Manbar altawhid issue 21

Page 1

‫هل مردخاي بن موسى جد آل سعود األكبر ؟‬

‫العدد ‪ 21‬ــ تشرين األول ‪ 2008‬ــ السنة الثانية‬

‫مروان فارس ‪:‬‬ ‫المصالحة الحقيقية‬ ‫بعد صدور األحكام‬ ‫بمجزرة حلبا‬

‫حياة أرسالن ‪:‬‬ ‫أترشح من ضمن‬ ‫الكوتا النسائية‬

‫صالح‬ ‫للشهادة‬

‫مصطفى طالس‪:‬‬ ‫السيد نصرهللا ّ‬ ‫أذل‬ ‫الجيش اإلسرائيلي‬

‫أميركا‪:‬‬ ‫‪ 11‬أيلول‬ ‫مالي‬

‫غالب أبو مصلح ‪:‬‬ ‫بداية انحالل‬ ‫األميركية‬ ‫اإلمبراطورية‬ ‫‪ -2008‬السنة الثانية‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول‬


‫في إلغاء الطائفية السياسية واإلصالح السياسي‬ ‫وممارسة الديموقراطية والحريات‬ ‫إن مقدمة الدستور‪ ،‬ونصوص وثيقة الوفاق الوطني واضحة لهذه الغاية‪ ،‬وتعتبر أساسا ً متينا ً لتحقيق‬ ‫املهام واألهداف التالية‪:‬‬ ‫املبادرة إلى تطبيق الفقرات التي تنص على آليات إلغاء الطائفية السياسية بتشكيل الهيئة الوطنية‬ ‫العليا إللغاء الطائفية السياسية‪ ،‬ودعوة رئيس اجلمهورية ملمارسة دوره في هذا الشأن‪.‬‬ ‫التطبيق الفوري ملا علق من وثيقة الوفاق الوطني‪ ،‬جلهة إقرار قانون مجلس الشيوخ وانتخابه على‬ ‫أساس طائفي عبر الدائرة الفردية والصوت الواحد وحتديد صالحيات هذا اجمللس‪.‬‬ ‫حترير السلطة بجميع فروعها وأجهزتها من القيد الطائفي‪ ،‬وخاصة اجمللس النيابي عند أول انتخابات‬ ‫جتري‪.‬‬ ‫تأمني املشاركة السياسية الشعبية‪ ،‬عبر حتقيق الدميوقراطية على أساس املساواة والعدالة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬عبر قانون انتخابي ال طائفي على أساس الدائرة الواحدة وفق النسبية وخفض سن االقتراع‬ ‫إلى ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫العمل على جتاوز التشكيالت الطائفية واملذهبية في احلياة السياسية والنقابية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية واإلعالمية والثقافية‪ ،‬من خالل توحيد املناهج التربوية حتى تتالشى الطائفية من النصوص‬ ‫والنفوس‪.‬‬ ‫االعتناء بشؤون الشباب وحقوقهم السياسية والثقافية واالجتماعية‪ ،‬وتأمني فرص العمل املتناسبة‬ ‫مع كفاءاتهم وقدراتهم في شتى القطاعات املنتجة للحد من الهجرة‪.‬‬ ‫حتديث قوانني األحزاب واجلمعيات والنقابات والهيئات األهلية‪ ،‬وصيانة احلق بالتجمع والتعبير والتظاهر‬ ‫وإلغاء القوانني احلصرية المتالك الوسائل اإلعالمية ملواكبة العصر‪.‬‬ ‫إصالح القضاء وتأمني استقالله‪ ،‬واالستجابة ملطالب هذا القطاع وتعزيزها‪.‬‬ ‫إحياء “اإلحصاء املركزي” وتطويره ليتمكن من إجراء مسوحات دورية سكانية اقتصادية واجتماعية‬ ‫وجعل نتائجه مبتناول اجلميع‪.‬‬ ‫حتقيق دميوقراطية املشاركة الشعبية على قاعدة املساواة‪ ،‬بدال ً من “الدميوقراطية التوافقية” التي‬ ‫تعني “ديكتاتورية األقلية” ومتتعها بحق النقض‪.‬‬ ‫إنشاء وزارة التصميم والتخطيط‪ ،‬وذلك للحد من الهدر في املال العام عند تنفيذ املشاريع اإلمنائية‬ ‫والنبى التحتية في املناطق‪.‬‬

‫من مبادئ تيار التوحيد اللبناني وأهدافه‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫في هذا العدد‬

‫منبر التوحيد‬

‫نشرة شهرية داخلية تصدر عن أمانة االعالم‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‬

‫املنبر اللبناني‬ ‫املصاحلات ال توصل الى حتالفات سياسية‬ ‫أو انتخابية‬

‫العدد الواحد والعشرون ‪ /‬تشرين األول ‪ /2008‬السنة الثانية‬

‫ص ‪18‬‬

‫أول‬

‫املنبر الفلسطيني‬ ‫أبو إيهاب حسن لـ «منبر التوحيد»‪ :‬التهدئة‬ ‫في غزة ال تُق َّدر بثمن‬

