Manbar altawhid issue 25

Page 1

‫منصور الرحباني‪:‬‬ ‫عاد «الفينيق»‬ ‫الى عاصي‬ ‫العدد ‪ 25‬ــ شباط ‪2009‬‬

‫« بنك األهداف » اإلسرائيلية‬ ‫أفلس في غزة‬

‫ممثل حماس اسامة حمدان لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫«المقاومة الفلسطينية» انتصرت‬ ‫ّ‬ ‫متوقع دائماً‬ ‫العدوان‬ ‫مصر تنقل وجهة نظر إسرائيل‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫انتصر‬ ‫الدم على‬ ‫احلقد األسود‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫في هذا العدد‬

‫منبر التوحيد‬

‫نشرة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد اخلامس والعشرون ‪ /‬شباط ‪2009‬‬ ‫السنة الثانية‬

‫في الغالف – غزة‬

‫ص‪4‬‬ ‫ص‪14‬‬

‫إسرائيل‪“ ،‬بنك أهدافها” أفلس في غزة‬ ‫غزة‪ :‬حرب اإلستقالل الفلسطيني‬

‫د‪ .‬جبور لـ”منبر التوحيد”‪ :‬الدعاوى في احملاكم األوروبية ضد قادة‬

‫ص‪28‬‬

‫العدو لن تأتي بنتيجة‬

‫ّ‬ ‫تكسرت‬ ‫معن بشور لـ”منبر التوحيد”‪ :‬أهداف العدوان على غزة‬

‫ص‪30‬‬ ‫غالب قنديل لـ”منبر التوحيد”‪ :‬جزء من املشهد اإلعالمي العربي‬

‫ص‪42‬‬

‫كان في موقع إعالن احلرب على الفلسطينيني‬

‫العميد املتقاعد زيتوني لـ”منبر التوحيد”‪ :‬انتصار حماس سيعيد‬

‫ص‪44‬‬

‫صياغة مشروع املقاومة‬ ‫املنبر اللبناني‬

‫احلوار في االستراتيجية الدفاعية حول مفهوم الدفاع في لبنان‬

‫ص‪55‬‬ ‫املنبر اإلقتصادي‬ ‫د‪ .‬عبد احلليم فضل اهلل لـ”منبر التوحيد”‪ :‬اإلقتصاد اللبناني لن‬ ‫يحقق منوا ً في الـ ‪2009‬‬

‫ص‪75‬‬

‫املنبر العربي‬ ‫سقط فيلم مؤامرة غزة‬ ‫دولة قطر تُ ِ‬

‫ص‪81‬‬

‫املنبر الدولي‬

‫ص‪83‬‬

‫أوباما يدخل البيت األبيض‬ ‫املنبر الثقافي‬

‫الشاعر محمد علي شمس الدين لـ”منبر التوحيد”‪ :‬انتصار متوز‪،‬‬

‫ص‪86‬‬

‫وليد اقتران احلق بالقوة‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬

‫أول الكالم‬

‫زمن اإلنتصار‬

‫لقد توقفنا عن العد‪ ،‬ولم نعد نحسب الزمن‬ ‫على توقيت أي من املصطلحات املعروفة‪ ،‬وبتنا‬ ‫منارس حرفة جديدة أال وهي احتساب الذين قدموا‬ ‫قرابينهم على ساحات فلسطني حتى اليوم‪.‬‬ ‫“لقد ولى زمن الهزائم وبدأ زمن االنتصار”‪،‬‬ ‫هكذا تكلم سيد املقاومة‪ ،‬وها هو االنتصار‬ ‫الثالث تلوح بشائره ويطل براياته من قطاع غزة‪،‬‬ ‫بعد االنتصارين في جنوب لبنان‪ ،‬يبشرنا بأنه لم‬ ‫يعد للزمن املوسوم بالهزمية أو النكسة حساب‬ ‫في تاريخنا املعاصر‪.‬‬ ‫نعم نحن واثقون مما نقول وأكثر‪ ،‬ألن أرواح‬ ‫الشهداء هي كالسهم املشدود‪ ،‬متى أطل َقتْه‬ ‫اإلرادة الفاعلة واملؤمنة بصحة عقيدتها ال نسل‬ ‫عن مصيره بل نحتفظ بصورته طائرة في الهواء‬ ‫وال ننظر أبدا ً إلى وقوعه‪.‬‬ ‫إنها الثقة املطلقة التي تتولد من اإلميان‬ ‫بحق الوجود واحلياة الكرمية‪ ،‬ألن الشعب املقاوم‬ ‫أثبت أنه يعمل بوحي من أصالته وتاريخ أبطاله‬ ‫النوعيني‪ ،‬ويحفظ الوفاء لدماء شهدائه‪ ،‬وأن‬ ‫أمته فعالً هي والعلى توأمان ولن تندثر أبداً‪،‬‬ ‫وسيغمرنا الفرح واالعتزاز عند ذكر انتسابنا لها‬ ‫ألنها أنتجت هذا اجليل املقاوم الذي يعطي كل‬ ‫ما ميلك فدا ًء لكرامتها وعزتها بعيدا ً عن سلطة‬ ‫األنظمة واعتدالها املزعوم الذي تختبئ وراءه‪.‬‬ ‫هذا التاريخ املش ّرف املكتوب بدماء الشهداء‬ ‫على مر ستني عاماً‪ ،‬الذي كان فيه للحكام‬ ‫املتخاذلني صفحات سوداء مكتوبة باحلبر‬ ‫العبري لن ت ّ‬ ‫ُسطر فيه بعد اليوم إال وقفات‬ ‫العز والكبرياء واألنفة‪ ،‬ولن يسمح املقاومون‪،‬‬ ‫كل املقاومني‪ ،‬إن كان بالسالح أو بالكلمة أو‬ ‫بالعرق املتصبب من جباه العمال والفالحني‪ ،‬أن‬ ‫يطلق أولئك املتخاذلون املتسلطون من احلكام‪،‬‬ ‫ملوكا ً أو رؤساء أو أمراء‪ ،‬كالبهم املسعورة لكبح‬ ‫تطلعات التحرر من نير االستعباد والقهر‪ ،‬ألن‬ ‫اجلباه املرفوعة لم ولن تتعود على ثقافة احلوافر‪.‬‬ ‫لقد أعطى شعبنا األبي قوافل من الشهداء‬ ‫من أجل قضية حق‪ ،‬وألن املقاوم يعيش مع عقله‬ ‫ومع إميانه بالنصر‪ ،‬لذلك ال يهتم أبدا ً للمكان‬ ‫الذي يسقط فيه جسده‪ ،‬بل من أجل ماذا وألي‬ ‫قضية يستشهد‪.‬‬ ‫لقد وهب اهلل للشهداء واملقاومني نعمة التواضع‬ ‫وملدعي االعتدال وأنصاف الرجال‬ ‫والعنفوان والكبر‪ّ ،‬‬ ‫وصمة الغرور والتواطؤ وخياناتهم املعروفة‪.‬‬

‫أسرة التحرير‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫قل لي‬ ‫من تنتخب‬ ‫أقل لك‬ ‫من أنت !‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫دخل لبنان مرحلة االستحقاق االنتخابي‪ ،‬وانبثاق مجلس نواب‬ ‫سيك ّون السلطة املقبلة‪ ،‬وسيؤسس للمستقبل السياسي‪ ،‬وموقع‬ ‫الدولة من مسائل مصيرية تتعلق بالدفاع عن السيادة اللبنانية‪ ،‬في‬ ‫مواجهة األطماع واألخطار الصهيونية عليه‪ ،‬كما على الدول العربية‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫فهذه االنتخابات التي يصفها فريق ‪ 14‬شباط بأنها مصيرية‪ ،‬ومبثابة‬ ‫حياة أو موت باملعنى السياسي‪ ،‬هي كذلك بالفعل‪ ،‬إذا ما كان املقصود‬ ‫هو إخراج لبنان من احملور األميركي والعربي املستسلم واملسمى خطأ‬ ‫معتدالً‪ ،‬الذي يطرح مهادنة العدو اإلسرائيلي‪ ،‬وإخراج لبنان من معادلة‬ ‫الصراع معه‪ ،‬بإقفال جبهته اجلنوبية‪ ،‬وتطبيق اتفاق الهدنة الذي وقع‬ ‫عام ‪ ،1949‬والعودة إلى مقولة “قوة لبنان في ضعفه‪ ،‬واحلماية تأتيه‬ ‫من صداقاته الدولية وعالقاته الدبلوماسية”‪.‬‬ ‫هذه هي مالمح عناوين االنتخابات املقبلة‪ ،‬التي تخوض حتتها قوى‬ ‫‪ 14‬شباط االنتخابات‪ ،‬والتي ال ترى املعارضة أنها تخدم لبنان وسيادته‬ ‫واستقالله‪ ،‬أو تستفيد من مقاومته التي حققت إجنازات كبرى في‬ ‫حترير األراضي احملتلة‪ ،‬وطرد قوات االحتالل اإلسرائيلي من اجلنوب والبقاع‬ ‫الغربي وراشيا‪.‬‬ ‫فإلى جانب ذلك‪ ،‬فإن الوضع الداخلي يستأثر أيضا ً باالهتمام‪ ،‬إذ‬ ‫ال ميكن إغفال األزمة االقتصادية واملالية واالجتماعية وما سببته‬ ‫سياسة االستدانة غير اجملدية‪ ،‬واإلنفاق على مشاريع ال تزيد من‬ ‫النمو االقتصادي‪ ،‬وال تقيم اقتصادا ً قوياً‪ ،‬أساسه اإلنتاج في الزراعة‬ ‫والصناعة‪ ،‬إضافة إلى تعزيز دور لبنان في التجارة واخلدمات وتنشيط‬ ‫بد منه في بلد يتمتع بطبيعة جميلة‪ ،‬ومناخ‬ ‫السياحة كاستثمار ال ّ‬ ‫معتدل‪ ،‬وصناعة سياحية متطورة في الفنادق واملطاعم‪.‬‬ ‫فال ميكن إغفال اإلصالح السياسي في املعركة االنتخابية املقبلة‪،‬‬ ‫التي هي املنطلق من أجل الوصول إلى إصالحات أخرى في االقتصاد‬ ‫واإلدارة والتربية واإلمناء املتوازن الخ‪...‬‬ ‫فاإلصالح هو العنوان األساس لالنتخابات املقبلة‪ ،‬ويجب على‬ ‫املعارضة أن تكون جذرية في هذا املوضوع‪ ،‬وأال توارب في طرحه‪ ،‬بل أن‬ ‫تعتبره موازيا ً البحث في استراتيجية دفاعية‪ ،‬قاعدتها تكامل اجليش‬ ‫واملقاومة‪ ،‬مستفيدين من االنتصارات التي حتققت في لبنان قبل أعوام‪،‬‬ ‫وفي فلسطني من خالل صمود غزة ومقاومة أهلها في صد العدوان‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وإذا كانت املقاومة العسكرية جنحت في حترير األرض من االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬فال بد من مقاومة سياسية في الداخل‪ ،‬من أجل حترير‬ ‫املواطن اللبناني من كل ما يعيق بناء دولة ومؤسسات‪ ،‬وتطبيق القانون‪،‬‬ ‫وأن تقوم فعالً دولة بعيدة عن احملاصصات السياسية والطائفية‬ ‫واملذهبية‪ ،‬فال تكون املؤسسات موزعة على هذا الطرف الطائفي أو‬ ‫السياسي‪ ،‬ويصبح املمر إليها من خالل زعماء األحزاب السياسية‬ ‫الطائفية وأمراء الطوائف‪ ،‬واستبعاد املواطنني من خالل توظيفهم‬ ‫في هذه املؤسسات التي يجب أن تكون خالية من الوالء الطائفي‬ ‫والسياسي‪ ،‬ومن يكون مسؤوال ً عنها أو فيها عليه أن يكون مجردا ً من‬ ‫ذلك‪ ،‬ويجب العبور إليها عبر الكفاءة وحسن السلوك فقط‪.‬‬ ‫هذه هي صورة املعركة التي نراها في االنتخابات‪ ،‬والتي بالفعل‬


‫ستكون مصيرية‪ ،‬جلهة بناء دولة قوية وعادلة وقادرة‪ ،‬حتتضن املقاومة‪،‬‬ ‫وتبني جيشا ً مقاتالً مجهزا ً بأحدث األسلحة‪ ،‬ويجب أال تبقى هذه‬ ‫العناوين شعارات م ّلها املواطن الذي تلعب فيه الغريزة الطائفية‬ ‫واملذهبية لعبتها عشية االنتخابات‪ ،‬ويستميله الوالء السياسي‬ ‫للزعيم اإلقطاعي والطائفي‪ ،‬أو يغريه املال في شراء قراره وخياره‬ ‫وإفساده‪ ،‬فتكون العملية االنتخابية غير سليمة وغير نزيهة‪ ،‬في وقت‬ ‫لم تنفع الدعوات لقانون انتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد‬ ‫النسبية‪ ،‬إضافة إلى آلية تبعد تأثير املال السياسي واإلعالم املضلل‬ ‫واملوجه واحملتكر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعلى املعارضة أن تتوحد على برنامج وطني وسياسي‪ ،‬يطرح التغيير‬ ‫اجلذري‪ ،‬وأن تكون االنتخابات مناسبة لها إلقناع مؤيديها ومناصريها‬ ‫بأنها تخوضها من أجل بناء دولة فعلية وحقيقية‪ ،‬وهي أمام امتحان‬ ‫طروحاتها وشعاراتها‪ ،‬وإال فإنها تكون ال تختلف عن املواالة‪ ،‬في طلب‬ ‫السلطة فقط‪ ،‬ويجب أن يبقى سقف املعارضة هو املشاركة في احلكم‬ ‫ال أكثر وال أقل‪ ،‬وهذا هو مقتلها‪ ،‬أن تكون االنتخابات تقليدية‪ ،‬وببرنامج‬ ‫ال يحمل طموحات املواطنني‪ ،‬ويدفعهم إلى اليأس واإلحباط‪.‬‬ ‫فاملواطن أمامه مسؤولية االختيار‪ ،‬ويجب أن يتعلم املساءلة‬ ‫واحملاسبة‪ ،‬وهذه هي الدميوقراطية التي ال ميكن أن تختزل بورقة في‬ ‫صندوق االقتراع‪ ،‬تعطى له ليرميها في تلك العلبة كرقم‪ ،‬يجري تعداده‬ ‫في آخر يوم االقتراع ويتحول دوره إلى شخص غير مدرك ملسؤولياته‬ ‫وواجباته الوطنية‪ ،‬وأنه في هذا اليوم الذي هو يوم مصيري ووطني‪،‬‬ ‫سيحدث التحول والتغيير في مجرى احلياة السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والتربوية‪.‬‬ ‫يوم االنتخاب‪ ،‬هو أهم يوم في حياة املواطنني‪ ،‬وفيه شعوب العالم‬ ‫تتنافس في دولها‪ ،‬لتنتخب األفضل‪ ،‬وتتنافس األحزاب على برامج‬ ‫احلكم في أرقى ممارسة دميوقراطية‪ ،‬ولعل الغرب يتقدم علينا في هذه‬ ‫الدميوقراطية‪ ،‬التي هي فعالً حكم الشعب من الشعب‪ ،‬فيتم االقتراع‬ ‫ملن يخوض معارك املواطنني السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫جتمعه‪،‬‬ ‫فيكون في ميدان العمل السياسي‪ ،‬من خالل تياره أو حزبه أو ّ‬ ‫ويترك للمواطن أن يختار من اللوائح املرشح الذي يحمل قضيته‪ ،‬فمثالً‬ ‫تقدمت أحزاب البيئة على ما عداها من األحزاب في أوروبا في فترة من‬ ‫الفترات‪ ،‬ألن مشكلة البيئة باتت أولوية في الدول الصناعية‪ ،‬وال بد من‬ ‫أن يتقدم برنامج حللها‪.‬‬ ‫وفي أميركا‪ ،‬فاز باراك حسني أوباما‪ ،‬صاحب البشرة السوداء‪ ،‬في أول‬ ‫خروج أميركي على العنصرية ودفنها داخل اجملتمع األميركي ألن حزبه‬ ‫الدميقراطي تقدم ببرنامج يناقض احلزب اجلمهوري في حروبه االستباقية‬ ‫التي خاضها في أفغانستان والعراق‪ ،‬وزاد من تدخل أميركا في العالم‪،‬‬ ‫فحصدت كره اإلنسانية لها‪ ،‬بعدما تنازلت عنها‪ ،‬وكلفت البشرية ماليني‬ ‫القتلى‪ ،‬وتزعزع االقتصاد العاملي باالنهيار املالي الذي أصاب الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬حيث سرقت عصابة احملافظني اجلدد األموال مع الشركات‪،‬‬ ‫فنهبوا نفط العراق‪ ،‬ورفعوا من سعر النفط عاملياً‪ ،‬وتسببوا بأزمة غذاء‬ ‫عاملي‪ ،‬وزادوا من بيع السالح من خالل افتعال احلروب األهلية واإلقليمية‪.‬‬ ‫فاالنتخابات تخاض على وقع املزاج الشعبي للتغيير‪ ،‬وعلى ضوء‬ ‫النتائج التي يحكم فيها حزب أو مجموعة سياسية‪ ،‬وعلى األسلوب‬

‫واألداء ملن يتولى السلطة‪ ،‬إذ ان املساءلة واحملاسبة التي هي الترجمة‬ ‫الفعلية للدميوقراطية‪ ،‬هي التي حتكم شعوب الدول التي رسمت طريق‬ ‫التغيير‪ ،‬وهو ما يطلبه اللبنانيون‪ ،‬الذين هم أكثر الشعوب انتقادا ً‬ ‫لواقعهم األليم‪ ،‬وتذمرا ً من أوضاعهم االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وقرفا ً‬ ‫من زعمائهم السياسيني ونقمة عليهم وعلى أدائهم‪ ،‬لكن رغم كل هذا‬ ‫التمرد الداخلي‪ ،‬وهذا االنفعال النفسي‪ ،‬ال يجرؤ املواطنون بأكثريتهم‬ ‫على ولوج التغيير‪ ،‬واالنتقام في يوم االنتخابات من الذين أوصلوهم إلى‬ ‫أن تكون أيامهم م ّرة في طلب فرص العمل‪ ،‬وفي اقتناء املسكن‪ ،‬وفي‬ ‫توفير العلم أو في االطمئنان إلى غدهم األفضل‪ ،‬وفي تأمني الصحة‪،‬‬ ‫وفي التفكير بشيخوخة هانئة‪ ،‬وفي بناء نظام سياسي ال مكان فيه‬ ‫ّ‬ ‫يعشش في إدارات دولته الفساد والرشوة‪ ،‬ويتقدم‬ ‫للمحسوبية‪ ،‬وال‬ ‫الفاشلون في وظائفهم واملرتشون على أصحاب الكفاءة والنزاهة‪.‬‬ ‫إن يوم االنتخاب هو يوم الثأر للمواطن من الذي أفقره وج ّوعه وأذلهّ‬ ‫وباعه‪ ،‬هو يوم يجب أن يعيش فيه املواطن استقالله الفعلي‪ ،‬فيتحرر من‬ ‫عبوديته ويطلق حريته في أن يختار َمن هو األكفأ واألنظف واألجدر ألن‬ ‫ليسن قوانني عصرية‪ ،‬فيبدأ‬ ‫يكون ممثله في مجلس النواب‪ ،‬فيدخل إليه‬ ‫ّ‬ ‫بقانون انتخاب ال أساس فيه للترشيح الطائفي‪ ،‬ويعمل على تطبيق‬ ‫اتفاق الطائف الذي فيه بنود إصالحية حقيقية في إلغاء الطائفية‪،‬‬ ‫ويفتح باب اإلثراء غير املشروع عبر وضع قانون “من أين لك هذا” موضع‬ ‫التنفيذ‪ ،‬ومينع االستمرار في طائفية الوظيفة التي نص على رفضها‬ ‫الدستور‪ ،‬ويسعى إلى الالمركزية اإلدارية التي هي مدخل إلى إدارة‬ ‫حديثة‪ ،‬ويصارع من أجل اإلمناء املتوازن‪ ،‬للحد من احلرمان في املناطق‬ ‫الريفية والنائية‪ ،‬ويبعد أحزمة الفقر عن الضواحي التي كانت من أحد‬ ‫أسباب انفجار احلرب األهلية‪.‬‬ ‫نريد نائبا ً ال يكون صامتاً‪ ،‬كما أكثرية من وصلوا إلى الندوة البرملانية‪،‬‬ ‫بل يكون صوتا ً صادحا ً في كشف الفساد‪ ،‬ومحاربة الفاسدين‪ ،‬ومراقبة‬ ‫أعمال احلكومة ومساءلتها وطرح الثقة فيها عندما يتوجب ذلك‪ ،‬وأال‬ ‫تسكته مطرقة رئيس مجلس النواب في فضح املافيات السياسية‬ ‫واملالية‪ ،‬وفي الضرب على رؤوسها حتى تنحني أمام إرادة املواطنني‬ ‫وتطأطئ الرأس وترحل‪.‬‬ ‫إن الناخب يع ّول عليه في هذه االنتخابات‪ ،‬وهو على مسافة أشهر‬ ‫منها‪ ،‬فعليه أن يدرس حاالت املرشحني‪ ،‬وأن يق ّيم أداء النواب الذين‬ ‫مثلوه‪ ،‬ويقدم جردة بأعمالهم‪ ،‬ولديه من الوقت إلجراء نقد لهم سلبا ً أو‬ ‫إيجاباً‪ ،‬وهو في يوم االقتراع‪ ،‬في محكمة‪ ،‬فعليه أن يصدر حكمه باسم‬ ‫الشعب اللبناني‪.‬‬ ‫ففي ‪ 7‬حزيران‪ ،‬وهو موعد االستحقاق الوطني‪ ،‬يك ّرم املرء أو يُهان‪،‬‬ ‫واللبناني الراشد سياسيا ً عليه أن يكون أمام ضميره الوطني‪ ،‬وعلى‬ ‫ضوء خيار وقرار اقتراعه يتقرر فعالً مصير وطن‪ ،‬فإذا انتخب بحرية ودون‬ ‫وحتمل املسؤولية‪.‬‬ ‫تأثير خارج قناعاته وإرادته‪ ،‬يكون نفذ واجبه الوطني‪ّ ،‬‬ ‫أما إذا خضع لتأثير الطائفية واإلقطاع واملال السياسي‪ ،‬فإنه بذلك‬ ‫يكون قد جنى على نفسه وعلى شعبه ووطنه‪.‬‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬يبقى القول املأثور‪“ :‬قل لي َمن تنتخب أقل لك َمن‬ ‫أنت!”‪.‬‬

‫منبر التوحيد‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫«بنك أهدافها» أفلس في غزة‬ ‫إسرائيل مهزومة والمقاومة منتصرة‬

‫وصمدت غزة أمام الهجمة الصهيونية‬

‫دخل الصراع العربي ـ الصهيوني مرحلة جديدة‪،‬‬ ‫بعد الهجوم الصهيوني البربري على قطاع غزة‪،‬‬ ‫واذا كان من املبكر احلديث عن النتائج والدروس‪،‬‬ ‫فالصراع ما زال مفتوحا ً على كل االحتماالت بفعل‬ ‫املتغيرات العربية والدولية وجملة املواقف التي‬ ‫رافقت العدوان الصهيوني على القطاع بسلبياتها‬ ‫وإيجابياتها‪ ،‬إال ان أهم ما كشفت عنه الهجمة‬ ‫الصهيونية على قطاع غزة منذ أواخر كانون االول‬ ‫املاضي وحتى إعالن قادة الكيان الصهيوني وقف‬ ‫النار من طرف واحد حسب تصريحاتهم املزعومة‪،‬‬ ‫وبعد مرور أكثر من ثالثة أسابيع على هذا العدوان‬ ‫الصهيوني الهمجي‪ ،‬بدأ يتكشف مقدار األضرار‬ ‫املادية والبشرية في صفوف املدنيني الفلسطينيني‬ ‫في قطاع غزة‪ ،‬ولم تُفلح آلة احلرب الصهيونية‬ ‫في حتقيق أهداف العدوان‪ ،‬وصمدت غزة ودحرت‬ ‫الغزاة‪...‬‬ ‫فالعدو الصهيوني الذي حاول أن يوهم العالم‬ ‫بأنه يرغب في السالم‪ ،‬على الرغم من استمراره‬ ‫باحتالل االرض العربية‪ ،‬وقيامه مبمارسات عنصرية‬ ‫مقيتة ضد السكان العرب الواقعني حتت االحتالل‪،‬‬ ‫والعدو الذي وجد في بعض العرب أداة لتحقيق‬ ‫أهدافه‪ ،‬وقطف ثمار (السالم) املزعوم مكاسب‬ ‫مادية وعالقات دبلوماسية‪ ،‬وتوسعا ً سياسياً‪،‬‬ ‫وتعاطفا ً معه‪ ،‬بل محاباة له‪ ،‬وصلت الى حدود‬ ‫إلغاء القرار الدولي رقم ‪ 3379‬الذي ثبت فيه اجملتمع‬ ‫الدولي الطبيعة العنصرية الصهيونية وأدانها‪،‬‬ ‫وكذلك إلغاء ما يزيد على الثالثني من قرارات‬ ‫املنظمة الدولية التي سجلت إدانات إلسرائيل‬ ‫وملمارساتها العنصرية ـ النازية ضد العرب‪ ،‬أطفاال ً‬ ‫ونسا ًء وشيوخا ً وشباباً‪ ،‬وضد ثقافتهم وهويتهم‬ ‫القومية‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اخليبة الثانية ألوملرت ويقول أنه حقق أهدافه!؟‬

‫ومنذ إلغاء قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية‬ ‫بتغليب قانون القوة على قوة القانون الدولي‪ ،‬فقد‬ ‫ثبتت ظاهرتان تؤكدان عنصرية الصهيونية وهزمية‬ ‫الشرعية الدولية‪ ،‬الظاهرة األولى هي ان إطاحة‬ ‫القرار ‪ 3379‬كانت بداية عملية إلطاحة الشرعية‬ ‫الدولية نفسها‪ ،‬منظمة وقرارات على حد سواء‪،‬‬ ‫فحلت الواليات املتحدة محل مرجعية األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬وطويت قراراتها‪ ،‬وما لم يلغ أهمل‪ ،‬وكوفئ‬ ‫املعتدي الغاصب‪ ،‬بأن يدعم بال حدود‪ ،‬عسكريا ً‬ ‫وماليا ً واقتصاديا ً وسياسيا ً ليكون الطرف األقوى‬ ‫في التفاوض على احلقوق واألرض السليبة خالفا ً‬ ‫للقرارات والقانون الدوليني اللذين ينصان على عدم‬ ‫جواز احتالل األرض بالقوة‪ ،‬وباتت “إسرائيل” دولة‬ ‫فوق القانون وفوق شريعة الغاب األميركية‪.‬‬

‫محرقة غزة‪ ..‬وآلة احلرب األميركية‬ ‫والصهيونية‬ ‫لقد حوكم النازيون على جرائم العنصرية التي‬ ‫ارتكبوا ولم يزل الصهاينة ميألون العالم تذكيرا ً‬ ‫باحملرقة النازية بعد انتهاء عقود طويلة عليها‬ ‫وإعدام مرتكبيها‪ ،‬وبينما ترتكب احملرقة الصهيونية‬ ‫دون هوادة وال توقف بحق الشعب الفلسطيني‬ ‫الذي ُشرِد وا ُقتلِع‪ ،‬وبالشعب اللبناني الذي اكتوى‬ ‫أيضا ً طوال عقود أيضا ً بقنابل النابالم احملرقة‬ ‫والقنابل العنقودية واالنشطارية‪ ،‬وبدل أن يعاقب‬ ‫مرتكبو هذه احملرقة فإنهم يز ّودون بألوف أطنان‬ ‫األسلحة التدميرية وبعشرات مليارات الدوالرات‬ ‫ليستمروا مبحرقتهم ضد شعبنا وأمتنا‪ ،‬وينعتون‬ ‫باحلليف االستراتيجي بل وبالشراكة االستراتيجية‬

‫‪4‬‬

‫مع الشيطان االكبر الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬كيف يسمح البعض ممن يسمون‬ ‫أنفسهم عربا ً في االستمرار في تطبيعهم‬ ‫مع الكيان الصهيوني‪ ،‬ألم توقظهم صرخات‬ ‫االستغاثة من أطفال أهل غزة ونسائها وشيوخها‪،‬‬ ‫بينما يستمر القتل البطيء في حصار غزة والقتل‬ ‫السريع باحملرقة الصهيونية‪.‬‬

‫صمود غزة‪ ...‬يتطلب املزيد‬ ‫من اإلهتمام‬ ‫إن صمود الشعب الفلسطيني في غزة الذي ال‬ ‫ميلك إال أبسط اإلمكانات الدفاعية في مواجهة‬ ‫جيش جرار‪ ،‬أطلق يوميا ً مئات األطنان من الصواريخ‬ ‫والقذائف واملواد الفوسفورية احملرقة على رؤوس‬ ‫الناس‪ ،‬وفتك بأعداد كبيرة في بيوتهم‪ ،‬هو موضوع‬ ‫يتطلب املزيد من االهتمام‪ ،‬ومراجعة حقيقية‬ ‫ملرحلة مؤملة‪ ،‬تتطلب إعادة التقييم واتخاذ املواقف‬ ‫اجلادة لوضع حد للعدوان الصهيوني‪...‬‬ ‫وعندما يتحدث الرئيس األميركي بدم بارد عن‬ ‫مجازر إسرائيل في غزة وكأنها دفاع عن النفس‪،‬‬ ‫فذلك يؤكد مشاركة أميركية في اجلرمية وبكل‬ ‫تفاصيلها‪ ،‬وظهر بشكل أكثر وضوحا ً هذه املرة‪،‬‬ ‫أن املنظمة الدولية التي تعرف مبجلس األمن‬ ‫رهينة بيد الصهيونية‪ ،‬إذ بعد مشاورات كانت‬ ‫مبثابة فرصة إلعطاء الوقت آللة احلرب الصهيونية‬ ‫لسفك الدماء‪ ،‬خرج بقرار يساوي بني الضحية‬ ‫واجلالد ويطالب بوقف فوري إلطالق النار دون أن يشير‬ ‫إلى جرمية القرن التي تقترفها الزمرة الصهيونية‬ ‫احلاقدة ضد الشعب الفلسطيني في غزة‪.‬‬


‫العدو لم يحقق‬ ‫أياً من أهدافه املعلنة‬ ‫من اخلطأ أن يتصور أحد أن استخدام القوة‬ ‫العسكرية أمر كفيل بالقضاء على املقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ..‬أو اللبنانية أو العربية عموماً‪،‬‬ ‫وبالرغم من أن القوات اإلسرائيلية لم تتردد‬ ‫في استخدام كل ثقلها من أجل إحلاق الهزمية‬ ‫بحركة حماس واملقاومة الفلسطينية غير عابئة‬ ‫في حصول خسائر رهيبة في صفوف املدنيني‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬ورغم ذلك فشلت اسرائيل في‬ ‫حتقيق أهدافها في هذه احلرب الغير متكافئة‪،‬‬ ‫كما فشلت في فرض واقع جديد ورئيس حكومة‬ ‫الكيان إيهود أوملرت الذي تبجح بقوله إن نهاية‬ ‫احلرب مرهونة بأمرين‪ :‬وقف إطالق الصواريخ‪ ،‬ووقف‬ ‫تهريب السالح‪ ،‬مطالبا ً النظام املصري بالقيام‬ ‫بدور أكثر فاعلية في حماية الكيان الصهيوني‪،‬‬ ‫ولم يتحقق للصهاينة أي هدف من حربهم إال في‬ ‫إظهار مدى حقدهم وعنصريتهم ووحشيتهم جتاه‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ووزيرة اخلارجية اإلسرائيلية ليفني التي‬ ‫قالت إن االتصاالت مع النظام املصري‪ ،‬هي اتصاالت‬ ‫ضد حماس‪ ،‬واعتبرت أن األهداف حتققت من هذه‬ ‫احلرب‪ ،‬ولم متض سوى أيام قليلة على تصريحها‬ ‫هذا حتى سارعت إلى الواليات املتحدة االميركية‬ ‫لتوقع اتفاقية جديدة لتشديد احلصار على غزة‬ ‫ومنع تهريب السالح‪.‬‬ ‫وخالل أكثر من ثالثة أسابيع واصلت القوات‬ ‫الصهيونية عدوانها على غزة ولم حتصل على‬ ‫“صور النصر” التي تبجح بها قادتها‪ ،‬ورغم دعوتها‬ ‫وحدات االحتياط الى القطاع ملشاركة القوات‬ ‫النظامية بهدف تكثيف النيران ضد املقاومة‬ ‫الفلسطينية في غزة‪ ،‬حاول الصهاينة املساومة‬ ‫وفشلوا في حتقيق أي واقع جديد على االرض ولم‬ ‫يجدوا أي مساومة سياسية من خالل اإلجنازات‬ ‫الواهمة التي حتدثوا عن حتقيقها‪.‬‬

‫فشل عقيدة سياسة القوة‬ ‫وحتى تقارير املؤسسة العسكرية والسياسية‬ ‫االسرائيلية بات مشكوكا ً في مصداقيتها‪ ،‬تقول‬ ‫صحيفة هآرتس‪“ :‬إن احلجة إلسرائيل باخلروج الى‬ ‫عمليات عسكرية تستهدف بطاريات صواريخ‬ ‫املقاومة الفلسطينية‪ ،‬بدأت بالتصدع خالل‬ ‫أسبوعني من بدء الهجوم‪ ،‬والشرعية والتفهم‬ ‫اللذان بدأت دوافعهما تتبخر أمام صور القتل‬ ‫والدمار‪ ،‬وبدأت إسرائيل تواجه االتهامات باجملازر وأن‬ ‫احلرب يجب أن تتحول إلى املسار الدبلوماسي‪.‬‬ ‫وشمعون بيريس مجرم مذبحة قانا‪ ،‬بالرغم من‬ ‫انضمامه إلى حلقة التصريحات املتغطرسة‪ ،‬إال‬ ‫أنه سعى جاهدا ً لوقف احلرب بعدما رأى الفشل‬ ‫قبل غيره‪ ،‬واعتبر أن االستمرار في احلرب يعود الى‬ ‫صراعات شخصية‪.‬‬ ‫أما باتريك سيل الصحافي البريطاني اخلبير‬

‫الدمار في غزة‪ :‬إسرائيل فوق القانون‬

‫بشؤون املنطقة فيقول‪“ :‬القادة اإلسرائيليون لم‬ ‫يتمكنوا من وقف إطالق الصواريخ‪ ،‬املشكلة أن في‬ ‫إسرائيل زعامات جديدة‪ ،‬وإسرائيل حتاول أن تسبق‬ ‫الزمن قبل أن يتسلم باراك أوباما مهامه‪ ،‬واحلرب‬ ‫لم حتقق النتائج”‪.‬‬ ‫وفي اليوم السابع عشر للحرب الصهيونية‬ ‫على غزة‪ ،‬قالت مجلة التامي األميركية “ان اسرائيل‬ ‫ستخسر في حربها على غزة أكثر مما ستحققه‪،‬‬ ‫وثمة مأزق حقيقي يواجه اجليش اإلسرائيلي بعدما‬ ‫حاصر القطاع‪ ،‬وإسرائيل دخلت في املتاهة املميتة‪،‬‬ ‫وان الصور التي أرادتها إسرائيل عن حركة حماس‬ ‫مكسورة ال تتحقق ويكاد األمر أن يكون مستحيالً”‪.‬‬ ‫وتقول اجمللة‪“ :‬إن حماس قادرة على االنبعاث‬ ‫من جديد‪ ،‬وستترك إسرائيل في مأمن مؤقت من‬ ‫الهجمات الصاروخية‪ ،‬ويجب أن تعلن حماس‬ ‫نفسها في نهاية املطاف منتصرة‪ ،‬فهي جنت من‬ ‫هجمة عسكرية قوية وتفوقها عددا ً وعدة‪ ،‬وتكون‬ ‫حماس بذلك قد حررت أهل غزة من االستبداد‬ ‫اإلسرائيلي”‪.‬‬ ‫وهناك من يقول إن الهجوم على غزة أضعف‬ ‫حلفاء إسرائيل ممن يسمون أنفسهم بالعرب‬ ‫املعتدلني‪ ،‬ومن غير الواضح كم من العرب‬ ‫سيرغبون بعد اآلن في سالم مع إسرائيل‪.‬‬

‫فشل ما يسمى “بالسالم”‬ ‫مع الصهاينة‬ ‫لقد أثبتت إسرائيل في هذه احلرب في صورة‬ ‫قاطعة كما يقول كوبي نيف في صحيفة‬ ‫معاريف‪ ،‬أنها عاجزة عن استيعاب أي شكل من‬ ‫العالقة بينها وبني الشعب الفلسطيني ال تكون‬ ‫فيه هي الطرف املسيطر والقوي‪ ،‬وإسرائيل ال تؤمن‬ ‫بالسالم انطالقا ً من مبدأ الشراكة بني الشعوب‬ ‫وال انطالقا ً من مبدأ املساواة‪ ،‬وعليه فاملطروح هو‬ ‫إما نحن وإما هم‪ ،‬والقوي ينتصر‪ ،‬لقد انتصرت‬ ‫العقيدة القائلة بأن خالص شعب اسرائيل يتطلب‬ ‫طرد الفلسطينيني وضياعهم‪ ،‬ولكن تنفيذ ذلك‬

‫‪5‬‬

‫يتطلب دولة من نوع معني‪ ،‬وليس مؤكدا ً أن نكون‬ ‫نحن فيها على املدى البعيد‪.”!...‬‬ ‫وهناك من ينتقد اسرائيل بأن االستراتيجية‬ ‫التي تتبعها ستقود الى تقويض الدعم الدولي‬ ‫وهم ينظرون برعب للعملية اإلسرائيلية في غزة‬ ‫التي من شأنها زيادة التطرف ولن حتقق األمن‬ ‫إلسرائيل‪.‬‬

‫ما هي حقيقة األوضاع‬ ‫في قطاع غزة؟‬ ‫إن رئيس حكومة الكيان الصهيوني إيهود أوملرت‬ ‫ما زال عاجزا ً عن تقدير حقيقة املوقف‪ ،‬وهو يحاول‬ ‫إقناع اإلسرائيليني بأنه حقق األهداف من حربه على‬ ‫غزة‪ ،‬إال أن استمرار إطالق الصواريخ الفلسطينية‬ ‫يؤكد عكس ما أراده أوملرت‪ ،‬ويقول أوملرت إنه حقق‬ ‫أهدافا ً وتوصل إلى ترتيبات تؤدي الى إضعاف‬ ‫حماس‪ ،‬في إشارة الى االتفاق الذي وقعته ليفني‬ ‫في واشنطن ملنع تهريب السالح الى غزة‪.‬‬ ‫إسرائيل لم حتقق أي نتيجة سياسية في‬ ‫حربها‪ ،‬وفضلت أن تقصف وحترق من بعيد‪ ،‬لذلك‬ ‫كانت احملرقة‪ ،‬ولم تقتحم برياً‪ ،‬وكل املعارك التي‬ ‫حصلت هي بفضل تقدم املقاتلني الفلسطينيني‬ ‫الذين واجهوا القوات االسرائيلية‪ ،‬ويتأكد اليوم أن‬ ‫ال ضمانات امنية إلسرائيل في هذه احلرب‪ ،‬لذلك‬ ‫جاء وقف إطالق من جانب الكيان‪ ،‬ليدل على فشل‬ ‫العملية العسكرية‪ ،‬وصدرت االوامر لقوات االحتالل‬ ‫باالنسحاب التدريجي وبتسارع الفت ثم االنسحاب‬ ‫من غزة‪ ،‬بعدما أمهلت الفصائل الفلسطينية‬ ‫االحتالل أسبوعا ً لسحب قواته‪ ،‬مع فتح جميع‬ ‫املعابر واملمرات‪ ،‬وأكدت الفصائل على قرارات قمة‬ ‫الدوحة (قمة غزة) وضرورة تنفيذها‪.‬‬ ‫تقول صحيفة االوبزرمز البريطانية “هذه احلرب‬ ‫لم حتل املشاكل األمنية إلسرائيل وال ميكن حلها‬ ‫باللجوء الى القوة املفرطة من طرف واحد‪ ،‬التي هي‬ ‫وهم يخيم على أذهان السياسيني االسرائيليني”‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫إعداد محمود صالح‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫مجتمع المقاومة‬ ‫انتصر في غزة‬ ‫على مجتمع الحرب‬ ‫في إسرائيل‬ ‫كما بدأت احلرب العدوانية اإلسرائيلية على‬ ‫لبنان في ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬وانتهت في ‪ 12‬آب من‬ ‫العام نفسه‪ ،‬بانتصار املقاومة وهزمية اجليش‬ ‫اإلسرائيلي عليها‪ ،‬فإن احلرب االسرائيلية على غزة‬ ‫فشلت في حتقيق أهدافها‪ ،‬بعد ان صمدت بوجه‬ ‫اآللة العسكرية املدمرة ‪ 23‬يوماً‪ ،‬ومتكنت املقاومة‬ ‫فيها من أن حترز نصرا ً أسماه األمني العام لـ”حزب‬ ‫اهلل” السيد حسن نصر اهلل إلهياً‪ ،‬كذلك فعل‬ ‫رئيس احلكومة الفلسطينية إسماعيل هنية‪.‬‬ ‫واألهداف التي وضعها العدو اإلسرائيلي حلربه‬ ‫على لبنان‪ ،‬هي نفسها التي حددها لغزة‪ :‬تصفية‬ ‫قيادة املقاومة أو اعتقالها‪ ،‬وتدمير منصات إطالق‬ ‫الصواريخ عبر قصف البنى التحتية لها من مراكز‬ ‫ومخازن أسلحة وشبكات اتصاالت‪ ،‬وإلغاء ثقافة‬ ‫املقاومة‪ ،‬بكسر إرادة الصمود عند املواطنني‪،‬‬ ‫بإحلاق أكبر ضرر بأرواحهم وممتلكاتهم‪ ،‬في‬ ‫عملية أطلق عليها قادة العدو اسم “كي الوعي”‪،‬‬ ‫أي استذكار ما أحلق باملدنيني من مجازر‪ ،‬والدمار‬ ‫الذي أصاب ممتلكاتهم‪ ،‬كي ال يفكروا باملقاومة‬ ‫وحمل السالح معها‪ ،‬ومساندتها واحتضانها‪،‬‬ ‫وخلق تناقض بني املقاومة ومجتمعها‪ ،‬وبأنها ال‬ ‫تأتي لهم إال باخلراب والقتل‪ ،‬وال بد من سلوك‬ ‫طريق املفاوضات وتقدمي التنازالت‪.‬‬ ‫فكل األهداف التي وضعها العدو اإلسرائيلي‬ ‫حلربه على غزة‪ ،‬لم يحققها‪ ،‬وهذا ما أكده أكثر‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫من مسؤول ومحلل إسرائيلي وأجنبي‪ ،‬إذ أكدوا‬ ‫أن الصواريخ بقيت تتساقط على املستوطنات‬ ‫الصهيونية في اسديروت وبئر السبع وعسقالن‬ ‫واشدود وغيرها‪ ،‬حتى بعدما أعلن رئيس احلكومة‬ ‫اإلسرائيلية إيهود أوملرت‪ ،‬وقف إطالق النار من طرف‬ ‫واحد‪ ،‬وهذه إشارة الى فشل العملية العسكرية‬ ‫التي حملت اسم “الرصاص املسكوب”‪ ،‬فبعدما‬ ‫كان منتظرا ً أن تستسلم قيادة “حماس” بعد‬ ‫ثالثة أو أربعة أيام على العدوان‪ ،‬وضرب كل املراكز‬ ‫احلكومية والرسمية ومقرات الشرطة واألمن‬ ‫واملقرات االجتماعية والتربوية‪ ،‬فإذا بهذه القيادة‬ ‫تبقى حية ومتماسكة ويطل اسماعيل هنية من‬ ‫حتت القصف والدمار‪ ،‬ليعلن عن ثبات املقاومة‬ ‫وصمودها‪.‬‬ ‫فإطالق الصواريخ استمر‪ ،‬كما في أثناء‬ ‫عدوان متوز‪ ،‬إذ بقيت املقاومة في لبنان تطلق‬ ‫الصواريخ حتى اللحظة األخيرة من وقف األعمال‬ ‫العسكرية اإلسرائيلية بناء لقرار مجلس األمن‬ ‫‪ ،1701‬في تأكيد على أن املقاومة لم تستسلم‪،‬‬ ‫ال بل استطاعت ومع وقف إطالق النار‪ ،‬ان تؤمن‬ ‫عودة جميع املواطنني النازحني الى مدنهم‬ ‫وقراهم التي كانت عرضة للقصف في اجلنوب‬ ‫والضاحية اجلنوبية والبقاع‪ ،‬وهذا ما فعله أهل‬ ‫غزة الذي بقوا في أرضهم‪ ،‬بالرغم من الدمار‪،‬‬ ‫وأكدوا أنهم لن يكرروا ما فعله أسالفهم من‬

‫أجدادهم وآبائهم‪ ،‬الذين اضطروا للنزوح في عامي‬ ‫‪ 1948‬و ‪ 1967‬على أمل العودة التي وعدوا بها من‬ ‫قبل األنظمة العربية واألمم املتحدة‪ ،‬لكنهم حتى‬ ‫اآلن ما زالوا الجئني‪ ،‬وهو األمر الذي لم يفعلوه‬ ‫في احلرب على غزة التي كانت األقسى في تاريخ‬ ‫احلروب اإلسرائيلية‪ ،‬التي أرادها قادة العدوان‬ ‫تعيد جليشهم قوة ردعه التي فقدها في لبنان‪،‬‬ ‫وأشار تقرير “فينوغراد” الى أنه خسر أمام ثلة‬ ‫من رجال املقاومة في لبنان‪ ،‬وهذا ما ستكشفه‬ ‫األيام القادمة‪ ،‬ما ّ‬ ‫حل بقوات االحتالل في غزة‪،‬‬ ‫التي لم حتقق املرحلة التي قالت إنها الثالثة في‬ ‫سياق حربها‪ ،‬وهي االجتياح البري لكل قطاع‬ ‫غزة واحتالله واجتثاث املقاومة منه‪ ،‬وسحب كل‬ ‫السالح‪ ،‬اال ان هذه القوات وقفت عند تخوم املدن‬ ‫واخمليمات في غزة‪ ،‬أو ما سمي بغالفها‪ ،‬فبقيت في‬ ‫املستوطنات التي انسحبت منها في العام ‪،2005‬‬ ‫“كنسترمي” التي منها قسمت غزة الى قسمني‪،‬‬ ‫وفصلت الشمال عن اجلنوب‪ ،‬وهي لم تتمكن من‬ ‫أن تبقى في أحياء دخلتها‪ ،‬وهي أماكن مكشوفة‪،‬‬ ‫وال وجود سكانيا كثيفا فيها‪ ،‬وتقع على أطراف‬ ‫القطاع‪ ،‬فهي لم تدخل مدينة غزة‪ ،‬ألنها خافت‬ ‫من الغرق في شوارعها‪ ،‬وعمليات مقاومة سبق‬ ‫أن عرفها اجليش اإلسرائيلي في بيروت‪ ،‬التي خرج‬ ‫منها بعد عشرة أيام على دخولها عنوة‪ ،‬حيث‬ ‫واجه مقاومة عنيفة عند تخومها‪ ،‬وعمليات‬ ‫في أحيائها دفعته الى اإلعالن عبر مكبرات‬ ‫الصوت “ال تطلقوا النار علينا إننا راحلون”‪ .‬وهذا‬ ‫ما كان ينتظر هؤالء اجلنود في غزة‪ ،‬اذ خالل ‪23‬‬ ‫يوما ً من العدوان‪ ،‬أطلقت املقاومة حوالى ‪900‬‬ ‫صاروخ‪ ،‬وقتلت ‪ 85‬جندياً‪ ،‬ودمرت حوالى ‪ 47‬دبابة‬ ‫وآلية في عمليات كانت املقاومة تغير فيها على‬ ‫قوات االحتالل التي لم تقترب كثيرا ً من االماكن‬ ‫السكنية‪ ،‬واذا اقتربت كانت تدمرها على من فيها‬ ‫ملنع املقاومني من التمركز فيها‪ ،‬حتى انها وصلت‬ ‫باعتداءاتها الى حد أنها قتلت جنديني أسرتهما‬ ‫املقاومة‪ ،‬في اثناء قصفها ملواقعها‪.‬‬ ‫فخسائر العدو التي أعلن كانت عشرة جنود‪،‬‬ ‫وثالثة مدنيني‪ ،‬لكن كتائب القسام وهي الذراع‬ ‫العسكرية حلركة “حماس” ّ‬ ‫كذبت ادعاءات العدو‬


‫الذي كان يتحدث عن مقتل جنود بحوادث سير‪،‬‬ ‫أما ما فقدته املقاومة فكان ‪ 48‬شهيداً‪ ،‬فيما‬ ‫كانت اخلسائر كبيرة في صفوف املدنيني‪ ،‬ال‬ ‫سيما األطفال والنساء منهم‪ ،‬إذ سقط حوالى‬ ‫‪ 1400‬شهيد‪ ،‬وحوالى ستة آالف جريح‪ ،‬وهذا‬ ‫العدد الكبير من الشهداء هو بسبب احلصار‬ ‫على القطاع وعدم ّ‬ ‫متكن املواطنني من النزوح‬ ‫الى أماكن آمنة‪ ،‬وألن العدو اإلسرائيلي الحق‬ ‫املواطنني الى مراكز اختبائهم في مدارس االمم‬ ‫املتحدة “االونروا” إضافة الى املساجد واجلامعات‬ ‫واملستشفيات‪ّ ،‬‬ ‫ومتكن في غاراته األولى من قتل‬ ‫حوالي ‪ 400‬مواطن نصفهم من أفراد الشرطة‪،‬‬ ‫كانوا في حفل تخريج‪.‬‬ ‫فما رسمه العدو اإلسرائيلي حلربه لم يستطع‬ ‫حتقيقه‪ ،‬وان “بنك أهدافه” اقتصر على املدنيني‪،‬‬ ‫فأثارت جرائمه الرأي العام ليس في العالم العربي‬ ‫بل في العالم‪ ،‬حيث ارتكب محرقة بحق الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬ولم يعد باستطاعة اليهود التذرع‬ ‫بأنهم تعرضوا لـ”هولوكوست”‪ ،‬من النازيني اثناء‬ ‫احلرب العاملية الثانية وهناك من يشكك في هذه‬ ‫املعلومات‪ ،‬بل ان العالم شهد “هولوكوست”‬ ‫مارسه “النازيون اجلدد”‪ ،‬على يد اجليش العنصري‪،‬‬ ‫فدمروا املنازل وقتلوا األطفال ومنعوا سيارات‬ ‫اإلسعاف واإلطفاء من الوصول‪ ،‬فكانت شاشات‬ ‫التلفزة تنقل كيف دفن األطفال والنساء والرجال‪،‬‬ ‫حتت أنقاض منازلهم‪ ،‬وقد ارتفعت أصوات في‬ ‫تدعي أنها‬ ‫اسرائيل تقول إن الدولة العبرية التي ّ‬ ‫“دولة دميوقراطية” في منطقة متخلفة وحتكمها‬ ‫دكتاتوريات وأنظمة عسكرية‪ ،‬فإذا باملسؤولني‬ ‫اإلسرئيليني كشفوا عن أخالقياتهم‪ ،‬وكلهم من‬ ‫مجرمي احلرب‪ ،‬وعلى رأسهم وزير الدفاع ايهود‬ ‫باراك الذي في سجله العسكري أكثر من مجزرة‬ ‫وعملية اغتيال لقادة فلسطينيني من بيروت‬ ‫في العام ‪ ،1973‬حيث استشهد كل من كمال‬ ‫عدوان‪ ،‬كمال ناصر وأبو يوسف النجار‪ ،‬اضافة الى‬ ‫اغتيال خليل الوزير (ابو جهاد) في تونس‪ ،‬ثم قتل‬ ‫املناضلة دالل املغربي مبسدسه وهي أسيرة‪.‬‬ ‫وهذه البربرية اإلسرائيلية‪ ،‬دفعت بالعديد من‬ ‫رجال القانون وجمعيات حقوقية ومنظمات اجملتمع‬ ‫املدني في كل أرجاء العالم‪ ،‬الى تقدمي شكاوى ضد‬ ‫قادة العدو أمام محكمة العدل الدولية‪ ،‬واحملكمة‬ ‫اجلنائية الدولية‪ ،‬كما حصل مع ارييل شارون في‬ ‫مجزرة صبرا وشاتيال‪ ،‬وشيمون بيريز في مجزرة‬

‫قانا‪ ،‬لكن الضغوط االميركية والكيل مبكيالني‪،‬‬ ‫كانت متنع حصول احملاكمات لقادة العدو‪ ،‬فيما‬ ‫متت محاكمة الرئيس اليوغوسالفي السابق‬ ‫سلوبودان ميلوسوفيتش على أحداث البلقان في‬ ‫كوسوفو‪ ،‬أو الرئيس السوداني عمر البشير على‬ ‫أحداث دارفور‪ ،‬والرئيس العراقي صدام حسني‬ ‫على أحداث حلبجة واألنفال‪.‬‬ ‫ولن تفلت إسرائيل من العقاب‪ ،‬إذ ان جيالً‬ ‫فلسطينياً‪ ،‬شاهد هول اجلرائم العنصرية‪،‬‬ ‫وفقد أهله وأقاربه‪ ،‬فإنه سيكون أكثر تطرفا ً في‬ ‫التمسك بحقه والقتال من أجله بكل الوسائل‪،‬‬

‫«عرب أميركا»‬ ‫انهزموا أمام‬ ‫«عرب الممانعة»‬ ‫وهذا ما أكد عليه الرئيس بشار األسد في قمة‬ ‫الدوحة‪ ،‬فأشار الى ان إسرائيل دفنت السالم‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وأولها املبادرة العربية التي أعلنت‬ ‫من قمة بيروت في العام ‪ ،2002‬التي قدمها‬ ‫اليها امللك السعودي عبد اهلل‪ ،‬وقد ولدت ميتة‪،‬‬ ‫بعدما دفنها ارييل شارون في محاصرة الرئيس‬ ‫الفلسطيني ياسر عرفات في رام اهلل وتدمير‬ ‫مخيم جنني‪.‬‬ ‫فالعدوان االسرائيلي على غزة‪ ،‬أفقد عملية‬ ‫السالم العربية زخمها‪ ،‬وهو ما ترك العاهل‬ ‫السعودي يعلن ان مبادرته لن تبقى على الطاولة‪،‬‬ ‫وهو ما كان أشار اليه الرئيس السوري بقوله‬ ‫ان املبادرة ماتت‪ ،‬كما نعى ايضا ً املفاوضات مع‬ ‫اسرائيل‪ ،‬ودعا الى قطع العالقات مع العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وهو ما فعلته قطر وموريتانيا‪ ،‬ولم‬ ‫تذهب اليه مصر واالردن‪ ،‬ألن كالً منهما قرر‬ ‫وقف الصراع مع العدو اإلسرائيلي‪ ،‬واالنسحاب‬ ‫من املعركة والتوجه نحو السالم‪ ،‬حيث أكدت‬ ‫قمة الدوحة أن اإلسرائيليني ليسوا جاهزين لها‪،‬‬ ‫وعندما يقف ‪ %91‬من املستوطنني الصهاينة مع‬ ‫احلرب على لبنان وغزة‪ ،‬فمعنى ذلك ان مجتمع‬ ‫احلرب هذا‪ ،‬ال ميكن أن يقابله إال مجتمع مقاومة‪،‬‬ ‫وهذا ما حصل في لبنان وغزة‪ ،‬وهو الذي ّ‬ ‫مكن‬ ‫املقاومة من الصمود واملواجهة واالنتصار‪ ،‬وقد‬

‫‪7‬‬

‫فرضت نفسها على القمة االقتصادية العربية‬ ‫التي انعقدت في الكويت‪ ،‬حيث احتلت غزة‬ ‫البند األول في جدول األعمال‪ ،‬بعدما كانت جتري‬ ‫محاوالت لعدم انعقاد قمة طارئة لبحث احلرب‬ ‫على غزة‪ ،‬واتخاذ قرارات بشأنها من قبل الزعماء‬ ‫العرب‪ ،‬الذين توزعوا على ثالث قمم في الرياض‬ ‫والدوحة والكويت‪ ،‬حيث انتصر اخلط املقاوم‬ ‫واملمانع على النهج املساوم‪ ،‬ومتكن قادة الدول‬ ‫الذين اجتمعوا في قطر من ان يفرضوا سقف‬ ‫شروطهم على الذين تخلفوا عن هذه القمة‬ ‫الطارئة التي سميت قمة غزة‪ ،‬واضطر العاهل‬ ‫السعودي ألن يطوي مبادرته‪ ،‬ويعلن املصاحلة‬ ‫العربية ـ العربية‪ ،‬وحتديدا ً مع سوريا التي تقود‬ ‫خط املقاومة واملمانعة‪.‬‬ ‫فبعد الهزمية العسكرية إلسرائيل في عدوانها‬ ‫على غزة‪ ،‬فإنها فشلت ايضا ً في استمرار تأمني‬ ‫دعم حلفائها من العرب لها‪ ،‬حيث كشف الرئيس‬ ‫االسرائيلي شيمون بيريز عن ان بعض قادة العرب‬ ‫حرضوهم على العدوان على “حماس” إلنهاء‬ ‫وجودها‪ ،‬كونها متثل الذراع العسكرية إليران في‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫فالنتائج العسكرية للحرب على غزة‪ ،‬اقتصرت‬ ‫على الدعوة ملراقبة املعابر وتدمير األنفاق‬ ‫ومنع تهريب السالح بإشراف دولي‪ ،‬فوقعت‬ ‫وزيرتا خارجية أميركا وإسرائيل اتفاقا ً للتعاون‬ ‫االستخباراتي والعسكري في كشف ومنع وصول‬ ‫السالح الى غزة‪ ،‬وهو ما اعتبرت مصر انه ميس‬ ‫بسيادتها‪ ،‬ألنه يراقب حدودها ايضا ً في رفح‪ ،‬وعند‬ ‫معبر فيالدلفي‪ ،‬حيث بات الهدف اإلسرائيلي‬ ‫للحرب‪ ،‬هو وقف تسلح “حماس” وهو الطلب‬ ‫نفسه إلسرائيل من لبنان جتاه “حزب اهلل”‪ ،‬الذي‬ ‫قال عنه باراك انه بات ميتلك اربعني الف صاروخ‬ ‫وقد ضاعف قوته ثالثة أضعاف عما كانت عليه‬ ‫في اثناء عدوان متوز‪ ،‬وان اسرائيل التي لم تتمكن‬ ‫من القضاء على “حماس”‪ ،‬تخشى أن تعيد بناء‬ ‫قوتها العسكرية‪ ،‬حيث تتسلح بصواريخ يصل‬ ‫مداها الى تل أبيب‪ ،‬وهذا اعتراف بخسارة اسرائيل‬ ‫للحرب وانها باتت تستعني بأميركا وأوروبا والقوات‬ ‫االطلسية ملواجهة املقاومة في غزة‪.‬‬ ‫والتركيز سيتم في املرحلة املقبلة بعد وقف‬ ‫إطالق النار على إخراج “حماس” من السلطة عبر‬ ‫االنتخابات املقبلة‪ ،‬وإضعافها سياسيا ً وشعبياً‪،‬‬ ‫وجتفيف وصول األموال اليها‪ ،‬وعدم متكينها من‬ ‫تسلم املبالغ التي ستصرف على إعادة إعمار ما‬ ‫تهدم من جراء العدوان حيث تبلغ الكلفة اكثر‬ ‫من ملياري دوالر‪.‬‬ ‫إال ان “حماس” التي تصنفها بعض الدول‬ ‫الغربية‪ ،‬حركة “إرهابية” كما “حزب اهلل”‬ ‫ومنظمات فلسطينية اخرى‪ ،‬فإن صمودها‬ ‫ومقاومتها وفوزها في االنتخابات التشريعية‪،‬‬ ‫أسقطت عنها هذه الصفة‪ ،‬التي تصنف فيها‬ ‫اسرائيل كدولة ارهاب تواجهها حركات مقاومة‬ ‫وعلى رأسها “حماس”‪.‬‬

‫انطوان خيراهلل‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫عال‬ ‫أكد أن البنية األساسية للمقاومة ال تزال سليمة وقدرتها على إطالق الصواريخ ال تزال في معدل ٍ‬

‫أسامة حمدان لـ«منبر التوحيد»‪ :‬مصر تنقل وجهة النظر اإلسرائيلية‬ ‫وال نقبل أي حل إال انسحاب االحتالل دون مفاوضات‬ ‫السبت ‪ 27‬كانون األول ‪ 2008‬بدأ العدوان اإلسرائيلي على‬ ‫غزة على مستوى متعدد من األهداف املعلنة وغير املعلنة‪ .‬لم‬ ‫يستطع العدو خالل ‪ 22‬يوماً من قصف شمل البشر واحلجر‪،‬‬ ‫حسم الوضع عسكرياً ملصلحته‪ ،‬بل العكس ظهر أمام الرأي‬ ‫العام العاملي كدولة متارس اإلجرام بأقسى درجاته وال تقيم أية‬ ‫موازين أخالقية أو إنسانية قتقتل وحترق األطفال دون حرج أو‬ ‫تردد‪.‬‬ ‫بحسب احملللني السياسيني هناك أسباب كثيرة دفعت‬ ‫إسرائيل الى اإلعالن عن وقف احلرب من طرف واحد ومن دون‬ ‫اتفاق مع حماس‪ .‬فالبعض يرى أنها تقصدت عدم إعطاء حماس‬ ‫أي شرعية أو اعتراف سياسي لها‪ ،‬وهي رغبت في إنهاء القتال‬ ‫ّ‬ ‫مفضلة أن توقف عدوانها‬ ‫قبل تولي الرئيس اوباما الرئاسة‬ ‫على غزة قبل دخوله الى البيت األبيض‪.‬‬ ‫بعد انقشاع غبار املعارك العسكرية‪ ،‬بدأت احلسابات‬ ‫السياسية‪ ،‬حسابات الربح واخلسارة‪ ،‬حسابات مرحلة ما‬ ‫بعد غزة‪ ،‬حيث ان نهاية احلرب أعلنت بداية جديدة مختلفة‬ ‫في ظروفها ومعطياتها حتمل من اخلطورة ما حتمله على‬ ‫صعيد إجناز املقاومة وجناحها في إفشال العدوان االسرائيلي‬ ‫على قطاع غزة‪ ،‬وذلك عبر مساعي إسرائيل لتعويض فشلها‬ ‫امليداني بالبحث عن انتصارات سياسية مدعومة بقوى أوروبية‬ ‫وإقليمية‪.‬‬ ‫الضغوط السياسية على املقاومة أشد خطورة من غارات‬ ‫الطائرات التي فشلت في تدمير بنيتها وإلضعافها‪ .‬فالضغوط‬ ‫حتاول منع املقاومة من قطف ثمار انتصارها سياسياً وشلها‬ ‫عبر ما يخطط حلرمانها حتى من حقها في التسلح وإبقاء‬ ‫الوضع على حاله في ما يتصل باملعابر‪.‬‬ ‫ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان يرى أن البنية‬ ‫االساسية للمقاومة ال تزال سليمة وقدرتها على إطالق‬ ‫عال‪ ،‬ويؤكد أن االنتصار في غزة‬ ‫الصواريخ ال تزال في معدل ٍ‬ ‫كرّس شرعية املقاومة وحركتها وأثبت أن حركات املقاومة‬ ‫إلى ماذا سيتوصل احلوار حول املصاحلة الوطنية‪ ،‬هل ستكون هناك عودة‬ ‫الى اتفاق القاهرة أم هناك شيء آخر؟‬ ‫املصاحلة الوطنية باتت اليوم اكثر إحلاحاً‪ ،‬ونحن نعتقد أن من الضروري‬ ‫البدء بإجراءات املصاحلة لكن ال بد من تهيئة املناخ ملصاحلة حقيقية‪ ،‬هناك‬ ‫مواضع كثيرة حتتاج الى دراسة وبحث‪ ،‬كموضوع اعادة بناء النظام السياسي‬ ‫الفلسطيني واالجهزة االمنية الفلسطينية على أسس وطنية‪ ،‬حل الكثير‬ ‫من القضايا العالقة التي س ّببها االنقسام‪ ،‬بالتأكيد سينشأ عن هذا حكومة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪8‬‬

‫ليست حالة طارئة في الواقع الفلسطيني‪ ،‬بل هي جزء أساس‬ ‫من النسيج الوطني الفلسطيني‪ ،‬كالم حمدان أتى في حوار‬ ‫أجرته معه “منبر التوحيد” حول العدوان واالنتصار الذي‬ ‫حققته املقاومة وتأثيراته على املرحلة املستقبلية في الداخل‬ ‫الفلسطيني وعلى املستوى العربي‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬ ‫وحدة وطنية وانتخابات‪.‬‬ ‫ماذا يتضمن تهيئة مناخ املصاحلات الذي أشرت اليه؟‬ ‫نحن كنا واضحني عندما قلنا انه اذا كان هناك من نية جادة لدى محمود‬ ‫عباس للدخول في احلوار فال اقل من ان يعلن وقف التنسيق األمني مع اسرائيل‪،‬‬ ‫جتميد التفاوض وإطالق سراح املعتقلني الذين اعتقلوا وفق قواعد التنسيق‬ ‫األمني مع اإلسرائيليني‪ .‬هذا سيساعد في تهيئة املناخات للحوار عبر إثبات‬ ‫وجود نوايا جدية له‪ .‬نأمل أن نسمع هذا املوقف قريبا ً لتنطلق عملية احلوار‬


‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫هل سيكون هناك برنامج سياسي ملنظمة حترير جديدة مثالً؟‬ ‫عندما نتكلم عن اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني فنحن نتكلم عن‬ ‫إعادة ترتيب أوضاع السلطة وبنائها وإعادة بناء منظمة التحرير الذي يتضمن‬ ‫إعادة بنائها على أسس هيكلية‪ ،‬مبعنى أن تكون هناك مؤسسة واضحة‬ ‫املعالم لناحية الصالحيات واألداء وآلية صناعة القرار‪ ،‬ان تكون دميوقراطية‬ ‫مبعنى ان يكون اجمللس الوطني منتخبا ً وينتخب القيادة الفلسطينية بعيدا ً عن‬ ‫نظام احملاصصة أو الكوتا الذي اعتادته منظمة التحرير قبل ذلك‪ .‬وايضا ً إعادة‬ ‫بنائها على أسس سياسية‪ ،‬فال بد من وضع برنامج أو ما هو أكبر من البرنامج‬ ‫الوطني‪ ،‬أي امليثاق الوطني الذي مت العديد من مواده‪ .‬نحن بحاجة الى إعادة‬ ‫صياغة امليثاق الوطني‪ ،‬فبعد انتصار غزة ال بد من ان يكون هذا امليثاق مبنيا ً‬ ‫على أساس استعادة احلقوق من خالل خيار املقاومة‪ .‬هذه املسائل ال بد من‬ ‫أن يتفق عليها‪ ،‬لتأتي القيادة السياسية الى منظمة التحرير‪ ،‬تشتق برنامجا ً‬ ‫سياسيا ً من هذا امليثاق‪.‬‬ ‫لكن هناك اتفاق أوسلو الذي أتى بسلطة وطنية فلسطينية وكرس كيانا ً‬ ‫سياسيا ً للفلسطينيني حتى في ظل االحتالل االسرائيلي؟‬ ‫نحن بحاجة الى مراجعة جدية ملسار التسوية والتفاوض‪ ،‬فخالل ‪ 17‬عاما ً من‬ ‫التفاوض حصل الكثير الذي ال بد من مراجعته‪ ،‬ليس من باب املالمة أو حتميل‬ ‫املسؤوليات بل من باب وضع خطة عمل وطنية لتدارك األخطاء واعادة القضية‬ ‫الفلسطينية الى مسارها الصحيح‪ .‬اذا كان هناك من قضايا ايجابية فال مانع‬ ‫من تثبيتها‪ ،‬واذا كان هناك من خلل فال بد من تصويبه‪ ،‬واذا كان هناك من‬ ‫كوارث وقعت وهي كثيرة فال بد من القول وبكل جرأة نحن لم نعد نقبل ذلك‪،‬‬ ‫كاملوافقة على متدد املستوطنات‪ ،‬الطرق االلتفافية ومصادرة االراضي الناشئ‬ ‫عن ذلك‪ ،‬السكوت بل املساهمة املادية في بناء اجلدار الفاصل في الضفة‪.‬‬

‫اإلنتصار في غزة كرّس شرعية املقاومة‬ ‫احلرب العدوانية على غزة وانتصار املقاومة فيها‪ ،‬ك ّرس حركة حماس‬ ‫وأعطاها الشرعية بعد محاوالت العزل الدولية من قبل أميركا ودول أخرى؟‬ ‫حركة حماس حصلت على شرعية املقاومة وشرعية االنتخابات‪ ،‬املعركة‬ ‫التي حصلت في غزة أعطت حركة حماس الشرعية‪ .‬بعد املعركة وحتقيق‬ ‫النصر بات واضحا ً ان كل محاوالت عزل حركة حماس لم تودِ النتيجة املطلوبة‪.‬‬ ‫ونحن نعتقد أن االنتصار في غزة ك ّرس شرعية املقاومة وشرعية حركات‬ ‫املقاومة وأثبت أن حركات املقاومة ليست حالة طارئة في الواقع الفلسطيني‪،‬‬ ‫بل هي جزء أساس من النسيج الوطني الفلسطيني وهي القاعدة التي‬ ‫ينطلق بها الشعب الفلسطيني الستعادة حقوقه‪ .‬اليوم مثالً في غزة‪ ،‬هناك‬ ‫جيش من اإلعالميني يتجولون في كل مكان وبكل حرية‪ ،‬يقابلون أبناء الشعب‬ ‫الفلسطيني في كل حلظة وال يسمعون إال حديثا ً واحدا ً عن الصمود والصبر‬ ‫والتضحية واملقاومة واالنتصار‪ .‬أود هنا أن أشير الى أنه حتى اإلعالميون الذين‬ ‫زاروا الضفة الغربية في اآلونة االخيرة تكونت لديهم انطباعات عن أن الواقع‬ ‫الفلسطيني هناك أصبح أقرب الى تأييد املقاومة منه الى تأييد ابو مازن‪.‬‬ ‫وأضيف الى ذلك‪ ،‬أحد جناحاتنا على الصعيد الدولي‪ .‬أوروبا بدأت تتحدث‬ ‫عن غلطة كبيرة ارتكبت عندما قررت إيقاف احلديث مع حماس ووضعها على‬ ‫قائمة اإلرهاب االوروبية‪ .‬وهناك بحث جدي يجري في اكثر من مستوى أوروبي‬ ‫في كيفية معاجلة هذا اخلطأ او اخللل‪.‬‬ ‫ولكن العدو يرى أنه قطع عليكم الطريق عبر إعالنه وقف إطالق النار من‬ ‫جانب واحد حتى ال يتفاوض معكم أحد؟‬ ‫أنا أعتقد ان وقف اطالق النار من جانب واحد‪ ،‬يقطع الطريق على مصر ال‬ ‫على حماس‪ .‬فحماس رفضت التفاوض مع اسرائيل‪ .‬مصر كانت حتاول أن حتقق‬ ‫إجنازا ً سياسيا ً تك ّرس به موقعا ً ودورا ً إقليمياً‪ ،‬أفشلها اإلسرائيليون في ذلك‪.‬‬ ‫ذكرت أن الواقع الفلسطيني أقرب الى تأييد املقاومة منه الى تأييد أبو‬ ‫مازن‪ ،‬إذاً نحن أمام مجتمع مقاوم؟‬ ‫نعم‪ ،‬اننا أمام مجتمع مقاوم‪ ،‬مجتمع صبر‪ ،‬صمد وضحى‪ ،‬مجتمع انتصر‬ ‫للمقاومة وانتصر بها‪ .‬وأعتقد ان هذا النموذج هو الذي كانت تخشى اسرائيل‬ ‫ان يتحقق وأستطيع ان أقول ان معركة غزة هي التي أعطت الفرصة كي‬ ‫يكتمل نضوح هذا اجملتمع كامالً‪.‬‬

‫اثناء احلوار‬

‫ال نستبعد‬ ‫عدواناً إسرائيلياً جديداً‬ ‫ألم يحصل بعض التناقضات في هذا االطار‪ ،‬ال سيما أنه كانت هناك‬ ‫محاولة اسرائيلية لتأليب املواطنني على حركة حماس حتديداً‪ ،‬وكانت‬ ‫منشورات العدو االسرائيلي تركز على ان املطلوب رأس حماس ال رأس املواطنني‬ ‫وحياتهم ومنازلهم؟‬ ‫االسرائيلي حاول ان يقول ذلك ورمبا من ال يعيش في غزة وفلسطني قد‬ ‫يتأثر بهذه الدعاية‪ ،‬ولكن الذي يعيش في االرض الفلسطينية وفي مواجهة‬ ‫العدوان يدرك ان هذه الدعاية غير صحيحة‪ .‬العدو االسرائيلي قصف املساجد‬ ‫على سبيل املثال كدور للعبادة‪ ،‬مدعيا ً وجود مقاومني او مخازن للسالح‪ .‬كل‬ ‫عمليات القصف أدت الى استشهاد مواطنني عاديني مدنيني وأدت الى فضح‬ ‫االسرائيلي حيث لم يظهر أي شيء يدل على وجود سالح في هذه املواقع‪.‬‬ ‫قصف العدو مدرسة الفاخورة وادعى حينها ان القصف جاء نتيجة اطالق‬ ‫نار من املدرسة‪ ،‬وعندما نفت االونروا ذلك‪ ،‬قال ان القصف جاء نتيجة اطالق‬ ‫صواريخ من املنطقة جوار املدرسة‪ ،‬وعندما جددت االونروا النفي ادعى وجود‬ ‫قيادات من حماس تختبئ في املدرسة‪ .‬عندما نشرت االونروا اسماء الشهداء‬ ‫واجلرحى‪ ،‬ولم يظهر فيهم قيادات او كوادر من حماس‪ ،‬اضطر جيش االحتالل‬ ‫لالعالن ان ما حصل كان خطأ‪ .‬هذه السلسلة من الكذب االسرائيلي‪ ،‬املمارسة‬ ‫االسرائيلية فضحت بعدما أثبت ان ما يقال عن وجود للمقاومني بني املدنيني‬ ‫وعن استهداف املقاومني دون املدنيني هو كذب‪ .‬الشعب الفلسطيني يفهم‬ ‫ملاذا يستهدف املدنيون‪ ،‬هؤالء املدنيون الشهداء هم ابناء املقاومني وزوجاتهم‬ ‫وعائالتهم‪ ،‬لذلك الهدف من هذا القصف هو التأثير على معنويات املقاومني‬ ‫من جهة ورمبا تأليب الشعب الفلسطيني على املقاومة من جهة اخرى‪ .‬هذا‬ ‫الهدف لم ينجح على العكس متاماً‪ ،‬هناك من كان رمبا خلالف سياسي لديه‬ ‫حتفظات جتاه حركة حماس ولكن بعدما رأى اجلرائم االسرائيلية اصبح اقرب‬ ‫حلماس من أي وقت مضى‪.‬‬

‫رغم الدمار والقتل انتصرنا‬ ‫كيف حتقق هذا االنتصار الذي حققته حماس وغيّر في املعادالت؟‬ ‫مسألة قياس االنتصار دائما ً تعتمد على حساب ماهية اهداف العدو‪،‬‬ ‫ومدى جناحه في حتقيقها‪ ،‬كما ماهية اهداف املقاومة ومدى جناحها في‬ ‫حتقيقها‪ .‬العدو أعلن انه يريد القضاء على حماس‪ ،‬إنهاء املقاومة‪ ،‬وقف‬ ‫اطالق الصواريخ وإعادة الوضع في غزة الى ما كان عليه ما قبل االنتخابات‬ ‫في عام ‪ .2006‬ايا ً من هذه االهداف لم يتحقق‪ ،‬فلم تنته املقاومة ولم يتوقف‬ ‫اطالق الصواريخ ولم يحدث انهيار في غزة ولم تسقط احلكومة‪ ،‬اذا ً العدو‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫ودمر من‬ ‫فشل في حتقيق أهدافه‪ .‬من دون ادنى شك انه قتل وارتكب جرائم ّ‬ ‫أجل حتقيقها لكنه لم يستطع‪ .‬املقاومة قالت ايضا ً في البداية‪ ،‬ان هذا‬ ‫العدوان لن ينجح في وقفها ولم ينجح في ان تتخلى حماس عن املقاومة‪،‬‬ ‫وان تدخل في اطار تسوية او مصاحلة سلمية وفق املعايير االسرائيلية‪ ،‬انتهت‬ ‫املعركة وهذا ايضا ً بقي كما هو ولم يحقق العدو ما يريد‪ .‬حتى اآلن ال يزال‬ ‫العدو يطرح مسائل اضافية‪ ،‬كمنع تهريب السالح والتعهد بعدم إدخاله‪،‬‬ ‫نحن قلنا بوضوح ان هذا لن يحصل‬ ‫وابلغنا القاهرة بوضوح ان الشروط‬ ‫االسرائيلية مرفوضة‪ .‬في مجمل هذا‪،‬‬ ‫العدو فشل في حتقيق اهداف العدوان‪،‬‬ ‫واملقاومة جنحت في تثبيت ما وعدت به‬ ‫اثناء العدوان‪ ،‬اذا ً أعتقد اننا امام انتصار‬ ‫رغم حجم الدمار والقتل الذي مارسه‬ ‫االسرائيلي‪.‬‬ ‫لكن العدو يرى انه وجّ ه ضربة كبيرة‬ ‫حلركة حماس‪ ،‬كقيادي في حركة حماس‬ ‫كيف ترى احلركة بعد حرب غزة؟‬ ‫العدو يستطيع ان يقول ما يشاء‪،‬‬ ‫البنية االساسية للمقاومة ال تزال سليمة‬ ‫وقدرتها على اطالق الصواريخ ال تزال في‬ ‫عال‪ ،‬نحن حافظنا على معدل‬ ‫معدل‬ ‫ٍ‬ ‫ثابت إلطالق الصواريخ طوال ايام املعركة‬ ‫وهذا ما يعرفه االسرائيلي اكثر من اي‬ ‫طرف آخر‪ ،‬بنية املقاومة االساسية لم‬ ‫تصب بأضرار حقيقية سواء على الصعيد‬ ‫التنظيمي او الهيكلي او على صعيد‬ ‫قدرتها العسكرية‪ ،‬أنا أعتقد كقيادي في‬ ‫حماس ان هذه املعركة كرست شرعية‬ ‫حماس وزادت من قدرتها ومكانتها بن‬ ‫الشعب الفلسطيني وعلى املستوى‬ ‫االقليمي والدولي‪.‬‬ ‫هل كانت حماس مستعدة لعدوان‬ ‫بهذا احلجم الكبير؟‬ ‫نحن كنا مستعدين لعدوان منذ ان‬ ‫رفض االحتالل االلتزام بالتهدئة ومنذ ان‬ ‫أسقطها عمليا ً في الرابع من تشرين‬ ‫الثاني ويومها أعلنا ان االجتياح الذي‬ ‫حصل آنذاك هو عمليا ً جتربة لعدوان‬ ‫اكبر‪ .‬لكن بصراحة الذي يتوقع حدودا ً‬ ‫لعدوان إسرائيلي مخطئ‪ .‬عندما نتحدث‬ ‫عن احتماالت العدوان االسرائيلي يجب‬ ‫أال نضع سقفا ً لطبيعة اإلجرام الذي يتمتع بها العدو‪ ،‬وعلينا ان نتوقع كل‬ ‫شكل من اشكال اجلرائم التي ميكن ان يقوم بها هذا العدو وقد فعل في هذا‬ ‫العدوان‪.‬‬ ‫كثر ممن يستهدفون املقاومة وحركة حماس رأوا مبا فعلته حماس مغامرة‪،‬‬ ‫كيف تنظر حركة حماس الى املعركة التي حصلت في غزة؟‬ ‫الذين يغامرون هم الذين يستسلمون لالرادة االسرائيلية واالميركية‪ ،‬هذه‬ ‫هي املغامرة احلقيقية‪ ،‬كاملقامرة مبعنى انها مغامرة ألنهم قد يخسرون كل‬ ‫شيء في أي حلظة متاما ً كما حصل مع قوات حلد في جنوب لبنان عندما‬ ‫انسحب االسرائيلي وتركهم دون حتى ان يبلغهم انه منسحب ففوجئوا بهم‬ ‫ينسحبون‪ .‬نحن كمقاومة ال نغامر نحن نقاوم االحتالل بحسب خطواتنا ونقدر‬ ‫طبيعة العدوان واملعركة‪ ،‬لكن ايضا ً يجب ان يعرف اجلميع ان الذي يريد ان‬ ‫يخوض معركة عليه ان يضحي وهذه التضحيات هي التي ستؤدي الى النصر‬ ‫بعد ذلك‪ .‬وبالتالي لسنا قلقني من التضحيات‪ ،‬ولسنا مغامرين نقود شعبنا‬ ‫الى اجملهول‪ ،‬أعتقد أن املغامرة هي املسار الوحيد الذي يقود شعبنا الى اجملهول‪،‬‬ ‫أعتقد أن املغامرة هي املسار الوحيد الذي يقود الشعب الفلسطيني الى مكان‬

‫نتيجته معروفة وما ميكن ان يحققه مضمور‪.‬‬

‫هزمية املقاومة غير ممكنة‬ ‫ماذا يطلب منكم النظام املصري في املوضوع األمني حتديداً؟‬ ‫اجلانب املصري يصر على نقل وجهة‬ ‫النظر االسرائيلية دائماً‪ ،‬واجلانب املصري‬ ‫على ما يبدو ما زال حتى اآلن مقتنع‬ ‫مبسيرة التسوية وال يستطيع ان يصدق‬ ‫ان هناك فرصة خليارات بديلة‪ ،‬نحن كنا‬ ‫واضحني‪ ،‬وجود االحتالل يعني املقاومة‪،‬‬ ‫واملقاومة حق طبيعي وسنبذل كل وسيلة‬ ‫حتى تستمر‪ ،‬لن يستطيع احد ان يوقفها‬ ‫ومحاولة احلديث عن وقفها عبث وتضييع‬ ‫للوقت من جهة وهو خدمة إلسرائيل من‬ ‫جهة اخرى‪ ،‬بغض النظر عن الطرف الذي‬ ‫يتكلم في ذلك وعن نواياه‪ .‬كل من يتكلم‬ ‫عن وقف للمقاومة او إجراءات تؤدي الى‬ ‫تعطيلها يشارك العدو في مشروعه‬ ‫ضد الشعب الفلسطيني‪ .‬ونحن قلنا‬ ‫للجانب املصري اننا لن نقدم أي التزام ميس‬ ‫املقاومة‪ ،‬ونرفض أي إجراء ميسها وإضافة‬ ‫الى كل ذلك‪ ،‬نحن نريد ان نتكلم عن‬ ‫اتفاق وتفاهم واضح ومعلن‪ ،‬وليس اتفاقا ً‬ ‫له صيغتان‪ ،‬صيغة اسرائيلية واخرى‬ ‫فلسطينية‪.‬‬ ‫هل تتوقعون تهدئة ملدة عام في‬ ‫املفاوضات؟‬ ‫طرحنا على اجلانب املصري وجهة نظرنا‬ ‫ونحن ننتظر رداً‪.‬‬ ‫ولكن العدوان أتى بقوات أطلسية‬ ‫وباتفاق امني اسرائيلي ومحاصرة‬ ‫جديدة لغزة على مستوى القوات‬ ‫البحرية‪ ،‬وهذا سيعيق وصول االسلحة‬ ‫كما حصل في لبنان؟‬ ‫دعني أقل بكل صراحة‪ ،‬االجراءات التي‬ ‫يقوم بها االسرائيلي قد تعقد االمور‬ ‫ولكنها لن متنع املقاومة من االستمرار‬ ‫أو املواصلة‪ .‬هذه املعركة أثبتت ان هزمية‬ ‫املقاومة غير ممكنة وأنا أقول بكل ثقة‬ ‫واطمئنان إن أي قوة في العالم مهما‬ ‫بلغت ال تستطيع ان تهزم مقاومة شعب يريد أن يتحرر ومستعد للشهادة من‬ ‫اجل ذلك‪ .‬على االسرائيلي واملصري ان يفهم هذا وعلى كل طرف في املنطقة‬ ‫ان يدرك ذلك‪ .‬وإال فكل اجلهود التي ستبذل ستكون في اجتاه واحد‪.‬‬

‫الحديث عن توتر العالقة‬ ‫بين حماس ومصر بسبب‬ ‫إيران كذب ووهم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪10‬‬

‫محور املقاومة ازداد وزناً ودعماً‬ ‫هل نحن أمام احتمال عدوان اسرائيلي أوسع لتحسني الشروط‬ ‫االسرائيلية؟‬ ‫ال نستبعد ذلك‪ ،‬وعلى االرض املقاومة تضع هذا االحتمال على انه وارد‬ ‫بشكل كبير‪.‬‬ ‫هناك من يطالبكم باالعتراف بإسرائيل والقبول بالتسويات‪ ،‬باراك أوباما‬ ‫جدد اخلطاب االميركي الرسمي التقليدي‪ ،‬فما هو ردكم على ذلك؟‬ ‫اذا كان هناك من فرصة ما ليفكر أحد ان حماس قد تقبل اآلن بعض الشروط‬ ‫التي طرحت قبل العدوان فهو مخطئ‪ .‬أنا أعتقد ان تصريحات باراك اوباما هي‬


‫بداية غير موفقة لتعامله مع الشأن الفلسطيني‪ ،‬وآمل أن يصوب هذا اخلطأ‬ ‫سريعا ً اذا أراد ان يقدم تغييراً‪ ،‬لكن اذا قرر ان ميارس السياسة نفسها التي‬ ‫مارسها سلفه أطمئنه انه لن يحقق إجنازاً‪.‬‬ ‫تسيبي ليفني أعلنت أنها ستغير املعادالت بعد العدوان على غزة كما‬ ‫ذكرت كونداليزا رايس ان احلرب على لبنان ترسم شرق أوسط جديداً‪ ،‬ما هي‬ ‫املعادالت التي غيرتها ليفني في احلرب على غزة؟‬ ‫اوال ً لتنجح ليفني في االنتخابات عليها‬ ‫أن تكون قادرة على تغيير املعادالت‪ ،‬نعم‬ ‫حصل تغيير بعد العدوان لكن اعتقد‬ ‫انه أتى في االجتاه االيجابي لنا واالجتاه‬ ‫السلبي إلسرائيل‪ .‬قبل هذا العدوان كان‬ ‫هناك حديث عن محور االعتدال ومحور‬ ‫املقاومة‪ ،‬أعتقد بعد هذا العدوان ازداد‬ ‫محور املقاومة وزنا ً ودعما ً وانسجمت‬ ‫معه دول وحكومات وشعوب وأمم كثيرة‪،‬‬ ‫فيما بدا محور االعتادل مضطربا ً وبالتالي‬ ‫انا أعتقد ان املعادلة أصبحت تذهب باجتاه‬ ‫دعم املقاومة ال العكس‪.‬‬ ‫أتقصد على املستوى العربي بعد‬ ‫قمة الكويت؟‬ ‫بعد قمتي الكويت والدوحة‪ ،‬من‬ ‫الواضح ان املزاج لتأييد املقاومة ودعمها‬ ‫الى ازدياد ال الى تراجع‪ .‬نحن نتحدث عن‬ ‫رؤساء دول وحكومات فضالً عن الشعوب‪.‬‬ ‫وبالتالي اذا كان هناك من يتردد في دعم‬ ‫املقاومة على املستوى الشعبي قبل‬ ‫هذا العدوان فقد حسم أمره‪ ،‬اذ أصبح‬ ‫دعم املقاومة في فلسطني هو خيار هذه‬ ‫االمة على املستوى الرسمي‪ .‬الدعم كان‬ ‫مقتصرا ً على دولتني أو ثالث‪ ،‬اآلن اتسعت‬ ‫دائرته لتشمل العديد من الدول‪ ،‬وهذا‬ ‫بحد ذاته إجناز‪.‬‬ ‫إضافة الى موقف العاهل السعودي‬ ‫امللك عبد اهلل عندما قال ان مبادرته‬ ‫تبق على الطاولة‪ ،‬هل تعتبره تطوراً‬ ‫لم َ‬ ‫باجتاه دعم املقاومة؟‬ ‫بالتأكيد أنا أعتبر دعوة امللك عبد‬ ‫اهلل للمصاحلة العربية العربية تطورا ً‬ ‫باجتاه دعم املقاومة بغض النظر عن مدى‬ ‫جتاوب البعض مع هذه املبادرة‪ ،‬كونها‬ ‫مبادرة مقدرة باجتاه دعم املقاومة‪ ،‬إضافة‬ ‫الى حديثه عن عدم بقاء املبادرة العربية على الطاولة الذي أتى ايضا ً في اجتاه‬ ‫دعم املقاومة واحلقوق الفلسطينية‪ .‬وآمل في احلقيقة أن يستكمل العاهل‬ ‫السعودي هذه اخلطوات باجتاه إعادة تبني اململكة العربية السعودية للمصاحلة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫أي تعومي اتفاق مكة؟‬ ‫اتفاق مكة أو مكة اثنني‪ ،‬حيث طور اتفاق مكة جتاوزا ً لبعض اخللل ومنعا ً‬ ‫لنجاح البعض في إسقاط هذا االتفاق‪ ،‬فهناك إدراك فلسطيني وسعودي‬ ‫ملوقف أطراف إقليمية ودولية لم يعجبها االتفاق وقد تلجأ للعمل من اجل‬ ‫إسقاطه مستخدمة بذلك األجهزة االمنية التي كان يقودها محمد دحالن‬ ‫وهذا فعالً ما حصل على االرض‪.‬‬ ‫هناك من يقول وحتديداً النائب سعد احلريري إن مبادرة امللك عبد اهلل‬ ‫واالجتاه نحو املصاحلة هو لسحب البساط من حتت إيران وحياكة السجادة‬ ‫اإليرانية؟‬ ‫أنا ال أظن ان السعودية ترسم سياساتها على قاعدة الصراع مع ايران‪.‬‬ ‫في النهاية ايران والسعودية جاران‪ ،‬وجاران مسلمان‪ .‬الكل يعرف انه في حال‬

‫حصول توافق سعودي ايراني فستكون االوضاع في املنطقة ملصلحة ابنائها‪،‬‬ ‫وأي أزمة سعودية ايرانية في تقديرنا ستؤدي الى أزمات تعود على املنطقة‬ ‫كلها سلباً‪ .‬علما ً ان اململكة العربية السعودية لطاملا رحبت بإقامة عالقات‬ ‫طبيعية بني دول املنطقة مبا فيها ايران‪.‬‬

‫ّ‬ ‫املقصرون‬ ‫ليصمت وليخجل‬ ‫في دعم املقاومة‬ ‫كيف نظرمت الى ما قيل أثناء احلرب‬ ‫ان حماس تشكل خط متاس إليران في‬ ‫وجه اسرائيل وكان دائماً يقال ان حماس‬ ‫امتداد ملشروع ايراني كما هو حزب اهلل‬ ‫واملقاومة في لبنان؟‬ ‫الذين يقولون ذلك هم اكثر من يعرف ان‬ ‫هذه املسألة غير صحيحة‪ ،‬اوال ً نحن نطلب‬ ‫من كل أمتنا أن تدعم قضية فلسطني‪،‬‬ ‫عندما يتخلى أو يقصر طرف أو دولة أو‬ ‫جهة ما عن دعم‪ ،‬ليس عليه ان يعيب على‬ ‫من يدعم حماس أو يلومها ألن دوال ً اخرى‬ ‫عربية أو مسلمة تدعمها‪.‬‬ ‫نحن قلنا دائما ً ان حركة حماس تريد‬ ‫دعماً‪ ،‬اذا كان هؤالء ينظرون للدعم‬ ‫االيراني على انه نفوذ ايراني فليتفضلوا‬ ‫وليدعموا حماس واملقاومة وليكن لهم‬ ‫نفوذ اذا كانت املعادلة بهذه البساطة‪.‬‬ ‫أرجو أال يكرر هؤالء القصة التي وردت في‬ ‫التراث عن ذلك االعرابي الذي ذهب يرعى‬ ‫ابل قومه‪ ،‬ثم عاد وقد سرقت منه‪ ،‬يروي‬ ‫احلكاية فيسأله الناس عن النتيجة فيقول‬ ‫عن السارق‪ :‬ساق االبل وقد أوسعته شتماً‪.‬‬ ‫فكانت النتيجة انه وقف يشتم السارق‬ ‫فيما فاز ذاك باالبل‪ .‬نحن ال نريد ان نقع في‬ ‫هذا املأزق‪ ،‬قضيتنا قضية مركزية لألمة‬ ‫وليست قضية شعب فلسطيني فقط‪،‬‬ ‫وعلى املقصرين في دعمها ودعم املقاومة‬ ‫حتديدا ً ان يخجلوا من انفسهم ويصمتوا‬ ‫اذا لم يكونوا قادرين على توفير هذا الدعم‬ ‫بدل ان يكونوا أبواقا ً للعدو او لالميركي في‬ ‫شتم من يدعم املقاومة واملقاومة التي‬ ‫تتلقى الدعم‪.‬‬ ‫السعودية ترحب بإقامة عالقات طبيعية مع ايران‪ ،‬لكن مصر تتخوف‬ ‫منكم ألنها ترى فيكم طرفا ايرانيا على حدودها يشكل خطراً حقيقياً‬ ‫على مصر‪ ،‬ماذا فعلت أو ستفعل حماس لطمأنة اجلانب املصري؟‬ ‫في احلقيقة هناك شيء واقعي وهناك شيء وهمي‪ .‬عندما تكون املشكلة‬ ‫واقعية‪ ،‬نعم حتتاج حماس لتقدمي ما يطمئن اجلانب املصري‪ ،‬لكن عندما تكون‬ ‫املشكلة وهمية‪ ،‬ال أظن ان املريض النفسي ميكن ان يعالج بأسباب عملية‪.‬‬ ‫احلديث عن وجود ايران على حدود مصر مرض نفسي وأظنه يخفي مسألة‬ ‫اخرى‪ ،‬رمبا جترأ الدكتور مصطفى الفقيه عضو مجلس الشعب املصري وحتدث‬ ‫عنها بصراحة في إحدى محاضراته قبل أسابيع عندما قال ان مصر لن تسمح‬ ‫بوجود كيان إسالمي على حدودها‪ .‬كما ان االيرانيني يستطيعون أن يكونوا في‬ ‫محيط مصر بتحسني عالقتهم مع ليبيا والسودان‪ ،‬وليسوا محتاجني لقطاع‬ ‫غزة ليكون على حدود مصر‪ .‬هم يستطيعون أن يكونوا بالقرب من مصر من‬ ‫خالل وجودهم في كل افريقيا‪ ،‬لذلك فاحلديث عن توترالعالقة بني حماس ومصر‬ ‫بسبب ايران نوع من الوهم أو الكذب‪ ،‬وحركة حماس ليست مضطرة لتقدمي‬ ‫ما يبرر هذا الكذب‪.‬‬

‫العدو انسحب من غزة‬ ‫ألنه يدرك أن بقاءه‬ ‫سيجعله هدفاً للمقاومة‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫هل لعبت القاهرة دوراً ما في وقف إطالق النار‪ ،‬اذ حتدث إعالم العدو‬ ‫وصحيفة هآرتس حتديداً ان القاهرة فرضت عليكم البيان الذي أعلنتم فيه‬ ‫موافقتكم على وقف إطالق النار وضمنت لكم في املقابل انسحاب اجليش‬ ‫االسرائيلي من غزة‪ ،‬ما صحة هذا الكالم؟‬ ‫اوال ً القاهرة لم تضمن أي شيء‪ ،‬حتى قبل دقائق من إعالن وقف إطالق النار من‬ ‫جانب واحد كان اجلدل والنقاش محتدما ً في القاهرة بني وفد احلركة واجلانب املصري‪.‬‬ ‫نحن رفضنا تقدمي أي التزامات ولم يكن هناك أي التزامات من اجلانب املصري بل‬ ‫على العكس متاماً‪ ،‬كان يتحدث عن جدول زمني طويل لالنسحاب االسرائيلي‪.‬‬ ‫عندما أعلن اجلانب االسرائيلي وقف اطالق النار من جانب واحد‪ ،‬فصائل‬ ‫املقاومة درست االمر وقررت ان تعطي قوات االحتالل أسبوعا ً لالنسحاب‪ ،‬وهذا‬ ‫لم يكن مطروحا ً في القاهرة‪ .‬وانسحب العدو واكتمل انسحابه قبل أسبوع‪.‬‬ ‫العدو االسرائيلي يحاول ان يقدم صياغة حتى إعالمية ليثبت أمام جمهوره انه‬ ‫انتصر‪ .‬نحن ال يهمنا ذلك‪ ،‬ما حصل على االرض ان االسرائيلي لم يجرؤ على‬ ‫التقدم وكان يدرك ان أي تقدم إضافي يعني خسائر إضافية‪ ،‬فعندما تنتهي‬ ‫العملية يدرك االسرائيلي ان بقاء قواته‬ ‫سيجعلها أهدافا ً للمقاومة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫العدو االسرائيلي انسحب حتى ال يجد‬ ‫نفسه في مأزق جديد‪.‬‬ ‫وماذا عن املعابر حتديداً؟ ما مصيرها‬ ‫في ظل هذا الطالق بني حركة حماس‬ ‫واجلانب املصري حتى ان اسرائيل ترفض‬ ‫فتح املعابر او تسليمها للسلطة‬ ‫الفلسطينية خوفاً من ان تديرها حماس‬ ‫من خلف الكواليس؟‬ ‫بالنسبة للمعابر لدينا موقف واضح‪،‬‬ ‫احلديث عن التهدئة يشمل فتح املعابر‬ ‫بشكل كامل وفوري وليس بشكل مجتزأ‬ ‫أو وفق معايير العدو‪ ،‬في نهاية املطاف‬ ‫هناك احتمال من اثنني‪ ،‬إما ان تفتح‬ ‫املعابر وإما ان يتشبث البعض مبوقفه‬ ‫وتبقى املعابر مقفلة‪ .‬نحن قلنا كالما ً‬ ‫واضحاً‪ ،‬عدم إنهاء احلصار يعني ان االمور‬ ‫لم تستقر والذي يظن ان املقاومة ميكن ان‬ ‫تتراجع خطوة الى الوراء في هذا اجلانب هو‬ ‫واهم‪ ،‬واذا أراد أحد أن يجرب ما الذي ميكن‬ ‫ان تفعله فليعمل على إغالق املعابر‪ .‬اآلن‬ ‫البعض يحاول أن يبتزنا من خالل موضوع‬ ‫املعابر ليكن‪ ،‬الكل يعرف ان حركة حماس‬ ‫ليست كأطراف اخرى يسهل ابتزازها ويسهل ان تقدم تنازالت نتيجة ضغط ما‬ ‫أو حرصا ً على مصالح فئوية أو ذاتية‪.‬‬ ‫ولك ْن ايضاً هناك إصرار على تدمير األنفاق‪ ،‬ماذا يعني لكم هذا الشيء‪،‬‬ ‫وماذا تعني األنفاق حلركة حماس خاصة انه يقال انها تستخدم جللب‬ ‫السالح وغيرها؟‬ ‫اوالً‪ ،‬في موضوع األنفاق‪ ،‬االسرائيلي يبذل كل جهد إلنهائه‪ ،‬مستخدما ً‬ ‫التكنولوجيا االميركية املتطورة جدا ً كما االقمار الصناعية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في اطار عمل املقاومة‪ ،‬مخطئ من يظن ان املقاومة ميكن ان تقدم تنازال ميس‬ ‫قدرتها على البقاء والنمو ألن املعركة االساسية هي إنهاء االحتالل وليست ال‬ ‫فتح املعابر وال إبقاء األنفاق‪ .‬اذا كان أي سلوك يقوي املقاومة ويس ّرع في إنهاء‬ ‫االحتالل فلن تقدم فيه أي تنازل‪ ،‬واذا أراد االسرائيليون إغالق األنفاق فليتفضلوا‬ ‫ويحاولوا إغالقها‪ .‬املقاومة لن تساعدهم في ذلك‪ ،‬واذا أراد العدو وقف إدخال‬ ‫السالح الى غزة فليحاول فعل ذلك‪ ،‬نحن لن نقدم أي التزام في ذلك‪ ،‬واذا أراد‬ ‫العدو االسرائيلي أن نقبل بحلول سياسية فليتفضل ولينسحب من االراضي‬ ‫الفلسطينية احملتلة دون مفاوضات‪.‬‬ ‫يجب على العدو االسرائيلي أن يفهم ان فكرة او فلسفة تكرار التجربة‬ ‫التي حصلت في التسعينيات للتفاوض مع طرف فلسطيني يتنازل تغيرت‬ ‫مع حركة حماس‪.‬‬

