته وذكائه الخارق اهمية‬ ‫مشاركة الشباب الدروز يف الخدمة العسكرية‪،‬‬ ‫فكان أول املتواطئني عىل قيم وعقائد طائفة‬ ‫املوحدين الدروز‪ ،‬ومتكن بحنكته القذرة اقناع‬ ‫كثريين مثله عىل القبول باالنخراط يف الجيش‪.‬‬ ‫وهو من اول املؤ ّيدين لعملية التقارب بني اليهود‬ ‫وأرسل يف‬ ‫والدروز يف األربعينات‪ ،‬وعام ‪ 1948‬تجنّد‬ ‫ِ‬ ‫مهمة خارج البالد‪ .‬ويف اوائل الخمسينات حرض‬ ‫اجتامعاً يف عسفيا‪ ،‬بناء عىل طلب رئيس اركان‬ ‫الجيش حينها الجرنال مردخاي مكلف‪ ،‬والذي طلب‬

‫من قيادة الفرقة الدرزية‪ ،‬وزعامة الطائفة الدرزية‪،‬‬ ‫تجنيد فوج من الشباب الدروز من أجل حل أزمة‬ ‫أمنية هامة‪ ،‬وملا رأى أمل تردد الزعامء‪ ،‬اتفق مع‬ ‫القيادة وبدأ بتجنيد أقاربه وأصدقائه‪ ،‬ثم انتقل‬ ‫بعدها إىل بقية القرى الدرزية‪.‬‬ ‫كان أمل نرص الدين عىل عالقة حميمة مع‬ ‫مناحيم بيغن وعمل عىل املطالبة بحقوق‬ ‫الضباط الدروز الذين قبلوا بقرار التجنيد االجباري‬ ‫عام ‪ ،1956‬وكأنه يحق لعميل من طائفة املوحدين‬ ‫الدروز ولرجل من انصاف الرجال م ّمن ترفعوا عن‬ ‫قيم طائفتهم ومبادئها القومية والعروبية‪ ،‬ان‬ ‫يطالب بحقوق أبنائها والعمل عىل تحقيقها‪.‬‬ ‫أما يوم الجندي الدرزي فهو أحد أفكار نرص‬ ‫الدين الخارقة استكامالً لعاملته وتواطؤه‪ ،‬فكانت‬ ‫له مشاركة يف «لجنة الرتفيه عن الجندي» وهي‬ ‫هيئة مك ّونة من متطوعني ينذرون أنفسهم‬ ‫للرتفيه عن الجندي الدرزي بواسطة جمع تربعات‬ ‫وتأمني حاجات الجنود أثناء خدمتهم العسكرية‪.‬‬ ‫والفرع الدرزي هو احد فروع هذه اللجنة‪ ،‬وهو‬ ‫املرسحني‪،‬‬ ‫مك ّون من عدد من الضباط الدروز‬ ‫ّ‬ ‫ويقوم بتنظيم «يوم الجندي الدرزي» وف ّعاليات‬ ‫اخرى من اجل الرتفيه عن الجنود وخاصة اليوم‬ ‫بعد تزايد نسبة الرفض الدرزي للتجنيد االجباري‬ ‫يف الجيش االرسائييل‪.‬‬

‫وليد جنبالط‪ ..‬هل تبقى القضية‬ ‫الدرزية أوىل اهتامماته‪ ،‬ام ان‬ ‫السياسة ال تسمح بذلك؟‬ ‫ولطاملا كان رئيس الحزب التقدمي االشرتايك‬ ‫احدى اهم الشخصيات الدرزية التي واكبت‬ ‫قضية األخوة الدروز يف فلسطني املحتلة‪ ،‬لكن‬ ‫األيام املاضية جعلته نوعاً ما يبتعد عن مواكبة‬ ‫قضيتهم ومؤازة رفضهم الدخول ضمن صفوف‬

‫الجيش االرسائييل‪ .‬فأوىل األهتامم بهذه القضية‬ ‫ومتابعة تطوراتها للوزير وائل ابو فاعور‪ ،‬وح ّول‬ ‫جنبالط النظر لألمور السياسية يف لبنان‬ ‫ولنشاطات قوى الرابع عرش من آذار‪ ،‬فأصبحت‬ ‫قضية الدروز والفلسطينيني عموماً آخر نقاط‬ ‫اهتاممه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فلعل العودة املجيدة للنائب وليد‬ ‫أما اليوم‪،‬‬ ‫جنبالط كزعيم من زعامء الطائفة الدرزية‬ ‫يف لبنان‪ ،‬اىل دعم ومؤازة املقاومة الوطنية‬ ‫املوحدين يف‬ ‫اللبنانية‪ ،‬تشدد من عزم أخوتنا‬ ‫ّ‬ ‫فلسطني املحتلة للبقاء عىل مناهضة التجنيد‬ ‫االجباري‪ ،‬التي متارسه الحكومة االرسائيلية منذ‬ ‫عام ‪.1956‬‬

‫وئام وهاب‪ ..‬دم درزي وزعيم عريب‬ ‫اما رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬هذا العريب املقاوم من ابناء الطائفة‬ ‫الدرزية‪ ،‬والذي أثبتت األيام قوة حزبه عىل الساحة‬ ‫السياسية‪ ،‬فحمل القضية املعروفية منذ البدء‬ ‫مشع ًال ملسريته النضالية ضد االقطاع‪ ،‬وضد‬ ‫اخراج املوحدّين من بوتقتهم القومية ملحاولة‬ ‫دمجهم يف املرشوع الصهيوين ‪ -‬األمرييك‪،‬‬ ‫واىب إال أن ميثل طائفته أفضل متثيل‪ ،‬فشكلت‬ ‫مواقفه القومية املناضلة‪ ،‬قوة وعزم لدى الشباب‬ ‫الدرزي يف كافة األرايض املحتلة‪ ،‬وارصاراً أكرب عىل‬ ‫متابعة املسرية القومية‪ ،‬مسرية املبادىء والقيم‬ ‫الدرزية املتعالية عن العاملة والخيانة‪.‬‬ ‫لقد كان وهاب خري مثال عن أبناء العرب‬ ‫الدروز‪ ،‬ولطاملا دافع عن حقوق الطائفة الدرزية‪،‬‬ ‫فلم ت ِغب قضية فلسطني عن باله‪ ،‬وبقي الجوالن‬ ‫ْ‬ ‫املحتل عنوان خطاباته‪ ،‬وحت ًام سيبقى الدم الدرزي‬ ‫الجاري يف عروقه رصاصاً لسالحه ضد كل َمن‬ ‫زج الدروز يف خالفات مع الطوائف األخرى‪،‬‬ ‫يحاول ّ‬

‫‪61‬‬

‫وناراً يحتمي بها املناضلون الدروز يف فلسطني‬ ‫املحتلة والجوالن بوجه املحتل اليهودي‪.‬‬

‫مواصلة املقاومة بحاجة لتأييد‬ ‫عريب جامع‬ ‫ال شك ان شعارات التضامن والتأييد ال‬ ‫تكفي هؤالء املقاومون الدروز الرافضني للخدمة‬ ‫العسكرية اليهودية‪ ،‬بل هم اآلن بحاجة ملسانده‬ ‫حقيقية من أجل مواجهة ردة الفعل االرسائيلية‬ ‫الخبيثة التي تحاول التصدي وااللتفاف عىل‬ ‫الفعاليات الدرزية الوطنية الصادقة‪ ،‬وعىل جميع‬ ‫العرب م ّمن مل يتنكروا بعد لهويتهم العربية‬ ‫القومية‪ ،‬وال بد من دعم هذه اللجان العربية‬ ‫ملؤازرة الرفض القاطع لالنخراط الدرزي يف الجيش‬ ‫االرسائييل‪ ،‬لتعود فلسطني ارض عربية بحتة‪،‬‬ ‫والقدس عاصمة العروبة بدون الدنس اليهودي‬ ‫داخلها‪ ،‬وليعود املؤمنني اىل بيت املقدس‪ ،‬الذي‬ ‫حجة املسلمني اجمعني‪ ،‬كام قال االمام‬ ‫يشكل‬ ‫ّ‬ ‫عيل بن ايب طالب (ع)‪“ :‬وسط األرضني أرض بيت‬ ‫املقدس‪ ،‬وأرفع األرض كل ّـها إىل السامء بيت‬ ‫املقدس”‪ .‬وكام انترصت املقاومة اللبنانية يف‬ ‫متوز واذلت الجيش الذي ال ُيقهَر‪ ،‬ال بد من تواصل‬ ‫الرفض ومقاومة كل اساليب االرسلة والتهويد‬ ‫والتهجري‪ ،‬حتى النرص الحاسم وزوال ارسائيل‪.‬‬ ‫وكام كان االلفتاف حول املقاومة الوطنية يف‬ ‫عدوان متوز عىل لبنان عام ‪ 2006‬س ّيد املواقف‬ ‫الوطنية‪ ،‬فلتكن الوحدة العربية اليوم مع اهايل‬ ‫القرى الدرزية يف فلسطني املحتلة‪ ،‬فمقاومة‬ ‫شعب يأىب‬ ‫التجنيد هي ايضاً مقاومة وطنية من‬ ‫ٍِ‬ ‫الظلم واالقطاع‪ ،‬وال بد من مساندته إلفشال‬ ‫املخططات الصهيونية ضد بني معروف‪ ،‬وأهايل‬ ‫فلسطني واألمة العربية جمعاء‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب عريب‬

‫بعد االنسحاب األميركي من المدن العراقية‬

‫«جوزيف بايدن» في مهمة مشبوهة تثير قلق العراقيين‬ ‫قام “جو بايدن” نائب الرئيس األمرييك يف‬ ‫زيارة إىل العراق يف مطلع متوز هي األوىل له‬ ‫يف منصب نائب الرئيس‪ ،‬وتأيت بعد تكليف‬ ‫الرئيس األمرييك “باراك أوباما” له األرشاف‬ ‫عىل السياسة األمريكية يف العراق‪ .‬وما يثري‬ ‫االستغراب ترصيحه الذي قال فيه ‪ :‬أن دور أمريكا‬ ‫يف العراق قد تحول من عسكري بحت إىل دعم‬ ‫ديبلومايس‪ ،‬قبل استكامل االنسحاب الكامل‬ ‫للقوات يف نهاية ‪ ،2011‬ولفت إىل أن الواليات‬ ‫املتحدة وفت بالتزامها يف سحب الجنود من املدن‬ ‫العراقية يف نهاية حزيران‪ ،‬والرتكيز اآلن ينصب‬ ‫عىل تقوية العالقات الديبلوماسية”‪ .‬والغريب‬ ‫أنه جاء بعد يوم من تحذيره من أن واشنطن قد‬ ‫تعيد النظر يف التزاماتها يف العراق يف حال‬ ‫عاد العنف الطائفي واإلثني إىل هذه البالد‪ ،‬وأن‬ ‫أمام العراقيني طريقاً صعباً للوصول إىل سالم‬ ‫واستقرار دائم‪.‬‬ ‫إن وصول “بايدن” الذي يعرتف بخسارة (‪)4322‬‬ ‫جندي أمرييك قتلوا يف العراق وأكرث من (‪ )30‬ألف‬ ‫جريح‪ ،‬بينهم (‪ )17‬ألفاً يف حال خطرة‪ ،‬وصل إىل‬ ‫بغداد بعد يومني من انسحاب القوات االمريكية‬ ‫من املدن والبلدات العراقية التي تولت أمنها‬ ‫قوات الجيش والرشطة العراقية‪ ،‬يضع املزيد من‬ ‫التساؤالت حول املغزى من هذه الزيارة‪ ،‬وماهية‬ ‫الخطط األمريكية للحفاظ عىل الوجود األمرييك‬ ‫الفاعل واملؤثر يف إدارة القوات األمريكية العاملة‬ ‫يف العراق والحفاظ عىل املصالح األمريكية يف‬ ‫هذا البلد املنكوب‪.‬‬ ‫إذ ليس من قبيل الصدفة أن يبدأ “بايدن”‬ ‫ترصيحاته بتوجيه تحذير واضح للعراقيني لدى‬ ‫وصوله‪ ،‬من أن واشنطن قد تعيد النظر يف‬ ‫التزاماتها يف العراق يف حال عاد العنف الطائفي‬ ‫واإلثني إىل هذه البالد‪ ،‬الفتا إىل أن العراق سيواجه‬ ‫طريقاً صعباً يف معالجة االنقسامات التي‬ ‫تسببت يف إراقة الدماء عىل مدى (‪ )6‬سنوات‪.‬‬ ‫حيث وبقليل من التدقيق ميكن أن نقرأ رسالة‬ ‫“بايدن” بطريقة أخرى‪ ،‬فهو أراد القول أن سيف‬ ‫التفرقة‪ ،‬والتجزئة واالنقسام سيظل مسلطاً‬ ‫عىل رقاب العراقيني خالل وجود القوات األمريكية‬ ‫يف العراق‪ ،‬ويؤكد أن الطريق املؤدي إىل السالم‬ ‫واالستقرار ما زال صعباً‪ ،‬ومل ينته األمر بعد‪،‬‬ ‫ونقف عىل أهبة االستعداد‪ ،‬إذا ُط ِلب منا وإذا كان‬ ‫مفيداً‪ ،‬للمساعدة يف العملية السياسية‪ .‬وأكد‬ ‫“بايدن” أن الواليات املتحدة ستستمر يف دعم‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية ومساعدة العراق يف‬ ‫األمم املتحدة للخروج من الفصل السابع‪ ،‬وااللتزام‬ ‫باتفاق اإلطار االسرتاتيجي بني البلدين‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املاليك اوباما ‪ :‬العالقات مع واشنطن دخلت مرحلة جديدة‬

‫رئيس الحكومة العراقية نوري املاليك‪ ،‬قال يف‬ ‫مؤمتر صحايف مشرتك مع “بايدن”‪“ :‬أن الحكومة‬ ‫العراقية ملتزمة بتفعيل مرشوع املصالحة‬ ‫الوطنية وقد أطلقنا هذا املرشوع منذ بداية‬ ‫تشكيل حكومة الوحدة الوطنية (‪ )2006‬وأنها‬ ‫مهدت الطريق لعودة اللحمة الوطنية بني جميع‬ ‫مكونات الشعب العراقي” وكشف املاليك زيارة‬ ‫قريبة له إىل واشنطن قائ ًال‪“ :‬أن العالقات بني‬ ‫البلدين “دخلت مرحلة جديدة”‪.‬‬ ‫والجديد يف األمر هو التباين يف الرؤى بني‬ ‫الجانبني األمرييك والرسمي العراقي حول‬ ‫موضوع املصالحة الوطنية‪ ،‬إذ أكد مسؤول‬ ‫أمرييك رفيع املستوى يرافق “بايدن” بعد سلسلة‬ ‫اجتامعات عقدها مع املسؤولني العراقيني بينهم‬ ‫رئيس الوزراء نوري املاليك “إذا عاد العنف فإن‬ ‫ذلك سيغري طبيعة التزامنا‪ ،‬ولقد كان “بايدن”‬ ‫واضحاً يف ذلك يف ترصيحه اآلنف الذكر‪ .‬والذي‬ ‫تكفي عباراته للجزم بان العراق ما زال يف دائرة‬ ‫الخطر‪ ،‬وأن انسحاب القوات األمريكية من املدن‬ ‫والقرى العراقية لن يغري من واقع الحال‪ ،‬فاالحتالل‬ ‫األمرييك ما زال الالعب األساس يف هذا البلد‪،‬‬ ‫واملصالح األمريكية هي فوق اي اعتبار آخر‪.‬‬ ‫ومل يسبق أن أعربت الواليات املتحدة عن مثل‬ ‫هذا القلق إزاء عدم إحراز تقدم يف حل املشاكل‬ ‫التي تقسم العراقيني والتي ميكن يف اي وقت ان‬ ‫تؤدي إىل استئناف العنف الذي أوقع العراق يف‬ ‫الفوىض عامي (‪ )2006‬و(‪.)2007‬‬

‫‪62‬‬

‫وعندما يركز “بايدن” عىل استخدام العملية‬ ‫السياسية لتسوية الخالفات فهذا يعني رشعنة‬ ‫االحتالل االمرييك واعتباره الالعب األساس يف‬ ‫املعادلة الداخلية‪ ،‬وتهديداته بعدم االلتزام وان‬ ‫العنف سيغري من طبيعة هذه االلتزامات‪ ،‬رسالة‬ ‫واضحة للمقاومة العراقية التي ترفض العملية‬ ‫السياسية االمريكية املستورة التي تبقي عىل‬ ‫احتالل العراق وتحت غطاء املصالحة الوطنية‪ ،‬إال‬ ‫أن الناطق باسم الحكومة “عيل الدباغ” شدد يف‬ ‫ترصيحات صحافية‪ ،‬أن “بايدن” تبلغ من “املاليك”‪:‬‬ ‫“رفض الحكومة العراقية أي تدخل خارجي يف‬ ‫شأن املصالحة الوطنية”‪.‬‬ ‫وتباين الرؤى بني الحكومة العراقية والجانب‬ ‫األمرييك يقابله تباين آخر بني آراء الساسة‬ ‫العراقيني بشأن زيارة “بايدن”‪ ،‬الذي ساهم عام‬ ‫(‪ )2006‬يف وضع خطة لتقسيم العراق إىل‬ ‫مناطق سنية وشيعية وكردية تتمتع بحكم‬ ‫ذايت‪.‬‬ ‫لذلك فالقلق يساور الطبقة السياسية‬ ‫العراقية من اختياره ملهمة البحث يف الخالفات‬ ‫السياسية يف العراق‪ ،‬وخصوصاً أن زيارته‬ ‫أحيطت بالرسية‪ ،‬ومل يعلن بعد عن حقيقة‬ ‫مرشوعه الخاص باملصالحة الوطنية‪ ،‬ومثل هذا‬ ‫األمر يؤكد عليه الناطق بأسم جبهة التوافق‬ ‫السنية‪ ،‬فتفعيل املصالحة ينبغي أن يكون عىل‬ ‫يد العراقيني أنفسهم ال بتوصيات من الخارج‪.‬‬ ‫ومن جهته حذر الزعيم الشيعي مقتدى‬

‫الصدر بأن “بايدن” جاء إىل العراق لتقسيمه وفقاً‬ ‫لخطته‪ ،‬ويرى آخرون أن الواليات املتحدة ال تلتزم‬ ‫الحياد تجاه مختلف األحزاب بل تساند حزباً ضد‬ ‫آخر”‪.‬‬ ‫والزيارة املشبوهه لـ “جو بايدن” يف هذا الوقت‬ ‫تحمل أكرث من مؤرش عىل ما يحرض للعراق‬ ‫واملنطقة‪ ،‬وترصيحات بايدن “ان الواليات املتحدة‬ ‫لن تقف يف طريق “إرسائيل”‪ ،‬اذا رأت األخرية‬ ‫أن هناك حاجة لعمل عسكري من أجل إزالة‬ ‫التهديد النووي اإليراين مؤكداً “أن واشنطن لن‬ ‫تستطيع أن تحدد للدول األخرى ذات السيادة‪ ،‬ما‬ ‫الذي ميكن أو ال ميكن ان تفعله” فكيف يعطي‬ ‫“بايدن” للواليات املتحدة ان تقرر ما الذي ميكن‬ ‫االلتزام به يف العراق؟‬ ‫العالقة بني العراق والواليات املتحدة االمريكية‬ ‫تدخل مرحلة جديدة ومهمة يف الكثري من‬ ‫أبعادها‪ ،‬جديدة بحيث تم تنفيذ مرحلة أساسية‬ ‫من انسحاب القوات املقاتلة‪ ،‬وتنسيق املهامت‬ ‫القتالية املستقبلية مع الحكومة العراقية‪ ،‬وهو‬ ‫إيذان مبرحلة جديدة غري محددة املعامل بعد‪،‬‬ ‫ومفتوحة عىل كافة االحتامالت‪ ،‬والقول أن هناك‬ ‫رغبة قوية بعالقات متميزة ال تزال متثل أهمية‬ ‫كربى عند اإلدارة االمريكية الجديدة يف واشنطن‪،‬‬ ‫مثل هذا ال يستقيم مع واقع الحال يف العراق‬ ‫الذي عاىن األمرين من وجود االحتالل األمرييك‪،‬‬ ‫مام يحيل عملية االنسحاب من املدن والقرى‬

‫العراقية‪ ،‬إىل عملية تكتيكية ليس إال‪.‬‬ ‫إن انسحاب القوات االمريكية من املدن‬ ‫والقرى العراقية يف هذه املرحلة هو تنفيذ لخطة‬ ‫أمرييكية خالصة‪ ،‬ألن الرئيس “باراك اوباما” وعد‬ ‫الشعب االمرييك بذلك رغم انه مل يأسف عىل‬ ‫قرار الغزو‪ ،‬ومل يعتذر عام حل بالعراقيني من‬ ‫ضياع ودمار وامتهان‪ ،‬ولذلك فإن الساحة العراقية‬ ‫الواسعة والغامضة استقبلت هذا االنسحاب‬ ‫بردود أفعال ومواقف متباينة‪ ،‬ففيام رأت حكومة‬ ‫لخطها‪،‬‬ ‫نوري املاليك بهذا االنسحاب انتصارا‬ ‫رأت فيه قوى املقاومة أنه انتصار ملا قدمته‪ .‬ولكن‬ ‫يبقى أن العراق الجديد يجب أن يرسمه العرب‬ ‫مع العراقيني وأن تتعاون واشنطن إذا أرادت عراقاًَ‬ ‫مستقراً‪ .‬ولعل الساحة العراقية معرضة لكل‬ ‫االحتامالت‪ ،‬فهي مرشحة بشكل أكرب للمزيد‬ ‫من التدهور األمني‪ ،‬وقد تعود القوات األمريكية‬ ‫إىل مواقعها يف هذه الحالة وبذريعة مقبولة‬ ‫تطبيقاً لتحذير الذين طالبوا واشنطن بعدم‬ ‫االنسحاب حفظاً ألمن العراقيني‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬فأن واشنطن قد تدفع العامل “العريب”‬ ‫إىل الحلول محلها يف إطار مرشوعها للمواجهة‬ ‫العربية – اإليرانية‪.‬‬ ‫ونحن أمام حقائق جديدة واضحة‪ ،‬ان األهداف‬ ‫األمريكية يف العراق لن تتغري بتغري اإلدارات‬ ‫األمريكية‪ ،‬ألن مهمة “اوباما” ليست قطع كل‬ ‫صلة أمريكية مع العراق‪ ،‬وإمنا تحقيق املصالح‬

‫مقتدى الصدر‪ :‬بايدن جاء اىل العراق لتقسيمه‬

‫األمريكية التي دفعت إىل غزو العراق‪ ،‬بأقل قدر‬ ‫من التكاليف السياسية واالقتصادية‪ ،‬فال يزال‬ ‫هدف واشنطن قيام عراق جديد ال تكون لديه‬ ‫حساسية من التعامل مع الكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫ويلعب فيه األكراد دوراً بارزاً كحلفاء لواشنطن‪،‬‬ ‫وأال يكون إضافة إىل أي جهد عريب موحد يف‬ ‫الرصاع مع الكيان الصهيوين‪ ،‬و تظل ثروات‬ ‫العراق نهباً لواشنطن‪.‬‬ ‫لذلك فإن واشنطن حاولت أن تقيم نظاماً‬ ‫جديداً متوافقاً مع مصالحها ويتصدى للمقاومة‪،‬‬ ‫ولكن كل تلك القوى التي عاشت يف ظل الحامية‬ ‫االمريكية يف مقر قيادة القوات االمريكية يف‬ ‫املنطقة الخرضاء‪ ،‬باتت اليوم مكشوفة‪ ،‬وانسحاب‬ ‫القوات االمريكية يرتك الساحة لرصاع مفتوح‬ ‫بني حلفاء واشنطن الذين ينظر اليهم عىل انهم‬ ‫تعاونوا مع االحتالل ويجب أن يرحلوا معه‪ ،‬وبني‬ ‫مقاومة االحتالل التي ترى أن العراق الجديد يجب‬ ‫أن يتصدر الساحة‪.‬‬ ‫والخالف بني املراقبني اآلن حول مدى قدرة‬ ‫العراقيني يف هذه الظروف عىل ضبط األوضاع‬ ‫يف العراق دون حاجة إىل القوات األمريكية‪ ،‬وكل‬ ‫الخيارات مفتوحة واالحتامل األكيد أن املقاومة‬ ‫مستمرة حتى زوال االحتالل مهام اشتدت‬ ‫الصعاب‪ ،‬هذا هو طريق الرشفاء وحفظ كرامة‬ ‫األمة‪.‬‬

‫اعداد أدهم محمود‬

‫هل من خطة جديدة لتقسيم العراق؟‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب دويل‬

‫تفجر المنطقة‬ ‫إسرائيل ّ‬ ‫إذا ّ‬ ‫شنت حرباً على إيران!‬

‫مؤخراً‬ ‫وترية‬ ‫تصاعدت‬ ‫التهديدات االرسائيلية برضب‬ ‫االيرانية‪،‬‬ ‫النووية‬ ‫املنشآت‬ ‫بالتزامن مع حملة تحريض‬ ‫ودبلومايس‬ ‫وسيايس‬ ‫اعالمي‬ ‫تقوم به االدارة العسكرية‬ ‫الصهيونية‪ ،‬ويف هذا السياسق‬ ‫كان السؤال املحوري‪ :‬هل فع ًال بدأ‬ ‫العد التنازيل لحرب جديدة يف‬ ‫املنطقة؟‪.‬‬ ‫إن مناقشة خيار الحرب يشء‬ ‫وخوض الحرب يشء آخر‪ ،‬فإن‬ ‫املناقشة تعني ان هذا الخيار‬ ‫بات فرضية مفتوحة للتداول‬ ‫والنقاش‪ ،‬لكن القرار النهايئ‬ ‫يتطلب توفر مختلف املعطيات‬ ‫التي تدعم االحتكام للخيار‬ ‫العسكري‪ ،‬وال سيام إنه ليس من‬ ‫املهم تنفيذ الرضبة األوىل‪،‬بل األكرث أهمية قدرة‬ ‫ايران عىل امتصاص الرضبة‪ ،‬وحجم الرد وفعليته‬ ‫والخسائر التي ستنجم عنه‪.‬‬

‫محاذير الرضبة العسكرية إليران‪:‬‬ ‫متتلك الجمهورية اإلسالمية االيرانية مجموعة‬ ‫من األوراق الضاغطة والحاسمة‪ ،‬من خالل‬ ‫قوة حضورها امليداين والسيايس والعسكري‬ ‫والعقائدي يف العراق املحتل ومدى حاجة الواليات‬ ‫املتحدة للدور االيراين كعامل للتهدئة واالستقرار‬ ‫وتخفيف لحرب اإلستنزاف التي تخوضه املقاومة‬ ‫العراقية ضد الجيش األمرييك الغارق مبستنقع‬ ‫الدواء‪.‬‬ ‫متثل العالقة القامئة بني املقاومة اللبنانية‬ ‫(حزب الله) وايران موقعاً متقدماً‪ ،‬ضاغطاً عىل‬ ‫الكيان الصهيوين وميكن لهذا املوقع يف لحظة‬ ‫الذروة أن ينفجر ويلحق بالصهاينة خسائر فادحة‬ ‫يعجز الشارع الصهيوين عىل حمل تداعياتها‪،‬‬ ‫كام متثل العالقة االسرتاتيجية التي تجمع سوريا‬ ‫وايران نقطة قوة اقليمية ال يستهان بها قادرة‬ ‫علىتغيري مفاتيح اللعبة السياسية والعسكرية‪،‬‬ ‫وبالتايل دخول منطقة الرشق األوسط قلب‬ ‫املعركة التي سوف متتد عىل مساحة كبرية‬ ‫تتخطى التوقعات والحسابات‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والواقع ان هناك اوراقاً اخرى بحوزة القيادة‬ ‫االيرانية‪ ،‬يعرفها االيرانيون أكرث من غريهم وتأيت‬ ‫يف مقدمتها األوضاع املرتدية للوجود العسكري‬ ‫االمرييك يف أفغانستان‪ ،‬حيث تقوم طالبان‬ ‫باإلستيالء يومياً عىل القرى الحدودية‪،‬وهذا ما‬ ‫سوف يجعل الوضع قامتاً جداً لألمريكيني‪.‬‬ ‫اضافة اىل ذلك‪ ،‬فإن العامل بأرسه يشهد اآلن‬ ‫أزمة عدم استقرار لسعر الطاقة‪ ،‬واذا ما قررت‬ ‫ارسائيل توجيه رضبة إليران‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي اىل‬ ‫مضاعفة حالة عدم االستقرار االقتصادي ملعظم‬ ‫دول العامل‪.‬‬ ‫واذا ماجرت املعارك بالقرب من مضيق هرمز‪،‬‬ ‫(املضيق الدويل بدون حرية الحركة فيه‪ ،‬يتعطل‬ ‫وصول عصب الحياة اىل األسواق العاملية‪.‬‬

‫االمكانات العسكرية االيرانية‬ ‫الجديدة‪:‬‬ ‫امتلكت البحرية االيرانية يف اآلونة األخرية‪،‬‬ ‫اىل جانب االسلحة التقليدية‪،‬مجموعة من‬ ‫الغواصات الروسية املتطورة جداً ذات األحجام‬ ‫الصغرية‪ ،‬القادرة عىل املناورة والحركة والتي‬ ‫حصلت عليها من كوريا الشاملية وتسمح هذه‬ ‫الغواصات باستخدام مياه الخليج العريب وخليج‬ ‫عدن‪ ،‬وتقلل من مخاطرتعرضها لهجوم الطائرات‬ ‫والسفن وميكنها من االختباء يف املياه الضحلة‬

‫‪64‬‬

‫كام تتمكن تلك الغواصات‬ ‫من إطالق الطوربيدات او او زرع‬ ‫األلغام قرب املوانئ أو يف طريق‬ ‫الناقالت البطيئة‪.‬‬ ‫ومتتلك البحرية االيرانية عدداً‬ ‫كبرياً من القوارب الرسيعة‬ ‫والصواريخ املضادة للسفن من‬ ‫طراز سيكلورم يس أس‪-‬أس‪2‬‬ ‫الصينية الصنع‪.‬‬ ‫ترصيحات‬ ‫جاءت‬ ‫وقد‬ ‫رئيس هيئة األركان األمريكية‬ ‫مايكل مولني‪:‬ليؤكد ( ان اي‬ ‫ضد‬ ‫جوية‬ ‫رضبةارسائيلية‬ ‫ايران ستزعزع استقرار الرشق‬ ‫األوسط بدرجة أكرب‪ ،‬وتثقل‬ ‫كاهل القوات األمريكية املنهكة‬ ‫يف املنطقة) لتعكس املخاوف‬ ‫االمريكية من خيار الحرب‪.‬‬ ‫أبحرت الغواصات االرسائيلية العسكرية عرب‬ ‫قناة السويس مبوافقة رسمية مرصية بغية‬ ‫توجيه رسالة واضحة لاليرانيني مفادها‪:‬‬ ‫ان الرضبة العسكرية االرسائيلية للمواقع‬ ‫االيرانية ال تقترص عىل سالح الجو‪ ،‬بل هناك‬ ‫امكانية لتوجيه رضبة نووية محدودةأو شاملة‪،‬من‬ ‫خالل الغواصات االرسائيلية املجهزة والقادرة عىل‬ ‫حمل اسلحة غري تقليدية وبالتعاون مع االقامر‬ ‫املنترشة‬ ‫واالرسائيلية‬ ‫االمريكية‬ ‫الصناعية‬ ‫بهدف الجيش وتغطيته وتسهيل ومساعدة من‬ ‫دول اقليميةكبرية مثل مرص‪.‬‬ ‫ان املعركة املتوقعة ضد ايران سوف تتم بإجامع‬ ‫وتسهيل اقليمي ودويل وسينطلق العدوان من‬ ‫خلفيات متنوعة األهدافلهذهالدول‪.‬‬ ‫أصبحت ايران هدفاً ثابتاً يف سياسة الواليات‬ ‫املتحدة األمريكيةواداراتها املتعاقبة تعمل عىل‬ ‫اسقاط ثورتها ومحارصتها بكافة الوسائل‪،‬ويف‬ ‫هذا االطار وضعت االستخبارات األمريكية‬ ‫والصهيونية مسارات مختلفة لتحقيق هذه‬ ‫األهداف وسارت مبسارين متوازنني‪:‬‬ ‫املسار األول‪ :‬سياسة اإلحتواء والعزل وخلق‬ ‫التوترات بني ايران والدول العربية من جهة‬ ‫واالسالمية من جهة ثانية ومحاولة منعها‬ ‫من امتالكها للتكنولوجيا وخلق العراقيل‬ ‫يف وجه مسرية التطور واإلمناء‪ ،‬واثارة النزعات‬ ‫العرقية والطائفية واتهامها بدعم االرهاب‪،‬‬

‫ودعم املعارضة االيرانية بغية ايصالها للسلطة‬ ‫كخطوة اوىل إلعادة ايران اىل املوقع والحضن‬ ‫االمربيايل‪.‬‬ ‫لتوجيه‬ ‫التخطيط‬ ‫‪:‬‬ ‫الثاين‬ ‫املسار‬ ‫رضبةعسكرية‪،‬وتعزيز الخيار العسكري لرضب‬ ‫ايران واجهاض قواتها وقدراتها كونها العدو‬ ‫األخطر عىل الكيان الصهيوين‪،‬وهذا ما بدأت‬ ‫تتضح مالمحه منذ عدة سنوات من خالل‬ ‫املؤمترات الهامة التي ترسم فيها السياسات‬ ‫االسرتاتيجية وخطط الكيان اإلرهايب ويأيت يف‬ ‫مقدمة هذه املؤمترات‪ ،‬مؤمتر ( هرتسيليا) فام‬ ‫بني مؤمتر ( هرتسيليا) السادس من العام ‪2006‬‬ ‫اىل الثامن ‪ 2009‬تتصاعد حمى الترصيحات‬ ‫الداعية لتوجيه رضبة عسكرية اليران ويؤكد‬ ‫اللواء اسحاق بن يرسائيل‪ ...‬انه ال مفر من الخيار‬ ‫العسكري الحباط الربنامج النوي االيراين‪.‬‬ ‫تختفي تحت العباءة االمريكية املطامح‬ ‫االستعامرية الصهيونية‪ ،‬حيث يأيت رئيس‬ ‫دميقراطي ويذهب رئيس جمهوري‪ ،‬والعرب‬ ‫ينتظرون القادم ويودعون الراحل‪ ،‬غري مدركني ان‬ ‫السياسية االمريكية واالرسائيلية تقوم عىل‬ ‫اسرتاتيجيات ثابتة وطويلة االمد‪ ،‬واالختالف‬ ‫يكون بتغيري التكتيك املستخدم للوصول اىل‬ ‫االهداف ومن هنا يجب معرفة شخصية الرئيس‬ ‫االمرييك اوباما القامئة عىل اضاعة الوقت‬ ‫واملامطلة والذهاب اىل القشور كمسوتطنة هنا‬ ‫او بناء هناك فيام القدس موضوعة يف ثالجة‬ ‫الكيان الغاصب‪.‬‬

