Manbar altawhid issue 27

Page 1

‫نجاد لوهاب‪:‬‬

‫العدد ‪ 27‬ــ نيسان ‪2009‬‬

‫أنت قنبلة‬ ‫لبنان‬ ‫الذرية‬

‫المصالحات العربية ت ّتجه نحو موقع سوريا‬ ‫إيران تحتضن فلسطين‬

‫محكمة بال محاكمات!‬ ‫خالد حدادة ‪:‬‬ ‫نخوض‬ ‫االنتخابات‬ ‫منفردين‬

‫أسامة سعد ‪:‬‬ ‫المعارضة‬ ‫دون مشروع‬ ‫إصالحي‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التوحيد‬

‫في هذا العدد‬

‫نرشة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫املنرب اللبناين‬

‫من منبر الوجدان وإحساس الشعر‬ ‫إلى منبر التوحيد‬ ‫يا منرب التوحيد من بعد السالم‬ ‫عرفتك ارز صامد بوجه االنقسام‬ ‫ومتلك انا يا منربي عندي هيام‬ ‫ونفلش بساط الحب ع ركام الخصام‬ ‫ما جيت تاجر بالسياسة والكالم‬ ‫جايي تا انق ّلك معاين االحرتام ‬ ‫باألمس جال الفكر بدنيا العظام‬ ‫إال وشيخ كبري من ارسة كرام ‬ ‫جد االصالة والبسالة والوئام ‬ ‫ربينا عىل صخرة وئام ومن وئام ‬ ‫وما زال عنا منرب يشق الظالم ‬ ‫باقي يا أرز الرب بأعىل مقام ‬ ‫بتبقى االصالة للكرام مط ّوبة‬

‫مني إلك احساس قلبي اليعريب‬ ‫قلعة مبادئ ضد كيد االجنبي‬ ‫نسقي ارز لبنان نية طيبة‬ ‫ويرشق صباح الخري ع الشعب األيب‬ ‫وال جيت بظل القوايف اختبي‬ ‫وجملة احاسيس بنزاهة م ّ‬ ‫رشبة‬ ‫وصل لسلطان الزعيم املنصبي‬ ‫ّ‬ ‫البس وشاح االرز عايل املرتبة‬ ‫وهاب يا مخلد مجد جدّي وايب‬ ‫عرفنا حقيقة للكرام محببة‬ ‫منبقى سوا بظل راية مدهبه‬ ‫ومهام عىل التوحيد بيزتوا سهام‬ ‫لطفي ذيب عبد الرزاق‬ ‫جمعية شعراء الزجل يف القطر العريب السوري‬

‫أكرم عازوري‪ :‬املحكمة الخاصة بلبنان بني التسييس‬ ‫والعدالة الدولية‬

‫العدد السابع والعرشون ‪ /‬نيسان ‪ 2009‬السنة الثانية‬

‫ص ‪14‬‬

‫أول الكالم‬

‫ص ‪27‬‬

‫سيمون أيب رميا‪ :‬املعارضة متوجهة للفوز‬ ‫املنرب االقتصادي‬ ‫مرشوع موازنة ‪ ،2009‬ما الذي يؤخر إقراره؟‬

‫ص ‪46‬‬

‫‪ 5‬مليارات دوالر إلعادة إعامر غزة‬

‫ص ‪48‬‬

‫املنرب الفلسطيني‬ ‫يوم‬

‫األرض‬

‫ومعركة‬

‫الكرامة‬

‫يف‬

‫الذاكرة‬

‫الفلسطينية والعربية‬

‫ص ‪56‬‬

‫املنرب العريب‬ ‫املحكمة الجنائية الدولية تعتقل البشري لكن عىل‬ ‫الورق‬ ‫املنرب الدويل‬

‫ص ‪58‬‬

‫طالل عرتييس‪ :‬إيران مل ترفض الحوار‬

‫ص ‪62‬‬

‫تركيا تقرتب من قضايا املنطقة‬

‫ص ‪66‬‬

‫املنرب الثقايف‬ ‫الشاعر أنور سلامن لـ «منرب التوحيد»‪ :‬الشعر‬ ‫الحديث‪ ،‬شجرة اصطناعية بال زهور‬ ‫الشاعر غازي مراد لـ «منرب التوحيد»‪ :‬لن أكون‬ ‫شاعراً متخرج رصيف‬

‫ص ‪70‬‬ ‫ص ‪74‬‬

‫منرب املرأة‬ ‫السيدة أندريه لحود لـ «منرب التوحيد»‪ :‬املرأة العربية‬ ‫تاريخها حافل بالعطاء‬ ‫املنرب الريايض‬

‫ص ‪84‬‬

‫ص ‪92‬‬

‫غسان رسكيس مقاوم يف كرة السلة‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪100‬‬

‫يف زمن طغت عليه مسحة زائفة‬ ‫ ‬ ‫من الرشاسة ظنها البعض رجولة‪ ،‬وتحكمت‬ ‫ببعض مفاصله غطرسة ر َّوج لها املواربون‬ ‫أنها فروسية‪.‬‬ ‫زمن طالئعه مدُّ إنشاء‪ ،‬عند املدَّعني‬ ‫انتام ًء للثوابت الوطنية‪ ،‬أف َر َغ مضمونه جزر‬ ‫التفكري الهادف‪ ،‬فهوى بهم إىل العبث مبا‬ ‫يعتقدون‪ ،‬ال بل مارسوا التغني به واملناداة‬ ‫عليه‪ ،‬فاستفزتهم املغريات وعاشوا تناقضاً‬ ‫يف مامرساتهم وكادوا أن يكونوا من منارصي‬ ‫العوملة ومواكبيها ضمن حاويات «قطار‬ ‫السالم» الذي ف ّر مرسعاً فلم يتمكنوا من‬ ‫اللحاق به‪ ،‬فعادوا إىل مومياءاتهم يبثون‬ ‫الروح يف رميمها‪ ،‬بعضهم تصدّر وبعضهم‬ ‫تعلق بأذيال املتصدِّرين ليضمن لنفسه‬ ‫مكسباً يف حلقات التهريج التي دعيت‬ ‫استقالالً ودعوة إىل الحرية!!‬ ‫أ ّما القادة املعجونون مباء املسك والعنرب‪،‬‬ ‫املقاومون املناضلون الثابتون عىل أصالتهم‬ ‫«هم وأوالدهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم»‬ ‫فام ب َّدلوا‪ ،‬وما زالوا ميارسون إميانهم وثوابتهم‬ ‫التي تدخل يف صلب الحياة املبارشة‪،‬‬ ‫يظهرونها عىل حقيقتها دون ويش أو ستارة‪،‬‬ ‫يح ّلقون بها إىل املدى البعيد‪ ،‬محطمة‬ ‫أغاللها‪ ،‬يصوغونها من جديد‪ ،‬كمثل تكوينها‬ ‫األول بال زيف ومع املطلق‪ ،‬يقدمونها للعامل‬ ‫دون تسويق‪ ،‬معبرِّ ين عن مكامن روائعها‬ ‫يف مواقف مفصلية‪ ،‬مراهنني بصدق عىل‬ ‫شعبنا األيب ألن لديه الكثري مام يقدمه يف‬ ‫لحظات الحسم واملصري‪ ،‬دون أن يوقفه أحد‬ ‫من تجار الهياكل الجدلية أو من أوصياء‪ ،‬ال هم‬ ‫لهم إال التسلط‪ ،‬وهم املوسومون بالجهل‪،‬‬ ‫حتى ولو استعانوا بأساطني الثقافة والعلم‪،‬‬ ‫أولئك امل َّدعون الذين يحاولون السري ببعض‬ ‫املض َّللني إىل الضياع وراء الرساب حتى ولو‬ ‫عىل دماء الشهداء واملناضلني!!‬ ‫القادة املقاومون القيميون أيقونات نرفعها‬ ‫فوق جباهنا‪ .‬وما بقي وصوليون طامحون إىل‬ ‫الحكم وأصحاب صفقات‪ ،‬مرذولون‪ ،،‬ال داللة‬ ‫عىل مصداقيتهم ألنهم يعيشون دها ًء‬ ‫ومكراً يف زمن الثوابت القومية!‬

‫التحرير‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫تغيير‬ ‫سلوك‬ ‫أميركا!‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الشعب األمرييك يتغري‪ ،‬يبقى عىل إدارته‪ ،‬سواء كانت من الحزب‬ ‫الدميوقراطي أو الجمهوري‪ ،‬أن تغري سلوكها‪ ،‬يف كل العامل‪ ،‬لتتوقف‬ ‫شعوبه عن كرهها ووصفها بدولة الرش‪.‬‬ ‫األمريكيون بدأوا عملية التغيري‪ ،‬بانتخابهم ابن حسني أوباما‬ ‫باراك‪ ،‬رئيسا لبالدهم‪ ،‬وهو صاحب البرشة السوداء‪ ،‬واآليت اىل‬ ‫الواليات املتحدة من أصول أفريقية‪ ،‬وأنساب متعددة‪ ،‬وهي الصفة‬ ‫التي تكتسبها هذه الدولة الشاسعة‪ ،‬انها دولة املهاجرين من‬ ‫كل أصقاع الدنيا‪ ،‬وهي خليط من كل شعوب االرض قاطبة‪ ،‬وكان‬ ‫نشوؤها قبل اكرث من قرنني ونصف القرن‪ ،‬عىل يد مهاجرين أوروبيني‬ ‫اكتشفوا وطنهم الثاين صدفة‪.‬‬ ‫فاملجتمع األمرييك هو مجتمع تعددي‪ ،‬وتوصل اىل نظامه‬ ‫السيايس الفدرايل‪ ،‬بعد حروب أهلية وعرقية وعنرصية وجهوية‪،‬‬ ‫فكان مييز بني شعوبه القاطنة بني الشامل والجنوب‪ ،‬وبني الواليات‬ ‫نفسها‪ ،‬فكان االنسان االسود منبوذاً ومرذوالً وممنوعاً عليه ارتياد‬ ‫االماكن التي يدخلها االنسان االبيض‪ ،‬يف أبشع متييز عنرصي لدولة‬ ‫رفعت شعار الحرية‪ ،‬وتضمن دستورها حقوق االنسان وحرية الرأي‬ ‫والتعبري‪.‬‬ ‫لقد خاض االمريكيون معركة داخلية لتغيري سلوكهم يف ما‬ ‫بينهم‪ ،‬وليظهروا انهم دولة األحرار يف السياسة واالقتصاد‪ ،‬وان‬ ‫نظامهم الحر‪ ،‬هو الذي جلب اليهم الدميوقراطية والتقدم واالزدهار‪،‬‬ ‫ووضع بالدهم يف مصاف الدولة العظمى‪.‬‬ ‫هذا التغيري الذي حدث يف املجتمع االمرييك‪ ،‬والذي توصل اىل إنهاء‬ ‫التمييز العنرصي‪ ،‬واىل تأمني استقرار سيايس بانتقال السلطة بني‬ ‫حزبني‪ ،‬واىل تقدم اقتصادي‪ ،‬مل يدفع باالدارات األمريكية املتعاقبة‬ ‫اىل تغيري سلوكها يف العامل‪ ،‬ويف التطلع اىل إدارته وفق مصالح‬ ‫رشكاتها و”اللوبيات” التي تتحكم بنظامها السيايس‪ ،‬من “اللويب‬ ‫اليهودي” اىل “اللويب االقتصادي االحتكاري” “واللويب العسكري‬ ‫ومصانع السالح”‪ ،‬وصوالً اىل لويب الرشكات املتعددة الجنسيات‬ ‫وابتداع ما يسمى التجارة الحرة والعوملة والحدود املفتوحة والنزعة‬ ‫نحو القطبية االحادية يف السيطرة عىل العامل منذ انهيار االتحاد‬ ‫السوفيايت ومنظومته االشرتاكية‪.‬‬ ‫استمدت الواليات املتحدة قوتها من اقتصادها الذي كان يعرب‬ ‫عنه يف العملة االمريكية “الدوالر” اكرث العمالت العاملية تداوالً يف‬ ‫االسواق‪ ،‬ومن ثم بالقدرة العسكرية عرب انتشار قواعدها يف كثري‬ ‫من دول العامل‪ ،‬وتحريك أساطيلها وبوارجها البحرية لفرض نفوذها‬ ‫السيايس وتأمني مصالحها االقتصادية والدفاع عن أمنها القومي‪.‬‬ ‫هذه القوة االمريكية بدأت بالرتاجع واالنكفاء‪ ،‬وقد وصلت يف‬ ‫السنوات االخرية اىل حدود االنهيار‪ ،‬عرب سقوط االقتصاد االمرييك‬ ‫يف أكرب أزمة مير بها منذ حواىل قرن‪ ،‬وقد وضع االنهيار املايل الدولة‬ ‫االمريكية ومجتمعها عىل حافة اإلفالس الكبري‪ ،‬يف ظل ديون عالية‬ ‫االرقام‪ ،‬وتهاوي مصارف وإقفال رشكات‪ ،‬وترشيد مواطنني باملاليني من‬ ‫منازلهم بسبب سياسة الرهون العقارية ووصول البطالة اىل أعىل‬ ‫مستوياتها منذ عقود‪ ،‬فبلغت نسبة عرشة باملئة‪ ،‬بحيث وصل عدد‬ ‫العاطلني عن العمل اىل حواىل ‪ 35‬مليون مواطن‪ ،‬وقد استلزمت‬ ‫االزمة املالية واالقتصادية ترسيع ماليني العامل واملوظفني‪ ،‬الذين‬ ‫باتوا يفتشون عن لقمة عيشهم أمام مستوعبات النفايات‪ ،‬حيث‬ ‫بات مشهد مواطنني أمريكيني متسولني يقفون صفوفاً للحصول‬

‫عىل وجبة غذاء‪ ،‬يذ ّكر بشعوب العامل الثالث والفقري‪.‬‬ ‫وان من أسباب هذا االنهيار املايل والسقوط االقتصادي هو فقدان‬ ‫املجتمع االمرييك للقيم واملناقب‪ ،‬وتقدم روح الجشع واالحتكار‪،‬‬ ‫وصعود حيتان املال‪ ،‬ورواج الفساد والرىش واالحتيال عىل القانون‪،‬‬ ‫وهذه اكرب سقطة ملجتمع طاملا تحىل بالدميوقراطية واملساءلة‬ ‫واملحاسبة وسيطرة القانون وقيام دولة املؤسسات‪ ،‬حيث كان يرمز‬ ‫اىل الواليات املتحدة بأنها دولة مؤسسات‪ ،‬فإذا هي نفوذ رشكات‬ ‫ومافيات للنهب والرسقة‪ ،‬فسقطت كقدوة كان يتطلع اليها بعض‬ ‫شعوب العامل انها قائدة “العامل الحر”‪ ،‬وانها النموذج الذي يحتذى‬ ‫يف بناء دولة قوية‪.‬‬ ‫سقوط القيم العليا‪ ،‬وانحدار األخالق السياسية‪ ،‬ساهام ايضاً‬ ‫يف الكارثة التي حلت بالواليات املتحدة اقتصادياً وانهياراً مالياً‪،‬‬ ‫حيث يشار اىل عملية رسقة منظمة ملدخرات املواطنني والتالعب‬ ‫بأموالهم‪ ،‬بتبخر آالف مليارات الدوالرات‪ ،‬مام اضطر الدولة اىل ان‬ ‫تتدخل لوقف ما حصل وإنقاذ ما ميكن إنقاذه‪.‬‬ ‫ويف ظل االزمة املالية االقتصادية‪ ،‬وفقدان القيم‪ ،‬كانت الواليات‬ ‫املتحدة تصاب بنكسة كربى‪ ،‬وهي فشلها العسكري يف افغانستان‬ ‫والعراق‪ ،‬وعدم متكنها من القضاء عىل ما سمته “االرهاب”‪ ،‬وترافق‬ ‫فشلها مع هزمية حليفتها االسرتاتيجية يف املنطقة ومحفزها‬ ‫األمامي ارسائيل‪ ،‬يف حربني شنتهام عىل لبنان وغزة‪ ،‬مام أفقدها‬ ‫ذراعاً عسكرية ضاربة كانت تتهدد بها دول املنطقة وتفرض رشوطها‬ ‫عليها‪ ،‬لكن املقاومتني اللبنانية والفلسطينية‪ ،‬أسقطتا هيبة‬ ‫الجيش الذي ال يردع‪ ،‬وفقدت أمريكا احد اهم وكالئها يف املنطقة‬ ‫ومل يعد يف استطاعتها التهويل بشن حروب جديدة ال عىل ايران وال‬ ‫عىل سوريا‪ ،‬وقد باتتا دولتني محوريتني متسكان بأوراق اللعبة العربية‬ ‫واالقليمية‪ ،‬وأصبحتا بالنسبة ألمريكا املمر إلخراجهام من مأزقها‬ ‫يف العراق ومن تورطها يف لبنان وفشل تسوياتها يف فلسطني‪،‬‬ ‫وابتعاد حلفائها العرب عنها الذين كانت تجمعهم لخدمة مرشوع‬ ‫جورج بوش “للرشق االوسط الجديد” الذي يضم ارسائيل ملواجهة‬ ‫النفوذ االيراين وقيام “االمرباطورية الفارسية”‪.‬‬ ‫لقد انهار املبنى االمرييك‪ ،‬باالزمة املالية ـ االقتصادية وبالهزائم‬ ‫العسكرية‪ ،‬وسقوط القيم املجتمعية‪ ،‬وهذه املسائل وضعت الواليات‬ ‫املتحدة تبحث عن التغيري‪ ،‬وبدأ املجتمع االمرييك يتجه نحوه‪ ،‬فكانت‬ ‫انتفاضة عىل الطبقة الحاكمة‪ ،‬فخرج الحزب الدميوقراطي مبرشح‬ ‫أسود لرئاسة الجمهورية محم ًال الحزب الجمهوري مأساة ما حل‬ ‫بالشعب االمرييك‪ ،‬وهذا التغيري يف أداء الحكم هو تعبري عن أزمة‬ ‫نظام‪ ،‬يريد ان يفتش عن وسائل وأدوات للخروج منها‪ ،‬حيث أنتج هذا‬ ‫“النظام الحر” كل املوبقات واالرتكابات والتجاوزات‪ ،‬وقد ملسها الشعب‬ ‫االمرييك بنفسه وطالته هو شخصياً‪ ،‬يف حياته من خالل الحروب‬ ‫االستباقية التي دفعه اليها جورج بوش‪ ،‬اىل االزمة املعيشية التي‬ ‫رضبته حيث مل يعد املجتمع االمرييك آمناً ومستقراً ومزدهراً حيث‬ ‫رأى بالرئيس االمرييك الجديد خشبة خالص باتجاه تغيري يف السياسة‬ ‫والنهج واألداء‪ ،‬وهو يريد ان يحدثه يف مكانني داخل الواليات املتحدة‬ ‫وخارجها‪ ،‬ففي الداخل بدأت مراكز االبحاث والدراسات ومراكز القرار‬ ‫البحث يف أسباب االزمات ومنها ما أصبح معلناً وهو السياسة التي‬ ‫اتبعتها االدارات السابقة ومنها ادارة بوش‪ ،‬وأدت اىل انتشار “االرهاب”‬ ‫يف العامل‪ ،‬والسبب يعود اىل الغطرسة وعسكرة املجتمع والعامل‪،‬‬

‫وفرض الظلم والكيل مبكيالني يف القضايا الدولية‪ ،‬واستخدام االمم‬ ‫املتحدة لخدمة مصالح الواليات املتحدة وحلفائها‪.‬‬ ‫لقد بدأ الرئيس أوباما ينحو نحو التغيري‪ ،‬فأقفل سجن غوانتنامو”‬ ‫وأطلق ‪ 9‬سجناء‪ ،‬وقرر سحب القوات االمريكية املحتلة من العراق‬ ‫وأوقف سياسة الحروب االستباقية‪ ،‬وطرح االتصاالت الدبلوماسية‪،‬‬ ‫ومل يعد يصنف العامل بني “محور خري” وآخر “رش”‪ ،‬وقرر عدم فرض‬ ‫مشاريع توسعية عىل غرار “الرشق االوسط الكبري”‪ ،‬ومل يطمنئ‬ ‫اىل وصول اليمني االرسائييل اىل الحكم‪ ،‬وهو ال يرتاح اىل بنيامني‬ ‫نتنياهو‪ ،‬وتوجه بالحوار نحو سوريا‪ ،‬وانفتح عىل ايران وتفاهم معها‬ ‫عىل برنامجها النووي‪ ،‬ودورها االقليمي‪.‬‬ ‫هذه عناوين لسياسة جديدة يطرحها العهد الرئايس‪ ،‬ولكن‬ ‫ترجمتها تبدأ بتغيري السلوك‪ ،‬ووضعها موضع التنفيذ‪ ،‬اذ ال يصح‬ ‫ان تبقى شعارات فارغة ودون مضمون حقيقي‪ ،‬الن العامل ينتظر من‬ ‫االدارة الجديدة تغيرياً يف األداء‪ ،‬يبدأ من أن توقف ربط “أمن ارسائيل”‬ ‫بـ”أمن الواليات املتحدة” واعتبار ارسائيل الدولة التي ال تحاسب‪ ،‬وال‬ ‫تطبق عليها قرارات االمم املتحدة ومجلس االمن الدويل‪.‬‬ ‫ان العامل العريب يلمس التغيري يف السلوك االمرييك من خالل‬ ‫التعاطي مع ارسائيل‪ ،‬ألن موقف الشعوب العربية من الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬هو من قرار حكمها بالدعم املطلق الذي يقدمونه للكيان‬ ‫الصهيوين الذي تقتل آلته العسكرية االطفال والنساء والشيوخ‬ ‫وتدمر القرى واملدن وتهدم املنازل عىل رأس ساكنيها بالسالح واملال‬ ‫االمرييك‪ ،‬وهذا ما يدفع العرب اىل قرار سلبي من االدارات االمريكية‬ ‫وليس من الشعب االمرييك الذي يدفع مثن أخطاء قياداته‬ ‫ومسؤوليه‪ ،‬وهو بدأ يفرض التغيري‪ ،‬وان الرئيس اوباما إحدى بدايات‬ ‫أوجه هذا التغيري‪ ،‬وعليه الكثري ليعمله من اجل تحسني صورة‬ ‫امريكا يف العامل‪ ،‬وواجبه ان ينقذ أمريكا من نفسها اوالً وان يضع‬ ‫حداً لتدخلها يف شؤون الدولة االخرى‪.‬‬ ‫ان الرسالة الرئاسية االمريكية اىل الجمهورية االسالمية االيرانية‬ ‫قيادة وشعباً بعيد “النوروز”‪ ،‬كانت الفتة‪ ،‬وإشارة إيجابية‪ ،‬ولكن عىل‬ ‫الرئيس اوباما ان يقدم االفعال ال االقوال فقط‪ ،‬وان يغري سلوك بالده‬ ‫تجاه ايران‪ ،‬وكذلك تجاه سوريا‪ ،‬وايضاً نحو دول عديدة‪ ،‬باتت كلها ال‬ ‫تنظر اىل الواليات املتحدة نظرة صداقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونحن يف لبنان‪ ،‬نريد تغيرياً ايضا يف السلوك االمرييك الذي كان‬ ‫وما زال دوره سيئاً بالوقوف اىل جانب ارسائيل وحروبها واعتداءاتها‬ ‫ضدنا‪ ،‬وعدم إلزامها بتنفيذ القرارات الدولية‪ ،‬او االنحياز اىل فريق‬ ‫داخيل ضد فريق آخر‪ ،‬وتحريضه عىل االقتتال بني اللبنانيني‪ ،‬وايقاع‬ ‫الفنت بينهم باستصدار قرارات عن مجلس االمن الدويل كالقرار‬ ‫‪ 1559‬وملحقاته الذي يطال املقاومة كام العالقات اللبنانية ـ‬ ‫السورية‪ ،‬ويطيح الدستور اللبناين واتفاق الطائف‪.‬‬ ‫ان لبنان مل يتغري ومل تتمكن ادارة بوش مع صنيعتها “ثورة األرز”‬ ‫وأدواتها قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬من تغيري موقع لبنان من الرصاع مع العدو‬ ‫االرسائييل فحافظ عىل مقاومتها‪ ،‬وأبقى عىل العالقة مع سوريا‪،‬‬ ‫ومل ينحرف باتجاه محور االستسالم العريب‪.‬‬ ‫فثبات لبنان الوطني املقاوم‪ ،‬سيفرض عىل االدارة االمريكية‬ ‫الجديدة ان تغري سلوكها تجاهه‪ ،‬فتحرتم مقاومته وتخرجها من‬ ‫تصنيف االرهاب كام تزعم‪ ،‬عندها نقول ان سلوك امريكا يتغري!‬

‫منرب التوحيد‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫المصالحة السورية ـ السـعودية تهدئ الســاحة اللبــنانيــــــــــــــــة وال تفك ارتباط دمشق عن طهران‬

‫المحور العربي المعتدل يغير سلوكه بعد‬

‫القمة الرباعية ‪ :‬عودة العرب اىل سوريا‬

‫االزمات العربية ـ العربية والحروب بني االنظمة‬ ‫العربية‪ ،‬كانت تقوم حول الخالف عىل فلسطني‪،‬‬ ‫وعىل الرصاع العريب ـ االرسائييل‪ ،‬واىل عملية‬ ‫السالم والتسوية السلمية بني العرب وارسائيل‪،‬‬ ‫إضافة اىل موضوع املحاور العربية التي كانت‬ ‫تنشأ نتيجة هذا الخالف‪ ،‬كام اىل تخندق دول‬ ‫عربية يف هذا املحور الدويل او ذاك‪ ،‬ال سيام يف‬ ‫اثناء الحرب الباردة بني القطبني العامليني الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية واالتحاد السوفيايت‪ ،‬ثم يف‬ ‫مرحلة التجاذب نحو اقامة انظمة اقليمية‬ ‫وتحالفات اقليمية “كحلف بغداد” او “مرشوع‬ ‫ايزنهاور” او اخرياً مرشوع جورج بوش “للرشق‬ ‫االوسط الجديد”‪.‬‬ ‫فالتضامن العريب الذي كان من اهداف جامعة‬ ‫الدول العربية التي أنشئت يف العام ‪،1946‬‬ ‫وهي منظمة اقليمية سبقت االتحاد االورويب‪،‬‬ ‫بحواىل خمس سنوات‪ ،‬فإن هذا التضامن غاب‬ ‫عنها بسبب عدم متكن العرب من االتفاق ليس‬ ‫عىل الوحدة يف ما بينهم بل عىل التفاهم‬ ‫عىل مسائل اساسية‪ ،‬ومنها القضية املركزية‬ ‫االساسية فلسطني‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ففلسطني كانت نقطة الجذب للتوحد او‬ ‫التباعد بني االنظمة العربية‪ ،‬لذلك سقطت‬ ‫كل محاوالت الوحدة بني اقطار عربية بسبب‬ ‫السياسة‪ ،‬فلم تدم اية وحدة بني قطرين سوى‬ ‫يف اللحظات التي تم التوقيع عليها ثم انهارت‬ ‫وكانت تجربة الوحدة املرصية ـ السورية فاشلة‪،‬‬ ‫ألنها كانت سياسية‪ ،‬ومل تلتزم قواعد الجغرافيا‬ ‫وال التفاعل االقتصادي والحيايت بني البلدين‪،‬‬ ‫كانت وحدة فوقية‪ ،‬هي مثل فكرة الوحدة بني‬ ‫مرص واليمن‪ ،‬أو الوحدات التي ف ّكر بها الرئيس‬ ‫الليبي معمر القذايف‪ ،‬وكلها وحدات كانت تقوم‬ ‫عىل الوجدان واملشاعر‪ ،‬وهذا ما جذب الجامهري‬ ‫العربية نحو الرئيس املرصي جامل عبد النارص‬ ‫التي كان حلمها يف الوحدة‪ ،‬لكن خاب ظنها مع‬ ‫فشل الوحدة املرصية ـ السورية ثم مع الرصاعات‬ ‫العربية ـ العربية وجاءت هزمية حزيران ‪ 1967‬اثناء‬ ‫حرب االيام الستة امام العدو الصهيوين‪ ،‬لتصيب‬ ‫الشعوب العربية بنكسة كبرية وأصيب فيها‬ ‫عبد النارص بانكسار ايضاً‪.‬‬ ‫فالحروب العربية ـ العربية كانت اكرث من‬ ‫التقارب بني الدول العربية‪ ،‬بسبب الحدود‪ ،‬او‬

‫‪4‬‬

‫التدخل يف شؤون دولة اخرى‪ ،‬ومل تنجح الجامعة‬ ‫العربية يف تفكيك االزمات العربية ويف منع‬ ‫تفاقمها اىل حد الصدام العسكري مثل الحرب‬ ‫السعودية ـ اليمينة‪ ،‬أو بني املغرب والجزائر عىل‬ ‫الصحراء الغربية‪ ،‬او بني العراق والكويت‪ ،‬او الخالف‬ ‫عىل منابع املياه كام عىل النفط الخ‪...‬‬ ‫فمنذ إنشاء الجامعة العربية‪ ،‬كانت القمم‬ ‫العربية تعقد كل عقد من السنوات‪ ،‬وتحت‬ ‫ضغط حدث كبري‪ ،‬مثل العدوان الثاليث عىل مرص‬ ‫يف العام ‪ 1956‬حيث انعقدت قمة يف بريوت‬ ‫للتشاور بشأنه‪ ،‬ثم يف العام ‪ ،1964‬للبحث يف‬ ‫التهديدات االرسائيلية حول استثامر لبنان ملياه‬ ‫نبع الوزاين‪ ،‬وكانت قمة الخرطوم األبرز التي رفعت‬ ‫الالءات الثالث بعد هزمية حزيران ‪ ،1967‬ال صلح‪ ،‬ال‬ ‫اعرتاف‪ ،‬ال تفاوض‪ ،‬لكن مل يعمل بها‪ ،‬وق ّوضتها‬ ‫زيارة الرئيس املرصي انور السادات اىل القدس‪،‬‬ ‫وفتح باب االعرتاف بإرسائيل والصلح معها‪،‬‬ ‫ومع هذه الزيارة تق ّوض التضامن العريب‪ ،‬وبدأ‬ ‫االنقسام بني جبهتني‪ ،‬جبهة االستسالم تقودها‬ ‫مرص‪ ،‬وجبهة الصمود والتصدي تقودها سوريا‬ ‫التي رفض رئيسها حافظ االسد سلوك السادات‬

‫انتصار المقاومة في غزة‬ ‫وحذره من مغبة ما يقوم به‪ ،‬ورفض الذهاب معه‬ ‫اىل القدس‪ ،‬وأبلغه أنه مل يتم استثامر حرب‬ ‫ترشين ‪ ،1973‬التي كانت خطوة متقدمة إلعادة‬ ‫االعتبار للجيش العريب بعد هزمية حزيران‪.‬‬ ‫منذ زيارة السادات اىل فلسطني املحتلة‪ ،‬وإلقاء‬ ‫كلمة يف الكنيست االرسائييل‪ ،‬وبدء مفاوضات‬ ‫مع العدو االرسائييل‪ ،‬بدأ العد العكيس للتنازالت‬ ‫التي بارشتها االنظمة العربية‪ ،‬التي مل تتوان عن‬ ‫االلتحاق بقطار التسوية‪ ،‬وكانت التغطية لرحلة‬ ‫السادات االستسالمية‪ ،‬هي إشعال الحرب االهلية‬ ‫اللبنانية ـ الفلسطينية‪ ،‬واللبنانية ـ اللبنانية‪،‬‬ ‫ورضب قوى الصمود والتصدي‪ ،‬املتمركزة يف لبنان‬ ‫عرب املقاومتني الوطنية اللبنانية والفلسطينية‪،‬‬ ‫فكان االجتياح الصهيوين يف آذار ‪ 1978‬لجنوب‬ ‫لبنان ثم يف ارتباط فريق من اللبنانيني بإرسائيل‬ ‫عرب سعد حداد وما سمي بدويلته يف الرشيط‬ ‫الحدودي‪ ،‬حيث ظهر التعاون االرسائييل ‪-‬‬ ‫الكتائبي‪ ،‬ومع “الجبهة اللبنانية” اىل العلن‪،‬‬ ‫وخرج الرئيس سليامن فرنجية منها‪ ،‬وانقسم‬ ‫املسيحيون محورين‪ ،‬وطني عرويب ميثله فرنجية‬ ‫يدافع عن وحدة لبنان‪ ،‬وآخر انعزايل ‪ -‬ارسائييل‬ ‫ميثله بيار الجميل وأبناؤه وحلفاؤهم‪ ،‬وهكذا تجددت‬ ‫الحرب االهلية التي كانت توقفت يف نهاية العام‬ ‫‪ ،1976‬ويف الوقت ذاته كانت تجري عمليات امنية‬ ‫تخريبية ضد سوريا‪ ،‬ويف داخلها‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫العمليات العسكرية التي قام بها بشري الجميل‬ ‫ضد قواتها يف لبنان‪.‬‬ ‫واالنقسام العريب بني محوري االستسالم‬ ‫والصمود‪ ،‬سحب نفسه عىل لبنان‪ ،‬اىل ان كانت‬ ‫الغلبة للمقاومة الوطنية التي طردت االحتالل‬ ‫االرسائييل من عاصمته يف العام ‪ ،1982‬اثر‬ ‫اجتياحه يف حزيران من ذلك العام‪ ،‬وسقط‬ ‫اتفاق السالم االرسائييل ـ اللبناين الذي عرف‬ ‫باتفاق ‪ 17‬ايار عام ‪ ،1984‬وتم تحرير نصف لبنان من‬ ‫االحتالل الصهيوين والحكم الذي نصبه‪ ،‬فغابت‬ ‫السلطة عنه‪ ،‬ال سيام يف الجبل بعد طرد “القوات‬ ‫اللبنانية” منه مع خروج القوات االرسائيلية‪.‬‬ ‫وهذا االنقسام عاد وبرز مع االحتالل االمرييك‬ ‫للعراق‪ ،‬فحاول فريق من اللبنانيني االستفادة‬ ‫اللبنانية‪،‬‬ ‫الداخلية‬ ‫املعادلة‬ ‫لتغيري‬ ‫منه‪،‬‬ ‫واالنقالب عىل االنتصار الذي حققته املقاومة‬ ‫يف صيف العام ‪ ،2000‬بتحرير لبنان من االحتالل‬ ‫االرسائييل املدعوم من سوريا وايران‪ ،‬ورأى فريق‬

‫عريب مستسلم أن مثل هذا اإلنجاز الكبري يف‬ ‫لبنان سوف يؤثر عىل أنظمته بعدما تصاعدت‬ ‫عمليات املقاومة يف فلسطني‪.‬‬ ‫وباتت السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة‬ ‫يارسعرفات محرجة‪ ،‬ألنها مل تحقق شيئاً منذ‬ ‫اتفاق اوسلو‪ ،‬وان محور االستسالم يرتاجع أمام‬ ‫تقدم قوى املقاومة واملامنعة‪ ،‬فكانت سوريا‬ ‫ترفض وهي تفاوض التنازل عن أي شرب من‬ ‫أراضيها‪ ،‬وكانت املقاومة يف لبنان تطالب بتحرير‬ ‫ما بقي من أرض محتلة يف مزارع شبعا وتالل‬ ‫كفرشوبا‪.‬‬ ‫هذا املنهج املقاوم واملامنع‪ ،‬أرادت امريكا ان‬ ‫تواجهه‪ ،‬ال سيام بعد احتاللها للعراق‪ ،‬ورأت‬ ‫أن ترضب سوريا من لبنان‪ ،‬بإخراج جيشها‬ ‫منه‪ ،‬فتضعف قوتها من خالل وقف تواصلها‬ ‫مع املقاومة فيه‪ ،‬او تحجيم دورها االقليمي‬ ‫ومحارصتها حتى ترضخ للرشوط االمريكية‬ ‫والتجاوب معها بتغيري سلوكها يف لبنان‬ ‫وفلسطني والعراق‪ ،‬واستندت واشنطن اىل‬ ‫غطاء عريب سمته “دول االعتدال” ملواجهة سوريا‬ ‫ومعها ايران‪ ،‬حيث تعترب كل من السعودية‬ ‫ومرص واالردن أن دمشق تؤمن النفوذ لطهران‪،‬‬ ‫وهي أوصلتها اىل لبنان عرب تسليح “حزب الله”‬ ‫وعرب رعايتها لحركة “حامس”‪ ،‬وهو ما ع ّرفه‬ ‫العاهل االردين بإقامة “الهالل الشيعي”‪ ،‬واعتبار‬ ‫الرئيس املرصي حسني مبارك ان والء الشيعة‬ ‫ليس ألوطانهم‪ ،‬وكذلك فعل حكام السعودية‪،‬‬ ‫الذين ركزوا عىل منع سيطرة “الشيعة” عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬فدعموا قوى ‪ 14‬شباط ملواجهة نفوذ‬ ‫“حزب الله” وحلفائه ولو بالسالح‪ ،‬وعندما فشلوا‬ ‫أ ّمنوا الغطاء للعدوان االرسائييل يف صيف‬ ‫‪ ،2006‬فانهزمت ارسائيل وانترصت املقاومة التي‬ ‫غيرّ ت املعادلة الداخلية يف ‪ 7‬ايار ‪ ،2008‬حيث‬ ‫بدأ يرتنح “الحلف العريب املعتدل” امام الحلف‬ ‫السوري ـ االيراين يف لبنان وفلسطني والعراق‪،‬‬ ‫وبدأت امريكا تفكر يف محاورته‪ ،‬وصدر تقرير‬ ‫بايكر ـ هاميلتون يدعو اىل الحوار مع طهران‬ ‫ودمشق‪ ،‬فتأخرت ادارة بوش‪ ،‬التي لحقتها الهزائم‬ ‫يف العراق وفلسطني ولبنان‪ ،‬وجاء انتصار‬ ‫املقاومة يف غزة مع االزمة املالية واالقتصادية‬ ‫يف امريكا‪ ،‬وفوز الدميوقراطيني يف انتخابات‬ ‫الرئاسة االمريكية ليعيد رسم مشهد جديد‬ ‫يف العامل العريب‪ ،‬عبرّ عنه العاهل السعودي‬

‫‪5‬‬

‫امللك عبد الله بدعوته اىل املصالحة العربية‪،‬‬ ‫واالنفتاح عىل سوريا‪ ،‬وهكذا انقلبت يف قمة‬ ‫الكويت التوجهات السعودية باتجاه سوريا‪،‬‬ ‫التي رحبت باملصالحة العربية‪ ،‬وهو الشعار الذي‬ ‫رفعه الرئيس بشار االسد يف قمة دمشق العام‬ ‫املايض‪ ،‬وغاب عنها “املحور العريب املعتدل” الذي‬ ‫مل يعد يحتمل امام انتصارات املقاومة وصمود‬ ‫سوريا بوجه تغيريسلوكها ونظامها‪ ،‬إال ان‬ ‫يرضخ للواقع الجيو ـ سيايس الذي فرضه املحور‬ ‫السوري ‪ -‬االيراين املقاوم‪ ،‬ومل تقبل دمشق ان‬ ‫تتنازل عن تحالفها االسرتاتيجي مع ايران ومل‬ ‫تساوم عىل املقاومة مبحاولة ترغيبها باستعادة‬ ‫الجوالن عرب مفاوضات غري مبارشة مع ارسائيل‪،‬‬ ‫إلبعادها عن ايران‪ ،‬فأكدت القيادة السورية انه‬ ‫ال ترابط بني الشأنني‪ ،‬وان محاوالت الفصل بني‬ ‫البلدين لن تنجح الن سوريا تنظر اىل انتصار‬ ‫الثورة االسالمية يف ايران كحليف اسرتاتيجي‪،‬‬ ‫مع سقوط حليف اسرتاتيجي إلرسائيل وأمريكا‬ ‫هو شاه ايران ونظامه‪ ،‬كام ان من يحاول ان يربط‬ ‫املصالحة السعودية ـ السورية باستعادة سوريا‬ ‫اىل املحور العريب خاطئ كام تقول دمشق التي‬ ‫ترى ان قيام تضامن عريب مع تنسيق ايراين‪ ،‬هو‬ ‫الذي يجب الرتكيز عليه‪ ،‬واعتبار ان ايران هي‬ ‫الصديق ال العدو الذي تحاول ان تستبدله امريكا‬ ‫بالعدو االرسائييل وتوجه االنظار اىل الخطر‬ ‫“الفاريس” ال الخطر االرسائييل الذي يتهدد‬ ‫الوجود الفلسطيني خصوصاً والعريب عموماً‪.‬‬ ‫فسوريا وضعت سقفاً لحوارها مع امريكا‪،‬‬ ‫وللمصالحة مع السعودية ودول عربية اخرى‪ ،‬وهو‬ ‫الثبات عىل تحالفها مع ايران كحليف للعرب ال‬ ‫كعدو‪ ،‬وان الحديث مرة عن تش ّيع تقوم به ايران‬ ‫للسنة‪ ،‬أو امتالكها سالحاً نووياً‪ ،‬ال يقع اال يف‬ ‫اطار التحريض‪ ،‬يف الوقت الذي تهدد ارسائيل‬ ‫فلسطني‪ ،‬وتسعى لتدمري املسجد االقىص‬ ‫واملقدسات االسالمية واملسيحية‪ ،‬وهي متتلك‬ ‫قنبلة نووية وبرنامجاً نووياً مدمراً‪ ،‬وال يتوحد‬ ‫العرب ضدها‪ ،‬فيام الجمهورية االسالمية االيرانية‬ ‫دعت العرب اىل اقامة برامج نووية‪ ،‬واىل اعتبار‬ ‫برنامجها قوة لهم‪.‬‬ ‫ان املصالحة السورية ‪ -‬السعودية التي ت ّوجت‬ ‫بلقاء جمع امللك عبد الله والرئيس االسد‪ ،‬والتي‬ ‫استكملت مبصالحة مرصية ـ سورية‪ ،‬هي خطوات‬ ‫متهد الطريق لعقد قمة عربية يف الدوحة‪ ،‬لوضع‬ ‫اسرتاتيجية عربية تنطلق من ان الخطر ما زال يف‬ ‫ارسائيل‪ ،‬وان االنفتاح العريب عىل ايران هو قوة‬ ‫للعرب‪ ،‬ووزن اسرتاتيجي لهم يف مواجهة العدو‬ ‫االرسائييل‪.‬‬ ‫وسيكون للتقارب السوري ـ السعودي أثره‬ ‫االيجايب عىل الوضع اللبناين حيث يتحرض‬ ‫اللبنانيون النتخابات‪ ،‬يتوقعون ان تجري بأجواء‬ ‫هادئة تعكسها مناخات املصالحة السورية ـ‬ ‫السعودية‪.‬‬

‫زهري العياش‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫إطالق سراح الشـقيقين عبد العـال يكشف فراغ التحقيــــــــــــــــــقات مـن األدلـة‬

‫محكمة بال محاكمات في اغتيال‬ ‫قيام املحكمة ذات الطابع الدويل الخاصة‬ ‫بلبنان‪ ،‬كانت مطلباً أجمع عليه اللبنانيون‪،‬‬ ‫وتب ّثه قادتهم عىل طاولة الحوار يف ‪ 2‬آذار ‪،2006‬‬ ‫وكان البند األول عىل جدول اعاملها‪ ،‬والتي‬ ‫انعقدت يف مجلس النواب‪ ،‬وكذلك املوقف‬ ‫من لجنة التحقيق الدولية‪ ،‬التي استعني بها‬ ‫ملساعدة القضاء اللبناين عىل كشف الحقيقة‬ ‫يف جرمية اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬التي ما‬ ‫زال الغموض يكتنفها مع مرور اربع سنوات‬ ‫عىل وقوعها‪.‬‬ ‫فقبل املحكمة ولجنة التحقيق‪ ،‬واثر وقوع‬ ‫الجرمية فوراً‪ ،‬تحركت األجهزة األمنية والقضائية‪،‬‬ ‫وبارشت التحقيق وجمعت األدلة‪ ،‬وتحدث وزير‬ ‫الداخلية آنذاك سليامن فرنجية‪ ،‬ان التفجري وفق‬ ‫املحققني االمنيني والخرباء الفنيني تم فوق األرض‪،‬‬ ‫وهو عمل انتحاري‪ ،‬لكن “تيار املستقبل” مل‬ ‫يقبل بالتحقيقات األولية‪ ،‬وخرج النائب محمد‬ ‫قباين بخريطة تشري اىل ان اعامل صيانة‬ ‫للمياه والهاتف متت قرب فندق “السان جورج”‪،‬‬ ‫حيث مكان وقوع الحادث‪ ،‬وان من قام بالتفجري‬ ‫زرع العبوات واملتفجرات التي استهدفت موكب‬ ‫الرئيس الحريري من تحت األرض‪ ،‬ليؤكد ان هذا‬ ‫العمل من فعل جهاز امني رسمي مغطى‬ ‫ومحمياً‪ ،‬وان توجيه االتهامات مبارشة وفوراً‬ ‫بعد وقوع الجرمية بلحظات اىل قادة األجهزة‬ ‫األمنية اللبنانية والسورية‪ ،‬كانت صحيحة‪،‬‬ ‫وهم متورطون بها‪ ،‬ويجب محاكمتهم‬ ‫وتقدميهم للعدالة‪.‬‬ ‫ولتقديم شهود حول الجرمية وتورط الضباط‬ ‫االربعة فيها مع ضباط سوريني‪ ،‬حصلت‬ ‫فربكة ما سمي بـ “الشاهد امللك” محمد‬ ‫زهري الصديق‪ ،‬الذي بحقه احكام قضائية يف‬ ‫لبنان وسوريا‪ ،‬وروى امام املحقق االملاين ديتليف‬ ‫ميليس رواية مختلقة حول دوره مع الضباط‬ ‫األربعة‪ :‬جميل السيد وعيل الحاج ورميون عازار‬ ‫ومصطفى حمدان يف التخطيط والتحريض‬ ‫والتنفيذ‪ ،‬وتحدث عن اجتامعات حصلت يف‬ ‫شقته يف خلدة‪ ،‬ثم يف برئ العبد بالضاحية‬ ‫الجنوبية حرضها مسؤولون لبنانيون وسوريون‪،‬‬ ‫ولقاء جرى يف القرص الجمهوري يف دمشق‪،‬‬ ‫كام شاهد هو سيارة “الفان” التي انفجرت يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املحكمة الدولية يف الهاي‬

‫موكب الحريري‪ ،‬يف مركز عسكري سوري يف‬ ‫منطقة الزبداين القريبة من الحدود اللبنانية‬ ‫– السورية‪ ،‬ثم رأها يف مركز امني سوري يف‬ ‫حامنا‪.‬‬ ‫هذه الرواية‪ ،‬التي ثبت ان وراءها سياسيون‬ ‫وصحافيون وامنيون من قوى ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫حيث تم تلفيق روايات اخرى ظهرت يف جريدة‬ ‫“السياسة” الكويتية‪ ،‬اضافة اىل جريدة‬ ‫ّ‬ ‫خشان روايات‪،‬‬ ‫“املستقبل” حيث صاغ فارس‬ ‫وكان يقدم محارض عن التحقيق قبل ان يجري‬ ‫مع اي موقوف‪ .‬وكل ذلك استناداً اىل شهود‬ ‫آحرين مفربكني غري الصديق‪ .‬ومن ابرزهم هسام‬ ‫هسام الذي اعرتف ان ّ‬ ‫خشان لقنه روايات من‬ ‫اجل تزويد لجنة التحقيق الدولية بها‪ ،‬وتحديداً‬ ‫ميليس الذي اوىص القضاء اللبناين بتوقيف‬ ‫الضباط األربعة‪ .‬ومع اكتشاف امر الشهود‪،‬‬ ‫ومزاعم ميليس‪ ،‬ظهر ان التحقيق بدأ يخضع‬ ‫للتسييس‪ ،‬وان توقيف الضباط األربعة‪ ،‬كان‬ ‫سياسياً بامتياز من اجل استكامل االنقالب‬ ‫الذي حصل مع اغتيال الحريري وخروج القوات‬

‫‪6‬‬

‫السورية‪ ،‬ووضع لبنان تحت الوصاية األمريكية‪،‬‬ ‫من خالل الدعم الذي لقيته “ثورة األرز” من‬ ‫الرئيس األمرييك السابق جورج بوش‪ ،‬وتأييده‬ ‫لقوى ‪ 14‬شباط لوضع يدها عىل لبنان من خالل‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬وتشكيل حكومة سميت‬ ‫“حكومة االستقالل الثاين”‪.‬‬ ‫ولكن ومن خالل التحقيقات التي جرت مع‬ ‫الضباط األربعة‪ ،‬والتي تبني انها مل توجه لهم‬ ‫اتهامات‪ ،‬بل تم توقيفهم عىل اساس الشبهة‪،‬‬ ‫والبعض ذكر انه تم تحميلهم مسؤولية التقصري‬ ‫وعدم تأمني الحامية للرئيس الحريري‪ ،‬كام اشري‬ ‫ايضاً اىل ان سبب التوقيف هو محاولة ردم الحفرة‬ ‫التي احدثها التفجري‪ ،‬وازالة آثار الجرمية واألدلة‬ ‫حولها‪ ،‬من خالل نقل سيارات املوكب اىل ثكنة‬ ‫الحلو التابعة لقوى االمن الداخيل‪ ،‬واألمر بفتح‬ ‫الطريق‪ .‬لكن هذه القرائن مل تثبت تورط هؤالء‬ ‫الضباط بالجرمية الذين يؤكد وكالؤهم املحامون‪،‬‬ ‫انه ال توجد يف ملفاتهم اية ادلة حول ما ذكره‬ ‫الشهود الزور‪ ،‬الذين تم االفراج عنهم وتهريبهم‪،‬‬ ‫بعكس ما يقال عن حامية الشهود‪ ،‬حيث يقول‬

‫الحريري‬ ‫فريق املواالة بأن هناك مئات من الشهود الذين‬ ‫ادلوا بإفاداتهم‪ ،‬وأن االفادة االبرز لهؤالء جاءت‬ ‫عىل لسان وليد جنبالط الذي التقاه الحريري‬ ‫بعد عودته من اجتامع مع الرئيس السوري بشار‬ ‫االسد‪ ،‬وأخربه بأنه تلقى تهديداً من األسد اذا‬ ‫مل يوافق عىل التمديد للرئيس اميل لحود وانه‬ ‫سيكرس لبنان عىل رأسه ورأس جنبالط‪ ،‬وهذا‬ ‫الكالم ذكر ان الحريري ابلغه للرئيس الفرنيس‬ ‫السابق جاك شرياك‪.‬‬ ‫فبعد اربع سنوات من التحقيقات مل تتوصل‬ ‫لجنة التحقيق الدولية إىل ادانة الضباط‬ ‫األربعة‪ ،‬ومل تتم مقابلتهم مع الشهود‪ ،‬ومل‬ ‫توجه إليهم أية تهمة‪ ،‬ومل يصدر القضاء‬ ‫اللبناين قراراً اتهامياً أو ظنياً بهم‪ ،‬ومل‬ ‫تج ِر عملية توقيف ألشخاص غريهم سوى‬ ‫الشقيقني محمود وأحمد عبد العال بتهمة أن‬ ‫أحدهام أجرى اتصاالً بالقرص الجمهوري وبقائد‬ ‫الحرس الجمهوري مصطفى حمدان لحظة وقوع‬ ‫اإلنفجار‪ ،‬حيث أوقف األخري‪ ،‬وكان الهدف‬ ‫السيايس هو توجيه أصابع اإلتهام إىل الرئيس‬ ‫لحود‪ ،‬بأن عملية اإلغتيال ّمتت بعلمه‪ ،‬وخطط لها‬ ‫يف القرص الجمهوري‪ ،‬حيث تجمع بني الشقيقني‬ ‫عبد العال ورئاسة الجمهورية اتصاالت عرب‬ ‫شقيقهم الضابط يف الحرس الجمهوري وليد‬ ‫عبد العال‪ ،‬وقد شنت قوى ‪ 14‬شباط حملة‬ ‫عىل الرئيس لحود‪ ،‬وجرى توجيه لجنة التحقيق‬ ‫الدولية للتحقيق معه فزارته يف قرص بعبدا‪،‬‬ ‫وصدر تقريرها يربئه من أية صلة له بالجرمية‪،‬‬ ‫وجاء اإلفراج عن االخوين عبد العال بعد ثالث‬ ‫سنوات ونصف السنة عىل توقيفهم‪ ،‬للتأكيد‬ ‫عىل براءتهم أوالً‪ ،‬ثم عىل عدم معرفة الرئيس‬ ‫السابق للجمهورية بالجرمية‪ ،‬والتي كان من‬ ‫أشد املطالبني بجالء الحقيقة حولها‪ ،‬ومل ميانع‬ ‫يف طلب مساعدة التحقيق الدويل‪ ،‬وإخالء‬ ‫سبيل الشقيقني عبد العال املنتميان إىل‬ ‫جمعية املشاريع الخريية اإلسالمية (االحباش)‪،‬‬ ‫واملعروفة بعالقتها بسوريا ودعمها للجيش‬ ‫اللبناين ومناهضتها للتطرف االسالمي الذي‬ ‫يبثه “الفكر الوهايب” كام تقول ادبياتها‪ ،‬وقد‬ ‫قتل رئيسها الشيخ نزار الحلبي قبل حوايل‬ ‫‪ 15‬سنة عىل يد اسالميني اصوليني وهابيني‬

‫شعار املحكمة‬

‫استقبال الشقيقان عبد العال‬

‫من “عصبة االنصار” برئاسة احمد السعدي‬ ‫“ابو مجحن” الذي فر من االعدام الذي نال من‬ ‫املجموعة املنفذة لالغتيال‪.‬‬ ‫وجاءت براءة محمود واحمد عبد العال‪ ،‬ومن‬ ‫دون ظهور اشارات اىل ان املحقق العديل يف‬ ‫اغتيال الحريري القايض صقر صقر‪ ،‬سيفرج‬ ‫عنهام للتأكيد ان التحقيقات مل تتوصل اىل‬ ‫اتهامهام وبان ملف االغتيال فارغ‪ ،‬وهو ما يؤكده‬ ‫املحامون وكالء الضباط االربعة‪ ،‬الذين قدموا‬ ‫عرشات طلبات اخالء السبيل‪ ،‬ومل يرد عليهم‬ ‫القايض صقر‪ ،‬وال املدعي العام التمييزي سعيد‬ ‫مريزا‪ ،‬الذي ال يذكر وال يعلل اسباب التوقيف‬ ‫كام مل يتم تعليل اسباب وحيثيات االفراج عن‬ ‫الشقيقني عبد العال‪ ،‬وال عن احد الشهود الزور‬ ‫ابراهيم جرجورة الذي ادىل مبعلومات كاذبة‬ ‫للجنة التحقيق وهو اعرتف لالعالم ان النائب‬ ‫مروان حامده لقنّه اياها كام حصل مع محمد‬ ‫زهري الصديق وهسام هسام‪.‬‬ ‫وتوقف املراقبون امام االفراج عن آل عبد العال‬ ‫وجرجورة‪ ،‬واالبقاء عىل الضباط االربعة‪ ،‬الذين‬ ‫اكد القضاء الدويل ان من صالحيات القضاء‬ ‫اللبناين االفراج عنهم‪ ،‬وقد اوىص بذلك كل من‬ ‫املحققني سريج برامرتز ودانيال بيلامر الذي اكد‬ ‫يف افتتاح املحكمة‪ ،‬انه سيبعدها عن التسييس‬ ‫رغم قرار انشائها سيايس‪ ،‬وهو سيتعاطى‬ ‫مبهنية معها‪ ،‬كام فعل يف لجنة التحقيق‬ ‫الدولية حيث اظهر موضوعية عالية وتقنية‬ ‫كبرية كشف فيها ادعاءات ميليس الكاذبة‪،‬‬ ‫وقد تقدم املشتبه بهم بدعوى ضده يف فرنسا‪،‬‬ ‫وستتم محاكمته عىل حجز حريتهم‪ ،‬كام‬ ‫ستتم مقاضاة قضاة لبنانيني‪ ،‬بعد استالم‬ ‫املحكمة مللفات الضباط االربعة الذين مل تثبت‬ ‫ادانتهم وافسح املدعي العام للمحكمة دانيال‬ ‫بيلامر امام املحقق العديل اللبناين لالفراج‬ ‫عنهم‪ ،‬النه سيقوم هو باملهمة خالل مدة‬ ‫شهرين من استالمهم النه ليس يف ملفاتهم‬ ‫ما يدينهم‪ ،‬وكان الفتاً قول بلامر انه سيستدعي‬ ‫الشاهد الصديق امام املحكمة والذي مل تتم‬ ‫مقابلته مع الضباط وقد زعم انه خطط معهم‬ ‫للجرمية‪ ،‬وسيكون حضور هذا الشاهد املفربك‬ ‫كام يقول محامو الدفاع‪ ،‬امام املدعي العام‬

‫بيلامر‪ ،‬طريق خروج املشتبه بهم من السجن‪،‬‬ ‫حيث ستنكشف اكاذيبه وقد جرى تهريبه‬ ‫من فرنسا اىل ديب مؤخراً‪ ،‬بعد انتهاء عهد‬ ‫الرئيس الفرنيس جاك شرياك والذي كان يرفض‬ ‫تسليمه للقضاء اللبناين الجراء مقابالت بينه‬ ‫وبني الضباط البقائهم يف السجن الن خروجهم‬ ‫منه‪ ،‬سيشكل زلزاالً سياسياً وامنياً وقضائياً‬ ‫كبرياً‪ ،‬وسينهار فريق ‪ 14‬شباط وسيخرج من‬ ‫الحكم فكيف واذا جاء االفراج قبل االنتخابات‬ ‫النيابية‪ ،‬فمعنى ذلك ان نتائجها سوف تتحول‬ ‫لصالح املعارضة‪ ،‬وستسقط اكذوبة االكرثية‬ ‫التي استغلت دم الرئيس الحريري يف االنتخابات‬ ‫املاضية‪ ،‬وهي تحاول ان نستغل بدء اعامل‬ ‫املحكمة‪ ،‬لكن االفراج عن الشقيقني عبد العال‪،‬‬ ‫اسقط من يدها‪ ،‬الكثري من الذرائع وباتت الكرة‬ ‫يف ملعبها ومل تعد تستطيع مترير ادعاءات تبني‬ ‫انها غري صحيحة‪.‬‬ ‫فبدء اعامل املحكمة ال يؤرش اىل انها ستبدأ‬ ‫باملحاكمة طاملا ان القرار االتهامي مل يصدر‬ ‫بعد‪ ،‬وان بيلامر ما زال يطلب من لديه معلومات‬ ‫فليتقدم بها‪ ،‬وان كل ما صدر من تقارير عن‬ ‫لجنة التحقيق الدولية‪ ،‬اكدت ان انتحاريا نفذ‬ ‫العملية‪ ،‬وان شبكة منظمة من افراد ولديها‬ ‫تقنيات عاليه قد تكون وراء االنفجار‪ ،‬يف توجيه‬ ‫اصابع االتهام اىل جهة اصولية‪ ،‬حيث تم الرتكيز‬ ‫عىل مجموعة من ‪ 13‬عنرصاً اعتقلت قبل ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬وكشفت التحقيقات ان من بينها‬ ‫خالد طه الذي جنّد احمد ابو العدس الذي ظهر‬ ‫يف رشيط “فيديو” يعلن انه االنتحاري الذي‬ ‫فجر نفسه مبوكب الحريري‪.‬‬ ‫فاملحكمة التي تعني العدالة هي التي ينتظر‬ ‫اللبنانيون ان تكشف لهم الحقيقة‪ ،‬ال سيام‬ ‫وان الحديث عن انها لن تبدأ اعاملها قبل العام‬ ‫املقبل‪ ،‬وهي تعد االجراءات للمبارشة بعملها‪،‬‬ ‫مام يؤكد ان ال متهمني حتى االن يف القضية‬ ‫التي شغلت العامل‪ ،‬وكادت ان تفجر حرب اهلية‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وقد زرعت الفتنة املذهبية فيه‪ ،‬وهو‬ ‫العنوان االساس لهذه الجرمية التي مل يكن لها‬ ‫هدف سوى اقتتال اللبنانيني فيام بينهم‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫يوسف زين الدين‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫سمر الحاج لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫القاضي براميرتز‬ ‫اعتبر أننا أبرياء‬ ‫من التهمة‬ ‫الملفقة ضدنا‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪8‬‬

‫املحاكم الدولية‪ :‬بيوت عدالة أم‬ ‫أدوات هيمنة؟ هل بانطالق املحاكم‬ ‫الدولية سينطوي فصل من فصول‬ ‫واالضطهاد‪،‬‬ ‫والظلم‬ ‫االستبداد‬ ‫وتقطع أوصال الدكتاتورية البلهاء‪،‬‬ ‫ويبزغ فجر جديد؟ أم عىل العكس‬ ‫ستكون مشهدا مبطنا آخر للبطش‬ ‫واالضطهاد وسلب الحريات‪ ،‬ونهش‬ ‫الحقوق اإلنسانية‪ .‬وهذا ما نراه‬ ‫جلياً يف املحكمة الدولية الخاصة‬ ‫بلبنان التي ال مثيل لها يف دول‬ ‫العامل حتى يف محاكمة البشري‪.‬‬ ‫هذه املحكمة التي بلجنة تحقيق‬ ‫دولية ماطلت وال تزال متاطل يف‬ ‫إصدار االتهام الظني بحق الضباط‬ ‫األربعة املوقوفني تعسفاً بقرار‬

‫سيايس بهدف تحقيق مآرب شخصية‬ ‫غذاها‬ ‫السياسية‬ ‫الفئات‬ ‫لبعض‬ ‫السلطة‬ ‫اىل‬ ‫بالوصول‬ ‫جشعهم‬ ‫ً‬ ‫الذي مل يرتكوا سبيال للوصول إليه‬ ‫حتى ولو كان الثمن املواطن والشعب‬ ‫اللبناين املعدم الذي يعمل جاهداً‬ ‫عىل النهوض ودحر الصعاب لتأمني‬ ‫حياة كرمية رشيفة ال متت بصلة اىل‬ ‫بعض صانعي القرار السيايس الذين‬ ‫ح ّولهم القدر اىل دمى متحركة يف‬ ‫يد املرشوع األمرييك الصهيوين الذي‬ ‫اندحر أخرياً بعزمية ال تقهر غ ّذتها دماء‬ ‫شهداء املقاومة اللبنانية وانتصاراتها‬ ‫يف حرب متوز ‪ 2006‬وت ّوجها انتصار‬ ‫وصمود الشعب الفلسطيني يف غزة‪،‬‬ ‫هذا الشعب الذي تعرض ألقبح مظاهر‬

‫الظلم والقهر والتعسف‪ ،‬ومل ينظر‬ ‫إليه ومل يبت بأمر إعادة اعتباره من‬ ‫خالل محكمة دولية يحاكم ويحاسب‬ ‫من خاللها العدو الصهيوين؟ ولكن ال‬ ‫صوت ملن ينادي‪ .‬فال عدالة دولية ميكن‬ ‫أن تبرص النور للدفاع عن قضية شعب‬ ‫فكيف‬ ‫أراضيه‪،‬‬ ‫استبيحت‬ ‫عريب‬ ‫مبحكمة عدل دولية خاصة بلبنان‬ ‫نشأت عىل أنقاض تحقيق لجنة دولية‬ ‫مل تتوصل حتى اآلن عىل الرغم من‬ ‫تعاقب واختالف محققيها‪ ،‬والتقارير‬ ‫األحد عرش الصادرة عنها من تبيان‬ ‫األدلة الصحيحة والقرائن وتحديد‬ ‫الشهود‪ ،‬وحتى بإقرار القرار الظني‬ ‫بحق الضباط األربعة املحتجزين منذ‬ ‫أكرث من ثالث سنوات ونصف بانتظار‬

‫ما هو السبب الداعي لعدم إطالق رساح‬ ‫الضباط األربعة كام يقول القضاء اللبناين‬ ‫عىل الرغم من أن لجنة التحقيق الدولية أثبتت‬ ‫عدم وجود األدلة التهامهم؟‬ ‫القضاء الدويل مل يعلن الرباءة‪ ،‬كون املحكمة‬ ‫الدولية مل تبدأ بعد عىل الرغم من أن لجنة‬ ‫التحقيق الدولية قد أثبتت عكس ذلك وفق‬ ‫التقرير الذي قدمه القايض برامريتز والذي‬ ‫اعترب أننا أبرياء من التهمة امللفقة ضدنا وبأننا‬ ‫محتجزون لدى القضاء اللبناين الذي عليه أخذ‬ ‫القرار دون العودة إليها‪.‬‬ ‫القضاء الدويل سيبني قراراته عىل أساس‬ ‫تحقيق اللجنة الدولية‪ ،‬التي مل تثبت حتى اآلن‬ ‫اتهام الضباط األربعة؟‬ ‫اللجنة الدولية منذ ‪ 3‬سنوات ونصف حتى‬ ‫اآلن مل تذكرنا يف أي تقرير من تقاريرها األحد‬ ‫عرش ملحققني مختلفني ومل تثبت بحقنا أي قرار‬ ‫اتهامي وال ظني‪ ،‬وبالرغم من ذلك نحن موقوفون‬ ‫والدليل ان آخر محقق دويل جاء منذ ‪ 3‬سنوات‬ ‫يلتق بوكالء‬ ‫يلتق بنا ومل‬ ‫تقريباً أي بيلامر مل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدفاع للضباط األربعة ألنه يعترب أنه ليس لديه‬ ‫يشء ضد الضباط األربعة‪.‬‬

‫اإلفراج عنهم ستتم بقرار سيايس‪ ،‬والنائب‬ ‫وليد جنبالط قد طلب من النائب سعد الحريري‬ ‫إطالق رساح الضباط األربعة من لبنان ال من‬ ‫الهاي؟‬ ‫النائب وليد جنبالط أعلن باألمس بوجوب‬ ‫عدم البحث يف قضية الضباط األربعة‪ ،‬مشرياً‬ ‫اىل أن عائالت الضباط األربعة سيبكون دماً‬ ‫عند تعليق املشانق‪ ،‬واليوم كعادته ال يثبت عىل‬ ‫قرار‪ ،‬ويغري مبوقفه من الضباط ويطلب إخالء‬ ‫سبيلهم يف لبنان ال يف الهاي‪ ،‬فلنتصور معاً‬ ‫مشهد الضباط املوقوفني منذ ‪ 3‬سنوات ونصف‬ ‫يف سجن غري رشعي‪ ،‬والسلطة هي طرف يف‬ ‫النزاع‪ ،‬وفرع املعلومات هو لبيت الحريري وإرسال‬ ‫الضباط األربعة اىل الهاي‪ ،‬وهذا مستبعد ألنه‬ ‫مناف للقوانني الدولية‪ ،‬وعندما يرجعون هل ميكن‬ ‫ٍ‬ ‫تخ ّيل ما ميكن أن يحصل يف مطار بريوت‪ ،‬وقوى‬ ‫‪ 14‬آذار منهارون‪ ،‬ألن هذه هي رضبة الالعودة لهم‪،‬‬ ‫ونحن ال ننىس أنهم بنوا انتخابات ‪ 2005‬عىل‬ ‫أكتافنا وعىل كذبة ارتكابنا جرمية االغتيال‪ ،‬وعىل‬ ‫اعتقالنا للقضاء عىل النظام األمني السوري‬ ‫اللبناين وبالتايل إجبار سوريا عىل االنسحاب من‬ ‫لبنان بعد اتهامها باملشاركة يف عملية االغتيال‪،‬‬ ‫ولكن مخططهم باء بالفشل وخروج الضباط‬ ‫األربعة يف الهاي سيثبت خسارتهم الكربى‪.‬‬ ‫هل تتوقعني اإلبقاء عىل الضباط األربعة‬ ‫قيد االحتجاز اىل ما بعد االنتخابات‪ ،‬ومن‬ ‫يخدم إبقاء هذا الوضع عىل حاله؟‬ ‫األستاذ عبدو سعد أجرى إحصاءات مبوضوع‬ ‫الضباط األربعة ومدى تأثريهم عىل االنتخابات‬

‫النيابية‪ ،‬مؤكداً أن بقاءهم قيد االعتقال يربح‬ ‫األكرثية ما يقارب ‪ %40‬من نتيجة االنتخابات‪،‬‬ ‫وبخروجهم ينعكس األمر ما يعطي للمعارضة‬ ‫‪ %40‬إضافية‪ .‬ومن هنا كان إرصار النائب سعد‬ ‫الحريري عىل عدم إطالق رساح الضباط ملا بعد‬ ‫االنتخبات‪ ،‬وقد أعلن عن ذلك يف األول من آذار خالل‬ ‫الكرنفال الذي أقيم بهدف إعالن املحكمة الدولية‪،‬‬ ‫وشاهدنا بيلامر وغريه‪ ..‬والسؤال الذي يطرح هنا‬ ‫أين قانون هذه املحكمة الخاصة بلبنان التي يجب‬ ‫أن يكون لها قانونها الخاص بها‪ ،‬وال تأخذ بقانون‬ ‫املحكمة الدولية وال تطبقه‪ ،‬ومكان إقامة املحكمة‬ ‫ما زال غري صالح لالستعامل قبل ‪ ،2010‬وليس‬ ‫لديها متويل ملدة ‪ 3‬سنوات مسبقة فال أحد من‬ ‫القضاة يرىض أن يدخلها‪ ،‬دون املطالبة بضامن‬ ‫مايل ملدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وهم أمنوا متويل سنة واحدة‬ ‫فقط وحتى اآلن مل يتم تشكيل أعضاء املحكمة‬ ‫ورئيسها وحكامها‪ ،‬ما يجعلنا نشكك يف وجود‬ ‫هذه املحكمة‪.‬‬ ‫هل وجود بيلامر الذي هو مدعي عام‬ ‫للمحكمة‪ ،‬يدل عىل تسييس هذه املحكمة؟‬ ‫نحن مل ن َر بيلامر حتى اآلن‪ ،‬كام أن رفضه للقاء‬ ‫وكالء دفاع الضباط األربعة‪ ،‬وتقرير ميليس الـ ‪11‬‬ ‫والبند ‪ 48‬اللذين يؤكدان أن موضوع الضباط يعود‬ ‫باملطلق اىل القضاء اللبناين الذي يجب أن يأخذ‬ ‫قراره بإخالء سبيلهم أو اإلبقاء عليهم دون العودة‬ ‫إليه‪ ،‬وقد وضع رأيه لدى املدعي العام التنفيذي‬ ‫بشأن هؤالء املوقوفني‪ .‬وقد ذهبنا اىل مدعي عام‬ ‫التمييز وسألناه رأي بيلامر يف املوضوع الذي‬ ‫جاء مشابهاً لتوصية ميليس‪ ،‬غري أن مدعي عام‬

‫إرسال الضباط األربعة إىل الهاي‬ ‫مستبعد ألنه مناف للقوانني‬ ‫برأيك هل لقرار النائب سعد الدين الحريري‬ ‫تأثري عىل قضية الضباط‪ ،‬مبعنى عملية‬

‫‪9‬‬

‫الرىض والقرارالسيايس‪.‬‬ ‫االغتيال‪،‬‬ ‫بقضية‬ ‫وبني اتهامهم‬ ‫وإسقاط األدلة بحقهم‪ ،‬وهل س ُيطلق‬ ‫رساحهم من لبنان أو الهاي ومتى قبيل‬ ‫االنتخابات الربملانية أم بعدها‪ ،‬وماذا‬ ‫سيحل بهم يف كلتا الحالتني‪ ،‬وهل‬ ‫سيتمكن القضاء اللبناين يوماً من‬ ‫إقرار حكم حر غري مسييس‪ ،‬ووضع‬ ‫عائالتهم‪ ،‬وغريها من األمور املتعلقة‬ ‫بقضيتهم‪ ،‬كانت محور لقائنا مع‬ ‫عقيلة اللواء عيل الحاج السيدة سمر‬ ‫شلق الحاج‪ ،‬التي رشبت ماء التجلد‬ ‫والتغلب عىل الصعاب من نبع غزير يف‬ ‫ضيعة عرفت العزة والكرامة ونشأت‬ ‫عليها هي ضيعة راس نحاش‪ ،‬يف حوار‬ ‫هذا نصه‪:‬‬ ‫التمييز مريزا رفض اإلقرار بذلك بحجة رسية‬ ‫املذاكرة (أخذ قرار اتهامي بشخص يحاكمه‪،‬‬ ‫فيذاكر مع القضاة الذي هم معه وهذا ما يسمى‬ ‫برس املذاكرة)‪ ،‬مريزا ليس مبوقع قاض وال بيلامر‬ ‫مبوقع قاض‪ ،‬مريزا مدعي عام‪ ،‬بيلامر رئيس لجنة‬ ‫تحقيق دولية وال يوجد لجنة رس مذاكرة‪ ،‬وهذا جزء‬ ‫من امللف وحق وكالء الدفاع االطالع عليه بعد‬ ‫أن تأكدنا من وجود طلب إطالق رساح الضباط‬ ‫األربعة‪ ،‬ولو كان عكس ذلك الستعملته قوى‬ ‫‪ 14‬شباط ضدنا‪ ،‬ما جعلنا نتأ ّكد من تواطؤ‬ ‫بيلامر طوال فرتة إقامته يف لبنان (‪ 3‬سنوات)‬ ‫دون االتصال بنا وبإخفاء األدلة التي تثبت براءة‬ ‫الضباط األربعة‪ .‬إن يف هذا األمر مهزلة‪ ،‬كذلك‬ ‫األمر من العدالة الدولية التي ال نؤمن بها والدليل‬ ‫عىل ذلك اإلعالن عن بدء محاكمة البشري‪ ،‬قبل‬ ‫محاكمة إرسائيل ومحاسبتها عىل جرامئها‬ ‫بحق اإلنسانية جمعاء‪ ،‬كيف هي هذه العدالة‬ ‫التي تأخذ (ميلوشيفيتش) وتسجنه ملدة خمس‬ ‫سنوات حتى وفاته دون محاكمته‪ ،‬هذه هي‬ ‫املحاكم الدولية التي نتحدث عنها اليوم يف‬ ‫قضية الضباط األربعة‪ ،‬تلك التي تأخذ الناس‬ ‫وتسجنهم‪ ،‬او تعتذر منهم كام كان األمر يف‬ ‫قضية “البيل” التي حقق فيها القايض ميليس‬ ‫وانتهى به األمر كام يف قضية اغتيال الحريري‪،‬‬ ‫حيث جاء بشهود زور واتهم أشخاصاً وسجنهم‬ ‫ملدة ‪ 13‬عاماً‪ ،‬وبعد ‪ 13‬عاماً ظهرت براءتهم‬ ‫فع ّوضوا عليهم بإعطاء كل شخص حواىل ‪15‬‬ ‫مليون يورو‪ ،‬وهذه فضيحة كربى‪ ،‬لنعد بالعامل‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬ ‫اىل تاريخ ميليس واىل تفاصيل حياته العملية‬ ‫املليئة بالخداع والنصب‪ ،‬عىل عكس القايض‬ ‫برامريتز الذي قام بعمله عىل أكمل وجه محافظاً‬ ‫عىل معنى العدالة‪ ،‬ما أدّى اىل نقله عىل وجه‬ ‫الرسعة اىل يوغوسالفيا ليشغل منصب رئيس‬ ‫املحكمة هناك ليظل بعيداً عن ملف قضية‬ ‫اغتيال الحريري‪ ،‬من هنا نستطيع القول ان ميليس‬ ‫متواطئ اىل درجة كبرية يف موضوع تسييس‬ ‫املحكمة فيام بيلامر نصف متواطئ‪ ،‬وهذا ال يدعو‬ ‫اىل الراحة والتفاؤل والثقة به‪.‬‬

‫ال يصل شاهد الزور اىل الهاي‪ ،‬ما يؤ ّكد ته ّرب‬ ‫الجرجورة من املحكمة الدولية باإلفراج األخوين‬ ‫عبد العال‪ ،‬وبالتايل متلص الوزير حامدة وعدم‬ ‫وصوله اىل الهاي‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نستخلص أن‬ ‫إخالء سبيل الجرجورة ما هو إال حامية مطلقة‬ ‫ملركب شهود الزور املشهور الشهيد الحي الوزير‬ ‫السابق مروان حامدة‪.‬‬ ‫ال بد لنا من الكالم عن تهريبة جديدة متت ما‬ ‫بني ‪ 5‬و‪ 10‬آذار ‪ ،2009‬للشاهد الزور أكرم شكيب‬

‫جرجورة هو شاهد زور وصنيعة‬ ‫الشهيد الحي مروان حامدة‬ ‫هل إخالء سبيل الشقيقني عبد العال‬ ‫إشارة إىل احتامل إطالق رساح الضباط‬ ‫األربعة‪ ،‬أم أن هناك غايات أخرى؟‬ ‫ليس هناك من شك بأن اعتقال األخوين عبد‬ ‫العال تعسفي‪ ،‬وفق إعالن املفوضية العليا‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬ما يثبت أنهم مظلومون‪ ،‬ومن‬ ‫حقهم الخروج منذ ‪ 3‬سنوات ونصف بحسب‬ ‫تقرير ميليس األول والثاين الذي اعترب أن‬ ‫األخوين عبد العال والعميد مصطفى حمدان‬ ‫مشرتكون يف التهم املوجهة ضدّهم‪ ،‬ما‬ ‫يعني خروج العميد حمدان معهم ولكن الذي‬ ‫حدث هوالعكس ما يثبت ّأن التهمة املركبة‬ ‫فإن ذلك سينعكس ايجاباً‬ ‫ّ‬ ‫واحدة‪ ،‬وبالتايل‬ ‫عىل القضية كوننا نعتربها أول الغيث لخروج‬ ‫الضباط وهي إشارة مهمة‪ ،‬وقبل األخوين عبد‬ ‫العال تم إخالء سبيل ابن مستو وابن طربيه‬ ‫وابن فخر الدين عىل الرغم من أن التهم التي‬ ‫كانت موجهة ضدّهم كبرية جداً بالنسبة‬ ‫مليليس الذي رسم لهم ادواراً خطرية ولكنهم‬ ‫أخلوا سبيلهم‪.‬‬ ‫نحن نخىش من التسييس ّ‬ ‫ألن ابن مستو‬ ‫هو ابن الضنية وابن طربيه هو ابن طرابلس‬ ‫واألخوين عبد العال هام ابنا بريوت‪ ،‬وطبعاً‬ ‫من السنّة‪ ،‬أخىش ما أخشاه‪ ،‬وأنا ابنة هذه‬ ‫الطائفة السنية العظيمة‪ ،‬وآسف أن تكون‬ ‫األمور قد س ّيست انتخابياً‪ ،‬كام أخىش‬ ‫وأمتنى عىل األخوين أحمد ومحمود عبد العال‬ ‫أن ال يبيعا ‪ 3‬سنوات ونصف من عمرهام‪ ،‬وأعلنت‬ ‫ذلك رصاحة يوم إطالق رساحهام‪ .‬وأن ال يرتددا يف‬ ‫مقاضاة القضاء الذي ظلمهام ‪ 3‬سنوات ونصف‬ ‫وعدم املتاجرة مبا عاناه أهلهم‪ ،‬ولكن بخروجهام‬ ‫لب املشكلة‪ ،‬إذ ّان‬ ‫تم إخالء سبيل جرجورة وهنا ّ‬ ‫جرجورة هو شاهد زور‪ ،‬وصنيعة الشهيد الحي‬ ‫الوزير السابق مروان حامدة بشهادته لجرجورة‪،‬‬ ‫وهذا الكالم كتب يف الجرائد وأعلنته شاشات‬ ‫التلفزة فكيف يطلق رساح شاهد زور؟ وكيف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إخالء سبيل الجرجورة‬ ‫ما هو إال حامية مطلقة‬ ‫ملركب شهود الزور‬ ‫املشهور الشهيد الحي‬ ‫مروان حامدة‬ ‫مراد املحكوم ملدة خمس سنوات‪ ،‬منذ ايار ‪2004‬‬ ‫لغاية ايار ‪ 2009‬والذي ينفذ محكوميته يف‬ ‫سجن رومية‪ ،‬كام ذكرنا أطلق رساحه دون األخذ‬ ‫بعني االعتبار االدعاء عليه بتهمة االدالء بشهادة‬ ‫زور وبتضليل التحقيق من قبل اللواء عيل الحاج‬ ‫بواسطة وكيله النقيب عصام كرم بتاريخ‬ ‫‪ ،2007/4/13‬فكيف يعقل ان يطلق رساح شخص‬ ‫مدعى عليه منذ ‪2007‬؟‬ ‫كيف تم الوصول اىل أكرم مراد‪ ،‬وهو محتجز‬ ‫يف سجن روميه؟‬ ‫شهدت بالعني املجردة يف سجن روميه اثناء‬

‫‪10‬‬

‫انتظاري لزيارة زوجي سيارة رباعية الدفع تحمل‬ ‫الرقم ‪ 5000000‬وتبعتها سيارة مرافقة تدخل‬ ‫اىل مبنى األحداث‪ ،‬ومن ثم تعود لتدخل اىل‬ ‫مبنى املحكومني‪ ،‬وذلك بأوائل شهر ايار ‪ ،2007‬كام‬ ‫شاهدت بأم العني الضابط يف الجيش اللبناين‬ ‫واملسؤول املخابرايت القريب من آل الحريري جالساً‬ ‫يف املقعد االمامي من هذه السيارة‪ ،‬لقد دخل‬ ‫هذا الرجل اىل مبنى املحكومني وأمىض أكرث‬ ‫من ‪ 3‬ساعات يف املبنى‪ ،‬وعند سؤالنا مسؤوال‬ ‫أمنيا رفيعا عن سبب وجوده يف املبنى‪ ،‬أجاب‪:‬‬ ‫انه كان يزور صديقاً‪ ،‬ومن محاسن الصدف‬ ‫انه بعد اقل من اسبوع متت مواجهة اللواء‬ ‫الحاج باملحكوم اكرم شكيب مراد املقيم يف‬ ‫مبنى املحكومني ليقول إنه كان مقرباً من‬ ‫العميد رستم غزايل وكان يزوره يف عنجر‬ ‫حيث حرض السيد آصف شوكت وهو يقود‬ ‫سيارة “امليتسوبيتيش” ليسلمه يف عنجر‬ ‫لشخصني ملتحيني أحدهام يدعى “ابو هادي”‬ ‫ويقصد به “حزب الله” ليأخذا بالتايل سيارة‬ ‫ليفخخاها يف الضاحية‪،‬‬ ‫“امليتسوبيتيش”‬ ‫وبعد مغادرتهام وصل اللواء الحاج “وميكن‬ ‫سمع وميكن ال” وعند سؤاله أكرم شكيب‬ ‫مراد بأي تاريخ رأيت السيارة أجاب يف آذار من‬ ‫العام ‪ 2004‬وهنا جنّ جنون القايض الياس‬ ‫عيد يف ترشين الثاين ‪ ،2004‬كيف رأيتها‬ ‫قبل رسقتها من اليابان عىل االقل قبل ‪ 7‬أو ‪8‬‬ ‫اشهر‪ ،‬فأجاب املدمن واملدان أكرم شكيب مراد‬ ‫“ما بعرف ميكن شفتها وميكن ما شفتها‪ ،‬عىل‬ ‫كل حال انا عىل جميع الحاالت محبوس”‪.‬‬

‫زهري الصديق يستطيع أن‬ ‫يكشف كل األوراق املخبأة‬ ‫وهل ستتم مواجهة زهري الصديق‬ ‫بالضباط األربعة يف املحكمة الدولية إذا ما‬ ‫ُنقلوا اىل الهاي؟‬ ‫نحن حتى اآلن ال نعلم أين هو زهري الصديق‪،‬‬ ‫وال أحد يعلم أين هو‪ ،‬حتى القايض بيلامر ال‬ ‫علم له مبكان وجوده‪ ،‬بحسب زعمه‪ ،‬وهذا‬ ‫غريب فكيف يتم االتصال بلجنة التحقيق‬ ‫وهي ال تعلم أين هو‪ ،‬وكل أجهزة االتصاالت‬ ‫والتنصت بحوزتها‪ ،‬ونتمنى أن يكون زهري‬ ‫الصديق يف صحة جيدة‪ ،‬وموجوداً بني أيدي‬ ‫القضاء الدويل او سلطة تحرتم نفسها ألن زهري‬ ‫الصديق يكشف كل األوراق املخبأة‪ ،‬بأي طيارة‬ ‫سافر‪ ،‬من أعطاه الهاتف‪ ،‬من ّأخر بإفادته وملاذا‬ ‫أخذ الضابط العديل وسام الحسن إفادة الصديق‬ ‫ووقعها يف مدينة ماربييا يف اسبانيا‪ ،‬وبأية‬ ‫صفة أخذ إفادته‪ ،‬يف اسبانيا يف وقت يصادف‬ ‫فيه إقامة رفعت األسد يف ماريبيا‪ ،‬وعندما‬ ‫ُسئل اللواء أرشف ريفي عن صفة الضابط وسام‬ ‫الحسن ليك يوقع إفادة الصديق يف اسبانيا‪،‬‬

‫قال لهم إنه أرسله مع محققني دوليني بصفة‬ ‫مرتجم‪ ،‬هذه فضيحة كربى ألنه بتاريخ توقيع‬ ‫اإلفادة كان وسام الحسن بترصف آل الحريري بأمر‬ ‫من أرشف ريفي الذي كان يومها مدير عام قوى‬ ‫األمن الداخيل‪ ،‬ومل يكن له عالقة ال بالضابطة‬ ‫العدلية وال بالتحقيقات‪.‬‬

‫إذا ُنقل الضباط إىل هولندا‬ ‫اعتقالهم سيكون تعسفياً‬ ‫احتجاز‬ ‫الدولية‬ ‫للمحكمة‬ ‫يحق‬ ‫هل‬ ‫الضباط األربعة يف الهاي دون صدور أي قرار‬ ‫بحقهم‪ ،‬وخاصة أن أدلة االتهام التي يتحدثون‬ ‫عنها تبدو باطلة ومشكوكاً يف أمرها‪ ،‬ما هي‬ ‫قراءتكم ملثل هذه الخطوة‪ ،‬وهل يعني هذا األمر‬ ‫أن القضية دخلت يف متاهات أخرى؟‬ ‫يف هذا اإلطار ملجرد انتقال امللف من القضاء‬ ‫اللبناين اىل القضاء الدويل‪ ،‬تسقط مذكرات‬ ‫التوقيف اللبنانية‪ ،‬عىل القايض قبل املحكمة‬ ‫الدولية أن يطلب من بيلامر مذكرات توقيف‬ ‫دولية ليتم ّكن من إرسالهم اىل الهاي وكذلك‬ ‫لألدلة والقرائن والشهود وهذا‬ ‫األمر بالنسبة‬ ‫غري موجود طبعاً وهذا ما يؤ ّكده الصمت ملدة‬ ‫‪ 3‬سنوات ونصف‪ ،‬عندها يستطيع القايض أن‬ ‫يصدر قرارا اتهاميا ويرسلهم اىل الهاي ودون‬ ‫ذلك يسمى خطفا وهذا ما تفضل وأعلن عنه‬ ‫الوزير وئام وهاب يف مقابلة له عىل شاشة الـ‬ ‫‪ otv‬ال بد إذاً من تربير القتياد أي شخص‪ ،‬أما إذا‬ ‫أرادوا أن يستدعوا الضباط اىل الهاي بصفة‬ ‫شهود فهذا أمر آخر فسيذهبون بأنفسهم‬ ‫وبطريقة محرتمة دون تكبيل أيديهم‪ ،‬ولكن‬ ‫عىل ماذا سيشهدون؟ عىل أنفسهم‪ ،‬أو ضدها‬ ‫أو أنهم كانوا موجودين يف تلك الحقبة األمنية‬ ‫عىل األرض وماذا فعلوا وما هي التحقيقات التي‬ ‫قاموا بها‪ ،‬من املمكن ان يستمعوا اليهم ولكن‬ ‫أن يأخذوهم مقتادين ومقيدين وبصفة سجناء‬ ‫وموقوفني فال يستطيعون القيام بذلك‪ ،‬ألنه‬ ‫ليس هناك من قانون يسمح لهم بذلك‪ .‬من هنا‬ ‫عىل بيلامر أن يق ّر بعدم وجود يشء ضد الضباط‬ ‫األربعة ويجب إخالء سبيلهم‪ ،‬او أن يقدم الدليل‬ ‫أو القرينة أو الشاهد باتهامهم بالقضية وعندها‬ ‫ميكنه أن يصدر قراراً اتهامياً ضدهم ويأخذهم‪،‬‬ ‫ولكنه ال يستطيع ألننا حصلنا عىل االتفاق‬ ‫الذي عقد بني األمم املتحدة وهولندا وقانونه الذي‬ ‫ينظم ما هو دور القضاة كيف تكون العالقة بني‬ ‫السلطة واألمن‪ ،‬وغريه من القوانني التي تتعلق‬ ‫باملتهمني والشهود ال باملوقوفني‪ ،‬ما يعني أنه‬ ‫ال مكان لنا يف هذا االتفاق‪ ،‬وهولندا من أعرق‬ ‫البالد يف احرتام حقوق اإلنسان‪ ،‬إذ رفضت أخرياً‬ ‫استقبال مساجني غوانتانامو‪ ،‬ألنها اعتربت أن‬ ‫الكثري من هؤالء مظلومون وموقوفون تعسفاً‬ ‫وال تريد أن تصنف من البالد التي تعتمد االعتقال‬

‫بأي صفة أخذ‬ ‫وسام الحسن‬ ‫بإفادة الصديق‬ ‫يف اسبانيا‪ ،‬حيث‬ ‫تصادف إقامة‬ ‫رفعت األسد‬ ‫يف ماربييا‬ ‫التعسفي‪.‬‬ ‫وقد كان لنا لقاء مع القامئة باالعامل للسفارة‬ ‫الهولندية يف لبنان وكان لقاء مميزاً حيث رشحنا‬ ‫للقامئة باالعامل بأن تكون الحكومة الهولندية‬ ‫التي ستقام عىل أرضها املحكمة الدولية‬ ‫بعيدة عن عمل املحكمة وكذلك األمر بالنسبة‬ ‫للقضاء الهولندي وبأنه اذا تم تجاوز كل القوانني‬ ‫وكل األعراف وانتقل الضباط اىل هولندا فإن‬ ‫اعتقالهم سيكون تعسفياً‪ ،‬وإذا وطأ الضباط‬ ‫االربعة أرض هولندا تعترب هي ايضاً من الدول‬ ‫التي تعتمد االعتقال التعسفي‪ ،‬مبجرد أنها قبلت‬ ‫بدخول الضباط األربعة أرضها دون مذكرة توقيف‬ ‫دولية او دون صدور قرار اتهامي دويل ضدهم‪.‬‬ ‫كام أننا حذرنا الحكومة الهولندية من أن تقع‬ ‫يف فخ ال عالقة لها فيه‪ ،‬وان ال يسمحوا بأية‬

‫‪11‬‬

‫لعبة ترمي بكرة النار التي هي الضباط األربعة‬ ‫من حضن القضاء الدويل اىل هولندا‪ ،‬الن هذا ال‬ ‫يورط فقط السيد بيلامر اذا أخذنا دون اتهام او‬ ‫مذكرة توقيف‪ ،‬هذا ايضاً يورط البلد املستضيف‬ ‫أي هولندا وعندها يحق لنا االدعاء عىل الحكومة‬ ‫موقوفني‬ ‫اشخاصا‬ ‫الستقبالها‬ ‫الهولندية‬ ‫تعسفاً‪.‬‬ ‫القايض بيلامر حتى اآلن مل يقابل وكالء‬ ‫الدفاع هل هذا سيؤثر عىل املحكمة؟ مع أن‬ ‫هذا من حق وكالء الدفاع أن يقابلوا القايض‬ ‫بيلامر؟‬ ‫إن ذلك ال يؤثر بيشء ألن بيلامر يعلم أننا‬ ‫ليس لنا عالقة بهذه املحكمة ال من قريب وال من‬ ‫بعيد‪ ،‬فهو مل يحقق مع الضباط ومل يقابل‬ ‫املحامني وعلمنا من بعض املحيطني فيه أن موضوع‬ ‫الضباط األربعة ال يعنيه أبداً‪ ،‬فطريقه آخر‪ ،‬إذ‬ ‫سلك طريقة أخرى يف شبكة الحريري اإلجرامية‬ ‫التي اغتالت الرئيس الحريري‪ ،‬مبعنى آخر أنه مل‬ ‫يعد هناك أنظمة وقىض عىل مقولة املنظومة‬ ‫األمنية اللبنانية السورية املشرتكة فبلفظة‬ ‫شبكة أسقط التهمة بحق الضباط ليجعلها‬ ‫يف مجموعة من االفراد ‪ 13‬موقوفا ومنهم‬ ‫سعوديون واردنيون وغريهم وهؤالء اعرتفوا ثم‬ ‫تراجعوا عن مواقفهم‪.‬‬ ‫هؤالء يجب أن يذهبوا اىل املحكمة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الصديق وجرجورة وأكرم شكيب مراد‪ ،‬وأحمد‬ ‫مرعي الذي هوآخر من تحرر من شهود الزور‪ ،‬الذين‬ ‫يجب أخذهم اىل املحكمة‪ ،‬وليس الضباط‪.‬‬

‫املعارضة تقف موقف رشيك‬ ‫معنا ولكن هذا ال يكفي‬ ‫ما هو موقف القوى السياسية‪ ،‬وما هو‬ ‫جدوى تحركها إلطالق رساح الضباط األربعة؟‬ ‫وهل هناك من أفق يف هذا املجال‪ ،‬وخاصة هناك‬ ‫من يقول إن األحزاب والقوى مل تقل كلمتها‬ ‫بعد؟‬ ‫باألمس الوزير وهاب عرب مقابلة له وأنا أشاركه‬ ‫الرأي عبرّ عن نوع من التقصري من قوى املعارضة‬ ‫يف موضوعنا‪ ،‬أنا أوافقه الرأي‪ ،‬هناك الكثري من‬ ‫القوى السياسية والرشفاء الذين وقفوا اىل‬ ‫جانبنا وشاركونا قضيتنا ولكن لألسف كانت‬ ‫هذه الوقفات موسمية وغري دامئة‪ ،‬ومل نشعر‬ ‫بأن قضية الضباط كانت من األولويات‪ ،‬هناك‬ ‫قضية العدالة يف البلد وهي التي يجب أن تكون‬ ‫من األولويات وليس فقط الضباط‪ ،‬دامئاً كنت‬ ‫أسمع من البعض أن الوقت غري مناسب ورمبا بعد‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وبعد تشكيل الحكومة وبعد البيان‬ ‫الوزاري وغريها‪.‬‬ ‫ال شك بأن املعارضة تقف موقف رشيك معنا‪،‬‬ ‫ولكن باعتقادي أن هذا ال يكفي‪ ،‬ليس األولوية‪،‬‬ ‫لننس الضباط األربعة‪ ،‬ولنعد اىل‬ ‫وهذه غلطة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬ ‫كالم النائب سعد الحريري‪ ،‬ولنحسبها انتخابياً‬ ‫مبعنى الربح والخسارة‪ ،‬يكفي تقديم هدايا مجانية‬ ‫لـ‪ 14‬شباط‪ ،‬كفى تقديم هدايا لسعد الحريري‬ ‫وغريه‪ ،‬نحن اعتقالنا يعطيهم ‪ %40‬من نتيجة‬ ‫انتخابات ‪ ،2009‬ملاذا دامئاً تقولون بعد االنتخابات‬ ‫يطلق رساح الضباط هذه مهزلة إذا بقوا يف‬ ‫السجن إىل ما بعد االنتخابات‪ ،‬فليس هناك أي‬ ‫فضل ألحد بخروجهم ألنهم سيخرجون بعد‬ ‫االنتخابات‪ ،‬هذا الصمت والهدايا التي تقدّم ال‬ ‫تجوز ونحن لدينا عالمات استفهام‪ ،‬لذلك نبقى‬ ‫بانتظار الهدايا املجانية‪.‬‬ ‫باألمس الحريري تحدّث عرب التلفاز أنه يوافق‬ ‫عىل إخالء سبيل الضباط من الهاي إذا املحكمة‬ ‫أخرجتهم‪ ،‬وكأنه يقول إن هناك نوعا من االتفاق‬ ‫ال قدّر الله بني املعارضة والحريري‪ ،‬أن يخرجوا من‬ ‫الهاي‪ ،‬وهنا أنا ال أوافق عىل هذا‪ ،‬ولن أسامح‬ ‫أحدا‪ ،‬وإذا ذهبوا اىل الهاي دون مذكرة توقيف‬ ‫فهذا يعترب وصمة عار‪.‬‬ ‫هل عائالت الضباط اآلخرين يوافقونك‬ ‫الرأي‪ ،‬وهل تعملون سوياً لتصلوا اىل قرار واحد‬ ‫وتعلنوه؟‬ ‫دامئاً نحن والسيدة حمدان وترييز عازار ومالك‬ ‫السيد‪ ،‬نتح ّرك سوياً‪ ،‬ولدينا هواجس واحدة‬ ‫موحد‪.‬‬ ‫وأداؤنا ّ‬ ‫نحن نسمع الكثري من الكالم‪ ،‬فهناك من يقول‬ ‫إن الذين انتظروا ‪ 3‬سنوات ونصف يستطيعون‬ ‫االنتظار أشهرا قليلة زيادة‪ ،‬ولكنهم ال يعلمون‬ ‫ما معنى يوم آخر يف السجن‪ ،‬هذا الكالم ال يجوز‬ ‫ومرفوض‪ ،‬إذا أخذنا اىل الهاي ظل ًام ونحن سرنجع‬ ‫كطعم القتياد كائن من كان من لبنان اىل الهاي‬ ‫ظل ًام‪.‬‬ ‫املعارضة والرشفاء ليك يحموا أنفسهم‬ ‫يجب أن يقفوا وقفة تلزم بها بيلامر بإصدار‬ ‫مذكرات دولية ألخذ الضباط األربعة‪ ،‬وإذا مل تكن‬ ‫هناك مذكرة توقيف فيجب أن يبت بأمرنا فوراً‬ ‫إما باتهام وإما بإخالء سبيل فوري‪ ،‬ومن هنا وليس‬ ‫من الهاي‪.‬‬ ‫هل هناك من معلومات بالنسبة لوكالء‬ ‫الدفاع تثبت أن هناك بعضاً من الوزراء والنواب‬ ‫والرؤساء س ُيستدعون اىل املحكمة؟‬ ‫يف الفرتة األخري ًة سمعنا من املواالة بأنه ال‬ ‫بد من محاسبة الحقبة السياسية التي كانت‬ ‫موجودة لحظة االغتيال‪ ،‬يعني حكومة الرئيس‬ ‫كرامي وتشمل الرئيس كرامي والوزير فرنجية‬ ‫والوزير عبد الرحيم مراد‪ ،‬أي انهم يريدون وزير‬ ‫الداخلية ورئيس الحكومة ووزير العدل عدنان‬ ‫عضوم‪ ،‬ولكنهم ال يستطيعون أن يأخذوا أحدا‪،‬‬ ‫ولكن من مصلحتهم قبل االنتخابات ألن هذا‬ ‫ينعكس سلباً عىل االنتخابات‪.‬‬ ‫لقد سمعت يف فرتة ما من أوساط من قوى‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬ويجب عىل املعارضة أخذ الحيطة‬ ‫والحذر‪ ،‬ألن الذي يستطيع أن يستبيح كرامة‬ ‫الناس ملدة ‪ 3‬سنوات ونصف بدون حق يستطيع‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫سمعنا من املواالة‬ ‫أنه ال بد من‬ ‫محاسبة الحقبة‬ ‫السياسية التي‬ ‫كانت موجودة‬ ‫لحظة االغتيال‬ ‫عمل كل يشء‪.‬‬ ‫برأيك سكوت املعارضة ملدة ‪ 3‬سنوات‬ ‫ونصف‪ ،‬هل من املمكن أنها تعمل وبالرس عىل‬ ‫كشف اإلثباتات حول قضية الضباط؟‬ ‫مبوضوع الضباط ال يكفي القول أطلقوا‬ ‫رساحهم‪ ،‬مبوضوع الضباط ال يكفي القول نحن‬ ‫معهم ونقف معهم‪ ،‬موضوع الضباط‪ ،‬موضوع‬ ‫عدالة مخطوفة ومفقودة يف البلد‪ ،‬موضوع‬ ‫العدالة يجب أن يكون من أولويات املعارضة‬ ‫وهناك الكثري ممن عملوا عىل ذلك ولكن هذا ال‬ ‫موحدة لدى‬ ‫يكفي وذلك لعدم وجود اسرتاتيجية‬ ‫ّ‬ ‫املعارضة يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫وال يكفي أن ترتك األمور عىل هذا النحو‪ .‬نحن‬ ‫اعتقلنا ‪ 3‬سنوات ونصف بدال من كل الرشفاء‬ ‫بالبلد‪ ،‬ونحن نعترب هذا رشفا ووساما عىل‬ ‫صدورنا‪ ،‬بعهد الوزيرفتفت والوزير السنيورة‬ ‫والوزير السبع‪ ،‬والضابط وسام الحسن واللواء‬