‫ص ‪71‬‬

‫من سمات العقل أنه يجعلك فريدا ً متميزا ً‬ ‫عن غيرك‪ ،‬تتلقى إيحاءات الشرع األعلى‬ ‫ومتارسها وتتفرد بها‪ ،‬فتوقد على سبل الوطن‬ ‫مشاعل احلرية واحلق واخلير‪.‬‬ ‫هذه املعرفة هي الكشف الكبير الذي‬ ‫يجعلك قائدا ً يتنكب املسؤوليات اجلسام‬ ‫لتحقيق االنتصار‪ ،‬وهذا اليقني بالنصر هو الذي‬ ‫يجعل متون اجلو مالعب للنسور‪ ،‬تسابق الريح‬ ‫وتتحدى األعاصير‪ ،‬وتخرج من التاريخ كوميض‬ ‫النور‪ ،‬لتصير وهجا ً على رأس السارية ال تطفئه‬ ‫نفثات األفاعي وال نقيق الضفادع‪.‬‬ ‫وهذه املعرفة أيضا ً مقرونة باإلرادة والعزم‪،‬‬ ‫الطالعة من أولئك الذين يجدون إلى اجملد‬ ‫واخللود موقعا ً ألوطانهم‪ ،‬كما كان مع الشاهني‬ ‫السوري‪ ،‬األسد اجملنّح‪ ،‬الذي أوجد ألمته مكانا ً‬ ‫مشرِّفا ً بني األمم ومقاومة عز نظيرها‪ ،‬هذا النسر‬ ‫املقاوم الشامخ إلى العلى‪ ،‬الذي أودى بالصوص‬ ‫الصهيوني إلى مزابل التاريخ‪.‬‬ ‫وألن من ثمرات العزم واإلرادة التوق إلى احلرية‬ ‫والتحرير‪،‬‬ ‫وألن في أمتنا كل احلق واخلير واجلمال‪،‬‬ ‫كان لها شعلة اجملد في انتصار املقاومة‬ ‫ووعودها الصادقة إلى ما بعد ما بعد فلسطني‪،‬‬ ‫سيدا ً نسرا ً ميزِّق األفعى التلمودية‪ ،‬وميتطي‬ ‫البرق إلى قمم العز ووقفاته‪.‬‬ ‫أما ملاذا الكالم عن النسر السوري بهذا‬ ‫الوضوح والكبر؟‬ ‫ألن الفرادة هي ميزته وعنوان تاريخه املشرق‬ ‫وأصالته املتحدرة من عراقة أمته‪ ،‬وألن أمهات‬ ‫النسور مق ّالت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هكذا تس ّلم بشار النصر‪ ،‬خفق األجنحة‬ ‫وارتقى مبفهوم العز إلى الشهب‪ ،‬وأمسى‬ ‫التنني الصهيوني يجتر خيبة أحالمه الكاذبة‬ ‫وجبينه لصيق التراب‪.‬‬

‫املنبر العربي‬ ‫نهاية اللعبة في العراق‬

‫ص ‪78‬‬

‫املنبر االقتصادي‬ ‫اخلبير النفطي ربيع ياغي لـ»منبر التوحيد»‪:‬األسعار‬ ‫ستتجه صعودا ً بعد العام ‪2010‬‬

‫ص ‪88‬‬

‫املنبر الدولي‬ ‫روسيا وما بعد‪ ...‬بعد‪ ...‬جورجيا‬

‫ص ‪94‬‬

‫منبر املناطق‬ ‫أجراس العودة‬

‫ص ‪98‬‬

‫منبر البيئة‬ ‫رئيس «حزب األخضر» سعيد عالمة لـ»منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫وزارة البيئة‪ ،‬الغائب األكبر‬

‫ص ‪102‬‬

‫املنبر الصحي‬ ‫القاتل الصامت يجتاح لبنان‬

‫الكالم‬

‫ص‪106‬‬

‫“أسرة التحرير”‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫اإلقطاع يخوض حرب إلغاء‬ ‫ضد “تيار التوحيد”‬

