Manbar altawhid issue 30

Page 1

‫العدد ‪ 30‬ــ تموز ‪2009‬‬

‫ميشال سليمان‬ ‫رئيس اإلصالح‬

‫دروز فلسطين‪:‬‬ ‫انتفاضة الموحدين‬

‫بري رئيساً‬ ‫لمجلس النواب‬ ‫ص ّدق‬ ‫ُ‬

‫حافظ األسد‬ ‫الحضور التاسع‬

‫إيران تج ّدد الثقة بنجاد رئيساً‬

‫تخصيب للديمقراطية‬ ‫الياس سابا ‪ :‬موازنة ‪2009‬‬ ‫ال قيمة لها‬

‫علي فياض ‪ :‬المعارضة خسرت‬ ‫حربمتوز ‪2009‬‬ ‫االنتخابات أمام العدد ‪-30‬‬ ‫كونية‬


‫منرب التوحيد‬

‫في هذا العدد‬

‫نرشة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫املنرب اللبناين‬

‫وهاب في الجوالن‪:‬‬ ‫التحرير بالقوة‬

‫قراءة يف نتائج انتخابات برملان ‪2009‬‬

‫ص‪6‬‬

‫“منرب التوحيد” تكشف تاريخ املوساد‬

‫ص ‪22‬‬

‫املنرب الفلسطيني‬

‫العدد الثالثون ‪ /‬متوز ‪ 2009‬السنة الثالثة‬

‫أول الكالم‬

‫لعل تصاريح “نتنياهو”‪ ،‬رئيس‬ ‫وزراء العدو املألى بالحقد والتعصب‬ ‫والعنرصية‪ ،‬قد نبهت البعض من غالة‬ ‫إىل‬ ‫واملصالح‬ ‫السياسية‬ ‫الطائفية‬ ‫خطورة الوضع‪ ،‬فعملوا عىل تخفيف‬ ‫لهجة الخطاب السيايس‪ ،‬وأصبح البلد‬ ‫معرضاً للتصاريح الوفاقية والتهدئة‪،‬‬ ‫وهو ما تاق إليه اللبنانيون طيلة‬ ‫السنوات املاضية‪.‬‬ ‫وقد أىت هذا الوضع ليالقي مخطط‬ ‫فخامة الرئيس ميشال سليامن‪ ،‬الذي‬ ‫برهن أنه مل يألوا جهداً يف ترسيخ‬ ‫منطق الحوار والتفاهم بني الكتل‬ ‫السياسية املختلفة معارضة كانت أم‬ ‫سجل الخطاب‬ ‫مواالة‪ .‬خاصة بعد أن‬ ‫ّ‬ ‫السيايس الطائفي الذي برز بقوة إبان‬ ‫الحمالت االنتخابية‪ ،‬تجاوزاً خطرياً للخط‬ ‫الوطني األحمر‪ ،‬وأصابنا كام أصاب‬ ‫الجميع من الغيورين عىل مصلحة‬ ‫الوطن بالهلع والخوف من سوء املصري‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإننا كغرينا من اللبنانيني‪،‬‬ ‫نشعر اليوم برضورة االلتفاف حول‬ ‫فخامة الرئيس سليامن لندعم بقوة‬ ‫ما قد طرحه العتامد قانون النسبية‬ ‫والدائرة الكربى‪ ،‬يف أي قانون انتخايب‬ ‫جديد‪ .‬ذلك ألن الدائرة الكربى عىل‬ ‫صعيد الوطن أو املحافظة‪ ،‬تحد من زخم‬ ‫الخطاب السيايس‪ ،‬وتقف سداً منيعاً‬ ‫بوجه مسوقي املذهبية والطائفية‬ ‫السياسية املوتورة‪ .‬كام أن النسبية‬ ‫تعمل عىل إزالة الخوف من عدم متثيل‬ ‫األقليات‪ ،‬أليس ذلك من ضمن روحية‬ ‫اتفاق الطائف املدرجة تحت توصيات‬ ‫العمل عىل رضورة إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية إلصالح النظام‪.‬‬

‫ص ‪50‬‬

‫نتنياهو يراوغ بال قيود‬

‫خليل ديب (أبو يارس)‪ :‬مخيم نهر البارد جسد‬ ‫بارد‬

‫املنرب العريب‬

‫ص ‪52‬‬ ‫ص ‪63‬‬

‫العراق أمام مرحلة وطنية جديدة‬

‫املنرب الدويل‬

‫حبيب فياض‪ :‬ال حلحلة للملفات العالقة بني‬ ‫واشنطن وطهران‬

‫ص ‪72‬‬

‫أوباما يف رحلة البحث عن املصالح‬

‫املنرب االقتصادي‬

‫عبد الله حيدر‪:‬‬ ‫تجربة ناجحة وغري كافية‬

‫ص ‪70‬‬

‫املؤسسة العامة لإلسكان‬

‫ص ‪80‬‬

‫املنرب الثقايف‬

‫خالد الهرب‪ :‬كل أربع سنوات نرتاجع عرشين‬ ‫عاماً اىل الوراء‬ ‫سلوى خليل األمني تكتب وجع األمة وترتل‬ ‫أبناءها‬

‫منرب املناطق‬

‫إدلب‬ ‫املستقبل‬

‫الخرضاء‬

‫منرب املرأة‬

‫األسرية‬ ‫والوالدة‬

‫سمر‬

‫عراقة‬

‫صبيح‬

‫املايض‬

‫بني‬

‫أملي‬

‫وحضارة‬

‫القيد‬

‫املنرب الريايض‬

‫ص ‪82‬‬ ‫ص ‪84‬‬

‫ص ‪88‬‬

‫ص ‪90‬‬ ‫ص ‪94‬‬

‫برشلونة ‪ SEÑOR Y AMO‬يف أوروبا‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪100‬‬

‫أرسة التحرير‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫جرت االنتخابات النيابية كاستحقاق دستوري بهدوء‪ ،‬ووفق‬ ‫قانون اعتربه البعض أنه أسوأ قوانني االنتخابات‪ ،‬وأن العودة إليه‬ ‫كانت خطأ‪ ،‬فهو مصنوع للطوائف واملذاهب يف العام ‪،1960‬‬ ‫وقد تخىل عنه صانعوه‪ ،‬ألنه كان من احد أسباب الحرب األهلية‪،‬‬ ‫التي اندلعت يف العام ‪ ،1975‬فهو كان املحرك للشعور الطائفي‪،‬‬ ‫واملذهبي‪ ،‬وقد ملس اللبنانيون يف االنتخابات األخرية‪ ،‬كيف أن‬ ‫هذا القانون قادهم إىل التخندق يف طوائفهم‪ ،‬وإىل السري وراء‬ ‫زعامء وأحزاب وتيارات الطوائف‪.‬‬ ‫والخالصة التي انتهت إليها االنتخابات‪ ،‬هو شبه اإلجامع عىل‬ ‫رضورة وقف العمل بقانون القضاء دائرة انتخابية‪ ،‬واعتامد نظام‬ ‫النسبية بدالً من األكرثية‪ ،‬وهذه الدعوات للتغيري انطلقت من‬ ‫كل املراجع الرسمية والحزبية والسياسية وحتى الروحية‪ ،‬تطالب‬ ‫بقانون للتمثيل السليم‪ ،‬وأن النظام النسبي هو األفضل لكرس‬ ‫االحتكار السيايس والطائفي واملذهبي‪ ،‬ورضب استعامل املال‬ ‫االنتخايب‪ ،‬والخروج من الرشوات االجتامعية عرب مساعدات‬ ‫تربوية وصحية آنية‪ ،‬وخدمات ظرفية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فالنسبية تقدمت وباتت مطلبا وضعه رئيس الجمهورية‬ ‫العامد ميشال سليامن‪ ،‬يف أوىل اهتامماته‪ ،‬ووعد بأن يكون أول‬ ‫قانون يصدر بعد االنتخابات‪ ،‬هو الذي يعتمد النظام النسبي‪،‬‬ ‫وتتوسع الدوائر باتجاه املحافظة كحد أدىن‪ ،‬وهو ما أشار إليه‬ ‫اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫ورسخت‬ ‫فهذه االنتخابات عزّزت الطائفية وك ّرست املذهبية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االقطاع السيايس واملايل‪ ،‬وفرضت املحادل والبوسطات‪ ،‬فلم يعد‬ ‫مبقدور مرشح طموح صاحب برنامج سيايس‪ ،‬أن يتقدم إىل‬ ‫االنتخابات‪ ،‬إذا مل يكن منضوياً يف حزب أو تيار طائفي‪ ،‬أو تابعاً‬ ‫لزعيم اقطاعي‪ ،‬أو صاحب مال كبري يغطي نفقات الالئحة‪ ،‬أو‬ ‫يدفع لرئيسها أو يريش املواطنني‪.‬‬ ‫وللخروج من انتخابات طائفية‪ ،‬ال بد من إنهاء الحالة الطائفية‪،‬‬ ‫بكل أشكالها‪ ،‬وتحطيم مؤسساتها‪ ،‬وإلغاء كل القوانني التي‬ ‫تعززها‪ ،‬وقد رسم اتفاق الطائف خارطة طريق للخروج من‬ ‫الواقع الطائفي‪ ،‬وتعديل املادة ‪ 95‬من الدستور‪ ،‬التي قالت بان‬ ‫الطائفية حالة مؤقتة ال بد من الخروج منها‪ ،‬وهذا الكالم كان‬ ‫يف العام ‪ ،1943‬لكن املؤقت أصبح دامئاً‪ ،‬و ّولد أزمات وحروب‬ ‫للبنانيني‪ ،‬فاتفقوا يف الطائف عىل الخروج منها‪ ،‬ولكن مل يتم‬ ‫تطبيق إنشاء الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪ ،‬ومر عرشون‬ ‫عاماً عىل وضع النص يف وثيقة الوفاق الوطني يف الطائف‪،‬‬ ‫ومل يجرؤ أحد عىل التقدم نحو تنفيذ أهم بند إصالحي وهو‬ ‫نقل لبنان من الحالة الطائفية لنظامه السيايس‪ ،‬إىل الحالة‬ ‫املدنية‪ ،‬وقد وردت بنود يف اتفاق الطائف تشري كلها إىل نقل‬ ‫لبنان من النظام الطائفي إىل النظام املدين‪ ،‬باعتامد قانون‬ ‫انتخاب خارج القيد الطائفي وإلغاء طائفية الوظيفة باستثناء‬ ‫الفئة األوىل‪ ،‬للمحافظة عىل املناهضة يف توزيع الوظائف دون‬ ‫أن يعني حرصها يف طائفة معينة‪ ،‬وإصدار قانون لألحزاب مينع‬ ‫نشوء أحزاب طائفية‪.‬‬

‫كلمة‬ ‫املنرب‬ ‫مع‬ ‫الرئيس سليمان‬ ‫في ورشة‬ ‫اإلصالح‬ ‫وضد الحريري‬ ‫في مشروعه‬ ‫االقتصادي!‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬

‫ويبدو أن رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن قرر أن يدخل‬ ‫يف ورشة إصالح سيايس‪ ،‬هو املدخل نحو لبنان دولة مدنية‪،‬‬ ‫قامئة عىل مؤسسات خارج لعبة التوازنات الطائفية‪ ،‬بحيث ال‬ ‫تبقى هذه املؤسسة تابعة لهذه الطائفة أو ذاك املذهب‪ ،‬كام‬ ‫هو حاصل اآلن‪ ،‬يف كل املؤسسات املدنية منها والعسكرية‬ ‫واألمنية والقضائية‪.‬‬ ‫فالرئيس سليامن يعلن يف خطاباته وكلامته وأمام زواره‪،‬‬ ‫أنه لن يسمح ببقاء الوضع كام هو‪ ،‬وقد أعطته االنتخابات‬ ‫إشارات سلبية عن االصطفافات الطائفية واملذهبية‪ ،‬وبات قلقاً‬ ‫عىل الوضع الداخيل‪ ،‬من انفجار طائفي أو مذهبي‪ ،‬إذا مل يتم‬ ‫تداركه رسيعاً من خالل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم بوقف‬ ‫إنتاج ثقافة طائفية ومذهبية‪ ،‬وال بد من العمل نحو ثقافة‬ ‫وطنية‪ ،‬وتأهيل اللبنانيني باتجاه الوالء للدولة‪ ،‬ومن يرفع شعار‬ ‫العبور إىل الدولة‪ ،‬ال ميكنه أن يقبل استمراره كحاجز بني املواطن‬ ‫والدولة‪ ،‬وأن مير املواطن عرب معرب زعامء الطوائف وأحزابها إىل‬ ‫الدولة‪ ،‬توظيفاً وإمناءاً وخدمات‪ ،‬وقد حاول الرئيس فؤاد شهاب‪،‬‬ ‫ان يؤمن للمواطن عبوراً اىل الدولة من خارج املراجع الطائفية‪،‬‬ ‫عرب مؤسسات الدولة فقط‪ ،‬فحرص التوظيف مبجلس الخدمة‬ ‫املدنية‪ ،‬وعرب مباراة يعلن عنها للوظائف التي تحتاجها الدولة‪،‬‬ ‫وتكون األولوية لصاحب الكفاءة والفائز يف املباراة‪ ،‬ال للشخص‬ ‫املوىص به من قبل زعيم الطائفة‪ ،‬أو املحسوب انتخابياً عليه‪.‬‬ ‫فورشة اإلصالح التي وعد بها الرئيس سليامن ال تقوم‪ ،‬إال إذا‬ ‫قام بها إصالحيون‪ ،‬وواكبها أصحاب مشاريع إصالحية تغيريية‪،‬‬ ‫ودعمها من ال يريدون الدولة مزرعة لهم‪ ،‬واستصدار القوانني وفق‬ ‫مصالحهم الفئوية والسياسية‪ ،‬وهؤالء اإلصالحيون موجودون‪،‬‬ ‫وبدأوا يتحركون باتجاه تكوين تيار إصالحي‪ ،‬أو جبهة لإلصالح‪،‬‬ ‫تقف وراء رئيس الجمهورية‪ ،‬وتعمل معه‪ ،‬وتؤسس لثقافة‬ ‫إصالحية‪ ،‬من خالل وعي شعبي‪ ،‬بحيث يشكل حول الرئيس‬ ‫حزام أمان‪ ،‬يحمي هذه الورشة اإلصالحية‪ ،‬ومينع إسقاطها من‬ ‫قبل زعامء الطوائف وأحزابها‪ ،‬واقطاعيي املناطق‪ ،‬وأصحاب‬ ‫الرساميل من ذوي االختصاص باالحتكار والصفقات عىل حساب‬ ‫خزينة الدولة‪.‬‬ ‫وهذا اإلصالح‪ ،‬يجب أن تتوفر له حكومة تأخذ عىل عاتقها‬ ‫القيام به‪ ،‬ألنه ال ميكن أبداً إبقاء الوضع عىل ما هو عليه‪ ،‬وقد‬ ‫حاول الرئيس السابق اميل لحود مع بداية عهده‪ ،‬أن يطلق برنامجاً‬ ‫لإلصالح‪ ،‬وقد بدأه‪ ،‬مبحاربة الفساد‪ ،‬ووضع الفاسدين واملفسدين‬ ‫يف السجن‪ ،‬لكن ما نسف هذه التجربة التي قادها الثنايئ‬ ‫لحود – سليم الحص كرئيس للحكومة‪ ،‬أنها طالت موظفني‪،‬‬ ‫ومل تصل إىل الفاسدين األساسيني من رؤساء وزعامء‪ ،‬الذين‬ ‫متت حاميتهم من مراجع سورية سياسية وأمنية‪ ،‬كانت لها‬ ‫تأثري عىل الساحة اللبنانية‪ ،‬إضافة إىل أن بعض السياسيني‬ ‫ممن كانوا حول لحود‪ ،‬تعاطوا بكيدية أحياناً مع بعض امللفات‬ ‫لغايات سياسية وشخصية‪ ،‬فتم تفشيل اإلصالح‪ ،‬بسبب‬ ‫تكالب مصالح الفاسدين املحليني مع آخرين سوريني‪ ،‬إضافة إىل‬

‫استخدام السالح الطائفي واملذهبي يف إقفال ملف اإلصالح‪.‬‬ ‫وأمام الرئيس سليامن هذه التجربة‪ ،‬وعليه أن يستفيد منها‪،‬‬ ‫وميكنه من موقعه التوافقي‪ ،‬حيث مل يظهر أنه صاحب أغراض‬ ‫شخصية أو فئوية‪ ،‬أن ميارس دوره وصالحياته يف تحقيق اإلصالح‪،‬‬ ‫ويطالب الحكومة ورئيسها مواكبة هذه الورشة‪ ،‬ويفرضها يف‬ ‫البيان الوزاري‪ .‬وإذا كان سعد الحريري يطرح نفسه إصالحياً‬ ‫ورئيس حكومة غري تقليدية‪ ،‬وأنه سيطبق برنامجاً إنقاذياً‪ ،‬عليه‬ ‫أن يراجع املرحلة السابقة التي كان فيها والده رئيساً للحكومة‪،‬‬ ‫واألسباب التي أدت إىل وصول الدين العام اىل حوايل ‪ 50‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬يتكبد اللبنانيون أكرث من أربع مليارات دوالر سنوياً خدمة له‪،‬‬ ‫مبا يبقي املوازنة بعجز‪ ،‬بحيث لجأت الحكومات املتعاقبة للحريري‬ ‫األب ولفؤاد السنيورة مؤخراً‪ ،‬إىل فرض الرسوم والرضائب‪ ،‬حيث‬ ‫امتألت السلة منهام‪ ،‬دون ان يرتاجع الدين أو ينخفض‪ ،‬او يتحرك‬ ‫االقتصاد ويكرب النمو‪.‬‬ ‫فالحريري االبن رئيساً للحكومة‪ ،‬عليه أن يقول للبنانيني‪،‬‬ ‫ملاذا هذا الدين‪ ،‬وهل مؤمترات باريس ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ ،3‬غ ّريت من الواقع‪،‬‬ ‫وهل اإلصالح الذي جاء يف ورقة الحكومة السابقة إىل‬ ‫باريس ‪ ،3-‬كانت ستغري من الواقع القائم‪ ،‬والخروج من نفق‬ ‫املديونية‪ ،‬وتحسني الوضع املعييش للمواطنني‪ ،‬ودفع عجلة‬ ‫االقتصاد‪.‬‬ ‫إن اإلصالح السيايس الذي يطرحه الرئيس سليامن‪،‬‬ ‫تفكري سليم وصحيح‪ ،‬وينقل لبنان من واقع مهرتئ وفاسد‬ ‫سياسياً‪ ،‬إىل واقع أفضل‪ ،‬لكن اإلصالح االقتصادي واملايل‪،‬‬ ‫كيف سيرتجمه سعد الحريري يف الحكومة‪ ،‬طاملا مل تتغري‬ ‫سياسته‪ ،‬وهو يستند اىل أن دور لبنان‪ ،‬هو دور الوسيط والتاجر‬ ‫والسمسار املايل (املصارف)‪ ،‬والعقاري (بيع االرايض)‪ ،‬والسياحي‬ ‫(املقامرة واملعاهرة)‪ ،‬اي خلق طبقة تجار وخدمات‪ ،‬ورمى الكفاءات‬ ‫واألدمغة من الشباب الذين تخرجهم الجامعات يف لبنان والخارج‬ ‫يف أسواق عمل يف املغرتبات‪ ،‬ألن ال عمل لديهم يف وطنهم‪،‬‬ ‫مع ارتفاع البطالة إىل حدود ‪ ،%30‬وازدياد الفقر إىل ‪ %25‬وأكرث‪،‬‬ ‫وتدفق الهجرة إىل الخارج‪ ،‬حيث بلغ عدد الذين غادروا لبنان منذ‬ ‫توقف الحرب األهلية يف العام ‪ ،1991‬أكرث من مليون ونصف‬ ‫مليون لبناين‪ ،‬النسبة العاليه منهم‪ ،‬هاجرت مع منتصف‬ ‫التسعينات من القرن املايض‪ ،‬وبعد ثالث سنوات من وصول‬ ‫الرئيس رفيق الحريري إىل رئاسة الحكومة‪ ،‬حيث بدأت االستدانة‬ ‫تحت عنوان اإلمناء واإلعامر‪ ،‬ومعها ارتفع الدين العام وخدمته‪،‬‬ ‫وبدأت الكوارث االقتصادية واملالية واالجتامعية‪ ،‬التي مل تتوقف‬ ‫حتى اآلن وهي عىل تصاعد‪.‬‬ ‫فهل سعد الحريري سيكمل ما بدأه والده واستمر فيه السنيورة‪،‬‬ ‫باستمرار السياسة نفسها املالية واالقتصادية واالجتامعية‪،‬‬ ‫ومعنى ذلك أن لبنان قادم إىل انفجار اجتامعي واقتصادي‪ ،‬إذ‬ ‫واصل الدين العام باالرتفاع‪.‬‬

‫“منرب التوحيد”‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫قراءة في نتائج انتخابات‬ ‫برلمان ‪2009‬‬

‫اعداد ‪ :‬ليديا ابو درغم‬

‫دائرة الشوف‬

‫كان االنقسام املذهبي واليزال يعكس قلقاً‬ ‫جديا ًلدى كل من يفكر يف كيفية عالج مسألة‬ ‫الطائفية يف لبنان‪ ،‬وهي مسألة تؤرق الرابح كام‬ ‫الخارس يف االنتخابات النيابية‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه‬ ‫نتائج االنتخابات النيابية العامة يف لبنان التي‬ ‫جاءت مخالفة للتوقعات‪ ،‬إذ فازت املواالة بأغلبية‬ ‫املقاعد‪ 71 ،‬مقعداً بنسبة ‪ %55.5‬من إجاميل‬ ‫املقاعد الـ‪ ،128‬مقابل ‪ 57‬مقعداً للمعارضة‪ ،‬أي ما‬ ‫نسبته ‪ %44.5‬من إجاميل املقاعد الـ‪ ،128‬وهو األمر‬ ‫الذي مل يكن متوقعاً خاصة يف بعض الدوائر التي‬ ‫فازت بها املواالة فقلبت املعادلة‪ ،‬بعد متكنها من‬ ‫الفوز بجميع املقاعد يف دوائر خمس متوازية القوى‬ ‫انتخابياً‪ ،‬مل يكن الفوز فيها محسوماً ألي من‬ ‫ترجح اقتسام املقاعد‬ ‫الطرفني‪ ،‬وكانت التوقعات‬ ‫ّ‬ ‫فيها بني املواالة واملعارضة‪ ،‬وهي دوائر‪ :‬زحلة والبقاع‬ ‫مقاعد‬ ‫محسومة لـ‪14‬‬ ‫آذار‬

‫مقاعد‬ ‫محسومة‬ ‫للمعارضة‬

‫الدائرة االولى‬ ‫الدائرة الثانية‬ ‫الدائرة الثالثة‬ ‫مجموع بيروت‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫بعبدا‬ ‫جبيل‬ ‫كسروان‬ ‫المتن‬ ‫الشوف‬ ‫عاليه‬ ‫مجموع جبل لبنان‬

‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪12‬‬

‫القضاء‬

‫عكار‬ ‫طرابلس‬ ‫المنية‪/‬الضنية‬ ‫الكورة‬ ‫بشري‬ ‫زغرتا‬ ‫البترون‬ ‫مجموع الشمال‬ ‫صيدا‬ ‫الزهراني‬ ‫صور‬ ‫النبطية‬ ‫بنت جبيل‬ ‫مرجعيون‪/‬حاصبيا‬ ‫جزين‬ ‫مجموع الجنوب‬ ‫البقاع الغربي‪/‬راشيا‬ ‫زحلة‬ ‫بعلبك‪/‬الهرمل‬ ‫مجموع البقاع‬

‫مجموع لبنان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪54‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪60‬‬

‫الساحة االنتخابية‪ ،‬وهو “تيار التوحيد” الذي حصل‬ ‫عىل نتيجة ‪ %10‬من مجموع األصوات يف الدائرة‪.‬‬ ‫أما يف الدوائر املختلطة فقد استطاعت املواالة‬ ‫أن تحسم املعركة لصالحها من خالل تحالفها الذي‬ ‫أ ّمن لها أرقاماً كبرية‪ ،‬محققة فوزاً بفارق يقارب‬ ‫‪ 35500‬صوت عن الئحة املعارضة يف دائرة الشوف‪،‬‬ ‫و‪ 13‬ألف صوت عن الئحة املعارضة يف دائرة عاليه‬ ‫‪ ،‬وما يقارب ‪ 14924‬صوتاً عن الئحة املعارضة يف‬ ‫دائرة البقاع الغريب وراشيا و‪ 12592‬صوتاً عنها يف‬ ‫مرجعيون وحاصبيا‪.‬‬ ‫وقبل الدخول يف تفاصيل الدوائر ذات النتائج‬

‫غري املتوقعة‪ ،‬ميكن تلخيص األسباب التي أدّت اىل‬ ‫خسارة املعارضة‪ ،‬من خالل عرض بعض النقاط التي‬ ‫استخدمتها املواالة يف االسرتاتيجية التي وضعتها‬ ‫للفوز باملعركة‪ ،‬والتي كان من الصعب مواجهتها‪،‬‬ ‫واعتمدت فيها عىل الزيادة الكبرية يف نسبة‬ ‫االقرتاع للناخبني‪ ،‬إثر استقدام عددا كبرياً جداً من‬ ‫الناخبني املقيمني خارج البالد‪ ،‬األمر الذي عدّل يف‬ ‫نتيجة االنتخابات‪ ،‬حيث بلغ عددهم يف هذه الدوائر‬ ‫الخمس فقط حوايل ‪ 43‬ألف ناخب‪ ،‬من أصل حجم‬ ‫الناخبني القادمني من الخارج والبالغ عددهم ‪120‬‬ ‫ألف ناخب يف جميع الدوائر‪ ،‬بحيث بلغت حصة‬

‫مقاعد قيد‬ ‫التنافس‬

‫أرجحية لـ‪14‬‬ ‫آذار‬

‫للمعارضة‬

‫مجموع النواب‬

‫بيروت‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪3‬‬ ‫جبل لبنان‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫الشمال‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الجنوب‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫البقاع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪9‬‬

‫‪6‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪128‬‬

‫الغريب‪ ،‬وبريوت األوىل‪ ،‬والكورة والبرتون‪.‬‬ ‫وأتت النتائج االنتخابية عىل صعيد الطوائف‬ ‫عىل الشكل اآليت‪:‬‬ ‫مسيحياً‪ ،‬كان أبرز الخارسين من املعارضة إلياس‬ ‫سكاف‪ ،‬أما أبرز الرابحني‪ ،‬فكان العامد ميشال‬ ‫عون الذي سيطر عىل دوائر جبل لبنان الشاميل‬ ‫املسيحية‪ ،‬وسليامن فرنجيه يف زغرتا‪ ،‬فأصبح‬ ‫عدد كتلة التغيري واإلصالح ‪ 27‬نائباً‪ ،‬مقابل سمري‬ ‫جعجع (‪ 5‬مقاعد) وأمني الجميل (‪ 5‬مقاعد) اللذين‬ ‫يعدّان من أبرز الرابحني من املواالة‪.‬‬ ‫كام أن أبرز الخارسين انتخابياً أيضاً‪ ،‬كان رئيس‬ ‫الجمهورية والبطريرك املاروين مار نرص الله بطرس‬ ‫صفري‪ ،‬اللذان ربحا مقعداً نيابياً واحداً هو مقعد‬ ‫ميشال املر يف املنت‪ ،‬وخرسا يف جميع دوائر جبل‬ ‫لبنان املسيحية‪.‬‬ ‫شيعياً‪ ،‬ربحت املعارضة يف جميع الدوائر ذات‬ ‫الغالبية الشيعية‪ ،‬واستطاع التحالف الشيعي‬ ‫أن يحصد أرقاماً كبرية بالرغم من غياب املنافسة‬ ‫الحقيقية‪.‬‬ ‫سنياً‪ ،‬ربحت املواالة جميع الدوائر ذات الغالبية‬ ‫السنية‪ ،‬واستطاعت املواالة يف الدوائر املختلطة أن‬ ‫تحسم املعركة من خالل كثافة التصويت السني‬ ‫يف كل من زحلة والبقاع الغريب وراشيا‪.‬‬ ‫درزياً‪ ،‬ربحت املواالة يف جميع الدوائر‪ ،‬وكان الفوز‬ ‫األكرب لها يف منطقة الشوف الذي خاض معركة‬ ‫انتخابية بدخول طرف سيايس ثالث‪ ،‬وألول مرة عىل‬

‫عدد الناخبين‬

‫عدد المقترعين‬

‫‪181949‬‬

‫‪91642‬‬

‫األوراق الملغاة‪1029 :‬‬

‫األوراق البيضاء‪1502 :‬‬

‫عدد‬ ‫المقترعين‬ ‫دروز‬

‫وليد جنبالط‬

‫‪%‬‬

‫‪25348‬‬

‫‪%35‬‬

‫مروان‬ ‫حمادة‬ ‫‪23904‬‬

‫الئحة اإلصالح والتغيير‬ ‫بهاء عبد‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الخالق‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2265‬‬ ‫‪%32‬‬

‫الئحة الشوف‬

‫مسيحيون‬

‫‪10656‬‬

‫‪%16‬‬

‫‪11106‬‬

‫‪%15‬‬

‫‪9165‬‬

‫‪%4‬‬

‫سنة‪+‬شيعة‬ ‫أقالم‬ ‫الموظفين‬ ‫المجموع‬

‫‪25756‬‬

‫‪%36‬‬

‫‪25728‬‬

‫‪%35‬‬

‫‪9203‬‬

‫‪%4‬‬

‫‪693‬‬

‫‪%1‬‬

‫‪650‬‬

‫‪%1‬‬

‫‪210‬‬

‫‪%0‬‬

‫‪62450‬‬

‫‪%88‬‬

‫‪61557‬‬

‫‪%83‬‬

‫‪20933‬‬

‫‪%10‬‬

‫دائرة عاليه‬ ‫عدد الناخبين‬

‫عدد المقترعين‬

‫‪116181‬‬

‫‪59779‬‬

‫األوراق الملغاة‪577 :‬‬

‫األوراق البيضاء‪1013 :‬‬

‫الئحة الشراكة واإلصالح‬

‫الئحة ‪ 14‬آذار‬ ‫أكرم شهيب‬

‫‪%‬‬

‫طالل إرسالن‬

‫‪%‬‬

‫‪36138‬‬

‫‪%60‬‬

‫‪23501‬‬

‫‪%39‬‬

‫منفرد‬ ‫سليمان الصايغ‬ ‫‪5941‬‬

‫‪7‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%1‬‬

‫املعارضة منهم حوايل ‪ ،%25‬والباقي للمواالة‪.‬‬ ‫أضف إىل تلك األسباب‪ ،‬استخدام املال االنتخايب‬ ‫بشكل هائل‪ ،‬وغري مسبوق يف تاريخ االنتخابات‬ ‫اللبنانية‪ .‬وهذا ما كشف النقاب عنه الكاتب‬ ‫“كريستوفر دييك” يف مجلة “نيوز ويك” األمريكية‪،‬‬ ‫والذي أجرى مقابلة مع وزير الخارجية السعودي‬ ‫سعود الفيصل‪ ،‬وأ ّكد فيها أن األموال التي دفعتها‬ ‫السعودية لتيار املستقبل من أجل منع املعارضة‬ ‫وتحديداً حزب الله من الوصول إىل السلطة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬تخطت مجموع إنفاق الحملة االنتخابية‬ ‫للرئيس األمرييك باراك أوباما الذي بلغ ‪ 715‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وهذا ما يتوافق وتقديرات لبنانية وعربية حول‬ ‫رقم “املليار دوالر” من األموال السعودية التي دفعت‬ ‫يف االنتخابات النيابية لصالح املواالة وحملتها‬ ‫االنتخابية‪ ،‬حملة التعبئة الطائفية والتخوينية‪،‬‬ ‫وإثارة النعرات الطائفية والتحريض التي مارستها‬ ‫ّ‬ ‫منظم طيلة فرتة الحملة االنتخابية‪،‬‬ ‫املواالة بشكل‬ ‫مستغلة خطاب السيد حسن نرص الله الذي تحدّث‬ ‫عن اليوم املجيد من السابع من أيار مقتطعني كالمه‪،‬‬ ‫مستفيدة منه يف شد التعصب السنّي يف جميع‬ ‫املناطق‪ ،‬كام استفادت املواالة من كالم الرئيس‬ ‫اإليراين محمود أحمدي نجاد عن أن فوز املعارضة‬ ‫قد يقلب املعادالت يف املنطقة‪ ،‬إضافة اىل خطاب‬ ‫الشيخ نعيم قاسم يف األسبوع األخري الذي أ ّكد‬ ‫فيه استمرار تس ّلح “حزب الله” متحديأ مجلس األمن‬ ‫ومتوعداً‪ ،‬باإلضافة إىل استغاللها شعار “التخويف‬ ‫من والية الفقيه” يف املناطق املسيحية‪ ،‬مستندة‬ ‫إىل ما كان قد كتبه الشيخ نعيم قاسم من أن‬ ‫“جزب الله” استشار “الويل الفقيه”حني دخوله هذه‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وبذلك فاق عدد املخالفات التي ّتم تسجيلها‬ ‫يف هذا املجال حوايل ‪ 4000‬مخالفة‪ ،‬والتي كان من‬ ‫آثارها اصطفاف درزي‪ ،‬وسنّي‪ ،‬وشيعي غري مسبوق‪،‬‬ ‫ففي زحلة مث ًال نالت املعارضة من أصوات الشيعة‬ ‫‪ ،%90.6‬بينام نالت املواالة من أصوات السنّة ‪،%85.6‬‬ ‫وأدّى الخطاب التخويفي والتحرييض إىل خلق موجة‬ ‫لدى املسيحيني زاد وتريتها البطريرك صفري‪ ،‬يف بيانه‬ ‫قبل يوم من االنتخاب الذي أعلن فيه أن من يص ّوت‬ ‫للمعارضة‪ ،‬سيؤدي اىل تغيري هوية لبنان العربية‪،‬‬ ‫وهو أمر مخالف لقانون االنتخاب‪ ،‬وتدخل فيه‪ ،‬دفعت‬ ‫باملرتددين إىل التصويت للوائح املواالة‪ ،‬وهو ما ب ّينته‬ ‫النتائج من تراجع التأييد املسيحي للمعارضة‪ ،‬بحيث‬ ‫بلغت نسبة الرتاجع من نسبة ‪ %63‬يف انتخابات‬ ‫‪ 2005‬إىل ‪ %53‬يف انتخابات ‪.2009‬‬ ‫ومل تقترص خسارة املعاومة عىل التدخل الخارجي‬ ‫واملال السيايس واإلعالم والتخويف‪ ،‬بل تعدت ذلك‬ ‫ألعطاب أساسية يف تكوينتها وخطابها ومامرستها‬ ‫وإدارتها للمعركة‪ ،‬بد ًءا من قبولها بقانون الستني‪،‬‬ ‫قانون تكريس األرجحيات الطائفية يف مناطقها‪،‬‬ ‫والذي سعى إليه بعض أطرافها بقوة‪ ،‬ما جعل‬ ‫كل جامعة تخوض معركتها الخاصة عىل أرضها‬ ‫وداخل فريقها‪ ،‬بعيدة عن تكوين جبهة سياسية‬ ‫واحدة مبرشوع سيايس واحد‪.‬‬ ‫وفيام ييل تفاصيل نتائج االنتخابات النيابية‬ ‫لربملان ‪:2009‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫مقال‬

‫منرب لبناين‬ ‫مرفقات الزيادات غير المتوقعة في المشاركة‬

‫توزيع المقاعد على الكتل النيابية‬ ‫الكتل النيابية‬

‫عدد النواب‬

‫التنمية والتحرير‬

‫‪15‬‬

‫الكتائب‬

‫‪5‬‬

‫الحزب الديمقراطي‬

‫‪1‬‬

‫مستقل‬

‫‪19‬‬

‫القوات اللبنانية‬

‫‪5‬‬

‫نواب األرمن‬

‫‪2‬‬

‫التيار الوطني الحر‬

‫‪20‬‬

‫اللقاء الديمقراطي‬

‫‪11‬‬

‫المردة‬

‫‪3‬‬

‫األحرار‬

‫‪1‬‬

‫المستقبل‬

‫‪30‬‬

‫الوفاء للمقاومة‬

‫‪12‬‬

‫القومي‬

‫‪3‬‬

‫اليسار الديمقراطي‬

‫‪1‬‬

‫مقترعون‬

‫الدائرة‬ ‫بيروت الثالثة‬ ‫بيروت األولى‬ ‫زحلة‬ ‫البقاع الغربي وراشيا‬ ‫طرابلس‬ ‫مرجعيون وحاصبيا‬ ‫المتن‬ ‫صيدا‬ ‫زغرتا‬ ‫بنت جبيل‬ ‫الكورة‬ ‫البترون‬ ‫الضنية المنية‬ ‫الشوف‬ ‫جزين‬ ‫بعبدا‬ ‫صور‬ ‫جبيل‬ ‫الزهراني‬ ‫كسروان‬ ‫بشري‬ ‫عكار‬ ‫النبطية‬ ‫عاليه‬ ‫بيروت الثانية‬ ‫بعلبك الهرمل‬ ‫إجمالي‬

‫‪2005‬‬ ‫‪79.705‬‬ ‫‪12.933‬‬ ‫‪69.488‬‬ ‫‪50.313‬‬ ‫‪73.998‬‬ ‫‪52.383‬‬ ‫‪83.502‬‬ ‫‪20.866‬‬ ‫‪29.635‬‬ ‫‪45.774‬‬ ‫‪23.307‬‬ ‫‪29.035‬‬ ‫‪48.637‬‬ ‫‪82.155‬‬ ‫‪11.327‬‬ ‫‪76.181‬‬ ‫‪67.822‬‬ ‫‪43.200‬‬ ‫‪44.783‬‬ ‫‪55.465‬‬ ‫‪16.210‬‬ ‫‪110.149‬‬ ‫‪60.477‬‬ ‫‪61.819‬‬ ‫‪21.320‬‬ ‫‪123.070‬‬ ‫‪1.393.554‬‬

‫مقترعون‬

‫‪2009‬‬ ‫‪87.700‬‬ ‫‪25.000‬‬ ‫‪76.500‬‬ ‫‪55.000‬‬ ‫‪81.000‬‬ ‫‪57.600‬‬ ‫‪90.100‬‬ ‫‪30.000‬‬ ‫‪32.000‬‬ ‫‪50.400‬‬ ‫‪25.300‬‬ ‫‪31.000‬‬ ‫‪53.500‬‬ ‫‪90.500‬‬ ‫‪28.500‬‬ ‫‪84.000‬‬ ‫‪74.500‬‬ ‫‪48.700‬‬ ‫‪50.000‬‬ ‫‪60.500‬‬ ‫‪17.400‬‬ ‫‪121.100‬‬ ‫‪66.500‬‬ ‫‪67.000‬‬ ‫‪36.700‬‬ ‫‪135.400‬‬ ‫‪1.575.600‬‬

‫توزيع األصوات بين المعارضة والمواالة في الدوائر‬ ‫الدائرة‬ ‫البترون‬ ‫البقاع الغربي‬ ‫وراشيا‬ ‫الزهراني‬ ‫الشوف‬ ‫الكورة‬ ‫المتن‬ ‫المنية الضنية‬ ‫النبطية‬ ‫بشري‬ ‫بعبدا‬ ‫بعلبك الهرمل‬ ‫بنت جبيل‬ ‫بيروت‪1‬‬ ‫بيروت‪2‬‬ ‫بيروت‪3‬‬ ‫جبيل‬ ‫جزين‬ ‫زحلة‬ ‫زغرتا‬ ‫صور‬ ‫صيدا‬ ‫طرابلس‬ ‫عاليه‬ ‫عكار‬ ‫كسروان‬ ‫مرجعيون حاصبيا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عدد المقترعين‬

‫المعارضة‬

‫‪%‬‬

‫المواالة‬

‫‪%‬‬

‫‪32914‬‬ ‫‪65237‬‬ ‫‪50217‬‬ ‫‪91642‬‬ ‫‪27417‬‬ ‫‪96748‬‬ ‫‪54916‬‬ ‫‪64000‬‬ ‫‪17183‬‬ ‫‪84546‬‬ ‫‪126038‬‬ ‫‪52899‬‬ ‫‪37284‬‬ ‫‪27787‬‬ ‫‪103243‬‬ ‫‪49128‬‬ ‫‪29225‬‬ ‫‪93000‬‬ ‫‪34399‬‬ ‫‪74941‬‬ ‫‪36624‬‬ ‫‪89886‬‬ ‫‪59779‬‬ ‫‪120608‬‬ ‫‪60336‬‬ ‫‪64975‬‬

‫‪13.700‬‬ ‫‪27.813‬‬ ‫‪44.236‬‬ ‫‪26.000‬‬ ‫‪12.112‬‬ ‫‪47.583‬‬ ‫‪16.136‬‬ ‫‪59.346‬‬ ‫‪4.089‬‬ ‫‪45.012‬‬ ‫‪107.309‬‬ ‫‪49.282‬‬ ‫‪16.791‬‬ ‫‪14.700‬‬ ‫‪25.000‬‬ ‫‪28.594‬‬ ‫‪21.754‬‬ ‫‪41.000‬‬ ‫‪18.061‬‬ ‫‪68.792‬‬ ‫‪13.512‬‬ ‫‪30.313‬‬ ‫‪22.065‬‬ ‫‪42.000‬‬ ‫‪31.179‬‬ ‫‪50.000‬‬

‫‪41.6‬‬ ‫‪42.6‬‬ ‫‪88.1‬‬ ‫‪28.4‬‬ ‫‪44.2‬‬ ‫‪49.2‬‬ ‫‪29.4‬‬ ‫‪92.7‬‬ ‫‪23.8‬‬ ‫‪53.2‬‬ ‫‪85.1‬‬ ‫‪93.2‬‬ ‫‪45.0‬‬ ‫‪52.9‬‬ ‫‪24.2‬‬ ‫‪58.2‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫‪44.1‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫‪91.8‬‬ ‫‪36.9‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫‪36.9‬‬ ‫‪34.8‬‬ ‫‪51.7‬‬ ‫‪77.0‬‬

‫‪17.637‬‬ ‫‪34.467‬‬ ‫‪3.574‬‬ ‫‪61.453‬‬ ‫‪14.141‬‬ ‫‪45.680‬‬ ‫‪37.772‬‬ ‫‪3.234‬‬ ‫‪12.909‬‬ ‫‪36.444‬‬ ‫‪12.468‬‬ ‫‪585‬‬ ‫‪19.533‬‬ ‫‪13.000‬‬ ‫‪76.619‬‬ ‫‪20.365‬‬ ‫‪6.078‬‬ ‫‪48.000‬‬ ‫‪13.570‬‬ ‫‪2.322‬‬ ‫‪23.112‬‬ ‫‪55.679‬‬ ‫‪35.118‬‬ ‫‪78.000‬‬ ‫‪26.924‬‬ ‫‪13.000‬‬

‫‪53.6‬‬ ‫‪52.8‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪67.1‬‬ ‫‪51.6‬‬ ‫‪47.2‬‬ ‫‪68.8‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪75.1‬‬ ‫‪43.1‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪52.4‬‬ ‫‪46.8‬‬ ‫‪74.2‬‬ ‫‪41.5‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪51.6‬‬ ‫‪39.4‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪63.1‬‬ ‫‪61.9‬‬ ‫‪58.7‬‬ ‫‪64.7‬‬ ‫‪44.6‬‬ ‫‪20.0‬‬

‫‪8‬‬

‫الفارق‬

‫‪23.538‬‬ ‫‪24.351‬‬ ‫‪23.512‬‬ ‫‪14.924‬‬ ‫‪15.888‬‬ ‫‪12.592‬‬ ‫‪13.246‬‬ ‫‪15.758‬‬ ‫‪4.764‬‬ ‫‪7.125‬‬ ‫‪4.110‬‬ ‫‪3.879‬‬ ‫‪6.279‬‬ ‫‪9.487‬‬ ‫‪17.898‬‬ ‫‪8.365‬‬ ‫‪7.119‬‬ ‫‪5.928‬‬ ‫‪5.434‬‬ ‫‪4.871‬‬ ‫‪973‬‬ ‫‪10.459‬‬ ‫‪3.523‬‬ ‫‪-2.040‬‬ ‫‪6.467‬‬ ‫‪2.968‬‬ ‫‪246.901‬‬ ‫فارق‬ ‫للمعارضة‬

‫‪40662‬‬ ‫‪1903‬‬ ‫‪56112‬‬ ‫‪8567‬‬ ‫‪94841‬‬ ‫‪48697‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫‪8229‬‬ ‫‪15676‬‬ ‫‪4491‬‬ ‫‪66470‬‬

‫‪4255‬‬ ‫‪37000‬‬

‫زيادة غير‬ ‫متوقعة‬

‫‪16.000‬‬ ‫‪12.000‬‬ ‫‪16.500‬‬ ‫‪10.000‬‬ ‫‪9.000‬‬ ‫‪7.000‬‬ ‫‪7.000‬‬ ‫‪7.000‬‬ ‫‪2.500‬‬ ‫‪2.500‬‬ ‫‪2.000‬‬ ‫‪2.000‬‬

‫‪88.100‬‬

‫فارق للمواالة‬

‫‪3938‬‬ ‫‪6654‬‬ ‫‪35453‬‬ ‫‪2029‬‬ ‫‪21636‬‬ ‫‪8820‬‬

‫‪2742‬‬ ‫‪51619‬‬ ‫‪7000‬‬ ‫‪9600‬‬ ‫‪25366‬‬ ‫‪13053‬‬ ‫‪36000‬‬

‫االنتخابات النيابية‪ :‬تيار التوحيد يتقدم‬ ‫باألمس القريب‪ ،‬بدا استحقاق ‪ 7‬حزيران ‪،2009‬‬ ‫مع انطالقه يف ذلك الصباح‪ ،‬وبالنسبة إىل قوى‬ ‫املواالة استحقاقاً مصريياً اختاروا تسميته‪ ،‬فيام‬ ‫بدا إلينا‪ ،‬إىل قوى املعارضة الوطنية اللبنانية‪،‬‬ ‫محطة‪ ،‬مهمة رمبا‪ ،‬إمنا عىل درب معركة طويلة‪،‬‬ ‫ال تبدو فيها قوى االستتباع املحيل اللبناين سوى‬ ‫كتيبة صغرية يف جيش عاملي كبري‪ ،‬أراد احتالل‬ ‫العراق والسيطرة عىل ثرواتنا وكراماتنا الوطنية‪.‬‬ ‫واملشهد هنا‪ ،‬لن يكون بحاجة إىل تدقيق‪ ،‬يك‬ ‫نكتشف هذه الحرب الكونية عىل املعارضة‪ ،‬ولله‬ ‫الحمد أنها باردة‪ ،‬أو ناعمة‪ ،‬بعد أن فشلت كافة‬ ‫أشكال استخدام القوة‪ ،‬بدءاً من اآللة اإلعالمية‬ ‫املحلية‪ ،‬العربية الدولية الكبرية وصوالً إىل املناورات‬ ‫العسكرية اإلرسائيلية‪ ،‬مروراًَ بـ (‪ )715‬مليون دوالر‬ ‫أمرييك أشارت إليه مجلة “النيوزويك”‪ ،‬مرورا‬ ‫بكافة الترصيحات والتدخالت العربية والدولية‬ ‫التي استباحة سيادتنا الوطنية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫االستخدام املعيب‪ ،‬الذي يدلل عىل ضعف ال بل‬ ‫خواء منطقهم السيايس‪ ،‬للمذهبية والتحريض‬ ‫املذهبي‪ ،‬كل ذلك يف مواجهة ماذا؟ ومن أجل‬ ‫ماذا؟؟!‬ ‫إذا ما كان السبب األسايس لهذه الحرب‬ ‫الكونية مرتبط باملحاوالت الهائلة املبذولة من‬ ‫أجل وقف رحلة التدهور األمرييك يف املنطقة‪،‬‬ ‫واملمتدة من العراق إىل باكستان‪ ،‬فإن الجرمية‬ ‫الكربى التي ارتكبتها املقاومة وحلفائها من‬ ‫قوى املعارضة‪ ،‬أنها هزمت (إرسائيل) يف حرب‬ ‫متوز‪ ،‬إنها الفضيحة الكربى ألخالق االستسالم‬ ‫والتبعية التي عمل عليها األمريكيون والعائالت‬ ‫العربية املستسلمة الحاكمة لعقود واستثمروا‬ ‫فيها املليارات‪ ،‬فجاؤوا جميعاً إىل لبنان أرض‬ ‫العزة واملقاومة‪ ،‬ليسقطوا هذه الثقافة الجديدة‬ ‫التي تصدر سيطرتهم وعروشهم‪.‬‬ ‫إنه جوهر املعضلة االنتخابية اللبنانية‪،‬‬ ‫معركة يف وجه ثقافة الكرامة واالستقالل‬ ‫والسيادة الحقيقيني‪ ،‬عىل درب حرب شاملة ال‬ ‫تزال قامئة‪ ،‬ورمبا أبلغ دليل عىل فصولها هو‬ ‫الحدث اإليراين املستجد‪ ،‬الذي يسعى من الداخل‬ ‫هذه املرة زعزعة ركيزة املواجهة يف وجه مشاريع‬ ‫السيطرة‪ ،‬أي إيران التي نحن متأكدون أكرث من أي‬ ‫وقت مىض عىل رسوخ نهجها ومتانته يف وجه‬ ‫املؤامرات التي تريد منا جميعاً‪ ،‬التحول إىل قبائل‬ ‫منترشة حول منابع النفط‪ ،‬متقاتلة‪ ،‬فيجري‬ ‫النفط بسالمة ومجاناً‪ ،‬إىل هذه اإلمربياالت‬ ‫الخبيثة‪.‬‬ ‫وإذا ما كانت األحداث اللبنانية ومن ضمنها‬ ‫الحدث االنتخايب‪ ،‬ال ميكن قراءتها إال من خالل‬ ‫الرصاع اإلقليمي الدائر‪ ،‬إال أنها ومن جهة ثانية‬ ‫فإن القراءة املحلية لها رضورية‪ ،‬فإذا ما كان نهج‬ ‫املقاومة قد استطاع وعىل الرغم من نتائج‬

‫االنتخابات التي مل تأت ملصلحة مجيء املعارضة‬ ‫إىل الحكم‪ ،‬أن يثبت نفسه كركيزة وطنية‬ ‫نهائية‪ ،‬وإذا ما كان علينا استمرار التيقظ لعدوان‬ ‫إرسائييل‪ ،‬أو النقضاض داخيل عند أي اختالل‬ ‫يف موازين القوى‪ ،‬إال أن البالد وقواها الوطنية‬ ‫الحقيقية املتمثلة يف قوى املعارضة‪ ،‬أمام‬ ‫استحقاق معركة كبرية يف وجه نهج سلطوي‪،‬‬ ‫مل يسع فقط إىل ما يقارب الخيانة يف املواضيع‬ ‫الوطنية‪ ،‬إمنا عاث يف األرض فساداً ورسقة لعقود‬ ‫مضت‪ ،‬وقد حان وقت فضح هذا النهج والعمل‬ ‫عىل إصالح البالد ومؤسساتها‪.‬‬ ‫إن معركة املعارضة يف املرحلة الالحقة‪ ،‬يجب‬ ‫أن تكون منطلقة من وحدة هذه القوى عىل‬ ‫اساس برنامج للتغيري واإلصالح‪ ،‬عىل املستوى‬ ‫السيايس‪ ،‬من خالل تجاوز الطائفية التي‬ ‫استخدمها النظام الطائفي اللبناين يف وجهنا‪،‬‬ ‫وعىل املستوى االقتصادي االجتامعي حيث بات‬ ‫ملحاً أن تقدم املعارضة للشعب اللبناين منوذجاً‬ ‫جديداً إلدارة البالد‪ ،‬ولتأمني مصالح رشائحها‬ ‫االجتامعية املختلفة‪.‬‬ ‫أما عىل مستوى تيار التوحيد‪ ،‬فباستطاعتنا‬ ‫فع ًال االحتفال بانتصارات صغرية عىل درب نرص‬ ‫كبري قادم بالتأكيد‪ ،‬فإذا ما كان االصطفاف‬ ‫االقطاعي قد قطع الطريق‪ ،‬وهذا طبيعي عىل‬ ‫مختلف القوى الوطنية الجبلية يف مناخات‬ ‫املذهبية‪ ،‬فإن التيار قد استطاع أوالً‪ ،‬االنتصار‬ ‫بصدقية وصحة نهجه السيايس‪ ،‬حيث أن‬ ‫القوى السياسية الجبلية‪ ،‬هي التي تأيت إىل‬ ‫موقفنا وإىل كل الذي قلناه يف السنوات املاضية‪،‬‬

‫‪9‬‬

‫خاصة فيام يتعلق بوظيفة هذا الجبل وموقعه‬ ‫يف الرصاع‪ ،‬وفيام يتعلق بعروبته ونوعية هذه‬ ‫العروبة‪ ،‬التي طاملا كانت عروبة مقاومة يف وجه‬ ‫االحتالل والسيطرة األجنبية‪ .‬أما االنتصار الثاين‬ ‫فقد متثل باستطاعتنا الحصول عىل عرشات آالف‬ ‫األصوات ملرشحينا‪ ،‬منها األصوات الدرزية‪ ،‬وهذا‬ ‫دليل عىل رسوخ نهجنا ومنوه يف وسط الناس‬ ‫وأهلنا‪ ،‬وعىل أننا عىل الطريق الصحيح‪.‬‬ ‫يبدو أننا‪ ،‬أن تيار التوحيد هو يف مرحلة‬ ‫انتقالية من فرتة التأسيس إىل فرتة النمو‬ ‫والتقدم‪ ،‬ويبدو وبقوة أن عرص اإلطباق والهيمنة‬ ‫إىل زوال ملصلحة تعددية وتنوع سياسيني‪ ،‬ال بد‬ ‫لنا أن نكون جزءاً متقدماً وعرصياً منه‪.‬‬ ‫أمامنا معركة جديدة تبدأ من اليوم‪ ،‬هي‬ ‫معركة دميقراطية بالتأكيد‪ ،‬ومعركة سياسية‬ ‫نحرر فيها مزيداً من الرشائح من أضاليل التقليد‬ ‫والتخلف‪ ،‬ملصلحة نهج التقدم والحرية والعدالة‬ ‫االجتامعية‪ ،‬نهج العروبة املقاومة‪.‬‬ ‫انتخابات مضت‪ ،‬أخرى قادمة‪ ...‬فلنبدأ العمل‬ ‫منذ اليوم عىل الفوز فيها‪ ،‬وهذا ممكن‪ ،‬فالتغري‬ ‫حاجة لكل الناس ونحن التغري‪.‬‬ ‫تحية إىل مناضيل التيار‪ ،‬إىل منارصيه‪ ،‬إىل كل‬ ‫االصدقاء يف األحزاب والقوى الوطنية والتيارات‪،‬‬ ‫الذين أسهموا يف ترسيخ وتثبيت نهجنا يف‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬وإىل مزيد من التعاون من‬ ‫أجل وطننا‪ ،‬وجبلنا‪ ،‬ومن أجل التغيري الكبري‪.‬‬

‫نائب رئيس تيار التوحيد‬ ‫سليامن الصايغ‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫النائب علي فياض‪ :‬المعارضة خسرت أمام حرب كونية‬ ‫سالح المقاومة محمي شعبياً والمطلوب حمايته مؤسساتياً‬ ‫انتظر الجميع املعركة االنتخابية بفارغ الصرب‪ ،‬فاالنقسام‬ ‫الحاد يف البالد خالل السنوات املاضية والترصيحات التصعيدية‬ ‫فرض معركة انتخابية قاسية انتهت بفوز قوى ‪ 14‬آذار باألكرثية‬ ‫النيابية‪ .‬وتقبلت النتيجة كل األطراف التي لطاما وصفت‬ ‫املعركة باملصريية واملفصلية ومضت قدماً نحو الداخل‪ ،‬تحسبا‬ ‫ألخطار كبرية تحدق يف لبنان‪ .‬فإىل جانب األزمة املعيشية‬ ‫املستدعية لتحرك رسيع من قبل املسؤولني‪ ،‬برز خطر التوطني‬ ‫بعد خطاب نتانياهو‪ ،‬فـالتوطني فزاعة فقط‪ ،‬بل إقرتب ليكون‬ ‫واقعاً وحقيقة‪ ،‬تضع لبنان يف دائرة الخطر‪ .‬هي مرحلة سياسية‬ ‫جديدة‪ ،‬فمن تشنج غري مسبوق إىل تهدئة فرضتها األوضاع‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬والقوى السياسية ال تزال هي هي عىل األرض‪ ،‬لكن‬ ‫كرث الحديث عن أسباب خسارة املعارضة يف‬ ‫االنتخابات‪ ،‬برأيك ما هي األسباب الرئيسية‬ ‫لهذه الخسارة؟‬ ‫هناك عامالن كبريان لعبا دوراً حاس ًام يف‬ ‫النتائج‪ ،‬املال االنتخايب املسيس الذي ظهر جلياً‬ ‫يف عمليات رشاء األصوات والتي قدرت مببلغ‬ ‫أسطوري يف بعض الدوائر‪ ،‬خاصة تلك التي‬ ‫شكلت موضع تنازع‪ ،‬واإلمكانات املالية التي‬ ‫وضعت بترصف ماكينات ‪ 14‬آذار والتي سمحت‬ ‫لهم بتشييد بنية تحتية لالستعانة بأعداد‬ ‫كبرية جداً من املغرتبني‪.‬‬ ‫البعض يتحدث عن أخطاء كبرية ارتكبتها‬ ‫املعارضة أثناء الحملة؟‬ ‫من دون شك املعارضة عانت من بعض‬ ‫الثغرات يف أدائها‪ ،‬إذ كان عليها توحيد برنامجها‬ ‫االنتخايب عىل كل األرايض اللبنانية لكنها مل‬ ‫تفعل‪ ،‬بقي لكل طرف فيها موقفه وبرنامجه‬ ‫الخاص به يف الوقت الذي متكنت فيه ‪ 14‬آذار من‬ ‫أن تطلق برنامجاً انتخابياً موحداً‪ .‬وهذا األمر‬ ‫شديد األهمية يف معركة بهذا الحجم‪ ،‬ولها‬ ‫هذه الخلفية واألبعاد السياسية‪ .‬كام أ‪،‬ها مل‬ ‫تطلق خطاباً دعائياً انتخابياً يثري نقاط ضعف‬ ‫تجربة ‪ 14‬آذار يف السلطة‪ ،‬فخاض الفريق اآلخر‬ ‫املعركة دون تركيز عىل هذه النقاط‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫نجاحه الدائم يف وضع املعارضة يف موقع الدفاع‬ ‫عن النفس‪ .‬كانوا يطلقون اتهامات ال أساس لها‬ ‫وينشغل قادة املعارضة يف الدفاع عن أنفسهم‬ ‫ويف رد هذه اإلتهامات‪ .‬ويجب أن ال ننىس وجود‬ ‫عدم تكافؤ يف الفرص بني املعارضة واملواالة‪،‬‬ ‫فالحكومات األوروبية كانت ضالعة يف تسهيل‬ ‫حركة ‪ 14‬آذار يف موضوع املغرتبني‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي كانت تعقيدات كثرية تحيط بحركة حزب‬ ‫الله يف الخارج‪.‬‬ ‫أيعقل أن املعارضة التي ناضلت طيلة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املعطيات الجديدة قد تب ّدل األمور‪ ،‬كام أصبح تبدلت خسارة‬ ‫حيث يتم الغمز عن النجاح‬ ‫املعارضة إىل حنكة سياسية‬ ‫ً‬ ‫يف تجنب الفوز وسط حسابات دقيقة جدا تجنبت يبقى فيها‬ ‫الحنوال عون يف موقع الزعامة املسيحية الكربى‪ ،‬وتربح سوريا‬ ‫من رسائل أرسلتها للغرب‪ ،‬وإرساء مالمح اتفاق‬ ‫الكثري الكثري‬ ‫سوري سعودي جديد‪ ،‬جعل الباب مرشعاً الستقطاب الحريري‬ ‫وجنبالط‪.‬‬ ‫اسئلة كثرية يطرحها املشهد السيايس الداخيل واإلقليمي‪،‬‬ ‫حملنا للنائب عيل فياض عن كتلة الوفاء للمقاومة‪ ،‬لنحاو‬ ‫معه رسم صورة مستقبلية ملا سيكون عليه الوضع يف لبنان‬ ‫واملنطقة ككل‪.‬‬

‫النائب املنتخب عيل فياض‬

‫السنوات املاضية عىل الساحة السياسية‬ ‫مل تأخذ بعني االعتبار هذه النقاط‪ ،‬أو مبعنى‬ ‫آخر فاتتها؟‬ ‫إحساس املعارضة أن النتيجة مضمونة‬ ‫بجانبها‪ ،‬دفعها إىل عدم إيالء أهمية كافية‬ ‫للخطاب اإلعالمي والسيايس‪ .‬هذا الخطاب‬ ‫الذي عاىن من ثغرات عديدة‪ ،‬ومل يكرتث للسعي‬ ‫إلستعادة الرشائح املستقلة او املرتددة يف‬ ‫األوساط اللبنانية كافة وخاصة عىل املستوى‬ ‫املسيحي‪ .‬املعركة كانت يف األصل معركة يف‬ ‫القدرة عىل استاملة الرشائح املستقلة املرتددة‬ ‫التي مل تكن متلك موقفاً سياسياً مسبقاً‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫الطرف اآلخر أطلق خطاباً تخويفياً لهؤالء ومل‬ ‫تتمكن املعارضة من صياغة خطاب إستقطايب‬ ‫مطمنئ لهذه الرشائح‪.‬‬ ‫ملاذا يحاول البعض اتهام حزب الله بالعمل‬ ‫غري الجدي لكسب األكرثية يف االنتخابات؟‬ ‫كل ما يقال عن تخوف حزب الله من كسب‬ ‫األكرثية وعدم السعي من أجل تحقيق هذا‬ ‫الهدف‪ ،‬افرتاءات ظاملة وكالم غري صحيح‪.‬‬ ‫حزب الله كان جاداً جداً يف السعي لكسب‬ ‫األكرثية‪ ،‬وعمل بكل جهده واستنفر كل مكناته‬ ‫يف الدوائر التي يوجد فيها تواجد شيعي‪ ،‬مام‬ ‫مكنه من حشد نسبة تصويت غري مسبوقة‪.‬‬

‫وبرأيي هذا هو املعيار األسايس يف الحكم عىل‬ ‫سلوك حزب لله االنتخايب‪.‬‬ ‫ملاذا تتكلمون عن حرب كونية شنت عليكم‪،‬‬ ‫أال ترجحون وجود اتفاق سوري سعودي إلعطاء‬ ‫األكرثية للمواالة وهذا ما يتم تداوله اليوم؟‬ ‫نحن وحلفاؤنا كنا يف موقع من يدير املعركة‬ ‫ويف قلب التوازنات‪ ،‬وندرك جيداً أن املعارضة‬ ‫أدت ما عليها‪ .‬رمبا عانت من بعض األخطاء هنا‬ ‫وهناك‪ ،‬لكن ما أبلته كان بالءاً حسناً واستنفرت‬ ‫كل طاقاتها‪ ،‬لكن أمام هذه الحرب الكونية‬ ‫ضدها خرست معركتها‪.‬‬

‫لقاءات السيد نرصالله‬ ‫ما الهدف من لقاءات السيد حسن نرصالله‬ ‫مع أطراف من املعارضة والتي شهدناها‬ ‫مؤخراً؟‬ ‫ما يريده سامحة األمني العام متاسك املعارضة‬ ‫يف التعاطي مع املرحلة املقبلة‪ ،‬والتي تحتاج إىل‬ ‫مسألتني يعمل األمني العام عىل تحقيقهام‪،‬‬ ‫الرشاكة يف الحكومة عىل قاعدة إما أن تشرتك‬ ‫املعارضة مجتمعة‪ ،‬وإما أن تعزف عن السلطة‬ ‫مجتمعة‪ ،‬إذ أن التضامن يف موقف املعارضة‬ ‫تجاه الحكومة يجب أن يكون قوياً وموحداً‪.‬‬ ‫املسألة الثانية تكمن يف وجوب تبلور رؤى‬ ‫املعارضة وقراءتها وبرنامجها يف التعاطي مع‬ ‫كل التحديات يف املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫أصبحتم تتكلمون عن «عزوف» عن‬ ‫فيام كنتم دامئاً ضد‬ ‫املشاركة يف الحكم‪،‬‬ ‫االستئثار يف الحكم!!‬ ‫املعارضة تريد التوافق والرشاكة أساس‬ ‫ملامرسة السلطة يف البالد‪ ،‬كام تريد أن تتعاطى‬ ‫مع الحكومة كمدخل ملعالجة حالة اإلنقسام‬ ‫القامئة‪ .‬وهذا موقف إيجايب وفق مبادئ تتضمن‬ ‫اإلتفاق عىل التهدئة‪ ،‬معالجة األزمة القامئة‪،‬‬ ‫اعتامد الرشاكة كأساس ملامرسة السلطة‪،‬‬ ‫رص الصفوف الداخلية يف مواجهة األخطار‬ ‫اإلرسائيلية واملتصاعدة‪ ،‬جراء حكومة «نتنياهو‪-‬‬ ‫ليربمان» والحاجة إىل إطالق عجلة مؤسسات‬ ‫الدولة‪ .‬املعارضة تنتظر أن يحدد الطرف اآلخر‬ ‫عرضه‪ ،‬لتحدد موقفها النهايئ من املشاركة يف‬ ‫السلطة وفق مبادئ وأسس وضامنات وتوازنات‪،‬‬ ‫تسمح أو تساعد عىل تجاوز األزمة القامئة‬ ‫ومجابهة التحديات التي أرشت اليها‪.‬‬ ‫ملاذا اجتمع السيد بأقطاب املعارضة بعد‬ ‫ساعات قليلة عىل لقاءه جنبالط؟‬ ‫ليس للقاءات املعارضة مع سامحة األمني‬ ‫فتلك‬ ‫العام أي عالقة بلقاءه مع جنبالط‪،‬‬ ‫اللقاءات مقررة مبعزل عن لقاء السيد وليد‬ ‫جنبالط‪.‬‬ ‫ماذا عن هذا اللقاء (لقاء نرصالله ‪-‬‬ ‫جنبالط)؟‬ ‫هذا اللقاء أىت ليشكل خطوة يف االتجاه‬

‫اثناء الحوار‬

‫الصحيح‪ ،‬فبعده بات صعباً‬ ‫اتخاذ خيارات متشددة أو‬ ‫بإدارة البالد و تشكيل‬ ‫ظل االتفاق عىل استكامل‬ ‫الفريقني بهدف استكامل‬ ‫القضايا العالقة‪.‬‬ ‫هل سيكون للسيد نرصالله لقاءات أخرى‬ ‫مع أطراف من قوى ‪ 14‬آذار؟‬ ‫ال استبعد حصول لقاء بني الشيخ سعد‬ ‫الحريري وسامحة األمني العام‪ .‬املعارضة بصورة‬ ‫عامة عىل استعداد إلجراء أي لقاء من شأنه‬ ‫املساعدة عىل معالجة األزمة التي تعاين منها‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وسط هذه القاءات‪ ،‬هل ميكن القول إننا‬ ‫مقبلون عىل مرحلة ال وجود فيها لقوى ‪ 14‬أو‬ ‫عىل فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫متطرفة فيام يتعلق‬ ‫الحكومة‪ ،‬خاصة يف‬ ‫حركة التواصل بني‬ ‫النقاش حول كل‬

‫‪ 8‬آذار؟‬ ‫من دون شك هناك إعادة متوضع عىل الساحة‬ ‫الداخلية اللبناية‪ ،‬هناك عدد من النواب داخل‬ ‫فريق ‪ 14‬آذار مستقلني‪ .‬باعتقادي أدائهم خالل‬ ‫الفرتة املقبلة سيكون أداءاً فيه يشء من التاميز‬ ‫واالختالف عن ‪ 14‬آذار‪ ،‬إضافة إىل سلوك األستاذ‬ ‫وليد جنبالط الذي يحمل متايزاً من الناحية‬ ‫السياسية عن قوى ‪ 14‬آذار‪ .‬كل ذلك سيسهم‬ ‫يف تشكيل التوازنات السياسية بطريقة‬ ‫مختلفة يف الفرتة املقبلة‪.‬‬ ‫لقاء السيد حسن نرص الله ‪ -‬جنبالط‪،‬‬ ‫وحديث عن لقاء بني جنبالط وعون‪ ،‬لقاءات‬ ‫أقطاب املعارضة مع السيد حسن نرص الله‪،‬‬ ‫إنتخاب الرئيس بري رئيساً ملجلس النواب‪،‬‬ ‫والعمل عىل تأليف حكومة جديدة‪ .‬كيف‬

‫السيد نصرهللا يعمل‬ ‫على تحقيق تماسك المعارضة‬ ‫لقاء نصر هللا جنبالط خطوة‬ ‫في االتجاه الصحيح‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫دراسة‬

‫مقابلة‬ ‫الساحة‬

‫لبنان بعد االنتخابات‪...‬‬ ‫استعصاء أم تسوية؟‬

‫السياسية‬

‫ميكن أن تحدد صورة‬ ‫اللبنانية بعد انتخابات ‪ 7‬حزيران؟‬ ‫أعتقد أن فرص التهدئة يف الساحة اللبنانية‬ ‫مرتفعة‪ ،‬هناك اتصاالت عىل املستوى اإلقليمي‬ ‫أنتجت مناخاً مؤاتياً للتهدئة وعىل اللبنانيني أن‬ ‫يلتقطوا هذه الفرصة ويتكيفوا معها‪ .‬نسمع‬ ‫بعض األصوات يف فريق املواالة تتعاطى خارج‬ ‫سياق التهدئة وترص عىل املواقف التعقيدية‬ ‫واالبتبزازية تارة‪ ،‬واعتامد لغة األزمة تارة اخرى‪ ،‬مام‬ ‫قد ييسء لفرص البحث عن حل‪ ،‬لذلك ندعو‬ ‫الجميع إىل التعاطي مبسؤولية وطنية والتقاط‬ ‫فرص التهدئة عىل املستوى اإلقليمي لتحويلها‬ ‫إىل فرصة استقرار سيايس حقيقي يف لبنان‪.‬‬

‫بسالسة‬ ‫ما كان‬ ‫تعطيلها‪،‬‬ ‫أو مينع‬

‫الساحة السياسية الداخلية‬ ‫ما هي األخطار التي تواجه لبنان برأيكم‬ ‫ككتلة وفاء للمقاومة؟‬ ‫التوطني بات خطراً حقيقياً متصاعداً تجاه‬ ‫لبنان بعد خطاب «نتانياهو» الشهري‪ ،‬وبعد‬ ‫التنويه األمرييك والدويل لهذا الخطاب‪ ،‬يف ظل‬ ‫ما يتم تناقله من معلومات حول اسرتاتيجية‬ ‫«أوباما» تجاه القضية الفلسطينية حيث‬ ‫يقول اإلرسائيليون أن هذه االسرتاتيجية‬ ‫تتضمن موافقة عىل إسقاط مبدأ حق العودة‬ ‫للفلسطينيني‪ ،‬ولبنان هو أحد الدول التي‬ ‫ستدفع مثن هذه السياسات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫واألكرث خطورة يف كالم «نتانياهو» تلميحاً‬ ‫خفياً حول أن اإلرسائيليني ال يريدون أن يحكموا‬ ‫الفلسطينيني الذين يتواجدون يف أرايض‬ ‫الـ(‪ .)48‬هل املقصود بهذه العبارة ترحيل‬ ‫فلسطينيي الـ(‪ )48‬أم ماذا؟ إذاً نحن أمام‬ ‫خطرين‪ ،‬خطر التوطني الفلسطيني يف لبنان‪،‬‬ ‫وخطر احتامل حصول هجرات فلسطينية‬ ‫جديدة نحو لبنان‪.‬‬ ‫ما هي العراقيل التي قد تواجه تشكيل‬ ‫الحكومة؟‬ ‫الحكومة الجديدة يجب أن تكون متوزانة‬ ‫ومحكومة بالتوافق لتتمكن من تجاوز األزمة‪،‬‬ ‫أي املقاربة من قبل األكرثية يجب أن تأخذ‬ ‫بعن اإلعتبار بأن البالد ال تحكم بصورة منفردة‬ ‫وسيكون خطرياً عىل البالد إعادة تكرار نفس‬ ‫السيناريو الذي حكم البالد خالل السنوات‬ ‫األربعة املاضية‪.‬‬ ‫أتعتقد أن قوى ‪ 14‬آذار يدركون هذا؟‬ ‫أغلب الظن نعم‪ ،‬لذلك أعتقد أن أمام فريق ‪14‬‬ ‫آذار فرصة جديدة عليه أن يلتقطها ويستغلها‬ ‫جيداً وأن يبني عىل أساسها للتعاطي بنفس‬ ‫جديد وروحية جديدة‪.‬‬ ‫هل أنتم مطمئنون لوضع سالح املقاومة‬ ‫يف الفرتة املقبلة؟‬ ‫سالح املقاومة محمي شعبياً وسياسياً‬ ‫يف لبنان وهو عامل أسايس يف حاميته‪ ،‬مام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أمام فريق ‪ 14‬آذار فرصة عليه التقاطها والبناء عىل اساسها للتعاطي بنفس جديد وروحية جديدة‬

‫الداخل‪،‬‬ ‫الحتضان‬ ‫موقف‬

‫يؤكد رضورة حاميته مؤسساتيا يف‬ ‫أي أن توجه سياسات الدولة رسمياً‬ ‫املقاومة وحاميتها وتبنيها وصياغة‬ ‫مستند إليها‪.‬‬ ‫ماذا عن طاولة الحوار‪ ،‬أتتوقعون أي تغيري‬ ‫فيها‪ ..‬وماذا عن مقرراتها؟‬ ‫من الطبيعي أن يعاد النظر بطاولة الحوار‬ ‫بالنسبة لنتائج االنتخابات النيايبية األخرية‪،‬‬ ‫نتعاطى‬ ‫رمبا ذلك يستدعي توسيعها‪ .‬ونحن‬ ‫بأعىل درجات اإليجابية مع طاولة الحوار وندعو‬ ‫إىل استكاملها‪ ،‬والتعاطي معها مبسؤولية يف‬ ‫مناقشة القضايا املطروحة‪ ،‬وتحديداً فيام يتعلق‬ ‫مبوقف املقاومة‪ ،‬والخروج من الكيدية ومنطق‬ ‫السجال السيايس لتسجيل النقاط‪ ،‬إىل منطق‬ ‫البحث فع ًال يف املصالح الوطنية اللبنانية ويف‬ ‫السبل الكفيلة بالدفاع عن لبنان‪.‬‬ ‫كيف نوثفون عالقنكم مع البطريرك‬ ‫صفري؟‬

‫سياستنا اتسمت دامئاً باإليجابية والتحفظ‬ ‫األمني العام عندما تحدث يف‬ ‫تجاه بكريك‪،‬‬ ‫موضوع بكريك كان ميارس حقه الطبيعي‬ ‫يف االختالف السيايس‪ ،‬كام أن كالمه اتسم‬ ‫بأعىل درجات االحرتام‪ ،‬ونحن ال منانع ‪،‬عندما تحني‬ ‫اللحظة‪ ،‬إعادة ترتيب العالقات معها‪.‬‬ ‫ماذا عن االنفتاح الربيطاين عىل حزب الله؟‬ ‫هذا انفتاح عمره ‪ 6‬أشهر‪ ،‬عندما اتخذت‬ ‫الحكومة الربيطانية قراراً باالنفتاح عىل الجناح‬ ‫السيايس يف حزب الله عىل مستوى نواب‬ ‫ووزراء‪ .‬وهذا مرتبط مبراجعة أوروبية بصورة‬ ‫عامة اكتشفت أنها ال تستطيع ان تتجاوز حزب‬ ‫الله يف لبنان‪ ،‬انطالقاً من حجمه الشعبي‬ ‫والسيايس‪ ،‬وكونه أحد مرتكزات بناء السلطة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬مام يرتب عليها إقامة صالت مع حركة‬ ‫املقاومة يف املنطقة إذا أرادت الدول األوروبية أن‬ ‫تكون فاعلة يف املنطقة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬

‫التوطين بات خطراً حقيقياً متصاعداً تجاه لبنان‬ ‫الحكومة الجديدة يجب أن تكون متوزانة‬ ‫ومحكومة بالتوافق كي تتمكن من تجاوز األزمة‬ ‫‪12‬‬

‫سارت العملية االنتخابية اللبنانية‬ ‫وهدوء الفت لشدة تعارض مسارها مع‬ ‫يقال عن املخاطر األمنية‪ ،‬وعن احتامالت‬ ‫أو احتامل عدوان إرسائييل يلغي نتائجها‬ ‫وقوعها باألصل‪.....‬‬ ‫السالسة والهدوء الالفت أمنت إعجابا لبنانيا‪،‬‬ ‫وعامليا‪ ،‬ورسخت ثقة اللبنانيني بقدرتهم عىل‬ ‫إدارة أزماتهم وشؤونهم بدون تدخالت خارجية‬ ‫ذات طابع أمني وعسكري إمتاما ملا تم خالل‬ ‫السنوات األربع املنرصمة‪ ،‬وخاصة ما شهدته‬ ‫البالد من حسم عسكري رسيع يف أزمة ‪5‬‬ ‫أيار وما تبعها من دوحة وانتخاب رئيس باتفاق‬ ‫اللبنانيني وبشهادة العرب والعجم‪..‬‬ ‫هدوء االنتخابات‪ ،‬ليست هي املفاجأة الوحيدة‬ ‫التي قدمتها االنتخابات‪ ،‬بل املفاجأة األكرث‬ ‫وقعا كانت النتائج التي أعادت األكرثية إىل‬ ‫أكرثيتها‪ ،‬وحررتها من تهمة الوهمية‪ ،‬وعززت‬ ‫سلطتها وسطوتها‪ ،‬وأعطتها رشعية انتخابية‬ ‫غري مشكوك فيها‪ ،‬بل وفرت لها عند القايص‬ ‫والداين حالة إعجاب كبرية بقدراتها التنظيمية‬ ‫اإلعالين‬ ‫اإلعالمي‬ ‫وبخطابها‬ ‫والتحشيدية‪،‬‬ ‫املتقن‪ ،‬واملصيب‪ ،‬وبوحدتها املرتاصة‪ ،‬يف حني‬ ‫أظهرت املعارضة كقوة راسخة وحصينة‪ ،‬قادرة‬ ‫عىل االحتفاظ بأوراق قوتها‪ ،‬وهدوئها الالفت‪،‬‬ ‫وترحيبها بالنتيجة التي جاءت بالنسبة لغالبها‬ ‫ولجمهورها مخيبة لآلمال‪..‬‬ ‫انتهت العملية االنتخابية عىل خري لجهة‬ ‫مساراتها‪ ،‬وما حققته من ترسيخ وتظهري‬ ‫لتوازن القوى الدويل اإلقليمي معطوفا عىل‬ ‫ميزان القوى املحيل الذي مل تغري االنتخابات من‬ ‫حقائقه‪ ،‬ومن عنارصه‪...‬‬ ‫االنشغاالت كثرية ليس أقلها البحث عن‬ ‫األسباب التي جاءت بالنتائج‪ ،‬والسعي ملعرفة‬ ‫ما جرى قبيل االنتخابات‪ ،‬وهل النتيجة كانت‬ ‫مصممة مسبقا‪ ،‬ومعدة يف غرف التفاوض‬ ‫اإلقليمية والدولية‪ ،‬أم أنها نتيجة لتوازنات‬ ‫ومامرسات محلية بعيدة عن التدخالت السافرة‬ ‫والحاسمة‪ ..‬ما يتصل باستطالع املستقبل‬ ‫القريب واملتوسط والبعيد‪...‬‬ ‫والحال أسئلة كثرية استوجبتها االنتخابات‬ ‫ونتائجها‪ ،‬وإشارات استفهام عديدة عن العالقة‬ ‫بني املعارضة بعضها ببعض وعالقتها بالحلفاء‬

‫اإلقليميني‪ ،‬وعالقتها باألكرثية‬ ‫اللبنانية مبجريات ومتغريات‬ ‫والدولية والحبل عىل غاربه‪..‬‬

‫وعالقة الساحة‬ ‫البيئة اإلقليمية‬

‫مساهمة يف التعرف إىل أسباب‬ ‫هزمية املعارضة‬ ‫برغم ردة الفعل الباردة التي خرجت بها‬

‫‪13‬‬

‫املعارضة عىل النتائج املفاجئة‪ ،‬والخطاب العاقل‬ ‫الذي بدأتها األكرثية من ساعة إقفال الصناديق‬ ‫واطمئنانها ألكرثيتها‪ ،‬غري أن شيئا ما يجب أن‬ ‫يكشف النقاب عنه‪...‬‬ ‫ففي األسباب ميكن ضبط كتلتني منها‪،‬‬ ‫كتلة تخص املعارضة وبنيتها وطبيعتها وميكن‬ ‫تسميتها باألسباب العميقة‪ ،‬وكتلة تطال‬ ‫العملية االنتخابية نفسها‪ ،‬القانون‪ ،‬والعائدون‪،‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫دراسة‬ ‫واملال‪ ،‬ورؤساء األقالم والفوىض‪ ،‬وماكينات‬ ‫املعارضة وإجراءاتها وميكن تسميتها باألسباب‬ ‫املبارشة‪ ،‬أو العابرة‪..‬‬ ‫يف األسباب العابرة‪ :‬ميكن تسجيل عرشات‬ ‫املالحظات‪ ،‬واألسباب‪ ،‬واملامرسات التي وفرت‬ ‫لألكرثية العودة بأكرثيتها‪ ،‬من تلك مثال تخلف‬ ‫وأدلجة الخطاب اإلعالمي‪ ،‬ترهل املاكينات وفقرها‬ ‫للجدية والحيوية‪ ،‬والخربة‪ ،‬والخطط‪ ،‬وعجزها عن‬ ‫تعطيل عنارص قوة األكرثية السيام نقل النفوس‪،‬‬ ‫الرشوة‪ ،‬نقل املغرتبني‪ ،‬التهويل‪ ،‬والعنرتيات‪،‬‬ ‫وعجزها عن االستثامر يف عنارص ضعف األكرثية‪،‬‬ ‫إىل عجزها يف تحسني نقاط ضعفها والرتكيز عىل‬ ‫نقاط قوتها لزيادة مفاعيلها‪ ..‬إىل وجود تعارضات‬ ‫وخالفات وتباينات جوهرية بني أطراف املعارضة وعدم‬ ‫انسجام ماكيناتها‪ ،‬واإلحجام عن اإلنفاق املايل‬ ‫برغم توفر أموال طائلة للقوى واملاكينات األساسية‬ ‫املعنية بخوض وتنظيم املعركة االنتخابية‪.‬‬ ‫يف األسباب العميقة‪ :‬يقف ثالث جوهرية‪،‬‬ ‫حاكمة‪ ،‬تفرس وقوع املعارضة وماكيناتها يف‬ ‫األسباب املبارشة‪ ،‬والسطحية‪..‬‬ ‫‪ -1‬فاملعارضة مأزومة يف بنيتها وطبيعتها‪ ،‬ويف‬ ‫قيود علبها الطائفية واملذهبية‪ ،‬وتفرد زعامئها‪،‬‬ ‫وأولوياتهم الشخصانية عىل أي يشء آخر‬ ‫فظهرت وحدتها عىل طريقة التلصيق‪ ،‬والتجميع‬ ‫ال الجمع الخالق املتفاعل والفاعل‪ ،‬وظهرت لوائحها‬ ‫ناقصة‪ ،‬مرتبكة‪ ،‬عاجزة عن وضع خطط عمل‬ ‫وماكينات وخطاب موحد عىل عكس األكرثية‪.‬‬ ‫‪ -2‬مل تسع إىل نيل األكرثية أصال‪ ،‬وال كان‬ ‫همها حصد األكرثية الحاكمة‪ ،‬ومل متلك برنامج‬ ‫للحكم‪ ،‬وال هي قررت يف ساعة أن متسك‬ ‫بالسلطة السياسية بذرائع شتى ليس أقلها‬ ‫القول بأولوية الرصاع مع إرسائيل‪ ،‬واالرتهاب‬ ‫من إدارة البالد يف ظل األزمة االقتصادية والحال‬ ‫اإلقليمية الدولية‪ ،‬والخوف من الحصار‪ ،‬والعجز‬ ‫يف مواجهة األزمات التي كانت تفرتضها حال‬ ‫حصد‬ ‫عرب‬ ‫السياسية‬ ‫بالسلطة‬ ‫إمساكها‬ ‫أكرثية املجلس النيايب أكرثية كانت باينة وممكنة‬ ‫التحقيق‪ ،‬بل ما يفيض عىل النصف زائد واحد‬ ‫إىل الثلثني‪ ،‬وهناك كثري من الوقائع املتداولة‬ ‫تؤكد ما ذهبنا إليه‪ ،‬فمعارضة محجمة عن‬ ‫الحكم ال متلك خطابا هجوميا‪ ،‬وال خطة هجومية‪،‬‬ ‫واملدرك أن غياب الخطاب الواثق‪ ،‬والقادر‪ ،‬والحامل‪،‬‬ ‫والواعد‪ ،‬يدفع الجمهور إىل الرتدد وعدم الحامس‬ ‫والوقوف عىل الحياد‪ ،‬و غالب املحايدين تحفزهم‬ ‫هجومية الفريق اآلخر وثقته إىل االنتظام يف‬ ‫العلب الطائفية القوية التأثري‪ ،‬ما يفرس بعض‬ ‫االنقالبات يف األصوات واألوزان‪ ،‬ونسبة املشاركة‬ ‫الالفتة‪ ،‬فمنطق املعارضة الذي استجدى العالقة‬ ‫مع األكرثية وأطرافها األكرث قوة يدفع الجمهور‬ ‫املرتدد إىل حسم أمره واالرمتاء يف أحضان الزعامء‪،‬‬ ‫والقوى العازمة عىل النرص‪ ،‬مادام عزم املعارضة‬ ‫يقترص عىل خطب ود أوالئك الزعامء‪ ،‬واستجداء‬ ‫رشاكتهم يف الحكم والحكومة واسرتضائهم‬ ‫يف الخطاب العلني‪ .‬عىل العكس قدمت األكرثية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫نفسها واثقة‪ ،‬هجومية رافضة للرشاكة قادرة‬ ‫عىل الحكم منفردة‪..‬‬ ‫‪ -3‬بدت املعارضة بدون حلفاء إقليمني فاعلني‪،‬‬ ‫أو بدا الحلفاء مشغولون عنها بأمور أخرى‪،‬‬ ‫إيران بانتخاباتها وبالتفاوض مع أمريكا وأوروبا‪،‬‬ ‫وسورية بالحوار واملصالحة مع السعودية وتطمني‬ ‫املرصيني ملصالحتهم‪ ،‬واألمريكيني واألوروبيني‬ ‫لضامن استمرار االنفتاح والحوار‪ ،‬فجرت العملية‬ ‫االنتخابية بينام املوالة متلك مايسرتو دويل‪،‬‬ ‫وخطة محكمة‪ ،‬ورشاكة أمنية وإعالمية‪،‬‬ ‫ودبلوماسية‪ ،‬ومالية قوية فاعلة جادة‪ ،‬يف حني‬ ‫كانت املعارضة بال مايسرتو‪ ،‬وبال قوة مساعدة‬ ‫عىل وحدتها‪ ،‬أو توفري بيئة التحشيد املطلوبة‪،‬‬ ‫بينام حشدت األكرثية أكرث من ‪ 100‬إلف مغرتب‬ ‫قيل أنها عدلت النتائج بقوة السيام يف الدوائر‬ ‫الحرجة‪ .‬متتلك سورية عىل زعم العارفني أكرث من‬ ‫‪ 300‬ألف صوت مل تسع لتجيريهم للمعارضة‬ ‫حتى يف الدوائر الحرجة‪ ،‬فال املجنسني املقيمني يف‬ ‫سورية تم حشدهم “ يربو عددهم بحسب بعض‬ ‫األقوال عن ‪ 200‬ألف ناخب”‪ ،‬وال أكرث من ‪ 125‬ألف‬ ‫عامل لبناين يف سورية قد اتصل بهم أحد‪ ،‬متاما‬ ‫كام اللبنانيني القاطنني يف سورية ويربو عددهم‬ ‫عن الـ‪ 50‬ألفا‪ ..‬هذه واقعة تكشف الكثري من‬ ‫األسباب املبارشة لخسارة املعارضة‪ ،‬فكلفة نقل‬ ‫مائة ألف من أصقاع الدنيا تفيض عن ‪ 300‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وتحتاج لعمل شاق‪ ،‬وبنية لوجستية مكلفة‬ ‫وكبرية‪ ،‬بينام كلفة نقل عرشات اآلالف من‬ ‫سورية تكلف عرشات آالف الدوالرات‪ ،‬ال تتجاوز‬ ‫بضعة مئات أالف منها‪ ..‬والداللة هذه بينة عىل‬ ‫واقع الحال‪ ..‬تقدم تفسريا الختالف التوقعات عن‬ ‫النتائج‪ ،‬وكان الكثريون يحسبون كل حساب إال‬ ‫الحياد السلبي لسورية يف دوائر انتخابية تعترب‬ ‫بوابات عواصمها‪ ،‬حمص‪ ،‬طرطوس‪ ،‬دمشق‪...‬‬ ‫عادت األكرثية أقوى مام كانت عليه يف‬ ‫انتخابات ‪ ،2005‬لكنها يف واقع الحال وبحساب‬ ‫موازين القوى املحلية تبدو أضعف مبا ال يقاس‬ ‫برغم خطابها املذهبي التخويفي‪ ،‬ووجودها يف‬ ‫السلطة ألربع سنوات‪ ،‬ورغم أموالها‪ ،‬اضطرت‬ ‫لتستورد عرشات آالف األصوات من الخارج‪“ ،‬ومل‬ ‫تفلح كثريا إذا ما أخذنا رقم ذو داللة‪ :‬أكرث من‬ ‫‪ 10000‬صوت أعطيت لعمر كرامي يف أقالم التبانة‬ ‫عىل خطه السيايس بدون متويل وال خدمات‪،‬‬ ‫ومل تحصد لوائح األكرثية التي دفعت املاليني من‬ ‫الدوالت أكرث من ‪ 13000‬صوت‪ ..‬عينة تحتسب” ما‬ ‫يكشفه خطابها الرتقيدي والتلطيفي وسعيها‬ ‫لخطب ود املعارضة ورشاكتها وأن برشوط‪..‬‬ ‫فيام بدت املعارضة برغم خسارتها القاسية‬ ‫أقل توترا مام كانت عليه عشية انتخابات ‪،2005‬‬ ‫فام التفسري وأية عالقة ميكن أن تقوم بني‬ ‫الفريقني خالل السنوات األربع القادمة؟؟‬

‫سورية إيران والهدية املحسوبة‬ ‫ألوباما‪:‬‬

‫خرجت الصحف األجنبية تتحدث عن تأثري‬

‫‪14‬‬

‫خطاب أوباما عىل خيارات اللبنانيني االنتخابية‪،‬‬ ‫وقررت أنه ترك أثرا أمثن وأكرث فاعلية من خطاب‬ ‫البطريرك املاروين لجهة حفز الناخبني عىل‬ ‫املشاركة والتصويت لألكرثية‪ ،‬كام جاءت ردت‬ ‫فعل القيادة املرصية الفتة لجهة الفرح الغامر‬ ‫واإليحاء بان املنترص يف لبنان هو عمر سليامن‬ ‫وفريقه اللبناين‪ ،‬وامتداداته اإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫تعني انتصارا لفريق ديك تشيني بوش‪ ،‬عمر‬ ‫سليامن بندر بن سلطان‪ .‬وعىل نفس املنوال‬ ‫كانت ردة فعل القيادة واملستوطنني الصهاينة‪،‬‬ ‫بينام يف أول تعليقات فريق أوباما‪ ،‬واالتحاد‬ ‫األورويب والسعودية طالبت األكرثية بإدارة البالد‬ ‫بالتوافق؟؟ إنها ردود فعل الفته‪ ،‬وفيها دالالت‬ ‫عىل يشء يفيد التوقف عنده يف سياق البحث‬ ‫عن نتائج االنتخابات والجزم مبن انترص؟؟ املواالة‬ ‫أم األكرثية‪ ،‬أوباما وخطابه التسووي؟ أم ديك‬ ‫تشيني وحاجات فريقه للتوترات واألزمات؟؟؟‬ ‫عىل خط مواز ينتصب سؤال محوري‪ :‬ملاذا‬ ‫مررت سورية وإيران هزمية للمعارضة‪ ،‬وقدمت‬ ‫هدية ألوباما وخطابه التسووي؟؟ هل هي هدية‬ ‫مسمومة متقنة؟؟ أم دفعة عىل بيادر صفقة‬ ‫إقليمية شاملة؟؟ والثابت املحقق عمليا أن‬ ‫سورية كسبت من خسارة املعارضة بحسب كل‬ ‫توصيف وأي رأي‪ ،‬والشهادة أن الحملة االنتخابية‬ ‫لألكرثية ركزت الهجوم عىل إيران‪ ،‬ووالية الفقيه‪،‬‬ ‫وسالح حزب الله‪ ،‬ومل تستهدف سورية‪ ،‬ويف‬ ‫املؤرشات إطالق الضباط األربعة قبل االنتخابات‬ ‫مبارشة‪ ،‬وإسقاط التهمة السياسية عن سورية‬ ‫والنظام األمني “” وصف سيمور هرش الصحايف‬ ‫املشهور واملشهود له‪ ،‬إطالق الضباط بأنها هدية‬ ‫اوباما للرئيس األسد”” فهل رد األسد بهدية أمثن‬ ‫والتحية بأفضل منها؟؟ إنه سؤال جدي‪ ،‬يسهم‬ ‫يف توفري معنى ودوافع وحسابات الحياد السلبي‬ ‫السوري يف االنتخابات‪ ،‬دون إغفال واقعات تشري‬ ‫إىل أن القيادة السورية كانت يوما متحمسة‬ ‫والتاريخية‪،‬‬ ‫باملصريية‪،‬‬ ‫ووصفتها‬ ‫لالنتخابات‬ ‫وأوحت بأنها ستخوضها باعتبارها معركة حياة‬ ‫أو موت‪ ،‬واستعدت لتوفري مستلزماتها ووعدت‬ ‫بها‪ ..‬ما الذي غري األحوال؟؟؟‬

‫يف توصيف املسلك السوري‬ ‫قوالن البد من التطرق لهام‬ ‫قول أول‪ :‬بأن سورية اتخذت قرارا نهائيا برتك‬ ‫الساحة اللبنانية لعنارصها وتوازن قواها‪ ،‬بعد‬ ‫أن اطأمنت خالل السنوات األربع العجاف إىل‬ ‫املتغريات النوعية يف البنية‪ ،‬والدور‪ ،‬وأيقنت أن‬ ‫املعارضة الوطنية اللبنانية بكتلتيها األساسيتني‬ ‫حزب الله وعون قادرتان عىل إدارة شؤونها بتقانة‬ ‫وإبداع كبريين‪ ،‬وانجاز انتصارات تاريخية مشهودة‪،‬‬ ‫وقادرة عند الرضورة عىل حسم األمور يف صالح‬ ‫لبنان واستقراره والعالقة مع سورية‪ ،‬وهي‬ ‫أبعد ما تريده تاريخيا‪ ،‬األمر الذي يحرر القيادة‬

‫السورية من كلفة وتبعات التدخل وما قد يقع‬ ‫من أخطاء‪ ،‬ويقدم سورية حارسا حاميا الستقرار‬ ‫لبنان ووحدته‪ ،‬بعيدا عن التعامل معه كساحة‬ ‫خلفية لتصفية حسابات عربية عربية‪ ،‬وعربية‬ ‫عاملية وسورية سورية‪ ...‬وتحتفظ بكونها مالذا‬ ‫أخريا للقايص والداين ممن يريد ضبط االستقرار‬ ‫وتأمني الهدوء يف لبنان ساعة تصبح الفوىض‬ ‫والعجز خطرا عىل الجميع‪ .. ،‬من املنطقي أال ندير‬ ‫األذن عن هذا التفسري ولو كنا مطالبني بتعميق‬ ‫البحث والتدقيق‪.‬‬ ‫القول الثاين‪ :‬يفرتض أن سورية املتمكنة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬والقادرة لو تدخلت عىل حسم االنتخابات‬ ‫وتظهري نتائجها يف صالح املعارضة‪ ،‬بدء من ضبط‬ ‫تعارضات املعارضة‪ ،‬وتسوية خالفاتها‪ ،‬ومتكينها‬ ‫من االتفاق عىل برنامج االنتخاب‪ ،‬واللوائح‪ ،‬إىل‬ ‫برنامج الحكم‪ ،‬إىل متويل الحمالت‪ ،‬وحشد األصوات‪،‬‬ ‫واملدركة متاما لتوازن القوى الحقيقي امليداين‪،‬‬ ‫والعارفة بان املعارضة التي نجحت خالل السنوات‬ ‫األربع يف خوض وإنجاز النرص يف عدة موجهات‬ ‫حاسمة‪ ،‬كإفشال نتائج انتخابات ‪ 2005‬وحرمان‬ ‫األكرثية من الحكم طيلة أربع سنوات‪ ،‬وهي قوية‬ ‫داخليا وخارجيا وعربيا‪ ،‬والتي نجحت يف كرس هيبة‬ ‫(إرسائيل) وإسقاط قوتها الردعية وهي مدعومة‬ ‫من العامل يف حرب متوز‪ ،‬وأسقطت حكومة‬ ‫السنيورة وقراريها الظالميني وهي يف عز قوتها‬ ‫وتوترها‪ ،‬قادرة يف كل حني‪ ،‬قبل االنتخابات‪ ،‬وأثنائها‪،‬‬ ‫وبعدها بشهر أو سنة أو يف أي توقيت تريد‪ ،‬أن تغري‬ ‫عمليا من نتائج االنتخابات التي خرجت للنور يف‬ ‫ظهرية ‪ ،2009-6-8‬وتجعل منها مرسحية هزلية‪،‬‬ ‫يف عرض سرييك ال أكرث‪ ،‬وتاليا ما املانع من مالقاة‬ ‫أوباما وفريق التصالح العريب‪ ،‬والقائلون باالنخراط‬ ‫بالتفاوض املجدي‪ ،‬وتبادل الرسائل والهدايا‪ ،‬مع‬ ‫من يعلن انفتاحا‪ ،‬ويفصح عن رغبة يف تغيري‬ ‫اتجاه السياسات األمريكية والدولية وبعض‬ ‫العربية‪ ،‬واملغزى أن تقدم سورية بوعي مسبق‪،‬‬ ‫وعن سبق تصور وتصميم هدية ألوباما تزيد من‬ ‫عزميته‪ ،‬وتعطيه حجج قوية يف مواجهة صقور‬ ‫الجمهوريني والدميقراطيني‪ ،‬واللوبيات التي تضغط‬ ‫وتحاول تعديل أجندته التسووية واالنفتاحية عىل‬ ‫سورية وإيران واملسلمني‪ ...‬ويف املعطيات ما يفيد‬ ‫بأنها حققت كثريا مام أرادت من حيادها السلبي‬ ‫يف االنتخابات‪ ،‬فاستعجال االتحاد األورويب لقاء‬ ‫حزب الله مؤرش قوي تبدو أهميته يف ردة الفعل‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وخطاب وتخصيص اوباما كالما‬ ‫لحامس وإمكان قبولها يف املعادلة السياسية‪،‬‬ ‫مؤرش ال يقل أهمية وبداية الخيط يف تتبع زيارة‬ ‫ميتشل إىل بريوت ودمشق وما جرى فيها‪..‬‬ ‫القوالن ميكن قبولهام بدرجة متقاربة جدا‪،‬‬ ‫والحسم نجزه الغد عند تشكيل الحكومة اللبنانية‬ ‫ويف تتبع مسارات األزمة ومحطاتها التأسيسية‬ ‫بعد االنتخابات‪.‬‬