‫معركة غزة هزت جبهة العدو الداخلية‬ ‫العدو االسرائيلي وضع بنك اهداف في عدوانه على غزة وفشل‪ ،‬ولكن ما‬ ‫هو بنك األهداف الذي وضعته حماس في مواجهة هذا العدو؟ وماذا صرفت‬ ‫منه؟ وماذا بقي منه؟‬ ‫احلديث االسرائيلي عن بنك أهداف محاولة لصناعة بعض من اجملد‪ .‬ما‬ ‫وضعه االسرائيلي في بنك اهدافه يضم ‪ 3‬أشياء أساسية‪ ،‬أما املؤسسات‬ ‫الرسمية‪ ،‬وهي مؤسسات معروفة‪ ،‬أو مؤسسات ومراكز اجتماعية وإغاثية‬ ‫وهي ايضا ً معروفة وال ميكن حمايتها أو بيوت شخصيات قيادية في حركة‬ ‫حماس‪ .‬كل القصف لم يؤدِ الى اصابة حماس في هيكليتها أو بنيتها‪ .‬أكثر‬ ‫من ذلك‪ ،‬كل الوثائق املتعلقة بالسلطة كسلطة ومؤسسات احلكومة‪ ،‬جرى‬ ‫نقلها قبل العمليات وبالتالي العدو لم يصب املؤسسة الفلسطينية بأضرار‬ ‫حتى‪.‬‬ ‫من جانبنا‪ ،‬في اطار املعركة قصفنا أهدافا ً تقصف ألول مرة بالنسبة للكيان‬

‫الواقع الفلسطيني في الضفة أصبح أقرب‬

‫الى تأييد المقاومة منه الى تأييد أبو مازن‬ ‫الذين يغامرون هم المقامرون‬

‫باإلستسالم لإلرادة اإلسرائيلية واألميركية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪12‬‬

‫الصهيوني‪ ،‬قواعد عسكرية برية وجوية ومؤسسات حيوية صناعية وتقنية‬ ‫قصفت ألول مرة ليس فقط خالل السنوات املاضية بل منذ قيامه حتى اآلن‪.‬‬ ‫وهذا جزء من بنك األهداف الذي كانت املقاومة تعده‪ ،‬وأعتقد ان أمامنا شوطا ً‬ ‫وعلى االسرائيلي أن يفهم ان مدى الصواريخ ميكن ان يصل الى اكثر ما وصل‬ ‫اليه‪ ،‬وحجم االهداف الذي تستطيع املقاومة ان تضيفه الى بنكها هو اكثر‬ ‫بكثير مما كان في املاضي‪.‬‬ ‫العدو االسرائيلي يقول ان خسائره جد محدودة وحصرها بـ‪ 10‬قتلى من‬ ‫اجلنود و‪ 3‬مدنيني ولم تتزعزع اجلبهة الداخلية كما حصل اثناء العدوان‬ ‫االسرائيلي على لبنان‪ ،‬في وقت سمعنا من كتائب القسام عن خسائر في‬ ‫صفوف العدو االسرائيلي‪ .‬ما هي اخلسائر الفعلية؟‬ ‫القسام أعلنت عن مقتل ‪ 49‬جنديا اسرائيليا وعن عدد من اجلرحى‪ ،‬واملقارنة‬ ‫بني ما اعلنه العدو االسرائيلي وما أعلنته كتائب القسم يظهر تقارباً‪ ،‬علما ً ان‬ ‫االسرائيلي ال يعلن عن قتلى أو جرحى بل يعلن عن اصابات تتوزع بني قتيل او‬ ‫جريح‪ .‬العدو يحاول ان يخفي هذه االرقام كي ال يؤثر على اجلبهة الداخلية‪.‬‬ ‫انا أستطيع ان أقول ان معركة غزة هزت اجلبهة الداخلية للعدو‪ ،‬والدليل ما‬ ‫تكتبه الصحافة االسرائيلية من سخرية ومن تعليقات على حكومة العدو التي‬ ‫تعتبر نفسها قد انتصرت في هذه املعركة على الرغم من ان املقاومة في غزة كانت‬ ‫محاصرة بدون خطوط إمداد طبيعية لها‪ ،‬وجوارها يشارك العدو في حصاره‪.‬‬ ‫هذا في اجلانب االسرائيلي‪ ،‬أما في جانب حركة حماس عدا خسائر‬


‫املدنيني‪ ،‬حماس أعلنت عن ‪ 48‬شهيداً‪ ،‬ما هي خسائر حماس في هذه‬ ‫املعركة؟‬ ‫نخف عندما استشهد د‪ .‬نزار الريان واالخ‬ ‫نحن أعلنا عن جميع شهدائنا‪ ،‬ولم‬ ‫ِ‬ ‫سعيد صيام‪ .‬في نهاية املطاف نحن نفتخر بهؤالء الشهداء‪ ،‬وشعبنا عرف أن‬ ‫الشهداء من قادته وكوادره ال يختبئون وراء شعبهم بل يتقدمون الصفوف‪.‬‬ ‫على مستوى البنية العسكرية كتائب القسام كانت واضحة عندما صرحت‬ ‫اننا ما زلنا قادرين على املواصلة‪ ،‬بنيتنا كمقاومة ال تزال متماسكة وقادرة على‬ ‫االستمرار في املعركة‪ ،‬وأعتقد ان هذا االمر يجب ان يصدق ألن التجربة الطويلة‬ ‫في أداء املقاومة أثبتت صدقيتها عندما تقول مسألة او تطرح موقفاً‪.‬‬

‫مربع الدفاع عن العمالء‬ ‫هل شاركت فصائل اخرى في املقاومة إضافة الى حماس في املعركة؟‬

‫انا ال أنفي حصول ذلك‪ ،‬لكن محاولة تصوير االمر وكأنه استهداف لتنظيم‬ ‫بعينه يحوي مبالغة ومحاولة للدفاع عن العمالء‪ ،‬واذا كان هؤالء يضعون‬ ‫انفسهم في مربع الدفاع عن عمالء وليس عن ابناء شعبهم‪ ،‬فعليهم ان‬ ‫يكونوا صريحني وواضحني‪.‬‬

‫لن نكون عائقاً في وجه جهود إعمار قطاع غزة‬ ‫عبر من سيمر االعمار؟ عبر حكومة حماس ام عبر السلطة ام عبر طرف‬ ‫ثالث أم عبر البنك الدولي؟‬ ‫الذين فشلوا في العودة الى غزة على ظهر دبابة اسرائيلية عليهم أال يتوهموا‬ ‫أنهم سيعودون الى غزة على ظهر عملية االعمار‪ .‬نحن دعونا لتشكيل هيئة‬ ‫وطنية فلسطينية لالعمار تشارك فيها كل الفصائل الفلسطينية املقاومة‬ ‫مبمثلني عنها‪ ،‬إضافة للممثلني عن البلديات في قطاع غزة كي توضع خطة‬ ‫متكاملة عن اعادة االعمار‪ ،‬وأعتقد ان هذا هو الذي‬ ‫سيحصل‪.‬‬ ‫هناك من يتحدث عن حكومة وحدة وطنية‬ ‫تشكل وعبرها يتم االعمار وصرف املبالغ؟‬ ‫وهذه مسألة منفصلة متاما ً عن عملية االعمار‪،‬‬ ‫احلديث عن حكومة وحدة وطنية يقتضي حوارا‬ ‫وطنيا كما قلت‪.‬‬ ‫هل هناك مساعدات فورية وزّعت على املنكوبني‬ ‫وعلى عائالت الشهداء ومن فقد منزله كما حصل‬ ‫في جتربة لبنان؟‬ ‫نعم جرى بدءا ً من يوم االحد ‪ 25‬كانون الثاني‪،‬‬ ‫توزيع مساعدات عاجلة لكل العائالت التي نكبت‬ ‫سواء بهدم بيوتها بشكل كامل او جزئي او بإصابة‬ ‫احد افراد العائلة شهيدا ً كان ام جريحاً‪ .‬ومن اليوم‬ ‫الثاني لوقف اطالق النار بدأت فرق بحصر االضرار‬ ‫واخلسائر والدمار الذي تسبب به العدوان واآلن يجري‬ ‫جمع هذه املعلومات لوضع خطة شاملة العادة‬ ‫االعمار في قطاع غزة‪.‬‬ ‫وعدت حركة حماس او حكومة د‪ .‬اسماعيل‬ ‫هل ِ‬ ‫هنية بأموال تصل اليها مباشرة او هناك بعض‬ ‫الدول ستقوم باالعمار مباشرة كما حصل في‬ ‫لبنان؟‬ ‫هناك أموال وصلت‪ ،‬وأموال ستصل وهناك‬ ‫حكومات صرحت انها ستتولى اعمار مناطق‬ ‫محددة‪ ،‬هذا كله مرحب به‪ .‬نحن لن نكون عائقا ً في وجه اي جهود تساعد في‬ ‫اعمار قطاع غزة‪.‬‬ ‫ما هو تقديرك حلجم اخلسائر‪ ،‬هناك من حتدث عن ملياري دوالر ‪...‬‬ ‫هذا تقدير اولي‪ ،‬أعتقد ان حجم اخلسائر بشكل دقيق سيكون واضحا ً عندما‬ ‫تكتمل عملية اإلحصاء حلجم الدمار‪.‬‬ ‫هل من إحصاء خلسائر العدو‪ ،‬هل استطعتم ان حتصلوا على رقم معني‬ ‫اقتصادياً؟‬ ‫ليس هناك حتى اآلن أرقام دقيقة‪ ،‬هذا االمر يحتاج الى بعض الوقت كي‬ ‫يظهر‪ ،‬االسرائيلي أخفى ذلك بشكل صارم اثناء املعركة واآلن مع املتابعة‬ ‫ستبدأ الصورة في االتضاح خالل فترة‪.‬‬ ‫وماذا عن االنتخابات التشريعية الفسطينية؟‬ ‫االنتخابات موعدها بعد عام‪ ،‬نأمل خالله حتقيق مصاحلة وطنية فلسطينية‬ ‫والنجاح في انتخاب قيادة فلسطينية ال مجلس تشريعي فلسطيني فقط‪.‬‬ ‫هل حماس التي انتصرت في غزة ستحقق انتصاراً في الضفة‬ ‫الغربية؟‬ ‫أعتقد ان نتائج حماس ستكون افضل في اي انتخابات قادمة من اي انتخابات‬ ‫سبقت‪.‬‬

‫بعض كوادر فتح‬

‫قررت أال تستجيب‬ ‫لسياسات فريق‬

‫رام هللا وشاركت‬ ‫في المعركة‬ ‫كان هناك مشاركة لفصائل املقاومة مع تباين ناشئ عن االمكانات‬ ‫والقدرات واالستعدادات‪ ،‬هناك فصائل كان استعدادها بحجم تفجير عمليات‬ ‫ضد العدو بالطريقة التقليدية‪ ،‬لم يكن استعدادا ً ملواجهة معركة بهذا‬ ‫احلجم‪ ،‬وهناك فصائل امكاناتها ال تعطيها فرصة لتنفذ أكثر مما فعلت‪ .‬على‬ ‫اي املهم انه كان هناك جدية من اجلميع في املشاركة وهذا وحده يكفي‪ ،‬كان‬ ‫هناك تضحيات وشهداء من فصائل املقاومة‪ .‬مع االشارة هنا إلى تقدير من‬ ‫طرفنا لبعض اجنحة املقاومة التي انتمت الى فتح ألن القرار الذي أرسل من‬ ‫رام اهلل هو منع املشاركة في املعركة‪ ،‬لكن بعض كوادر فتح قرروا أال يستجيبوا‬ ‫لهذا القرار وان يشاركوا في املعركة وهذا الفعل هو محل تقدير كبير ألنه جاء‬ ‫خالفا ً لسياسات فريق رام اهلل الذي أبلغهم ان هذه املعركة هي معركة حماس‬ ‫وليست معركة الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫لكن حركة فتح تتهمكم بأنكم قمتم بعمليات تصفية اثناء العدوان‬ ‫االسرائيلي وأنتم اعتبرمت ان هناك اختراقات امنية للعدو االسرائيلي وقد‬ ‫حصلت بعض التصفيات امليدانية او االعدامات امليدانية كما حتصل في‬ ‫احلروب؟‬ ‫الذي يقول ذلك ليقدم االسباب‪ ،‬ليقل هؤالء من هم الذين قتلوا أثناء املعركة‬ ‫وسنجيب عما اذا كانوا قد قتلوا ام ال‪ .‬اذا نعم‪ ،‬فال بد أن يقال كيف قتلوا رمبا‬ ‫قتلوا بالقصف او ألنهم فعالً عمالء‪ ،‬هذا يلزمه توضيح‪.‬‬ ‫لم حتصل محاكمات ميدانية؟!‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫غزة ‪:‬‬ ‫حرب اإلستقالل الفلسطيني‬ ‫ميكن وصف احلرب االسرائيلية على الشعب‬ ‫الفلسطيني في غزة‪ ،‬بأنها حرب االستقالل‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وهي ال تتميز أبدا ً عن حرب العام‬ ‫‪ ،1948‬تاريخ إنشاء الكيان الصهيوني الغاصب‪،‬‬ ‫حيث ترك الفلسطينيون من قبل االنظمة‬ ‫العربية‪ ،‬كما هي حالهم اليوم‪ ،‬يواجهون‬ ‫احتالل أرضهم وتشريدهم‪ ،‬ولم يفدهم دخول‬ ‫اجليوش العربية في احلرب‪ ،‬ألنها انهزمت أمام‬ ‫العصابات اليهودية من “االراغون” و”الشتيرين”‬ ‫وخرج الفلسطينيون من منازلهم ومفاتيحهم‬ ‫بأيديهم‪ ،‬بعد اجملازر التي ارتكبها اليهود بهم‪،‬‬ ‫على أمل العودة اليها‪ ،‬وقد طمأنهم صدور قرار‬ ‫عن االمم املتحدة يحمل الرقم ‪ ،194‬حفظ لهم‬ ‫حق العودة‪.‬‬ ‫استنجد الفلسطينيون باألنظمة العربية‬ ‫وجيوشها‪ ،‬إلعادتهم الى أرضهم واستعادة‬ ‫حقوقهم املغتصبة‪ ،‬لكن انتظارهم طال‪،‬‬ ‫وجاءت هزمية حرب حزيران ‪ ،1967‬التي احتلت‬ ‫فيها إسرائيل ما بقي من فلسطني‪ ،‬وأراض عربية‬ ‫اخرى‪ ،‬لتزيد من يأسهم من هذه االنظمة‪.‬‬ ‫بعد هذه النكسة‪ ،‬وقبلها النكبة‪ ،‬لم يعد‬ ‫أمام الفلسطينيني إال امتشاق السالح‪ ،‬وقرروا‬ ‫ان يعيدوا االرض بالكفاح املسلح والعمل‬ ‫الفدائي‪ ،‬فكانت معركة الكرامة في أغوار االردن‪،‬‬ ‫اول بشائر كسر احلاجز النفسي في ان اجليش‬ ‫االسرائيلي الذي هزم جيوشا ً عربية‪ ،‬ميكن ان‬ ‫يهزم في مواجهة عسكرية‪ ،‬وهكذا مت تسجيل‬ ‫اول انتصار معنوي عربي‪ ،‬فحصدت منه املقاومة‬ ‫الفلسطينية التفافا ً عربياً‪ ،‬وتاييدا ً دولياً‪ ،‬وعادت‬ ‫فلسطني الى اخلارطة‪ ،‬بعدما كان االسرائيليون‬ ‫يعملون فيها تهويداً‪.‬‬ ‫كانت انطالقة الثورة الفلسطينية قبل اكثر‬ ‫من اربعني عاماً‪ ،‬بداية إطالق حرب االستقالل‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬لكن االنظمة العربية املتواطئة‬ ‫مع اسرائيل وحلفائها الغربيني‪ ،‬قررت ان تقضي‬ ‫على ظاهرة االستقالل الفلسطيني‪ ،‬فكان شهر‬ ‫ايلول االسود في االردن عام ‪ ،1970‬الذي ارتكب فيه‬ ‫النظام االردني مجزرة بحق الفلسطينيني‪ ،‬الذين‬ ‫أخذوا من األردن نقطة انطالق لتحرير فلسطني‪،‬‬ ‫فكانت النتيجة ان املقاومة الفلسطينية أوقفت‬ ‫نشاطها العسكري وحاولت حتريكه من لبنان‪،‬‬ ‫ومن جنوبه‪ ،‬بعد ان متركزت في تالل كفرشوبا‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪14‬‬


‫والهبارية وشبعا وكفرحمام وراشيا الفخار‪ ،‬مبا‬ ‫عرف بـ “فتح الند”‪ ،‬اي “ارض فتح”‪ ،‬ومت تشريع‬ ‫العمل الفلسطيني من خالل ما سمي “اتفاق‬ ‫القاهرة”‪ ،‬بني منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫واحلكومة اللبنانية في نهاية عام ‪.1969‬‬ ‫ولكن الوجود الفلسطيني املسلح‪ ،‬جوبه‬ ‫بلبنان بحملة من قبل القوى اليمينية االنعزالية‬ ‫التي لها تاريخ ارتباط بإسرائيل وبأميركا ودول‬ ‫غربية‪ ،‬وعلى رأسها حزب الكتائب برئاسة بيار‬ ‫اجلميل والرئيس كميل شمعون‪ ،‬مما أدى الى‬ ‫وقوع صدامات بني ميليشيات االحزاب االنعزالية‬ ‫واملقاومة الفلسطينية‪ ،‬ال سيما في مناطق‬ ‫وجودها في تل الزعتر وجسر الباشا وضبية‪ ،‬والتي‬ ‫كانت متتد احيانا ً الى معارك عسكرية مع اجليش‬ ‫اللبناني في مخيمات اجلنوب والشمال وبيروت‪،‬‬ ‫حيث مت استغالل بعض املمارسات الفلسطينية‪،‬‬ ‫الى طرح موضوع السالح الفلسطيني‪ ،‬الذي‬ ‫يصب في انهاء املقاومة ضد اسرائيل‪ ،‬حيث لم‬ ‫يتمكن حزب الكتائب وحلفاؤه من ذلك عبر احلرب‬ ‫الداخلية التي حتولت الى اهلية‪ ،‬مع مساندة قوى‬ ‫سياسية وحزبية لبنانية للمقاومة الفلسطينية‪،‬‬ ‫فكان االجتياح االسرائيلي االول للبنان عام ‪،1978‬‬ ‫إلبعاد صواريخ املقاومة الى شمال الليطاني‪ ،‬ثم‬ ‫االجتياح الثاني عام ‪ 1982‬الذي كان مخططا ً‬ ‫له‪ ،‬ان يكون حتى نهر االولي‪ ،‬وملسافة ‪ 45‬كلم‪،‬‬ ‫اال ان ارييل شارون توسع بعدوانه نحو بيروت‪،‬‬ ‫الجتثاث املقاومة وطرد مقاتليها‪ ،‬وتأمني وصول‬ ‫نظام سياسي موال إلسرائيل‪ ،‬فكان انتخاب‬ ‫بشير اجلميل‪ ،‬وأخرجت منظمة التحرير عسكريا ً‬ ‫وسياسيا ً من لبنان‪ ،‬ومت تشتيتها في عدد من‬

‫الدول العربية‪.‬‬ ‫ولم تتمكن املقاومة من ان حتقق التحرير‬ ‫من خارج حدود فلسطني‪ ،‬وجنحت في ان تفرض‬ ‫وجودها في املعادلة العربية واإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫فجرى االعتراف مبنظمة التحرير من معظم‬ ‫الدول باستثناء بعضها وحتديدا ً الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وبات للفلسطينيني كيان سياسي‪ ،‬مكنهم من‬ ‫ان يأخذوا قرارهم‪ ،‬بعد محاولة بعض االنظمة‬ ‫العربية السيطرة عليه‪ ،‬واستخدامه في‬ ‫صراعاتها‪.‬‬ ‫ومع اقفال حدود الدول اجملاورة لفلسطني بوجه‬ ‫املقاومة‪ ،‬قررت االخيرة تصعيد عملياتها من‬ ‫الداخل فكانت االنتفاضة االولى عام ‪ ،1987‬التي‬ ‫بدأت باحلجارة‪ ،‬وفرضت على اسرائيل واقعا ً جديداً‪،‬‬ ‫وأدخلت منظمة التحرير الى مؤمتر مدريد‪ ،‬بعد ان‬ ‫شطبت من ميثاقها الوطني إزالة اسرائيل‪ ،‬مما‬ ‫أفسح في اجملال الوصول الى اتفاق اوسلو‪ ،‬الذي‬ ‫أعطى املنظمة سلطة وطنية على أجزاء من‬ ‫الضفة الغربية وغزة‪ ،‬كل مهامها تقوم على‬ ‫تأمني اخلدمات للمواطنني الفلسطينيني الذين‬ ‫أبقتهم متصلني اقتصاديا ً بالدولة العبرية‪ ،‬التي‬ ‫لم تسمح للسلطة بأن تتحول الى دولة ذات‬ ‫سيادة‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫عطل التسوية السلمية التي‬ ‫كانت تنتقل من خطة الى اخرى‪ ،‬ومن مشروع الى‬ ‫آخر‪ ،‬وقد مت اقرار قيام دولة فلسطينية‪ ،‬لكن لم‬ ‫تتوفر لها الظروف ان تبصر النور‪ ،‬اذ ان اسرائيل‬ ‫كانت ترفض وجودها الى جانبها‪ ،‬بل هي استمرت‬ ‫في قضم االراضي وبناء املستوطنات‪ ،‬وتقطيع‬ ‫أوصال الضفة الغربية باجلدار العازل‪ ،‬ولم تقبل‬ ‫بحق العودة للفلسطينيني‪ ،‬وال بالقدس عاصمة‬

‫‪15‬‬

‫لدولتهم املوعودة‪.‬‬ ‫فاالستقالل الفلسطيني اجلزئي باملفاوضات‬ ‫فشل‪ ،‬فكانت االنتفاضة الثانية في العام‬ ‫‪ ،2002‬التي شجعها الرئيس ياسر عرفات‪،‬‬ ‫الذي خبر مناورات اليهود‪ ،‬وأكاذيبهم‪ ،‬وهو الذي‬ ‫كان متشددا ً في موضوع القدس وحق العودة‬ ‫لالجئني‪ ،‬فكان احلصار عليه وتدمير مخيم جنني‪،‬‬ ‫وبدأ إعداد البديل عن عرفات من قبل االميركيني‬ ‫والصهاينة من خالل إحداث موقع رئيس‬ ‫للحكومة في السلطة الفلسطينية لتمهيد‬ ‫الطريق امام محمود عباس وأحمد قريع‪ ،‬وهما من‬ ‫اركان اتفاق اوسلو‪ ،‬ويوافقان على عاصمة للدولة‬ ‫الفلسطينية غير القدس وفي منطقة “ابو‬ ‫ديس” اجملاورة لها‪ ،‬ودفع تعويضات لالجئني لعدم‬ ‫عودتهم‪ ،‬والستعجال تنفيذ ذلك مات عرفات‬ ‫مسموماً‪ ،‬وتولى عباس رئاسة السلطة‪ ،‬بعدما‬ ‫م ّر برئاسة احلكومة هو وقريع‪ ،‬وعند وصوله الى‬ ‫الرئاسة‪ ،‬قرر “ابو مازن” ان يوقف عمليات املقاومة‪،‬‬ ‫ال سيما االستشهادية منها‪ ،‬التي تصاعدت‬ ‫داخل فلسطني احملتلة عام ‪ ،1948‬لكنه لم يفلح‪،‬‬ ‫اذ ظهرت حركتا “حماس” و”اجلهاد االسالمي”‬ ‫ومعهما كتائب االقصى املوالية حلركة “فتح”‪،‬‬ ‫في موقع الرافض لنهج السلطة الفلسطينية‬ ‫التي عرقت بالفساد‪ ،‬وبدأ االميركيون يحضرون‬ ‫محمد دحالن‪ ،‬ليسيطر على غزة التي لم يتمكن‬ ‫منها االحتالل‪ ،‬الن منها انطلقت املقاومة منذ‬ ‫اخلمسينيات‪ ،‬وقد حتول مجتمعها الى مجتمع‬ ‫مقاوم‪ ،‬مع نهاية الثمانينيات‪ ،‬وهو الذي أوصل‬ ‫“حماس” الى اجمللس التشريعي في انتخابات‬ ‫عام ‪ ،2006‬فشكل انتصارها هزمية للمشروع‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫االستسالمي‪ ،‬وبدأ دحالن يعمل على تقويض‬ ‫سلطتها التي انتقلت اليها‪ ،‬فكان احلصار‬ ‫االسرائيلي على غزة واملواجهة الغربية لها‪،‬‬ ‫إضافة الى محاولة جماعة “فتح” تقويض‬ ‫االمن الداخلي الفلسطيني عبر افتعال أحداث‬ ‫أمنية‪ ،‬والتحول الى مخبرين لدى اسرائيل‪ ،‬التي‬ ‫اغتالت عددا ً كبيرا ً من قيادات “حماس” و”اجلهاد‬ ‫االسالمي” وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسني‪،‬‬ ‫وعبد العزيز الرنتيسي‪ ،‬وآخرين‪ ،‬ولم يبق أمام‬ ‫“حماس” اال تطهير غزة من العمالء واجلواسيس‪،‬‬ ‫بعدما رفضت “فتح” املشاركة في حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬وتلقت ضغوطا ً اميركية وسعودية‬ ‫ومصرية‪ ،‬بضرورة تقويض حكم “حماس” وعدم‬ ‫إعطائه شرعية‪ ،‬ألنه سيتم التعامل معها‬ ‫كمنظمة “ارهابية”‪ ،‬وهذا ما حصل‪ ،‬وبدأ تضييق‬ ‫اخلناق على غزة باحلصار واالعتداءات االسرائيلية‪،‬‬ ‫والقتل اليومي للفلسطينيني‪ ،‬وجتويعهم‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك من اجل اسقاط “سلطة حماس” وعدم‬ ‫االعتراف باملقاومة‪ ،‬التي واجهت حملة عليها من‬ ‫جماعة السلطة الوطنية الفلسطينية حيث‬ ‫أقال محمود عباس حكومة اسماعيل هنية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وشكل حكومة برئاسة سالم فياض‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫ملنع “حماس” من ان حتكم‪ ،‬ولتمهيد العدوان على‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫فكما حصل في لبنان‪ ،‬بفشل قوى ‪ 14‬شباط‬ ‫في نزع سالح املقاومة بالرغم من الدعم الذي‬ ‫تلقته حكومة فؤاد السنيورة‪ ،‬فكان العدوان‬ ‫االسرائيلي صيف ‪ ،2006‬لتدمير املقاومة‪ ،‬لكنه‬ ‫انهزم‪ ،‬وهو ما حصل في غزة‪ ،‬اذ كان الهدف هو‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫إسقاط حكم “حماس”‪ ،‬وتأمني عودة السلطة‬ ‫الوطنية الى غزة‪ ،‬حيث حتضر دحالن مع حوالى‬ ‫الف عنصر مت تدريبهم في مصر واالردن‪ ،‬وهو‬ ‫السيناريو نفسه الذي جرى في لبنان‪ ،‬بتدريب‬ ‫عناصر من “تيار املستقبل” في االردن‪ ،‬ليشكلوا‬ ‫الذراع الضاربة حلكومة السنيورة‪ ،‬وان اول ما‬ ‫قامت به اسرائيل في عدوانها على غزة‪ ،‬كان‬ ‫ضرب مقرات الشرطة إلضعاف سلطة حماس‬ ‫وخلف بلبلة في صفوفها‪ ،‬حيث استهدفت دورة‬ ‫لتخريج حوالى ‪ 200‬ضابط من الشرطة‪ ،‬إضافة‬ ‫الى تدمير مراكز حكومية وخدماتية‪ ،‬قدرت‬ ‫بحوالى ‪ ،300‬لكن “حماس” استوعبت الضربة‬ ‫الكبيرة‪ ،‬ولم تسقط فيها‪ ،‬وأطلقت صواريخها‬ ‫باجتاه املستوطنات التي وصل مداها الى ‪ 45‬كلم‪،‬‬ ‫وبدأت تهدد “مفاعيل دميونا النووي”‪.‬‬ ‫ومع صمود حكومة هنية ومتاسكها واستمرار‬ ‫إطالق الصواريخ وعدم حتقيق اسرائيل اية أهداف‬ ‫لها‪ ،‬من خالل القصف اجلوي والبحري‪ ،‬حاولت‬ ‫التقدم بالبر ولم تنجح‪ ،‬فراوغت في أهدافها‪،‬‬ ‫وبدأت تخفضها الى حد االكتفاء بإقفال األنفاق‬ ‫ومراقبة احلدود ملنع تهريب السالح‪ ،‬وإقامة‬ ‫منطقة عازلة ينتشر فيها مراقبون دوليون في‬ ‫االراضي املصرية والفلسطينية‪.‬‬ ‫هذه الشروط االسرائلية لم تقبل بها “حماس”‬ ‫كما رفضت القرارالدولي ‪ ،1860‬الذي ساوى بني‬ ‫املعتدي والضحية‪ ،‬وقد وضع رئيس املكتب‬ ‫السياسي لـ”حماس” خالد مشعل سقفا ً‬ ‫للتفاوض عبر مصر ودول اخرى‪ ،‬وهو وقف العدوان‬ ‫وفتح املعابر بفك احلصار‪ ،‬وعدم التعرض للمقاومة‬

‫‪16‬‬

‫وسالحها‪ ،‬كما كانت حربها على لبنان‪.‬‬ ‫وخالل فترة العدوان‪ ،‬الذي وضعت له اسرائيل‬ ‫مهلة زمنية ال تتعدى االربعة ايام‪ ،‬دون ان تعلنها‪،‬‬ ‫فإنها فشلت في حتقيق اهدافها‪ ،‬التي تراوحت بني‬ ‫وقف إطالق الصواريخ‪ ،‬وسقوط “حماس” وإقفال‬ ‫األنفاق‪ ،‬فإن صمود املقاومة ال غ ّير قواعد اللعبة‪،‬‬ ‫التي قالت وزيرة اخلارجية االسرائيلية تسيبي‬ ‫ليفني‪ ،‬ان احلرب على غزة ستغيرها‪ ،‬وهي لم تأت‬ ‫ملصلحة اسرائيل‪ ،‬التي وقف قادتها حائرين أمام‬ ‫الغزو البري لغزة او إعادة احتاللها‪ ،‬الن مثل هذه‬ ‫العملية العسكرية‪ ،‬ستكون مكلفة‪ ،‬والن جتربة‬ ‫لبنان ما زالت ماثلة أمام وزير الدفاع ايهود باراك‪،‬‬ ‫الذي اضطر الى االنسحاب من جنوبه حتت ضغط‬ ‫عمليات املقاومة في العام ‪ ،2000‬وكذلك فعل‬ ‫ارييل شارون الذي انسحب من غزة عام ‪ 2005‬دون‬ ‫شروط وفكك املستوطنات‪.‬‬ ‫ان حرب غزة اكدت أن املقاومة هي الطريق الى‬ ‫التحرير‪ ،‬وأن املساومة قد تعيد بعضا ً من االرض‬ ‫ولكنها ال تعيد السيادة واحلرية‪.‬‬ ‫ففي لبنان‪ ،‬حررت املقاومة االرض في العام‬ ‫‪ ،2000‬وأكدت على السيادة في العام ‪2006‬‬ ‫بالصمود في وجه العدوان وعدم متكني اسرائيل‬ ‫من احتالله ثانية‪ ،‬وأبقت املقاومة على سالحها‪.‬‬ ‫وفي غزة فإن املقاومة الفلسطينية‪ ،‬التي‬ ‫فرضت االنسحاب االحادي عام ‪ ،2005‬متكنت في‬ ‫‪ 2009‬من تثبيت استقالل غزة‪ ،‬على طريق حترير‬ ‫باقي األراضي الفلسطينية احملتلة‪.‬‬

‫جورج معوض‬


‫في غــزة ‪...‬‬

‫صمود أسطوري في وجه آلة الدمار الصهيونية‬ ‫والمجازر اإلسرائيلية العنصرية‬ ‫صمود أهل غزة أمام أقوى جيش فى العالم مزوّد بأحدث أسلحة الفتك أسالك شائكة‪ ،‬وحقول ألغام‪ ،‬بدأوا يعانون مما يشاهدون ويصابون‬ ‫والقتل وسفك الدماء (اجليش الصهيوني ما هو إال اجليش األميركي بحاالت ذعر‪ ،‬وقلة نوم‪ ،‬مما يشاهدونه عبر الفضائيات‪،‬‬ ‫واألسلحة الصهيونية هي أسلحة أميركية‪ ،‬لذا فمن املغالطة أن يقول‬ ‫البعض إن اجليش الصهيوني أقوى رابع جيش في العالم)‪،‬‬

‫شاهدوا أيادي مقطعة وأطرفا مبتورة‪ ،‬وأشياء يصعب على األقالم أن‬ ‫تكتبها‪.‬‬

‫استمر العدوان على غزة ما يقارب الشهر‪ ،‬والكل ينتظر يوماً آخر لعل‬ ‫ورغم هذا كله فإن اجليش الصهيوني ال يستطيع إال أن يقتل األطفال‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫مذهل‬ ‫مفقودة‪ ،‬فما يصلنا من أنباء‬ ‫فيه اخلير‪ ،‬لكن بشائر اخلير أصبحت‬ ‫والنساء والشيوخ وعاجز عن مواجهة املقاومني األبطال‪...‬‬ ‫اجملازر الوحشية التي يرتكبها جيش االحتالل اإلسرائيلي في قطاع الى حد اإلغماء‪ ،‬آخر اإلحصاءات من قطاع غزة تفيد “بأن عدد الشهداء‬ ‫غزة تدمي القلب والعقل واجلسد‪ ،‬وهو يرى أشالء األطفال قرب أشالء جتاوز الـ‪ 1400‬شهيد‪ ،‬منهم ‪ % 45‬من األطفال‪ ،‬واألرقام في تزايد ألن عدد‬ ‫أمهاتهم وآبائهم‪ ،‬وأكثر من نصف منازل قطاع غزة أصبحت مدمرة أو اجلرحى فاق الستة اآلف إصابات اكثرهم خطرة‪ ،‬مرعبة هذه األرقام‬ ‫بكل تفاصيلها‪ ،‬وإذا كانت هذه األرقام تذك ُر الشهداء فما حال األحياء‪،‬‬

‫غير صاحلة للسكن‪.‬‬

‫بالتأكيد هم ليسوا بأحسن حال‪ ،‬األطباء العاملون في مستشفيات‬

‫هذا العنف ال بد أن تنتج منه مظاهر احتجاج ورفض‪.‬‬

‫وقد متثلت في العديد من دول العالم‪ ،‬خاصة األقطار العربية‪ ،‬القطاع والطواقم الطبية منهكة وهي تعمل ليل نهار باإلمكانيات‬ ‫بالتظاهرات املستمرة طوال أيام االجتياح العسكري اإلسرائيلي‪ ،‬املتواضعة‪ ،‬واملنازل قسم كبير منها قد دمر‪ ،‬والباقي محطم الزجاج‬ ‫والالفت للنظر أن هذه التظاهرات هي املظهر الوحيد للتعبير في األقطار والبرد القارس ال يرحم‪ ،‬الكل في حيرة واجلو اآلمن الذي تتحدث عنه‬ ‫العربية‪ ،‬أما على الصعيد الرسمي فلم ن َر إال التصريحات الرنانة التي النظريات االجتماعية والنفسية أصبح سراباً في صحراء قاحلة!!‬ ‫قد يتساءل البعض‪ :‬هل لدى أطفال غزة الوقت للعب بالدمى؟! ان‬

‫اعتدنا على سماعها المتصاص نقمة اجلماهير العربية‪.‬‬

‫فكل ربع ساع ٍة كانت هناك غارة جوية‪ ،‬وبني الغارة والغارة غارة‪ ،‬أطفالنا برغم املوت‪ ،‬وبرغم الدمار‪ ،‬من حقهم أن يعيشوا طفولتهم التي‬ ‫وشهداء يرتقون إلى العال‪ ،‬وجراح مفتوحة لأللم الذي أوغل سكينه كفلتها لهم كل املواثيق واألعراف اإلنسانية‪،‬‬ ‫وألننا شعب اعتاد أن يروض املستحيل كي ال ننكسر أمام العاصفة‬

‫املسمومة في اخلاصرة‪ ،‬كيف يهنأ املواطنون بلحظة أمان‪ ،‬فالنوم أصبح‬ ‫مفقوداً‪ ،‬واملضاجع مفتوحة للبرد القارس‪ ،‬مشهد صعب بكل تفاصيله‪ ،‬الهوجاء فمن حقنا أن يعيش أطفالنا اللحظة بجماليتها حتى لو‬ ‫كانت وسط بحر من املوت‪ ،‬فعلى هذه األرض ما يستحق احلياة‪ .‬هذا جيل‬

‫نعم وبكل أسف‪ ،‬الوضع من سيئ إلى أسوأ‪.‬‬

‫بكل أسف كانت صور الشهداء الواردة من قطاع غزة التي تناقلتها الطفولة هو من سيحمل الراية ليسير بها نحو القدس‪ ،‬ليرفع طفل‬ ‫شاشات التلفزة مؤثرة للغاية‪ ،‬فمعظمها صور أطفال لم يتجاوزوا أو شبل من أشبال فلسطني العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس‬ ‫وكنائس القدس‪ ،‬ومساجد القدس‪.‬‬

‫العاشرة‪ ،‬ولم يكن ذنبهم إال أنهم فلسطينيون‪،‬‬ ‫فأطفالنا وأطفال الضفة الغربية كأطفال غزة وإن فصلت بينهم‬

‫‪17‬‬

‫مهيبة العسراوي‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫تفجر لبنان وسليمان لم‬ ‫القمم العربية كادت ّ‬ ‫المصالحة السورية ‪ -‬السعودية طلبها بري‬

‫هل تغ ّير رئيس اجلمهورية العماد ميشال‬ ‫سليمان وانقلب على مواقفه‪ ،‬وأصبح مييل الى‬ ‫قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬كما وصفه بعض السياسيني‬ ‫واإلعالميني‪ ،‬وهو الذي كانت تصنّفه هذه‬ ‫القوى‪ ،‬بأنه مرشح املعارضة وسوريا لرئاسة‬ ‫اجلمهورية؟‬ ‫هذا الكالم جاء بعدما قيل إن الرئيس‬ ‫سليمان كان يحاذر حضور قمة عربية غير‬ ‫مكتملة النصاب وال تطبق ميثاق اجلامعة‬ ‫العربية‪ ،‬وقد زاد من حيرته أن دوال ً عربية عدة‬ ‫أعلنت مقاطعتها للقمة الطارئة بشأن غزة‬ ‫التي دعا إليها أمير قطر الشيخ حمد بن‬ ‫خليفة آل ثاني بالتنسيق مع الرئيس السوري‬ ‫الدكتور بشار األسد بصفته رئيسا ً للقمة‬ ‫احلالية‪ ،‬وأبرزها السعودية ومصر واألردن‪ ،‬مما‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أوقعه بإرباك‪ ،‬زاد عليه أن أطرافا ً داخليني في‬ ‫لبنان دخلوا على خط التجاذب‪ ،‬فدعته املعارضة‬ ‫الى حضور القمة‪ ،‬فيما طالبته املواالة بالتغ ّيب‬ ‫عنها‪ ،‬وانتقل الصراع الى اإلعالم عبر املواقف‬ ‫ثم الى الشارع حيث أطلقت في‬ ‫السياسية‪ّ ،‬‬ ‫إحدى التظاهرات أمام السفارة األميركية في‬ ‫عوكر املنددة بالعدوان االسرائيلي‪ ،‬هتافات ضد‬ ‫سليمان‪ ،‬وأخرى مؤيدة للرئيس السابق إميل‬ ‫حلود‪ ،‬فوصلت الرسالة الى القصر اجلمهوري‪،‬‬ ‫وسأل مستشارو الرئيس من ّ‬ ‫ينظم التظاهرة‪،‬‬ ‫فجاء اجلواب أن “حزب اهلل” يشارك فيها‪ ،‬ففهم‬ ‫رئيس اجلمهورية ما هو مطلوب منه‪ ،‬بعدما‬ ‫كان األمني العام لـ”حزب اهلل” السيد حسن‬ ‫نصر اهلل‪ ،‬ومع بداية العدوان االسرائيلي على‬ ‫غزة‪ ،‬ناشده بأن يطلب عقد قمة عربية طارئة‪،‬‬

‫‪18‬‬

‫وأوفد إليه معاونه السياسي حسني خليل مع‬ ‫مساعد الرئيس نبيه بري النائب علي حسن‬ ‫خليل‪ ،‬من أجل تشجيعه على أن يكون لبنان‬ ‫هو الداعم النعقاد قمة عربية‪ ،‬التي لم يتأخر‬ ‫الرئيس سليمان في مناشدة الزعماء العرب‬ ‫عقد القمة‪ ،‬ووافق مجلس الوزراء عليها‪ ،‬لكن‬ ‫االنقسام العربي حول القمة عكس نفسه على‬ ‫الداخل اللبناني‪ ،‬ولم يعد من السهل اتخاذ قرار‬ ‫بحضور قمة في الدوحة مبن حضر‪ ،‬وأخرى في‬ ‫الكويت مخصصة لالقتصاد‪ ،‬وأن يبحث على‬ ‫هامشها موضوع غزة‪ ،‬وكان م ّر على العدوان‬ ‫نحو ثالثة أسابيع‪.‬‬ ‫في ظل هذه األجواء العربية املنقسمة‬ ‫حول فلسطني‪ ،‬عاد التشنج الى لبنان‪ ،‬وظهر‬ ‫االنقسام من جديد‪ ،‬وكاد أن يفجر الوضع‬


‫يبدل خيـاراتـه‬ ‫وحصل عليها‬ ‫احلكومي‪ ،‬ورأى الرئيس نفسه وهو املنتخب‬ ‫مرشحا ً توافقيا ً أمام صراع محورين‪ ،‬وكيف‬ ‫سيوفق بينهما عربيا ً ولبنانياً‪ ،‬وقرر أن يحضر‬ ‫قمة الدوحة التي انعقدت مبن حضر‪ ،‬وحتولت‬ ‫الى تشاورية بعد تطيير النصاب القانوني لها‪،‬‬ ‫بالضغط الذي مارسته مصر والسعودية على‬ ‫بعض الدول‪ ،‬وإغراء رؤسائها باملال‪ ،‬كما حصل‬ ‫مع قمة دمشق العادية‪ ،‬حيث قاطعها أيضا ً كل‬ ‫من الرئيس حسني مبارك والعاهل السعودي‬ ‫امللك عبد اهلل‪ ،‬واصطف معهما بعض الدول‪،‬‬ ‫لكن نصابها القانوني تأمن‪ ،‬وقد امتنع لبنان عن‬ ‫احلضور‪ ،‬بسبب الفراغ في رئاسة اجلمهورية بعد‬ ‫انقضاء والية الرئيس حلود‪ ،‬وعدم انتخاب رئيس‬ ‫آخر‪ ،‬بسبب الظروف السياسية‪ ،‬وعدم تلبية‬ ‫الرئيس فؤاد السنيورة الدعوة‪ ،‬بعدما أصبحت‬ ‫حكومته مجتمعة متارس صالحيات رئيس‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬ألنه انحاز الى “دول عرب االعتدال”‬ ‫والتحق بركب النظامني املصري والسعودي‪،‬‬ ‫وجتاوب مع قرار أميركي بتعطيل القمة العربية‬ ‫في سوريا‪ ،‬التي لم تنجح واشنطن في عزلها‬ ‫سياسيا ً عربيا ً ودولياً‪.‬‬ ‫حاول السنيورة وفريقه السياسي ممارسة‬ ‫الضغط على الرئيس سليمان لعدم الذهاب الى‬ ‫الدوحة‪ ،‬وقد تسربت معلومات أنه كاد أن يل ّبي‬ ‫رغبة رئيس احلكومة وقوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬ووصلت‬ ‫األخبار الى املتظاهرين أمام السفارة األميركية‬ ‫من املنظمات الطالبية والشبابية للمعارضة‪،‬‬ ‫فأثار غضبهم‪ ،‬وهتف بعضهم ضد الرئيس‬ ‫سليمان للحظات للتعبير عن سخطه‪ ،‬وقد‬ ‫فاجأهم موقفه‪ ،‬وهم الذين ينظرون إليه أنه‬ ‫مع املقاومة‪ ،‬وال ميكن أن يكون في محور معاد‬ ‫لها‪ ،‬فخاب أملهم‪ ،‬وكان رد فعلهم محصورا ً‬ ‫في الزمان واملكان‪ ،‬حيث مت جلم بعض الشباب‬ ‫والطالب من قبل منظمي التظاهرة‪ ،‬حيث متّ‬ ‫استغالل ما جرى من قبل قوى ‪ 14‬شباط إعالميا ً‬ ‫وتكبير املوضوع سياسياً‪ ،‬لكن الرئيس سليمان‬ ‫وبعد إجراء اتصاالت لبنانية داخلية وأخرى عربية‪،‬‬ ‫قرر الذهاب الى الدوحة‪ ،‬وإجراء اتصاالت مع من‬ ‫سيحضر من الرؤساء وامللوك واألمراء وممثلي‬ ‫الدول‪ ،‬وألن ثمة مصلحة للبنان بذلك‪ ،‬كونه‬ ‫معنيا ً باملسألة الفلسطينية‪ ،‬بوجود نحو ‪400‬‬ ‫ألف فلسطيني على أرضه‪ ،‬وأن كسر املقاومة‬ ‫في غزة‪ ،‬ميهد الطريق الى توطينهم في لبنان‪،‬‬ ‫وهو ما كشف عنه السفير األميركي السابق‬

‫في األمم املتحدة جون بولتون‪ ،‬إضافة الى تقارير‬ ‫أميركية وإسرائيلية‪ ،‬ومشروع من االحتاد األوروبي‬ ‫حمله الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي يدعو‬ ‫الى إعطاء تعويضات للفلسطينيني الالجئني‪،‬‬ ‫للتخلي عن حق العودة‪.‬‬ ‫حضر الرئيس سليمان قمة الدوحة‪ ،‬وكانت‬ ‫له كلمة دعا فيها الى التوافق العربي‪ ،‬وحاول‬ ‫أن يبعد لبنان عن لعبة احملاور‪ ،‬مع تأكيده على‬ ‫الثوابت الوطنية اللبنانية في دعم املقاومة‬ ‫وحق العودة للفلسطينيني والتضامن العربي‪،‬‬ ‫وقد جنح بذلك‪ ،‬وخفف من إمكانية حصول‬ ‫انقسام لبناني داخلي‪ ،‬فلجمه بحضوره‪،‬‬ ‫كما أوقف حملة من أراد استغالل موقف‬ ‫طارئ وعابر صدر عن متظاهرين‪ ،‬وسعى فريق‬ ‫‪ 14‬شباط ألن يجذب رئيس اجلمهورية إليه‪،‬‬ ‫واحتسابه في خانته‪ ،‬ورفعوا من وتيرة تأييدهم‬ ‫لتكون له كتلة نيابية وسطية في االنتخابات‪،‬‬ ‫من أجل حتجيم العماد ميشال عون نيابياً‪،‬‬ ‫وحتريض الشارع املسيحي عليه‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫اخلطة لم تنجح‪ ،‬فالرئيس سليمان لم يتراجع‬ ‫عن خياراته االستراتيجية‪ ،‬وقد تفهّ م الرئيس‬ ‫نبيه بري موقفه‪ ،‬وأشاد به‪ ،‬واستنكر التهجم‬ ‫عليه‪ ،‬وكذلك فعل نائب األمني العام لـ “حزب‬ ‫اهلل” الشيخ نعيم قاسم‪ ،‬الذي ّ‬ ‫أكد أن املوقف‬ ‫من رئيس اجلمهورية لم يتغ ّير‪ ،‬وال أحد ميكنه‬ ‫أن “يزرع التناقض بيننا”‪ ،‬في إشارة الى أن ال‬ ‫تراجع عن تأييد احلزب وحتى املعارضة مجتمعة‬ ‫للرئيس سليمان والوقوف معه‪ ،‬وهو بالتأكيد‬ ‫لن يحيد عن مواقفه االستراتيجية‪.‬‬ ‫لقد م ّر قطوع القمم التي عقدت‪ ،‬واستطاع‬ ‫لبنان أن يخرج منها بأقل اخلسائر املمكنة على‬ ‫وضعه الداخلي‪ ،‬حتى عندما أ ّيد الرئيس سليمان‬ ‫املبادرة العربية للسالم‪ ،‬التي نعاها الرئيس‬ ‫بشار األسد في قمة قطر‪ ،‬فإن موقفه منها كان‬

‫‪19‬‬

‫لالحتفاظ ببنوده وحق العودة للفلسطينيني‬ ‫وليس تناقضا ً مع املوقف السوري الذي رأى أن‬ ‫املبادرة ماتت منذ أن أطلقت في العام ‪2002‬‬ ‫من قمة بيروت‪ ،‬ألن اسرائيل رفضتها‪ ،‬وقد ّ‬ ‫أكد‬ ‫العاهل السعودي صاحب املبادرة‪ ،‬أنه لن يبقيها‬ ‫على الطاولة‪ ،‬وهذا ما فتح بابا ً ملصاحلة سورية‬ ‫ سعودية‪ ،‬بعدما أعلن امللك عبد اهلل بن عبد‬‫العزيز طي صفحة املاضي بعد الذي حصل في‬ ‫غزة‪ ،‬التي غ ّير صمود املقاومة فيها املعادالت‪،‬‬ ‫واضطر “عرب االعتدال” الى إجراء حتول ما في‬ ‫مواقفهم والتقرب من قوى املمانعة واملقاومة‬ ‫التي متثلها سوريا في حتالفها مع املقاومة في‬ ‫لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬حيث سيفتح اللقاء‬ ‫السوري ‪ -‬السعودي صفحة جديدة من خالل‬ ‫احلوار بينهما‪ ،‬باجتاه وضع استراتيجية عربية‬ ‫تأخذ في االعتبار‪ ،‬أنه في ظل عملية السالم‬ ‫التي لم تتحقق خاضت اسرائيل حروبا ً عدوانية‬ ‫على اللبنانيني والفلسطينيني ولم توفر سوريا‪،‬‬ ‫وأقامت املستوطنات واجلدار العازل‪ ،‬ولم تعط‬ ‫الفلسطينيني حقوقهم‪ ،‬ولم تقبل بعودتهم‬ ‫أو بالقدس عاصمة لدولتهم‪ ،‬وفرضت احلصار‬ ‫والتجويع عليهم‪.‬‬ ‫إن املصاحلة السورية ‪ -‬السعودية التي كانت‬ ‫مطلبا ً من الرئيس نبيه بري وبعض اللبنانيني‪،‬‬ ‫للمساعدة في حل األزمات في لبنان‪ ،‬سيكون‬ ‫لها تأثير إيجابي على الوضع الداخلي اللبناني‬ ‫جلهة االستقرار‪ ،‬واعتراف السعودية بدور سوريا‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وفعاليتها في لبنان عبر حلفائها‪،‬‬ ‫وأنه ال ميكن أن يحكم “تيار املستقبل” مع‬ ‫حلفائه دون الشركاء اآلخرين في الوطن‪ ،‬وهذا‬ ‫هو الشعار الذي رفعته املعارضة في أثناء‬ ‫اعتصامها وحصلت على مطالبها‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫في فلسطين كما في لبنان‬ ‫غزة تنتصر و ُتفشل المشاريع األميركية والصهيونية‬

‫ ‬ ‫اجتماع مجلس االمن (القرار ‪ )1860‬اوملرت‬

‫ليس صدفة أن ت َ‬ ‫ُشن احلرب الصهيونية‬ ‫اجلديدة التي تستهدف قطاع غزة واملقاومة‬ ‫الفلسطينية هناك‪ ،‬فهذه الهجمة تزامنت مع‬ ‫املرحلة االنتقالية التي متر بها الواليات املتحدة‬ ‫االميركية‪ ،‬ومع قرب نهاية الرئيس االميركي‬ ‫جورج بوش وتسليم مقاليد الرئاسة للرئيس‬ ‫املنتخب باراك اوباما‪ ،‬فهذا التقاطع لم ينطلق‬ ‫من فراغ‪ ،‬فالصهاينة أرادوا بذلك أن يثبتوا للعالم‬ ‫مدى الترابط بني كيانهم وأسيادهم وحماتهم‬ ‫في واشنطن‪ ،‬فقد تعود الصهاينة ان يكونوا‬ ‫اجملرم املدلل لدى امبراطورية الشر االميركية‪.‬‬ ‫وفي داخل الكيان الصهيوني وقبل اخلروج الى‬ ‫احلرب‪ ،‬ساد صوت واحد يدعو للقتل وزرع املوت‬ ‫والتجويع‪ ،‬وصوت محرض على ارتكاب جرائم‬ ‫احلرب‪ ،‬وكانت اجلرمية بشعة جتاوزت كل منطق‬ ‫وكل حدود انسانية‪ ،‬بشكل يدل على الغباء‬ ‫واجلنون معا ً لدى قادة هذا الكيان‪ ،‬وهناك من‬ ‫يقول من قادة الصهاينة ذاتهم إن الفشل الذريع‬ ‫هو نتيجة مؤكدة لهذه احلرب وانه ال أمل في أن‬ ‫تنجح اسرائيل في حتقيق الهدف الذي حددته من‬ ‫حربها على غزة‪ ،‬وال تبيعونا أوهاما ً حول توجيه‬ ‫ضربة ساحقة للمقاومة الفلسطينية‪.‬‬ ‫وألن فلسطني احدى حلقات املمانعة‬ ‫واملقاومة العربية في وجه املشاريع االميركية‬ ‫والصهيونية‪ ،‬فقد مت استهداف هذه احللقة‪،‬‬ ‫واملصادر الدبلوماسية في واشنطن اكدت أنها‬ ‫تنظر الى معارك غزة من خالل نافذة استراتيجية‬ ‫باعتبارها جبهة إلضعاف ايران وحلفائها في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وان هناك توافقا ً في البيت االبيض على‬ ‫إعطاء االسرائيليني ما يكفي من الوقت لتحقيق‬ ‫اهداف العملية‪ ،‬ورغم صدور القرار ‪ 1860‬عن‬ ‫مجلس االمن الذي يدعو الى وقف النار‪ ،‬فإن شدة‬ ‫الهجمة االسرائيلية ازدادت بغية محاولة حتقيق‬ ‫وقائع جديدة على االرض اعتمادا ً على القوة‬ ‫العسكرية واستهداف املدنيني الفلسطينيني‬ ‫وخاصة االطفال والنساء وهدم البيوت على‬ ‫اصحابها بهدف كسر روح املقاومة لدى الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وهذا لن يتحقق باملطلق‪...‬‬ ‫الواليات املتحدة تتنصل من أي التزامات جتاه‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جون بولنت‬

‫القضية الفلسطينية‬ ‫جيم هوغالند في صحيفة واشنطن بوست‬ ‫اشار الى ان الرئيس جورج بوش لم يكتف فقط‬ ‫بإعطاء الضوء االخضر إلسرائيل لشن هجومها‬ ‫على قطاع غزة‪ ،‬ال بل أزاح كل إشارات السير‬ ‫لتسهيل انقضاضها على حماس واملقاومة‬ ‫الفلسطينية في غزة‪ ،‬وهو بذلك أراد احتواء‬ ‫القلق لدى قادة اسرائيل وليؤكد لها أن الواليات‬ ‫املتحدة ستقف دائما ً الى جانبها وتقدم كل‬ ‫أشكال الدعم واستباقا ً لوصول اوباما الى‬ ‫الرئاسة الفعلية‪...‬‬ ‫والواليات املتحدة التي دعت في مؤمتر انابوليس‬ ‫إلى حل الدولتني‪ ،‬وبشرت باالزدهار والسالم في‬ ‫املنطقة وسوقت ذلك مستفيدة من وجود بعض‬ ‫“العرب” الذين رهنوا مصيرهم مبصيرها وباعوا‬ ‫ضمائرهم وفرطوا بالنفط العربي وأرصدتهم‬ ‫إرضا ًء ألسيادهم في واشنطن‪ ،‬ولم تكن هذه‬ ‫النوايا لتنطلي على الشعب العربي الذي عرف‬ ‫بالتجربة كل أكاذيبهم ونفاقهم‪ ،‬والصهاينة‬ ‫أرادوا من املبادرات االميركية‪ ،‬وسيلة لكسب‬ ‫الوقت ومحاولة السترداد بعض هيبتهم وردعهم‬ ‫الذي حتطم حتت أقدام املقاومني في لبنان املقاومة‬ ‫والصمود في حرب العام ‪ .2006‬ولذلك لم يفاجئنا‬ ‫جون بولتون السفير االميركي السابق لدى‬ ‫االمم املتحدة في مقاله الذي نشره في صحيفة‬ ‫واشنطن بوست ويقول فيه‪:‬‬ ‫“لنبدأ باإلقرار بأن محاولة اقامة سلطة‬ ‫فلسطينية انطالقا ً من منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية القدمية فشلت‪ ،‬وان احلل القائم‬ ‫على دولتني على أساس السلطة ولد ميتاً” وقال‬ ‫ايضا ً “ان السلطة الفلسطينية ُهزمت بشكل‬ ‫ال رجوع عنه على االرجح” ورأى ان عملية السالم‬ ‫ال حترز تقدما ً بل رمبا تتراجع‪ ،‬ورأى ان خريطة‬ ‫الطريق املدعومة من االمم املتحدة والواليات‬ ‫املتحدة من اجل إحالل السالم بني االسرائيليني‬ ‫والفلسطينيني لم تعط نتائج مقنعة‪.‬‬ ‫وأشار بولتون “وعوضا ً عن ذلك ينبغي التفكير‬ ‫في مقاربة على اساس “ثالث دول” توضع مبوجبها‬ ‫غزة مجددا ً حتت سيطرة مصر‪ ،‬فيما تعود‬

‫‪20‬‬

‫حسني مبارك القلق من انتصار حماس!‬

‫الضفة الغربية وفق صيغة معينة حتت السيادة‬ ‫االردنية‪”...‬‬ ‫ورأى بولتون “ان استعادة هذين البلدين‬ ‫العربيني سيادتهما السياسية (على املناطق‬ ‫الفلسطينية) هي وسيلة فعلية لتوسيع بقعة‬ ‫السالم‪ ،‬واالهم من ذلك بناء حكومات تضمن‬ ‫السالم واالستقرار في بلدانهما”‪.‬‬ ‫ولذلك فإن اسرائيل أرادت كسب الوقت بدعم‬ ‫أميركي في االمم املتحدة وقبل صدور القرار ‪1860‬‬ ‫وبعده بهدف فرض حقائق جديدة على االرض‪،‬‬ ‫واالستفادة من الهيمنة االميركية على االمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬ولهذا فإن اجتماع مجلس االمن تزامن‬ ‫مع االجتماع الذي دعا اليه رئيس اجلمعية العامة‬ ‫ميغيل ديسكوتو بروكمان الذي وصف االمم‬ ‫املتحدة بالعقيمة‪ ،‬وكان بروكمان قد قال في وقت‬ ‫سابق‪ ،‬ان االمم املتحدة عدمية الفعالية في القيام‬ ‫بدورها وطلب من االمم املتحدة ان تقول كلمتها‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬ملاذا يؤخرون في مجلس االمن الدعوة الى‬ ‫وقف إطالق النار في غزة؟ واالهم ان بروكمان قرأ‬ ‫رسالة من وزيرة اخلارجية تسيبي ليفني تقول‪“ :‬ان‬ ‫النشاط الدبلوماسي املكثف يرمي الى تخفيف‬ ‫الضغط من اجل وقف النار ومن اجل السماح‬ ‫مبزيد من الوقت للعملية العسكرية لكي حتقق‬ ‫أهدافها”‪ ،‬وقال بروكمان‪ :‬ان املزيد من الوقت يعني‬ ‫املزيد من القتل االسرائيلي‪ ،‬وشدد على ان االمم‬ ‫املتحدة لم توجد من أجل املساعدة على القتل‬ ‫وسفك الدماء واعتبر ذلك مبثابة قتل لالمم املتحدة‬ ‫والغاية التي تأسست من اجلها‪.‬‬

‫القرار ‪ 1860‬ولد ميتاً‬ ‫وبعد أسبوعني من الهجوم الصهيوني على‬ ‫غزة‪ ،‬صدر القرار عن مجلس االمن وولد ميتا ً‬ ‫فهو (يدعو) فقط‪ ،‬ويساوي بني الضحية واجلالد‪،‬‬ ‫فيما بقي مبهما ً في صيغته‪ ،‬وهو يحوي ترتيبات‬ ‫وضمانات لوقف تهريب االسلحة وفتح املعابر‪،‬‬ ‫وهذه الضمانات تهدف الى القضاء على املقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وفي قراءة لهذا القرار فهو ميثل‬ ‫تدخالً في الشأن الداخلي الفلسطيني‪ ،‬ويتحدث‬


‫عن املصاحلة الداخلية من‬ ‫الناحية الشكلية‪ ،‬بينما هو‬ ‫ميزق ما بقي من التماسك‬ ‫الفلسطيني في مواجهة‬ ‫العدوان الصهيوني‪. .‬‬ ‫يهدف لتغيير‬ ‫والقرار‬ ‫املعادلة القائمة كما وعدت‬ ‫ليفني في بداية العدوان‬ ‫الصهيوني على غزة‪ ،‬وهذا‬ ‫القرار ملتبس وغير قابل‬ ‫للتنفيذ‪ ،‬لذلك فالواليات‬ ‫عن‬ ‫امتنعت‬ ‫املتحدة‬ ‫التصويت أو الفيتو‪ ،‬والقرار‬ ‫غير قابل للصرف وحركة‬ ‫حماس رفضت القرار وتقول‬ ‫إنها هي املوجودة على االرض‬ ‫في غزة وهي غير موجودة في‬ ‫مجلس االمن والقرار ميثل‬ ‫اخملرج االول إلسرائيل وال ميكن‬ ‫ان نخير الشعب الفلسطيني‬ ‫بني املوت البطيء املتمثل‬ ‫في احلصار واملوت السريع‬ ‫باحملرقة التي ميثلها الهجوم جرائم الصهاينة في غزة (لن تنكسر ارادة املقاومة في هذه االمة)‬ ‫الصهيوني واالميركي على‬ ‫مبصادرة حق شعبنا في الدفاع عن وجوده وعدم‬ ‫قطاع غزة‪.‬‬ ‫القبول بالتضييق على املقاومة‪ ،‬والقوات الدولية‬ ‫القضية‬ ‫تصفية‬ ‫الى‬ ‫يؤدي‬ ‫القرار‬ ‫وهذا‬ ‫ستأتي هذه املرة حلماية اسرائيل ومنع الشعب‬ ‫ً‬ ‫للمشيئة‬ ‫ا‬ ‫وفق‬ ‫املقاومة‬ ‫يحاصر‬ ‫ألنه‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الفلسطيني من استعادة حقوقه بوسائل‬ ‫االميركية وحتت بند التدخل الدولي لفرض الهدوء املقاومة املشروعة‪.‬‬ ‫ونوعية املراقبة‪ ،‬ونقطة الضعف في القرار انه‬ ‫ولألسف وهناك من يتهم املقاومة الفلسطينية‬ ‫يلغي املقاومة ومينع السالح في غزة‪.‬‬ ‫بأنها تدمر الشعب الفلسطيني؟! وإذا كان هناك‬ ‫الصهاينة‬ ‫أهداف‬ ‫ما هو البديل بعدما بدأت‬ ‫من يريد ان يتساوق مع املبادرة املصرية فعليه‬ ‫بالتآكل؟‬ ‫احترام املقاومة بدال ً من اتهامها!!‬ ‫بل‬ ‫اجلزئيات‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫لالمور‬ ‫ننظر‬ ‫أال‬ ‫يجب‬ ‫وبفعل املقاومة البطولية في غزة بدأت‬ ‫العدوان‬ ‫وقف‬ ‫يتم‬ ‫وان‬ ‫ومتكامل‪،‬‬ ‫كامل‬ ‫بشكل‬ ‫أهداف الصهاينة في التآكل تدريجيا ً وفشلت‬ ‫يفرط‬ ‫ال‬ ‫عام‬ ‫سياسي‬ ‫اطار‬ ‫ضمن‬ ‫الصهيوني‬ ‫في إنهاء املقاومة ووقف اطالق الصواريخ وفرض‬ ‫باحلقوق الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وعدم السماح وقائع جديدة متهد ملشاريع تصفية القضية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫وماذا بقي من أهداف الصهاينة املتدحرجة؟‬ ‫بعدما خسرت اسرائيل أخالقيا ً وإنسانيا ً‬ ‫وانكشفت اجلرائم البشعة التي قام بها العدو‬ ‫ومن ساهم في التواطؤ معها‪...‬‬ ‫وكشفت محافل عديدة في العالم العربي‬ ‫عن التنسيق الكبير بني القاهرة وتل ابيب بشأن‬ ‫العدوان الصهيوني على غزة‪ ،‬وأن هناك اتفاقا ً بني‬ ‫املسؤولني الصهاينة والنظام املصري‪ ،‬على قيام‬ ‫القوات الصهيونية باحتالل املناطق احلدودية بني‬ ‫قطاع غزة واحلدود املصرية وخاصة معبر رفح‪،‬‬ ‫وذلك للحد من االنتقادات التي تواجهها احلكومة‬ ‫املصرية‪ .‬وهذا هو اخملطط لتصعيد الضغوط على‬ ‫سكان غزة‪ ،‬وهذا يقود الى نتيجة وتواطؤ مسبق‬ ‫بني الكيان الصهيوني والنظم املساومة واميركا‬ ‫والدول الغربية‪.‬‬ ‫اطالق الصواريخ الفلسطينية‬ ‫ويتحدث الرئيس االميركي جورج بدم بارد عن‬ ‫(صمود اسطوري وحتدي العدوان)‬ ‫مجازر اسرائيل في غزة وكأنها دفاع عن النفس‪،‬‬

‫‪21‬‬

‫فذلك يؤكد مشاركة أميركية في اجلرمية بكل‬ ‫تفاصيلها‪ ،‬أما املنظمة الدولية فهي رهينة بيد‬ ‫الصهاينة‪ ،‬وبعد نقاش ومشاورات كانت مبثابة‬ ‫فرصة العطاء الوقت آللة احلرب الصهيونية‬ ‫لسفك دماء الفلسطينيني‪ .‬خرجت بقرار يساوي‬ ‫بني الضحية واجلالد‪ ،‬ويطالب بوقف النار دون‬ ‫أن يشير الى جرمية القرن التي تقترفها الزمرة‬ ‫الصهيونية احلاقدة‪.‬‬

‫اإلشارات تثبت فشل الهجمة‬ ‫الصهيونية على غزة‬ ‫ومن هذه اإلشارات اعتراف رئيس حكومة الكيان‬ ‫الصهيوني ايهود اوملرت بأن هذا الكيان لم يحقق أيا ً‬ ‫من اهدافه‪ ،‬والقلق الذي أبداه الرئيس حسني مبارك‬ ‫من احتمال حتقيق حركة حماس انتصارا ً في هذه‬ ‫احلرب‪ ،‬ولم يخف احتمال تعرض القوات الصهيونية‬ ‫لهزمية كبرى في احلرب التي تشن على قطاع غزة‪،‬‬ ‫ومن اإلشارات االخرى تكثيف الدول االوروبية حتركاتها‬ ‫الدبلوماسية من اجل إنقاذ الكيان الصهيوني قبل‬ ‫فوات االوان‪ ،‬وهذه إشارة واضحة إلى الفشل الذي‬ ‫منيت به القوات الصهيونية وعجزها عن حتقيق‬ ‫أهدافها واخملاوف من هزمية نكراء تلحق بإسرائيل‪.‬‬ ‫وما يحدث في غزة يدل على الفشل الصهيوني‬ ‫في فرض واقع جديد يخدم أهداف تل أبيب‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فاملقاومة الفلسطينية في غزة ستظل حلقة صلبة‬ ‫من حلقات املقاومة العربية من أجل استرجاع احلقوق‬ ‫والدفاع عن الوجود‪.‬‬

‫إعداد أدهم محمود‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫صيف ‪ 2006‬وشتاء ‪ 2009‬نكبتان تصيبان الجيش الذي ال يقهر‬

‫صمود غزة ومقاومتها تعززان نهج المقاومة في لبنان‬ ‫جنبالط يعترف بهزيمة إسرائيل ويعيش قلق خسارة فريقه‬ ‫احلرب العدوانية االسرائيلية على غزة‪ ،‬والنتائج‬ ‫التي سنتتهي اليها‪ ،‬ستكون لها انعكاسات‬ ‫على املنطقة وانظمتها‪ ،‬واحلل الذي سيكون‬ ‫عليه للصراع العربي‪ -‬االسرائيلي‪ ،‬وهي سترسم‬ ‫خارطة جديدة‪ ،‬ومحاور عربية واقليمية‪.‬‬ ‫فالعدوان االسرائيلي على لبنان صيف ‪،2006‬‬ ‫وصمود املقاومة وانتصارها في مواجهته‪ ،‬اسقط‬ ‫مشروع “الشرق االوسط اجلديد”‪ ،‬الذي بشرت به‬ ‫وزيرة اخلارجية االميركية كونداليزا رايس‪ ،‬واعلنت‬ ‫انه سيولد من دم اللبنانيني ودمار بلدهم‪ ،‬وهي‬ ‫كانت تقول ان مرحلة ما قبل ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬وهو‬ ‫التاريخ الذي بدأت اسرائيل عدوانها بعد اسر‬ ‫اجلنديني االسرائيليني من قبل “حرب اهلل”‪،‬هي‬ ‫مرحلة ستكون مختلفة جداً‪ ،‬حيث لن تعود‬ ‫هناك مقاومة‪ ،‬وسيدخل لبنان في مفاوضات مع‬ ‫اسرائيل وينهي احلرب معها‪ ،‬ويوقع معاهدة سالم‪،‬‬ ‫ويرسم للمنطقة خارطة جديدة‪ ،‬فيسقط احملور‬ ‫املمانع واملقاوم للخطط االميركية واالسرائيلية‪،‬‬ ‫والذي يسميه الرئيس جورج بوش بـ” محور الشر”‬ ‫والذي يضم كل من ايران وسوريا و “حزب اهلل”‬ ‫و”حماس” وكل القوى املقاومة‪.‬‬ ‫وهذه اخلارطة هي التي جتري حياكتها منذ‬ ‫عقود‪ ،‬وبعد زيارة الرئيس املصري املقتول انور‬ ‫السادات عام ‪، 1977‬حيث حصل أول اجتياح‬ ‫ثان‬ ‫للبنان عام ‪ ،1978‬وتبعه بعد عامني اجتياح ٍ‬ ‫وسعت اسرائيل من احتاللها‬ ‫في عام ‪ ،1982‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫للبنان ووصلت الى عاصمته بيروت واقامت نظاما ً‬ ‫سياسيا ً تابعا ً لها‪ ،‬عبر ايصال بشير اجلميل‪ ،‬ثم‬ ‫شقيقه امني بعد اغتيال االول على يد املقاومة‬ ‫الوطنية اللبنانية الى رئاسة اجلمهورية‪ ،‬حيث‬ ‫حاولت اميركا ان تفرض اتفاق سالم بني لبنان‬ ‫واسرائيل اسمته اتفاق‪ 17‬ايار‪ ،‬كنتيجة سياسية‬ ‫للغزو الصهيوني‪ ،‬لكن املقاومة الوطنية‪،‬‬ ‫اسقطت هذا االتفاق‪ ،‬بعد ان احلقت هزمية بقوات‬ ‫االحتالل االسرائيلي وطردتها من بيروت وضواحيها‬ ‫ومناطق اجليل وصيدا وشرقها والنبطية وصور‪،‬‬ ‫واعادتها الى منطقة “الشريط احلدودي” السابقة‬ ‫مع تعديالت عليه‪.‬‬ ‫سقوط اتفاق ‪ 17‬ايار‪ ،‬غ ّير طبيعة الصراع‪،‬‬ ‫ومتكنت القوى الوطنية بالتحالف مع سوريا‪ ،‬ان‬ ‫حتقق اجنازات على املستوى الداخلي‪ ،‬جلهة اجتثاث‬ ‫املشروع االنعزالي‪ ،‬واجراء اصالحات في النظام‬ ‫السياسي‪ ،‬مت تكريسها في اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫ومع عدم متكن اسرائيل مبساندة اميركا من جر‬ ‫لبنان الى سالم مع الدولة العبرية‪ ،‬ثم التركيز‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫على املسألة الفلسطينية‪ ،‬وقامت منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية باأللتحاق مبؤمتر مدريد‬ ‫للسالم‪ ،‬بعد غزو العراق للكويت واخراجه منها‬ ‫في حرب اخلليج الثانية‪ ،‬ورأت اميركا وحلفاؤها‬ ‫ان ايجاد حلول للقضية الفلسصطينية‪ ،‬يفتح‬ ‫ابواب احلل في كل املنطقة‪ ،‬ويتحقق السالم‪.‬‬ ‫اال ان ما حصل‪ ،‬هو ان العرب الذين ذهبوا بوفد‬ ‫واحد الى مدريد‪ ،‬وحتت سقف “االرض مقابل‬ ‫السالح” وتطبيق القرارات الدولية‪ ،‬واسترجاع‬ ‫االراضي احملتلة‪ ،‬تفرقوا الى اقامة مفاوضات‬ ‫منفردة وجزئية‪ ،‬فخرجت منظمة التحرير الى‬ ‫اتفاق اوسلو عام ‪ 1993‬الذي دفنته اسرائيل فيما‬ ‫بعد ولم حتقق التسوية شيئا ً للفلسطينيني‪،‬‬ ‫الذي تقدم في صفوفهم خيار املقاومة والكفاح‬ ‫املسلح‪ ،‬فكانت االنتفاضة الثانية في عام ‪،2002‬‬ ‫بعد ان رفض الرئيس ياسر عرفات تقدمي التنازالت‬ ‫في املواضيع االساسية والرئيسية وهي القدس‪،‬‬ ‫وحق العودة‪ ،‬وحدود الدولة الفلسطينية وبناء‬ ‫املستوطنات‪.‬‬ ‫مع تراجع احلل على اجلانب الفلسطينني –‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬تقرر في االدارة االميركية‪ ،‬ان يبدأ‬ ‫احلل في مكان اخر‪ ،‬وحتت شعار احلرب على‬ ‫“االرهاب” بعد احداث ‪ 11‬ايلول في اميركا‪ ،‬وتفجير‬ ‫برجي نيويروك وغيرهما‪ ،‬فشنت واشنطن حربا ً‬ ‫على افغانستان في نهاية العام ‪ ،2001‬ثم احتلت‬ ‫العراق في العام ‪ ،2003‬ومع سقوط بغداد‪ ،‬قرر‬ ‫الرئيس االميركي جورج بوش‪ ،‬وضع مشروع‬

‫‪22‬‬

‫للمنطقة التي اصبحت حتت الهيمنة االميركية‪،‬‬ ‫ولم ير من يقف بوجهه سوى سوريا‪ ،‬التي رفضت‬ ‫االصطفاف معه في العراق‪ ،‬ووجه اليها اتهامات‬ ‫انها ترعى “االرهاب” بدعم املقاومة في فلسطني‬ ‫والعراق ولبنان‪ ،‬واتخذ قرارا ً مع الرئيس الفرنسي‬ ‫جاك شيراك‪ ،‬الضعاف سوريا ونظامها فكان القرار‬ ‫‪ ،1559‬الذي اتخذه مجلس االمن الدولي‪ ،‬لسحب‬ ‫قواتها من لبنان ونزع سالح املقاومة‪ ،‬وهكذا عاد‬ ‫املشروع االميركي – االسرائيلي القدمي الى لبنان‬ ‫الذي فشل في مطلع الثمانينات الى البروز‪،‬‬ ‫حيث اعتبرت االدارة االميركية ان سوريا في لبنان‬ ‫تشكل دعما ً للمقاومة وحلفائها‪ ،‬وان اخراجها‬ ‫منه‪ ،‬ميكن حلفاء اميركا من ان يأخذوا السلطة‪،‬‬ ‫ويضربوا املقاومة وينهوا وجودها ويجردونها من‬ ‫سالحها‪ ،‬ويذهبوا الى سالم مع اسرائيل‪ ،‬يجري‬ ‫تلطيفه حتت عنوان تطبيق اتفاق الهدنة “‪ ،‬لكن‬ ‫“ثوار االرز” لم يتمكنوا من حتقيق ما التزموه امام‬ ‫البيت االبيض الذي انقذ حسب رأيهم لبنان من‬ ‫“االحتالل السوري” وان التحوالت الدولية جاءت‬ ‫لصاحلهم‪ ،‬باتفاق بوش – شيراك‪ ،‬وهذا ما كان‬ ‫يقوله النائب وليد جنبالط والبطريرك نصراهلل‬ ‫صفير‪ ،‬اللذين حتالفا منذ العام ‪ ،2000‬على انهاء‬ ‫الوجود السوري في لبنان‪ ،‬فكان بيان املطارنة‬ ‫املوارنة الشهير في ‪ 5‬ايلول من ذلك العام‪ ،‬ثم في‬ ‫“مصاحلة اجلبل”‪ ،‬وقيام “لقاء قرنة شهوان” وكل‬ ‫ذلك إلسقاط قوى املقاومة واملمانعة‪ ،‬حيث مت‬ ‫استغالل االنسحاب االسرائيلي من جنوب لبنان‪،‬‬


‫للضغط باجتاه انسحاب القوات السورية منه‪،‬‬ ‫وان تسلم املقاومة سالحها الى اجليش اللبناني‪.‬‬ ‫فشلت قوى ‪ 14‬شباط في تنفيذ اخملطط‬ ‫االميركي – االسرائيلي ومت اسقاطه بعد العدوان‬ ‫االسرائيلي في صيف ‪ ،2006‬ثم في منع حكومة‬ ‫السنيورة التي نالت اكبر دعم اميركي ومن عرب‬ ‫اميركا لها‪ ،‬من ان حتكم‪ ،‬وسقطت في انتفاضة‬ ‫‪ 7‬ايار من عام ‪ 2008‬التي قادتها املعارضة‬ ‫‪،‬وحققت توازنا ً داخلياً‪ ،‬بانتخاب رئيس جمهورية‬ ‫توافقي هو العماد ميشال سليمان وتشكيل‬ ‫حكومة وحدة وطنية‪.‬‬ ‫وجاءت احداث غزة‪ ،‬كانتقام ملا جرى في لبنان‬ ‫اوال ً في صيف ‪ ،2006‬وهزمية اجليش االسرائيلي‬ ‫امام املقاومة‪ ،‬ثم في متكن املعارضة من االمساك‬ ‫بالقرار داخل احلكومة‪ ،‬او على االقل تعطيله‬ ‫عند اللزوم‪ ،‬وهو ما اعتبرته اسرائيل واميركا‬ ‫هزمية سياسية حللفائها في لبنان‪ ،‬واشار قادتها‬ ‫الى ان ما بنته في ثالث سنوات انتهى في ثالث‬ ‫ساعات‪ ،‬وهددوا بان اي حرب جديدة لن يوفر‬ ‫العدو االسرائيلي‪ ،‬املراكز احلكومية واملؤسسات‬ ‫الرسمية وقوى اجليش وقوى االمن الداخلي‪،‬‬ ‫اضافة الى املرافق العامة‪ ،‬ومحطات الكهرباء‬ ‫واملياه‪ ،‬حتت حجة وجود “حزب اهلل” في احلكومة‪،‬‬ ‫ووقوع قرارها حتت سيطرته‪.‬‬ ‫ان الصمود الذي اظهرته املقاومة في غزة‬ ‫وتصديها لالحتالل االسرائيلي‪ ،‬ومقاومتها‬ ‫الجتياحه البري‪ ،‬وعدم متكن طائراته من حتقيق‬ ‫اهدافها‪ ،‬ونفاذ بنك اهدافه‪ ،‬كل ذلك‪ ،‬فرض‬ ‫نفسه على الوضع اللبناني واعترف فريق ‪14‬‬ ‫شباط‪ ،‬بانتصار املقاومة الفلسطينية‪ ،‬ببقاء‬ ‫قيادتها ومتاسكها‪ ،‬واستمرار سقوط الصواريخ‬ ‫على املستوطنات والتي من اجل وقف اطالقها‪،‬‬ ‫كان العدوان على غزة‪ ،‬التي يتكرر فيها مشهد‬ ‫صيف ‪ 2006‬في لبنان‪ ،‬في شتاء ‪ ،2009‬وقد‬ ‫اعترف قادة العدو‪ ،‬بان معركتهم ليست سهلة‬ ‫وحاولوا تخفيض اهداف العملية العسكرية‪،‬‬ ‫كي ال يحاسبوا على ما اقدموا عليه‪ ،‬كما حصل‬ ‫اثناء حرب على لبنان‪ ،‬فبات الهدف يتلخص‬ ‫بوقف الهجمات الصاروخية وليس انهاء حكم‬ ‫“حماس” وهو كان مطلب من السلطة الوطنية‬ ‫الفلسطينية برئاسة محمود عباس‪ ،‬مدعوما ً من‬ ‫مصر والسعودية بشكل مفضوح‪ ،‬ومن اميركا‬ ‫وحلفائها‪.‬‬ ‫فانتصار “حماس” في غزة‪ ،‬سوف يفرض نفسه‬ ‫على لبنان‪ ،‬الذي حاول البعض فيه‪ ،‬املراهنة‬ ‫على هزمية املقاومة الفلسطينية‪ ،‬العادة ترتيب‬ ‫الوضع الداخلي اللبناني‪ ،‬واستعادة ما خسروه‬ ‫في ‪ 7‬ايار‪ ،‬لكن وليد جنبالط سارع الى االعتراف‬ ‫مبكرا ً بانتصار املقاومة في غزة‪ ،‬كما فعل في‬ ‫لبنان وسأل في صيف ‪ ،2006‬ملن سيهدى السيد‬ ‫حسني نصراهلل االنتصار‪ ،‬الذي احدث انقالبا ً ليس‬ ‫على الساحة اللبنانية بل على الساحة العربية‬ ‫التي شعر “االعتدال العربي “ بالهزمية‪ ،‬كما ان‬ ‫اميركا خسرت مشروعها‪ ،‬وخرجت جلنة بايكر –‬

‫هاميلتون‪ ،‬توصي باحلوار مع سوريا وايران‪ ،‬واخذ‬ ‫مصاحلهما في املنطقة في االعتبار‪.‬‬ ‫في ذلك الوقت من تشرين االول ‪ ،2006‬ذهب‬ ‫جنبالط الى اميركا‪ ،‬وعاد منها الى طاولة‬ ‫التشاور في مجلس النواب‪ ،‬ليقر امام املعارضة‬ ‫عن هزمية املشروع االميركي وفشل رهانه هو‬ ‫وحلفائه عليه‪ ،‬لكنه لم يسلم بالهزمية فورا ً‬ ‫وانتظر تطورات ما ستحصل ضد سوريا‪ ،‬لكنه‬ ‫فوجئ بان االدارة االميركية تريد تغيير سلوكها‬ ‫وليس نظامها‪ ،‬فلعب لعبة اخيرة كانت في قرار‬ ‫احلكومة وقف شبكة اتصاالت املقاومة‪ ،‬فجوبه‬ ‫بالقوة العسكرية من قبل املعارضة‪،‬وكانت‬ ‫الضربة القاضية ملشروعه مع حلفائه‪.‬‬ ‫وباعتراف جنبالط بهزمية اسرائيل في غزة‪ ،‬بدأ‬ ‫يبحث عن مخرج له عشية االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫الذي يعيش قلقا ً على خسارة قوى ‪ 14‬شباط‬ ‫فيها‪ ،‬وان انتصار املقاومة الفلسطينية في‬ ‫غزة‪ ،‬ستعزز من دور املعارضة اكثر داخل لبنان‪،‬‬ ‫ال سيما “املعارضة السنية”‪ ،‬التي ظلت على‬

‫‪23‬‬

‫مواقفها ومبادئها في دعم املقاومة ومواجهة‬ ‫املشروع االميركي – االسرائيلي‪ ،‬حيث تعزز خطها‬ ‫السياسي‪ ،‬وتقهقر اخلط الذي راهن على اميركا‪،‬‬ ‫وفي طليعته “تيار املستقبل” وان استعادة‬ ‫الطائفة السنية الى موقعها القومي الطبيعي‪،‬‬ ‫سوف يلحق هزمية سياسية بـ “تيار املستقبل”‪،‬‬ ‫يجمل مواقفه‪ ،‬ويلتحق سريعا ً‬ ‫الذي يحاول ان‬ ‫ّ‬ ‫بقطار املقاومة‪.‬‬ ‫ان تطورات غزة‪ ،‬ستغير من وجه املنطقة‪،‬‬ ‫ولبنان من ضمنها‪ ،‬الذي سيتعزز فيه خط‬ ‫املقاومة وثقافتها‪ ،‬وان البحث في استراتيجية‬ ‫دفاعية‪ ،‬سينطلق من انتصارات املقاومة في لبنان‬ ‫وغزة‪ ،‬وستسقط مقوالت “احلياد السويسري”‪ ،‬او‬ ‫شعار “قرار احلرب و السلم بيد الدولة” حتت ذريعة‬ ‫انهاء املقاومة‪ ،‬الى مقولة‪ ،‬التكامل بني اجليش‬ ‫واملقاومة الذي اكد عليه رئيس اجلمهورية العماد‬ ‫ميشال سليمان‪.‬‬

‫أنطوان خيراهلل‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫«حركة تصحيحية» ظهرت داخله بعد عدوان تموز‪ ،‬وتوقع خروج المئات منه‬

‫العدوان على غزة أربك «تيار المستقبل»‬ ‫الرتباطه بمحور «االعتدال العربي»‬ ‫يعيش «تيار املستقبل» ازمة سياسية وجودية‪،‬‬ ‫من جراء العدوان االسرائيلي على غزة‪ ،‬النحيازه‬ ‫وارتباطه مع دول عربية‪ ،‬وقفت موقفا ً معاديا ً‬ ‫للمقاومة في غزة‪ ،‬وحملتها مسؤولية ما جرى‬ ‫هناك‪ ،‬بعدم التزامها بالتهدئة‪ ،‬او التسرع في‬ ‫االعالن عن انتهائها في املهلة احملددة في االتفاق‪،‬‬ ‫بينها وبني العدو االسرائيلي‪ ،‬عبر مصر‪ ،‬التي‬ ‫لم تساعد على فك احلصار عن غزة‪ ،‬فلم تفتح‬ ‫املعبر الذي مير عبر اراضيها من رفح‪ ،‬بل ساهمت‬ ‫في املأساة االنسانية التي عاشها «الغزاويون»‪،‬‬ ‫وقد اعترف الرئيس حسني مبارك بذلك عندما‬ ‫اكد‪ ،‬انه لن يسلم املعبر اال للسلطة الوطنية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وليس «حلماس» التي يتهمها بانها‬ ‫ملحقة بايران وتنفذ اوامرها وتشكل خطرا ً على‬ ‫النظام املصري ‪،‬وان حركة «حماس» لها ارتباطات‬ ‫فكرية وسياسية مع «االخوان املسلمني»‪ ،‬الذين‬ ‫يتطلعون الى السلطة في مصر‪.‬‬ ‫ففي بداية احلرب‪ ،‬وقف االعالم التابع «لتيار‬ ‫املستقبل» موقفا ً عاديا‪ ،‬ال بل متفرجاً‪ ،‬ولم يصدر‬ ‫عنه سوى بيان ادانة‪ ،‬وهو املوقف نفسه الذي‬ ‫وقفه هذا التيار من عملية «حزب اهلل» في ‪12‬‬ ‫متوز ‪ ،2006‬اثر اسر جنديني اسرائيليني‪ ،‬واعتبرها‬ ‫مغامرة‪ ،‬مستعينا ً باملوقف الرسمي الذي صدر‬ ‫عن السعودية‪.‬‬ ‫وهكذا بدأ االرباك على «تيار املستقبل» الذي‬ ‫اهتزت قاعدته الشعبية‪ ،‬للمجازر التي ترتكبها‬ ‫اسرائيل‪ ،‬بحق االطفال والنساء‪ ،‬وقد تنبه‬ ‫مسؤولون في هذا التيار‪ ،‬اال ان من يتعرضون‬ ‫للقتل وتدمير منازلهم هم من «السنة»‪ ،‬وال‬ ‫ميكن ربطهم بـ «والية الفقيه»‪ ،‬او «باملشروع‬ ‫الفارسي»‪ ،‬وان غزة محاصرة امام الرأي العام‬ ‫العربي والدولي واالسالمي‪ .‬وبدأت اسئلة داخل‬ ‫«تيار املستقبل»‪ ،‬بان السكوت عن ما يجري في‬ ‫غزة‪ ،‬ومسايرة االنظمة العربية املستلمة سوف‬ ‫ينعكس على شعبيته‪ ،‬الن الطائفة السنية‬ ‫في لبنان‪ ،‬تاريخها تاريخ وحدوي وقومي وعربي‪،‬‬ ‫وكانت حتركها القضايا العربية من اجلزائر الى‬ ‫اليمن الى القضية الفلسطينية التي وقف الى‬ ‫جانبها اللبنانيون الوطنيون ومنهم عدد كبير من‬ ‫اهل السنة‪ ،‬وان بيروت كانت اول عاصمة تصدت‬ ‫لالحتالل االسرائيلي ومنعته من البقاء فيها‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫خانة االنعزال‪ ،‬وقد هلل له سمير جعجع واعتبر‬ ‫انه يصب في اخلط السياسي والفكري «للقوات‬ ‫اللبنانية» خصوصا ً ومدرسة االنعزال اللبناني‬ ‫التي ميثلها حزب الكتائب‪ ،‬حيث وصف جعجع‬ ‫مواقف جنبالط واحلريري بانها نفسها ملؤسس‬ ‫الكتائب الشيخ بيار اجلميل‪ ،‬وعندما يسمعهما‬ ‫كانه يسمع الشيخ بيار‪.‬‬ ‫فارتباط «تيار املستقبل» مع احملور «العربي‬ ‫املعتدل» الذي يقيم معاهدات سالم مع اسرائيل‪،‬‬ ‫دفعه لالبتعاد عن سوريا‪ ،‬والعمل مع القوى‬ ‫اخلارجية الى اخراج قواتها من لبنان‪ ،‬وكان القرار‬ ‫‪ 1559‬الذي قيل عن دور للرئيس رفيق احلريري‬ ‫في صدوره‪ ،‬لصداقته مع الرئيس السابق جاك‬ ‫شيراك الذي اتفق مع الرئيس االميركي جورج‬ ‫بوش على صدوره‪.‬‬ ‫ويشبه موقف «تيار املستقبل» موقف السلطة‬ ‫الوطنية الفلسطينية التي رفضت انتهاج خط‬ ‫املقاومة‪ ،‬الى نهج املفاوضات ‪،‬وهذا ما يشكل‬ ‫تباعدا ً بني نظرتني الى الصراع مع اسرائيل‪ ،‬في‬ ‫لبنان وفي العالم العربي‪ ،‬اذ ان قوى ‪ 14‬شباط‬

‫الطائفة السنية تستعيد اصالتها‬ ‫وتنحاز الى «المعارضة السنية»‬ ‫وطردته بعد اسبوعني من دخولها‪.‬‬ ‫شعر رئيس «تيار املستقبل» سعد احلريري‬ ‫ومساعدوه‪ ،‬ان االرض التي يقف عليها‪ ،‬قد‬ ‫تتدحرج ويسقط في حفرة التحالف مع انظمة‬ ‫عربية مؤيدة السرائيل‪ ،‬وكذلك بتحالفه مع‬ ‫املشروع االميركي للمنطقة‪ ،‬ورفعه شعار «لبنان‬ ‫اوالً»‪ ،‬على حساب انتماء لبنان الى محيطه‬ ‫العربي‪ ،‬ومحاولة عزله عنه‪ ،‬وابعاده عن القضايا‬ ‫العربية‪ ،‬وفي مقدمها القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وهذا الشعار يتطابق مع شعار العاهل االردني‬ ‫امللك عبد اهلل الثاني «االردن اوالً»‪ ،‬ثم شعار «اريحا‬ ‫اوال ً « للسلطة الفلسطينية‪ ،‬وكلها تصب في‬

‫‪24‬‬

‫قررت االسلوب الدبلوماسي في استرجاع‬ ‫االراضي احملتلة‪ ،‬وهي ترفض اسلوب املقاومة التي‬ ‫اضطرت للقبول به مرغمة في البيان الوزاري‪،‬‬ ‫بسبب موازين القوى الداخلية التي متيل لصالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬التي انتصرت في حرب عسكرية ضد‬ ‫اسرائيل‪ ،‬وفي معركة سياسية ضد املشاريع‬ ‫االميركية في لبنان واملنطقة‪.‬‬ ‫وتأتي االزمة السياسية التي يواجهها «تيار‬ ‫املستقبل» ‪،‬وموقفه السياسي من احداث‬ ‫غزة‪ ،‬عشية االنتخابات النيابية‪ ،‬حيث استفادت‬ ‫«املعارضة السنية» من املوقف املرتبك للتيار الذي‬


‫يتعد الدور االنساني دون الدور السياسي‪ ،‬وقد‬ ‫لم‬ ‫ّ‬ ‫سعى النائب سعد احلريري ان يقوم بنوع من‬ ‫الوساطة بدءا ً من فرنسا التي التقى رئيسها‬ ‫نيكوال ساركوزي‪ ،‬عله يوفق بان يتوصل الى‬ ‫«تفاهم نيسان» في غزة على غرار «تفاهم‬ ‫نيسان» في العام ‪ 1996‬اثناء العدوان االسرائيلي‬ ‫على لبنان في ذلك العام‪ ،‬وكان لوالده الرئيس‬ ‫احلريري دورا ً فيه‪ ،‬دون ان ينتبه الى ان سوريا كانت‬ ‫الالعب االساسي الى جانب املقاومة‪ ،‬الذي انتج‬ ‫تفاهم نيسان في حني ان احلريري متحالف مع‬ ‫دول عربية ال تسمح ملواطنيها بالتظاهر ضد‬ ‫العدوان وتقمعهم كما في مصر والسعودية‪.‬‬ ‫ان «تيار املستقبل» الذي حاول ان «ميذهب‬ ‫الصراع» في لبنان‪ ،‬وحتويله الى سني – شيعي‪،‬‬ ‫ملواجهة قوة ونفوذ «حزب اهلل» وحلفائه في‬ ‫املعارضة‪ ،‬فانه في احلرب على غزة‪ ،‬ال ميكنه ان‬ ‫يلعب اللعبة املذهبية‪ ،‬الن في الساحة السنية‪،‬‬ ‫هناك حترك للمعارضة السنية‪ ،‬التي تختلف مع‬ ‫احلريري على حتالفاته اخلارجية العربية والدولية‬ ‫‪،‬وعالقاته الداخلية مع «القوات اللبنانية» التي‬ ‫لها تاريخ في التعامل مع العدو االسرائيلي‬ ‫وارتكاب مجازر ضد اللبنانيني والفلسطينيني‬ ‫واغتيال شخصيات لبنانية‪ ،‬وفي مقدمهم‬ ‫الرئيس رشيد كرامي‪ ،‬حيث يوازي اغتياله اغتيال‬ ‫احلريري‪ ،‬وقد صفح عنه سعد احلريري وحتالف‬ ‫معه‪ ،‬مما ترك استياءا ً في الساحة السنية‪ ،‬التي‬ ‫بدأت تتحرر من ضغط «تيار املستقبل» الذي حاول‬ ‫السيطرة عليها باملال والعصبية املذهبية؟‬ ‫ان نتائج ما يجري في غزة من مجازر واعتداءات‬ ‫سوف تلقي بثقلها على «تيار املستقبل»‪ ،‬الذي‬ ‫سيفقد رصيده الشعبي‪ ،‬وستحصده املعارضة‬ ‫السنية التي تسير على نهج املقاومة السرائيل‪،‬‬ ‫وضد املشاريع االميركية‪ ،‬كما ستنمو الى‬ ‫جانبه القوى السلفية واالصولية‪ ،‬حيث رأت‬ ‫«اجلماعة االسالمية» ان تنظم نشاطات دعم‬ ‫لغزة بعيدا ً عن «تيار املستقبل» الذي اصبح‬ ‫في موقع املرتبك سياسياً‪ ،‬والذي يتوقع ان‬ ‫تخرج منه حركة تصحيحية تؤكد انه ال ميكن‬ ‫القبول سياسة االلتحاق مبحاور عربية‪ ،‬ال تؤيد‬ ‫نهج املقاومة ‪ ،‬وقد خرجت مجموعة من «تيار‬ ‫املستقبل» في اثناء العدوان االسرائيلي على‬ ‫لبنان صيف ‪ ،2006‬رفضت سياسة سعد احلريري‬ ‫واجملموعة التي تفرض رأيها عليه‪ ،‬فاصدر كل من‬ ‫الوزير السابق الفضل الشلق ومهيب عيتاني‬ ‫مع شخصيات من «تيار املستقبل» بيانا ً يؤيدون‬ ‫املقاومة ويرفضون املؤامرة عليها‪.‬‬ ‫ومن املنتظر ان حتصل داخل «تيار املستقبل»‬ ‫عملية نقد ذاتي ملواقف قيادته‪ ،‬وقد يخرج منه‬ ‫املئات من االعضاء واالنصار‪ ،‬وستعود الطائفة‬ ‫السنية الى اصالتها الوطنية والقومية‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬

‫الدستور اللبناني رفضه والدول الغربية تعمل له‬

‫التوطين يطل من مشروع فرنسي‬ ‫على الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‬

‫ما حدث في غزة من محرقة إسرائيلية (هولوكوست) ضد الشعب الفلسطيني‪ ،‬وما جرى‬ ‫من عدوان اسرائيلي في صيف ‪ ،2006‬ضد لبنان ومقاومته‪ ،‬ذلك يصب في هدف واحد هو‬ ‫إنهاء املقاومة وشطبها من الوجود‪ ،‬لتأمني أمن إسرائيل‪ ،‬وتثبيت كيانها الغاصب‪ ،‬من خالل‬ ‫حلول استسالمية‪ ،‬ال تقر بحق العودة للفلسطينيني النازحني‪ ،‬وال تعترف بالقدس عاصمة‬ ‫لدولة فلسطينية‪ ،‬وال تقبل العودة الى حدود ‪ 4‬حزيران ‪ ،1967‬وال تفكك املستوطنات اليهودية‬ ‫املتناثرة على كل االرض الفلسطينية‪.‬‬ ‫فالتسوية السلمية تقف بوجهها قوى املقاومة في فلسطني ولبنان‪ ،‬ودول املمناعة وعلى‬ ‫رأسها سوريا‪ ،‬ألنها ال تعيد احلقوق الوطنية والقومية لهذه الدول احملتلة أرضها‪ ،‬وقد أثبتت‬ ‫االتفاقات اجلزئية واملنفردة التي عقدت منذ “كامب ديفيد” حتى اوسلو ووادي عربة‪ ،‬انها لم تعد‬ ‫حقوقا ً كاملة‪ ،‬بل منقوصة ومشروطة‪ ،‬مما شكل نكسة لدى الشعوب العربية‪ ،‬التي رأت فيها‬ ‫خنوعا ً واستسالما ً وتطبيعا ً مجانيا ً مع الدولة العبرية‪.‬‬ ‫وتشكل محوران في العالم العربي‪ ،‬محور سمى نفسه بـ”االعتدال”‪ ،‬وارتضى التسوية‬ ‫واالستسالم‪ ،‬ومحور آخر هو محور املقاومة واملمانعة‪ ،‬الذي امتد من فلسطني الى لبنان‬ ‫وسوريا‪ ،‬وصوال ً الى اجلمهورية االسالمية االيرانية‪ ،‬التي منذ انتصار الثورة االسالمية فيها‪،‬‬ ‫طردت السفير االسرائيلي من طهران واغلقت السفارة‪ ،‬واقامت سفارة لفلسطني مكانها‪،‬‬ ‫وأعلن اإلمام اخلميئي يوما ً للقدس في آخر يوم جمعة من شهر رمضان‪ ،‬ورفع شعار العداء‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬ووصفها مع اميركا بالشر املطلق‪.‬‬ ‫هذا هو الصراع الذي يدور منذ ذهب الرئيس املصري انور السادات الى القدس وقرر االعتراف‬ ‫بإسرائيل‪ ،‬وإبعاد مصر عن القضية الفلسطينية‪ ،‬واالنسحاب من الصراع العربي ‪ -‬االسرائيلي‪،‬‬ ‫وإدارة الظهر للعرب الذين قرروا في قمة لهم في العراق عام ‪ ،1978‬إقفال مقر اجلامعة‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫العربية في القاهرة‪ ،‬وقطع العالقات مع مصر‪ ،‬وإنشاء جبهة الصمود‬ ‫والتصدي‪ ،‬لكن اسرائيل سارعت الى جندة حليفها السادات‪ ،‬فاجتاحت‬ ‫لبنان‪ ،‬الجتثاث املقاومة الفلسطينية منه‪ ،‬وطرد اجليش السوري‪،‬‬ ‫الضعاف هذه اجلبهة التي كانت تتمركز في املشرق العربي وتضم‬ ‫سوريا والعراق وفلسطني والقوى الوطنية اللبنانية‪.‬‬ ‫كانت وظيفة الغزو الصهيوني للبنان‪ ،‬اقتالع منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية منه‪ ،‬وتشتيت قوتها‪ ،‬لتقبل بالتسوية‪ ،‬وإلغاء ميثاقها‬ ‫موال السرائيل فكان‬ ‫الوطني بتدمير اسرائيل‪ ،‬وقيام حكم في لبنان‬ ‫ٍ‬ ‫تعيني بشير اجلميل رئيسا ً للجمهورية من‬ ‫قبل االحتالل‪ ،‬لتوقيع معاهدة صلح مع‬ ‫العدو االسرائيلي‪ ،‬فيكون لبنان البلد الثاني‬ ‫بعد مصر‪ ،‬كما قال رئيس حكومة اسرائيل‬ ‫آنذاك مناحيم بيغن‪ ،‬ويتم توطني بعض‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وتهجير بعضهم من خالل‬ ‫ارتكاب مجازر بحقهم‪ ،‬فكانت مجزرة صبرا‬ ‫وشاتيال‪.‬‬ ‫ومع فشل املشروع االسرائيلي في لبنان‪،‬‬ ‫واسقاط اتفاق ‪ 17‬أيار‪ ،‬كان العراق يغرق في‬ ‫حرب غير مبررة مع ايران‪ ،‬فاختار حرب احلدود‬ ‫معها على حرب الوجود مع اسرائيل‪ ،‬وهكذا‬ ‫ضعفت جبهة الصمود والتصدي‪ ،‬ولم يبق‬ ‫منها سوى سوريا وليبيا‪ ،‬وقوى وطنية لبنانية‪،‬‬ ‫قاومت االحتالل االسرائيلي وطردته من‬ ‫اراض لبنانية محتلة‪ ،‬الى ان ظهرت املقاومة‬ ‫االسالمية وأكملت التحرير الناجز في العام‬ ‫‪.2000‬‬ ‫فاخملطط االميركي ـ االسرائيلي‪ ،‬بتواطؤ‬ ‫عربي وعلى رأسه مصر والسعودية واالردن‪،‬‬ ‫ودول خليجية ومغاربية باستثناء ليبيا‬ ‫واجلزائر‪ ،‬كان يهدف الى استعجال إنهاء‬ ‫املسألة الفلسطينية‪ ،‬ووقف الصراع العربي‬ ‫مع اسرائيل‪ ،‬وقد أقنع هؤالء منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية لاللتحاق بهم‪ ،‬فكان اتفاق‬ ‫اوسلو الذي جزأ حل املسألة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وأجل البت باملواضيع الشائكة كحق العودة‬ ‫ّ‬ ‫والقدس واملستوطنات كما لم يعط دولة‬ ‫فلسطينية ذات سيادة‪.‬‬ ‫وما يجري من احداث سواء في فلسطني او لبنان‪ ،‬تقف وراءها‬ ‫اسرائيل‪ ،‬من اجل اقامة أنظمة تقبل باحلل اجلزئي للمسألة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وف­ـي مقدمتها شطب عودة الالجئني الفلسطينيني‪،‬‬ ‫وهو املوضوع الذي ال تقبل اسرائيل البحث به ابداً‪ ،‬كما ال ترغب احلديث‬ ‫عن موضوع القدس‪ ،‬وهما ما شكال عقدة اجناز حل جزئي وهو ما رفضه‬ ‫الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي ادرك حجم املؤامرة‬ ‫على الفلسطينيني‪.‬‬ ‫وخالل هذا العام‪ ،‬وعلى ضوء ما ستنتهي اليه االوضاع في‬ ‫فلسطني احملتلة‪ ،‬جلهة ملن ستكون السلطة “حلماس” وقوى املقاومة‪،‬‬ ‫ام للسلطة الفلسطينية احلالية برئاسة محمود عباس‪ ،‬فإن اجلهود‬ ‫الدولية والعربية ستنصب على ايجاد حل‪ ،‬ينطلق من مبادرات سابقة‬ ‫ورمبا جديدة‪ ،‬حيث من املتوقع ان يطلق الرئيس االميركي اجلديد باراك‬ ‫اوباما‪ ،‬مشروعه للمنطقة‪ ،‬وللصراع العربي ـ االسرائيلي‪ ،‬حيث‬

‫استعان بالطاقم الذي كان يعمل مع الرئيس بيل كلينتون في ملف‬ ‫الشرق االوسط‪ ،‬ومن ابرزهم مارتن انديك ودنيس روس‪ ،‬وهما ينطلقان‬ ‫من ضرورة قيام دولتني اسرائيلية وفلسطينية‪ ،‬ومييالن الى الشروط‬ ‫االسرائيلية برفض حق العودة وموضوع القدس‪.‬‬ ‫والى حني التحرك االميركي‪ ،‬فإن الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي‪،‬‬ ‫ومن موقعه كرئيس لالحتاد االوروبي للدورة احلالية‪ ،‬فإنه طرح مبادرة‬ ‫تنطلق من مشروع خارطة الطريق‪ ،‬وقد عرضها على حلفائه في‬ ‫االحتاد االوروبي ونال موافقتهم‪ ،‬وهو يحاول ان يلعب في وقت الفراغ‪،‬‬ ‫حلل الصراع الفلسطيني ‪ -‬االسرائيلي‪ ،‬بعد ان‬ ‫اطمأن الى املفاوضات غير املباشرة السورية ـ‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬التي وعد الرئيس السوري بشار‬ ‫االسد بأن تصبح مباشرة‪ ،‬اذا توصلت الى‬ ‫حلول نهائية تعيد اجلوالن الى تاريخ ‪ 4‬حزيران‬ ‫‪.1967‬‬ ‫واملبادرة الفرنسية التي اطلقها ساركوزي‬ ‫في ‪ 2‬كانون االول املاضي‪ ،‬ويعمل على اجناحها‪،‬‬ ‫تقوم على اآلتي‪:‬‬ ‫التفاوض على احلدود الدولة الفلسطينية‪.‬‬ ‫القدس اما ان تكون عاصمة لدولتني في‬ ‫حدود ‪ 4‬حزيران ‪ ،1967‬ويتم نشر قوة دولية‬ ‫فيها تؤمن زيارة االماكن املقدسة‪ ،‬أو ان‬ ‫تكون القدس عاصمة مفتوحة مع سلطتني‬ ‫لبلدتني‪ ،‬تقوم بينهما جلنة ارتباط دولية من‬ ‫اجل معاجلة املسائل املتعلقة بالبنى التحتية‬ ‫في االحياء الشرقية الفلسطينية‪.‬‬ ‫أما موضوع الالجئني‪ ،‬فإن املشروع يقوم على‬ ‫انشاء وكالة دولية مكلفة دفع التعويضات الى‬ ‫الذين ال يودون العودة واغلبيتهم من فلسطني‬ ‫العام ‪ 1948‬الذين نزحوا‪ ،‬وذابوا في اجملتمعات‬ ‫التي يقيمون فيها‪ ،‬واكتسب بعضهم‬ ‫اجلنسية وهؤالء يقدرون بأربعة ماليني الجئ‪،‬‬ ‫اما الكلفة‬ ‫منهم في لبنان حوالى ‪ 350‬ألفا‪ّ ،‬‬ ‫فمقدرة بني ‪ 80‬و‪ 200‬مليار دوالر‪ ،‬على ان تؤمن‬ ‫دول خليجية املبلغ االساسي منها‪ ،‬وتشارك‬ ‫دول اوروبية فيه‪.‬‬ ‫هذا املشروع الفرنسي سيعمل له ساركوزي‪،‬‬ ‫وهو يس ّوق له مع الدول العربية‪ ،‬ولبنان سيكون له نصيب من املبلغ‬ ‫املذكور‪ ،‬اذ ان احلديث عن دفع مبلغ ‪ 40‬مليار دوالر ثمنا ً للتوطني‪ ،‬جرى‬ ‫البحث فيه منذ مؤمتر مدريد‪ ،‬وقد كلفت كندا به‪ ،‬وجرى البحث عن‬ ‫ارض الستيعاب الفلسطينيني الفائضني في اخمليمات لنقلهم اليها‪،‬‬ ‫وحتسني ظروف سكن الفلسطينيني ومعيشتهم وحياتهم‪ ،‬وقد‬ ‫ذكرت املعلومات ان ارض “القريعة” في اقليم اخلروب ما زالت جاهزة‬ ‫الستيعاب فلسطينيني من مخيم عني احللوة وشاتيال وبرج البراجنة‪،‬‬ ‫اضافة الى ارض في عكار تابعة للوقف االسالمي‪ ،‬جتري مفاوضات مع‬ ‫الدول املانحة العادة اعمار مخيم البارد‪ ،‬القامة فلسطينيني عليها‪.‬‬ ‫انه التوطني الذي رفضه الدستور اللبناني وأجمع على رفضه‬ ‫اللبنانيون‪ ،‬لكن املشروع االميركي ‪ -‬االسرائيلي ما زالت الدول القريبة‬ ‫تعمل له‪.‬‬

‫عودة‬ ‫النازحين‬ ‫عقبة أساسية‬ ‫والقدس‬ ‫مفتوحة‬ ‫ومد ّولة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪26‬‬

‫يوسف زين الدين‬


‫عضو اتحاد المحامين العرب حسام الدين حبش يتحدث لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫لم ينتبه العرب إلى استخدام القانون‬ ‫وسيلة في الصراع العربي اإلسرائيلي‬ ‫منبر التوحيد ـ مكتب سوريا‬

‫في ظل جرائم احلرب التي ترتكب في غزة وهذه‬ ‫احملرقة املستمرة بحق أهلنا هناك في فلسطني‪ ،‬كل‬ ‫فلسطني احملتلة‪ ،‬وفي ظل التواطؤ الدولي واألممي على‬ ‫هذه اجملازر املروعة‪ ،‬في وقت تنشأ فيه محكمة خاصة‬ ‫لتجرمي قتلة رفيق احلريري‪ ،‬يستنفر العالم بأممه املتحدة‬ ‫وجمعيته العمومية‪ ،‬ومجلس أمنه‪ ،‬وتصدر القرارات‬ ‫حتت الفصل السابع‪ ،‬في ظل كل ذلك يبدو السؤال عن‬ ‫دور القانون واجملتمع الدولي ومؤسساته‪ ،‬سؤاال ً ملحا ً‬ ‫وضرورياً‪ ،‬إن لم يكن هو سؤال املرحلة احملرج‪ ،‬كيف ميكن‬ ‫الوثوق بهذه املؤسسات الدولية واللجوء إليها؟! وهل‬ ‫ميكن استخدامها ملا فيه حق الشعوب املستضعفة؟!‬ ‫هي أسئلة نطرحها على رجل القانون حسام الدين‬ ‫حبش وعضو احتاد احملامني العرب‪ ،‬الذي كانت له جتربة‬ ‫هامة في جترمي عبد احلليم خدام‪ ،‬وإسقاط شهادة‬ ‫محمد زهير الصديق‪.‬‬ ‫انطالقاً مما بدأنا به‪ ،‬ما أهمية القانون الدولي في‬ ‫ظل اجملازر املرتكبة واملستمرة؟‬ ‫ردا على الشعار الذي رفعته «إسرائيل» ادفع دوالرا‬ ‫تقتل عربيا‪ ،‬رفعت شعارا من قصر بعبدا وبوجود الرئيس‬ ‫ميشال سليمان‪ ،‬ادفع دوالرا تقاضي «إسرائيليا»‪ ،‬ألثبت‬ ‫أن لغتهم القتل‪ ،‬ولغتنا العقل والقانون‪ ،‬وهذا ما لفت‬ ‫إليه «شون ماكروماك» املتحدث السابق باسم اخلارجية‬ ‫األميركية عندما جلأت سوريا إلى القانون في محاكمة‬ ‫جنبالط وخدام‪ ،‬وقال إن «هذه دعوة خبيثة وماكرة ألنها‬ ‫جلأت إلى القانون وحتدثت عن األمن القومي العربي»‪.‬‬ ‫لألسف لم ينتبه العرب إلى استخدام القانون‬ ‫وسيلة في الصراع العربي اإلسرائيلي إال بعد فشل‬ ‫السياسية باسترداد األرض وإيقاف اجملازر املستمرة بحق‬ ‫الشعب العربي وآخرها «هولوكست» غزة املستمر‪،‬‬ ‫وأعتقد أننا أول من لفت االنتباه إلى ضرورة جعل‬ ‫القانون السياسي في خدمة قضايا الشعب العربي‪،‬‬ ‫وأطلقنا مبادرة مراكش لتعريف اإلرهاب واملقاومة‪،‬‬ ‫كمصطلحات فقهية قانونية جامعة‪ ،‬تصلح أساسا‬ ‫للمحاكم العربية‪ ،‬وقاضيت جنبالط بدعوى التحريض‬ ‫على احتالل سوريا‪ ،‬وخدام بتهمة تقدمي الذرائع واالفتراء‬ ‫اجلنائي بحق القيادات السورية‪ ،‬وال أنسى جتربة كانت‬ ‫قبلنا وهي دعوى على شارون الرتكابه مجازر صبرا‬ ‫وشاتيال‪ ،‬وأرسلت مذكرة العتقاله‪ ،‬ورفض حينها الرئيس‬ ‫«شيراك» استقباله على األراضي الفرنسية‪ ،‬فضغط‬ ‫اللوبي الصهيوني نحو تعديل القانون البلجيكي مبا‬ ‫فيه مصالح القيادات «اإلسرائيلية»‪.‬‬ ‫قدرة الصهاينة في الوصول إلى القضاء البلجيكي‬ ‫وتعديله أال يطرح سؤاال عن أهمية هذه الدعاوى التي‬ ‫ترفع اليوم بحق إسرائيل؟‬ ‫نحن اليوم أمام مؤسسة قانونية دولية هي محاكم‬ ‫اجلزاء الدولية‪ ،‬التي لم تختبر في الصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي بعد‪ ،‬وال ميكن احلكم عليها بالعمالة أو‬ ‫االنحياز السياسي قبل جتريبها‪ ،‬وبعد النتائج نق ّيم‬

‫العمل‪ ،‬هل هو مس ّيس أم قانون دولي‪ .‬أوال‪ ،‬واألهم‪،‬‬ ‫علينا تسجيل الكم األكبر من القضايا بحق القيادات‬ ‫«اإلسرائيلية» سواء من جمعيات إنسانية أو مدنية أو‬ ‫حتى الدول‪ ،‬وأن تسلم إلى املدعي العام في «الهاي»‬ ‫ملالحقتهم الرتكابهم جرائم حرب ضد اإلنسانية‪ ،‬املهم‬ ‫أرشفة ذلك أمام احملكمة‪ ،‬وذلك هو االختبار العملي‬ ‫للمحاكم‪ .‬مع العلم أن أقصى مدة حكم هي عشرون‬ ‫عاما‪ ،‬وال تساوي دمعة أم على وليدها املذبوح أمامها‬ ‫ولكن علينا مبالحقتهم‪.‬‬ ‫لكن هناك من يقول اليوم بضرورة التوجه‬ ‫نحو تغيير القانون الدولي احلالي ملا فيه مصلحة‬ ‫الشعوب؟‬ ‫ال يجوز ذلك قبل اختبار هذا القانون‪ ،‬وال يصح‬ ‫احلكم على األمور إال بعد خواتيمها واتضاح نتائجها‪،‬‬ ‫قانون اجلزاء الدولي وميثاق األمم املتحدة اختارا اتفاقية‬ ‫جنيف الرابعة‪ ،‬وهي تعالج كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬وتعطي‬ ‫كل مواطن حقه في احلياة‪ ،‬ولم تترك أمرا إال وتناولته‬ ‫واإلشكالية هي في آلية التنفيذ‪.‬‬ ‫ماذا لو رفضت هذه احملاكم تسجيل الدعوى حلجج‬ ‫قانونية‪ ،‬وماذا عن الفيتو األميركي؟‬ ‫رب قائل إن الدعوى ال تقبل في الهاي قبل أن تقام في‬ ‫فلسطني‪ ،‬فنقول إن فلسطني من الناحية الشكلية‬ ‫غير معترف بها دوليا وال مبحاكمها‪ ،‬أما إذا أقمناها أمام‬ ‫«إسرائيل» فلدينا أحكام قضائية صادرة عن احملاكم‬ ‫«اإلسرائيلية» تثبت عدم أهليتها في حتقيق العدالة‪،‬‬ ‫وأنها ستنحاز ملا فيه مصلحة قياداتها‪ ،‬كمحاكمة‬ ‫العقيد «شبني» الذي قتل أربعني فلسطينيا وغ ّرم‬ ‫بقرش واحد وامتنع عن دفعه‪ ،‬وذاك الذي قتل عشرين‬ ‫عربيا ألنه غضب من خطيبته‪ ،‬فأطلقت احملكمة‬ ‫سراحه‪ .‬أو رمبا ستستخدم أميركا حق النقض الفيتو‪،‬‬ ‫إذا ُعرض املوضوع على مجلس األمن‪ ،‬وهنا تكون إدارة‬ ‫«أوباما» أمام أول اختبار لها‪ ،‬ال سيما أن أول قرار وقع‬ ‫عليه هو إلزام الواليات املتحدة األميركية بالتوقيع على‬ ‫اتفاقية جنيف ‪ ،1949‬وإذا استخدمت الفيتو تسقط‬ ‫إدارة «أوباما» وتنكشف أوراقها‪.‬‬ ‫أنت متفائل بدور القضاء ولكن جتربة احلكم على‬ ‫عبد احلليم خدام احملكوم مؤبداُ وما زال يتنقل حرا‬ ‫طليقا‪ ،‬أال تضع عالمات استفهام على هذه األحكام‬ ‫واالتفاقيات الدولية؟‬ ‫لقد حاكمنا خدام باالستناد إلى أقواله املتدرجة‪،‬‬ ‫وعندما يكون هناك شاهد يتدرج في أقواله ويعلي‬ ‫الصوت‪ ،‬ويغير في شهادته‪ ،‬فإن هذا يؤكد أنه شاهد‬ ‫كاذب‪ ،‬ال سيما أن األقوال ارتبطت مبصلحة سياسية‪،‬‬ ‫وهذه قاعدة قانونية‪ ،‬وهذا ما فعله خدام بشهادته‪،‬‬ ‫وافتراءاته اجلنائية أمام القاضي «مليس» بحق القيادة‬ ‫السورية‪ .‬ثانيا احلكم وصمة عار تسجل في تاريخه‬ ‫وتسقطه سياسيا‪ ،‬وقانونيا ويالحق‪ ،‬أما بالنسبة‬ ‫للمالحقة اجلزائية فحاكم تشيلي بقي يالحق عشر‬ ‫سنوات ومن ثم اعتقل‪ ،‬هذا برهن ظروفا أخرى‪ ،‬األصل‬ ‫هو في استغالل احلكم الصادر أمام احملكمة الدولية‬

‫‪27‬‬

‫التي أنشئت ملقاضاة قتلة احلريري واعتباره أمام هذه‬ ‫احملكمة شاهدا كاذبا‪.‬‬ ‫وماذا لو اعتبرت هذه احملاكمة كيدية سياسية؟‬ ‫إذا كان ذلك‪ ،‬فليعلنوا عن إنشاء محكمة محايدة‪،‬‬ ‫ونحن مستعدون لتقدمي كل الوثائق التي تثبت صدق ما‬ ‫ذهبت إليه احملاكم السورية‪ ،‬وما داموا يعتبرون سوريا‬ ‫عضوا ً في األمم املتحدة‪ ،‬ودولة ذات سيادة‪ ،‬إذا ً عليهم‬ ‫أن يحترموا قراراتها اجلزائية‪ ،‬وكما استطعنا إسقاط‬ ‫هسام هسام‪ ،‬وزهير الصديق‪ ،‬وإظهار األحكام اجلزائية‬ ‫بحقه‪ ،‬وأثبتنا أنه شاهد مبرمج‪ ،‬وال ميكن أن يلتقي‬ ‫برئيس جمهورية‪ ،‬أو أن يكون ضابطا في شعبة اخملابرات‬ ‫العسكرية‪ ،‬نبارك لسوريا سقوط الشاهد الثالث عبد‬ ‫احلليم خدام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شكلت جلنة قانونية دولية على هامش منتدى‬ ‫بيروت العاملي للمقاومة‪ ،‬حملاكمة إسرائيل على‬ ‫جرائمها في غزة أين أصبحت هذه اللجنة؟‬ ‫نحن اللجنة القانونية في اجلمعية الفلسطينية‬ ‫السورية حلق العودة‪ ،‬أخذنا على عاتقنا مالحقة‬ ‫«إسرائيل» على جرائمها في التوطني والترحيل من‬ ‫فلسطني واجلوالن‪ ،‬التي تعتبر جرائم حرب في محاكم‬ ‫اجلزاء الدولية‪ ،‬ومبا أن جرمية غزة بدلت األولويات‬ ‫وأصبحت الرقم واحدا ً في برنامجنا‪ ،‬لذا قصدت منتدى‬ ‫ّ‬ ‫وشكلت اللجنة‪ ،‬وانضم‬ ‫بيروت العاملي للمقاومة‪،‬‬ ‫إليها قضاة وقانونيون من طهران ودول أجنبية‪ ،‬وقضاة‬ ‫سابقون في محاكم اجلزاء الدولية‪ ،‬وبدأنا بتأمني عدد‬ ‫من الوكاالت والوثائق من األهل في غزة‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫فصائل املقاومة الوطنية في فلسطني‪ ،‬لنتمكن من‬ ‫رفع هذه الدعاوى‪.‬‬ ‫هل تشمل هذه الدعاوى مالحقة الرئيس حسني‬ ‫مبارك نظرا للحصار املفروض على قطاع غزة الذي‬ ‫يعتبر جرمية حرب؟‬ ‫اعترف بصراحة بأن ما قام به الرئيس «حسني مبارك»‬ ‫يندرج ضمن محاكم اجلزاء الدولية‪ ،‬ويعتبر جرما‪ ،‬ألن‬ ‫املادة السابعة عرفت آلية الهجوم الواسع الذي جتب‬ ‫متعمد كمنع الغذاء والدواء بقصد‬ ‫مالحقته أنه إجراء‬ ‫ّ‬ ‫إهالك جزء من الشعوب‪ ،‬ودعوة سماحة السيد حسن‬ ‫نصر اهلل الشعب املصري لفتح املعبر هو لتجنيب مبارك‬ ‫هذه الدعوى‪ ،‬ألن تصريحات سماحة السيد تتطابق مع‬ ‫مقررات القانون الدولي‪ ،‬وال تتطابق مع القانون املصري‪،‬‬ ‫الذي يكرس السلطة حملاسبة كل من ينتقد النظام أو‬ ‫يح ّرض عليه‪ ،‬وهذا ما أغفله «مبارك» وهو لم يستشر‬ ‫القانونيني قبل رفع الدعوى على السيد حسن نصر اهلل‪،‬‬ ‫أو رمبا هم قد غ ّرروا به وهذا شأنهم‪ ،‬ولكن بصراحة‪،‬‬ ‫علينا توحيد جهودنا نحو عدونا األوحد «إسرائيل»‪ ،‬وال‬ ‫نريد إضاعة البوصلة‪ ،‬وال يجوز الدخول في صراع عربي‬ ‫ـ عربي‪ ،‬وتشتيت الصراع العربي «اإلسرائيلي»‪ ،‬ليصبح‬ ‫املوضوع فوضى‪ ،‬علينا محاكمة األصل‪ ،‬وترك الفرع‬ ‫حملاكمة الشعوب التي ال تغفل وال تنام‪.‬‬

‫حوار هدى مطر‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫حماس سوف تزيد من قدرتها حتى على قيادة كل سكان الضفة نحو النصر‬

‫د‪ .‬جبور لـ «منبر التوحيد»‪ :‬الدعاوى في المحاكم األوروبية‬ ‫ضد قادة العدو لن تأتي بنتيجة‬ ‫القرار الذي اتخذته اجلمعية العامة لألمم املتحدة‬ ‫في تشرين الثاني ‪ 1975‬والشهير بالرقم ‪3379‬‬ ‫أدان الصهيونية التي هي أحد مظاهر العنصرية‬ ‫والتمييز العنصري‪ ،‬فهذا الكيان الذي نشأ على‬ ‫صور القتل والدمار وتشريد شعب من أرضه‪،‬‬ ‫ارتكب اجملازر الفظيعة‪ ،‬ونال الدعم من قبل الواليات‬ ‫املتحدة والدول الغربية‪ ،‬فهو أداة استعمارية‪،‬‬ ‫ولذلك سعت هذه الدول الى مساندة الظالم وهي‬ ‫التي تتشدق بحرصها املزيف على حقوق االنسان‬ ‫وهي التي تساعد اجملرم ليقتل بدم بارد‪ ،‬هذه الدول‬ ‫ألغت في ما بعد قرار اجلمعية العامة وأفسحت‬ ‫اجملال للكيان الصهيوني باالستمرار من خالل إعادة‬ ‫تسويقه بدعوى السالم‪.‬‬ ‫واليوم فإن هذا الكيان يكشف عن وجهه القبيح‬ ‫وميارس القتل واإلجرام في قطاع غزة بهدف كسر‬ ‫إرادة الشعب الفلسطيني التواق الى املقاومة‬ ‫وحترير األرض وصون الكرامة‪.‬‬ ‫مجلة “منبر التوحيد” كان لها لقاء مع رئيس‬ ‫الرابطة السورية لألمم املتحدة وعضو مجلس‬ ‫الشعب السوري السابق الدكتور جورج جبور‬ ‫لتسليط الضوء على جرائم الصهاينة في غزة‬ ‫ومحاولتهم كسر إرادة املقاومة املتصاعدة في‬ ‫غزة‪ ،‬وما آلت اليه هذه احملرقة الصهيونية اجلديدة‬ ‫وتداعيات ما يحصل‪ ،‬وكان احلوار اآلتي‪:‬‬ ‫كيف قرأمت نهاية احلرب على غزة‪ ،‬وقد أوقفها‬ ‫ايهود أوملرت من طرف واحد‪ ،‬دون التقيد بالقرار‬ ‫‪1860‬؟‬ ‫أحب أوملرت أن يقول إن إسرائيل تتخذ قراراتها‬ ‫مبقتضى مصاحلها‪ ،‬وال تعبأ بالقرارات الدولية‪،‬‬ ‫لذلك فهو أوقف القتال في الوقت الذي يناسبه‬ ‫دون أن يقول انه ملتزم بقرارات مجلس األمن‪.‬‬ ‫إسرائيل تشعر أنها سيدة نفسها‪ ،‬وانها ال تعبأ‬ ‫بالقرارات الدولية وحتب أن تعطي عن نفسها هذا‬ ‫االنطباع دائماً‪ ،‬وهي لذلك تقول وبكل وضوح ان‬ ‫عالقتها مع أميركا هي العالقة الوحيدة التي تهتم‬ ‫لها‪ ،‬حتى هي ايضا ً ال تكترث بقرارات األوروبيني‪،‬‬ ‫وهذا واضح في كل تفاصيل ما جرى‪ ،‬إذا ً التوقيت‬ ‫يتصل بالتفاهمات االسرائيلية ـ االميركية وأتى‬ ‫التوقيت مباشرة بعد زيارة ليفني الى أميركا‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن هذا التوقيت لوقف إطالق النار‬ ‫مؤقت؟‬ ‫من حيث األساس في العالقة العربية ـ‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬كل شيء مؤقت الن اسرائيل مؤقتة‪،‬‬ ‫اسرائيل ليست جسدا ً دائما ً في املنطقة‪ ،‬وما‬ ‫فعلته اسرائيل في غزة‪ ،‬يؤكد أنها هي تؤمن بأنها‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫غزة انتصرت‬

‫مؤقتة‪ ،‬فما فعلته في غزة ينفي إنكار استمرارها‬ ‫في املنطقة‪ ،‬ولذلك فهي مؤقتة‪ .‬وأرى أن ما جرى‬ ‫حتى اآلن يوحي بأنه مؤقت من وجهة نظر حماس‬ ‫ومؤقت من وجهة نظر اإلسرائيلي‪ ،‬رمبا ان األروروبيني‬ ‫ال يريدون له ان يكون مؤقتاً‪ ،‬لكن اسرائيل تشعر‬ ‫بأنه سوف يكون هناك ترتيب مؤقت متهيدا ً ألمور‬ ‫أخرى‪ ،‬وحماس ال ريب تشعر بأن عليها أن تنهي هذا‬ ‫الوضع املؤقت لوضع أفضل قد ال يتحقق اال مبزيد‬ ‫من املقاومة أي إطالق الصواريخ‪.‬‬ ‫بعد هزمية إسرائيل في لبنان في عام ‪،2006‬‬ ‫كان هناك جلنة فينوغراد للتحقيق‪ ،‬اذا كانت هذه‬ ‫احلرب هزمية إلسرائيل‪،‬هل سيتم العمل في جلنة‬ ‫فينوغراد ثانية إلدانة أوملرت؟‬ ‫حاليا ً هناك انتخابات ستجرى في اسرائيل بعد‬ ‫‪ 6‬اسابيع‪ ،‬الوضع في اسرائيل اآلن ال يوحي بأنهم‬ ‫يشعرون بالهزمية كما شعروا بها في حربهم‬ ‫العدوانية على لبنان‪ ،‬يومها ذهبوا الى املالجئ أكثر‬ ‫مما ذهبوا في عدوانهم على غزة‪ ،‬صحيح ان مليونا‬ ‫من االسرائيليني كانوا حتت وطأة الشعور بأن من‬ ‫املمكن لصاروخ ما ان يصيبهم لكن كان مستوى‬ ‫االستنفار ومستوى اخلوف في حرب متوز اكثر مما كان‬ ‫عليه في حربهم على غزة‪.‬‬ ‫موضوع جلنة كلجنة فينوغراد‪ ،‬موضوع سابق‬ ‫ألوانه‪ ،‬اسرائيل مشغولة في االنتخابات‪ ،‬وال أستبعد‬ ‫أن يكون هناك في وقت الحق تفكير إلنشاء جلنة‬ ‫فينوغراد‪ ،‬فعلينا في كل حال أن ننتظر تشكل جلنة‬ ‫فينوغراد الى بعد فترة‪ ،‬فهو لن يأتي مباشرة‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫أعلن إسماعيل هنية‪ ،‬ان املقاومة حققت‬ ‫انتصاراً بصمودها ومواجهتها للعدوان‪ ،‬هل‬ ‫توافقه الرأي؟‬ ‫كما جرى في عدوان اسرائيل على لبنان‪ ،‬اسرائيل‬ ‫اعتبرت نفسها انها انتصرت في لبنان وال سيما‬ ‫وزيرة اخلارجية‪ ،‬وان كان البعض في اسرائيل ال‬ ‫يوافقها على انها انتصرت‪ ،‬هنا أعلن أوملرت انه‬ ‫انتصر‪ ،‬وأعلن هنية انه انتصر‪ ،‬هذا يعني بالنسبة‬ ‫يقدران ما أصابا من جناحات دون‬ ‫لي ان الطرفني ّ‬ ‫اخلسائر ووصال الى نتيجة ايجابية تقدم الى الرأي‬ ‫العام لكل منهما على انها ايجابية‪ ،‬أما في‬ ‫احلقيقة فبإمكاني القول ان غزة انتصرت بصمودها‬ ‫ومتسكها بثوابتها‪ ،‬ومتسكها بحماس‪ ،‬وانشدادها‬ ‫املستمر الى حماس الذي لم نشعر حتى اآلن ان‬ ‫هذا االنشداد قد تراخى‪ ،‬هل سيتراخى أو يشتد غدا ً‬ ‫أقدر‬ ‫او بعد غد؟ هذا ما يقرره املستقبل‪ ،‬لكنني ّ‬ ‫ان حماس سوف تزيد من قدرتها على قيادة كل‬ ‫سكان الضفة نحو النصر‪ ،‬وأنا أميل الى تصديق‬ ‫اسماعيل هنية في قوله إن غزة انتصرت‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن املستقبل سوف يكشف صدقية إميانه‪ ،‬لكن‬ ‫طبعا ً أشعر بحزن وألم عميق كما هو يشعر بأن‬ ‫التضحيات كانت كبيرة‪.‬‬ ‫إسرائيل ارتكبت كما في كل تاريخها مجازر‬ ‫ضد املدنيني‪ ،‬كيف سيتعامل اجملتمع الدولي مع‬ ‫هذه الدولة؟‬ ‫فليتعامل معها اوال ً اجملتمع العربي‪ ،‬امس‬ ‫في منتدى بيروت العاملي قلت وبكل وضوح في‬ ‫مناسبات عدة‪ ،‬ال تهرعوا الى محاكم أوروبا لكي‬ ‫تقدموا دعاوى ضد مجرمي احلرب االسرائيليني‪ ،‬ما‬ ‫تقومون به ممتاز وأؤيده‪ ،‬ولكن فلنحشد جهودنا في‬ ‫البالد العربية‪ .‬ملاذا يستمر مجيء باراك ومجيء‬ ‫ليفني وأوملرت الى مصر وال تقدم دعوى في احملاكم‪،‬‬ ‫نحن نعي أن هذا لن يأتي بنتيجة‪ ،‬لكننا في احلقيقة‬ ‫اذا مارسنا ضغوطا ً على احلكم في مصر فهذه‬ ‫الضغوط تأتي بنتيجة اكثر إيجابية من الضغوط‬ ‫التي متارس في بلجيكا أو في فرنسا واسبانيا‪.‬‬ ‫إلى أي درجة مصر واالردن والسعودية سوف‬ ‫تتوصل إلى إعادة النظر بعالقتها بإسرائيل‪،‬‬ ‫ام انه لم يعد باستطاعتها التراجع عن هذه‬ ‫العالقة؟‬ ‫بإمكانهم التراجع تدريجياً‪ ،‬هم تسلقوا تدريجيا ً‬ ‫هذا اجلدار الصعب الذي عزلهم عن الشعوب‪ ،‬وبلغوا‬ ‫قمته في هذا الوضع املأساوي الذي شاهدناه خالل‬


‫العدوان على غزة‪ ،‬وبإمكانهم ان يتراجعوا تدريجياً‪،‬‬ ‫لكن طبعا ً هذا يتوقف على مدى استعدادهم‬ ‫خملالفة الشروط والظروف التي تضعهم فيه االدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬ليس هناك ما مينع ابدا ً من ان يقول‬ ‫الرئيس مبارك “أنا أسحب السفير املصري من‬ ‫اسرائيل”‪ ،‬وهو بقي منسحبا ً من اسرائيل لفترة‬ ‫طويلة‪ ،‬وعندما عاد السفير االسرائيلي الى مصر‬ ‫عام ‪ 1982‬مباشرة كان عدوان اسرائيل على لبنان‪،‬‬ ‫فهناك جتري أمور رمزية في تبادل العالقات‪ ،‬ومن‬ ‫واجب مصر أن تقول نحن نسحب سفيرنا من‬ ‫اسرائيل ونطلب من سفير اسرائيل أن ينسحب‪،‬‬ ‫ومن حقها وواجبها أال تكتفي بأن تقول نحن نقطع‬ ‫العالقة‪ ،‬بل ان تذهب أبعد‪ ،‬فتقول إن هذه املعاهدة‬ ‫بني مصر واسرائيل‪ ،‬وبني االردن واسرائيل‪ ،‬مخترقة‬ ‫من قبل إسرائيل في أوجه عديدة منها‪ ،‬ألسباب‬ ‫قانونية تقرر بأننا لم نعد ملتزمني بهذه املعاهدة‪.‬‬ ‫كان هناك أحاديث عن عودة مصر الى جامعة‬ ‫الدول العربية‪ ،‬ويومها كنت ال أزال أعمل في مكتب‬ ‫رئاسة اجلمهورية‪ ،‬رفعت مذكرة الى السيد الرئيس‬ ‫حافظ االسد أطالبه فيها بأن تكون هناك دراسة‬ ‫جادة جلامعة الدول العربية قانونية في أساسها‪،‬‬ ‫وذلك عن موضوع حساس دقيق ال يزال قائما ً معنا‪،‬‬ ‫في املعاهدة املصرية ـ االسرائيلية وفي املعاهدة‬ ‫االردنية ـ االسرائيلية وفي اتفاق اوسلو‪ ،‬رموز تنص‬ ‫على أن اتفاق مصر واالردن أو فلسطني مع اسرائيل‬ ‫تتفوق على أي اتفاق آخر تلتزم فيه مصر او االردن أو‬ ‫فلسطني‪ ،‬مبعنى ان التزام مصر مع اسرائيل بحسب‬ ‫املعاهدة يتفوق على التزام مصر مع شقيقاتها‬ ‫الدول العربية في نطاق جامعة الدول العربية‪ ،‬هذا‬ ‫البند في املعاهدة املصرية ـ االسرائيلية والنص ذاته‬ ‫موجود في املعاهدة االردنية ـ االسرائيلية وايضا ً‬ ‫اتفاق اوسلو ينبغي ان يحرم مصر واالردن وفلسطني‬ ‫من عضوية جامعة الدول العربية لكنه لم يفعل‪،‬‬ ‫نفعل هذا النص‪ ،‬ملاذا نركض الى القانونيني‬ ‫ملاذا ال ّ‬ ‫األوروبيني لينصفونا وال ننصف أنفسنا‪ ،‬وال نسمح‬ ‫لقانونيينا العرب بأن ينصفونا من معاهدات نحن‬ ‫وقعناها‪ ،‬ومبا أننا وقعناها‪ ،‬فنحن أسيادها ونحن‬ ‫اطراف بها‪ ،‬نحن نستطيع أن نعيد النظر بها‪.‬‬

‫الصهيونية حركة عنصرية‬ ‫ألغت األمم املتحدة القرار ‪ ،3379‬الذي كان يعتبر‬ ‫الصهيونية حركة عنصرية‪ ،‬وكانت لكم مواقف‬ ‫بهذا اخلصوص‪ ،‬بعد العدوان على غزة وما ارتكبته‬ ‫اسرائيل من جرائم وابادة‪ ،‬هل ستتحركون إلعادة‬ ‫العمل بهذا القرار؟‬ ‫االمم املتحدة قالت إن الصهيونية شكل من‬ ‫أشكال العنصرية والتمييز العنصري‪ ،‬لم يصف‬ ‫القرار الصهيوني بأنها حركة وبأنها ايديولوجية‪،‬‬ ‫فهناك فرق بني احلركة وااليديولوجية‪ ،‬القرار جاء‬ ‫شامالً سواء كحركة او كأيديولوجية‪ ،‬هي شكل من‬ ‫أشكال التمييز العنصري‪ ،‬هذا نوع من االستدراك ال‬ ‫بد منه‪ ،‬ونحن نتحدث في هذا املوضوع‪ .‬القرار اتخذ‬

‫في ‪ 1975/11/10‬وألغي في ‪ ،1991/12/16‬ألغي بعد‬ ‫ان أعطى رئيس السلطة التنفيذية آنذاك‪ ،‬إشارة‬ ‫إمكان إلغائه‪ ،‬وأعطى هذه االشارة قبل انعقاد‬ ‫مؤمتر مدريد وقبل اجللسة االولى الفتتاحه بحوالى‬ ‫أسبوعني‪ ،‬فأصبح من املمكن ملؤمتر مدريد أن يفتتح‬ ‫الن اسرائيل أصرت على أال تشارك في املؤمتر إال إذا‬ ‫ألغي القرار‪ ،‬وضع القرار على سكة االلغاء قبيل‬ ‫عقد مؤمتر مدريد‪ ،‬واستمرت الدول العربية تتفاوض‬ ‫كما نعلم‪ ،‬واستمرت سوريا نفسها تتفاوض من‬ ‫عام ‪ 1991‬حتى عام ‪ ،2000‬ثم انتهى مؤمتر مدريد‬ ‫بالفشل على االقل من جانبه السوري واللبناني‪،‬‬ ‫مع انتهاء والية بيل كلينتون‪ ،‬وبالنسبة لسوريا‬ ‫انتهى هذا األمر في آذار ‪ ،2000‬قبل انتهاء والية‬ ‫كلينتون‪.‬‬ ‫وفي العام املاضي ‪ 2008‬بدأ التحضير ملراجعة‬ ‫مؤمتر دربان‪ ،‬ملناهضة العنصرية‪ ،‬الذي يعقد في‬ ‫جنيف في (الشهر الرابع من هذا العام)‪ ،‬ونطلق‬ ‫عليه اسم مؤمتر دربان الثاني‪ ،‬ومنذ أن بدأت‬ ‫التحضيرات له وأنا تابع موضوع ضرورة إحياء القرار‬ ‫‪ ،3379‬ألن هذه فرصة مناسبة للمطالبة بإحياء‬ ‫القرار‪ ،‬وهذا ما أتيت على ذكره في املقال الذي جاء‬ ‫حتت عنوان “نقاط ثالث موجزة مبناسبة الذكرى‬ ‫الثالثة والثالثني لصدور القرار (‪ :)3379‬العنصرية‬ ‫الصهيونية أمام مؤمتر دربان الثاني (جنيف نيسان‬ ‫‪ ،”)2009‬وقد ورد في كتاب “حافظ االسد وقضية‬ ‫فلسطني”‪.‬‬ ‫كتبت هذا املقال وأرسلته الى هيئات كثيرة‪ ،‬قبل‬ ‫‪ 50‬يوما ً من أحداث غزة‪ ،‬اذا ً لم نكن ننتظر أحداث غزة‬ ‫لنهتم بالقرار‪ ،‬وقد أسسنا في سوريا جلنة مجددة‬ ‫من أجل إحياء القرار‪ ،‬وهي تتألف من أعضاء احتاد‬ ‫الرابطة السورية لالمم املتحدة‪ ،‬ومن بعض أعضاء‬ ‫احتاد الكتاب العرب‪ ،‬واحتاد الكتاب الفلسطينيني‪،‬‬ ‫وبعض أعضاء مؤمتر القوة العربي‪ ،‬ومؤمتر القوة‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬اإلقبال على العنصرية كبير‪ ،‬لكن من‬ ‫الصعب أن نشهر هذه اللجنة‪ ،‬فعمليات اإلشهار‬ ‫تأخذ وقتا ً طويالً‪ ،‬امنا أحب أن أذكر أننا اتفقنا على‬ ‫أن ننشئ اللجنة حتت اسم “اللجنة العربية إلعادة‬ ‫اعتبار للقرار ‪ ”3379‬وقد عقدنا املؤمتر التأسيسي‬ ‫لكل هذه الظروف يوم ‪ 15‬كانون الثاني ‪،2009‬‬ ‫ويومها أتيت الى بيروت ممثالً هذه اللجنة في منتدى‬ ‫بيروت العاملي‪ ،‬وكانت لنا جلسات مع خبراء في‬ ‫املنتدى مبوضوع العنصرية واتفقنا على أن يتبنى‬ ‫منتدى بيروت العربي الدعوة الى إعادة اعتبار للقرار‬ ‫‪ ،3379‬وهكذا اذا ً نحن نتخذ خطوات تنفيذية بهذا‬

‫‪29‬‬

‫اخلصوص‪ ،‬واخلطوة التنفيذية األولى التي اتفقنا‬ ‫عليها‪ ،‬بنشر محاضر اجلمعية العام لالمم املتحدة‪،‬‬ ‫التي ناقشت موضوع القرار ‪ 3379‬عام ‪ 1975‬وايضا ً‬ ‫عام ‪ 1991‬وهذا أمر سوف يستمر التعاون بشأنه‪.‬‬ ‫كيف ميكن فضح إسرائيل دولياً‪ ،‬وهل ما يحكى‬ ‫عن تقدمي شكوى ضدها أمام محكمة العدل‬ ‫الدولية‪ ،‬يفيد‪ ،‬وهل سيتم التجاوب معها؟‬ ‫محكمة العدل الدولية في الهاي جتاوبت مع‬ ‫مطلب سابق وأصدرت قرارها الشهير الذي كان مدار‬ ‫الفصل كما نعلم‪ ،‬احملكمة اجلزائية الدولية وهي‬ ‫محكمة تختص أكثر من محكمة العدل الدولية‬ ‫في جرائم احلرب‪ ،‬وهي محكمة لها جانب سياسي‬ ‫واضح‪ ،‬وهي تدخل ضمن اطار صالحية مجلس‬ ‫االمن‪ ،‬الذي له عليها سلطة شبه سيادية‪ ،‬ال أقول‬ ‫سيادية بالكامل ولكن شبه سيادية‪ ،‬من املمكن‬ ‫التحرك ضمن نطاق محكمة اجلنائية الدولية‪ ،‬وال‬ ‫أتوقع أن يحصل الكثير‪ ،‬ومن املمكن التحرك ضمن‬ ‫محكمة العدل الدولية وفرص احلصول على حكم‬ ‫منها أكبر ألنها تتمتع باستقاللية اكبر‪ ،‬لكنها‬ ‫ليست اخملتصة األولى بجرائم احلرب‪ ،‬اخملتص األول‬ ‫في جرائم احلرب هو احملكمة اجلنائية الدولية‪.‬‬ ‫إن العهد الدولي في شأن اإلبادة‪ ،‬امنا كان عام‬ ‫‪ 1950‬واملرجعية االولى فيه حملكمة العدل الدولية‬ ‫وميكنها ان تتحرك‪.‬‬ ‫وكما قلت احملكمة اجلنائية الدولية من االرجح‬ ‫أال تتحرك‪ ،‬كل هذا ال مينعها من أن تتحرك‪ ،‬قد‬ ‫تتحرك ولكن هذا يتبع عدة ظروف كما يتبع مواقف‬ ‫الدول في مجلس االمن‪ ،‬نالحظ أن مجلس االمن‬ ‫لم يعارض القرار ‪ 1860‬مثالً بينما اسرائيل رفضته‬ ‫وأميركا استنكفت عنه‪ ،‬فإذا ً هناك دائما ً مواقف قد‬ ‫يرى مجلس االمن والقوى املهيمنة في مجلس االمن‬ ‫أن تشهر عداءها كثيرا ً للعرب‪ ،‬وهذا األمر محتمل‬ ‫في موضوع احملكمة اجلنائية الدولية وجرائم‬ ‫احلرب االسرائيلية ونحن علينا ان نع ّول على هاتني‬ ‫احملكمتني محكمة العدل الدولية واحملكمة اجلنائية‬ ‫الدولية‪ ،‬وعلينا ان نع ّول على القضاءات االوروبية‬ ‫وعلى االنظمة القضائية العربية‪ ،‬وكل هذا التعويل‬ ‫هو في الدرجة الثانية من االهمية‪ ،‬الن التعويل االول‬ ‫ينبغي ان يكون على القوة املادية العربية على االرض‪.‬‬ ‫نع ّول على بندقية املقاومة اكثر مما نع ّول على املقال‬ ‫الصحافي مع احترامي لكل الصحافيني‪ ،‬فتعاملي‬ ‫االساسي هو مع القوة الناعمة لكن التعويل‬ ‫االساسي هو على القوة الصلبة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫العدو الصهيوني أوقف إطالق النار ألن الكلفة البشرية والسياسية الستمراره كبيرة‬

‫معن ّ‬ ‫بشور لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫أهداف العدوان‬ ‫تكسرت‬ ‫على غزة ّ‬ ‫على صخرة‬ ‫الصمود‬ ‫الفلسطيني‬ ‫إنه انتصار آخر سطرته املقاومة في صراعها مع العدو اإلسرائيلي‪ .‬إنها غزة تتذوق طعم “العزة”‪ ،‬تضمّ د جراحها رغم كل الشهداء‬ ‫والدمار وتعلن نصرها على عدوان شنه العدو اإلسرائيلي‪ 22 .‬يوماً من القصف واإلرهاب املستمرين بهدف القضاء على املقاومة‪ ،‬أعلن‬ ‫العدو اإلسرائيلي في نهايتها وقف إطالق النار من جانب واحد وعاد أدراجه إلى جحره خائباً‪ .‬فلم يستطع منع إطالق الصواريخ‪ ،‬أو تدمير‬ ‫البنية التحتية واألساسية حلركة حماس وحركات املقاومة األخرى‪ ،‬أو استعادة جيشه “ ِمـصداقية الرّدع”‪ ،‬التي اهت ّزت بعد حرب لبنان‬ ‫متوز ‪ ،2006‬أو توصيل رسائل شديدة ّ‬ ‫اللهجة حلزب اهلل وأنصاره في املنطقة‪ .‬تكثر التحليالت عن انتصار املقاومة في ضوء التغيير احلاصل‬ ‫في العالم‪ ،‬فالبعض يعلنه وآخرون يحاولون تشويهه والتشويش على الرأي العام الذي سجل في انتفاضته االحتجاجية ضد العدوان‬ ‫حركة تاريخية‪“ .‬منبر التوحيد” تقرأ مع املنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان ورئيس احلملة األهلية لنصرة فلسطني‬ ‫والعراق السيد معن بشور قرار العدو بوقف إطالق النار من جانب واحد‪ ،‬وتداعيات الهزمية اجلديدة على كيان العدو‪ ،‬والواقع الرسمي‬ ‫العربي في حوار هنا نصه‪:‬‬

‫العدوان كرس املزيد‬ ‫من االلتفاف حول املقاومة‬ ‫برأيك ملاذا أعلن العدو االسرائيلي وقف إطالق‬ ‫النار من جانب واحد؟‬ ‫العدو الصهيوني وافق على وقف اطالق النار‬ ‫بعدما شعر بأن الكلفة البشرية والسياسية‬ ‫الستمرار العدوان باتت أكثر بكثير من املكاسب‬ ‫التي ميكن حتقيقها من استمراره‪ .‬فصمود أهل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫غزة واملقاومني‪ ،‬أشعر العدو بأن استمراره في‬ ‫هذه املغامرة غير احملسوبة سيكلفه كثيراً‪ ،‬ال‬ ‫سيما اذا اضطر لالنتقال الى املرحلة الثالثة اي‬ ‫مرحلة دخول املناطق اآلهلة بالسكان‪ ،‬كما كلفه‬ ‫في لبنان وفي مناطق فلسطينية اخرى كمخيم‬ ‫جنني‪ ،‬وهو مخيم صغير شهد معارك استمرت‬ ‫‪ 15‬يوما ً خاضها مقاتلون لم يتجاوز عددهم الـ‪20‬‬ ‫مقاتالً‪ ،‬اضطر العدو خاللها الى تدمير اخمليم كله‬ ‫واستشهد كل املدافعني عنه حتى متكن من‬ ‫دخوله‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫أعتقد ان القيادات العسكرية الصهيونية‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تبني خالل احلرب‪ ،‬لم تكن موافقة على هذا اجلزء‬ ‫من اخلطة نتيجة إدراكها حلجم اخلسائر الباهظة‬ ‫التي ستتكبدها في حال اقتحام غزة ومخيماتها‬ ‫ومدنها‪ .‬خطة العدو كانت تقضي باستخدام‬ ‫أسلوب الصدمة والترويع الذي سيؤدي الى انهيار‬ ‫املقاومة واستسالم قادتها وحتقيق العدو ألغراضه‬ ‫السياسية في كسر ارادة الشعب الفلسطيني‬ ‫وكسر املقاومة‪ ،‬لكن هذا لم يتحقق‪.‬‬ ‫اضافة الى ذلك‪ ،‬اضطر العدو الى اعالن وقف‬


‫إطالق النار بعد شعوره انه بدأ يدفع ثمنا ً سياسيا ً‬ ‫كبيرا ً وبات عبئا ً على نفسه وحتى على املتواطئني‬ ‫معه من حلفاء واصدقاء بعد التحركات الشعبية‬ ‫الهائلة التي عمت الوطن العربي‪ ،‬االسالمي‪،‬‬ ‫والعالم أجمع‪.‬‬ ‫لكن العدو حاول أن يطمس احلقائق ويصور ان‬ ‫وقف اطالق النار جاء ملصلحته؟‬ ‫الهدف األساس من العدوان بإبعاد الشعب عن‬ ‫تكسر على صخرة صمود‬ ‫املقاومة لم يتحقق‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬مكرسا ً املزيد من االلتفاف‬ ‫حول املقاومة‪ .‬فالشعب الفلسطيني أثبت متسكه‬ ‫بخيار املقاومة ورغم كل الدمار واحلصار املستمر‬ ‫منذ اكثر من عامني خرج باآلالف مشيعا ً شهداءه‪.‬‬ ‫نعم العدو االسرائيلي حاول تغطية إعالن وقف‬ ‫إطالق النار مبا سماه تفاهما امنيا اميركيا اسرائيليا‬ ‫وقعته ليفني مع رايس قبل مغادرة منصبها‪ .‬ولكن‬ ‫اجلميع يدرك ان تل ابيب لم تكن بحاجة الى تفاهم‬ ‫توقعه مع االدارة االميركية‪ ،‬فالتفاهم بني احلكومة‬ ‫االسرائيلية واالدارة االميركية خصوصا ً في عهد‬ ‫بوش تفاهم كامل سبق العدوان‪ ،‬مهد له‪ ،‬واستمر‬ ‫خالله‪.‬‬ ‫كما حاول العدو االيحاء بأنه فعل ذلك بنا ًء‬ ‫التصاالت من الدول االوروبية التي لم يكونوا‬ ‫يعيرونها أي اهتمام‪ ،‬كما بناء لطلب من الرئيس‬ ‫املصري حسني مبارك‪ .‬العدو أراد مجاملة الرئيس‬ ‫املصري ولكنه كان يتهمه باملوافقة املسبقة‬ ‫على العدوان‪ ،‬فلو كان األمر كذلك‪ ،‬ملاذا لم يوقف‬ ‫العدوان قبل ‪ 22‬يوماً‪.‬‬

‫العدو فقد القدرة‬ ‫على تغيير املعادالت‬ ‫من دون أدنى شك انتصار املقاومة الفلسطينية‬ ‫حمل دالالت حول تغييرات كثيرة‪ ،‬برأيك ما الذي‬ ‫تغيّر في املشهد العربي والدولي؟‬ ‫انتصار غزة أثبت اننا دخلنا في مرحلة فقد‬ ‫فيها العدو القدرة على تغيير املعادالت كما كان‬ ‫األمر سابقا ً بالرغم من احتفاظه بقدرته الكبيرة‬ ‫على القتل والتدمير‪ ،‬وبات مكبالً من الناحية‬ ‫االستراتيجية في ظل تآكل هيبته وقدراته أمام‬ ‫صمود الشعب الفلسطيني‪ ،‬مما سينعكس حتما ً‬ ‫على املشروع الصهيوني نفسه الذي يعاني تراجعا‬ ‫وترهال كبيرين وهذا ما قلناه منذ األيام األولى‬ ‫ّ‬ ‫لعدوان متوز الذي شكل مظهرا ً من مظاهر تآكله‪.‬‬ ‫فالصمود واالنتصار في لبنان‪ ،‬حسب استطالعات‬ ‫الرأي‪ ،‬دفع العديد من االسرائيليني الى التفكير‬ ‫بالهجرة من الكيان الصهيوني‪ ،‬وقد هاجر بالفعل‬ ‫مئات اآلالف الذين لم يعودوا يشعرون بأنهم في‬ ‫دولة آمنة‪.‬‬ ‫على املستوى العربي ال بد أن نقر بأن ما شهده‬ ‫الشارع العربي قد أكد حقيقتني هامتني سيكون‬ ‫لهما مفاعيلهما في املستقبل‪ .‬احلقيقة االولى‬ ‫ان القضية الفلسطينية بكل وهجها تسطع‬

‫من جديد في هذه املنطقة بعدما ثبت أنها ما‬ ‫زالت في وجدان كل عربي ومسلم‪ .‬وهذا مفهوم‬ ‫حاولت مسيرة التسوية السياسية عبر سنوات‬ ‫عديدة ضربه عبر االيحاء بأن قضية فلسطني‬ ‫هي قضية بضعة كيلومترات يدور خالف حول‬ ‫حجم االنسحاب منها ومداه ونوعه‪ .‬وثانيا ً ثبت‬ ‫أن للجماهير العربية دورا كبيرا ينصر من ينصر‬ ‫املقاومة ويحاصر من يتخاذل عن نصرة املقاومة‪،‬‬ ‫وانتقلت من مرحلة التعبير الى مرحلة التأثير‬ ‫فالتغيير‪ .‬لذلك كثيرون ممن لم يأخذوا املوقف‬ ‫املطلوب خالل فترة العدوان على غزة باتوا اليوم‬ ‫في موقف دفاعي‪.‬‬ ‫على املستوى الدولي يجب ان نتذكر دائما ً ان‬ ‫العدو وعلى مدى ‪ 60‬عاما ً وقبلها‪ ،‬كان يحاول ان‬ ‫يوحي بأنه ضحية جلالد نازي وأن وجوده على أرض‬ ‫عما تسبب له هذا اجلالد‪.‬‬ ‫فلسطني هو تعويض ّ‬ ‫اليوم في غزة ظهر أن الضحية سابقا ً باتت‬ ‫جالدا ً اليوم‪ ،‬لذلك بدأ املتعاطفون مع الكيان‬ ‫الصهيوني يتنصلون من دعمه وتأييده بل بدأوا‬ ‫يدينونه ويعتبرونه مكررا ً ملا يسميه الصهاينة‬ ‫باحملارق‪ .‬وفي احلقيقة أنا أستغرب كيف ان مسؤوال ً‬ ‫اسرائيليا ً كبيرا ً كنائب وزير الدفاع أعلن قبل اشهر‬ ‫أنه سيحول غزة الى محرقة‪ ،‬متناسيا ً ان ذريعة‬ ‫احملرقة كانت احد الذرائع التي قام عليها الكيان‬ ‫الصهيوني نفسه‪.‬‬ ‫على املستوى االميركي وبغض النظر عن تقييمنا‬ ‫للرئيس اجلديد باراك اوباما‪ ،‬أعتقد انه سيحاول‬ ‫معاجلة حالة الكراهية واحلقد في كل انحاء العالم‬ ‫على السياسة األميركية‪ ،‬فنحن اذا ً سنشهد‬ ‫حتوال ً بالضرورة في عالقة الواليات املتحدة بالكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬ففي املرحلة القادمة الواليات املتحدة‬ ‫لن تكون قادرة على حتمل العبء الصهيوني‪ .‬هناك‬ ‫أصوات بدأت ترتفع داخل اجملتمع االميركي‪ ،‬داخل‬ ‫املثقفني وأساتذة اجلامعات االميركيني‪ ،‬حتى يهود‬ ‫الواليات املتحدة واللوبي الصهيوني الذي طاملا‬ ‫اعتمد الكيان الصهيوني على دعمه‪ ،‬بات محرجا ً‬ ‫من حدة اجلرائم التي ارتكبت ووحشيتها‪.‬‬ ‫كما هناك داخل أوروبا تيار يشكو من ممارسات‬ ‫اسرائيل منذ سنوات‪ ،‬حيث تشير استطالعات‬ ‫الرأي الى أن ‪ %60‬من االوروبيني يعتبرون الكيان‬ ‫الصهيوني خطرا ً على امن العالم واستقراره‪ .‬هذا‬

‫‪31‬‬

‫التيار والشعور واملتعاظم سيتزايد داخل اجملتمع‬ ‫األوروبي‪ ،‬وهنا أتوقف عند اللورد ليفي صديق رئيس‬ ‫الوزراء البريطاني السابق طوني بلير وأحد الصهاينة‬ ‫املعروفني‪ ،‬الذي أدلى بتصريح أدان فيه العدوان على‬ ‫غزة‪ ،‬حتى ان االحتاد الصهيوني البريطاني‪ ،‬احد‬ ‫اقوى املنظمات الفاعلة في بريطانيا‪ ،‬اضطر الى‬ ‫إلغاء تظاهرات داخل لندن انتصارا ً إلسرائيل ألن‬ ‫اجلو الشعبي ليس مواتياً‪.‬‬ ‫وال ميكننا نسيان املوقف الشجاع لفنزويال‬ ‫وبوليفيا اللتني انضمتا الى كوبا التي قطعت‬ ‫عالقتها مع الكيان الصهيوني منذ ‪ 35‬عاماً‪ ،‬كما‬ ‫ال ننسى املوقف التركي‪ ،‬حكومة وشعباً‪ ،‬خاصة‬ ‫أن تركيا هي أول دولة إسالمية اعترفت بالكيان‬ ‫الصهيوني‪.‬‬ ‫كيف ميكننا االستفادة من هذه التحوالت‬ ‫العربية اإلسالمية والعاملية؟‬ ‫قدرتنا على االستفادة من هذه التحوالت‬ ‫مرهونة بالطرق التي نتصرف بها‪ ،‬سواء على‬ ‫املستوى الفلسطيني‪ ،‬العربي‪ ،‬االسالمي‪ ،‬والعاملي‬ ‫أو على مستوى املقاومة‪ .‬أعتقد ان علينا ان نفتح‬ ‫اآلفاق من اجل انطالق هذه التفاعالت مع االنتباه‬ ‫الى ما سيحاول اخملطط املعادي جرنا اليه‪ ،‬كمعارك‬ ‫جانبية فلسطينية ـ فلسطينية وعربية ـ عربية‬ ‫واسالمية ـ اسالمية‪ ،‬للتخفيف من وهج االنتصار‬ ‫في غزة والتفاعالت الشعبية الضخمة التي رافقت‬ ‫العدوان‪ .‬هناك برنامج واسع يجب اعتماده‪ ،‬وأهم‬ ‫ما يتضمنه االنتقال باحلركة الشعبية العربية من‬ ‫مرحلة التعبير الى مرحلة التأثير والتغيير‪ ،‬ولهذا‬ ‫برامج على املستوى العربي والقطر‪.‬‬ ‫تكلمت عن حتول في السياسة األميركية‪،‬‬ ‫يوح لكثيرين‬ ‫لكن صمت أوباما أثناء العدوان لم ِ‬ ‫بذلك؟‬ ‫باراك أوباما وصل الى ما وصل اليه لتحقيق عدة‬ ‫أهداف تخدم مصلحة الواليات املتحدة االميركية‬ ‫وأولها تغيير صورة الواليات املتحدة في العالم‪.‬‬ ‫لذلك أوباما التزم الصمت طيلة هذا العدوان‪ ،‬فهو‬ ‫لم يؤيد سياسة بوش ألن هذا سينهي مهمته‬ ‫في تغيير صورة الواليات املتحدة ولم يستطع ان‬ ‫يعارض العدوان ألن هذا سيضعه في مواجهة‬ ‫سياسة ثابتة للواليات املتحدة في دعم الكيان‬ ‫الصهيوني‪.‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫العدو لم يستفد جوهرياً‬ ‫من هزميته في لبنان‬ ‫برأيك أين استفادت اسرائيل من جتربتها في‬ ‫لبنان في العدوان على غزة‪ ،‬ال سيما أن تقريراً في‬ ‫إسرائيل‪ ،‬تقرير فينوغراد‪ ،‬صدر وتناول نقاطا عدة‬ ‫أدت الى الهزمية سابقاً؟‬ ‫العدو االسرائيلي لم يستفد جوهريا ً من هزميته‬ ‫في لبنان في عدوان غزة‪ ،‬وهو غير قادر اصالً على‬ ‫االستفادة بسبب بنيته وتركيبته وعقيدته‬ ‫العدوانية التوسعية‪ .‬حاول االستفادة من بعض‬ ‫االمور الشكلية التي ب ّثها اإلعالم عن حربه في‬ ‫ظن انه مبنع‬ ‫لبنان وكانت احد اسباب هزميته‪ّ .‬‬ ‫الصور مينع االهزمية لكن هذا أثبت خطأه‪ ،‬فبقي‬ ‫في غزة مراسلون شجعان وأقنية فضائية شجاعة‬ ‫عربية وعاملية كشفت احلقيقة وجرائم العدو‬ ‫الصهيوني‪.‬‬ ‫حاول العدو ايضا ً منع التفاعل بني جنوده في‬ ‫اجلبهة وبني الرأي العام االسرائيلي‪ ،‬أي اجلبهة‬ ‫الداخلية‪ ،‬من خالل سحب كل الهواتف النقالة من‬ ‫الضباط واجلنود كي ال تصل الى الداخل االسرائيلي‬ ‫معلومات عن حجم اخلسائر قد تشكل ضغطا ً‬ ‫على احلكومة االسرائيلية لوقف احلرب‪ .‬لكن حجم‬ ‫اخلسائر رغم محاولة العدو التخفيف منها كان‬ ‫اكثر بكثير من حساباته لهذه املعركة‪.‬‬ ‫كما ان العدو االسرائيلي مهّ د للعدوان بتعميق‬ ‫االنقسام الفلسطيني الفلسطيني واالنقسام‬ ‫العربي العربي‪ ،‬لكن حدة العدوان وحترك الشعب‬ ‫الفلسطيني بكل فئاته وحترك ابناء االمة العربية‬ ‫واالسالمية بكل أطيافهم القومي‪ ،‬االسالمي‪،‬‬ ‫حد من إمكانية استغالل‬ ‫اليساري‪ ،‬والليبرالي ّ‬ ‫هذا االنقسام‪ .‬صحيح هذا االنقسام ساهم في‬ ‫التمهيد للعدوان وإعطاء التبريرات له وساهم‬ ‫في تأخير وقف إطالق النار لكن في النهاية وحدة‬ ‫الشعب الفلسطيني واالمة العربية والعالم‬ ‫االسالمي وأحرار العالم قد عطلت هذه احملاولة‬ ‫االسرائيلية لالستفادة منه‪.‬‬ ‫أنا أعتقد ان تقرير فينوغراد الذي حاول تسليط‬ ‫األضواء على بعض االخطاء لم يسلط الضوء على‬ ‫اخلطيئة األساسية للكيان الصهيوني‪ .‬فينوغراد‬ ‫وضع يده على اخطاء تكتيكية ولوجستية‬ ‫وإعالمية لكن لم يضع يده على اجلوهر‪ ،‬فالكيان‬ ‫الصهيوني غير مرغوب به في املنطقة‪ ،‬انه كيان‬ ‫غاصب ومعاد حلقوق الناس واجلماهير وكيان‬ ‫ارهابي يقتل االطفال والشيوخ والنساء لتحقيق‬ ‫أهداف سياسية‪ .‬املشكلة احلقيقة ليست في‬ ‫جتميد احلروب بل في الطبيعة العدوانية للكيان‬ ‫الصهيوني وهذا ال تستطيع جلنة فينوغراد أو‬ ‫غيرها ان تقر به ألنها حينها تقر بزوال االسباب‬ ‫االساسية لقيام الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫ما تأثير هذه الهزمية اجلديدة على الداخل‬ ‫االسرائيلي؟‬ ‫في حلظات الهزمية االسرائيليون يتضامنون‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وينحون منحى اكثر تطرفا ً فهم اصحاب هويتني ال‬ ‫يتخوفون من نتائج التطرف‪ ،‬اذ يغادرون في اي وقت‬ ‫شاؤوا الى دولة اخرى جاؤوا منها‪ ،‬اجملتمع االسرائيلي‬ ‫الذي يشعر اليوم بالهزمية سيدعم البرامج االكثر‬ ‫تطرفاً‪ .‬لذلك أعتقد أن نتنياهو سيستفيد من‬ ‫هذه الهزمية لتحقيق مكاسب انتخابية على‬ ‫حساب باراك وليفني اللذين شنّا احلرب العتقادهما‬ ‫أنهما يستطيعان زيادة مقاعدهما في الكنيست‬ ‫الصهيوني من خالل الدم الفلسطيني‪.‬‬

‫الوضع الرسمي العربي‬ ‫أفضل من السابق‬ ‫ما سبب الوضع العربي املترهل أمام العدوان‬ ‫االسرائيلي على غزة؟‬ ‫في الواقع العربي هناك اجتاهان‪ ،‬هناك نظم‬ ‫تعتقد أن عليها أن تكون اكثر تعبيرا ً عن اجتاه‬ ‫شعبي واضح في اهدافه وموقفه وتطلعاته‪ ،‬ونظم‬ ‫اخرى ما زالت تعتقد ان مصدر شرعيتها وقوتها‬ ‫واستمرارها في احلكم يعتمد على رضى السيد‬ ‫االميركي عليها‪ .‬هذه النظم ستكتشف مع‬ ‫الوقت ان واشنطن في ‪ 2009‬و‪ 2010‬و‪ 2011‬تغ ّيرت‪،‬‬ ‫لم تعد الواليات املتحدة هي القطب الوحيد في‬ ‫العالم اذ نالحظ اجتاها ً نحو عالم متعدد االقطاب‪.‬‬ ‫اآلن الوضع الرسمي العربي افضل من السابق‪،‬‬ ‫هناك بعض االنظمة‪ ،‬وعددها ليس قليالً باتت‬ ‫اكثر جتاوبا ً مع موقف الشارع العربي‪ ،‬وأنا شخصيا ً‬ ‫أعتقد ان االنظمة االخرى مضطرة ألن تعيد النظر‬ ‫في حساباتها‪ .‬في افتتاح القمة العربية الحظت‬ ‫أن هناك رغبة من اجلميع بعدم االصطدام على‬ ‫األقل في اخلطب التي سمعناها في اجللسة‬ ‫االفتتاحية‪ ،‬وهذا يدل على أن الرهان على السياسة‬ ‫االميركية وربط مصير هذه األنظمة باالدراة‬ ‫االميركية لم يعد رهانا ً رابحاً‪ .‬هناك تطورات‬ ‫هائلة حتصل‪ ،‬كان االتهام ان ما يجري في غزة أو‬ ‫جنوب لبنان هو مصلحة ايرانية وبالتالي مصلحة‬ ‫فارسية ومذهبية‪ .‬بعد املوقف التركي هذا لم‬ ‫يعد قائما ً اذ أظهر أن القضية ليست مرتبطة‬ ‫بدولة بل بالعالم االسالمي بكل مذاهبه وشعوبه‬ ‫وقومياته مما سيساعد على خلق مناخ أكثر توازنا ً‬ ‫في الوضع العربي‪ .‬كما سيبقى للشعوب دورها‬ ‫في محاسبة حكامها في ضوء ما جرى في غزة‪،‬‬ ‫وأنا أريد أن ّ‬ ‫أذكر هنا بثورة يوليو في ‪ 1948‬التي‬ ‫قادها الرئيس جمال عبد الناصر‪ .‬بدأت فكرتها‬ ‫مع عبد الناصر في حصار الفالوجة‪ ،‬حني حاصرت‬ ‫القوات االسرائيلية القوات املصرية‪ ،‬حينها قال‬ ‫الرئيس عبد الناصر ان املعركة يجب ان حتسم‬ ‫في القاهرة وليس هنا فقط‪ .‬تغيرات كثيرة جرت‬ ‫في املنطقة بعد ‪ 1948‬بدأت جذورها على ارض‬ ‫فلسطني‪ ،‬فالكثير من الضباط قادوا انتفاضات‬ ‫وثورات في بالدهم ولدت فكرتها خالل مواجهتهم‬ ‫العدو الصهيوني واكتشافهم لتخاذل احلكومات‬ ‫واالنظمة عن القيام بواجبها‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫اذا ً هذه تفاعالت ستجري بشكل طبيعي‬ ‫داخل هذه اجملتمعات‪ ،‬فإما ان تغير االنظمة من‬ ‫سياساتها وسلوكها لتصبح أكثر تعبيرا ً عن ارادة‬ ‫شعوبها وإما ان التغيير حاصل حتماًَ‪.‬‬ ‫إلى أين يتجه الصراع العربي االسرائيلي‬ ‫بعدما أعلنت قمة غزة الطارئة التي عقدت في‬ ‫قطر تعليق مبادرة السالم العربية التي أقرت في‬ ‫قمة بيروت عام ‪ 2002‬ووقف كل أشكال التطبيع‬ ‫مبا فيها إعادة النظر بالعالقات الدبلوماسية‬ ‫واالقتصادية؟‬ ‫ال شك بأن قمة غزة الطارئة في الدوحة قد‬ ‫وضعت برنامج احلد االدنى ملواجهة العدوان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬ومما ال شك فيه وكما قال األمني العام‬ ‫جلامعة الدول العربية ان اغالق مكتب التمثيل‬ ‫التجاري االسرائيلي في قطر وإغالق السفارة‬ ‫االسرائيلية في موريتانيا هو إجناز على طريق ادارة‬ ‫الظهر لفكرة التطبيع والتسوية غير املتوازنة مع‬ ‫العدو الصهيوني‪ .‬واكثر من ذلك‪ ،‬قطر نفسها‬ ‫التي استضافت قمة غزة الطارئة عام ‪ 1996‬كانت‬ ‫تهيئ نفسها الستقبال مؤمتر الشرق االوسط‬ ‫وشمال افريقيا الذي كان يعتبر مؤمتر التطبيع‬ ‫وانعقدت اولى قممه في الدار البيضاء ثم في‬ ‫القاهرة وكان من املفترض ان تعقد القمة الثالثة‬ ‫في الدوحة ثم جرى تعطيلها‪ ،‬اذا ً هناك تطور في‬ ‫املوقف الرسمي العربي‪.‬‬ ‫ليس العرب من يعلق او يواصل العمل في مبادرة‬ ‫السالم العربية‪ .‬الكيان الصهيوني علقها منذ‬ ‫اللحظة االولى لصدورها بعد قمة بيروت‪ ،‬حيث‬ ‫قام بعملية السور الواقي الصهيونية التي أعادت‬ ‫احتالل الضفة الغربية وحاصرت الرئيس الشهيد‬ ‫ياسر عرفات‪ .‬أي ان الكيان الصهيوني هو الذي ع ّلق‬ ‫مبادرة السالم العربية والعرب اذا قالوا ذلك أو لم‬ ‫يقولوا لن يغيروا من الواقع شيئاً‪ .‬املهم أن بعض‬ ‫الدول العربية قد سجلت موقفا ً مبدئياً‪ ،‬هناك‬ ‫دول اخرى ستحاول أن توحي بأن تعليق مبادرة‬ ‫السالم سيؤذي اجلهد العربي على املستوى الدولي‬ ‫وستقول ان تعليق مبادرة السالم سيكون انتصارا ً‬ ‫لفريق عربي على حساب اآلخر‪ ،‬لكن حتى هؤالء‬ ‫لو متسكوا مببادرة السالم فتمسكهم لن يحقق‬ ‫شيئا ً ألن الكيان الصهيوني يرفض فكرة السالم‬ ‫اصالً وهو كيان مبني على العداء للسالم والعدل‬ ‫وألي حلول حتفظ احلد األدنى من حقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني وحقوق األمة العربية‪ .‬فبوجود هذا‬ ‫الكيان ال أمل ملبادرة السالم العربية ال اليوم وال‬ ‫غدا ً وال بعد غد‪ .‬اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا‬ ‫العدو هي لغة املقاومة والقوة‪ ،‬كما قال الرئيس‬ ‫عبد الناصر منذ أكثر من ‪ 40‬عاما ً “ما أخذ بالقوة‬ ‫ال يسترد بغير القوة”‪ ،‬وقد ردد الرئيس االسد هذه‬ ‫املقولة في قمة غزة الطارئة في الدوحة تأكيدا ً‬ ‫على أن هذا النهج أصبح نهجا ً راسخا ً ليس فقط‬ ‫على مستوى الشعوب بل ايضا ً على مستوى‬ ‫بعض القيادات العربية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬


‫النائب في برلمان دول أميركا الالتينية‪ ،‬فكتور شيرينوس لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫العدوان الصهيوني على غزة انتهاك صريح‬ ‫للقوانين الدولية واإلنسانية‬ ‫مبناسبة انعقاد املنتدى العاملي في‬ ‫بيروت للتضامن مع غزة الذي أُقيم في‬ ‫قصر األونيسكو بتاريخ ‪،2009/1/18-16‬‬ ‫واملطالبة بوقف العدوان اإلسرائيلي‬ ‫الغاشم بحق الشعب الفلسطيني‪ ،‬كان‬ ‫لـ “منبر التوحيد” وقفة مع نائب في برملان‬ ‫دول أميركا الالتينية‪ ،‬ورئيس الوفد الالتيني‬ ‫األميركي النائب فكتور شيرينوس‪ ،‬حيث‬ ‫شجب في حديث له العدوان الغاشم بحق‬ ‫املدنيني من أطفال ونساء وشيوخ‪ ،‬في حوار‬ ‫هذا نصه‪:‬‬

‫كدولة فنزويلية من الدول الرافضة للمشروع‬ ‫األميركي االستعماري‪ ،‬كيف تصف العدوان‬ ‫على غزة اليوم؟ وما هي املقترحات التي ميكن‬ ‫تقدميها لوقف هذا العدوان؟ هل أنتم مع‬ ‫وقف هذا العدوان أو استمراره حتى القضاء‬ ‫على الكيان الصهيوني املكمل للمشروع‬ ‫األميركي؟‬ ‫لقد وقعنا بيانا ً نعبر فيه عن استنكارنا‬ ‫لالعتداء الغاشم الذي تقوم به اسرائيل على‬ ‫غزة والذي يستهدف املدنيني من أطفال ونساء‬ ‫وشيوخ‪ ،‬والذي ليس له أي مبرر‪.‬‬ ‫ولقد ظهر بوضوح عدم توازن القوى‬ ‫العسكرية بني الطرفني‪ ،‬وهذه احلرب هي انتهاك‬ ‫صريح للقوانني الدولية واإلنسانية‪ .‬لهذه‬ ‫األسباب ال نستطيع االتفاق معهم‪ ،‬وهنا أود‬ ‫التذكير بأن فنزويال أصدرت قرارا ً رئاسيا ً وفقا ً‬ ‫للمواد املنصوص عليها في دستور اجلمهورية‬ ‫البوليفارية الفنزويلية بتاريخ ‪ 15‬كانون األول‬ ‫‪ ،1999‬وقد بدأ العمل الرسمي به في ‪ 20‬كانون‬ ‫الثاني ‪.1999‬‬ ‫اآلن‪ ،‬ميكننا القول إننا نستعمل هذا القرار‬ ‫كوسيلة حملاربة هذا النوع من االعتداءات‪ .‬كما‬ ‫أن رئيس اجلمهورية البوليفارية الفنزويلية‬ ‫والشعب الفنزويلي بأكمله يتقيد في ما نص‬ ‫عليه هذا القرار من أن احلق في احلياة هو حق‬ ‫مقدس ال يجوز انتهاكه‪ ،‬وهو منصوص عليه في‬ ‫ّ‬ ‫جميع الدساتير العاملية‪ .‬لذلك‪ ،‬ال ميكننا القبول‬ ‫باستمرار هذا العدوان‪ ،‬ونقترح على احلكومة‬ ‫اإلسرائيلية التفتيش عن طريقة للخروج من‬ ‫األراضي الفلسطينية احملتلة التي ال تعود لهم‬

‫باألصل‪ ،‬والتعويض لضحايا االحتالل التي ليس‬ ‫هناك أي مبرر إنساني له‪ .‬نحن غير متفقني نهائيا ً‬ ‫مع “إسرائيل” على احتاللها لفلسطني‪ ،‬وقد‬ ‫ُطرد السفير اإلسرائيلي من األراضي الفنزويلية‬ ‫من ِقبل الرئيس تشافيز الذي يحدد السياسة‬ ‫اخلارجية لدولة فنزويال‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬نحن نسير في االجتاه نفسه كبلد عادل‬ ‫وحر ويؤمن بالسالم‪ .‬ونندد بكل هذه األعمال‬ ‫الالإنسانية‪ .‬هذا ليس مشروع قرار لألمم املتحدة‪،‬‬ ‫بل هو وبكل صراحة تنديد ضد أعمال الكيان‬ ‫الصهيوني‪.‬‬ ‫ما هي املعادلة أو اخلريطة اجلديدة التي‬ ‫س ُترسم في الشرق األوسط في حال إعالن‬ ‫هزمية إسرائيل؟‬ ‫إذا انتُزعت إسرائيل من األراضي الفلسطينية‪،‬‬ ‫آت إلى هذه األرض ال محال‪ ،‬هذه األرض‬ ‫فالسالم ٍ‬ ‫التي ميلكها الشعب الفلسطيني قبل احتاللها‬ ‫من قبل اسرائيل‪.‬‬ ‫مباذا تصف االعتداء اإلسرائيلي على مقر‬ ‫“األونروا” في غزة؟‬ ‫لقد حتدثت سابقا ً عن عدم التوازن باألسلحة‬

‫‪33‬‬

‫التي تستعملها اسرائيل ضد شعب يقاوم‬ ‫دفاعا ً عن أرضه‪ ،‬وسيادة وطنه‪ ،‬وكل ما ميلكه‪.‬‬ ‫لقد اعتدت إسرائيل على الشعب الفلسطيني‬ ‫بالسالح املتطور كأي بلد إمبريالي يستعمل‬ ‫سالحا ً كهذا ضد شعب أعزل‪ .‬وكما قلت‬ ‫سابقاً‪ ،‬نحن شعب يؤمن بالعدل واحلرية‬ ‫والسالم‪ .‬لذلك‪ ،‬ال بد من العودة الستنكار‬ ‫ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة من جرائم‬ ‫واعتداءات جماعية‪.‬‬ ‫ال بد من وجود سالح لدى فصائل املقاومة‬ ‫الفلسطينية للدفاع عن أرضهم وعرضهم‬ ‫وشرفهم واستقالليتهم‪ ،‬مع العلم أن هذا‬ ‫لكن إرادة وكرامة‬ ‫السالح ليس سالحا ً متطوراً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا الشعب تفرض عليه املقاومة ضد هذا‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فنحن نشجب أي اعتداء على فصائل‬ ‫املقاومة التي تدافع عن أرضها وشعبها‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا ابو درغم‬ ‫ترجمة‪ :‬كرمي أبوذياب‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫«منبر التوحيد» تحاور خبراء قانونيين عن جرائم اإلبادة للعنصرية الصهيونية‬

‫إسرئيل استخدمت أسلحة مح ّرمة دولياً‬ ‫ومحاكمة مجرميها تح ّرك العالم ضدها‬

‫ها هي اإلنسانية تخرج مجددا ً من ضمائر بعض احلكام العرب املعروفني من شعوبهم واملتآمرين مع العدو الصهيوني لتصب في‬ ‫بوطن عربي غير مدنّس مبفاهيم الصهيونية واالحتالل‪ .‬هذا الشعب‬ ‫أرض غزة‪ ،‬وتدغدغ أحالم أطفال فلسطني الذين لطاملا تأ ّملوا‬ ‫ٍ‬ ‫الذي تربّى على مواجهة عدو حاقد مجرم اغتصب أرضه منذ عام ‪ ،1948‬فصبر وقاوم حتى باحلجارة التي ال تساوي األسلحة الفتاكة‬ ‫املستعملة من جانب العدو‪ .‬هو نفسه اليوم مبقاومته الباسلة وبالتفافه على جميع الفصائل الفلسطينية املقاومة‪ ،‬استطاع كسر‬ ‫رأس التنني وهزم بإميانه وسالحه املتواضع صاحب مفهوم “أرض امليعاد” ليثبت أن الرأس العربي لن ينكسر‪ ،‬والدم العربي لن ينهزم حتى‬ ‫مع القلوب املمزقة أمام أشالء أطفالنا الذين قتلوا باحلقد الصهيوني‪.‬‬ ‫هؤالء احلكام العرب عليهم أن يعلموا أن أموالهم لن تستطيع شراء الذمم والكرامات ولن متحو صورة تآمرهم على القضية‬ ‫الفلسطينية والعربية جمعاء‪ .‬أما للصهاينة فنقول‪ :‬ما أخذ بالقوة لن يُسترد إال بالقوة كما قال القائد جمال عبد الناصر‪ ،‬فاملقاومة‬ ‫ليست فقط مقاومة سالح بل مقاومة شعب صامد‪ ،‬أبي‪ ،‬رفض الذل واملهانة منذ ستني عاماً‪ ،‬وسيبقى صامداً بوجه آلة القتل‬ ‫األميركية الصهيونية املستعملة مع بركة احلكام العرب‪ .‬لكن الضمائر احلرة هزمت هؤالء امللوك واألمراء والرؤساء ليخرجوا من التاريخ‬ ‫ّ‬ ‫املنضب‪،‬‬ ‫األصيل مطأطئي الرؤوس‪ ،‬فصورة األطفال احملروقني بالفوسفور األبيض وهو سالح محرّم دولياً‪ ،‬واملقتولني بسرطان اليورانيوم‬ ‫ً‬ ‫بصمة مريرة في القلوب وحتث األحرارعلى االستمرار في املقاومة حلني‬ ‫واخملنوقني بالغازات السامة ستبقى بارزة أمام الرأي العام لتشكل‬ ‫إزالة هذا الكيان الغاصب من الوجود واسترجاع فلسطني أرضاًَ عربية حرة حتضن أطفالها ليلعبوا بألعابهم اخلاصة بهم ال بالقنابل‬ ‫غير املنفجرة أو باأللغام املنتشرة في كل مكان التي وإن دلّت على شيء فعلى خنوع احلكام العرب ممّن باعوا ضمائرهم وعروبتهم‬ ‫الستجداء الرضى األميركي والصهيوني املذل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حد كبير هذه املرة‪ ،‬التقت “منبر التوحيد” عددا من القانونيني‬ ‫وفي نظر ٍة إلى محاكمة إسرائيل على جرائمها التي استفحلت إلى ٍ‬ ‫واخلبراء الدوليني في قانون النزاعات املسلحة ملتابعة إمكانية احملاسبة على جرائم احلرب واجلرائم ضد اإلنسانية بحق الشعب‬ ‫الفلسطيني عسى أال توضع ملفاتها في األدراج كالعادة‪ .‬وهنا نصوص احلوار‪:‬‬

‫احملامية مي اخلنسا‪:‬‬ ‫إسرائيل استعملت كل أنواع‬ ‫األسلحة املتطورة التي لم‬ ‫تستعملها سابقاً أي دولة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كانت حرب غزة قاسية على الفلسطينيني‪ ،‬ما‬ ‫رأيك باألسلحة املستعملة من قبل إسرائيل؟‬ ‫لقد خالفت اسرائيل في حربها على غزة اتفاقية‬ ‫حظر استحداث وإنتاج األسلحة البكتريولوجية‬ ‫(البيولوجية) والتكسينية وتدمير هذه األسلحة‬ ‫واملرفق اخلاص بها في ‪1972/4/10‬م‪ ،‬واتفاقية حظر‬ ‫استخدام تقنيات التغيير في البيئة ألغراض‬ ‫عسكرية أو ألية أغراض عدائية أخرى في عام‬ ‫‪1976‬م‪ ،‬باإلضافة التفاقية حظر أو تقييد استعمال‬ ‫أسلحة تقليدية معينة ميكن اعتبارها مفرطة‬ ‫الضرر أو عشوائية األثر (جنيف ‪،)1980/10/18‬‬ ‫والبروتوكول الثالث بشأن حظر أو تقييد استعمال‬ ‫األسلحة احملرقة والبروتوكول بشأن الشظايا التي‬ ‫ال ميكن الكشف عنها‪ .‬كما أن معاهدة جنيف لعام‬ ‫‪ 1980‬تنص على أن الفوسفور األبيض ال ينبغي أن‬ ‫يستخدم كسالح من أسلحة احلرب في املناطق‬ ‫املدنية‪.‬‬ ‫الحظنا استعمال القنابل الفوسفورية التي‬ ‫ً‬ ‫هي جزء مهم من األسلحة احملرّمة دولياً‬ ‫خاصة‬ ‫ضد األماكن التي فيها مدنيون‪ .‬إذاً هذا خرق دولي‬ ‫لكا االتفاقيات الدولية؟‬

‫‪34‬‬

‫ال شك بأن إسرائيل أثبتت في هذه احلرب وبشكل‬ ‫واضح وفاضح استعمالها كل أنواع األسلحة‬ ‫حتى أسلحة فوسفورية متطورة لم تستعملها‬ ‫سابقا ً أي دولة‪ ،‬وبالطبع هذه عملية مخالفة‬ ‫لكل االتفاقيات والقرارات الدولية‪ ،‬فهي إضاف ًة‬ ‫إلى األسلحة الفوسفورية استعملت أسلحة‬ ‫بيكترولوجية أو بيولوجية وهي حتتوي على تقنيات‬ ‫عالية ومؤذية وتسبب جراثيم كثيرة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فقد خالفت كل االتفاقيات التي حتظر استعمال‬ ‫أنواع كهذه من األسلحة‪ ،‬منها اتفاقية جنيف‬ ‫والبروتوكول األول لـ”جنيف” بشأن الشظايا‪ ،‬ألن‬ ‫اسرائيل كانت تستعمل سابقا ً قنابل عنقودية‬ ‫وانشطارية‪ ،‬باإلضافة للبروتوكول الثالث الذي‬ ‫يحظر األسلحة احملرمة الدولية وبالتالي لم يكن‬ ‫يحق لها أبدا ً استعمالها في األماكن املدنية وهذه‬ ‫األسلحة الفوسفورية ليس بشكلها املتطور‬ ‫احلالي بل كان استعمالها مباحا ً بشكلها القدمي‬ ‫في حالة واحدة فقط بحيث تلقى على العدو في‬ ‫حال اخلطر الشديد بشرط أن ال يكون أي مدني في‬ ‫هذه املنطقة‪ .‬لكننا كما رأينا أنه شيء مؤثر وكأنه‬ ‫فيلم من هوليوود وكأنهم يحتفلون بأعياد نظرا ً ملا‬


‫تصدره هذه القنابل من إضاءة بيضاء‪ .‬هذا باإلضافة‬ ‫إلى أثر هذه القنابل على األشخاص الذين احترقوا‬ ‫صدق فهذه‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬وما حصل فعالً ال يُ ّ‬ ‫القنابل حترق اللحم واجللد لتصل إلى العظم‪ ،‬وعند‬ ‫وصولها ستسبب سرطانات وأمراضا ً فتاكة‪ ،‬إذا ً‬ ‫املوت أمر محتم لكنه ليس كافيا ً بل هناك أيضا ً‬ ‫عذاب شديد وهذا ما سمعناه من العديد من‬ ‫األشخاص املصابني‪ .‬هذا األلم لم يكن ليحصل‬ ‫لو كان األمر عادياً‪ ،‬والدليل أن أحد األطباء األجانب‬ ‫قد قال إن اسرائيل استعملت هذه القنابل اجلديدة‬ ‫التي تسمى “أدما”‪.‬‬ ‫ما دور “هيومن رايتس ووتش” وكل املنظمات‬ ‫الدولية ومجلس األمن الدولي في معاقبة‬ ‫اسرائيل؟‬ ‫أنا قدمت شكوى ضد اسرائيل في احملكمة‬ ‫اجلنائية الدولية في الهاي‪ ،‬فأنا رئيسة منظمة‬ ‫دولية حتمل اسم “التحالف الدولي ملكافحة اإلفالت‬ ‫من العقاب” وهي عضو منتسب للمحكمة اجلنائية‬ ‫الدولية‪ ،‬وقد تقدمنا بهذه الدعوى ضد اسرائيل‬ ‫وأميركا وقد بدأوا التحقيق بها‪ ،‬كذلك كان ميكن‬ ‫لـ”هيومن رايتس ووتش” أن تتقدم بشكوى لكنها‬ ‫قامت فقط باالنتقاد الذي هو توضيح صورة لآلخرين‬ ‫يهمنا املالحقة‪.‬‬ ‫كاف‪ ،‬فنحن في النهاية ّ‬ ‫لكنه غير ٍ‬ ‫نحن استشهدنا بكل احلاالت بأقوال “هيومن‬ ‫رايتس ووتش” واألمم املتحدة وبالكثير من املنظمات‬ ‫والشخصيات القانونية التي اعتبرت أن إسرائيل‬ ‫مرتكبة جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬ونحن‬ ‫تقدمنا بهذه الدعوى من هذا املنطلق وقد أبصرت‬ ‫النور وبدأ العمل عليها والتحقيق بها‪ ،‬وسيصدر‬ ‫احلكم ضد اسرائيل والدول املشاركة معها مثل‬ ‫بريطانيا التي استعملت جسرا جويا لتأمني‬ ‫األسلحة األميركية إلسرائيل‪.‬‬ ‫ماذا عن استعمال الغازات اخلانقة؟‬ ‫هذه القنابل واألسلحة تغ ّير بالبيئة وهي مح ّرمة‬ ‫دوليا ً كليا ً وال تستعمل أبدا ً في األماكن التي‬ ‫يقطنها مدنيون‪ ،‬لكن اسرائيل ارتكبت كل أنواع‬ ‫اجلرائم‪ ،‬فإذا نظرنا إلى القوانني الدولية واجلرائم‬ ‫املنصوص عنها لوجدنا أننا ال نستطيع أن نستثني‬ ‫أي جرم من هذه اجلرائم حملاكمة اسرائيل‪ ،‬فجرائمها‬ ‫كانت فاضحة جداً‪ ،‬فكان قتل األطفال فظيعاً‪.‬‬ ‫هل ملنظمة الصحة العاملية أي دور في هذا‬ ‫ً‬ ‫خاصة بوجود نقص كبير في املواد الغذائية‬ ‫اإلطار‬ ‫نتيجة إغالق املعابر؟‬ ‫ال شك بأن املسؤولية تقع على كل املنظمات‪.‬‬ ‫املفروض أوال ً مقاضاة اسرائيل‪ ،‬فاملنظمة ال متلك‬ ‫الصالحية للمقاضاة‪ ،‬وألن احملكمة اجلنائية الدولية‬ ‫فتحت بابها لهذه املقاضاة‪ ،‬فإذا لم يكن لدى‬ ‫اسرائيل النية للمقاضاة‪ ،‬إذا ً ما دور هذه املنظمات؟‬ ‫باعتقادي أنه لو كان هناك أي دولة عربية جترأت أن‬ ‫تقوم بـ ‪ %1‬مما فعلته اسرائيل‪ ،‬لكانت كل الدول‬ ‫تكاتفت متحدة لتقدمي شكوى ضد هذه الدولة أو‬ ‫ضد هذه اجملموعة الرتكابها جرائم حرب وجرائم‬ ‫ضد اإلنسانية‪ .‬ولكن مبا أن اسرائيل هي َمن ارتكب‬ ‫هذه اجلرائم‪ ،‬يكون عليها دائما ً نوع من احلصانة‪ ،‬إذ‬