‫عندما تأسس “تيار التوحيد”‪ ،‬كان في عقل اجملموعة‬ ‫التي كانت وراء الفكرة‪ ،‬وعلى رأسها وئام وهاب‪ ،‬أن لبنان‬ ‫البلد املتنوع‪ ،‬والغني بتجارب حزبية وسياسية‪ ،‬ميكنه أن‬ ‫يستوعب تيارا ً سياسياً‪ ،‬وأن اللبنانيني بحاجة دائما ً إلى‬ ‫أفكار جديدة‪ ،‬ومواقف جريئة حتمل قضاياهم‪ ،‬وأن األحزاب‬ ‫كائنات سياسية ميكنها أن تشيخ وتهرم وتنقرض‪ ،‬كما أن‬ ‫بعض العقائد قد تصلح ملرحلة وقد ال تكون ثمة حاجة‬ ‫لها في مراحل أخرى‪ ،‬لذلك متوت العقائد عندما تفقد‬ ‫هدفها‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق كان مشروع “تيار التوحيد” لضخ فكر‬ ‫سياسي جديد‪ ،‬وإدخال دينامية سياسية‪ ،‬ال سيما في‬ ‫اجلبل‪ ،‬الذي يعيش على بيوتات سياسية تتوارث الزعامة‪،‬‬ ‫وتنتج أتباعا ً لها‪ ،‬وال متنح فرصة التغيير والتقدم‪ ،‬وال تقدم‬ ‫شيئا ً جملتمعها للتطور في كل شؤون احلياة‪.‬‬ ‫واجلبل عرف إلى حد ما التنوع احلزبي‪ ،‬بوجود أحزاب‬ ‫سياسية وعقائدية‪ ،‬كاحلزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫واحلزب الشيوعي وحزب البعث‪ ،‬لكن هذه األحزاب لم حتقق‬ ‫اختراقا ً كبيرا ً إما ألنها كانت مضطهدة من السلطة أو‬ ‫مقموعة وممنوعة من العمل من أصحاب النفوذ في اجلبل‬ ‫إذا لم تلتحق باإلقطاع السياسي‪.‬‬ ‫وجاء نشوء “تيار التوحيد”‪ ،‬إلخراج العمل احلزبي‬ ‫والسياسي من التقليد إلى التغيير‪ ،‬بعدما ظهر تقدم‬ ‫األحزاب الطائفية على الوطنية‪ ،‬وإحياء الزعامات على‬ ‫حساب طموحات الشباب بالتغيير واإلصالح‪.‬‬ ‫لقد كان متوقعا ً أن يصطدم “تيار التوحيد” بالواقع‬ ‫السياسي في اجلبل حتديداً‪ ،‬إذ شعر اإلقطاع بأن ثمة من‬ ‫يحاول أن يطل برأسه في اجلبل ويعلن مواقف جريئة‪،‬‬ ‫ويتحدى زعامات لم يكن يجرؤ أحد على ذكر اسمها‪ ،‬ونشأ‬ ‫نهج سياسي مختلف‪ ،‬عندما بدأ رئيس “تيار التوحيد” يهز‬ ‫عرش اإلقطاع ويحفر عند جذوره ليقطعها‪ ،‬ألنه رأى ضرورة‬ ‫أن يخرج صوت من بني املواطنني ليقول ال‪ ،‬ويصرخ بوجه‬ ‫اجلالدين‪ ،‬ويعلن وقف التسلط السياسي‪ ،‬ويكشف عن‬ ‫منبر إذالل الناس لدى عبورهم بوابات الزعماء السياسيني‬ ‫مدى‬ ‫التوحيد‬

‫واالنحناء أمامهم لتوظيفهم أو إلجناز خدمة لهم‪ ،‬أو‬ ‫لرشوتهم ببعض املال للسكوت عن استعبادهم‪.‬‬ ‫هذه هي األفكار التي أطلقها “تيار التوحيد” من أجل‬ ‫إخراج املواطنني من املستنقع الذي وضعوا فيه‪ ،‬فكانت‬ ‫ردة فعلهم قوية‪ ،‬وقد ح ّركت فيهم مواقف رئيس “تيار‬ ‫التوحيد” وبياناته ومقابالته ومحاضراته مكامن الوجع‪،‬‬ ‫وقد أحدث صدمة في نفوسهم ح ّركت عقولهم‪ ،‬وبدأت‬ ‫األسئلة تتدحرج عن الواقع الذي يعيشونه‪ ،‬واجتهت‬ ‫األنظار إلى هذا التيار اخلارج من العتمة إلى الضوء‪ ،‬فبهر‬ ‫الزعامات السياسية التقليدية‪ ،‬كما أزعج األحزاب التي‬ ‫خافت أيضا ً على ملكيتها لبعض أعضاء تيار التوحيد‪،‬‬ ‫وبدأ العمل على إنهاء هذه الظاهرة‪ ،‬أو على األقل لعرقلة‬ ‫انتشارها‪ ،‬فكانت الصدامات مع أعضائها‪ ،‬والتهجم على‬ ‫رئيسه وإطالق االتهامات حوله‪ ،‬وكل ذلك ألن صوتا ً آخرَ‬ ‫بدأ يُسمع‪ ،‬وحركة تغيير يتفاعل معها املواطنون‪ ،‬فكان‬ ‫بد من حتجيم هذا التيار والقضاء عليه قبل صعوده‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫الذي كان مفاجئا ً للجميع‪ ،‬وسبقهم بأن حجز له مقعدا ً‬ ‫وطنياً‪ ،‬وساحة يقف عليها في أكثر من منطقة في‬ ‫اجلبل‪ ،‬ومساحة وطنية واسعة متتد في كل لبنان وتصل‬ ‫في مداها القومي إلى سوريا وكل العالم العربي‪ ،‬فكان‬ ‫له مد شعبي لبناني تدعمه جماهير عربية تؤيده‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أزعج اإلقطاع في اجلبل‪ ،‬فقرر أن يقضي على هذه‬ ‫احلالة السياسية‪ ،‬فالتقت مصالح كل من وليد جنبالط‬ ‫وطالل أرسالن‪ ،‬في إنهاء مترد وئام وهاب ورفاقه عليهما‪،‬‬ ‫فحاول رئيس احلزب التقدمي االشتراكي التصفية بالدم‬ ‫ففشل في أكثر من مرة‪ ،‬عندما رأى صدا ً ومواجهة من‬ ‫“تيار التوحيد”‪ ،‬وصمودا ً من رئيسه بوجه القمع واإلرهاب‪،‬‬ ‫فتراجعت هذه احملاوالت‪ ،‬لتبدأ التصفية السياسية‪ ،‬وهذه‬ ‫املرة عبر طالل أرسالن الذي تبرع بأن يقوم هو باملهمة‪،‬‬ ‫انطالقا ً من أن في اجلبل وداخل الطائفة الدرزية العبني‬ ‫أساسيني‪ ،‬ال يشاركهما أحد في اللعبة داخل امللعب‬ ‫املقسوم بني الزعامتني اجلنبالطية واألرسالنية‪ ،‬وأن كثيرا ً‬ ‫من الالعبني دخلوا إلى اجلانب األرسالني من امللعب‪ ،‬أو‬