‫يف االحتامالت واالتجاهات العامة‬ ‫يقرر‬

‫احتامالت‬

‫املستقبل‬

‫يف‬

‫لبنان‬

‫بعد‬

‫االنتخابات‪ ،‬ثالث عنارص حاكمة أساسية ال ميكن‬ ‫تجاهل أحدها قط‪:‬‬ ‫كيف ستتعامل األكرثية مع انتصارها‪ ،‬بل هي‬ ‫حليف امللك عبد الله‪ ،‬أم بندر‪ -‬عمر سليامن‪،‬‬ ‫أوباما أم ديك تشيني يختفي يف جو بايدن‪ ..‬فإن‬ ‫كانت متثل بندر‪ -‬سليامن‪ -‬فهي آتية إىل الحكم‬ ‫إلنفاذ مرشوع نتيناهو‪ ،‬وقد أعلن خطابه لحل‬ ‫الرصاع العريب الصهيوين والحل يصيب لبنان‬ ‫مبقتل التوطني‪ ،‬وخطر الحرب اإلرسائيلية‪..‬‬ ‫كيف ستتعامل املعارضة مع األكرثية‪،‬‬ ‫وضامناتها‪ ،‬وكيف تحسبها يف فريق اوباما أم يف‬ ‫بقايا فريق ديك تشيني‪..‬‬ ‫كيف سرتسو املعادلة اإلقليمية وما هي‬ ‫حظوظ التفاوض والتسويات‪ ،‬هل تنتهي‬ ‫الرهانات اإليجابية رسيعا‪ ،‬بعد انتصار نجاد يف‬ ‫إيران‪ ،‬وخطاب نتنياهو‪ ،‬وانكشاف خطاب أوباما‬ ‫وأوروبا كخطاب لفظي تصالحي لتحسني الصورة‬ ‫بينام يبطن تبني املرشوع اإلرسائييل بنسخته‬ ‫النتنياهيه‪ ،‬ويطلق مرشوعه التسووي مشرتطا‬ ‫التخيل عن حق العودة‪ ،‬وقبول إرسائيل اليهودية‪،‬‬ ‫وطلب الدفعات العربية أوال رشوعا بالتطبيع‪،‬‬ ‫والتحالف مع إرسائيل يف مواجهة إيران؟؟ أم‬ ‫يبدأ من وقف االستيطان واإلقرار بحدود الرابع من‬ ‫حزيران‪ ،‬وبحل عادل لقضية الالجئني‪ ،‬وباعتامد‬ ‫املبادرة العربية كأساس نهايئ للتسوية أم‬ ‫اعتبارها مادة للتفاوض‪..‬‬ ‫تلك ثالث محاور حاكمة يف لبنان‪ ،‬ألسباب‬ ‫شتى منها طبيعة لبنان‪ ،‬ووقوعه عىل خط‬ ‫الزالزل والتحوالت‪ ،‬وتحالفات األكرثية واألقلية‪ ،‬وما‬ ‫آلت إليه االنتخابات من نتائج بعضها مصنوع يف‬ ‫الخارج ويف غرفة التصالح والتفاوض‪ ،‬ودور الساحة‬ ‫يف إعادة ضبط عقارب الزمن العريب اإلرسائييل‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬والخالصة أيكون لبنان بعد االنتخابات‬ ‫ساحة لتصفية الحسابات واختبار النوايا والقوة‪،‬‬ ‫أم يخرج من الحالة االنتقالية إىل منوذج التوافقات‬ ‫والتسويات املعمول عىل تعمميها خالل الزمن‬ ‫األيت القريب واملتوسط‪....‬‬ ‫يف السياق وأي كانت اتجاهات األمور هناك‬ ‫ثالث احتامالت للوضع اللبناين املستقبيل‪:‬‬ ‫االحتامل األول‪ :‬أن تصبح األكرثية بأكرثيتها‬ ‫القابضة من العقالء‪ ،‬املتحالفني مع امللك‬ ‫عبدالله‪ ،‬واملتأثرين بفريق اوباما‪ ،‬العارفون‬ ‫واملدركون للمتغريات وتوازنات القوى املحلية‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬واملتثبتون من أن نتائج االنتخابات‬ ‫اللبنانية مل تكن لصالحهم سوى ألسباب عابرة‬ ‫ال متت لتوازن القوى الحقيقية بصلة‪ ،‬ما يدفع‬ ‫هذا الفريق للبحث الجاد عن حامية لألكرثية‪،‬‬ ‫ومتكينها من الحكم بأقل الخسائر” ولها يف‬ ‫ذلك مصلحة عميقة جدا” والرشط الواجب‬ ‫للمرور إىل تلك املرحلة قبول املعارضة ورشطها‬ ‫للمشاركة يف الحكومة بنسبتها يف املجلس‬ ‫النيايب‪ ،‬ويف أقل تقدير إعطائها الثلث املعطل‬ ‫بدون مناورة أو تذايك‪ ،‬وبدون إدخال عنرص ثالث‬ ‫رشيك يستحيل معه ضبط التوازنات املثلثة‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫معارضة‪ ،‬مواالة‪ ،‬ورئيس للجمهورية‪ ،‬ويف أغلب‬ ‫الضن أن املعارضة ال تقبل غري الثلث املعطل‪،‬‬ ‫وأن قبلت ذهبت إىل التفكك واالنحسار‪ ،‬وال‬ ‫تتعامل مع رئيس الجمهورية كحليف‪ ..‬ويف حال‬ ‫جرت األمور عىل هذا االحتامل فالبالد موعودة‬ ‫باستقرار مديد‪ ،‬يعزز بتقاسم امللفات مرة‬ ‫ثانية عىل طريقة الحريري األب‪ ،‬األمن واملقاومة‬ ‫للمعارضة وحلفها اإلقليمي واالقتصاد وهربته‬ ‫لألكرثية وحلفها الدويل اإلقليمي‪ ،‬تستمر‬ ‫األمور عىل منوالها ال يقطعها إال خطأ سيايس‬ ‫كبري‪ ،‬أو انفجار األزمة االقتصادية االجتامعية‪،‬‬ ‫فتتحمل املعارضة واملواالة املسؤولية بالتساوي‪،‬‬ ‫وان متايزت يف املوقف من املسألة الوطنية وموقع‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫أن تترصف األكرثية‬ ‫االحتامل الثاين‪:‬‬ ‫بعنجهية‪ ،‬وأن يكون كالم أمني وسامي الجميل‪،‬‬ ‫وجعجع‪ ،‬والعجائب من الوارثني‪ ،‬هو القول‬ ‫الفصل‪ ،‬وما يقوله جنبالط‪ ،‬وسعد الحريري ليس‬ ‫سوى ذر الرماد يف العيون عىل ما كانت عليه‬ ‫اتفاقات املعارضة واملواالة برعاية سعودية‪ ،‬وبرعاية‬ ‫سعودية فرنسية إيرانية رسعان ما سقطت يف‬ ‫لبنان‪ ،‬وإشارات كانت تأيت من جعجع جنبالط‪،‬‬ ‫والسنيورة حينها‪ ،‬وعند إذن تحسم األمور‪ ،‬وتفيد‬ ‫أن املنترص يف االنتخابات هو حلف تشيني عمر‬ ‫سليامن بندر‪ ،‬وتضطر املعارضة إىل التمرتس‬ ‫يف مواقعها الشعبية‪ ،‬ترفض املشاركة‪ ،‬وتضع‬ ‫خطوط حمر‪ ،‬وتعمد إىل نزال يف الشارع‪ ،‬وعند‬ ‫الرضورة بالسالح لتقع البالد يف أزمة ‪ 7‬أيار‬ ‫مفتوحة إىل أن يقيض الله أمرا كان مفعوال‪..‬‬ ‫االحتامل الثالث‪ :‬أن يتم التوافق عىل إدارة‬ ‫مؤقتة‪ ،‬بتسويات وتنازالت عىل القطعة‪ ،‬أي يف‬ ‫كل أمر ويف كل شأن عىل حدا‪ ،‬ال اتفاق رزمة‪ ،‬وال‬ ‫توافق‪ ،‬وال ثلث معطل أو ضامنات جدية‪ ،‬فيصار‬ ‫إىل انتخاب بري رئيس مجلس النواب حكام‬ ‫بقواعد االنتظام الطائفي واملذهبي ال من ًة من‬ ‫أحد‪ ،‬وتتم عملية تكليف سعد الحريري لرئاسة‬ ‫الحكومة‪ ،‬فتدخل البالد أزمة حكومية تطول إىل‬ ‫حني هبوب رياح خريفية معلنة رحيل الصيف‪،‬‬ ‫وانتهاء موسم السياحة بعد أن تكون النفوس‬ ‫أخذت قسطا من الهدوء‪ ،‬وتكون كل جهة قد‬ ‫درست نتائج االنتخابات وأصلحت أخطائها‪،‬‬ ‫وأعادت تنظيم نفسها وجهدها وبرنامجها‪،‬‬ ‫وعند أول خطوة متفردة من املواالة تصبح البالد‬ ‫عىل كف عفريت املغامرات واألهواء‪ ،‬لتدفع مثن‬ ‫األسباب العابرة التي اغتصبت من خاللها نتائج‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وقطعت مسارات التطور والتغيري‬ ‫برضبة حظ عابرة‪ ....‬حققها رهط من غاب عن‬ ‫البالد دهرا ونطق يف الصناديق أكرثية حاكمة‪،‬‬ ‫فصنع بأيام عابرات سلطة سياسية تتعارض‬ ‫مع الحاجات‪ ،‬وتعاند املسارات الواجبة‪ ،‬وتشطب‬ ‫فرصة للتغري أو ولوج نوافذ فرصه من بوابة‬ ‫املجلس النيايب يك ال يكون التغيري محكوما‬ ‫بالشارع والسالح ‪...‬‬

‫ميخائيل عوض‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫سركيس أبو زيد ووليد عربيد‬

‫ميشال عون زعي ً‬ ‫ام أو ًال للمسيحيني ليس فقط‬ ‫يف لبنان‪ ،‬إمنا يف املرشق العريب بعد أن خرج‬ ‫منترصاً من معركة دميقراطية بامتياز‪ ،‬مام عزز‬ ‫دور التغيري واإلصالح الذي يقوده التيار الوطني‬ ‫الحر‪ ،‬عرب توجهاته التي تركز عىل بناء الدولة‪،‬‬ ‫والدفاع عن القيم كالحرية‪ ،‬وبناء الدميقراطية‪،‬‬ ‫ومحاربة الفساد‪ .‬فيام أتت القوى املسيحية‬ ‫األخرى كحزب الكتائب والقوات اللبنانية إىل‬ ‫الربملان “متعمشقة” بتيارات أخرى وال سيام‬ ‫تيار املستقبل‪ ،‬يف ظل خطاب فئوي للبطريرك‬ ‫يدعُ إىل حوار مسيحي‪-‬‬ ‫(صفري) الذي مل‬ ‫مسيحي‪ ،‬بل إىل تفوق فئة عىل تيار أثبت‬ ‫قدرته رغم الحرب الداخلية واإلقليمية التي‬ ‫شنت عليه‪ ،‬مام يؤكد رضورة توجه الجامهري‬ ‫املسيحية نحو إعادة النظر‪ ،‬والتطلع نحو‬ ‫املستقبل بدعم نتائج االنتخابات التي حصلت‬ ‫مؤخراً‪.‬‬

‫يحلالن نتائج االنتخابات النيابية‬

‫صفير الخاسر األكبر‬ ‫والمعارضة خاضتها‬ ‫دون برنامج وطني‬ ‫مل تكن صفة املصريية التي أطلقها‬ ‫فريق (‪ )14‬شباط عىل االنتخابات مجرد‬ ‫كالم يهدف إىل تعبئة شارعه‪ ،‬وحث ناخبيه‬ ‫للتوجه إىل أقالم االقرتاع يف (‪ )7‬حزيران‪،‬‬ ‫فسري املعركة االنتخابية أثبت أن كل ما‬ ‫ذكر عن تشتت وضعضعة يف صفوفه‬ ‫غري دقيق‪ ،‬إذ استطاع هذا الفريق كسب‬ ‫معركته للفوز باألكرثية النيابية بعد أن كان‬ ‫قد أعد عدته لها‪ ،‬وكان عىل أتم االستعداد‬ ‫لخوض معركة رشسة استخدم فيها كل‬ ‫الوسائل املتاحة‪ ،‬املرشوعة وغري املرشوعة‪.‬‬ ‫فيام خرست املعارضة االنتخابات ألسباب‬ ‫مل تتضح إىل اآلن‪ ،‬رغم حديث البعض عن‬ ‫اتفاق سوري سعودي‪ ،‬وبعض آخر يتحدث‬ ‫عن مال سيايس وأصوات مغرتبني‪...‬‬ ‫استطالع‬ ‫حاولت‬ ‫التوحيد”‬ ‫“منرب‬ ‫أسباب الخسارة ومدلوالتها مع كل من‬ ‫الكاتب واملحلل السيايس (رسكيس بو‬ ‫زيد) والكاتب د‪( .‬وليد عربيد)‪ ،‬كام حاولت‬ ‫استرشاف املرحلة املقبلة يف لبنان وكان‬ ‫الحصاد التايل‪:‬‬

‫ابو زيد‬ ‫املعركة االنتخابية األغىل‬ ‫يف العامل‬ ‫أشار الكاتب (رسكيس أبو زيد) إىل‬ ‫وجود أسباب موضوعية أدّت إىل فوز املوالة‪،‬‬ ‫فباإلضافة إىل أسباب ذاتية‪ ،‬وأخطاء ارتكبت‬ ‫من قبل املعارضة‪ ،‬ساعدت املواالة يف تحقيق‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املعارضة خرست معركتها‬

‫هذا الفارق من األصوات‪.‬‬ ‫وحسب (أبو زيد)‪ ،‬لعبت األسباب املوضوعية‬ ‫من مال سيايس ومغرتبني أتوا للتصويت‪،‬‬ ‫وحرباً كونية شنت عىل املعارضة‪ ،‬دوراً كبرياًَ يف‬ ‫خسارتها‪ .‬حيث لعب املال اللبناين‪ ،‬والعريب‪،‬‬ ‫والدويل الذي رصف بقوة يف هذه املعركة‪ ،‬التي‬ ‫وصفت “باملعركة االنتخابية األغىل يف العامل”‬ ‫لعبت عىل تغيري مجرى االنتخابات يف بعض‬ ‫الدوائر‪ ،‬نجحت املواالة يف منح املغرتبني اآلتني‬ ‫من مختلف أصقاع العامل للتصويت يف لبنان‪،‬‬ ‫دوراً فعاالً ومؤثراً ساهم يف قلب املعادلة‪ ،‬وهنا‬ ‫يظهر نوع من التنظيم الدويل ملعركة املواالة‪،‬‬ ‫ورصد ميزانية ضخمة أمنت للمغرتبني بطاقات‬ ‫السفر‪ ،‬وأماكن اإلقامة‪ ،‬والتسهيالت املالية‪.‬‬ ‫كام شنت حرب كونية عىل املعارضة بشكل‬ ‫عام‪ ،‬والعامد عون بشكل خاص‪ ،‬جنّد لها نائب‬ ‫الرئيس األمرييك وأطراف أوروبية‪ ،‬ودول عربية‪،‬‬ ‫‪ ،‬ومارسوا عملية تخويف من وصول املعارضة‬ ‫إىل الحكم‪ ،‬بحجة أن هذا االنتصار قد يؤثر‬ ‫عىل الوضع االقتصادي‪ ،‬والقرارات الدولية‪ ،‬وقد‬ ‫يؤدي إىل محارصة لبنان عرب القروض الدولية‪،‬‬ ‫املؤسسة‬ ‫لدعم‬ ‫األمريكية‬ ‫واملساعدات‬ ‫العسكرية‪ ،‬إضافة إىل تهديد مبطن برضبة‬ ‫عسكرية إرسائيلية يف حال انتصار املعارضة‪.‬‬ ‫ويشري (أبو زيد) يف معرض حديثه إىل حملة‬ ‫التخويف اإلعالمية‪ ،‬والتعبئة املذهبية التي جنّدت‬ ‫لها مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬وحذرت من فوز املعارضة‬ ‫الذي سيؤدي إىل تغيري يف هوية لبنان وعروبته‪.‬‬ ‫الفتا إىل أن املواالة نجحت يف تنظيم مكنة‬

‫أبو زيد ‪ :‬أسباب خسارة‬ ‫المعارضة ذاتية وموضوعية‬

‫‪16‬‬

‫انتخابية‪ ،‬وجنّدت عوامل مختلفة لنجاحها‬ ‫يف بعض الدوائر التي تعاين من خلل أو ضعف‪،‬‬ ‫فقامت بعملية نقل نفوس لناخبني من دوائر‬ ‫بأعداد كبرية كام حصل يف زحلة‪ .‬كام نجحت‬ ‫املواالة باالستفادة من نصيحة (بايدن) والعمل بها‪،‬‬ ‫إذ نصحهم األخري بالرتكيز عىل فريق من الناخبني‬ ‫املرتددين الذين مل يحسموا خيارهم بعد‪ ،‬وهذه‬ ‫النصيحة جاءت نتيجة دراسة قامت بها السفارة‬ ‫األمريكية يف لبنان‪ ،‬وتم العمل بهذه النصيحة‬ ‫األمر الذي أدى إىل الفوز الرقمي للمواالة‪.‬‬ ‫أما األسباب الذاتية فريجعها (أبو زيد) إىل‬ ‫فشل املعارضة يف التح ّول من معارضة إىل‬ ‫جبهة وطنية حقيقية لها برنامج وطني عام‬ ‫للحكم‪ ،‬مدروس ومتفق عليه من قبل جميع‬ ‫أطرافها‪ ،‬فلم يكن هناك قيادة أو إدارة موحدّ ة‬ ‫للمعارضة‪ ،‬بل نوع من تفاهامت ثنائية‪ ،‬أدى إىل‬ ‫عدم امتالك املعارضة لغرفة عمليات جدية‬ ‫توحد جهودها يف إدارة املعركة االنتخابية‬ ‫ّ‬ ‫املعقدة واملركبة‪ ،‬والتي تتطلب آلية وجهدا‬ ‫لتأمني الفوز‪ .‬إضافة إىل فشلها يف امتالك‬ ‫مؤسسات وطنية مشرتكة‪ ،‬إذ ليس لديها‬ ‫إعالم مشرتك‪ ،‬خاصة وأن اإلعالم ارتكب‬ ‫مجموعة من الهفوات‪ ،‬ونجر إىل جدل حول‬ ‫مجموعة من املسائل الوهمية كوالية الفقيه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املعطل‪ ،‬وغريها من النقاط‬ ‫أو الشادور‪ ،‬أو الثلث‬ ‫التي بدا فيها أداء املعارضة اإلعالمي كردة فعل‬ ‫بدال من خطاب وطني عام‪ ،‬ومرشوع للحكم‬ ‫عىل أساسه تقوم بتعبئة الوضع الشعبي‪.‬‬

‫د‪ .‬وليد عربيد‬

‫االستاذ رسكيس ابو زيد‬

‫بشكل واضح لفريق (‪ )14‬آذار‪ ،‬وأعطىالربكة‬ ‫لالئحتها يف كرسوان‪ ،‬وشجع عىل تركيبتها‬ ‫يف بكريك‪ ،‬وأعطى تعليامت إىل املؤسسات‬ ‫الكنسية والدينية لدعمها‪ ،‬وكان له خطاب‬ ‫واضح شجع عىل تأييدها‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬متكن‬ ‫ميشال عون من الفوز باألكرثية العددية خاصة‬ ‫بني النواب املوارنة‪ ،‬وفاز يف معظم األقضية‬ ‫ذات الطابع املاروين‪ ،‬جبيل‪ ،‬كرسوان‪ ،‬زغرتا‪،‬‬ ‫املنت‪ ،‬وجزين‪ .‬األمر الذي يؤكد أن الرعية املارونية‬ ‫كانت يف أغلبيتها ضد توجهاته (صفري) رغم‬ ‫تورطه وتدخله املبارش‪ ،‬وانحيازه يف العملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل نتيجة واحدة أن‬ ‫البطريرك (صفري) ال ليس له مونة عىل رعيته‪.‬‬ ‫أما عن مستقبل لبنان وما ينتظره يف‬ ‫األيام القادمة‪ ،‬يرى (أبو زيد) أن واألمور تتجه‬ ‫إىل تسوية مؤقتة‪ ،‬فلبنان نقطة توازن داخلية‬ ‫وإقليمية ودولية‪ ،‬فمن الواضح أن اإلدارة‬ ‫األمريكية ال متلك رؤية لحل الرصاع العريب‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬والدول العربية متر يف حالة‬ ‫انتظار وترقب‪ ،‬لذا من املتوقع أن تكون املرحلة‬ ‫املقبلة عىل املستوى اإلقليمي مرحلة انتظار‬ ‫ستنعكس عىل الساحة اللبنانية‪.‬‬

‫(‪ )14‬آذار عىل مضض‪ .‬فاملعارضة تتحمل‬ ‫مسؤولية خسارتها مجتمعة‪ ،‬بعد أن تداخلت‬ ‫فيها املصالح الشخصية واآلنية ملسؤوليها‪.‬‬ ‫وأسوأ ما ميكن أن تقدمه املعارضة بعد هزميتها‬ ‫االنتخابية نوع من املراجعات أي “‪”critic auto‬‬ ‫لخطابها السيايس‪ ،‬برصف النظر عن مضمون‬ ‫هذا الخطاب وصدقيته‪ ،‬وعليها بخلوة لتقويم‬ ‫طروحاتها‪ ،‬ومرشوعها السيايس‪ ،‬إذا أرادت‬ ‫االنتصار يوماً ما‪ .‬فاملعارضة مل تظهر ولو ملرة‬ ‫واحدة كتيار سيايس متامسك يف جميع‬ ‫أطيافه‪ ،‬ومل تحاول تكوين جبهة سياسية‬ ‫مبرشوع سيايس واحد كام فعلت‬ ‫واحدة‬ ‫املواالة‪ ،‬فتم اختصارها يف كتلتني‪ ،‬كتلة حزب‬ ‫الله وكتلة تيار الوطني الحر‪ .‬طبعاً خطابها‬ ‫تركز عىل مرشوع الدولة والحرية واالستقالل‬ ‫واالزدهار االقتصادي‪ ،‬ولكن كان من واجبها رفع‬ ‫معنويات جمهورها الذي دعمها يف املحافل‪،‬‬ ‫واألزمات السياسية‪ ،‬ويف مواجهة التيار اآلخر‪.‬‬ ‫كان عىل املعارضة أن تأيت بالذين قاتلوا‬ ‫وناضلوا من أجل مرشوعها السيايس إىل‬ ‫الندوة النيابية كام حصل يف (‪ )14‬آذار‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يطرح تساؤال مهام‪ :‬هل سيبقى جمهور‬ ‫املعارضة بهذا الزخم والحامس؟‬

‫د‪ .‬عربيد‬

‫ال مونة للبطريرك‬ ‫عىل رعيته‬

‫قانون االنتخاب …‬ ‫املضحك املبيك‬

‫نتائج االنتخابات هذه وبرأي (أبو زيد) أكدت أن‬ ‫املعركة يف املناطق املسيحية تحديداً‪ ،‬والخارس‬ ‫األكرب فيها البطريرك (صفري)‪ ،‬إذ كان منحازاً‬

‫أما الدكتور (وليد عربيد) فريى من املضحك‬ ‫املبيك أن االنتخابات قد جرت وفقاً لقانون‬ ‫حاربت املعارضة من أجله‪ ،‬ووافق عليه فريق‬

‫أحزاب “تعمشقت” فوصلت‬ ‫ويؤكد د (عربيد) أن االنتخابات كرست العامد‬

‫د‪ .‬عربيد ‪ :‬الساحة الداخلية‬ ‫اللبنانية ستشهد تهدئة مؤقتة‬

‫‪17‬‬

‫االنفجارات األمنية‬ ‫غري مستبعدة‬ ‫أما عن احتامل مرور لبنان بأزمة سياسية‬ ‫مقبلة‪ ،‬يرى (عربيد) أن لبنان يرتبط بأزماته‬ ‫السياسية بثالث عوامل هي‪:‬األزمة الداخلية‬ ‫املرتبطة بالوحدة الوطنية والسلم األهيل‬ ‫والحوار اللبناين اللبناين‪ ،‬العامل الثاين‪:‬‬ ‫الرصاع‬ ‫وانعكاسات‬ ‫اإلقليمية‬ ‫التقاطعات‬ ‫اإلقليمي عىل الساحة الداخلية اللبنانية‪،‬‬ ‫العامل الثالث مرتبط بالتغيريات الدولية‬ ‫اإلقليمية‬ ‫الساحة‬ ‫عىل‬ ‫وانعكاساتها‬ ‫واللبنانية‪.‬‬ ‫اليوم هناك تفاهامت إقليمية وعربية‬ ‫عربية‪ ،‬بني اململكة العربية السعودية‬ ‫وسوريا حول امللف اللبناين‪ ،‬ونوع من التهدئة‬ ‫الدولية نتيجة خطاب الرئيس أوباما يف‬ ‫القاهرة‪ ،‬مام يعني أن الساحة الداخلية‬ ‫اللبنانية ستشهد تهدئة مؤقتة‪ .‬إال أن هذا‬ ‫ال يعني أن لبنان بعيد عن حصول انفجارات‬ ‫أمنية‪ ،‬عل ً‬ ‫ام أن هذا األمر مرتبط مبدى فاعلية‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية بكبح جامح‬ ‫العدو الصهيوين وقيادته اليمينية املتطرفة‪،‬‬ ‫من القيام بأزمات سياسية‬ ‫ومنعها‬ ‫وعسكرية يف املنطقة‪ .‬ال شك أننا مقبلون‬ ‫عىل مرحلة جديدة‪ ،‬يجب التعاطي معها‬ ‫بهدوء وإيجابية‪ ،‬ويف حال حصول التأزم‬ ‫ال بد من االلتفاف أكرث حول املقاومة‪ ،‬التي‬ ‫ستمنح الساحة الداخلية اللبنانية القوة‬ ‫يف مواجهة التحديات اإلقليمية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫نتائج االنتخابات لم تبدل بأرقام دورة ‪ 2005‬وأبقت على «الستاتيكو»‬

‫عون زاد من مقاعد كتلته رغم الحرب الكونية عليه‬ ‫المقاومة استفتت جمهورها حول سالحها والحريري رئيساً للحكومة‬ ‫سلمت كل األطراف السياسية يف املواالة واملعارضة بنتائج االنتخابات‬ ‫النيابية‪ ،‬واعتربتها دميقراطية بشهادة املراقبني الدوليني والعرب‪ ،‬رغم ما‬ ‫شابها من دفع مال انتخايب‪ ،‬ونقل سجالت قيد لناخبني من منطقة إىل‬ ‫أخرى لرتجيح كفة فريق عىل آخر‪ ،‬وقد أظهرت التقارير أن قوى ‪ 14‬شباط‬ ‫استفادت من هذه العملية يف أكرث من منطقة ال سيام زحلة‪ ،‬يف أقالم‬ ‫املقرتعني السنّة‪.‬‬ ‫وقد سجلت الهيئات واللجان املراقبة لسري االنتخابات‪ ،‬مخالفات عديدة‬ ‫لقانون االنتخاب‪ ،‬لجهة اإلعالم واإلعالن‪ ،‬والنفقات االنتخابية‪ ،‬والخطاب‬ ‫املذهبي والطائفي‪ ،‬واستغالل السلطة والنفوذ‪ ،‬وهذا ما سيعطي مادة‬ ‫للطعن من قبل مرشحني فاشلني أمام املجلس الدستوري الذي شكل قبل‬ ‫أيام من بدء العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫ومل تبدل نتائج االنتخابات يف الواقع السيايس‪ ،‬إذ هي استنسخت ما‬ ‫جرى يف العام ‪ /2005/‬لجهة فوز قوى ‪ 14‬شباط ب‪ /71/‬مقعداً و‪ 8‬اذار بـ ‪/57/‬‬ ‫مقعداً يف مجلس النواب‪ ،‬بإبقاء الوضع يف “الستايتكو”‪.‬‬ ‫ودارت املعركة االنتخابية حول امتالك األغلبية النيابية التي سعى إليها‬ ‫كل طرف‪ ،‬إذ عملت املواالة عىل املحافظة عليها‪ ،‬يف حني سعت املعارضة‬ ‫إليها‪ ،‬وكانت كل استطالعات الرأي واالحصاءات‪ ،‬تعطي املعارضة مؤرشات‬ ‫الفوز باألكرثية ما بني ‪ 65/‬و‪ /68‬نائباً‪ ،‬وارتفعت توقعاتها حتى الحصول عىل‬ ‫‪ /74/‬نائباً‪ ،‬لكن حسابات الحقل مل تنطبق عىل حسابات البيدر‪ ،‬بحيث بقي‬ ‫كل طرف عند النتائج التي كان عليها يف الدورة السابقة‪.‬‬ ‫وبقيت الكتل النيابية كام هي‪ ،‬باستثناء الكتلة الشعبية التي يرتأسها‬ ‫النائب إييل سكاف‪ ،‬والتي مل تكن اإلحصاءات تتوقع سقوطها‪ ،‬لكن‬ ‫الصوت السني غيرّ نتائجها‪ ،‬باقرتاع ‪ /12/‬الف صوت إضايف عىل ما كان‬ ‫متوقعاً‪ ،‬إذ بلغ عدد املقرتعني السنة حوايل ‪ /30/‬الفاً‪ ،‬نالت منهم الالئحة‬ ‫املنافسة ( زحلة بالقلب) التي يرتأسها النائب نقوال فتوش ‪ /28/‬ألف صوت‪،‬‬ ‫وهذا ما أغضب اهايل زحلة التي تعرف بأنها عاصمة (الكثلكة) يف لبنان‪،‬‬ ‫وقد انتزعها “تيار املستقبل” وآل الحريري كام قال سكاف‪ ،‬الذي أعلن أنه‬ ‫سيتقدم بطعن أمام املجلس الدستوري‪ ،‬باألصوات الزائدة وعدم فرز بعض‬ ‫صناديق االقرتاع‪.‬‬ ‫وأظهرت النتائج أن “التيار الوطني الحر” برئاسة العامد ميشال عون‪ ،‬زاد‬ ‫من عدد مقاعد كتلته‪ ،‬بالحصول عىل سبعة مقاعد إضافية يف بعبدا‬ ‫وجزين‪ ،‬إضافة إىل احتفاظه مبقاعد املنت الشاميل وكرسوان وجبيل‪ ،‬وأصبح‬ ‫عدد نوابه ‪ /20/‬نائباً‪ ،‬بزيادة خمسة نواب‪ ،‬أما “كتلة اإلصالح والتغيري” التي‬ ‫تضم حلفاء “التيار الوطني الحر” فأصبحت ‪ /27/‬نائباً بانضامم كتلة “تيار‬ ‫املردة” ‪ / 3/‬نواب برئاسة سليامن فرنجية‪ ،‬وكتلة الطاشناق نائبان‪ ،‬وكتلة‬ ‫طالل إرسالن نائبان‪.‬‬ ‫وقد نجح العامد عون يف الصمود بوجه الحرب الكونية عليه‪ ،‬كام قال‬ ‫هو قبل أشهر‪ ،‬من خالل نقل مغرتبني‪ ،‬بلغ عددهم حوايل ‪ /120/‬الفاً‪ ،‬مئة‬ ‫الف منهم للمواالة التي ضخت ماالً انتخابياً‪ ،‬حيث ذكرت التقارير عن‬ ‫رصف “تيار املستقبل” حوايل ‪ /500/‬مليون دوالر‪ ،‬وقد أشارت إىل ذلك تقارير‬ ‫إعالمية وأخرى دبلوماسية‪ ،‬عن أن السعودية دخلت عىل خط االنتخابات‬ ‫بنقل كميات كبرية من املال إىل بريوت‪ ،‬ليحافظ حلفاؤها عىل مقاعدهم‬ ‫النيابية‪ ،‬ومنع املعارضة من نيل األغلبية‪ .‬وقد ساند اململكة يف تحركها‬ ‫تدخال مبارشا من الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬التي حرض نائب رئيسها‬ ‫(جوزف بايدن) إىل لبنان قبل موعد االنتخابات بأسبوعني‪ ،‬وأعلن وقوفه إىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪18‬‬

‫الرئيس سليامن يقرتع ألول مرة‬

‫جانب قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬وقد التقاهم يف منزل النائب نائلة معوض‪ ،‬وأبلغهم‬ ‫دعم بالده لهم‪ ،‬ونقل رسالة تحذير إىل اللبنانيني مفادها أن وصول املعارضة‬ ‫التي تضم يف صفوفها “حزب الله” إىل مجلس النواب كأكرثية‪ ،‬يستدعي‬ ‫من اإلدارة األمريكية إعادة النظر يف مساعداتها إىل لبنان‪ ،‬ورمبا إىل تجديد‬ ‫الحظر عليه‪ .‬وقد القى الكالم األمرييك تجاوباً من قبل حلفاء أمريكا يف‬ ‫“ثورة األرز”‪ ،‬وبدأوا يحذرون أيضاً من تحويل لبنان إىل “غزة” لجهة الحصار الذي‬ ‫سيتعرض له إذا فاز خط املقاومة يف االنتخابات‪ ،‬وقد تم استغالل املوقف‬ ‫االمرييك انتخابياً‪ ،‬لجهة دعوة (بايدن) املرتددين من اللبنانيني يف االنتخابات‬ ‫إىل تأييد لوائح ‪ 14‬آذار وهذا ما حصل‪ ،‬إذ مالت الكفة السيام يف املناطق‬ ‫املسيحية لصالح املواالة‪ ،‬وانخفضت شعبية العامد عون من ‪ %70‬التي‬ ‫كان عليها عام ‪ ،2005‬اىل ما بني ‪45‬و‪ %50‬حسب املناطق‪ ،‬ولكنها مل تؤثر‬ ‫يف النتائج التي جاءت لصالحه‪ ،‬بالرغم من اجتامع كل القوى ضده كام‬ ‫يؤكد‪ ،‬وكان آخر من تدخل ضده البطريرك املاروين نرصالله صفري‪ ،‬الذي‬ ‫أذاع بياناً قبل يوم من االنتخابات حذر فيه من ضياع هوية لبنان العربية‪،‬‬ ‫وتهديم الكيان اللبناين‪ ،‬يف إشارة اىل تحالف “التيار الوطني الحر” مع “حزب‬ ‫الله” الذي يريد حسب زعم ‪ 14‬اذار‪ ،‬تحويل لبنان إىل “جمهورية إسالمية”‬ ‫ووضعه تحت مظلة “والية الفقيه”‪ ،‬وتحت وصاية مرشد الثورة اإلسالمية‬ ‫اإليرانية يف طهران‪ ،‬لتستخدمها إيران لبسط نفوذها يف املنطقة‪ ،‬وتقوية‬ ‫حضورها يف لبنان‪ ،‬إضافة إىل أن الشيعة يسعون إىل السيطرة عىل القرار‬ ‫السيايس داخل الحكومة‪ ،‬والعمل نحو املثالثة‪ ،‬وأن الجمهورية الثالثة التي‬ ‫يطرحها عون‪ ،‬تصب يف هذا االتجاه‪ ،‬األمر الذي خلق أجواء تعبوية ضد “التيار‬ ‫الوطني الحر” عند املسيحيني‪ ،‬ال سيام “الرماديني” منهم سياسياً‪ ،‬ورفعت‬ ‫من الخطاب املذهبي عند السنة عرب استخدام “تيار املستقبل”‪ ،‬شعار “ما‬ ‫مننىس والسام زرقا” يف إشارة إىل أحداث ‪ / 7/‬أيار‪ ،‬التي يجب أن يرد عليها‬ ‫يف الصناديق يوم ‪/ 7/‬حزيران‪ ،‬وهذا مايفرس ارتفاع نسبة اقرتاع السنة التي‬ ‫بلغت نحو ‪ ،%75‬وهي نسبة مل يسبق أن شهدتها انتخابات من قبل‪ ،‬حيث‬ ‫أثرت عىل نتائج زحلة‪ ،‬والبقاع الغريب‪ ،‬وراشيا‪ ،‬والكورة‪ ،‬والبرتون‪ ،‬وبريوت‬

‫وهاب يقرتع يف الجاهلية‬

‫عون يقرتع‬

‫األوىل‪ ،‬مام أعطى حجة لألكرثية الحالية إىل القول بأنها أكرثية حقيقية‬ ‫وليست وهمية‪.‬‬ ‫فالخطاب املذهبي والطائفي فاز يف االنتخابات‪ ،‬وكان موجوداً إىل جانب‬ ‫املال االنتخايب يف كل الدوائر التي أ ّمنت للمواالة األكرثية الحالية‪ ،‬من‬ ‫خالل استغالل كل كالم سيايس‪ ،‬ومنه ما ذكره الرئيس اإليراين محمود‬ ‫أحمدي نجاد من أن انتصار املعارضة هو انتصار لخط املقاومة التي ستغري‬ ‫وجه املنطقة‪ ،‬وهذا أمر حقيقي ألن الرصاع هو بني مرشوعني‪ :‬االستسالم‬ ‫أمام إرسائيل أو مقاومتها‪ ،‬حيث مل تخف األخرية تدخلها يف االنتخابات‬ ‫من خالل تهديدها‪ ،‬بأن فوز “حزب الله” وحلفاؤه سيضع لبنان كله مبا‬ ‫فيها مؤسسات الدولة تحت مرمى النريان اإلرسائيلية‪ ،‬فاستغل املوالون‬ ‫السيام “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب وحلفاؤهم هذا التهديد الذي‬ ‫ترافق مع مناورات إرسائيلية (تحول ‪ )3‬وطالبوا بنزع سالح املقاومة‪ ،‬وخاضوا‬ ‫االنتخابات تحت عنوان الدولة ال الدويلة‪ ،‬وال سالح إال بيد الجيش اللبناين‪،‬‬ ‫وهو ما اعلن عنه مبارشة الرئيس اإلرسائييل (شيمون برييز) عندما قال أن‬ ‫نتائج االنتخابات ال تغري‪ ،‬أن “حزب الله” بقي دولة داخل دولة‪ ،‬وجيش داخل‬ ‫جيش‪ ،‬ومينع التعايف االقتصادي للبنان”‪ ،‬وهذا يتطابق مع كالم ‪ 14‬أذار‪،‬‬ ‫حيث طالبها املسؤولون (اإلرسائيليون) بعد إعالن النتائج بفوز املواالة‪ ،‬أن‬ ‫متنع نشوء قاعدة عسكرية تهدد (إرسائيل) وأن ال تتشكل حكومة تؤيد‬ ‫العنف ضد (إرسائيل)‪ ،‬وألن الذين فازوا يف االنتخابات يعلنون رفضهم الحرب‬ ‫مع (إرسائيل) ويؤيدون القرار ‪ ./1701/‬وقد رد أهايل الجنوب عىل التحريض‬ ‫والتدخل (اإلرسائييل) بتأييد لوائح أمل وحزب الله وحلفاؤهام بنسبة عالية‬ ‫باستفتاء إىل جانب املقاومة‪ ،‬وباقرتاع بلغ ذروته‪ ،‬وهو االنتخاب األول بعد‬ ‫العدوان (االرسائييل) صيف ‪ ،2006‬للتاكيد ان املقاومة محتضنة شعبياً‪،‬‬ ‫وأن الجنوبيني مجتمع مقاوم‪ ،‬وميتلك ثقافة املقاومة‪ ،‬وال تؤثر عليه مناورات‬ ‫عسكرية وال تهديدات‪.‬‬ ‫وكشف وزير الدفاع (اإلرسائييل) السابق (عمري مريتس) يف تعليقه عىل‬ ‫االنتخابات أن الحرب عىل لبنان‪ ،‬هي التي مهدت إىل هذا الفوز لقوى ‪ 14‬آذار‬

‫يف إشارة واضحة عن أهداف العدوان هو متكني “ثورة األرز” من أن تحكم من‬ ‫دون وجود سالح للمقاومة‪ ،‬الذي يبقى النقطة املركزية يف الرصاع الداخيل‪،‬‬ ‫مع إرصار فريق سيايس متعاطف مع الغرب عىل البحث يف موضوع هذا‬ ‫السالح‪ ،‬والذي سيكون مادة أساسية يف تشكيل الحكومة املقبلة‪ ،‬التي‬ ‫سيكون رئيسها من األكرثية النيابية‪ ،‬واملرشح لرئاستها سعد الحرير الذي‬ ‫يرفض إعطاء الثلث الضامن للمعارضة يف الحكومة‪ ،‬وهو يتوافق مع ما‬ ‫صدر عن أحد مسؤويل اإلدارة االمريكية‪ ،‬الذي رفض منح املعارضة الثلث‬ ‫املعطل‪ ،‬واعترب فوز ‪ 14‬آذار انتصار “لثورة األرز” ولنهج السيادة واالستقالل‪،‬‬ ‫وهزمية “لحزب الله” وفق الوصف (اإلرسائييل) ايضاً‪.‬‬ ‫وبات واضحاً أن االهتامم األمرييك والسعودي واملرصي أو ما سمي “عرب‬ ‫االحتالل” باإلضافة إىل (إرسائيل) يف االنتخابات وفوز قوى ‪14‬آذار فيها‪ ،‬له‬ ‫عالقة بسالح املقاومة‪ ،‬وهو املشهد نفسه الذي كان بعد انتخابات ‪،2005‬‬ ‫لكن “التحالف الرباعي” آنذاك فرض ان يأخذ البيان الوزاري برشعية املقاومة‪،‬‬ ‫وهو ما أغضب أمريكا و(إرسائيل)‪ ،‬فكان عداون متوز‪ /2006 /‬والذي فشل يف‬ ‫تدمري املقاومة وسالحها‪ ،‬التي سجلت انتصاراً بصمودها يف وجه العدوان‪،‬‬ ‫وأدى فيام بعد إىل طلبها الثلث الضامن داخل الحكومة للحفاظ عىل‬ ‫سالحها‪ ،‬وعدم انقياد فريق األكرثية إىل قرارات قد تؤدي إىل حرب أهلية‪،‬‬ ‫كام حصل بعد صدور قراري حكومة السنيورة يف ‪ /7/‬أيار ‪ /2008/‬وما يتعلق‬ ‫بشبكة اتصاالت املقاومة‪.‬‬ ‫لذلك فإن أمام األغلبية الجديدة موضوع تشكيل حكومة رشاكة أو‬ ‫وحدة وطنية مع ضامن عدم املس باملقاومة وسالحها‪ ،‬ألن (ارسائيل) أكدت‬ ‫بأن عىل كل حكومة تنشأ يف بريوت أن تهتم بـ” ان ال يشكل لبنان قاعدة‬ ‫للعنف ضد إرسائيل وضد اإلرسائيليني”‪ ،‬يف تحذير واضح لرفض وجود “حزب‬ ‫الله” يف الحكومة‪ ،‬وهو االستهداف نفسه من اإلدارة األمريكية بشأن‬ ‫اشرتاك “حزب الله” يف الحكومة‪ ،‬التي ال توافقها دول أوروبية عىل توصيفها‬ ‫“لحزب الله” بأنه تنظيم “إرهايب” وتسعى إىل إقامة عالقات معه‪.‬‬ ‫فمرحلة ما بعد االنتخابات جددت النتخاب الرئيس نبيه بري لدورة خاصة‬ ‫وتشكيل الحكومة التي لن تبرص النور إال اذا جرى تعويم اتفاق الدوحة والعمل‬ ‫بروحيته‪ ،‬أو تجديد الحوار السوري‪ -‬السعودي‪ ،‬الذي له تأثريه عىل االستقرار‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وعىل إبقاء الوفاق بني أطرافه‪ ،‬وهو ما يتم التعويل عليه‪ ،‬بحيث‬ ‫يتم االتفاق عىل حكومة برئاسة الحريري تزاوج بني وجود املقاومة والنهوض‬ ‫االقتصادي بلبنان‪ ،‬أي استنساخ مرحلة رفيق الحريري يف رئاسة الحكومة‬ ‫يف التسعينات وما بعد التحرير يف ‪ ،/2000/‬إذ إىل جانب املقاومة التي‬ ‫استطاعت تحرير الجنوب وأ ّمنت الصمود والردع بوجه العدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫كانت ورشه إمناء وإعامر يف الداخل‪ ،‬واستقرار سيايس واقتصادي برعاية‬ ‫سورية‪ ،‬وتوافق عريب واقليمي ودويل‪ ،‬وقد نجحت هذه التجربة التي رمبا تتكرر‬ ‫برتك موضوع سالح املقاومة للحوار‪ ،‬والعمل عىل تثبيت السلم األهيل‪،‬‬ ‫وتأكيد الوحدة من خالل حكومة رشاكة‪.‬‬

‫سامر الشويف‬

‫حضور املراقبني الدوليني يف أقالم اإلقرتاع‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫التوافق السوري السعودي يرسي حكومة الحريري‬ ‫وبري رئيس مجلس النواب بال منازع‬ ‫أفرزت نتائج االنتخابات النيابية أغلبية لقوى‬ ‫‪ 14‬آذار متثلت بالفوز بـ ‪71‬مقعداً‪ ،‬وهو ما سيسمح‬ ‫لها بتسمية رئيس حكومة من بني صفوفها‪ ،‬يف‬ ‫االستشارات النيابية امللزمة وفق الدستور‪ ،‬التي‬ ‫أعقبت انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري‪،‬‬ ‫الذي حظي بأكرثية من الكتل النيابية الكربى‬ ‫يف املواالة واملعارضة‪ .‬حيث استطاع خالل ترؤسه‬ ‫للمجلس ألربع دورات متتالية‪ ،‬أن يكون املرشح‬ ‫األبرز‪ ،‬ال بل الوحيد الذي القى شبه اجامع نيايب‬ ‫عليه‪ ،‬كونه ميثل كتلة نيابية أساسية‪ ،‬ومتحالف‬ ‫مع “حزب الله” الذي يخترص و”حركة أمل” التمثيل‬ ‫الشيعي‪ ،‬وال ميكن انتخاب شخص من خارج هذا‬ ‫النسيج السيايس والشعبي للشيعة‪ ،‬مبا يرضب‬ ‫الحالة امليثاقية والعيش املشرتك‪ ،‬كام نصت‬ ‫مقدمة الدستور‪ .‬فنواب الشيعة الثالثة غازي‬ ‫يوسف‪ ،‬وعقاب صقر‪ ،‬وامني وهبي املنتمني إىل‬ ‫“تيار املستقبل” و‪ 14‬آذار‪ ،‬ال ميثلون من الشيعة‬ ‫سوى واحد باملئة‪ ،‬كام ان فريقهم السيايس‪ ،‬ال‬ ‫يقدمهم كمرشحني‪ ،‬ال ألنهم ال يعربون عن إرادة‬ ‫الناخبني الشيعة وحسب‪ ،‬بل اثنني منهم صقر‬ ‫ووهبي‪ ،‬ال تجربة نيابية لهم‪ ،‬وال خربة سياسية‪،‬‬ ‫وقد ُألحقوا بلوائح “ثورة األرز” ألسباب ال عالقة‬ ‫لها‪ ،‬ال بحجم التمثيل‪ ،‬وال بحيثيات سياسية‬ ‫وشعبية لهام‪ ،‬بل فقط ألنهام خصمني “ لحزب‬ ‫الله” وضد استمرار املقاومة‪ .‬أما النائب يوسف‬ ‫فهو بعيد عن أن يكون لديه طموح شخيص أو‬ ‫سيايس للوصول إىل رئاسة مجلس النواب‪ ،‬التي‬ ‫انحرصت بالرئيس بري‪ ،‬الذي أثبت انه رجل دولة‪،‬‬ ‫وصاحب خربة برملانية‪ ،‬وأحد األقطاب األساسيني‬ ‫يف الدولة وأركانها‪ ،‬والعب سيايس بارع‪ ،‬كام‬ ‫أن لتنظيمه السيايس”أمل” دور فاعل يف الحياة‬ ‫السياسية واملقاومة‪.‬‬ ‫إذا رئاسة مجلس النواب انعقدت لربي الذي‬ ‫مل ينازعه أحد‪ ،‬للحيثيات واألسباب التي أوردناها‪،‬‬ ‫وهي نفسها التي قدمت رئاسة الحكومة للنائب‬ ‫سعد الحريري رئيس أكرب كتلة نيابية تضم ‪35‬‬ ‫نائباً‪ ،‬وترتفع اىل ‪ 43‬نائباً سنياً‪ ،‬إضافة إىل أنه‬ ‫مع قوى ‪ 14‬آذار ميثلون األغلبية النيابية‪ ،‬ورشحته‬ ‫أيضاً كتل من املعارضة ككتلة “التنمية‬ ‫والتحرير” التي يرتأسها الرئيس نبيه بري‪ ،‬و”كتلة‬ ‫الوفاء للمقاومة” “لحزب الله”‪ ،‬يف حني أبقت‬ ‫“كتلة اإلصالح والتغيري” تسميتها مكتومة ألنها‬ ‫مرشوطة مبطالبها حول حجم متثيلها‪ ،‬والحقائب‬ ‫التي ستتسلمها مع حلفائها‪.‬‬ ‫فالحريري الذي انتظر أربع سنوات بعد اغتيال‬ ‫والده‪ ،‬يعترب أنه أصبح مؤه ًال للدخول إىل الرساي‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫برى رئيساً ملجلن النواب لوالية خامسة‬

‫بعد أن مت ّرس يف العمل السيايس‪ ،‬واكتسب‬ ‫خربة حسب رأيه‪ ،‬وأن البدل عن الضائع عنه يف‬ ‫ترؤس الحكومة (فؤاد السنيورة)‪ ،‬أخىل الساحة‬ ‫له‪ ،‬ليذهب الوكيل ويأيت األصيل‪ ،‬كام أن الظروف‬ ‫الداخلية باتت تسمح أن يتوىل هو مبارشة‬ ‫رئاسة الحكومة‪ ،‬ألنه خاض هذه االنتخابات وقادها‬ ‫هو بنفسه‪ ،‬وأ ّمن فوزه بكتلة كبرية مل يرتاجع‬ ‫عددها‪ ،‬مام يعني وفقا ملا يقول‪ :‬أنه فاز يف امتحان‬ ‫الحفاظ عىل اإلرث السيايس الذي حمله‪ ،‬ومتكن‬ ‫أن يزيد من رصيده‪ ،‬ال أن يقلل منه أو يبدده‪.‬‬ ‫فاحتفاظ “تيار املستقبل” يكتلة نيابية وازنة‪،‬‬ ‫فتحت الطريق أمام رئيسه ليتقدم ويعلن “األمر‬ ‫يل” ورئاسة الحكومة من نصيبي‪ ،‬وقد تلقى دع ًام‬ ‫دولياً وعربياً‪ ،‬يف إشارة إىل أن قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬التي‬ ‫خاف الغرب عموماً واإلدارة األمريكية خصوصاً‬ ‫من أن تفشل يف الحصول عىل األغلبية النيابية‪،‬‬ ‫باتت مطمئنة إىل بقاء حلفائها ممسكني‬ ‫بالسلطة التنفيذية‪ ،‬ومل تصل قوى املعارضة‬ ‫وعىل رأسها “حزب الله” إىل السيطرة عىل القرار‬ ‫الحكومي‪ ،‬حيث صدرت ترصيحات أمريكية تهدد‬ ‫بقطع املساعدات عن لبنان‪ ،‬والتلويح مبحارصته‬ ‫اقتصادياً‪ ،‬وفرض الحظر عليه إذا ما فاز خط‬ ‫املقاومة يف االنتخابات كام حصل يف غزة‪.‬‬ ‫لقد تنفس األمريكيون وحلفاؤهم من دول‬ ‫أوروبية وأخرى عربية وغريها‪ ،‬بعد فوز ‪ 14‬آذار‬ ‫باألغلبية النيابية‪ ،‬واعتربوا أن لبنان ما زال يف‬ ‫محوره األمرييك والعريب املعتدل‪ ،‬ومل يسقط من‬

‫‪20‬‬

‫جديد يف املحور السوري – اإليراين‪ ،‬حيث خيضت‬ ‫االنتخابات من قبل “ثوار األرز” تحت هذه العناوين‪،‬‬ ‫وعبرّ عنها رصاحة البطريرك نرصالله صفري‬ ‫قبل يوم من موعد االنتخابات عندما تدخل فيها‪،‬‬ ‫ووجه الناخبني بأن ال يقرتعوا ملن يريد “تغيري هوية‬ ‫لبنان العربية”‪ ،‬يف إشارة إىل السيطرة اإليرانية‬ ‫عليه عرب “حزب الله” وحلفائه‪ ،‬ويف طليعتهم‬ ‫“التيار الوطني الحر” برئاسة العامد ميشال‬ ‫عون صاحب الحضور الشعبي والسيايس داخل‬ ‫املناطق املسيحية‪.‬‬ ‫والخطاب املرتفع النربة الذي استخدم يف‬ ‫املعركة االنتخابية من قبل املواالة‪ ،‬ويف مقدمتهم‬ ‫الحريري‪ ،‬قد توقف بعد نيل األغلبية النيابية‪ ،‬فلم‬ ‫يعد سالح املقاومة معروضاً للتداول بل للحوار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وخف الكالم عن “والية الفقيه”‪ ،‬فيام غاب الحديث‬ ‫عن قرار الحرب والسلم يف يد الدولة‪ ،‬واستبعد‬ ‫التدخل السوري يف االنتخابات‪.‬‬ ‫كل هذه الشعارات سقطت‪ ،‬وبدأ الحريري يدعو‬ ‫إىل مد اليد للتعاون‪ ،‬ورضورة وجود كل األحزاب‬ ‫السياسية يف الحكومة‪ ،‬والقاه جنبالط يف‬ ‫مرونة ملفتة حول رضورة تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية ملواجهة العدو االرسائييل ومخططاته‪،‬‬ ‫وبات خطابه قريباً من أدبيات املعارضة يف كل‬ ‫ما يتعلق باملقاومة والرصاع العريب – االرسائييل‪،‬‬ ‫وأرسل رسالة إيجابية إىل سوريا‪ ،‬عندما اعرتف‬ ‫بانه ج ّرح بشخص الرئيس بشار األسد‪ ،‬وهذا ما‬ ‫قد مينعه من العودة إىل دمشق التي يتحدث يف‬

‫مجالسه عن اشتياقه إىل شوارعها‪ ،‬وعاد ليتكلم‬ ‫عن سوريا العمق االسرتاتيجي والحليف الذي‬ ‫دعم كامل جنبالط يف ثورة ‪ ،1958‬ووقوفها إىل‬ ‫جانب أهل الجبل من الدروز يف مواجهة إرسائيل‬ ‫وعمالئها من “القوات اللبنانية”‪ ،‬وهو ال ميانع من‬ ‫ذهاب سعد الحريري إىل سوريا للقاء رئيسها‪ ،‬بعد‬ ‫أن أصبحت املحكمة الدولية يف اغتيال الحريري‬ ‫بعهدة األمم املتحدة‪ ،‬ومل تثبت إدانة سوريا يف‬ ‫الجرمية‪ ،‬وتم تحرير الضباط اللبنانيني األربعة من‬ ‫االحتجاز السيايس‪.‬‬ ‫هذا الجو الجنبالطي هو الذي شجع الحريري‬ ‫ليتقدم نحو رئاسة الحكومة‪ ،‬كام أن الحوار‬ ‫السوري – السعودي الذي أدى إىل توافق انعكس‬ ‫إيجاباً عىل لبنان‪ ،‬حيث رحبت سوريا بنتائج‬ ‫االنتخابات التي أكدت التقارير عدم تدخلها‬ ‫فيها‪ ،‬مع ميلها لو فاز حلفاؤها باألغلبية‪ ،‬لكن‬ ‫هي تنظر إىل الحكومة كونها هي السلطة‬ ‫التنفيذية‪ ،‬وما يهمها هو أن تتشكل من القوى‬ ‫األٍساسية‪ ،‬وتعكس الوحدة الوطنية‪ ،‬إذ أنها ال‬ ‫تتعامل مع حكومة فئوية‪ ،‬ولها تجربة مع عهد‬ ‫الرئيس أمني الجميل‪ ،‬كام ترفض وجود حكومة‬ ‫يف لبنان ترفع العداء لها‪ ،‬مام سيؤثر عىل عالقة‬ ‫البلدين‪ ،‬وسيؤدي إىل توتر بينهام‪ ،‬وإقفال الحدود‬ ‫وإجراءات ال تفيدهام‪ ،‬وقد حصلت هذه التجربة‬ ‫مع حكومة فؤاد السنيورة األوىل التي رحبت‬ ‫بها سوريا واستقبلته لفتح صفحة جديدة بعد‬ ‫سحب قواتها من لبنان‪ ،‬فكان القرار األمرييك‬ ‫بقطع التواصل بني الدولتني‪ ،‬كام أن أطرافاً‬ ‫سياسية وعىل رأسهم وليد جنبالط راهنوا عىل‬ ‫سقوط النظام السوري‪ ،‬ولعبت بعض الدول‬ ‫العربية وتحديداً السعودية عىل محاولة مقايضة‬ ‫سوريا باالبتعاد عن إيران مقابل حفظ نفوذها‬ ‫يف لبنان عرب حلفائها‪ ،‬وهو املطلب األمرييك‬ ‫واألورويب وحتى (اإلرسائييل)‪ ،‬والذي يقوم عىل نزع‬ ‫سالح املقاومة وإخراج لبنان من معادلة الرصاع‬ ‫مع (إرسائيل)‪.‬‬ ‫التوافق السوري‪ -‬السعودي أنتج انتخابات‬ ‫هادئة يف لبنان‪ ،‬دون النظر إىل النتائج‪ ،‬وهو الذي‬ ‫أعطى إشارة مرور للحريري لرئاسة الحكومة‪ ،‬عىل‬ ‫أن يتم االلتزام بثوابت تبدأ بتشكيل الحكومة من‬ ‫األطراف التي متثل كت ًال نيابية‪ ،‬أي العمل وفق‬ ‫روحية اتفاق الدوحة الذي حظي وما زال بدعم‬ ‫عريب وإقليمي ودويل‪ ،‬وقد تحدث رئيس الجمهورية‬ ‫العامد ميشال سليامن عىل أن الحكومة يحب‬ ‫أن تشكل عىل قاعدة وفاقية ال يهم فيها العدد‪،‬‬ ‫بقدر املضمون الذي ستحكم من خالله والذي‬ ‫سيتضمنه البيان الوزاري‪ ،‬الذي سيقدم من‬ ‫خالله الحريري الضامنات وليس الثلث الضامن‬ ‫الذي تطالب به املعارضة وترص عليه‪ ،‬ألنها ال‬ ‫تثق كثرياً بالكالم اللفظي والوعود‪ ،‬وحتى بالبيان‬ ‫الوزاري الذي مل تلتزم به قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬وسكتت‬ ‫عن العدوان اإلرسائييل عىل لبنان واملقاومة‪ ،‬ال‬ ‫بل طالبت بتجريد املقاومة من سالحها أثناء‬

‫الحريري محكوم بتشكيل حكومة وفاق وطني‬

‫القصف اإلرسائييل‪.‬‬ ‫فالضامنات التي تطلبها املقاومة أبعد من‬ ‫أن تكون يف بيان وزاري‪ ،‬وال أن يعطيها رئيس‬ ‫الجمهورية رغم الثقة به‪ ،‬فاملعارضة تريد الثلث‬ ‫الضامن وهو حق طبيعي لها‪ ،‬فحجمها النيايب‬ ‫يخولها لتتمثل بـ ‪ 14‬وزيراً من حكومة عددها‬ ‫‪ 30‬وزيراً‪ ،‬وترفض أن تعطي من حصتها للرئيس‬ ‫ميشال سليامن‪ ،‬ال ألنها ال تثق به‪ ،‬فهو كان‬ ‫مرشحها التوافقي‪ ،‬وال يخطئ مع املقاومة‪ ،‬بل‬ ‫ألن الوزراء الذين قد يختارهم قد ينقلبون عليه‪،‬‬ ‫كام حصل مع الرئيس السابق إميل لحود الذي‬ ‫كان متصلباً مع املقاومة‪ ،‬وكان الضامنة لها‪،‬‬ ‫لكن الوزراء الذين اختارهم ليشكلوا الثلث‬ ‫الضامن يف الحكومة األوىل للسنيورة تحولوا إىل‬ ‫فريق األكرثية‪ ،‬وأخ ّلوا بالتوازن داخل الحكومة‪ ،‬مام‬ ‫ع ّرضها لالهتزاز‪ ،‬وفقدان رشعيتها ودستوريتها‪،‬‬ ‫باستقالة وزارء حركة “أمل” و “حزب الله” ويعقوب‬ ‫الرصاف‪.‬‬ ‫فالثلث الضامن الذي ترفضه األكرثية النيابية‪،‬‬ ‫وتعتربه بدعة ال ميكن العودة إليه‪ ،‬ترص عليه‬ ‫تأخريا‬ ‫املعارضة‪ ،‬وقد يشكل االختالف حوله‬ ‫يف تشكيل الحكومة‪ ،‬ولن تكون األمور ميرسة‬ ‫أمامها لتبرص النور‪ ،‬إال إذا جرى العمل عىل الخط‬ ‫السوري – السعودي‪ ،‬حيث تشري املعلومات إىل ان‬ ‫مثة توافق عىل أن تكون املرحلة املقبلة شبيهة‬

‫‪21‬‬

‫بتلك التي كان رفيق الحريري رئيساً للحكومة‬ ‫فيها‪ ،‬حيث كان يهتم بالشأن االقتصادي واملايل‬ ‫واإلعامري‪ ،‬عىل أن يكون الشأن األمني لقيادة‬ ‫الجيش بالتناغم مع املقاومة‪ ،‬وهذه الصيغة‬ ‫هي التي ستحكم مرحلة الحريري االبن‪ ،‬بعد أن‬ ‫أعلن سحب سالح املقاومة من التداول‪ ،‬وركز يف‬ ‫مواقفه عىل االهتامم باإلصالح‪ ،‬وبناء الدولة‪،‬‬ ‫وتعزيز وضعها املايل‪ ،‬وتشجيع االستثامرات‬ ‫باالستفادة من االستقرار السيايس والتوافق الذي‬ ‫تنشده كل األطراف الداخلية‪ ،‬والذي سرييس‬ ‫األمن ويعزز السلم األهيل‪ ،‬مبا يدفع باملستثمرين‬ ‫إىل التوجه نحو لبنان يف ظل األزمة املالية التي‬ ‫تعصف يف العامل‪ ،‬ومل يتأثر بها اللبنانيون يف‬ ‫الداخل‪ ،‬إال العاملني يف املغرتبات‪.‬‬ ‫فالحكومة املقبلة محكومة بالتوافق‪ ،‬وهو‬ ‫ما نص عليه اتفاق الطائف قبل الدوحة‪ ،‬ألن‬ ‫القرار داخل مجلس الوزراء ال ميكن أن يكون خارج‬ ‫اإلجامع الوطني‪ ،‬ال سيام يف املسائل املصريية‬ ‫والوطنية‪ ،‬وهو ما نص عليه الدستور يف‬ ‫استخدام الثلثني‪ ،‬وهكذا كانت تشكل حكومات‬ ‫رفيق الحريري وغريها يف ظل الوجود السوري‪ ،‬ألن‬ ‫الدستور حكم بالتوافق‪.‬‬

‫زهري العياش‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫ملف‬

‫«منبر التوحيد» تكشف تاريخ «الموساد»‬ ‫كيف ّ‬ ‫تزودهم؟‬ ‫تجند إسرائيل عمالءها وبماذا ّ‬ ‫ال تنقيض مرحلة إال ويتم الكشف فيها‬ ‫عن خلية تجسس إرسائيلية عىل إحدى الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ومن ضمنها تلك التي عقدت معها‬ ‫معاهدات سالم‪ ،‬محولة سفاراتها إىل أوكار‬ ‫للتجسس عىل الدولة ذاتها‪ ،‬ومنها للدول‬ ‫املجاورة‪ ،‬حتى أن أمريكا نفسها مل تسلم من‬ ‫التجسس اإلرسائييل عليها‪ ،‬فاأليام واألسابيع‬ ‫واألشهر والسنوات األخرية كشفت عن شبكات‬ ‫تجسس إرسائيلية متعددة يف أنحاء مختلفة من‬ ‫العامل‪ ،‬بدأت بالعواصم العربية‪ ،‬مروراً ببعض‬ ‫الدول األوروبية‪ ،‬وانتهاء بالواليات املتحدة‪ ،‬كان‬ ‫آخرها الشبكة التي اكتشفتها األجهزة األمنية‬ ‫اللبنانية قبل أيام ويرتأسها العميد أديب العلم‪،‬‬ ‫وبذلك يصل عدد الشبكات اللبنانية العميلة مع‬ ‫«املوساد» ‪ 25‬شبكة‪.‬‬

‫املوساد اإلرسائييل‬ ‫والجدير ذكره أن الجاسوسية اإلرسائيلية مرت‬ ‫مبختلف بقاع العامل‪ ،‬مبا فيها الدول الصديقة‬ ‫والحليفة‪ ،‬وتلك التي تربطها (بإرسائيل) عالقة‬ ‫وجودية بكل ما للكلمة من معنى‪ ،‬حيث اجتهدت‬ ‫املؤسسة األمنية اإلرسائيلية ممثلة بجهاز املوساد‬ ‫يف تفعيل خاليا التجسس من خالل تجنيد عمالء‬ ‫وجواسيس لها يف مختلف البلدان‪ ،‬فش ّكلت‬ ‫مرص الهدف املفضل للمخابرات اإلرسائيلية‬ ‫للعمل يف صفوف مواطنيها‪ ،‬بالرغم من معاهدة‬ ‫كامب ديفيد التي مر عليها ثالثون عاماً‪ ،‬وقد‬ ‫وصل عدد جواسيس املوساد‪ ،‬الذين تم تجنيدهم‬ ‫والدفع بهم إىل مرص نحو ‪ 70‬جاسوساً‪%75 ،‬‬ ‫منهم مرصيون‪ ،‬و‪ %25‬إرسائيليون‪.‬‬ ‫ويف األردن تم الكشف خالل عام ‪ 1997‬عن‬ ‫عمالء املوساد الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل‬ ‫رئيس املكتب السيايس لحركة حامس‪ ،‬حيث‬ ‫أطلق رساحهم مقابل إطالق رساح الشيخ أحمد‬ ‫ياسني مؤسس الحركة يف سجون االحتالل‪.‬‬ ‫أما يف لبنان‪ ،‬فقد كشف النقاب خالل‬ ‫السنوات األخرية عن مجموعة من شبكات‬ ‫التجسس التي عملت لصالح املوساد وأنيط‬ ‫بها بعض املهامت األمنية واالستخباراتية ومنها‬ ‫شبكة الجراح ورافع والعميد املتقاعد أديب العلم‬ ‫وزوجته وابن شقيقه جوزف مرورا بشبكة محمد‬ ‫عوض وروبري كفوري يف صيدا وشبكة عيل منتش‬ ‫يف النبطية وشبكة األخوين جعفر وحسن يف‬ ‫السلطانية‪ ،‬ويوسف نادر يف الغندورية وصوال‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بلغت ‪ 4457‬قضية يف مرص لوحدها‪ ،‬يدل عىل‬ ‫ذلك اعرتاف مصدر إرسائييل بأن مرص يدخلها‬ ‫‪ 500‬طن مخدرات سنوياً عن طريق بالده‪.‬‬

‫سياسة التجسس الخارجية‬ ‫رئيس املوساد الحايل مائري داغان‬

‫الجاسوس عيل الجراح‬

‫شهاب وزوجة األخري ما‬ ‫إىل شبكة األخوين‬ ‫سيساعد يف كشف النقاب عن شبكات أخرى‬ ‫يف األيام املقبلة‪.‬‬ ‫هذا وأقدمت سوريا عىل إعدام الجاسوس‬ ‫اإلرسائييل الشهري “إييل كوهني” وما زالت‬ ‫إرسائيل تطالب بجثته حتى اليوم‪.‬‬ ‫ينج العراق من موضوع العاملة (التجسس)‬ ‫ومل ُ‬ ‫حيث زخر بشبكات تجسس إرسائيلية بعد‬ ‫االحتالل األمرييك له‪.‬‬ ‫كذلك األمر‪ ،‬يف إيران حيث كشف النقاب‬ ‫مؤخراً عن مجموعة من يهودها املرتبطني‬ ‫باملوساد‪.‬‬

‫اإللكرتونية‪ ،‬وتحديدهم لألماكن واملخابئ الرسية‬ ‫والشقق البديلة التي يستخدمها زعامء املقاومة‪،‬‬ ‫السيام يف لبنان‪ ،‬حيث كشفت حرب متوز األخرية‬ ‫ضد لبنان‪ ،‬أن عمالء (إرسائيل) وضعوا عالمات‬ ‫األماكن‬ ‫عىل‬ ‫وفوسفورية‬ ‫إلكرتومغناطيسية‬ ‫التي يجب أن يستهدفها القصف‪ ،‬إضافة لزرع‬ ‫أجهزة التنصت يف أماكن متعددة من الضاحية‬ ‫الجنوبية‪ ،‬وإمداد إرسائيل بكافة املعلومات حول‬ ‫األنفاق واملواقع التابعة للمقاومة‪.‬‬ ‫‪ -3‬النّيل من رموز املقاومة واملامنعة يف الدول‬ ‫العربية‪ ،‬السيام لبنان وسوريا والعراق وقد نفذت‬ ‫إرسائيل سلسلة من هذه االغتياالت‪ ،‬بدأت بخليل‬ ‫الوزير وعباس املوسوي‪ ،‬فتحي الشقاقي‪ ،‬عز الدين‬ ‫الشيخ خليل‪ ،‬وجملة من الرموز العراقية املناوئة‬ ‫لالحتالل األمرييك‪ ،‬والشهيد عامد مغنية “الجاح‬ ‫رضوان”‪ ،‬ونائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫يف لبنان كامل مدحت‪.‬‬ ‫‪ -4‬إمداد أجهزة األمن اإلرسائيلية باملعلومات‬ ‫االقتصادية وأهم املرشوعات االستثامرية‪ ،‬ومنها‬ ‫ما هو سياحي وزراعي‪ ،‬وحركة البورصة وتداول‬ ‫األوراق املالية‪.‬‬ ‫‪ -5‬القيام بعمليات تخريب اجتامعي وأخالقي‪،‬‬ ‫بهدف التخريب‪ ،‬ال سيام عىل صعيد نرش‬ ‫كميات هائلة من املخدرات مبختلف أنواعها‪ ،‬ورعاية‬ ‫شبكات الدعارة الدولية‪ ،‬وتجارة الرقيق األبيض‪.‬‬ ‫حيث تشري تلك التقارير إيل أن أعداد قضايا‬ ‫املخدرات املتهم فيها إرسائيليون خالل ‪ 10‬سنوات‬

‫األهداف الخفية‬ ‫واملعلنة للموساد‬ ‫ما كشف النقاب عنه من شبكات التجسس‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬كشف معه سلسلة من األهداف‬ ‫الخفية واملعلنة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ -1‬جمع املعلومات األمنية واالستخباراتية عن‬ ‫دول بعينها‪ ،‬السيام املواقع العسكرية واملحطات‬ ‫األمنية التي تعتقد إرسائيل أنها قد تشكل‬ ‫خطراً عليها مستقب ًال يف أي مواجهة عسكرية‬ ‫حيث تم ضبط عدد من الجواسيس خالل قيامهم‬ ‫بأعامل التصوير ورسم الخرائط ألماكن ممنوعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تدريب جواسيس املوساد عىل أحدث األجهزة‬

‫‪22‬‬

‫ويشكل التجسس إلرسائيل وما يزال‪ ،‬سياسة‬ ‫ثابتة تجاه الدول العربية‪ ،‬ذلك أن املؤسسة‬ ‫األمنية اإلرسائيلية تعتقد أن التجسس سيبقى‬ ‫عنواناً أساسياً لسياستها الخارجية‪ ،‬انطالقاً من‬ ‫محددات عدة ال ميكن أن تختفي بني يوم وآخر‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬عىل الصعيد العسكري ويف ضوء تزايد‬ ‫احتامالت الرصاع املسلح بني إرسائيل واالطراف‬ ‫العربية املجاورة لها‪ ،‬السيام لبنان وسوريا وإيران‪،‬‬ ‫وتلويحها بشن حرب إقليمية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفتور الذي أصاب عالقة إرسائيل بالدولتني‬ ‫املجاورتني لها‪ ،‬مرص واألردن‪ ،‬السيام تخوف مرص‬ ‫وتحفظها الشديد من التهديدات العسكرية‬ ‫وتلويح بعض قيادات الدولة العربية بتوجيه‬ ‫عسكرياً‬ ‫باستهدافهام‬ ‫مبارشة‬ ‫تهديدات‬ ‫السيام مرص‪.‬‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫النظرة‬ ‫‪-3‬‬ ‫املستقبلية للعراق‪ ،‬ورغبتها يف أن تكون لها‬ ‫“حصة” يف كعكة تقسيم العراق بني الطوائف‬ ‫والعرقيات واألديان‪.‬‬ ‫‪ -4‬وقد تبني الحقاً أنه من بني ‪ 870‬وثيقة‬ ‫للمخابرات األمريكية حول أسلحة الدمار‬ ‫الشامل العراقية املزعومة وأماكن وجودها‪ ،‬وهي‬ ‫الوثائق التي كانت املربر الرئيس للحرب‪ ،‬كان‬ ‫‪ 810‬وثائق تم الحصول عليها من إرسائيل ورجال‬ ‫املوساد‪.‬‬ ‫‪ -5‬رغبة إرسائيل يف أن تكون عىل متابعة‬ ‫مكثفة وحثيثة دامئة ملا يدور حولها‪ ،‬السيام‬ ‫وأنها تدرك جيداً أن املحيط العريب معاد لها وأن‬ ‫أنظمة الحكم التي تبدو محايدة لها ‪ -‬يف أسوأ‬ ‫االحوال ‪ -‬وحامية لحدودها ‪ -‬يف أحسنها ‪ -‬قد ال‬

‫الفشل نتيجة الفوىض يف األجهزة األمنية‬

‫تدوم طوي ًال‪.‬‬ ‫وما تم كشف النقاب عنه خالل األيام األخرية‬ ‫يف لبنان‪ ،‬حول خلية التجسس اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫يعيد إىل األذهان الحديث الذي يتبادر بني الحني‬ ‫واآلخر حول شبكات التجسس اإلرسائيلية‬ ‫املتعددة يف أنحاء مختلفة من العامل‪ ،‬بدأت‬ ‫بالعواصم العربية‪ ،‬مروراً ببعض الدول األوروبية‪،‬‬ ‫وانتهاء بالواليات املتحدة‪.‬‬ ‫لكن لعل ما مييز شبكة التجسس اللبنانية‬ ‫أن من قادها عميد متقاعد يف األمن اللبناين‪،‬‬ ‫استطاع أن “يهرب” أرشيفاً استخبارياً “ثقيل‬ ‫العيار” ألجهزة األمن اللبنانية إىل إرسائيل‪ ،‬وما‬ ‫زالت التحقيقات مستمرة‪ ،‬وقد تكشف عن‬ ‫مفاجآت جديدة‪ ،‬لها عالقة بالتأكيد باستهداف‬ ‫املقاومة والدولة اللبنانية عىل حد سواء‪.‬‬ ‫ويتوافق ذلك مع ما رسبته بعض املصادر‬ ‫الصحفية مؤخراً حول إنشاء إرسائيل منذ عام‬ ‫تقريباً وبتخطيط من املوساد‪ ،‬معسكرات داخل‬ ‫فلسطني لتدريب عنارص من بلدان عربية تدريباً‬

‫‪23‬‬

‫عسكرياً وجاسوسياً‪ ،‬للتحضري للقيام بعمليات‬ ‫محتملة ضد املصالح األجنبية داخل البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬التي ترى فيها الدولة العربية خطراً عىل‬ ‫مصالحها االسرتاتيجية‪ ،‬وأن تلك املعسكرات‬ ‫تضم مجندين من الجزائر واملغرب واليمن‪ ،‬دخلوا‬ ‫فلسطني بجوازات سفر مزورة عرب طائرات “العال”‬ ‫القادمة من أوروبا‪.‬‬ ‫ومل تكتف إرسائيل بالتجسس عىل العامل‬ ‫بشكل عام والدول العربية واإلسالمية بشكل‬ ‫خاص من األرض‪ ،‬إذ تبني من خالل التحقيقات‬ ‫التي قام بها القضاء املختص مع عمالء املوساد‬ ‫اإلرسائييل يف لبنان‪ ،‬أن العميل كان يتم تسليمه‬ ‫معدات بحسب اهميته‪ ،‬ومدى الثقة به‪ ،‬وطبيعة‬ ‫املهامت املكلف بها‪ ،‬واملدة التي عمل خاللها مع‬ ‫العدو واحرتافه يف أعامل التمويه املعتمدة من‬ ‫تلك االستخبارات‪ ،‬التي تركزت عىل الناحيتني‬ ‫اللوجستية واالستعالمية املتمثلة بـ‪:‬‬ ‫ تحديد أماكن وأهداف (أمنية – مراكز‪ -‬نقاط)‬‫يتم طلبها من قبل استخبارات العدو‪.‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫ملف‬ ‫ تحديد أهداف اسرتاتيجية من قبل العميل‬‫من تلقاء نفسه‪.‬‬ ‫ إجراء عمليات مسح واسعة ملناطق كثرية‬‫شملت لبنان وسوريا عرب استعامل أجهزة مسح‬ ‫متطورة للغاية‪.‬‬ ‫ القيام بعمليات استعالم ومراقبة ألشخاص‬‫محددين‪.‬‬ ‫ االستعالم عن مواضيع وأحداث يومية‬‫تشمل أدق التفاصيل‪ ،‬عرب استخدامه اجهزة‬ ‫عالية التقنية بعد إعطائها مظهراً خارجياً عادياً‬ ‫للغاية ال يثري أي شكوك لدى من يشاهدها حتى‬ ‫لو تم تفكيكها‪ ،‬ومن هذه األجهزة‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬أجهزة اإلرسال عرب األقامر اإلصطناعية‪:‬‬ ‫الجهاز األول بشكل راديو (مسجلة) تركيبتها‬ ‫الداخلية عادية بحيث ال يظهر أنها تحتوي عىل‬ ‫أية أشياء استثنائية مختلفة عن أجهزة الراديو‬ ‫املعروفة‪ ،‬يف حني أنها تحتوي عىل تقنية عالية‬ ‫تسمح باستقبال وبث رسائل مشفرة عرب‬ ‫موجات راديو قصرية ««‪ am‬بحيث أنه ولدى ورود‬ ‫أي رسالة من استخبارات العدو يعرف العميل‬ ‫ذلك من خالل ضوء أحمر مثبت يف الراديو من‬ ‫الجهة الخلفية‪.‬‬ ‫طريقة قراءة الرسالة‪ :‬لدى مشاهدة العميل‬ ‫للضوء األحمر يعمد إىل استالم الرسالة وقراءتها‬ ‫عرب اتباع الخطوات التالية‪:‬‬ ‫يقوم بفتح املخبأ الرسي (خزانة خشبية‬ ‫مع ّلقة بشكل ميني بار) املزودة به الخزانة‪،‬‬ ‫ويحتوي عىل جهاز آخر عبارة عن طابعة‬ ‫موصولة بالجهاز األسايس مزودة بشاشة يقرأ‬ ‫بواسطتها الرسالة باللغة العربية‪ ،‬ويعود إىل‬ ‫إرسال الجواب عرب طبعها بواسطة الطابعة‬ ‫نفسها‪ ،‬ويرسلها عرب مفتاح إرسال مزودة به‬ ‫الطابعة‪.‬‬ ‫الجهاز الثاين‪ :‬مختلف من حيث الشكل (جهاز‬ ‫«واير لس» يستعمل يف مجال اإلنرتنت من قبل‬ ‫الكثريين وال يثري الشكوك) مزود بتقنية تسمح‬ ‫ملستعمله بتلقي وبث الرسائل عرب األقامر‬ ‫االصطناعية بحيث يعمد العميل كل أسبوع‬ ‫تقريباً إىل وصل الجهاز بحاسوب‪ ،‬بعد تزويده‬ ‫بحافظة معلومات (يو إس يب) غري عادية – تحتوي‬ ‫عىل خرائط مفصلة للبنان مقسمة بحسب‬ ‫املناطق (سيتم رشح طريقة عملها الحقاً)‪.‬‬ ‫لدى وصل الجهاز بالحاسوب تظهر الرسائل عىل‬ ‫الشاشة وتتضمن أسئلة عن مواقع وأشخاص‬ ‫وإحداثيات‪ ،‬وقام العميل باستالمه يف املرحلة‬ ‫األوىل لبدء تعامله مع العدو كونه أحدث من دون‬ ‫أن يقوم بإتالف الجهاز القديم‪.‬‬ ‫عىل سبيل املثال يتم طلب وصف شامل‬ ‫لبناء محدد بعد إعطاء العميل موقعه بواسطة‬ ‫ما يسمى «‪( ”Y,X‬قطوع ونظيم)‪ ،‬فيقوم بإعطاء‬ ‫الجواب مبارشة إذا كان ميلك التفاصيل املطلوبة‬ ‫عرب بث رسالة مطبوعة عىل الحاسوب يتم‬ ‫إرسالها بواسطة الجهاز املوصول به‪ ،‬ويف حاالت‬ ‫أخرى يقوم بالكشف املطلوب ويرسل الجواب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بالطريقة نفسها الحقاً‪ ،‬وميكنه ذلك أيضا من‬ ‫خالل تحديد نقاط ومراكز حساسة من تلقاء‬ ‫نفسه عرب تحديد الـ «‪ ”Y,X‬العائدة لها بواسطة‬ ‫رسائل يقوم ببثها بالطريقة نفسها‪ ،‬كام يقوم‬ ‫باإلفادة الفورية عن أسئلة تطرح عليه لدى توفر‬ ‫أي معلومة لديه‪ ،‬كمراقبة تحركات شخص معني‪،‬‬ ‫أو وجود مواضيع أمنية يرى أنه يجب اإلفادة عنها‬ ‫بصورة فورية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬حافظات املعلومات «‪ :”USB‬وضبطت‬ ‫مع غالبية املوقوفني‪ ،‬وهي حافظة معلومات‬ ‫سعتها كبرية (حوايل ‪ 40‬جيغابايت) لدى فتحها‬ ‫تظهر فارغة ويف حاالت أخرى تحتوي عىل صور‬ ‫عادية أو أغان وسواها‪.‬‬ ‫بإجراء الكشف التقني عليها تبني أنها تحتوي‬ ‫عىل خرائط مفصلة ودقيقة لكافة األرايض‬

‫ليفي سرتاوس املعروف بليفي كوهني‬

‫اللبنانية‪ ،‬يقوم العميل بفتحها بعد اتباع‬ ‫تعليامت معقدة وكلامت مرور يتم تزويد العميل‬ ‫بها و(تم ضبط إحداها)‪.‬‬ ‫التواصل عرب شبكة االنرتنت‪ :‬يقوم العميل‬ ‫بتلقي رسائل مشفرة عرب االنرتنت يقوم بفك‬ ‫تشفريها بواسطة برامج خاصة يتم تزويد‬ ‫العميل بها‪ ،‬ويقوم بإرسال رسائله بالطريقة‬ ‫نفسها‪ ،‬صورة عادية وسواها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الجاريكان (كلمة معناها بالعربية جرة‬ ‫املياه)‪ :‬عبارة عن وعاء خاص معروف وموجود يف‬ ‫أغلب املنازل مخصص لحفظ املياه الباردة لدى‬ ‫الخروج يف نزهات برية‪ ،‬وال يثري الشك من حيث‬ ‫شكله وطبيعة وجوده لدى األشخاص املتنقلني‬ ‫بواسطة سياراتهم إىل أي مكان‪ .‬وبالكشف‬ ‫عليه ال ميكن مالحظة أي يش غري طبيعي‬ ‫يف تركيبته‪ .‬بعد الكشف الدقيق عليه تبني‬ ‫أنه يحتوي يف غطائه األعىل ( تحت طبقة من‬ ‫النايلون السميك) عىل معدات الكرتونية بالغة‬ ‫التعقيد‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫طريقة التشغيل‪ :‬تتم عرب الضغط عىل‬ ‫حرف من أحرف ماركته املثبتة عليه بصورة غري‬ ‫نافرة‪ ،‬فيعطي ضوءاً محدداً عىل الحرف اآلخر‪،‬‬ ‫ما يعني أنه بحالة التشغيل مع رشوط خاصة‬ ‫تتعلق مبكان وضعه‪ ،‬والتأكد من عمله بصورة‬ ‫صحيحة مكثفة‪ ،‬ما مكنه من استعامل الجهاز‬ ‫باحرتافية‪.‬‬ ‫أهداف االستعامل‪ :‬إجراء عمليات مسح‬ ‫أراض دقيق ال ميكن للطائرات الحربية وطائرات‬ ‫االستطالع واألقامر الصناعية تحديدها بدقة‬ ‫عالية‪ ،‬نظراً لصغر حجمها‪ ،‬أو لكونها غري مرئية‬ ‫من الجو بصورة كافية‪ ،‬فيستطيع هذا الجهاز‬ ‫تحديدها ( ارتفاعات – تضاريس‪ -‬نقاط غري مرئية‬ ‫– امكانية تحديد مخابئ تحت االرض وسواها)‪ ،‬عرب‬ ‫وضعه يف نقاط محددة وتشغيله بالتوازي مع‬ ‫التصوير عرب الفيديو‪ ،‬بحيث يعطي إحداثيات‬ ‫وصور تصل إىل العدو مبارشة عرب األقامر‬ ‫االصطناعية‪ ،‬كام يقوم الجهاز بتخزين إحداثيات‬ ‫أخرى ما يفرس قيام استخبارات العدو باسرتجاع‬ ‫جهازين مشابهني وتزويد العميل ببديل عنهام‪،‬‬ ‫بحيث تم التمكن من ضبط الجهاز األخري يف منزل‬ ‫أحد العمالء أديب العلم‪.‬‬ ‫وقد تم استعامل هذا الجهاز يف مسح مناطق‬ ‫كثرية شملت كافة املحافظات اللبنانية اعتباراً‬ ‫من العام ‪ ،2004‬كام تم استعامله يف مسح‬ ‫مناطق داخل األرايض السورية‪ ،‬يف حني تم‬ ‫تسليم العميل الجهاز املضبوط خالل أواخر‬ ‫العام ‪.2008‬‬ ‫رابعاً‪ :‬املخابئ الرسية‪ :‬تم ضبط العديد من‬ ‫املخابئ الرسية غري املثرية للشك‪ ،‬بحيث ميكن‬ ‫مشاهدتها وتفحصها من دون إثارة االنتباه لجهة‬ ‫طبيعتها العادية ومنها‪:‬‬ ‫علبة زيت محركات نوع موبيل مقفلة من جميع‬ ‫الجوانب ولدى تحريكها يظهر لحاملها أنها تحتوي عىل‬ ‫وسائل‪ ،‬ولدى ثقبها يسيل الزيت منها يف حني أنه يتم‬ ‫فتحها من األعىل بطريقة خاصة من قبل العميل‪،‬‬ ‫وإخفاء أشياء بداخلها ( رشائط فيديو وسواها)‪.‬‬ ‫حقيبة جلدية مزودة مبخبأ رسي من الجهة الخلفية‬ ‫ال ميكن ملتفحصها اكتشافه نظراً الحرتافية املخبأ‪.‬‬ ‫عالقة مفاتيح تستخدم الخفاء اشياء صغرية‬ ‫الحجم‪.‬‬

‫ال بد من اإلشارة أن العمالء الذين سبق ذكرهم‬ ‫قاموا بتحديد مئات األهداف شملت كافة األرايض‬ ‫اللبنانية قبل وبعد عدوان متوز‪ ،‬وتبني بعد التدقيق‬ ‫أنه تم قصفها جميعها من قبل العدو اإلرسائييل‬ ‫خالل حرب متوز‪ ،‬وشملت مبانيا وجسوراً‪ ،‬ومصانع‬ ‫ومراكز عسكرية وسواها‪ .‬كام تم تصفية بعض‬ ‫االشخاص بناء ملعلومات قام العمالء بتوفريها‬ ‫قبل حرب متوز‪.‬‬

‫التجسس من الفضاء‬ ‫ومل يقترص املوساد اإلرسائييل يف تجسسه‬ ‫من األرض بل تعدى ذلك إيل الفضاء‪ .‬عندما‬ ‫بدأت (إرسائيل) بالتفكري يف إطالق أقامر‬ ‫التجسس «أفق» منذ عام ‪ .1982‬حيث أطلقت‬ ‫يف عام ‪ 1988‬أول أقامر التجسس «أفق ‪»1‬‬ ‫وبعد انتهاء عمر القمر «افق ‪ »1‬قامت إرسائيل‬ ‫بإطالق القمر الصناعي «أفق ‪ »2‬وذلك عام ‪1990‬‬ ‫ولكن هذا القمر احرتق يف الفضاء بعد ‪ 3‬أشهر‬ ‫من وضعه يف مداره‪ ..‬وبقيت إرسائيل من دون‬ ‫أقامر تجسس خاصة بها حتي عام ‪ 1995‬وكانت‬ ‫يف تلك الفرتة تعتمد عىل األقامر األمريكية‪،‬‬ ‫ويف عام ‪ 1995‬أطلقت إرسائيل قمرها الثالث‬ ‫«أفق ‪ »3‬وكان يحتوي عىل تكنولوجيا جديدة‪..‬‬ ‫ويف عام ‪ 1998‬حاولت إرسائيل إطالق القمر‬ ‫«أفق ‪ »4‬إال أن محاولتها باءت بالفشل ويف‬ ‫عام ‪ 2002‬أطلقت ارسائيل القمر «أفق ‪»5‬‬ ‫والذي ما زال يعمل حتى اآلن ويقوم مبسح‬ ‫األرايض العربية لي ًال ونهاراً عرب كامريات‬ ‫تقوم بالتصوير الدقيق لألرض‪ ،‬ويحتوي أيضاً‬ ‫عىل أجهزة تنصت عىل االتصاالت السلكية‬ ‫والالسلكية‪ ،‬كام أنه يعترب جهاز إنذار مبكر‬ ‫للصواريخ ووقت انطالقها‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 2004‬حاولت (إرسائيل) إطالق‬ ‫القمر»أفق ‪ »6‬إال أنها فشلت يف إطالقه واعترب‬ ‫هذا الفشل رضبة للفضاء اإلرسائييل‪.‬‬ ‫وهناك قمر ال يتبع لسلسلة أقامر «أفق» هو‬ ‫القمر «إيروس» الذي أطلق عام ‪ ،2000‬ومتتلكه‬ ‫رشكة «إميج سات» التي ساهمت فيه بنسبة‬ ‫كبرية مؤسسة الصناعات الجوية اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫ورشكة البيت لألنظمة اإللكرتونية اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫كام أطلقت القمر الجديد «‪ ”b Eros‬يف ‪-25‬‬ ‫‪ 2006-4‬وهذا القمر يدور عىل ارتفاع ‪ 500‬كم‪،‬‬ ‫ويكمل ‪ 15.1‬دورة يف اليوم‪ ،‬والدورة الواحدة له‬ ‫حول األرض تستغرق ‪ 94.8‬دقيقة‪ ،‬وهذا القمر‬ ‫يستطيع مسح وتصوير الكرة األرضية كاملة‬ ‫تقريباً‪ ،‬ألن معدل ميل القمر هو ‪ 97‬درجة‪ ،‬وهذا‬ ‫النوع من املدارات لألقامر الصناعية يسمى املدار‬ ‫القطبي‪ ..‬أي أنه مييش من القطب إيل القطب‪..‬‬ ‫وهذا املدار يعطيه حرية أكرب يف التصوير‬ ‫بعكس القمر أفق «‪ »5‬الذي كان مداره ‪ ،143‬أي‬ ‫أنه ال يستطيع تصوير (أو تصوير لكن بصور غري‬ ‫دقيقة) شامل أوروبا وشامل روسيا‪ ..‬أو اسرتاليا‬ ‫ونيوزلندا‪..‬‬ ‫بعد كل ما تقدم‪ ،‬مثة أسئلة تطرح‪ :‬ما هي‬ ‫التغيريات والتحوالت التي طرأت عىل مفهوم‬ ‫األمن اإلرسائييل يف الوقت الراهن؟ وما هي‬ ‫التهديدات التي باتت تواجهه؟ وكيف ستكون‬ ‫انعكاساتها عىل مستقبل األمن اإلرسائييل؟‬ ‫وتغري س ّلم التهديدات املتصورة يف ظل تغري‬ ‫يف‬ ‫والسياسية‬ ‫اإلسرتاتيجية‬ ‫املعطيات‬ ‫املنطقة؟‬ ‫احتل األمن اإلرسائييل‪ ،‬وال زال‪ ،‬موقع الصدارة‬

‫يف قامئة األهداف العليا واإلسرتاتيجية إلرسائيل‪،‬‬ ‫واستطاعت إرسائيل أن توظف إمكاناتها‬ ‫واالستخبارية‬ ‫العسكرية‬ ‫املالية‪،‬‬ ‫االقتصادية‪،‬‬ ‫لصالح عنرص األمن‪ ،‬وقد لعب األخري كعامل‬ ‫«ثابت» و «متغري» دوراً حيوياً واسرتاتيجياً لدى‬ ‫والخارجية‪،‬‬ ‫الداخلية‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫السياسة‬ ‫وحصل إىل حد ما عىل قبول وتشجيع عاملي‪،‬‬ ‫خاصة من الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬التي رعت‬ ‫متطلبات إرسائيل األمنية من خالل توفري دعم‬ ‫عسكري ومادي لها‪.‬‬ ‫كذلك األمر بالنسبة إىل العديد من‬ ‫املتغريات السياسية واالقتصادية والعسكرية‬ ‫والدميوغرافية التي أثرت عىل الكثري من‬ ‫املفاهيم يف العقيدة األمنية اإلرسائيلية؛‬ ‫وأوجدت شعوراً متنامياً لدى صناع القرار‬ ‫والساسة اإلرسائيليني‪ ،‬برضورة الحاجة إلعادة‬ ‫التفكري يف بعض الركائز التقليدية التي قامت‬ ‫عليها النظرية األمنية اإلرسائيلية؛ سيام بعد‬ ‫أن تك ّون يف املنطقة واقع سيايس وعسكري‬ ‫مختلف أدى إىل تراجع مبدأين يف الفكر األمني‬ ‫اإلرسائييل وهام مبدأ األرض مقابل السالم‪،‬‬ ‫ومبدأ أرض إرسائيل الكربى‪ ،‬ما دفع إرسائيل إىل‬ ‫جعل أمنها مسألة مصريية وأحاطته بهالة‬ ‫مقدسة‪ ،‬وحولته إىل عقدة جامعية تحكمت‪ ،‬وال‬ ‫تزال‪ ،‬يف تحديد اتجاهات الرأي العام اإلرسائييل‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ 1948‬ظلت إسرتاتيجية إرسائيل‬ ‫ومفاهيمها األمنية‪ ،‬موضع إجامع داخيل بني‬ ‫القوى الحزبية اإلرسائيلية مبختلف تالوينها‬ ‫السياسية واأليدلوجية‪ ،‬ما أبقى الهاجس‬ ‫األمني حارضاً وبقوة يف السياسات الداخلية‬ ‫والخارجية إلرسائيل‪ .‬ومل يستطع العرب ورغم‬ ‫تخليهم‪ ،‬منذ سنني طويلة‪ ،‬عن الخيار العسكري‪،‬‬ ‫وتراجعهم عن أفكارهم الداعية إىل تدمري دولة‬ ‫(إرسائيل)‪ ،‬وتخيل الفلسطينيني أيضاً عن تحرير‬ ‫كل فلسطني التاريخية؛ إ ّال أنهم مل ينجحوا‬ ‫يف إقناع (إرسائيل) بالتخيل عن مفاهيمها‬ ‫األمنية القدمية‪ ،‬ومل يستطيعوا نزع ذريعة‬ ‫األمن من القيادات اإلرسائيلية املتعاقبة‪ ،‬والتي‬

‫‪25‬‬

‫استخدمتها كمربر للهروب من دفع استحقاقات‬ ‫السالم مع سوريا ولبنان والفلسطينيني لغاية‬ ‫اآلن‪ ،‬فحولت (إرسائيل) بذلك «الهاجس األمني»‬ ‫إىل ذريعة لخوض الحروب والتوسع‪ ،‬فشنت منذ‬ ‫قيامها عام ‪ 1948‬لغاية ‪ 2006‬ستةحروب‪ ،‬بدءاً‬ ‫بحرب ‪ 1948‬و‪ 1956‬مرورا بحروب ‪-1996-1967‬‬ ‫‪ 1982‬وانتها ًء بحرب متوز ‪ 2006‬والتي أطلق‬ ‫عليها الحرب السادسة ‪.‬‬