‫ان كثيرا ً من األوروبيني يخافونها‪.‬‬ ‫صدر الكثير من القرارات الدولية التي تلزم‬ ‫اسرائيل بالتعويض عما تتكبّده من خسائر كما‬ ‫فعلت في لبنان في حرب متوز ‪ ،2006‬أين أصبح‬ ‫تنفيذ هذه القرارات؟‬ ‫برأيي‪ ،‬هناك تقصير من احلكومة اللبنانية في‬ ‫قدمت من لبنان‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬فالشكوى التي ّ‬ ‫كانت لألمم املتحدة ال ملراجع قانونية‪ ،‬وهذا ال نتيجة‬ ‫له‪ ،‬فقد كان هناك محاكم مختصة يجب تقدمي‬ ‫الشكوى إليها‪ ،‬إال أن حكومتنا لم تفعل ذلك‪.‬‬ ‫نحن كمنظمة لم نترك هذا املوضوع خلفنا‪،‬‬ ‫لكن ما حصل في غزة جعلنا نح ّول عملنا باجتاه‬ ‫فلسطني فتوجهنا ألهل غزة ألنهم يستأهلون منا‬ ‫أن نعطيهم أقل ما ميكننا فعله‪.‬‬ ‫ماذا عن استهداف أماكن العبادة؟‬ ‫هنالك املسجد األقصى الذي تعمل بأقصى‬ ‫مقدس ‪،‬‬ ‫جهدها على تهدميه وإزالته‪ ،‬وهو مكان‬ ‫ّ‬ ‫أسرى بعبده‬ ‫فهناك آية كرمية تقول‪“ :‬سبحان َمن ْ‬ ‫ليالً من املسجد احلرام إلى املسجد األقصى”‪ .‬وهنا‬ ‫ال بد من التذكير بالصمت العربي اخملجل‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يشجع اسرائيل على ارتكاب مثل هذه اجلرائم‪ .‬وقد‬ ‫ظهر أن احلكام العرب صحوا نوعا ً ما في املؤمتر‬ ‫األخير حيث اعترفوا بخطئهم فكان تصريح امللك‬ ‫عبد اهلل رائعا ً أمالً أن يكون التنفيذ جيداً‪.‬‬

‫احملامية بشرى اخلليل‪:‬‬ ‫“فرنسا حتضر لال ّدعاء أمام‬ ‫محكمة العدل الدولية بتوكيل من‬ ‫السيد محمود عباس”‬

‫من وجهة نظر قانونية‪ ،‬هل ترين توازن قوى‬ ‫عسكرياً بني املقاومة الفلسطينية وإسرائيل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة في ظل استعمال األسلحة احملرّمة دولياً‬ ‫ضد الشعب الفلسطيني؟‬ ‫بالتأكيد ال نستطيع التكلم عن توازن للقوى‪،‬‬ ‫هناك شيء مختلف ما بني غزة وجنوب لبنان‪ ،‬فغزة‬ ‫أرض كانت محتلة من قبل إسرائيل التي انسحبت‬

‫‪35‬‬

‫منها بنا ًء على اتفاقية‪ ،‬لذلك هناك أكثر من إلزام‬ ‫إلسرائيل‪ .‬إلزام أولي أنها انتهكت االتفاقية التي‬ ‫انسحبت من غزة بنا ًء عليها‪ ،‬واالنتهاك الثاني أن‬ ‫أنواع األسلحة التي استعملتها قد استعملت‬ ‫أميركا بعضها في العراق وهي احتوت على‬ ‫املنضب وهذه أسلحة مح ّرمة دولياً‪ ،‬وأنا‬ ‫اليورانيوم‬ ‫ّ‬ ‫املنضب وتأثيره‬ ‫من الذين أجروا دراسات عن اليورانيوم ّ‬ ‫على الضحايا الذين كانوا في العراق حتى عام ‪2002‬‬ ‫بحدود املليون ونصف تقريباً‪ .‬إسرائيل استعملت‬ ‫أكثر من ذلك في غزة‪ ،‬إذ أنها ال تستطيع استعمال‬ ‫اليورانيوم على نطاق واسع ألنه يسير في الهواء‬ ‫واملنطقة صغيرة جغرافياً‪ ،‬إذا ً سيصل إلى كيانهم‬ ‫بسهولة‪ .‬ما استعمله اإلسرائيليون في غزة متطور‬ ‫أكثر وأخطر من الفوسفور ومختلف عن اليورانيوم‪.‬‬ ‫والسؤال املطروح هنا‪ :‬ملاذا هناك سالح مح ّرم وآخر‬ ‫غير مح ّرم؟ في قوانني احلروب وأخالقياتها وقيمها‪،‬‬ ‫املفترض توجيه السالح نحو العدو فقط والفصل‬ ‫بني املدني والعسكري‪ .‬هذا ما لم يحصل في غزة‪،‬‬ ‫ألن املقاتل بالنسبة إلسرائيل “شبح” ال تستطيع‬ ‫رؤيته‪ .‬أما في العراق فاملقاتل لم يكن شبحا ً عام‬ ‫‪ ،1991‬بل كان هناك اجليش العراقي‪ ،‬لكن عندما‬ ‫استعمل األميركيون اليورانيوم‪ ،‬استعملوه ضد‬ ‫كل الناس‪ .‬وفي غزة‪ ،‬استعملت اسرائيل هذا‬ ‫السالح ليس ألن مقاتلي “حماس” غير معروفني‬ ‫بالنسبة لها‪ ،‬بل ألنها استعملت استراتيجية‬ ‫قتل أكبر عدد ممكن من املدنيني لتشكيل وسيلة‬ ‫ضغط على حماس‪ .‬وبتقديري‪ ،‬ن ّيتهم بقتل املدنيني‬ ‫واضحة وال حتتاج للكثير من األدلة‪ .‬هناك تصريحات‬ ‫لهم بهذا املوضوع‪ ،‬وهناك الطريقة التي استُعمل‬ ‫فيها هذا السالح‪ .‬فهناك أحياء بكاملها ُقصفت‬ ‫ودمرت‪ ،‬لذلك عندما يتم احلديث عن جلان قانونية‬ ‫ّ‬ ‫دولية حتى تُقام دعوى بحسب القانون الدولي ضد‬ ‫اسرائيل‪ ،‬هذه كلها متوافرة وموجودة‪ .‬هناك أيضا ً‬ ‫أنواع جديدة من األسلحة املستعملة‪ ،‬إذ تكلم عنها‬ ‫أحد اخلبراء أنها تصيب اإلنسان وتبقى لتتفاعل مع‬ ‫اجلسد لفترة طويلة حتى القضاء عليه‪ ،‬وهناك نوع‬ ‫آخر يسبب سرطانات حيث يعيش اإلنسان ثمانية‬ ‫أشهر حدا ً أقصى بعد اإلصابة بها‪ .‬هذا السالح‬ ‫أميركي ويُستعمل ألول مرة‪ ،‬وهنا املسؤولية تقع‬ ‫على أميركا وإسرائيل على حد سواء‪ ،‬وليس على‬ ‫اسرائيل وحدها‪ ،‬فاألميركيون هم َمن ز ّود إسرائيل‬ ‫املصدرة للسالح تشترط على الدول‬ ‫بها‪ ،‬حتى الدول‬ ‫ّ‬ ‫املستوردة شروطا ً الستعمال هذه األسلحة‪ .‬وبرأيي‪،‬‬ ‫هذا باب للدعوى على أميركا واسرائيل معاً‪.‬‬ ‫الحظنا استخفافاً من قبل اسرائيل رداً على‬ ‫طلب محاكمتها‪ ،‬فقد قال النائب العسكري‬ ‫السابق دانيئل رايزمان إنه يشك بإمكانية جناح‬ ‫أية محكمة ألن قانون احملكمة الدولية جلرائم‬ ‫احلرب ال يجيز محاكمة دولة غير موقعة على‬ ‫امليثاق اخلاص بهذا الشأن‪ ،‬وإسرائيل ليست‬ ‫موقعة عليه‪.‬‬ ‫السودان ايضا ً غير موقعة عليه‪ ،‬فكيف صدرت‬ ‫مذكرة توقيف للرئيس السوداني؟ هناك مداخل‬ ‫للقوانني في هذا اإلطار‪ ،‬ألن هذه احملاكم حتت سلطة‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫األمني العام لألمم املتحدة‪ .‬لقد قال رجل قانون‬ ‫فرنسي على قناة اجلزيرة إنهم يحضرون ملفات‬ ‫لال ّدعاء أمام محكمة العدل الدولية وأنهم أخذوا‬ ‫توكيالً من السيد محمود عباس‪ .‬برأيي هذا متييع‬ ‫للقضية‪ ،‬فما صفة محكمة العدل الدولية؟ هي‬ ‫محكمة “دولة على دولة”‪ ،‬وليست محكمة “أفراد‬ ‫على أفراد” أو “أفراد على دولة” كصفة محكمة‬ ‫اجلزاء الدولية أو احملاكم اخلاصة‪ .‬فمحكمة العدل‬ ‫ليس لها سلطة لفرض أحكامها ضد اسرائيل‪.‬‬ ‫إذا ً عندما يتفق أبو مازن مع احملامي الفرنسي‬ ‫وفريقه على إقامتها أمام محكمة العدل يكونون‬ ‫قد أضاعوا القضية بأكملها‪ .‬لقد عقدت أميركا‬ ‫اتفاقيات ثنائية مع الدول التي فيها جيوشها حتى‬ ‫ال يتم مساءلتها واالدعاء عليها‪ .‬أما إسرائيل فلم‬ ‫تعقد أي اتفاقية ثنائية ال مع غزة وال مع لبنان‪،‬‬ ‫حتى تسلم من املساءلة‪ .‬إذا ً من املمكن االدعاء‬ ‫عليها أمام محكمة اجلزاء الدولية وكذلك تشكيل‬ ‫محاكم خاصة بأمر من األمم املتحدة‪ ،‬مثل محكمة‬ ‫يوغوسالفيا التي حاكمت “ميلوسوفتش”‪ ،‬وهي‬ ‫اآلن حتاكم “شيشيل” الذي كان مرشحا ً لرئاسة‬ ‫اجلمهورية في يوغوسالفيا‪ ،‬فمع كل قوته في‬ ‫صربيا أُخذ للمحاكمة بتهمة “خطاب الكراهية”‬ ‫ينمي األحقاد لدى الناس‪ .‬إذا ً من األجدى‬ ‫بحجة أنه ّ‬ ‫أن تتشكل محاكم كهذه حملاكمة قيادات اسرائيل‬ ‫وضباطها الذين أصدروا أوامر باستعمال هذه األنواع‬ ‫من األسلحة‪ ،‬وهناك أكثر من شخصية اسرائيلية‬ ‫مسؤولة عن ذلك‪ ،‬فرئيس الوزراء و ّقع عليها ووزير‬ ‫تنف عالقتها بل‬ ‫الدفاع أيضاً‪ ،‬ووزيرة اخلارجية لم ِ‬ ‫ّ‬ ‫أكدت ذلك‪ .‬اسرائيل حتسب حسابا ً للمحاكمة‬ ‫بدليل أنها منعت تسريب أسماء الضباط الذين‬ ‫املدعي‬ ‫لهم عالقة بهذا املوضوع‪ ،‬مع العلم أن ّ‬ ‫العام اإلسرائيلي يتحدث عن وجود إمكانية‬ ‫للتحكم مبوضوع احملاكمة عن طريق مراكز القوة‬ ‫ووسائل الضغط التي ميلكونها‪ ،‬لكن موضوع غزة‬ ‫مختلف عن كل اجلرائم التي جرت سابقاً‪.‬‬ ‫يعف االستهداف اإلسرائيلي مراكز وكالة‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫غوث الالجئني “األونروا” من القصف؟ أال يجب‬ ‫حتييد مثل هذه املراكز؟ ماذا عن وجود الفيتو‬ ‫األميركي الذي سيحمي اسرائيل‪ ،‬ألن يستطيع‬ ‫مجلس األمن اتخاذ قرار ضدها؟‬ ‫هذه املراكز تابعة لألمم املتحدة وعليها حصانة‪،‬‬ ‫وهي شبيهة بـ”قانا”‪ .‬فـ”قانا” أثارت خضة كبيرة‬ ‫حيث جاء بطرس غالي بنفسه إليها ولم يتم‬ ‫التجديد له كأمني عام لألمم املتحدة بسبب زيارتها‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬القرار ليس ضدها‪ ،‬بل قرار بتشكيل احملكمة‪،‬‬ ‫فهناك آلية لتشكيل احملاكم اخلاصة‪ ،‬وال دخل‬ ‫للفيتو باملوضوع‪ .‬وهذا برأيي أسلم وأسهل طريقة‬ ‫من خالل الضغط العربي والدولي لتشكيلها‪.‬‬ ‫وهناك قوى كبيرة معنا في هذا املوضوع‪ ،‬سواء‬ ‫في أوروبا أو أميركا الالتينية أو آسيا خاص ًة الدول‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫جاء في حتقيقات لـ”هيومن رايتس ووتش”‬ ‫اكتشاف أدلة على جرائم غير قانونية ارتكبتها‬ ‫القوات اإلسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ماذا عن محاكمتها في هذا اإلطار؟‬ ‫على األمم املتحدة محاسبتها على استعمال‬ ‫األسلحة احمل ّرمة دوليا ً حتى بدون وجود ا ّدعاء‬ ‫فلسطيني‪ ،‬وقد حت ّركت املنظمة اخلاصة باستعمال‬ ‫األسلحة النووية جلعل هذا املوضوع جديا ً ألن ذلك‬ ‫خرق للقوانني الدولية وال يستلزم أي ا ّدعاء‪.‬‬ ‫لكن املنظمات القانونية تق ّدم دعاوى في‬ ‫الهاي؟‬ ‫ال بد من العمل اجلماعي في هذا املوضوع‪ ،‬هناك‬ ‫أمور ال يجوز التس ّرع بها‪ .‬فأنا دخلت إلى أهم‬ ‫محاكم العصر أال وهي محكمة الرئيس “صدام‬ ‫حسني”‪ ،‬وقد حاضرت في جامعة ‪ NYU‬في نيويورك‬ ‫عن احملكمة العراقية‪ ،‬باإلضافة إلى مقابلة على‬ ‫قناة ‪ ،NEWS ABC‬ولكنني لم أتقدم بأي شكوى‬ ‫أو دعوى مبوضوع غزة‪ .‬فاملوضوع أكبر من أن يتحرك‬ ‫به شخص أو جهة وحدها‪ .‬احلق األساسي هنا يعود‬ ‫لـ”حماس”‪ ،‬فهي أولى بهذا املوضوع‪ ،‬وال يستطيع‬ ‫أحد جتاهلها‪ ،‬فهي التي تتواصل مع هذه اجلهات‬ ‫لتشكيل جلنة دولية فيها أشخاص ومنظمات‬ ‫كاحتاد احملامني العرب واالحتاد الدولي للمحامني أو‬ ‫احتاد احملامني التابع حملكمة اجلزاء الدولية‪.‬‬ ‫ماذا عن استعمال األسلحة احلارقة مع أن‬ ‫قرارات األمم املتحدة تنص على عدم إمكانية‬ ‫استعمالها في أماكن وجود املدنيني‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى استهداف أماكن العبادة مع العلم أنها‬ ‫تستهدف املسجد األقصى منذ زمن؟‬ ‫اسرائيل استعملت أكثر من سالح ممنوع‪ .‬أوال ً‬ ‫ضربت املدنيني بالفوسفور األبيض‪ ،‬هذه جرمية‪.‬‬ ‫والستهداف عسكريني ذهب ضحايا مدنيون‪ ،‬هذه‬ ‫جرمية أخرى ألن العسكري إذا كان بني املدنيني‬ ‫أصبح محمياً‪ .‬واملسجد األقصى مختلف كلياً‪،‬‬ ‫مقدس لدى كل مسلمي العالم‪ ،‬له‬ ‫ألنه مكان‬ ‫ّ‬ ‫خصوصية وعليه حماية دولية‪ .‬لقد استهدفت‬ ‫اسرائيل كل أماكن العبادة وهذه جميعها خروقات‬ ‫للقرارات والقوانني الدولية‪.‬‬ ‫ما احملاكمة التي ستتعرض لها اسرائيل في‬ ‫هذا املوضوع؟ هل ستعاقب من مجلس األمن أو‬ ‫من احملكمة اجلنائية الدولية؟‬ ‫هناك استعمال لألسلحة احمل ّرمة دوليا ً حيث‬ ‫ميكن لألمم املتحدة مساءلتها في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫فهناك جرائم حرب (إبادة ‪ -‬جرائم ضد اإلنسانية)‬ ‫ألنهم كيهود لديهم هذه العنصرية وقد أبادوا‬ ‫الفلسطينيني ألنهم من دين مختلف‪ .‬فاجلرمية‬ ‫ضد اإلنسانية هي قتل أشخاص جملرد اختالفهم‬ ‫في السياسة أو الدين أو العقيدة‪ ،‬وليس لسبب‬ ‫شخصي‪ .‬هنا اخلالف الديني واإلثني متوافر‪،‬‬ ‫وأسباب اخلالف السياسي متوافرة‪ ،‬وهم ميلكون‬ ‫مبدأ اإلبادة واستعملوا ذلك مع مصر بعد اتفاقية‬ ‫كامب دايفيد عندما أرسلوا بذورا ً مسرطنة‬ ‫للمصريني الذين لم يكتشفوا ذلك إال بعد سنوات‪.‬‬ ‫كذلك استعملوا في جميع أعمالهم العدوانية‬ ‫“النابالم” والقنابل العنقودية‪ .‬فإبادة العرب هدف‬ ‫اسرائيل األول واألخير‪.‬‬ ‫ما رأيك بتصدي املقاومة الفلسطينية في‬

‫‪36‬‬

‫هذه احلرب واحتاد الفصائل الفسطينية؟‬ ‫كان أداء الفلسطينيني رائعاً‪ ،‬كشعب و”حماس”‬ ‫وغيرها من الفصائل الفلسطينية‪ ،‬حتى من‬ ‫“فتح” واألشخاص الذين كانوا تابعني للسلطة‬ ‫فخرجوا عن إرادتها وانضموا للمقاومة‪ .‬لقد تبينّ‬ ‫َمن يريد خيار املقاومة و َمن يريد خيار السالم‪ ،‬وبعد‬ ‫قراءتي ألحداث غزة‪ ،‬أرى أن الشعب الفلطسيني‬ ‫أخذ خيار املقاومة وسيقاوم حتى تتحرر فلسطني‪.‬‬ ‫كان الرهان من اسرائيل ومحمود عباس والعرب‬ ‫الذين غطوا هذا العدوان أن فلسطينيي غزة‬ ‫لديهم أكثر من خيار‪ ،‬إما السلطة وإما املقاومة‬ ‫وأنهم سيختارون السلطة ويثورون على حماس‪.‬‬ ‫لكن ذلك جاء معاكساً‪ ،‬حيث ّ‬ ‫التف الشعب حول‬ ‫لتقدم‬ ‫“حماس” ومتاسك أكثر‪ .‬فلم تكن “حماس”‬ ‫ّ‬ ‫التصدي العظيم لوال وجود هذا االحتضان‬ ‫هذا‬ ‫ّ‬ ‫الشعبي العظيم‪.‬‬ ‫برأيك‪ ،‬أما زالت إسرائيل متلك اجلرأة للقيام‬ ‫بحروب بعد هزمية متوز وقبلها أيار واآلن في غزة‪،‬‬ ‫علماً أن سماحة السيد نصر اهلل ّ‬ ‫توعد لها بعدم‬ ‫قدرتها على مواجهة حزب اهلل وإلغاء املقاومة؟‬ ‫اسرائيل اليوم تفتقد للقيادة التاريخية‪ ،‬ولم تنتج‬ ‫زعامات جديدة‪ .‬فالصغار املوجودون ذوو إمكانيات‬ ‫عقلية وذهنية وثقافية محدودة ويفكرون حسب‬ ‫مفهومهم ملعنى الدولة‪ ،‬لذلك فهناك احتمال‬ ‫أن يدخلوا في حرب مجدداً‪ .‬القيادات التاريخية‬ ‫لديها طول باع‪ ،‬وجتربة عريقة وفكر استراتيجي‪،‬‬ ‫ولو ما زالت موجودة في اسرائيل لسعت جهدها‬ ‫إلقامة صلح مع العرب بأقل شروط ممكنة جملرد‬ ‫احملافظة على الكيان‪ .‬لكن السنني اآلتية ليست‬ ‫ملصلحتهم‪ ،‬فالقيادات الصغيرة املوجودة اليوم‬ ‫في اسرائيل ليست كـ”بن غوريون وبيغن وشارون”‪،‬‬ ‫وحرب غزة كانت خطأ استراتيجيا ألن الفلسطيني‬ ‫تع ّلم جتربة مهمة جدا ً للمقاتلة واملواجهة على‬ ‫أرض املعركة وأصبحت لديه فلسفة خاصة‬ ‫للموت‪ ،‬إذا ً فكرة السالم أصبحت مستحيلة وهم‬ ‫على استعداد للمقاومة ستني سنة أخرى‪.‬‬ ‫لقد قال حسني مبارك مرة “أشقاؤنا‬ ‫اإلسرائيليون”‪ ،‬ملاذا يخافون إذاً عندما نقول‬ ‫“الشقيقة سوريا”؟‬ ‫سوريا شقيقة فوق إرادتهم‪ ،‬فكيمياء العروبة‬ ‫موجودة بالدم‪ ،‬وال ميكن إلغاء الدم العربي والكيمياء‬ ‫العربية‪ ،‬وقد أثبتت التجربة أن هذه الكيمياء لن‬ ‫تختفي أبداً‪ ،‬والتفاعل العربي العربي من أقصى‬ ‫املشرق العربي إلى أقصى املغرب العربي يزيد‪ .‬لقد‬ ‫كان أداء حماس رائعا ً سياسيا ً وعسكريا ً وإعالمياً‪،‬‬ ‫وهي ستتمدد كاليورانيوم من بلد إلى آخر وتقطع‬ ‫احلدود ما بني غزة وباقي أرض فلسطني‪ .‬اعتقدت‬ ‫اسرائيل بوجود تكتيك جديد لديها‪ ،‬ود ّربت فرقا ً‬ ‫جديدة ألن حربها على غزة هي جتربة بوجه حزب‬ ‫اهلل حيث اعتقدت أن سقوط غزة يعني سقوط‬ ‫حزب اهلل‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬فغزة لم تسقط ولن تسقط‬ ‫وكذلك حزب اهلل‪.‬‬


‫د‪ .‬حسن اجلوني‪:‬‬ ‫أستاذ اجلامعة اللبنانية‬ ‫واخلبير الدولي في قانون‬ ‫النزاعات املسلحة‬

‫من وجهة نظر سياسية‪ ،‬كيف تنظر إلى حرب‬ ‫غزة إن جلهة توازن القوى أو جلهة أداء املقاومة‬ ‫الفلسطينية وانتصارها على إسرائيل؟‬ ‫بداي ًة‪ ،‬ما حصل في غزة هو مأساة إنسانية‪ ،‬إذ‬ ‫كان هناك العدو الصهيوني كعادته يعتدي على‬ ‫األطفال والنساء واحمل ّرمات وأماكن العبادة واألماكن‬ ‫الثقافية واملستشفيات واملدارس وعلى الصحافيني‪،‬‬ ‫إذا ً هو يعتدي على كل ما هو ممنوع استهدافه‬ ‫في القانون الدولي العام‪ .‬من الناحية اإلنسانية‬ ‫كان هناك شهادات األطفال الضحايا وهذه‬ ‫التضحيات ليست ألول مرة‪ ،‬كما يريد تصويرها‬ ‫البعض‪ ،‬فالشعب الفلسطيني ال يضحي للمرة‬ ‫األولى‪ ،‬فكل تاريخه هو تاريخ تضحية‪ ،‬وقبل وجود‬ ‫“حماس” واملقاومة التي قاومت في غزة وانتصرت‪،‬‬ ‫نحن عرفنا أساسا ً مذابح صبرا وشاتيال وغيرها من‬ ‫املذابح التي أدت إلى قتل آالف الشهداء‪ ،‬فمنذ عام‬ ‫‪ 1982‬والعدوان اإلسرائيلي على لبنان استشهد‬ ‫حوالى ‪ 30‬ألف شهيد فلسطيني ولبناني من‬ ‫بينهم ‪ 29‬ألف مدني‪ .‬إذاً‪ ،‬تاريخ النضال حافل‬ ‫بالشهداء والتضحيات‪ .‬الفرق هذه املرة أن الشعب‬ ‫ضحى وانتصر‪ ،‬فالتضحيات السابقة‬ ‫الفلسطيني ّ‬ ‫كانت فقط للدفاع عن النفس‪ .‬اآلن لسنا فقط‬ ‫أمام حفاظ على وجود املقاومة‪ ،‬بل أمام انتصار‪،‬‬ ‫وهذا مهم جدا ً من الناحية السياسية‪ .‬وهنا ال بد‬ ‫من التوضيح بوجود فريق من املهزومني الذين بدأوا‬ ‫يقيسون اخلسارة والربح بالنتائج امليدانية لناحية‬ ‫الضحايا وهذا غير صحيح‪ ،‬فلو نظرنا من هذه‬ ‫الناحية لوجدنا أن تاريخنا كله خسارة ولقلنا أيضا ً‬ ‫بأن االحتاد السوفياتي لم ينتصر على أملانيا النازية‬ ‫ألنه خسر ‪ 20‬مليون شهيد‪ .‬لكن اجلميع يعرف‬ ‫أن االحتاد السوفياتي هو الذي انتصر‪ .‬كذلك األمر‬ ‫بالنسبة للفلسطينيني‪ ،‬دفعنا الثمن غاليا ً جدا ً‬ ‫ولكننا انتصرنا‪ ،‬إذا ً يجب عدم الربط بني خسارة‬

‫الضحايا وبني االنتصار والهزمية في السياسة‪،‬‬ ‫بحيث ان املعتدي كان يحدد أهدافا ً معلنة وأخرى‬ ‫غير معلنة‪ .‬هو لم يستطع حتى حتقيق األهداف‬ ‫املعلنة وألول مرة اسرائيل تعلن وقف إطالق النار‬ ‫من جانب واحد‪ .‬في علم السياسة وعلم العسكر‪،‬‬ ‫َمن يوقف النار من جهة واحدة هو مهزوم عملياً‪.‬‬ ‫لكن هذه الهزمية جاءت بعد قتل األطفال‬ ‫واملدنيني واستعمال األسلحة احملرّمة دولياً‪ .‬هل‬ ‫اعتبرت اسرائيل أنها حققت اهدافها؟‬ ‫هي دائما ً تستعمل أسلحة ممنوعة في القانون‬ ‫الدولي العام‪ ،‬وهي ال تؤمن بأي قيمة إنسانية أو‬ ‫قانونية أو حقوقية‪ .‬إذا ً نحن أمام انتصار تاريخي‬ ‫سيغ ّير املعادلة في املنطقة حيث مبدأ املقاومة هو‬ ‫املفروض في فلسطني ولبنان وفي كل مكان‪ .‬ما حصل‬ ‫في فلسطني احملتلة هو انتهاك للقانون الدولي العام‬ ‫والقانون الدولي اإلنساني الذي ال يعطي احلق ألي‬ ‫إنسان يلجأ إلى القوة باستعماله ألي سالح يريده‪.‬‬ ‫ماذا عن طرق القتال؟‬ ‫في ما يتعلق بطرق القتال‪ ،‬اتفاقية الهاي ‪1907‬‬ ‫ومن ثم اتفاقية جنيف ‪ 1949‬وخاص ًة الرابعة‪،‬‬ ‫وضعت بعض الشروط التي يجب على احملتل‬ ‫احترامها ومنها السماح بدخول املواد الغذائية‬ ‫والطبية للمدنيني‪ .‬ثم جاء البروتوكول األول‬ ‫عام ‪ 1977‬الذي حدد وسائل القتال التي ال يجوز‬ ‫استعمالها مبعنى ضرورة حماية املدنيني وعدم‬ ‫استهدافهم‪ ،‬وعدم التع ّرض ملراكز األمم املتحدة‬ ‫والصليب األحمر وسيارات اإلسعاف‪.‬‬ ‫كان هناك خرق لهذه القوانني إن جلهة‬ ‫املستشفيات أو مراكز “األونروا”‪.‬‬ ‫اسرائيل انتهكت كل القوانني‪ ،‬فهناك أيضا ً‬ ‫قوانني حقوق اإلنسان التي حتمي احلق في احلياة‬ ‫كاإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان والصك الدولي‬ ‫املتعلق باحلقوق السياسية واملدنية‪ .‬هي قالت إنها‬ ‫تنضم إلى البروتوكول األول في اتفاقية جنيف‪،‬‬ ‫لن‬ ‫ّ‬ ‫التنصل من هذا املوضوع‪ .‬هذا‬ ‫ولكن ال ميكن إلسرائيل‬ ‫ّ‬ ‫باإلضافة ملوضوع التناسبية الذي جاء في البروتوكول‬ ‫األول ليقول إنه عندما يكون هناك ضرورة عسكرية‬ ‫ال بد من األخذ باالعتبار مبدأ التناسبية‪.‬‬ ‫ماذا عن استعمال الفوسفور األبيض ضد املدنيني؟‬ ‫إن مجرد استهداف مدنيني يُعتبر “جرمية حرب”‪،‬‬ ‫وبالتالي في ما يتعلق باألسلحة الفوسفورية فهي‬ ‫من األسلحة املمنوعة واحمل ّرمة‪ ،‬فالبروتوكول األول‬ ‫منع استعمال أي سالح بطبيعته عشوائيا ً وال مي ّيز‬ ‫بني املدني والعسكري‪ .‬ثم جاءت معاهدة جنيف‬ ‫عام ‪ 1980‬املتعلقة باألسلحة التقليدية‪ .‬وقد جاء‬ ‫البروتوكول الثالث لهذه املعاهدة (املادة الثانية) بأنه‬ ‫يمُ نع استعمال السالح الفوسفوري ضد املدنيني‪،‬‬ ‫وبالتالي استعمال هذا السالح ممنوع في القانون‬ ‫الدولي‪ .‬فالسالح الفوسفوري إضاف ًة إلى كونه‬ ‫عشوائيا ً فهو يحدث آالما ً مفرطة‪.‬‬ ‫ماذا عن تشكيل محكمة حملاكمة إسرائيل؟‬ ‫لقد وضع نظام احملكمة اجلنائية الدولية ثالثة‬ ‫شروط لتكون احملكمة صاحلة‪ :‬أن تكون الدولة طرفا ً‬ ‫في احملكمة لتحريك القضية‪ ،‬يحق جمللس األمن‬

‫‪37‬‬

‫إحالة القضية وهذا ما حصل في موضوع السودان‪،‬‬ ‫للمدعي العام أيضا ً حتريك القضية‪ .‬إال أن املادة‬ ‫يحق‬ ‫ّ‬ ‫‪ 12‬حددت أين يستطيع املدعي العام حتريك القضية‪،‬‬ ‫إذ ال ميكنه حتريكها أمام احملكمة اجلنائية الدولية إال‬ ‫في دولة تكون طرفاً‪ ،‬أو ان تكون الدولة التي ينتمي‬ ‫إليها اجملرم طرفاً‪ .‬وبالتالي ال اسرائيل طرف وال‬ ‫فلسطني كذلك‪ ،‬هذا من الناحية القانونية‪.‬‬ ‫ماذا عن الناحية السياسية؟‬ ‫املدعي العام في املستقبل سياسيا ً‬ ‫أخاف أن يكون ّ‬ ‫وبالتالي سيتحرك ملصلحة الواليات املتحدة وسيأتي‬ ‫التهام املقاومة‪ ،‬هذا باإلضافة أنه ال يستطيع الذهاب‬ ‫للتحقيق في دولة غير طرف في احملكمة‪.‬‬ ‫ما السبيل حلماية الشعب الفلسطيني ومنع‬ ‫تكرار ما حصل؟‬ ‫ما يجب القيام به هو مالحقات سياسية وقانونية‪،‬‬ ‫وبرأيي احملكمة اجلنائية الدولية غير صاحلة وكذلك‬ ‫احملكمة الدولية‪ ،‬والسبب أن فلسطني ليست دولة‬ ‫وال تستطيع أن ترفع قضية أمام محكمة العدل‪ .‬إذا‬ ‫أردنا فعالً محاكمة اسرائيل‪ ،‬يجب إنشاء محكمة‬ ‫جنائية حملاكمة مجرمي احلرب‪ ،‬إذ يحق للجمعية‬ ‫العامة تشكيل محكمة كهذه وفقا ً للمادة ‪ 22‬من‬ ‫ميثاق األمم املتحدة‪ .‬املطلوب أيضا ً هو الذهاب أمام‬ ‫جلان األمم املتحدة حلقوق اإلنسان‪ ،‬وخاص ًة املتعلقة‬ ‫بحقوق الطفل التي قد تدين اسرائيل‪.‬‬ ‫لكن كيف ستحاكم إسرائيل بحماية الفيتو‬ ‫األميركي لها؟‬ ‫أنا أستبعد محاكمتها عمليا ً بسبب ميزان‬ ‫القوى السياسي الدولي وبسبب عدم إرادة بعض‬ ‫األنظمة العربية حملاكمة املسؤولني اإلسرائيليني‪.‬‬ ‫ماذا عن احملكمة اجلنائية الدولية؟ وهل ستحاكم‬ ‫إسرائيل على جرائم اإلبادة اجلماعية؟‬ ‫ميكن حتريك القضية فيها لكن ليس ضد اسرائيل‬ ‫بل ضد بريطانيا ألن األخيرة عضو في هذه احملكمة‬ ‫ملد‬ ‫ويجب محاكمتها ألنها شكلت جسرا جويا ّ‬ ‫اسرائيل باألسلحة مع علمها أنها ستستعمل‬ ‫ضد املدنيني‪ .‬أما بالنسبة جلرائم اإلبادة‪ ،‬فإسرائيل‬ ‫ارتكبت أربع جرائم على األقل‪ :‬جرمية العدوان‬ ‫عندما انتهكت املادة الثانية (الفقرة ‪ )4‬من ميثاق‬ ‫األمم املتحدة التي متنع استعمال القوة أو التهديد‬ ‫باستعمالها‪ ،‬جرمية حرب كما جاء في املادة ‪ 85‬من‬ ‫البروتوكول األول واملادة ‪ 146‬من اتفاقية جنيف‬ ‫الرابعة‪ ،‬باإلضافة إلى جرمية ضد اإلنسانية كما جاء‬ ‫في املادة ‪ 7‬من نظام احملكمة اجلنائية الدولية وهي‬ ‫نصت املادة الثانية من‬ ‫ارتكبت أيضا ً جرمية إبادة كما ّ‬ ‫منضمة إلى‬ ‫اسرائيل‬ ‫اتفاقية منع اإلبادة‪ ،‬علما ً بأن‬ ‫ّ‬ ‫هذه االتفاقية‪ .‬باإلضافة إلى خرقها اتفاقية جنيف‬ ‫الرابعة التي تفرض على الدولة احملتلة السماح‬ ‫بإدخال املعونات الغذائية والطبية‪.‬‬ ‫ماذا سيحل بهذا الكيان بعد حرب غزة؟‬ ‫ما تقوم به اسرائيل اليوم ليس اجلرمية األولى ولن‬ ‫تكون األخيرة‪ .‬فهذا الكيان قائم على االغتصاب والقتل‬ ‫منذ نشأته التي تتعارض أيضا ً مع القانون الدولي العام‬ ‫الذي يعطي احلق باملقاومة وتقرير املصير‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫مجازر إسرائيل‬

‫تاريخ‬ ‫مخز‬ ‫أسود‬ ‫ٍ‬

‫قام املشروع الصهيوني أساساً‬ ‫على القتل والتدمير‪ ،‬وأوجدته الدوائر‬ ‫االستعمارية وزرعته مخفرا ً أمامياً‬ ‫حلماية مصاحلها ونهب ثرواتنا الطبيعية‪،‬‬ ‫وإن أصحابه ما زالوا يدعمون الكيان‬ ‫الذي يواصل عدوانه واغتصابه لألرض‬ ‫وارتكاب جرائم القتل والتدمير بحق‬ ‫الشعب الفلسطيني صاحب األرض‪،‬‬ ‫فقامت إسرائيل على أنقاض املدن‬ ‫والقرى الفلسطينية واستولى على‬ ‫األرض بالقوة واإلكراه وتشريد الشعب‬ ‫األصيل‪ ،‬وحتى يثبت الكيان دعائمه‬ ‫قام بعملية قتل وتدمير منظمة وإزالة‬ ‫نحو أربعمئة قرية فلسطينية وتهجير‬ ‫مئات األلوف واغتصاب األرض والتوسع‬ ‫املستمر‪ ،‬وانتهكت إسرائيل كل القرارات‬ ‫الدولية وقد انتهكت إسرائيل حتى قرار‬ ‫إنشائها‪.‬‬ ‫إن الكيان الصهيوني استهدف جزءا ً من‬ ‫فلسطني‪ ،‬منطلقاً ملشروعه‪ ،‬وليس خامتة‬ ‫له‪ ،‬وان حروبه العدوانية في املنطقة‪،‬‬ ‫واحتالله األرض العربية وغزوه لبنان‬ ‫واجتياحه بيروت‪ ،‬وقصفه مدناً عربية من‬ ‫املشرق الى املغرب‪ ،‬كلها مناذج عن عدوانية‬ ‫هذا الكيان الذي نشأ باحلروب ويستمر‬ ‫بها‪ ،‬ان إنشاء الكيان لم يكن حالً ملشكلة‬ ‫بل بداية ملشكلة على امتداد ستني عاماً‬ ‫سببت توترا ً وتفجرا ً متمادياً في املنطقة‬ ‫وتهديدا ً السالم العاملي‪ ،‬فإسرائيل أنشأت‬ ‫بدعم االستعمار وهي ما زالت أداته في‬ ‫املنطقة‪ ،‬ترتكب اجملازر وتكافأ مبيزان‬ ‫العدل األميركي الذي سيطر على املنظمة‬ ‫الدولية‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪38‬‬


‫وسجل التاريخ إلسرائيل أعماال‬ ‫سوداء حيث ميتد سيناريو اجملازر أمدا‬ ‫بعيدا‪ ،‬وحتى قبل عام ‪ 1948‬الذي شهد‬ ‫نكبة فلسطني‪ ،‬ومتكن مركز املعلومات‬ ‫الوطني الفلسطيني من إحصاء ما يقرب‬ ‫من (‪ )56‬مجزرة إسرائيلية ارتكبت ضد‬ ‫الفلسطينيني ما بني األعوام (‪ 1937‬ـ ‪)1948‬‬ ‫راح ضحيتها آالف الشهداء واجلرحى‪.‬‬ ‫وهذه أهم تلك اجملازر‪:‬‬ ‫ مجزرة حيفا‪ :‬وقعت هذه اجملزرة بتاريخ‬‫‪1937/3/6‬م في سوق حيفا‪ ،‬حيث ألقى إرهابيو‬ ‫عصابتي “اإلتسل” و”ليحي” في السادس من‬ ‫آذار‪ 1937‬قنبلة على سوق حيفا‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫استشهاد ‪ 18‬مواطنا ً فلسطينيا‪ ،‬وأصيب‬ ‫نحو ‪ 38‬آخرين بجراح‪.‬‬ ‫ مجزرة القدس‪ :‬وقعت هذه اجملزرة بتاريخ‬‫‪1937/12/31‬م في سوق اخلضار بالقدس‪،‬‬ ‫حيث ألقى أحد عناصر منظمة “اإلتسل”‬ ‫اإلرهابية الصهيونية‪ ،‬قنبلة على السوق‬ ‫اجملاور لبوابة نابلس في مدينة القدس‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى استشهاد عشرات من الفلسطينيني‪،‬‬ ‫وإصابة الكثيرين بجراح‪.‬‬ ‫ـ مجزرة حيفا‪ :‬وقعت هذه اجملزرة بتاريخ‬ ‫‪ ،1938/7/6‬وذلك في سوق حيفا‪ ،‬حيث‬

‫فجر إرهابيو عصابة “اإلتسل” الصهيونية‬ ‫سيارتني ملغومتني في سوق حيفا‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى استشهاد ‪ 21‬فلسطينيا وجرح ‪52‬‬ ‫آخرين‪.‬‬ ‫ مجزرة القدس‪ :‬وقعت هذه اجملزرة بتاريخ‬‫‪ 1938/7/15‬في مساجد مدينة القدس حيث‬ ‫ألقى أحد عناصر عصابة اإلتسل اإلرهابية‬ ‫الصهيونية‪ ،‬قنبلة يدوية أمام مساجد مدينة‬ ‫القدس أثناء خروج املصلني‪ ،‬فاستشهد جراء‬ ‫ذلك ‪ 10‬مواطنني وأصيب ‪ 3‬آخرون بجراح‪.‬‬ ‫ مجزرة حيفا‪ :‬وقد وقعت هذه اجملزرة‬‫بتاريخ ‪ ،1938/7/25‬حيث انفجرت سيارة‬ ‫ملغومة‪ ،‬وضعتها عصابة اإلتسل اإلرهابية‬ ‫الصهيونية في السوق العربية في مدينة‬ ‫حيفا فاستشهد جراء ذلك ‪ 35‬فلسطينيا‬ ‫وجرح ‪ 70‬آخرون‪.‬‬ ‫ مجزرة حيفا‪ :‬وقد وقعت هذه اجملزرة‬‫بتاريخ ‪ ،1938/7/26‬في أحد أسواق حيفا حيث‬ ‫ألقى أحد عناصر عصابة “اإلتسل” اإلرهابية‬ ‫الصهيونية قنبلة يدوية في أحد أسواق‬ ‫حيفا فاستشهد جراء ذلك ‪ 47‬فلسطينيا‪.‬‬ ‫ مجزرة القدس‪ :‬وقد وقعت هذه اجملزرة‬‫بتاريخ ‪ ،1938/8/26‬في سوق القدس العربية‬ ‫حيث انفجرت سيارة ملغومة وضعتها‬ ‫عصابة “اإلتسل” اإلرهابية الصهيونية في‬ ‫السوق املذكور فاستشهد جراء االنفجار ‪34‬‬ ‫فلسطينيا وجرح ‪ 35‬آخرون‪.‬‬ ‫ مجزرة حيفا‪ :‬وقد وقعت‬‫هذه اجملزرة بتاريخ ‪،1939/3/27‬‬ ‫في حيفا حيث فجرت عصابة‬ ‫“اإلتسل” اإلرهابية الصهيونية‬ ‫قنبلتني في املدينة فاستشهد‬ ‫‪ 27‬فلسطينيا وجرح ‪39‬‬ ‫آخرون‪.‬‬ ‫ مجزرة بلد الشيخ‪ :‬وقعت‬‫هذه اجملزرة بتاريخ ‪/1939 6/12‬‬ ‫في قرية بلد الشيخ‪ ،‬حيث‬ ‫هاجمت عصابة “الهاغاناه”‬ ‫اإلرهابية القرية الواقعة‬ ‫في اجلنوب الشرقي حليفا‪،‬‬ ‫واختطفت خمسة من‬ ‫سكانها ثم قتلتهم‪.‬‬ ‫ مجزرة حيفا‪ :‬وقعت هذه‬‫اجملزرة بتاريخ ‪ ،1939 /6/19‬في‬ ‫أحد أسواق مدينة حيفا حيث‬ ‫ألقى اليهود قنبلة يدوية في‬ ‫أحد أسواق املدينة‪ ،‬فاستشهد‬ ‫‪ 9‬أشخاص وجرح ‪ 4‬آخرون‪.‬‬ ‫ مجزرة حيفا‪ :‬وقعت هذه‬‫اجملزرة بتاريخ ‪1947/6/20‬‬ ‫في أحد أسواق حيفا‪ ،‬حيث‬ ‫وضعت عناصر من عصابتي‬ ‫“اإلتسل” و”ليحي” قنبلة في‬ ‫صندوق خضار مموه‪ ،‬مما أسفر‬

‫‪39‬‬

‫عن استشهاد ‪ 78‬فلسطينيا وجرح ‪24‬‬ ‫آخرين بعد انفجارها‪.‬‬ ‫ مجزرة العباسية‪ :‬وقعت هذه اجملزرة‬‫بتاريخ ‪ 1947/12/13‬م في يافا‪ ،‬حيث شنّت‬ ‫عصابة “األرغون” هجوما ً على قرية العباسية‬ ‫الواقعة شرق مدينة يافا‪ ،‬وأطلقت النيران‬ ‫على عدد من سكانها‪ ،‬مما أدى إلى استشهاد‬ ‫‪ 9‬أشخاص‪ ،‬وجرح ‪ 7‬آخرين‪.‬‬ ‫ مجزرة اخلصاص‪ :‬وقعت اجملزرة بتاريخ‬‫‪ ،1947/12/13‬في اخلصاص وهي قرية من‬ ‫قرى قضاء صفد‪ ،‬حيث قامت قوة من‬ ‫الباملاخ بالهجوم على القرية وقتلت عشرة‬ ‫أشخاص جميعهم من النساء واألطفال‪.‬‬ ‫ مجزرة باب العامود‪ :‬وقعت هذه اجملزرة‬‫بتاريخ ‪ ،1947/12/29‬في باب العامود وهو‬ ‫أحد أبواب القدس حيث استشهد ‪14‬‬ ‫فلسطينيا وجرح ‪27‬آخرون‪ ،‬وذلك بعدما‬ ‫وضعت مجموعة من عصابات “األرغون”‬ ‫برميل متفجرات هناك‪ ،‬وفي اليوم التالي‬ ‫قتل ‪ 11‬فلسطينيا وبريطانيان من قبل‬ ‫العصابات نفسها وبالطريقة نفسها وفي‬ ‫املكان نفسه‪.‬‬ ‫ مجزرة القدس‪ :‬وقعت اجملزرة بتاريخ‬‫‪ ،1947/12/30‬في القدس‪ ،‬حيث ألقى أفراد من‬ ‫عصابة “األرغون” اإلرهابية قنبلة من سيارة‬ ‫مسرعة في القدس‪ ،‬مما أدى إلى انفجارها‬ ‫واستشهاد ‪ 11‬شخصا‪.‬‬ ‫ مجزرة الشيخ بريك‪ :‬وقعت هذه اجملزرة‬‫بتاريخ ‪ ،1947/12/30‬في حيفا حيث هاجمت‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫قوة من العصابات الصهيونية قرية الشيخ‬ ‫بريك‪ ،‬وقتلت ‪ 40‬شخصا ً من سكانها‪.‬‬ ‫ مجزرة بلد الشيخ‪ :‬وقد وقعت هذه‬‫اجملزرة في تاريخ ‪1947/12/31‬م‪ ،‬في بلد‬ ‫الشيخ وهي قرية تقع على جبل الكرمل‪،‬‬ ‫حيث شنّت قوة من الباملاخ هجوما ً‬ ‫على القرية‪ ،‬وبلغ عدد ضحايا هذه اجملزرة‬ ‫وفق املصادر الصهيونية ‪ 60‬شهيدا‪.‬‬

‫مجازر عـام ‪1948‬‬ ‫ـ مجزرة فندق سميراميس‪ :‬وقعت بتاريخ‬ ‫‪ 1948/1/5‬م‪ ،‬في فندق “سميراميس” بحي‬ ‫القطمون بالقدس حيث نسفت عصابة‬ ‫“األرغون” اإلرهابية باملتفجرات الفندق مما أدى‬ ‫إلى تهدم الفندق على من فيه من النزالء‬ ‫وكلهم فلسطينيون واستشهاد ‪ 19‬شخصا‬ ‫وجرح أكثر من ‪.20‬‬ ‫ مجزرة القدس‪ :‬وقعت بتاريخ ‪1948/1/5‬‬‫م حيث ألقى أفراد من عصابة “األرغون”‬ ‫اإلرهابية قنبلة على بوابة يافا في مدينة‬ ‫القدس فقتلت ‪ 18‬فلسطينيا وجرحت ‪41‬‬ ‫آخرين‪.‬‬ ‫ مجزرة السرايا العربية‪ :‬وقعت هذه‬‫اجملزرة بتاريخ ‪1948/1/8‬م‪ ،‬في السرايا العربية‬ ‫وهي بناية شامخة تقع قبالة ساعة يافا‬ ‫املشهورة‪ ،‬كانت تضم مقر اللجنة القومية‬ ‫العربية في يافا‪ ،‬حيث وضعت العصابات‬ ‫الصهيونية سيارة ملغومة قربها وأدى‬ ‫انفجارها الى استشهاد ‪ 70‬فلسطينيا‬ ‫إضافة إلى عشرات اجلرحى‪.‬‬ ‫ مجزرة السرايا القدمية‪ :‬وقعت هذه‬‫اجملزرة بتاريخ ‪ ،1948/1/14‬حيث وضع أفراد‬ ‫من عصابة “األرغون” اإلرهابية سيارة مملوءة‬ ‫باملتفجرات بجانب السرايا القدمية في مدينة‬ ‫يافا فهدمتها وما جاورها‪ ،‬واستشهد نتيجة‬ ‫ذلك ‪ 30‬فلسطينيا‪.‬‬ ‫ـ مجزرة حيفا‪ :‬وقعت بتاريخ ‪،1948/1/16‬‬ ‫حيث دخل إرهابيون صهاينة كانوا متخفني‬ ‫بلباس اجلنود البريطانيني‪ ،‬مخزنا ً بقرب‬ ‫عمارة املغربي في شارع صالح الدين في‬ ‫مدينة حيفا بحجة التفتيش ووضعوا قنبلة‬ ‫موقوتة‪ ،‬وقد أدى انفجارها إلى تهدمي العمارة‬ ‫وما جاورها‪ ،‬واستشهد نتيجة ذلك ‪ 31‬من‬ ‫الرجال والنساء واألطفال‪ ،‬وجرح ما يزيد عن‬ ‫‪ 60‬آخرين‪.‬‬ ‫ مجزرة يازور‪ :‬وقعت بتاريخ ‪،1948/1/22‬‬‫حيث هاجمت مجموعات من “الهاغاناه”‬ ‫الصهيونية أهالي قرية يازور الواقعة على‬ ‫بعد ‪ 5‬كيلومترات إلى اجلنوب الشرقي‬ ‫من مدينة يافا‪ ،‬وأسفرت هذه اجملزرة عن‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سقوط ‪ 15‬شهيدا من سكان القرية‪ ،‬وقد‬ ‫قتل الصهاينة معظم هؤالء الشهداء في‬ ‫الفراش وهم نيام‪.‬‬ ‫ـ مجزرة شارع عباس‪ :‬وقعت بتاريخ‬ ‫‪ ،1948/1/28‬حيث دحرج اإلرهابيون الصهاينة‬ ‫من حي الهادر املرتفع عن شارع عباس العربي‬ ‫مبدينة حيفا في أسفل املنحدر‪ ،‬برميال ً مملوءا ً‬ ‫باملتفجرات‪ ،‬فهدمت بعض البيوت على‬ ‫من فيها‪ ،‬واستشهد ‪ 20‬فلسطينيا وجرح‬ ‫حوالى ‪ 50‬آخرين‪.‬‬ ‫ـ مجزرة طيرة‪ :‬وقعت هذه اجملزرة بتاريخ‬ ‫‪ ،1948/2/10‬حيث أوقفت مجموعة من‬ ‫اإلرهابيني الصهاينة عددا ً من املواطنني‬ ‫العرب العائدين إلى قرية طيرة بطولكرم‬ ‫وأطلقوا عليهم النار‪ ،‬فقتلوا منهم سبعة‬ ‫وأصابوا خمسة آخرين بجراح‪.‬‬ ‫ مجزرة قرية سعسع في اجلليل‪ :‬ووقعت‬‫في ‪ 1948 / 2 / 15‬ومت خاللها قتل عدد كبير‬ ‫من املواطنني بعد تدمير ونسف منازلهم‬ ‫فوق رؤوسهم‪ ،‬وكانت حصيلة هذه اجملزرة‬ ‫استشهاد حوالى ‪ 60‬مواطنا من أهالي‬ ‫القرية‪ ،‬معظمهم من النساء واألطفال‪.‬‬ ‫ مجزرة دير ياسني في ‪ 1948/4/9‬ووقعت‬‫بالقرب من القدس واستشهد خاللها أكثر‬ ‫من (‪ )254‬مواطنا ً على أيدي عصابة “شتيرن”‬ ‫اليهودية املتطرفة‪.‬‬ ‫ مجزرة اللجون في ‪ 1948/4/13‬وهي قرية‬‫عربية فلسطينية من قرى قضاء جنني‪ ،‬حيث‬ ‫هاجمتها عصابة الهاغاناه الصهيونية‬ ‫وقتلت ‪ 13‬شخصا ً من أهلها‪.‬‬ ‫ مجزرة أبو شوشة ووقعت في ‪1948/5/14‬‬‫بالقرب من قرية دير ياسني وراح ضحيتها‬ ‫(‪ )50‬مواطنا من النساء والرجال واألطفال‬

‫‪40‬‬

‫والشيوخ‪.‬‬ ‫ مجزرة بيت دراس شمال شرق غزة في‬‫‪ 1948/5/21‬وكانت حصيلتها ‪ 260‬شهيدا ً‬ ‫معظمهم من النساء واألطفال‪.‬‬ ‫ مجزرة الطنطورة في ‪ 1948/5/22‬التي‬‫وقعت في حيفا احملتلة وراح ضحيتها نحو‬ ‫(‪ )200‬مواطن‪.‬‬ ‫ مجزرة اللد في ‪ 1948/7/12‬ووقعت في‬‫مدينة اللد احملتلة وأسفرت عن استشهاد‬ ‫نحو (‪ )500‬مواطن من بينهم (‪ )150‬مواطنا‬ ‫استشهدوا داخل املسجد الكبير باملدينة‪.‬‬ ‫ مجزرة الدوامية في ‪ 1948/10/29‬وقد‬‫وقعت حينما هاجمت كتيبة من منظمة‬ ‫ليحي اإلرهابية يقودها موشي ديان القرية‬ ‫ثم بدأت تفتيش املنازل وإطالق النار على‬ ‫سكانها‪ ،‬وقد أبيدت عائالت بأكملها في‬ ‫اجملزرة التي أسفرت عن مقتل ‪ 200‬من الذكور‬ ‫والنساء واألطفال‪.‬‬

‫مجازر ما بعد النكبة‬ ‫ولم تتوقف اجملازر اإلسرائيلية مع احتالل‬ ‫كامل األراض الفلسطينية بل ازدادت وتيرتها‬ ‫وتصاعدت حدتها في ظل استخدام أسلحة‬ ‫أكثر فتكا وتطورا وقتال لإلنسان الفلسطيني‬ ‫وتدميرا ملمتلكاته‪ ،‬ومن أبرز تلك اجملازر التي‬ ‫وقعت بعد العام ‪:1948‬‬ ‫ مجزرة قلقيلية في ‪ 1956/10/10‬حينما‬‫هاجمت قوات االحتالل املواطنني في مدينة‬ ‫قلقيلية بالضفة الغربية حيث استشهد‬ ‫خاللها نحو سبعني مواطنا‪.‬‬ ‫ مجزرة قبية في ‪ 1953/10/14‬ووقعت‬‫في قرية قبية شرقي القدس واستشهد‬ ‫خاللها (‪ )67‬مواطنا معظمهم من النساء‬ ‫واألطفال‪.‬‬ ‫ مجزرة كفر قاسم في ‪1956/10/29‬‬‫وقتل خاللها ‪ 49‬مواطنا من بينهم ‪ 11‬طفال‬ ‫حينما كانوا جميعهم عائدين إلى بيوتهم‬ ‫من العمل‪.‬‬ ‫ مجزرة خان يونس ووقعت في يومي ‪3‬‬‫و‪ 12‬نوفمبر ‪ 1956‬وراح ضحيتها أكثر من‬ ‫خمسمئة شهيد‪.‬‬ ‫ مجزرة القدس في ‪ 1967/6/5‬حيث‬‫أمطرت قوات االحتالل اإلسرائيلي مدينة‬ ‫القدس وسكانها بوابل من القصف املتواصل‬ ‫بالقنابل احملرقة‪ ،‬جوا ً وأرضاً‪ ،‬ومبوجات من‬ ‫رصاص الرشاشات‪ ،‬ودمرت البيوت على‬ ‫قاطينها ما أسفر عن استشهاد ‪ 300‬من‬ ‫املدنيني‪.‬‬ ‫ مجزرة صبرا وشاتيال في ‪1982/9/18- 16‬‬‫وقد استمرت هذه اجملزرة ثالثة أيام‪ ،‬ورغم أن‬


‫منفذيها املباشرين كانوا من قوات الكتائب‬ ‫اللبنانية‪ ،‬إال أن مخططيها ومصمميها‬ ‫واملشرفني عليها واملشاركني في بعض‬ ‫مراحلها كانوا قادة جيش االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫آنذاك وعلى رأسهم أرئيل شارون‪ ،‬حيث‬ ‫اقتحمت قوات من الكتائب اخمليمني‪،‬‬ ‫وأعدموا أطفاال وشيوخا‪ ،‬وكان نتيجة‬ ‫هذه اجملزرة البشعة استشهاد ما يزيد عن‬ ‫‪ 3500‬منهم‪.‬‬ ‫ مجزرة عيون قارة في ‪ 1990/5/20‬ووقعت‬‫قرب مستعمرة ريشون لتسيون في تل أبيب‬ ‫عندما أقدم جندي احتياط إسرائيلي على‬ ‫فتح نيران بندقيته الرشاشة‪ ،‬على مجموعة‬ ‫من العمال الفلسطينيني قرب مستعمرة‬ ‫ريشون لتسيون‪ ،‬وذهب ضحية هذه اجملزرة‬ ‫سبعة عمال‪.‬‬ ‫ مجزرة األقصى في ‪ 1990/10/8‬حيث‬‫حاول متطرفون صهاينة وضع حجر األساس‬ ‫ملا يسمى بالهيكل الثالث في ساحة احلرم‬ ‫فهب أهالي القدس دفاعا ً عن املسجد‬ ‫األقصى املبارك فتدخلت قوات جيش االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي والشرطة اإلسرائيلية وأطلقت‬ ‫النار على جموع املواطنني بدون متييز وأسفرت‬ ‫هذه اجملزرة عن استشهاد ‪ 21‬مصليا‪.‬‬ ‫ مجزرة احلرم اإلبراهيمي في ‪1994/2/25‬‬‫ووقعت عندما أقدم مستوطن يهودي‬ ‫على اقتحام احلرم اإلبراهيمي الشريف في‬ ‫مدينة اخلليل وأطلق الرصاص والقنابل على‬ ‫املصلني‪ ،‬وأسفرت هذه اجملزرة عن استشهاد‬ ‫‪ 24‬فلسطينياً‪.‬‬

‫مجازر انتفاضة األقصى‬ ‫ومنذ بدء انتفاضة األقصى في نهاية شهر‬ ‫أيلول من العام ‪ 2000‬ارتكبت قوات االحتالل‬ ‫عشرات اجملازر خالل عمليات التوغل واالجتياح‬ ‫املتواصلة للمدن واحملافظات الفلسطينية‬ ‫وعاثت في األرض تقتيال ودمارا واسعا لم‬ ‫يسبق له مثيل في التاريخ ومن أبرز تلك‬ ‫اجملازر التي يصعب حصرها‪:‬‬ ‫ مجزرة حي الدرج بغزة في ‪2002/7/22‬‬‫ووقعت في ساعات الليل املتأخرة‪ ،‬حينما‬ ‫ألقت طائرة حربية إسرائيلية من نوع “أف‬ ‫‪ ”16‬قنبلة تزن ‪ 100‬رطل على بيت بدعوى‬ ‫وجود الشيخ صالح شحادة فيه وهو القائد‬ ‫األبرز لكتائب الشهيد عز الدين القسام‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى تدمير كامل لعشرات البيوت اجملاورة‬ ‫وكان نتيجة هذه اجملزرة البشعة استشهاد‬ ‫‪ 17‬فلسطينيا ً بينهم نساء وأطفال‪.‬‬ ‫ مجزرة بني نعيم باخلليل في ‪2002/9/1‬‬‫حيث اعترض جنود حاجز عسكري إسرائيلي‬

‫سيارة كان يستقلها خمسة عمال‬ ‫فلسطينيني‪ ،‬وبعدما أوقفهم جنود االحتالل‬ ‫فتحوا النار عليهم بصورة مكثفة‪ ،‬مما أسفر‬ ‫عن استشهاد أربعة عمال وإصابة اخلامس‬ ‫بجروح خطرة‪.‬‬ ‫ مجزرة رفح في ‪ 2004/5/18‬وحدثت إثر‬‫توغل قوات االحتالل اإلسرائيلي مصحوبة‬ ‫بغطاء جوي في األحياء اجلنوبية من مدينة‬ ‫رفح وهدمت مئات املنازل ودمرت البنى‬ ‫التحتية في أحياء تل السلطان والبرازيل‬ ‫والسالم وعلى مدى ثالثة أيام ارتكبت مجازر‬ ‫بشعة راح ضحيتها ‪ 51‬فلسطينيا من‬ ‫بينهم ‪ 19‬طفال باإلضافة إلصابة العشرات‬ ‫بجروح‪.‬‬ ‫ مجزرة الشجاعية في ‪ 2004/9/6‬حيث‬‫أطلقت مروحيات إسرائيلية خمسة صواريخ‬ ‫على مخيم تدريبي في ملعب رياضي‪ ،‬يقع‬ ‫في حي الشجاعية شرق مدينة غزة‪ ،‬مما أسفر‬ ‫عن استشهاد ‪16‬مواطنا ً وإصابة العشرات‬ ‫بجروح متفاوتة‪.‬‬ ‫ مجزرة شمال قطاع غزة وبدأت في‬‫‪ 2004/9/28‬إلى ‪ 2004/10/15‬في عملية‬ ‫عسكرية دموية اجتاحت قوات االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي خاللها مدن محافظة شمال‬ ‫غزة وأطلقت الصواريخ والرصاص احلي على‬ ‫املواطنني من اجلو والبر‪ ،‬وجرفت مئات الدومنات‬ ‫الزراعية وآبار املياه‪ ،‬وأسفرت عن استشهاد‬ ‫‪ 127‬مواطنا من مختلف األعمار وإصابة ما‬ ‫يزيد عن ‪ 500‬فلسطيني بجروح متفاوتة‪.‬‬ ‫ مجزرة بيت الهيا شمال قطاع غزة في‬‫‪ 2005/1/4‬حيث أطلقت دبابة إسرائيلية‬ ‫قذيفة مسمارية باجتاه مجموعة من‬ ‫املواطنني واملزارعني‪ ،‬جلهم من األطفال‪،‬‬ ‫فقتلت ثمانية (ثالثة منهم أشقاء وخمسة‬ ‫من عائلة واحدة) وأصابت حوالى عشرة‬ ‫مواطنني آخرين بجروح متفاوتة‪.‬‬ ‫ مجزرة عائلة غالية على شاطئ بحر غزة‬‫(السودانية) في ‪ 2006/6/9‬حيث استهدفت‬ ‫الزوارق احلربية اإلسرائيلية بقذائفها‬ ‫الرشاشة الثقيلة عائلة فلسطينية (أبو‬ ‫غالية) عندما كانت تصطاف على شاطئ‬ ‫بحر غزة في منطقة السودانية‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫استشهاد سبعة من أفراد العائلة املذكورة‪،‬‬ ‫بينهم األب واألم‪ ،‬وإصابة باقي أفراد العائلة‬ ‫(أربعة أفراد) بجروح خطيرة‪.‬‬ ‫ مجزرة شارع صالح الدين بغزة في‬‫‪ 2006/6/13‬ووقعت حينما أطلقت مروحية‬ ‫إسرائيلية صاروخا باجتاه سيارة فلسطينية‬ ‫كانت تسير في شارع صالح الدين بالقرب‬ ‫من مشفى الشهيد محمد الدرة شرق‬ ‫مدينة غزة وكان نتيجة هذه اجملزرة استشهاد‬

‫‪41‬‬

‫‪ 11‬مواطنا فلسطينيا منهم أربعة أطفال‬ ‫وأربعة من أفراد الطواقم الطبية الذين‬ ‫هرعوا للمكان إلسعاف اجلرحى‪.‬‬ ‫ مجزرة عائلة أبو سلمية في ‪2006/7/12‬‬‫عندما ألقت طائرة حربية إسرائيلية من‬ ‫طراز “اف ‪ ”16‬قنبلة ضخمة زنتها طن واحد‬ ‫على منزل عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية‬ ‫في حي الشيخ رضوان مبدينة غزة مما أودى‬ ‫بحياة تسعة من أفراد عائلة الدكتور نبيل‬ ‫أبو سلمية‪ ،‬هم األب واألم وسبعة من أبنائه‪.‬‬ ‫ مجزرة بيت حانون في ‪ 2006/11/8‬ووقعت‬‫حينما أطلقت املدفعية اإلسرائيلية أكثر‬ ‫من عشر قذائف على مبنى سكني في بيت‬ ‫حانون شمال قطاع غزة واملباني اجملاورة له‬ ‫وهم نائمون فأوقعت ‪ 18‬شهيدا جميعهم‬ ‫من عائلة واحد ة‪.‬‬ ‫ مجزرة بيت حانون في ‪ 28‬نيسان من‬‫العام ‪ 2008‬استشهد خاللها ‪ 8‬فلسطينيني‬ ‫معظمهم من االطفال وذلك عندما سقطت‬ ‫قذيفة صهيونية على منزل لعائلة ابو معتق‬ ‫ما أدى الى استشهاد ‪ 4‬من االطفال دون سن‬ ‫اخلامسة ووالدتهم‪.‬‬

‫العدوان اإلسرائيلي‬ ‫يحصد أرواحاً جديدة‬ ‫للفلسطينيني ويضيفهم‬ ‫إلى مجازره‬ ‫آخر مجازر االحتالل االسرائيلي في هذه‬ ‫االيام هي مجزرة غزة‪ ،‬التي أطلق عليها‬ ‫اجليش الصهيوني عملية الرصاص املصبوب‪،‬‬ ‫أو عملية الرصاص املسكوب وهي عملية‬ ‫تشنها قوات االحتالل االسرائيلي على قطاع‬ ‫غزة منذ ‪ 27‬كانون األول ‪ 2008‬وقد استمرت‬ ‫الى ‪ 23‬كانون الثاني ‪.2009‬‬ ‫وهذه اجملزرة هي من اكبر اجملازر التي‬ ‫ارتكبتها اسرائيل ضد الفلسطينيني منذ‬ ‫حرب ‪ ،1967‬وقد بدأت يوم السبت في ‪27‬‬ ‫كانون الثاني من العام ‪ 2008‬حتى ‪2009/1/18‬‬ ‫حيث بلغ عدد الضحايا خالل ايام من العملية‬ ‫آالف القتلى واجلرحى من بينهم املئات من‬ ‫االطفال والنساء‪ ،‬وآخر اإلحصاءات اشارت‬ ‫الى استشهاد ‪ 1300‬فلسطيني وجرح اكثر‬ ‫من ‪ 5300‬آخرين‪.‬‬ ‫إنها لغة الدم واجملازر‪ ،‬يتباهى بها قادة‬ ‫الصهاينة‪ ،‬فكيان كهذا الى زوال ألنه خارج‬ ‫منطق التاريخ‪ ،‬وان دماء األبرياء لن تذهب‬ ‫هدراً‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫جزء اساسي من المشهد اإلعالمي العربي كان في موقع إعالن الحرب على الفلسطينيين‬

‫غالب قنديل لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫وسائل إعالمية لبنانية لم تكن بمستوى األداء المناسب‬ ‫كانت احلرب اإلعالمية وما زالت وسيلة من أهم الوسائل املصاحبة ألزيز الرصاص وهدير القذائف وقصف الصواريخ‪ ،‬فلإلعالم أهمية‬ ‫كبيرة في تهيئة أجواء احلرب والتفنن في إدارتها‪ ،‬فكل وسيلة تطرح احلدث وتضيء عليه من منظارها اخلاص ووفقاً ملبادئ أو رمبا حجج‬ ‫تؤمن بها‪ .‬كان االختالف في التغطية اإلعالمية في حرب غزة واضحاً بني الوسائل العربية املنقسمة بني احملورين العربيني‪ ،‬محور املمانعة‬ ‫ومحور االعتدال‪“ .‬منبر التوحيد” قرأت التغطية اإلعالمية حلرب غزة ومهمات اإلعالم في مرحلة ما بعد االنتصار مع عضو اجمللس الوطني‬ ‫لإلعالم األستاذ غالب قنديل في حوار هنا نصه‪:‬‬ ‫في تقييم لتغطية اإلعالم العربي للعدوان‬ ‫اإلسرائيلي على غزة قال غالب قنديل‪“ :‬اإلعالم‬ ‫العربي يعكس بصورة أو بأخرى خارطة املواقف‬ ‫السياسية العربية‪ .‬ففيما كان هناك وسائل‬ ‫إعالم عربية تعكس حقائق ما يجري على‬ ‫األرض وتكشف بربرية العدوان الصهيوني‬ ‫وحجم املذبحة التي ارتكبها الصهاينة ضد‬ ‫الشعب الفلسطيني وأتاحت للرأي العام‬ ‫العربي والعاملي أن يشاهد العائالت املقتولة‬ ‫حتت ركام البيوت واألطفال املقتولني بدم‬ ‫بارد في أس ّرة النوم‪ .‬ونقلت أيضا ً موقف‬ ‫املقاومة الفلسطينية وحركات التضامن‬ ‫التي جرت في العالم العربي مع فلسطني‬ ‫وأهلنا في غزة ضد احلصار بداية ومن ثم في‬ ‫ملحمة الصمود واالنتصار ضد العدوان التي‬ ‫كان لها بعد عظيم ومهم في توازن القوى‬ ‫ّ‬ ‫مكن املقاومة من االنتصار بعدما حشر في‬ ‫الزاوية األنظمة العربية املتورطة في احلرب‪.‬‬ ‫وفي املقابل هناك وسائل إعالمية عربية‬ ‫“منفوطة”‪ ،‬بعضها رسمي وبعضها مملوك‪،‬‬ ‫ووطأة املماليك في كل زمان ومكان هي أقسى‬ ‫بكثير في حتديها للوجدان العام‪ ،‬كانت مبثابة‬ ‫منابر إسرائيلية واستخدمت لتثبيط الهمم‬ ‫وكسر احلالة املعنوية الفلسطينية داخل قطاع غزة‪ ،‬فضخّ مت من حجم‬ ‫القوة اإلسرائيلية وصعوبة التصدي لها‪ ،‬وعتمت على جرائم العدو بدال ً من‬ ‫فضحها‪ ،‬وقللت من دور احلركة الشعبية التي اندلعت في الشارع‪ .‬هذه الفئة‬ ‫الثانية من وسائل اإلعالم العربية كانت تعكس حقيقة شراكة جزء من‬ ‫النظام العربي في مخطط ذبح قطاع غزة وتصفية املقاومة الفلسطينية‪،‬‬ ‫إذ تقول اإلشارات إن هناك خطة وضعت منذ أكثر من ‪ 6‬أشهر شملت تدريب‬ ‫الوحدات اإلسرائيلية‪ ،‬والتحضير اإلعالمي من خالل وثيقة وزراء إعالم العرب‬ ‫التي التزمت بآليات وشروط تضع القرار بالبث الفضائي وحرية اإلعالم بيد‬ ‫الشركات املالكة لألقمار خالفا ً للقوانني والتشريعات واألنظمة‪ ،‬وبناء على‬ ‫اإلمالءات األميركية‪ ،‬في محاولة خلنق املقاومة إعالمياً‪ .‬هذه الوثيقة كانت‬ ‫جزءا ً من القصف التمهيدي حلرب غزة‪ ،‬إذ سلطت سيف اإلرهاب على‬ ‫الفضائيات العربية املستقلة أو غير احلكومية أو اخلارجة عن قطيع اإلعالم‬ ‫العربي املع ّلب أميركياً‪ ،‬والدليل ما شهدناه خالل تغطية حرب غزة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬نستطيع أن نرصد في األداء اإلعالمي من التعبيرات‪ ،‬املفردات‬ ‫واملصطلحات التي استخدمت‪ ،‬حتى نوعية الصور التي عرضت وكيفية‬ ‫إدارة التغطية احلية لألحداث‪ ،‬أن جزءا ً أساسيا ً ومهما ً من املشهد اإلعالمي‬ ‫العربي كان في موقع إعالن احلرب على الشعب الفلسطيني ولم يكن‬ ‫موضوعياً‪ ،‬فيما أثارت املذابح حمية وإنسانية اإلعالميني ومؤسسات إعالمية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪42‬‬

‫أجنبية تفصلنا عنها آالف األميال‪ .‬فبعض‬ ‫الفضائيات والصحف واظبت على مهاجمة‬ ‫املقاومة الفلسطينية وعلى محاولة‬ ‫التجريح بها والتشكيك بإمكانية االنتصار‪،‬‬ ‫وهي اليوم تكمل عملها باجملادلة باالنتصار‬ ‫متاما ً كما فعلت في صيف ‪ 2006‬بعد انتصار‬ ‫املقاومة‪ .‬هذا املشهد يدل على أن صراعنا‬ ‫ضد العدو الصهيوني يعبر عن نفسه أيضا ً‬ ‫بصراع مع جزء من القوى العربية امللتحقة‬ ‫باملشروع األميركي اإلسرائيلي‪ ،‬والتي كانت‬ ‫جزءا ً من هذه احلرب‪ ،‬ومن اخلندق اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫سواء حتدثت بالعبرية أو صدرت كصحف أو‬ ‫بثت كتلفزيونات من الدول العربية‪.‬‬

‫تقدم في األداء‬ ‫اإلعالمي العربي‬ ‫عما إذا ربح اإلعالم‬ ‫وردا ً على سؤال ّ‬ ‫العربي احلر احلرب اإلعالمية التي دارت مبوازاة‬ ‫العدوان اإلسرائيلي على غزة قال‪ :‬تفاعل‬ ‫الشارع العربي مع احلدث يؤكد أننا كسبنا‬ ‫اجلولة اإلعالمية‪ .‬من دون أدنى شك العنوان‬ ‫الفلسطيني بذاته يسكن الوجدان الشعبي العربي والذاكرة اجلمعية لألمة‬ ‫العربية‪ ،‬وما من شك بأن املأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني مع‬ ‫أوهام ما سمي بالعملية السياسية منذ اتفاق أوسلو جعلت الشارع العربي‬ ‫متحفزا ًَ في مواجهة أي حدث ميكن أن تشهده الساحة الفلسطينية‪ .‬إضاف ًة‬ ‫ألى أن احلرب جاءت في مناخ من التوتر الشعبي لنصرة غزة في وجه احلصار‪ ،‬إذ‬ ‫كانت األحزاب والقوى الوطنية ونخب العربية ووسائل إعالم عربية قد باشرت‬ ‫بحملة تعبئة أطلقت مبادرات تضامنية مع غزة قبل أسبوعني من احلرب‪ ،‬لكن‬ ‫ما قامت به وسائل اإلعالم امللتزمة وطنيا ً وقوميا ً بالقضية الفلسطينية‬ ‫وفكرة املقاومة وما ساهمت به بعض الوسائل األخرى غير املنحازة للموقع‬ ‫اآلخر كان عظيما ً ومهما ً جداً‪.‬‬ ‫سجل تقدما ً وتطورا ً عظيما ً بعد حرب متوز‪،‬‬ ‫كما رأى قنديل أن األداء اإلعالمي ّ‬ ‫فاخلبرة في اجلسم اإلعالمي العربي تراكمت وولدت مشهدا ً جديداً‪ .‬فأصبحت‬ ‫قوى التحرر الوطني قادرة على إيصال صوتها ومواقفها عبر مؤسسات فاعلة‬ ‫ومؤثرة‪ ،‬وهذا لم يكن موجودا ً في حرب متوز ‪ 1993‬ونيسان ‪ ،1996‬بل كان هناك‬ ‫اختالل رهيب في التوازن اإلعالمي‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬املساحات اإلعالمية التي بات يشغلها موضوع املقاومة اتسعت منذ‬ ‫حرب متوز ‪ 1993‬إلى حرب غزة‪ ،‬فهناك وسائل إعالمية ليست بالضرورة ملتزمة‬ ‫باملقاومة ضد العدوان الصهيوني كقضية وفكرة‪ ،‬تصنع احلدث أو تشكل‬


‫طرفا َ في صناعته عبر مالحقته فتقدم مساحة احلضور التي حتتاجها تعبئة‬ ‫الشارع الذي حقق في هذه احلرب الغاية املرجوة‪ .‬بينما حصدت املؤسسات‬ ‫التي ظهرت في الشبهة التواطؤ والتعتيم نقمة من املواطنني وقادة الرأي‬ ‫وإعالميني أيضا ً وهذا مهم‪ ،‬ألنه يعمق الوعي النقدي عند املواطن العربي‬ ‫بحيث ال يقبل ما يقدم له على أنه مسلمات‪.‬‬ ‫وعن تشديد الرقابة على إعالم العدو حتدث قائالً‪ :‬اإلسرائيليون أخذوا‬ ‫بنصيحة تقرير فينوغراد بتشديد الرقابة على اإلعالم ففرضوا رقابة مشددة‬ ‫على املراسالت الصحافية واإلعالمية من فلسطني احملتلة عبر إخضاعها‬ ‫لسيطرة اخملابرات العسكرية اإلسرئيلية‪ ،‬أال أنهم فشلوا في ذلك وفي‬ ‫منع تسرب املعلومات عندما بدأ الفشل يفرض نفسه‪ ،‬إذ حينها بدأ مثالً‬ ‫رئيس الوزراء اإلسرائيلي إيهود أوملرت بتسريب معلومات عن مأزق اخلروج‬ ‫من احلرب‪ ،‬إضافة الى اخلالف بني أوملرت من جهة وباراك من جهة أخرى حيث‬ ‫شعر باراك بأن املناخ املتطرف على صعيد‬ ‫الرأي العام‪ ،‬حيث كانت تشير استطالعات‬ ‫الرأي الى أن نسبة مؤيدي احلرب في إسرائيل‬ ‫تتجاوز الـ‪ %74‬والـ‪ ،%75‬مورد مهم حلصاد‬ ‫األصوات في االنتخابات القادمة بحيث أعطته‬ ‫استطالعات الرأي حصة وصلت الى ‪ 16‬مقعدا ً‬ ‫في الكنيست ومقابل ‪ 9‬قبل احلرب‪.‬‬

‫معركة إعالمية مقبلة‬ ‫وأكد قنديل ردا ً على سؤال عن دور اإلعالم‬ ‫بعد االنتصار وجود معركة إعالمية مقبلة‬ ‫لتثبيت حقيقة االنتصار وترسيخه في نفوس‬ ‫كل العرب واملسلمني وكل إنسان في املعمورة‪،‬‬ ‫فهذه احلرب كما كانت حربا ً عاملية على جبهة‬ ‫العدو بقيادة إدارة بوش غير املأسوف على‬ ‫رحيلها‪ ،‬فهي أيضا ً عاملية بدأت في بوليفيا‬ ‫وفنزويال وصوال ً الى أطراف العالم اإلسالمي‬ ‫والوطن العربي بجميع أقطاره‪ .‬الشارع العربي‬ ‫كان حاضرا ً ومشاركا ً في مرحلة الصمود‬ ‫التي خاضها الشعب وخاضتها املقاومة في‬ ‫غزة‪ .‬وتابع قائالً‪ :‬اإلعالم العربي احلر معني‬ ‫بأن يكسب معركة تثبيت حقيقة االنتصار‪،‬‬ ‫فيشرح للناس ويقدم الوقائع ويو ّثق املعطيات‬ ‫التي تكشف بشكل جلي وصريح عن خسارة‬ ‫العدو وهزميته‪ .‬واإلشارات كثيرة‪ ،‬منها تدحرج‬ ‫األهداف السياسية للحرب وتصريحات تسيبي‬ ‫ليفني من عتبة مكتب حسني مبارك من‬ ‫القاهرة عن إسقاط حماس واملقاومة وتغيير‬ ‫الواقع في غزة‪ ،‬واحلديث عن احلد من صواريخ املقاومة التي خرجت نتيجتها‬ ‫املقاومة أشد بأسا ً وأكثر صالبة في موقعها السياسي‪ ،‬والشعب أكثر‬ ‫التحاما ً حيث تطالعنا حتقيقات في الصحافة األميركية تتحدث بإعجاب عن‬ ‫املوقف الشعبي الفلسطيني املتمسك باملقاومة‪ ،‬حيث ان اجلرحى واملصابني‬ ‫ممن أحرقهم الفوسفور األبيض ال يزالون متمسكني بخيار املقاومة ولم يرفعوا‬ ‫الراية البيضاء‪ .‬وتابع‪ :‬ال شك بأن املعركة اإلعالمية مهمة جداً‪ ،‬فاليوم اإلعالم‬ ‫املضاد يحاول حتريض الشعب الفلسطيني واالنتقاص من قيمة االنتصار من‬ ‫خالل إبراز حجم اخلسائر وكلفة الدمار واخلراب االقنصادي وحصاد املذابح‪ ،‬ال‬ ‫سيما أن العدو اإلسرئيلي خسر محاولته اإلعالمية التي شاركه فيها بعض‬ ‫اإلعالم العربي للقول إن احلرب ضد حماس وليست ضد الشعب الفلسطيني‬ ‫بعدما أبرز اإلعالم احلر في املنطقة العربية أن ثلث الشهداء من األطفال‪.‬‬ ‫كما رأى أن على اإلعالم أن يظهر أن تاريخ املذابح التي عاشها الشعب‬ ‫الفلسطيني منذ ‪ 60‬عاما ً ال يختلف في جميع محطاته عن هذه املذبحة إال‬ ‫مبسألة واحدة هي أننا اليوم ذبحنا ولكن انتصرنا من خالل الصمود والثبات‬ ‫في امليدان‪ ،‬وبالتالي لن متلي علينا اإلدارة اإلسرائلية شيئاً‪.‬‬ ‫وأشار الى أن اإلعالم العربي احلر سيكون معنيا ً بنشر وعي جديد استنادا ً‬

‫الى دروس ومعالم القوى التي أفرزتها غزة‪ ،‬بحيث يتم التركيز على حضور‬ ‫الشعب والرأي العام العربي الذي حضر في كل العواصم العربية ملهبا ً‬ ‫الشارع بحماسته‪ .‬وتابع‪ :‬أنا أدعو الى احتفاالت النصر الكبير واألسطوري‬ ‫في كل العواصم العربية‪ ،‬وهذه االحتفاالت يجب أن حتمل رسالة تعميم‬ ‫ثقافة املقاومة وإرادتها وواقعية انتصارها‪ ،‬وكذبة القوى التي ال تقهر‬ ‫وحطمتها املقاومة اللبنانية عام ‪ 2000‬وعام ‪ 2006‬واليوم تداس باألقدام في‬ ‫قطاع غزة حيث ثبت ملن لم يدرك أن االنتصار في لبنان ليس استثنا ًء بل هو‬ ‫القاعدة التاريخية والقانون التاريخي اجلديد الذي سيحكم الصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫محصنا ً أمام اإلعالم املضاد ر ّد‬ ‫وعن سؤال عما إذا كان اجملتمع العربي‬ ‫ّ‬ ‫قائالً‪ :‬نحن أمام مسار جديد يجب أن نرسخه‪ ،‬نثبته‪ ،‬نبني عليه ونحوله إلى‬ ‫واع‪ .‬لذلك علينا أن نبادر لتحويل التضامن العربي‬ ‫حركة تصاعدية عبر عمل ٍ‬ ‫واإلسالمي واألممي الى جبهة حقيقية عبر‬ ‫عمل واع‪ ،‬نشط مؤسساتي خاص للقضية‬ ‫الفلسطينية يراكم الوعي‪ ،‬حتى ال يخبو‪ .‬ورأى‬ ‫أن هذا يطرح مهمات إعالمية جديدة‪ ،‬فمثالً‬ ‫وبعد احلرارة التي أبداها األتراك في التعاطف‬ ‫مع القضية الفلسطينية في الشارع‪ .‬علينا أن‬ ‫نسأل كيف نتوجه لهم‪ ،‬وماذا نعرف عن اإلعالم‬ ‫التركي والكتّاب واملثقفني األكادمييني األتراك‬ ‫الذين تعاطفوا مع القضية الفلسطينية‬ ‫ولعبوا دورا ً هاماً‪ .‬كما علينا التفكير بخطط‬ ‫عملية لتدارك عدم التفاعل أو التفاعل البطيء‬ ‫بني األجسام اإلعالمية العربية احلرة واجلسم‬ ‫اإليراني لالرتقاء مبستوى األداء والعمل اإلعالمي‪.‬‬ ‫فإيران دولة داعمة وتربطنا بها عالقة منذ ‪30‬‬ ‫عاما ً كمقاومة وقوى وطنية وكدولة صمود‪.‬‬ ‫وعن دور اجمللس الوطني قال‪ :‬النظام‬ ‫السياسي اللبناني ال يريد جمللس اإلعالم الوطني‬ ‫دوراً‪ ،‬ولذلك منذ أن أنشئ‪ ،‬أعطاه دورا ً استشاريا ً‬ ‫يعطيه حق إبداء الرأي‪ ،‬ولكن ال يعطيه سلطة‬ ‫االلتزام بأي شيء على اإلطالق‪ .‬إضافة الى ذلك‪،‬‬ ‫منذ أن وقعت احملاصصة وتقاسم التراخيص‬ ‫وبعض املؤسسات اإلعالمية اململوكة من‬ ‫النافذين في النظام تتصرف على أنها فوق‬ ‫القانون وأقوى من اجمللس الوطني ووزارة اإلعالم‪،‬‬ ‫وأحيانا ً مجلس الوزراء مجتمعاً‪ .‬نحن في‬ ‫شريعة غاب إعالمية ولسنا في واقع إعالمي‬ ‫يسوده القانون‪.‬‬ ‫وعن أداء اإلعالم اللبناني خالل العداون على‬ ‫غزة قال‪ :‬بكل أسف هناك وسائل إعالمية لم‬ ‫تكن مبستوى األداء الذي يناسب املصلحة اللبنانية‪ ،‬فلبنان كان معنيا ً بهذه‬ ‫احلرب‪ ،‬ولو انتصرت إسرائيل في هذه احلرب فأولى نتائجها االستدارة الى‬ ‫حرب جديدة ضد لبنان‪ ،‬وهي استعادة حق العودة وفرض التوطني الذي يتباكى‬ ‫بعض اللبنانيني عليه وعلى أبعاده ليل نهار‪ ،‬ويتواطأون في حتقيقه كليا ً من‬ ‫خالل انخراطهم في اجلوقة املناهضة خليار املقاومة‪ ،‬وهذا ما فعلوه في حرب‬ ‫غزة‪ .‬بعض الوسائل اململوكة من أطراف ‪ 14‬آذار وحواشيهم أو من أموالهم‬ ‫كان أداؤها سيئا ً وشكلت منابر للتشهير باملقاومة وللنيل منها والتأثير‬ ‫على احلالة املعنوية‪ ،‬وإن تباكت أحيانا ً على الشهداء بعرض صور املذابح‬ ‫وغيرها‪ ،‬ولكن ال الصور التي استخدمت تليق بإعالم لبناني جرب الهمجية‬ ‫اإلسرائيلية وال توزيع الهواء السياسي كان على االقل متوازنا ً بني املقاومة‬ ‫وخصومها‪ .‬كان هناك متييز ملصلحة خصوم املقاومة وأحيانا ً ملصلحة وجهة‬ ‫النظر اإلسرائيلية‪ .‬اقول ذلك بكل اسف‪ ،‬وهذا الذي شهدناه نسخة اخرى‬ ‫عن حرب متوز‪ .‬طبعا ً هناك وسائل إعالمية حرة وشريفة في لبنان كانت في‬ ‫مستوى املسؤولية ولعبت دورا ً مهما ً على الصعيد العربي من خالل بثها‬ ‫الفضائي ولم يقتصر دورها ونشاطها على الواقع اللبناني‪.‬‬

‫وثيقة وزراء اعالم العرب‬ ‫كانت جزءاً من القصف‬ ‫التمهيدي لحرب غزة‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫العميد المتقاعد وليد زيتوني يحلّل عسكرياً لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫حماس انتصرت والشعب الذي حضنها‬ ‫سيعيد صياغة مشروع المقاومة‬

‫ليست املرة األولى التي تنكسر فيها إرادة العدو أمام ضربات‬ ‫املقاومة‪ ،‬فقبل العدوان على غزة الشهر املاضي كانت املقاومة‬ ‫اإلسالمية في لبنان قد حققت انتصارين‪ ،‬أولهما في أيار ‪2000‬‬ ‫وثانيهما في حرب متوز ‪ ‘2006‬حيث هزم جيش العدو اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫“الذي ال يقهر” أمام مجموعة من املقاتلني‪.‬‬ ‫حاول العدو أمام عجزه حتديد أخطائه بعدما أصيبت قوة الردع‬ ‫اإلسرائيلية بصدمة كبيرة‪ ،‬فشن عدواناً على غزة بهدف استعادة قوة‬ ‫الردع اإلسرائيلية عبر عملية واسعة في غزة‪ ،‬إال أن العدوان فشل في‬ ‫حتقيق أهدافه وسجلت املقاومة انتصاراً جديداً رغم وحشية العدوان‬ ‫الذي ّ‬ ‫خلف ‪ 1320‬شهيداً و‪ 5400‬جريح‪ ،‬إضافة إلى تدمير آالف املنازل‬ ‫واملستشفيات واملدارس واملؤسسات‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد” تقرأ مع العميد املتقاعد وليد زيتوني انتصار‬ ‫املقاومة في غزة وأهداف العدوان وكيفية إدارة العدو اإلسرائيلي لها‬ ‫في حوار هنا نصه‪:‬‬

‫انكسار إرادة العدو‬ ‫كخبير عسكري‪ ،‬هل ترى أن إسرائيل حققت انتصاراً كما أعلنت؟‬ ‫في االطار العام احلرب هي كسر ارادة اخلصم مهما كان‪ .‬في معركة غزة‬ ‫وفي املوضوع العسكري‪ ،‬أعلن العدو أهدافا متعددة بشكل متتالي‪ .‬اوال ً أعلنوا‬ ‫رغبتهم في تدمير حماس‪ ،‬وعندما لم تتحقق حاولوا منع ضرب الصواريخ‪،‬‬ ‫وعندما لم يتحقق هذا ايضا ً أعلنوا عن حملة تأديب حلماس في منطقة الضفة‬ ‫الغربية‪ .‬اذا ً العدو كان في حالة تراجع عن االهداف‪ ،‬ووفقا ً لنظرية التقرب غير‬ ‫املباشر‪ ،‬نلحظ أن العدو االسرائيلي كان منذ اللحظة االولى في حالة انكسار‬ ‫عندما تخلوا عن الهدف املعلن‪ .‬العدو أعلن أهدافه ولم يتوصل اليها‪ ،‬فإذا ً هو‬ ‫خسر احلرب‪ ،‬فإرادته بتنفيذ مآربه انكسرت‪ .‬اذا ً باملطلق املقاومة في حماس‬ ‫انتصرت على العدو االسرائيلي‪ .‬في املوضوع اخلاص‪ ،‬هل انتصرت حماس باملعنى‬ ‫الهجومي؟ بكل تأكيد ال‪ ،‬ألنها لم تكن تطرح املوضوع الهجومي بل إسرائيل‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن ادعاءها بالنصر قد ينجح؟‬ ‫إدارة املعركة االسرائيلية تختلف عن ادارة أي معركة اخرى في العالم‪،‬‬ ‫فإدارة املعركة عادة في العالم تديرها اجليوش‪ ،‬لكن العدو االسرائيلي يقوم‬ ‫بإدارة معركة مستقلة عبر مجلس الوزراء املصغر عبر ثالثة أقانيم‪ ،‬السياسة‪،‬‬ ‫العسكر واإلعالم‪ .‬وهذه الثالثة متوائمة بعضها مع بعض‪ ،‬بحيث يخدم‬ ‫بعضها اآلخر‪ .‬ادارة املعركة السياسية تترافق متاما ً مع املعركة العسكرية‬ ‫التي تشكل املعركة االعالمية جزءا ً منها‪ .‬اإلطار السياسي يشمل مرحلتني‪،‬‬ ‫مرحلة االولى يتم خاللها حتشيد الرأي العام واالضاءة على االهداف الى حني‬ ‫إمتام املعركة العسكرية‪ ،‬على ضوء املعركة العسكرية تقوم السياسة عمليا ً‬ ‫باستثمار النصر او تغطية اخلسارة‪ .‬اما في االطار االعالمي فيلعب االعالم دورا ً‬ ‫كالذي لعبه في غزة لناحية عمليات التضليل والتعمية عن احلقائق في ارض‬ ‫املعركة فتقود احلرب النفسية في الوقت نفسه‪ .‬في االطار االستراتيجي العام‪،‬‬ ‫االسرائيلي يعتمد نظرية التقرب غير املباشر‪ ،‬اي انه ال يحدد الهدف بشكل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪44‬‬

‫معلن‪ ،‬بل يعلن عن االهداف تباعا ً عند حتقيقها الى حني الوصول الى االهداف‬ ‫غير املعلنة‪.‬‬ ‫العدو االسرائيلي دائما ً يحفظ خط الرجعة نظرا ً ألهدافه املتحركة ونظرية‬ ‫التقرب‪ ،‬والدليل انه عندما يخسر في العسكر يلجأ الى مجلس األمن لتأمني‬ ‫غطاء دولي يبرر وقف عدوانه‪ .‬عندما فشلت اسرائيل في حتقيق اهدافها البرية‪،‬‬ ‫ضربت االطفال ومدارس األونروا ومراكز التغذية‪ ،‬وعندما لم تنجح دخلت في‬ ‫مشروع صواريخ اجلنوب الذي شكل جزءا ً من العملية املركبة االسرائيلية حتى‬ ‫حترك الرأي العام العاملي ليطلب منها وقف احلرب ألنها وجدت نفسها في‬ ‫مأزق‪.‬‬

‫أهداف العدوان املضمرة‬ ‫تكلمت عن أهداف غير معلنة للعدو‪ ،‬لو جنح العدو في حتقيق اهدافه الى‬ ‫أين كان سينتقل؟‬ ‫بتقديري الشخصي الهدف املضمر للعدوان كان ترحيل الكثافة السكانية‬


‫املوجودة في غزة الى غير منطقة كما كانت ستلحقها بتهجير عرب الـ‪48‬‬ ‫املوجودين داخل منطقة الـ‪ 48‬الى خارج االراضي الفلسطينية املغتصبة‪.‬‬ ‫هل كان الرأي العام الغربي والدولي سيسمح بذلك؟‬ ‫ما أعلنوه من أهداف كان لتأمني اجلو لتسويق األهداف املضمرة في الرأي‬ ‫العام الغربي والدولي‪.‬‬ ‫ما مصير األهداف املضمرة مع عدم حتقيق املعلنة؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬توقفت‪ .‬فاألهداف املضمرة جزء ال يتجزأ من األهداف املعلنة‪ ،‬هم‬ ‫يقومون بالنموذج نفسه الذي استخدموه في ‪ ،1948‬ولكن متسك أهل غزة‬ ‫بأرضهم جعل مشروعهم يخسر أو يتوقف حلني‪.‬‬ ‫ما هي املعادلة التي فرضها انتصار حماس واملقاومة الفلسطينية؟‬ ‫في حرب متوز ‪ 2006‬دمرت أسطورة اجليش الذي ال يقهر‪ ،‬أما اليوم ف ُد ّشن‬ ‫عصر جديد وهو عصر “الشعب الذي ال يقهر”‪ .‬تغيرت املعادلة وهذه ستكون‬ ‫مرحلة مفصلية في التاريخ وستغير منط احلروب وطرق خوضها والتكتيكات‬ ‫املتبعة‪.‬‬ ‫ما تأثير هذه املعادلة اجلديدة على مستقبل املقاومة والصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي؟‬ ‫حماس انتصرت وبالتالي الشعب الذي‬ ‫حضنها قادرعلى إعادة صياغة مشروع املقاومة‪.‬‬ ‫املقاومة في فلسطني‪ ،‬التي تشكل حماس‬ ‫اجلزء األكبر واألهم منها ستلعب دورا أكبر في‬ ‫املستقبل ومن املمكن ان يؤثر هذا في الضفة‬ ‫الغربية وكل الشعوب العربية احمليطة‪.‬‬

‫العدو استفاد من جتربته‬ ‫في ‪2006‬‬

‫رابع‪ ،‬البعد االجتماعي للمعركة‪ .‬هذا العامل أثبت جناحه في احلربني االخيرين‬ ‫حيث توافر للمقاومة في ‪ 2006‬وحلماس في غزة‪ ،‬كما أثبت جناحه عند فقدانه‬ ‫في حرب نهر البارد حيث خسرت فتح االسالم أمام اجليش‪ ،‬اذ ان تنظيم فتح‬ ‫اإلسالم لم يكن محتضنا ً من أهالي نهر البارد والشعب‪ ،‬فيما العكس متاما ً‬ ‫بالنسبة للجيش الذي كان محتضنا ً ومدعوما ً من الشعب فخسرعددا‬ ‫من الشهداء ال يستطيع جيش العدو االسرائيلي حتمله‪ .‬برأيي هذا البعد‬ ‫االجتماعي أساسي في اي معركة‪ ،‬فالشعب الفلسطيني شكل بيئة مالئمة‬ ‫ومناخا ً إيجابيا ً حلماس حضنها بكل تفاصيل حركتها على األرض‪ .‬هذا االنتصار‬ ‫الذي حققته حماس أرجعه إلى احتضان الشعب لها‪.‬‬