‫بتعبير آخر من الطاولة التي يتقاسمها جنبالط وأرسالن‬ ‫وفق وصف األخير للطائفة الدرزية‪.‬‬ ‫لقد ارتضى أرسالن أن يقوم مبهمة تنظيف من الذين يرى‬ ‫أنهم يأكلون من صحنه على اجلانب الذي يجلس عليه من‬ ‫الطاولة املقتطعة بينه وبني جنبالط‪ ،‬ولم ير سوى احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي‪ ،‬والنائب السابق فيصل الداوود‪،‬‬ ‫ورئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب‪ ،‬إلى شخصيات درزية أخرى‪،‬‬ ‫دون أن ينتبه إلى أن جنبالط هو الذي اقتطع من احلصة‬ ‫األرسالنية‪ ،‬وأنه استمال “العائالت اليزبكية”‪ ،‬مستفيدا ً‬ ‫من غياب القيادة السياسية األرسالنية بوفاة األمير مجيد‬ ‫أرسالن‪ ،‬الذي لم يكن وريثه طالل قادرا ً على وقف النزف‬ ‫األرسالني جتاه جنبالط الذي أقام “اإلدارة املدنية” في اجلبل‬ ‫وسيطر على أموالها واستفاد من دعم االحتاد السوفياتي‬ ‫والدول االشتراكية والعربية وأموال احلركة الوطنية‪ ،‬ومن‬ ‫املال السياسي العربي‪ ،‬ثم من وزارة املهجرين وصندوقها‪،‬‬ ‫ودخل إلى خزينة رفيق احلريري‪ ،‬ولم يوفر املال اإليراني وال‬ ‫انزعج من الدعم السوري املادي والعسكري‪ ،‬ولم يهتم أن‬ ‫يقال إنه يقبض من احلكومات األميركية أو من دولة خليجية‬ ‫كالسعودية‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي كان جنبالط يقضم الطائفة الدرزية‬ ‫كلها‪ ،‬كان أرسالن يسعى إلى مقعد نيابي يُترك له شاغرا ً‬ ‫في عاليه‪ ،‬أو مقعد وزاري يفرضه التوازن الداخلي الذي‬ ‫كان يؤمنه له القرار السوري‪ ،‬بحيث بات الوريث السياسي‬ ‫للبيت األرسالني عبئا ً على حلفائه كما على خصومه‪ ،‬ألنه‬ ‫لم يتمكن من القيام بدوره السياسي وال من إعادة جمع‬ ‫أنصاره سوى من هو “مخلص للبيت” أو املتأثر “مبدرسة‬ ‫فانفض من حوله كل األشخاص والفعاليات‬ ‫األمير مجيد”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الذين كانوا مع والده‪ ،‬أو الذين أرادوا معه أن ينهضوا بالتيار‬ ‫السياسي اليزبكي‪.‬‬ ‫تفرق الكثير الكثير من حول األمير طالل‪ ،‬وتبني أن العجز‬ ‫عن النهوض بالتيار اليزبكي‪ ،‬يتحمل مسؤوليته هو‪ ،‬وقد ف ّر‬ ‫من حوله عشرات الكوادر والقيادات‪ ،‬ومنهم من التحقوا‬ ‫بجنبالط أو التزموا منازلهم‪ ،‬أو قرروا أن يكون لهم كيانهم‬ ‫السياسي‪ ،‬كوئام وهاب‪ ،‬الذي لم يرق ألرسالن‪ ،‬بعدما أسس‬ ‫“تيار التوحيد”‪ ،‬أن يخترق اجلبل ويدخل إلى وجدان الناس‪،‬‬ ‫ويطرح أسئلة في قاعدته‪ ،‬فلم يترك مناسبة إال وكان‬ ‫يص ّوب باجتاه إلغاء الوجود السياسي لوهاب‪ ،‬وقد حاول مرات‬ ‫عدة عدم االعتراف به‪ ،‬لكن األحداث والتطورات السياسية‬ ‫كانت تفرضه عليه‪ ،‬بالرغم من أن وهاب لم يقابله إال باحملبة‬ ‫والتقدير وتقدميه كرئيس للمعارضة الدرزية‪ ،‬فكان رد أرسالن‬