‫املوقف املرصي لفتح القيادة‬ ‫للصهاينة‬ ‫وقد عربت غواصة ارسائيلية نووية من‬ ‫نوع دولفني “صنعت يف املانيا” قناة السويس‬ ‫للمشاركة يف مناورات بحرية قبالة سواحل إيالت‬ ‫يف البحر االحمر‪ ،‬ووصفت املناورة غري املعتادة‬ ‫بانها استعراض لقدرة ارسائيل االسرتاتيجية يف‬ ‫مواجهة ايران‪ ،‬ومتلك ارسائيل ثالثة غواصات من‬ ‫نوع دولفني التي يعتقد انها تحمل صواريخ نووية‪،‬‬ ‫نق ًال عن تقرير لقناة العربية السبت ‪.2009/7/4‬‬ ‫واكدت مصادر عسكرية ارسائيلية ان الغواصة‬ ‫ابحرت عرب قناة السويس اىل البحر االحمر‬ ‫الشهر املايض‪ ،‬حسب وكالة روتيز‪ .‬واحتفظت‬ ‫ارسائيل لفرتة طويلة بغواصاتها الثالث من فئة‬ ‫دولفني والتي يعتقد بشكل واسع انها تحمل‬ ‫صواريخ نووية بعيداً عن قناة السويس‪.‬‬ ‫ومل يتبني متى غادرت الغواصة البحر املتوسط‬ ‫يف الشهر املايض‪ ،‬ولكن قال مصدر ان الرحلة‬ ‫كانت مخططة منذ شهور‪ ،‬مام يعني ان ال عالقة‬ ‫لها باالضطراب الذي اعقب انتخابات ‪ 12‬حزيران‬ ‫الرئاسية التي اعيد انتخاب الرئيس محمود‬ ‫احمدي نجاد الذي يعتربه ارسائيليون مؤيداً‬ ‫ملساعي تطوير اسلحة نووية من اجل تهديدهم‪.‬‬

‫ومتلك هذه الغواصة القدرة عىل اطالق‬ ‫صواريخها التلقيدية عىل املواقع االيرانية النووية‬ ‫التي ترص طهران عىل انها مخصصة النتاج‬ ‫الطاقة الغراض مدنية فقط‪.‬‬ ‫وأعلن مصدر عسكري ان البحرية االرسائيلية‬ ‫أجرت تدريبياً قبالة إيالت الشهر املايض وإن‬ ‫غواصة من فئة دولفني شاركت يف التدريب بعد‬ ‫أن عربت اىل البحر األحمر من خالل قناة السويس‬ ‫طافية‪.‬‬

‫رضبة ارسائيلية ملنشآت ايران النووية‪.‬‬

‫املوقف الرسمي املرصي‬ ‫وأكد احمد ابو الغيظ وزير الخارجية املرصي‬ ‫ان النظرة املرصية لالخطار يف املنطقة ال تفرق‬ ‫بني ما تشكله القدرات النووية “االرسائيلية” وما‬ ‫ميكن ان يشكله امللف النووي االيراين‪ ،‬خاصة اذا‬ ‫ما أدى‪ ،‬حسب قوله‪ ،‬اىل توتر عميق باملنطقة‬

‫مفاعل منو شهر النووي االيراين‬

‫ومل تعط متحدثة باسم الجيش االرسائييل‬ ‫تعليقاً مبارشاً عىل رحلة الغواصة التي أعلن‬ ‫عنها للمرة األوىل يف صحيفة جريوزاليم بوست‪،‬‬ ‫وقال املسؤولون املرصيون يف قناة السويس انهم‬ ‫يؤكدون التحركات العسكرية وال ينفونها‪.‬‬ ‫ويعتقد ان ارسائيل متلك الرتسانة النووية‬ ‫الوحيدة يف الرشق االوسط لكنها ال تناقض‬ ‫هذا االمر يف ظل سياسة “غموض” تهدف اىل‬ ‫ردع اعدائها مع تفادي اي استفزاز‪ .‬وقال مصدر‬ ‫عسكري ارسائييل اخر له خربة بحرية واسعة‪:‬‬ ‫“يف حالة الرضورة فان غواصاتنا قادرة عىل ان‬ ‫تفعل بايران ما يعتقد انها قادرة عىل فعله‪ ،‬ومن‬ ‫املؤكد ان هذه قدرة ميكن تفعيلها من البحر‬ ‫املتوسط”‪ .‬وكل غواصة دولفني املانية الصنع‬ ‫مزودة بعرش فتحات طوربيد تم زيادة اتساع اربع‬ ‫منها بناء عىل طلب ارسائيل لتسع‪ ،‬عىل حد قول‬ ‫محللني مستقلني‪ ،‬صواريخ كروز مزودة برؤوس‬ ‫نووية‪ ،‬لقصف ايران من البحر املتوسط‪ ،‬وتخطط‬ ‫ارسائيل للحصول عىل غواصتني جديدتني من‬ ‫فئة الدولفني اواثل العقد القادم‪.‬‬ ‫ويقول محللون بحريون ان ذلك سيسمح لها‬ ‫بتنظيم جوالت تجوب فيها بعض الغواصات مياها‬ ‫بعيدة‪ ،‬فيام يبقى البعض االخر لتامني الساحل‬ ‫االرسائييل او يرسو الجراء الصيانة احتامالت‬

‫‪65‬‬

‫او تحول يف مرحلة تالية تتجاوز االستخدامات‬ ‫السلمية للطاقة النووية اىل قدرة عسكرية‪،‬‬ ‫وتهديد لالمن اإلقليمي”‪.‬‬ ‫وكرر ابو الغيظ موقف مرص الواضح برفضها‬ ‫امتالك أي دولة يف الرشق االوسط إلسلحة نووية‬ ‫ودعوتها اىل اخالء املنطقة من االسلحة النووية‪.‬‬ ‫واوضح ابو الغيظ ان “امتالك اي دولة يف‬ ‫الرشق االوسط السلحة نووية هو امر ال تقبل به‬ ‫مرص” و “خاصة وان مثل هذا الصدام الحايل بني‬ ‫ايران والغرب” أو “ارسائيل”‪.‬‬ ‫واضاف ان االنفتاح عىل ايران ينبغي ان يجري‬ ‫دون نسيان ان لدى العرب تصورهم الخاص ألوضاع‬ ‫املنطقة‪ ،‬وينبغي ايضاً ان يشارك العرب يف‬ ‫أي ترتيبات بشأن هذه االوضاع ونتائج املعركة‬ ‫املقبلة‪.‬‬ ‫ونرشت تقارير مختلفة حول حجم الخسائر‬ ‫البرشية املحتملة لحرب فورية لها امتدادات‬ ‫واسعة وشاملة والتي قد تصل اىل ‪ 25‬مليون‬ ‫قتيل وزوال دول صغرية او مدن بشكل نهايئ عن‬ ‫خارطة الرشق االوسط فهل الحرب ستؤدي اىل‬ ‫زوال الكيان الصهيوين الغاصب‪ ،‬سؤال نؤمن‬ ‫بحتمية االجابة عليه وهو نهاية “ارسائيل”‪.‬‬

‫ماهر رسي الدين‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫حوار‬

‫الباحث د‪ .‬منذر سليمان يكشف لـ«منبر التوحيد» حقيقة مشروع «أوباما» للتغيير‬

‫يؤجل عملية انهيار الواليات المتحدة‬ ‫ويتموه بقناع يخفي استمرار المشروع اإلمبراطوري‬ ‫ّ‬ ‫أشهر قليلة مرت عىل وصول “باراك‬ ‫أوباما” إىل البيت األبيض‪،‬‬ ‫وال يزال العامل الذي أنهكته حروب‬ ‫مكافحة اإلرهاب والنزاعات املسلحة‬ ‫واملشاكل الغذائية والبيئية والصحية‬ ‫ينتظر التغيري املنتظر‪.‬‬ ‫لرمبا ما زال من املبكر الحكم‬ ‫عىل األداء الرئايس‬ ‫لكن مل يعد أحد يحتمل إنتظار‬ ‫الزائر املنشود‪ ،‬فالخوف من عدم مجيئه‬ ‫بدأ يدغدغ النفوس‪ ،‬بالرغم من‬ ‫اإلطمئنان الذي ينرشه “أوباما” عرب‬ ‫خطاباته املرنة‪.‬‬ ‫منرب التوحيد تس ّلط الضوء‬ ‫عىل سياسة “باراك أوباما”‬ ‫يف حوار شامل‬ ‫حول السياسة األمريكية‬ ‫مع مدير مركز الدراسات األمريكية‬ ‫والعربية ونائب رئيس املجلس الوطني‬ ‫للعرب األمريكيني واملفكر القومي‬ ‫الدكتور منذر سليامن‪،‬‬ ‫استهلته بالتايل‬ ‫د‪ .‬سليامن‪ ،‬مرت أشهر عىل وصول “أوباما”‬ ‫إىل البيت األبيض ووعوده بالتغيري‪ .‬هل العامل‬ ‫يتغري حقاً؟‬ ‫شعار التغيري الذي رفعه “أوباما” قبل االنتخابات‬ ‫يصطدم بعقبات متعددة ال تقترص فقط عىل‬ ‫العقبات املوضوعية التي يختزنها النظام‬ ‫الرأساميل املتأزم بطبعته األمريكية‪ ،‬إمنا باأللغام‬ ‫التي تركها الرئيس بوش اإلبن‪ ،‬والتي يعد أكربها‬ ‫وأبرزها التدخالت العسكرية الخارجية بصورة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والقوات الخاصة‪.‬‬

‫ما بني القوتني الذكية والغبية‬ ‫لكن من دون شك تختلف سياسات “أوباما”‬ ‫عن سياسات بوش اإلبن ‪ ،‬أين برأيك يكمن‬ ‫هذا االختالف إذا كانت سياسة الرئيسني يف‬ ‫جوهرهام واحدة؟‬ ‫يعتقد “أوباما” أن الواليات املتحدة استخدمت‬ ‫القوة “ الغبية” لتحقيق مرشوعها‪ ،‬تاركة القوة‬ ‫الذكية التي تشكل مزيجاً من القوة العسكرية‬ ‫والقوة الدبلوماسية واإلقتصادية والثقافة‪ .‬وهذا‬ ‫هو العنوان العريض لكيفية عمل إدارته وتعاطيها‬ ‫مع الشأن الدويل وبصورة خاصة السياسة‬ ‫الخارجية ‪.‬‬ ‫إذاً ‪،‬هناك يشء ما يتغيرّ عىل الساحة‬ ‫الدولية ؟!‬ ‫بكل تأكيد‪ ،‬الواليات املتحدة يف ضوء الوضع‬ ‫الدويل الراهن ستعمد إىل استخدام القوة الذكية‪،‬‬ ‫املهم أن نكون يف منتهى الحذر يك ال نقع يف فخ‬ ‫اللغط بني حملة الدعاية العامة التي يعكسها‬ ‫هذا الخطاب يف لهجته‪ ،‬وبني الواقع املوضوعي يف‬ ‫ترصف “أوباما” بقطع النظر عن رغباته وطموحاته‬ ‫بأن يكون رئيس التغيري املنشود‪.‬‬ ‫رمبا ما حدث يف إيران بعد انتخاب نجاد لوالية‬ ‫ثانية هو أحد وجوه السياسة األمريكية الجديدة‬ ‫يف املنطقة؟!‬ ‫نعم‪ ،‬إذ كان واضحاً متاماً يف األحداث التي‬ ‫رافقت اإلنتخابات اإليرانية وجود عمليات تجري‬ ‫تحت سطح الحديث عن الحوار والتلميح بالتهديد‬ ‫العسكري‪ ،‬وميكن إدراج هذه العمليات يف إطار‬

‫شعار التغيير الذي رفعه‬ ‫أوباما قبل االنتخابات‬ ‫يصطدم بعقبات متعددة‬ ‫د‪ .‬منذر سليامن‬ ‫أساسية ونزعة الهيمنة والتفرد‬ ‫الدويل من قبل الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫املشكلة أن خطاب “أوباما” يركز عىل العالقات‬ ‫العامة ويتجاوز حدود األلغام والعقبات‪ ،‬عىل‬ ‫سبيل املثال مل يتحدث عن كيفية إدارة النظام‬ ‫االقتصادي العاملي وطبيعة النموذج االقتصادي‬ ‫العاملي األنجح يف إطار العقبة االقتصادية‬ ‫املستعصية‪ ،‬بل انطلق يف خطابه املتعلق‬ ‫بالعالقات العامة واملمزوج بشخصية كاريزمية‬ ‫عىل‬

‫‪66‬‬

‫املرسح‬

‫ما جرى في إيران‬ ‫تكاد تعادل شعبية نجوم الروك ونجوم السينام‪ ،‬من‬ ‫معطى أن الهيمنة العسكرية األمريكية مسألة‬ ‫خارج إطار النقاش مستنداً عىل فائض القوة‬ ‫العسكرية والتقنية األمريكية ‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬لن نجد تغيرياً جوهرياً يف وجهة الواليات‬ ‫املتحدة بل نجد تغيرياً يف األساليب واالنتقال من‬ ‫اعتامد أحادي الجانب عىل القوة العسكرية إىل‬ ‫محاولة اعتامد مزيج رمبا بني القوتني العسكرية‬ ‫والدبلوماسية أو استخدام العمليات الرسية‬

‫بعد انتخاب نجاد يغري‬ ‫الغرب باعتماد وسائل‬ ‫غير عنيفة معها‬

‫حرب الكرتونية وإعالمية ورسية ساهمت يف خلق‬ ‫مناخ داخيل يف إيران‪.‬‬ ‫ويندرج أيضاً تحت الوجه الجديد للسياسة‬ ‫األمريكية استمرار الواليات املتحدة يف حملتها‬ ‫يف أفغانستان التي تذكرنا بحرب فيتنام‪ ،‬رغم‬ ‫الحديث عن عدم وجود أفق للعمل العسكري يف‬ ‫تلك املنطقة‪ .‬إضافة إىل ما تم تقدميه من مقايضة‬ ‫خاوية تتعلق بتجميد املستوطنات يف مناطق‬ ‫االحتالل مقابل املزيد من التنازالت من جانب عرب‬ ‫التبعية الرسمية أو معسكر التفريط‪ .‬عل ًام أن‬ ‫هذا املوضوع ال يجب أن يكون قاب ًال للمقايضة‪،‬‬ ‫إذ أن هذه املستوطنات من إفراز االحتالل وغري‬ ‫رشعية وقانونية مبوجب القرارات الدولية‪.‬‬

‫عملية اإلنهيار مؤجلة‬ ‫لعل ما تقوله سيطرح تساؤالً لدى الكثريين‬ ‫عام إذا كانت أمريكا غري قادرة عىل التغيري أم‬ ‫ال تريده؟‬ ‫أنا أر ّكز دامئاً عىل موضوع االضطرار واالختيار‪.‬‬ ‫أمام أمريكا اليوم خيارين‪ ،‬إما أن تقتنع النخبة‬ ‫الحاكمة بأن املرشوع اإلمرباطوري األمرييك عرب‬ ‫القواعد والوكالء واألنظمة التابعة يتعرث فترتاجع‪،‬‬ ‫وإما أن تقتنع عرب “أوباما” بوجوب إدارة عملية‬ ‫الرتاجع واالنعطاف اإلسرتاتيجي للتحول من‬ ‫دولة ذات مرشوع إمرباطوري عىل مستوى الكرة‬ ‫األرضية إىل دولة قوية وازنة رشيكة كرشكاء‬ ‫آخرين يف صياغة نظام دويل أكرث توازناً وعدالً‪.‬‬ ‫وبتقديري مل تقتنع النخبة االمريكية الحاكمة‬ ‫بعد بتعرث املرشوع ورضورة الرتاجع‪ ،‬مام يسلط‬ ‫الضوء عىل حاجة حقيقية لدفعها لإلقتناع ولو‬ ‫مضطرة‪.‬‬ ‫كيف ميكن أن يتحقق هذا أو مبعنى آخر ما‬ ‫هي األساليب التي ميكن أن تقنع أمريكا برضورة‬ ‫الرتاجع والتسليم بفشل مرشوعها؟‬ ‫الواليات املتحدة ستبدأ يف التفكري بالرتاجع‬

‫‪67‬‬

‫ضغط الكلفة الباهظة ملرشوعها‪ ،‬ومن‬ ‫أن القوى الرسمية النافذة عىل املرسح‬ ‫واإلسالمي س ّلمت كل أوراقها للواليات‬ ‫وال تستطيع أن تلعب دوراً ما يف هذا‬

‫تحت‬ ‫املؤسف‬ ‫العريب‬ ‫املتحدة‬ ‫االطار‪.‬‬ ‫أال تعتقد أن أمريكا تنئ اآلن تحت الضغط‬ ‫الذي ذكرته‪ ،‬فكثري من وسائل اإلعالم تحدثت‬ ‫عن تكاليف الحرب الباهظة ال سيام يف العراق‬ ‫منتقدة هذه الحرب؟‬ ‫باعتقدي “اوباما” يشكل مرحلة تحضريية‬ ‫للوصول إىل هذه القناعة بالرغم من عمله عىل‬ ‫الحفاظ عىل قوة الهيمنة األمريكية‪.‬‬ ‫كم ستمتد هذه الفرتة التحضريية‪ ،‬سنة‪،‬‬ ‫عرشات السنني‪...‬؟‬ ‫“أوباما” إىل اآلن يركز عىل الحفاظ عىل مستوى‬ ‫قوة معني للهيمنة األمريكية دون أن يصارح‬ ‫شعبه والعامل بفشل مرشوعه املكلف واملدمر‪.‬‬ ‫لذلك مدة هذه الفرتة تعتمد عىل ترصف األطراف‬ ‫العاملية األخرى تجاه الواليات املتحدة‪ .‬وعىل املجتمع‬ ‫الدويل والواليات املتحدة و”اوباما” اختصار آالم‬ ‫البرشية من الحروب والبؤس ووضع املشكالت‬ ‫كالفقر‬ ‫العامل‬ ‫يف‬ ‫األساسية‬ ‫املستعصية‬ ‫والبطالة والتلوث الييئي والنزاعات اإلقليمية‬ ‫واملرض يف قامئة ملفاتها األولية‪.‬‬ ‫لعل “اوباما” يأمل النفاذ من هذا املوقف عرب‬ ‫تأمني مخرج ما ملرشوعه املتعرث؟‬ ‫“اوباما” يؤجل عملية االنهيارال أكرث وال أقل‪،‬‬ ‫فعاج ًال ام آج ًال سيضطر لالعرتاف بفشل‬ ‫مرشوعه‪.‬‬ ‫أال ميكن للقوى الذكية التي يلجأ اليها إعادة‬ ‫بناء ما دمرته القوة الغبية التي استخدمها‬ ‫بوش؟‬ ‫إنه يستخدم القوة الذكية كغطاء الستمرار‬ ‫استخدام القوة الغبية‪ ،‬وال تزال القوى واملصالح‬ ‫التي تقف خلف النخبة الحاكمة بتوجهاتها‬ ‫االسرتاتجية تعتقد أن استخدام القوة العسكرية‬ ‫أمر مرشوع ومطلوب ملحاربة اإلرهاب‪.‬‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫حوار‬ ‫رمبا‪ ،‬لكن ال نستطيع إال التسليم‬ ‫بوجود فرق شاسع بني بوش وا”أوباما” ولو‬ ‫أموراً‬ ‫باللهجة‪ ،‬فالدبلوماسية قد تغيرّ‬ ‫كثرية؟‬ ‫بقطع النظر عن التجربة التاريخية والخلفية‬ ‫وطبيعة انتامء “اوباما” ولونه‪ ،‬يجب التسليم‬ ‫مبجيئه من ضمن املؤسسة الحاكمة التي تضم‬ ‫جناحني جمهوري ودميقراطي‪ .‬وهو بشخصه‬ ‫يستطيع تقديم متويه جيد للقناع الذي‬ ‫يخفي حقيقة استمرار املرشوع اإلمرباطوري‬ ‫األمرييك بوسائل مختلفة‪ .‬خطاب “أوباما”‬ ‫املرن كخطاب القاهرة مث ًال الذي نرث فيه‬ ‫اآليات القرأنية الكرمية للتقرب من العامل‬ ‫اإلسالمي أخفى الكثري من األخطاء التاريخية‬ ‫واملغالطات وحقيقة الفهم الخاطئ للوضع‬ ‫الدويل والرصاع العريب اإلرسائييل واملوقف‬ ‫األمرييك من العامل اإلسالمي‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬أنا أسلم بوجود اختالف بني “أوباما” وبوش‬ ‫االبن يظهر جلياً يف مستوى الخطاب واللهجة‪،‬‬ ‫لكن عىل املستوى الفعيل وخاصة يف الحضن‬ ‫والبطن الرخو اإلسالمي العريب نجد أنه كام بوش‬ ‫يترصف عسكرياً يف العراق وأفغانستان‪.‬‬

‫إىل العرب‪ :‬عرقلوا القطار‬ ‫األمرييك‬ ‫كيف تق ّيم تعاطي الدول العربية وال سيام‬ ‫ما يسمى “بدول االعتدال” مع هذا االختالف‬ ‫الشكيل؟‬ ‫معسكر التفريط يعتقد أن بإستطاعته‬ ‫اإللتفاف عىل مواقفه السابقة التابعة إلدارة بوش‪،‬‬

‫الحوار األميركي اإليراني‬ ‫مستبعد في القريب‬ ‫العاجل‬ ‫المشروع األميركي‬ ‫ال يتعثر كونياً فقط‪،‬‬ ‫بل أدواته الثانوية‬ ‫والرئيسية تتعثر أيضاً‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ويعتقد أن مقاربة “أوباما” الجديدة هي املقاربة التي‬ ‫كان ينشدها ومل يستطع نيلها يف عهد بوش‪.‬‬ ‫هذا املعسكر سيقول ملعكرس املقاومة‪ ،‬أنا‬ ‫أستطيع عرب عالقايت التاريخية‪ ،‬وبسبب التصاقي‬ ‫باملرشوع األمرييك انتزاع مكتسبات طاملا أن‬ ‫أمريكا ترغب يف الحلول والتفاوض والحوار ‪.‬‬ ‫هذا املعسكر يهدف كحد أدىن‪ ،‬من خالل‬ ‫االنفتاح عىل معسكر املقاومة عرب الحوار‬ ‫واإلستعداد إلقامة عالقات سياسية ودبلوماسية‬ ‫متدرجة‪ ،‬نقل تلك القوى التي تقف عقبة يف وجه‬ ‫املرشوع إىل املوقف الحيادي إذا مل يكن نقلها إىل‬ ‫حضن قوى التفريط‪.‬‬ ‫هل ستو ّفق مساعيهم تلك برأيك؟‬ ‫قوى املقاومة مل ترتاجع وتقدم تنازالت يف أوقات‬ ‫الشدة‪ ،‬فلامذا تقدمها اآلن؟‬ ‫دامئاً يجري الحديث عن اختالف يف الرؤى حول‬ ‫القضايا العربية‪ .‬لرمبا نوايا معسكر “التفريط”‬ ‫جيدة‪ ،‬وتهدف إىل استعادة الحقوق العربية عرب‬ ‫الدبلوماسية‪ ...‬ملاذا الحديث عن تنازالت وتراجع؟‬ ‫معسكر املقاومة يجب أن يخضع معكرس‬ ‫التفريط الختبارات أولها فك الحصار عن غزة بفتح‬ ‫معرب رفح والذي يتحمل الجانب املرصي مسؤولية‬ ‫إغالقه‪ .‬وىل هذا الحلف أن يكون قادر عىل األقل‬ ‫عىل فتح هذا املعرب‪.‬‬ ‫إذا مل يفتح املعرب يسقطون‪ ،‬ويبقى الطالق‬ ‫بني املعسكرين قامئاً؟‬ ‫عدم فتح املعرب يكشف عن محاوالت من قبل‬ ‫معسكر التفريط للتمويه والتضليل واملكابرة‬ ‫وبالتايل لن تحصل مصالحة بني هذين املعسكرين‪.‬‬ ‫ما الخطأ الذي يرتكبه هؤالء إذا كانوا حقاً‬ ‫سيأخذون مكاسب تخدم قضية العرب؟‬ ‫هناك قيادة جديدة للقطار األمرييك عرب‬ ‫“اوباما”‪ ،‬ليس املطلوب من الشعوب العربية‬ ‫واإلسالمية ركوب القطار أو التخفيف من سريه‪،‬‬ ‫بل عرقلته متاماً إذا كان ال يذهب باتجاه تحقيق الحد‬ ‫األدىن من الحقوق العربية‪ ،‬واستغالل حاجة أمريكا‬

‫‪68‬‬

‫لهم نتيجة تعرث مرشوعها‪ ،‬وتحقيق حد أدىن من‬ ‫املكاسب للعرب واملسلمني‪ ،‬كام التحالف مع كل‬ ‫القوى العاملية املقاومة ملرشوع الهيمنة وتحقيق‬ ‫انتصارات متدرجة يف اتجاه اإلسهام يف صناعة‬ ‫نظام دويل جديد‪.‬‬ ‫كيف سينعكس هذا الوجه الجديد للسياسة‬ ‫األمريكية عىل القضية الفلسطينية خاصة‬ ‫بعد أن تغريت املعادالت مع انتصار حزب الله يف‬ ‫حرب متوز وحامس يف غزة؟‬ ‫يرى “اوباما أن لليهود حق بوطن قومي يف‬ ‫فلسطني‪ ،‬مام يعني أنه يتنكر لحقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ .‬لو كان هناك إرادة عربية مستقلة‬ ‫تدير الرصاع العريب اإلرسائييل الستفادت من كل‬ ‫املناخات التي ذكرت‪ ،‬خاصة أن مرشوع الهيمنة‬ ‫األمريكية ال يتعرث فقط كونياً‪ ،‬بل أدواته الثانوية‬ ‫والرئيسية تتعرث‪ ،‬مام يعني أن مصري املرشوع‬ ‫اليهودي يف املنطقة الفشل‪ ،‬وإذا كان من أهمية‬ ‫اسرتاتيجية لحرب متوز‪ ،‬إنها أدخلت يف بنية العدو‬ ‫النفسية والثقافية ألول مرة فكرة إمكانية‬ ‫الهزمية وفشل املرشوع الصهيوين يف املنطقة‬ ‫بصورة واضحة وقاطعة‪ ،‬ودفعته اىل طرح اسئلة‬ ‫كربى متعلقة بإمكانية البقاء واالستمرار‪.‬‬

‫عىل الشاه ممكن أن تحصل ثورة عىل هذا النظام‬ ‫إذا مل يكن يعبرّ عن ارادة شعبية‪.‬‬ ‫حتى يف الفهم األمرييك والغريب ما جرى يف‬ ‫إيران يغري بإعتامد وسائل غري عنيفة يف التعامل‪،‬‬ ‫فالحوار يساعد عىل تشجيع منو وضع داخيل يؤدي‬ ‫إىل تعديالت يف النظام‪ ،‬فالوضع اإليراين ليس‬ ‫مغلقاً أمام التغيري السلمي الداخيل عرب ثورات‬ ‫مخملية او مل ّونة‪.‬‬ ‫إذاً سرنى حوار أمرييك إيراين يف القريب‬ ‫العاجل؟‬ ‫الحوار مستبعد يف القريب العاجل‪ ،‬قد يحدث‬ ‫يف املدى املتوسط والبعيد‪ .‬فالحوار تأخر وتعثرّ يف‬ ‫ظل املالبسات اإلنتخابية األخرية يف إيران‪ ،‬لكن‬ ‫بعد أن تتثبت إدارة نجاد مرة أخرى لن يبقى أمام‬ ‫إدارة “اوباما” إال أن تبدأ عالقة تدريجية مع إيران رمبا‬ ‫عرب حوار ثنايئ تدريجي يرتقي إىل مستوى وزراء‬ ‫الخارجية‪.‬‬ ‫بعد رؤية هذه التظاهرات يف طهران‪ ،‬أليس‬ ‫هناك نوع من الخوف من مخاطر قد تصيب‬ ‫النظام اإليراين من الداخل؟‬ ‫من الواضح أنه ليس هناك تحالف عريض وواسع‬ ‫مهدد للنظام‪ ،‬حتى الحراك الجامهريي كان من‬ ‫قوى تحرص عىل بقاء النظام ولكنها مترضرة من‬ ‫السيطرة وتحاول استعادة نفوذها داخل النظام‪.‬‬ ‫إضافة إىل وجود قوى ترغب يف التغيري الحقيقي‬ ‫وتوسيع حدود الدميقراطية وتغيري الوضع‬ ‫االقتصادي واالجتامعي وتغيري وجهة السياسة‬ ‫الخارجية إليران‪ .‬هذه الظروف متزامنة مع تدخالت‬ ‫خارجية ساهمت يف خلق وضع محدد يف‬ ‫إيران‪ ،‬لكن األمور ستعود تدريجياً إىل طبيعتها‬ ‫وسيضطر العامل للتعامل مع أحمدي نجاد ألربع‬ ‫سنوات قادمة‪.‬‬

‫الساحة اللبنانية‬ ‫ساحة غدر تستنزف‬ ‫المقاومة‬

‫الخيار العسكري ضد إيران مع ّقد‬ ‫يف ظل هذا‪ ،‬ما مصري العالقات األمريكية‬ ‫اإليرانية؟‬ ‫هناك حاجة أمريكية حقيقية للتعاطي مع‬ ‫إيران‪ ،‬يضاف إىل ذلك أن ما حصل يف إيران ع ّقد‬ ‫اللجوء إىل العمل العسكري‪ ،‬فبغض النظر عن‬ ‫فهمنا وإدراكنا ملا جرى‪ ،‬تلك األحداث أ ّكدت عىل‬ ‫وجود حراك حقيقي داخل املجتمع اإليراين‪ ،‬فإذا كان‬ ‫“أوباما” يتحدث عن الحرية والدميقراطية‪ ،‬فلامذا‬ ‫يحاول أن يغيرّ أنظمة أو سلوك بعضها بالقوة‬ ‫العسكرية إذا كان هناك إرادة شعبية قادرة عىل‬ ‫التحرك يف مناخات محددة؟ كام حصلت الثورة‬

‫أميركا لن تنسحب‬ ‫من العراق إذا فشلت‬ ‫موال لها‬ ‫في خلق نظام‬ ‫ٍ‬

‫فشل لوكالء أمريكا يف لبنان‬ ‫ماذا عن الساحة اللبنانية؟‬ ‫الساحة اللبنانية ساحة مفتوحة ومستباحة‪،‬‬ ‫هي ملهاً ومرتعاً ومصيفاً لكثري من الدول الغنية‬ ‫النفطية العربية التي مل يهبها الله سوى الرثوة‬ ‫النفطية‪ ،‬ويف نفس الوقت متلك رغبة يف ضامن‬ ‫هذا املرتع آمناً لها‪ .‬وهؤالء بدرجات متفاوتة‬ ‫ينظرون إىل الساحة اللبنانية كساحة إلسقاط‬ ‫وزن إقليمي‪ ،‬لذلك نجد أن املنافسة تطفو عىل‬ ‫السطح حتى داخل معسكر التفريط الرسمي‬ ‫العريب حول الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫الساحة اللبنانية ساحة غدر من قبل املعسكر‬ ‫املعادي للمقاومة والعروبة يف لبنان‪ ،‬تؤمن عملية‬ ‫استنزاف وقضم تدريجي للموقف املقاوم والعرويب‪،‬‬ ‫وستبقى كذلك إىل أن يتم حسم الرصاع باتجاه أن‬ ‫لبنان ليس فقط وجهه أو لسانه أو ظهره عريب‪ ،‬بل‬ ‫هو جزء ال يتجزأ من الوطن العريب وبكل إمكانياته‪،‬‬ ‫حتى الوصول إىل قناعة راسخة عند كل الشعب‬ ‫اللبناين‪ .‬بتقديري سيبقى لبنان عرضة للتجاذبات‬ ‫اإلقليمية ومرسحاً للتنافس بني الذين يرغبون يف‬ ‫لعب دور إقليمي‪.‬‬ ‫أين دور الواليات املتحدة؟‬ ‫تلعب الواليات املتحدة دور املساعد للوكالء‬ ‫اإلقليميني يف هذه الساحة عند تعرثهم‪ ،‬إذ ال‬ ‫يستطيع األمرييك أن يلعب ذلك الدور مبارشة‪،‬‬ ‫بل وتوقف دوره عىل تقديم اإلسناد أو األوكسجني‬ ‫االصطناعي إلنعاش أدوار األطراف التي تلعب عىل‬ ‫الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن أمريكا راضية عن أداء وكالئها‬ ‫يف لبنان؟‬ ‫درجة الرىض مرتبطة بالقدرة وليس بالرغبة‪ ،‬إذا‬ ‫راقبنا ترصف املعسكر اآلخر خالل السنوات األربع‬ ‫السابقة التي تلت اغتيال الرئيس الحريري‪ ،‬نرى أنه‬ ‫تحني باستمرار الفرص لالنقضاض عىل املقاومة‬ ‫من أجل تصفية سالحها ضمن مرشوع استسالم‬

‫‪69‬‬

‫عريب رسمي واضح‪.‬‬ ‫برأيي هذا املعسكر مل يتأخر عن استخدام‬ ‫أي وسيلة يف محاولة إبقاء الساحة اللبنانية‬ ‫مستباحة‪ ،‬ولكنه فشل يف تحويلها إىل ساحة‬ ‫كاملة‪ ،‬فالطرف املقاوم والحريص عىل الهوية‬ ‫العربية واالنتامء العريب للبنان‪ ،‬ال يزال ثابت عىل‬ ‫موقفه ويختزن أكرثية شعبية مؤيدة له‪.‬‬

‫رغبة يف االنسحاب‬ ‫من العراق لكن ‪...‬‬ ‫هل ستنسحب الواليات املتحدة من العراق؟‬ ‫أمريكا لن تنسحب من العراق إال مرغمة‬ ‫ومضطرة وليس باختيارها‪.‬‬ ‫لكن اليوم هناك حديث عن انسحاب من مدن‬ ‫ورمبا انسحاب كامل يف وقت الحق؟‬ ‫ما تفعله الواليات املتحدة يف العراق يذكرنا‬ ‫بالقضية الفيتنامية‪ ،‬هي تحاول خلق نظام قوي‬ ‫موال لها‪ ،‬وقادرا عىل الحكم واالستمرار وتأمني‬ ‫مصالحها وحفظ قواعدها‪ .‬إذا فشلت أمريكا‬ ‫يف خلق هذا النظام ستبقى متواجدة عسكرياً‬ ‫مبا يكفي لخلق نوع من التوازن الداخيل حسب‬ ‫التقسيامت املذهبية والعرقية والطائفية يف‬ ‫العراق‪ ،‬بحيث تكون هي الضامن لتوازن هذه القوى‬ ‫وتنافسها‪.‬‬ ‫أال يوجد لدى “أوباما” رغبة باالنسحاب من‬ ‫العراق كون تكاليف هذه الحرب مكلفة جداً؟‬ ‫طبعاً هو يرغب يف تخفيض هذه الكلفة‬ ‫واالنكفاء‪ ،‬لكنه ال يستطيع اإلقدام عىل ذلك‬ ‫بسهولة‪ ،‬فانتصار املقاومة يف الساحة العراقية‬ ‫أمرا كارثيا بالنسبة لحلفاء الواليات املتحدة‪ ،‬ألنه‬ ‫سريسل إشارات عىل بداية تصدع وهزمية املرشوع‬ ‫اإلقليمي وإدارته يف املنطقة كـ”إرسائيل” واألدوات‬ ‫العربية الرسمية التابعة لها‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبوذياب‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب دويل‬

‫فنزويال في عيدها الوطني بقيادة‬ ‫‪EL COMANDANTE‬‬ ‫احتفلت الجمهورية البوليفارية‬ ‫الوطني‬ ‫بعيدها‬ ‫الفنزويلية‬ ‫الشهر املايض يف العاصمة‬ ‫“كاراكس”‪ ،‬حيث اجتمع قادة‬ ‫البالد ويف مقدمتهم الرئيس‬ ‫“أغو شافيز” مع الشعب إلحياء‬ ‫ذكرى االستقالل‪،‬‬ ‫حيث قام الرئيس “شافيز”‬ ‫بالسري يف ساحة قدمية وسط‬ ‫املدينة تضم مزاراً فيه ناووس‬ ‫حجري يحتوي عىل رفات الزعيم‬ ‫الجنوبية‪،‬‬ ‫ألمريكا‬ ‫التاريخي‬ ‫“سيمون بوليفار”‪ ،‬الذي يصفه‬ ‫الرئيس “شافيز” بأنه والد‬ ‫ثورته‪ .‬وتوقف الرئيس عدة‬ ‫مرات الحتضان بعض األطفال‬ ‫وتقبيلهم بعدما اصطف عدد‬ ‫منهم عىل الطريق للهتاف‬ ‫باسمه‪ ،‬وعند رضيح بوليفار‪،‬‬ ‫حمل “شافيز” سيف الزعيم‬ ‫الراحل‪ ،‬متعهداً مبواصلة السري عىل طريق‬ ‫الثورة الذي قال أنها‪ :‬الطريق الوحيد إلنقاذ‬ ‫البرش‪.‬‬ ‫حصلت فنزويال عىل استقاللها يف ‪5‬‬ ‫متوز عام ‪ ،1811‬لتنتهي بذلك حقبة من‬ ‫االستعامر اإلسباين التي بدأت عام ‪،1520‬‬ ‫وأعلنت قيامها كدولة مستقلة عام ‪1830‬‬