‫نسخة الكاوبوي األميركي‬ ‫بعد انتصاري املقاومة في حرب متوز ‪ 2006‬وغزة ‪ ،2009‬ماذا بقي من قوة‬ ‫الردع اإلسرائيلية؟‬ ‫اسرائيل ال تزال متتلك الردع النووي‪ ،‬نتيجة القنابل التي متلكها والتي لم‬ ‫تستطع استخدامها في غزة على املستوى‬ ‫االستراتيجي‪ .‬ونستطيع أن نسقطه ايضا ً عبر‬ ‫البعد االجتماعي الذي ذكرته‪.‬‬ ‫أال يدخل الفوسفور االبيض الذي‬ ‫استخدمته إسرائيل ضمن السالح النووي؟‬ ‫العدو اإلسرائيلي لم يستخدم القنابل‬ ‫النووية واستعاض عنها مبا يسمى فذائف‬ ‫الداميا‪ .‬الفوسفور االبيض تعبير خاطئ ساد‬ ‫أثناء احلرب‪ ،‬فالفوسفور عادة يستخدم في أي‬ ‫نوعية سالح‪ ،‬والفوسفور األبيض عادة يستخدم‬ ‫لتغطية انسحاب اجليوش‪ .‬ما استخدم في غزة‬ ‫هو خليط اليورانيوم املستنفد مع خليط من‬ ‫مواد اخرى مستخدمة حديثا ً تتناول االفراد أكثر‬ ‫من املنشآت‪.‬‬ ‫هل توافق على ما يعتقده البعض بأن هذه‬ ‫احلرب هي آخر احلروب االسرائيلية؟‬ ‫إسرائيل لن تسلم للواقع بنتيجة خسارة‬ ‫معركة أو معركتني‪ ،‬علما ً بأننا لم نربح احلرب‬ ‫بل خسرت إسرائيل املعركة بالقواعد املتعارف‬ ‫عليها‪ .‬طبعا ً السالم غير مطروح‪ ،‬فإسرائيل‬ ‫نفسها ال تقبل مبادرة القمة العربية لعام ‪ 2002‬في بيروت التي تشكل نوعا ً‬ ‫من أنواع املناورة السياسية‪ ،‬فمن يطرح مبادرة فعليه أن يعرف عقل اآلخر‬ ‫ليطرحها على ضوئه‪ .‬كما ان العدو االسرائيلي ال يقبل بالسالم ألنه يفقد مبرر‬ ‫وجوده‪ ،‬فهو يعيش على االعتداءات والعدوان وسلخ االرض وتهجير الشعوب‬ ‫من أرضها واحتالل مكانها‪ ،‬العدو االسرائيلي نسخة عن الكاوبوي االميركي‬ ‫في أرضنا‪.‬‬ ‫إذاً تتوقع حصول حرب ما؟‬ ‫من دون شك احلرب قائمة ويجري التحضير لها‪.‬‬ ‫ما هي سيناريوهات الصراع العربي اإلسرائيلي العسكري بعد غزة؟‬ ‫“إسرائيل” ستحاول في املرات املقبلة إيجاد نوع من املفاجآت على املستوى‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬اللوجستي‪ ،‬التقني أو االجتماعي‪ ،‬حتى تستطيع التمهيد حلرب‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن قوى املمانعة ستحقق انتصاراً فيها؟‬ ‫هناك حالة ممانعة على مستوى أكثر من دولة‪ ،‬يجب حتويل الشعوب إلى‬ ‫مجتمعات حرب‪ ،‬من دون الكالم عن مقاومة دفاعية أو استراتيجية دفاعية‪،‬‬ ‫فأفضل طريق للدفاع هو الهجوم‪ ،‬يجب علينا الذهاب باجتاه استراتيجية‬ ‫مواجهة ومجتمع احلرب بحيث تكون كل مقدرات األمة في خدمة االنتصار‪.‬‬

‫الهدف المضمر للعدوان‬ ‫كان ترحيل الكثافة السكانية‬ ‫الموجودة في غزة‬ ‫الى غير منطقة‬

‫أين استفاد العدو اإلسرائيلي في عدوانه‬ ‫على غزة من جتربته في متوز ‪2006‬؟‬ ‫بالتكتيكات املتبعة من قبل قوى املقاومة‬ ‫على األرض مبواجهة األسلحة املتوافرة بني يدي‬ ‫االسرائيليني واالميركيني الذين وضعوا ترسانة‬ ‫أسلحتهم بحالة الهجوم االسرائيلي‪.‬‬ ‫على املستوى اللوجستي‪ ،‬جتاوز العدو في‬ ‫غزة بعض األخطاء التي وقع فيها في حرب متوز‬ ‫‪ .2006‬ففي تلك احلرب وقع العدو في الكثير من األخطاء اذ ان جزءا من العملية‬ ‫اللوجستية كان ضعيفا ً في الـ‪ ،2006‬كبقاء لواء كان يدخل الى الساحل من‬ ‫الناقورة باجتاه صور ‪ 48‬ساعة من دون طعام‪ .‬هذه األخطاء جتاوزها العدو في‬ ‫غزة إما نتيجة حتسن األداء بعد املناورات التي متت خالل السنتني االخيرتني وإما‬ ‫لتغيرات ناجتة من طبيعة االرض‪.‬‬ ‫ماذا عن عمل املقاومة في لبنان وفلسطني؟‬ ‫أسلوب العمل العسكري كان موحدا ً بني املقاومة في لبنان وفلسطني‬ ‫مع فارق واحد ان حماس لم تستكمل خطتها وفقا ً ملا ظهر لنا‪ ،‬ففي املناطق‬ ‫املفتوحة اخلطة لم تأخذ أبعادها على االرض فعلياً‪ ،‬بينما في ‪ 2006‬كانت‬ ‫اخلطة متكاملة واالتصال كان مع آخر مقاوم في عيتا الشعب‪ ،‬اي ان منظومة‬ ‫القيادة والسيطرة في ‪ 2006‬كانت عملية لكن في غزة لم تستكمل بدليل‬ ‫االختراق االسرائيلي في املناطق املفتوحة‪.‬‬ ‫اذا كان العدو االسرائيلي استطاع حتسني أدائه‪ ،‬وأسلوب عمل املقاومة‬ ‫العسكري موحداً في لبنان وغزة‪ ،‬فلماذا خسر العدو معركته؟‬ ‫العدو اإلسرائيلي حاول استنساخ جتربة نهر البارد في لبنان وكيفية انتصار‬ ‫اجليش على فتح اإلسالم‪ ،‬فحاولوا تنفيذها ولكن لم يأخذوا فارقا أساسيا بعني‬ ‫االعتبار‪.‬‬ ‫االستراتيجية تتألف من ‪ 3‬عوامل اساسية‪ :‬العامل العملياتي الذي يتضمن‬ ‫التحرك العسكري‪ ،‬العامل اللوجستي والعامل التقني‪ ،‬يضاف اليها عامل‬

‫عصر جديد ُد ّشن وهو عصر‬ ‫“الشعب الذي ال يقهر”‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫الجنوب استنفر والمقاومة جاهزة‬ ‫والصواريخ رد فعل‬ ‫اجتهت األنظار إلى اجلنوب اللبناني‪ ،‬على أنه‬ ‫اجلبهة الثانية التي تفتحها إسرائيل‪ ،‬ال سيما‬ ‫بعد املناورات العسكرية التي أجرتها على جبهتها‬ ‫الشمالية مع لبنان‪ ،‬وإشراف وزير الدفاع ايهود‬ ‫باراك عليها‪ ،‬وزج قوات االحتياط فيها‪ ،‬ونبه األمني‬ ‫العام “حلزب اهلل” السيد حسن نصر اهلل‪ ،‬قبل أيام‬ ‫من بدء العدوان االسرائيلي على غزة‪ ،‬من احتمال‬ ‫قيام الدولة العبرية بشن حرب جديدة على لبنان‪،‬‬ ‫حتى ولو كانت تركز حشودها على قطاع غزة‪ ،‬ألن‬ ‫باستطاعتها أن تفتح أكثر من جبهة‪ ،‬وأعلن أن‬ ‫املقاومة وضعت في حالة من اجلهوزية الكاملة ومن‬ ‫االستنفار العالي‪ ،‬وبعدما بدأت اسرائيل عدوانها على‬ ‫غزة‪ ،‬باتت استعدادات املقاومة اكبر‪ ،‬والحظ أهالي املدن والقرى اجلنوبية‪ ،‬ان‬ ‫املقاومني قد اختفوا عن الظهور‪ ،‬وكان هذا إشار ًة الى أن الوضع قد ينفجر‪ ،‬وما‬ ‫زاد من هذا التوقع إطالق صواريخ بقيت مجهولة املصدر‪ ،‬من بلدة طير حرفا‬ ‫القريبة من الناقورة‪ ،‬حيث قيادة قوات الطوارئ الدولية‪ ،‬ومن املكان نفسه الذي‬ ‫وجدت فيه صواريخ لم تطلق‪ ،‬وجرى تفكيكها ومصادرتها من اجليش اللبناني‬ ‫قبل يوم من شن احلرب االسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة‪.‬‬ ‫ونفى “حزب اهلل” علمه بهذه الصواريخ‪ ،‬كما ان اجلبهة الشعبية ـ القيادة‬ ‫العامة التي توجهت اليها أصابع االتهام بأنها قد تكون وراء هذه الصواريخ‪،‬‬ ‫نفت ايضا ً صلتها بإطالقها‪ ،‬اال ان ما دفع الشبهة باجتاهها هو اعالن االمني‬ ‫العام اجلبهة أحمد جبريل‪ ،‬عن ضرورة فتح اجلبهات أمام املقاومة‪ ،‬وكذلك‬ ‫التصريح امللتبس للمسؤول االعالمي في اجلبهة أنور رجا‪ ،‬عما إذا كانت اجلبهة‬ ‫هي وراء اطالق الصواريخ ‪ ،‬فلم ينف أو يؤكد‪ ،‬ال بل شجع على ذلك‪.‬‬ ‫واذا كانت اجلبهة الشعبية ـ القيادة العامة‪ ،‬لم تعلن مسؤوليتها عن‬ ‫إطالق الصواريخ‪ ،‬مع تأييدها لهذه العملية‪ ،‬فإن التحقيقات اجتهت ايضا ً الى‬ ‫تنظيمات أصولية إسالمية‪ ،‬اذ سبق لها أن قامت مبثل هذا العمل في فترات‬ ‫سابقة‪ ،‬وأوقف اجليش اللبناني عناصر منها‪ ،‬واعترفت بذلك‪ ،‬وهي من تنظيم‬ ‫“جند الشام”‪ ،‬أحد الفصائل االسالمية االصولية الفلسطينية املوجودة في‬ ‫مخيم عني احللوة‪ ،‬واملرتبطة بتنظيم “القاعدة”‪ ،‬الذي دعا الرجل الثاني فيه‬ ‫أمين الظواهري الى نصرة اهل غزة‪ ،‬ومساعدتهم بكل الوسائل وضرب املصالح‬ ‫اليهودية والغربية‪.‬‬ ‫ووجود صواريخ وتفكيكها على يد اجليش اللبناني ثم إطالق صواريخ اخرى‬ ‫من منطقة العرقوب في حاصبيا‪ ،‬واالستنفار الذي وضع فيه “حزب اهلل”‬ ‫عناصره‪ ،‬وقابل ذلك حشد العدو االسرائيلي لقواته ورده بالقصف املدفعي على‬ ‫أمكنة انطالق الصواريخ‪ ،‬وحتليق طيرانه في األجواء اللبنانية وكذلك البحرية‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬كل هذه العوامل دفعت املراقبني الى توقع حصول مواجهة في‬ ‫اجلنوب‪ ،‬وعلى وقع اخلطابات التعبوية للسيد حسن نصر اهلل في أيام عاشوراء‪،‬‬ ‫الذي أكد خاللها أن كل االحتماالت مفتوحة في اجلنوب‪ ،‬وأن غزة لن تسقط‪،‬‬ ‫وأن “حماس” لن تُهزم‪ ،‬وقد فسر البعض كالمه‪ ،‬على أن املقاومة من لبنان‬ ‫ستدخل املعركة الى جانب املقاومة في غزة‪ ،‬وقد زاد من هذا االحتمال‪ ،‬تسرب‬ ‫معلومات تقول بأن من اسباب معركة غزة‪ ،‬هي الثأر من اغتيال الشهيد عماد‬ ‫مغنية الذي كان له دور مركزي في وضع اخلطط العسكرية مع قادة “املقاومة‬ ‫االسالمية” في فلسطني‪ ،‬ملواجهة أي عدوان محتمل على غزة‪ ،‬الذي كانت‬ ‫اسرائيل تعد له‪ ،‬قبل سنوات‪ ،‬ومنذ وصول “حماس” الى السلطة وفوزها في‬ ‫االنتخابات التشريعية مطلع العام ‪ ،2006‬وهي قبل عدوانها على لبنان‪ ،‬كانت‬ ‫شنت هجوما ً واسعا ً على غزة في حزيران من العام ‪ ،2006‬اثر اختطاف املقاومة‬ ‫للجندي االسرائيلي جلعاد شاليط‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪46‬‬

‫إن فتح اجلبهة من اجلنوب رفض “حزب اهلل” االجنرار اليها‪ ،‬ألنه هو في موقع‬ ‫الدفاع‪ ،‬وليس في وضع الهجوم‪ ،‬وانه أعد العدة ألي عدوان اسرائيلي على لبنان‪،‬‬ ‫توعد ايهود باراك بأنه اذا أعاد‬ ‫وهو حذر منه السيد نصر اهلل قبل أشهر‪ ،‬عندما ّ‬ ‫جتربة غزو لبنان فإنه سيواجه مقاومة لم يعرفها جيشه في حروب سابقة‪،‬‬ ‫حيث ستندحر األلوية التي سيرسلها الى االراضي اللبنانية‪ ،‬وهو نبهه في‬ ‫أثناء العدوان على غزة‪ ،‬بأنه اذا ّ‬ ‫فكر في أن يتحول نحو لبنان‪ ،‬لضرب املقاومة‪،‬‬ ‫واستعادة هيبة جيشه‪ ،‬فإن املقاومة في هذه احلالة ستكون في نزهة في‬ ‫يدعي ان حربه هو على لبنان هي نزهة‪،‬‬ ‫مواجهة اجليش اإلسرائيلي الذي كان ّ‬ ‫هكذا كان ينظر العدو االسرائيلي الى جبهته مع لبنان‪ ،‬لكن بعد غزوه له في‬ ‫عامي ‪ 1978‬و‪ ،1982‬وما شهده من مقاومة‪ ،‬واالنسحاب من بيروت ومناطق‬ ‫اخرى احتلها‪ ،‬ثم انسحابه في العام ‪ 2000‬بعد تلقيه ضربات من املقاومة‪ ،‬التي‬ ‫عادت ولقنته درسا ً في العام ‪ ،2000‬كل هذه الوقائع تؤكد ان اجليش االسرائيلي‬ ‫اذا كرر محاولته في الدخول الى لبنان‪ ،‬فإنه سيواجه مئة الف مقاوم‪ ،‬نحو‬ ‫عشرين الفا ً منهم من النخبة‪ ،‬حيث سيقاتلونه في كل قرية ومدينة وبلدة‬ ‫وتلة وواد‪.‬‬ ‫وكما لم تكن املقاومة في لبنان بحاجة الى فتح جبهات اخرى أثناء‬ ‫مواجهتها للعدوان االسرائيلي في صيف ‪ ،2006‬وقد رفض السيد نصر اهلل‬ ‫طلب القيادة السورية الدخول في احلرب‪ ،‬وأكد للرئيس بشار األسد أن املقاومة‬ ‫ليست بحاجة للمساندة‪ ،‬فهي في موقع عسكري متقدم وتتصدى للعدوان‪،‬‬ ‫وهو الوضع نفسه في غزة‪ ،‬اذ ان املقاومة فيها متكنت من الصمود واملواجهة‪،‬‬ ‫وإحلاق خسائر في قوات االحتالل‪ ،‬اال ان ما حتتاج اليه املقاومة الفلسطينية هو‬ ‫فتح املعابر‪ ،‬ال سيما في رفح للمساعدة االنسانية والطبية‪.‬‬ ‫فإطالق الصواريخ من لبنان وضعته اسرائيل في اطار منظمات فلسطينية‪،‬‬ ‫حتمل “حزب اهلل” املسؤولية‪ ،‬وهي تقع في اطار رد الفعل من قبل قوى‬ ‫ولم ّ‬ ‫فلسطينية على ما يجري في غزة من مجازر ودمار‪ ،‬والصمت العربي والدولي‬ ‫على ما يجري‪ ،‬حيث هناك حوالى ‪ 400‬الف فلسطيني في مخيمات لبنان‪،‬‬ ‫بد من أن يتحرك شعورهم الوطني واالنساني فيكون الرد بإطالق صواريخ‬ ‫وال ّ‬ ‫يضعها املراقبون في اطار الرسالة وتسجيل موقف‪ ،‬ومت التعاطي معها حتت‬ ‫هذا العنوان‪ ،‬الن “حزب اهلل” املشارك في احلكومة‪ ،‬وافق على ما أكد عليه‬ ‫مجلس الوزراء وهو احترام لبنان للقرار ‪ ،1701‬واعتبار رئيس اجلمهورية العماد‬ ‫ميشال سليمان ان إطالق الصواريخ عمل مشبوه‪ ،‬وقد تكثفت االتصاالت‬ ‫الرسمية اللبنانية مع املراجع الدولية‪ ،‬بأن اجليش اللبناني سيقوم مبهمته مع‬ ‫القوات الدولية‪ ،‬مبنع إطالق الصواريخ وخرق القرار ‪.1701‬‬ ‫فالصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان‪ ،‬وإطالق النار الذي حصل في اجلوالن‬ ‫ضد سيارة اسرائيلية‪ ،‬ومحاولة جندي أردني إطالق نار باجتاه جنود اسرائيليني‪،‬‬ ‫كلها تتعلق برد فعل شعبي على الصمت العربي‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬


‫الطريق إلى غزة‬ ‫يبدأ من دمشق‬ ‫منبر التوحيد ‪ -‬مكتب سوريا‬

‫ليس الطريق إلى غزة فقط‪ ،‬بل إلى كل فلسطني وإلى أي شبر عربي محتل‪،‬‬ ‫حتما الطريق يبدأ من دمشق‪ ،‬أليست دمشق قلعة العروبة والصمود‪ ،‬أليست‬ ‫عاصمة املقاومة ال املمانعة فحسب‪ ،‬إذا ً فدمشق حاضرة في قلب املعركة‬ ‫التي ما زالت رحاها تدور بني أهلنا في غزة ومقاوميها الذي سطروا أعظم صور‬ ‫وأبهر االنتصار والصمود األسطوري ضد عدو جبان ال يقوى على مجابهة الرجال‬ ‫فيلجأ لقتل النسوة‪ ،‬والطفولة‪ ،‬وهدم البيوت‪ ،‬واملساجد‪ ،‬واملدارس‪ ،‬لعل اإلرادة‬ ‫تكسر‪ ،‬ولكن عبثا ً يحاول‪ ،‬فقرار االنتصار قد صدر‪ ،‬وقمة اجلهاد عقدت على أرض‬ ‫دمشق العروبة‪.‬‬ ‫قرار االنتصار هذا‪ ،‬ظ ّلله سقف سياسي لم يتنازل‪ ،‬ولم يساوم على حق هذا‬ ‫الشعب‪ ،‬وجاءت مواقف السيد الرئيس بشار األسد داعمة لهذا احلق‪ ،‬سواء‬ ‫في قمة الدوحة أو الكويت‪ ،‬أو أمام املوفدين العرب واألجانب‪ ،‬والدبلوماسيني‬ ‫وصناع القرار‪ ،‬أوليس هو القائل‪« :‬وال تساهل وال تنازل وال تخاذل‪ ،‬فسالم‬ ‫األقوياء ال يعطى للضعفاء‪ ،‬وسالم الشجعان ال مينح للجبناء‪ ،‬والسالم الذي‬ ‫ال يعطى‪ ،‬ينتزع‪ ،‬واحلق الذي يغتصب يحرر»‪ .‬أوليس سقف الرئيس بشار األسد‬ ‫السياسي هو الذي ساهم بتدعيم النصر العسكري بنصر سياسي مؤزر‪ ،‬من‬ ‫خالل تشديده على أن يتزامن وقف إطالق النار في قطاع غزة مع انسحاب قوات‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي من كامل القطاع‪ ،‬ورفع احلصار نهائياً‪ ،‬وفتح كل املعابر‪،‬‬ ‫مبا يضمن توفير االحتياجات األساسية للشعب الفلسطيني‪ ،‬أوليس الرئيس‬ ‫األسد من أكد على ضرورة أن تتحمل األمم املتحدة واملنظمات الدولية كامل‬ ‫مسؤولياتها‪ ،‬وتقوم بالدور املنوط بها‪ ،‬وفق امليثاق الذي أنشئت على أساسه‪،‬‬ ‫خاصة في ظل استخدام قوات االحتالل اإلسرائيلي أسلحة محرمة دولياً‪ ،‬مبا‬ ‫في ذلك القنابل الفوسفورية ضد الشعب الفلسطيني؟‬ ‫أوليست دمشق من استدعى استدعاء سفراء الدول األوروبية التي امتنعت‬ ‫عن التصويت لتشكيل جلنة حتقيق دولية مستقلة للتحقيق في جرائم‬ ‫العدوان اإلسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة‪ ،‬ورفضت أي حديث عن‬ ‫الدميوقراطية وغزة حتاصر ملدة عام‪ ،‬ويذبح شعبها‪ ،‬ألنه انتخب حماس؟‬

‫التظاهر الشعبي بيان سياسي‬ ‫إذا كان ذلك موقف سوريا الرسمي السياسي فإن موقف شعبها الذي رضع‬ ‫العروبة مع حليب األمهات‪ ،‬ودفع غاليا ثمن القومية العربية‪ ،‬ال ميكنه أن يغفل‬ ‫عن معاناة إخوته في غزة‪ ،‬كما لم‬ ‫يغفل يوما ً عن معاناة أهله في‬ ‫العراق‪ .‬حيث هب الشعب السوري‬ ‫كما كل الشعوب العربية ملساندة‬ ‫األهل ودعم املقاومة‪ ،‬فلم يبخل‬ ‫بدم وال مال‪ ،‬وال احتياجات صغرت‬ ‫أو كبرت‪ ،‬وساهم بصنع االنتصار‬ ‫والصمود بكل الوسائل املتاحة‬ ‫أمامه‪.‬‬ ‫والتظاهر واحدة من الوسائل‬ ‫التي يلجأ إليها الشعب إلثبات حق‬ ‫أو رفض عدوان‪ ،‬وتعبير عن موقف‪،‬‬

‫وفي العدوان الصهيوني على قطاع غزة‪ ،‬كانت التظاهرات هي السالح األساسي‬ ‫الذي جلأ إليه الشعب السوري في كل احملافظات رفضا للعدوان‪ ،‬وانتصارا‬ ‫للمقاومة ومساندة لألهل في فلسطني‪ ،‬لكن هذه التظاهرات جتاوزت الدعم‬ ‫والتأييد من خالل هتافات املتظاهرين التي كانت مبثابة بيان سياسي رافض‬ ‫لنهج الدول العربية املتواطئة على غزة واملستسلمة للمشيئة األميركية ولم‬ ‫يسلم رئيس وال حاكم من غضب الشعب ثبتت خيانته‪ ،‬مستنكرة حرب اإلبادة‬ ‫املتواصلة التي ترتكبها قوات االحتالل «اإلسرائيلية» بحق أبناء الشعب العربي‬ ‫الفلسطيني احملاصر في قطاع غزة الصامد‪ .‬وناشدت هذه اجلماهير اجملتمع‬ ‫الدولي واملنظمات احلقوقية واإلنسانية واألمم املتحدة العمل على وقف العدوان‬ ‫الهمجي وإدانته‪ ،‬كونه ميثل خرقا ً صارخا ً حلقوق اإلنسان واألعراف والقوانني‬ ‫الدولية‪ ،‬وطالب املتظاهرون بتسليحهم للدفاع عن غزة‪.‬‬

‫هدايا ال مساعدات‬ ‫لم يكتف الشعب السوري بالتظاهر والهتاف مساندة للمقاومة وأهلها‪ ،‬بل‬ ‫قدمت كل املساعدات واالحتياجات املادية والعينية رافضة تسميتها مساعدات‬ ‫ّ‬ ‫بل هي هدايا من الشعب السوري ألخيه الشعب الفلسطيني حتت النار واحلصار‪،‬‬ ‫فانطلقت أكثر من خمس قوافل مساعدات لدعم الشعب الفلسطيني في صموده‬ ‫ومقاومته لالحتالل‪ ،‬احتوت على مئات‬ ‫األطنان من املواد الغذائية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫التبرع بالدم وإرسال األطباء إلى قطاع غزة‬ ‫للقيام مبهامهم الوطنية واإلنسانية جتاه‬ ‫هذا الشعب الصامد‪ ،‬وما زالت حمالت‬ ‫التبرع مفتوحة إلى اآلن‪ ،‬ويشارك فيها‬ ‫كل اجلهات الرسمية واملدنية واجلمعيات‬ ‫اخليرية واإلنسانية‪ .‬ولم يكتف الشعب‬ ‫بالتبرع بل جلأ كذلك إلى الصالة وإشعال‬ ‫الشموع نصرة ألهل العزة في قطاع‬ ‫غزة‪.‬‬

‫عبد السالم األحمد‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫غزة منطقة منكوبة والعدو تكبد خسائر اقتصادية كبيرة‬ ‫‪ 3‬مليارات دوالر خسائر اإلقتصاد الفلسطيني جراء العدوان‬

‫مشهد من الدمار في غزة‬

‫لطاملا وقف اقتصاد غزة في مواجهة‬ ‫احتماالت االنهيار في ضوء احلرب االقتصادية‬ ‫التي تشنها اسرائيل دون هوادة على القطاع‬ ‫الذي اعتاد أهله “التقشف” بسبب احلصار‬ ‫املفروض عليهم منذ مدة طويلة‪ ،‬وإغالق‬ ‫املعابر بني الفينة واألخرى‪ .‬قد يكون من‬ ‫الصعب علينا التوقف بعد انتصار املقاومة‬ ‫الفلسطينية عند اخلسائر املادية في غزة‪،‬‬ ‫مهما كان كبر حجمها‪ ،‬بيد أن تلك األرقام‬ ‫تبقى واقعاً‪ ،‬ويبقى عرضها ضرورة‪.‬‬ ‫اجلهاز املركزي لإلحصاء أعلن غزة منطقة‬ ‫منكوبة من النواحي اإلنسانية واالقتصادية‬ ‫والصحية واالجتماعية بسبب العدوان‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬أما االقتصاد اإلسرائيلي فتكبد‬ ‫خسائر كبيرة نتيجة تضرر كبير في كل‬ ‫القطاعات االقتصادية‪ ،‬ومن املنتظر أن يشهد‬ ‫معاناة نظرا ً الرتباطه باألزمة املالية العاملية‬ ‫وتأثره بها‪ ،‬إلى درجة كبيرة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫العدوان شمل‬ ‫البشر واحلجر‬ ‫فيما أكد وزير االقتصاد الوطني‬ ‫وتكنولوجيا املعلومات واألشغال العامة‬ ‫الفلسطيني أن اخلسائر املباشرة الناجمة‬ ‫عن العدوان االسرائيلي على قطاع غزة بلغت‬ ‫‪ 3‬مليارات دوالر أميركي‪ ،‬اعتبر اجلهاز املركزي‬ ‫لإلحصاء‪ ،‬أن قطاع غزة أصبح منطقة‬ ‫منكوبة من النواحي اإلنسانية واالقتصادية‬ ‫والصحية واالجتماعية بسبب العدوان‬ ‫اإلسرائيلي‪ .‬وقال في تقرير له‪ ،‬إن العدوان‬ ‫أدى إلى تدمير البنية التحتية لقطاعات‬ ‫اخلدمة العامة وتدمير مباني املؤسسات‬ ‫العامة واجلمعيات واملمتلكات اخلاصة‪،‬‬ ‫حتى أنها وصلت إلى املؤسسات الصحية‬ ‫والتعليمية والرياضية ومباني لـ”األونروا”‪،‬‬

‫‪48‬‬

‫كما أدى إلى شلل كامل في احلياة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫وأشار التقرير الذي يورد توثيقا ً كميا ً عاما ً‬ ‫للخسائر الناجمة عن العدوان اإلسرائيلي على‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬الى أن إجمالي اخلسائر االقتصادية‬ ‫املباشرة في املباني والبنية التحتية وخسائر‬ ‫االقتصاد الوطني في قطاع غزة بلغ أكثر من‬ ‫مليار وتسعمئة مليون دوالر‪.‬‬ ‫وقدرت خسائر االقتصاد الفلسطيني‬ ‫مبا يقارب ‪ %85‬من قيمة اإلنتاج لكل نشاط‬ ‫اقتصادي خالل ‪ 22‬يوما من العدوان‪.‬‬ ‫وأشار التقرير الى أن العدوان شمل البشر‬ ‫واحلجر والقطاعات االقتصادية وجميع‬ ‫الفعاليات العامة واملمتلكات اخلاصة‪ ،‬وقد‬ ‫ُحصرت اخلسائر في ثالثة قطاعات رئيسية هي‬ ‫البنية التحتية واملباني‪ ،‬األنشطة االقتصادية‪،‬‬ ‫واخلسائر البشرية‪ ،‬لغايات تقييم اخلسائر‬ ‫الناجمة عن العدوان‪.‬‬


‫المنشأة‬

‫العدد‬

‫مساكن مدمرة كلياً‬

‫مبان ومساكن متضررة جزئياً‬ ‫مساجد‬ ‫مدارس وجامعات ومستشفيات‬ ‫مقرات أمنية‬ ‫مجمع الوزارات‬ ‫مباني وزارات‬ ‫جسور‬ ‫مقرات بلديات وهيئات محلية ومالعب‬ ‫محطات بنزين‬ ‫أثاث ومركبات واآلالت وأجهزة ونثريات لمبان‬ ‫مدمرة‬ ‫خطوط مياه ومجار (خط)‬ ‫األراضي الزراعية ومستلزماتها من استهالك‬ ‫وسيط وبنية تحتية‬ ‫سيارات إسعاف ودفاع مدني‬ ‫محطات توليد كهرباء‬ ‫طرق بالكيلومتر‬ ‫مصانع ومحال صرافة وورش حدادة ومنشآت‬ ‫تجارية أخرى(منشأة)‬ ‫أسوار منازل ومصانع وورش عمل‬ ‫خسائر مباشرة أخرى لم تذكر أعاله‬ ‫مجموع الخسائر المباشرة‬ ‫تكاليف إزالة الردم وأجور عمال‬ ‫المجموع اإلجمالي لخسائر البنية التحتية والمباني‬ ‫وفي ما يتعلق باخلسائر في البنية التحتية واملباني‪،‬‬ ‫أشارت نتائج تعداد املباني واملنشآت الذي نفذه اجلهاز‬ ‫املركزي لإلحصاء خالل ‪ 2007‬إلى أن عدد املباني واملنشآت‬ ‫في قطاع غزة بلغ ‪ 147437‬مبنى‪ ،‬وتبني التقديرات األولية‬ ‫أن العدوان اإلسرائيلي أدى حتى نهاية يوم ‪ 2009/1/17‬إلى‬ ‫اإلضرار بحوالى ‪ %14‬من هذه املباني واملنشآت‪ ،‬واجلدول التالي‬ ‫يلخص األضرار والتكلفة التقديرية األولية إلعادة إعمارها‪.‬‬ ‫وعن خسائر األنشطة االقتصادية‪ ،‬بينّ التقرير أن العدوان‬ ‫أدى إلى توقف شامل في احلركة االقتصادية في قطاع غزة‪،‬‬ ‫وفي ما يلي تقدير أولي خلسائر االقتصاد حسب األنشطة‬ ‫االقتصادية من اإلنتاج خالل اليوم الواحد‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن خسائر األنشطة االقتصادية في قطاع‬ ‫غزة تقدر بحوالى ‪ 86.7‬مليون دوالر منذ بدء العدوان‬ ‫اإلسرائيلي وحتى نهاية يوم ‪،2009/1/17‬‬ ‫وحتى استرداد النشاط االقتصادي الفلسطيني‬ ‫في قطاع غزة عافيته‪ ،‬التي تقدر بعام كامل‪،‬‬ ‫وبتناقص ثابت لقيمة الخسائر اليومية‪،‬‬

‫التكلفة بالمليون‬ ‫(‪)2‬‬ ‫دوالر‬

‫‪4100‬‬ ‫‪17000‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.0‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪10‬‬

‫‪2.4‬‬

‫‪-‬‬

‫‪90‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 50‬كم‬

‫‪1.5‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪2.0‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪19‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪498‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪1,098‬‬

‫‪-‬‬

‫تقدر الخسائر لتلك الفترة (‪2009/1/18‬‬ ‫ـ ‪ )2010/1/17‬بحوالى ‪ 717.3‬مليون‬ ‫دوالر أميركي‪.‬‬

‫وفي اجململ‪ ،‬يكون االقتصاد الفلسطيني‬ ‫قد خسر حوالى ‪ 804‬ماليني دوالر جراء‬ ‫العدوان اإلسرائيلي على قطاع غزة وتبعاته‬ ‫املستقبلية‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق باخلسائر البشرية‪ ،‬أشارت‬ ‫اإلحصاءات األولية إلى أن اكثر من ‪1,305‬‬ ‫شهداء سقطوا حتى ‪ 2009/1/17‬بحاجة إلى‬ ‫إعالة وإعانة ملن بقي من أسرهم‪ ،‬وأن هناك‬ ‫حوالى ‪ 5,400‬جريح بحاجة إلى إعادة تأهيل‬ ‫وإعانة لهم‪ ،‬وباجملموع تقدر التعويضات وإعادة‬ ‫التأهيل للخسائر البشرية بحوالى ‪31.5‬‬ ‫مليون دوالر سنوياً‪.‬‬

‫إسرائيل‪ :‬خطوات عاجلة‬ ‫ملنع االنهيار‬ ‫أما العدو اإلسرائيلي فتكبد خسائر‬ ‫اقتصادية كبيرة‪ ،‬سواء كانت مباشرة‬ ‫بسبب التكلفة املادية للحرب‪ ،‬وسقوط‬ ‫الصواريخ على األماكن السكنية‪ ،‬واضطرار‬ ‫الدولة إلى توفير الدعم املالي الالزم‬ ‫إلصالح األضرار الناجتة من القصف‪ ،‬أو غير‬ ‫مباشرة‪ ،‬التي تشمل تكلفة تعطل بعض‬ ‫األنشطة االقتصادية في املناطق املعرضة‬ ‫ملدى الصواريخ الفلسطينية‪ ،‬مثل املصانع‬ ‫واملصالح التجارية املوجودة في هذه املناطق‪.‬‬ ‫وتشير التقارير الواردة من مؤسسة التأمني‬ ‫الوطني ومن سلطة الضرائب اإلسرائيلية‬ ‫إلى أن اخلسائر التي تكبدتها الدولة‬

‫النشاط االقتصادي‬ ‫الزراعة وصيد األسماك‬

‫‪311.0‬‬

‫التعدين‪ ،‬الصناعة التحويلية والمياه والكهرباء‬

‫‪438.0‬‬

‫اإلنشاءات‬

‫‪335.3‬‬

‫تجارة الجملة والتجزئة‬

‫‪306.5‬‬

‫النقل والتخزين واالتصاالت‬

‫‪72.5‬‬

‫الوساطة المالية‬

‫‪179.0‬‬

‫الخدمــــــــــات‬

‫‪1,175.8‬‬

‫اإلدارة العامة والدفاع‬

‫‪853.5‬‬

‫الشركات المملوكة للقطاع العام‬

‫‪269.4‬‬

‫المجموع‬

‫‪3,940.9‬‬

‫‪49‬‬

‫الخسائر اليومية باأللف دوالر‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫مشهد آخر لدمار غزة‬

‫في اجلنوب جراء إطالق الصواريخ تقدر‬ ‫مبئات املاليني من الشواكل اإلسرائيلية‬ ‫(الدوالر األميركي = ‪ 3.87‬شواكل(‪.‬‬ ‫وازدادت اخلسائر بصورة طردية مع‬ ‫استمرار أمد احلرب؛ حيث اتسعت‬ ‫رقعة املدن والبلدات املعرضة لهجمات‬ ‫الصواريخ الفلسطينية‪ ،‬وزادتها احلكومة‬ ‫اإلسرائيلية من مدى ‪ 7‬كيلومترات‬ ‫إلى مدى ‪ 20‬كيلومترا‪ ،‬من قطاع غزة‪.‬‬ ‫ووصفت سلطة الضرائب اإلسرائيلية‪ ،‬هذا‬ ‫القرار ‪ -‬توسيع مدى املدن والبلدات املعرضة‬ ‫للقصف الفلسطيني ‪ -‬بأنه قرار “مكلف‬ ‫جدا” خلزينة الدولة‪ ،‬إذ ت ُقدر سلطة الضرائب‬ ‫اإلسرائيلية أن املصانع واملصالح التجارية‬ ‫الواقعة في هذا املدى ذات دخل سنوي يصل إلى‬ ‫‪ 50‬مليار شيكل (‪ 12.93‬مليار دوالر أميركي)‪.‬‬ ‫وقالت إن التقديرات تشير إلى أن خزينة‬ ‫الدولة سوف تتحمل مئات املاليني من‬ ‫الشواكل تعويضا ً لهذه املصالح؛ بسبب‬ ‫انخفاض الدخل لديها جراء احلرب في‬ ‫قطاع غزة وازدياد سقوط الصواريخ‬ ‫الفلسطينية على النقب الغربي‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وقدر خبراء اقتصاديون اليوم األحد‪،‬‬ ‫خسائر االحتالل اإلسرائيلي خالل العدوان‬ ‫الصهيوني على غزة بنحو ‪ 100‬مليون‬ ‫شيكل في اليوم‪ ،‬مشيرين إلى أن القتال‬ ‫انعكس سل ًبا على االقتصاد اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وكبده خسـائر كبيرة‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر صحافية إسرائيلية أن‬ ‫العدوان على‪ ‬قطاع غزة‪ ،‬تسبب بخسائر‬ ‫مالية فادحة ملزارعي الفواكه اإلسرائيليني‪،‬‬ ‫بسبب موجة املقاطعة التي تواجهها‬ ‫منتجات بالدها في مختلف الدول‪ .‬واعترف‬ ‫“دفيد آرتسي” رئيس معهد الصادرات‬ ‫“اإلسرائيلي” بأن اخلسائر التي حلقت بقطاع‬ ‫الصناعة حتى اآلن تقدر بنحو مليار دوالر‪.‬‬ ‫وأوضح أن املعهد تلقى عشرات الرسائل من‬ ‫أصحاب املصانع “اإلسرائيلية” يبلغون فيها‬ ‫عن إلغاء اتفاقيات وتعاقدات صناعية مع‬ ‫مستوردين‪ ،‬وعناصر خارجية؛ بسبب تدهور‬ ‫األوضاع األمنية نتيجة ألحداث احلرب الدائرة‬ ‫فى قطاع غزة‪ ،‬ومخاوفهم من تعطل املوانئ‪،‬‬ ‫وعدم إيفاء املصانع “اإلسرائيلية” بتعاقداتها‬ ‫معهم نتيجة لهذا التدهور األمني‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬اعترف “ارئيل لني” رئيس‬ ‫احتاد الغرف التجارية “اإلسرائيلية” بأن‬ ‫اخلسائر التي حلقت بالقطاع التجاري في‬ ‫جنوب “إسرائيل”‪ ،‬نتيجة الستمرار العدوان‬ ‫على قطاع غزة‪ ،‬جتاوزت حاجز الـ‪ 160‬مليون‬ ‫شيكل‪ ،‬داعيا ً وزارة املالية إلى اإلسراع فى‬ ‫اتخاذ خطوات عاجلة‪ ،‬إلنقاذ هذا القطاع من‬ ‫االنهيار فوراً‪.‬‬ ‫وتشير تقديرات اخلبراء إلى أن االقتصاد‬ ‫اإلسرائيلي سيتأثر في هذه احلرب بشكل‬ ‫أكبر من تأثره إبان حرب لبنان الثانية في‬ ‫العام ‪2006‬؛ بسبب األزمة االقتصادية‬ ‫التي تعصف بالعالم هذه األيام‪ ،‬وارتباط‬ ‫إسرائيل بهذه األزمة وتأثرها بها‪ ،‬إلى درجة‬ ‫كبيرة‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬وعد أبو ذياب‬


‫فال نامت‬ ‫أعين الجبناء‬ ‫يا غزة‬ ‫غزة واجلرح عميق في جسد األمة‪ .....‬غزّة واخلجل من دمك‬ ‫املسفوح‪ ،‬يصفع وجوه نظامنا الرسمي العربي ‪....‬غزة وأنني‬ ‫أطفالك وبكاء شيوخك واستغاثات نسائك شهادات دامغة‬ ‫على تخاذلهم وتواطئهم‪....‬‬ ‫سالم عليك يا توأم القدس‪ ....‬سال ٌم على ترابك اجملبول‬ ‫بدم الشهداء‪ ....‬سالم على سمائك الكئيبة التي يلوثها‬ ‫دمك‬ ‫غربان صهيون‪ .....‬وسالم على بحرك وقد أخذ منه لون‬ ‫ِ‬ ‫ما يكفيه ليتحول الى بحرأحمر جديد على خارطة الوطن‪...‬‬ ‫العربي الكبير‪....‬‬ ‫في شهرك الكربالئي أتساءل‪ :‬هل حقا ً الصهاينة‬ ‫اجملرمون هم وحدهم من يسقط ليسفك ويقتل؟ هل حقا ً‬ ‫احملرقة القائمة اليوم في غزة هي فقط صناعة اسرائيلية‬ ‫صهيونية؟!‬ ‫وهل حقا ً اجليش الذي بكى وترك أشالء قتاله على االرض في‬ ‫متوحش يذبح الطفل‬ ‫متوز ‪ ،2006‬هو من حتول اآلن الى جيش‬ ‫ٍ‬ ‫كما املرأة والشيخ في فلسطني!! اسئلة تتطاير امامنا ونحن‬ ‫نشهد ما يجري في غزة ونسمع ر ّدات افعال الزعماء املهرولني‬ ‫الى مجلس االمن طلبا ً للعدالة!! ومجلس االمن مبا ميثل و َم ْن‬ ‫ميثل ال يرى في كل ما يجري أكثر من ردود فعل إسرائيلية‬ ‫مشروعة على الهجمات الفلسطينية على االسرائيليني!!!‬ ‫نعم فالصهاينة اجملرمون‪ ،‬هم أدوات اجلرمية القذرة التي‬ ‫ترتكب بحق أهلنا في غزة والذين يقفون خلفهم هم اولئك‬ ‫الذين نصبوا انفسهم أباطرة على العالم اجلديد ومعهم كل‬ ‫من جاؤوا به رئيسا ً او ملكا ً او شيخاً!! اليهود الذين أحرقوا بأيد‬ ‫صهيونية أيام النازية إلجبارهم على الهجرة الى فلسطني‬ ‫يعرفون أ ّن كل حضارتهم املزعومة لم تترك لهم غير هذه‬ ‫احملارق يتلطون وراءها لإلبقاء على تعاطف العالم معهم‬ ‫ويلجأوون اليها كلما تطلب التوسع االستيطاني منهم ذلك‪،‬‬ ‫وما يحدث في غزة مثال على ما نقول‪.‬‬ ‫أما اجليش الذي ضاق مر الهزمية على بطاح جبل عامل فقد‬ ‫خرج من جتربته اللبنانية أكثر توحشا ً مستفيدا ً من مقولة احد‬ ‫مؤسسيه ـ أبا إيبان ‪ -‬عندما سئل‪ ،‬ملاذا يقصفون االطفال؟!‬ ‫فكانت إجابته “ ‪...‬هم سيكبرون غدا ً وسيقاومون‪...‬؟!” هؤالء‬ ‫اجلنود هم أحفاد القتلة من بن غوريون الى باب ابا ايبان‬

‫وشامير وصوال ً الى شارون الذين لم يتركوا سالحا ً اال وجربوه‬ ‫املدمى شاهدا ً على‬ ‫في اجلسم الفلسطيني فذهبوا وبقي‬ ‫ّ‬ ‫جرائمهم يقاوم أطماعهم ويتحدى خرافاتهم وادعاءاتهم‬ ‫التلمودية التي يدحضها كل نص أو قانون دولي‪ ،‬ان احلديث عن‬ ‫غزة اليوم يأخذنا الى مجال أرحب وأكثر وضوحاً‪ ...‬فسياسيا ً‬ ‫غزة هي العقدة التي استحال ح ّلها على املتهالكني على‬ ‫سلطة او دولة قابلة للحياة!!! وهي منذ سنوات تقف شوكة‬ ‫في حلوقهم أجبرتهم مرارا ً على تغيير استراتيجياتهم وفي‬ ‫كل مرة يعودون الى نقطة البدء خائبني‪...‬‬ ‫لم تركع غزة ألنها صمام أمان أعدل وأطول قضية ‪....‬‬ ‫وستخرج غزة من محنتها ومعها اآلالف من االستشهاديني‬ ‫اجلدد الذي سيدوسون بأحذيتهم الزيدية كل االوراق الصفراء‬ ‫التي تسعى إلنقاذ العدو من مأزقه‪...‬‬ ‫س ّلم العقوبات الذي أعدوه لغزة طويل‬ ‫لذلك كله فإن ُ‬ ‫ويعكس نازيتهم اجلديدة‪ ،‬فمن حالم بإغراقها في البحر‬ ‫داع لتحويلها الى سجن كبير لساكنيها‬ ‫كرابني املقتول‪ ،‬الى ٍ‬ ‫كشارون الذي لم يهمله القدر الستكمال خطته‪ ،‬وصوال ً ملن‬ ‫يسعى اليوم لتحويلها الى بحر من الدم والدموع كأوملرت‬ ‫املهزوم‪....‬‬ ‫وألن غزة جنحت وأفشلت كل رهاناتهم وصمدت أمام كل‬ ‫مخططاتهم اجلهنمية فهي تتحمل اليوم بصبر وثبات أعنف‬ ‫هجمة بربرية عليها وهي واثقة بأن طريق اخلالص والنصر‬ ‫محفوف بالتضحيات‪...‬غزة ام الشرائع والعلوم لها شريعتها‬ ‫اخلاصة‪ ،‬في احلياة كما في املواجهة‪ ،‬التي تأبى الضيم والهوان‬ ‫وهي تنظر اآلن بازدراء جلحافل الغزو الصهيوني واثقة من‬ ‫النصر‪ ،‬تقول لهم بشموخ وكبرياء‪ ...‬واهمون أنتم أيها‬ ‫الطارئون ‪ ...‬فعمركم لن تهزمونا‪ ،‬والزمان زماننا‪ ...‬قهركم ما‬ ‫عاد يرهبنا‪.‬‬ ‫فلترحلوا عنا‪ ...‬ها نحن رغم انوفكم عدنا‪.‬‬

‫ابو ايهاب حسن‬ ‫امني سر اجمللس الثوري‬ ‫حلركة فتح االنتفاضة‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫الزعامة‬ ‫التركية‬ ‫تعاظم الدور التركي في املنطقة العربية‪،‬‬ ‫خاصة في أعقاب العدوان الصهيوني اإلجرامي‬ ‫على غزة‪ ،‬واجملازر التي متارس ضد شعبها الصامد‪،‬‬ ‫أمر متوقع‪.‬‬ ‫واهتمام تركيا بالقضية الفلسطينية والصراع‬ ‫في الشرق األوسط ناجت من تطورات طرأت على‬ ‫املوقف التركي منذ خمس سنوات‪ ،‬خاصة مع‬ ‫احتالل العراق‪ ،‬وخوف تركي من قيام دولة كردية‬ ‫في شمال العراق مبوافقة الواليات املتحدة‪ ،‬وتأثير‬ ‫إسرائيل اخلطير في املنطقة‪.‬‬ ‫كل ذلك أدى الى تغييرات وحتول في السياسة‬ ‫اخلارجية التركية جتاه الشرق االوسط‪ ،‬وفضالً عن‬ ‫ذلك‪ ،‬هناك صعود حزب العدالة والتنمية التركي‬ ‫الى السلطة‪ .‬هذا التحول هو ثورة جذرية في‬ ‫السياسة التركية‪ ،‬وقد استند باألساس إلى رؤية‬ ‫البروفيسور احمد داوود اوغلو‪ ،‬مستشار كل من‬ ‫الرئيس عبد اهلل غول ورئيس الوزراء رجب طيب‬ ‫أردوغان‪.‬‬ ‫فقد رأى اوغلو ان تركيا ليست دولة طرفية‪،‬‬ ‫كما كان ينظر اليها أيام احلرب الباردة حينما‬ ‫كانت تعتبر حصنا ضد التهديد الشيوعي‪،‬‬ ‫وهي ليست املمر بني “العالم احلر والعالم غير‬ ‫احلر” كما كان ينظر اليها بعد انتهاء احلرب‬ ‫الباردة‪ ،‬بلى تركيا دولة مركزية لديها القدرة‬ ‫على توفير األمن واالستقرار والعدالة لنفسها‬ ‫وجليرانها‪ ،‬وانطلقت رؤية اوغلو من موقع تركيا‬ ‫اجليوبوليتيكي‪ ،‬الواقع وسط القارات الثالث‬ ‫(اوروبا وآسيا وافريقيا)‪ ،‬فإن بوسع تركيا أن‬ ‫تكون دولة محورية في كل من الشرق االوسط‬ ‫والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى واخلليج‬ ‫العربي‪ ،‬بل ميكنها أن تكون دولة قائدة‪ ،‬في كل‬ ‫هذه األماكن في الوقت نفسه‪ ،‬ويعتقد اوغلو‬ ‫أن الهوية التركية مبركزيتها اجليوبوليتيكية‬ ‫الفريدة تستطيع لعب هذا الدور‪ ،‬لذلك جاء‬ ‫املوقف التركي قويا ً منذ البداية‪ ،‬فمنذ اللحظة‬ ‫االولى لالحداث دعت تركيا لوقف العدوان‪،‬‬ ‫وحتقيق وقف إطالق النار‪ ،‬وفتح املعابر الى غزة‪،‬‬ ‫وإرسال املساعدات اإلنسانية‪.‬‬ ‫وانتقد رئيس الوزراء اردوغان العدوان االسرائيلي‬ ‫وجاءت تصريحاته قوية وحاسمة‪ ،‬حيث قال‪ :‬ان‬ ‫تركيا ال ميكن أن تقف مع الظلم‪ ،‬وان آهات األطفال‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫والقتلى لن تبقى في مكانها‪ ،‬وان إسرائيل‬ ‫ستغرق في دموع أطفال غزة‪ ،‬ووصف العدوان بأنه‬ ‫جرمية ضد االنسانية‪ ،‬كما استقال جميع أعضاء‬ ‫جلنة الصداقة التركية ـ االسرائيلية في البرملان‬ ‫التركي من عضوية اللجنة على خلفية العدوان‬ ‫على غزة‪ ،‬وأنشأوا جلنة للصداقة الفلسطينية‬ ‫ـ التركية‪.‬‬ ‫حمل اردوغان اسرائيل املسؤولية كاملة‬ ‫وقد ّ‬ ‫عن اندالع املعارك واعتبر عدوان اسرائيل إهانة‬ ‫يجب ان تعتذر عنها لتركيا التي كانت تبذل‬ ‫جهودا ً لتجديد التهدئة في غزة‪ ،‬بالتوازي مع‬ ‫الوساطة بني سوريا واسرائيل‪ .‬لذلك‪ ،‬أعلنت‬ ‫أنقرة وقف هذه الوساطة احتجاجاً‪.‬‬ ‫وعلى املستوى الشارع فقد كانت اجلماهير‬ ‫التركية من اكبر اجلماهير التي خرجت تؤيد غزة‬

‫وتستنكر العدوان االسرائيلي‪ ،‬وانتفض الشارع‬ ‫التركي بكامل انتماءاته السياسية‪ ،‬وفي كل‬ ‫أنحاء تركيا وشهدت اسطنبول واحدة من‬ ‫أضخم التظاهرات في تاريخها وشارك فيها اكثر‬ ‫من مليون شخص‪ ،‬واالهم في هذه التظاهرة هو‬ ‫مشاركة كل فئات اجملتمع التركي رافعة شعارات‬ ‫ضد اسرائيل والواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وعلى املستوى العربي‪ ،‬هناك من رحب بالدور‬ ‫التركي على اساس ان تركيا ستكون اكثر نزاهة‬ ‫في وساطتها من وسطاء آخرين‪ ،‬أخفوا حت ّيزهم‬ ‫فأفسدوا أكثر مما أصلحوا‪ ،‬وتركيا هي دولة كبيرة‬ ‫من حيث القوة االقتصادية والعسكرية وانها‬ ‫ال تنافس النظام العربي وليس لها أي حسابات‬ ‫خلفية مع الدول العربية‪ ،‬ال بل لديها عالقات قدمية‬

‫‪52‬‬

‫مع العالم العربي وان هذه العالقات قد تعززت مع‬ ‫تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا‪،‬‬ ‫ونأخذ مثاال ً على العالقات التركية السورية‬ ‫والتركية االيرانية‪ ،‬فقد كانت متوترة‪ ،‬قبل تسلم‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬أما اآلن فال مشكالت بني العرب‬ ‫وتركيا أو بني تركيا وإيران‪ ،‬ويحتفظ حزب العدالة‬ ‫والتنمية بعالقات طيبة مع االحزاب االسالمية‪،‬‬ ‫فإنه يستطيع أن يجلس ويفاوض ويحاور حماس‪،‬‬ ‫وحزب اهلل واألحزاب اإلسالمية االخرى بكل األمور‪،‬‬ ‫ومن ثم فإن العدالة والتنمية مرشح إلن يلعب‬ ‫دورا ً كبيرا ً في الفترة املقبلة‪.‬‬ ‫والحظ رئيس الوزراء اردوغان أن إعالن وقف‬ ‫العدوان “ال يعني ان كل شيء انتهى”‪.‬‬ ‫وقال‪“ :‬ليس لدي ما أقوله ألولئك الذين أغمضوا‬ ‫أعينهم وصموا آذانهم عن التطورات اجلارية في‬ ‫غزة”‪ ،‬وشدد على ان حماس هي اسم حلزب (حركة‬ ‫املقاومة االسالمية) فاز في االنتخابات التشريعية‬ ‫بنحو ‪ 70‬في املئة من اصوات الناخبني‪ ،‬محمالً‬ ‫القوى الغربية التي لم حتترم الدميوقراطية واالرادة‬ ‫الشعبية الفلسطينية مسؤولية ما جرى‪.‬‬ ‫واعتبر الرئيس التركي عبد اهلل غول ان وقف‬ ‫األعمال احلربية مي ّثل إجراء أول ايجابياً‪ ،‬مع العلم‬ ‫أن الهدف األكبر هو انسحاب اسرائيل كليا ً من‬ ‫قطاع غزة وإعادة بناء البنى التحتية‪ .‬وسخر‬ ‫رئيس البرملان التركي كوكسال توبتان من إعالن‬ ‫إسرائيل ان احلرب كانت في إطار مكافحة االرهاب‪،‬‬ ‫اذ أدت الى مقتل ‪ 431‬طفالً‪.‬‬ ‫إننا ال نتحدث هنا عن دولة تركية عظمى‪،‬‬ ‫أو قوة خارقة‪ ،‬لكن بكل ثقة جعلت تركيا من‬ ‫نفسها اليوم دولة اقليمية مؤثرة‪ ،‬ولها كلمتها‬ ‫ووزنها‪.‬‬ ‫وجاءت أزمة غزة للكشف الى أي حد وصل‬ ‫ضعف النظام السياسي العربي‪ ،‬الذي وقف‬ ‫عاجزا ً يتفرج على اجملازر االسرائيلية والصمود‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وكانت هذه االزمة نفسها هي‬ ‫التي أكدت صعود جنم تركيا كدولة اقليمية‬ ‫مهمة ومهتمة جديا ً بالوضع في املنطقة عموما ً‬ ‫وبالوضع الفلسطيني خصوصاً‪ ،‬وأدركت االدارة‬ ‫التركية أن الوضع ما بعد غزة هو مختلف كليا ً‬ ‫عن ما قبل غزة‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬


‫أوغو تشافيز العربي العظيم‬ ‫حتول الرئيس الفنزويلي وبسبب‬ ‫مواقفه السياسية وتصريحاته‬ ‫الصارمة ضد اسرائيل والواليات‬ ‫املتحدة الى ظاهرة سياسية حتظى‬ ‫بكثير من االحترام والتقدير في‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫هذا القائد العظيم هو رجل من‬ ‫أصول أميركية جنوبية‪ ،‬وينحدر‬ ‫من حضارة التينية‪ ،‬ليس عربي‬ ‫االصل‪ ،‬وفلسطني ليست جزءا ً من‬ ‫قارته‪ ،‬وليس بني بالده وبني اسرائيل‬ ‫اية مشكلة سياسية أو دينية أو‬ ‫حدودية‪ ،‬بل لديه شريحة مهمة‬ ‫من شعبه من الطائفة اليهودية‪،‬‬ ‫تشافيز ليس حاكما ً عربيا ً يخاف‬ ‫لكن عندما شاهد محرقة غزة‪ ،‬ثار‬ ‫على كرسي احلكم الذي استولى عليه‬ ‫وغضب وطرد السفير االسرائيلي‬ ‫بالقوة أو بالدكتاتورية أو مبساعدة دول‬ ‫بكل حزم وشجاعة‪ .‬ووصف جيش‬ ‫اخرى‪ ،‬ولم يطلق عليه لقب جاللة امللك‬ ‫االحتالل االسرائيلي باجلبان بسبب‬ ‫أو سمو األمير أو السلطان األكبر‪ ،‬بل‬ ‫عدوانه على قطاع غزة‪.‬‬ ‫الحرة‬ ‫بوليفيا‬ ‫يعلن باستمرار أمام شعبه ان بالده لن‬ ‫وأضاف القائد الفنزويلي “كم هو‬ ‫تكون ابدا ً مستعمرة أميركية‪ ،‬فالرئيس‬ ‫جبان هذا اجليش‪ ،‬انه يهاجم ويقتل‬ ‫في بوليفيا أعلن الرئيس ايفو موراليس أن بالده قطعت‬ ‫تشافيز هو امتداد لصاحب الثورات‬ ‫األبرياء واألطفال‪ ،‬ويتفاخر بأنه يدافع‬ ‫عالقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل بسبب العدوان‬ ‫املشهورة سيمون بوليفار الذي قال قبل‬ ‫عن بالده”‪ ،‬ودعا الى محاكمة الرئيس‬ ‫الصهيوني على غزة‪.‬‬ ‫أكثر من قرن ان الواليات املتحدة تتلذذ‬ ‫اإلسرائيلي اجملرم شيمون بيريز‬ ‫وقال موراليس في كلمة له أمام الدبلوماسيني في‬ ‫بتعذيب الشعوب‪ ،‬وهو امتداد إلرث الثائر‬ ‫واجملنون جورج بوش بتهمة “اإلبادة‬ ‫قصر احلكم “أود أن أعلن أن بوليفيا تربطها عالقات‬ ‫العظيم الشهيد تشي غيفارا الذي‬ ‫اجلماعية” في محكمة العدل‬ ‫دبلوماسية مع إسرائيل‪ ،‬ونظرا ً لهذه اجلرائم اخلطيرة‬ ‫نذر حياته حملاربة االستعمار والهيمنة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ضد احلياة واإلنسانية‪ ،‬فإن بوليفيا تعلن قطع العالقات‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫وأشار الى أن حكومته حتترم‬ ‫اسرائيل”‪.‬‬ ‫مع‬ ‫الدبلوماسية‬ ‫الرئيس الفنزويلي أعطى درسا ً‬ ‫اإلسرائيليني الذين يعيشون في‬ ‫واعتبر الرئيس البوليفي ما حدث في غزة بأنه “تهديد‬ ‫للحكام العرب املتعاونني مع الكيان‬ ‫فنزويال‪ ،‬ولكنه يأمل أن يدين اجملتمع‬ ‫جدي للسالم العاملي‪.‬‬ ‫الصهيوني بقطع العالقات الدبلوماسية‬ ‫اليهودي في فنزويال هذا العمل‬ ‫مع اسرائيل انسجاما ً مع رؤيته لعالم‬ ‫الوحشي‪ ،‬وقال‪“ :‬على يهود فنزويال أن‬ ‫يعمه السالم والتضامن واحترام القانون‬ ‫يدينوا هذه البربرية‪ ،‬فاليهود يرفضون‬ ‫تشافيز‬ ‫باسم‬ ‫لبناني‬ ‫شارع‬ ‫الدولي‪.‬‬ ‫كل أشكال االضطهاد ويرفضون‬ ‫الدروس التي أرسلها الرئيس تشافيز‬ ‫الهولوكوست‪ ...‬فما هذا الذي نراه‬ ‫أعلن اجمللس البلدي في بلدة البيرة‪ ،‬الواقعة في قضاء‬ ‫ليست للقادة العرب فحسب‪ ،‬ولكنها‬ ‫يحدث في غزة”‪.‬‬ ‫عكار في شمال لبنان‪ ،‬في بيان عن إطالق اسم رئيس‬ ‫بالدرجة االولى للشعوب العربية‬ ‫هذا البطل الذي لم يرضخ ولم‬ ‫فنزويال أوغو تشافير على الشارع الرئيسي في البلدة‪.‬‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬فعليها أال تراهن على قادتها‪،‬‬ ‫ينحن ألحد‪ ،‬أعلن تأييده للمقاومة‬ ‫وذكر البيان أن هذا القرار اتخذ تقديرا ً واحتراما ً ملبادرة‬ ‫ِ‬ ‫وان تعتمد على نفسها واألخذ باألسباب‬ ‫في فلسطني والعراق ولبنان‪،‬‬ ‫تشافيز التاريخية بطرد السفير الصهيوني من بالده‬ ‫لتعيد مجدها وعزتها وكرامتها‪.‬‬ ‫بينما يدينها حكامنا العرب‬ ‫احتجاجا ً على اجملازر الال إنسانية اإلسرائيلية التي ارتكبت‬ ‫فعل ذلك ألنه ميلك قراره ولم‬ ‫وينعتونها باإلرهاب ويتآمرون‬ ‫في حق الشعب الفلسطيني احملاصر في غزة‪.‬‬ ‫يوقفه حتذير أو تهديد من العم سام‬ ‫عليها‪ ،‬وهدد بقطع النفط عن‬ ‫األميركي كما يفعل اآلخرون من أهلنا‬ ‫الواليات املتحدة إن استمرت في‬ ‫املقربني‪.‬‬ ‫سياساتها التآمرية والعدوانية‬ ‫فمتى يقتنع عربان الذل بأن قطع العالقات مع الكيان احملتل هو احلد‬ ‫ضد بالده وبلدان العالم املمانع‪ ،‬بينما نفطنا العربي يغذي‬ ‫آلة احلرب األميركية والصهيونية‪ ،‬وأموالنا العربية تهدى األدنى املطلوب ليكون لهم موقف‪ ،‬أم أن الذل أمر مستحب بالنسبة‬ ‫لتنمية مصانع السالح األميركية ولتغطية نفقات احلروب لهم والكرامة شيء غريب لم يعتادوه؟‬ ‫ضد أرضنا وشعبنا‪.‬‬ ‫رونالد حمدان‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫سجـل جديداً‬ ‫ِّ‬ ‫سـجـِّ ْل جديـدا ً في تـواريـخ الـعـرب‬ ‫إرب‬ ‫وامسح قــدميا ً مـا حتـقـق ِمـ ْن ْ‬ ‫وارم ِ الـمـآثـر ِمـ ْن حضارة سالــف ٍ‬ ‫واحلـسـب‬ ‫والـقـرابة‬ ‫األواصـر‬ ‫وانس‬ ‫ْ‬ ‫هـــذا نــدا ٌء ِمــ ْن مـلـوك عــواصــم‬ ‫وشــعار حـكام الـعـروبــة والـعـرب‬ ‫**************‬ ‫َ‬ ‫الـتـاريـخ ِمـ ْن أحكـامهـــم‬ ‫سنسجــل‬ ‫لـعهـود ظلـم ٍ ِمـ ْن سنني ٍ‪ِ ،‬مـ ْن حـقــب‬ ‫سنسجـل األغـــالل ِمـ ْن قضبانهـــم‬ ‫ونسجــل األســواط تـجـلــد والعـطـب‬ ‫سنسجـل اآلهــات ِ تـنفث علـقمـــا ً‬ ‫ْ‬ ‫يـنـل غـيرَ التعـب‬ ‫بصـدور شعـب ٍ لـم‬ ‫سنسـجـل اآلالم ِمــــ ْن أدوائــهـــــم‬ ‫ونسجــل األمـراض فـينــا والــجــرب‬ ‫سنسجــل اإلذالل يســكــن أنـفـســا ً‬ ‫فـي كـل َمـ ْن سـرق القيادة واغـتصـب‬ ‫سنسجــل الطغـيــان يســلــب أمــة ً‬ ‫ثـروات ِ أرض ٍ ِمـ ْن جليـن ٍ‪ِ ،‬م ْن ذهـب‬ ‫سنسجــل النيـران ُ‬ ‫تـغـرق مــوطنـا ً‬ ‫وتـميــت أهـــال ً باحلـرائـق واللـهــب‬ ‫ُ‬ ‫ونسجــل التفــريق بيــن مـــذاهـب ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ـقـطـع في تـالحـمـنـا العصب‬ ‫شحنـا ً ي ُ‬ ‫قـادة‬ ‫يصنــع‬ ‫ونسجــل الــعــــدوان‬ ‫ً‬ ‫لـ َعــب‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫للمــواطن‬ ‫حكــم‬ ‫ورجــال‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫*************‬ ‫فلـِ َم ْن نــلـــوذ ِمــ َن الــبــالء بـأمـة ٍ‬ ‫ولـِمـ ْن نـعــود ِمــ َن احلجـارة واحلطب‬ ‫فسمــاؤنــا وتــرابـنــا وهــــواؤنــا‬ ‫وميـاهنـا وشـعــوبـنـا أضحـت غضب‬ ‫أســفي عـلـى الـتاريـخ يحمل غابرا ً‬ ‫ت في األصالــة والنسـب‬ ‫تـجـلــ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِقـيـما ً‬ ‫أسفي على الـتاريخ يـــرحــم قــادة ً‬ ‫صنعوا البطـولــة في مــالحـم مـا كتب‬ ‫أسفي عـلـى الـتـاريـخ يـذكـر سادة ً‬ ‫ورجــال حـزم ٍ فـي املصائب والنوب‬ ‫ورجـال حــق ٍ ينشــدون كــرامــة ً‬ ‫وخـالص شعب ٍ ِم ْن شـرور ٍ ِم ْن نصب‬ ‫َ‬ ‫ورجـال عـدل ٍ ينصفـون شـعوبهم‬ ‫ورجـال فـكـر ٍ فـي الـبــالغــة واألدب‬ ‫كانـوا رؤوسـا ً في القـرار وسـادة ً‬ ‫فجعــلتـم الـرأس احملكـَّم فــي الــذنـب‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪54‬‬

‫سكنوا كـبــارا ً في ســواتــر خيمة ٍ‬ ‫فسـكـنـتـم القـصــر املتـــ َّوج بالـقــبــب‬ ‫بلــغـوا السمــو مكانـة ً بـتـواضــع ٍ‬ ‫فـرفـعـتــم األسـمــاء فيــكــم والــرتـب‬ ‫كـان احلـديد بـقـبضـة ٍ ومبعصـــم ٍ‬ ‫وبـعـظـم جســم ٍ ‪،‬بالـمفـاصل‪،‬بالـ ُّركـب‬ ‫فأبـيـتـم اجلــسـ َد املــرصـَّ َع قـــوة ً‬ ‫ـح بالـقـصـب‬ ‫املصفـ‬ ‫ـب‬ ‫َّ َ‬ ‫الصلـْ َ‬ ‫وبــدلـتـم ِ‬ ‫ونــدا ُء غـــزَّة لــم يصـل أسماعكم‬ ‫وصــراخ أهــل ٍ واملـناحــة والصخـب‬ ‫وبكــاء شـيـخ ٍ واستـغــاثـة طـفــلة ٍ‬ ‫وعــويــل قـــوم ٍ والظــالمـة والشـغـب‬ ‫وحصـار شــعب ٍ وامتهان كـرامة ٍ‬ ‫ودمــوع قـهـــر والـمـــالمة والـعــتــب‬ ‫فــألي أمــر ٍنستجــيــر بحـــاكـــم ٍ‬ ‫وألي فــعـــل ٍ قـــد نـبــادر بالـطــلـــب‬ ‫وعـلى النفوس ِمـ َن الهـوان غشاوة ٌ‬ ‫والــذل فــرَّخ فـي املشـاعــر وانسكــب‬ ‫هـيهــات ينظــر حـاكــم ٌ متـسلـِّط ٌ‬ ‫ويـرى املظالــم في القبــور وفي الترب‬ ‫**************‬ ‫عشـائــر‬ ‫مــاذا تــركـتم يــا كـبـار‬ ‫ٍ‬ ‫والكــل مـنكــم لألمــانة قـــد ســـلــب‬ ‫مــاذا تـركتــم يـا شيــوخ قــبــائل ٍ‬ ‫والكــل منكــم فـي املهـمة قــد رسـب‬ ‫مــاذا تـركـتـم غــيـر ذل ٍ قـــائــم ٍ‬ ‫غــير التبــاعـــد والـتـناحـر والهــرب‬ ‫مــاذا تـركـتم غـيــر أجهــزة لكـم‬ ‫والـنـاس تقبع في السجـون وفي العلب‬ ‫واألرض فاضت ِم ْن مدامع أعني ٍ‬ ‫هــذا اشـتكى ‪،‬هــذا بكـى ‪،‬ذاك انتحـب‬ ‫لــم يبــق شي ٌء غير بعض مالفظ ٍ‬ ‫للقمــة الــغــرَّاء تـجمـعـهــا اخلـطــب‬ ‫لــم يبــق غير مـرابع ٍ ومضاجـع ٍ‬ ‫ومضارب ٍ ونـخيـل ِ تـمــر ٍ والرطب‬ ‫وصحـائف ٍوجـرائـــد ٍقــد د ّونـت‬ ‫إسـمــا ً يُـتـ ِّوج فـي الـوريـقـات اللقـب‬ ‫ودنــان خمــر ٍمسكــر ٍ ومطاعـم ٍ‬ ‫ورنيــن حلــن ٍ واملـراقص والطــرب‬ ‫إني أعــوذ برب َمـن خـلق الفلــق‬ ‫ِمــ ْن شــر ليــل ٍ غـاسـق ٍ أمسى وقـب‬

‫غازي مراد‬


‫منبر لبناني‬ ‫الحوار في االستراتيجية الدفاعية «مكانك راوح»‬

‫قوى ‪ 14‬شباط تريد قرار السلم مع إسرائيل وسحب قرار الحرب‬

‫احلوار حول االستراتيجية الدفاعية‪ ،‬في‬ ‫جلسته الرابعة برئاسة رئيس اجلمهورية‬ ‫العماد ميشال سليمان‪ ،‬ما زال يراوح مكانه‪،‬‬ ‫وهو تقدم خطوة باجتاه تشكيل جلنة خبراء‪،‬‬ ‫من أجل إيجاد القواسم املشتركة في األوراق‬ ‫والدراسات املقدمة‪ ،‬وفرز ما هو متباعد بني‬ ‫األطراف‪ ،‬اذ ثمة اجتاهات وآراء متعددة حول‬ ‫مفهوم الدفاع عن لبنان‪ ،‬اذ يسعى فريق ‪14‬‬ ‫شباط إلى حصره بالدولة فقط‪ ،‬ووضع قرار‬ ‫احلرب والسلم بيدها دون سواها‪ ،‬أما قوى‬ ‫املعارضة فإنها تنطلق في أفكارها من جتربة‬ ‫املقاومة الناجحة‪ ،‬وحتقيقها انتصارات في‬ ‫العام ‪ ،2000‬ثم صمودها في مواجهة العدوان‬ ‫اإلسرائيلي ومنعه من حتقيق أهدافه في اعادة‬ ‫احتالل االراضي‪ ،‬أو االعتداء على لبنان‪ ،‬دون الرد‬ ‫عليه‪ ،‬بقصف املستوطنات وإحلاق أضرار مادية‬ ‫ومعنوية بالكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫فأربع جلسات كانت من أجل تقطيع الوقت‪،‬‬ ‫وإلبقاء احلوار مفتوحا ً وقائماً‪ ،‬ولن حترز أية خطوات‬ ‫إال بعد االنتخابات النيابية‪ ،‬التي ستنبثق عنها‬ ‫السلطة املقبلة‪ ،‬والتوجه الذي تسلكه‪ ،‬اذ‬

‫ان ما جرى في انتخابات العام ‪ 2005‬لن يتكرر‬ ‫في العام ‪ ،2009‬لذلك تعتبر هذه االنتخابات‬ ‫مصيرية ومفصلية‪ ،‬ألنها سترسم مستقبل‬ ‫لبنان السياسي‪ ،‬وموقعه من الصراع مع العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬اذ ان فريق االكثرية النيابية احلالية‬ ‫حاول أن ينحو به باجتاه وقف هذا الصراع‪ ،‬والعمل‬ ‫باتفاقية الهدنة‪ ،‬وفتح مفاوضات مع العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وإقفال جبهة اجلنوب‪ ،‬حتت عنوان‬ ‫ملاذا يبقى لبنان وحيدا ً يقاتل العدو اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫فيما اجلبهات االخرى صامتة‪ ،‬وخاضعة التفاقات‬ ‫دولية ملنع نشوب حرب عليها‪ ،‬ويعطي هؤالء‬ ‫منوذجا ً للوضع في اجلوالن‪ ،‬كما االتفاقيات املوقعة‬ ‫بني كل من مصر واالردن والسلطة الوطنية‬ ‫الفلسطينية مع اسرائيل‪.‬‬ ‫وفي مقابل هذه النظريات التي تنطلق من‬ ‫“ثقافة احلياة” والترويج ملقولة “بدنا نعيش”‪،‬‬ ‫وملاذا “ندفع الثمن كلبنانيني منفردين”‪ ،‬فإن‬ ‫املقاومة وتيارها‪ ،‬يؤكدان على ضرورة استثمار‬ ‫اإلجنازات التي حققتها‪ ،‬واالنتصارات التي‬ ‫شهدها لبنان‪ ،‬من أجل بناء لبنان القوي ال‬ ‫الضعيف‪ ،‬وعدم العودة الى مقولة “قوة لبنان‬

‫‪55‬‬

‫في ضعفه”‪ ،‬وان حمايته تؤمنها له الصداقات‬ ‫الدولية والقرارات التي تصدر عن مجلس األمن‪،‬‬ ‫واالتصاالت الدبلوماسية‪ ،‬حيث يرفض فريق‬ ‫املعارضة هذه األفكار والنظريات‪ ،‬التي تعتبرها‬ ‫انها لم تساعد لبنان بشيء‪ ،‬ولم تدافع عنه ولم‬ ‫حتم أرضه من االحتالل‪ ،‬وتدافع عن اللبنانيني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وان قرار مجلس االمن ‪ 425‬الذي صدر بعد‬ ‫االجتياح اإلسرائيلي للبنان في آذار ‪ ،1978‬لم‬ ‫تنفذه اسرائيل بانسحاب فوري دون شروط‪ ،‬كما‬ ‫ان الواليات املتحدة منعتها من ذلك‪ ،‬ولم متكن‬ ‫اجليش اللبناني آنذاك من الدخول الى اجلنوب‬ ‫واالنتشار مع القوات الدولية في املناطق التي‬ ‫ستنسحب منها قوات االحتالل االسرائيلي‬ ‫التي لم تتورع عن غزو لبنان في العام ‪1982‬‬ ‫والوصول الى بيروت‪ ،‬التي لم تخرج منها ومن‬ ‫مناطق اخرى محتلة إال باملقاومة‪ ،‬ال بقرارات‬ ‫دولية‪ ،‬وحصل التحرير في العام ‪.2000‬‬ ‫فاملقاومة التي يقر اجلميع بإجنازاتها حتى من‬ ‫فريق ‪ 41‬شباط‪ ،‬إال أن هؤالء يقفون عند مقولة‬ ‫حصرية السالح بيد الدولة‪ ،‬ووضع قرار احلرب‬ ‫والسلم بيدها‪ ،‬أي العودة الى مرحلة سابقة‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫عندما لم تكن للبنان مقاومة‪ ،‬وكان جيشه‬ ‫ضعيفاً‪ ،‬ولم يتم تسليحه‪ ،‬الن اتفاقية الهدنة‬ ‫متنعه من ذلك‪.‬‬ ‫لذلك فإن اخلالف كبير ومتباعد بني وجهتي‬ ‫نظر حول االستراتيجية الدفاعية‪ ،‬حيث يحاول‬ ‫رئيس اجلمهورية التوفيق بني النظريتني جلهة‬ ‫إطالق مقولة التكامل بني اجليش واملقاومة‪،‬‬ ‫وقد أثبتت جدواها‪ ،‬من خالل التنسيق بينهما‬ ‫في كل املراحل‪ ،‬ال سيما بعد اتفاق الطائف‪،‬‬ ‫ولكن املسألة تتعلق بكيفية الدمج بني‬ ‫املقاومة واجليش‪ ،‬إذ ثمة نظرية يسوقها فريق‬ ‫‪ 14‬شباط عن دمج عناصر املقاومة باجليش‬ ‫وتسليم سالحها له‪ ،‬أو إنشاء فوج خاص‬ ‫باملقاومة يتلقى األوامر من اجليش‪ ،‬أو إنشاء‬ ‫ما يسمى بـ”احلرس الوطني”‪ ،‬لكن املقاومة‬ ‫التي تقر بضرورة بناء اجليش وجتهيزه وتدريبه‪،‬‬ ‫ال ترى لزوما ً لدمجها به‪ ،‬بل ان يكون هناك‬ ‫جهاز املقاومة الذي يتحرك عند حصول أي‬ ‫عدوان ويتصدى له مع اجليش وبالتنسيق معه‪،‬‬ ‫وعندما حتتل أرض تصبح املقاومة مشروعة‪،‬‬ ‫مع انحسار اجليش الوطني عنها‪ ،‬وهو ما‬ ‫يسميه العماد ميشال عون في ورقته التي‬ ‫قدمها حول االستراتيجية الدفاعية بالشعب‬ ‫املقاوم‪ ،‬وهذا حق مشروع‪ ،‬وهذه جترية قامت‬ ‫بها كل الدول التي احتلت أرضها‪ ،‬فنشأت‬ ‫عليها مقاومة‪ ،‬وهذا ما حصل فعليا ً في‬ ‫لبنان‪ ،‬اذ حت ّول أبناء القرى والبلدات اجلنوبية الى‬ ‫مقاومني‪ ،‬وفي معارك صيف ‪ ،2006‬وخاض أبناء‬ ‫البلدات املتاخمة للشريط احلدودي مواجهات‬ ‫مع قوات االحتالل عندما تقدمت باجتاهها في‬ ‫مارون الراس وعيتا الشعب واخليام وبنت جبيل‬ ‫وغيرها من قرى الصمود واملواجهة‪.‬‬ ‫لكن وفق ما يدور من نقاشات ومن آراء‪،‬‬ ‫فإن قوى ‪ 14‬شباط عندما تتحدث عن قرار‬ ‫احلرب والسلم بيد الدولة‪ ،‬فإمنا تريد أن تعلن‬ ‫قبولها بالسلم‪ ،‬والتخلي عن احلرب‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإن البحث في االستراتيجية الدفاعية ال‬ ‫طائل منه‪ ،‬ما دام فريق “ثورة األرز” أكد انه ال‬ ‫يريد مقاومة اسرائيل‪ ،‬وال مواجهة أخطارها‬ ‫وأطماعها‪ ،‬وان االعتداءات على لبنان كانت‬ ‫بسبب الوجود الفلسطيني املسلح‪ ،‬واتخاذ‬ ‫أرض اجلنوب قواعد ملنظمات فلسطينية في‬ ‫نهاية الستينيات‪ ،‬وان العدوان األخير كان‬ ‫بسبب مغامرة “حزب اهلل” بأسر جنديني‬ ‫إسرائيليني في ‪ 12‬متوز ‪.2006‬‬ ‫فهذه النظرية ال تقترب من استراتيجية‬ ‫دفاعية‪ ،‬بل تتجه نحو “السالم مع اسرائيل”‪،‬‬ ‫فيما املقاومة تسعى الى أن تبقى قوة ردع في‬ ‫وجه إسرائيل‪ ،‬واحتياطا ً للجيش اللبناني في‬ ‫مقاومة أية محاولة للتقدم أو احتالل للبنان من‬ ‫جديد‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جنبالط يعترف بهزيمة مشروعه السياسي‬ ‫وانتصار مشروع المقاومة‬ ‫سوريا لن تغفر له ألن أخطاءه معها استراتيجية‬

‫بعد االنتصار الذي حققته املقاومة‬ ‫الفلسطينية في غزة‪ ،‬بصمودها ومواجهتها‬ ‫للعدوان اإلسرائيلي‪ ،‬وإفشال أهدافه‪ ،‬يعترف‬ ‫النائب وليد جنبالط بأن مشروعه السياسي‬ ‫انهزم‪ ،‬ورهانه على اخملطط االميركي املرسوم‬ ‫للمنطقة بإضعاف قوة املقاومة واملمانعة‬ ‫سقط‪.‬‬ ‫فكما فعل بعد احلرب االسرائيلية على‬ ‫لبنان في صيف ‪ ،2006‬واعترافه بعد أيام على‬ ‫هذه احلرب‪ ،‬بأن املقاومة انتصرت وتساءل‬ ‫الى َمن ستهدي انتصارها‪ ،‬أعلن جنبالط في‬ ‫أول اجتماع للجنة التشاور في تشرين الثاني‬ ‫‪ ،2006‬في مجلس النواب‪ ،‬أن مشروعه فشل‪،‬‬ ‫وقال ملمثلي املعارضة على طاولة االجتماع‬ ‫في مجلس النواب‪“ ،‬لقد ربح مشروعكم‪،‬‬ ‫وفشل مشروعنا”‪ ،‬وهو كرر الكالم نفسه‬ ‫في لقاء خلدة بدارة الوزير طالل أرسالن الذي‬ ‫جمعه ووفدا ً من قيادة “حزب اهلل” برئاسة‬ ‫النائب محمد رعد‪ ،‬بأن مشروع املقاومة في‬ ‫فلسطني ربح بعد جناحه في لبنان‪ ،‬وأن سوريا‬

‫‪56‬‬

‫وإيران متكنتا من أن تسجال انتصارا ً ملشروعهما‬ ‫في مواجهة املشروع األميركي الذي راهن‬ ‫عليه جنبالط ‪ ،‬ويدعو الى تغيير النظام في‬ ‫سوريا‪ ،‬وضرب إيران بسبب برنامجها النووي‪،‬‬ ‫إضافة الى احلربني اللذين شنّتهما اسرائيل‬ ‫على املقاومتني اللبنانية والفلسطينية‪ ،‬ولم‬ ‫حتققا أهدافهما في إنهائهما أو نزع سالحهما‬ ‫وإضعافهما‪.‬‬ ‫فرئيس احلزب التقدمي االشتراكي‬ ‫مهزوم‪،‬ولكنه يرفض عودته الى املوقع الذي‬ ‫كان فيه‪ ،‬وهو التحالف مع سوريا‪ ،‬والذي انقلب‬ ‫عليه‪ ،‬بعد االحتالل االميركي للعراق‪ ،‬ورهانه‬ ‫أن نظام الرئيس بشار االسد لن يصمد أمام‬ ‫الوضع املتحول في املنطقة‪ ،‬والرياح االميركية‬ ‫اجلارفة “لألنظمة املارقة” التي تتهمها‬ ‫واشنطن بأنها ترعى “اإلرهاب” وتدعمه ‪ ،‬وأن‬ ‫ما حل بالرئيس العراقي صدام حسني وسقوط‬ ‫نظامه‪ ،‬سيكون نسخة طبق األصل ملا ينتظر‬ ‫الرئيس السوري‪.‬‬ ‫بهذه األجواء كان جنبالط‪ ،‬حيث بدأ‬


‫يتلقى معلومات من اخملابرات االميركية‪ ،‬ومن‬ ‫أصحاب القرار داخل االدارة االميركية‪ ،‬امثال‬ ‫بول وولفويتس‪ ،‬ووليام ابرامز‪ ،‬وريتشارد بيرل‪،‬‬ ‫وكونداليزا رايس‪ ،‬وطبعا ً نائب الرئيس االميركي‬ ‫ديك تشيني‪ ،‬املتزعم جملموعة الصقور من‬ ‫“احملافظني اجلدد”‪ ،‬الذين كانوا وراء احلرب على‬ ‫العراق‪ ،‬وعلى دعم ‪ 14‬شباط في لبنان‪ ،‬وكانوا‬ ‫يؤكدون له‪ ،‬ان عمر النظام في سوريا قصير‪،‬‬ ‫وستنجح الضغوط عليه‪ ،‬إما باالستسالم‬ ‫للشروط االميركية‪ ،‬أو االنهيار من خالل حترك‬ ‫مد‬ ‫داخلي تقوم به املعارضة السورية‪ ،‬التي ّ‬ ‫جنبالط يد التعاون معها‪ ،‬من خالل “االخوان‬ ‫املسلمني” ونائب الرئيس السوري السابق‬ ‫عبد احلليم خدام‪ ،‬لكن تبني للمسؤولني‬ ‫االميركيني وحلفائهم من بعض الدول العربية‬ ‫كالسعودية التي رعت ودعمت قوى في‬ ‫املعارضة السورية‪ ،‬إضافة الى اسرائيل التي‬ ‫زارها فريد نهاد الغادري‪ ،‬ونسق مع املسؤولني‬ ‫فيها‪ ،‬بأن سوريا ال ميكن أن يتزعزع االستقرار‬ ‫فيها‪ ،‬والشعب السوري ملتف حول قيادته‪ ،‬وهو‬ ‫موحد على النهج املمانع والداعم للمقاومة‬ ‫الذي تقوده القيادة في سوريا‪ ،‬وان املطلوب‬ ‫منها أميركيا ً هو التخلي عن هذا السلوك‬ ‫في دعم املقاومة‪ ،‬وعدم مواجهة املشاريع‬ ‫األميركية واإلسرائيلية‪ ،‬لكن الرئيس االسد‬ ‫تشدد في مواقفه‪ ،‬ورفض مطالب وزير اخلارجية‬ ‫االميركية األسبق كولن باول بعد الغزو للعراق‪،‬‬ ‫وأكد متسكه بالوقوف الى جانب املقاومة في‬ ‫لبنان وفلسطني والعراق‪.‬‬ ‫هذا املوقف السوري املمانع والداعم‬ ‫للمقاومة‪ ،‬حاولت االدارة االميركية تدفيعه‬ ‫الثمن‪ ،‬فكان القرار ‪ 1559‬الذي سار وراءه‬ ‫جنبالط وحلفاؤه‪ ،‬واعتبروه بداية اخلالص من‬ ‫الوجود السوري في لبنان‪ ،‬الذي سيفقد النظام‬ ‫في سوريا قوته وسيتضعضع لو سحب قواته‬ ‫من لبنان‪ ،‬لكن الرئيس االسد اتخذ قرارا ً في‬ ‫‪ 5‬آذار ‪ ،2005‬باالنسحاب من لبنان‪ ،‬فأربك‬ ‫اخملططني لضربه‪ ،‬ومتكن من أن يواجه ما‬ ‫تتعرض له سوريا من داخلها‪ ،‬وهكذا أسقط‬ ‫في يد من كان يريد رأس احلكم فيها‪ ،‬وصمد‬ ‫الرئيس السوري في وجه األعاصير األميركية‬ ‫التي هبت على املنطقة‪ ،‬واعتبره تقرير بايكر‬ ‫هامليتون العبا أساسيا ويجب احلوار معه‪.‬‬ ‫كل هذا املشهد رآه جنبالط‪ ،‬الذي سعى‬ ‫الى مد خطوط مع سوريا‪ ،‬منذ العام ‪،2005‬‬ ‫لكن محاوالته باءت بالفشل‪ ،‬ولم ينجح‬ ‫الوسطاء سواء الدوليون أو االقليميون أو‬ ‫العرب أو اللبنانيون‪ ،‬في وصل ما انقطع بينه‬ ‫وبني سوريا‪ ،‬التي لن تغفر له‪ ،‬ألنه أخطأ معها‬ ‫في االستراتيجية‪ ،‬ولعب معها لعبة خطرة‬ ‫جداً‪ ،‬تتعلق بوحدة الشعب السوري وأمنه‬ ‫واستقراره‪ ،‬اذ يعتبره املسؤولون السوريون‬ ‫ح ّرض على االقتتال بني السوريني‪ ،‬كما عمل‬ ‫على زرع الفتنة بني ابناء الشعب السوري‪ ،‬عبر‬

‫الدخول مع احزاب وعناصر سورية في الدعوة‬ ‫الى العبث باألمن الوطني والقومي لسوريا‪ ،‬ال‬ ‫بل دعوته العلنية الى احتاللها من قبل اجليش‬ ‫االميركي‪.‬‬ ‫لذلك يرى جنبالط صعوبة في عودته الى‬ ‫سوريا‪ ،‬التي قالت على لسان وزير خارجيتها‬ ‫وليد املعلم مرة‪ ،‬ان صدرها مفتوح وانتظرت‬ ‫حتوال ً في مواقف رئيس “اللقاء الدميوقراطي”‪،‬‬ ‫لكنه استمر في التصعيد ضدها‪ ،‬وهو ما أقفل‬ ‫الطريق أمامه‪ ،‬بالعبور الى دمشق‪ ،‬التي فقدت‬ ‫الثقة به‪ ،‬وفق مسؤولني سوريني أعطوه فرصة‪،‬‬ ‫لكنه لم يتراجع عن ارتباطه مع أنظمة ودول‬ ‫سعت إلى تغيير النظام‪.‬ومع اعترافه بخسارة‬ ‫مشروعه السياسي‪ ،‬وإعادة التذكير أخيراً‪،‬‬ ‫بالوظيفة التي يريدها في الواليات املتحدة‬ ‫وهي “ز ّبال في نيويورك”‪ ،‬فإن جنبالط يعمل‬ ‫على احلفاظ على املقاعد النيابية‪ ،‬وهو يخوض‬ ‫االنتخابات املقبلة‪ ،‬حتت عنوان‪ ،‬منع عودة النفوذ‬ ‫السوري الى لبنان‪ ،‬وحصر قرار احلرب والسلم‬ ‫بيد الدولة اللبنانية‪ ،‬وإلغاء وجود املقاومة‬ ‫ومحاولة دمج عناصر منها في اجليش اللبناني‪،‬‬ ‫على طريقة استيعاب امليليشيات في اجليش‬ ‫بعد اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫واملعركة املقبلة جلنبالط هي الدفاع عن‬ ‫وجوده السياسي حيث يخشى مع تغيير الرياح‬ ‫الداخلية والعربية واالقليمية وحتى الدولية‬ ‫ملصلحة املعارضة الوطنية اللبنانية‪ ،‬وحلفائها‬ ‫في سوريا وايران ودول اخرى‪ ،‬من ان يفقد إرثه‬ ‫السياسي بالتآكل من رصيده الشعبي‪ ،‬اذا ما‬ ‫فقد مقاعد في االنتخابات النيابية‪ ،‬وتراجع‬ ‫حضوره في احلكومات املقبلة‪ ،‬وتوقف املال‬ ‫السياسي من منابعه‪ ،‬اذا ما تبخر املشروع الذي‬ ‫كان يتلقى املال باسمه‪ ،‬وهو ضرب املقاومة‬ ‫في لبنان ونزع سالحها‪ ،‬وإسقاط النظام في‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫لذلك يعيش رئيس احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي قلقا ً دائماً‪ ،‬على املستقبل‬ ‫السياسي الذي ينتظره‪ ،‬اذ ان قوته في العقود‬ ‫االخيرة حصلت من الدعم السوري له‪ ،‬ومن‬ ‫السلطة التي مكنوه من التفرد بها درزياً‪ ،‬ومن‬ ‫االموال التي كانت تغدق عليه من مصادر عدة‪،‬‬ ‫خارجية وداخلية‪ ،‬حيث استفاد من وجوده في‬ ‫احلكومة ومن وزارة املهجرين‪ ،‬ومن التعيينات‬ ‫االدارية في الدولة‪ ،‬وكل هذه املعطيات تركت‬ ‫جنبالط يستفرد بالساحة الدرزية‪ ،‬ويتكلم‬ ‫باسمها‪ ،‬ويكون املعبر السياسي لها‪ ،‬في وقت‬ ‫كانت أطراف سياسية درزية اخرى مهمشة‬ ‫ومبعدة‪ ،‬ألن من كانوا ممسكني بامللف اللبناني‬ ‫من املسؤولني السوريني السياسيني واألمنيني‪،‬‬ ‫قدموا جنبالط على اآلخرين‪ ،‬واعتمدوه هو‬ ‫كمرجعية درزية‪ ،‬وتلقى منهم كل الدعم‬ ‫سياسياً‪ ،‬عبر إشراكه في احلكومات‪ ،‬وصوغ‬ ‫قانون انتخابات نيابية على قياسه‪ ،‬ثم في‬ ‫جتحيم خصومه سياسياً‪ ،‬أما الدعم املادي‬

‫‪57‬‬

‫فكان يتوافر له من خزينة الدولة‪ ،‬ومن خزائن‬ ‫“تيار املستقبل” ورئيسه رفيق احلريري‪.‬‬ ‫من هنا فإن مخاوف جنبالط من ضمور وجوده‬ ‫السياسي‪ ،‬مع تراجع املشروع األميركي‪ ،‬وتقدم‬ ‫املشروع املقاوم واملمانع‪ ،‬يدفعه الى التشدد في‬ ‫موضوعي العالقة مع سوريا وسالح املقاومة‪،‬‬ ‫ويحاول أن يثير مع حلفائه عناوين تشكل مادة‬ ‫خالفية داخلية‪ ،‬من أجل استثارة العصبية‬ ‫والغرائز وشحن الشارع‪ ،‬وهو ما فعله النائب‬ ‫سعد احلريري‪ ،‬في إشارته أمام أنصاره الى أن‬ ‫املصاحلة في الكويت التي متت بني الرئيس‬ ‫السوري بشار االسد‪ ،‬والعاهل السعودي امللك‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬امنا جرت حتت عنوان ان األسد أرادها‬ ‫للتخلص من احملكمة الدولية بشأن اغتيال‬ ‫رفيق احلريري‪ ،‬الذي ّ‬ ‫يذكر فيه‪ ،‬الستعادة دمه‬ ‫من جديد ووضعه على لوائح االنتخابات‬ ‫وبرنامجها الستثمارها‪ ،‬حيث يجري التهويل‬ ‫باحملكمة قبل االنتخابات النيابية‪ ،‬واستخدامها‬ ‫ضد املعارضة‪ ،‬باإلشارة الى ان عددا ً من قادتها‬ ‫ورموزها سوف يستدعون الى احملكمة في‬ ‫الهاي‪ ،‬في وقت تؤكد جلنة التحقيق الدولية‬ ‫أنها لم متلك حتى اآلن أدلة حول اجلرمية‪ ،‬وعلى‬ ‫الضباط األربعة اللبنانيني املعتقلني اشتباهاً‪،‬‬ ‫وأبلغت جلنة التحقيق القضاء اللبناني أنها‬ ‫ألغت توصية ديتليف ميليس باعتقالهم‪ ،‬لكن‬ ‫ثمة خشية من أن يؤثر إطالق سراحهم على‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وقد أعلن الوزير السابق سليمان‬ ‫فرجنية عن إمكانية ترشحهم لالنتخابات‪،‬‬ ‫وهذا دليل كاف من أجل أن يثبت القضاء‬ ‫اتهامهم أو براءتهم‪ ،‬وهذا ما قد يحرجه‪ ،‬بعد‬ ‫مطالبات عدة من محامي املوقوفني بأن يطلق‬ ‫سراحهم‪ ،‬لكن املدعي العام سعيد ميرزا كان‬ ‫يرد الطلبات‪ ،‬فكان يلقى ردودا ً من الضباط‪ ،‬ال‬ ‫سيما اللواء جميل السيد يتحدوه بأن يعلن عن‬ ‫أسباب اعتقالهم‪ ،‬أو إصدار قرار ظني بحقهم‪.‬‬ ‫ان انتصارات املقاومة في فلسطني ولبنان‪،‬‬ ‫غ ّيرت املعادالت في املنطقة‪ ،‬وفرضت ان يعلن‬ ‫العاهل السعودي أن مبادرته للسالم لن تكون‬ ‫الى ما ال نهاية على الطاولة‪ ،‬كما تركته يعلن‬ ‫املصاحلة مع الرئيس األسد‪ ،‬بعد متنع ألكثر من‬ ‫عامني‪ ،‬وهذه إشارة الى التحول الذي طرأ على‬ ‫الوضع العربي الذي لم يقرأه سعد احلريري‬ ‫بعد جيداً‪ ،‬وما زال يحاول تعبئة أنصاره وتياره‬ ‫بالتحريض الذي لم يفده في ‪ 7‬أيار املاضي‪،‬‬ ‫وهو لم يفهم الدرس الذي فهمه جنبالط‬ ‫الذي قرأ ما جرى في حربي إسرائيل على لبنان‬ ‫وفلسطني‪ ،‬وقد شاهد التحول في العالم الذي‬ ‫لم يعد الى جانبه‪ ،‬لذلك هو أمام متغير داخلي‬ ‫وإقليمي ودولي‪ ،‬ال يعرف كيف سيتعاطى معه‪،‬‬ ‫وان استدارته نحو احملور املمانع املقاوم‪ ،‬ستكون‬ ‫مكلفة له‪ ،‬من قبل حلفائه‪ ،‬الذين يخشى أن‬ ‫يتهموه “باخليانة”‪.‬‬

‫جورج معوض‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬ ‫رئيس تيار التوحيد اللبناني زار الرئيس لحود‬