‫دائما ً هو محاولة شطب “تيار التوحيد”‪.‬‬ ‫لم تنجح كل محاوالت جنبالط وأرسالن بإزاحة وهاب‬ ‫منفردين‪ ،‬فقررا أن يجتمعا عليه‪ ،‬وأوكل رئيس احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي لرئيس احلزب الدميوقراطي اللبناني‬ ‫أن يقوم بهذه املهمة ويخوض املعركة مباشرة معه‪ ،‬وهو‬ ‫كان بدأها قبل ذلك‪ ،‬برفضه قيام لقاء للمعارضة الدرزية‪،‬‬ ‫ألنه ال يريد لـ”تيار التوحيد” ورئيسه أن يكونا على اخلارطة‬ ‫السياسية الدرزية خصوصاً‪ ،‬وفي اجلبل عموماً‪.‬‬ ‫مهمة أرسالن توضحت بعد أحداث أيار املاضي‪ ،‬وتفويض‬ ‫جنبالط له بضبط الوضع األمني وعدم وقوع حوادث في‬ ‫اجلبل‪ ،‬ال سيما مع “حزب اهلل” الذي نال منه تأييدا ً ملبادرته‪،‬‬ ‫لكن وريث البيت األرسالني وجه سهامه إلى أحزاب املعارضة‬ ‫الدرزية‪ ،‬التي تخطاها في لقاءاته مع جنبالط واملصاحلة‬ ‫معه‪ ،‬ولم يبلغها مبا يحصل‪ ،‬للتأكيد أن في اجلبل ثنائية‬ ‫جنبالطية ـ أرسالنية فقط‪ ،‬وال وجود آلخرين حتى لو كانوا‬ ‫حلفاء له‪ ،‬وقد كشف عن ذلك في االستقبال الذي أقيم في‬ ‫عبيه لعميد األسرى احمل ّررين سمير القنطار‪ ،‬برفضه إعطاء‬ ‫كلمة للحزب السوري القومي االجتماعي الذي فرض نفسه‬ ‫قوة رئيسية في اجلبل‪.‬‬ ‫وبرغم محاوالت أرسالن‪ ،‬بتكليف من جنبالط‪ ،‬فتح‬ ‫معركة سياسية وإعالمية مع وهاب‪ ،‬فهو سيفشل بهذه‬ ‫املهمة التي تبدو مستحيلة عليه‪ ،‬وهو افتعل أزمة غير‬ ‫مبررة مع “تيار التوحيد”‪ ،‬بالرغم من سعي رئيسه إلى‬ ‫استيعابها‪ ،‬بدءا ً من كالمه عنه في مصاحلة “خلوات‬ ‫الكفير” التي ذهب وحيدا ً إليها‪ ،‬متهما ً وهاب بالفتنة‪،‬‬ ‫الذي رد عليه داحضا ً مزاعمه‪ ،‬التي بررها أرسالن بأنه‬ ‫كان يقصد وهبي أبو فاعور بأنه هو من سبب الفتنة في‬ ‫“خلوات الكفير”‪ ،‬حيث واجهه وهاب أثناء تقدمي التعازي‬ ‫بالشهيد صالح العريضي فتراجع عنها‪ ،‬ليعود في اليوم‬ ‫التالي ليوزع بيانا ً يشير فيه إلى أن وهاب زاره فقط للتعزية‪،‬‬ ‫حيث أحرجه صدور خبر الزيارة في الصحف‪ ،‬ألنها أحرجته‬ ‫أمام حليفه اجلديد جنبالط الذي اتفق معه على أن يخرج‬ ‫“تيار التوحيد” من احلياة السياسية في اجلبل‪ ،‬وقد تسبب‬ ‫موقفه هذا بأزمة‪ ،‬حيث إن مسؤولني في حزبه الدميوقراطي‬ ‫لم يوافقوه عليه‪ ،‬كما حلفاء له في املعارضة‪ ،‬ون ّبهوه من‬ ‫أن جنبالط يستخدمه في معركة سيكون هو الرابح فيها‪،‬‬ ‫عندما يضرب املعارضة بعضها ببعض ويشتتها عشية‬ ‫االنتخابات‪.‬‬