‫تاريخ املوساد‬ ‫يطلق اسم “املوساد” عىل جهاز االستخبارات‬ ‫الخارجية الصهيوين‪ ،‬واالسم الرسمي الكامل‬ ‫للموساد هو “مؤسسة االستخبارات واملهام‬ ‫الخاصة”‪ ،‬وأدت سلسلة من الفضائح والعمليات‬ ‫الفاشلة‪ ،‬التي مني بها جهاز املخابرات الصهيوين‬ ‫(املوساد) خالل السنوات األخرية اىل تسليط قدر‬ ‫كبري من األضواء الصحافية واإلعالمية عىل هذا‬ ‫الجهاز الذي حرصت الدولة العربية منذ تأسيسه‬ ‫يف العام ‪ ،1951‬عىل إضفاء هالة من الغموض‪،‬‬ ‫وستار من الرسية والتكتم الشديدين‪ ،‬عىل‬ ‫عمله وأنشطته التجسسية وعملياته الخاصة‪.‬‬ ‫تأسس “املوساد” يف العام ‪ 1951‬بقرار صدر عن‬ ‫أول رئيس وزراء للدولة العربية‪ ،‬ديفيد بن غوريون‪،‬‬ ‫ليكون مبثابة ذراع استخبارات خارجية رئييس‪،‬‬ ‫ضمن أجهزة االستخبارات الرسية املتعددة التي‬ ‫عملت يف ذلك الوقت لخدمة الحركة الصهيونية‬ ‫ودولتها الوليدة‪ ،‬التي مل يكن قد مىض عىل‬ ‫إعالن قيامها يف الجزء األكرب من حدود فلسطني‬ ‫التاريخية سوى ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وقد تشكل “عىل أنقاض الدائرة السياسية»‬ ‫التي عملت يف نطاق وزارة الخارجية الصهيونية‬ ‫يف حينه‪ ،‬وكانت مهمتها الرئيسية جمع‬ ‫املعلومات خارج (إرسائيل)‪ .‬وقد عمل «املوساد»‬ ‫يف البداية تحت تسميات مختلفة ‪ ،‬منها «املركز‬ ‫الرئييس للتنسيق» ‪ ،‬ثم «املؤسسة الرئيسية‬ ‫لالستخبارات واألمن» وانتهى الحقا بظهوره‬ ‫اسمه الرسمي الحايل «مؤسسة االستخبارات‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫ملف‬ ‫واملهامت الخاصة»‪ .‬ويعترب األول من نيسان عام‬ ‫‪ ،1951‬من ناحية رسمية ‪ ،‬يوم تأسيس «املوساد «‪،‬‬ ‫حيث قام رئيس وزراء الدولة العربية «بن غوريون»‬ ‫بتعيني مستشاره ومساعده الخاص للشؤون‬ ‫الخارجية «روبني شيلوح»‪ ،‬واسمه الحقيقي «روبني‬ ‫زاسالنسيك»‪ ،‬ليكون أول مدير (رئيس) لجهاز‬ ‫«املوساد»‪.‬‬ ‫وقام “شيلوح” بحل الدائرة السياسية الخارجية‪،‬‬ ‫وأعاد تنظيم العمل االستخبارايت الخارجي‪ ،‬يف‬ ‫إطار الجهاز الجديد (املوساد) الذي أصبح منذ ذلك‬ ‫الحني يخضع مبارشة ملسؤولية رئيس الوزراء‪،‬‬ ‫ملغيا بذلك النمط السابق للتجسس الخارجي‬ ‫الذي كان يخضع ملسؤولية وزير الخارجية‪ ،‬وفق‬ ‫منوذج املخابرات الرسية يف بريطانيا «ام – اي – ‪»6‬‬ ‫ليحل بدال من ذلك منوذج وكالة املخابرات املركزية‬ ‫األمريكية «اليس – اي‪ -‬ايه» التي تتبع مبارشة‬ ‫إىل مكتب الرئيس االمرييك‪.‬‬ ‫وبخالف الـ “يس – اي ‪ -‬ايه” مل تكن لدى‬ ‫“املوساد” خالل الفرتة االوىل من عمله شعبة‬ ‫عمليات‪ ،‬حيث اقترصت مهامه عىل أنشطة‬ ‫التجسس وجمع املعلومات‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق مبهمة جمع املعلومات‪ ،‬فإن‬ ‫الطريقة التي متيز العمل التجسيس للموساد‪،‬‬ ‫وفقا ملا ذكره يويس ميلامن يف تقريره املنشور يف‬ ‫صحيفة «هآرتس» يف ‪ 26‬شباط ‪ ،1998‬تستند‬ ‫إىل العنرص البرشي (العمالء)‪ ،‬وهي طريقة تدعى‬ ‫باللغة املهنية «هيومانت»‪ ،‬وتعني االستخبارات‬ ‫اإلنسانية‪ .‬ويقوم «املوساد» مبوجب هذه الطريقة‬ ‫بزرع عمالء (جواسيس) صهاينة يحصلون عىل‬ ‫هوية جديدة يف دولة أو تنظيم‪ ،‬يتحوالن إىل‬ ‫مصدر مبارش لجمع املعلومات‪ .‬وبحسب ما يذكره‬ ‫«فيكتور اوسرتوفسيك» عميل «املوساد» السابق‬ ‫يف كتابة «عن طريق الخداع»‪ ،‬فإن استخدام هؤالء‬ ‫العمالء يتم بواسطة وحدة ميدانية يف «املوساد»‬ ‫يطلق عليها اسم «متسادا»‪ ..‬ويقول «ميلامن»‬ ‫أن ‪ %90‬من جهود وطاقات جهاز «املوساد» توجه‬ ‫نحو مهمة «جمع املعلومات»‪ ،‬وأن جزءا ضئيال من‬ ‫أنشطته وفعالياته يكرس لتنفيذ «عمليات خاصة»‬ ‫يف إشارة ملسلسل طويل من أعامل االغتياالت‬ ‫والتصفيات الجسدية التي وقف «املوساد» مبارشة‬ ‫أو اشرتك مع أجهزة وفرق استخبارية وعسكرية‬ ‫اخرى يف تنفيذها‪ ،‬وعىل األخص منذ مطلع‬ ‫السبعينيات‪ ،‬دون أن تعرتف الدولة العربية أو‬ ‫تنسب لهذا الجهاز التجسيس املسؤولية عنها‪،‬‬ ‫متاشيا مع قواعد الرسية شبه املطلقة التي أحيط‬ ‫بها عمل «املوساد» منذ تأسيسه وحتى اآلن‪ ،‬ضمن‬ ‫نسق ونهج ينسجامن مع تقاليد الدولة العربية‬ ‫يف «متجيد االغتياالت الرسية» وسعيها الدؤوب‬ ‫إىل إبقاء جهازها االستخباري الخارجي محاطا‬ ‫بهالة من الغموض تضفي عليه هيبة و «جربوت‬ ‫الذراع الخفية» القادرة عىل التسلل والوصول إىل‬ ‫كل مكان يف العامل‪.‬‬ ‫وبالعودة إىل مرجعيات تبلور مهام ووظائف‬ ‫«املوساد»‪ ،‬كام ترسدها املصادر الصهيونية‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب لبناين‬ ‫يتضح أن الجهاز اضطلع منذ تأسيسه‪ ،‬إىل جانب‬ ‫مهمته األساسية يف جمع املعلومات يف الخارج‪،‬‬ ‫بوظيفة ودور هامني يف تنظيم حمالت تهجري‬ ‫لليهود من الدول العربية‪ ،‬ومن بني الحمالت‬ ‫الشهرية التي أرشف «املوساد» عىل تنظيمها‬ ‫كعمليات أحيطت بالرسية‪ ،‬أحيانا من خالل‬ ‫عقد «صفقات» وتقديم رشاوى وأحيانا أخرى تحت‬ ‫طائلة مامرسة االبتزاز والتخويف والرتهيب‪ ،‬تهجري‬ ‫القسم األكرب من يهود املغرب واليمن والعراق يف‬ ‫الخمسينيات‪ ،‬وتهجري اليهود (الفالشا) من أثيوبيا‬ ‫أواسط الثامنينيات‪ ،‬وقد متت هذه العمليات‬ ‫والحمالت بواسطة وحدة خاصة يف «املوساد»‬ ‫يطلق عليها اسم «بتسور»‪.‬‬ ‫وبحكم الطابع الرسي الذي اتسمت به غالبا‬ ‫وال تزال دبلوماسية الدولة العربية وسياستها‬ ‫الخارجية‪ ،‬كنتاج بديهي منبثق عن طبيعة‬ ‫تكوينها ونشوئها‪ ،‬فقد كان من الطبيعي‬ ‫أن يضطلع جهازها التجسيس «املوساد»‬ ‫مبسؤوليات ووظائف هامة يف نسج وإرساء‬ ‫عالقات وصالت الدولة العربية الخارجية‪ ،‬وحتى‬ ‫يف مجال عقد اتفاقيات وصفقات عسكرية‬ ‫وتجارية واقتصادية وأحيانا سياسية‪ ،‬لحسابها مع‬ ‫دول وجهات مختلفة يف أنحاء العامل‪.‬‬ ‫وقد أقام «املوساد» لهذا الغرض‪ ،‬يف وقت‬ ‫الحق‪ ،‬قسام رئيسيا خاصا ضمن صفوفه ليكون‬ ‫مكلفا ومسؤوال عن ملف العالقات الخارجية‪ .‬وال‬ ‫يزال هذا القسم الذي يطلق عليه اسم «تيفيل»‬ ‫يدير إىل اآلن عرشات املمثليات واملحطات الثابتة‬ ‫واملتنقلة يف العديد من دول العامل‪ ،‬يعمل‬ ‫بعضها بصفة رسمية وبعضها اآلخر إىل جانب‬ ‫سفارات الكيان الصهيوين أو تحت غطاء بعثاتها‬ ‫الدبلوماسية والتجارية واالقتصادية وغريها ‪..‬‬ ‫وكثريا ما تسببت النشاطات املوازية ملمثليات‬ ‫ومراكز هذا القسم يف «املوساد» باحتكاكات‬ ‫واحتجاجات‪ ،‬طفت عىل السطح أحيانا‪ ،‬مع‬ ‫وزارة الخارجية الصهيونية وبعثاتها الدبلوماسية‬ ‫يف الخارج‪ ،‬التي رأت يف نشاطات «املوساد» هذه‬ ‫ليس فقط مصدر منافسة لوظيفتها بل تجاوزا‬ ‫وتهميشا لصالحياتها ودورها كممثل وناطق‬ ‫رسمي للدولة العربية يف الخارج‪.‬‬ ‫ومهمة هذا القسم تتمثل يف اخرتاق‬ ‫والصناعية‬ ‫التجارية‬ ‫والدوائر‬ ‫املؤسسات‬ ‫واملعلوماتية‪ ،‬خاصة األمنية والعسكرية‪ ،‬وغريها‬ ‫من املؤسسات واألجهزة الحساسة يف الدول‬ ‫املستهدفة عن طريق إرسال مستشارين أو دس‬ ‫«عمالء محليني» يتمتعون مبراكز نفوذ وتأثري‪،‬‬ ‫ليس بهدف جمع املعلومات عن برامج وخطط‬ ‫وتوجهات هذه الدول فقط‪ ،‬بل وملامرسة التأثري‬ ‫عىل سياسات حكوماتها بقصد توجيهها‬ ‫يف اتجاهات معينة مبا يخدم مصالح وأهداف‬ ‫(إرسائيل) والحركة الصهيونية ‪.‬‬ ‫فرتة الوالية القانونية املحددة ملنصب رئيس‬ ‫“املوساد”‪ :‬مدة الوالية خمس سنوات لكن‬ ‫عددا من الذين تولوا املنصب‪ ،‬وهم غالبا إما‬

‫‪26‬‬

‫«جواسيس محرتفني» عملوا يف خدمة الدولة‬ ‫العربية وأجهزتها االستخبارية سنوات طويلة‪،‬‬ ‫أو جرناالت عسكريني المعني استقدموا مبارشة‬ ‫من الخدمة يف الجيش الصهيوين لرئاسة الجهاز‪،‬‬ ‫هؤالء شغلوه يف عدد من الحاالت لفرتات أطول‪،‬‬ ‫وأحيانا اضطروا لالستقالة قبل انتهاء فرتة‬ ‫واليتهم املحددة‪ ،‬بسبب فضائح أو إخفاقات مني‬ ‫بها «املوساد» تحت رئاستهم‪ .‬وتشمل قامئة الذين‬ ‫شغلوا رئاسة «املوساد» منذ تأسيسه األسامء‬ ‫التالية ‪« :‬روبني شيلوح‪ ،‬ايسار هارئيل‪ ،‬الجرنال‬ ‫مائري عميت‪ ،‬الجرنال تسفي زامري‪ ،‬الجرنال اسحق‬ ‫حويف‪ ،‬ناحوم ادموين‪ ،‬شبتاي شبيط‪ ،‬الجرنال داين‬ ‫ياتوم‪ ،‬افرايم هليفي‪ ،‬الجرنال مئري دغان»‪ ،‬الرئيس‬ ‫الحايل للموساد‪ ،‬الذي عينه «أريئيل شارون» بعد‬ ‫وصوله إىل رئاسة الوزراء يف ‪. 2001‬‬ ‫أما عدد العاملني يف املوساد فيرتاوح ما بني‬ ‫‪ 1500‬إىل ‪ 2000‬شخص‪ ،‬والبد أن يتم تدريب‬ ‫أعضاءه الجدد عىل منهج العمليات امليدانية‪،‬‬ ‫وتستغرق فرتة التدريب بشكل عام حوايل عامني‪،‬‬ ‫ويقوم بالتدريب يف هذه الدورات إما مدرسون‬ ‫دامئون‪ ،‬أو ضباط للمخابرات‪ ،‬أو مسؤولون يف‬ ‫اإلدارة العامة‪ ،‬أو الرئاسة‪ .‬أما الهيكل الوظيفي‬ ‫لجهاز املوساد فيتكون من عدة دوائر لكل منها‬ ‫دورها ووظيفتها املحددة وهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلدارة العامة وتقع يف أطراف «تل أبيب»‬ ‫وفيها حوايل مائة موظف‪ ،‬ومكتب املدير وبعض‬ ‫املساعدين وسكرتارية خاصة باملدير‪ ،‬ويتم تعيني‬ ‫مدير املوساد عن طريق رئيس الوزراء مبارشة‪.‬‬ ‫‪ -2‬قسم التخطيط للعمليات والتنسيق‪،‬‬ ‫ومهمته اإلدارة والتطوير ووضع الخطط‬ ‫املستقبلية وتنسيق عمل الشبكات‪.‬‬ ‫‪ -3‬قسم جمع املعلومات وهو أكرب وحدات‬ ‫املوساد‪.‬‬ ‫‪ -4‬قسم العمل السيايس والخارجي املسئول‬ ‫عن االتصاالت يف الدول األجنبية التي لها عالقات‬ ‫مع إرسائيل‪.‬‬ ‫‪ -5‬قسم اإلعداد والتدريب املختص بتدريب‬ ‫األعضاء والعاملني عىل األجهزة التكنولوجية‬ ‫واملعلومات‪.‬‬ ‫‪ -6‬قسم املهام اإلدارية‪ ،‬املختص برتتيب وتوظيف‬ ‫العاملني وترقياتهم واختيارهم‪.‬‬ ‫‪ -7‬قسم البحوث‪ ،‬الذي يقوم بإعداد بحوث‬ ‫لتطوير العمل ومكافحة التجسس واالخرتاق‬ ‫واألمن‪.‬‬ ‫‪ -8‬قسم التكنولوجيا‪ ،‬خاص بكل األجهزة‬ ‫العلمية التي تحتاجها املوساد‪.‬‬ ‫‪ -9‬قسم العالقات للتنسيق مع األجهزة‬ ‫املخابراتية األخرى‪.‬‬ ‫‪ -10‬قسم العالقات التكتيكية والفنية‪،‬‬ ‫ويضم ضباط محرتفني يف القتل والتخريب‬ ‫وإخفاء الجرمية واملالحقة‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫(يتبع)‬

‫كشف تقارير عن تورط «حزب هللا» في عمليات خارجية رد على سقوط شبكات العمالء‬

‫هزيمة «للموساد» توازي اندحار‬ ‫الجيش السرائيلي في الـ ‪2006‬‬

‫يف فرتة أقل من شهر فتحت ملفات قضائية‬ ‫بوجه “حزب الله”‪ ،‬لتصنيفه عىل أنه “منظمة‬ ‫إرهابية”‪ ،‬يتعدى كونه مقاومة ضد االحتالل‬ ‫اإلرسائييل يف لبنان‪ ،‬بل له أذرع خارجية تقوم‬ ‫بأعامل “إرهابية” يف العديد من الدول‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يجب سوق قيادته إىل العدالة الدولية‪.‬‬ ‫وقد برزت يف األشهر األخرية مسألة اعتقال‬ ‫مرص ملجموعة سمتها “إرهابية”‪ ،‬يديرها شخص‬ ‫يدعى سامي شهاب ( اسمه الحريك)‪ ،‬واسمه‬ ‫الحقيقي عيل منصور‪ ،‬وينتمي إىل “حزب الله”‬ ‫الذي مل ينكر صلته به‪ ،‬وأن هذا الشخص يقوم‬ ‫بتجنيد أشخاص لنقل مساعدات إىل غزة عرب‬ ‫مرص واألنفاق املوجودة بينهام‪ ،‬وتطور االتهام‬ ‫املرصي إىل حد الزعم أن شهاب كان يعد‬ ‫“خلية” لتقوم بانقالب عىل النظام املرصي‪،‬‬ ‫الذي استغل اعتقال عضو “حزب الله” ليعلن‬ ‫حربه عليه‪ ،‬ويسوق له االتهامات‪ ،‬بانه يتدخل‬ ‫يف شؤون مرص الداخلية‪ ،‬ويحاول تقليب‬ ‫الرأي العام املرصي خصوصاً‪ ،‬والعريب عموماً‪،‬‬ ‫عىل أن هذا الحزب الذي له عالقات مع ايران‪،‬‬ ‫ينفذ مخططاتها يف املنطقة‪ ،‬ويعمل أيضاً‬ ‫عىل نرش “التشيع” يف مرص وعدد من الدول‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫كبرّ نظام حسني مبارك قضية اعتقال‬ ‫شهاب‪ ،‬وأعطاها بعداً إقليمياً ودولياً‪ ،‬وتعاطى‬ ‫معها‪ ،‬وكأنها تخريب للسلم يف العامل‪ ،‬حيث‬ ‫أرسل مذكرات إىل األمم املتحدة‪ ،‬ومجلس األمن‬ ‫الدويل حول ما سامها “شبكة حزب الله”‪،‬‬ ‫وأرسل وراء (تريي رود الرسن) املكلف مبراقبة‬ ‫تطبيق القرار (‪ )1559‬الصادر عن مجلس األمن‬ ‫الدويل يف أيلول ‪ ،2004‬ليستفيد منه يف أين‬ ‫يخرق “حزب الله” هذا القرار ملالحقته دولياً‪،‬‬ ‫لكن يتبني أن هذا القرار ينص يف أحد بنوده‬ ‫عىل حل امليليشيات لبنانية أو غري لبنانية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬وال يتطرف إىل أكرث من ذلك‪.‬‬ ‫وقد تصدى “حزب الله” للحملة املرصية ومل‬ ‫ينكر أن أحد أعضائه ذهب يف مهمة ملساعدة‬ ‫املقاومة يف غزة باألساليب التي يراها مناسبة‪،‬‬ ‫ومل يتمكن القضاء املرصي بعد‪ ،‬من استصدار‬ ‫قرار ظني بحق شهاب‪ ،‬أو من افرتضهم‬

‫اجهزة تجسس متطورة ضبطت مع العمالء‬

‫متورطني معه‪ ،‬ألنه مل يصل إىل معلومات‬ ‫دقيقة حول هذه القضية التي اختلقها األمن‬ ‫املرصي‪ ،‬ومل يستطع تسويقها لدى القضاء‬ ‫الذي يواجهه محامو الدفاع‪ ،‬ليقدم ما لديه‬ ‫من معلومات حقيقية‪ ،‬ويأيت بالشهود‪ ،‬حيث‬ ‫انكشفت عملية “فربكة” خرب تدبري انقالب‬ ‫ضد النظام املرصي‪ ،‬الذي حاول االستفادة من‬ ‫النقد الالذع الذي وجهه إليه األمني العام “لحزب‬ ‫الله” السيد حسن نرصالله‪ ،‬حول تخاذله‬ ‫وتقصريه يف نجدة غزة وأهلها املحارصين‪ ،‬وفتح‬ ‫معرب رفح لهم أقله‪ ،‬أثناء الحرب اإلرسائيلية‬ ‫عليهم‪ ،‬حيث استنهض ضباط الجيش املرصي‬ ‫الرشفاء ليقوموا هم أنفسهم باملهمة‪ ،‬واعترب‬ ‫أركان النظام املرصي كالمه وكأنه تحريض‬ ‫للجيش ضد قيادته‪ ،‬وعىل هذا األساس تم البناء‬ ‫عىل أن “خلية شهاب” مكلفة بهذه املهمة‪.‬‬ ‫ومع تراجع موضوع هذه الخلية التي استغلها‬ ‫النظام املرصي إعالمياً‪ ،‬وحاول توظيفها داخلياً‬ ‫وخارجياً‪ ،‬إىل أن صدر تقرير جريدة “دير شبيغل”‬ ‫االملانية‪ ،‬والذي ذكر أن “حزب الله” متورط يف‬ ‫قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬حيث أحدث‬ ‫نرشه وتوقيته ضجة يف لبنان واستجهاناً‪ ،‬حول‬ ‫هذا الشاهد الجديد املز ّور‪ ،‬وتم التعاطي معه من‬

‫‪27‬‬

‫قبل كل األطراف‪ ،‬املواالة واملعارضة‪ ،‬عىل أنه‬ ‫محاولة لخلق فتنة مذهبية سنية – شيعية‪،‬‬ ‫وأن ما ورد فيه ال يعدو كونه مقتطفات نرشت‬ ‫سابقاً يف صحف ومجالت‪ ،‬ومنها مجلة‬ ‫“لوفيغارو”‪ ،‬التي قدمت املعلومات املغلوطة‬ ‫نفسها يف متوز( ‪ ،)2006‬والتي تشري إىل‬ ‫احتامل تورط “حزب الله” يف االغتيال‪ ،‬وتبني أن‬ ‫مصدرها‪ ،‬ترصيحات سياسيني لبنانيني‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ترسيبات من قبل جهاز أمني مرتبط بقوى‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬حاول االستفادة من رصده لبعض‬ ‫االتصاالت الهاتفية‪.‬‬ ‫وقد طوي تقرير الصحيفة األملانية‪ ،‬التي‬ ‫نسخت ما كان نزار نيوف وهو معارض‬ ‫سوري‪ ،‬نرشه عىل موقعه “االلكرتوين” باسم‬ ‫“الحقيقة”‪ ،‬قبل سبعة أشهر‪ ،‬وهي املادة نفسها‬ ‫التي نرشتها “الفيغارو” قبل ثالث سنوات‪ ،‬حيث‬ ‫انكشف تسييس اغتيال الحريري‪ ،‬الذي كان‬ ‫املقصود منه‪ ،‬الوصول إىل املقاومة‪ ،‬وقبلها إىل‬ ‫سوريا ونظامها‪ ،‬وملا باءت محاوالتهم بالفشل‪،‬‬ ‫عادوا إىل “حزب الله” لتظهريه “إرهابياً”‪ ،‬عرب‬ ‫نرش عمليات نفذها أعضاء منه كام ُذكر‪،‬‬ ‫حيث تم استحضار تفجري املركز اليهودي يف‬ ‫عاصمة األرجنتني (بونيس آيريس) يف العام‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬ ‫(‪ ،)1994‬كرد عىل اغتيال األمني العام “لحزب‬ ‫الله” السابق السيد عباس املوسوي‪ ،‬يف غارة‬ ‫نفذتها طائرات “االباتيش” اإلرسائيلية عىل‬ ‫موكبه قرب النبطية‪ ،‬فاستشهد مع زوجته‬ ‫وطفله ومرافقيه‪ ،‬واتهم عامد مغنية أنه مدبر‬ ‫تفجري املركز اليهودي‪ ،‬كام اتهم بأعامل أخرى‬ ‫منها تفجري مقر “املارينز” والسفارة األمريكية‬ ‫يف بريوت عام ‪.1983‬‬ ‫ومل يكتف بعض اإلعالم الغريب ورشيكه‬ ‫العريب يف ترويج ما تبثه الصحافة‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬بل واصل حملته باإلعالن عن‬ ‫اكتشاف خلية أو شبكة “لحزب الله”‪ ،‬كانت‬ ‫تخطط لتفجري السفارة اإلرسائيلية يف باكو‬ ‫عاصمة (أذربيجان)‪ ،‬وهي حملة جاءت بعد‬ ‫اإلدعاء املرصي عن خلية “شهاب”‪ ،‬ثم تقرير‬ ‫“دير شبيغل” حول اغتيال الحريري‪ ،‬ويف هذا‬ ‫إشارة واضحة عىل استهداف قضايئ “لحزب‬ ‫الله” تحت عناوين “إرهابية”‪ ،‬مام يؤثر عليه دولياً‪،‬‬ ‫ويضع أعضاءه ومنارصيه تحت املالحقة‪ ،‬مام‬ ‫يشل الدعم له من جاليات لبنانية يف الخارج‪،‬‬ ‫وهو املصنف أمريكيا عىل أنه تنظيم “إرهايب”‪،‬‬ ‫وتجري عمليات استقصاء عن أعضائه‪ ،‬وتعلن‬ ‫أمريكا من وقت آلخر‪ ،‬عن اعتقال شبكات “لحزب‬ ‫الله” يف الواليات املتحدة‪ ،‬إما لجمع التربعات‪ ،‬أو‬ ‫تحرض ألعامل أمنية‪.‬‬ ‫فاإلعالن عن خلية “لحزب الله” تضم عيل‬ ‫كريك وعيل نجم الدين يف (أذربيجان) هو‬ ‫استكامل ملا نرشته “دير شبيغل”‪ ،‬وما أذاعته‬ ‫مرص حول خلية شهاب‪ ،‬وإعادة األرجنتني فتح‬ ‫ملف التحقيقات بتفجري املركز اليهودي‪،‬‬ ‫كل ذلك يدخل يف إطار الحملة السياسية‬ ‫واإلعالمية‪ ،‬لتشويه صورة “حزب الله” عاملياً‪ ،‬إذ‬ ‫تزامن نرش التقارير يف فرتة زمنية قريبة واحدة‪،‬‬ ‫وكان آخرها ما نقلته صحيفة “لوس انجلس‬ ‫تاميز” ملراسلها الصحايف االمرييك (سيباستيان‬ ‫رويتلال)‪ ،‬من ان السلطات (االذربيجانية) اعتقلت‬ ‫شخصني ينتميان “لحزب الله”‪ ،‬كانا يخططان‬ ‫مع أربعة أشخاص (أذربيجانيني)‪ ،‬لتفجري‬ ‫السفارة اإلرسائيلية يف (باكو) انتقاماً الغتيال‬ ‫الشهيد عامد مغنية‪ ،‬حيث توعد السيد حسن‬ ‫نرص الله بالثأر له‪ ،‬وقد رفعت إرسائيل من‬ ‫استنفارها يف سفاراتها يف الخارج تحسباً لعمل‬ ‫انتقامي‪ ،‬وحذرت عىل رعاياها التنقل‪ ،‬واتخذت‬ ‫إجراءات أمنية عىل طائراتها ومطاراتها‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل املؤسسات اليهودية يف الخارج‪ ،‬وقد وضعت‬ ‫احتامالت أن يكون الرد يف دول أفريقيا أو أمريكا‬ ‫الالتينية أو أوروبا ورشق آسيا‪.‬‬ ‫وتقرير الصحيفة األمريكية الذي نرشته‬ ‫بالتزامن معها صحيفة “الرشق األوسط”‬ ‫السعودية كان سبق لصحيفة السياسة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫توطين الفلسطينيين «ليس فزاعة» بل حقيقة ع ّبر عنها نتنياهو‬

‫الكويتية أن نرشت بعض املعلومات حول‬ ‫اعتقال الخلية‪ ،‬وهي الصحيفة نفسها التي‬ ‫نقلت بعد أيام قليلة عىل اغتيال الحريري‪ ،‬خرباً‬ ‫مقتضباً عن أن من قام بالعملية‪ ،‬هم ضباط‬ ‫لبنانيون وسوريون من بينهم آصف شوكت‬ ‫وماهر األسد‪ ،‬اجتمعوا يف شقة يف ضاحية‬ ‫بريوت الجنوبية‪ ،‬وخططوا لها ونفذوها‪ ،‬وهي‬ ‫املعلومة نفسها التي نقلها الشاهد محمد‬ ‫زهري الصديق إىل لجنة التحقيق الدولية‪،‬‬ ‫وعىل اساسها تم احتجاز الضباط اللبنانيني‬ ‫االربعة‪ ،‬جميل السيد وعيل الحاج ورميون عازار‬ ‫ومصطفى حمدان‪ ،‬ومل تتم إدانتهم‪ ،‬وأطلق‬ ‫رساحهم مؤخراً بعد سجن ملدة ثالث سنوات‬ ‫ونصف السنة‪ ،‬دون توجيه تهمة لهم‪.‬‬ ‫وجريدة “السياسة” الكويتية تقوم باملهمة‬ ‫نفسها بشأن خلية “حزب الله” يف (أذربيجان)‪،‬‬ ‫حيث رسبت معلومات عن أن املوقوفني‬ ‫استحصال عىل جوازي سفر من أيران وانتقال‬ ‫منها إىل (أذربيجان) الدولة املتاخمة‪ ،‬لتنفيذ‬ ‫عملية ضد السفارة اإلرسائيلية‪ ،‬والتي يزورها‬ ‫الرئيس اإلرسائييل (شيمون برييز) يف شهر‬ ‫متوز‪ ،‬لكن قوى مكافحة اإلرهاب يف (أذربيجان)‬ ‫متكنت من إلقاء القبض عىل املتهمني كريك‪،‬‬ ‫الذي وصفته بأنه يعمل يف وحدة عمليات‬ ‫“حزب الله” الخارجية‪ ،‬ونجم الدين الخبري يف‬ ‫املتفجرات‪.‬‬ ‫فهذه الحملة املنظمة دولياً عىل “حزب الله”‬ ‫عرب وسائل اإلعالم‪ ،‬واستخدام القضاء‪ ،‬تشري‬ ‫إىل أن (إرسائيل) تسعى إىل تطويقه خارجياً‪،‬‬ ‫وتجفيف مصادر متويله وتسليحه وفق ما يذكر‬ ‫ويؤكد قادة العدو‪ ،‬الذين يخشون من تغلغل‬ ‫“حزب الله” يف العديد من الدول التي فيها‬

‫‪28‬‬

‫جاليات لبنانية‪ ،‬وحضور شيعي كثيف‪ ،‬وتحديداً‬ ‫يف أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض مدن أمريكا‬ ‫الشاملية‪ ،‬حيث يقوم “املوساد اإلرسائييل”‬ ‫بعمليات رصد للبنانيني‪ ،‬وإىل اخرتاقهم‪،‬‬ ‫ملعرفة قوة “حزب الله” فيهم‪ ،‬ونسبة املؤيدين‬ ‫للمقاومة يف صفوفهم‪ ،‬واملعادين (إلرسائيل)‪.‬‬ ‫وجاء نرش التقارير الصحافية حول اكتشاف‬ ‫شبكات “لحزب الله” يف الخارج‪ ،‬تقوم بأعامل‬ ‫امنية‪ ،‬رداً عىل اكتشاف شبكات التجسس‬ ‫اإلرسائيلية يف لبنان‪ ،‬التي ألقي القبض عىل‬ ‫حوايل (‪ )50‬شخصاً من افرادها اللبنانيني‬ ‫املتعاملني مع العدو‪ ،‬ومنهم ضباط كبار يف‬ ‫الجيش اللبناين‪ ،‬وهو اخرتاق توقفت عنده‬ ‫قيادة الجيش ودعت إىل تطهريه من الخونة‬ ‫والجواسيس والعمالء‪ ،‬حيث تشدد قائد الجيش‬ ‫العامد جان قهوجي‪ ،‬ومل يقبل املساومة وغض‬ ‫النظر عن مسألة خطريه‪ ،‬تستهدف املؤسسة‬ ‫العسكرية واألمن الوطني اللبناين‪.‬‬ ‫ونجح لبنان يف إلحاق رضبة قوية وموجعة‬ ‫لالستخبارات اإلرسائيلية‪ ،‬التي كانت تتباهيى‬ ‫بأنها تحمي عمالءها‪ ،‬ومتنع انكشافهم‪ ،‬إال أن‬ ‫ارتفاع عدد املوقوفني من قبل األجهزة األمنية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬اعترب هزمية قاسية لجهاز “املوساد”‬ ‫الذي انتحر أحد ضباطه الكبار‪ ،‬حيث تم ربط‬ ‫االنتحار بانكشاف شبكات العمالء يف لبنان‪ ،‬إذ‬ ‫فقد العدو اإلرسائييل آذانه وعيونه يف الداخل‬ ‫اللبناين‪ ،‬مام يضع مناوراته “تحول ‪ ،”3‬يف مهب‬ ‫الريح‪ ،‬إذ هو يف الوقت الذي يعمل لتحصني‬ ‫جبهته الداخلية‪ ،‬وخرق جبهة لبنان الداخلية‬ ‫بالجواسيس‪ ،‬فإن انهيار شبكاته‪ ،‬أصابته بالهزمية‪،‬‬ ‫التي ال تقل عن هزميته يف عدوان متوز ‪.2006‬‬

‫انطوان خريالله‬

‫‪ 80‬مليار دوالر‬ ‫ثمن بقاء «الشتات‬ ‫الفلسطيني»‬ ‫في لبنان‬

‫الفلسطينيني‬ ‫توطني‬ ‫موضوع‬ ‫ليس‬ ‫تستخدمه املعارضة اللبنانية‪،‬‬ ‫“فزاعة”‬ ‫كام يقول أقطاب ومنظروا (‪ )14‬شباط‪،‬‬ ‫بل هو مرشوع يهودي يقوم عىل ترشيد‬ ‫الفلسطينيني من أرضهم ونفيهم إىل دول‬ ‫أخرى مجاورة أو بعيدة‪ ،‬للتاكيد عىل املقولة‬ ‫“فلسطني ارض بال شعب‪،‬‬ ‫الصهيونية‪:‬‬ ‫لشعب بال أرض”‪ ،‬التي أصبحت حقيقة مع‬ ‫خطاب (بنيامني نتنايهو)‪.‬‬ ‫فالتوطني يعني رفض حق العودة‬ ‫للفلطسنيني الذي نص عليه قرار األمم‬ ‫املتحدة (‪ )194‬والذي صدر يف عام (‪)1949‬‬ ‫ومل ينفذ‪ ،‬وبقي الفلسطينيون يف الشتات‪،‬‬ ‫ينتظرون من يعيدهم إىل أرضهم ومنازلهم‪.‬‬ ‫لكن املؤامرة عليهم‪ ،‬كانت تقيض بأن‬ ‫يبقوا حيث هم‪ ،‬فأنشأت لهم املنظمة‬ ‫الدولية‪ ،‬وكالة غوث وتشغيل الالجئني‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬ال من أجل عمل إنساين‪ ،‬بل‬ ‫لسبب سيايس محض‪ ،‬أن ينىس الالجئون‬ ‫العودة‪ ،‬ويذوبون يف املجتمعات التي نزحوا‬ ‫إليها‪ .‬إال أن الشعب الفلسطيني استدرك‬ ‫هذا األمر‪ ،‬السيام بعد أن شاهد تلكؤ‬ ‫األنظمة العربية يف تحقيق عودتهم‪ ،‬فلجأ‬ ‫هذا الشعب إىل تنظيم كيانه السيايس‬ ‫لحفظ هويته الوطنية وتأمني حقوقه‪ ،‬فكان‬ ‫نشوء منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬التي‬ ‫أصبحت املمثل الرشعي الوحيد للشعب‬ ‫منظامت‬ ‫ضمت‬ ‫والتي‬ ‫الفلسطيني‪،‬‬

‫بشتى‬

‫وفصائل قررت النضال‬ ‫املتاحة للعودة إىل فلسطني‪.‬‬ ‫نجحت منظمة التحرير الفلسطينية‪،‬‬ ‫بإعادة فلسطني غىل الخريطة العربية‬ ‫والدولية‪ ،‬وإىل الجغرافيا السياسية‪ ،‬وبات‬ ‫لها مكاتب متثيل‪ ،‬رفعتها بعض الدول إىل‬ ‫مستوى السفارات‪ ،‬مام اربك العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫الذي فوجئ بالحضور الفلسطيني شعبياً‬ ‫وسياسياً ودبلوماسياً‪ ،‬إضافة إىل والدة‬ ‫البندقية الفلسطينية من جديد‪ ،‬والتي‬ ‫والدبلومايس‪،‬‬ ‫السيايس‬ ‫العمل‬ ‫واكبت‬ ‫حيث ظن القادة اإلرسائيليون ومعهم‬ ‫متواطئون من الحكام العرب‪ ،‬أن فلسطني‬ ‫أصبحت خارج التداول‪ ،‬وأن املسألة ال تتعدى‬ ‫رصاع حدود مع بعض االنظمة العربية ميكن‬ ‫تسويتها‪ ،‬إال أن املارد الفلسطيني الذي خرج‬ ‫ّ‬ ‫عطل كل املشاريع السلمية‪،‬‬ ‫من القمقم‪،‬‬ ‫التي بدأت بعد هزمية الجيوش العربية أمام‬ ‫الجيش اإلرسائييل الذي احتل كامل فلسطني‬ ‫يف حرب حزيران ‪ ،1967‬ورشد فلسطينيي‬ ‫الضفة الغربية والقدس وغزة‪.‬‬ ‫االنتصار الذي حققته (إرسائيل) عىل‬ ‫الفلسطينيون‬ ‫واجهه‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫األنظمة‬ ‫بالكفاح املسلح وامتشاق البندقية لتحرير‬ ‫فلسطني عىل يد ابنائها‪ ،‬فكانت معركة‬ ‫الكرامة عام ‪1968‬يف األردن الذي تآمر عىل‬ ‫املقاومة الفلسطينية وذبحها‪ ،‬وطرد قادتها‪،‬‬ ‫بعد أن أقفل الحدود مع الكيان الصهيوين‬

‫‪29‬‬

‫الوسائل‬

‫بوجه الفدائيني الذي انتقلوا من األغوار يف‬ ‫األردن‪ ،‬غىل العرقوب يف جنوب لبنان‪ ،‬وأقاموا‬ ‫قواعد لهم يف كفرشوبا‪ ،‬وشبعا‪ ،‬والهبارية‪،‬‬ ‫وكفرحامم‪ ،‬وراشيا الفخار لالنطالق منها‬ ‫باتجاه األرايض الفلسطينية املحتلة‪ .‬لكن‬ ‫ما أصاب املقاومة الفلسطينية يف األردن‪،‬‬ ‫لحق بها يف لبنان‪ ،‬وبدأت الصدامات معها‬ ‫من قبل الجيش اللبناين وحزب الكتائب‪،‬‬ ‫تحت عنوان السالح الفلسطيني سالح‬ ‫غري رشعي‪ ،‬وال ميكن أن يتواجد عىل األرض‬ ‫اللبنانية جيش غري الجيش اللبناين‪.‬‬ ‫املقاومة‬ ‫تصفية‬ ‫عمليات‬ ‫كانت‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬تقع كلها تحت هدف واحد‪،‬‬ ‫هو منع حق العودة للفلسطينيني‪ ،‬وإحياء‬ ‫الشعور الوطني لديهم‪ ،‬ومنعهم من‬ ‫حمل السالح الذي مينع عودتهم‪ ،‬ويوطنهم‬ ‫حيث هم‪ ،‬بعكس ما كانت تروج له‬ ‫األبواق االنعزالية يف السبعينات‪ ،‬من أن‬ ‫الفلسطينيني يريدون “إقامة دولة لهم يف‬ ‫لبنان” وتبني أن هذه املقولة غري صحيحة‪،‬‬ ‫بدليل ان (إرسائيل) اجتاحت لبنان مرتني‬ ‫يف العام ‪ 1978‬ثم يف العام ‪ ،1982‬ودخلت‬ ‫إىل املخيامت الفلسطينية وصادرت السالح‪،‬‬ ‫وأخرجت املقاتلني من الجنوب والبقاع‬ ‫وبريوت‪ ،‬ورحلتهم إىل عدد من الدول‪ ،‬ومل‬ ‫يتوقف املرشوع اإلرسائييل يف توطني‬ ‫الفلسطينيني يف لبنان‪ ،‬كام يف إقامة‬ ‫“الوطن البديل” لهم يف األردن‪.‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫منرب لبناين‬ ‫التحرير‬ ‫منطمة‬ ‫قررت‬ ‫وعندما‬ ‫الفلسطينية برئاسة يارس عرفات التخيل‬ ‫عن ميثاقها‪ ،‬بوقف األعامل العسكرية‪،‬‬ ‫والقبول بدولة فلسطينية عىل جزء من‬ ‫فلسطني يف حدود العام ‪ ،1967‬أي يف‬ ‫الضفة الغربية وغزة‪ ،‬وتوقيع اتفاق اوسلو‬ ‫يف ايلول العام ‪ ،1993‬بعد افتتاح أعامل‬ ‫مؤمتر العودة‪ ،‬مع ترك القدس إىل املفاوضات‬ ‫النهائية‪ ،‬لكن ما حصل‪ ،‬أن (إرسائيل) كانت‬ ‫ترفض البحث يف موضوع عودة الالجئني أو‬ ‫القدس‪ ،‬وماطلت يف قيام دولة فلسطينية‬ ‫يك ال تنسحب من الضفة الغربية وغزة‪،‬‬ ‫والسامح للفلسطينيني فقط يف إدارة‬ ‫شؤونهم حياتياً وخدماتياً‪ ،‬بحيث ال تقوم‬ ‫دولة فلسطينية كام هو منصوص عنها‬ ‫يف ميثاق األمم املتحدة‪.‬‬ ‫فرفض حق العودة‪ ،‬هو من صلب السياسة‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬وجاء خطاب رئيس الحكومة‬ ‫بنيامني نتنياهو األخري‪ ،‬ليحدد سقف ما‬ ‫تبقى من فلسطينيي العام (‪ )1948‬والذي بلغ املشهد مختلف كلياً عند الفلسطينيني‬ ‫يقبل به الستئناف مفاوضات السالم مع‬ ‫عددهم حوايل مليون ونصف مليون مواطن‪ ،‬الذين أخذوا قضيتهم بيدهم‪ ،‬وأخرجوها‬ ‫الفلسطينيني‪( ،‬دولة منزوعة السالح)‪ ،‬وأن‬ ‫ما يعد به الشعب الفلسطيني ليس إعادة من أجل تكريس يهودية الدولة‪ ،‬وتحقيق حلم من يد الدولة العربية‪ ،‬كام لن يسمحوا‬ ‫قيام دولة لليهود‪ ،‬فهؤالء الفلسطينيون أيضاً للسلطة الفلسطينية أن تساوم‬ ‫األرض‪ ،‬بل تنشيط االقتصاد معهم‪.‬‬ ‫ورفع نتنياهو الءات ثالث‪ :‬ال لعودة الالجئني‪ ،‬ينتظرهم الطرد من منازلهم‪ ،‬عرب إجراءات بدولة يهودية‪ ،‬أو أخرى فلسطينية‪ ،‬تقوم‬ ‫ال إلعادة القدس التي ستبقى عاصمة تتخذ الطابع القانوين‪ ،‬أو عملية “ ترانسفري” عىل حساب حق الفلسطيني يف أرضه‪ ،‬و‬ ‫(إلرسائيل)‪ ،‬ال لتفكيك املستوطنات وتعيني كبرية‪ ،‬من خالل التذرع بعمل أمني ما‪ ،‬يكون الفلسطينيون واعون لهذه املؤامرة‪ ،‬وهم‬ ‫هدفاً لرتحيل ما تبقى من فلسطينيني يف أكرث العاملني لرفض التوطني أو الوطن‬ ‫حدود دولة (إرسائيل)‪.‬‬ ‫هذه الالءات تؤكد أن ال حل للرصاع أرايض العام (‪ ،)1948‬وهؤالء سيخرجون البديل بتمسكهم بحق العودة‪ ،‬حتى ولو‬ ‫حاول البعض تطبيق بند من القرار (‪،)194‬‬ ‫الفلسطيني – اإلرسائييل‪ ،‬وأن الدولة باتجاه األردن ولبنان وسوريا‪.‬‬ ‫لكن عملية الرتحيل هذه دونها عقبات‪ ،‬يتعلق بأنه يدفع بدل مايل‪ ،‬لكل مواطن‬ ‫العربية‪ ،‬تسعى ليس إىل رفض العودة‬ ‫لفلسطينيي الشتات‪ ،‬بل تعمل لتهجري ما وأن ما حصل يف العام (‪ )1948‬لن يتكرر‪ ،‬ألن فلسطيني ال يريد العودة‪ ،‬وهذا املرشوع طرح‬ ‫عىل مسؤولني لبنانيني‪ ،‬بعد مؤمتر مدريد‪،‬‬ ‫وقد س ّوقت له كندا وبعض دول أوروبية‪،‬‬ ‫وتسعى فرنسا اآلن إىل طرح مرشوع إلقامة‬ ‫صندوق تعويض للالجئني‪ ،‬حيث ما زالت‬ ‫الفكرة تلقى رواجاً عند مسؤولني لبنانيني‬ ‫وفلسطينيني‪ ،‬إذ يجري الحديث عن مبلغ (‪)80‬‬ ‫مليار دوالر كثمن للتوطني‪ ،‬الذي يتم متريره‬ ‫عرب التجنيس‪ ،‬أو السفر‪ ،‬أو تحسني أوضاع‬ ‫من‬ ‫الفلسطينيني‬ ‫بتشتيت‬ ‫معيشية‬ ‫املخيامت إىل خارجها‪ ،‬وتذويبهم يف املجتمع‬ ‫اللبناين‪ .‬والتأخري الحاصل يف إعادة إعامر‬ ‫مخيم نهر البارد يدخل يف هذا اإلطار‪ ،‬كام‬ ‫أنه ينتظر مخيم عني الحلوة أحداثاً أمنية ما‬ ‫قد تكون مشابهة ملا جرى يف البارد من أجل‬ ‫إزالة املخيامت الكربى التي تضم أكرب من‬ ‫ثلث الفلسطينيني‪ ،‬الذين لن يكون أمامهم‬ ‫إال الشتات من جديد إما يف لبنان‪ ،‬أو إىل‬ ‫الخارج‪ ،‬فيسقط حق العودة‪ ،‬لحساب التوطني‬ ‫والتهجري‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪30‬‬

‫وهاب من الجوالن ‪ :‬إذا لم يتحرر الجوالن قريبا‬ ‫بالمفاوضات السلمية فسوريا ستحرره بالقوة‬

‫استقبال شعبي لوهاب اثناء وصوله‬

‫لبى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫دعوة تكرميية أقيمت يف بلدة الحرض يف الجوالن‬ ‫يف جبل الشيخ‪ ،‬حيث استقبل األهايل باألرز‬ ‫والزهور والزغاريد‪ .‬وكان يف مقدمة مستقبليه‬ ‫محافظ القنيطرة الدكتور رياض حجاب وحشد‬ ‫من املشايخ وعدد من املسؤولني‪.‬‬ ‫وقد تحدث وهاب قائ ًال‪« :‬يا ابناء الحرض»‪ ،‬يا‬ ‫أبناء بني معروف‪ ،‬يا من كنتم طيلة تاريخكم‬ ‫أبطاالً ومقاومني‪ ،‬يا من وقفتم إىل جانب سلطان‬ ‫األطرش‪ ،‬وتقفون اليوم إىل جانب بشار األسد ألن‬ ‫املسرية واحدة‪ .‬يا من مل ترتكوا يوماً‪ ،‬محت ًال يرتاح‬ ‫يف هذه األرض‪ ،‬يا من وقفتم بدمائكم منذ مئات‬ ‫السنني تدافعون عن سوريا‪ ،‬وعن العروبة‪ ،‬وعن‬ ‫اإلسالم يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫املسرية واحدة‪ ،‬نعم املسرية واحدة‪ .‬وكام‬ ‫وقفتم مع سلطان باشا األطرش ومع املرحوم‬ ‫الشيخ ابراهيم الهجري‪ ،‬واملرحوم الشيخ أبو‬ ‫عيل الحناوي‪ ،‬تحاربون العثامنيني وجيش ابراهيم‬ ‫باشا‪ ،‬ها أنتم اليوم تقفون إىل جانب بشار األسد‬ ‫واملقاومة اللبنانية بقيادة السيد حسن نرصالله‪،‬‬ ‫ألن مقاومة اليوم تكمل مقاومة جبل العرب التي‬ ‫خيضت ض املحتل‪.‬‬

‫وأضاف‪« :‬أنتم يا أهيل وأخويت كنتم ذخرية‬ ‫هذه األرض‪ ،‬كنتم مع خيار املقاومة منذ عرشات‬ ‫السنني‪ ،‬وسيبقى خياركم املقاومة يف املستقبل‪.‬‬ ‫وكام رفع الرئيس الراحل حافظ األسد منذ‬ ‫خمسة وثالثني عاماً العلم السوري يف مدينة‬ ‫القنيطرة‪ ،‬أقول لكم لن يطول الوقت إنشاء الله‬ ‫لريفع الرئيس بشار األسد العلم السوري يف‬ ‫بقعاتا‪ ،‬ومجدل شمس‪ ،‬وعني قنيا‪ ،‬ويف كل شرب‬ ‫من أرض الجوالن‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬أؤكد لكم أن سوريا لن تنتظر طوي ًال‪،‬‬ ‫وإذا مل يتحرر الجوالن قريبا باملفاوضات السليمة‬ ‫وعرب املجتمع الدويل‪ ،‬فحت ًام سوريا ستحرر الجوالن‬ ‫بالقوة ولن تنتظر إىل األبد لتحريره‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬أشكركم جزيل الشكر عىل هذا‬ ‫اللقاء الكبري‪ ،‬وأشكر عاطفتكم ومحبتكم‪،‬‬ ‫وأشكر انتامئكم الدائم لخيار املقاومة‪ ،‬وأنا وكل‬ ‫رفاقي يف لبنان وخارجه‪ ،‬مل نستطع أن نصمد‬ ‫أص ًال لو مل نكن نستند إىل دعمكم‪ ،‬وإىل‬ ‫موقفكم‪ ،‬وإميانكم الثابت‪ ،‬وعندما اخرتنا خيار‬ ‫املقاومة واملامنعة‪ ،‬إمنا اخرتناه ألنه خياركم وخيار‬ ‫آبائنا واجدادنا‪ ،‬ألنه خيار سلطان باشا األطرش‪،‬‬ ‫وأحمد مريود‪ ،‬وشكيب وهاب‪ ،‬وصالح العيل‪،‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪10031‬‬

‫هؤالء املناضلون الذين دافعوا عن سوريا وحرروها‬ ‫ووحدوها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أشكركم جزيل الشكر‪ ،‬وأقول لكم أنا إىل‬ ‫جانبكم باستمرار‪ ،‬ويف ترصفكم باستمرار‪ّ ،‬إن‬ ‫قوتنا منكم‪ ،‬وقوة سوريا من صمودكم‪ .‬وأمتنى‬ ‫يف السنة املقبلة ويف هذه املناسبة أن تتقدمنا‬ ‫العاممات البيضاء إىل مجدل شمس وبقعاتا‪،‬‬ ‫لرنفع العلم السوري هناك ونعيد الجوالن إىل‬ ‫قلب سوريا وليس عىل حدودها‪.‬‬ ‫وسيعود أهلنا إىل قلب سوريا‪ ،‬وسنتمكن‬ ‫جميعنا من زيارة كل أراضينا املحتلة‪ ،‬كل‬ ‫فلسطني‪ ،‬وسنصيل معاً يف القدس‪ ،‬ألن‬ ‫قضيتنا ليست الجوالن فقط‪ ،‬بل كل فلسطني‬ ‫نحن أبناء معروف عرب تاريخنا كنا منحازين‬ ‫للعروبة‪ ،‬ونحن قلب العروبة‪ ،‬وكنا منحازين إىل‬ ‫املقاومة‪ ،‬ونحن الذين أطلقنا املقاومة يف هذا‬ ‫الوطن العريب‪ ،‬ونحن أص ًال أتينا إىل هذه األرض‬ ‫حامة لثغور هذه الدولة‪ ،‬نحن مازلنا نرابط يف‬ ‫هذه األرض حامة للعروبة‪ ،‬وحامة للمقاومة‬ ‫وحامة للامنعة‪.‬‬ ‫هذا وحارض وهاب يف دار الجوالن للثقافة والفنون‬ ‫يف مدينة البعث يف محافظة القنيطرة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫رئيس تيار التوحيد‬ ‫حاضر في حماه‪:‬‬

‫صمود سوريا‬ ‫أدى الى تغيير السلوك‬ ‫األميركي و«دير شبيغل»‬ ‫صحيفة يهودية‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪32‬‬ ‫‪100100‬‬

‫حارض رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يف املركز الثقايف العريب يف‬ ‫مدينة حامه يف سوريا‪ ،‬وبحضور حشد‬ ‫من أهايل وفعاليات املدينة‪ ،‬متناوال يف‬ ‫عديدة‬ ‫سياسية‬ ‫مواضيع‬ ‫محارضته‬ ‫لبنانية واقليمية‪.‬‬ ‫ففي الشأن اللبناين‪ ،‬استغرب وهاب‬ ‫هجوم البعض عىل كالم االمني العام‬ ‫لحزب الله السيد حسن نرصالله حني‬ ‫اعترب ‪ 7‬أيار يوماً مجيداً يف تاريخ لبنان‪،‬‬ ‫مؤكداً عىل انه كذلك النه أنقذ لبنان‬ ‫ومنع الفتنة والحرب األهلية قائال‪“ :‬قبل ‪7‬‬ ‫أيار كان فريق املوالة يستخدم السلطة‬ ‫وأجهزة الدولة ضد فريق املعارضة فقط‪،‬‬ ‫وكانت بريوت مليئة باملراكز املسلحة‪ ،‬أما‬ ‫بعد (‪ )7‬أيار‪ ،‬رأينا كيف كشفت شبكات‬ ‫التجسس للموساد اإلرسائييل‪ ،‬عندما‬ ‫بدأت األجهزة األمنية تقوم بالعمل‬ ‫املنوط بها‪.‬‬ ‫مشريا إىل أن “فريق السلطة كان يؤذي‬ ‫بريوت وابنائها قبل ‪ 7‬ايار‪ ،‬وهو الذي تجرأ‬

‫يف حرب متوز وأظهر وقوفه إىل جانب‬ ‫(إرسائيل)معلنا امنياته يف أن تتخلص‬ ‫(إرسائيل) املعارضة‪ ،‬وتحديداً من حزب‬ ‫الله”‪.‬‬ ‫النيابية‬ ‫االنتخابات‬ ‫موضوع‬ ‫يف‬ ‫اللبنانية‪ ،‬رأى وهاب أن كل اإلحصاءات‬ ‫واملواقف تشري بأن املعارضة سوف‬ ‫تفوز‪ ،‬وإذا أراد الفريق اآلخر املشاركة يف‬ ‫الحكم‪ ،‬فعليه ان يلتزم برشوط املعارضة‬ ‫السياسية وا ّولها تغيري مرشوعهم”‪.‬‬ ‫ولفت إىل ان املعارضة لن تدع فريق ‪14‬‬ ‫آذار يحكم البلد إذا فاز هو باالنتخابات‪،‬‬ ‫إال برشوط املعارضة‪ ،‬معتربا دوائر زحلة‬ ‫واملنت الشاميل والبقاع الغريب‪ ،‬هي من‬ ‫يحدد األكرثية‪ .‬ويف حال فوز املعارضة‬ ‫ستبدأ يف حكمها من األمور الداخلية‪،‬‬ ‫والعالقات السورية اللبنانية لتنقيتها‪،‬‬ ‫ألن فيها مصلحة للبنان قبل سوريا‪.‬‬ ‫ولفت وهاب يف املحارضة إىل إمكانية‬ ‫استخدام املال السيايس يف األيام‬ ‫االخرية التي تسبق موعد االنتخابات‪،‬‬

‫وقد يقدم فريق ‪ 14‬آذار عىل دفع (‪-300‬‬ ‫‪ )400‬مليون دوالر لناخبيه من أجل حسم‬ ‫املعركة لصالحه‪ ،‬ولكن يف هذه الحالة‬ ‫ستتعامل املعارضة مع االنتخابات عىل‬ ‫أنها مزورة‪.‬‬ ‫فيام يتعلق بسوريا وسنوات الضغط‬ ‫التي عانتها أوضح وهاب أنه “اليوم وبعد‬ ‫أربع سنوات من الضغط عىل سوريا لتغيرّ‬ ‫سلوكها‪ ،‬وأمام صمودها ومواجهتها‬ ‫لهذا الضغط‪ ،‬ها هو الرئيس االمرييك‬ ‫الجديد أوباما يحاول تغيري سلوك الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية‪”..‬‬ ‫وحول ما نرش يف صحيفة دير شبيغل‬ ‫من اتهام لحزب الله باغتيال الرئيس‬ ‫الحريري أشار وهاب إىل انها جريدة يهودية‪،‬‬ ‫أسسها األمرييكيون بعد الحرب العاملية‬ ‫الثانية يف أملانيا الهداف معروفة‪ ،‬معتربا‬ ‫هذا التقرير “ فربكة لبنانية وبالتحديد‬ ‫من محيط سعد الحريري” الذي توجه‬ ‫إليه بالقول‪ “ :‬يجب ان تقتنع بأنك ال‬ ‫تستطيع تدمري لبنان فقط‪ ،‬ألنك ترغب‬ ‫‪100100‬‬ ‫‪33‬‬

‫باتهام جهة ما يف املعارضة‪ ،‬والدك‬ ‫اغتيل يف سياق مرشوع امريييك أىت‬ ‫إىل املنطقة‪ ،‬وكرث غري والدك ذهبوا‬ ‫ضحية هذا املرشوع”‪.‬‬ ‫واعترب وهاب أن اتهام حزب الله هو‬ ‫اتهام إرسائييل‪ ،‬وهي التي تبنته منذ‬ ‫اللحظة االوىل‪ ،‬وكل من يكرر هذا االتهام‬ ‫يف لبنان‪ ،‬هو إرسائييل وس ُيعامل عىل‬ ‫هذا األساس كائناً من كان‪ .‬وألنه ال يوجد‬ ‫أي دليل عىل سوريا أو حزب الله‪ ،‬رمت “دير‬ ‫شبيغل” هذا التقرير‪ ،‬ووضعته قيد الجدل‪،‬‬ ‫الفتعال انقسام وفتنة بني اللبنانيني”‪.‬‬ ‫واختتم وهاب محارضته باعتبار املحكمة‬ ‫وإطالقها‬ ‫مسيسة‪،‬‬ ‫محكمة‬ ‫الدولية‬ ‫رساح الضباط األربعة ليس إثباتا‬ ‫لنزاهتها‪ ،‬إمنا فخا جديدا نصبته إلظهار‬ ‫عدالتها املزيفة قائال‪“ :‬إنها محكمة مزور‬ ‫وال ميكن إعطاءها صك براءة‪ .‬وال ميكنن‬ ‫مناقشة نزاهتها إال إذا أوقفت الذين‬ ‫تسببوا باعتقال الضباط األربعة‪ ،‬ودفعوا‬ ‫األموال لشهود الزور”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب للـ «أو‪.‬تي‪.‬في»‪:‬‬

‫رعى تخريج طالب ثانوية إنترناسيونال كولدج‬ ‫وهاب ‪ :‬أنتم طليعة األمة التي عليها المحافظة على إنجازات المقاومة‬

‫المعارضة أخطأت بدءاً‬ ‫من الدوحة ولم تحسن‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫وهاب يتوسط النائب دكاش ومدير الثانوية‬

‫أقامت ثانوية انرتناسيونال كولدج حفل تخريج لطالبها يف الغولدن بالزا‬ ‫برعاية رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب فكانت له كلمة جاء‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫انها ملناسبة سعيدة هي‪ .‬التي تتيح يل الوقوف امامكم اليوم متكل ًام‬ ‫فلذات نعتز بنجاحهم اليوم كام‬ ‫يف هذا الحفل ‪ ,‬مشاركاً الفرحة بتخرج‬ ‫ٍ‬ ‫ستعتزاالمة بهم غداً‪.‬‬ ‫يافعني اشاوس يصقلهم العلم‪ ,‬فرتفدهم املعرفة إىل مستقبلٍ واعد‬ ‫ليحقق طموحات هذا الوطن وازدهاره ‪.‬‬ ‫انها مناسبة سعيدة آلنها تتيح يل ايضاً‪ ,‬الخروج من متاهات السياسة‬ ‫يك أعود ولو بالفكر إىل مقاعد الدراسة وذكرى محطة العمر االوىل مقارناً‬ ‫ومستذكراً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رسالة توجيهة لنرش الوعي‬ ‫يومها كان التعلم كام هو التعليم ‪,‬‬ ‫واملشاركة يف القضايا القومية والوطنية التي كانت وال تزال هدفاً اساسياً‬ ‫لتدخالت الغرب املستعمر واعوانه من مروجي الفنت املذهبية ‪ ,‬متوسيل‬ ‫املصالح الطائفية املدعني االنضامم إىل ركب الحضارة تحت أسم العوملة‪.‬‬ ‫وتحت اسم العوملة ايها االعزاء‪ ,‬تندرج بالخفاء مؤامرات الغرب الجديدة‬ ‫للقضاء عىل القومية والتخلص من العادات والتقاليد التي تحفظ هوينت‬ ‫القومية وتحافظ عىل تاريخنا الحضاري العريق‪.‬‬ ‫ذلك ألنهم يريدون الشعوب غارسونات عىل طاولة السيد الواحد املهيمن‬ ‫عىل شعوب االرض املستضعفة ‪,‬املناضلة دامئاً يف سبيل وحدتها وحريتها‬ ‫واستقاللها‪.‬‬ ‫ففي ايامنا كانت الدراسة عمل دؤوب ورعاية مستدمية‪ .‬بعيداً عن‬ ‫شاشات التلفزة وموسيقى (الراب) واالنرتنت‪.‬‬ ‫وكان الكتاب رفيق االمايس والسهرات ‪.‬‬

‫املدير يقلده‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بطعم‬ ‫وكانت عروسة الصعرت صنوا للحفظ واالستذكار‪,‬‬ ‫ٍ‬ ‫الهامربغر والهوت دوغ‪.‬‬ ‫ماض ليس له حارض ولن‬ ‫الغريب انهم نسوا او تناسوا ‪ ,‬إن من ليس له ٍ‬ ‫يكون له مستقبل‪ .‬او لعلهم مل يدركو ان يف هذه االمة قوة لو فعلت‬ ‫لغريت وجه التاريخ‪.‬‬ ‫إن الهجمة الرشسة املوجهة للنيل من املقاومة يف لبنان لن تكون‬ ‫االخرية فلقد اصبحت منط رتيب لسياسات املنطقة ‪ ,‬املنضوية تحت برنامج‬ ‫مستمر للحفاظ عىل يسمى قوة الردع االرسائيلية‪.‬‬ ‫وليست املناورة االرسائيلية االخرية سوى محاولة يائسة للحفاظ عىل‬ ‫ماء الوجه الذي اهدرته املقاومة يف انتصار متوز والوعد الصادق‪.‬‬ ‫ايها االعزاء ‪.‬‬ ‫انكم تشكلون اليوم الطليعة الحية من شباب هذه االمة‪ .‬هذه الطليعة‬ ‫التي يجب عليها املحافظة عىل انجازات املقاومة والتزاماتها‪ .‬والتي يجب ان‬ ‫ترتجم بالعمل الدؤوب عىل رفض الطائفية السياسية‪ .‬والتمسك بالوحدة‬ ‫االجتامعية الوطنية التي تجمع وال تفرق‪.‬‬ ‫لقد برهنت االحداث منذ االستقالل ولغاية اليوم ‪ ,‬ان محاوالت االصالح‬ ‫الكثرية التي جرت قد فشلت جميعها‪ ,‬ذلك النها مل تكن سوى محاوالت‬ ‫ترقيع يائسة لنظام سيايس فاشل‪ .‬ومع ذلك ترانا نتبجح بالدميقراطية‪.‬‬ ‫هذه الدميقراطية الزائفة التي تفصل حسب اهواء زعامء الطوائف طبقا‬ ‫للمصالح االنتخابية امللحة‪.‬‬ ‫وهل ميكن للدميقراطية ان تنمو وتتجذر يف ظل نظام طائفي سيايس‬ ‫كالنظام املعتمد حالياً يف لبنان‪.‬؟‪.‬‬ ‫بالطبع‪ ,‬إن ذلك من اصعب املستحيالت لذا يجب ان يكون من اوىل‬ ‫اولوياتنا العمل لقانون انتخايب عىل اساس النسبية يلغي االقطاعات‬ ‫املالية والسياسية وهنا ال بد من االشارة اىل ان املعارضة يف املرحلة املقبلة‬ ‫اما ان تكون رشيك حقيقي يف السلطة واما ان تكون خارج الحكومة مع‬ ‫تفضييل شخصيا من ان نكون خارج السلطة ومنارس املعارضة من الخارج‬ ‫ولكن معارضة جدية‪.‬‬ ‫انكم اليوم بانتقالكم من املرحلة املتوسطة إىل املرحلة الثانوية مؤمتنون‬ ‫عىل وجوب التحيل بحصانة وطنية عالية ‪ .‬ضد الترشذم والتفرقة‪ ,‬حصانة‬ ‫تأخذ عىل عاتقها الدعوة إىل نبذ التعصب الطائفي يف مختلف اشكاله‬ ‫والتمسك بروحية العيش املشرتك ‪ .‬فاذا ما فعلتم ذلك كنتم بحق رواداً‬ ‫للمواطنية اللبنانية الحقة واستحقيتم عن جدارة رشف النضال النشاء‬ ‫دولة القانون واملؤسسات التي طال عىل اللبنانيني انتظارها‪.‬‬ ‫مبارك لكم هذا النجاح ‪ ,‬آمال ان نلتقي معكم يف نجاحات جديدة ‪ .‬وواثقاً‬ ‫من انكم ستكونوا عند حسن الظن‪ .‬سريوا دامئاً إىل االمام‪ ,‬وليحفظكم‬ ‫الله ويسدد خطاكم ‪ .‬والسالم عليكم ورحمة الله‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪100100‬‬

‫الذ واطيب من‬

‫إدارة االنتخابات‬ ‫أجرى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب قراءة موسعة ملجريات العملية االنتخابية‬ ‫النيابية‪ ،‬واألخطاء التي ارتكبتها املعارضة‪،‬‬ ‫والتي ساهمت بفوز املواالة يف االنتخابات‬ ‫النيابية والذي مل يكن سببه فقط الخروقات‬ ‫التي قام بها هذا الفريق‪ ،‬مشريا إىل أن املعارضة‬ ‫أخطأت بدءا باتفاق الدوحة واملوافقة عىل قانون‬ ‫الستني‪ ،‬وصوال إىل االستحقاق النيايب وعدم‬ ‫حسن إدارة املعركة والتنسيق‪.‬‬ ‫كالم وهاب هذا جاء خالل برنامج “الحق يقال”‬ ‫عىل شاشة الـ “أو يت يف”‪ ،‬حيث اعترب مشهد‬ ‫املواالة وإعالمها وإدارتها للمعركة االنتخابية‪،‬‬ ‫كلها عوامل متيزت بها عن املعارضة‪ ،‬وساهمت‬ ‫بشكل كبري بفوز املواالة يف االنتخابات‪.‬‬ ‫شخصيا‬ ‫ترشحه‬ ‫عدم‬ ‫سبب‬ ‫وعن‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬قال وهاب‪ “ :‬هذا كان خياري‪،‬‬ ‫ومل يكن هناك مقعدا متوفرا ألترشح عنه‪،‬‬ ‫وكرامتي مل تسمح يل بالرتشح يف بعبدا آتيا‬ ‫من الشوف‪ ،‬باالضافة إىل التنافس املوجود عىل‬ ‫املقعد الدرزي هناك”‪ .‬معربا عن سعادته كونه‬ ‫استطاع ترشيح أشخاص حصلوا عىل عدد‬ ‫جيد من األصوات‪ .‬مبديا عتبه عىل املعارضة‬ ‫‪ ،‬التي مل تدعمه يف الشوف حيث كان هناك‬ ‫إمكانية ملعركة حقيقية لو توفر الدعم الالزم‬ ‫من املعارضة‪.‬‬ ‫الفتا إىل الخروقات التي مارسها فريق‬ ‫املواالة‪ ،‬من إنفاق فاضح للامل‪ ،‬ونقل للنفوس‪،‬‬ ‫واستجالب للمغرتبني بشكل فاق التصور‪،‬‬ ‫وتحديدا يف دوائر الكورة‪ ،‬والبرتون‪ ،‬وزغرتا‪ ،‬وزحلة‪،‬‬ ‫وبريوت األوىل‪ ،‬والبقاع الغريب‪ ،..‬مؤكدا “أن‬ ‫املعارضة مل تحصل عىل الدعم املايل من الخارج‬ ‫لتدفع للمقرتعني و تجلب املغرتبني ‪.“ ..‬‬ ‫وردا عىل سؤال حول أسباب الثقة الكبرية‬

‫التي كان يظهرها دامئا بفوز املعارضة يف‬ ‫االنتخابات‪ ،‬أوضح وهاب أنه كان هناك تطمينات‬ ‫من جهات عربية ودولية‪ ،‬بأنه لن يكون هناك‬ ‫إنفاق للامل االنتخايب بالشكل الذي تم‪ ،‬لكن‬ ‫الدفع الذي حصل ودفق املغرتبني الذي وصل‬ ‫عددهم إىل ‪ 48‬ألف مغرتب للمواالة‪.‬‬ ‫وعن الحكومة املزمع تشكيلها‪ ،‬كشف وهاب‬ ‫من خالل ما أشاعته أوساط املواالة أن هناك‬ ‫قرارا بعدم إعطاء املعارضة الثلث املعطل‪،‬‬ ‫معتربا أن هذا القرار قد يسبب أزمة جديدة‪،‬‬ ‫ألن املعارضة ستتخذ قرارا بعدم املشاركة إذا‬ ‫مل تعط الثلث املعطل‪ .‬مبديا رأيه اشلخيص‬ ‫يف هذه املسألة برضورة أن تبقى املعارضة‪،‬‬ ‫معارضة خارج الحكم‪ ،‬نظرا لوجود مشورعني‬ ‫ولغتني مختلفتني ال ميكنهام التالقي‪.‬‬ ‫وعن تسمية النائب سعد الحريري لرئاسة‬ ‫“معظم الكتل النيابية‬ ‫الحكومة قال‪:‬‬ ‫ستسمي النائب سعد الحريري لرئاسة‬ ‫الجمهورية‪ ،‬نظراً لوجود توافق أكرب من كل‬ ‫األطراف يف لبنان سيفرض نفسه عىل‬ ‫الجميع‪ ،‬والكل سيسري به‪ ،‬وهذا التوافق‬ ‫سيؤدي إىل تشكيل الحكومة”‪ ،‬لكنه أبدى‬ ‫خشيته من الدخول يف أزمة قد متتد أسابيع‬ ‫قبل تأليف الحكومة‪ ،‬معتربا أن ال املعارضة‪،‬‬ ‫وال رئيس الجمهورية‪ ،‬سيأخذان الثلث املعطل‪.‬‬ ‫الفتا إىل أنه ال وجود لرابح وخارس يف‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬لوجود خطوط مفتوحة‬ ‫اليوم يف املنطقة‪ ،‬مشريا إىل “حركة‬ ‫الرئيس األمرييك أوباما‪ ،‬وموقفه املدروس‬ ‫باملوضوع اإليراين‪ ،‬ومتنيه لقاء الرئيس األسد‪”..‬‬ ‫هذا ودعا وهاب إىل تقوية رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫وااللتفاف حول مطلبه يف قانون انتخاب عىل‬ ‫أساس النسبية‪ ،‬مشريا إىل رضورة تقوية موقع‬

‫‪100100‬‬ ‫‪35‬‬

‫رئاسة الجمهورية وتحصني صالحياته‪.‬‬ ‫أما يف موضوع املصالحة التي جرت بني األمني‬ ‫العام لحزب الله السيد حسن نرص الله والنائب‬ ‫وليد جنبالط قال وهاب‪“ :‬كنت أول املرحبني‬ ‫بهذه املصالحة‪ ،‬وارتحت له‪ ،‬ومطمنئ ألن حزب‬ ‫الله ال يتخىل عن حلفائه ويتمسك بهم‪”.‬‬ ‫مضيفا “ هذا اللقاء يريح األجواء يف الجبل‬ ‫حيث سادها التحريض يف الفرتة السابقة‪،‬‬ ‫وهذا أمر فيه مصلحتنا حتام‪ .‬وكنت أمتنى‬ ‫هذه اللحظة التي يعود بها وليد جنبالط إىل‬ ‫قراءة سياسية شبيهة بقراءيت‪ ،‬أو مثيلة لها‪،‬‬ ‫وهذا ربح يف السياسة بالنسبة يل” ومتنى‬ ‫وهاب أن تستتبع هذه اللقاءات بأخرى‪ ،‬وأن‬ ‫يرى النائب جنبالط يف دمشق يف وقت قريب‪.‬‬ ‫كام نوه وهاب ببعض مواقف النائب الحريري‬ ‫بعد االنتخابات مسجال لسعد الحريري أنه وبعد‬ ‫االنتخابات أخرجنا من مأتم استمر أربع سنوات‪،‬‬ ‫وبدأ يتحدث بعقل يف املوضوع السوري‪ ،‬ويف‬ ‫موضوع اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري”‪.‬‬ ‫إقليميا‪ ،‬نوه وهاب بالدميقراطية التي‬ ‫أظهرتها إيران يف االنتخابات الرئاسية األخرية‪.‬‬ ‫كام وجه تحية ألمري قطر عىل جرأته األدبية‬ ‫بالقول أن إيران أكرث دميقراطية من معظم‬ ‫الدول العربية‪ ،‬حيث أنها انتخبت رئيسا‬ ‫للجمهورية لست مرات عىل التوايل‪ ،‬يف حني‬ ‫أن معظم الدول العربية مل تنتخب رئيسا لها‬ ‫حتى ملرة واحدة‪.‬‬ ‫وختم بالقول‪ ”:‬مربوك لكم الفساد واستمرار‬ ‫املرحلة السابقة” داعيا اللبنانيني إىل عدم‬ ‫التأفف من األوضاع االقتصادية والسياسية‬ ‫وغريها‪ ،‬معتربا أن نسبة كبرية منهم سيقوا‬ ‫رغام عن إرادتهم إىل صناديق االقرتاع‪ ،‬واقرتعوا‬ ‫للفساد الذي سيستمر أربع سنوات جدد”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫الرئيس سليمان استقبل وهاب واستعرض معه العملية االنتخابية ونتائجها‬ ‫إستقبل رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن رئيس “تيار التوحيد” الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬واستعرض معه العملية اإلنتخابية‬ ‫والنتائج التي أسفرت عنها‪ ،‬حيث أكد وهاب‬ ‫عىل عاملني سلبيني فيها‪ ،‬هام املال اإلنتخايب‬ ‫والتحريض املذهبي والطائفي‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫التضليل اإلعالمي‪.‬‬ ‫ونوه وهاب بدور الرئيس سليامن‪ ،‬وما يشكله‬ ‫من ضامنة وطنية‪ ،‬ورضورة اإللتفاف حوله‪،‬‬ ‫ألنه ميارس دور الحكم وعىل مسافة واحدة من‬ ‫الجميع‪.‬‬

‫وهاب‪ :‬على المعارضة إعادة حساباتها‪ ...‬والمشاركة في الحكومة جريمة‬

‫زار مروان فارس في القاع مهنئاً بإعادة انتخابه‬

‫وهاب‪:‬الحوار الحقيقي يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية‬ ‫اكد رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب أن املعارضة عىل استعداد لحوار يؤدي إىل‬ ‫حكومة وحدة وطنية حقيقية تكون ممثلة فيها‬ ‫بشكل حقيقي ‪.‬‬ ‫كالم وهاب جاء خالل زيارة قام بها للنائب‬ ‫املنتخب مروان فارس يف بلدة القاع‪ ،‬بحضور‬ ‫فعاليات سياسية واجتامعية ورجال دين وحشد‬ ‫من أبناء البقاع الشاميل‪.‬‬ ‫ورأى وهاب أن ما حصل يف بعلبك الهرمل‬ ‫خالل االنتخابات كان مبثابة استفتاء ليس عىل‬ ‫األشخاص بل عىل خيار املقاومة ودعم هذا الخيار‪،‬‬ ‫استفتاء حقيقي أكد ان املعارضة تحظى بدعم‬ ‫اغلبية اللبنانيني‪ ،‬والئحة بعلبك الهرمل نالت‬ ‫اعىل االصوات يف لبنان‪.‬‬ ‫وتابع‪ “ :‬األزمة التي حصلت طيلة السنوات‬ ‫األربع املاضية كان لها أسبابها‪ ،‬واألكرثية التي‬ ‫ربحت االنتخابات يف الـ ‪ 2005‬حاولت استخدام‬ ‫السلطة واملؤسسات للنيل من املقاومة وتغيري‬ ‫مسار لبنان واإلساءة إىل سوريا‪.‬‬ ‫وهذه األكرثية ستجد الكثري من الصعوبات‬ ‫إذا سارت عىل نفس الطريق‪ .‬أما إذا اقتنعت أن‬ ‫لبنان ال يحكم إال بالتوافق‪ ،‬فذلك سيفتح حواراً‬ ‫لتشكيل الحكومة الجديدة عىل قاعدة الوفاق‪ ،‬ألن‬ ‫ال احد يف املعارضة يقبل املشاركة عىل أساس‬ ‫أن يكون “كاملة عدد أو شاهد زور”‪.‬‬ ‫ومبناسبة إعادة انتخاب الرئيس اإليراين احمدي‬ ‫نجاد لوالية دستورية جديدة‪ ،‬توجه وهاب بالتهنئة‬ ‫للشعب اإليراين عىل اختياره‪.‬‬ ‫واعترب انه “بهذا الخيار‪ ،‬يكون الشعب‬ ‫اإليراين قد اختار إيران القوية‪ ،‬والتي تقف دامئا‬ ‫إىل جانب القضايا املحقة‪ ،‬يف فلسطني ولبنان‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التقى الرئيس لحود وبحث معه نتائج االنتخابات‬ ‫استقبل الرئيس لحود رئيس “تيار التوحيد “ الوزير السابق وئام وهاب الذي‬ ‫قال بعد اللقاء‪“ :‬يجب كنتيجة لالنتخابات أن نحرتم إرادة الناس التي اقرتعت‬ ‫ملصلحة فريق معني‪ ،‬ولكن يجب عىل الجميع أن يتح ّملوا مسؤولية هذا‬ ‫الخيار‪ ،‬وإذا كانت الناس اختارت الرضائب والفساد‪ ،‬وهي التي اختارت (النائب)‬ ‫سعد الحريري لرئاسة الحكومة‪ ،‬فليرتأس الحكومة‪ ،‬وإذا كان قادرا عىل إدارة‬ ‫البلد فليدر البلد كام يشاء‪ .‬أما املعارضة فعليها ان تحرتم نفسها‪ ،‬وأال‬ ‫تشارك يف الحكومة الجديدة‪ ،‬وأال تقوم بتغطية كل أخطاء الـ ‪ /17/‬سنة‬ ‫التي مرت‪ ،‬ولتشكل حكومة ظل تراقب من خاللها كل ما يجري‪ ،‬ولتحدد‬ ‫خطوطها الحمراء وهي عدم املس باملقاومة‪ ،‬وعدم زيادة الرضائب‪ ،‬وعدم املس‬ ‫بالقضاء واألمن‪ ،‬وعدم استعاملها ضد املواطنني املعادين ألركان السلطة‪.‬‬ ‫وقد اعترب وهاب أن “مشاركة املعارضة يف السلطة التي بدأ يسوق‬ ‫لها البعض هي جرمية حقيقية‪ ،‬ألنه ساعة إذن ماذا يكون الفرق بيننا‬ ‫وبني اآلخرين”‪ .‬وانتقد وهاب املعارضة لقبولها بقانون السينت قائال‪ ”:‬قانون‬ ‫الستني حرمنا من األكرثية رغم ان فارق األصوات بيننا وبني املواالة ‪ 230‬ألف‬ ‫صوت ملصلحة املعارضة‪ ،‬فيام قانون عىل أساس النسبية‪ ،‬وعىل أساس‬ ‫املحافظات كام ينص الطائف‪ ،‬كان سيأيت باالكرثية للمعارضة” وتابع‪“ :‬أن‬ ‫الكالم الذي قيل قبل االنتخاب عن أطراف إقليمية التزمت بعدم الدفع يف‬ ‫االنتخابات‪ ،‬كانت كذبة كبرية انطلت عىل الجميع‪ ،‬وهناك فريق إقليمي ضخ‬

‫أكرث من ملياري دوالر يف األسبوع األخري لالنتخابات‪ ،‬وهذا األمر ظهر يف كل‬ ‫الدوائر خصوصا زحلة‪ ،‬حيث بلغ الصوت ألفي دوالر يوم االنتخاب‪ .‬وأعتقد‬ ‫أن املعارضة يجب أن تعيد كل حساباتها‪ ،‬عىل األقل ان تتصور مع بعضها‪،‬‬ ‫فمنذ اربع سنوات مل يحصل أي اجتامع تنسيقي بني قياداتها‪”.‬‬ ‫وفيام يتعلق باالهتامم العريب والدويل بالحكومة القادمية اعترب أن “ ليس‬ ‫هناك حكومة وحدة وطنية‪ ،‬فهذه كذبة‪ ،‬فأوالً يجب ان يكون هناك وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬ليصار إىل حكومة وحدة وطنية” ال ان “تكفرين” قبل االنتخابات‬ ‫وتستعمل كل األساليب ضدي‪ ،‬وتعتربين ال استحق أن انتخب”‪.‬‬

‫رئيس تيار التوحيد يزور العالمة السيد فضل هللا‪:‬‬ ‫المقاومة ضمانة في وجه التوطين‬

‫وتلعب دورا هاما عىل مستوى املنطقة والعامل‪.‬‬ ‫بدوره النائب مروان فارس رحب بالوزير وهاب قائ ًال‪:‬‬ ‫“وئام وهاب صوت من أصوات الحق يف وطن انهار‬ ‫فيه الحق‪ ،‬وتجمعنا معه مواقف متعددة‪”.‬‬ ‫وتابع‪ “ :‬نحن أعلنا يف الحزب القومي مواقفنا‬ ‫من نتائج االنتخابات النيابية‪ ،‬التي استعملت‬ ‫فيها كل الوسائل إلسقاط فرقاء وإنجاح آخرين‬ ‫ونرص أن نكون مم ّثلني يف الحكومة‬ ‫من خط آخر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعطل إلرادة‬ ‫القادمة مع التأكيد عىل الثلث‬ ‫هؤالء الذين استعملوا كل الوسائل للوصول إىل‬ ‫السلطة وتكرار النهج السابق‪”.‬‬ ‫وتحدث فارس عن الحرمان الذي تعيشه منطقة‬ ‫بعلبك الهرمل‪ ،‬قائ ًال‪ “ :‬بالكاد كنا نحصل عىل‬ ‫مرشوع إمنايئ‪ ،‬ومل نوفق حتى اآلن بتسمية‬ ‫محافظ لـ “بعلبك الهرمل”‪ ،‬ولكن سنتابع رغم‬

‫‪36‬‬ ‫‪100100‬‬

‫كل الصعوبات”‪.‬وتطرق فارس إىل العالقة اللبنانية‬ ‫– السورية مؤكدا أنها ليست عالقة حدودية بل‬ ‫هي قومية أساسية‪ .‬وتوقف عند ترصيح النائب‬ ‫سريج طور رسكيسيان الذي أشار فيه أن النائب‬ ‫مروان فارس مع التوطني‪ ،‬قائ ًال‪ “ :‬نحن مع عودة‬ ‫الشعب الفلسطيني إىل فلسطني‪ ،‬والقضية‬ ‫الفلسطينية هي قضية قومية”‪.‬‬ ‫وتابع منوهاً باالنتخابات األخرية يف بعلبك‬ ‫الهرمل ومعتربا أنها “من منط جديد”‪ ،‬آمال أن‬ ‫يصبح دائرة انتخابية واحدة‪ .‬وتوجه بالتحية‬ ‫للرئيس نبيه بري‪.‬‬ ‫وختم فارس متوجها باسم الحزب القومي‬ ‫بالتهنئة للشعب اإليراين عىل إعادة انتخاب‬ ‫الرئيس احمدي نجاد لوالية دستورية جديدة‪،‬‬ ‫معتربا انه انتصار للشعب اإليراين‪.‬‬

‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب سامحة العالمة املرجع السيد محمد‬ ‫حسني فضل الله‪ ،‬وتم التباحث يف شؤون محلية‬ ‫واقليمية حيث أكد وهاب عىل أهمية التشاور‬ ‫املستمر مع صاحب السامحة واالستنارة برأيه‬ ‫يف مجمل القضايا املطروحة خاصة وأن املنطقة‬ ‫رمبا تكون عىل أبواب مرحلة جديدة من االنفراج‪،‬‬ ‫رغم خطاب رئيس وزراء العدو الذي كشف فيه‬ ‫ودون لبس‪ ،‬حقيقة املرشوع الصهيوين وكيانه‬ ‫الرافض للسالم‪ .‬واعترب وهاب أن ما عرب عنه‬ ‫نتياهو بشكل واضح يجب أن يشكل فرصة‬ ‫للتوحد عىل الساحتني العربية واللبنانية‬ ‫ملواجهة هذا املرشوع‪.‬‬ ‫أما فيام تيعلق مبألة التوطني اعترب وهاب‬ ‫أن ما ورد عىل لسان نتياهو كان أكرب رد عىل‬ ‫الداعني إىل إلغاء سالح املقاومة ومنع تطوير‬ ‫العمل املقاوم‪ ،‬املقاومة التي تعترب الضامنة يف‬ ‫مواجهة التوطني الذي أصبح أمرا واقعا ال فزاعة‬ ‫كام يقول البعض‪.‬‬ ‫داخليا لفت وهاب إىل أن املعارضة لن تقبل‬ ‫بأي رشوط النتخاب الرئيس بري لرئاسة املجلس‬

‫النيايب‪ ،‬مثنيا عىل‬ ‫اإليجايب‬ ‫التطور‬ ‫يف خطابات البعض‬ ‫من فريق املواالة‪،‬‬ ‫النائب‬ ‫كخطاب‬ ‫سعد الحريري يف‬ ‫العالقة مع سوريا‪،‬‬ ‫معتربا أن التحقيق‬ ‫الذي أثبت بشكل‬ ‫واضح أن ال عالقة‬ ‫باغتيال‬ ‫لسوريا‬ ‫الحريري‪،‬‬ ‫الرئيس‬ ‫إىل‬ ‫باإلضافة‬ ‫القادمة‬ ‫التطورات‬ ‫واللقاء املنتظر بني‬ ‫السيد حسن نرصالله والنائبني جنبالط والحريري‪،‬‬ ‫كل ذلك ميكن ان يسهّل املرحلة املقبلة‪ .‬هذال‬ ‫وأشار وهاب إىل أن األمر االهم االمور هو مشاركة‬ ‫املعارضة يف الحكومة‪ ،‬رغم موقفه اشلخيص‬ ‫الرافض لهذه املشاركة وترك الفريق الرابح يحكم‬ ‫البلد فيام تراقب املعارضة طريقة الحكم‪ ،‬أما وأن‬

‫‪100100‬‬ ‫‪37‬‬

‫املعارضة عندها رغبة املشاركة فيجب أن يكون‬ ‫ذلك بالثلث الضامن (وهذا اتفاق بني جميع أركان‬ ‫املعارضة)‪ .‬أما بالنسبة للراي القائل بإعطاء دور‬ ‫لرئيس الجمهورية قال وهاب‪« :‬أن هناك رأيا آخر‬ ‫يقول بإعطاء رئيس الجمهورية دورا معينا وحصة‬ ‫بعد هذه االنتخابات‪ ،‬فهذا حق له وأمر أسايس‬ ‫ليكون حك ًام حقيقيا يف أي خالف لبناين‪».‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وفد تيار التوحيد يلتقي حردان وشكر‬

‫وهاب يستقبل‬ ‫دانيال تيناسا‬ ‫ويحيي إيران‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب إىل جانب أمينة الشؤون‬ ‫الخارجية فريال ابوذياب السفري الروماين يف‬ ‫لبنان دانيال تيناسا وكان لوهاب الترصيح‬ ‫اآليت‪:‬‬ ‫تباحثنا مع سعادة السفري يف العالقات‬ ‫اللبنانية الرومانية‪ ،‬ويف تطورات الوضع عىل‬ ‫الساحتني اللبنانية يف ضوء االنتخابات‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫واملواقف‬ ‫األخرية‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫األخرية‪ ،‬خاصة تلك الصادرة عن رئيس وزراء‬ ‫العدو نتنياهو‪.‬‬ ‫يف املوضوع اللبناين تحدثنا مع سعادة‬ ‫السفري مطوالً عن رؤيتنا للمرحلة املقبلة‪،‬‬ ‫وكمعارضة هناك مشاورات موسعة يجريها‬ ‫األمني العام لحزب الله سامحة السيد حسن‬ ‫نرصالله حول آفاق املرحلة املقبلة‪ .‬فاملعارضة‬ ‫مع املشاركة الحقيقية‪ ،‬ويف نفس الوقت ال‬ ‫تقبل أن تكون ملحقاً يف حكومة ال قرار لها‬ ‫فيها أو رأي‪.‬‬ ‫مضيفا “اللبنانيون ينتظرون العودة “امليمونة”‬ ‫للنائب سعد الحريري الذي طال غيابه يف الخارج‪،‬‬ ‫ملعرفة القرار العائد به‪ ،‬وما إذا سيكون هو‬ ‫رئيساً للحكومة أو غريه؟! ولالسف يبدو أن‬ ‫ّ‬ ‫معطل عند الكثري من األطراف‪،‬‬ ‫القرار الداخيل‬ ‫وعىل ضوء هذه العودة ستتقرر طبيعة املرحلة‬ ‫املقبلة‪.‬‬ ‫أما يف الوضع الخارجي حذر وهاب من‬ ‫صدرت‬ ‫املواقف اإلرسائيلية األخرية‪ ،‬التي‬ ‫عن رئيس وزراء العدو يف موضوع التوطني‬ ‫والدولة الفلسطينية‪ ،‬والتي تضع املنطقة‬ ‫كلها عىل فوهة بركان‪ ،‬وميكن أن تؤدي إىل‬ ‫تفجري عىل مستوى املنطقة‪ .‬حيث طالب‬ ‫السفري الروماين برضورة الضغط من قبل‬ ‫دولته يف االتحاد األورويب‪ ،‬واملحافل الدولية عىل‬ ‫الكيان الصهيوين‪ ،‬والوزارة اإلرسائيلية الجديدة‬ ‫بخصوص هذه املواقف‪.‬‬ ‫ويف نهاية اللقاء وجه وهاب تحية للجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية مرشداً‪ ،‬ورئيساً‪ ،‬وقيادة‬ ‫وشعباً‪ ،‬عىل قدرتها عىل تجاوز ما حصل‪،‬‬ ‫معتربا أن ما حصل هو مؤامرة إلدخال إيران‬ ‫يف فتنة داخلية بعد فشل القوى الخارجية يف‬ ‫إخضاعها‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االقتراع للصايغ تعبير عن التعددية والتعايش في الجبل‬

‫‪ ...‬ومع الحزب القومي‬

‫اثناء اللقاء مع حزب البعث‬ ‫وهاب اثناء استقباله السفري الروماين‬

‫رئيس تيار التوحي يلتقي وفداً من حزب هللا‬

‫استقبل رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب إىل جانب مسؤول العالقات السياسية‬ ‫يف التيار يارس الصفدي وأمني الداخلية هشام األعور وفداً من حزب الله برئاسة الحاج محمود‬ ‫قامطي الذي اطلع وهاب عىل نتائج وأجواء اللقاء بني سامحة السيد حسن نرصالله والنائب‬ ‫وليد جنبالط رئيس اللقاء الدميقراطي‪.‬‬ ‫حيث رحب وهاب بهذا اللقاء واعتربه إيجابيا من حيث انعكاسه اإليجايب عىل أجواء البلد‬ ‫بشكل عام والجبل بالتحديد‪ .‬مذكرا أنه كان من الداعني ملثل هذا اللقاء واملشجعني له‪ ،‬الفتا إىل‬ ‫أنه من املمكن أن يؤسس ملرحلة جديدة من التهدئة والتعاون بني كل القوى البلد‪ .‬قائال‪« :‬نحن‬ ‫كتيار توحيد ما يعنينا من هذا اللقاء أن تبقى هذه الطائفة الدرزية بكل رشائحها‪ ،‬وقواها‪،‬‬ ‫واحزابها‪ ،‬وقياداتها يف املوقف املامنع واملقاوم‪ ،‬و‪،‬ن تكون يف قلب املقاومة‪ ،‬وسنداً داع ًام لها‪ ،‬وأن‬ ‫تكون يف املوقع التاريخي الذي احتفظت فيه طيلة مئات السنوات‪.‬‬ ‫مؤكدا أن األخوة يف حزب الله حريصون عىل كل الحلفاء دون استثناء‪ ،‬فالعالقات ال تكون مع‬ ‫فريق عىل حساب آخر‪ ،‬فحزب الله مشهور بحفاظه عىل تحالفاته وحلفائه‪.‬‬ ‫واصفا هذه املرحلة التي مبرحلة الحوار‪ ،‬الذي قد ميتد ليشمل أطرافا أخرى كالنائب سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬متنميا ملرحلة الحوار هذه النجاح واالستمرار‪.‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪100100‬‬

‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب يرافقه نائبه سليامن‬ ‫الصايغ‪ ،‬ووفدا يضم بهاء عبد الخالق وهشام األعور وماهر رسي الدين ويارس‬ ‫الصفدي‪ ،‬زار رئيس الحزب السوري القومي االجتامعي النائب أسعد حردان‬ ‫بحضور نائبه الوزير السابق محمود عبد الخالق‪.‬‬ ‫كام التقى وهاب والوفد امني عام حزب البعث العريب االشرتايك الوزير‬ ‫السابق فايز شكر‪ ،‬وتباحثا يف مواضيع عديدة ابرزها الشأن االنتخايب الذي‬ ‫أكد فيه وهاب بأن تيار التوحيد معني بكل معارك املعارضة يف كل لبنان‪،‬‬ ‫متمنيا فوزها الذي ستحكم مبوجبه وفق برنامج واضح‪ ،‬قائ ًال ‪ “ :‬عىل من يريد‬ ‫املشاركة يف هذه الحكومة سيشاركها وفق برنامجها‪ ،‬ووفق بيان وزاري واضح‬ ‫يف أكرث من شأن‪ ،‬كالفساد‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬وبناء املؤسسات‪ ،‬واالنتقال من لبنان‬ ‫املزرعة إىل لبنان الدولة‪ ،‬واألهم من كل ذلك دعم املقاومة وتعزيزها‪ ،‬خاصة‬ ‫يف ضوء الخرق “اإلرسائييل” الذي تشهده الساحة اللبنانية عرب العرشات من‬ ‫شبكات التجسس‪ ،‬والتي حتام كانت متهد لعمل أمني ما يف لبنان”‪.‬‬ ‫داعيا لالقرتاع لالئحة املعارضة املؤلفة من طالل ارسالن ومروان أبو‬ ‫فاضل وسليامن الصايغ باإلضافة ملرشحي التيار الوطني الحر‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫تيار التوحيد يف عاليه سيقرتع لالئحة مؤلفة من هؤالء الخمسة‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر غري ملزم لآلخرين حسب ما رصح وهاب الذي دعا أبناء عاليه لالقرتاع‬ ‫لسليامن الصايغ ألن ذلك تعبري عن التعددية‪ ،‬والتعايش‪ ،‬والدميقراطية‪،‬‬ ‫ورفضا لسياسة اإلمالءات يف الجبل‪ .‬أما يف الشوف فقد دعا إىل االقتصاص‬ ‫من بعض األسامء قائ ًال‪“ :‬ليس من املنطق أن يفرض علينا جورج عدوان يف‬ ‫فوقي‪ ،‬وعىل الناس وضع حد لهذه‬ ‫الشوف‪ ،‬وفادي الهرب يف عاليه‪ ،‬ألنه فرض‬ ‫ّ‬ ‫الفوقية”‪.‬‬ ‫كام ناقش وهاب والوفد املرافق املحكمة الدولية‪ ،‬متمنيا عىل الجميع‬ ‫حلفاء وأخصاما‪ ،‬عدم إعطاءها الرشعية مشريا إىل أنها “أنشئت بقرار‬ ‫سيايس ولديها مهمة سياسية تتغري وفقا للظروف‪ ،‬وبالتايل قراراتها‬ ‫ستكون مسيسة”‪.‬‬ ‫ومل يغفل تقرير مجلة “دير شبيغل” الذي اتهم فيه حزب الله باغتيال‬ ‫رفيق الحريري من البحث‪ ،‬حيث طالب‪ “ :‬بالكف عن املتاجرة بهذه القضية‪،‬‬ ‫فلبنان آن له ان يرتاح‪ ،‬ويؤسس ملرحلة جديدة بعد االنتخابات ال يوجد فيها‬ ‫اتهام وال ابتزاز وال متاجرة”‪.‬‬ ‫هذا وأثنى الوزير فايز شك عىل كالم الوزير وهاب يف دعم لوائح املعارضة‬ ‫يف كافة الدوائر االنتخابية‪ ،‬وبرضورة مشاركة كل األفرقاء معارضة كانوا‬ ‫أم مواالة يف الحكومة املزمع تشكيلها بعد االنتخابات النيابية‪ ،‬آم ًال فوز‬ ‫املعارضة‪ ،‬معتربا أن أي تلكؤ أو تخلف عن املشاركة‪ ،‬هو مبثابة خيانة وطنية‬ ‫واضحة‪،‬‬ ‫وفيام يتعلق مبا نرش يف صحيفة دير شبيغل اعتربه “تقريرا ملفقا‪،‬‬ ‫ومؤامرة الهدف منها إيقاع الفتنة بني اللبنانيني”‪ ،‬داعيا اىل التطلع بكل‬ ‫ايجابية اىل ما طرحه االمني العام لحزب الله السيد حسن نرصالله يف‬ ‫خطابه يوم النرص من حيث أنه خطاب يؤسس ملرحلة جديدة إذا كانت‬ ‫النوايا صادقة عند فريق املواالة‪”.‬‬