‫وهاب‪ :‬النظام السعودي شعر بأن إسرائيل فقدت قوة الردع‬ ‫والشارع العربي انقلب لمصلحة المقاومة والممانعة‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب الرئيس السابق للجمهورية‬ ‫العماد إميل حلود في منزله في اليرزة بحضور جنله النائب السابق اميل اميل‬ ‫حلود‪ .‬وبعد اللقاء قال وهاب‪:‬‬ ‫«بحثنا مع فخامة الرئيس األوضاع الداخلية‪ ،‬خاصة بعد االنتصار الذي‬ ‫حققته املقاومة في غزة‪ ،‬الذي أثبت لكل العالم أن انتصار املقاومة هو‬ ‫القاعدة وليس االستثناء‪ ،‬ألن البعض اعتبر انتصار متوز في لبنان استثناء‬ ‫في الصراع العربي االسرائيلي‪ .‬انتصار غزة اليوم يؤكد من اآلن فصاعدا أن‬ ‫انتصار املقاومة هو القاعدة وانتصار إسرائيل (ال سمح اهلل وهذا لم يحصل‬ ‫في يوم من األيام) بعد اآلن هو االستثناء‪ .‬فمعركة غزة حتما ستغير وجه‬ ‫كل املنطقة‪ ،‬وستغير طبيعة الصراع في املنطقة‪ .‬وأعتقد حتما ً أن الشرق‬ ‫األوسط وحتى العالم لن يكونا بعد غزة كما كانا قبل غزة‪ .‬أريد أن أعلق على‬ ‫أجلت احلديث عنه الن الوقت لم يكن‬ ‫موضوع م ّر خالل احلرب على غزة وكنت ّ‬ ‫مناسبا لهذا األمر وهو يتعلق مبوضوع قوى االمن الداخلي‪ .‬هناك قرار اتخذ‬ ‫في مجلس قيادة قوى األمن الداخلي أو نقاش حصل‪ ،‬بأن مجلس القيادة لم‬ ‫يحول مكتب املعلومات الى شعبة‪ ،‬وهذا يعني أن أي عمل يقوم به مكتب‬ ‫املعلومات من اآلن وصاعدا هو خارج األمن العسكري لقوى األمن الداخلي‬ ‫أو في مراقبة العسكريني داخل قوى االمن الداخلي‪ .‬فهذا عمل غير شرعي‬ ‫وعلى القضاء أال يتعاطى مع مكتب املعلومات كمفرزة قضائية أو كمكتب‬ ‫يستطيع حتويل القضايا اجلنائية أو يستطيع القبض على بعض املواطنني‪.‬‬ ‫نحن كطرف أو كفريق سنعتبر أي تصرف يقوم به مكتب املعلومات من‬ ‫اآلن وصاعدا مع أي مواطن تعديا ً وهو مبثابة تصرف ميليشيات‪ .‬مكتب‬ ‫املعلومات من اآلن وصاعدا يجب أن يتعاطى ضمن قوى األمن الداخلي فقط‪،‬‬ ‫تعديا ً ومخالفة للقانون وسيعرض بعض الضباط‬ ‫وأي‬ ‫تعاط خارجه يعتبر ّ‬ ‫ٍ‬ ‫للمالحقة القانونية في املستقبل‪ .‬لذلك أتوجه الى معالي وزير الداخلية‬ ‫حد لهذه األمور ووضع‬ ‫وهو رجل نظيف وذو سمعة طيبة أن يتدخل لوضع ّ‬ ‫حد لتجاوزات مكتب املعلومات اذا كان مكتب املعلومات ليس لديه أي غطاء‬ ‫شرعي‪ .‬وهذا أمر يجب أن تتن ّبه اليه النيابات العامة ويجب أن يوقف مكتب‬ ‫املعلومات عملية التشبيح على الشرطة القضائية اجلنائية التي هي من‬ ‫مهمة الشرطة القضائية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة ملستقبل العالقة السورية السعودية فقال وهاب‪:‬‬ ‫أنا لم أغير رأيي بالسعوديني وال مبصر‪ .‬هذه أنظمة مارست اخليانة خالل‬ ‫حرب غزة‪ .‬وهذا األمر ال يغسله ال التبرع مبئات ماليني الدوالرات وال باخلطاب‪.‬‬ ‫ثم ان البيان اخلتامي لقمة الكويت أظهر ان بعض االطراف غيرت شكالً في‬ ‫مواقفها ولم تغير في املضمون‪ ،‬مما يعني أن هذه األنظمة حتاول ان تؤمن‬ ‫إلسرائيل في السياسة ما فشلت عنه في احلرب‪ ،‬من استصدار قرار من‬ ‫مجلس االمن يقضي على املقاومة‪ ،‬وضرب سلطة حماس في غزة‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬واضح أن هذا املمثل الكوميدي املصري الذي لألسف يحتل‬ ‫كرسي جمال عبد الناصر‪ ،‬يصلح ألن يكون وزير خارجية إلسرائيل أكثر مما‬ ‫يصلح ألن يكون رئيسا جلمهورية مصر‪ .‬وهو يريد من خالل بعض االموال‬ ‫واملساعدات ان يعطي اسرائيل ما فشلت في حتقيقه أثناء احلرب‪ .‬يجب أن‬ ‫يقتنع الرئيس مبارك بأن هذا العصر انتهى‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن املصاحلات‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬بالنسبة للموضوع السعودي‬ ‫ّ‬ ‫التي جرت‪ ،‬برأيي أن النظام السعودي شعر بأن اسرائيل فقدت قوة الردع‬ ‫وبأن هناك إدارة أميركية جديدة ستكون مشغولة خالل الفترة املقبلة‬ ‫بوضعها الداخلي‪ ،‬وبأن الشارع العربي انقلب ملصلحة املقاومة واملمانعة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪58‬‬

‫كل هذه االمور دفعت رمبا هذا النظام الى التعديل في خطابه‪ .‬لكن نحن‬ ‫بانتظار األفعال‪ .‬اذا غيرت السعودية موقفها نغير عندها موقفنا‪ ،‬أما اذا‬ ‫بقي املوقف السعودي في اإلطار الكالمي الشكلي فحتما ً لن نغير موقفنا‬ ‫من هذا النظام‪.‬‬ ‫وردا ً على سؤال عن املصاحلة السورية ‪ -‬السعوية‪ ،‬قال وهاب‪:‬‬ ‫«أعتقد أن سوريا ال تقيم عالقات عامة مع الدول‪ ،‬فسوريا لديها موقف‬ ‫ممانع ومقاوم‪ .‬واذا اقتربت هذه األنظمة من موقف سوريا‪ ،‬فسوريا ليس لديها‬ ‫أية مشكلة شخصية مع هذه األنظمة‪ ،‬أما اذا اقتربت هذه األنظمة شكليا‬ ‫فقط من موقف سوريا فهي ليست بصدد إقامة عالقات عامة مع الدول‪.‬‬ ‫لذلك األمر يحدده املوقف السعودي‪ .‬وانتهاء عصر جورج بوش وذهابه الى‬ ‫منزله رمبا قد يغير شيئا في هذه االنظمة التي كانت خاضعة إلرادته‪ .‬فهذه‬ ‫االنظمة التي أخطأت معنا في حرب متوز ومع املقاومة في حرب غزة‪ ،‬أمامها‬ ‫اليوم فرصة‪ .‬اذا التقطت الفرصة أعتقد أنها تكون قد فعلت مصلحتها‪،‬‬ ‫واذا لم تفعل فالناس ستحاسبها‪ .‬وألول مرة نشعر بأن الشارع العربي اآلن‬ ‫مستعد للمحاسبة‪.‬‬ ‫وعن املصاحلة بني حزب اهلل والنائب جنبالط قال وهاب‪ :‬نشجع أية مصاحلة‪،‬‬ ‫وما ينطبق في كالمنا عن املوقف العربي ينطبق في كالمنا عن مواقف بعض‬ ‫اللبنانيني‪ .‬أنا هنا أنصح األطراف اللبنانية بقراءة متأنية لألحداث‪ ،‬فالعالم‬ ‫تغير والشرق األوسط تغير ويجب أن ينظر اجلميع لألمر من هذه الزاوية‪ .‬أما‬ ‫اذا استمر بعض االطراف بالتعاطي مع الوضع وكأن شيئا لم يتغير فأعتقد‬ ‫أنهم سيدفعون الثمن‪ ،‬كمثل أن يأتينا أحدهم اليوم ليناقش االستراتيجية‬ ‫الدفاعية كما كان يناقشها قبل غزة‪ ،‬فهذا غير مقبول‪ .‬وأقول حلزب اهلل إنه‬ ‫يجب أال يسمح لبعض اللبنانيني بأن يناقشوا االستراتيجية الدفاعية كما‬ ‫كانت تناقش في جلسات احلوار الشكلية سابقاً‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪« :‬ما حصل باألمس من مصاحلة‪ ،‬مرحب به‪ ،‬خاصة أنني‬ ‫معني مبوضوع اجلبل وأعتبر أن أي إعادة متركز سياسي ألي فريق في اجلبل‬ ‫باجتاه محور املقاومة واملمانعة أمر أرحب به‪ ،‬ولكن األهم أن تكون املصاحلات‬ ‫على أساس سياسي»‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪« :‬نحن أمام مرحلة جديدة وأساس هذه املرحلة هو ان‬ ‫محور املقاومة واملمانعة أصبح قويا ً مبا ال يقاس‪ ،‬وإسرائيل فقدت قوة الردع‪،‬‬ ‫واألميركي لم يعد قادرا على أن يفعل ما فعله في العراق‪ .‬فإذا اقتنع االطراف‬ ‫اللبنانيون بذلك فأعتقد أننا قادرون على ان نصل الى تفاهم»‪.‬‬


‫زار ممثل حركة حماس في لبنان وعرض معه العدوان على غزة‬

‫وهاب‪:‬‬ ‫وضعنا أنفسنا‬ ‫بتصرف حماس‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب ممثل حركة حماس‬ ‫في لبنان أسامة حمدان‪ ،‬حيث عرض معه آخر التطورات على الساحة‬ ‫الفلسطينية‪ .‬وقال وهاب بعدها إن اللقاء هو لوضع أنفسنا بتصرف‬ ‫حماس‪ ،‬معتبرا ً أن كل األمة والشارع هم حماس واملقاومة‪ ،‬وهذا املوقف‬ ‫هو الشيء الوحيد والقليل واخملجل الذي بإمكاننا أن نقدمه‪ ،‬وليت‬ ‫باستطاعتنا أن نقدم أكثر‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬جئنا لنضع أنفسنا بتصرف حماس‪ ،‬ولنطمئن إلى وضع‬ ‫اإلخوة اجملاهدين وأهلنا في غزة‪ ،‬واحلمد هلل طمأننا األخ أسامة إلى أن الوضع‬ ‫جيد وهذا يشير إلى بداية انتصار لغزة‪ ،‬الشبيه بانتصار متوز الذي حققته‬ ‫املقاومة في لبنان‪ ،‬وحتما ً هذا االنتصار سيترك نتائجه على كل الساحة‬ ‫العربية واإلسالمية‪ .‬فالوضع العربي بعد معركة غزة لن يكون كما قبلها‪.‬‬ ‫فعالً يبدو أن العدوان اإلسرائيلي بدأ يراوح مكانه‪ ،‬ولم يعد قادرا ً على فعل‬ ‫شيء‪ ،‬ولكن نخشى أن تكون املبادرات السياسية التي بدأنا نسمع عنها‪،‬‬ ‫وخاصة ما يقوم به النظام املصري من محاولة هي أكثر من وقف العدوان‬

‫وهاب يوجّ ه رسالتي‬ ‫تقدير لشافيز وأردوغان‬ ‫على مواقفهما‬ ‫المستنكرة للمجازر‬ ‫اإلسرائيلية والمتضامنة‬ ‫مع الفلسطينيين‬

‫على إسرائيل‪ ،‬حتركا ً بعدما بدأت إسرائيلي “تنحشر” في غزة‪ ،‬أو بعدما‬ ‫وصلت معركة إسرائيل مع غزة إلى مأزق”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬نحن نعتبر أن غزة حتما ً ستنتصر رغم كل املؤامرة اإلسرائيلية‬ ‫العربية‪ .‬وحتما ً فإن الشارع العربي والشارع املصري سيحكم بقسوة على‬ ‫هذا اخلائن حسني مبارك‪ ،‬وحكم التاريخ سيكون أقسى بكثير من هذه‬ ‫األحكام التي يحاولون التحدث عنها (الدعاوى بحق السيد حسن نصر اهلل‬ ‫وما إلى ذلك)‪ .‬الشارع املصري وكذلك اجليش املصري هو مع املنطق الذي‬ ‫حتدث به السيد حسن نصر اهلل‪ ،‬رغم كل القهر ومحاوالت األجهزة‪ ،‬ولكن‬ ‫كلنا نعرف ما هو نبض الشارع العربي‪ .‬اليوم كل األمة العربية هي غزة‬ ‫وحماس واملقاومة‪ ..‬هناك بعض األنظمة التي حتاول أن توحي بعكس ذلك”‪.‬‬ ‫وختم وهاب قائالً‪“ :‬باملناسبة نوجه نداء إلى كل املنظمات اإلنسانية‬ ‫للسعي إلى إطالق الشيخ عوض القرني الذي أصدر فتوى في اململكة‬ ‫العربية السعودية دعت لضرب كل املصالح اإلسرائيلية‪ .‬وقد علمنا أنه‬ ‫اعتقل من قبل األجهزة األمنية السعودية‪ ،‬وهذا ليس بغريب على هذه‬ ‫األجهزة وعلى هذا النظام‪ .‬ولكن ندعو إلطالقه فوراً‪ ،‬وعلى كل الشعوب‬ ‫العربية في السعودية وغير السعودية أال تخاف من التحرك لنصرة غزة‪.‬‬ ‫هذه معركة األمة اآلن‪ ،‬وأعتقد أنها ستكون من املعارك األخيرة مع هذا‬ ‫الكيان الصهيوني قبل املعركة احلاسمة”‪.‬‬

‫إلى شافيز‬

‫إلى أردوغان‬

‫وجه رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب‬ ‫رسالة تقدير الى فخامة الرئيس الفنزويلي هوغو‬ ‫شافيز ملوقفه الشجاع بطرد السفير اإلسرائيلي‬ ‫من فنزويال‪.‬‬ ‫وقال في رسالته‪ :‬إن هذا املوقف إن ّ‬ ‫دل على‬ ‫شيء فهو يدل على وقوفكم املستمر الى جانب‬ ‫قضايانا العادلة واحملقة وفي طليعتها قضية‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫إنك مبواقفك اجلريئة هذه تثبت يوما ً بعد يوم‬ ‫جذرية موقفك في دعم قضايا احلق والعدل في‬ ‫كل العالم‪ .‬وأنت الذي كنت أول من وقف بوجه‬ ‫اجلنون األميركي الذي اجتاح العالم طيلة السنوات‬ ‫املاضــية‪.‬‬

‫كما وجه وهاب رسالة تقدير الى رئيس احلكومة‬ ‫التركية رجب طيب أردوغان‪ ،‬حول موقفه املؤيد‬ ‫للشعب الفلسطيني واملستنكر للمجازر‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫لقد كان ملوقفكم الرائع حول اجملزرة االسرائيلية‬ ‫البربرية بحق غزة أبلغ األثر في نفوسنا ونفوس كل‬ ‫العرب الشرفاء‪.‬‬ ‫إن املوقف الرسمي والشعبي التركي سينعكس‬ ‫إيجابا ً في املستقبل على العالقة بني الشعب‬ ‫العربي والشعب التركي مبا يؤمن مصلحة قضايانا‬ ‫احملقة‪ .‬وبقدر ما كان تقديرنا ملوقفكم كبيرا ً كانت‬ ‫صدمتنا كبيرة ببعض املواقف العربية التي كانت‬ ‫شريكة كاملة إلسرائيل في عدوانها‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬ ‫زار عباس زكي متضامناً‬

‫وهاب ‪ :‬ما يجري في غزة اليوم هو بداية اإلنتصار الكبير‬ ‫زكي ‪ :‬أق ّدر مشاعر وهاب ومصداق ّيته تجاه الشعب الفلسطيني‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام‬ ‫وهاب سفارة فلسطني في لبنان‪ ،‬حيث التقى‬ ‫سعادة السفير عباس زكي وتباحث معه في‬ ‫العدوان االسرائيلي على قطاع غزة‪ .‬وبعد‬ ‫اللقاء قال وهاب‪:‬‬

‫وهاب‬ ‫“الهدف من هذه الزيارة اليوم هو تقدير‬ ‫املوقف الكبير الذي اتخذه األخ عباس زكي‬ ‫مع بداية العدوان االسرائيلي على غزة‪.‬‬ ‫حصن‬ ‫وهذا املوقف ليس بغريب عليه‪ ،‬وقد ّ‬ ‫به طبعا ً الوحدة الفلسطينية في لبنان‬ ‫وجعلها منوذجا ً يجب أن يحتذى به في الداخل‬ ‫الفلسطيني وخارجه‪ .‬فوحدة املوقف حتما ً‬ ‫ستساهم في صمود أهلنا في غزة أمام هذا‬ ‫العدوان الكبير واملتواصل‪.‬‬ ‫أنا أعتقد أن ما يجري في غزة اليوم هو‬ ‫بداية االنتصار الكبير الذي ستحققه‬ ‫املقاومة في غزة‪ ،‬وهذا العدوان املستمر منذ‬ ‫أحد عشر يوما ً لم يحقق حتى اليوم أيا ً من‬ ‫أهدافه األساسية‪ ،‬لذلك فهذا العدوان لن‬ ‫يصل الى اية نتيجة‪ ،‬ولألسف هناك خسائر‬ ‫كبيرة في االرواح واملدنيني‪ ،‬ولكن املقاومة في‬ ‫غزة بكل فصائلها بخير‪ ،‬وهي مستمرة ولن‬ ‫يتمكن هذا العدوان منها‪ .‬وطبعا ً لم تتكل‬ ‫املقاومة في غزة وال أهلنا في فلسطني على‬ ‫أي دعم عربي‪ ،‬وأنا ال أنصحها بذلك‪ ،‬فالعرب‬ ‫مقصرون كما كانوا باستمرار مع فلسطني‪،‬‬ ‫ولكن اليوم هذا التقصير فاضح‪ ،‬وأنا أعتقد‬ ‫أن هذا العدوان اإلسرائيلي له وجه آخر وهو‬ ‫العدوان العربي‪ .‬ال شك بأن الشارع العربي‬ ‫بخير ويتحرك بشكل رائع مع أهلنا في غزة‪،‬‬ ‫ولكن هناك‬ ‫اجلماهير العربية تقوم بواجبها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقصيرا ً عربياً‪.‬‬ ‫املهم اآلن هو أال تطرح تسويات سياسية‬ ‫في املوضوع الفلسطيني وموضوع غزة‬ ‫ملصلحة االسرائيلي أو ملصلحة الهدف الذي‬ ‫شن من اجله االسرائيلي عدوانه‪ .‬أي حل‬ ‫سياسي يجب أن يكون على أساس وقف‬ ‫احلصار والعدوان واالنسحاب من املناطق التي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫دخل اليها جيش العدو وثم البحث في االمور‬ ‫االخرى‪ .‬وأعتقد أن الوقائع على االرض ستؤدي‬ ‫الى النتائج التي نتوخاها‪.‬‬

‫عباس زكي‬ ‫ثم حتدث زكي قائالً‪“ :‬أقيم وأثمن عاليا ً‬ ‫زيارة األخ وئام وهاب‪ ،‬رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني ومشاعره وحميته ومصداقيته‬ ‫جتاه الشعب الفلسطيني‪ ،‬وخاصة غزة‬ ‫املنكوبة‪ .‬بحثنا جديا ً أية مخارج من هذا‬ ‫املأزق الراهن وضرورة توفير كل مرتكزات‬ ‫القوة فلسطينيا ً وعربيا ً حلماية الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه تدارسنا أوجه نشاطات‬ ‫مشتركة‪ ،‬مع احلفاظ على التحرك الذي‬ ‫يشعر أهلنا في الداخل بأنهم ليسوا‬ ‫وحدهم‪ .‬كان اللقاء جيداً‪ ،‬وكانت العواطف‬ ‫والعقول والبرامج تنسجم مع ما نصبو‬ ‫اليه‪.‬‬ ‫نحن أبلغنا ايضا ً الرفيق وئام وهاب بأننا‬ ‫وحدنا الدم في هذا البلد‬ ‫نحن الفلسطينيون ّ‬ ‫ونشكل رافعة وليس عبئاً‪ ،‬وايضا ً ال نتدخل‬

‫‪60‬‬

‫بالشأن الداخلي بل هدفنا وطموحنا هو‬ ‫سيادة لبنان واستقالله‪.‬‬ ‫وبالتالي نحن سعداء مبثل هذه املواقف‬ ‫ونتمنى بالفعل ان يكون هناك خطط‬ ‫مستقبلية بحيث يساهم كل من له‬ ‫صلة أو حمية جتاه فلسـطني بدوره‬ ‫املطــلوب”‪.‬‬ ‫وختاما ً علق وهاب على الوضع االجتماعي‬ ‫للمخيمات الفلسطينية في لبــنان‪،‬‬ ‫معتــبرا ً انه يجب أن يصار الى حترك مشترك‬ ‫لبناني ـ فلسطيني‪ ،‬فالفلسطيني في‬ ‫لبنان هو إنسان ايضا ً له حقوق كما عليه‬ ‫واجبــات‪.‬‬ ‫وفي ظل اإلهمال االجتماعي واالقتصادي‬ ‫لهذه اخمليمات‪ ،‬حتما ً ستستمر حالة اخمليمات‬ ‫على ما نشهده في بعض االحيان‪ ،‬ولكن‬ ‫على الدولة اللبنانية مسؤوليات جمة ويجب‬ ‫متابعة وضع اخمليمات وان شاء اهلل بعد أن‬ ‫يتحقق النصر في غزة وتنتهي هذه االزمة‬ ‫‪ ،‬يجب أن يتم التحرك بهذا االجتاه‪ ،‬إن كان‬ ‫باإلسراع في موضوع مخيم نهر البارد أو في‬ ‫اخمليمات االخرى ملعاجلة الوضع االجتماعي‬ ‫واالقتصادي واالنساني لالنسان الفلسطيني‬ ‫في اخمليمات‪.‬‬


‫رئيس تيار التوحيد اللبناني زار األمين القطري لحزب البعث العربي اإلشتراكي‬

‫وهاب ‪ :‬القرار ‪ 1701‬فرض على لبنان بالقوة وتخرقه إسرائيل‬ ‫شكر ‪ :‬شوكة المقاومة التي تمثلها حماس في غزة لن تنكسر‬ ‫التقى رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب‬ ‫األمني القطري حلزب البعث العربي االشتراكي في‬ ‫لبنان الوزير السابق فايز شكر‪ ،‬حيث تباحثا مبواضيع‬ ‫متنوعة كان أبرزها العدوان الصهيوني على غزة‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وبعد اللقاء أدلى وهاب بالتصريح اآلتي‪:‬‬ ‫“العدوان الصهيوني على غزة كان املوضوع‬ ‫األساسي الذي بحثناه مع معالي الوزير‪ ،‬وهذا العدوان‬ ‫في حال استمراره‪ ،‬يبدو أنه لن ينحصر في غزة‪،‬‬ ‫فحتما ً هزمية غزة هي خط أحمر وهزمية حماس في‬ ‫غزة ممنوعة‪ .‬وهذا قرار كل قوى املقاومة واملمانعة‬ ‫العربية واإلسالمية‪ .‬وهذا يعني أن األوضاع قد تتطور‬ ‫في أكثر من مكان‪.‬‬ ‫هنا أريد أن أعلق على بعض األمور التي تطرح‪،‬‬ ‫خاصة على الساحة اللبنانية‪:‬‬ ‫أوال ً اجلوالت التي يقوم بها البعض ويتبرع بتقييم‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وكأن لبنان ساحة مفصولة عما يجري في‬ ‫املنطقة! هذا أمر ال يجوز‪ ،‬فال ميكن حتى لو أردنا‪ ،‬فصل‬ ‫الساحة اللبنانية عما يجري في املنطقة‪.‬‬ ‫األمر اآلخر هو ما يتحدث عنه البعض وكأن حزب‬ ‫اهلل هو مسؤول عن األمن في اجلنوب أو حرس للحدود‬ ‫اإلسرائيلية‪ .‬حزب اهلل ليس حرس حدود‪ ،‬هو جزء من‬ ‫قوى املقاومة‪ ،‬ولكن األمن في اجلنوب هو من مسؤولية‬ ‫اجليش والقوى األمنية وقوات الطوارئ التي يجب أن‬ ‫تفتش عن من أطلق الصواريخ‪ .‬وهذا املوضوع ليس‬ ‫من مسؤولية ال حزب اهلل وال قوى املقاومة األخرى في‬ ‫اجلنوب‪.‬‬ ‫ثم التباكي على الـ‪ 1701‬وقبل أن نبدي رأينا فيه‪،‬‬ ‫هو اتفاق فرض على لبنان بالقوة ونتيجة الضغط‬ ‫والقصف اإلسرائيلي يومها‪ .‬ولكن الـ ‪ 1701‬يخرق‬ ‫كل يوم من إسرائيل‪ ،‬وقد خرقته آالف املرات منذ‬ ‫صدوره‪ .‬لم نسمع أن رئيس حكومة لبنانية مثالً‬ ‫حتدث عن شكوى جمللس األمن! لم نره يتوجه يوما ً‬ ‫جديا ً إلى اجملتمع الدولي ويقول إن إسرائيل خرقت الـ‬ ‫‪ !!1701‬وكأن املطلوب استمرار هذا اجلنب في طرح‬ ‫األمور‪ ،‬وكأن لبنان ضعيف ويستدعي الشفقة!! ال‪،‬‬ ‫لبنان قوي‪ ،‬ويلتزم بالـقرار ‪ 1701‬ولكن عندما يلتزم‬ ‫به اآلخرون‪.‬‬ ‫وأعتقد أن ال قوى املقاومة وال السلطة اللبنانية‬ ‫وال أحد بيده حتى لو أراد‪ ،‬القدرة على ضبط الساحة‬ ‫ما دامت املذابح مستمرة في غزة‪ .‬األساس أن يتوقف‬ ‫العدوان في غزة على أساس انسحاب اإلسرائيليني من‬ ‫غزة‪ ،‬وطبعا ً السلطة داخل غزة ستبقى حلماس‪ ،‬ومن‬ ‫الطبيعي أال تتم أية تسوية سياسية على حساب‬ ‫املقاومة‪ .‬هذا هو األساس‪ ،‬بدون ذلك ال أحد ميكنه أن‬

‫يضمن ال ساحة وال جبهة‪ ،‬ال في لبنان وال في غيره‪.‬‬

‫شكر‬ ‫ثم حتدث الوزير شكر قائالً‪“ :‬تشرفنا بلقاء معالي‬ ‫الوزير واألخ والرفيق وئام وهاب‪ .‬وكانت مناسبة‬ ‫ُعرضت فيها آخر التطورات التي حتصل على الساحة‬ ‫الفلسطينية من اعتداء وحشي وحرب إبادة بكل‬ ‫معنى الكلمة‪ .‬إنها حرب موصوفة‪ ،‬بدأت بها إسرائيل‪،‬‬ ‫وتعاونها مع بعض األنظمة العربية التي يفترض بها‬ ‫أن تكون في الصف الذي يجب أن تكون فيه وهو دعم‬ ‫ومؤازرة هذا الشعب الذي يتعرض ألبشع اجلرائم في‬ ‫تاريخ اإلنسانية والبشرية”‪.‬‬ ‫وتابع شكر‪ :‬ما نود أن نقوله هنا وطبعا ً قد تباحثنا مع‬ ‫معالي الوزير بذلك‪ ،‬وكان هناك وجهات نظر متطابقة‬ ‫وموحدة إزاء ما يجري على الساحة الفلسطينية‪ ،‬إن‬ ‫“شوكة املقاومة التي متثلها حركة حماس في غزة لن‬ ‫تنكسر”‪ ،‬وهذه املقاومة وهذا الشعب لن يُهزما أمام‬ ‫هذه اآللة الكبيرة التي تدعمها أميركا وبعض الدول‬ ‫املتربصة شرا ً كما هي إسرائيل‪.‬‬ ‫بالنسبة للموضوع الداخلي‪ ،‬كان على الدولة‬ ‫اللبنانية وعلى شركائنا في الوطن أن يكون لهم‬ ‫موقف واضح مما سمعناه في اإلعالم على لسان‬ ‫رئيس حكومة إسرائيل ووزيرة خارجيتها تسيبي‬ ‫ليفني‪ ،‬خاصة بعدما تعهدت وتوعدت أمام حسني‬ ‫مبارك ووزير خارجيته أبو الغيظ‪ ،‬حني قالت‪“ :‬اليوم‬ ‫حماس وغدا ً حزب اهلل”‪ .‬وكان من املفروض على هذه‬ ‫القوى في هذا البلد حكومة وشعبا ً وأحزابا ً أن يكون‬ ‫الرد واضحا ً انسجاما ً مع ما اتُّفق عليه بأن تكون‬ ‫الساحة موحدة في وجه أي اعتداء نتعرض له‪ .‬هنا ال‬

‫‪61‬‬

‫بد من أن نرفع الصوت عاليا ً وأن نوحد موقفنا من كل‬ ‫األنظمة العربية‪ ،‬أن تسعى مع مجلس األمن الذي‬ ‫يتباكى بشكل أو بآخر على ما تتعرض له إسرائيل‪،‬‬ ‫وما سمعناه من عدد من رؤساء دول تتعاطف مع‬ ‫إسرائيل بأن هناك جرمية‪ ،‬وكأن املعركة بدأت بها‬ ‫حماس‪ ،‬واحلقيقة أن املعركة بدأت بها إسرائيل وأعوان‬ ‫إسرائيل لتنفيذ مشروع د ّبر ليالً من أجل القضاء على‬ ‫املقاومة‪.‬‬ ‫نقول إن املقاومة لن تُهزم ولن تنكسر‪ ،‬واملقاومة‬ ‫على مستوى األمة ستقف الوقفة التي يقفها‬ ‫ابن حماس‪ ،‬والفلسطيني الوطني الذي يقف مع‬ ‫حماس‪ ،‬وبدأت معالم ومالمح هذه الظاهرة الوطنية‬ ‫والقومية الكبيرة تظهر في الضفة الغربية‪ .‬وأنا مع‬ ‫أن يكون هناك موقف من كل العرب‪ ،‬وأن ندعم هذه‬ ‫املقاومة ونحميها‪ ،‬وهذه األرض وهذه القضية‪ .‬وفي ما‬ ‫يخص الداخل املطلوب أن يكون هناك رد واضح‪ ،‬ويجب‬ ‫أن يسمع هذا الصوت ملن يعنيه األمر (إسرائيل وغير‬ ‫إسرائيل)‪ .‬أنا هنا أنصح هذا الفريق في الداخل‪ ،‬إذا‬ ‫كان هناك استبطان لنوايا معينة شبيهة مبا حصل‬ ‫في السابق إبان عدوان متوز وما بعد هزمية إسرائيل‪ ،‬ومت‬ ‫االتفاق بالدوحة‪ ،‬وهذا االتفاق تلتزم به كل األطراف‪،‬‬ ‫بأنه يجب أن نلتزم حتى بأي مسألة تعني أي فريق‬ ‫على الساحة اللبنانية‪ .‬فما يعني املقاومة يعني كل‬ ‫لبنان ومؤسساته‪ .‬إن املشاريع التي يعد لها بعض‬ ‫من هذا الفريق في ‪ 14‬شباط حول االستراتيجية‬ ‫الدفاعية‪ ،‬أنا أنصحهم بأن يخيطوا في غير هذه‬ ‫املسلة‪ ،‬فما تتعرض له فلسطني سيتعرض له لبنان‪،‬‬ ‫ولكن إن شاء اهلل في النتيجة النصر سيكون حليفنا‪،‬‬ ‫وسيكون من نصيب قوى املمانعة على مستوى األمة‬ ‫جميعاً‪.‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬ ‫وهاب محاضراً في إدلب‬

‫سوريا راهنت على خيار الممانعة ولن تتخلى عنه‬ ‫أمام ما بدأت تحققه المقاومات العربية من انتصارات‬ ‫ألقى رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب محاضرة في مدينة “حارم”‬ ‫في محافظة “إدلب” السورية‪ ،‬أكد فيها ما قاله بعد حرب متوز بأن املقاومة‬ ‫العربية ستعمم‪ ،‬وبأن هناك عصرا ً جديدا ً في هذه األمة‪ .‬وها هي اليوم غزة‬ ‫ثبتت ذلك‪ .‬مشيرا ً الى الدور األساسي الذي لعبته سوريا في نقطة التحول‬ ‫األساسية في هذه املنطقة‪ ،‬بوقوف شعبها الى جانب رئيسهم الذي حمى‬ ‫املقاومات العربية في أصعب األوقات‪ .‬ورأى أن غزة اليوم تثبت أن الهزمية التي‬ ‫زرعوها في رؤوسنا على مدى ستني عاما ً ليست قدرا ً عربياً‪ ،‬بل ميكن أن تكون‬ ‫قدرا ً إسرائيلياً‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬منذ خمس سنوات‪ ،‬عندما اجتاح هذا اجملنون الذاهب بعد‬ ‫أيام الى مزبلة التاريخ‪ ،‬العراق وأرسل يومها وزير خارجيته كولن باول الى سوريا‬ ‫ليطلب من الرئيس بشار األسد ثالثة أمور‪:‬‬ ‫األول تغيير سلوك النظام السوري‪ .‬الثاني‬ ‫وقف الدعم للمقاومة اللبنانية وحتديدا ً‬ ‫حزب اهلل‪ .‬الثالث هو طرد قادة حماس‬ ‫واجلهاد من دمشق‪ .‬فيومها كان جواب‬ ‫الرئيس بشار األسد بأنه ابن حافظ األسد‬ ‫وليس هو من يخضع لشروطهم‪ .‬وسلوك‬ ‫سوريا يحدده شعبها وليس هم‪ ،‬وان‬ ‫املقاومة اللبنانية ستبقى حتظى بدعم‬ ‫سوريا على كل الصعد‪.‬‬ ‫وبالنسبة لقادة حماس واجلهاد‪ ،‬قال‬ ‫األسد يومها “لباول” إن هؤالء الناس‬ ‫أرضهم محتلة واملكان الوحيد الذي‬ ‫سيخرجون اليه من سوريا هو فلسطني‬ ‫ال أي مكان آخر‪.‬‬ ‫وحتمل الرئيس بشار األسد خمس‬ ‫ّ‬ ‫سنوات من الضغط والتهديد نتيجة هذه‬ ‫اجللسة‪ .‬وما حصل في لبنان أتى ردا ً على‬ ‫ذلك أيضاً‪.‬‬ ‫أضاف‪ :‬في الوقت الذي كان املطلوب‬ ‫من سوريا أن توافق على احتالل العراق‪،‬‬ ‫عربي واحد في مواجهة‬ ‫لم يبق إال سيف‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه احلملة هو سيف بشار األسد‪،‬‬ ‫فيما استسلم كل الوطن العربي‬ ‫وكانت السيوف األخرى تهدى جلورج‬ ‫بوش وتستعمل للترحيب به‪ ،‬هذا الذي‬ ‫لم يكتف بقتل مليون عراقي ومسلم‬ ‫ويكمل في أيامه األخيرة تغطيه عملية‬ ‫القتل اليومية في غزة‪ ،‬مؤكدأ أهمية‬ ‫صمود سوريا في حتقيق كل ما وصلنا اليه‪ ،‬ومعتبرا ً أن وراء هذا الصمود عوامل‬ ‫عدة أهمها مسألة األمن الغذائي الذي حققه الرئيس الراحل حافظ األسد‬ ‫في سوريا‪ ،‬وهو ما أشارت اليه كونداليزا رايس في اجتماع احدى اللجان في‬ ‫الكونغرس األميركي (جلنة الشؤون اخلارجية) بعدم قدرة أميركا على تركيع‬ ‫هذه الدولة الصغيرة سوريا‪ ،‬حيث ردت السبب في ذلك الى أن “سوريا ال تأكل‬ ‫القمح من الواليات املتحدة األميركية”‪ .‬وهذه كانت السياسة العبقرية‬ ‫للراحل الرئيس حافظ األسد الذي حسب احلساب حتى خمسني سنة الى‬ ‫األمام‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪62‬‬

‫اغتيال الرئيس رفيق احلريري كان أميركياً‬ ‫بدأت احلملة على سوريا‪ ،‬وكان االستهداف احلقيقي في كل هذه احلملة هو‬ ‫عروبتنا وقوميتنا كفكر‪ .‬فكان املطلوب أن تغير سلوك نظامها وأن توقف دعم‬ ‫املقاومة العربية‪ ،‬وأن تقطع رأس املقاومة في لبنان‪ .‬وقد حاولوا مقايضة الرئيس‬ ‫األسد يومها بأن يبقى في لبنان ما شاء‪ ،‬بشرط واحد أن يقطع رأس املقاومة‬ ‫اللبنانية‪ .‬هذه هي املعادلة التي رفضها يومها الرئيس األسد وحاولوا تدفيعه‬ ‫ثمنا ً كبيرا ً لرفضها‪ ،‬فاتخذ القرار األميركي ـ الفرنسي‪ ،‬أيام شيراك في لقاء‬ ‫“النورموندي” بإخراج سوريا من لبنان بطريقة “مهينة”‪ ،‬فكانت عملية اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬لكن بغض النظر عما ستقوله جلنة التحقيق الدولية‬ ‫التي تتلقى أوامر سياسية‪ ،‬فإن الواليات‬ ‫املتحدة األميركية واملشروع األميركي‬ ‫في الشرق األوسط هو من اغتال رفيق‬ ‫احلريري‪ .‬أما من ّ‬ ‫نفذ‪ ،‬فهذه تفاصيل‪.‬‬ ‫عندما صدر القرار االميركي باغتيال‬ ‫امللك فيصل ردا ً يومها على قطع البترول‬ ‫عن الغرب نتيجة حرب ‪ ، 1973‬نفذه ابن‬ ‫شقيقه‪ .‬وعندما صدر القرار اإلسرائيلي‬ ‫بقتل ياسر عرفات‪ ،‬حتما ً هناك أحد من‬ ‫دس السم له وقتله‪ .‬إذا ً قرار اغتيال‬ ‫احمليط ّ‬ ‫الرئيس رفيق احلريري كان أميركيا ً بامتياز‪،‬‬ ‫وكان املطلوب أن تدفع سوريا ثمن هذا‬ ‫القرار وهذه العملية‪ ،‬فحاولوا تركيب‬ ‫امللفات ولكنهم لم يصلوا الى نتيجة‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬كان املطلوب من كل ذلك‬ ‫أن تعاقب سوريا عن ذنب لم تقترفه في‬ ‫اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ .‬واغتياله كان‬ ‫في سياق املشروع االميركي للمنطقة‪.‬‬ ‫فعندما فشلت أميركا في العراق‬ ‫وعندما انطلقت املقاومة العراقية‬ ‫البطلة التي نوجه لها ألف حتية ألن‬ ‫لها الفضل في إطالق الرصاصة األولى‬ ‫على املشروع األميركي في املنطقة منذ‬ ‫خمس سنوات ومنذ اليوم األول لالحتالل‬ ‫األميركي للعراق‪ .‬عندما انطلقت هذه‬ ‫املقاومة العراقية بدأ املشروع األميركي‬ ‫يترنح في كل املنطقة‪ .‬ولكن كان هناك‬ ‫عقبة أساسية أمام هذا املشروع حيث‬ ‫كان هناك ثالث مقاومات في الوطن العربي‬ ‫توجه ضرباتها للمشروع‪ ،‬املقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية‪ .‬وكانت‬ ‫سوريا هي عقدة احلل والربط بني هذه املقاومات الثالث في الوطن العربي‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬هذا كان هو املشروع‪ ،‬وما حصل في العراق كان سيحصل في سوريا‪.‬‬ ‫فبفضل قرار القيادة السورية ووعي شعبها‪ ،‬وأمام كل هذه الفوضى في املنطقة‬ ‫بقيت سوريا هي الدولة الوحيدة املستقرة‪ .‬وبني خيار الفوضى العراقية واالستقرار‬ ‫السوري‪ ،‬اتخذ الشعب السوري خيار املمانعة واالستقرار إلى جانب قيادته‪ .‬كما‬ ‫أخذوا قرار دعم املقاومات العربية من العراق الى لبنان الى فلسطني‪ .‬وسيقول لنا‬ ‫خالد مشعل ماذا فعلت سوريا لغزة بعد أن تنتهي احلرب عليها‪ ،‬كما قال لنا سماحة‬


‫السيد حسن نصراهلل بعد حرب متوز كيف دعمت سوريا املقاومة اللبنانية!!‬

‫سوريا شريك في املقاومة في غزة‬ ‫ورأى وهاب أن سوريا هي شريك في املقاومة التي جتري في غزة وليست داعما ً‬ ‫لها فقط‪ .‬وهي شريك كامل لكل املقاومات العربية‪ .‬نعم‪ ،‬راهنت سوريا على هذا‬ ‫املوقف منذ خمس سنوات ودفعت الثمن الكبير منذ ذاك الوقت‪ ،‬وحتما لن تترك‬ ‫هذا الرهان‪ ،‬واملقاومات على مستوى الوطن العربي بدأت باالنتصار‪ .‬وأكد وهاب أن‬ ‫“ال اخليانة لها دين وال القومية الوطنية لها دين”‪ .‬والشهداء الذين يسقطون في‬ ‫غزة امنا يحررون أرضا فلسطينية وال يحررون “أصفهان”! ويقاتلون دفاعا عن أولى‬ ‫القبلتني ال عن إيران وسوريا!! مستهجنا ً احلجج التي يطلقها البعض في لبنان‬ ‫بأن املقاومة الللبنانية “شيعية” وتعمل بأجندة إيرانية وما الى ذلك‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬أنت “أيها امللك” عندما متثل أمام يدي اهلل‪ ،‬ماذا ستقول له‪،‬‬ ‫اذا سألك ماذا فعلت للمسلمني وألمتك وللقدس؟! ستقول له إن خيرات األمة‬ ‫كانت تذهب الى مراكزالقمار في “الس فيغاس” و”كان” وكل عواصم أوروبا؟!‬ ‫ماذا ستقول له عندما يسألك عما فعلته ألطفال فلسطني اجلائعني ولنسائها‬ ‫وشيوخها؟! أين أهدرت أموال هذه األمة؟! هل ستقول له إن دولتك خسرت ألفي‬ ‫مليار دوالر في لعبة البورصة؟!‬ ‫وأنت يا رئيس ‪ 70‬مليون عربي‪ ،‬يا “كافور األخشيدي” الذي حتاصر غزة اليوم‪ ،‬ماذا‬ ‫ستقول بني يدي ربك؟! هل ستقول انك حاصرت حجاج بيت اهلل احلرام على معبر‬ ‫رفح ومنعتهم من الذهاب ألداء مناسك احلج؟! هل ستقول له إن رئيس حكومة‬ ‫منتخباً‪ ،‬هو مسلم سني مؤمن‪ ،‬أذللته تسعة أعوام على معبر رفح‪ ،‬الن الضابط‬ ‫اإلسرائيلي مينعك من إدخاله؟!‬ ‫ألم تشعر باخلجل أنت يا صاحب املليارات‪ ،‬عندما خرج اسماعيل هنية ليقول‪:‬‬ ‫“سنأكل اخلبز والزيتون ولن نستسلم”؟! فلسطني يكفيها خالل شهر مصاريف‬ ‫ليلة قمار واحدة! وأنت غائب عن كل ذلك‪ .‬وأنا ال أعلم حتى اآلن ما اذا كان قد علم‬ ‫بأن هناك هجوما ً إسرائيليا ً على غزة‪ ،‬أو أن وقته قد سمح له بأن يعرف أن هجوما‬ ‫إسرائيليا بدأ منذ أكثر من أسبوعني على غزة!!‬

‫إسرائيل إلى زوال‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬اليوم‪ ،‬الكل قلق على غزة ويسأل ماذا سيحصل هناك؟‬ ‫أقول لكم وقد التقيت منذ بضعة ايام باالخوة في حركة حماس وطمأنوني‪.‬‬ ‫وأطمئنكم بأن غزة تستطيع أن تستمر في املقاومة وقصف الصواريخ ألسابيع‬ ‫طويلة‪ .‬نعم حجم الضحايا املدنيني كبير‪ ،‬ولكن بنية املقاومة لم تصب حتى‬ ‫اليوم بأي أذى‪ .‬واملعارك الكبيرة سنشهدها عندما يبدأ االلتحام‪ .‬فاإلسرائيلي‬ ‫اجلبان يتحاشى االلتحام مع املقاومة‪ ،‬لقد انتشر في بعض األماكن التي كان‬ ‫يسيطر أصال عليها عبر الطيران والبوارج احلربية‪ ،‬ولكن حتى اآلن لم يستطع‬ ‫أن يدخل الى األماكن التي فيها املقاومة‪ .‬أستطيع أن أطمئنكم بأن صواريخ‬ ‫املقاومة ستبقى تطلق الى املدن الفلسطينية احملتلة حتى آخر يوم من املواجهة‪.‬‬ ‫وفي غزة هناك أكثر من ‪ 25‬الف مقاتل بينهم مئات االستشهاديني الذين ينتظرون‬ ‫اإلسرائيليني لدخول بعض الشوارع واألحياء‪ ،‬كي يؤكدوا لهم أن حرب متوز كانت‬ ‫نزهة بالنسبة اليهم‪ .‬فاملقاومة الفلسطينية استفادت من كل الثغرات في حرب‬ ‫متوز‪ ،‬واملقاومة اللبنانية كان لها الدور الكبير في مساعدة املقاومة الفلسطينية‬ ‫لسد هذه الثغرات واالستعداد ليوم املواجهة الذي كنا نعتبر جميعنا أنه قادم‪.‬‬ ‫هناك بعض املشاكل عند املقاومة وهي تتعلق باملدنيني وبوضع املستشفيات‬ ‫وبعض اجلرحى‪ .‬وطبعا هذا القابض على السلطة في مصر ضميره ميت ال‬ ‫يتحرك‪ .‬وهو بدأ يتحرك ويجب ان يالحظ اجلميع ذلك ولكن عندما بدأ الهجوم‬ ‫االسرائيلي يراوح مكانه ووصل الى الطريق املسدود وبدأ العرب يتحركون ليس‬ ‫إلنقاذ غزة بل لينجزوا في السياسة ما لم يستطع أن يفعله االسرائيلي في‬ ‫احلرب‪ .‬بدأوا يحاولون استصدار قرارات باجمليء بقوات دولية وما الى ذلك‪ .‬ولكن قرار‬ ‫املقاومة واضح‪ ،‬ال قوات دولية ال ضبط للمعابر‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬نشهد اليوم بداية النهاية إلسرائيل‪ .‬نعم‪ ،‬ستجدون في كالمي بعض‬ ‫املبالغة‪ ،‬ولكن من يعش فسيرى ذلك‪.‬‬ ‫منذ خمسة وعشرين عاما املعركة كانت جتري في عواصمها وكانت كل‬

‫النظرية االسرائيلية تقول‪« :‬أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل»‪ .‬اآلن املعركة‬ ‫في قلب فلسطني‪ .‬وعندما تصبح املعركة على ابواب املدن الفلسطينية‪،‬‬ ‫ستشهدون ما نقوله بأن إسرائيل أصبحت كيانا ً زائالً‪ .‬وحتما سيشاهد‬ ‫الكثيرون منا بداية زوال هذا الكيان الذي نعتبره غزوا ً جديدا ً يضاف الى غزوات‬ ‫الرومان والصليبيني والعثمانيني والفرنسيني وغيرهم على املنطقة‪ ،‬وفي النهاية‬ ‫جميعهم رحلوا ونحن بقينا‪ .‬وهذا الوجود الصهيوني في املنطقة سينتهي‬ ‫حتما ً بعد سنوات‪ ،‬واملنطقة ستعود ألصحابها‪ .‬والكثيرون منكم سيص ّلون في‬ ‫يوم قريب في املسجد االقصى وكنيسة القيامة‪.‬‬ ‫املقاومة انتصرت سياسيا ً ويتحرك معها الشارع في كل العالم‬ ‫واعتبر وهاب ان املقاومة انتصرت‪ ..‬انتصرت سياسيا ً ألنها اليوم حترك معها‬ ‫الشارع في كل العالم‪ ،‬لقد أعادت اسم فلسطني بعدما نسيناه طويالً‪ ،‬وبعد‬ ‫محاوالت الغاء فلسطني من ذاكرتنا‪ ،‬وإدخالنا في الشوارع والزواريب‪ ،‬واملذاهب‬ ‫والطوائف‪ .‬اآلن فلسطني والقدس توحداننا جميعاً‪ .‬وال أحد بعد اليوم ميلك قرار‬ ‫التنازل عنهما‪ ،‬وعادت غزة اليوم لتحيي فينا أياما ً نسيناها عندما كنا نتحدث‬ ‫عن كل فلسطني‪ ،‬فأصبحنا نتيجة هذا النظام الرسمي العربي نتحدث عن‬ ‫طلب مناطق عدة داخل فلسطني‪ ،‬وهي مناطق حاولوا أن يعطوها للفلسطينيني‬ ‫مقابل أثمان كبيرة‪ .‬ودفع يومها ياسر عرفات ثمن رفضه االستمرار في مسلسل‬ ‫التنازالت التي لم تكن لتعيد ال القدس والالجئني الى أرضهم‪ ،‬فما كان من‬ ‫إسرائيل إال أن اغتالته عبر بعض العمالء‪ ،‬فرحل عرفات دون ان يوقع نهائيا ً على‬ ‫مسلسل التنازالت الذي كان قد بدأ مع «اوسلو»‪.‬‬ ‫وختم وهاب عن وضع الشرق االوسط بعد غزة ‪ ،‬وما ستفعله االدارة االميركية‬ ‫اجلديدة‪ .‬فقال‪ :‬كما كان وضع الشرق االوسط بعد انتصار املقاومة في حرب متوز‬ ‫غيره قبل متوز‪ ،‬سيكون الوطن العربي بعد غزة غير ما كان عليه قبل غزة‪ .‬وأنا‬ ‫أكيد من هذه املعادلة وأن كثيرا ً من النظم ستسقط نتيجة ارتدادات الزلزال‬ ‫السياسي الذي يحصل اليوم في غزة‪ .‬مؤكدا ً أن األفضل لكل الدول العربية‬ ‫وحتى إلسرائيل أن تنتصر حماس في غزة‪،‬‬ ‫ألن انتصارها هو أفضل اخليارات لهؤالء العرب املتخاذلني‪ ،‬ولإلسرائيليني‬ ‫ولألوروبيني ايضاً‪ .‬فخسارة حماس في غزة (ال قدر اهلل وهي شبه مستحيلة‬ ‫كخيار) ستطلق خيار املقاومة في كل العالم‪ ،‬وخاصة في الوطن العربي‪ .‬واعتبر‬ ‫أنه‪ ،‬كما انهارت أنظمة ودفعت ثمنا ً كبيرا ً بعد حربي ‪ 1956‬و‪ ،1967‬حتما ً بعد‬ ‫حرب غزة‪ ،‬كثيرون سيدفعون الثمن‪ ،‬وسيكون خيارا املقاومة واملمانعة منتصرين‬ ‫على مستوى كل االمة‪.‬‬

‫جورج بوش جعل من أميركا‬ ‫ّ‬ ‫والسجان‬ ‫القاتل والظالم‬ ‫أما عما سيفعله أوباما واالدارة االميركية اجلديدة‪ ،‬فرأى وهاب أنه أيا ً يكن من‬ ‫يأتى بعد بوش لن يكون اسوأ منه! ودون ان نعرف شيئا ً عن اوباما‪ .‬ثم ان الواليات‬ ‫املتحدة تعرف أن جورج بوش د ّفعها ثمن سياسته‪ ،‬خرابا ً اقتصاديا ً وسياسياً‪ ،‬واالهم‬ ‫من كل ذلك خرابا ً أخالقيا ً حيث ضرب كل القيم االخالقية للشعب االميركي‪.‬‬ ‫والسجان‪،‬‬ ‫وأضاف‪ :‬بالنسبة لنا جورج بوش جعل من أميركا القاتل والظالم‬ ‫ّ‬ ‫في غوانتانامو وافغانستان والعراق وغيرها‪ .‬وقد عجل في نهاية االمبراطورية‬ ‫االميركية‪ ،‬وحتما ً سيعجل في نهاية اسرائيل‪ ،‬مما يعني أنه ودون ان يدري وفر‬ ‫علينا الكثير من السنوات‪ .‬واالدارة االميركية اجلديدة‪ ،‬أيا ً يكن رجاالتها‪ ،‬ستكون‬ ‫أمام واقع معني وستضطر للتعاطي معه‪ .‬وهذا الواقع يقول إنه كما ان للواليات‬ ‫املتحدة مصالح في املنطقة وتريد احلفاظ عليها‪ ،‬أيضا ً لغيرها مصالح وال‬ ‫أحد يستطيع ان يسير بسياسة العصا‪ ،‬ال سوريا وال ايران وال لبنان وال كل قوى‬ ‫املمانعة في املنطقة‪ .‬وال ميكن لالدارة االميركية ان تستبيح كل شيء كما فعلت‬ ‫في العراق‪ .‬لذلك ستكون مضطرة‪ ،‬خالل السنة االولى من واليتها‪ ،‬ملعاجلة الوضع‬ ‫االقتصادي وطبعا ً عبر نهب املزيد من اموال االمة العربية وثرواتها‪.‬‬ ‫ثم قام الوزير وهاب بزيارة الى بلدة كفتني في محافظة ادلب‪ ،‬حيث حتدث امام‬ ‫احلاضرين عن الدور الريادي املقاوم لطائفة املوحدين الدروز‪ ،‬وأكد دعمهم الدائم‬ ‫لشعب غزة والقضية الفلسطينية وكل القضايا العربية احملقة‪ ،‬ووقوفهم الى‬ ‫جانب املقاومات العربية أكان في العراق ام في فلسطني أم في لبنان‪...‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬

‫وهاب التقى وفدين من مجلسي النواب الفنزويلي والسوري‪:‬‬

‫نحن أمام واقع محورين وجامعتين عربيتين‬

‫استقبل رئيس “تيار التوحيد اللبناني ”‬ ‫الوزير وئام وهاب في دارته في اجلاهلية‪ ،‬وفدا ً‬ ‫من مجلس النواب الفنزويلي الذي يشارك في‬ ‫املؤمتر التضامني مع غزة الذي نظمه منتدى‬ ‫بيروت العاملي للمقاومة ومناهضة االمبريالية‬ ‫والتضامن بني الشعوب والبدائل‪ ،‬بحضور أعضاء‬ ‫املكتب السياسي ومسؤولة العالقات اخلارجية‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني السيدة فريال أبو ذياب‪،‬‬ ‫وجرى عرض للتطورات السياسية‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال وهاب‪“ :‬تشرفنا باستقبال‬ ‫االخوة في مجلسي النواب الفنزويلي والشعب‬ ‫السوري املتضامنني مع غزة في املؤمتر الذي يعقد‬ ‫في بيروت‪ ،‬وبحثنا معهم في األوضاع احمللية‬ ‫واالقليمية والدولية‪ ،‬خصوصا أننا أصحاب‬ ‫قضية واحدة في مواجهة مشروع واحد”‪.‬‬ ‫أضاف‪“ :‬غزة تسير نحو ضرب املشروع اإلسرائيلي‬ ‫الذي حاول ذبحها وتطويعها وتدميرها”‪.‬‬ ‫ورأى أن القمة العربية في التي انعقدت في‬ ‫الدوحة أكدت على محور الشرف واملمانعة في‬ ‫مواجهة محور الهزمية واالستسالم‪ ،‬معتبرا ً‬ ‫اننا أصبحنا اليوم أمام واقع جامعتني عربيتني‬ ‫في هذه األمة‪ ،‬جامعة عربية وجامعة عبرية‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬ال بد من توجيه التحية الى “الرئيس‬ ‫الفنزويلي تشافيز‪ ،‬هذا الرئيس املقاوم واملناضل‬ ‫الذي يعطي دروسا لكثير ممن يسمون أنفسهم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫رؤساء في هذا الوطن العربي‪ ،‬هؤالء الذين جلسوا‬ ‫يتفرجون على غزة”‪ ،‬مؤكدا ً للوفد الفنزويلي “أن‬ ‫قضيتنا واحدة وخصمنا واحد‪ ،‬وخالل ساعات‬ ‫سيودع جورج بوش هذا اجملرم احلكم‪ ،‬وسيرتاح‬ ‫العالم من هذا السفاح‪ ،‬ولألسف فإن هذا اجملرم‬ ‫سيذهب الى بيته ال الى السجن ليحاكم‪ ،‬ألنه‬ ‫أساء الى اميركا أكثر مما أساء الى العالم‪ ،‬وأساء‬

‫‪64‬‬

‫الى القيم األميركية‪ ،‬ونتمنى أن يكون الرئيس‬ ‫اجلديد أكثر عدال في تعاطيه مع قضايا العالم‬ ‫وخصوصا مع قضايانا العربية”‪.‬‬ ‫وكان وهاب قد استقبل أيضا ً وفدا ً من مجلس‬

‫الشعب السوري الذي شارك أيضا ً في املومتر‬ ‫التضامني مع غزة‪ .‬هذا واستبقى وهاب الوفدين‬ ‫على مائدة الغداء‪.‬‬


‫ً‬ ‫مسؤوال في الحزب الشيوعي الكوبي‬ ‫استقبل‬

‫وهاب‪ :‬كوبا ما زالت تقطع عالقاتها مع اسرائيل وهي أجرأ من بعض العرب‬ ‫مارتينس‪ :‬يزداد اعجابنا بكفاح شعب غزة ضد اسرائيل‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام‬ ‫وهاب في دارته في اجلاهلية نائب رئيس العالقات‬ ‫الدولية في اللجنة املركزية للحزب الشيوعي‬ ‫الكوبي اوسكر مارتينس يرافقه سفير كوبا في‬ ‫لبنان دارييو دي اورى وقنصل السفارة ماريا ايزابيل‬ ‫دي اورى ووفد من السفارة‪ ،‬بحضور مسؤولة‬ ‫العالقات السياسية السيدة فريال ابو ذياب ونائب‬ ‫رئيس املكتب السياسي بهاء عبد اخلالق‪.‬‬ ‫بعد اللقاء قال مارتينس‪“ :‬هدف زيارتي االولى‬ ‫للبنان‪ ،‬لقاء مختلف القوى السياسية اللبنانية‬ ‫الصديقة للشعب الكوبي‪ ،‬الذي واجه خالل‬ ‫خمسني عاما ً السياسة العدوانية للواليات‬ ‫املتحدة ضد حقوقه املشروعة بالسيادة والكرامة‬ ‫الوطنية واالستقالل‪ ،‬واللقاء بشعوب تواجه‬ ‫بإرادة الكفاح واالنتصار قوة عاتية تقتل االطفال‬ ‫والنساء العزّل مستخدمة األسلحة الفتاكة ‪،‬‬ ‫كما فعل اجليش االسرائيلي وكما حصل أخيرا ً‬ ‫في غزة‪».‬‬

‫وهاب‬ ‫ثم حتدث وهاب قائالً‪ « :‬اطلعنا املسؤول الكوبي‬ ‫خالل اللقاء على موقف بالده املميز من إسرائيل‪.‬‬ ‫وأمتنى لو أن بعض العرب يكون لهم املوقف‬ ‫الكوبي نفسه أو الفنزويلي أو االكوادوري في هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬خاصة أننا نرى رغم كل ما حصل في‬ ‫غزة أن بعض العرب ما زال ال ميتلك اجلرأة ليقطع‬ ‫عالقاته بالكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ « :‬ح ّيينا املوقف الكوبي كما‬ ‫نحيي موقف الرئيس تشافيز والرئيس موراليس‬ ‫وكل الرؤساء الذين كان لهم موقف مشرف‬ ‫خالل العدوان اإلسرائيلي على غزة‪ ،‬وهذا املوقف‬ ‫حتما ً سيسجل في الذاكرة العربية وفي ذاكرتنا‬ ‫جميعا ً ألننا كنا نحتاج في الوقت الصعب ملثل‬ ‫هذه املواقف»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬استمعنا باألمس لكالم املواطن‬ ‫السعودي سعد احلريري الذي كان سائحا ً‬ ‫طيلة فترة احلرب على غزة‪ ،‬وأحتفنا وأمتعنا‬ ‫برأيه وتقييمه العظيم للوضع العربي وحتليله‬ ‫لالمور!! واستحضرني وأنا أستمع اليه قول أحد‬ ‫الشعراء‪:‬‬ ‫احلي أمسى‬ ‫إذا غابت رجال ّ‬ ‫احلي يحلف بالطالق‬ ‫صبي ّ‬ ‫فيبدو أنه لم يبق في السعودية رجال تتكلم‪،‬‬ ‫احلي” ليتكلم باسمهم!!‬ ‫حتى كلفوا “صبي ّ‬ ‫ويبدو أيضا ً أنه لم يعد هناك رجال تلتزم‬

‫بأقوالها‪ ،‬ألن ما سمعناه من‬ ‫امللك السعودي في الكويت‬ ‫شيء‪ ،‬وما سمعناه من وزير‬ ‫خارجيته وما نسمعه اآلن‬ ‫من “الصبيان” شيء آخر‪.‬‬ ‫هل هذا يعني أن امللك لم‬ ‫يعد ميلك املونة الكافية؟!‬ ‫أم أن عمره لم يعد يسمح‬ ‫له باإلمساك بالوضع في‬ ‫اململكة وتنفيذ ما يقول؟! ثم بعد قمة الكويت‬ ‫وبعدما حاول امللك فتح صفحة جديدة من‬ ‫العالقات على الساحة العربية‪ ،‬أستغرب أن‬ ‫تكون السعودية قد أجدبت حتى عُينّ “مغفل”‬ ‫ناطقا ً باسمها؟!‬ ‫وحول موقف احلريري من اجلكهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية التي باعتباره تسيء للعالقات العربية ـ‬ ‫العربية‪ ،‬أكد وهاب أن االنقسام العربي أصالً بدأ‬ ‫منذ كامب دايفد‪ ،‬منذ أن انحرف هذا النظام وتآمر‬ ‫على فلسطني‪ ،‬ومنذ أن استدعت السعودية‬ ‫األميركيني ليحموا نظامها وعائلتها خالل حرب‬ ‫اخلليج‪ ،‬وساهمت في تدمير العراق واملنطقة‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬يجب أن يعرف اجلميع‪ ،‬وخاصة العرب‪،‬‬ ‫وهذا الكالم للتاريخ‪ ،‬بأن ايران دعمت لبنان عندما‬ ‫تخلى عنه اجلميع‪ ،‬ودعمت مقاومته عندما بعض‬ ‫العرب جلس «يتف ّرج» على االحتالل االسرائيلي‬ ‫للبنان ولسقوط بيروت‪ ،‬وصفقوا لشارون‪ .‬وايران‬

‫‪65‬‬

‫تدعم اليوم فلسطني ألن العرب «يتفرج» على‬ ‫فلسطني وهي تذبح‪ ،‬وإيران لم تأخذ دور أحد‪ ،‬بل‬ ‫حملت هذه الراية عندما تركها بعض العرب‪.‬‬ ‫هذه هي احلقيقة التي يجب أن نقولها للتاريخ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتنطح بعض «الصبية « ليتحدثوا عن‬ ‫ال أن‬ ‫الدور االيراني وعن العروبة! اصالً ماذا يفهمون‬ ‫من العروبة وما عالقتهم بها؟ ماذا فعل احلريري‬ ‫للعروبة‪ ،‬وللبنان‪ ،‬ولفلسطني وهي تذبح ليتحدث‬ ‫عن العروبة؟! بأي حق يفعل ذلك»‪.‬‬ ‫وختم وهاب مؤكدا ً عدم قدرة أحد بعد اليوم‬ ‫على إثارة الفنت بني العرب‪ ،‬متوجها ً للحريري‬ ‫بالقول‪“ :‬أنت أصغر بعد اليوم من أن تثير فتنة‬ ‫سنية ـ شيعية‪ ،‬وفتنة على الساحة العربية‪.‬‬ ‫فبعد غزة‪ ،‬أصبح جميعكم أصغر من أن تتمكنوا‬ ‫من إثارة فتنة في هذه األمة؛ األمة مقسومة‬ ‫اليوم بني أكثرية متثل املقاومة واملمانعة‪ ،‬وأقلية‬ ‫أنت منها‪ ،‬متثل العمالة‪ ،‬ومتثل املشروع األميركي‬ ‫املندثر في هذه األمة‪ ،‬وإسرائيل املهزومة”‪.‬‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬

‫وهاب بعد استقباله وفوداً شعبية في الجاهلية ‪:‬‬

‫العدوان على غزة إسرائيلي ـ عربي‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام‬ ‫وهاب ان الهجوم االسرائيلي الذي نشهده هذه‬ ‫الفترة على غزة امنا هو هجوم اسرائيلي ـ عربي‪،‬‬ ‫وإخفاقه حتما ً سيكون إخفاقا ً اسرائيليا ً ـ عربياً‪،‬‬ ‫يسمون بـ”عرب االعتدال”‬ ‫وإخفاقا ً ملشروع ما‬ ‫ّ‬ ‫التسووي‪.‬‬ ‫كالم وهاب جاء خالل استقباله وفودا ً شعبية‬ ‫زارته في دارته في اجلاهلية‪ ،‬حيث حتدث عن‬ ‫االحتالل الصهيوني لغزة وتآمر بعض االنظمة‬ ‫العربية معه‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫“الهجوم االسرائيلي على غزة اليوم وخالل‬ ‫االيام املاضية ليس هجوما ً اسرائيليا ً فحسب‪ ،‬بل‬ ‫هو هجوم عربي ـ اسرائيلي‪ ،‬بدأ منذ اشهر‪ .‬فهذا‬ ‫الهجوم ذو وجهني‪ :‬االول اسرائيلي‪ ،‬واآلخر عربي‬ ‫وحتديدا ً مصري ـ سعودي‪ .‬فالسعودية تتولى‬ ‫هجومها عبر وسائل اعالمها‪ ،‬ومصر تتولى‬ ‫تطويق غزة وحصارها وجتويعها منذ فترة‪ ،‬واآلن‬ ‫تنضم ايضا ً الى الهجوم االعالمي‪.‬‬ ‫ولكن هذا الهجوم العربي ـ االسرائيلي حتما ً‬ ‫ستكون خسارته عربية ـ اسرائيلية ايضاً‪،‬‬ ‫فإخفاق اسرائيل في غزة يعني إخفاق مشروع‬ ‫ما يسمونهم بـ”عرب االعتدال” وهم في الواقع‬ ‫“عرب االعتالل”‪ ،‬وإخفاق مشروعهم “التسووي”‪.‬‬ ‫وهنا أعتذر من فخامة رئيس اجلمهورية‬ ‫ومن كل املسؤولني الذين عملوا على تهدئة‬ ‫إعالمية ما على الساحة اللبنانية‪ ،‬فأنا ال‬ ‫ألتزم هذه التهدئة ما دام اإلعالمان السعودي‬ ‫واملصري يتهجمان على رموز لنا‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫على سماحة السيد حسن نصر اهلل‪ .‬فالهجوم‬ ‫االعالمي السعودي‪ ،‬مم ّول من عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬والهجوم اآلخر من “كافور األخشيدي”‬ ‫الذي يحكم مصر اليوم‪ .‬ولن أقول “نامت نواطير‬ ‫مصر عن ثعالبها”‪ ،‬فنواطير مصر لن تنام عن‬ ‫هؤالء الثعالب الذين يحكمونها اليوم‪ ،‬بل نرى‬ ‫حي‬ ‫أن الشارع املصري هو شارع عربي وإسالمي ّ‬ ‫ومتعاطف مع املقاومة‪ ،‬وحتما ً سيتمكن هذا‬ ‫الشارع املقاوم من إسقاط هذا النظام الفاسد‬ ‫واملتآمر! هذا النظام الذي ميثل الوجه اآلخر‬ ‫لالحتالل االسرائيلي‪ ،‬وللهجوم على غزة‪ .‬لذلك‬ ‫مع اعتذاري من كل من سعى الى هدنة إعالمية‬ ‫في السابق‪ ،‬فأنا لن ألتزم بها‪ ،‬ما دام هناك رموز‬ ‫لنا تشتم في وسائل اإلعالم التي مي ّولها ويدفع‬ ‫لها السعوديون‪ .‬كما لن نهاجم أقالما ً صغيرة‬ ‫أو صحافيني صغارا ومرتزقة‪ ،‬ولكن سنهاجم‬ ‫مم ّولي وداعمي هذه االقالم وهؤالء الناس‪ ،‬الذين‬ ‫يدفعون لهم لشتيمة رموز املقاومة واملمانعة‬ ‫في هذه املنطقة‪ .‬واذا كان هناك من التزام معني‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بوقف احلمالت االعالمية‪ ،‬فيجب أن تلتزم كل‬ ‫اجلهات‪ .‬ولكن ما شهدناه بأن االعالمني املصري‬ ‫والسعودي يستمران باالعتداء على رموزنا‪..‬‬ ‫وبالنسبة لنا‪ ،‬إن آخر مقاوم في اية بقعة من‬ ‫يسمون‬ ‫هذه االمة هو أشرف من كل هؤالء الذين‬ ‫ّ‬ ‫أنفسهم ملوكا ً وأمراء‪ .‬وهؤالء حتما ً سيحكم‬ ‫عليهم التاريخ بشكل قاس متاما ً كما بدأت‬ ‫االحداث حتكم على جورج بوش‪ .‬كما ان اجلماهير‬ ‫العربية حتما ً لن تسامحهم‪ .‬ومن اخلطأ ان‬ ‫نقول إنه ليس هناك جماهير عربية وشارع عربي‬ ‫وروح عربية‪ ،‬على العكس فالشارع العربي ممتاز‪،‬‬ ‫أكان في املغرب العربي وفي مصر وسوريا واالردن‬

‫‪66‬‬

‫وفي كل مكان‪ ،‬لكن هناك بعض اخلونة‪ ،‬الذين‬ ‫يتربعون على املقاعد والعروش‪.‬‬ ‫وباملناسبة فإن الدعوة القطرية ‪ -‬السورية‬ ‫لعقد قمة طارئة (وهي كانت ضرورية في املرحلة‬ ‫السابقة)‪ ،‬هذه الدعوة أسقطها السعودي‬ ‫واملصري‪ .‬نعم‪ ،‬ألن هذه القمة العربية لم تكن‬ ‫لتتخذ إال مواقف تنسجم مع روح الشارع في هذا‬ ‫الوقت بالذات‪ ،‬لذلك عطلها املصري والسعودي‪.‬‬ ‫اذا ً‬ ‫فليتحمال أمام الشعوب العربية والشارع‬ ‫ّ‬ ‫العربي مسؤولية تعطيل هذا التحرك العربي‬ ‫الفاعل‪ ،‬وليس التحرك الشكلي الذي شاهدناه‬ ‫في اجتماع وزراء اخلارجية العرب في القاهرة”‪.‬‬


‫وهاب‪ :‬موقف أمير‬ ‫قطر يعكس صورة‬ ‫القائد العربي األصيل‬ ‫المناصر‬ ‫لقضايا أمته‬ ‫كتب عباس موسى‬ ‫أشاد الوزير اللبناني السابق واملفكر القومي العربي وئام وهاب‬ ‫رئيس حزب التوحيد اللبناني بخطاب سمو أمير قطر ومضامينه‬ ‫السياسية واإلنسانية العميقة‪ .‬ولفت في حديث لـ”الوطن” إلى‬ ‫أن موقف سموه ليس مستغربا ً أو جديداً‪ ،‬بل يكرس صورة القائد‬ ‫العربي األصيل املناصر لقضايا أمته الذي يهتم بقضايا العرب‬ ‫واملستضعفني ويحرص على أن يؤدي دوره بكل تفان وإخالص‪ ،‬مذكرا ً‬ ‫مبوقف سموه أيام حرب لبنان عام ‪ 2006‬وخرقه للحصار ومساعدته‬ ‫للبنانيني وبلسمة جراحهم‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪ :‬في احلقيقة لم أستغرب هذا املوقف لسموه‪ ،‬وهو ليس‬ ‫األخير وال األول‪ ،‬فسم ّوه يدعم املقاومة وحق الشعوب في احلرية وحترير‬ ‫املصير‪ ،‬إن كان في لبنان أو في فلسطني‪ ،‬وهو اآلن يعيد ما قام به‬ ‫أيام حرب لبنان عندما تخاذل الكثيرون‪ ،‬وهو الرئيس الوحيد الذي زار‬ ‫الضاحية بعد العدوان مباشرة‪ ،‬وهو الوحيد الذي وعد ووفى في إعمار‬ ‫القرى واملدن وإعادة احلياة إلى الناس‪ ،‬حيث أشرف القطريون مباشرة‬ ‫على إعادة اإلعمار بسرعة كبيرة‪ ،‬ونتذكر موقف قطر في مجلس‬ ‫األمن خالل العدوان حيث كانت أول من بادر مع الرئيس السوري بشار‬ ‫األسد بالدعوة إلى قمة عربية طارئة لكنه جوبه بالرفض من بعض‬ ‫الدول العربية األخرى لألسف حتى ال يتم التوصل إلى موقف عربي‬ ‫موحد‪.‬‬ ‫وهاب عن التقدير ملوقف سمو األمير وحرصه على قضايا‬ ‫ر‬ ‫وع ّب ّ‬ ‫األمة وتعامله مع ما يجري بضمير القائد املسؤول واحلي‪ ،‬وأضاف‪:‬‬ ‫خرج سمو األمير بهذا املوقف علنا ً عندما رأى املؤامرة تكبر يوما ً بعد‬ ‫يوم وعندما شاهد أن العدوان لم يتوقف فكان هذا املوقف الرائع ضد‬ ‫جرائم احلرب التي يجب أن يحاكم عليها العدو‪.‬‬ ‫وهاب املوقف العربي اآلخر الذي لم يوافق على القمة ووصفه‬ ‫وانتقد ّ‬

‫باملتخاذل‪ .‬وقال‪ :‬لقد حشر سم ّوه بهذا اخلطاب املوقف العربي ‪ ،‬فلقد‬ ‫طالب منذ البداية بعقد قمة طارئة لكن دوال ً عربية بكل أسف‬ ‫مانعت وكانت شريكة باجلرمية ومتآمرة على غزة وأهل غزة‪.‬‬ ‫وهاب‪ :‬خرج سمو األمير علنا ً وأمام املأل وهو يتحمل‬ ‫وأضاف ّ‬ ‫املسؤولية أمام التاريخ وهو يتحدث ألجيال قادمة في حلظة‬ ‫معينة هددت األمة بأجمعها‪ ،‬وجرى التآمر عليها من كل‬ ‫صوب‪ ،‬فأشار بالبنان إلى كل األمور ليضع كال ً في موقعه‬ ‫الصريح‪.‬‬ ‫وعن كالم سموه بضرورة عقد القمة والتوحد على رأي واحد قبل‬ ‫التوجه إلى مجلس األمن ‪ ،‬أوضح وهاب أن املوقف العربي املوحد الناجت‬ ‫من قمة عربية حتما ً سيؤثر على مجلس األمن‪ ،‬وقال “من سيسمع‬ ‫للعرب إذا كانوا على هذا النحو‪ ،‬هناك فيتو أميركي على كل قرارات‬ ‫العرب‪ ،‬وأقول وأنا مسؤول عن كالمي إن كثيرا ً من هؤالء الوزراء‬ ‫الذين توجهوا إلى مجلس األمن يعبرون في السر غير ما يعبرون في‬ ‫العلن”‪.‬‬ ‫وهاب انتصار املقاومة بالرغم من كل التضحيات‪ ،‬وراهن على‬ ‫وأكد‬ ‫ّ‬ ‫صمود املقاومني وقال “لقد مررنا في لبنان بالتجربة نفسها‪ ،‬وقلت هذا‬ ‫أثناء حرب متوز‪ ،‬وأعلنها منذ اآلن وليتذكر العالم كله هذا‪ ،‬املقاومة‬ ‫انتصرت منذ اآلن في غزة‪ ،‬فهذا اليوم التاسع ولم يتقدم اإلسرائيلي‬ ‫بأي شيء واملقاومة بخير تقاوم بعناد وثبات ‪ ،‬تنتظر اإلسرائيلي عند‬ ‫مفارق الطرق وفي األحياء ولن تنجر إلى خدعتهم باخلروج إلى األماكن‬ ‫املكشوفة واأليام كفيلة بإثبات هذا”‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬

‫أمانة شؤون المرأة في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫تشارك في اعتصام الهيئات النسائية لقوى المعارضة دعماً لغزة‬

‫فدى أبو ضرغم‪ :‬لم نستغرب خساسة ونذالة‬ ‫من تاجر بخبز المصريين‪ ،‬وشرب نخب‬ ‫استباحة دماء المسلمين عموماً‪ ،‬والفلسطينيين خصوصاً‬

‫حتت عنوان “نساء لبنان وأطفاله يتضامنون‬ ‫مع أطفال غزة”‪ ،‬نظمت الهيئات النسائية لقوى‬ ‫املعارضة اللبنانية اعتصاما ً تضامنيا ً لنصرة غزة‪،‬‬ ‫حضرته ممثالت عن أحزاب املعارضة والقوى الوطنية‬ ‫وحشود شعبية‪ ،‬وتضمن اللقاء كلمات عدة‪ ،‬وكان‬ ‫ألمينة شؤون املرأة في تيار التوحيد اللبناني فدى‬ ‫أبو ضرغم كلمة جاءت فيها‪:‬‬ ‫فقد‬ ‫استيقظوا واستفيقوا أيها العرب‬ ‫طمى اخلطب حتى غاصت الركب‬ ‫ماذا تفعلون أيها اخلانعون في زمن الزحف على‬ ‫الركب أمام بني صهيون؟ ماذا تفعلون وغزة تصرخ‬ ‫في وجوهكم؟ أما تسمعون؟‬ ‫أطل علينا املمثل القدير “حسني بي”‪ ،‬صاحب‬ ‫األدوار املشبوهة‪ ،‬لينال جائزة صهيون لبطولته‬ ‫في فيلم “فاسق يحاصر غزة”‪ ،‬الذي أنتجه وأخرجه‬ ‫الكيان الصهيوني الغاشم‪ ،‬وم ّوله النظامان املصري‬ ‫والسعودي‪.‬‬ ‫ليس عيبا ً أن يقول أهل غزة “كومة حجار وال‬ ‫هاجلار”! وكم يتمنون لو كانت سوريا املمانعة‬ ‫وفنزويال املناضلة على حدود غزة اجلريحة!!‬ ‫لم نستغرب خساسة ونذالة من تاجر بخبز‬ ‫املصريني‪ ،‬وشرب نخب استباحة دماء املسلمني‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عموماً‪ ،‬والفلسطينيني خصوصاً‪.‬‬ ‫سيكتب التاريخ بحروف سوداء اسمي حسني‬ ‫مبارك وعبد أميركا الذليل‪.‬‬ ‫سقط ممثال اخليانة الرسمية العربية في أتون‬ ‫أفعالهما‪ ،‬وما ارتكباه من صغائر ورذائل وتآمر على‬ ‫وطنيهما وشعبيهما‪.‬‬ ‫من هنا‪ ..‬من بيروت املقاومة‪ ،‬نقول للصامدين‬ ‫والصابرين‪ ..‬احملتسبني‪ ..‬اصمدوا‪ ..‬اصمدوا‪..‬‬ ‫ونقول “للمعتدلني” ‪ ..‬اصمتوا‪ ..‬اصمتوا ألن رجال‬ ‫املقاومة سيحولون االرض الى براكني حترق الغزاة‬ ‫والطامعني‪..‬‬ ‫نحن في لبنان‪ ،‬عانينا ما عانيتم‪ ،‬وقتلنا كما‬ ‫قتلتم‪ ،‬وتآمر العرب علينا‪ ،‬كما تآمروا عليكم‪..‬‬ ‫لكننا انتصرنا‪..‬‬ ‫وأنتم بعونه تعالى منتصرون!!‬

‫‪68‬‬

‫توصف بعض‬ ‫ودعوني أختم بهذه األبيات التي ّ‬ ‫العرب‪:‬‬ ‫لم يبق فيهم ال أبو بكر‪ ...‬وال عثمان‬ ‫جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان‪...‬‬ ‫تساقط الفرسان عن سروجهم‬ ‫وأعلنت دويلة اخلصيان‬ ‫لم يبق في دفتر التاريخ‪...‬‬ ‫ال سيف وال حصان‬ ‫جميعهم تخنثوا‪...‬‬ ‫تكحلوا‪...‬‬ ‫تعطروا‪...‬‬ ‫متايلوا أغصان خيزران‬ ‫حتى تظن خالدا‪ ...‬سوزان‬ ‫ومرميا‪ ...‬مروان‬ ‫اهلل‪ ...‬يا زمان‪...‬‬


‫المرجع الروحي‬ ‫العالمة الشيخ‬ ‫ابو علي سليمان‬ ‫ابو ذياب يستقبل‬ ‫وفداً من مجلس‬ ‫الشعب السوري‬

‫استقبل املرجع الروحي لطائفة املوحدين‬ ‫الدروز الشيخ العالمة أبو علي سليمان أبو ذياب‬ ‫ضم عضوي‬ ‫في دارته في اجلاهلية وفدا ً سوريا ً ّ‬ ‫مجلس الشعب السوري النائبني د‪.‬محمد حبش‬ ‫والسيد أنس الشامي واحملامي محي الدين‬

‫احلبش‪ ،‬وحضر اللقاء رئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫وئام وهاب‪.‬‬ ‫وقد أث َن الشيخ أبو ذياب على دور سوريا في‬ ‫حماية املقاومة والعروبة مؤكدا ً أن طائفة‬ ‫املوحدين الدروز كانت وستبقى في قلب العروبة‬

‫واملقاومة وهي لن تغ ّير تاريخ اآلباء واألجداد‪.‬‬ ‫بدوره الدكتور حبش أشاد مبوقف أبو ذياب الذي‬ ‫يظهر الوجه احلقيقي لطائفة املوحدين التي‬ ‫نعتز كمسلمني مبوقفها اإلسالمي والعروبي‬ ‫الصلب‪.‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي شاركت في لقاء تضامني مع غزة‬ ‫الشيخ صالح ضو‪ :‬الشعوب المؤمنة حسمت خيارها بالمقاومة‬ ‫شارك وفد من هيئة العمل التوحيدي برئاسة‬ ‫رئيس الهيئة الشيخ صالح ضو‪ ،‬في اللقاء‬ ‫العلماني الذي دعا إليه جتمع العلماء املسلمني‬ ‫لدعم الشعب الفلسطيني في غزة في مطعم‬ ‫الساحة‪ ،‬وألقى باملناسبة الشيخ صالح ضو‬ ‫كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫لعظمة ما نشهد ولهول ما نرى‪ ،‬ومن حرقة‬ ‫القلب الذي يعتصر أملاً‪ ،‬وأمام عظمة الشهداء‬ ‫الذين يسقطون دفاعا ً عن األمة في غزة‪ ،‬ال بد من‬ ‫الكالم ولو كانت العبارات ال تفي هؤالء األبطال‬ ‫املظلومني الذين يواجهون بصدورهم أشد أنواع‬ ‫القتل والدمار‪ ،‬على أيدي وحشية الصهاينة‬ ‫وبرابرة التاريخ‪ ،‬الذين يعيشون على الدماء منذ‬ ‫أن وجدوا على أرضنا العربية ظلما ً وعدواناً‪،‬‬ ‫والذين عاثوا في األرض فساداً‪ ،‬وليس العجب‬ ‫اليوم في ما يحصل من هؤالء الذين تاريخهم‬ ‫أسود كسواد قلوبهم الضالة‪ ،‬بل العجب كله‬ ‫ممن يسمون أنفسهم ملوكا ً وقادة وحكاما ً على‬ ‫الشعوب العربية املؤمتنني على حياتهم وأرزاقهم‬ ‫ومقدساتهم‪ ،‬تنتظر الشعوب منهم أن يهبوا‬ ‫لنجدة الشعب العربي إذا ما تعرض ألي اعتداء‬ ‫أو انتهاك للحرمات في أي قطر عربي‪ ،‬فإذ بنا نرى‬ ‫ليس الوقوف عاجزين فحسب شاهدين على ذبح‬ ‫األمة من بعيد‪ ،‬بل في بعض احلاالت مشاركني في‬ ‫االعتداء ولو بشكل غير مباشر‪ .‬وهذا ما يحصل‬ ‫اليوم في غزة‪ ،‬من خالل احلصار وإقفال املعابر‬ ‫إكراما ً للملوك وعروشهم ودميومة وجودهم‬ ‫بعمالة لم تعد خافية على أحد‪ ،‬وانكشف‬ ‫زيفهم وخيانتهم‪ ،‬وهذا ما حصل سابقا ً مع‬

‫املقاومة اللبنانية في عدوان متوز ‪ 2006‬ألنهم بدأوا‬ ‫يدركون جيدا ً أنه ال مكان لهم بني الشرفاء وباتوا‬ ‫عبئا ً ثقيال ً على شعوبهم‪ ،‬ألن الشعوب املؤمنة‬ ‫حسمت خيارها باملقاومة وأصبح اعتدالهم علة‬ ‫أمام استعادة احلقوق‪ .‬ويجب استئصال هذا الورم‬ ‫اخلبيث من جسد األمة‪ ،‬من هنا نرى أنهم وجدوا‬ ‫ضالتهم مع عدو األمة‪ ،‬للحفاظ على عروشهم‬ ‫وزعامتهم املنقرضة‪ ،‬ألننا نرى أن كل إنسان عربي‬ ‫يشعر بإنسانيته يجب أن يقف مدافعا ً عن غزة‬ ‫بكل ما أوتي من قوة‪ ،‬ألن السكوت عن احلصار عار‬ ‫على جبني احلكام وامللوك العرب‪ .‬وهو ما أوصل‬ ‫الوضع إلى ما هو عليه‪ .‬والسكوت عن هذه اجملزرة‬ ‫اجلماعية خيانة‪ ،‬والتردد عن دعم غزة فعل جبانة‪،‬‬ ‫ولم نعد نستطيع بعد اليوم أن ننتظر شيئا ً‬ ‫من مجلس األمن الذي حتكمه عصابة مجرمني‬ ‫همهم احلفاظ على الصهاينة والقتلة ولو على‬ ‫دماء العرب واملسلمني‪ ،‬وعلى األمة أن تاخذ قرارها‬ ‫بيدها‪ ،‬ألن احلق ال يستقيم إال إذا كان هناك قوة‬ ‫حتميه‪.‬‬ ‫وإلى أطفال غزة الشهداء واجلرحى‪ ،‬وإلى كل‬ ‫الثكالى املعذبني نقول قسما ً يشهد عليه‬ ‫اهلل ورسوله‪ ،‬لن تذهب دماؤكم هدرا ً وستكون‬ ‫الشعلة التي ستضيء الدرب لتحرير فلسطني‬ ‫وقدسها الشريفة‪ ،‬وكل األرض العربية من جنس‬ ‫أعداء اإلنسانية والدين‪ ،‬ألن دم احلق الذي يسفك‬ ‫سيكسر سيف الظالم‪ ،‬وعني املقاومني التي ترى‬ ‫بنور اهلل ستقاوم مخرز اجلالدين وسيتحقق النصر‬ ‫املبني إن شاء اهلل‪ .‬والنصر آت آت ال محال والسالم‬ ‫عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫قرار‬ ‫وليس صدفة‬

‫ليس صدفة أن يكون يوم الـ‪ 19‬من‬ ‫كانون الثاني لهذا العام يوم انتهاء والية‬ ‫بوش وانتهاء مشروعه‪ ،‬فهو سيذهب من‬ ‫البيت األبيض إلى مزابل التاريخ إن قبلت‬ ‫أن حتتضنه‪.‬‬ ‫انتصار شعبنا في حرب متوز كان قرارا ً‬ ‫وليس صدفة‪ ،‬قرار اتخذه الشعب بوع ٍد‬ ‫صادق قاده سيد النصر األكيد‪ .‬هو قرار‬ ‫وليس صدفة أن ننتصر في غزة وقد‬ ‫انتصرنا‪ ،‬وتعلم الواهمون اليهود أن في‬ ‫شعبنا قوة قد فعلت وغ ّيرت وجه التاريخ‪.‬‬ ‫املقاومة إرادة وقرار وقد اتخذناه معتبرين‬ ‫أن كل قطرة دم سقطت في غزة ستنبت‬ ‫مقاومني‪.‬‬ ‫إن دينا ً جديدا ً خلقته األرض‪ ،‬هذه األرض‬ ‫وليس السماء‪ ،‬هو دين املقاومة الذي يرفع‬ ‫رؤوس الشرفاء من شعبنا‪ ،‬فلنشكر اهلل‬ ‫في السماء‪.‬‬ ‫إلى بوش نقول‪ :‬لقد انتصرنا عليك‪.‬‬ ‫وإلى أزالمك في الداخل نقول‪ :‬هيا ارحلوا‬ ‫فال مكان للجبناء بني شعبنا‪ ،‬وإن زمن‬ ‫العمالء قد و ّلى وسحقته أقدام املقاومني‬ ‫الشرفاء‪.‬‬ ‫تكبر قلوبنا في أمة أجنبت أمثال سمير‬ ‫القنطار وعماد مغنية‪ .‬كان وعدنا أن ننتصر‬ ‫فانتصر الوعد بوقفات العز في غزة‪.‬‬

‫أمني العمل والنقابات‬ ‫وائل صعب‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬ ‫الطائفة الدرزية تفقد أحد علمائها وأركان هيئتها الروحية‬

‫الشيخ فرحان العريضي في ذمة هللا الى جانب ولده الشهيد صالح‬

‫غ ّيب املوت الشيخ اجلليل الفاضل أبو صالح فرحان العريضي‪ ،‬أحد أركان‬ ‫الهيئة الروحية العليا للطائفة الدرزية‪ ،‬صاحب الورع والتقوى واملواقف‬ ‫الشجاعة واجلامعة‪ ،‬العالم بأمور الدين وشؤون أهل التوحيد‪ ،‬صاحب عدة‬ ‫مؤلفات تركت أثرها لدى أبناء الطائفة الدرزية خاصة‪ ،‬واللبنانيني عموماً‪،‬‬ ‫ما انحاز لغير احلق فوقف الى جانب نضال الشعب الفلسطيني في‬ ‫مقاومته ضد االحتالل‪ ،‬أدرك معنى انتصار املقاومة الوطنية واإلسالمية‬ ‫الباسلة في اجلنوب‪ ،‬ودعا شباب التوحيد الى االنخراط في مقاومة احملتل‬ ‫ومقارعة الباطل‪ ،‬ساند أهالي التوحيد في فلسطني احملتلة بجهادهم ضد‬ ‫احملتل وحضهم على التوحد مع أبناء الضفة والقطاع في مقاومة االحتالل‬ ‫واالنخراط في نضاالت عرب الـ‪.48‬‬ ‫هكذا فهم الشيخ أبو صالح فرحان العريضي معنى التوحيد‪ ،‬وبأنه ال‬ ‫حياة للموحد خارج التمسك بأرضه والدفاع عن عروبته وسالحه‪ ،‬فحذر‬ ‫من جنوح البعض نحو سياسات تعزل الدروز عن تاريخهم كحماة للثغور‬ ‫اإلسالمية منذ أرسلهم أبو جعفر املنصور حلمايتها ومقاومني لإلستعمار‬ ‫واإلحتالل‪ ،‬محافظني على هويتهم العربية‪ ،‬وهذا ما سيؤدي الى فقدانهم‬ ‫دورهم وحتى وجودهم‪.‬‬ ‫وقف الشيخ فرحان العريضي الى جانب أبناء اجلبل في الدفاع عن‬ ‫كرامتهم بوجه انعزال الداخل عندما صعدوا الى املدن والبلدات والقرى‬ ‫ومنها بلدته بيصور بحماية اجملنزرات اإلسرائيلية‪ ،‬داعيا ً إلى حفظ األرض‬ ‫والعرض والكرامات مهما غال الثمن‪.‬‬ ‫غاب الشيخ أبو صالح فرحان العريضي وفي قلبه لوعة وغصة على‬ ‫استشهاد جنله املناضل صالح العريضي قبل أكثر من أربعة أشهر الذي‬ ‫خسرته العروبة وفلسطني كأحد املدافعني عن قضاياها في عملية غدر‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪70‬‬

‫جبانة عبر تفجير سيارته أمام منزله في بيصور حيث وقف والد الشهيد‬ ‫وقفة الرجال متعاليا ً على جراحاته داعيا ً الى نبذ الفتنة وعدم التسرع‬ ‫باألحكام‪.‬‬ ‫وأقيم للشيخ اجلليل مأمت مهيب ّ‬ ‫قل نظيره في بلدته بيصور شاركت‬ ‫فيه حشود شعبية ودينية من مختلف مناطق اجلبل‪ ،‬باإلضافة الى وفد‬ ‫ضم ممثلي الرؤساء‬ ‫من جبل العرب في سوريا‪ ،‬وتقدم احلضور وفد رسمي ّ‬ ‫الثالثة باالضافة الى رئيس اللقاء الدميوقراطي وليد جنبالط‪ ،‬ورئيس احلزب‬ ‫الدميوقراطي اللبناني الوزير طالل ارسالن‪ ،‬وزير االشغال غازي العريضي‪،‬‬ ‫ونائب رئيس تيار التوحيد اللبناني سليمان الصايغ على رأس وفد من التيار‪،‬‬ ‫وفد من احلزب السوري القومي االجتماعي برئاسة محمود عبد اخلالق‪ ،‬ووفد‬ ‫من احلزب الشيوعي اللبناني وآخر من حزب البعث العربي االشتراكي‪ ،‬كما‬ ‫حضر شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نصر الدين الغريب‪ ،‬وأركان الهيئة‬ ‫الروحية العليا للطائفة الدرزية الشيخان أبو سليمان حسيب الصايغ‪ ،‬وأبو‬ ‫علي سليمان أبو ذياب‪ ،‬والشيخ أبو سهيل غالب قيس‪ ،‬ورئيس هيئة العمل‬ ‫التوحيدي الشيخ صالح ضو‪.‬‬ ‫ورثى الشيخ الغريب الشيخ العريضي ووصفه برجل املواقف الصادقة‬ ‫والصلبة الذي ك ّرس حياته لوحدة الصف‪.‬‬ ‫وحضر املأمت نواب وشخصيات سياسية وعسكرية يتقدمهم ممثل قائد‬ ‫اجليش العماد جون قهوجي‪.‬‬ ‫وقد كانت الكلمة األبرز في املأمت للمرجع الروحي الكبير للطائفة‬ ‫الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب باسم الهيئة الروحية‪ ،‬والشيخ أبو نبيل‬ ‫أديب مالعب باسم أهالي بيصور وجنبالط وأرسالن‪ ،‬فيما ألقى الشيخ‬ ‫كمال العريضي جنل الشيخ فرحان العريضي كلمة العائلة‪.‬‬


‫مأتم رسمي وشعبي كبير‬ ‫كلمة الشيخ كمال العريضي‬ ‫في تأبين والده‬

‫للفقيد الجليل في بيصور‬

‫استعجلت الرحيل يا والدي ونحن بأمس‬ ‫احلاجة اليك‪ ،‬فقدك مصاب كبير‪ ،‬وأمر جلل‪،‬‬ ‫خسارة جسيمة‪ .‬لقد ربيتنا على الصدق‬ ‫والعطاء والشجاعة واالميان‪ ،‬ومحبة الناس كل‬ ‫الناس‪ ،‬فكنت االب االمثل‪ ،‬واملعلم االمني االفضل‪،‬‬ ‫فرحمة اهلل عليك كم ضحيت واعطيت‪ ،‬وكم‬ ‫وجهت واسديت‪ ،‬لقد كنت علما ‪ -‬ومنذ ستني‬ ‫عاما ‪ -‬تخفق بالصلح واالصالح‪ ،‬والقيم واالخالق‪،‬‬ ‫واملواقف االبية املشرفة‪ ،‬والدعوة الدائمة الى‬ ‫التوحد‪ ،‬ونبذ الفنت والتفرقة‪ ،‬ان على صعيد‬ ‫الطائفة‪ ،‬او على صعيد الوطن‪ ،‬فكل البالد تذكر‪،‬‬ ‫ومن ينسى؟ يوم وقفت امام الناس‪ ،‬وبني يديك‬ ‫اخي الشهيد صالح‪ ،‬شهيد الوحدة والعروبة‪،‬‬ ‫واطلقت قولك التاريخي الرائد‪ :‬لو اتوني باجلاني‬ ‫اآلن لقلت له سامحك اهلل‪ .‬فكنت بذلك قدوة‬ ‫الصابرين‪ ،‬ومرشد احملتسبني الجرهم عند اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬فكم انت كبير كبير‪ .‬لقد كنت طاهر‬ ‫اجلنان‪ ،‬سليم النية‪ ،‬مخلصا هلل تعالى في سرك‬ ‫وجهرك‪ ،‬مكرسا حياتك خلدمة اجملتمع الديني‪،‬‬ ‫قاضيا باحلق‪ ،‬ناطقا بالصدق‪ ،‬مؤرخا ملآثر االولياء‬ ‫الصاحلني‪ ،‬والشيوخ املتقني‪ ،‬حتى اصبحت املرجع‬ ‫واملآل‪ ،‬تدعو الى سديد القول ومحمود الفعال‪،‬‬ ‫وداعا حارا يا والدي احلبيب‪ ،‬نودعك اليوم كما‬ ‫ودعنا اخي الشهيد صالح منذ اربعة اشهر‪.‬‬ ‫فحمدا هلل‪ ،‬وصبرا على حكمه وقضاه‪ .‬واعاننا‬ ‫السير على نهجك يا والدي وخطاك‪ ،‬وخاصة في‬ ‫ما يتعلق بالدستور البيصوري كما كنت تسميه‬ ‫وتشدد عليه‪ .‬فاليوم نعاهدك على املضي فيه‬ ‫قدما‪ ،‬وسنعمل جاهدين مع كل االرادات الطيبة‬ ‫في البلدة على لم الشمل‪ ،‬ووحدة الصف واتفاق‬ ‫الكلمة والتعاون االيجابي الدائم مع اجلميع»‪.‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬

‫لبنان بكل طوائفه وأحزابه وتياراته السياسية يعزي بالرجل الفاضل‬ ‫أمت الوفود الرسمية والشعبية والدينية والسياسية والفاعليات دار‬ ‫ّ‬ ‫الطائفة الدرزية لتقدمي التعازي بالشيخ فرحان العريضي‪ ،‬وكان في مقدمهم‬ ‫رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام وهاب يرافقه عدد من أعضاء املكتب‬ ‫السياسي للتيار ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو‪ ،‬كما قدم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪72‬‬

‫التعازي حشد من الوزراء والنواب وأعضاء السلك الدبلوماسي والعسكري‬ ‫ورجال الدين في كل الطوائف ووفود شعبه من كل املناطق اللبنانية‪ ،‬وكان‬ ‫في استقبال املعزين الوزير العريضي والشيخ نصر الدين الغريب وعائلة‬ ‫الفقيد وفعاليات بلدة بيصور‪.‬‬