‫‪12‬‬

‫أرشف ريفي وغريهم‪ ،‬والوزير رزق وجعجع‪ ،‬وهذا‬ ‫رشف لنا ولكننا نرفض أن نبيع دمنا ونبدل جلدنا‬ ‫وأن نرتاجع عن مواقفنا‪ ،‬ونتاجر بالتحقيق بالقول‬ ‫إن االنفجار كان تحت األرض ال فوقها‪ ،‬نحن عملنا‬ ‫كام يجب أن يعمل من يحب ووطنه وبلده‪ ،‬ومن‬ ‫هنا وعرب مجلتكم الغراء أدعو املعارضة اىل‬ ‫التحرك الكبري‪ ،‬وبأخذ موقف موحد‪ ،‬ويجب‬ ‫الطلب من القايض صقر صقر إما تقديم الدليل‬ ‫وإما إخالء سبيل‪ ،‬ولنقم بتحرك كبري‪ ،‬علينا أن‬ ‫نوقف هذه املهزلة‪ .‬أال نستطيع أن نوقف هذا‬ ‫الفرعون‪ ،‬أستغرب أيعقل بعد الدوحة إعطاء‬ ‫وزارة العدل للقوات اللبنانية‪ ،‬ورئيسها يطلق‬ ‫يومياً مواقف عديدة متناقضة‪ ،‬كيف يرضون‬ ‫كمعارضة بإعطاء وزارة العدل للقتلة واملجرمني‬ ‫الذين صدرت بحقهم أحكام مربمة‪ ،‬ما الذي‬ ‫فعلوه‪ ،‬أعادوا السنيورة رئيساً للحكومة‪.‬‬ ‫هل الزيارات متاحة يف السجن‪ ،‬هل من‬ ‫صعوبات‪ ،‬وكيف هي الحالة املعنوية للواء‬ ‫الحاج؟ وكيف مييض وقته‪ ،‬وهل من مضايقات‪،‬‬ ‫وهل يلتقي زمالءه الضباط؟‬ ‫أزور اللواء الحاج كل يوم ما عدا األحد‪ ،‬يف‬ ‫البدء كنا نالقي صعوبات عدة‪ ،‬ولكننا بقوتنا‬ ‫وإثبات وجودنا وتعاطينا معهم بقساوة أصبحوا‬ ‫يحسبون لنا ألف حساب‪ ،‬ويخافون منا‪ ،‬فهم‬ ‫ال أخالق لديهم‪ ،‬والهيبة التي فرضت عليهم‬ ‫جعلتهم يعاملوننا معاملة جيدة‪.‬‬ ‫نزورهم يومياً ربع ساعة‪ ،‬نحن نزورهم ملدة‬ ‫نصف ساعة واليوم تقلصت مدة الزيارة اىل ربع‬ ‫ساعة‪ ،‬وذلك بسبب الحركة التي نقوم بها‪ ،‬وإذا‬ ‫أرادوا يوماً إلغاء الزيارة فنحن طبعاً لن نرضخ‬ ‫لهم ولن نسكت‪.‬‬ ‫نجلس يف مكتب الضابط بحضور الضابط‬ ‫وعسكري وهناك مكتب بيني وبني اللواء‪ ،‬كام أن‬ ‫هناك آلة تسجيل وكامريا‪ ،‬ويسجلون أي كلمة‬ ‫نقولها‪.‬‬ ‫هل هناك من إجحاف بحقهم يف السجن‪ ،‬ام‬ ‫أنهم يعاملون نظراً للمناصب التي يحملونها‪،‬‬ ‫هل مكان وجودهم مناسب ملناصبهم؟‬ ‫عند اعتقالهم‪ ،‬وخالل أول ‪ 16‬يوما اللواء عيل‬ ‫الحاج ُوضع يف مخازن املديرية العامة لقوى األمن‬ ‫الداخيل تحت األرض بطابقني اثنني‪ ،‬ووضعه كان‬ ‫سيئا جداً‪.‬‬ ‫وبينام قيادة الجيش التي تحرتم نفسها وضعت‬ ‫الضباط الثالثة يف الرشطة العسكرية داخل‬ ‫مكاتب الضباط فوق األرض واللواء الحاج كان‬ ‫وحده تحت األرض وتحت مكتبه سابقاً باملديرية‬ ‫العامة لقوى األمن الداخيل‪ 16 ،‬يوما ال مييز‬ ‫خاللها الليل من النهار‪ ،‬يف غرفة فيها “ملبة”‬ ‫وتخت حديد فقط‪ ،‬كنت أزوره ويومها قمنا‬ ‫بحركة كبرية لنقله‪.‬‬ ‫وبعد هذا نقل اىل روميه مبنى األحداث ومنذ‬ ‫اعتقالهم وضعوا يف سجن انفرادي وبقوا سنتني‬

‫و‪ 11‬شهرا بالعزلة التامة‪ ،‬وال يسمح لهم بأي‬ ‫يشء‪ ،‬غرفهم ليس فيها سوى رسير من الحديد‬ ‫وطاولة وكريس بالستيك‪ ،‬بينام سجون روميه‬ ‫جميعها تحتوي عىل التلفزيونات والراديوات‪.‬‬ ‫لقد م ّيزوا الضباط األربعة بالعزلة التامة‪،‬‬ ‫وباالنفراد التام‪.‬‬ ‫أما بالنسبة اىل زمالئه الضباط فإنهم حتى‬ ‫هذه اللحظة مل يشاهد بعضهم اآلخر أبداً‪ ،‬ومل‬ ‫يتم التحقيق معهم جامعياً‪.‬‬ ‫هل العنارص املوجودة يف السجن‪ ،‬كانوا من‬ ‫عنارص اللواء الحاج‪ ،‬أي هل كان مسؤوال عنهم‬ ‫يوماً ما‪ ،‬هل يحاولون معاملتهم معاملة‬ ‫خاصة؟‬ ‫اذا تقرب أي عنرص من عنارصهم‪ُ ،‬ينقل عىل‬ ‫وجه الرسعة‪ ،‬والعنارص املوجودة يف السجن‬ ‫حالياً جميعها من القوات ومن عكار وتيار‬ ‫املستقبل ليس هناك أحد من عنارص تنتمي مث ًال‬ ‫اىل الطائفة الشيعية الكرمية‪ ،‬أو إحدى القوى‬ ‫السياسية التي تنتمي اىل املعارضة‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫ال مينعهم من أن يتعاطوا مع القائد او الضابط‬ ‫بكل احرتام وتقدير‪.‬‬

‫هذا األمر التزامهم بالبلد أو بوطنيتهم وعروبتهم‬ ‫والتزامهم بالقضايا‪.‬‬ ‫كيف سيع ّوض عىل الضباط وعائالتهم‬ ‫سجنهم؟‬ ‫ال يوجد أي تعويض‪ ،‬ال أحد ميكنه أن يعوض عىل‬ ‫أبنائه‪ ،‬فنحن نعيش مع الصور‪ ،‬وزوجي مخطوف‪،‬‬ ‫وعائلتي مشتتة‪ ،‬ال أحد يعوض عيل بأي يشء‪،‬‬ ‫من املمكن أن يواسيني نوعاً ما بأي يشء وهو أن‬ ‫أرى الذين ظلموه ُيحاسبون بالقانون‪ ،‬ويدفعون‬ ‫مثن ارتكابات قاموا بها بحقنا وبحق البلد كله‪.‬‬ ‫أنا لن أرتاح حتى آخر يوم من عمري إال حني أرى‬ ‫كل شخص تورط يف تضليل الحقيقة وظلمنا‬ ‫ُيحاسب بالقانون ويدفع مثن أفعاله الشنيعة‪.‬‬ ‫بعد اإلفراج عن الضباط األربعة‪ ،‬هل تتوقعني‬ ‫أن يهاجروا من لبنان بعد الغنب الذي تعرضوا‬ ‫له؟‬ ‫هذا البلد بلدنا‪ ،‬وأذكر هنا أن اللواء عيل‬ ‫الحاج مل يستقل من وظيفته‪ ،‬فهو ما زال لواء‬ ‫فعليا يف قوى االمن الداخيل وأيضاً مصطفى‬ ‫حمدان ما زال عميدا فعليا يف الجيش اللبناين‬ ‫وعمرهم يسمح لهم بالخدمة حتى ‪ 2019‬وسوف‬

‫لقد أعيدت املضبوطات من لجنة التحقيق الدولية لذوي‬ ‫الضباط االربعة بتاريخ ‪ 17‬آذار ‪ ،2009‬مع العلم بأنه وقانوناً ُتعاد‬ ‫املضبوطات ما بعد إطالق الرساح‪ ،‬فهل هي اشارة من بيلامر‬ ‫للقضاء اللبناين بأخذ القرار الصعب باإلفراج عن الضباط‬ ‫االربعة؟ السؤال برسم القارئ‪.‬‬ ‫أال يؤثر هذا عىل نفسية اللواء الحاج بعد‬ ‫خدمة ‪ 30‬سنة لوطنه وبلده‪ ،‬بأن يك ّرموه بهذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬هل ما زال عىل الحامسة نفسها‬ ‫لوطنه أم سيقاوم الظلم الذي تعرض له؟‬ ‫الدليل عىل التزام الحاج باملؤسسة التي كانت‬ ‫حلم عمره‪ ،‬نزاهته ورفضه للرشوة‪ :‬فالرئيس رفيق‬ ‫الحريري كان دامئاً يطلب منه أن يرتك املؤسسة‬ ‫وبأن يصبح نائباً أو وزيراً‪ ،‬فجوابه كان دامئاً يأيت‬ ‫بالرفض‪.‬‬ ‫حلمه املؤسسة وقد ورث هذا الحس من والده‬ ‫واليوم نجله صالح أصبح أيضاً ضابطاً‪ ،‬وعدم‬ ‫استقالة صالح من السلك بعد اعتقال والده‬ ‫يؤ ّكد التزامهام بالسلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اللواء مل يفقد يوما إميانه بالوطن‪ ،‬هذا البلد‬ ‫لنا وسنعود وهذا السلك سلكنا‪ ،‬لقد حولوه‬ ‫امتددا مليليشيات املستقبل‪ ،‬هذا العهد لن يدوم‪،‬‬ ‫ستعود املؤسسة كام كانت لكل اللبنانيني‪،‬‬ ‫ولكن شخصا خدم بلده ‪ 30‬سنة‪ُ ،‬يكافأ باعتقال‬ ‫تعسفي‪ ،‬هذا طبعاً سيرتك أثراً كبرياً يف نفسه‪،‬‬ ‫ولكنه لن يسمح ال لنفسه وال ألبنائه بأن يخدش‬

‫يسرتجعون حقهم املكتسب‪.‬‬ ‫يسرتجعوا‬ ‫ليك‬ ‫بحاجة اىل قرار سيايس؟‬ ‫حتى نسرتجع حقنا املكتسب يجب أن ندعي‬ ‫عىل القضاء ونقايض الحكومة‪ ،‬و”ما ضاع حق‬ ‫وراءه مطالب” نحن أصحاب حق مسلوب‪ُ ،‬ظ ِلمنا‬ ‫ونريد اسرتداد حقوقنا‪ ،‬ولن مينعنا أحد‪ ،‬إن ربحت‬ ‫املعارضة أو املواالة‪ ،‬فهذا شأنهم‪ ،‬فلنخرج من هذا‬ ‫التجاذب السيايس وليعيدوا إلينا شيئا اسمه‬ ‫العدالة يف هذا البلد‪ ،‬حقنا سنأخذه بالقانون‪.‬‬ ‫فالقايض الذي امتنع عن إحقاق الحق‬ ‫سيحاسب‪ ،‬حتى ولو عينوه مفوضا حكوميا لدى‬ ‫املحكمة العسكرية‪ ،‬ولو ثبتوه مدعيا عاما متييزيا‪،‬‬ ‫هؤالء يجب أن يحاسبوا‪ .‬وأنا أعد مريزا وصقر صقر‬ ‫والياس عيد وشارل رزق وابراهيم نجار ومنهم من‬ ‫امتنع عن إحقاق الحق ومنهم من صمت ورضخ‬ ‫لقرارات سياسية ومنهم من سي ّيس العدل اىل‬ ‫أقىص الحدود وتورط‪ ،‬إن كان بإخفاء شهود الزور أو‬ ‫غريه‪ ،‬أعدهم بأنهم س ُيحاسبون ولو بقي يوم من‬ ‫عمري بالقانون‪ ،‬وأنا سمر الحاج من ضيعة اسمها‬ ‫حقهم‬

‫‪13‬‬

‫املكتسب‬

‫هم‬

‫راس نحاش أعدكم بقوة إرصاري وحقي الكبري‬ ‫الذي ال أتنازل عنه بالقانون ستُحاسبون‪.‬‬ ‫ما هي كلمتك إىل املحكمة الدولية؟‬ ‫أمتنى أن تنطلق يف ‪ ،2010‬أمتنى لها التوفيق‪،‬‬ ‫أمتنى أن ال تسييس‪ ،‬مبا معناه إذا كان أي بلد‬ ‫عريب متورطا‪ ،‬حتى السعودية أن يردنا مرة واحدة‬ ‫اىل الحياة لنشعر بأن هناك عدالة دولية‪ ،‬وعىل‬ ‫آل الحريري اإلرصار بعدم تسييس هذه املحكمة‪،‬‬ ‫وأستغرب عدم سامع أي مطالبة بالحقيقة‪ ،‬فقط‬ ‫يحتفلون بقيام املحكمة فيقيمون كرنفاالت‪ ،‬يجب‬ ‫أن يرصوا عىل معرفة من أخذ أحبابهم وأنا أدعو‬ ‫أهايل الضحايا الـ‪ 23‬الذين سقطوا مع الحريري‪،‬‬ ‫أدعوهم ألن يكونوا متصلبني مبطالبهم بعدم‬ ‫تسييس هذه املحكمة حتى يتمكنوا من معرفة‬ ‫من أخذ أحبابهم‪ ،‬ضحايا اإلجرام‪ ،‬وجعلنا ضحايا‬ ‫شهود الزور وضحايا ميليس وضحايا تسييس‬ ‫وسفالة مورست‪ ،‬والحمد لله البلد مل ينجر‬ ‫إليهم‪ ،‬وخري دليل عىل ذلك ثالث مراحل مهمة‬ ‫عرفها لبنان واملنطقة‪ :‬أولها انتصار املقاومة‬ ‫يف حرب متوز ‪ 2006‬والـ ‪ 7‬من أيار وانتصار غزة‪.‬‬ ‫هذه االنتصارات أسقطت ما كان ينوون أن يأخذوا‬ ‫البلد إليه‪.‬‬ ‫وهذا يعزز معنويات الضباط األربعة خالل‬ ‫يتفاءلون‬ ‫ويجعلهم‬ ‫التعسفي‬ ‫اعتقالهم‬ ‫ببلدهم‪.‬‬ ‫أخرياً حاول الوزير نجار أن ميرر برسعة الربق‬ ‫نص معاهدة قال إنها غري مهمة ألن األشياء‬ ‫املهمة ظهرت يف القرارات الدولية التي أنشأت‬ ‫املحكمة‪ ،‬فلامذا يريد أن ميررها اآلن وبرسعة لوال‬ ‫التفاتة الوزير فنيش إليها وإرصاره عىل درس‬ ‫بنودها التي تجعل هذا البلد مستباحا اىل‬ ‫أقىص الحدود بيد يشء اسمه محكمة خاصة‬ ‫من أجل لبنان‪ ،‬ومع األسف هي طعم الستباحة‬ ‫البلد‪ ،‬بقضايا أخرى وتحديداً املقاومة وسالحها‪.‬‬ ‫هذه فضيحة‪ ،‬وأستغرب من وزراء املعارضة‬ ‫كيف يتم إمضاء معاهدة تطبيقها يستند‬ ‫إىل قانون مل يصدر بعد‪ ،‬ما يعني الدخول يف‬ ‫املجهول‪ .‬وهنا أمتنى من وزراء املعارضة عدم توقيع‬ ‫هذه املعاهدة أبداً خاصة يف البند الثالث الذي‬ ‫يسمح للجنة الدولية باستدعاء من تريد‪ ،‬خرق‬ ‫حرمات املنازل بهدف استدعاء أي شخص ال‬ ‫يتامىش ورأيهم السيايس‪ ،‬كام يحق لها أخذ‬ ‫األشخاص للتحقيق معهم بدون صفة شاهد‬ ‫قبل صدور القانون الخاص باملحكمة الخاصة ألجل‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫فالقرارات التي أنشئت عليها املحكمة ال‬ ‫متلك هذه الخصوصية ولو ُو ِجدت ملا عمدت اىل‬ ‫إقرار هذه املعاهدة‪ ،‬فالذي كان مستباحا يف‬ ‫هذا البلد مع لجنة التحقيق مبجرد وقوف دور‬ ‫اللجنة يف الـ‪ 11‬من آذار ُأس ِقط ومل يعد صالحاً‬ ‫للتنفيذ‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫إطالق سراح األخوين عبد العال وجرجورة تنفيذ جزئي لرأي بيلماربالتوقيفات‬

‫المحامي أكرم عازوري لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫الحكومة اللبنانية طلبت من القضاء عدم إخالء سبيل الضباط‬ ‫شكل عام ‪ 2005‬الذي شهد عملية اغتيال رئيس الحكومة‬ ‫اللبنانية السابق رفيق الحريري مدخ ًال رئيسياً لوضع لبنان يف‬ ‫قسمت الفرقاء اللبنانيني بني ‪ 8‬و‪ 14‬آذار‪،‬‬ ‫معمعة سياسية كبرية ّ‬ ‫مام أدى إىل التظاهرات واملشاحنات وإدخال الطائفية واملذهبية بني‬ ‫الرأي العام املؤيد ألحد الطرفني‪ .‬وفور شيوع نبأ االغتيال‪ ،‬سارع‬ ‫أولئك الذين يعتربون أنفسهم “فريق االعتدال العريب” واملحسوبني‬ ‫عىل النظام السعودي واألمرييك‪ ،‬التهام سوريا ونظامها األمني‬ ‫الذي كان منترشاً يف لبنان بالتخطيط لقتل الحريري وتنفيذ‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫وبعد تنفيذ االغتيال‪ ،‬بدأت االتهامات تنهال عىل كل شخص‬ ‫ال ميثل آراء أبناء “ثورة األرز” كام يس ّمون أنفسهم‪ ،‬وبالتايل مالت‬ ‫دفة ميزان االتهام إىل فريق ‪ 8‬آذار املحسوب عىل املحور السوري ـ‬ ‫اإليراين والذي ظل وفياً لعطاءات سوريا التي قدّمت آالف الشهداء‬ ‫من جنودها يف الدفاع عن لبنان‪ .‬أهكذا ُيكافأ َمن حافظ عىل‬ ‫عروبتنا ومقاومتنا؟ ال أحد ينكر بعض التجاوزات خالل فرتة الوجود‬ ‫السوري يف لبنان‪ ،‬لكن ذلك ال يعني أن تكون لسوريا اليد الكربى‬ ‫وبعد انطالق أعامل املحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القايض‬ ‫يف عملية بهذا الحجم وتودي بحياة رئيس حكومة‪.‬‬ ‫الكندي دانيال بيلامر يف الهاي‪.‬‬ ‫توجهت أصابع االتهام برسعة‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه‪ :‬ملاذا‬ ‫ّ‬ ‫اليوم‪ ،‬ومع الحديث عن مذكرة التفاهم بني الحكومة اللبنانية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إىل سوريا‪ ،‬ال إىل إرسائيل أو أمريكا مثال‪ ،‬علام بأنه ث ُبت أن اإلرهايب‬ ‫واملحكمة الدولية يف قضية الحريري‪ ،‬ومع انتظار القايض بيلامر‬ ‫فجر نفسه يف سيارة الـ”ميتسوبيتيش” لتنفيذ االغتيال‬ ‫الذي‬ ‫ّ‬ ‫نقل الصالحية من لبنان إىل الهاي‪ ،‬تتكاثر التساؤالت عن إمكان‬ ‫هو انتحاري عىل عالقة بجهة إسالمية أصولية‪.‬‬ ‫أخذ الضباط األربعة من لبنان إىل هولندا‪.‬‬ ‫توالت االتهامات لتصل إىل اتهام الضباط األربعة‪ :‬جميل الس ّيد‪،‬‬ ‫أسئلة كثرية وأمل بإطالق رساح الضباط املوقوفني‪ ،‬حملناها‬ ‫عيل الحاج‪ ،‬رميون عازار‪ ،‬ومصطفى حمدان الذين أوقفوا منذ عام ‪2005‬‬ ‫إىل وكيل اللواء جميل الس ّيد املحامي أكرم عازوري الذي أكد أن‬ ‫وما زالوا‪ ،‬بحجة أنهم َمن خطط ونفذ اغتيال الرئيس الحريري‪.‬‬ ‫إخالء سبيل الضباط سيستغرق أسابيع فقط‪ ،‬وناشد األمني‬ ‫ومع تشكيل لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس‪ ،‬العام ملجلس األمن الدويل بان يك مون تح ّمل مسؤولياته القضائية‬ ‫طلب توقيف الضباط‪ ،‬دون صدور أي قرار اتهامي يؤكد عالقتهم واألخالقية وعدم السامح بتمديد فرتة االعتقال التعسفي بدون‬ ‫بالحادثة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بقي الضباط قيد التوقيف حتى هذه اللحظة‪ ،‬أي قرار اتهامي‪ .‬وهنا نص املقابلة‪:‬‬ ‫يتحدث البعض أن القضاء اللبناين مل يعد له‬ ‫يد بقضية الضباط األربعة‪ ،‬مع العلم أن بيلامر‬ ‫قال إنها ما زالت بعهدة القضاء اللبناين ومل‬ ‫ُتح ّول الصالحية إىل املحكمة الخاصة بلبنان؟‬ ‫إن صالحية القضاء اللبناين تظل قامئة إىل‬ ‫حني استالم طلب رسمي من املحكمة الدولية‬ ‫يطلب رسمياً أن تتنازل عن صالحيته القضائية‪.‬‬ ‫وما مل يحصل هذا اليشء‪ ،‬يظل القضاء‬ ‫اللبناين حرصياً مختصاً لوضع حد لالعتقال‬ ‫التعسفي‪ .‬ملاذا نسميه اعتقاالً تعسفياً؟ ألننا‬ ‫نعترب أن لجنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة‬ ‫عندما أصدرت يف ‪ 2007/11/27‬قراراً رسمياً يدين‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الحكومة اللبنانية باالعتقال التعسفي بسبب‬ ‫احتجاز حرية الضباط‪ .‬أصبح هذا املوضوع قراراً‬ ‫دولياً صادراً من أعىل مرجع دويل يتوىل مراقبة‬ ‫مدى التزام الدول باملعايري لالعتقال القانوين أو‬ ‫التعسفي وفقاً مليثاق الحقوق السياسية واملدنية‬ ‫التي وقعته األمم املتحدة عام ‪ 1966‬التي انتسب‬ ‫إليها لبنان عام ‪ ،1971‬وأصبح لهذه املعاهدة قوة‬ ‫إلزامية يف لبنان تسمو عىل قوة القانون الداخيل‪،‬‬ ‫وهنا يجب االنتباه اىل هذه النقطة جيداً من كل‬ ‫رجال القانون‪ ،‬ألن موقف الحكومة اللبنانية عندما‬ ‫سألتها لجنة حقوق اإلنسان ملاذا تعتقلني هؤالء‬ ‫الضباط؟ وطالبت اللجنة بتفسري ذلك أجابت‬

‫‪14‬‬

‫الدولة اللبنانية بأن االعتقال موافق ومتوافق مع‬ ‫أحكام القانون اللبناين‪ ،‬فأجابت األمم املتحدة بأن‬ ‫هذا الرد غري مقبول ألن املطلوب ليس أن يكون‬ ‫االعتقال قانونيا بحسب القانون اللبناين بل‬ ‫املطلوب أن يكون القانون اللبناين متوافقا مع‬ ‫املعاهدة التي وقع عليها لبنان‪ ،‬عىل هذا األساس‬ ‫مل تأخذ لجنة حقوق اإلنسان جواب الحكومة‬ ‫اللبنانية وأدانت لبنان ألول مرة منذ االستقالل‬ ‫بأنها دولة متارس االعتقال التعسفي‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫ذلك هذا موقف لجنة العفو الدولية “‪Amnesty‬‬ ‫‪ ”Organization International‬و”سوليدا” وهو‬ ‫أيضاً املوقف الرسمي لوزارة الخارجية األمريكية‬

‫التي أدانت الحكومة اللبنانية خالل ‪ 3‬سنوات‬ ‫عىل التوايل لالعتقال التعسفي للضباط‪ .‬نحن‬ ‫كدفاع‪ ،‬وكلبنانيني ال يهمنا وال نرغب بأن يكون‬ ‫انتصارنا يف هذه القضية هو بإدانة من دولتنا‬ ‫باالعتقال التعسفي‪ .‬نحن نعترب هذا االنتصار‬ ‫“انتصاراً مريراً” وأن القرار الذي أخذناه من األمم‬ ‫املتحدة هو قرار ال يفرح‪ .‬صحيح أننا انترصنا يف‬ ‫قضيتنا‪ ،‬لكننا نرص عىل أن تضع الدولة اللبنانية‬ ‫بنفسها حداً لالعتقال التعسفي‪ ،‬وليس أن تقوم‬ ‫املحكمة الخاصة بذلك‪ ،‬ألنه ال يزيل تصنيف الدولة‬ ‫بأنها متارس االعتقال التعسفي إال يف حال قيام‬ ‫الدولة اللبنانية بإطالق رساح الضباط ووضع حد‬ ‫لذلك‪ .‬صحيح أنه إذا أخلت املحكمة الخاصة بلبنان‬ ‫سبيلهم سيكون قد زال االعتقال التعسفي‪،‬‬ ‫لكنّ تصنيف لبنان كدولة ال يكون قد زال ونحن‬ ‫يهمنا كلبنانيني أن تنزع وتزول وصمة العار التي‬ ‫وصمتنا بها األمم املتحدة بأننا دولة متارس االعتقال‬ ‫التعسفي‪ .‬لذلك‪ ،‬سيبقى الدفاع يحاول ويثابر حتى‬ ‫اللحظة األخرية النتزاع قرار من القضاء اللبناين‬ ‫يضع حداً لهذا االعتقال‪ .‬بالعودة إىل سؤالك‪ ،‬فإن‬ ‫موقف الحكومة اللبنانية هو موقف غري قانوين‬ ‫ألنها عندما تقول إن القضاء اللبناين يستقبل‬ ‫شكلياً طلبات إخالء السبيل‪ ،‬فهذا يكون موقفا‬ ‫غري قانوين ويظل القضاء اللبناين صالحاً ل ّلحظة‬ ‫األخرية حتى يرده من املحكمة الخاصة طلب بنزع‬ ‫صالحيته‪ .‬هذا الطلب مل يرد حتى اآلن‪ ،‬وبالتايل‬ ‫واجب القضاء أن ينظر بطلبات إخالء السبيل‪.‬‬

‫طلبات إخالء السبيل متعرثة‬ ‫بقرار حكومي‬ ‫كنتم قد تقدمتم بطلب للقايض صقر صقر‬ ‫إلخالء سبيل الضباط األربعة املوقوفني ومنهم‬ ‫مو ّكلك اللواء جميل الس ّيد‪ .‬هل لقيتم رداً‬ ‫إيجابياً عىل ذلك؟‬ ‫نعم تقدّمنا طلبات إخالء سبيل‪ ،‬وأنا أناشد‬ ‫القايض صقر بوضع حد لالعتقال التعسفي‪.‬‬ ‫فنحن عندما نقول‪ :‬ضعوا حد لالعتقال‬ ‫التعسفي‪ ،‬نكون مجبورين عىل التكلم بالقانون‪،‬‬ ‫واالعتقال التعسفي يف القانون ال يزول فقط عند‬ ‫إطالق الرساح‪ ،‬إذ يستطيع القايض صقر اآلن‪ ،‬إذا‬ ‫كانت املعطيات واألدلة مكتملة لديه‪ ،‬فإصدار‬ ‫قرار اتهامي بحق الضباط‪ ،‬وبالتايل فاملطلوب‬ ‫منه هو القيام بواجبه إ ّما بإطالق الرساح وإما‬ ‫بإصدار قرار اتهامي وذلك قبل أن يتلقى طلباً‬ ‫رسمياً برفع اليد عن الصالحية‪.‬‬ ‫مل يصدر حتى اليوم قرار ضني بحق الضباط‬ ‫املوقوفني‪ ،‬هل يعني ذلك أنهم سيذهبون إىل‬ ‫الهاي؟‬ ‫ما سينتقل من لبنان إىل الهاي هي الصالحية‪،‬‬ ‫مام يعني أنه بعد تلقي الحكومة اللبنانية طلباً‬ ‫رسمياً‪ ،‬تنتقل الصالحية من لبنان إىل هولندا‪،‬‬ ‫لكنّ نقل الصالحية ال يعني نقل الضباط‪.‬‬

‫هل ستقبلون بنقلهم إىل الهاي قبل صدور‬ ‫قرار اتهامي بحقهم؟‬ ‫نحن ال منلك مشكلة بذلك‪ ،‬وقد طلبت من‬ ‫األمني العام ملجلس األمن الدويل بان يك مون تح ّمل‬ ‫مسؤولياته يف هذا اإلطار‪ ،‬فاملحكمة تشكلت منذ‬ ‫أيام عديدة‪ .‬لكن ملاذا مل يطلب نقل الصالحية؟‬ ‫مل يطلب نقلها ألن املحكمة الدولية ال تريد أن‬ ‫تكون رشيكة باالعتقال التعسفي وال متلك اآللية‬ ‫إلطالق رساح الضباط‪ .‬إذاً طلب نقل الصالحية‬ ‫يعني أن التوقيف سيصبح عىل ذمة املحكمة‬ ‫التي ستصبح رشيكة يف هذا االعتقال‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يؤخر املحكمة الخاصة من الطلب إىل لبنان برفع‬ ‫يده عن لبنان برفع يده عن امللف ونقل الصالحية‬ ‫إليها‪ .‬وقد ناشدت بان يك مون باملسارعة لطلب‬ ‫نقل الصالحية ألن أي تأخري سيعطي حجة غري‬ ‫رضورية ملتهمي املحكمة بالتسييس‪ ،‬فيام هو‬ ‫ليس بحاجة إىل ذلك‪ .‬هذه األيام التي مضت عىل‬ ‫تشكيل املحكمة هي بداية تعرث يف موضوعية‬ ‫انطالق عملها‪ .‬نحن نناشد األمني العام لألمم‬ ‫املتحدة اتخاذ التدابري اإلدارية الالزمة يك مي ّكن‬ ‫املحكمة الخاصة الطلب من الدولة اللبنانية‬ ‫برفع يدها عن الصالحية‪ ،‬ألن هذا التمديد هو‬ ‫متديد لالعتقال‪ ،‬وهو غري مربر لشكليات إدارية‬ ‫ال دخل لنا بها‪ .‬إذ ال ميكننا أن نعامل الضباط‬ ‫فالكسارات املنترشة يف الجبل‬ ‫كالكسارات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممنوعة‪ ،‬وكل ستة أشهر يصدر قرار بإعطائها‬ ‫مهلة إدارية وال ميكن التعاطي مبوضوع الضباط‬ ‫عىل هذا األساس‪ ،‬وعىل الدولة تح ّمل مسؤولياتها‬ ‫ووضع حد لالعتقال التعسفي‪ .‬إذا كان لديهم ما‬ ‫يكفي من األدلة بعد أربع سنوات فليته ّموهم‪،‬‬ ‫وإما فل ُيخلوا سبيلهم‪ ،‬لكن ال ميكننا متديد هذا‬ ‫االعتقال بحجة أن املحكمة ليست جاهزة‪ ،‬هذه‬ ‫املسؤولية القانونية واألخالقية تقع عىل بان يك‬ ‫مون‪ .‬املفروض قبل إعالن إطالق املحكمة يف أول‬ ‫آذار‪ ،‬أن يتم تجهيزها عملياً وإدارياً وأن يكون لديها‬ ‫اآللية الالزمة إلطالق الرساح‪ ،‬وإال ماذا يفعل‬ ‫الضباط بعد انطالق اعامل املحكمة‪ ،‬وعىل حساب‬ ‫َمن؟ و َمن هو املسؤول؟ بالتأكيد نحن ال نقول إن‬ ‫القضاء مسؤول‪ ،‬ألن الحكومة اللبنانية هي التي‬ ‫طلبت منه عدم النظر يف طلبات إخالء السبيل‪،‬‬ ‫بل قبولهم فقط شكياً‪ .‬إذا كانت حكومتي تقول‬ ‫ذلك‪ ،‬والقضاء يسمع منها‪ ،‬واملحكمة الخاصة‬ ‫مل تطلب الصالحية‪ ،‬أال ترتب هذه اإلشكالية‬ ‫مسؤولية أخالقية عىل عاتق بان يك مون؟‬ ‫كم تتوقعون فرتة بقاء الضباط يف الهاي‬ ‫يف حال نقلهم إىل املحكمة الخاصة هناك؟‬ ‫رصحت سابقاً وقلت‪“ :‬من‬ ‫أسابيع فقط‪ .‬وقد ّ‬ ‫اآلن وصاعداً تحتسب فرتة االعتقال باألسابيع‪.‬‬ ‫نحن لسنا أمام ال أشهر وال سنوات”‪ .‬وأنا مسؤول‬ ‫عن كالمي‪.‬‬ ‫يف حال إقرار العفو العام يف لبنان‪ ،‬هل‬ ‫ميكن أن يشمل ذلك الضباط األربعة؟‬ ‫الضباط ليسوا بحاجة إىل أي عفو‪ ،‬كام أنهم‬ ‫يرفضون أن يمُ نحوا أي عفو ألن العفو يعني أنهم‬

‫‪15‬‬

‫مسؤولون بطريقة أو بأخرى عن جرمية اغتيال‬ ‫الرئيس الحريري‪ .‬عىل األقل‪ ،‬يف ما يتعلق باللواء‬ ‫جميل السيد‪ ،‬فإن العفو غري مطلوب‪.‬‬

‫املحكمة الخاصة بلبنان‪ :‬بني‬ ‫التسييس والعدالة الدولية‬ ‫رصح القايض دانيال بيلامر أن السياسة‬ ‫ّ‬ ‫ال تؤثر ولن تؤثر عىل التحقيق واملالحقات‬ ‫القضائية‪ ،‬بل ستعتمد املبادئ القانونية؟‬ ‫هل تعتقد أن املحكمة مس ّيسة‪ ،‬خاص ًة أن‬ ‫بيلامر كان عىل عالقة جيدة بالشهيد الحريري‪،‬‬ ‫والضباط كانوا محسوبني عىل النظام األمني‬ ‫السوري؟‬ ‫أنا ال أريد املسارعة يف االتهام‪ ،‬لكنني أقول إن‬ ‫الدفاع قام بعمل ضخم ملصلحة لبنان‪ ،‬ومصلحة‬ ‫العدالة الدولية‪ ،‬ومصلحة آل الحريري أيضاً‪.‬‬ ‫لنفرتض لحظة أن الدفاع مل يتص ّد لـ”ديتليف‬ ‫ميليس”‪ ،‬ومل يتمكن من تغيريه‪ ،‬ماذا كان‬ ‫ليحصل؟ كان ميليس ليصدر قراراً اتهامياً بحق‬ ‫الضباط واللبنانيني التسعة اآلخرين الذين أخيل‬ ‫سبيلهم يف نهاية عام ‪ ،2005‬وكانت املحكمة‬ ‫لتبدأ وكنا قد أصبحنا اليوم يف عام ‪ 2009‬وكانوا‬ ‫ُب ّرئوا جميعاً‪ .‬لكن َمن كان املستفيد من كل ذلك؟‬ ‫تم ذلك لكان القاتل الحقيقي هو الذي استفاد‪.‬‬ ‫لو ّ‬ ‫إذاً العمل الدؤوب الذي قام به الدفاع هو عمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويرشف العدالة الدولية‪ ،‬فالدفاع‬ ‫يرشف لبنان‬ ‫كان يف أرقى املستويات العاملية يف أدائه‪ .‬والربهان‬ ‫عىل ذلك أنه فيام اتهمني “ديتليف ميليس” أنا‬ ‫شخصياً من عىل شاشة الـ “‪ ”LBC‬بالغباء‪ ،‬أشاد‬ ‫القايض دانيال بيلامر بالكفاءة العالية لجهود‬ ‫الدفاع رسمياً يف نيويورك‪ .‬نحن نعتقد أنه إذا‬ ‫كان التحقيق مس ّيساً يف األشهر الستة األوىل‪،‬‬ ‫فهو مل يعد كذلك منذ بداية عام ‪ ،2006‬لكن‬ ‫التوقيف هو الذي بقي مس ّيساً ال التحقيق‪ .‬أنا ال‬ ‫أملك أي دليل للتشكيك مبصداقية املحكمة‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬ ‫الخاصة بلبنان‪ ،‬ونحن ننتظر بكل أمل يك تط ّبق‬ ‫هذه املحكمة يف عملها املعايري التي ننتظرها‪،‬‬ ‫وبذلك ال ميكن أن ُيدان أو يتم التحقيق مع‬ ‫الشخص الخطأ‪ .‬وهنا أذكر بأن الفضل األسايس‬ ‫مبنع تسييس التحقيق كان للدفاع‪ .‬لكن املوجب‬ ‫األسايس اآلن ملنع استمرار االعتقال السيايس‬ ‫ترصف املحكمة الدولية وعدم‬ ‫يقع عىل رسعة‬ ‫ّ‬ ‫املامطلة ألسباب إجرائية لوضع اليد عىل ملف‬ ‫التحقيق‪.‬‬ ‫باعتقادك‪ ،‬هل استدعاء الشاهد محمد‬ ‫زهري الصدّيق إىل الهاي سيكون مدخ ًال إلخراج‬ ‫الضباط األربعة املوقوفني من السجن أو‬ ‫نقلهم؟‬ ‫برأيي‪ ،‬إن املدرسة الحربية اللبنانية ال تخ ّرج‬ ‫مجرمني‪ ،‬وقضية نقل الضباط أو عدم نقلهم‬ ‫موضوع ليس لديه أي تأثري‪ .‬انتقالهم مادياً من‬ ‫لبنان إىل الهاي قضية ال مدلول لها بالنسبة‬ ‫ملجريات التحقيق‪ ،‬فاملطلوب هو نقل الصالحية‬ ‫عرب الحدود‪ ،‬ال نقل الضباط‪ .‬ومتى انتقلت‬ ‫الصالحية‪ ،‬ميكن للمحكمة الخاصة أن تطلق‬ ‫رساحهم إما من هولندا وإما من لبنان وإما من‬ ‫أي مكان آخر‪ .‬إذاً ال عالقة بني الصالحية ومكان‬ ‫االعتقال‪ .‬لذلك‪ ،‬أنا أفهم اهتامم الرأي العام‬ ‫مبوضوع نقلهم أو بقائهم هنا‪ .‬نحن كدفاع نرى أن‬ ‫هذا املوضوع ليس لديه أي أهمية‪ ،‬فاملطلوب وضع‬ ‫حد لالعتقال سواء كان يف لبنان أو يف هولندا أو‬ ‫يف أي مكان آخر‪ ،‬وعدم متديد االعتقال ألسباب‬ ‫شكلية ال عالقة لنا به‪.‬‬ ‫ُأطلق رساح األخوين عبد العال وجرجورة‬ ‫بعدما ثبتت براءتهم من تهمة االغتيال بعد‬ ‫ثالث سنوات عىل اعتقالهم؟ هل يشكل إطالق‬ ‫رساحهم اتهاماً باطنياً للضباط األربعة؟‬ ‫أعتقد أن سبب إطالق رساح األخوين عبد‬ ‫العال وجرجورة هو ما أشار إليه القايض دانيال‬ ‫بيلامر يف الفقرة ‪ 48‬من تقريره األخري يف مجلس‬ ‫األمن‪ ،‬حيث قال‪“ :‬أبلغت رأيي مبسألة استمرار‬ ‫التوقيفات إىل مدّعي عام التمييز يف لبنان”‪.‬‬ ‫هذا الرأي الذي ُأبلغ عنه‪ ،‬مل يفصح عنه مدّعي‬ ‫عام التمييز‪ ،‬وتبعاً لذلك فالتفسري الوحيد لهذا‬ ‫املوضوع هو أن إطالق رساح األخوين عبد العال‬ ‫وجرجورة هو تنفيذ جزيئ لرأي بيلامر‪.‬‬

‫مذكرة التفاهم‪:‬‬ ‫مستند غري رضوري‬ ‫ما رأيك مبذكرة التفاهم بني الحكومة‬ ‫اللبنانية واملحكمة الخاصة بلبنان؟ وهل تؤيدون‬ ‫البند الثالث الذي يجيز أخذ كل َمن تريده‬ ‫املحكمة إىل الهاي؟‬ ‫هذه املذكرة هي مستند غري رضوري من‬ ‫الناحية القانونية لألسباب التالية‪ :‬نحن التزمنا‬ ‫بالقرارات الدولية‪ ،‬ومن هذه القرارات تشكيل‬ ‫املحكمة الخاصة بلبنان‪ ،‬وبالتايل نرتك هذه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حوار‬ ‫املحكمة تعمل وتأخذ القرار الذي تريده‪ ،‬وإذا كان‬ ‫صادراً وفقاً لآللية واملعايري الدولية‪ ،‬فال اعرتاض‬ ‫عليه‪ .‬أما إذا مل يكن كذلك‪ ،‬فعندئ ٍذ يكون للبنان‬ ‫املوقف الالزم‪ .‬إذاً هذه املذكرة ال ميكنها أن تعدّل‬ ‫يف مضمون القرارات الدولية‪ ،‬مام يعني أنها ال‬ ‫تزيد وال تنقص‪ .‬من جهة ثانية‪ ،‬املذكرة أيضاً‬ ‫مستند غري موفق من الناحية السياسية ألنه‬ ‫بعدما أخرجت القرارات الدولية املحكمة من إطار‬ ‫التجاذب اللبناين الداخيل‪ ،‬جاءت هذه املذكرة يف‬ ‫ظل االنقسام الحاد يف لبنان لتضعها مجدداً داخل‬ ‫هذا التجاذب‪ .‬أنا شخصياً أعترب أنه باستثناء‬ ‫بعض املواد اإلجرائية يف هذه املذكرة التي ميكن‬ ‫أن يصدرها وزير العدل بتعليامت خاصة كوضع‬ ‫بترصف املحكمة‬ ‫مكتب للتحقيق دون نفقات‬ ‫ّ‬ ‫الدولية‪ ،‬فال لزوم لبقية األمور ألن لبنان باألصل‬ ‫ملتزم بهذه القرارات الدولية‪ .‬هنا نستنتج أن‬ ‫املذكرة أصبحت غري رضورية وغري موفقة عىل‬ ‫اإلطالق‪.‬‬

‫أ ُيعاقب الضباط ألنهم‬ ‫محسوبون عىل املعارضة‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫قال القايض بيلامر إنه ينتظر إحالة ملف‬ ‫الضباط األربعة من الحكومة اللبنانية إىل‬ ‫الهاي‪ .‬هل تعترب أنهم س ُيعاملون عىل أساس‬ ‫أنهم محسوبون عىل املعارضة اللبنانية وعىل‬ ‫النظام األمني السوري‪ ،‬ألنهم‪ ،‬عىل األرجح‪،‬‬ ‫أوقفوا عىل هذا األساس؟‬ ‫أتوقع أن يطلق رساح الضباط فور نقل‬ ‫الصالحية من لبنان إىل املحكمة الخاصة يف‬ ‫الهاي وخالل فرتة تقل عن أسبوعني‪ .‬وكام‬ ‫قلت سابقاً‪ ،‬فإن ما يؤخر نقل الصالحية هو‬ ‫عدم رغبة املحكمة الدولية بأن تكون مسؤولة‬ ‫عن متديد االعتقال التعسفي لعدم وجود آلية‬ ‫لديها إلطالق الرساح‪ .‬إذا كنا نشري إىل أنهم‬ ‫ُيعاقبون بالسياسة‪ ،‬فأنا أعترب أنهم كانوا أداة‬ ‫تنفيذية ومل يكونوا أصحاب قرار سيايس‪.‬‬ ‫ويجب أال ننىس أن الوجود السوري يف لبنان‬ ‫نظمته معاهدة التنسيق واألخ ّوة عام ‪1991‬‬ ‫التي مل يوقع عليها الضباط‪ ،‬بل وقع عليها‬ ‫يف حينها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أي‬ ‫الشهيد الحريري وصادق عليها املجلس النيايب‪.‬‬ ‫أنا مل أ َر أي توقيع ألي ضابط من الضباط األربعة‬ ‫أو سواهم عىل املعاهدة‪ .‬إذا كانوا يالمون‬ ‫ألنهم نفذوا األوامر السياسية خالل فرتة‬ ‫الوجود السوري‪ ،‬فهل يعني ذلك أنهم يالمون‬ ‫ألنهم مل يقوموا بـ”انقالب” عىل السلطة؟‬ ‫إذاً إذا كنا سنتحدث عن مسؤولية سياسية‬ ‫عن فرتة الوجود السوري يف لبنان‪ ،‬وإذا سألنا‪:‬‬ ‫َمن هو املسؤول سياسياً عن ذلك؟ فالجواب‬ ‫هو أن الضباط األربعة ليسوا مسؤولني عن‬

‫‪16‬‬

‫هذه الفرتة بالسياسة‪ .‬إذا كان هناك انتقاد‬ ‫حاسبوا عليه عىل‬ ‫ألدائهم التنفيذي‪ ،‬فل ُي َ‬ ‫أساس أخطاء أو تجاوزات‪ ،‬لكن ال ميكن تحميلهم‬ ‫نتائج قرار سيايس اتخذه السياس ّيون ونفذه‬ ‫الضباط من ضمن مسؤولياتهم تحت طائلة‬ ‫لومهم لعدم كونهم انقالبيني‪ .‬وأنا أذكر‬ ‫أنني منذ ستة أشهر وعندما ارتفع الصوت‬ ‫من بعض السياسيني أن الضباط يستأهلون‬ ‫ذلك نظراً للتجاوزات التي ارتكبوها يف الفرتة‬ ‫السابقة‪ ،‬أصدرت بياناً رسمياً وقلت فيه‪“ :‬إن‬ ‫اللواء جميل الس ّيد يدعو كل شخص يعترب‬ ‫نفسه مترضراً من أدائه أثناء توليه السلطة‬ ‫سوا ًء يف مديرية املخابرات أو يف مديرية األمن‬ ‫العام‪ ،‬أن يدّ عي عليه‪ ،‬واآلن هو الوقت املناسب‬ ‫لالدّعاء‪ ،‬خصوصاً أنه مل يعد يف السلطة وهو‬ ‫موقوف”‪ .‬وأعطيت مهلة عرشة أيام‪ ،‬وطلبت‬ ‫من جميع السياسيني أن يغلقوا هذا املوضوع‬ ‫إذا مل يدّ عوا عىل اللواء الس ّيد‪ .‬وقلت إنني أنا‬ ‫َمن سيدّ عي عىل الذي يتحدث باملوضوع بعد‬ ‫هذه املهلة‪ .‬وكانت النتيجة انه مل يدّ ع أحد‪،‬‬ ‫وبالتايل توقفت االتهامات‪ .‬وهنا أعود للتذكري‬ ‫بأنه ال ميكن تحميل الضباط مسؤولية تنفيذ‬ ‫قرار سيايس بل فقط تجاوزات يف التنفيذ‪ .‬أما‬ ‫إذا مل ُيعاقبوا عىل هذا األساس‪ ،‬فهذا يعني‬ ‫أنهم مالمون ألنهم مل يكونوا انقالبيني‪.‬‬ ‫كوكالء دفاع عن الضباط األربعة‪ ،‬ما اآللية‬ ‫املعتمدة اآلن ملتابعة قضية الضباط بعد‬ ‫انطالق أعامل املحكمة الدولية؟‬ ‫بالنسبة لنا‪ ،‬وما دمنا نعترب القضاء اللبناين‬ ‫صالحاً‪ ،‬فسنتابع محاولة انتزاع قرار إطالق رساح‬ ‫الضباط من هنا‪ ،‬وإذا مل ُيرد القضاء اللبناين أن‬ ‫يقرر ألن الحكومة طلبت منه ذلك‪ ،‬وبالتايل ال‬ ‫يريد االنتفاض عىل السلطة التنفيذية‪ ،‬فبمجرد‬ ‫أن تنتقل الصالحية إىل الخارج‪ ،‬سيتقدم وكالء‬ ‫الدفاع بطلبات إخالء السبيل‪ ،‬وعندها ستأخذ‬ ‫املسألة أسبوعا أو أسبوعني و ُيطلق رساح‬ ‫الضباط‪.‬‬ ‫قلت إن القضاء أخذ القرار من الحكومة بعدم‬ ‫البت يف طلبات إخالء السبيل‪ .‬هل تشككون‬ ‫بنزاهة القضاء اللبناين؟‬ ‫نحن ال نشكك‪ ،‬بل نقول إننا قدّمنا طلب إخالء‬ ‫ّ‬ ‫يبت‬ ‫سبيل يف ‪ 2‬الشهر‪ ،‬والقايض صقر مل‬ ‫فيه حتى اليوم ال سلباً وال إيجاباً‪ .‬وهناك موقف‬ ‫رسمي من الحكومة تقول فيه للقايض صقر‪“ :‬ال‬ ‫تقرر اآلن بل يجب االنتظار حتى مجيء الطلب من‬ ‫املحكمة”‪ .‬حتى اآلن‪ ،‬يبدو أن القايض صقر يتجانس‬ ‫أو يتامهى مع أمنيات السلطة السياسية‪.‬‬ ‫أال تعتقد أنه يجب إبعاد القضاء اللبناين‬ ‫عن املشاحنات واالعتبارات السياسية؟‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬وعىل أية حال فموقف الحكومة بعدم‬ ‫البت بإخالء السبيل هو قرار خاطئ وال ينص مببدأ‬ ‫فصل السلطات‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬سايل نوفل‬

‫الحزب الشيوعي انتخبه لدورة ثانية اميناً عاماً‬

‫د‪ .‬خالد حدادة لـ«منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫سنخوض االنتخابات منفردين ولن نرهن استقالليتنا‬ ‫لمزاجية بعض أقطاب المعارضة‬

‫كرث هم الذي يستغربون بقاء أقدم‬ ‫األحزاب اللبنانية وأعرقها عىل هامش‬ ‫الرصاع السيايس يف لبنان‪ ،‬فللحزب‬ ‫الشيوعي نضاالته ودوره الفاعل يف أكرث من‬ ‫محطة يف التاريخ اللبناين‪ ،‬منذ تأسيسه‬ ‫يف العرشينات وبرز يف السبعينيات وخالل‬ ‫الحرب األهلية يف رفض تقسيم لبنان ويف‬ ‫الثورة الفلسطينية وإطالق املقاومة‬ ‫دعم‬ ‫الوطنية ضد االحتالل اإلرسائييل‪.‬‬ ‫رمبا تشعر بالحرية عند سلوك الطريق‬ ‫اىل الوتوات حيث مركز الحزب‪ ،‬إلجراء‬ ‫مقابلة مع األمني العام د‪ .‬خالد حدادة‪،‬‬ ‫فكثرية هي األسئلة التي تطرح نفسها‬

‫يف ذهنك‪ ،‬حول األخبار عن تفكك الحزب‬ ‫ومغادرة العديد من كوادره احتجاجاً‬ ‫عىل السياسات املتبعة‪ ،‬متايز الحزب‬ ‫خالل االصطفاف السيايس يف الفرتة‬ ‫االخرية‪ ،‬فهو ليس مع فريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬ال مع‬ ‫فريق ‪ 8‬آذار بالرغم من التقاطع الحاصل‬ ‫بني بعض قضاياهام املشرتكة‪ ،‬عدا‬ ‫االنتخابات التي يبدو ان الحزب الشيوعي‬ ‫يقف وحيداً يف ميدانها‪ ،‬مرصاً عىل‬ ‫خوض املعركة‪.‬‬ ‫حريتك تتالىش عند الوصول اىل مكتب‬ ‫األمني العام‪ ،‬فالدكتور خالد حدادة يقابلك‬ ‫بابتسامة مطمئنة وهو يرشب قهوته‬

‫‪17‬‬

‫الصباحية‪ ،‬تبعث اىل داخلك االرتياح‪ .‬لرمبا‬ ‫ظننا أن متذمراً من االنتخابات النيابية‬ ‫سيكون بانتظارنا‪ ،‬ولكن ما ان تصل‬ ‫تدرك منه ان الشيوعيني “مرتاحون جداً‬ ‫مبفردهم”‪ ،‬فهم لهم رسالة ال املعارضة وال‬ ‫املواالة تعرب عنها‪ ،‬ولهذا رفضوا االنخراط‬ ‫يف صفوف الفريقني‪ ،‬وحتى ليسوا نادمني‬ ‫عىل البقاء مبفردهم يف االنتخابات وال‬ ‫يزالون يسألون املعارضة عن برنامجها‬ ‫االنتخايب الذي ستخوض عىل أساسه‬ ‫االنتخابات متسائلني ان كانت “معايري‬ ‫هي‬ ‫للمرشحني‬ ‫الشخصية‬ ‫الجامل‬ ‫املقياس”‪.‬‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫حوار‬ ‫فيام استقبلنا الدكتور خالد حدادة الذي‬ ‫أنتخب أميناً عاماً لدورة ثانية‪ ،‬ببسمة وسؤال‬ ‫عن حال تيار التوحيد ورئيسه‪ ،‬بادرناه بالسؤال‪،‬‬ ‫كيف حالكم يف الحزب اليوم؟‬ ‫مرتاحون جداً جداً‪ ،‬يف افضل حاالتنا‪.‬‬ ‫هذا جيد‪ ،‬وهل إكامل االنتخابات مبفردكم‬ ‫مريح إىل هذا الحد؟‬ ‫نعم‪ ،‬ولسنا سائلني عمن يسقط‪ ،‬وليتحملوا هم‬ ‫املسؤولية‪ ،‬ليكفوا عن إخافتنا بسقوط املعارضة‬ ‫يف االنتخابات‪ .‬هي قررت السقوط‪ ،‬فلتسقط‪.‬‬ ‫طبعاً نحن نتمنى لها النجاح وسنصيل لها‪ ،‬لكن‬ ‫ال نستطيع ان نرهن الحزب واستقالليته ملزاجية‬ ‫بعض أقطاب املعارضة وفئويته‪.‬‬ ‫كحزب مقاوم‪ ،‬أال ترون أن قراركم قاس بحق‬ ‫املعارضة التي كان لها دور يف مواجهة مرشوع‬ ‫الهيمنة االمريكية يف املنطقة؟‬ ‫وما العالقة بني املعارضة واملقاومة؟‬ ‫حزب الله ركن أسايس فيها‪ ،‬ومن املمكن أن‬ ‫يطال سالحه يف الداخل؟‬ ‫هل النواب والوزراء‪ ،‬من حمى املقاومة يف املايض؟‬ ‫املقاومة حامها جمهورها وسالحها ودورها وبالتايل‬ ‫املقاومة تحمي النواب والوزراء ال العكس‪ ،‬هذه كذبة‬ ‫كبرية‪ .‬نحن أطلقنا املقاومة يف عام ‪ 1982‬وكان‬ ‫رئيس الجمهورية والحكومة وقائد الجيش يالحقوننا‪،‬‬ ‫وكنا نخاف املرور عىل حواجز السلطة اللبنانية‬ ‫أكرث مام نخاف من مواجهة العدو‪ ،‬ألننا كنا ال نريد‬ ‫مواجهة السلطة‪ .‬ورغم ذلك املقاومة حررت آنذاك‬ ‫ثالثة أرباع أو ثلثي األرايض اللبنانية املحتلة‪ ،‬فبني‬ ‫سنتي ‪ 1982‬و‪ 1987‬املقاومة استطاعت تحرير‬ ‫بريوت والجبل وصيدا والنبطية وعاد العدو اىل‬ ‫منطقة الرشيط املحتل‪.‬‬ ‫لذلك برأيي حامية املقاومة اآلن تكمن يف‬ ‫برنامجها وجمهورها والدور الذي تلعبة وبالسالح‬ ‫املوجود عندها‪ .‬تتذكرين املقاومة كانت يف الحكومة‬ ‫عندما صدر القرار ‪ ،1701‬ماذا فعل وزراء الحكومة‪،‬‬ ‫مر القرار‪ ،‬وكان أسوأ القرارات بحق املقاومة‪ ،‬هذا‬ ‫القرار الذي يتباهى به اللبنانيون ويطلقون عىل‬ ‫حكومة فؤاد السنيورة آنذاك بحكومة املقاومة‪.‬‬ ‫تحم يوماً املقاومة‪،‬‬ ‫هذه كذبة كبرية‪ ،‬السلطة مل ِ‬ ‫فليكفوا عن تخويفنا‪ .‬كام ان االنتخابات النيابية‬ ‫الحالية ليس لها عالقة ال باملقاومة وال بالقضية‬ ‫الوطنية اال يف جانب بسيط جداً‪ ،‬والدليل ان هناك‬ ‫اتفاقات تنجز تحت الطاولة بني املعارضة واملواالة‬ ‫أصبحت واضحة ومعروفة‪ .‬األرجح هذه االنتخابات‬ ‫تحصل من اجل الثلث الضامن‪ ،‬فلم تتوضح آفاق‬ ‫تغيريية بعد‪.‬‬

‫املعارضة قارصة وغري قادرة‬ ‫عىل إدارة املعركة‬ ‫ماذا طلبتم من املعارضة حتى بقيتم وحيدين‬ ‫يف ميدان االنتخابات؟‬ ‫قلنا لهم املعارضة تطالب بالنسبية‪ ،‬واإلصالح‬ ‫السيايس وإلغاء الطائفية وفشل السياسة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حدادة يتحدث للزميلة ابو ذياب‬

‫هناك إتفاقات انتخابية تنجز من تحت الطاولة‬ ‫بني املعارضة واملواالة‬ ‫إذا كانت املعارضة غري قادرة عىل التوافق عىل برنامج‬ ‫عىل أي أساس ستخوض االنتخبات‬ ‫االقتصادي‬ ‫واإلصالح‬ ‫للسنيورة‬ ‫االقتصادية‬ ‫واستقاللية القضاء‪ ،‬هذه العناوين إضافة اىل‬ ‫عنوان املقاومة‪ ،‬لنضعها عىل ورقة مشرتكة‬ ‫ولنوقع عليها جميعاً‪ ،‬فتصبح عندئذ قضية‬ ‫التمثيل واألعضاء قضية تفصيلية‪ .‬املعارضة مل‬ ‫توافق‪ ،‬والرد أتانا البارحة من بعض قادة املعارضة‬ ‫عرب الصحف يقول إن الوضع غري ناضج لوضع‬ ‫برنامج سيايس للمعارضة قبل االنتخابات‪ .‬إذاً‬ ‫عىل أي أساس سنخوض االنتخابات؟‬ ‫‪ 14‬آذار رغم تخلف مرشوعها أنجزت مرشوعا‪،‬‬ ‫ا ُّتفق عىل ‪ 14‬بندا‪ ،‬حاز ‪ 18‬انتقادا‪ ،‬ولكنهم اتفقوا‬ ‫عىل مرشوع ويذهبون ليخوضوا االنتخابات عىل‬ ‫اساسه‪ ،‬وأنشأوا ادارة موحدة لالنتخابات‪ ،‬هذه‬ ‫املعارضة “مل ّبكة بحالها”‪ ،‬ويبدو انها غري قادرة عىل‬ ‫قيادة املعركة ذاتياً وداخلياً‪ .‬لهذا السبب نسمع‬ ‫يف احيان كثرية أخبارا مفتعلة عن ان سوريا قالت‬ ‫وفعلت‪ .‬هذا يحصل ألن املعارضة الحالية يف لبنان‬ ‫كام يبدو قارصة وغري قادرة عىل اتخاذ قراراتها‬ ‫بنفسها‪ ،‬لهذا يرمون الكرة يف ملعب السوريني‪،‬‬ ‫بدل ان يقودوا املعركة بأنفسهم جديا‪.‬‬ ‫البعض يقول ان الوقت اصبح متأخراً إلنجاز‬ ‫برنامج موحد‪ ،‬ملاذا مل تطرحوا الفكرة او املطلب‬ ‫قبل هذا الوقت؟‬ ‫نحن طرحنا هذا املوضوع منذ ‪ 6‬اشهر‪ ،‬يف ‪24‬‬ ‫ترشين األول يف احتفال عيد الحزب‪ .‬هذا ونحن‬ ‫طرحنا الفكرة وسهلناها لهم حتى يستطيعوا‬ ‫تجاوز التباينات‪ .‬قلنا‪ ،‬التيار الوطني الحر وحزب‬ ‫الله توصال اىل ميثاق مشرتك جد مهم وفيه‬

‫‪18‬‬

‫العديد من النقاط املهمة بغض النظر عن رأينا‬ ‫يف بعض القضايا‪ .‬كام للتيار الوطني الحر والحزب‬ ‫الشيوعي بيان مشرتك وغرينا من املعارضة ميكن‬ ‫ان تكون له أفكار من املعارضة‪ .‬قلنا لهم لنجلب‬ ‫هاتني الورقتني وأوراقا اخرى‪ ،‬مث ًال ورقة االصالح‬ ‫الخاصة بالحركة الوطنية التي ال تزال صالحة ويوافق‬ ‫عليها العديد من القوى ونشكل ورقة موحدة‪ .‬أال‬ ‫نستطيع من هذه االوراق الثالث إخراج ورقة نتفق‬ ‫عليها؟ ماذا سنقدم للشباب؟ ماذا سنقول لهم؟‬ ‫املعارضة غري قادرة عىل التوافق عىل برنامج‪ ،‬عىل‬ ‫أي أساس سنخوض االنتخابات عىل شخصية‬ ‫املرشحني؟ املعارضة ال تضم أجمل الشخصيات‪،‬‬ ‫فعىل هذا االساس يفوز مصباح األحدب‪.‬‬ ‫أال تعتقد ان املعارضة رأت ان الحصة التي‬ ‫طلبها الحزب الشيوعي يف االنتخابات كبرية‬ ‫نسبياً؟‬ ‫ً‬ ‫اوال نحن مل نطلب حصة‪.‬‬ ‫يقال إنكم طالبتم بأربعة مقاعد إضافة اىل‬ ‫الربنامج الذي ذكرته‪.‬‬ ‫اذا كان احد من املعارضة يرى ان ‪ 4‬مقاعد كثرية‬ ‫عىل الحزب الشيوعي‪ ،‬فهذا مضحك‪.‬‬ ‫املبادرة التي أطلقها الحزب من شقني‪ ،‬القسم‬ ‫االول سيايس والقسم اآلخر اقرتاح حتى ال يقع‬ ‫خالف عىل توزيع املقاعد بني أطرافها‪ .‬قلنا لهم‬ ‫املعارضة تدفع امواال كثرية ملؤسسات إحصائية‬ ‫مستقلة‪ ،‬قلتقم مؤسسة إحصائية من الهيئات‬ ‫التي تكلفونها بإحصاء عند جمهور املعارضة‪.‬‬ ‫تقولون جميعاً انكم مع النسبية يف البلد‪،‬‬

‫والسيد حسن اقرتح يف وقت من االوقات القيام‬ ‫بإحصاء بني املعارضة واملواالة‪ ،‬ونحن لدينا ثقة‬ ‫بالسيد حسن والجرنال عون واالستاذ نبيه بري‬ ‫وكل قادة املعارضة‪ ،‬فليحصل هذا االحصاء‪ ،‬اذا‬ ‫حصل الحزب الشيوعي عىل نسبة ‪ %10‬كتمثيل‬ ‫يف املعارضة فنحن نرىض بـ‪ ،%7‬واذا أخذ الحزب ‪%7‬‬ ‫نرىض بـ‪ %4‬والباقي نرتكه للمعركة العامة‪.‬‬ ‫ملاذا مل تعتمد هذه الصيغة؟‬ ‫ألن املعارضة ايضاً تعمل بعقلية التقيلد‬ ‫اللبناين‪ ،‬العقلية الفئوية وعقلية الخلفية‬ ‫الطائفية وعقلية احتكار التمثيل‪.‬‬ ‫ماذا لدى املعارضة تجاه الحزب الشيوعي‬ ‫برأيك؟‬ ‫املعارضة تقول هناك أقضية والحزب الشيوعي‬ ‫منترش يف كل البلد‪ ،‬اذاً ليس هناك أي قضاء‬ ‫يكون حاسام فيه‪ ،‬فليكن داع ًام لنا‪ .‬نحن توقفنا‬ ‫عن الدعم املجاين‪ ،‬اذا مل يكن هناك اتفاق سيايس‬ ‫يجعلنا نضحي‪ .‬ملاذا ال يكون هناك توسيع نسبي‬ ‫للمرشحني‪ ،‬فلتقم املعارضة بتوزيع نسبي اذا أخذ‬ ‫الحزب الشيوعي أربعة مقاعد نستغني عن ‪ 2‬واذا‬ ‫أخذنا ‪ 7‬نستغني عن ‪ 3‬كام ذكرت سابقاً‪ ،‬لكن ال‬ ‫نرىض ان يستخدم أحد أصوات الحزب الشيوعي‬ ‫فقط كأداة انتخابية بدون اتفاق سيايس‪ ،‬كيف‬ ‫يطلبون منا عدم اإلرصار عىل اتفاق سيايس‬ ‫والتضحية ايضاً مبقاعد؟ هذا مستحيل‪ .‬وما‬ ‫دام رأيهم ان هذه املسألة ال تؤثر‪ ،‬فلامذا هم‬

‫منزعجون‪.‬‬ ‫هناك سيناريوهان محتمالن لتربير املنطق الذي‬ ‫تعمل فيه املعارضة تجاهنا‪ ،‬فهي إما تراهن عىل‬ ‫الحوار مع قوى السلطة االخرى بالداخل‪ ،‬أي سياسة‬ ‫الدميوقراطية التوافقية والذهاب اىل حكومة‬ ‫واحدة وسلطة واحدة للطرفني ورمبا يشمل هذا‬ ‫تغيري الثلث املعطل‪ ،‬وهذا معناه انهم ليسوا‬ ‫ذاهبني نحو التغيري يف البلد‪ ،‬فمجرد اإلرصار عىل‬ ‫الدميوقراطية التوافقية معناه انهم يذهبون اىل‬ ‫اتفاق وتوافق جديد بني اطراف التحالف الطبقي‬ ‫الحاكم يف البلد‪ ،‬ونحن كحزب شيوعي خارج هذا‬ ‫التحالف سواء سمى نفسه مواالة ام معارضة‪.‬‬ ‫أما السيناريو اآلخر الذي يأخذ بعني انطالق الحوار‬ ‫االقليمي‪ ،‬السوري االمرييك السعودي‪ ،‬و ايراين‪.‬‬ ‫رمبا هذا الحوار ال يحمل وجود الحزب الشيوعي‪ ،‬نحن‬ ‫نتخوف من ان تكون خلفية ما يجري مع الحزب انه‬ ‫منذ بدأ الحوار مع االمريكيني استسهلت املعارضة‬ ‫االبتعاد عن الحزب الشيوعي‪ .‬بينام عندما كان‬ ‫الوضع مختلفا كان الحزب الشيوعي بالنسبة‬ ‫للمعارضة مختلفا‪ .‬نحن ال ننتظر منة من أحد يف‬ ‫دعمنا للمقاومة ومواجهتنا للمرشوع االمرييك‬ ‫االرسائييل‪ ،‬فدعمنا لهام كان باألمس‪ ،‬وبقي اآلن‬ ‫وسيتابع للمستقبل اآلن وال عالقة له باالنتخابات‬ ‫النيابية‪.‬‬ ‫لرمبا موقف الحزب الشيوعي خالل فرتة‬ ‫االصطفاف السيايس وعدم انخراطه بشكل‬

‫إذا كانوا‬ ‫يرون أن أصوات‬ ‫الحزب الشيوعي‬ ‫ال تؤثر‬ ‫يف سري املعركة‬ ‫فلامذا هم‬ ‫منزعجون؟‬ ‫‪19‬‬

‫كبري يف املعارضة له بعض التأثري؟‬ ‫نحن ال نعتب عىل املعارضة بعدم أخذنا عىل‬ ‫حسابها واعتبارنا منها‪ ،‬فنحن من قال لها‪“ :‬نحن‬ ‫لسنا منك‪ ،‬بل نحن نتقاطع معك يف قضايا‬ ‫معينة‪ ،‬هذا التقاطع بني طرفني يجب أن يأخذ بعني‬ ‫االعتبار االتفاق السيايس والحجم‪ .‬نحن ال نقول إن‬ ‫حجمنا كحجم املعارضة‪ ،‬لكن األرقام عىل األقل‬ ‫تحدد حجمنا‪ ،‬وليس النوايا واألحكام‪ .‬نحن عرضنا‬ ‫مبادرتنا‪ ،‬ومل نقل اننا سنعاملهم كأننا جزء منها‪،‬‬ ‫ألننا ندرك ذلك متاماً‪ .‬مبادرتنا كانت من شقني‬ ‫بسيطني‪ :‬لنشكل مرشوعا سياسيا عاما من أربع‬ ‫أو خمس صفحات‪ ،‬ليك نقول للناس ماذا سنفعل‬ ‫يف حال حصولنا عىل االكرثية‪ .‬الناس تعاين منذ‬ ‫خمس سنوات او أكرث وال تزال منذ اثنتي عرشة‬ ‫سنة‪ ،‬من العهد السابق اىل العهد الحايل‪ ،‬تعاين‬ ‫من أزمة سياسية واقتصادية‪ .‬البلد يتدمر والنظام‬ ‫السيايس يتعرث ويطال الدولة‪ ،‬وكل حدث يف‬ ‫املنطقة ينعكس يف لبنان‪ ،‬وشبابنا هاجروا‪ .‬نحن‬ ‫نسأل‪ :‬ماذا تفعل املعارضة؟ هل تقول فقط إنها‬ ‫ستستبدل شخصا بآخر؟ هذا ال يساعد شعبنا‬ ‫للخروج من األزمة وال يجلب االستقرار ملستقبل‬ ‫شبابنا‪.‬‬

‫نعرف أنفسنا ضد من‬ ‫رمبا تتالقون مع البعض عىل بعض النقاط‪،‬‬ ‫مث ًال أعلن محمد عيل مقلد ترشيحه مطالباً‬ ‫بقانون انتخاب عىل أساس النسبية وبناء دولة‬ ‫القانون‪ ،‬كام هناك بعض اليساريني كاليسار‬ ‫الدميوقراطي‪.‬‬ ‫نحن لدينا عالمة الغية‪ ،‬نحن نطلب ان نتحاور‬ ‫عىل مرشوع سيايس بني القوى املواجهة‬ ‫إلرسائيل وأمريكا‪ ،‬برنامجنا يتضمن ثالث نقاط‪:‬‬ ‫القضية الوطنية (مواجهة ارسائيل وامريكا)‪،‬‬ ‫وقضية االصالح السيايس‪ ،‬والقضية االقتصادية‬ ‫االجتامعية‪ .‬من ينل عالمة الغية عىل النقطة‬ ‫االوىل‪ ،‬ال نتعامل معه يف النقاط الباقية‪ .‬فريق ‪14‬‬ ‫آذار نال هذه العالمة‪ ،‬لذلك قلنا يف اول املعركة‬ ‫االنتخابية اننا نعرف آنفسنا ضد من‪ ،‬ونعلم‬ ‫جيداً ان هذه السلطة التي ك ّونها فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫والتي حاولت استبدال الوصاية السورية بوصاية‬ ‫امريكية والتي كان لها موقف مخز من القضية‬ ‫الوطنية يف متوز‪ ،‬والتي حكمت وكانت ضد‬ ‫االصالح والتي و ّرطت البلد بسياسة اقتصادية‬ ‫مربوطة بالليربالية‪ ،‬ال تقاطع لنا معها‪ ،‬وبالتايل‬ ‫نحن ضدها انتخابياً‪.‬‬ ‫كان لدينا أمل ومحاولة للتقاطع مع املعارضة‬ ‫التي نلتقي معها عىل االقل يف الشق الوطني‬ ‫يف دعم املقاومة ومواجهة املرشوع االمرييك‬ ‫ـ االرسائييل‪ .‬هذه االمور كان يقتيض تطويرها‬ ‫ليك يتكامل الربنامج باالصالح وبالسياسة‬ ‫االقتصادية االجتامعية‪ .‬لكن لالسف املعارضة‬ ‫مل تستطع تطوير برنامجها ليك يطال القضايا‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫حوار‬ ‫النظام اللبناين‬ ‫أصبح عفناً اىل حد‬ ‫أنه يهدد‬ ‫وجود الكيان الوطني‬ ‫املؤمتر العارش أضاف الكثري‬ ‫للحزب عىل املستوى‬ ‫التنظيمي الفكري‬ ‫والسيايس‬ ‫االصالحية واالقتصادية واالجتامعية‪ ،‬وقد كنا يف‬ ‫كل مرة نتواجه مبنطق إعطاء األولوية للقضية‬ ‫الوطنية‪ ،‬لكن هذه القضية ال يحميها إال اإلصالح‬ ‫السيايس‪ ،‬فنحن نرى اننا انترصنا يف متوز‪ ،‬لكن‬ ‫انتصارنا تحول اىل هزمية بفعل الواقع السيايس‬ ‫اللبناين‪ ،‬وأصبحت املقاومة املنترصة متّهمة‬ ‫نتيجة غياب نظام سيايس يحمي املقاومة‪.‬‬ ‫نحن قلنا إن املقاومة وحدها ال تكفي‪ ،‬فمقاومة‬ ‫املرشوع االمرييك رضورة لكنها غري كافية‪ .‬فلنقم‬ ‫بفعل “الكفاية” بعد تأمني فعل “الرضورة” ونضفي‬ ‫اهمية عىل القضايا االخرى‪.‬‬ ‫أما من تحدثت عنهم يف البداية‪ ،‬فمن االهانة‬ ‫ان نطلق عليهم اسم “اليسار” فاليسار بحكم‬ ‫موقعه هو تغيريي ومواجه للمرشوع االمرييك‬ ‫االرسائييل‪ ،‬ومن ال ينطلق من هذا املنطلق ُتلغ‬ ‫عنه صفة “اليسار”‪ .‬من يأت ليقول انه ال يريد فعل‬ ‫الرضورة بل يريد فقط فعل “الكفاية” يكن يف‬ ‫مكان التسلية‪ ،‬اذ ال بد من تالزم الفعلني‪“ :‬الكفاية‬ ‫والرضورة”‪.‬‬ ‫لكن هناك “أصدقاء جورج حاوي” والياس‬ ‫عطا الله الذي أخذ عالمة الفتة يف البداية‪،‬‬ ‫ومنري بركات وغريهم؟‬ ‫الحزب الشيوعي جسم واحد‪ ،‬وهو حزب منترش‬ ‫يف كل لبنان ويف كل املناطق وبني كل الطوائف‪.‬‬ ‫عندما احتدت االزمة كان هناك ضغط سيايس‬ ‫وغري سيايس كبري عىل الحزب يك يؤخذ باإلجامل‬ ‫اىل موقع ‪ 14‬آذار ومرة اخرى اىل موقع ‪ 8‬آذار‪.‬‬ ‫هذا الحزب ال يستطيع االصطفاف يف موقع‬ ‫‪ 14‬آذار فموقفه السيايس متناقض مع موقفهم‪،‬‬ ‫فهذه الفئة وان كانت قد رفعت شعارا محقا هو‬ ‫السيادة وتطبيق اتفاق الطائف وخروج السوري‪،‬‬ ‫لكنها يف جوهرها كانت فئة ترهن مستقبل البلد‬ ‫للتدويل وللقرار ‪ 1559‬وللتبعية لالمريكيني‪.‬‬ ‫كحزب واجهنا باستقالليتنا ومتانتنا هذا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املوضوع‪ ،‬مع وجود بعض الشباب عىل أطرافنا الذي‬ ‫كان الضغط املناطقي والطائفي والفئوي عليهم‬ ‫كبريا جداً لدرجة مل يستطيعوا تحمله‪ .‬الوضعية‬ ‫املناطقية والطائفية التي كانت حول منري بركات‬ ‫وغريه أخذتهم اىل مكان آخر ومل يستطيعوا‬ ‫مقاومة هذا الضغط بالشكل املطلوب‪ .‬انا ال أحقد‬ ‫عليهم ابداً‪ .‬بالعكس‪ ،‬أرى من املأساة التحاق بعض‬ ‫املجموعات الصغرية بالخط االمرييك‪ ،‬ماذا ستفعل‬ ‫بعد عودة هذا الخط اىل الوراء؟ ستتيتم‪.‬‬ ‫اذا كان رهان ‪ 14‬آذار عىل االمريكيني أبعدكم‬ ‫عنهم‪ ،‬ملاذا مل تنضموا اىل فريق ‪ 8‬آذار؟‬ ‫لدينا مالحظات كثرية عىل ‪ 8‬آذار ونحن لسنا‬ ‫داخل هذا الفريق باالصل‪.‬‬ ‫حول العالقة مع سوريا‪ ،‬يقال ان السوريني‬ ‫كانوا مينعون وصول نائب من الحزب الشيوعي‬ ‫اىل الربملان؟‬ ‫نحن ضد عودة الوصاية وقد ناضلنا ضدها‬ ‫سابقاً‪ .‬يف الوقت الذي كان فيه جنبالط والحريري‬ ‫من أدواتها‪ ،‬كنا الحزب الذي يدفع الثمن‪ .‬نحن من‬ ‫أنصار عالقة طبيعية مميزة ال غنى عنها بني لبنان‬ ‫وسوريا‪ ،‬ونحن ضد منطق “إما التبعية الكاملة‬ ‫لسوريا أو العداء” أو التبعية للغري اذا مل تستجب‬ ‫التبعية السورية ملصالحهم‪ .‬نحن نعترب ان لبنان‬ ‫موجود حك ًام بني دولتني‪ ،‬بني كيان مغتصب هو‬ ‫ارسائيل‪ ،‬ال ميكن للبنان أن يرتاح يف العالقة معه‬ ‫أو إقامة السلم معه‪ ،‬وبني شقيق من املمكن ان‬ ‫يكون “طميع” قلي ًال كباقي األشقاء الكبار يف‬ ‫العامل‪ .‬ليس هناك مهرب من تنظيم العالقة‬ ‫مع سوريا ومن املستحيل إقامة عالقة مع العدو‬ ‫االرسائييل‪ .‬أي شخص يفكر بإمكانية إقامة‬ ‫عالقات مع ارسائيل بدل سوريا خائن‪.‬‬ ‫ال خيار أمامنا إال تنظيم العالقة ودّيا واخويا‬ ‫يحافظ عىل السيادة واالستقالل بني لبنان وسوريا‪.‬‬ ‫هذا هو القدر‪ .‬فكيف اذا كان قدراً وخياراً عىل حد‬

‫‪20‬‬

‫سواء؟ كل االطراف يعودون اليوم لهذه الحقيقة‪.‬‬

‫الطبقة السياسية والبورجوازية‬ ‫اللبنانية يف أزمة‬ ‫االنتخابات‬ ‫سيخوض‬ ‫شيوعي‬ ‫كحزب‬ ‫وحيداً وال يجد نفسه مع أي طرف من االطراف‬ ‫اللبنانية‪ ،‬كشيوعي لبناين أال تشعر باألىس‬ ‫نتيجة واقع تقدم االحزاب الطائفية وتراجع‬ ‫االحزاب الوطنية؟‬ ‫رمبا ستتفاجئني‪ ،‬لكنني متفائل كثرياً يف هذه‬ ‫الفرتة لسببني‪ :‬اوالً هذا النظام اصبح عفناً اىل‬ ‫حد أنه يهدد وجود الكيان الوطني اللبناين‪ .‬ماذا‬ ‫فعل الفرنسيون يف املايض‪ ،‬دمجوا مناطق بعضها‬ ‫مع بعض جغرافياً‪ ،‬وس ّلموها لدولة تتحاصص‬ ‫بالطوائف‪ ،‬لكل طائفة حصتها‪ ،‬فأقاموا دولة‬ ‫محاصصة ال وطنا‪ .‬هذه الحالة كانت تتأزم بعد‬ ‫مرور فرتة زمنية ما فيقع بلدنا يف حرب أهلية‪،‬‬ ‫يقع شهداء ويهاجر البعض وتتضاعف االزمة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬يف ‪ 1951‬كانت اول أزمة‪ ،‬ثم عام ‪،1958‬‬ ‫وعام ‪ 1969‬ثم ‪ 1975‬وصوالً اىل التسعينيات‪ .‬اآلن‬ ‫الفرتة بني االزمات أصبحت أقرص‪ ،‬هذا النظام مل‬ ‫يعد قادرا عىل االستمرار لفرتة طويلة‪ ،‬والدليل‬ ‫عىل هذا ان قوى النظام هذه مل تعد قادرة عىل‬ ‫الوقوف يف وجه الشعارات االصالحية‪ .‬لنسمع‬ ‫انطباعاتهم عن النسبية اليوم وماذا كانوا يقولون‬ ‫عنها من ‪ 4‬أو ‪ 5‬سنوات‪ .‬كانوا يتكلمون بسخرية‬ ‫عنها‪ ،‬اليوم كلهم يقولون نحن معها وأسوأ‬ ‫قانون قانون الستني‪ .‬إقرار سن الـ‪ ،18‬والتسابق‬ ‫للحديث عن االزمة االقتصادية االجتامعية‪ .‬أنا‬ ‫برأيي الطبقة السياسية والبورجوازية اللبنانية‬ ‫املوزعة عىل الطوائف وصلت اىل ازمة‪ ،‬وعملية‬ ‫التغيري الدميوقراطي أصبحت عىل قاب قوسني يف‬

‫لبنان‪ ،‬لبنان الطائفي مل يعد قادرا عىل العيش‪ .‬رمبا‬ ‫يف فرتة من الفرتات ساعد هذا الواقع يف الحفاظ‬ ‫عىل لبنان ولكن اآلن لبنان الطائفي أصبح مهدداً‬ ‫للكيان اللبناين وحتى لوجود لبنان‪ .‬استمرار الحالة‬ ‫الطائفية يف لبنان سيلغي رضورة وظيفة لبنان‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫نحن بحاجة للبنان متنوع‪ ،‬ال منقسم‪ ،‬متنوع‬ ‫متفاعل ليشكل منوذجا دميوقراطيا يف العامل‬ ‫ليهجم عىل العامل العريب يف منوذج‬ ‫العريب‪،‬‬ ‫جيد عن التنوع مختلف عن النموذج االرسائييل‬ ‫العنرصي والصهيوين الذي تحكمه أداة دينية‬ ‫ومصالجهم‬ ‫باألمريكيني‬ ‫مرتبطة‬ ‫وعسكرية‬ ‫االقتصادية‪ .‬لبنان قدم أسوأ منوذج عن التنوع‪،‬‬ ‫فالنموذج الذي قدمه لبنان ساوى بني التنوع واملوت‬ ‫والدمار‪ ،‬فالعريب الذي يرى اللبنانيني يتقاتلون‬ ‫كل سنتني أو ثالث‪ ،‬يحمد ربه عىل عدم تنوع‬ ‫بيئته ومجتمعه‪ .‬يتساءل العريب ويضحك عىل‬ ‫الدميوقراطية اللبنانية التي يدفع مثنها كل سنتني‬ ‫ما يقارب الـ‪ 2000‬قتيل واآلالف من املهاجرين‪.‬‬ ‫العرب املرتبطون بالسلطات القمعية يف العامل‬ ‫العريب‪ ،‬يسألوننا ماذا أنتجت الدميوقراطية لكم‪.‬‬ ‫لذلك نحن بحاجة لنقدم للعرب وللرشق‬ ‫منوذجا متفاعال تعيش فيه مجموعات برشية‬ ‫متنوعة الثقافة احياناً ولكن ملتقية يف‬ ‫مصالحها السياسية والطبقية وهذا االهم‪ .‬ونقدم‬ ‫دميوقراطية منتجة وفاعلة‪ ،‬ونقيض عىل منوذج‬ ‫التحاصص واالنقسام والحروب املوجود يف بلدنا‪.‬‬ ‫هذا ما نطالب به‪.‬‬ ‫أنا أرى وأؤكد مقولة مؤمترنا العارش‪“ ،‬التغيري‬ ‫مل يعد فقط حاجة ورضورة يف لبنان‪ ،‬بل اصبح‬ ‫ممكنناً”‪.‬‬ ‫أال ترى ان النسبية حلم بعيد نوعاً ما؟‬ ‫ال‪ ،‬أنا متأكد متاماً ان االنتخابات يف عام ‪2013‬‬ ‫ستكون اما كلياً او جزئياً عىل أساس النسبية‪.‬‬ ‫وماذا عن الطائفية؟‬ ‫القول ان النسبية عىل ابواب التنفيذ معناه‬ ‫برأيي ان إلغاء الحالة الطائفية ايضاً اصبح قابال‬ ‫للتنفيذ‪.‬‬ ‫لرمبا شهدنا بوادرها يف مبادرة الوزير زياد‬ ‫بارود؟‬ ‫صحيح‪ ،‬مبادرة الوزير بارود لشطب املذهب عن‬ ‫الهوية كانت ممتازة وايجابية لكنها ليست كافية‬ ‫وتحتاج اىل تطوير اكرث‪.‬‬

‫مهمة الشيوعيني‬ ‫استنهاض الجامهري‬ ‫ماذا عن مؤمتر الحزب العارش‪ ،‬غمز البعض عن‬ ‫وجود خالفات داخل الحزب مام أخر انعقاد املؤمتر؟‬ ‫ال‪ ،‬املؤمتر مل يتأخر انعقاده‪ ،‬فنحن نعقده‬ ‫دوريا‪ ،‬كل أربع سنوات‪ .‬وللحقيقة هذا املؤمتر‬ ‫كان منوذجا يف التفاعل‪ ،‬نحن ال نخاف من تنوع‬ ‫اآلراء‪ ،‬بل نشجعه‪ .‬أنا عندما كنت يف املؤمتر‬

‫منذ بدأ الحوار‬ ‫مع األمريكيني‬ ‫استسهلت‬ ‫املعارضة‬ ‫اإلبتعاد‬ ‫عن الحزب‬ ‫الشيوعي‬ ‫أسمع النقاش والحامسة بني الشباب كنت‬ ‫جد مرسور‪ ،‬حتى عندما انتقدوا االمني العام‬ ‫والقيادة الحزبية ولو عن غري حق احياناً‪ ،‬ألنني أرى‬ ‫التنوع والتفاعل الذي نطلبه يف املجتمع موجودا‬ ‫عندنا يف الحزب‪.‬‬ ‫حتى ان الوفود االوروبية يف الحزب ذهبت شبه‬ ‫سكرى اىل اوروبا‪ ،‬فهم تساءلوا‪ :‬هل يعقل ان‬ ‫يحصل نقاش وصياح وحامسة اىل هذه الدرجة‬ ‫يف حزب ويبقى موحداً؟ حتى يف اوروبا ال يحصل‬ ‫هذا‪ ،‬بل يكون مصري الحزب التفتت‪.‬‬ ‫النقاش يف الحزب الشيوعي يسري دامئاً‬ ‫يأت‬ ‫ومن يسقط يف انتخابات الهيئة القيادية‬ ‫ِ‬ ‫يف اليوم التايل اىل املكتب قبل الناجح‪ .‬عل ًام‬ ‫بأن هؤالء كلهم شباب متطوعون‪ ،‬فالتفرغ‬ ‫الحزيب أصبح عندنا يف اقل حدوده‪ ،‬ليس لدينا‬ ‫متفرغون‪ ،‬حتى يف الهيئات القيادية بدءاً باألمني‬ ‫العام وأعضاء املكتب السيايس‪ ،‬كلنا نعمل يف‬ ‫عملنا املهني ووظيفتنا اليومية ونعود اىل الحزب‬ ‫للتنظيم‪.‬‬ ‫أال تحصلون عىل متويل خارجي كام كل‬ ‫األحزاب اللبنانية؟‬ ‫للحقيقة اذا عرضوا علينا نفكر‪ ،‬ولكن يف‬ ‫الحقيقة هم مل يعرضوا علينا‪ ،‬ونحن مل نطلب‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫ماذا أضاف املؤمتر العارش للحزب الشيوعي؟‬ ‫أضاف هذا املؤمتر للحزب برنامجا سياسيا‬ ‫تفصيليا‪ ،‬كام أنتج عدا الوثيقة السياسية‬ ‫برنامجا تفصيليا للعمل الجامهريي حول عملنا‬ ‫يف امليادين النقابية والعاملية‪ ،‬وهذا يشء مل تكن‬ ‫االوضاع يف املؤمترات السابقة تسمح به‪ .‬كام أنتج‬ ‫حضورا عامليا وعربيا استثنائيا أعاد للحزب دوره عىل‬ ‫املستوى العاملي والعريب‪ ،‬وهذا أمر يعرتف به وظهر‬ ‫جلياً من خالل ما كتب حوله يف الصحف العربية‬ ‫عن الدور املنتظر للحزب الشيوعي اللبناين يف‬ ‫العامل العريب واليسار العريب والعامل‪ .‬إضافة اىل‬ ‫ان ال مؤمتر أنتج آلية للتجديد أصبحت يف صلب‬ ‫نظامنا الداخيل وليست منّة تعطيها قيادة الحزب‬ ‫للشباب‪ ،‬أصبح هناك آلية يحددها بند يف النظام‬ ‫الداخيل الذي يشدد عىل رضورة تجديد عىل االقل‬ ‫‪ %20‬من اعضاء الهيئات القيادية‪ .‬أي أصبح هناك‬

‫‪21‬‬

‫آلية ثابتة للتجديد وأي انتخابات ال تعطي تجديد‬ ‫نسبته ‪ %20‬تلغى‪.‬‬ ‫اليوم يف القيادة الجديدة‪ ،‬وصل التجديد اىل حد‬ ‫الـ‪ ،%40‬ويف املكتب السيايس فاقت النسبة الـ‬ ‫‪ ،%40‬كام ان الشباب أتوا اىل اللجنة املركزية‪10 ،‬‬ ‫منهم تحت سن الـ‪ 40‬و‪ 5‬منهم تحت سن الـ‪،30‬‬ ‫هناك صبايا وشباب أصبحوا أعضاء لجنة مركزية‪.‬‬ ‫اذاً هذا املؤمتر أضاف اىل الحزب الكثريعىل‬ ‫املستوى السيايس والتنظيمي والفكري ويختلف‬ ‫عن املؤمترات السابقة‪ .‬أهمية مؤمترات الحزب‬ ‫الشيوعي تكمن يف انها متثل استمرارية بعضها‬ ‫لبعض‪ ،‬ال تأيت كإلغاء لنتائج املؤمترات السابقة إال‬ ‫يف حاالت معينة‪ ،‬هذا املؤمتر أىت تطويرا وتتويجا‬ ‫للمؤمتر السابع والثامن والتاسع‪.‬‬ ‫ماذا عام يروى عن خسارة الحزب للكثري من‬ ‫كوادره؟‬ ‫هؤالء قلة‪ ،‬بني املؤمتر التاسع والعارش هناك زيادة‬ ‫تفوق الـ‪ %25‬يف أعضاء الحزب‪ ،‬ال سيام يف صفوف‬ ‫الشباب‪ ،‬رغم كل الحديث عن األزمة‪.‬‬ ‫يف املايض‪ ،‬رمبا كان هناك ظروف سياسية‬ ‫منعت الحزب من ان يكون فاع ًال عىل الصعيد‬ ‫االقتصادي واالجتامعي‪ ،‬كيف يتحرض الحزب‬ ‫للمرحلة املقبلة؟‬ ‫حالياً أصبح لدينا برنامج عىل هذا الصعيد‬ ‫كام ذكرت‪ ،‬برنامج عن التعليم والصحة‪ ،‬دامئاً‬ ‫كان لدينا برامج ولكن اآلن تطورت ودخلت يف اطار‬ ‫واحد‪ ،‬سيصبح هناك لجان اختصاصية قريباً لكل‬ ‫ميدان من امليادين وستقود هذه اللجان العمل يف‬ ‫هذا الجانب‪.‬‬ ‫مهمة الشيوعيني اآلن بعد االستنهاض‬ ‫السيايس والتنظيمي الذي أنتجه املؤمتر التاسع‪،‬‬ ‫هي االستنهاض الجامهريي عىل املستوى‬ ‫القطاعي أي النقايب‪ ،‬الطاليب‪ ،‬الشباب‪ ،‬املعلمني‪،‬‬ ‫االطباء‪ ،‬املهندسني‪ ،‬اضافة اىل املستوى املناطقي‬ ‫حيث ستشكل االنتخابات البلدية النقطة األهم‪.‬‬ ‫تحضرينا اآلن ينصب عىل االنتخابات البلدية أكرث‬ ‫من االنتخابات النيابية الن برأينا االنتخابات البلدية‬ ‫بطبيعتها وانتشارها ستكون اهم‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫مقابلة‬ ‫االنتخابات محطة نضالية وال خوف من المعركة في صيدا‬

‫رئيس تنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫الحقيقة في اغتيال معروف سعد مجهولة في أدراج المجلس العدلي‬ ‫حمل شهر آذار الذكرى الـ‪ 34‬الغتيال الزعيم الشعبي اللبناين‬ ‫والعريب معروف سعد‪ ،‬ابن مدينة صيدا‪ ،‬عروس الجنوب وعاصمة‬ ‫املقاومة لالحتالل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نعم‪ 34 ،‬عاما مضت عىل االغتيال الرجل العمالق‪ ،‬برصاص‬ ‫اإلجرام والتآمر‪ ،‬مل تكن كافية ليتحرك خاللها القضاء اللبناين‬ ‫بجدية لكشف خيوط املؤامرة واعتقال املجرمني ومحاكمتهم‪،‬‬ ‫فهذه الجرمية مل تستهدف معروف سعد القائد الوطني فحسب‪،‬‬ ‫بل استهدفت السلم األهيل يف لبنان أيضاً‪ .‬اذ كانت تلك الحادثة‬ ‫التي أدت إىل اغتيال معروف سعد مبثابة الرشارة البطيئة التي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪22‬‬

‫اشتعلت‪ ،‬لتنفجر بعدها بأسابيع قليلة الحروب األهلية املدمرة‬ ‫التي ما زال لبنان يدفع مثنها حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫طلع فجر السادس والعرشين من شباط ‪ 1975‬ليخرب بالحدث‬ ‫الجلل الذي ه ِّز مدينة صيدا بخربه املؤمل‪ .‬كان معروف سعد‬ ‫يقود تحركاً شعبياً صيداويا لصيادي االسامك املحتجني عىل قرار‬ ‫الحكومة ‪ ‬الصادر عن حكومة الرئيس رشيد الصلح التي قررت‬ ‫احتكار الصيد ملصلحة رشكة “بروتيني”‪ ..‬والتي كان الرئيس‬ ‫كميل شمعون ومن معه من بعض رجال السلطة ميلكون معظم‬ ‫أسهمها‪ .‬فامتدت يد الغدر لتطلق رصاصاتها عىل جسد معروف‬ ‫سعد مام أدى اىل إعالن استشهاده يوم السادس من آذار ‪.1975‬‬ ‫ملاذا مل تكشف الحقيقة بعد‪ ،‬أال يستحق اللبنانيون معرفة‬ ‫من قتل لبنانياً أفنى عمره عىل الصعيد الوطني والقومي يف‬ ‫مقاومة االنتداب الفرنيس‪ ،‬ويف التصدي ملحاوالت إلحاق لبنان‬ ‫باألحالف االستعامرية األمريكية‪ ،‬ويف اإلسهام يف مواجهة‬ ‫األطامع الصهيونية يف لبنان‪.‬‬ ‫أال يستحق تاريخ لبنان الكشف عىل مؤامرة طالت خصامً‬ ‫عنيداً للطائفية واملذهبية‪ ،‬ومن ساهم تثبيت استقالل لبنان‪،‬‬ ‫نظم وقاد املقاومة الجامهريية ضد سلطات االنتداب يف لبنان‬ ‫واعتقلته هذه السلطات من العام ‪ 1936‬حتى العام ‪ ،1937‬كام‬ ‫اعتقلته يف العام ‪ 1940‬حتى أواخر ‪.1944‬‬ ‫أال يستحق اللبنانيون معرفة من قتل شهيداً ناضل دفاعاً عن‬ ‫مصالح الفقراء والفئات الشعبية منهم‪ ،‬شهيداً عاش آالمهم‬ ‫وعمل ألجلهم حتى آخر لحظة يف حياته‪ ،‬شهيداً واظب يف‬ ‫الربملان عىل تبني قضايا الجامهري الشعبية والفقراء والصيادين‬ ‫واملزارعني والعامل‪ ،‬شهيداً بقيت يده مرفوعة دامئًا يف الهواء‬ ‫لتحيتهم وقلبه مفتوحاً لهم‪.‬‬ ‫أال يستحق رشفاء العامل العريب معرفة من قتل مقاوما قاتل‬ ‫يف كل ساحات العرب وال سيام فلسطني‪ ،‬ومل يتزعزع اميانه‬ ‫يوماً بالقضية الفلسطينية وبرضورة تحرير فلسطني ومواجهة‬ ‫املرشوع الصهيوين عربياً‪.‬‬ ‫ابناء صيدا مل ولن ينسوا شهيدهم‪ ،‬فهم يعاهدونه يف كل‬ ‫ذكرى عىل البقاء عىل العهد ويتعهدون بإبقاء رايته مرفوعة‪،‬‬ ‫راية العروبة والوحدة الوطنية واملقاومة‪ ،‬راية الحرية واالستقالل‬ ‫والدميوقراطية‪ ،‬راية االمناء والعدالة االجتامعية‪ ،‬ويتعهدون بإبقاء‬ ‫تيار معروف سعد‪ ،‬راسخا رسوخ قلعة صيدا‪ ،‬ووفيا مثل أبنائها‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت رئيس التنظيم الشعبي النارصي‬ ‫النائب اسامة معروف سعد للوقوف عند ذكرى االغتيال‪ ،‬التي اتت‬ ‫هذا العام تزامناً مع تحضريات الفرقاء اللبنانيني ملعركة انتخابية‬ ‫حاسمة يف حزيران‪ ،‬فكان هذا الحوار‪:‬‬