‫مكتب العالقات الخارجية زار سفارتي‬ ‫الباراغواي وفنزويال‬

‫قامت مسؤولة العالقات الخارجية يف تيار التوحيد فريال أبو ذياب بزيارة‬ ‫القائم بأعامل سفارة الباراغواي يف لبنان (فرناندو بارييس)‪ ،‬حيث نقلت‬ ‫تحيات رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب‪ ،‬وجرى التباحث حول آلية العمل‬ ‫لتقوية العالقات بني شعب لبنان والباراغواي‪ ،‬وأهمية التواصل ومتتني‬ ‫العالقة مع الجاليات اللبنانية املوجودة هناك‪ .‬وتبادل (بارييس) و(ابو ذياب)‬ ‫وجهات النظر حول األوضاع الراهنة يف لبنان‪ ،‬وقدمت أبوذياب رشحا حول‬ ‫نشاطات التيار خالل فرتة اإلنتخابات النيابية‪ ،‬وأكدت عىل السعي لتقوية‬ ‫العالقات مع سفارة الباراغواي‪.‬‬ ‫وأبدى (بارييس) أثناء اللقاء إعجابه مبواقف الوزير وهاب وخاصة خطوته يف‬ ‫عدم الرتشح‪ ،‬بل ترشيح أعضاء من التيار لالنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫كام زارت (ابو ذياب) سفارة فنزويال والتقت سعادة السفرية (سعاد كرم)‬ ‫وجرى التداول يف موضوع االنتخابات النيابية اللبنانية األخرية‪ ،‬حيث ا ِملتا‬ ‫ان تكون خرياً إلستقرار لبنان‪ ،‬فيام راهنت (أبوذياب) عىل مدى وعي الضمري‬ ‫االنساين للسياسيني يف لبنان‪ ،‬واإلنفتاح عىل االخرين‪ ،‬وتق ّبل الرأي اآلخر‬ ‫حتى ال تعود االوضاع إىل التأزم من جديد‪ .‬وعبرّ ت (ابوذياب) يف لقاءها عن‬ ‫سعادتها وافتخارها بنجاح الجولة التي قامت بها برفقة رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير وئام وهاب إىل كوبا‪ .‬فيام أكدت السيدة ( كرم) عىل الشعبية‬ ‫السياسية التي يتمتع بها الوزير وهاب ليس فقط يف لبنان بل يف الخارج‬ ‫ايضاً‪ .‬وقامت (ابو ذياب) بتسليم السفرية (كرم) دعوة رسمية لرئيس‬ ‫الجمهورية البوليفارية الفنزويلية هوغو تشافيز‪ ،‬لتسلم جائزة «السالم‬ ‫والحرية ‪ »2009‬من مؤسسة جوائز سالم القدس الدولية‪ ،‬التي يرتأسها‬ ‫رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫كام استكملت أبو ذياب جولتها التي تقوم بها إىل السفارات املعتمدة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬بعد انتهاء اإلنتخابات النيابية‪ ،‬حيث زارت سفارة اإلمارات العربية‬ ‫املتحدة‪ ،‬والتقت السفري (رحمة حسني الزعايب) يف مقر السفارة يف الرملة‬ ‫البيضاء‪ ،‬وجرى تبادل اآلراء حول نتائج االنتخابات النيابية اللبنانية‪ ،‬والتي‬ ‫شددا فيها عىل رضورة احرتام الرأي اآلخر‪ ،‬والتحاور الجدي ألجل لبنان‪.‬‬ ‫وأثنى الطرفان عىل إيجابية املحادثات الدولية واإلقليمية‪ ،‬وانعكاساتها‬ ‫ورحب السفري اإلمارايت بالتواصل بني تيار التوحيد‬ ‫ملصلحة لبنان‪ .‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫وسفارة بالده‪ ،‬مثنياً عىل مواقف الوزير وهاب وحرصه عىل تطوير واستمرار‬ ‫عالقات التيار مع الدول عرب سفاراتها املعتمدة يف لبنان‪ ،‬من خالل مكتب‬ ‫العالقات الخارجية‪ ،‬محم ًال أبو ذياب سالماه لرئيس التيار الوزير وئام وهاب‪.‬‬

‫‪100100‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫بيانات لتيار التوحيد‬ ‫تناولت األوضاع الداخلية واإلقليمية‬

‫وهاب يدعو النتفاضة‬ ‫في الجليل‬

‫ندد رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب باعتداءات الرشطة اإلرسائيلية عىل‬ ‫متـظاهريـن دروز أمام مكتب رئيس الوزراء‬ ‫اإلرسائييل يف القدس املحتلة مؤكدا أن هذة‬ ‫املواجهات دليل عىل أن الدروز كباقي العرب يف‬ ‫(إرسائيل) يواجهون مختلف أشكال التمييز‬ ‫القومي والعنرصي التي متارسها حكومات‬ ‫(إرسائيل) املتعاقبة منذ النكبة وحتى اليوم‪،‬‬ ‫داعيا إىل «انتفاضة شعبية يف كافة القرى‬ ‫الدرزية يكون شعارها إلغاء قانون التجنيد‬ ‫اإلجباري»‪ ،‬واصفا التجنيد اإلجباري للشاب‬ ‫الدروز بالعبودية واالسرتقاق من قبل املحتل‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫«إن جرائم سياسة التمييز القومي العنرصية‬ ‫السلطوية ضد أهلنا وأخوتنا من بني معروف‬ ‫وقراهم‪ ،‬ويف شتى املجاالت‪ ،‬تنسف االدعاءات‬ ‫الصهيونية الكاذبة عن «حلف الدم» بني الدروز‬ ‫واليهود» حيث ال تحالف بني الضحية والجزار‪.‬‬ ‫مؤكدا إن هذه اإلنتفاضة يجب أن تكون جزء‬ ‫ال يتجزأ من املسار التاريخي ألحرار فلسطني‪،‬‬ ‫إلفشال املحاوالت الصهيونية لنرش العدمية‬ ‫القومية بني صفوف العرب الدروز‪ ،‬وابتداع‬ ‫هوية «قومية درزية» مزورة‪ ،‬وتراث درزي‪ ،‬ولغة‬ ‫درزية مشتقة ومحرفة عن أمها اللغة العربية‪.‬‬ ‫فالواقع املأساوي الذي يواجهه العرب الدروز‪،‬‬ ‫والقرى العربية الدرزية‪ ،‬تكشف الجوهر‪ ،‬واملدلول‬ ‫السلطوية‪،‬‬ ‫العنرصية‬ ‫للسياسة‬ ‫العنرصي‬ ‫وللمقولة العنرصية التي تربط بني «الوالء‬ ‫واملواطنة» بني خدمة السياسة الصهيونية‬ ‫العدوانية والتمييزية‪ ،‬وبني حق املواطنة وذلك‬ ‫لتربير التمييز الظامل ضد املواطنني العرب‪.‬‬ ‫منبها إىل لعبة قدمية ‪-‬جديدة يقوم بها‬ ‫رئيس الوزراء اإلرسائييل (نتنياهو) عرب مدح‬ ‫الدروز والتمجيد ببطوالتهم‪ ،‬الفتا إىل أنه‬ ‫تم مصادرة ونهب أكرث من ‪ %80‬من األرايض‬ ‫الدروز يف العقدين األخريين‪ ،‬يف قرى (يركا)‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫و(جولس) و(حرفيش) و(بيت جن) و(البقيعة)‬ ‫و(الدالية) و(عسفيا) و(جث) و(ساجور) و(كفر‬ ‫سميع( و(كرسى)‪ .‬وهذه القرى تعاين كبقية‬ ‫القرى العربية القرى العربية من االكتظاظ‬ ‫السكاين‪ ،‬وعدم توفر مسطح قرية يلبي‬ ‫احتياجات األزواج الشابة واالجيال الصاعدة‪،‬‬ ‫كام تعاين املجالس املحلية العربية الدرزية‬ ‫من عجز هائل‪ ،‬وتراكم يف ميزانياتها بشكل‬ ‫يشل قدرتها عىل تقديم الخدمات الرضورية‬ ‫لسكانها‪ ،‬أو لدفع رواتب ومعاشات موظفيها‬ ‫وعاملها‪ ،‬مؤكدا عىل أن الخيار الوحيد هو‬ ‫الكفاح املسلح الستعادة الحقوق املهضومة‬ ‫وتثبيت الهوية العربية‪.‬‬

‫ترحيب باألجواء التوافقية‬ ‫عقدت هيئة العمل التوحيدي اجتامعاً‬ ‫استثنائياً برئاسة الشيخ صالح ضو يف‬ ‫مقرها يف خلدة وأصدرت البيان التايل‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬ترحب الهيئة باألجواء التوافقية التي‬ ‫سادت البالد بعد االنتخابات النيابية األخرية‬ ‫والسيام اجواء الحوار بني بعض األطراف‬ ‫املتخاصمة‪ ،‬وتنظر بارتياح كامل إىل اللقاء‬ ‫الذي جمع سامحة السيد حسن نرصالله‬ ‫والنائب وليد جنبالط‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تدعو الهيئة املرجعيات الروحية إىل‬ ‫التزام روح التوافق‪ ،‬وعدم التحريض‪ ،‬واالبتعاد‬ ‫عن التدخل يف التفاصيل السياسية‪ ،‬وتعترب‬ ‫أن تدخل صاحب الغبطة البطريرك مار‬ ‫نرصالله بطرس صفري يف تفاصيل السياسة‬ ‫اللبنانية يسيئ إىل مقامه ومكانته عند كل‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬وهذه املكانة يجب أن متنعه من‬ ‫اتخاذ موقف إىل جانب فريق ضد آخر‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬تدين الهيئة بشدة مواقف رئيس وزراء‬ ‫العدو بنيامني نتنياهو األخرية‪ ،‬وتدعو األنظمة‬ ‫العربية لتوحيد رؤيتها يف مواجهة الخطة‬ ‫اإلرسائيلية الجديدة‪ ،‬كام تدعو لاللتفاف حول‬ ‫املقاومة يف لبنان وفلسطني‪ ،‬وتعزيز قدراتهام‬

‫‪40‬‬ ‫‪100100‬‬

‫الدفاعية يف املرحلة املقبلة‬

‫لقاء نصرهللا ‪ -‬جنبالط‬ ‫خطوة متقدمة‬ ‫يرحب تيار التوحيد باللقاء الذي حصل بني‬ ‫األمني العام لحزب الله السيد حسن نرصالله‬ ‫ورئيس اللقاء الدميقراطي النائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫ويعتربه خطوة متقدمة باتجاه حوار منتج حول‬ ‫كل القضايا والتحديات املطروحة‪ .‬ويعترب‬ ‫أن مثل هذا التطور قد يشكل صامم أمان‬ ‫يف مواجهة انحراف بعض القوى باتجاه تأزيم‬ ‫األمور عىل الساحة اللبنانية‪ ،‬يف وقت تحتاج‬ ‫هذه الساحة إىل التضامن وااللتفاف حول‬ ‫تيار املقاومة يف هذا الظرف بالذات‪ ،‬بعد أن‬ ‫كشف رئيس وزراء العدو حقيقة موقفه من‬ ‫مسألتي التوطني وتهجري الفلسطينيني من‬ ‫الداخل الفلسطيني‪.‬‬ ‫إن تيار التوحيد يعترب هذا اللقاء خطوة‬ ‫جيدة يجب أن تتبعها خطوات أخرى تجاه‬ ‫تعزيز املوقف الوطني املدرك لحقيقة املرشوع‬ ‫يهم‬ ‫االرسائييل‪ .‬وختم مؤكداً أن أكرث ما‬ ‫ّ‬ ‫التيار أن تبقى الطائفة الدرزية‪ ،‬بكل قياداتها‬ ‫وأطيافها السياسية يف املوقع املقاوم واملامنع‬ ‫التي كانت فيه منذ مئات السنني‪ ،‬طائفة‬ ‫عربية مقاومة مسلمة تحمل قضايا امتها‪.‬‬

‫توضيح من تيار التوحيد‬ ‫جاء يف جريدة األخبار بتاريخ ‪2009-6-3‬‬ ‫وتحت عنوان علم وخرب ما ييل‪:‬‬ ‫أدّت اتصاالت بني الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫والنائب وليد جنبالط إىل إلغاء احتفال انتخايب‬ ‫للنائب مراون حامدة دعا إليه الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك يف بلدة الجاهلية‪ .‬وتزامنت الدعوة‬ ‫إىل االحتفال مع إطالق شائعات عن احتامل‬ ‫تع ّرض حامدة لالغتيال يف البلدة‪ ،‬عىل غرار ما‬

‫حصل مع القيادي يف الحزب االشرتايك أنور‬ ‫الفطايري الذي ما تزال مالبسات اغتياله يف‬ ‫بلدة الجاهلية عام ‪ 1989‬غامضة حتى اآلن‪.‬‬ ‫إن تيار التوحيد يوضح أنه «مل يحدث أي‬ ‫اتصال بني الوزير وهاب واالستاذ وليد جنبالط‬ ‫بخصوص ندوة الوزير حامده يف الجاهلية‪ ،‬بل‬ ‫أن اتصاالً حصل مل يتناول أي يشء من ذلك‪.‬‬ ‫أما بخصوص الجاهلية فهي مفتوحة ملن أراد‬ ‫مبعزل عن سياسته‪ ،‬وحاميته من حاميتنا ألننا‬ ‫نؤمن بحرية العمل السيايس للجميع‪».‬‬ ‫أبرق رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب مهنئاً‪ ،‬إىل ّ‬ ‫كل من حجة اإلسالم واملسلمني‬ ‫اإلمام السيد عيل الخامنئي عىل رعايته املباركة‬ ‫يف حامية إنجازات ثورة اإلمام الخميني قدس‬ ‫رسه‪ ،‬وإىل الرئيس أحمدي نجاد عىل انتخابه‬ ‫لوالية دستورية ثانية‪ ،‬وإىل أمني عام مجلس‬ ‫األمن القومي اإليراين الدكتور سعيد جلييل‬ ‫عىل حصول االنتخابات بدميقراطية عالية‪ ،‬وعىل‬ ‫ثقة الشعب اإليراين برئيسه وقيادته‪.‬‬ ‫لقد شكل فوز الرئيس نجاد يف هذه‬ ‫االنتخابات صفعة لكل الدول التي تحاول‬ ‫إضعاف الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬والحد‬ ‫من دورها الهام إقليميا ودوليا‪ .‬كام أثلج صدور‬ ‫ماليني املستضعفني يف العامل وشكل انتصارا‬ ‫لفلسطني‪ ،‬وللمقاومة يف لبنان‪ ،‬ولكل حر‬ ‫رشيف يف الوطن العريب واألمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وإذ يرى تيار التوحيد أن الشعب اإليراين‬ ‫أصاب يف إعادة انتخاب الرئيس نجاد‪ ،‬يلفت إىل‬ ‫أن إيران أظهرت دميقراطية وحرية حقيقيتني‪،‬‬ ‫يجب أن يحتذى بهام يف كل دول املنطقة‬ ‫والعامل‪ ،‬مشريا إىل أن هذا الشعب العظيم‪،‬‬ ‫أعاد بانتخابه الرئيس نجاد‪ ،‬انتخاب دولته‬ ‫القوية‪ ،‬املامنعة والصامدة يف وجه املشاريع‬ ‫الصهيو – أمرييكية‪.‬‬

‫وهاب يهنئ القيادات‬ ‫اإليرانية‬ ‫أبرق رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب مهنئاً‪ ،‬إىل ّ‬ ‫كل من حجة اإلسالم واملسلمني‬ ‫اإلمام السيد عيل الخامنئي عىل رعايته املباركة‬ ‫يف حامية إنجازات ثورة اإلمام الخميني قدس‬ ‫رسه‪ ،‬وإىل الرئيس أحمدي نجاد عىل انتخابه‬

‫لوالية دستورية ثانية‪ ،‬وإىل أمني عام مجلس‬ ‫األمن القومي اإليراين الدكتور سعيد جلييل‬ ‫عىل حصول االنتخابات بدميقراطية عالية‪ ،‬وعىل‬ ‫ثقة الشعب اإليراين برئيسه وقيادته‪.‬‬ ‫لقد شكل فوز الرئيس نجاد يف هذه‬ ‫االنتخابات صفعة لكل الدول التي تحاول‬ ‫إضعاف الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬والحد‬ ‫من دورها الهام إقليميا ودوليا‪ .‬كام أثلج صدور‬ ‫ماليني املستضعفني يف العامل وشكل انتصارا‬ ‫لفلسطني‪ ،‬وللمقاومة يف لبنان‪ ،‬ولكل حر‬ ‫رشيف يف الوطن العريب واألمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وإذ يرى تيار التوحيد أن الشعب اإليراين‬ ‫أصاب يف إعادة انتخاب الرئيس نجاد‪ ،‬يلفت إىل‬ ‫أن إيران أظهرت دميقراطية وحرية حقيقيتني‪،‬‬ ‫يجب أن يحتذى بهام يف كل دول املنطقة‬ ‫والعامل‪ ،‬مشريا إىل أن هذا الشعب العظيم‪،‬‬ ‫أعاد بانتخابه الرئيس نجاد‪ ،‬انتخاب دولته‬ ‫القوية‪ ،‬املامنعة والصامدة يف وجه املشاريع‬ ‫الصهيو – أمرييكية‪.‬‬

‫دعوة العتماد قانون‬ ‫النسبية وااللتفاف‬ ‫حول المقاومة‬ ‫عقد املكتب السيايس يف تيار التوحيد‬ ‫اجتامعا استثنائيا برئاسة رئيسه الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب‪ ،‬وأصدر البيان التايل‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬يدعو املكتب السيبايس جميع القوى‬ ‫واألحزاب والهيئات السياسية واالجتامعية‬ ‫إىل االلتفاف حول اقرتاح فخامة رئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن العتامد‬ ‫النسبية يف أي قانون جديد لالنتخاب‪ ،‬معتربا‬ ‫أنه ال خالص للبنان إال عرب اعتامد النظام‬ ‫النسبي عىل أساس الدوائر االنتخابية الكربى‪،‬‬ ‫خاصة بعد ما شاهدناه خالل فرتة االنتخابات‬ ‫من إثارة للعصبيات املذهبية والطائفية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يتبنى تيار التوحيد جميع املبادرات‬ ‫الوفاقية والحوارية التي حصلت مؤخرا‪ ،‬ويعترب‬ ‫أن اللقاءات التي يعقدها سامحة األمني العام‬ ‫لحزب الله السيد حسن نرص الله يف غاية‬ ‫األهمية من حيث أنها موجهة لبلورة خط‬ ‫موحد للمعارضة‪ ،‬يستند إىل مرشوع وطني‬ ‫سيايس واقتصادي واجتامعي شامل‪.‬‬

‫‪100100‬‬ ‫‪41‬‬

‫ثالثا‪ :‬يدعو املكتب السيايس جميع‬ ‫اللبنانيني إىل االلتفاف حول خيار املقاومة‬ ‫وإدراك خطورة املرحلة القادمة عىل املنطقة‪،‬‬ ‫بعد الطروحات األخرية لرئيس وزراء العدو‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬يحيي املكتب الجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬مرشدا ورئيسا وشعبا‪ ،‬مثمنا‬ ‫الروح الدميقراطية التي سادت االنتخابات‪.‬‬ ‫ويستنكر بعض محاوالت التخريب من قوى‬ ‫هامشية يف الداخل اإليراين‪ ،‬وقوى غربية‪،‬‬ ‫حاولت استعامل البعض ليك تأخذ من إيران‬ ‫بالفوىض الداخلية‪ ،‬ما عجزت عن أخذه بالقوة‬ ‫من الضغط الخارجي‪ .‬ويؤكد املكتب وقوفه إىل‬ ‫جانب الشعب اإليراين وقيادته‪ ،‬وثقته بقدرة‬ ‫إيران عىل هزمية أعدائها وأعداء األمة‪.‬‬

‫تعيينات قيادية‬ ‫يف تيار التوحيد‬ ‫أصدر املكتب السيايس التعيينات التالية‪:‬‬ ‫ رئيس مجلس األمناء‪ :‬عضو املكتب‬‫السيايس الرفيق شبيل بدر‪.‬‬ ‫أمانة الداخلية والعالقات السياسية‬ ‫‪ :‬عضو املكتب السيايس الرفيق يارس‬ ‫الصفدي‪.‬‬ ‫رئيس مكتب الخدمات العامة‪ :‬نائب رئيس‬ ‫املكتب السيايس الرفيق بهاء عبد الخالق‪.‬‬ ‫امانة الثقافة واإلعالم‪ :‬عضو املكتب‬ ‫السيايس الرفيق هشام األعور‪.‬‬ ‫أمانة الشؤون القضائية‪ :‬عضو املكتب‬ ‫السيايس الرفيقة كارين نصار‪.‬‬ ‫أمانة شؤون املرأة‪ :‬عضو املكتب السيايس‬ ‫الرفيقة فدى أبو رضغم‪.‬‬ ‫امانة الشؤون االنتخابية‪ :‬عضو املكتب‬ ‫السيايس الرفيق يوسف ضو‪.‬‬ ‫مندوب مركزي ملنطقتي راشيا وحاصبيا‬ ‫عضو املكتب السيايس الرفيق غسان‬ ‫العريان‪.‬‬ ‫أمانة الشؤون االجتامعية‪ :‬الرفيقة أمل أبو‬ ‫رضغم‪.‬‬ ‫أمانة شؤون التخطيط‪ :‬الرفيق لؤي أبو ذياب‪.‬‬ ‫أمانة الشؤون الخارجية‪ :‬الرفيقة فريال أبو‬ ‫ذياب‪.‬‬ ‫أمانة املالية‪ :‬الرفيق ماهر وهاب‬ ‫أمانة شؤون التعبئة‪ :‬الرفيق محمد‬ ‫الصايغ‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫مأتم حاشد للفقيد وكلمات أشادت بسيرته‬

‫بشتفين ش ّيعت الشيخ توفيق ضو (أبو حسان)‬ ‫أحد أركان طائفة الموحدين الدروز‬ ‫يف الواحد والثالثني من أيار املايض‪ ،‬غيب املوت‬ ‫وبعد رصاع وصرب عىل املرض الشيخ الفاضل‬ ‫أبو حسان توفيق ضو والد رئيس هيئة العمل‬ ‫التوحيدي الشيخ صالح ضو‪ ،‬حيث فقدت طائفة‬ ‫املوحدين بغيابه شيخا من مشايخها األجالء‪،‬‬ ‫وركنا من أركانها‪ ،‬وعلام توحيديا من أعالمها‪.‬‬ ‫ويف مأتم روحي وشعبي حاشد‪ ،‬ومبشاركة آالف‬ ‫املشايخ األجالء من لبنان وسوريا‪ ،‬ومرجعيات‬ ‫روحية‪ ،‬إضافة إىل األهل واملحبني‪ ،‬تم تشييع الفقيد‬ ‫الراحل حيث ووري جثامنه الطاهر ثرى قريته‬ ‫(بشتفني)‪.‬‬ ‫وكان يف مقدمة الحضور رئيس تيار التوحيد الوزير‬ ‫وئام وهاب عىل رأس وفد من مشايخ هيئة العمل‬ ‫التوحيدي وتيار التوحيد‪ ،‬الذي تقبل التعازي إىل‬ ‫جانب الشيخ صالح ضو وأفراد العائلة واملشايخ‪،‬‬ ‫فيام أقيم يف اليوم التايل لوفاته مأتم شعبي‬ ‫حرضه أركان الهيئة الروحية يف الطائفة الدرزية‪،‬‬ ‫ويف طليعتهم املرجعيتان الروحيتان الشيخ أبو‬ ‫سليامن حسيب الصايغ والشيخ أبو عيل سليامن‬ ‫أبو ذياب‪ ،‬وشيخ البياضة الشيخ غالب قيس‪ .‬كام‬ ‫حرض املأتم الشيخ غالب أبو سليامن‪ ،‬ووفد من‬ ‫املشايخ ممثال الشيخ بهجت غيث‪ ،‬والحاج بالل‬ ‫داغر مسؤول منطقة الجبل يف حزب الله ممث ًال‬ ‫سامحة السيد حسن نرص الله ‪ ،‬ووفد من قيادة‬ ‫الحزب‪ ،‬والشيخ حسني غربيس عىل رأس وفد من‬ ‫تجمع علامء املسلمني‪ ،‬واألستاذ رضوان نرص وكيل‬ ‫داخلية الشوف يف الحزب التقدمي االشرتايك ممث ًال‬ ‫رئيس اللقاء الدميقراطي األستاذ وليد جنبالط ‪،‬‬ ‫ووفد من مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حالوي‬ ‫الخريية‪ ،‬ووفود شعبية من جبل السامق وحلب‬ ‫وسويداء ‪.‬‬

‫عصمت العرييض‬ ‫وألقي يف تأبني الراحل كلامت‪ ،‬فاستهلت بكلمة‬ ‫لألستاذ عصمت العرييض جاء فيها‪:‬‬ ‫«كام تسكن النقاط عىل الحروف‪ ،‬وكام‬ ‫تسكن الشمس يف كبد السامء‪ ،‬ويسكن القمر‬ ‫يف ضواحي الليل‪ ،‬هكذا كانت الحكمة الرشيفة‬ ‫تسكن يف قلبك الطاهر‪ ،‬وما بني شفتيك يا‬ ‫حسان‪ .‬عرفناك منذ‬ ‫شيخنا الجليل الفاضل‪ ،‬يا أبا ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الثقاة العارفني‪ُ ،‬‬ ‫وش ِه َد له بالتقى وفضائلِ التوحيد‪،‬‬ ‫الس َن ِة‪ ،‬أهلِ التوحيد الصادقني املوقنني‪.‬‬ ‫افعال ُه عىل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعاشقُ الله‬ ‫ذووه‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫يعر‬ ‫الفضل‬ ‫الحكمة تقول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫رساًَ وجهراً‬ ‫يعرف انفاس ُمحبيه‪ ،‬متفكهاً معهم‬ ‫ّ‬ ‫رياض الذك ِر‪ ،‬مرت ّيضاً برياضها‪ ،‬بصحب ِتهم‬ ‫بثمرات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف دوحتها الغنّاء‪ ،‬التي ينط ِلقُ منها عب ُري الج ّن ِة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الس َن ِة الصادقني‬ ‫االلفاظ بذك ِر الله عىل‬ ‫وتغ ّر ُد‬ ‫ِ‬ ‫بحب ِه‪ ،‬وتوحي ِده‪ ِ،‬وعباد ِت ِه عباد َة األحرا ِر‪ ،‬ال عبادة‬ ‫علم يخفق يف فضاء املوحدين‪،‬‬ ‫الخائفني والتُّجار‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫و ِم ٌ‬ ‫ومنطقٌ ال ينطقُ‬ ‫الواعظني‪،‬‬ ‫شعل من‬ ‫مشاعلِ‬ ‫ِ‬ ‫بالحق والتوحيد والصدق ‪ .‬فطوىب ملن انطق ُه الله‬ ‫إ ّال‬ ‫ِ‬ ‫سبحانه وتعاىل بشهاد ِة املحقني الصالحني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مجالس الذك ِر تفتقدك ‪.......‬‬ ‫العلم‬ ‫الشيخ‬ ‫ايها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للحق‬ ‫ا‬ ‫سامع‬ ‫ال‬ ‫عام‬ ‫ام‬ ‫ل‬ ‫عا‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫تق‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫تفتقدك‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫طائعاً للصدقِ حافظاً للذك ِر مثبتاً‬ ‫ملسالك قواع ِد‬ ‫ِ‬ ‫الفك ِر االنساين بظوابطِ العقل التوحيدي الروحاين‬ ‫حق‬ ‫مسل ًام ُم َس ِّل ًام موحداً حقيقياً ال يخىش يف‬ ‫ِ‬ ‫الدين لوم َة الئم فكأنيّ به عند قول الشاعر‪:‬‬

‫وسيدنا جميعاً‪ ،‬املرحوم الشيخ ابو حسن عارف‬ ‫حالوي رحمه الله‪ ،‬وكأين به وهو يتلو الصالة ويكرر‬ ‫الرحامت‪ ،‬كان يتمنى ان يجعله الله قريباً وبجانب‬ ‫ذلك الشيخ الجليل يف اآلخرة‪ .‬وسيكون كام متنى‬ ‫بإذن الله‪.‬‬

‫أهل الفقيد‬

‫الشيخ املرحوم توفيق ضو‬

‫من اليسار الوزير وهاب‪ ،‬الشيخ أبو ذياب والشيخ الصايغ والشيخ ضو‬

‫نجل الفقيد الشيخ صالح ضو‬

‫فوزي ضو‬

‫َتـك ا ُم َ‬ ‫َولَـد َ‬ ‫ـك يـا ابـنَ آد َم بـاكـيـاً‬ ‫َ‬ ‫يضحكون رسورا‬ ‫والناس من حولَ َك‬ ‫ُ‬ ‫لنفس َك ّيك َ‬ ‫تكون اذا َب َكوا‬ ‫فاعمل ِ‬ ‫يـوم مـو ِت َ‬ ‫ـك ضاحـكـاً مرسورا‬ ‫فــي‬ ‫ِ‬ ‫نصار‬ ‫حسام ّ‬

‫عصمت العرييض‬ ‫مطلع شبابنا من رموز التوحيد‪ ،‬وعل ً‬ ‫ام من أعالم‬ ‫التقوى‪ ،‬وعاملاً من علامء الحكمة الرشيفة‪ ،‬ودين‬ ‫التوحيد الرشيف‪ ،‬عرفناك محباً‪ ،‬مؤمناً‪ ،‬صادقاً‪،‬‬ ‫وفياً‪ ،‬نقياً‪ ،‬طاهراً‪ ،‬عفيفاً‪ ،‬رشيفاً‪ .‬عرفناك جامعاً‬ ‫للشمل‪ ،‬محباً لإلخوان‪ ،‬تشحذ الهمم‪ ،‬وتشد‬ ‫العزائم‪ ،‬ومتيش يف مقدمة الرجال الرجال يف‬ ‫سبيل عشريتك‪ ،‬يف سبيل بني قومك‪ ،‬يف سبيل‬ ‫جبلك‪ ،‬ووطنك‪ ،‬وأمتك‪ .‬عرفناك يا شيخنا الجليل‬ ‫بكل هذه الصفات الناظرة العاقلة الحكيمة‪،‬‬ ‫فأنجبت عائلة كرمية‪ ،‬وبنيت بيتاً من بيوت التوحيد‪،‬‬ ‫واالميان والتقوى‪،‬‬

‫‪60‬‬

‫نصار‬ ‫حسام ّ‬ ‫نصار فقد قال يف الراحل‪:‬‬ ‫أما الشيخ حسام ّ‬ ‫الوداع الحزين‪ُ ،‬‬ ‫اقف ويف‬ ‫هوذا يو ُم الوداع ‪ .......‬هوذا يو ُم‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لسامع ذاك‬ ‫ولهفة‬ ‫شوق لذكراه ذكرى الحنني‪،‬‬ ‫قلبي‬ ‫ِ‬ ‫صميم‬ ‫الصوت الذي جلجل يف اآلفاق‪ ،‬فأوق َد يف‬ ‫ِ‬ ‫املتأج َج ِة السنا‪،‬‬ ‫سامعيه شعلة االميان‬ ‫يوم ن َودِّعُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الورع‬ ‫فيه عل ًام من عُلام ِء التوحيد‪ ،‬وبريقاً من بيارقِ‬ ‫ِ‬ ‫َد ِّي ٍن سديد‪ ،‬ورمزاً من رمو ِز التُقى والن َ​َّس ِب املعرو ِّيف‬ ‫رش الكلم ِة الطيبة‪،‬‬ ‫املجيد‪ .‬هو وا ِع ٌظ أفاظ يف ن ِ‬ ‫ساحات‬ ‫ويف‬ ‫العقول‪،‬‬ ‫أرض‬ ‫واملوعظ ِة الحسنة‪ ،‬عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القلوب والصدور‪ ،‬عالِ ٌم َب َل َغ بعلم ِه منازلِ التقاة‬ ‫ِ‬

‫آل ضو‬ ‫فيام ألقى كلمة آل ضو األستاذ فوزي ضو بدأها‬ ‫بأبيات من الشعر‪:‬‬ ‫نحني الرؤوس امام نعشك اذ نرى‬ ‫أهل العامئم يف سخاء ترحم‬ ‫ما كانت الرحامت تهطل ّ‬ ‫لو‬ ‫ ‬ ‫زخة‬ ‫مل يكن رب الربية يلهم‬ ‫ ‬ ‫يا شيخنا ‪...‬صنت الرسالة بالتقى‬ ‫من روعة التوحيد كنت تعلم‬ ‫ ‬ ‫أمضيت عمرك بالتعبد والصفا‬ ‫ً‬ ‫يف طاعة الرحمن طوعا تقد ُم‬ ‫ثم قال‪ :‬حقاً ان املشهد يشهد‪ ،‬يا لها من نعمة‬

‫من الله عز وجل‪ ،‬ان نرى هذه العامئم البيضاء‪،‬‬ ‫تيجان املوحدين‪ ،‬يف هذا الحضور الكثيف يف ماتم‬ ‫الشيخ الجليل املرحوم الشيخ ابو حسان توفيق ضو‬ ‫رحمه الله ‪ ،‬فمنذ شبابه ترك العمل الوظيفي ال‬ ‫ليزيد كسبه املادي‪ ،‬بل ليقرتب من التوحيد وأهله‪،‬‬ ‫فكان له ما أراد‪ .‬ترك العمل الوظيفي وامتهن العمل‬ ‫اليدوي‪ ،‬رغم ما فيه من تعب وشقاء‪ ،‬ولكنه حقق‬ ‫له الطامنينة النفسية من ان رزقه من تعب يديه‪،‬‬ ‫ولقمته حالل من تعب يديه‪ ،‬ومن هذا الرزق الحالل‪.‬‬ ‫كان يقيم الوالئم للشيوخ األجالء بسخاء وكرم‬ ‫وابتسامة رىض وحبور‪ ،‬ال من اجل الجاه والوجاهة‪.‬‬ ‫وهذا ليس من طبعه بل ليبارك بيته ويبارك زاده‬ ‫بترشيف الشيوخ االجالء‪.‬‬ ‫وهذا العمل اليدوي مل يبعده عن واجباته الدينية‪،‬‬ ‫بل بقي ملجلس التوحيد مشيدا وداع ًام‪ .‬وألخواته‬ ‫حافظاً وواعظاً‪ ،‬فكانت املوعظة الحسنة تتقطر‬ ‫من فمه‪ ،‬كالماً طيباً جذاباً‪ .‬وإن كان الله جىل وعال‪،‬‬ ‫يكرم عباده الصالحني‪ ،‬فكانت مكرمة الشيخ ابو‬ ‫حسان‪ ،‬ان اختارته الهيئة الروحية العليا لطائفة‬ ‫املوحدين الدروز يك يصيل العارف بالله‪ ،‬شيخنا‬

‫‪61‬‬

‫أما كلمة أهل الفقيد فكانت لنجله الشيه‬ ‫صالح ضو والتي عدد فيها مناقب والده الشيخ‬ ‫الجليل واصفا إميانه وصربه ومن كلته نقتطف‪:‬‬ ‫وقفة حق وشهادة لله‪ ،‬ولو كنت نسجت خيوط‬ ‫شهادتك عىل نول الطاعة‪ ،‬وبنور اإلميان‪ ،‬وصدق املحبة‬ ‫لله سبحانه وتعاىل‪ ،‬فكساك بعزته هيبة ووقاراً‬ ‫واجالالً‪ .‬نعم يا والدي كلنا إىل املوت سائرون‪ ،‬ولكن‬ ‫موت الصالحني املؤمنني حياة‪ ،‬ألنه موعد اللقاء مع‬ ‫نقي الرسيرة‪،‬‬ ‫خالق األرض والسموات‪ ،‬فمن كان ّ‬ ‫صايف القلب‪ ،‬حميد الفعال‪ ،‬صادق اللسان‪،‬‬ ‫جلبابه التقوى‪ ،‬طاهر الجنان‪ ،‬وللحق عنوان‪ ،‬صابراً‬ ‫عىل قضاء الرحمن‪ ،‬متوس ًال رضا امللك الد ّيان‪ ،‬فال‬ ‫بد أن يكون مثواه جنة الرضوان‪ .‬نعم يا والدي‪ ،‬ولو‬ ‫كنت يف يوم وداعك أقف بخشوع معرتفاً بعجزي‬ ‫عن وفائك حقك‪ ،‬ولكن البد من االعرتاف أمام‬ ‫هذا املوقف املهيب‪ ،‬بفضلك‪ ،‬وعطفك‪ ،‬ومحبتك‪،‬‬ ‫وحنانك‪ ،‬ونصحك‪ ،‬وهديك الدائم لنا‪ ،‬لقد كنت‬ ‫املعلم الفاضل‪ ،‬واملرشد الناصح‪ ،‬تنري لنا دروب‬ ‫فنستكني بجوارك خاشعني‪.‬‬ ‫الحق و الحقيقة‪،‬‬ ‫كنت املثل واملثال عارصت وعايشت املشايخ‬ ‫األعيان األجالء‪ ،‬تسري عىل هدى الصالحني‪ ،‬مقتفياً‬ ‫آثار املؤمنني الصادقني‪ ،‬وقد نلت شهادتهم بحسن‬ ‫خلقك‪ ،‬ورجاحة عقلك‪ ،‬وصدق رسيرتك‪ ،‬أحببتهم‬ ‫فأحبوك‪ ،‬واكرمتهم فأكرموك‪ ،‬واىل منزلة األعيان‬ ‫رفعوك‪ ،‬ويف كرامة صالة الوداع لسيد العرص‪،‬‬ ‫وفريد الزمان‪ ،‬شيخنا وحبيبنا الشيخ ابو حسن‬ ‫عارف حالوي اختاروك‪ .‬فهنيئاً لك عىل نعمة من‬ ‫الله استحقيت‪ ،‬ومسك الختام بحياة توحيدية‬ ‫عرفانية ناصعة انتهيت‪ ،‬لقد كان بابك للزوار‬ ‫مفتوحاً يف ليل ونهار‪ ،‬وغاية سعادتك عندما تطأ‬ ‫أقدام أخوانك ومحبيك أرض الدار‪ ،‬وهذا بعض من‬ ‫نفتقدك اليوم‬ ‫صفات الرجال املؤمنني األخيار‪.‬‬ ‫وما أحوجنا إىل صوت العقل والحكمة يف األيام‬ ‫الصعبة التي متر بها البالد‪ ،‬ألنك كنت دوماً داعية‬ ‫حق من أجل الوحدة ورص الصفوف‪ ،‬مؤمناً برسالة‬ ‫املوحدين‪ ،‬وداعياً اىل الحفاظ عىل الخط الوطني‬ ‫العريب املقاوم‪ ،‬ونصري املظلومني‪ .‬واحرستاه يا‬ ‫والدي عىل العمر الذي انقىض باألقدار‪ ،‬وال اعرتاض‬ ‫عىل حكمه‪ ،‬وال راد لقضاه‪ .‬لك منا العهد والوعد‬ ‫بأن نسري عىل الدرب التي رسمت‪ ،‬وان نسعى‬ ‫جاهدين للحفاظ عىل هذا األرث الذي تركته لنا‬ ‫من الرشف‪ ،‬والفضل‪ ،‬والكرامة‪ ،‬وأن نبقى أوفياء‬ ‫ملن كان وفياً لك يف حياتك ومامتك‪ ،‬راجني من الله‬ ‫سبحانه وتعاىل أن يجمعنا يف دار اآلخرة والبقاء‪،‬‬ ‫يوم العرض والحساب‪ ،‬يا من ال تخيب لديه اآلمال‪.‬‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪60‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫منرب التيار‬

‫دروز فلسطين‪ ..‬هوية قومية عروبية ورفض التجنيد‬

‫مواقف‬ ‫انتخابية‬ ‫جملة من املواقف االنتخابية صدرت عن رئيس‬ ‫تيار التوحيد الوزيرالسابق وئام وهاب‪ ،‬ش ّملها‬ ‫رؤيته االنتخابية‪ ،‬وانتقاداته ملجريات العملية‬ ‫االنتخابية التي متت يف ‪ 7‬حزيران‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل مواقفه الشخصية من تشكيل الحكومة‬ ‫ومشاركة املعارضة فيها‪ ،‬وهذه املواقف صدرت‬ ‫يف مناسبات عديدة وعرب الصحف أو املحطات‬ ‫الفضائية ونوردها فيام ييل‪:‬‬

‫دعوة الشوفيني‬ ‫لرفض التحدي‬ ‫اقرتع رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب يف مبنى املدرسة الرسمية يف الجاهلية‬ ‫يرافقه مرشح التيار يف الشوف بهاء عبد‬ ‫الخالق‪ ،‬ودعا وهاب اللبنانيني إىل” االختيار بني‬ ‫إمارة يريدها سعد الحريري وحلفاؤه يف لبنان‬ ‫نريدها قامئة عىل‬ ‫والخارج‪ ،‬وبني جمهورية‬ ‫التوازن اللبناين واملساواة والعدالة االجتامعية”‪،‬‬ ‫حيث بات عىل اللبناين اإلختيار بني “العصابة‬ ‫أوالدولة‪ ،‬وبني املبارشة بعملية اإلصالح والتغيري‬ ‫أو املراوحة عىل الوضع املأساوي القائم”‪ .‬خامتاً‬ ‫بتوجيه التحية لوزير الداخلية عىل اإلجراءات‬ ‫املتخذة ضامناً لسالمة عملية اإلقرتاع يف‬ ‫كل املناطق قائال‪“ :‬إنها أفضل إنتخابات يف‬ ‫تاريخ لبنان من حيث اإلجراءات املتخذة حول‬ ‫املراكز‪ ،‬وضبط العملية االنتخابية‪ ،‬فهي عملية‬ ‫ناجحة بامتياز” متمنيا للمعارضة الفوز بأغلبية‬ ‫املقاعد‪.‬‬ ‫ورداً عىل كالم الوزير مروان حامدة حول عدم‬ ‫كثافة املقرتعني يف الشوف والذي عزاه إىل‬ ‫كون الشوفيني يضمون فوز الئحتهم‪ ،‬قال‬ ‫وهاب “ لقد اخترب الشوفيون الوزير حامدة‬ ‫طيلة عرشين عاماً‪ ،‬ومل يروا جديدا‪ ،‬لذلك نرى‬ ‫نسبة اإلقرتاع يف الشوف خفيفة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل تحدي الناس يف الشوف برتشيح جورج‬ ‫عدوان عىل الئحة األستاذ وليد جنبالط‪،‬‬ ‫وأعتقد أن عىل الشوفيني اليوم الرد عىل هذا‬ ‫التحدي بتشطيب هذا األسم الذي فرض‬ ‫عليهم فرضا”‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫لألخبار‪...‬‬ ‫“معركتنا الحقيقية عام ‪”2013‬‬ ‫كالم كثري يكتمه رئيس «تيار التوحيد» الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب‪ ،‬ملا بعد ظهور النتائج النهائية‪،‬‬ ‫وتحليل األرقام التفصيلية التي حازها تياره يف‬ ‫القرى الدرزية‪ .‬حيث خاض «تيار التوحيد» معركته‬ ‫االنتخابية األوىل ضمن الئحة التغيري واإلصالح‪،‬‬ ‫عرب املرشح عن املقعد الدرزي بهاء عبد الخالق يف‬ ‫مواجهة النائب وليد جنبالط‪ ،‬وبرتشيح منفرد‬ ‫يف عاليه‪ ،‬لنائب رئيس التيار سليامن الصايغ‬ ‫بوجه تحالف مزدوج يجمع جنبالط وأرسالن‪ .‬ويف‬ ‫تعليق أويل لجريدة األخبارحول االنتخابات‪ ،‬يخترص‬ ‫الوزير وهاب الواقع بقوله‪“ :‬أثبت التيار أنه الوحيد‬ ‫عىل الساحة الدرزية الذي يستع ّد للمواجهة مع‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬ومعركتنا الحقيقية يف دورة العام‬ ‫‪ ،”2013‬كاشفا أنه قد خاض املواجهة وسط‬ ‫حصار سيايس وما ّيل‪ .‬والنتائج األولية تدل‬ ‫عىل نظرية “دعوا وئام يعمل يف الشوف فقط”‪،‬‬ ‫يرص عليها (أرسالن) ويضغط بها عىل‬ ‫والتي كان‬ ‫ّ‬ ‫حلفائه يف املعارضة‪ ،‬مل تعد صالحة‪ ،‬فقد تبني أن‬ ‫قاعدة “التوحيد” يف أكرث من قرية درزية والجرد ال‬ ‫يستهان بها وخاصة يف عاليه‪.‬‬ ‫كام يرص الوزير وهاب عىل أنه ورغم تجيري‬ ‫عدد من أصوات الحلفاء كأمل وحزب الله والتيار‬ ‫الوطني الحر إال أنه قد “ترك وحيداً يف معركة‬ ‫املواجهة مع اإلقطاع الدرزي الذي يجدد نفسه‬ ‫منذ ‪ 1200‬سنة‪ ،‬والذي ليس معنياً ال بحامية‬ ‫املقاومة‪ ،‬وال مبرشوع التغيري واإلصالح”‪ .‬وعن‬ ‫ما بعد االنتخابات يقول وهاب‪“ :‬مؤمتر تنظيمي‬ ‫للتيار‪ ،‬مع اتجاه نحو املزيد من الحضور السيايس‬ ‫والشعبي‪ ،‬وبعد أربع سنوات لكل حادث‬ ‫حديث”‪.‬‬

‫لـمحطة ‪ :‬يب‪ .‬يب‪ .‬يس ‪:‬‬ ‫خطأ املعارضة موافقتها‬ ‫عىل القانون االنتخايب‬ ‫رأى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن معركة‬

‫‪46‬‬

‫انتفاضة الموحدين بوجه االحتالل االسرائيلي‬ ‫وعاليه‪ ‬‬ ‫األموال‬ ‫بعض‬ ‫كبريين‪،‬‬ ‫صوتاً‪،‬‬ ‫هذين‬

‫التيار االنتخابية يف دائريت الشوف‬ ‫كانت مرشفة‪ ،‬وبالرغم من عدم توفر‬ ‫وغياب الدعم السيايس من قبل‬ ‫الحلفاء‪ ،‬ويف مواجهة إقطاع ّيني‬ ‫استطاع التيار الحصول عىل (‪)26000‬‬ ‫أي ما يزيد عن مجموع أصوات أحد‬ ‫اإلقطاعيي‪.‬‬ ‫وأضاف يف حديث لـ يب‪.‬يب‪.‬يس العربية‪:‬‬ ‫كان غباء‪ ‬من املعارضة‪ ‬املوافقة عىل القانون‬ ‫االنتخايب يف الدوحة‪ ،‬باإلضافة إىل تعرضها‬ ‫لخديعة من إحدى الدول الخليجية التي أخ ّلت‬ ‫بوعودها السابقة‪ ،‬ووزعت املال االنتخايب ملصلحة‬ ‫فريق املواالة‪.‬‬ ‫موضحا أن أرقام الناخبني يف لوائح املعارضة‬ ‫تفوق أرقام املواالة مبا يقارب الـ (‪)230000‬‬ ‫صوتاً‪ ،‬واستغرب االستخفاف يف إلغاء زعامة‬ ‫منطقة زحلة من قبل املجنّسني والطارئني عىل‬ ‫املنطقة‪ ،‬الفتا إىل أن لبنان سوف يواجه أزمة‬ ‫سياسية‪ ،‬قد تكون أخطر من أزمة السنوات‬ ‫األربع السابقة‪.‬‬

‫ستة وعرشون ألف تحية‬ ‫وجه تيار التوحيد اللبناين ستة وعرشون‬ ‫الف ومثامناية وأربعة وسبعون تحية‪ ،‬إىل األح ّباء‬ ‫الذين منحوه ثقتهم يف الشوف وعاليه‪ ،‬رغم‬ ‫حصار الخصوم‪ ،‬وبعض الحلفاء‪ ،‬ورغم كل الحمالت‬ ‫والرتهيب‪ ،‬الذي حصل ضد مرشحينا من قبل‬ ‫األقربني واألبعدين‪ .‬ويعترب تيار التوحيد أن هذه‬ ‫األصوات التي نالها الرفيقان سليامن الصايغ‬ ‫وبهاء عبد الخالق‪ ،‬هي دَين يف عنقه تجاه أبناء‬ ‫الجبل‪ ،‬ويضع نفسه يف ترصفهم‪ ،‬ويعاهدهم‬ ‫عىل أن يكون وإياهم يف السنوات املقبلة كتفا‬ ‫إىل كتف‪ ،‬من أجل إمناء الجبل‪ ،‬وتطوره‪ ،‬وتقدمه‪،‬‬ ‫وعزّته‪.‬‬ ‫كام دعا التيار أفرقاء املعارضة يف الجبل إىل‬ ‫الوقوف أمام ضامئرهم ملرة واحدة‪ ،‬ولرياجعوا‬ ‫بعد‬ ‫تضامنهم‬ ‫ويستعيدوا‬ ‫حساباتهم‪،‬‬ ‫الهزمية املذلة التي لحقت بهم‪ ،‬خاصة منهم‬ ‫من سمح لنفسه بأن يتحول متسوال ملقعد‬ ‫نيايب‪.‬‬

‫من تزوير التوراة بدأوا‪ ،‬معتربين أنهم “شعب‬ ‫الله املختار”‪ ،‬وأن أرضهم متتد من الفرات إىل النيل‬ ‫بحسب زعمهم وتحريفهم للتوراة والتلمود‪..‬‬ ‫يكتف اليهود بإقامة كيانهم املسخ عىل‬ ‫ومل‬ ‫ِ‬ ‫األرض املقدسة يف فلسطني‪ ،‬بل ترافق ذلك مع‬ ‫قتل وذبح وعنرصية متصهينة حاقدة عىل كل‬ ‫عريب وباألخص “املسلمني”‪ ،‬للوصول إىل تحقيق‬ ‫مطامعهم التي فسرّ وها بأنها استعادة ألرضهم‪،‬‬ ‫لكنهم أخطأوا عندما قالوا‪“ :‬نحتل أرضاً بال‬ ‫شعب لشعب بال أرض”‪ ،‬وهذا ما يبينّ املطامع‬ ‫االستعامرية لسلخ الدولة الفلسطينية عن‬ ‫األمة العربية‪ ،‬وتهجري الفلسطينيني وانتشارهم‬ ‫يف بقاع األرض وجعلهم يتخلون عن موطنهم‬ ‫األم‪ .‬ومع جميع املحاوالت التي عمل قادة العدو‬ ‫عىل ج ّر بعض َمن غ ّرتهم املناصب إىل التواطؤ‬ ‫معهم بتسليمهم مراكز يف حرس الحدود أو‬ ‫مراكز قيادية أرقى‪ ،‬خرجت رشيحة كبرية من أحرار‬ ‫العرب من تحت الرماد املتصهني‪ ،‬لرتفع الصوت‬ ‫عالياً برفض الهوية اليهودية‪ ،‬والفداء بالدم ألجل‬ ‫املتجسدة دماً ومبادئاً‬ ‫البقاء عىل الهوية العربية‬ ‫ّ‬ ‫وقي ًام‪ ،‬ومحاربة محاوالت طمس الهوية القومية‬ ‫للفلسطنيني العرب يف األرايض املحتلة‪.‬‬ ‫إرسائيل‪ ،‬هذا الرسطان القابع عىل صدر العرب‪،‬‬ ‫منذ نكبة العام ‪ 1948‬وحتى اليوم‪ ،‬عرفت كيف‬ ‫تستغل بعض الخانعني وتستميلهم اىل ص ّفها‬ ‫بدءاً من املسيحي واملسلم‪ ،‬ووصوالً إىل البدوي‬ ‫والرشكيس وأيضاً بعض الدروز الذين خرجوا عن‬ ‫عروبة وقومية الطائفة الدرزية‪ ،‬ليكتفوا برىض‬ ‫القيادة اإلرسائيلية‪ّ ،‬‬ ‫عل قادة العدو يفخرون بهم‬ ‫بعد أن ينبذهم أبناء طائفتهم ووطنهم العريب‪.‬‬ ‫مؤامرة صهيونية قذرة قام بها الكيان‬ ‫الصهيوين عام ‪ 1954‬بالتعاون مع ‪ 16‬شخصية‬ ‫درزية ّممن خرجوا عن مبادىء طائفة املوحدين‬ ‫الدروز‪ ،‬ووافقوا عىل قرار تجنيد الشباب الدروز يف‬ ‫الجيش اإلرسائييل‪ ،‬إال أن كال الطرفني – القيادة‬ ‫اإلرسائيلية والعمالء – مل يفلحوا بالوصول إىل‬ ‫مبتغاهم‪ ،‬فكانت حركات الرفض واملواجهة أقوى‬ ‫من غطرستهم وحقدهم‪ ،‬وتشكلت الجمعيات‬ ‫والهيئات والحركات املعادية والرافضة لقانون‬ ‫تأدية الخدمة العسكرية اإلجبارية يف الجيش‬ ‫اإلرسائييل والوقوف يف املواجهة مع املقاومة‬ ‫الفلسطينية واللبنانية والشعب العريب أجمع‪،‬‬ ‫وبدأت هذه الهيئات بـ “لجنة املبادرة الدرزية”‪ ،‬مروراً‬ ‫بـ “حركة األرض”‪ ،‬و”الشباب الدروز األحرار” و”ميثاق‬ ‫املعروفيني األحرار” وصوالً إىل “حركة املبادرة‬ ‫العربية – الدرزية املستقلة”‪ .‬حركات نضال وع ّز‬ ‫ش ّكلها أهلنا يف األرايض املحتلة‪ ،‬ورافقها وقفات‬

‫صمود يف الدول العربية كتشكيل “حركة الحرية‬ ‫للحضارة العربية” بقيادة إحسان مراد عام ‪،2005‬‬ ‫وآخرها يف الشهر الحايل‪ ،‬تشكيل “الهيئة العربية‬ ‫لدعم رافيض الخدمة يف الجيش اإلرسائييل”‪،‬‬ ‫والتي تأخذ من لبنان الذي ّ‬ ‫أذل مبقاومته “الجيش‬ ‫الذي ال ُيقهَر” مقراً لها‪ ،‬للعمل عىل مساندة‬ ‫رافيض الخدمة العسكرية يف األرايض املحتلة‪.‬‬ ‫وما يشكل مفخرة العرب واملسلمني هو‬ ‫التصدّي القومي العرويب الذي قام به رجال الدين‬ ‫والشباب يف طائفة املوحدين الدروز يف األرايض‬ ‫املحتلة‪ ،‬ضد االنتهاكات العنرصية الحاقدة التي‬ ‫يتع ّرضون لها عىل أيدي أفراد الجيش اإلرسائييل‪،‬‬ ‫إضافة إىل رفضهم االنخراط يف صفوف الجيش‬ ‫الصهويني‪ ،‬والوقوف يف صف املواجهة ضد‬ ‫الشعب العريب عموماً والفلسطيني خصوصاً‪.‬‬

‫أصول طائفة املوحدين الدروز‬ ‫“طائفة املوحدون الدروز” هي طائفة دينية تفرعت‬ ‫من املذهب االسامعييل‪ ‬الذي ظهر يف مرص قبل‬ ‫حوايل ‪ 700‬سنة‪ ،‬و ُولِدت أيام الخالفة الفاطمية‪.‬‬ ‫وينترش الدروز يف لبنان وفلسطني‪ ‬واألردن وسوريا‬ ‫وتركيا والصني وغريها‪ ،‬وغالباً ما ُيس ّمون بـ”بني‬ ‫معروف”‪ ،‬وتعود تسميتهم بـ”الدروز” نسبة إىل‬ ‫«نشتكني الدرزي»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املرشف‬ ‫وما مييز الدروز هو تاريخهم النضايل‬ ‫ضد كل استعامر حاول اإلحاطة بالعامل العريب‪،‬‬ ‫وبالطبع ككل عريب وألي طائفة انتمى‪ .‬منى الحس‬ ‫القومي الوطني لدى شباب الطائفة الدرزية‬

‫‪47‬‬

‫ليتفجر يف مقاومة االحتالل واملشاركة يف‬ ‫ّ‬ ‫العديد من املعارك‪ ،‬بدءاً من أيام القائد سلطان‬ ‫باشا األطرش‪ ،‬ووصوالً إىل وقتنا الحايل‪.‬‬ ‫والالفت مؤخراً هو تع ّرض رجال الدين يف طائفة‬ ‫املوحدين الدروز يف األرايض املحتلة‪ ،‬إلعتداءات‬ ‫عنرصية بعد انتفاضهم ضد سياسة الحصار‬ ‫املفروض من ِق َبل قوات االحتالل االجنبية بقصد‬ ‫تهجري فلسطيني ‪.1948‬‬ ‫وما يثري الفخر أنه عىل الرغم من االختالف‬ ‫يف اآلراء السياسية يف أوساط الطائفة الدرزية‬ ‫خاصة يف لبنان‪ ،‬إال أن زعامء هذه الطائفة أج َمعوا‬ ‫عىل رفض التجنيد اإلجباري‪ ،‬وعىل الوقوف إىل‬ ‫جانب أهلنا يف األرايض املحتلة‪ ،‬مع الدعوة إىل‬ ‫انتفاضة شعبية يف كافة القرى الدرزية كام‬ ‫جاء يف بيان صادر عن رئيس تيار التوحيد اللبناين‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬الذي أكد أن «جرائم‬ ‫سياسة التمييز القومي العنرصية السلطوية‬ ‫ضد أهلنا وأخوتنا من بني معروف وقراهم‪ ،‬ويف‬ ‫شتى املجاالت‪ ،‬تنسف االدّعاءات الصهيونية‬ ‫الكاذبة عن «حلف الدم» بني الدروز واليهود‬ ‫حيث ال تحالف بني الضحية والجزّار»‪ ،‬مؤكدا «أن‬ ‫هذه اإلنتفاضة يجب أن تكون جزء ال يتجزأ من‬ ‫املسار التاريخي ألحرار فلسطني‪ ،‬إلفشال املحاوالت‬ ‫الصهيونية لنرش العدمية القومية بني صفوف‬ ‫العرب الدروز‪ ،‬وابتداع هوية «قومية درزية» مزورة‪،‬‬ ‫وتراث درزي‪ ،‬ولغة درزية مشتقة ومحرفة عن أمها‬ ‫اللغة العربية»‪.‬‬ ‫وهذا ما تبينّ أيضاً يف موقف رئيس الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك النائب وليد جنبالط الذي‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫الغالف‬ ‫قال‪« :‬أن «سياسة التمييز العنرصي بالتعليم‬ ‫وفرص العمل ومصادرة األرايض‪ ،‬تؤكد النوايا‬ ‫اإلرسائيلية التي تسعى ملسخ هوية الدروز‬ ‫ووضعهم يف مواجهة مع إخوانهم من الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وذلك عرب االستمرار يف فرض‬ ‫التجنيد اإلجباري املفروض عىل الدروز منذ العام‬ ‫‪ 1956‬خالفاً لباقي عرب ‪.»48‬‬

‫محاوالت «تهويد الدروز» قوبلت‬ ‫مبعارضة درزية واسعة‬ ‫وعىل الرغم من محاولة الحكومة اإلرسائيلية التعتيم‬ ‫اإلعالمي عىل رفض أهايل فلسطني املحتلة للخدمة االلزامية‪،‬‬ ‫إال أن اإلعالم خرقها‪ ،‬فظهر واضحاً مدى االنحطاط الذي‬ ‫وصلت إليه قيادة العدو‪ ،‬بعد أن ُكسرِ َ ت هيبتها‪ ،‬وزال‬ ‫الخوف لدى الكثري من املواطنني خاصة شباب املوحدين‬ ‫الدروز الذين أجبرِ العديد منهم سابقاً عىل االنخراط يف‬ ‫صفوف جيش العدو بعد صدور ترشيع من الكنيست‬ ‫اإلرسائييل يقيض بإلزامية خدمة العلم (الخدمة الوطنية)‪،‬‬ ‫حيث كانت خطط اليهود الصهاينة سلخ الدروز عن أصلهم‬ ‫العريب وإظهارهم يف صورة العمالء واملتواطئني مع القيادة‬ ‫اإلرسائيلية‪ .‬ومام ال شك فيه أن قيادة العدو عملت جاهدة‬ ‫للوصول إىل مبتغاها من خالل الرتويج بقرابة الدروز‬ ‫واليهود‪ ،‬خاصة من خالل منع الدروز من االحتفال باألعياد‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬مع اصطناع مناسبة خاصة بهم بعيدة عن أعياد‬ ‫الطائفة الدرزية باسم «زيارة النبي شعيب»‪ ،‬التي هدف‬ ‫كيان العدو من خاللها إبراز القرابة اليهودية ‪ -‬الدرزية التي‬ ‫ر ّوج لها باإلدّعاء أن النبي شعيب لدى الدروز ز ّوج ابنته‬ ‫للنبي موىس لدى اليهود‪.‬‬ ‫ويؤكد تقريراً صادراً عن الجيش اإلرسائييل االرتفاع‬ ‫الكبري يف نسبة املتهربني من الخدمة التي باتت تقارب الـ‬ ‫‪ .%40‬وهي موزعة عىل الشكل التايل‪ :‬العلامنيني ‪ ،%18‬الدروز‬ ‫‪ ،%70‬واملتدينني ‪ .%95‬والالفت أن الت ّفهم الذي كان يستفيد‬ ‫منه الشباب الدرزي من قبل اإلرسائيليني بحجة العبادة‬ ‫والتد ّين‪ ،‬حيث كان اإلرسائيليون يتفهمون يف املايض إعفاء‬ ‫اليهود املتدينني من الخدمة بسبب تف ّرغهم للعبادة‪ ،‬مل يعد‬ ‫موجوداً مام أدى إىل الفرض اإلجباري للخدمة العسكرية‪.‬‬ ‫وتبلغ نسبة الذكور املتهربني من الخدمة اإللزامية يف الجيش‬ ‫اإلرسائييل ‪ %25‬واإلناث ‪.%55‬‬ ‫ويعود هذا الته ّرب ألسباب عديدة بحسب‬ ‫القيادات الصهيونية منها‪ :‬إخفاقات الجيش‬ ‫اإلرسائييل يف عدوان متوز ‪ 2006‬عىل لبنان‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل تقرير لجنة فينوغراد الذي قال أن الجيش هو‬ ‫الذي أودَى بالحكومة إىل هذه الحرب غري الرضورية‪،‬‬ ‫مع ما تودي به املامرسات اإلرسائيلية يف املناطق‬ ‫الفلسطينية املحتلة والتي تسبب أمراضاً وعقداً‬ ‫نفسية للشباب الذين يؤدّون الخدمة العسكرية‬ ‫اإللزامية‪ .‬هذا باإلضافة إىل الفساد السيايس‬ ‫واألخالقي لقيادات الدولة العربية‪ ،‬وغياب الزعامء‬ ‫األذكياء والقادة الكبار القادرين عىل رفع روح‬ ‫الحامس الوطني‪ ،‬وأصحاب الخطاب السيايس‬ ‫املجنّد‪ ،‬والرؤية السياسية الواضحة‪ ،‬مع ما رافقه‬ ‫من عمليات فدائية نفذتها فصائل املقاومة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫القسام‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ويف طليعتها كتائب‬ ‫ّ‬ ‫«الجناح املسلح لحركة حامس»‪ .‬هذا مع اإلشارة‬ ‫إىل أن الخدمة العسكرية ُتف َرض بشكل إلزامي‬ ‫عىل كل شاب وشابة يهودية‪ ،‬وعىل كل شاب‬ ‫درزي أو رشكيس يف إرسائيل وتصل مدتها إىل‬ ‫ثالث سنوات للشبان وسنتني ونصف للشابات‪.‬‬ ‫وكان وزير الدفاع اإلرسائييل إيهود باراك قد‬ ‫رصح يف وقت سابق قائ ًال‪« :‬حني يذهب جندي‬ ‫ّ‬ ‫شاب إىل الحرب يجب أال يشعر أن جزءاً من املجتمع‬ ‫يعتربه أحمق‪ ،‬ينبغي العودة إىل األيام حني كانت‬ ‫الخدمة يف الجيش رشفاً وعم ًال صائباً والتهرب‬ ‫منها مبثابة خطيئة”‪ .‬كام قال الكاتب يف‬ ‫صحيفة «يديعوت احرونوت» ايتان هابر‪“ :‬التهرب‬ ‫من التجنيد رسطان يلتهم أسس إرسائيل‬ ‫كمجتمع‪ ..‬ال يريدون أداء الخدمة العسكرية‪،‬‬

‫فكان أول املعارضني من أبناء طائفة املوحدين‬ ‫الدروز‪ ،‬إمام دروز الرامة الشيخ “فرهود فرهود”‬ ‫الذي كان دامئاً يقول‪“ :‬أرى من واجبي أن أناضل‬ ‫ضد التجنيد اإلجباري ومصادرة األرايض والهجوم‬ ‫عىل مقدّساتنا ومحاولة فصلنا عن شعبنا‬ ‫العريب‪ ،‬وإذا اعتقدت السلطات اإلرسائيلية بأنها‬ ‫تنجح بهذه الخطوة بفصلنا عن العرب فهي بلهاء‬ ‫يف الحقيقة”‪ .‬ثم جاء عام ‪ 1958‬لينشأ خالله‬ ‫تنظيم رسي ُس ّمي بـ”حركة األرض”‪ ،‬ويهدف‬ ‫لرفض التجنيد واالندماج يف دولة االحتالل‪ ،‬إال أنه‬ ‫ُك ِش َف و ُقضيِ عليه‪ ،‬وتنظيم آخر باسم “الشباب‬ ‫األحرار” برئاسة “سميح وحسن القاسم”‪ .‬ويف‬ ‫عام ‪ ،1972‬تشكلت “لجنة املبادرة الدرزية” ومن ثم‬ ‫“حركة النهضة الدرزية” عام ‪ ،2000‬ليأيت بعدها‬ ‫تشكيل أقوى حركات الرفض ملنطق التجنيد‬

‫سريتدون زي السجن”‪.‬‬

‫اإلجباري ضمن حركة عُ ِر َفت باسم “حركة‬ ‫املعروفيني األحرار”‪ .‬هذا باإلضافة إىل حركات‬ ‫أخرى ناشطة يف مجال رفض الخدمة العسكرية‬ ‫اإلجبارية كـ”حركة املبادرة املستقلة”‪.‬‬ ‫يؤكد دروز فلسطني أن خدمتهم يف جيش‬ ‫االحتالل جعلتهم يتخلفون عن أبناء جلدتهم من‬ ‫املسلمني واملسيحيني‪ ،‬ويشددون عىل ان مسألة‬ ‫الخدمة اإللزامية يف هذا الجيش مل تعد تعنيهم‪،‬‬ ‫فيام تشري معطيات األجهزة األمنية اإلرسائيلية‬ ‫إىل أن عدد رافيض الخدمة اإللزامية لدى الدروز‬ ‫يتزايد باطراد يف اآلونة األخرية‪ ،‬حتى بات األمر‬ ‫مبثابة ظاهرة تقض مضاجع املؤسسة األمنية‬ ‫التي ترى يف تجنيد الدروز تطبيقا لسياستها‬ ‫القاضية بسلخهم عن شعبهم داخل األرايض‬ ‫املحتلة منذ العام ‪ .1948‬وهذا ما يبينّ مدى تطور‬ ‫حركة الرفض واملامنعة الدرزية واألفق القومي‬ ‫العريب الذي انترش داخل فلسطني املحتلة‬ ‫وخارجها‪.‬‬

‫رفض قاطع للخدمة اإللزامية‬ ‫يف كيان العدو‬ ‫عام ‪ ،1949‬قال قائد فرقة األقليات يف وزارة‬ ‫الخارجية يف الدولة العربية “طوفيا ليشانسك”‪:‬‬ ‫“عرب تجنيد الدروز نهدف إىل إبعادهم عن العرب‪،‬‬ ‫نحن ال نبحث عن الفائدة األمنية بقدر ما نريد‬ ‫أن نجعلهم سكيناً يف ظهر القومية العريب”‪.‬‬ ‫وعام ‪ ،1956‬فرض قانون التجنيد اإللزامي بأمر‬ ‫من “بن غوريون”‪ ،‬الذي استخدم صالحياته إلصدار‬ ‫قرار التجنيد اإلجباري وفرضه عىل الشباب الدروز‬ ‫العرب‪ ،‬وذلك لرضب وحدة الشعب العريب يف‬ ‫الكيان اإلرسائييل‪ ،‬وخلق كراهية بني الدروز وباقي‬ ‫الطوائف‪ .‬ومع إصدار قرار التجنيد اإللزامي لشباب‬ ‫املوحدين الدروز‪ ،‬وبعد إلغاء ترشيع إعفاءهم من‬ ‫تأدية الخدمة اإلجبارية العسكرية‪ ،‬تشكلت لجان‬ ‫عديدة من أبناء الدروز لرفض االنخراط يف جيش‬ ‫يقتل أبناء وطنهم وأبناء األمة العربية جمعاء‪،‬‬

‫‪48‬‬

‫دروز فلسطني‪...‬‬

‫تش ّبث بالقومية العربية‬ ‫قومية عربية متش ّبثة باألرض هي التي طاملا‬ ‫تربىّ عليها أبناء طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬وال شك‬ ‫أن تاريخ القائد العريب املجاهد سلطان باشا‬ ‫األطرش شكل ركيزة أساسية لرفض «تهويد‬ ‫الدروز»‪ ،‬وجعلهم يخرجون من الطابع العريب‬ ‫القومي الذي تشكل عىل مر التاريخ مع سلطان‬ ‫باشا األطرش وكافة الزعامء الذين وقفوا وقفة‬ ‫وطنية تليق مببادىء الطائفة الدرزية‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية يف األرايض‬ ‫املحتلة حوايل ‪ 100‬الف انسان‪ ،‬مبا يوازي أكرث من‬ ‫‪ %1.5‬من مجمل سكان ارسائيل‪ ،‬وأكرث من ‪%8.5‬‬ ‫من العرب يف ارسائيل‪ ،‬و‪ %4‬يف الرشق األوسط‪،‬‬ ‫وقد تواجدوا يف هذه االرض منذ بداية القرن‬ ‫الحادي عرش‪.‬‬ ‫ويتوزع الدروز يف فلسطني عىل ‪ 18‬قرية‪ ،‬اثنتان‬ ‫يف جبل الكرمل (عسفيا ودالية)‪ ،‬و‪ 16‬قرية يف‬ ‫الجليل‪ ،‬وهي‪ :‬شفا عمرو‪ ،‬أبو سنان‪ ،‬جب‪ ،‬املكر‪،‬‬ ‫يانوح‪ ،‬املغار‪ ،‬الرامة‪ ،‬عني األسد‪ ،‬ساجور‪ ،‬يركا‪،‬‬ ‫كرسى‪ ،‬البقيعة‪ ،‬حرفيش‪ ،‬بيت جب‪ ،‬جويس‪،‬‬ ‫وكفر سميع‪.‬‬ ‫ويف بحث قامت به جامعة حيفا‪ ،‬تبينّ ان‬ ‫‪ %64‬من دروز فلسطني يعارضون تأدية الخدمة‬ ‫االحتالل‬ ‫جيش‬ ‫يف‬ ‫اإللزامية‬ ‫العسكرية‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬املفروضة منذ عام ‪ .1956‬والبارز‬ ‫هو تفضيل الشباب الدرزي الفلسطيني قضاء‬ ‫عقوبة السجن بدل االنخراط يف صفوف الجيش‬ ‫اإلرسائييل والوقوف يف مواجهة الشعب العريب‬ ‫وقتله وتدمري منازله‪.‬‬ ‫ومن ‪ ‬ابرز السياسات واإلجراءات التي اعتمدها‬ ‫الكيان الصهيوين ملحاولة سلخ العرب عن‬ ‫انتامئهم وهويتهم‪:‬‬ ‫مصادرة األرايض الزراعية للعرب الدروز‬ ‫وسلبها بالقوة‪ ،‬وبالتايل تجريدهم من كل‬ ‫عنارص استقالليتهم وربطهم كلياً باالقتصاد‬ ‫اإلرسائييل وخاصة اقتصاد «األمن» عرب الخدمة‬ ‫العسكرية وغريها‪.‬‬ ‫استثناء وزير حرب العدو يف العام ‪ 1956‬العرب‬ ‫الدروز من قرار إعفاء الشباب العرب من الخدمة‬ ‫اإلجبارية يف جيش االحتالل وبالتايل فرض الخدمة‬ ‫العسكرية عليهم خالفاً لكل الرشائح العربية‪.‬‬ ‫فصل تعليم العرب الدروز عن تعليم باقي‬ ‫العرب وإصدار مناهج «تربوية» موجهة لهم‬ ‫وحدهم (الرياضيات للدروز‪ ،‬األدب العريب للدروز‪،‬‬ ‫علم األحياء للدروز‪ ،‬الفيزياء للدروز) وتدريس‬ ‫كتب مزعومة لكتاب صهاينة أطلق عليها اسم‬ ‫«الرتاث الدرزي» إمعاناً يف عملية فصلهم عن‬ ‫انتامئهم العريب اإلسالمي واعتامد مواد تدريس‬ ‫خاصة تشجع الشباب وتحرضهم لالنخراط يف‬ ‫الخدمة اإلجبارية إضافة إىل محاولة تشكيل لجان‬ ‫الطالب الدروز يف الجامعات‪.‬‬

‫الهيئة العربية لدعم رافيض الخدمة يف‬ ‫الجيش اإلرسائييل‬ ‫هيئات‪ ،‬جمعيات‪ ،‬حركات رفض‪ ،‬هي ما يتشكل عىل‬ ‫أيدي أحرار العرب ملساندة أهلنا يف األرايض املحتلة‬ ‫لرفض تأدية الخدمة العسكرية يف الجيش اإلرسائييل‪ ،‬وهي‬ ‫ما ستعمل عليه «الهيئة العربية لدعم رافيض الخدمة يف‬ ‫الجيش الغرسائييل» والتي تشكلت مؤخراً واضعة نصب‬ ‫أعينها عىل املبادىء العربية القومية‪ ،‬وهي هيئة مدنية‬ ‫تطوعية مستقلة تنطلق من لبنان وتطمح للتوسع ملختلف‬ ‫الدول ال سيام دول الجوار مع فلسطني املحتلة بحسب ما‬ ‫جاء يف وثيقة اإلعالن والتأسيس الصادرة عنها‪.‬‬ ‫وقد وضعت الهيئة مجموعة أهداف أساسية للعمل‬ ‫عليها وهي‪:‬‬ ‫خلق إطار تنظيمي دميقراطي للحوار والتشاور والتنسيق‬ ‫والعمل املشرتك والتكامل والتضامن بني جميع العاملني عىل‬ ‫دعم الشباب العريب الفلسطيني الرافض للخدمة يف الجيش‬ ‫االرسائييل‪.‬‬ ‫التنسيق والتعاون والدعم عىل كافة األصعدة مع جميع‬ ‫الهيئات العامة العاملة داخل أرايض العام ‪ 48‬عىل نفس‬ ‫األهداف التي تعمل من اجلها وبكافة الوسائل املمكنة‪.‬‬ ‫مواجهة اإلشكاليات واملعوقات السياسية واالجتامعية‬ ‫والقانونية واملالية التي تواجه الشباب الرافض للخدمة‪.‬‬ ‫كشف انتهاكات حقوق اإلنسان بكافة صورها وأشكالها‬ ‫داخل الكيان اإلرسائييل ال سيام التمييز العنرصي ضد‬ ‫الشباب الرافض للخدمة‪.‬‬ ‫اإلسهام الجاد واملوضوعي يف تشجيع ودعم التواصل‬ ‫القومي بني مختلف مك ّونات الجامهري العربية يف أرايض‬ ‫العام ‪ ،48‬والعامل العريب ال سيام الدول املجاورة لفلسطني‪.‬‬ ‫املشاركة الف ّعالة يف األنشطة والنضاالت الوطنية‬ ‫واإلقليمية والعاملية تضامناً مع الشعب الفلسطيني يف كامل‬ ‫فلسطني التاريخية‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫صحوة الحكام العرب‪..‬‬ ‫رمبا تساهم يف استعادة‬ ‫األرايض املحتلة‬ ‫لطاملا كانت طموحات إرسائيل بإقامة دولة يهودية دينية‬ ‫معادية لإلسالم واملسلمني‪ ،‬وهذا ما يظهر دامئاً يف تعاملهم‬ ‫مع شعب فلسطني وكافة الشعوب العربية‪ ،‬مام يؤكد عدم‬ ‫جدية (إرسائيل) يف تحقيق السالم يف منطقة الرشق األوسط‪،‬‬ ‫وإرصارها عىل أحقيتها بامتالك األرض (ارض كنعان)‪ .‬لكن‬ ‫ألَ ْم يتساءل العرب واملسلمون يوماً إىل أين سيوصلنا الفكر‬ ‫واملعتقد اليهودي‪ ،‬مع تزايد الخنوع العريب املتواصل الذي‬ ‫يفخر به بعض القادة يف بعض الدول العربية؟‬ ‫القضية اليوم هي قضية عربية جامعة وليست فلسطينية‬ ‫فقط‪ ،،‬واملطلوب تعاون عريب مكثف لدعم املناضلني يف‬ ‫األرايض املحتلة‪ّ ،‬‬ ‫عل القدس تعود لكل العرب األحرار‪،‬‬ ‫وتتكلل هضبة الجوالن املحتل يف سوريا بعبق العروبة‬ ‫والحرية‪ ،‬والفخر بإبادة الكيان الغاصب والعدو املحتل‬

‫‪.‬إعداد‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫نتنياهو يراوغ بال قيود ويضع شروطاً‬

‫يهودية إسرائيل مقابل «دولة» فلسطينية بال مواصفات‬ ‫بعد الخطاب الذي ألقاه رئيس حكومة الكيان‬ ‫الصهيوين بنيامني نتنياهو يف جامعة “بار إيالن”‬ ‫يوم ‪ ،2009/6/14‬ميكن القول أن أجندة الرئيس‬ ‫االمرييك باراك أوباما الخاصة بالرشق األوسط قد‬ ‫أصبحت مثار تكهنات كبرية‪ ،‬ورغم الدالئل التي‬ ‫أشارت اىل توجه الرئيس أوباما وفريقه لسلوك‬ ‫الطرق الرباغامتية والصرب‪ ،‬وهام سمتان أفتقرت‬ ‫اليهام محاولة الرئيس االمرييك السابق جورج‬ ‫بوش املترسعة لفرض نظام جديد عىل الرشق‬ ‫االوسط‪ ،‬وكذلك جهود بيل كلينتون االندفاعيه‬ ‫للتوصل اىل تسوية شاملة‪.‬‬ ‫ما قاله نتنياهو يف جامعة “بار إيالن” شكل‬ ‫رضبة كبرية لكل من حاول ان يسوق لحكومة‬ ‫نتنياهو‪ ،‬وان بإمكان ادارة أوباما ان تتعامل معها‬ ‫بالطريقة املناسبة ووضعها عىل املسار الذي‬ ‫يخدم املصلحة القومية االمريكية‪ ،‬بعد ان‬ ‫أعلنت إدارة اوباما عن إستعدادها لتكريس رصيد‬ ‫دبلومايس واقتصادي وسيايس مهم بهدف‬ ‫التوصل وبعد متهيد االرضية‪ ،‬اىل تحقيق حل‬ ‫الدولتني‪،‬‬ ‫ورغم ما يروج عن وجود خالفات يف الرؤى بني‬ ‫ادارة البيت االبيض وبني حكومة “ارسائيل”‪ ،‬إال ان‬ ‫هذه الخالفات لن تكون سبباً يف إضعاف التحالف‬ ‫االسرتاتيجي بني واشنطن وتل أبيب‪ ،‬اذ أكد‬ ‫الرئيس باراك أوباما قبل انتخابه وبعده التزامه‬ ‫املبادئ السياسية التي التزمتها االدرات السابقة‬ ‫ازاء ارسائيل‪ ،‬مبا يف ذلك ضامن أمنها وتفوقها‬ ‫االسرتاتيجي عىل “جريانها” العرب‪ ،‬واألستمرار‬ ‫يف دعمها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً‪ ،‬وتأكيد‬ ‫االعرتاف بها وطناً قومياً لليهود “دولة يهودية”‪،‬‬ ‫ودعوة أوباما اىل وقف االستيطان وحل‬ ‫الدولتني‪ ،‬شكلت أبرز نقاط الخالف وحدوده‪ ،‬هذا‬ ‫من الناحية النظرية عىل أقل تقدير‪ ،‬ولكن األمور‬ ‫ليست بهذه البساطة‪ ،‬فارسائيل هذا الكيان‬ ‫غري معروف الحدود والصالحيات وخاصة يف ظل‬ ‫بناء الجدار العازل يف الضفة الغربية‪ ،‬ومشاريع‬ ‫توسيع املستوطنات وتهويد القدس‪ ،‬أما “الدولة”‬ ‫الفلسطينية التي يتم الحديث عنها فمضمونها‬ ‫مجهول وغامض‪،‬‬ ‫والجديد يف خطاب نتنياهو‪ ،‬أنه جاء واضحاً‬ ‫يف أهدافه ويف تنكره لحقوق الفلسطينيني يف‬ ‫أرضهم‪ ،‬وخطاب مشاعر الجمهور املتدين يف‬ ‫الكيان الصهيوين‪،‬‬

‫التي تم تقدميها للكيان الصهيوين مل تنفع ومل‬ ‫تشفع الصحابها‪ ،‬نتنياهو مل يأت عىل ذكر املبادرة‬ ‫العربية للسالم‪ ،‬وال حتى خارطة الطريق‪ ،‬فهذه يف‬ ‫نظر الصهاينة ما هي اال وسيلة الستدراج االخرين‬ ‫نحو املزيد من التنازل‪ ،‬ومنذ السبعينات كان‬ ‫الشعار الذي عمل عليه االعداء‪ ،‬االعرتاف بارسائيل‬ ‫وقد انتهت هذه املرحلة عند تم املرور يف محطات‬ ‫عديدة‪ ،‬منذ مؤمتر مدريد واوسلو وتغيري امليثاق‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وخارطة الطريق وأنابوليس وغريها‪...‬‬ ‫اليوم يطالب نتنياهو‪ ،‬االعرتاف بيهودية ارسائيل‪،‬‬ ‫وهذه آلية واضحة للتمويه وهي تستهدف القضاء‬ ‫عىل مسألة حق العودة للفلسطينيني اىل أرضهم‬ ‫وديارهم‪ ،‬فاالعرتاف بيهودية هذا الكيان سيؤدي‬ ‫اىل اعطاء رشعية باثر رجعي ليس فقط الرسائيل‬ ‫بل للفكرة الصهيونية وبأن املرشوع الصهيوين‬ ‫كان عىل حق‪ ،‬ويريدون من االمة العربية االعرتاف‬ ‫بارسائيل كحقيقة واقعة ناتجة عن موازين قوى‬ ‫وعدم امكانية الحرب‪ ،‬وبالتايل التطبيع مع هذا‬ ‫الكيان املفروض بالدعم األمرييك والغريب عموماً‬ ‫والذي يهدد حارض االمة ومستقبلها‪،‬‬ ‫وموضوع االعرتاف بيهودية ارسائيل سيكون‬ ‫حداً فاص ًال‪ ،‬سيقيض عىل حق العودة ومنع‬ ‫الفلسطيني من العودة اىل أرضه وكذلك سيؤدي‬ ‫اىل طرد الفلسطينيني (عرب ‪ ،)1948‬فالوضع‬ ‫خطري للغاية‪ ،‬ونتنياهو يراوغ حتى ال يواجه الرئيس‬ ‫باراك أوباما‪ ،‬وحتى ال يفشل ائتالفه الحاكم‪ ،‬وهو‬ ‫من خالل طرحه يريد ان يريض اوباما عىل حساب‬ ‫الفلسطينيني وحقوقهم‪،‬‬

‫يهودية ارسائيل!‬

‫الدولة الفلسطينية املنتظرة‬

‫بدأت الصورة تتوضح أكرث هذه املرة‪ ،‬فالتنازالت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مستوطنة معايل ادوميم‬

‫نتنياهو يف جامعة بار إيالن بتل أبيب‬

‫ورئيس الحكومة الصهيونية قال انه مستعد‬

‫‪50‬‬

‫القدس الرشقية‬

‫للقبول بدولة فلسطينية‪ ،‬ولكن أن تكون منزوعة‬ ‫السالح وان تعرتف بإرسائيل دولة يهودية‪ ،‬وال‬ ‫تربم اي اتفاقات عسكرية مع الخارج‪ ،‬ومن اجل‬ ‫تحقيق ما يسمى السالم‪ ،‬ستبقى هذه االجواء‬ ‫مفتوحة للرقابة والسيطرة الجوية اإلرسائيلية‬ ‫‪ ،‬واملتطلبات االمنية‪ ،‬وأدرك املجتمع الدويل وعىل‬ ‫رأسهم الواليات املتحدة‪ ،‬يف التسوية الدامئة‬ ‫ال سيطرة للدولة الفلسطينية عىل الجو‪ ،‬وال‬ ‫جيش لها‪ ،‬ويجب القيام بنشاط هام ملنع دخول‬ ‫االسلحة اىل هذه املنطقة‪ ،‬واملواقف التاريخي‬ ‫لحزب الليكود هو ضد قيام دولة فلسطينية وهو‬ ‫مع حكم ذايت للفلسطينيني فقط‪ ،‬ونتنياهو‬ ‫قال ال كبرية قبل حديثه عن الدولة‪ ،‬والتسوية‬ ‫التي يريدها نتنياهو‪ ،‬هو كيان فلسطيني ال‬ ‫ميلك شيئاً يكون مبثابة جزر معزولة يف الضفة‬ ‫الغربية تحيط بها املستوطنات االرسائيلية‬ ‫من كل جانب‪ ،‬وهو أراد بذلك تسوية من صنع‬ ‫نتنياهو‪ ،‬تتالئم مع فكرة الحكم الذايت التي دعا‬ ‫اليها بيغن تقوم عىل املناطق الفلسطينية‬ ‫املأهولة بالسكان (أ‪،‬ب) حسب تقسيامت اتفاق‬ ‫أوسلو‪ ،‬ويف النهاية ال تصل اىل دولة ذات سيادة‬ ‫فعلية عىل االرض‪،‬‬ ‫وبعدما وضع نتنياهو القضية الفلسطينية‬ ‫يف املرتبة الثالثة من أولويات حكومته‪ ،‬بعد ايران‬ ‫واالقتصاد‪ ،‬أعلن أنه س ُيخضع الفلسطينيني‬ ‫من مدى اهليتهم‬ ‫ألختبار جديد للتثبت‬ ‫وجدارتهم للعيش بسالم‪ ،‬سواء يف غزة او يف‬ ‫الضفة الغربية التي كرر القول انها ارض توراتية‬ ‫والستعدادهم لالعرتاف العلني وامللزم بأن‬ ‫ارسائيل دولة الشعب اليهودي‪ ...‬عندها فقط‬ ‫ميكن البحث يف قيام دولة فلسطينية منزوعة‬ ‫السالح‪ ،‬تستثني القدس ويف حل قضية الالجئني‬ ‫الفلسطينيني خارج حدود دولة ارسائيل‪.‬‬

‫واملفارقة الكربى‪ُ ،‬روج لخطاب نتنياهو عىل أنه‬ ‫محطة حاسمة عىل طريق استئناف التفاوض‪،‬‬ ‫ويشمل الخطاب دعوة رصيحة اىل الدول العربية‬ ‫لتطبيع عالقاتها مع ارسائيل كمساهمة يف‬ ‫دفع مسرية التسوية‪ ،‬ومحرضاً الفلسطينيني‬ ‫عىل حركة حامس واملقاومة بشكل عام‪ ،‬ورفض‬ ‫نتنياهو اية دعوة لوقف البناء يف املستوطنات‬ ‫كام تطالب الواليات املتحدة واملجتمع الدويل‪ ،‬قائ ًال‬ ‫“ليست لدينا نية لبناء مستوطنات جديدة او‬ ‫مصادرة اراض إلقامة مستوطنات جديدة‪ ،‬لكنه‬ ‫مثة حاجة للسامح للمستوطنني بأن يحيوا حياة‬ ‫عادية”‪.‬‬ ‫واألخطر يف خطابه‪ ،‬تشديده عىل انه ينبغي‬ ‫حل مشكلة الالجئني الفلسطينيني خارج حدود‬ ‫دولة ارسائيل ومعترباً بأن هذا االمر يحظى بأجامع‬ ‫دويل واسع‪ ،‬وأدعى ان الفلسطينيني هم السبب‬ ‫يف عدم التوصل لسالم حتى هذه اللحظة‪،‬‬ ‫وعن القدس أكد نتنياهو بأنها ستبقى عاصمة‬ ‫موحدة لدولة ارسائيل‪ ،‬وتحدث عن حدود تكون‬ ‫ارسائيل قادرة للدفاع عنها‪.‬‬ ‫وأظهر نتنياهو قدرة فائقة عىل التالعب‬ ‫بااللفاظ‪ ،‬وقال‪ ،‬لن نبني مستوطنات جديدة‪ ،‬ولن‬ ‫نصادر اراض لتوسيع مستوطنات قامئة وهو‬ ‫يعني بذلك انه سيوسع االستيطان يف االرايض‬ ‫املتاحة‪ ،‬والصهاينة يعتربون ارايض الضفة‬ ‫الغربية كأرايض مشاع‪ ،‬وفكرة الربط بني الكتل‬ ‫االستيطانية والقدس املوحدة عاصمة الرسائيل‬ ‫هي مصطلحات يجب ان تربط بفكرة الحدود‬ ‫وعندما يتكلم بهذه الطريقة املراوغة فأن حدود‬ ‫الكيان الفلسطيني املفرتض لن تكون حدود‬ ‫العام ‪ ،1967‬فالكتل االستيطانية ستتوسع‬ ‫ولكن دون مصادرة اراض جديدة! فارسائيل‬ ‫تسيطر عىل غور االردن وكل االرايض يف الضفة‬ ‫الغربية يف نظر الصهاينة هي ارايض توارتية‬ ‫يسمونها “يهودا والسامرة”‪ ،‬وهم ال يريدون ترك‬ ‫الضفة الغربية‪ ،‬وامنا االستيالء عىل االرض بأي‬ ‫شكل من االشكال‪.‬‬ ‫والعدو الصهيوين بدأ ومنذ وقت طويل‬ ‫لتكريس واقع جديد‪ ،‬تبدو فيه االرايض ذات‬ ‫الضفة‬ ‫يف‬ ‫الفلسطينية‬ ‫السكانية‬ ‫الكثافة‬ ‫الغربية مبثابة جزر فلسطينية معزولة محاطة‬ ‫باملستوطنات اليهودية من كافة النواحي‪ ،‬وهذا‬

‫مستوطنة أرئييل‬

‫ما يرتجم دعوات نتنياهو السابقة للحكم الذايت‬ ‫للفلسطينيني ومقولة السالم االقتصادي‬ ‫وكالم نتنياهو عن االستيطان بهذا الشكل‪،‬‬ ‫القصد منه دفع الرئيس االمرييك باراك اوباما‬ ‫اىل تعديل موقفه من فكرة وقف االستيطان‬ ‫واقناعه ان عملية االستيطان ليس باالستيالء‬ ‫عىل االرض وامنا العتبارات “انسانية” مرتبطة‬ ‫بتوسيع املستوطنات‪ ،‬فاذا ما تم تراجع الرئيس‬ ‫االمرييك باراك اوباما خطوة واحدة عن موقفه‬ ‫املعلن تجاه وقف البناء يف املستوطنات‪ ،‬عندها‬ ‫سيتم الرتاجع مائة خطوة اخرى نحو الوراء‪،‬‬ ‫وأوباما ليس لديه اي تصور مبلور للسالم وليس‬ ‫لديه تصور محدد ولديه مبادئ سالم‪ ،‬ورؤيته لحل‬ ‫الدولتني ستكون موضوع للتفاوض املفرتض بني‬ ‫االرسائيليني والفلسطينيني‪ ،‬بينام يطرح نتنياهو‬ ‫أفكار الليكود بلغة تم التشاور بشأنها مع العديد‬ ‫من الخرباء‪ ،‬وهذا ما سيدفع بالرئيس اوباما لطرح‬ ‫تصورات محددة أكرث من قبل حول ما يسمى‬ ‫عملية السالم التي ستشبه خارطة الطريق مع‬ ‫التحفظات االرسائيلية عليها‪.‬‬ ‫وباراك اوباما الذي انتخبته الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وصوت له القسم الكبري من اللويب االرسائييل‪،‬‬ ‫اوباما لن يدخل يف رصاع مع ارسائيل كام يفرتض‬ ‫البعض‪ ،‬ومن السذاجة مبكان االعتقاد بإمكانية‬ ‫حدوث هذا االمر‪ ،‬وبغياب اسرتاتيجية عربية‬ ‫موحدة للمواجهة بكل ابعادها لن يتمكن اوباما‬ ‫من القيام بتحقيق املصالح العربية‪ ،‬والقول‬ ‫باسرتاتيجية عربية للسالم فقط‪ ،‬وتجديد مبادرة‬ ‫السالم امام طرح نتنياهو ال يثمر وسيكون عديم‬ ‫الجدوى‪.‬‬ ‫وميكن القول اذا مل يتمكن العرب من الضغط‬ ‫عىل أوباما فلن يفعل شيئاً‪ ،‬وهو القائل بان قيام‬ ‫دولة فلسطينية وحل الدولتني مصلحة قومية‬ ‫امريكية‪ ،‬وماذا نحن فاعلون للتأثري والضغط عىل‬ ‫ادارة اوباما لتفعل باتجاه تحقيق املصالح العربية‪،‬‬ ‫والسؤال وهل تغرينا نحن!؟‬ ‫ومن الخطأ القول ان عملية ما يسمى السالم‬ ‫كانت تسري كالسلحفاة وجاء نتنياهو ليقلب‬ ‫هذه السلحفاة عىل ظهرها‪.‬‬ ‫أوباما مل يطرح فكر محدد بشأن مسرية‬ ‫التسوية يف املنطقة‪ ،‬وبدون أي جهد عريب فاعل‬ ‫يقف خلف جبهة فلسطينية موحدة‪ ،‬فلن يكون‬

‫‪51‬‬

‫هناك أي سالم حقيقي‪ ،‬ومن الرضورة مبكان وبعد‬ ‫خطاب نتنياهو‪ ،‬التحرك فع ًال لبلورة ضغط عريب‬ ‫عىل االدارة االمريكية‪ ،‬ويجب ان يكون هناك‬ ‫ال كبرية‪ ،‬فالدعم االمرييك االعمى الرسائيل‪،‬‬ ‫خاطئ‪ ،‬وجرمية بحق العرب واالنسانية وال توسل‬ ‫للسالم‪ ،‬ورضورة توحيد الجهد الفلسطيني وإنهاء‬ ‫حالة االنقسام‪ ،‬والسؤال عىل ماذا يتقاتل االشقاء‬ ‫اذا مل يكن هناك تسوية اص ًال؟!‬ ‫نتنياهو مل يذكر املبادرة العربية للسالم وال‬ ‫خارطة الطريقة وال حدود ‪ 1967‬واستخف بعقول‬ ‫الزعامء العرب وقال تعالوا الينا وكأنه ال قضية‬ ‫فلسطينية هناك وال دماء سالت يف غزة والضفة‬ ‫الغربية ويف لبنان‪ ،‬ونتنياهو يتحدث عن السياحة‬ ‫واالقتصاد والتطبيع‪ .‬الكرة اليوم يف امللعب‬ ‫العريب‪ ،‬والقول ماذا سيفعل اوباما والتعويل عليه‬ ‫هو كالم العاجزين‪.‬‬ ‫والسؤال أيضاً ماذا سيفعل العرب ازاء ما قاله‬ ‫نتنياهو‪ ،‬وما هي املفاجأة التي ميكن ان يقدمها‬ ‫العرب للرد عىل نتنياهو‪ ،‬االدوات العربية كثرية‬ ‫وكلها تتمحور حول كلمة واحدة (املصلحة)‪،‬‬ ‫الواليات املتحدة دفعت بإرسائيل واقامتها ثم‬ ‫دعمتها بهذا الدعم لتحقيق مصلحة الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وهذا ما يؤكده الرئيس اوباما “بأن عرى‬ ‫العالقات مع ارسائيل لن تنفصل” ومصلحة‬ ‫الواليات املتحدة يف وجود ارسائيل‪.‬‬ ‫يجب ان نرى الحقيقة بوضوح وهي‪ ،‬ان مصلحة‬ ‫الواليات املتحدة يف منطقة الرشق االوسط‬ ‫ويف الدول العربية أكرث بكثري من مصلحتها مع‬ ‫“ارسائيل” ولكن نرى‪ ،‬ان العرب ال يلعبون بهذه‬ ‫االوراق‪ ،‬ولديهم من االمكانات االقتصادية وأهمها‬ ‫البرتول والدور املحوري والتاريخ العريق‪ ،‬رشيطة‬ ‫وجود كلمة عربية واحدة‪ ،‬وبندقية مقاومة‬ ‫وعندها فقط ستسمع الواليات املتحدة وتأخذ‬ ‫املصالح العربية يف االعتبار‪.‬‬ ‫ولو كانت االمة العربية أمة واحدة منظمة‬ ‫لفرضت رشوطها؟ واملفارقة ان نجد أقلية يف‬ ‫املنطقة اسمها “ارسائيل” تتحدث بالصلف الذي‬ ‫ساقه نتنياهو يف خطابه‪ ،‬فهذا ناجم عن تردي‬ ‫الوضع العريب!‬