‫منبر التوحيد‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬


‫منبر لبناني‬

‫قلق عربي ودولي من تحول الشمال إلى «األصولية اإلسالمية»‬

‫السلفيون يعملون تحت عباءة «تيار المستقبل»‬ ‫ودار الفتوى لمحاربة الشيعة‬ ‫كل التحذير للبنان‪ ،‬أن اخلطر الداهم عليه‬ ‫هو في الشمال‪ ،‬مع تنامي االصولية والسلفية‬ ‫اإلسالمية السنية‪ ،‬التي تستغل األوضاع‬ ‫السياسية واالمنية‪ ،‬وحال الفوضى القائمة‬ ‫جراء االنقسامات اخلطيرة داخل اجملتمع اللبناني‬ ‫والتي بدأت تنحرف عن إطارها السياسي‬ ‫لتتموضع في قالب طائفي ومذهبي‪ ،‬يهدد‬ ‫السلم األهلي ووحدة اللبنانيني‪ ،‬إذ إن كل‬ ‫ينصب اآلن على ما يجري في طرابلس‬ ‫التركيز‬ ‫ّ‬ ‫وبعض املناطق الشمالية‪ ،‬ال سيما في عكار‪،‬‬ ‫بعدما كان التخوف وما زال من أن يغامر العدو‬ ‫االسرائيلي بعدوان جديد من اجلنوب باجتاه البقاع‬ ‫يأخذ شكل االجتياح البري‪.‬‬ ‫فمنذ أن وقعت املعارك بني باب التبانة ذات‬ ‫الكثافة السنية‪ ،‬وجبل محسن الذي تسكنه‬ ‫غالبية علوية (‪ 54‬ألف مواطن)‪ ،‬كامتداد‬ ‫طبيعي ملا حصل بني املواالة واملعارضة‪ ،‬فإن‬ ‫«التيار السلفي واألصولي» اختبأ وراء الشعارات‬ ‫املذهبية وبدأ يعبئ الشارع السني بضرورة حمل‬ ‫السالح للدفاع عن وجود السنة في لبنان‪ ،‬وجاءت‬ ‫حوداث ‪ 7‬أيار في بيروت‪ ،‬ليستغلها اإلسالميون‬ ‫املتطرفون وعلى رأسهم داعي اإلسالم الشهال‪،‬‬ ‫الذي رفع شعار الثأر مما حصل في بيروت حتت‬ ‫عنوان «رد االعتبار للسنة من اجتياح الشيعة‬ ‫للعاصمة‪ ،‬أحد معاقل السنة واالعتداء على‬ ‫مرجعيتهم الدينية‪ ،‬وهو املفتي محمد رشيد‬ ‫قباني‪ ،‬وتيارهم السياسي «تيار املستقبل»‪.‬‬ ‫حتت عباءة دار الفتوى و»تيار املستقبل»‪،‬‬ ‫وضرورة تلقني الشيعة درساً‪ ،‬وقعت االشتباكات‬ ‫بني باب التبانة وجبل محسن‪ ،‬مستعيدة معارك‬ ‫حصلت بني املنطقتني في الثمانينيات من القرن‬ ‫املاضي‪ ،‬وجرى استحضار ذلك التاريخ‪ ،‬وربطه‬ ‫بالوجود السوري في لبنان واإلجراءات األمنية‬ ‫التي مارسها ضد التيارات االسالمية االصولية‪،‬‬ ‫ثم في اإلشارة الى أن «حزب اهلل» نقل عناصر‬ ‫له إلى جبل محسن ملساعدة العلويني‪ ،‬وفق ما‬ ‫ير ّوج «تيار املستقبل» وحلفاؤه من االصوليني‬ ‫االسالميني‪ ،‬الذين رأوا الفرصة متاحة لهم‬ ‫لتثبيت أقدامهم في طرابلس واإلمساك بها‪،‬‬ ‫ومسايرة سعد احلريري لتأمني املساعدات‬ ‫لهم‪ ،‬ليحققوا اهدافهم‪ ،‬بحيث وعده قادة‬ ‫احلركات واجلمعيات اإلسالمية املتطرفة وعلى‬

‫‪4‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫توقيع التفاهم بني حزب اهلل وقوى سلفية‬

‫الشيخ داعي اإلسالم‪ :‬تغذية التعصب املذهبي‬

‫رأس إحداها النائب السابق خالد الضاهر‪ ،‬أنه‬ ‫سيجهز ميليشيا مسلحة لتقف بوجه «حزب‬ ‫اهلل» وحلفائه‪ ،‬وتوجيه ضربة عسكرية لهم‪،‬‬

‫بدأت حسب ما يقول في مجزرة حلبا التي ذهب‬ ‫ضحيتها ‪11‬عنصرا ً من احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫رأى رئيس «تيار املستقبل» أنه أصبح مطوقا ً من‬ ‫االسالميني األصوليني‪ ،‬ولم يعد يستطيع اإلفالت‬ ‫منهم‪ ،‬وبات يخضع لشروطهم بعدما كان يهدد‬ ‫بهم‪ ،‬وهم يواجهونه بعقدة انه ترك بيروت ولم‬ ‫يدافع عنها‪ ،‬وأن ميليشياته انهارت أمام «حزب‬ ‫اهلل» وحلفائه‪ ،‬فأحلق بالسنة األذى واإلهانة والذل‬ ‫كما يقول اإلسالميون للحريري وللمفتي قباني‬ ‫خصوصا ً وللشارع السني عموما‪ ،‬ويوافقونهم‬ ‫الرأي‪ ،‬وبات هؤالء اإلسالميون ميسكون باملناطق‬ ‫السنية في الشمال والبقاع األوسط والغربي‪،‬‬ ‫التي هي على متاس مع بلدات شيعية أو علوية‪،‬‬ ‫وحولوا املعركة مذهبية‪ ،‬مما دفع مبفتي الشمال‬ ‫الشيخ مالك الشعار‪ ،‬وهو املعروف باعتداله إلى‬ ‫اإلعالن أمام السفير السعودي في لبنان عبد‬ ‫العزيز خوجة‪ ،‬أن «السنة إلى أفول»‪ ،‬وإذا انتهى‬ ‫الوجود السني في طرابلس خصوصا ً ولبنان‬ ‫عموما فسيزول في دول أخرى‪.‬‬