‫التنظيم استمرار‬ ‫لخط معروف سعد‬ ‫تصادف هذا الشهر ذكرى اغتيال الشهيد‬ ‫معروف سعد‪ ،‬اين اصبحت التحقيقات يف‬ ‫هذه الجرمية؟‬ ‫التحقيقات ال تزال يف ادراج املجلس العديل‬ ‫ومل تصل اىل نتيجة‪ ،‬عل ً‬ ‫ام ان هناك معطيات‪،‬‬ ‫اال انه مل يتم حتى اآلن الكشف عن تفاصيل‬ ‫الجرمية ومن يقف خلفها‪ .‬ومن املؤسف أن ال تجري‬ ‫متابعة جدية من قبل القضاء اللبناين لقضية‬ ‫بحجم قضية اغتيال معروف سعد‪ ،‬كانت‬ ‫رشارة النطالق حرب أهلية استمرت الكرث من‬ ‫‪ 15‬عاماً‪.‬‬ ‫ما كان دوركم خالل ثالثة عقود‪ ،‬أمل‬ ‫تستطيعوا تحريك ملف القضية؟‬ ‫يف كل عام نطالب بتفعيل التحقيقات‬ ‫يف القضية‪ ،‬لكن املعيب ان هذه الدعوات مل‬ ‫تجد آذاناً صاغية عند املسؤولني والسلطات‬ ‫القامئة‪.‬‬ ‫اغتيال معروف سعد تعدّى االطار الشخيص‪،‬‬ ‫ومن املهم كشف الحقيقة ومن كان يقف وراء‬ ‫االغتيال‪ .‬فهذا االغتيال جزء من تاريخ لبنان‪،‬‬ ‫هناك حرب اهلية نشأت انطالقاً منه‪ ،‬وحتى اآلن‬ ‫ال يعرف الشعب اللبناين ملاذا انطلقت هذه الحرب‬ ‫ومن كان يقف خلف اطالق رشارتها‪.‬‬ ‫الكشف عن فاعيل هذه الحادثة وغريها من‬ ‫الحوادث يف لبنان امام اللبنانيني من شأنه ان‬ ‫يكشف عن االسباب الحقيقية للحرب االهلية‬ ‫اللبنانية ومن كان يقف وراء تفجريها وبالتايل‬ ‫من شأنه ان ينمي وعي اللبنانيني ألمور مامثلة‪،‬‬ ‫وهنا تكمن اهمية املوضوع‪.‬‬ ‫أين يحرض تاريخ معروف سعد يف العمل‬ ‫السيايس للتنظيم الشعبي النارصي؟‬ ‫التنظيم الشعبي النارصي استمرار لخط‬ ‫معروف سعد حيث يعرب يف مواقفه عن خطه‬ ‫ونهجه يف محطات عديدة وطنية‪ ،‬قومية‪،‬‬ ‫سياسية‪ ،‬اجتامعية‪ ،‬وحتى إمنائية‪.‬‬ ‫خط معروف سعد خط مقاوم مارس عمل‬ ‫املقاومة منذ العام ‪ 1936‬مع قوى فلسطني‬ ‫وايضاً ضد االستعامر الفرنيس يف لبنان من‬ ‫أجل تحقيق االستقالل‪ ،‬كام يف محطات أخرى‬ ‫ضد سياسة األحالف التى حاول كميل شمعون‬ ‫ان يأخذ لبنان اليها‪ .‬إضافة اىل التواصل الدائم‬ ‫مع قوى التحرر العربية يف الوطن العريب عىل‬ ‫املستوى القومي‪.‬‬ ‫التنظيم متسك بهذا النهج واخذ الخيار الوطني‬ ‫والقومي‪ ،‬ومارس العمل املقاوم‪ .‬التنظيم من‬ ‫مؤسيس جبهة املقاومة الوطنية اللبنانية‪ ،‬ومل‬ ‫يبتعد يوماً عن هذا الخيار‪ ،‬بل استمر به وحامه‬ ‫فكان له الفضل (الخيار الوطني) يف تحرير كامل‬ ‫االرايض اللبنانية‪ ،‬بريوت‪ ،‬جبل لبنان‪ ،‬صيدا‪ ،‬صور‪،‬‬ ‫النبطية‪ ،‬باستثناء مزارع شبعا وتالل كفرشوبا‬

‫يلتق معنا يكن‬ ‫نحن نسير في خطنا ومن ِ‬ ‫معنا‪ ،‬ومن ال‪ ،‬نواجهه وهذا أمر طبيعي‬ ‫المصالحات العربية العربية ال توقف‬ ‫السباق نحو األكثرية‬ ‫وقرية الغجر‪.‬‬ ‫عىل املستوى السيايس للتنظيم ايضا خيارات‬ ‫تنسجم مع خط معروف سعد الذي طالب‬ ‫باصالحات سياسية واصالح النظام وخصوصاً‬ ‫لجهة الغاء الطائفية السياسية وتحديث النظام‬ ‫اللبناين‪.‬‬ ‫كام يناضل التنظيم من اجل الحقوق‬ ‫االجتامعية وتحقيق العدالة االجتامعية يف‬ ‫املجتمع اللبناين‪ ،‬متمث ًال مبعروف سعد الذي كان‬ ‫من هواة النضال من اجل القضايا االجتامعية‪،‬‬ ‫وقد استشهد يف تظاهرة للصيادين من اجل‬ ‫منع رشكة احتكارية من ان تحتكر الصيد البحري‬ ‫عىل حساب الصيادين‪.‬‬ ‫كام كان معروف سعد من الر ّواد الذين عملوا‬ ‫من اجل التنمية عرب فتح مدارس ومهنيات‬ ‫ومستشفيات وتوفري خدمات الكهرباء واملياه‬ ‫واملشاريع االنتاجية‪ ،‬عرب الضغط عىل الدولة‪.‬‬ ‫والتنظيم الشعبي النارصي يطالب دامئاً باالمناء‬ ‫املتوازن ليس فقط عىل صعيد املناطق بل ايضاً‬ ‫عىل صعيد القطاعات‪ ،‬ان كانت قطاعات زراعية‬ ‫او صناعية او اي قطاعات اخرى‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫سنخوض االنتخابات‬ ‫والفوز حليفنا‬ ‫ماذا عن صيدا يف انتخابات ‪ ،2009‬ما الذي‬ ‫مينع تكرار سيناريو انتخابات ‪2005‬؟‬ ‫ظروف االنتخابات يف ‪ 2005‬مختلفة كلياً عن‬ ‫الدورة االنتخابية القادمة‪ ،‬يف انتخابات الـ‪2005‬‬ ‫مل نسع اىل تفاهم او تزكية‪ .‬نحن ترشحنا‬ ‫والفريق اآلخر رأى ان الظروف غري سامحة لخوض‬ ‫معركة انتخابية‪ ،‬خاصة انه كان هناك قبل عام‬ ‫انتخابات بلدية حقق التيار الوطني الدميوقراطي‬ ‫الفوز فيها‪ ،‬اضافة اىل ان الدائرة كانت عىل‬ ‫مستوى الجنوب كله‪ ،‬فلم يشأ الفريق اآلخر‬ ‫خوض انتخابات فحصلت التزكية‪.‬‬ ‫اليوم التيار الوطني الدميوقراطي اعلن عن‬ ‫مرشح واحد‪ ،‬واملوضوع اصبح يف يد الفريق اآلخر‬ ‫يف املدينة اي تيار املستقبل‪ ،‬تحديداً السيدة‬ ‫بهية الحريري والنائب سعد الحريري ليقرروا ماذا‬ ‫سيفعلون‪ .‬هل سترتشح بهية الحريري منفردة‪ ،‬او‬ ‫سيرتشح احد من تيار املستقبل‪ ،‬او سنختار‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫مقابلة‬ ‫شخصية اخرى ليس لديها التزام مبارش ولكن‬ ‫ضمن التيار الحريري‪ .‬هناك كالم متداول عن ترشح‬ ‫رئيس الحكومة وعن تعاون مع الجامعة االسالمية‪.‬‬ ‫االمور مل تتضح بعد‪ .‬حتى اآلن نرجح حصول‬ ‫معركة انتخابية يف صيدا‪.‬‬ ‫أال تتخوف من املعركة يف صيدا؟‬ ‫بكل تأكيد ال‪ ،‬هذه املعركة سنخوضها‬ ‫وسيكون الفوز حليفنا ان شاء الله‪.‬‬ ‫البعض يقول ان ترشيح الرئيس السنيورة‬ ‫يأيت كوسيلة وحيدة إلقصائك عن املدينة‪ ،‬اال‬ ‫تتخوف من هذه املوضوع؟‬ ‫انا ال أتخوف من يشء نحن تيار نحارب من اجل‬ ‫ما نؤمن به من قضايا وتوجهات‪ ،‬وهذه االنتخابات‬ ‫بالنسبة لنا محطة من محطات النضال‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫من دون شك‪ ،‬انها محطة مهمة واساسية‬ ‫ولكننا لسنا خائفني‪ ،‬لقد مررنا مبحطات كثرية‬ ‫كان بعضها اصعب من هذه املحطة‪ .‬التنظيم‬ ‫الشعبي النارصي وتيار معروف سعد والتيار‬ ‫الوطني الدميوقراطي يف مدينة صيدا واجهت‬ ‫قوى االحتالل واطلقت مقاومة ضدها وحققت‬ ‫النرص‪.‬‬ ‫هذا التيار تيار مواجه ومحارب‪ .‬ال يقع يف فخ‬ ‫االنتهازية السياسية او االنتهازية االنتخابية او‬ ‫غريها‪ .‬نحن نسري يف خطنا ومن يلتق معنا يكن‬ ‫معنا‪ ،‬ومن ال نواجهه وهذا امر طبيعي‪ .‬االنتخابات‬ ‫بالنسبة لنا محطة من املحطات النضالية املهمة‬ ‫ونتوقع ان نفوز بها كام قلت‪ .‬ويتابع ضاحكاً‪:‬‬ ‫“أساساً السنيورة ما بخوف”‪.‬‬ ‫لكنهم يعولون عىل ان صيدا مل تعتد عىل‬ ‫إسقاط رئيس حكومة؟‬ ‫هذا كالم غري دقيق‪ ،‬من قال ان صيدا ال تسقط‬ ‫رئيس حكومة؟ صيدا أسقطت رياض الصلح‪،‬‬ ‫ويف الـ‪ 2004‬أسقطت الرئيس الحريري يف البلدية‪.‬‬ ‫صحيح ليس شخصياً لكن هذه املعركة كانت‬ ‫بإدارته‪ .‬هذا خيار الناس يف النهاية‪ ،‬انا ال أقول‬ ‫انها قاعدة‪ ،‬ال يشء يفرض من الخارج عىل املدينة‬ ‫ونحن ال نقبل بأن يفرض يشء عىل املدينة‪.‬‬ ‫ماذا عن مساعي الرئيس نبيه بري؟‬ ‫ال أعتقد انها ستصل اىل نتيجة‪ .‬الفريق اآلخر‬ ‫ال يريد لهذه املساعي ان تصل اىل نتيجة‪.‬‬ ‫ملاذا يرص الفريق اآلخر عىل خوض معركة؟‬ ‫وضع البلد ككل يدفعهم اىل هذا‪ ،‬هناك‬ ‫سباق يتم لكسب االكرثية النيابية‪.‬‬

‫تربيد امللفات املتفجرة‬ ‫ألن توقف املصالحات العربية العربية هذا‬ ‫السباق؟‬ ‫ال أعتقد‪ ،‬ما قد تفعله هذه املصالحات هو تربيد‬ ‫امللفات املتفجرة‪ ،‬ومنعها من االنفجار‪.‬‬ ‫لكن الجميع يعلم يف لبنان ان منسوب‬ ‫التدخل الخارجي جد مرتفع‪ ،‬ملاذا ال تحصل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منرب لبناين‬

‫اكتشاف ثالث شبكات استخبارية إسرائيلية‬ ‫يؤكد احتمال ضلوعها بالجريمة‬

‫ما يعيب المعارضة أنها ليس لها مشروع‬

‫اغتيال كمال مدحت‬ ‫رسالة متعددة‬ ‫األهداف واالتجاهات‬

‫سياسي إلصالحات سياسية وليس لديها‬ ‫برنامج اقتصادي اجتماعي‬ ‫من المعيب أن ال تجد الدعوات لتفعيل التحقيق‬ ‫في اغتيال معروف سعد آذاناً صاغية‬ ‫تسوية ويضطر الفريق اآلخر لالنسحاب من‬ ‫السباق؟‬ ‫نحن ال نراهن عىل امور كهذه‪ ،‬بل عىل ارادة‬ ‫شعبنا بأن ينتخب بشكل حر ودميوقراطي بالرغم‬ ‫من التشويه الحاصل يف العملية الدميوقراطية‬ ‫يف البالد بسبب املال السيايس‪ ،‬التحريض‬ ‫املذهبي وموضوع الخدمات ودورها‪ .‬الشوائب‬ ‫التي تؤثر عىل موضوع الدميوقراطية موجودة‬ ‫مع األسف‪ ،‬حتىالقانون ال يحد منها او يقلل من‬ ‫مفاعيلها وهذا واقع سنواجهه‪.‬‬

‫نعم للجدية يف اإلصالح‬ ‫انت‬

‫مطمنئ‬

‫هل‬ ‫االنتخابات؟‬ ‫ما يعيب املعارضة انها ليس لها مرشوع‬ ‫سيايس إلصالحات سياسية وليس لديها برنامج‬

‫‪24‬‬

‫لوضع‬

‫املعارضة‬

‫يف‬

‫اقتصادي اجتامعي‪ ،‬وهذا امر متفق عليه‪ .‬من‬ ‫املفرتض ان يكون للمعارضة برنامج وطني يتناول‬ ‫امللفات الوطنية يف موضوع الرصاع مع العدو‬ ‫االرسائييل‪ ،‬هوية لبنان‪ ،‬عالقة لبنان وسوريا‪،‬‬ ‫وعالقة لبنان باملوضوع الفلسطيني‪ .‬كام يجب ان‬ ‫يتبلور برنامج سيايس واقتصادي اجتامعي يواجه‬ ‫االجتامعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫السياسات‬ ‫استمرار‬ ‫السيئة جداً التي أدت اىل أوضاع معيشية مزرية‪.‬‬ ‫اذاً نتوقع إصالحاً بعد انتهاء االنتخابات؟‬ ‫رئيس الجمهورية تكلم عن املبارشة بورشة‬ ‫لتطبيق بعض البنود االصالحية يف الطائف‬ ‫والهيئة الوطنية إللغاء الطائفية السياسية‬ ‫وموضوع مجلس الشيوخ وغريها من القضايا‬ ‫االصالحية التي وردت يف الطائف وهذا يشء‬ ‫مطمنئ‪ .‬هذا امر كنا نطالب به منذ زمن طويل‬ ‫ونؤيده اذا كان هناك جدية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬

‫‪25‬‬

‫يف آخر لقاءاته مع مقربني منه‪ ،‬كان اللواء‬ ‫كامل مدحت املعروف بكامل ناجي‪ ،‬يبوح لهم‬ ‫أنه مع ّرض لالغتيال‪ ،‬وقد أبلغ األجهزة األمنية‬ ‫اللبنانية بذلك‪ ،‬التي نصحته بالتقليل من‬ ‫تنقالته‪ ،‬لكنه مل يفعل‪ ،‬اىل ان وقع ما كان يعرفه‬ ‫وينتظره‪ ،‬فسقط شهيداً‪ ،‬بانفجار عبوة ناسفة‬ ‫عىل جانب الطريق قرب مخيم املية واملية‪ ،‬الذي‬ ‫زاره معزياً بعنرصين من حركة “فتح” قضيا‬ ‫باشتباك فردي‪ ،‬حرص مدحت عىل تطويقه‪،‬‬ ‫والدعوة اىل وأد الفتنة بني الفلسطينيني‪ ،‬حيث‬ ‫لعب دوراً رئيسياً يف العمل لها‪ ،‬عىل مستويني‬ ‫داخل حركة “فتح” التي انتمى اليها قبل أربعني‬ ‫عاماً وهو يف سن السادسة عرشة مقات ًال يف‬ ‫صفوفها‪ ،‬وبني “فتح” ومنظامت فلسطينية‬ ‫أخرى‪ ،‬ال سيام حركة “حامس” وأخرى إسالمية‬ ‫أصولية‪.‬‬ ‫ويعترب استهداف مدحت الذي رقي أخرياً‬ ‫اىل رتبة لواء داخل تنظيم “فتح” العسكري‪،‬‬ ‫أول مسؤول فلسطيني بهذا املستوى يتعرض‬ ‫لالغتيال يف لبنان منذ خروج منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية يف العام ‪ 1982‬من بريوت بعد الغزو‬ ‫الصهيوين‪ ،‬وقد سبق أن اغتيل جهاد جربيل نجل‬ ‫األمني العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة‬ ‫أحمد جربيل يف بريوت بتفجري سيارته يف العام‬ ‫‪ ،2002‬واستشهد الشقيقان نضال ومحمود‬ ‫مجذوب يف صيدا‪ ،‬بتفجري سيارتهام ايضاً‪،‬‬ ‫وتبني الحقاً من التحقيقات االمنية والقضائية‬ ‫كشفت عن ان االستخبارات االرسائيلية تقف‬ ‫وراء هذه العمليات باعرتاف العميل االرسائييل‬ ‫محمود رافع الذي اعتقلته مديرية املخابرات يف‬ ‫الجيش يف حزيران من العام ‪ ،2006‬وبعد أقل‬ ‫من شهر عىل مقتل الشقيقني مجذوب‪ ،‬حيث‬ ‫اعرتف رافع بأنه وضع العبوات الناسفة يف‬ ‫وفجرها‪ ،‬مع رفيق له يدعى‬ ‫سيارة آل مجذوب‬ ‫ّ‬ ‫حسني خطاب وهو فلسطيني من مخيم عني‬ ‫الحلوة فر من لبنان‪ ،‬وقد تشاركا بأعامل إرهابية‬ ‫ضد عنارص من “حزب الله”‪ ،‬إضافة اىل نشاطهام‬ ‫التجسيس‪.‬‬ ‫فاحتامل أن يكون العدو اإلرسائييل وراء اغتيال‬ ‫اللواء مدحت قائم‪ ،‬وان التحقيقات ستكشف‬ ‫ذلك‪ ،‬مع استمرار اكتشاف شبكات االستخبارات‬ ‫االرسائيلية‪ ،‬وكان آخرها شبكة مروان فقيه يف‬ ‫النبطية قبل ثالثة اشهر‪ ،‬والدور الذي أداه مع‬ ‫آخرين غريه يف تزويد إرسائيل باملعلومات عن‬ ‫قيادات “حزب الله” وكوادره ومنازلهم ومراكزهم‪،‬‬ ‫وتحديداً يف أثناء العدوان االرسائييل‪ ،‬يشري اىل‬ ‫الدور الناشط “للموساد االرسائييل” يف لبنان‪،‬‬ ‫وزرعه للعديد من الشبكات واملخربين‪ ،‬وقد سبق‬ ‫شبكة األخوين‬ ‫لالجهزة االمنية ان اعتقلت‬ ‫الجراح يف البقاع‪ ،‬وهام لبنانيان من املنتمني اىل‬ ‫حركة “فتح االنتفاضة”‪ ،‬وقد جنّدتهام املخابرات‬ ‫االرسائيلية‪ ،‬يف االجتياح الصهيوين للبنان يف‬ ‫العام ‪ ،1982‬اىل ان اكتُشفا يف العام ‪،2008‬‬ ‫واعرتفا بدورهام التجسيس عىل املقاومة‪،‬‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫حوار‬

‫منرب لبناين‬ ‫وتحديداً مراقبة نقل السالح اليها عرب‬ ‫الحدود اللبنانية ـ السورية‪.‬‬ ‫فاكتشاف ثالث شبكات كربى‬ ‫يف خالل ثالث سنوات تعمل مع‬ ‫املخابرات االرسائيلية‪ ،‬وتنفذ مهامتها‪،‬‬ ‫يشري اىل مدى التوغل الصهيوين‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وانكشاف ساحته امام‬ ‫اجهزة االمن الخارجية‪ ،‬وان العني‬ ‫الساهرة للمقاومة ورصدها تحركات‬ ‫عنارص مشبوهة‪ ،‬أدت بالتنسيق مع‬ ‫مديرية املخابرات يف الجيش اللبناين‬ ‫اىل القبض عىل العمالء الذي متكنوا‬ ‫من تنفيذ أعامل إرهابية‪ ،‬وقد تكون‬ ‫جرمية اغتيال مساعد ممثل سفارة‬ ‫فلسطني يف لبنان‪ ،‬من صنع أجهزة موقع الحادث‬ ‫مخابراتية إرسائيلية‪ ،‬ألن الشخص‬ ‫املستهدف هو صيد مثني إلرسائيل‪،‬‬ ‫فهو من الضباط البارزين يف “فتح”‬ ‫وله دور بارز يف املقاومة الفلسطينية‬ ‫منذ الستينيات‪ ،‬وشغل مواقع‬ ‫مسؤولة أمنية وعسكرية‪ ،‬وكان‬ ‫من العسكريني املقربني من الرئيس‬ ‫الفلسطيني الراحل يارس عرفات‪،‬‬ ‫وتوىل مسؤولية قائد حراسته‪،‬‬ ‫واعتمد ممث ًال شخصياً له يف مهامت‬ ‫سياسية ودبلوماسية‪ ،‬ومل يقطع‬ ‫عالقته مع سوريا والقيادات فيها‪ ،‬ويف‬ ‫أوجه الرصاع بني عرفات واملسؤولني‬ ‫السوريني‪ ،‬حول توجهات سياسية‬ ‫معينة بشأن املسألة الفلسطينية من أرضار الحادث‬ ‫واملسلسل اإلرهايب يف استهداف قادة املقاومة‬ ‫والرصاع مع إرسائيل‪.‬‬ ‫لذلك كان مدحت يشعر كام غريه من الفلسطينية‪ ،‬وان املسؤولني الفلسطينيني يف‬ ‫قادة املقاومة يف امليدان‪ ،‬بأنه مستهدف من لبنان‪ ،‬وجهوا أصابع االتهام نحو العدو االرسائييل‬ ‫العدو االرسائييل وعمالئه‪ ،‬الذي يستغل املستفيد الوحيد منها‪ ،‬وانه بذلك وجه رسائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬عدة‪ ،‬منها اغتياله لقائد فلسطيني مقاوم‪ ،‬ال‬ ‫ـ‬ ‫الفلسطينية‬ ‫التناقضات‬ ‫ليدخل منها يف التوقيت املناسب‪ ،‬ليغتال يسري يف خط التسوية السلمية‪ ،‬وله مواقف‬ ‫من يشاء‪ ،‬وإلبعاد أصابع االتهام عنه بحيث مناهضة لعملية السالم مع إرسائيل‪ ،‬انطالقاً‬ ‫جاء مقتل الدبلومايس والعسكري واألكادميي من تشبثه باملبادئ األساسية وهي حق العودة‬ ‫الفلسطيني ‪ ،‬يف ظل رصاعات دموية يف للفلسطينيني واعتبار القدس عاصمة الدولة‬ ‫مخيمي عني الحلوة واملية ومية‪ ،‬وكان آخرها الفلسطينية ورفض بناء املستوطنات اليهودية‪.‬‬ ‫ويف رسالة االغتيال‪ ،‬تعميق للخالفات‬ ‫االشتباكات التي حصلت بني “فتح” و”حامس”‬ ‫يف مخيم املية ومية‪ ،‬والتصفيات بني “فتح” الفلسطينية ـ الفلسطينية وزرع الشكوك داخل‬ ‫و”جند الشام” و”عصبة األنصار”‪ ،‬إضافة اىل صفوف املنظامت والقوى الفلسطينية‪ ،‬وإذكاء‬ ‫التباين والرصاعات داخل حركة “فتح” نفسها‪ ،‬نار الفتنة يف ما بينها‪ ،‬وان من أبرز أهداف من‬ ‫واالنقسامات السياسية بني تياراتها‪ ،‬ومحاوالت قام بالجرمية‪ ،‬هو إشعال حرب أهلية فلسطينية‬ ‫االستقطاب التي كان يقوم بها مسؤولون فيها‪ ،‬ألنها وقعت عىل تخوم املخيمني األكرب يف لبنان‬ ‫بني كوادر وصفوف الحركة‪ ،‬والتي تصاعدت مع للفسطينيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد لعب مدحت دورا فعاال ورئيسيا يف جمع‬ ‫اإلعالن عن انعقاد مؤمتر “فتح” الذي تأجل بسبب‬ ‫الخالفات السياسية والتنظيمية‪ ،‬التي مل تغب صفوف الفلسطينيني‪ ،‬وتحذيرهم من االقتتال‬ ‫الداخيل‪ ،‬وتوىل مهمة ضبط الوضع االمني يف‬ ‫عن “الفتحاويني” يف مخيامت لبنان‪.‬‬ ‫ففي ظل هذه األجواء والتطورات وقعت مخيامت الشتات‪ ،‬ونجح يف عدم جرها اىل حروب‬ ‫جرمية اغتيال اللواء مدحت‪ ،‬وذهبت التكهنات عبثية‪ ،‬حيث كان يحضرّ ملخيم عني الحلوة‪ ،‬ما تم‬ ‫واالحتامالت يف كل االتجاهات‪ ،‬واإلشارة األوىل تحضريه ملخيم نهر البارد‪ ،‬واتخاذه قاعدة للصدام‬ ‫تتجه دامئاً نحو إرسائيل صاحبة التاريخ الدموي‪ ،‬مع الجيش اللبناين‪ ،‬وإقامة “إمارة إسالمية” فيه‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪26‬‬

‫وقد تنبه مدحت مع ممثل منظمة‬ ‫التحرير يف لبنان عباس زيك اىل‬ ‫نقل الحرب اىل مخيم عني الحلوة‪،‬‬ ‫وقد نجحا بالتعاون مع كل الفصائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬يف منع تكرار ما جرى‬ ‫يف البارد‪ ،‬يف عني الحلوة‪ ،‬بعدما أعلن‬ ‫أن عبد الرحمن عوض عُ ني أمرياً‬ ‫“لفتح اإلسالم” يف لبنان‪ ،‬خلفاً‬ ‫لشاكر العبيس‪ ،‬مام استنفر حركة‬ ‫“فتح” التي تعترب التنظيم األقوى‬ ‫يف مخيم عني الحلوة‪ ،‬وتحركت باتجاه‬ ‫محارصة هذا التنظيم بالتنسيق‬ ‫مع الجيش اللبناين‪ ،‬ولعب مدحت‬ ‫دوراً رئيسياً يف ذلك‪ ،‬وأحبط محاولة‬ ‫تدمري مخيم ثان يف لبنان بعد‬ ‫نهر البارد الذي توىل من الجانب‬ ‫الفلسطيني رئاسة لجنة إعامره وكان‬ ‫موضع ثقة الجميع‪ ،‬للدور التوفيقي‬ ‫الذي كان يقوم به‪ ،‬وهو ما م ّكنه‬ ‫من أن يحظى بثقة الجميع‪ ،‬ووصف‬ ‫بالفلسطيني املعتدل‪ ،‬ومارس نهجاً‬ ‫مع زميله عباس زيك‪ ،‬لتظهري صورة‬ ‫مختلفة عن الفلسطينيني يف لبنان‬ ‫بحيث جرت محاوالت لتصويرهم‬ ‫وكأن مخيامتهم هي مراكز لإلرهاب‬ ‫والتطرف‪ ،‬وسالحهم موجه للتخريب‬ ‫عىل األمن اللبناين‪ ،‬ونقل الرجالن‬ ‫من موقعهام يف سفارة فلسطني‬ ‫صورة أخرى واعتذرا من اللبنانيني عن‬ ‫مامرسات مدانة يف مراحل سابقة‬ ‫حصلت يف الحرب األهلية‪ ،‬لن يعود أحد اليها يف‬ ‫عملية نقد ذايت جريئة ملامرسات خاطئة قام بها‬ ‫فلسطينيون كمنظامت أو أفراد‪.‬‬ ‫هذا النهج الذي اتبعه اللواء مدحت وضعه يف‬ ‫مكان قريب من كل القوى السياسية والحزبية‬ ‫اللبنانية والفلسطينية‪ ،‬واملرجعيات الرسمية‬ ‫والدينية‪ ،‬بحيث خلع بزة العسكري ولبس ثياب‬ ‫الدبلومايس‪ ،‬وكان يظهر مبظهر الرجل األنيق‬ ‫ويطل عىل وسائل اإلعالم محدثاً لبقاً ومثقفاً‬ ‫مطلعاً ومحل ًال سياسياً واسرتاتيجياً جذب اليه‬ ‫من استمع له يدافع عن قضيته حيث امتاز بلغة‬ ‫عقالنية وموضوعية‪.‬‬ ‫لقد شكل اغتيال القائد الفلسطيني حدثاً‬ ‫بارزاً‪ ،‬وهو تزامن مع إنهاء وزراء الداخلية العرب‬ ‫مؤمترهم يف بريوت‪ ،‬والذي رك ّز عىل موضوع‬ ‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬فكانت الجرمية رسالة مبارشة‬ ‫ايضاً اىل هذا املؤمتر بأن قرارته لن متنع األعامل‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬كام أن مقتل اللواء مدحت جاء لينسف‬ ‫الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني‪ ،‬كام مل يوفر‬ ‫املصالحات العربية ـ العربية‪ ،‬وأجواء التقارب‬ ‫العريب ـ العريب‪ ،‬الذي تقدم أخرياً لتنعقد القمة‬ ‫العربية يف الدوحة‪ ،‬يف ظله‪.‬‬

‫زهري العياش‬

‫ماض في رسالته االنفتاحية على شركائه في الوطن‬ ‫التيار الوطني الحر‬ ‫ٍ‬ ‫سيمون أبي رميا‪ :‬المعارضة متوجهة للفوز وال انحسار لـ «تسونامي» ‪2005‬‬ ‫فيام تسري عقارب الساعة مرسعة نحو ‪ 7‬حزيران‪ ،‬يشتد السباق نحو األكرثية النيابية‪،‬‬ ‫االنتخابية أقفلت لتعلن موعد‬ ‫لينذر مبعارك انتخابية قاسية‪ .‬فإذا كانت بورصة املواقف‬ ‫القطاف‪ ،‬تشهد بورصة أسامء املرشحني تزاح ًام شديداً‪ ،‬اذ عىل ما يبدو العامل الغائبني عن‬ ‫إمتام واجباتهم خالل ‪ 4‬سنوات حرضوا اىل موعد القطاف‪ ،‬محاولني استذكار ما فعلوا خالل‬ ‫اربع سنوات خلت‪ .‬كثرية املزايدات عىل الحرص عىل السيادة ومصالح الفئات اللبنانية واستقرار‬ ‫الوطن‪ ،‬وكأن البعض يظن ان ذاكرة اللبنانيني ستخونهم‪ ،‬وينسون ما شهده لبنان من أزمة‬ ‫سياسية نتجت من محاولة فريق االكرثية الحالية االستفراد بالقرار والسلطة‪ .‬فكشف ذاك‬ ‫الفريق عن سواعده يف حمالت مسعورة عىل فريق املعارضة‪ ،‬وال سيام التيار الوطني الحر‬ ‫الذي تنتظره معركة انتخابية مصريية‪ ،‬من املنتظر أن يكرر خاللها العامد ميشال عون الثقة‬ ‫والوكالة الشعبية التي منحت له يف انتخابات ‪.2005‬‬ ‫ال يبدو سيمون ايب رميا‪ ،‬القيادي يف التيار الوطني الحر‪ ،‬قلقا من نتائج االنتخابات بالرغم‬ ‫من تأكيد خصوم التيار السياسيني تدين شعبية العامد عون ووجود نقمة من املواطنني عىل‬ ‫أداء نواب كتلته‪ ،‬واتهامه بإضعاف الدور املسيحي‪ ،‬بل العكس تستملكه ثقة تامة بنجاح آخر‬ ‫سيسجله العامد عون‪ ،‬مؤكداً ان التيار يتحرض لهذه املعركة منذ أربع سنوات‪ ،‬وليس خائفاً من‬ ‫ان يخذل الرأي العام الجرنال الذي رسم طريقه خالل االربع سنوات املاضية انطالقاً من قناعاته‬ ‫وثوابته‪ ،‬معلناً عن برنامج انتخايب امنايئ للتيار‪ .‬كالم أيب رميا جاء يف حوار لـ”منرب التوحيد”‪،‬‬ ‫استعرض الحمالت املوجهّة ضد التيار قبيل االنتخابات بعيداً عن عجقة االسامء وفوضاها‪.‬‬

‫مناعة طبيعية ضد الهرطقات‬ ‫اعلن الجرنال عون ان االنتخابات تصادمية ليس بالدبابات والرصاص‪،‬‬ ‫بل بني نهجني وفكرين‪ ،‬كيف يستعد التيار الوطني الحر لهذه االنتخابات‬ ‫ال سيام يف ظل ما يتعرض له من قمع كاعتداءات عىل املكاتب‪ ،‬منع‬ ‫املواطنني من مشاهدة األو يت يف‪ ،‬استخدام للامل السيايس وغريها‬ ‫من املامرسات التي تستهدفه؟‬ ‫يف عام ‪ 2004‬خالل مؤمتر لكوادر التيار يف باريس عندما كنا ال نزال يف‬ ‫حالة اضطهاد يف الداخل اللبناين‪ ،‬قال لنا الجرنال‪ ،‬معركة التيار االساسية‬ ‫ليست ‪ 2005‬بل ‪ 2009‬ألنها ستحدد مصري الدولة ودعانا لالستعداد لها‪.‬‬ ‫كنا ندرك ان مشاركتنا يف ‪ 2005‬كانت مع ماكينة ليس لديها التجربة‬ ‫الالزمة‪ ،‬ولهذا نحرض منذ ‪ 4‬سنوات أنفسنا سياسياً وتنظيمياً ومناطقياً‬ ‫لخوض هذه املعركة‪.‬‬ ‫كل القصف العشوايئ علينا والهجومات والهرطقات التي تستهدفنا‬ ‫من قبل خصومنا السياسيني أكسبتنا مناعة طبيعية وعفوية ضدها‪،‬‬ ‫خاصة انها نابعة من عدم رغبة لديهم بالثقة والوكالة الشعبية التي‬ ‫أعطاها الجمهور املسيحي للعامد عون يف االنتخابات السابقة‪.‬‬ ‫أال تتخوفون من ان تكون استعداداتكم غري كافية وان تثبت صحة‬ ‫ما يروج له فريق ‪ 14‬شباط عن انخفاض يف شعبية الجرنال عون والتيار‬ ‫الوطني الحر خالل االربع سنوات املاضية نتيجة السياسة التي اتبعها‬ ‫الجرنال عون لجهة توقيع الوثيقة مع حزب الله‪ ،‬زيارة ايران وسوريا‪ ،‬االبتعاد‬ ‫عن بكريك‪ ،‬فال تستطيعون إعادة التسونامي الربتقايل يف ‪2009‬؟‬ ‫نحن لسنا قلقني‪ ،‬ونشعر ان هناك تفهام ملواقف العامد عون وما اعتمده‬ ‫من خيارات‪ .‬لذلك ال أتوقع انحسار ملوجة تسونامي التي حيك عنها يف عام‬ ‫‪ 2005‬عىل لسان النائب وليد جنبالط‪ .‬ولكن مع هذا‪ ،‬علينا انتظار صناديق‬ ‫االقرتاع لتحكم‪.‬‬ ‫عل ًام ان ليس الرأي العام من يقود القائد‪ ،‬بل العكس‪ .‬القائد يرسم طريقه‬ ‫الصحيح دون التأثر باملوجات والتوجهات الشعبية‪ ،‬ومن له ثقة به مييش‬ ‫معه ومن ال يرتكه‪ .‬الجرنال عون يتمتع برؤية استثنائية مستقبلية لألمور‪،‬‬

‫ويأخذ خياراته االسرتاتيجية انطالقاً من ثوابته وقناعاته‪ ،‬وليس انطالقاً من‬ ‫عمليات حسابية لجمهوره عىل الورقة والقلم‪ .‬خياراته دامئاً تقوم بها عن‬ ‫قناعة وضمن الثوابت‪.‬‬ ‫الجرنال مشهور برصاحته الالمتناهية‪ ،‬ال يقوم بتحالفات وتفاهامت‬ ‫وخيارات من تحت الطاولة‪ ،‬وكان ممن قالوا ان النقالت التي نتخذها تأيت‬ ‫من اجل ان يدرك الجمهور خياراتنا وتوجهاتنا قبل الوصول اىل االستحقاق‬ ‫النيايب‪ .‬وعىل هذا االساس ندعو الجمهور والرأي العام اليوم اىل تحديد موقفه‬ ‫منا يف االنتخابات‪ ،‬لنتابع بثقة رسالتنا االنفتاحية عىل رشكائنا يف الوطن‬ ‫وعىل املحيط الذي نتفاعل معه عىل صعيد املنطقة العربية ككل انطالقاً‬ ‫من خياراتنا وقناعتنا وثوابتنا‪.‬‬ ‫ماذا لو مل تحسم هذه الصناديق النتيجة ملصلحتكم‪ ،‬تتلقون صدمة‬ ‫عنيفة؟‬ ‫هناك مؤسسات إحصاء تقوم بدراسات لكل لبنان‪ ،‬وما بحوزتنا من‬ ‫نتائج يقول ان املعارضة الحالية متوجهة للفوز‪ ،‬صحيح هناك معارك‬ ‫قاسية وحامية يف املعنى الدميوقراطي يف دوائر متعددة‪ ،‬لكن مجرد عملية‬ ‫حسابية صغرية تبعث الثقة يف انفسنا بأن االنتصار يف االنتخابات‬ ‫سيكون للمعارضة‪ ،‬ال سيام بعد تقسيم الدوائر االنتخابية ووضع حد ملحادل‬ ‫الحريري وتوابعه‪.‬‬ ‫كام ان خسارة االنتخابات ال تصدمنا‪ ،‬االنتخابات تعرب عن نظرة الرأي‬ ‫العام اىل خياراتنا‪ ،‬اذا خرسنا نكون قد فشلنا يف ايصال خياراتنا له او‬ ‫حتى أخطأنا يف اختيارها‪ ،‬مع العلم انها نابعة من قناعاتنا‪ .‬أما اذا ربحنا‬ ‫االنتخابات كمعارضة وكتيار وطني حر فسنكون جد مرسورين ألن ذلك‬ ‫سيعرب عن ثقة الشعب اللبناين بنا وبالخيارات التي أخذناها‪.‬‬

‫ليتذكرنا املسيحي املتوجه إىل صناديق اإلقرتاع‬ ‫رمبا التقسيامت تغريت‪ ،‬لكن خصومكم املسيحيني‬ ‫أكسبكم االنتخابات يف ما مىض‪ ،‬وهو استعادة الدور املسيحي؟‬

‫‪27‬‬

‫يرفعون‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬

‫شعارا‬


‫منرب التيار‬

‫حوار‬ ‫الشعار االسايس الذي خضنا عىل اساسه االنتخابات كان ترسيخ‬ ‫السيادة والحرية واالستقالل الذي ناضلنا من اجله سنوات طويلة ودفع‬ ‫العامد عونه مثنه عرب نفيه‪ ،‬والشعار الثاين هو اسرتداد الدور املسيحي يف‬ ‫املعادلة الطائفية القامئة يف لبنان‪.‬‬ ‫ربحنا االنتخابات واستطاع العامد عون ان يشكل اكرب كتلة نيابية‪،‬‬ ‫انخرطت يف املعارضة وناضلت من اجل هدف اسايس وهو قيام حكومة‬ ‫وحدة وطنية تشارك فيها كل الطوائف االساسية يف لبنان‪ ،‬املسحيون‪،‬‬ ‫السنة‪ ،‬الشيعة والدروز‪ ،‬بعدما كان رشكاؤنا يف الوطن الذين ميثلون اليوم‬ ‫االكرثية النيابية يرفضون مبدأ املشاركة ويتغاضون عن خصوصية لبنان‬ ‫القامئة عىل مبدأ الرشاكة الحقيقية بني مختلف الطوائف التي تشكل‬ ‫كيانه‪ .‬ناضلنا‪ ،‬تعبنا‪ ،‬وجهدنا عىل مدى ‪ 3‬سنوات حتى وصلنا اىل تحقيق‬ ‫هذا االمر‪ ،‬فشاركنا يف الحكومة‪.‬‬ ‫كام استطعنا اعادة نوع من التوازن السيايس القائم عىل تقسيم‬ ‫الدوائر االنتخابية الذي يعيد للميسحيني دورهم‪ ،‬بعدما كان املسيحيون‬ ‫ينتخبون ‪ 19‬نائباً مسيحياً فقط فيام يفوز اآلخرون بأصوات اخرى‪ .‬اليوم‬ ‫التمثيل تحسن وأصبح املسيحيون قادرين عىل إيصال ‪ 44‬نائبا مسيحيا‬ ‫بأصواتهم‪ .‬طبعاً التمثيل ليس مثاليا ولكن افضل من السابق‪.‬‬ ‫هذه اإلنجازات مل تقدم عىل طبق من فضة للمسيحيني‪ ،‬بل هي نتيجة‬ ‫جهد وعمل قدمناه نحن كتيار وطني حر وبالتحديد العامد ميشال عون‪.‬‬ ‫وعىل الناخب املسيحي املتوجه اىل صناديق االقرتاع معرفة ان العامد‬ ‫ميشال عون والتيار الوطني الحر لهام الفضل يف توجهه اىل صندوق‬ ‫االقرتاع ليوصل من يريد اىل الندوة الربملانية‪.‬‬ ‫رمبا كرث يدركون هذا‪ ،‬ولكن يبقى التساؤل عن عدم سعيكم اىل تعزيز‬ ‫دور الرئاسة االوىل‪ ،‬ولعل هذا مأخذ خصومكم عليكم؟‬ ‫لسنا نحن املسؤولني عن هذا املوضوع‪ ،‬عند تشكيل حكومة الوحدة بعد‬ ‫اتفاق الدوحة قلنا يجب ان يكون لرئيس الجمهورية وزن حكومي اسايس من‬ ‫اجل يخلق نوعا من التوازن ومتكينه للقيام بدوره‪ ،‬كان يجب عىل املعارضة‬ ‫ان تعطي وزيرين واملواالة ثالثة‪ ،‬لسوء الحظ املواالة مل تعط رئيس الجمهورية‬ ‫اال وزيرا واملعارضة أعطته وزيرين‪.‬‬ ‫أعتقد ان االربع سنوات املقبلة ستشهد تطويرا التفاق الطائف الذي‬ ‫قىض عىل قسم كبري من الصالحيات وهذا يطال رئاسة الجمهورية التي‬ ‫يجب ان تسرتد نوعا من الرونق والوهج الخاص بها من خالل تعزير صالحيات‬ ‫افتقدتها‪ .‬ونحن سنكون املرتاس االمامي إلعادة التوازن بني الرئاسات الثالث‬ ‫يف لبنان‪ .‬طبعاً هذا ال يعني املس بروحية اتفاق الطائف وجوهره‪ ،‬لكن حق‬ ‫رئاسة الجمهورية منتقص وهذا سيكون عنوانا للسنوات االربع املقبلة‪.‬‬

‫كفى تعيرياً باملواقف‬ ‫ماذا عام يقوله البعض عن انزعاج الرئيس سليامن من الجرنال بسبب‬ ‫االنتخابات يف جبيل‪ ،‬اذ يقال ان الجرنال يقوم “بعراضات” انتخابية بدال‬ ‫من االعالن عن رغبته برتك الخيار للرئيس التوافقي؟‬ ‫لدى التيار الوطني الحر دائرة انتخابية يف قضاء جبيل متثل قلعة عونية‬ ‫بامتياز‪ .‬لدينا ‪ 3‬نواب فيها‪ ،‬ماذا نقول ملناضلينا الذين عملوا طيلة الفرتة‬ ‫املاضية لرتسيخ حالة التيار يف الجبيل‪ ،‬لن يكون هناك نواب ميثلوكم‪ ،‬هذا‬ ‫انتقاص من كرامة املناضلني داخل التيار‪ .‬نحن مستعدون لكل تفاهم مع‬ ‫الرئيس سليامن يف جبيل وغري جبيل‪ ،‬لكن هو عليه ان يحدد ماذا ينتظر‬ ‫من هذه االنتخابات‪.‬‬ ‫الرئيس ميشال سليامن رئيس توافقي أىت بتوافق كل القوى السياسية‪،‬‬ ‫مام يعني انه يجب أن يكون عىل مسافة واحدة من الجميع‪ .‬مجرد وجوده معنا‬ ‫يف الئحة مشرتكة‪ ،‬يكون قد صنف نفسه يف خانة معينة‪ ،‬وسيخرس‬ ‫صفة الرئيس الحكم‪.‬‬ ‫كام أن من يعيرّ نا بهذه املواقف أمتنى أن يتوقف عن هذا الكالم ألنه يرتبط‬ ‫بالرئيس سليامن والعامد عون‪ ،‬فال يجرب أحد الدخول من باب خلق االرباكات‬ ‫بيننا وبني الرئيس سليامن‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪28‬‬

‫رئيس «تيار التوحيد اللبناني» استقبل سفير الجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬

‫شيباني ‪ :‬استمعنا إلى رأيه السديد من المستجدات السياسية‬ ‫وهاب ‪ :‬على العرب أن يفهموا أن قوة إيران في خدمة قضاياهم‬

‫ُمنعنا من اإلصالح والتغيري‬ ‫ماذا عن اتهام نواب التكتل باالنشغال بالهموم االقليمية وإهامل‬ ‫أمور املواطنني ووجود نقمة شعبية تطالهم؟‬ ‫كان هناك نوع من االستحالة لنوابنا يف ظل الوضع القائم عىل صعيد‬ ‫لبنان ككل ويف ظل الكباش الكبري بيننا وبني السلطة‪ ،‬عىل تنفيذ مشاريع‬ ‫خدماتية إمنائية يف الدوائر التي انتخبوا فيها‪.‬‬ ‫اوالً‪ ،‬لبنان كان مير مبرحلة انتقالية استثنائية‪ ،‬بعد خروج الجيش السوري‬ ‫حصل كباش سيايس وتشنج قوي واصطفافات وانقسامات كادت ان‬ ‫تدخل لبنان يف دهاليز الحروب الداخلية‪ .‬كان اللبنانيون يعيشون يف وضع‬ ‫جد خطري وكان الهم االسايس تثبيت السلم االهيل‪ ،‬ال االمناء‪ .‬وهذا الواقع‬ ‫شمل كل لبنان وليس فقط االقضية التي لدينا نواب فيها‪ ،‬كلنا شهدنا ما‬ ‫حصل يف مار مخايل واملشاكل املتنقلة التي انتهت بأحداث ‪ 7‬ايار‪.‬‬ ‫ثانياً التيار الوطني الحر كان يف صفوف املعارضة‪ ،‬يف وقت تدرس‬ ‫رس يل ان‬ ‫العمليات االمنائية وتقر من قبل مجلس الوزراء‪ .‬أحد وزراء املواالة أ ّ‬ ‫التيار الوطني الحر مل يكن يعترب موجوداً عىل الخريطة السياسية طاملا مل‬ ‫يكن لديه وزراء يف السلطة التنفيذية التي تقرر وتنفذ ألن النائب مجرد‬ ‫صلة وصل او وسيط بني الداخل والوزير املقرر‪.‬‬ ‫إضافة اىل اننا كنا نواجه حالة عدائية من قبل السلطة التنفيذية وال‬ ‫يزال عىل رأسها الرئيس فؤاد السنيورة‪ ،‬يف محاولة لالقتصاص من الناخبني‬ ‫الذين أعطوا أصواتهم بكرثة للعامد عون‪.‬‬ ‫اآلن الوضع تغري‪ ،‬واملؤسسات الدستورية عادت اىل حياتها الطبيعية‪،‬‬ ‫كام ان الرئيس ميشال سليامن من جبيل‪ ،‬من املمكن ان يكون له نظرة‬ ‫خاصة اىل املشاريع اإلمنائية يف جبيل وغريها من املناطق‪ ،‬وهذا قد يكون‬ ‫عامال مساعدا‪ .‬كام اننا اصحاب برنامج انتخايب سنطلقه يف نيسان‬ ‫وسنحدد فيه مشاريع متعددة عىل صعيد االمناء والتنمية املستدامة يف‬ ‫كل لبنان‪ .‬وكونه أصبح لدينا وزراء يف املجلس‪ ،‬طبعاً سيجاهدون من أجل‬ ‫تحقيق االهداف التي سنخوض االنتخابات عىل أساسها وتأمني مصالح‬ ‫املواطنني‪ .‬باعتقادي االربع سنوات املقبلة ستشهد حالة عمران وإمناء وازدهار‬ ‫يف ظل استقرار امني وسيايس داخيل واقليمي‪.‬‬ ‫اذاً ستكونون جنباً اىل جنب مع الرئيس ميشال سليامن؟‬ ‫منذ عام ‪ ،2005‬أعطينا أنفسنا طابع التغيري واالصالح‪ ،‬لكن االمور‬ ‫السياسية املعقدة التي مررنا بها كانت متنعنا من تحقيق هذه االهداف‪ .‬من‬ ‫الطبيعي ان نكون اىل جانب الرئيس ميشال سليامن اذا كان االصالح هدفه‪،‬‬ ‫يف االصل ليس هناك فرق بني الخطاب السيايس للتيار وخطاب القسم‬ ‫الذي نعتربه مطابقا لوثيقة التفاهم التي وقعناها مع حزب الله يف ‪6‬‬ ‫شباط ‪ .2006‬وسيكون بيننا وبني الرئيس سليامن مشوار طويل وايجايب‬ ‫ملصلحة لبنان وامناء املناطق وبالتحديد جبيل‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬

‫من اليسار الصفدي‪ ،‬وهاب‪ ،‬شيباين ووفد من السفارة اإليرانية‬ ‫شك بأنكم استمعتم اىل الرد االيراين من قبل املرشد االعىل للجمهورية‬ ‫االسالمية السيد االمام الخامنئي‪.‬‬

‫وهاب مستقب ًال السفري شيباين‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام وهاب يف مكتبه يف برئ‬ ‫حسن سفري الجمهورية االسالمية االيرانية يف لبنان محمد رضا شيباين‬ ‫بحضور مسؤول العالقات السياسية يف التيار يارس الصفدي‪ .‬وجرى عرض‬ ‫للتطورات السياسية يف لبنان واملنطقة ونتائج زيارة وهاب اىل الجمهورية‬ ‫االسالمية االيرانية‪.‬‬

‫شيباين‬ ‫بعد اللقاء قال شيباين‪ :‬كانت فرصة للتباحث مع الوزير وهاب باملستجدات‬ ‫السياسية املحلية‪ ،‬إضافة اىل جولة أفق يف مختلف القضايا‪ .‬وكام تعرفون‬ ‫فقد قام الوزير وهاب أخرياً بزيارة اىل الجمهورية االسالمية االيرانية من اجل‬ ‫املشاركة يف املؤمتر الدويل الذي انعقد دع ًام لصمود غزة ونضال الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وقد عقد الوزير وهاب عىل هامش املؤمتر سلسلة لقاءات مع‬ ‫املسؤولني االيرانيني وقد عرضنا خالل اللقاء نتائج محادثاته‪ ،‬وايضاً استمعنا‬ ‫اىل رأي معاليه السديد والحكيم تجاه التوجهات التي خرج بها هذا املؤمتر‬ ‫الدويل من اجل دعم القضية الفلسطينية كام استمعنا اىل انطباعاته‬ ‫البناءة عن زيارته اىل طهران ووجهة نظره من املستجدات السياسية عىل‬ ‫الساحة اللبنانية‪ ،‬انطالقاً من املوقع السيايس املميز ملعاليه حيث نعول‬ ‫اهمية كربى عىل سامع وجهة نظره من مختلف التطورات‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال حول اتهام ايران من قبل فريق من اللبنانيني عن تدخلها‬ ‫بالشؤون الداخلية اللبنانية واالنتخابات النيابية قال شيباين‪ :‬كام ورد يف‬ ‫سؤالكم الكريم هناك اتهامات للجمهورية االسالمية بالتدخل يف الشؤون‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وبالتايل نحن نفند ونكذب هذه االتهامات‪ ،‬واالمر االسايس الذي‬ ‫يهمنا يف لبنان الشقيق اننا ننظر اىل االرادة الشعبية الوطنية الحرة واملستقلة‬ ‫والنزيهة التي هي وحدها لها الحق أن تقرر املستقبل واملصري‪ ،‬وهذه النظرة‬ ‫ال منلكها فقط يف مقاربتنا للساحة اللبنانية بل هي نظرتنا املبدئية تجاه‬ ‫لبنان واملنطقة‪ ،‬ونحن ننصح ونطلب من كل القوى الخارجية والواليات املتحدة‬ ‫االمريكية تحديداً التي تحاول دامئاً ان متد يدها وتتدخل يف الشؤون الداخلية ان‬ ‫تكف عن تدخلها وعن هذه املحاوالت ألنها تشكل املانع والعائق االسايس الذي‬ ‫يحول دون تطلعات الشعوب يف تقرير مصريها ومستقبلها بنفسها‪.‬‬ ‫وعن رسالة اوباما االخرية اىل ايران قال شيباين‪ :‬ال ينبغي ان نترسع يف‬ ‫اصدار االحكام وان نحدد موقفنا ونصدر قرارنا ونعول عىل الكالم االخري‪ ،‬وال‬

‫وهاب‬ ‫وقال الوزير وهاب‪ :‬رحبنا بسعادة السفري وشكرناه عىل الدور الذي قام‬ ‫فيه لتحديد اللقاءات التي متت يف طهران‪ ،‬وبالنسبة للبنان أريد أن أوضح‬ ‫ان ايران ال تتعاطى بالتفاصيل اللبنانية بل تتعاطى مع مجمل التطورات يف‬ ‫املنطقة ومن ضمنها لبنان‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬عىل بعض العرب ان يتفهموا ان العالقة مع ايران قوة لهم‬ ‫وايران ليست قوة خارج القضايا العربية االساسية ويف طليعتها القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ويجب أن يعرف العرب ان القوة االيرانية هي يف خدمة‬ ‫قضاياهم وعىل هذا االساس يجب ان يتعاطوا مع املرحلة املقبلة‪ ،‬ال يجوز‬ ‫ان ينفتح االمريكيون عىل طهران ويبقى بعض العرب ميارسون التحريض‬ ‫عليها‪ ،‬والكالم الذي يقول بأنه املطلوب من هذه الدولة او تلك ان تبتعد‬ ‫عن ايران لتقرتب من هذه الدولة او تلك هذا كالم خاطئ الن املطلوب ان‬ ‫تستخدم العالقات العربية الجدية مع ايران لتعزيز العالقات بني كل العرب‪،‬‬ ‫والجمهورية االسالمية لها دور كبري عىل صعيد كل املنطقة‪.‬‬ ‫وعن موضوع االنتخابات النيابية قال وهاب أريد أن أوضح أمراً يرتدد يف‬ ‫وسائل االعالم عن إمكان ترشحي يف قضاء بعبدا هذا الكالم غري دقيق‬ ‫ألنني غري مرشح يف قضاء بعبدا‪.‬‬ ‫موقعي الطبيعي هو الشوف واذا كان هناك من معركة انتخابية تؤمن‬ ‫ظروفها فإنني مستعد الن أكون مرشحا يف الشوف ضمن الئحة بالتحالف‬ ‫مع التيار الوطني الحر والوزير السابق ناجي البستاين واالستاذ زاهر الخطيب‬ ‫واآلخرين‪ ،‬أما يف بعبدا فإن املقعد الدرزي هو حق ألبناء املنطقة وكون اكرثية‬ ‫املرشحني هم من آل االعور فإن هذا املقعد من حقهم وانني أحرتم رأي‬ ‫العائلة ومن تسميه هو مرشحنا وميثلنا وسنعمل له كائناً من كان‪ ،‬واالهم‬ ‫ان تجمع هذه العائلة عىل مرشح ونحن كتيار توحيد لدينا الرفيق هشام‬ ‫االعور وسنسعى اىل ادخاله يف الئحة املعارضة وهذا حق لنا وان مل يتم‬ ‫ذلك فإن اي مرشح تجمع عليه العائلة سندعمه‪ .‬أما يف عاليه فإن موقعنا‬ ‫الطبيعي هو اىل جانب الوزير طالل ارسالن لكن مل تبحث التحالفات بعد‬ ‫ولدينا مرشح هو الشيخ سليامن الصايغ وما يعنينا ان تربح املعارضة‬ ‫معركة االنتخابات لنبدأ يف بناء دولة كام نراها نحن اما مسألة املقاعد‬ ‫فهي تفصيلية‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫الرئيس نجاد في استقبال وهاب في طهران‪:‬‬ ‫أنت قنبلة لبنان الذرية‬ ‫بات لرئيس تيار التوحيد اللبناين وئام‬ ‫وهاب حضور سيايس المع تخطى لبنان اىل‬ ‫جميع أصقاع األرض‪ ،‬عرب مواقفه السياسية‬ ‫وزاد من حضوره الدويل قرار الطاغية الرئيس‬ ‫األمرييك بوش الداعي ملحاربته ومنعه من‬ ‫السفر إىل األرايض األمريكية‪ ،‬التي أضحت‬ ‫اإلدارة األمريكية السابقة تصنف طروحاته‬ ‫وتحاول‬ ‫السياسية يف محور “الرش”‬ ‫محارصتها‪ ،‬وصوالً إىل أرض الخري والحرية‬ ‫إيران‪ ،‬وقناعات وهاب ومصداقيته وأفعاله‬ ‫ّ‬ ‫حل‪ ،‬حتى‬ ‫تسبقه أينام ذهب وحيثام‬ ‫استقبل استقباالً حمي ًام وكان له تقدير‬ ‫مميز يف طهران التي تبادله الحب والتقدير‬ ‫لشجاعة موقفه وحسم خياره القومي يف‬ ‫الرصاع العريب اإلرسائييل‪ ،‬ما دفع القادة‬ ‫اإليرانيني إىل التفنن يف عبارات املديح‬ ‫والثناء لوهاب الذي أصبح من املؤكد مام ال‬ ‫يدع مجاالً للشك جزءاً أساسياً واصي ًال يف‬ ‫املعادلة الداخلية اللبنانية وطرفاً مل ًام يف‬ ‫أرسار اللعبة اإلقليمية وخفاياها‪.‬‬ ‫كانت زيارة رئيس تيار التوحيد اللبناين‬ ‫الوزير وئام وهاب إىل العاصمة اإليرانية‬ ‫طهران للمشاركة يف املؤمتر الدويل الرابع‬ ‫للدفاع عن فلسطني الذي انعقد يف طهران‬ ‫يف آذار املايض‪ ،‬تعبرياً عن متانة التضامن‬ ‫اللبناين اإليراين سياسياً وجبهوياً وشعبياً‪،‬‬ ‫وتكريساً الحرتام القيادة اإليرانية للرئيس‬ ‫وهاب الذي ص ّعد مواقفه ضد الهجمة‬ ‫املعادية عىل وطننا وشعبنا غري آبه بأية‬ ‫مخاطر ميكن أن تطال شخصه أو أرسته‪،‬‬ ‫مقدماً املصلحة الوطنية والقومية عىل‬ ‫والخسارة‬ ‫الربح‬ ‫وحسابات‬ ‫مصلحته‬ ‫الشخصية‪ ،‬ال كباقي املقاولني واملتاجرين‬ ‫بالسياسة والوطن‪.‬‬ ‫وكانت للرئيس وهاب يف طهران لقاءات‬ ‫سياسية ودية مع كبار القادة اإليرانيني تناولت‬ ‫واإلقليمية‬ ‫الدولية‬ ‫واملتغريات‬ ‫التطورات‬ ‫وانعكاساتها عىل لبنان‪ ،‬والوضع الفلسطيني‬ ‫وسبل دعم املقاومة الفلسطينية فيه‬ ‫عىل وجه الخصوص‪ ،‬ودعم صمود الشعب‬ ‫الفلسطيني عموماً‪ ،‬وعرض أيضاً يف لقاءاته‬ ‫لتاريخ طائفة املوحدين املسلمني الدروز‬ ‫وجهادها الوطني ودورها السيايس والقومي‬ ‫يف هذه املنطقة من العامل‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫آخر املستجدات السياسية يف املنطقة والعامل‪.‬‬ ‫وأبدى متيك إعجابه الشديد مبواقف رئيس تيار‬ ‫التوحيد الشجاعة الوطنية واألصيلة‪ ،‬مشدداً‬ ‫عىل حرص إيران عىل دعم لبنان‪.‬‬

‫أخرتي‬ ‫ثم التقى وهاب رئيس مجمع آل البيت الشيخ‬ ‫حسن أخرتي قي لقاء ودي وحميم أبدى فيه‬ ‫أخرتي إعجابه الكبري بشخص وهاب ومواقفه‬ ‫الجريئة‪ .‬وتطرق البحث إىل الوضع اللبناين والبعد‬ ‫اإلسالمي الروحي ورضورة الوحدة اإلسالمية يف‬ ‫مواجهة االستهداف الخطري الذي يطال األمتني‬ ‫العربية واإلسالمية عىل حد سواء بتآمر املتخاذلني‬ ‫وعدوان املستكربين عىل حقوقنا املغتصبة‪،‬‬ ‫وبإشاعة الفتنة بني املسلمني‪ .‬وأكد أخرتي أن‬ ‫إيران جزء أسايس وفاعل يف دعم حركات املقاومة‬ ‫املرشوعة ضد الظلم والتسلط واالحتالل‪.‬‬

‫سعيد الجلييل مستقب ًال وهاب والصفدي‬

‫جلييل‬ ‫الرئيس نجاد مستقب ًال وهاب‬

‫منو شهر متيك مستقب ًال وهاب‬

‫نجاد‬ ‫وكان لقاء وهاب مع الرئيس اإليراين محمود‬ ‫أحمدي نجاد باكورة لقاءاته مع القادة اإليرانيني‬ ‫خالل زيارته طهران لحضور املؤمتر الدويل الرابع‬ ‫للدفاع عن فلسطني‪ .‬وكان نجاد قد فجر قنبلة‬ ‫إعالمية كبرية تعرب عن ذكائه السيايس واندفاعه‬ ‫املؤمن بتامسك الجبهة العربية اإلسالمية دولياً‬ ‫عندما وصف وهاب بالقنبلة الذرية اللبنانية‪.‬‬ ‫وتطرق النقاش إىل األوضاع السياسية‬ ‫اللبنانية واإلقليمية يف منطقة الرشق األوسط‪،‬‬ ‫حيث كانت وجهات النظر متطابقة بينهام‬

‫‪30‬‬

‫بشأن انحسار املرشوع األمرييك بفعل انتصارات‬ ‫املقاومة املتتالية يف لبنان والعراق وفلسطني‪.‬‬ ‫وأكد نجاد يف اللقاء ثبات الدعم اإليراين للبنان‬ ‫يف مواجهته العدوان اإلرسائييل الستعادة حقوقه‬ ‫املستلبة يف أرضه املحتلة الستثامر مواردها‬ ‫الطبيعية وفرض السيادة الوطنية عليها‪ ،‬متمنياً‬ ‫للشعب اللبناين الصديق كل الخري والتقدم‪.‬‬

‫متيك‬ ‫والتقى وهاب وزير الخارجية اإليراين منوشهر‬ ‫متيك‪ ،‬حيث جرى حوار ونقاش مستفيضني يف‬

‫ويف لقاء شامل جمع رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناين الوزير وئام وهاب مع رئيس مجلس األمن‬ ‫القومي اإليراين سعيد جلييل تناول وجهات‬ ‫النظر املتبادلة بني الطرفني حول بعض القضايا‬ ‫اللبنانية والعربية والدولية املشرتكة‪ ،‬عرض‬ ‫خالله وهاب وجهة نظر التيار منها متناوالً‬ ‫بالتفصيل آخر املستجدات الداخلية والنتائج‬ ‫اإليجابية النتصار متوز املجيد عام ‪ 2006‬عىل‬ ‫العدوان اإلرسائييل‪ ،‬الذي أثبت صوابية خيار‬ ‫املقاومة كحل جذري وحاسم لوقف التدهور يف‬ ‫الوحدة الوطنية الذي يحدثه االنقسام السيايس‬ ‫بني املامنعة املقاومة وبني التفريط بالحقوق باسم‬ ‫االعتدال املشبوه‪ ،‬وكأسلوب وحيد الستعادة حرية‬ ‫لبنان وسيادته وكرامته‪ ،‬عارضاً ألهمية انتصار‬ ‫املقاومة يف لبنان‪ ،‬وانتصارها يف غزة بصمودها‬ ‫املرشف ما كرس دور املقاومة الحاسم يف هزمية‬ ‫كل املخططات التي تطبخ ألمتنا‪ ،‬وأبرزها املرشوع‬ ‫الصهيوين واألمرييك يف املنطقة‪.‬‬ ‫وأبدى جلييل ارتياحه للمصالحات العربية ـ‬ ‫العربية آم ًال انعكاسها عىل وحدة الصف العريب‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬ما من شأنه أن يزيد من منعة املقاومة‬ ‫وقدرتها عىل االنتصار بتوظيف هذا االنقشاع‬ ‫يف األجواء السياسية اإلقليمية والعربية يف‬ ‫الداخل اللبناين لتحقيق انتخابات دميوقراطية‬ ‫عادلة ونزيهة يف جو من التقدم واالستقرار‪.‬‬

‫محتشمي‬ ‫“أبو ذر الغفاري املعارص يعني وئام وهاب”‪ ،‬بهذه‬ ‫العبارة ومبا تنم عن التقدير واإلعجاب لشخص‬ ‫وهاب خاطب حجة اإلسالم واملسلمني سامحة‬

‫الشيخ حسن اخرتي رئيس مجمع آل البيت مستقبال وهاب‬

‫الشيخ حسن اخرتي مستقب ًال وهاب والصفدي‬ ‫السيد عيل اكرب محتشمي وأمني عام املؤمتر‬ ‫الدويل الرابع للدفاع عن فلسطني الذي انعقد‬ ‫يف طهران‪ ،‬خالل لقائه وهاب عىل هامش املؤمتر‪،‬‬ ‫الذي تناول مجموعة من امللفات والقضايا ذات‬ ‫االهتامم املشرتك‪.‬‬ ‫وعرض وهاب لسامحة السيد محتشمي‬ ‫بالتفصيل دور طائفة املوحدين الدروز‬ ‫املسلمني وتاريخهم الجهادي يف الدفاع عن‬ ‫كرامة الرشق والعروبة واإلسالم ضد غزوات‬

‫‪31‬‬

‫الفرنجة قدمياً واالنتداب الفرنيس اإلنكليزي‬ ‫حديثاً‪ ،‬واالحتالل الصهيوين اليهودي الذي ما‬ ‫زال مستمراً ألجزاء غالية من األرض العربية‬ ‫إضافة إىل فلسطني‪.‬‬ ‫رئيس تيار التوحيد وئام وهاب يف‬ ‫وكان رافق‬ ‫َ‬ ‫زيارته إىل طهران أم ُني الشؤون السياسية الرفيق‬ ‫يارس الصفدي‪.‬‬

‫طهران ‪ -‬منرب التوحيد‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫في ندوة سياسية ببلدة معروب‬

‫وهاب‪ :‬سوريا في الموقع العربي ودول عربية أخرى‬ ‫في المشروع األميركي‬ ‫ألقى رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام‬ ‫وهاب ندوة سياسية يف بلدة معروب يف قضاء‬ ‫صور بتاريخ ‪ ، 2009 -3-15‬بحضور حشد من‬ ‫فعاليات املنطقة وأهلها‪ ،‬حيث أكد ان لبنان‬ ‫واملنطقة اليوم عىل ابواب مرحلة هامة ومصريية‪،‬‬ ‫تشري اليها ليس فقط االنتخابات النيابية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬بل كل املتغريات والتطورات التي تحصل‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬السنوات االربع املاضية‬ ‫كانت تحمل عناوين مختلفة عن العناوين التي‬ ‫ستحملها السنوات املقبلة‪ .‬فاملرحلة السابقة‬ ‫محاولة سيطرة كاملة‬ ‫تركزت عناوينها عىل‬ ‫عىل السلطة يف لبنان‪ ،‬وإنهاء املقاومة ونزع‬ ‫سالحها‪ ،‬ومحاولة بناء رشق أوسط جديد (مل‬ ‫يخفه أحد من املسؤولني االمريكيني‪ ،‬ومل تخجل‬ ‫رايس من االعالن خالل زيارتها اىل تل ابيب خالل‬ ‫حرب متوز‪ ،‬بأن هذه الحرب سرتسم الرشق االوسط‬ ‫الجديد!)‪ .‬خالل السنوات االربع املاضية حاول‬ ‫االمريكيون الذين فشلت خطتهم يف العراق‪،‬‬ ‫االنتقال اىل الساحة اللبنانية علهم يحققون‬ ‫نرصاً ما وضعوا له عدة عناوين كان االبرز هو‬ ‫القضاء عىل املقاومة يف لبنان‪ ،‬التي شكلت‬ ‫أمامهم العقبة االساسية يف كل املنطقة‪ .‬وقد‬ ‫ظهر بعد حرب غزة االخرية أن حرب متوز مل تكن‬ ‫استثنا ًء يف الرصاع العريب ‪ -‬االرسائييل‪ ،‬ال بل‬ ‫شكلت القاعدة‪ ،‬وأصبح االنتصار العريب يف‬ ‫الحرب هو القاعدة ال االستثناء بعدما كان طيلة‬ ‫الـ‪ 40‬او‪ 50‬عاماً مجرد رساب”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬اآلن‪ ،‬وبعد أربع سنوات من محاوالت‬ ‫القضاء عىل املقاومة‪ ،‬خرجت من هذا الرصاع‬ ‫أقوى مام كانت‪ .‬وانتقلت اليوم القوى الوطنية‬ ‫اللبنانية وقوى املامنعة العربية واملواجهة‬ ‫اإلسالمية يف كل املنطقة‪ ،‬من مرحلة التفكري‬ ‫بكيفية إسقاط الرشق االوسط الجديد اىل‬ ‫مرحلة جديدة أساسها كيفية بناء املرشق‬ ‫العريب الجديد‪ ،‬الذي يجب ان يكون شعار املرحلة‬ ‫املقبلة”‪ .‬وأكد وهاب “أن مرشوع جورج بوش‬ ‫انتهى والرئيس االمرييك الجديد باراك اوباما غري‬ ‫قادر عىل االستمرار يف مرشوع بوش”‪ ،‬مشريا‬ ‫اىل ان كل الحروب التي شنها بوش‪ ،‬خاصة يف‬ ‫أفغانستان والعراق انعكست سلباً عىل الداخل‬ ‫األمرييك واقتصادهم‪ ،‬مام جعل أمريكا اليوم‬ ‫تتخبط يف أزمة اقتصادية انعكست عىل‬ ‫كل العامل وستستمر عىل االقل لسنتني أو ‪3‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب‪ :‬مع أكرثية تحكم وأقلية تعارض‬

‫سنوات (كام يتوقع محللون اقتصاديون)‪ ،‬وتصبح‬ ‫الحرب ضد سوريا وايران شبه مستحيلة يف ظل‬ ‫هذا الواقع املتأزم‪.‬‬ ‫واشار وهاب اىل “ان بعض الدول العربية التي‬ ‫كانت تتآمر علينا خالل حرب متوز‪ ،‬وغطت العدوان‬ ‫عىل غزة أخرياً‪ ،‬ستحاول امام سقوط مرشوع‬ ‫بوش وعجز أوباما عن استكامله‪ ،‬تحقيق ما‬ ‫عجزت عن تحقيقه االدارة االمريكية خالل حريب‬ ‫متوز وغزة”‪.‬‬ ‫وعن التقارب العريب وانعكاسه عىل العالقات‬ ‫بني سوريا وايران‪ ،‬اعترب وهاب “ان من يفكر بأن‬ ‫العالقات السورية ‪ -‬االيرانية ستتأثر يكون‬ ‫سخيفا وتافها‪ ،‬ففي الوقت الذي تآمر الجميع عىل‬ ‫سوريا خالل السنوات املاضية‪ ،‬بقيت الجمهورية‬ ‫االسالمية االيرانية اىل جانبها‪ .‬كذلك عندما‬ ‫حاول صدام حسني رضب الثورة االسالمية يف‬ ‫بدايتها‪ ،‬بقيت سوريا الوحيدة اىل جانب ايران”‪.‬‬ ‫وأكد عىل عمق العالقة بني سوريا وايران‪ ،‬مشريا‬ ‫اىل “ان سوريا اصال هي يف املوقع العريب‪ ،‬عندما‬ ‫كانت معظم الدول العربية يف املوقع االمرييك‪.‬‬ ‫ولكن ها هم اليوم وبعد فشل املرشوع االمرييك‬ ‫يعودون اىل سوريا”‪ .‬واعترب وهاب انه “اذا كان‬ ‫العرب سيخوضون املفاوضات مع سوريا أو مع‬

‫‪32‬‬

‫مرشوع املامنعة يف هذا الوطن العريب تحت هذا‬ ‫العنوان فلن يصلوا اىل اية نتيجة”‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫سوريا لن تتخىل عن املقاومة اللبنانية وحامس‪،‬‬ ‫كام مل تفعله أثناء االجتياح االمرييك للعراق‪.‬‬ ‫ومتنى أال يكون البعض حاملاً يف موضوع العالقات‬ ‫االيرانية السورية او العالقات السورية مع محور‬ ‫املقاومة يف لبنان وفلسطني‪ ،‬مؤكدا أهمية متتني‬ ‫العالقات العربية ـ العربية ولكن رشط عدم تكرار‬ ‫ما حصل خالل حرب متوز وغزة من تآمر وحصار‬ ‫عربيني‪ ،‬ومن موقف سيايس عريب أشد وطأة‬ ‫عىل العرب من املوقف االرسائييل‪ ،‬مشريا اىل ان‬ ‫“هذه االجتامعات العربية قد تؤدي اىل نتيجة اذا‬ ‫أعاد بعض العرب تصويب خياراتهم واتجاهاتهم‬ ‫وأعادوا تصويب البوصلة نحو فلسطني‪ ،‬قضية‬ ‫العرب االساسية‪ ،‬واالتفاق عىل ان املقاومة هي‬ ‫الخيار الوحيد بعد فشل كل محاوالت التفاوض”‪.‬‬ ‫وعن مؤمتر قوى ‪ 14‬آذار الذي عقد يف البيال سأل‬ ‫وهاب‪“ :‬اذا كانوا يريدون ‪ 7‬حزيران مرحلة للعبور اىل‬ ‫بناء الدولة الحرة السيدة املستقلة (كام يقولون)‪،‬‬ ‫فهل ميكن ان يكون هناك فريق سيادي يعقد‬ ‫مؤمتراً لخوض االنتخابات وطرح برنامجه ويكون‬ ‫السفري االمرييك يف مقدمة الحضور يرعى هذا‬ ‫املؤمتر؟! ويتحدثون عن السيادة ؟! هؤالءالذين‬

‫يتحدثون عن العبور للدولة هل نسوا من رضب‬ ‫الدولة وأنهاها يف لبنان؟! هؤالء املوجودون يف‬ ‫الصف االول للمؤمتر الذين تحدثوا “عن العبور‬ ‫ّ‬ ‫هشم الدولة ورضب جيشها‬ ‫للدولة”‪ ،‬نصفهم‬ ‫ومؤسساتها والنصف اآلخر نهب أموالها وأغرقها‬ ‫يف الديون! عن اية دولة يتحدثون؟! دولة األمري!‬ ‫دولة الشيخ؟ دولة العائلة؟ دولة الرضيح؟ أي دولة‬ ‫يريدون‪ ،‬دولة املزرعة؟ مؤكدا عدم وجود دولة املزارع‬ ‫بعد ‪ 7‬حزيران وبأن املعارضة اذا ربحت االنتخابات‪،‬‬ ‫فستعطي منوذجاً للدولة التي نريد‪ ،‬كام وعد‬ ‫السيد حسن نرص الله‪ .‬وأكد أن اللبنانيون يريدون‬ ‫دولة تعالج القضايا االجتامعية واالقتصادية‬ ‫واملالية‪ ،‬واملعارضة ال معنى لها اذا مل يكن لديها‬ ‫مرشوع واضح للتغيري‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬االنتخابات ليست واحدة يف كل‬ ‫املناطق‪ ،‬هناك مناطق وبالتحديد الجنوب يجب أن‬ ‫تكون االنتخابات فيها استفتاء عىل املقاومة ألن‬ ‫استهدافها مل يخرج بعد اىل دائرة الضوء رغم‬ ‫ان هذا االمر أصبح أكرث صعوبة عليهم‪ .‬ولكن‬ ‫الكل يعلم بأن املرشوع االسايس هو استهداف‬ ‫املقاومة‪ ،‬أكرث من الحديث عن تسليح الجيش‪.‬‬ ‫نحن مع تسليح الجيش ولكننا نعلم أنهم حتى‬ ‫لو أتوا بكل السالح للجيش اللبناين‪ ،‬فال ميكنه‬ ‫ان يتحول اىل مقاومة”‪ ،‬مؤكدا أن التنسيق قائم‬ ‫يف ما بينهام‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬أنا ال أفهم هذا العدو املتآمر كيف‬ ‫ميكن أن نتعاطى ونعيش معه ونتحاور معه؟!‬ ‫يف ارسائيل االمور تذهب باتجاه اليمني‪ ،‬سمري‬ ‫جعجع يع ّد لنا اسرتاتيجية دفاعية‪ .‬كيف ميكن‬ ‫أن نطمنئ ان رشيكنا يف الوطن يعمل لحامية‬ ‫لبنان وليس للتآمر عليه؟!‬ ‫يف الجنوب وبعض مناطق البقاع‪ ،‬يجب ان‬ ‫يتوجه الناخبون اىل صناديق االقرتاع لالستفتاء‬ ‫عىل املقاومة وسالحها وتعزيزها وتطويرها‪ .‬يف‬ ‫مناطق اخرى هناك معارك حقيقة ستحصل‪،‬‬ ‫واملعركة االساسية ستكون ضد الجرنال عون‬ ‫الذي يستهدف لعدة اسباب وباألخص تحالفه مع‬

‫جانب من الحضور يف الندوة‬

‫التقارب العريب لن يؤثر‬ ‫عىل العالقات السورية – اإليرانية‬ ‫إن اللبنانيني يريدون دولة تعالج القضايا‬ ‫االجتامعية واالقتصادية واملالية‪،‬‬ ‫واملعارضة ال معنى لها إذا مل يكن‬ ‫لديها مرشوع واضح للتغيري‬ ‫حزب الله‪ .‬البعض يعتقد أنه ان هزم العامد عون‬ ‫مسيحياً فلن يعود لحزب الله واملقاومة تغطية‬ ‫مسيحية وتحرش يف الزاوية ألنها مقاومة من‬ ‫لون واحد وطائفة واحدة‪ ،‬وعندها تبدأ املعركة!‬ ‫هذا هو االستهداف االسايس لذلك كل املعارضة‬ ‫ستقف اىل جانب العامد عون وستقوم بكل ما‬ ‫يعزز وضعه نظراً ألهمية املوقع الوطني الذي‬ ‫يجسده هذا الرأي‪.‬‬ ‫أضاف‪ :‬ولكن املعركة االساس ستكون يف‬

‫‪33‬‬

‫عدد من االقضية وعىل ضوئها ستحدد االكرثية‬ ‫واالقلية‪ .‬كل االحصاءات والدراسات تقول إن‬ ‫املعارضة سرتبح املعركة بحدود ‪ 70‬مقعداً‪ .‬أما‬ ‫اذا استمر الوضع عىل حاله يف بعض االقضية‬ ‫واستمرت عملية رشاء األصوات والضامئر‬ ‫كام الحال اليوم‪ ،‬فاملعارضة ستتعاطى مع أي‬ ‫انتخابات ميكن ان ُتربح بالتزوير املايل‪ ،‬كانتخابات‬ ‫مزورة‪ .‬وليتأكدوا أن السنوات االربع اآلتية ستكون‬ ‫اقىس بكثري من تلك التي مضت‪ .‬لن نسمح‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب بعد لقائه لحود‪:‬‬ ‫جنبالط تغير دون أن يدري‬

‫وهاب‪ :‬االنتخابات النيابية يف الجنوب استفتاء للمقاومة‬

‫لهذه العصابة التي شاهدتم “كرنفالها” يف‬ ‫البيال باألمس بأن تحكم اليوم‪ ..‬وبعدما انهزمت‬ ‫كل القوى التي تقف وراءها يف كل املنطقة‪،‬‬ ‫ما زالت تستخدم يف لبنان التحريض املذهبي‬ ‫لتخويف الناس”‪.‬‬ ‫مبوضوع املحكمة الدولية قال وهاب‪“ :‬استعجلوا‬ ‫وأعلنوا قيام املحكمة‪ ،‬ألنهم يحملون أوراقا‬ ‫عدة‪ .‬الورقة االوىل ربح االنتخابات النيابية‪ .‬واذا‬ ‫فشلت هذه الورقة فسيكون هناك ورقة اخرى‬ ‫سيخرجونها لنا وهي املحكمة الدولية‪ .‬وأنا قلتها‬ ‫قبل ايام بأنني ال أثق بالتحقيق الدويل ألنه‬ ‫منحاز وسينتهي كام حصل يف السودان‪ ،‬التي‬ ‫متلك ثروات هائلة‪ .‬وقد حيكت مؤامرة للرئيس‬ ‫السوداين عمر البشري لخلق تناحر ودويالت وحروب‬ ‫مستمرة وأال يكون هناك دولة مركزية قوية‪.‬‬ ‫وأشار وهاب اىل ان قرار املحكمة الدولية حضرّ‬ ‫قبل استشهاد رفيق الحريري‪ .‬ملاذا أعلنوا عن‬ ‫قيامها بهذه العجلة‪ ،‬حتى قاعتها مل تجهز‬ ‫بعد؟ هم مستعجلون ألن املفاوضات االمريكية‬ ‫ويريدون مامرسة ضغط عىل‬ ‫السورية بدأت‬ ‫السوريني بهذا املوضوع‪ .‬وهذا قرار محرض سلفاً‪،‬‬ ‫“النصاب” ميليس‬ ‫وعىل ضوء هذه املفاوضات يقرر‬ ‫ّ‬ ‫القرار االتهامي املوجود لديه‪ .‬هناك ثالثة أشخاص‬ ‫أوقفوا ثالث سنوات ونصف ونجهل جميع أسباب‬ ‫توقيفهم كام أسباب إطالق رساحهم‪ ،‬وهناك‬ ‫اربعة ضباط موقوفون مل توجه التهمة لهم‪.‬‬ ‫هذه املحكمة الدولية اذا استمر التعاطي معها‬ ‫عىل هذا الشكل فستحدث مشكلة كبرية ال‬ ‫تنتهي‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬ربحوا االنتخابات يف املرة املاضية‪،‬‬ ‫وأعطيناهم إياها تحت سيف مسلط وهو‬ ‫استشهاد رفيق الحريري‪ ،‬يك ال نخرس لبنان‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حالياً هذا ما يفعلونه يف موضوع املحكمة‪ .‬وفقاً‬ ‫لحساباتهم‪ ،‬إما يربحون االنتخابات وإما يوزعون‬ ‫التهم مييناً ويساراً يف ظل وجود قرار دويل وأمم‬ ‫متحدة فاقدين للضمري‪ ،‬كام أن هناك مجلس‬ ‫أمن مثلهام مل يتحرك يوما بقضية محقة!!‬ ‫نحن مع معرفة قاتل رفيق الحريري‪ ،‬لكن هل‬ ‫العدالة الدولية محصورة مبن قتل رفيق الحريري؟!‬ ‫ماذا عن دماء ‪ 1500‬شهيد استشهدوا يف ‪22‬‬ ‫يوماً يف فلسطني وشهداء حرب متوز؟! ملاذا مل‬ ‫تتحرك العدالة الدولة يومها؟ هذه العدالة‬ ‫مزورة سلفاً وكل ما يصدر عنها مز ّور ألن بلامر‬ ‫أصال أىت مبهمة تزوير الحقائق يف لبنان‪ .‬فال ميكن‬ ‫لألمريكيني ان يختاروا قاضيا للمحكمة إال اذا‬ ‫كان قد باع ضمريه سلفاً‪ .‬وبلامر حقاً باع ضمريه‬ ‫حتى أتوا به مدعيا عاما اىل هذه املحكمة”‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬يف السنوات االربع املاضية‪ ،‬ثبت‬ ‫لنا أن اإلمساك بالسلطة ممكن أن يوفر علينا‬ ‫الكثري‪ ،‬فلو كانت السلطة بيدنا يف العام ‪2006‬‬

‫نحن مع تسليح الجيش‬ ‫ولكننا نعلم أنهم‬ ‫حتى لو أتوا بكل السالح‬ ‫للجيش اللبناين‪،‬‬ ‫فال ميكنه أن يتحول‬ ‫اىل مقاومة‬ ‫‪34‬‬

‫ملا كانت ارسائيل تجرأت عىل شن حرب دون حليف‬ ‫داخيل يف لبنان‪ ،‬فكلنا تابعنا االعالم االرسائييل‬ ‫الذي كشف عن اعتامد العدو عىل حكومة فؤاد‬ ‫السنيورة وما قد تفعله‪ .‬هذه السنوات أثبتت‬ ‫أن اإلمساك بالسلطة رضوري لحامية املقاومة‬ ‫والناس‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬صحيح انه من الطبيعي يف أي‬ ‫دولة تحرتم شعبها ان يكون هناك أكرثية تحكم‬ ‫وأقلية تعارض‪ ،‬لكن هذه االكرثية ال تستطيع‬ ‫أن تستخدم مكتب املعلومات او قضاة صغار‬ ‫النفوس لتعتدي عىل كرامات الناس‪ ،‬وان تستعمل‬ ‫االدارة لتبتز خصومها‪ ،‬وتتحكم بالدولة ومبالها‬ ‫لالنتصار عىل خصومها! وال تالقي هذه الدولة‬ ‫ارسائيل عند منتصف الطريق يف حرب متوز‪،‬‬ ‫بعدما فشلت يف تنفيذ الخطة التي أتت أص ًال‬ ‫اىل السلطة من أجلها وهي نزع سالح املقاومة!‬ ‫لذلك طالبنا بالثلث املعطل الذي رغم وجوده‬ ‫حاولت مترير األمور كام حصل يف التشكيالت‬ ‫القضائية أخريا واآلن يف موضوع التنصت!”‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪“ :‬هذه التطورات التي تحصل اليوم‬ ‫يف املنطقة والتي تصب يف مصلحة منطقنا‬ ‫ومحورنا املامنع‪ ،‬ال بد أن تنعكس عىل لبنان‬ ‫مهام حاولوا تأخريها‪ ،‬خاصة أن لدى فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫طموحات يف التعويض عن الخسائر الخارجية عرب‬ ‫ربح االنتخابات‪ .‬لذلك املطلوب منا كمعارضة‬ ‫أن نتهيأ للمرحلة املقبلة وان نعتربها محطة‬ ‫اساسية‪ ،‬الن من سيحكم لبنان خالل السنوات‬ ‫االربع املقبلة ميكن ان يغري الكثري من االمور عىل‬ ‫الساحة ويف الرتكيبة اللبنانية‪ .‬لذلك االنتخابات‬ ‫النيابية محطة مفصلية وأساسية‪ .‬فلنتوجه‬ ‫كلنا اليها لالستفتاء عىل الطروحات السياسية‬ ‫التي تحملها املعارضة لحكم لبنان”‪.‬‬

‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام‬ ‫وهاب رئيس الجمهورية السابق العامد اميل‬ ‫لحود حيث تباحثا يف االوضاع السياسية‬ ‫العامة وخاصة موضوع املحكمة الدولية‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء ادىل وهاب بالترصيح اآليت‪:‬‬ ‫“بعد التطورات االخرية يف ملف املحكمة‬ ‫ّ‬ ‫سيبت‬ ‫الدولية وتأكيد القايض بيلامر انه‬ ‫الشهر املقبل مبوضوع املوقوفني‪ .‬ورغم عدم‬ ‫ثقتي ال بالقايض بيلامر وال باملحكمة وال بالقضاء‬ ‫الدويل‪ ،‬فإننا ندعو هذا القايض اذا كان يريد‬ ‫ان يثبت مصداقيته أن يطلق رساح الضباط‬ ‫االربعة ويستدعي كل الذين ضللوا التحقيق‬ ‫وكل الذين أدخلوهم اىل السجن دون وجه حق‪،‬‬ ‫ع ّله بذلك يعيد للمحكمة شيئا من املصداقية‬ ‫التي فقدتها نتيجة االستغالل السيايس خالل‬ ‫السنوات الثالث املاضية‪ .‬ويع ّوض بعض الخلل يف‬ ‫القضاء اللبناين”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأضاف وهاب “هنا ال بد ان نسأل ملاذا مل يطلع‬ ‫اللبنانيون بعد عىل محارض تحقيق رسمية‬ ‫موجودة لدى القضاء وتعرفها قيادة الجيش‪،‬‬ ‫حيث ان بعض املوقوفني اعرتفوا أخريا بعملية‬ ‫اغتيال النائب وليد عيدو؟”‪.‬‬

‫الرئيس لحود مستقب ًال وهاب بحضور نجله إميل‬

‫ورداً عىل سؤال عن املوقف الجديد للوزير‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬قال وهاب “نحن نرحب بكل‬ ‫موقف ايجايب ونتمنى عليه أن يكمل متوضعه‬ ‫السيايس‪ ،‬وسأتحدث يف هذا املوضوع مفص ًال‬ ‫غداً عىل قناة املنار‪ ،‬ولكن للتذكري فقط ليس‬

‫كالم الرئيس االسد هو الذي تغيرّ كام قال‬ ‫االستاذ جنبالط‪ ،‬بل ان االستاذ جنبالط نفسه‬ ‫قد تغيرّ دون أن يدري‪ ،‬والرئيس االسد ثابت عىل‬ ‫موقفه منذ خمس سنوات‪ ،‬ومع ذلك نحن‬ ‫نرحب بهذا التغيري”‪.‬‬

‫وهاب يزور‬ ‫البطريرك‬ ‫صفير‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناين‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫البطريرك املاروين مار نرص الله‬ ‫بطرس صفري‪ ،‬يرافقه‬ ‫وفد من أعضاء املكتب السيايس‪.‬‬ ‫وقد جرى التباحث‬ ‫يف األوضاع السياسية الراهنة‬ ‫وقانون اإلنتخاب‬ ‫وغريها من امللفات املطروحة‬ ‫عىل الساحة املحلية‪.‬‬

‫لقاء صفري ووهاب‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫في برنامج “مع الحدث” على تلفزيون المنار‬

‫في برنامج « نحو البرلمان» على تلفزيون (‪)NBN‬‬

‫وهاب للمنار‪ :‬لسوريا مصلحة في التقارب العربي ‪ -‬العربي‬ ‫لحماية القضايا العربية‬

‫وهاب ‪ :‬معركتنا في الشوف‬ ‫هي معركة إثبات وجود‪ ..‬والخرق ممكن‬

‫أكد رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام وهاب‬ ‫ان ال وجود لرشعية عربية‪ ،‬معترباً أن السودان خري‬ ‫دليل عىل ذلك‪.‬‬ ‫وخالل برنامج “ مع الحدث” يف ‪ 2009/3/16‬عىل‬ ‫تلفزيون املنار أكد وهاب رضورة إعادة النظر ببنية‬ ‫الجامعة العربية التي متثل الرشعية العربية‪ ،‬معتربا‬ ‫أن األنظمة العربية قامئة منذ ‪ 60‬عاما رغام عن‬ ‫إرادة شعوبها‪ ،‬وعىل محمود عباس اذا أراد اكتساب‬ ‫رشعية ان يقرتب أكرث من قضايا شعبه‪.‬‬

‫لسوريا مصلحة‬ ‫يف التقارب العريب ـ العريب‬ ‫وعن املوقف العريب من العالقات االيرانية السورية‪،‬‬ ‫رأى وهاب أن ايران وقفت اىل جانب القضايا العربية‬ ‫يف الوقت الذي تخىل عنها معظم الدول العربية‪،‬‬ ‫مشريا اىل رضورة اعتبار االيراين وكذلك الرتيك‬ ‫واالمرييك الالتيني أوراقا بيدنا لتعزيز موقعنا يف‬ ‫مواجهة ارسائيل‪ ،‬بعد فشل كل محاوالت التفاوض‬ ‫السلمي‪ ،‬وبعدما جعل العرب ورقة السالم التي‬ ‫صاغها “توماس فريدمان” اليهودي‪ ،‬مبادرتهم‬ ‫للسالم‪ .‬وشدد وهاب عىل ان العقل الصهيوين‬ ‫ال يريد السالم ومرشوع ليربمان هو إنهاء املرشوع‬ ‫العريب داخل أرايض ‪ ،1948‬مشريا اىل ان لسوريا‬ ‫مصلحة يف التقارب العريب ـ العريب ولكن عىل‬ ‫أساس مرشوع واضح يحمي القضايا العربية‪.‬‬ ‫من جهة اخرى رأى وهاب أن التقارب العريب ـ‬

‫العريب مل ينعكس حتى اليوم عىل لبنان‪ ،‬مشريا‬ ‫اىل ان هناك فريقا داخليا مستفيدا من الرصاع‬ ‫العريب ـ العريب وغري مقتنع بحل هذا الرصاع قبل‬ ‫االنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫وانتقد وهاب حضور السفرية االمريكية يف‬ ‫احتفال اطالق املرشوع االنتخايب لقوى ‪ 14‬آذار‬ ‫معتربا حضورها انتهاكاً للسيادة التي ينادون بها‪،‬‬ ‫ومعتربا ان نصف املشاركني يف املؤمتر هم من تالمذة‬ ‫عبد الحليم خدام‪ .‬كام رأى وهاب ان سامحة السيد‬ ‫حسن نرص الله يشكل صماّ م االمان للمعارضة‬ ‫وللبنان‪ ،‬يف الوقت الذي يحاول الفريق اآلخر السري‬ ‫يف تعزيز جو االنقسام اللبناين الذي افتعلوه منذ ‪4‬‬ ‫سنوات‪ ،‬وحتى االنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫ويف موضوع الجيش اعترب رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناين ان الكالم عىل تسليح الجيش يف أحد‬ ‫أوجهه استهداف لسالح املقاومة معترباً ان الجيش‬ ‫بتنظيمه وهيكليته يسمح إلرسائيل برضب‬ ‫مواقعه بسهولة‪ ،‬مؤكداً أهمية التنسيق الدائم‬ ‫والرضوري بني الجيش اللبناين واملقاومة‪.‬‬ ‫وحول موضوع املحكمة الدولية‪ ،‬أشار وهاب اىل ان‬ ‫املدعي العام الدويل دانيال بلامر حضرّ مسبقاً قراره‬ ‫الظني الذي يشبه اىل حد بعيد قرار ميليس ولكنه‬ ‫يضعه رهن نتائج التفاهم السوري االمرييك‪ ،‬فإذا‬ ‫نجح يبعد سوريا عن دائرة االتهام‪ .‬كام أكد أن بلامر‬ ‫هو كنظريه ميليس (ك ّذاب) حتى يثبت العكس‪.‬‬ ‫وحذر وهّ اب الجميع وتحديدا وزراء املعارضة من القبول‬ ‫مبذ ّكرة التفاهم بني الحكومة اللبنانية واملحكمة‬ ‫الدولية‪ ،‬معتربا ان هذه املذ ّكرة يجب أن ترمى يف‬

‫العقل الصهيوين ال يريد السالم ومرشوع ليربمان هو إنهاء املرشوع‬ ‫العريب داخل أرايض ‪.1948‬‬ ‫هناك فريق لبناين مستفيد من الرصاع العريب ـ العريب وغري مقتنع‬ ‫بحل هذا الرصاع قبل االنتخابات النيابية‬ ‫الكالم عىل تسليح الجيش يف أحد أوجهه استهداف لسالح املقاومة‬ ‫دانيال بلامر حضرّ مسبقاً قراره الظني الذي يشبه اىل حد بعيد قرار‬ ‫ميليس ولكنه يضعه رهن نتائج التفاهم السوري االمرييك‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪36‬‬

‫س ّلة املهمالت واصفا إ ّياها بأنها استعامر جديد يف‬ ‫لبنان وستسمح بانتهاك بيوت الناس ومكاتبهم‬ ‫وحرماتهم‪ ،‬مشريا اىل ان تسييس املحكمة سيجعل‬ ‫كل اللبنانيني يدفعون الثمن ألن وراءها هدفا سياسيا‬ ‫يحاول فريق ‪ 14‬آذار تحقيقه يف لبنان‪.‬‬ ‫وكشف وهّ اب ان شاهد الزور محمد زهري الصدّيق‬ ‫نقل أخريا من اإلمارات العربية املتحدة اىل هولندا‬ ‫التي ال تتحمل مسؤولية إبقاء الضباط االربعة‬ ‫عىل أراضيها‪ ،‬لذلك س ُيخىل سبيلهم مبارشة بعد‬ ‫التحقيق معهم ومواجهة الصدّيق‪.‬‬ ‫وعن األحداث األمنية التي وقعت يف لبنان‪،‬‬ ‫يرص فريق ‪ 14‬آذار عىل االتهام‬ ‫استغرب وهاب كيف ّ‬ ‫السيايس باالتجاه الخطأ‪ ،‬بعدما كشف التحقيق‬ ‫معظم هذه الجرائم‪.‬‬ ‫وأكد رضورة ّ‬ ‫حل الوضع االنساين يف املخ ّيامت قبل‬ ‫الحديث عن أي يشء آخر‪ ،‬معتربا أن الحوار اللبناين‬ ‫الفلسطيني سيبحث يف حل وضع املخيامت‬ ‫والسالح الفلسطيني خارجها‪.‬‬ ‫والتحالفات‬ ‫اللبنانية‬ ‫االنتخابات‬ ‫وعن‬ ‫واالستعدادات‪ ،‬رأى وهّ اب أن النائب ميشال املر ال‬ ‫ميكنه أن يتفاهم مع قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬وعالقته بالسوريني‬ ‫متينة‪ ،‬مث ّمناً الجهود التي يبذلها الطاشناق يف‬ ‫تقريب وجهات النظر بني الجرنال ميشال عون وبينه‪.‬‬ ‫وعىل صعيد االنتخابات يف الشوف اعترب وهّ اب ان‬ ‫النائب جورج عدوان ال ميكن ان ينجح يف االنتخابات‬ ‫اذا ّ‬ ‫ترشح منفردا‪ ،‬والنائب وليد جنبالط لن يعطي‬ ‫مقعدا للكتائب ال يف الشوف وال يف بعبدا‪ ،‬معبرّ اً‬ ‫عن رفضه اعتبار الكتائب “طاعونا” كام يعتربه‬ ‫الغري‪.‬‬ ‫وعن مسألة ترشيحه قال وهاب‪“ :‬ألتزم قرار‬ ‫املعارضة وتحديداً ما يقرره سامحة السيد حسن‬ ‫نرصالله”‪ ،‬متمنياً ان يكون لتيار التوحيد اللبناين‬ ‫مقعد حتى لو مل يكن له شخصياً‪.‬‬ ‫وعن عالقته باالمري طالل ارسالن أ ّكد وهاب أنه‬ ‫متفق مع أرسالن سياسياً وهو صديق له وبينهام‬ ‫رفقة عمر‪ ،‬ومتنى ان يصبح ارسالن رئيساً لكتلة‬ ‫نيابية يف االنتخابات‪ ،‬ولكنّه لفت اىل رضورة ان‬ ‫يكون للمعارضة الدرزية استعداد مسبق للحصول‬ ‫عىل مقاعد لهم من الخصوم ال من الحلفاء‪.‬‬ ‫عن الوضع عىل الساحة الدرزية أكد أن التفاهامت‬ ‫الثنائية ال ميكنها ان تستمر يف الجبل‪ ،‬يجب تحقيق‬ ‫التفاهامت الجامعية ملصلحة الجبل‪،‬‬ ‫ويف الختام اعترب وهّ اب ان الطائفة الشيعية بعد‬ ‫تحررها من االقطاع باتت تتحكم بالرشق االوسط‬ ‫بأكمله‪.‬‬