‫املواقف‬ ‫التحدي‬ ‫ويذكر‬ ‫لسياسة‬ ‫وسوريا‪.‬‬ ‫عمل “شافيز” عىل مناهضة العوملة‪،‬‬ ‫داعيا إىل أهمية وجود عدة محاور وأقطاب‬ ‫يف العامل‪ ،‬ورفض سياسة القطب األوحد‪،‬‬ ‫كام قام بالعديد من اإلصالحات الداخلية‬ ‫والتي تنصف الفقراء كإعادة توزيع األرايض‬ ‫عليهم بعد أن كانت حكراً عىل فئة قليلة‬ ‫من األغنياء‪ ،‬إىل جانب إمداد الدول املحتاجة‬ ‫للمساعدة بالبرتول‪ ،‬وعقد اتفاقات مع عدد‬ ‫من الدول مثل‪ :‬إيران‪ ،‬الصني‪ ،‬روسيا‪ ،‬كوبا‪،‬‬ ‫الباراغواي‪ ،‬بوليفيا‪ ،‬واألرجنتني‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫جمهورية فنزويال البوليفارية‬

‫عىل مساحة من األرض تبلغ حوايل املليون‬ ‫كيلو مرت مربع‪ ،‬تقع عىل الساحل الشاميل‬ ‫ألمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫يذكر أن “سيمون بوليفار” كان صاحب أول‬ ‫محاولة لتوحيد دول أمريكا الجنوبية‪ ،‬إذ أقام‬ ‫عام ‪ 1819‬اتحاداً فيدرالياً أسامه “ كولومبيا‬ ‫باناما‬ ‫كولومبيا‪،‬‬ ‫فنزويال‪،‬‬ ‫الكربى”ضم‬ ‫واألكوادور‪.‬‬

‫جردت فنزويال كربى رشكات النفط من السيطرة عىل مرشوعات انتاج‬ ‫الخام يف حزام )أورينوكو ) يف خطوة حيوية يف اتجاه الرئيس أوجو شافيز‬ ‫نحو التأميم‪.‬‬ ‫وجاءت خطوة التأميم يوم عيد العامل وقال ماركو أوخيدا أحد‬ ‫قادة العاملني يف قطاع النفط قبيل احتشاد مقرر مبناسبة التأميم‬ ‫أهمية ذلك أننا نستعيد السيطرة عىل حزام اورينوكو الذي يصفه‬ ‫الرئيس عن حق بأنه يحتوي عىل أكرب احتياطي نفطي عاملي‪ .‬وتقدر‬ ‫قيمة املرشوعات األربعة مبا يزيد عىل ‪ 30‬مليار دوالر وميكنها تحويل‬ ‫نحو ‪ 600‬الف برميل يوميا من خام القطران الثقيل إىل الخام الصناعي‬ ‫القيم‪ .‬ووافقت رشكات النفط األمريكية كونوكو فيليبس وشيفرون‬ ‫واكسون موبيل ورشكة يب‪.‬يب الربيطانية وشتات أويل الرنويجية‬ ‫وتوتال الفرنسية عىل تنفيذ مرسوم نقل السيطرة عىل األعامل ‪ ,‬لكن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مشرياً يف حديثه إلىل أن الواليات املتحدة‬ ‫تغزو العامل باسم الحرية والدميقراطية‪،‬‬ ‫التي ما زلنا نرى آثارها املدمرة يف العراق‬ ‫اآلن‪ ،‬مضيفاً أن بالده تعترب أن يف االتحاد قوة‪،‬‬ ‫وهو ما تسعى إليه مع دول أمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫ويذكر أن فنزويال هي الدولة التي تصنف‬ ‫كرابع منتج للنفط عىل مستوى العامل‪،‬‬ ‫وعضوا يف منظمة الدول املصدرة للنفط‬ ‫“أوبك”‪ ،‬والرئيس “تشافيز” مناضال سياسيا‬ ‫ثوريا‪ ،‬متكن من الوصول للحكم‪ ،‬بتحقيقه‬ ‫فوزا كاسحاً يف االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫وقد حظي بحب الشعب الفنزوييل نظراً‬ ‫الهتاممه بطبقة الفقراء ومحاوالته الدامئة‬ ‫إلعطائهم كافة حقوقهم‪.‬‬ ‫يعرف الرئيس “شافيز” كأحد الرؤساء‬ ‫الذين يحظون باحرتام وشعبية عىل‬ ‫املستوى الدويل‪ ،‬وعرف عنه أيضاً وقوفه‬

‫يف وجه الواليات املتحدة وتحديه الدائم لها‪،‬‬ ‫ولساساتها يف فرض سيطرتها عىل الدول‬ ‫الفقرية‪ ،‬كام أنه يؤكد دامئاً أن الطريقة‬ ‫الوحيدة أمام الشعوب الفقرية هي الثورة‪،‬‬ ‫ويعني بهذا‪ ،‬الثورة األخالقية واالجتامعية‬ ‫واالقتصادية كوسيلة لهزمية الفقر وإنصاف‬ ‫الشعب والقضاء عىل االستعامر‪.‬‬ ‫ومل يفوت الرئيس الفنزوييل أي فرصة‬ ‫لتحدي الواليات املتحدة إال وعمل عىل‬ ‫استغاللها‪ ،‬وكان دامئاً يقف يف مواجهتها‬ ‫ومواجهة أطامعها‪ ،‬ومن املشاكل الرئيسية‬ ‫بينهم النفط‪ ،‬فوجود هذا املخزون الهائل‬ ‫بالقرب من الواليات املتحدة‪ ،‬وعدم متكنها من‬ ‫إحكام السيطرة عليه‪ ،‬يجعلها أكرث رشاسة‬ ‫يف مواجهة الثورة البوليفارية‪.‬‬ ‫ويرجع الغضب األمرييك من الرئيس‬ ‫“شافيز” وسياساته املامنعة للعديد من‬

‫الجريئة التي يقوم بها كنوع من‬ ‫للسيطرة والغطرسة األمريكية‪،‬‬ ‫من مواقفه مصادقة دول مامنعة‬ ‫واشنطن مثل إيران‪ ،‬كوبا‪ ،‬الصني‬

‫‪70‬‬

‫ويف حديث مع الصحافة قال الرئييس‬ ‫“شافيز” أن بالده قفزت قفزة نوعية بعد‬ ‫االستقالل يف بداية القرن املايض‪ ،‬وبعد‬ ‫املعاناة التي مر بها الشعب الفنزوييل متبؤاً‬ ‫يف الوقت الحارض مكاناً مه ًام يف العامل عىل‬ ‫مستوى االقتصاد ومحو األمية‪ ،‬واالستقالل‬ ‫الحقيقي هو االستقالل االقتصادي الذي‬ ‫يشكل فقدانه الخوف األكرب عىل الشعوب‪.‬‬

‫فنزويال العضو يف أوبك شكت من أن كونوكو فيليبس قاومت بعض‬ ‫اليشء‪ .‬ويف بويرتو برييتو بالقرب من املنشآت التي تكرر خام اورينوكو‬ ‫لالحتفال بالسيطرة عىل املرشوعات‬ ‫استعد العامل يف وقت مبكر‬ ‫برفع األعالم وكتابة شعار شافيز (الوطن أو املوت) عىل الجدارن‪.‬‬ ‫وكان الزعيم الفنزوييل املناهض للواليات املتحدة يف حالة احتفالية‬ ‫كذلك قبل احتشاد يقول انه مبناسبة نهاية عهد وصفات السياسة‬ ‫األمريكية التي فتحت أكرب االحتياطيات النفطية يف املنطقة أمام‬ ‫املستثمرين األجانب‪ .‬وقال لالالف من العامل املهللني يف احتشاد‬ ‫بشأن حقوق العامل‪ :‬االستثامر املفتوح لن يعود أبدا‪ ،‬فنحن ننهي عهد‬ ‫االستثامر املفتوح بدفنه عميقا يف احتياطيات اورينوكو النفطية‪ .‬وتزيد‬ ‫شعبية شافيز بني الغالبية الفقرية من سكان بالده بسبب انفاقه‬ ‫السخي عىل املدارس والعيادات الطبية واملساعدات الغذائية‪.‬‬

‫إسم الدولة ‪ :‬فنزويال‪ ‬‬ ‫العاصمة ‪ :‬كراكاس‬ ‫اللغة الرسمية ‪ :‬االسبانية‪ ‬‬ ‫العملة‪ :‬بوليفار‬ ‫املساحة ‪ 50.219 :‬ألف كم‪2‬‬ ‫تعداد السكان ‪ :‬حوايل ‪4.62‬مليون‬ ‫نسمة‬ ‫املوقع واملناخ ‪ :‬تقع يف شامل قارة‬ ‫أمريكا الجنوبية‪ ،‬تحدها الربازيل من الجنوب‬ ‫وكولومبيا من الغرب وجويانا من الرشق‪،‬‬ ‫واملناخ استوايئ حار‪ ،‬وتقل درجة الحرارة يف‬ ‫املناطق املرتفعة ومنها العاصمة كراكاس‬ ‫املنازعات ‪ :‬تطالب بالسيادة عىل املنطقة‬ ‫الواقعة غرب نهر ‪ obiuqessE‬يف جويانا ‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل نزاع مع كولومبيا حول الحدود‬ ‫البحرية بني البلدين يف مياه خليج فنزويال‬ ‫الجامعات العرقية‪ :‬السكان األصليني من‬ ‫الهنود‪ ،‬أسبان‪ ،‬إيطاليني‪ ،‬برتغاليني‪ ،‬عرب‪،‬‬ ‫أفارقة‪ ،‬أملان‪.‬‬ ‫الديانة ‪ :‬كاثوليكية ‪ ،%69‬بروتستانت ‪،%2‬‬ ‫أخرى ‪%2‬‬ ‫نظام الحكم‪ :‬جمهورية فيدرالية‬ ‫أهم األحزاب السياسية‪:‬‬ ‫الحزب االشرتايك الفنزوييل املتحد ‪ ،VUSP‬وحزب “وقت جديد” ‪،TNU‬‬ ‫والحزب املسيحي الدميقراطي ‪ ،IEPOC‬والحزب الفنزوييل الشيوعي‬ ‫‪ ،VCP‬وحزب الحركة الدميقراطية ‪ ،DA‬وحزب الوطن للجميع ‪،TPP‬‬ ‫وحزب العدالة أوالً ‪ ،JP‬وحزب التحرك نحو االشرتاكية ‪ ،SAM‬وحزب‬ ‫‪. somedoP‬‬

‫الربملان الوطني‪:‬‬ ‫مجلس واحد يتألف من ‪ 761‬مقعد يتم اختيار أعضاؤه بانتخابات‬ ‫ترشيعية لفرتة ‪ 5‬أعوام‪ ،‬وتخصص ‪ 3‬مقاعد ملمثيل السكان‬ ‫األصليني‪.‬‬ ‫التقسيم اإلداري‪ 32 :‬والية‬ ‫أهم املدن ‪ :‬بورتو الكروز ‪ -‬بورتو الكبيو ‪ -‬ماركيبو ‪ -‬الجويرا‬

‫‪71‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫تحقيق‬

‫منرب دويل‬

‫مشروع «وعد» تسلّم ‪125‬مبنى من أصل ‪242‬‬ ‫وينتهي إنجاز ما ّ‬ ‫تبقى منتصف العام المقبل‬

‫إيران وما بعد‬ ‫بعد االنتخابات!‬

‫خالل الفرتة القليلة املاضية قدم اإليرانيون منوذجاً‬ ‫دميقراطياً رائعاً‪ ،‬أكرث من (‪ )40‬مليون ناخب توجهوا‬ ‫لصناديق االنتخابات ‪ %63‬منهم صوتوا للرئيس‬ ‫محمود أحمدي نجاد الذي حصل عىل أصوات‬ ‫الفقراء من األرياف ومن سكان األحياء الشعبية‬ ‫يف أطراف املدن‪ ،‬كام توزعت بقية األصوات عىل‬ ‫بقية املرشحني‪ ،‬والفارق بني الفائز يف االنتخابات‬ ‫وأقرب منافسه (‪ )11‬مليون صوت‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يدعو إىل عدم التسليم بدعاوى املنافسني بتزوير‬ ‫االنتخابات‪ ،‬فاالنتصار كان واضحاً للخط األصيل‬ ‫لثورة الخميني التي انحازت للفقراء ووضعت ثقلها‬ ‫يف صف املقاومة واملامنعة ووقفت ضد االستكبار‬ ‫العاملي‪ ،‬ورغم دعم الواليات املتحدة والغرب وعرب‬ ‫الذل لنرصة املنهزم «مري موسوي» وإلشاعة الفنت‬ ‫والقتل والتفخيخ كام فعلوا يف العراق بقتل‬ ‫السني والشيعي وتهجري املسيحي‪.‬‬ ‫لذلك فإن املرشوع الصهيوين يحلم أن تتخىل‬ ‫إيران عن دعم املقاومة يف فلسطني ولبنان‪ ،‬وهذا‬ ‫ما شاهدناه من خالل كالم املنهزم «مري موسوي»‬ ‫حينام قال‪ :‬لن ندعم حزب الله وحامس وال تهمنا‬ ‫فلسطني فلنبني إيران‪ ...‬وكل الغرب و»إرسائيل»‬ ‫صفقوا له وأيدوه‪.‬‬ ‫من جهة أخرى وصف الرئيس اإليراين محمود‬ ‫أحمدي نجاد االنتخابات الرئاسية بأنها أكرث انتخابات‬ ‫العامل نزاهة‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة «مهر» اإليرانية عن الرئيس اإليراين‬ ‫قوله يف حديث إىل التلفزيون الرسمي أن الشعب‬ ‫اإليراين برمته كان الفائز يف هذه االنتخابات‪ ،‬التي‬ ‫اعتربها حدثا عظيام ألقى بظالله وبشكل واسع‬ ‫عىل جميع القضايا الداخلية والخارجية إليران‪،‬‬ ‫مشرياً إىل أن االنتخابات الرئاسية العارشة متثل‬ ‫بداية جديدة إليران والعامل‪ ،‬معترباً أن الشعب‬ ‫اإليراين سيواصل طريقه بوضوح‪ ،‬والحكومة تضع‬ ‫عىل جدول أعاملها العزة والرفعة والعمران الشامل‬ ‫وكرامة الشعب وتطبيق العدالة بدون مالحظات‬ ‫وصون حقوق وأموال الشعب‪.‬‬ ‫وأطلق أحمدي نجاد عىل الدورة الجديدة لحكومته‬ ‫اسم «دورة التآخي والتكاتف»‪ ،‬ودعا الجميع إىل‬ ‫التعاون من أجل تحقيق أهداف الشعب اإليراين‬ ‫السامية‪.‬‬ ‫واعترب أن النقد أمر هام ورمز لتقدم شعب ما‬ ‫ومفتاح النجاح‪ ،‬مضيفاً أنه شخصياً يطمح نحو‬ ‫التغيري‪ ،‬والجميع مبختلف توجهاتهم جزء من البيت‬ ‫اإليراين‪ ،‬أما يف الشأن النووي فقد أكد الرئيس‬ ‫اإليراين بأنه طاملا يقوم البعض بكتابة القانون‬ ‫وينصبون أنفسهم للشعوب من أمثالنا‬ ‫بأنفسهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يف موضع القايض واملرشف‪ ،‬فلن يبقى هناك مجال‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫للتقدم والرقي‪.‬‬ ‫وأضاف هم ي ّ‬ ‫رشعون القانون والدميقراطية‬ ‫ويحددون املعايري بأنفسهم أيضاً‪ ،‬ويصفون أشد‬ ‫الحكومات ديكتاتورية بالدميقراطية ألنها تتعامل‬ ‫معهم‪ ،‬بينام يعتربون الحكومات الحرة غري دميقراطية‬ ‫ألنها تختلف معهم يف مواقفها‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬كانوا يريدون التسلل إىل عمق الشعب‬ ‫ويسلبونه اختياراته‪ ،‬وعندما تبنينا سياسية‬ ‫خارجية نشطة تضاعف تقدمنا العلمي والعمراين‬ ‫مرات عديدة‪.‬وانتقد الرئيس اإليراين «تدخل األعداء‬ ‫املستكربين» يف الشؤون الداخلية اإليرانية قائال‪:‬‬ ‫«أنهم أرادوا تشويه صورة االنتخابات العظيمة‬ ‫إلضعاف دورنا عىل الصعيد الدويل»‪.‬‬ ‫مضيفاً‪« :‬ان األعداء املستكربين أخطأوا مرة أخرى‬ ‫ألنهم مل يعرفوا حقيقة الشعب اإليراين العظيم‪.‬‬ ‫ويف نفس السياق نقلت وكالة «انرتفاكس»‬ ‫الروسية عن مصدر يف وزارة الخارجية الروسية قوله‬ ‫أن روسيا لن توافق عىل تشديد العقوبات ضد إيران‬ ‫بسبب برنامجها النووي مقابل التوصل التفاق جديد‬ ‫مع واشنطن بشأن خفض األسلحة النووية‪ ،‬وقال‬ ‫املصدر‪ :‬أن ليس هناك مربرا لربط القضيتني معاً‪ ،‬أو‬ ‫االعتامد عىل روسيا يف أن تكون أكرث تعاوناً فيام‬ ‫يتعلق بتشديد العقوبات ضد إيران إذا أحرز تقدم يف‬ ‫املحادثات مع الواليات املتحدة بخصوص زيادة الخفض‬ ‫يف األسلحة االسرتاتيجية الهجومية‪.‬‬ ‫حيث تتفاوض روسيا اآلن عىل اتفاق جديد لخفض‬ ‫األسلحة النووية لتحل محل معاهدة «ستارت ‪1‬‬ ‫« التي جرى التوصل إليها عام (‪ )1991‬وتنتهي يف‬ ‫كانون األول من هذا العام‪.‬‬ ‫وتعهد الرئيس «اوباما» ونظريه الرويس «دميرتي‬

‫ميدفيديف» خالل املحادثات بالعمل عىل التوصل‬ ‫التفاقية «ستارت» جديدة بالرغم من الخالفات‬ ‫الواضحة بشأن خطط الواليات املتحدة لنرش أجزاء‬ ‫من نظام مضاد للصواريخ يف أوروبا‪.‬‬ ‫وقال «أوباما»‪ :‬أنه لن تكون هناك حاجة إلجراء‬ ‫الدرع الصاروخية يف أوروبا إذا توقفت إيران عام‬ ‫يصفه الغرب بأنه برنامج عسكري لصناعة قنبلة‬ ‫نووية إيرانية‪.‬‬ ‫وتعارض روسيا وهي عضو دائم يف مجلس األمن‬ ‫الدويل وتتمتع بحق النقض ( الفيتو)‪ ،‬السامح‬ ‫بفرض عقوبات قوية عىل إيران وأشادت بـ «أوباما»‬ ‫لتعهده بإجراء حوار مبارش مع إيران‪ .‬وأخرياً بدت‬ ‫فرحة «إرسائيل والغرب باحتدام األزمة السياسية‬ ‫يف إيران قد انتهت‪ ،‬حيث خرج املراقب الرويس‬ ‫«بافل ظريفولني» بترصيحات مثرية أكد خاللها أن‬ ‫انتخابات الرئاسة كانت دميقراطية متاماً‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن‬ ‫«ظريفولني» الذي شارك يف عملية االنتخابات‬ ‫بصفة مراقب عن روسيا‪ ،‬القول بأنه عمل بصفة‬ ‫مراقب يف انتخابات عديدة‪ ،‬بينها يف «بيالروسيا»‬ ‫و»مولدالفيا» وبلدان أمريكا الالتينية‪ ،‬ومل تكن تلك‬ ‫االنتخابات مبستوى دميقراطية االنتخابات التي جرت‬ ‫يف إيران‪ .‬مضيفا‪« :‬الذي يشغل منصب رئيس تحرير‬ ‫موقع التحليالت واألخبار الرويس «جيوبوليتيكا»‬ ‫أن وسائل اإلعالم الغربية بلغت جداً يف تضخيم‬ ‫أعامل الشعب واالضطرابات‪.‬‬ ‫لذلك فإن االصطفاف الذي سعى ويسعى لقطع‬ ‫رأس النظام اإلسالمي يف طهران‪ ،‬كشف وظهر‬ ‫من يريدون إليران العودة إىل حضن االستعامر ودور‬ ‫الحراسة للمصالح الغربية يف الرشق األوسط إىل‬ ‫جانب الكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫وهنا ال بد من التساؤل‪ :‬أين ضاع صوت الغرب‬ ‫الحريص عىل حقوق اإلنسان؟! والذي ظهر مجلج ًال‬ ‫عقب انتخابات إيران وغاب عام يجري للمسلمني‬ ‫«األوجوريني» يف الصني‪ ،‬وعجباً للعرب الذين‬ ‫اتهموا االنتخابات اإليرانية بعدم النزاهة وشككوا‬ ‫مبصداقيتها‪ ،‬أمل يدرك مثقفو العرب أن وطنهم‬ ‫يغرق يف وسط محيط مستبد‪ ،‬ويعيش مواطنوه‬ ‫يف غيبوبة كربى عن الحرية‪ ،‬وحني يتكلم املحللون‬ ‫عن الحرية والدميقراطية وحرية الفرد‪ ،‬ويكون هذا‬ ‫الشخص من السعودية‪ ،‬فهذه بدعة‪ ...‬فهؤالء ال يوجد‬ ‫لديهم حتى انتخابات بلدية يف مملكتهم وحقوقهم‬ ‫الدميقراطية معدومة‪ .‬وقبل أن يشجع هؤالء الثورة‬ ‫املخملية يف إيران يتوجب أن تقام ثورة عارمة لتحطيم‬ ‫أصنام االستبداد يف الوطن العريب ولنتجاوز واقعنا‪،‬‬ ‫مند الحرف والكلمة جسوراً للتواصل‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫‪72‬‬

‫الذي أطلقه‬ ‫سميت “وعد” تيمناً بالوعد‬ ‫األمني العام لحزب الله السيد حسن نرصالله إبان‬ ‫حرب متوز ‪ 2006‬بإعادة إعامر الضاحية “أجمل مام‬ ‫كانت”‪.‬‬ ‫و”وعد” مرشوع وليست مؤسسة تبغي الربح‬ ‫أو تقوم بأعامل مقاوالت‪ .‬إنه مرشوع أطلق من‬ ‫قبل «جهاد البناء» التابعة لحزب الله يف الشهر‬ ‫األخري من العام (‪ .)2006‬و”جهاد البناء” جمعية‬ ‫إمنائية تتعاطى الشأن االجتامعي واإلمنايئ منذ‬ ‫عقود‪ ،‬وهي التي ستتحمل كلفة الهيكلية‬ ‫اإلدارية ملرشوع “وعد” إلعادة اإلعامر وليس‬ ‫املواطنون‪.‬‬ ‫بعد انتهاء العدوان اإلرسائييل عىل لبنان‬ ‫يف متوز (‪ ،)2006‬حصلت لقاءات ضمت سامحة‬ ‫األمني العام لحزب الله السيد حسن نرصالله‬ ‫واملترضرين يف منطقة الضاحية الجنوبية الذي‬ ‫بلغ عددهم نحو ‪ 5‬آالف مترضر يف لقاء عام‬ ‫وخرجوا بطرحني‪ :‬أحدهام عرف بـ “الصيغة‬ ‫األوىل” التي تقيض بقبض الناس لتعويضاتها‬ ‫لتعيد إعامر منازلها بنفسها‪ ،‬حيث تك ّفل األمني‬ ‫العام لحزب الله بدفع ما تبقى الستكامل البناء‪،‬‬ ‫لعدم كفاية املال‪ ،‬فالتعويضات مل تكن بالقدر‬ ‫املطلوب‪ .‬أما “الصيغة الثانية” تقيض بأن يقوم‬ ‫املترضيني بتوكيل مؤسسة “جهاد البناء” بإعادة‬ ‫اإلعامر فتقبض هي األموال من الدولة وتدفع‬ ‫الكلفة اإلضافية‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء كان اإلجامع عىل “الصيغة‬ ‫الثانية” بنسبة تجاوزت الـ‪ 70‬باملئة من املترضيني‪،‬‬

‫حيث أطلقت “جهاد البناء” مرشوع “وعد “إلعادة‬ ‫اإلعامر‪.‬‬ ‫املباين التي يعيد بناءها مرشوع وعد (‪)242‬‬ ‫مبنى و ‪ 228‬مبنى يف الضاحية و‪ 15‬مبنى يف‬ ‫صور‪.‬‬ ‫وقدّرت كلفة “وعد” إلعادة إعامر ما هدم بنحو‬ ‫(‪ )400‬مليون دوالر‪ ،‬ويف األشهر الثالث األوىل كانت‬ ‫العقود مع املستشارين واملرشفني واملقاولني‪.‬‬ ‫يف حزيران (‪ )2007‬بدأت أعامل الباطون يف‬ ‫الضاحية‪ ،‬ويف العام (‪ )2008‬أنجزت أعامل الرتميم‬ ‫جميعها‪ ،‬مام أدى إىل استغراق وقت غري متوقع‪،‬‬ ‫وهي عمليات الحفريات والرتميم‪ ،‬وكذلك التعامل‬ ‫مع املسائل القانونية من العوامل األساسية‬ ‫التي كانت تؤخر االنطالق بورشة العمل ألشهر‪،‬‬ ‫كام أن معظم البناء كان بحاجة لتسوية‪ ،‬ومن‬ ‫التأخريات املضاعفة لعملية تسليم الشقق‬ ‫ترك الخيار ألصحاب املنازل باختيار املواد كالبالط‬ ‫والرخام والسرياميك وغريها‪ ،‬وكذلك األيدي‬ ‫العاملة السورية التي ّ‬ ‫قل تواجدها‪ ،‬وغادرت إىل‬ ‫بالدها بسبب الوضع السيايس‪.‬‬ ‫ومن العقبات األبرز التي أطالت يف زمن إعادة‬ ‫اإلعامر “املامطلة يف دفع أموال التعويضات” وما‬ ‫دفعته الدولة حتى اآلن ال يتجاوز الـ (‪ )80‬مليون‬ ‫دوالر من أصل (‪ )180‬مليون دوالر‪ ،‬تشكل الحصة‬ ‫املتوجب عليها تسديدها من أصل إجاميل كلفة‬ ‫إعادة اإلعامر البالغة (‪ )400‬مليون دوالر‪ ،‬باستثناء‬ ‫ميزانية البنى التحتية واالستمالكات التي ال‬

‫‪73‬‬

‫تدخل يف إطار عمل املرشوع والتي من املقدر أن‬ ‫تك ّلف الدولة قرابة الـ (‪ )200‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ومن املفرتض أن يتم االنتهاء من املرشوع يف‬ ‫أواخر العام (‪ ،)2009‬ولكن إىل اآلن مل ينته بعد‬ ‫وسط توقعات جديدة باالنتهاء منه يف منتصف‬ ‫(‪ ،)2010‬حيث ستقوم “وعد” بتسليم (‪ )36‬مبنى‬ ‫ألصحابها يف تاريخ يتزامن مع انتهاء حرب متوز‬ ‫(‪ )2006‬أي يف (‪ )14‬آب من العام الحايل‪ .‬وبهذا‬ ‫يصبح عدد املباين املسلمة (‪ )80‬مبنى‪ ،‬ويرتفع‬ ‫يف آب إىل (‪ )45‬مبنى وعىل أن يتم تسليم دفعة‬ ‫جديدة يف ترشين األول املقبل‪.‬‬ ‫أما عن متويل “وعد” لعملية اإلعامر ومصادر‬ ‫متويله فهي عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫أموال التعويضات التي تدفعها الحكومة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫الهبات العينية الخاصة مبواد البناء التي‬ ‫متنحها جمعيات ومؤسسات خريية ودول عربية‬ ‫وإسالمية‪.‬‬ ‫“مؤسسة جهاد البناء” التي تتكفل بالدفعات‬ ‫املتبقية التي ال تتم تغطيتها باملصدرين‬ ‫السابقني‪ ،‬وهو ما مل تحتجه حتى اليوم‪.‬‬ ‫ذهب الكتري وما بقي إال القليل‪ ،‬و”وعد” تفي‬ ‫بالوعد‪ ،‬هكذا ميكن وصف مشهد إعادة إعامر‬ ‫الضاحية الجنوبية يف الذكرى الثالثة للعدوان‬ ‫اإلرسائييل عىل لبنان‪.‬‬

‫مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب اقتصادي‬

‫مليونا سائح حتى نهاية العام‪ ،‬ونسبة النمو ‪%6‬‬ ‫الكهرباء أولى أولويات الحكومة المنتظرة‬ ‫عىل الرغم من عدم غيابه يوماً عن خطابات‬ ‫الساسة وأصحاب الشأن العام‪ ،‬إال أنه ال تحسن‬ ‫يذكر فيه‪ ،‬وال اهتامماً فعلياً يخرجه من أزمته‪.‬‬ ‫فال يزال االقتصاد اللبناين ينئ منذ عرشات‬ ‫السنني تحت ثقل االهتزازت األمنية واالضطرابات‬ ‫إال أن االستحقاقات اللبنانية‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫السياسية لهذا العام أعفت االقتصاد من‬ ‫تداعياتها السلبية املعهودة‪ ،‬واجتاز االقتصاد‬ ‫اللبناين بنجاح‪ ،‬امتحان االنتخابات النيابية‬ ‫يف السابع من حزيران‪ ،‬إذ عكست املواقف‬ ‫اإليجابية التي ترافقت مع نتائج االنتخابات‬ ‫النيابية والترصيحات الهادئة التي متيز بها‬ ‫الفريقان املتنافسان‪ ،‬وقبول املعارضة بالنتيجة‬ ‫كام هي عليه‪ ،‬انتعاشاً يف الحركة االقتصادية‬ ‫والسياحية‪ ،‬لتسجل أكرث من نقطة إيجابية‬ ‫عىل هذا الصعيد‪ ،‬ما أدى إىل ارتفاع يف أسهم‬ ‫“سوليدير”‪ ،‬وزيادة الطلب عىل االستثامر يف‬ ‫لبنان‪ .‬كام توقع املحللون االقتصاديون انخفاضاً‬ ‫يف أسعار الفائدة يف العمالت األجنبية‬ ‫املتداولة‪ ،‬وتحديداً الدوالر األمرييك‪ ،‬مقابل‬ ‫ارتفاع يف أسعار «اليوروبوند»‪ ،‬فيام يسجل‬ ‫ارتفاع ملحوظ يف زيادة الودائع االدخارية باللرية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬والسيولة الجاهزة إىل ‪ 23‬ملياراً‪ ،‬كام‬ ‫ارتفعت الودائع بالعمالت األجنبية وفق بيانات‬ ‫مرصف لبنان‪.‬‬

‫‪ %0.7‬نسبة تراجع األسعار‬ ‫كام حمل هذا العام وألول مرة منذ ثالث‬ ‫سنوات تراجعاً يف أسعار بعض املواد األساسية‪،‬‬ ‫وثبات يف أسعار بعض املواد األخرى‪ .‬إذ أشارت‬ ‫املديرية العامة إلدارة اإلحصاء املركزي اللبناين‬ ‫يف بيان لها إىل أن مستوى تضخم األسعار‬ ‫كان قد سجل انخفاضا بنسبة ‪ %0.7‬بني‬ ‫حزيران العام ‪ 2009‬وحزيران العام الذي سبقه‪.‬‬ ‫ويعود ذلك إىل األوضاع الناتجة عن األزمة املالية‬ ‫العاملية والركود‪ ،‬حيث انخفضت األسعار بعد‬ ‫وصولها إىل مستويات قياسية يف العديد من‬ ‫البلدان يف عام ‪.2008‬‬ ‫ّ‬ ‫سجل يف سلة السلع‬ ‫الرتاجع األبرز الذي‬ ‫ّ‬ ‫املدروسة التي تصدرها رئاسة مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬وتحوي ‪ 12‬سلعة‪ ،‬كان يف أسعار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تراجع يف أسعار بعض املواد األساسية‬

‫بند «ماء وغاز وكهرباء ومحروقات أخرى»‪،‬‬ ‫حيث بلغت نسبة االنخفاض ‪ 19.6‬يف املئة‪.‬‬ ‫املسجلة إىل تدنيّ‬ ‫وتعود نسبة االنخفاض‬ ‫ّ‬ ‫سعر املشتقات النفط ّية‪ ،‬حيث كان سعر‬ ‫برميل الوقود «األحفوري» قد تجاوز ‪ 147‬دوالراً‬ ‫يف ّمتوز من عام ‪ ،2008‬فيام يحوم حول مستوى‬ ‫‪ 60‬دوالراً خالل الفرتة الحال ّية‪ .‬وللمفارقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن سعر البنزين مث ًال كان ال يزال يف حزيران‬ ‫مرتفعاً مقارنة بالشهر نفسه من ‪.2008‬‬ ‫تراجع كلفة االتصاالت عىل اللبنان ّيني كان‬ ‫ملحوظاً أيضاً‬ ‫ّ‬ ‫ليحل بعد تراجع كلفة الطاقة‪،‬‬ ‫حيث بلغت نسبته ‪ 13.1‬يف املئة عىل أساس‬ ‫سنوي‪.‬‬ ‫خدمات املطاعم والفنادق والسلع‪ ،‬التي‬ ‫يق ّدمها هذا القطاع أيضاً‪ ،‬شهدت أكرب‬ ‫ارتفاع بني مؤشرّ ات الس ّلة االستهالك ّية‪.‬‬ ‫التي بلغت نسبة االرتفاع إىل ‪ . %10.9‬أ ّما‬ ‫املواد الغذائ ّية واملرشوبات غري الروح ّية التي‬ ‫مت ّثل ‪ %19.9‬من ثقل الس ّلة اإلستهالك ّية‪،‬‬ ‫فقد ح ّلت يف املرتبة الثانية‪ ،‬حيث ارتفعت‬ ‫أسعارها بنسبة ‪ ،%7‬وذلك رغم انحسار أزمة‬ ‫املواد الغذائ ّية عاملياً‪ ،‬ولومؤ ّقتاً‪ ،‬وتراجع األسعار‪.‬‬ ‫يف املرتبة الثالثة من حيث ارتفاع األسعار جاء‬ ‫بند «أثاث وتجهيزات منزل ّية وصيانة مستم ّرة‬

‫‪74‬‬

‫ّ‬ ‫تضخم سعره ‪.%4.4‬‬ ‫للمنازل»‪ ،‬وبلغت نسبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ ّما الالفت يف مؤشرّ األسعار أن نسبة تضخم‬ ‫إيجارات املساكن كانت صفراً يف املئة!‬

‫‪ %100‬نسبة اإلشغال الفندقي‬ ‫كام يشهد لبنان يف هذا العام موس ً‬ ‫ام‬ ‫سياحياً واعداً‪ ،‬إذ زاد عدد السواح يف لبنان‬ ‫بنسبة ‪ %61‬يف النصف األول من العام ‪،2008‬‬ ‫ويتوقع أن يبلغ املليوين سائح نهاية العام‬ ‫‪ .2009‬إذ يتوافد الخليجيون يوميا باآلالف إىل‬ ‫بريوت‪ ،‬فال تكاد تحط طائرة‪ ،‬سواء قادمة من‬ ‫الخليج أو من أوروبا‪ ،‬إال يكون فيها عدد كبري من‬ ‫الخليجيني الذين يفضلون متضية بقية إجازتهم‬ ‫يف ضواحي لبنان‪ ،‬وأجوائه الصيفية الجميلة‪.‬‬ ‫وأظهر تقرير ازدياد التدفق السياحي إىل‬ ‫لبنان خالل موسم الصيف الحايل‪ ،‬متوقعا أن‬ ‫يستعيد املوسم السياحي نسب موسم العام‬ ‫‪ 2004‬الذي شهد منوا منقطع النظري آنذاك‬ ‫قبل اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري‪ ،‬وما‬ ‫تاله من أحداث وحوادث ارتدى بعضها طابع‬ ‫العنف‪ .‬وسجل التقرير نسبة إشغال فندقي‬ ‫مرتفعة جدا يف لبنان‪ ،‬وأوضح أنه مع شد‬ ‫الرحال السياحي العريب واألورويب باإلضافة إىل‬