‫غطاء من املفتي قباني واحلريري لألصولية اإلسالمية‬

‫كانت إشارة املفتي الشعار هذه أمام السفير‬ ‫السعودي كافية للداللة على أن املعركة أكبر‬ ‫من باب التبانة وجبل محسن‪ ،‬وهما منوذج لصراع‬ ‫إقليمي ولعبة محاور‪ ،‬يدور بني السعودية من‬ ‫جهة وإيران وسوريا من جهة ثانية‪ ،‬وان القيادة‬ ‫السعودية دخلت طرفا ً مباشرا ً في املعركة من‬ ‫خالل الدعم الذي تقدمه للجمعيات اإلسالمية‬ ‫حتت عناوين دينية واجتماعية وخيرية‪ ،‬وحتت‬ ‫كنفها ينشأ تيار أصولي‪ ،‬له امتداد وتواصل‬ ‫مع تنظيم «القاعدة» وهو ما برز في معارك‬ ‫مخيم نهر البارد وقبله في الضنية ضد اجليش‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫فالدور الذي مارسته السعودية في أفغانستان‬ ‫بدعم احلركات اجلهادية اإلسالمية حملاربة‬ ‫الشيوعية‪ ،‬متارسه نفسها في لبنان‪ ،‬بدعم‬ ‫هذه احلركات ملنع السيطرة الشيعية على لبنان‬ ‫وعودة النفوذ السوري احلليف إليران اليه‪ ،‬لكن‬ ‫النتيجة التي انتهت إليها احلرب التي دعمتها‬ ‫السعودية ضد الوجود الشيوعي في أفغانستان‪،‬‬ ‫كانت وراء والدة «حركة طالبان» التي تولت‬ ‫احلكم وأقامت خالفة إسالمية‪ ،‬ونشوء تنظيم‬ ‫«القاعدة» على مستوى اممي حملاربة الصليبية‬ ‫والكفار وإسقاط األنظمة املتعاونة معها‪ ،‬ومت‬ ‫وسموا‬ ‫تصدير كل املقاتلني العرب إلى دولهم‬ ‫ّ‬ ‫بـ»األفغان العرب» حملاربة األنظمة وإسقاطها‬ ‫وإقامة حكم الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وما يحصل في لبنان‪ ،‬هو أن الدعم الذي‬ ‫يلقاه اإلسالميون األصوليون واملتطرفون‪ ،‬من‬ ‫السعودية عبر «تيار املستقبل»‪ ،‬سيح ّول هؤالء‬ ‫وسيرتدون عليه‬ ‫إلى ما يشبه «أفغان احلريري»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بعد أن تكون مهمتهم قد أجنزت في مواجهة‬ ‫الشيعة وتوجيه ضربة إليهم‪ ،‬ألن اجلماعات‬ ‫األصولية لن تقبل بنظام سياسي كالنظام‬ ‫القائم‪ ،‬بل هي ستتوجه فورا ً الى اقامة النظام‬

‫االسالمي او اخلالفة االسالمية‪ ،‬وسيقع الصدام‬ ‫فورا ً داخل الساحة السنية لتطهيرها من‬ ‫«املرتدين والزنادقة واملرتبطني بالقوى الصليبية»‬ ‫والذين ال يقيمون للشريعة اإلسالمية وزناً‪ ،‬وفق‬ ‫ما يقول االصوليون والسلفيون في مجالسهم‬ ‫وبياناتهم وادبياتهم‪ ،‬وهذا االمر بدأ يتنبه له‬ ‫محيطون باحلريري وينبهونه منه كما يحذرون‬ ‫املفتي قباني من االنزالق نحو تأييد هذه اجلماعات‬ ‫التي تكفر دار الفتوى أيضاً‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن الظاهرة اإلسالمية األصولية‬ ‫والسلفية‪ ،‬بدأت تكبر في لبنان‪ ،‬وهي تقلق‬ ‫العديد من الدول العربية واالجنبية‪ ،‬وبدأ التحذير‬ ‫من خطورة ما يجري في الشمال‪ ،‬وهذا ما حذر‬ ‫منه وزير اخلارجية الفرنسي برنار كوشنير ثم‬ ‫وزير اخلارجية املصري أحمد أبو الغيط الذي حضر‬ ‫خصيصا ً الى لبنان‪ ،‬لالطالع على ما يجري في‬ ‫طرابلس بعدما اكدت التقارير ارتفاع منسوب‬ ‫التسلح‪ ،‬وتدفق عناصر من تنظيم «القاعدة»‬ ‫إلى لبنان التخاذه «أرض جهاد» كما أعلن‬ ‫الرجل الثاني فيه امين الظواهري‪ ،‬بعد العدوان‬ ‫االسرائيلي في متوز ‪ 2006‬وانتشار القوات الدولية‬