‫أكد رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام‬ ‫وهاب يف مداخلة مع برنامج “نحو الربملان”‬ ‫عىل قناة ‪ ،nbn‬بتاريخ ‪ ،2009/3/3‬خوض‬ ‫املعركة االنتخابية يف الشوف مبرشح للتيار‬ ‫هو نائب رئيس املكتب السيايس االستاذ‬ ‫بهاء عبد الخالق عىل الئحة املعارضة‪ ،‬التي‬ ‫تضم املحامي ناجي البستاين والوزير ماريو‬ ‫عون والدكتور ناصيف القزي واالستاذ زاهر‬ ‫الخطيب‪ .‬أما عن املقعد الدرزي الثاين يف‬ ‫الشوف‪ ،‬فأشار وهاب اىل أن الجرنال ميشال‬ ‫عون يريد ترشيح الدكتور خليل حامدة‪،‬‬ ‫وأكد أن الئحة املعارضة يف الشوف ستكون‬ ‫مكتملة‪ ،‬خالفا ملا حصل يف انتخابات العام‬ ‫‪ ،2005‬وأن الظروف اليوم مختلفة‪ ،‬رغم ان‬ ‫الواقع عىل األرض مل يتغري كثريا‪ ،‬من ناحية‬ ‫حجم القوى‪.‬‬ ‫اليوم يف االقليم‪ ،‬وهذا التيار قد يرى يف‬ ‫واعترب وهاب أن املعركة يف الشوف هي‬ ‫األمر مناسبة لالنتقام من وئام وهاب لعدة‬ ‫معركة إثبات وجود‪ ،‬مشريا اىل رضورة‬ ‫أسباب أهمها موقفي من املحكمة الدولية‬ ‫التحضري لالنتخابات املقبلة وتطوير الجو اىل‬ ‫ومن سعد الحريري ومن السعودية‪ ،‬وغريها‬ ‫حني يصبح هناك قانون يناسب املعارضة‪ ،‬أو‬ ‫من االسباب التي قد تجعل هذا تيار املستقبل‬ ‫تغيري ما يف إحدى الكتل االساسية التي يسترشس يف هذه املعركة‪ .‬لذلك قررنا أال‬ ‫تحسم عادة االنتخابات يف الشوف‪ ،‬وهي ثالث‪ ،‬نعطيهم فرصة لالنتقام من هذا االسم‪.‬‬ ‫كتلة اقليم الخروب وكتلة الدروز والكتلة ولكن نحن موجودون يف املعركة حتى لو‬ ‫املسيحية‪ ،‬وأي فريق يأخذ أكرثية الكتلتني مبرشح من التيار وليس أنا شخصيا‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫يهزم الفريق اآلخر‪.‬‬ ‫يسعدين”‪.‬‬ ‫السنية‬ ‫الكتلتني‬ ‫أكرثية‬ ‫“اليوم‬ ‫وتابع وهاب‪:‬‬ ‫وعن مكان ترشحه‪ ،‬أكد وهاب أنه سيكون‬ ‫أما‬ ‫جنبالط‪،‬‬ ‫وليد‬ ‫األستاذ‬ ‫مع‬ ‫والدرزية هي‬ ‫يف جبل لبنان‪ .‬ومل يحدد الدائرة االنتخابية‬ ‫عون‪.‬‬ ‫ميشال‬ ‫الجرنال‬ ‫فمع‬ ‫املسيحيني‬ ‫أكرثية‬ ‫ولكنه أشار اىل دائرتني قد يرتشح عنهام‪،‬‬ ‫ومعركة إثبات الوجود يعني أن نتمكن من إما عاليه أو بعبدا‪ ،‬مشريا اىل أن هذا األمر‬ ‫أن نحدث خرقا اذا تم العمل جدياً وتوافرت مل يحسم بعد بينه وبني الوزير طالل ارسالن‪،‬‬ ‫اإلمكانات الالزمة للمعركة”‪.‬‬ ‫وان أركان املعارضة يتباحثون للوصول اىل‬ ‫قضاء‬ ‫يف‬ ‫ترشحه‬ ‫عدم‬ ‫وردا عىل سؤال عن‬ ‫توافق حول هذا االمر‪ ،‬مشددا عىل رضورة‬ ‫الشوف‪ ،‬والكالم عن انه يفتش عن دائرة الوصول اىل تسوية ما قبل االنتخابات‪ ،‬ألن‬ ‫انتخابية آمنة أكرث وتضمن له الفوز؟ قال عدم تسوية هذا األمر ستكون له انعكاسات‬ ‫وهاب‪“ :‬تيار التوحيد قرر عدم ترشحي يف سلبية‪.‬‬ ‫الشوف العتبارات عدة‪ ،‬أهمها أن هناك رمزية‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬ليس هناك أي مشكلة‬ ‫معينة السمي يف الشوف‪ ،‬وقد تتعرض هذه بيني وبني الوزير ارسالن‪ ،‬وقد توافقت املعارضة‬ ‫الرمزية النتقاد ما من أوساط معينة هناك‪ .‬الدرزية جميعها عىل ان يكون االمري طالل‬ ‫باالضافة اىل ان هناك سيطرة لتيار الحريري عىل رأس املعارضة الدرزية‪ ،‬ولكن ترصف‬

‫‪37‬‬

‫الوزير ارسالن يف االنتخابات يحدد هذا االمر‪.‬‬ ‫فإذا استوعب الجميع يف املعارضة الدرزية‪،‬‬ ‫يبقى عىل رأسها‪ ،‬واذا مل يفعل فبالطبع‬ ‫سيكون هناك حديث آخر بعد االنتخابات”‪.‬‬ ‫وشدد وهاب عىل رضورة ان تحدد املعارضة‬ ‫خطابا ومرشوعا لها لإلمساك بالسلطة‪،‬‬ ‫وإال سيكون ضد املشاركة‪.‬‬ ‫أضاف‪“ :‬أنا ضد استغالل السلطة ملحاربة‬ ‫الخصوم‪ ،‬ألن ذلك سيخلق أزمة كبرية‬ ‫وسيجرنا اىل مثل ما حصل يف ‪ 7‬أيار‪ .‬ولكن‬ ‫أنا مع أن يحكم الفريق الذي يفوز‪ ،‬ولكن أن‬ ‫يحكم عىل أساس مرشوعه‪ ،‬وان يتجنب‬ ‫ثالثة أمور أساسية يف الرصاع وهي القضاء‬ ‫واألمن واالدارة”‪.‬‬ ‫وختم وهاب بـ”أن هناك تغيريات وتطورات كبرية‬ ‫ستحصل يف االشهر الثالثة املقبلة عىل مستوى‬ ‫لبنان واملنطقة‪ ،‬واللعبة ستتغري حسب نتائج‬ ‫الحوار السوري ـ األمرييك والسعودي ‪ -‬السوري‬ ‫وغريهام”‪ ،‬مشريا اىل حدة الرصاع السيايس‬ ‫الذي حصل يف السنوات االربع املاضية والذي‬ ‫مل تشهده الساحة اللبنانية حتى خالل الحرب‬ ‫االهلية‪ ،‬مؤكدا موقفه الداعم لكل ترصف جدي‬ ‫من شأنه أن يريح هذه الساحة ويبعد عنها‬ ‫الرصاعات‪.‬‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫في حديث لبرنامج «الحق يقال» على شاشة (‪)OTV‬‬

‫وهاب‪ :‬بلمار كاذب كما ميليس حتى يثبت العكس‬ ‫ونقل الضباط إلى الهاي عملية خطف‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام وهاب‬ ‫خالل برنامج “الحق يقال” مع اإلعالمية ماغي فرح‬ ‫عىل شاشة “او يت يف”‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2009/3/11‬أن انقالبا‬ ‫سيحصل عىل مستوى املنطقة والعامل‪ ،‬معتربا أن‬ ‫الرئيس االمرييك الجديد باراك أوباما يتجه نحو حل‬ ‫االزمة يف الرشق االوسط التي أصبحت تشكل عبئا‬ ‫عىل األمريكيني‪ ،‬مشريا اىل ان التغيري الذي طرأ عىل‬ ‫مواقف النائب وليد جنبالط سببه سقوط مرشوع‬ ‫جورج بوش الذي راهن عليه‪ ،‬وقراءته للتطورات عندما‬ ‫ذهب اىل أمريكا‪ ،‬حيث أبلغته رايس بكل املتغريات‪.‬‬ ‫واعترب وهاب ان سوريا وايران حققتا انتصارا كبريا يف‬ ‫الرصاع الذي كان دائرا طيلة السنوات االربع املاضية‪.‬‬ ‫وعن موقفه الهجومي من النائب وليد جنبالط‬ ‫يف الفرتة السابقة‪ ،‬اعترب وهاب أن موقف جنبالط‬ ‫يف تلك الفرتة كان فيه مغامرة كبرية قد يدفع‬ ‫مثنها الدروز يف لبنان واملنطقة‪ ،‬مؤكدا أن موقفه‬ ‫من جنبالط أىت لحامية الدروز الذين ال ميكن أن‬ ‫يكونوا خارج املرشوع العريب و”ديفريسوار” للمرشوع‬ ‫األجنبي‪،‬‬ ‫وعن موقفه من النظام املرصي ر ّد وهاب ذلك اىل‬ ‫املوقف املرصي املحارص واملج ّوع واملتف ّرج عىل املجازر التي‬ ‫وقعت بحق الشعب الفلسطيني يف غزة‪.‬‬

‫ايران حققت نرصاً كبرياً بإخراج‬ ‫األمرييك من العراق‪.‬‬ ‫وعن زيارته للجمهورية االسالمية االيرانية‪ ،‬اشار‬

‫وهاب اىل دعم إيران الدائم للقضايا العربية‪ ،‬وخاصة‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬وأكد أن ايران حققت نرصاً‬ ‫كبرياً بإخراج األمرييك من العراق‪ .‬وعن السالح‬ ‫النووي االيراين‪ ،‬أبدى وهاب موقفه الداعم المتالك‬ ‫ايران هذا السالح حتى ألغراض غري سلمية ما دامت‬ ‫ارسائيل متتلك الرؤوس النووية‪.‬‬

‫املرشوع االمرييك‬ ‫هو الذي قتل رفيق الحريري‬ ‫أما عن املحكمة الدولية‪ ،‬فأكد وهاب أن املرشوع‬ ‫االمرييك هو الذي قتل رفيق الحريري‪ ،‬كام اعترب‬

‫وهاب لـ”بي‪.‬بي‪.‬سي”‪ :‬بلمار سوف يقدم اتهاما سياسيا‬ ‫لمحاكمة مخادعة يديرها األميركيون‬ ‫علق رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام وهاب عىل االفتتاح الرسمي للمحكمة الدولية الخاصة‬ ‫باغتيال رئيس الوزراء اللبناين األسبق رفيق الحريري بأنه يوم اتهام سيايس يف مسلسل طويل من‬ ‫االتهامات املستمرة منذ اربع سنوات‪ ،‬واعترب يف حديث لقناة يب‪.‬يب‪.‬يس ان بلامر كام ميليس سوف‬ ‫يقدّم اتهاما سياسيا ملحاكمة مخادعة يديرها األمريكيون‪.‬‬ ‫وعن إمكانية تلبية طلبات املحكمة الدولية أكد وهاب ان أحداً من اللبنانيني لن يلبي أي طلب إذا‬ ‫مل ُيفرج عن الضباط االربعة فوراً‪ .‬أما عن موقف املعارضة اللبنانية من املحكمة فحذر وهاب البعض‬ ‫يف املعارضة من االنخداع مبا يقوله النائب سعد الحريري حول قبوله بحكم املحكمة والذي يشكل‬ ‫استدراجا للقبول مبحكمة سياسية تضع السيف عىل أعناق اللبنانيني ورمبا السوريني‪ ،‬واعترب ان‬ ‫معرفة الحقيقة تكون من خالل القضاء اللبناين بعد اتفاق اللبنانيني وتفاهمهم‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪38‬‬

‫ان القايض دانيال بلامر كاذب كام ميليس حتى‬ ‫يثبت العكس‪ .‬وح ّذر وهاب وزراء املعارضة من‬ ‫التوقيع عىل مذكرة التفاهم مع املحكمة‪ ،‬مشرياً‬ ‫إىل ان وجود القضاة اللبنانيني يف املحكمة الدولية‬ ‫شكيل وعملية سوق الضباط االربعة املعتقلني‬ ‫سياسيا اىل الهاي عملية خطف‪ .‬واستغرب كيف‬ ‫يعترب البعض يوم إعالن انطالق املحكمة يوم فرح!‬ ‫يف الوقت الذي هو يوم نعي القضاء اللبناين‪،‬‬ ‫معتربا ان املامطلة يف اإلفراج عن األخوين عبد‬ ‫العال شكلت فضيحة للقضاء اللبناين‪.‬‬ ‫وعن االنتخابات النيابية‪ ،‬أكد وهاب ان تيار‬ ‫التوحيد رشح االستاذ هشام االعور يف بعبدا‬ ‫والشيخ سليامن الصايغ يف عاليه واالستاذ بهاء‬ ‫عبد الخالق يف الشوف‪ .‬كام أيد االمري طالل ارسالن‬ ‫يف حقه تشكيل كتلة نيابية ولكن ان يأخذ نوابه‬ ‫من خصومه ال من حلفائه يف املعارضة‪ .‬وتوقع فوز‬ ‫املعارضة بسبعني مقعداً بالرغم من املال االنتخايب‬ ‫الذي يدفع مشرياً اىل استحالة عودة السنيورة‪،‬‬ ‫ورافضاً ترشيح النائب سعد الحريري إىل رئاسة‬ ‫حكومة ما بعد االنتخابات‪ .‬وأضاف‪“ :‬ان تيار املستقبل‬ ‫يحاول بكل االمكانات نقل املعركة االنتخابية اىل‬ ‫املناطق املسيحية لرضب املسيحي القوي أي الجرنال‬ ‫عون‪ ،‬الذي ال يهادن وال يساوم وال يسكت عن الفساد‬ ‫ويذ ّكر دامئا باملحاسبة”‪.‬‬ ‫وعن موضوع التجاذب حول موازنات الهيئة العليا‬ ‫لالغاثة ومجلس الجنوب واملهجرين‪ ،‬أكد وهاب رضورة‬ ‫إقفال كل الصناديق وإنهاء قضية املهجرين‪.‬‬ ‫ونشرياىل ان انقطاعاً طرأ عىل إرسال املحطة يف‬ ‫بعض املناطق أثناء حوار وهاب التلفزيوين‪.‬‬

‫موقف جنبالط فيه مغامرة‬ ‫كبرية قد يدفع مثنها الدروز‬ ‫يف لبنان واملنطقة‬ ‫أؤيد االمري طالل ارسالن يف‬ ‫حقه تشكيل كتلة نيابية‬ ‫ولكن ان يأخذ نوابه من‬ ‫خصومه ال من حلفائه‬ ‫يف املعارضة‬

‫الصايغ بعد زيارته حبيقة‪:‬‬ ‫الئحة المعارضة في عاليه أحجية‬

‫مسؤولة العالقات الدولية‬ ‫زارت سفارة فنزويال‬ ‫استقبلت سعادة سفرية فنزويال يف لبنان‬ ‫سعاد كرم مسؤولة العالقات الدولية يف تيار‬ ‫التوحيد اللبناين الرفيقة فريال أبو ذياب التي‬ ‫نقلت إليها تحيات رئيس تيار التوحيد اللبناين‬ ‫الوزير وئام وهاب وتهنئته لرئيس الجمهورية‬ ‫البوليفارية الفنزويلية هوغو تشافيز فرياس‪،‬‬ ‫وللشعب الفنزوييل الصديق الذي انترص يف‬ ‫مرشوع اإلصالح الدستوري‪ ،‬معترباً هذا النجاح‬ ‫مشرتكاً بني فنزويال وتيار التوحيد‪.‬‬ ‫كام أبدت سعادة السفرية تقديرها الكبري‬ ‫لهذا املوقف الذي وصفته بأنه “ليس بالغريب‬ ‫عىل الوزير وهاب”‪ ،‬وهو دليل جديد عىل الروابط‬ ‫املتينة بني فنزويال قيادياً وشعبياً مع لبنان عىل‬ ‫وجه العموم وتيار التوحيد اللبناين بشكل‬ ‫خاص‪.‬‬

‫‪...‬وسفارة كوبا‬ ‫كام زارت الرفيقة أبو ذياب سفارة كوبا يف‬ ‫لبنان‪ ،‬حيث التقت سعادة السفري دار ّيو دي آورا‬ ‫رحب بهذا اللقاء‪ .‬تداول الطرفان األوضاع‬ ‫الذي ّ‬ ‫اإلنتخايب‬ ‫واإلستحقاق‬ ‫الراهنة‬ ‫السياسية‬ ‫املقبل‪ ،‬وأكد سعادة السفريعىل أهمية اجراء‬ ‫اإلنتخابات النيابية يف وقتها املحدد وضمن أجواء‬ ‫توافقية ودميقراطية لخري وصالح لبنان‪ .‬كام ح ّمل‬ ‫سعادته تحياته لرئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬مثنياً عىل أهمية مواقفه الوطنية‬ ‫وعالقاته الخارجية البارزة‪.‬‬

‫حبيقة والصليغ والصفدي‬

‫زار وفد من تيار “التوحيد اللبناين” برئاسة نائب رئيس التيار الشيخ سليامن الصايغ ومسؤول‬ ‫العالقات السياسية يارس الصفدي‪ ،‬رئيس “حزب الوعد” جو حبيقة يف مكتبه يف سن الفيل‪ ،‬وجرى‬ ‫البحث يف سبل التعاون بني الحزبني عىل صعيد االنتخابات النيابية يف الدوائر املشرتكة بني الفريقني‪،‬‬ ‫ويف كيفية العمل من أجل نجاح قوى املعارضة ومرشوعها التغيريي يف لبنان والتأكيد عىل حامية‬ ‫الثوابت الوطنية االساسية عىل الصعيد العام‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء أكد حبيقة انه “ما زال مرشح يف دائرة بعبدا ومن ضمن خط املعارضة الوطنية”‪.‬‬ ‫من جهته أكد الشيخ الصايغ ان “ترشيحه يف قضاء عاليه باق ولن يرتاجع عنه ما دمنا ننطلق‬ ‫من الثوابت الوطنية االساسية‪ ،‬وما دامت الئحة املعارضة متعرثة وما زالت أحجية ال نعرفها نتيجة‬ ‫أخطاء من يقود ويحمل رايتها يف قضاء عاليه‪ ،‬وهو أص ًال مل يقدم أي مرشوع يجمع كل هذه القوى‬ ‫ومل نر منه سوى اللهاث خلف مقعد نيايب غابر نحن بغنى عنه‪ ،‬ولذلك أدعو كل القوى الحية يف‬ ‫القضاء اىل تشكيل الئحة خارج اإلقطاع السيايس التقليدي‪ ،‬تتكون من األحزاب والجمعيات االهلية‬ ‫والثقافية والشخصيات الوطنية املشهود لها‪ ،‬ملواجهة إقطاع سيايس تقليدي يعود كل فرتة ليطل‬ ‫علينا برأسه متوافقاً عىل اقتسام نفوذه يف املنطقة دون أن يراعي أي قيمة لالجيال الشابة وقوى‬ ‫التغيري‪ ،‬ومن هنا نحذر قادة املعارضة وأحزابها الفاعلة يف املنطقة من استمرار الرهان عىل هذه‬ ‫القوى حتى ال تخرس املعركة بأكملها”‪.‬‬

‫توقيف البشير‬

‫تيار التوحيد‪ :‬العدو الصهيوني‬

‫تسخير للعدالة الدولية‬

‫هو المستفيد من عملية اغتيال مدحت‬

‫في نهب ثروات السودان‬

‫استنكاراً الغتيال املناضل الفلسطيني الدكتور كامل مدحت ومجموعة من‬ ‫مرافقيه صدر عن امانة االعالم يف تيار التوحيد اللبناين البيان التايل‪:‬‬ ‫ال تكفي عبارات التنديد واالستنكار يف رد الفعل عىل الجرمية البشعة‬ ‫التي اودت بحياة املناضل الفلسطيني الدكتور كامل مدحت ومجموعة من‬ ‫مرافقيه‪.‬‬ ‫ومبعزل عن الجهة التي قامت بتنفيذ هذا العمل الجبان‪ ،‬فإن املستفيد واحد‬ ‫من نتائجها وهو العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫يتقدم تيار التوحيد اللبناين بأحر التعازي اىل عائالت الشهداء واىل األخوة‬ ‫يف حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ويدعوهم اىل املزيد‬ ‫من التسمك بوحدتهم الوطنية الفلسطينية وارساء املصالحة عىل قاعدة‬ ‫التمسك باملقاومة الفلسطينية التي سقط عىل طريقها خرية القادة والشباب‬ ‫يف سبيل تحقيق أهدافها وعىل رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها‬ ‫القدس الرشيفة‪.‬‬

‫استنكر رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام وهاب مذكرة‬ ‫التوقيف التي صدرت بحق الرئيس السوداين عمر حسن‬ ‫البشري والتي أصدرتها املحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬يرى انه كان‬ ‫يجب محاكمة جورج بوش عىل جرامئه بحق الشعب العراقي‬ ‫والشعوب املظلومة‪ ،‬وإرسائيل عىل جرامئها بحق الشعبني‬ ‫الفلسطيني واللبناين‪.‬‬ ‫واعترب وهاب أن يف توقيف البشري تسخرياً للعدالة الدولية‬ ‫يف نهب ثروات السودان وتطويع قياداتها‪ ،‬مناشداً العرب عامة‬ ‫للوقوف اىل جانب البشري‪ ،‬والشعب السوداين تحديدا للوقوف‬ ‫اىل جانب رئيسهم‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫أمين الداخلية في تيار التوحيد اللبناني يتحدث عن االنتخابات النيابية‬

‫هشام األعور لـ«منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫نخوضها‬ ‫بثالثة مرشحين‬ ‫وح ّركنا «الماكينة‬ ‫االنتخابية»‬

‫االنتخابات اللبنانية‪ ،‬االستحقاق املقبل يف حزيران‪،‬‬ ‫االستعدادات تجري والحسابات التي تواكب رمبا تتغري‪ ،‬اليشء‬ ‫الوحيد الذي يبقى هو لبنان العظيم‪ ،‬والجو العام يتفاعل مع‬ ‫هذا الحدث‪ ،‬االستعدادات اليوم وما يجب معرفته‪ ،‬النتائج‬ ‫ليست نهاية الطريق‪ ،‬فهي املحطة الهامة يف وقت صعب‪.‬‬ ‫ونحن يف تيار التوحيد اللبناين كحركة تغيريية شاملة‬ ‫نضع إمكانات يف خدمة الوطن لبناء الغزة وتعزيز االنتامء اىل وطن حر مقاوم تسوده‬ ‫العدالة االجتامعية‪ ،‬واذا كان إمياننا بالتغيري ينبع أص ًال من هدف تأمني حياة كرمية حرة‬ ‫لهذا الوطن وأبنائه‪ ،‬فإن هذا الهدف سيتحقق فقط من خالل بناء االنسان القادر والواعي‬ ‫امللتزم املقاوم‪ ،‬الذي يستحق ان يعيش بحريته وكرامته من بلد له تاريخ طويل بأمجاده‬ ‫وحضارته‪ ،‬لبنان الذي تكمن من دحر العدو الصهيوين‪ ،‬وصمد وقاوم وانترص‪ ،‬فهو محط‬ ‫اهتامم العامل‪ ،‬وهذه الصورة املرشقة للبنان املقاوم مل تأت هكذا‪ ،‬وهذا الشعب العظيم‬ ‫قدم التضحيات الغالية‪.‬‬ ‫ونحن عىل ابواب االنتخابات النيابية فإننا يف تيار التوحيد اللبناين نعاهد شعبنا‬ ‫عىل االستمرار بعزم وصالبة‪ ،‬من أجل التغيري الحقيقي نحو االفضل وبناء املجتمع‬ ‫الدميوقراطي القادر عىل تلمس خطاه ويحدوه األمل يف أن يكون رق ًام صعباً من املعادلة‪،‬‬ ‫ومن يعرف قيمة الحياة‪ ،‬يقدم التضحيات‪ ،‬انها ساعة العمل واألمل‪ ،‬وثقتنا بشعبنا‬ ‫اللبناين وقواه الح ّية‪ ،‬ونحن نؤمن بأننا جزء من األمة العربية وهو جزء قادر‪ ،‬يشكل سنداً‬ ‫ألمته مبقاومته‪ ،‬وبسعيه الدائم نحو وطن عزيز‪ ،‬يشكل رافعة هامة من اجل التغيري‬ ‫الدميوقراطي‪ ،‬ويساهم يف كل ما ميكن لتعزيز صمود أمته يف وجه التحديات التي باتت‬ ‫تستهدف وجوده ومستقبله‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء عىل استحقاق االنتخابات النيابية‪ ،‬كان لنا لقاء مع أمني الداخلية يف‬ ‫تيار التوحيد اللبناين هشام األعور‪ ،‬وهذا نص املقابلة‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪40‬‬

‫اللبناين االنتخابات‬ ‫ماكينة انتخابية‬ ‫ومم‬ ‫االنتخابات ؟‬ ‫ّ‬ ‫االمكانات املتاحة‬

‫ـ سيخوض تيار التوحيد‬ ‫النيابية‪ ،‬هل هناك من‬ ‫مركزية‪ ،‬أو لجنة ترشف عىل‬ ‫تتألف هذه اللجنة؟ وما هي‬ ‫املوضوعة بترصف اللجنة؟‬ ‫يخوض تيار التوحيد اللبناين االنتخابات‬ ‫النيابية لعام ‪ 2009‬بثالثة مرشحني موزعني بني‬ ‫اقضية الشوف ‪ -‬عاليه وبعبدا‪ ،‬لذلك عمد التيار‬ ‫ومنذ اشهر اىل إطالق ماكينة انتخابية مركزية‬ ‫ضمت عدداً من الرفاق املركزيني الذين أسندت‬ ‫لهم مهام انتخابية محددة ومهمتها اإلرشاف‬ ‫عىل سري عمل التحضري لخوض االنتخابات يف‬ ‫االقضية املذكورة‪ ،‬باإلضافة اىل قضاء راشيا‪-‬‬ ‫البقاع الغريب حيث هناك وضعية انتخابية للتيار‬ ‫بالتنسيق مع حلفائة املرشحني‪ ،‬وتتألف لجنة‬ ‫االنتخابات املركزية من مدير الحملة االنتخابية‬ ‫ومن مهامه‪:‬‬ ‫قيادة فريق العمل االنتخايب الذي يضم‬ ‫مسؤويل القطاعات فينسق بينهم ويتابع‬ ‫تنفيذ املهام ومعالجة املشكالت‪ ،‬هذا باالضافة‬ ‫اىل دوره يف االرشاف املبارش عىل ادارة الحملة‬ ‫االنتخابية والقيام بدوره املحوري يف التنسيق‬

‫مع مسؤويل املناطق والتواصل معهم يف هذا االمر‪ ،‬كام تضم املاكينة‬ ‫املركزية عددا من املسؤولني املتابعني لشؤون سياسية وإعالمية وإعالنية‬ ‫والدراسات واإلحصاءات واملعلوماتية واالعامل االنتخابية املبارشة (مندويب‬ ‫نقل الناخبني ـ تثقيف انتخايب) واملالية واملشرتيات‪.‬‬ ‫أما عن اإلمكانات املتاحة وان كانت قليلة اال انه تجدر االشارة إىل أن عمل‬ ‫املاكينة االنتخابية يف التيار يتم تطوعياً من قبل رفاق ورفيقات وان كان‬ ‫التيار يغطي بعض نفقاتهم الخاصة‪.‬‬ ‫ما هو دور املاكينة االنتخابية‪ ،‬وما مدى امتداداها واالمكانات املوضوعة‬ ‫تحت ترصفها‪ ،‬وهل هناك إعداد مسبق ملثل هذا االستحقاق؟‬ ‫مع بداية السنة الجديدة عمدنا اىل إنشاء ماكينتنا االنتخابية بهدف‬ ‫إدارة الشؤون االنتخابية يف جميع املراحل قبل االنتخابات وخاللها وبعدها‬ ‫بهدف كسب الحد االقىص من أصوات املقرتعني مع احرتام وتطبيق لجميع‬ ‫قسمنا عملنا عىل مراحل متعددة‪:‬‬ ‫القوانني التي تنظم االنتخابات‪ ،‬لذلك ّ‬ ‫فرتة ما قبل الحملة االنتخابية وهي تشمل إعداد الدراسات واإلحصاءات‬ ‫والخطة الكاملة للحملة االنتخابية‪ ،‬باالضافة اىل إعداد لوائح املندوبني‬ ‫املحتملني وإعداد املوازنات‪.‬‬ ‫فرتة الحملة االنتخابية وهي تشمل الحملة اإلعالمية واإلعالنية‪ ،‬باالضافة‬ ‫اىل زيارات ولقاءات مرشحي التيار مع ناخبيهم واختيار املندوبني وتدريبهم‬ ‫وقيام املهرجانات االنتخابية‪.‬‬ ‫فرتة االنتخابات‪ :‬وهي تتعلق بجميع االمور اللوجستية واالدارية من ادارة‬ ‫املندوبني ومساهمة التيار بنقل الناخبني من مراكز االقرتاع واليها وتلقي‬ ‫النتائج غري النهائية من االقالم والعمل عىل فرز النتائج ومواكبة الفرز‬ ‫املركزي‪.‬‬ ‫فرتة ما بعد االنتخابات وهي املرحلة االخرية التي تقوم فيها املاكينة عىل‬ ‫تحليل النتائج النهائية‪.‬‬ ‫ـ ما هو مدى التنسيق مع األحزاب والقوى السياسية واالجتامعية‬ ‫والوطنية يف املعارضة‪ ،‬وهل وصل التنسيق أو الخطط املوضوعة‬ ‫لدرجة مقبولة‪ ،‬وهل من ثغرات ميكن تفاديها قبل الوصول اىل لحظة‬ ‫االستحقاق؟‬ ‫تجري املاكينة االنتخابية لتيار التوحيد سلسلة من االتصاالت السياسية‬ ‫تنسق حاليا انتخابياً مع عدد من االحزاب والقوى السياسية الحليفة‪،‬‬ ‫وهي ّ‬ ‫وأبرز هذه االحزاب التيار الوطني الحر الذي عقدنا مع قياداته عدة لقاءات‬ ‫لوضع خطة عمل مشرتكة‪ ،‬هذا باإلضافة اىل االتصاالت التي نقوم بها‬ ‫مع القوى التقليدية العائلية والفاعليات الرسمية واالهلية يف املناطق‬ ‫كالجمعيات والنوادي والروابط بهدف االستمرار والتواصل الدائم مع قاعدتنا‬ ‫االنتخابية ونقل أجوائها واحتياجاتها وقضاياها‪.‬‬ ‫أما عن املشاكل التي تعرتضنا فهي تتلخص بغياب روح التعاون‬ ‫والتنسيق مع بعض من حلفائنا السياسيني‪ ،‬وخاصة من املعارضة الدرزية‪،‬‬ ‫وهذا يستدعي وعياً لدى القادة وإدراك أهمية هذه االنتخابات والرتفع فوق‬ ‫كل املصالح الشخصية الضيقة والتعاطي مع هذا االستحقاق بروحية‬ ‫موحدة‪.‬‬ ‫ـ ما هو الربنامج االنتخايب‪ ،‬وعىل ماذا يتم الرتكيز‪ ،‬وهل هناك برنامج‬ ‫خاص بالتيار‪ ،‬أم هناك برنامج كامل للمعارضة؟‬ ‫دعا تيار التوحيد اللبناين منذ اللحظة االوىل اىل بلورة برنامج تغيريي‬ ‫يشكل االطار الدارة الحكم ما بعد االنتخابات ونحن بانتظار املعارضة‬ ‫اللبنانية لالعالن عن مثل هذا الربنامج‪.‬‬ ‫أما عىل صعيد الربنامج االنتخايب للتيار فقد تم االعداد له وهو يحتوي‬ ‫عىل عدد من البنود التي توزعت ما بني السياسة واالمناء واالقتصاد وغريها‬ ‫من املواقف االخرى التي تعرب عن مدى طموحات وأمنيات أهلنا يف الجبل‬ ‫الذين عانوا الكثري من الفقر والحرمان والبطالة لسنوات طوال‪ ،‬وآن األوان يك‬ ‫يقرتعوا اليوم للمرشوع والربنامج التغيريي ال لالشخاص‪.‬‬ ‫ـ هل قمتم بحملة إعداد جيدة تشارك فيها لجان خاصة من التيار‬ ‫لتوضيح أهمية االنتخابات وان ميارس كل فرد دوره يف هذه الحملة؟‬ ‫نع ّد حاليا دورات تدريبية لجميع املتطوعني يف املاكينة االنتخابية‪ ،‬وهم‬

‫يخضعون حاليا لدورات عىل أيدي متخصصني يف الشؤون االنتخابية‬ ‫ليعرف كل منه الدور واملهام املوكلة اليه يوم االنتخابات‪.‬‬ ‫ـ يبدو أن شدة املنافسة قد بدأت‪ ،‬وهي يف املعارضة اكرث وضوحاً منها‬ ‫يف املواالة‪ ،‬ما رأيكم؟‬ ‫احتدمت املنافسة االنتخابية بني املرشحني‪ ،‬سواء كان عىل صعيد‬ ‫املعارضة ام املواالة وهذا أمر طبيعي ان يزداد عدد املرشحني قبل اعالن اللوائح‬ ‫االنتخابية‪ ،‬فهذا من البديهيات يف اي بلد دميوقراطي كالنظام اللبناين‪،‬‬ ‫وما نود أن نشري اليه اىل بدء االجتامعات التمهيدية لقادة املعارضة التي‬ ‫ستعمد اىل تشكيل لوائحها االنتخابية يف كل املناطق بحيث تتبدد‬ ‫املنافسة بني مرشحي املعارضة ملصلحة املنافسة عىل تأمني االكرثية‬ ‫النيابية ملرشوعنا السيايس الذي عىل أساسه يجب ان تؤلف الحكومة‬ ‫املستقبلية‪ ،‬ليس عىل قاعدة الغالب واملغلوب بل عىل أساس تطبيق‪ ،‬ألول‬ ‫مرة‪ ،‬مفهوم الدميوقراطية الليربالية وقاعدتها البسيطة أكرثية تحكم‬ ‫وأقلية تعارض‪.‬‬ ‫ـ ماذا تقول ملنتسبي التيار‪ ،‬مبا يخدم استحقاق االنتخابات‪ ،‬وما هي‬ ‫رسالة التيار اىل اللبنانيني؟‬ ‫إنها املرة االوىل التي يخوض فيها تيار التوحيد اللبناين استحقاقا‬ ‫انتخابيا‪ ،‬وهذا ما يتطلب من رفاقنا مسؤولية أكرب يف التعاطي معه وتقديم‬ ‫النموذج الحضاري يف املامرسة االنتخابية والعمل جاهدين عىل استقطاب‬ ‫العدد االكرب من الناخبني ملصلحة مرشحي التيار عىل أساس برنامجهم‬ ‫السيايس املرتفع عن العصبيات العائلية واملذهبية والطائفية‪.‬‬ ‫أما اىل اللبنانيني فنقول‪ :‬نحن تيار مقاوم‪ ،‬عريب االنتامء‪ ،‬ونؤمن باملقاومة‬ ‫كخيار اسرتاتيجي رادع يف مواجهة العدو الصهيوين والحد من أطامعه‬ ‫واعتداءاته املتكررة عىل لبنان‪ ،‬نحن تيار يؤمن بالدورالعريب التاريخي لطائفة‬ ‫املوحدين الدروز الذي رسمه سلطان باشا االطرش‪ ،‬نحن تيار رشيك يف خط‬ ‫املامنعة والتصدي لكل إمالءات الغرب ومطامعه وكل من تتسول له نفسه‬ ‫التدخل يف شؤوننا العربية‪.‬‬ ‫تلك رسالتنا قبل اشهر عىل خوض االستحقاق االنتخايب‪ ،‬فاملعارضة التي‬ ‫نجحت بتقديم النموذج البديل يف مواجهة العدو االرسائييل عىل مختلف‬ ‫الصعد السياسية والعسكرية واالعالمية‪ ،‬مدعوة اليوم اىل تقديم النموذج‬ ‫االفضل يف مامرسة الحكم اىل اجرتاح الحلول لجميع مشاكلنا السياسية‬ ‫واملعيشية واإلمنائية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫تيار التوحيد اللبناني يقيم غداءً لفعاليات المتن‬

‫ولكن من منا ال يعرف أن الوطن الحق هو كيان حر‬ ‫مستقل وسياج الكرامة واألمان‪ ،‬معقل األحرار‬ ‫والرشفاء وجنة العيش املشرتك لكل مواطنيه‬ ‫عىل اختالف أهوائهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم‪.‬‬ ‫الوطن دولة‪ ،‬قانونها رشيعة حقة وميثاقها‬ ‫املواطنية‪ ،‬وأساسها الحرية التي تنقلنا من عامل‬ ‫التخلف اىل عامل التألق الحضاري الذي نتوق اليه‪.‬‬ ‫وهذه هي أبسط قواعد املنطق الذي ال يخالفنا‬ ‫فيه إال أولئك الذين جعلوا من لبنان صفقة‪ ،‬جزأوه‬ ‫وتقاسموه قرابني يف ما بينهم!! وكل ذلك عىل‬ ‫حساب الشعب وحريته وكرامته‪ ..‬فأبدا لن نقبل‬ ‫بعد اليوم إال بحكم العقل والعدل والحق! لن نقبل‬ ‫إال بدولة املؤسسات والقوانني‪ ،‬بعد كل ما شهدناه‬ ‫من ارتهان وتكريس لقانون يقوي فئة عىل اخرى‪،‬‬ ‫وبعد ان عملوا طيلة العقود املاضية عىل ان يبقى‬ ‫لبنان مقسام مرشذما يك يبقوا عىل مزارعهم‬ ‫معاقلهم الشخصية والطائفية التي وضعوا لها‬ ‫قوانني تتناسب ومصالحهم الضيقة وحساباتهم‬ ‫املناطقية واالنتخابية”‪.‬‬ ‫وتابعت العياص‪“ :‬ال تخافوا التغيري فهو آت بإذن‬ ‫الله‪ .‬كونوا ر ّواد التغيري اآليت‪ ،‬كونوا اساس البناء‬ ‫الجديد‪ ،‬ثوروا عىل الحرمان واالستعباد‪ ،‬كونوا أحرارا‬ ‫كام عهدناكم‪ ،‬قولوا ال لالستسالم‪ ،‬فزمن الهزمية‬ ‫قد وىل‪ .‬وال تنتظروا أجوبة من أحد‪ ،‬ال بل اجعلوهم‬ ‫هم يسألون عن “لبنانهم” (كام يسمونه)‪ ،‬فنحن‬ ‫ال نعرف اال لبنان الواحد الذي لطاملا حلمنا به‪،‬‬ ‫وسنحققه بأيدينا‪ ..‬وسيجيبهم هو (لبنان الواحد)‬ ‫أين ذهب “لبنانهم” وحلمهم بتقسيم هذا البلد‬ ‫وإضعافه!!”‪.‬‬

‫أمين الداخلية هشام األعور‪:‬‬ ‫لبرنامج تغييري على مستوى الوطن‬ ‫بدعوة من تيار التوحيد اللبناين‪ ،‬هيئة العمل‬ ‫التوحيدي والجمعية التوحيدية الخريية‪ ،‬أقيم‬ ‫يف مطعم قرص الوادي يف حامنا غداء تعاريف‬ ‫لفعاليات املنت‪ ،‬حرضه اىل جانب نائب رئيس التيار‬ ‫الرفيق سليامن الصايغ وأعضاء املكتب السيايس‬ ‫ومجلس األمناء وبعض كوادر التيار‪ ،‬ممثلون عن‬ ‫أحزاب وقوى صديقة وحليفة‪ ،‬ويف طليعتهم‬ ‫حزب الله ممثال بالحاج بالل داغر عىل رأس وفد‪ ،‬ووفد‬ ‫التيار الوطني الحر ممثال مبنسق قضاء بعبدا االستاذ‬ ‫زياد واكد‪ ،‬وعن تيار املردة االستاذ بيار البعقليني‪،‬‬ ‫والحزب السوري القومي االجتامعي ممثال بوكيل‬ ‫عميد املالية األمني نبيل ابو نكد عىل رأس وفد من‬ ‫املسؤولني‪ ،‬وحزب البعث ممثال باالستاذ أسد سويد‪،‬‬ ‫وفعاليات من منطقة املنت ووفد كبري من آل األعور‬ ‫ورؤساء بلديات ومخاتري املنطقة‪.‬‬ ‫وكان التحضري للقاء بدأ باكراً من يوم الثامن‬ ‫من آذار ‪ ،2009‬عندما قدم اىل مكان الحفل الرفاق‬ ‫والرفيقات املتطوعون يف مفوضية املنت العامة‬ ‫استعداداً الستقبال أهلهم من قرى وبلدات املنت‬ ‫األعىل ولتسطع شمس التوحيد فوق بحر من‬ ‫الالفتات امللونة بألوان التوحيد‪ .‬وعىل وقع االناشيد‬ ‫الحزبية استقبلت قيادة التيار الوافدين‪ ،‬فيام‬ ‫أ ّمنت الرفيقات‪ ،‬وهن يعتمرن القبعات الحمراء‬ ‫ويلبسن قمصانا مزدانة بشعار التوحيد‪ ،‬املقاعد‬ ‫للمشاركني يف اللقاء‪ ،‬الذي أراد منه التيار التأكيد‬ ‫عىل اندماجه يف محيطه املتني وتقديم مصلحة‬ ‫أهايل املنت عىل كل املصالح الضيقة واالنانية‪،‬‬ ‫واملساهمة يف إزاحة تلك الضبابية التي غطت‬ ‫سامء الجبل لسنوات طويلة ومل ترتك سوى املرارة‪،‬‬ ‫ومخ ّلفات سيئة عىل كل األصعدة التي باتت‬ ‫تستدعي املعالجة واالصالح‪.‬‬

‫قيادة تيار التوحيد يف استقبال الضيوف‬

‫وفد من «حزب الله» يشارك يف الغداء‬

‫جانب من حضور املشايخ‬

‫وفد هيئة العمل التوحيدي‬

‫األعور‬ ‫ثم تحدث أمني الداخلية يف تيار التوحيد اللبناين‬ ‫هشام االعور فقال‪“ :‬تحية طيبة محملة بأريج عطر‬ ‫الجبل العابق بالصدق والشموخ والوفاء‪ ،‬الف تحية‬ ‫لكم والف سالم عليكم‪.‬‬ ‫يف البدء اسمحوا يل باسم الذي انطلق مبرشوع‬ ‫توحيدي وطني‪.‬‬ ‫باسم الذي وضع يده عىل محراث العمل‬ ‫االجتامعي الصادق‪.‬‬ ‫باسم الذي يعرف معنى الوفاء ومعنى الصدق‬ ‫ومعنى الدرب الطويل‪.‬‬ ‫باسم الشامخ ابدا كشموخ باروكنا املبارك‪.‬‬ ‫باسم االستاذ وئام وهاب رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناين الذي ائتمنني عىل قبلتني منه‪ ،‬االوىل‬ ‫تطبع عىل جباهكم الناصعة مع عذر قاهر بعدم‬ ‫الحضور‪ ،‬والثانية قبلة املحبة والشكر العميق‬ ‫لحضوركم الكريم”‪.‬‬ ‫وأضاف األعور‪“ :‬أيها األحباء‪ ،‬ان دعوتنا اليوم‬ ‫ليست سوى نقطة انطالق او قطرة من غيث لبدء‬ ‫مسرية نسعى جاهدين يك تكون مسرية اعامل‬ ‫ناصعة من اجل جبلنا االشم ولبناننا الحبيب‪.‬‬ ‫ما ان وضعت الحرب أوزارها‪ ،‬حتى كنا وإياكم‬ ‫نتطلع وعيوننا مرشئبة لقيام دولة مؤسسات‬ ‫ترعى مصالح املواطنني‪ ،‬آخذة بعني االعتبار جميع‬ ‫احتياجاتهم‪ ،‬ودولة عادلة تقف عىل مسافة واحدة‬

‫فعاليات متنية‬

‫العياص‬ ‫وبعد النشيدين الوطني اللبناين وتيار التوحيد‬ ‫اللبناين‪ ،‬ألقت عريفة االحتفال وداد العياص كلمة‬ ‫رحبت خاللها بالحضور ودعت املتنيني الذين عانوا‬ ‫كباقي اللبنانيني عىل مر السنني من الحرمان‬ ‫والتهميش‪ ،‬اىل تحكيم الضمري يوم االنتخاب‬ ‫والتعاطي مبسؤولية مع هذا االستحقاق “يك نصنع‬ ‫التغيري املنشود ونبني لبنان الذي نريد ونطمح”‪.‬‬ ‫وأضافت‪“ :‬نجتمع اليوم ويف قلوبنا معاناة‬ ‫واحدة ويف خاطرنا تساؤالت عدة؛ ما قصة لبنان‬ ‫هذا؟! أهو وطن أم مزرعة أم ساحة للصفقات؟!!!‬

‫قوى سياسية وحزبية حرضت الغذاء‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪42‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وفد من المتن األعلى والجبل يزور رئيس «التيار الوطني الحر»‬

‫عون ‪ :‬وحدة الجبل هي وحدة المسيحيين والدروز معاً‬ ‫األعور ‪ :‬نمثل نهج التغيير وخيار المقاومة اللذين ال يتغيران‬ ‫عريفة الحفل وداد العياص‬

‫األعور يلقي كلمته‬

‫جانب من الحضور‬ ‫من جميع أبنائها يف تحقيق االمناء املتوازن‪ ،‬ال سيام‬ ‫أننا نعي حجم املعاناة التي يرزح تحتها املواطن عىل‬ ‫كل الصعد وامليادين‪ ،‬كنا نأمل أن تقوم دولة االنسان‬ ‫التي تبدأ وفق أولويات محددة بالنهوض واالعامر”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬كنا نرتقب أن يكون القطاع الصحي‬ ‫الركيزة يف طأمنة املواطن الذي يأمن بيومه من غده‬ ‫وال يخىش تسديد فاتورته الصحية أو حتى تأمني‬ ‫مستلزماته االستشفائية‪ ،‬مع العلم ان املنت االعىل‬ ‫يستحق ان يحتضن مستشفى يقي أهاليه املوت‬ ‫عىل طرق مستشفيات العاصمة‪.‬‬ ‫كنا نأمل من جميع املسؤولني ان ينظروا اىل‬ ‫كيفية دعم القطاع الصناعي والزراعي والسياحي‬ ‫ليبقى ابناء املنت االعىل مرتسخني يف قراهم ويف‬

‫بيوتهم وال يكونوا مشاريع هجرة وتهجري يف‬ ‫منظومة ( قانون استمالك االجانب)‪.‬‬ ‫وان أردنا ان نستعرض احتياجات هذه املنطقة‬ ‫الغالية ألخذنا من الوقت ساعات طواال‪ .‬وان ما‬ ‫نورده ليس إظهار عورات اآلخرين بقدر ما هو تصويب‬ ‫بوصلة العمل السيايس واالجتامعي عرب أهدافه‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫بعد كل ما رأيناه من إهامل فاضح‪ ،‬كان ال بد‬ ‫ان نتحرك ونبدأ مسرية االلف ميل بخطوة اوىل‬ ‫يف الوقوف جنب أهلنا ومؤازرتهم يف محنهم‬ ‫والتضامن معهم لتوفري الحياة الحرة الكرمية لكل فرد‬ ‫من افراد هذا الجبل االشم والسعي دوما نحو وحدة‬ ‫متكاملة ونحو مواطنية حقة يك يحيا االنسان‬

‫بكرامة وطأمنينة عىل يومه وغده وغد أبنائه من‬ ‫بعده‪ .‬لذلك كله يجب ان نستعيد كمعارضة‬ ‫املقعد الدرزي يف بعبدا‪ ،‬بعد مصادرته طويال‪.‬‬ ‫وملن املقعد‪ ،‬هذا تفصيل بالنسبة الينا‪ ،‬فاألولوية‬ ‫عندنا تقوم عىل مبدأين اساسيني‪ ،‬اولهام دعوة‬ ‫املعارضة اىل بلورة برنامج تغيريي عىل مستوى‬ ‫الوطن والرتفع عن الرصاعات الداخلية واملصالح‬ ‫الضيقة‪ .‬وثانيهام‪ :‬الحفاظ عىل املقاومة والتأسيس‬ ‫عىل تجربتها لحامية لبنان وردع العدو االرسائييل‬ ‫مع رفضنا الكامل ألي تدخل امرييك يف العالقات‬ ‫اللبنانية ـ السورية التي يجب أن تحددها فقط‬ ‫مصلحة البلدين املشرتكة ال رغبات وأمنيات هذا‬ ‫املندوب االمرييك “فيلتامن” بعقليته السابقة التي‬ ‫ولت مع معلمه بوش اىل مزبلة التاريخ‪ .‬ونحذر كل‬ ‫من يريد التعاطي مع هذه املنطقة‪ ،‬من أن يتعاطى‬ ‫مع الحقائق الجديدة التي فرضتها حربا متوز وغزة‪.‬‬ ‫وكل من ميثل هذين املنهجني ميثلنا من اجل الحفاظ‬ ‫عىل وطننا وعىل هويتنا العربية املامنعة”‪.‬‬ ‫وختم االعور قائال‪ “ :‬لن نألو جهدا للمحافظة‬ ‫عىل تراثنا والتعلم من شجاعة املغفور له املهندس‬ ‫عارف االعور‪ ،‬والعمل من وحي حكمة كبري عائلتي‬ ‫الغائب الحارض ابدا السيايس اللبق والنظيف‪،‬‬ ‫املغفور له االستاذ بشري االعور‪ ،‬ونعاهده يف ثراه ان‬ ‫نعمل دوما بالضمري والوجدان اللذين كان يحملهام‬ ‫يف مسريته”‪.‬‬

‫وفد تيار التوحيد اللبناني يلتقي فعاليات درزية في بعبدا‬ ‫يف إطار الجوالت والزيارات التي‬ ‫تقوم بها قيادة تيار التوحيد اللبناين‬ ‫عىل قرى الجبل بالتنسيق مع ماكينة‬ ‫التيار االنتخابية التي تتحرك يف القرى‬ ‫والبلدات لخوض املعركة بالتكامل‬ ‫السياسني‬ ‫حلفائنا‬ ‫مع‬ ‫والتضامن‬ ‫لتأمني الفوز‪ ،‬عقد نائب رئيس مجلس‬ ‫األمناء الرفيق شبيل بدر وأمني‬ ‫الداخلية الرفيق هشام األعور مع‬ ‫فاعليات وممثيل العائالت الدرزية يف بدر واألعور أثناء اللقاء‬ ‫قرى وبلدات الهاللية والعبادية وشويت‪ ،‬اجتامعا يف منزل الرفيق ماهر‬ ‫ابو شقرا‪ ،‬ناقشوا خالله الوضع االنتخايب واملعييش والذي جاء يعكس‬ ‫التقصري الدائم من النواب الحاليني بحق ابناء املنت‪ ،‬واتفق الحارضون عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪44‬‬

‫رضورة عدم استنساخ تجربة السنوات‬ ‫املاضية التي مل تقدم للمتنني سوى‬ ‫املزيد من الحرمان واإلهامل الذي طاول‬ ‫منطقتهم‪ ،‬داعني يف الوقت عينه‬ ‫اىل تحقيق التغيري املطلوب يف النهج‬ ‫السيايس الذي يريض أبناء املنطقة‬ ‫ويحايك تطلعات وأفكار شبابها‪.‬‬ ‫وأجمع الحارضون يف نهاية لقائهم عىل‬ ‫رضورة التوافق عىل اسم مرشح واحد ميثل‬ ‫الخط السيايس يف املعارضة‪ ،‬رافضني‬ ‫فرضية الخالف املسبق بني ممثيل املعارضة الدرزية عىل اسم املرشح‪ ،‬مثنني عىل‬ ‫مواقف رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير وئام وهاب التغريية الذي يؤسس من‬ ‫خالل أفكاره املطروحة لنمط جديد يف العمل السيايس واالجتامعي‪.‬‬

‫قام وفد من املنت االعىل والجبل برئاسة‬ ‫املرشح عن املقعد الدرزي يف بعبدا هشام‬ ‫االعور‪ ،‬يرافقه عدد كبري من مشايخ الطائفة‬ ‫الدرزية‪ ،‬بزيارة رئيس التيار الوطني الحر العامد‬ ‫ميشال عون‪.‬‬

‫عون‬ ‫رحب عون بهذا اللقاء معترباً «اننا نبني‬ ‫بداية ّ‬ ‫بذلك ثقافة جديدة يف لبنان‪ ،‬وهي سياسة‬ ‫االنفتاح والتفاهم‪ ،‬بعيدا عن التخ ّوف من اآلخر‬ ‫والتصادم معه»‪ .‬واعترب «ان التجارب التي مررنا‬ ‫بها أدت اىل تهديم النفوس اىل جانب تهديم‬ ‫البيوت‪ ،‬وخلق الحواجز النفسية بني الناس»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬ظروف عديدة ساهمت يف تكوين‬ ‫هذه االزمة التي جعلت األجواء تطول‪ .‬وكلام‬ ‫طالت طال معها البعد وزاد الشك والخوف»‪.‬‬ ‫معتربا ان «ما نقوم به اليوم هو تنظيف الذاكرة‬ ‫وتنقيتها من كل هذه األحداث وبذلك نكون‬ ‫دخلنا يف عهد جديد يسوده التفاهم واالنفتاح»‪.‬‬ ‫مؤكدا ان الحقد والكراهية ال ميكنهام ان يبنيان‬ ‫أوطانا ومجتمعات «ومن ال يستطيع ان يتسامح‬ ‫ويتفاعل مع اآلخر‪ ،‬فهو الذي ينحرس وينعزل»‪.‬‬ ‫وتابع عون‪« :‬نحن مع الدعوة الدامئة للجميع‪،‬‬ ‫والتفاهم النموذجي الذي قمنا به مع معظم‬ ‫اللبنانيني ومع حزب الله تحديدا وضعناه عىل‬ ‫الطاولة يك يعمم ويناقش ويضاف عليه‬ ‫اشياء يطمنئ اليها الجميع وتك ّون هذا االنفتاح‬ ‫الذي نسعى اليه‪ .‬وان الظروف التي سادت يف‬ ‫السنوات السابقة هي التي حالت دون توسع‬ ‫هذا التفاهم واالنفتاح الذي كنا اول من طرحناه‬ ‫ومرصون عليه ومنلك الغرية عىل الجبل وبريوت‬ ‫وكل لبنان‪ .‬مؤكدا «ان وحدة الجبل ليست‬ ‫وحدة املسيحيني وحدهم وال الدروز وحدهم‬ ‫ال بل وحدتهام معا»‪ ،‬مبديا من جهة انزعاجه‬ ‫«من االنكفاء الذي عشناه منذ السبعينيات‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬ومن جهة اخرى ارصاره عىل ازالة‬ ‫وتحطيم الحواجز النفسية التي استمرت ملا‬ ‫بعد عودته من املنفى‪ .‬معتربا ان هذا اللقاء رمز‬ ‫لتكسري كل الحواجز‪ .‬واعترب عون ان هذا اليوم‬ ‫هو يوم انفتاح ومحبة يؤسس ملستقبل لبنان‪،‬‬ ‫مؤكدا عىل االستفادة من تجارب املايض السيئة‬ ‫يف سبيل التحسني والتطلع بقلب كبري نحو‬ ‫املستقبل يك نؤمن استمرارية عائالتنا واوالدنا‬ ‫التي هي اوىل مسؤولياتنا‪.‬‬

‫الوفد يف دارة عون‬

‫عون مستقب ًال االعور‬ ‫وختم ان املرحلة اليوم هي مرحلة انتخابات‬ ‫ويجب ان نثبت خاللها امكانية تطبيق هذا‬ ‫التفاهم والخروج من «الرشنقة» متمنيا الخروج‬ ‫منها تحديدا يف قضاء املنت االعىل الذي كان منوذج‬ ‫صداقة وتعاون ومحبة‪ ،‬وان تكون هذه التجربة‬ ‫عودة اىل املايض الجيد وازاحة كل ما تخلله من‬ ‫محطات سيئة بحكم االوضاع التي خيمت عىل‬ ‫لبنان عرشات السنني وان ينتج هذا اللقاء عمليا‬ ‫عىل االرض وضعا مجتمعيا جديدا‪.‬‬ ‫كام كانت كلمة لرئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو اكد خاللها عىل الثقة مبسرية‬ ‫الجرنال ميشال عون وكل الرشفاء واالحرار الذين‬ ‫يسريون عىل هذا النهج املتحرر يك نصل اىل بر‬ ‫االمان‪ ،‬مشددا عىل رضورة التخلص من االقطاع‬ ‫يف كل مكان‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫األعور‬ ‫ثم كانت كلمة مرشح تيار التوحيد اللبناين‬ ‫يف بعبدا هشام االعور اكد من خاللها ترشيحه‬ ‫اىل املقعد الدرزي يف بعبدا‪ ،‬معتربا «اننا منثل‬ ‫نهج التغيري وخيار املقاومة اللذين ال يتغريان تحت‬ ‫اي ظرف سيايس»‪ .‬مضيفا «وكام كنتم مرشوعا‬ ‫تغيرييا يف كل لبنان فنحن مرشوع تغيريي يف‬ ‫الجبل ونتمنى ان يرتك الخيار آلل االعور بانتقاء‬ ‫مرشحهم الذي ميلك من الكفاءة واالمكانات ما‬ ‫يخوله ان ميثلهم افضل متثيل‪ ،‬واعترب «ان املقعد‬ ‫الدرزي يف بعبدا اصبح متشوقا لبناء الجمهورية‬ ‫املنشودة التي انت حارسها‪ ،‬ويكون لنا الرشف‬ ‫االكرب باملساهمة معكم يف استكامل حلم‬ ‫االصالح والتغيري وتحويله اىل واقع»‪.‬‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫ما الذي ّ‬ ‫يؤخر إقرار‬ ‫مشروع موازنة ‪2009‬؟‬

‫مجلس الوزراء يفشل بإقرار املوازنة‬ ‫ال تزال مسألة إقرار املوازنة تراوح مكانها يف‬ ‫ظل التجاذب السيايس حول بعض بنودها‪،‬‬ ‫حيث مل تفلح حركة االتصاالت التي قام بها‬ ‫ّ‬ ‫حل متوازن‬ ‫الرئيس ميشال سليامن يف إيجاد‬ ‫لعقدة مجلس الجنوب‪ ،‬ليصار بعد ذلك اىل‬ ‫إقرار مرشوع املوازنة‪ ،‬بحيث يكون للدولة‬ ‫وضوحها املايل يف الجباية واإلنفاق‪ .‬وبناء عليه‬ ‫يبدو ان املوازنة ستطري للسنة الثالثة عىل‬ ‫التوايل ليكون البديل اعتامد القاعدة االثني‬ ‫عرشية لإلنفاق‪ ،‬التي نصت عليها املادة ‪86‬‬ ‫من الدستور اللبناين عرب السامح باإلنفاق‬ ‫عىل أساس هذه القاعدة يف حال عدم تصديق‬ ‫املوازنة قبل اول شهر كانون الثاين من السنة‬ ‫الجديدة‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تأخري مقصود؟!‬ ‫يف ضوء عدم اقرار املوازنة‪ ،‬تتهم رئاسة‬ ‫الحكومة بتعطيل إقرار املوازنة قصداً “ليبقى‬ ‫الفلتان املايل‪ ،‬ألنه بدون موازنة يرصف السلطان‬ ‫من بيت املال بدون حساب‪ ،‬وتكون هيئة اإلغاثة‬ ‫االنتخابية بني يديه أداة طيعة دون مراقبة أو‬ ‫محاسبة”‪ ،‬معترباً ان املسألة هي مسألة وضع‬ ‫اليد عىل التعيينات واالدراة واالموال‪ .‬فالعودة‬ ‫باملوازنة اىل القاعدة االثني عرشية من شأنها ان‬ ‫توفر عىل الحكومة مواجهات سياسية ‪ -‬انتقاد ّية‬ ‫ـ ابتزاز ّية حامية عند مثولها امام مجلس النواب‬ ‫للدفاع عن املوازنة‪ ،‬ومناقشة بنودها توطئة‬ ‫للتصويت عليها‪ ،‬كام تعفي الرئيس السنيورة‬

‫‪46‬‬

‫من ترتيب مديون ّية جديدة ترهق كاهل الدولة‪،‬‬ ‫وتزيد من حجم الدين العام مبا يفوق املليار دوالر‪،‬‬ ‫وعىل قاعدة أنه إذا ما تجارس وقرر فتح الباب‪ ،‬فهذا‬ ‫يعني أنه مقابل الـ‪ 60‬ملياراً ملجلس الجنوب‪ ،‬ال ب ّد‬ ‫من متويل صندوق املهجرين لدفع املستحقات‪،‬‬ ‫وتحقيق املصالحات يف الجبل‪ ،‬وال ب ّد من متويل‬ ‫الصندوق الخاص باألحياء الشعب ّية يف طرابلس‬ ‫الستكامل التعويضات‪ ،‬وأعامل الرتميم‪.‬‬ ‫هذا ويرى البعض ان ما يجري اليوم هو توافق‬ ‫ضمني عىل تعطيل املوازنة وتكريس واقع ضعف‬ ‫أي مصلحة داخلية‪ ،‬من التعيينات االدارية اىل‬ ‫تحسني مؤسسات التقدميات االجتامعية‪ .‬تعلو‬ ‫الرصخات من عواقب تعطيل املوازنة للسنة‬ ‫الخامسة عىل التوايل‪ ،‬باعتبار ان مشكلة الدولة‬

‫اللبنانية‪ ،‬تجلت دامئاً يف عجز املالية العامة‬ ‫نتيجة العجز السنوي للموازنة والخزينة التي‬ ‫تشكل العنرص االول لنمو الدين العام‪ ،‬باعتبار ان‬ ‫استمرار تصاعدالعجز يف املوازنة والخزينة املقدر‬ ‫بحواىل ‪ 2،3‬مليار دوالر سنوياً‪ ،‬فإن املديونية سوف‬ ‫تتجه تلقائياً‪ ،‬نحو االرتفاع وكلفة الدين واصلة‬ ‫اىل منو يفوق بأضعاف كثرية النمو االقتصادي‪.‬‬

‫مرشوع قانون املوازنة‬ ‫وكان وزير املال محمد شطح قد رفع مرشوع‬ ‫قانون املوازنة اىل مجلس الوزراء يف ‪ 5‬كانون‬ ‫الثاين ‪ ،2009‬بعد إعادة بحثه مع الوزراء املختصني‬ ‫استناداً إىل قرار مجلس الوزراء‪ ،‬بعجز قدّر‬ ‫بـ ‪ 4413‬مليار لرية أي ما نسبته ‪ %28.37‬من‬ ‫مجموع اإلنفاق و‪ %9.41‬من الناتج املحيل‪ ،‬اذ بلغت‬ ‫النفقات ‪ 15552‬مليار لرية‪ ،‬بينها ‪ %82‬لخدمة‬ ‫الدين والرواتب واألجور ودعم “كهرباء لبنان”‪ ،‬فيام‬ ‫قدرت الواردات العادية بـ‪ 11139‬مليار لرية‪.‬‬ ‫وتضمن مرشوع املوازنة مجموعة اجراءات‬ ‫مقرتحة يتوقع أن توفر نحو ‪ 180‬مليار لرية‪،‬‬ ‫بهدف التمويل الجزيئ لكلفة ارتفاع األجور‪ ،‬لكن‬ ‫هذه االجراءات مل تشمل فرض أي أعباء رضيبية‬ ‫جديدة‪ ،‬فيام ربط مرشوع املوازنة تحديد تاريخ‬ ‫بدء العمل بزيادة معدل الرضيبة عىل الفوائد‬ ‫من ‪ 5‬يف املئة إىل ‪ 7‬يف املئة بـ”الظروف املالمئة‬ ‫وتطورات األزمة املالية العاملية”‪.‬‬ ‫ومل تلحظ إيرادات موازنة ‪ 2009‬خصخصة‬ ‫الهاتف الخلوي‪ ،‬لكن املرشوع مل يستبعد احتامل‬ ‫الخصخصة‪ ،‬وأشار اىل أنها ستؤدي‪ ،‬إذا حصلت‬ ‫بدءاً من أول متوز ‪ 2009‬إذا توافر املناخ املالئم لها‬ ‫يف األسواق املالية “إىل خسارة مرحلية يف‬ ‫إيرادات الخزينة بنحو ‪ 600‬مليار لرية” يقابلها‬ ‫وتحسن‬ ‫انخفاض يف حجم الدين العام وخدمته‬ ‫ّ‬ ‫ائتامين واقتصادي للبنان‪.‬‬ ‫وأشار شطح يف كتاب االحالة اىل أن “أرقام‬ ‫النفقات املقدرة يف مرشوع املوازنة العامة للعام‬ ‫‪ 2009‬بلغت ‪ 15552‬مليار لرية مقابل مبلغ ‪11475‬‬ ‫مليار لرية للنفقات امللحوظة يف مرشوع موازنة‬ ‫العام ‪ ،2008‬أي بزيادة قدرها ‪ 4077‬مليار لرية أو ما‬ ‫يعادل نسبة زيادة قدرها ‪.%35.5‬‬ ‫وقدرت الواردات العادية يف مرشوع موازنة‬ ‫العام ‪ 2009‬مببلغ ‪ 11139‬مليار لرية‪ ،‬يف مقابل‬ ‫مبلغ ‪ 8368‬مليار لرية‪ ،‬ملحوظ يف مرشوع موازنة‬ ‫العام ‪ ،2008‬أي بزيادة قدرها ‪ 2771‬مليار لرية أو‬ ‫ما يعادل زيادة نسبتها ‪ .%33‬وتجدر اإلشارة إىل أن‬ ‫املحصلة لغاية نهاية شهر ترشين الثاين‬ ‫اإليرادات‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2008‬بلغت ‪ 9548‬مليار لرية واملتوقع تحصيله‬ ‫لغاية نهاية عام ‪ 2008‬قد يبلغ ‪ 9627‬مليار لرية”‪.‬‬

‫وبحسب كتاب االحالة‪“ ،‬من املقدّر أن يبلغ‬ ‫العجز يف مرشوع املوازنة العامة للعام ‪2009‬‬ ‫مبلغ ‪ 4413‬مليار لرية‪ ،‬أي ما نسبته ‪ %28.37‬من‬ ‫مجموع اإلنفاق‪ ،‬يف مقابل مبلغ ‪ 3107‬مليار لرية‬ ‫يف مرشوع موازنة العام ‪ ،2008‬أي ما نسبته‬ ‫‪ %27.07‬من مجموع اإلنفاق‪ ،‬أي بزيادة يف حجم‬ ‫العجز بقيمة ‪ 1306‬مليار لرية‪ ،‬وس ُيم ّول هذا‬ ‫العجز عن طريق االقرتاض من خالل إصدار سندات‬ ‫خزينة‪ ،‬ويش ّكل هذا العجز نسبة ‪ %9.41‬من الناتج‬ ‫املحيل املقدر للعام ‪ 2009‬بـ ‪ 46883‬مليار لرية”‪.‬‬ ‫وأشار الكتاب اىل أن من املقدّر أن يبلغ الفائض‬ ‫األويل يف مرشوع املوازنة ‪ 2028‬مليار لرية‪،‬‬ ‫باملقارنة مع فائض أويل متوقع قــدره ‪1543‬‬ ‫مليــار لرية يف العام ‪.2008‬‬ ‫وأفاد كتاب اإلحالة بأن “إعداد مرشوع موازنة‬ ‫العام ‪ 2009‬تم يف ضوء الفرضيات اآلتية‪:‬‬ ‫• نسبة من ّو حقيقي يف حجم الناتج املحيل‬ ‫تعادل ‪ %3‬خالفاً ملا كان قد اعتمد يف املرشوع‬ ‫السابق‪ ،‬أي ‪ ،%5‬والسبب يف هذا الخفض يعود‬ ‫إىل التداعيات التي قد تنجم عن األزمة املالية‬ ‫العاملية والتباطؤ الحاصل يف منطقة الخليج‪.‬‬ ‫• نسبة تضخم تعادل ‪ %5‬وهو املعدل املستخدم‬ ‫لتصحيح الناتج املحيل‪.‬‬ ‫• اعتامد متوسط لسعر النفط الخام يعادل‬ ‫‪ 54‬دوالراً أمريكياً للربميل الواحد وذلك بحسب‬ ‫توقعات صندوق النقد الدويل يف شهر ترشين‬ ‫الثاين ‪ ،2008‬عل ًام بأن هذا االفرتاض مع ّرض‬ ‫لالنخفاض أو لالرتفاع بحسب تق ّلبات سعر‬

‫ما هي القاعدة‬ ‫االثني عشرية؟‬ ‫إن املادة ‪ 86‬من الدستور اللبناين‬ ‫سمحت يف حال عدم تصديق املوازنة‬ ‫قبل أول كانون الثاين‪ ،‬باإلنفاق خالل‬ ‫شهر كانون الثاين من السنة الجديدة‪،‬‬ ‫عىل أساس القاعدة االثني عرشية‪،‬‬ ‫وملخص هذه القاعدة كام ييل‪:‬‬ ‫تؤخذ االعتامدات املفتوحة يف موازنة‬ ‫اليها‬ ‫وتضاف‬ ‫السابقة‪،‬‬ ‫السنة‬ ‫االعتامدات اإلضافية التي فتحت خالل‬ ‫السنة ذاتها‪ ،‬وتطرح منها االعتامدات‬ ‫امللغاة‪ ،‬ثم يقسم الرصيد إىل جزء من‬ ‫اثني عرش فتحصل عىل نفقات شهر‬ ‫كانون الثاين‪ ،‬يستمر تطبيق هذه‬ ‫القاعدة لحني تصديق املوازنة‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫برميل النفط”‪.‬‬ ‫وأورد كتاب االحالة ملخصاً عن أبرز ما تض َّمنه‬ ‫مرشوع موازنة ‪ ،2009‬فأشار اىل أن خدمة الدين‬ ‫العام يف مرشوع موازنة ‪ 2009‬بلغت ‪ 6040‬مليار لرية‬ ‫لبنانية وذلك باستثناء الفائدة التي سترت ّتب عىل‬ ‫املستحقات املتوجبة عىل مؤسسة كهرباء لبنان‬ ‫التي تقدَّر بـ‪ 21‬مليار لرية خالل العام ‪ ،2009‬وذلك‬ ‫مقابل مبلغ ‪ 4650‬مليار لرية امللحوظ يف مرشوع‬ ‫موازنة العام ‪ ،2008‬أي بزيادة قدرها ‪ 1390‬مليـار لرية‪.‬‬ ‫مقسمة عىل الشكل اآليت‪:‬‬ ‫وهذه األعباء ستكون ّ‬ ‫• مبلغ ‪ 3650‬مليار لرية فوائد عىل سندات‬ ‫خزينة بالعملة املحلية‪.‬‬ ‫• مبلغ ‪ 2390‬مليار لرية لبنانية خدمة الدين‬ ‫العام بالعملة األجنبية (فوائد عىل قروض ميرسة‬ ‫وفوائد عىل يوروبوندز)‪.‬‬ ‫• يضاف إىل ذلك مبلغ ‪ 400‬مليار لرية لتسديد‬ ‫أقساط القروض املعقودة عن طريق مجلس اإلمناء‬ ‫واالعامر وبعض اإلدارات لتمويل مشاريع تنموية‪،‬‬ ‫بحيث تصبح الكلفة اإلجاملية لخدمة الدين‬ ‫العام (فوائد و أقساط) ‪ 6440‬مليار لرية‪.‬‬ ‫وأشار كتاب االحالة إىل أن “كلفة فوائد الدين‬ ‫العام املتوقعة حتى نهاية العام ‪ 2008‬ستبلغ‬ ‫‪ 5000‬مليار لرية‪ ،‬أي بزيادة ‪ 350‬مليار لرية عام هو‬ ‫ملحوظ يف مرشوع موازنة العام ‪.”2008‬‬

‫الخبري االقتصادي د‪ .‬غازي وزين‬ ‫وأكد الخبري االقتصادي غازي وزين لـ”منرب‬ ‫التوحيد” رضورة إقرار املوازنة‪ ،‬اذ يتبع لبنان منذ‬ ‫سنوات القاعدة االثني عرشية‪ ،‬فيام تتمتع‬ ‫املوازنة بإيجابيات كثرية حيث تضع برامج‬ ‫وخططا يف ما يتعلق باالستثامرات السنوية‬ ‫واالصالحات االقتصادية والتقدميات االجتامعية‪.‬‬ ‫فاملوانة متثل رؤية الحكومة وتوجهاتها االقتصادية‬ ‫واالجتامعية خالل عام‪ ،‬وغيابها يؤدي اىل غياب‬ ‫هذه الرؤية أو الربنامج االقتصادي واالجتامعي‬ ‫واملايل‪ .‬من هنا يفرتض اقرار هذه املوازنة‪ ،‬كخطوة‬ ‫اوىل يف الربنامج االقتصادي واالجتامعي‬ ‫للدولة‪ ،‬فخالل السنوات الثالث االخرية الحظنا‬ ‫عدم وجود أي تحكم يف ما يتعلق بالتقدميات‬ ‫االجتامعية وإصالحات يف القطاع الصحي‬ ‫والرتبوي والتنمية يف لبنان‪ ،‬إضافة اىل ارتفاع‬ ‫نسب الفقر والبطالة‪.‬‬ ‫كام ان عدم وجود موازنة يعني عدم وجود رقابة‬ ‫فعلية من قبل مجلس النواب الذي يقر املوازنة‬ ‫من حيث اإلنفاق وااليرادات‪ ،‬عل ًام بأن السنوات‬ ‫الثالث االخرية أظهرت عدم وضوح يف ما يتعلق‬ ‫مبسائل اإلنفاق‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬وعد أبو ذياب‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫مؤتمر شرم الشيخ محاولة لاللتفاف على حماس وتسويق القيادة المصرية‬

‫الواليات املتحدة‪ ،‬و‪ 100‬مليون دوالر من ايطاليا‪،‬‬ ‫و‪ 30‬مليون جنية اسرتليني من بريطانيا‪.‬‬

‫‪ 5‬مليارات دوالر إلعادة إعمار غزة‬

‫خطة‬ ‫السلطة الفلسطينية‬

‫املقاومة‬ ‫عىل‬ ‫املتآمرين‬ ‫يكف‬ ‫مل‬ ‫ِ‬ ‫الفلسطينية تواطؤهم عىل جرمية تدمري غزة‬ ‫وصمت ‪ 22‬يوماً أمام هول ما تلقته من فتك‬ ‫أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬فاجتمعوا يف رشم‬ ‫الشيخ بدعوى إعادة إعامر غزة ومعهم أبو‬ ‫مازن رئيس السلطة الفلسطينية املنتهية‬ ‫واليته‪ ،‬لتحاول أن تحقق للكيان الصهيوين‬ ‫من خالله مكاسب عجز عن تحقيقها اثناء‬ ‫العدوان عىل غزة الصامدة‪ ،‬كام أرادت ترسيخ‬ ‫االنقسام الفلسطيني وإشعال الفنت مرة‬ ‫اخرى يف الداخل الفلسطيني‪ ،‬فتلك القوى‬ ‫التي اجتمعت يف رشم الشيخ تناست أن‬ ‫حكومة حامس املنتخبة يف غزة هي التي لها‬ ‫الكلمة االخرية مع الذين قاوموا العدوان‪.‬‬

‫تخريب عملية اإلعامر‬ ‫هذا ويؤكد خرباء اسرتاتيجيون أن االجندة‬ ‫الخفية للمؤمتر ومحاوالت التسويق للقيادة‬ ‫املرصية مكشوفة ومفضوحة أمام املقاومة‪،‬‬ ‫معتربين ان عملية اعامر غزة ستكون تخريباً‪،‬‬ ‫اذا مل تكن بتخطيط تشارك فيه حكومة‬ ‫حامس وفصائل املقاومة املتحالفة معها‪،‬‬ ‫موضحني أن حكم ابو مازن انتهت واليته‬ ‫وانعدمت رشعيته‪ ،‬وأن بقاءه يف السلطة‬ ‫يف رام الله غري قانوين‪ ،‬ومتسك تلك االطراف‬ ‫الدولية به يطرح املزيد من الشبهات حوله‪،‬‬ ‫فيدعون السلطة الفلسطينية اىل تشكيل‬ ‫جبهة تحتضن املقاومة عوضاً عن جبهة تريد‬ ‫نزع سالح املقاومة واالعرتاف املجاين بالكيان‬ ‫الصهيوين مقابل الغذاء والدواء لألطفال‬ ‫والنساء‪.‬‬ ‫ووجد الخرباء يف املؤمتر محاولة لاللتفاف‬ ‫عىل رشعية حركة حامس وما حققته‬ ‫من صمود وثبات ومقاومة فعالة يف الحرب‬ ‫الصهيونية االخرية عىل قطاع غزة‪ ،‬بعدما‬ ‫قرر املؤمتر التعامل مع حكومة سالم فياض‬ ‫عىل انها ممثلة الشعب الفلسطيني‪ .‬وبنا ًء‬ ‫عليه وجدوا أن االهداف الصهيونية املقيتة‬ ‫تطل برأسها بوضوح يف هذا املؤمتر‪ ،‬الذي‬ ‫سبقته تحذيرات االدارة االمريكية بأال تح ّول‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جانب من املؤمتر‬

‫هذه االموال الخاصة باالعامر اىل حامس‪ ،‬وأال‬ ‫يكون إلدارة حامس أي دخل يف ترصيفها‪ .‬عل ًام‬ ‫بأن الشعب الفلسطيني املقاوم لالحتالل‪،‬‬ ‫سواء يف غزة او يف الضفة الغربية‪ ،‬يرفض أي‬ ‫محاولة للنيل من املقاومة الفلسطينية‪ ،‬ويف‬ ‫القلب منها حركة حامس‪ ،‬التي أثبتت انها‬ ‫ممثل حقيقي ورشعي للشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫بكل أطيافه وفصائله‪ .‬فحكومة حامس مع‬ ‫الشعب الفلسطيني يف غزة هي التي ذاقت‬ ‫الحصار‪ ،‬وقاومت العدوان‪ ،‬وبالتايل فإن عدم‬ ‫دعوتها لهذا املؤمتر محاولة خبيثة لزعزعة ثقة‬ ‫الشعب الفلسطيني يف حكومته الرشعية‪.‬‬ ‫ورأى بعض املراقبني ىف القاهرة أنه من‬ ‫الخطأ التعامل مع ما حدث يف مؤمتر االعامر‬ ‫الذي عقد ىف رشم الشيخ مبعزل عن قمة‬ ‫رشم الشيخ الدولية التى انعقدت عقب وقف‬ ‫العدوان الصهيوين عىل غزّة يف الثامن عرش‬ ‫من كانون الثاين املايض وحرضها قادة أوروبا‬ ‫والتي دعت اليها القيادة املرصية بهدف وقف‬ ‫اطالق النار ىف غزّة‪ ،‬ألن ما يحدث اسرتاتيجية‬ ‫صهيونية معدة سلفا‪ ،‬لتغري قوى املقاومة‬ ‫وخاصة حركة املقاومة االسالمية حامس‬ ‫حسب مجريات االمور عىل االرض مام يخدم‬ ‫األهداف الصهيوأمريكية‪ ،‬ومن ثم فإن الحلف‬

‫‪48‬‬

‫الصهيوين االمرييك ورجاله يف املنطقة لن‬ ‫يتنازل أبدا عن مخططاته ما مل تواجه تلك‬ ‫املخططات الخبيثة من قبل محور املقاومة بكل‬ ‫إمكاناته ويتم إفشالها‪.‬‬

‫تجاوباً فاق سقف املطالب‬ ‫وكان املؤمتر قد شهد تجاوباً كبرياً فاق‬ ‫سقف املطالب الفلسطينية‪ ،‬ففيام بلغت‬ ‫خطة السلطة الفلسطينية العادة إعامر ما‬ ‫دمرته الحرب االرسائيلية ‪ 2،8‬مليار دوالر‪ ،‬تعهد‬ ‫املشاركون يف املؤمتر الدويل الذي ضم رؤساء‬ ‫ووزراء خارجية وأعضاء وفود نحو ‪ 87‬دولة‬ ‫ومنظمة ومؤسسة مالية اقليمية ودولية‪.‬‬ ‫بتقديم حواىل ‪ 5‬مليارات دوالر أمرييك إلعادة‬ ‫إعامر غزة‪ ،‬خالل العامني املقبلني‪ ،‬عىل ان يبدأ‬ ‫توزيع تلك التعهدات يف ارسع وقت ممكن‬ ‫من أجل رسعة التأثري عىل الحياة اليومية‬ ‫للفلسطينيني‪.‬‬ ‫وحسب البيان الختامي للمؤمتر فإن الدول‬ ‫املانحة تعهدت بتقديم مساعدات تصل اىل ‪4‬‬ ‫مليارات دوالر لسنتني مقبلتني‪ ،‬من بينها ‪1.65‬‬ ‫مليار دوالر من دول الخليج و‪ 552‬مليون دوالر‬ ‫من املفوضية االوروبية و‪ 900‬مليون دوالر من‬

‫وتبنى املؤمتر خطة السلطة الفلسطينية‬ ‫التي تضمنت شقاً إلعادة االعامر وإنعاش‬ ‫االقتصاد بقيمة ‪ 3.1‬مليارات دوالر خالل عامي‬ ‫‪ 2009‬و‪ ،2010‬ومليار و‪ 500‬مليون دوالر لتغطية‬ ‫العجز يف امليزانية يخصص نصفها لقطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫تشري الخطة يف القطاع االجتامعي إىل‬ ‫تعرض أنظمة الطوارئ والرعاية الصحية‬ ‫األولية بغزة للضغط وانخفاض الدعم خالل‬ ‫العدوان اإلرسائييل‪ ،‬وتعرض العديد من املرافق‬ ‫الطبية ألرضار بالغة‪ .‬وقد أدى إغالق الحدود إىل‬ ‫منع تدفق اإلمدادات الطبية الرضورية ونقل‬ ‫الحاالت الطبية الخطرية‪ ،‬فض ًال عن تقليص‬ ‫القدرة عىل االستجابة الرسيعة لحاالت‬ ‫الطوارئ بشكل كبري‪ .‬كام تعرضت العديد من‬ ‫املؤسسات التعليمية عىل كل املستويات من‬ ‫رياض األطفال إىل الجامعات ألرضار جسيمة‪.‬‬ ‫وقد عانت جهات تقديم الرعاية األولية من‬ ‫صعوبات توفري أبسط وسائل األمن البرشي‬ ‫حتى ألفرادها‪ ،‬واستشهد الكثري منهم‬ ‫أو أصيبوا خالل الهجامت‪ .‬ونتيجة لعدم‬ ‫القدرة عىل الوصول إىل السلع األساسية‬ ‫ازداد تعقيد املشكالت التي تواجه الفئات‬ ‫الضعيفة واملعرضة للمعاناة‪ ،‬وال سيام‬ ‫األطفال والشباب‪ ،‬الذين ساءت أوضاعهم‬ ‫النفسية واالجتامعية بشكل كبري من جراء‬ ‫العدوان اإلرسائييل‪ .‬ولقد ترضر قطاع األمان‬ ‫االجتامعي خاصة‪ ،‬حيث تعرض عدد من دور‬ ‫األيتام‪ ،‬ومراكز املعاقني ومراكز الرعاية إىل‬ ‫أرضار بالغة‪ .‬واألهم من ذلك حدوث زيادة يف‬ ‫عدد الفقراء‪ ،‬واألشخاص غري املحميني واملعاقني‬ ‫واأليتام واألرس التي تعيلها نساء‪ ،‬مام يضع‬ ‫أعباء إضافية عىل ما بقي من شبكة األمان‬ ‫االجتامعي‪ .‬كام تعرضت املساجد واملؤسسات‬ ‫الثقافية واألبنية التاريخية ألرضار بالغة خالل‬ ‫القصف العشوايئ‪ .‬ويصل مجموع االحتياجات‬ ‫يف القطاع االجتامعي الناجمة عن العدوان‬ ‫اإلرسائييل إىل ‪ 315‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫تعرضت مرافق البنية األساسية الحيوية‬ ‫ألرضار جسيمة خالل أعامل القصف واالجتياح‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬وتحتاج إىل ‪ 502‬مليون دوالر‬ ‫إلصالحها وتقديم املساندة اإلنسانية واإلنعاش‬ ‫للفئات املترضرة‪ .‬وقد تحولت مساحات كبرية‬

‫لبنان ممث ًال يف املؤمتر‬

‫إىل أنقاض‪ ،‬حيث ترضر ‪ 15,000‬من املنازل أو‬ ‫دُمرت متا ًما‪ ،‬كام حدثت أعطال عىل نطاق‬ ‫واسع يف شبكات املياه والرصف الصحي‪،‬‬ ‫ومصادر الطاقة واملرافق‪ ،‬والطرق والجسور‪،‬‬ ‫ونظام االتصاالت السلكية والالسلكية‪.‬‬ ‫وتوثق الخطة اآلثار البالغة للهجامت‬ ‫اإلرسائيلية عىل االقتصاد يف غزة والذي يعاين‬ ‫من الضعف بالفعل‪ .‬كام تأثر القطاع الزراعي‬ ‫بشكل كبري‪ ،‬حيث لحق دمار واسع النطاق‬ ‫باألرايض املزروعة واملنشآت الزراعية (الدفيئات)‬ ‫والرثوة الحيوانية ومزارع الدواجن‪ ،‬وآبار املياه‪،‬‬ ‫وشبكات الري واألصول املنتجة األخرى‪ .‬ومع‬ ‫تدمري ‪ %14.6‬من إجاميل املساحات املزروعة‬ ‫تدم ًريا كام ًال‪ ،‬وفقدان العديد من العائالت‬ ‫منازلها وسبل عيشها‪ ،‬سيكون لذلك أثر‬ ‫سلبي عىل األمن الغذايئ‪ .‬ونظراً لتدمري الكثري‬ ‫من أرصدة رأس املال وفرص العمل الباقية‪ ،‬لن‬ ‫يتعاىف االقتصاد إال بعد رفع الحصار‪ ،‬وعودة‬ ‫السيولة إىل النظام املايل‪ ،‬واستقرار مناخ‬ ‫االقتصاد الكيل بوجه عام‪ .‬وتطلب الخطة ‪412‬‬ ‫مليون دوالر لدعم القطاع الخاص يف غزة‪.‬‬ ‫وعىل صعيد الحكومة‪ ،‬توثق الخطة كيف‬ ‫شهد معظم أهايل غزة انهيار القنوات العامة‬ ‫التخاذ القرار‪ ،‬والحامية‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ .‬كام‬ ‫تعرض املجمتع املدين بدوره ألرضار بالغة أدت إىل‬ ‫التفكك االجتامعي وانهيار الهياكل املدنية‪.‬‬ ‫إضاف ًة إىل ذلك‪ ،‬تم ترشيد الكثري من العائالت‬ ‫واستشهاد عائليها‪ ،‬وسجن األشخاص دون‬ ‫منحهم حق الحصول عىل املساعدة القانونية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا إىل تدمري البنية‬ ‫وقد أدت الهجامت‬

‫‪49‬‬

‫املادية األساسية التي تستخدمها السلطات‬ ‫املحلية ألغراض اإلدارة العامة‪ ،‬فض ًال عن ترشيد‬ ‫املوظفني الحكوميني أو قتلهم‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫تراجعت األعامل الحكومية املعتادة‪ ،‬مثل‬ ‫مبارشة الخدمات االجتامعية‪ ،‬تراج ًعا كب ًريا أو‬ ‫توقفت بالكامل‪ ،‬وهناك حاجة إىل ‪ 68‬مليون‬ ‫دوالر إلجراء تحسينات يف هذا القطاع‪.‬‬ ‫لالحتياجات‬ ‫الرسيع‬ ‫التقييم‬ ‫فصل‬ ‫ُي ِّ‬ ‫مدى التدمري الذي ألحقته إرسائيل باملوارد‬ ‫الطبيعية والبيئة‪ .‬وقد ترضرت مصادر املياه‬ ‫الجوفية الهشة رض ًرا بال ًغا‪ ،‬وخاصة من جراء‬ ‫تدمري البنية األساسية ملياه الرصف الصحي‪،‬‬ ‫وهو ما أدى إىل ترصيف مئات اآلالف من األمتار‬ ‫املكعبة ملياه الرصف غري املعالجة إىل النظام‬ ‫البيئي‪ .‬هذا إىل جانب تعرض األرايض املنتجة‬ ‫التي أصابها التلوث ألرضار نتيجة ملرور املركبات‬ ‫العسكرية املجنزرة الثقيلة وإلقاء الذخرية‬ ‫اإلرسائيلية الكياموية‪ .‬وقد أدى عدم التمكن‬ ‫من الوصول إىل مكبات النفايات إىل إرباك‬ ‫قطاع إدارة النفايات الصلبة‪ ،‬وهو ما أسفر عن‬ ‫تحويل أماكن عديدة إىل مناطق غري مرخصة‬ ‫لتجميع النفايات واإلحراق العشوايئ للقاممة‪،‬‬ ‫وهو ما كان له آثار بالغة عىل البيئة والصحة‬ ‫العامة‪ .‬هذا إىل جانب تلوث معظم حطام‬ ‫املنازل الناتج من القصف مبادة األسبستوس‪،‬‬ ‫وبقاء الذخائر غري املنفجرة كتهديد كبري عىل‬ ‫الحياة‪ .‬من املتوقع أن تصل تكلفة التخلص من‬ ‫هذه الفوىض التي أحدثها االجتياح اإلرسائييل‬ ‫إىل ‪ 29‬مليون دوالر‪.‬‬

‫وعد أبو ذياب‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫فلسطني‬

‫البداية ‪...‬والنهاية‪...‬‬ ‫هي القضية المركزية لألمة العربية‬ ‫الحوار الفلسطيني – الفلسطيني وإنهاء حالة اإلنقسام‬ ‫السائدة يف الصف الفلسطيني هدف يسعى إىل تحقيقه كل‬ ‫وطني غيور عىل قضيته‪ ،‬وألن عدونا الصهيوين يسعى إىل تفتيت‬ ‫وحدة الشعب والثورة يف فلسطني‪ ،‬استكامالً ملخططاته يف نهب‬ ‫األرض وتدمري كل مقومات الحياة يف الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫ولرتحيل كل َمن تبقى عىل أرض فلسطني عام ‪.1948‬‬ ‫اليوم األنظار ترنو إىل الحوار الفلسطيني‪ ،‬وشعبنا يأمل‬ ‫يف إنهاء الحالة (الشاذة) اإلنقسام والتصدي ملشاريع العدو‬ ‫اإلستيطانية‪ ،‬الشعب الفلسطيني الذي قدّم التضحيات وآالف‬ ‫الشهداء والجرحى واملعتقلني‪ ،‬يستحق الحياة‪ ،‬ألنه شعب نابض‬ ‫بالعطاء وروح التحدي وهو رأس الحربة يف مواجهة كل املشاريع‬ ‫الهادفة لرسقة األرض العربية‪ .‬من هنا فإن فلسطني هي البداية‪...‬‬ ‫وهي النهاية‪ .‬املرشوع الوطني يجمع الشعب والقوى الهادفة‬ ‫لتحقيق الحقوق‪ ،‬فالشعب الذي سطر أروع مالحم النضال‪ ،‬كفيل‬ ‫بأن يعيد وحدته ويصنع اإلنتصار‪.‬‬ ‫موضوع الحوار الفلسطيني وإنهاء حالة االنقسام يف الصف‬ ‫الوطني الفلسطيني هو أولوية األولويات‪ ،‬والخطوة الواجبة‬

‫زيك ‪ :‬فتح ال تتوقف‬ ‫لحظة عن نقد تجربتها‬ ‫عندما نقول «فتح» هذا يعني الثورة‬ ‫التحرير‬ ‫وحركة‬ ‫املعارصة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الوطني الفلسطيني‪ ،‬وكان لفتح الدور‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التنفيذ‪ ،‬وللحوار أهمية ورضورة لتقريب وجهات النظر‪ ،‬فالرصاع‬ ‫مستمر مع الكيان الصهيوين‪ ،‬والشعب الفلسطيني يدفع‬ ‫الفاتورة وهو ينتظر اليوم الذي تحشد فيه كل الطاقات واالمكانات‬ ‫املتوافرة‪ ،‬والحوار املبارش هو الطريق االقرص لرأب الصدع وإنهاء‬ ‫حالة االنقسام‪ ،‬والشعب الفلسطيني مل يعد قادراً عىل تحمل‬ ‫نتائج حوارات تبدأ باألهازيج وكلامت اإلطراء والتبجيل‪ ،‬وتنتهي‬ ‫بحفالت اإلدانة‪ ،‬والسؤال‪ :‬متى نخرج من هذه الحالة بربنامج‬ ‫موحد يحدد مالمح املرحلة املقبلة واالستفادة من التجارب‬ ‫املاضية‪ ،‬ومرحلة تقييم شاملة تضع حداً لهدر الطاقات‪ ،‬ووضع‬ ‫اسرتاتيجية واضحة ملعركة التحرير‪ ،‬وملواجهة الكيان الغاصب‬ ‫الذي استغل الثغرات يف الجسد الفلسطيني وفرض حصاره عىل‬ ‫الشعب الفلسطيني يف الضفة والقطاع وشن حرب ابادة ال‬ ‫هوادة فيها‪.‬‬ ‫مجلة “منرب التوحيد” تسلط الضوء عىل التطورات االخرية يف‬ ‫الساحة الفلسطينية وكان لها الحوار التايل مع كل من السفري‬ ‫الفلسطيني يف لبنان عباس ذيك‪ ،‬وأمني رس املجلس الثوري لحركة‬ ‫فتح اإلنتفاضة وأمني رس إقليم لبنان أبو إيهاب حسن ومحمد‬ ‫ياسني من جبهة التحرير‪ ،‬هذا نصه‬

‫االسايس يف قيادة الثورة عىل طريق التحرير‪،‬‬ ‫ما هي ابرز العقبات التي واجهت الحركة يف‬ ‫مسريتها الطويلة‪ ،‬وهل هناك من اعادة تقييم‬ ‫شاملة عىل ضوء الوقائع الجديدة‪ ،‬وماذا عن‬ ‫املؤمتر العام يف «فتح»؟‬ ‫تطرحون هذا السؤال بصيغة املايض‪ ،‬إذ‬ ‫يقول السؤال‪« :‬كان لحركة «فتح» دور اسايس‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫وأقول كان وما زال وسيبقى دور حركة «فتح»‬ ‫دوراً ريادياً يف مسرية شاقة ومعقدة‪ .‬اعرتضتنا‬ ‫يف خالل هذه املسرية عقبات كبرية منها‪ :‬ان‬ ‫الثورة انطلقت من الخارج إىل الداخل‪ ،‬مام فرض‬ ‫عىل الشعب الفلسطيني تضحيات جسيمة‬ ‫بسبب تشابك القرارات القطرية لكل بلد عريب‬ ‫مع القرارت القومية التي تدور وتتمحور حول‬

‫فلسطني‪.‬‬ ‫هذا التشابك كان يؤدي إىل حصيلة‬ ‫ايجابية حيناً وحصيلة سلبية احياناً‪ ،‬مام أوقع‬ ‫الفلسطينيني يف مآزق مختلفة وأوجد عقبات‬ ‫يف وجه استمرار النضال الفلسطيني وهدد‬ ‫وحدة العمل الفلسطيني‪ ،‬مام يؤدي اىل االنتقاص‬ ‫من استقاللية القرار الفلسطيني الوطني‪.‬‬ ‫ونحن يف حركة «فتح» ال نتوقف لحظة عن‬ ‫نقد تجربتنا وتجربة الحركة الوطنية الفلسطينية‬ ‫وبأسلوب معلن ومبارش‪ .‬وتشهد الفضائيات‬ ‫أحياناً جدال واسعا ونقاشا حادا حول تجربتنا‪.‬‬ ‫يعتقد البعض أن هذا عيب‪ ،‬لكننا نرى يف ذلك‬ ‫قوة لنا‪ ،‬وأحد أساليب التصحيح والشفافية‪.‬‬ ‫ونحن هنا نسأل عن احزاب وسلطات ودول اذا‬ ‫كانت تستطيع أن تتحمل ما احتملته حركة‬ ‫«فتح» ليس من نقد أو تجريح فحسب بل هجامت‬ ‫مبارشة وغادرة عىل مدى العقود املاضية‪ .‬نحن‬ ‫نقرأ الوقائع جيداً مبا تحمله من مستجدات دولية‬ ‫واقليمية ومحلية‪ ،‬ونعرف العقل الصهيوين‬ ‫جيداً وكيف يفكر وما يريد‪ .‬كل ذلك من أجل‬ ‫رسم سياسة صائبة وجديدة تعالج الثغرات‬ ‫والنواقص‪ .‬من هذا املوقع فإننا نتجه بقوة لعقد‬ ‫املؤمتر العام السادس ليقدم اجابات مبارشة عىل‬ ‫املهام املبارشة واجابات اسرتاتيجية للمهام‬ ‫البعيدة املدى‪ .‬لتحديد ما نريد‪ ،‬وكيف نعمل‬ ‫ووفق اي مدى زمني نعمل الستكامل مرشوعنا‬ ‫الوطني الفلسطيني وتحويله إىل واقع‪.‬‬ ‫حوار القاهرة إىل أين؟ هل هو البداية إلنهاء حالة‬ ‫االنقسام السائدة يف الصف الفلسطيني ونهائياً‪،‬‬ ‫أم ان الظروف االخرية والحرب التي شنها الكيان‬ ‫الصهيوين عىل غزة‪ ،‬هي التي أوجبت هذا الحوار‬ ‫وماذا عن هذا الحوار‪ ،‬وملاذا مل تشارك جميع الفصائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وما ميكن ان ينتج منه؟‬ ‫حركة «فتح» دامئاً مع الحوار الذي يشكل‬ ‫اساس أساليب عمل حركة «فتح» لتفيد‬ ‫العقيدة الوطنية الفتحاوية التي تدور حول‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وان الجميع يعمل يف سبيل‬ ‫فلسطني‪ .‬ومنذ االنقسام االخري ونحن مل نرتاجع‬ ‫عن مساعي إنهاء االنقسام ومل نرتك وسيلة إال‬ ‫اتبعناها ومل نرتك باباً إال طرقناه‪ .‬ألننا اصحاب‬ ‫املرشوع الوطني الفلسطيني الجامع ولسنا‬ ‫اصحاب مرشوع فئوي فصائيل‪ .‬ونحن يف حركة‬ ‫«فتح» إذ نثمن دور مرص وحرصها عىل انجاح‬ ‫الحوارات الجارية‪ ،‬نشعر أن تقدماً ملموساً نحو‬ ‫انهاء الحالة الشاذة نتيجة االنقالب الحمساوي‬ ‫الذي كاد ان يطيح الحلم الفلسطيني بالدولة‬ ‫بفعل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية‪ ،‬وان‬ ‫مقاربات وتفاهامت عىل العديد من القضايا‪.‬‬ ‫وضعنا جميعاً عىل مشارف الخروج من املأزق‬ ‫‪ ،‬خاصة أن القضايا التي حملها الوزير عمر‬ ‫سليامن اىل املجتمع الدويل تشري إىل ان املشكلة‬ ‫ليست داخلية بل كيف نجد أذناً صاغية من‬ ‫الرباعية لحقوقنا وان ال يتم الكيل مبكيالني‪ ،‬قبول‬