‫االغرتايب نحو هذا البلد‪ ،‬بحيث ارتفعت أسعار‬ ‫التذاكر مبا يقدر بني ‪ 10‬و‪ ،%15‬ووصلت أسعار‬ ‫غرف الفنادق فئة الـ ‪ 5‬نجوم إىل مستويات‬ ‫مثيالتها األوروبية‪ ،‬مرتافقة بالطبع مع نسبة‬ ‫إشغال فندقي ال تقل عن الـ ‪.%100‬‬ ‫ولفت إىل ازدياد اإليرادات الناتجة من الغرف‬ ‫املتوافرة يف بريوت بنسبة ‪ %178.3‬يف األشهر‬ ‫الخمسة األوىل من العام الحايل‪ ،‬مقارنة بالفرتة‬ ‫نفسها من العام السابق‪ ،‬مسجلة بذلك أعىل‬ ‫نسبة ارتفاع يف املنطقة‪ ،‬مقابل معدل تراجع‬ ‫بنسبة ‪ %2.3‬يف املنطقة‪ .‬والحظ التقرير أن‬ ‫املوجة السياحية اآلتية إىل لبنان هي مبعظمها‬ ‫من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫ومن الدول العربية األخرى‪ ،‬متوقعا أن يصل‬ ‫عدد السياح الذين سيستقبلهم لبنان إىل‬ ‫مليون و‪ 700‬ألف سائح حيث إن جميع مرافقه‬ ‫السياحية قادرة عىل استيعاب أكرث من هذا‬ ‫العدد‪ .‬وأشار إىل أن الزوار القادمني من اململكة‬ ‫العربية السعودية تصدروا الئحة النفقات التي‬ ‫يرصفونها يف الربوع اللبنانية ويشكلون نسبة‬ ‫‪ 20‬يف املائة من مجموع اإلنفاق السياحي حتى‬ ‫اآلن‪.‬‬

‫نسب النمو االقتصادي‬ ‫بني الرؤى املختلفة‬ ‫هذه اإلنطالقة القوية للموسم السياحي‬ ‫واألجواء اإليجابية التي تلت االنتخابات النيابية‬ ‫يف حزيران املايض دفعت البعض اىل تقدير‬ ‫نسبة النمو اإلقتصادي لعام ‪ 2009‬اىل ‪، %6‬‬ ‫فيام ال يزال البعض مرصاً عىل رؤيتة التشاؤمية‬ ‫حول هذه النسبة‪ ،‬واصفاً إياها بالحسابات عىل‬ ‫الورق إذ يجب أن ينعكس النمو عىل قطاعات‬ ‫الصحة والرتبية والتعليم‪ .‬وهذا يتوافق مع‬ ‫رؤية االقتصاديون الذين تح ّدثوا عن خطر كبري‬ ‫يقف لبنان أمامه يف بداية العام‪ ،‬وهو خطر‬ ‫التباطؤ الذي سيكبده رضراً كبرياً‪ ،‬بالرغم من‬ ‫تأكيدهم أن القطاع املرصيف اللبناين تخطى‬ ‫تحدي االنهيار الذي وقعت فيه املؤسسات املالية‬ ‫األجنبية‪ .‬وترى هذه الفئة من الخرباء االقتصاديني‬ ‫أن األزمة املالية العاملية أتت لتفاقم من أزمة‬ ‫االفتصاد اللبناين‪ ،‬الذي كان مير بأزمة قبل‬ ‫نشوء األزمة العاملية‪ ،‬إذ يعاين من مديونية‬ ‫عالية نتيجة العجز املتفاقم يف امليزانية‪ ،‬ومن‬ ‫عجز خارجي ومن أزمة منو اقتصادي تج ّلت يف‬ ‫معدالت منو منخفضة نسبياً منذ عام ‪1997‬‬ ‫حيث سجلت معدالت منو مل تتجاوز الـ‪ %3‬عدا‬ ‫بعض االستثناءات‪ ،‬حيث سنحت الظروف بأن‬ ‫ينشط القطاع السياحي ليحقق منواً اقتصادياً‬

‫حركة املطار ال تهدأ اقالعاً وهبوطاً‬

‫مقبوالً‪.‬‬ ‫وبحسب أولئك‪ ،‬فإن التأثريات السلبية للركود‬ ‫االقتصادي يف الخليج سترتجم مزيداً من الركود‬ ‫االقتصادي يف لبنان‪ ،‬وارتفاعاً يف عجز امليزانية‪،‬‬ ‫فالقدرة عىل توفر عوائد رضيبية لسد العجز لن‬ ‫تكون متوفرة يف ظل بقاء الحاجة الكبرية إىل‬ ‫اإلنفاق‪ ،‬مام يطرح مشكلة أعمق قد تنشأ يف‬ ‫املستقبل القريب‪ ،‬وهي تردد القطاع املرصيف‬ ‫يف متويل العجز نتيجة ارتفاعه املستمر‪.‬‬

‫انتظار للحكومة وتفاؤل‬ ‫باملستقبل‬ ‫فيام ما تزال عقبات عدة تواجة سري‬ ‫تشكيل الحكومة‪ ،‬يسود جو من التفاؤل بني‬ ‫املراقبني االقتصادين مبستقبل لبنان االقتصادي‬ ‫رغم جدول األعامل الطويل الذي ستواجهه‬ ‫الحكومة‪ ،‬والذي ترتدي العديد من عناوينه‬ ‫الطابع امللح والرضوري‪ .‬إذ أنهم يرون أن وجود‬ ‫مجلس وزراء مستقر وقيادة وطنية قادرة عىل‬ ‫كسب ثقة املجتمع الدويل ميكن من توفري‬ ‫الدعم املايل املناسب من كافة املؤسسات‬ ‫االقتصادية األساسية يف العامل‪ ،‬ويعزز من‬ ‫تفهم الدول الرئيسية يف العامل الحتياجات‬ ‫لبنان االقتصادية‪ .‬كام أن تفعيل املؤسسات‬ ‫الدستورية يف البالد وزيادة فعالية الشفافية‬ ‫السياسية‪ ،‬والتمكن من إنجاز الترشيعات‬ ‫الالزمة التي تحسن من إمكانات االستفادة من‬ ‫أموال القطاع الخاص واملستثمرين األجانب‪ ،‬عرب‬ ‫مشاريع التخصيص والتحرير سوف تخفف‬ ‫من األعباء عىل الدولة‪ ،‬وتعزز من القدرة عىل‬

‫‪75‬‬

‫الوفاء بااللتزامات املتأتية من الدين العام‪ ،‬أو من‬ ‫االلتزامات االجتامعية‪.‬‬ ‫ويرى املعنيون أن جدول أعامل الحكومة‬ ‫املنتظرة يزخر بعناوين كثرية أبرزها‪:‬‬ ‫‪ -1‬قضية الكهرباء والتي تعترب من أوىل‬ ‫األوليات‪ ،‬إذ تستدعي معالجة رسيعة جداً مع‬ ‫األخذ يف االعتبار وضعية املواطن والخزينة التي‬ ‫تتكلف ‪ 1000‬مليار لرية لسد عجز الكهرباء‬ ‫كمتوسط سنوي ترتفع مع ارتفاع أسعار‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحسني التقدميات الصحية واالجتامعية‬ ‫بإصالح أوضاع الصندوق الوطني للضامن‬ ‫االجتامعي وقف العجوزات املالية وتأخري‬ ‫املعامالت للمضمونني‪.‬‬ ‫‪ -3‬االلتزام بتعهدات باريس‪ 3-‬من أجل تحريك‬ ‫أموال ومتويالت يف قضايا الكهرباء واملشاريع‬ ‫مبا يزيد عن ‪ 5,2‬مليــارات دوالر‪ ،‬ودعم الخزينــة‬ ‫بــام يزيد عن ‪ 750‬مليون دوالر موقـوفة بسـبب‬ ‫وقـف حال الحكـومة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تفعيل عمليات اإلقراض والتسليفات‬ ‫للمشاريع عرب زيادة دعم الفوائد من قبل الدولة‬ ‫لتوسيع مروحة اإلفادة من القروض املدعومة‬ ‫وتنشيط املصارف االستثامرية يف موازاة‬ ‫املصارف التجارية‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنشيط النمو االقتصادي عرب تنشيط‬ ‫االستثامر‪.‬‬ ‫‪ -6‬إيالء أهمية كبرية للقطاعات اإلنتاجية وال‬ ‫سيام الزراعة والصناعة‬ ‫‪ -7‬إطالق اإلصالحات البنويوية والهيكلية‪،‬‬ ‫واإلدارة املوجودة يف أدارج الدولة منذ سنوات‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬وعد أبوذياب‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب اقتصادي‬

‫صندوق الضمان االجتماعي‬ ‫يتع ّرض لمؤامرة تشارك فيها الحكومة‬ ‫لمصلحة البنك الدولي‪ ،‬فهل من ينتفض؟‬

‫الضامن االجتامعي ه نظرية متقدمة‬ ‫للحامية من املخاطر التي يتعرض لها املواطنون‬ ‫وتطبيقه يساعد عىل تقدم املجتمعات‬ ‫والتنمية‪ ،‬فيعكس بالتايل درجة رقي وتقدم‬ ‫املحتمع‪ .‬أي انتقال املجتمع من التضامن اآليل‬ ‫إىل التضامن العضوي (التالحم الوطني –‬ ‫الوحدة الوطنية)‪.‬‬ ‫مجموعة متغريات وعوامل داخلية وخارجية‬ ‫أدّت إىل نشأة الضامن االجتامعي يف لبنان‪،‬‬ ‫فهو ليس مؤسسة عامة بل مصلحة مستقلة‬ ‫خاضعة لقانونها الخاص‪.‬‬ ‫من هنا تستحوذ أولويات الحياة اليومية‬ ‫للمواطن اللبناين انطالقاً من غالء املعيشة‬ ‫والصحة‬ ‫االجتامعي‬ ‫الضامن‬ ‫وتقدميات‬ ‫واالستشفاء بعد ارتفاع الفاتورة االستشفائية‬ ‫التي تراوحت بني ‪ 600‬و‪ 650‬مليون دوالر عىل‬ ‫اهتامم العديد من املسؤولني وخاصة وزارة‬ ‫الصحة‪.‬‬ ‫ففي بلد يعترب فيه الطب متطوراً وميلك‬ ‫فائضاً من األطباء‪ ،‬ويبلغ إنفاقه الصحي أكرث‬ ‫من ‪ %12‬من إجاميل الناتج املحيل‪ ،‬وفيه كثافة‬ ‫خدمات طبية غري مسبوقة‪ ،‬يجد املرء نفسه يف‬ ‫بعض األحيان مهم ًال وفريسة هاجس يومي من‬ ‫أن يصيبه أي مكروه صحي طارئ‪ ،‬كام أضحى‬ ‫البحث يف أولوية حق املريض يف الحصول عىل‬ ‫الخدمة الطبية الالزمة‪ ،‬كام أن واجب املؤسسة‬ ‫االستشفائية والضامن املعني أن يتكفال معاً‬ ‫بتأمني الحاجات املطلوبة‪ ،‬ولكننا وبالرغم من‬ ‫اعتقادنا أننا يف صلب التقدم والتطور عاجزين‬ ‫عن تأمني التكامل بني تلك الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫مام يجعل توفري حاجات املريض أمراً غري‬ ‫مضمون وذلك بسبب تشتيت اإلنفاق الصحي‬ ‫العام يف لبنان بني سبعة صناديق ضامنة‬ ‫رسمية‪ ،‬هذه التعددية التي تزيد من حجم‬ ‫الفاتورة الصحية التي يدفعها اللبنانيون من‬ ‫دون أي موجب لتمويل تلك الصناديق التي يتم‬ ‫متويلها من موازنة الدولة املخصصة لإلنفاق‬ ‫عىل الصحة‪ ،‬وأكرث هذه النسب لوزارة الصحة‬ ‫العامة التي عملت اليوم عىل إصدار البطاقة‬ ‫الطبية املوحدة بهدف تخفيف الفاتورة عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املريض وتأمني حقه يف االستشفاء‪ ،‬إذ هناك‬ ‫خمسون باملئة من اللبنانيني غري مضمونني‪،‬‬ ‫لدى كل مواطن منهم يف ذمة الوزارة مثانون‬ ‫دوالراً‪ ،‬بدل استشفاء‪ ،‬وقد تبني بعد االطالع‬ ‫عىل عدد الذين يدخلون إىل املستشفيات‪ ،‬أن‬ ‫كلفة استشفاء كل شخص سنويا‪ ،‬تبلغ مئة‬ ‫ومثانني دوالرا معدال وسطيا‪.‬‬

‫اللبنانيون ضحية حرب‬ ‫املستشفيات والضامن‬ ‫فاللبنانيون ميوتون ضحية حرب املستشفيات‬ ‫والضامن‪ ،‬نتيجة للقرار الالمسؤول من قبل‬ ‫نقابة أصحاب املستشفيات يف لبنان‪ ،‬حيث يقع‬ ‫قرابة نصف اللبنانيني تحت طائلة من الرعاية‬ ‫الطبية بعد إلغاء النقابة العقود التي تربطها‬ ‫بالصندوق‪ ،‬وبسبب هذا القرار مل تعد تقبل‬ ‫املستشفيات الخاصة املرىض املضمونني عىل‬

‫‪76‬‬

‫حساب الصندوق الوطني للضامن االجتامعي‪،‬‬ ‫األمر الذي سيؤدي حكام إىل وفاتهم عىل أبواب‬ ‫املستشفيات نتيجة عدم مقدرتهم عىل دفع‬ ‫تعريفات املستشفيات الباهظة‪.‬‬ ‫خطوة النقابة هذه‪ ،‬جاءت بعد خفض‬ ‫اعتامدات الصندوق لتعرفة بعض الفحوصات‬ ‫الطبية كالتصوير باألشعة املقطعية “سكان”‬ ‫واملوجات فوق الصوتية والصور املغناطيسية‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي اعتربته نقابة أصحاب‬ ‫املستشفيات انتهاكا لبنود العقد املو ّقع بني‬ ‫الطرفني‪ ،‬علام ّ‬ ‫أن النقابة كانت قد حذرت من‬ ‫أن مثل هذا القرار سيؤدى إىل تدهور الخدمات‬ ‫الطبية ويلحق الرضر باملستشفيات الخاصة‬ ‫ويتسبب يف أزمة عىل مستوى الصحة يف‬ ‫بلد يعاين من أزمة اقتصادية مستمرة منذ‬ ‫خمس سنوات‪.‬‬ ‫أضف اىل أن الدولة اللبنانية ال تعدّ أموال‬ ‫العامل «حالالً»‪ ،‬إذ إن ضغوط وزير املال عىل‬ ‫صندوق الضامن لالكتتاب يف سندات الخزينة‬

‫املؤسسات العامة‬

‫ديون الضامن‬

‫حواىل ‪ 300‬بليون لرية لبنانية‬

‫الدولة‬

‫حواىل ‪ 800‬بليون لرية لبنانية‬

‫القطاع الخاص‬

‫حواىل ‪ 400‬بليون لرية لبنانية‬

‫املجموع‬

‫حواىل ‪ 1500‬بليون لرية لبنانية‬

‫أدت إىل بلوغ نسبة أمواله املوظفة فيها ‪%80‬‬ ‫يف مقابل عجز داخيل يبلغ ‪ 407‬مليار ويمُ َّول‬ ‫أيضاً من أموال املضمونني املودعة يف صندوق‬ ‫«نهاية الخدمة»‪.‬‬ ‫فمنذ عام ‪ 2001‬يظهر العجز يف فرعي‬ ‫ضامن املرض واألمومة والتعويضات العائلية‬ ‫يف الصندوق الوطني للضامن االجتامعي‪،‬‬ ‫وحتّى اليوم مل يتّخذ مجلس اإلدارة أي قرار بهذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬فيام جرى متويل العجز يف مرحلة‬ ‫أوىل مماّ يسمى خطأً «الوفر املرتاكم»‪( ،‬إذ ليس‬ ‫هناك وفر مايل حقيقي يف صناديق الضامن)‪،‬‬ ‫الذي قيل إنه بلغ يف ذلك الوقت حواىل ‪600‬‬ ‫مليار لرية‪ ،‬ويف مرحلة الحقة‪ ،‬يجري متويل هذا‬ ‫العجز بسحوبات مخالفة لقانون الضامن من‬ ‫أموال نهاية الخدمة التي تنا َق َصت ‪ 407‬مليار‬ ‫لرية يف نهاية عام ‪.2007‬‬ ‫للمرة الخامسة‪ ،‬فشل مجلس إدارة الصندوق‬ ‫الوطني للضامن االجتامعي يف التفاهم عىل‬ ‫قرار بشأن ملف التعرفات االستشفائية التي‬ ‫أق ّر مجلس الوزراء توحيدها وزيادة قيمتها‬ ‫واعتامد البدل املقطوع‪ ،‬إذ إن هذه الزيادة‬ ‫ستك ّلف الصندوق نحو ‪ 70‬مليار لرية ما‬ ‫يتطلب إيجاد مصدر مايل لتغطيتها‪.‬‬ ‫وذلك عىل الرغم من أن املدير العام‬ ‫للصندوق محمد كريك اقرتح ح ًّال من ثالث‬ ‫نقاط‪ :‬زيادة بدل اإلقامة يف الغرفة العادية إىل‬ ‫‪ 70‬ألف لرية‪ ،‬وزيادة تعرفات املعاينة لألطباء‬ ‫داخل وخارج املستشفى ورمز (‪ )K‬إىل ‪6500‬‬ ‫لرية‪ ،‬وهو الوزن الذي يحدّ د قيمة هذه األعامل‪،‬‬ ‫وزيادة سقف األجور الخاضع لالشرتاك من ‪1.5‬‬ ‫مليون لرية إىل ‪ 2.5‬مليون لرية‪ ،‬وزيادة معدل‬ ‫االشرتاكات يف فرع ضامن املرض واألمومة من‬ ‫‪ %9‬إىل ‪ %11‬عىل أن توزع بني أصحاب العمل‬ ‫(‪ )%8‬والعامل (‪ ،)%3‬عىل أساس أن يكون الحل‬ ‫مدعوماً من السلطات الثالث (مجلس اإلدارة‪،‬‬ ‫اإلدارة العا ّمة واللجنة الفنية) يف الصندوق‪،‬‬ ‫إال أن ممثيل العامل الذين استُبعدوا من صياغة‬ ‫الحل املقرتح‪ ،‬طلبوا تصحيح زيادة معدل‬ ‫االشرتاكات يف الفرع ليكون ‪ %8.5‬عىل أصحاب‬ ‫العمل و‪ %2.5‬عىل العامل‪ ،‬وإضافة بند ملالحقة‬ ‫الدولة قضائياً وتحصيل فوائد سند بقيمة ‪230‬‬

‫مليار لرية كانت قد سدّ دته للصندوق كدفعة‬ ‫من املستحقات عليها بفائدة صفر يف املئة‪،‬‬ ‫وهذا يخالف قانون الضامن‪ .‬ويشمل االقرتاح‬ ‫أن يطالب الصندوق بالفائدة عن ديون الدولة‬ ‫املقسطة مبوجب قانون‪ ،‬والبالغة ‪.%5‬‬ ‫ّ‬ ‫من هنا إن هذه املؤسسة‪ ،‬والتي يستفيد‬ ‫منها أكرث من مليون لبناين تعاين دامئاً من‬ ‫الهدر والعجز‪ ،‬ما يجعلها غري قادرة عىل‬ ‫تغطية املضمونني بشكل فعال‪ .‬وذلك يعود‬ ‫إىل أن السياسات االجتامعية والصحية‬ ‫للحكومات املتعاقبة أمعنت يف استخدام‬ ‫املهمشة والفقرية ملآرب‬ ‫الفئات االجتامعية‬ ‫ّ‬ ‫سياسية‪ ،‬وهو ما يعانيه الضامن االجتامعي‬ ‫اليوم من اختالل يف توازنه املايل‪ ،‬والذي يظهر‬ ‫جلياً يف فرع الضامن االختياري‪ ،‬الذي ُفرض‬ ‫سياسياً عىل صندوق الضامن بال دراسة تؤمن‬ ‫توازنه املايل‪ ،‬والنتيجة أنه عاجز بنيوياً عن‬ ‫دفع كلفة التقدميات الصحية واالستشفائية‬ ‫للمنتسبني‪ ،‬وكذلك األمر يحصل يف فرعي‬ ‫املرض واألمومة وفرع التعويضات العائلية حيث‬ ‫تجاوز العجز يف فرع املرض واألمومة الـ‪306‬‬ ‫مليار ل‪.‬ل يف ‪ ،2008/11/30‬ليتجاوز أيضاً يف‬ ‫فرع التعويضات العائلية الـ‪ 245‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫يف التاريخ نفسه‪ ،‬وبذلك يصبح العجز يف‬ ‫الفرعني ‪ 551‬مليار ل‪.‬ل لغاية التاريخ املذكور‬ ‫دون احتساب الفوائد وشهر ‪.2008/12‬‬ ‫وعىل الرغم من أن فرع ضامن املرض واألمومة‬ ‫استمر بتحقيق وفر سنوي بلغ يف نهاية العام‬ ‫‪ 2000‬حواىل ‪ 415‬مليار لرية لبنانية‪ ،‬غري‬ ‫أن العجز يف نتائج عام ‪ 2001‬بدأ بالظهور‪،‬‬ ‫وذلك بتأثري مبارش لخفض معدّ ل االشرتاك‬ ‫من ‪ %15‬اىل ‪ %9‬أي بنسبة ‪ ،%40‬واستمر يف‬ ‫النمو خالل السنوات الالحقة بنسب مختلفة‬ ‫ارتبطت بحجم املبالغ السنوية التي سددتها‬ ‫الدولة‪ ،‬وحيث أن الهدف األسايس من خفض‬ ‫معدل االشرتاكات اعتباراً من ‪2001/12/1‬‬ ‫كان امتصاص الوفر املحقق لغاية ‪2000/12/31‬‬ ‫والبالغ حواىل ‪ 415‬مليار لرية لبنانية‪ ،‬وقد‬ ‫تحقق هذا الهدف عن طريق استهالك الوفر‬ ‫خالل السنوات الثالث الالحقة مام فرض‬ ‫بعدها االستعانة مبأخوذات من أموال فرع‬

‫‪77‬‬

‫تعويض نهاية الخدمة لتأمني االستمرار يف‬ ‫دفع التقدميات للمضمونني‪ ،‬وبذلك تجاوز فرع‬ ‫املرض واألمومة الـ‪ 306‬مليارات لرية تقريباً يف‬ ‫‪ 2008/11/30‬وذلك بعد إضافة العجز املذكور‬ ‫آنفاً والبالغ ‪ 78‬مليار ل‪.‬ل‪ .‬والعجز املرتاكم يف‬ ‫‪ 2007/12/30‬والبالغ ‪ 225‬مليار ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫وكذلك األمر كان يف فرع التعويضات‬ ‫العائلية‪ ،‬فبالرغم من أن هذا الفرع قد استمر‬ ‫يف تحقيق وفر سنوي حتى سنة ‪ 2000‬مقداره‬ ‫حواىل ‪ 72‬مليار ل‪.‬ل والذي بلغ يف نهاية العام‬ ‫نفسه حواىل ‪ 219‬مليار ل‪.‬ل‪ ،‬إال أن عجزاً بدأ‬ ‫بالظهور يف نتائج سنة ‪ 2001‬بتأثري مبارش‬ ‫لخفض معدل االشرتاكات اعتباراً من ‪2001/4/1‬‬ ‫من ‪ %15‬اىل ‪ %6‬أي بنسبة ‪ %60‬الذي استمر‬ ‫بالرتاكم خالل السنوات الالحقة بنسب‬ ‫مختلفة مرتبطة بحجم املبالغ السنوية التي‬ ‫سددتها الدولة‪ ،‬وحيث إن الهدف األسايس‬ ‫من خفض معدل االشرتاكات كان امتصاص‬ ‫الوفر املحقق لغاية ‪ 2000/12/31‬والبالغ حواىل‬ ‫‪ 219‬مليار ل‪.‬ل‪ ،‬وقد استهلك خالل السنوات‬ ‫الثالث الالحقة مام فرض بعدها االستعانة‬ ‫مبأخوذات من أموال فرع نهاية الخدمة لتأمني‬ ‫االستمرارية يف دفع التعويضات ملستحقيها‬ ‫من املضمونني‪ ،‬وقد بلغت قيمة هذه املأخوذات‬ ‫بتاريخ ‪ 2007/12/31‬حواىل ‪ 196‬مليار ل‪.‬ل التي‬ ‫من املرتقب أن ترتفع قيمتها إىل ما يزيد عن‬ ‫‪ 250‬مليار ل‪.‬ل يف نهاية العام ‪ 2008‬إذا مل‬ ‫تسدد الدولة ما سبق والتزمت بدفعه خالل‬ ‫العام الجاري والذي يبلغ حواىل ‪ 230‬مليار ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫ووفق ما تقدم فإن العجز املرتاكم يف فرعي‬ ‫املرض واألمومة والتعويضات العائلية أصبح‬ ‫حتى ‪ 2008/11/30‬بحدود الـ ‪ 551‬مليار لرية‬ ‫لبنانية‪ ،‬ليتجاوز الـ ‪ 600‬مليار ل‪ .‬ل‪ .‬مع نهاية‬ ‫العام ‪.2008‬‬

‫مشاريع معالجة الضامن‬ ‫من هنا عمدت إدارة الضامن منذ العام ‪2004‬‬ ‫إىل رفع مشاريع ملعالجة الضامن‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫إصدار مرسوم رقم ‪ 500‬يف تاريخ ‪2008/10/16‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫القايض بتعديل الحد األدىن الرسمي لألجور من‬ ‫‪ 300‬ألف ل‪.‬ل‪ .‬اىل ‪ 500‬ألف ل‪.‬ل‪ ،‬وبإعطاء زيادة‬ ‫غالء معيشة مقدارها ‪ 200‬ألف ل‪.‬ل اعتباراً من‬ ‫‪ 2008/5/1‬الذي ستكون له انعكاسات إيجابية‬ ‫عىل واردات الفرع بحيث ستزيد االشرتاكات‬ ‫يف العام ‪ 2009‬بحدود ‪ ،%25‬ما سينعكس‬ ‫إيجاباً عىل التوازن املايل للضامن للعام ‪.2009‬‬ ‫ولكن هذا املستوى من االشرتاكات ال يؤمن‬ ‫التوازن املايل‪ ،‬وكل الدراسات التي قامت بها‬ ‫مؤسسات محلية والدراسات التي قام بها‬ ‫الخرباء «االكتواريون» للضامن ومنها مؤسسة‬ ‫«مهنا» للدراسات االكتوارية‪ ،‬وكذلك البنك‬ ‫الدويل أثبتت أن االشرتاكات الحالية ال ميكن أن‬ ‫تؤمن التوازن املايل‪ ،‬ودراسة البنك الدويل كانت‬ ‫واضحة حيث أثبتت أنه عىل املدى القصري‬ ‫ليس لدى الضامن خيارات إال بزيادة االشرتاكات‬ ‫والسقف املايل الخاضع لها‪ ،‬وإما إقامة املزج‬ ‫بني االشرتاكات مع زيادة طفيفة عىل سقف‬ ‫االشرتاكات‪ ،‬وهذا ما تقدمت به إدارة الضامن‪،‬‬ ‫ولكن املستغرب هو اقرتاح إدارةالضامن الذي‬ ‫رفض‪ ،‬رغم أنه بسيط جداً وسهل‪ ،‬ويقيض‬ ‫برفع معدل االشرتاك من ‪ %6‬اىل ‪ %6.5‬ورفع‬ ‫مليون‬ ‫من‬ ‫الحد األقىص لسقف االشرتاك‬ ‫و‪ 500‬ألف إىل مليونني‪ ،‬هذا يف ما يتعلق بفرع‬ ‫التعويضات العائلية‪ ،‬أما يف ما يتعلق بفرع‬ ‫املرض واألمومة كذلك فإن إدارة الضامن طالبت‬ ‫برفع معدل االشرتاك من ‪ %9‬اىل ‪ %10.5‬ورفع‬ ‫مليون‬ ‫من‬ ‫الحد األقىص لسقف االشرتاك‬ ‫ّ‬ ‫و‪ 500‬ألف إىل مليونني‪ ،‬وهذه الزيادة تتوزع ‪%40‬‬ ‫عىل الدولة و‪ %40‬عىل صاحب العمل و‪%20‬‬ ‫عىل األجري‪ ،‬مبا معناه أن معدالت االشرتاكات‬ ‫تصبح عىل األجري ‪ %2.30‬بدل ‪ %2‬واملؤسسة‬ ‫‪ %7.40‬بدل ‪ %7‬و‪ %0.85‬عىل الدولة اللبنانية‪،‬‬ ‫وبالتايل الزيادات التي طلبها الضامن لتأمني‬ ‫التوازن املايل يف املستقبل بغض النظر عن‬ ‫املايض‪ ،‬إذا ما أراد الضامن البدء بسنة جديدة‬ ‫موضوعية جداً مقارنة مبا كانت عليه يف العام‬ ‫‪ )%32( 1992‬و(‪ )%38.5‬يف العام ‪ ،2001‬وقد‬ ‫نوقش امللف كام ًال يف أكرث من (‪ )4‬جلسات يف‬ ‫مجلس إدارة الضامن‪ ،‬وأحيل إىل معايل وزير‬ ‫العمل لدراسته وعرضه ورفعه عىل مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬خاصة بعدما أصبحت املأخوذات من‬ ‫صندوق نهاية الخدمة بحدود الـ ‪ 600‬مليار لرية‬ ‫أي تقريباً ‪ %10‬من أموال نهاية الخدمة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫هناك رضورة إلعادة هذه األموال مع فوائدها‬ ‫القانونية‪ ،‬وبالتايل نحن اليوم نعمل وبشكل‬ ‫حثيث لتأمني التوازن املايل املستقبيل بالنسبة‬ ‫للأمخوذات من نهاية الخدمة‪ ،‬والجميع يعلم‬ ‫أنها بحدود الـ‪ 750‬مليار عىل الدولة اللبنانية‬ ‫ستدفع املستحقات السنوية املالية‬ ‫التي‬ ‫التي هي بحدود ‪ 150‬أو ‪ 160‬مليارا‪ ،‬اعتباراً من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تحقيق‬

‫مياه الشرب في مدينة حماة بمواصفات عالية‬ ‫ومن أجودها في سوريا‬

‫بداية العام ‪ 2009‬وهذا ما ُذكر يف موازنة العام‬ ‫‪ ،2008‬إضافة اىل قسط عن املايض مع الفوائد‬ ‫وبالتايل هذه األقساط من الديون املرتاكمة‬ ‫التي هي بحدود الـ ‪ 150‬مليار ستذهب إىل‬ ‫سد املأخوذات من فرع نهاية الخدمة والفائض‬ ‫س ُيسدد به بعض املتأخرات يف املستشفيات‪.‬‬ ‫فام يجري يف الصندوق الوطني للضامن‬ ‫االجتامعي وما حوله من محاوالت قدمية جديدة‬ ‫بلغت ذروتها يف اآلونة األخرية من أجل إفراغه‬ ‫من دوره ومحتواه‪ ،‬كمؤسسة وطنية تقوم‬ ‫عىل التضامن والتكافل من جهة‪ ،‬أو عىل ما‬ ‫ّ‬ ‫شكله كجزء من عقد اجتامعي ثاليث األطراف‬ ‫بني العامل وأصحاب العمل والدولة‪ ،‬وكذلك‬ ‫ما يعنيه من مظلة من الحامية االجتامعية‬ ‫لحوايل نصف مليون مضمون ومليون و‪200‬ألف‬ ‫مستفيد من الضامن الصحي والتقدميات‬ ‫العائلية‪ ،‬وبالتايل بصفته أحد أهم أركان‬ ‫االستقرار واألمان االجتامعي‪ ،‬وصوالً إىل‬ ‫تصفيته وإسقاطه لصالح توصيات البنك‬ ‫الدويل ومشاريع الخصخصة التي تنتهجها‬ ‫الحكومة‪ ،‬وخاصة بعد أن عمدت إىل زيادة تعرفة‬ ‫ّ‬ ‫تشكله‬ ‫األعامل الطبية واالستشفائية مع ما‬ ‫من أعباء مالية يف ظل عجزه املايل املرتاكم‬ ‫الذي بدأ يستنزف صندوق تعويض نهاية‬ ‫الخدمة‪ ،‬وهي أموال املضمونني ومدخراتهم‬ ‫لنهاية العمر‪ ،‬ودون ربط هذا التعديل يف‬ ‫املقابل بزيادة االشرتاكات‪.‬‬ ‫الدولة تتذرع دامئاً بعدم توفر األموال لدفع‬ ‫ديون متوجبة عليها للصندوق يف وقت‬ ‫تستطيع أن توفر األموال لدفع ديونها يف‬ ‫مجاالت أخرى‪ ،‬كام متتنع عن توظيف أموال‬ ‫نهاية الخدمة يف سندات الخزينة بالفائدة‬

‫‪78‬‬

‫املعمول بها أسوة باملصارف وترص عىل توظيف‬ ‫أموال الضامن بصفر ‪.%‬‬ ‫ما ينطبق عىل الحكومة ينطبق أيضاً عىل‬ ‫تم التواطؤ‬ ‫هيئات أصحاب العمل‪ ،‬ففي حني ّ‬ ‫بخفض اإلشرتاكات بنسبة ‪ %50‬لفرعي املرض‬ ‫واألمومة وتعويضات نهاية الخدمة‪ ،‬تحت ذرائع‬ ‫غري علمية وتقديرات غري دقيقة‪ ،‬فإن غالبية‬ ‫املتوجب عليها‪ ،‬فض ًال‬ ‫أصحاب األعامل ال تدفع‬ ‫ّ‬ ‫مرصح‬ ‫عن أن هناك نصف اإلجراء يف لبنان غري‬ ‫ّ‬ ‫تسجل بأجور‬ ‫عنهم‪ ،‬وأن هناك أعداداً كبرية‬ ‫ّ‬ ‫أقل من حقيقتها للته ّرب من نسبة اإلشرتاك‪،‬‬ ‫ناهيك عن سلب العامل التعويض العائيل واملنح‬ ‫املدرسية وبدل النقل‪ .‬وبعد كل ذلك‪ ،‬أو ليس‬ ‫املقصود إفالس الصندوق للخالص منه خدمة‬ ‫للرأسامل‪ ،‬وللجنة الرضيبية للمستثمرين؟‬ ‫مهام كانت الصعوبات التي يعيشها‬ ‫الصندوق الوطني للضامن االجتامعي حالياً‪،‬‬ ‫فإن هذا الصندوق مدعو بإلحاح إىل لعب‬ ‫دور جديد­ ورمبا إضايف­ عرب مشاريع مختلفة‬ ‫ينطوي كل منها‪ ،‬وكلها مجتمعة‪ ،‬عىل عنارص‬ ‫ضغط وفعالية‪ .‬ورمبا خطرة ما مل تعالج تلك‬ ‫الصعوبات‪.‬‬ ‫وعندما يقف لبنان غداً‪ ،‬عىل عتبة املستقبل‬ ‫ويحاول أن يعالج‪ ،‬بشكل جدي‪ ،‬ملفاته‬ ‫الضاغطة ويف طليعتها هذا امللف االقتصادي‬ ‫االجتامعي الكبري املسمى ملف الضامن‬ ‫االجتامعي‪ ،‬فإنه سيجد أمامه ح ّلني اثنني ال‬ ‫ثالث لهام‪ :‬فإما امليض يف سياسة التدمري‬ ‫الذايت الحالية‪ ،‬وإما الدخول إىل بوابة األمل عن‬ ‫طريق اإلصالح العميق‪ ،‬بال موجبات‪ ،‬أو كالماً ال‬ ‫يستتبع أفعاالً‪ ،‬بل التزام وليد قناعة ووضوح‪.‬‬