‫اعداد نبيل مرعي‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫حوار‬

‫عضو المجلس الثوري لحركة «فتح االنتفاضة» خليل ذيب (أبو ياسر)‪:‬‬

‫مخيم نهر البارد جسد نازف‬ ‫بحاجة إلى من يوقفه ال أن يقدم المقويات!‬ ‫تبقى الكلامت عاجزة عن وصف الحالة الصعبة‬ ‫واملأساوية التي يعانيها سكان مخيم نهر البارد‪ ،‬من‬ ‫عادوا اىل املخيم ومن خرجوا ورشدوا اىل مخيامت لبنان‬ ‫االخرى‪ ،‬ويف املحصلة‪ ،‬جرح هنا‪ ،‬وتراكم النكبات واملآيس‬ ‫هناك‪ ،‬الفقر والحرمان‪ ،‬البطالة املفزعة‪ ،‬جملة من‬ ‫الضغوط االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬وقدرة عىل التحمل‬ ‫ال توصف‪ ،‬إال أنها فوق طاقة البرش عىل أقل التقديرات‪،‬‬ ‫هنا يف املخيم تبدو املشاهد واضحة‪ ،‬الجرح ينزف‪ ،‬وركام‬ ‫األنقاض يشهد عىل حجم املأساة‪ ،‬ورغم مرور الوقت‪،‬‬ ‫بداية قال ابو يارس‪ :‬أتوجه بجزيل الشكر‬ ‫والتقدير ملنربكم الجريء يف الزمن الرديء والذي‬ ‫أصبح محط إعجاب ومتابعة ملنربكم الواضح‬ ‫والهادف ومساحة واسعة للقضايا الكربى‬ ‫ويف القلب فيها فلسطني‪.‬‬ ‫ما هي الخطوات التي اتخذت من أجل إعادة‬ ‫إعامر نهر البارد؟‬ ‫أشكرك عىل لباقتك يف صيغة السؤال ألنه‬ ‫ما يطرح علينا يف املقابالت هل سيتم إعامر‬ ‫نهر البارد‪ ،‬ونشعر بجرح كبري عندما يطرح‬ ‫علينا السؤال‪ ،‬فشكري لك نابع من لياقتك‬ ‫االنسانية وأنت الضليع يف الشأن الفلسطيني‪،‬‬ ‫بكل أسف ُخدعنا مبقولة االعامر املحتم‪ ،‬عبارة‬ ‫بال مضمون‪ ،‬الن االعامر قرار ومسار‪ ،‬وما يجري‬ ‫منذ سنة ومثانية أشهر عىل جرح البارد‪ ،‬وعود‪،‬‬ ‫ثم وعود‪ ،‬وتصاريح جوفاء‪ ،‬اننا بتنا أكرث من أي‬ ‫وقت مىض نشك بأن هناك قرارا بعدم االعامر‪،‬‬ ‫الن الوقائع عىل االرض‪ ،‬حجر أساس‪ ،‬مبهرجان‬ ‫حرضته غالبية القوى العاملية والعربية من‬ ‫سفراء للدول الكربى وسفراء الدول العربية‬ ‫والجانب الرسمي اللبناين والقوى والشخصيات‬ ‫الفلسطينية ومفوضية االونروا‪ ،‬لكن ما جرى‬ ‫يذكرنا مبهرجان عبد الودود يف فيلم الحدود‬ ‫لالستاذ دريد لحام والسيدة رغده‪.‬‬ ‫املساعدات التي تقدم اىل أهايل نهر البارد‪،‬‬ ‫هل ما زالت مستمرة‪ ،‬وهل باإلمكان اعتبارها‬ ‫عامال ايجابيا يف رفع املعاناة عن االهايل‬ ‫ودعام لصمودهم؟‬ ‫ال بد من التأكيد ان مساعدات كثرية وصلت‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫نسمع الكثري‪ ،‬وجهود ُتبذل إلعادة إعامر املخيم‪ ،‬وعندما‬ ‫نسأل أهايل املخيم‪ ،‬اىل أين وصلت جهود اإلعامر؟ يقولون‪:‬‬ ‫ان الكلامت أصبحت عاجزة يف هذا الزمن الرديء‪ ،‬كلامت‬ ‫يف الهواء‪ ،‬األجواء باتت ملبدة وملوثة‪ ،‬والسؤال من يسمع‬ ‫الرصخات؟‬ ‫وليك نطل عىل أوضاع مخيم نهر البارد‪ ،‬التقينا‬ ‫عضو املجلس الثوري لحركة فتح االنتفاضة خليل ذيب (ابو‬ ‫يارس)‪ ،‬وهو األقدر عىل نقل صورة حقيقية ألوضاع مخيم‬ ‫نهر البارد‪ ،‬وهنا أسئلة الحوار‪:‬‬

‫ومؤسسات عديدة ساهمت بذلك‪ ،‬لكن طبيعة‬ ‫املساعدات لها فعالية مؤقته‪ ،‬ترفع معاناة‬ ‫طارئة‪ ،‬ما تعرض له أهل نهر البارد معاناة‬ ‫دامئة‪ ،‬وما بقي من هذه املساعدة‪ ،‬ربطة خبز‬ ‫توزع يوميا للمقيمني يف نهر البارد وهم ربع‬ ‫السكان االصليني‪ ،‬نهر البارد جسد نازف بحاجة‬ ‫اىل من يوقف النزيف ال ان يقدم املعوقات‪.‬‬ ‫ما هو عدد السكان الذين عادوا اىل نهر‬ ‫البارد‪ ،‬وما هو دور األونروا يف رفع معاناة البارد‬ ‫املستمرة؟‬ ‫عدد سكان نهر البارد خمسة وأربعون الف‬

‫‪52‬‬

‫نسمة‪ ،‬من عاد منهم ال يزيد عن ثالثة عرش ألف‬ ‫نسمة والقسم االكرب ما زال موجودا يف مخيم‬ ‫البداوي‪ ،‬عدا اآلالف املوزعني يف مخيامت لبنان‪،‬‬ ‫وهذا يطرح سؤاالً هاماً عن تبعات هذا الترشيد‬ ‫والتفكيك االرسي والحاجات اليومية الرضورية‬ ‫التي ال تستطيع معظم العائالت تلبيتها يف‬ ‫ظل ضائقة اقتصادية تطال الجميع‪ ،‬أي املستقر‬ ‫يف داره وال يجد عم ًال‪ ،‬فكيف من ال ميلك الدار‪،‬‬ ‫هؤالء الناس الذين عادوا‪ ،‬يعيشون يف ما سمي‬ ‫املخيم الجديد وهو حقيقة أراض مملوكة من‬ ‫فلسطينيني ولبنانيني مالصقة للمخيم وال‬

‫عالقة لها باملخيم وهي بحاجة اىل ترميامت‬ ‫واسعة ترفض األونروا تقديم املساعدات لها عىل‬ ‫أساس انها غري تابعة للمخيم‪ ،‬وترفض الدولة‬ ‫أي تقدميات فيها عىل أساس انها املخيم الجديد‪،‬‬ ‫معادلة ظاملة يدفع مثنها شعبنا مزيدا من‬ ‫املعاناة‪ ،‬يبدو ان الفلسطيني اذا سكن ناطحة‬ ‫سحاب ستسمى مخي ًام‪ ،‬أما املساكن التي‬ ‫تبنيها االونروا يف مساحات صغرية من املخيم‬ ‫الجديد فهي غري ال ئقة بالحياة اآلدمية‪ ،‬تم بناء‬ ‫مساكن ايضاً يف أرايض مالصقة للمخيم يتم‬ ‫استئجارها تفتقد للحد االدىن من االنسانية‪،‬‬ ‫من حيث البناء واملساحة والعوامل البيئية‪،‬‬ ‫حارة جدا صيفاً وقارسة جداً شتا ًء‪.‬‬ ‫ان اإلمكانات األكرب لألونروا تذهب هدراً يف‬ ‫لجان ولجان متفرعة عن لجان وتخطيط ومكاتب‬ ‫هندسة ودراسات وجيش من املوظفني واألمنيني‬ ‫“حراسات”‪ ،‬والحجر االساس هو اإلنجاز‪ ،‬أما بقية‬ ‫املساكن التي تبنى فهي غري الئقة للحياة‬ ‫اآلدمية‪.‬‬ ‫ما هو دور املقاومة (الفصائل الفلسطينية)‬ ‫يف رفع املعاناة ومتابعة ملف إعامر نهر‬ ‫البارد؟‬ ‫تقدميات املقاومة بكل أطيافها هي دون الحد‬ ‫االدىن‪ ،‬ولكن ال بد من مامرسة هذا الدور فهو أقل‬ ‫القليل املمكن والواجب‪.‬‬ ‫أما عن متابعة امللف‪ ،‬فبكل أسف هو موضع‬ ‫انتقاد من شعبنا الن هناك أشكاال كثرية من‬ ‫املعاناة املستمرة التي يجب أن ُيلعب دور فاعل‬ ‫يف إزالتها‪ ،‬لكن ايضاً ال ُيقدم سوى الكثري من‬ ‫الوعود والقليل من اإلنجازات‪ ،‬أما يف ما يخص‬ ‫اإلعامر فإن االنقسام الحاصل يف الساحة‬ ‫الفلسطينية لعب دورا سلبياً جدا يف إبقاء‬ ‫هذا امللف دون فاعلية من قوى املقاومة‪ ،‬أقله‬ ‫انه ال يوجد لآلن لجنة مختصة من املقاومة‬ ‫تتابع هذا امللف‪ ،‬وهذا يساهم يف إضاعة الحق‬ ‫الفلسطيني يف اعادة اعامر البارد‪ ،‬يجب أن‬ ‫ترقى الفصائل جميعاً‪ ،‬وبعيداً عن أي انقسام‬ ‫سيايس‪ ،‬العتبار نهر البارد قاعدة لقاء تشكل‬ ‫له خلية طوارئ دامئة ميثل فيها الجميع‪ ،‬تعمل‬ ‫بها كلل إلنجاز قرار اإلعامر بإخراجه اىل حيز‬ ‫التنفيذ‪ ،‬عرب كل األشكال املمكنة من العمل‬ ‫الدؤوب‪ ،‬فال يجوز أن تكون مسؤوال عن شعب‬ ‫وتدعه يعاين األم ّرين ألن الساحة منقسمة‪،‬‬ ‫وهذا ييسء اىل نضاالت شعبنا وتضحياته‪.‬‬ ‫واقع نهر البارد يقودين إىل سؤال‪ :‬من‬ ‫الفلسطيني‬ ‫االنقسام‬ ‫مسؤولية‬ ‫يتحمل‬ ‫واىل متى سيستمر هذا االنقسام يف‬ ‫ظل ظروف عصيبة متر بها القضية‬ ‫الفلسطينية؟‬ ‫هناك جملة عوامل ذاتية وموضوعية وتحتاج‬

‫اىل مجلدات ولكن باختصار مك ّثف‪ ،‬طوال‬ ‫آالف السنني أرضنا اسمها فلسطني‪ ،‬والكيان‬ ‫الصهيوين زرع بالقهر والتنكيل عىل أرضنا‬ ‫واألمة بارسها مستهدفة حجرا وبرشاً وما‬ ‫تحت الرثى‪ ،‬كان لهذه القضية حلفاء مهمون‪،‬‬ ‫املعسكر االشرتايك‪ ،‬واألمة بأرسها تقف اىل‬ ‫جانب هذا الحق‪ ،‬اليوم مل يعد هناك معسكر‬ ‫اشرتايك‪ ،‬أي حليف دويل‪ ،‬واألنظمة ايضاً‬ ‫تخلت عن القضية ومنهم من عقد صلحا‬ ‫منفردا‪ ،‬ومن بقي اىل جانب فلسطني فهو‬ ‫محارص ويتعرض للمؤامرات‪ ،‬لكل هذا تأثري‬ ‫سلبي عىل القضية الفلسطينية‪ ،‬أساساً‬ ‫مقولة استقاللية القرار واملمثل الرشعي‬ ‫الوحيد كانت تعبريات سياسية عن التخيل‬ ‫عن اعتبار فلسطني قضية األمة‪ ،‬وبأنها‬ ‫تخص الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهو صاحب‬ ‫مناف لفهم طبيعة‬ ‫الحق يف ما يرتضيه وهذا‬ ‫ٍ‬ ‫الوجود الصهيوين وأهدافه التي تطال االمة‬ ‫العربية واإلسالمية بأرسها‪ .‬هنا بدايات الخروج‬ ‫عن اآلمال الفلسطينية باسم الواقعية‪،‬‬ ‫وبدأ االنقسام الفلسطيني عىل قاعدة‬ ‫املرحلية التي ال تتعارض مع االسرتاتيجية‪،‬‬ ‫تصبح الحقاً املرحلية تعني جزءا من الشعب‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫دُم ّرت‬ ‫وبذلك‬ ‫الفلسطيني‬ ‫التي تعترب الشعب الفلسطيني صاحب‬ ‫الحق الحرصي يف أرضه التاريخية‪ ،‬اليوم ما‬ ‫هو مطلوب تقييم التجربة السابقة بكل ما‬ ‫فيها وعليها واستخالص العرب والعودة اىل‬ ‫أساسيات الرصاع مبفهوم مرحلة النضال‬ ‫التي ال تتناقض مع الحق التاريخي‪ ،‬مبعنى ان‬ ‫ال يكون الرصاع الداخيل واالنقسام الداخيل‬ ‫عىل قاعدة التامثل‪ ،‬بل علينا أن نتكامل‬ ‫يف التكتيك واملرحلة ونتامثل يف الرؤية‬ ‫االنقسام‬ ‫النهايئ‪،‬‬ ‫بالهدف‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫سيتعمق أكرث يف ساحتنا يف ظل كيان‬ ‫يتفسخ ويحاول أن يزداد تطرفاً وتعنتاً‪ ،‬ونزداد‬ ‫نحن انقساماً وتفككا‪ ،‬هي مرحلة عصيبة‬ ‫ولها انعكاساتها عىل الواقع الفلسطيني‬ ‫لكنها ستكون عابرة رغم آالمها‪ .‬املطلوب‬ ‫اليوم قاعدة لقاء تقول ال للرصاع عىل سلطة‬ ‫يف ظل االحتالل‪ ،‬نعم إلزالة االحتالل وتوحيد‬ ‫الجهود إلزالة االنقسام‪.‬‬ ‫ما رأيكم بالحوار الفلسطيني يف القاهرة‬ ‫وملاذا استُبعدتم من الحوار؟‬ ‫فلسطني قضية األمة بأرسها وليس من‬ ‫حق الفلسطينيني أن يترصفوا بها كام‬ ‫يشاؤون‪ ،‬فهم رأس الحربة يف املواجهة‪ ،‬أما ان‬ ‫تضيع القضية باسم الحرصية الفلسطينية‬ ‫فهذا ضد املنطق واملصلحة التاريخية‪ .‬من‬ ‫هذا املنطلق أقول ان ما يجري يف القاهرة ليس‬

‫‪53‬‬

‫حوارا فلسطينياً جامعاً بل حوار بني قطبني‬ ‫يدور يف فلكهام الكثري من القوى وليست‬ ‫كل القوى‪ ،‬كام انهم عرضة للتأثري من محاور‬ ‫هم جزء منها‪ ،‬أين الشخصيات الوطنية‪ ،‬أين‬ ‫املفكرون واملقاومون العرب والفلسطينيون‪،‬‬ ‫أين املجتمع املدين ومؤسساته؟ هؤالء جميعاً‬ ‫إضافة اىل عدة فصائل نحن منها است ُثنيت‪،‬‬ ‫وبالتايل ال يجوز أن تصنع مستقبل الشعب‬ ‫وأنت تستثني قواه ومفكريه‪ ،‬وهذا لن يولد إال‬ ‫مزيداً من الرشذمة حتى لو توصل املتحاورون‬ ‫إىل اتفاق فهو هش وآين‪ ،‬ألن سياسة‬ ‫التحاصص والقسمة تهوي عند أول منعطف‪.‬‬ ‫السؤال ما هي أسس الحوار‪ ،‬أي فلسطني‬ ‫نريد‪ ،‬أي أسلوب نتبع‪ ،‬أي تحالفات نبني‪ ،‬أي‬ ‫استخالصات من املرحلة السابقة والراهنة‪،‬‬ ‫أي جغرافيا تجمعنا وتكون نقطة ارتكاز كام‬ ‫نتفق عليه؟ فلسطني وطن‪ ،‬واألوطان ال تبنى‬ ‫بالتحاصص بل باملبادئ‪.‬‬ ‫يف‬ ‫لشعبكم‬ ‫توجهونها‬ ‫رسالة‬ ‫أي‬ ‫الذكرى ‪ 61‬للنكبة؟‬ ‫أقول والدي أكرب مام يسمى إرسائيل والكثري‬ ‫من أبنائنا وأجدادنا‪ ،‬واحد وستون عاماً عىل‬ ‫نشوء ما سمي “إرسائيل” رغم كل باطل‬ ‫القوة‪ ،‬اسم فلسطني املعمد بآالف السنني‬ ‫من الغزوات والحمالت والتضحيات باق‪،‬‬ ‫مخيامت الشتات كل حارة فيها باسم قرية‬ ‫يف فلسطني‪ ،‬مل تفلح كل محاوالت الطمس‬ ‫لفسطني‬ ‫والتصفية‬ ‫واإللغاء‬ ‫والتغييب‬ ‫وشعبها‪ ،‬بل أصبحت فلسطني كلمة رس كل‬ ‫أحرار العامل‪ ،‬الحرية لفلسطني شعار يصل‬ ‫اىل اليابان والصني وأمريكا الالتينية وأرجاء‬ ‫املعمورة‪ ،‬الكيان الصهيوين يتآكل من داخله‬ ‫وما نراه من عربدات نتنياهو وليربمان وغريهام‬ ‫ال تخيف شعبنا‪ ،‬مل يبق لديهم سوى النووي‬ ‫مل يستخدموه ضد أطفالنا‪ ،‬ورغم هذا‪،‬‬ ‫أطفالنا رجال بإرادتهم وهم قادة املستقبل‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬أطفال جنني وغزة وعكا والشتات‬ ‫هؤالء هم مستقبل فلسطني‪ ،‬رشفاء األمة اىل‬ ‫جانبنا ومقاوموها أذلوا غطرسة هذا الكيان‪،‬‬ ‫وأطفالنا ال يهابون طائراتهم وال صواريخهم‪،‬‬ ‫شعبنا العظيم الذي واصل ثوراته منذ مئة‬ ‫عام رغم كل التضحيات يواصل اليوم مسرية‬ ‫الصمود والكفاح واملقاومة‪ ،‬وما يحتاجه قيادة‬ ‫تستخلص العرب وتخترص الزمن وتوحد البنادق‬ ‫باتجاه العدو الواحد مغتصب األرض والكرامات‬ ‫واملقدسات‪ ،‬النرص قادم وهو قدرنا‪ ،‬واملقاومة‬ ‫خيارنا والوحدة أمل شعبنا‪ ،‬وفلسطني باقية‬ ‫واالحتالل اىل زوال‪.‬‬

‫حوار‪ :‬نبيل مرعي‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫الالجئون الفلسطينيون‬ ‫في بغداد إلى أين؟!‬

‫نقل ما يزيد عىل مائتي الجىء فلسطيني‬ ‫من املقيمني عىل الحدود العراقية األردنية‪،‬‬ ‫والسورية‪ ،‬اىل دول عدة منها دول امريكا‬ ‫مسألة تطرح العديد من عالمات‬ ‫الالتينية‪،‬‬ ‫االستفهام أمام ما متر به القضية الفلسطينية‬ ‫ومستقبلها‪ ،‬وباالخص حق العودة‪ ،‬و التمسك‬ ‫به‪ ،‬حيث يغدو هذا النقل واإلبعاد القرسي إىل‬ ‫مسافات بعيدة‪ ،‬يف وقت تشتد ‪ ‬فيه الهجمة‬ ‫الصهيونية اإلمربيالية الدامية‪ ،‬والهادفة إىل‬ ‫تصفية القضية الفلسطينية‪ ،‬عرب استهداف‬ ‫حق العودة لالجئني الفلسطينني وهو جوهر‬ ‫الرصاع‪ .‬وامللفت للنظر ان الدول العربية رفضت‬ ‫جميعها استقبال هذه املجموعة من الالجئني‬ ‫املبعدين عن بيوتهم وممتلكاتهم يف بغداد‪ ،‬إىل‬ ‫الحدود العربية القريبة من العراق‪ ،‬وهنا تكمن‬ ‫خطورة املؤامرة عىل القضية الفلسطينية‪ ،‬من‬ ‫خالل نقل مجموعات صغرية من الالجئني اىل‬ ‫دول بعيدة عن وطنهم فلسطني‪ ،‬علام أنهم‬ ‫مل يفكروا اطالقا يف هذه الدول وال ملجرد الهجرة‬ ‫إليها‪ ،‬ال سابقا‪ ،‬وال الحقا‪ ،‬فام بالنا بنقلهم‬ ‫قرسا إليها ورغم إرادتهم‪ ،‬خاصة إذا كانت‬ ‫املجتمعات الجديدة ذات عادات والتقاليد ولغة‬ ‫وطبيعة حياة تختلف كليا عن الواقع العريب‪،‬‬ ‫واملجتمعات العربية وعاداتها وتقاليدها‪ .‬‬ ‫مل تنته قضية الالجئني الفلسطينيني‬ ‫يف العراق عند حد إعطاءهم فرصة لرتتيب‬ ‫أوضاعهم من جديد‪ ،‬بعدما طالتهم املصائب‬ ‫الكبرية من قتل‪ ،‬ومصادرة ممتلكات‪ ،‬واعتقاالت‬ ‫طالت املئات منهم‪،‬باإلضافة إىل عرشات‬ ‫املفقودين‪ ،‬واملرشدين يف مخيامت اللجوء‬ ‫والشتات الجديدة‪ ،‬سواء عىل الحدود األردنية‬ ‫أو السورية‪ ،‬أو إىل دول اللجوء القرصي يف‬ ‫أوروبا‪ ،‬ودول عربية وإسالمية أخرى‪.‬‬ ‫لقد بات شعار الالجئ الفلسطيني‬ ‫اليومي‪ ‬االختباء من االعتقال أو القتل‪ ،‬حيث‬ ‫تبدلت أوضاع الالجئني الفلسطينيني عىل‬ ‫نحو مأساوي منذ االحتالل األمرييك للعراق‪ ،‬إذ‬ ‫تم إلغاء كافة الحقوق التي كانوا يتمتعون بها‬ ‫يف سابقا‪ ،‬حيث اتخذت الحكومات العراقية‬ ‫املتعاقبة يف ظل االحتالل سلسلة من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كانت تتوىل‬ ‫املجاين‪ ،‬ثم‬ ‫العليا لشؤون‬ ‫املفوضية قد‬ ‫املسؤولية ‪...‬‬

‫بعض املعتقلني الفلسطسينني‬ ‫لدى سلطات االحتالل األمرييك‬ ‫‪ -6‬البحث بامكانية تعديل وثيقة السفر‬ ‫العراقية املمنوحة لهم‪ ،‬لصالح إصدار جواز‬ ‫سفر عراقي خاص بهؤالء الالجئني‪ ،‬بحيث‬ ‫تعاملهم الدول األخرى معاملة املواطن‬ ‫العراقي‪ ،‬دون أن يرتتب عىل صدور هذا الجواز‬ ‫أية حقوق سياسية تتجاوز األوضاع القانونية‬ ‫لالجئني الفلسطينيني يف العراق‪.‬‬

‫اإلجراءات التعسفية بحق أبناء شعبنا املقيمني‬ ‫يف العراق‪ ،‬أبرزها إىل جانب االعتقال‪ ،‬و القتل‪،‬‬ ‫والطرد من املنازل والحرمان من العمل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحرمان من حق االقامة الدامئة‪،‬‬ ‫الدورية‪،‬‬ ‫املراجعة‬ ‫بإجراءات‬ ‫واستبدالها‬ ‫واعتبارهم مواطنني أجانب‪ ،‬يرتتب عليهم‬ ‫الحضور دوريا للمراكز الحكومية من أجل إثبات‬ ‫وجودهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬فرض رشوط تعسفية بحق كل من يريد‬ ‫التقدم بطلب إصدار وثيقة سفر جديدة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إيقاف إصدار بطاقة الهوية لكل املواليد‬ ‫منذ عام ‪ ،2003‬أو إصدار بطاقات هوية بدل‬ ‫فاقد أو تالف‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقييد حرية التنقل ومنعهم من‬ ‫السفر‪.‬‬ ‫‪ -5‬تعريض أفراد الجالية الفلسطينية‬ ‫للرتهيب‪ ،‬والتوقيف‪ ،‬واالعتقال دون محاكمة‬ ‫محددة‪.‬‬ ‫هذا وقدمت الجالية الفلسطينية مذكرة‬ ‫للرئيس محمود عباس (أبو مازن ) أثناء زيارته‬ ‫إىل العراق بتاريخ ‪ 2009/4/5‬تنص عىل املطالب‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬العمل مع الحكومة العراقية العتامد‬ ‫جواز سفر السلطة الفلسطينية‪ ،‬كوثيقة‬ ‫إضافية متنح لالجئني الفلسطينيني يف العراق‬ ‫إىل جانب الوثيقة املمنوحة لهم من السلطات‬

‫‪54‬‬

‫اسم السجين‬

‫‪ -7‬الطلب من الحكومة العراقية توفري‬ ‫فرص عمل لالجئني الفلسطينيني خاصة‬ ‫الشهادات‬ ‫وحملة‬ ‫الجامعيني‬ ‫الخريجني‬ ‫وأصحاب الكفاءات‪.‬‬ ‫‪ -8‬حل مشكلة السكن واستعادة الحكومة‬ ‫مسؤولياتها عن هذا الواجب‪ ،‬مع االخذ باالعتبار‬ ‫الزيادة السكانية‪ ،‬علام أن الحكومة العراقية‬

‫تاريخ الميالد‬

‫اسم السجن‬

‫رقم السجين‬

‫تاريخ االعتقال‬

‫‪1‬‬

‫غسان‪ ‬عوض محمود سرية‬

‫‪1978‬‬

‫بوكا‬

‫‪300380‬‬

‫‪2006/7/12‬‬

‫‪2‬‬

‫هيثم يوسف عبد هللا سليمان حجازي‬

‫‪1977‬‬

‫بوكا‬

‫‪317465‬‬

‫‪2007/7/13‬‬

‫‪3‬‬

‫مصطفى خالد مصطفى عطا العزايزة‬

‫‪1956‬‬

‫بوكا‬

‫‪313995‬‬

‫‪2007/4/28‬‬

‫‪4‬‬

‫رافع علي أحمد الفرحات‬

‫‪1948‬‬

‫بوكا‬

‫‪312285‬‬

‫‪5‬‬

‫حكم مروان شعبان العمرو‬

‫‪1974‬‬

‫مطار بغداد‬

‫‪330395‬‬

‫‪2007/6/29‬‬ ‫في ‪ 2008/6/16‬أعتقل بالموصل‬ ‫وفي ‪2008/7/7‬‬

‫‪6‬‬

‫محمد محمود حسن نصار‬

‫‪1980‬‬

‫مطار بوكا‬

‫‪169545‬‬

‫‪2008/4/1‬‬

‫‪7‬‬

‫محمود سليم عقاب الصادق‬

‫‪1965‬‬

‫بوكا‬

‫‪317403‬‬

‫‪2007/7/16‬‬

‫‪8‬‬

‫ثامر سليم عقاب الصادق‬

‫‪1962‬‬

‫بوكا‬

‫‪318377‬‬

‫‪2007/7/16‬‬

‫‪9‬‬

‫محمد سليم عقاب الصادق‬

‫‪1963‬‬

‫بوكا‬

‫‪317404‬‬

‫‪2007/7/16‬‬

‫‪ ‬‬

‫املحلية‪ ،‬مبا ميكنهم من السفر والعودة دون أن‬ ‫يتم تجريدهم من الوثائق العراقية‪ ،‬التي تؤكد‬ ‫اقامتهم الدامئة يف البالد‪.‬‬ ‫‪ -2‬العمل مع الحكومة العراقية‪ ،‬لتمديد‬ ‫صالحية الوثيقة العراقية املمنوحة لالجئني‬ ‫الفلسطينيني من سنة إىل خمس سنوات‪ ،‬الن‬ ‫مدة السنة قصرية‪ ،‬خاصة وان فرتة تجديدها‬ ‫التقل عن شهرين‪ ،‬وتحتسب ضمن مدة صالحية‬ ‫الوثيقة‪.‬‬ ‫‪ -3‬حل مشكلة املعتقلني الفلسطينيني‬ ‫لدى سلطات العراق‪ ،‬وسلطات االحتالل‬ ‫االمرييك‪ ،‬واإلرساع بإحالتهم إىل القضاء‪،‬‬ ‫وإطالق رساح األبرياء منهم‪ ،‬وتحديد فرتة‬ ‫االعتقال لآلخرين تالفيا للفرتات الزمنية‬ ‫املفتوحة‪.‬‬ ‫بالعمل‬ ‫العراقية‬ ‫الحكومة‬ ‫‪ -4‬مطالبة‬ ‫الحثيث للبحث عن املفقودين الفلسطينيني‪،‬‬ ‫واإلعالن عن مصريهم أيا يكن‪ ،‬حتى ‪ ‬ال تبقى‬ ‫قضيتهم معلقة اىل أجل غري مسمى ‪.‬‬ ‫‪ -5‬الرتاجع عن القرار األخري باعتبار الالجئني‬ ‫والعودة‬ ‫سياسيني‪،‬‬ ‫الجئني‬ ‫الفلسطينيني‬ ‫للتعامل معهم مبوجب القانون ‪ /202/‬لعام‬ ‫‪ ،/2001/‬الذي نص عىل معاملتهم معاملة‬ ‫املواطن العراقي‪ ،‬عدا متتعه بالجنسية العراقية‪،‬‬ ‫وما ينتج عنها من حقوق وواجبات سياسية (‬ ‫كاالنتخاب والرتشيح )‪.‬‬

‫يف مسؤولية توفري السكن‬ ‫انتقلت املسؤولية اىل املفوضية‬ ‫الالجئني‪ ،‬يف ظل معلومات أن‬ ‫تتحرر يف وقت الحق من هذه‬

‫‪10‬‬

‫خليل جمعة خليل‬

‫عمره قرابة‬ ‫‪ 30‬عام‬

‫بوكا‬

‫‪164518‬‬

‫‪2004/7/28‬‬

‫‪11‬‬

‫علي إسماعيل عبد الرحيم العزايزة‬

‫غير معروف‬

‫بوكا‬

‫غير معروف‬

‫‪2003/5/10‬‬

‫‪12‬‬

‫محمد زكي هاشم مناع‬

‫غير معروف‬

‫بوكا‬

‫غير معروف‬

‫‪2004‬‬

‫‪13‬‬

‫يوسف وليد حسن‬

‫‪1956‬‬

‫غير معروف‬

‫‪313995‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد عامر محمد سليمان‬

‫غير معروف‬

‫غير معروف‬

‫غير معروف‬

‫‪2008/8/0000‬‬

‫‪15‬‬

‫محمد صالح حسن صالح‬

‫غير معروف‬

‫غير معروف‬

‫غير معروف‬

‫‪2008/8/0000‬‬

‫‪16‬‬

‫محمد وليد حسن‬

‫غير معروف‬

‫غير معروف‬

‫غير معروف‬

‫‪2006‬‬

‫‪17‬‬

‫باسم عاطف عبد القادر‬

‫غير معروف‬

‫بوكا‬

‫غير معروف‬

‫‪2006/4/12‬‬

‫اسماء بعض المعتقلين لدى السلطات العراقية‪ ‬‬ ‫‪ -1‬عبدالهادي رشيف محمد ‪ -2‬عبد‬ ‫السالم الرشيف‪.‬‬ ‫‪ -3‬مؤيد شعبان مسعد ‪ -4‬محمد حسن ‪.‬‬ ‫‪ -5‬عرفان مسعد محمد حسن‪.‬‬ ‫‪ -6‬جالل محمد أحمد عبد الرحمن الباشا‪.‬‬ ‫‪ -7‬عصام عيل سالمة عيل‪.‬‬ ‫‪ -8‬محمد إبراهيم مصباح‪.‬‬ ‫‪ -9‬حسب الله أحمد فضل السيد‪.‬‬

‫‪ -10‬أحمد محمد خالد‪.‬‬ ‫‪ -11‬عزيز غنيم إبراهيم‪.‬‬ ‫‪ -12‬جهاد جميل حسن‪.‬‬ ‫‪ -13‬ظاهر فهد سليامن‪.‬‬ ‫‪ -14‬عيل سعيد محمود حسن‪.‬‬ ‫‪ -50‬وليد رسالن حسن أحمد‪.‬‬ ‫‪ -52‬أسعد خليل محمد‪.‬‬ ‫‪ -53‬حكمت ذيب ياسني سلطان‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫فيام ييل أسامء دفعة من الفلسطينيني‬ ‫املعتقلني لدى سلطات االحتالل األمرييك‬ ‫وعددهم ‪ /17/‬مع بيان ملكان االعتقال ورقم‬ ‫السجني‬ ‫إن ما تقدم من أرقام ومعلومات يوجب علينا‬ ‫العمل مبا ييل‪:‬‬ ‫‪ -1 ‬رضورة التحرك الفلسطيني عىل‬ ‫مستوى الفصائل واملجتمع األهيل‪ ،‬يف فلسطني‬ ‫وخارجها إليجاد حلول عملية ملأساة الالجئني‬ ‫يف العراق‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعتبار الشهداء يف العراق شهداء للثورة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪ -3‬طرح مشكلة الالجئني يف العراق يف‬ ‫األوساط الربملانية الدولية والعربية‪ ،‬من قبل‬ ‫الربملانيني الفلسطينيني‪.‬‬ ‫‪ -4‬دعم أهلنا من الالجئني املقيمني يف‬ ‫مخيامت الحدود‪ ،‬وتشكيل لجنة إغاثة لدعم‬ ‫وتنظيم وجودهم‪.‬‬ ‫‪ -5‬الرتكيز اإلعالمي عىل معاناة أهلنا يف‬ ‫العراق عرب وسائل االعالم الفلسطينية املرئية‪،‬‬ ‫واملسموعة‪ ،‬واملكتوبة‪ ...‬‬

‫فتح قنصلية فلسطينية‬ ‫يف كردستان‬ ‫مام يجدر ذكره والوتوقف عنده‪ ،‬أن الرئيس‬ ‫الفلطسني (أبو مازن) وأثناء زيارته األخرية إىل‬ ‫كردستان‪ ،‬والتي كانت مثار جدل وانتقادات عربية‬ ‫ناقش مع املسؤولني األكراد‬ ‫وفلسطينية‪ ،‬قد‬ ‫إمكانية نقل من ‪ /13 -10/‬ألف فلسطيني‪ ،‬ممن‬ ‫تبقوا يف العراق‪ ،‬واملخيامت املحيطة‪ ،‬إىل إقليم‬ ‫كردستان‪ ،‬مع فتح قنصلية فلسطينية تهتم‬ ‫بشوؤنهم‪ ،‬وهذا الطرح قد القى موافقة مبدأية‬ ‫من املسؤولني الكردستانيني‪ ،‬األمر الذي زاد وترية‬ ‫االتهامات واالنتقادات الفلسطينية ألبو مازن‪،‬‬ ‫والتي وصلت حد اتهامه بالعمل عىل توطني‬ ‫فلسطينيي العراق بشكل نهايئ يف هذا‬ ‫اإلقليم‪ ،‬الذي يعمل ويرشف عليه الصهاينة‬ ‫بشكل علني‪..‬‬

‫ابو خالد الشامل‬ ‫عضو املكتب السيايس‬

‫لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫ملف‬

‫‪ 61‬عاماً على نكبة فلسطين‬

‫صمود المقاومة وتراجع مشروع «إسرائيل الكبرى»‬ ‫صاحب الحق التاريخي يف فلسطني هو‬ ‫الشعب الذي وجد فيها منذ فجر التاريخ‪،‬‬ ‫وعاش فيها دومنا انقطاع‪ ،‬وحافظ عىل هويتها‪،‬‬ ‫ودمج كل الغزاة فيه‪ ،‬انه الشعب العريب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وما حق اليهود التاريخي املزعوم‬ ‫او الديني بفلسطني اال ادّعاءات ال تصمد امام‬ ‫النقد‪ ،‬ألفها كهنة القدس لدى كتابتهم‬ ‫التوارة‪ ،‬واستغلها االستعامريون‪ ،‬من يهود‬ ‫وغري يهود‪ ،‬يف العرص الحديث‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وفلسطني مل تكن يوما قطرا منعزال عن‬ ‫محيطه‪ ،‬فهي جزء من الوطن العريب‪ ،‬وتاريخها‬ ‫جزء من تاريخه‪ ،‬وحدودها الحالية تعود للعام‬ ‫‪ 1921‬فقط‪ ،‬فقبل ذلك التاريخ مل تتطابق‬ ‫التقسيامت االدارية مع الحدود التي رسمتها‬ ‫اتفاقية سايكس بيكو‪ ،‬وعليه ال يجوز فصل‬ ‫تاريخ فلسطني عن تاريخ املنطقة‪.‬‬ ‫“وليست الصهيونية الحقيقية أكرث من‬ ‫تاريخ قرن من الزمان من الطرد واملحاوالت التي‬ ‫ال تنتهي إلبعاد العرب عن البالد” وهذا ما قاله‬ ‫النائب الصهيوين رحبعام زئيفي‪ ،‬والصهيونية‬ ‫يف نشأتها فكر اورويب استعامري حديث‪،‬‬ ‫والتعريف الذي تبناه الصهاينة انفسهم يف‬ ‫مؤمترهم االول هو‪“ :‬الصهيونية حركة سياسية‬ ‫تهدف اىل اقامة وطن قومي للشعب اليهودي‬ ‫يف فلسطني يضمنه القانون العام”‪.‬‬ ‫ومل يكن ألصحاب فكرة الدولة اليهودية‬ ‫االوائل ان يحاولوا تحقيق هذا املرشوع لوال‬ ‫إدراكهم ان يف انتظارهم دوراً استعامرياً‬ ‫يؤدونه‪.‬‬ ‫يف نكبة ‪ 1948‬كانت نتيجة الحرب األبرز‬ ‫فقدان اكرث من ثالثة ارباع مساحة فلسطني‬ ‫للدولة الصهيونية بخسارة برشية مقدارها‬ ‫‪ 13‬الف شهيد فلسطيني و‪ 3500‬شهيد‬ ‫عريب‪ ،‬وكان مثن االحتالل باهظاً‪ ،‬فقد شرُ د‬ ‫مليون شخص من وطنهم ولجأوا اىل الدول‬ ‫العربية املجاورة‪ ،‬ومن ثم اىل شتى ارجاء العامل‪،‬‬ ‫وبقي ما يقارب ‪ 180‬الف فلسطيني يعيشون‬ ‫تحت االحتالل‪ ،‬واستغل الصهاينة انتصارهم‬ ‫ودمروا حواىل ‪ 400‬قرية فلسطينية وسووها‬ ‫باالرض‪ ،‬وكان هدفهم من وراء ذلك مسح‬ ‫الطابع العريب عن فلسطني‪ ،‬وحرمان الناس‬

‫الرئيس حافظ األسد‪ :‬حرب ترشين حطمت القوة اإلرسائيلية‬

‫حرب غزة‪ :‬هزمية جديدة إلرسائيل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪56‬‬

‫من امل العودة‪.‬‬ ‫ومن السهل عىل املرء ان يجلس عىل مقعد‬ ‫وثري ليدين افعال اآلخرين دون ان يضع نفسه‬ ‫مكانهم‪ ،‬لقد أثارت املجازر فزع بعض الناس‪،‬‬ ‫فهربوا مام اعتقدوه املوت املحقق‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫أجرب عىل املغادرة بفعل الطرد الصهيوين‬ ‫الفعيل او بفعل املعارك الدائرة يف منطقة‬ ‫سكناه‪ ،‬ان كل الحروب تخلف الجئني‪ ،‬اال ان ما ميز‬ ‫تلك الحرب ونكبة ‪ ،1948‬كان عدد الالجئني الكبري‬ ‫نسبة لعدد السكان‪ ،‬وحرمانهم من العودة عىل‬ ‫الفلسطينيون تحت االحتالل‬ ‫الرغم من مرور السنني وقرارات االمم املتحدة‪،‬‬ ‫( ُقبلت ارسائيل يف االمم املتحدة يف كانون االول‬ ‫ذلك الجزء من الشعب الفلسطيني الذي مل‬ ‫‪ 1948‬رشيطة السامح لالجئني بالعودة)‪.‬‬ ‫يغادر املناطق التي احتلتها القوات الصهيونية‬ ‫هل الحرب سجال عسكري فقط؟‬ ‫عام ‪ 1948‬وتم تقدير عددهم يف ذلك الوقت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اذا مل تكن االمة متطورة فكريا وثقافيا‬ ‫بحواىل ‪ 180‬الفاً ويعرف هؤالء باسم فلسطينيي‬ ‫واجتامعياً واقتصادياً‪ ،‬فكيف لها ان تنترص؟ وهل‬ ‫الداخل ‪ ،1948‬وعاىن هؤالء أصعب أنواع التمييز‬ ‫ميكن ألمة ال تقرأ ان تعي األخطار وتختار اسلوب من آثار نكبة ‪ :48‬النزوح الفلسطيني‬ ‫العنرصي‪ ،‬فمنذ بدء االحتالل ُاعلنت االحكام‬ ‫املواجهة االمثل؟ هل ينترص الجهل عىل املعرفة؟‬ ‫العسكرية وانظمة الطوارئ التي كان االنكليز‬ ‫تبدأ املعركة بإعالن الحرب ضد الجهل واالمية والعشائرية والطائفية‪ ،‬قد استخدموها يف مواجهة ثورة ‪ ،1939-1936‬فعاشوا تحت قيود شتى‬ ‫وهذه معركة حضارية‪ ،‬تبدأ ببناء االنسان وببناء تفكريه العلمي‪ ،‬وهذه متنعهم من العمل والتنقل والبناء وتطوير ظروفهم الحياتية‪ ،‬بل من‬ ‫الحرب ال يخوضها الجندي فقط‪ ،‬بل يخوضها العامل والعامل‪ ،‬املثقف االقامة يف مناطق عديدة يف بالدهم‪ ،‬كام متت مصادرة اراضيهم‪ ،‬ويف‬ ‫واالديب‪ ،‬املزارع واملوظف‪ ،‬الطالب واملرأة كل يف موقعه‪ ،‬وواقع الحال يقول الوقت الذي وضعت فيه السلطات امالك الغائبني تحت ترصف الدولة‬ ‫ان الدول العربية مل تنترص يف حرب ‪ 1948‬ألنها مل تستنفر طاقاتها وسمحت للمهاجرين اليهود باستغاللها (قانونياً)‪ ،‬فإنها أغلقت مناطق‬ ‫شعوباً وحكومات‪.‬‬ ‫واسعة تعود ملكيتها للفالحني الفلسطينيني فاقتلعتهم وحولتهم‬ ‫تبني حجم الهزمية عام ‪ 1948‬فور انتهاء الحرب‪ ،‬واتضح ان تغيري الواقع اىل عامل يف االقتصاد الصهيوين‪ ،‬وسنّت القوانني بحيث متيز ضدهم‬ ‫الجديد ليس باالمر الهني‪ ،‬ووجد العرب ان جيوشهم هُ ِزمت هزمية نكراء‪ ،‬يف مجاالت التعليم والصحة والخدمات األخرى‪ ،‬وتجىل التمييز بصدور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وان كيانا غريبا قد ُز ٍرع يف قلب الوطن العريب‪ ،‬عىل الضد مام توقعوا (قانون العودة) الذي يسمح ألي يهودي (بالعودة) اىل فلسطني ويقيض‬ ‫ومتنوا‪ ،‬ووجد الشعب الفلسطيني نفسه وقد تشتت وانقسم اىل ثالثة مبنحه الجنسية االرسائيلية فوراً‪ ،‬ال فرق بني يهودي ولد يف فلسطني‬ ‫اجزاء‪ :‬جزء تحت االحتالل الصهيوين‪ ،‬وجزء عىل‬ ‫ارض فلسطني مل يحتلها الصهاينة (الضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة)‪ ،‬وجزء الجئ ُطرد اىل مختلف‬ ‫دول العامل‪ ،‬واىل الدول املجاورة لفلسطني‪.‬‬ ‫وظهرت للعيان األطامع الصهيونية يف االرض‬ ‫العربية‪ ،‬يقول ديفيد بن غوريون (اول رئيس وزراء‬ ‫ارسائييل) “ال يكفي الحفاظ عىل الوضع القائم‪،‬‬ ‫ال بد ان تكون دولتنا حيوية قامئة عىل التوسع”‪.‬‬

‫وآخر ال يربطه رابط بها‪ ،‬ويف الوقت نفسه منع‬ ‫الصهاينة أصحاب البالد من العودة ملدنهم‬ ‫وقراهم‪ ،‬وقتلوا أعداداً كبرية من الفلسطينيني‬ ‫الذين حاولوا العودة اىل بيوتهم بعيد الحرب‪.‬‬ ‫وجد قرابة املليون فلسطيني أنفسهم عام‬ ‫‪ 1948‬وقد أصبحوا الجئني‬ ‫وقبل ان ينقيض العام‪ ،‬صدر عن االمم املتحدة‬ ‫القرار رقم ‪ ،194‬الذي ينص عىل رضورة السامح‬ ‫بعودة من يرغب بذلك من الالجئني وتعويض من ال‬ ‫يريد العودة‪ ،‬وعىل الرغم من اعادة التصويت عىل‬ ‫هذا القرار سنوياً‪ ،‬واعتبار عضوية ارسائيل يف االمم‬ ‫املتحدة مرشوطة بتنفيذه‪ ،‬مل تلتزم دولة ارسائيل‬ ‫بذلك‪ ،‬ومع مرور الزمن تحولت مخيامت الالجئني‬ ‫اىل ظاهرة دامئة‪ ،‬واستمرت املنظامت الدولية‬ ‫وعىل رأسها االونروا بتقديم الخدمات لالجئني‪ ،‬وقد‬ ‫شكل هذا الوضع إذالالً عظي ًام لهم‪.‬‬ ‫ودرس العديد من املنظامت الدولية وضع‬ ‫الالجئني مدّعياً الرغبة يف تحسني نوعية‬ ‫حياتهم‪ ،‬لكن هدفهم الحقيقي كان دراسة‬

‫دبابة «املريكافا» اإلرسائيلية مدمرة أثناء حرب صيف ‪ 2006‬عىل لبنان‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫ملف‬ ‫وسائل توطينهم حيث يقيمون‪ ،‬بحيث يتخلون عن مطلبهم بالعودة‪،‬‬ ‫والعودة ال تصب يف مصلحة املرشوع الصهيوين الذي كان وراء التهجري‪،‬‬ ‫ليقام الكيان عىل أرض فلسطني‪.‬‬

‫رد الفعل العريب عىل الهزمية عام ‪1948‬‬ ‫بعد تهجري الفلسطينيني اىل الشتات واملنايف‪ ،‬شعر الصهاينة‬ ‫بالقوة‪ ،‬فبعد انتصارهم الرسيع والسهل نظروا حولهم فوجدوا العامل‬ ‫العريب متزقه الخالفات‪ ،‬ورأوا من املناسب ان يزرعوا يف ذهن املواطن العريب‬ ‫فكرة مفادها انهم االقوى وان العرب ال حول لهم وال قوة‪ ،‬ذلك ان هدفهم‬ ‫كان وال يزال هزمية الوجدان العريب ال الجيوش‬ ‫فقط‪ ،‬وصدم احتالل فلسطني الجامهري‬ ‫العربية كام أشعرتهم االعتداءات الصهيونية‬ ‫بالذل واإلهانة‪.‬‬ ‫وبدأ العمل الرسمي العريب لبناء الكيان‬ ‫الفلسطيني يف العام ‪ ،1963‬فقد أعلنت‬ ‫ارسائيل يف ذلك العام نيتها تحويل مياه نهر‬ ‫االردن لرتوي صحراء النقب‪ ،‬فدعا الرئيس‬ ‫جامل عبد النارص الزعامء العرب اىل مؤمتر‬ ‫قمة التباحث يف سبيل مواجهة هذا املرشوع‪،‬‬ ‫واجتمع الزعامء مطلع العام ‪ ،1964‬وكان من‬ ‫قراراتهم “تنظيم الشعب الفلسطيني ليتمكن‬ ‫من لعب دوره يف تحرير بالده وتقرير مستقبله”‪،‬‬ ‫وبناء عىل هذا القرار ُأعلن عن تأسيس منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية يف القدس يف ايار ‪1965‬‬ ‫بقيادة احمد الشقريي‪ ،‬وهكذا كانت املنظمة‬ ‫يف بداية عهدها تحت وصاية االنظمة العربية‪...‬‬ ‫ومع ذلك كان تشكل منظمة التحرير مكسباً‪،‬‬ ‫ألنه مثل اعرتافاً عربياً بالهوية الفلسطينية‪.‬‬ ‫من قيادات املقاومة‬ ‫أما عىل املستوى الشعبي فقد عارضت‬ ‫االحزاب الوطنية والقومية ارتباط منظمة التحرير باالنظمة العربية‪ ،‬وبدأ‬ ‫العمل الفلسطيني بطريقتني‪ ،‬االوىل إبراز الهوية الفلسطينية بشكل‬ ‫مميز يف داخل االحزاب القومية القامئة‪ ،‬وإدراج العمل املسلح عىل جدول‬ ‫االعامل‪ ،‬وسبق ذلك الطريقة الثانية‪ ،‬العمل الفلسطيني املستقل‪،‬‬ ‫وتأسست يف هذا السياق حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)‬ ‫رسية يف اواخر الخمسينيات ويف ليلة ‪ 1965/1/1‬كانت العملية‬ ‫حركة ّ‬ ‫االوىل التي أعلنت انطالق الثورة املعارصة‪ ،‬وانتهى البيان بعبارة‪“ :‬عاشت‬ ‫وحدة شعبنا وعاش نضاله الستعادة بالده وكرامته”‪ ،‬ويالحظ هنا الرتكيز‬ ‫عىل الجهد الذايت لتحرير وطنه‪ ،‬وصارت فلسطني طريق الوحدة‪ ،‬ذلك ان‬ ‫التحرير سيفتح املجال لنضال العرب سوياً‪ ،‬ما سيؤدي بهم اىل الوحدة‬ ‫امليدانية التي ال تلبث ان تتحول اىل وحدة سياسية‪.‬‬ ‫أدرك الصهاينة ان تغريات جديدة تحصل حولهم وان القوة العسكرية‬ ‫العربية قد تنامت‪ ،‬وبدأ شعور الصهاينة بوطأة العمليات الفدائية‬ ‫العسكرية‪ ،‬وهذه العمليات كانت كافية لثني العديد من املهاجرين عن‬ ‫الهجرة اىل فلسطني‪ ،‬كام كانت تهدد بالتحول اىل ظاهرة شاملة يلتقي‬ ‫فيها العرب والفلسطينيون‪ ،‬فقررت ارسائيل شن الحرب عىل العرب‬ ‫الستباق هذه املتغريات وإجهاضها‪ ،‬يضاف اىل ذلك رغبتها بالسيطرة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪58‬‬

‫عىل منابع نهر االردن‪ ،‬وتحقيق التوسيع الجغرايف التي يعطي الكيان‬ ‫عمقاً اسرتاتيجياً كان يحتاجه‪ ،‬ويف ‪ 1967/6/5‬قام الطريان االرسائييل‬ ‫بهجوم شامل ومتزامن عىل املطارات العربية يف مرص وسوريا واالردن‬ ‫والعراق‪ ،‬فدمر أسلحة الطريان العربية كلها تقريباً‪ ،‬ويف الوقت ذاته‬ ‫اندلعت الحرب الربية عىل ثالث جهات‪ :‬مرصية وسورية وأردنية‪ ،‬استمرت‬ ‫الحرب ستة ايام فقط‪ ،‬لكن نتيجتها كانت قد ُحسمت من الساعات‬ ‫االوىل‪ ،‬فبعد ان ُدمرت الطائرات العربية‪ ،‬ظلت الجيوش تحت رحمة الطريان‬ ‫االرسائييل الذي استخدم قذائف محرمة دولياً كالنابامل‪ ،‬وقد قتل‬ ‫االرسائيليون املئات من الجنود املرصيني بدم بارد بعد استسالمهم بحجة‬ ‫كاف من الجنود لحراستهم‪ ،‬وفيام استبسل الجنود العرب‬ ‫عدم توافر عدد ٍ‬

‫فرضت الفصائل الفلسطينية وجودها يف‬ ‫الدول العربية بقوة االمر الواقع وضغط الجامهري‬ ‫العربية التواقة اىل التحرير وقومية املعركة‪ ،‬ويف‬ ‫هذا الوقت مل تكتف ارسائيل بنرصها يف العام‬ ‫‪ ،1967‬فقد بدأت بخرق وقف إطالق النار يف الشهر‬ ‫الذي تىل الحرب‪ ،‬وبدأت بعمليات اخرتاق وغارات عىل‬ ‫الحدود املرصية‪ ،‬وكانت تهدف اىل تحقيق هدفني‪:‬‬ ‫االول هزمية االنسان العريب‪ ،‬وإقناعه بأن ارسائيل‬ ‫قوة عظمى ال جدوى من مقاومتها‪ ،‬والثاين هو‬ ‫حرمان الدول العربية من فرصة اعادة بناء جيوشها‬ ‫وصوالً اىل إجبارها عىل الدخول يف تسوية‪..‬‬ ‫دخلت منظمة التحرير يف بداية ‪ ،1968‬يف‬ ‫مرحلة جديدة متثلت بدخول الفصائل املسلحة اىل‬ ‫اطار منظمة التحرير‪ ،‬ومتثلت يف هيئاتها املختلفة‪،‬‬ ‫وبدأت اعادة تنظيم شاملة‪ ،‬اىل ان استلمت قيادتها‬ ‫ومؤسساتها بشكل كامل يف النصف الثاين من‬ ‫العام ‪ ،1969‬ويف ذلك الوقت تبنت منظمة التحرير‬ ‫برنامج التحرير الشامل الذي يدعو القامة دولة‬ ‫فلسطينية دميوقراطية علامنية يف فلسطني‬ ‫ً‬ ‫بكاملها‪ ،‬وتلقت املنظمة عىل هذا االساس دع ًام كبريا من مختلف دول‬ ‫العامل وأحراره‪ ،‬واملربر وراء ذلك كان ان الحل املنشود يجب أن يضمن الحق‬ ‫الفلسطيني كام ًال دون ان يستند لفكرة إبادة اليهود‪ ،‬لكن من الرضوري‬ ‫القضاء عىل الصهيونية والعنرصية‪ ،‬ومن الرضوري ضامن حق العودة‬ ‫للشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫أحداث ايلول ‪ 1970‬يف األردن‬

‫وقاتل بعضهم يف رضاوة حتى وهم جرحى‪ ،‬كانت حصيلة الحرب عىل‬ ‫املستوى العسكري تدمري القوة العربية‪ ،‬وخسارة كل فلسطني وسيناء‬ ‫ومرتفعات الجوالن‪ ،‬وترشيد مئات االلوف من الالجئني وكثري منهم يلجأ‬ ‫للمرة الثانية‪.‬‬ ‫تسببت هزمية ‪ 1967‬بنرش حالة من اليأس واالحباط بني الناس‪ ،‬وكانت‬ ‫رضبة قاسية للفكر القومي ولالنظمة العربية وملنظمة التحرير‪ ،‬وصار‬ ‫املجال مفتوحاً أمام املقاومة الشعبية‪ ،‬وارتأى الناس ان عليهم ان ال يقفوا‬ ‫مكتويف االيدي‪ ،‬ويف ترشين الثاين ‪ 1967‬خرج مجلس االمن بالقرار ‪242‬‬ ‫الذي ينص عىل‪“ :‬رضورة انسحاب القوات االرسائيلية من اراض احتلتها‬ ‫يف النزاع االخري” وحق كل دولة يف املنطقة العيش بسالم ضمن حدود‬ ‫آمنة ومعرتف بها‪ ،‬ورضورة ايجاد حل عادل ملشكلة الالجئني‪.‬‬ ‫أدرك الفلسطينيون‪ ،‬اثر هذه االحداث‪ ،‬ان عليهم ان ميسكوا زمام قضيتهم‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬وان ال يأمتنوا بعض االنظمة عليها‪ ،‬فانتعش العمل الفدايئ‪،‬‬ ‫ودخلت الساحة فصائل كانت سابقاً جزءاً من االحزاب القومية‪ ،‬وبدأت هذه‬ ‫الفصائل‪ ،‬إضافة اىل حركة فتح‪ ،‬تضغط من أجل تصحيح مسار منظمة‬ ‫التحرير وبدأت عملية تغيري شامل فيها‪.‬‬

‫منذ أن انطلق العمل الفلسطيني ضد املرشوع االستعامري‪ ،‬صار‬ ‫القضاء عليه هدفاً للقوى االستعامرية‪ ،‬وبالطبع فعدالة القضية‬ ‫الفلسطينية وحدها ليست ضامنة كافية لالنتصار‪ ،‬ومن الرضوري ان‬ ‫يدرك صاحب القضية األخطار التي ترتبص به‪ ،‬فيترصف بوعي وعقالنية‬ ‫وحكمة‪ ،‬ال بحامسة واندفاع دومنا ترو‪ ،‬واملقهور الذي يجد نفسه فجأة‬ ‫وقد صار قوياً‪ ،‬قد يرتكب العديد من األخطاء املسلكية والسياسة‬ ‫نتيجة لترسعه أو افتقاره اىل الرؤية الشاملة‪ ،‬وقد ارتكب العديد من‬ ‫اعضاء املنظمة وقياداتها تجاوزات وأخطاء‪ ،‬ومل مييز البسطاء بني سوء‬ ‫الترصف وعدالة القضية واملرشوع الذي يحملون‪ ،‬وتجاوز البعض الدعوة‬ ‫إلصالح الوضع‪ ،‬محرضا ضد العمل الفدايئ‪ ،‬وساعد يف ذلك بعض‬ ‫الدوائر املرتطبة بأجندات خارجية معادية للثورة اص ًال‪ ،‬مل تستدرك قيادة‬ ‫املنظمة االمر‪ ،‬وسمحت بالتايل بنمو قوى تعارض املرشوع الوطني‬ ‫برمته‪ ،‬ويف الفرتة التي كانت فيها املنظمة تقوى وتكتسب املزيد من‬ ‫التأييد العريب والعاملي‪ ،‬تأزمت العالقة بينها وبني الحكومة االردنية‬ ‫نتيجة تشابك القضايا العربية والفلسطينية‪ ،‬فتبنت منظمة التحرير‬ ‫سياسات تختلف عن السياسات االردنية يف العديد من القضايا‪ ،‬وما‬ ‫كان يراه البعض عم ًال يسهم يف تحرير فلسطني كان من وجهة نظر‬ ‫الحكومة االردنية تدخ ًال يف شؤونها وتهديداً لها‪ ،‬ولعبت االصابيع‬ ‫الخارجية املرتبصة بالثورة الفلسطينية دوراً يف تأجيج االوضاع‪ ،‬ووجدت‬ ‫أن فرصة اإلجهاز عىل الثورة باتت سانحة فصبت الزيت عىل النار‬

‫وساهمت يف اثارة التناقضات وتفاقم الوضع حتى اندلعت معارك دامية‬ ‫مؤسفة بني الطرفني يف الفرتة ‪ 1971-1970‬لكن تلك املعارك دارت عىل‬ ‫أساس سيايس ومل تدر عىل أساس اقليمي‪ ،‬وكانت نتيجة هذه املعارك‬ ‫تصفية ظاهرة الكفاح املسلح يف االردن‪ ،‬وانتقال املقاومة العلنية اىل‬ ‫لبنان‪ ،‬وكان املستفيد االكرب من هذه االحداث هو الكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫ونتيجة هذه الحرب االهلية احبطت االنطالقة القوية للمنظمة وأبعدتها‬ ‫عن اطول خط مواجهة مع العدو الصهيوين‪..‬‬

‫منظمة التحرير يف لبنان‬ ‫ويف لبنان بنت منظمة التحرير مؤسساتها االجتامعية والرتبوية‬ ‫والصحية‪ ،‬وبلورت الهوية السياسية الفلسطينية التي طال غيابها‬ ‫وصمتها من محاوالت الطمس واالبادة‪ ،‬وقامت فصائلها بعمليات‬ ‫عسكرية كربى يف داخل فلسطني وخارجها‪ ،‬وكان الهدف االسايس‬ ‫منها لفت انتباه العامل للقضية‪ ،‬وإزعاج العدو وإيالمه‪ ،‬وصوالً اىل‬ ‫حرب تحرير شعبية طويلة املدى يتم فيها تحرير فلسطني أو هكذا كانت‬ ‫النية‪ ،‬وتحالفت منظمة التحرير مع الحركة الوطنية اللبنانية التي كانت‬ ‫تناضل ضد الطائفية ومن اجل الدميوقراطية‪ ،‬كام حمت الفلسطينيني‬ ‫يف املخيامت وساعدتهم عىل الحصول عىل حقوق إنسانية كانوا قد‬ ‫حرموا منها‪.‬‬ ‫وقد أسهم وجود منظمة التحرير الفلسطينية يف لبنان‪ ،‬وتحالفها‬ ‫مع قواه الوطنية‪ ،‬يف اثارة مخاوف القوى الطائفية اللبنانية‪ ،‬االمر الذي‬ ‫وتر العالقات هناك‪ ،‬ويضاف اىل ذلك ان قيادة منظمة التحرير مل تستفد‬ ‫من دروس املايض‪ ،‬واستمرت بارتكاب االخطاء املسلكية بحق شعبها‬ ‫وبحق الشعب اللبناين‪.‬‬ ‫ولكن حرب االستنزاف يف آب ‪ 1970‬بعد وساطة امريكية وبعد ان‬ ‫أثبتت ان ارسائيل ال تحتمل حرباً طويلة بحكم ضآلة عدد السكان‪ ،‬فام‬ ‫ان يتم االستنفار حتى ينهك االقتصاد وتتوقف بعض املرافق نتيجة‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫ذكرى‬

‫ملف‬ ‫الستدعاء االحتياط‪ ،‬وهذه هي الحال املتوقعة من مجتمع عسكري‪ ،‬ومن‬ ‫جهة اخرى استغلت مرص فرتة حرب االستنزاف إلعداد العدة للحرب‬ ‫املقبلة‪ ،‬ولبناء دفاعها الجوي وتعزيزه بالصواريخ املضادة للطائرات‪.‬‬

‫حرب ترشين ‪1973‬‬ ‫مل تكن حرب ترشين ‪ 1973‬نهاية الحروب كام حاول نظام كامب ديفيد‬ ‫يف مرص ان يصور ذلك للجامهري العربية‪ ،‬وأثبتت األحداث فيها بعض ما‬ ‫كان مستوراً‪ ،‬فالرصاع ما زال متواص ًال‪ ،‬والكيان الصهيوين زرع يف جسم‬ ‫االمة العربية وهو كيان غريب يف هذه املنطقة‪ ،‬ويجب استئصاله حتى‬ ‫يعود االستقرار وتعود فلسطني اىل شعبها‪ ،‬وطريق املقاومة هو الخيار‬ ‫األوحد الستعادة الحقوق العربية‪ ،‬وهو الدرس الذي تعلمناه خالل عقود‬ ‫طويلة من النكبة ولن يضل شعبنا الطريق‪ ،‬فلسطني يف القلب والعقل‬ ‫ونسري نحو دربها بإرادة واعية‪.‬‬ ‫مل تعارض الدول العربية مبدأ التفاوض مع العدو عىل الرغم من الءات‬ ‫الخرطوم (ال صلح مع العدو‪ ،‬ال مفاوضات معه‪ ،‬ال اعرتاف به) لكنها وجدت‬ ‫نفسها بعد هزمية حزيران ‪ 1967‬يف وضع ضعيف جداً ال يسمح لها‬ ‫بتحقيق أي مكسب عىل مائدة املفاوضات فأيدت املقاومة الفلسطينية‬ ‫كورقة ضغط عىل ارسائيل‪ ،‬دون ان تشاركها مرشوعها التحرري‪ ،‬ولتعديل‬ ‫الخلل يف ميزان القوى بدأت مرص وسوريا تعدان للحرب بصورة رسية‪،‬‬ ‫وكان هدفهام شن حرب محلية طويلة األمد محدودة األهداف‪.‬‬ ‫وما ان م ّرت عدة ايام عىل اندالع املعارك حتى طلبت ارسائيل الغوث‬ ‫من أمريكا‪ ،‬وما لبثت االخرية ان استجابت ونظمت جرساً جوياً لنقل‬ ‫االسلحة واملعدات الحديثة ووضعها تحت ترصف ارسائيل‪ ،‬االمر الذي‬ ‫عزز الوضع االرسائييل نوعا ما‪ ،‬لكنه مل يكن العامل الحاسم يف قلب‬ ‫ميزان القوى‪ ،‬فقد تكفل سوء ادارة املعركة من قبل الرئيس املرصي انور‬ ‫السادات ووقف تقدم الجيش املرصي‪ ،‬واستعداده لوقف الحرب عىل أساس‬ ‫االنسحاب االرسائييل من االرايض املحتلة‪ ،‬ودعا لعقد مؤمتر دويل للسالم‪،‬‬ ‫يف إحداث خلل متكن خالله هرني كسينجر من أن يقود الدول املتحاربة‬ ‫اىل مائدة املفاوضات وبعدها انفرد نظام السادات يف توقيع صلح مع‬ ‫العدو وتوقيع اتفاقية عرفت باسم “كامب ديفيد” ومتكن من عزل مرص‬ ‫مبا متلكه من امكانات عن ساحة الرصاع ضد العدو الصهيوين‪.‬‬

‫االنتفاضة الفلسطينية عام ‪1987‬‬ ‫لقد ساهمت اتفاقية “كامب ديفيد” وبشكل مبارش يف زيارة الضغط‬ ‫العسكري الصهيوين عىل لبنان مستهدفة بنيته التحتية‪ ،‬وكان‬ ‫االجتياح الصهيوين للبنان عام ‪ ،1978‬واجتياح لبنان حتى العاصمة بريوت‬ ‫عام ‪ ،1982‬وجاء الخروج الفلسطيني املسلح من بريوت ليرضب الركيزة‬ ‫التي استندت اليها الثورة الفلسطينية خارج فلسطني وكانت النتيجة‬ ‫الطبيعية لذلك االختالل‪ ،‬ان ينتقل مركز ثقل العمل الفلسطيني اىل‬ ‫داخل فلسطني‪ ،‬وهناك وعىل مدى عدة سنوات حقق الشعب مزيداً من‬ ‫االنجازات عىل املستويات النضالية والتنظيمية واالجتامعية والنقابية‪،‬‬ ‫وكانت تلك اإلنجازات مبثابة تراكامت متهد للتغري النوعي‪ ،‬وكانت رشارة‬ ‫واحدة يف مثل هذه الظروف كفيلة بإشعال الحريق الكبري وهذا ما حدث‬ ‫يف ‪ 1987/12/7‬عندما تعمد سائق سيارة صهيونية االصطدام بسيارة تقل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪60‬‬

‫عامالً فلسطينيني فاستشهد اربعة منهم‪ ،‬واندلعت التظاهرات احتجاجاً‬ ‫عىل ذلك الحادث يف اليوم الذي يليه‪ ،‬واستمرت وامتدت وصار ما يعرف‬ ‫باالنتفاضة‪ ،‬كام قام الصهاينة بعده مجازر استهدفت الفلسطينيني‬ ‫العزل كمجزرة عيون قارة واملسجد االقىص والحرم االبراهيمي يف الخليل‬ ‫وغريها‪ ،‬وأسهمت االنتفاضة يف ضعضعة االقتصاد االرسائييل وتكبيده‬ ‫خسائر تقدر مبئات املاليني من الدوالرات واستمرت االنتفاضة لفرتة من‬ ‫الزمن ظاهرة ثورية تسهم يف تغيري الواقع‪ ،‬وبرزت قيادات ميدانية تحوز‬ ‫ثقة الجامهري هي أكرث وضوحاً وجذرية‪.‬‬

‫التسوية ومخاطرها‬ ‫ان نضال االنتفاضة عىل أهميته مل يغري ميزان القوى االقليمية‪ ،‬كام ان‬ ‫ميزان القوى الدويل كان قد بدأ باالختالل بسبب انهيار االتحاد السوفيايت‪،‬‬ ‫االمر الذي ترك الواليات املتحدة تصول وتجول وحدها يف امليدان ‪ ..‬وترك‬ ‫باب التسوية مفتوحاً وحالة ضعف عريب بعد خروج مرص من الرصاع‬ ‫وضعف فلسطيني واستعداد للمشاركة يف تسوية‪ ،‬ومن جهة انتصار‬ ‫استعامري عىل السوفيات‪ ،‬ومن جهة اخرى تعزيز قوة الكيان الصهيوين‬ ‫مبئات اآلالف من املهاجرين الجدد‪ ،‬وكان واضحاً ان التسوية ستتم يف ظروف‬ ‫اختالل ميزان القوى االقليمي والعاملي ملصلحة ارسائيل وانها ستتم عىل‬ ‫اساس االشرتاطات االمريكية التي ال تفي بالحد االدىن املقبول فلسطينياً‪،‬‬ ‫وكان مؤمتر مدريد (للسالم) ‪ ،1991‬ومن ثم اتفاق اوسلو ‪ ،1993‬ووادي عربة‪.‬‬ ‫ولعل أخطر ما يف التسوية هو عزل القضية الفلسطينية عن‬ ‫بعدها العريب وعن الرصاع العريب ـ الصهيوين‪ ،‬وكان إعالن “اعرتاف‬ ‫متبادل بني املنظمة وارسائيل”‪ ،‬وكانت التعهدات الفلسطينية يف‬ ‫رسالة االعرتاف (االعرتاف بحق ارسائيل يف الوجود بأمن وسالم وتقبل‬ ‫بالقرار ‪ ،242‬وتتعهد بحل الرصاع بني الطرفني عن طريق املفاوضات ونبذ‬ ‫منظمة التحرير االرهاب‪ .‬وإيقاف العمل مبيثاقها الذي يتضمن بنوداً تنكر‬ ‫حق ارسائيل يف الوجود)‪ ،‬حقق الكيان الصهيوين مكاسب هامة يف‬ ‫التسوية منها االعرتاف الرسمي العريب بحقها يف الوجود عىل ارض‬ ‫فلسطني وإسقاط املقاطعة العربية وفتح ابواب العامل العريب أمامها‪،‬‬ ‫وتأجيل القضايا الفلسطينية الحاسمة (القدس‪ ،‬والحدود‪ ،‬والالجئني‬ ‫واالستيطان واملياه) واملفاوضات املتعددة األطراف‪.‬‬ ‫وتم توقيع االتفاقات كلها دون االعرتاف بحقوق الشعب الفلسطيني‬ ‫السياسية‪ ،‬أي حقه يف تقرير املصري وإقامة الدولة‪ ،‬وتراجع العرب عن‬ ‫منجزات كانوا قد حققوها‪ ،‬فقد كان الحق العريب يف السابق اساس‬ ‫التصور للحل االسرتاتيجي‪ ،‬وكانت قرارات االمم املتحدة اساسا لتصور حل‬ ‫مرحيل‪ ،‬اما اآلن وبعد توقيع االتفاقيات فقد صارت هذه االتفاقيات ذاتها‬ ‫هي أساس التسوية ومرجعيتها وجزأت التسوية االمة العربية وفقها‪،‬‬ ‫وتم الرتكيز عىل (السوق الرشق اوسطية) لتحل محل “االمة العربية”‪،‬‬ ‫وغريت التسوية من طبيعة التحالفات يف املنطقة ووضعت الدول‬ ‫العربية الواحدة يف مواجهة االخرى مهددة بذلك االمن القومي العريب‪.‬‬ ‫الرصاع ما زال متواص ًال‪ ،‬انها قضية وجود ومن أجلها تهون التضحيات‪،‬‬ ‫وطريق املقاومة هو أقرص الطرق لتحقيق األهداف وإحقاق الحقوق‪ ،‬هذه‬ ‫املعادلة أثبتت نجاحها يف فلسطني ويف لبنان‪ ،‬انها الطريق الوحيد‬ ‫لتحقيق االنتصار‪.‬‬

‫حافظ األسد في ذكرى رحيله التاسعة‬

‫حي أكثر من األحياء‬ ‫ال بد من االعرتاف أوال أن هذا العنوان ليس‬ ‫يل‪ ،‬بل هو رسالة من أحد مواطني الجمهورية‬ ‫العربية السورية سطر أحرفها بإميانه املطلق‬ ‫برجل مل يغيبه املوت‪ ،‬إذ هو الحي يف قلوب‬ ‫شعب يفتقده مع كل أزمة ويف كل محنة‬ ‫ومع كل انتصار‪.‬‬ ‫األسد هذا الرجل العيص عىل‬ ‫حافظ‬ ‫النسيان‪ ،‬واألمري عىل مطالع الكلم‪ ،‬واألمني‬ ‫عىل تراب الوطن كل الوطن‪ ،‬خليجه ونيله‬ ‫وفراته‪ ،‬نستحرضه اليوم يف ذكرى رحيله‬ ‫التاسعة‪ ،‬وهو الحارض أبدا‪ ،‬واملتوهج غيابا‪ ،‬إذ‬ ‫أكرث ما يكون الغياب توهجا عندما ترفرف بيارق‬ ‫نرص متوز يف جنوب لبنان الصامد‪ ،‬منترصة‬ ‫لرؤاه التي لطاملا كانت متجاوزة لآلين‪ ،‬متطلعة‬ ‫ألفق عريب حاولوا وضعه يف إقامة جربية عند‬ ‫حدود نكسة أرادوا لها أن تظل مخيمة بهزميتها‬ ‫وإحباطاتها ويأسها‪ ،‬عىل شعوب األمة العريب‪،‬‬ ‫كام ارادوا لها أن تكون السياج الذي يستوقف قيادات األمة ليعتربوا‬ ‫منها فيستظلوا الخيبة‪ ،‬ويسجلوا الرتاجع تلو الرتاجع بعد الءات عبد‬ ‫النارص يف الخرطوم التي استقبلته بعد النكسة كام لو كان النرص‬ ‫مكلال جبينه‪ ،‬ألنه كان ضمري األمة رغم النكسة‪ .‬لكن أفق حافظ‬ ‫األسد كان أكرث إميانا بروحية هذه األمة وقدرتها عىل النهوض‪ ،‬فكانت‬ ‫حرب ترشين التحريرية عام ‪ 1973‬التي خاضها الجيش السوري إىل جانب‬ ‫القوات املسلحة املرصية‪ ،‬فحققا إنجازا غري املعادلة‪ ،‬وأحرزا نرصا فرض‬ ‫قواعد جديدة يف اللعبة الدولية‪ .‬هذه الحرب التي تابعها الجيش السوري‬ ‫وحيدا يف حرب استنزاف دامت مثانني يوما‪ ،‬عىل سفوح جبل الشيخ‬ ‫تكبد فيها العدو خسائر جمة وباعرتافه‪.‬‬ ‫كثرية هي املواقف الخالدة واملرشفة يف حياة هذا القائد االستثنايئ‬ ‫الذي شهد له العدو قبل الصديق نوجز بعضا منها يف هذه‬ ‫العجالة‪:‬‬

‫بناء سورية الحديثة‬ ‫مل تعرف سورية فرتة من االستقرار كام‬ ‫عرفته يف حافظ يف عهد حافظ األسد هي‬ ‫الحافل تاريخها باالنقالبات العسكرية‪ ،‬وتقلبات‬ ‫الحكم‪ ،‬إىل أن كان عام ‪ 1970‬حيث قاد الرئيس‬ ‫الراحل حافظ األسد حركة تصحيحية كانت‬ ‫بداية عهد جديد يف سوريا‪ ،‬حيث أدخلت‬ ‫إصالحات إىل حزب البعث العريب االشرتايك‪،‬‬ ‫وأنهت الرصاعات الداخلية فيه‪ ،‬وبدأ العمل‬ ‫إلصالح األوضاع السياسية يف سوريا‪ ،‬فأعيد‬ ‫تفعيل مجلس الشعب (الربملان)‪ ،‬وتم توحيد‬ ‫األحزاب الرئيسية يف الجبهة الوطنية التقدمية‬ ‫(‪ )1972‬ووضع دستور جديد للبالد (آذار ‪)1973‬‬ ‫وحاربت سوريا إرسائيل الستعادة أراضيها املحتلة‬ ‫يف الجوالن يف (ترشين األول ‪ .)1973‬هذه الحركة‬ ‫وضعت سوريا وضعت يف مكانة متقدمة‪ ،‬ونقلتها نحو التطوير والبناء‪،‬‬ ‫فأمثرت عن منجزات تاريخية من أهمها استحداث الجبهة الوطنية‬ ‫التقدمية التي أرشكت األحزاب األخرى يف العمل السيايس املصريي‪،‬‬ ‫حيث أخذت االحزاب مكانتها الصحيحة يف جو من التآخي والتآلف‪،‬‬ ‫ومارست دورها خري مامرسة‪ .‬لقد ش ّكلت قيادة الرئيس حافظ األسد‬ ‫حقب ًة تاريخي ًة مهم ًة عىل الصعيد الوطني والدويل وتجرب ًة رائدة ًتركت‬ ‫ْبصامتها عىل مختلف القضايا التي شهدتها سورية والوطن العريب‪،‬‬ ‫كام املنطقة والعامل‪ ،‬كام كانت نقل ًة يف التفكري السيايس‪ ،‬ومنطاً‬ ‫دينامياً معارصاً تفاع َ​َل مع األحداث وأ ّثر به‪ .‬وبنظرة رسيعة إىل سوريا‬ ‫اليوم وعملية التطوير والتحديث التي يقودها الرئيس بشار األسد‪ ،‬والتي‬ ‫وإن القت الكثري من التعرث هنا وهناك‪ ،‬إال أن التطور املستمر والحيوية التي‬ ‫تواجه بها سوريا كل األزمات الداخلية والخارجية خري دليل عىل أن نهج‬ ‫القائد الراحل وفكر حزب البعث الزال مفعوله يرسي يف كل منعطف‬ ‫وناحية وجزء من هذا البلد الحبيب‪.‬‬

‫إعداد أدهم محمود‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫ذكرى‬ ‫حافظ األسد ونهج املقاومة‬ ‫مل تعرف املقاومات يف الوطن العريب داعام لها وال سندا كام‬ ‫كان حافظ األسد‪ ،‬الذي احتضن الثورة الفلسطينية كام املقاومة‬ ‫الوطنية اللبنانية‪ ،‬انطالقا من إميانه بحق األمة باستعادة أراضيها‬ ‫وكامل حقوقها غري منقوصة‪ ،‬هذا الحق الذي لطاملكا عرب عنه ومثله‬ ‫يف املحافل الدولية ومل يتنازل عنه األمر الذي دعا (شمعون برييز) عندما‬ ‫كان رئيس للوزراء إىل أن يقول فيه‪“ :‬أنه أرص دوماً عىل مطالب أكرث مام‬ ‫ينبغي”‪ ،‬فيام كان هرني كسنجر أكرث رصاحة يف وصف األسد يف‬ ‫مفاوضاته إذا قال عنه‪ “ :‬كان قاسياً ال يرحم‪ ،‬وتتملكه املشاعر القومية”‪.‬‬ ‫وألن فكر األسد كان فكرا عربيا قوميا‪ ،‬كان من الطبيعي أن يكون له دورا بارزا‬ ‫يف دعم املقاومة اللبنانية ضد االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬وهو الذي بعث بجيشه‬ ‫إىل لبنان ليوقف الحرب األهلية التي عصفت يف لبنان وأهله‪ ،‬كام كان‬ ‫لهذا الجيش وقفات ومحاور يسجلها التاريخ يف محابة العدو اإلرسائييل‬ ‫يف السلطان يعقوب والجبل‪ ،‬وبريوت‪ ،‬وهو من دعم حزب الله يف الجنوب‬ ‫اللبناين‪ ،‬وكان من أهم ما قدمه لهذه املقاومة هو رشعنة هذا الحزب بعدما‬ ‫كان مدرجا عىل لوائح اإلرها ب وإجبار الدول الغربية عىل االعرتاف به‪ ،‬حينام‬ ‫أرص حافظ األسد عىل أن يكون الحزب حارضا يف مفاوضات عام ‪ ،1996‬التي‬ ‫أنهت عملية عناقيد الغضب املجرمة وأسفرت عن تفاهم نيسان‪ ،‬الذي كان‬ ‫نقطة االنطالق لرشعنة املقاومة وتحقيق نرص ‪ ،2000‬وأسس للنرص الكبري‬ ‫عام ‪.2006‬‬ ‫أما عىل صعيد املقاومة الفلسطينية فإن حافظ األسد قد احتضن هذه‬ ‫املقاومة منذ نشأتها‪ ،‬وكان إىل جانبها يف كل املراحل التي مرت بها‪ ،‬كام‬ ‫احتضن فصائلها عىل أرض سوريا‪ ،‬رغم االعرتاض الدويل عىل ذلك‪ ،‬ورغم‬ ‫كل اإلغراءات‪ ،‬كانت فلسطني بالنسبة إليه وطنا نهائيا ال فحافظ األسد‬ ‫كان يفرز األصدقاء من األعداء من خالل موقفهم من فلسطني‪ ،‬وهو من‬ ‫أطلق عىل القضية الفلسطينية القضية املركزية للعرب‪ .‬لقد حملت‬ ‫سورية القسط األوىف من املعارك‪ ،‬كام حملت مسؤولياتها كاملة بإيواء‬ ‫املهاجرين الفلسطينيني الذين ُيقدر عددهم يف سورية اليوم بـ‪ 750‬ألفاً‬ ‫إىل املليون‪ ،‬وأعطتهم حقوق املواطن السوري‪ .‬وهي أول دولة عربية عينت‬ ‫وزراء فلسطينيني‪ ،‬وأول دولة عربية لديها جيش فلسطيني يدعى (جيش‬ ‫التحرير)‪ .‬لقد أوىل الرئيس األسد القضية الفلسطينية جل اهتاممه‬ ‫وجهده‪ ،‬وبذل مساعيه املتواصلة من أجل تحقيق الحل العادل والرشعي‬ ‫لهذه القضية‪ ،‬وكان حق الفلسطينيني بوطنهم ودولتهم املستقلة محور‬ ‫نضاله القومي‪ ،‬ولهذا رفض االتفاقات املنفردة مع إرسائيل وانتقد من أقدم‬ ‫عليها‪ .‬وأوضح مراراً للعرب وللعامل تصوره للسالم املراد‪.‬‬

‫قالوا يف حافظ األسد‬ ‫ملعرفة املكانة التي وصل إليها الراحل حافظ األسد ما علينا سوى‬

‫استذكار ما قاله عنه اآلخرون الذين حاوروه أو فاوضوه أو قابلوه من أصدقاء‬ ‫وأعداء‪:‬‬ ‫البابا شنودة الثالث‪ :‬‏ الرئيس األسد أهم الرجال املجاهدين فهو يتصف‬ ‫بالصمود والقوة والثبات وينبغي السري عىل خطاه ومساره الذي أثبت‬ ‫القدرة عىل تحدي الصعاب ‪ .‬‏‬ ‫مصطفى بكري صحفي مرصي ‪ :‬‏ إن أمنية األسد كانت أن يلتقي ربه دون‬ ‫أن يصافح صهيونياً أو يسري خلف نعشه واحد منهم وقد تحقق له ذلك‪ .‬‏‬ ‫الصحفي عبد العزيز املال من دولة قطر‪ :‬‏ إن الرئيس الراحل كان قطعة‬ ‫منا يعيش يف وجداننا رمزاً للعروبة والنضال والسالم وسيبقى اسم حافظ‬ ‫األسد مد ّوياً ألنه حا َف َظ عىل كرامة العرب يف وجه األعداء ‪.‬‏‬ ‫جاك شرياك رئيس فرنسا السابق‪ :‬‏ لقد كان الرئيس حافظ األسد رجل‬ ‫دولة حريصاً عىل رفعة بالده وعىل مصري األمة العربية وكان له دور مرموق‬ ‫يف التاريخ طيلة العقود الثالثة األخرية‪ .‬‏‬ ‫نلسون مانديال رئيس جنوب أفريقيا السابق‪ :‬‏ كان رجل دولة وسيداً وقوراً‬ ‫يف أوقات الحرب كام يف أوقات السلم وكانت مصالح بالده دوماً يف فؤاده‪ .‬‏‬ ‫هرني كيسنجر وزير خارجية أمريكا السابق قال‪ :‬‏ الرئيس حافظ األسد‬ ‫رجل متأنٍ يحسب األمور بدقة ‪ ,‬إين أكن له احرتاماً كبرياً ‪ .‬‏‬ ‫باتريك سيل صحفي بريطاين قال‪ :‬‏ إن الرئيس حافظ األسد أسس قواعد‬ ‫صلبة للقيادة وسمعة ممتازة ورصيداً كبرياً من النجاح والعالقات عىل‬ ‫مختلف املستويات‪ .‬وهو األكرث جدارة باالهتامم من كل القادة العرب وهناك‬ ‫ترابط وثبات يف مواقفه ويف مبادئه‪.‬‬ ‫صحيفة لوفيغارو الفرنسية‏ ‪:‬إن الرئيس األسد يتمتع بشعبية واسعة‬ ‫وكبرية‪ ,‬وهذا املوقف عزز من مكانته الوطنية والعربية والدولية وتعد‬ ‫سياسته سياسة بنّاءة ‪ .‬‏‬ ‫كويف أنان األمني العام لألمم املتحدة السابق‪ :‬‏ لقد كان الرئيس األسد‬ ‫طيلة الثالثني عاماً‪.‬‬ ‫الرئيس اإليراين هاشمي رافسنجاين‪ :‬ماضية ذي قيمة كربى لألمم املتحدة‬ ‫وقدّم مثاالً للقيادة الصامدة‪ .‬نتمنى لو يسلك كل العرب واملسلمني طريق‬ ‫الحق والصواب الذي سلكه ويسلكه الرئيس حافظ األسد‪.‬‬ ‫وارن كريستوفر وزير خارجية أمريكا االسبق‪ :‬الرئيس حافظ االسد قائد‬ ‫المع متقد الذكاء ومتحدث لبق‪.‬‬ ‫جيمس بيكر وزير الخارجية األمرييك األسبق‪ :‬لقد كان الرئيس األسد‬ ‫هو املسؤول الوحيد الذي أعجبت به واحببته وفهمته يف منطقة الرشق‬ ‫األوسط‬ ‫ويلتون دين مدير مكتب مجلة تايم االمريكية بالرشق االوسط ‪ :‬سورية‬ ‫بقيادة السيد الرئيس حافظ االسد قلب العامل العريب وتتدفق حيوية‬ ‫خاصة بعد الحركة التصحيحية‪.‬‬ ‫الكاتب واملحلل الفرنيس بول ماري دو الغورس ‪ :‬ان الرئيس حافظ األسد‬ ‫منح سورية قوة حقيقية فأصبحت تحت قيادته قوية من النواحي السياسية‬ ‫والعسكرية واالقتصادية‪.‬‬

‫إعداد مكتب دمشق‬ ‫عبد السالم األحمد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪62‬‬

‫العراق‬ ‫أمام مرحلة‬ ‫وطنية جديدة‬ ‫بعض اإلشارات التي تحمل داللة معينة‪،‬‬ ‫تعيدنا اىل جذر املشكلة وأصلها وفصلها‪،‬‬ ‫االحتالل مصدر كل بالء‪ ،‬واألوضاع يف العراق‬ ‫تشهد نوعاً من التقلبات الحادة‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫طبيعي‪ ،‬فالرصاع يف هذا البلد املنكوب‬ ‫يتواصل بني مرشوعني متناقضني‪ ،‬وما يتبع‬ ‫ذلك من تفرعات عديدة‪ ،‬البعض يحاول أن‬ ‫يكون مع اليشء ونقيضه‪ ،‬ومن الحكمة‬ ‫مبكان القول‪ ،‬من أراد أن يكون مع العراق وأمته‬ ‫العربية وعمقها اإلسالمي‪ ،‬فعليه أال يلبس‬ ‫لبوس االحتالل األمرييك للعراق الشقيق‪.‬‬ ‫وللخروج من مستنقع االحتالل‪ ،‬يجب اوالً‬ ‫تحديد األولويات وعىل أسس وطنية وائتالف‬ ‫عريض يعتمد عىل ركائز أساسية متينة‪،‬‬ ‫والتوقف عند الحقائق الجديدة التي تحمل‬ ‫أفقاً واضحاً‪ ،‬فمحركات االحرتاب الداخيل‬ ‫التي أرادها االحتالل‪ ،‬أصيبت اليوم بضمور‬ ‫جدي‪ ،‬واكتشف املجتمع العرقي بالتجربة‪،‬‬ ‫أن طريق الخالص يبدأ يف اللحظة التي‬ ‫يجمع فيها كل العراقيني عىل رضورة هزمية‬ ‫املحتل ودحره دون أي صفقات تجعل العراق‬ ‫رهينة للشيطان األكرب (الواليات املتحدة)‪،‬‬ ‫وتجعل من وجود املحتل سواء أكان مبارشاً أو‬ ‫غري مبارش‪ ،‬سيفاً مسلطاً عىل دول الجوار‬ ‫وخاصة عىل سوريا الصامدة والداعمة‬ ‫للمقاومة ضد االحتالل ويف مواجهة الظلم‬ ‫والغطرسة االستعامرية‪.‬‬

‫املطلوب انعطافة حاسمة‬ ‫وموجة العنف يف العراق تطل برأسها‬

‫هل يخرج املاليك من الدائرة املرسومة‬

‫دامئاً‪ ،‬ملواجهة املبادرات الوطنية‪ ،‬وبعض هذا‬ ‫العنف ُيفتعل إلجهاض املقاومة الحقيقية‬ ‫ضد االحتالل األمرييك‪ ،‬ولتخلط األوراق‬ ‫من جديد‪ ،‬ويلعب غموض املوقف األمرييك‬ ‫دوره‪ ،‬وخاصة عندما يراهن البعض عىل‬ ‫والتوهم‬ ‫األمريكية‬ ‫السياسية‬ ‫العملية‬ ‫بخروج املحتل طواعية من أرض العراق‪ ،‬وميكن‬ ‫القول إن هز األوضاع يف العراق يزيد من‬ ‫حدة االستقطاب ويعيد أصحاب الرهانات‬ ‫الخاطئة‪ ،‬اىل السطح مجدداً‪ ،‬يف ظل أزمة‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬واحتامالت االنسحاب بأقل‬ ‫ما ميكن من التكاليف والحفاظ عىل املنافع‬ ‫الحالية وتعظيم املؤجلة‪.‬‬ ‫وعىل ضوء هذه الظروف تحاول الحكومة‬ ‫العراقية العمل يف مرحلة جديدة ولكن‬ ‫من خالل محاولة الغمز بتجاوز العملية‬ ‫السياسية األمريكية من داخلها‪ ،‬وحدث‬ ‫منذ االنتخابات املحلية‪ ،‬ان أطلق رئيس‬ ‫الوزراء العراقي (املاليك) ترصيحات متكررة‬ ‫ضد الطائفية‪ ،‬وضد املحاصصة ومنطق‬ ‫الفيدراليات الفجة‪ ،‬وأعلن رغبته يف تغيري‬ ‫الدستور‪ ،‬ووقف ضد املصالح العنرصية‬ ‫املبالغ فيها‪ ،‬وأطلق ترصيحات ال تخلو من‬ ‫نكهة التحدي لألمريكيني‪ ،‬وبادر حزب الدعوة‬ ‫اىل إزالة كلمة اإلسالمي‪ ،‬من اسمه الرسمي‬ ‫الذي أصبح اآلن (حزب الدعوة العراقي)‪.‬‬ ‫وكذلك فعل الرئيس العراقي جالل‬ ‫طالباين‪ ،‬الذي قام بزيارة هامة اىل ايران‬ ‫للبحث عن تحالفات جديدة‪ ،‬بهدف خلق‬ ‫آلية عمل تتناسب واملعادلة اإلقليمية‬ ‫والدولية التي تتالقى اليوم لتجعل من‬

‫‪63‬‬

‫السنوات الست املاضية‪ ،‬حقبة منتهية‬ ‫تبحث عن عنارص وقوى إنهائها‪ ،‬واملاليك‬ ‫يف النهاية هو واحد من تلك العنارص‬ ‫وحسب‪ ،‬وهو األكرث قدرة عىل الفعل من‬ ‫داخل العملية السياسية‪ ،‬ولكن برشط‬ ‫أسايس‪ ،‬كام يقول الشعب العراقي وقواه‬ ‫الحية‪ ،‬املطلوب اليوم االنتقال اىل العملية‬ ‫الوطنية والتحرك بقوة وبوضوح ال لبس فيه‪،‬‬ ‫وتفكيك أسس العملية السياسية التي‬ ‫يراهن االحتالل عىل ركائزها من خالل اللعب‬ ‫عىل التناقضات وتأجيج التفرقة والرضب‬ ‫عىل أوتار الطائفية والفيدرالية وتأجيج‬ ‫الرصاعات مبا ميكنه إبقاء البالد رهينة‪ ،‬وخلق‬ ‫الذرائع الستمرار االحتالل بطريقة أو بأخرى‬ ‫وبحجج واهية‪.‬‬ ‫هل تنسحب قوات اإلحتالل األمرييك‬ ‫حسب االتفاق املربم مع حكومة املاليك؟‬ ‫كام توقع رئيس أركان جيش الرب األمرييك‬ ‫الجرنال جورج كاييس‪ ،‬بقاء قوات بالده يف‬ ‫العراق وافغانستان مدة قد تصل اىل عقد‬ ‫من الزمن‪ ،‬جزءاً من التزام الواليات املتحدة‬ ‫املستمر ملحاربة التطرف واإلرهاب يف الرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬وذلك عىل الرغم منالقوات‬ ‫االمريكية اإلنسحاب من العراق بحلول‬ ‫‪ ،2012‬ورأى أن اإلتجاهات العاملية تدفع يف‬ ‫اإلتجاه الخاطئ‪.‬‬ ‫وقال كاييس إن الجيش يستعد لنرش‬ ‫قوة مقاتلة يف العراق وافغانستان لسنوات‬ ‫مقبلة‪.‬‬ ‫الرئيس األمرييك باراك اوباما يرى من‬ ‫جانبه بأن الشعب العراق يف نهاية املطاف‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬ ‫هو الطرف الكاسب يف معادلة التخلص‬ ‫من العهد البائد‪ ،‬وإن أحداث العراق ذكرت‬ ‫الدبلوماسية‬ ‫استخدام‬ ‫برضورة‬ ‫أمريكا‬ ‫لتسوية مشاكلنا ويذكر مبا قاله ( توماس‬ ‫جيفرسون) “إنني امتنى ان تنمو حكمتنا‬ ‫بقدر ما تنمو قوتنا وان تعلمنا هذه الحكمة‬ ‫درساً مفاده ان القوة ستزداد عظمة كلام‬ ‫قل استخدامها)‪.‬‬ ‫ورأى أوباما يف خطابه األخري يف القاهرة‪،‬‬ ‫ان امريكا تتحمل مسؤولية مزدوجة تتلخص‬ ‫يف مساعدة العراق عىل بناء مستقبل‬ ‫أفضل وترك العراق للعراقيني”‪ ،‬وقد أصدرت‬ ‫األوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول‬ ‫شهر أب ‪ ،2009‬وكذلك سحب قواتنا بحلول‬ ‫عام ‪ 2012‬سوف نساعد العراق عىل تدريب‬ ‫قواته املنية وتنمية إقتصاده‪ ،‬ولكننا سنقدم‬ ‫الدعم للعراق اآلمن واملوحد بصفتنا رشيكاً‬ ‫له وليس بصفة الراعي‪.‬‬ ‫أنقرة بدورها دخلت اىل معادالت املنطقة‪،‬‬ ‫عندما وجهت الدعوة اىل السيايس العراقي‬ ‫مقتدى الصدر لحضور مؤمتر يف اسطنبول‪،‬‬ ‫وقام رئيس الجمهورية طيب اردوغان‬ ‫باستقباله رسمياً يف خطوة أدهشت‬ ‫الكثري من املراقبني‪ ،‬مثل هذه االستقباالت‬ ‫كام أشار املراقبون ترفع الرصيد السيايس‬ ‫ملقتدى الصدر من الناحية اإلقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬وتركيا اليوم دخلت عىل خط‬ ‫املنافسة إقليمياً‪ ،‬وهي تتسلح بالدور الجديد‬ ‫الذي فرضته‪ ،‬ظروف االحتالل االمرييك‬ ‫للعراق والحاجة اىل انسحاب منظم‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ،‬أعلن رئيس هيئة أركان‬ ‫الجيوش االمريكية املشرتكة األمريال مايكل‬ ‫مولن‪ ،‬ان خطة انسحاب القوات االمريكية‬ ‫تسري عىل الطريق الصحيح‪ ،‬رغم تصاعد‬ ‫العنف يف البالد وأوضح ان قوة يرتاوح‬ ‫عديدها بني ‪ 35‬و‪50‬الف عنرص ستبقى يف‬ ‫العراق حتى اب ‪.2010‬‬

‫عراق ما بعد اإلنسحاب؟‬ ‫ان خلفية الرصاعات يف عمو العراق‬ ‫تعكس الحاجة اىل اتفاقيات تقاسم‬ ‫السلطة بني الفئات العراقية بشكل‬ ‫منصف وعادل لضامن مستقبل مستتب‬ ‫يف مرحلة ما بعد اإلنسحاب املرييك‪ ،‬وان‬ ‫القوى املعارضة واملقاومة لإلحتالل يجب‬ ‫ان يكون لها دور مهم يف تحديد مستقبل‬ ‫العراق الذي يجب ان يكون ضامناً لوحدة‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب دويل‬