‫عباس زيك‬

‫ارسائيل دون رشوط رغم جرامئها والحساسية‬ ‫حول نضالنا العادل واملرشوع‪ .‬وعليه نحن نؤيد‬ ‫كل جهد وحدوي‪ ،‬لذلك اذا كان بعض الفصائل‬ ‫مل يشارك يف الحوار فأرجو تحويل السؤال اىل‬ ‫قيادات هذا البعض لالستعالم عن سبب عدم‬ ‫مشاركتهم‪.‬‬ ‫نحن نرص عىل استكامل الحوار وال بد ان نتفق‬ ‫عىل حكومة تلبي حاجة االعامر وفك الحصار‬ ‫عن شعبنا وتتوىل االرشاف عىل إجراء انتخابات‬ ‫ترشيعية ورئاسية قبل ‪ 24‬يناير ‪ 2010‬وحسب‬ ‫القوانني الفلسطينية املرعية اإلجراء‪.‬‬ ‫التضحيات‬ ‫قدم‬ ‫الفلسطيني‬ ‫الشعب‬ ‫عىل مدى كفاحه الطويل‪ ،‬ومتسك بحقوقه‬ ‫ومل يفرط‪ ،‬أال ترى ان املفاوضات مع الكيان‬ ‫الصهيوين قد وصلت اىل طريق مسدود‪،‬‬ ‫وباتت وسيلة يعتمدها الكيان الستنزاف كل‬ ‫قدرات وامكانات الشعب وتصفية مرتكزات‬ ‫القوة لديه‪ ،‬هل املفاوضات هي الخيار الوحيد‬ ‫وعىل ماذا تراهنون الستعادة الحقوق؟‬ ‫ان حركتنا حركة «فتح» هي رائدة يف‬ ‫استخدام كل اساليب النضال‪ .‬املقاومة ال تعني‬ ‫اسلوباً واحداً‪ .‬حركة «فتح» تجيد القتال والنضال‬ ‫واالعالمي‬ ‫السيايس‬ ‫والنضال‬ ‫الجامهريي‬ ‫واملفاوضة‪ ،‬وال نزال منارس كل هذه االشكال‬ ‫والدليل‬ ‫النضالية مبا فيها النضال الدبلومايس‪.‬‬ ‫عىل ذلك ان ثلثي االرسى يف سجون االحتالل‬ ‫من حركة فتح‪ ،‬واستمرار سيل الدم والشهداء‬ ‫من حركة فتح‪ .‬سواء يف غزة او الضفة الغربية‪،‬‬

‫‪51‬‬

‫واملواجهات مستمرة ضد االستيطان ومصادرة‬ ‫االرايض وضد تهويد القدس‪ ،‬واملتابع السيايس‬ ‫يعرف ان الرئيس محمود عباس واللجنة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫التحرير‬ ‫ملنظمة‬ ‫التنفيذية‬ ‫اشرتطتا التزام حكومة ارسائيل اآلتية بخيار‬ ‫الدولتني وعودة ارسائيل اىل ما قبل ‪ /28‬سبتمرب‬ ‫‪ 2000‬مع وقف االستيطان والجدار وازالة الحواجز‬ ‫التي حولت مدننا اىل سجن كبري‪ ،‬وفك‬ ‫الحصار عن غزة وفتح املعابر كرشط الستمرار‬ ‫املفاوضات‪.‬‬ ‫أنتم كأحد قادة الثورة الذين تخرجوا من مدرسة‬ ‫القائد يارس عرفات الذي مل يفرط بالحقوق الوطنية‬ ‫وحاول بكل الطرق استعادة الحقوق الفلسطينية‬ ‫وضمن موازين اقليمية ودولية مختلفة ملصلحة‬ ‫الكيان‪ ،‬أال يستحق هذا الكفاح الطويل للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬تقديم املبادرات الخالقة العادة وحدة‬ ‫«فتح» بجميع مكوناتها‪ ،‬وخاصة ان «فتح» باتت‬ ‫يعي‬ ‫الفلسطيني‬ ‫والشعب‬ ‫اليوم‬ ‫مستهدفة‬ ‫هذه الحقيقة‪ ،‬ما هي العوائق امام مبادرة أو خطوة‬ ‫كهذه؟‬ ‫ان حركة «فتح» بخري عىل الرغم من كل‬ ‫التالوين التي يجدها املراقب يف داخلها وعىل‬ ‫الرغم من الجدل النضايل العايل الصوت‪.‬‬ ‫وأطمنئ الجميع انه خارس من يراهن عىل‬ ‫خالفات فتحاوية‪ .‬وأقول إن املؤمتر قادم ولكل‬ ‫صاحب وجهة نظر حق يف عرضها عىل اآلخرين‪.‬‬ ‫وأنا واثق من أن املؤمتر سيشكل إطاراً لصهر‬ ‫وجهات النظر املتفاوتة وسيكون له دور ايجايب‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬ ‫وكبري يف ترسيخ دور «فتح» النضايل‪ ،‬بصفتها‬ ‫الحجر االساس للوحدة الوطنية الفلسطينية‬ ‫والحجر االساس الستمرار مركزية الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ .‬وألنها العمود الفقري للمنظمة‬ ‫التي تتطلب التفعيل والتطوير‪ ،‬فقد بذلنا‬ ‫جهدا عىل مدار اربع سنوات من التحضريات‬ ‫املطلوبة إلنجاح املؤمتر العام السادس‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن التطورات عىل صعيد العدو الذي بلغ ذروة‬ ‫التطرف يف التكوين الحزيب بوصول الليكود‬ ‫وارسائيل بيتنا اىل املشاركة يف الحكم‪ ،‬كام ان‬ ‫جرائم اوملرت وليفني وباراك فاقت حد الوصف‬ ‫يف غزة‪ ،‬االمر الذي يضعنا مجدداً امام مواجهة‬ ‫حتمية ورد االعتبار للفلسطينيني متاماً كام‬ ‫كانت الكرامة عام ‪ 68‬التي خضنا وقدمنا‬ ‫الشهداء يف مواجهة مع الجيش االسطورة‬ ‫وهزمناه بأخذ دباباته اىل املدرج الروماين يف‬ ‫عامن وصنعنا النرص ألمة فاقدة للنرص‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أننا يف اجواء ذكرى معركة الكرامة‪ ،‬مقتنعون‬ ‫بقدرتنا عىل صنع نرص جديد عىل غرار الكرامة‬ ‫وتحقيق الوحدة التي تلت معركة الكرامة مرة‬ ‫اخرى‪.‬‬ ‫أثبتت «فتح» دامئاً أنها قادرة عىل تحمل‬ ‫املسؤولية‪ ،‬يف كل مكان كانت فيه‪ ،‬ماذا عن‬ ‫الوضع األمني يف عني الحلوة؟‬ ‫أعتقد أن الوضع االمني يف مخيم عني الحلوة‬ ‫جيد ويتطور نحو االفضل وهو تحت الرعاية وكل‬ ‫الفصائل الفلسطينية متفقة وتتابع مسرية‬ ‫االستقرار واالمان يف املخيم املذكور «وفتح»‬ ‫تتحمل العبء االكرب من املسؤولية كونها‬ ‫الفصيل االكرب والحامل للمرشوع الوطني‬ ‫واملسلحة بالقرار الوطني املستقل‪.‬‬ ‫وجود السفارة الفلسطينية يف لبنان‬ ‫كان خطوة ناجحة حققت الكثري من‬ ‫للقيام‬ ‫كبري‬ ‫بأمل‬ ‫وينظر‬ ‫االستقرار‪،‬‬ ‫بخطوات إضافية بشأن الحقوق املدنية‬ ‫للفلسطينيني يف لبنان‪ ،‬هل من جديد‬ ‫عىل هذا الطريق؟‬ ‫إن التقدم نحو تحقيق إنجازات ملموسة ومهمة‬ ‫بشأن حقوق اإلنسان الفلسطيني يف لبنان‬ ‫مرهون بدعم مسرية الحوار الفلسطيني‪ ،‬كام‬ ‫ان دور سفارة دولة فلسطني يتطور من خالل‬ ‫تطور التعاون مع الحكومة اللبنانية واملؤسسات‬ ‫واالدارات العامة يف لبنان‪ ،‬وكلنا أمل ان تسمح‬ ‫الظروف الحالية واملستقبلية بالتقدم اكرث يف‬ ‫هذا املجال‪ .‬خاصة وقد وضعنا الحجر االساس‬ ‫إلعادة بناء مخيم نهر البارد وهي املرة االوىل التي‬ ‫يعاد فيها بناء مخيم يدمر‪ ،‬وهذا بفضل الجهود‬ ‫املبذولة عىل مدار الساعة لعالقات فلسطينية‬ ‫‪ /‬لبنانية منوذجية راسخة باستطاعتها حل‬ ‫املعضالت ومتكني الفلسطينيني يف لبنان من‬ ‫مامرسة حقوقهم املدنية إىل أن يتمكنوا من‬ ‫العودة وعىل قاعدة السيادة للبنانيني والكرامة‬ ‫للفلسطينيني‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أمني رس املجلس الثوري لحركة فتح‬ ‫االنتفاضة أبو إيهاب حسن ‪:‬‬ ‫الحوار الفلسطيني املبارش‬ ‫أقرص الطرق النهاء‬ ‫حالة االنقسام يف الساحة‬ ‫الفلسطينية‬

‫حوار القاهرة خطوة عىل طريق إنهاء حالة‬ ‫االنقسام بني الفصائل الفلسطينية‪ ،‬ملاذا مل‬ ‫تشارك اربعة فصائل يف هذا الحوار وهي (فتح‬ ‫االنتفاضة‪ ،‬وجبهة النضال‪ ،‬وجبهة التحرير‬ ‫الفلسطينية والحزب الشيوعي الثوري) فيام‬ ‫شاركت بقية قوى التحالف مثل حامس والجهاد‬ ‫االسالمي والصاعقة والقيادة العامة؟‬ ‫الحوار الفلسطيني ليس فقط مطلب الفصائل‬ ‫الفلسطينية بل كل الفلسطينيني‪ ،‬ملا له من‬ ‫اهمية يف تقريب وجهات النظر وتنفيس االحتقان‬ ‫وإشاعة أجواء الطأمنينة والوئام بدل أجواء‬ ‫الفوىض واالنقسام‪ ،‬أما عن حوار القاهرة فاألمر‬ ‫يحتاج اىل كثري من التوضيح‪.‬‬ ‫فقد أثبت أغلب املتحاورين انهم ال يعريون‬ ‫اهتامماً لرصخات شعبنا التي تعالت مطالبه‬ ‫مبشاركة الجميع ومبسؤولية الجميع عن نتائج أي‬ ‫حوار بعد ما القته جامهرينا من عنت وتعب جراء‬ ‫تفرد هذا الفصيل أو ذاك يف تفسري اتفاقات‬ ‫سابقة مل تر النور ومل تنجح حتى يف تحقيق الحد‬ ‫األدىن مام سعى اليه املتحاورون‪.‬‬ ‫شعبنا الفلسطيني متقدم بأشواط عن‬ ‫قياداته التي ما زالت تعمل بعقلية املحاصصة‬ ‫الفصائلية وتغمض العني عن حصة الشعب‬ ‫رص عىل إنجاح الحوار‬ ‫يف الداخل والشتات‪ ،‬الذي ُي ّ‬ ‫مبشاركة كل مكونات املجتمع الفلسطيني دون‬ ‫استبعاد أو استثناء ألحد‪ ،‬ويتساءل عن حقيقة‬ ‫حرص املحتاورين‪ ،‬وخصوصاً من ميتلك منهم حق‬

‫‪52‬‬

‫النقض عىل مشاركة هذا الفصيل أو ذاك‪ ،‬عىل‬ ‫الخروج بنتائج مقنعة يف الوقت الذي مل يصدر‬ ‫عنهم مجرد احتجاج عىل عدم مشاركة اخوة‬ ‫ورفاق لهم حملوا األمانة الثورية ألكرث من اربعني‬ ‫عاماً وحافظوا عىل الثوابت الوطنية بالدم والدموع‬ ‫والذوا حتى اللحظة بالصمت يك ال يعكروا عىل‬ ‫املتحاورين أجواءهم‪ ،‬ثم ُيتهمون الحقاً بأنهم من‬ ‫أفشل الحوارات القامئة ال سمح الله!!‬ ‫أما ملاذا مل تذهب كل فصائل تحالف القوى‬ ‫الفلسطينية اىل القاهرة‪ ،‬فاالمر بتقديري تتحمل‬ ‫مسؤوليته أوالً‪ ،‬وبنسب متفاوتة‪ ،‬فصائل التحالف‬ ‫التي شاركت يف الحوار ونسيت أو تناست تعهداتها‬ ‫تجاه رشكائها يف التحالف‪ ،‬والتي كانت تفرتض‬ ‫إما خروج الجميع معاً اىل الحوار او االمتناع عنه‪،‬‬ ‫وهو أمر لو حصل فع ًال لكان من املمكن له ان يضع‬ ‫القامئني عىل الحوار أمام مسؤولياتهم ويحملهم‬ ‫عىل البحث عن الحلول املناسبة التي تريض الجميع‬ ‫وتوفر الرشوط الالزمة للنجاح‪ ،‬وهو ثانياً استدعاء‬ ‫لكل ما سبق من محاوالت محمومة إلجهاض هذه‬ ‫الفصائل املستبعدة‪ ،‬عرب إحراجها وأرباكها لحملها‬ ‫عىل االختبار بني أمرين‪ :‬إما االلتحاق مكرهة‬ ‫بالدوائر املسامة كربى يف الساحة الفلسطينية‪،‬‬ ‫والتي متتلك املال والقرار اليوم‪ ،‬أو االنكفاء واالختفاء‬ ‫من دائرة الضوء‪ ،‬وهو ثالثاً مسؤولية داعي الحوار‬ ‫املرصي الذي يحرص حسب ترصيحاته عىل‬ ‫الوصول بالحوار اىل غاياته املنشودة‪ ،‬ثم ال يكلف‬ ‫نفسه مجرد التساؤل عن رس عدم دعوة اآلخرين‬ ‫وخطورة بقائهم خارج الحوار وانعكاسات ذلك‬ ‫عىل اإلجامع الفلسطيني الذي يفرتض انه يعمل‬ ‫عليه؟! وهو رابعاً وأخرياً مسؤولية رأس السلطة‬ ‫الفلسطينية يف رام الله الذي يرهن مشاركة هذه‬ ‫الفصائل بتغيري أسامئها‪ ،‬األمر الذي يطرح أكرث‬ ‫من سؤال عن حقيقة نوايا هذا الطرف يف إنجاح‬ ‫الحوار او اية حوارات الحقة‪....‬‬ ‫يقال يف الشارع الفلسطيني إن الفصائل‬ ‫منظمة‬ ‫إطار‬ ‫يف‬ ‫املنضوية‬ ‫الفلسطينية‬ ‫التحرير لديها حالة من االنسجام والتوافق وال‬ ‫تستثني أحدا من الحوار الذي يتم الستعادة‬ ‫الوحدة وإنهاء حالة االنقسام بينام املشكلة‬ ‫يف قوى التحالف الفلسطيني‪ ،‬التي تتسابق‬ ‫يف الذهاب اىل الحوار دون تنسيق مع بعضها‪،‬‬ ‫هل هذه حقيقة ام انها أحاديث مغرضة؟‬ ‫القول بوجود حالة من التوافق واالنسجام بني‬ ‫فصائل املنظمة وغياب هذا املوقف عند فصائل‬ ‫التحالف قد يكون صحيحاً من حيث الشكل‪ ،‬لكن‬ ‫جوهر املوضوع ليس كذلك‪ ...‬فالتوافق واالنسجام‬ ‫أمر نسبي حتى بني فصائل املنظمة‪ ...‬بل لعلني‬ ‫أضيف هنا ان هذا التوافق واالنسجام قد يكون‬ ‫متوافراً اكرث بني فصائل التحالف الفلسطيني‪،‬‬ ‫وإال ما معنى ان تخرج بعض الفصائل املنظمة منذ‬ ‫أشهر لتبلع قيام ما سمي باليسار الفلسطيني‬ ‫اذا كان االنسجام والتوافق عىل النحو الذي ذكر‬ ‫سباقاً‪....‬؟!‬ ‫مشكلة التحالف الفلسطيني ليست يف‬

‫التوافق واالنسجام بل يف نهج التفكري الفصائيل‬ ‫عند البعض الذي ما زال يرى (األنا) مبعزل عن‬ ‫الـ(نحن) ويجهد يف التعبريعن هذه الذاتية أمام‬ ‫القريب والبعيد لخلق حالة من التاميز لدورة وتركيبة‬ ‫البنوية‪ ،‬ما يجعل من تحالف القوى الفلسطينية‬ ‫مجرد اطار لعدد من الفصائل املتوافقة سياسياً‬ ‫واملفتقده ولألسف ألدىن الرشوط العالئقية‬ ‫التي ُيفرتض وجودها يف جامعة تعمل ضمن‬ ‫سكرتاريا موحدة منذ اكرث من عقد ونصف من‬ ‫الزمان‪ ..‬عىل ضوء هذا التوصيف تتوضح صورة‬ ‫ما جرى من استثناء لبعض فصائل التحالف‪،‬‬ ‫(كفتح االنتفاضة‪ ،‬والنضال الشعبي‪ ،‬وجبهة‬ ‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬والحزب الشيوعي (الثوري)‬ ‫من حوار القاهرة وعدم إرصار باقي قوى التحالف‬ ‫عىل مشاركتهم‪ ،‬فعربوا بذلك عن حقيقة ما‬ ‫يعرتي العالقات القامئة داخل إطار التحالف من‬ ‫اهرتاء وعدم احرتام وتجاهل‪ ،‬ما يطرح اكرث من‬ ‫عالمة تعجب واستفهام ويتطلب مراجعة أمنية‬ ‫وجريئة لكل آليات العمل املعتمده داخل التحالف‬ ‫حتى ال تظل االمور عىل النحو القائم ويظل هذا‬ ‫االطار مخيباً لآلمال ومجرداً من كل معاين القوة‬ ‫والعافية‪...‬‬ ‫اما القول بأن السيد عمر سليامن هو من حدد‬ ‫وفصل وقرر من يشارك ومن ال يشارك‪ ،‬فينقصه‬ ‫الكثري من الدقة وهو يف حد ذاته إدانة لكل‬ ‫املشاركني الذين ارتضوا رشوط الراعي املرصي‬ ‫لحوار منقوص وهم الذين رفضوا لسنوات خلت‬ ‫أية رشوط مسبقة للحوار وتركوا الساحة‬ ‫الفلسطينية أسرية مطالبهم املتبادلة واملتنافرة‬ ‫دفع خاللها شعبنا أمثانا باهظة من حياة ابنائه‬ ‫وممتلكاتهم!!‬ ‫ما هي األسباب التي تدعو الستبعاد فصيل‬ ‫أسايس مثل فتح االنتفاضة من الحوار يف‬ ‫القاهرة وكذلك بقية الفصائل االخرى؟‬ ‫فتح االنتفاضة منذ نشأتها مل تجامل احداً‬ ‫يف املسلامت والثوابت الوطنية‪ ،‬ورغم ما اعرتى‬ ‫مسريتها من عقبات ذاتية وموضوعية فقد بقيت‬ ‫أمينة عىل حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية‬ ‫يف فلسطني ودفعت جراء ذلك امثاناً باهظة‬ ‫لدرجة اتهامها بالعدمية واملغاالة‪ ،‬وهي يف كل‬ ‫ذلك تعرب عن حقيقة الرصاع الوجودي مع الكيان‬ ‫الصهيوين الذي يجهد الكثريون من دعاة التسوية‬ ‫عرباً وفلسطينيني لرشعنة وجوده واالعرتاف به‬ ‫وجعله حقيقة ثابتة وإضفاء كل صفات القوة‬ ‫والجربوت عليه لزرع الرعب يف قلوب كل من ما زال‬ ‫يفكر يف إزالته أو حتى يف زعزعة أمنه املتهاوي‬ ‫خاصة بعد انتصاري ‪ 2006‬يف لبنان وشباط ‪2009‬‬ ‫يف غزة‪.‬‬ ‫ان استبعاد فتح االنتفاضة وباقي الفصائل‬ ‫امللتزمة خيار املقاومة عن حوار القاهرة يشري‬ ‫ملرحلة خطرية حافلة باالمالءات السياسية‬ ‫واالمنية بعدما فشلت كل آلة القمع الصهيونية‬ ‫يف فرض اجندتها عىل شعبنا املقاوم يف غزة‬ ‫وباقي فلسطني‪ ..‬ويؤكد هذا االستبعاد من‬

‫أبو إيهاب حسن يتحدث للزميل محمود صالح‬

‫جديد عقلية االستئثار واالستخدام السائدة يف‬ ‫الساحة الفلسطينية التي تتجاهل عن عمد‬ ‫والفعاليات‬ ‫والشخصيات‬ ‫املقاومة‬ ‫الفصائل‬ ‫الوطنية التي أثبتت صالبة ومناعة عىل مدى‬ ‫أكرث من اربعني عاماً من عمر الثورة الفلسطينية‬ ‫املعارصة‪ ،‬ناهيك عن نجاح فتح االنتفاضة أخرياً يف‬ ‫عقد مؤمترها السادس وتجديد بنيتها التنظيمية‬ ‫وإعالن برنامجها السيايس الذي يؤكد االنحياز‬ ‫الكامل ملرشوع املقاومة واملامنعة الذي متثله‬ ‫وتجسده اليوم املقاومة االسالمية يف لبنان‬ ‫سوريا‬ ‫ّ‬ ‫والفصائل الفلسطينية امللتزمة خيار املقاومة‬ ‫يف فلسطني‪ ..‬لهذه االسباب مجتمعة ولغريها‬ ‫يستبعدون فتح االنتفاضة وبقية الفصائل‬ ‫املقاومة من حوار القاهرة ويتذرعون بحجج باتت‬ ‫واهية ال تسرت عورة وال تقنع أحداً‪...‬‬ ‫ما هي برأيكم الطريق إلنهاء حالة االنقسام‬ ‫واستعادة وحدة الصف الفلسطيني؟‬ ‫بديهي القول ان التجارب السابقة علمتنا أن‬ ‫الحوار املبارش هو أقرص الطرق لرأب الصدع وإنهاء‬ ‫حالة االنقسام يف الساحة الفلسطينية‪ ،‬لكن‬ ‫الحوار (عىل الطريقة االنتقائية) القائم يف القاهرة‬ ‫والذي ميايز بني الناس ويقبل هذا ويرفض مشاركة‬ ‫ذاك هو حوار منقوص مهام هيأوا له من مقومات‬ ‫النجاح وادوات الضغط‪ ،‬وعىل الذين يرعون هذا‬ ‫الحوار تدارك الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه لجهة‬ ‫استثناء بعض الفصائل املقاومة والشخصيات‬ ‫الوطنية من املشاركة فيه‪ ..‬فرغبتنا كباقي‬ ‫الفرقاء أن ينجح الحوار الفلسطيني الن يف ذلك‬ ‫نجاحا لنا جميعاً وشعبنا الفلسطيني مل يعد‬ ‫قادراً عىل تحمل نتائج حوارات تبدأ باألهازيج‬ ‫وكلامت اإلطراء والتبجيل وتنتهي بحفالت الشتم‬ ‫واالتهام واالدانة‪ ،‬وينتظر بصرب وأناة ان يخرج عليه‬ ‫املتحاورون بربنامج موحد يحدد مالمح املرحلة‬ ‫املقبلة ويضع اسرتاتيجية واضحة ملواجهة حملة‬ ‫التجويع واالبادة التي ينتهجها العدو الصهيوين‬ ‫الغاشم‪.‬‬ ‫ما هي أبرز نتائج الحرب االرسائيلية عىل غزة؟‬ ‫رغم الجرح الكبري الذي أصاب غزة ورغم الحصار‬

‫‪53‬‬

‫الخانق وعمليات القتل والتدمري‪ ،‬فقد خرجت غزة‬ ‫منترصة شامخة‪ ،‬فيكفي اوالً ان نالحظ ان اهداف‬ ‫العدو الصهيوين املعلنة من العدوان مل تتحقق‪،‬‬ ‫فال غزة انهزمت وال حكومتها سقطت كام‬ ‫خطط املعتدون‪ ،‬وال صواريخ املقاومني توقفت عن‬ ‫مالحقة قطعان املستوطنني يف مغتصباتهم‪،‬‬ ‫ويكفي ثانياً ان نقول ان رشوط العدو لالنسحاب‬ ‫من محيط غزة مل تصمد ألكرث من أسبوع‪.‬‬ ‫فهو الذي جعل انسحابه مرشوطاً بوقف إطالق‬ ‫الصواريخ وهو انسحب مدحورا‪ ،‬هذا املسلسل‬ ‫الدرامي أعقبه جدل داخل املجتمع الصهيوين عن‬ ‫جدوى عملية الرصاص املسكوب يف غزة‪ ،‬وماذا‬ ‫حققت للكيان من نتائج غري الهزمية‪ ،‬ما دفع‬ ‫أوملرت (املسؤول االرسائييل االول عن العدوان)‪،‬‬ ‫ليهاجم وزير دفاعه باراك ويتهمه‪« :‬بإلحاق الرضر‬ ‫بعملية غزة وبأنه ال قيمة مطلقاً للعملية‬ ‫العسكرية‪ ،‬ألنها حسب زعمه أعادتنا لنوافق‬ ‫عىل الرشوط التي عرضها علينا الفلسطينيون‬ ‫قبل العملية العسكرية» أعقبه هجوم مامثل من‬ ‫آيف ديخرت وزير االمن الداخيل االرسائييل وعاموس‬ ‫يدلني رئيس شعبة االستخبارات العسكرية‪ .‬أما‬ ‫يف املقلب العريب فالالفت أن حرب غزة أعادت‬ ‫للشارع العريب صحوته فخرجت الجامهري العربية‬ ‫لتعرب عن دعمها وتضامنها مع غزة ولتستنكر‬ ‫الصمت العريب الذي وصل اىل درجة التواطؤ مع‬ ‫العدوان عند بعض االنظمة التي مل تكتف فقط‬ ‫بالصمت املريب بل عملت عىل التصدي للجامهري‬ ‫الغاضبة بذريعة الحفاظ عىل األمن واالستقرار‬ ‫الداخيل!! وتداعت الشعوب يف مختلف بقاع‬ ‫العامل للتعبري عن إدانتها للعدوان وتعاطفها‬ ‫مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لالبادة‪،‬‬ ‫داعية اىل وقف املحرقة الصهيونية ومحاكمة‬ ‫قادة الكيان كمجرمي حرب‪ ..‬لكن أبرز ما ميكن‬ ‫استخالصه ختاماً هو ما أشاعته حرب غزة من‬ ‫أجواء ضاغطة حملت العديد من الزعامء العرب‬ ‫عىل ولوج طريق املصالحة بدل التخاصم الذي‬ ‫جعل من الساحة العربية ساحة مفتوحة لكل‬ ‫االخرتاقات االمريكية والصهيونية التي راحت‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬ ‫تؤلب املتخاصمني بعضهم عىل بعض وتذيك نار‬ ‫الفتنة والتباعد بينهم‪ ،‬هذا عدا كل ما تشهده‬ ‫الساحة الفلسطينية من تداعيات العدوان عىل‬ ‫غزة واملساعي الحقيقية إلنهاء حالة االنقسام‬ ‫وصوالً اىل إعادة تأكيد وتثبيت وحدة االرض‬ ‫والشعب يف الضفة والقطاع‪.‬‬

‫فلسطيني‪ ،‬ان يقدم اعرتافا واضحا يف الكيان دون ان‬ ‫يضمن أي حقوق من الحقوق الوطنية الفلسطينية‪،‬‬ ‫هذا االنقسام مير يف هذه املرحلة مبخاض عسري جداً‪،‬‬ ‫مام يعرض الحقوق الوطنية كلها للضياع‪ ،‬وال أعتقد‬ ‫أن هناك أي إنسان عاقل وملتزم بقضيته الوطنية‬

‫محمد ياسني لـ «منرب التوحيد»‬ ‫ال مربر الستبعاد‬ ‫أربعة فصائل فلسطينية‬ ‫عن حوار القاهرة‬ ‫االنقسام يف الصف الفلسطيني بات مرضاً‬ ‫مزمناً‪ ،‬ما هي أسباب هذه الظاهرة وكيف ميكن‬ ‫وضع حد لها؟‬ ‫بداية نرحب بكم‪ ،‬ونتقدم بالشكر الجزيل اىل مجلة‬ ‫منرب التوحيد إلتاحة الفرصة يف هذه املقابلة‪.‬‬ ‫االنقسام الفلسطيني برغم مرارته وتأثريه عىل‬ ‫مستوى القضية الفلسطينية اال ان لهذا االنقسام‬ ‫مربراته املوضوعية نتيجة التباينات يف الرؤى‬ ‫السياسية‪ ،‬للقوى السياسية التي متثل الحركة‬ ‫الوطنية الفلسطينية‪ ،‬والسبب االسايس يف هذا‬ ‫االنقسام‪ ،‬هو النظرة املتباينة التي تصل اىل حد‬ ‫التناقض بني القوى السياسية حول طبيعة الكيان‬ ‫الصهيوين وأهدافه تجاه القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫هناك أطراف عديدة منذ بداية التسعينيات‬ ‫ومؤمتر مدريد‪ ،‬أصبح هناك فريق سيايس فلسطيني‬ ‫أسايس يف الساحة الفلسطينية مقتنع قناعة‬ ‫تامة بأن الحل للقضية الفلسطينية عرب التفاوض‬ ‫املبارش مع العدو الصهيوين‪ ،‬ودخل يف مغامرة منذ‬ ‫مدريد وصوالً التفاق أوسلو املشؤوم الذي وصل اىل‬ ‫حد التفريط الكبري بالجزء االسايس من الحقوق‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وقدم هذا الفريق اعرتافا كامال‬ ‫بالكيان الصهيوين‪ ،‬وبأحقيته عىل ‪ 80‬يف املئة‬ ‫من االرض الفلسطينية‪ ،‬وايضاً الخالفات والتباينات‬ ‫الفلسطينية هي منذ نشوء الحركة الوطنية‬ ‫الفلسطينية ولكنها مل تصل اىل مستوى الحد‬ ‫الذي وصلت اليه بعد مؤمتر مدريد واتفاق اوسلو‪،‬‬ ‫فمنذ هذا االتفاق وحتى يومنا هذا تشهد الساحة‬ ‫الفلسطينية خالفات حادة‪ ،‬ومرت خالل هذه الفرتة‬ ‫بظروف عصيبة عىل الشعب الفلسطيني‪ ،‬تجاوزت‬ ‫الخالفات يف الرؤى السياسية اىل الصدامات يف‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬وهذا ما عزز بأن هناك نهجني او‬ ‫فريقني يف الساحة الفلسطينية‪ ،‬فريق يلتزم‬ ‫بالحقوق الفلسطينية وبأشكال النضال ويف‬ ‫املقدمة منها الكفاح املسلح السرتجاع الحقوق‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وفريق آخر أخذ منحى التفاوض‪،‬‬ ‫وال يكفي ان نتحدث نحن عن اإلخفاقات الكبرية‬ ‫والتنازالت التي متت ملصلحة العدو‪ ،‬فام قاله العدو‬ ‫عن اتفاق أوسلو‪ ،‬انه كان أهم إنجاز بعد وعد بلفور‬ ‫ملصلحة الكيان‪ ،‬حيث متكن العدو من ايصال فريق‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫محمد ياسني‬

‫يرتاح ملثل هذا االنقسام‪ ،‬فهذا االنقسام من املمكن‬ ‫أن يطيح القضية الوطنية بشكل كامل‪ ،‬وبني‬ ‫فرتة واخرى تطرح عدة مبادرات للتخلص من هذا‬ ‫االنقسام‪ ،‬الن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي‬ ‫رضورة وحاجة ملحة للشعب الفلسطيني وخاصة‬ ‫ان الشعب الفلسطيني يف الداخل ما زال يخضع‬ ‫لالحتالل‪ ،‬حتى هذا الشكل الوهمي من خالل‬ ‫تشكيل سلطة واعطاء تسمية سلطة وطنية‪،‬‬ ‫وال تزال هذه تخضع لالحتالل املبارش من قبل العدو‬ ‫الصهيوين يف الضفة الغربية وقطاع غزة‪.‬‬ ‫ونحن يف جبهة التحرير الفلسطينية نرى ان‬ ‫الخروج من هذا االنقسام يحتاج اىل اعادة مراجعة‬ ‫سياسية موضوعية‪ ،‬ماذا أنجزنا يف كل هذه املحاوالت‪،‬‬ ‫ومن املستفيد من حالة االنقسام‪ ،‬نحن نعتقد ان‬ ‫املستفيد الوحيد من حالة االنقسام الفلسطيني‬ ‫هو العدو الصهيوين والذين يراهنون عىل العدو‬ ‫الصهيوين‪ ،‬سوا ًء كان عىل املستوى الوطني او‬ ‫االقليمي او الدويل‪ ،‬فنحن نرى ان املصلحة الوطنية‬ ‫الفلسطينية تقتيض من الجميع مراجعة هادئة‬ ‫وموضوعية‪ ،‬واعادة االعتبار للقضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫كقضية تحرر وطني‪ ،‬وهذا يتطلب مستلزمات بوضع‬ ‫برامج سياسية تتالءم مع هذه النظرة‪.‬‬ ‫هل تتوقع ان تنجح الحوارات الفلسطينية‬ ‫ـ الفلسطينية يف القاهرة هذه املرة يف الخروج‬ ‫بنتائج جيدة‪ ،‬وما هي الرشوط املوضوعية لنجاح‬ ‫مثل هذه الحوارات؟‬ ‫ما يجري من حوارات يف القاهرة وما سبقها ايضاً‬ ‫من حوارات‪ ،‬كانت دامئاً تفتقد لألجندة الوطنية‬

‫‪54‬‬

‫الفلسطينية رغم الحوار‪ ،‬وأهمية الوصول اىل نتائج‬ ‫من هذا الحوار‪ ،‬اال اننا دامئاً ندخل اىل حوارات مجتزأة‬ ‫دون الخوض بجوهر املشكلة‪ ،‬نحن نعتقد يف جبهة‬ ‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬ان الخروج من هذه االزمة‬ ‫يتطلب‪:‬‬ ‫اوالً وقف املراهنات عىل املفاوضات العبثية مع‬ ‫الكيان الصهيوين والفريق املفاوض مل يحسم‬ ‫هذه املسألة حتى اآلن جديا وايضاً يعيش الشعب‬ ‫الفلسطيني منذ سنوات ذروة االنقسام وفراغ يف‬ ‫املرجعية الوطنية‪ ،‬هناك عدة منابر وعدة ادعاءات‬ ‫باملرجعية الوطنية ولكن املرجعية الوطنية‬ ‫التحرير‬ ‫منظمة‬ ‫يف‬ ‫املتمثلة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الفلسطينية التي كانت تحظى بحد أدىن اىل شبه‬ ‫إجامع وطني حولها‪ ،‬اآلن هذه املرجعية مغيبة بفعل‬ ‫االنقسامات الحادة املوجودة فيها‪ ،‬والخروج من هذه‬ ‫االزمة هو البحث الجدي يف كيفية اعادة االعتبار‬ ‫ملنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬ككيان سيايس‬ ‫معنوي‪ ،‬وكمرجعية متثل الداخل والخارج‪ ،‬ونحن‬ ‫كام كنا نرى يف السابق ان منظمة التحرير كانت‬ ‫تحمل برنامجا وطنيا تحرريا كانت متثل بشكل عام‬ ‫كل الشعب الفلسطيني يف الداخل والخارج وحتى‬ ‫الفلسطينيني املوجودين عىل أرايض ‪ 1948‬كانوا‬ ‫قد اعتربوا ان منظمة التحرير متثلهم‪ ،‬أما اليوم يف‬ ‫ظل وضع املنظمة بالشكل الراهن وبعد التغيريات‬ ‫التي حصلت برضب ميثاقها الوطني‪ ،‬وتغيري بنود‬ ‫أساسية يف امليثاق‪ ،‬أصبحت املنظمة ال متثل غالبية‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬فالخروج من االزمة يتطلب‬ ‫الرشوع الجدي بإعادة االعتبار ملنظمة التحرير‬ ‫بإعادة صياغة برنامجها السيايس وهيكلياتها‬ ‫التنظيمية‪ ،‬وبرصاحة فإن منظمة التحرير منذ‬ ‫العام ‪ 1988‬وحتى اليوم مل تعقد أي مجلس وطني‬ ‫واحد اعتيادي لتقييم املرحلة السياسية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أوصل كل مؤسسات منظمة التحرير من اللجنة‬ ‫التنفيذية واملجلس املركزي واملجلس الوطني اىل حالة‬ ‫من الرتهل والغياب عن أخذ الدور الفعيل‪.‬‬ ‫ما هي برأيك األسباب التي دعت اىل استبعاد‬ ‫اربعة فصائل فلسطينية عن طاولة الحوار يف‬ ‫القاهرة؟‬ ‫اذا تحدثنا بتجرد فال مربر يدعو ملثل هذا الترصف‪،‬‬ ‫سوى مسألة واحدة ان الجهة التي تدعي احتضان‬ ‫هذا الحوار ال يناسبها ان تكون هناك اصوات اخرى‬ ‫تؤمن بخيار املقاومة والتمسك بالحقوق الوطنية‬ ‫كاملة ان تكون موجودة يف هذا الحوار‪ ،‬والغياب‬ ‫ليس اربعة فصائل بعينها‪ ،‬بل هناك تغييب كبري‬ ‫لشخصيات وطنية لها تاريخ يف الحركة الوطنية‬ ‫الوطني‬ ‫النضال‬ ‫يف‬ ‫ومؤسسني‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية أمثال‬ ‫االستاذ بهجت ابو غربية واالستاذ شفيق الحوت‬ ‫واالستاذ صالح الدباغ وانيس صايغ وغريهم من‬ ‫الكثريين من الشخصيات الوازنة التي لها دور وال‬ ‫تزال موجودة ولها رأي يف هذا املوضوع‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي نشهد اليوم ان العديد من املوجودين يف‬ ‫القاهرة والذين يشاركون مبا يسمى بالحوار الوطني‬ ‫يف القاهرة ال وزن لهم ولكن املطلوب ان يكونوا‬ ‫موجودين من أجل أن يضافوا كرقم من اجل حرش‬

‫القوى املؤمنة باملقاومة واملوجودة يف الحوار‪ ،‬أما‬ ‫نحن فرنى اذا كان هناك جدية لحوار وطني شامل‬ ‫فال مربر لتغييب اي جهد فلسطيني عن الحوار‬ ‫وخاصة الفصائل التي ُتغيب لها وزنها وتاريخها‬ ‫النضايل الطويل مثل فتح االنتفاضة وجبهة‬ ‫التحرير الفلسطينية وجبهة النضال الشعبي‬ ‫الفلسطيني والحزب الشيوعي الثوري والشخصيات‬ ‫الوطنية االخرى وما متثل يف الساحة الوطنية‬ ‫الفلسطينية ومسريتهم النضالية تشهد عىل‬ ‫صفحات بيضاء يف تقديم العديد من التضحيات‬ ‫يف مسرية ثورتنا املعارصة‪.‬‬ ‫من املسؤول عن تغييب الفصائل املذكورة عن‬ ‫الحوار يف القاهرة‪ ،‬هل هي السلطة الفلسطينية‬ ‫ام حركة حامس؟‬ ‫أعتقد ان املسؤولية االوىل تقع عىل واقع السلطة‬ ‫ألنه منذ ابتدأ الحوار منذ سنوات وما قبل وفاة الراحل‬ ‫ابوعامر كان ابوعامر يسعى ألن يجذب اىل الحوار‬ ‫الفصائل املختلف عىل وجودها وذات املواقف املعروفة‬ ‫وكان التمثيل ملن ينتحل هذه الصفة‪ ،‬اما اآلن بعد‬ ‫رحيل ابوعامر والواقع الحايل يف منظمة التحرير او‬ ‫يف السلطة استمر هذا املوقف‪ ،‬ولكن نحن ال نرى‬ ‫مربرا لتغييب هذه الفصائل‪ ،‬وال نحمل املسؤولية‬ ‫فقط اىل السلطة نحن نعترب ان االخوة يف حركة‬ ‫حامس يتحملون جزءا كبريا من هذه املسؤولية‬ ‫وخاصة يف املرحلة االخرية‪ ،‬ألنه قبل الحوار عقدت‬ ‫مجموعة من االجتامعات يف دمشق لفصائل‬ ‫املقاومة وخاصة بعد العدوان عىل غزة واالنتصار‬ ‫الكبري يف غزة‪ ،‬حصل اجتامع لفصائل وسميت‬ ‫فصائل املقاومة الفلسطينية وتم هناك اتفاق «ان أي‬ ‫حوار يجب ان يشمل الجميع»‪ ،‬نحن نعترب أن االخوة‬ ‫يف حامس بالدرجة االوىل واالخوة يف حركة الجهاد‬ ‫االسالمي مل يلتزموا مبا تم االتفاق عليه بني الفصائل‬ ‫وذهبوا اىل الحوار تحت حجج غري مقنعة بالنسبة لنا‬ ‫وان كان هناك ضغط مرصي كبري عىل هذه القوى‬ ‫لتذهب بالشكل الذي ذهبت فيه‪ ،‬وأنا أعترب انه لو‬ ‫كان هناك متسك جدي من حامس والجهاد االسالمي‬ ‫وباألخص من حامس مبشاركة الجميع بتقديري‬ ‫الستجاب املرصيون‪ ،‬واملرصيون ال يتحملون عدم‬ ‫عقد الحوار‪ ،‬الن هذا الحوار الذي يف ظاهره له اهداف‬ ‫فلسطينية ولكن ايضاً له اهداف تخدم االجندات‬ ‫غري الفلسطينية وبالتحديد املرصيني وخاصة‬ ‫بعدما تشوه املوقف الرسمي املرصي اثناء العدوان‬ ‫عىل غزة‪ ،‬اآلن النظام املرصي يحتاج اىل أخذ براءة‬ ‫ذمة من قوى الشعب الفلسطيني لرتميم الصورة‬ ‫الرسمية املرصية التي تشوهت خالل الدور غري‬ ‫املقبول من مرص تجاه استمرار الحصار والدور السيئ‬ ‫الذي سلكته الحكومة املرصية اثناء العدوان عىل‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬نحن نعتقد انه لو كان هناك موقف‬ ‫جدي من حركة حامس بالدرجة االوىل ومن الجهاد‬ ‫االسالمي لكانت الصورة تغريت متاماً‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫وقناعتنا يف جبهة التحرير ان مرص مبا هي مكبلة يف‬ ‫اتفاقيات من كامب ديفيد حتى اليوم‪ ،‬مرص ليست‬ ‫هي الجهة الصالحة لرعاية حوار فلسطيني الهدف‬ ‫منه إعادة االعتبار للقضية الفلسطينية عىل‬

‫أرضية استمرار الكفاح والنضال من اجل اسرتجاع‬ ‫حقوقنا‪ ،‬وأنا أعتقد وحتى لو ذهبنا نحن اىل الحوار‬ ‫ورغم الجانب املعنوي للفصائل والشخصيات التي‬ ‫ُغيبت عن الحوار‪ ،‬اال اننا مل نكن يوماً متوهمني بأن‬ ‫هذا الحوار ميكن ان يفيض اىل نتائج ايجابية تخدم‬ ‫القضية الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وخاصة لدينا تجارب‬ ‫مريرة سابقة‪ ،‬ومجموعة من الحوارات واللقاءات‬ ‫واالتفاقات منذ ما قبل ‪ 2005‬واىل اليوم‪ ،‬كانت‬ ‫هذه آنية ورسعان ما تتالىش نتائجها مع تطورات‬ ‫القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫وهل ميكن القول ان الفشل يف الحوارات سببه‬ ‫البحث عن مصالح ضيقة عىل حساب القضية‬ ‫االساس‪ ،‬ام ان هناك اسبابا اخرى للفشل؟‬ ‫كام أرشت لو كان هناك جدية فعلية إلنجاح‬ ‫الحوار الخترص الحوار يف نقطة واحدة‪« ،‬إعادة‬ ‫االعتبار لتشكيل مرجعية وطنية فلسطينية»‬ ‫والصعوبة ان يتم وضع أمام الحوار مجموعة من‬ ‫امللفات الشائكة والتفصيلية‪ ،‬واذا ما أعيد االعتبار‬ ‫لعقد منظمة تحرير فلسطينية مبرشوعها النضايل‬ ‫والكفاحي تستطيع أن تجيب عىل كل هذه اللجان‬ ‫االخرى‪ ،‬ولكن الخوض اآلن يف لجان متعددة والضغط‬ ‫املبارش ليس استكامل عملية الحوار النهائية‬ ‫والوصول اىل اإلجابة عىل كل امللفات‪ ،‬هناك ضغط‬ ‫مرصي اآلن ان ال ُيعلن عن فشل الحوار واملرصيني‬ ‫يريدون القول للعامل انهم ميسكون بالورقة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فالهدف اآلن كيفية توليفة معينة‬ ‫لصياغة حكومة من اجل ان تعنى بآثار العدوان عىل‬ ‫غزة وترك القضايا االخرى وترحيلها‪ ،‬وهناك موقف‬ ‫ارسائييل وامرييك واضح‪ ،‬ووزيرة الخارجية االمريكية‬ ‫قالت برصيح العبارة ان إنجاح الحوار والدعم‬ ‫االمرييك مرشوطان بأن أي حكومة تأيت أن تلتزم‬ ‫اوالً باالعرتاف بإرسائيل واالعرتاف بااللتزامات التي‬ ‫عقدتها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير‬ ‫سابقاً‪ ،‬أي االعرتاف برشوط الرباعية وإلغاء املقاومة‪،‬‬ ‫وهذا يعني عىل قوى املقاومة ان تقدم نفسها قرابني‬ ‫ألجل إرضاء مصالح غري وطنية فلسطينية‪ ،‬وأنا‬ ‫أعتقد أن قوى املقاومة لن تستجيب لهذه الضغوط‬ ‫وستقاوم ألن األمر يتعلق مبصري القضية الوطنية‪.‬‬ ‫ما هي أبرز نتائج الحرب االرسائيلية عىل غزة؟‬ ‫العدوان عىل غزة تم التخطيط له منذ أقدم‬ ‫العدو عىل االنسحاب االحادي الجانب من غزة‪،‬‬ ‫وتجىل ذلك بعد االنتخابات الفلسطينية التي جرت‬ ‫يف الداخل وأفرزت انتصارا لخيار املقاومة بعنوان‬ ‫حركة حامس‪ ،‬وابتدأ التخطيط الفعيل لكيفية‬ ‫التخلص من هذه الحالة (الشاذة) مبفهوم أصحاب‬ ‫خيار التسوية االمريكية ـ الصهيونية‪ ،‬وأنا سمعت‬ ‫العديد من التحاليل وكان االمريكان والصهاينة‬ ‫يراهنون‪ ،‬ومعروف الجرنال دايتون كان موجوداً منذ‬ ‫سنوات يف الضفة الغربية وما زال موجوداً وكان‬ ‫يعمل جاهداً بالتعاون ما بني بعض االجهزة االمنية‬ ‫الفلسطينية والعدو الصهيوين من اجل وضع‬ ‫الخطط للتخلص من الحالة «الشاذة» املتجددة يف‬ ‫قطاع غزة وبعدما فشلت كل هذه املحاوالت وأيقنوا‬ ‫أن أدوات السلطة ال تستطيع ان تقوم بهذه املهمة‪،‬‬

‫‪55‬‬

‫أوكلت هذه املهمة مبارشة للعدو الصهيوين‪،‬‬ ‫فأهداف هذا العدو كانت واضحة متاماً‪ :‬القضاء عىل‬ ‫املقاومة‪ ،‬تغيري الحكومة املنتخبة يف غزة‪ ،‬واطالق‬ ‫رساح االسري شاليط ‪ ...‬ووقف اطالق الصواريخ‬ ‫من قطاع غزة عىل مستوطنات العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫وأمام هذه األهداف‪ ،‬والفشل الذي تعرض له العدو‬ ‫االرسائييل يف لبنان عام ‪ 2006‬مل يعلن كل‬ ‫أهدافه من عدوانه عىل غزة حتى ال يصاب بالفشل‬ ‫وخيبة االمل‪ ،‬ولكن أمام الصمود االسطوري الرائع‬ ‫لشعبنا الفلسطيني يف قطاع غزة وللمقاومة‬ ‫بكل تالوينها وكل قوى املقاومة يف غزة‪ ،‬فهذا كان‬ ‫السبب االسايس يف فشل العدو الصهيوين‪ ،‬نحن‬ ‫نعترب أن النتائج التي تحققت تتمثل يف تكريس واقع‬ ‫املقاومة وانتصارها‪ ،‬وهناك حملة تضامن كبرية مع‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬عىل املستوى العريب والدول‬ ‫االسالمية وعىل مستوى العامل الغريب واالورويب‬ ‫عامة وهناك تغيري كبري يف املواقف الرسمية‬ ‫فاملوقف الرتيك الذي تجىل جاء نتيجة الصمود‬ ‫االسطوري للشعب الفلسطيني واملقاومة‪ ،‬وهناك‬ ‫املواقف التي تجلت يف دول امريكا الالتينية‪ ،‬فنزويال‬ ‫وبوليفيا‪ ،‬التي اقدمت عىل خطوات شجاعة بقطع‬ ‫العالقات مع الكيان الصهيوين‪ ،‬وموقف دولتي‬ ‫قطر وموريتانيا‪ ،‬والشعب الفلسطيني اآلن وتراكم‬ ‫عمل املقاومة يضع القضية الفلسطينية أمام‬ ‫استحقاقات تحتاج فقط اىل املزيد من الصمود‪،‬‬ ‫والطريق اىل تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية‬ ‫تحتاج اىل إعادة تقييم ووضع برامج سياسية تضمن‬ ‫ان ال تذهب الدماء وأن ال يفرط فيها‪.‬‬ ‫يف ذكرى يوم األرض ماذا تقول للشعب‬ ‫الفلسطيني والقوى الفلسطينية؟‬ ‫هذا اليوم هو يوم تاريخي للشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫عندما هب أهلنا يف مناطق ‪ 1948‬يف الجليل وام‬ ‫الفحم وكل املناطق لتكريس هويتهم الوطنية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ونحن نعترب أن هذا الجزء الغايل‬ ‫يف مناطق ‪ 1948‬ورغم مرور أكرث من ستني عاماً‬ ‫عىل اغتصاب فلسطني واالحتالل‪ ،‬فشعبنا ما‬ ‫زال متمسكاً بهويته الوطنية ويخوض معركة‬ ‫تكريس هويته الوطنية ببذل الجهد والدم‬ ‫والتصدي‪ ،‬وتجلت هذه املواقف يف الثالثني من‬ ‫آذار سنة ‪ ،1976‬اآلن نحن نعترب ان هذه املواقف‬ ‫تؤكد تكامل النضال الوطني الفلسطيني ما بني‬ ‫الداخل والضفة والقطاع والشتات الفلسطيني‪.‬‬ ‫نحن نعترب ان االنتصار يف غزة أعاد للشعب‬ ‫الفلسطيني وحدته‪ ،‬والتكامل الذي تجىل أثناء‬ ‫العدوان عىل غزة‪ ،‬أعاد للقضية الفلسطينية‬ ‫روحها ونحن نعترب ان الشعب الفلسطيني اآلن‬ ‫يعيش يف مرحلة هامة ويحتاج اىل وحدة فعلية‬ ‫تستند اىل رؤى سياسية واىل أدوات تنظيمية‬ ‫سليمة تؤكد وحدة االرض الفلسطينية والشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬يوم االرض يوم تاريخي وهو انتصار‬ ‫للحق الفلسطيني يف مواجهة أطامع العدو‬ ‫الصهيوين‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمود صالح‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫يوم األرض ومعركة الكرامة‬ ‫في الذاكرة الفلسطينية والعربية‬ ‫انطلقت الثورة الفلسطينية املعارصة يف عام ‪ ،1965‬وفجرت فتح‬ ‫الرصاصة األوىل فيها إيذاناً مبسار الكفاح عىل طريق الثورة حتى النرص‬ ‫وملرحلة جديدة من النضال الفلسطيني واملقاومة الشعبية‪ ،‬وبدأ الشعب‬ ‫الفلسطيني يتلمس طريقه‪ ،‬وارتأى الشعب بقواه الحية ان يحدد مساره‬ ‫عىل طريق العمل املتواصل‪ ،‬وكان لنكسة حزيران ‪ 1967‬األثر البالغ يف‬ ‫نفوس الفلسطينيني خاصة واالمة العربية عامة‪ ،‬ورأى هؤالء ان عليهم‬ ‫ان يستلموا زمام االمور‪ ،‬فانتعش العمل الفدايئ‪ ،‬ودخلت الساحة فصائل‬ ‫كانت تناضل من خالل االحزاب القومية وعملت ضمن اطار منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية مؤمنة بالكفاح املسلح‪ ،‬وكان لهذا أثره البالغ يف تصاعد‬ ‫العمل املقاوم‪.‬‬ ‫يف ذاك الوقت كانت قضية التضامن العريب يف أوجها وشكلت سنداً‬ ‫ودع ًام للمقاومني الفلسطينيني‪ ،‬وعندما أدرك العدو أن ال مجال للتفاوض‬ ‫مع العرب‪ ،‬قرر مواجهة الحلقة املركزية يف نضال االمة العربية واملتمثلة‬ ‫بالثورة الفلسطينية املعارصة فتح وجميع فصائل املقاومة الفلسطينية‪،‬‬ ‫التي استطاعت إثبات وجودها من خالل توجيه الرضبات للكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫وشكل ذلك رداً عىل نكسة حزيران ‪ ،1967‬وإيذاناً ببدء مرحلة من العمل‬ ‫الكفاحي‪ ،‬وكانت الساحة االردنية آنذاك املجال الحيوي القوي واملرتكز‬ ‫االسايس للثورة الفلسطينية‪ ،‬وبحكم الروابط التاريخية بني الشعبني‬ ‫الفلسطيني واالردين وما متثله الجغرافيا من بعد كبري للعمل الفدايئ‪.‬‬

‫معركة الكرامة‬ ‫جسدت التالحم الفلسطيني العريب‬ ‫قرر العدو‪ ،‬عىل لسان وزير الدفاع الصهيوين مويش دايان يف ذلك الوقت‪،‬‬ ‫انه بلدة الكرامة يف غور االردن ومخيمها قد اصبحا قاعدة ملناهضة كيانه‪،‬‬ ‫وأرفق ترصيحه بحشد عسكري مقابل تلك البلدة التي تجاور قواعد املقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فدفع العدو الصهيوين فجر يوم ‪ 1968/3/21‬مبدرعاته اىل‬ ‫االردن وانهالت القذائف عىل بلدة الكرامة مستهدفة رضب ظاهرة املقاومة‬ ‫وتصفيتها‪ ،‬وتصدت الفصائل الفلسطينية املقاومة والجيش االردين جنباً‬ ‫اىل جنب للهجوم‪ ،‬وجسدت املعركة الضارية التالحم العريب الفلسطيني‪،‬‬ ‫وعىل الرغم من عنف الهجامت الصهيونية وتدمريهم بلدة الكرامة تدمرياً‬ ‫شبه شامل‪ ،‬فقد صمد املقاومون واستبسلوا يف الدفاع‪ ،‬ودارت معارك‬ ‫بالسالح االبيض من حي اىل حي‪ ،‬وفجر املقاومون انفسهم بأحزمة ناسفة‪،‬‬ ‫وشارك يف ذلك عدد من املتطوعني من املقاومة الشعبية‪ ،‬واضطر العدو‬ ‫لالنسحاب يف نهاية اليوم‪ ،‬بعدما خرس يف تلك املعركة أعداداً كبرية من‬ ‫الجنود والدبابات واملعدات واآلليات التي مل يستطيعوا سحبها من ميدان‬ ‫املعركة كام هي العادة لديهم‪ ،‬وشكلت معركة الكرامة هزمية للقوات‬ ‫الصهيونية التي منّت نفسها بانتصار سهل‪.‬‬

‫أبرز نتائج معركة الكرامة‬ ‫ما مييز هذه املعركة هو اندفاع الناس للتطوع والقتال مع الفصائل‬ ‫الفلسطينية يف مواجهة قوات العدو الصهيوين‪ ،‬وكانت تلك املعركة مث ًال‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مه ًام يف املقاومة‪ ،‬وقد رفعت املعركة معنويات الناس‪ ،‬وخاصة انها جاءت‬ ‫بعد حرب حزيران ‪ 1967‬حيث حاول العدو تكريس الهزمية يف نفوس العرب‬ ‫وزرع اليأس‪ ،‬ويك ال يؤمن أحد بجدوى املقاومة‪ ،‬فجاءت النتائج عىل عكس‬ ‫ما أراد العدو‪ ،‬وذلك بفضل ارادة املقاومني وصالبتهم‪ ،‬وااللتفاف الشعبي‬ ‫حولهم‪ ،‬وهنا برزت أهمية الحرب الشعبية واملقاومة الطويلة االمد‪ ،‬وإعداد‬ ‫املقاتلني وخلق املناخات املواتية الداعمة للمقاومة‪ ،‬وبذلك تعزز العمل‬ ‫املقاوم ضد العدو الصهيوين‪.‬‬ ‫لقد أثبتت املعركة إمكان إلحاق الهزمية بالكيان الصهيوين رغم تفوقه‬ ‫العسكري والتكنولوجي والدعم الغريب واالمرييك غري املحدود‪ ،‬وعندما‬ ‫ُيعتمد عىل الشعب واملقاومة الشعبية يف قتال العدو فالنرص هو حليفنا‬ ‫حيث يكون لكل فرد دوره يف املقاومة‪ ،‬ومثل هذا االستناج ترسخ ايضاً يف‬ ‫لبنان املقاوم عندما استطاعت املقاومة الوطنية واالسالمية يف لبنان طرد‬ ‫القوات الصهيونية من معظم االرايض اللبنانية عام ‪ 2000‬وحرب ‪2006‬‬ ‫التي شكلت صفعة قوية للكيان الصهيوين وهزته‪ ،‬وتداعياتها ما زالت‬ ‫مستمرة‪ ،‬وكام حدث يف العدوان الصهيوين عىل غزة التي صمدت وقاومت‬ ‫وانترصت واندحر العدو‪ ،‬دون ان يحقق أياً من أهدافه‪.‬‬ ‫معركة الكرامة يف الذاكرة الفلسطينية والعربية‪ ،‬والتالحم العريب‬ ‫الفلسطيني رشط أسايس لالنتصار‪ ،‬الن فلسطني مبثابة القلب وهي‬ ‫القضية املركزية لألمة العربية‪ ،‬وعندما يتم إبراز الهوية الفلسطينية فهذا‬ ‫يعني ان يكون الفلسطينيون يف مقدمة املواجهة ضد الكيان الغاصب‬ ‫فال يغيب دورهم وال يرتكون يف امليدان‪ ،‬فاملصري واحد واملعركة تتطلب كل‬ ‫الجهود‪ ،‬وهذا ما أثبتته معركة الكرامة‪.‬‬

‫يوم األرض‬ ‫يوم االرض هو التأكيد عىل أن الفلسطيني ال يرتك أرضه ومتشبث‬ ‫بها‪ ،‬ويوم االرض هو يوم االنتفاضة الوطنية العارمة التي تفجرت يف‬ ‫يوم ‪ 1976/3/30‬عىل شكل إرضاب شامل وتظاهرات شعبية‪ ،‬إرضاب يف‬ ‫جميع القرى واملدن والتجمعات العربية يف فلسطني املحتلة منذ عام ‪1948‬‬ ‫احتجاجاً عىل التعسف الصهيوين وسياسة التمييز العنرصي ومصادرة‬ ‫االرايض التي ميارسها الكيان الصهيوين ضد أبناء الشعب الفلسطيني‬ ‫الصامدين عىل أرض فلسطني‪ ،‬وتحاول السلطات االرسائيلية اقتالعهم‬ ‫من أراضيهم ومتزيقهم اىل مجموعات صغرية منعزلة والتضييق عليهم‬ ‫مبختلف الوسائل واالساليب القمعية‪ ،‬وقد شارك يف أحداث يوم االرض‬ ‫الشعب الفلسطيني يف املناطق املحتلة عام ‪ ،1967‬إضافة إىل فلسطينيي‬ ‫‪ ،1948‬وبذلك أصبح يوم االرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً‬ ‫لوحدة الشعب الفلسطيني التي مل تنل منها عوامل القهر وسنوات‬ ‫الغربة والتمزق‪.‬‬ ‫واألسباب املبارشة ألحداث يوم االرض‪ ،‬كانت إقدام السلطات االرسائيلية‬ ‫يوم ‪ 1979/3/29‬عىل مصادرة نحو (‪ )21‬الف دونم من ارايض عدد من القرى‬ ‫العربية يف الجليل االوسط منها (عرابة وسخنني وديرحنا وعرب السواعد‬ ‫وغريها) لتخصيصها إلقامة املزيد من املستعمرات الصهيونية يف نطاق‬ ‫تهويد الجليل ومحاولة إفراغه من سكانه العرب الذين يشكلون نصف‬ ‫مجموع السكان هناك‪.‬‬ ‫وأحداث يوم االرض كانت مبثابة تراكم نوعي وكمي وتتويجاً لتحركات‬ ‫ونضاالت جامهريية تكثفت خالل الشهور التي سبقت يوم االرض‪ ،‬وعندما‬ ‫حاولت السلطات الصهيونية كرس اإلرضاب بالقوة يف يوم الثالثني من آذار‬ ‫‪ ،1976‬أدى ذلك اىل الصدام بني املواطنني العرب والقوات االرسائيلية‪ ،‬وكانت‬ ‫أعنف الصدامات يف قرى سخنني وعرابة ودير حنا‪.‬‬ ‫ويف يوم االرض كانت حصيلة االحداث استشهاد ستة من الفلسطينيني‬ ‫الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض اآلباء واألجداد وسقطوا دفاعاً عن ارضهم‬ ‫وحقهم‪ ،‬باالضافة اىل ‪ 49‬جريحاً ونحو (‪ )300‬معتقل‪.‬‬ ‫وشكل يوم االرض إضافة نوعية اىل نضال الجامهري العربية يف فلسطني‬

‫املحتلة منذ ‪ ،1948‬وكانت هزة عنيفة تلقاها املجتمع االستيطاين الصهيوين‪،‬‬ ‫فكان ذلك مبثابة نقطة انعطاف يف مسريتهم الكفاحية‪ ،‬حيث كشف‬ ‫زيف التعايش املزعوم ومدى عنرصية الصهاينة وحقدهم‪ ،‬وأكد استمرارية‬ ‫الرصاع وحيث يعيش اكرث من ‪ 1.2‬مليون فلسطيني يف املناطق املحتلة عام‬ ‫‪ 1948‬من ارض فلسطني التاريخية وهم يعانون التمييز العنرصي يف شتى‬ ‫املجاالت‪ ،‬ويكفي أن ننظر اىل االرقام التالية لرنى مدى التمييز العنرصي يف‬ ‫كل املجاالت‪.‬‬ ‫فموازنة البلديات يف املناطق العربية هي نصف مثيالتها يف املناطق‬ ‫اليهودية‪ ،‬ونسبة الطالب العرب يف الجامعات ‪ %1‬مع العلم أن نسبتهم‬ ‫‪ %20‬من السكان‪ ،‬وال يحق للعريب اقتناء (أرايض دولة) مع العلم ان ‪ %93‬من‬ ‫األرايض يصنف أرايض دولة‪.‬‬

‫جوهر الرصاع يف األرايض املحتلة‬ ‫ويناضل الفلسطينيون هناك بشتى السبل وعىل كل االصعدة من‬ ‫أجل تثبيت حقهم يف أرضهم وترسيخ انتامئهم ألمتهم‪ ،‬وجوهر الرصاع‬ ‫يف الوطن املحتل بني الشعب الفلسطيني صاحب البلد األصيل وبني‬ ‫املستوطنني الصهاينة عىل العالقة برقعة االرض الفلسطينية نفسها‪،‬‬ ‫بينام ناضل الشعب الفلسطيني وال يزال من أجل البقاء يف االرض والحفاظ‬ ‫عىل العالقة بها‪ ،‬ليس كوسيلة إنتاج بل كوطن قومي‪.‬‬ ‫وسعى الصهاينة وما انفكوا اىل استكامل عملية إجالء هذا الشعب‬ ‫عن االرض وقطع عالقته بها‪ ،‬كل ذلك من أجل فرض عالقة جديدة عىل‬ ‫تلك االرض‪ ،‬تصبح إن هي استسلمت لذلك وطناً قومياً ملا يسمى الشعب‬ ‫اليهودي غري املحدد الهوية‪ ،‬وبالتايل قاعدة صهيونية وامريكية ضد حركة‬ ‫الجامهري املتطلعة اىل التحرر‪.‬‬ ‫الرصاع ما زال محتدماً منذ حواىل قرن من الزمن‪ ،‬والكيان الصهيوين‬ ‫ميعن يف العمل عىل تجسيد املرشوع الصهيوين وتهويد االرض كل االرض‬ ‫يف فلسطني‪ ،‬والشعارات التي يرفعها املستوطنون الصهاينة مثل (حركة‬ ‫ارض ارسائيل الكاملة) تعرب عن االهداف املعلنة للعدو‪.‬‬ ‫لقد أثبتت األحداث عقم ما يسمى مفاوضات السالم ومرسحية املؤمترات‬ ‫منذ اوسلو وانابوليس وما بعدها‪ ،‬فهي محاوالت مكشوفة لكسب املزيد‬ ‫من الوقت وتهويد االرض واستكامل املخطط الصهيوين ومرشوعه يف‬ ‫ترحيل من بقي من الفلسطينيني عىل ارضهم التاريخية‪ ،‬ونتائج االنتخابات‬ ‫االرسائيلية مل تكن مفاجئة وهي التي أتت بغالة املتطرفني الصهاينة‪،‬‬ ‫وهي إشارة واضحة إىل نية العدو استكامل مخططاته‪ ،‬وانها جرس اإلنذار‪،‬‬ ‫وعلينا إعداد العدة الستمرار الرصاع الستعادة االرض بعيداً عن أوهام‬ ‫السالم املزعوم‪.‬‬

‫إعداد نبيل مرعي‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫المحكمة الجنائية الدولية تعتقل البشير لكن على الورق‬

‫السودان دولة وشعباً يتحدى القرار‬ ‫ويؤكد بطالنه واستحالة تنفيذه‬ ‫بعد انضامم مرص إىل عدم تأييد قرار‬ ‫املحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬الصادر يف ‪ 5‬آذار‬ ‫املايض من هذا العام‪ ،‬التي يقع مقرها‬ ‫الرئييس يف‪ ‬الهاي بهولندا‪ ،‬عرب‪ ‬إصدار‬ ‫مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداين عمر‬ ‫البشري عىل خلفية اتهامه‪ ‬بارتكاب جرائم‬ ‫حرب يف دارفور‪ ،‬إثر دعوتها البشري إىل زيارة‬ ‫القاهرة أواخر آذار املايض وتناول الغداء مع‬ ‫الرئيس املرصي حسني مبارك‪ ،‬يف جولة‬ ‫محادثات شارك فيها كبار املسؤولني يف‬ ‫البلدين‪ ،‬إىل جانب رفض سوري وإيراين‬ ‫ودعوة قطرية إىل القمة العربية التي‬ ‫انعقدت يف الدوحة‪ ،‬إضافة إىل عدم توقيع‬ ‫السودان املعني بقرار املحكمة املذكورة‬ ‫أعاله‪ ،‬ودول كربى مؤثرة يف املجتمع الدويل‬ ‫كالواليات املتحدة والهند والصني عىل‬ ‫ميثاق املحكمة‪ ،‬ميكن القول إن قرار املحكمة‬ ‫يواجه عقبات جدية يف تنفيذه‪.‬‬ ‫ورافقت إصدار املحكمة مذكرة اعتقال‬ ‫بحق الرئيس السوداين موجة من املواقف‬ ‫الدولية املؤيدة والرافضة‪ ،‬واملواقف‬ ‫واالحتجاجات الشعبية‪ ،‬وعاصفة من الجدل‬ ‫القانوين بشأن قانونية إجراءات ‪ ‬املحكمة الرئيس السوداين عمر البشري‬ ‫وإمكان تطبيق القرار وتأثريه عىل البشري‬ ‫خصوصاً الجنوب‪ ،‬أنه غري مكرتث بأي قرار‬ ‫انعقدت‬ ‫وتنقالته يف مناسبة القمة العربية التي‬ ‫تصدره هذه املحكمة‪ .‬وقال البشري يف كلمة‬ ‫توقيع‬ ‫عدم‬ ‫أواخر آذار املايض يف الدوحة‪ ،‬يف ظل‬ ‫ألقاها لدى افتتاح سد مروي بالوالية الشاملية‬ ‫السودان عىل ميثاق روما املنظم للعمل بها‪.‬‬ ‫إن بالده ظلت تتجاهل القرارات الدولية املتآمرة‬ ‫عليها وكانت دامئا ترد عليها مبواصلة تعزيز‬ ‫التنمية الداخلية يف مختلف القطاعات‪.‬‬ ‫السودان‬ ‫وأوضح عيل عثامن محمد طه نائب رئيس‬ ‫يتحدى القرار‬ ‫الجمهورية أن أوىل بدايات انهيار قرار املحكمة‬ ‫الجنائية ضد السودان هي اصطدامه بجبهة‬ ‫وجوبه القرار الصادر عن املحكمة الجنائية صمود داخلية قوية‪ ،‬وأشار إىل أن القرار أتاح‬ ‫الدولية مبواقف عربية ودولية وشعبية رافضة‪،‬‬ ‫للسودان مناسبة سانحة لتجديد عنفوان‬ ‫داخل السودان وخارجه‪ ،‬بدأها الرئيس السوداين‬ ‫ام الشعب وبيان معدنه األصيل‪.‬‬ ‫بطرد ‪ 16‬منظمة إنسانية من البالد مته ً‬ ‫وقال طه يف مؤمتر صحايف إن مؤسسات‬ ‫تلك الهيئات بالتورط يف أنشطة تزعزع‬ ‫استقرار البالد‪ ،‬فيام وصفت الواليات املتحدة الدولة ستميض يف أدائها وظائفها الدستورية‬ ‫القرار بـ»املتهور» و»املتصلب»‪ ،‬ويف رد آخر قوي وعىل رأسها رئيس الجمهورية‪ ،‬مؤكداً التزام‬ ‫ومبارش ميلء بالتحدي أكد البشري يف أكرث الدولة بقضية التحول السيايس الدميوقراطي‬ ‫من خطاب خالل جوالته عىل مناطق السودان‪ ،‬وأن ما جرى لن يثني الدولة عن امليض قدماً يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪58‬‬

‫التزاماتها‪ .‬وأشار إىل أن املحكمة الجنائية‬ ‫ال متلك أي والية قانونية عىل أي مواطن‬ ‫سوداين باعتبار ان السودان ليس عضواً‬ ‫أو طرفاً يف املحكمة‪ ،‬مضيفاً «من الواضح‬ ‫أن صدور هذا القرار يعني دخول هذه‬ ‫املؤامرة مرحلة جديدة سنواجهها بكل‬ ‫ما يلزم من الوعي والثبات والتنسيق‬ ‫مع األطراف داخلياً أو خارجياً»‪ ،‬مبيناً أن‬ ‫القوى االستعامرية تر ّفعت عن االنضامم‬ ‫للمحكمة ألنها ال تريد أن تكون يف‬ ‫موقف الند مع الدول األخرى‪ ،‬مشدداً‬ ‫عىل أن التهم املوجهة للرئيس مواقف‬ ‫سياسية باطلة ال ينعقد لها اختصاص‪.‬‬ ‫وخرجت جامهري الجنوب يف مسريات‬ ‫سلمية تلقائية مستنكرة قرار املحكمة‬ ‫الجنائية تجاه السودان‪ .‬وأوضح قنايا‬ ‫الكربى‬ ‫االستوائية‬ ‫مسؤول‬ ‫بنجامني‬ ‫بقطاع الجنوب باملؤمتر الوطني لـ(‪)smc‬‬ ‫أن املواطنني والدستوريني والقيادات‬ ‫السياسية احتشدوا اليوم مبركز القطاع‬ ‫بجوبا للتعبري عن غضبهم ووقوفهم‬ ‫مع رئيس الجمهورية ضد ادعاءات املحكمة‬ ‫الجنائية‪ ،‬حيث أكد املتحدثون أنهم‬ ‫سيعملون عىل مناهضة القرار بكل‬ ‫الطرق املرشوعة‪.‬‬ ‫ففي الدورة العادية األوىل للربملان العريب لعام‬ ‫‪ 2009‬أكد املشاركون يف ختام اجتامعاتهم‬ ‫بدمشق رضورة احرتام سيادة السودان ووحدة‬ ‫أراضيه واستقالله ومطالبة جميع الدول تأكيد‬ ‫هذا االلتزام عملياً ودعم املساعي الرامية إىل‬ ‫تحقيق السالم والوفاق الوطني بني أبنائه‪.‬‬ ‫ورفض الربملانيون العرب بشكل قاطع قرار‬ ‫املحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداين‬ ‫عمر البشري‪ ،‬مؤكدين تضامنهم مع السودان‬ ‫يف مواجهة أي مخططات تستهدف النيل‬ ‫من سيادته ووحدته واستقراره‪ ،‬وعدم قبول‬ ‫املوقف املس ّيس للمحكمة الجنائية الدولية‬ ‫جراء قرار التوقيف‪ ،‬مطالبني مجلس األمن‬ ‫الدويل باستخدام صالحياته يف تعليق قرار‬ ‫املحكمة وتحمل مسؤولياته يف الحفاظ عىل‬ ‫السلم واألمن الدوليني وتوخي الحذر الشديد‬

‫يف التعامل مع األوضاع يف السودان خالل‬ ‫املرحلة املقبلة وإعطاء األولوية إلنجاز التسوية‬ ‫السياسية ورضورة تفعيلها‪ .‬كام شكل الربملان‬ ‫لجنة برملانية ملتابعة الوضع يف السودان واعتبار‬ ‫قضية درافور بندا دامئا عىل جدول أعامل‬ ‫الربملان إضافة إىل تشكيل وفد برملاين لزيارة‬ ‫السودان للتعبري عن تضامنهم مع الشعب‬ ‫السوداين والرئيس البشري‪.‬‬

‫مواقف دولية‬ ‫متناقضة‬ ‫ويف موسكو وصف املندوب الخاص للرئيس‬ ‫الرويس لشؤون السودان‪ ،‬رئيس لجنة الشؤون‬ ‫الدولية يف مجلس الفدرالية الرويس ميخائيل‬ ‫مارغيلوف قرار اعتقال البشري بأنه سابقة خطرية‬ ‫يف العالقات الدولية‪ ،‬معترباً أن هذا القرار قد‬ ‫ينعكس سلبا عىل الوضع داخل السودان‪ ،‬وعىل‬ ‫الوضع اإلقليمي عموما‪ .‬وأعرب مصدر يف وزارة‬ ‫الخارجية الروسية عن قلق موسكو من احتامل‬ ‫توتر الوضع يف السودان بعد صدور قرار إلقاء‬ ‫القبض عىل البشري‪.‬‬ ‫دعت الواليات املتحدة جميع األطراف مبا‬ ‫فيها الحكومة السودانية إىل ضبط النفس‬ ‫وذلك عقب إصدار املحكمة الجنائية الدولية أمر‬ ‫اعتقال للرئيس السوداين عمر حسن البشري‬ ‫بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية‬ ‫يف دارفور‪ .‬وقال املتحدث باسم وزارة الخارجية‬

‫املحكمة الجنائية الدولية‬

‫األمريكية روبرت وود أثناء زيارة قامت بها الوزيرة‬ ‫هيالري كلينتون لفلسطني يف رام الله “تعتقد‬ ‫الواليات املتحدة أن من ارتكبوا أعامال وحشية‬ ‫يجب أن ميثلوا أمام العدالة”‪ .‬وتابع “ندعو كل‬ ‫األطراف مبا فيها الحكومة السودانية إىل ضبط‬ ‫النفس”‪.‬‬ ‫وأعلنت بريطانيا أنها تدعم وتحرتم “العملية‬ ‫املستقلة” التي قادت املحكمة الجنائية الدولية‬ ‫إىل إصدار مذكرة التوقيف بحق البشري‪ ،‬وعىل‬ ‫نحو راسخ “كهيئة قضائية مستقلة ملتزمة‬ ‫مبحاربة الحصانة والنخراطها يف دارفور بعد صدور‬ ‫قرار مجلس األمن الدويل ‪.”1593‬‬ ‫ودعت فرنسا الخرطوم إىل “التعاون” مع املحكمة‬ ‫الجنائية الدولية بعد صدور مذكرة التوقيف بحق‬ ‫البشري‪ .‬وقال املتحدث باسم وزارة الخارجية‬ ‫الفرنسية أريك شوفالييه إن بالده “تدعو بإلحاح‬ ‫السودان إىل التعاون الكامل مع املحكمة الجنائية‬ ‫الدولية من أجل تنفيذ القرارات التي أصدرها‬ ‫القضاة‪ ،‬طبقا ملوجبات قرار مجلس األمن الدويل‬ ‫الرقم ‪.”1593‬‬ ‫ويف برلني دعا وزير الخارجية األملاين فرانك‬ ‫فالرت شتاينامير الحكومة السودانية إىل ضبط‬ ‫النفس عقب صدور قرار املحكمة الجنائية‪.‬‬ ‫وقال الوزير األملاين إن املحكمة الجنائية الدولية‬ ‫هي الضامن الذي يكفل عدم حدوث جرائم‬ ‫الحرب الجسيمة دون عقاب وعدم إهدار حقوق‬ ‫الضحايا‪.‬‬ ‫ودعت الحكومة الكندية الحكومة السودانية‬ ‫إىل التعاون مع املحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬ ‫وقال وزير الخارجية الكندي‬ ‫لورنس كانون يف بيان “تدعو‬ ‫الحكومة السودانية إىل االلتزام‬ ‫بتعهداتها الدولية كام حددها‬ ‫قرار مجلس األمن الدويل الرقم‬ ‫‪ 1593‬بالتعاون الكامل مع‬ ‫املحكمة”‪ .‬وأكد الوزير الكندي‬ ‫دعم بالده الكامل لعمل املحكمة‬ ‫الجنائية “التي هي هيئة قضائية‬ ‫لضامن‬ ‫أسست‬ ‫مستقلة‬ ‫املحاسبة ومنع الجرائم الدولية‬ ‫الخطرية”‪.‬‬ ‫ودعا األمني العام لألمم املتحدة‬ ‫بان يك مون الخرطوم‪ ،‬عقب‬ ‫صدور القرار مبارشة‪ ،‬الستمرار‬ ‫التعاون مع جميع هيئات‬ ‫األمم املتحدة وضامن سالمة‬ ‫أفرادها بعد صدور قرار املحكمة‬ ‫الجنائية‪ .‬وقال بيان للمسؤول‬ ‫األممي‪“ ‬ستواصل األمم املتحدة‬ ‫وأنشطتها‬ ‫بعملياتها‬ ‫القيام‬ ‫الحيوية املتعلقة بحفظ السالم‬ ‫واملساعدة اإلنسانية وحقوق‬ ‫اإلنسان والتنمية”‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫محللون قانونيون ‪:‬‬ ‫القرار مستحيل تنفيذه‬ ‫وقال املستشار القانوين السوداين الدكتور‬ ‫عمر كبايش يف استطالع عن القرار ‪ 1593‬الصادر‬ ‫من مجلس األمن الدويل‪ ‬بإحالة ملف النزاع‬ ‫ىف اقليم دارفور اىل املحكمة الجنائية الدولية‬ ‫كان‪« ‬إجراء خاطئا منذ البداية‪ ،‬وبالتايل فإن قرار‬ ‫املحكمة الذي بني عليه كان ايضا خاطئا»‪ ،‬مضيفاً‬ ‫«أن قرار املحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس‬ ‫البشري‪ ‬ال ميكن تنفيذه عملياً‪ ،‬فبموجب ميثاق‬ ‫روما ال تستطيع املحكمة تنفيذ ‪ ‬أمر االعتقال‬ ‫دون تعاون الدول املوقعة‪ ،‬كام انها ال تستطيع‬ ‫إلزام الدول مبساعدتها دون الحصول عىل تنازل من‬ ‫السودان عن حصانة ‪ ‬الرئيس البشري»‪.‬‬ ‫وشدد عىل أنه «من املستحيل تنفيذ أمر‬ ‫االعتقال بحق الرئيس البشري‪ ‬ما دام يف سدة‬ ‫الحكم‪ ،‬وما دام يتمتع بحصانة دستورية»‪.‬‬ ‫وعن اإلجراءات التي ستتبعها املحكمة الجنائية‬ ‫الدولية بعد إصدار‪ ‬مذكرة التوقيف‪ ،‬قال كبايش‬ ‫«إن املحكمة ستتبع نظاماً دورياً كل ستة‪ ‬أشهر‬ ‫لرفع تقارير ملجلس األمن حال رفض السودان‬ ‫التعاون معها»‪ ،‬مستدركاً «لكن ال ميتلك مجلس‬ ‫األمن سلطات لتنفيذ أمر االعتقال‪ ،‬ألن‪ ‬املحكمة‬ ‫الدولية ال ترتبط مبجلس االمن إال من خالل مادتني‬ ‫من ميثاق ‪ ‬االمم املتحدة هام املادة ‪ 13‬التي تنص‬ ‫عىل حق املجلس ىف إحالة قضية ‪ ‬تهدد االمن‬ ‫والسلم الدوليني اىل املحكمة الدولية‪ ،‬واملادة‬ ‫‪ 16‬التي ‪ ‬تتيح ملجلس االمن إلزام املحكمة بتأجيل‬ ‫املالحقة القانونية اذا كان‪ ‬ذلك يؤثر عىل السالم‬ ‫واالستقرار»‪.‬‬ ‫وقال حسن الساعوري استاذ العلوم السياسية‬ ‫بجامعة الخرطوم “إن‪ ‬املحكمة الجنائية الدولية ذراع‬ ‫جديدة من أذرع معاقبة الدول التي ال‪ ‬تستجيب‬ ‫إلمالءات القوى الكربى”‪ ،‬مضيفاً “أن األمر يتجاوز‬ ‫السودان وهو‪ ‬موجه ضد الدول النامية التى تريد‬ ‫االستقالل بقرارها”‪ ،‬موضحاً “أن القانون الدويل‬ ‫يف مصلحة السودان‪ ،‬ولكن‪ ‬املحكمة الجنائية‬ ‫ليست جهة قانونية بل وسيلة سياسية”‪،‬‬ ‫مشرياً اىل ‪ ‬ان أمام السودان وسيلة دبلوماسية‬ ‫فعالة ملواجهة القرار‪.‬‬ ‫ويف ظل الثغرات القانونية التى صدر بها‬ ‫قرار توقيف الرئيس البشري‪ ،‬أكد محللون‬ ‫سياسيون أن القرار يعرب أصال عن نزعة سياسية‬ ‫للمحكمة ‪ ‬الدولية‪ ،‬مشريين إىل أنها مل تعد‬ ‫جهة قانونية بل باتت “مسيسة” من ‪ ‬قبل بعض‬ ‫الدول الكربى‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال‪ :‬هل ستنفذ املحكمة قرارها‬ ‫باعتقال البشري‪ ،‬وكيف؟ ومن العرب املعتدلون‬ ‫وغري العرب املتطرفني سيتطوع لتقديم مكرمة‬ ‫االعتقال عىل مذبح خدمة مصالح األعداء؟‬

‫ماهر رسي الدين‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫العراق في «دائرة الخطر»‬ ‫حتى زوال االحتالل‬ ‫وبعد مرور ما يقارب ست سنوات عىل‬ ‫االحتالل االمرييك للعراق‪ ،‬فأن نظرة موضوعية‬ ‫ملسار االحداث يف العراق الشقيق‪ ،‬ستؤكد بأن‬ ‫االمريكيني خرسوا الحرب هناك‪ ،‬وباتوا غارقون يف‬ ‫أزمة مالية واقتصادية كربى‪ ،‬ما زالت التداعيات‬ ‫تتفاعل بالرغم من التسرت عىل مظاهر هذه االزمة‬ ‫وتباعتها‪ ،‬والفرصة االن ما زالت بيد القوى الحية‬ ‫يف العراق الشقيق لتقول كلمتها‪ ،‬واستمرار‬ ‫املقاومة‪ ،‬أما الحديث عن االتفاقيات واالنسحابات‬ ‫االمريكية والربامج والخطط املعلنة فام هي اال‬ ‫وسيلة ليك يحصل املعتدي عىل أفضل الغنائم‬ ‫بأقل التكاليف املمكنة‪ ،‬فاالتفاقية االمنية‬ ‫العراقية – االمريكية‪ ،‬تكبل العراق وترهن اقتصاده‬ ‫وسيادته‪ ،‬بعد ان وضع املحتل دساتريه ومخططاته‬ ‫موضع التنفيذ ليتمكن من احكام سيطرته‬ ‫عىل البالد الطول مده ممكنة‪ ،‬بعد ان جزأ العراق‬ ‫واضعفه‪ ،‬وتعامل مع العشائر عىل طريقة فرق‬ ‫تسد‪ ،‬فخلق «الصحوات» والكيانات الصغرية‬ ‫عىل حساب الوطن الواحد‪ ،‬فأفقر البالد‪ ،‬ودمر‬ ‫البنية التحتية للعراق‪ ،‬الصورة ما زالت قامئة يف‬ ‫العراق‪ ،‬والخالص باستمرار املقاومة ألنها الوحيدة‬ ‫التي تجرب االحتالل عىل الرحيل‪.‬‬ ‫يبدو أن حالة عدم االستقرار يف العراق‪ ،‬قد تم‬ ‫توقيت إيقاعها عىل ضوء الخطط املعدة سلفاً‬ ‫يف بلد مزقته الحرب وأضعفته اىل درجة يتمكن‬ ‫االحتالل االمرييك من إحكام سيطرته عىل البالد‬ ‫والعباد‪ ،‬فاالنتخابات املحلية (مجالس املحافظات)‬

‫طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كانت مناسبة متكن االحتالل من خاللها من‬ ‫تسليط الضوء نحو بقعة أخرى‪ ،‬تتعلق بالشأن‬ ‫الداخيل العراقي‪ ،‬ويف الوقت نفسه االستفادة‬ ‫من عامل الوقت لتمرير االتفاقية األمنية‬ ‫(االمريكية ـ العراقية)‪ ،‬والن االوضاع يف املنطقة‬ ‫باتت متشابكة وتؤثر ويتأثر بعضها ببعض‪ ،‬وما‬ ‫حصل من هجمة صهيونية رشسة ضد أهلنا يف‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬يعطي إشارة واضحة اىل أن املرشوع‬ ‫االمرييك ـ الصهيوين‪ ،‬هو مرشوع مرتابط يف‬ ‫حلقاته ويف مصالحه‪.‬‬ ‫وليس صدفة أن تركز االدارة االمريكية الجديدة‬ ‫وجودها العسكري يف أفغانستان مع إصدار‬ ‫مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداين عمر‬ ‫البشري صادرة عن محكمة دولية تتحكم االدارة‬ ‫االمريكية وما يسمى املجتمع الدويل‪ ،‬بقراراتها‬ ‫وأحكامها‪ ،‬فنحن أمام رشيعة الغاب االمريكية‪.‬‬ ‫ومن هنا فالعراق الشقيق ما زال يعاين‪ ،‬وشعبنا‬ ‫يف العراق يتعرض ألبشع احتالل يف تاريخه‪ ،‬فتم‬ ‫استهداف العراق يف تاريخه وحضارته ومستقبل‬ ‫أجياله‪ ،‬ورسقة تراثه‪ ،‬ونهب خرياته وتجويعه‬ ‫ليبقى عاجزاً عن مواجهة االحتالل‪ ،‬يتقاتل فيه‬ ‫االخوة‪ ،‬بحجج واهية من صنع االحتالل‪.‬‬ ‫فكانت االنتخابات العراقية (املحلية) مناسبة‬ ‫عرب من خاللها االحتالل االمرييك بإدارته وحلته‬ ‫الجديدة بأن “االنتخابات نرص لكل العراقيني”‬ ‫بينام واقع الحال يقول‪ :‬الشعب العراقي ينشغل‬ ‫يف البحث عن لقمة عيشه‪.‬‬ ‫ويرصح الناطق باسم البيت االبيض روبرت‬ ‫غيبس “بأن التحديات ما زالت قامئة يف العراق‪،‬‬ ‫لكن االتفاقات مع حكومة بغداد ما كانت لتوقع‬ ‫لو كانت ستعيده اىل دائرة الخطر”‪ ،‬والسؤال‪:‬‬ ‫وهل هناك أكرث خطراً من االحتالل ونهب ثروات‬ ‫العراق؟!‬ ‫املاليك‪ :‬أعتقد أن العراقيني سيكونون قادرين‬ ‫عىل تويل مسؤولية الوضع بأكمله بعد‬ ‫انسحاب القوات األمريكية‬ ‫والرئيس االمرييك باراك اوباما سبق ان أعلن‪،‬‬ ‫ان القسم االكرب من القوات االمريكية‪ ،‬وعديدها‬ ‫(‪ 140‬الف جندي) سينسحب من العراق يف حلول‬ ‫‪ 31‬آب عام ‪ ،2010‬اال انه قال ان قوات يصل عديدها‬ ‫اىل (‪ 50‬الف) جندي ستبقى يف العراق حتى‬ ‫نهاية ‪ ،2011‬والسؤال هنا‪ :‬ما الذي ُيحرض للعراق‬ ‫خالل هذه الفرتة‪ ،‬وهل ستكون القوات العراقية‬ ‫مستعدة للحيلولة دون انزالق العراق صوب دوامة‬

‫‪60‬‬

‫منتظر الزيدي‬

‫قوات االحتالل األمرييك يف العراق‬

‫املاليك‬

‫جديدة من سفك الدماء عىل نطاق واسع يف ظل‬ ‫الظروف التي ساهم االحتالل يف صنعها؟‬ ‫يف العراق التحديات ما زالت قامئة‬ ‫“دائرة الخطر” تكرب ومواعيد االنسحاب‬ ‫األمرييك مشكوك فيها‬ ‫العراق يف دائرة مغلقة بعد االنتخابات املحلية‬ ‫هل تتسلم الحكومة “مجالس الصحوة” وما‬ ‫مصري املصالحة الداخلية؟‬ ‫وأعلن الجيش االمرييك‪ ،‬ان الحكومة العراقية‬ ‫ستتسلم يف شكل كامل ملف قوات “مجالس‬ ‫الصحوة” التي يبلغ عديدها حواىل (‪ 90‬الفاً) والتي‬ ‫تحارب تنظيم “القاعدة والجامعات املتشددة”‪.‬‬ ‫وقال الكولونيل جيفري كوملر الناطق باسم‬ ‫الجيش االمرييك ان “الجيش االمرييك سلم‬ ‫مسؤولية حواىل ‪ 82‬الفا من عنارص الصحوة‬ ‫اىل السلطات العراقية يف مثاين محافظات‬ ‫منذ بدء العملية يف ترشين االول املايض‪ ،‬وان‬ ‫الباقني من قوات الصحوة وعددهم عرشة اآلف‬ ‫مقاتل‪ ،‬سينقلون اىل سيطرة الحكومة يف االول‬ ‫من نيسان‪.‬‬ ‫ويسود االعتقاد عىل نطاق واسع بأن الحكومة‬ ‫العراقية ال تبدي ثقة كبرية يف قوات الصحوة‪ ،‬أما‬

‫جيفري كوملر فقال‪“ :‬نقرتب من نقل مسؤوليتهم‬ ‫اىل الحكومة‪ ،‬يجب الرتكيز عىل رضورة حصولهم‬ ‫عىل وظائف”‪.‬‬ ‫و”رئيس الوزراء نوري املاليك تعهد بضم ‪ 20‬يف‬ ‫املئة من قوات الصحوة اىل صفوف قوات االمن‬ ‫العراقية”‪ ،‬فيام انخرط مئات منهم يف قوات‬ ‫حامية املنشآت النفطية التي شكلت حديثاً‬ ‫لحامية البنى التحتية الحيوية‪.‬‬ ‫ويف ظل هذه االوضاع شدّد رئيس اقليم‬ ‫كردستان مسعود بارزاين عىل حق االكراد يف‬ ‫تقرير املصري‪ ،‬وان االكراد ملتزمون بالبقاء جزءاً من‬ ‫العراق طاملا التزم الجميع بدستور البالد‪ ،‬وعرب عن‬ ‫أسفه لعدم وجود مصالحة حقيقية يف العراق‬ ‫وحدد خمس نقاط خالفية بني حكومة االقليم‬ ‫الكردي والحكومة العراقية‪ ،‬أبرزها الخالفات يف‬ ‫مسألة االمن والجيش وقطاعي النفط والغاز‪،‬‬ ‫والسياسية الخارجية‪ ،‬وانتقد أداء وزارة النفط‬ ‫العراقية عىل رغم رصف أكرث من مثانية باليني‬ ‫دوالر عىل القطاع النفطي‪ ،‬وحذر من تجاهل‬ ‫املشاكل العالقة أو تأجيلها‪ ،‬مؤكداً عدم وجود‬ ‫مصالحة حقيقية‪.‬‬ ‫وبالنسبة اىل االتفاق االمني بني بغداد‬ ‫وواشنطن الذي ينص عىل انسحاب كل القوات‬ ‫االمريكية من العراق بنهاية ‪ 2011‬قال بارزاين “ما‬ ‫زلنا نعتمد عىل القوات االجنبية لحفظ االمن يف‬ ‫بالدنا” فالوضع االمني ما زال هشاً‪.‬‬ ‫وتوقع طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي‬ ‫انسحاب القوات االمريكية من العراق بحسب‬ ‫التواريخ التي أعلنها الرئيس االمرييك أخرياً‪ ،‬لكنه‬ ‫أبدى تخوفاً من عدم اكتامل عملية بناء الجيش‬ ‫العراقي بحلول عملية االنسحاب‪ ،‬وقال ان لقاءات‬ ‫املصالحة التي ازدادت وتريتها يف االيام االخرية‬ ‫املاضية يف بغداد بني أطراف حكومية واخرى من‬

‫خارج العملية السياسية “هي مجرد اجتهادات‬ ‫فردية من قبل أطراف يف الحكومة واخرى امتنعت‬ ‫عن املشاركة يف العملية السياسية” واملطلوب‬ ‫اآلن هو طرح مرشوع وطني واسع النطاق متفق‬ ‫عليه إلجراء مصالحة حقيقية بني الذين شاركوا‬ ‫يف العملية السياسية منذ العام ‪ 2003‬وآخر‬ ‫بني املشاركني يف العملية السياسية وبني الذين‬ ‫قاطعوها حتى اللحظة”‪.‬‬ ‫نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي شكك‬ ‫يف وجود نيات صادقة إلجراء املصالحة يف العراق‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫العالقة بني حكومة املركز يف بغداد وحكومة‬ ‫اإلقليم الكردي‪ ،‬عالقات تدعو إىل األسف‬ ‫وقال الهاشمي “نحن بحاجة اىل صدق النوايا‬ ‫واىل مرشوع متكامل للمصالحة واىل التوافق‬ ‫الوطني وهي مستلزمات نجاح املصالحة الوطنية”‪،‬‬ ‫وهو يعتقد ان هذه العنارص غري متوافرة يف‬ ‫الوقت الحارض‪.‬‬ ‫وأمام تأزم العالقة بني حكومة املركز وحكومة‬ ‫االقليم الكردي‪ ،‬ووصفها الهاشمي بأنها “عالقات‬ ‫تدعو اىل االسف والقلق وال بد من ايجاد حل‬ ‫عاجل لتحسني هذه العالقة”‪.‬‬ ‫من جانبه دعا رئيس الحكومة العراقية نوري‬ ‫املاليك اىل إجراء تعديل يف الدستور ومبا يضمن‬ ‫إعطاء الحكومة املركزية الكثري من الصالحيات‬ ‫عىل حساب الحكومات املحلية وهو أمر رفضته‬ ‫حكومة االقليم الكردي ووصفته بأنه ميهد لوالدة‬ ‫دكتاتورية جديدة يف العراق‪.‬‬ ‫وهناك من يقول ان الخالف الرئييس يف العراق‬ ‫هو الخالف عىل تفسري الدستور ومفتاح الحل هو‬ ‫بإعادة النظر بالدستور عىل عجل‪ ،‬وباالعتامد عىل‬ ‫وثيقة االصالح السيايس التي ُو ّقعت بالتزامن مع‬ ‫االتفاق االمني املوقع من االدارة االمريكية‪ ،‬وال ب ّد‬

‫‪61‬‬

‫من قيام حكومة مركزية‪ ،‬والعراق لن يستقر إال‬ ‫بوجود حكومة قوية مركزية وحكومات محلية‬ ‫لها صالحيات مبا يجعلها قوية‪.‬‬ ‫والبعض يرى أن االنتخابات املحلية التي جرت‬ ‫يف العراق أخرياً قد أظهرت تراجع القوائم‬ ‫الدينية الطائفية‪ ،‬ولكنها مل تكرس حاجز‬ ‫الطائفية يف العراق‪ ،‬انها كسابقاتها‪ ،‬قامئة‬ ‫املاليك‪ ،‬وقامئة الحكيم‪ ،‬وقامئة التوافق‪...‬‬ ‫وال ب ّد من حسم موضوع املصالحة الوطنية‬ ‫العراقية‪...‬‬ ‫هكذا هي اللوحة يف العراق اليوم‪ ،‬وحده‬ ‫“منتظر الزيدي” الذي ودع جورج بوش بقذفه‬ ‫بفرديت حذائه فأحيا شيئاً من كرامة العراقيني‬ ‫والعرب‪ ،‬أعطى للصحافة معنى محورياً للحياة‪،‬‬ ‫والقيم التي ترىب عليها منتظر الزيدي تلغي‬ ‫املسافة بني العام والخاص (الفردي) أي التامهي‬ ‫مع القضية النضالية اىل حد التطابق بحيث‬ ‫تصبح الحياة الفردية يف خدمة الفكرة‪.‬‬ ‫املقاومون والشهداء من أبناء الشعب يقدمون‬ ‫هذا النموذج‪ ،‬وصدور حكم قاس بالسجن‬ ‫ثالث سنوات يثري الكثري من مشاعر السخط‬ ‫واالشمئزاز‪ ،‬ولكنه يف الوقت ذاته مدعاة وحافز‬ ‫لكل غيور عىل العراق‪ ،‬بأن يتحرك لفك القيود‬ ‫وكرس الحواجز‪ ،‬فالعراق محكوم عليه بالسجن‬ ‫ايضاً يف ظل االحتالل الجائر‪.‬‬ ‫لكل فعل رد فعل واالحتالل يقابل باملقاومة‪ ،‬انه‬ ‫قانون طبيعي‪ ،‬واملرشوع االمرييك ـ الصهيوين‬ ‫تلقى العديد من الرضبات القاسية يف لبنان‬ ‫املقاوم ويف غزة فلسطني‪ ،‬واالحتالل ليس قدراً‪،‬‬ ‫وطريق الخالص يحتم رص الصفوف واالستمرار‬ ‫يف املقاومة وبذل التضحيات‪ ،‬إنها طريقنا‬ ‫للخالص ودحر الغزاة‪.‬‬

‫إعداد نبيل مرعي‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫الرد اإليراني على رسالة الرئيس اإلميركي‬ ‫مسألة مهمة على مستوى ثقافة الثقة بالنفس‬

‫االسايس يف الحوار؟‬ ‫الحوار طويل ويحتاج اىل اشهر ورمبا اكرث من‬ ‫ذلك‪ .‬بنظري قضية الكيان الصهيوين واملوقف‬ ‫االمرييك تجاهه وموقف ايران من دعم حركات‬ ‫املقاومة ضد هذا الكيان ستبقى القضية األصعب‬ ‫وستكون عقدة العقد‪ .‬السؤال املطروح‪ :‬هل ميكن‬ ‫أن تؤجل هذه املسألة اىل ما بعد التفاهم عىل‬ ‫قضايا اخرى يف العراق وافغانستان؟ أعتقد أن هذا‬ ‫رهن السلوك االمرييك وكيفية تقبله الربنامج‬ ‫النووي االيراين‪.‬‬