‫اعداد ‪ :‬ليديا ابو درغم‬

‫كرث يف اآلونة األخرية الحديث عن مدى‬ ‫صحة ونقاوة مياه الرشب يف مدينة حامة‬ ‫وذلك نظراً ملا تقوم به بعض الرشكات التي‬ ‫تروج ملنتج يدعى (جهاز تنقية املياه)‪ ،‬حيث‬ ‫تقوم هذه الرشكة من خالل مندوبيها‬ ‫بتضليل املواطنني وإيهامهم بأن املياه‬ ‫التي يرشبونها ملوثة وغري صالحة للرشب‪،‬‬ ‫فيصبح املواطن بحالة من القلق تجاه مياه‬ ‫الشبكة التي يرشبونها‪.‬‬ ‫من أين أتت هذه الرشكات‪ ،‬ومن ذا الذي‬ ‫رخص لها مبامرسة هذا العمل الذي يوجه‬ ‫اإلساءة لرشكاتنا الوطنية‪ ،‬ومن املستفيد‬ ‫عىل‬ ‫والسكوت‬ ‫عليها‬ ‫التسرت‬ ‫من‬ ‫املامرسات التي تقوم بها هذه الرشكات‬ ‫سمعة‬ ‫من‬ ‫والنيل‬ ‫منتجها‬ ‫لرتويج‬ ‫مؤسسة وطنية كمؤسسة مياه الرشب‬ ‫يف حامة‪ ،‬أو أي مؤسسة مياه يف سوريا‪،‬‬ ‫وأين دور الرقابة عىل املنتج‪ ،‬إذ لسنا ضد‬ ‫ترويج املنتجات‪ ،‬ولكن ليس عىل حساب‬ ‫صحة وقلق املواطن جراء هذه املامرسات‬ ‫التي تقوم بها الرشكات املروجة ألجهزة‬ ‫تنقية املياه‪.‬‬ ‫وملزيد من املعرفة عن الطرق واألساليب‬ ‫التي تتبعها هذه الرشكات لخداع‬ ‫املواطنني «منرب التوحيد « زارت املؤسسة‬ ‫العامة ملياه الرشب يف حامة والتقت‬ ‫املهندس محمد خالد الشحود مدير‬ ‫عام الرشكة الذي قال‪ :‬بأن املؤسسة‬ ‫قامت مبتابعة هؤالء ضمن إمكانياتها‬ ‫وكشف زيف كالمهم وعدم صحة‬ ‫املعلومات التي يقدمونها للمواطن‪ ،‬وقد‬ ‫قدم الشحود ملخصاً عن كيفية إيهام‬ ‫املواطنني‪ ،‬حيث يقوم مندوب املبيعات‬ ‫لهذه الرشكة بوضع مرسيني ( قطبني‬ ‫) سالب وموجب يف عينة املياه ووصلها‬ ‫بالتيار الكهربايئ مام يؤدي إىل ترشيد‬ ‫املياه وانحالل جزء من املرسيني فتظهر‬ ‫العينة بألوان مختلفة أخرض بني ورمادي‪،‬‬ ‫فيظن املواطن أن مياهه ملوثة وهي‬ ‫بحاجة لجهازهم لتنقيتها‪ ،‬وهذه األلوان‬ ‫تظهر من انحالل املرسيني وترشيد أمالح‬

‫مدير مياه الرشب يف حامه املهندس محمد خالد الشحود‬

‫ومعادن املياه‪ ،‬وليس من أصل املياه مع‬ ‫العلم أنه لو جئنا بأفضل مياه للرشب‬ ‫يف العامل وتم ترشيدها بهذا األسلوب‬ ‫املتبع من قبل هذه الرشكات لبدت هذه‬ ‫املياه بألوان معكرة مختلفة‪.‬‬ ‫وعليه فإن التحليل الحقيقي والعلمي‬ ‫تقوم به جهات رسمية مختصة مبخابر‬ ‫معتمدة رسمياً‪ ،‬وكوادر علمية مؤهلة‪،‬‬ ‫ومبعرفة جميع العنارص والشوارد املوجودة‬ ‫فيه من حديد وكالسيوم وصوديوم‪ ،‬وقد‬ ‫قامت املؤسسة بتحليل عينات من املياه‬ ‫قبل دخول الجهاز وبعد خروجها منه فتبني‬ ‫اآليت‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬يقوم الجهاز بنزع معظم الشوارد‬ ‫املعدنية وغري املعدنية من املاء والغذاء‪،‬‬ ‫حيث أن أغلب عبوات املياه املعدنية تحتوي‬ ‫عىل بعض الشوارد بنسب معينة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬وهو األهم‪ ،‬يقوم الجهاز بنزع شوارد‬ ‫الكلور املعقمة وبقاء املياه بدون تعقيم‬ ‫يشكل خطراً عىل صحة اإلنسان‪.‬‬ ‫وأكد الشحود أن املؤسسة ال تضخ املياه‬ ‫يف كافة مشاريعها إال بعد تعقيمها‬ ‫بالكلور للقضاء عىل البكرتيا ضمن‬ ‫املواصفات‬ ‫حسب‬ ‫املسموحة‬ ‫النسب‬ ‫تعليامت‬ ‫وحسب‬ ‫السورية‬ ‫القياسية‬ ‫وزارة الصحة‪ ،‬عل ًام أن مديرية الصحة‬

‫‪79‬‬

‫باملحافظة ومديرية املوارد املائية بحامة‬ ‫إضافة إىل وزارة اإلسكان والتعمري يقوموا‬ ‫مبراقبة نوعية مياه الرشب باملحافظة وعىل‬ ‫مدار الساعة‪ ،‬ويتم أخذ عينات بشكل‬ ‫دوري وتحليلها‪ ،‬إذ أن املؤسسة ال تضخ‬ ‫قطرة مياه واحدة إال إذا كانت مواصفاتها‬ ‫القياسية‬ ‫املواصفات‬ ‫ضمن‬ ‫وتعقيمها‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫وختم الشحود بقوله‪ :‬إننا ُنهيب بجميع‬ ‫األخوة املواطنني بأن يكونوا عىل ثقة وعلم‬ ‫بأن مياهنا نظيفة ونقية‪ ،‬وليست بحاجة‬ ‫إىل معالجة سواء من هذه األجهزة أو غريها‪،‬‬ ‫مؤكداً عىل أن املؤسسة قامت بالتعاون‬ ‫مع الصحافة بنرش مقاالت يف معظم‬ ‫الصحف املحلية ترشد األخوة املواطنني‬ ‫وتبني لهم أن مياهنا نقية وليست بحاجة‬ ‫إىل تنقية‪.‬‬ ‫وعليه فإننا من موقع املسؤلية نتساءل‬ ‫عن سبب عدم مالحقة هذه الرشكات‬ ‫ومعرفة طرق وأساليب عملهم كون األمر‬ ‫له جهات مختصة ومعنية بهذا األمر‪،‬‬ ‫فإننا كصحافة نأمل من الجهات املعنية‬ ‫املبادرة عىل قمع هذه الظاهرة أو إيجاد‬ ‫الحلول املناسبة لها‪.‬‬

‫دمشق ـ مكتب تيار التوحيد‬ ‫عبد القادر األحمد‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب ثقايف‬

‫منطقة الشوف بحاجة لشراكة وطنية حقيقية‬

‫المايسترو عبدو منذر لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫المجاهدون يقاومون بالسالح ونحن نقاوم بالفن‬ ‫يف زمن أصبح فيه لبنان أرض خصبة للمشاحنات الطائفية‪،‬‬ ‫ويف وقت متكنت السياسة ال َن ْيل من مواطنيه عرب تفشيّ الفساد‬ ‫يف اإلدارات العامة‪ ،‬ويف أيام مريرة أصبح فيها الفنان يك ّرم عىل‬ ‫عطاءاته بقلة االكرتاث وعدم التكريم‪ ،‬كان املايسرتو عبدو منذر‬ ‫الذي رأى يف اختالط الفن بالسياسة خطوة جيدّة للمطالبة‬ ‫بحقوق الفنانني يف لبنان بعد أن تقاسمت السياسة بوساطاتها‬ ‫كل الحقوق واملشاريع واملطالب‪ ،‬فهو من أول الساعني لتحصيل‬ ‫حقوق فنية لطاملا عاىن فنانو لبنان من فقدانها‪ ،‬وهو الذي لطاملا‬ ‫مت ّيز بفنه الراقي وتر ّفع إىل خانة كبار الفنانني‪.‬‬ ‫هو كتائبي متحزّب منذ عام ‪ ،1967‬أما اليوم فيسري بكل‬ ‫ّ‬ ‫ترشح يف االنتخابات‬ ‫مناقبية مع التيار الوطني الحر حيث‬ ‫النيابية عن املقعد الكاثولييك يف منطقة الشوف وضمن الئحة‬ ‫املعارضة‪ .‬خالل اللقاء معه‪ ،‬أكد منذر عىل أهمية وثيقة التفاهم‬ ‫وتجسد ح ّبه للمقاومة الوطنية‬ ‫بني التيار الوطني الحر وحزب الله‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتحدث الجميع يف هذه األيام عن انتصار‬ ‫املقاومة عىل العدو اإلرسائييل يف متوز ‪،2006‬‬ ‫ويعود مرة جديدة ليعيش الذكرى الثالثة‬ ‫لالنتصار‪ .‬ماذا ميثل هذا االنتصار لـ”عبدو‬ ‫منذر” إن عىل الصعيد الثقايف أو الفني أو‬ ‫عىل الصعيد السيايس كونك كنت مرشحاً‬ ‫لالنتخابات النيابية؟‬ ‫بالطبع هذا االنتصار هو انتصار لكل اللبنانيني‪،‬‬ ‫فهو “نرص إلهي”‪ ،‬وعىل اللبنانيني أن يعرفوا أن‬ ‫هذا النرص لهم جميعاً وليس لجهة معينة‪ ،‬كام‬ ‫قال البعض‪ ،‬والشهداء الذين سقطوا هم شهداء‬ ‫الوطن‪ ،‬فقد إستطاعت املقاومة اللبنانية دحر‬ ‫“إرسائيل” يف مناسبات عديدة‪ ،‬وجاء متوز ليشكل‬ ‫الحرب التي كانت “انطالقة” لنهاية “إرسائيل” كام‬ ‫قال سامحة السيد حسن نرصالله‪ .‬ونحن نتوجه‬ ‫بتحية لكل املقاومني الذين استطاعوا كرس هيبة‬ ‫“إرسائيل” التي كانت تعترب األقوى يف املنطقة‪.‬‬ ‫أما كمرشح‪ ،‬فأستطيع القول أن منطقتنا يف‬ ‫الشوف بحاجة إلمناء وبحاجة لرشاكة وطنية‬ ‫حقيقية‪ ،‬وقد بدأت فع ًال بلقاء رئيس تيار التوحيد‬ ‫ورئيس الحزب التقدمي اإلشرتايك‪ .‬هذه بادرة‬ ‫مهمة جداً‪ ،‬ونحن نؤيد لقاء كل األقطاب ليك‬ ‫يتوحد البلد بالشكل الصحيح‪ ،‬ويعيش املواطن‬ ‫ّ‬ ‫اللبناين خاصة الذي يقطن يف منطقة الجبل يف‬ ‫إمناء متوازن كأي مواطن آخر‪.‬‬ ‫منذر”‬ ‫لـ”عبدو‬ ‫املقاومة‬ ‫تعني‬ ‫ماذا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وتأييده لهذه الوثيقة من خالل األوبريت التي أسامها عميد املحررين‬ ‫سمري القنطار “رائعة عبدو منذر”‪ ،‬وكانت تقديراً للقائد املجاهد‬ ‫الحاج عامد مغنية يف ذكرى أربعينه عام ‪.2008‬‬ ‫وملحن‪ ،‬ويرتأس اليوم جمعية املؤلفني‬ ‫قائد أوركسرتا‪ ،‬وموزع‬ ‫ّ‬ ‫وامللحنني ونارشي املوسيقى يف لبنان‪ .‬تعاون مع العديد من الفنانني‬ ‫الكبار‪ ،‬وأصدر الكثري من األغاين وأروعها األغنية الوطنية‪“ :‬أنا‬ ‫لبناين وشايف حايل” والتي كانت ‪ -‬كام يقول – رسالة للمغرتبني‬ ‫من أجل العودة اىل الوطن‪.‬‬ ‫بعد لقائنا معه يف مقر جمعية املؤلفني وامللحنني ونارشي‬ ‫املوسيقى يف لبنان والذي انتخب عبدو منذر رئيساً لها‪ ،‬وجدنا‬ ‫“ابن الشوف” الكاثولييك مقدراً للجرنال عون “املاروين” ومؤ ّيداً‬ ‫للمقاومة اللبنانية “الشيعية” كام يس ّميها البعض‪ ،‬فكان‬ ‫لقاؤنا فنياً سياسياً كشخص الضيف‪ ،‬وجاء الحوار عىل الشكل‬ ‫التايل‪:‬‬

‫‪80‬‬

‫تجسد‬ ‫نور املقاومة ّ‬ ‫يف «الضوء املش ّذى»‬ ‫هل ميكن ان نعترب أن الغاية من األوبريت‬ ‫كانت سياسية اكرث من أن تكون فنية؟‬ ‫الغاية كانت إنسانية سياسية وبنفس الوقت‬ ‫كانت ترجمة حقيقية فعلية للوثيقة التي‬ ‫تتضمن بنود عديدة‪ ،‬وال بد من ترجمتها واقعياً‪،‬‬ ‫قد قال عميد املحررين سمري القنطار لدى خروجه‬ ‫من االعتقال اإلرسائييل‪“ :‬أريد سامع رائعة عبدو‬ ‫منذر”‪ ،‬وطلب من األستاذ غسان بن جدّو عرب‬ ‫الجزيرة تأمني لقاء معنا لنعزف له األغنية‪.‬‬ ‫يف الجو العام الذي يعيشه الشعب‬ ‫اللبناين‪ ،‬نرى املشاكل الطائفية إن كان بني‬ ‫الديانتني اإلسالمية واملسيحية أو حتى بني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حاولت يف‬ ‫لكنك‬ ‫مذاهب الديانة الواحدة‪.‬‬ ‫األوبريت جمع كل هذه الطوائف‪ ،‬إذ الحظنا‬ ‫وجود طوائف مختلفة ضمن “الكورس”‪ .‬هل‬ ‫جاء ذلك عن قصد؟‬ ‫نعم‪ ،‬بالطبع القصد هو جمع كل الطوائف‬ ‫واملذاهب‪ ،‬فالفرقة املوسيقية كانت مؤلفة من‬ ‫(‪ )65‬عازفاً نصفهم من املسيحيني والنصف اآلخر‬ ‫من املسلميني‪ ،‬وكذلك الكورس التي كانت أيضاً‬ ‫رغبتي بإضافة العنرص النسايئ إليه‪ ،‬ولكن يلزمنا‬ ‫وقتاً أطول للتمكن من ذلك خاص ًة يف عامل األخوة‬ ‫“الشيعة”‪ ،‬مع العلم أنه باملبدأ ال توجد أي فتوى متنع‬ ‫هذا املوضوع لكنّ العرف يف الوقت الحايل هو الذي‬ ‫يقول ذلك مع أن سامحة السيد حسن نرصالله ال‬ ‫ميانع يف ذلك لكن ال بد لنا أن ننتظر النظام والتاريخ‬ ‫ألن العملية لن تأيت فجأة وبسهولة‪ .‬وقد جمعت‬ ‫أيضاً يف األوبريت كلمتي “الله وأكرب” و”هللويا”‬ ‫يف املقطع األخري‪ ،‬وهذا أمر مهم جداً بالتمكن من‬ ‫جمع كل ِتي الكلمتني مع بعضهام البعض‪ .‬بالطبع‬ ‫هناك الكثري من املعاين يف كلامت األوبريت التي‬ ‫تعود كتابتها إىل الشاعر “أنور نجم” الذي استطاع‬ ‫جمع هذه التعابري واملفردات‬ ‫بكلامت شعره‬ ‫ْ‬ ‫لتتناسب مع بعضها البعض‪ ،‬وبالطبع هذا جمع‬ ‫بني ديانتي املسيحية واإلسالمية‪.‬‬

‫الدفاع عن األرض حق متكنا‬ ‫من أخذه بالقوة‬

‫مستعدّين لخسارة الكثري للوصول اىل بر األمان‬

‫َ‬ ‫قدت سابقاً أوبريت” الضوء املش ّذى”‬ ‫خاص ًة أنك‬ ‫يف ذكرى أربعني القائد الحاج عامد مغنية؟‬ ‫الحاج عامد مغنية هو شهيد لكل الوطن ككل‬ ‫الشهداء الكبار الذين نجل ونحرتم‪ .‬بالفعل أنا‬ ‫ولحنت األوبريت الشهرية “الضوء املش ّذى”‬ ‫قدت‬ ‫ّ‬ ‫للشاعر الصديق أنور نجم‪ ،‬وهي تعني يل الكثري‪،‬‬

‫سيد الشهداء”‪ .‬ما نقوله للمقاومني أننا نقاوم‬ ‫أيضاً معكم إن عىل الصعيد السيايس أو عىل‬ ‫الصعيد القومي “انتم بالسالح ونحن بالفن”‪.‬‬

‫فنحن ال ميكننا يف وثيقة التفاهم التي ّمتت بني‬ ‫السيد حسن نرصالله والجرنال ميشال عون‪ ،‬إال أن‬ ‫نكون متواجدين فيها وننفذها حقيق ًة عىل أرض‬ ‫الواقع‪ .‬لذا كان موقفي كموسيقي وملحن وفنان‬ ‫أن أترجم هذا املوضوع بتلحني هذه األوبريت وبقيادة‬ ‫تم تقدميها يف مجمع”‬ ‫األوركسرتا والكورس والتي ّ‬

‫شعرت يوماً َ‬ ‫َ‬ ‫أنك تبالغ يف الفكر الذي‬ ‫هل‬ ‫تنتمي إليه إن من خالل العقيدة السياسية‬ ‫التي متثل خاصة وأنك كنت كتائبي وإنتقلت‬ ‫اىل التيار الوطني الحر‪ ،‬أو حتى عىل الصعيد‬ ‫الفني؟‬ ‫كل َمنْ هو اليوم يف التيار الوطني الحر كان‬

‫سابقاً يف مكان آخر‪ ،‬إما كتائب أو أحرار أو قوات‪،‬‬ ‫فأخطاء اآلخرين هي التي جعلت التيار الوطني الحر‬ ‫يصبح يف هذا املوقع‪ .‬ونحن مع الخط السيايس‬ ‫الذي رسمه الجرنال عون عام ‪ 1999-1988‬وحتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وبرأيي هو الذي سيستمر يف هذا النهج‪.‬‬ ‫وال بد من القول أنه عند امتالك الحق باليد فإن‬ ‫اإلنسان ال يبالغ يف املطالبة به فـ “صاحب الحق‬ ‫سلطان”‪ ،‬وبالتايل نحن ال نبالغ يف انتامءنا إىل‬ ‫هذا التيار ألننا بالتايل أصحاب حق‪ ،‬ونعترب أننا‬ ‫بقناعاتنا وطروحاتنا التي نعتمدها سننال حقنا‬ ‫ضمن القوانني واألنظمة املرعية اإلجراء‪ .‬فنحن ال‬ ‫ننتهك حقوق اآلخرين‪ ،‬وإمنا نطالب بحقوق الناس‬ ‫الذين ينتمون إلينا‪ .‬أنا استغرب عندما يقولون يف‬ ‫بعض األحيان “ماذا يحصل يف الجنوب؟”‪ .‬أال يدرون‬ ‫أن “إرسائيل” تدخل إىل أرضنا كل يوم ويف أي وقت‬ ‫وتنتهك حرماتنا وتستبيح مقدّساتنا؟ أليس من‬ ‫حقنا الدفاع عن أرضنا والحفاظ عىل حقوقنا‬ ‫الوطنية؟ هذا حق سواء بالكلمة أو بالسالح‬ ‫او بالفن او بأي وسيلة أخرى‪ ،‬وبالتايل فإنني ال‬ ‫أبالغ أبداً بوقويف إىل جانب املقاومة اللبنانية‬ ‫واملقاومني فيها‪ ،‬فهذه مطاليبنا وهذا حقنا‪ ،‬وقد‬ ‫متكنا من أخذه بالقوة‪ ،‬وانترصنا م ّرات عديدة‪.‬‬ ‫قلت املقاومة اللبنانية‪ ،‬مع العلم أن البعض‬ ‫قال أنها مقاومة تأخذ طابعاً دينياً خاصة‬ ‫بتسميتها “املقاومة اإلسالمية يف لبنان”؟‬ ‫هذا طبيعي فمعظم أهايل الجنوب والذين‬ ‫انتموا للحزب (حزب الله) ينتمون للطائفة‬ ‫الشيعية‪ ،‬وهنا ال بد من التمييز بني املقاومة‬ ‫والحزب وأبناء الطائفة الشيعية عامة‪ .‬وبالطبع‬ ‫عندما يكون هناك ‪ %95‬من املقاومني م ّمن ينتمون‬ ‫للطائفة الشيعية الكرمية بشكل غري مبارش‪ ،‬ال‬ ‫بد من تسميتها باملقاومة اإلسالمية يف لبنان‪،‬‬ ‫لكن الس ّيد حسن نرص الله ذكر يف عدة لقاءات‬ ‫أن املقاومة هي مقاومة لبنانية وطنية لكن‬ ‫أعضائها ومقاوميها من املسلمني بأكرثيتهم‬ ‫إن مل يكن باإلجامع‪ .‬وال بد من التذكري بوجود‬ ‫الكثري من املسيحيني الذين يقطنون يف الجنوب‬ ‫مع األخوة الشيعة‪ ،‬ولكن العامل الطاغي هو‬ ‫للطائفة الشيعية‪ .‬أما نظام الحزب فلوحده‪،‬‬ ‫ومنطقة الجنوب لوحدها‪ ،‬واملقاومة لوحدها‪.‬‬ ‫مماّ يستمد عبدو منذر اميانه بالوطن والقضية‬ ‫التي يحمل؟‬ ‫انا أستمد ق ّويت من خالل عالقتي بحقي الذي‬ ‫أعطاين إياه ربيّ مبارش ًة‪ .‬نحن نعتمد عىل مقولة‪:‬‬ ‫“اإلنسان قيمة بحد ذاته”‪ ،‬فكيف إذا اجتمعت‬ ‫القيم كلها مع بعضها؟ حت ًام سيك ّونون قوة‬ ‫كاملة متكاملة‪.‬‬

‫تكريم الفنان يعود لربوتوكول القرص الجمهوري‬

‫الرحباين‬ ‫غسان‬ ‫والفنان‬ ‫ترشحك‬ ‫بعد‬ ‫لالنتخابات النيابية‪ .‬هل ترى استحالة لتوافق‬ ‫الفن والسياسة‪ ،‬أم أنك اعتربت أنه من املمكن‬ ‫إدخال الفن للمجلس النيايب والعمل بجهد‬ ‫أكرب عىل السياحة والثقافة يف لبنان؟‬ ‫عندما ترشحت كفنان عن املقعد الكاثولييك‬ ‫ُ‬ ‫كنت أرى امامي ‪ -‬وما زلت أتابع‬ ‫يف الشوف‪،‬‬ ‫املسرية ‪ -‬أن حقوق الفنان مهدورة ككل مواطن‪،‬‬ ‫لكن الرشيحة األكرب التي أتعاطى معها هي‬ ‫من الفنانني الذين ينبغي املطالبة بحقوقهم‪،‬‬ ‫وأعتقد أن هذا واجبي‪ .‬لكن يف الحقيقة جاء‬ ‫ترشيحي بقرار من الجرنال عون الذي رأى أن املرحلة‬ ‫اآلن تتطلب أن أكون مرشحاً عن هذا املقعد‪ ،‬وقد‬ ‫شعرت فع ًال مبسؤولية كبرية‪ .‬الفن والسياسة‬ ‫يتعاطيان مع بعضهام بشكل مبارش جداً‪ ،‬إذ‬ ‫نقول “فن السياسة”‪ ،‬وال شك أيضاً أن يف الفن‬ ‫“سياسة”‪ ،‬وعندما ميلك اإلنسان حقاً ال بد أن‬ ‫يطالب به إن من خالل املجلس النيايب أو بطريقة‬ ‫أخرى‪ ،‬حتى لو كان بالسالح‪ .‬وبالنسبة يل‪ ،‬هدف‬ ‫رغبتي يف أن أكون يف املجلس النيايب أو أي وزارة‬ ‫أخرى ممكنة‪ ،‬إن كانت وزراة الثقافة أو السياحة‪،‬‬ ‫هو يك أستطيع املطالبة بحقوق الفنانني وأمتكن‬ ‫من تحقيق مطالبهم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬تحدث البعض عن إمكانية تسليمك‬ ‫وزارة السياحة أو الثقافة‪ .‬ما صحة هذا الخرب؟‬ ‫ال شك ان هناك العديد من الوزرات التي‬ ‫أستطيع استالمها‪ ،‬لكنني ال أعلم كم تسمح‬ ‫حصتنا كمعارضة بأن أكون يف موقع وزاري مع‬ ‫ّ‬ ‫أنني أمتنى ذلك‪ ،‬لكن ال أدري مدى حاجة منطقة‬ ‫الشوف لتمثيلها بوزير كاثولييك يف موقع‬ ‫السياحة أو الثقافة‪.‬‬

‫السياسة فن‪..‬‬ ‫ويف الفن «سياسة»‬

‫اإلنتامء السيايس‬ ‫حق للفنان أيضاً‬

‫الحظنا انقساماً يف الشارع اللبناين الفني‬ ‫بني مؤ ّيد ومعارض لتداخل الفن والسياسة‬

‫“حصتنا كمعارضة”‪ .‬أال تعتقد انه ال‬ ‫قلت‬ ‫ّ‬ ‫يجوز للفنان أن مييل لدفة سياسية مع ّينة‬

‫‪81‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب ثقايف‬ ‫أنك‬

‫متثل‬

‫جمعية‬

‫تعنى‬

‫خاصة‬ ‫جميعاً؟‬ ‫ال‪ ،‬هذا يشء مغاير للعمل الفني‪ ،‬إذ ال بد‬ ‫لكل إنسان من االنتامء ملكان معينّ مع العلم‬ ‫فإنك حت ًام‬ ‫أنك حني تكونني يف املوقع املسؤول‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ستعملني لجميع الناس‪ .‬وأنا كرئيس لجمعية‬ ‫املؤلفني وامللحنني ونارشي املوسيقى يف لبنان‪،‬‬ ‫أعمل لكل الناس ولكنني أملك انتامءاً يف املوقع‬ ‫السيايس وأنا أفخر به‪.‬‬ ‫منذ انتخابك رئيساً لجمعية املؤلفني‬ ‫َ‬ ‫وضعت‬ ‫وامللحنني ونارشي املوسيقى يف لبنان‪،‬‬ ‫هدفاً أساسياً لعملك وهو تطوير الجمعية‪.‬‬ ‫تم إنجازه يف هذا اإلطار‪ ،‬وما املشاريع‬ ‫ما الذي ّ‬ ‫واألهداف املستقبلية؟‬ ‫هناك العديد من املشاريع التي يجب تحقيقها‪،‬‬ ‫وأهمها أن نتمكن من جباية حقوق الفنان عىل‬ ‫األرايض اللبنانية وال يذهب منها إىل باريس التي‬ ‫كانت سابقاً تجبي الحقوق يف لبنان‪ .‬نحن نتمنى‬ ‫الحصول عىل إفادة من وزارة الثقافة يك نتمكن‬ ‫من جباية الحقوق‪ ،‬يك ال يذهب مال املؤلفني‬ ‫وامللحنني اللبنانيني الذي ُيقتطع منه حوايل ‪%70‬‬ ‫اىل باريس‪ .‬أما إذا ّمتت الجباية يف لبنان‪ ،‬واهت ّمت‬ ‫الجمعية باإلدارة الجامعية كملكية فكرية‪ ،‬فلن‬ ‫يذهب االقتطاع إىل أي مكان آخر سوى لجهة‬ ‫األمور اإلدارية فقط‪.‬‬ ‫هل يتم التنسيق بينكم ونقابة الفنانني؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬ألن الفن جسم واحد‪ ،‬وبالتايل نحن‬ ‫بحاجة للتعاون مع بعضنا البعض‪.‬‬ ‫هل س ُيك ّرم الفنان قبل موته؟‬ ‫نحن نتمنى تكريم كل الفنانني‪ ،‬ولكن هذا يعود‬ ‫لربوتوكول القرص الجمهوري‪ ،‬أما التكريم العادي‬ ‫فهذا يحصل للعديد من الفنانني الذين ُيك ّرمون‬ ‫يف أغلب األحيان‪.‬‬ ‫بني أعضاء‬ ‫تحدث البعض عن مشاكل‬ ‫الجمعية‪ .‬هل انتقلت عدوى الخالفات السياسية‬ ‫إىل الفنانني؟‬ ‫بعد االنتخابات التي متت يف الجمعية وانتخايب‬ ‫رئيساً للهيئة التنفيذية فيها‪ ،‬كان هناك بعض‬ ‫َمن يسلطون أعينهم عىل هذا املوقع‪ ،‬وكنت‬ ‫آمل أن يكون هاجسهم العمل لغريهم وليس‬ ‫فقط للحصول عىل املنصب‪ ،‬لكنهم وجدوا‬ ‫أنهم يريدون أن يشكلوا موقعاً خاصاً بهم‪ ،‬فقام‬ ‫حوايل ‪ 12‬شخص عىل رأسهم الشاعر هرني‬ ‫زغيب باالنشقاق عن الجمعية‪ ،‬مع أننا نحاول‬ ‫منذ ‪ 40‬سنة إبقاء الجمعية مرتابطة ومتضامنة‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬أنهم كانوا ينادون مبحاربة كل َمن يريد‬ ‫االنشقاق عن الجمعية‪ ،‬فقاموا هم بذلك‪ .‬وأنا‬ ‫أناديهم بالعودة إىل بر األمان والعودة للجمعية‪.‬‬

‫بالفنانني‬

‫الفن اللبناين‪ ..‬ما مصريه؟‬ ‫تعامل الفنان عبدو منذر مع كبار الفنانني‬ ‫يف حني نرى تعامل قليل مع فناين الجيل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هذا الصيف‪ ،‬وفع ًال بدأنا نشهد زحمة سري وعدد‬ ‫كبري من املغرتبني ألن لبنان لطاملا كان وجهاً‬ ‫راق‪ .‬أمتنى أن تكون وزارة السياحة‬ ‫حضارياَ وفنياً ٍِ‬ ‫واعية لهذا املوضوع ليك تظهر حقيقة الوجه‬ ‫الثقايف وليس الوجه الذي أراد البعض أن يظهره‬ ‫عليه‪ ،‬فنحن نحب الفرح واللهو بدون أن تتعدى‬ ‫األمور الخط الذي يصبح فيه وجه لبنان من‬ ‫الوجوه التي تعترب فقط للتسلية واللهو‪.‬‬

‫لبنان فخر األمة‪..‬‬ ‫ومفخرة أبناءه‬ ‫حقوق الفنان مهدورة‪ ،‬وواجبي املطالبة بها‬

‫الصاعد باستثناء إبنتك الفنانة هبة منذر‪.‬‬ ‫هل تعترب أن فناين هذا الجيل أوصلوا الفن إىل‬ ‫هذا الدرك العميق من السلبية؟ وما دورك يف‬ ‫مسرية ابنتك؟‬ ‫بالنسبة لهبة‪ ،‬أعتقد أن الجيل الصاعد بحاجة‬ ‫لفنانيني أمثالها يتمتعون بااللتزام ولديهم‬ ‫الحركة والصوت الجميل ورؤية متطورة الختيار‬ ‫نوع موسيقي خاص بهم‪ ،‬مع الحفاظ عىل‬ ‫األصالة بالفن واملوسيقى‪ .‬أنا منذ البدء تابعت‬ ‫ابنتي‪ ،‬وكنت مدير أعاملها وال أزال‪ ،‬وهي أصبحت‬ ‫مخرجة بعد تخ ّرجها من الجامعة‪ ،‬وتعمل اآلن يف‬ ‫مجالها إضافة إىل الفن ألن الفن الذي تقدّمه‬ ‫غري مطلوب بشكل كثيف بسبب ما يتطلبه‬ ‫العمل من تقديم تنازالت كثرية وهي غري مستعدة‬ ‫لذلك‪.‬‬ ‫أما بالنسبة ملوضوع الفن اليوم‪ ،‬فإن العامل‬ ‫كله وقع يف ه ّوة‪ ،‬ألن الفن أصبح وسيلة ألشياء‬ ‫أخرى‪ ،‬ونتمنى أن يحافظ هذا الجيل الجديد عىل‬ ‫األصالة ويتابع املسرية التي ال نزال متمسكني‬ ‫بها‪.‬‬ ‫كيف ترى الوضع الفني واملوسيقى اليوم يف‬ ‫لبنان؟‬ ‫أنا أنظر له من ناحيتني‪ :‬أوالً ناحية املؤلفني‬ ‫وامللحنيني حيث يوجد غزارة يف اإلنتاج‪ ،‬وأصالة‬ ‫فريدة‪ .‬أما الناحية الثانية فهي الناحية التجارية‪،‬‬ ‫حيث ال يستطيع الفنان األصيل إيصال أغنية‬ ‫للمجتمع نظراً لطغيان أشخاص آخرين عىل‬ ‫املجتمع من خالل رشكات اإلنتاج والتجارة واإلعالن‪.‬‬ ‫لذلك نرى اليوم هذا التدهور يف مستوى الفن‬ ‫ألن نسبة اإلنتاج واإلعالن طغت عىل النسبة‬ ‫األصيلة للفن‪.‬‬ ‫نرى يف هذا الصيف نشاطات فنية سياحية‬ ‫متعددة‪ .‬هل تعتقد أن “أم الرشائع” بريوت‬ ‫عادت الحتضان الثقافة والسياحة؟‬ ‫نحن نتمنى أن يعود الوطن كام كان يف أيامنا‬ ‫يف السبعينات‪،‬ألنه كان فع ًال يحتضن كل‬ ‫العامل‪ ،‬واليوم يحصل اليشء ذاته‪ ،‬حيث يوجد ‪2‬‬ ‫مليون شخص قد حجزوا للمجيء إىل لبنان يف‬