‫مرحلة صعبة تحتاج لكل الجهود‬

‫أرايض العراق من الشامل اىل الجنوب‪ ،‬وبعيداً‬ ‫عن االطر واملسميات التقسيمية‪.‬‬ ‫املصادر العسكرية يف الجيش االمرييك‪،‬‬ ‫أكدت ان املقاومة العراقية يف املوصل عصية‬ ‫عىل ( الرتويض)‪ ،‬ومجلة تايم األمريكية‪ ،‬ذكرت‬ ‫يف تقريرها‪ ،‬أن الحرب التي انحرست عن‬ ‫أجزاء كثرية يف العراق‪ ،‬ما زالت تهدر املزيد‬ ‫من الدماء يف مدينة املوصل التي مل ينته‬ ‫فيها االضطراب‪ ،‬وتبدو الشعارات والكتابات‬ ‫عىل حيطان مباين هذه املدينة كثرية‪ ،‬وهي‬ ‫ما زالت متتدح املقاومة التي تسود سلطتها‬ ‫عىل كثري من اجزاء غرب املوصل‪.‬‬ ‫ويعطي املحللون لصورة الوضع يف العراق‬ ‫يف هذا الوقت عىل انها تحسنت عن السابق‬ ‫نسبياً‪ ،‬لكن املستقبل يظل مهزوزاً‪ ،‬وان‬ ‫مستقبل هذا البلد ال يزال غامضاً‪ ،‬حيث يزداد‬ ‫العنف بشكل عام‪ ،‬ويعتقد بأن املجموعات‬ ‫الدينية واألثنية املتنافسة عىل السلطة‬ ‫وعىل مصادر الرثوات‪ ،‬تستعد لحرب طاحنة‬ ‫يف اعقاب اإلنسحاب املرييك املرتقب‪ ،‬إذ إن‬ ‫الفئات الرئيسية تواجه رصاعات داخلية من‬ ‫اجل السلطة التي يحتمل ان تشتد قبل‬ ‫اإلنتخابات الربملانية نهاية السنة الحالية‪،‬‬ ‫وهذه األطراف تعيش مرحلة املراوغة قبل‬ ‫التوصل اىل اتفاق فيام بينهام وكل طرف‬ ‫يحاول الحصول عىل املكسب االكرب‪.‬‬ ‫اإلدارة االمريكية وقواتها املحتلة ألرض‬ ‫العراق تواجه تحدياً صعباً‪ ،‬واحتامل العودة‬ ‫اىل العنف يف تزايد‪ ،‬وكل املؤرشات‬ ‫واالستطالعات تتحدث عن زيادة نسبة‬ ‫الجرائم الرئيسية كحوادث القتل واإلختطاف‬ ‫والرسقات وهناك من يعزو ذلك اىل الرصاعات‬ ‫عىل السلطة بني االحزاب السياسية‬ ‫املشاركة يف العملة السياسية‪.‬‬ ‫وما هو مؤكداً األن‪ ،‬االوساط االمريكية‬ ‫املطلعة ال تخفي قلقها من تداعيات‬ ‫للصعيد‬ ‫بالنسبة‬ ‫االمرييك‬ ‫االنسحاب‬ ‫املحيل العراقي‪ ،‬عىل الرغم من ان القادة‬ ‫العسكريني االمريكيني نجحوا يف استخدام‬

‫‪64‬‬

‫ضغوطهم القناع الرئيس باراك اوباما‬ ‫البقاء قوات مقاتلة كبرية يف العراق خالل‬ ‫اجراء االنتخابات الربملانية املقبلة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما سيخلط االوراق من جديد‪ ،‬وسيحاول‬ ‫كل طرف تعزيز مواقعه وتحويل الرصاع‬ ‫السيايس اىل رصاع فئوي وطائفي‪.‬‬

‫املرحلة مرحلة تحويل الشعارات‬ ‫إىل برامج عمل‬ ‫العراق اليوم يواجه ضغوطاً هائلة‪،‬‬ ‫وعىل القوى الوطنية العراقية أن تعي‬ ‫خطورة املرحلة‪ ،‬ويبقى أن تضحي بعض‬ ‫القيادات العراقية التي ترفع شعارات‬ ‫كبرية مبصالحها الضيقة من أجل ترجمة‬ ‫مواقفها اىل برامج عمل‪ ،‬ساعة الحقيقة‬ ‫تبدأ اليوم‪ ،‬بالخروج من كل أشكال األحادية‬ ‫والطائفية التي أثبتت فشلها‪ ،‬فالحقيقة‬ ‫الوطنية هي فوق كل اعتبار‪ ،‬ومن ميلك‬ ‫القدرة عىل تحويل الشعارات اىل برنامج‬ ‫عمل‪ ،‬واىل وجهة تقوم عىل خطاب واضح‪،‬‬ ‫يقل بتفكيك االحتالل ومرتكزاته‪ ،‬ووضع‬ ‫آلية عمل‪ ،‬تعني األولويات سعياً وراء ائتالف‬ ‫وطني عريض يرسع يف إنهاء االحتالل‪،‬‬ ‫وعىل القوى الوطنية أال تدخل يف اتفاقات‬ ‫ملزمة مع االحتالل األمرييك مهام كانت‬ ‫الضغوط‪.‬‬ ‫إن تحقيق اإلنجاز الوطني‪ ،‬هو عمل يحتاج‬ ‫اىل التضحية بالكثري من املزايا الفردية‬ ‫الضيقة ملصلحة الوطن بأكمله‪ ،‬والشعب‬ ‫العراقي الذي دفع فاتورة باهظة للحفاظ‬ ‫عىل عروبته‪ ،‬ودفاعاً عن أرضه وكرامة‬ ‫مواطنيه‪ ،‬ما زال يتعرض لعملية نهب‬ ‫لخرياته وثرواته الوطنية‪ ،‬األمر الذي يحتم‬ ‫مواصلة العمل بكل السبل النهاء االحتالل‬ ‫األمرييك الغاشم‪.‬‬ ‫إن كل الخطط األمريكية التي تتحدث عن‬ ‫االنسحاب من العراق‪ ،‬ما هي إال وسيلة خبيثة‬ ‫لخفض تكلفة االحتالل‪ ،‬وتعظيم املكاسب‪،‬‬ ‫واالستفادة من عامل الوقت لرتسيخ عملية‬ ‫النهب لبرتول العراق وحضارته وتاريخه‪.‬‬ ‫االنسحاب األمرييك من أرض العراق يأيت‬ ‫بفعل املقاومة وتوحيد الرؤى واألولويات‪،‬‬ ‫وهذا ما يعلمه التاريخ‪ ،‬والعراق اليوم أمام‬ ‫مرحلة وطنية جديدة عىل طريق دحر املحتل‬ ‫األمرييك الذي هو أصل البالء‪...‬‬

‫إعداد أدهم محمود‬

‫خطاب أوباما مساحات من الغموض‬ ‫وشمول في المواقف‬ ‫كان خطاب الرئيس األمرييك باراك حسني‬ ‫اوباما‪ ،‬خطاباً سياسياً مختلفا بكل املقاييس عن‬ ‫معهود الخطابة األمريكية‪ ،‬وهو بالفعل مختلف‬ ‫عن جميع الرؤساء الثالثة واألربعني الذين سبقوه‬ ‫يف منصبه‪ ،‬بكونه أول رئيس غري أبيض‪ ،‬ومن‬ ‫خلفية متزج بني العرقني األبيض واألسود‪ ،‬زيادة عىل‬ ‫خلفيته العائلية املسلمة عن طريق والده الكيني‬ ‫املسلم األسود‪.‬‬ ‫فقد أوىف اوباما بوعد قطعه عىل نفسه أيام‬ ‫حملته االنتخابية حني تعهد مبخاطبة املليار أو‬ ‫نصف مليار مسلم‪ ،‬املنترشين يف العامل اإلسالمي‬ ‫ويف قارات العامل الخمس‪ .‬وعىل خلفية هذ الوعد‬ ‫أىت خطابه يف القاهرة‪ ،‬الذي وصفه البعض‬ ‫بالتاريخي والبعض اآلخر بانه بياع كالم‪ ،‬لكن أقل‬ ‫ما ميكن قوله هو أن خطاب أوباما نسف كلياً‬ ‫مواقف بوش املتطرفة‪ ،‬ومدرسة املحافظني الجدد يف‬ ‫التخاطب مع العامل العريب واإلسالمي‪ .‬فثمة فارق‬ ‫كبري بني استخدام لغة التهديد والوعيد‪ ،‬وعبارات‬ ‫مثل “محور الرش” و”اإلسالم الفايش” و”الحملة‬ ‫الصليبية” و”معنا ضدنا” و “الحروب االستباقية”‪،‬‬ ‫وبني اللغة التي استخدمها اوباما‪ ،‬وهي لغة‬ ‫التغيري‪ .‬وإذا أردنا اختصار عمق هذا التعبري‪ ،‬علينا‬ ‫املقارنة بني توديع بوش بحذاء الصحايف البطل‬ ‫“منتظر الزيدي” يف بغداد انتقاماً لكرامة ومآيس‬ ‫العراقيني والعرب‪ ،‬ومقاطعة أوباما أكرث من أربعني‬ ‫مرة بالوقوف والتصفيق الحار خالل خطابه‪.‬‬ ‫أوباما أىت بيد ممدودة وقلب مفتوح‪ ،‬أىت للمصالحة‪،‬‬ ‫وليفتح صفحة جديدة تعرب عن االحرتام والتقدير‪.‬‬ ‫فقد بدأ خطابه بـ “السالم عليكم” وختمه قائال‪”:‬‬ ‫شكرا”‪ ،‬واستشهد أربع مرات بآيات من القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وتحدث عن أثر الحضارة اإلسالمية عىل‬

‫الغرب‪ ،‬وعن معاناة الشعب الفلسطيني وحقه‬ ‫املرشوع يف دولة وأرض‪ .‬وحديثه الواقعي عام تتمتع‬ ‫به حامس من شعبية لدى الفلسطينيني‪ ،‬فهو‬ ‫اعرتاف ضمني بوجودها عىل الساحة‪ ،‬وإمكانية‬ ‫التحاور مع أطراف أخرى يف املنطقة عىل عداء مع‬ ‫واشنطن مثل سوريا وحزب الله وإيران‪.‬‬ ‫ولكن الخطاب مع واقعيته وأهميته ولغة‬ ‫التغيري واللهجة الهادئة فيه‪ ،‬مل يكن مع ذلك‬ ‫مفص ًال‪ ،‬ومل يشكل اعتذاراً عن املايض‪ ،‬وعىل‬ ‫رغم تاكيده عىل معاناة الفلسطينيني مل‬ ‫يتحدث عن طريقة رفع الظلم عنهم‪ ،‬وال عن‬ ‫كيفية متكينهم من نيل حقوقهم‪ ،‬كحق العودة‪،‬‬ ‫وشكل الدولة‪ ،‬ورفع الحصار عن غزة‪ ،‬وكيفية‬ ‫التخلص من املستوطنات املوجودة‪ ،‬ورغم حديثه‬ ‫عن الدميقراطية والحريات واملحافظة عىل السلطة‬ ‫بالرشعية‪ ،‬إال أنه مل يوضح السبل التي تحقق‬ ‫ذلك‪ .‬ورغم شمولية الخطاب ومفرداته الرنانة‪ ،‬إال‬ ‫أنه مل يخل من مساحات للغموض وعدم الوضوح‪،‬‬

‫شن العديد من رموز التيار اليميني املتشدد يف الواليات املتحدة إضافة لعدد من املنظامت‬ ‫اليهودية املتطرفة هجوماً عنيفاً ضد الرئيس أوباما عىل خلفية خطابة الذي وجهه إىل العامل‬ ‫اإلسالمي والعريب‪.‬‬ ‫ووصف املذيع البارز (شون هانيتي) زيارة أوباما للقاهرة بأنها جزء من جولة االعتذارات يف الرشق‬ ‫األوسط التي تعطي الشعور بأن الواليات املتحدة كانت متغطرسة خالل السنوات املاضية‪.‬‬ ‫وانتقد هانيتي يف حوار مع برنامج “‪ ”AMRICA MORNING GOOD‬عىل شبكة “ايه يب يس”‬ ‫اقتباس (اوباما) آيات من القرآن الكريم أثناء خطابه وقال‪“ :‬لقد اقتبس بشكل متكرر من القرآن‪،‬‬ ‫وفاته بعض االقتباسات املثرية للجدل يف القرآن‪ ،‬عن الكفار ومواالة اليهود والنصارى‪ ،‬لقد كان‬ ‫هذا الحذف مشوقاً” عىل حد تعبري هانيتي‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة “‪ ”ARABIC IN AMERICA‬عن الكاتب اليهودي االمرييك املتطرف (دانيال بايبس)‬ ‫وهو من أبرز الكتاب املؤيدين لالحتالل اإلرسائييل قوله أن الخطاب كان عبارة عن إمياءات رخيصة‪،‬‬ ‫ورفعاً للقبعات والتحيات لكسب املسلمني‪ ،‬وفن للكلامت املعسولة بطرق تعجب اإلسالميني‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫مام يدفع بالكثريين إىل التقليل من أهميته‪ ،‬وتأويله‬ ‫بطريقة سلبية‪ .‬ومل يرش الخطاب اىل أية مبادرة‬ ‫أمريكية فيام يخص السالم يف الرشق االوسط‪،‬‬ ‫ومل يتضمن سري حركة (أوباما) تجاه أطراف الرصاع‪،‬‬ ‫وخاصة الطرف اإلرسائييل الذي كان يف حالة قلق‬ ‫مام يقوله (أوباما) للمسلمني والعرب‪ .‬حيث جاء الرد‬ ‫مؤخرا يف خطاب نتنياهو العنرصي‪.‬‬ ‫مل يكن خطاب (أوباما) موجهاً فقط للمسلمني‬ ‫والعرب‪ ،‬إمنا لكافة األطراف األخرى املعنية بالعالقة‬ ‫بني املسلمني والواليات املتحدة‪ ،‬خاصة الشعب‬ ‫األمرييك و(إٍرسائيل)‪.‬‬ ‫وإذ تحدث (أوباما) برصاحة يف كثري من القضايا‬ ‫التي تهم املسلمني‪ ،‬إال أنه كان يراعي ردود أفعال‬ ‫اإلرسائيليني واألمريكيني‪.‬‬ ‫لذا شمل الخطاب كافة األطراف‪ ،‬من عرب‬ ‫ومسلمني‪ ،‬كام تزجه لإلرسائيليني واليهود‪،‬‬ ‫والشيعة والسنة‪ ،‬واألفارقة واألقباط وأهل دارفور‪،‬‬ ‫وطالب بإنصاف املرأة ومساواتها مع الرجل‪ ،‬ومن‬ ‫جهة أخرى توجه لشعبه وطالبه برضورة تغيري‬ ‫صورته النمطية عن اإلسالم واملسلمني‪.‬‬ ‫بوجه عام بني خطاب (أوباما) عىل أربعة أعمدة‬ ‫رئيسية أولها‪ :‬تجنب استخدام أي كلامت تنتمي‬ ‫لعهد املجرم (جورج بوش) وثانياً‪ :‬وضوح الخطاب‬ ‫وشموله‪ ،‬والحزم يف لهجته‪ ،‬والصارحة يف كلامته‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الواقعية وضع النقاط عىل الحروف إذ قال أن‬ ‫خطابه لن يغري سنوات وعقود من التوتر والتعصب‬ ‫والعداء بني الغرب والعامل اإلسالمي‪ ،‬لكنه أكد‬ ‫أن خطابه ميثل صفحة جديدة يف العالقة بني‬ ‫الطرفني‪ ،‬وفقاً لشعاره الشهري “احرتام متبادل‪،‬‬ ‫مصالح مشرتكة”‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬كانت روح الخطاب حضارية‪ ،‬تسامحية‪،‬‬ ‫بعيدة عن فخ رصاع الحضارات‪ ،‬وخالية من جرعات‬ ‫الغطرسة والكربياء املفعمة بها خطابات (جورج‬ ‫بوش) االبن‪.‬‬ ‫خمسون دقيقة كانت كافية يك يلمس (باراك‬ ‫حسني اوباما) قلوب وعقول املاليني يف العامل‬ ‫العريب واإلسالمي‪ ،‬ولكنها ال تبدو كافية ملحو‬ ‫اإلرث الثقيل للمحافظني الجدد‪ ،‬وما فعلوه خالل‬ ‫السنوات الثامنية املاضية بقيادة جورج بوش‪ ،‬وقد‬ ‫طي صفحة الحادي‬ ‫كان الهدف الرئييس ألوباما هو ّ‬ ‫عرش من سبتمرب ‪ ،2001‬وفتح صفحة جديدة مع‬ ‫العرب واملسلمني‪ ،‬فهل يكفي الخطاب وحده؟! أم أن‬ ‫لغته ال تتجاوز الورق والحناجر‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫نجاد رئيساً للجمهورية اإلسالمية اإليرانية لوالية ثانية‬

‫تخصيب للديمقراطية‬

‫الثورة اإليرانية التي أنطلقت عام ‪ 1979‬وغريت‬ ‫وجه املنطقه وسمحت إليران بالتحرر واالنعتاق‬ ‫بعيداً عن السياسة األمريكية وتبعية الشاه‬ ‫للغرب‪ ،‬حيث استطاعت وخالل ثالث عقود التحول‬ ‫إىل رقم صعب إقليمياً ودولياً‪ ،‬رغم الدسائس‬ ‫والحروب التي ُشنت ضدها وعىل كافة املستويات‪.‬‬ ‫ثورة أرىس دعامئها اإلمام الخميني‪ ،‬ويحافظ‬ ‫عىل مسارها ذاته مرشد الثورة السيد عيل‬ ‫خامنئي يف رؤية صائبة لبناء الجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬القادرة والقوية‪ .‬حيث باتت إيران اسام‬ ‫يف املعادلة الدولية بشعبها وقيادتها‪ ،‬حيث‬ ‫تعدى تأثري الثورة البعد االقليمي‪ ،‬خاصة بوقوف‬ ‫الجمهورية اإليرانية إىل جانب الشعوب املظلومة‬ ‫يف كل من فلسطني‪ ،‬والعراق‪ ،‬لبنان‪ ،‬وأفغانستان‪،‬‬ ‫ودعمها لكل أشكال املقاومة ضد االستعامر‪،‬‬ ‫بحيث أصبحت الدرع الواقي لهذه املقومات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أدى إىل إفشال السياسات األمريكية‪.‬‬ ‫إيران اليوم وبتحليل ملا أعقب نتائج االنتخابات‬ ‫الرئاسية من حاالت شغب تجاوزت مسألة االحتجاج‬ ‫السلمي‪ ،‬ميكن القول بأنها تتعرض المتحان صعب‪،‬‬ ‫يف واحد من أشد التحديات‪ .‬فالقوى االستعامرية‬ ‫وعىل رأسها الواليات املتحدة األمريكية والكيان‬ ‫الصهيوين‪ ،‬تحاول التقاط الفرصة واستعادة ولو‬ ‫جزء من الهيبة املفقودة بفعل امل ّد الكبري إلنجازات‬ ‫إيران االقتصادية واالجتامعية والعسكرية‪ ،‬التي‬ ‫فاقت كل التصورات‪.‬‬ ‫ويبدو أن السيناريو االمرييك – الصهيوين‪ ،‬قد‬ ‫بدت مالمحه واضحة هذه املرة‪ ،‬بحيث يحاول هذا‬ ‫السيناريو حرف إيران عن مسارها‪ ،‬والتأثري يف‬ ‫أولوياتها الداخلية والخارجية‪ ،‬بعد عجز أسلوب‬ ‫التهديد والحصار وقرارات دولية تحت مسمى األمم‬ ‫املتحدة‪ .‬إن ما يجري محاولة مكشوفة لعرقلة‬ ‫الربنامج النووي اإليراين‪ ،‬ومنعها من إنتاج الطاقة‬ ‫النووية لألغراض السلمية‪ ،‬من خالل الدخول‬ ‫عىل خط الحملة االنتخابية‪ ،‬والتشكيك يف‬ ‫النتائج‪ ،‬بدعوى الوقوف إىل جانب “اإلصالحيني”‬ ‫يف تدخل مفضوح يف شؤون ايران الداخلية‬ ‫لزعزعة استقرارها‪ ،‬وإال فام معنى قول املسؤولني‬ ‫األمريكيني واإلرسائيليني أن “جميع الخيارات‬ ‫مطروحة” ملنع إيران من الحصول عىل األسلحة‬ ‫النووية‪ ،‬إن مل يكن ما يحدث اليوم هو أحد هذه‬ ‫الخيارات البائسة‪ ،‬التي سبق واستخدم للغرض‬ ‫ذاته حملة خفية لتقويض وخداع مؤسسات إيران‬ ‫النووية‪ ،‬وآخر ما نرش يف هذا الصدد كان يف (‪)16‬‬ ‫أيار املايض يف صحيفة “وول سرتيت جورنال”‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االحتجاجية الواسعة يف إيران قريباً‪ ،‬حيث قال‬ ‫(باراك)‪“ :‬أنا ال أنصح أحداً بالتنبؤ يف كيفية‬ ‫انتهاء ذلك”‪ .‬فيام طالب (أولوف بن) وعرب صفحات‬ ‫(هاآرتس) إرسائيل‪ ،‬بأن ترتك ألمريكا والعامل أمر‬ ‫معالجة الشأن اإليراين وأ ّال “تدس أنفها”‪.‬‬ ‫يبدو أن املشاركة الجامهريية يف االنتخابات‬ ‫الرئاسية صدمت األعداء وجعلتهم يعيدون‬ ‫حساباتهم بشأن ايران‪ ،‬بعدما تصوروا خطأ‪ ،‬أن‬ ‫بإمكانهم تحقيق أهدافهم‪ ،‬وأن اإلعالم الغريب‬ ‫يروج خطأ بأن املنافسة بني املرشحني هي بني من‬ ‫هم داخل النظام وبني من هم خارج النظام‪ ،‬فيام‬ ‫املنافسة يف واقع األمر كانت بني املرشحني من داخل‬ ‫النظام ولصالحه‪ .‬وبناء عليه ال يحق ألحد أن يشكك‬ ‫باالنتخابات الدميوقراطية األخرية يف الجمهورية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وليس من املسموح لدول لديها تاريخ‬ ‫يف دعم اإلرهاب ومساندة استعامر الشعوب‪،‬‬ ‫وتسليح اآلخرين بأسلحة الدمار الشامل‪ ،‬ومثريي‬ ‫الشغب يف مختلف مناطق العامل‪ ،‬التشكيك‬ ‫باالنتخابات اإليرانية ودميوقراطيتها‪.‬‬

‫املرشح (موسوي) والتآمر‬ ‫عىل الثورة!!‬

‫املرشحون لالنتخابات اإليرانية‬

‫يف مقال للصحايف اإلرسائييل (رونني بريغامن‬ ‫بعنوان “حرب إرسائيل الرسية مع إيران” وفيه‬ ‫يؤكد (بريغامن) أنه عندما أصبح الجرنال (مائري‬ ‫داغان) مديرا لالستخبارات اإلرسائيلية يف (‪،)2002‬‬ ‫طلب منه وقتها (شارون) تأسيس “موساد حام ًال‬ ‫بني أسنانه سكيناً” وايران كانت الهدف األسايس‬ ‫(لداغان)‪.‬‬ ‫ويقول بريغامن يف مقالته “كانت النتائج‬ ‫هائلة” فخالل السنوات األربع األخرية‪ ،‬تأخر مرشوع‬ ‫تخصيب اليورانيوم اإليراين لسلسلة تبدو عىل‬ ‫أنها حوادث‪ ،‬اختفاء عامل نووي إيراين؟‪ ،‬وتحطم‬ ‫طائرتني عليهام حمولة لها عالقة باملرشوع‬ ‫النووي وانفجار معملني‪ ،‬وكانت هناك جهود‬ ‫تخريبية إرسائيلية‪.‬‬ ‫فيام رصد (ديفيد سانغري) من جريدة “نيويورك‬ ‫تاميز” جهود الواليات املتحدة التخريبية يف عدة‬ ‫قصص صحافية‪ ،‬ويف كتابه األخري “اإلرث”‪ ،‬ويف‬ ‫(‪ )11‬كانون الثاين ُنرشت إحدى هذه القصص‪“ :‬بدأ‬ ‫برنامج أمريكا الرسي يف عام (‪ )2008‬واشتمل‬ ‫عىل تكرار الجهود األمريكية الخرتاق خطوط‬ ‫اإلمداد اإليرانية يف الخارج‪ ،‬إضافة إىل جهود جديدة‬ ‫لتخريب األنظمة الكهربائية‪ ،‬وأنظمة الكومبيوتر‪،‬‬ ‫والشبكات األخرية التي تعتمد عليها إيران‪.‬‬ ‫ويهدف الربنامج إىل تأخري اليوم الذي تتمكن فيه‬ ‫إيران من إنتاج الوقود الالزم لتصنيع أسلحة نووية‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫مرشد الثورة اإلسالمية‬

‫لكن مثل هذه األنشطة الرسية التي تم القيام بها‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬مل توقف الربنامج اإليراين‪ ،‬وليس من‬ ‫املحتمل أن توقفه‪ ،‬وأمام هذا الفشل األمرييك‪ ،‬تم‬ ‫اختيار الدبلوماسية جنباً إىل جنب مع التهديد‬ ‫بفرض عقوبات قاسية‪ ،‬باإلضافة إىل التهديد‬ ‫الرصيح باستخدام القوة العسكرية‪.‬‬

‫هذا ما أكد عليه خطاب مرشد الثورة السيد‬ ‫عىل خامنئي‪ ،‬الذي توجه إىل الجامهري مطالباً‬ ‫بالتزام الهدوء‪ ،‬ومحم ًال النخب السياسية‬ ‫املسؤولية‪ ،‬مؤكدا أن إيران أبعد ما تكون عن الثورات‬ ‫امللونة التي عرفها العامل خالل األعوام املاضية‪،‬‬ ‫مستبعدا أن يكون حصول عملية تزوير خالل فرز‬ ‫األصوات‪ ،‬موضحا أن التزوير ال ميكن أن يكون بـ (‪)11‬‬ ‫مليون صوت‪ ،‬فالجمهورية اإليرانية ال تخون أصوات‬ ‫الشعب‪ ،‬واذا كان هناك شبهات حول االنتخابات‬

‫ما الذي يحدث يف ايران؟‬ ‫يبدو أن االنتخابات الرئاسية اإليرانية كانت‬ ‫فرصة سانحة‪ ،‬حاولت كال من الدوائر األمريكية‬ ‫والصهيونية والغربية استغاللها بطريقة بشعة‪،‬‬ ‫من خالل التدخل يف الشؤون الداخلية اإليرانية‪،‬‬ ‫وإثارة الفنت‪ ،‬واستخدام الجواسيس‪ ،‬وضخ األموال‪،‬‬ ‫يف محاولة إلسقاط القلعة التي وقفت سداً‬ ‫منيعاً يف مواجهة القوى االستبكارية‪.‬‬ ‫فبعد إعالن نتائج االنتخابات الرئاسية تبارى‬ ‫العديد من املعلقني والساسة الصهاينة‪ ،‬للحديث‬ ‫عن أفضلية هذا أو ذاك من املرشحني‪ ،‬غري أن فوز‬ ‫الرئيس محمود أحمدي نجاد دفع بالكثريين إىل‬ ‫رؤية “نصف الكأس امليلء” واعتبار فوز نجاد يسهل‬ ‫عىل إرسائيل تسويق الخطر اإليراين يف العامل‪،‬‬ ‫وتبدو جلية آثار اليد الصهيونية فيام يحدث يف‬ ‫إيران من خالل اعرتاض (ايهود باراك) عىل توقعات‬ ‫رئيس املوساد (مائري داغان) بانتهاء التظاهرات‬

‫الشارع اإليراين بعد االنتخابات‬

‫مفاعل منو شهر النووي‬

‫فيجب متابعتها عرب اآلليات القانونية‪ .‬محمال‬ ‫مسؤولية إراقة الدماء ملن يجر الناس إىل الشارع‬ ‫من النخب السياسية‪ ،‬وهم بالتايل مسؤولون عن‬ ‫الفوىض‪ ،‬معتربا أن يحدث من مظاهرات يف ظل‬ ‫تربص األعداء بالبالد‪ ،‬توجه خاطئ‪ ،‬ألنها تقود إىل‬ ‫الديكتاتورية‪ ،‬واألخطر هو الوقوع يف فخ اإلعالم‬ ‫الغريب‪ ،‬وتحت تحريض غري مسؤول‪ .‬ألن وحسب‬ ‫ما جاء يف خطاب السيد خامنئي “ هؤالء الذين‬ ‫يدّعون يف إعالمهم بأنهم قلقون عىل الشعب‬ ‫اإليراين‪ ،‬فهم من يتناىس الجرائم التي ارتكبت وما‬ ‫زالت ترتكب يف أفغانستان والعراق”‪.‬‬ ‫خطاب السيد خامنئي أخرج للعلن دعمه‬ ‫الواضح للرئيس نجاد‪ ،‬وبلهجة شديدة الحزم توجه‬ ‫للمعرتضني‪ ،‬ورسم لهم خطوطا حمرا عليهم‬ ‫عدم تجاوزها‪ ،‬وضعا بالتحديد املرشح الخارس‬ ‫(مري حسني موسوي) أمام خيار من اثنني‪ ،‬إما‬ ‫االنسحاب من املعركة عىل طريقة سلفه يف‬ ‫قيادة اإلصالحيني الرئيس محمد خامتي‪ ،‬أو امليض‬ ‫قدماً فيها‪ ،‬وسيكون مصريه التآمر عىل الثورة‪.‬‬

‫إيران إىل أين‬ ‫سبق وأن وقع حادثني كبريين قبيل االنتخابات‪،‬‬ ‫األول‪ :‬تفجري طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية‬ ‫اإليرانية كانت يف رحلة داخلية والثاين‪ :‬تفجري‬ ‫مسجد‪ ،‬وقد اتهمت السلطات اإليرانية املخابرات‬ ‫األجنبية بالوقوف وراء هذه األعامل‪ ،‬كام اتهمتها‬ ‫الحقاً بالوقوف وراء أعامل الشغب التي شهدتها‬ ‫التظاهرات االحتجاجية‪ .‬لكن النقطة الفاصلة‬ ‫كانت بعد خطاب مرشد الثورة السيد عيل‬ ‫خامنئي الذي أكد أن السلطات اإليرانية “سترضب‬ ‫ّ‬ ‫وستخون كل من يستمر يف‬ ‫بيد من حديد‬ ‫االحتجاج يف الشارع” لذا فان موسوي وفريقه بات‬ ‫عند منعطف خطري جداً‪ ،‬وهام بال شك سيبحثان‬ ‫عن مخرج تحت عباءة خامنئي وليس خارجها”‪.‬‬ ‫فإعادة احتساب األصوات التي يعتزم مجلس‬ ‫تشخيص مصلحة النظام إجراءها‪ُ ،‬حسمت قبل‬ ‫ان تبدأ مبوقف خامنئي الذي قال أن الفارق بني نجاد‬ ‫وموسوي هو بحدود (‪ ) 11‬مليون صوت‪ ،‬و”ال يعقل أن‬ ‫يجري التالعب مبثل هذه األرقام‪ ،‬وليس يف الجمهورية‬ ‫اإلسالمية من هو فاسد أخالقياً لهذه الدرجة”‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن قراءة يف تاريخ املرشحني محسن‬

‫‪67‬‬

‫رضايئ‪ ،‬والشيخ مهدي كرويب‪ ،‬ومري حسني‬ ‫موسوي‪ ،‬ستشري إىل أن األمور تسري باتجاه‬ ‫التهدئة واللجوء إىل الخيار األول‪ ،‬رغم الترصيحات‬ ‫غري املسؤولة التي نسبت إىل بعض املرشحني‪.‬‬ ‫فموسوي من املتحمسني للنظام اإلسالمي‪،‬‬ ‫ويضم فريق عمله أسامء مشهورة يف هذا املجال‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل مواقفه الحازمة‪ ،‬واألكرث تشدداً يف‬ ‫املواجهة مع “إرسائيل” والواليات املتحدة‪ .‬أما‬ ‫(ايه الله محتشمي) كان دوره بارزا يف دعم خيار‬ ‫املقاومة يف لبنان‪ ،‬فيام تعرض املرشح (محسن‬ ‫رضايئ) ملحاوالت اختطاف من قبل املخابرات املركزية‬ ‫األمريكية يف العراق‪ ،‬وهو القائد السابق للحرس‬ ‫الثوري‪ ،‬ويعترب كذلك من املتشددين‪ .‬وأخريا فإن‬ ‫املرشح الشيخ (مهدي كرويب) هو ابن املؤسسة‬ ‫الدينية التي تدير النظام اإلسالمي‪ ،‬وال يختلف‬ ‫عن هؤالء املرشحني وال عن موقف نجاد يف امللف‬ ‫النووي اإليراين وطريقة إدارته‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬هل كان هؤالء القادة عىل دراية‬ ‫بأن االمور ستصل إىل هذا الحد من املواجهات؟‬ ‫والسؤال األكرث عمقا وفيه اإلجابة عام تقدم‬ ‫هو‪ :‬ملاذا خرج خامنئي عن دعمه املسترت للرئيس‬ ‫أحمدي نجاد إىل الدعم املبارش والعلني؟!‬ ‫أبلغ ما تكون اإلجابة عىل ما تقدم هو يف قول‬ ‫أحد املسؤولني يف مجلس خاص عندما انتخب‬ ‫نجاد رئيساً للمرة األوىل‪“ :‬كيف ميكن أن تنتخب‬ ‫أحداً غري نجاد يف ظل وجود مجنون مثل جورج‬ ‫بوش يف البيت االبيض” واليوم يف ظل قيادة مينية‬ ‫متطرفة يف الكيان الصهيوين‪ ،‬تطلق التهديدات‬ ‫عىل مدار الساعة ضد إيران‪ ،‬ال ميكن أن يكون يف‬ ‫مواجهتها رئيساً آخر من طراز آخر‪.‬‬ ‫وعىل كل عاقل ان يستنتج أن التشكيك يف‬ ‫االنتخابات ليس إال مخططاً غربياً لرضب التجربة‬ ‫الدميوقراطية يف البالد‪ ،‬لصالح أجندة معادية‬ ‫تطال األمن واالستقرار‪.‬‬ ‫لقد كان مرشد الثورة (خامنئي) واضحاً‪ ،‬وهو‬ ‫صاحب فصل الخطاب يف النظام السيايس يف‬ ‫إيران‪ ،‬حيث وضع النقاط عىل الحروف‪ ،‬مؤكدا عىل‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وإفشال مخططات األعداء‪،‬‬ ‫ورضورة أن ُيشكل إطار عمل لكل الشعب والنخب‬ ‫السياسية‪ ،‬وأكد قدرة إيران الثورة عىل احتواء‬ ‫التعددية واألزمات‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫االنتخابات الرئاسية في إيران‪:‬‬

‫ثقة شعبية بنجاد‬

‫مل يكن أحد ليتصور أن يحدث كل ما حدث‬ ‫يف إيران قبيل وأثناء وعقب إجراء اإلنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬يوم الثاين عرش من شهر حزيران‬ ‫املايض‪.‬‬ ‫فعىل مدى السنوات الثالنني املاضية‪ ،‬أي‬ ‫منذ تأسيس الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫أجريت يف إيران تسع دورات إنتخابية رئاسية‪،‬‬ ‫شهدت الكثري من املنافسات والتفاعالت‪ ،‬إال‬ ‫أن ما حدث يف اإلنتخابات األخرية يف الدورة‬ ‫العارشة‪ ،‬ال ميكن مقارنته بكل ما سبق‪ ،‬سواء‬ ‫فيام يتعلق بالرصاعات الحادة بني املرشحني‬ ‫األربعة‪ ،‬أو فيام يتعلق بالتداعيات املحتملة‬ ‫لالنقسام حول النتائج املعلنة والتي انتهت‬ ‫بفوز الرئيس أحمدي نجاد ( حبيب الفقراء‬ ‫والبسطاء والضعفاء)‪.‬‬ ‫وعىل مدار األسابيع السابقة إلجراء‬ ‫االنتخابات كان العديد من وسائل اإلعالم‬ ‫يف العامل يعزف عىل نغمة تهدف اىل‬ ‫إبراز الجمهورية اإلسالمية يف صورة “ دولة‬ ‫دميقراطية نوعاً ما” ومنوذج للدول النامية‪ ،‬بل‬ ‫وادعى عدد من الخرباء الغربيني أن “تأثري أوباما”‬ ‫عىل وشك أن يضع إيران عىل طريق التغيري‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫وفجأة‪ ...‬ويف ليلة واحدة تغريت النغمة‪ ،‬ومل‬ ‫تعد الجمهورية اإلسالمية “نظاماً دميقراطياً‬ ‫نوعاً ما” ومل يكن أوباما عىل وشك التغلب‬ ‫عىل إيران بخطبه البليغة والرنانة‪ ،‬وجاءت‬ ‫النغمة الجديدة مزيجاً بني الغضب واإلحباط‬ ‫تحت شعار “تزوير انتخايب كبري” ليكون ذلك هو‬ ‫املوضوع السائد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان سبب ذلك التغيري الكبري بسيطا‪ ،‬أن‬ ‫(مري حسني موسوي)‪ ،‬املرشح األرستقراطي‬ ‫واملدعوم من رئيسني سابقني هام رفسنجاين‬ ‫ومحمد خامتي‪ ،‬وعىل وجهه يطفح آثار الرخاء‬ ‫والنعمة‪ ،‬والذي كانت معظم وسائل اإلعالم‬ ‫ورمبا إدارة أوباما ترغب يف أن يفوز‪ ،‬مل يفز!!‬ ‫مل يفز (موسوي) وعاد (محمود احمدي نجاد)‬ ‫الذي ث ّبت يف أذهان عامة الناس أنه واحد منهم‪،‬‬ ‫وأصدق تعبري عنهم‪ ،‬ابن حداد يف قرية “أرادان”‬ ‫التي تسكنها (‪ )40‬أرسة فقط‪ ،‬وال مكان لها‬ ‫ال عىل الخريطة الجغرافية‪ ،‬او االجتامعية يف‬ ‫إيران‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ميلك (خامنئي) الحق يف وقف تنفيذ القواعد‬ ‫عندما يقول‬ ‫األساسية يف اإلسالم‪ ،‬وبالتايل‬ ‫أنه مل يحدث تزوير‪ ،‬ال يوجد شخص يحرتم‬ ‫نظام (الخميني) ميكنه مراجعته‪.‬‬ ‫دور املؤسسات يف انتخاب الرئيس متر‬ ‫العملية االنتخابية الختيار الرئيس يف إيران‬ ‫بالعديد من املراحل‪ ،‬وتشرتك يف إدارتها‬ ‫مؤسستان رئيسيتان هام‪ :‬مجلس صيانة‬ ‫الدستور ووزارة الداخلية‪.‬‬

‫مجلس صيانة الدستور‬

‫مرشد الثورة اإليرانية السيد خامنئي‬

‫‪..‬الرئيس اإليراين أحمدي نجاد ‪ :‬ثقة متجددة به‬

‫هذا املواطن الريفي‪ ،‬شديد التدين والتواضع‪،‬‬ ‫والذي مل يعرف عنه تعلق بالوجاهة أو الرثاء‪،‬‬ ‫ألنه ظل مشغول طوال السنوات األربع املاضية‪،‬‬ ‫بتحسني أوضاع الفقراء‪ ،‬وكيفية توفري الخدمات‬ ‫لهم والتخفيف من أوجاعهم‪ .‬عاد نجاد رئيسا‬ ‫بعدد أصوات بلغ خمسة أضعاف ما حصل‬ ‫عليه يف أول جولة انتخابية رئاسية يف عام‬ ‫(‪.)2005‬‬ ‫وعاد أحمدي نجاد أكرث تحديا من قبل‪ ،‬وعازماً‬ ‫عىل إطالق رصاصة الرحمة عىل الواليات‬ ‫املتحدة وإرسائيل‪.‬‬

‫صيانة الدستور عىل إعادة فرز األصوات يف‬ ‫األماكن التي رغب فيها املرشحان الخارسان‪.‬‬ ‫ولكنهام أرصا عىل االدعاء بأن العملية كلها‬ ‫عىل مزورة‪.‬‬ ‫وال تختلف هذه االنتخابات عن (‪ )30‬انتخاباً‬ ‫جرت‪ ،‬منها (‪ )9‬انتخابات رئاسية‪ ،‬وإذا كانت‬ ‫هذه االنتخابات مزورة فاالنتخابات األخرى‬ ‫كانت كذلك‪ ،‬ومنطق االدعاء هذا يقود إىل‬ ‫مرحلة كان (موسوي) رئيساً للوزراء فيها‬ ‫وملدة مثان أعوام‪ ،‬حيث يصح القول أنه كان‬ ‫له نصيب يف تزوير خمس انتخابات عىل‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لكرويب‪ ،‬فقد كان رئيساً‬ ‫للجملس اإلسالمي طوال مثان أعوام نتيجة‬ ‫النتخابات مزورة متعاقبة كذلك وحسب‬ ‫املنطق ذاته‪ .‬وقد صدّق املرشد األعىل (عيل‬ ‫خامنئي) عىل نتائج االنتخابات ووضفها بـ‬ ‫“اإلنجاز الكبري” إليران‪.‬‬ ‫ال ميكن ملوسوي وكرويب‪ ،‬وهام يدّعيان‬ ‫دوماً أنهام يؤمنان بوالية الفقيه‪ ،‬أن يراجعا‬ ‫(الخامنئي) الذي ميثل اإلمام الغائب وفقاً‬ ‫لعقيدة (الخميني)‪ .‬ووفقاً لدستور (الخميني)‬

‫التزوير الكبري‬ ‫عىل الرغم من حالة الغضب التي تسود‬ ‫الشارع املعرتض عىل فوز نجاد‪ ،‬إال أنه مل يتقدم‬ ‫أيا من املرشحني الخارسين بشكوى رسمية‬ ‫مدعمة بأدلة‪ ،‬وقد أرص (موسوي ومهدي كرويب)‬ ‫الذي جاء يف املركز االخري بني املرشحني األربعة‪،‬‬ ‫أرصا عىل بيانات وخطابات يزعامن فيها أشياء‬ ‫كثرية منها طلب إعادة فرز األصوات يف بعض‬ ‫املدن‪ ،‬وكان لهام ما طلباه‪ ،‬حيث وافق مجلس‬

‫‪68‬‬

‫ويلعب الدور األهم يف إدارة االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬ويتكون من اثني عرش عضوا‪ ،‬ستة‬ ‫من الفقهاء يختارهم املرشد األعىل للثورة‬ ‫مبارشة‪ ،‬وستة أعضاء من الحقوقيني املسلمني‬ ‫من ذوي االختصاص يف مختلف فروع القانون‪،‬‬ ‫يرشحهم رئيس السلطة القضائية (الذي يعينّ‬ ‫من قبل مرشد الجمهورية)‪ ،‬ويصادق عليهم‬ ‫مجلس الشورى اإلسالمي‪.‬‬ ‫وإىل جانب االختصاصات التي تناط باملجلس‬ ‫من تفسري الدستور‪ ،‬واملصادقة عىل ما‬ ‫يصدر عن مجلس الشورى من أحكام وقوانني‬ ‫ومطابقتها مع الدستور‪ ،‬يختص ووفقا للامدة‬ ‫(‪ )99‬من الدستور باإلرشاف عىل االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ .‬ومن خالل هذه الوظيفة يحدد املجلس‬ ‫املرشحني‪ ،‬ويناط به مهمة البحث يف صالحية‬ ‫املرشحني للرئاسة وأهليتهم لهذا املنصب‪،‬‬ ‫واستبعاد غري الجديرين به‪ ،‬وبالتايل ينحرص‬ ‫املرشحني للرئاسة فيمن يختارهم املجلس‪،‬‬ ‫الذي ميلك املرشد حق تعيني نصف أعضائه‪،‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فإن املرشد األعىل للجمهورية يقوم‬ ‫بدور رئييس يف اختيار رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫وكذلك أعضاء مجلس الشورى اإلسالمي من‬ ‫خالل رجاله يف مجلس صيانة الدستور‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني أن إمكانية أو فرصة مجيء رئيس‬ ‫للجمهورية معارض للمرشد أو حتى ال يلقى‬ ‫قبوال لديه‪ ،‬مسألة تبدو مستبعدة‪.‬‬

‫وزارة الداخلية‬ ‫دورها يف قبول طلبات الرتشيح‪،‬‬ ‫يتمثل‬ ‫واإلرشاف عىل العملية االنتخابية بدءا من‬ ‫عملية االقرتاع‪ ،‬وانتها ًء بإعالن النتيجة‪ ،‬مرورا‬ ‫بتأمني العملية االنتخابية‪ ،‬والحفاظ عىل‬ ‫النظام العام للبالد أثناء عملية االقرتاع‪،‬‬ ‫وتيسري وتهيئة األجواء لألداء االنتخايب‪ ،‬ونقل‬ ‫صناديق االقرتاع وفرز األصوات‪ .‬وطبقا للامدة‬ ‫الخامسة عرشة بعد املائة من الدستور اإليراين‬

‫مامرسة الدميوقراطية باالقرتاع‬

‫يشرتط أن يكون املرشح لرئاسة الجمهورية‬ ‫“من بني الرجال املتدينني السياسيني الذين‬ ‫تتوفر فيهم الرشوط التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون إيراين األصل ويحمل الجنسية‬ ‫اإليرانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬قدير فـي مجال اإلدارة والتدبري‪.‬‬ ‫‪ -3‬ذا ماض جيد‪.‬‬ ‫‪ -4‬تتوفر فيه األمانة والتقوى‪.‬‬ ‫مؤمن ومعتقد مببادئ الجمهورية‬ ‫‪ -5‬‬ ‫اإلسالمية اإليرانية واملذهب الرسمي للبالد‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن االنتخابت الرئاسية يف‬ ‫دورتها العارشة قد شهدت لقد شهدت ظاهرة‬ ‫جديدة‪ ،‬متثلت يف زيادة عدد النساء الاليت‬ ‫تقدمن للرتشيح‪ ،‬وبلغ عددهن (‪ )42‬مرشحة‪،‬‬ ‫األمر الذي أثار الجدل الكثري حول حقهن يف‬ ‫شغل املنصب‪ ،‬السيام مع استبعاد جميع‬ ‫النساء‪.‬‬ ‫وشملت قامئة املرشحني النهائية التي‬ ‫تم إقرارها من مجلس صيانة الدستور أربعة‬ ‫مرشحني‪ ،‬أحمدي نجاد الرئيس املنتهية واليته‪،‬‬ ‫ومحسن رضايئ قائد الحرس الثوري‪ ،‬وأمني‬ ‫مجمع تشخيص مصلحة النظام األسبق‪،‬‬ ‫عن التيار املحافظ‪ ،‬ومري حسني موسوي رئيس‬ ‫الوزراء األسبق‪ ،‬ومهدي كرويب رئيس مجلس‬ ‫الشورى األسبق‪.‬‬

‫منصب الرئيس‬ ‫يف النظام اإليراين‬ ‫يعد منصب رئيس الجمهورية دستور ًيا‬ ‫منص ًبا مهماً يف النظام السيايس اإليراين‪،‬‬

‫‪69‬‬

‫فهو الرجل الثاين بعد املرشد األعىل للثورة‬ ‫يف سلم الهرم السيايس‪ ،‬ويأيت عىل رأس‬ ‫السلطة التنفيذية‪ ،‬ويتم اختياره عرب االقرتاع‬ ‫املبارش من الشعب‪ ،‬وفقا لنص املادة (‪)114‬‬ ‫من الدستور‪ ،‬إال أن عملية االختيار تتم بني‬ ‫من يقرهم مجلس صيانة الدستور‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أن الشعب ليس لديه الحرية املطلقة‬ ‫يف اختيار رئيس الجمهورية‪ ،‬بل إنه ُيختار من‬ ‫بني الشخصيات التي يوافق عىل صالحيتها‬ ‫املجلس‪.‬‬ ‫ويعد رئيس الجمهورية اإليراين مسؤوال أمام‬ ‫الشعب‪ ،‬واملرشد األعىل‪ ،‬ومجلس الشورى‪ ،‬أي‬ ‫أنه مراقب من قبل ثالث جهات مختلفة ميكن ألي‬ ‫منها التأثري بشكل سلبي عىل دوره ومكانته‪.‬‬ ‫ويختص طبقا للدستور بالعديد من املهام‪،‬‬ ‫فإىل جانب الحفاظ عىل استقرار واستقالل‬ ‫النظام‪ ،‬والبقاء عىل املذهب الرسمي للبالد‪،‬‬ ‫وحراسة حدود الدولة‪ ،‬يقوم الرئيس بتنفيذ‬ ‫الدستور ويتوىل رئاسة السلطة التنفيذية‪،‬‬ ‫ويعني الوزراء‪ ،‬ويرشف عىل عملهم‪ ،‬كام يقوم‬ ‫بالتوقيع عىل قرارات مجلس الشورى‪ ،‬وعىل‬ ‫نتيجة االستفتاء العام وتسليمها للمسؤولني‬ ‫للقيام بتنفيذها‪ ،‬والتوقيع عىل املعاهدات‬ ‫أو العقود واالتفاقيات واملواثيق التي تربم مع‬ ‫باقي الدول‪ ،‬وذلك بعد املصادقة عليها من‬ ‫مجلس الشورى‪ ،‬وكذلك املصادقة عىل اختيار‬ ‫وزير الخارجية للسفراء‪ ،‬والتوقيع عىل أوراق‬ ‫اعتامدهم‪ ،‬وتسلم أوراق اعتامد سفراء الدول‬ ‫األخرى‪ ،‬كام يتوىل مسؤولية التخطيط يف‬ ‫البالد‪ ،‬وعمل امليزانية العامة واإلرشاف عىل‬ ‫األمور اإلدارية والتوظيفية‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫لهجة نجاد التصعيدية أعجبت اإليرانيين‪ ..‬فانتخبوه‬ ‫حبيب فياض‪ :‬ال حلحلة للملفات العالقة بين واشنطن وطهران‬ ‫توجهت األنظار يف ‪ 12‬حزيران إىل إيران التي تشهد أشد‬ ‫منافسة انتخابية بني الرئيس السابق أحمدي نجاد واملرشح مري‬ ‫حسني موسوي‪ ،‬هذه االنتخابات التي اختلفت كلياً عن سابقاتها‪،‬‬ ‫إذ ووفقاً للمحلل يف الشؤون اإليرانية د‪ .‬حبيب فياض فإن كال‬ ‫الطرفني ج ّيش كل إمكاناته وطاقاته اإلعالمية والجامهريية‬ ‫واملادية‪ ،‬يف تحقيق الفوز‪ .‬وفيام أرجع فياض فوز الرئيس نجاد بوالية‬ ‫ما الذي جعل هذه االنتخابات تختلف عن‬ ‫سابقاتها‪ ،‬التي مل تفرز تداعيات عىل الساحة‬ ‫اإليرانية كالتي شهدناها؟‬ ‫يف االنتخابات املاضية كانت املنافسة بني‬ ‫مرشحني أحدهام قوي وآخر ضعيف‪ ،‬وليس‬ ‫كام هو حاصل اآلن بني مرشحني قويني‪ ،‬لكل‬ ‫منهام نقاط قوة وقليل من نقاط الضعف‪.‬‬ ‫فاملنافسة جرت بني أقوى مرشح لدى اإلصالحيني‬ ‫وأقوى مرشح لدى املحافظني‪ ،‬وج ّيش كل طرف‬ ‫من الطرفني كل ما لديه من إمكانات وطاقات‬ ‫إعالمية وجامهريية ومادية‪ ،‬يف سبيل تحقيق‬ ‫الفوز‪ .‬باإلضافة إىل ان املرشح (موسوي) من‬ ‫الشخصيات املعروفة‪ ،‬وميكن القول أنه شخصية‬ ‫تاريخية يف الوجدان اإليراين املعارص‪ ،‬وترشحه‬ ‫استقطب عدداً كبرياً من الناخبني اإليرانيني الذين‬ ‫عادة مل يكونوا يهتمون باملشاركة االنتخابية‪.‬‬ ‫ومن ثم هذه االنتخابات جاءت بعد تراكامت أنجزت‬ ‫يف الداخل من قبل كال املعسكرين اإلصالحي‬ ‫واملحافظ‪ .‬هذا فض ًال عن التحديات األساسية‬ ‫التي تواجه جمهورية إيران اإلسالمية‪ ،‬بدءاً‬ ‫من امللف النووي مروراً بالعالقات الدبلوماسية‬ ‫والحوار املرتقب بني واشنطن وطهران‪ ،‬وصوالً إىل‬ ‫التهديدات اإلرسائيلية الجدية بتوجيه رضبة‬ ‫عسكرية إىل إيران‪.‬‬ ‫هل هذا يعني أن السياسات التي اتبعها‬ ‫نجاد لعبت دوراً كبرياً يف نتائج االنتخابات؟‬ ‫(أحمدي نجاد) فاز لعاملني أساسني‪ ،‬األول داخيل‬ ‫وله عالقة بالطريقة التي اتبعها مع الطبقة‬ ‫الفقرية يف إيران‪ ،‬إذ أنه استطاع استقطاب‬ ‫هذه الطبقة من خالل التقدميات االجتامعية‬ ‫واملساعدات املادية لها‪ ،‬باإلضافة إىل العامل‬ ‫الخارجي املتمثل بإقامة (نجاد) لتوازنات مع الغرب‬ ‫وإرسائيل‪ ،‬فيام (محمد خامتي) الذي كان يتكلم‬ ‫بلغة حوار الحضارات واملحبة والسالم‪ ،‬مل تحصد‬ ‫يف النتيجة سوى مزيد من الحصار االمرييك‬ ‫والغريب ضد إيران‪ ،‬واملزيد من التعنت اإلرسائييل‪.‬‬ ‫لهجة (احمدي نجاد) التصعيدية اعجب الكثري‬ ‫من املواطنني اإليرانيني‪ ،‬خاصة انه بدالً من أن‬ ‫تزداد الضغوط عىل إيران وجدنا أن األمريكيني‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ثانية إىل عوامل خارجية وداخلية معاً‪ ،‬أكد أن نجاد سيكمل واليته‬ ‫الثانية وسط اعرتاف دويل وطبيعي بواليته‪ ،‬وأن العالقات اإليرانية‬ ‫مع دول العامل ستخضع ملعطيات سياسية طبقاً للمرحلة التي‬ ‫متر بها‪.‬‬ ‫كالم فياض هذا يف حوار أجرته معه مجلة “منرب التوحيد”‬ ‫هذا نصه‪:‬‬

‫والغربيني هم الذين تراجعوا عن مطالبهم‪ ،‬وباتوا‬ ‫عىل وشك االعرتاف بامللف اإليراين النووي كأمر‬ ‫واقع‪ ،‬كام أن (نجاد) استطاع أن ينتزع اعرتافاً دولياً‬ ‫مبكانة إيران اإلقليمية وأهمية الدور الذي تلعبه‪،‬‬ ‫وهذا ما انعكس يف الحاجة األمريكية إليران يف‬ ‫مختلف امللفات األساسية يف املنطقة والرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬بدءاً من املسألة اللبنانية والفلسطينية‬ ‫والعراقية واألفغانية والباكستانية وإىل ما‬ ‫هنالك من أمور‪.‬‬ ‫أال تعتقد ان أمريكا تفضل املوسوي رئيسا؟ا‬ ‫ومن ثم ما هي فائدة مجيء نجاد املعروف‬ ‫بسياسته تجاه الغرب؟‬ ‫الواليات املتحدة ال تفضل احداً عىل اآلخر‪،‬‬ ‫وال يعنيها (مري حسني موسوي) أو (أحمدي‬ ‫نجاد)‪ ،‬أمريكا يعنيها بالدرجة األوىل أن يكون‬ ‫هناك اضطرابات وفوىض‪ ،‬ومشهد دموي يف‬ ‫الشارع اإليراين‪ .‬فسياسة أمريكا تجاه إيران‬ ‫منذ ثالثني سنة‪ ،‬تقوم عىل الحصار واإلضعاف‪،‬‬ ‫ومحاولة رضب إيران‪ .‬وال بد من اإلشارة أن‬ ‫(موسوي) ال تختلف سياسته الخارجية كثرياً‬ ‫عن (أحمدي نجاد)‪ ،‬والفارق بينهام يكمن يف‬

‫‪70‬‬

‫الشكل واللهجة وليس يف املضمون فلغة‬ ‫(نجاد) ثورية‪ ،‬يف حني موسوي يتكلم يف بلغة‬ ‫دبلوماسية‪ .‬عندما أوحت أن (موسوي) أقرب‬ ‫لها‪ ،‬كانت تهدف إىل زيادة الرشخ الداخيل يف‬ ‫إيران‪ ،‬وتجييش الرأي العام ضد (نجاد) وبالتايل‬ ‫حصول االنقسام الشعبي والجامهريي داخل‬ ‫الساحة اإليرانية‪.‬‬ ‫اذاً ميكن القول أن دوراً امريكياً ما يقف خلف‬ ‫ما شاهدناه من مشاغبات؟‬ ‫ال شك أن أمريكا لها صلة يف الوضع الحاصل‬ ‫يف إيران‪ ،‬ال بد من االعرتاف أن نشأة األزمة كانت‬ ‫داخلية‪ ،‬لكن مسارها وتفاعالتها وتضخيمها‪،‬‬ ‫يرتبط بجانب كبري منه بأمريكا بشكل خاص‪،‬‬ ‫واملعسكر الغريب بشكل عام‪ .‬الخرباء األمريكيون‬ ‫تحدثوا منذ فرتة عن تدخل أمرييك واضح يف‬ ‫إيران عرب موازنات سنوية مخصصة تحت عنوان‬ ‫“تغيري الوضع داخل إيران‪ ،‬مؤخراً فرز مبلغ لوزارة‬ ‫الخارجية ‪ 85‬مليون دوالر فقط‪ ،‬من أجل متابعة‬ ‫شأن الساحة اإليرانية‪ .‬وهناك فريق عمل يف‬ ‫وزارة الخارجية يتابع ما يحصل بالتفصيل‪ ،‬ومنذ‬ ‫شهر تحدثت (كلنتون) عن “قوة الذاتية” التي تريد‬

‫التعاون من خاللها مع إيران‪ ،‬كبديل عن القوة‬ ‫العنيفة التي كان يتبعها جورج بوش‪ .‬بشكل‬ ‫عام منذ ‪ 30‬سنة‪ ،‬مل مير يوماً مل تحاول امريكا‬ ‫فيه التدخل بالشأن اإليراين‪ ،‬وعندما مل تكن‬ ‫تتدخل فذلك يعود لعجز عانت منه وليس لوجود‬ ‫نية لعدم التدخل‪.‬‬

‫ال مشكلة رشعية‬ ‫لحكومة نجاد‬ ‫وفقا ملا ذكرته إىل أين تتجه إيران وكيف‬ ‫ستتعامل مع الغرب؟‬ ‫الحل من الداخل‪ ،‬وأياً يكن الحل‪ ،‬والعامل‬ ‫سيتعامل مع الحل اآليت من الداخل اإليراين‪،‬‬ ‫وعىل األرجح (نجاد) سيكمل واليته الثانية وسط‬ ‫اعرتاف دويل وطبيعي بواليته‪ ،‬بالتايل ستخضع‬ ‫عالقات إيران مع دول العامل ملعطيات سياسية‬ ‫طبقاً للمرحلة التي متر بها‪ .‬مع الدول العربية‬ ‫سيكون لديها سياسة حسن جوار وانفتاح‪،‬‬ ‫يف دعم املقاومات‪ ،‬وسيكون لها‬ ‫وستستمر‬ ‫عالقات حسنة مع الدول الكربى غري املعادية إذا‬ ‫صح التعبري كروسية والصني‪ ،‬لكن مع الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية واملعسكر الغريب ستتعامل‬ ‫باملثل‪ ،‬ومن موقع ردة الفعل‪ ،‬إذا أراد هذا املعسكر‬ ‫أن ينفتح عليها ويتحاور معها من موقع الندية‪،‬‬ ‫ويتفاهم معها ستمد اليد‪ .‬ولكن إذا استمر هذا‬ ‫وفرض رشوطه عليها‪،‬‬ ‫املعسكر يف حصارها‪،‬‬ ‫والتدخل يف شؤونها‪ ،‬ستكون العالقات سلبية‪.‬‬ ‫أما عن رشعية سلطة أحمدي نجاد فال أعتقد‬ ‫أنها ستواجه مشكلة رشعية وستعرتف بها‬ ‫دول العامل‪.‬‬ ‫برأيك كيف ستكون السياسة األمريكية‬ ‫املقبلة تجاه إيران؟‬ ‫مع وصول أوباما إىل رأس إدارة الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬حدث تحول يف القراءة األمريكية‬ ‫لألحداث‪ ،‬ويف االسرتاتيجية األمريكية يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬فح ّلت سياسة التهدئة مكان سياسة‬ ‫التصعيد التي كان يتبعها جورج بوش‪ ،‬فامريكا‬ ‫حالياً غري قادرة عىل معالجة جميع مشاكلها‪،‬‬ ‫كام ال تستطيع أن تذهب نحو ذروة التصعيد‬ ‫يف كل امللفات‪ .‬وبديلها تهدئة امللفات فالواليات‬ ‫املتحدة تلملم أغراضها وهي بصدد االنسحاب‬ ‫من العراق‪ ،‬محولة جهودها للساحة الباكستانية‬ ‫واألفغانية تحديداً‪ ،‬خاصة وان حلفاء واشنطن‬ ‫مل يستطيعوا أن يكونوا مبستوى طموحاتها‬ ‫وتطلعاتها‪.‬‬ ‫أين أخطأ حلفاء أمريكا يف أفغانستان؟‬ ‫إنهم مل يلعبوا الدور املطلوب بشكل دقيق‬ ‫وحريف‪ ،‬فبدل من أن تجفف اململكة العربية‬ ‫العراق‬ ‫السعودية منابع اإلرهاب املصدر إىل‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬وجدنا أن اإلرهاب ازداد قوة يف هاتني‬ ‫الدائرتني‪ ،‬وبدال من أن تساعد باكستان أمريكا‬ ‫يف القضاء عىل القاعدة وطالبان مندتت األخرية‬

‫هناك حاجة أميركية فعلية وماسة لدور إيراني‬ ‫يمكنها الخروج من مشاكلها‬ ‫التدخل األميركي واضح في إيران‬ ‫عبر موازنات سنوية مخصصة‬ ‫تحت عنوان «تغيير الوضع داخل إيران»‬ ‫عىل أراضيها‪ .‬بناء عليه هناك حاجة أمريكية‬ ‫فعلية وماسة لدور إيراين لتتمكن من الخروج‬ ‫من املشاكل التي تعاين منها‪ .‬لذا أتوقع حوارا‬ ‫أمريكيا إيرانيا‪ ،‬قد يتمخض عنه إعادة فتح‬ ‫العالقات الدبلوماسية بني الجانبني‪.‬‬ ‫أين مصلحة إيران يف لعب هذا الدور؟‬ ‫بتقديري إيران لن متد يد املساعدة إىل الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬إال ضمن دفرت من الرشوط اهمها‪ :‬جدولة‬ ‫االنسحاب األمرييك من املنطقة‪ ،‬عدم تدخل‬ ‫الواليات املتحدة يف الشأن الداخيل اإليراين‪،‬‬ ‫الحصول عىل ضامنات يعدم تعرض طهران‬ ‫لرضبة عسكرية أمريكية‪ ،‬االعرتاف بدور إيران‬ ‫اإلقليمي حيث ستبادر إيران عندئذ إىل تشكيل‬ ‫منظومة أمن إقليمية بالتعاون مع دول املنطقة‪.‬‬ ‫لكن واقع الحال يقول ال حلحلة للملفات العالقة‬ ‫بني واشنطن وطهران‪ ،‬وال اتوقع أن تكون املرحلة‬ ‫املقبلة تصعيدية أو ومرحلة صدام ومواجهة بني‬ ‫واشنطن وطهران‪.‬‬ ‫الرئيس (نجاد) قال‪ :‬أن حكومته ستتبنى‬ ‫الخارجية‬ ‫سياستها‬ ‫يف‬ ‫جديدة‬ ‫إجراءات‬ ‫والنووية‪ ،‬برأيك ماذا ميكن أن تشمل هذه‬

‫‪71‬‬

‫االجراءات؟‬ ‫تعرض الرئيس (أحمدي نجاد) النتقادات عديدة‬ ‫خالل الحملة االنتخابية عىل سياسته الخارجية‪،‬‬ ‫وبتقديري سيبدل (نجاد) يف اللهجة والشكل‬ ‫وليس يف املضمون‪ .‬فالسياسة الخارجية اإليرانية‬ ‫ليست يرنامج عمل لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬بل‬ ‫ثوابت ترتبط برؤية قائد الثورة اإليرانية إىل األمور‬ ‫الخارجية‪ ،‬وثوابت الثورة لجهة املوقف العدايئ‬ ‫من (إرسائيل)‪ ،‬عالقات حسن الجوار مع الدول‬ ‫العربية‪ ،‬والعالقات الندية مع الغرب والواليات‬ ‫املتحدة ال ميكن تغيريها‪ ،‬وامللف النووي أصبح‬ ‫أمراً واقعاً‪ ،‬وال ميكن إليران ان ترتاجع عنه أو تقدم‬ ‫فيه تنازالت‪ .‬باعتقدي عندما تحدث (نجاد) عن‬ ‫تبدل يف السياسة الخارجية‪ ،‬قصد بذل املزيد‬ ‫من الجهد لالنفتاح عىل الجانب العريب‪ ،‬ألن بعض‬ ‫اإليرانيني يحملون (أحمدي نجاد) مسؤولية التأزم‬ ‫يف العالقة العربية اإليرانية‪ ،‬كام سيخفف من‬ ‫حدة خطابه الخارجي عند التعبري عن مواقف‬ ‫إيران الثابتة واألساسية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب دويل‬

‫أوباما في رحلة البحث عن المصالح‬ ‫وعود للعرب ودعم للصهياينة‬

‫عبد الله الغول وأوباما‬

‫من السهل تصوير السياسة الخارجية األمريكية‬ ‫نحو الوطن العريب كنتاج للسياسة الداخلية‬ ‫االمريكية ولجهود اللويب الصهيوين بصفة‬ ‫خاصة‪ ،‬اال أن هذه الصورة تبدو شديدة التبسيط‪،‬‬ ‫ومنذ السبعينات بوجه خاص‪ ،‬كان هناك إجامع‬ ‫نسبي يف صفوف السياسة الخارجية االمريكية‬ ‫عىل النقاط العريضة للمصالح الحيوية األمريكية‬ ‫يف املنطقة العربية‪ ،‬وهي تأمني حصول الواليات‬ ‫املتحدة والغرب عىل النفط العريب‪ ،‬وإبقاء أي دولة‬ ‫كربى أخرى بعيدة عن الرشق األوسط‪ ،‬واملحافظة‬ ‫عىل أمن إرسائيل وتفوقها عىل جريانها‪ ،‬فض ًال‬ ‫عن معارضة الواليات لقيام مرشوعات وحدوية‪،‬‬ ‫مثل الوحدة العربية واالسالمية‪ ،‬والتي كانت‬ ‫هدفاً ضمنياً من أهداف السياسة الخارجية يف‬ ‫الخمسني سنة األخرية‪،‬‬ ‫ويف الحقيقة أن مجموعة السياسة الخارجية‬ ‫األمريكية مل تكن وحده واحدة‪ ،‬متامسكة‪،‬‬ ‫بل كانت هناك أختالفات تكتيكية يف صفوف‬ ‫النخبة الحاكمة‪“ ،‬فاملرونة” هي ما مييز عملية‬ ‫إتخاذ القرارات السياسية الخارجية يف الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬فالسياسة الخارجية االمريكية ظرفية‬ ‫أكرث من كونها مبدئية‪ ،‬وبالتايل ميكن التأثري فيها‬ ‫وتغيريها‪ ،‬ولكن هل منلك االمكانيات املطلوبة‬ ‫إلحداث مثل هذا التأثري‪،‬‬ ‫والعالقة االمريكية – االرسائيلية ورغم حداثتها‪،‬‬ ‫مل تصبح حميمة عىل هذا النحو اال بعد حرب‬ ‫‪ 1967‬وذلك نتيجة تشابك مجموعة من املتغريات‬ ‫املحلية واالقليمية والدولية‪،‬‬ ‫لقد أدى الفشل الذريع الذي منيت به إدارة‬ ‫الرئيس االمرييك جورج بوش‪ ،‬وهي تخوض حروبها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫امللك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس أوباما‬

‫“االستباقية” يف كل مكان‪ ،‬اىل حالة إنهيار‬ ‫اقتصادي يف الواليات املتحدة ما زالت تفاعالتها‬ ‫مستمرة‪ ،‬وأدت اىل خلل االقتصاد العاملي‪ ،‬وحالة‬ ‫من االضطراب مل تشهدها البالد منذ ثالثينات‬ ‫القرن املايض والكساد الكبري‪،‬‬ ‫ولقد بدأت مفاعيل الرئيس االمرييك باراك‬ ‫أوباما يف وقت مبكر‪ ،‬وقبل وصوله البيت االبيض‬ ‫بأشهر‪ ،‬وأشار املراقبون‪ ،‬بأن أوباما سيحافظ عىل‬ ‫الثوابت مع تباين يف االسلوب واملقاربة‪ ،‬فهو‬ ‫أعلن بأنه لن يتورط يف تفاصيل الحياة السياسية‬ ‫لبلد ما‪ ،‬بل سيعتمد عىل الخريطة االوسع‬ ‫إقليمياً‪ ،‬فهو أعاد التأكيد عىل ثوابت القرارات‬ ‫الدولية‪ ،‬وأكد انه سيبدل الشعارات الفارغة‬ ‫مبسار دبلومايس فعال ودائم‪ ،‬وعرب أوباما عن‬ ‫رغبته يف تغيري املوقف التقليدي املؤيد الرسائيل‬ ‫بال تحفظ‪ ،‬وإحداث نقلة نوعية يف التعامل مع‬ ‫مشكلة النزاع الفلسطيني – االرسائييل‪ ،‬وهو‬ ‫القائل “هناك اعتقاد سائد وسط الجمهور املؤيد‬ ‫الرسائيل انك اذا مل تكن ذا رؤية ليكودية راسخة‬ ‫تجاه ارسائيل تعترب مناهضاً لها‪ ،‬واذا مل تغري‬ ‫هذه النظرة املرفوضة‪ ،‬بحوار حقيقي فلن يكون‬ ‫بإمكاننا التقدم‪ ،‬وكل هذه املؤرشات تنم عن رغبة‬ ‫بعيدة املدى تأخذ يف االعتبار املصالح االمريكية‬ ‫يف املنطقة العربية‪،‬‬

‫رؤية أوباما الحقيقة‬ ‫من خالل دولتني‬ ‫دعا الرئيس االمرييك باراك أوباما من القاهرة‪،‬‬

‫‪72‬‬

‫اىل بداية جديدة بني الواليات املتحدة والعامل‬ ‫االسالمي‪ ،‬فالواليات املتحدة ليست يف حالة حرب‬ ‫مع اإلسالم‪ ،‬لكنها ستواجه كل ما يهدد أمنها‪،‬‬ ‫كام دعا أوباما ارسائيل اىل وقف بناء املستوطنات‪،‬‬ ‫وطالب حركة حامس بوقف العنف واالعرتاف بحق‬ ‫ارسائيل يف الوجود مشرياً اىل ان املبادرة العربية‬ ‫مهمة ولكنها ليست أخر مسؤوليات الدول‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫وأوباما أكد عىل متانة االوارص الرابطة بني‬ ‫أمريكا وإرسائيل وهي معروفة عىل نطاق واسع‪،‬‬ ‫وال ميكن قطع هذه االوارص ابداً‪ ،‬وهي تستند‬ ‫اىل عالقات ثقافية وتاريخية‪ ،‬وكذلك فان تهديد‬ ‫ارسائيل بتدمريها “امر ظامل للغاية” مينع حلول‬ ‫السالم الذي يستحقه سكان هذه املنطقة‪،‬‬ ‫ومن ناحية اخرى يقول‪ ،‬ال ميكن نفي ان الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬قد عاىن يف سعيه اىل قامة وطن‬ ‫خاص له‪ ،‬وقد تحمل الفلسطينيون آالم النزوح‬ ‫عىل مدى أكرث من ‪ 60‬سنة‪ ،‬حيث ينتظر العديد‬ ‫منهم يف الضفة الغربية وغزة والبلدان املجاورة‪،‬‬ ‫ليك يعيشوا حياة يسودها السالم واألمن‪،‬‬ ‫ويتحمل الفلسطينيون االهانات اليومية والتي‬ ‫هي ناتجة عن األحتالل‪ ،‬وليس هناك شك من‬ ‫أن وضع الفلسطينيني ال يطاق ولن تدير أمريكا‬ ‫ظهرها عن التطلعات املرشوعة للفلسطينيني اال‬ ‫وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة‬ ‫بهم‪،‬‬ ‫والرئيس أوباما‪ ،‬أشار اىل حالة الجمود لعرشات‬ ‫السنوات‪ ،‬وأنه وجه اللوم الرسائيل اذ يشري‬ ‫الفلسطينيون اىل تأسيس دولة ارسائيل وما أدت‬ ‫اليه من ترشيد للفلسطينيني‪ ،‬ويشري االرسائيليون‬

‫اىل العداء املستمر‪ ،‬واذا نظرنا اىل هذا الرصاع‬ ‫من هذا الجانب او ذاك‪ ،‬فاننا لن نتمكن من رؤية‬ ‫الحقيقة‪ ،‬ألن السبيل الوحيد للتوصل اىل تحقيق‬ ‫طموحات يكون من خالل دولتني يستطيع فيهام‬ ‫االرسائيليون والفلسطينيون ان يعيشوا يف سالم‬ ‫وأمن‪ ،‬وان هذا السبيل يخدم مصلحة ارسائيل‬ ‫ومصلحة فلسطني ومصلحة امريكا‪ ،‬وأكد أوباما‬ ‫بأنه سيسعى للوصول اىل هذه النتيجة متحلياً‬ ‫بالصرب الذي تقضيه هذه املهمة‪ ،‬وأن االلتزامات‬ ‫التي وافق عليها الطرفان مبوجب خريطة الطريق‬ ‫هي إلتزامات واضحة‪ ،‬لقد آن االوان من أجل إحالل‬ ‫السالم ليك يتحمل الجانبان مسؤولياتهام‪،‬‬ ‫ويرى الرئيس باراك أوباما‪ ،‬بأن مبادرة السالم‬ ‫العربية‪ ،‬كانت بداية هامة ويجب عىل الدول‬ ‫العربية أن تعرتف بذلك‪ ،‬وأن مسؤولياتها ال تنتهي‬ ‫بهذه املبادرة‪ ،‬كام ينبغي عليها أن ال تستخدم‬ ‫الرصاع بني العرب وإرسائيل إللهاء الشعوب‬ ‫العربية عن مشاكلها االخرى بل يجب ان تكون‬ ‫هذه املبادرة سبباً لحثهم عىل العمل ملساعدة‬ ‫الشعب الفلسطيني عىل تطوير مؤسساته التي‬ ‫سوف تعمل عىل مساندة الدولة الفلسطينية‪،‬‬ ‫ومساعدة الشعب الفلسطيني عىل األعرتاف‬ ‫“برشعية ارسائيل”‪،‬‬ ‫والواليات املتحدة كام يقول الرئيس أوباما‪،‬‬ ‫سوف تنسق سياساتها مع سياسات أولئك الذين‬ ‫يسعون من أجل السالم‪ ،‬وعندما تصبح االرض‬ ‫املقدسة التي نشأت فيها األديان الثالثة العظيمة‬ ‫مكاناً للسالم‪ ،‬وعندما تصبح مدينة القدس‬ ‫وطناً دامئاً لليهود واملسيحيني واملسلمني‪ ...‬وأن‬ ‫يتعايشوا يف سالم‪،‬‬ ‫ويؤكد أوباما‪ ،‬بأنه ينبغي عىل أية دولة مبا يف‬ ‫ذلك ايران ان يكون لها حق الوصول اىل الطاقة‬ ‫النووية السلمية‪ ،‬اذا أمتثلت ملسؤولياتها مبوجب‬ ‫معاهدة منع انتشار االسلحة النووية‪.‬‬

‫والسؤال ما الذي يريده أوباما؟‬ ‫الرياض‬ ‫النظام‬ ‫اسالميا‬ ‫الظهور‪،‬‬

‫الرئيس االمرييك اوباما الذي ناقش يف‬ ‫العالقات الثنائية والطاقة وانهيارات‬ ‫املرصيف العاملي واالرهاب‪ ،‬وقال “ال خطر‬ ‫عىل الغرب‪ ،‬والدولة الفلسطينية واجبة‬ ‫والسالم يعزل املتطرفني من املعسكرين‪..‬‬ ‫اللوحة املرسومة واملعدة بإحكام‪ ،‬العاهل‬ ‫السعودي والرئيس املرصي تحدثا بصوت واحد‬ ‫ويف كواليس القمتني مع اوباما‪ ،‬الرتكيز عىل‬ ‫إنعطاف نوعي ممكن يقوم عىل اعرتاف (‪ )57‬دولة‬ ‫عربية – اسالمية بالكيان الصهيوين مقابل‬ ‫“الدولة الفلسطينية” املوعودة‪ ،‬ورشط بنيامني‬ ‫نتنياهو للتعاون مع أوباما ضوء أخرض لرضب ايران‬ ‫يف العمق‪ ،‬وتدمري منشأة نتانز الثراء اليوارنيوم‪،‬‬ ‫ولكن البيت االبيض ما زال يستبعد مثل هذا الخيار‬ ‫ويراهن عىل الحوار‪،‬‬ ‫وأمام هذا املشهد تحاول اللوبيات اليهودية‬

‫عىل الساحة االمريكية التصدي للرئيس اوباما‪،‬‬ ‫وحاخام نيويوريك توعد وزيرة الخارجية االمريكية‬ ‫هيالري كلينتون بالويل واملعاناة اذا استمرت يف‬ ‫الدعوة اىل تفكيك الخريطة االستيطانية‪ ،‬وحضها‬ ‫عىل التعاطف السافر مع ارسائيل الكربى‪،‬‬ ‫ومناورات أصبع الجليل غري املسبوقة‪ ،‬الثالثة من‬ ‫نوعها‪ ،‬منذ ‪ 2006‬تستهدف شحذ كفاءة الجيش‬ ‫واألجهزة األمنية الرديفة‪ ،‬متهيداً لعدوان ارسائييل‬ ‫واسع يستهدف املنطقة بأرسها‪ ،‬مرحلة بنيامني‬ ‫نتنياهو ليست سحابة صيف عابرة‪ ،‬بل غيوم‬ ‫فصل شتاء كامل قد يغري العديد من املعادالت‬ ‫يف املنطقة‪،‬‬ ‫وباملقابل ينشط اللويب املؤيد الرسائيل يف‬ ‫الواليات املتحدة (إيباك)‪ ،‬من خالل الكونغرس‪،‬‬ ‫لتعطيل اي ضغوط عىل ارسائيل بشأن السالم‬ ‫العادل والشامل يف الرشق االوسط‪ ،‬فقد جيشت‬ ‫منظمة (إيباك) ‪ 400‬عضو يف مجلس النواب‪،‬‬ ‫ومجلس الشيوخ إلقناع أوباما‪ ،‬عرب رسائل ملحة‪،‬‬ ‫برتك الفريقني الفلسطيني واالرسائييل يتحاوران‬ ‫من دون رشاكة مبارشة ومن دون ضغوط‪ ،‬وجاء‬ ‫يف أحد الرسائل “يجب ان تكون الواليات املتحدة‬ ‫وسيطاً موثوقاً به وصديقاً وفياً الرسائيل”‪ ،‬كام‬ ‫شدد املعنيون عىل “إنهاء االرهاب الفلسطيني”‬ ‫بدالً من الرتكيز عىل جرائم ارسائيل املتكررة‬ ‫تجاه شعب شرُ د معظمه‪ ،‬وال يزال الصامدون‬ ‫يف فلسطني يعيشون يف مناخ الفقر والحصار‬ ‫االرسائييل واسلحته املدمرة‪ ،‬ويجتهد رئيس وزراء‬ ‫ارسائيل نتنياهو ووزير دفاعه باراك ملناقشة قضايا‬ ‫أمنية يف لندن وواشنطن لتعطيل أي رؤية جديدة‬ ‫يطرحها الرئيس باراك أوباما‪ ،‬حول وقف االستيطان‪،‬‬ ‫وتحديد هوية الدولة الفلسطينية يف مقابل‬ ‫يهودية ارسائيل العنرصية‪ ،‬ونجحت ارسائيل يف‬ ‫تحويل املبعوث االمرييك جورج ميتشل اىل مجرد‬ ‫سائح يستطلع أوضاع الرشق االوسط‪ ،‬من دون‬ ‫ان يتحول اىل مسترشق‪ ،‬وعىل عكس التوقعات‪،‬‬ ‫فأن ميتشل يف لقائه الرئيس االرسائييل شمعون‬ ‫برييز قال‪ :‬ان “التزام الواليات املتحدة أمن ارسائيل‬ ‫ليس موضع نقاش” فالواليات املتحدة وارسائيل‬

‫أوباما سيحافظ‬ ‫على الثوابت مع تباين‬ ‫في االسلوب والمقاربة‬ ‫أوباما أكد على متانة‬ ‫االواصر الرابطة‬ ‫بين أميركا وإسرائيل‬ ‫‪73‬‬

‫رئيس موظفي البيت األبيض رام عامنوذيل يرسح وميرح يف القاهرة‬

‫حليفتان وصديقتان‪ ،‬وهكذا ستبقيان‪ ،‬ونقوم‬ ‫بعمل صعب يف الرشق االوسط يشمل اقامة‬ ‫دولة فلسطينية اىل جانب دولة ارسائيل اليهودية‪،‬‬ ‫كام ُح ِولت “خريطة الطريق” اىل مجرد حرب عىل‬ ‫ورق‪ ،‬بعد ان جعلت منها سيفاً مسلطاً عىل‬ ‫رقاب الفلسطينيني ومدخ ًال إلثارة الحروب االهلية‬ ‫وبعد الجدار الفاصل وزرع املستوطنات يف الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬وتهويد القدس‪ ،‬ولقد رفض نتنياهو ووزير‬ ‫خارجيته ليربمان كل الطروحات االمريكية التي‬ ‫تسهل قيام دولتني‪ ،‬وانطلق العمل الصهيوين‬ ‫عىل اكرث من صعيد ملحارصة البيت االبيض‪ ،‬فأما‬ ‫ينىس امللف الفلسطيني‪ ،‬ويجعل من النووي‬ ‫االيراين شغله الشاغل‪ ،‬او يالحقه التأديب لي ًال‬ ‫ونهاراً حتى يستحرض امامه صوره كلينتون او جون‬ ‫كيندي‪ ،‬ولذلك عاد الرئيس باراك اوباما اىل خطاب‬ ‫عادي‪ ،‬ال جديد فيه‪ ،‬يعمم وال يعد بيشء‪ ،‬ويحاور‬ ‫العامل االسالمي والعريب‪ ،‬وهو مدرك ان امريكا‬ ‫ال تستطيع فرض اي سياسة ترفضها ارسائيل‪،‬‬ ‫وهذا الواقع زاد عرب “االعتدال” تأزماً وحرية‪،‬‬

‫املوقف االمرييك واملراوحة‬ ‫وما دام املوقف االمرييك يف دائرة املراوحة‬ ‫واملعاناة‪ ،‬فام الذي تستطيعة مؤمترات جديدة‬ ‫يف روسيا وعىل شاكلة أنابوليس وغريها‪ ،‬أو‬ ‫زيارات مكوكية نحو الرشق االوسط؟ وان عودة‬ ‫الحوار بني أمريكا من جهة وايران وسوريا من جهة‬ ‫ثانية‪ ،‬هو نتيجة لالزمة العميقة التي خلقتها‬ ‫ارسائيل الساعية اىل تفجري حروب ولخلق مناخات‬ ‫تسوغ االحتالل والتوسع‪ ،‬وتنمية مناطق نفوذ‬ ‫معادية للعرب‪ ،‬وارسائيل التي تتطلع نحو إنهاء‬ ‫امللف النووي االيراين بأي مثن‪ ،‬قد أعطت أمريكا‬ ‫وأوروبا مهلة أربعة أشهر الستنفاذ ما ميكن ان‬ ‫يحصل باالساليب الديبلوماسية‪ ،‬وتحاول ارسائيل‬ ‫تضخيم ما يسمى “الخطر االيراين”‪ ،‬وهذا ما سمح‬ ‫لنتنياهو بقلب ترتيب االولويات لدى الرئيس أوباما‪،‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬أعاد امللف الفلسطيني اىل مستنقع‬ ‫النسيان!‬ ‫لقد زار الرئيس أوباما تركيا وخاطب الدول‬ ‫املسلمة وشعوبها طارحاً لغة امريكية جديدة‪،‬‬ ‫بعد الذي حارب من أجله الرئيس جورج بوش مغذياً‬ ‫رصاع الحضارات متجاوباً مع الجهود االرسائيلية‬ ‫إلطاحة كل ما له عالقة بالفلسطينيني‬ ‫وحقوقهم وقد تبني ان ارسائيل تثري االزمات حول‬ ‫امللفات النووية يف الرشق االوسط‪ ،‬لخلق أولويات‬ ‫مسألة‬ ‫لتصبح‬ ‫الفلسطينية‬ ‫القضية‬ ‫ترد‬ ‫هامشية‪ ،‬وتظهر “حامس” “وفتح” حركتني‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب دويل‬

‫رك مستقب ًال أوباما‬

‫غري قابلتني للتوحد‪ ،‬وادارة دولة قابلة للحياة‪،‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فالرئيس االمرييك يطالب بوقف‬ ‫االستيطان وتداعياته‪ ،‬من دون ان يحدد زمانا‬ ‫معيناً القامة الدولة الفلسطينية املنتظرة‪ ،‬وهو‬ ‫يعلم ان الرؤساء قبله‪ ،‬مل يفلحوا يف اعاده الحق‬ ‫الفلسطيني اىل أهله‪ ،‬وألنهم ميثلون دوراً خدم‬ ‫اللعبة الصهيونية يف العامل ويف فلسطني‬ ‫بشكل خاص‪،‬‬ ‫وأوباما يف جولته االخرية يف الرشق االوسط‪،‬‬ ‫ويف عاصمتي (االعتدال) العريب‪ ،‬حمل مصالح‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬فهو اىل جانب محاربة االرهاب‪،‬‬ ‫وتنمية حوار الحضارات يريد اسهاماً عربية‬ ‫(مرصية – سعودية) يف تحصني ابار النفط وطرق‬ ‫شحنه‪ ،‬ووقف عمليات القرصنة‪ ،‬وحامية الخليج‬ ‫وامنه‪ ،‬وترويض الحصان االيراين قبل ان تزيد‬ ‫القنبلة النووية من جموحه وطموحه‪ ،‬باالضافة‬ ‫اىل ان واشنطن تستعني بالرياض ليك تكون‬ ‫قاعدة قروض ملؤسسات امريكية مرشفة عىل‬ ‫االفالس‪ ،‬وتوطد االدارة االمريكية من جهة ثانية‪،‬‬ ‫عالقتها مبرص البلد “املعتدل” الذي يسعي النظام‬ ‫فيها اىل تسويات عىل الرغم من إخفاق الحوار‬ ‫الفلسطيني‪،‬‬ ‫واذا كان حل الرصاع العريب – االرسائييل‬ ‫مصلحة امريكية‪ ،‬كام قال مارتن انديك‪ ،‬فان‬ ‫ارسائيل ال تبحث اال عن مصالحها‪ ،‬وعىل الرغم‬ ‫من القرارات الدولية وخريطة الطريق وانابوليس‪،‬‬ ‫والتعهد قبل خمسة أعوام بإزالة املستوطنات‪،‬‬ ‫فأن أضفاء الرشعية عىل بؤر االستيطان آخذ‬ ‫يف االزدياد والتوسع‪ ،‬وارسائيل رفضت وقف‬ ‫االستيطان كام طالبت وزيرة الخارجية االمريكية‬ ‫هيالري كلينتون‪ ،‬وتذرع نتنياهو بالوضع الداخيل‬ ‫لتربير رفضه وقف توسيع املستوطنات قائ ًال بان‬ ‫ذلك سيسقط ائتالفه الحكومي‪،‬‬ ‫ويرى مستشار الرئيس االمرييك الخاص بالرشق‬ ‫االوسط‪ ،‬جورج ميتشل ان الرصاع االرسائييل‬ ‫االرسائييل العريب بات أداة بأيدي اعداء امريكا‪ ،‬اي‬ ‫ايران وحزب الله وحامس‪ ..‬والوقت ال يعمل ملصلحة‬ ‫ارسائيل والسالم‪ ،‬ورأى ان الخطر الوجودي الحقيقي‬ ‫عىل ارسائيل هو ان ال تنجح يف االنفصال عن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الفلسطينيني‪ ،‬وبدأت ترتفع اصوات يف أمريكا‬ ‫تقول‪“ :‬اذا كانت ارسائيل غري راغبة يف مراعاة‬ ‫املصالح االمريكية فلامذا علينا مساعدتها‪ ،‬لكن‬ ‫باراك اوباما كان وعد بضخ (‪ )30‬بليون دوالر لدعم‬ ‫ارسائيل‪ ،‬ويف وقت طأمن مسؤول ارسائييل اىل ان‬ ‫ترصيحات اوباما وكلينتون مجرد كالم‪،‬‬ ‫ويبدو واضحاً من خالل ترصيحات وزير الخارجية‬ ‫االرسائيلية خالل جولته االوروبية‪ ،‬ان ارسائيل‪،‬‬ ‫تحاول جعل القضية الفلسطينية موضوعاً‬ ‫هامشياً يف مقابل النووي االيراين‪ ،‬وقال ليربمان‪ :‬ان‬ ‫برنامج ايران النووي عامل مزعزع ألستقرار العامل‪،‬‬ ‫ويحاول ليربمان قلب املفاهيم واملقاييس‪ ،‬وتشويه‬ ‫صورة الواقع كام هو‪ ،‬ألن عملية الرتنسفري‪ ،‬يف‬ ‫االستيطانية‬ ‫والعمليات‬ ‫مستمرة‪،‬‬ ‫فلسطني‬ ‫يف الذروة‪ ،‬وهدم املنازل والكنائس واملساجد‬ ‫عىل قدم وساق‪ ،‬وهدر حقوق الفلسطينيني يتم‬ ‫وسط تكثري الكالم عن االرهاب والخطر االيراين‪،‬‬ ‫وترسيبات االسلحة اىل غزة وتحضريات حزب الله‬ ‫وتدريباته‪ ،‬وحاول ليربمان ان ُيقنع بعض القيادات‬ ‫االوروبية بأن خريطة الطريق الدولية تستحق‬ ‫التوقف عندها‪ ،‬خصوصاً ما له عالقة بتفكيك‬ ‫“القواعد االرهابية” قبل االنتقال اىل مفاوضات‬ ‫حول التسوية الدامئة‪.‬‬

‫ثوابت السياسية‬ ‫الخارجية – االمريكية‬ ‫وبالرغم من النوايا التي أبداها الرئيس االمرييك‬ ‫يف رسالته املوجهة اىل العامل العريب واالسالمي‪،‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬ماذا بعد االقوال‪ ،‬هل هناك أحتامل بأن‬ ‫ينتقل أوباما اىل عامل األفعال ويصوغ السياسة‬ ‫االمريكية بحيث تحقق “الحلول العادلة” لقضية‬ ‫الشعب الفلسطيني اوالً‪ ،‬وحقه الثابت يف العودة‬ ‫وإقامة دولته املستقلة‪ ،‬باالضافة اىل التغيري‬ ‫الجوهري للسياسة االمريكية يف كل من العراق‬ ‫وافغانستان؟ والواقع ان االنتقال من االقوال اىل‬ ‫االفعال مشكلة كربى بالنسبة ألي رئيس امرييك‬ ‫وعىل ضوء التجارب السابقة‪ ،‬وألن الفعل عادة‬ ‫يشق طريقة وسط غابة من الصعوبات والعوائق‪،‬‬ ‫بعضها يرد اىل البيئة الداخلية مع البلد الذي‬ ‫ينتمي اليه مصدر القرار‪ ،‬والسؤال ايضاً‪ ،‬ما هي‬ ‫قدرة الرئيس اوباما عىل الضغط عىل ارسائيل‬ ‫اذا افرتضنا جدالً بانه “سيضغط” لتنفيذ تصوره‬ ‫عن رضورة قيام دولة فلسطينية بجوار “ارسائيل”‬ ‫الكيان‪ ،‬وهل يستطيع اوباما مقاومة ضغوط‬ ‫اللويب الصهيوين يف امريكا‪ ،‬وهل يف إمكانه‬ ‫الخالص من النفوذ الصهيوين داخل صفوف الحزب‬ ‫الجمهوري بل وداخل جامعات الحزب الدميوقراطي‬ ‫ذاته؟‬ ‫وبشأن ايران وملفها النووي‪ ،‬فالسيناريو الذي‬ ‫وضعه املحافظون الجدد يف االدارة السابقة للرئيس‬ ‫جورج بوش تتضمن امكانية القيام برضبة‬ ‫استباقية عسكرية اليران‪ ،‬وسواء اقامت بهذه‬

‫‪74‬‬

‫الرضبة امريكا ذاتها‪ ،‬او ارسائيل بالنيابة عنها!‪،‬‬ ‫ولكن حني توىل اوباما الحكم قرر ان سياسة‬ ‫ادارته ستكون هي الحوار وليس الحديث بلغة‬ ‫املدافع! ولذلك وعد بحوار ديبلومايس مع ايران‬ ‫ملحاولة الوصول اىل حل وسط يغني عن املواجهة‬ ‫العسكرية‪ ،‬غري ان ارسائيل تبدو غري راضية عن‬ ‫هذا التوجه السيايس “العاقل” الذي رمبا املته‬ ‫الظروف وما خلفته ادارة بوش‪ ،‬وتستعجل توجيه‬ ‫رضبة استباقية عسكرية حتى لو قامت بها‬ ‫هي مبفردها‪ ،‬ولو من دون موافقة الواليات املتحدة‬ ‫االمريكية‪ ،‬ولعل هذا ما دفع بالرئيس اوباما بتحذير‬ ‫ارسائيل من العمل منفردة يف مواجهة ايران‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك ميكن ان يفسد العالقة بني الواليات املتحدة‬ ‫االمريكية مع العامل االسالمي عموماً‪ ،‬ولذلك‬ ‫فان اوباما حاول يف رسالته من القاهرة ان يفتح‬ ‫بصددها صفحة جديدة‪ ،‬فاآلمال املطروحة حول‬ ‫الرئيس اوباما ورغبته يف التغيري ونظراته املعتدلة‬ ‫للسلم العاملي‪ ،‬ينبغي ان نأخذ يف االعتبار القيود‬ ‫املفروضة عىل الرئيس اوباما وعىل اي رئيس‬ ‫امرييك‪ ،‬فالتأييد املطلق الرسائيل‪ ،‬أيدته عىل م ّر‬ ‫الزمن االدارات االمريكية املتعاقبة والتوجه االبرز‬ ‫واالسايس لتلك االدارات ضامن تدفق النفط‬ ‫العريب عىل وجه الخصوص وبأسعار معقولة‬ ‫والتوجه االخر‪ ،‬مواجهة الدول التي تهدد االمن‬ ‫القومي االمرييك‪ ،‬وايضاً مواجهة صعود الصني‬ ‫يف سلم القوة الدويل‪ ،‬هذه هي ثوابت السياسة‬ ‫االمريكية فهل يستطيع اوباما ان يغريها؟ وهل‬ ‫قدرة اوباما عىل التغيري تتعلق باالسلوب فقط ام‬ ‫ميكن ان تتجاوز االسلوب ويغري يف االسرتاتيجية‬ ‫ذاتها؟ االسئلة كربى والتاريخ القريب سيكون‬ ‫الشاهد عىل قدرة اوباما يف التغيري‪ ،‬وألن االدراكات‬ ‫الجامدة التي تتبناها النخبة االمريكية ملصلحتها‬ ‫القومية ودعمها للكيان الصهيوين‪ ،‬متأصلة‬ ‫يف جذور هذا النخب‪ ،‬التي أوكلت للكيان مهمة‬ ‫اساسية كرأس حربة للمرشوع االستعامري‬ ‫يف منطقتنا‪ ،‬يخدم مصالحها وتسخره بشكل‬ ‫مبارش او مستور‪ ،‬ولكن يف ظل االزمة املالية التي‬ ‫تتخبط بها الواليات املتحدة‪ ،‬دفعت الرئيس اوباما‬ ‫ليتحرك يف مساحة أوسع من األقوال والرؤى‬ ‫الحاملة يف محاولة لكسب الوقت واستنزاف قدرات‬ ‫“العرب” حتى اخر قطرة برتول‪ ،‬وتوجيه االنظار‬ ‫نحو عدو وهمي والتذرع “بالخطر النووي االيراين”‬ ‫يف الوقت الذي تستمر فيه ارسائيل الكيان يف‬ ‫محارصة الشعب الفلسطيني وتجويعه ومحاولة‬ ‫إلهاء الفلسطينيني يف حروب داخلية والدفع‬ ‫بقضيتهم نحو املجهول‪ ،‬فهل ستنفع كلامت‬ ‫اوباما املنمقة من حامية الفلسطينيني من بطش‬ ‫اسلحته التي زود بها “ارسائيل” دون قيود رادعة‪،‬‬ ‫الفكرة االساسية الرسمية لخطاب اوباما يف‬ ‫القاهرة وكذلك يف الرياض ويف أنقرة‪ ،‬هي إطالق‬ ‫نداء اىل العامل االسالمي من أجل بداية جديدة‬ ‫مع الواليات املتحدة‪ ،‬وأوباما أقر بحدوث أخطاء‬ ‫تاريخية ُارت ِكبت عىل مر القرون بأسم الثقافة‬ ‫والدين‪،‬‬