‫د‪ .‬طالل عتريسي‬ ‫لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫إيران لم ترفض الحوار‬ ‫بل طلبت من أميركا‬ ‫تغيير سياستها‬ ‫لتكون أكثر استعداداً له‬

‫هي مرحلة جديدة عىل املرسح الدويل‪ ،‬بدأتها إدارة الرئيس االمرييك باراك أوباما‪ ،‬مرحلة مراجعة لكل السياسات التي اعتمدتها‬ ‫االدارة السابقة برئاسة جورج بوش‪ .‬يف ضوء هذا تختلف التحليالت حول مستقبل املنطقة‪ ،‬فأمريكا التي تحاول إعادة رسم سياساتها مل‬ ‫تعد كام السابق‪ ،‬أصبحت أكرث وهناً بعد مثاين سنوات أذاقتها مرارة الويالت‪ ،‬أما املنطقة فتغريت كلياً يف ضوء انتصار جبهة املامنعة‪،‬‬ ‫فبعد حرب متوز عام ‪ ،2006‬عادت املقاومة لتثبت أن انتصارها مل يكن صدفة محقق َة انتصاراً آخر يف غزة‪.‬‬ ‫لعل هذا ما دفع االدارة االمريكية اىل اتخاذ “العمل عىل تفكيك جبهة املامنعة يف املنطقة” هدفاً لحملتها الجديدة عىل املنطقة‪.‬‬ ‫األنظار كلها توجهت اىل ايران وسوريا‪ ،‬فإن كانت سوريا حسمت أمرها وخرجت منترصة من كل محاوالت االدارة االمريكية والعدو‬ ‫االرسائييل وعرب االعتدال لعزلها‪ ،‬يبقى امللف االيراين املثقل بقضاياه محور جدل‪ ،‬فالكل يحاول التكهن مبسار العالقة االمريكية‬ ‫االيرانية‪ ،‬وإمكانية كرس الحلف االيراين السوري‪ ،‬ومبستقبل العالقات العربية االيرانية‪ ،‬وامللف النووي االيراين‪ ،‬وما بعد االنتخابات‬ ‫الرئاسية االيرانية‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت املحلل يف الشؤون الدولية عموماً وااليرانية خصوصاً د‪ .‬طالل عرتييس لالضاءة عىل امللف االيراين يف ضوء‬ ‫التغيريات التي تشهدها املنطقة منذ وصول الرئيس االمرييك باراك اوباما اىل الحكم‪ ،‬فكان هذا الحوار‪:‬‬

‫حوار إيراين أمرييك طويل‬ ‫كيف قرأت الرد االيراين عىل رسالة الرئيس‬ ‫باراك اوباما الداعية للحوار؟‬ ‫الرد االيراين بدالالته اهم من العرض االمرييك‪،‬‬ ‫ما حصل يف املسألة ان الرد االيراين عىل طلب‬ ‫وعرض امرييك واضح أىت ليعيد الكرة اىل امللعب‬ ‫االمرييك قائ ًال ألوباما “عليكم انتم ان تتغريوا اوالً‬ ‫بعد ذلك تعالوا الينا يك نتغري”‪ ،‬وهذه مسألة‬ ‫جد مهمة عىل املستوى النفيس وعىل مستوى‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ثقاقة الثقة بالنفس‪ .‬لسبب اننا اعتدنا يف‬ ‫املنطقة العربية والرشق االوسطية‪ ،‬ان يهرول‬ ‫كل من يبتسم االمرييك يف وجهه اىل أحضان‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬فمجرد موظف يف وزارة الخارجية‬ ‫االمريكية كان يأيت اىل دول املنطقة ويجمع‬ ‫كل املسؤولني والرؤساء والوزراء ومييل عليهم‬ ‫السياسات التي يجب القيام بها‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬ ‫من جهة اخرى ايران مل ترفض الحوار ولكن‬ ‫طلبت من الواليات املتحدة ان تغري سياساتها‪،‬‬ ‫مث ًال ان توقف العقوبات والحصار أو غري ذلك يك‬

‫‪62‬‬

‫تكون ايران اكرث استعداداً للحوار‪.‬‬ ‫ماذا بعد الرد االيراين؟‬ ‫الواليات املتحدة ستبدأ اتصاالت غري علنية مع‬ ‫ايران وسرتسل رسائل تفصيلية اليها‪ ،‬كام تحدث‬ ‫وزير الدفاع االمرييك عن مبادرات اخرى اضافية‬ ‫تجاه ايران‪ ،‬إضافة اىل الدعوة التي وجهت إليران‬ ‫للمشاركة يف مؤمتر ألفغامستان‪ .‬وهذه كلها‬ ‫مقدمات ميكن ان تتبلور بعدها املواضيع التي‬ ‫ستناقش يف الحوار‪.‬‬ ‫هل سيكون امللف النووي االيراين املحور‬

‫طبيعة الواليات المتحدة‬ ‫لم تتغير لكن األساليب‬ ‫هي التي تغيرت‬ ‫حلفاء الواليات المتحدة‬

‫ارتباك وتغري أمريكيان‬

‫يعيشون مرحلة من‬

‫بعد مرور اشهر قليلة عىل وصول اوباما اىل‬ ‫البيت االبيض‪ ،‬كيف تقرأ مستقبل العالقات‬ ‫االمريكية االيرانية ال سيام بعد التوتر الذي‬ ‫شهدته خالل عهد بوش؟‬ ‫اوالً ال نستطيع ان نفصل بني مؤسسات االدارة‬ ‫الجديدة والفشل الذي حصل يف االدارة السابقة‪،‬‬ ‫فاالدارة السابقة جربت كل الوسائل ومارست كل‬ ‫انواع الضغوط عىل ايران‪ ،‬العقوبات االقتصادية‪،‬‬ ‫الحصار السيايس‪ ،‬التهديد بالحرب واضع ًة خططا‬ ‫ومواعيد لشنها‪ ،‬ويف النهاية مل يحصل أي يشء‪.‬‬ ‫ايران يف مقابل ذلك مل ترتاجع‪ ،‬بل استمرت يف‬ ‫برنامجها النووي وعىل مواقفها‪ .‬هذا الواقع كان‬ ‫يف نهاية االدارة السابقة‪ ،‬فأىت اوباما وورث وضعا‬ ‫جديدا نتج من فشل االدارة السابقة‪ ،‬اذاً كان عليه‬ ‫ان يبدأ من حيث انتهت االدارة السابقة‪ .‬فطرح‬ ‫موضوع الحوار مع ايران ألن العودة اىل االساليب‬ ‫السابقة مل يعد يجدي بعدما استنفدت الوسائل‬ ‫االخرى أغراضها‪ .‬لذلك توجه اوباما اىل الحوار‬ ‫والتفاهم مع ايران‪ ،‬ال يعود اىل حسن خلقه‪ ،‬بل هو‬ ‫يتحرك ضمن خطة عمل أساسية يف التعامل‬ ‫مع ايران‪.‬‬ ‫بعد مرور هذه االشهر القليلة عىل استالم‬ ‫اوباما الحكم‪ ،‬تبني انه لغاية اآلن ليس هناك برنامج‬ ‫عمل واضح ملضمون الحوار الذي سيبدأ‪ ،‬فهناك‬ ‫ترصيحات من االدارة االمريكية تعود اىل املرحلة‬ ‫السابقة حول التشدد مع ايران‪ ،‬حتى اوباما نفسه‬ ‫عاد ليقول‪“ :‬ايران تشكل خطرا اسرتاتيجيا عىل‬ ‫أمننا”‪ ،‬مام يعني ان هناك قوى داخل االدارة الجديدة‬ ‫ال تريد للحوار ان يبدأ بالطريقة املطلوبة‪ ،‬فيام‬ ‫تدعو الواليات املتحدة ايران اىل الحوار حول الوضع‬ ‫يف أفغانستان مام يشري اىل ارتباك امرييك يف‬ ‫التعامل مع الواقع االيراين‪.‬‬ ‫ما هي حدود التغيري الذي قد يطرأ عىل هذه‬ ‫العالقة؟‬ ‫هذا مرهون باالدارة االمريكية نفسها‪ ،‬وان‬ ‫كانت ستقبل بإيران كدولة تقليدية لها مصالح‪،‬‬ ‫ومخاوف وأمن تقليدي يجب أخذه يف االعتبار‪.‬‬ ‫إدراك االدارة الجديدة لذلك بواقعية كام يفرتض‪،‬‬ ‫قد يساهم يف تقدم الحوار خاصة ان ايران ال تعاين‬ ‫من أي مشكلة‪ ،‬فأي حوار معها سيكون مبثابة‬

‫االرتباك العام بانتظار ما‬ ‫سينتج من هذا الحوار‬ ‫اعرتاف بها‪ .‬فاالدارة االمريكية كانت تصفها‬ ‫سابقاً بالدولة “املارقة”‪ ،‬دولة يف محور الرش‪ ،‬دولة‬ ‫تدعم االرهاب‪ ،‬ودولة يجب إسقاط نظامها‪ .‬إعالن‬ ‫الواليات املتحدة عن تقارب مع ايران يشري اىل تغيري‬ ‫لديها ال لدى ايران‪ .‬اذاً املشكلة ليست عند ايران‪،‬‬ ‫بل عند الواليات املتحدة التي متتلك اولويات‪ ،‬اذا‬ ‫كانت أولوياتها أمن إرسائيل‪ ،‬االعرتاف بها‪ ،‬وقف‬ ‫دعم حركات املقاومة يف املنطقة التي تصفها‬ ‫“باالرهاب”‪ ،‬وقف الربنامج النووي‪ ،‬الحوار لن يتقدم‪.‬‬ ‫أما اذا كان لدى الواليات املتحدة مقاربة مختلفة‬ ‫العالقة قد تصبح أقل توتراً وقد تنسحب عىل‬ ‫املنطقة لتكون اكرث استقراراً‪.‬‬

‫تنفيذ تقرير بايكر هاملتون‬ ‫الواليات‬

‫أين تكمن مصلحة‬ ‫عالقة جيدة مع ايران؟‬ ‫الواليات املتحدة ليس لديها مبدأ تتشدد من‬ ‫أجله‪ ،‬بل مصالح قد تدفعها اىل التشدد أو التحاور‬ ‫مع ايران أو مع حركات إسالمية تفعل ذلك‪.‬‬ ‫باعتقادي اوباما يريد تنفيذ تقرير بايكر هاملتون‬ ‫حول العراق‪ ،‬الذي كتب يف عهد جورج بوش‪ ،‬ويدعو‬ ‫اىل الحوار مع سوريا وايران يف حال وجود رغبة‬ ‫بإنقاذ الجيش االمرييك من ورطة العراق‪ .‬بوش مل‬ ‫ينفذه‪ ،‬أما اوباما فيحاول تنفيذه اآلن‪ ،‬فانفتح عىل‬ ‫سوريا واآلن يريد االنفتاح عىل ايران‪ .‬واملصلحة‬ ‫املتوخاة حامية االمن االمرييك من جهة وتجريب‬ ‫طرق اخرى لقيادة العامل يف ظل انعدام القدرة‬ ‫عى قيادته بالطريقة السابقة نفسها‪ ،‬فبوش‬ ‫حاول كل الطرق السابقة وفشل‪ .‬حاول عزل‬ ‫سوريا وإسقاط النظام يف سوريا والتضييق عل‬ ‫سوريا يف لبنان وحاول القول انه موجود يف العراق‬ ‫واالنظمة الثانية التي ستسقط هي ايران ثم‬ ‫سوريا او سوريا ثم ايران‪ ،‬لكنه فشل‪ ،‬لذلك يبحث‬

‫‪63‬‬

‫املتحدة‬

‫يف‬

‫عن مصلحته يف الحوار مع القوى الفاعلة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ايران وسوريا لحامية وجوده وإنقاذ نفسه‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫بعدما أعلنت العصيان عىل العديد من‬ ‫املبادئ التي حاولت الدول الكربى فرضها باسم‬ ‫املجتمع الدويل‪ ،‬هل ستستطيع ايران الحفاظ‬ ‫عىل برنامجها النووي؟‬ ‫أعتقد أن الربنامج النووي من الثوابت يف ايران‪.‬‬ ‫فإيران مرت بظروف قاسية وصعبة وحورصت‪،‬‬ ‫حيث مارست ادارة بوش أقىس انواع العقوبات‬ ‫فأتت بعقوبات من مجلس االمن‪ ،‬وفرضت‬ ‫عقوبات عىل االفراد واالموال وعىل كل ما له‬ ‫عالقة بالتكنولوجيا والتصنيع العسكري‪ .‬ايران‬ ‫استفادت من هذا الحصار ألنها اضطرت لالعتامد‬ ‫عىل نفسها‪ ،‬ولديها اليوم االلوف من الخرباء يف‬ ‫املجال النووي ويف مجال التصنيع العسكري‪ .‬لذلك‬ ‫ايران لن ترتاجع عن برنامجها النووي‪ ،‬خصوصاً أن‬ ‫مرحلة التهديد تراجعت كثرياً‪ ،‬فالتهديد االمرييك‬ ‫مل يعد كام السابق اذ تحتاج الواليات املتحدة اىل‬ ‫تعاون دويل للخروج من أزمتها املالية‪ ،‬وهذا ال ميكن‬ ‫ان يوافق عىل حرب‪ .‬وكذلك التهديد االرسائييل‬ ‫اذ تحتاج ارسائيل اىل وقت للتفكري بشن أي حرب‬ ‫ضد ايران‪.‬‬ ‫ايران اليوم يف مرحلة افضل بكثري من السابق‪،‬‬ ‫يف املرحلة الصعبة استمرت يف برنامجها‬ ‫النووي‪ ،‬ومن املنطقي أن تستمر اآلن وال ترتاجع‪،‬‬ ‫بغض النظر عن الرئيس االيراين املقبل والتوجهات‬ ‫السياسية لإلصالحيني أو املحافظني‪ ،‬فهناك إجامع‬ ‫داخيل يف ايران عىل حقها يف برنامجها النووي‪.‬‬

‫فشل الرهانات املتعددة‬ ‫ماذا عام يقوله بعض املحللني عن تطابق‬ ‫السيناريو العراقي إبان سقوطه عام ‪ ،2003‬وعن‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫مقابلة‬ ‫ذهاب “استعراضات” الرئيس االيراين‬ ‫النجاد أدراج الرياح؟‬ ‫باعتقادي هذه تحليالت ضعيفة وغري مبنية عىل‬ ‫وقائع صلبة‪ ،‬فالنظام العراقي كان معزوال دولياً‬ ‫وداخلياً‪ ،‬يف املقابل ايران ليست معزولة دولياً فمنذ‬ ‫فرتة قصرية شاركت يف اجتامع ملنظمة ايكو‬ ‫االقتصادية التي تضم اهم الدول املجاورة لها‪ ،‬كام‬ ‫انها عضو يف ما يقارب ‪ 30‬أو ‪ 40‬منظمة اقليمة‪.‬‬ ‫أما عىل صعيد الداخل‪ ،‬بالرغم من وجود معارضة‬ ‫واتجاه إصالحي وآخر محافظ النظام شعبي‪ ،‬هناك‬ ‫عىل االقل عرشات املاليني يؤيدونه ومستعدون‬ ‫للدفاع عنه‪.‬‬ ‫لهذا املقارنة غري واردة يف ظل القدرات التي‬ ‫متتلكها ايران‪ ،‬عل ًام بأن وضع الواليات املتحدة‬ ‫اليوم تغري عام كان عليه يف السابق‪ ،‬فالتحالفات‬ ‫الدولية مل تعد كام كانت يف السابق لتشجع أي‬ ‫حرب جديدة‪.‬‬ ‫رمبا البعض يقصد بذلك االنفتاح الحاصل يف‬ ‫العالقات العربية العربية وما يجري الحديث عنه‬ ‫عن فك التحالف السوري االيراين؟‬ ‫هذا سيناريو ساذج‪ ،‬فاالنفتاح العريب او الدويل‬ ‫عىل سوريا ال يبعدها عن ايران‪ ،‬ال سيام يف هذه‬ ‫الظروف املريحة‪ .‬فالطرف العريب اآلخر تراجع‬ ‫بعدما فشلت كل رهاناته عىل رضب سوريا‬ ‫وحلفائها‪ ،‬كام فشل رهان الواليات املتحدة عىل‬ ‫ارسائيل لرضب حلفاء سوريا كحامس وحزب الله‪،‬‬ ‫إضافة اىل فشل الرهان عىل الداخل اللبناين‬ ‫ووقوفه ضد سوريا‪ ،‬وبالتايل كان هناك فشل يف‬ ‫املرحلة املاضية يف رضب ومحارصة وإسقاط‬ ‫النظام السوري‪ .‬االنفتاح اليوم يأيت نتيجة فشل‪،‬‬ ‫فلامذا ستغادر سوريا حلفاءها؟‬ ‫كام أن هذا التفكري متأخر اربع سنوات‪ ،‬هذا‬ ‫العرض كان يجب أن يأيت حني كانت سوريا‬ ‫محارصة‪ ،‬اليوم سوريا معرتف بها كدولة‪ ،‬الكل‬ ‫يعود اليها‪ ،‬االمريكيون‪ ،‬الربيطانيون‪ ،‬الفرنسيون‬ ‫والعرب‪ .‬عىل مستوى التحليل لو أتوا قبل اربع‬ ‫سنوات ملساعدتها يف فك العزلة ونزع التهديد‬ ‫مقابل ترك التحالف مع ايران رمبا كانت لتنجح‬ ‫الفكرة‪.‬‬ ‫سوريا متكنت من خالل تحالفها مع ايران وحركات‬ ‫املقاومة من أن تبني ما سمي بحلف املامنعة اون‬ ‫تفشل الخطط االمريكية االرسائيلية والعربية‬ ‫املتحالفة معها‪ ،‬لذلك الكالم عن إخراج سوريا من‬ ‫الحلف مع ايران متأخر وساذج وال قيمة له ألن الواقع‬ ‫السوري مريح وليس بحاجة لتقديم أي تنازالت‪.‬‬ ‫احمدي‬

‫رسائل عربية لألمريكيني‬ ‫كيف سينعكس هذا االنفتاح عىل العالقات‬ ‫العربية اإليرانية؟‬ ‫ايران يف موقع املبادرة‪ ،‬وأي لقاء عريب عريب لن‬ ‫يسبب قلقا لها‪ ،‬بالعكس االنفتاح العريب عىل‬ ‫سوريا يف ظل تأكيدها عىل اهمية التعاون مع ايران‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حق إيران النووي‬ ‫ثابت وال يتغير‬ ‫بتغير الرئيس‬ ‫موقف إيران من‬ ‫المقاومة عقدة العقد‬ ‫في الحوار األميركي‬ ‫اإليراني‬ ‫وتركيا يعزز منطقها‪ .‬ايران تدعو دول املنطقة اىل‬ ‫التعاون وإبعاد التدخل الخارجي واىل أمن مشرتك‬ ‫يف املنطقة وتعاون عريب ايراين بشأن القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬اذا كان هذا سيتم من خالل انفتاح‬ ‫عريب عىل سوريا فليس هناك مشكلة لدى ايران‪.‬‬ ‫عادة املخاوف تكون عربية من ايران وليست ايرانية‬ ‫من العرب‪ .‬مل نسمع يوماً ترصيحات يف ايران‬ ‫تقول ان التهديد القومي االيراين يأيت من مرص أو‬ ‫من السعودية أو من الجامعة العربية فيام العكس‬ ‫عند العرب‪.‬‬ ‫ايران ليس لديها خوف عىل اسرتاتيجيتها‬ ‫يف املنطقة وال من املصالحة العربية العربية‪.‬‬ ‫لهذا رأينا وزير الخارجية االيراين يقوم بجولة عىل‬ ‫املنطقة مبجرد حصول املصالحة مام يؤكد عدم وجود‬ ‫حساسية لدى ايران تجاه هذه املصالحات‪.‬‬ ‫من جهة اخرى‪ ،‬الرتكيز السعودي او املرصي‬ ‫عىل استمرار وجود التحدي االيراين‪ ،‬يدخل يف‬ ‫اطار توجيه رسائل اىل االدراة االمريكية لتذكريها‬ ‫بالقلق العريب من ايران لتأخذه يف عني االعتبار اذا‬ ‫ما أرادت االنفتاح عىل ايران والحوار معها‪.‬‬ ‫املخاوف العربية مخاوف مرتبكة ومعقدة‪ ،‬مخاوف‬ ‫من ان تتصالح الواليات املتحدة مع ايران بعدما‬ ‫عادوها لسنوات‪ ،‬ومخاوف من استمرار الوضع‬ ‫الحايل عىل ما هو عليه وهي أن تبقى ايران قوية‬ ‫وال يستطيع احد كرسها‪ ،‬مخاوف حتى من حرب‬ ‫أمريكية ايرانية يتمنون حصولها لعل ايران تهزم‬ ‫ويف الوقت نفسه يخافون من حصولها‪.‬‬ ‫ماذا يعني إليران فوز اليمني املتطرف يف‬ ‫بنيامني‬ ‫بزعامة‬ ‫االرسائيلية‬ ‫االنتخابات‬ ‫نتنياهو؟‬ ‫ارسائيل ترى يف ايران خطرا اسرتاتيجيا‪ ،‬هناك‬ ‫قلق ارسائييل متعلق بالربنامج النووي االيراين‬ ‫وإمكان تحوله اىل برنامج عسكري‪ ،‬بغض النظر‬ ‫عن من موجود يف الحكم‪ ،‬نتنياهو أو غريه‪ .‬لدى‬

‫‪64‬‬

‫االرسائيليني رغبة حقيقية يف منع ادارة اوياما‬ ‫من الحوار مع ايران‪ ،‬ولكن بسبب عدم قدرتهم عىل‬ ‫ذلك يقولون لنعطِ فرصة إلدارة أوباما للتحاور مع‬ ‫ايران‪ ،‬ولكن ليس طويلة اذ يخافون ان تنجز ايران‬ ‫برنامجها النووي العسكري يف هذا الوقت‪.‬‬ ‫ارسائيل قلقة من نجاح الحوار بني األمريكيني‬ ‫واإليرانيني‪ ،‬فيحصل تفاهم عىل الربنامج النووي‪.‬‬ ‫لهذا احتامل الحرب مع ايران يبقى وارداً‪ ،‬وان كانت‬ ‫إرسائيل تخاف منها وترى انه ليس من واجبها‬ ‫وحدها ان متنع ايران من حيازة سالح نووي‪ ،‬بل واجب‬ ‫العامل واالمريكيني ايضاً‪.‬‬ ‫ماذا عن االنتخابات الرئاسية االيرانية يف ‪12‬‬ ‫حزيران‪ ،‬هل ستعلن نهاية حقبة يف السياسة‬ ‫االيرانية؟‬ ‫الواقع االيراين يف ما خص االمور االساسية ال‬ ‫يتغري بتغري الرئيس‪ ،‬تتغري أحياناً طريقة األداء يف‬ ‫التعامل مع بعض امللفات‪ .‬عىل سبيل املثال حق‬ ‫ايران النووي ثابت ال يتغري‪ .‬الربنامج النووي االيراين‬ ‫بغض النظر عن الرئيس يحظى بإجامع شعبي‬ ‫وقومي‪ ،‬لذلك أي رئيس يأيت قد يغري يف بعض‬ ‫القضايا السياسية الداخلية وليس يف الثوابت‬ ‫القومية‪ .‬يف حال وجود قرار لدى القيادة االيرانية‬ ‫بتحويل الربنامج النووي اىل برنامج عسكري‪ ،‬ال‬ ‫يستطيع أي رئيس تغيريه‪ ،‬بغض النظر عن توجهه‪،‬‬ ‫إصالحيا أو محافظا‪.‬‬ ‫ممكن ان يكون الرئيس الجديد اكرث تحاوراً وانفتاحاً‬ ‫للخارج كخامتي مث َال‪ ،‬وميكن ان يكون اكرث تحدياً‬ ‫من الرئيس احمدي نجاد‪ ،‬ولكن أي رئيس يأيت‬ ‫سيكون مقتنعاً برضورة االستمرار بالربنامج‬ ‫النووي ومقتنعا بوجوب حيازة ايران قدرات دفاعية‬ ‫قوية وسالحا وعتادا ميكنها من مواجهة أي خطر‬ ‫إرسائييل أو اعتداء أمرييك محتمل‪ .‬كام مواجهة‬ ‫جوار ايران املضطرب كباكستان وافغانستان‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬

‫«الجمهورية اإلسالمية اإليرانية» تحتضن‬ ‫المؤتمر الدولي الرابع للدفاع عن فلسطين‬ ‫اإليرانية‬ ‫الثورة‬ ‫انتصار‬ ‫شغل‬ ‫املباركة ثورة تحررية طالت الشعوب‬ ‫التواقة اىل الحرية والكرامة‪ ،‬وحولت‬ ‫قضايا‬ ‫اىل‬ ‫الفلسطينية‬ ‫القضية‬ ‫مركزية وجوهرية تضعها الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية يف مقدمة اولوياتها‬ ‫االسرتاتيجية بعدما أضحت عند العرب‬ ‫يف سلم الهواجس‪.‬‬ ‫تعيش املقاومة الوطنية واإلسالمية‬ ‫حالة من العرص الذهبي املجبول بدماء‬ ‫الشهداء بعد االنتصارات العظيمة‬ ‫التي تحققت يف لبنان وغزة والعراق‬ ‫بفضل مباركة ايران ومواكبتها ودعمها املؤمتر الدويل الرابع للدفاع عن فلسطني‬ ‫غري املحدد للقضايا العربية العادلة‪.‬‬ ‫يف هذا السياق استضافت العاصمة االيرانية‬ ‫طهران يف أوائل شهر آذار ‪ 2009‬املؤمتر الدويل‬ ‫الرابع للدفاع عن فلسطني حمل عنوان “فلسطني‬ ‫رمز املقاومة‪ ،‬غزة ضحية اإلجرام” مبشاركة دولية‬ ‫كبرية تقدمها سامحة اإلمام السيد عيل‬ ‫الخامنئي الذي ألقى كلمة باملناسبة‪.‬‬

‫اإلمام الخامنئي‬ ‫وانعقد املؤمتر مبشاركة دولية واسعة وحضور‬ ‫حواىل ‪ 80‬وفداً برملانياً تقدمهم املرشد الروحي‬ ‫للثورة اإلسالمية سامحة اإلمام السيد عيل‬ ‫الخامنئي‪ ،‬الذي افتتحه بكلمة قال فيها‪ :‬إن إنقاذ‬ ‫فلسطني لن يتحقق باالستجداء من األمم املتحدة‬ ‫أو القوى املسيطرة وال من الكيان الغاصب‪،‬‬ ‫إمنا السبيل إىل اإلنقاذ هو الصمود واملقاومة‬ ‫بتوحيد كلمة الفلسطينيني واالستعانة بكلمة‬ ‫التوحيد التي تشكل رصيداً ال ينضب للحركة‬ ‫الجهادية‪.‬‬ ‫وأضاف ان أمتنا العظيمة متتلك اليوم قوة‬ ‫هائلة بربكة الصحوة اإلسالمية‪ ،‬وإن مفتاح‬ ‫حل املشاكل العديدة التي تعاين منها الدول‬ ‫اإلسالمية هو بيد همم املقاومني‪.‬‬

‫نجاد‬ ‫وبعد الكلمة االفتتاحية ألقى الرئيس اإليراين‬ ‫محمود أحمدي نجاد كلمة أكد من خاللها عىل‬ ‫أن يحدد الشعب الفلسطيني مصريه ويختار‬ ‫حكومته التي يرغب بها يف استفتاء عام‪ ،‬داعياً‬

‫إىل إخراج مجلس األمن الدويل من هيمنة‬ ‫حامة الصهاينة وتفردهم‪ ،‬وجعله يف خدمة‬ ‫األمن الحقيقي ومصالح جميع الشعوب‪ ،‬واصفاً‬ ‫املأساة الفلسطينية بأنها ليست فقط معاناة‬ ‫للشعب الفلسطيني وشعوب املنطقة‪ ،‬بل هي‬ ‫جرح عميق وقديم يف جسم البرشية‪ ،‬ونخصها‬ ‫جمعاء‪ ،‬مشرياً إىل ان قصة الهولوكوست‬ ‫(املحرقة اليهودية املزعومة) والشعب بال أرض‪،‬‬ ‫وتصوير الصهيونية ديناً وتظاهرهم باملظلمة‬ ‫هي اكاذيب عرصنا الكربى ومربر لجرائم املحتلني‪.‬‬ ‫فيام شددت كلامت ممثيل املقاومة‬ ‫الفلسطينية يف لبنان عىل ان الشعب‬ ‫الفلسطيني اختار املقاومة والتمسك باملواجهة‬ ‫رافضاً كل عمليات االبتزاز السيايس‪ ،‬وان إقامة‬ ‫دولة فلسطينية غري ممكن مع وجود االحتالل‬ ‫الصهيوين يف فلسطني‪.‬‬

‫أبو مرزوق‬ ‫وأوضح موىس ابو مرزوق‪ ،‬نائب املكتب‬

‫‪65‬‬

‫السيايس لحركة حامس‪“ ،‬اننا نرفض‬ ‫مطلقاً أي رشوط صهيونية مسبقة‬ ‫للهدنة وان املقاومة هي عىل جدول‬ ‫اعاملنا‪ ،‬واذ كنا ندعم الهدنة فإن ذلك‬ ‫يأيت يف اطار االستعداد بشكل اكرب‬ ‫الستعادة حقوق الشعب‪ ،‬ان فلسطني‬ ‫حارضة يف مختلف امليادين كحقيقة‬ ‫وواقع ال ميكن إنكاره‪ .‬ان ارسائيل هي‬ ‫املعتدية وان الكيان الصهيوين هو العدو‬ ‫التاريخي لالمة العربية وسيبقى هكذا‬ ‫اىل ان يمُ حى من الوجود‪.‬‬

‫إبراهيم أمني السيد‬ ‫وأكد رئيس املجلس السيايس لحزب الله‬ ‫يف لبنان السيد ابراهيم أمني السيد ان فكرة‬ ‫املقاومة قد هزمت االحتالل وان الحرب مع الكيان‬ ‫الصهيوين هي حرب اإلميان مع الكفر‪ .‬وطالبت‬ ‫الوفود الرسمية الواليات املتحدة االمريكية‬ ‫بالضغط عىل حليفتها معتربة ان واشنطن هي‬ ‫من أعطى أوامر الحرب إلرسائيل مؤكدين عىل‬ ‫رضورة تشكيل محكمة دولية ملحاكمة املجرمني‬ ‫الصهاينة ولجنة اخرى لتقيص الحقائق يف قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫اإليراين‬ ‫الدعم‬ ‫املشاركون‬ ‫وشكر‬ ‫الكبري وغري املنقطع للقضايا العربية‬ ‫واالسالمية العادلة ويف مقدمتها القضية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫واستمر املؤمتر عىل مدى يومني عقدت‬ ‫خاللهام جلسات عدة توجت ببيان ختامي‬ ‫عنه من ‪ 27‬بنداً دعا إىل دعم مقاومة الشعب‬ ‫الفلسطيني يف تقرير مصريه وإقامة دولته عىل‬ ‫أرضه‪ ،‬مشدداً عىل رضورة إجراء استفتاء عام‬ ‫يشارك فيه الفلسطينيون‪ ،‬نظراً لفشل جميع‬ ‫املبادرات اإلقليمية والدولية يف إرغام إرسائيل‬ ‫عىل احرتام املواثيق والقوانني الدولية التي‬ ‫من شأنها أن تؤمن الحقوق الطبيعية والعادلة‬ ‫للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫وندد البيان بالعدوان الصهيوين عىل غزة‬ ‫واصفاً إياه بأنه انتهاك لكل األعراف العاملية‬ ‫واملبادئ اإلنسانية والحقوق الدولية والقوانني‬ ‫املرعية اإلجراء‪.‬‬

‫ماهر رسي الدين‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب دويل‬

‫تركيا تقترب من قضايا المنطقة‬ ‫في عودة إلى التاريخ والجغرافيا‬

‫الرئيس اإليراين أحمدي نجاد ونظريه الرتيك عبد الله الغول‬

‫الرئيسان السوري والرتيك مع عقيلتيهام‬

‫تحتل تركيا مكاناً هاماً عىل خريطة العامل‪ ،‬وما مييزها موقعها‬ ‫الجغرايف الهام يف منطقة الرشق األوسط‪ ،‬ما جعل تركيا يف دائرة‬ ‫االهتامم البالغ منذ قرون عديدة‪ ،‬ويضاف اىل هذا العامل العمق‬ ‫االسالمي والروابط التاريخية بدول الجوار العريب‪ ،‬والتأثري املتبادل يف‬ ‫العديد من املجاالت‪ ،‬وهذه املكانة البارزة لرتكيا شهدت فرتات طويلة‬ ‫من الرتاجع خالل عهود االستعامر الغريب لدول املنطقة وتقاسم‬ ‫النفوذ‪.‬‬ ‫وامام الوقائع الجديدة يف العامل بشكل عام واملنطقة بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬حيث دارت حروب امريكية عديدة‪ ،‬استهدفت العامل العريب‬ ‫واالسالمي‪ ،‬يف افغانستان والعراق‪ ،‬وحروب صهيونية استهدفت‬ ‫لبنان وفلسطني‪ ،‬ومنيت تلك الحروب بالفشل الذريع وازمات مالية‬ ‫واقتصادية اصابت النظام العاملي الذي تقوده الواليات املتحدة‬ ‫االمريكية‪ ،‬ومثل هذه الوقائع تسمح يف بروز قوى جديدة فاعلة يف‬ ‫املنطقة ومنها تركيا‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬هل باستطاعة التحرك الرتيك باتجاه البحث عن دور اكرب‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ان يعوض االتراك عن سنوات الضياع التي أفقدت الباب‬ ‫العايل مفاتيحه‪ ،‬والسؤال ايضاً ما الذي تريده تركيا للعب هذا الدور‬ ‫الذي يوصف عند كثريين بأنه ايجايب يف منطقة الرشق االوسط‪ ،‬وما‬ ‫الذي تريده تركيا بالعودة بهذا الزخم القوي؟‬ ‫عىل‬ ‫طرحتها‬ ‫أن‬ ‫سبق‬ ‫اولويات‬ ‫املراقبون اشاروا اىل ان لرتكيا‬ ‫النظام العاملي الجديد وتركيا‬ ‫مختلف االصعدة ويف مختلف املحافل الدولية واالقليمية وهي ارساء‬ ‫دعائم االمن واالستقرار والسالم يف املنطقة‪ ،‬وهذا أمر يهم الجميع‬ ‫وتركيا الباحثة عن دور اكرب يف اي نظام عاملي جديد‪ ،‬وهي الراغبة‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وتركيا تبدو جدية يف سعيها يف هذا االتجاه‪ ،‬وترى تجاوباً‬ ‫بالتحول واالنضامم اىل االتحاد االورويب بقوة‪ ،‬وتطبيق معايري االتحاد‬ ‫كبرياً من دول املنطقة بالنسبة لهذا املوضوع‪.‬‬ ‫االورويب‪ ،‬والتي تعترب مهمة جداً بالنسبة لحقوق االنسان‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫لالرتقاء باالنسان الرتيك وبنفس الوقت فإن تركيا ال تنىس عمقها‬ ‫التاريخي والثقايف والديني يف منطقة الرشق االوسط‪ ،‬ولذلك ليس‬ ‫تركيا وجوارها اإلقليمي‬ ‫هناك أي تعارض بني االتجاهات االوروبية لرتكيا واتجاهاتها اىل عمقها‬ ‫بالنسبة لرتكيا فهي تدرك جيداً الدور االيراين يف العراق وتأثري التاريخي والجغرايف‪.‬‬ ‫وتركيا يف سياساتها عمدت منذ فرتة طويلة اىل اتباع سياسة‬ ‫طهران يف املشهد العراقي‪ ،‬وهذا املشهد الذي يعد شوكة يف‬

‫الخارصة‪ ،‬فأكراد العراق وهم الكيان االقوى عىل الحدود املتاخمة‬ ‫لرتكيا‪ ،‬شكلوا حاضنة لبني جلدتهم وهم من الثائرين عىل النظام‬ ‫يف انقرة‪ ،‬وهذا االمر وصل بالجيش الرتيك اىل التدخل مراراً ملطاردة‬ ‫عنارص حزب العامل الكردستاين ومقاتليه عىل االرايض العراقية‪،‬‬ ‫ولذلك فإن عراقاً مستقراً من شأنه ان يقدم لرتكيا ضامنة تحمي‬ ‫اقاليمها ذات االغلبية الكردية‪.‬‬ ‫وعن العالقة الرتكية ـ االرسائيلية فهي قد بلغت مبلغاً من‬ ‫التعاون‪ ،‬شمل مختلف املجاالت ومنح انقرة مكانة لدى تل ابيب‪،‬‬ ‫فرتكيا املسلمة‪ ،‬لكن الرباغامتية سياسياً من شأنها ان تفتح‬ ‫الطريق الخرتاق الطوق املفروض عىل غزة‪ ،‬وهو ما بدا واضحاً يف‬ ‫التحركات االخرية التي أعقبت حرب غزة وموقف رئيس الوزراء الرتيك‬ ‫يف منتدى دافوس االقتصادي يحمل الكثري من املعاين والدالالت وكان‬ ‫مبثابة رصخة مدوية يف عامل صامت او عاجز او متفرج عىل جرائم‬ ‫الصهاينة يف غزة‪.‬‬ ‫والقاهرة التي تربطها صالت وثيقة برتكيا‪ ،‬تدرك جيداً ان دوراً تركياً‬ ‫من شأنه ان يخفف الضغوط عىل الدبلوماسية املرصية‪ ،‬وميهد‬ ‫الطريق نحو عالقة طبيعية مع دمشق التي تباينت مواقفها مع‬ ‫القاهرة بسبب ملفات عدة من ابرزها امللفان الفلسطيني واللبناين‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪66‬‬

‫ونجحت يف ان تقدم منوذجاً يكاد يكون‬ ‫االحتواء‪ ،‬أو سياسة إنزال املشاكل املوجودة‬ ‫ً‬ ‫بينها وبني دول الجوار أو دول املنطقة اىل‬ ‫وحيدا يف العاملني العريب واالسالمي‬ ‫الصفر‪ ،‬ولذلك اصبحت عالقاتها متميزة‬ ‫لهذا التصالح بني العلامنية والحداثة‬ ‫مع جميع دول الجوار‪ ،‬وهذا املوضوع ال‬ ‫والقيم الدميوقراطية من جهة وبني القيم‬ ‫يقترص عىل منطقة الرشق االوسط‪ ،‬بل‬ ‫االسالمية‪ ،‬واالعتزاز بالتاريخ الرتيك‬ ‫حتى عىل الدول االوروبية‪ ،‬وعىل دول محور‬ ‫االسالمي والوجه الحضاري لالسالم‪.‬‬ ‫البحر االسود‪ ،‬فرتكيا ساعية بجد الن‬ ‫هذه املؤهالت الداخلية‪ ،‬وهذا التحول‬ ‫تكون جزيرة تنعم بالسالم واالستقرار‪.‬‬ ‫التاريخي أعطى تركيا فرصة يك متأل‬ ‫الرئيس‬ ‫بها‬ ‫والزيارة األخرية التي قام‬ ‫الفراغات التي نتجت من تراجع الدور‬ ‫حظيت‬ ‫العراق‬ ‫الرتيك عبد الله تحول إىل‬ ‫الرئيس العراقي جالل طالباين ونظريه الرتيك عبد الله الغول‬ ‫املرصي بعد اتفاق كامب ديفيد واخراج‬ ‫األوىل‬ ‫الزيارة‬ ‫فهي‬ ‫باهتامم تريك واسع‪،‬‬ ‫مرص من دائرة الرصاع ضد ارسائيل‪،‬‬ ‫لرئيس تريك إىل العراق منذ ‪ 33‬عاماً‬ ‫الرتيك‬ ‫التوجه‬ ‫صحة‬ ‫وتؤكد‬ ‫‪،‬‬ ‫واالنشقاقات التي حصلت داخل الساحة العربية‪.‬‬ ‫الرتيك يف إقامة عالقات جيدة مع دول الجوار‪« .‬غول» بحث مع رئيس‬ ‫واليوم هناك تحول تاريخي آخر‪ ،‬وبدأنا نسمع انتقادات الذعة ومواجهة‬ ‫الحكومة العراقية نوري املاليك قضية «كردستان» وشح املياه يف العراق‪ ،‬عنيفة ضد الرئيس االرسائييل شمعون برييز يف دافوس‪ ،‬وانتقادات حادة‬ ‫والطرفان أشارا بأن مرحلة جديدة من العالقات بني‬ ‫البلدين قد بدأت‪ ،‬للعدوان االرسائييل عىل قطاع غزة من دولة دميوقراطية مثل تركيا التي‬ ‫وأن تحسناً كبرياً يف العالقات من شأنه أن ينعكس إيجابياً‬ ‫مجمل‬ ‫عىل‬ ‫هي جزء من حلف الناتو ولديها طموح اآلن يك تصبح من دول االتحاد‬ ‫القضايا واملصالح املشرتكة‪.‬‬ ‫االورويب‪.‬‬ ‫بغداد‬ ‫بني‬ ‫األمنية‬ ‫اإلتفاقية‬ ‫توقيع‬ ‫بعد‬ ‫جاءت‬ ‫أنها‬ ‫وأوىل رسائل الزيارة‬ ‫وأصبحت تركيا من أشد املدافعني عن القضية الفلسطينية‪ ،‬وهي‬ ‫من‬ ‫األمرييك‬ ‫اإلحتالل‬ ‫قوات‬ ‫انسحاب‬ ‫جدول‬ ‫برمجت‬ ‫وواشنطن التي‬ ‫تقدم رسالة واضحة بأنها أكرث النظم انتقاداً ألرسائيل وبهذه الحدة‪ ،‬وكان‬ ‫بعد‬ ‫تأيت‬ ‫والزيارة‬ ‫اإلحتالل‪،‬‬ ‫واقع‬ ‫األتراك‬ ‫رفض‬ ‫مع‬ ‫منسجمة‬ ‫العراق‪ ،‬وهي‬ ‫التعاطف الشعبي واسعاً مع الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهذه رسالة قوية‬ ‫وال‬ ‫انقره‬ ‫مع‬ ‫أكرب‬ ‫تعاون‬ ‫يف‬ ‫رغبته‬ ‫أوباما‬ ‫باراك‬ ‫األمرييك‬ ‫الرئيس‬ ‫أن أعلن‬ ‫للعامل العريب تقول‪ ،‬تركيا تنتقد ارسائيل‪ ،‬وميكن أن تهاجم السياسات‬ ‫العراق‬ ‫سيام يف‬ ‫العدوانية االرسائيلية وان تضغط عىل ارسائيل وبنفس الوقت تحرتم‬ ‫لرتكيا؟‬ ‫القادم‬ ‫بالدور‬ ‫االمريكية‬ ‫املتحدة‬ ‫الواليات‬ ‫ثقة‬ ‫مدى‬ ‫عن‬ ‫والسؤال‬ ‫الدميوقراطية وحقوق االنسان‪.‬‬ ‫من خالل القيام بدور فاعل يف ايجاد الحلول ملشاكل املنطقة‪ ،‬فالدور‬ ‫ويف حقيقة االمر ونحن ننظر اىل الدور الرتيك الفاعل يف املنطقة‪،‬‬ ‫االمرييك يفرض نفسه‪ ،‬فأمريكا دولة عظمى وهي حليف قوي لرتكيا يف ال نستطيع ان نفصل النشاط والفاعلية الخارجية عن النجاحات واالداء‬ ‫املنطقة‪ ،‬واالتجاه االمرييك للعب ًدور معني يف منطقة الرشق االوسط السيايس الداخيل‪.‬‬ ‫بالتناغم مع الدور الرتيك مهم جدا‪ ،‬وخاصة بعد وجود االدارة االمريكية‬ ‫واذا كنا نتحدث عن ثنائيات يف العامل العريب‪ ،‬وعن قوى تتناحر يف‬ ‫الجديدة برئاسة باراك اوباما التي قدمت سبال جديدة إلرساء فكرة الحوار مع‬ ‫ما بينها فرتكيا منذ أن أسست نظامها‬ ‫دول املنطقة‪ ،‬وتركيا التي كانت مهيأة‬ ‫الجمهوري يف منتصف العرشينيات‬ ‫لهذا الدور مدت يدها اىل الدول العربية‬ ‫كانت تعاين رصاع الثنائيات‪ ،‬فكان هناك‬ ‫واالسالمية وهي تعمد للحوار مع االدارة‬ ‫دور للمؤسسة العسكرية‪ ،‬وكان هناك‬ ‫االمريكية الجديدة ومع مختلف املحاور‬ ‫قوى علامنية‪.‬‬ ‫التي لها عالقات بهذا الشأن‪ ،‬حتى يتم‬ ‫ويف الفرتة االخرية نجحت تركيا يف‬ ‫ارساء االمن واالستقرار‪.‬‬ ‫ان تزاوج بني االثنني‪ ،‬بني االسالم وقيم‬ ‫التي‬ ‫برتكيا‬ ‫الخاصة‬ ‫ما هي املؤهالت‬ ‫الحداثة والدميوقراطية‪ ،‬وهذا التزاوج أتاح‬ ‫املنطقة؟‬ ‫تجعلها مقبولة يف‬ ‫لها أن تستوعب الكثري من التناقضات‬ ‫املتحدة‬ ‫الواليات‬ ‫من‬ ‫مقبولة‬ ‫وكام هي‬ ‫املوجودة عىل الساحة الدولية‪ ،‬وتركيا‬ ‫الدول‬ ‫املنطقة‪،‬‬ ‫يف‬ ‫فراغ‬ ‫فهناك‬ ‫ايضاً‪،‬‬ ‫ال ترغب بطريقة دعائية بأن تنضم‬ ‫أردوغان يف مواجهة الغطرسة «اإلرسائيلية»‪-‬‬ ‫املنطقة‪،‬‬ ‫مشاكل‬ ‫عن‬ ‫غابت‬ ‫الكربى‬ ‫اىل االتحاد االورويب بل قامت بإصالحات‬ ‫والخالفات العربية ـ العربية‪ ،‬وتركيا‬ ‫حقيقية عىل ارض الواقع وفق معايري االنضامم اىل االتحاد االورويب‪ ،‬وتركيا‬ ‫مؤهالت‬ ‫امتالكها‬ ‫ذلك‬ ‫يف‬ ‫ويساعدها‬ ‫اآلن تلعب دوراً كبرياً لسد الفراغ‬ ‫لها تاريخ اسالمي عريق‪ ،‬وهي ليست ضيف رشف عىل التاريخ االسالمي‬ ‫تحوالت‬ ‫تشهد‬ ‫بدأت‬ ‫سنوات‬ ‫سبع‬ ‫ومنذ‬ ‫خاصة أعطتها هذا الدور‪ ،‬فرتكيا‬ ‫والعريب‪ ،‬واالصالحات التي متت يف تركيا هي من العمق‪.‬‬ ‫وصلت‬ ‫أن‬ ‫ومنذ‬ ‫الخارجية‬ ‫تفاعالتها‬ ‫ويف‬ ‫كربى يف نظامها السيايس‬ ‫والدور االقليمي هو نتاج شعور اورويب وامرييك بأن ما قامت به تركيا‬ ‫التحول‬ ‫ان‬ ‫القول‪،‬‬ ‫نستطيع‬ ‫وهنا‬ ‫الحكم‪،‬‬ ‫اىل‬ ‫حكومة العدالة والتنمية‬ ‫من اجل االنضامم اىل االتحاد االورويب‪ ،‬هو ليس موقفا من أجل الدعاية أو‬ ‫التاريخي الذي حدث يف تركيا داخلياً‬ ‫وتركيا‬ ‫الخارجي‪،‬‬ ‫أدائها‬ ‫عىل‬ ‫انعكس‬ ‫االعالم‪ ،‬وبالتايل كان هناك مصداقية ألدائها الخارجي‪.‬‬ ‫التي تسعى اىل ايجاد توافقات بني قوى وأطراف متناحرة ومتصارعة يف‬ ‫وتركيا التي تبدي استعدادها للعب دور يف املنطقة‪ ،‬فهي باتت دولة‬ ‫املنطقة‪ ،‬ودور تريك مع ايران وعالقات وثيقة مع مرص‪ ،‬وقيامها برعاية موثوقة ولها أولوية وأجندة لخدمة املنطقة‪ ،‬ولخدمة االمن واالستقرار يف‬ ‫املفاوضات غري املبارشة بني سوريا وارسائيل‪.‬‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اإلسالم‬ ‫إلشكالية‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫تقدم‬ ‫ان‬ ‫وتركيا نجحت يف الداخل يف‬ ‫والسؤال‪ :‬هل تشهد املنطقة حدثا تاريخيا آخر‪ ،‬وفق معايري العروبة‬ ‫داخل‬ ‫حتى‬ ‫كانت‬ ‫قيم‬ ‫بني‬ ‫الداخيل‬ ‫والعلامنية‪ ،‬فقدمت منوذجاً للتصالح‬ ‫والتضامن وإنهاء حالة االنقسام والترشذم الحاصلة يف العامل العريب؟‬ ‫تركيا نفسها متناحرة خالل فرتات الستينيات وحتى الثامنينيات‪ ،‬ثم وينقلنا اىل االتحاد العريب‪ ،‬من حق املواطن العريب ان يحلم بالتغيري‪،‬‬ ‫بدأت مع التسعينيات وااللفية الثالثة تهيئ نفسها داخلياً بإنجازات والخطوة االوىل هي بامتالك االرادة والعزم وكرس القيود‪...‬‬ ‫وتحوالت دميوقراطية‪.‬‬

‫إعداد محمود صالح‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب دويل‬

‫أوباما‬ ‫يقرع الباب‬ ‫الروسي‬

‫كتب الرئيس باراك أوباما رسالة طويلة اىل‬ ‫نظريه الرويس دميرتي مدفيديف تهدف اىل‬ ‫تحريك العالقات مع روسيا وتتحدث خصوصا عن‬ ‫مستقبل املرشوع االمرييك لنرش درع صاروخية‬ ‫يف أوروبا وطريقة تهدئة املخاوف املشرتكة عىل‬ ‫املستوى االمني عىل طول الحدود االفغانية‬ ‫والباكستانية‪.‬‬ ‫وشهدت العالقات بني موسكو وواشنطن‬ ‫يف عهد ادارة جورج بوش تدهورا كبريا بسبب‬ ‫املرشوع االمرييك إلقامة درع صاروخية يف‬ ‫اوروبا‪ ،‬وكذلك النزاع يف جورجيا الصيف‬ ‫املايض‪.‬‬ ‫اىل ذلك‪ ،‬نقلت صحيفة واشنطن بوست‬ ‫عن مسؤولني أمريكيني رفيعي املستوى ان ادارة‬ ‫اوباما تحرض مجموعة من املبادرات التي تهدف‬ ‫اىل تثبيت أسس جديدة للعالقات بني واشنطن‬ ‫وموسكو‪ ،‬تشمل مسألة استئناف محادثات‬ ‫خفض األسلحة االسرتاتيجية يف الربيع وإعادة‬ ‫تنشيط مجلس روسيا ـ الناتو‪ ،‬وإمكان تعاون‬ ‫موسكو يف موضوع أفغانستان وامللف االيراين‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق فتح اوباما الباب امام‬ ‫احتامالت املصالحة داخل افغانستان‪ ،‬واشار‬ ‫الرئيس االمرييك يف مقابلة أجرتها معه‬ ‫صحيفة نيويورك تاميز ان هناك فرصاً متقاربة‬ ‫يف أفغانستان ويف منطقة باكستان‪ ،‬لكنه‬ ‫حذر يف الوقت نفسه من ان الحل سيكون صعبا‬ ‫ومعقدا‪.‬‬ ‫وكانت إجابة الرئيس اوباما عن سؤال‬ ‫وجهته الصحيفة عام اذا كانت الواليات‬ ‫املتحدة تحقق النرص يف افغانستان‪ ،‬حتى‬ ‫مع زيادة القوات بنحو ‪ 17‬الف جندي‪ ،‬واضحة‬ ‫ورصيحة وهي‪“ :‬كال”‪.‬‬ ‫ويف هذا االطار قال اوباما انه رشع يف‬ ‫البحث عن سياسة تتعلق بأفغانستان‬ ‫وباكستان تهدف اىل وضع اسرتاتيجية‬ ‫جديدة للتعامل مع االوضاع هناك‪ .‬وقد ملّح‬ ‫اىل أن انتهاج أسلوب املصالحة الوطنية قد‬ ‫يكون مبادرة مهمة‪ ،‬لكنه حذر يف الوقت‬ ‫نفسه من أن مبادرات الحوار قد ال تحقق النجاح الناتو‬

‫كلينتون ونظريها الرويس الفروف‬

‫الكامل‪ ،‬اذ انها منطقة معقدة والقبائل هناك‬ ‫لها تاريخ صارم من االستقالل وأعدادها كبرية‪،‬‬ ‫كام أنها متداخلة حدوديا‪ ،‬وهو ما يجعل االمر‬ ‫صعبا‪.‬‬ ‫ويف السياق نفسه حذر أكرب قائد عسكري‬ ‫بريطاين يف أفغانستان من ان القوات الدولية‬ ‫ال ميكنها تحقيق النرص يف الحرب ضد حركة‬ ‫طالبان‪.‬‬ ‫ونقلت صحيفة صنداي تاميز عن الربيغادير‬ ‫مارك كارلتون سميت قوله ان الشعب الربيطاين‬ ‫عليه أال يتوقع نرصا عسكرياً حاس ًام يف الحرب‬ ‫ولكن يتعني أن يكون مستعدا الحتامل التوصل‬ ‫التفاق مع طالبان‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫محمد افتخار شودري‬

‫حركة طالبان‬

‫وأفادت الصحيفة بأن ترصيحات الربيغادير تأيت‬ ‫عقب ترسب مذكرة من دبلومايس فرنيس زعم‬ ‫أن السري شريارد كوبر لولز السفري الربيطاين‬ ‫يف كابول أخربه أن االسرتاتيجية الحالية محكوم‬ ‫عليها بالفشل‪ .‬وقال كارلتون سميت قائد لواء‬ ‫الهجوم الجوي إن من الرضوري ان نخفض سقف‬ ‫توقعاتنا‪ ،‬موضحاً‪ :‬لن نكسب هذه الحرب فهدفنا‬ ‫هو تحويل الرصاع اىل مستوى من التمرد ميكن‬ ‫التعامل معه وال ميثل تهديداً اسرتاتيجياً وميكن‬ ‫للجيش االفغاين التعامل معه‪.‬‬ ‫وأضاف القائد الربيطاين انه اذا كان هناك‬ ‫استعداد لدى طالبان للجلوس اىل طاولة‬ ‫املفاوضات للتحدث بشأن تسوية سياسية‪،‬‬ ‫فإن هذا هو بعينه التقدم الذي ينهي مثل هذا‬ ‫الشكل من التمرد‪.‬‬ ‫يف هذا الوقت اكدت حركة طالبان رفضها‬ ‫التفاوض مع املحتلني االجانب‪ ،‬وقال املتحدث‬ ‫باسمها فاري يوسف احمدي لوكالة االنباء‬ ‫االسالمية االفغانية‪“ :‬حتى اذا انتظرتم ثالثة آالف‬ ‫عام فإن موقفنا هو ان طالبان لن تدخل يف اي‬ ‫نوع من املحادثات يف ظل وجود قوات اجنبية يف‬ ‫أفغانستان ونحن ماضون يف الجهاد واملقاومة‬ ‫حتى النرص”‪.‬‬ ‫من الواضح أن املشكلة األساسية التي‬ ‫تواجه الناتو عموماً والواليات املتحدة خصوصاً ال‬ ‫تتمحور حول كيفية قيادة الحرب بقدر ما تتمحور‬ ‫حول كيفية إنهائها‪.‬‬ ‫فاملشكلة األفغانية تعد مشكلة دولية‬ ‫تستلزم حال متعدد األقطاب من أجل صياغة‬ ‫إطار سيايس جديد ناظم لهذه البالد‪.‬‬ ‫وهنا ال بد أن نذكر أنه يف القرن التاسع‬ ‫عرش جرى التفاوض حول ما يسمى “الحياد‬ ‫الرسمي” من أجل وقف التدخل يف الدول‬ ‫ذات املوقع االسرتاتيجي ومن ثم التوصل اىل‬ ‫حلول للرصاعات حول هذه البلدان‪ ،‬والتساؤل‬ ‫الذي يطرح نفسه هنا هو‪ :‬هل ميكن فرض‬ ‫هذا النموذج من التسوية يف القرن الواحد‬ ‫والعرشين؟‬

‫رونالد حمدان‬ ‫‪68‬‬

‫غريب أمر الباكستان‪ ،‬فإن نهايات‬ ‫حكم العسكر أعطاها متيزاً خاصاً بني‬ ‫دول العامل اإلسالمي‪ ،‬غري ان باكستان‬ ‫التي تشكل عمقاً اسرتاتيجياً مبوقعها‬ ‫الجيوبوليتييك وتوفر ثروات طبيعية‬ ‫وبرشية‪ ،‬انتقلت لها العدوى من العامل‬ ‫املتخلف وبدأت تغرق يف الفوىض‬ ‫والتطرف وانعدام الخطط التي ترفع‬ ‫مستوى شعبها عىل الصعيد األمني‬ ‫واالقتصادي والسيايس‪.‬‬ ‫فمنذ تويل آصف عيل زرداري‬ ‫الرئاسة العام املايض وهناك توقعات‬ ‫بأن تنهار حكومته بني لحظة واخرى‬ ‫لعدة أسباب‪ ،‬من أبرزها انه ال يختلف‬ ‫عن الرئيس السابق برويز مرشف يف‬ ‫ما يتعلق بالوالء الكامل للواليات‬ ‫يف‬ ‫وسياستها‬ ‫االمريكية‬ ‫املتحدة‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫التحالف الذي حصل بني زرداري‬ ‫زعيم حزب الشعب وزوج رئيسة‬ ‫الوزراء الراحلة بناظري بوتو وزعيم حزب‬ ‫الرابطة االسالمية نواز رشيف‪ ،‬مل يكن‬ ‫متامسكاً منذ البداية‪ ،‬حيث الهدف‬ ‫الوحيد الذي كان يجمع مكوناته هو‬ ‫إطاحة الرئيس السابق مرشف‪ ،‬أما‬ ‫عدا ذلك فإن الخالف هو سيد املوقف‪،‬‬ ‫فمعروف تاريخياً ان حزب الشعب‬ ‫هو املنافس التقليدي لحزب الرابطة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫ومن أولويات حزب الرابطة هو إعادة‬ ‫متاماً‬ ‫والقطيعة‬ ‫للقضاء‬ ‫الكرامة‬ ‫مع إرث مرشف الذي جلب االزمات‬ ‫لباكستان‪ ،‬فيام يحرص حزب الشعب‬ ‫عىل التمسك ببعض سياسات هذا‬ ‫اإلرث من خالل دعم التحالف مع‬ ‫الواليات املتحدة يف مواجهة مقاتيل‬ ‫طالبان والقاعدة‪.‬‬ ‫لذلك نزعت الحكومة الباكستانية‬ ‫فتيل أزمة سياسية جديدة مع‬ ‫املعارضة‪ ،‬بإعالنها عودة الرئيس السابق‬

‫باكستان‬ ‫على حافة الهاوية‬ ‫للمحكمة العليا محمد افتخار شودري‬ ‫اىل منصبه‪.‬‬ ‫وأعلن رئيس الوزراء يوسف رضا‬ ‫جيالين الذي يقوم بوساطة بني زعيم‬ ‫املعارضة نواز رشيف ورئيس الجمهورية‬ ‫آصف زرداري يف خطاب اىل االمة‬ ‫الباكستانية ان افتخار شودري وجميع‬ ‫القضاة اآلخرين املقالني سيعودون اىل‬ ‫مناصبهم وانه أمر الحكومات االقليمية‬ ‫باإلفراج عن جميع املعارضني الذي‬ ‫اعتقلوا يف االيام االخرية ورفع الحظر‬ ‫عن التظاهر‪.‬‬ ‫رضوخ الحكومة ملطالب نواز رشيف‬ ‫واملعارضة بإعادة القضاة اىل مناصبهم‬ ‫جنّبت العاصمة اسالم اباد خطر أحداث‬ ‫العنف والغضب من املتظاهرين الذين‬ ‫كانوا يف طريقهم نحوها‪ ،‬واعرتفت‬ ‫من جهة اخرى بعودة رشيف بقوة اىل‬ ‫الساحة السياسية‪.‬‬ ‫وفور إعالن نبأ إعادة القضاة اىل‬ ‫مناصبهم ألغت املعارضة مسرية‬ ‫“الزحف الكبري” وتحولت شعارات‬ ‫تطلقها‬ ‫التي‬ ‫واالحتجاج‬ ‫الغضب‬ ‫املعارضة اىل صيحات فرح وترحيب‪،‬‬ ‫وظهر القايض شودري عىل عتبة منزله‬ ‫يف اسالم اباد وحيا الحشود التي كانت‬ ‫تهتف باسمه وترشقه بالورود‪.‬‬ ‫وبهذه الخطوة فإن الحكومة التي ال‬ ‫تزال ضعيفة بعد عام من إطاحة نظام‬ ‫مرشف العسكري‪ ،‬استجابت لجميع‬ ‫مطالب املعارضة ووضعت نفسها يف‬ ‫موقف ضعف أمام قوة رشيف وحزب‬ ‫الرابطة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وال يبدو الرئيس آصف عيل زرداري يف‬ ‫وضع مريح اآلن‪ ،‬اذ تعترب الحكومة ان‬ ‫إعادة القايض املخلوع اىل منصبه تضع‬ ‫مصريه السيايس كرئيس للبالد يف‬ ‫مهب الريح‪ ،‬الن محكمة عليا برئاسة‬ ‫افتخار شودري ستشكك يف قانونيته‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬ ‫‪69‬‬

‫نواز رشيف‬

‫الرئيس آصف زرداري‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫مملكته ديوان شعر‪ ،‬وتاج عرشها القصيدة‬

‫الشاعر أنور سلمان لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫منذ كان الشعر في األرض‬ ‫كانت المرأة على عرشه‬ ‫الملكة وال تزال‬

‫عشق هي عالقة الشاعر‬ ‫حكاية‬ ‫ٍ‬ ‫بالقصيدة‪ ..‬تتك ّون يف أحاسيسه لتولد بني‬ ‫أنامله عروساً تتبتخر عىل أوراقه‪ ..‬وتكرب‬ ‫كلامت تبحر يف بحر الخيال‬ ‫مولدة صدى‬ ‫ٍ‬ ‫واألحالم لرتس َو عىل مرفأ الشعر الجامع‬ ‫للغة والقافية والوزن وجاملية الكلمة‪.‬‬ ‫أنور سلامن‪ ..‬ملكاً شاعرياً معظ ًام‬ ‫يخلق القصيدة من املجهول‪ ،‬لتكون هي‬ ‫األساس يف لغتنا العربية التي ابتعدت عن‬ ‫األبيات الشعرية وغزاها النرث املتم ّرد عىل‬ ‫أساسات الفن اإلبداعي والفكر اللغوي‬ ‫والثقافة العربية‪ ،‬فتكون لقصائده الحصة‬ ‫األكرب من إثارة اإلعجاب‪ ،‬وكأن مملكة الشعر‬ ‫مل تخلق لغريه‪.‬‬ ‫من ر ّواد شعر الوزن والقافية‪ ..‬له‬ ‫لتصب‬ ‫طريقة خاصة بانتقاء املفرادات‬ ‫ّ‬ ‫بحرب قلمه عىل أوراق بيضاء كانت جافة‬ ‫فطارت محلقة بني األسامع واألحاسيس‬ ‫الشعرية‬ ‫الكتابة‬ ‫برشوط‬ ‫املتحصنة‬ ‫ّ‬ ‫األصيلة‪ .‬فهو الذي قال يف مقطع من‬ ‫قصيدة “هاوية” يف ديوان “القصيدة امرأة‬

‫مستحيلة” عن الشعر الحديث‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫“فقلت‪:‬‬ ‫شموس لكم‬ ‫وهذي‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫أرشقت‪،‬‬ ‫تعيدُ لنا الدفء والعافية‪..‬‬ ‫بشع ٍر أثري الطيوب‪...‬‬ ‫يحايك نبيذاً تعتق يف خابيه‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بسحر بيانٍ‬ ‫أطل علينا ِ‬ ‫إليه املعاين َ‬ ‫مش ْت حافيه‬ ‫حسبناه شعلة فك ٍر ميض ٍء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سنبني بها‬ ‫نهضة ثانيه‪.‬‬ ‫فسرِ نا صعوداً‪ ...‬إىل ق ّم ٍة‪،‬‬ ‫ولكن‪ ...‬وصلنا إىل الهاويه!”‬ ‫وطن “أنور سلامن” ال ينكرس للصعاب‬ ‫والحروب والتآمر عليه‪ ،‬بل هو أبداً صامد‬ ‫شامخ منترص‪ ،‬يدمل جراحه ليقوم من‬ ‫جديد حام ًال آمال تاريخ متجدد بدماء‬ ‫جراح‬ ‫شهدائه التي ر َوت األرض العطىش‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ترعرعت يف قلب سلامن لتو ّلد قصائد‬ ‫وطنية متم ّيزة منحازة لوطن لطاملا أغرقوه‬

‫قصائد منتقاة بتم ّعن وإتقان‬

‫ادّعاؤهم هذا الحب عىل طريقتهم‪ ..‬ما دامت‬ ‫الكلمة الشاعرة ال ترى يف هؤالء سوى ما‬ ‫يوحي برفض هذا الواقع املهزوم‪ ،‬الذي تغطيه‬ ‫نرشات األخبار اليومية بالنفاق السيايس يف‬ ‫مزاعم أصحاب السيادة والسعادة واملعايل‪.‬‬ ‫وخري ما ييضء عىل هذا الواقع قصيدة يف هذا‬ ‫الديوان بعنوان “قرار يف عطلة األحد” أقول يف‬ ‫مقطع منها‪:‬‬

‫يف ديوانك الجديد “القصيدة امرأة‬ ‫مستحيلة”‪ ،‬قصائد كثرية تظهر عتبك عىل‬ ‫الحكام؟ أال تعتقد أن هذه طريقتهم يف حب‬ ‫الوطن؟‬ ‫الشعراء‪ ،‬قبل غريهم‪ ،‬يعرفون كيف يعبرّ ون‬ ‫عن ح ّبهم للوطن‪ ،‬ال الحكام‪ .‬ومن هنا‪ ،‬ال يهمني‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪70‬‬

‫يف الويالت والعلل‪ ،‬وقد قال فيه‪:‬‬ ‫“وطنٌ‬ ‫هو بعدُ‬ ‫وله يدٌ تعطي‪...‬‬ ‫إذا حضنت َ‬ ‫الرتاب‬ ‫كتل‬ ‫ِ‬

‫بحرب دمائه ُك ِتبا‬ ‫أنجم و ُرىب‬ ‫ضحكة ٍ‬

‫تح ّو ْ‬ ‫لت ذه َبا!‬ ‫امللحنون غض الطرف‬ ‫شاعر‪ ،‬مل يستطع‬ ‫ّ‬ ‫عن أبياته الشعرية‪ ،‬وقصائده املتاميلة بني‬ ‫بساتني الشعر األصيل‪ ،‬فاختريت لتتألق‬ ‫مزه ّوة باأللحان‪ ،‬وتغنّى بأصوات كبار الفنانني‬ ‫لترتدد عىل ألسنة الجامهري املتعطشة‬ ‫إلبداع الكلمة واللحن والتعبري‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” زارت الشاعر أنور سلامن‬ ‫بعد توقيعه ديوانه الجديد “القصيدة امراة‬ ‫مستحيلة”‪ ،‬لالطالع عىل رأيه بكل ما‬ ‫تحويه كلمة “شعر”‪ ،‬والدخول بني أوراقه‬ ‫لتل ّمس الحس الراقي املمزوج مبفردات‬ ‫كثرية‬ ‫حصناً منيعاً لقصائد‬ ‫شكلت‬ ‫ُجم َعت يف دواوين عديدة‪ ،‬وهنا نص الحوار‪:‬‬ ‫مللتكم‪ ...‬مللتكم يا ساديت الكبا ْر‬ ‫تع ْب ُت من وجوهكم يف نرشة األخبا ْر‬ ‫ُ‬ ‫نفاقكم‪،‬‬ ‫سئمت من‬ ‫ْ‬ ‫خطابكم‬ ‫من كل ما سم ْع ُت يف‬ ‫ْ‬ ‫وكل ما ُ‬ ‫أوراقكم‪،‬‬ ‫قرأت يف‬ ‫ْ‬ ‫وإنني‪ ،‬من أجل هذا كل ِه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قررت يف يوم أحدْ‬ ‫أظل عندكم مواطنا‪ً،‬‬ ‫أن ال ّ‬

‫ليك يزيد يب عددْ‪...‬‬ ‫وطن‬ ‫يف ٍ‬ ‫أعيش فيه حام ًال حقيبتي‬ ‫إىل األبدْ !‬ ‫ُ‬ ‫أردت تصوير‬ ‫إنني يف كلامت هذه القصيدة‪،‬‬ ‫معاناة كل مواطن لبناين‪ ،‬بيشء من الغضب‪...‬‬ ‫ال من العتب فحسب! أال يستحق حكامنا‬ ‫ذلك؟‬ ‫لديك العديد من القصائد املغناة كـ”الحب‬ ‫فنون” و”عيناك ليالٍ صيفية”‪ ،‬وغريها‪ .‬إىل أي‬ ‫مدى تعترب أن تحويل القصيدة ألغنية يضفي‬ ‫ثق ًال أكرب عليها؟‬ ‫ٌ‬ ‫قصائدي املغنّاة هي بعض من شعري املكتوب‬ ‫واملنشور يف دواويني‪ .‬وألنني عاد ًة أصوغ القصيدة‬ ‫مبراعاة دقيقة‪ ،‬من حيث الوزن والتفعيلة‬ ‫املوسيقية والكلمة التي تتشكل معها جاملية‬ ‫الصورة واملوضوع‪ ...‬تأيت قصائدي يف معظمها‬ ‫صالحة للغناء‪ ،‬وهذا ما يحدث يف أكرث األحيان‪.‬‬ ‫بطلب من‬ ‫إنني‪ ،‬نادراً ما أكتب قصيدة‬ ‫ٍ‬ ‫ملحنها أو مغنّيها‪ ...‬بل كانت يف الغالب‬ ‫ّ‬ ‫مختارة من دواويني‪ ،‬أو من بني أوراقي‪ .‬عل ً‬ ‫ام بأنه‬ ‫ملحن مبدع‪...‬‬ ‫من حظ القصيدة أن تقع يف أيدي ّ‬ ‫نغم‬ ‫صوت أثريي‪ ،‬وأراجيح‬ ‫يطلقها عىل مدّ ات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جميل‪ ...‬لتصبح أكرث شموالً وأكرث انتشاراً‪.‬‬ ‫فالقصيدة‪ ،‬قبل أن تغنّى‪ ،‬تبقى يف إطارها‬ ‫الثقايف الذي تحدّ ده عالقة الشاعر بالقارئ‪،‬‬ ‫بينام عندما تجتمع فيها عنارص الفن املطلوبة‬ ‫وتصبح أغنية‪ ،‬تصري‪ ،‬بجامليتها تلك‪ ،‬عم ًال‬ ‫إبداعياً مكتم ًال‪ ،‬مداه جامهري من املتذوقني‬ ‫للفن‪ ،‬ولثقافة اللغة التي كانت مصدراً لإلبداع‪،‬‬ ‫مام يزيد يف شهرة القصيدة ويزرعها يف ذاكرة‬ ‫الناس‪ ،‬خصوصاً إذا كان لها حضورها الشعري‬ ‫الالئق وإيقاعها املوسيقي الجميل‪.‬‬ ‫هل تكتب القصيدة يك تغنى‪ ،‬أم أنها‬ ‫تخرج يف جميع املناسبات ولجميع األوقات؟‬ ‫مىض زمن كتبت فيه القصيدة لتغنى‪ .‬كان‬ ‫ذلك يف الستينيات‪ ،‬يوم بدأت انطالقة إذاعة‬ ‫ُ‬ ‫وكنت بني شعرائها املصنّفني يف‬ ‫لبنان الكربى‪،‬‬ ‫الدرجة األوىل‪ .‬لكن تلك القصائد بقيت يف إطار‬ ‫مسجلة‪ ،‬ومل أصدرها يف دواوين‬ ‫كونها أغنيات‬ ‫ّ‬ ‫شعرية‪ .‬أما إذا كانت القصيدة تايت يف كل‬ ‫األوقات‪ ،‬فذلك ما ال يستطيع الشاعر اعتباره‬ ‫أمراً واقعاً‪ .‬ففي أحيان كثرية ننتظر الشعر‬ ‫وال يأيت‪ ،‬وأحياناً يأتينا وال نكون بانتظاره‪ .‬وأما‬ ‫ّ‬ ‫متكن الشاعر‬ ‫قصائد املناسبات فتعتمد عىل‬ ‫من لغته وأسلوبه‪ ،‬يف صياغة النص املطلوب‬ ‫شك ًال ومضموناً‪ .‬ويتوقف نجاحها عىل ما يرتك‬ ‫املوضوع يف نفسه من مشاعر وانفعاالت‪.‬‬

‫وللمرأة نظرة خاصة‬ ‫يف قصائده‬ ‫كيف يصف أنور سلامن “املرأة”‪ ،‬وما هو‬

‫موقعها يف قصائده؟‬ ‫املرأة يف قصائدي “امرأة مستحيلة”‪ ،‬ألن‬ ‫القصيدة عندي تبحث فيها عن الجامل املطلق‬ ‫الذي ال يعرف حدوداً‪ ،‬والذي يأيت بالدهشة‬ ‫التي مل تحدث بعد‪ .‬وما دامت امرأة الشعر‬ ‫مستحيلة‪ ،‬فستبقى القصيدة أجمل من‬ ‫املرأة‪ ،‬ويبقى الشعر‪ .‬بينام إذا كانت املرأة أجمل‪،‬‬ ‫تنتفي الحاجة إىل وجود القصيدة‪ ،‬ويسقط‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫هل َ‬ ‫أنت شاعر املرأة كام نزار قباين؟ وهل‬ ‫تعترب أن الشاعر يحب دامئاً أن يكتب املرأة‬ ‫والحب واإلغواء يك يشتهر‪ ،‬ام أنها أصبحت‬ ‫ركيزة أساسية يف مملكة الشعر؟‬ ‫منذ كان الشعر يف األرض‪ ،‬كانت املرأة‬ ‫عىل عرشه امللكة وال تزال‪ .‬فال شاعر إال وبدأ‬ ‫محاوالته الشعرية مغنياً لها‪ ،‬أو معبرّ اً عام‬ ‫يقول له جاملها‪ ،‬حتى إذا صار شاعراً ودخل إىل‬ ‫فردوسها املسحور‪ ،‬أخذ يدرس حقيقة وجودها‬ ‫ووجوده‪ ،‬ويتعلم يف مدرستها الحب‪ ،‬ليخرج‬ ‫منها يف ما بعد‪ ،‬حام ًال أوراق عشقه لها‪ ،‬مع‬ ‫صور ٍة المرأة تعيش يف خياله ومل ُيف ِلح بعد‬ ‫برسم مالمحها عىل تلك األوراق‪ ..‬كام أقول يف‬ ‫إحدى قصائدي‪:‬‬ ‫يو َم إىل الشعر ُ‬ ‫بدأت رحلتي البعيدهْ‪..‬‬ ‫وأحرف‬ ‫ُمسافراً عىل ُسهَا ِد‬ ‫ٍ‬ ‫يهرب منها النو ْم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وجدت يف حقيبتي قصيدهْ‪،‬‬ ‫وصور ًة المرأ ٍة حسنا َء‬ ‫ُ‬ ‫أعرف َمن ُ‬ ‫تكون حتى اليو ْم!‬ ‫ال‬ ‫وهكذا تبقى القصيدة امرأة مستحيلة‪،‬‬ ‫ويبقى معها الشاعر حل ً‬ ‫ام مسافراً كرشاع‬ ‫أخرض يف رحل ٍة ليس لها انتهاء‪.‬‬ ‫برأيك‪ ،‬ملاذا هذا الرتاجع يف تذ ّوق الشعر؟‬ ‫وملاذا تقل مبيعات كتبه؟‬ ‫ما زال للشعر يف محافل الثقافة دور هام‪،‬‬ ‫وله عىل منابرها مواقف مشهورة‪ .‬وما زال‬ ‫َ‬ ‫أكان مكتوباً أم مسموعاً‪ ،‬يقيم‬ ‫الشعر الجميل‪،‬‬ ‫أعراسه يف األندية الثقافية ويوزع عبريه يف‬ ‫أرجاء املكتبات‪ .‬أما إذا كانت تقنيات هذا العرص‬ ‫قد جعلت مبيع كتبه يرتاجع‪ ،‬فليس بسبب‬ ‫بأصوات‬ ‫قلة املتذوقني للشعر‪ ،‬بل يف كرثة َمن‬ ‫ٍ‬ ‫وأفكار مستعارة يدعون الثقافة‪.‬‬

‫الشعر الحديث‪ ..‬شجرة‬ ‫اصطناعية بال زهور‬ ‫لديك رؤية خاصة تظهر يف قصائدك‬ ‫حول الشعر الحديث والشعر املوزون‪ .‬ما رأيك‬ ‫بالشعر الحديث ودخوله بني أعمدة الشعر‬ ‫األصيل؟‬ ‫يف رأيي‪ ،‬إن كل حداثة تدّ عي الشعر خارج‬ ‫أوزانه وتفعيالته‪ ،‬ليست شعراً‪ ،‬بل ستبقى‬ ‫يف إطار محاوالت مل ُيكتب لها أي نجاح ولو‬

‫‪71‬‬

‫أنور سلامن‪ ،‬شاعر لبناين‪ ،‬مواليد‬ ‫الرملية ـ عاليه ‪ ،1938‬عمل يف التعليم‬ ‫والصحافة‪.‬‬ ‫عضو اتحاد ُ‬ ‫الكتّاب اللبنانيني منذ العام‬ ‫ُخب عضواً يف الهيئة اإلدارية‬ ‫‪ ،1971‬وانت َ‬ ‫لالتحاد عام ‪1997‬‬ ‫عضو االتحاد العام ُ‬ ‫للكتّاب واألدباء العرب‪،‬‬ ‫وعضو لجنة مراقبة النصوص الشعرية‬ ‫الغنائية يف إذاعة لبنان الرسمية‬ ‫له مؤلفات شعرية‪ ،‬صدر منها‪“ :‬إليها”‪،‬‬ ‫“س ّميته امللك اآليت”‪“ ،‬بطاقات مل ّونة لزمن‬ ‫عينيك عن وطن”‪،‬‬ ‫بال أعياد”‪“ ،‬أبحث يف‬ ‫ِ‬ ‫“ح ّبك ليس طريقي إىل السامء”‪ ،‬وآخرها‬ ‫كانت “القصيدة امرأة مستحيلة”‪ ،‬وله‬ ‫العديد من القصائد املغنّاة يف اإلذاعات‬ ‫والتلفزيونات اللبنانية والعربية‬ ‫تردّد شعره عىل ألسنة مطربات ومطربني‬ ‫كرث‪ ،‬منهم‪ :‬ماجدة الرومي‪ ،‬باسكال صقر‪،‬‬ ‫سمية بعلبيك‪ ،‬جوزيف عازار‪ ،‬جوزيف‬ ‫الرساج‪ ،‬دالل‬ ‫ناصيف‪ ،‬فايزة أحمد‪ ،‬نجيب‬ ‫ّ‬ ‫شاميل‪ ،‬نازك‪ ،‬نور الهدى‪ ،‬زكية حمدان‪،‬‬ ‫سامية كنعان‪ ،‬فدوى عبيد‪ ،‬وائل كفوري‬ ‫وغريهم‬ ‫لحن شعره الكثري من امللحنني‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫توفيق الباشا‪ ،‬محمد سلطان‪ ،‬رياض البندك‪،‬‬ ‫محمد محسن‪ ،‬جامل سالمة‪ ،‬وليد غلمية‪،‬‬ ‫وجدي ش ّيا‪ ،‬إحسان املنذر‪ ،‬سهيل عرفه‪،‬‬ ‫شاكر املوجي‪ ،‬وآخرون‬ ‫نالت قصيدته “ال أريد اعتذاراً”‪ ،‬جائزة‬ ‫امليكروفون الذهبي ألجمل أغنية عربية يف‬ ‫مهرجان قرطاج الدويل عام ‪ ،1994‬كام نالت‬ ‫جائزة أفضل نص شعري يف املهرجان عينه‪،‬‬ ‫وكانت من تلحني إحسان املنذر وغناء سم ّية‬ ‫بعلبيك‬ ‫نالت قصيدته “أحىل الحلوات” الجائزة‬ ‫األوىل يف مهرجان القاهرة الدويل لألغنية‬ ‫العربية للمواهب‪ ،‬يف صيف ‪ .1997‬وقد‬ ‫ولحنها وجدي ش ّيا‬ ‫غناها محمد العطر‪ّ ،‬‬ ‫تق ّلد درع “مهرجان الر ّواد العرب” عن شعر‬ ‫األغنية العربية الذي عُ ِقد يف القاهرة برعاية‬ ‫جامعة الدول العربية يف ‪1999/12/7‬‬ ‫شارك يف العديد من املهرجانات الشعرية‬ ‫يف لبنان‪ ،‬ويف دول عربية‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫بعد مئات السنني‪ .‬فالشعر له رونقه الفني‪..‬‬ ‫لغة ونغ ً‬ ‫ام وبياناً وتعبرياً‪ .‬والنرث ال ميكن أن‬ ‫يكون شعراً ما دام ال يلتزم كل هذه الرشوط‪،‬‬ ‫سمى‬ ‫وإن تق ّيد بالبعض منها‪ .‬إنني أش ّبه ما ُي ّ‬ ‫بالقصيدة الحديثة بشجرة اصطناعية‪ ،‬ال‬ ‫تثبت عىل أغصانها زهور تغرينا برائحة أو‬ ‫لون‪ ،‬وليس لها يف األرض جذور متنحها املنعة‬ ‫للوقوف يف وجه الرياح‪ ،‬فال هي عىل يشء من‬ ‫الجامل‪ ،‬وال هي قابلة لالستمرار عىل هذا الواقع‬ ‫االصطناعي‪ .‬ويف مطلق األحوال‪ ،‬أقول‪“ :‬لهم‬ ‫تجربتهم ومحاوالتهم‪ ،‬ويل قناعتي بأن مثل‬ ‫هذه النصوص ستظل بال هوية‪ ،‬ألنها ال يف‬ ‫النرث ستبقى‪ ،‬وال إىل الشعر سرتقى”‪.‬‬ ‫ويف قصيديت التي بعنوان “هاوية” خري جواب‬ ‫عىل مثل هذا السؤال‪ .‬وهي إحدى قصائد ديواين‬ ‫األخري “القصيدة امرأة مستحيلة”‪.‬‬ ‫أنت مدمن عىل اإلبداع يف كل مجموعة‬ ‫مم تستوحي هذا اإلبداع‬ ‫شعرية جديدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لتخرج القصيدة مميزة لديك؟‬ ‫ألح‬ ‫ال تأتيني القصيدة ساعة أشاء‪ .‬وإذا‬ ‫ّ‬ ‫ع ّ‬ ‫ُ‬ ‫صادفت ما يح ّرك منّي‬ ‫يل موضوع أو فكرة‪ ،‬أو‬ ‫هاجساً إىل الكتابة‪ ،‬أغرق يف املحاولة‪ ،‬وأستمر‬ ‫حتى أنهي القصيدة‪ ،‬لتأيت رافل ًة بأجمل الحلل‪،‬‬ ‫متألقة كأمري ٍة فاتنة هي األقرب إىل الصورة‬ ‫رسمتها لها يف خيايل‪ .‬فأنا من ط ْبعي أن‬ ‫التي‬ ‫ْ‬ ‫أدلل القصيدة وألبسها أروع األثواب‪ ،‬حتى أخرج‬ ‫بها إىل قاريئ عروساً مجل ّوة يعشقها كل‬ ‫أصدقاء شعري‪ .‬ومن هنا‪ ،‬نالت قصائدي الجوائز‬ ‫يف مهرجانات الفن والشعر‪ ،‬كام أغنية “ال أريد‬ ‫اعتذاراً” يف مهرجان قرطاج ‪ ،1994‬حيث فازت‬ ‫بامليكروفون الذهبي ألجمل قصيدة وأجمل‬ ‫أغنية عربية‪ .‬وكام أغنية “يف وجهك يا احىل‬ ‫الحلوات” التي فازت بالجائزة األوىل يف مهرجان‬ ‫القاهرة الدويل لألغنية العربية الشبابية‪ .‬فال‬ ‫ّ‬ ‫يتصورن أحد أن القصيدة الرائعة واملميزة لدى‬ ‫الشاعر‪ ،‬تأيت إليه هابطة من سامء الوحي‪،‬‬ ‫بل إنها قبل أن تنبض حروفاً عىل الورق كلفته‬

‫يخاطب سلامن “املرأة” التي تأخذ منزلة‬ ‫كبرية من قصائده قائ ًال‪:‬‬ ‫ال تثوري‪...‬‬ ‫خطره‪،‬‬ ‫مثل أفعى ِ‬ ‫ليس للثورة يف الحب‬ ‫انتصار‪..‬‬ ‫حروب نارها مستعره‪...‬‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫ما لها من رشع ٍة‪،‬‬ ‫أو من مسار‪.‬‬ ‫تسقط األبراج من عليائها‪،‬‬ ‫وعىل َمن قادها‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الكثري من الجهد والسهر واملعاناة‪ ،‬كرضيبة‬ ‫يدفعها عماّ‬ ‫خصه الله به من مواهب وطاقات‬ ‫ّ‬ ‫ال ميتلكها سواه‪.‬‬ ‫هل كرثة االمتيازات والنجاحات تولد‬ ‫الرنجسية والغرور لدى الشاعر‪ ،‬أم أن التم ّيز‬ ‫يؤدي إىل انصهاره أكرث يف الحياة املجتمعية؟‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أطل عىل ق ّرايئ باملعجزات‪،‬‬ ‫فكرت م ّرة أن‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫كنت دامئاً أحاول أن أجمع باقات‬ ‫ولكنني‬ ‫ّ‬ ‫ألطل عليهم بأجمل ما أكتب‪ .‬إنني‬ ‫شعري‬ ‫أبداً صادق يف مشاركتي الفنية للقارئ ما‬ ‫ُ‬ ‫دمت أختار له ما يعنيه ويعنيني من مواضيع‬ ‫وجدانية واجتامعية‪ ،‬وأحياناً سياسية من حيث‬ ‫إميانها بالوطن واإلنسان‪ .‬وأقولها برصاحة‪ ،‬كل‬ ‫النجاحات التي حققتها حدثت دون ان أطمح‬ ‫إىل تحصيلها‪ ،‬وكل الجوائز التي حصدتها‬ ‫أتتني عىل غري انتظار‪ .‬لذا‪ ،‬أنصح باالبتعاد‬ ‫عن الرنجسية‪ ،‬وبعدم البحث عن الشهرة‪ ،‬ألن‬ ‫الغرور هو مقتل الشعر ونهاية الشاعر يف آن!‬ ‫كيف يبني الشاعر عالقته بالقصيدة؟ وما‬ ‫مدى الحرية يف انصهار أفكاره وأحاسيسه‬ ‫لتحويلها إىل أبيات شعرية؟‬ ‫القصيدة‪ ،‬أثناء انشغال الشاعر يف كتابتها‪،‬‬ ‫تكون كالحبيبة التي ال يتعب عاشقها من‬ ‫مراقصتها‪ ،‬والتغنّي مبالمح وجهها وتفاصيل‬ ‫كتاب‬ ‫جسدها‪ ،‬والدخول إىل ما ينطوي عليه‬ ‫ُ‬ ‫جاملها من أرسار‪ .‬أما عندما يفرغ الشاعر من‬ ‫كتابة قصيدته‪ ،‬فهو ينهي عالقته بها كأسري ٍة‬ ‫لح ّبه الجارف‪ ،‬ويرتكها تو ّزع مواويل الهوى‬ ‫َ‬ ‫يرون فيها‪ ،‬كل ما عُ ْ‬ ‫زفت‬ ‫وأناشيد الحرية عىل َمن‬ ‫عىل أوتا ٍر أو صدحت عىل منابر‪ ،‬تفتح وردة أمل‬ ‫وصالة عشق جديدة‪ .‬وهكذا أنا‪ ،‬أترك حبيبتي‬ ‫محظ ّية للجامهري من عشاق الجامل‪ ،‬ما دامت‬ ‫هي القصيدة‪ .‬كيف ال وأنا القائل‪:‬‬ ‫ذ ّو ُ‬ ‫بت ور َد الشعر يف أكوايب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫األحباب‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫ا‬ ‫عطر‬ ‫ه‬ ‫وحملت‬ ‫ِ‬ ‫كتب مفاهيم الهوى‪،‬‬ ‫كم غيرّ َ ْت ٌ‬ ‫الحب ّ‬ ‫ظل كتايب!‬ ‫وأنا‪ُ ،‬‬ ‫كتاب ّ‬

‫يأيت الدمار‪.‬‬ ‫فخذي أيّ قرار‪...‬‬ ‫إنني‬ ‫وت يا س ّيديت‪-‬‬ ‫الص ِ‬ ‫عفو هذا ّ‬‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لست َمن يقبل أمرا أو قرار!‬ ‫ويف قصيدة “امرأة من رساب” يقول‪:‬‬ ‫ال تقويل‪:‬‬ ‫أنا أريد اعتذارا‪ً.‬‬ ‫ّإن ّ‬ ‫كل كالمي ما عاد ُيجدي‪.‬‬ ‫جاء دوري ليك أقول وداعا‪ً،‬‬ ‫شئت أن تستبدّي!‬ ‫فاستبدّي ما ِ‬

‫‪72‬‬

‫الحكام العرب‪..‬‬ ‫ضامئر م ّيتة عىل العروش‬ ‫حاولت استنهاض ضامئر الحكام العرب يف‬ ‫حرب متوز ‪ .2006‬هل تعتقد أن الضمري امليت‬ ‫يعود للحياة؟‬ ‫ُ‬ ‫أمارس دوري كشاعر‪.‬‬ ‫كنت يف ذلك التاريخ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت أواكب من رؤىً رمادية‪،‬‬ ‫ومن خالل ما‬ ‫وصور سوداء‪ ،‬حاولت إيقاظ ضامئر حكام هذه‬ ‫ُ‬ ‫وأردت أن أذ ّكرهم بتاريخها املجيد‪ ،‬علهم‬ ‫األمة‪،‬‬ ‫يستعريون من مواقف بعض أبطاله شيئاً‬ ‫من النخوة‪ .‬فلم أج ْد َمن يحمل سيف صالح‬ ‫ُ‬ ‫حاولت أن‬ ‫الدين‪ ،‬وال َمن ميتطي حصان خالد‪.‬‬ ‫أخرجهم عن صمتهم‪ ،‬فلم أسمع لهم صوتا‪ً.‬‬ ‫ُ‬ ‫تطلعت إىل راياتهم‪ ،‬التي طاملا رأيتها خفاقة‬ ‫وعالية‪ ،‬فإذا بها من ّكسة عىل أسوار تلك املدن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فعدت إىل مدينتي التي‬ ‫ال زه َو فيها وال كربياء‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫رفضت أن تن ّكس أعالمها‪ ،‬وأ َب ْت إال أن تقول ال‪...‬‬ ‫ألق ّبل جرحها النازف‪ ،‬مطلقاً باسم صمودها‬ ‫تلك الكلامت الثائرة التي كانت تقول ما مل‬ ‫تقله تلك البنادق الصامتة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لو خيرّ ت أن تتوىل منصبا رسميا‪ ،‬هل‬ ‫تقبل؟ أم أن حقدك عىل الطغيان ومت ّردك‬ ‫عىل املحسوبيات مينعك من ذلك؟‬ ‫ّ‬ ‫أفضل أن أبقى شاعراً‪ ،‬مملكتي ديوان شعر‪،‬‬ ‫وتاج عرشها القصيدة‪.‬‬ ‫إذا خيرّ ت أن تختار شخصية بارزة وتكتب‬ ‫عنها‪َ ،‬من تختار وملاذا؟‬ ‫أختار “غاندي”‪ ،‬ألنه باقٍ كقائد عظيم لصمود‬ ‫علم البرشية كيف تعيد‬ ‫شعب‪ ،‬وكرجل سالم‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ألوطانها الحرية‪.‬‬ ‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫الحسام العريب‬ ‫عرس‬ ‫ذ ُكر ُه ُ‬ ‫ِ‬ ‫يف ُكأ ٍّم َوأَ ِب‬ ‫للس‬ ‫وهو‬ ‫ّ ِ‬ ‫عرس الفتى‬ ‫عرس ِ‬ ‫سيف الحقِّ أم ُ‬ ‫ُ‬ ‫طيوف ُّ‬ ‫راح ًال ب َ‬ ‫ُب‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫الشه ِ‬ ‫ٌ‬ ‫حامل‬ ‫عرس ذكرا ُه وعيدٌ‬ ‫ُ‬ ‫يف َمغانيه جال َء األجنبي‬ ‫ُ‬ ‫وتختال ب ِه‬ ‫عرس سور ّيا‬ ‫ُ‬ ‫ج ّلقُ الفيحاء فوق الكوكب‬ ‫َ‬ ‫السيف وتعت ّز ب ِه‬ ‫َت ْلت ُ​ُم‬ ‫يف َيدَيْ سلطان فخر الن َّس ِب‬ ‫تُشرْ ِ ُق األمجا ُد من أضوا ِئ ِه‬ ‫ُ‬ ‫بالبطوالت بأ ْف ٍق ُمشرْ َ ِب‬ ‫ِ‬ ‫عُ مر ُه عم ُر جها ٍد حافلٍ‬ ‫َ‬ ‫بيوم ُمج ِد ِب‬ ‫الغيث‬ ‫يحمل‬ ‫ٍ‬ ‫ضلوع املعتدي إشباعُ ُه‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫َصب‬ ‫ودماء الجائ ِر ا ُمل ْغت ِ‬ ‫باس ِم ِه‬ ‫َينْتشيِ املجدُ افتخاراً ْ‬ ‫سيوف ال َع َرب‬ ‫م‬ ‫مقدا‬ ‫فهو‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ارض البطوالت وماَ‬ ‫عرسها ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫هَ َج َع ِت فيها أسو ُد الط َلب‬ ‫َض َّج َرعدٌ يف السويدا فسقى‬ ‫بغيث ُمخْ صب‬ ‫من ُه سور ّيا ٍ‬ ‫صيح ُة القا ِئد َمن ُي ْن ِكرها‬ ‫ُ‬ ‫فضل تحرير الرثى من َغ َصب‬ ‫ًفسرَ َ ى منه ندا ٌء أذ َن ْت‬ ‫فيه سوريا لِ َه ْولٍ ُمن ِْشب‬ ‫ُ‬ ‫الحمالت أشال ًء ب ِه‬ ‫صارت‬ ‫والفتى النّاجي نجاَ بال َه َرب‬ ‫ذلك القا ِئدُ فأتمَ َّ ْت ب ِه‬ ‫أ ّم ُة التحرير يوم ال َغ ْيه َِب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األوطان ُحباً و ُمنى‬ ‫يحمل‬ ‫َ‬ ‫قلب أ ْر َحب‬ ‫فاحتواها ّ‬ ‫طي ٍ‬ ‫فأتاها َ‬ ‫غارات ال ِفدا‬ ‫دون‬ ‫ِ‬ ‫معروف ُأ ْس ِد املطلب‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫السيف لَ ْح ًام َودَماً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شبعون‬ ‫ُي‬ ‫بالحدُ ِب‬ ‫فالطيو ُر ْاسترَ َْشد َْت ُ‬ ‫غار ُة املقدا ِد ْإن شنّوابها‬ ‫هب تنجيل عن َك َثب‬ ‫مل ُِح ُش ٍ‬ ‫وفتى التوحيد عام ٌر بدا‬ ‫وهو فيها يف الخيالِ ا ُمل ْس ِه ِب‬ ‫لهج ُة التكب ِري يف أنحائها‬ ‫للم ْر َت ِع ِب‬ ‫الله‬ ‫سرِ ُّ عونِ‬ ‫ُ‬ ‫القلب عن َد امللتقى‬ ‫وصال ُة‬ ‫ِ‬ ‫السيف بني ال ُّل ُج ِب‬ ‫يف صال ِة‬ ‫ِ‬ ‫األوج َه نو ٌر ُمشرْ ِ ٌق‬ ‫يعتيل ُ‬ ‫آيات بخ ٍري ُ‬ ‫الكتُب‬ ‫وهج‬ ‫ُ ٍ‬ ‫أيها القا ِئدُ قد كان النِّدا‬ ‫َ‬ ‫رس النَّبي‬ ‫فنهجت َ‬ ‫الفتح من ِّ‬ ‫َت ْنتَخي ُ‬ ‫االرض وتهت ُّز له‬ ‫ُ‬ ‫موج األجنبي‬ ‫فطوى الزلزال َ‬

‫عرس‬ ‫ذكره‬ ‫ُ‬ ‫الحسام العربي‬ ‫*‬

‫هزّت الذكرى قلوباً حم َل ّت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عنك عاملَ الثائ ِر امل ْحت َِس ِب‬ ‫ْ‬ ‫هل تق ُّر الع ُني فينا لحظ ًة‬ ‫وقع ال ُّرعب؟‬ ‫وعىل‬ ‫الجوالنِ ُ‬ ‫القدس يف ِّ‬ ‫كف األذى‬ ‫وديا ُر‬ ‫ِ‬ ‫رب‬ ‫بس ِّم ال َع ْق َ‬ ‫قل ُبها يغيل ُ‬ ‫وصدا صربا وشاتيال بنا‬ ‫ٌ‬ ‫شرَ‬ ‫صيحة من ِقنا واملغرب‬ ‫يا فؤاداً ُم ْستَغيثاً نازفاً‬ ‫هَ ّذهُ ال َق ْه ُر ومك ُر ال ّث ْع َل ِب‬ ‫َ‬ ‫كيف نغفو عن عد ٍّو جائ ٍر‬ ‫َيستقي من دعم جانٍ ُمذنب‬ ‫املوت أَخْ ىل ِد ْر َع ُه‬ ‫يف لقا ٍء ِ‬ ‫َّ‬ ‫واخْ‬ ‫ليث ُم ْر ِع ِب‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫تفى‬ ‫ٍ‬ ‫األرض سعرياً حول ُه‬ ‫فريى‬ ‫ِ‬ ‫وال ّردَى ريحاً هَ َوت بال َق َصب‬ ‫َض َّج ْت الدُّ نيا وهل من ع َ​َج ٍب‬ ‫بعرص ال َع َجب؟!‬ ‫فوق ما يأيت ِ‬ ‫الحلم َفف ْيمن نرتجي؟‬ ‫وهَ َوى ُ‬ ‫اح ال ّلعب‬ ‫لس‬ ‫لنا‬ ‫و‬ ‫وتخ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ‬ ‫فرتى الجمهور يسلو الهياً‬ ‫َي ْر ِق ُب ّ‬ ‫أغرب‬ ‫الشوط بهرج ِ‬ ‫الس َ‬ ‫بلحن َوصدى‬ ‫يف ٍ‬ ‫ك ّفروا َّ‬ ‫مت َ‬ ‫الص َ‬ ‫تحت املخْ َل ِب‬ ‫تساغوا‬ ‫واس‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سلطان يف غارات ِه‬ ‫أنرى‬ ‫الع ْر ِب دون ّ‬ ‫الطلب؟‬ ‫وبزاة ُ‬ ‫يقلعون البحر من أركانه‬ ‫َ‬ ‫ويعو ُد الصرّ ْ ُح بع َد الخ َر ِب‬ ‫يحملون النّرص يف أرواحهم‬ ‫بعدما جا َء كربقٍ ُخ ّلبي‬ ‫يدفعون العرب يف وحدتهم‬ ‫الس ُح ِب‬ ‫فيس ُري النّه ُر َ‬ ‫دفع ُّ‬ ‫فرنى الرايات يف يوم ال ِغدا‬ ‫خافقات يف العىل من َط َرب‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫صهيون يحني هامه‬ ‫ونرى‬ ‫األرح ِب‬ ‫األس ِد املهيب ْ‬ ‫يف ِحمى ْ‬ ‫دفع ال ّروح فيام ُوه َب ْت‬ ‫ذاك ُ‬ ‫من هُ دى ال ّرحمن عند ال َكرب‬