‫‪82‬‬

‫غنيت “أنا لبناين وشايف حايل وبوطني‬ ‫يجسده الواقع خاص ًة‬ ‫رح إبقى”‪..‬هل هذا ما‬ ‫ّ‬ ‫لدى الشباب اللبناين اليوم؟ وماذا تقول للذين‬ ‫يهاجرون تاركني وطنهم بأدمغتهم املبدعة؟‬ ‫كنت أدعو يف هذه األغنية املهاجرين للعودة من‬ ‫السفر والبقاء يف لبنان والفخر بلبنانيتهم‪ ،‬لكن‬ ‫رش‬ ‫الواقع ليس كذلك‪ .‬فالواقع هو أن الفساد مست ٍ‬ ‫يف لبنان وهذا كان خطايب السيايس‪ ،‬ونحن‬ ‫نحارب هذا الفساد‪ .‬آمل أن يعي أفراد الحكومة‬ ‫الجديدة هذه األمور ويعلموا كيفية الترصف‪،‬‬ ‫ولنبدأ بالإلدارات العامة أوالً ألن الفساد يبدأ منها‬ ‫وإذا تم اإلصالح من األعىل‪ ،‬تسري األمور عىل ما‬ ‫يرام وهذا ما كان الجرنال عون يقوله دامئاً ونحن‬ ‫إىل جانبه‪ ،‬عىل أمل أن تستطيع هذه الحكومة‬ ‫تصحيح املجتمع يك يعود املواطن اللبناين ليغني‬ ‫بالفعل “أنا لبناين وشايف حايل وبوطني رح إبقى‪،‬‬ ‫مبيش بفخر جبيني عايل وحلمي موت ويبقى”‪.‬‬ ‫للحكومة‬ ‫بإيجابية‬ ‫تنظر‬ ‫بأنك‬ ‫أشعر‬ ‫الجديدة؟‬ ‫ال أدري كم هي إيجابية‪ ،‬فالرجاء واألمل متواجد‬ ‫دامئاً مع العلم أن الخسارة كانت كبرية ألن‬ ‫املعارضة مل تأخذ األكرثية النيابية وهذا فع ًال‬ ‫وكام نقول بالعام ّية (فقسنا)‪ ،‬إذ أتت النتيجة‬ ‫بعكس التوقعات كلياً‪ ،‬لكن بالرغم من ذلك ال‬ ‫ميكننا السكوت‪ ،‬وسنبقى يف نضالنا للوصول‬ ‫إىل هدفنا‪.‬‬ ‫هل أثرت النتائج السياسية عىل عطاءك‬ ‫الفني؟‬ ‫بالفعل لقد صدمتنا‪ ،‬وقد أسامنا الصديق زاهر‬ ‫الخطيب “استشهاديي الالئحة” ألننا كنا نعي‬ ‫الوضع العام وخرسنا املعركة االنتخابية‪ ،‬لكن‬ ‫إذا تطلبت املرحلة ذلك فنحن لها‪ ،‬ومستعدين‬ ‫للوصول إىل بر‬ ‫لخسارة الكثري والتضحية‬ ‫األمان‪.‬‬ ‫إىل حد التضحية بالعمل الفني من أجل‬ ‫السياسة؟‬ ‫إذا تطلب الوطن ذلك فال مانع منه‪ ،‬وإال ال نكون‬ ‫وطنيني حقيقيني‪ ،‬وكام أقول يف أغنيتي (بكرا‬ ‫األيام بتتغيرّ وبتحىل األيام‪ ،‬وليايل الخري بتتع ّمر‬ ‫ع جناح األحالم)‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫تتوج بالذهب‬ ‫إذاعة دمشق ّ‬

‫ليس غريبا عىل دمشق‪ ،‬وإذاعة دمشق هذا التميز واإلبداع‪ ،‬وهي املنتمية‬ ‫أبداً لضادها وعروبتها‪ ،‬وقيم وقضايا أمتها‪ ،‬أن تتوج بالذهب وتصنف‬ ‫باإلذاعة األوىل عىل مستوى الوطن العريب يف مهرجان مهرجان تونس‬ ‫العريب لألعامل اإلذاعية والتلفزيونية بدورته الرابعة عرشة ‪ -‬دورة القدس‬ ‫تونس لإلذاعة والتلفزيون‪.‬‬ ‫حيث توجت اإلذاعة السورية ‪ -‬إذاعة دمشق باملرتبة األوىل عربيا بخمس‬ ‫أنجم ذهبية وفضية عن مشاركتها بخمسة برامج دخلت سباق املنافسة‬ ‫يف مضامر ضم واحدا ومثانني برنامجا عربيا من القطاعني العام والخاص‪.‬‬ ‫ويف دورة القدس يف احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية‪ ‬توجت سورية‬ ‫إذاعيا بالذهب وبجائزة مالية مقدارها ثالثة آالف دوالر مناصفة مع اإلذاعة‬ ‫املرصية يف محور الربامج الخاصة بالقدس عن برنامج‪:‬‬ ‫ من دمشق إىل القدس ‪ -‬رحلة الشوق إعداد ملى الخرضاء تقديم وأداء‬‫بدورعبد الكريم ومحمد السعيد وإخراج حمدي شوييك‪ ..‬ويف الربنامج‬ ‫رسائل متعددة إىل القدس تبدأ من عنوانه الذي يشق طريقا للعودة تحمله‬ ‫شهادات مقدسيني تضمهم‪ ‬أزقة دمشق‪ ‬ويحكون للشام‪ ‬عن القدس‬ ‫ذكريات وأوجاع نكبة‪ ،‬مقاومة وحلام بالعودة ‪ ..‬وميازج الربنامج بني مقدسيني‬ ‫من لحم ودم وبني مفاصل من قصيدة الشاعر متيم الربغويث يف القدس‬ ‫لتشكل القصيدة شاهدا عىل الغياب‪ ‬مثلام تشكل شاهدا عربيا عصيا‬ ‫عىل التغييب‪ ،‬وتذوب املالمح عرب تفاصيل الربنامج لتغدو دمشق القدس‬ ‫والقدس دمشق‪ .‬‬

‫‪ - ‬يف حقل الدراما اإلذاعية نالت الفنانة صباح بركات ذهبية أفضل أداء‬ ‫يف برنامج محكمة الضمري عن دورها لفتاة من األطفال ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة تشق طريقها يف الحياة من خالل الدمج يف املدارس النظامية‬ ‫والدمج املجتمعي ‪ ..‬كام نال‪ ‬محكمة الضمري كربنامج متكامل جائزة‬ ‫فضية وهو من تأليف أحمد السيد وإخراج محمد غزاوي ‪.‬‬ ‫ أحيا للحب برنامج متثييل تأليف نهلة السوسو وإخراج مروان قنوع‬‫حصد الجائزة الفضية مناصفة مع اإلذاعة املرصية ويف مضامينه‪ ‬يذهب‬ ‫طفل رفقة خاله مع مجموعة من أصدقائه يف يوم عطلة بزيارة ميتد املكان‬ ‫فيها من دمشق عربقاسيونها إىل رضيح الشهيد يوسف العظمة يف‬ ‫ميسلون‪ ،‬فيثري املكان عطرا يضوع شذاه عىل الشهداء من الثورة العربية‬ ‫إىل االنتفاضة‪.‬‬ ‫ ويف حقل األعامل املوجهة لألطفال بصيغة مجلة نالت مجلة األطفال‬‫لنا إعداد فاتن صربي وتقديم مجموعة من األطفال ومحمود الشيخ ولبانة‬ ‫جريودية وإخراج ‪ ‬إياد اسمندر الجائزة الفضية مناصفة مع إذاعة‪ ‬البحرين‪.‬‬ ‫وقد أعرب‪ ‬مفوضو لجنة التحكيم يف الربامج اإلذاعية عن ارتياحهم‬ ‫لهذه النتائج وكان القاسم املشرتك يف ترصيحاتهم عقب إعالن النتائج‬ ‫أن األعامل الجيدة مل يبخس حقها‪ ،‬وأن املعيارية املهنية لجودة األعامل هي‬ ‫سيدة املوقف‪ ..‬وأشاد العديد منهم مبستوى برامج اإلذاعة السورية إن كان‬ ‫عىل صعيد املضامني الجادة أو عىل صعيد األداء واللغة‪ /‬الهوية‪ ،‬أو عىل‬ ‫صعيد الحامل الفني لهذه املضامني بإخراج مواز‪.‬‬

‫منفذية الحزب السوري القومي‪ ‬االجتماعي في مدينة «محردة» تك ّرم شهداءها‬ ‫د‪ 0‬درويش ‪ :‬العقيدة مبنية على مبدأ التضحية في سبيل خير الوطن والمجتمع ‪ ‬‬ ‫بحضور عدد من الفعاليات والشخصيات‬ ‫الرسمية وملناسبة مرور ستني عاما عىل‬ ‫استشهاد الزعيم أنطون سعادة أقامت منفذية‬ ‫الحزب السوري القومي االجتامعي يف محردة‬ ‫احتفاالً تكرميياً لشهداء الحزب فيها‪ ،‬الذين‬ ‫سقطوا دفاعاً عن األمة وقضاياها العادلة وذلك‬ ‫يف املركز الثقايف العريب يف املدينة‪.‬‬ ‫وألقى مدرير املركز الثقايف ماهر قاورما ورئيس‬ ‫مجلس املدينة ماهر طجيني كلمتني رحبا من‬ ‫بالحضور‪ ،‬وأشادا بدور سوريا املركزي الحتضان‬ ‫كافة األحزاب املقاومة واهتاممها بالشهادة‬ ‫والشهداء‪ ،‬مستشهدين بقول القائد الخالد‬ ‫حافظ األسد “الشهداء أكرم من يف الدنيا وأنبل‬ ‫بني البرش “ كام أشارا إىل الدعم الذي يتلقاه‬ ‫أبناء وعائالت الشهداء من الدكتور بشار األسد‬ ‫رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫ثم ألقى الدكتور أمين درويش مدير مديرية الحزب‬ ‫القومي كلمة عرب من خاللها عن عميق شكره‬ ‫وامتنانه لقائد الوطن الرئيس بشار األسد‪ ،‬لدعمه‬ ‫الدائم واملستمر للشهداء‪ ،‬مشيداً بدور الشهادة‬ ‫والشهداء يف الذود والدفاع عن حمى الوطن‪،‬‬ ‫مقرتحاً عىل مجلس مدينة محردة بالتعاون‬ ‫مع كافة األحزاب والفعاليات االقتصادية أن‬ ‫يخصصوا ساحة إلقامة نصب تذكاري للشهداء‬

‫تكريم ذوي الشهداء‬ ‫يكون رمزاً لألجيال القادمة يك ال ينسوا فضل‬ ‫الشهداء‪ ،‬كام اقرتح وضع لوحات تعريف‬ ‫بالشهداء الذين ُسـميت املدارس بأسامئهم‪،‬‬ ‫وتكلم عن العقيدة التي وضع أسسها الراحل‬ ‫أنطون سعادة‪ ،‬واملبنية عىل مبدأ التضحية يف‬ ‫سبيل خري الوطن واملجتمع‪.‬‬ ‫ويف ختام الحفل تم تقديم شهادات التقدير لذوي‬

‫‪83‬‬

‫الشهداء إكراماً ألرواحهم الطاهرة‪ ،‬والشهداء‬ ‫املكرمون هم‪( :‬فريد جروج ضومط – مسلم‬ ‫عطية منصور – فهد شحود عفور – عبدو حنا‬ ‫عوض الجلقي – توفيق إبراهيم مخول – عبد‬ ‫الكريم يوسف فرايش – الياس محفوض إبراهيم‬ ‫– ساهر أمين انطكيل – سوسن اليوسف)‪.‬‬

‫مكتب حامة ـ عبد القادر األحمد ‪ ‬‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب ثقايف‪/‬مقابلة‬ ‫الفنان منير كسرواني لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫عدونا الوحيد في لبنان الجهل والطائفية‬ ‫ّ‬ ‫واع ستبقى الحالة كما هي‬ ‫طالما أن الشعب غبي وغير ٍ‬

‫يحايك جمهوره بالكوميديا الساخرة‪ ،‬ليشعل ثورة يف داخله‬ ‫ضد كل َمن يحاول النيل من حقوقه‪ ،‬فتصبح مرسحياته دعوات‬ ‫صارخة لالنقالب عىل الواقع املرتدّي‪.‬‬ ‫لديه اعتزاز مبا قدّم من أعامل مرسحية‪ ،‬لكنه ال يتواضع ابداً‬ ‫يف الحديث عن اختياره للممثلني يف مرسحياته‪ ،‬إذ أنه ال يحت ّمل‬ ‫الخطأ أبداً‪ ،‬وال يؤ ّيد التكاسل والتقدم البطيء‪.‬‬ ‫يف هذا الزمن‪ ،‬الذي دخل عليه فنانو هذا الجيل ليحاولوا إعاقة تقدّمه‪،‬‬ ‫ال يزال الفن يقف صامداً مد ّع ًام بركائز ر ّواد املرسح أمثال منري كرسواين‬ ‫الذي آل عىل نفسه تقديم أفضل ما لديه إلغناء ثقافة لبنان وحضارته‪،‬‬ ‫وإبراز الصورة املرشقة له من خالل تقديم مرسحياته يف الخارج‪.‬‬ ‫منري كرسواين‪ ،‬حمل أمل وغصة الشعب البسيط عامداً يف‬

‫ليجسده يف كوميديا ساخرة مر ّقطة بالرتاجيديا‪ ،‬ليصبح‬ ‫يده‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الواقع اليومي للفئات الدنيا من الناس أفكارا وحركات مش ّوقة‪،‬‬ ‫يتق ّمصها منري كرسواين يف مرسحياته ضمن حبكة محكمة‬ ‫الصنع بتعابري ومفردات متميزة‪ ،‬إلظهار النقمة عىل الكبار‪ ،‬هؤالء‬ ‫األغنياء الذين غ ّرتهم األموال والقصور‪ ،‬لريتفع شأنهم يف مناصب‬ ‫مسؤولة ويصلوا إىل سدّة الحكم فيصبح الفقري ورقة يتبادلونها‬ ‫كام يفعلون يف نوادي القامر ويف صفقاتهم املشبوهة‪.‬‬ ‫إن أقل تقدير ميكن تقدميه لهذا الرائد‪ ،‬متابعة اعامله‪ ،‬وحفر‬ ‫تاريخه عىل صفحات اإلعالم لتبقى كلامته خالدة كأعامله‪،‬‬ ‫وإمياناً منها بتخليد الرواد‪ ،‬كان لـ”منرب التوحيد” هذه اللقاء مع‬ ‫املمثل واملخرج والكاتب املرسحي الفنان منري كرسواين‪:‬‬

‫وطننا ال يزال «مزارع» ال «دولة»‬ ‫يف ظل الجو الطائفي الذي نعيشه يف لبنان‪ ،‬هل يتأثر منري كرسواين‬ ‫بطائفته‪ ،‬وهل يبني عالقاته عىل هذا األساس؟‬ ‫هذه األشياء ال تعنيني أبداً‪ ،‬وتقييمي لألمور يأيت عىل أساس وطني‬ ‫وأخالقي‪ ،‬فاإلنسان ُيق ّيم عىل أساس سلوكه يف الحياة‪ ،‬والتقييم ال يكون ال‬ ‫من حيث العائلة وال الطائفة‪ ،‬وبالنسبة يل الجميع أخويت يف الوطن‪.‬‬ ‫قلت مرة‪ ،‬أن وطننا مدعو ألن يكون دولة ال «مزارع»‪ ،‬هل أصبح دولة‬ ‫برأيك؟‬ ‫بالطبع يلزمه الكثري لذلك‪ ،‬فهو مل يصبح دولة بالشكل الصحيح‪ ،‬إذ‬ ‫مل يصبح دولة تحاكم الرئيس فيها‪ ،‬وتحاكم النائب والوزير‪ ،‬فالكبار يف لبنان‬ ‫ال ُيحاكمون‪ ،‬والحكم يقع فقط عىل الصغري‪ ،‬أي عىل متوسطي الحال وما‬ ‫دون‪ ،‬فالكبار مدعومون دامئا‪ ،‬وخطاياهم مغفورة‪ ،‬والقانون ال ُيط ّبق إال عىل‬ ‫الصغري‪ ،‬و ُيستع َمل فقط لتحقيق رغبات ومآرب الكبار‪ ،‬وهنا الصغري ال خيار‬ ‫له‪ ،‬فإما سيكون مرافقاً عند البيك أو الشيخ‪ ،‬وأما ال وجود له‪ .‬وكان أحد‬ ‫الوزراء قد طلب من أهايل قريته الهجرة خارج لبنان‪ ،‬فقط ألنهم مل يضعوا‬ ‫اسمه عىل الئحة الرشف يف حفلة فنية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنت متثل الواقع اليومي للشعب‪ ،‬برأيك إىل متى سيمثل «الحكام» عىل‬ ‫هذا الشعب؟‬ ‫واع بالشكل املطلوب‪ ،‬ستبقى الحالة كام هي‪،‬‬ ‫طاملا أن الشعب غبي وغري ٍ‬ ‫فالشعب ال يعرف كيف يختار‪ ،‬ومييش وراء الحكام مغمض العينني‪ ،‬وطاملا أن‬ ‫القوانني ُو ِجدَت فقط ليك يبقى الحاكم حاك ًام إىل األبد‪ ،‬وعندما ميوت يأيت‬ ‫ابنه‪ ،‬وتك ّر السبحة حتى البذرة التي ال تزال يف الالوجود‪ ،‬والتي هي أيضاً‬ ‫مدع ّوة ألن تستلم الحكم بعدهم‪.‬‬ ‫ابنتك أيضاً شاركت يف إخراج إحدى مرسحياتك‪ ،‬وكأنكم كالحكام‬ ‫تورثون أعاملكم ألبنائكم‪ ،‬أم أنه يشء مغاير؟‬ ‫ال‪ ،‬هذا يشء مختلف‪ ،‬فواحدة فقط من أبنايئ الخمسة هي التي أح ّبت‬ ‫ُ‬ ‫سمحت لها بالعمل معي‪ ،‬واملعروف‬ ‫العمل يف هذا املجال‪ ،‬ولوال موهبتها ملا‬ ‫قاس جداً يف موضوع العمل‪ ،‬فاملمثل إ ّما يعطي وأ ّما ال يعطي‪،‬‬ ‫عني أنني ٍ‬ ‫وأنا مل اقبل أن ُتخ ِرج ابنتي مرسحية يل إال بعد أن اقنعتني بعملها‪ ،‬وقد‬ ‫وح َ‬ ‫يك الكثري عن أنها أضافت يل شيئاً‪ ،‬لكنها اليوم تعمل‬ ‫نجحت يف ذلك‪ُ ،‬‬ ‫َ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬

‫يف الخارج‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ألديك الغصة عىل الشباب املهاجر‪ ،‬وابنتك من الذين هاجروا؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬فاوالدنا يهاجرون والوطن يفرغ من القدرات والطاقات اإلبداعية‪ ،‬وال‬ ‫يحس بوجع اآلخر‪ ،‬فاألغنياء بشكل عام واملتسلطني ال يشعرون أبداً بأمل‬ ‫أحد‬ ‫ّ‬ ‫ودجل‪ ،‬وللمتاجرة فقط‪ ،‬إذ يخرج‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫لسانهم‬ ‫عىل‬ ‫قال‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫الناس‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نائب أو وزير ليقول‪“ :‬أنا مع الشعب”‪ .‬لن أقول أن الجميع كذلك يك ال أكون‬ ‫فشل‪ ،‬ومنهم نجاح واكيم‬ ‫ظاملاً‪ ،‬ولكن كل َمن كان يتكلم بهذه الجذرية ِ‬ ‫والرئيس سليم الحص الذي كان من أنظف رؤساء الحكومات يف لبنان‪ .‬كل‬ ‫هؤالء أصبحوا خارج اللعبة ألنهم مل يدخلوا يف قصص املحادل الطائفية‬ ‫والدراهمية‪.‬‬

‫املقاومون متساوون‬ ‫يف العظمة واملجد أياً كان دينهم‬ ‫وكنت سابقاً‬ ‫َ‬ ‫نستعيد اليوم أيام النرص اإللهي يف حرب متوز (‪،)2006‬‬ ‫قد قد َ‬ ‫ّمت مرسحيتني بعنوان “الله يهدّك يا إرسائيل” و “عالحدود”‪ .‬ما هو‬ ‫مفهوم املقاومة لدى منري كرسواين‪ ،‬وكيف تنظر للمقاومني يف لبنان‬ ‫وفلسطني والجوالن؟‬ ‫كل شخص منا يقاوم يف مجال عمله‪ ،‬واملقاومة يجب أن تكون دامئاً‬ ‫ضد عدو واحد‪ ،‬أي العدو األسايس والحقيقي‪ .‬أما املشاكل الداخلية فت َُحل‬ ‫بني بعضنا البعض‪ ،‬فاملقاومة هي التي تص ّوب بندقيتها نحو العدو الخارجي‬ ‫والعدو األكرب الذي هو “إرسائيل”‪.‬‬ ‫أمل تفكر يوماً باالنخراط بني صفوف املقاومني‪ ،‬أم َ‬ ‫أنك وبطريقتك‪ ،‬تعترب‬ ‫مرسحياتك مقاومة؟!‬ ‫أنا ُ‬ ‫لست رجل حرب‪ ،‬وال أعرف كيفية استعامل السالح‪.‬‬ ‫رجل حرب؟ هل تعترب أن املقاوم الذي يواجه “إرسائيل” هو رجل حرب؟‬ ‫أقصد رجل حرب باملعنى العسكري‪ ،‬فنخوة هذا املقاوم والظروف املحيطة‬ ‫به‪ ،‬هي التي أجربته عىل حمل السالح للدفاع عن أرضه وعرضه وأهله‪ ،‬ونحن‬ ‫نج ّله ونحرتمه‪ ،‬وأعترب نفيس مقاوماً‪ ،‬وملتزم باملقاومة أ ّياً كان نوعها‪ ،‬فاملهم‬ ‫أن يتجه سالحها نحو “إرسائيل”‪ .‬املقاومة بالنسبة يل هي عمل رشيف‪،‬‬ ‫ويضحي بذاته للدفاع‬ ‫وأعتقد ان أعظم ما يف الوجود أن يهب اإلنسان نفسه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عن أح ّبائه‪ ،‬ويقدّم نفسه ذبيحة طاهرة للوطن‪.‬‬ ‫لقد كانت مرسحيتك “عالحدود” تكرمياً للمقاومة من منري كرسواين‪.‬‬ ‫ماذا تقول اليوم للمقاومني؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد كانت هدية للمقاومني يف حرب متوز مبناسبة هذا النرص العظيم‪.‬‬ ‫وأقول لهم‪“ :‬ان الله مع الصابرين واملجاهدين”‪ ،‬فهؤالء ُأ ُتوا القوة إما من الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬سواء كانوا مسيحيني أو مسلمني‪ ،‬وإ ّما من الفكرة‪ ،‬أي أن‬ ‫يكونوا رجال عقيدة‪ ،‬وإىل إي حزب انتموا‪ ،‬فهُم يقاتلون عن عقيدة‪ ،‬وبرأيي هم‬ ‫يتساوون بالعظمة واملجد أمام االستشهاد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلت أنهم متساوون‪ ،‬لكن البعض يتهم املقاومة يف لبنان بالطابع‬ ‫الديني الشيعي الطاغي عليها؟‬ ‫نعم وهذا صحيح‪ ،‬إنهم أغلبية شيعية‪ ،‬لكنّ هذا ال يضري كونهم مقاومة‪،‬‬ ‫وال يضري كونهم قدّموا آالف الشهداء يف الحرب‪ ،‬وهذا ال يعطينا الحق بأن نزيل‬ ‫عنها صفة املقاومة‪ ،‬فطاملا أن املقاوم يقدّم نفسه من أجل القضية سواء‬ ‫َ‬ ‫أكان درزي أو سنّي أو شيعي أو مسيحي‪ ،‬فإنه سيبقى “مقاوم”‪.‬‬ ‫هل يخاف منري كرسواين اليوم عىل لبنان بعد كل ما م ّر به يف‬ ‫السنوات املاضية؟ وما الرسالة التي يحاول توجيهها من خالل‬ ‫مرسحياته؟‬ ‫اليشء األهم اليوم أن نعلم كيف نحب بعضنا البعض‪ ،‬وأن نعي أن لبنان‬ ‫لكل اللبنانيني‪ ،‬وال أحد يريد أن يرمي اآلخر يف البحر‪ ،‬بل يجب أن نتعايش‬ ‫ونضع اليد باليد‪ ،‬ولتكن لعبة دميقراطية بكل بساطة‪ .‬بهذا املعنى‪ ،‬فلنحدّث‬ ‫قوانني االنتخاب لدينا‪ ،‬ونلجأ إىل قوانني العلمنة‪ ،‬فليس بالرضورة أن أربح‬ ‫عىل شخص “شيعي” ألنني “مسيحي”‪ ،‬هذا ما يقتل مستقبلنا ومستقبل‬

‫أوالدنا‪ ،‬فلنبتعد عن التقاتل وإذكاء روح الطائفية‪ ،‬فكلهم إخويت عىل مقاعد‬ ‫الدراسة‪ ،‬ورفاقي يف الوطن‪ ،‬كلهم خليط متامسك‪ ،‬وهناك وحدة حال فيام‬ ‫نوجه السالح لعدو واحد‪ ،‬فال يوجد عدو يف لبنان سوى‬ ‫بينهم‪ .‬ثانياً‪ ،‬يجب أن ّ‬ ‫الجهل والطائفية‪ ،‬والعدو األكرب هو العدو اإلرسائييل‪.‬‬

‫القضية الفلسطينية قضية حق‬ ‫ملاذا اخرتت أن تكون ممث ًال لحالة الشعب وغضبهم عىل املسؤولني‪،‬‬ ‫هل ألنك مواطن يعيش الحالة نفسها‪ ،‬أم ألن هذا ما يتطلبه عملك يك‬ ‫يتفاعل الجمهور معك؟‬ ‫سألت هذا السؤال ألي فنان‪ ،‬فإنه حت ًام سيدافع عن نفسه ويقول أنه‬ ‫إذا‬ ‫ِ‬ ‫تقدّمي أو يساري أو معارض ألنه من الشعب وإىل الشعب يعود‪ .‬أنا ال أتكلم‬ ‫عن نفيس‪ ،‬بل أترك الكالم للشعب وليتكلم التاريخ عن أعاملنا‪ .‬كل إنسان‬ ‫لديه خط يف الحياة‪ ،‬سواء كان خط فلسفي أو نضايل أو اي منط حياة‪ .‬فأنا‬ ‫بدأت حيايت يف الجبهة الشعبية‪ ،‬تأثرت بالثورة والقضية الفلسطينية ألنها‬ ‫ُ‬ ‫أيقنت أنني يجب أن أكون إىل جانب الحق تش ّبهاً مبع ّلمي‬ ‫قضية حق‪ ،‬وقد‬ ‫“يسوع املسيح” الذي كان دامئاً إىل جانب الحق‪ .‬أنا ارفض مقولة “أنرص أخاك‬ ‫ظاملاً أو مظلوماً”‪ ،‬فام يجب أن نكون إىل جانبه هو الحق‪ .‬ليس العرب هم‬ ‫َمن قتلوا اليهود يف دير البقر وجنني وغزة منذ ما قبل ‪ ،1948‬عندما كانوا‬ ‫هجروا‬ ‫يقتلون املرأة الحامل وطفلها يف أحشائها‪ ،‬واستمروا يف القتل حتى ّ‬ ‫العرب‪ ،‬إذاً عىل اإلرسائيليني تح ّمل ِوز َر ظلمهم‪ .‬بالنسبة يل‪ ،‬لدي خط واحد‬ ‫وقد التزمت به منذ البدء‪ ،‬وال أقبل أن أنقل السالح من كتف إىل آخر‪ ،‬لكنني‬ ‫مل التزم بأي حزب‪ ،‬فخطي خط عرويب ال أحيد عنه وعن القضايا العربية‬ ‫املحقة‪ .‬أما بالنسبة لوطني‪ ،‬فأخويت فيه هم فقط الناس العاديني‪ ،‬الشعب‬ ‫البسيط‪ ،‬وكل منزل يف لبنان هو منزيل‪ .‬أما األغنياء فهم أعداء الشعب‪ .‬لقد‬

‫‪85‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب ثقايف‬

‫منرب ثقايف‪/‬مقابلة‬ ‫كانت رسالتي واضحة‪ ،‬تأ ّملوا أ ّيها الناس ماذا جرى يف حرب متوز؟ أمل يحضن‬ ‫لبنان بأكمله كل النازحني من أهل الجنوب‪ ،‬بدءاً من املختارة وبعقلني‪ ،‬إىل‬ ‫برشي وزغرتا‪ ،‬إىل طرابلس وأقىص الشامل‪ ،‬إيل بريوت والصنائع وجبل لبنان‬ ‫بأكمله‪ .‬هذا املوقف املجيد والعظيم يجب أن ال ٌينىس‪ ،‬فهذا لبنان الحقيقي‬ ‫الذي يجب أن يعود‪ .‬لبنان العلم والحضارة‪ ،‬والقلب الواحد النابض‪ ،‬لبنان ثقافة‬ ‫الخمسة آالف سنة من قبل امليالد‪ .‬لديّ أمل بأننا نستطيع إعادة بناء لبنان‪،‬‬ ‫وإن مل يكن عىل أيدينا فعىل أيدي أبنائنا‪ .‬فالعلم أعظم إنجاز ميكن أن ننجزه‬ ‫لنحافظ عىل ثقافتنا‪ ،‬فثقافتنا غري ثقافة املخدرات‪ .‬أنا أعبد لبنان‪ ،‬وآمل أن‬ ‫يأيت اليوم الذي نستطيع فيه تخفيف الوجع املوجود لدى الناس‪ ،‬وحتى اآلن‬ ‫أنا مل أغ ِنت من الفن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كنت تتكلم عن العرب‪ ،‬أال تعترب أنهم تخاذلوا ضد القضية العربية‬ ‫وسمحوا لليهود بإقامة كيانهم عىل أرض فلسطني؟ واستكملوا ذلك‬ ‫يف الحروب‪ ،‬وكان ذلك واضحاً يف حريب متوز وغزة؟‬ ‫هنا ال بد من التمييز بني شيئني‪ :‬أوالً الفلسطينيون مل يبيعوا أرضهم‬ ‫ّ‬ ‫وغض‬ ‫بل أكرهُ وا كرهاً عىل التهجري تحت العنف املد ّبر من اليهود نفسهم‪،‬‬ ‫نظر عصبة األمم املتحدة آنذاك‪ ،‬عن الجرائم التي كانوا يرتكبونها‪ ،‬حتى قتَلوا‬ ‫ممثيل عصبة األمم وممثيل األمم املتحدة فيام بعد‪ ،‬مثل “الكونت برنادوت” الذي‬ ‫أىت كمندوب من األمم املتحدة إىل فلسطني والهدف عدم تهويد القدس‪ .‬إذاً‬ ‫وهجرت الناس بالخوف‬ ‫املؤامرة هي مؤامرة إرسائيلية انتزعت األرض بالقوة‬ ‫ّ‬ ‫والرتهيب‪ .‬لكنّ العرب خاضوا فيام بعد حروباً غري متكافئة‪ ،‬بدءاً من حرب‬ ‫قناة السويس‪ ،‬ووصوالً إىل حرب ‪ 1976‬التي كانت حرباً مد ّمرة للعرب‪ ،‬ثم‬ ‫انتفض العرب بعدها وقاموا بحرب ‪ 1973‬وكانت حرباً مجيدة‪ ،‬انترص العرب‬ ‫فيها‪ ،‬لكن ولوال دخول الغرب وبالتحديد أمريكا عىل خط الحرب‪ ،‬لكانت‬ ‫“إرسائيل” قد سقطت‪.‬‬ ‫لكن كثريون تحدّثوا عن تخاذل للحكام العرب تجاه هذه القضية؟‬ ‫الظاهر اليوم‪ ،‬أن القضية الفلسطينية ال تخص هؤالء‪ ،‬فالحكام العرب‬ ‫يه ّمهم كرة القدم والرقص الرشقي ورصف األموال عىل العهر‪ ،‬وتح ّولوا عن‬ ‫القضية الفلسطينية‪ .‬لقد أقاموا من األموال قصوراً وجاهاً وشعبهم ميوت‬ ‫من الجوع والفقر‪ .‬هم فقط ينتظرون يك تحصل الحرب ضدّنا لريسلوا إلينا‬ ‫املساعدات البسيطة مام ُ‬ ‫فض َل من أموالهم وجاههم وبذخهم‪.‬‬

‫املرسح مدرسة وتربية‪..‬‬ ‫وهو مرآة تعكس الواقع‬

‫مهرجان القلعة والوادي للثقافة والفنون يشعل شمعته الخامسة‬

‫لندخل قلي ًال يف العمل الكوميدي‪ ،‬هل تعترب أن الكوميديا الساخرة‬ ‫تشكل مخرجاً من اآلالم؟‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وتضخمه عىل‬ ‫ليس بهذه السهولة‪ ،‬فالكوميديا تتناول عيبا من العيوب‬ ‫خشبة املرسح‪ ،‬وهنا تقع عملية التح ّول من ِق َبل املتل ّقي عند رؤية هذه‬ ‫النامذج املرسحية عىل خشبة املرسح‪ ،‬وبقدر ما تكون ناجحة‪ ،‬بقدر ما يكون‬ ‫الفعل أعظم‪ .‬وبقدر ما يكون الرصاع بني الشخصيات قريبا من الرصاع الذي‬ ‫يدور يف الحياة ضمن العائلة الواحدة خاصة‪ .‬فالرصاع بني الحديث والقديم‪،‬‬ ‫وبني أفراد العائلة الواحدة وغريها‪ ،‬كلها مواضيع دقيقة جداً وعىل املرسح‬ ‫يجسدها ليضع اإلصبع عىل الجرح‪ ،‬وبقدر ما يتمكن من الوصول إىل‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫الجرح بطريقة ذكية‪ ،‬وكالم ُمنتقى ومشهد جميل‪ ،‬مستخدماً كل معطيات‬ ‫املرسح‪ ،‬ولغة الشخصيات بحسب مكانتها‪ ،‬بقدر ما يكون العمل املرسحي‬ ‫ناجحاً وفاع ًال‪ .‬من هنا ُتعترب الكوميديا من أخطر األسلحة‪ ،‬وهنا تكمن أهمية‬ ‫املرسح يف نقل صورة ثقافية حضارية عن املجتمع‪ ،‬لذلك يتساءل الناس إذا‬ ‫كان املرسح موجوداً يف لبنان‪ .‬املرسح مرآة‪ ،‬وليس بالرضورة أن يعكس الواقع‪،‬‬ ‫فهو أحياناً‬ ‫ّ‬ ‫يضخمه‪ ،‬لكنه يساهم يف تغيري اإلنسان من الداخل وهذه هي‬ ‫العملية الثقافية املهمة‪ ،‬هذا هو الفعل الذي يحدثه املرسح من االحرتاق‬ ‫الحاصل بني املشاهد وبني ما يجري عىل خشبة املرسح‪ ،‬فيتعاطف املشاهد‬ ‫مع الفتاة املظلومة إذا كانت مظلومة‪ ،‬وينبذ الخسيس‪ .‬إذاً املرسح مدرسة‬ ‫وتربية وخاصة املرسح الكوميدي‪.‬‬ ‫ا ّيهام األسهل برأيك‪ ،‬الكوميديا أم الرتاجيديا‪ ،‬وأيهام األقرب إىل منري‬ ‫كرسواين؟‬ ‫االثنان بنفس األهمية‪ ،‬إمنا للكوميديا أسلوب‪ ،‬وللرتاجيديا آخر‪ .‬وكوين‬ ‫كاتباً‪ ،‬فطبعي كوميدي ولذلك أخلط كثرياً بني الرتاجيديا والكوميديا يف‬ ‫يتوسل أسلوباً معيناً‪ ،‬فأسلوب‬ ‫مرسحيايت‪ .‬فال فصل بينهام‪ ،‬لكنّ كل نوع‬ ‫ّ‬ ‫الكوميديا هو السخرية والته ّكم من األوضاع الشاذة‪ ،‬أما الرتاجيديا فتتناول‬ ‫املوضوع نفسه إمنا تشدد عىل املشاعر النبيلة للشخصيات‪ .‬لكنّ االثنان‬ ‫يلزمهام حبكة وتصاعد درامي وتشويق‪ ،‬وهذا ما أعلمه دامئاً لتالميذي‪.‬‬ ‫هل تح ّبذ فكرة مشاركة تالمذتك يف إحدى مرسحياتك؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬وقد شاركوا أيضاً يف مرسحية يل أقمتها لألطفال‪ ،‬وأيضاً يف‬ ‫مرسحية “عالحدود”‪ .‬وأنا أعطيهم من قلبي‪ ،‬إذ يجب أن نعطي الطالب كل‬ ‫يشء‪ ،‬لنع ّوض عليه سنني الحرب والتهجري‪.‬‬ ‫قدّمت الكثري للمرسح‪ .‬أتعتقد أن منري كرسواين لديه بعد الكثري‬ ‫ليعطيه للفن؟‬ ‫بالرغم من كل التعب والنضال منذ البدء‪ ،‬فأنا نذرت نفيس لعميل والجميع‬ ‫يعرتفون مبوهبتي‪ ،‬وأنا أنتقد ذايت دامئاً وأحاول تحسني أدايئ يف كل شخصية‬ ‫ضمن مرسحيايت‪ ،‬من “اسامعيل” إىل “الشلمسطي” إىل “حكم قراقوش”‬ ‫اليوم‪ ،‬وقبلها “مواطن عمومي” و “بن مرضان الحسداين” مع الفنان الياس‬ ‫الرحباين وغريها‪ ،‬وأحاول دامئاً أن اخرج من جلدي ألقدّم كل جديد‪ .‬صحيح‬ ‫ُ‬ ‫تعبت يف عميل‪ ،‬وقد رافقت الناس يف ه ّمهم السيايس واالجتامعي‬ ‫أنني‬ ‫والوجودي‪ ،‬لكن هذا ليس كافياً فالطموح يزيد لديّ لتقديم اشياء جديدة‪.‬‬ ‫ما رس هذا الشغف الكبري املوجود لدى منري كرسواين خالل تأدية دوره‬ ‫يف املرسحيات؟‬ ‫املمثل يجب أن ميأل الدور‪ ،‬وأنا كمؤلف مرسحي بحاجة ملَنْ ميأل الدور‬ ‫ألنني احفره بأصابعي‪ ،‬وعندما أكون عىل املرسح أنىس نفيس وأخرج من‬ ‫شخصيتي الحقيقية وال أفكر بـ”األنا الشخيص”‪ .‬املرسح هو محور حياة‬ ‫الفنان‪ ،‬ويجب العمل عليه وإال سيكون فاكهة‪ .‬واملمثل طفل بطبيعته‪ ،‬وهو‬ ‫بعيد عن أمور الدنيا وعن الطائفية وكل األشياء الصغرية التافهة‪ .‬هو إنسان‬ ‫متج ّرد‪ ،‬رومانيس وحامل‬ ‫بالجامل‪ ،‬إنسان تغيريي ثوري‪ ،‬وإذا مل يكن كذلك فهو ليس فناناً‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬سايل نوفل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪86‬‬