‫والالفت دعوة اوالما للفلسطينيني والعرب‬ ‫اىل القيام بخطوات تجاه ارسائيل‪ ،‬ووضع حد‬ ‫للترصيحات التي تحض عىل كره “ارسائيل”‪،‬‬ ‫وطالب العرب بإقامة تبادل تجاري ودبلومايس‬ ‫مع ارسائيل‪ ،‬وطالب ارسائيل بوقف االستيطان‪،‬‬ ‫وتكلم اوباما بصفته صديقاً الرسائيل‪ ،‬وأشار اىل‬ ‫أهمية حل الدولتني ملصلحة أمن ارسائيل وأمن‬ ‫الفلسطينيني واألمن القومي االمرييك‪ ،‬وعىل‬ ‫جميع االطراف ان تدرك بأن الخيارات صعبة وان‬ ‫اللحظة قد حانت عىل ضوء هذا االدراك‪،‬‬ ‫ولكن بالرغم من الرتحيب الرسمي يف ارسائيل‪،‬‬ ‫اال ان بعض اعضاء الحكومة االرسائيلية‪ ،‬عقب عىل‬ ‫خطاب اوباما بالقول‪“ ،‬ان اوباما انسان ساذج يتمتع‬ ‫بنوايا طيبة‪ ،‬ولكنه سيصطدم رسيعاً بالواقع‬ ‫ويصحو من أحالمه الوردية” وكانت الحكومة‬ ‫االرسائيلية قد أقرت بأن خطاب اوباما يحمل معه‬ ‫تغيرياً جدياً يف السياسة االمريكية‪ ،‬وأن االمر‬ ‫يتطلب دراسة معمقة‪ ،‬وارسائيل ستتعاون يف‬ ‫تحقيق حلمه للسالم يف الرشق االوسط‪،‬‬ ‫والكثري من االرسائيليني‪ ،‬مل يستطيعوا إخفاء‬ ‫إنزعاجهم وغضبهم مام جاء يف خطاب اوباما‪،‬‬ ‫وخصوصاً فيام يتعلق باملقارتة بني ما جرى لليهود‬ ‫عىل أيدي النازية ومعاناة الفلسطينيني جراء قيام‬ ‫ارسائيل‪ ،‬وهذه املقارنة اصابت البعض يف ارسائيل‪،‬‬ ‫يف حالة من “الصدمة” فالنائب عن الحزب القومي‬ ‫يف ارسائيل ارييه الدار قال انها “مقارنة تصيب‬ ‫بالصدمة بني تدمري الجالية اليهودية يف اوروبا‪،‬‬ ‫وبني معاناة الفلسطينيني يف ارسائيل”‪،‬‬ ‫ولذلك فان نتائج االستطالعات اظهرت تباين‬ ‫ردود االفعال داخل ارسائيل ازاء الخطاب‪ ،‬وان ‪%53‬‬ ‫من االرسائيليني يعتقدون ان سياسة الرئيس باراك‬ ‫اوباما لن تكون يف مصلحة ارسائيل‪ ،‬واعرب ‪%51‬‬ ‫من االرسائيليني عن اعتقادهم‪ ،‬بأن حرص اوباما‬ ‫عىل إقامة دولة فلسطينية اكرب من حرصه عىل‬ ‫أمن ارسائيل‪،‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ،‬بدأ قادة التنظيامت اليهودية‬ ‫يف الواليات املتحدة حملة لصد الضغوط‬ ‫االمريكية عىل حكومة نتنياهو‪ ،‬ومنهم من رصح‬ ‫بأن الرئيس أوباما أخطأ عندما تعامل بالليونة‬ ‫الكافية مع ايران يف موضوع التسلح النووي‪،‬‬ ‫وأثبت عدم أهتاممه مبصري ارسائيل‪،‬‬ ‫أعتربت املصادر االرسائييل‪ ،‬بأن الخيارات امام‬ ‫رئيس الحكومة االرسائيلية بنيامني نتنياهو باتت‬ ‫محدودة للغاية‪ ،‬وما عىل نتنياهو اال االستجابة‬ ‫ملطالب الرئيس اوباما‪ ،‬يف مسألتي حل الدولتني‬ ‫ووقف االستيطان‪ ،‬وحتى من خالل املجازفة بائتالفه‬ ‫الحكومي‪ ،‬واستبداله بحكومة وسط مع حزب‬ ‫“كدميا” بزعامة تسيبي ليفني‪ ،‬او االنرصاف اىل‬ ‫بيته‪ ،‬وأمام نتنياهو شهراً واحداً فقط لحسم‬ ‫موقفه وسيتم بعده بلورة خطة امريكية واضحة‬ ‫لحل الرصاع وهذا ما يعني ان بإنتظار ارسائيل‬ ‫صيفاً حاراً‬ ‫واملراقبون أشاروا اىل ان اوباما القى خطاباً‬ ‫تاريخياً‪ ،‬وكان متوازناً وهنا تكمن املشكلة كام‬

‫ميكن فرض سالم‪ ،‬ويجب او ًال بناء االسس للسالم‪،‬‬ ‫مثلام يتم أوالً بناء اساسات البيت‪ ،‬والرتتيب برأيه‬ ‫هو “األمن ثم االقتصاد املستقر وبعد ذلك العملية‬ ‫السياسية) وهذا ما يعني ان حكومة نتنياهو‬ ‫ماضية يف عملية املراوغة وتقطيع الوقت وهو‬ ‫يؤكد بأن كل محاولة لقلب هذا الرتتيب ستفشل‬ ‫مثلام فشلت سابقاتها‬

‫هل سينجح اوباما‬ ‫يف توجهاته؟‬ ‫ميتشيل مصافحاً ليربمان‬

‫يقول احد السياسيني يف “ارسائيل” اذ تعودنا منذ‬ ‫عرشات السنني ودللنا بإنعدام التوازن الذي كان‬ ‫يف مصلحتنا‪ ،‬لكن الخطاب الذي القاه الرئيس‬ ‫باراك اوباما يف القاهرة‪ ،‬يرتك االنطباع ببداية عهد‬ ‫جديد يف العالقات بني واشنطن وارسائيل‪ ،‬ويبدو‬ ‫انها لن تكون حميمية يف العالقات كتلك التي‬ ‫منحت دولة “ارسائيل” مكانة متميزة‪،‬‬ ‫وخطاب اوباما من وجهة النظر االرسائيلية‪،‬‬ ‫يعكس انقالباً اسرتاتيجياً بالنسبة اىل ارسائيل‪،‬‬ ‫وأنه بينام متتعت ارسائيل يف عهد الرئيس جورج‬ ‫بوش بحرية العمل العسكري ضد الفلسطينيني‬ ‫وحزب الله وسوريا يف مقابل اخالء املستوطنات‬ ‫من غزة‪ ،‬فانه يف عهد اوباما ينبغي عىل ارسائيل‬ ‫تلقي تربية جديدة وان تجتاز مجدداً امتحان وفائها‬ ‫للمصالح االمريكية يف الرشق االوسط‪ ،‬اوباما لن‬ ‫يقبل ابداً يف البناء يف املستوطنات بحجة النمو‬ ‫الطبيعي او توسيع املستوطنات‪ ،‬واذا تحىل اوباما‬ ‫بالصرب الذي وعد به فارسائيل ستواجه ازمة‬ ‫سياسية ورشخاً داخلياً خطرياً‪...‬‬ ‫أما وزير الدفاع االرسائييل فريى يف خطاب‬ ‫اوباما‪ ،‬تأكيداً عىل االلتزام بدعم ارسائيل وأمنها‪،‬‬ ‫وان رؤيته السياسية تتالئم ومواقف حزب العمل‬ ‫اال ان مصادر سياسية مطلعة‪ ،‬أكدت بأن رئيس‬ ‫الحكومة االرسائيلية ومساعديه يشعرون بأنهم‬ ‫اخطأوا عندما انتظروا هذا الخطاب‪ ،‬وانه كان‬ ‫عليهم اعداد ونرش خطة سالم ارسائيلية خاصة‬ ‫تصبح محوراً للنقاش يف العامل‪ ،‬بدالً من ترك‬ ‫الساحة امام خطط جديدة‪ ،‬وان الوقت ما زال‬ ‫مناسباً‪ ،‬ملثل هذه الخطوة حيث ان اوباما ينوي طرح‬ ‫خطة سالم للرشق االوسط خالل بضعة شهور‪،‬‬ ‫وبإمكان ارسائيل ان تسبقه يف ذلك‬ ‫أما وزير الخارجية االرسائيلية أفيغدور ليربمان‪،‬‬ ‫الذي حرص عىل توجيه رسالة تهدئة ايجابية‬ ‫لالدارة االمريكية بقوله يف اجتامع لجنة الخارجية‬ ‫واالمن الربملانية‪ ،‬ان ارسائيل ترحب بـ “املقاربة‬ ‫االقليمية” للرئيس االمرييك و(محاولته التوصل‬ ‫اىل اتفاق ليس بني ارسائيل والفلسطينيني‬ ‫وحسب‪ ،‬امنا اىل تسوية اقليمية تشارك فيها‬ ‫مل القوى البناءة يف املنطقة التي تعي اهمية‬ ‫التعاون املشرتك” اال ان ليربمان عاد واكد‪ ،‬انه ال‬

‫‪75‬‬

‫ال شك‪ ،‬تحدث الرئيس باراك اوباما بلغة جديدة‪،‬‬ ‫وعرف كيف يداعب مشاعر العرب واملسلمني‪ ،‬من‬ ‫خالل تأكيد ادارته عىل ايجاد حل عادل للقضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وهي قضية االمة املركزية‪،‬‬ ‫ولكن اوباما سعى يف الوقت نفسه‪ ،‬عىل‬ ‫عدم اثارة مخاوف ارسائيل‪ ،‬وتحدث بشكل يوحي‬ ‫بأنه جاد حقاً يف ايجاد اطار جديد للعالقات مع‬ ‫البلدان العربية واالسالمية‪ ،‬واىل معالجة الجروح‬ ‫والتقرحات الناجمة عن سياسة الرئيس جورج‬ ‫بوش والرؤوساء االخرين للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ولكن املسألة البالغة االهمية يف هذا السياق‪،‬‬ ‫هو كيفية ترجمة اقواله املنمقة بدقة اىل االفعال‪،‬‬ ‫وينبغي عىل اوباما ان يدرك ان مشاكل الرشق‬ ‫االوسط ناجمة عن سياسة الواليات املتحدة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وهي أكرب من ان ميكن معالجتها يف حقن‬ ‫وأقراص مهدئة‪،‬‬ ‫ورغم ان اوباما يدعو اىل االحرتام والتعاون‬ ‫ونسيان مرارة املايض فان كالمه يستند يف الواقع‬ ‫اىل نفس الرؤية االمريكية املعروفة رؤية الوصايا‬ ‫عىل االخرين‪ ،‬رؤية ترتكز عىل أفكار سلطوية‪،‬‬ ‫تطفو عىل السطح احياناً وبشكل قبيح‪ ،‬فهو‬ ‫يتغطى بستار قبح من العبارات املنمقة واملختارة‬ ‫بعناية والتي تبدو ودية احياناً‪ ،‬وكأنها مفصولة‬ ‫عن مسرية طويلة من العذابات واالمل‪ ،‬دفعت‬ ‫من خاللها املنطقة بأكملها الكثري من الخسائر‬ ‫الفادحة برشياً ومادياً وساهمت يف تدمري مقدرات‬ ‫االمة العربية واالسالمية من خالل انحياز االدارة‬ ‫االمريكية املفضوح لصالح الكيان الصهيوين‬ ‫ومن الخطأ التصور بأن‪ ،‬الطبيعة السلطوية‬ ‫للواليات املتحدة ستتغري مبجرد مجيء رئيس‬ ‫جديد اىل البيت االبيض‪ ،‬وحتى لو كان هذا‬ ‫الرئيس يحمل افكاراًَ جديدة‪ ،‬فهناك مراكز قوى‬ ‫لها الكلمة االخرية‪ ،‬واذا كانت قد سمحت بهذا‬ ‫الهامش من التحرك واملناورة لرئيس حامل‪ ،‬فألن‬ ‫مصالحها اليوم يف خطر ومن الحكمة ان تكسب‬ ‫املزيد من الوقت‪ ،‬لعل وعىس ان يتمكن اوباما من‬ ‫تحميل وزر االزمة املالية العاملية اىل دول املنطقة‬ ‫وجعلها تدفع النصيب االكرب من الفاتورة‪ ،‬يبقى‬ ‫ان نقول ما بني االفعال واالفعال مساحة كبرية‪،‬‬ ‫فهل نستوعب الدرس‪.‬‬

‫اعداد محمود صالح‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫التسول سمة مطلوبة في شخص رئيس الحكومة‬ ‫الياس سابا‪ :‬القدرة على‬ ‫ّ‬

‫مشاركة المعارضة تح ّملها مسؤولية‬ ‫استمرار السياسة اإلقتصادية واإلجتماعية‬ ‫األزمة االقتصادية واالجتامعية يف‬ ‫لبنان تصيب كل إنسان‪ ،‬وهي تتفاقم‬ ‫يوماً بعد يوم‪ ،‬وتتضخم ككرة ثلج تهدد‬ ‫كل لبناين‪ ،‬فالغالء يطال املواطنني يف‬ ‫كل املكان‪ ،‬يف األسواق واملدارس وعىل‬ ‫الطرقات ويف سيارات األجرة ‪ ...‬يف امللف‬ ‫االقتصادي‪ ،‬ال فرق بني موالٍ ومعارض عىل‬ ‫صعيد الطبقة السياسية أو الشعبية‪.‬‬ ‫فعىل صعيد الطبقة السياسية كالهام‬ ‫جالد‪ ،‬ويف الطبقة الشعبية كالهام‬ ‫عبد يتلقى الرضبات‪ .‬األزمة مخيفة‪،‬‬ ‫ومل ينجح أحد حتى اآلن بإخراجها من‬ ‫البازار السيايس‪ .‬والخطر يكمن‪ ،‬يف‬ ‫سيناريوهات سياسية اقتصادية يتكلم‬ ‫عنها البعض إلخضاع لبنان وإجباره‬ ‫عىل اتخاذ قرارات تتناىف مع توجهاته‬ ‫املحافظة عىل العروبة واالستقالل‪ ،‬كام‬ ‫تتحدث أيضاً عن تدخل لدول كربى يف‬ ‫الشأن اللبناين من الباب االقتصادي‪،‬‬ ‫لتغليب فريق عىل آخر يف الداخل‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» التقت وزير املالية‬ ‫السابق الدكتور الياس سابا بحديث‬ ‫شامل عن السياسات املالية املتبعة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وتوجهات األفرقاء اللبنانيني‬ ‫االقتصادية‪.‬‬

‫مخالفات فاضحة للدستور‬ ‫كوزير مالية سابق كيف تقرأ موازنة عام‬ ‫‪ 2009‬التي أقرها مجلس الوزراء منذ فرتة‬ ‫وجيزة؟‬ ‫عندما ال يكون هناك يف أعوام ‪ 2006‬و‪2007‬‬ ‫و‪ 2008‬موازنات تصبح هذه املوازنة بدون‬ ‫قيمة‪.‬‬ ‫أيعقل؟‬ ‫استغرب كيف ينىس البعض وجود مخالفة‬ ‫لكل‬ ‫دستورية أساسية بعدم إقرار موازنة‬ ‫عام يف لبنان‪ ،‬املادة ‪ 83‬من الدستور تقول ما‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ألننا مبوجب هذا املرسوم نستطيع أن ننفق‬ ‫يف عام ‪ 2006‬قياساً عىل قاعدة موازنة ‪،2005‬‬ ‫لكن ما فعلته حكومة السنيورة أنها أنفقت‬ ‫وفقاً للقاعدة االثني عرشية يف الـ‪2007‬‬ ‫والـ‪2008‬والـ‪.2009‬‬ ‫ملاذا مل يتم الحديث عنه خالل الفرتة‬ ‫السابقة من قبل الخرباء او املتابعني؟‬ ‫يف لبنان األمور تسري دون محاسبة‪ ،‬ورئيس‬ ‫الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة ال يرف له جفن‬ ‫بارتكاب املخالفات سواء بعدم إقرار املوازنة‪ ،‬أو‬ ‫باالستمرار يف اإلنفاق عىل القاعدة االثني‬ ‫عرشية رغم مخالفة القانون‪.‬‬ ‫البعض ربط يف فرتة ما قبل االنتخابات‬ ‫بعدم إقرار املوازنة من أجل االنفاق االنتخايب‬ ‫للسنيورة دون حسيب او رقيب؟‬ ‫من دون شك‪ ،‬مع غياب املوازنة ال يسطيع أحد‬ ‫محاسبة رئيس الوزراء إلنفاقه‪ ،‬إذ ان مجلس‬ ‫النواب مل يحدد سقفا للرصف يف املوازنة‪،‬‬ ‫كام ال يحاسبه أحد عىل الجباية‪ ،‬بذلك يكون‬

‫يكفي أن اقول أنني معارض للسياسة‬ ‫االقتصادية التي انتهجتها السلطة بشكل‬ ‫مستمر منذ نهاية ‪ 1992‬حتى اليوم‪ ،‬باستثناء‬ ‫حكومة الرئيس سليم الحص عام ‪،1992‬‬ ‫واألشهر املعدودة لحكومة الرئيس كرامي ‪2004‬‬ ‫و‪ ،2005‬كام أسجل اعرتايض الكامل عىل‬ ‫السياسة املالية واالقتصادية للدولة اللبنانية‬ ‫من ‪ 1992‬حتى اليوم‪ ،‬أي مع قيام الحكومة‬ ‫الرابعة لجمهورية الطائف باستثناء الحكومتني‬ ‫اللتني ذكرت‪.‬‬ ‫اين ترى الخطأ يف سياسات يظن البعض‬ ‫أنها أ ّمنت بقاء لبنان عىل قيد الحياة؟‬ ‫الوضع االقتصادي ابتدا ًء من منتصف‬ ‫الـ‪1997‬غري مريح‪ ،‬هناك اختالفات بني عام‬ ‫وعام‪ ،‬فهناك أعوام أفضل من سابقاتها‪ ،‬إال أن‬ ‫الخط البياين للوضع االقتصادي الحقيقي من‬ ‫منتصف الـ‪ 1997‬حتى اليوم خط تراجعي‪.‬‬ ‫املشكلة بني االقتصاديني أن لكل مؤرشاته‪،‬‬ ‫أنتم تعتمدون عىل االقتصاد الحقيقي‪ ،‬فيام‬

‫تدهور وضع االقتصاد الحقيقي؟‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬العجز يف الخزينة متأصل‪،‬‬ ‫وعبء الدين العام ضخم‪ ،‬هذا العبء يتحمله‬ ‫املواطنون عرب الفوائد التي تلتهم قدراتهم‬ ‫الرشائية وتلتهم ثلثي موارد الخزينة‪ .‬هذا‬ ‫العجز وقع يف ضوء سياسات رسمية شجعت‬ ‫استمرار العجز منذ ‪ ،1992‬عرب تشجيع اإلنفاق‬ ‫الذي تخطى الدخل سواء يف القطاع العام‬ ‫والخاص‪.‬‬ ‫رمبا العجز واضحاً جداً يف القطاع العام‪،‬‬ ‫ولكن أين السياسات املشجعة لإلنفاق يف‬ ‫القطاع الخاص؟‬ ‫أفضل مؤرش عىل التشجيع الرسمي‬ ‫إلستمرار العجز بني دخل املواطن ونفقاته‬ ‫يتجىل يف سهولة الحصول عىل قروض‬ ‫استهالكية من املؤسسات املالية‪ ،‬يف مقابل‬ ‫صعوبة الحصول عىل قروض إنتاجية سواء يف‬ ‫الصناعة أوالزراعة أو أي عمل إنتاجي‪.‬‬ ‫لكن ما يسجله ميزان املدفوعات من فائض‬

‫لبنان بلدٌ عيص عىل اإلصالح والتغيري‬ ‫اإلقتصاد تراجع بسبب سياسات الدولة املالية‬ ‫فيام كانت املعارضة غائبة عن الوعي‬ ‫السنيورة ّأجل إقرار املوازنة من أجل االستمرار‬ ‫يف اإلنفاق دون رقيب‬

‫وزير املالية السابق الياس سابا‬

‫ييل‪ :‬كل سنة يف بدء عقد ترشين أول‪ ،‬تقدم‬ ‫الحكومة للمجلس موازنة شاملة عن نفقات‬ ‫الدولة ودخلها عن السنة القادمة‪ ،‬ويقرتع عىل‬ ‫املوازنة بنداً بنداً‪ .‬مام يعني أن عدم إقرار املوازنة‬ ‫طيلة األعوام الثالث املاضية‪ ،‬وتأخر مجلس‬ ‫الوزراء ‪ 10‬أشهر يف إرسالها إىل مجلس النواب‬ ‫مخالفة دستورية رصيحة‪.‬‬ ‫من يحاسب الذين أخطأوا؟‬ ‫للرؤساء والوزراء محكمة خاصة‪ ،‬أما‬ ‫للموظفني فمحاكم عادية‪ .‬لكن اسمحي يل‬ ‫أن أضم سؤايل إىل سؤالك أيضاً‪ ،‬من يحاسب‬ ‫من يخالف الدستور؟ هناك مخالفة فاضحة‬ ‫حصلت‪ ،‬من هو املسؤول عنها؟ من يحاسب‬ ‫ويطالب املسؤولني برفع املوازنة؟‬

‫‪76‬‬

‫ماذا الذي ترتب عىل هذه املخالفة من‬ ‫تجاوزات فعلية وملموسة يف واقع الحياة‬ ‫العامة؟‬ ‫بحكم الدستور والقانون‪ ،‬الدولة ال تستطيع‬ ‫جباية الرضائب من املواطنني إال إذا كان هناك‬ ‫موازنة تسمح بذلك‪ .‬مام يعني أن كل االنفاق‬ ‫والجباية منذ عام ‪ 2007‬بقناعتي وبقراءيت‬ ‫للقانون‬ ‫مخالف‬ ‫والقانونية‬ ‫الدستورية‬ ‫والدستور‪.‬‬ ‫ملاذا تحدد العام ‪ ،2007‬ففي عام ‪ 2006‬مل‬ ‫يكن هناك موازنة أيضاً؟‬ ‫يف العام ‪ 2006‬كان بإمكاننا االعتامد عىل‬ ‫مرسوم القاعدة االثني عرشية‪.‬‬ ‫وملا يف السنوات السابقة ال؟‬

‫متفلت من كل رقابة‪ .‬بتقديري تعنت رئيس‬ ‫الحكومة يف إقرار حقوق مجلس الجنوب لهذه‬ ‫الفرتة الطويلة حتى انتهاء االنتخابات‪ ،‬وتحديداً‬ ‫بعد أن تم التوافق بحضور رئيس الجمهورية يف‬ ‫عشاء يف القرص الجمهوري‪ ،‬وبحضور مجلس‬ ‫النواب ورئيس الحكومة حول املوازنة‪ ،‬كان‬ ‫من أجل االستمرار باإلنفاق خالل فرتة والية‬ ‫حكومته الثانية دون رقيب او حسيب‪.‬‬ ‫ملاذا أق ّرت اآلن برأيك؟‬ ‫الحكومة دخلت يف مرحلة ترصيف األعامل‪،‬‬ ‫وبالتايل لن يكون هناك متسع من الوقت لتمر‬ ‫املوازنة يف مجلس النواب‪.‬‬

‫معارض للسياسات االقتصادية‬ ‫من الدرجة األوىل‬ ‫هل‬ ‫االقتصادي؟‬

‫انت‬

‫متفائل‬

‫مبستقبل‬

‫لبنان‬

‫غريكم رمبا عىل الوضع املايل أو املرصيف ‪...‬؟‬ ‫عندما أتكلم عن االقتصاد الحقيقي أعني‬ ‫املؤرشات ذات العالقة باإلنتاج‪ ،‬العجز يف‬ ‫الخزينة‪ ،‬نسبة العاملة‪ ،‬نسبة البطالة مقابل‬ ‫فرص العمل املتوفرة بشكل خاص أمام‬ ‫الشباب‪ ،‬وخاصة أصحاب الكفاءات منهم‪.‬‬ ‫كام أتكلم عن التفاوت املتزايد يف الدخل‬ ‫والرثوة بني اللبنانيني‪ ،‬عن انقراض الطبقة‬ ‫الوسطى‪ ،‬ومتركز الفئات اللبنانية بغالبيتها‬ ‫الساحقة عىل حدّ ي خط الفقر‪ ،‬التفاوت‬ ‫يف النمو واإلعامر‪ ،‬والتحديث والخدمات‬ ‫االجتامعية بني املناطق‪ ،‬عن غياب وهزال‬ ‫شبكات األمان االجتامعي من ضامن صحي‪،‬‬ ‫نهاية خدمة‪ ،‬ضامن شيخوخة‪ ،‬ضامن بطالة‪،‬‬ ‫مستوى تعليم عام‪ ،‬استشفاء‪ ،‬ارتفاع نسبة‬ ‫االحتكار والتمركز والهيمنة عىل األسواق‪،‬‬ ‫شخصياً مل أعرف بلداً يف العام تحتكر ملكية‬ ‫قلب عاصمته رشكة واحدة إال لبنان‪.‬‬ ‫كيف لعبت سياسات الدولة دوراً يف‬

‫‪77‬‬

‫واالرتفاع يف ودائع املصارف أمر إيجايب؟‬ ‫بكل تأكيد مؤرشات االقتصاد النقدي‬ ‫واملرصيف إيجابية‪ ،‬لكن االقتصاد الحقيقي‬ ‫ككل يف منحى تراجعي‪ .‬كام ال يجب أن‬ ‫ننىس أن ودائع البنوك دين عىل لبنان‪ ،‬أما‬ ‫فائض ميزان املدفوعات فيعود إىل ما يرسله‬ ‫أبناء لبنان املغرتبني من ودائع‪ ،‬مام ميكن أن نعتربه‬ ‫ديناً أيضاً‪.‬‬ ‫هل ميكن تغطية هذا العجز عرب ودائع‬ ‫املصارف واإلرساليات فقط؟‬ ‫العجز يغطى عرب وسائل متعددة‪ ،‬أوالً تحويالت‬ ‫اللبنانيني من الخارج الذين نقوم بإرسالهم إىل‬ ‫وهباتهم‬ ‫من”إكرامياتهم‬ ‫لنستفيد‬ ‫الخارج‬ ‫وهداياهم” بدالً من تأمني فرص عمل لهم يف‬ ‫البالد من أجل املساهمة يف إعامره وازدهاره‪.‬‬ ‫ثانياً‪“ ،‬التس ّول” الذي أصبح أحد سامت‬ ‫القيادة السياسية يف لبنان إذ رفعناه من‬ ‫مستوى سد الحاجة إىل مستوى رفيع‪ ،‬له‬ ‫أولوية يف السياسات الوطنية حيث يتبارى‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب بيئة‬

‫منرب اقتصادي‬

‫الهيئة العامة إلدارة وتطوير الغاب تشارك بمعرض أزهار وبيئة‬ ‫وزير السياحة السوري يثني على الجناح الخاص بالهيئة‬

‫الرسمية‪،‬‬ ‫املسؤوليات‬ ‫لتس ّلم‬ ‫املرشحون‬ ‫وخاصة رئاسة الحكومة‪ ،‬وفقاً لقدراتهم عىل‬ ‫التس ّول من الخارج‪ ،‬فيام اللبنانيون يفضلون‬ ‫زيد عىل عبيد حسب قدرته عىل التس ّول‪ .‬لهذا‬ ‫يرتفع الدين بشكل ّ‬ ‫مطرد يف لبنان‪ .‬ثالثاً‪ ،‬بيع‬ ‫موجوداتنا وممتلكاتنا‪ ،‬ونجلس بانتظار شقيق‬ ‫عريب أو أجنبي‪ ،‬يشرتي أراضينا ومؤسساتنا‪،‬‬ ‫وقطاعاتنا كالهاتف مث ًال‪.‬‬

‫اإلقتصاد‬ ‫ما بني املعارضة واملوالة‬ ‫أين املعارضة من كل ما يحصل؟‬ ‫غائبةعن الوعي‪،‬وهذا أكرث ما يحزن يف هذه‬ ‫الصورة البائسة‪.‬‬ ‫رمبا مل يكن بإمكانها أن تكون فاعلة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم أمل تر تحسناً يف أداءها مع حيازتها عىل‬ ‫الثلث الضامن؟‬ ‫مشاركة املعارضة يف الحكومة األخرية‬ ‫ويف يدها الثلث الضامن‪ ،‬مل يقدم أو يؤخر‬ ‫يف موضوع املرتكزات األساسية للسياسات‬ ‫االقتصادية واالجتامعية‪.‬‬ ‫أتعتقد أن املعارضة ستويل اهتامماً‬ ‫أكرب للوضع االقتصادي واالجتامعي يف‬ ‫املرحلة املقبلة‪ ،‬بعد أن سجل عليها‬ ‫الفريق اآلخر نقطة يف صالحه خالل حملته‬ ‫االنتخابية؟‬ ‫مشاركة املعارضة يف الحكومة الجديدة‬ ‫لن تغيرّ يشء‪ ،‬بل سيحصل ما هو أسوأ‪ ،‬إذ‬ ‫ستتحمل املعارضة مسؤولية مشاركتها يف‬ ‫واالجتامعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫السياسة‬ ‫استمرار‬ ‫الحالية‪ .‬ال بل أكرث من هذا‪ ،‬الفريق األكرثي ويف‬ ‫سيحمل املعارضة‬ ‫ظل قدرته اإلعالمية الكبرية‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولية النتائج السيئة لهذه السياسة‪،‬‬ ‫فيام سيتنصل هو من املسؤولية‪.‬‬ ‫إذاً قلق قوى ‪ 14‬آذار عىل الوضع االقتصادي‬ ‫يف حال فوز املعارضة كان يف مكانه‬ ‫الصحيح؟‬ ‫ما قصده فريق ‪ 14‬آذار كان أن املعارضة ال‬ ‫متلك قدرة عىل “التس ّول” كالتي ميلكونها هم‪.‬‬ ‫هل كان الفريق اآلخر يتوقع تغيرياً‬ ‫اقتصادياً يف حال فازت املعارضة؟‬ ‫كال‪ ،‬فالفريق اآلخر يعرف متاماً أن املعارضة لن‬ ‫تبتكر سياسات مختلفة‪.‬‬ ‫هل لعب بنظرك هذا التخويف دوراً يف‬ ‫املعركة االنتخابية لصالح ‪ 14‬آذار؟‬ ‫ال‪ ،‬هم حاولوا تخويف الناس من الجوع‬ ‫وخراب االقتصاد‪ ،‬لكن الجميع يدرك أنه فيام لو‬ ‫وصلت املعارضة إىل الحكم‪ ،‬لن يحصل اسوأ‬ ‫مام حصل‪.‬‬ ‫أين تقرأ االقتصاد يف االنتخابات؟‬ ‫االنتخابات لعبت دوراً أساسياً يف تظهري‬ ‫صورة الحكم لفريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬ألن هذا الفريق‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫موازنة ‪ 2009‬ليس لها قيمة‬ ‫مل أعرف بلداً يف العامل تحتكر ملكية قلب‬ ‫عاصمته رشكة واحدة إال لبنان‬ ‫اعتمد عن سابق تصور وتصميم هذه‬ ‫السياسة اإلقتصادية التي أفقرت اللبنانيني‪،‬‬ ‫والتي راكمت الديون عليهم‪ ،‬وأدخلت لبنان‬ ‫يف هذه الحلقة املفرغة لتحقيق أمرين‪ :‬أوالً‬ ‫للقول للبنانيني أنهم هم الفريق الوحيد الذي‬ ‫يستطيع أن يغطي هذا العجز املستمر‪ ،‬ولديه‬ ‫القدرة عىل تغطيته أكرث من املعارضة نظراً‬ ‫لقدرتهم عىل التس ّول من الدول العربية‬ ‫والغربية التي تعطيهم أكرث مام ميكن أن‬ ‫تعطي املعارضة‪ .‬ثانياً بتوجيههم رسالة‬ ‫للبنانيني يثولون فيها‪ “ :‬أنهم فقراء لدرجة أن‬ ‫أي قرار مهم سواء يف االنتخابات أو التوطني‬ ‫أو يف الصلح مع إرسائيل‪ ،‬وأنهم مجبورون‬ ‫عىل القبول به مبجرد التلويح بكمية من املال‬ ‫كثمن لصوت أم كأموال لتسديد جزء من‬ ‫الدين العام‪.‬‬ ‫أيعقل أن يحبك البعض يف لبنان سيناريو‬ ‫مخيف كهذا؟‬ ‫حقيقي‪ ،‬الذي حصل كان ضمن‬ ‫تخويف‬ ‫خطة إفقار للبنانيني وإغراق للبنان يف ديون‬ ‫كربى من أجل تسهيل استمرار فريق يف الحكم‬ ‫متهيداً لقرارات كربى تنتظرنا يف املستقبل‪،‬‬ ‫تتناىف مع املزاج الشعبي العام مام يستدعي‬ ‫تغيريه أو إنهاكه‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫أال تتوقع تغيري يف الوضع أو يف السياسات‬ ‫العامة مع قدوم مجلس نيايب وحكومة‬ ‫جديدة ؟‬ ‫جديدين مباذا؟ الحكومة واملجلس ليسا‬ ‫جديدين‪ ،‬التجديد يكون بالفكر وليس بالوجوه‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫الرئيس سليامن يدعو إىل إصالحات لرمبا‬ ‫تطال االقتصاد؟‬ ‫الجميع يتكلم باإلصالح‪ ،‬حتى فؤاد السنيورة‪.‬‬ ‫مل ندخل يوماً يف التفصيل‪ ،‬الشيطان يكمن‬ ‫يف التفاصيل‪ .‬أنا ال أرى يشء جديد‪.‬‬ ‫أال تؤمن بتأثري شعار “اإلصالح والتغيري”‬ ‫نوعاً ما عىل البالد؟‬ ‫من خالل متابعتي للوضع السيايس يف‬ ‫لبنان‪ ،‬أؤمن أن لبنان هو أكرث بلد عيص عىل‬ ‫اإلصالح والتغيري‪ ،‬عل ً‬ ‫ام أنه أكرث بلد يتشدق‬ ‫به زعامؤه مبواضيع اإلصالح والتغيري وأقل بلد‬ ‫يشهد إصالحاً وتغيرياً من اإلستقالل حتى‬ ‫اليوم‪ .‬قصة اللبنانيني مع اإلصالح والتغيري‬ ‫تذكرين مبا يقال عن العرب حول إنهم أكرب‬ ‫املستهلكني للساعات يف العامل وهم أقل‬ ‫الناس محافظة عىل الوقت‪.‬‬

‫قامت الهيئة العامة إلدارة وتطوير الغاب بخطوة كبرية يف مجال‬ ‫الزراعات البديلة‪ ،‬ونجحت تجربة الفطر املحاري وتليه الوردة الدمشقية التي‬ ‫نالت اهتامم الهيئة ملا لها من أهمية‪ ،‬بحيث يستفاد من زيتها الذي يرتاوح‬ ‫سعر اللرت الواحد بني (‪ )600‬ألف و(‪ )2‬مليون لرية سورية‪ ،‬نظراً الستخدامه‬ ‫يف صناعة العطور‪ ،‬واملنظفات‪ ،‬والعديد من الصناعات الكيميائية األخرى‪،‬‬ ‫عالوة عىل استخدام أوراق هذا الورد يف تصنيع املربيات وبعض الصناعات‬ ‫الغذائية ‪.‬‬ ‫وقد شاركت الهيئة العامة إلدارة وتطوير الغاب يف املعرض الذي أقامته‬ ‫وزارة السياحة بالتعاون مع محافظة دمشق تحت عنوان (معرض أزهار‬ ‫وبيئة)‪ ،‬الذي أقيم يف (التكية السليامنية) يف دمشق من (‪ )6 – 3‬أيار ‪،2009‬‬ ‫مبشاركة العديد من فعاليات القطاع الخاص‪ ،‬وأصحاب املشاتل‪ ،‬وأجهزة‬ ‫تقطري الورد‪ ،‬وعرضت كتبا خاصة باألعشاب والنباتات الطبية عموماً‪.‬‬ ‫وقد كانت مشاركة الهيئة العامة إلدارة وتطوير الغاب متميزة مبنتجاتها‬ ‫الطبية املصنعة من األعشاب التي تنمو يف (سهل الغاب) خاصة عىل‬ ‫السفوح الجبلية املحيطة به‪ ،‬ومنها (إكليل الجبل – املرميية – زهر الزعرور –‬ ‫الزعرت الربي – البابونج – ونبات الجعدة الطبي )‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل الوردة الدمشقية (أزهار متفتحة – وأزرار ورد – وماء ورد‬ ‫ ورشاب‪ -‬ومربيات)‪ ،‬وقد أثنى وزير السياحة عىل الجناح الخاص بالهيئة‪،‬‬‫وشجع االستمرار بزراعة الوردة الدمشقية ومنتجاتها‪ ،‬ألهميتها الوطنية‬

‫والعاملية‪ ،‬وعم ًال مبقولة ( أن الوردة الدمشقية أبقى من النفط وأغىل من‬ ‫الذهب )‪.‬‬ ‫منرب التوحيد التقت الدكتور املهندس محمد املنصور مدير عام الهيئة‬ ‫العامة إلدارة وتطوير الغاب‪ ،‬الذي تحدث عن زراعة الفطر املحاري التي غدت‬ ‫من الزراعات البديلة املهمة جدا‪ ،‬والتي تسهم يف إنعاش الحالة املادية‬ ‫ألبناء املنطقة‪ ،‬التي كانت سابقا تفتقر إىل هذا الصنف الزراعي‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل أن تجربة زراعة فطر املحارى حققت نجاحا متميزا‪ ،‬ويتم تعميمها من‬ ‫خالل دعوة الفالحني إىل زراعة الفطر عىل أرض الواقع‪ ،‬وزيادة تعريفهم‬ ‫بأساليب هذه الزراعة ومتطلباتها‪ ،‬عىل أن تقوم الهيئة العامة إلدارة‬ ‫وتطوير الغاب بتأمني البذار وتوزيعه بالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث‬ ‫العلمية الزراعية‪.‬‬ ‫وأضاف (املنصور) أن زراعة الفطر الزراعي (املحارى) وفرت فرص عمل كثرية‬ ‫لسكان املنطقة‪ ،‬وأسهم يف زيادة دخلهم املادي‪ ،‬نظرا لتدىن تكاليف‬ ‫إنتاجه‪ ،‬وزيادة أسعاره‪ ،‬وتنامي الطلب والحاجة عىل استهالكه‪ ،‬نظرا لقيمته‬ ‫الغذائية العالية‪ ،‬وحتوائه عىل الربوتينات والحديد‪ ،‬إىل جانب عىل مذاقه‬ ‫الشهي‪ ،‬األمر الذي يجعله يحظى بأسواق استهالكية كبرية خاصة يف‬ ‫الفرتات القادمة‪.‬‬

‫حامة‪ :‬عبد القادر األحمد‬

‫حوار‪ :‬وعد أبوذياب‬

‫‪79‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫المؤسسة العامة لإلسكان تجربة ناجحة وغير كافية‬ ‫عبدهللا حيدر لـ «منبر التوحيد» ‪ 7000 :‬قرض سكني في عام‬ ‫يف ظل أزمة سكنية مزمنة يعاين منها لبنان‪ ،‬يشكل‬ ‫النزوح الكثيف من الريف إىل املدن‪ ،‬وارتفاع متوسط‬ ‫عدد أفراد العائلة‪ ،‬والحرب اللبنانية التي أدت إىل التدمري‬ ‫والتخريب الهائلني‪ ،‬باإلضافة للهجرات الداخلية والخارجية‪،‬‬ ‫بات لبنان بحاجو ماسة ملزيد من الشقق السكنية هذه‬ ‫الحاجة التي تقدربـ (‪ )25‬ألف وحدة سكنية جديدة‪ ،‬يف‬

‫تضاعف الطلب يف السنوات‬ ‫الوقت الذي يتوقع فيه‬ ‫املقبلة‪ .‬حول دور الدولة يف حل هذه األزمة السكنية‬ ‫والحلول املنتظرة توجهت «منرب التوحيد» إىل املؤسسة‬ ‫العامة لإلسكان حاملة معها مجموعة من التساؤالت‬ ‫ملدير مجلس اإلدارة عبدالله حيدر الذي بدء حديثه عن تاريخ‬ ‫املؤسسة قائال‪:‬‬

‫تشكل املؤسسة العامة لألسكان أحد اهم مؤسسات القطاع العام‪،‬‬ ‫تأسست لتحل مكان الصندوق املستقل لإلسكان مبوجب القانون رقم‪96/539‬‬ ‫تاريخ‪ .1996/07/24‬تتمتع املؤسسة بالشخصية املعنوية واالستقالل املايل‬ ‫واإلداري‪ .‬ولها نظام خاص يسمح بالتعاقد مع املصارف والهيئات واألفراد‪،‬‬ ‫لتأمني متويل مشرتك لإلقراض السكني‪ .‬الهدف األسايس لها املؤسسة‬ ‫تسهيل عملية إسكان املواطنني من ذوي الدخل املتواضع واملحدود‪ ،‬يف‬ ‫مساكن مالمئة يف املدن والقرى‪ ،‬عن طريق تأمني قروض وتسهيالت مالية‬ ‫تخدم أكرث من غرض من حيث‪ :‬متلك املسكن الجاهز أو قيد اإلنشاء‪ ،‬وبناء‬ ‫املساكن‪ ،‬والتحوير‪ ،‬أو توسيع وتحسني وترميم املسكن‪ ،‬إىل رشاء املسكن‬ ‫املستأجر‪.‬‬

‫تجربة ناجحة وغري كافية‬ ‫يصف رئيس مجلس إدارة املؤسسة عبد الله حيدر تجربة املؤسسة‬ ‫إذ استطاعت سد‬ ‫يف كل األوساط االجتامعية والسياسية‪،‬‬ ‫بالناجحة‬ ‫حاجات سكنية واسعة الطوق‪ ،‬لكنه يضيف ان املؤسسة ليس باستطاعتها‬ ‫معالجة مشكلة السكن يف كل لبنان الذي يعاين كام كل الدول النامية‪،‬‬ ‫لكنها تطورت كثرياً لناحية القروض التي متنحها‪ ،‬والتي بلغت يف هذا‬ ‫العام ‪ 7000‬قرض‪ ،‬يف وقت بدءت فيه بألف قرض سنويا‪ ،‬ومع ذلك فهو رقم‬ ‫غري قادر عىل سد الحاجة السكنية املتزايدة‪.‬‬

‫«اإليجار التمليك» ألصحاب املداخيل املتدنية‬ ‫أحد الطرق التي لجأت إليها املؤسسة ويقوم عىل املشاركة بينها وبني‬ ‫املصارف التجارية التي تتوىل متويل طالبي القروض من الذين تتوافر فيهم‬ ‫الرشوط املطلوبة‪ ،‬وتقوم املؤسسة بتسديد الفوائد الشهرية املستحقة‬ ‫عن هذه القروض للمصارف بدال من املواطن‪ .‬وعندما ينتهي املواطن من‬ ‫إعادة قيمة القرض إىل املرصف‪ ،‬يسدّد للمؤسسة وعىل دفعات شهرية‬ ‫ملدة ال تتجاوز مدة القرض‪ .‬وباستطاعة أي مواطن لبناين تتو ّفر فيه الرشوط‬ ‫املطلوبة أن يتقدم من مرصف خاص‪ ،‬أو من املؤسسة العامة لإلسكان‪،‬‬ ‫بطلب الحصول عىل قرض لرشاء منزل للسكن‪ .‬ويف حال مل يسدّد املواطن‬ ‫املبلغ الذي اقرتضه من املرصف‪ ،‬يعرض املنزل للبيع باملزاد العلني ألن الرشاء‬ ‫تم بأموال املرصف‪.‬‬ ‫ّ‬

‫رشوط مشجعة‬ ‫يشجع عبد الله حيدر املواطنني عىل التقدم بطلب قرض إىل املؤسسة‬ ‫خاصة وأن برنامجها يتيح للبنانيني ذوي الدخل املحدود فرصة متلك مسكن‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪80‬‬

‫مدير مجلس ادارة املؤسسة عبدالله حيدر‬

‫دون أي رسم أو مقابل‪ ،‬كام ُيعفى املواطن الذي يستفيد من برنامج القرض‬ ‫السكني التابع للمؤسسة من رسوم الفراغ والتأمني املتع ّلقة باملنزل‬ ‫املتوجب عىل العقود‬ ‫املنوي رشاءه‪ ،‬ويعفى كذلك من رسم الطابع املايل‬ ‫ّ‬ ‫واملستندات واملعامالت املتع ّلقة برشاء املنزل‪ .‬هذا وتدفع املؤسسة الفائدة‬ ‫املتوجبة بدال من املواطن لحني تسديده مبلغ القرض األسايس للمرصف‪،‬‬ ‫وتحتسب الفائدة لصالح املواطن عىل قيمة الوديعة وهي ‪ %10‬من قيمة‬ ‫القرض املعطى باإلضافة إىل مكافأة تعادل قيمة الفائدة‪.‬‬

‫منزل اللبناين عنوان كرامته‬ ‫ويف رد عىل سؤال حول تعثرّ نسبة اإليفاء‪ ،‬أكد حيدر أن نسبة عدم‬ ‫اإليفاء قليلة جداً ال تتجاوز ‪ ،%1‬ولدى املؤسسة لجنة قضائية خاصة‪ ،‬تدرس‬ ‫كافة القروض املتعرثة‪ ،‬فإذا تبني أن املواطن قد ت ّرك عمله ومير يف مرحلة‬ ‫من التعرث‪ ،‬متهله املحكمة فرتة زمنية معينة وفق ُا لقناعة القايض‪ ،‬وتتم‬ ‫مساعدته عرب إجراء إعادة جدولة الدفعات‪ .‬أما يف حال عدم الدفع ألسباب‬ ‫خاصة حينئذ يطرح البيت يف املزاد العلني‪ ،‬مع العلم أنه منذ التأسيس‬ ‫مل يبع يف املزاد العني سوى أربع منازل‪ .‬والسبب يف ذلك كام يرشح حيدر‬ ‫أن املواطن اللبناين اللبناين يركز عىل موضوع السكن‪ ،‬وخاصة الرشيحة‬ ‫الوسطى التي تتوجه إليها خدمات املؤسسة‪ ،‬والتي يشكل منزلها عنوانها‪،‬‬ ‫وكرامتها‪ ،‬ومأواها‪ ،‬مام األمر الذي يجعلها حريصة عىل اقتطاع جزء من‬ ‫دخلها‪ ،‬ولو عىل حساب حاجات أخرى‪ ،‬لتسديد القرض‪ .‬والسبب اآلخر يف‬ ‫تدين نسبة القروض املتعرثة يعود إىل التدقيق يف الطلبات املقدمة والذي‬ ‫يتم من جانبني‪ ،‬املرصف املعني واملؤسسة‪ ،‬وغياب التدخالت السياسية يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬إذ أن املؤسسة وعىل الرغم من أنها ملك للقطاع العام‪ ،‬إال أنها ال‬ ‫تتعرض لهذا النوع من الضغوط كام املصارف‪ ،‬األمر الذي يقلل نسب الخطر‬ ‫من عدم الدفع‪.‬‬ ‫ويتابع حيدر القول‪“ :‬بعد األزمة املالية ارتفعت نسبة التدقيق‪ ،‬فقبل‬ ‫األزمة كان املرصف املركزي قد سمح لبعض املصارف بالتخفيض من نسبة‬ ‫الدفعة األوىل‪ ،‬وبسبب األزمة عاد املرصف ليتشدد‪ ،‬وأصبح وجود ‪ %20‬من‬ ‫مثن الشقة رشط إلزامي‪ .‬نافيا وجود تعاون ما بني املؤسسة ومرصف‬ ‫اإلسكان عىل الصعيد املؤسسايت‪ ،‬إذ أن مرصف اإلسكان يتوجه لرشيحة‬ ‫دخلها مفتوح‪ ،‬وميكن أنتختار شققا مبساحات مفتوحة كذلك‪ ،‬وتظل قيمة‬ ‫القرض إىل (‪ )300‬ألف دوالر وفقاً لرشوط معينة‪ ،‬فيام املؤسسة لديها‬ ‫رشوطها التي سبق أن ذكرت لجهة الراتب الذي ال يجب أن يتجاوز الـ‪ 5‬ماليني‬

‫لرية‪ ،‬ومساحة الشقة التي للها حدود معينة أيضاً‪.‬‬

‫إنجازات املؤسسة‬ ‫أما عن إنجازات املؤسسة يقول حيدر‪ :‬قامت املؤسسة بضم وفرز‪ ،‬خاصة‬ ‫يف مناطق إقليم الخروب‪ ،‬الشوف‪ ،‬البقاع الغريب‪ ،‬صيدا وجزين‪ ،‬وملكت‬ ‫عددا كبريا من املواطنني‪ ،‬وهذه كانت ملفات عالقة ومرتاكمة عمرها (‪)50‬‬ ‫عاماً‪ ،‬انجزتها املؤسسة‪.‬‬ ‫زتفخر املؤسسة بإنجازين كبريين‪ ،‬حيثت‬ ‫استطاعت متكني (‪ )7000‬عائلة من امتالك‬ ‫مساكن‪ ،‬كام استطاعت املؤسسة تحريك كافة‬ ‫القطاعات اإلنتاجية‪ .‬فهناك مجموعة كبرية من‬ ‫القطاعات االقتصادية يف البلد‪ ،‬تنتج وتتحرك‪،‬‬ ‫نتيجة كمية من القروض تعطيها املؤسسة وقد‬ ‫المست املليار والـ‪ 600‬مليون دوالر تقريباً‪ ،‬منذ‬ ‫نشأت املؤسسة‪.‬‬ ‫كام حلت املؤسسة مكان الصندوق املستقل‬ ‫لإلسكان‪ ،‬وتقوم باسرتداد القروض التي كان قد‬ ‫منحها‪ ،‬حيث بدأت بحملة واسعة لتحصيل هذه‬ ‫السندات‪ ،‬وقطعنا شوطا كبريا يف ذلك‪.‬‬ ‫وهذه فرصة أتوجه بها للمواطنني ألقول لهم‪:‬‬ ‫ال تراهنوا عىل أي إعفاء‪ ،‬وعليكم بالدفع وإال‬ ‫إىل اتخاذ التدابري القانونية‬ ‫ستظطر املؤسسة‬ ‫الواجبة بحقكم‪ .‬ميكن للمؤسسة أن تتساهل‬ ‫ولكن ضكم حدود معينة‪ ،‬حيث سنبدأ بعد‬ ‫منتصف ‪ 2009‬باتخاذ التدابري الالزمة‪.‬‬

‫باإلضافة إىل أصحاب األرايض والذي ميكنهم من بناء مساكن عليها ضمن‬ ‫مساحات معينة‪ .‬إضافة إىل أن املؤسسة رفعت قيمة القرض إىل ‪120‬‬ ‫ألف دوالر بعد أن كان ‪ 80‬ألف دوالر مع ارتفاع أسعار الشقق‪ ،‬مع العلم‬ ‫إمكانية الحصول عىل القروض باللرية اللبنانية‪ ،‬وهذا قد يتناسب أكرث مع‬ ‫دخل املواطن‪ .‬ومن األمورو املشجعة التي تتقدم بها املؤسسة متديد مهلة‬ ‫القرض من ‪ 30 -20‬عاما‪ ،‬وبهذا ال تشكل الدفعات الشهرية عبئا عىل كاهل‬ ‫املواطن‪ .‬باإلضافة إىل ما تقدمه املؤسسة من إعفاءات‪ ،‬حيث ُتقبل الطلبات‬

‫تحقيق‪ :‬وعد ابوذياب‬

‫‪81‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫الفنان خالد الهبر لـ«منبر التوحيد»‬

‫أملي أن تشكل أغنياتي صرخة غضب‬ ‫تح ّرك الوعي العربي‬

‫خالد الهرب‪ ،‬الفنان الثوري الذي حمل مشعل الشيوعية وهجاً إنسانياً‬ ‫سياسياً اجتامعياً‪ ،‬متأثرا بأفكار والده القيادي يف الحزب الشيوعي‪،‬‬ ‫فتحولت تلك األفكار إىل عقيدة وتجربة‪ ،‬وفكرة مط َّبقة لديه‪ ،‬من خالل ثورته‬ ‫عىل الظامل واملست ِغل والحاقد‪.‬‬ ‫شكل الهرب بأغنياته نبضاً قومياً وطنياً عربياًَ‪ ،‬ملواطن تأمل عىل أ ّمته‬ ‫وشعبه‪ ،‬فجاءت أوىل أغنياته “كفر كال” رصخة أمل عىل شباب قاوموا‬ ‫بأجسادهم عدوا غاصبا ال يرحم‪ ،‬وال يعرف معنى الوطنية واإلنسانية‪.‬‬ ‫لغزة هاشم غنى‪ ،‬ولبريوت قال‪“ :‬سنصنع لكل قطرة من دمائك‪ ،‬سننذر‬ ‫لكل دمعة‪ ،‬لكل شهيد‪ ،‬أسطورة‪ ،‬أغنية‪ ،‬حكاية وطن”‪ .‬يحمل آلته‪،‬‬ ‫ويفجر غضبه عىل املسارح يف جميع الدول‪ ،‬أغنيات أقل ما‬ ‫مجسدا ثورته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يقال فيها فيها رصخة أم‪ ،‬أو دمعة طفل‪ ،‬أو تنهيدة أب‪ ،‬جميعهم أنهكتهم‬ ‫الحروب‪ ،‬وتخىل عنهم الحكام‪.‬‬ ‫“عائد اىل حيفا” و”معتقل الخيام” و”اول أيار” “ أبانا الذي يف السام” أغان‬ ‫تحمل غضباً ثورياً يحلم الهرب بأن تشكل وسيلة لتحريك الوعي العريب‬ ‫قبل ضياع األمة‪.‬‬ ‫حول هذه املسرية الوطنية السياسية‪ ،‬التي خاضها خالد الهرب من خالل‬ ‫“األغنية املختلفة” كام يحب تسميتها‪ ،‬وإغناءاً لفكرنا الوطني والقومي‬ ‫املقاوم‪ ،‬مع فن متميز ال يتدهور مع األيام‪ ،‬وال يشيخ مع العمر‪ ،‬التقت “منرب‬ ‫التوحيد” الفنان خالد الهرب لنسأل‪:‬‬ ‫أين هو خالد الهرب اليوم يف الوسط الفني عموماً والوطني خصوصاً؟‬ ‫ال زلت يف املكان الذي يجب أن أكون فيه‪ ،‬أصدرت منذ حوايل الشهرين‬ ‫أسطوانة جديدة‪ ،‬ونقوم بالحفالت يف لبنان‪ ،‬أو يف دول دول أخرى‪ ،‬سافرنا مرتني‬ ‫إىل األردن‪ ،‬ونحرض للسفر إىل سوريا‪ .‬هذا اإليقاع الذي أعمل فيه‪ ،‬ليس غزيراً‬ ‫باالنتاج والحفالت‪ ،‬لكنه عملنا‪.‬‬ ‫القضايا الوطنية تشغل الساحة اليوم‪ .‬أال تتطور أغنياتك مع تطور هذه‬ ‫القضايا؟‬ ‫إن القضايا الوطنية التي نتحدث عنها يف أغنياتنا هي قضايا ثابتة‪ ،‬وال‬ ‫تتطور كالرصاع العريب اإلرسائييل الذي يتطور أكرث‪ ،‬وكذلك الوضع اللبناين‬ ‫الداخيل الذي نعود فيه كل أربع سنوات لعرشين سنة‪ ،‬مضت من خالل قانون‬ ‫االنتخابات‪ ،‬إضافة إىل الوضع االقتصادي يف البلد الذي يتحول من يسء إىل‬ ‫أسوأ‪ .‬وهذه املواضيع التي نتناولها ونثريها هي من تشجع الناس عىل التساؤل‪،‬‬ ‫والبحث عن األجوبة‪.‬‬ ‫هل هذه التساؤالت هي التي جمعت بعضها يف أغنية “أبانا الذي يف‬ ‫السام”؟‬ ‫نعم‪ ،‬هذه األغنية جاءت كـ”فشة خلق”‪ ،‬ونتيجة تراكامت عديدة ال تحصل إال‬ ‫لدى شخص يعيش يف لبنان‪ ،‬وكل مشاكل لبنان منذ عام ‪ ،1948‬أي منذ قيام‬ ‫إرسائيل وحتى اآلن‪ ،‬وكل التدخالت التي تحصل فيه‪.‬‬ ‫ماذا تعترب أغنياتك‪ ،‬وطنية أو سياسية‪ ،‬أم انك ال تفصل بني االثنني؟‬ ‫اغنيايت ُس ّم َيت تجاوزاً بالوطنية أو سياسية‪ ،‬او ثورية‪ ،‬وأحيانا أخرى ملتزمة‪،‬‬ ‫لكنني أحب ان أس ّميها بـ”األغنية امللتزمة”‪ ،‬ألنها من ناحية املضامني هناك‬ ‫أغنيات كثرية ميكن أن تكون سياسية‪ ،‬لكن األغنية لدي مصنوعة بشكل‬ ‫مختلف‪ ،‬حتى لو انتزعنا منها الكالم السيايس تبقى كام هي‪ ،‬إذ أنني أعمل‬ ‫بجدية عىل كتابة الكالم واللحن‪ ،‬وطريقة التوزيع والتقديم لتأيت مختلفة عىل‬ ‫املرسح‪ .‬ولذلك فأنا أسميها بـ”األغنية املختلفة” ألنها ال تشبه األغنية السائدة‪.‬‬ ‫من املمكن تأليف أغنية تشبه األغنيات السائدة لكنها وطنية‪ .‬أما نحن فليس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪82‬‬

‫العلم أنني ال استطيع بناء وطن مبفردي‪ ،‬فال بد من استكامل األدوار والتعاون‪.‬‬ ‫لطاملا قلت‪“ :‬أحلم بوطن دميقراطي علامين ال طائفي” برأيك متى‬ ‫سنتمكن من إزالة الطائفية؟‬ ‫الطائفية تتجذر أكرث فأكرث يف لبنان‪ ،‬وتقوى باستمرار‪ .‬ونالحظ أن الطائفي‬ ‫يقوى عىل العلامين‪ ،‬وعىل كل إنسان يحاول إيجاد مكان له خارج طائفته‪.‬‬ ‫رسبون” إىل‬ ‫فالقوانني التي يعملون عليها يف االنتخابات وغريها‪ ،‬تجعل الناس “ي ّ‬ ‫طوائفهم ومذاهبهم‪ ،‬أكثري فأكرث‪ .‬الطائفية اليوم يف أوج انتصارها يف لبنان‪،‬‬ ‫فالردّة الطائفية ردّة مخيفة جداّ‪ ،‬مع أنه حصل يشء مهم جداً التفاهم بني‬ ‫حزب الله والتيار الوطني الحر‪ ،‬حيث كرس حاجز طائفي كبري جداً‪ ،‬لكن ومع ذلك‬ ‫بقي تشدد وتعنّت‪ ،‬وتط ّرف كبري يف طوائف أخرى‪ ،‬وهذا ما مل نكن نراه سابقاً‬ ‫ويزداد برسعة كبرية‪.‬‬

‫الشيوعية طريقة فهم للحياة والعالقات‬ ‫االجتامعية‬ ‫َ‬ ‫انت شيوعي وتفخر بذلك‪..‬‬ ‫وبأغنياتك؟‬ ‫ساعدتني الشيوعية يف فهم اإلنسان بشكل أكرب‪ .‬فهي طريقة حياة‬ ‫وعالقات اجتامعية‪ ،‬أكرث مام هي طريقة فهم لألمور السياسية‪ .‬أهم ما لدى‬ ‫الشيوعية اإلنسان‪ ،‬واألخالق‪ ،‬والعدالة االجتامعية‪ .‬أنا ارى العامل من خالل كل‬ ‫هذه املعطيات‪ ،‬ورؤيتي للمظلوم مختلفة عن رؤية غريي‪ ،‬وأرى الظامل بنفسيته‬ ‫الحقيقية‪ ،‬ألنني أحمل فكراً مميزاً يجعلني متمكناً من فهم أسباب أن يكون‬ ‫اإلنسان ظاملاً او مظلوماً‪ ،‬وتجعلني أفهم سبب وجود شخص يسلب حقوق‬ ‫اآلخرين‪ .‬الشيوعية سلوك اجتامعي تربز كيفية محبة واحرتام اآلخرين‪.‬‬ ‫هل ال تزال الشيوعية فكر وعقيدة متجذر ة‪ ،‬أم أنها تراجعت عماّ كانت‬ ‫عليه خاص ًة بوجود بعض الشيوعيني الذين رمبا يفسرّ ون الشيوعية ومبادئها‬ ‫بطريقة تناسبهم أكرث مام هي الطريقة الصحيحة؟‬ ‫إن تجربة تطبيق الفكر االشرتايك يف االتحاد السوفيايت كانت فاشلة‪ ،‬ألنهم‬ ‫برأيي مل يعرفوا كيفية تطبيق الفكرة بأساسها لعدم فهمها جيداً‪ ،‬وهذا ما‬ ‫جعلهم يعلقون بالبريوقراطية‪ ،‬ما أدى اىل انتشار الطبقية يف دول عديدة‪ .‬إذاً‪،‬‬ ‫التجربة هي التي سقطت‪ ،‬إمنا الفكرة ال تسقط‪ ،‬والعقيدة تبقى‪ ،‬لكنها تحتاج‬ ‫دامئاً ملَن يعلم كيفية تطبيقها‪ ،‬وبرأيي فإن التجارب تفشل‪ ،‬لكن ال بد من أن‬ ‫تعود للربوز من خالل تجارب أخرى تستفيد من تلك التي سبقتها‪.‬‬ ‫إىل أي مدى تعترب أن الشيوعية أثرت بك‬

‫اإلنسان العريب مظلوم‪ ،‬وظامله أقرب الناس إليه‬ ‫هذا هدفنا‪ ،‬بل هدفنا تقديم مادة جديدة بالشكل واملضمون لتصل للناس‬ ‫بطريقة أفضل‪ ،‬بحيث تكون متأثرة برتاثنا العريب‪ ،‬وتراث األغنية السياسية‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫البعض أسامك “الفنان امللتزم” والبعض اآلخر قال عنك “فنان األغنية‬ ‫املختلفة” ماذا يقول خالد الهرب عن نفسه؟‬ ‫أنا اعترب نفيس “الفنان املختلف” ألن األساليب واألمناط التي أعمل فيها‪ ،‬هي‬ ‫أمناط مختلفة عن تلك السائدة‪ .‬فهناك العديد م ّمن يقدمون األغنية الوطنية‪،‬‬ ‫لكن إذا حذفنا “الكالم” فإنها تصبح عادية‪ .‬بينام العالقة الجدلية املوجودة‬ ‫بني الكالم واللحن‪ ،‬أو بني املضمون والشكل يف أغنيايت هي التي متيزها‪ .‬هذه‬ ‫العالقة الجدلية ميكن تفسريها بأنه يف حال حذف الكالم‪ ،‬يلتغي الشكل‪ .‬وإذا‬ ‫حذفنا اللحن‪ ،‬فمن املمكن قراءة الكالم عىل أساس أنه “شعر”‪ .‬إذاً ال ب ّد من وجود‬ ‫هذه العالقة بني كل العنارص التي تؤلف األغنية لتجعلها متكاملة متناسقة‪،‬‬ ‫وهذا ما يسمى بـ”األغنية املختلفة”‪.‬‬ ‫أي قضية تحمل”وطن” أم “أمة”‪ ،‬أنت الذي غنى لبنان وفلسطني والعامل‬ ‫العريب؟‬ ‫الوطن جزء من األمة‪ ،‬وألن اإلنسان اللبناين عريب‪ ،‬فإن قضيته تصبح قضية‬ ‫عربية‪ .‬لكن كوين أعيش يف لبنان‪ ،‬وأعيش التفاصيل اللبنانية الدقيقة‪ ،‬فإن‬ ‫قضية اإلنسان اللبناين تؤثر يب أكرث من غريها بحكم الجغرافيا‪ .‬لكن هذا ال‬ ‫يلغي تأثري اإلنسان العريب عامة ع ّ‬ ‫يل‪ ،‬خاصة اإلنسان الفلسطيني والعراقي‪،‬‬ ‫وكل إنسان مقموع بدول ما يسمى “االعتدال” وغريهم‪ ،‬لبنان ليس مفصوالً‬ ‫عن محيطه العريب ويتأثر فيه‪ ،‬خاص ًة ما يحصل يف فلسطني املحتلة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫وتتفجر يف أغانٍ مختلفة‪.‬‬ ‫يندمج يف أفكار‬ ‫ّ‬

‫وطن الطائفية‪ ..‬مصريه اىل أين؟‬

‫بأغنياتك حلمت ببناء وطن‪..‬تحلم ببناء وطن‪ ..‬أين أصبح هذا الوطن لدى‬ ‫خالد الهرب؟‬ ‫للفنان دور مهم‪ ،‬لكن ال يجوز تحميل الفنان أو األغنية أكرب مام يحتمل‪ .‬دور‬ ‫الفنان كدور السيايس أو الشاعر أو املرسحي‪ ،‬وبالتايل دوره مك ّمل يف بناء وطن‬ ‫جديد كالذي نحلم به‪ ،‬وطن حر وسعيد‪ ،‬يعيش الناس فيه بكرامة و ِعزّة‪ .‬حيث‬ ‫ال ظامل وال مظلوم فيه‪ ،‬أو مست ِغل ومست َغل‪ ،‬وال محتل أرضه ومحتل‪ ،‬هذه هي‬ ‫القضايا التي نحملها‪ ،‬لذلك أصبحنا جزءاً من مجموع هذا الشعب الذي يتقدم‬ ‫تارة‪ ،‬ويرتاجع أخرى‪ ،‬ينترص أحياناً وينكرس احياناً اخرى‪ ،‬لكن يستمر الحلم‪ ،‬مع‬

‫وإىل الشعب اللبناين‪ ..‬هيدا زمانك‬

‫َ‬ ‫وجهت من خالل أغنية “أكرث من اي زمان” رسالة للحزب الشيوعي‪ .‬هل‬ ‫توجه هذه الرسالة اليوم لـ”اللبناين” وتقول له‪“ :‬حاجي ّ‬ ‫تتطلع وراك‪ ،‬اط ّلع‬ ‫قدامك”؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬إذ ال بد لنا من العيش سوياً‪ ،‬ونرى الناس املظلومني‪ .‬رسالتي للحزب‬ ‫الشيوعي كانت رسالة مص ّغرة لرشيحة أكرب‪ ،‬فالحزب الشيوعي هو منوذج عن‬ ‫الشعب اللبناين‪ ،‬ويحمل كل النامذج‪ .‬وبالتايل فام طلبته من الحزب الشيوعي‬ ‫من خالل األغنية هو ما أطلبه من كل لبناين فـ”أكرث من أيّ زمان هيدا زمانك”‪،‬‬ ‫فهذا هو الوقت املناسب للتحرك‪ ،‬إذ مل نكن يوما مقموعني أكرث من وقتنا‬ ‫ُ‬ ‫سعيت إليه هو جعل الناس تتكلم‬ ‫هذا‪ ،‬ومضطهدين وطائفيني ومستغلني‪ .‬ما‬ ‫وتتحرك من أجل التطور والتقدم‪ .‬أنا مل أطلب الثورة‪ ،‬لكنني طلبت التفكيري‬ ‫بطريقة لتغيري هذا الواقع‪.‬‬

‫“رصلن يش م ّية سنة بيطيعوا العرب”‬

‫هل ميكن ألغنياتك تحريك وعي الناس ودفعم للثورة عىل ماتعانية األمة‬ ‫العربية؟‬ ‫هذا أميل دامئاً‪ّ ،‬‬ ‫لعل أغنيايت تحرك الوعي‪ ،‬وتجعل اإلنسان يطرح األسئلة‬ ‫ويحاول إيجاد الحلول لها‪ .‬أشعر احياناً أن هذا التفاعل يحصل وبشكل كبري‬ ‫وبتق ّبل أكرث‪.‬‬

‫الهرب للزميلة نوفل ‪ :‬الشيوعية ساعدتني يف فهم االنسان بشكل أكرب‬ ‫َ‬ ‫أنت كاتب ألغنياتك‪ .‬كيف تجعل الكلامت تتفاعل مع آلتك لتأيت بهذا‬ ‫التم ّيز؟‬ ‫اآللة وسيلة إليصال “الكلامت” لـ”اللحن”‪ ،‬بغض النظر عن نوع هذه اآللة‪،‬‬ ‫وليس بالرضورة “الغيتار” أو ال ُبزق‪ ،‬ألنني أعزف عليهام‪ ،‬بل ّإن اي آلة قادرة عىل‬ ‫إيصال الكلامت‪ .‬فالتوزيع املوسيقي يأيت لتجميل األغنية‪ ،‬وهو ما يعطيها‬ ‫آفاقها الجديدة‪ ،‬وهذا ما نعمل عليه من خالل اختيار اآلالت املناسبة لكل‬ ‫أغنية‪.‬‬ ‫ميف ترى التفاعل مع فرقتك الخاصة والجمهور‪ ،‬خاصة وأن الناس يرددون‬ ‫كلامت أغنياتك؟‬ ‫دامئاً اشعر بالتكامل بني املرسح والجمهور‪ ،‬إذ دامئاً يصبح الجمهور هو الفرقة‬ ‫بحد ذاته فتختفي كل الجواجز بيننا‪ ،‬هذا التفاعل هو أروع ما يكون‪ ،‬وأجمل‬ ‫لحظات يف حيايت هي أثناء تواجدي عىل خشبة املرسح‪.‬‬ ‫ابنك ريان يشارك يف جميع حفالتك‪ ،‬هل س ُيكمل هذا الخط‪ ،‬ويطور‬ ‫َ‬ ‫سعيت إليها؟‬ ‫مسريتك الوطنية التي‬ ‫نعم‪ ،‬وهو يقوم بالتوزيع املوسيقي لألغنيات‪ ،‬ويدرس املوسيقى‪ ،‬ويقوم بكتابة‬ ‫كالم بعض األغنيات ويلحنها‪ .‬وأنا ال أخاف عىل هذه املسرية‪ ،‬ألن ريان سيكمل‬ ‫الطريق بكل نجاح‪.‬‬ ‫كيف تختار كلامت أغنياتك؟‬ ‫غالباً ما أكتب الكالم وأنا ادندن اللحن معه‪ ،‬فيخرج الكالم واللحن سوياً‪ ،‬وهذا‬ ‫أفضل ما يكون يف التأليف‪ ،‬ألن األغنية تخرج متناسقة الشكل واملضمون‪.‬‬ ‫هل تعبرّ كلامت أغنياتك عن أمل خالد الهرب أم عن غضبه أم عام يحصل‬ ‫يف عاملنا؟‬ ‫نعم‪ ،‬الكالم يعرب عن األمل‪ ،‬وغالباً ما يتض ّمن سخرية كام حصل يف أغنية‬ ‫“أصنام العرب” التي تقول يف مقطع منها‪:‬‬ ‫“رصلن يش م ّية سنة ما ربحوا العرب – م ّية سنة ملقوحني بقصور الذهب‪-‬‬ ‫م ّية سنة مرتاحني وال القدس وال فلسطني – عملوا عندن يش صحوة او رصخة‬ ‫غضب‬ ‫رصلن يش م ّية سنة بيطيعوا العرب – شو ما عملولن بيقولوا هيدا اليل‬ ‫انكتب – النكبة مش قصة كبرية ‪ -‬والنكسة نكسة زغرية – خرسوا األرض ‪-‬‬ ‫وخرسوا ال ِعرض ‪ -‬وما انهزّوا العرب‬ ‫رصلن يش م ّية سنة عجقة براميل – برتول متليّ الصحرا ق ّرب ع ّبي وشيل –‬ ‫وعقاالت وأراجيل ‪ -‬وكف ّيات ومواويل – وهزّة خرص وغن ّيات لعيون العرب”‬ ‫نرى غضباً واضحاً يف أغنياتك؟‬ ‫نعم‪ ،‬فاإلنسان العريب مظلوم وظامله أقرب الناس له‪ ،‬ومن ثم يأيت االستعامر‪،‬‬ ‫لكن يبقى ألكرث ظل ًام هو من محيطه‪.‬‬ ‫ما هي آخر انتاجاتك‪ ،‬وماذا تحرض من جديد؟‬ ‫آخر إنتاج هو األسطوانة األخرية التي صدرت بعنوان “هيدا زمانك‪ ،‬وتض ّمنت‬ ‫“أصنام العرب” و”أكرث من أي زمان” و”معتقل الخيام” وغريها‪ ،.‬ونحن بصدد‬ ‫التحضري لحفالت يف سوريا (الشام) والبحرين‪.‬‬

‫حاورته سايل نوفل‬

‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‪ /‬مقابلة‬

‫سلوى خليل األمين‬ ‫تكتب وجع األمة‬ ‫وترتل أبناءها‬ ‫لبنانية الجنسية‪ ،‬جنوبية املولِد‪ ،‬عربية االنتامء‪ ،‬متلك عقيدة قومية‬ ‫متجذرة يف أعامق تفكريها الوطني منذ صغرها‪ ،‬تفخر بأن عقلها‬ ‫ووعيها تفتّحا عىل آراء الزعيم جامل عبد النارص‪ ،‬وثورة املليون شهيد‬ ‫يف الجزائر‪ ،‬وعىل األحزاب القومية العربية‪.‬‬ ‫هي ابنة الجنوب الصامد‪ ،‬الذي شكل وما يزال حصناً منيعاً ملقاومة‬ ‫عظيمة سطرت أروع البطوالت الوطنية ضد العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫كتاباتها متميزة‪ ،‬وقلمها يشع نوراً‪ ،‬تشكل إطالالتها أجنحة أدبية‬ ‫تتطاير عىل لحن أفكارها املمزوجة باملعرفة املتع ّمقة بجميع أمور الحياة‪.‬‬ ‫سلوى األمني رئيسة ديوان أهل القلم‪،‬‬ ‫“همس املحابر” كان آخر إصدارات الدكتورة سلوى األمني رئيسة “ديوان‬ ‫أهل القلم” الذي متكن من الوقوف وقفات عز وتضحية‪ ،‬بتكرميه لكبار‬ ‫املبدعني من الشعراء واألدباء اللبنانيني‪ ،‬الذين غادروا لبنان مهاجرين‪،‬‬ ‫فكانت إبداعاتهم العربية تاجا عىل راس العامل الغريب‪ ،‬بل الكرة‬ ‫األرضية جمعاء‪.‬‬ ‫نبدأ الحواربسؤالنا عن همس املحابر‪....‬‬ ‫آخر نتاج يل “همس املحابر” وقعته يف معرض الكتاب املايض‪ ،‬وحاز عىل‬ ‫املرتبة الثانية بني الكتب األدبية‪ .‬وهو نصوص أدبية ألقيتها عىل املنابر‪ ،‬حول‬ ‫كتب صدرت لعديد من الكتاب والشعراء األصدقاء‪ ،‬أحببت جمعها يف‬ ‫كتاب‪ ،‬ألن الكلمة غالباً ال تصل إىل جميع َمن نتمنى أن تصل إليهم‪ ،‬بينام‬ ‫الكتاب يكون يف متناول الجميع‪.‬‬ ‫يرسقك؟‬ ‫هل ترسقني الوقت للكتابة‪ ،‬أم أن الوقت‬ ‫ِ‬ ‫ال اسمح للوقت أن يرسقني ألنني احرتمه جداً‪ ،‬ولكنني غالباً ما أشعر‬ ‫بحاجة إليه‪ ،‬فكوين رئيسة “ديوان أهل القلم” املؤسسة التي آلت عىل نفسها‬ ‫تكريم الطاقات اللبنانية املبدعة يف عامل االغرتاب‪ ،‬حيث ك ّرمنا ما ينوف عىل‬ ‫(‪ )16‬شخصية‪ ،‬من طاقات لبنانية وصلت إىل أعىل املراكز العلمية واملعرفية‪،‬‬ ‫واإلبداعية يف عامل االنتشار اللبناين عرب العامل‪ .‬إىل جانب ترؤيس لـ”ندوة‬ ‫اإلبداع” يف “مركز توفيق طبارة” والتي بدأت أعاملها منذ العام ‪ 2002‬عرب‬ ‫أمسيات شعرية‪ ،‬وندوات فكرية‪ ،‬سلطت الضوء عىل العديد من نتاج الكتاب‬ ‫والشعراء اللبنانيني والعرب‪ ،‬إىل جانب كوين رئيسة دائرة يف وزارة السياحة‪.‬‬ ‫كاف للكتابة‪.‬‬ ‫كلها مهام تأخذ من وقتي‪ ،‬ولكن يبقى لديّ الوقت ولو كان غري ٍ‬

‫“نقطع من الضعف قوة” ألن شعارنا “‬ ‫أ ِنر الزاوية التي َ‬ ‫أنت فيها”‬ ‫ماذا عن وضع الكاتب اللبناين؟‬ ‫ٌ‬ ‫فكل منا يركض ويهرول وراء‬ ‫أما ونحن يف لبنان ككتاب وأدباء وشعراء‪،‬‬ ‫لقمة العيش‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬فإن سياسة الدولة ال تف ّرغ هذا املبدع يك يعطي‬ ‫النتاج ال ّرث للمكتبات اللبنانية والعربية‪ ،‬بينام نرى يف الدول العربية األخرى‬ ‫وخصوصاً يف البلد الشقيق سوريا‪ ،‬مدى احرتامهم للكاتب واألديب‪ ،‬ومدى‬ ‫فاعلية “اتحاد الكتاب” لجهة التعاطي معهم ونرش نتاجهم‪ .‬أعرف الكثري‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬

‫من الشعراء‪ ،‬والكتاب‪ ،‬وكبار األدباء املخرضمني‪ ،‬رحلواعنّا وما زالت أوراقهم‬ ‫حبيسة األدراج‪ .‬إنها ثروة ال يجوز إهاملها‪ ،‬فهي ليست ملكا لكاتبها‪ ،‬هي‬ ‫ملك للشعب والقارئ‪ ،‬ولألسف ال جهة رسمية تعنى بنتاجهم‪ .‬مؤسف‬ ‫ان يكون هذا هو لبنان‪ ،‬ومع ذلك “نقطع من الضعف قوة” ألن شعار كل‬ ‫واحد منا “أ ِنر الزاوية التي َ‬ ‫أنت فيها”‪ .‬وهذا هو املنطلق السليم لوطنيتنا‪،‬‬ ‫ال تلك الوطنية املزيفة التي تجري وراء شهوات املراكز واملراتب‪ .‬نحن أهل‬ ‫الحس الوطني الذي يجعلنا يف حركة دامئة‬ ‫الفكر والقلم والثقافة‪ ،‬منتلك‬ ‫ّ‬ ‫إلنارة مساحات هذا الوطن‪ ،‬لبنان‪ ،‬الذي كان وما يزال بلد اإلشعاع والنور‪ ،‬بلد‬ ‫الرحابنة‪ ،‬وجربان خليل جربان‪ ،‬ومي زيادة‪ ،‬واألخطل الصغري‪ ،‬وخليل مطران‬ ‫وغريهم من الكتاب منبت البساتنة‪ ،‬فطابع لبنان “الثقافة والفكر”‪.‬‬ ‫ما آخر نشاطات ديوان أهل القلم؟ وماذا عن مشاركته يف نشاط «درج‬ ‫الفن»؟‬ ‫لقد متنى علينا وزير الثقافة متام سالم‪ ،‬واملدير العام عمر حلبلب‪ ،‬املشاركة‬ ‫يف نشاطات «بريوت عاصمة عاملية للكتاب للعام ‪ ،»2009‬وانا أشكر ثقتهم‬ ‫يب‪ ،‬وهي ثقة نابعة عن جدّيتنا بالعمل‪ .‬لقد دخلنا بعدة نشاطات أولها «درج‬ ‫الفن» يف أمسيات زجلية شعرية موسيقية فنية‪ .‬وهي إحدى التظاهرات‬ ‫الثقافية األدبية الفنية املتميزة بتاريخ «بريوت عاصمة عاملية للكتاب»‪.‬‬

‫متسكنا بعروبتنا هو السبيل للنهوض من كبوتنا‬ ‫ّ‬ ‫ُيقال أن بعض َمن يكتب للوطن والعروبة يحاول تسلق املناصب‬ ‫واستجداء الشهرة‪ .‬كيف تنظر األديبة سلوى الخليل لهذه املقولة؟‬ ‫أكرث َمن هو مضطهد‪ ،‬خصوصاً يف لبنان أنصارالعروبة‪ .‬نحن جيل حمل‬ ‫العروبة منذ وعينا الدنيا‪ ،‬ألننا رضعناها مع حليب أ ّمهاتنا‪ .‬لكن لألسف‪ ،‬إىل‬ ‫اليوم مل نحصل رتبة وال وظيفة عالية‪ ،‬وال حتى مركز ُيشار إليه بالبنان‪،‬‬ ‫ألننا حملنا العروبة مبعناها الصحيح والسليم‪ ،‬واإلنتامء الذي ال زيف فيه‪.‬‬ ‫نحن أهل العروبة‪ ،‬تكلمنا عنها يف كل األوقات‪ ،‬وعرب كل املنابر‪ ،‬ومل نفكر‬ ‫يوماً يف اعتالء املناصب‪ ،‬ألن َمن يفكر باعتالء املناصب يف هذا الرشق العريب‪،‬‬ ‫يتمسحون بعتباتها‪.‬‬ ‫وليس يف لبنان فقط هم الذين يقفون عىل األبواب‪ّ ،‬‬ ‫اإلنسان الذي يحرتم قلمه‪ ،‬وفكره‪ ،‬وعقيدته الحزبية‪ ،‬أو الوطنية‪ ،‬او الدينية‪،‬‬ ‫ال ميكن له ان ّ‬ ‫يذل هذا التفكري‪ ،‬او تلك الرؤية التي لطاملا كانت عنوان مسريته‬ ‫ودربه‪ .‬لألسف «زمن العروبة قد ذهَ َب»‪.‬‬ ‫هل هذا نعي للمرشوع القومي العريب؟‬

‫ال‪...‬فأميل كبري باستنهاض امل ّد القومي العريب‪،‬‬ ‫فالتجارب أثبتت أنه ال خيار لنا إال التمسك بعروبتنا‪،‬‬ ‫وأكرب مثال عىل ذلك سوريا املامنعة والصامدة‪ ،‬هذا‬ ‫البلد الذي ال ميلك من املقومات االقتصادية شيئاً‪ ،‬ال‬ ‫برتول‪ ،‬وال ذهب‪ ،‬وال أي يشء آخر‪ ،‬هو العنفوانفقط‪،‬‬ ‫والكرامة والحس الوطني رصيد سوريا‪ ،‬وكذلك‬ ‫ّ‬ ‫املرشف‪ ،‬هو بالضبط‬ ‫املقاومة يف لبنان‪ .‬صمودهم‬ ‫جوهر العروبة الراقي‪ ،‬الذي يأىب املناصب‪ ،‬والحمد لله‬ ‫سلوى األمني مل تطلب شيئاً لنفسها‪ ،‬وكل مسريتها‬ ‫تضحيات وتضحيات والكل يعلم ذلك‪.‬‬ ‫برأيك‪ ،‬ما الذي يشكل عامل جذب للقارىء؟ هل‬ ‫هو الكاتب أم املوضوع املكتوب؟‬ ‫تأت عن عبث‪ .‬ورغم‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫اإلثنان معاً‪ ،‬فشهرة كاتب‬ ‫ِ‬ ‫مقولة البعض أن‬ ‫اإلعالم يرفع ُكتاباً وشعراء‪ ،‬ويعتّم عىل آخرين‪ ،‬أرى أن‬ ‫الزمن هو الذي يفصل يف هذا اإلتجاه‪ ،‬ألن الزمن يسقط‬ ‫من ال مضمون جيد له رغم الهاالت املرسومة حوله‪ .‬املتنبي بقي مالئ الدنيا‬ ‫وشاغلها رغم وجود ألف شاعر وأديب يف عرصه‪.‬‬ ‫ملَن تكتب سلوى األمني وماذا تكتب‪ ..‬رصاع الوجدان أم تجارب اآلخرين؟!‬ ‫أكتب وجعي‪ ،‬أنا املصابة بوجع هذه األمة العربية‪ ،‬أنا ابنة الجنوب املقاوم‪،‬‬ ‫الذي عاىن القهر لسنوات‪ ،‬ومل يعرف األمان واالطمئنان إال يف عهد املقاومة‬ ‫التي أذلت (إرسائيل) وقهرت جيشها الذي ال يقهر‪ .‬لكني بحاجة ألطمنئ عىل‬ ‫الوطن كل الوطن‪ ،‬عىل قوميتي وعروبتي‪ ،‬فيه وجعي وهي رؤيتي وهي مساحات‬ ‫لقلمي‪ ،‬لحلمي العريب الكبري والجميل‪ ،‬الذي أؤمن أنه سيتحقق ذات يوم‪.‬‬

‫كربياء واعتزاز باإلنتامء للجنوب املقاوم‬ ‫سلوى األمني العربية القومية كيف تنظر إىل البعد الطائفي يف لبنان؟‬ ‫يف الجنوب مل أعرف الطائفية التي أرفضها وأنبذها‪ ،‬مل أعرفها إال مع‬ ‫مجيئي إىل بريوت‪ .‬يف الجنوب‪ ،‬ال نعرف املسيحي من املسلم إال حني ذهابه‬ ‫إىل الكنيسة لتأدية الصالة يوم األحد أو من خالل األسامء‪ ،‬وإذا كانت األسامء‬ ‫مبهمة فإنها ال تدل عىل يشء‪ ،‬مل أعرف من الدرزي من رفاقي ومن الشيعي‪،‬‬ ‫أو الكاثولييك‪ ،‬ومن يفكر بغري ذلك ال يعرف الجنوب‪ ،‬الذي تفتح وعينا فيه‬ ‫عىل عىل عبد النارص‪ ،‬واألحزاب القومية العربية‪ ،‬وجميلة بو حريد‪ ،‬واملليون‬ ‫شهيد يف الجزائر‪ .‬كنا ننظر بشغف إىل حركة املناضلني الذين كانوا ميثلون‬ ‫شب‬ ‫القيم التي يجب أن نقتدي بها‪ ،‬وكربنا وبقيت أفكارنا هناك ألن « َمن ّ‬ ‫عىل يشء شاب عليه»‪ .‬إن وضعنا يف العامل العريب‪ ،‬ويف لبنان عىل األخص‪،‬‬ ‫يلزمها العمل الكثري‪ ،‬خصوصاً بعد انتشار التفكري املذهبي والطائفي‪ .‬هذا‬ ‫ليس وجه لبنان الحقيقي‪ ،‬لبنان الذي يستوعب الجميع وإن اختلفت اآلراء‪،‬‬ ‫فاختالف الرأي ال ُيفسد يف الود قضية‪.‬‬ ‫هل ترين أزمة حكم سيايس قادمة خاصة بعد انتهاء اإلنتخابات‬ ‫النيابية وبعد ما حصل يف ‪ 7‬أيار العام الفائت؟‬ ‫علينا تجاوز قضية ‪ 7‬ايار‪ ،‬وإذا أردنا االستمرار فيها أذكر بحادثة الطريق الجديدة‬

‫«فكيف يل أن أرسم وجهك‪..‬‬ ‫عىل املاء بحجر‪!..‬‬ ‫أحمل ح ّبي جواز مرور‪..‬‬ ‫قصيدة شعر‪!..‬‬ ‫تركت الحلم‪ ،‬يهرب مني‪،‬‬ ‫يصري دخاناً وعزف وتر‪،‬‬ ‫يشع كضوء القمر‪»!..‬‬ ‫بنبض‪ّ ..‬‬ ‫ٍ‬

‫اىل قانا‬

‫والجامعة العربية ملاذا يهملها اإلعالم؟! وغريها من الحوادث‬ ‫كربج الغزال واألرشفية والسفارة الدمناركية‪ .‬لنت املآيس‬ ‫خلف ظهورنا‪ ،‬ولننظر إىل املستقبل‪ ،‬ألن املستقبل اآليت‬ ‫«الصعب» هو ما يجب أن نفكر فيه‪ .‬نتنياهو قال ما قال‪،‬‬ ‫وعىل كل اللبنانيني أن ينظروا إىل ذلك بتم ّعن‪ ،‬هذا هو‬ ‫الخطر الذي يحيط بلبنان‪ .‬نحن أمام عدو‪ ،‬طامع ليس بلبنان‬ ‫فقط‪ ،‬وإمنا بهذا الوطن العريب الكبري‪ ،‬واذا عرف القادة العرب‬ ‫يتوحدون فال مشكلة يف لبنان‪ ،‬وال يف سوريا‪ ،‬وال‬ ‫كيف‬ ‫ّ‬ ‫يف مرص‪ ،‬وال يف أي بلد عريب آخر‪ ،‬ألن املقومات االقتصادية‬ ‫واملالية موجودة إذا ما توحدنا وشكلنا قوة ضغط كبري‪.‬‬ ‫اإلنسان العريب ‪ -‬واللبناين عىل الخصوص ‪ -‬ميلك من القدرة‬ ‫والذكاء والكفاءة‪ ،‬ما ال ميلكه أي مواطن آخر‪ ،‬واقول ذلك‬ ‫عن تجربة‪ ،‬ألنني سلطت الضوء يف ديوان أهل القلم عىل‬ ‫الطاقات اللبنانية املبدعة يف عامل االغرتاب‪ ،‬ولننظر إىل‬ ‫شارل عشيّ الذي يقود (الناسا) اىل املريخ وهو لبناين‪ ،‬وإىل‬ ‫(ادغار شويري) الذي يعمل أيضاً يف (الناسا) األمريكية وهو‬ ‫من أهم علامء الفضاء‪ ،‬دعونا فقط ننظر إىل هذه الطاقات‪.‬‬

‫كرامة اإلنسان يف هويته‬ ‫إىل‬

‫القضية‬

‫الفلسطينية‬

‫خاصة‬

‫مع‬

‫الحديث‬

‫عن‬

‫كيف تنظرين‬ ‫إمكانية التوطني؟‬ ‫أنا ضد توطني الفلسطينيني يف لبنان واقولها عىل املأل‪ ،‬اذ ال ميكن ان أنظر‬ ‫اىل الشباب اللبناين يهاجر كل يوم وغريهم يبقى يف أرضهم‪ .‬إننا نربيّ‬ ‫ُ‬ ‫لست ضد القضية‬ ‫أوالدنا ونعطيهم رصيداً للعامل‪ ،‬وهذا أمرغري طبيعي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املرشد من أرضه منذ ستني عاماً‪،‬‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬بل أنا مع قضية هذا الشعب‬ ‫ومع الوقوف إىل جانب املقاومة الفلسطينية حتى يتحقق حلم العودة‪ ،‬وانا‬ ‫ضد اي فلسطيني يتمسك بالبقاء عىل أرض لبنان اواي أرض أخرى غري أرضه‪،‬‬ ‫فاألرض هي هوية اإلنسان‪ ،‬وكرامته متعلقة بهويته‪ .‬لقد رفضت الهوية‬ ‫األجنبية ألنني ال أرفض ترك هويتي اللبنانية‪ ،‬التي هي كرامتي‪.‬‬ ‫بحرب‬ ‫كيف تنظرين إىل الوضع يف املنطقة خاصة مع التهديد‬ ‫إرسائيلية ضد ايران؟‬ ‫كمواطنة أقول «اشتدّي يا أزمة تنفرجي»‪ .‬نحن ال ننظر إىل (إرسائيل) وال إىل‬ ‫إيران‪ ،‬فلننظر إىل قائد الكون األعظم «أمريكا» والرئيس (باراك اوباما) الذي أعلن‬ ‫يف حملته االنتخابية التغيري للشعب األمرييك‪ ،‬وعىل هذا األساس خر َقت‬ ‫القوانني األمريكية‪ ،‬وجاء هذا الرجل األسود ليحكم الواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫ويدخل البيت األبيض عىل بساط ُسنديس‪ .‬إذاً عندما تتحرك أمريكا‪ ،‬ترتسم‬ ‫سياسة العامل كله‪ ،‬أمريكا اليوم تريد الحوار‪ ،‬وخطاب (أوباما) من عىل منرب‬ ‫جامعة القاهرة هو م ّد اليد إىل هذه املنطقة والعامل اإلسالمي‪ ،‬ليتعاون معه‬ ‫لحل القضية الفلسطينية‪ ،‬حيث طرح حل الدولتني‪ ،‬و(إرسائيل) هي التي تقف‬ ‫حجر عرثة‪ .‬برأيي (إرسائيل) لن تستطيع مهاجمة إيران دون ضوء أخرض أمرييك‪،‬‬ ‫وأظن أن هذا الضوء لن ُيعطى (إلرسائيل) ألن إيران دولة قوية جداً‪ ،‬تقف عىل‬ ‫باب الخليج العريب‪ ،‬الذي ترفض أمريكا اضطرابه‪ ،‬نظرا لقواعدها ومصالحها‬ ‫التي تكمن فيه‪ .‬وسبق إليرأن هدّدت يف حال تع ّرضها ألي هجوم ستد ّمر الخليج‬ ‫العريب بداية وبالتايل ستكون حرب «داحس والغرباء» لذا استبعد خيار الحرب‬ ‫ألن (إرسائيل) ال ميكن أن تقدم عىل ذلك دون غطاء أمرييك‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬سايل نوفل‬

‫«إليك قانا أحمل وردة بيضاء‪..‬‬ ‫عىل أرشعة من سيوف‪،‬‬ ‫تخط للحاقدين سطوراً ولؤلؤاً‪،‬‬ ‫تغزله من دمع العيون‪..‬‬ ‫إكلي ًال يز ّين كل شواهد‬ ‫القبور»‬

‫توضيح‬ ‫ورد خطأ يف العدد املايض خالل مقابلة مع الكاتب والروايئ األستاذ‬ ‫شكري أنيس فاخوري باعتبار مسلسيل “ثالث بنات” و”أرسار” من كتابته‪،‬‬ ‫والواقع أنهام ليسا من كتبابته‪ ،‬فاقتىض التوضيح‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫شطب المذهب عن سجالت النفوس بداية طريق مضيء إللغاء الطائفية‬

‫رئيس الهيئة المدنية طالل الحسيني لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫ال ننتظر قوانين جديدة كي نباشر بإنهاء النظام الطائفي‬ ‫إذا كان اللبناين ال ينتمي إىل حزب أو تيار سيايس معني‪ ،‬فهو‬ ‫حت ًام ينتمي إىل طائفة أو مذهب أو يؤمن بعقيدة دينية لطاملا‬ ‫سلخته عن محيطه االجتامعي لرتميه سمكة يأكلها األقوياء‬ ‫يف بحر النظام الطائفي املتغلغل بني البيوت اللبنانية‪ ،‬ليصبح‬ ‫مصطلح “املواطن” بعيداً كل البعد عن هويته الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫فاللبنانيون موزعون عىل ‪ 19‬طائفة دينية مختلفة الواحدة‬ ‫عن األخرى‪ ،‬وإن تقاربت يف بعض وجهات النظر وبعض العقائد‬ ‫والتفسريات‪.‬‬ ‫عام ‪ ،1975‬وقعت الحرب األهلية التي أثبتت أن العيش يف ظل‬ ‫نظام الطوائف واملذاهب وامللل لن يبني وطناً مستقراً لجميع أبنائه‪.‬‬ ‫م ّرت السنون وكل لبناين يكرب ويف داخله انتامء ديني أمدّه النظام‬ ‫السيايس الرديء بالغذاء الروحي‪ ،‬إذ مل يتمكن أحد من التخفيف‬ ‫من وقع الطوائف وثقلها يف املجتمع اللبناين‪.‬‬ ‫ها نحن اليوم يف العام ‪ ،2009‬وما زال لبنان مليئاً باألحزاب‬ ‫السياسية التي تأخذ يف معظم األحيان طابعاً مذهبياً أو‬ ‫مناطقياً أو ما شابه ذلك‪ٌ .‬‬ ‫كل يغني عىل لياله‪ ،‬والطائفية تتغذى‬ ‫من روح الفنت السياسية ليصبح “درة الرشق” ملكاً عىل عرش‬ ‫الطائفية واملذهبية‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من متادي النظام الطائفي باالنتشار‪ ،‬ومع النداء‬ ‫املستمر منذ سنني بنظام مدين لبناء وطن علامين ال تتداول فيه‬ ‫قصص الطوائف واملذاهب‪ ،‬تأسس املركز املدين للمبادرة الوطنية‬ ‫عام ‪ 2007‬ضمن أسس جاءت يف نص إعالنه أكدت أن اللبنانيني‬ ‫متساوون أحرار عىل أن يكون لبنان دولة مدنية ال تفرض ديناً باإلكراه‪،‬‬ ‫وال ترفض ديناً باإلنكار‪ ،‬مع وجوب أن يبقى العيش املشرتك ضامنة‬ ‫قبول القوانني واحرتامها‪ ،‬فحامية لبنان مسؤولية اللبنانيني وهم‬ ‫َمن يختارون االنفتاح الحر عىل العامل ويعملون عىل استئناف بناء‬ ‫دولتهم‪.‬‬ ‫“املركز املدين للمبادرة الوطنية” هو مبادرة واضحة يف املستوى‬ ‫توجه للدول املتدخلة يف‬ ‫الوطني من موقع مدين ال طائفي‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫شؤون لبنان يف بيان صدر عنه يف ‪ 2008/4/28‬بالقول‪َ “ :‬من يرد‬ ‫مساعدة اللبنانيني فليس عليه سوى أن ُيخيل بني اللبنانيني وبني‬ ‫تقرير مصريهم بأنفسهم”‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت رئيس الهيئة املدنية األستاذ طالل‬ ‫ّ‬ ‫لالطالع منه عىل آلية شطب املذهب عن سجالت‬ ‫الحسيني‬ ‫النفوس بعد موافقة وزير الداخلية زياد بارود عىل بدء تنفيذها‬ ‫وإصداره تعمي ًام عىل مأموري النفوس يف جميع املناطق بقبول‬ ‫كل الطلبات‪ ،‬وهنا نص الحوار‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪86‬‬