‫و َمشىَ‬ ‫العرس سيوفاً و َقنا‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫فأنارت مو ِكبا من َم ْو ِك ِب‬ ‫ُ‬ ‫الريموك يعلو نصرَ ُ ها‬ ‫فإذا‬ ‫َ‬ ‫رشقي الرثى واملغرب‬ ‫ني‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫فانتىش املجدُ‬ ‫بأعراس ال ِفدا‬ ‫ِ‬ ‫وبزوغ للجالء ا ُملخْ ِص ِب‬ ‫ٍ‬ ‫أ ُّيها املقدا ُم قد َ‬ ‫كنت له‬ ‫ّ‬ ‫األرب‬ ‫مس لِ َن ْيلِ‬ ‫َمشرْ ِ َق الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرايات أن َ‬ ‫كنت لها‬ ‫َف ْرح ُة‬ ‫ِ‬ ‫يف َ‬ ‫كالح َسب‬ ‫خض ِّم امللتقى َ‬ ‫األوطان تزهو ُنصرْ ةً‬ ‫ُ‬ ‫فإذا‬ ‫ْجب‬ ‫بنرص أع َ‬ ‫يف لياليها ٍ‬ ‫لرتاب يحتوي‬ ‫فالتهاين ٍ‬ ‫بيوم ُم ْر ِعب‬ ‫العرب‬ ‫فارس‬ ‫ٍ‬ ‫إنمّ ا ُحز ُْن لنا يف أ َّم ٍة‬ ‫طي الترُّ َب‬ ‫ان ترى الفارس َّ‬ ‫َ‬ ‫كنت يف ثورا ِتها او َس ْل ِمها‬ ‫طلعة البد ِر بليل الغيهب‬ ‫َ‬ ‫ذكراك دمعاً أو شجا‬ ‫مل تكن‬ ‫ْ‬ ‫السنَا ُّ‬ ‫نمّ‬ ‫بالشهُب‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫و َق َف الن ُ‬ ‫ّبض وما زالت له‬ ‫ُ‬ ‫الرايات َ‬ ‫الح َقب‬ ‫خفقة‬ ‫ِ‬ ‫فوق ِ‬ ‫ٌ‬ ‫سلطان هُ نا‬ ‫السيف‬ ‫فانتخا ُء‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الرض النّقب‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫ة‬ ‫صيح‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الفرسان إذما ّأطبقوا‬ ‫تذك ُر‬ ‫الزاحفات ال ُّل ُجب‬ ‫بالجيوش‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وحسا ُم الحقِّ‬ ‫موروث لنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫زخ ُه املقدا ُد يو َم الغل ِب‬ ‫ُ‬ ‫الفرسان يف غارا ِته‬ ‫فانتىش‬ ‫العدوان َ‬ ‫ُ‬ ‫فوق ال َّلهّب‬ ‫وانتهى‬ ‫ٌ‬ ‫سلطان بنا‬ ‫صيح ُة التحرير‬ ‫عنفوان َ‬ ‫ٌ‬ ‫دون سيلِ ال ُّن َو ِب‬ ‫تشمخ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الشا ُم بها يف أملٍ‬ ‫ً‬ ‫تقحم َ‬ ‫هول الكرب‬ ‫ة‬ ‫جبه‬ ‫ُ‬ ‫املوت لها‬ ‫مل تسا ِو ْم فمع ِ‬ ‫لم ال َغبي‬ ‫الس‬ ‫ال‬ ‫األنفس‬ ‫ِع ّز ُة‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫مل يكن جي ًال حفيداً خانعاً‬ ‫الص َ‬ ‫وت األ ّيب‬ ‫طاملا َع ّلمت ُه ّ‬

‫‪73‬‬

‫فرتى الريموك اذما هَ ّل َل ْت‬ ‫ُ‬ ‫السيف بها من عجب‬ ‫يرقص‬ ‫ُ‬ ‫أين نحنُ االن من غاراتنا‬ ‫َمزّقتها ٌ‬ ‫محنة يف الن َّسب‬ ‫َهب‬ ‫َّ‬ ‫عاص ٌف ملت ٌ‬ ‫هب فيها ِ‬ ‫َ‬ ‫رب‬ ‫ضط‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫طائ‬ ‫ي‬ ‫بجناح‬ ‫َ ْ ٍ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الوحش لدى أدغاله‬ ‫يزأر‬ ‫دون غزو الصا ِئ ِد ا ُملقرتب‬ ‫العرب عىل أدغالهم‬ ‫وبنو ُ‬ ‫لجمع الحطب‬ ‫الفأس‬ ‫حملوا‬ ‫ِ‬ ‫حكم‬ ‫أين رصنا من دواعي ٍ‬ ‫هل ُ‬ ‫الصخْ َر ُ‬ ‫الس ُحب؟‬ ‫يغيث ّ‬ ‫هطل ُّ‬ ‫يا إلهي عُ ْد بها من ُأ ّم ٍة‬ ‫مل تف ّز اال بحسن الخطب‬ ‫كيف تخبو شعلة الثأر بنا‬ ‫يا ليايل القدس يا للعجب‬ ‫أين نحن من وصايا قائ ٍد‬ ‫رص املنكب‬ ‫األجيال‬ ‫يبعث‬ ‫ّ‬ ‫فهجرنا صيحة كانت بنا‬ ‫َر ْج ُعها يحيك األىل من يرثب‬ ‫واعتلينا صهوة الدنيا اىل‬ ‫بحر أهوا ٍء بال مرتقب‬ ‫وهجرناها مسريات االىل‬ ‫والصبي‬ ‫ُي ُ‬ ‫لهب الشيخ نداها ّ‬ ‫فتناقلنا حديثاً جانحاً‬ ‫وانتحى البعض ذليل الهدب‬ ‫يزرع ّ‬ ‫الشوك فتانا لفتى‬ ‫ويالقيه بوج ٍه مغرب‬ ‫العرص مزايانا بنا‬ ‫ميسح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وهي للحقّ‬ ‫سلوك االدب‬ ‫أيها القائدُ ذكراك بنا‬ ‫أحبب‬ ‫ليوم‬ ‫الربق‬ ‫يقظة‬ ‫ِ‬ ‫وشعار املجد نحيا حوله‬ ‫يبعث النّرص بدفع املركب‬ ‫أيها السيف الذي نهفو له‬ ‫ّ‬ ‫بث رمزاً للنضال اليعريب‬ ‫صيحة الربكان كادت تنجيل‬ ‫والعدا بني الشفاو اله َ​َض ِب‬ ‫ونداء الساح قد باتت له‬ ‫فتيه االوطان رهن املطلب‬ ‫نبعث األبنا َء سوريا له‬ ‫فدي ًة للنرص هل من أعذب؟!‬ ‫إنه اليوم الذي نرنو له‬ ‫ورشاع النرص بني ّ‬ ‫هب‪.‬‬ ‫الش ِ‬

‫الشيخ راتب نرص الله‬

‫*‬

‫(يف ذكرى رحيل قائد‬ ‫الثورة السور ّية الكربى‬ ‫سلطان باشا االطرش رحمه الله)‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬مقابلة‬

‫الشاعر غازي مراد لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫تأثرت بشعر المتنبي إلى جانب انتمائي القومي‬ ‫أرحب بصوت من منرب صادق‪ ،‬وأرفع التحية لهذه األرسة‬ ‫الكرمية يف مجلة منرب التوحيد وكم أحوجنا اليوم اىل صحف‬ ‫ومجالت تنقل الحقيقة وتنطق بأقالم نقية وطنية صافية‪ ،‬مع‬ ‫تـقـديـري لهذه املجلة التي تكاملـت فيهـا عنارص النجـاح‬ ‫شـكـال ومضمـونا‪ ،‬فـكـراً وإخراجـا‪ ،‬وال أخـفي إعجايب‬ ‫بهذه األرسة التي تعمـل فيهـا‪ ،‬ألنها استطاعـت أن تصـل‬ ‫اىل القارئ وأن تنـجـح تبـويباً وتنويعاً‪ ،‬وأنتهز هذه املناسبة‬ ‫ألحيي راعي هذا املنرب الذي كرس القـيد وخـرج عىل التقليد‬ ‫فجمع اىل منربه عشاق األرض ومح ّبي الحرية‪.‬‬ ‫بهذه الكلامت التي تقشعر لها األبدان‪ ،‬وتنبض لوقعها‬ ‫القلوب واأللباب استهل الشاعر غازي مراد حواره حني وقفنا‬ ‫معه وقفة سادها صدق املشاعر الوطنية والقومية وحس‬ ‫بالعروبة املتجذرة أبا ًعن جد يف حوار ال بل «دردشة»جاءت‬ ‫أسئلتها عفوية‪ ،‬أوحى بها لنا شخص الشاعر الذي حاىك‬ ‫وجداننا ووصل اىل لب عقولنا مبا أتحفنا من كلامت عز وعنفوان‬ ‫وحرية حفـرت يف أعـمـاقـنـا شعـورا بالوطنية وعشقا‬ ‫لألرض األبية الغن ّـاء ال تقدر عىل محوه السـنون‪،‬فجـاءت عىل‬ ‫الشـكل التايل‪:‬‬

‫الشعر وبدايتي مع الشعر‬ ‫حدثنا عن غازي مراد‪،‬من هو غازي مراد؟ وكيف سلك طريق الشعر‪ ،‬وما‬ ‫الذي دفعكم اىل هذا الطريق‪ ،‬وكيف بدأتم بكتابة الشعر؟‬ ‫الشعر هو حالة وجدانية اختصها الله بذوي القلوب املرهفة‪ ،‬وهي منة‬ ‫منه مييز بها بعض خلقه ألن الشاعر أوىل ميزاته أن يتمتع بحس مرهف‬ ‫يحايك قصة املشاعر وينقل املعاناة والواقع‪ ،‬لذلك فهو يتأمل‪ ،‬ورحلتي‬ ‫معه تبدأ من بيت يحتيس العروبة احتسا ًء‪ ،‬فالوالد كان عروبيا‪ ،‬وحب‬ ‫القومية العربية يرسي يف دمه وكان شاعرا‪ ،‬وأذكر انه كان ميلك مكتبة‬ ‫أدبية إسالمية غنية‪ ،‬ومل يكن حديثنا إال عن األدب والتاريخ وكانت أسئلته‬ ‫لنا تتمحور حول التفسري ْإن آلية قرآنية أو لبيت من الشعر فكنا نرى يف‬ ‫هذه الجلسات برنامجاً ثقافياً أكسبنا الكثري من املعرفة‪ ،‬دون أن أغفل ذكر‬ ‫شقيقي األكرب الذي هو شاعر عرويب ملتزم وله تاريخ يف النضال والعروبة‬ ‫والشعر وأعني به شقيقي لطفي مراد حيث كان له دور كبري يف تشجيعي‬ ‫شعراً وموقفاً‪.‬‬ ‫هذا املناخ الديني و األديب الشعري الذي وجدت نفيس فيه زرع بنفيس‬ ‫شعوراً بل قناعة هي أنه ال ميكن أن نفصل بني عقيدتنا وحبنا للعروبة‪ ،‬وألن‬ ‫اإلنسان هو إبن بيئته ويتأثر مبحيطه كام يؤثر فيه فكان البعد القومي هو‬ ‫الخارطة الفكرية التي سادت أوساط هذه البيئة ال سيام بعد ثورة عبد النارص‬ ‫وقيام أحزاب عقائدية عروبية وكان النقاش آنذاك نقاش منطق من قيم‬ ‫وحواراً بنا ًء ال يشبه بأي حال أجواء بيئتنا اليوم‪ ،‬حتى لكأنني أشعر أن عاملاً‬ ‫آخر أعيشه اليوم‪ ،‬فاستطعت أن أنهل من هذه الكتب فقرأت املتنبي وأبا متام‬

‫مل ولن أكتب‬ ‫الشعر الحديث ألنني ال أريد‬ ‫جائزة نوبل لألدب‪،‬‬ ‫وال أن أكون شاعراً‬ ‫متخرج رصيف‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪74‬‬

‫وابن الرومي وشعرالثالوث األموي وأكرث ما تأثرت كان بشعر أيب الطيب الذي‬ ‫استوقفني شموخه وكربياؤه وعزة نفسه‪ ،‬لقد كان كبريا بحق‪ ،‬كام أنني‬ ‫تأثرت بشعر والدي املرحوم أحمد مراد الذي تخرجت يف مدرسته القومية‬ ‫الشعرية وهو الذي رىث أنطون سعادة بقصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫رصعوك يا نرسالسامء وما َد َروا‬ ‫ّأن الصـريع الـناصـري الـثـاين‬ ‫ورمـوك يف نـار الفجــور فليتهـم‬ ‫كــانـوا مكـانك ِعرضـة النيـران‬ ‫وهو الذي رىث جامل عبد النارص بقصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫ُص ِعـق الـقنـال ومادت األهـرام‬ ‫فبمصـ َر يــرحــل قــائـدٌ هـ ّمـــا ُم‬ ‫هذه هي املدرسة التي تعلمت بها وهذا هو الوالد الذي تربيت عىل يديه‪،‬‬ ‫والشك بأن اإلبن األصيل ال يكون إال إبنا بارا حتى بالنهج والفكر واإلنتامء‪،‬‬ ‫وسأبقى منتميا اىل هذه املدرسة ولو كره الكارهون فهذا إرث وتراث أعتز‬ ‫بهام وأفاخر‪ ،‬ولقد كانت أوىل قصائدي عىل مقاعد الدراسة حيث أن‬ ‫الشعرحني تختمر عنارص وجوده يتدفق بفعل عوامل تشرتك فيام بينها‪،‬‬ ‫واملوهبة اكرث ما يطلقها عامالن أساسيان‪ :‬أملرأة والقضية وهي األهم‪.‬‬

‫النرث حر بينام الشعر‬ ‫له قيود وضوابط وقواف ٍوأوزان‬ ‫نحن نتلمس هذا يف شعرك‪ ،‬ويف نفحته السياسية واملعاين‬ ‫الوطنية القومية التي تحايك قضايا الشعوب املغتصبة حقوقها‪ ،‬فهل‬ ‫عرف الشعر الرومانيس إليك سبيال؟‬ ‫أول كتاب أصدرته كان عام ‪ 1981‬وكان عبارة عن مجموعة من قصائد‬ ‫الحب حتى عنوانه كان «قصائد أحىل الحب» واملرأة موجودة يف كلاميت كام‬ ‫يف وجداين وهي دافع محرك للكتابة وهي الربكان الذي يضخ الحمم حني‬ ‫يكون الصمت قامئاً‪ ،‬فكتبتها أما ً وحبيبة ً وصديقة كام كتبتها صانعة‬ ‫أجيال‪ ،‬والشعر الوجداين هو أساس كل شعر ومن البديهي أن أنتمي اىل‬ ‫املذهب الرومانيس حيث أساس كل شعر‪ ،‬أما الشعر السيايس أو الوطني‬ ‫فهو يتأثر بالتاريخ والواقع والشاعر مسؤول أمام مشاعره وأمام ضمريه‬ ‫وأمام قضايا أمته فال بد من أن يتفاعل مع كل حدث‪.‬‬ ‫كيف تنظرون اىل الشعر الحديث؟‬ ‫ال أنفي إعجايب ببعض الشعر الحديث‪ ،‬أمثال بدر شاكر السياب ونزار‬ ‫قباين وغريهام من القالئل‪ .‬أما ما هو سائد اليوم من شعرالنرث فام كتبته‬ ‫ولن أكتبه ألنني ال أريد أن أنال جائزة نوبل لألدب وال أن أكون شاعرا يخرج‬ ‫من رصيف‪.‬‬ ‫أنتم مل تخرجوا عن أوزان الشعر‪ ،‬والدليل أنكم مل تكتبوا الشعرغري‬ ‫املوزون الذي نراه يف هذا البعض‪ ،‬وأبديتم رأيكم فيه‪ ،‬ملاذا مل يد ّرس حتى‬ ‫اآلن شعر الشاعر غازي مراد مثال يد ّرسون البالغة بالرغم من عدم وجود‬ ‫الشعر البليغ‪ ،‬كشعر املتنبي أو غريه كأمثلة شعرية لدراسة األوزان‬ ‫التي كنا نتبعها‪ ،‬ملاذا ال يدخل شعرك باملناهج التي تعطى اليوم؟‬ ‫هذا السؤال يقودنا اىل الحديث عن املناهج الدراسية املعتمدة‪ ،‬لقد كانت‬ ‫املناهج التعليمية سابقا ً أكرث نفعا وأعمق علام مام هو متبع اليوم مبعنى‬ ‫أنه لو ُس ِئل طالب اليوم ما هو النوع األديب للنص ومدى ارتباطه بالبيئة‬ ‫أو عن خصائص املعنى واألسلوب إن يف صفوف البكالوريا أو حتى الجامعي‬ ‫منها السيام الخاصة ال يستطيع أن يجيب أو يجيد كام كان الطالب يف‬ ‫السابق مام يدل أن املستويا ت انخفضت حتى يف كتب التدريس‪ ،‬عىل سبيل‬ ‫املثال اليوم ال أظن أن طالبا يستطيع أن يعرف التورية‬ ‫أو املقابلة أو الجناس أو أن يحدد مفهوم البالغة وعلمي البيان والبديع‪ ،‬من‬ ‫هنا فإنني ال أرى فصال يف الرتدي إن عىل الصعيد الفكري أو عىل الصعيد‬ ‫الثقايف‪ ،‬أما عن اعتامد بعض النصوص والقصائد يف كتب التعليم كأمثلة‬ ‫فال أستطيع أن افهم معايري االختيار أو االنتقاء سوى أنها حسب ظني‬

‫تكون مرتكزة عىل عالقات‬ ‫شخصية مع أصحاب الشأن ألنه‬ ‫فعال هناك نصوص ال تستحق أن‬ ‫يرصف عليها حرب وال يوجد فيها‬ ‫أي يش يشبه الشعر ورمبا أيضا‬ ‫هناك اعتبارات أخرى‪ ،‬أما عن الشعر‬ ‫وأسلوب كتابته فال أرى شعرا بغري‬ ‫ما كتب األولون ومهام تفننوا‬ ‫وأتقنوا التسميات فالشعر ليس‬ ‫نرثا كام أن النرث ليس شعرا‪ ،‬اليوم‬ ‫اذا ما أردت أن تقوي منطقا مبوضوع‬ ‫تستشهد ببيت من‬ ‫معني فإنك‬ ‫الشعر وقد يكون من العرص الجاهيل‬ ‫بأي الشعر ستستشهد األجيال‬ ‫القادمة فيام لو ارادت ذالك؟ ورمبا‬ ‫البعض ينعتنا اليوم بالتقليديني أو‬ ‫الكالسيكيني‪ ،‬لهؤالء أقول إذا كان‬ ‫التقليد أو الكالسيكية‬ ‫هي األصالة ف ِنعم التقليد و ِنعم الكالسيك‪ ،‬ولكن مباذا سننعتهم نحن‬ ‫املحدثني ؟ أي تجديد وأي تحديث يف الهدم‪ ،‬حني قال املتنبي‪:‬‬ ‫باملجددين؟ أم ْ‬ ‫وإين آلات ٍ مبا مل تستطعه األوائل‬ ‫رد عليه غالمه وقال األوائل كتبوا ستة عرش بحرا من الشعر فهل لك‬ ‫بالبحر السابع عرش؟ فسكت املتني ومل ميلك إجابة‪ ،‬رمبا أصبح لدينا َمنْ‬ ‫يعتقد نفسه قد سبق املتنبي‬ ‫هناك شعر وطني رومانيس ووجداين‪ ،‬القديم مل يعد كام اآلن‪ ،‬لقد‬ ‫أصبحنا يف عرص جديد والشعر تغري‪ ،‬هل األجيال الواعدة ال تقبل‬ ‫الشعر‪ ،‬مفضلة التكنولوجيا عليه؟‬ ‫ال شك أن التقهقر أصابنا يف كل يشء والشعر بعض هذه االشياء‪ ،‬وإذا‬ ‫أردنا أن نسأل أنفسنا نحن العرب مباذا تقدمنا‪ ،‬ويف أي علم أبدعنا اليوم‪،‬‬ ‫مباذا سرند سوى بالتكنولوجيا التي ال فضل لنا فيها ثم أن تحول فكر الشاب‬ ‫العريب اىل علوم التكنولوجيا أم ٌر إيجايب ولكن ال يجب أن ال ينسينا هذا‬ ‫العلم الثوابت والقيم اإلنسانية مبعنى أن ال يشء ميكن أن يكون بدي ًال عن‬ ‫أشياء أخرى وألن التطور ينبع من الفكر لذلك فصونه هو حاميته من كل‬ ‫ما من شأنه أن يغري معامل إنسانيتنا‪ ،‬قد يقول قائل وهو يناقش أمرا ما‬ ‫‪:‬أريد أن أسمع كالما ال شعرا ً وكأن سامع الشعر بات عارا عند البعض‪،‬‬ ‫لذك رمبا مشاهد غزة مل تحرك ساكنا عند كثري من أصحاب هذه النظرية‪،‬‬ ‫وأنا شخصيا ال ألوم الشباب إذا مل يتقبلوا الشعر كثريا إنطالقا من ظاهرة‬ ‫تفيش الكتابة الحديثة فيه‪ ،‬وعىل كل حال هناك الكثري من املفاهيم‬ ‫االجتامعية قد تم التخيل عنها من قبل هذه االجيال‪.‬‬ ‫لكن قصائدكم تتناول الشعب كله‪ ،‬وتتكلم عن معاناته ومأساته؟‬ ‫يف ظل هذه املناخات وهذا الواقع العريب املؤمل حيث الترشذم واالنقسام‬ ‫وحيث التآمر يخرج للعلن ويف ظل االحتالالت والقتل واستباحة الدم العريب‬ ‫الحر‪ ،‬ماذا ميكن أن يكتب الشاعر ؟ هل سيكتب عن السمراء أم البيضاء‬ ‫أم عن التآخي ووحدة الصف والتضامن‪ ،‬ال شك انه سيكتب شعره بحرب‬ ‫الدماء وبسخط الشعوب‪ ،‬أنا عريب وعرويب ومن املؤسف أن يتحول بعض‬ ‫الناس وهم أبناء األرض والتاريخ‪ ،‬وكل األسف أن نجد برشا ال يكرهون العدوان‬ ‫أناس لحضارة وانتامء ليصبح‬ ‫وال يضطهدون الظلم وكل الخجل أن يتنكر‬ ‫ٌ‬ ‫الح ُّر غريبا يف ديار‪ ،‬والشاعر الشاعر هو من ال ينحرف عن االصالة‬ ‫وال ينىس التاريخ وال ينزلق بتفاهات ابتكار األلفاظ‪ ،‬نحن بعامل تتجاذبه‬ ‫الرصاعات عىل أنواعها فخالف عىل األلفاظ وخالف عىل التفسري‪ ،‬واإلنسان‬ ‫اإلنسان هو الذي ينارص املظلوم وال يقف مع الظامل وإن كان املهيمن‪ ،‬هذه‬ ‫هي مقومات شعرنا اليوم‪ ،‬لذلك لن أغادر قلمي ولن أهجر مملكتي و َمن كان‬ ‫طموحه الكون ال يتقوقع يف حي أو زاروب وال يسلك إال درب القناعة‪ ،‬فال‬ ‫ُيرشى وال ُيباع ولهذه األجيال أقول عليكم بالتاريخ فإنه ينفض الغبارعن‬

‫‪75‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬مقابلة‬ ‫الحقائق وانهلوا من نبع الثقافات السليمة فإنها تثبت عزامئكم وتقويكم‪،‬‬ ‫واطلعوا عىل الصحف التي فيها اقالم منزهة‪ ،‬وباملناسبة أقول أن مجلة‬ ‫منرب التوحيد وبعد متابعتي ألقالمها ومنابرها تستحق القراءة فهي عدا عن‬ ‫كونها منربا صادقا فإنها تحوي قيام كبرية وضيوفها كبار‪ ،‬أعجبني حديث‬ ‫الشاعر حافظ أيب املنى ورسرت بكالمه فلدينا الكثريمن أوجه الشبه‪.‬‬ ‫ما هو تصنيفكم للشاعر؟‬ ‫الشاعر هو اإلنسان املحيط مبشاعر الناس واملتحسس آلالمهم وعواطفهم‬ ‫فاستطاع أن ينفذ اىل االلباب بشعره ليقتحم العقول ويسكن القلوب‬ ‫ويستحوذ عىل األحاسيس‪ ،‬ومقومات ذلك ال تكون إال من خالل امتالكه‬ ‫لناصية الكلمة واألفق الخالق واملوقف السليم‪ ،‬أما أصحاب البدع الذين‬

‫الشاعر مسؤول وعليه مهمة ويجب أن ال يحجب صوته حيث يجب الجهر‬ ‫به‪ ،‬ألن الشعر يف كثري من الحاالت هو رفض‪ ،‬وعليه أن ال يشهد الزور وال يبدل‬ ‫من غايات الشعر وعليه أن ينارص الحق عىل الباطل ويشد من أزر أصحاب‬ ‫الحق» فمريابو» كان الثورة يف فرنسا وأحمد شوقي ذك ّـرالفرنسيني بها وما‬ ‫فعلته املقاومة يف لبنان يستحق أن يكتب له الشعراء ويغني له املنشدون‬ ‫ويفاخر به أبناء الوطن وللذين يتهموننا بالعروبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الظلـم أعجـ ُز ْأن يغي ّـ َر واقعــا ً‬ ‫طمــوحهــم أوهـــا ُم‬ ‫والحاملــون‬ ‫ُ‬ ‫ْإن كــان ح ُّبـك يا عروبة ُتهمة ً‬ ‫فهــوايــا فـيــك تــول ُّـه ٌ وهُ ـيـــا ُم‬

‫الثقافة هي الحضارة والتاريخ‬ ‫ومرتبطة ارتباطا مبارشا بالسياسة‬

‫يحاولون التسلق عىل عرش هذه اململكة ويدعون التجديد اسلوبا فهذا هو‬ ‫الهروب بعينه فالشعرهو الشعر ودربه األوزان وتجديده يف املعاين وللذين‬ ‫يكتبون لفئة من الناس أقول ‪:‬هذه الفئة هم من ذواقة الشعر وعليك أن‬ ‫تصل إىل جوارحهم بوضوح املعنى وبأصول الشعر‪ ،‬وال حاجة ملرتجم يفرس‬ ‫الغاية أو يحل األلغازولهؤالء أقول‪:‬‬ ‫يـا كاتبا بعض الـرمـوز بأسـطـر ٍ‬ ‫لـتقـول زورا ً قـــد مــألت دفـاترا‬ ‫تضع الكالم عىل الوريقة زاعام ً‬ ‫بالشعــر انـك قـــد َ‬ ‫بـنيت منــابــرا‬ ‫الجه ُ‬ ‫ــلهـــم‬ ‫ّـــال انـك ُم‬ ‫فيخـالـك ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وتخــال نـفـسـك بالكـتــابـة قـــادرا‬ ‫فتمهــال ً بالحـبــر فــوق ك ُـت ّيب ٍ‬ ‫يك ال ت ُـض ّيع يف الحروف محابرا‬ ‫التـزام ُمطـلـقٌ‬ ‫الشعــ ُر يـا صاح ِ ٌ‬ ‫بأصول شعـر ٍيك ت ُـصن ّـف شاعرا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪76‬‬

‫ما رأيكم بقول لبنان عاصمة الثقافة‪ ،‬وما هو دور وزارة الثقافة بإعادة‬ ‫نرش الفكر الثقايف مبعناه الحقيقي؟‬ ‫وزارة الثقافة هي من أهم الوزارات يف أية دولة ومسؤوليتها ال تقل أهمية‬ ‫عن مسؤولية وزارة أخرى‬ ‫لذلك يجب أن ت ُـعطى دورها وحقها يف املوازنة لتصطلع مبا عليها من‬ ‫واجب‪ ،‬أما وقد دخلنا بالثقافة فيعني أننا دخلنا مبعايريها ومفاهيمها‪،‬‬ ‫وهنا ال بد من سؤال‪ ،‬هل الثقافة هي مهرجانات واحتفاالت؟ أم هي مفهوم‬ ‫مرتبط بالتاريخ والحضارة والسياسة إذا كانت وفق املفهوم األول فهي تقوم‬ ‫بواجبها أما اذا كانت وفق املفهوم الثاين فال أعتقد أن وزارة ثقافة أي ٍ من‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وآت‬ ‫وحارض‬ ‫تاريخ‬ ‫الدول العربية تقوم بدورها الن الثقافة لها مناهج ولها‬ ‫ٍ‬ ‫وهي ال تتجزأ ومرتبطة بالواقع السيايس والحضاري ويجب أن تكون محصنة‬ ‫باملامنعة من أي تشويه واخرتاق وعملها كعمل وزارة الدفاع فهي ترسم‬ ‫السياسة الثقافية للدولة وتعد الكوادر لذلك فتضع الربامج وتستقطب‬ ‫املثقفني فتستثمر قدراتهم وتجدول نشاطها من خالل املؤمترات وكل‬ ‫االنشطة‪ ،‬أما عن رأيي بلبنان عاصمة الثقافة فهو يستأهل هذه التسمية‬ ‫ألنه اذا ما قيس اىل عاملنا العريب فهو االغنى فبريوت أم الرشائع وهنا ال‬ ‫بد من ذكر دمشق أقدم عاصمة يف التاريخ و بغداد التي اراها عاصمة‬ ‫تاريخية للثقافة العربية‪ ،‬ولعل جزء كبري من أسباب الغزو واالحتالل لها‬ ‫هو لطمس معامل هذه الثقافة ودفنها بدليل أن أول ما قام به االحتالل‬ ‫هو حرق املكتبات واعتقال املفكرين وإن الغزو الفكري الثقايف الذي متارسه‬ ‫الصهيونية وتدخله بعض أقطارنا ألشد خطورة من الغزو العسكري‪ ،‬وما‬ ‫نراه من أفكار وابتداع مفردات تغزو شعوبنا هو انتاج صهيوين‪ ،‬مباذا واجهنا‬ ‫هذا العدوان؟ وأين هي السياسة العربية املوحدة لدرئه‪ ،‬إن الفكر الصهيوين‬ ‫يعمل لطمس معامل القومية بكل أركانها مبا فيها اللغة العربية‪ ،‬أين لغتنا‬ ‫أصبحت بعد أن حلت لغة اإلنرتنت وبعد أن صارت لغة األوطان هي الرسمية‪،‬‬ ‫وأي عريب يستطيع أن يفهم لغة عريب من قطر آخر سوى بالفصحى‪،‬‬ ‫وأين أصبحت اللغة الفصحى بعد أن صار اإلعالم وسيلة لنقل اللهجات‬ ‫وبعد أن أصبح الكالم من سياسيني واعالميني لغة محكية‪ ،‬وأين أصبحت‬ ‫الفصحى‪ ،‬وهناك َمن ال يستطيع التعبري إال مبفردات أجنبية غربية‪ ،‬كل‬ ‫هذه التساؤالت تجعلنا نوقن أن مؤامرة تستهدف القومية مستهلة بلغتنا‬ ‫ومن املؤسف حقا أن ال يتمكن البعض من التعبري بلغتنا فيتكلم بغري لغة‬ ‫ليوحي بأنه من املثقفني‪ ،‬هذا معيار الحضارة وهذه هي الثقافة‪ ،‬وهنا ال بد‬ ‫أيضا من تساؤل من يصنف املثقف؟ أنا ارى أن هناك استبعادا ألدباء وشعراء‬ ‫ومثقفني يف حني أننا نرى مختلف النشاطات حكرا عىل برش دون سواهم‪،‬‬ ‫من حيث الشعر فإن الشعراء الحقيقيون هم الذين ال يتوسلون منربا ًألن‬ ‫املنرب هو الذي يجب أن يبحث عنهم أما أولئك الذين يبحثون عن الشهرة‬ ‫فهم من نراهم دامئا ويف كل املناسبات حتى لكأنه ال يوجد سواهم‪ ،‬إذا‬ ‫كان املعيار بشكل ٍمعني وبأوصاف ُيستدل بها كأن نعرف مثال النجار من‬ ‫القلم الذي يضعه خلف أذنه فهذا ما ال يستطيع فعله املنقبون عن الجوهر‬

‫ألن الشاعر ال يتأثر إ ّال مبشاعره وال يعتد بشكل أو وصف معني‪.‬‬ ‫ما هي املعطيات التي نرتكز عليها إلعالن أية دولة عربية عاصمة‬ ‫ثقافية‪ ،‬عىل ماذا ارتكز لبنان؟ وملاذا أطلقت هذه التسمية عليه؟‬ ‫إن اإلقرار بالثقافة هو انتصار للمثقفني‪ ،‬أما املعطيات التي ُيبنى عليها‬ ‫فهي ال شك تنبثق من الفهم لإلبداع والغنى الثقايف الذي تتمتع به هذه‬ ‫الدولة أو تلك‪ ،‬إىل جانب الحرية الثقافية املتاحة والتي يجب أن ال تتناقض‬ ‫والحضارة وعليه فإن توحيد املفهوم الثقايف هو أمر بالغ األهمية بظل عامل‬ ‫مختلف عىل توحيد معيارها والثقافة يجب أن تكون عامال مساعدا يف‬ ‫مؤازرة كل القضايا العادلة واملحقة‪ ،‬أما ملاذا أطلقت هذه التسمية‪ ،‬فمن‬ ‫وجهة نظري ُأطلقت للتذكري بواجبات الدولة الثقافية وملزيد من السعي‬ ‫إلبراز قضاياها ولكن ما اراه اليوم يشبه اىل حد بعيد دوريات اجتامعات‬ ‫جامعة الدول العربية حيث ال جديد‪.‬‬ ‫هل هذه املعايري موجودة يف لبنان؟‬ ‫تاريخ لبنان األديب كبري وهو الذي نقل الحرف اىل العامل وكان منه رجال‬ ‫كبار برعوا من املؤكد أن لبنان لديه من اإلرث الفكري والثقايف الكم الهائل‬ ‫وغناه املتنوع بأهل االدب والشعر والفن يؤهله أن يكون متقدما بهذا امليدان‪،‬‬ ‫أما املعايري التي تكلمنا عنها فهي تقع عىل عاتق الذين نصبوا أنفسهم‬ ‫مسؤولني ثقافيني أو كأنهم هم وحدهم من يحدد ومن يصنف حتى أن‬ ‫بعض املنتديات التي تسمى ثقافية متارس العمل الثقايف بخوف من‬ ‫املثقفني لشعورها بالضعف أمام أصحاب الفكر والقلم مام يؤكد أن بعض‬ ‫املنتديات أصبحت شبيهة بالجمعيات الوهمية‪ ،‬لذلك ال بد من إعادة النظر‬ ‫بكل هذه التجمعات التي بات غرضها واضحا من التلطي وراء التسميات‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫َمنْ هو مثلك األعىل ِمنْ شعراء العرص القديم؟‬ ‫املتنبي‬ ‫ومن شعراء اليوم؟‬ ‫الشعراء الذين ينطقون بأصالة الشعر ويحاكون الخاطرة برقة املرهفني‬ ‫وهم بأغلبهم من الشعراء املغبونني إعالميا ألنهم ال يسعون اليه وال‬ ‫يفتشون عن الـ «أنا»ولغريهم أقول ما قاله الشاعر نزار قباين‪:‬‬ ‫شعـــراء هــذا العرص ٌ‬ ‫جنس ثالث ٌ‬ ‫فالقول فوىض والكالم ضباب‬ ‫يتهــكمــون عـىل النـبـيـذ معــتقــا ً‬ ‫وهـم عىل سطح النـبـيـذ ذبـاب‬ ‫ُ‬ ‫الخمــر تبقى إن تقــادم عهــدهـــا‬ ‫خمراً وقـــد تتغيـر األكــــواب‬ ‫هناك من قصائد غنت‪ ،‬وخاصة لنزار قباين‪ ،‬هل يصبح شعرالشاعر‬ ‫غازي مراد مغنى؟‬ ‫أكرث قصائدي تقع يف بحور ت ُـغنى‪ ،‬وهي مبجملها ال تحمل الفاظا ً نافرة‬ ‫أو غريبة‪ ،‬ألن األغنية اىل جانب إيقاعها ا ُملغنى يجب أن تكون كلامتها‬ ‫منسجمة مع االداء الصويت واملوسيقي‪ ،‬ولقد كتبت بعض األغاين لفنانني‪،‬‬ ‫كام وأين كتبت لفنان لبنان والرتاث االستاذ وديع الصايف أغنية أخترصت‬ ‫رحلته مع الشدو والغناء حيث ضمنتها كل رحلته الفنية‪ ،‬قام بتلحينها‬ ‫الصديق الدكتور إيليا فرنسيس وأداها األستاذ وديع عىل العود‪ ،‬وأنتهز هذه‬ ‫املناسبة ألحييه متمنيا له الصحة والعافية‬ ‫لقد أصدرت كتابا جديدا كم يحوي من القصائد ومتى ستوقعه وما‬ ‫هي مناسبته؟‬ ‫مل يكن من السهل وأنا أرى الدماء واملوت يف عاملنا العريب تسيل بغزارة‬ ‫وعىل مرأى الكون والعرب وأرى الحرب يف لبنان والعراق وفلسطني وال أملك‬ ‫أن أقدم شيئا ًسوى كلامت وأحرف مألها األىس واألمل كام مألها الكبرْ‬ ‫واالعتزاز مبقاومات أذلت العدو وكشف حقيقة حكام‪ ،‬كام مل يكن من‬ ‫السهل وأنا أرى اإلنحراف وزيف اإلدعاءات واألباطيل يروج لها أعداؤنا فتلقى‬ ‫الصدى يف نفوس الصغار‪ ،‬كل هذه املؤثرات جعلتني أكتب رافضا الذل‬ ‫والخضوع فكان النبض يف عروقي ويف نفيس عواصف ترضب أعامقي أملا‬ ‫وحرسة وأسف وكان النبض يف حرويف ويف قصائدي لهيبا مضطربا فكان‬

‫كبرية من الشعرالنابض عروبة‬ ‫كتايب»نبض القوايف»الذي يحوي مجموعة‬ ‫ً‬ ‫ًومقاومة هو املتنفس وهو املالذ الذي أزفر من خالله حمم الغضب بثورة من‬ ‫بركان‪،‬الن الشاعر يترسبل الهم اذا مل ينفث لواعجه ومل يطلق صيحته‬ ‫ويخرج عن رسالته بل يخونها إذا مل يكتب فذيلت غالفه بهذه األبيات‪:‬‬

‫ُ‬ ‫إذا ما‬ ‫العصف حطم يف غصون ٍ‬ ‫هبــوب‬ ‫وداهــم صفـ َو ساحـتنــا‬ ‫ٌ‬ ‫سيبــزغ فجــ ُر أضـواء ٍ لشمس ٍ‬

‫الجناح‬ ‫وغاب الطري وانكرس‬ ‫ُ‬ ‫وعاثت فــي مالعبنا الـرياح‬ ‫وت ُـرشق ِمـنْ أشعـتـه البطـاح‬

‫فمــا الظلمــاء إال عـمــ ُر لـيــل ٍ‬ ‫تـغــادر حيــن ينبلـج الصباح‬ ‫ُ‬ ‫أشعلت من نور‬ ‫اإلهداء كان لوالد سلكت دربه ومشيت خطوه وألم ٍ‬ ‫هديها رساجا يومض من سناها‪ ،‬أما املقدمة فكان يل رشف كلامتها من‬ ‫دولة الرئيس الدكتور سليم الحص كام كان يل رشف تقدميه من نفحات‬ ‫رئيس الجامعة اللبنانية العاطرة الدكتور زهري شكر‪.‬‬ ‫إىل أين يريد أن يصل الشاعر غازي مراد بشعره؟‬ ‫أحفظ ألمني الريحاين كلمته الشهرية ‪« :‬قل كلمتك وامش «بهذه‬ ‫العبارة أريض ضمريي وبشعري نطقت مبا رأيته ُملزما لقلمي ووجداين‬ ‫فوقفت عىل كل مجزرة ودخلت رمس كل شهيد ورأيت دموع كل أم ٍثكىل‬ ‫وكل يتيم فاحتنضت املرشد وبلسمت جرحا أثقله الغدر وانتفضت هاتفا‬ ‫رافضا واقفا‪ ،‬أمتنى أن يصل كتايب كل رئيس عريب ويقرأ شعري ‪،‬كام أمتنى‬ ‫أن يصل إىل كل أصحاب النفوس الحرة واألقالم الصادقة والهمم القادرة‪،‬‬ ‫وإىل كل محبي الشعرالذين أجل وأحرتم‪ ،‬وسأطلق كتايب إن شاء الله يف‬ ‫شهر نيسان يف موعد يحدد الحقا شاكرا لكم اهتاممكم باألدب والشعر‬ ‫والشعراء متمنيا ملنرب التوحيد املزيد من التقدم والسمو ليبقى املنرب الذي‬ ‫ينشده كل حر‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬ليديا ابو درغم‬

‫‪77‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬تحقيق‬

‫اليهود يصلبون المسيح إعالمياً‬ ‫ويهزأون من نبي المسلمين تلفزيونياً‬ ‫أنشودة السالم تطرق اآلذان صباحاً ومسا ًء‬ ‫بعدما عاشت أجيالنا وال تزال تعيش واحداً‬ ‫من أخطر الرصاعات التي تخوضها أمتنا‪ ،‬هو‬ ‫الرصاع ضد العدو الصهيوين صاحب املرشوع‬ ‫االستعامري االستيطاين التوسعي الذي غذته‬ ‫قوى دولية ترتأسها الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫والغرب عامة‪.‬‬ ‫وقد برزت املساهامت األمريكية يف السعي‬ ‫لتحقيق الحلم الصهيوين مبكراً‪ ،‬من ذلك رحلة‬ ‫قام بها ضابط بحار أمرييك هو وليام النش يف‬ ‫نهر األردن والبحر امليت سنة ‪ ،1847‬وكان يريد‬ ‫استطالع واقع الحكم العثامين ومدى متاسك‬ ‫الوضع السيايس العريب يف ظله‪ ،‬مام يعطي‬ ‫إشارة إىل إمكانية أو عدم إمكانية تنفيذ الحلم‬ ‫الصهيوين املدعوم أوروبياً وأمريكياً‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد األمرييك‪ ،‬فقد تبنى الرؤساء‬ ‫األمريكيون املرشوع الصهيوين منذ نشأته‪،‬‬ ‫ويعترب الرئيس األمرييك جون آدامز (‪)1848 -1767‬‬ ‫أول رئيس أمرييك يدعو اىل استعادة اليهود‬ ‫وطنهم وإقامة حكومة مستقلة‪ .‬وتواىل بعد‬ ‫ذلك تسلم السلطة األمريكية من قبل رؤساء‬ ‫مؤمنني بالصهيونية منهم وودروو ولسون وصوالً‬ ‫اىل جيمي كارتر ورونالد ريغن وجورج بوش وبيل‬ ‫كلينتون وحتى باراك أوباما‪ ،‬إذ يبدو أن التغيرّ‬ ‫الذي حصل يف اإلدارة األمريكية الجديدة كان يف‬ ‫الشكل ال يف املضمون‪ ،‬وكلهم مل يخرجوا عن‬ ‫املنهج السيايس األمرييك الذي ارتبط ارتباطاً‬ ‫وجدانياً ثقافياً بني األمريكيني والصهاينة من‬ ‫خالل التشابه يف املرشوع السيايس الذي ينوي‬ ‫السيطرة عىل العامل أجمع‪ ،‬ما دفع الواليات‬ ‫املتحدة اىل جعل الكيان الصهيوين الحارس‬ ‫لها يف الرشق األوسط‪ ،‬ما يساعدها يف تحقيق‬ ‫حلمها االستعامري التوسعي‪ ،‬فكان هذا التوسع‬ ‫مقرتناً بالعنف‪ ،‬وتحت شعار األمن والدفاع‪ ،‬ومل‬ ‫َ‬ ‫تتوان ارسائيل عن استباحة كل املقدسات‬ ‫واغتصاب األرض وطرد الشعب بكل الوسائل‬ ‫بهدف استكامل مرشوعها التوسعي دون أن‬ ‫يكون لها حدود محددة ترىض بها‪ .‬من هنا أن‬ ‫الصهيونية ومن وراءها من دعاة النظم العاملية‬ ‫كالواليات املتحدة‪ ،‬يرون أن تحقيق الهدف الحلم لن‬ ‫يتم ما مل تسلب العرب‪ ،‬أعداءها‪ ،‬كل مقومات‬ ‫القوة‪ ،‬وحتى تتحقق هذه الغاية‪ ،‬فإن إرسائيل‬ ‫تعترب أن تقويض الوجود العريب وإنهائه وتحويله‬ ‫اىل رشاذم متصارعة ومتناحرة طائفياً وعنرصياً‬ ‫ومناطقياً‪ ،‬هو السبيل الوحيد الذي يق ّوض‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫موحد‪.‬‬ ‫الوجود العريب‪ ،‬ككيان اجتامعي ّ‬ ‫كام أن أتباع الصهيونية املسيحية الغربية‬ ‫(الكنيسة الربوتستانتية) ساهمت اىل ح ّد‬ ‫كبري يف إنجاح الحلم الصهيوين من خالل إيجاد‬ ‫فكر صهيوين ذي ديباجة مسيحية يستند “اىل‬ ‫عقيدة عودة املسيح املخلص يف آخر األيام ليحكم‬ ‫العامل هو والقديسون ملدة ألف عام يسود فيها‬ ‫العدل والسالم”‪ .‬وفلسطني التي يزعمون أنها‬ ‫أرض امليعاد‪ ،‬ما هي إال قاعدة ومنطلق لتنفيذ‬ ‫هذه النبوءة الحلم‪.‬‬ ‫ودولتهم هذه التي أوجدوا لها ردا ًء دينياً يسرت‬ ‫مرشوعهم السيايس‪ ،‬دولة ال حدود لها مرسومة‬ ‫أو معلومة‪ .‬وهذا األمر ال يظهر يف فكرهم الديني‬ ‫والسيايس‪ ،‬وأدبياتهم العامة‪ ،‬بل يظهر أيضاً‬ ‫يف طلب انتسابهم لهيئة األمم املتحدة حيث‬ ‫كل دولة لها يف ملف انتسابها خريطة وحدود‬ ‫جغرافية‪ ،‬إال دولة إرسائيل فقد ُق ِبلت عضويتها‬ ‫دون تحديد حدودها الجغرافية ما يؤ ّكد أطامعها‬ ‫ويبينّ حقيقة الفكرة التوسعية عندها‪.‬‬ ‫من هنا إن العدو الصهيوين ومن وراءه قد‬ ‫عكسوا املعتقد الديني وسخروه للهدف‬ ‫السيايس واملايل واملصالح الخاصة ما قد يستلزم‬ ‫أحياناً تحريف النص أو املفهوم الديني‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫سهل حصوله وتنفيذه‪ ،‬وهذا ما نجده يف الصيغة‬ ‫املتداولة للعهد القديم من الكتاب املقدس ويف‬ ‫التلمود ويف بروتوكوالت حكامء صهيون‪.‬‬ ‫أضف اىل أن أتباع الصهيونية املسيحية‬ ‫مل يتوانوا عن تقديم الدعم املمكن للمرشوع‬ ‫التوسعي اإلرسائييل‪ ،‬مبا يف ذلك الدعم من أجل‬ ‫تدمري املقدسات اإلسالمية واملسيحية عىل حد‬ ‫سواء‪ ،‬وال أحد يستطيع أن ينكر ذلك ألن اليهود‪،‬‬ ‫أعداء اإلنسانية والحضارة‪ ،‬كانوا كذلك وما زالوا‪،‬‬ ‫رغم كرثة األنبياء والرسل الذين بعثهم الله‬ ‫تعاىل إليهم‪ ،‬فقد كان يتوقع منهم االنصياع‬ ‫لتعاليم السامء واالنقياد لدعوة األنبياء إال أنهم‬ ‫واجهوا دعوتهم بالرفض والتمرد بل حاربوهم‬ ‫فقتلوا فريقاً منهم وكذبوا آخرين وكذلك فعلوا‬ ‫بأتباعهم ونصبوا العداء للمؤمنني ونسبوا إليهم‬ ‫ته ًام ال يقبلها العقل وال املنطق وال الدين‪ .‬هذا‬ ‫وقد تواصلت انتهاكات متطرفني يهود للرموز‬ ‫املقدسة املسيحية واإلسالمية‪ ،‬حيث تقود‬ ‫القناة العارشة اإلرسائيلية الحملة‪.‬‬ ‫وبعد التعرض للسيد املسيح والعذراء مريم‬ ‫دامئا‪ ،‬تعرضت إحدى القنوات التلفزيونية أيضاً‬ ‫للنبي الكريم محمد يف حركة يبدو من تكرارها‬

‫‪78‬‬

‫ورداً عىل انتهاكات املتطرفني اليهود للرموز‬ ‫وحدت موقف املسلمني‬ ‫الدينية اإلسالمية التي ّ‬ ‫واملسيحيني يف لبنان‪ ،‬إذ شجب الجانبان هذه‬ ‫االعتداءات وعدوها ناجمة عن حقد وكراهية‬ ‫وعنرصية تغذيها الصهيونية العاملية‪ ،‬استضافت‬ ‫«منرب التوحيد» عىل صفحاتها ك ًال من رئيس‬ ‫هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو مع‬ ‫مسؤول الشؤون الدينية يف املؤمتر الشعبي‬ ‫الدكتور أسعد السحمراين‪ ،‬واألب إبراهيم رسوج‬ ‫وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامحة الشيخ‬ ‫نارص الدين الغريب يف قراءة شاملة لهذه‬ ‫االنتهاكات ومردها وكيفية مواجهتها‪.‬‬

‫مقدم الربامج يف القناة العارشة ليؤور شالين‬

‫أنها مقصودة ومنظمة‪ ،‬خاصة بعد تكرار اإلساءة‬ ‫لإلسالم يف الرسوم التي عرضتها الصحافة‬ ‫الغربية سابقا‪.‬‬ ‫أجل اليهود‪ ،‬أعداء اإلنسانية والحضارة‪ ،‬كانوا‬ ‫كذلك وما زالوا‪ ،‬والذي يقتل األنبياء ال يتورع عن‬ ‫قتل الناس جميعاً ألجل مصالحه ونفوذه‪ ،‬وهذه‬ ‫املجازر التي ارتكبت يف فلسطني ولبنان خري شاهد‬ ‫عىل جرائم اليهود وعنرصيتهم‪ ،‬فإذا كان أقدس‬ ‫كتاب عند العرب واملسلمني يرصخ بعدائهم‬ ‫للمؤمنني إال أن الكثري باسم العرب واملسلمني‬ ‫ومن قادتهم يسارعون إىل مد يد املصافحة‬ ‫واالعرتاف بغصبهم لفلسطني ويتناسون كل‬ ‫تلك الدماء التي سالت ويتحججون بالواقع‬ ‫السيايس العاملي‪ ،‬ولكن تبقى هناك منابر حرة‬ ‫ترصخ وتقاوم وتعلن أن املقاومة يشء واإلرهاب‬ ‫يشء آخر‪.‬‬ ‫إن املؤامرة الصهيونية العاملية هي أخطر‬ ‫مؤامرة عىل البرشية يف العرص الحديث‪ ،‬وقد‬ ‫استطاعت الصهيونية السيطرة عىل اإلعالم‬ ‫العاملي واستطاعت أن توجه العامل كله للوجهة‬ ‫التي تتفق مع أغراضهم وسيطرت التلمودية‬ ‫الصهيونية عىل الجامعات التي تصوغ وتكتب‬ ‫التاريخ‪ ،‬وقد متكنت من فرض سيطرة كاملة عىل‬ ‫املناهج والدراسات‪ ،‬والكيان الغاصب اإلرهايب يف‬ ‫فلسطني املحتلة ميارس ذلك يف السيطرة عىل‬ ‫الرشق األوسط‪ ،‬وما أسلحته النووية إال لذلك‬ ‫الغرض وشعارهم عىل علمهم الذي يخطون‬ ‫عليه خطني أزرقني هام عبارة عن نهري النيل يف‬ ‫مرص والفرات يف العراق‪ ،‬وما احتالل العراق من‬ ‫قبل الواليات املتحدة األمريكية إال تواصل يف‬ ‫تنفيذ هذا املخطط الذي كانت له الخطوة األوىل‬ ‫يف اتفاق كامب ديفيد مع مرص والعامل العريب‬ ‫واإلسالمي باق يف نومه العميق والحكام يعيشون‬ ‫يف كهوفهم املصطنعة من قبل االستكبار‬ ‫العاملي‪ ،‬وما جيوشهم إال لقمع شعوبهم‬ ‫وإخامد كل صوت وضمري حي‪ ،‬ولكن للظلم‬ ‫نهاية ولظلم الكيان الغاصب اإلرهايب للشعب‬ ‫الفلسطيني كذلك نهاية عىل أيدي املقاومني‬ ‫األحرار‪ ،‬كام حدث يف لبنان خالل حزيران ‪2006‬‬ ‫وانتصار غزة األخري‪.‬‬

‫سماحة شيخ عقل‬ ‫الطائفة الدرزية الشيخ‬ ‫ناصر الدين الغريب‪:‬‬

‫فلسطني‪ .‬لقد عاثوا يف األرض العربية فساداً‪،‬‬ ‫ويف العامل أجمع‪ .‬هذا الشعب املتغطرس الذي‬ ‫مل يشبع من سفك الدماء وقتل األبرياء واألطفال‬ ‫وأكرب شاهد عىل ذلك حرب غزة األخرية‪ .‬إن‬ ‫األمثلة كثرية ملا يفعلون‪ .‬أما تع ّرضهم للس ّيد‬ ‫املسيح‪ ،‬فهذا من شيمهم وصفاتهم‪ .‬إذا كانوا‬ ‫يهوداً ومل يكونوا صهاينة‪ ،‬فكيف إذا كانوا‬ ‫صهاينة مجرمني؟‬ ‫ّإن التوراة مل تأمر بذلك‪ ،‬وال األديان الساموية‬ ‫بل هم قد اخرتقوا هذه الكتب املقدّسة‪ ،‬وجعلوا‬ ‫لهم ديناً يقول باإلجرام والقتل والتدمري‪ .‬هذا‬ ‫هو دينهم الحقيقي اليوم‪ .‬أما دين النبي موىس‬ ‫فغري ذلك متاماً‪ .‬لقد ُسئل هتلر بعد املحرقة‪ :‬كيف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتركت النصف اآلخر؟ فأجاب‪:‬‬ ‫أحرقت النصف‬ ‫«ل ُيدرك العامل السبب الذي جعلني أصنع تلك‬ ‫املحرقة‪ ،‬ويعرف م ّمن بقي ما هو السبب»‪.‬‬ ‫نحن كطائفة موحدّين دروز‪ ،‬ال نضمر إال الخري‬ ‫لجميع الشعوب واألمم‪ .‬وإننا نستنكر االعتداءات‬ ‫من أية جهة كانت‪ .‬وبرأينا أن يهود ارسائيل‬ ‫يدفعون مثناً باهظاً نتيجة للسياسة الخاطئة‬ ‫التي يرتكبها املعن ّيون‪ .‬وبالنسبة للموحدّين‬ ‫نشجعهم عىل‬ ‫الدروز‪ ،‬إلخواننا يف ارسائيل‪ ،‬إننا‬ ‫ّ‬ ‫االبتعاد عن االنخراط بالجيش اإلرسائييل وأن‬ ‫يبقوا موحدّين ينارصون القضية العربية املحقة‬ ‫حتى تحرير ذلك الوطن السليب واستعادته من‬ ‫أولئك إىل أصحابه وأهله الحقيقيني أو أن ننتظر‬ ‫ح ًال دولياً ُيعيد الحقوق إىل اخواننا الفلسطينيني‬ ‫بعودتهم إىل ديارهم ومامرسة حقهم يف الحياة‪.‬‬ ‫نتوجه إىل َمن يعنيهم األمر يف ارسائيل‬ ‫إننا‬ ‫ّ‬ ‫أال يتعرضوا لألديان الساموية ويحرتموا املقدّسات‬ ‫وال ينتهكوا حرمة املسجد األقىص وكنيسة‬ ‫القيامة‪ ،‬ومينعوا الناس من الصالة يف ذلك املكان‬ ‫هجروا مسيحيي فلسطني‪ ،‬قبل أن‬ ‫املقدّس‪ .‬لقد ّ‬ ‫يهجروا املسلمني‪ ،‬ومل يرتدعوا عن فعل اإلساءات‬ ‫ّ‬ ‫لتلك األديان‪ .‬وإننا ندرك متاماً أن دينهم هو دين‬ ‫ساموي وال يأمر بذلك‪ .‬فكام قيل‪« :‬لو كان لهم‬ ‫عقول‪ ،‬مل ّيزوا بني الحق والباطل»‪.‬‬

‫ويف اإلطار نفسه‪ ،‬األب إبراهيم رسوج أ ّكد‬ ‫يف قراءته لتلك االنتهاكات أن إرسائيل وراء كل‬ ‫ثورة وحرب اندلعت وزعامء حاولوا السيطرة عىل‬ ‫الشعوب واألمم املستضعفة‪ ،‬ووراء كل فساد‬ ‫ومظاهر هدامة وكل ذلك بهدف القضاء عىل‬ ‫األديان والسيطرة عىل العامل إلقامة مملكتها‬ ‫الخاصة مملكة الفساد والرذائل والفجور‪.‬‬ ‫واليهودية التلمودية‪ ،‬التي ما التفتت يوماً‬ ‫اىل رشيعة موىس هي التي صنعت كل الثورات‬ ‫التي حصلت يف دول العامل الثالث وكانت‬ ‫الوحيدة املستفيدة منها‪ .‬وإذا بحثنا يف كل‬ ‫أحداث العامل‪ ،‬وكوارثه وأنهار الدماء التي سالت‬ ‫عىل أرضه لوجدنا أن صناعها من اليهود وزعامء‬ ‫بيادق تتحرك عىل رقعة شطرنج ودمى تلعب‬ ‫بها أيد خفية فكانت جنوداً للصهيونية التي‬ ‫تسرتت وراء ستار اليهودية العاملية وتسللت‬ ‫اىل األديان ليعيثوا فيها فساداً ويستلوا مثاليات‬ ‫العقائد الدينية من صدور املؤمنني واستعاضوها‬ ‫بعقائد فوضوية وأخرى مخربة مدمرة حصلت‬ ‫يف األجيال منذ دهور وعصور مجرد أالعيب يف‬ ‫أيديها‪ .‬عملوا عىل ذكرها رصاحة يف بروتوكوالت‬ ‫حكامء صهيون القدمية التي أعيد تنظيمها‬ ‫عىل أسس جديدة لتحقيق أهدافها املتمثلة‬ ‫بتدبري جميع الحكومات الرشعية وتقويض األديان‬ ‫الساموية وتقسيم (الغوييم)‪ ،‬وهو لفظ يطلقه‬ ‫اليهود عىل جميع البرش من غري اليهود‪ ،‬اىل‬ ‫معسكرات متنابذة تتصارع يف ما بينها دامئا‬ ‫حول عدد من املشاكل‪ ،‬تتوىل املؤامرة توليدها‬ ‫وإثارتها باستمرار ملبسة إياها ثوباً اقتصادياً أو‬ ‫سياسياً أو عنرصياً‪ ،‬وتسليح هذه املعسكرات‬ ‫بعد خلقها ثم تدبري حادث يف كل مرة يكون من‬ ‫نتيجته أن ينقض كل معسكر عىل اآلخر‪ ،‬وبث‬ ‫سموم الشقاق والنزاع داخل البلد والبغضاء‬ ‫فيه حتى تتقوض كل دعاماته األخالقية‬ ‫والدينية واملادية اىل أن تصل شيئاً فشيئاً اىل‬ ‫تحقيق حلمها وهو تحطيم الحكومات الرشعية‬

‫األب إبراهيم س ّروج‪:‬‬

‫هجّ روا مسيحيي فلسطين‬ ‫إسرائيل وراء كل ثورة‬ ‫قبل أن يهجّ روا المسلمين‬ ‫وحرب اندلعت‬ ‫اليهود هم يهود‪ ،‬وارسائيل هي ارسائيل‪ .‬فال‬ ‫غرابة يف انتهاكاتهم لحرمات األنبياء والقدّيسني‪.‬‬ ‫واألنبياء وزعماء حاولوا السيطرة‬ ‫لقد صلبوا املسيح وصلبوا املسيحيني‬ ‫مراراً‪ .‬فهم أساس الحرب العاملية األوىل‪ ،‬وتقاتل‬ ‫على الشعوب واألمم‬ ‫املسيحيني بعضهم مع بعض يف أوروبا ويف‬ ‫العامل‪ .‬وصلبوا املسيحيني أيضاً يف الحرب‬ ‫العاملية الثانية التي كانت مثاالً للحرب األوىل‪.‬‬ ‫المستضعفة‬ ‫واآلن يصلبون العرب مسلمني ومسيحيني يف‬

‫‪79‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬تحقيق‬ ‫واألنظمة االجتامعية السليمة وتهديم املبادئ‬ ‫الدينية واألخالقية والفكرية والكيانات القامئة‬ ‫عليها متهيداً لنرش الفوىض واإلرهاب واإللحاد‪.‬‬ ‫وكذلك بروتوكوالت حكامئهم مل تتوان عن‬ ‫إدانتهم بالدسائس والكذب واالحتيال والفسق‬ ‫والفجور واالنحالل والجنب واملذلة واملسكنة والغدر‬ ‫والخيانة واالنحرافات الدينية والخلقية والرسقة‬ ‫والسلب والنهب والرشه وحب املال والوحشية‬ ‫وسفك دماء الغري وخاصة النساء واألطفال‬ ‫واملستضعفني من الشيوخ كام يحصل يومياً‬ ‫يف فلسطني‪ .‬إذاً هم الذين أوجدوا املتحكمني‬ ‫بالعامل الرأساميل والفاشية هم الذين وضعوا‬ ‫أسسها وكذلك النازية والصهيونية السياسية‬ ‫بالنسبة إليهم ما هي إال مجرد ورقة حديثة‬ ‫العهد يف اللعبة‪ ،‬لعبة السيطرة عىل الخالئق‬ ‫واألمم‪ ،‬والتحكم باألموال واالقتصاد ومصادر‬ ‫الرزق والهدف الوحيد هو السيطرة عىل العامل‬ ‫وإقامة اململكة العاملية واألمم املتحدة ما هي إال‬ ‫صورة أحالمهم لحكم العامل ومن قبلهم كانت‬ ‫مثيلتها عصبة األمم املتحدة‪.‬‬ ‫والخطر الذي يحدق بنا وباملسيحية والكنيسة‪،‬‬ ‫أي الخطر الصهيوين الرهيب‪ ،‬وهذا واضح جداً‬ ‫كوضوح الشمس‪ ،‬وخاصة بعد إنشاء “إرسائيل”‬ ‫وسط الوطن العريب املؤمن وامللتزم بثقافته و ُم ُثله‬ ‫وقيمه وأخالقيته‪ ،‬ووسط الكنيسة املرشقية‬ ‫املحافظة عىل تراثها العتيد وفكرها السامي وإميانها‬ ‫الصامد وكام هو معروف يف الصهيونية ومواقفها‬ ‫الخداعة وإزاء قضايا الشعوب املاضية والراهنة‬ ‫واملعروفة بعنرصيتها املقيتة ضد املسيحية‪ ،‬وال‬ ‫سيام العربية منها‪ ،‬وذلك بطروحاتها الجديدة التي‬ ‫بواسطتها تغلغلت يف املجتمع العريب املسيحي‬ ‫ونقصد به األورويب واألمرييك وكيف قضت عىل‬ ‫مسيحيته وهدمت كنيسته لتبني مكانه دوراً‬ ‫للهو واملنكر والرذيلة‪ .‬وها هي ترنو نحو الرشق‪،‬‬ ‫ال سيام االوسط منه لقتل إميانه هو اآلخر وهدم‬ ‫كنيسته وتخريب مجتمعه حيث نالت من أقدس‬ ‫مقدساته أال وهو تحريف الكتاب املقدس وباألخص‬ ‫اإلنجيل‪ ،‬إذ ال يهدأ لها بال ما دام مسيحيو الرشق‬ ‫األوسط بعد ملتزمني بعهد األنبياء واألجداد‪،‬‬ ‫فتاريخ اليهود حافل بتعصبهم اللئيم ضد‬ ‫املسيحيني وسائر األديان ففي سنة ‪135‬م حاولوا‬ ‫بقيادة باركوكبا (املسيح الدجال) إقامة مملكة‬ ‫وذبحوا املسيحيني يف القدس‪.‬‬ ‫إن تغلغل اليهود الصهاينة يف كل ناحية‬ ‫من نواحي حياة املسيحيني يف الغرب‪ ،‬أخذ‬ ‫الكاثوليك والربوتستانت عىل السواء‪ ،‬يف اآلونة‬ ‫األخرية يتقبلون التوجيهات واإلرشادات الحيوية‬ ‫يف أل ّد أعداء املسيحية حتى لقد أصبح عىل‬ ‫رأس كثري من املعاهد الدينية يف الغرب‪ ،‬ال‬ ‫سيام يف الواليات املتحدة يهودي يحتل كريس‬ ‫الرئاسة‪ ،‬كام سمح لليهود بأن يغريوا يف‬ ‫كتب الكاثوليك والربوتستانت الدينية فراحوا‬ ‫يفاخرون بأنهم استطاعوا حمل الكنائس‬ ‫الربوتستانتية عىل إزالة جميع الكتابات الخاصة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بصلب املسيح‪ ،‬وأنهم يف طريقهم اىل االتفاق‬ ‫التام مع زعامء الكنيسة الكاثوليكية يف‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬وقد جاء يف التقرير السنوي الذي‬ ‫قدمته الجمعية األمريكية اليهودية يف الواليات‬ ‫املتحدة سنة ‪ :1952‬أن االنتصارات التي حققها‬ ‫اليهود يف السنوات املاضية وسنة ‪ 1950‬أزالت‬ ‫كل إشارة معادية يف الكتب الدينية املسيحية‬ ‫وكتب التدريس‪ ،‬ال سيام ما يتعلق منها بقصة‬ ‫الصلب فبفضل جهدهم أصبح ‪ %85‬من الكتب‬ ‫الربوتستانتية خالياً اليوم من العبارات العدائية‬ ‫واملحقرة لليهود وقد توصلوا اىل نتائج مامثلة يف‬ ‫الكنائس الكاثوليكية إ ّال أن ذلك عىل نطاق‬ ‫أضيق فالجامعة الكاثوليكية أصبحت معم ًال‬ ‫لتطوير الوسائل الكفيلة بحمل قادة الرأي يف‬ ‫الكاثوليك عىل اعتبار اليهودية ديناً‪.‬‬ ‫من هنا سبلهم اىل السيطرة كثرية‬ ‫واالنحالل الخلقي الذي يسود أوروبا هذه األيام‬ ‫والتحلل الديني الذين أصبح الفرد بنتيجته‬ ‫يخجل من ذكر دينه‪ .‬األجيال املتمردون واملخنثون‬ ‫والالمبالون الذين ميألون العامل يف يومنا هذا‬ ‫وانتشار املخدرات والسموم واملسكرات والتمرد‬ ‫عىل القوانني واملثل والرشائع كل هذه األمور‬ ‫ما هي إال مظاهر للمؤامرة الصهيونية ضد‬ ‫أمن العامل وهم الذين يقفون وراءها وهم الذين‬ ‫بالتايل يصنعونها‪ ،‬إنهم يريدون هذا العامل‬ ‫مملكة لهم ومن سكانه قطيعاً ينقاد بأمرهم‬ ‫ولن يهدأوا حتى يحققوا مآربهم الدنيئة‪ ،‬أو حتى‬ ‫يدرك عقالء العامل خطرهم فيخططون إليقاف‬ ‫زحفهم ورغم أنني ال أرى أم ًال بادياً إلدراك أو فهم‬ ‫أو وعي يف األفق فإنني ما زلت آمل أن حركة الردع‬ ‫ستبدأ يف عاملنا العريب‪ ،‬الذي ما زال يؤمن بدينه‬ ‫ويتمسك برشيعته ولن يدحر رش الصهاينة‬ ‫إال مخططات طويلة املدى تبدأ وال نعرف متى‬ ‫تنتهي وهي مخططات قريبة اىل مخططاتهم‬ ‫املليئة بالرش‪ ،‬إال أن هدفها الخري‪ ،‬خري هذا العامل‬ ‫وليس السيطرة عليه‪.‬‬

‫الدكتور‬ ‫أسعد السحمراني‪:‬‬ ‫شأن الحركة الصهيونية‬ ‫تهويد القدس وتعطيل‬ ‫الوجود اإلسالمي‬ ‫والمسيحي والمق ّدسات‬ ‫القدسية‬ ‫‪80‬‬

‫من جهته الدكتور أسعد السحمراين قدّم‬ ‫رشحاً مفص ًال حول سعي الحركة الصهيونية‬ ‫إىل تهويد القدس وتعطيل الوجود اإلسالمي‬ ‫واملسيحي واملقدّسات القدسية‪ ،‬فاعترب أن‬ ‫اليهود بال «ال» التعريف القسم األكرب منهم‬ ‫يف عرصنا الحارض تح ّول من اليهودية اىل‬ ‫الصهيونية‪ .‬والصهيونية كام هو معروف هي‬ ‫حركة عنرصية‪ ،‬إجرامية‪ ،‬نبعت أفكارها من‬ ‫بعض النصوص سواء يف العهد القديم الذي‬ ‫صاغوه بأيديهم أو من خالل التلمود الذي صاغوه‬ ‫أيضاً بأيديهم‪ ،‬وتوضيحاً لإلخوة القراء‪ ،‬النبي‬ ‫موىس عليه السالم عاش يف حواىل سنة‬ ‫‪1400‬ق‪.‬م‪ ،‬وتدوين العهد القديم مبا فيه القسم‬ ‫تم يف القرن‬ ‫املسمى التوراة واألسفار الخمسة ّ‬ ‫الحادي عرش قبل امليالد‪ ،‬يعني بعد موىس بحواىل‬ ‫‪ 300‬سنة تقريباً ومل تظهر أول نسخة‬ ‫مخطوطة للعهد القديم إال حواىل ‪ 300‬ق‪ .‬م يف‬ ‫عهد «عزرا» إذاً هنا عىل مدى ‪ 700‬سنة أو أكرث‬ ‫أضافوا ووضعوا حشواً يف العهد القديم يعبرّ‬ ‫عام تخزنه أنفسهم من مظاهر االستعالء الذي‬ ‫ينظرون من خالله اىل اآلخرين وأيضاً من خالل‬ ‫مسألة أخرى هي الزعم بأنهم الشعب املختار‪.‬‬ ‫وهذه املسألة دفعتهم اىل أن يفرتضوا أن‬ ‫البرشية جمعاء ينقسم البرش فيها اىل‬ ‫مجموعتني‪ :‬مجموعتهم وهي الشعب املختار‬ ‫واملم ّيز كام يزعمون‪ ،‬واملجموعة األخرى هي كل‬ ‫األغيار كام يسمونهم ويستعملون لكلمة‬ ‫األغيار أو غري اليهود مصطلحا عرف لدى العديد‬ ‫وهو «غوييم»‪ ،‬والخطر ليس يف كلمة أغيار أو‬ ‫«غوييم» بل الخطر هو أن «غوييم» يف تعريفهم‬ ‫لها يقولون إن هذه اللفظة ُتطلق عىل غري‬ ‫اليهود من البرش الذين هم يف األصل حيوانات‪،‬‬ ‫ولكن جعلهم الخالق عىل هيئة برش ليصلحوا‬ ‫لخدمة الشعب املختار‪ .‬إذاً انطالقاً من هذه النظرة‬

‫كان لديهم فكرة أخرى عندما صاغوا العهد‬ ‫القديم وكذلك التلمود الذي نجد فيه الكثري من‬ ‫األحقاد عىل األغيار‪ ،‬أي غري اليهود وبشكل أدق‬ ‫عىل املسيحيني‪ ،‬ويقول القارئ ما عالقة‬ ‫املسيحيني حتى يقال عنهم ذلك؟ هنا أقول إن‬ ‫السبب يف ذلك هو أن التلمود صيغ بعدما كانت‬ ‫بعض نصوصه تنقل بطريقة شفوية حواىل‬ ‫سنة ‪200‬م أي بعد املسيحية عىل يد حاخام‬ ‫يدعى يهوذا أناسيا‪ ،‬فلذلك ألن التلمود قد صيغ‬ ‫بعد املسيحية‪ ،‬فقد ض ّمنوه أحقاداً عىل املسيح‬ ‫عليه السالم ونعوتاً‬ ‫ّ‬ ‫يعف اللسان عن ذكرها‬ ‫ّ‬ ‫نجل املسيح عليه السالم ورسوليته عن أن‬ ‫ونحن‬ ‫نذكرها عىل صفحات املجلة ويعرفها الكثري من‬ ‫الناس‪ ،‬فمن هذا املنطلق إذاً أن مسألة العدوانية‬ ‫عندهم ليست جديدة‪ ،‬فهي مسألة متأصلة يف‬ ‫النص الديني عندهم يف العهد القديم ويف‬ ‫التلمود‪ ،‬كام أنها متأصلة عندهم يف النفسية‬ ‫ويف أحقادهم الداخلية‪ ،‬وهي عندهم يف مسار‬ ‫حياتهم‪ ،‬حيث إن هؤالء القوم العنرصيني كام‬ ‫هو معلوم من النص القرآين أو حتى من النص‬ ‫اإلنجييل بأنهم قد خاصموا الرسل واألنبياء‬ ‫وناصبوهم العداء‪ ،‬وكام ذكرت اآليات القرآنية أن‬ ‫منهم من قتلوه وآذوه ومنهم من هجروه وأبعدوه‬ ‫عن بلده وعن عمله ومنهم من أعاقوا حركته‬ ‫ودعوته أو حاولوا ذلك ألن عنرصيتهم وفسادهم‬ ‫املايل واألخالقي تأىب عليهم أن يقبلوا أية حركة‬ ‫إصالحية برشية‪ ،‬ال سيام أنهم سريفضون‬ ‫بشكل أكرب دورا رساليا فيه نبي مبعوث من الله‬ ‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإذا غادرنا هذه النقطة العامة‬ ‫نجد أنهم من أول عهد املسيحية قد آذوا املسيح‬ ‫عليه السالم وتعرضوا له بشتى أنواع املعاندة‬ ‫واملعارضة واإلجرام‪ ،‬كام واجهوا املسيحيني‬ ‫وليس املسيح وحده‪ ،‬وهؤالء القوم كام ورد يف‬ ‫النص اإلنجييل جعلوا دور العبادة مغارة للصوص‪،‬‬ ‫فالنبي محمد‬ ‫واألمر أيضاً يتك ّرر مع اإلسالم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫(صلعم) مع بدء دعوة اإلسالم الذي فعله أنه كان‬ ‫يف املدينة بعد الهجرة إليها واالستقرار فيها ما‬ ‫عرف بنص «الصحيفة» وهي دستور املدينة أو‬ ‫ميثاقها الوطني الذي قبل يف مك ّوناته مع‬ ‫املسلمني يهوداً ومسيحيني ومجوساً ومرشكني‬ ‫وغري ذلك‪ ،‬ورغم هذا امليثاق وعهد األمانة الذي‬ ‫عُ ِقد معهم فإنهم مارسوا خيانات متعددة‬ ‫كانت عىل سبيل املثال عندما حاولوا أن يغتالوا‬ ‫النبي (صلعم) من خالل وضع السم يف إبط‬ ‫الشاة عندما قدموا له اللحم‪ ،‬ومرة أخرى عندما‬ ‫أرادوا أن يلقوا عليه حجر الرحى من جدار مرتفع‬ ‫ليقتلوه‪ ،‬والخيانة األكرب كانت يوم واقعة «الخندق»‬ ‫عندما ط ّوقوا املدينة اىل جنب املرشكني‬ ‫واملهاجمني‪ ،‬إذاً هؤالء الناس ليس لديهم ذمة وال‬ ‫عهد وال ميثاق‪ ،‬وكام أنهم آذوا رسول الله أيضاً‬ ‫آذوا املسلمني كام هي الحال مع املسيحيني‪،‬‬ ‫لذلك من هذا املنطلق غري مستغرب أن يكون‬ ‫يف وسائل إعالمهم أخرياً مثل هذه األمور‬ ‫املسيئة لقدسية ورسولية املسيح ومحمد‬

‫(صلعم) وهم باألصل يف مسرية اغتصابهم‬ ‫لفلسطني وعملهم لتهويد القدس يسيئون‬ ‫أيضاً ملقدّسات املسيحيني واملسلمني‪ ،‬وكانوا وال‬ ‫يزالون يعملون بالحفر والتنقيب واملصادرة وغري‬ ‫ذلك من األمور األخرى‪ ،‬لهذا السبب هذا السياق‬ ‫سارت فيه هذه الحركة الصهيونية ومل تتو ّقف‪،‬‬ ‫ثانياً يجب أال يكون مستغرباً عند أحد من القراء‬ ‫ما يفعلونه ألن من آذى رسويل املسيحية‬ ‫واإلسالم يف حياتهام هل سيكونون مستقيمني‬ ‫يف التعاطي معهام بعد رحيلهام من دنيانا‪،‬‬ ‫ثم هم كام قلنا عندما‬ ‫هذا أمر مستحيل‪ّ ،‬‬ ‫تج ّمعوا من أقايص الدنيا يف حركة صهيونية‬ ‫وأتوا اىل فلسطني واغتصبوا كان يف رأس‬ ‫اهتامماتهم القدس وتهويد القدس وتعطيل‬ ‫واملقدّسات‬ ‫واملسيحي‬ ‫اإلسالمي‬ ‫الوجود‬ ‫القدسية‪ ،‬هذا شأن الحركة الصهيونية‪ ،‬لذلك‬ ‫مل نتفاجأ مبا حصل يف وسائل إعالمهم يف‬ ‫الشهر املنرصم‪ ،‬كام يجب أن نلفت نظر القراء‬ ‫اىل أن لهذه الحركة الصهيونية توأماً آخر موجوداً‬ ‫يف الغرب‪ ،‬وخاصة يف متصهيني الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية وهم صهاينة غري يهود‪،‬‬ ‫وألفت هنا اىل أن بعض كتّابنا يقول إنهم من‬ ‫الكنائس‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫املسيحية‬ ‫الصهيونية‬ ‫املتصهينة‪ ،‬وال أوافق عىل هذا املصطلح حتى ال‬ ‫نيسء اىل املسيحية‪ ،‬وهذا أمر هم براء منه‪،‬‬ ‫لكن األحق واألوىل أن نقول إن هنالك صهاينة‬ ‫من يهود وآخرين غري يهود‪ ،‬فهؤالء الصهاينة غري‬ ‫اليهود يف الواليات املتحدة األمريكية وهم من‬ ‫التيار الكبري الذي يتزعمه بوش ورايس سياسياً‬ ‫ويتزعمه دينياً قساوسة متصهينون أبرزهم بات‬ ‫روبريتسون الذي ميلك اآلن قناة «فوكس نيوز»‬ ‫املعروفة يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬كان إ ّبان‬ ‫حرب الفتنة يف لبنان يقيم يف جنوب لبنان‬ ‫برعاية أنطوان لحد والعدو الصهيوين‪ ،‬وكانت له‬ ‫إذاعة وكان يريد أن يقيم تلفازاً‪ ،‬غري أن التحرير‬ ‫فاجأه سنة ‪ 2000‬فرحل‪ ،‬وهو ميلك اليوم كام‬ ‫قلنا قناة «فوكس نيوز» التي تذيع برنامجاً‬ ‫أسبوعياً‪ ،‬كل يوم أربعاء‪ ،‬يدعى «نادي الـ‪ 700‬أو‬ ‫‪ »club700‬وهذا النادي مخصص أساساً للنيل‬ ‫من املسلمني والنبي محمد (صلعم) دوريا‬ ‫وأسبوعيا‪ ،‬ولكن عندما أساءت الدمنرك لإلسالم‬ ‫اتجهت أنظار الناس إليها لصغر حجمها وقلة‬ ‫حيلتها وأعفوا العم سام األمرييك من أن‬ ‫يواجهوه يف هذه الحقائق‪ ،‬وكان األوىل بهم أن‬ ‫موجه ملن‬ ‫يواجهوا هذا األمرييك‪ ،‬والكالم هنا‬ ‫ّ‬ ‫يف‬ ‫لواشنطن‬ ‫أصدقاء‬ ‫أنفسهم‬ ‫يحسبون‬ ‫ساحتنا اللبنانية والعربية‪ ،‬كان األوىل بهم عىل‬ ‫األقل دفاعاً عن كرامتهم وعن دينهم أن‬ ‫يجعلوهم يكفون عن ذلك‪ .‬إضافة اىل بات‬ ‫روبريتسون هناك فرانكيل‪ ،‬وبييل غراهام وغريهم‬ ‫من الصهاينة غري اليهود الذين كانوا يضمرون‬ ‫األذية للرموز الدينية املسيحية واإلسالمية كام‬ ‫ييسء الصهاينة‪ ،‬وهذه اإلساءات األمريكية‬ ‫تسرتت تحت جلبابها بعد ذلك اإلساءات‬

‫‪81‬‬

‫الدمناركية واإلساءة الكربى الفرنسية التي تزعم‬ ‫أنها صديقة لبنان والدول العربية‪ ،‬وبعض عنارص‬ ‫مجتمعنا يتباهون بانتامئهم اىل الفرنكوفونية‬ ‫وأن فرنسا دولة علامنية ال تتدخل يف الدين‪،‬‬ ‫كيف ذلك ويف شباط ‪ 2004‬أصدروا قانوناً من‬ ‫الجمعية الوطنية عندهم مينع ارتداء الحجاب‪،‬‬ ‫العدالة‬ ‫تدّعي‬ ‫التي‬ ‫بريطانيا‬ ‫وقبلها‬ ‫والدميوقراطية حضنت سلامن رشدي‪ .‬إذاً يف‬ ‫بداية الحقيقة هناك تيار كبري من الحركة‬ ‫املتصهينة‪ ،‬من الحركة املبالغة يف عداوتها‬ ‫للرموز الدينية دون فهم منهم‪ ،‬وهذا كالم كان‬ ‫مسموحاً رمبا يف القرون الوسطى حيث الوسائل‬ ‫غري متوافرة لالطالع عىل ذلك‪ ،‬لكن اليوم‬ ‫الطباعة متيرسة وشبكة املعلومات الدولية‬ ‫لإلنرتنت متيرسة والفضائيات‪ ،‬ملاذا إذاً يقومون‬ ‫بذلك‪ ،‬والحقيقة أنهم يقومون بذلك انطالقاً من‬ ‫أحقادهم ألنهم يرون يف اإلسالم ويف املسيحية‬ ‫بنقائهام من الفرق املنترشة واملتصهينة يف‬ ‫الغرب املدعني زوراً انتامءهم للمسيحية ويرون‬ ‫فيهام سداً منيعاً وعائقاً يف تنفيذ مرشوعهم‪،‬‬ ‫إن هذا الصهيوين خاصة إذا عدنا اىل القدس‬ ‫وفلسطني يزعجه جداً أن يرى سيادة املطران د‪.‬‬ ‫عطا الله حنا املناضل الكبري‪ ،‬مطران القدس‪،‬‬ ‫يقف جنباً اىل جنب مع إمام األقىص الشيخ‬ ‫عكرمة صربي أو مع الشيخ رائد صالح رئيس‬ ‫املسيحيني‬ ‫مؤسسة األقىص وسائر الوطنيني‬ ‫ً‬ ‫واملسلمني الذين يقفون صفاً واحدا ملواجهتهم‪،‬‬ ‫لذلك هم يكيدون للفريقني معاً‪ ،‬ولهذا نحن‬ ‫نغتنم الفرصة لنقول للجميع إن القدس هي‬ ‫يلم الجميع تحت عباءته‪ ،‬لهذا‬ ‫عنوان عريب جامع ّ‬ ‫السبب العدو الصهيوين عندما احتل القدس‬ ‫يف ‪ 1967‬مل يوفر املقدسات وال املرجعيات‬ ‫أوقافاً‬ ‫كام‬ ‫للمسلمني‬ ‫وصادر‬ ‫الدينية‬ ‫للمسيحيني‪ ،‬ما يؤ ّكد لنا أن الصهاينة هم أعداء‬ ‫وسيبقون وال ينفع معهم سوى املقاومة‬ ‫واملواجهة‪ ،‬لذلك ما فعلوه أخرياً يف إعالمهم‬ ‫وما يفعلونه يومياً يف القدس ويف سائر‬ ‫فلسطني وما يفعله املتصهينون غري اليهود يف‬ ‫املسيحيني‬ ‫من‬ ‫ويستلزم‬ ‫يقتيض‬ ‫الغرب‬ ‫واملسلمني صياغة مرشوع حضاري يقوم عىل‬ ‫اإلميان املنفتح واالعتدال والتوحيد‪ ،‬وإعادة االعتبار‬ ‫اىل اللقاء اإلسالمي املسيحي عىل أسس‬ ‫واضحة‪ ،‬خاصة أنها تلتقي يف عنارص اإلميان‬ ‫بالله واإلميان بيوم الدينونة والحساب والعمل‬ ‫الصالح‪ ،‬وهذه املقومات الثالثة مشرتكة وتؤدي‬ ‫اىل مجتمع مستقر ومزدهر ومتقدّم‪ ،‬وبالتايل‬ ‫هذا يقودنا اىل أن الواجب الوطني والقومي يف‬ ‫األمة العربية يستلزم من الجميع وحدة الصف‬ ‫والكلمة واالنخراط يف مرشوع املقاومة‪ ،‬ألن هذا‬ ‫العدو الصهيوين لن نستطيع ردعه عن إيذاء‬ ‫األنبياء والنبوات والرسل والرساالت والديانات‬ ‫املقدسة واإلنسان والحجر والبرش إال إذا أعددنا‬ ‫إعداداً جيداً لحركة مقاومة شاملة تردع كيده‪.‬‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬تحقيق‬

‫رئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو‪:‬‬ ‫ما ال يتغير في السياسة‬ ‫االميركية مهما تبدلت‬ ‫األوجه واألسماء‪،‬‬ ‫هو مصلحة الصهاينة‬

‫هذا ورأى رئيس هيئة العمل التوحيدي‬ ‫الشيخ صالح ضو أنه ال بد من الوقوف‬ ‫والتمعن ملا يحاك ويد ّبر لإلنسانية جمعاء‬ ‫من قبل الصهاينة اليهود املتطرفني من‬ ‫خالل املساس باملقدسات والشعائر الدينية‬ ‫بجناحيها اإلسالمي واملسيحي وتعريض ركائز‬ ‫السلم واالستقرار العاملي عن طريق زرع الفتنة‬ ‫والشقاق‪ .‬وهو ما ليس بجديد ألن الصهيونية‬ ‫منذ وجدت عملت عىل وضع الخطط والدراسات‬ ‫التي تستطيع من خاللها السيطرة عىل القرار‬ ‫الدويل من خالل اإلمساك مبفاصل السياسات‬ ‫الدولية التي استطاعت أن تنفذ اليها بعدما‬ ‫متكنت من الغزو الفكري والثقايف الذي هو‬ ‫أشد خطورة من الغزو العسكري وجعل ثقافة‬ ‫حكامء صهيون دستوراً خفياً ل ًالمم ميارسون يف‬ ‫الظل للسيطرة عىل الشعوب وثرواتها خدمة‬ ‫ملخططاتهم املدمرة التي ال تؤمن اال بالعنرصية‬ ‫الخبيثة التي ترى أن بني البرش كافة من خارج‬ ‫العرق اليهودي وجدوا لخدمة اليهود أوليس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الصهيونية من قال يف الربوتوكول الرابع عرش‬ ‫من تعاليم صهيون عندما نتمكن من السلطة‬ ‫ونصبح سادة االرض (لن نسمح بقيام دين غري‬ ‫ديننا) أي كل دين يعرتف بوحدانية الله وانطالقأ‬ ‫من هذا التوجه يجب علينا أن نحطم كل عقائد‬ ‫اإلميان‪ .‬من هنا يسعون دامئا للنيل من الديانات‬ ‫الساموية التي أرست العدالة واملساواة بني‬ ‫البرش‪ .‬ونظمت شؤون الناس وأعطت ما لله لله‬ ‫وجميعها تتساوى بالدعوة للمحبة والتسامح‬ ‫وهو ما يتناقض مع عنرصيتهم‪ .‬لذلك ويف ظل‬ ‫هيمنة الواليات املتحدة األمريكية وغطرستها‬ ‫ومصادرة قرار الدول املستضعفة من خالل‬ ‫الهيمنة عىل ما ُيسمى مبنظامت األمم املتحدة‬ ‫فقط عىل حفظ مصالح أمريكا وإرسائيل‪،‬‬ ‫وعىل مجلس االمن والكيل مبكيالني والرعاية‬ ‫الدامئة لهذا الكيان الذي زرعوه غدراً وعدواناً‬ ‫يف أرضنا العربية‪ ،‬ورشدوا الشعب الفلسطيني‬ ‫ومارسوا األبوة الحقيقية لهذا الكيان‪ ،‬وال يرون‬ ‫يف ذلك إرهاباَ واألدهى أنهم يتغنون بالحرية‬ ‫والدميوقراطية وحقوق اإلنسان وسخروا لهم‬ ‫وسائل االعالم العاملية ودور النرش والصحافة‬ ‫ومارسوا التضليل وقلب الحقائق عىل مدى‬ ‫ما يزيد عن قرن من الزمن حتى أصبح الكذب‬ ‫والخداع واقع تدافع عنه أنظمة عديدة يف الغرب‬ ‫والرشق عىل أنه أمر واقع وحقيقة قامئة يجب‬ ‫التعامل معها‪ ،‬حتى وصلت العدوى اىل عاملنا‬ ‫العريب ويا لألسف! ونتيجة ملا قاموا به الصهاينة‬ ‫من إجرام واعتداءآت عىل الشعب الفلسطيني‬ ‫والبالد العربية واختالل موازين القوى ملصلحة‬ ‫العدو أصيب العامل العريب واالسالمي بنكسات‬ ‫وهزائم أدت اىل االحباط‪ ،‬مام دفع ببعض االنظمة‬ ‫العربية لعقد اتفاقات استسالم مع عدو ال‬ ‫ُ‬ ‫يعرف السالم‪ ،‬الن من ال يؤمن بأحقية الحياة الحرة‬ ‫والكرمية القامئة عىل التعددية خارج عنرصيته‬ ‫ال ميكن أن ترى فيه وداعة الحمل‪ .‬وهو ما أدى اىل‬ ‫استنهاض اإلدراك والوعي بني الشعوب العربية‬ ‫ملخاطر الصهاينة وفسادهم‪ ،‬وهو ما أوجب‬ ‫التصدي ثقافياً وإعالمياً ومن ثم االعداد الجيد‬ ‫ملواجهة ميدانية استطاعت املقاومة من خاللها‬ ‫ان تؤسس لثقافة االنتصار ووىل زمن الهزائم‪،‬‬ ‫واستطاعت املقاومة استعادة جزء كبري من‬ ‫كرامة عربية كانوا قد افتقدوها طوي ًال وانهزم‬ ‫العدو بعد عجزه بامليدان وهو ما أثبت نجاعة‬ ‫ثقافة املقاومة وتعميمها عىل كل الشعوب‬ ‫املظلومة املؤمنة بحقها بالحياة الكرمية‪ ،‬فانكفأ‬ ‫العدو ليامرس الفتنة من خالل نرش الدسائس‬ ‫يف الصحافة والكتب املشوهة التي تعمل عىل‬ ‫تغذية أهداف سياسته التوسعية يف املنطقة‬ ‫العربية والعامل‪ ،‬وهذه املؤامرة أخطر من‬ ‫الحروب العبثية بكثري‪ .‬النها تستطيع يف هذا‬ ‫العامل الذي أصبح قرية كونية واحدة بفضل‬ ‫التكنولوجيا واالعالم الحديث وعرص االنرتنت التي‬ ‫دخلت املجتمعات وبدلت الثقافات وتحول العامل‬ ‫اىل امرباطورية رأساملية قامئة عىل الجشع‬

‫‪82‬‬

‫واالبتزاز مام أوصل اىل هذه االزمة املالية العاملية‬ ‫بفعل فشل السياسات االمريكية الصهيونية‬ ‫العتامدها النظام الربوي املحرم إسالمياً ومسيحياً‬ ‫لتعارضه مع روحية الرساالت الساموية التي‬ ‫أرست رشعة الحق واملساواة‪ ،‬والتي عجلت‬ ‫بسقوط امرباطورية الظلم‪ .‬وهو ما يشكل‬ ‫الفرصة التاريخية امام القادة العرب بشكل‬ ‫خاص لوضع خطط للنهوض واستعادة دورهم‬ ‫واسرتجاع الحقوق والحفاظ عىل ثروات الشعوب‬ ‫التي أوجدها الله يف بالدهم وتخليصها من براثن‬ ‫الصهاينة‪ ،‬وال يجوز ان تراهنوا بعد اليوم عىل‬ ‫تغيري جذري يف السياسة االمريكية من خالل‬ ‫ادارة جديدة حطت رحالها يف البيت االبيض‪،‬‬ ‫فام ال يتغري دامئاً هو مصلحة الصهاينة‬ ‫مهام تبدلت االوجه واالسامء‪ ،‬ولكن امريكا‬ ‫نتيجة للفشل الكبري الذي اوصلها اليه نريون‬ ‫العرص الحديث جورج بوش وادارته وتداعيات هذه‬ ‫السياسة عىل املصالح االمريكية والصهيونية‬ ‫اضطروا لتغيري القناع من خالل مقاربة االمور‬ ‫بشكل مغاير مام يحقق لهم ما عجزوا عنه‬ ‫بالغطرسة والحروب‪ .‬لذلك علينا ان ال نغط‬ ‫يف ُسبات عميق الن تاريخهم خري شاهد عىل‬ ‫سياستهم مهام تعددت االلوان الرئاسية‪،‬‬ ‫حيث ان ارسائيل تبقى اولوية تتعدد السياسات‬ ‫والهدف واحد‪ .‬و الصهاينة قد لجأوا اىل انتهاك‬ ‫الرموز واملقدسات املسيحية واالسالمية عىل‬ ‫حد سواء والعزف عىل الوتر املذهبي ألنه مل يعد‬ ‫باستطاعتهم تحقيق اهدافهم بالقوة‪ ،‬واصبح‬ ‫سالحهم االخري هو الفتنة والتفرقة وهو أقل‬ ‫كلفة لهم من الحروب خاصة بعد االنهيار املايل‬ ‫الحاصل سعياً لتحقيق أهدافهم التوسعية يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬والواقع ان انحراف بني صهيون قديم‬ ‫قدم تاريخهم وقد سجل عليهم انبيائهم مدى‬ ‫ما تردوا فيه من فساد وغدر ونكث للمواثيق‪ ،‬وقد‬ ‫قال فيهم النبي (ارميا)‪« :‬ان شعبي أحمق وهم‬ ‫حكامء يف عمل الرش»‪ ،‬وقال ايضا (اشعيا)‪:‬‬ ‫«ان أيديكم قد تخضبت بالدماء وأصابعكم‬ ‫تبخست باالثم وشفاهكم تكلمت بالكذب‬ ‫ولسانكم يلهج بالرش‪ ،‬طريق السالم مل تعرفوه‬ ‫وليس من مسلككم عدل»‪ .‬فإذا كانت شهادة‬ ‫انبيائهم عىل ما هي عليه فامذا تنتظرون منهم‬ ‫ايها العرب‪ ،‬مسلمني ومسيحيني؟ اليس هم من‬ ‫قال عنهم السيد املسيح (ع) يف االنجيل الكريم‬ ‫«يا ورشلم يا ورشلم يا قتلة االنبياء وراجمة‬ ‫املرسلني» اليس هم من قيل فيهم أولئك رهط‬ ‫مفسدون يعيثون يف االرض فساداً منذ ان وجدوا‪،‬‬ ‫فلتتشابك االيدي وتتوحد الجهود لنرش الوعي‬ ‫والتصدي ملخاطر الصهيونية ورشورها‪ ،‬وهو ما‬ ‫مل يتحقق إال بتظافر الجهود بني املراجع الدينية‬ ‫والقادة املتبرصين مبا يحبط مشاريعهم‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬ليديا أبو درغم‬

‫شهادة االستحقاق والتقدير العالي‬ ‫لإلعالمي مازن يوسف ص ّباغ‬

‫منحت ( جامعة الحضارة اإلسالمية) يف احتفال تكرميي أقيم يف العاصمة اللبنانية‬ ‫يف بريوت يوم الجمعة الواقع فيه ‪ ،2009/2/27‬الزميل اإلعالمي مازن يوسف ص ّباغ‬ ‫شهادة (االستحقاق والتقدير العايل) (دكتوراه دولة) يف العلوم السياسية‪ ،‬وذلك‬ ‫لنرشه كتباً ومقاالت ودراسات يف حقل التوثيق والتأريخ لوحدتنا الوطنية السورية‬ ‫والتآخي واملحبة وقبول اآلخر وتكامل الثقافات والحضارات‪ ،‬ولتعميق روح املقاومة‬ ‫وفكرها وثقافتها‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫مهرجان الربيع ‪12‬‬ ‫في محافظة حماه‬ ‫برعاية السيد املهندس محمد ناجي‬ ‫عطري رئيس مجلس الوزراء‬ ‫يترشف‬ ‫‪ ‬‬ ‫عبد الرزاق القطيني محافظ حامه‬ ‫‪ ‬‬ ‫بدعوتكم لحضور حفل افتتاح‬ ‫‪ ‬‬ ‫مهرجان الربيع االثنى عرش‬ ‫‪ ‬‬ ‫و ذلك يف متام الساعة الخامسة من‬ ‫بعد ظهر يوم االثنني ‪ 30‬نيسان‬ ‫‪ ‬‬ ‫يف ساحة اليخضورة – جانب‬ ‫القلعة‬ ‫يتضمن هذا املهرجان‬ ‫اليوم األول‪ :‬حفل االفتتاح – نشيد‬ ‫املهرجان‪ -‬الكرنفال الرتايث – قفز مظيل‪ ‬‬ ‫من الدول العربية و األجنبية‪.‬‬ ‫اليوم الثاين‪ :‬افتتاح معرض الزهور –‬ ‫افتتاح الرسك الرويس ويتضمن سباق‬ ‫زوارق ‪ ،‬ودراجات هوائية‪ ،‬استعراض‬ ‫الهجن و الخيول بني اآلثار‪ -‬لوحات تراثية‬ ‫‪ ،‬طريان رشاعي و طريان مناطيد – قفز‬ ‫مظيل‪ ‬ويوجد عدة نشاطات أخرى‪.‬‬ ‫اليوم الثالث‪ :‬يوم البادية – سباق‬ ‫الخيل – سباق الهجن – فقرة‪ ‬صيد‬ ‫الطري الحر – فرق الفنون الشعبية من‬ ‫املحافظات‪.‬‬ ‫اليوم الرابع‪ :‬الشعر – حفل فني‬ ‫ساهر يف نادي الفروسية‪.‬‬ ‫اليوم الخامس‪ :‬سهرة فنية يف املركز‬ ‫الثقايف يف محردة و عدة نشاطات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫اليوم السادس‪ :‬عدة أنشطة متميزة‪.‬‬ ‫اليوم السابع‪ :‬أمسية شعرية يف‬ ‫املركز الثقايف يف حامه‪.‬‬ ‫اليوم الثامن‪ :‬عروض لألزياء الشعبية‬ ‫من املحافظات وانتقاء أجمل فتاة بالزي‬ ‫الشعبي يف دار األسد للثقافة‪.‬‬ ‫اليوم التاسع‪ :‬وأخرياً يقام حفل فني‬ ‫ساهر اختتام املهرجان‪.‬‬ ‫و يف األيام األخرى يستمر سوق‬ ‫التسوق‪ ‬و معرض الزهور و سوق املهن‬ ‫اليدوية‬