‫محافظ حمص ‪ :‬عامل جذب سياحي‬ ‫وهو األهم في الوطن العربي‬

‫يف أجواء احتفالية بالغة الروعة والتنظيم‪،‬‬ ‫وأجواء صيفية فائقة الجامل‪ ،‬وحضور رسمي‬ ‫وشعبي من كافة أنحاء سوريا والدول املجاورة‪،‬‬ ‫أضفت عىل املهرجان بهجة وروعة وجامل ‪..‬‬ ‫وعىل مدرج قلعة الحصن أشعلت محافظة‬ ‫حمص شمعة مهرجانها الخامس‪ ،‬حيث افتتح‬ ‫محمد إياد غزال محافظ حمص فعاليات الدورة‬ ‫الخامسة ملهرجان القلعة والوادي‪ ،‬واصفاً إياه‬ ‫باملهرجان األهم يف سوريا والوطن العريب لتميزه‬ ‫بالتنظيم ومعايري األداء املتكامل‪ ،‬وتوفر أسباب‬ ‫النجاح ليأيت مهرجانا شامال متنوعا يف مجاالت‬ ‫الثقافة والفنون والرتفيه لكافة رشائح املجتمع‪،‬‬ ‫كام أنه عامل جذب سياحي‪ ‬يعرب عن األهمية‬ ‫التاريخية و األثرية ملنطقة تفردت بطبيعتها‬ ‫الجميلة والخالبة‪.‬‬ ‫رئيس مجلس جامعة الحواش الخاصة يكرم اعضاء امللتقى االعالمي‬ ‫ويف معرض فعاليات املهرجان افتتح السيدان‬ ‫محسن بالل وزير اإلعالم‪ ،‬و النائب اللبناين الدكتور حسني الحاج حسن امللتقى تشهده دمشق مؤخرا‪ ،‬مؤكداً أن الشعب السوري بجميع فئاته وقف إىل‬ ‫اإلعالمي عىل مدرج جامعة الحواش‪ ،‬الذي ضم عددا من املحارضات والندوات جانب املقاومة يف لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬مشريا إىل أن ما تعرضت له‬ ‫تناولت عناوين وإشكاليات ثقافية بدأها وزير اإلعالم بافتتاحه للملتقى الذي سورية من ضغوط من عدة قوى وجهات خارجية‪ ،‬بهدف‪ ‬إضعافها سياسيا‬ ‫أكد فيه أن سورية البلد الوحيد يف العامل الذي كرس الحصار ومزق العزلة واقتصاديا‪ ‬قلام متر عىل بلد ويبقى صامدا‪ ‬كام بقيت سورية‪ ،‬وذلك بفضل‬ ‫املفروضة عليه من الدول املتغطرسة‪ ،‬بفضل الرؤية الثاقبة للرئيس بشار وقفة الشعب السوري كرجل واحد يف وجه املؤامرات‪ ‬الغربية‪ .‬وقد ودعا‪ ‬‬ ‫األسد‪ ،‬الذي أثبت أن الوحدة الوطنية للشعب السوري بجميع أطيافه كانت د‪ .‬بالل ليكون اإلعالم‪ ‬صوتا للحق وناقال للحقيقة‪ ،‬مشددا عىل رضورة‬ ‫ومازالت السالح األقوى يف مواجهة املعسكر الغريب‪ ،‬الفتا إىل اعرتاف دول التصدي لإلعالم الغريب الذي مارس دور املحرض عىل الكراهية والعنرصية‬ ‫العامل الغريب اليوم بأن‪ ‬سورية‪ ‬هي مفتاح السالم والحل واألمن واالستقرار ضد املسلمني‪.‬‬ ‫كام كان لإلعالمي غسان بن جدو محارضة تحدث فيها عن اإلعالم العريب‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬مستدال بذلك عىل الحراك الدبلومايس والسيايس الذي‬ ‫بني األولويات الوطنية واألجندة السياسية‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل انحيازه لقضايا الحريات وحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫مؤكدا عىل‪ ‬ميوله‪ ‬املتمردة منذ ريعان الشباب‬ ‫يف بلده تونس‪ ،‬موضحا أن زيادة خربته يف العمل‬ ‫ّ‬ ‫يفضل فيها االستقرار‬ ‫والحياة أوصلته إىل قناعة‬ ‫عىل الحرية مع الحفاظ عىل الحد األدىن منها‪ ،‬وأشار‬ ‫بن جدو أن اإلعالم الحر كذبة كربى‪ ،‬مؤكداً امتالك‬ ‫املؤسسات اإلعالمية لتوجهات وأطر وأجندات‪ ‬‬ ‫بناء عىل رغبة املمول لهذه السياسة اإلعالمية‬ ‫التي يرغب بالتقيد بها‪ .‬فيام تحدث اإلعالمي جورج‬ ‫قرداحي عن اإلعالم املنوع بني الرتفيه والفائدة‬ ‫متحدثاً عن الرصاع الدائر بني دعاة اإلعالم الجاد‬ ‫والرتفيهي موضحاً قناعته بنظرية «كام تكونوا‬ ‫يكون إعالمكم « مفرساً ذلك برضورة أن يكون‬ ‫اإلعالم مرآة للمجتمع وليس العكس « فال يجوز‬ ‫أن تفرض عىل الناس شيئاً «‪ ،‬وخص بالحديث‬ ‫الوزير بالل يكرم النائب الحاج حسن‬

‫‪87‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب صحة‬

‫منرب ثقايف‬ ‫وسائل اإلعالم غري املوجهة أي غري الرسمية‪،‬‬ ‫وقدّم قرداحي األدلة الدامغة عىل واقعية نظريته‬ ‫املذكورة من خالل رسده للتجربة التي خاضها‬ ‫مديراً إلذاعة ( ‪ ،) FM-mbc‬كاشفاً عن نيته تقديم‬ ‫برنامج سيايس‪ ،‬متمنياً أن يكون أول ضيوفه‬ ‫السيد الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫كام استضاف امللتقى الدكتور أحمد بدر الدين‬ ‫حسون مفتي الجمهورية‪ ،‬الذي كانت له مداخلة‬ ‫تضمنت الكثري من معاين التسامح والعيش‪ ‬‬ ‫السلمي الذي تحتضنه سورية‪ ،‬يف محارضة حول‬ ‫(‪ ‬اإلله الواحد والدين والحضارة الواحدة محاضن‬ ‫لإلنسان)‪ ،‬حيث تحدث عن وجود دين واحد وإله واحد‬ ‫ورشائع متعددة‪ ،‬وهذه فكرة قدمية بدأها فالسفة‬ ‫كبار قبل املسيحية واإلسالم‪ ،‬مشرياً إىل تكامل‬ ‫األديان والكتب املقدسة‪ ،‬مشدداً عىل رضورة بناء‬ ‫اإلنسان‪ ،‬متسائ ًال عن الفائدة من بناء املساجد‬ ‫ً‬ ‫واملعابد إذا نسينا العابد والساجد‪ ،‬مؤكدا الحق جانب من الحضور‬ ‫بالقتال للحصول عىل الحرية‪ ،‬ولكن من غري‬ ‫املسموح أن تقاتل لتغيري دين اآلخرين‪ ،‬فالدين‬ ‫بالصدر وليس بالعمل الظاهر‪ ،‬وقد وجد لخدمة اإلنسان الذي فضله عىل‬ ‫الدين مام أثار حفيظة الكثري من رجال الدين مربراً ذلك بأن اإلنسان خلق‬ ‫أوالً ثم جاء الدين ليحافظ عىل اإلنسان‪ ،‬معتربا أن تعدد الرشائع تعني‬ ‫السعة يف الحياة وليس الضيق كام يظن البعض‪ ،‬وبالتايل تعدد الثقافات‬ ‫التي تصب يف الحضارة اإلنسانية‪ ،‬الفتا إىل أن هذه النقطة كانت مكمن‬ ‫الخطيئة األمريكية عندما جاءت بالعوملة التي تفرض من خاللها منتجها‬ ‫الثقايف والسيايس عىل شعوب األرض‪ ،‬رافضا فكرة حوار األديان‪ ،‬ألن األديان‬ ‫ال تتحاور بل تتكامل‪ ،‬إمنا هو حوار ثقافات و شعوب‪ ،‬محذراً من أمور ثالث‬ ‫هي رصاع الحضارات والعوملة ورصاع األديان‪ ،‬مشرياً إىل أننا بحاجة الستثامر‬ ‫ما وصلنا إليه من مواقف سياسية خارجية واستخدامها دينياً وثقافياً‬ ‫واجتامعياً لنوصل للعامل أننا شعب ال يتغري وال يتلون‪.‬‬ ‫مشرياً إىل أن سورية تصهر كل ثقافات العامل وال تنصهر يف غريها‪،‬‬ ‫وأنها استفادت من مفاهيم االشرتاكية والعلامنية مبا يتناسب مع ثقافاتنا‪،‬‬ ‫وأن الله اختار سورية أرض بالد الشام لتكون أرض الديانات الساموية‪ ،‬وبلد‬ ‫جميع األنبياء‪ ،‬فسورية اختارها الله ومل نخرتها نحن‪ ،‬وأكد عىل أهمية‬ ‫بناء العقيدة منذ الطفولة‪ ،‬واالنتباه أال يفقد أبناؤنا هويتهم‪ ،‬داعياً جيل‬ ‫مفتي سوريا الدكتور بدر حسون‬ ‫الشباب إىل عدم الهجرة واالنبهار مبغريات الحضارة األوربية‪ ،‬فإنهم ببالدهم‬ ‫إنسان‪ ،‬وخارجها رقم للنسيان‪.‬‬ ‫فيام كان لوزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا يف مركز مرمريتا‬ ‫الثقايف محارضة تناول فيها ثقافة التعددية و االعتدال‪ ‬السائدة يف‬ ‫سورية‪ ،‬األمر الذي جعلها‪ ‬مدرسة تعلم أصول الوسطية اإلسالمية‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل ذلك بطلب بريطاين وآخر سنغافوري لجهات سورية ليك تعلم الجاليات‬ ‫لدى البلدين اإلسالم املعتدل‪ ،‬وأضاف وزير الثقافة أن التعددية التي تعيشها‬ ‫سورية تجعلها مرشحة ثقافيا وفكريا للعب دور مؤثر يف املنطقة لتقدمها‬ ‫يف ثقافة االعتدال واتساع رؤيتها لآلخر‪ .‬مشرياً إىل الشباب السوري يف‬ ‫املغرتب القادر عىل إثبات ذاته‪ ،‬مشريا إىل أن معظم الشباب السوري يف‬ ‫جالياتنا من (التكنوقراط) أي الخرباء املتميزين باختصاصاتهم‪ ،‬معلناً عن‬ ‫وجود نحو ‪ 50‬ألف طبيب ومهندس‪ ‬سوري يف أوروبا‪.‬‬

‫‪ ‬متابعة مكتب دمشق‬ ‫عبد السالم األحمد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪88‬‬

‫اإلعالمي جورج قرداحي‬

‫القهوة‪..‬‬

‫ضمادة‬

‫اإلساءة الجسدية‬

‫عالج َ‬ ‫الخرف‬

‫للجروح الداخلية‬

‫تسبب السرطان‬

‫أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن القهوة‬ ‫مبا تحتويه من مادة الكافيني توقف فقدان‬ ‫الذاكرة عند اإلصابة مبرض خرف الشيخوخة‬ ‫“الزهامير”‪ .‬وتبني من خالل الدراسة التي أجراها‬ ‫باحثون من مركز أبحاث مرض “الزهامير” يف‬ ‫جامعة “ساوث فلوريدا” األمريكية عىل‬ ‫فرئان‪ ،‬أن مادة الكافيني املنبهة ق ّللت لدى‬ ‫الفرئان الربوتني املسؤول عن الزهامير سواء‬ ‫يف املخ أو الدم بشكل كبري‪.‬‬

‫إطحني قد ما فييك!‬ ‫وقال “جاري أرينداش” املرشف عىل الدراسة‬ ‫يف بيان أصدره مركز األبحاث “املعلومات‬ ‫الحديثة تؤكد أن الكافيني من املمكن أن‬ ‫يكون عالجا متطورا ألمراض الزهامير وليس‬ ‫مجرد اسرتاتيجية وقائية”‪ .‬مؤكدا أهميته‬ ‫بالنسبة ملعظم الناس كامدة آمنة للتنبيه‬ ‫فالـ”الكافيني يصل برسعة إىل املخ ويبدو‬ ‫أنه يؤثر عىل املرض بشكل مبارش”‪.‬‬ ‫وقام الباحثون بتغيري مجموعة العوامل‬ ‫الوراثية “الجنيوم” لدى (‪ )55‬من فرئان‬ ‫التجارب ترتاوح أعامرها بني ‪ 81‬و‪ 91‬شهرا‪،‬‬ ‫لتظهر عليها أعراض مشابهة ملرض الزهامير‬ ‫التي يصاب بها أشخاص يف سن السبعني‪.‬‬ ‫وأعطى فريق البحث نصف الفرئان كمية‬ ‫الكافيني التي تحتوي خمسة فناجني من‬ ‫القهوة األمريكية يوميا عىل مدار شهرين‪،‬‬ ‫بينام تناول النصف اآلخر مياها فقط‪.‬‬ ‫وتبني من خالل التجربة أن الفرئان التي‬ ‫تناولت القهوة كان أداؤها يف اختبار الذاكرة‬ ‫أفضل بكثري من الفرئان التي تناولت املياه‪.‬‬ ‫وأكد الباحثون أن قدرات التذكر لدى الفرئان‬ ‫التي تناولت القهوة مل تختلف عن قدرات‬ ‫الفرئان التي مل تتغري مجموعة عواملها‬ ‫الوراثية‪.‬‬

‫أعلن فريق أبحاث ياباين يف جامعة‬ ‫“واسيدا” عن ابتكار ضامدة اصطناعية‬ ‫شبه شفافة ورقيقة للجروح الداخلية‪،‬‬ ‫تختفي وحدها إذ “ميتصها” الجسم‪.‬‬ ‫والضامدة عبارة عن غشاء شبه شفاف‬ ‫سامكته (‪ )75‬نانومرتا (‪ )75‬جزءا من مليار‬ ‫من املرت” يستخدم لتضميد الجروح الداخلية‬ ‫العرضية خالل العمليات الجراحية مثال‪،‬‬ ‫حتى يلتئم الجرح طبيعيا‪.‬‬

‫يبدو أن البالغني الذين يعاملون بفظاظة‬ ‫خالل طفولتهم هم أكرث عرضة لإلصابة‬ ‫بالرسطان من نظرائهم الذين ال يتعرضون‬ ‫ملثل هذه اإلساءات‪ ،‬وذلك حسب وكالة “يو‬ ‫يب أي”‪ .‬وقال الباحثون يف جامعة “تورنتو” إن‬ ‫اإلساءة خالل مرحلة الطفولة قد تزيد خطر‬ ‫اإلصابة باملرض بحوايل ‪ %94‬خالل مرحلة‬ ‫البلوغ‪ ،‬وذلك بعد األخذ يف االعتبار عوامل‬ ‫واالقتصادية‬ ‫االجتامعية‬ ‫األوضاع‬ ‫مثل‬ ‫والتدخني ورشب الكحول وقلة النشاطات‬ ‫البدنية‪.‬‬

‫وأعلن الربفيسور “توشينوري فوجييه”‬ ‫أحد اعضاء الفريق الذي أعد االبتكار “أنها‬ ‫أرق ضامدة الصقة يف العامل”‪ .‬وتصنع‬ ‫هذه الطبقة من “الشيتوسان” وهي مادة‬ ‫مصنعة من جزيئات “الشيتني” املستخرجة‬ ‫من قوقعة “السلطعون” ممزوجة مع نوع من‬ ‫الهالم املستخرج من الطحالب‪ .‬وتساعد‬ ‫مادتا “الشيتني والشيتوسان” املستخدمتان‬ ‫لدى الرشكات املتخصصة يف األلياف‬ ‫النسيجية عىل التئام الجروح وال تسببان‬ ‫الحساسية‪.‬‬ ‫والضامدة الجديدة تتميز بليونتها “فهي‬ ‫تأخذ شكل العضو املصاب وتثبت عليه دون‬ ‫الحاجة إىل مادة الصقة”‪ .‬وقد أجريت تجارب‬ ‫عدة عىل هذه الضامدات حيث تم تضميد‬ ‫جرح طوله (‪ )6‬ملم عىل رئة كلب مبساعدة‬ ‫مربع ضلعه (‪ )2‬سنتم من املادة الجديدة‪.‬‬ ‫كانت النتيجة زوال الجرح يف غضون شهر‬ ‫“دون ترك أي أثر”‪ .‬هذا ويأمل الفريق بإجراء‬ ‫تجارب عىل اإلنسان خالل ثالث سنوات‬ ‫قادمة‪.‬‬

‫عوامل نفسية تفرس العالقة‬ ‫بني الرسطان واإلساءة!‬

‫شوي وبتصري أحسن!‬

‫‪89‬‬

‫وقالت الباحثة سارة “برننستول” أن عدداً‬ ‫من العوامل النفسية واالجتامعية ميكن أن‬ ‫ترشح طبيعة العالقة بني اإلساءة الجسدية‬ ‫والرسطان‪.‬‬ ‫الطفولة‬ ‫خالل‬ ‫لألشخاص‬ ‫وأضافت أن هناك حاجة إلجراء املزيد من‬ ‫االستقصاءات ملعرفة االختالل يف عملية‬ ‫إنتاج الكورتيزل وهو هرمون منشط ينظم‬ ‫ضغط الدم ووظيفة القلب الوعائية وجهاز‬ ‫املناعة‪.‬‬ ‫وقال الباحث “إيسمي فولور طومسون”‬ ‫من جامعة “تورنتو “ “من الرضوري جداً‬ ‫أن يدرك األطباء األخطار التي ترتافق مع‬ ‫اإلصابة مبرض الرسطان‪ ،‬وهذه الدراسة‬ ‫توفر معلومات مهمة وجديدة حول ارتباط‬ ‫اإلساءة لألطفال يف مراحل النمو املبكرة‬ ‫مبرض الرسطان”‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬راوية أبوذياب‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب مناطق‬

‫طرطوس تتأرجح بين عبق وروعة الماضي ‪...‬‬ ‫ورونق وبهجة الحاضر‬ ‫قبل الدخول يف لغة األرقام و األعداد ال بد من القول إن طرطوس ‪:‬‬ ‫هذه املحافظة الرائعة و الوادعة و الهادئة ‪ ،‬ليست فقط هذا اللون األزرق‬ ‫الكحيل املرشب بسحر الغروب ‪ ..‬وال السامء الرصاصية املتفتحة عىل كل‬ ‫الجهات ‪ ..‬وال األصداء املخرضة بالعشب واألشجار و اآلثار املعتقة بدنان األرض‬ ‫‪ ..‬وال القرن و البلديات املتناثرة كحبات املاس عىل جيد السفوح و الجبال ‪ ..‬بل‬ ‫هي كل ما ورد معا ً لتكون قطعة متفردة الجامل و الحضارة ‪.‬‬ ‫فلقد وهب الله محافظة طرطوس ميزات سياحية وأثرية وطبيعة‬ ‫جعلتها تحتل مكانة الصدارة من الوجهة السياحية ففيها من اآلثار أقدمها‬ ‫وأكرثها عددا ً ومن املواقع الطبيعية الجميلة ما قل نظريه ‪.‬‬ ‫منرب التوحيد تحاور السيد عيل درويش مدير السياحة بطرطوس لإلطالع‬ ‫عىل أرسار طرطوس السياحية و الطبيعة الساحرة وفك ألغاز الحب اإللهي‬ ‫لهذه البقعة من األرض‪.‬‬ ‫حبا الله مدينة طرطوس جامال ً فريدا ً جمع بني البحر و الجبل و السهل‬ ‫و الوادي لرييض جميع األذواق القاصدة طرطوس للسياحة فامذا تحدثنا‬ ‫عن أهمية طرطوس السياحية ؟‬ ‫تقع محافظة طرطوس عىل الشاطئ الجنويب الغريب للقطر العريب‬ ‫السوري ومتتد حوايل ‪ 80‬كم عىل ساحل البحر األبيض املتوسط من‬ ‫بانياس شامال ً حتى الحدود اللبنانية جنوبا ً ‪ ،‬مساحتها زهاء ألفي كم‪2‬‬ ‫وتنترش عىل طول الشاطئ العديد من املنشآت السياحية املتنوعة ذات‬ ‫املستويات املختلفة التي تلبي جميع األذواق ‪ ،‬ويرتبط الشاطئ السوري ويف‬ ‫طرطوس تحديداً بشبكة مواصالت ممتازة ‪ ،‬حيث يسهل الوصول إليها وتتميز‬ ‫مبدينتها القدمية التي تضم بناء الدونجون وكنيسة القلعة و قاعة التيجان‬ ‫وقاعة الفرسان واألسوار ومتحف طرطوس ( الكاتدرائية ) التي بنيت يف‬ ‫زمن قسطنطني الكبري بأبعاد ( ‪ 34,540‬م) وارتفاعها ‪ 7‬م وهي ذات ثالثة‬ ‫مداخل ولها أهمية دينية ألن القديس لوقا رسم فيها أيقونة مريم العذراء‬ ‫‪ ،‬وبطرس أقام فيها القداس االحتفايل األول فلقد وهب الله هذه املحافظة‬ ‫خريات سياحية وأثرية وطبيعة جعلتها تحتل مكان الصدارة من الوجهة‬ ‫السياحية ‪ ،‬ففيها من اآلثار أقدمها وأكرثها عددا ً ومن املواقع الطبيعية‬ ‫ما ال مثيل له ‪.‬‬ ‫إنها تجمع بني روعة املايض بآثارها املهيبة الفائضة يف القدم وبهجة‬ ‫ومناخها‬ ‫الحارض مبدينتها املعارصة الراهنة وطبيعتها الجميلة الساحرة‬ ‫املتوسطي املعتدل ‪.‬‬ ‫أكرث ما يلفت انتباه السائح يف طرطوس كرثة مواقع االصطياف‬ ‫املهمة التي تتمتع بها محافظة طرطوس حبذا لو تحدثنا عن أهم هذه‬ ‫املواقع السياحية ؟‬ ‫تضم طرطوس منشآت سياحية عديدة عىل الشاطئ ويف الجبال املحيطة‬ ‫باملدينة أهمها يف املدينة املنارة ـ سواري ـ املشوار ـ اليمق ـ الخواجا ـ‬ ‫كولدن فيش ـ همسات البحر ـ األمواج ـ الناعورة ـ فنق برج الشاهني ـ‬ ‫فندق طرطوس الكبري ـ فندق البحر ـ ومواقع مميزة يف الريف منها املشتى‬ ‫ـ الكفارين ـ مغارة الضوايات ـ الدريكيش – مبحرص ـ مغارة بيت الوادي ـ‬ ‫نبع الدلبة ـ غابة النبي متى ـ النبي صالح ـ مواقع عني مريزة عىل بحرية‬ ‫الباسل ـ بصرية ـ الشيخ بدر ـ الديرون ـ مغارة جوعيت ـ بحرية سد الباسل‬ ‫ـ بحرية سد خليفة ـ بحرية الصوراين ـ عني املسقى ـ غابة رسستان ـ‬ ‫القدموس وغريها الكثري الكثري ‪.‬‬

‫مدير سياحة طرطوس عيل درويش‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪90‬‬

‫ً وملاذا‬

‫أهم املواقع يف املحافظة األكرث ارتيادا‬ ‫يقصدها السياح دون غريها؟‬ ‫منطقة عمريت األثرية ‪ ،‬تقع جنوب طرطوس‬ ‫عىل بعد ‪ 7‬كم وتعترب من أبرز املدن األثرية‬ ‫عىل الساحل السوري ‪ ،‬تأسست يف العرص‬ ‫األموي نهاية األلف الثالث قبل امليالد وقد كانت‬ ‫مركزا ً لتوسع األرواديني ‪ ،‬حيث أقاموا فيها‬ ‫مساكنهم وقبورهم ازدهرت يف ظل الحكم‬ ‫الفاريس و الهلن‪.0‬ستي ومن أهم آثارها املعبد‬ ‫‪ ،‬امللعب ـ املدافن ـ تل عمريت ـ املرفأ ـ مستودع‬ ‫املقدسات ‪.‬‬ ‫ـــ منطقة صافيتا ‪ :‬تبعد ‪ 29‬كم رشقي‬ ‫طرطوس وعىل ارتفاع ‪ 380‬م عن سطح البحر‬ ‫وهي مدينة ومركز منطقة ذات مناظر خالبة تحيط‬ ‫بها التالل املغطاة بأشجار الزيتون و السنديان و‬ ‫األزهار الربية ـ وتتميز صافيتا بأبنيتها الجميلة‬ ‫ذات السقوف القرميدية التي تقوم عىل موقع‬ ‫قلعة قدمية كانت تسمى أيام الغزوات الصليبية‬ ‫( كاستل بالن )‬ ‫و التي مل يبقى منها إال أحد أبراجها الضخمة مدير سياحة طرطوس عيل درويش والزميلة سمر رقية‬ ‫الذي يرتفع ‪ 28‬م و يضم كنيسة تقام فيها الشعائر‬ ‫آثار منطقة الشيخ بدر قلعة الكهف التي تتميز بثالثة معامل ـ الحامم و‬ ‫الدينية حتى اآلن ‪.‬‬ ‫املركز الديني و الجدران و األدراج ‪.‬‬ ‫ـــ منطقة مشتى الحلو ‪ :‬تقع يف الشامل الرشقي من صافيتا وهي‬ ‫ـــ القدموس ‪ :‬تبعد ‪ 27‬كم رشق بانياس وترتفع ‪1200‬م عن سطح البحر‬ ‫من أبرز املنتجعات االصطيافية يف سورية ويف املنطقة وهي واحدة من وفيها بقايا قلعة قدمية مل يبقى منها سوى الجدران وبقايا سور متهدم‬ ‫مجموعة قرى صغرية متناثرة عىل التالل الخرضاء حيث الهواء العليل و وتتميز مبناخها املعتدل وهوائها اللطيف و الجبال املكسوة بالخرضة الدامئة‬ ‫املناخ العذب حتى يف أيام الصيف الحارة ‪.‬‬ ‫و املحاطة بها من جميع االتجاهات ‪.‬‬ ‫عن‬ ‫تبعد‬ ‫بازلتي‬ ‫جبل‬ ‫عىل‬ ‫ترتبع‬ ‫جميلة‬ ‫ـــ الدريكيش ‪ :‬مدينة سياحية‬ ‫حاليا‬ ‫الخدمة‬ ‫يف‬ ‫املوضوعة‬ ‫السياحية‬ ‫االستثامرات‬ ‫مجموع‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫ً‬ ‫طرطوس ‪ 30‬كم وترتفع ‪500‬م عن سطح البحر تكرث يف املنطقة أشجار وما هوعدد الفنادق الجاهزة واستيعابها ؟‬ ‫الدلب و الجوز و السنديان ما يكسبها طبيعة جبلية ساحرة ذات هواء نقي‬ ‫يبلغ مجموع االستثامرات السياحية املوضوعة يف الخدمة حاليا ً ‪15,3‬‬ ‫وعليل و تتفجر يف أحضانها الينابيع و األنهار وما مييز الدريكيش مياهها مليار ل‪.‬س بطاقة استيعابية ‪ 2878‬رسيرا ً و ‪ 30063‬كرسيا ً علام ً أن‬ ‫العذبه ‪.‬‬ ‫االستثامرات املذكورة ال تلحظ الشقق و الشاليهات السياحية و املطاعم‬ ‫تتمتع‬ ‫كم‬ ‫‪35‬‬ ‫بعد‬ ‫عىل‬ ‫طرطوس‬ ‫رشق‬ ‫شامل‬ ‫تقع‬ ‫‪:‬‬ ‫بدر‬ ‫الشيخ‬ ‫ـــ‬ ‫مرشوعا‬ ‫‪/‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪/‬‬ ‫طرطوس‬ ‫محافظة‬ ‫يف‬ ‫السياحية‬ ‫املشاريع‬ ‫وعدد‬ ‫املحلية‬ ‫ً‬ ‫الربية‬ ‫واألزهار‬ ‫النباتات‬ ‫بأنواع‬ ‫امللونة‬ ‫الخرضاء‬ ‫الجبال‬ ‫حيث‬ ‫ساحرة‬ ‫بطبيعة‬ ‫منها ‪ 57‬مرشوعا ً للقطاع الخاص و ‪ 7‬مشاريع عىل أرض عائدة للجهات‬ ‫التي يتدفق من صخورها العديد من الينابيع أهمها الديرون ـ جوعيت العامة ‪.‬‬ ‫حيث تكرث املقاصف و الجلسات الشعبية وسط الطبيعة الساحرة ‪ ،‬وتأيت‬ ‫وقد بلغ مجموع االستثامرات السياحية للمشاريع السياحية ‪43,560 /‬‬ ‫أهميتها التاريخية لكونها معقال ً مهام ً لرجال الثورة السورية ومن أهم ‪ /‬مليار ل ‪.‬س‬ ‫بطاقة استيعابية ‪ 16639‬رسيرا ً و ‪32575‬‬ ‫كرسيا ً ‪.‬‬ ‫وأهم املشاريع عىل أرايض أمالك الدولة‬ ‫ـ انرتادوس ـ كونكورد ـ فندق أرواد ـ القطاع‬ ‫األوسط بانياس ـ فندق رشكة أساس ـ‬ ‫باإلضافة للشواطئ املفتوحة ‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل عدد من املواقع السياحية‬ ‫املعروضة لالستثامر السياحي منها موقع‬ ‫القمصية ـ موقع القدموس ـ املنت ـ فندق‬ ‫مصفاة بانياس ـ الجزء الجنويب من الكورنيش‬ ‫البحري ( مارينا ) ـ موقع املجمع التجاري بطرطوس‬ ‫ـ وموقع الخراب ومرشوع مغارة بيت الوادي ‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬سمر رقية‬

‫‪91‬‬

‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب ريايض‬

‫ثورة من فوق‬ ‫في الريال مدريد‬

‫حطم «ريال مدريد» الرقم القيايس‬ ‫للتعاقدات بصفقة الربتغايل «كريستيانو‬ ‫رونالدو»‪ ،‬الذي دفع لقاء التعاقد معه من‬ ‫«مانشسرت يونايتد» اإلنجليزي ‪ 94‬مليون يورو‬ ‫(‪ 131‬مليون دوالر)‪ ،‬وهو ما أثار صدمة وانتقادات‬ ‫يف جميع أنحاء العامل‪ ،‬يف الوقت الذي‬ ‫اعتربته الحكومة اإلسبانية قراراً استثامرياً‬ ‫خاصاً‪ ،‬وال مجال لتقييمه‪.‬‬ ‫واستخدمت الصحف الرياضية اإليطالية‬ ‫عناوين عىل غرار “باتسيسكو”‪ ،‬وهي مبعنى‬ ‫(يا للجنون)‪ ،‬مثلام فعلت جريدة “كوريريي‬ ‫ديللو سبورت”‪ ،‬أو”ال يجوز”‪ ،‬وهو العنوان الذي‬ ‫رافق صورة للربتغايل يف افتتاحية “جازيتا‬ ‫ديللو سبورت»‪.‬‬ ‫ويف فرنسا‪ ،‬استهلت صحيفة “ليكيب”‬ ‫طبعتها املقروءة عىل عنوان “رونالدو يهز‬ ‫عامل املال”‪ ،‬بينام خابت توقعات طبعتها‬ ‫الرقمية التي أشارت إىل أن األموال التي‬ ‫حصل عليها مانشسرت يونايتد لقاء الصفقة‬ ‫سيستثمرها يف ضم الفرنيس كريم بنزمية‬ ‫مهاجم “أوليمبيك ليون” الذي فاز به النادي‬ ‫املليك أيضا‪.‬‬ ‫ويف الربتغال‪ ،‬وطن “كريستيانو رونالدو”‪،‬‬ ‫عنونت صحيفة “أبوال” الخرب بقولها “رونالدو‬ ‫سيد املائة مليون»‪.‬‬ ‫وفضلت صحيفة “ريكورد” الربتغالية‬ ‫أيضا الحديث عن األموال التي سيجنيها‬ ‫نجم “مانشسرت يونايتد” السابق بقولها‬ ‫أن “رونالدو” سيحصل عىل خمسة ماليني‬ ‫اسكودو يوميا‪ ،‬ما يعادل ‪ 25‬ألف يورو‪ ،‬أو ‪35‬‬ ‫ألف دوالر‪ ،‬قبل أن تقارن راتبه براتب رئيس‬ ‫البالد وتشري إىل أن “رونالدو” يحصل يف ‪24‬‬ ‫ساعة عىل ما يناله رئيس البالد يف شهرين‪.‬‬ ‫وبكل تأكيد تصدرت صفقة الالعب جميع‬ ‫الصحف اإلنجليزية‪ ،‬بعد أن قىض يف البالد‬ ‫ستة مواسم كاملة‪.‬‬ ‫وتحدثت صحيفة “تاميز” عن الراتب‬ ‫األسبوعي للربتغايل عىل صفحتها األوىل‪:‬‬ ‫“‪ 500‬ألف اسرتليني أسبوعياً لرجل الثامنني‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مليون اسرتليني»‪.‬‬ ‫يف املقابل لجأت صحيفة “هريالد” إىل‬ ‫اللعب بالكلامت “رونالدو”‪ :‬ريال ديل” (أو‬ ‫رونالدو‪ :‬االتفاق الحقيقي‪ ،‬علام بأن لفظة‬ ‫الحقيقي واملليك يف اإلنجليزية واحدة يف‬ ‫إشارة إىل النادي املليك اإلسباين)‪ ،‬بينام‬ ‫أوجزت الـ”جارديان” األمر يف عبارة “رونالدو‬ ‫يرحل إىل ريال مدريد‪ .‬بعض الدموع تسيل”‪،‬‬ ‫إىل جانب عمود رأي لـ “بول هيوارد” يقول‬ ‫فيه “إن مانشسرت يونايتد مكان تسود فيه‬ ‫عقلية البقاء‪ .‬أما ريال مدريد فهو يسعى إىل‬ ‫جذب األنظار بصورة فردية»‪.‬‬ ‫كام مل مير الخرب دون تعليق من الصحف‬ ‫“التريبون”‬ ‫وصفت‬ ‫فقد‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫الفرنسية الصفقة بأنها “تعاقد القرن”‪ ،‬أما‬ ‫“وول سرتيت جورنال” ففضلت عدم التطوع‬ ‫بوصف‪ ،‬واقترصت عىل ذكر القيمة التي‬ ‫عرضت عىل النادي اإلنجليزي من أجل ضم‬ ‫الالعب الربتغايل‪.‬‬ ‫كام تعدت الصفقة حدود القارة العجوز‪،‬‬ ‫وتصدرت األخبار يف دول مثل اليابان أو‬ ‫الهند‪ .‬واتفقت صحيفتا “سانيك” و”نيكان‬