‫صاحب القلب‬ ‫األبيض‪...‬‬ ‫سنفتقدك‬

‫إلى صاحب القلب األبيض‪ ،‬الفاضل الذي غافلنا‬ ‫برحيله‪ ،‬الذي أمضى عمرا ً كان فيه رمزا ً للتقوى واحملبة‬ ‫والعنفوان والشجاعة واحلكمة‪ ،‬الى طاهر اجلنان‬ ‫وسليم القلب والنية‪ ،‬الى اخمللص هلل تعالى في سره‬ ‫وجهره‪ ،‬إلى الذي عاش حياته في خدمة اجملتمع‬ ‫التوحيدي‪ ،‬فكان قاضيا ً باحلق‪ ،‬ناطقا ً بالصدق‪ ،‬عاملا ً‬ ‫عامالً‪ ،‬وشيخا ً جليالً فاضالً‪ .‬مواقفه الشريفة‬ ‫مدرسة للشرفاء‪ ،‬ومسالكه العفيفة معهد‬ ‫لألتقياء‪ ،‬الى الذي جعلنا في حلظات الصعاب‬ ‫نقر له بالقيادة واحلكمة‪ ،‬الى ذاك الذي جمع كل‬ ‫صفات الرجال في شخصه الشيخ أبو صالح‬ ‫فرحان العريضي نرفع أسمى آيات االحترام‬ ‫والتبجيل‪.‬‬ ‫«احلكمة وما فيها من شجاعة الرأي ومروءة‬ ‫النفس وصفاء العقل ونقاء السريرة‪ ،‬فضيلة‬ ‫خص بها اهلل أولياءه الصاحلني‪ ،‬والقوم الذين‬ ‫اصطفاهم من عباده بهؤالء األولياء‪ ،‬يرشدونهم‬ ‫سواء السبيل ويحكمون بينهم باحلق وينيرون‬ ‫لهم الطريق في الليالي احلالكات وفي الظلمات»‪ .‬ماذا تقول في حضرة النقاء‬ ‫والطهر والصدق؟ ماذا تقول في من أفنى عمره على اخلير والبر والتقوى؟ يا‬ ‫شيخنا اجلليل أيها الوالد احلنون كم ظلمتك ت ّرهاتنا املادية يا أيها الشيخ‬ ‫اجلليل العارف باهلل‪ ،‬واخلائف من اهلل‪ ،‬عرفت ربك فعرفت كل شيء‪ ،‬وأنت‬ ‫اجملاهد واملكابد وصاحب العلم والديانة والفضائل والكرامة‪ .‬يصعب الكالم‬ ‫ألن احلديث عنك يتنوع‪ ،‬عرفتك خلوات الطائفة ورعا ً وركنا ً غمر اإلميان قلبه‪،‬‬ ‫وعرفتك مجالس مجتمعنا شارحا ً ومؤرخا ً ومثقفا ً ومصلحا ً اجتماعيا ً‬ ‫وناشرا ً للفضائل‪ ،‬أعطيتنا دائما ً األمثولة والدرس وحتصنت بقوة النفس‬ ‫فكنت مثال أصحاب النفوس الكبيرة القوية والرجال الكبار الذين ينتصرون‬ ‫بها على صغائر الدنيا ومتاعها‪ .‬كنت أحد أبرز رموز بني معروف‪ ،‬نفتقدك‬ ‫اليوم في هذه اللحظات الصعبة ألننا نفتقد الرجال واخمللصني‪ ،‬وهم أصالً‬ ‫قالئل ألنهم من الكرام‪.‬‬ ‫عرفتك معصريتي في جوار شيوخها األجالء الشيخ أبو حسيب أسعد‬ ‫الصايغ والشيخ أبو حسن عارف حالوي والشيخ أبو سليمان حسيب‬ ‫الصايغ‪ ،‬وكنت واحدا ً ممن تترصع بهم حاضرة التوحيد في خلواتها‪ ،‬وقد‬ ‫وجهتنا وربيتنا على الفضائل واملثل‪ ،‬وكنت ال تفرقنا عن أوالدك‪ ،‬وخاص ًة‬ ‫شهيدنا وحبيبنا أخي صالح‪ ،‬كنت مقاوما ً بكل ما للكلمة من معنى‪،‬‬

‫وفلسطني هاجسك‪ ،‬ودور الطائفة الوطني محور حركتك‪ ،‬وهكذا كانت‬ ‫املسافات تقرب مع جبل العرب واجلوالن وحاصبيا وفلسطني احملتلة‪ .‬أفتقدك‬ ‫والدا ً راعيا ً موجها ً صاحلا ً صاحب كلمة فصل في أصعب الظروف وأحلكها‪،‬‬ ‫ويفتقدك والدي أبو سليمان أخا ً وصديقا ً ورفيق درب وحبيبا ً ومودع السر‬ ‫ومشكى الضيم‪.‬‬ ‫استعجلت الرحيل ونحن بأمس احلاجة اليك‪ ،‬ففقدك مصاب كبير‪ ،‬وأمر‬ ‫جلل‪ ،‬خسارة جسيمة‪ .‬لقد ربيتنا على الصدق والعطاء والشجاعة واإلميان‪،‬‬ ‫ومحبة الناس كل الناس‪ ،‬فكنت األب األمثل‪ ،‬واملعلم األمني األفضل‪ ،‬لقد‬ ‫كنت علماً‪ ،‬ومنذ ستني عاما تخفق بالصلح واإلصالح‪ ،‬والقيم واألخالق‪،‬‬ ‫واملواقف األبية املشرفة‪ ،‬والدعوة الدائمة الى التوحد‪ ،‬ونبذ الفنت والتفرقة‪،‬‬ ‫على صعيد الطائفة والوطن‪ ،‬أنعم اهلل عليك بنعمة ثبات العقل والدين‬ ‫فكانت لك الكرامة‪.‬‬ ‫وداعا حارا يا أيها احلبيب الصادق‪ ،‬وسالم إلى أخي صالح وكل احملبني الذين‬ ‫فارقونا‪ ،‬وإنّا هلل وإنّا إليه راجعون‪.‬‬

‫نائب رئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫سليمان الصايغ‬

‫‪73‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر التيار‬ ‫مرثاة الفاضل ّ‬ ‫الشيخ ابو صالح فرحان العريضي‬ ‫أي قول أقول فيك يفيك حقك‪ .‬ال نستطيع أن نفيك حقك‪ .‬ولكني للوفاء‬ ‫علي نحوك أقول‪:‬‬ ‫الواجب ّ‬ ‫وفي مخلص متفكر‪.‬‬ ‫وقور شجاع مصلح متدبر‬ ‫تقي ّ‬ ‫ّ‬ ‫كرمي نبيل مطمئن موقر‪.‬‬ ‫حليم رشيد صادق القصد مفلح‬ ‫ابي في املهم ّات يظهر‪.‬‬ ‫سري‬ ‫فاضل‬ ‫جليس انيس مشرق الوجه‬ ‫ّ ّ‬ ‫على االهل واخلالن يرعى وينصر‪.‬‬ ‫أمني على عهد الوفاء محافظ‬ ‫غني عن التعريف عنه وأشهر‪.‬‬ ‫رسول سالم في البالد وغيرها‬ ‫ّ‬ ‫على وجهه يبدو الصفا والتفكر‪.‬‬ ‫محب صريح واسع الفكر واض‬ ‫ّ‬ ‫وشهم شريف طاهر اخللق خ ّير‪.‬‬ ‫صاف فؤاده‬ ‫حنني رقيق القلب‬ ‫ٍ‬ ‫وندب رزين ماجد متصدر‪.‬‬ ‫فصيح جميل النطق عذب حديثه‬ ‫ّ‬ ‫متشكر‪.‬‬ ‫وشيخ جليل حامد‬ ‫رضي زاهد متعبد‬ ‫صبور‬ ‫ّ‬ ‫وحسن وأنس وارتياح ومنظر‪.‬‬ ‫عليك من اإلميان والدين هيبة‬ ‫سلكت سبيل الدين والرشد فاضالً‬ ‫يشد خطاك الثابتات التد ّبر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫قوي ون ّير‪.‬‬ ‫نهجت طريق الهدي منهاج عاقل‬ ‫يقينك باملولى ّ‬ ‫تذود عن الع ّز الكرام وتنصر‪.‬‬ ‫وقفت زمان احلرب أسمى مواقف‬ ‫تق ّرب ما بني القلوب وجتبر‪.‬‬ ‫السلم داعي ألفة‬ ‫وكنت أوان ّ‬ ‫ودمت على اإلخالص والصدق راسخا ً‬ ‫تؤوب الى املولى الكرمي وتذكر‪.‬‬ ‫وحتسر‪.‬‬ ‫وهم وحزن الهف‬ ‫رحيلك خطب مؤلم وفجيعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يطيل أسى القلب احملب ويعصر‪.‬‬ ‫وبعدك بعد اخلل عن أهل و ّده‬ ‫وسعدك فيها مستمر مو ّفر‪.‬‬ ‫مكانك في دار النعيم مثبت‬ ‫ّ‬ ‫املسطر‪.‬‬ ‫العلي‬ ‫واألمر‬ ‫احلكم‬ ‫له‬ ‫الرب ال ّرحيم مآبنا‬ ‫الى رحمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫مراحمه تترى عليك مؤبدا ً‬ ‫ونرضى بأحكام احلكيم ونصبر‪.‬‬

‫الشيخ أبو علي سليمان بوذياب‬

‫إلى روح المرحوم الشيخ أبو صالح‬ ‫الغامرة‬ ‫العريضي تغ ّمده هللا برحمته‬ ‫ً‬ ‫ ‬ ‫يا من سموت فصرت فينا املثال‬ ‫يا من جعلت من الفضائل مشعالً‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫يا فارسا ً تعب اجلهاد‪ ،‬وما رأى‬ ‫ ‬ ‫همم العظام لدى العظائم منهج‬ ‫ ‬ ‫بضياء صبرك أشرقت كلمات ُه‬ ‫ ‬ ‫فختمت عمرك ِعبر ًة سنّت لنا‬ ‫ ‬ ‫من حسرة كان الشهيد منالها‬ ‫ ‬ ‫ع ُذ َب العذاب لديك تطمح بالنجا‬ ‫ ‬ ‫فلدى اعتصامك باالله وذكره‬ ‫ ‬ ‫متّ الضياء لديك يا بدرا ً سما‬ ‫ ‬ ‫حكم العزاء بأن نسير مبنهج‬ ‫ ‬ ‫فالنور في التوحيد يعرف أهلَه‬ ‫ ‬ ‫ساروا على آالئه لتوح ٍد‬ ‫َ‬ ‫فإذا األمانة لم جتد رجالً‬ ‫سواك‬ ‫متت لديك التضحيات جميعها ‬ ‫أنت الشهيد احلق في الصبر الذي ‬ ‫أنت الصبور احلق ظهرا ً باطنا ً‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫واحلمد هلل على أحوالنا‬ ‫ ‬ ‫والشكر دوما ً للصفي نب ّيه‬ ‫حق في اخلليقة قد مضوا ‬ ‫ودعاة ٍ‬ ‫واألجر دوما ً للصبور على ال َعنا ‬ ‫فارحمه يا ربي ّ‬ ‫ ‬ ‫ومكن روحه‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫قد كنت بدرا غاب ملا اكتمال‬ ‫وتأمال‬ ‫ضاء الطريق ملَن صفا ّ‬ ‫تعبا ً فزاد لدى اإلله ّ‬ ‫توكال‬ ‫حال بطال‬ ‫كنت به في كل‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫مجمالً‬ ‫برضاكبالتسليمكنت ّ‬ ‫نهج النُّهى إن صابنا ما ثقال‬ ‫َ‬ ‫طي الظالم مشاعالً‬ ‫ّ‬ ‫أدرجتها ّ‬ ‫توسال‬ ‫رهن امتحان زدت فيه ّ‬ ‫وتأصال‬ ‫بجوهر‬ ‫زاد الصفاء‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بالفضل لكن من سمانا أفال‬ ‫قد سرته لنكون قوالً‪ ،‬عمال‬ ‫وتعجال‬ ‫طوبى ملن سار به‬ ‫ّ‬ ‫وتوصلوا بضيائه نحو العال‬ ‫وموصال‬ ‫مكمالً ما قد بدا‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫مثل اتساع القلب ما حمل الفال‬ ‫أودى بعمرك بل بقيت املثال‬ ‫فالطبعمنأيوبفيكتسلسال‬ ‫ن ِ َع ُم اخلفاء لها ظهور في املال‬ ‫وصحابه أركان فيض شمال‬ ‫بالصلح واإلصالح ساروا السبال‬ ‫ومجاهد ما نام إال ابتهال‬ ‫ ‬ ‫في خير منزلة يكون مكلالً‬

‫راتب نصر اهلل أبو ذياب‬ ‫‪74‬‬

‫فقدت الطائفة شيخها المؤرخ‬ ‫وصمام أمانها‬ ‫وأخيرا ً توقف قلبه الكبير عن اخلفقان‪ ،‬بعد عمر قضاه في‬ ‫حتمل أصعب املواقف وأقساها‪ .‬الشيخ أبو صالح فرحان العريضي‬ ‫تفتقدك بيصور يا رمزا ً وركنا ً ومرجعا ً صاحلاً‪ ،‬يا فقيد الطائفة‬ ‫الدرزية والوطن‪ ،‬وأنت بغض النظر عن السيرة الذاتية الشخصية‪،‬‬ ‫مت ّثل العلم األبرز من أعالم الطائفة في ميادين متعددة‪.‬‬ ‫هو أحد أركان الهيئة الروحية لطائفة املوحدين الدروز‪ ،‬ال بل األبرز‪.‬‬ ‫منذ إعالن ترشيحه عام ‪ 1970‬ملنصب مشيخة عقل املوحدين الدروز‬ ‫حيث حظي بتأييد جامع من مشايخ البياضة والزعماء السياسيني‬ ‫آنذاك‪ ،‬ولكنه ما لبث أن تنازل عن ترشحه ملصلحة وحدة مشيخة‬ ‫العقل‪ ،‬داعيا إلى الوحدة والتآلف بني املوحدين‪.‬‬ ‫جمع في شخصه بني فضائل رجل الدين الورع والتقي‪ ،‬واملثقف‬ ‫الزمني‪ ،‬هو بني قلة قليلة جدا ً من مشايخ طائفة املوحدين الذين‬ ‫أنتجوا كتبا ً تأليفا ً وبحثاً‪ ،‬وألف عددا ً من الكتب صدر منها‪:‬‬ ‫«الرسالة املوسومة بنهر اجلمان في شرح غريب آيات القرآن»‬ ‫للعالم العالمة األمير جمال الدين عبد اهلل التنوخي‪« ،‬مناقب‬ ‫األعيان» بجزءيه األول والثاني‪ ،‬وما زالت بقية األجزاء مخطوطة‪.‬‬ ‫يشارك الشباب والسياسيني همومهم وشجونهم اليومية‪ ،‬كانت‬ ‫صومعته في وادي بلدته بيصور مقصدا ً خملتلف الفئات‪ ،‬سياسيني‬ ‫وطالبا ً وأصدقاء ومؤرخني وباحثني‪ ،‬وقد حتولت األرض احمليطة بها‬ ‫إلى حديقة غناء من النباتات واألشجار املرتبة واملنظمة‪ ،‬وكان‬ ‫يردد أمام زائريه «العمل في األرض يجوهر النفس والروح واجلسد»‪.‬‬ ‫كانت سلطته املعنوية أقوى بكثير من كل السلطات الرسمية‬ ‫واملوقعية السلطوية‪.‬‬ ‫هاجسه الدائم القضية املركزية فلسطني‪ ،‬حاول جاهدا ً عبر‬ ‫لقاءاته في «خلوات البياضة» التواصل مع مشايخ الطائفة في‬ ‫األراضي احملتلة داخل فلسطني وحثهم الدائم على رفض االحتالل‬ ‫مبا استطاعوا الى ذلك سبيالً‪ ،‬العقود السبعة لم تطفئ أو تخفف‬ ‫من حيويته ونشاطه‪ ،‬سريعا ً ما تراه قرر القيام بجولة في القرى‬ ‫اللبنانية أو الذهاب الى قرى جبل الدروز أو املسارعة الى الدخول‬ ‫وسيطا ً فاعالً في حل مشكلة ما من أعلى املستويات الى أدناها‪.‬‬ ‫مع غياب الشيخ ابو صالح فرحان العريضي فقدت الطائفة‬ ‫التوحيدية أحد أهم صمامات أمانها املعنوية‪ ،‬وهو من كان يطرق‬ ‫أبواب السياسيني‪ ،‬كل السياسيني‪ ،‬يطلب ويفرض تهدئة‪ ،‬أو يضع‬ ‫عناوين محددة ملسار األمور مبا يخص الطائفة‪ ،‬يتمتع بالسلطة‬ ‫املعنوية االيجابية وجاءت جتربة اغتيال جنله البكر صالح قبل‬ ‫أربعة أشهر بالتمام لتكمل مشهد صورة الشيخ اجلليل الذي‬ ‫يتعالى فوق اجلراح‪ ،‬وجنله مقطع على األرض ويقول «ان يأتي الفاعل‬ ‫اآلن ويعترف فإنني أسامحه ولن أقبل بأي ردة فعل» وسار على‬ ‫هذه اخلطى طيلة األشهر املاضية ولكن االحتقان كان يعتمل في‬ ‫أسى وكبت الغيظ‪ ،‬وكان لعدد كبير من املريدين واعظا ً‬ ‫صدره‬ ‫ً‬ ‫ومسامحا ً ومرشدا ً الى كيفية جتاوز مؤامرة الفتنة‪ .‬خالل االشهر‬ ‫املاضية رفض بشكل مطلق اقتراحا ً بأن يعتمر «العمامة املدورة»‬ ‫أو «العمامة املكولسة» وخضع املقترحون إلرادته‪.‬‬ ‫خالل مأمته احلاشد‪ ،‬ارتفعت أصوات التحية له‪ ،‬حتمله السالم‬ ‫الى جنله الشهيد صالح‪ ،‬ويبقى العزاء االهم في ما تركه من‬ ‫إرث كبير في كيفية الدمج بني االنعزال الصوفي واالندماج في‬ ‫اجملتمع‪ ،‬كان مثال رجل الدين الذي دفع بالدين الى حيز احلياة العامة‬ ‫وخدمة االنسان‪.‬‬

‫عامر مالعب‬


‫منبر اقتصادي‬ ‫أوباما سيبقى ‪ 3‬أعوام تحت رحمة سياسة بوش بسبب العجز في الميزانية الفيدرالية‬

‫الخبير االقتصادي د‪ .‬عبد الحليم فضل هللا لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫االقتصاد اللبناني لن يحقق نمواً في الـ‪2009‬‬

‫شهد عام ‪ 2008‬أحداثاً اقتصادية‬ ‫دارماتكية‪ ،‬بعدما ضربت األزمة املالية‬ ‫كل األسواق العاملية بتداعيات خطيرة لن‬ ‫يكون الشفاء منها سهالً‪ .‬اجلميع يتساءل‬ ‫عن مصير اقتصادات دول العالم ويتابعه‬ ‫بحرص شديد‪ ،‬إما من باب القلق وإما من‬ ‫أجل رصد التغيرات االقتصادية والسياسية‬ ‫في خريطة العالم‪.‬‬ ‫األزمة تتفاعل‪ ،‬واجلميع في دائرة خطر‬ ‫كبير‪ ،‬فالثروات العاملية تالشت وانحلت‬ ‫أثناء األزمة‪ ،‬واملؤشرات الصادرة عن البنك‬ ‫الدولي ليست مطمئنة في ظل احلديث عن‬ ‫انكماش سيعيشه العالم أجمع‪ ،‬اجلميع‬ ‫يتابع بحذر إما من باب القلق وإما من باب‬ ‫تتبع التطورات االقتصادية والسياسية‬ ‫في العالم‪ ،‬متسائالً عن مصيره وخريطته‬ ‫اجلديدة‪ ،‬فنجم الواليات املتحدة يواجه‬ ‫أفوالً أكيداً‪ ،‬والدول األوروبية خائرة القوى‬ ‫بعد التأثيرات السلبية لألزمة املالية‪،‬‬ ‫أما مصير التنني الصيني الناهض والدب‬ ‫الروسي املستعيد لدوره فال يزال موضع‬ ‫تساؤل‪.‬‬ ‫كاد يجف حبر أقالم اخلبراء الواصفني‬ ‫لألزمة واملتكلمني عن تداعياتها اخلطيرة‪،‬‬ ‫والداعني إلى اتخاذ خطوات حلصر سلبياتها‬ ‫التي تفتك باقتصادات الدول دون أي رحمة‬ ‫أو شفقة خالل العام املنصرم‪ .‬وفيما يلملم‬ ‫‪ 2008‬خيباته‪ ،‬مودعاً اجلميع ويطل ‪2009‬‬ ‫ليتلقفه االقتصاديون‪ ،‬يتابع هؤالء جهودهم‬ ‫في محاولة استباق تطورات األزمة التي وفقاً‬ ‫لهم ستشهد تطورات متعددة تختلف‬ ‫باختالف تفاؤلهم ونظرتهم إلى عمق األزمة‬ ‫وأسبابها ال سيما في ظل التأكيد عن عدم‬ ‫وجود أي طرف في العالم قادر على إدراة‬ ‫األزمة‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد” التقت اخلبير االقتصادي‬ ‫ونائب رئيس املركز االستشاري للدراسات‬ ‫والتوثيق د‪ .‬عبد احلليم فضل اهلل لتسليط‬ ‫الضوء على األزمة املالية واملسار املمكن أن‬ ‫تسلكه بعد وصول الرئيس األميركي باراك‬ ‫أوباما الى البيت األبيض‪ ،‬وغيرها من النقاط‬ ‫املتعلقة باألزمة املالية‪ ،‬فكان هذا احلوار‪:‬‬

‫البورصة قد تشهد انهيارات جديدة‬

‫د‪ .‬عبد احلليم فضل اهلل‬

‫نوايا أوباما مختلفة لكن‪...‬‬ ‫ملاذا يتحدث اخلبراء عن عدم وجود أي طرف في‬ ‫العالم قادر على إدارة األزمة؟‬ ‫نعم‪ ،‬فالواليات املتحدة منكوبة مبوازنتها املالية‬ ‫وميزانها اخلارجي وإنفاقها العسكري الهائل‬ ‫وتداعي سياستها العاملية‪ .‬أما أوروبا غير قادرة‬ ‫على إدارة االقتصاد العاملي ألنها خسرت الكثير‬ ‫من قدراتها االقتصادية خالل اخلمسني عام‬ ‫املاضية‪ .‬أما دول األسواق الناشئة فعلى أهمية‬ ‫صعودها ونهوضها حتى اآلن لم تنضج الى حد‬ ‫يسمح لها بقيادة النظام العاملي‪ .‬رمبا يتسنى لها‬

‫‪75‬‬

‫أن تكون في الصدارة في الـ‪ 29‬أو ‪ 30‬سنة القادمة‬ ‫ولكن ليس اآلن‪.‬‬ ‫أي إن الرئيس األميركي املنتخب باراك أوباما‬ ‫لن تكون بيده حيلة؟‬ ‫هناك نوايا مختلفة لدى أوباما لكن ليس لديه‬ ‫ما يكفي من أدوات لتنفيذ هذا البرنامج وقلب‬ ‫الصورة متاما ً جتاه ما يالقيه االقتصاد األميركي‪.‬‬ ‫الرئيس األميركي وعد بأجندة أو برنامج اقتصادي‬ ‫مختلف متاما ً عن البرنامج الذي اتبعه بوش‪ ،‬فبوش‬ ‫اتبع البرنامج التقليدي للجمهوريني وأضاف اليه‬ ‫إنفاقا عسكريا هائال أدى الى تداعي الوضع املالي‬ ‫األميركي واالقتصاد األميركي ومن ثم تداعي‬ ‫امليزان اخلارجي الذي كان أحد أهم أسباب األزمة‪.‬‬ ‫البرنامج التقليدي للجمهوريني‪ ،‬لريغان وجورج‬ ‫بوش األب وجورج بوش االبن يقوم على إمكانية‬ ‫اجلمع بني سياستني‪ ،‬خفض كبير في معدالت‬ ‫الضريبة وخفض كبير في اإلنفاق على البنى‬ ‫التحتية بدون أن يؤثر ذلك على معدالت النمو بل‬ ‫هذا من شأنه أن يؤدي الى زيادة النمو‪ ،‬ما حصل‬ ‫سواء بعد ريغان أو جورج بوش األب أو جورج دبليو‬ ‫بوش هو أن خفض الضرائب واإلنفاق على البنى‬ ‫التحتية لم يؤ ّد الى زيادة في النمو بل أدى الى‬ ‫تباطؤ فيه والى خسائر اقتصادية‪ .‬هذا البرنامج‬ ‫التقليدي للجمهوريني أضاف إليه جورج بوش‬ ‫إنفاقا هائال على التسلح تعدى ‪ 3000‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ـ ماذا يتضمن برنامج أوباما؟‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر اقتصادي‬ ‫برنامج أوباما يقوم على ‪ 6‬أو ‪ 7‬نقاط‪ ،‬أهمها‬ ‫زيادة الضرائب على شرائح اجتماعية معينة‬ ‫وخاصة الطبقات العليا‪ ،‬وزيادة اإلنفاق على البنى‬ ‫التحتية األميركية‪ ،‬لديه مشروع يقارب ‪1000‬‬ ‫مليار دوالر لإلنفاق على البنى التحتية األميركية‪.‬‬ ‫أيضا ً هو يوجه اهتماما كبيرا ليس فقط لدعم‬ ‫املؤسسات املالية التي تهددها األزمة بل لدعم‬ ‫االقتصاد احلقيقي‪ ،‬وهو وعد بتقدمي مساعدات‬ ‫كبيرة للقطاعات األساسية التي تضررت من‬ ‫األزمة والتي ستعاني ركودا كبيرا كقطاعات‬ ‫السيارات‪ .‬باإلضافة الى ذلك‪ ،‬وعد باراك بزيادة‬ ‫اإلنفاق االجتماعي على املتضررين من األزمة‪،‬‬ ‫إضافة الى أنه دعا أثناء حملته االنتخابية الى‬ ‫عدم تركيز أو توجيه االهتمام فقط الى أوضاع‬ ‫املؤسسات املالية املتعثرة فقط‪ ،‬بل الى أوضاع‬ ‫املقترضني أنفسهم الذين خسروا منازلهم في‬ ‫أزمة الرهن العقاري‪.‬‬ ‫ـ هل يستطيع أوباما أن يقدم الشيء الكثير‬ ‫جتاه وعوده هذه؟‬ ‫أنا برأيي سيبقى لعامني أو ثالثة أعوام حتت‬ ‫رحمة سياسة بوش‪ ،‬ذلك ألن ادارة بوش تركت‬ ‫له عجزا هائال في امليزانية الفدرالية‪ ،‬ويتوقع أن‬ ‫يكون العجز في السنة األولى في والية أوباما‬ ‫من ت‪ 2008 1‬الى ت‪ 2009 1‬الى ‪ 1400‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫وهذا عجز يساوي أكثر من ‪ %12‬من حجم ناجتها‬ ‫القومي‪ ،‬وبالتالي غير مسبوق في تاريخ الواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ .‬كما أن أوباما مجبر على‬ ‫اإلنفاق لتغطية النفقات العسكرية األميركية‬ ‫في اخلارج‪ .‬كما أنه ملزم باإلنفاق على البنى‬ ‫التحتية كما وعد في برنامجه‪ ،‬وهذا لم يكن واردا ً‬ ‫في برنامج اإلدارة السابقة‪ ،‬وملزم باإلنفاق من أجل‬ ‫التعويض عن خسائر املؤسسات املالية وخسائر‬ ‫املدينني خالل أزمة الرهن العقاري وملزم باإلنفاق‬ ‫من أجل حتريك عجلة االقتصاد‪.‬‬ ‫أي إنه سيعاني عجزا ماليا كبيرا وليس لديه‬ ‫األدوات الكافية ملواجهة األزمة‪ ،‬خاصة أن خفض‬ ‫الفائدة حاليا ً يستخدم لزيادة النمو وحتريك دورة‬ ‫االقتصاد‪ ،‬األداة التي اسمها خفض الفائدة لم‬ ‫تعد ملك إدارة السياسة النقدية الحقاً‪ ،‬فأسعار‬ ‫الفائدة وصلت الى أدنى مستوى ميكن أن تصل‬ ‫إليه وهو ‪ 0‬أو ‪ %0.25‬اذا ً هناك نوايا مختلفة لدى‬ ‫االدارة القادمة لكن ليس لديها األدوات الكافية‬ ‫لتحقيقها‪.‬‬ ‫ـ لكنه وعد بتغيير سياسته في العراق؟‬ ‫حتى لو قرر هذا وسحب جيشه‪ ،‬فهذا يتطلب‬ ‫وقتا‪.‬‬

‫التراجع االقتصادي‬ ‫سيطال اجلميع‬ ‫ـ من الدول التي ستعاني الكساد؟‬ ‫التراجع االقتصادي سيطال كل اقتصاديات‬ ‫لكن هناك دوال ستعاني انكماشا أي‬ ‫العالم ‪،‬‬ ‫ّ‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫االقتصاد اللبناني امام حتديات‬

‫ناجتها القومي سيتراجع‪ .‬اقتصاد الواليات املتحدة‬ ‫األميركية وبعض الدول األوروبية في ‪2009‬‬ ‫ستشهد أرقام منو سلبية‪ .‬صندوق النقد الدولي‬ ‫والبنك الدولي يتكلمان عن نسبة ‪ % 0.5‬أو‪،%1-‬‬ ‫لكن املتوقع أن يكون التراجع أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫هناك دول ستعاني تراجع معدالت النمو‪ ،‬لكن‬ ‫ستبقى نامية كالصني والدول اآلسيوية وبعض‬ ‫الدول النفطية‪ ،‬التي بدال ً من أن تسجدل معدالت‬ ‫منو مرتفعة ستسجل معدالت منو أقل ارتفاعاً‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬الصني سجلت في السنة‬ ‫املاضية حوالى ‪ %11,5‬معدل منو‪ ،‬من املتوقع هذا‬ ‫العام أن تنخفض هذه النسبة لتصل في العام‬ ‫املقبل حوالى ‪ %7‬وهذا أقل رقم تسجله الصني‬ ‫خالل أكثر من عقد ونصف من الزمن وينطبق‬ ‫األمر على الدول األخرى‪ .‬لكن محرك النمو‬ ‫العاملي سيبقى في األسواق الناشئة للدول‬ ‫اآلسيوية كالصني‪ ،‬الهند وأيضا ً لدى بعض الدول‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫ـ ما مصير الدول النفطية في ظل تراجع‬ ‫أسعار النفط؟‬ ‫الدول النفطية ستعاني تراجعا حادا في النمو‬ ‫مرتبطا مبا هو معروف بالتراجع املتوقع في أسعار‬ ‫النفط العاملية‪.‬‬ ‫ـ ماذا عن الدول التي كانت تعاني احلصار؟‬ ‫هذه الدول ستكون معاناتها أقل من األخرى‬ ‫نتيجة عدم ارتباطها باألسواق العاملية ومتتعها‬ ‫بنموذج داخلي للنمو‪.‬‬

‫تباطؤ اقتصادي في لبنان‬ ‫ـ ماذا عن لبنان في عام ‪2009‬؟‬ ‫يع التحديات املقبلة‬ ‫االقتصاد اللبناني إذا لم ِ‬ ‫ولم حتاول احلكومة تعديل خطتها ملواجهة‬ ‫االستحقاقات القادمة‪ ،‬خصوصا ً البطالة التي‬ ‫سيعانيها اللبنانيون في دول اخلليج حيث هناك‬ ‫حديث عن يد عاملة عائدة من اخلارج بعشرات‬

‫‪76‬‬

‫تع احلكومة واللبنانيون املشكلة‬ ‫اآلالف‪ ،‬اذا لم ِ‬ ‫املتمثلة ليس فقط بتحدي االنهيار عموما ً‬ ‫بل بصعوبة الوصول للتمويل الدولي مقارنة‬ ‫بالسابق‪ ،‬سواء لتمويل نفقات احلكومة أو القطاع‬ ‫اخلاص فسيواجه االقتصاد اللبناني مشكلة‪.‬‬ ‫املشكلة ال تتمثل بانهيار املصارف‪ ،‬لبنان‬ ‫تخطى هذا التحدي بينما وقعت به املؤسسات‬ ‫املالية األجنبية‪ .‬اخلطر ال يتمثل بذلك فقط بل‬ ‫يتمثل بالتباطؤ االقتصادي الذي سيؤثر كثيرا ً‬ ‫على قدرة احلكومة على أداء القطاع اخلاص‪ .‬من‬ ‫هنا واجب احلكومة التخطيط من اآلن لهذه‬ ‫االستحقاقات على األقل لوضع برنامج وخطة‬ ‫لالستثمار العام تع ّوض عن التباطؤ احملتمل‬ ‫للدورة االقتصادية تبعا ً لألزمة العاملية وتوفر‬ ‫الكثير من فرص العمل ملن فقدوا أعمالهم من‬ ‫املغتربني اللبنانيني أو العاملني اللبنانيني‪ .‬كما‬ ‫يجب على السلطة النقدية من اآلن العمل على‬ ‫خفض معدالت الفائدة في لبنان التي أصبحت‬ ‫أعلى من معدالت الفائدة العاملية بحوالى ‪ 8‬أو‬ ‫‪ 9‬نقاط‪ ،‬وهذا ال يجوز االستمرار به ألنه يرفع من‬ ‫كلفة متويل خدمة الدين ويؤدي من ناحية أخرى‬ ‫الى تعطيل الدورة االقتصادية‪ ،‬لكن قد يستفيد‬ ‫لبنان من املال االنتخابي‪.‬‬ ‫ـ هل سيحقق االقتصاد اللبناني منواً في عام‬ ‫‪2009‬؟‬ ‫من غير املتوقع إال إذا كان التمويل االنتخابي‬ ‫من بعض الدول ضخما إلى حد يحرك االقتصاد‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫ـ حتى لو أجنزت اخلصخصة؟‬ ‫اخلصخصة لن حتصل اآلن‪ ،‬بل تذهب الى ما بعد‬ ‫االنتخابات النيابية ألسباب عديدة‪ ،‬منها صعوبة‬ ‫التوافق على اخلصخصة‪ ،‬إضافة الى األزمة‬ ‫العاملية التي ستؤدي الى خفض املردود املتوقع من‬ ‫أي عملية خصخصة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬


‫منبر اجتماعي‬ ‫‪ 551‬مليار ليرة لبنانية العجز المتراكم في فرعي المرض واألمومة والتعويضات العائلية‬

‫د‪ .‬محمد كركي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫التمويل المسبق لضمان الشيخوخة يؤ ّمن توازنه المالي‬ ‫السياسات االجتماعية والصحية للحكومات املتعاقبة‬ ‫أمعنت في استخدام الفئات االجتماعية املهمّ شة والفقيرة‬ ‫ملآرب سياسية‪ ،‬وأكثر ما يدل على هذا األمر هو ما يعانيه الضمان‬ ‫االجتماعي اليوم من اختالل في توازنه املالي‪ ،‬والذي يظهر جلياً في‬ ‫فرع الضمان االختياري‪ ،‬الذي ُفرض سياسياً على صندوق الضمان‬ ‫بال دراسة تؤمن توازنه املالي‪ ،‬والنتيجة أنه عاجز بنيوياً عن دفع‬ ‫كلفة التقدميات الصحية واالستشفائية للمنتسبني‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمر يحصل في فرعي املرض واألمومة وفرع التعويضات العائلية‬ ‫حيث جتاوز العجز في فرع املرض واألمومة الـ‪ 306‬مليار ل‪.‬ل في‬ ‫‪ ،2008/11/30‬ليتجاوز أيضاً في فرع التعويضات العائلية الـ‪245‬‬ ‫مليار ل‪.‬ل في التاريخ نفسه‪ ،‬وبذلك يصبح العجز في الفرعني‬ ‫‪ 551‬مليار ل‪.‬ل لغاية التاريخ املذكور دون احتساب الفوائد وشهر‬ ‫‪.2008/12‬‬ ‫ما هو مصير نظام التقاعد واحلماية االجتماعية‪ ،‬املسمى زوراً‬ ‫ضمان الشيخوخة‪ ،‬والذي يفترض أن يقوم مقام فرع نهاية اخلدمة‬ ‫الذي هو حسب القانون مؤقت يتم االنتقال بعده الى فرع نظام‬ ‫التقاعد‪ ،‬بدالً من تعويضات الصرف التي لم تعد تشكل ضمانة‬ ‫للمضمون بعد نهاية خدمته‪ ،‬نتيجة التضخم وضعف القدرة‬ ‫الشرائية‪ ،‬بعد تآكل املداخيل منذ أكثر من عشرين سنة‪ ،‬ومعها‬ ‫قيمة التعويضات‪ ،‬مما هدد في آن معاً مستقبل العمال ونهاية‬ ‫خدمتهم؟ هل يكون مصيره مماثالً ملصير الفروع التي سبقته‬ ‫كونه كغيره من الفروع ُفرض سياسياً على صندوق الضمان‪،‬‬ ‫ويشكل مادة أساسية للصراع بني الدولة من جهة والعمال‬ ‫وأصحاب العمل من جهة ثانية‪ ،‬وما بني فرقاء اإلنتاج ككل من‬ ‫ُ‬ ‫غفل عنها ومنها حجم‬ ‫جهة ثالثة حول العديد من النقاط التي أ ِ‬ ‫االشتراكات وارتفاع نسبتها‪ ،‬وحتديد نسبة املعاش التقاعدي من‬ ‫حجم الرواتب بعد بلوغ سن التقاعد‪ ،‬وعدم اإلعالن فيه صراحة‬ ‫عن ضمانة الدولة ومساهماتها بالنسبة للفرع‪ ،‬األمر الذي يقضي‬ ‫على مبدأ التكافل االجتماعي الذي تقوم عليه فلسفة الصندوق‪،‬‬ ‫واألنكى من ذلك كله أن املشروع ترك أمر حتديد نسب املعاشات‬ ‫التقاعدية الى حجم مساهمات املضمونني خالل سنوات اخلدمة‬ ‫الى مراسيم تنفيذية يتخذها مجلس الوزراء‪ ،‬وغيرها من األمور‬ ‫والتساؤالت التي سيسلط الضوء عليها ويجيب عنها املدير العام‬ ‫لصندوق الضمان االجتماعي الدكتور محمد كركي في حديث‬ ‫لـ”منبر التوحيد”‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬

‫أداء الضمان وتوازنه املالي‬ ‫ما هو وضع الضمان اليوم؟ وكيف تصفون أداءه؟‬ ‫موضوع الضمان االجتماعي من أهم املواضيع املطروحة على الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬كونه القطاع الوحيد الذي يقوم بخدمات اجتماعية وإنسانية من‬ ‫خالل تنفيذ سياسة الدولة اللبنانية في إطار احلقل االجتماعي‪ ،‬وما يصدر‬ ‫لألسف من أقاويل عن إفالسه وما هنالك هدفه التشهير بهذه املؤسسة‬ ‫وه ّز الوضع االجتماعي في البلد الذي ليس له أي مبرر‪ ،‬من هنا ال يسعنا‬ ‫سوى احلديث عن أوضاع الضمان املالية وكيفية معاجلة االختالل في التوازن‬ ‫املالي‪ .‬هذا كبداية لدرء ما ينشر من أقاويل حول إفالس الضمان وما الى‬ ‫هنالك‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار ميكننا القول إن هذه املؤسسة ميكن أن يكون لديها فائض‬ ‫أو عجز في اخلدمات‪ ،‬ما يدفعنا دائما ً إلى العمل على إيجاد احللول الالزمة من‬ ‫خالل دفع املستحقات الى املستفيدين من الضمان إذا ُوجد الفائض‪ ،‬كما‬ ‫نعمل على معاجلة األمور حتى ال تسوء في حال وجود العجز‪.‬‬ ‫أما بالنسبة الى أداء الضمان االجتماعي‪ ،‬فنحن نعمل جاهدين لتطوير‬ ‫هذه املؤسسة بهدف استمراريتها وتطويرها‪ ،‬وما يسهل علينا القيام بكل‬ ‫تلك األمور هو أن هذه املؤسسة من أكثر املؤسسات الرسمية التي تتمتّع‬ ‫باستقالليتها وتنفرد دائما ً بالعمل على تطوير ذاتها‪.‬‬ ‫إلى أين وصل العجز في الضمان االجتماعي‪ ،‬وما هي املقترحات التي‬ ‫ق ّدمتموها للحكومة للحؤول دون إفالس الضمان وإيفاء املضمونني‬ ‫حقوقهم؟‬ ‫في هذا اإلطار يجب التوضيح أن العجز فقط هو في فرعي املرض واألمومة‬

‫‪77‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر اجتماعي‬ ‫والتعويضات العائلية‪.‬‬ ‫فبالنسبة لفرع تعويض نهاية اخلدمة ليس هناك أي مشكلة تذكر‪ .‬فعلى‬ ‫الرغم من أن فرع ضمان املرض واألمومة استمر بتحقيق وفر سنوي بلغ في‬ ‫نهاية العام ‪ 2000‬حوالى ‪ 415‬مليار ليرة لبنانية‪ ،‬غير أن العجز في نتائج‬ ‫معدل االشتراك من ‪%15‬‬ ‫عام ‪ 2001‬بدأ بالظهور‪ ،‬وذلك بتأثير مباشر خلفض ّ‬ ‫الى ‪ %9‬أي بنسبة ‪ ،%40‬واستمر في النمو خالل السنوات الالحقة بنسب‬ ‫مختلفة ارتبطت بحجم املبالغ السنوية التي سددتها الدولة‪ ،‬وحيث إن‬ ‫الهدف األساسي من خفض معدل االشتراكات اعتبارا ً من ‪ 2001/12/1‬كان‬ ‫امتصاص الوفر احملقق لغاية ‪ 2000/12/31‬والبالغ حوالى ‪ 415‬مليار ليرة‬ ‫لبنانية‪ ،‬وقد حتقق هذا الهدف عن طريق استهالك الوفر خالل السنوات‬ ‫الثالث الالحقة مما فرض بعدها االستعانة مبأخوذات من أموال فرع تعويض‬ ‫نهاية اخلدمة لتأمني االستمرار في دفع التقدميات للمضمونني‪ ،‬ونستخلص‬ ‫احلديث بأن عجز فرع املرض واألمومة سيتجاوز الـ‪ 306‬مليارات ليرة تقريبا ً‬ ‫في ‪ 2008/11/30‬وذلك بعد إضافة العجز املذكور آنفا ً والبالغ ‪ 78‬مليار ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫والعجز املتراكم في ‪ 2007/12/30‬والبالغ ‪ 225‬مليار ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫وكذلك األمر كان في‬ ‫فرع التعويضات العائلية‪،‬‬ ‫فبالرغم من أن هذا الفرع‬ ‫قد استمر في حتقيق وفر‬ ‫سنوي حتى سنة ‪2000‬‬ ‫مقداره حوالى ‪ 72‬مليار‬ ‫ل‪.‬ل والذي بلغ في نهاية‬ ‫العام نفسه حوالى ‪219‬‬ ‫مليار ل‪.‬ل‪ ،‬إال أن عجزا ً بدأ‬ ‫بالظهور في نتائج سنة‬ ‫‪ 2001‬بتأثير مباشر خلفض‬ ‫معدل االشتراكات اعتبارا ً‬ ‫من ‪ 2001/4/1‬من ‪ %15‬الى‬ ‫‪ %6‬أي بنسبة ‪ %60‬الذي‬ ‫استمر بالتراكم خالل‬ ‫السنوات الالحقة بنسب‬ ‫مختلفة مرتبطة بحجم‬ ‫املبالغ السنوية التي‬ ‫سددتها الدولة‪ ،‬وحيث‬ ‫إن الهدف األساسي من‬ ‫خفض معدل االشتراكات‬ ‫كان امتصاص الوفر احملقق‬ ‫لغاية ‪ 2000/12/31‬والبالغ حوالى ‪ 219‬مليار ل‪.‬ل‪ ،‬وقد استهلك خالل‬ ‫السنوات الثالث الالحقة مما فرض بعدها االستعانة مبأخوذات من أموال‬ ‫فرع نهاية اخلدمة لتأمني االستمرارية في دفع التعويضات ملستحقيها من‬ ‫املضمونني‪ ،‬وقد بلغت قيمة هذه املأخوذات بتاريخ ‪ 2007/12/31‬حوالى ‪196‬‬ ‫مليار ل‪.‬ل التي من املرتقب أن ترتفع قيمتها الى ما يزيد عن ‪ 250‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫في نهاية العام ‪ 2008‬اذا لم تسدد الدولة ما سبق والتزمت بدفعه خالل‬ ‫العام اجلاري والذي يبلغ حوالى ‪ 230‬مليار ل‪.‬ل‪.‬‬ ‫ووفق ما تقدم فإن العجز املتراكم في فرعي املرض واألمومة والتعويضات‬ ‫العائلية سيصبح حتى ‪ 2008/11/30‬بحدود الـ ‪ 551‬مليار ليرة لبنانية‪،‬‬ ‫ليتجاوز الـ ‪ 600‬مليار ل‪ .‬ل‪ .‬مع نهاية العام ‪.2008‬‬ ‫من هنا عمدت إدارة الضمان منذ العام ‪ 2004‬الى رفع مشاريع ملعاجلة‬ ‫الضمان‪ ،‬خاصة بعد إصدار مرسوم رقم ‪ 500‬في تاريخ ‪ 2008/10/16‬القاضي‬ ‫بتعديل احلد األدنى الرسمي لألجور من ‪ 300‬ألف ل‪.‬ل‪ .‬الى ‪ 500‬ألف ل‪.‬ل‪،‬‬ ‫وبإعطاء زيادة غالء معيشة مقدارها ‪ 200‬ألف ل‪.‬ل اعتبارا ً من ‪ 2008/5/1‬الذي‬ ‫ستكون له انعكاسات إيجابية على واردات الفرع بحيث ستزيد االشتراكات‬ ‫في العام ‪ 2009‬بحدود ‪ ،%25‬ما سينعكس إيجابا ً على التوازن املالي للضمان‬ ‫للعام ‪ .2009‬ولكن هذا املستوى من االشتراكات ال يؤمن التوازن املالي‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪78‬‬

‫وهذا ما نقوله ونعمل عليه من العام ‪ ،2003‬وكل الدراسات التي قامت‬ ‫بها مؤسسات محلية والدراسات التي قام بها اخلبراء االكتواريون للضمان‬ ‫ومنها مؤسسة “مهنا” للدراسات االكتوارية‪ ،‬وكذلك البنك الدولي أثبتت‬ ‫أن االشتراكات احلالية ال ميكن أن تؤمن التوازن املالي ودراسة البنك الدولي‬ ‫كانت واضحة بحيث أثبتت أنه على املدى القصير ليس لدينا خيارات إال‬ ‫إما بزيادة االشتراكات والسقف املالي اخلاضع لها وإما إقامة املزج بني‬ ‫االشتراكات مع زيادة طفيفة على سقف االشتراكات‪ ،‬وهذا ما تقدمت به‬ ‫إدارة الضمان‪ ،‬ولكن نستغرب هذه الهجمة عليه فيما هو اقتراح بسيط جدا ً‬ ‫وسهل‪ ،‬إذ يقضي برفع معدل االشتراك من ‪ %6‬الى ‪ %6.5‬ورفع احلد األقصى‬ ‫لسقف االشتراك من مليون و‪ 500‬ألف الى مليونني‪ ،‬وبالتالي نعتقد أننا‬ ‫ال نطلب هذه الزيادة الكبيرة‪ ،‬هذا في ما يتعلق بفرع التعويضات العائلية‪،‬‬ ‫أما في ما يتعلق بفرع املرض واألمومة كذلك فإن إدارة الضمان طالبت برفع‬ ‫معدل االشتراك من ‪ %9‬الى ‪ %10.5‬ورفع احلد األقصى لسقف االشتراك من‬ ‫مليون و‪ 500‬ألف الى مليونني وهذه الزيادة تتوزّع ‪ %40‬على الدولة و‪ %40‬على‬ ‫صاحب العمل و‪ %20‬على األجير‪ ،‬مبا معناه أن معدالت االشتراكات تصبح‬ ‫على األجير ‪ %2.30‬بدل‬ ‫‪ %2‬واملؤسسة ‪ %7.40‬بدل‬ ‫‪ %7‬و‪ %0.85‬على الدولة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وبالتالي الزيادات‬ ‫التي نطلبها لتأمني التوازن‬ ‫املالي في املستقبل بغض‬ ‫النظر عن املاضي‪ ،‬إذا ما‬ ‫أردنا البدء بالسنة اجلديدة‬ ‫هي موضوعية جدا ً مقارنة‬ ‫مبا كانت عليه في العام‬ ‫‪ )%32( 1992‬و(‪ )%38.5‬في‬ ‫العام ‪ ،2001‬وقد نوقش‬ ‫امللف كامالً في أكثر من ‪4‬‬ ‫جلسات في مجلس إدارة‬ ‫الضمان وأحيل الى معالي‬ ‫وزير العمل لدراسته‬ ‫وعرضه ورفعه على مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬ونتأمل فعالً أن هذا‬ ‫أشبع درساً‪،‬‬ ‫املوضوع قد‬ ‫ِ‬ ‫خاصة بعدما أصبحت‬ ‫مأخوذاتنا من صندوق‬ ‫نهاية اخلدمة بحدود الـ‬ ‫‪ 600‬مليار ليرة أي تقريبا ً ‪ %10‬من أموال نهاية اخلدمة‪ ،‬وبالتالي هناك ضرورة‬ ‫إلعادة هذه األموال مع فوائدها القانونية‪ ،‬وبالتالي نحن اليوم نعمل وبشكل‬ ‫حثيث لتأمني التوازن املالي املستقبلي بالنسبة ملأخوذاتنا من نهاية اخلدمة‬ ‫واجلميع يعلم أنها بحدود الـ‪ 750‬مليار على الدولة اللبنانية التي ستدفع‬ ‫املستحقات السنوية املالية التي هي بحدود ‪ 150‬أو ‪ 160‬مليار اعتبارا ً من‬ ‫بداية العام ‪ 2009‬وهذا ما ذُكر في موازنة العام ‪ ،2008‬إضافة الى قسط‬ ‫عن املاضي مع الفوائد وبالتالي هذه األقساط من الديون املتراكمة التي‬ ‫هي بحدود الـ ‪ 150‬مليار ستذهب الى سد املأخوذات من فرع نهاية اخلدمة‬ ‫والفائض سنسدد به بعض املتأخرات في املستشفيات‪.‬‬ ‫‪ 1.3‬مليون وأكثر معاملة صحية متراكمة في الضمان‪ ،‬ما هو مصيرها؟‬ ‫وكيف سيتم التعويض عن مضمونيها واملستفيدين الذين يدفعون‬ ‫اشتراكاتهم بانتظام؟‬ ‫هنا أريد أن أوضح أن وتيرة الدفع ستزيد في الضمان االجتماعي عند‬ ‫حتسن األوضاع املالية وذلك المتصاص املتراكمات املوجودة وخاصة في‬ ‫مكاتب العاصمة‪ :‬مكتب بيروت ‪ -‬طريق املطار وبدارو ولكن بشكل أقل في‬ ‫الشويفات والدورة وبرج حمود‪ ،‬إذ ان املكاتب املوجودة خارج العاصمة‪ ،‬الدفع‬ ‫فيها يكون إما فوريا ً وإما مبهلة شهر كحد أقصى‪ ،‬وال ننكر أن بعض املكاتب‬


‫تعاني من بعض التأخير في الدفع إال أننا نعمد اليوم الى القيام بخطة‬ ‫عملية لتحسني تأدية التقدميات‪ ،‬ونظم الدفع في الضمان االجتماعي قبل‬ ‫عام ‪ ،2009‬باإلضافة ملشروع مكننة الضمان االجتماعي‪ .‬وبالتأكيد عندما‬ ‫يؤمن الضمان توازنه املالي سيصبح لديه أموال لسداد كل املتوجبات‬ ‫املتأخرة‪ ،‬وبالتالي وتيرة الدفع ستكون أفضل‪ .‬باإلضافة الى أن كل اخلطط‬ ‫واحللول التي نقوم بها اليوم هي لتحسني أداء الضمان ونأمل أنه في العام‬ ‫‪ 2009‬سيشعر الناس بالطمأنينة في احلصول على مستحقاتهم‪.‬‬ ‫لقد طالبتم بإدارة الصندوق املوحّ د متهيداً لضمان كل اللبنانيني‪،‬‬ ‫كيف سيتم العمل بهذه اآللية‪ ،‬وكم تضمن من حقوق املستفيدين من‬ ‫الضمان؟‬ ‫موضوع توحيد صناديق الضمان االجتماعي هو مطلب عام يعود‬ ‫لسياسة الدولة‪ ،‬والكل يعرف ان هناك تعددا ً في الصناديق الضامنة‪ ،‬ومنها‬ ‫الضمان‪ ،‬باالضافة الى وزارة الصحة التي تعطي بعض التصريحات وهناك‬ ‫تعاونية املوظفني وغيرها‪ .‬الفكرة األساسية أن يصبح هناك صندوق واحد‬ ‫هو الضمان االجتماعي ألنه األكبر واألكثر انتشارا ً والذي ميلك الكثير من‬ ‫األجهزة واملكاتب املنتشرة في كل املناطق اللبنانية بأن يعمل على ضمانة‬ ‫كل اللبنانيني ولكن هذا اإلطار العام بحاجة الى رسم من قبل الدولة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬للعمل على زيادة الشرائح للضمان إذ بدءا ً من اليوم سيدخل‬ ‫اجلميع الى الضمان وأن تضع خطة عملية لضمانة جميع املواطنني مع‬ ‫وجود مراحل انتقالية وهناك دور لوزراة الصحة وتعاونية املوظفني وغيرها‬ ‫لتحقيق الهدف املرجو في إيجاد مؤسسة واحدة تضمن كل املواطنني الذين‬ ‫يتقاسمون التقدميات نفسها‪ ،‬إذ ال ميكن للضمان ان يعطي بطريقة وزراة‬ ‫الصحة او تعاونية املوظفني‪.‬‬

‫ضمان الشيخوخة‬ ‫إن وقف العمل بضمان الشيخوخة كان بقرار سياسي‪ ،‬هل هذا القرار‬ ‫نفسه هو الذي أعاده الى موقعه اليوم؟ وكم سيؤثر على مالية الضمان‬ ‫االجتماعي؟ وهل سيسمح واقع الضمان اليوم بإطالقه من جديد؟‬ ‫ال ميكننا القول إن ضمان الشيخوخة قد أوقف بقرار سياسي بل بوجود‬ ‫اعتراضات حوله‪ ،‬حاول املعنيون باألمر وضعها في نصابها‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫أننا حاولنا جهدا ً للعمل عليه إال أن التعديالت التي أجريت عليه من قبل‬ ‫السياسيني واملعنيني نسفت مضمون هذا النظام‪ ،‬ما أثار حفيظة أصحاب‬ ‫العمل والعمال‪ ،‬وإدارة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬ألجل ذلك‬ ‫طلب رئيس مجلس النواب مالحظات إدارة الضمان وأصحاب العمل والعمال‬ ‫لتنقيحها لتظهر بصيغتها النهائية قبل إحالتها الى مجلس النواب‪ .‬ومن‬ ‫هذه املالحظات وضع نظام للتقاعد واحلماية االجتماعية نزوال ً عند رغبة‬ ‫املواطن باالنتقال من نظام تعويض نهاية اخلدمة الى نظام التقاعد واحلماية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وقد كان إلدارة الضمان ‪ 6‬مالحظات أساسية وواضحة هي تلك‬ ‫التي خلصت مالحظات أصحاب العمل والعمال ومنها موضوع احلد االدنى‬ ‫لالشتراكات‪ ،‬الذي حددته الدولة بـ ‪ %20‬فيما كان في السابق ‪ %60‬وهذا أمر‬ ‫غير مقبول‪ ،‬لذلك كان أول موضوع أساسي يجب معاجلته هو حتديد النسبة‬ ‫املئوية للمشترك بهذا النظام بأكثر من ‪ ،%20‬إما من خالل احلد األدنى‬ ‫لإلشتراك أو النسبة املئوية من متوسط الرواتب املص ّرحة في الضمان‪ ،‬ألن‬ ‫هذا شيء ديناميكي وكل سنة يتغير متوسط الرواتب املصرح لدينا‪.‬‬ ‫املالحظة الثانية واألساسية إلزامية دخول املواطن البالغ من العمر ‪35‬‬ ‫وما دون الى الضمان والهدف من ذلك استمراية النظامني لفترات طويلة‪،‬‬ ‫غير أنه ولألسف ُع ِّدل ليشمل الذين يبلغون الـ‪ 55‬من العمر‪ ،‬ما دفعنا الى‬ ‫التمسك بقرارنا أي الـ‪ 35‬عاما ً وما دون أو ترك اخليار كليا ً للمواطن‪.‬‬ ‫واملالحظة الثالثة التي ال تقل شأنا ً عن سابقاتها تتعلق بتشكيل جلنة‬ ‫االستثمار وكيفية تركيبها لتدير كل األموال ألن هذا النظام مبني على‬ ‫فكرة التمويل املسبق بحيث يدفع املستفيد طوال فترة عمله ليصل الى‬ ‫سن التقاعد‪.‬‬

‫التمويل املسبق لضمان الشيخوخة يؤمن توازنه املاليس‬

‫وأهم عامل لنجاح هذا املشروع أن األموال التي نأخذها كاشتراكات يجب‬ ‫معرفة كيفية استثمارها بحيث نؤمن لها مردودا ً ما لنحافظ على قيمتها‬ ‫وبالتالي ألجل ذلك هناك ضرورة‪ ،‬أن تكون جلنة االستثمار منتقاة بطريقة‬ ‫دقيقة‪ ،‬واألهم من ذلك مراقبة عمل هذه اللجنة‪ ،‬ما يعني انه باالضافة‬ ‫جمللس إدارة الضمان ومجلس الوزراء الذي يراقب دوريا ً أو كل سنة نشاط‬ ‫جلنة االستثمار وعملها ارتأينا بأن تكون الرقابة أيضا ً عبر جلنة املصارف أو‬ ‫مصرف لبنان ملراقبة كل أموال املضمونني‪ ،‬وبالتالي نحن حريصون على أن ال‬ ‫تتبخر أموال الضمان االجتماعي‪ .‬كما كان لدينا مالحظة رابعة تتع ّلق بربط‬ ‫ّ‬ ‫التقدميات باالشتراكات‪ ،‬مبا معناه اذا لم يدفع صاحب العمل االشتراكات‪،‬‬ ‫ميكن لألجير أن يأخذ تقدمياته‪ ،‬ونقصد هنا االشتراكات املسددة لدفع‬ ‫التعويضات فيما في السابق كنا نتحدث عن االشتراكات املتوجبة ألن إدارة‬ ‫الضمان تعمل على الفصل بني التقدميات واالشتراكات كي ال تظلم األجير‬ ‫عند متنّع صاحب العمل عن دفع االشتراكات‪.‬‬ ‫وهناك ايضا ً مالحظة خامسة في اطار هذا املشروع حيث عمل على تغيير‬ ‫التركيبة االجتماعية للضمان االجتماعي الذي يهدف الى تغيير فلسفة‬ ‫الضمان املتم ّثلة باالستقاللية وثالثية التمثيل ألصحاب العمل والعمال‬ ‫والدولة‪ ،‬ولألسف جاء هذا التعديل القانوني ايضا ً ليلفظ استقاللية‬ ‫الضمان االجتماعي ومفهوم تعاون فرقاء االنتاج فيه‪ ،‬إضافة الى كل هذه‬ ‫املواضيع هناك مالحظة أخيرة غير ملتزمة بالنظام وكان يجب معاجلتها‪،‬‬ ‫هو أن لدينا ‪ 25‬مرسوما ً حتى يصبح هذا القانون قابالً للتطبيق‪ ،‬ألجل ذلك‬ ‫وضعنا معادلتني أساسيتني هما معادلة حتويل رأس املال‪ ،‬ألن هذا القانون‬ ‫ال يعتمد على املبلغ من آخر معاش الذي سيمنح للمستفيد احلد األدنى‬ ‫من الضمانة ويقدم املعادلة التي على أساسها سيحول رأس املال نفسه‬ ‫الى معاش تقاعدي‪ ،‬أما املعادلة الثانية فهي تقول بوجود ضمانة الدولة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ما يدفعنا للقول إن هذا النظام ليس بحاجة الى كفالة الصندوق‬ ‫بل هو بحاجة الى كفالة الصندوق والدولة اللبنانية معاً‪ ،‬بحيث تضمن‬ ‫األخيرة احلد األدنى من املردود السنوي لالموال التي نستثمرها‪ ،‬وهكذا نكون‬ ‫أكيدين من عدم تبخر هذه األموال‪ ،‬وبذلك ايضا ً يطمئن كل املواطنني الى‬ ‫مستقبلهم‪ .‬وإذا لم يكن هناك أية معارضة لفلسفة النظام في هذه‬ ‫املالحظات الست ومتّ معاجلتها‪ ،‬فهذا النظام سيصبح قابالً للحياة ونعمل‬ ‫عليه بالسرعة الالزمة‪ ،‬ولكن اذا كانت فلسفة النظام مرفوضة فطبعا ً‬ ‫سنعمد الى التفكير بنظام آخر‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر اجتماعي‬ ‫من هنا هذا الضمان ليس له عالقة بفرع املرض واألمومة وفرع تعويضات‬ ‫نهاية اخلدمة‪ ،‬وليس هناك أي مشكلة عملية إلجناحه‪ ،‬بل كل ما نحتاجه‬ ‫هو مرحلة انتقالية ال تتعدى السنتني‪ ،‬اذ بعد صدور القانون نحن بحاجة‬ ‫الى سنتني لنضع كل املراسيم واألنظمة الالزمة‪ ،‬إضافة الى حاجتنا الى‬ ‫ورشة عمل كبيرة لكي نؤمن ما هو مطلوب لينطلق هذا املشروع بالطريقة‬ ‫األفضل‪.‬‬ ‫من يستفيد من هذا القانون؟ وما هي شروطه؟ وماذا يق ّدم للمضمونني‬ ‫فيه؟ وكم سيحقق من التوازن املالي؟‬ ‫طبعا ً بالنسبة للمستفيدين‪ ،‬عندما نتكلم عن ضمان الشيخوخة‬ ‫يتراءى للبعض أن هذا القانون سيشمل كل اللبنانيني‪ ،‬إن هذا النظام على‬ ‫العكس وبشكل قاطع هو نظام أعطي من خالله مجال لألجراء احلاليني أو‬ ‫قدم إليهم إمكانية االنتقال‬ ‫الذين سيصبحون أجراء‪ ،‬واخلاضعني للضمان‪ّ ،‬‬ ‫من نظام تعويض نهاية اخلدمة الى نظام التقاعد واحلماية االجتماعية‪،‬‬ ‫وأهمية هذا املشروع أنه فتح الباب االختياري لكل املستفدين‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فتح الباب أيضا ً ليس فقط للبنانيني املوجودين في لبنان بل أيضا ً ألولئك‬ ‫املوجودين خارج لبنان‪ ،‬ولكن ال أحد ميكنه االستفادة منه إال بعد عشرين‬ ‫عاما ً من دفع اشتراكاته للضمان‪ ،‬وبالتأكيد هذا املوضوع سيكون فيه‬ ‫توازن مالي ألنه مبني على التمويل املسبق‪ ،‬إن كان ضمانا صحيا أو تقاعدا‬ ‫سيحولها املستفيد ملدة ‪ 20‬سنة على األقل ومن أجل ذلك يطلق عليه‬ ‫نظام اشتراكات محدودة بحيث نعرف كم ندفع ولكن ال نعرف املبلغ الذي‬ ‫سيستفيد منه املضمون في النهاية ألنه مرتبط باملدة التي يتخللها الدفع‬ ‫وباالستثمار‪ ،‬وهو يختلف عن موضوع التقدميات احملددة مثل أنظمة الدولة‬ ‫اآلن‪ ،‬بحيث ينال املستفيد نسبة ‪ %85‬من آخر راتب وبالتالي لن يكون هناك‬ ‫اختالل في التوازن املالي إال إذا أصبح هناك كوارث مالية غير منتظرة وهي‬ ‫ستطال ليس فقط الضمان بل البلد ككل‪.‬‬ ‫هل سيتم الفصل بني صندوق التقاعد وصندوق نهاية اخلدمة؟ وما‬ ‫الضرر من جمعهما؟‬ ‫بالتأكيد من الناحية احملاسبية هناك استقالل تام بني الصندوقني‪ ،‬حتى‬ ‫حاليا ً في الضمان االجتماعي هناك محاسبية مستقلة لكل صندوق‪،‬‬ ‫وبالتالي عندما نتكلم عن فرع املرض واألمومة والتعويضات العائلية‬ ‫ونهاية اخلدمة وعن عجزها ووفرها نكون قد عملنا على فصل كل صناديق‬ ‫الضمان حسابياً‪ ،‬وبالتالي هناك ضرورة بأن يتمتّع هذا الصندوق عند نشأته‬ ‫باستقاللية تامة وال يتم االستعانة بأمواله كما يحدث اآلن في تعويض‬ ‫نهاية اخلدمة التي نستخدمها اآلن في إطار فرع املرض واألمومة والتعويضات‬ ‫العائلية التي ستُر ّد مع فوائدها‪ ،‬من هنا ضرورة االستقالل التام وضرورة‬ ‫الفصل بني صندوق وآخر‪ ،‬وخاصة من الناحية احملاسبية‪.‬‬ ‫هل إطالق ضمان الشيخوخة سيحول دون العمل على حتسني الضمان‬ ‫االختياري الذي وصل عجزه اليوم الى حوالى ‪ 100‬مليار ليرة؟‬ ‫ليس هناك ربط بني ضمان الشيخوخة وموضوع الضمان االختياري‬ ‫الذي هو ضمان صحي‪ ،‬ولألسف مت العمل به كضمان اختياري للمريض‬ ‫فقط على الرغم من أنه يشكل ضمانة لكل اللبنانيني‪ ،‬ومشكلته ال‬ ‫تكمن في الضمان االجتماعي الذي لم يكن لديه مشكلة ال بتسجيلهم‬ ‫وال بإعطائهم التقدميات ولكنها ارتبطت باملشكلة املالية‪ ،‬فاملريض في‬ ‫الصندوق االختياري يدفع ‪ 94‬ألفاً‪ ،‬فيما يكلف ‪ 250‬ألفاً‪ ،‬وهناك تقريبا ً عجز‬ ‫بحدود ‪ 160‬ألف ليرة شهرياً‪ ،‬وبالتالي نحن نقول إن الضمان على قدر اجلباية‬ ‫يدفع‪ ،‬ولكن هذا العجز سيتراكم‪ .‬من هنا من العام ‪ 2005‬قدمنا اقتراحات‬ ‫لألسف الى وزارة العمل ولم تتابع آنذاك ورفعناها اليوم مجددا ً ومنها أن‬ ‫يتحمل املضمون االختياري العجز وأصبح امللف بكامله بعهدة معالي وزير‬ ‫ّ‬ ‫العمل الذي يعطيه كل االهتمام‪ ،‬وهناك ملف شامل سيرفع الى مجلس‬ ‫الوزراء يتعلق باملوارد البشرية في الضمان االختياري‪ ،‬وتوازنه املالي وفي‬ ‫اخلطط املتوجبة لتحسني أدائه‪ ،‬ومن هنا ليس هناك أي ربط بني صندوق‬ ‫التقاعد والضمان االختياري‪.‬‬ ‫على من يقع الضرر فيه‪ ،‬على رب العمل أم على العامل املستفيد؟‬ ‫في هذا القانون ليس من ضرر يقع على رب العمل أو العامل املستفيد‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪80‬‬

‫ألن الضرر سيخفف من خالل تأمني احلماية االجتماعية‪ ،‬ما يؤمن بطريقة‬ ‫أفضل االستقرار االجتماعي للعامل‪ ،‬أما بالنسبة لصاحب العمل فإن هذا‬ ‫املشروع سيزيل عنه مبالغ التسوية ولكن الفرق الوحيد هو أنه حاليا ً هناك‬ ‫اشتراك ‪ %8.5‬لتعويض نهاية اخلدمة يدفعها صاحب العمل دون مساهمة‬ ‫األجير‪ ،‬أما في النظام اجلديد فسيصبح ‪ 17.25‬مع مساعدة بسيطة‬ ‫من الدولة اللبنانية‪ ،‬واألجير سيدفع ‪ %5‬واملؤسسات ستدفع بحدود ‪%12‬‬ ‫لتمويل هذا النظام‪.‬‬ ‫ما هو الوضع الذي وصلت إليه اليوم املوارد البشرية في الضمان‬ ‫االجتماعي وما هي مشاريع الضمان املستقبلية للعمل على استمرارية‬ ‫الضمان؟‬ ‫املوارد البشرية في الضمان إن كان في إطار ما هو معمول به ماليا ً أو في‬ ‫إطار املشاريع املضافة الى الضمان االجتماعي ضمن كل خطة نقوم بها‬ ‫لتحسني إدارة الضمان االجتماعي وجودة اخلدمات والتقدميات‪ ،‬لدينا موضوع‬ ‫جد مهم هو موضوع واقع املوارد البشرية في الضمان‪ ،‬إذ ينصرف كل سنة‬ ‫من الضمان ما بني ‪ 70‬و‪ 80‬شخصاً‪ ،‬وبالتالي هناك ضرورة لتأمني موارد بشرية‬ ‫ما يساعدنا في اطار تسريع وتيرة الدفع‪ .‬الضمان ينزف وبالتالي هناك ضرورة‬ ‫لتأمني الكادر البشري وبدأنا بتأمينها من خالل مجلس اخلدمة املدنية في‬ ‫بعض االختصاصات‪ ،‬ونحن بحاجة الى رؤساء دوائر وغيرها من االختصاصات‬ ‫نقدم تقدمياتنا بالرغم من‬ ‫التي يرى الضمان أنه بحاجة إليها‪ .‬خاصة أننا ّ‬ ‫أن عدد املستخدمني انخفض من ‪ 1500‬مستخدم الى ‪ 1300‬مع ازدياد وتيرة‬ ‫العمل‪ ،‬إذ ننجز تقريبا ً ‪ 5‬ماليني استمارة طبية في السنة وأكثر من ‪240‬‬ ‫ألف حالة استشفاء في السنة‪ 16 ،‬ألف تعويض نهاية خدمة في السنة‪،‬‬ ‫أكثر من ‪ 200‬ألف عائلة تأخذ تعويضات عائلية ونعطي ‪ 30‬ألف براءة ذمة‬ ‫في السنة‪ ،‬إضافة الى عشرات آالف التحقيقات االجتماعية وبالتالي للقيام‬ ‫بهذا العمل وبوتيرة سريعة نحن بحاجة كما ذكر الى موارد بشرية هامة‪،‬‬ ‫وبالرغم من النزف الذي نعانيه نطالب دائما ً موظفي الضمان االجتماعي‬ ‫بتقدمي إنتاجية أفضل‪ ،‬ألنه بالتأكيد عندما نتكلم عن حجم املعامالت‬ ‫ونتك ّلم هنا عن مليون و‪ 300‬ألف مستفيد من تقدميات الضمان االجتماعي‬ ‫بالتأكيد هناك مراجعات وبعض املشاكل وبعض التأخير‪ ،‬ولألسف الضمان‬ ‫االجتماعي ال يستطيع أن يخدم بشكل ‪ %99‬بل ‪ %100‬ليؤمن مستحقات‬ ‫مضمونيه بطريقة أفضل‪ .‬وبالتالي أريد أن أطمئن كل املضمونني وكل‬ ‫اللبنانيني بأن الضمان ذاهب نحو األفضل‪ ،‬وهناك مشاريع بالتعاون مع البنك‬ ‫سيتم ربط‪ ،‬من هنا ولغاية ‪ 6‬أشهر‪ ،‬املستشفيات‬ ‫الدولي التي من خاللها‬ ‫ّ‬ ‫بالضمان االجتماعي‪ ،‬وقد قمنا بأولى جتاربنا بني مستشفى رئيس احلريري‬ ‫ومستشفى طراد وسنكمل كل املسلك‪ ،‬ومن اآلن حتى ثالثة أشهر البنك‬ ‫الدولي سينجز العملية وتباعا ً جميع املستشفيات ستكون قد ارتبطت‬ ‫بالضمان االجتماعي‪ ،‬إضافة الى حوالى ‪ 14‬أو ‪ 15‬خطة عمليا ً تُدرس ليبدأ‬ ‫تنفيذها تباعا ً في العام ‪ 2009‬حتى نحسن نظم الدفع لتأدية اخلدمات في‬ ‫الضمان اإلجتماعي‪ ،‬ونحن نقول إن كل شيء في الضمان االجتماعي يذهب‬ ‫نحو األفضل‪ ،‬وبالتالي هناك مهلة زمنية يجب األخذ بها لتنفيذ عملية‬ ‫تطوير وحتسني أداء الضمان االجتماعي الذي يتأثر مثله مثل كل املؤسسات‬ ‫بالظروف السياسية واالقتصادية واألمنية واملعيشية التي لها األثر الكبير‬ ‫في تسريع وتيرة اإلصالح والتطوير في الضمان االجتماعي‪ ،‬والعكس متاماً‪.‬‬ ‫هناك أيضا ً النظام االستثنائي الذي قمنا به لتقسيط ديون األطباء‬ ‫وبالتالي كي يستفيد األطباء من التسهيالت التي قدمناها لهم‪ ،‬من هنا‬ ‫عمدت إدارة الضمان الى متديد مهل تسديد هذه األقساط ملدة ثالثة أشهر‬ ‫ومعاجلة أمور انتسابهم الى الضمان‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمستشفيات وموضوع الفاتورة أو التعرفة االستشفائية‬ ‫فنحن سبق وقلنا إننا مع التعريفات العادلة وهناك جلنة من الضمان وضعت‬ ‫دراسة وهي قيد الدرس في اللجنة االستشارية الطبية العليا‪ ،‬ونقابة‬ ‫املستشفيات حصلت على نسخة منها وعندما نتوصل الى نتائج مقبولة من‬ ‫قبل الطرفني‪ ،‬فإدارة الضمان على استعداد تام ألن تسير في هذا املشروع‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا ابو ضرغم‬


‫منبر عربي‬

‫دولة قطر تسقط فيلم «مؤامرة غزة»‬ ‫بطولة مبارك وعبدهللا بن عبد العزيز‬ ‫أطل علينا املمثل القدير حسني مبارك الذي‬ ‫لعب أدوارا ً مشبوهة كثيرة‪ ،‬كان آخرها بطولة‬ ‫فيلم “حصار غزة” الذي أنتجه وأخرجه الكيان‬ ‫الصهيوني الغاشم‪ ،‬وم ّوله النظام السعودي‬ ‫الفاجر‪ ،‬ليتحدث عن احلقوق والواجبات والقضية‪،‬‬ ‫بعدما باع وتاجر برغيف خبز املصريني قبل‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬مسجالً جناحا ً باهرا ً في فيلم‬ ‫خيانته وتآمره على األمتني العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫لم يخجل “حسني بي”‪ ،‬الذي من املفترض أن‬ ‫يكون رئيس أكبر دولة عربية‪ ،‬من أفعاله الدنيئة‪،‬‬ ‫فيما أخذت أصغر دولة عربية مساحة وحجما ً‬ ‫املبادرة‪ ،‬لتقف في وجه املشروع األميركي ـ‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وتتب ّوأ مكانة ودورا ً محوريا ً في مجمل‬ ‫قضايا الصراع العربي ـ الصهيوني‪ ،‬وجتد نفسها‬ ‫عراب املصاحلات الداخلية بني األفرقاء العرب‪.‬‬ ‫إننا بالتأكيد نتحدث عن الشقيقة قطر‬ ‫وقيادتها احلكيمة التي تتعاطى مع االستراتيجية‬ ‫مبا يتوافق مع املصلحة القومية العليا‪ ،‬مطلقة‬ ‫العنان إعالميا ً وسياسيا ً وماديا ً لنصرة أهلنا في‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫يكتب التاريخ بحروف مضيئة املسيرة الوطنية‬ ‫والقومية لدولة قطر الشقيقة‪ ،‬فيما يد ّون في‬ ‫صفحات الذل والعار اسمي حسني مبارك وعبد‬ ‫اهلل بن عبد العزيز‪ ،‬الذي من األصح أن يكون‬ ‫اسمه‪“ :‬عبد أميركا”‪ .‬وإذا كان الشيء بالشيء‬ ‫يذكر‪ ،‬نلحظ حت ّرك املمثلني الصغار أو ما يسمى‬ ‫“الكومبارس” في فيلم اإلجرام الصهيوني في‬ ‫لبنان‪ ،‬ليسترجعوا ذكريات طريق تل أبيب الذي‬ ‫طاملا عملوا على هذا اخلط ذهابا ً وإياباً‪ ،‬تآمروا‬ ‫وقتلوا بال حسيب أو رقيب‪ ،‬وكأنهم يأخذون دورا ً‬ ‫جديدا ً يرتقون به من “كومبارس” إلى محترفي‬ ‫خيانة وعمالة‪.‬‬ ‫هنا يجد املرء أن واجبه يحتم عليه تقدمي‬ ‫النصائح لهذه احلفنة الفارغة‪ ،‬مفادها التزام‬ ‫الصمت ألن أبواب السجون ال تزال مفتوحة ولن‬ ‫ينفع عفو خاص أو يشفع وضع سياسي متغ ّير‪.‬‬ ‫وهذا ال يعيب أمة اكتظ تاريخها بالبطوالت‬ ‫واملالحم‪ ،‬فكم من خائن عاش على دماء أهل‬ ‫وطنه كطفيلي متسلق‪ ،‬لكن فعالية املقاومة‬ ‫وإرادة الشعب بالصمود كانتا احملور األساسي‬ ‫الذي يضع إشارات الطريق ومسارات التقدم‬ ‫والنصر‪ .‬هكذا املقاومة اليوم في غزة‪ ،‬كما لبنان‬ ‫ّ‬ ‫تخط الطريق إلى االنتصار وحت ّرر الشعوب‬ ‫والعراق‪،‬‬ ‫من حكامها املستعبدين‪ ،‬واألرض املغتصبة من‬ ‫محتليها‪.‬‬ ‫سقط ممثلو اخليانة الرسمية العربية في‬

‫أتون أفعالهم وما ارتكبوه من صغائر وتآمر على‬ ‫أوطانهم وشعوبهم‪.‬‬

‫مبارك وعبد اهلل‬ ‫يستجديان األسد‬ ‫بعد طول عناد وكثير من التزمت واالستقواء‬ ‫باخلارج األجنبي‪ ،‬قدم مبارك وعبد اهلل الوالء‬ ‫والطاعة للرئيس السوري بشار األسد الذي بدا‬ ‫مرتاحا ً النتصار املقاومة في غزة ملا ميثله من رمز‬ ‫داعم وحاضن للفكر املقاوم في الوطن العربي‪.‬‬ ‫كان دور دولة الكويت مميزا ً ورائدا ً في إيجاد‬ ‫مخرج الئق لبعض األنظمة التي بدأ سقوطها‬ ‫في متوز ‪ 6002‬وانتهى في كانون الثاني ‪.9002‬‬ ‫ومتت عملية املصافحة التي تخفي وراءها‬ ‫الكثير الكثير من الضغينة واحلقد على نهج‬ ‫األسد‪ ،‬الذي استطاع بفضل حنكته القضاء‬ ‫على آمال وتطلعات املعتدلني العرب بإقامة‬ ‫“استسالم” كامل يحيي عروشهم الساقطة‪.‬‬ ‫إن اللقاء القطري املصري من جهة‪ ،‬والسوري –‬ ‫السعودي من جهة أخرى‪ ،‬بدا كأنه إعادة صياغة‬ ‫وجدولة لتخليص بعض امللفات العالقة ضمن‬ ‫خطة مرحلية‪ ،‬تنتهي وتزول بتغير املعطيات‬ ‫الواقعية على األرض‪ .‬فإذا استطاعت “إسرائيل”‬ ‫أحرزت انتصارا ً سريعاً‪ ،‬فإن مصر والسعودية‬ ‫ستنقلبان فورا ً على هذه املصافحات وتعلنان‬ ‫انحيازهما مرة جديدة للمشروع األميركي –‬ ‫الصهيوني‪ ،‬فيما سيبقى النظامان السعودي‬

‫‪81‬‬

‫واملصري يعضان على اجلراح؛ جراح هزميتهما‬ ‫أمام نهج املقاومة إذا ما متكنت سوريا من‬ ‫تكبيد العدو الصهيوني مزيدا ً من اخلسائر في‬ ‫لبنان وفلسطني والعراق على جميع املستويات‬ ‫العسكرية والسياسية واألخالقية‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال املطروح‪ :‬ماذا بعد هذه‬ ‫املصافحات؟!‬ ‫املؤكد أن هذه املصافحات لن تتطور بالصور‬ ‫التذكارية والشعارات الرنانة وفتات القصور‬ ‫امللكية‪ ،‬بل باألفعال احلقيقية املستندة الى رؤية‬ ‫سياسية واضحة وثابتة تؤكد أن إسرائيل كيان‬ ‫غاصب ومعت ٍد وعدو حقيقي يهدد األمن القومي‬ ‫العربي‪ ،‬واخلروج من ركب املشروع األميركي والتمرد‬ ‫عليه بدعم حركات التحرر واملمانعة واملقاومة‬ ‫العربية‪ .‬وهذا ما نأمله رغم أننا ال نتوقعه‪.‬‬

‫الدور اإليراني في مواجهة‬ ‫الدور السعودي املشبوه‬ ‫جاء الدور اإليراني استكماال لنهج الثورة‬ ‫اإلسالمية التي تبنت القضايا العربية واإلسالمية‬ ‫العادلة عموما والقضية الفلسطينية خصوصا‪،‬‬ ‫حيث شكل دور الرئيس أحمدي جناد رافعة‬ ‫حقيقية للمقاومة الباسلة في فلسطني‬ ‫من خالل الدعم املعنوي واملادي والسياسي‬ ‫قدمه للفلسطينيني وذلك بالتوازي مع‬ ‫الذي ّ‬ ‫الضغط العسكري واإلعالمي والتلويح بأن‬ ‫اخليارات االستراتيجية اإليرانية كثيرة إذا ما‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر عربي‬ ‫تابعت إسرائيل عدوانها الغاشم على غزة‪،‬‬ ‫فيما ثبت النظام السعودي الشعور بوجود‬ ‫إسرائيلني أو أكثر في املنطقة العربية‪ ،‬االولى في‬ ‫شمال اجلزيرة العربية وهي الكيان الصهيوني‪،‬‬ ‫والثانية في جنوب اجلزيرة العربية ممثلة بالنظام‬ ‫السعودي‪ .‬وتتقاطع مصالح اإلسرائيلني إذا جاز‬ ‫التعبير في الدور الوظيفي واملسلكي واألداء الذي‬ ‫يخدم املصالح االمبريالية في العالم عبر التزام‬ ‫النظامني السعودي واملصري مبا يأتي‪:‬‬ ‫استنزاف خيرات األمة العربية واإلسالمية‬ ‫ووضعها في خدمة املشروع األميركي‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ترسيخ االحتالل العسكري والسياسي‬ ‫واالقتصادي واإلعالمي‪.‬‬ ‫نحر الدور احلضاري لألمة العربية واإلسالمية‬ ‫على مذبح العنصرية الصهيونية‪.‬‬ ‫نشر الفرقة والتطرف والغلو الديني لتكريس‬ ‫حالة االنقسام والتخلف في اجملتمع العربي‪.‬‬ ‫وضع استراتيجية إعالمية معادية تر ّوج لبنك‬ ‫أهداف العدو‪.‬‬

‫ثوابت النظامني املصري‬ ‫والسعودي‬ ‫يدرك العالم أن هذين النظامني يلتزمان أجندة‬ ‫سياسية أميركية ـ صهيونية ترسخ وجودهم‬ ‫بالسلطة واالحتفاظ به خدمة ملصاحلهم‬ ‫الشخصية أوال ً وتثبيتا ً للدور املنحرف في‬ ‫السياسة الرسمية العربية ثانياً‪.‬‬ ‫وترتكز ثوابت األسرة السعودية وحسني مبارك‬ ‫على‪:‬‬ ‫تبني السياسة األميركية نصا ً وروحا ً والعمل‬ ‫على إجناح أي سعي أميركي ـ إسرائيلي والترويج‬ ‫له واالحتماء به والسعي إلى إظهاره على أنه‬ ‫اخليار العقالني الذي يخدم مصالح األمة‪.‬‬ ‫تأطير وأدجلة املذهب الوهابي من خالل مجموعة‬ ‫من املشايخ املرتزقة واملنافقني الذين يصدرون‬ ‫الفتاوى التكفيرية التي تخدم أهداف وسياسات‬ ‫آل سعود وحتمي نهج النظام املصري املتواطئ‬ ‫واملرتبط ارتباطا ً وثيقا بالسياسة السعودية‪.‬‬ ‫العمل على منع ظهور أي نظام إسالمي قوي‬ ‫في املنطقة أو في العالم اإلسالمي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يفسر احلرب السياسية واإلعالمية واالستخبارتية‬ ‫التي ميارسها النظامان ضد اجلمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية‪.‬‬

‫رايس وليفني‬ ‫جاء في االتفاق الذي وقعته وزيرة اخلارجية‬ ‫األميركية رايس مع نظيرتها اإلسرائيلية ليفني‬ ‫ما يأتي‪:‬‬ ‫“إن إسرائيل والواليات املتحدة (الطرفان) إذ‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يستذكر (الطرفان) املوقف الثابت اللتزام الواليات‬ ‫املتحدة األميركية بأمن اسرائيل‪ ،‬ويتضمن ذلك‬ ‫حدودا ً آمنة وقابلة للدفاع عنها‪ ،‬وتقوية قوة الردع‬ ‫اإلسرائيلية واحلفاظ عليها‪ ،‬وان تستطيع الدفاع‬ ‫عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مزيج من‬ ‫التهديدات احملتملة‪.‬‬ ‫وإذ يعيد الطرفان التأكيد أن هذا االلتزام‬ ‫ينسحب على األمن والتعاون العسكري‬ ‫االستخباراتي بني الواليات املتحدة وإسرائيل‪،‬‬ ‫وعلى احلوار االستراتيجي بينهما‪ ،‬وعلى مستوى‬ ‫ونوعية املساعدة املقدمة من الواليات املتحدة‬ ‫وإسرائيل‪.‬‬ ‫آخذين علما ً باجلهود التي يقوم بها الرئيس‬ ‫املصري مبارك‪ ،‬وبشكل خاص االعتراف بأن ضمان‬ ‫حدود غزة أمر ال غنى عنه‪ ،‬ويدركون أن ذلك يضمن‬ ‫إنهاء القتال في غزة بشكل قوي ودائم‪.‬‬ ‫ستقوم الواليات املتحدة وإسرائيل مبساعدة‬ ‫بعضهما في هذه اجلهود من خالل تكثيف تبادل‬ ‫املعلومات واالستخبارات التي ميكن ان تساعد‬ ‫في التعرف على مصادر األسلحة وطرق نقل هذه‬ ‫األسلحة التي يتم إرسالها للمنظمات االرهابية‬ ‫في غزة‪.‬‬ ‫سوف تسرع الواليات املتحدة جهودها لتقدمي‬ ‫املساعدة الفنية واملواد الالزمة لتدريب وتسليح‬ ‫قوات األمن االقليمية جملابهة أساليب وعمليات‬ ‫التهريب‪ ،‬والعمل على دمج برامج املساعدات‬ ‫املعمول بها حالياً‪.‬‬ ‫ستقوم الواليات املتحدة باالتصال والعمل‬ ‫مع شركائها في االقليم حول توسيع برامج‬ ‫املساعدات الدولية للمناطق املتأثرة من أجل‬ ‫تقدمي نظام‬ ‫توظيف بديل يؤمن دخالً الى العاملني حاليا‬ ‫في مجال التهريب‪.‬‬ ‫ستنشئ االطراف آلية مناسبة للتعاون حول‬ ‫تبادل املعلومات االستخباراتية وملراقبة تنفيذ‬ ‫اخلطوات الواردة في نص مذكرة التفاهم هذه‬ ‫والتوصية بإجراءات إضافية أخرى لرفع مستوى‬ ‫أداء وأهداف مذكرة التفاهم هذه‪ .‬ومن أجل‬

‫‪82‬‬

‫حتسني أهداف هذه املذكرة بكل ما يتطلبه‬ ‫التعاون العسكري‪ ،‬فإن آلية حتسينها ستكون‬ ‫من الطرفني من خالل اجملموعة املشتركة املضادة‬ ‫لالرهاب االميركية اإلسرائيلية‪ ،‬في االجتماعات‬ ‫العسكرية السنوية للطرفني‪ ،‬ومبشاركة اجملموعة‬ ‫املشتركة السياسية‪.‬‬ ‫تتعلق مذكرة التفاهم هذه بااللتزامات‬ ‫السياسية اجلارية حاليا بني الطرفني وستكون‬ ‫خاضعة للقوانني والتعليمات للطرفني‬ ‫اخلاصني‪ ،‬بحسب ما ينطبق‪ ،‬شامال تلك التي‬ ‫حتكم توافر األموال وللمشاركة في املعلومات‬ ‫واالستخبارات‪.‬‬ ‫وقعت مذكرة التفاهم هذه يوم ‪ 16‬كانون‬ ‫الثاني ‪ 2009‬في واشنطن من نسختني باللغة‬ ‫اإلنكليزية‪.‬‬ ‫إن هذا االتفاق ليس بحاجة الى حتليل حيث‬ ‫يتكلم عن األداء الرفيع املستوى للرئيس مبارك‬ ‫واخلدمة العظيمة التي أداها خالل العدوان‬ ‫للكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫أفضى انتصار املقاومة الفلسطينية في غزة‬ ‫الى مجموعة من النتائج‪:‬‬ ‫عودة القضية الفلسطينية إلى الساحة‬ ‫العربية والدولية كقضية مركزية وأساسية‪.‬‬ ‫تثبيت جناح خيار املقاومة في حترير الشعوب‬ ‫والبلدان وسقوط كل مبادرات التسوية‬ ‫واالستسالم أمام تضحيات املقاومني‪.‬‬ ‫تعرية بعض األنظمة الرسمية العربية‬ ‫وسقوطها في نظر شعوبها‪.‬‬ ‫تعزيز انتصار املقاومة اللبنانية عام ‪2006‬‬ ‫وانكسار هيبة املؤسسة العسكرية الصهيونية‪.‬‬ ‫تغيير صيغة املعادالت األقليمية والدولية في‬ ‫املنطقة جلهة فرض األجندة العربية املقاومة على‬ ‫كل صيغ االستسالم التي كانت حتاك بخيوط‬ ‫تدعي االعتدال‪.‬‬ ‫عربية ّ‬ ‫وفي حقيقية األمر انها أنظمة اعتالل ال بد من‬ ‫استئصالها‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬


‫منبر دولي‬

‫الرئيس‬ ‫األسود‬ ‫يدخل‬ ‫البيت‬ ‫األبيض‬

‫وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة‪ ،‬وبحضور‬ ‫نحو مليوني شخص‪ ،‬أدى باراك حسني أوباما‬ ‫اليمني الدستورية ليصبح الرئيس الرابع واألربعني‬ ‫للواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫ومتت مراسم التنصيب ألوباما (‪ 47‬عاماً) في‬ ‫مبنى الكابيتول بواشنطن‪ ،‬ليخلف جورج بوش‬ ‫الذي غادر البيت األبيض تاركا ً خلليفته حربني وأزمة‬

‫مالية حادة‪.‬‬ ‫وقال الرئيس األميركي اجلديد في خطاب القسم‬ ‫جلميع الشعوب واحلكام‪ ،‬اعلموا أن الواليات املتحدة‬ ‫هي صديقة كل بلد وكل رجل وامرأة وطفل يسعى‬ ‫إلى مستقبل من السالم والكرامة‪ ،‬واعلموا أننا‬ ‫مستعدون لتولي القيادة مجدداً‪.‬‬ ‫وكان أوباما يشير إلى والية جورج بوش االبن‬

‫التي استمرت ثمانية أعوام وأدت الى تشويه صورة‬ ‫الواليات املتحدة في العالم‪.‬‬ ‫وقال أوباما إن الواليات املتحدة ستبدأ بشكل‬ ‫مسؤول بترك العراق لشعبه وببناء سالم في‬ ‫أفغانستان‪.‬‬ ‫وأكد أن بالده اختارت األمل عوضا ً عن‬ ‫اخلوف‪ ،‬مشددا ً على أنها ستنهض ملواجهة‬

‫تاريخ الحكومة األميركية ودورها‬ ‫ال يتمتع اجمللس الوزاري في الواليات املتحدة‬ ‫بسلطة جماعية رسمية‪ ،‬بل هو عبارة عن‬ ‫مجموعة من األفراد الذين يشرفون بصورة‬ ‫تنفيذية على كيانات وهيئات مختلفة‬ ‫للحكومة األميركية ويقدمون املشورة للرئيس‪،‬‬ ‫إضافة الى ذلك‪ ،‬ومبقتضى احكام “قانون خالفة‬ ‫الرئيس” لعام ‪ ،1947‬فإن من يخلف الرئيس في‬ ‫حال غيابه يرتبون كالتالي بعد نائب الرئيس‪،‬‬ ‫يأتي رئيس مجلس النواب‪ ،‬ثم رئيسا مجلس‬ ‫الشيوخ أو أقدم أعضائه‪.‬‬ ‫وعلى مر الزمن أضيفت وزارات وألغيت أخرى‪،‬‬ ‫مثالً في عام ‪ 1829‬كان من يتولى االدارة العامة‬ ‫لهيئة البريد يكون برتبة وزير‪ ،‬لكن هذا الوضع‬ ‫تغير في ‪ 1872‬وأصبحت إدارة البريد أقل من‬ ‫مرتبة الوزارة‪ ،‬وتضم احلكومة االميركية احلالية‬ ‫‪ 15‬وزيرا ً يترأسون مختلف الوزارات الفدرالية‪،‬‬ ‫وكانت آخر إضافة في ‪ 2001‬حينما استحدث‬ ‫الرئيس السابق بوش وزارة األمن الوطني في‬

‫أعقاب أحداث ‪ 11‬ايلول ‪ 2001‬الغامضة‪.‬‬ ‫ومن أعضاء احلكومة مدير وكالة حماية‬ ‫البيئة‪ ،‬ورئيس مكتب اإلدارة واملوازنة‪ ،‬ومدير‬ ‫املكتب القومي ملكافحة اخملدرات واملمثل‬ ‫التجاري للواليات املتحدة االميركية‪.‬‬ ‫وكل هؤالء يكون على الرئيس اختيارهم ثم‬ ‫يصدق مجلس الشيوخ على تعيينهم‪ ،‬وهم‬ ‫يعملون حتت إمرة الرئيس أي ان لدى الرئيس‬ ‫صالحية إقصاء أعضاء الوزراة في اي وقت‬ ‫يشاء‪.‬‬ ‫واملناصب الباقية من الوزارة الرسمية هي‬ ‫منصب نائب الرئيس ورئيس هيئة موظفي‬ ‫البيت االبيض‪ ،‬ولدى الرئيس مطلق احلرية‬ ‫في دعوة من يشاء حلضور اجتماعات‬ ‫الوزارة‪.‬‬ ‫وفي احلكومات األميركية التي تشكلت في‬ ‫الفترات احلديثة حرص الرؤساء على تشكيل‬ ‫وزارات منوعة إثنيا ً وسياسياً‪ ،‬ورغم أن أول‬

‫‪83‬‬

‫حكومة للبالد كانت تتألف كلها من رجال‬ ‫بيض‪ ،‬إال أن سمة التنوع أخذت في التزايد مع‬ ‫اقتراب القرن الواحد والعشرين‪ ،‬في عام ‪1933‬‬ ‫عينّ الرئيس روزفلت أول أمراة في منصب وزير‬ ‫في تاريخ الواليات املتحدة‪ ،‬وفي ‪ 1966‬عني‬ ‫الرئيس جونسون أول وزير أسود‪.‬‬ ‫وقال جون بوديستا أحد كبار مستشاري‬ ‫الرئيس باراك أوباما إن فريقه يعكف على دراسة‬ ‫خلفيات املرشحني احملتلمني للمناصب الوزارية‬ ‫وغيرها من مناصب رفيعة املستوى‪.‬‬ ‫ويضيف بوديستا انه رغم ان التنوع هو عنصر‬ ‫هام فإن فريقه سيوصي بتعيني أشخاص في‬ ‫املناصب الوزارية من أصحاب املؤهالت العالية‬ ‫واخلبرات الكبيرة بحيث يكونون قادرين على‬ ‫تنفيذ األولويات التي ذكرها الرئيس أوباما خالل‬ ‫حملته االنتخابية‪.‬‬ ‫فالتمييز أو التفوق سيكون املعيار الرئيسي‬ ‫الختيار أي شخص ينضم للحكومة‪.‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر دولي‬ ‫التحديات الكثيرة‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬في هذا اليوم جئنا لنقول إن الوعود‬ ‫الكاذبة انتهت بعدما ظلت سياستنا مخنوقة‬ ‫لوقت طويل‪.‬‬ ‫وفي احلفل الذي حرسه أربعون ألفا ً من رجال‬ ‫الشرطة واجليش‪ ،‬جرى عند مبنى الكابيتول الذي‬ ‫شيده العبيد‪ ،‬استخدم أوباما اسمه الثالثي‬ ‫الكامل‪ ،‬وتال الرئيس نصا ً يقول‪ :‬أنا باراك حسني‬ ‫أوباما أقسم أنني سأنفذ بأمانة مهام منصب‬ ‫رئيس الواليات املتحدة وسأعمل بأقصى ما لدي من‬ ‫قدرة على صيانة وحماية دستور الواليات املتحدة‬ ‫والذود عنه‪.‬‬ ‫واستخدم أوباما الكتاب املقدس الذي أقسم‬ ‫الرئيس ابراهام لينكولن الذي ألغى العبودية‬ ‫اليمني عليه‪.‬‬ ‫وقبيل ذلك‪ ،‬أقسم نائب الرئيس جوزف بايدن‬ ‫اليمني في مراسم تخللتها صلوات أداها اإلجنيلي‬ ‫املثير للجدل ريك وارن وجوقات موسيقية‪.‬‬ ‫وفور انتهاء االحتفال توجه الرئيس مع زوجته‬ ‫ميشال وابنتيه ماليا وساشا ومئتي مدعو إلى‬ ‫مأدبة غداء أعدت فيها األطباق املفضلة البراهام‬ ‫لنكولن املثل السياسي األعلى ألوباما والذي حتتفل‬ ‫الواليات املتحدة هذه السنة مبرور مئتي عام على‬ ‫والدته‪.‬‬ ‫ورافق أوباما الرئيس املنتهية واليته جورج بوش‬ ‫إلى املروحية التي أعادته الى تكساس من حيث‬ ‫أتى‪.‬‬ ‫وختم أوباما وزوجته يومهم التاريخي بجولة‬ ‫على عشر حفالت راقصة أقيمت باملناسبة‪ ،‬في‬ ‫تقليد متبع عند تنصيب كل رئيس‪ ،‬ولم يخالفه‬ ‫أي رئيس منذ ‪.1789‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وهكذا يدخل الرئيس أوباما البيت األبيض‬ ‫معززا ً بأغلبية في غرفتي الكونغرس استرجعهما‬ ‫الدميوقراطيون ألول مرة منذ ‪.1994‬‬