‫الدعوة عامة‬ ‫بيان‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب املرأة ‪ /‬مقابلة‬

‫السيدة أندريه لحود تتحدث لـ «منبر التوحيد» في عيد األم ويوم المرأة‪:‬‬

‫المرأة لم تحصل على حقوقها في العالم العربي‬ ‫إنها مناسبة للفرح والوفاء‪ ،‬ولكنها‬ ‫أكرب من كل املناسبات‪ ،‬إنها األم رمز‬ ‫العطاء والجذر املتأصل يف عمق األرض ويف‬ ‫نفوس الكبار والصغار‪ ،‬هي التي تعبث‬ ‫وجاهدت وسهرت الليايل‪ ،‬صاحبة القلب‬ ‫الكبري‪ ،‬يف حنوها وعطفها بلسم شفاء‪،‬‬ ‫هي أم الجميع‪ ،‬هي الكل ونحن منه‪ ،‬هي‬ ‫األصل ونحن الفرع وبدونها ال تستقيم‬ ‫الحياة‪ ،‬فهي رس الوجود بل الوجود ذاته‪،‬‬ ‫وهي من يعمل وال ينتظر الثواب‪ ،‬عملها‬ ‫عظيم فهي التي زرعت وحصدنا‪ ،‬وهي التي‬ ‫أفنت عمرها يف البذل والعطاء فنجحنا‪،‬‬ ‫وهي التي تدعو إلينا بالخري صباح مساء‪،‬‬ ‫فنهتدي طريقنا‪ ،‬هي أم البطل التي تعد‬ ‫األجيال ليعيش الوطن ولرتتوي األرض‬ ‫بالطهارة‪ ،‬فتنبت قمحاً وسنابل وعشباً‬ ‫وتتفجر ينابيع العطاء‪ ،‬فترسي يف عروق‬ ‫األرض من جديد لينبت يف كل شرب مقاوم‬ ‫يحمل كل معاين الوفاء‪ ،‬يدافع عن الكرامة‬ ‫ويصون األرض‪ ،‬هي األم التي ساهمت يف‬ ‫تربية األجيال ونقلت األمانة من جيل اىل‬ ‫آخر‪ ،‬ومن وفاء إىل عطاء جديد‪ ،‬هكذا هي‬ ‫دورة الحياة‪ ،‬تبدأ باألم التي هي أصل الوجود‬ ‫والخلود‪.‬‬ ‫يف هذه املناسبة العظيمة‪ ،‬نقف يف‬

‫لحظة تأمل وتقييم‪ ،‬نعاهد عىل الوفاء‬ ‫والعرفان بالجميل‪ ،‬ونرسم طريقاً لألمل‪،‬‬ ‫نتقدم خطوة إىل األمام ويف قلوبنا نعيش‬ ‫لحظة صدق ومحبة‪ ،‬ويف عقولنا نبحث من‬ ‫جديد ونسأل كيف نساهم يف حفل الوفاء‬ ‫لألم‪ ،‬ومهام فعلنا نجد أنفسنا مقرصين‪...‬‬ ‫وتستمر خطواتنا يحدونا األمل واإلرادة ان‬ ‫نكون األبناء الربرة وندعو رضاك يا أمي‪ ،‬يا‬

‫السيدة لحود تشارك يف انعاد التقرير السنوي ملركز الربو للطفولة‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬

‫أم الخلود‪.‬‬ ‫يف هذه املناسبة العظيمة عيد‬ ‫األم ويوم املرأة العربية يرسنا أن نلتقي‬ ‫بـالسيدة األوىل ُ‬ ‫“أندريه لحود” لنتابع رحلة‬ ‫الوفاء لألم ونأمل أن نوفق جميعاً يف تحقيق‬ ‫الغاية النبيلة من صدق توجهنا مبا يعود‬ ‫بالخري عىل وطننا الغايل وأمتنا العربية‪،‬‬ ‫وهنا الحوار‪:‬‬

‫يصادف يف هذا الشهر عيدان ال تقل‬ ‫أهميتهام عن اآلخر هام عيد املرأة وعيد األم‬ ‫والطفل‪.‬‬ ‫مبناسبة اليوم العاملي للمرأة‪:‬‬ ‫أين يكمن دور املرأة اليوم؟ وهل من صعوبات‬ ‫ما زالت تواجهها؟‬ ‫دور املرأة أسايس يف املجتمع‪ ،‬وهي عرب‬ ‫التاريخ كانت أساس تقدّم املجتمعات والحضارات‬ ‫وتط ّورهام‪ ،‬فاملرأة هي أ ّم وزوجة وأخت ور ّبة منزل‬ ‫وس ّيدة أعامل ووزيرة‪ .‬فأنا أعترب ّأن مكانة املرأة‬ ‫متاما كام مكانة ال ّرجل ويف ّ‬ ‫كل املجاالت‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي واجهتك كسيدة‬ ‫أوىل؟‬ ‫يف لبنان العمل االجتامعي واإلنساين‬ ‫تشوبه الكثري من العوائق‪ ،‬ولألسف البعض‬ ‫يحاول االستفادة من هذا األمر لغايات مشبوهة‬ ‫ّ‬ ‫بكل ق ّويت لهذه املافيات‬ ‫ومعيبة‪ ،‬وأنا تصدّيت‬

‫السيدة لحود تحتضن عائلتها‬

‫من اليسار السيدة اندريه لحود‪ ،‬السيدة آسامء األسد‪ ،‬الرئيس األسد والرئيس لحود ونجله‬

‫وهذا ما أزعج الكثريين‪ ،‬ولكنّني مل أعمل إال وفقا‬ ‫لقناعايت‪.‬‬ ‫أين يكمن دور اللجان والهيئات النسائية يف‬ ‫دعم املرأة اللبنانية؟‬ ‫للهيئات النسائ ّية دور مم ّيز وريادي يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬والكثري من هذه املؤسسات قدّمت عرب‬ ‫السنني تضحيات وجهودا كثرية لكن لألسف‬ ‫هذا األمر مل يكن كافيا ّ‬ ‫ألن املطلوب توحيد هذه‬ ‫الجهود وتنسيقها‪ ،‬ال التنافس بني الجمعيات‬ ‫واملؤسسات‪.‬‬ ‫لقد واجه عهد الرئيس لحود الكثري من‬ ‫الضغوطات السياسية‪ ،‬كيف كان الدعم من‬ ‫قبلك لتخطي هذه املحنة والحفاظ عىل أوارص‬ ‫العائلة؟‬ ‫أنا جذوري أرمن ّية وتعودنا عرب التاريخ الصمود‬

‫وتح ّمل الصعاب‪ ،‬لذا ما مررنا به من مصاعب يف‬ ‫لبنان مل يؤ ّثر عىل العائلة بتاتا بل عىل العكس‬ ‫زادنا ق ّوة ومتاسكا‪.‬‬ ‫هل حصلت املرأة عىل كامل حقوقها؟‬ ‫لألسف مل تحصل املرأة عىل حقوقها ال يف‬ ‫لبنان وال يف العامل العريب‪ ،‬فمشاركة املرأة‬ ‫يف الحياة السياس ّية مثال ويف لبنان تع ّد حدثا‪،‬‬ ‫ويبقى املجتمع السيايس واإلداري مجتمعا ذكوريا‪،‬‬ ‫يتحججون ّ‬ ‫بأن الحرب ّأخرت املساواة‬ ‫الكثريون كانوا‬ ‫ّ‬ ‫بني ال ّرجل واملرأة‪ ،‬لكن الحرب انتهت منذ أكرث من‬ ‫‪ 20‬سنة ومل تحصل املساواة فامذا ننتظر‪.‬‬

‫عيد األم‬ ‫األم هو يوم الوفاء والعرفان لألم التي‬ ‫وكدّت وعانت‪ ،‬وزرعت املحبة وقدمت‬ ‫وكانت األصل يف األرسة التي هي‬ ‫لك عيد‬ ‫األوىل يف املجتمع‪ ،‬ماذا يعني ِ‬

‫عيد‬ ‫أعطت‬ ‫الرعاية‬ ‫الخلية‬ ‫األم؟‬ ‫عيد األ ّم هو ّ‬ ‫كل ما ذكرته وأكرث‪ ،‬وهو وقفة‬ ‫ضحت وسهرت‬ ‫تقدير ومح ّبة ووفاء لأل ّم التي‬ ‫ّ‬ ‫وتعبت‪.‬‬ ‫ما هي أجمل هدية معنوية ميكن أن نقدمها‬ ‫يف مناسبة عيد األم؟‬ ‫عندما يزورين أوالدي كارين وإميل ورالف تكون‬ ‫أحىل هد ّية يل‪ ،‬عندما أنظر إىل أوالدي وأراهم‬ ‫سعداء وناجحني يف حياتهم أنىس ّ‬ ‫كل الهموم‬ ‫وليس هناك جائزة أغىل وأمثن من رؤية أوالدك‬ ‫وأحفادك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مبا أ ّنك كنت الس ّيدة األوىل‪ ،‬ماذا استطعت أن‬ ‫تح ّققي من مشاريع إصالح ّية وإمنائ ّية وغريها؟‬ ‫أ ّول ما ح ّققته كان جمعية رعاية وعناية شؤون‬ ‫الطفولة وهي حلم قديم كان يراودين ومتكنت‬ ‫من تحقيقه‪ ،‬وقد عملت خالل تسع سنوات عىل‬ ‫التخفيف من معاناة أطفال لبنان ومساعدة‬ ‫الس ّيدات اللوايت يعانني من االستغالل‪ ،‬كام‬ ‫عملنا جاهدين ملساعدة العجزة واملسنني‪ ،‬وقد‬

‫‪85‬‬

‫كانت يل مشاركات دول ّية عديدة ظهرت فيها‬ ‫موقف لبنان من هذه القضايا‪.‬‬ ‫ما رأيك بدور املرأة يف املعرتك السيايس؟‬ ‫مهم جدا‪،‬‬ ‫مشاركة املرأة يف السياسة أمر‬ ‫ّ‬ ‫فأنديرا غاندي غيرّ ت تاريخ الهند ومارغرت تاتشري‬ ‫تاريخ بريطانيا املعارص وبنازير بوتو حملت معها‬ ‫هموم باكستان وشجونها حتّى الشهادة‪ .‬نحن‬ ‫نعيش يف مجتمع ذكوري حيث الرجل ميارس‬ ‫السلطة يف البيت والعمل وعىل املستوى‬ ‫الوطني‪ .‬يف أوروبا للمرأة دور هام جدا‪ ،‬فاملستشارة‬ ‫األملان ّية امرأة ووزيرة الداخل ّية يف فرنسا كام‬ ‫وزيرة الدفاع يف اسبانيا نساء‪ .‬هيالري كلينتون‬ ‫كادت أن تصبح رئيسة للدولة يف أمريكا‪ ،‬لكن‬ ‫لألسف يف لبنان ما زلنا متأخرين جدا يف هذا‬ ‫املجال‪ .‬وأنا كنت أمتنى لو توضع كوتا نسائ ّية‬ ‫إلزام ّية كخطوة أوىل الستعادة املرأة دورها‪.‬‬ ‫هل هناك مرشوع معينّ تحلمني أن تن ّفذيه؟‬ ‫وما هو؟‬ ‫ّ‬ ‫ألن‬ ‫أحمل مرشوع حامية الطفل ورعايته‬ ‫األطفال هم مستقبل أجيالنا وعلينا جميعا‬ ‫حاميتهم واحتضانهم ومنع التّعرض إليهم‬ ‫وتأمني أفضل مستوى تعليم ممكن لهم والبيئة‬ ‫املناسبة لذلك‪.‬‬ ‫هل توافقني عىل أن يكون رئيس الجمهورية‬ ‫س ّيدة؟‬ ‫طبعا أمتنى أن أرى هذا اليوم يف لبنان‪ ،‬ولكنني‬ ‫لألسف أرى هذا األمر ما زال بعيد املنال يف‬ ‫لبنان‪ ،‬فنحن مل نعينّ وزيرة إال نادرا وعدد النواب‬ ‫السيدات قليل جدا‪.‬‬ ‫بالنسبة إليك تعدّد الطوائف يف لبنان هو‬ ‫يشء سلبي أم إيجايب؟‬ ‫غني بطوائفه وبأبنائه وبهذه التعدد ّية املم ّيزة‬ ‫لبنان ّ‬ ‫التي ال وجود لها يف العامل‪ ،‬صحيح ّأن هذا األمر يف‬ ‫بعض األحيان يؤدي إىل العديد من املشاكل لكن لبنان‬ ‫رسالة‪ ،‬رسالة للعامل وملحيطه وهو كان كذلك منذ‬ ‫آالف السنني حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬راوية أبو ذياب‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب املرأة ‪ /‬مقابلة‬

‫المحامية كارين نصار لـ«منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫المرأة اللبنانية هي األم الصالحة التي تنجب المقاوم‬ ‫وتعيش معه البطولة والكرامة‬ ‫تحتفل املرأة اليوم بيومها العاملي يف وقت ما زالت تعاين فيه‬ ‫من االضطهاد وعدم املساواة يف أنحاء واسعة من العامل‪.‬‬ ‫كل عام يف الثامن من مارس‪ /‬آذار يحتفل العامل بيوم املرأة‬ ‫العاملي‪ ،‬وهو تقليد سنوي بدأ قبل حواىل مئة عام‪ُ .‬يعد يوم املرأة‬ ‫العاملي مناسبة سنوية لتأكيد حقوق املرأة وتعزيز مطالبها‬ ‫مبساواة حقيقية بينها وبني الرجل وصيحة يف وجه التسلط‬ ‫الرجويل عىل حساب املرأة‪.‬‬ ‫عيد األم هو اليوم الذي تكرم فيه األمهات‪ ،‬وهو يختلف تاريخه‬ ‫من دولة ألخرى‪ ،‬فمثال يف العامل العريب يكون اليوم األول من فصل‬ ‫الربيع أي يوم ‪ 21‬مارس‪ ،‬ليكون رمزا للتفتح والصفاء واملشاعر‬ ‫الجميلة‪.‬‬ ‫ورغم حصول املرأة منذ العقود املاضية عىل مكتسبات‬ ‫اجتامعية وسياسية وقانونية عدة تتفاوت من مجتمع إىل آخر‬ ‫ومن ثقافة إىل أخرى‪ ،‬إال أنها تظل يف نظر الناشطني يف مجال‬ ‫الدفاع عن حقوق املرأة غري كافية وغري مرضية‪.‬‬ ‫يوم املرأة العاملي يعني الكثري للمرأة اللبنانية حني نرسد تاريخ‬ ‫نضالها يف انتزاع حقوقها خالل مسرية نصف قرن من العطاء‬ ‫والتضحية والكفاح‪ ،‬كذلك حني نعرض واقعا اصبح من املعيب‬ ‫السكوت عنه‪ .‬ان مشاركة املرأة يف مواقع القرار السيايس يف‬ ‫لبنان لها شجونها الرتباطها بعوامل عميقة ومؤثرة يف املجتمع‬ ‫اللبناين‪ ،‬كام لها أبوابها املوصدة أمام محاوالت حثيثة مل تنجح‬ ‫يف وضع حلول جذرية إلشكالية تغييب املرأة القرسي عن مواقع‬ ‫القرار‪ .‬فكيف السبيل اىل التغيري؟‬ ‫ومع وصول عدد من النساء اىل موقع القرار‪ ،‬هل يحققن ما‬ ‫عجز الرجل وتخلف عنه‪ ،‬كام قد يكون املطلوب ايضاّ تشكيل‬ ‫جبهة سياسية تطرح وتنفذ رؤية متطورة تكرس مفهوما جديدا‬ ‫للعمل السيايس يف لبنان‪ ،‬باختصاصاته املتعددة يف ادارة‬ ‫الشأن العام‪ ،‬ويف االستفادة من املوارد االنسانية الغنية للمرأة‬ ‫والرجل‪ ،‬باختصاصاته املتعددة يف ادارة الشأن العام‪ ،‬رؤية ذات‬ ‫بعد إنساين قامئة عىل مبدأ املساواة وتكافؤ الفرص بني املواطنني‬ ‫واملواطنات‪ ،‬رافضة للوراثة السياسية والعائلية‪ ،‬تعالج قضايا‬ ‫االنسان وأوجاعه اليومية‪ .‬رؤية تحقق الرشكة التامة يف السلطة‬ ‫التنفيذية يف مجلس الوزراء ومراكز الفئة االوىل ويف كل مرافق‬ ‫الحياة‪ .‬رؤية تعمل إلزالة العراقيل القانونية واملفاهيم االجتامعية‬ ‫التي تعيق تطور املرأة‪ ،‬وتاليا تطور املجتمع‪.‬‬ ‫ان قضية املرأة تستأهل االلتفاف الوطني حولها‪ ،‬انها تعني‬ ‫كل بيت‪ ،‬وكل سيايس وكل رجل دين‪ ،‬وكل صاحب قرار‪ ،‬وكل‬ ‫عامل‪ ،‬انها تعني كل امرأة ورجل‪ .‬املطلوب اليوم مساندة النساء‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪86‬‬

‫يف مطالبهن املحقة وتجنب تشتيت الجهود وتحويل قضية املرأة‪،‬‬ ‫والكوتا جزء منها‪ ،‬مادة نقاش عىل صعيد الوطن‪ ،‬والتكاتف لتذليل‬ ‫العقبات أمام اقرتاحات الهيئات النسائية‪ .‬ان حزب املرأة يف لبنان‬ ‫مل يتبلور بعد‪ ،‬فتحركات الهيئات الناشطة ال تزال مرتطبة احيانا‬ ‫بسقف انتامئها السيايس والطائفي ال بقضية املرأة كإنسان او‬ ‫حتى بقدرة هذه الهيئات عىل تشكيل قوة ضاغطة تحتاج اليها‬ ‫اكرث من أي وقت مىض لفتح ابواب القرار املحكمة االغالق‪ .‬نعم لقد‬ ‫حان وقت التغيري‪.‬‬ ‫ومبناسبة اليوم العاملي للمرأة وعيدي األم والطفل‪ ،‬كان لـ”منرب‬ ‫التوحيد” حوار مع املحامية كارين نصار‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬

‫وأم‪ ،‬كيف تستطيع املرأة ان توفق بني عملها الخاص‬

‫انت محامية‬ ‫وكونها ربة منزل؟‬ ‫يف الحقيقة هناك صعوبة كبرية بالنسبة يل ألن تخرجي من كلية‬ ‫الحقوق يف جامعة الحكمة تزامن تقريباً مع عميل السيايس الذي تزامن‬ ‫بدوره مع زواجي ووالدة ابنتي ياسام‪.‬‬ ‫كنت أعمل عىل إثبات نفيس يف مهنة املحاماة‪ ،‬وبعد حواىل سنتني‬ ‫أسس الوزير وئام وهاب تيار التوحيد ‪ ،‬ثم جاء اعتصام املعارضة يف وسط‬ ‫بريوت‪ ،‬وبعد فرتة من الزمن رزقت بابنتي‪ ،‬وهنا كانت الصعوبة الن الطفل‬ ‫بحاجة لرعاية كاملة باالضافة اىل الصعوبات التي ترافق والدة الطفل االول‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬واالعتصام الذي يتطلب وجودا يوميا يف الساحة‪ ،‬من جهة‬ ‫ثانية‪ ،‬فكان لكل واحد مهام ال تقل احدها اهمية عن اآلخر‪ ،‬لذلك كان يجب‬ ‫تقسيم الوقت بشكل صحيح ودقيق لعدم التقصري بواجب عىل حساب‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫اذا طلب منك االختيار بني األمومة والعمل‪ ،‬فامذا تختار كارين نصار؟‬ ‫اوالً يجب تقسيم العمل اىل شقني‪ ،‬العمل السيايس والعمل يف‬ ‫مهنة املحاماة‪ ،‬العمل السيايس مبني عىل مجموعة قناعات ومبادئ ال‬ ‫ميكن التوقف عن مامرستها النها راسخة يف وجدان وقلب املرء بينام العمل‬ ‫الحقوقي ميكن التوقف عن مامرسته اذا تطلب االمر‪ ،‬اال ان االمومة بنظري من‬ ‫اهم واعمق ما تطمح اليه اي امرأة يف العامل‪.‬‬ ‫أرجو أن أوفق بالجمع بينها‪ ،‬لكن اذا مل أستطع فحت ًام سأختار االمومة الن‬ ‫موقفي كعضو مكتب سيايس او حتى يف مهنة املحاماة ميكن ألي شخص‬ ‫ان يحل مكاين‪ ،‬إن ابنتي ومنزيل ليس لديهام بديل غريي لالهتامم بهام‪.‬‬ ‫بنظرك هل أعطيت املرأة كامل حقوقها يف لبنان؟‬ ‫ال داعي للخوض يف رد تاريخي لنضال املرأة وكفاحها من اجل نيل‬ ‫حقوقها‪ ،‬غري ان من املهم االشارة اىل ان التحصيل العلمي واالستقالل‬ ‫االقتصادي واملشاركة يف صنع القرار السيايس من اهم الحقوق التي تحقق‬ ‫للمرأة املكانة التي تطمح اليها يف املجتمع‪.‬‬ ‫وبنظري ان الوضع بعد كل هذا التطور والتحدث سيان بالنسبة للرجل‬ ‫واملرأة‪ ،‬ويجب عىل أي شخص إثبات نفسه بنفسه‪ ،‬وعدم انتظار املجتمع او‬ ‫القوانني الكتساب الحقوق الن الحقوق بنظري تنتزع وال تكتسب وعىل كل‬ ‫مرء العمل والكد إلثبات نفسه واملثابرة لتحقيق النجاح يف أي عمل ميارسه‬ ‫سواء كان ذكراً أو أنثى‪.‬‬ ‫كانت لك نشاطات يف التجمع النسايئ لقوى املعارضة‪ ،‬ما هي آخر‬ ‫نشاطاتكن؟‬ ‫مل يعد هناك ما يسمى بقوى املعارضة مام دفعنا اىل تغري االسم اىل‬ ‫التجمع النسايئ لالحزاب والقوى الوطنية‪.‬‬ ‫بالعودة اىل النشاطات كانت يل بعض املحارضات التي ألقيتها يف مناطق‬

‫يف لبنان وأخرياً شاركت كممثلة لتيار التوحيد اللبناين بحملة لباس العز‬ ‫لدعم اهلنا يف غزة‪.‬‬ ‫أخربينا اكرث عن هذا النشاط كيف تفاعلت القواعد الحزبية يف تيار‬ ‫التوحيد اللبناين مع هذه الحملة؟‬ ‫كانت حملة مهمة جداً عىل الصعيدين االجتامعي والقومي‪ ،‬بدأت‬ ‫الفكرة عندما كنا يف الجلسة الدورية للتجمع النسايئ لالحزاب والقوى‬ ‫الوطنية وطرحت عدة افكار من ممثالت الحزاب لدعم غزة فطرحت فكرة‬ ‫حملة لباس العز عىل املجتمعات ألن هذه الفكرة كنت أسعى اىل إطالقها‬ ‫ضمن أمانة الشؤون النسائية يف تيار التوحيد اللبناين‪ ،‬فعرضت عليهن‬ ‫الفكرة‪ ،‬أيدتها اكرثية االخوات يف االحزاب الوطنية‪.‬‬ ‫أطلقنا هذه الحملة‪ ،‬وجمعنا التربعات يف مركز نادي الساحة التابع لحركة‬ ‫الشعب وبعد فرتة استدعينا االخوات ممثالت حامس وقدمنا التربعات‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمشاركة‪ ،‬فاوالً عىل صعيد االحزاب من املؤسف أن بعض‬ ‫االحزاب ام تشارك ولكن عدداً كبرياً منها شاركت وكان لها نشاط غري‬ ‫مسبوق يف جمع التربعات وبذلت مجهوداً كبرياً وهنا أريد ان أشكر امانة‬ ‫االعالم يف مفوضية كفرحيم والرفيق ماهر رسي الدين والشيخ جهاد عبد‬ ‫الباقي وامانة شؤون املرأة مشاركتهم يف هذه الحملة وعىل ما قدموه لنا‬ ‫من مساعدات قيمة جداً‪.‬‬ ‫ما هي نظرتك للمرأة واملقاومة يف لبنان؟‬ ‫املرأة اللبنانية هي األم الصالحة التي تنجب املقاوم وتعيش معه‬ ‫البطولة والكرامة وهي االخت الصامدة املنترصة عىل ارادة املوت‬ ‫كام انها زوجة املقاوم التي تعرف انها قد تصبح زوجة شهيد‬ ‫تحتمل قضية محاربة كل قيود الظلم والجور والتعسف‪.‬‬ ‫املرأة اللبنانية باختصار هي دامئا مرشوع شهيد ينبض‬ ‫بالكرامة‪.‬‬ ‫ونحن يف تيار التوحيد منتلك عقيدة وشجاعة كل النساء‬ ‫املؤمنات بوطنهم ونتطلع اىل املقاومة عىل انها الزاد للباحثني‬ ‫عن الحرية والصمود والرفعة‪.‬‬ ‫نسري خلف قائدنا الوزير وئام وهاب ملتزمني بحقنا يف ان نرتقي‬ ‫بلبنان اىل املجد قوالً وفع ًال عكس تيارات واحزاب مبنية عىل تهميش‬ ‫الرجال قبل النساء تحت عباءة وتسميات مختلفة منتحلني صفة‬ ‫الرجولة واملقاومة واملعارضة بأغلب االحيان‪ .‬ان املرأة يف تيار‬ ‫التوحيد ليست نصف املجتمع بل املجتمع بأكمله ألنها متثل الوطن‬ ‫الذي يحمل كل رجال االرض املقاومني واملتحمسني‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫تربعات لباس العز لغزة‬

‫‪87‬‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫تحقيق‬

‫الجوالن بيارق مقاومة وضفاف سالم‬

‫محافظ القنيطرة الدكتور رياض حجاب لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫عناوين المقاومة مرفوعة منذ وقوع االحتالل‬ ‫القنيطرة ـ منرب التوحيد‬ ‫يف السابع عرش من نيسان من كل عام تحتفل‬ ‫سوريا‪ ،‬كل سوريا بعيد الجالء‪ ،‬عيد التحرير‪ ،‬عيد‬ ‫العزة والكرامة والشموخ‪ ،‬يوم توجت بطوالت‬ ‫شعبنا وصموده يف وجه املحتل الفرنيس انتصارا‬ ‫اهتزت له أركان الدنيا‪ ،‬وازدهت به جهاتها األربع‪.‬‬ ‫فهي سوريا التي مل وال تقبل الضيم‪ ،‬وال تنام‬ ‫عىل ذل‪ ،‬وتأىب االنكسار‪ .‬السابع عرش من نيسان‬ ‫ورغم الفرح الكبري الذي يرتسم من رشق الدنيا‬ ‫إىل غربها‪ ،‬ويرفرف شموخا وعنفوانا‪ ،‬إال أنه‬ ‫عنفوان ما أن يختيل بأحرف املجد إال وتنساب‬ ‫دمعة يف زوايا املحاجر‪ ،‬وغصة يف الذاكرة األبية‪،‬‬ ‫ترتل يف ليايل الصمود ترنيمة املجد للجوالن‬ ‫وألهله الصامدين العزة والوفاء‪ .‬هو الجوالن إذاً‪،‬‬ ‫الجرح النازف العيص عىل االلتئام‪ ،‬بل هو جرح‬ ‫يأىب أن يلتئم إال وسنجار عىل شاطئ طربية‬ ‫يسبح باسمها‪ ،‬أيقونة الصرب والنرص‪ ،‬لتزغرد‬ ‫البطيحة والقصبية وقرصين واليعربية‪ ،‬وتنرش‬ ‫بانياس غارها عىل جباه مجدل شمس والقنعبة‬ ‫وواسط وأم الصنابر‪ .‬يف السابع عرش من نيسان‬ ‫يرتحل كل الوطن إىل كله‪ ،‬يقفون فوق خطوط‬ ‫النار امللتهبة املتأهبة لرصخة ظاهرها سالم‪،‬‬ ‫وما بني السني وامليم سهام مقاومة تنتظر و”وما‬ ‫بدلوا تبديال”‪ .‬كل الوطن يلتقي مع كل الوطن يف‬ ‫هذا اليوم‪ ،‬وعرب مكربات الصوت واملناديل واأليادي‬ ‫التي ما ملت التلويح شوقا وغضبا‪ ،‬يتبادل األهل‬ ‫الدمع والسالمات من مطلع الشمس حتى‬ ‫مغربها يرتلون الحزن قصائد ومواويل يستذكرون‬ ‫النكسة فينحني القلب وجعا ووجيب الشوق‬ ‫يشعل األعصاب “ريتك يا حزيران ما هليت‪ ...‬وال‬ ‫شمت العدا بيا”‪.‬‬ ‫لكن هذا الحزن املخيم تخرتقه نظرات األمل بغد‬ ‫ال بد آت‪ ،‬فأسطورة ترشين ما زالت حية وعلم‬ ‫التحرير الذي رفعه قائد األمة الرئيس حافظ‬ ‫األسد يف ‪ 26‬حزيران ‪ 1974‬ما زال يرفرف عاليا‬ ‫يف سامء القنيطرة مذكرا بأمجاد حرب ترشين‬ ‫ومرصد جبل الشيخ‪ ،‬والثامنون يوما من حرب‬ ‫االستنزاف التي سجل بها الجيش السوري فخار‬ ‫األمة ورشفها‪ ،‬والحميدية والحرية‪ ،‬والرفيد‪ ،‬وبريقة‪،‬‬ ‫وبري عجم‪ ،‬هذه القرى التي انتشت بدم الشهداء‬ ‫فعادت إىل حضن الوطن مخضبة عزة وكرامة‪،‬‬ ‫ما زالت تثري يف نفس أهلنا وجامهري شعبنا‬ ‫األمل الكبري باالنتصار القادم الذي يرونه قريباً‬ ‫قريبا‪ ،‬بعدما عفرت أسطورة الجيش الذي ال يقهر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العدوان اإلرسائييل مل يوفر كنيسة القنيطرة‬ ‫فيها السيد املسيح‪ ،‬واشتهرت معها قلعتها إىل مدافن مل تكتشف بعد تحت كتلة مقام سعد الدين الجباوي‬

‫بالرتاب وذل جيشها وكرس يف غزة الصمود‪ ،‬ومتوز‬ ‫االنتصار‪.‬‬ ‫وهذا االنتصار وذاك الصمود كان الثمرة املباركة‬ ‫لقران عقد أبديا عىل سوريا عرين العروبة سيف‬ ‫بني أمية‪ ،‬هذا السيف الذي كام فتح بالرحمة‬ ‫جهات الدنيا األربع وأتبعها بعاصمة النور ومهد‬ ‫الحضارة‪ ،‬ال بد من لحظة يرشعه فيها شبل‬ ‫األسود لرتتد بشارة النرص زغاريد فرح وفخار‬ ‫وعودة‪ ،‬ينتظرها أكرث من ‪ 70‬مخيام للنازحني من‬ ‫الجوالن الحبيب‪ ،‬ينتظرها أكرث من ‪ 400‬ألف عاشق‬ ‫نازح يقضون العمر بني اللوعة والحنني‪ ،‬منتظرين‬ ‫العبور نحو القلب ورئة الحرية‪.‬‬

‫املوقع والحدود‬ ‫يف الجنوب الغريب من القطر العريب السوري‪،‬‬ ‫وحيث نقطة التقاء سوريا بفلسطني واألردن‬ ‫ولبنان‪ ،‬متتد أرايض الجوالن عرب ماسحة تزيد عن‬ ‫(‪1861‬كم‪ ،)2‬تلتقي سوريا بفلسطني حدوديا‬ ‫يف الغرب عرب الجوالن وتحديدا من وادي الريموك‬ ‫وبحرية طربية‪ ،‬وأجزاء من حدوده مع األردن يف‬ ‫الجنوب عرب وادي نهر الريموك ومنحدرات الحمة‪،‬‬ ‫أما مع لبنان فيكون االلتقاء عرب مرتفعات جبل‬

‫‪88‬‬

‫الشيخ ذي األهمية االسرتاتيجية الخاصة‪.‬‬

‫الجوالن والتاريخ‬ ‫للجوالن ارتباط عريق ووثيق بالتاريخ عريقة‬ ‫حيث عاش اإلنسان فوق هضابه منذ آالف‬ ‫السنني وتعاقبت عىل أرضه حضارات الكنعانيني‬ ‫واآلراميني والغساسنة كام العرب املسلمون‪،‬‬ ‫تركت هذه الحضارات كنوزا وآثارا أغنت هذه‬ ‫البقعة الغنّاء وأدرجتها عىل صفحات التاريخ‬ ‫واملواقع األثرية التي من أهمها‪:‬‬ ‫بانياس‪ :‬لوحة بانورامية فريدة من نوعها‬ ‫بينبوعها الجميل‪ ،‬ونهرها الغزير‪ ،‬وكهفها اللغز‪،‬‬ ‫وموقعها الرائع يف حضن جبل “حرمون”‪ ،‬وآثارها‬ ‫الوثنية‪ ،‬واملسيحية‪ ،‬واإلسالمية‪ ،‬وبقايا سورها‬ ‫وقلعتها‪ ،‬مام أهّ لها لتكون واحداً من أشهر املواقع‬ ‫يف املنطقة كلها‪ ،‬و(بانياس) اسم جاء اشتقاقا‬ ‫من اسم اإلله (بان) إله الرعاة والطبيعة‪ ،‬وما‬ ‫زالت املحاريب التي متجده محفورة يف الصخر‪،‬‬ ‫وإىل جانبها الغريب مزار ومقام الخرض‪ ،‬وكانت‬ ‫منتجعا واسرتاحة للقادة وامللوك‪ ،‬وعرفت زمن‬ ‫املسيح باسم (قيرصية فيليبوس)‪ ،‬وقد مكث‬

‫“الصبيبية” أو النمرود‪.‬‬ ‫مدافن تل نبع الصخر األثري‪ :‬تعود للعرص‬ ‫الربونزي الوسيط ‪1800‬ـ‪1600‬ق‪ 0‬م‪ ،‬اكتشفت‬ ‫هذه املدافن عام ‪1995‬م‪ ،‬وهي عبارة عن رساديب‬ ‫تحت األرض يتم الدخول إليها بواسطة درج بعمق‬ ‫‪ 18‬درجة للمدفن األول وهو عبارة عن غرفة دفن‬ ‫سطحها مخروطي الشكل‪ ،‬ثم‬ ‫أبعادها ‪3x3‬م‬ ‫رسداب بطول ‪/6/‬م عرض ‪1,5‬م‪ ،‬واالرتفاع ‪1,5‬م‪،‬‬ ‫مقطع بـ‪ /6/‬قطع حجرية كبرية‪ ،‬وينتهي الرسداب‬ ‫بقرب صغري‪ ،‬وجدت يف هذا املدفن ‪ /160/‬قطعة‬ ‫فخارية مختلفة األلوان واألشكال واألحجام‪.‬‬ ‫املدفن الثاين‪ :‬شكله زاوية قامئة‪ ،‬الدرج‬ ‫بطول ‪20‬ـ‪10‬م‪ ،‬يتعرج نحو اليسار بطول ‪ 5/‬م‪/‬‬

‫«التل» األساسية عىل عمق ‪ 14/‬م‪ ،/‬وتحت‬ ‫الدرج قرب يتم الوصول إليه بثامين درجات‬ ‫حلزونية الشكل‪ ،‬كام الكشف عن جزء من‬ ‫السور الخارجي للتل األثري‪.‬‬ ‫قلعة الحصن «هيبوس»‪ :‬تقع شامل كفر‬ ‫حارب بـ»‪1‬كم»‪ ،‬وتعود إىل العرص الروماين‬ ‫والبيزنطي‪ ،‬وفيها أربع كنائس مسيحية‪.‬‬ ‫الكريس‪ :‬موقع قديم يقع يف منتصف‬ ‫الشاطئ الرشقي لبحرية طربيا ويضم املوقع ديراً‬ ‫وكنيسة ومباين سكنية‪.‬‬ ‫الحمة‪ :‬من أهم املواقع السياحية متتاز‬ ‫بانخفاضها عن مستوى سطح البحر‪ ،‬وهي‬ ‫ذات معامل طبيعية يزيد يف جاملها مروجها‬ ‫الخرضاء‪ ،‬وآثارها القدمية‪ ،‬وينابيعها املعدنية‬ ‫الحارة‪ ،‬وحامماتها التي تستخدم للعالج‪.‬‬ ‫خسفني‪ :‬ترتفع عن سطح البحر نحو ‪440/‬م‪،/‬‬ ‫وتقع عىل طريق القنيطرة ـ فيق‪ ،‬ويف املوقع‬ ‫بقايا قدمية‪ ،‬أعمدة‪ ،‬وتيجان‪ ،‬وصلبان منحوتة‪،‬‬ ‫وكتابات يونانية‪ ،‬وبقايا فسيفساء‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫ثالث كنائس ودير‪.‬‬ ‫جويزة‪ :‬ترتفع املنطقة عن سطح البحر مبقدار‬ ‫‪930/‬م‪ ،/‬تقع عىل طريق القنيطرة ـ فيق‪ ،‬وفيها‬ ‫بقايا كنيسة من العرص البيزنطي وكتابات‬ ‫يونانية‪.‬‬ ‫متحف القنيطرة‪ :‬يقع وسط القنيطرة‬ ‫املحررة تعرض فيه آثار وحضارة ومدنيات محافظة‬ ‫القنيطرة‪ ،‬يعود بناؤه للعرص العثامين املتأخر‬ ‫واستعمل كمحطة تجارية ما بني الساحل‬ ‫والعمق السوري‪ ،‬مساحته “‪ 80‬م” تعرض فيه‬ ‫آثار الحضارات املتعاقبة عىل الجوالن منذ العرص‬ ‫الحجري والنحايس املؤرخ ملا قبل “‪ ”4000‬عام ق‪.‬م‪،‬‬ ‫كام يحتوي عىل حضارات عصور الرشق القديم‬ ‫والحضارة الكالسيكية والهيلنستية‬ ‫الربونزية‬ ‫والرومانية والبيزنطية كام الحضارة العربية‬

‫‪89‬‬

‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫شالل سعار‪ :‬يبلغ هذا الشالل أوجه مع نهاية‬ ‫فصل الشتاء وبداية الربيع‪ ،‬حيث تغذي األمطار‬ ‫وذوبان الثلوج عىل جبل الشيخ وادي سعار‪ ،‬الذي‬ ‫ميتد من قرية مسعدة يف الرشق حتى مشارف‬ ‫بانياس يف الغرب‪ ،‬ويشكل وادي سعار أكرث من‬ ‫شالل يف مساره‪ ،‬ولكن أشهرها وأعالها هو‬ ‫الشالل املعروف بـ»شالل سعار»‪ ،‬الذي يقع يف‬ ‫ثلثي الطريق بني عني قنية وبانياس عند الجرس‬ ‫املعروف بجرس سعار‪ ،‬إذ يبلغ ارتفاع هذا الشالل‬ ‫قرابة ‪ 22‬مرتاً‪ .‬أما وادي سعار نفسه فيشكل‬ ‫فاص ًال طبيعياً للبيئة املحيطة‪ ،‬بني الجوالن البازلتي‬ ‫(جنوباً) وبني جبل الشيخ الذي يتكون من الصخور‬ ‫الجريية (شامالً)‪ ،‬وبعد ازدياد عدد السياح‪ ،‬الذي‬ ‫فاق املليوين سائح سنوياً‪ ،‬أعلنت مديرية الحدائق‬ ‫العامة يف الكيان الصهيوين املنطقة محمية‬ ‫طبيعية‪ ،‬فقامت فنظمتها وحددت مسارات‬ ‫للسياح املشاة‪ ،‬ضمن مسار أصبح يف ما بعد‬ ‫مشهوراً جداً (مسار وادي سعار)‪ ،‬وهو يف الحقيقة‬ ‫طريق قدمية‪ ،‬يف قاع وادي سعار‪ ،‬متر عرب أرايض‬ ‫قرية عني قنية الزراعية‪ ،‬تصلح للامرة فقط‪ ،‬كان‬ ‫أهايل القرية قبل النزوح يستخدمونها لالنتقال‬ ‫سرياً عىل األقدام إىل أراضيهم وإىل بانياس‪.‬‬ ‫قلعة الصبيبة‪ :‬أو قلعة النمرود‪ ،‬هي مبنى‬ ‫أثري من العصور الوسطى لقلعة كبرية تم بناؤها‬ ‫وترميمها عىل مدى سنوات طويلة خالل فرتة‬ ‫حكم األيوبيني واملامليك‪ ،‬تقع عىل تل رفيع شديد‬ ‫االنحدار يف املنحدرات الغربية لجبل الشيخ‪ ،‬عىل‬ ‫ثلثي الطريق بني مجدل شمس وبانياس‪ ،‬وعىل‬ ‫ارتفاع يبلغ ‪816‬م عن سطح البحر‪ .‬يف موقع‬ ‫اسرتاتيجي يطل عىل الجوالن وسهل الحولة‬ ‫و»الص َب ْي َبة» كلمة عربية تعني‬ ‫وجنويب لبنان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الصخرة العالية الشديدة االنحدار‪ ،‬وهي تسمية‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫تحقيق‬ ‫مطابقة بالفعل لشكل القلعة وموقعها عىل‬ ‫منحدرات شديدة‪ ،‬ما جعل منها حصناً طبيعياً‬ ‫منيعاً يصعب اقتحامه‪.‬‬ ‫املواقع الدينية‪ :‬يف القنيطرة أيضا معامل‬ ‫دينية إسالمية ومسيحية ففيها يقع‪:‬‬ ‫مقام سعد الدين الجباوي‪ :‬ويعود بناءه إىل‬ ‫العرص العثامين املتقدم وهو يعود للشيح‬ ‫سعد الدين جباوي وولده عيل صاحب الطريقة‬ ‫الجباوية‪.‬‬ ‫مقام أيب ذر الغفاري‪ :‬يقع يف طرنجة ضمن‬ ‫غابة حرجية وشيد يف العرص العثامين وهو‬ ‫قبلة للزوار من مختلف املناطق‪.‬‬ ‫كنيسة الروم األرثوذكس‪ :‬بناها مغرتبو مجدل‬ ‫شمس عام ‪ 1931‬من الحجر البازلتي املعروف يف‬ ‫املنطقة وسقفها «جملوين» وكانت تتبع له‬ ‫مدرسة ألهل املنطقة‪ ،‬زارها قداسة البابا يوحنا‬ ‫بولس الثاين عام «‪ »2001‬حيث ألقى كلمة دعا‬ ‫فيها للسالم‪.‬‬ ‫املياه يف الجوالن‪ :‬الجوالن ليست فقط كنزا‬ ‫تاريخيا وموقعا أثريا بل إضافة إىل ذلك هي‬ ‫من أغنى املواقع السورية باملياه‪ ،‬تقع محافظة‬ ‫القنيطرة ضمن منطقة االستقرار الزراعي األوىل‬ ‫يف سوريا وترتاوح املعدالت السنوية لألمطار‬ ‫بني ( ‪1200‬مم) يف الشامل و(‪ 350‬مم) يف الجنوب‪،‬‬ ‫وأرضها خصبة جدا لوجود ينابيع املياه واألنهار‬ ‫بكرثة ومنها‪ :‬نهر بانياس وبحرية طربيا‪ ،‬ووادي‬ ‫الريموك‪ ،‬ووادي الرقاد‪ ،‬ووادي زويتينان‪ ،‬وتضم قرية‬ ‫القصبية وحدها ما يقارب الـ «‪ »12‬غدير ماء‬ ‫أشهرها غدير نحاس وغدير حمدة‪ ،‬ومن الينابيع‬ ‫املهمة نبع الفوار‪ ،‬كام متتلك املحافظة الكثري من‬ ‫السدود أهمها‪ :‬سد روحينة‪ :‬يقع جنوب رشق‬ ‫مدينة القنيطرة بحواىل ‪ /3/‬كم وأنجز يف عام‬ ‫‪1982‬طوله ‪/810/‬م ومساحة بحريته ‪/524/‬ألف‬ ‫م‪ ،2‬تحيطه أشجار الكينا وميارس فيها السياح‬ ‫رياضة صيد األسامك‪.‬‬ ‫بانياس (الجوالن)‪ :‬تقع عند نبع نهر بانياس يف‬ ‫أقىص شامل الجوالن عند سفح جبل الشيخ‬ ‫وهي غنية باملياه والبساتني‪ .‬وهذا الغنى الكبري‬ ‫باملاء كان من أهم أسباب احتالل هذا الجزء العزيز‬ ‫من أرضنا‪ ،‬وهذه الوفرة يف املياه كانت تدل عىل‬ ‫نفسها من خالل الغابات الطبيعية التي تتميز‬ ‫بها محافظة القنيطرة ومن أهم هذه الغابات‪:‬‬ ‫غابة جباثا الخشب‪ :‬تقع يف الجهة‬ ‫الشاملية الرشقية لقرية جباثا ومتتد عىل‬ ‫مساحة ‪ /4800/‬دونم تعود إىل عصور قدمية‬ ‫وتتميز بكثافة األشجار ومنها السنديان‪،‬‬ ‫والبلوط اململويك‪ ،‬والخوخ الربي‪ ،‬والزعرور‪ ،‬وجزء‬ ‫من الغابة ‪/ 133 /‬هـ يعترب محمية بيئية بقرار‬ ‫من وزارة الزراعة واإلصالح الزراعي‪.‬‬ ‫حراج برئعجم وبريقة‪ :‬تقع يف الجهة الجنوبية‬ ‫الرشقية من مدينة القنيطرة املحررة وتبعد حواىل‪/‬‬ ‫‪/5‬كم عنها وتقدر مساحتها بـ‪/40/‬هكتارا‪،‬‬ ‫وتغطي كل السفوح املطلة عىل القريتني وهي‬ ‫متنوعة األشجار‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫محافظ القنيطرة يتحدث لـ «منرب التوحيد»‬

‫الحياة االجتامعية والثقافية‬ ‫ميتاز الجوالن بالتعدد السكاين املتآلف واملتآخي‬ ‫شأنه يف ذلك شأن الوطن األم سوريا‪ ،‬ففي‬ ‫الجوالن تجد أعراقا مختلفة وأديانا مختلفة لكنها‬ ‫قد انصهرت يف بوتقة من األخوة والتضامن‬ ‫وتبادلت يف ما بينها األعراف والتقاليد وانصهر‬ ‫السكان من األعراق الوافدة كالرشاكسة‬ ‫والرتكامن مع السكان األصليني العرب‪ ،‬وأخذوا‬ ‫عنهم الكثري من العادات يف املأكل وامللبس‬ ‫واملرشب‪ ،‬حتى باتوا جزءا ال يتجزأ من النسيج‬ ‫االجتامعي للجوالن‪ ،‬وأهايل الجوالن عرف عنهم‬ ‫الكرم والضيافة والرجولة والشجاعة يف الحروب‬ ‫وكذلك اإلقدام‪ ،‬وتجد يف الجوالن العشائر العربية‬ ‫الكربى كالفضل والنعيم والكبايرة والهوادجة‬ ‫وغريها من العشائر التي ضاق املقام عن ذكرها‪،‬‬ ‫يعطون منوذجا رائعا لإلنسان البدوي بتقاليده‬ ‫وعاداته التي حملها معه حيث وجد بعد النزحة‪،‬‬ ‫كدليل عىل متسكه برتاثه وأرضه التي أبعد‬ ‫عنها قرسا‪ ،‬كام نجد يف الجوالن أيضا أبناء املدن‬ ‫والريف فالجوالن كام سوريا فيه مختلف النامذج‬ ‫االجتامعية‪.‬‬ ‫بالنسبة للحياة الثقافية فأبناء الجوالن كانوا‬ ‫وما زالوا يسجلون يف املراتب األوىل من حيث‬ ‫التحصيل العلمي نظرا الن العلم بات املالذ‬ ‫الوحيد لهم بعد فقدانهم األرض‪ ،‬ويتميز أهل‬ ‫الجوالن بغنى الحياة الثقافية والفكرية وفيهم‬ ‫نسبة مهمة من الكتاب‪ ،‬والشعراء‪ ،‬والفنانني‬ ‫التشكيليني‪ ،‬حيث كان النزوح عن األرض‬ ‫والتهجري عنها وصنوف املعاناة والحرمان التي‬ ‫المسوها‪ ،‬عامال ملهام ومحرضا عىل اإلبداع‬ ‫األديب والثقايف‪.‬‬

‫الجوالن قلب العاصفة‬ ‫عام‬

‫‪1967‬‬

‫كانت‬

‫‪90‬‬

‫النكسة‬

‫وكان‬

‫انسالخ‬

‫الجوالن عن وطنه األم سوريا ووقع يف قبضة‬ ‫االحتالل “اإلرسائييل”‪ ،‬ويف عام ‪ 1973‬كانت حرب‬ ‫ترشين املجيدة التي استعادت جزءا من األرايض‬ ‫املغتصبة حيث رفع الرئيس الراحل حافظ األسد‬ ‫علم التحرير يف سامء القنيطرة‪ ،‬ويف عام ‪1990‬‬ ‫كان مؤمتر مدريد للسالم وبدء املفاوضات غري‬ ‫املبارشة مع الكيان الصهيوين الغاصب عىل‬ ‫مبدأ األرض مقابل السالم‪ ،‬وكان الخالف وما زال‬ ‫بضعة أمتار تفصلنا عن بحرية طربية حدودنا مع‬ ‫فلسطني املحتلة‪ ،‬لكن القيادة السورية أبت التنازل‬ ‫عن شرب واحد من أراضينا‪ ،‬فال سالم ال يعيد كامل‬ ‫األرض للسيادة الوطنية‪ ،‬وبني ‪ 1967‬وعام ‪2009‬‬ ‫مسرية طويلة من الكفاح املسلح والسيايس‬ ‫تقوده سوريا قائدا وشعبا نحو التحرير واستعادة‬ ‫الجوالن الحبيب إىل الوطن األم‪ ،‬مسرية امتألت‬ ‫باألحزان واألفراح والعطاءات والجهود لالستمرار‬ ‫مبسرية التحرير والبناء شارك فيها أبناء الجوالن‬ ‫املحتل الذين ما زالوا يعانون النزوح والتهجري عن‬ ‫أرضهم األم ويننتظرون لحظة العودة‪.‬‬

‫محافظ القنيطرة‬ ‫وعن معاناة هذا الجزء الحبيب إىل القلب من أرض‬ ‫سوريا األبية كان لـ”منرب التوحيد” هذا اللقاء مع‬ ‫محافظ القنيطرة الدكتور رياض حجاب الذي رد عىل‬ ‫أسئلتنا مشكوراً‪:‬‬ ‫ملحافظة القنيطرة خصوصية متيزها عن‬ ‫أخواتها من املحافظات األخرى‪ ،‬كيف تنظر إىل هذه‬ ‫الخصوصية؟‬ ‫يف سوريا األبية نعيش حالة مثىل من الوئام‬ ‫واالنسجام والتآلف كالجسد الواحد‪ ،‬ومن هنا تبدأ‬ ‫خصوصية القنيطرة التي يعاين جزء كبري من شعبها‬ ‫وأرضها حالة من االحتالل الغاشم‪ ،‬الذي يرضب عرض‬ ‫الحائط بكل القوانني واملواثيق واألعراف‪ ،‬وينهب خرياتها‬ ‫ويرسق مياهها ويضطهد أهلها وميحو آثارها ومعاملها‪.‬‬ ‫وتتضح هذه الخصوصية يف الواقع الذي تعيشه من‬ ‫استمرار العدوان واالحتالل‪ ،‬األمر الذي ينعكس يف‬ ‫جهود غري عادية لتأمني الخدمات الالزمة للسكان يف‬

‫تجمعات عديدة متباعدة‪ ،‬مشتتة‪ ،‬بانتظار يوم التحرير‪،‬‬ ‫الذي نتوق إليه جميعا بعزمية شعبنا التي ال تلني‪،‬‬ ‫وهمة قائدنا السيد الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫قد تكون إعادة إعامر القنيطرة وتأهيليها‬ ‫سكانيا من أهم وأدق املهام امللقاة عىل عاتقكم‪،‬‬ ‫كيف تتعاملون مع هذه املهمة وما هي اإلجراءات‬ ‫املتخذة؟‬ ‫بتوجيه كريم من القائد الخالد حافظ األسد‬ ‫وصبيحة تحرير مدينة القنيطرة‪ ،‬بدأ إعامر القرى املحررة‬ ‫التي طالها التدمري‪ ،‬حيث تم االنتهاء من بناء تسع قرى‪،‬‬ ‫واملبارشة ببناء خمس قرى جديدة‪ ،‬وإعداد الدراسات‬ ‫الفنية والسكانية لثالث قرى أخرى‪ .‬كام نسعى‬ ‫لتأمني كل الخدمات الصحية‪ ،‬والتعليمية‪ ،‬والثقافية‪،‬‬ ‫والبنى التحتية‪ ،‬وشبكات املياه‪ ،‬وخطوط الرصف‬ ‫الصحي‪ ،‬والسدود‪ ،‬واملدارس‪ ،‬واملشايف‪ ،‬واستصالح‬ ‫األرايض مجانا لإلخوة الفالحني‪ ،‬وبناء الجامعات الخاصة‪،‬‬ ‫وإحداث منطقتني جديدتني‪ ،‬وزيادة فرص االستثامر‬ ‫السياحي‪ ،‬واالقتصاد الزراعي‪ ،‬وبناء معامل تصنيع‬ ‫املنتجات الحيوانية واأللبان‪ ،‬وغريها العديد من املشاريع‬ ‫واإلنجازات‪.‬‬ ‫هل من صعوبات تحول دون إعادة تأهيل القنيطرة‬ ‫سكانيا وما هي هذه الصعوبات؟‬ ‫إن أهم الصعوبات تتجىل يف استمرار االحتالل‬ ‫اإلرسائييل ألهم املناطق السياحية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬ ‫والزراعية يف املحافظة‪ ،‬إضافة لصعوبات تأمني أماكن‬ ‫العمل البديلة‪ ،‬ومصادر الدخل ملن سينتقل ألرض‬ ‫املحافظة من دمشق وريفها‪ ،‬ودرعا وغريها من املحافظات‬ ‫السورية األخرى‪ ،‬وبالرغم من هذا فقد شهدت‬ ‫املحافظة ازديادا ملحوظا يف عودة املواطنني لقراهم‬ ‫ومزارعهم‪ ،‬وخصوصا بعد أن تم تأمني كل الخدمات‬ ‫الرضورية‪ ،‬وقد بورش أخريا ببناء مدينة عاملية تضم‬ ‫مع املرافق ‪ /488/‬وحدة سكنية‪ ،‬كام سيبارش بعدد‬ ‫من مشاريع الجمعيات السكنية‪ ،‬إضافة إىل بدء‬ ‫التحضريات لالنطالق ببناء ‪ /2551/‬شقة سكنية‬ ‫للسكن الشبايب يف مدينة البعث وقرية العتم‪،‬‬ ‫فضال عن العديد من التجمعات السكنية التي شيدت‬ ‫عىل نفقة أصحابها من النازحني الذين عادوا إىل أرض‬ ‫املحافظة حبا لها‪ ،‬وهربا من التجمعات العشوائية يف‬ ‫أطراف املدن‪ ،‬وقد شملتهم الخدمات الحكومية الالزمة‪،‬‬ ‫عني عيشة ‪ -‬عني الثورة ‪ -‬مزارع األمل النموذجية‪.‬‬ ‫سوريا عىل أبواب االحتفال بذكرى الجالء املجيد‪،‬‬ ‫كيف تتعاملون مع هذه املناسبة والجوالن ملّا يزل‬ ‫محتال؟‬ ‫منذ اإلرضاب البطويل الكبري عام ‪ /1982/‬ألهلنا يف‬ ‫قرى الجوالن املحتلة مجدل شمس ـ مسعدة ـ بقعاثا‬ ‫ عني قنية – الغجر‪ ،‬ضد مامرسات االحتالل البغيض‪،‬‬‫تعقد محافظة القنيطرة احتفاالتها الرسمية يف‬ ‫موقع (عني التينة) املطل عىل بلدة مجدل شمس‬ ‫املحتلة‪ ،‬حيث تحرض هذه االحتفاالت جموع أبناء‬ ‫املحافظة عىل جانبي رشيط االحتالل‪ ،‬مبشاركة‬ ‫وفود من عرب فلسطني عام ‪ ،1948‬وذلك تأكيدا‬ ‫عىل أن االحتالل أمر عارض ومصريه االندحار‪.‬‬ ‫ونحن يف هذه الذكرى نشعر بأننا عىل أبواب‬ ‫جالء أغر جديد بالقيادة الحكيمة والشجاعة‬

‫مقام أيب ذر الغفاري‬ ‫للسيد الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫كيف تصفون العالقة مع أهلنا يف القرى‬ ‫الخمس املحتلة وكيف تقيمون التواصل‬ ‫معهم؟‬ ‫العالقة مع األهل يف القرى الخمس متعددة‬ ‫األشكال‪ ،‬والتواصل ال ينقطع عرب املئات‬ ‫من طلبة هذه القرى الذين تخرجوا‪ ،‬أو هم‬ ‫يتابعون تحصيلهم العايل يف جامعة دمشق‬ ‫وغريها من املعاهد والجامعات السورية‪ .‬وعرب‬ ‫وفود املشايخ السنوية الذين يزورون أقاربهم‬ ‫يف الوطن األم باملئات بالتنسيق مع بعثة‬ ‫الصليب األحمر الدويل يف دمشق‪ ،‬وهناك‬ ‫آالف األطنان من تفاح أهلنا يف القرى‬ ‫الخمس تستجر سنويا عىل أسواقنا املحلية‬ ‫عرب معرب مدينة القنيطرة‪ ،‬دعام لصمود‬ ‫األهل يف مواجهة الكساد الذي متارسه‬ ‫عليهم سلطات الكيان اإلرهايب الصهيوين‬ ‫ابتزازا لهم‪ .‬وهناك الدعم املادي واملعنوي‬ ‫الذي تقدمه القيادة للمقاومني واألرسى يف‬ ‫سجون العدو الصهيوين منذ وقوع االحتالل‬ ‫البغيض يف حزيران ‪ ،1967‬هذا االحتالل الذي‬ ‫حال دون بناء ما تحتاجه القرى من مراكز‬ ‫صحية وثقافية‪.‬‬ ‫كيف ميكن وصف عالقة أهلنا النازحني‬ ‫يف تجمعات نزوحهم مع أرضهم األم؟‬ ‫أهلنا النازحون يف تجمعاتهم املؤقتة عىل‬ ‫أحر من الجمر يصبون للعودة إىل قراهم‪،‬‬ ‫وبيوتهم‪ ،‬ومزارعم‪ ،‬وذكرياتهم‪ ،‬وهم اآلن‬ ‫إذ يشهدون هزائم جيش العدو املتالحقة‪،‬‬ ‫أقرب ما يكونون نحو تحقيق أحالمهم‪.‬‬ ‫والعديد منهم جاؤوا إىل أرض الجوالن املحررة‪،‬‬ ‫واشرتوا مساحات صغرية ليبنوا فيها‬

‫‪91‬‬

‫بيوتا أو ليتنسموا عليها هواء الجوالن الذي‬ ‫ألفوه‪ ،‬وكثري منهم نظم األشعار‪ ،‬أو نرش‬ ‫الدراسات والكتب والحكايا‪ ،‬أو رسم اللوحات‬ ‫يف عشق األرض والديار‪ ،‬إنهم جميعا‬ ‫ينتظرون بفارغ الصرب ساعة العودة إىل‬ ‫ربوع تأىب النسيان‪.‬‬ ‫ماذا عن أرسى الجوالن يف السجون‬ ‫وكيف تتعاملون مع هذه القضية الوطنية‬ ‫بامتياز؟‬ ‫أرسى الجوالن األبطال يف سجون الكيان‬ ‫الصهيوين اإلرهايب كام الشهداء الذين‬ ‫سقطوا فداء ألرض اآلباء واألجداد‪ ،‬وعناوين‬ ‫املقاومة مل تتوقف منذ وقوع االحتالل‬ ‫البغيض‪ ،‬حيث تعاقب عىل سجون الغزاة‬ ‫الصهاينة املئات الذين أطلق رساح كثريين‬ ‫منهم بعاهات دامئة‪ ،‬أو مبوت قريب‪ ،‬كام‬ ‫حصل مع األسري هايل أبو زيد الذي فارق‬ ‫الحياة لدى أهله بعد ستة أشهر من مغادرة‬ ‫سجنه‪ ،‬الذي أمىض فيه نحو عرشين عاما‪.‬‬ ‫وعدد األرسى السوريني اآلن يف السجون‬ ‫اإلرسائيلية ‪ /11/‬أسريا منهم من أمىض‬ ‫يف تلك السجون املظلمة باإلهامل الطبي‬ ‫املتعمد‪ ،‬ووسائل القهر والتنكيل‪ ،‬ما يقارب‬ ‫من ‪ /24/‬عاما‪ ،‬وبينهم الصحايف املناضل‬ ‫عطا فرحات مراسل التلفزيون العريب‬ ‫السوري يف الجوالن املحتل‪ ،‬ويوسف شمس‬ ‫املسؤول عن تسويق تفاح قرانا األسرية‬ ‫للوطن األم‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬عبد السالم األحمد‬ ‫هدى مطر‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ريايض‬

‫غسان سركيس مقاوم‬ ‫في كرة السلة اللبنانية‬ ‫نظراً لالهتامم الشعبي برياضة كرة‬ ‫السلة كان للمنرب الريايض يف مجلة‬ ‫منرب التوحيد وقفة مع أحد املدربني‬ ‫والق ّيمني عىل هذه اللعبة الذي عمل‬ ‫جاهداً عىل تطويرها ورفع مستواها‪.‬‬ ‫ويبدو أن ال أحد سيتم ّكن من إسكات‬ ‫غسان رسكيس‬ ‫مدرب «الشانفيل»‬ ‫ومنعه من انتقاد األخطاء التي يرتكبها‬ ‫الق ّيمون عىل كرة السلة‪.‬‬ ‫فهو متم ّرد دامئاً‪ ،‬ال تنفع معه‬ ‫التهديدات وال تخيفه‪.‬‬ ‫تك ّلم بوضوح عن الرياضة عامة‬ ‫وكرة السلة خاصة‪ ،‬وعندما تك ّلم يف‬ ‫السياسة‪ ،‬كان وطنياً حراً مقاوماً‪.‬‬ ‫هذا هو غسان رسكيس‪ ،‬لبناين‬ ‫من مواليد ‪ 1957‬متز ّوج وله ثالثة أوالد‪،‬‬ ‫حاصل عىل شهادة يف الطريان من‬ ‫جامعة بريوت‪.‬‬ ‫خضع لدورات تدريب عدة‪ .‬محارض‬ ‫يف االتحاد اللبناين واآلسيوي‪.‬‬ ‫د ّرب فريق نادي الحكمة‪ ،‬ف ُت ِّوج بلقب‬ ‫الدوري اللبناين أربع مرات متتالية‪،‬‬ ‫انتقل بعدها اىل نادي االتحاد الحلبي‬ ‫وحظي بشعبية كبرية من الحلبيني‬ ‫وجمهور االتحاد‪.‬‬ ‫اآلن يقاوم لبناء مرشوع كبري يف‬ ‫نادي «الشانفيل»‪.‬‬ ‫شخصية ثائرة‪ ،‬أضفت بتف ّردها عىل‬ ‫املنرب الريايض مصداقية ّ‬ ‫قل وجودها يف‬ ‫حوار ش ّيق هذا نصه‪:‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫رحلته مع الرياضة‬ ‫كيف تقرأ مستوى الرياضة يف لبنان عامة‬ ‫وكرة السلة خاصة؟‬ ‫إذا أمعنّا النظر يف مستوى الرياضة يف لبنان‬ ‫عموما وكرة السلة خصوصا‪ ،‬إن كان من ناحية‬ ‫املستوى الفني العام للرياضة‪ ،‬أو من ناحية‬ ‫مستوى االحرتاف يف إدارتها‪ ،‬نجد أن لبنان ال‬ ‫يزال بعيداً عن املستوى املطلوب واملعروف يف‬ ‫دول العامل‪ُ ،‬‬ ‫فك َرة السلة‪ ،‬وكرة الطائرة وكرة‬ ‫القدم هي ألعاب بدائية بالرغم من أن لكل نوع‬ ‫مشجعيه وهواته وأنديته‪ ،‬وهذا ما يدفع الرياضة‬ ‫عامة يف لبنان اىل االضمحالل‪ ،‬وذلك يعود اىل‬ ‫اهتامم الناس بأنواع من الرياضة الجديدة كلعبة‬ ‫الركبي وغريها من ناحية‪ ،‬واىل تدين املستوى‬ ‫اإلداري العام والتنظيمي وغياب الدعم الرسمي‬

‫‪92‬‬

‫لهذا النوع من األلعاب‪ ،‬أضف إليها غياب‬ ‫جامهريها ومشجعيها من ناحية أخرى‪ ،‬يف وقت‬ ‫نجد أن هذه األنواع من الرياضة قد القت جمهوراً‬ ‫واسعاً يف أوروبا وغريها من البلدان بحيث تجد‬ ‫لكل ناد مشجعني من الدرجة األوىل والثانية‬ ‫والثالثة‪ ،‬يف وقت ينعدم هذا النفس الريايض‬ ‫يف لبنان باستثناء بعض األلعاب التي إن ّ‬ ‫قل‬ ‫جمهورها يف املالعب إال أنها تحظى بجمهور‬ ‫واسع من املشاهدين عرب شاشات التلفزة‪.‬‬ ‫وملست ذلك خالل تجربتي يف سوريا حيث كنا نجد‬ ‫املالعب مألى بالجمهور يف أوقات اللعب وتختلف‬ ‫نسبة الحضور بحسب االهتامم بنوع الرياضة‪.‬‬ ‫أما يف ما يتعلق باملستوى اإلداري للرياضة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬فحدّث وال حرج‪ ،‬فهي تعيش مأساة كبرية‪،‬‬ ‫إن كان عىل صعيد االتحادات أو عىل صعيد الدعم‬ ‫الرسمي لها‪ ،‬وهذه مشكلة يجب معالجتها‬ ‫عىل وجه الرسعة ملا للرياضة من إفادة بناءة‬

‫للمجتمع والشباب يف وقت تتوافر لهم كل‬ ‫الوسائل لالنغامس يف القيم الالأخالقية‪ .‬من‬ ‫هنا يجب إعطاء الرياضة اللبنانية ح ّقها ألنها‬ ‫الوحيدة القادرة عىل جذب واحتواء هذا الجيل‬ ‫لتوجهه اىل أشياء جدية وبناءة أكرث لهم‬ ‫الجديد‬ ‫ّ‬ ‫وللمجتمع‪.‬‬ ‫هل كرة السلة اللبنانية ما زالت تحافظ عىل‬ ‫مستواها؟‬ ‫إن كرة السلة اللبنانية مقارنة بغريها من‬ ‫األلعاب الرياضية األخرى تتمتّع مبستوى متطور‬ ‫أو عىل طريق التطور الرسيع نظراً لدعم األندية‬ ‫لها والجهود التي ُتبذل لتثبيت وضعها‪ ،‬خاصة‬ ‫أنها من الرياضات األقل تأثراً بأجواء سوء إدارات‬ ‫االتحادات‪ ،‬وذلك يعود اىل املبادرات التي يقوم‬ ‫بها بعض رؤساء األندية عرب دعمهم اإلمكانات‬ ‫املادية لألندية من أموالهم الخاصة يف ظل غياب‬ ‫الدعم الرسمي لها‪ ،‬لذلك نجد ناديا يتقدّم عىل‬ ‫آخر بحسب املمولني الداعمني له‪ ،‬يف وقت‬ ‫نجد أن هذا الدعم يف األندية العاملية يأيت عرب‬ ‫الرشكات االقتصادية والتجارية الكربى اىل ما‬ ‫هنالك كـ”‪ ”sponsor‬ملا للرياضية من اهتامم‬ ‫كبري عىل أنواعها كلها‪ ،‬وهذا ما نفتقر إليه يف‬ ‫لبنان ما سينعكس سلباً عىل وضعية األندية‬ ‫وعدم استقرارها‪.‬‬ ‫أضف اىل ذلك دعم الجمهور الذي له أهمية‬ ‫كربى إن كان من خالل مداخيل املالعب أو من‬ ‫خالل طلبات االنتساب اىل األندية‪ .‬كل هذه األمور‬ ‫لها تأثريها عىل الرياضة اللبنانية عموما وكرة‬ ‫السلة خصوصا‪ ،‬لكن هذا ال مينع أن كرة السلة‬ ‫اللبنانية ناجحة وأعطت مردوداً إيجابياً للوطن‬ ‫كونها لعبة لها هواتها ومشجعيها‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫ال يكفي إذ عليهم متابعتها عىل أرض امللعب‬ ‫ألن وجود الجمهور يف امللعب يعطي زخ ًام للعبة‬ ‫وبالتايل يجعلها تنطلق نحو العاملية‪.‬‬ ‫كذلك األمر عىل الصعيد الفني‪ ،‬حيث ال‬ ‫أعتقد أن كرة السلة قد تأثرت به‪ ،‬عىل الرغم‬ ‫من أن اإلدارات املتوالية عىل كرة السلة اللبنانية‬ ‫قد تأثرت باإلنجازات التي حصلت عىل صعيد‬ ‫املنطقة ومل تستفد منها‪ ،‬خاصة يف ما يتع ّلق‬ ‫بتجنيس الالعب “جو فوغل” يف وقت كانت كرة‬ ‫السلة يف الدول املحيطة كسوريا واألردن والعراق‬ ‫اىل ما هنالك من دول مجاورة ال تلقى اهتامماً‬ ‫كبرياً‪ .‬فاالهتامم بكرة السلة عربياً بدأ من لبنان‬ ‫حيث حظيت هذه اللعبة مبستوى عال وتطور‬ ‫رسيع خاص مع وصول الالعب املجنس “جو فوغل”‬ ‫الذي أعطى زخ ًام كبرياً ملنتخب لبنان عىل صعيد‬ ‫املنافسة والتأهل اىل بطولة العامل عىل دورتني‬ ‫متتاليتني‪ ،‬ولكن لألسف هذه الخطوة مل تواكبها‬ ‫خطوات إدارية لتفعيل الناشئني ودعمهم يف‬ ‫لبنان‪ .‬ومن املعروف أن بطولة الناشئني قد ُو ِجدت‬ ‫حديثاً‪ ،‬وكذلك بطوالت األعامر كانت ُتن َّظم بوقت‬ ‫قصري‪ ،‬وذلك يعود اىل انعدام الرؤية لدى الق ّيمني‬ ‫عىل االتحادات التي تتالت باستثناء البعض منهم‬ ‫الذين كانوا يطمحون لتطوير هذه اللعبة‪ ،‬ولكن‬

‫رسكيس يتحدث للزميل حمدان‬ ‫مع األسف هؤالء كان البلد يعمل دامئاً عىل‬ ‫تهميشهم‪.‬‬ ‫من هنا يجب أن يكون هناك مواكبة كربى‬ ‫للنهوض بهذه اللعبة ألنه ال ميكننا أن نظل‬ ‫معتمدين عىل أن يأيت حكم ما يجنس هذا‬ ‫الالعب أو ذاك أم ال‪ ،‬يف وقت ميكن االستفادة من‬ ‫الطاقات الكبرية املوجودة لدينا من خالل العمل‬ ‫عىل تدريبها عىل القواعد الصحيحة‪ ،‬إن كان‬ ‫عىل صعيد املدارس أو الجامعات لتحسني مستوى‬ ‫اللعبة وتطويره دون أن نبني آمالنا وتطلعاتنا‬ ‫كام تفعل الدول العربية املجاورة كسوريا واألردن‬

‫السياسة بالنسبة يل‬ ‫رجال يتمتعون‬ ‫بالوطنية مثال‬ ‫السيد حسن نرص الله‬ ‫والجرنال عون‬ ‫عىل املواطن اللبناين‬ ‫أن ُيدرك أن صوته‬ ‫ليس بالبارودة‬ ‫بل بصندوق االقرتاع‬ ‫‪93‬‬

‫والعراق وإيران التي بدأت اليوم تعتمد عىل خطة‬ ‫التجنيس للنهوض بهذه الرياضة‪ ،‬ما يجعل لبنان‬ ‫يف مركز الطليعة دامئاً‪.‬‬ ‫كالحكمة‬ ‫متعددة‬ ‫أندية‬ ‫يف‬ ‫د ّربتم‬ ‫والريايض وحلب واملنتخب اللبناين‪ ،‬واآلن‬ ‫يف الـ”الشانفيل”‪ ،‬ما هي أهم مرحلة كانت‬ ‫بالنسبة إليكم؟‬ ‫قمت بتجارب عدة خالل فرتة التدريب التي‬ ‫قمت بها‪ ،‬بدأت مع نادي الحكمة الذي مت ّيز بإنجازات‬ ‫كبرية أوصلتنا اىل قمة البطوالت العربية‬ ‫ثم انتقلت بعدها اىل التدريب يف‬ ‫واآلسيوية‪ّ .‬‬ ‫النادي الريايض حيث ُم ِنيت بخيبات أمل كبرية‪،‬‬ ‫ولكن مرارة التجربة والتضحيات والصعوبات‬ ‫التي تك ّبدتها مع هذا النادي أوجدت لدي رؤية‬ ‫واسرتاتيجية أوسع يف كيفية التعامل مع‬ ‫األحداث كام تأيت‪ ،‬كام أوجدت لدي اسرتاتيجية‬ ‫واضحة لنادي الريايض ولكن لألسف مل ُيكتَب‬ ‫لنا التواصل معاً‪ ،‬ما أوجد لدي نوعاً من الرىض‬ ‫ألنني قمت بخطوة مناسبة يل شخصياً وللبلد‬ ‫انتقلت عربها من نا ٍد مسيحي اىل نا ٍد مسلم‪،‬‬ ‫كام عملت خاللها عىل محاربة الطائفية‬ ‫التي كانت سائدة مع األسف يف لبنان وال تزال‬ ‫موجودة‪.‬‬ ‫ولكن تجربتي الكبرية كانت يف سوريا‪ ،‬والسبب‬ ‫يف ذلك األمر يعود اىل مرحلتي الطفولة‬ ‫والشباب اللتني قضيتهام يف بيئة معادية جداً‬ ‫للنظام السوري‪ ،‬خاصة بعد اكتشايف أثناء‬ ‫وجودي هناك عكس ما كنت أعيشه‪ ،‬وما زلت‬ ‫حتى اآلن أحن اىل املرحلة التي قضيتها هناك‬ ‫خاصة بعد حفاوة استقبال الشعب السوري‬ ‫يل يف تلك الفرتة‪ .‬وهذه التجربة أغنتني كثرياً‬ ‫كشخص ألنني مت ّكنت من التخلص من القالب‬ ‫الذي كنت أضع نفيس فيه‪ ،‬ما أوجد لدي انفتاحاً‬ ‫ليس فقط عىل سوريا بل عىل كل املحيط وعىل‬ ‫كل القضايا املتع ّلقة بالرياضة يف املنطقة‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫منرب ريايض‬ ‫والجوار‪ ،‬وهذه كانت تجربة مهمة جداً بالنسبة‬ ‫يل كإنسان‪.‬‬ ‫وبالعودة اىل “الشانفيل” أهم يشء حدث‬ ‫يل يف النادي هو أننا بدأنا من الصفر تقريباً ألن‬ ‫مستواه كان ضعيفاً جداً مقارنة بنادي الريايض‪،‬‬ ‫ولكن عىل الرغم من الصعوبات التي واجهتنا‬ ‫عىل الصعيد املايل ومعاكسة األمور لنا‪ ،‬إال‬ ‫إرصارنا كبري من الق ّيمني عىل مدرسة ونادي‬ ‫“الشانفيل”‪ ،‬ونحن كجهاز فنّي مت ّكنا من تخطي‬ ‫كل هذه الصعوبات‪ ،‬فشعرت حينها وكأنني‬ ‫عملت عىل والدة طفل صغري بدأ يكرب مع الوقت‬ ‫بعدما كنا قد فقدنا األمل بتأسيس هذا الفريق‪،‬‬ ‫وهذا ما نالحظه هذه السنة مع النتائج التي‬ ‫وصل إليها النادي التي بدأت تتط ّور وتتقدّم‪،‬‬ ‫ونتمنّى أن يصل اىل األهداف التي نطمح إليها‪.‬‬ ‫فكل تجربة كان لديها مكانتها لدي‪ ،‬واملقصود‬ ‫بكل هذه التجارب التي حصلت هي تلك التي‬ ‫خضتها يف النادي الخاص يب يف نادي العمل يف‬ ‫بكفيا الذي انطلقت منه كمد ّرب يف وقت عملنا‬ ‫فيه للمحافظة عىل وجود الرياضة وسط جو‬ ‫الحرب والنزاعات السياسية‪ ،‬فبدأت التدريب يف‬ ‫نادي العمل سنة ‪ 1978‬وتركت النادي يف العام‬ ‫‪.1986‬‬ ‫وأشعر اليوم براحة كبرية يف نادي “الشانفيل”‬ ‫ألنني عملت عىل إنشائه وتطويره‪ ،‬وأعتقد أنه‬ ‫سيحتل مكانة كبرية يف قلبي بعد أن أعتزل‬ ‫الرياضة‪.‬‬

‫غسان رسكيس والسياسة‬ ‫هناك شائعات بأن غسان رسكيس سيرتك‬ ‫الحقل الريايض لينخرط يف الحقل السيايس‪،‬‬ ‫ما هو تعليقكم عىل ذلك؟‬ ‫يف هدا اإلطار‪ ،‬أؤ ّكد عدم وجود أية ميول‬ ‫سياسية لدي‪ .‬فالتجربة السياسية املريرة التي‬ ‫تعلقنا فيها يف الفرتة املاضية كشباب لديه‬ ‫حامسة يف رؤية بلده حراً مستق ًال جعلتنا نتعلق‬ ‫بشعارات ألغت تفكرينا‪ ،‬ولكن مع األسف الذين‬ ‫أغرقوننا بهذه الشعارات مل يعملوا إال عىل ج ّرنا‬ ‫خالل األحداث اىل التقاتل الطائفي واملذهبي‬ ‫والعقائدي‪ ،‬وقد عشنا هذه الفرتة وتربينا عليها‬ ‫وعانينا منها الكثري من املآيس ولكن رغم‬ ‫مرارتها واملراحل التي مرت بها والنتائج السيئة‬ ‫التي نتجت منها يف املجتمع مت ّكنا من التخلص‬ ‫منها‪ .‬بيد أنني ال أنكر أن هذه التجربة أغنتني‬ ‫كثرياً وجعلتني أنقلب عىل كل ما كنت أؤمن به‬ ‫يف مرحلة الشباب‪ .‬فأصبحت اليوم أؤمن بلبنان‬ ‫الطائفة الواحدة‪ ،‬بلبنان الكبري‪ ،‬بلبنان الذي كام‬ ‫يقول أحد املقربني جداً اىل قلبي وهو العامد عون‪:‬‬ ‫“لبنان الذي لنا الحق أن نختلف به يف الرأي والدين‪،‬‬ ‫وأن يكون لدينا معتقدات مختلفة‪ ،‬ولكن يجب أن‬ ‫يحب بعضنا بعضا ونعيش كشعب واحد”‪.‬‬ ‫توجه أنظاري اىل السياسة‬ ‫من هنا أعتقد أن‬ ‫ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ُ‬ ‫حديث غ ّزة‬ ‫عجباً ّ‬ ‫ترضم يف الوجوه النّا ُر‬ ‫لكأنمّ ا تلك الوجوه حجا ُر‬ ‫وترى النّعال عىل ال ّرقاب تدوسها‬ ‫وكأمنا تلك الرقاب غبا ُر‬ ‫عجباً لهذا ال ّذل يورث أمتي‬ ‫ّ‬ ‫كل الهوان وال اإلباء يثا ُر‬

‫كان بفضل أشخاص كالعامد عون‪ ،‬الذين أؤ ّيد‬ ‫مواقفهم وككثري من الناس أقف معهم ألنني‬ ‫عىل يقني مبا يحدق بهم من خطر نابع من‬ ‫موجة غضب الزعامات التقليدية واإلقطاعية‬ ‫و”املافياوية” التي عملت عىل تخريب لبنان‪،‬‬ ‫واليوم تجدهم يحاربون كل شخص يسعى‬ ‫اىل إقامة وحدة وطنية حقيقية يف البلد‪ .‬من‬ ‫هنا السياسة بالنسبة إيل هي رجال يتمتعون‬ ‫بالوطنية مثال السيد حسن نرص الله والجرنال‬ ‫عون الذي يضحون يف سبيل بلدهم دون أي مقابل‪،‬‬ ‫ومن دون قتل عىل الهوية ومن دون حواجز أو خ ّوة‬ ‫ومن دون غمس الشباب يف األشياء الغريزية التي‬ ‫ميكن أن تو ّرطهم يف حروب مع بعضهم وهم‬ ‫ينادون عىل العكس بالوحدة الوطنية والتالقي‬ ‫والتفاهم‪ .‬وكمواطن لبناين ولو كنت مسيحياً‬ ‫مارونياً أقدّر جداً اإلنجازات التي حققتها املقاومة‬ ‫والتي أدت اىل تحرير لبنان من العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫عدو اإلنسانية‪ ،‬ما سيجعل كل اللبنانيني عىل‬ ‫اختالف طوائفهم فخورين ببلدهم‪.‬‬ ‫هذا هو العمل السيايس الصالح بالنسبة‬ ‫إيل‪ ،‬وإذا بقي كذلك ميكن أن أدخل السياسة‬ ‫يوماً إذا ُط ِلب مني أن أكون يف موقع وطني‪،‬‬ ‫ألنني أؤمن بلبنان الذي أخدمه اليوم من خالل‬ ‫الرياضة ولكنني مل أخطط يوماً للدخول إليها‬ ‫عىل الرغم من تناقل شائعات حول ترشيحي يف‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫وأؤ ّكد أنني ال أملك أي مرشوع أو فكرة لدخول‬ ‫العمل السيايس‪ ،‬إال إذا ُط ِلب مني ذلك من خالل‬

‫‪94‬‬

‫أشخاص أكنّ لهم كل املحبة واملودة وأؤمن بهم‪،‬‬ ‫وهنا سيكون لدي رضورة ملحة ألخدم بلدي يف‬ ‫هذا الحقل‪ ،‬ولكن أعود وأؤ ّكد أنه ليس لدي أي‬ ‫تخطيط أو رؤية لدخول املعرتك السيايس اآلن‪.‬‬ ‫كيف ترى السياسة يف لبنان اليوم قبل‬ ‫شهرين من مرحلة االنتخابات؟‬ ‫الشعب اللبناين الذي عاش جميع املآيس‬ ‫التي تحدثنا عنها يف سياق الحديث هو اليوم أمام‬ ‫خيارين‪ :‬إما أن يعود من خالل “زفاتة” أو “جبالة” أو‬ ‫“خط هاتف” أو “قصطل ماء” أو “رشيط كهرباء”‪،‬‬ ‫يعود وينتخب الذين عملوا عىل مص دمائه‬ ‫ليوصلوا به بعد االنتخابات اىل الهاوية‪ ،‬وإما أن‬ ‫يفحص ضمريه ويذهب باتجاه الجهات التي يراها‬ ‫تعمل عىل التضحية يف سبيل الوطن‪ .‬وأعتقد‬ ‫أن الشعب اللبناين أصبح مدركاً ملا يدور من حوله‬ ‫وسيتوجه بأكرثيته نحو الخري وسينتخب القيادات‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية الحقيقية التي تعمل عىل إنقاذ لبنان‪،‬‬ ‫وهذا ما ستكون عليه انتخابات ‪ 2009،‬ومن هنا‬ ‫أدعو الجميع اىل أن انتخابات ‪ 2009‬هي السبيل‬ ‫الوحيد إلحياء الوطن وأن ال يبيعوا ضامئرهم‬ ‫ببعض الدوالرات ألنه كام يقال “من اشرتاك باعك”‬ ‫وأن يفكروا بالطريق الصحيح لنصل اىل العمل‬ ‫الدميوقراطي ال العكس كام فعل الذين عمدوا‬ ‫بعد نتيجة انتخابات ‪ 2005‬اىل تزوير إرادة الناخبني‪،‬‬ ‫كام عىل املواطن اللبناين أن ُيدرك أن صوته ليس‬ ‫بالبارودة وال “بالجزمة” بل بصندوق االقرتاع‪.‬‬

‫حوار‪ :‬رونالد حمدان‬

‫وتدور غزّة دورة دمو ّية‬ ‫دفق الدماء بدورها د ّوا ُر‬ ‫أطفالها‪ ،‬ونساؤها‪ ،‬وشيوخها‬ ‫دمهم عىل كل الدّروب بذا ُر‬ ‫أشالؤهم وجع الضمري فهل له‬ ‫حس الضمري منافق ختّا ُر؟‬ ‫ّ‬ ‫يخجل حاكامً‬ ‫يبس الضمري‪ ،‬فام ّ‬ ‫شعب يباد‪ ،‬ويبتليه دما ُر‬ ‫حكامنا جبنوا أمام عد ّوهم‬ ‫ويقاومون شعوبهم إن ثاروا‬ ‫يتآمرون لقمعهم إن قاوموا‬ ‫ويباركون إذا استب ّد حصا ُر‬ ‫دعواتهم ّ‬ ‫دق الطبول تواتر‬ ‫ورؤوسهم رهن البنان تدا ُر‬ ‫إن حدّثوا‪ ،‬فهو املراء وصمتهم‬ ‫صمت القبور إذا شدا مزما ُر‬ ‫باعوا ضامئرهم فذلك حاكم‬ ‫ِأشدٌ وذاك مزايد ثرثا ُر‬ ‫كتبوا عىل أدبارهم ِف ّروا إذا‬ ‫وجب القتال قللنّجاة ِفرا ُر‬ ‫من يبتغي سبل النّجاة تخاذالً‬ ‫وتواطؤاً فلتجلد األدبا ُر‬ ‫علامؤنا يفتون أن ثار الورى‬ ‫غوغاء‪ ،‬ل ّبوا من رعوا وأشاروا‬ ‫شعب املقاومة األ ّيب كفاهم‬ ‫كيس ّ‬ ‫وخيا ُر‬ ‫الطحني وجبنة ِ‬ ‫علامءنا ال تنكروا قرآنكم‬ ‫فيه الوصايا الب ّينات سفا ُر‬ ‫ّإن األش ّد عداوة للمؤمنني‬ ‫ومنهم األحبا ُر‬ ‫هم اليهود‬ ‫ُ‬ ‫آياته فرضت بأ ّال تعتدوا‬ ‫ان توثقوا‪ ،‬ميثاقكم مربا ُر‬

‫لكن إذا ُفرض القتال عليكم‬

‫ني ومل َّ‬ ‫والعهد خ َ‬ ‫يوف دما ُر‬ ‫بئس العاممة‪ ،‬والفتاوى والذي‬ ‫يفتي بأن ال ُي ْج َبه الك ّفا ُر‬

‫هم املقاوم ال ليشبع بطنه‬ ‫ُّ‬

‫همه أن ُيحرق ّ‬ ‫الط ّيا ُر‬ ‫بل ُّ‬ ‫السالح وآمنوا‬ ‫مدداً له مدّوا ّ‬

‫أن الشهادة والجهاد مسا ُر‬ ‫حقّ الجهاد له كحقّ العيش‬ ‫يأمن عيشه رغد وإستقرا ُر‬ ‫دعم األخ ّوة واجب صلة الرتاحم‬

‫واجب‪ ،‬وأخ ّوة مئزا ُر‬ ‫الصالة تغيثنا حتى‬ ‫وجب القتال فال ّ‬ ‫لو ّان دموعنا مدرا ُر‬ ‫وجب القتال‪ ،‬فال الدّعاء يغيثنا‬ ‫حتى وإن وصل النّهار نها ُر‬ ‫وجب القتال وال كمون يغيثنا‬

‫ل ّم الشمل‬

‫الصحن األسايس يف عشاء كليمنصو كان عائلياً‪ ،‬أما املقبالت فكانت‬ ‫انتخابية أمنية‪ ،‬فهناك عتب عىل جنبالط بعد حادث كفرحيم كاد أن‬ ‫يسقط االتفاق الحاصل بني املختارة وخلدة‪ ،‬أما األهم واألساس فكان من أجل‬ ‫تحصني الجيل أمنياً‪ ،‬هذا ما يقال بل هو تحصني قالعهم من الخطر القادم‬ ‫عىل عروشهم‪ ،‬ومنه هذا العرش‪ ،‬من االهتزاز أمام هذه الحالة التي استطاع‬ ‫الوزير وئام وهاب خلقها داخل البيت الدرزي الذي مل يسبق أن حاول أحد‬ ‫كرس هذه التبعية الدرزية وخلق مدخل آخر لهذه الطائفة‪.‬‬ ‫هل كان االتفاق أمنياً أم لقطع الطريق أمام مد تيار التوحيد اللبناين‪،‬‬ ‫تيار التغيري‪ ،‬وخصوصاً بعد ترصيح وهاب بأنه سيخوض االنتخابات النيابية‬ ‫القادمة‪ ،‬لكن هذه املرة املعادلة اختلفت فأصبح لوهاب حزب وقاعدة شعبية‬ ‫مل تعد محصورة يف الشوف بل يف بعبدا وعاليه‪ ،‬مام يسبب قلقاً عندهم‪،‬‬ ‫فاالنتخابات القادمة وبعد التقسيامت الجديدة أي بعد اتفاق الدوحة فلم‬ ‫يعد جنبالط صاحب الكلمة الفصل يف بعبدا والبقاع الغريب‪ ،‬فالنتيجة‬ ‫دقيقة‪ ،‬وهي تحرص زعيم املختارة بثالثة مقاعد درزية من أصل مثانية‪ ،‬ألن‬ ‫نتيجة التحالفات القامئة بعبدا والبقاع الغريب‪ ،‬باتت محسومة‪ ،‬أما يف‬ ‫عاليه‪ ،‬فالتسوية بينه وبني أرسالن تفقده مقعداً آخر‪.‬‬ ‫فمعنى اليد املمدودة من البيك للمري هي من أجل س ّد كل الطرق عىل‬ ‫وصول وهاب إىل أحد املقاعد الدرزية وفتح الباب أمام قوة درزية ثالثة تأكل‬ ‫من حصة كل منهام‪ ،‬فرتشح وهاب عىل الئحة املعارضة أخرج أرسالن ألنه‬ ‫لن يكون نائباً ضمن كتلته النيابية بل سوف يكون آخر مسامر يف نعش‬ ‫اإلقطاع الدرزي‪.‬‬

‫الرفيق وائل ضو‬ ‫مفوضية املنت األعىل‬

‫حتى وإن تبع القرار قرا ُر‬ ‫الصالة مع الدّعاء‬ ‫وجب الجهاد مع ّ‬ ‫وبالسالح مقاومني ُنجا ُر‬ ‫ّ‬ ‫أسيادنا يا رب ال تغفر لهم‬

‫مكروا اإلخاء ومكرهم ُك ّبا ُر‬ ‫ر ّباه عفوك خاطري ت ِع ٌب ويب‬ ‫حرج‪ ،‬وبايل مؤرق‪ ،‬محتا ُر‬ ‫ٌ‬ ‫ينتابني رهب فأسال هل ترى‬ ‫أن اليهود لَ َشعبك املختا ُر؟!‬ ‫فأعود للقرآن‪ ،‬أقرأ آية‬ ‫فجا ُر‬ ‫كذب اليهود فإ ّنهم ّ‬ ‫رباه إن كثرُ َ الفساد بأ ّمتي‬

‫عرب‬ ‫كانوا‬ ‫ْ‬ ‫عرب‪...‬‬ ‫كانوا ْ‬ ‫كانوا حامة السرُ ف‬ ‫عنوان الفداء والكرم‬ ‫سيف الحق‪ ،‬شعلة الخري‬ ‫كانوا رجاالً يقدمون عىل فعل‬ ‫الخري‬ ‫ال قول ال ِعب‬ ‫عرب‬ ‫كانوا ْ‬ ‫كانوا رجاالً‬ ‫ال يردعهم عن ُنرصة املظلوم‬ ‫إال فراش املرض‬ ‫ال يأبهون للموت‬ ‫وال يعرفون الخوف‬ ‫عرب‬ ‫كانوا ْ‬

‫ما زال فيها كرثة أطها ُر‬ ‫ر ّباه إن كرث العبيد بأ ّمتي‬ ‫ما زال فيها كرثة أحرا ُر‬ ‫يستشهدون يجاهدون يقاتلون‬ ‫اللهم يا غفا ُر‬ ‫عد ّوك ّ‬ ‫إميانهم سند لهم‪ ،‬ما عانهم‬

‫أما اليو َم‪...‬‬ ‫فهم أشباه برش‬ ‫عقولهم برسم اإليجار‬

‫طري أبابيل‪ ،‬وال أحجا ُر‬

‫فايز الزين ـ صيدا‬ ‫‪100‬‬

‫قلوبهم تنبض بعملة الورق‬ ‫عروقهم تجري فيها الخزي والعار‬ ‫وأفواههم ال تعرف سوى عبارات‬ ‫القلقْ‬ ‫العرب‬ ‫لن نقبل بهؤالء‬ ‫ْ‬ ‫نحن‪...‬‬ ‫نحن‬ ‫وغزة‬ ‫نحن ثوار سيناء واإلسكندرية‬ ‫شهداؤنا سياج املدينة املنورة‬ ‫ومكة‬ ‫مقاومتنا هي الكرامة واملجد‬ ‫والعزة‬ ‫نحن سيف اإلسالم وترس العروبة‬ ‫والعرب‬ ‫ْ‬ ‫جنود‬

‫القدس‬ ‫ِ‬

‫واألقىص‬

‫وكيل اإلعالم‬ ‫املنت ـ الدائرة الثانية‬ ‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫مقال‬

‫الحكماء‬ ‫والحمقى‬ ‫شبيل بدر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ال أظن أن الحكامء يواجهون مشكلة فرادتهم‪ ،‬لكنهم يواجهون وجه الحق‬ ‫يف أصالتهم‪ ،‬تواصلهم مع األصالة مسألة صدق وإبداع‪ .‬والحكامء قد ال‬ ‫ُ‬ ‫ورشط‬ ‫تهمهم بعض الجامليات إال بقدر انسجامها مع الحقائق يف الوجود‪،‬‬ ‫مصداقيتهم أن تكون ظواهرهم كبواطنهم‪.‬‬ ‫الحكامء يشدهم توقهم اىل ما قد يكونون أو ما يسعون للوصول اليه‬ ‫والعيش بداخله‪ ،‬ويتعزون إذا ما خذلتهم تطلعاتهم أنهم مسكونون‬ ‫بحضور قيمي وجامليات ذلك الحضور‪ ،‬ألنهم مفتوحون عىل استقامة‬ ‫األخالق البرشية عامة‪ ،‬يتلمسون نفحاتها املتجددة بارتقاء‪ ،‬كونها تنبع‬ ‫من قناعة القصد وسمو التعبري‪ ،‬إعال ًء لشأن يساوي وجودهم‪ ،‬عز نظريه‬ ‫عند أصحاب التوافه السياسية ومثالب الخطب املمزوجة أو املغطاة بدسم‬ ‫األلفاظ وأقنعة ال تخفي خلفها‪ ،‬مهام جهدوا‪ ،‬وجوه مطلقيها وما تبطن‪.‬‬ ‫والحكامء والحمقى أناس موجودون يف كل مجتمع أو طائفة أو أتباع‬ ‫مذاهب أو معتقدات إميانية‪ ،‬لكن توجهاتهم تعاكس بعضها‪ ،‬فاألولون قد‬ ‫يختارون جوهر العقل وسيادته يف تعاطيهم مع اآلخرين أو قد يكونون عىل‬ ‫قناعة ذاتية يف ما هم عليه‪ ،‬وتلك القناعة ال تؤثر سلباً إذا مل ُيل ِزموا بها من‬ ‫يتواصلون معهم أو من يسائلهم أو يطلب مشورتهم‪ ،‬ملتزمني ابداً ذواتهم‪،‬‬ ‫غري مكتفني مبا توصلوا اليه‪ ،‬ساعني اىل كشف غوامض ما خفي عنهم دون‬ ‫تبجح وبتواضع‪ .‬أما اآلخرون‪ ،‬فإنهم يتعمدون اختيار فسادهم كلام حاولوا‬ ‫أن يتوجهوا اىل رعاياهم وأتباعهم مبا يشبه اإلرشاد أو مبا يشابه املواعظ‪،‬‬ ‫دون اإلصغاء اىل انتقادات تصل مسامعهم من حني آلخر‪ ،‬تطالبهم وتحثهم‬ ‫عىل تصحيح مساراتهم غري الربيئة واملتشعبة التوجه‪ ،‬وإزالة الغشاوة عن‬ ‫قلوبهم وعقولهم‪ ،‬ألن غشاوة العقل والقلب أشد وأدهى وأظلم من غشاوة‬ ‫العني‪ ،‬فاألوىل تذهب بهم مذهباً ظالمياً مقروناً بعصبية غيبية تالمس‬ ‫حدود التخبط اإلمياين‪ ،‬والثانية مذهب من ال يرى الضوء املقاد أمامه إلنارة‬ ‫سبله‪ ،‬وقد تكون أخف وطأة من سابقاتها لكنها مخطئة باملحصلة‪.‬‬ ‫الحكامء يف هذا الوطن‪ ،‬عىل ندرتهم‪ ،‬ومضاتهم ال يشبه أحدها اآلخر‪،‬‬ ‫لكنها موسومة باإليجابية البنّاءة‪ ،‬إن يف الرؤى املستقبلية لألمة أو‬ ‫يف رسم خريطة الحارض املعاش‪ ،‬التي تشكل خطوطها املتعرجة طريق‬ ‫اإلحساس الفكري والروحي ورشارة ضو ٍء‪ ،‬مستقطراً من ينابيع تدفقت‬ ‫أنهاراً أينعت اخرضاراً ومواسم مجد‪.‬‬ ‫أما الحمقى الذين يتناولون يف كالمهم منطق الخوف واالنغالق وال يرون يف‬ ‫اآلخرين إال تحجرهم‪ ،‬فريعبهم ذلك الخوف االفرتايض‪ ،‬فيتحجرون بدورهم‬ ‫لحامية مكتسباتهم ويبدلون الحق بالباطل‪ ،‬بسامتهم الصفراء ال تشبه‬ ‫البدائع التي تحيط بجامل اللحظات الفرحة بل تنتهي مواعظهم كام‬ ‫تنتهي كل رعشة ال تنبع من القلب‪ ،‬ألنهم يقفون مستنكفني عند الحدود‬ ‫املرئية العامرة باإلحساس الذي يؤسس لآلخر مكاناً يف مجتمع الحياة من‬ ‫دون نقصان‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫العدد ‪-27‬نيسان ‪2009‬‬


‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني‬ ‫‪www.tayyar-tawhid.org‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.