‫بداي ًة‪ ،‬ما هي رؤيتكم للدولة املدنية كمركز مدين للمبادرة الوطنية؟‬ ‫يف رؤيتنا للدولة املدنية‪ ،‬نعترب أنه بعد إنهاء النظام الطائفي‪ ،‬سينتهي‬ ‫توزيع املناصب اإلدارية والسياسية بحسب الطوائف‪ ،‬وسيصبح هناك‬ ‫مجلسان‪ :‬مجلس نواب ُينتخب لتمثيل اللبنانيني مبا هم شعب متساوون‬ ‫وأحرار بدون قيد طائفي‪ ،‬ومجلس شيوخ ُينتخب لتمثيل اللبنانيني يف‬ ‫الجامعات الدينية‪.‬‬ ‫كيف ُولِدت فكرة إلغاء النظام الطائفي يف لبنان وشطب املذهب عن‬ ‫سجالت النفوس وملاذا استغرقت هذا الوقت للبدء بتنفيذها؟‬ ‫عام ‪ 2005‬انطلقت فكرة شطب املذهب‪ ،‬وقد أخذت وقتاً طويال إىل ‪10‬‬ ‫نيسان عام ‪ 2007‬حتى قدمنا أول طلب‪ ،‬واستلزمت وقتاً يك تفكر الوزارة‬ ‫باألمر ومن ثم تطلب استشارة وزارة العدل‪ ،‬وأخذت الجواب من وزارة العدل‬ ‫لكن الوزير السابق حسن السبع وضع املعاملة جانباً للرتيث والحفظ‪ .‬بعد‬ ‫تسلم الوزير بارود الوزارة ّمتت مراجعته باملوضوع ووافق عليها‪ .‬وقد طلب‬ ‫الوزير بارود يف التعميم الصادر عنه من مأموري النفوس يف كل املناطق‬ ‫املوافقة عىل الطلبات بدون أي إجراء إضايف‪ ،‬وعدم وضع إشارة (بدون‬ ‫مذهب) بل اإلشارة املتفق عليها وهي (‪ّ )/‬‬ ‫ألن الذين طلبوا شطب املذهب‬ ‫يرصحون عن دينهم أو ال دينهم‪ ،‬بل هم يقولون إنهم ال يريدون‬ ‫ليسوا ممن ال ّ‬ ‫الترصيح عن مذهبهم‪ ،‬مع العلم بوجود أشخاص يف لبنان بدون مذهب‪.‬‬ ‫وقد أكد التعميم عىل نقطتني‪ )1 :‬قبول عدم ترصيح صاحب العالقة عن‬ ‫القيد الطائفي وقبول طلبات شطب القيد الطائفي من سجالت النفوس‪،‬‬ ‫كام ترد اىل رؤساء النفوس دومنا حاجة ألي إجراء اضايف‪ )2 .‬ويف حال عدم‬ ‫الترصيح عن القيد أو طلب شطبه‪ ،‬تدوين إشارة “‪ ”/‬يف الخانة املخصصة‬ ‫للمذهب يف قيود األحوال الشخصية العائدة لصاحب العالقة”‪.‬‬ ‫هل شطب املذهب يعني شطب االنتامء إىل دين أو طائفة معينة؟‬ ‫التصنيف الذي نطلبه نحن هو أن نكون مواطنني لبنان ّيني‪ ،‬فكام ال يتم‬ ‫الترصيح عن (الصنعة) عىل إخراج القيد‪ ،‬كذلك ميكن شطب اإلشارة إىل‬

‫املذهب عنه‪ .‬ومام ورد يف طلب شطب اإلشارة‪ ... :‬ومبا أن رشط الترصيح‬ ‫اإلداري ليس رشطاً رشعياً يف االنتساب الديني أو عدمه‪ ،‬فالدولة اللبنانية‬ ‫ليست دولة دينية‪ ،‬ومبا أن قيدي يف سجالت النفوس قد تض ّمن إشار ًة إىل‬ ‫الطائفة‪ ،‬ومبا أنني لن أطلب إثبات هذه اإلشارة وال أجد رضورة إلثباتها‪ ،‬ومبا‬ ‫ان األصل يف تلك اإلشارة‪ ،‬قانوناً ورشعاً‪ ،‬أن تكون بنا ًء عىل طلبي الرصيح‬ ‫وموافقة املرجع الديني املعني عند االقتضاء‪ ،‬إذ إن الرابطة الدينية ليست‬ ‫فيصح قيدها أو استمرار قيدها بالوراثة‪ ...،‬لذلك كله‬ ‫دموية أو تلقائية‬ ‫ّ‬ ‫أطلب إزالة اإلشارة إىل الطائفة يف قيدي يف سجالت النفوس لديكم‪،‬‬ ‫وإعطايئ بيان قيد أفراديا وبيان قيد عائليا تبعاً لذلك‪ ،‬ما أريده هو أن أكون‬ ‫تجاه الدولة اللبنانية مواطناً وليس ابن طائفة معينة‪.‬‬ ‫يتحدث البعض أن تطبيق هذا اإلجراء سيكون مقدمة ال ّتباع قانون‬ ‫النسبية أو لبنان دائرة واحدة يف انتخابات قادمة‪ ،‬هل هذا املوضوع من‬ ‫ضمن أهدافكم؟‬ ‫هدفنا فقط إنهاء النظام الطائفي‪ ،‬فكل املناصب يف لبنان مق ّيدة طائفياً‬ ‫باألديان‪ .‬ميكن ألي شخص الرتشح لرئاسة الجمهورية حتى لو انتمى إىل أي‬ ‫طائفة ألنه ليس هناك نص قانوين مينع ذلك‪ ،‬لكن التقليد ال يسمح بوصول‬ ‫شخص غري ماروين إىل هذا املركز وليس القانون أو الدستور الذي ينص‬ ‫عىل ذلك‪ ،‬فـ»رشيد كرامي» ترشح سابقاً لرئاسة الجمهورية بالرغم من‬ ‫عدم أخذه أصواتاً كثرية‪ ،‬كام ّأن الرئيس سليم الحص تسلم رئاسة مجلس‬ ‫الوزراء فيام كان مسج ًال لدى مأمور النفوس عىل أنه «مسلم ـ شيعي»‪،‬‬ ‫لكن القاعدة األساسية يف النظام الطائفي تجرب املواطن عىل أن يكون‬ ‫مصنفا طائفياً وهذا ضد الدستور واإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان واملواثيق‬ ‫الدولية التي التزم فيها لبنان وضد الرشائع الدينية يف املسيحية واإلسالم‬ ‫ألن «ال إكراه يف الدين»‪ ،‬لذلك ُيع ّمد املسيحي يف الكنيسة ومن ثم يأيت‬ ‫تثبيت العامدة‪ ،‬وكذلك عند املسلمني يقول «الشهادتني» عند البلوغ‪ .‬ما‬ ‫نعمل عليه هو إنهاء النظام الطائفي وهذا ليس مجرد عملية رسمية‪،‬‬ ‫فالقاعدة تقول إنه عىل كل لبناين أن يكون مصنفاً يف طائفة بغض النظر‬ ‫عن حقيقة اعتقاده‪ ،‬وهذا ما يبينّ خسارته لحقيقة اعتقاده‪ ،‬باإلضافة إىل ما‬ ‫يرتتب عىل هذا األمر من خضوعه للمحكمة الروحية مثل املحكمة املذهبية‬ ‫الدرزية لدى الدروز‪ ،‬واملحاكم الروحية لدى املسيحيني‪ ،‬واملحاكم الرشعية لدى‬ ‫سجل عىل أنه درزي يصبح خاضعاً يف األحوال‬ ‫السنّة والشيعة‪ .‬فمث ًال َمن ُي ّ‬ ‫الشخصية لرشيعة املذهب الدرزي وأحكام محاكمه وتصبح حقوقه يف‬ ‫املشاركة العامة بتوليّ املناصب اإلدارية والسياسية محدودة بحسب موقع‬ ‫الطائفة املنسوب إليها‪ .‬إن كل الذين يعملون من أجل املدنية أو العلامنية‬ ‫أو الوطنية أو القومية أو الليربال ّية أو الدميوقراطية مل يحددوا طريقة الخروج‬ ‫من النظام الطائفي‪ ،‬أما نحن فحددنا ذلك وننفذه عىل أرض الواقع‪ ،‬وال‬ ‫ننتظر قوانني جديدة يك نبارش بإنهاء النظام الطائفي‪.‬‬ ‫متى ينتهي النظام الطائفي يف لبنان؟ وهل ترون قبوالً لهذه الفكرة؟‬ ‫ميكن تحديد ذلك باألرقام‪ ،‬إذ ّان حواىل ‪ 750000‬لبناين ال يريدون النظام‬ ‫الطائفي‪ .‬وعىل اللبنانيني أن يعوا أن مصري النظام الطائفي بني أيديهم‬ ‫وليس قدراً مفروضاً من الغري كام يحاول البعض تصويره عىل أنه مفروض‬ ‫من دول أخرى كسوريا أو أمريكا أو ايران أو ارسائيل أو السعودية أو غريها‪.‬‬ ‫بالطبع كل هؤالء يتدخلون بالشأن اللبناين الداخيل لكن اللبناين هو َمن‬ ‫يشجعهم عىل ذلك‪ .‬بعد تعذر اإلصالح من خالل املؤسسات الدستورية‬ ‫ّ‬ ‫(مجلس النواب ثم مجلس الوزراء ثم رئاسة الجمهورية)‪ ،‬ال بد من العودة‬ ‫إىل الشعب أي مجموع الراشدين اللبنانيني‪ .‬ما نعمل عليه هو إعطاء كل‬ ‫من هؤالء الراشدين طلباً للتمكن من نسف النظام الطائفي‪ .‬ألول مرة يف‬ ‫تاريخ لبنان نتمكن من التغيري ولو كان بطيئاً‪ ،‬إذ أصبح هناك عرشة آالف‬ ‫شخص م ّمن شطب املذهب عن سجالت النفوس‪ ،‬وهذا ما ميكن ان يشكل قوة‬ ‫سياسية كبرية‪ .‬النظام الطائفي نظام منهار‪ ،‬لكنه يحتاج إىل قوة تفرض‬ ‫البديل‪ .‬ونحن يف املركز املدين نضع دفرت رشوط للدولة املدنية‪ ،‬ومبادرتنا‬ ‫ليست مجرد مبادرة نظرية بل هي ميدانية لها مفاعيل قانونية فورية‪.‬‬ ‫كيف ميكن املواطن تقديم هذا الطلب وما هي الرشوط التي تسمح له‬ ‫بشطب مذهبه من سجالت النفوس؟‬ ‫يؤخذ الطلب من املختار أو من مأمور النفوس ويسجل االسم والتوقيع‪،‬‬

‫صحة التوقيع ويطلب إصدار‬ ‫ثم ُيؤخذ الطلب إىل املختار للمصادقة عىل‬ ‫ّ‬ ‫قيد إفرادي وقيد عائيل‪ ،‬ومن ثم ُيقدّم إىل مأمور النفوس للقيام باإلجراءات‬ ‫الالزمة‪.‬‬ ‫هل تالقون قبوالً لهذا املوضوع من املؤسسات الدينية؟‬ ‫لقد أبدت بعض املؤسسات الدينية رأيها باملوضوع من خالل الوسائل‬ ‫اإلعالمية مثنية عىل شطب املذاهب‪ ،‬مث ًال بالنسبة لشيخي عقل طائفة‬ ‫املوحدين الدروز‪ ،‬فقد اعتربها الشيخ نعيم حسن خطوة جيدة وقال انه‬ ‫سيدرسها بالتنسيق مع دار الفتوى‪ ،‬أما الشيخ نرص الدين الغريب فلم ُيب ِد‬ ‫رأيه باملوضوع حتى اآلن‪ .‬أما الس ّيد محمد حسني فضل الله الذي اعترب ّأن‬ ‫َمن يشطب مذهبه فسيبقى مسل ًام وبالتايل ال مشكلة يف ذلك‪ ،‬كذلك‬ ‫فقد أ ّيد نائب رئيس املجلس اإلسالمي الشيعي األعىل الشيخ عبد األمري‬ ‫قبالن األمر مع العلم أنه كان يف السابق قد دعا إلزالة اإلشارة إىل املذهب‬ ‫بني الطوائف املسماّ ة قانوناً بـ»املح ّمدية»‪ .‬أما دار الفتوى السنّية فهي‬ ‫تدرس املوضوع ومل تب ِد رأيها حتى هذه اللحظة‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للبطريركية املارونية‪.‬‬ ‫هل هناك هيئات أو جمعيات اخرى تتعاون معكم يف هذا اإلطار؟‬ ‫نحن حالياً نتحالف مع جمعيات ذات طابع مدين كالحركة االجتامعية‪،‬‬ ‫تيار املجتمع املدين‪ ،‬نحو املواطنية‪ ،‬النادي العلامين‪ ،‬جمعية شامل وغريها‬ ‫من الجمعيات‪ .‬وسنعلن بدء املرحلة الثانية من خطة العمل إلنهاء النظام‬ ‫الطائفي ومن أهدافها القانون االختياري ملسألة األحوال الشخصية‪ ،‬فاملرحلة‬ ‫تم نهائياً يف ‪ 6‬شباط ‪.2009‬‬ ‫األوىل قد انتهت وقد ح ّققنا تغيريا كبريا جداً ّ‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫‪87‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب مناطق‬

‫إدلب الخضراء عراقة الماضي وحضارة المستقبل‬

‫المهندس األحمد‪ :‬نسعى إلظهار‬ ‫الوجه الحضاري لهذه المحافظة‬ ‫تقع محافظة إدلب شامل غرب‬ ‫سورية‪ ،‬ومتتد عىل مساحة ‪/6100/‬‬ ‫كم‪ ،2‬وعدد سكانها ‪ /1.5/‬مليون‬ ‫نسمة تقريبا‪ ،‬مناخها لطيف صيفاً‬ ‫وشتاًء‪ ،‬تحيط بها األشجار املثمرة‬ ‫التي يغلب عليها أشجار الزيتون‬ ‫باإلضافة إىل الكرز والتني‪ ،‬لذلك‬ ‫سميت إدلب الخرضاء‪ .‬األمر الذي‬ ‫أدى إىل ازدهار بعض الصناعات‬ ‫كصناعة عرص الزيتون والصابون‪،‬‬ ‫وصناعة الفخار والخزف باإلضافة‬ ‫إىل صناعة الزجاج‪.‬‬ ‫تحتل إدلب موقعا اسرتاتيجيا‬ ‫هاما بني املحافظات السورية األخرى‪،‬‬ ‫وهو امتداد طبيعي ملوقعها عرب التاريخ‪ ،‬حيث‬ ‫كانت ملتقى القوافل التجارية القادمة من‬ ‫انطاكيا‪ ،‬فأفاميا‪ ،‬وحلب‪ ،‬وآفس‪ ،‬وسهل العمق‪.‬‬ ‫وموقعها الجغرايف هذا كبوابة شاملية‬ ‫لسورية عىل األناضول وأوربا‪ ،‬جعلها موطنا‬ ‫ألكرب الحضارات‪ ،‬فهي تختزن ثلث آثار سورية‬ ‫التي تعود إىل األلف الرابع قبل امليالد‪ ،‬مرورا‬ ‫مبملكة ايبال صلة الوصل بني البحر املتوسط‬ ‫والرشق األقىص‪ ،‬هذه اململكة املعروفة برقمها‬ ‫املسامرية التي شكل اكتشافها حدثاً مه ًام‬ ‫يف القرن العرشين‪ .‬كام عرفت املحافظة‬ ‫الحقب الحثية‪ ،‬واآلرامية‪ ،‬واآلشورية‪ ،‬والرومانية‪،‬‬ ‫والبيزنطية حتى العصور اإلسالمية‪ ،‬ومتيزت‬ ‫بوجود عدد كبري من املدن املنسية والتي‬ ‫يتجاوز عددها (‪ )500‬مدينة ما بني محفوظة‬ ‫بالكامل وأخرى تعترب أطالال‪ ،‬باإلضافة لعدد‬ ‫من القالع التي ال زالت بحالة جيدة‪ ،‬مام دفع‬ ‫وزارة السياحة إلقامة مهرجان املدن املنسية‬ ‫الذي أصبح تقليدا سنويا‪.‬‬ ‫منرب التوحيد التقت باملهندس خالد األحمد‬ ‫محافظ إدلب الذي عن اإلنجازات التي تحققت‬ ‫يف املحافظة خالل الفرتة املاضية‪ ،‬والتي تتم‬ ‫متابعتها بشكل مبارش من قبله‪ ،‬لرفع وترية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العمل يف مشاريع البنى التحتية وإنجازها‬ ‫بشكل دقيق‪ ،‬ووضعها يف الخدمة بالرسعة‬ ‫املمكنة‪.‬‬

‫مرشوع جر مياه‬ ‫نبع عني الزرقا‬ ‫يعتربه املهندس خالد األحمد من املشاريع‬ ‫املهمة حيث يقوم بإرواء معظم التجمعات‬ ‫السكنية يف محافظة إدلب‪ ،‬وتبلغ نسبة‬ ‫املستفيدين منه أكرث من ‪ % 71‬من مجموع‬ ‫سكان املحافظة‪ ،‬وكلفته التقديرية ‪ / 4 /‬مليار‬ ‫لرية سورية‪ .‬فنبع (عني الزرقا) طبيعي تبلغ‬ ‫غزارته ‪ 5.2 /‬م‪ / 3‬ثا خصص منها ‪ 3.2 /‬م‪/ 3‬‬ ‫ثا للرشب والباقي للري‪ .‬ويتكون املرشوع من‬ ‫خمسة أجزاء األول‪ :‬منشأة النبع وهي البحرية‬ ‫االصطناعية املقامة لتجميع مياه النبع وسدة‬ ‫الحامية وقناة ترصيف مياه املجاري‪ .‬والثاين‪ :‬ثالث‬ ‫محطات رئيسية تعمل عىل التسلسل‪ ،‬وثالث‬ ‫محطات فرعية عىل خط (كفرتخاريم) وخط‬ ‫مدينة (املعرة) وخط مدينة (سنجار الخوين)‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬خمسة خزانات رئيسية هي موقع‬ ‫(مريامني) سعة ‪5000 /‬م‪ / 3‬و (تب عبس) سعة‬

‫‪88‬‬

‫‪ 25000 /‬م‪ / 3‬منفذ منه ‪12500 /‬‬ ‫م‪ / 3‬و (مرتني) سعة ‪ 25000 /‬م‪3‬‬ ‫‪ /‬و (سلقني) سعة ‪ 5000 /‬م‪/ 3‬‬ ‫أما موقع (معرة النعامن) سعته‬ ‫‪ 5000 /‬م‪ ./ 3‬الرابع‪ :‬الخطوط التي‬ ‫تصل أطوالها يف املرشوع إىل ‪/‬‬ ‫‪ / 160‬كم‪ ،‬و ترتاوح أقطارها بني‬ ‫‪ / 150 /‬ملم إىل ‪ /1200 /‬ملم‪،‬‬ ‫وأكد األحمد أنه يتم تنفيذ كافة‬ ‫األعامل من محطات وخزانات‬ ‫وخطوط‪ ،‬ماعدا الجزء األول من‬ ‫خط الضخ بطول ‪ / 17 /‬كم حيث‬ ‫قامت وزارة اإلسكان والتعمري‬ ‫بالتعاقد مع الرشكة الفرنسية‬ ‫(سانت غوبان) لتقديم القساطل املطلوبة‬ ‫إلكامل املرشوع‪ ،‬وقد تم تصديق العقد وسيتم‬ ‫إعطاء املبارشة بعد فتح االعتامد املستندي‪.‬‬ ‫كام قامت وزارة اإلسكان والتعمري بإجراء عقد‬ ‫بالرتايض مع الرشكة العامة للمشاريع املائية‬ ‫لرتكيب القساطل من موقع (مرتني) حتى‬ ‫املحطة الثالثة واملرشوع قيد التنفيذ‪ ،‬وهناك‬ ‫عقد بالرتايض مع الرشكة ذاتها لرتكيب‬ ‫قساطل بقية املرشوع‪ .‬أما الجزء الخامس‪ :‬عبارة‬ ‫عن التجهيزات امليكانيكية والكهربائية‪ ،‬والتي‬ ‫تم إبرام عقد مع رشكة (األحمدية) اإلماراتية‬ ‫لتقدميها وتركيبها بكلفة ‪ / 640 /‬مليون‪ ،‬ويتم‬ ‫حالياً تركيب التجهيزات يف املرشوع حيث تبلغ‬ ‫نسبة التنفيذ ‪ / % 50 /‬تقريباً‪ ،‬لتأمني التغذية‬ ‫الكهربائية للمحطات الخمسة‪ ،‬فقد اإلعالن‬ ‫لتأمني التغذية الكهربائية للمحطتني األوىل‬ ‫والثانية من فبل رشكة كهرباء إدلب) وللمحطة‬ ‫الثالثة تم تكليف الرشكة العامة ألعامل‬ ‫الكهرباء واالتصاالت (السورية للشبكات) من‬ ‫قبل وزارة اإلسكان والتعمري لتنفيذ محطة‬ ‫تحويل ‪ 66 / 6.3‬ك ف‪ ،‬وقد أعلنت الرشكة عن‬ ‫توريد تجهيزات املحطة لتقوم برتكيبها‪ .‬كام‬ ‫تقوم رشكة كهرباء (إدلب) بإيصال التغذية‬

‫الرابعة‬ ‫للمحطات‬ ‫الكهربائية‬ ‫والخامسة والسادسة وقد شارفت‬ ‫عىل االنتهاء‪ ،‬وتم التأكيد من‬ ‫قبل املحافظ أنه من املتوقع وضع‬ ‫املرشوع بالخدمة يف النصف األول‬ ‫من العام ‪.2010‬‬

‫محطات معالجة‬ ‫ورصف صحي‬ ‫عىل صعيد البيئة والرصف الصحي حيث‬ ‫ال توجد محطات معالجة يف املحافظة‪ ،‬أكد‬ ‫املحافظ بوجود خطط طموحة إلقامة محطات‬ ‫معالجة للرصف الصحي حيث يوجد ثالث‬ ‫محطات رئيسية متعاقد عليها مع رشكات‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وهي محطة (معرة مرصين)‬ ‫تنتظر أمر املبارشة‪ ،‬ومحطة (معرة النعامن)‬ ‫قيد التصديق برئاسة مجلس الوزراء‪ ،‬ومحطة‬ ‫(كفرتخاريم) قيد التدقيق يف وزارة اإلسكان‬ ‫والتعمري‪ ،‬باإلضافة إىل محطتني رئيسيتني‬ ‫محطتان قيد اإلعالن عنهام‪ ،‬محطة (خان‬ ‫شيخون) ومحطة (جرس الشغور)‪ ،‬وتوجد‬ ‫محطات تم اإلعالن عنها يف وزارة اإلسكان‬ ‫والتعمري وهي محطة (الغدفة)‪ ،‬و(تل مرديخ)‬ ‫و(تل الطوقان) وهناك عرشات املحطات املدروسة‬ ‫أو قيد الدرس‪.‬‬

‫مرشوع سد وادي األبيض‬ ‫وعن املرشوع األهم سد (وادي األبيض) يقول‬ ‫األحمد ‪ :‬يقع مرشوع سد (الوادي األبيض) عىل‬ ‫نهر األبيض عىل بعد حوايل ‪ / 10 /‬كم شامل‬ ‫غرب (جرس الشغور) بجوار قرية (الحسينية)‪.‬‬ ‫وهذا السد ركامي من نواة غضارية كتيمة‪،‬‬

‫يحيط بها من كال الجانبني ثالث مناطق من‬ ‫املرشحات‪ ،‬تليها املواشري املكونة لجسم‬ ‫السد واملؤلفة من الردميات الصخرية‪ ،‬ومن‬ ‫منشآته األساسية صالة للحقن واملراقبة‬ ‫تحت النواة الغضارية عىل طول السد‪ ،‬ينفذ‬ ‫منها ستارة حقن عىل امتداد طول السد‪،‬‬ ‫ومتصلة مع ستارة الحقن املتوضعة عىل‬ ‫الضفة اليرسى‪ ،‬وتلك املتوضعة عىل الضفة‬ ‫اليمنى‪ ،‬ونفق لتحويل مياه الفيضانات خالل‬ ‫فرتة إنشاء السد بجانبه األيرس‪ .‬والسد مزود‬ ‫مبفيض علوي لترصيف املياه الفائضة‪ ،‬ومبفرغ‬ ‫سفيل لتفريغ مياه البحرية‪ ،‬تم تجهيزه ليكون‬ ‫يف الوقت نفسه مأخذاً ملياه الري‪ ،‬ويتضمن‬ ‫املرشوع مبنى لإلدارة‪ ،‬ومنظومة قياس ومراقبة‬ ‫السد ومنشآته‪ ،‬وطرقات تخديم مؤدية ملوقعه‬ ‫وبعض منشأته‪ ،‬وتبلغ القيمة العقدية لهذا‬ ‫املرشوع ‪ / 995108375 /‬لرية سورية‪ ،‬وعقد‬ ‫ثانوي قيمة أعامله ‪ / 300 /‬مليون لرية سورية‪،‬‬ ‫وقد بدء العمل بتاريخ ‪ ،200 / 3 / 13‬ومن املتوقع‬ ‫االنتهاء من األعامل ‪ ،2011 / 4 /3‬وبلغت نسبة‬ ‫التنفيذ لغاية ‪ / % 50 / 2009 / 3 / 23‬من‬ ‫مجمل القيمة األساسية للمرشوع البالغة‬ ‫‪ / 1689090 /‬ألف لرية سورية‪ ،‬أي مبجموع‬ ‫رصفيات بلغت ‪ / 867 /‬مليون لرية سورية‬ ‫تقريبا‪ ً،‬أما األعامل التي تنفذ حالياً يف املرشوع‬ ‫حقن‪،‬‬ ‫أعامل‬ ‫هي‬ ‫ونسبة التنفيذ ‪، %100‬‬ ‫وإنتاج الفلرت ‪ / F2 /‬من‬ ‫خالل التكسري والفرز‬ ‫والغسيل من مقلع‬ ‫الفالتر يف البحرية‪،‬‬ ‫البيتونية‬ ‫واألعامل‬ ‫للربج واملفيض نفذت‬ ‫بنسبة ‪ % 95‬وإكساء‬ ‫مبنى الخدمة‪ ،‬و أعامل‬ ‫الردم الصخري‪ ،‬ويتم‬ ‫التجهيز للبدء بأعامل‬ ‫الغضارية‬ ‫الردميات‬ ‫يف بداية املوسم من‬ ‫خالل تأمني مادة الفلرت‬

‫‪89‬‬

‫‪ / F1 /‬من قبل الرشكة املنفذة‬ ‫من مقلع البحرية‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫الرشكة املصممة (أغرو كومبلت)‬ ‫البلغارية مواكبة لتنفيذ األعامل‬ ‫يف املرشوع عرب خرباءها‪.‬‬ ‫ونوه محافظ أدلب إىل أن هذا‬ ‫املرشوع يقوم‪ ‬بإرواء مساحة ‪/‬‬ ‫‪ / 10700‬هكتار يف منطقة (جرس‬ ‫الشغور)‪ ،‬وحجم التخزين الكيل‬ ‫للسد ‪ / 87 /‬مليون مرت مكعب‪،‬‬ ‫وحجم التخزين املفيد ‪ / 78.66 /‬م ‪ .‬م‪ ،3‬وتبلغ‬ ‫مساحة البحرية ‪ / 410 /‬هكتار‪ ،‬وطول السد‬ ‫بالقمة ‪ / 810 /‬مرت‪ ،‬وارتفاع السد األعظمي‬ ‫‪ / 70 /‬مرت‪ ،‬وعرضه بالقمة ‪ / 7 /‬مرت‪ ،‬ويبلغ‬ ‫ترصيف املفيض ‪ 640 /‬م‪ / 3‬ثا‪ ،‬وترصيف نفق‬ ‫التحويل ‪150 /‬م‪ / 3‬ثا‪ ،‬واستطاعة املفرغ‬ ‫األعظمية ‪ 25.7‬م‪ / 3‬ثا‪.‬‬

‫الواقع الصحي يف املحافظة‬ ‫يعترب الوضع الصحي يف املحافظة جيدا‪،‬‬ ‫ومثة خطة جادة ومدروسة لإلرساع بوضع‬ ‫املشايف التي هي قيد التنفيذ يف الخدمة‪،‬‬ ‫وتأمني كافة مستلزمات العمل الطبي من‬ ‫أجهزة حديثة ومتطورة‪ ،‬وتأمني الكادر الطبي‬ ‫الالزم للمشايف بكافة االختصاصات‪ .‬ويضيف‬ ‫املهندس األحمد‪ :‬هناك عدة مشايف عامة‬ ‫منها مشفى (إدلب) الوطني ويحتوي عىل‬ ‫‪ / 180 /‬رسيرا للجراحة‪ ،‬والتوليد‪ ،‬واألطفال‪،‬‬ ‫والجناح السفيل الشاميل يف املشفى قيد‬ ‫الرتميم‪ ،‬وهناك مشفى (ابن سينا) لألمراض‬ ‫الداخلية ويحتوي عىل ‪ / 119 /‬رسير‪ ،‬ومشفى‬ ‫(معرة النعامن) الذي افتتح حديثاً‪ ،‬وهو قيد‬ ‫االستثامر الكامل ويحتوي عىل ‪ / 200 /‬رسير‪،‬‬ ‫ومشفى (جرس الشغور) ويحتوي عىل ‪200 /‬‬ ‫‪ /‬رسير مستثمر منها حالياً ‪ / 128 /‬رسيرا‪،‬‬ ‫وهناك خطة الستثامر باقي األرسة خالل‬ ‫(‪)2009‬عام‪ ،‬ومشفى (ابن سينا) يحتوي عىل‬ ‫‪ / 240 /‬رسيرا قيد االنجاز‪ ،‬حيث بلغت نسبة‬ ‫االنجاز ‪ ،% 36‬بكلفة تقديرية ‪ / 700 /‬مليون‪،‬‬ ‫ومشفى (أريحا) يحتوي عىل ‪ / 50 /‬رسيرا وهو‬ ‫قيد االنجاز بنسبة ‪ % 37‬وبكلفة تقديرية ‪120 /‬‬ ‫‪ /‬مليون‪ ،‬ويوجد يف املحافظة ‪ / 30 /‬مشفى‬ ‫رسة ‪ / 391 /‬رسير‪.‬‬ ‫خاصا بعدد أ ّ‬ ‫ويف ختام لقاءنا قدم محافظ أدلب الشكر‬ ‫الجزيل ملجلة (منرب التوحيد) يف متابعتها‬ ‫للقضايا املتعلقة بالواقع الخدمي والصحي‬ ‫والبيئي ملحافظة إدلب‪.‬‬

‫‪ ‬إعداد ‪ :‬عبد السالم األحمد‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب املرأة‬

‫األسيرة سمر صبيح‬ ‫بين ألمي القيد والوالدة‪ ...‬والبراء يكشف عوراتنا‬ ‫القادم من غزة كام القادم من كعبة الله‬ ‫الحرام‪ ،‬ترسي إليه القلوب تشتم رائحته تسأله‬ ‫عن األحباب هناك عن األهل واألخوة واألصحاب‬ ‫والشهداء‪ ،‬ومن أخطأتهم الشهادة يرابطون‬ ‫عند تخومها ينتظرون أجال‪...‬أو رشفا يتكللون‬ ‫به أحمر رمبا أو أخرض‪ .‬نسأل القادمني من غزة‬ ‫عن أطفالها‪ ،‬أطفالنا عن تلك الفصاحة التي‬ ‫ما عرفنا أختا لها‪ ،‬تحت القصف‪ ،‬ويف ساحات‬ ‫الحرب وفوق الركام‪ ،‬يستحرضون سوق عكاظ‪،‬‬ ‫مبفردات ولغة‪ ،‬ترتسم بني أحرفها صنوف املعاناة‬ ‫واألمل‪ ،‬وتقطر منها معاين العزة واإلباء والصمود‪،‬‬ ‫أطفال ال تلدهن إال نساء كام نساء غزة‪ .‬كسمر‬ ‫وأحالم و‪...‬و‪ ...‬وغريهن من بنات خولة والخنساء‪ ،‬يف‬ ‫الحرب هن كام يف السلم‪ ،‬مرابطات مجاهدات‪،‬‬ ‫محتسبات‪ ،‬صابرات يف ساحات الحرب كام يف‬ ‫السجون‪ ،‬وعن السجون وصرب السجون حيث‬ ‫متكث مثانني مناضلة فلسطينية يحملن رشف‬ ‫التهمة باالنتامء لحركات املقاومة أو بإيصال‬ ‫أحزمة ناسفة‪ ،‬أو ملحاولتهن إيصال استشهاديني‬ ‫إىل داخل ما يسمي “إرسائيل”‪ ،‬عن رشف املعاناة‬ ‫داخل السجون اإلرسائيلية‪ ،‬داخل “زنزانات” الحقد‬ ‫واالحتالل‪ ،‬وعن حلم طفولة خرجت من رحم‬ ‫األمومة ورحمتها‪ ،‬يف عتمة “زنزانات” زبانية املوت‪،‬‬ ‫نجلس يف حرضة الرباء من كان أصغر فلسطيني‬ ‫معتقل‪ ،‬نجلس يف حرضة أم الرباء‪ ،‬سمر صبيح‬ ‫الخارجة من سجون االحتالل لرتوي حكاية صرب‪ ،‬ال‬ ‫تقدر عليه إىل حرائر النساء‪.‬‬ ‫ببسم الله تبدأ الحكاية‪ ...‬اعتقلت بعد زواجي‬ ‫بوقت قصري كنت قادمة من غزة حيث ولدت‬ ‫وتربيت وتعلمت‪ ،‬يف طور كرم تم اعتقايل والتهمة‬ ‫نقيل معلومات عن كيفية التحضري لشباب يف‬ ‫الحركة اإلسالمية يف حامس‪ ،‬والقيام بتدريبات‬ ‫عسكرية ومساعدة مجاهدين يف الضفة مل‬ ‫يثبت منها سوى انتاميئ لحركة حامس‪ .‬يف‬ ‫السجن مكثت ستني يوما يف االنفرادية حيث‬ ‫التحقيق وأصناف التعذيب الجسدي والنفيس‬ ‫الذي ال يحتمله كائن‪.‬‬

‫تفنن يف التعذيب‬ ‫ليتمكنوا من الحصول عىل معلومات يريدونها‪،‬‬ ‫اعتقلوا زوجي بعد يومني من اعتقايل‪ ،‬ووضعوه‬ ‫يف غرفة مقابلة لغرفتي‪ ،‬وكانوا يجربونني عىل‬ ‫النظر إليه من خالل العني السحرية مع شباب‬ ‫من الخلية أيضا تم اعتقالهم‪ ،‬أنظر إىل صنوف‬ ‫التعذيب التي ميارسونها بحقهم ألنهار واعرتف‬ ‫مبا يريدون‪ ،‬كانوا يشبحون الشباب عىل الكريس‬ ‫لساعات‪ ،‬ويرضبونهم‪ ،‬يعمدون إىل نقاط الضعف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فيهم ويثريونها‪ ،‬كان هناك شاب مصاب برصاصة‬ ‫يف فكه منذ االنتفاضة‪ ،‬كانوا يعرضونه لألمل يف‬ ‫منطقة اإلصابة‪ ،‬يصبون عليهم املاء البارد ومن‬ ‫ثم الساخن وغري ذلك من صنوف التعذيب‪.‬‬ ‫نسأل عن الشبح ما هو وكيف كون؟؟‬ ‫الشبح تقييد إىل الكريس مدة قد تطول ألكرث‬ ‫من اثنتي عرش ساعة‪ ،‬اليدان مقيدتان إىل خلف‬ ‫الظهر‪ ،‬والقدمان مقيدتان خلف الكريس‪ ،‬أو يكون‬ ‫الظهر عىل الطاولة بينام األرجل مدالة عىل األرض‬ ‫وكذلك اليدان‪ ،‬كانوا يتناوبون فرتات الحراسة وأنا‬ ‫مقيدة عىل هذا الوضع ال تنتابهم شفقة وال‬ ‫يعرفون لإلنسانية مكان‪ ،‬كانوا يستعملون معي‬ ‫صنوف التعذيب النفيس ويهددوين باإلجهاض إذ‬ ‫كنت حامال بشهرين‪ ،‬أو بالوالدة داخل الزنزانة‪ ،‬أو‬ ‫أن يفصلوا عني ابني‪ ،‬وأكرث ما كان يحدث ذلك‬ ‫عندما يقرأون عىل مواقع االنرتنت مقاالت أرسلها‬ ‫عرب املحامي عن حال السجينات وعن معاملتهم‬ ‫يل ولطفيل عندما ولد‪.‬‬

‫إىل السجن‬ ‫بعد انتهاء التحقيق نقلوين إىل سجن‬ ‫“هارشون” هو أفضل قليال من الزنزانة‪ ،‬وغرفه‬ ‫أوسع‪ ،‬تأكل جدرانها الرطوبة والعفن‪ ،‬يف غرفتي‬ ‫خمسون سجينة‪ ،‬نتنفس يف باحة صغرية تدعى‬ ‫“الفورة خلف السجن‪ ،‬كانت األيام متيض‪ ،‬وبطني‬ ‫تكرب أمامي‪ ،‬يف مساحة صغرية ال أستطيع‬ ‫امليش فيها‪ ،‬ويف نظام غذايئ أسوأ ما يكون‪،‬‬ ‫فال طعام جيد وال كميات كافية‪ ،‬كل يومني‬ ‫حبة فاكهة واحدة‪ ،‬وعىل الفطور قطعة جبنة‬

‫‪90‬‬

‫مثلثة يجب أن تكفي كل من يف الغرفة‪ ،‬طلبت‬ ‫من إدارة السجن اختصايص بنوع من الغذاء‬ ‫يتضمن الربوتني أو الكلس أو نوع من الخرضوات‪،‬‬ ‫ألحمي جنيني‪ ،‬لكنهم رفضوا‪ ،‬كانت السجينات‬ ‫يفضلنني عىل أنفسهن ويقدمن طعامهن يل‪،‬‬ ‫ليحافظن عىل صحتي وصحة مولودي‪ ،‬كنت‬ ‫استمد الصرب منهن ومن أمل سوف يولد غدا‪.‬‬

‫بني أملي القيد واملخاض‬ ‫وكانت لحظة الوالدة‪ ...‬قيرصية‪ ،‬أخربوين أين‬ ‫يجب أن أولد يف غرفة العمليات ألن الجنني رأسه‬ ‫ال زال نحو األعىل‪ ،‬تبسمت يف رسي وهي تكمل‬ ‫حديثها إذا خطر يف بايل أن الفلسطيني ال يحني‬ ‫رأسه حتى يف لحظة املخاض‪.‬‬ ‫تتابع سمر رسد حكايتها‪ ،‬حكاية الجسد الذي‬ ‫ممدوه عىل رسير العمليات مقيدا عرب اليدين‬ ‫والقدمني‪ ،‬فطلبت أن يخدروها موضعيا نسأل‬ ‫ملاذا‪ ،‬تقول ألين ال آمن غدر اليهود‪ ،‬فلرمبا قتلوا‬ ‫طفيل أو فعلوا يب شيئا ما‪ ،‬أسألها عن أمل‬ ‫الوالدة فتجيب أمل القيد أكرب‪ ،‬ومع أين كنت‬ ‫مقيدة إال أن الحراسة كانت أكرث تشددا أربع‬ ‫مجندات يف غرفتي وضابط خلف الباب‪ ،‬كانت متر‬ ‫ساعات األمل عيل ال أجد فيها إال البكاء‪ ،‬ومل أكن‬ ‫ألنام لحظة من شدة اآلالم‪ ،‬التي كانوا يعالجونها‬ ‫بحبة “سيتامول” يف الوقت الذي كنت فيه‬ ‫بحاجة إىل إبر االلتهاب‪ ،‬وأدوية تساعد عىل التئام‬ ‫الجرح وتسكني األمل‪ ،‬لكنهم رفضوا إعطايئ‬ ‫أي دواء‪ ،‬ومنعوين من امليش إال مرة واحدة رغم‬ ‫رضورة ذلك بعد أي عمل جراحي‪ ،‬وأعادوين إىل‬

‫القيد‪ ،‬حتى يف املشفى كان األكل كام لوكنت‬ ‫يف السجن‪ ،‬وكأين لست مريضة خضعت لعمل‬ ‫جراحي ونزفت الكثري من الدماء‪ ،‬أما الطبيب فلم‬ ‫أره إال يف اليوم الثالث عندما جاء “ليفك قطب”‬ ‫العملية‪.‬‬

‫الرباء لعبة السجن وأمله‬ ‫أسميت مولودي الرباء‪ ،‬الذي حمل الرباءة وكان‬ ‫أمل السجينات ولعبتهن املفضلة‪ ،‬أىت الرباء‬ ‫ليؤنس وحشتهن يف السجن‪ ،‬وميألن فراغهن‬ ‫بالعناية به‪ ،‬كن جميعهن أمهات لرباء‪ ،‬ولشدة ما‬ ‫كن يتكلمن معه ويحادثنه كانت أول كلمة ينطق‬ ‫بها براء يف الشهر السابع وليك أن تصدقي‪،‬‬ ‫وكانت أول كلمة نطقها “الله” ويف شهره الحادي‬ ‫عرش انطلق لسانه جيدا‪ ،‬وبدأ يعي الواقع الذي‬ ‫نحن فيه‪ ،‬مع أننا عندما خرجنا من السجن كان‬ ‫عمره سنة وسبعة أشهر‪ ،‬إال أن لله حكمة‪ .‬كان‬ ‫يطالبني بفتح الباب يريد الخروج‪ ،‬ويسألني عن‬ ‫“البابا” فأحيك له حكاية اليهود الذين اعتقلونا‬ ‫وأقفلوا باب السجن علينا‪ ،‬وكثريا ما كان يبيك‬ ‫عندما نعود من الفسحة “الفورة” ويرصخ ضاربا‬ ‫الباب‪ .‬فهم حياة السجن وكان صوته يعلو عندما‬ ‫يرى املجندين قادمني إىل غرفتنا‪ ،‬فنسمع صوت‬ ‫الرباء ينادي “عدد يا صبايا” ألنهم كانوا يعدون‬ ‫السجينات كل يوم‪ ،‬أو نسمعه يرصخ “فورة يا‬ ‫صبايا” منبها إىل وقت التنفس‪.‬‬

‫رشف التهمة‬ ‫نسأل عن أحوال السجينات وتهمهن‪،‬‬ ‫واألحكام بحقهن‪ ،‬فيطالعنا رشف التهمة‬ ‫وعجز املحتل‪ ،‬حيث نقرأ يف مدد األحكام عجز‬ ‫عدونا عن استيعاب صمود هذا الشعب‪،‬‬ ‫وقدرته عىل الحياة واالستمرار رغم صنوف‬ ‫الحصار وعذابات االحتالل‪ ،‬إذ ترتواح مدة الحكم‬ ‫من العام وحتى املؤبدات‪ ،‬لتصل إىل ‪ 16‬مؤبد‪،‬‬ ‫ومع ذلك فنفسية سجيناتنا كام تقول سمر‬ ‫عالية وواثقة من ذاتها‪ ،‬وإميانها قوي‪ ،‬مؤكدة‬ ‫أنه لوكانت نفسية السجينات كام نفسية‬ ‫“شاليط” وغريه من األرسى اإلرسائيليني‪ ،‬لكان‬ ‫االنهيار نصيبهن منذ وقت طويل ورمبا املوت‪.‬‬ ‫فأحالم التي تعترب األم الثانية لرباء‪ ،‬محكومة‬ ‫بـ‪ 16‬مؤبد‪ ،‬والتهمة التي ال تنكرها وتترشف‬ ‫بها‪ ،‬إيصال االستشهادي عز الدين املرصي إىل‬ ‫داخل “إرسائيل‪ ،‬حيث فجر نفسه يف بار يف‬ ‫القدس‪ ،‬كانت نتيجته قتل ‪ 16‬إرسائييل‪ .‬وهنا‬ ‫تؤكد سمر صبيح أن املرأة الفلسطينية قد‬ ‫تفوقت عىل الرجل يف حقل الجهاد‪ ،‬فهي التي‬ ‫ترسل ابنها إىل الجهاد وتلبسه بذته العسكرية‬ ‫وهي عىل يقني أنه لن يعود إال شهيدا‪ ،‬وهي‬ ‫أيضا االستشهادية‪ ،‬وحاملة األحزمة والعبوات‬ ‫الناسفة‪ ،‬وموصلة املعلومات‪ ،‬إىل جانب وجودها‬ ‫يف املنزل مربية ومعلمة ألوالدها‪ .‬أما يف حاالت‬

‫الحرب فهي املرأة الصابرة واملحتسبة التي تبعث‬ ‫بأوالدها إىل ساحة الحرب‪ ،‬بينام تجلس هي‬ ‫لتطهو طعام املجاهدين‪ ،‬وتقوم بإيصاله رغم‬ ‫الطريان الذي يقصف كل ما يتحرك عىل األرض‪،‬‬ ‫وهذا ما شهدته بأم عيني يف مخيم جباليا يف‬ ‫الحرب األخرية عىل غزة‪.‬‬

‫يوم يف غزة‬ ‫القادم من غزة ال بد من سؤاله عن حالة األهل‬ ‫هناك كيف يعيشون ‪ ،‬وماذا يفعلون؟ نسأل‬ ‫عن الحصار واألنفاق‪ ،‬فرتد سمر التحية باحسن‬ ‫منها األنفاق ال زالت بخري‪ ،‬واملجاهدون يف كل يوم‬ ‫يخرتعون الجديد‪ ،‬وأمل الحصار الذي نعيشه ليس‬ ‫ضيقا من الحال‪ ،‬فنحن شعب صابر ومحتسب‪،‬‬ ‫إمنا أمل مصدره أن الشقيقة مرص هي من يفرض‬ ‫علينا هذا الحصار‪ ،‬ومع ذلك الزال “الغزّاوين”‬ ‫يستيقظون كام كل صباح‪ ،‬يبعثون أوالدهم إىل‬ ‫املدارس‪ ،‬ويغادرون إىل العمل‪ ،‬واملرابطون ال زالوا‬ ‫عىل الثغور‪ ،‬واملدارس بخري والجامعات كذلك‪،‬‬ ‫وأقول لك أننا أثناء الحرب وقبل نهايتها بأسبوع‬ ‫عادت الحياة التعليمية يف غزة إىل حالها‪ ،‬وأنا‬ ‫كنت من الذين ذهبت لجامعتي قبل انتهاء الحرب‪،‬‬ ‫فأهل غزة الصامدون واالستشهاديون‪ ،‬يعرفون‬ ‫قيمة العلم‪.‬‬ ‫املرأة الفلسطينة تصنع من ال يشء يشء‪،‬‬ ‫نأكل الزعرت والزيت‪ ،‬والفول والعدس‪ ،‬وأي يشء‬ ‫آخر‪ ،‬فوزارة الشؤون تحاول ما استطاعت أن تقدم‬ ‫الفلسطيني‪،‬‬ ‫للشعب‬ ‫واملعونات‬ ‫املساعدات‬ ‫وتقدم لهم ‪ 100‬دوالر شهريا ليعتاشوا بها‪ ،‬وتخلق‬ ‫فرص التكافل والتضامن عن طريق الجمعيات‬ ‫ملساعدة الشباب الذين مل يستطيعوا العودة‬ ‫إىل داخل “إرسائيل” حيث كانوا يعملون‪ ،‬وتحاول‬ ‫خلق فرص للعمل‪ ..‬ورغم كل هذه املعاناة فإن‬ ‫إميان الشعب الفلسطيني باملقاومة مل يهتز‪ ،‬بل‬ ‫ازداد بعد النرص الذي حققته يف غزة كام عندكم‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وأجمل ما صنعته الحرب أنها وحدت‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬رغم الشهداء والجرحى‪ ،‬إذ‬ ‫ال تخلوا حارة وال ساحة من عرس لشهيد‪ ،‬أو أثر‬

‫‪91‬‬

‫لجريح أو مبتور‪ ،‬ورغم ركام املنازل واملدارس الشعب‬ ‫الفلسطيني مستمر يف املقاومة‪.‬‬ ‫يف حرضة الرباء‪...‬‬ ‫يدخل الرباء حامال كالشنكوفه يضع شارة‬ ‫“القسام” الخرضاء عىل رأسه‪ ،‬أسمر كرتاب وطنه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ناعام كأبناء جيله‪ ،‬رشسا كلبؤة تحذر األعداء عىل‬ ‫أبنائها‪ ،‬وهو شبل منهم‪ ،‬نسأل الرباء عن أحالمه‬ ‫ماذا يريد أن يصبح عندما يكرب‪ ،‬تخيلت أنه قال‬ ‫“رسام” شكلت عندي الكلمة حالة رسقتني‬ ‫يل‬ ‫ّ‬ ‫لحظات رحت أتخيل فيها ما عساه أن يرسم من ولد‬ ‫يف عتمة الزنازين‪ ،‬وتعلم عد الصبايا‪ ،‬وأقفلت عليه‬ ‫منافذ النور‪ ،‬لكن أمه األسرية سمر صبيح صححت‬ ‫ما التبس ع ّ‬ ‫يل من جمل الرباء‪ ،‬وقالت هو يريد أن‬ ‫يصبح “قسام” نسبة لكتائب عز الدين القسام‪،‬‬ ‫وعندما سألناه ملاذا؟؟ أجاب بلهجته الفلسطينية‬ ‫الحبيبة إىل القلب” بدي أطخ اليهود”‬ ‫نسأل‪“ :‬ليش بدك طخ اليهود”‬ ‫يجيب‪“ :‬ألنهم أخذوا خالتي أحالم وسجنوا‬ ‫أمي”‪.‬‬ ‫وهنا تروي سمر حكاية أحالم‪ ،‬التي تع ّلق بها‬ ‫الرباء يف سجنه‪ ،‬لدرجة أنه يستيقظ مرعوبا من‬ ‫نومه يركض إىل أمه يرصخ بها “بدي أطخ اليهود‬ ‫وأجيب أحالم”‪.‬‬ ‫نسأله عن بندقيته ماذا سيفعل بها‪ ،‬قال‬ ‫سأحرر غزة‪.‬‬ ‫فقلت له وكنت قد أخربتهم أين من الجوالن‪:‬‬ ‫وستحرر الجوالن أيضا‪...‬فر ّد وقال يل “إنت بتحرري‬ ‫الجوالن” أدهشتني إجابته‪ ،‬وعرفت أنني مع الرباء‬ ‫أجلس يف حرضة الرجولة‪ ،‬حيث ولد الرباء رجال‬ ‫أعدته حرائر السناء للشهادة‪ ،‬فهناك يف فلسطني‬ ‫ال وقت للطفولة‪ ...‬ال وقت للعب‪ ...‬ال وقت “لعسكر‬ ‫وحرمية” و”بيت بيوت” فهناك يف فلسطني الوقت‬ ‫كل الوقت “للكالشنكوف” والـ”اآلربيجي” وشارات‬ ‫النرص ترفعها أنامل بالسام طفة‪ .‬يف حرضة‬ ‫الرباء يقتلني يقني أننا رغم الواحد وستني عاما‬ ‫التي مرت نكبتنا‪ ،‬ونكستنا‪ ،‬ورغم انتصارات متوز‬ ‫وغزة‪ ،‬ملّا نزل يف عهد الطفولة‪ ،‬نرفض املغادرة‪،‬‬ ‫نتنعم برغيف الخبز‪ ...‬نتلذذ بقدح الرشاب‪ ...‬نقامر‬ ‫بكرامات الوطن‪...‬وننتظر األحبة الشهداء‪ ،‬لرنفع‬ ‫رايات النرص معتقدين أننا أحياء‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬هدى مطر ـ دمشق‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب صحة‬

‫السرطان … المرض الذي ال يهاب شيئاً‬ ‫ُيع ّد مرض الرسطان من األمراض املنترشة‬ ‫بشكل واسع يف العامل‪ ،‬وهو يأيت فجأة دون‬ ‫مقدمات ويتزايد انتشاره بشكل مذهل‪ ،‬حتى‬ ‫أن األضداد داخل الجسم ال تتمكن من مواجهته‬ ‫نظراً لرسعته القياسية يف غزو جسم اإلنسان‬ ‫والفتك به‪.‬‬ ‫ونحن نعلم أن جسم اإلنسان يتكون من‬ ‫مجموعة من األعضاء واألنسجة التي تتكون‬ ‫بدورها من ماليني الخاليا‪ .‬هذه الخاليا تختلف عن‬ ‫بعضها من ناحية الشكل والوظيفة لكنها‬ ‫تنقسم وتتكاثر بالطريقة نفسها‪ .‬وعادة يحدث‬ ‫انقسام الخاليا بشكل منتظم‪ ،‬بحيث ميكن‬ ‫ألجسامنا النمو واالستبدال أو إصالح األنسجة‬ ‫التالفة‪.‬‬ ‫هذا التكاثر يكون يف وقت محدود وإىل حد‬ ‫معني‪ ،‬لكن إن خرجت هذه العملية عن السيطرة‬ ‫فإن الخاليا تبدأ بالتكاثر برسعة وينتج عن هذا ما‬ ‫يسمى بالورم‪.‬‬ ‫إذاً الرسطان هو اسم ملجموعة األمراض التي‬ ‫تتميز بنمو غري طبيعي للخاليا وبقدرتها عىل‬ ‫مهاجمة األنسجة املجاورة والبعيدة عنها وإحداث‬ ‫أرضار مميتة ‪.‬‬ ‫ويقسم مرض الرسطان إىل قسمني‪:‬‬

‫األورام الحميدة‬ ‫وهذه عادة تكون مغ ّلفة بغشاء وغري قابله‬ ‫لالنتشار‪ .‬تأثريها املحدود عىل املريض يكون‬ ‫بالضغط عىل األعضاء الطبيعية إذا كان‬ ‫حجمها كبرياً ميكن أن تستأصل بالجراحة أو‬ ‫عالجها بالعقاقري أو األشعة لتصغري حجمها‪،‬‬ ‫وذلك كاف للشفاء منها‪ ،‬وغالباً ال تعود م ّرة‬ ‫ثانية‪.‬‬

‫األورام الخبيثة (الرسطانية(‬ ‫وهي موضوعنا‪ ،‬فاألورام الرسطانية‬ ‫بها‬ ‫املحيطة‬ ‫األنسجة‬ ‫الخاليا‬ ‫وتدمرها‪ ،‬ولها القدرة عىل االنتشار‬ ‫بعيداً‪ ،‬وذلك بأن تنفصل خلية أو‬ ‫خاليا من الورم األويل وتنتقل عن‬ ‫طريق الدم حيث تنفصل خلية (أو‬ ‫خاليا) من الورم الرسطاين األويل‬ ‫‪ Primary‬وتنتقل عن طريق الجهاز‬ ‫اللمفوي أو الدم إىل أعضاء أخرى‬ ‫بعيدة‪ ،‬حيث تستقر يف مكان ما‬ ‫غالباً أعضاء غنية بالدم مثل الرئة‪،‬‬ ‫الكبد أو العقد اللمفاوية‪ ،‬متسببة‬ ‫يف منو أورام رسطانية أخرى تسمى‬ ‫باألورام الثانوية ‪ Secondary‬أو الجهاز‬ ‫الليمفاوي إىل عضو أو أعضاء أخرى‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تهاجم‬

‫يف الجسم لتكون أوراماً ثانية تسمى باألورام‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫أسباب الرسطان عامة ورسطان الدم خاصة‬ ‫إننا نعرف اليوم أسباباً معينة تسبب األورام أو‬ ‫توجد مي ًال إىل نشوء األورام‪ ،‬ولكن هذه األسباب‬ ‫أوالً ال ترشح جميع حاالت األورام‪ ،‬ثانياً ال ترشح‬ ‫بأية حال ملاذا الشخص الفالين ُأصيب لورم‪ .‬يف‬ ‫العادة يتساءل املرىض وأقاربهم ملاذا أصيبوا هم‪،‬‬ ‫أو الشخص العزيز لديهم بالورم وال يهمهم ملاذا‬ ‫تصيب األورام الناس‪ .‬لذلك يصعب عىل األطباء‬ ‫أن يجيبوا عن تساؤل املرىض وأقاربهم بالدرجة‬ ‫التي تشفي غليلهم‪ .‬عىل كل نستطيع أن نقول‬ ‫بجزم إن مشيئة الله أرادت لهذا الشخص أو ذاك‬ ‫أن يصاب بالورم ونرتك جانباً التساؤالت التي ال‬ ‫فائدة منها يف عالج ذلك الشخص ألنها ليس‬ ‫فيها أية فائدة‪ ،‬بل قد تجلب الرضر من حيث إثارتها‬ ‫ملشاعر الشعور بالذنب‪ .‬نعم هناك أحوال معينة‬ ‫نستطيع أن نستفيد من معرفة األسباب املؤدية‬ ‫لألورام بالنسبة لألشخاص اآلخرين حول املريض‬ ‫أو غريه ‪ ،‬فمث ًال عندما يصاب شخص مدخن‬ ‫لسنوات طويلة بورم يف الرئة نستطيع أن تقول‬ ‫إن الورم رمبا حصل بسبب التدخني‪ ،‬ورمبا يستفيد‬ ‫بعض املدخنني من أقارب املريض أو غريهم من‬

‫‪92‬‬

‫هذه العربة ويبتعدون عن التدخني‪ .‬وكذلك هناك‬ ‫أمراض وراثية معينة نعلم أنها تسبب امليل إىل‬ ‫ظهور األورام وقد أصبحنا اليوم نعرف الكثري من‬ ‫االختالالت الوراثية التي تسبب امليل إىل نشوء‬ ‫األورام بدرجات مختلفة‪ ،‬ويف حال معرفة ذلك‬ ‫ميكن لنا أن نفحص أقارب املريض ملعرفة وجود‬ ‫الجينة الوراثية تلك من عدمه ثم يتخذ اإلجراء‬ ‫الالزم لذلك ‪.‬‬ ‫كذلك ميكن لنا بعد معرفة أسباب نشوء‬ ‫األورام عن طريق التعرض ملواد كياموية أو غري ذلك‬ ‫أن نعمل عىل وضع سياسات لحامية العاملني‬ ‫املعرضني لهذه املواد‪ .‬كام استطعنا بواسطة‬ ‫إدخال التطعيم الوقايئ من فريوس التهاب‬ ‫الكبد من نوع ب أن نخفض أعداد املصابني‬ ‫برسطان الكبد‪ .‬ولكن جميع هذه اإلجراءات‬ ‫تسعى لخفض ظهور األورام لدى الناس عامة وال‬ ‫تفيد خاصة املريض املصاب بالورم‪ ،‬الذي يتساءل‬ ‫عادة ملاذا أصابني هذا الورم؟ وهذا السؤال تصعب‬ ‫اإلجابة عليه عادة ‪.‬‬ ‫األسباب املؤدية للميل إىل نشوء األورام هي‪:‬‬

‫االختالالت الوراثية‬ ‫من املعروف أن هناك اختالالت وراثية تجعل‬ ‫اإلنسان عرضة لنشوء األورام‪ ،‬أشهرها مرض‬ ‫متالزمة داون أو ما يسمى بالطفل املنغويل‪،‬‬ ‫وهؤالء األطفال لديهم احتامل أن يصابوا‬ ‫برسطان الدم الحاد‪ .‬وكذلك هناك عدد من‬ ‫األمراض الوراثية املعروفة لدى األطباء التي ميكن‬ ‫أن تؤدي إىل أورام الدم‪.‬‬

‫التعرض لإلشعاع‬ ‫من التجربة األليمة للقنبلتني النوويتني اللتني‬ ‫استخدمها األمريكان أثناء الحرب العاملية الثانية‬ ‫لقصف مدينتي هريوشيام ونكازايك اليابانيتني‪،‬‬ ‫ومن آثار حادث مفاعل ترشنوبل الرويس‪ ،‬وأخرياً‬ ‫من التقارير عن اليورانيوم املنضب‬ ‫الذي استخدمه األمريكان يف البلقان‬ ‫والعراق‪ .‬نعم إن التعرض لإلشعاع‬ ‫يسبب أورام الدم خالل السنوات التي‬ ‫تيل التعرض لذلك اإلشعاع‪ .‬كذلك‬ ‫كانت الجرعات التي يتعرض لها‬ ‫أطباء وفنيو األشعة يف أول القرن‬ ‫العرشين لإلشعاع أكرب بكثري من‬ ‫الجرعات التي يتعرض لها العاملون‬ ‫التشخيصية‬ ‫األشعة‬ ‫أقسام‬ ‫يف‬ ‫حاليا‪ ،‬ولذلك كان احتامل خطر‬ ‫ظهور أورام الدم لدى هؤالء العاملني‬ ‫أكرب من غريهم‪ .‬كام صدرت دراسات‬ ‫تفيد بأن أخطار نشوء أورام الدم تزيد‬

‫ التأخر يف اإلنجاب ألول مرة إىل ما بعد عمر‬‫الثالثني أو عدم اإلنجاب‪.‬‬ ‫ الطعام الغني بالدسم قد يزيد من احتامل‬‫اإلصابة‪ .‬استعامل اإلسرتوجني ملدة طويلة‪،‬‬ ‫خاصة بعد التشخيص الشعاعي أو األشعة‬ ‫الكهرومغناطيسية التي تنتج عن خطوط‬ ‫الكهرباء ذات التوتر العايل‪.‬‬ ‫ اإلصابة بداء السكري الليفي أو رسطان‬‫ثدي آخر أو رسطان مبيض يزيد من احتامل‬ ‫اإلصابة‪.‬‬ ‫ العمر‪ :‬رسطان الثدي نادر قبل سن‬‫العرشين ويتزايد مع تقدم السن‪.‬‬ ‫قد يكون لإلرضاع والرياضة دور يف الوقاية من‬ ‫الداء‪.‬‬

‫عند األطفال الذين تعرضت أمهاتهم أثناء الحمل‬ ‫بهم لإلشعاع أو الذين ولدوا آلباء يعملون يف‬ ‫املفاعالت النووية أو بالقرب منها ‪.‬‬

‫العالج اإلشعاعي والكياموي‬ ‫بعد استخدام العالج اإلشعاعي يف عرشات‬ ‫اآلالف من املرىض خالل القرن العرشين ثبت علمياً‬ ‫باملالحظة ثم بالدراسات أن العالج اإلشعاعي‬ ‫وكذلك الكياموي يسبب بنفسه يف بعض‬ ‫الحاالت أورام الدم التي ال عالقة لها بالورم األصيل‬ ‫الذي استُخدم العالج اإلشعاعي أو الكياموي‬ ‫ألجله‪ .‬وقد كان األطباء يف السابق يستخدمون‬ ‫العالج اإلشعاعي لعالج بعض األمراض غري‬ ‫الخبيثة مثل مرض التهاب فقرات الظهر‪ ،‬وال تزال‬ ‫بعض العقاقري الكياموية تستخدم يف أمراض‬ ‫مستعصية غري خبيثة‪ ،‬ألن لها تأثرياً عىل الجهاز‬ ‫النخاعي يف الجسم‪ ،‬ولذلك توقف األطباء عن‬ ‫استخدام العالج اإلشعاعي يف كثري من األمراض‬ ‫غري الخبيثة‪ .‬وعىل كل حال يجب معرفة أن الخطر‬ ‫من ظهور أورام الدم هذه هو خطر ضئيل ولكنه‬ ‫موجود‪ ،‬ولكن يف كل األحوال التي يستخدم‬ ‫العالج الكياموي أو اإلشعاعي اليوم تكون فوائد‬ ‫استخدام هذين النوعني من العالج أعظم من‬ ‫األرضار املحتملة عىل مدى بعيد‪ .‬بالرغم من هذا‬ ‫تجري دامئاً الدراسات العلمية الستكشاف أي‬ ‫العقاقري الكياموية مث ًال أقل خطراً من غريها يف‬ ‫التسبب يف نشوء أورام الدم‪ ،‬كام تجرى الدراسات‬ ‫الستكشاف أي التقنيات والوسائل تقلل من‬ ‫خطر العالج اإلشعاعي يف هذا الخصوص‪.‬‬

‫املواد الكياموية‬ ‫ومن األسباب التي تسبب بعض أمراض الدم‬ ‫ومنها بعض حاالت أمراض الدم الخبيثة التعرض‬ ‫املتكرر ملواد كياموية أثناء العمل‪ ،‬مثل مادة‬ ‫البنزين التي هي مادة غري البنزين املستخدم‬ ‫كوقود للسيارات‪ ،‬وإن كان وقود السيارات يحتوي‬ ‫أيضاً عىل هذه املادة‪ ،‬وهذه املادة تستخدم كامدة‬ ‫مذيبة يف صناعات الدهانات والدباغة واألدوية‬ ‫والصباغة ‪.....‬الخ‬ ‫والتعرض هذا يجب أن يكون متكرراً عىل‬ ‫مدى طويل‪ ،‬وقد تطورت الصناعات يف النصف‬ ‫الثاين من القرن العرشين بحيث أصبح التعرض‬ ‫لهذه املادة حتى لو استخدمت قلي ًال‪ ،‬كام تراقب‬ ‫مصانع الكيامويات عملية التصنيع وتراقب‬ ‫صحة العاملني للتأكد من عدم وجود هذه‬ ‫األخطار ‪.‬‬ ‫أمراض الدم املؤدية إىل رسطان الدم‬ ‫هناك أمراض غري خبيثة بالدم ميكن لها بعد‬ ‫سنوات أن تتحول إىل أمراض دم خبيثة‪ ،‬مثل‬ ‫فقر الدم الالتنسجي ومرض تكرس كريات الدم‬ ‫الحمراء اللييل الفجايئ‪ ،‬وكذلك هناك أمراض دم‬ ‫خبيثة مزمنة تتحول إىل رسطان دم حاد بعد‬ ‫سنوات مثل تكاثر كريات الدم الحقيقي وتليف‬

‫رسطان الثدي والحمل‬ ‫النخاع العظمي ورسطان الدم املزمن سواء‬ ‫النخاعي أو الليمفاوي‪.‬‬

‫الفريوسات‬ ‫هناك فريوسات تس ّبب أوراماً مثل فريوس‬ ‫التهاب الكبد الوبايئ من نوع ب أو فريوس ‪EBV‬‬ ‫الذي يسبب أورام البلعوم األنفي‪ ،‬وقد وجد أن‬ ‫لهذا الفريوس عالقة وثيقة باألورام الليمفاوية‬ ‫من نوع ‪ Burkitt‬الذي يظهر يف مناطق يف‬ ‫أفريقيا‪ ،‬وكذلك باألورام الليمفاوية التي تظهر‬ ‫بعد زراعة األعضاء أو عند مرىض اإليدز‪ ،‬وهذه‬ ‫الحاالت كلها فيها اختالل مناعي يف الخاليا‬ ‫الليمفاوية من نوع ‪ T‬وأحياناً تختفي هذه األورام‬ ‫بعد خفض جرعة األدوية املثبطة للمناعة‬ ‫يف حاالت ما بعد زراعة األعضاء‪ .‬كذلك هناك‬ ‫فريوس يخترص اسمه ‪ 1-HTLV‬يسبب مرضاً‬ ‫خبيثاً بالدم يخترص اسمه ‪ ATLL‬وهذا الفريوس‬ ‫انترش وجوده يف مناطق غرب أفريقيا ومنطقة‬ ‫بحر الكاريبي وبعض مناطق اليابان‪.‬‬ ‫بالرغم من معرفتنا بهذه العوامل التي قد‬ ‫تسبب أورام الدم الخبيثة‪ ،‬فإن معظم حاالت‬ ‫أمراض الدم الخبيثة ال تجد تفسرياً يف هذه‬ ‫العوامل أو غريها‪ .‬وكام قلت سابقاً املرىض أو‬ ‫ذووهم يريدون يف العادة معرفة ملاذا أصيبوا هم‬ ‫باملرض وليس ملعرفة ملاذا يصاب الناس باملرض‪،‬‬ ‫وهذا ما يصعب عىل األطباء اإلجابة عليه ‪.‬‬ ‫الرسطان األكرث حدوثاً عند املرأة‬ ‫حيث مي ّثل حواىل ربع الرسطانات عند النساء‪،‬‬ ‫وأسبابه غري معروفة بدقة‪ ،‬ولكن هناك عوامل‬ ‫تزيد من خطورة إصابة املرأة برسطان الثدي وهي‬ ‫بالتفصيل‪:‬‬ ‫ عوامل وراثية‪ :‬فوجود حالة مامثلة يف العائلة‬‫لرسطان الثدي يزيد احتامل اإلصابة‪.‬‬ ‫ بدء الدورات الطمثية مبكراً‪ .‬‬‫ سن يأس متأخر وتقل نسب حدوث رسطان‬‫الثدي عند حدوث سن اليأس بوقت طبيعي‪.‬‬

‫‪93‬‬

‫قد يكتشف رسطان الثدي يف العديد من‬ ‫الحاالت أثناء الحمل‪ ،‬وال يختلف إنذار الداء عماّ‬ ‫يحدث بدون الحمل‪ ،‬وينبغي قبل البدء بالعالج‬ ‫تحديد االنتقاالت‪ ،‬فإذا مل توجد تعامل املريضة‬ ‫كغريها من املريضات غري الحوامل‪ ،‬أما املصابات‬ ‫بانتقاالت بعيدة وكان العالج املختار هو املعالجة‬ ‫الكياموية فينبغي إجهاض املريضات ملا يسببه‬ ‫العالج الكياموي من تشوهات عىل الجنني‪ ،‬أما‬ ‫الجراحة فيمكن إجراؤها أثناء الحمل‪ ،‬وال دليل‬ ‫مينع املرأة املصابة برسطان ثدي واملعالجة جيداً‬ ‫من الحمل مستقب ًال بعد التأكد من عدم حدوث‬ ‫انتكاس لديهن‪.‬‬

‫العـالج‬ ‫أ‌‪ -‬الجراحة‪ :‬يلجأ لها يف املراحل األوىل بقصد‬ ‫الشفاء ويف املراحل األخرية لتلطيف األعراض‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬العالج الشعاعي‪ :‬يستخدم خاصة بعد‬ ‫العمل الجراحي لتقليل احتامل االنتكاس‪.‬‬ ‫ت‌‪ -‬العالج الكياموي‪ :‬يستخدم يف الحاالت‬ ‫املتقدمة والتي ترتافق مع انتقاالت‪ ،‬أو بعد‬ ‫االستئصال الجراحي حيث ثبت أنه يقلل من‬ ‫احتامل االنتكاس واالنتقال‪.‬‬ ‫ث‌‪ -‬العالج الهرموين‪ :‬يستخدم عند بعض‬ ‫الحاالت لتجنب استئصال املبيضني أو الكظرين‬ ‫يف الحاالت التي تتطلب استئصالهام‪.‬‬ ‫ج‌‪ -‬هناك عمليات إعادة تصنيع للثدي بعد‬ ‫فائدتها‬ ‫استئصاله‪ :‬وهي عمليات تجميلية‬ ‫معنوية وجاملية‪.‬‬ ‫وبقي أن نقول إن التعرف عىل املرض وأسبابه‬ ‫وأعراضه األولية‪ ،‬هو رشط مهم ملكافحته مبكراً‪،‬‬ ‫ويتم ذلك مبراجعة الطبيب وإجراء فحوصات‬ ‫دورية منتظمة من أجل الرقابة الصحية‪،‬‬ ‫واملحافظة عىل صحة الجسم باتباع نظام غذايئ‬ ‫معني يتالءم مع حاجات كل شخص‪ .‬ولكن تبقى‬ ‫الوقاية خري من قنطار عالج كام يقول املثل‪.‬‬

‫إعداد راوية أبو ذياب‬ ‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب ريايض‬

‫برشلونة‬ ‫‪AMO Y SEÑOR‬‬ ‫في أوروبا‬

‫اختتم نادي برشلونة‬ ‫يف حني فشل مانشسرت‬ ‫ومدرب‬ ‫‪.‬‬ ‫األسباين موسمه الكروي بأفضل سادس من يفوز باللقب كالعب‬ ‫السيناريوهات متوجاً بطال لدوري أبطال أوروبا بعد تفوقه عىل باملحافظة عىل لقبه منذ انطالق املسابقة تحت اسم دوري ابطال اوروبا‬ ‫مانشسرت يونايتد اإلنكليزي حامل اللقب بهدفني نظيفني من توقيع موسم ‪ ،1993-1992‬واألول منذ أن حقق ميالن هذا االنجاز عامي ‪1989‬‬ ‫الكامريوين “صامويل إيتو” واألرجنتيني “ليونيل مييس”‪ ،‬يف املباراة و‪.1990‬‬ ‫النهائية عىل إستاد “أوملبيكو” يف العاصمة اإليطالية روما مضيفاً‬ ‫وأوقف الفريق الكاتالوين مسلسل املباريات التي خاضها فريق‬ ‫وبعد فوزه بلقب الدوري اإلسباين والكأس لخزائنه لقباً جديداً بقيادة “لشياطني الحمر” دون ان يتذوق طعم الهزمية والتي بلغت ‪ 25‬عىل‬ ‫مدربه الشاب “جوسيب غوارديوال” الذي رفع الكأس للمرة الثانية يف التوايل (رقم قيايس) ملحقاً خسارته االوىل بعد سقوطه يف‬ ‫مسريته بعد تتويجه بلقب هذه املسابقة عام ‪ 1992‬كالعب‪ ،‬ليصبح النصف النهايئ عام ‪ 2007‬امام ميالن‪ ،‬ما جعل برشلونة يستحق‬ ‫اللقب ألن غوارديوال الشاب تفوق عىل فريغسون “العجوز” ففرض‬ ‫فريقه أفضليته املطلقة عىل اللقاء‪ ،‬حيث مل مينح الفريق االنجليزي‬ ‫فرصة فرض ايقاعه باستثناء الدقائق العرش االوىل‪ ،‬رغم الغيابات يف‬ ‫خط دفاع الفريق الكاتالوين‪ .‬أما فريغسون فخاض املباراة بتشكيلة‬ ‫كاملة مع عودة ريو فرديناند اىل قلب الدفاع بعد شفائه من االصابة‪،‬‬ ‫فيام لعب الكوري الجنويب بارك جي سونغ والويلزي املخرضم راين غيغز‬ ‫منذ البداية اىل جانب الربتغايل كريستيانو رونالدو وواين روين‪.‬‬ ‫انفردت اسبانيا بالرقم القيايس من حيث عدد االلقاب يف هذه‬ ‫املسابقة‪ ،‬بعد ان رفع برشلونة رصيدها اىل ‪ 12‬لقبا‪ ،‬مقابل ‪11‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪94‬‬

‫لكل من انكلرتا وايطاليا‪ ،‬علام بأن الفرق االيطالية خرست يف النهايئ يف ‪14‬‬ ‫مناسبة‪ ،‬مقابل ‪ 9‬لإلسبان و‪ 6‬لالنكليز بعد اضافة مانشسرت اىل الئحة الفرق‬ ‫الوصيفة يف ‪ ،2009‬ما دفع سري “أليكس فريغسون” املدير الفني االسكتلندي‬ ‫لفريق مانشسرت يونايتد اإلنجليزي لكرة القدم لالعرتاف بتفوق برشلونة اإلسباين‬ ‫عىل فريقه يف املباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا‪ ،‬بقوله‪“ :‬كنت أعلم قبل‬ ‫املباراة مدى قوة وبراعة فريق برشلونة‪ ..‬إنه فخر للفريق أن يتمسك بفلسفته‬ ‫وال يغريها»‪ .‬ووصف الفريق اإلسباين بقيادة مدربه جوسيب غوارديوال بأنه من‬ ‫أفضل الفرق التي واجهها يف أوروبا‪ .‬هذا وأشاد فريغسون بقوة باملدرب اإلسباين‬ ‫غوارديوال الذي نجح يف أول عام له يف مسريته التدريبية عىل مستوى الفرق‬ ‫الكبرية أن يحرز الثالثية التاريخية (دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا) مع‬ ‫فريق برشلونة‪.‬وقال فريغسون (‪ 67‬عاما) «مل يغري فلسفته‪ ،‬إنهم يستمتعون‬ ‫بلعب الكرة وهو فخر لهم»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫موقف الصحف األسبانية مل يكن اقل شأنا حيث أشادت بفريق برشلونة‬ ‫ووصفته ب»الخالد» و»االسطوري» بعد إحرازه لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا‪.‬‬ ‫وكان عنوان صحيفة «ال فانغوارديا» التي تصدر يف برشلونة «األبطال (ثالث‬ ‫مرات)»‪ ،‬وكتبت «عاش برشلونة وأنصاره أعظم ليلة يف تاريخهم بفوزهم بدوري‬ ‫االبطال»‪.‬‬ ‫وقالت صحيفة اخرى تصدر يف اقليم كاتالونيا الذي يتمتع بحكم شبه ذايت‪،‬‬ ‫برشلونة «أصبح اسطورة» واسمه سيبقى يف التاريخ اىل األبد‪.‬‬ ‫هذا واشادت الصحف التي تصدر يف مدريد معقل غريم برشلونة (ريال مدريد)‬ ‫بالفوز أيضا‪ ،‬وقالت صحيفة «ماركا»‪« :‬هذا الفريق‪ ...‬هو تحفة فنية» و»العامل‬ ‫بأرسه ينحني امام أفضل فريق يف العامل»‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫منرب قراء‬

‫منرب ريايض‬

‫«ديمقراطية» أمريكا عند العرب أجمل كلمة «شهيد»‬

‫أما صحيفة «اس» الفوز بأنه «فوز رائع» وقالت أن الكرة اإلسبانية‬ ‫«تؤكد تفوقها»‪.‬وكتبت صحيفة الـ «بايس» الواسعة االنتشار‬ ‫كتبت‪»:‬برشلونة لديه «تتويج بثالثية تاريخية» وهو عىل قمة‬ ‫العامل»أما الـ «موندو» فقالت‪« :‬امرباطورية برشلونة دفنت أحالم‬ ‫مانشسرت يونايتد»‪.‬‬ ‫واعرتفت الصحف الربيطانية بأن فوز برشلونة اإلسباين بدوري‬ ‫أبطال أوروبا للقدم جاء مستحقا قائلة إنه مزق منافسه مانشسرت‬ ‫يونايتد‪ ،‬وذلك بتعليقها عىل املباراة النهائية التي جرت مساء األربعاء‬ ‫وانتهت بفوز األول بهدفني نظيفني‪.‬‬ ‫واعتربت صحيفة غارديان أن «يونايتد سقط بدون مقاومة» بينام‬ ‫جاء عنوان تاميز «يونايتد يغادر روما‪ ‬أنقاضا» وقالت «ذي صن» إن األداء‬ ‫«بايس» واسعة االنتشار وصفت برشلونة بأنه عىل قمة العامل‪ ،‬يف‬ ‫الساحر لربشلونة جعل يونايتد يبدو «فاقدا للحياة»‪.‬‬ ‫حني‪ ‬اعتربت إل موندو أن إمرباطورية برشلونة دفنت أحالم مانشسرت‬ ‫وذهبت الـ «إندبندنت» إىل أبعد من ذلك وصفت برشلونة بأنه‬ ‫حول أفضل فرق الدوري اإلنجليزي إىل كومة من الحطام‪ ،‬بينام ذكرت يونايتد يف االحتفاظ باللقب األورويب‪.‬‬ ‫رونالد حمدان‬ ‫مريور أن العبي مانشسرت مل يهزموا فقط وإمنا سحقوا متاما‪ .‬أما الـ‬

‫ميسي‬ ‫هداف البطولة‬

‫االرجنتيني‬ ‫توج‬ ‫ليونيل مييس مهاجم‬ ‫برشلونة االسباين بلقب‬ ‫هداف املسابقة برصيد‬ ‫اهداف‪.‬وحل ثانيا‬ ‫‪9‬‬ ‫االنجليزي ستيفن جريارد‬ ‫العب ليفربول واالملاين‬ ‫كلوزه العب بايرن ميونيخ‬ ‫برصيد ‪ 7‬أهداف‪ ،‬وثالثا‬ ‫ليساندرو‬ ‫االرجنتيني‬ ‫لوبيز (بورتو الربتغايل)‪.‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪96‬‬

‫بني الحني واآلخر‪ ،‬يتساءل اإلنسان‬ ‫بحرية‪ :‬ملاذا تعلو األصوات داخل اإلدارة‬ ‫األمريكية مطالبة بإرساء الدميقراطية‬ ‫‪.‬‬ ‫يف العامل العريب واإلسالمي ؟‬ ‫ويستغرب أكرث عندما يجد أن ما يشبه‬ ‫األمر‪ ،‬قد أعطي للتنفيذ من قبل جميع‬ ‫الدول واألنظمة العربية‪ ،‬ومن ال يواكب‬ ‫مثل تلك “الدميقراطية” عليه أن يعيد‬ ‫حساباته قبل أن يصبح مصريه التغيري‬ ‫أو اإلمحاء‪ ..‬وما زلنا نحن يف العامل‬ ‫العريب الكبري تنطيل علينا أو عىل‬ ‫بعضنا ولألسف الشديد‪ ،‬ما يسمى‬ ‫بالكذبة األمريكية التي تحملها الينا‬ ‫“الدميقراطية”‪ ..‬أو العوملة الدخلية عىل‬ ‫املفاهيم الدميقراطية الحقيقية‪.‬‬ ‫لقد قامت أمريكا بزرع تلك األحجية أو‬ ‫األضحوكة يف عقول البعض وأصبحت‬ ‫أكذوبة الدميقراطية التي تدعيها هي‬ ‫الشعار املبارش لها‪ ،‬ليك تجيز لنفسها‬ ‫التدخل يف شؤون بالدنا الداخلية وذلك‬ ‫ألجل تأمني مصالحها وحامية كيانها‬ ‫الصهيوين الذي زرعته زوراً بني ظهرانينا‬ ‫ليكون املخفر األمامي لدول االستعامر‪،‬‬ ‫وليامرس دور الرشطي القادر عىل تحويل‬ ‫املسارات العربية باتجاه غري اتجاهها‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫وكذلك فعلت أمريكا فعلتها املجرمة‬ ‫يف العراق مدعية حرصها الشديد‪ ،‬تحت‬ ‫شعار نرش الدميقراطية ملصلحة الشعب‬ ‫العراقي‪ ،‬وقد كانت حجتها وجود أسلحة‬ ‫الدمار الشامل‪ ،‬كل ذلك لتجد لنفسها‬ ‫موطىء قدم لتتمكن من غزو العراق‬ ‫والقضاء عىل معامله الحضارية التي ترجع‬ ‫اىل ما قبل الزمن التاريخي الجيل‪.‬‬ ‫نحن ال ننىس بأن النظام العراقي‬ ‫السابق‪ ،‬الذي سمي بنظام صدام كان‬ ‫نظاماً دكتاتورياً‪ ..‬ولكن هذا ال يربر ألمريكا‬ ‫القيام مبا قامت به من غزو للعراق تحت‬ ‫ذريعة مخادعة وحجج واهية‪ .‬وعندما‬ ‫تكشفت تلك األكاذيب ومل يجد مفتشو‬ ‫األمم املتحدة والجواسيس األمريكيني يف‬ ‫العراق‪ ،‬برغم الضغوط التي مورست‬ ‫عليهم‪ ،‬أي أثر ألسلحة الدمار الشامل‪،‬‬ ‫وطالبت‬ ‫رفعت شعار الدميقراطية‬ ‫بتطبيقه يف العراق‪ ،‬وادعت أنها أتت‬ ‫لتحسني الظروف الحياتية للعراقيني!‪.‬‬ ‫هنا ال يسعنا إال أن نسأل مجدداً أين‬ ‫هو ذلك التحسني املنشود الذي أتت من‬ ‫أجله الجيوش األمريكية وجحافل األمم‬ ‫املتعاونة معها والتي تسري تحت أمرتها‬ ‫وبخاصة الدولة الربيطانية بقيادة طوين‬

‫بلري الذي شبهته الصحافة األمريكية‬ ‫ذاتها بالتابع لجورج بوش وصورته عىل‬ ‫شاكلة الكلب املطيع الذي يسري خلفه‪.‬‬ ‫يف وقفة مع الحدث الخطري وما‬ ‫يجري عىل األرض العراقية نتساءل عن‬ ‫الصمت العريب املخجل أمام االنتهاكات‬ ‫االستعامرية التي متارس عىل الشعب‬ ‫العراقي‪ ،‬وعن الدول التي ساهمت‬ ‫بقواعدها العسكرية التي كانت منطلقاً‬ ‫للهجامت املدمرة عىل العراق واجتياح‬ ‫أراضيه‪ ،‬وقتل وترشيد معظم شعبه‪،‬‬ ‫وحل مؤسساته املدنية والعسكرية‪،‬‬ ‫واختالس منتجاته الزراعية‪ ،‬واألهم‬ ‫برتول العراق الذي يعد أكرب احتياطي‬ ‫موجود يف الخليج العريب والدول املجاورة‪.‬‬ ‫ومع عدم اقرارنا بأن النظام السابق مل‬ ‫يكن نظاماً عادالً‪ ،‬وال نظاماً دميقراطيا‪،‬‬ ‫وليس له مع الحرية والعدالة االجتامعية‬ ‫أي تناسب أو لقاء‪ ،‬لكنه كان أرحم من‬ ‫“الدميقراطية األمريكية” عىل األقل‪ ،‬وكان‬ ‫نظاماً يجاهر بالعداء الرسائيل التي ما‬ ‫غزت أمريكا أرض الرافدين إال لسببني‬ ‫اثنني أولهام‪ :‬رسقة املخزون النفطي‬ ‫العراقي‪ ،‬وتدمري القدرة العسكرية‪،‬‬ ‫ومؤهالت اإلبداع عند العلامء العراقيني‪،‬‬ ‫لتسرتيح إرسائيل وتستكني ولو لفرتة‬ ‫من مقدرات العراق‪ ،‬وما ميكن أن يفعله‬ ‫العراق لو قدر له نظاماً أقل ظل ًام‪ ،‬وأكرث‬ ‫عدالة ومصداقية‪ ،‬وتعاوناً مع دول الجوار‪،‬‬ ‫التي عانت كثرياً من الحروب العبثية التي‬ ‫خاضها النظام السابق‪ ،‬والتي مل تجلب‬ ‫إال الويل عىل العراق والعراقيني‪.‬‬ ‫يف هذا السياق نقول أنه ال بد لنا‬ ‫نحن الشعوب العربية واإلسالمية أن‬ ‫ال نثق مبا تدعيه أمريكا من الحرص عىل‬ ‫الدميقراطية ونرشها يف الدول العربية‪،‬‬ ‫وذلك باالنتقال اىل إعطاء فسحة أكرث‬ ‫من الحرية املنضبطة بالقواعد القومية‬ ‫والوطنية‪ ،‬وافساح املجال أيضاً للتعبري‬ ‫الراقي‪ ،‬واالكثار من الندوات واملحارضات‬ ‫الهادفة‪ ،‬والنقد البنّاء‪ ،‬ألنها مطالب‬ ‫محقة تنادي بها معظم الرشائح‬ ‫االجتامعية وأن نقوم كذلك باالصالح‬ ‫والقضاء عىل الفساد‪ ،‬وإقامة مجالس‬ ‫الشعب املنبثقة من اإلرادات الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬ومامرسة الصدق اإلعالمي الذي‬ ‫يطبق مبادىء الدميقراطية التعبريية‬ ‫بحق ومصداقية‪ ،‬وال بد للدول العربية من‬ ‫التسليم بحقوق الشعوب املرشوعة‪.‬‬

‫عبري بحصاص ضو‬ ‫‪97‬‬

‫يتقوقع لحن حزين يف زاوية الحياة‪ ،‬وينادي نبض بالد ماء مجنون‬ ‫األمل‪ ،‬وتهتف حنجرة الجامل نشيد الحرية الحمراء‪ ،‬ويسأل مريض‬ ‫الفداء عام يتالىش يف افق الزمان؟؟‬ ‫ويأيت الجواب مروالً يف ثياب متسول يعرف اين اعشق الوطن‪،‬‬ ‫وتلهو الطالبة النجيبة بخارطة دمية صامء‪ ...‬وينتشلني غارق‬ ‫مثيل يف بحر الصمت تعلم فن السباحة اىل شواطئ العزة‪ ،‬ويفخر‬ ‫صويف فان حني يدرك اين دامئاً دامئاً اركب زورق مشيئة الله ‪... ....‬‬ ‫وتنعدم أقاويل حثالة املجتمع حني ينصهر معنى الحب مع مفهوم‬ ‫اإلرادة‪ .‬وتنبعث رائحة كريهة من جسم العامل االسالمي سببها‬ ‫فساد مجموعة التي تشري عىل فتاوى بالط السالطني وال تعي ‪........‬‬ ‫رب العاملني وفلسطني اخوة مصري‪ .‬وتنقلب ساحة لعب االطفال‬ ‫جحي ًام عىل اتباع دين واشنطن ‪...‬واالهم من املستكربين ويعلم‬ ‫العامل اننا مقتلوا اعداء الله اىل يوم النشور‪ .‬ونقول ملن يدعون‬ ‫صداقتنا انهم ال يفهمون لغتنا فهي فرقان عجيب مستمد من‬ ‫وحي قرآننا العظيم الذي ال ياتيه الباطل من امامه وال من خلفه‬ ‫ونتاملهم وهم مستمرون يف عبادة الدوالر ساجدين نحو قبلة‬ ‫رسول الله ونقول لهم نحن ادرى مبا تخبئه صدوركم ايها الجبناء‬ ‫فالنظافة ‪....‬خوف املوت ‪ .......‬البعري انكم ال تستوعبوا انفعاالت ذات‬ ‫الله حني تستشهد رضيعه ويستشهد اطفال كرث تتبعرث العابهم‬ ‫كام تبعرثت ابائهم وامهاتهم‪.‬‬ ‫العار داؤكم يا حشود الزناة يف منطقة التاريخ‪ ..‬ولسوف نهزم‬ ‫رشوركم عند احباب الله املجاهدين من اجل الحقد ‪..‬وهيهات ‪...‬‬ ‫وهيهات ان يكون ارشفكم يساوي غبار حذاء شهيد‪ ،‬انه البحر‬ ‫يتكلم ويعرف طريقه اىل رأس يهودي مجرم يف فلسطني‪ ،‬وانتم‬ ‫ترون براز الصهيوين واالمرييك اله لكم فالخيانة تجري يف عروقكم‬ ‫والغد منهجكم و‪.....‬رشيعتكم‪ ،‬ألستم من امن بالقول للشعب‬ ‫الفلسطيني اذهب انت وربك فقاتال‪ ،‬اننا ها هنا قاعدون‪ ،‬أألستم‬ ‫انتم من ملتم وحاربتم حزب الله النه من انصار فلسطني‪ ،‬أألستم‬ ‫انتم من ساهمتم بأموالكم واستخباراتكم بقتل االحرار يف العامل‬ ‫من تيش غيفارا اىل احمد ياسني اىل الحاج رضوان‪ ،‬وما بينهم كرث‬ ‫كرث‪..‬‬ ‫لذا الن نأىس عليهم ايها القوم الفاسقون‪ ،‬ولو توقف لديكم‬ ‫االميان بالجنب الصهيوين عند حد سلوككم الحقري هذا لكانت هزمية‬ ‫ارسائيل ال تشكل عبئاً وال تحتاج جهداً ولنتهىن العناء ساعات قليلة‪،‬‬ ‫ولكن االدهن واالمر اميانكم املطلق باالستمتاع والتفاين بخدمة‬ ‫اسيادطم الشياطني ولطواغني باستعاملكم صفوف وأساليب‬ ‫التآمر املجرمة والخبيئة للقضاء عىل جند الله الذين يعشقون‬ ‫االستامتة لجل تحرير وطن الله املقدس السليب فيتسابقون لنيل‬ ‫السشها\ة وليكونوا افخرة لالنسانية جمعاء اما انتم ففاخروا‬ ‫رجس يف التاريخ تلذووا برنازينكم وادوات تعذيبكم‬ ‫بانكم اكرب‬ ‫ٍ‬ ‫ودماء االحرار التي تلطخ حوافركم فجميعها تشتد بخلوكم‬ ‫من اي ضمري انساين با من تتنافسون باخرتاع انواع البشاعة يف‬ ‫اقرتاف الجرمية بحق انصار الله الواحد االحد ‪ ....‬طمعاً بالحصول عىل‬ ‫اقذر القاب الحضارة لتخطوا برضاء الهكم االمرييك والصهيوين‬ ‫الننت‪ ،‬انكم الشيطان االكرب النكم بني طهراننا فال يعرفون رحمة‬ ‫وال هوادة يف تنفيذ مخططات الصهاينة واالمريكان وقوى الرش‬ ‫كافة يام ن متتعتم بقبالت بوش ورقصته السيف العرب وحجر رايس‬ ‫الحجبيبة وعشق اوملرت اهنئكم اليوم بصفعة القبلة الجديدة من‬ ‫سيدكم الجديد اوباما ومن خلفه نتنياهو فمربوك خطابه عليكم‬ ‫خطابه الجديد‪........‬‬

‫هيئم حالوة‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫باألمس‬ ‫«الحرية»‬ ‫وغداً‬ ‫«قصرين»‬ ‫و«القصبية»‬ ‫هدى مطر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مخطئ من قال أن تاريخ العرب نكبة ونكسة‪ ،‬وأن حزيران سيبقى أبد‬ ‫اآلبدين شهر النكسة‪ ،‬فدماء شهدائنا‪ ،‬وبطوالت رجالنا‪ ،‬هي الفيصل‬ ‫يف كل زمان ومكان‪ ،‬وإن كان لكل جواد كبوة‪ ،‬فكذلك قدر الرجال‬ ‫امتطاء صهوات املجد‪ ،‬مشهرين سيوف الحق‪ ،‬يخطون سفر الحرية‪ ،‬كام‬ ‫خطوه أول مرة يف حرب ترشين التحريرية‪ ،‬التي كانت أول الغيث يف‬ ‫انتصارات العرب‪.‬‬ ‫ورغم الفرح الكبري بهذا النرص‪ ،‬الذي يرتسم من رشق الدنيا إىل‬ ‫غربها‪ ،‬ويرفرف شموخا وعنفوانا‪ ،‬إال أنه عنفوانا ما أن يختيل بأحرف‬ ‫املجد‪ ،‬إال وتنساب دمعة يف زوايا املحاجر‪ ،‬وغصة يف الذاكرة األبية‪ ،‬ترتل‬ ‫يف ليايل الصمود‪ ،‬ترنيمة املجد للجوالن‪ ،‬وألهله الصامدون العزة والوفاء‪.‬‬ ‫هو الجوالن إذا‪ ،‬الجرح النازف العيص عىل االلتئام‪ ،‬بل هو جرح يأىب أن‬ ‫يلتئم إال وسنجار عىل شاطئ طربية يس ّبح باسمها‪ ،‬أيقونة الصرب‬ ‫والنرص‪ ،‬لتزغرد “البطيحة” و”سيل الخرفان” و”الجويزة” و”اليعربية” و”عني‬ ‫فيق”‪ ،‬وتنرش “بانياس” غارها عىل جباه “مجدل شمس” و”القنعبة”‬ ‫و”واسط” و”أم الصنابر”‪ .‬يف السادس والعرشين من حزيران‪ ،‬يرتحل كل‬ ‫الوطن إىل كله‪ ،‬يقف فوق خطوط النار امللتهبة‪ ،‬املتأهبة لرصخة‬ ‫ظاهرها سالم‪ ،‬وما بني السني وامليم سهام مقاومة تنتظر و” وما بدلوا‬ ‫تبديال”‪ .‬كل الوطن يلتقي مع كل الوطن يف هذا اليوم‪ ،‬وعرب مكربات‬ ‫الصوت واملناديل واأليادي التي ما ملت التلويح شوقا وغضبا‪ ،‬يتبادل‬ ‫األهل الدمع والسالمات من مطلع الشمس حتى مغربها‪ ،‬يرتلون الحزن‬ ‫قصائد ومواويل‪ ،‬يستذكرون النكسة فينحني القلب وجعا‪ ،‬ووجيب‬ ‫والشوق يشعل األعصاب “ريتك يا حزيران وما هليت‪ ...‬وال شمت العدا‬ ‫بيا”‪.‬‬ ‫لكن هذا الحزن املخيم‪ ،‬تخرتقه نظرات األمل بغد ال بد آت‪ ،‬فأسطورة‬ ‫ترشين ال زالت حية وعلم‪ ،‬التحرير الذي رفعه قائد األمة الرئيس‬ ‫الراحل حافظ األسد يف ‪ 26‬حزيران ‪ ،1974‬ال زال يرفرف عاليا يف سامء‬ ‫القنيطرة‪ ،‬مذكرا بأمجاد حرب ترشين‪ ،‬ومرصد جبل الشيخ‪ ،‬والثامنني‬ ‫يوما من حرب االستنزاف التي سجل بها الجيش السوري فخار األمة‬ ‫ورشفها‪ .‬والحميدية والحرية‪ ،‬والرفيد‪ ،‬وبريقة‪ ،‬وبري عجم‪ ،‬هذه القرى التي‬ ‫انتشت بدم الشهداء وعادت إىل حضن الوطن مخضبة عزة وكرامة‪،‬‬ ‫ال زالت تثري يف نفس أهلنا وجامهري شعبنا‪ ،‬األمل الكبري باالنتصار‬ ‫القادم الذي يرونه قريباً قريبا‪ ،‬بعدما عُ ّفرت أسطورة الجيش الذي ال‬ ‫يقهر بالرتاب‪ ،‬وذل جيشها وكرس يف غزة الصمود‪ ،‬ومتوز االنتصار‪.‬‬ ‫وهذا االنتصار وذاك الصمود‪ ،‬كان الثمرة املباركة لقران عقد أبديا‪،‬‬ ‫عىل سوريا عرين العروبة سيف بني أمية‪ ،‬هذا السيف الذي كام فتح‬ ‫بالرحمة جهات الدنيا األربع‪ ،‬وأتبعها بعاصمة النور ومهد الحضارة‪ ،‬ال‬ ‫بد من لحظة يرشعه فيها شبل األسود مجددا‪ ،‬لرتتد بشارة النرص‬ ‫زغاريد فرح وفخار وعودة‪ ،‬ينتظرها أكرث من ‪ 70‬مخيام للنازحني من‬ ‫الجوالن الحبيب‪ ،‬ينتظرها أكرث من ‪ 400‬ألف عاشق نازح‪ ،‬يقضون العمر‬ ‫بني اللوعة والحنني‪ ،‬منتظرين العبور نحو القلب ورئة الحرية‪ .‬وكام تحررت‬ ‫قرى الحرية وبريقة وبري عجم‪ ،‬ورفرف فوق سامئها شامخا العلم العريب‬ ‫السوري‪ ،‬قريبا تتحرر “السلوقية”‪ ،‬و”عني حور” و”الدلوة” و”قرصين”‬ ‫و”القصبية”‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫العدد ‪ -30‬متوز ‪2009‬‬


‫تدمر عرش زنوبيا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.