‫نائب الرئيس بايدن‬ ‫عاش جو بادين حياة مليئة بالفرص الثانية‪ ،‬واجه‬ ‫خاللها مصاعب هدامة في أحيان‪ ،‬وقساوة متعبة‬ ‫في أحيان اخرى‪ ،‬إال أن سيناريو ديالور‪ ،‬الذي يعد أحد‬ ‫أبرز أقطاب الساحة السياسية االميركية وأحد‬ ‫أبرع اخلبراء في الشؤون الدولية‪ ،‬يبدأ مع اختياره‬ ‫نائبا ً لرئيس الواليات املتحدة حياته من جديد‪.‬‬ ‫ولد بايدن في عام ‪ 1942‬في عائلة كاثولوكية‬ ‫في سكرانتون‪ ،‬بنسلفانيا‪ ،‬وقد انتخب سيناتورا ً‬ ‫عن ديالور‪ ،‬للمرة األولى في العام ‪ 1972‬عندما كان‬ ‫في التاسعة والعشرين‪ ،‬قبل أن يصبح عضوا ً في‬ ‫جلنة الشؤون اخلارجية في العام ‪.1975‬‬ ‫في بداية مسيرته السياسية‪ ،‬واجه بايدن‬ ‫مأساة مصرع زوجته وابنته التي كانت تبلغ من‬ ‫العمر ‪ 13‬شهرا ً في حادث سير جنا منه ابناه‪ ،‬وهذه‬ ‫املأساة العائلية‪ ،‬باإلضافة الى اكتشافه ورما ً في‬ ‫الدماغ في العام ‪ ،1988‬جعاله أكثر صالبة‪ ،‬وقد‬ ‫تغلب بايدن على مآس عديدة بحيث أصبح يبدو‬ ‫بحسب كثيرين وكأنه “ال يقهر”‪.‬‬ ‫يعيش بايدن اليوم مع زوجته الثانية جيل التي‬ ‫أجنب منها اشلي وتبلغ اآلن السابعة والعشرين‪،‬‬ ‫وجنل بايدن األكبر بو (‪ 39‬عاماً) وهو حاليا ً وزير العدل‬ ‫في ديالور‪.‬‬ ‫شارك بايدن في العام ‪ 1987‬في السباق الرئاسي‬ ‫داخل احلزب الدميوقراطي‪ ،‬اال انه انسحب بعدما بث‬ ‫منافسه مايكل دوكاليس شريط فيديو يظهر فيه‬ ‫بايدن وهو يقتبس مقاطع من خطابات الزعيم‬ ‫العمالي البريطاني نيل كينوك‪ ،‬مع محاولة‬ ‫تغييرها لتبدو خاصة به‪.‬‬ ‫بعد وقوع اعتداءات ‪ 11‬ايلول‪ ،‬ترأس بايدن للمرة‬ ‫األولى جلنة الشؤون اخلارجية في مجلس الشيوخ‪،‬‬ ‫وعلى عكس الرئيس أوباما الذي عارض احلرب على‬ ‫العراق‪ ،‬أيدها بايدن‪ ،‬قبل ان يعود ويعارضها‪ ،‬وقال‬ ‫بايدن العام املاضي جمللة بوليتيكو‪“ ،‬أنا نادم على‬ ‫تصويتي”‪ ،‬وكان قد كتب في العام ‪ 2006‬انه يأمل‬

‫‪84‬‬

‫انسحابا ً للجنود األميركيني من العراق بحلول‬ ‫العام ‪ 2008‬وهو موقف قريب مما أعلنه أوباما الذي‬ ‫يريد انسحابا ً بعد ‪ 16‬شهرا ً من توليه مهماته‬ ‫الرئاسية‪.‬‬ ‫يعتبر بايدن خبيرا ً من العيار الثقيل في‬ ‫الشؤون الدولية‪ ،‬ويرى أن اجلبهة الفعلية للحرب‬ ‫على االرهاب ليست العراق كما كان يؤكد بوش‪،‬‬ ‫بل احلدود بني أفغانستان وباكستان‪ ،‬وكتب في‬ ‫مقال نشرته صحيفة نيويورك تاميز أخيراً‪“ ،‬إذا كان‬ ‫علينا إرسال تعزيزات عسكرية الى مكان ما‪ ،‬فهو‬ ‫أفغانستان”‪ ،‬ألن مصير أفغانستان يرتبط مباشرة‬ ‫بأمن الواليات املتحدة‪ ،‬ويأمل بايدن زيادة املساعدات‬ ‫املالية لباكستان‪ ،‬وأن توافق واشنطن على نقاش‬ ‫وحوار مباشر مع إيران‪ ،‬ويعتبر بايدن حليفا ً معلنا ً‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬وقال العام املاضي في تصريح للصحافة‬ ‫االسرائيلية “أنا صهيوني” واصفا ً إسرائيل بأنها‬ ‫أفضل قوة متلكها الواليات املتحدة في الشرق‬ ‫االوسط‪.‬‬

‫أولى اخلطوات‪ :‬إغالق غوانتانامو‬ ‫وتعيني ميتشل‬ ‫بدأ الرئيس باراك أوباما التخلص من اإلرث الثقيل‬ ‫للرئيس السابق جورج بوش‪ ،‬وو ّقع أمرا ً تنفيذيا ً‬ ‫ينص على إغالق معتقل غوانتانامو في كوبا‪ ،‬وذلك‬ ‫في تغيير واضح وكبير لسياسة سلفه املتعلقة‬ ‫مبا يسمى “احلرب على اإلرهاب”‪ .‬كما وقع الرئيس‬ ‫األميركي أمرا ً تنفيذيا ً مينع استخدام األساليب‬ ‫التي تنتهك حقوق اإلنسان ويطلب من احملققني‬ ‫االلتزام باتفاقيات جنيف‪.‬‬ ‫وأعلن األميرال املتقاعد دنيس بلير الذي ع ّينه‬ ‫أوباما رئيسا ً ألجهزة االستخبارات األميركية أن‬ ‫التعذيب غير شرعي وغير أخالقي وغير فعال‪،‬‬ ‫وذلك خالل جلسة استماع أمام جلنة في مجلس‬ ‫الشيوخ‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬اختار أوباما زعيم األغلبية‬ ‫السابق في مجلس الشيوخ جورج ميتشل‬ ‫مبعوثا ً خاصا ً ملهمة حتقيق السالم في الشرق‬ ‫األوسط‪.‬‬


‫من هو جورج ميتشل؟‬ ‫مفاوض ماهر‪ ،‬محترم‪ ،‬محنك‪ ،‬وأحد مهندسي‬ ‫السالم في ايرلندا الشمالية‪ ،‬كلها صفات أطلقت‬ ‫على السناتور السابق جورج ميتشل الذي عينّ‬ ‫مبعوثا ً خاصا ً إلدارة الرئيس باراك أوباما الى الشرق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫ميتشل (‪75‬عاماً) هو ابن حارس مبنى ايرلندي وام‬

‫لبنانية‪ ،‬وقد تبنته عائلة لبنانية بعدما فقد والديه‪،‬‬ ‫انتخب عضوا ً في مجلس الشيوخ عام ‪ 1980‬وكان‬ ‫زعيما ً لألغلبية في الفترة بني ‪ 1989‬و‪.1995‬‬ ‫بعدما ترك مجلس الشيوخ ترأس ميتشل‬ ‫مفاوضات السالم بني الكاثوليك والبروتستانت في‬ ‫ايرلندا الشمالية التي أدت الى توقيع اتفاق اجلمعة‬ ‫احلزينة عام ‪ 1998‬بهدف إنهاء الصراع الذي استمر‬

‫لفترة طويلة‪.‬‬ ‫وبعدما اعتزل احلياة السياسية‪ ،‬ترأس مجلس‬ ‫إدارة ولت ديزني بني عامي ‪ 2004‬و‪ 2006‬ليعود منذ‬ ‫أسابيع فعليا ً الى السياسة من بابها الواسع‬ ‫موفدا ً خاصا ً للواليات املتحدة الى الشرق األوسط‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫رؤساء الواليات المتحدة األمريكية منذ إنشاء الدولة عام ‪1789‬‬ ‫‪ -1‬جورج واشنطن ( ‪ )1797 -1789‬أول‬ ‫رئيس لوالية املتحدة األمريكية و قائد لقوات‬ ‫األمريكية في حرب االستقالل ضد إنكلترا‪.‬‬ ‫‪ -2‬جون آدامز (‪ )1801 -1797‬من احلزب‬ ‫الفدرالي‪ ،‬أول رئيس يقيم في البيت األبيض‪.‬‬ ‫‪ -3‬توماس جيفرسون (‪ )1809 -1801‬من‬ ‫احلزب الدميوقراطي‪ -‬اجلمهوري‪ ،‬صاحب إعالن(‬ ‫يوم االستقالل)هو و(جون آدامز) توفيا في نفس‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫‪ -4‬جيمس ماديسون (‪ )1817 -1809‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي‪ -‬اجلمهوري‪ ،‬أول رئيس يرتدي سروال‬ ‫قصير شورت‪.‬‬ ‫‪ -5‬جيمس مونور (‪ )1825-1817‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي‪ -‬اجلمهوري‪ ،‬منع األجانب مثل‬ ‫إسبانيا و روسيا دخول شمال و جنوب أمريكا‪.‬‬ ‫‪ -6‬جون كوينسي آدامز (‪ )1829 -1825‬من‬ ‫احلزب الدميوقراطي‪ -‬اجلمهوري‪ ،‬أول رئيس التقط‬ ‫له صورة فوتوغرافية في عام‪1843‬و أول ابن‬ ‫رئيس( جون آدمز) يستلم الرئاسة‪.‬‬ ‫‪ -7‬أندرو جاكسون (‪ )1837 -1829‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي‪ -‬اجلمهوري وكان أشهر مبارز‪.‬‬ ‫‪ -8‬مارتن فان بيورين (‪ )1841 -1837‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي‪ ،‬هولندي أصل‪.‬‬ ‫‪ -9‬ويليام هنري هاريسون (‪ )1841‬من حزب‬ ‫األحرار‪ ،‬وهو أقل رئيس تسلم الرئاسة وتوفى‬ ‫بعد استالمها بشهر واحد‪.‬‬ ‫‪ -10‬جون تايلر (‪ )1845 -1841‬من حزب األحرار‬ ‫وهو أول رئيس يتزوج في مكتب الرئاسة‪.‬‬ ‫‪ -11‬جيمس ك‪ .‬بولك (‪ )1849 -1845‬من‬ ‫احلزب الدميوقراطي‪ ،‬أول رئيس يرسل برقية على‬ ‫تلغراف‪.‬‬ ‫‪ -12‬زاتشري تايلور (‪ )1850-1849‬من حزب‬ ‫األحرار‪ ،‬كان ضابط في اجليش ضد املنتزعة‬ ‫املكسيك‪.‬‬ ‫‪ -13‬ميالرد فيلمور (‪1853 -1850‬من حزب‬ ‫األحرار‪ ،‬وهو أول رئيس زوجته تعمل في مكتبة‬ ‫البيت األبيض‪.‬‬ ‫‪ -14‬فرانكلني بيرس (‪ )1857 -1853‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي وهو أول رئيس مولود في القرن‬ ‫التاسع عشر‪.‬‬ ‫‪ -15‬جيمس بيوكانون (‪ )1861 -1857‬من‬ ‫احلزب الدميوقراطي وهو الرئيس الوحيد الذي‬ ‫استلم الرئاسة ولم يتزوج‪.‬‬

‫‪ -16‬أبراهام لينكون (‪ )1865-1861‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري وهو الرئيس الذي حرر العبيد إلى األبد‬ ‫و وحد الواليات املتحدة الشمالية و اجلنوبية‪.‬‬ ‫‪ -17‬أندور جونسون (‪ )1869-1865‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي‪ ،‬لم يدخل في املدارس بل تلقى‬ ‫القراءة على يد زوجته‪.‬‬ ‫‪ -18‬يوليستز جرانت (‪ )1877-1869‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬واحد من الرؤساء الذين وصلوا إلى‬ ‫كرسي الرئاسة بسن‪.46‬‬ ‫‪ -19‬روثرفورد هايز (‪ )1881-1877‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬وهو أول رئيس يقيم في البيت‬ ‫األبيض بخطوط التلفون‪.‬‬ ‫‪ -20‬جيمس جارفيلد (‪)1881‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬آخر رؤساء البيت من اخلشب‪.‬‬ ‫‪ -21‬تشيستر أرثر (‪ )1885-1881‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬لُقِّب بـ (سيد السادة)‪.‬‬ ‫‪ -22‬جروفر كليفالند ( ‪ ) 1889 -1885‬من‬ ‫احلزب الدميوقراطي وهو الرئيس الوحيد الذي عاد‬ ‫جتديد انتخابه بعد الرئيس(بنيامني هارديسون)‬ ‫بأربع سنوات‪.‬‬ ‫‪ -23‬بنيامني هارديسون (‪ )1893-1889‬من‬ ‫احلزب اجلمهوري وهو ابن حفيد الرئيس(ويليام‬ ‫هنري هاريسون) الذي تس ّلم كرسي الرئاسة‪.‬‬ ‫‪ -24‬جروفر كليفالند (‪ )1897-1893‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي هو نفس الرئيس الـ‪ 22‬الذي جدد‬ ‫االنتخاب له‪.‬‬ ‫‪ -25‬ويليام مكينلي (‪ )1901-1897‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري وهو الرئيس الذي قاد احلرب على‬ ‫إسبانيا في كوبا و الفلبينب‪.‬‬ ‫‪ -26‬ثيودور روزفلت (‪ )1909-1901‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري وهو أول رئيس يركب السيارة و‬ ‫الطائرة و الغواصة‪.‬‬ ‫‪ -27‬ويليام هيوارد تافت (‪ )1913-1909‬من‬ ‫احلزب اجلمهوري‪ ،‬أرسل قبل الرئاسة من قبل‬ ‫الرئيس(مكينلى) إلى الفلبني كمدير مدني‬ ‫حيث أنشأ الطرق و املدارس‪.‬‬ ‫‪ -28‬وودروو ويلسون (‪ )1921-1913‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي وهو أول رئيس يتحدث عبر الراديو‪.‬‬ ‫‪ -29‬وارين هاردينج (‪ )1923-1921‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬كان موزع صحف قبل الرئاسة‪.‬‬ ‫‪ -30‬كالفني كوليدج (‪ )1929-1923‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬وهو أول رئيس يقيم في البيت‬ ‫األبيض بضوء املصباح كيروسني‪.‬‬

‫‪85‬‬

‫‪ -31‬هيربرت هوفر (‪ )1933-1929‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري وهو ابن احلداد الكويكر هيربرت‬ ‫كالرك هوفر‪.‬‬ ‫‪ -32‬فرانكلني روزفلت (‪ )1945-1933‬من‬ ‫احلزب الدميوقراطي‪ ،‬انتخب أربع فترات من‪1933‬‬ ‫إلى‪ 1945‬ومن رغم إصابته بشلل جزئي‪.‬‬ ‫‪ -33‬هاري ترومان (‪ )1953-1945‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي وهو أول رئيس يأمر بإلقاء القنبلة‬ ‫الذرية على( هيروشيما) و( جنازاكي) و اتهم‬ ‫مبجرم احلرب و هو الذي أعترف بدولة إسرائيل‪.‬‬ ‫‪ -34‬دوايت آيزنهاور(‪ )1961-1953‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬ضم( أال سكا) إلى الواليات املتحدة‬ ‫في‪ 1959‬لتكون الوالية‪.49‬‬ ‫‪ -35‬جون كينيدي (‪ )1963-1961‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي وهو أول رئيس كاثوليكي روماني‬ ‫وأصغر رئيس يصل إلى كرسي الرئاسة‪.‬‬ ‫‪ -36‬ليندون جونسون (‪ )1969 -1963‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي‪ ،‬خدم في البحرية األمريكية أثناء‬ ‫احلرب العاملية الثانية وفاز بنجم الفضي في‬ ‫جنوب الباسيفيكي و هو الذي تعدى الشيوعي‬ ‫في فيتنام‪.‬‬ ‫‪ -37‬ريتشارد نيكسون (‪ )1974-1969‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري وهو أول رئيس يتنازل عن احلكم‪.‬‬ ‫‪ -38‬جيرالد فورد (‪ )1977-1974‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬كان جنم كرة قدم في اجلامعة حيث‬ ‫تلقى دراسته‪.‬‬ ‫‪ -39‬جيمي كارتر (‪ )1981-1977‬من احلزب‬ ‫الدميوقراطي معلومة كان مزارع للفول‬ ‫السوداني‪.‬‬ ‫‪ -40‬رونالد ريجان (‪ )1989-1981‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬عمل ممثالً في هوليوود ما يقارب‪30‬‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫‪ -41‬جورج بوش األب(‪ )1993-1989‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬قاد حرب اخلليج في‪ ( 1991‬عاصفة‬ ‫الصحراء) ضد النظام العراقي‪.‬‬ ‫‪ -42‬ويليام جيفرسون كلينتون (‪)2001-1993‬‬ ‫من احلزب الدميوقراطي‪ ،‬بلغت الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية في عهده أوج عصرها االقتصادي‪.‬‬ ‫‪ -43‬جورج دبليو بوش (‪ )2009-2001‬من احلزب‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬صاحب شركات البترول ومقاطعة‬ ‫تكساس‪ ،‬من هواياته البيسبول‪.‬‬ ‫‪ -44‬باراك أوباما (‪ )2009‬وهو اول رئيس أمريكي‬ ‫من اصول أفريقية‪ ،‬متّ انتخابه في ‪2008/11/5‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر ثقافي‬

‫قصائد متميزة وكلمات ُتغني ثقافة المقاومة‬

‫الشاعر‬ ‫محمد علي شمس الدين‬ ‫لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫انتصار تموز‬ ‫هو وليد اقتران‬ ‫الحق بالقوة‬ ‫شاعر جنوبي شغل أقالم الصحافيني‬ ‫ُ‬ ‫والك ّتاب والنقاد الذين لطاملا حتدثوا عن‬ ‫قصائده املتنقلة بني اجلنوب واملقاومة وكربالء‪،‬‬ ‫وبني احلب والواقع املعيش‪ .‬نظرته التأملية‬ ‫الفلسفية تُغني كتاباته مبفردات ثقيلة لها‬ ‫وزنها في أسماع القراء‪ .‬وُلد الشاعر محمد‬ ‫قرية جنوبية متاخمة‬ ‫علي شمس الدين في‬ ‫ٍ‬ ‫لفلسطني املتأملة‪ ،‬فتميز بقصائده التي‬ ‫احتوت بني سطورها على أفكار الدفاع عن‬ ‫األرض والوطن واملقاومة‪ ،‬فكانت له رؤية خاصة‬ ‫جتاه حكاية العدوان واحلرب واالحتالل مع يقينه‬ ‫بأن االنتصار ال بد من أن يتحقق على أيدي‬

‫األقوياء‪ ،‬مالكي احلق‪ .‬تنساب قصائده بوضوح‬ ‫كامل وبلغة مختلفة عن كل ما يُنشر من‬ ‫كتابات وإنتاجات أدبية‪ ،‬وكأنه على أرض الواقع‬ ‫لكن برؤية فلسفية مندمجة بطريقة فريدة‪.‬‬ ‫كتب الوطن واملقاومة واالستشهاد‪ ،‬حتدث عن‬ ‫كربالء‪ ،‬فأفاض بدمه احلسيني الكربالئي على‬ ‫أدب املقاومة في قصائد مميزة شكلت باباً من‬ ‫صوّان لثقافة مقاومة وطنية جامعة‪ .‬إنه ليس‬ ‫الطفل الطائع لذويه كما يقول‪ ،‬بل ميلك بذرة‬ ‫التمرد والتأمل اخلاصة به‪ ..‬شارك املقاومني‬ ‫بالتصدي لعدوان متوز ‪ 2006‬ليس بسالحه‬ ‫املادي بل بقلمه احلر األدبي وبقصائده التي‬

‫من قرية بيت ياحون اجلنوبية اللبنانية املتاخمة لفلسطني‪ ،‬ولد عام ‪ .1942‬تلقى‬ ‫علومه الثانوية في بيروت‪ ،‬ثم حاز إجازة في احلقوق من اجلامعة اللبنانية عام ‪ ،1963‬ومن‬ ‫ثم املاجستير في مادة التاريخ‪.‬‬ ‫شغل مناصب عديدة منها‪ :‬أستاذ تاريخ الفن في معهد التعليم العالي‪ ،‬ومفتش‬ ‫للضمان االجتماعي وغيرها‪.‬‬ ‫من مؤلفاته‪ :‬كتاب الطواف‪ ،‬رياح هجرية‪ ،‬ممالك عالية‪ ،‬قصائد مهربة إلى حبيبتي‬ ‫آسيا‪ ،‬غيم ألحالم امللك اخمللوع‪ ،‬أناديك يا حبيبي وملكي‪ ،‬حلقات العزلة‪ ،‬طيور إلى‬ ‫الشمس املرة‪ ،‬وآخرها عام ‪“ 2007‬الغيوم التي في الضواحي”‪.‬‬ ‫كما كتب وما زال العديد من املقاالت والقصائد في العديد من الصحف واجملالت‪.‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪86‬‬

‫صدحت بكلماتها على األسماع‪ ،‬فر ّد الصدى‬ ‫باق واملقاومة مستمرة‪.‬‬ ‫باق والوطن ٍ‬ ‫بأن اجلنوب ٍ‬ ‫بعد لقاء “منبر التوحيد” معه‪ ،‬جمعنا أجوبته‬ ‫عن كل تساؤالتنا حول إنتاجه الثقافي العريق‪،‬‬ ‫وهنا نص املقابلة‪:‬‬ ‫ـ ترى أن الشعر يطير في اجتاه الالمرئي‪ ،‬أإلى‬ ‫هذا احلد ترى أنه يخرج من دائرة الواقع املعيش‬ ‫ليدخل في عالم املاورائيات واخليال؟‬ ‫الشعر صنيع اخمليلة‪ ،‬لذلك فإن عالقته في‬ ‫الواقع وفي تاريخ اجملتمع الراهن عالقة شديدة‬ ‫احلرج وااللتباس‪ .‬من قدمي الزمان‪ ،‬كانت النظرة‬ ‫النقدية العربية للشعر نظرة فلسفية أوال ً أكثر‬ ‫من نظرة أدبية‪ ،‬وكانت متأثرة لدى ابن سينا‬ ‫والفارابي بكتاب “الشعر” ألرسطو حيث قال‪“ :‬إن‬ ‫الشعر هو وليد اخمليلة” أضاف له الفالسفة الوزن‪،‬‬ ‫فالشعر هو ذاك املزيج اخلاص الذي ال يفصل‬ ‫بني اخمليلة والوزن‪ ،‬تطور مفهومه باجتاه اإليقاع‪،‬‬ ‫واإليقاع متنوع‪ ،‬واخمليلة تفتّحت ولكنها بقيت‬ ‫هي هي‪.‬‬ ‫احلس الوطني والقومي املقاوم‬ ‫ـ أنت من أبرز “شعراء اجلنوب”‪ ،‬وتتميز‬ ‫ّ‬ ‫املمجدة لألرض والوطن واملقاومة‪،‬‬ ‫بقصائدك‬ ‫هل ميكن تسميتك بـ”شاعر املقاومة”؟‬ ‫املقاومة والوطن واجلنوب جزء من نتاجي‬ ‫الشعر‪ ،‬فكتابتي أبعد من ذلك‪ ،‬هي ملتصقة‬ ‫ّ‬ ‫بالتفكر العام والعربي واإلسالمي‪ .‬فاألرض‬


‫والوطن واجلنوب واملقاومة واالستشهاد هي جزء‬ ‫من عالم من الرموز واألقنعة والتأمل‪ ،‬والسفر في‬ ‫مجاهيل السفر والعالم‪.‬‬ ‫ـ هل ذلك ألنك من قرية جنوبية‪ ،‬أو ألنك‬ ‫مواطن عربي ميلك هذا احلس القومي؟‬ ‫هذا احلس جزء من كياني ووجودي‪ ،‬وجزء من‬ ‫تربيتي ومن التفكير الذي أتفكر به‪ ،‬ألنني لست‬ ‫ذاك الطفل الطائع لذويه بل لدي بذرة التمرد‬ ‫والتأمل واستقالل الفكرة‪ ،‬ولكن انحيازاتي أو‬ ‫انتماءاتي تأتي من خالل واقع احلال ومن خالل‬ ‫االختيار‪ .‬فأنا اخترت أن أكون في هذا املوقع‬ ‫وذلك ليس عبثاً‪ ،‬ألن باستطاعتي أن يكون لدي‬ ‫اختيارات أخرى‪ ،‬وحني أختار أن أكون في هذا‬ ‫املوقع بالذات أعرف نفسي أين أنا وأعرف إلى أين‬ ‫يوصلني هذا الطريق‪ ،‬أعرف مقدار الدم الباهظ‬ ‫الذي أدفعه‪ ،‬ومن هذه الناحية ال أستطيع القول‬ ‫إنني جملرد قد ولدت في اجلنوب فإن عصبي جنوبي‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬يصبح اجلنوب بوصلة الزمان والتاريخ واإلنسان‬ ‫أكثر مما هو بوصلة اجلغرافيا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬أنا‬ ‫أحدد بكثير من الوعي‪ ،‬الـ”مع” والـ”ضد” في هذا‬ ‫املوقع‪ ،‬وأنا مستعد ألن أدفع الثمن حتى بالدم‬ ‫واحلياة‪ .‬فأنا حني أنحاز للمقاومة‪ ،‬فألنني جزء‬ ‫منها‪ ،‬وشعري ينطوي على معانيها وإن كانت‬ ‫حركة سياسية وفكرية‪ ،‬ولكن الشعر أيضا ً هو‬ ‫روح املقاومة الشعرية‪.‬‬ ‫ـ ما األثر الذي تركه نصر متوز في ذات محمد‬ ‫ً‬ ‫وخاصة أنك من قرية‬ ‫علي شمس الدين‪،‬‬ ‫جنوبية متاخمة لفلسطني اجلريحة؟‬ ‫أنا لم أنتظر احلدث كي يحصل لكي أكتبه‪،‬‬ ‫وقد كتبت شيئا ً عن ذلك منذ أن بدأت الكتابة‬ ‫من “قصائد مه ّربة إلى حبيبتي آسيا”‪ ،‬حتى‬ ‫اليوم‪ .‬وأستطيع القول إن حرب متوز لم تكشف‬ ‫شيئا ً جديدا ً جلهة قناعتي بانتصار احلق‪ ،‬بل رمبا‬ ‫لكن األصل‬ ‫الوسيلة والتوقيت كانا املفاجأة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لم يفاجئني‪ .‬وقد كتبت قصائد كانت سابقة‬ ‫حلرب متوز وأثناءها وبعدها‪ ،‬وجمعتها في ديوان‬ ‫واحد حتت عنوان “الغيوم التي في الضواحي”‬ ‫وهو آخر إصداراتي‪ .‬وفي قصيدة “الغيوم التي في‬ ‫الضواحي” أقول‪:‬‬ ‫جرح وألفني بعد‬ ‫عام‬ ‫من‬ ‫متوز‬ ‫“في شهر‬ ‫ٍ‬ ‫املسيح‬ ‫ً‬ ‫مجزرة في القرى في طريق اإلمام‬ ‫وخمسني‬ ‫الذبيح‬ ‫ّ‬ ‫سجلوا في دفاتركم ما يلي‪ :‬لقد أزف الوقت‬ ‫واكتملت كربالء‬ ‫مثلما شاءها األقوياء‪ ،‬مثلما شاءها‬ ‫األقوياء”‬ ‫ال أعتقد أن أي تأريخ لتموز ‪ 2006‬سيتجاوز‬ ‫هذا املقطع من الشعر‪ .‬صراع قوي وشرس حتى‬ ‫العظم‪ ،‬صراع فيه الكثير من املوت والقتل‬ ‫والضربات املمنوعة‪ ،‬وصراع بني قوى ضخمة جلهة‬ ‫عدو هو ذروة قوة الدول في أواخر القرن العشرين‪،‬‬ ‫وذروة التكنولوجيا والسالح واملال‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫سجلنا انتصارا ً ال ألننا فقط على حق‪ ،‬بل ألننا‬ ‫ّ‬

‫أيضا ً على قوة‪ .‬ذلك أنني أعتقد بالرغم من أن‬ ‫احلق يضيف قوة للقوة‪ ،‬وال يشكل وحده السالح‪،‬‬ ‫فمن أول التاريخ وحتى اآلن‪ ،‬هناك صراع بني احلق‬ ‫والال حق‪ .‬فاإلمام احلسني (ع) موجود حتى اليوم‪،‬‬ ‫وكربالء دائما ً موجودة‪ ،‬وهناك أشكال من احلزن‬ ‫ولكن هذا االنتصار هو وليد اقتران احلق بالقوة‪،‬‬ ‫فزاد احلق قو ًة على قوة‪ ،‬وأعني بالقوة العناصر‬ ‫املادية بني السالح واملال واخلطة وتقنية القتال‪،‬‬ ‫وليس فقط العناصر اإليديولوجية‪ .‬لذا‪ ،‬أقول‬ ‫“لقد أزف الوقت وانتصرت كربالء مثلما شاءها‬ ‫األقوياء”‪ ،‬فاألقوياء هم املنتصرون‪.‬‬ ‫ـ هل ترى أن إميان املقاومني ساعدهم على‬ ‫استكمال احلرب بهذه القوة النفسية الفريدة‬ ‫إلى جانب السالح امللموس؟‬ ‫إذا أخذنا سالحا ً واحدا ً وسلمناه لشخص‬ ‫جبان غير واثق بطريقه وسلوكه ووضعناه في يد‬ ‫شخص آخر واثق بحقه ورؤيته‪ ،‬فإن النتيجة لن‬ ‫تكون واحدة‪ ،‬فاجلبان سيطلق النار على نفسه‪.‬‬ ‫القوى املادية دائما ً إذا لم حت ّركها القوى النفسية‬

‫اخمليلة طائر‬ ‫ال فضاء له ليح ّده‪،‬‬ ‫والشعر هو ذاك‬ ‫املزيج اخلاص‬ ‫الذي ال يفصل‬ ‫بني اخمليلة والوزن‬ ‫‪87‬‬

‫والروحية والفكرية‪ ،‬فقد تكون قوة انتحار‪،‬‬ ‫فـ”هتلر” انتحر‪ ،‬و”بوش” انتحر‪ ،‬وإسرائيل تنتحر‬ ‫اآلن في غزة وكانت قد انتحرت قبل اليوم في حرب‬ ‫متوز‪ ،‬واختنقت “نصف خنقة”‪ .‬إذا ً القوى الغاشمة‬ ‫يوجهها ويطهّ رها بالقصد والفكر‪.‬‬ ‫بحاجة ملَن ّ‬ ‫بني حرب متوز وعدوان غزة‬ ‫ـ هل ما يحصل في غزة اليوم ناجت من نقص‬ ‫ً‬ ‫خاصة في ظل تخاذل‬ ‫الوعي القومي والعربي‪،‬‬ ‫بعض حكام العرب جتاه هذه القضية العربية‬ ‫اجلامعة؟‬ ‫رمبا هناك تقارب في اجلوهر من حيث القتال‬ ‫في غزة والقتال في متوز ‪ 2006‬في لبنان‪ .‬فهناك‬ ‫عدو واحد‪ ،‬وإسرائيل ال تزال مدججة حتى العظم‬ ‫بكل أنواع أسلحة الدمار التي تقدمها لها الدول‬ ‫األمبريالية التي ليست بالضرورة أجنبية بل فيها‬ ‫دول عربية ألن املسألة لم تعد مسألة قومية‪،‬‬ ‫فأصبح الصراع أبعد‪ ،‬وليس جديدا ً أن يكون َمن‬ ‫ينتمي إلى لغتي أو ديني أو وطني ضدي في احلق‪.‬‬ ‫وهذه املسألة قالها املتنبي في قصيدة خاطب‬ ‫فيها سيف الدولة احلمداني حني كان األخير‬ ‫يقاتل الروم فقال له‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ظهرك رو ٌم‬ ‫“وسوى الروم ِ خلف‬ ‫جانبيك ُ‬ ‫َ‬ ‫متيل”‬ ‫فعلى أي‬

‫هذا يعني أن الروم ليسوا أولئك األعداء من‬ ‫أصل آخر‪ ،‬ولك ْن أيضا ً هناك رو ٌم آخرون من بني جلدتك‬

‫وأصلك‪ ،‬يوجهون إليك احلراب والسيوف‪ .‬هذا البيت ما‬ ‫زال موجودا ً حتى اآلن‪ ،‬يوجد في غزة سوى اليهود الذين‬ ‫يقاتلون بالسالح‪ ،‬يهود آخرون في الداخل‪ .‬إنهم “يهود‬ ‫الداخل” وهم معروفون ومكشوفون وقد سفروا عن‬ ‫وجوههم‪ ،‬حتى األطفال يعرفون عناصر اجلبهتني‪.‬‬ ‫نكهة شخصية وبصمة متفردة‬ ‫ـ سبق أن عرّبت ديواناً للشاعر الفارسي ‪-‬‬ ‫اإليراني حافظ الشيرازي؟ ملاذا اخترت هذا النوع من‬ ‫الكتابة؟‬

‫ما فعلته بالنسبة حلافظ الشيرازي هو ما‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر ثقافي‬ ‫سميته بـ”الشيرازيات”‪ ،‬وهو ليس تعريبا ً على‬ ‫وجه الدقة وال حتى ترجمة‪ ،‬بل هو ما يسمى‬ ‫بالفرنسية “‪ ”Textualite‬أي توليد نص من نص‬ ‫آخر‪ .‬هذا التوليد لنص يخصني من نص أصله‬ ‫حلافظ الشيرازي‪ ،‬وشعري مؤسس على خلفية‬ ‫غيبية للشيرازي‪ .‬هذه املسألة دقيقة في الشعر‬ ‫ويجب االنتباه إليها‪ ،‬فعندما أقول‪:‬‬ ‫“ميشي على املوت تيّهاً كأن به‬ ‫من األلوهة سراً ليس يخفيه‬ ‫ميشي الهوينة وقتاله ّ‬ ‫متجده‬ ‫كأمنا كل ما يرديه يحييه‬ ‫يعلو على الغيم آناً ثم آونة‬ ‫يدنو فيصبح أدنى من معانيه‬ ‫أعطيته ّ‬ ‫كل ما ُ‬ ‫أتيت من ِن َع ٍم‬ ‫ُ‬ ‫التيه”‪.‬‬ ‫على‬ ‫فألقاني‬ ‫ندمت‬ ‫وما‬ ‫ِ‬ ‫هذا النص لي‪ ،‬ألنه بديباجة عربية ولغة ووزن‬ ‫عربي أصيل ونكهة لي أنا شخصياً‪ ،‬وإن كان فيها‬ ‫بصمة احليرة العائدة حلافظ الشيرازي‪ ،‬واحليرة‬ ‫هي مقام صوفي‪ .‬هذه املسألة لم أفعلها فقط‬ ‫مع الشيرازي‪ ،‬بل سبق أن كتبت ديوانا ً باسم‬ ‫“أناديك يا ملكي وحبيبي” تأسيسا ً على الروح‬ ‫اجلبرانية‪ ،‬ولكن عند قراءة جبران ومحمد علي‬ ‫شمس الدين‪ ،‬تظهر حدود كل واحد على حدة‪.‬‬ ‫أنا شريكهما الوجداني‪ ،‬فجبران كتب “النبي”‪،‬‬ ‫وفي موقع من املواقع في الكتاب‪ ،‬يقول جبران‬ ‫إن النبي اخملتار صعد فوق اجلبل ونظر إلى البحر‬ ‫بانتظار وصول سفينته في مدينة اورفيليس‪ .‬أنا‬ ‫كتبت “أناديك يا ملكي وحبيبي” وحتت الكلمات‬ ‫ُ‬ ‫“جبران” هو ملكي وحبيبي‪ .‬كيف؟ كل العالم‬ ‫قصيدة واحدة من حيث املصدر‪ ،‬واملهم هو‬ ‫كيف يصوغ كل شاعر قصيدته ويضع بصمته‬ ‫عليها‪ ،‬فالشعر هو اخلصوصية في العمومية‪.‬‬ ‫قلت في “أناديك يا ملكي وحبيبي”‪:‬‬ ‫“كان يجالسني فوق العشب على أكتاف‬ ‫مدينته‬ ‫ويجاذبني أطراف احللم وأطراف العالم‬ ‫ً‬ ‫وآونة ينظر في بحر كآبته‬ ‫ينظر آناً للبحر‬ ‫وعد تظهر بعد‬ ‫حمامة‬ ‫جفنيه‬ ‫فتهاجر من‬ ‫ٍ‬ ‫الطوفان‬ ‫ويقول بأ ّن اهلل تكلم في حنجرة العصفور‬ ‫وحنجرة الوادي مّ‬ ‫وترن في حنجرة اإلنسان‬ ‫قريب منك اهلل إذاً‪ ،‬وصالتك أعمق‬ ‫ال بأس‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫من هذا البحر‬ ‫وأبعد من تلك الشطآن‪ ،‬فاغرف من نفسك‬ ‫حتى تعرف نفسك‬ ‫يا ملكي وحبيبي”‪.‬‬ ‫ولكن‬ ‫إذا ً تنطوي في ذاتي ذوات كثيرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫البصمة واحدة‪.‬‬ ‫منصور الرحباني حلق شاعرا ً بتأمله‬ ‫فلسفي‬ ‫ـ في املنحى الفني‪ ،‬رحل أحد أبرز عمالقة‬ ‫الفن العريق في لبنان “منصور الرحباني”‪.‬‬ ‫ماذا كان يعني الرحباني لـ”محمد علي‬ ‫شمس الدين”‪ ،‬وهل ترى أن اإلبداع الفني‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يقف عند األخوين الرحباني؟‬ ‫كنت‬ ‫أنا أعرفه معرفتني‪ :‬فنية وشخصية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أحب عمله ويحب أشعاري‪ ،‬وآخر اتصال بيننا‬ ‫كان حني أصدر ملرة واحدة أربعة دواوين شعرية‪:‬‬ ‫“بحار‬ ‫ثالثة بالفصحة‪ ،‬وواحدا ً بالعامية بعنوان ّ‬ ‫الشتي”‪ .‬أعرفه شاعرا ً وموسيقيا ً ومسرحياً‪،‬‬ ‫فمنصور كان أحد اثنني في جنة الشعر واملسرح‬ ‫هما “األخوان الرحباني ‪-‬‬ ‫عاصي ومنصور”‪ .‬قبل وفاة‬ ‫“عاصي” كانت األعمال‬ ‫تصدر بتوقيع االثنني معاً‪،‬‬ ‫ودارت أسئلة حول كيفية‬ ‫تشارك اثنني في الوجدان‬ ‫سئلت‬ ‫الشعري الواحد!! ُ‬ ‫فيروز عنهما فقالت‪:‬‬ ‫“ان عاصي ومنصور‬ ‫كح ّبتي‬ ‫متشابهان‬ ‫املطر”‪ .‬بعد وفاة عاصي‪،‬‬ ‫استطعنا معرفة مقدار‬ ‫اإلبداع وزنته في شعر‬ ‫منصور‪ ،‬فكتب مسرحيات‬ ‫كثيرة منها “مسرحية‬ ‫‪ ،”1840‬و”املتنبي” و”النبي”‪ ،‬و”عودة الفينيق”‪ .‬هو‬ ‫شاعر شفاف‪ ،‬له نظرات خاصة وتأمل فلسفي‪،‬‬ ‫ويستطيع التحليق وحده كشاعر بدون احلنجرة‬ ‫“الفيروزية” على الرغم من أهميتها‪ .‬له نظرات‬ ‫إلى املوت واحلب واملرأة‪ ،‬وله بصمته اخلاصة في‬ ‫كل أعماله‪ ،‬إنه إنسان بكل ما للكلمة من‬ ‫معنى‪.‬‬ ‫ـ ما آخر ديوان حتضر له بعد الديوان األخير‬ ‫الذي صدر عام ‪ 2007‬بعنوان “الغيوم التي في‬ ‫الضواحي”؟‬ ‫هناك ديوان جديد سيصدر مع مجلة “العربي”‬ ‫في الكويت‪ ،‬وعنوانه “اليأس من الوردة” إذ هناك‬ ‫ألم‪ ،‬و”اليأس من الوردة” هو “أنني من األلم”‪.‬‬ ‫ـ كيف ترى الوضع الثقافي في عام ‪2009‬؟‬ ‫هناك شيء من االستمرار من املاضي‪ ،‬لكن هذا‬ ‫الوضع سوف ينتبه إلى ما ستأتي به األيام‪ ،‬ذلك‬ ‫أن الثقافة هي وليدة حركة التاريخ واجملتمع في‬ ‫جزء كبير منها‪ ،‬ليس ذلك مبعنى أنها انعكاس‬ ‫آلي حلركة اجملتمع‪ ،‬ولكنها حتتضن هذه احلركة‬ ‫وتخترقها‪ .‬أما بالنسبة للثقافة اإلبداعية أي‬ ‫الشعر والفنون‪ ،‬فهي وإن كانت تصعد من‬ ‫أرض تاريخية إال أنها ذات مخيلة ورؤيا‪ ،‬وهناك‬ ‫صلة بني الرؤية والرؤيا مبعنى احللم‪ ،‬فكما‬ ‫يقول «ابن منظور» في لسان العرب‪« :‬الرؤية‬ ‫قد تكون بالعني وقد تكون بالقلب‪ ،‬وحني تكون‬ ‫الرؤية بالقلب معنى ذلك أنها تشترك بالرؤيا‬ ‫في ما هي حلم جلهة التقاط ما ال تلتقطه‬ ‫العني وتصبح الرؤية متصلة ليس بالبصر بل‬ ‫بالبصيرة»‪ .‬إذاً‪ ،‬النتاج اإلبداعي لن يكون وليد‬ ‫الراهن‪ ،‬بل سيستمر في أسفاره ومغامراته‪،‬‬ ‫سيرى إلى األمام كثيرا ً مثلما رأى في املاضي‪،‬‬ ‫وعلى ما أرى أن الوضع الثقافي بوجهه الواقعي‬

‫‪88‬‬

‫محمد علي شمس الدين ألطفال‬ ‫غزة في قصيدة بعنوان‬

‫«دموع الحالج»‬

‫صليت ببغداد صالة الدم‬ ‫ونثرت بغزة أوجاعي‬ ‫ُ‬ ‫وعبرت اجلسر الواصل ما بني‬ ‫املوت وأضالعي‬ ‫دمعي أصل الطوفان‬ ‫وقرباني جسدي‬ ‫َ‬ ‫شئت يدي‬ ‫فاقطع إن‬ ‫ستموج الغابة باألغصان‬ ‫ٌ‬ ‫عويل‬ ‫ويعلو لألشجار‬ ‫َ‬ ‫سقف القبهْ‬ ‫يثقب‬ ‫حتى‬ ‫َ‬ ‫مَن لم يعرف وجع اإلنسان‬ ‫وغربته في األرض‬ ‫فلن يعرف ربّه”‪.‬‬ ‫من فكر وعلم وفن وإعالم مير في مرحلة من‬ ‫الغليان‪ .‬هذا الغليان سببه اخملاضات الدائمة‬ ‫واحملتدمة التي مير بها الوطن ومير فيها العالم‪.‬‬ ‫أحسب أنه سيكون هناك انتباه لضرورة احلد‬ ‫من «الشطح املا بعد حداثوي» ومن انفالت‬ ‫الطقوس اإلبداعية‪ .‬سيكون هناك شيء من‬ ‫االنتباه لألصول الواقعية للفن‪ ،‬واحلد من التيه‬ ‫الالواقعي‪ ،‬ألن ارتطام العالم بالنتائج اخل ّيرة‬ ‫وتكسر‬ ‫ملقوالت نهايات التاريخ وملا بعد احلداثة‬ ‫ّ‬ ‫ضلوع العالم على صخرة االقتصاد الفوضوي‬ ‫والرأسمالية املنفلتة من عقالها وعلى صخرة‬ ‫احلروب والكوارث‪ ،‬سيكون لها دور الصدمة‬ ‫لعودة الوعي ضمن حدود‪ ،‬ألن املوجات أو‬ ‫العصور الثقافية ليست حلظات بل هي أزمنة‬ ‫وامتدادات‪ ،‬سيبدأ زمن العد العكسي لهذه‬ ‫الرحلة الوحشية‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سالي نوفل‬


‫الموت يكسر الجانح اآلخر لطائر «األخوين الرحباني»‬ ‫منصور الرحباني يلتقي عاصي‬

‫شخصية عريقة تتخيل عند ذكرها وكأن‬ ‫األنغام املوسيقية تهتز‪ ،‬وكأن الكلمات الشعرية‬ ‫تتمايل لتخترق أغنية تار ًة وتدخل في لوحة‬ ‫مسرحية تار ًة أخرى‪.‬‬ ‫منصور الرحباني قيمة فنية ثمينة‪ ،‬برحيله‬ ‫يخسر لبنان ال بل العالم العربي أحد أعمدته‬ ‫النادرة التي لن تتكرر بعد اليوم‪ ،‬ويحزن الوسط‬ ‫الفني واملوسيقي لشغور هذا املركز األصيل‪ .‬فمع‬ ‫منصور وفيروز وأخيه عاصي انتقل لبنان إلى عالم‬ ‫مضيء من األحلان املوسيقية واللوحات املسرحية‬ ‫املمجدة للحكايات التاريخية بإخراج مذهل يفوق‬ ‫التفكير‪ ،‬ليرسو في بحر الفن واإلبداع‪ .‬فهل‬ ‫سيجف هذا البحر بغياب اجلانح اآلخر للطائر‬ ‫الرحباني املتمثل بـ”األخوين الرحباني‪ -‬عاصي‬ ‫ومنصور”‪ ،‬أم سيبقى ما ورثه اللبنانيون سببا ً‬ ‫ال بل دافعا ً إلبقاء لبنان في صورته اجلميلة التي‬ ‫بناها هذان العمالقان بشعرهما وفنهما؟‬ ‫يقولون‪ :‬عاصي ومنصور وفيروز‪ ،‬فيجيبون‪ :‬إنه‬ ‫لبنان‪ .‬يقولون‪ :‬هذا عصر العمالقة والفن واإلنتاج‬ ‫املتميز‪ ،‬فيسارعون لإلجابة‪ :‬إنه عصر منصور‪.‬‬ ‫يستعرضون املثلث اإلبداعي‪ ،‬فتلمع الصورة‬ ‫الرحبانية الراقية مع فيروز‪ .‬لقد احتد عاصي‬ ‫ومنصور في الفن واإلنتاج اإلبداعي ليرفعا اسم‬ ‫لبنان في العالم أجمع‪ ،‬فقدما أفضل األعمال‬ ‫التي شكلت كتلة فنية متقنة بني النص واللحن‬ ‫واإلخراج‪ .‬إن هذه املدرسة الرحبانية امتدت إلى‬ ‫ما بعد هذا الوطن لتشكل بحد ذاتها قفزة فنية‬ ‫نوعية للبنان‪ ،‬فتوجهت األنظار إلى هذا البلد‬

‫الصغير املساحة ليدخل أعلى مستويات عالم‬ ‫الفن‪.‬‬

‫جمعهما الدم‬ ‫والعمل الفني اإلبداعي‬ ‫بدأ عاصي ومنصور عند عودتهما إلى بلدة‬ ‫انطلياس بأول خطوة نحو الوسط الفني‪ ،‬حيث‬ ‫التقيا باألب بولس األشقر حني أرادا الدخول في‬ ‫جوقة الصالة والتراتيل‪ ،‬فدخلها منصور وحده‬ ‫نظرا ً لتناسب صوته مع الغناء‪ ،‬أما عاصي فانضم‬ ‫إلى األحلان بصورة ضعيفة إلى أن وصل إلى شرح‬ ‫نظرية “التيتراكورد”‪ .‬بعدها شارك األخوان في‬ ‫املسرح في مدرسة فريد أبو فاضل واملدرسة‬ ‫اليسوعية في بكفيا‪ ،‬حيث ُكتبت مسرحيات‬ ‫لهما بقلم يوسف أبو جودة‪.‬‬ ‫لقد أتقن األخوان الرحباني أصول املوسيقى‬ ‫الشرقية خالل عملهما في اإلذاعة اللبنانية‪،‬‬ ‫وكان لألستاذ “برتران روبييار” يد العون في‬ ‫تطوير ثقافتهما‪ .‬وترك األخوان في إذاعة الشرق‬ ‫آثارا ً مميزة من خالل اسكتشات “سبع ومخول”‬ ‫ليشكال بعدها مع نهاد حداد “فيروز” املثلث‬ ‫الرحباني الالمع‪ .‬كتب منصور وعاصي الوطن‬ ‫والفقر واألرض واحلياة‪ ،‬ولم تغب القضايا العربية‬ ‫أبدا ً عن أعمالهما‪ ،‬ال بل كان لها حصة كبيرة من‬ ‫إنتاجهما‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫املسرح الرحباني‪ :‬متيز واضح‬ ‫تناول املسرح الرحباني املواضيع الثالثة‬ ‫الرئيسية‪ :‬اهلل‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬واألرض‪ ،‬إضاف ًة إلى‬ ‫مواضيع أخرى كثيرة‪ ،‬فتميز إنتاجهما بالصدق‬ ‫واإلحساس والنبالة والشجاعة والبساطة بالرغم‬ ‫من عمق املوضوعات‪ ،‬فكان “البيكاديلي” في بيروت‬ ‫أولى انطالقة الرحابنة‪ .‬هذا باإلضافة إلى جتربتهما‬ ‫في السينما حيث صدرت عنهما األفالم الثالثة‬ ‫التالية‪ :‬بياع اخلوامت‪ ،‬سفربرلك‪ ،‬وبنت احلارس‪.‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر ثقافي‬

‫بعد تعرف عاصي ومنصور على السيدة فيروز‪،‬‬ ‫جاء أول عمل لهم سويا ً في “أيام احلصاد” عام‬ ‫‪ 1957‬في مهرجانات بعلبك الدولية‪ .‬كما قدموا‬ ‫املسرحيات التالية‪ :‬موسم العز‪ ،‬جسر القمر‪ ،‬ميس‬ ‫الرمي‪ ،‬قصيدة حب‪ ،‬بياع اخلوامت‪ ،‬دواليب الهوا‪ ،‬أيام‬ ‫فخر الدين‪ ،‬جبال الصوان‪ ،‬صح النوم‪ ،‬لولو‪ ،‬وبترا‪.‬‬ ‫كانت املسرحية األولى ملنصور بعد وفاة عاصي‬ ‫عام ‪ 1986‬بعنوان “صيف ‪ ”840‬من بطولة الفنان‬ ‫غسان صليبا والفنانة هدى‪ ،‬وتبعتها مسرحية‬ ‫“الوصية”‪ ،‬ومن ثم “ملوك الطوائف”‪ .‬بعدها‬ ‫جاءت مسرحية “حكم الرعيان” التي ظهر فيها‬ ‫خوف منصور على الوطن حيث تقول أغنية داخل‬ ‫املسرحية‪“ :‬انتبهوا عالوطن‪ ..‬الوطن عم بيطير”‪.‬‬ ‫جسدت هذه املسرحية قلق منصور على‬ ‫لقد ّ‬

‫الوطن الذي أثقله العمل السياسي وأنهكه‬ ‫احلكام واملسؤولون‪ .‬بعدها كانت مسرحية‬ ‫“سقراط” من بطولة الفنان رفيق علي أحمد‪،‬‬ ‫و”املتنبي”‪ ،‬ومن ثم مسرحية “عودة الفينيق” التي‬ ‫رحل منصور أثناء عرضها على مسرح كازينو‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫إرث عائلي مستمر‬ ‫مع أسامة وغدي ومروان‬ ‫أورث منصور اجليل اجلديد املؤلف من أوالده‬ ‫الثالثة مروان وغدي وأسامة هذا الكنز النادر‪،‬‬ ‫وكان أبناؤه قد شاركوه في ‪ 12‬مسرحية متتالية‬

‫الشاعر محمد علي شمس الدين‬ ‫عن منصور الرحباني‬ ‫هذا الطائر من الشعر واملوسيقى‪ ،‬هو ما متّ التعارف على تسميته “األخوين الرحباني”‪ ،‬وهما عاصي‬ ‫ومنصور حتديداً‪ ،‬على كثرة ما في العائلة الرحبانية من موهبة موسيقية وشعرية‪ .‬فحني يُنادى‬ ‫“األخوان الرحباني” ال يجيب أحد سوى عاصي ومنصور‪ .‬هي عائلة موسيقية ومسرحية وشعرية‬ ‫ولود‪ ،‬فثمة زياد‪ ،‬وثمة الياس‪ ،‬وثمة أسامة‪ ،‬وثمة غدي‪ ...‬وثمة آخرون‪ .‬لكن األخوين فقط هما “عاصي‬ ‫ومنصور” حتى لكأنهما‪ ،‬كما في احلكاية العربية‪ ،‬شق وسطيح‪ ،‬لو جرى بينهما السيف‪ ،‬ملا ُعرف دم‬ ‫من يسيل‪.‬‬ ‫على رغم معاناته الذاتية مع املوت‪ ،‬سواء كان هذا املوت فرديا ً كموت عاصي‪ ،‬أو جماعيا ً كموت‬ ‫الذين قضوا في احلرب األهلية‪ ،‬يبقى الشاعر متصاحلا ً مع احلياة واحلب واألمل‪ .‬بل لعله يعابث املوت‬ ‫ويلعب على أنفه املتجهم الذي يقدح شرراً‪ ،‬حني يعتبر أحيانا ً “أجمل حل”‪ .‬يقول‪“ :‬من أجل وطن‬ ‫دائم الشباب والفرح‪ ،‬ولكي يبقى سيف احلنني جارحا ً في القلب‪ ،‬فال نفقد عذوبة البكاء على الذين‬ ‫راحوا‪ ،‬يجب أن يكون هناك موت‪ ،‬ألنه من دون هذا املوت ومن دون هؤالء البرابرة الصغار (األطفال) الذين‬ ‫يصعدون جحافل جحافل من بيوتنا وسالالتنا ليأخذوا مطرحنا في احلياة‪ ،‬فلن يكون هناك حياة”‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪90‬‬


‫نبذة عن حياة‬ ‫منصور الرحباني‬ ‫منصور الرحباني‪ ..‬ولد عام ‪ 1925‬في‬ ‫انطلياس وشكل مع أخيه عاصي الذي‬ ‫يكبره بسنتني توأم الفن العريق حيث ُعرفا‬ ‫باسم “األخوين الرحباني”‪.‬‬ ‫تشارك األخوان باألعمال الفنية كالما ً‬ ‫وأحلانا ً بإمضاء “األخوين الرحباني” بدون‬ ‫القدرة على متييز أحدهما عن اآلخر‪،‬‬ ‫فقدما العديد من املسرحيات واألغنيات‬ ‫بطريقة فنية فريدة جعلتهما أفضل َمن‬ ‫قدم أعماال ً مسرحية غنائية في العالم‬ ‫العربي بدون منازع‪ .‬وتعامال مع فنانني من‬ ‫عمالقة الفن أمثال وديع الصافي ونصري‬ ‫شمس الدين وزكي ناصيف وفيلمون‬ ‫وهبي‪ ،‬إضاف ًة إلى فنانني من اجليل اجلديد‬ ‫أمثال رونزا وكارول سماحة وغسان‬ ‫صليبا ورفيق علي أحمد والفنانة لطيفة‬ ‫التونسية وغيرهم‪.‬‬ ‫بعد وفاة عاصي تف ّرد منصور باإلبداع‬ ‫الرحباني املتنوع وقدم العديد من‬ ‫املسرحيات التي أضاءت سماء بيروت‬ ‫بالفن الراقي الرائع‪.‬‬ ‫دخل مستشفى “أوتيل ديو” في بيروت‬ ‫نتيجة إصابته بانفلوانزا في رئتيه‪ ،‬ون ُقل‬ ‫إلى العناية الفائقة‪ ،‬لكن عمره انتهى‬ ‫في سن الرابعة والثمانني ليرقد بجانب‬ ‫أخيه عاصي بعدما افترقا لثالثة وعشرين‬ ‫عاماً‪.‬‬

‫كان آخرها املسرحية الغنائية “عودة الفينيق”‪.‬‬ ‫لم يكن هم منصور يتوقف على عطاء األجيال‬ ‫احلاضرة بل كان ميتد إلى األجيال املقبلة‪ ،‬فقد‬ ‫كانت التنمية الفنية من أهم النقاط التي‬ ‫شغلت هذا اخملضرم الكبير‪ ،‬حيث عمل قدر‬ ‫اإلمكان على توريث األجيال القادمة ما هو سليم‬ ‫وما لم يكن موجودا ً كما كان يقول‪.‬‬ ‫لقد كان هذا الرحباني العمالق كثير العمل‬ ‫والثقافة‪ ،‬ولم يكن شيء ليوقفه عن استمرارية‬ ‫عطائه‪ ،‬إضاف ًة إلى إميانه الكبير حيث تستقبلك‬ ‫في باب منزله في انطلياس عبارة‪“ :‬إذا كنت من‬ ‫شهود يهوذا‪ ،‬فهذا املنزل يؤمن بالسيد املسيح”‪.‬‬

‫لقد جتلى إميانه في مسرحيته “قام في اليوم‬ ‫التالي”‪ ،‬مع العلم أنه ختم القرآن الكرمي‪ ،‬ليضيف‬ ‫إلى رصيده الثقافي االجتماعي الفني السياسي‬ ‫رصيدا ً دينيا ً واسعاً‪.‬‬

‫وطن منصور‪:‬‬ ‫املقاومة بالكلمة والفن‬ ‫شغلت العروبة والقومية العربية أفكار عاصي‬ ‫ومنصور‪ ،‬فسارعا يفتشان عن احلقيقة وهي‬ ‫الظلم على العرب من قبل اسرائيل‪ ،‬وظهر ذلك‬ ‫جليا ً من خالل قصائدهما ومسرحياتهما التي‬ ‫مجدت البطولة وح ّببت الناس بالتراب واألرض‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لم تغب القضايا الوطنية عن ذهنهما فكانت‬ ‫أغنيات‪“ :‬زهرة املدائن”‪ ،‬و”سنرجع يوماً”‪ ،‬و”جسر‬ ‫العودة”‪.‬‬ ‫قال منصور في إحدى مقابالته‪“ :‬أنا وحدي‬ ‫لم أعمل صلحا ً مع اسرائيل‪ ،‬فلبنان وسوريا‬ ‫هما احلدود الشمالية لدولة كنعان ولم يعقدا‬ ‫السلم مع اسرائيل‪ ،‬ولو أن العالم اإلسالمي‬ ‫يقاطع أميركا فكل شيء يتغير”‪ .‬كما أضاف‪:‬‬ ‫“إن لم تقاتل من أجل احلق فهذا جرمية”‪ .‬وعن رأيه‬ ‫باملقاومة‪ ،‬يقول منصور‪“ :‬أنا مقاومتي بالكلمة‪،‬‬ ‫وأنا لست مؤهالً ألحمل سالح وأطلق الرصاص”‪.‬‬ ‫منصور الرحباني‪ ..‬مبوتك لن ميوت الفن‪ ،‬ولن‬ ‫تنتهي احلياة‪ .‬هذا ما كنت تقوله دائماً‪ ،‬فالباقون‬ ‫من إرثك الرحباني العظيم ال بد من أن يكملوا‬ ‫مسيرة التقدم بإتقان ومتيز إلغناء هذا اإلرث‬ ‫النادر‪ ،‬وكما قلت يوماً‪“ :‬من دون املوت لن يكون‬ ‫هناك حياة”‪ .‬ستبقى أعمال “األخوين الرحباني”‬ ‫تراثا ً فنيا ً عريقا ً حتلق حقا ً كـ”طائر الفينيق”‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬سالي نوفل‬

‫تيار التوحيد شارك آل الرحباني أحزانهم‬ ‫وقدم التعازي بالراحل منصور الرحباني‬

‫شارك تيار التوحيد اللبناني آل الرحباني خصوصا ً واللبنانيني والعالم‬ ‫عموما ً املصاب اجللل برحيل الفنان العمالق منصور الرحباني‪ .‬ويعتبر فقدانه‬ ‫خسارة وطنية وفنية كبيرة ال ميكن تعويضها‪ .‬ويوجه لروحه بضع كلمات ال‬ ‫تفي نبل عطاءاته وضخامة إجنازاته‪ ،‬علها تكون نقطة في بحر فكره وأدبه‬ ‫وإبداعه‪.‬‬ ‫رحل آخر العمالقة من مؤسسي املدرسة الرحبانية‪ ،‬مع التمني مبديد‬ ‫العمر ألحد األعمدة البعلبكية‪ ،‬األخ األصغر والفنان الكبير الياس الرحباني‬ ‫وجميع الدوحة الرحبانية املبدعة‪.‬‬ ‫لقد شكل منصور الرحباني مع شقيقه عاصي ثنائيا ً عمالقا ً غنى آمال‬ ‫الوطن وأمانيه شجيا وبوحا ووجدانا ع ّز نظيره في عالم بات ميتهن الفن مادة‬ ‫جافة ال روح فيها وال خلجات عبق لعبير اجلمال املتمثل بكل ما وهب اهلل‬ ‫دنيانا من عطاءات‪.‬‬

‫لم يترك مؤسسا املدرسة الرحبانية أي بارقة أمل إال وأعطوها من‬ ‫عصارة إبداعهما بلسما شافيا في زمن التخاذل واالنهزام‪ ،‬ولم يتركا أي‬ ‫تطلع وطني أو قومي إال وغنوه حلنا ً شجيا ً يبعث على التطلع الى الغد‬ ‫األفضل‪ .‬ومن ثمرة إبداعهما ترجمة أحلانهما الى معلقات قيمة غنّتها‬ ‫السيدة فيروز بكل جوارحها وعواطفها وإلهامها وتعلقها باجلذور التي‬ ‫تناساها معظم املتعاملني بصناعة الفن وليس بالتعاطي مع اإللهام‬ ‫والتعملق‪.‬‬ ‫ستفتقد بيسان والقدس وكل فلسطني على امتداد الوطن هذا الفنان‬ ‫الكبير الذي ما شغل باله إال تعبيد طريق ‪ -‬جسر العودة ‪ -‬إلى الوطن الذي‬ ‫حترقه قنابل النابالم الصهيونية وتخاذل بعض األنظمة العربية‪.‬‬ ‫سالم عليك أيها اخلالق في زمن القهر‪ ،‬وحتية من تيار التوحيد إلى روحك‬ ‫التي كانت منارة من منائر بالدنا‪ ،‬وألف رحمة عليك من اهلل ع ّز وجل‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر صحة‬

‫المخدرات خطر يتسـلل إلى حيـاة الفرد والمجتمع‬ ‫المتعاطي خطر على نفسه وجماعته وأخالقه وإنـــــــ‬ ‫اخملدرات من أخطر األوبئة‪ ،‬التي تهدم الفرد‬ ‫وتقضي على اجملتمع‪ ،‬ومن الضروري التعرف على‬ ‫هذا اخلطر الذي يتسلل الى حياة الفرد واجملتمع‬ ‫خلسة فيؤدي الى تهدمي األسرة‪ ،‬اخللية األساسية‬ ‫في اجملتمع‪ ،‬وتتجاوز أخطاره الفرد واجملتمع لتطال‬ ‫الوطن ومستقبله‪ ،‬وكما يقال فالوقاية خير من‬ ‫العالج‪ .‬فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪،‬‬ ‫تبدأ الرعاية من األسرة ودور األب واألم واملدرسة‬ ‫واجلامعة والبرامج الهادفة في جميع وسائل‬ ‫االتصال‪ ،‬فإذا ما أجنز كل ما يترتب عليه الستطعنا‬ ‫أن نشكل األسس السلمية حلماية الفرد واجملتمع‬ ‫من هذا اخلطر الذي يتسلل خلسة دون مقدمات‬ ‫ويقضي على ما تبقى من القيم واالمكانيات لدى‬ ‫البعض ممن استهتر بذاته فوقع فريسة اخلطر‬ ‫واملرض‪ ،‬ودفع األثمان الغالية من جسده والوطن‪...‬‬ ‫وللوقاية من هذا اخلطر ال ّبد من التعرف عليه‬ ‫ووصفه‪ ،‬لع ّلنا بذلك نساهم في زيادة الوعي‬ ‫وتعميقه ودرء اخلطر قبل أن يفتك بضحاياه‪ ،‬وما‬ ‫أحوجنا ألخذ العبرة‪ ،‬حتى نوفر اجلهد والطاقة‪،‬‬ ‫فنحن من أمة حتاول النهوض واالخطار تهددنا من‬ ‫كل صوب‪...‬‬

‫ما هي اخملدرات؟‬ ‫التعريف العلمي للمخدرات يشير الى ان اخملدر‬ ‫مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب‬ ‫الوعي املصحوب بتسكني االلم‪ ،‬ولذلك ال تعتبر‬ ‫املنشطات وال عقاقير الهلوسة مخدرة وفق‬ ‫التعريف‪ ،‬بينما ميكن اعتبار اخلمر من اخملدرات‪.‬‬ ‫فيما تعريفها القانوني يبرهن عكس ذلك‪،‬‬ ‫فيعرف اخملدرات على أنها مجموعة من املواد التي‬ ‫تسبب اإلدمان وتسمم اجلهاز العصبي ويحظر‬ ‫تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إال ألغراض يحددها‬ ‫القانون‪ ،‬وال تستعمل إال بواسطة من يرخص‬ ‫له بذلك‪ .‬وتشمل األفيون ومشتقاته واحلشيش‬ ‫وعقاقير الهلوسة والكوكايني واملنشطات‪.‬‬ ‫تصنيف اخملدرات وأشكالها‪ :‬فهناك مخدرات‬ ‫طبيعية مثل اخلشخاش والكوكايني القنب‬ ‫القات وغيرها‪ ،‬أو مصنعة من اخملدرات الطبيعية‬ ‫وتعرف مبشتقات املادة اخملدرة أو نصف تخليقية‬ ‫(زيت احلشيش وخام األفيون واملورفني والكوكايني‬ ‫والهيرويني واملذيبات العضوية واملتنشقات مثل‬ ‫الغراء واكسيد النيتروز أو التنر) أو تخليقية وهي‬ ‫مادة صناعية ال يدخل في تركيبها أي نوع مخدر‬ ‫لكنها مواد تنتج من تفاعالت كيمائية معقدة بني‬ ‫املركبات الكيمائية اخملتلفة في معامل شركات‬ ‫األدوية ولها خواص وتأثير املادة اخملدرة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أضرار اخملدرات‬ ‫مضار اخملدرات كثيرة ومتعددة‪ ،‬ومن الثابت علميا ً‬ ‫أن تعاطي اخملدرات يضر بسالمة جسم املتعاطي‬ ‫وعقله‪ ...‬وان الشخص املتعاطي للمخدرات يكون‬ ‫عبئا ً وخطرا ً على نفسه وعلى أسرته وجماعته‬ ‫وعلى االخالق واالنتاج وعلى االمن ومصالح الدولة‬ ‫وعلى اجملتمع ككل‪ ،‬بل لها أخطار بالغة ايضا ً‬ ‫في التأثير على كيان الدولة السياسي‪ ..‬ونذكر‬ ‫هنا األضرار اجلسمية والنفسية واالجتماعية‬ ‫والسياسية‪.‬‬

‫من القدرة اجلنسية وتنقص من إفرازات الغدد‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫التورم املنتشر‪ ،‬واليرقات وسيالن الدم وارتفاع‬ ‫الضغط الدموي في الشريان الكبدي‪.‬‬ ‫االصابة بنوبات صرعية بسبب االستبعاد‬ ‫للعقار‪ ،‬وذلك بعد ثمانية أيام من االستبعاد‪.‬‬ ‫إحداث عيوب خلقية في األطفال حديثي‬ ‫الوالدة‪.‬‬

‫األضرار اجلسمية‬ ‫فقدان الشهية للطعام مما يؤدي الى النحافة‬ ‫والهزال والضعف العام املصحوب باصفرار الوجه‬ ‫او اسوداده لدى املتعاطي‪ ،‬كما تسبب في قلة‬ ‫النشاط واحليوية وضعف املقاومة للمرض الذي‬ ‫يؤدي الى دوار وصداع مزمن مصحوبا ً باحمرار‬ ‫في العينني‪ ،‬ويحدث اختالل في التوازن والتأزر‬ ‫العصبي في األذنني‪.‬‬ ‫يحدث تعاطي اخملدرات تهيجا ً موضعيا ً‬ ‫لألغشية اخملاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة‬ ‫تك ّون مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية‬ ‫حيث ينتج منها التهابات رئوية مزمنة قد تصل‬ ‫الى االصابة بالتدرن الرئوي‪.‬‬ ‫يحدث تعاطي اخملدرات اضطرابا ً في اجلهاز‬ ‫الهضمي الذي ينتج منه سوء الهضم‪ .‬كذلك‬ ‫تسبب التهاب املعدة املزمن وتعجز املعدة عن‬ ‫القيام بوظيفتها وهضم الطعام‪ ،‬كما يسبب‬ ‫التهابا ً في عدة البنكرياس وتوقفها عن عملها‬ ‫في هضم الطعام وتزويد اجلسم بهرمون‬ ‫االنسولني الذي يقوم بتنظيم مستوى السكر‬ ‫في الدم‪.‬‬ ‫إتالف الكبد وتل ّيفه حيث يحلل اخملدر (األفيون‬ ‫مثالً) خاليا الكبد ويحدث بها تلفا ً وزيادة في‬ ‫نسبة السكر‪ ،‬مما يسبب التهابا ً وتضخما ً في‬ ‫الكبد‪.‬‬ ‫التهاب في املخ وحتطيم وتآكل ماليني اخلاليا‬ ‫العصبية التي تك ّون املخ‪ ،‬مما يؤدي الى فقدان‬ ‫الذاكرة والهالوس السمعية والبصرية والفكرية‪.‬‬ ‫اضطرابات في القلب‪ ،‬ومرض القلب احلولي‬ ‫والذبحة الصدرية‪ ،‬وارتفاع في ضغط الدم‪ ،‬وانفجار‬ ‫الشرايني‪ ،‬ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كرات‬ ‫الدم احلمراء‪ ،‬وقلة التغذية‪ ،‬وتسمم نخاع العظام‬ ‫الذي يضع كرات الدم احلمراء‪.‬‬ ‫التأثير على النشاط اجلنسي‪ ،‬حيث تقلل‬

‫‪92‬‬

‫مشاكل صحية لدى املدمنات احلوامل مثل‬ ‫فقر الدم ومرض القلب‪ ،‬والسكري والتهاب الرئتني‬ ‫والكبد واإلجهاض العفوي‪.‬‬ ‫كما ان اخملدرات هي السبب الرئيسي في‬ ‫اإلصابة بأشد األمراض خطورة مثل السرطان‪.‬‬ ‫تعاطي جرعة زائدة ومفرطة من اخملدرات قد‬ ‫يكون في حد ذاته (انتحاراً)‪.‬‬

‫األضرار النفسية‬ ‫يحدث تعاطي اخملدرات اضطرابا ً في اإلدراك‬ ‫احلسي العام‪ ،‬وخاصة اذا ما تعلق األمر بحاستي‬


‫ويهدد األسرة‬ ‫ــــــــتاجه واألمن‬ ‫السمع والبصر‪.‬‬ ‫يؤدي تعاطي اخملدرات الى اختالل في التفكير‬ ‫العام وصعوبة وبطء به‪ ،‬وبالتالي يؤدي الى فساد‬ ‫احلكم على األمور واألشياء‪.‬‬ ‫تؤدي اخملدرات إثر تعاطيها الى آثار نفسية مثل‬ ‫القلق والتوتر املستمر والشعور بعدم االستقرار‬ ‫وحدة‬ ‫والشعور باالنقباض والهبوط مع عصبية ّ‬ ‫في املزاج وإهمال النفس واملظهر وعدم القدرة‬

‫إن تعاطي اخملدرات يحطم إرادة الفرد املتعاطي‪،‬‬ ‫وذلك ألن تعاطي اخملدرات يجعل الفرد يفقد كل‬ ‫القيم الدينية واألخالقية ويتعطل عن عمله‬ ‫الوظيفي والتعليم‪ ،‬مما يقلل إنتاجيته ونشاطه‬ ‫اجتماعيا ً وثقافياً‪ ،‬ويتحول بالتالي بفعل اخملدرات‬ ‫الى شخص كسالن سطحي‪ ،‬غير موثوق به‪.‬‬ ‫األسرة هي‪( :‬اخللية الرئيسية في األمة‪ ،‬إذا‬ ‫صلحت صلح حال اجملتمع واذا فسدت انهار بنيانه‪،‬‬ ‫فاألسرة أهم عامل يؤثر في التكوين النفساني‬ ‫للفرد ألنه البيئة التي يحل بها وحتضنه فور ان‬ ‫يرى نور احلياة‪ ،‬ووجود خلل في نظام األسرة من‬ ‫شأنه أن يحول دون قيامها بواجبها التعليمي‬ ‫ألبنائها)‪.‬‬ ‫فتعاطي اخملدرات يصيب األسرة واحلياة األسرية‬ ‫بأضرار بالغة من وجوه كثيرة أهمها‪:‬‬ ‫والدة األم املدمنة على تعاطي اخملدرات ألطفال‬ ‫مشوهني‪.‬‬ ‫مع زيادة اإلنفاق على تعاطي اخملدرات يقل دخل‬ ‫األسرة الفعلي‪ ،‬مما يؤثر على نواحي اإلنفاق االخرى‬ ‫ويتدنى املستوى الصحي والغذائي واالجتماعي‬ ‫والتعليم‪ ،‬وبالتالي األخالقي لدى األفراد تلك‬ ‫وجه عائلها دخله الى اإلنفاق على‬ ‫األسرة التي ّ‬ ‫اخملدرات‪ ،‬هذه املظاهر تؤدي الى انحراف‪.‬‬ ‫بجانب اآلثار االقتصادية والصحية لتعاطي‬ ‫اخملدرات على األسرة‪ ،‬جند أن جو األسرة العام‬ ‫يسوده التوتر والشقاق واخلالفات بني أفرادها‪.‬‬ ‫فمتعاطي اخملدرات ال يتأثر وحده بانخفاض‬ ‫إنتاجه في العمل‪ ،‬ولكن إنتاج اجملتمع ايضا ً يتأثر‬ ‫في حالة تفشي اخملدرات وتعاطيها‪ ،‬فالظروف‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التي تؤدي الى تعاطي‬ ‫اخملدرات تؤدي الى انخفاض إنتاجية قطاع من‬ ‫الشعب العام فتؤدي ايضا ً الى ضروب اخرى من‬ ‫السلوك تؤثر ايضا ً على انتاجية اجملتمع‪.‬‬

‫اخملدرات وآثارها النفسية‬

‫على العمل أو االستمرار فيه‪.‬‬ ‫حتدث اخملدرات اختالال ً في االتزان الذي يحدث‬ ‫بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق‬ ‫والتعبير عما يدور بذهن املتعاطي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫صعوبة املشي‪.‬‬ ‫يحدث تعاطي اخملدرات اضطرابا ً في الوجدان‪،‬‬ ‫حيث ينقلب املتعاطي عن حالة املرح والنشوة‬ ‫والشعور بالرضى والراحة بعد التعاطي وسرعان‬ ‫ما يتغير الى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق‬ ‫مصحوب بخمول واكتئاب‪.‬‬ ‫تسبب اخملدرات في حدوث العصبية الزائدة‬ ‫واحلساسية الشديدة والتوتر االنفعالي الدائم‬ ‫الذي ينتج منه بالضرورة ضعف القدرة على‬ ‫التواؤم والتكيف االجتماعي‪.‬‬

‫ميكن تلخيصها باآلتي‪:‬‬ ‫يهتز الكيان السياسي ألي دولة اذا لم يكن‬ ‫في وسعها ومقدورها بسط نفوذها على كل‬ ‫أقاليمها‪ ،‬ولقد ثبت كثيرا ً أن مناطق زراعة اخملدرات‬ ‫في انحاء متفرقة من العالم ال تخضع لسلطات‬ ‫تلك الدول التي تقع ضمنها‪.‬‬ ‫كما يهتز كيان الدولة السياسي إذا اضطرت‬ ‫الى االستعانة بقوات مسلحة أجنبية للحفاظ‬ ‫على كيانها‪ ،‬وقد حدث مثل هذا في احدى دول‬ ‫أميركا اجلنوبية الالتينية‪ ،‬حيث توجد عصابات‬ ‫لزراعة الكوكا وإنتاج مخدر الكوكايني وتهريبه‪.‬‬ ‫احلركات االنفصالية في العالم تغذيها أموال‬ ‫جتار اخملدرات‪.‬‬ ‫مهربو اخملدرات واملتاجرون بها ال يؤمنون بدين أو‬ ‫عقيدة وال ينتمون الى وطن وليس لديهم انشغال‬ ‫سوى التفكير في الكسب املادي غير املشروع‬ ‫من وراء االجتار باخملدرات‪ ،‬فهم على استعداد لبيع‬ ‫أنفسهم وأسرهم وأوطانهم وشعوبهم مقابل‬ ‫السماح لهم باملرور باخملدرات وتهريبها‪ ،‬فيفشون‬ ‫األسرار ويقدمون املعلومات لألعداء‪ ،‬مما يجعل من‬

‫‪93‬‬

‫املتعاطي ومهربي اخملدرات فريسة سهلة للعدو‬ ‫ومخابراته‪.‬‬

‫تأثير األصدقاء‬ ‫ال شك بأن لألصدقاء واألصحاب دورا ً كبيرا ً في‬ ‫التأثير على اجتاه الفرد نحو تعاطي اخملدرات‪.‬‬ ‫إن ظاهرة التجمع والشلل بني الشباب من‬ ‫الظواهر السائدة في اجملتمعات العربية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يالحظ في جتمع الشباب في الشوارع واألندية‪،‬‬ ‫والرحالت األسبوعية‪ ،‬والتجمع الدوري في بيوت‬ ‫أحد األصدقاء والسهرات في ليالي اجلمع وفي‬ ‫العطالت الرسمية‪ ،‬وهذه التجمعات كثيرا ً ما تؤثر‬ ‫على سلوك األفراد سواء باإليجاب أو بالسلب‪.‬‬

‫تأثير األسرة‬ ‫تقوم األسرة بدور رئيسي في عملية التطبع‬ ‫االجتماعي للشباب‪ ،‬فهي اجلماعة التي يرتبط بها‬ ‫بأوثق العالقات وهي التي تقوم بتشكيل سلوك‬ ‫الفرد منذ مرحلة الطفولة‪ ،‬وميتد هذا التأثير حتى‬ ‫يشمل كل اجلوانب الشخصية‪.‬‬ ‫ويعتقد بعض الباحثني أن هناك صفات مميزة‬ ‫لألسرة التي يترعرع فيها متعاطو اخملدرات وأن‬ ‫أهم الصفات التي تتميز بها هذه األسرة عدم‬ ‫االستقرار في العالقات الزوجية وارتفاع نسبة‬ ‫الهجر‪ ،‬ويعتبر الطالق ووفاة أحد الوالدين أو عمل‬ ‫األم وغياب األب املتواصل من العوامل املسببة‬ ‫للتصدع األسري وجنوح األحداث لعدم الرقابة‬ ‫والتوجيه واإلرشاد السليم‪.‬‬ ‫ال بد من القول‪ ،‬إن اآلثار الناجمة عن اخملدرات‪،‬‬ ‫هي تدميرية وقاتلة تستهدف الفرد في ذاته‬ ‫وعائلته‪ ،‬وتؤدي الى حتطيم الروابط األسرية‪،‬‬ ‫فاألسرة هي اخللية األساسية في اجملتمع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫علينا أن نتصور حال ذاك اجملتمع الذي تتفشى فيه‬ ‫مثل هذه اآلفة القاتلة وأي دور منوط مبجتمع‬ ‫كهذا وانعكاسات ذلك على الوطن بأكمله‪،‬‬ ‫وليس من قبيل الصدفة أن تتحول هذه اآلفة‬ ‫اخلطرة الى سالح قاتل في احلروب الناعمة بسبب‬ ‫تأثيراتها الهدامة من النواحي املادية واملعنوية‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫علينا حماية الذات وصيانة األسرة واجملتمع‪،‬‬ ‫بالتحلي بالوعي واإلرادة احلازمة لنكون عامالً‬ ‫إيجابيا ً في بناء الوطن‪ ،‬وهذا ال يتآتى إال مبحاربة‬ ‫الظواهر املدمرة في حياة اإلنسان وأخطرها هذه‬ ‫اآلفة القاتلة اخملدرات‪ ،‬واملسؤولية تقع على عاتق‬ ‫اجلميع ومسؤوليات الدولة في إصدار القرارات‬ ‫الضرورية وتنفيذها حملاربة الظاهرة‪ ،‬وأهمية‬ ‫وسائل االتصال وبرامج التوعية الهادفة هي أدوات‬ ‫فعالة‪ ،‬ووضع برامج وطنية للمكافحة ومتابعة‬ ‫دراسة النتائج باستمرار‪ ،‬فهذه هي اخلطوة األولى‬ ‫في االجتاه الصحيح لتحقيق الغاية في صون‬ ‫اجملتمع ومستقبل أجيالنا وأن نعمل من أجلهم‬ ‫وحمايتهم‪.‬‬

‫إعداد راوية أبو ذياب‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫منبر رياضي‬

‫البرتغالي رونالدو‬ ‫أفضل العب كرة قدم‬ ‫لعام ‪2008‬‬ ‫اختير جنم املنتخب البرتغالي لكرة القدم كريستيانو رونالدو مهاجم‬ ‫مانشستر يونايتد اإلنكليزي أفضل العب في العالم في استفتاء االحتاد‬ ‫الدولي (فيفا) خالل حفل خاص أقيم في تاريخ ‪ 2009/1/12‬في زيوريخ‪.‬‬ ‫وبات رونالدو الذي حصل مطلع الشهر املاضي على جائزة الكرة الذهبية‬ ‫التي متنحها مجلة “فرانس فوتبول” سنويا ً ألفضل العب في العالم‪ ،‬ثاني‬ ‫العب برتغالي يحصل على لقب أفضل العب في استفتاء الفيفا بعد‬ ‫لويس فيغو عام ‪ 2001‬عندما كان العبا ً في صفوف ريال مدريد اإلسباني‪.‬‬ ‫ولم يكن اختيار رونالدو (‪ 23‬عاما) “مفاجئاً”‪ ،‬وهو تنافس مع ‪4‬‬ ‫العبني آخرين هم األرجنتيني ليونيل ميسي واإلسباني تشافي‬ ‫هرنانديز (برشلونة اإلسباني) واإلسباني فرناندو توريس (ليفربول‬ ‫اإلنكليزي) والبرازيلي كاكا (ميالن اإليطالي)‪ ،‬صاحب اللقب عام ‪.2007‬‬ ‫وأنهى رونالدو (‪ 23‬عاماً) البطولة كأفضل هداف برصيد ‪ 31‬هدفا ً ليعادل‬ ‫الرقم القياسي من حيث عدد األهداف املسجلة في موسم واحد في‬ ‫الدوري اإلنكليزي منذ انطالق الدرجة املمتازة موسم ‪ 93-92‬والذي ميلكه‬ ‫مهاجم نيوكاسل السابق ألن شيرر‪ ،‬كما توج هدافا ً ملسابقة دوري‬ ‫أبطال أوروبا برصيد ‪ 8‬أهداف‪ ،‬آخرها كان هدف التقدم على تشلسي في‬ ‫املباراة النهائية التي حسمها فريق “الشياطني احلمر” بركالت الترجيح‪.‬‬ ‫واختير النجم البرتغالي أفضل العب في الدوري اإلنكليزي العام‬ ‫املاضي من قبل الصحافيني الرياضيني متقدما ً على توريس الذي‬ ‫فشل اليوم في أن يصبح أول إسباني يتوج باللقب منذ ‪ 1960‬عندما‬ ‫ناله حينها لويس سواريز‪ ،‬وحارس مرمى بورتسموث ديفيد جاميس‪.‬‬ ‫وأصبح رونالدو الذي لم ينجح في ترجمة تألقه املوسم املاضي على الصعيد‬ ‫الدولي بعد أن ودع املنتخب البرتغالي من الدور ربع نهائي لكأس أوروبا في‬ ‫صيف البطل‪ ،‬أول العب من مانشستر‬ ‫حزيران املاضي على يد نظيره األملاني وَ ِ‬ ‫يونايتد ينال لقب أفضل العب في استفتاء الفيفا الذي يشارك فيه قادة‬ ‫ومدربو املنتخبات الوطنية منذ العمل بهذه اجلائزة عام ‪ 1991‬وكانت‬ ‫حينها من نصيب األملاني لوثار ماتويس الذي شارك في حفل التتويج اليوم‪.‬‬ ‫وصرح رونالدو بعد تتويجه‪“ :‬إنها حلظة خاصة جدا ً في حياتي‬ ‫وأريد أن اشكر والدتي وعائلتي وجميع أصدقائي‪ ،‬وشكري أيضا ً إلى‬ ‫زمالئي في الفريق الذين يعرفون أني لوالهم لم أحقق النجاح”‪.‬‬ ‫وتبقى البرازيل الدولة األكثر تتويجا ً في هذه اجلائزة برصيد ‪ 8‬مرات توزعت‬ ‫على رونالدو‬ ‫(‪ 3‬مرات) ورونالدينيو (مرتان) وروماريو وريفالدو وكاكا (مرة لكل منه)‪.‬‬ ‫وحصلت البرازيلية مارتا (‪ 21‬عاماً) على‬ ‫لقب أفضل العبة في العالم للعام الثالث‬ ‫على التوالي بعد أن تنافست مع مواطنتها‬ ‫كريستيان واألملانيتني بريجيت برينتس‬ ‫ونادين انغيرر واإلنكليزية كيلي سميث‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ،‬أكدت مارتا أنها ستترك فريق‬ ‫أوميا السويدي وستدافع عن ألوان فريق ال سول‬ ‫في الدوري األميركي للسيدات مبوجب عقد ميتد‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪94‬‬


‫غزة نبض العزة‬ ‫غزة بعد متوز أضافت الى الشرف شرفاً‪ ،‬والى الكرامة كرامة‪ ،‬والى العزة‬ ‫عزة‪ ،‬أكدت ان بعض حكام العرب باعوا الشرف بأبخس االثمان وبدلوه‬ ‫باخلنوع واالستسالم‪.‬‬ ‫دماء شهداء غزة االبرار سطرت التاريخ اجلديد‪ ،‬وآالم اجلرحى وعذاباتهم‬ ‫أسقطت القناع عن االسطورة املزيفة جليش أصبح يقهر وأمسى يهزم حتت‬ ‫ضربات املقاومة‪.‬‬ ‫لن تضيع قضية حامل مشعلها خالد‪ ،‬تسير على درب الشيخ ياسني‪،‬‬ ‫حتمل لواءها كتائب عز الدين‪ ،‬لقد قطع الشك باليقني‪ ،‬فهنية مؤمتن على‬ ‫النصر املبني‪ ،‬شهداؤها أجرهم محفوظ عند رب العاملني‪ ،‬جرحاها أصبحوا‬ ‫أشد مقاومني‪ ،‬أسراها سيعودون الى الديار ساملني‪ ،‬سقط مشروع املتواطئني‬ ‫واالنهزاميني‪ ،‬بني صهيون عن ترابنا سيدحرون‪ ،‬انبلج فجر احلق‪ ،‬وستعود‬ ‫االرض الى الفلسطينيني‪.‬‬

‫إذا سكت الزمان عن املظالم‬ ‫ ‬ ‫فإن سجنوك ال جتزع لقي ٍد‬ ‫ ‬ ‫وإن حوصرت كي تعطي اعترافا ً‬ ‫ ‬ ‫وإن خرس السالح وما تكلم‬ ‫ ‬ ‫وإن أُبقيت في وجه املنايا‬ ‫ ‬ ‫وإن سكتت حكومات الدنايا‬ ‫ ‬ ‫وإن زرعوا اجلدار على رباك‬ ‫ ‬ ‫ساع‬ ‫وإن حشدوا عليك كل‬ ‫ٍ‬ ‫ ‬

‫فقاوم ثم قاوم ثم قاوم‬ ‫فإن السجن نيشان املقاوم‬ ‫فال تركن لطاغية وظالم‬ ‫ّ‬ ‫فسطر في الصواريخ املالحم‬ ‫فمت في العز حرا ً ال تساوم‬ ‫فال تعتب فإن احلكم نائم‬ ‫فقل لهم بأن العز قادم‬ ‫كفاك اهلل يا رجل العزائم‬

‫احتاد شبيبة كشاف التوحيد‬ ‫مفوضية اجلرد‬

‫تيار التوحيد ‪ -‬مفوضية شارون‬

‫إيجابيات حرب غزة‬

‫إن ما يفعله اإلسرائيليون من جرائم قتل جماعية‪ ،‬وتدمير البنى التحتية‪ ،‬الى‬ ‫كل االعمال البربرية الدامية وتخريب املساجد واملدارس وقتل االبرياء واالطفال‬ ‫والنساء العزل من السالح اال سالح االميان والتمسك باحلقوق الشرعية بامتالك‬ ‫االرض والعيش الكرمي وحق تقرير املصير‪،‬‬ ‫إضافة الى رفضهم تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس االمن والشرعية‬ ‫الدولية واستهتارهم بالقيم واحلقوق االنسانية ضاربني عرض احلائط كل‬ ‫القرارات واملواثيق الدولية املتعلقة بهذا الشأن‪.‬‬ ‫هذه االعمال وعلى الرغم من فظاعتها ووحشيتها‪ ،‬كان لها األثر االيجابي‬ ‫واملهم على صعيد الفلسطينيني اوال ً واالمة العربية ثانياً‪ ،‬وما علينا اال ان نثمر‬ ‫هذه االيجابيات ونستغلها أفضل استغالل لتحقيق النصر والتقدم واحلرية‬ ‫واحلياة الكرمية الى بناء هذه االمة وهي أشرف االمم‪.‬‬ ‫أما إيجابيات هذه احلرب فهي‪:‬‬ ‫على الصعيد الداخلي في االرض احملتلة‪.‬‬ ‫ان الهمجية االسرائيلية الشرسة واستعمال كل أنواع املعدات واالسلحة‬ ‫اجلد متطورة التي استعملتها في حربها االخيرة‪ ،‬وبدال ً من أن حتطم وترعب‬ ‫وتخلق حالة االنهزام واإلحباط لدى الشعب الفلسطيني‪ ،‬أتت نتائجها على‬ ‫العكس متاماً‪ ،‬وهو الشعب الذي اعتاد منذ عام ‪ 1948‬على هذا النمط من احلروب‬ ‫الهمجية املتكررة واملآسي الطويلة وحتمل الصعاب والصمود‪ ،‬فكانت نتيجة‬ ‫هذه الهمجية املزيد من التمسك باألرض واملزيد من الصالبة باملطالبة باحلق‬ ‫الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة على أرضه واملزيد من الشجاعة للمقاتلني‬ ‫والصمود حتى الشهادة‪.‬‬ ‫ان احلرب االسرائيلية األخيرة أثبتت فشلها على الرغم مما حققته من تدمير‬ ‫وتهجير وفتك وحصار وقتل وأعمال بربرية اخرى‪ ،‬مما انعكس سلبا ً على نفسية‬ ‫الشعب االسرائيلي الذي وافق على احلرب وبارك خطاها‪ ،‬ولكن عدد األبطال‬ ‫وبسالة املقاومني كسرت وهم االنتصار للجيش االسرائيلي وخذلت شعبه‬ ‫وأحبطت آماله‪.‬‬ ‫هذا على الصعيد الداخلي‪ ،‬أما على الصعيد العربي واخلارجي فلقد قدمت‬ ‫إسرائيل خدمة الى الشعوب العربية املكبوتة حتت نير القهر والفقر والطغيان‬ ‫التي متارسه بعض األنظمة العربية الرجعية والتي تدعي الدميوقراطية والوطنية‬ ‫واالشتراكية‪ ،‬قدم لها اجليش االسرائيلي خدمة ال تقدر بثمن‪ ،‬حيث انه فسح‬ ‫لها اجملال للخروج الى الشارع والتعبير عن رأيها وغضبها واستنكارها ملا يصيب‬ ‫االرض املقدسة والشعب الفلسطيني الشقيق‪ ،‬كما كان له الفضل االول‬ ‫بتحريك االرض والشعور العربي االسالمي واملسيحي على حد سواء‪ ،‬وأيقظ‬ ‫احلس القومي لدى شعوب املنطقة بعدما استطاعت السياسة االميركية‬

‫والصهيونية بالتعاون مع بعض األنظمة الصديقة أن تصادر حرية الشعوب‬ ‫العربية وتضعها في سبات عميق طوال االعوام املاضية‪.‬‬ ‫أما اخلدمة اإلسرائيلية فهي‪:‬‬ ‫إشعال نار الغضب لدى كل شعوب االمة ضد الفكر االمبريالي والصهيوني‪.‬‬ ‫كشف حقيقة الفكر الصهيوني القائم على العدوانية واالحتالل والتوسع‬ ‫على حساب اآلخرين وبدعم مطلق ومساعدة دون حدود من قمة االرهاب العاملي‬ ‫وهي اميركا‪.‬‬ ‫انكشاف الترهل والعجز لدى كل االنظمة الرجعية العربية ومدى حجم‬ ‫ربطها برفع الشعارات الوطنية والعربية الرنانة طول اخلمسني عاما ً التي‬ ‫انقضت‪ ،‬وهذا ما ظهر من خالل تعاملها مع األزمة احلالية في فلسطني ومن‬ ‫خالل قرارات قيادتها‪.‬‬ ‫تعرية األنظمة والدول التي اعترفت بإسرائيل وتبادلت معها العالقات‬ ‫الدبلوماسية والتجارية التي لم جترؤ على قطع العالقات معها رغم كل ما‬ ‫حصل في فلسطني‪ ،‬وذلك خوفا ً من غضب أسيادهم االميركيني الذين نصبوهم‬ ‫على عروشهم ومراكزهم‪.‬‬ ‫انكشاف االنظمة املنتشرة بالدميوقراطية واحلرية والعروبة أمام شعبها‬ ‫بعدما حتولت بسرعة فائقة الى سلطة قمع ضد شعوبها وواجهته بأبشع‬ ‫أساليب القهر وأحدث أنواع األسلحة لتفريق التظاهرات‪ ،‬كل هذا لكي حتمي‬ ‫السفارات االميركية داخل أمتنا‪.‬‬ ‫انقشاع الرؤية بوضوح أمام الشعوب العربية كلها بأن أنظمتها احلالية عاجزة‬ ‫كل العجز عن إعطاء البديل ملشروع السالم‪ ،‬وهذا ما تبني من مقرراتها األخيرة‬ ‫في القمة العربية حيث انها لم جترؤ على وضع أي بند أو تهديد إلسرائيل‪.‬‬ ‫أما اخلدمة األخيرة التي قدمها اجليش االسرائيلي فإنه أعاد الى الشارع العربي‬ ‫وهجه وعنفوانه وكرامته ووحدته وكشف له الصديق من العدو محليا ً وعاملياً‪.‬‬ ‫أما الرد على هذه التساؤالت فأقول إن املسؤولية الكبرى تقع على عاتق‬ ‫األحزاب والقوى السياسية والفكرية بحيث يجب أن تعيد النظر الى مبادئها‬ ‫وطروحاتها وأساليب عملها وتقف موقف الناقد لنفسه واملستفيد من أخطائه‬ ‫والتجرؤ على قول احلقيقة والواعي الى املستقبل واملصمم على التغيير‪ ،‬فإذا‬ ‫كانت األحزاب التاريخية غير قادرة على القيام مبا ذكرناه فنحن حتما ً بحاجة‬ ‫لرجال عظماء كي يزرعوا األمل مجددا ً في نفوسنا‪ ،‬وما دامت أرحام النساء في‬ ‫هذه األمة قادرة على اإلجناب فلن نفقد األمل بإذن اهلل تعالى وان اآلتي لقريب‪.‬‬

‫دائرة التوجيه‬ ‫مفوضية الشوف‬

‫‪95‬‬

‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫إلى‬ ‫غزة‬ ‫حافظ أبي املنى‬

‫فديتك الروح‬ ‫أيتها املصلوبة على أسنة رماح األقرباء‬ ‫جتسد فيك الصمود‪ ،‬نخو ًة‬ ‫يا من ّ‬ ‫توقض املارد‬ ‫فتزدهر النفوس مروء ًة وشهامة‬ ‫فديتك الروح‬ ‫أنت الواقفة في دائرة الضوء‬ ‫تع ّرين ما خفي من تخاذل احلكام‬ ‫وآثامهم‪ ،‬لتنكشف احلقيقة‬ ‫وتظهر الوجوه في الياذة الذل واخلنوع‬ ‫واضح ًة كعني الشمس‬ ‫تسيرين مع األمة في جلجلة اآلالم‬ ‫صابر ًة‪ ،‬مستكينة‬ ‫وحولك القلوب عطشى‪ ،‬هالعة‬ ‫متتطي الفاجعة ومتتشق الثأر‬ ‫في عناد املقاومة‬ ‫أخبريهم يا غز َة العزْ‬ ‫ان احلياة بال حرية‪ ...‬هي موت بطيء‬ ‫وان املوت من أجل القضية‪ ،‬قدر مرسوم‬ ‫قولي لهم‬ ‫ان تعالوا الى فيء شجرة احلرية‬ ‫لتقطفوا ثمار الصمود‬ ‫أو انكفئوا الى أدمي األرض‬ ‫لتستظلوا أقدام الغزاة‬ ‫فيمنحكم اخلنوع مذلة املهادن‬ ‫غدا ً‬ ‫عندما تُقر ُع نواقيس النصر‬ ‫وتتنفس الصدور ارتياحا ً‬ ‫وتعود األرض مغسولة الوجه بالقنبلة‬ ‫سنقف معا ً لنقول‬ ‫بورك السالم‬ ‫وسلمت يد املقاومة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫‪www.tayyar-tawhid.org‬‬ ‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد ‪-25‬شباط ‪2009‬‬


‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني ‪www.tayyar-tawhid.org‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.