‫‪92‬‬

‫سبورتس” عىل أن “ريال مدريد” سيعود‬ ‫عمالقاً‪ ،‬وأبرزت القيمة التاريخية التي‬ ‫سيدفعها النادي املليك من أجل التعاقد مع‬ ‫“كريستيانو رونالدو” و”كاكا”‪ .‬أما “سبورتس‬ ‫هوتيش” فاعتربت أن ريال مدريد فاز “بصفقة‬ ‫العام»‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬جاء عنوان صحيفة “تيليجراف”‬ ‫الهندية “إنه أمر حقيقي‪ ...‬لكل نجم سعره”‪،‬‬ ‫بينام أبرزت “هيندو” القيمة “القياسية”‬ ‫لالعب الربتغايل‪.‬‬ ‫ويف األرجنتني‪ ،‬نبهت صحيفة “أوليه”‬ ‫الرياضية املدير الفني الجديد لـ”ريال مدريد”‪،‬‬ ‫التشييل “مانويل بيليغريني”‪ ،‬حول الفريق‬ ‫الذي ينتظره بقولها أنه “سيكون لديه‬ ‫عىل األقل نجوم بحجم “كاكا” و”كريستيانو‬ ‫رونالدو”‪ .‬يا لها من أسامء لقيادة فريق‪ .‬أليس‬ ‫كذلك؟»‪.‬‬ ‫وأضافت “وكل ذلك بفضل مليونري مثل‬ ‫“فلورنتينو برييث”‪ ،‬الذي يريد كتابة النهاية‬ ‫لنجاحات برشلونة بقيادة “مييس”‪ ،‬املتوج‬ ‫بالثالثية»‬ ‫الصباحية‬ ‫“كريتيكا”‬ ‫صحيفة‬ ‫أما‬

‫البقرات‬ ‫العاملية‪،‬‬ ‫وال ينظر‬ ‫صفقات‬

‫فأشارت إىل أنه “يف عصور‬ ‫الهزيلة بسبب األزمة االقتصادية‬ ‫يواصل ريال مدريد تحطيم املعايري‬ ‫إىل النفقات ساعة التعاقد مع‬ ‫للموسم الجديد»‪.‬‬ ‫ويف املكسيك أبرزت وسائل اإلعالم الرقمية‬ ‫عىل الفور نبأ التعاقد مع الالعب الربتغايل‪،‬‬ ‫حيث جاء عنوان موقع قناة “إي إس يب إن”‬ ‫الريايض “مصنع أموال يشرتي نجم”‪ ،‬قبل أن‬ ‫تكشف تفاصيل صفقة انتقال الالعب البالغ‬ ‫من العمر ‪ 24‬عاما إىل فريق العاصمة‪.‬‬ ‫أما موقع قناة “تيليبيسيبا” فحول قيمة‬ ‫الصفقة إىل العملة املكسيكية‪ ،‬وقال إن‬ ‫“كريستيانو رونالدو” سينتقل إىل ريال مدريد‬ ‫مقابل ‪ 1.8‬مليار بيزو ما يجعل منه الالعب‬ ‫األغىل يف التاريخ‪.‬‬ ‫وأورد موقع محطة “يت يف أثتيكا” صورة‬ ‫لالعب الربتغايل وقال إن “مانشسرت” وافق‬ ‫عىل عرض “ريال مدريد”‪ ،‬بينام فتح موقع‬ ‫صحيفة “ريفورما” الباب أمام القراء ملناقشة‬ ‫الصفقة‪.‬‬ ‫أما االنتقادات األوىل للصفقة املجنونة‬ ‫فجاءت يف البداية من رئيس االتحاد األورويب‬ ‫لكرة القدم “ميشيل بالتيني”‪ ،‬نجم الكرة‬ ‫الفرنسية السابق‪ ،‬الذي يرى أن هذه النوعية‬ ‫من الصفقات تهدد مبدأ تكافؤ الفرص بني‬ ‫أندية القارة‪.‬‬ ‫وأبرز التقرير األهمية التجارية التي ميثلها‬ ‫للنادي املليك التعاقد مع “كريستيانو‬ ‫رونالدو”‪ ،‬الذي يلعب الدور األول بنسبة‬ ‫‪ %53.3‬يف أخبار “مانشسرت يونايتد” يف‬ ‫الربتغال و‪ %41‬يف الربازيل وما يرتاوح بني ‪%25‬‬ ‫و‪ %30‬يف الواليات املتحدة وأسرتاليا وكندا‬ ‫وإندونيسيا‪.‬‬ ‫كام أوضح أنه ال ميكن اتهام ريال مدريد‬ ‫“بتحطيم” سوق االنتقاالت‪ ،‬عىل األقل‬ ‫يف صفقة “كاكا” حيث أن هذه التعاقدات‬ ‫“الضخمة تعكس القدرة التجارية الهائلة‬ ‫لألندية العظمى يف عامل الكرة»‪.‬‬ ‫وأضاف “لو متت الصفقة بقيمة أقل‪،‬‬ ‫كان ذلك سيعني أن “ميالن” خرس‪ .‬السعر‬ ‫الصحيح يعني أن يكون النادي املشرتي‬ ‫قادرا عىل استعادة استثامراته وأن يتمتع‬ ‫البائع بأموال كافية لتنفيذ استثامرات‬ ‫تعوضه»‪.‬‬ ‫أما تحطيم األسواق وفقا للتقرير فهو‬ ‫ما فعله املالكون العرب الجدد لـ”نادي‬ ‫مانشسرت سيتي” صيف عام ‪ 2008‬عندما‬ ‫دفعوا ‪ 100‬مليون يورو يف صفقات لالعبني‬ ‫من بينهم “روبينيو”‪“ ،‬ال تزيد قيمتهم عن‬

‫‪ 40‬مليونا‪”.‬‬ ‫وقد أثارت املبالغ الفلكية التى أنفقها‬ ‫مؤخرا نادي “ريال مدريد” اإلسباىن لكرة‬ ‫القدم لتدعيم صفوفه بالعبني سوبر‬ ‫مخاوف حقيقية من أن تكون شبكات‬ ‫غسيل األموال القذرة وراء متويل صفقات‬ ‫هذه االنتقاالت وغريها من االنتقاالت التى‬ ‫تقدر مبئات املليارات من اليورو كل عام‬ ‫ىف مختلف نحاء العامل‪ .‬ومن أمثال تلك‬ ‫الصفقات الربتغايل “كريستيانو رونالدو”‬ ‫(‪ 94‬مليون يورو) والربازيىل “كاكا” (‪ 65‬مليون‬ ‫يورو) والفرنىس “كريم بنزميا” (‪ 41‬مليون يورو)‬ ‫واإلسباىن “راؤول البيول” (‪ 15‬مليون يورو)‪ .‬وقد‬ ‫تزامنت هذه املخاوف مع تحقيق أجرته منظمة‬ ‫مجموعة العمل املالية الدولية “جاىف”‬ ‫ىف ‪ 25‬دولة حذرت فيه من إمكانية غياب‬ ‫قيم الشفافية يف رياضة كرة القدم بعد‬ ‫أن تحولت كرة القدم إىل صناعة باملليارات‬ ‫ميارسها أكرث من ‪ 250‬مليون العب عرب‬ ‫العامل وتتسع دائرة محبيها بشكل مطرد‬ ‫لترتبع عىل عرش الرياضة األكرث جامهريية‬ ‫ىف العامل‪.‬‬ ‫ويذكر أن نحو ‪ 1,5‬مليار شخص شاهدوا‬ ‫عرب شاشات التلفزيون املونديال األخري‬

‫‪93‬‬

‫الذى أقيم يف أملانيا ىف عام ‪ 2006‬من‬ ‫إجامىل ‪ 6‬مليارات نسمة هم سكان الكرة‬ ‫األرضية‪.‬‬ ‫ومل يكتف “ريال مدريد” بهذه الصفقات‬ ‫املدوية بل أعلن عن رغبته عىل لسان‬ ‫رئيسه “فلورينتينو برييز” يف مواصلة‬ ‫عملية تدعيم صفوفه بضم اثنني من‬ ‫أهم نجوم كرة القدم يف العامل يف الفرتة‬ ‫الحالية وهام الفرنيس “فرانك ريبريى”‬ ‫واإلسباين “كزايب ألونسو”‪.‬‬ ‫وقد علق بدهشة “ميشيل بالتيني” عىل‬ ‫مئات املاليني التى ينفقها “ريال مدريد”‬ ‫حالياً عىل إنتقاالت نجوم كرة القدم العامليني‬ ‫قائال “هناك شيىء غري طبيعي‪ .‬واألمر يثري‬ ‫العديد من التساؤالت حيال املبالغ الخيالية‬ ‫التى ينفقها “ريال مدريد” عىل إمتام هذه‬ ‫الصفقات»‪.‬‬ ‫ويذكر أن عقد “كريستيانو رونالدو” مع‬ ‫“ريال مدريد” مدته ‪ 8‬سنوات و يتوقع النادى‬ ‫املليك أن يحقق رونالدو دخ ًال سنوياً للنادي‬ ‫قدره ‪ 13‬مليار يورو‪.‬‬ ‫ويؤكد “ريال مدريد” أن “كريستيانو رونالدو”‬ ‫يعد بالفعل صفقة ناجحة ورابحة له‬ ‫ولجامهريه برغم االنتقادات املوجهة للمبلغ‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب قراء‬

‫منرب ريايض‬

‫الشاعر‪ ،‬الحلم المستحيل‬ ‫السيد المسيح‬

‫الهائل الذى دفعت فيه نظري الحصول عىل‬ ‫خدماته مؤكدا أن مجرد وجود “كريستيانو”‬ ‫ىف امللعب يعنى إمتالء مدرجات “ريال مدريد”‬ ‫عن آخرها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫أكدت صحيفة “ماركا” اإلسبانية أنه‬ ‫احتشد أكرث من ‪ 90‬ألف متفرج يف ملعب‬ ‫“السنتياغو برنابيو” الخاص بنادي ريال مدريد‬ ‫اإلسباين لحظة تقديم املهاجم الجديد‬ ‫الربتغايل “كريستيانو رونالدو” القادم من‬ ‫نادي “مانشسرت يونايتد” اإلنجليزي لوسائل‬ ‫اإلعالم‪.‬‬ ‫وكشفت الصحيفة أن معظم الجامهري‬ ‫املدريد ّية التي كانت متواجدة يف ملعب‬ ‫“السنتياغو برنابيو” كانت متشوقة كثرياً‬ ‫ملشاهدة أفضل العب يف العامل لعام ‪2008‬‬ ‫وهو مرتدياً قميص النادي املليك‪ ،‬الذي طاملا‬ ‫ح ُلم به ُ‬ ‫منذ طفولته‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫الكشف عن تشكيلة لاير مدريد‬ ‫وبلغريني سيلعب مهاجماً‬ ‫بخطة ‪2/4/4‬‬ ‫نرشت صحيفة “أس” االسبانية القريبة من “ريال مدريد” واملتخصصة بأخباره‪ ،‬الخطة‬ ‫والتشكيلة األساسية التي سيلعب بها املدرب التشييل “مانويل بلغريني” املوسم املقبل‪،‬‬ ‫حيث يتمنى بلغريني أن يصل يوم ‪ 27‬آب املقبل‪ ،‬وهو بأتم الجهوزية لخوض مجريات املوسم‬ ‫املقبل‪ ،‬وبخطته التي يحبذها وبدون الالعبني الذي ال يحتاج إليهم‪.‬‬ ‫بلغريني أوضح أنه يحب اللعب بطريقة ‪ 2/4/4‬أي مبهاجمني وليس مبهاجم واحد‪ ،‬خالفا ملا‬ ‫توقعه كثريون بأنه سيلعب بثالثة العبني يف الوسط وهم “رونالدو” و”كاكا” و”روبن”‪ ،‬لكن‬ ‫بلغريني يؤكد أنه لن يعتمد عىل الثاليث املذكور‪ ،‬وسيضع واحداً منهم عىل دكة البدالء‪،‬‬ ‫وهناك حل آخر يقيض بوجود رونالدو كقلب مهاجم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بلغريني أكد كذلك أنه سيجعل شنايدر واحدا من أهم أوراقه‪ ،‬وهو ينتظر انضامم الع َب ْي‬ ‫وسط أحدهام هجومي قد يكون “ريبريي” أو “كازوالر” والثاين وسط دفاعي قد يكون “ألونسو”‬ ‫أو “داغستينو” الذي اجتمع ناديه أمس األثنني بـ”خورخي فالدانو” مدير عام النادي املدريدي‪،‬‬ ‫وقد يكون “جواو موتينيو” العب “سبورتنغ لشبونة”‪ ،‬كام أنه طلب ضم ظهري‪ ،‬ومن األرجح‬ ‫سيكون يف الناحية اليرسى مع “ميغيل توريس” و”مارسيلو”‪ ،‬لتكون التشكيلة الحالية قبل‬ ‫قدوم الـالعبني الـ ‪ 3‬املنتظرين كاآليت‪:‬‬ ‫حراسة املرمى‪ :‬كاسياس‪ ،‬وىف مركز الظهريين‪ :‬مارسيلو وراموس‪ ،‬وقلبا الدفاع‪ :‬بيبي‬ ‫والبيول‪ ،‬والعبا الوسط األرتكاز‪ :‬الس ديارا وشنايدر‪ ،‬والعبا الوسط الهجومي‪ :‬كاكا وروبن‪،‬‬ ‫وقلبا هجوم‪ :‬رونالدو وبنزمية‪ ،‬وستعدل التشكيلة األساسية وفقا ملا تثمر عنه الصفقات‬ ‫املقبلة يف فرتة االنتقاالت الصيفية‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪94‬‬

‫نجح نادي “ريال مدريد” اإلسباين لكرة القدم‬ ‫يف ضم النجم الربازييل “ريكاردو كاكا” إىل‬ ‫صفوفه املوسم املقبل بعد نحو ست سنوات‬ ‫قضاها يف ميالن اإليطايل‪.‬‬ ‫ووقع “كاكا” عقدا ملدة ست سنوات مع‬ ‫النادي اإلسباين مل يكشف عن قيمته لكن‬ ‫األنباء تؤكد ان الصفقة وصلت إىل رقم‬ ‫قيايس بنحو تسعني مليون دوالر أمرييك(‪65‬‬ ‫مليون يورو)‬ ‫ً‬ ‫وقد أصدر نادي “ميالن” بيانا أكد فيه‬ ‫نبأ انتقال “كاكا” إىل “ريال مدريد” وأكد‬ ‫أنه سيكون من الصعب ملء الفراغ الذي‬ ‫سيرتكه الالعب‪.‬‬ ‫ووجه البيان الشكر إىل “البطل العظيم‬ ‫كاكا” عىل مساهامته يف انتصارات النادي‪.‬‬ ‫أما ريال مدريد فأكد يف خرب مقتضب عىل‬ ‫موقعه االلكرتوين أن كاكا أصبح العباً يف‬ ‫الفريق األول بالنادي بعد التوصل إىل اتفاق‬ ‫مع ميالن‪.‬‬ ‫ولكاكا سجل حافل بالبطوالت مع‬ ‫منتخب بالده وميالن‪ ،‬فقد أحرز مع الربازيل‬ ‫كأس العامل ‪ 2002‬وكأس القارات ‪ 2005‬ومع‬ ‫ميالن الدوري اإليطايل املمتاز ‪ 2004‬و دوري‬ ‫أبطال أوروبا ‪ 2007‬والسوبر األورويب ‪2007‬‬ ‫وكأس العامل لألندية يف العام نفسه‪.‬‬

‫يطرح األسئلة‪ ،‬وتبقى االسئلة من غري جواب‪...‬‬ ‫فيميض مرتعاً باملرارة واإلحباط‪...‬‬ ‫يبحث يف الوجوه عن املعنى‪ ،‬ولكن خلف املعنى‪،‬‬ ‫معنى يف سلسلة ال متناهية من الحلقات‪...‬‬ ‫ً‬ ‫يبدأ من الجرح‪ ،‬يطرح الوجع يف قافية القصيدة‪،‬‬ ‫ليبدأ من جديد‪...‬‬ ‫قلق دامئاً‪“ ،‬كأن الريح تحته”‪ ،‬أو كأنه يجلس عىل‬ ‫قنبلة موقوتة‪ ،‬يف أو كومة من األشواك والحجارة‪...‬‬ ‫يف األحالم يضيع‪ ،‬ال يقف عىل سطح األرض‪ ،‬وال‬ ‫يصل إىل املريخ‪...‬‬ ‫يف سباق مع الزمن عىل الدوام‪...‬يرنو إىل عقارب‬ ‫الساعة‪ ،‬يرجوها الكف عن اللف والدوران‪ ،‬ع ّله يكتب‬ ‫القصيدة األخرية‪ ،‬لكن عقارب الساعة ال تبايل‬ ‫بالقلوب والشعراء‪...‬وتبقى القصيدة هامئة يف‬ ‫الفضاء‪...‬ويتوهم جازفاً أنها أحىل القصائد‪...‬‬ ‫دامئاً يفوته القطار‪...‬فهو أول الواصلني‪...‬وآخر‬ ‫الواصلني‪...‬لكنه يأىب مغادرة املحطة‪ ،‬يظل يف انتظار‬ ‫قطار جديد‪ ،‬عىل الرغم من معرفته أنه يف انتظار‬ ‫املستحيل‪.‬‬ ‫كلام تع ّرف عىل حسناء يظنها الحبيبة املفقودة‪،‬‬ ‫لكن الحبيبة مثل ( القصيدة األخرية) ومثل ( القطار‬ ‫الجديد) تأىب الحضور‪ ،‬فلكأنها عروس الجن‪ ،‬أو عروس‬ ‫البحر‪ ،‬أو عروس الخصيان والعبيد‪ ...‬يدخل املرسم‪...‬‬ ‫يخرج األلوان‪...‬يرسم صورة الحبيبة عىل الحيطان‪....‬‬ ‫يبيك غيابها‪ ،‬يف هذا العامل القايس‪ ،‬ثم يقهقه‬ ‫ضاحكاً كاملجانني‪....‬‬ ‫يخبط األلوان باألرض‪...‬يدوس الفرشاة بقدميه‪،‬‬ ‫ويخرج تاركاً الباب مفتوحاً عىل مرصاعيه‪ ،‬فتدخل‬ ‫الفراشات‪ ،‬وتدخل العصافري‪...‬‬ ‫مييش ‪ ...‬يجري‪ ...‬يتسكع‪...‬يصل عني املاء‪ ...‬يرنو‬ ‫القمر الناعس‪ ...‬يشعر بالعزاء‪...‬‬ ‫وحده القمر يشهد عىل عذابه املرير‪ ،‬فلامذا تنبحه‬ ‫الكالب؟ ملاذا ال ترشقه ضباع بني آدم بالحجارة‪ ،‬ثم‬ ‫تغزوه فترسق من عىل سحطه الحجارة‪...‬‬ ‫يودع القمر والضفادع ومزراب العني‪ ،‬يتأبط الليل‪،‬‬ ‫يخبء جوهرة الحقيقة يف عباءته‪...‬يتوكأ عىل عصا‬ ‫القصائد‪ ،‬ويحضن اآلالم‪ ،‬مثلام يحضن العقل‬ ‫املجنون‪...‬‬ ‫يغازل الشمس‪ ..‬يسحب عينها جداول ماء ويسقي‬ ‫كل العطاش‪ ...‬يجدل من أشعتها ضفائر ذهبية‪،‬‬ ‫وباقة ورد يصفها عىل رضيح الوطن املقتول‪...‬‬ ‫ً‬ ‫يسري نحو شاطئ البحر‪ ،‬يجد أطفاال عىل الرمل‬ ‫ماذا تصنعون؟‬ ‫يلعبون‪..‬ينحني لهم‪ ،‬يسألهم‪:‬‬ ‫فيجيبون‪ ”:‬نسكب البحر يف هذه الحفرة الصغرية”‬ ‫فيرشع بالضحك املتواصل ميسك بصدفة‪ ،‬يرميها‪،‬‬ ‫يسكب البخر يف جيبه املثقوب‪ ،‬ومييض‪ ...‬مييش عىل‬

‫الرصيف”‪:‬يا إلهي!! ما هذه الرؤوس املتقيحة؟ ما هذه‬ ‫العيون الزجاجية؟ ما هذه الوجوه الخرساء؟ ما هذه‬ ‫األقدام الطائشة؟‬ ‫ّ‬ ‫البشار‪ ،‬لكنه يكره‬ ‫يهم بشهر السيف الحجاج‬ ‫الدماء إذ تسيل‪ ...‬يصل السوق” هذا عىل طربوش‬ ‫أبيه ينادي‪ ،‬وهذا عىل الزيت املزغول‪ ،‬وهذا عىل‬ ‫بطيخ بال بذور‪ ،‬وذلك يدلل عىل ثياب ( الجندي‬ ‫املجهول)‪ .‬سلع بعدد ريشات العصافري‪ ،‬الجميع‬ ‫يدخلون ويخرجون‪ ،‬لكنهم ال يعرفون كيف يدخلون‬ ‫أو كيف يخرجون‪...‬‬ ‫الجميع يبيعون ويشرتون‪ ،‬لكنهم ال يعرفون ملاذا‬ ‫يبيعون وملاذا يشرتون‪ ،‬إال أنهم يشرتون ويشرتون‪...‬‬ ‫يطل يتسكع يف السوق‪ ،‬حتى يستبد‪ ،‬يطلب‬ ‫رشبة ماء يقولون له‪“ :‬إن كنت ترشب تدفع النقود”‬ ‫ال أملك والله النقود‪ ،‬أبيعكم شعراً أال تشرتون؟‬ ‫فيغضبون‪ ،‬ثم يضحكون‪ ،‬ثم يغضبون ويرمونه بالجنون‪،‬‬ ‫فيعصف به جنون الغضب‪ ،‬أو غضب الجنون‪ ،‬ويذرف‬ ‫آخر دمعة يف العيون‪ ،‬ويعود إىل بيته املسكون‪...‬‬ ‫أين الجريدة؟ أين صور العراعري‪ ،‬يرشع من “خربشة‬ ‫“وجوههم باللون األحمر‪ ،‬ثم يف ثقب عيونهم‬ ‫باملسامر‪...‬‬ ‫يقصد إىل قرص السلطان‪ ،‬يطرح السلطان أرضاً‪،‬‬ ‫يجلده‪ ،‬يرضبه عىل الخد األمين ثم الخد األيرس‪ ...‬يجثم‬ ‫فوق صدره‪ ،‬ويبدأ يف نتف لحيته البيضاء‪ ،‬ويرمي‬ ‫بالشعرات املنتوفة يف املرحاض “يرضب فوقها‬ ‫السيفون” فيتنفس الصعداء ويرتاح‪.‬‬ ‫العراعري‪ :‬الوزراء ( املجمع اللغوي العريب املنعقد‬ ‫العام ( ‪ )1969‬يرسع خارجاً إىل الشارع‪ ،‬يتلفت ذات‬ ‫اليمني وذات الشامل‪ ،‬يقع برصه عىل فيلسوف كان‬ ‫مييش عىل الرصيف‪ ،‬يسلم عليه‪ ،‬ثم ميسك بيده‬ ‫ويسري به إىل قرص السلطان‪ ،‬يخلع السلطان عني‬ ‫العرش‪ ،‬ويرفع الفيلسوف‪..‬‬ ‫يذكره بالحكمة والعدل والدميقراطية‪ ،‬ثم يعود إىل‬ ‫بيته‪ ،‬يستلقي عىل الرسير قرير العني‪ ،‬فيغط يف نوم‬ ‫عميق‪....‬‬ ‫ً‬ ‫عند طلوع الشمس يسمع طرقا عىل الباب‪ ،‬يفتح‪:‬‬ ‫إنه الفيلسوف يحييه‪ ،‬يهره األعباء يسقط عىل أقرب‬ ‫مقعد إليه‪ ،‬يغمض عينيه ويغرق يف حزن مرير‪...‬‬ ‫فجأة يتهادى إليه صوت “ابن اإلنسان”‪ :‬مملكتي‬ ‫ليست من هذا العامل” فيرسي يف كيانه خشوع‬ ‫عظيم‪.‬‬ ‫يسجد وراء السيد املسيح ويردد معه‪”:‬املجد لله‬ ‫املرسة”‪...‬‬ ‫يف العىل‪ ،‬وعىل األرض السالم‪ ،‬ويف الناس‬ ‫ّ‬ ‫بعدها يتحسس رأسه (‪ ،)....‬ثم يبيك غياب السالم‪،‬‬ ‫وغياب املرسة‪ ،‬يبيك حتى يغيب‪...‬‬

‫عادل فؤاد أبو رضغم‬ ‫‪95‬‬

‫ما بقي من إمارة‬ ‫إلى زوال‬ ‫عظيمة هي الحياة التي تكافئ‬ ‫أشخاصا يستحقون الثناء والتكريم‪،‬‬ ‫لكن املأساة يف رؤية أشخاص يالقون‬ ‫التأييد واملديح وهم يف الواقع تخجل‬ ‫العني من التحديق بهم‪ ،‬يجب أال‬ ‫يذهب التفكري بعيدا‪ ،‬امنا هو واقع‬ ‫طائفة لها باع طويل يف خدمة‬ ‫القضايا الوطنية‪ ،‬طائفة قدمت‬ ‫األبطال والشهداء قرابني عىل مذبح‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫مبك الواقع الذي وصلت‬ ‫مضحك‬ ‫ٍ‬ ‫اليه طائفة املوحدين يف ظل اثنني‬ ‫ممن يقودونها‪ ،‬األول مل يرتك طلة‬ ‫إعالمية إال وتفاخر بأن أصله كردي‪،‬‬ ‫وأضاف أنه عنيد‪ ،‬هذا الكردي العنيد‬ ‫منذ وراثته الزعامة عن والده الشهيد‬ ‫مل يرتك حربا عبثية ووهمية إال‬ ‫وأدخل الطائفة الدرزية فيها‪ ،‬مام زاد‬ ‫من محن هذه الطائفة وأغرقها‬ ‫الفقر‬ ‫أكرث فأكرث يف مستنقع‬ ‫والحرمان والجهل‪ ،‬وطيلة فرتة تسلمه‬ ‫السلطة مل يعمل عىل بناء جامعة‬ ‫تستقطب الطالب الذين يريدون‬ ‫تحصيل الشهادات الجامعية ومل‬ ‫يكلف نفسه عناء افتتاح املصانع‬ ‫واملعامل لتشغيل اليد العاملة‪ ،‬بل‬ ‫أجاز لشخصه مشاركة من يريد بناء‬ ‫برأسامله‬ ‫االقتصادية‬ ‫املؤسسات‬ ‫وبيعها متى شاء‪ ،‬وآخر مآثره كانت‬ ‫يف محاولته جر الطائفة اىل العداء‬ ‫مع سوريا التي تشكل العمق‬ ‫الدروز‪،‬‬ ‫للموحدين‬ ‫االسرتاتيجي‬ ‫فتنكر لدور سوريا يف مساعدة أبناء‬ ‫الطائفة أثناء حرب الجبل ومساعدته‬ ‫هو شخصيا واحتضانها له‪.‬‬ ‫أما الثاين فهو كرودي ال يصلح‬ ‫ليشء‪ ،‬شارك يف السلطات املتعاقبة‬ ‫طيلة مثانية عرش عاما وما زال‪ ،‬فلم‬ ‫يقدم شيئا يذكر ألبناء الطائفة‪،‬‬ ‫فحاول تغطية عجزه باتفاق وهمي‬ ‫أسامه الحادي عرش من أيار‪ ،‬وصور لنا‬ ‫أن املقاومة كانت ستجتاح الجبل لوال‬ ‫تدخله الحاسم‪ ،‬وأخرياً عجزنا معه‬ ‫عن معاكسة لسان الحال ففعلت‬ ‫فعلتها معه منّة ابن الكامل‪ ،‬لكن‬ ‫ال يثنينا عن السؤال‪ ،‬أمبقعد نيايب‬ ‫أصبحت تباع وتشرتى الرجال؟‬ ‫فأبرشوا أن ما بقي من إمارة اىل زوال‪،‬‬ ‫وعندئذ لن يجدي نفعا التغني باتفاق‬ ‫ايار وال حتى البكاء عىل األطالل‪.‬‬

‫جواد الصايغ‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫أيضاً‬ ‫نحن‬ ‫أبناء لبنان‬ ‫وعد أبو ذياب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وسقطت كل استطالعات الرأي‪ ...‬خرست املعارضة معركتها االنتخابية للفوز‬ ‫باألكرثية النيابية‪ ،‬وجددت قوى (‪ )14‬شباط أكرثيتها العددية يف املجلس النيايب‪،‬‬ ‫بعد أن كانت معظم التوقعات تشري إىل إمكانية فوز املعارضة يف معركة‬ ‫انتخابية مفصلية يف تاريخ لبنان السيايس‪.‬‬ ‫كرث الحديث عن هذه املعركة‪ ،‬وتعددت أوصافها قبل حدوثها‪ ،‬لكن بعد (‪)7‬‬ ‫حزيران‪ ،‬والحق يقال إنها دورة املفاجآت بامتياز‪ .‬إذ سقطت ادعاءات كل من يقول‬ ‫أن نتائج الصناديق تعرف سلفاً‪ ،‬وقبل توجه الناخبني لإلدالء بأصواتهم‪ .‬فهذه املرة‬ ‫حملت الصناديق مفاجآت من العيار الثقيل‪ ،‬زعامات وبيوت سياسية حكمت عليها‬ ‫أصوات الناخبني بالخروج من الربملان‪ ،‬ووجوه جديدة دخلت إليه‪ ،‬وكل أمنياتنا أن متثلنا فيه‬ ‫خري متثيل‪.‬‬

‫يف أي طرف كنا‪ ،‬مواطنيتنا تقودنا إىل احرتام قرار رشكائنا يف الوطن‪ ،‬ومن‬ ‫أوصلتهم أصوات الناخبني إىل الربملان‪ ،‬ولو كنا عىل اختالف تام معهم يف الرأي‬ ‫والتوجهات‪ .‬كام تقودنا مواطنيتنا إىل مراجعة موضوعية ملعركة خرسناها يف‬ ‫(‪ )7‬حزيران‪ ،‬الكتشاف أسبابها‪ ،‬والبحث عن مواطن ضعفنا وقوتنا كطرف سيايس‬ ‫يحمل راية املقاومة‪ ،‬والعروبة‪ ،‬والحرية واالستقالل يف لبنان‪.‬‬ ‫ندرك متاماً أن املعركة االنتخابية أصبحت خلفنا‪ ،‬وأن لبنان املنهك هو بانتظار‬ ‫طاقاتنا جميعاً‪ ،‬معارضة ومواالة‪ ،‬لننهض به من كبوته‪ .‬لذا نراجع أخطائنا‪ ،‬ورمبا‬ ‫تجاوزات قام بها الفريق اآلخر‪ ،‬فنعرتف مبا اقرتفناه‪ ،‬فاالعرتاف بالخطأ فضيلة‪.‬‬ ‫ونصحح إن وجدنا الخطأ‪ ،‬ومن جهة أخرى نتساءل عن دوافع من أخطأ يف حقنا‬ ‫انطالقاً من خوفه الوهمي عىل لبنان‪ ،‬منّا نحن‪ ،‬أبناء لبنان‪ .‬نحن الذين حاربنا‪،‬‬ ‫ودفعنا الغايل والنفيس ليبقى حراً‪ ،‬سيداً‪ ،‬مستق ًال متاماً كام يردّدون‪.‬‬ ‫وقفنا يف وجه العدو اإلرسائييل‪ ،‬حاربناه‪ ،‬م ّرغنا رأسه يف الرتاب‪ ،‬فعاد منهزماً‬ ‫خائباً إىل جحره‪ .‬ملاذا؟ أليس لنحافظ عىل لبنان وهويته العربية‪ .‬ال نستذكر هذا‬ ‫كمنّة منّا لوطن حضننا يف ربوعه‪ ،‬كلاّ وألف كل!! فتعلقنا بلبنان يدفعنا طوعاً‬ ‫إىل الدفاع عنه‪ ،‬واالستشهاد من أجل كرامته‪ ،‬وحريته وسيادته‪.‬‬ ‫لكن لنقول لكل من تساوره نفسه انطالقاً من خوفه الصادق عىل لبنان‪،‬‬ ‫بالتشكيك بحرصنا عىل وطننا وهويته‪ ،‬وتركيبته‪ ،‬وعيشه املشرتك‪ ،‬هلاّ أعدت‬ ‫حساباتك الخاطئة؟! فنحن أيضاً يف املعارضة أبناء لبنان‪ ،‬ونخاف عليه‪ ،‬وعىل‬ ‫هويته‪ ،‬وعيشه املشرتك‪ ،‬ومل ولن نز ّور‪ ،‬ولن نسمح ملن تس ّوله نفسه يوماً تزوير‬ ‫هوية لبنان‪.‬‬ ‫أنتم لبنانيون أصحاب ثورة األرز‪ ،‬ونحن لبنانيون أصحاب املامنعة والكرامة‪ ،‬لنا‬ ‫ولكم لبناناً واحدا نعيش فيه سوياً‪.‬‬ ‫يا شباب (‪ )14‬شباط إين جد متأكدة أن طموحايت هي ذاتها طموحات أي منكم‪.‬‬ ‫فهلاّ كففنا عن اتهام بعضنا البعض؟!!‪ ،‬ولنجلس وجهاً لوجه‪ ،‬لع ّلنا نتحد ومنحو‬ ‫كل الصور البشعة التي رسمت عن وطننا الغايل‪ .‬فلبنان ليس ملكنا‪ ،‬بل ملك‬ ‫أوالدنا وأحفادنا‪ ،‬واجياالً عديدة ستجلس يف حرضته‪ ،‬لتكتب سطوراً يف تاريخه‪.‬‬ ‫أتتذكرون ما قاله الراحل منصور الرحباين يف مرسحيته “ملوك الطوائف”‪ :‬إذا‬ ‫راح امللك بيجي ملك غريو‪ ...‬إذا راح الوطن ما يف وطن غريو‪...‬‬ ‫يا أعزايئ‪ :‬لبنان أمانة يف عنق كل لبناين‪ ،‬لنرسع وننتشله من براثن خداعات‬ ‫رجال السياسة واملصالح‪ ،‬ونبعث فيه حياة جديدة‪ّ ،‬‬ ‫لعل الله ينقذه‪ ،‬ويعيده إلينا‬ ‫مساحة للحضارة والعيش املشرتك كام قرأنا عنه يف كتبنا املدرسية‪.‬‬ ‫عشتم وعاش لبنان وطن الجميع موالني ومعارضني‪.‬‬

‫العرس القروي‬ ‫الفرح في الجاهلية‬ ‫العدد ‪ -31‬آب ‪ - 2009‬السنة الثالثة‬


‫منرب‬ ‫التوحيد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.