‫مسؤولون أمنيون‬ ‫سعوديون جمدوا‬ ‫تفاهم «حزب هللا»‬ ‫وجماعات سلفية‬

‫فيه التي اصبحت هدفا ً لعمليات «القاعدة» وقد‬ ‫ن ُ ِف ّذت اربع عمليات ضدها في اجلنوب النها قوات‬ ‫صليبية حتمي اسرائيل‪.‬‬ ‫فالوضع في الشمال مقلق‪ ،‬وهو كان أحد‬ ‫أبرز ما جاء في خطاب الرئيس نبيه بري في‬ ‫ذكرى تغييب االمام السيد موسى الصدر في‬ ‫النبطية‪ ،‬عندما حتدث عن زيادة التسلح وعن‬ ‫احتمال اتساع الفتنة‪ ،‬وقد وافقه الرأي النائب‬ ‫وليد جنبالط الذي تخوف من االنفجار االمني‬ ‫في طربلس والذي بدأ يتمدد نحو عكار عند‬ ‫احلدود اللبنانية – السورية‪ ،‬اذ وقعت اشتباكات‬ ‫بني جماعتني تنتميان كل منهما الى السنة‬ ‫والعلويني‪ ،‬حيث يخشى رئيس احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي‪ ،‬ان يكون ما يجري في الشمال‬ ‫مبررا ً لعودة القوات السورية حتت حجة حماية‬ ‫خاصرة سوريا وامنها القومي‪ ،‬الن االشتباكات‬ ‫املذهبية قد تؤثر على الداخل السوري‪ ،‬وهو ما‬ ‫يرفضه احلكم في سوريا‪ ،‬فكما رفض تقسيم‬ ‫لبنان وادخل قواته اليه ملنعه‪ ،‬سيدخل من‬ ‫جديد‪ ،‬ال سيما اذا هددت األقلية العلوية في‬ ‫الشمال‪ ،‬وقد تكون مقاربة الرئيس السوري‬ ‫بشار االسد ملا جرى في أوسيتيا اجلنوبية جلهة‬ ‫التدخل الروسي ملنع قمع القوات اجلورجية‬ ‫األقلية الروسية رسالة حتذير الى من يعنيهم‬ ‫االمر‪ ،‬وان سوريا قد تكون في هذا املوقف ملنع‬ ‫حدوث اقتتال سني – علوي تكون له انعكاسات‬ ‫سلبية خطيرة على وحدة السوريني ايضا‪ ،‬مع‬ ‫ما تتعرض له سوريا من ضغوط‪ ،‬ودعم «لالخوان‬ ‫املسلمني» من جهات عربية وأجنبية واحتضان‬ ‫اميركا والسعودية للمعارضة السورية املمثلة‬ ‫بعبد احلليم خدام‪.‬‬ ‫إن ما يحصل في الشمال مقلق جداً‪ ،‬وقد‬ ‫تنبه له «حزب اهلل» فلجأ إلى وثيقة تفاهم مع‬ ‫بعض اجلماعات السلفية ملنع حدوث فتنة وحترمي‬ ‫االقتتال‪ ،‬لكن السعودية دخلت على اخلط عبر‬ ‫مسؤوليها األمنيني وطلبت الغاء هذا التفاهم‬ ‫ألنه يعطي ورقة قوية إليران وسوريا‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل‪ ،‬ويكشف ان الصراع في طرابلس هو صراع‬ ‫نفوذ إقليمي‪ .‬يبدو ان السعودية لم تدرك بعد‬ ‫التحوالت التي حصلت في لبنان منذ حرب متوز‬ ‫‪ 2006‬وال تغيير التوازنات الداخلية التي نشأت‬ ‫بعد ‪ 7‬ايار ‪ ،2008‬وال في ما يجري في العالم‬ ‫وعودة روسيا قطبا ً دولياً‪ ،‬وعدم متكن أميركا‬ ‫وحلفائها العرب من تقليص حضور سوريا‬ ‫العربي واالقليمي والدولي‪ ،‬وال من دفع إيران إلى‬ ‫التراجع عن برنامجها النووي‪.‬‬ ‫هذه اإلشارات كافية ليفهم احلكم السعودي‪،‬‬ ‫أنه ال مناص له من التفاهم مع سوريا والتقرب‬ ‫من إيران حلماية املنطقة كلها واحلفاظ على‬ ‫أمنها القومي‪.‬‬

‫زهير العياش‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪5‬‬


‫الغالف‬

‫تاريخ صالح العريضي الوطني والمقاوم أوصله إلى االستشهاد‬

‫احتماالت من يقف وراء الجريمة كثيرة‬ ‫يتقدمهم فيها عمالء إسرائيل‬

‫تشييع حاشد للشهيد العريضي‬

‫لم يحصل أن تفجيرا ً وقع في اجلبل‪ ،‬منذ اندالع‬ ‫احلرب األهلية قبل أكثر من ثالثني عاماً‪ ،‬كحادث‬ ‫تفجير سيارة القيادي في احلزب الدميوقراطي‬ ‫اللبناني صالح العريضي في بلدته في بيصور‪،‬‬ ‫وأودى بحياته فوراً‪.‬‬ ‫فلم يتعرض اجلبل اجلنوبي ملثل هذه احلوادث‪،‬‬ ‫سوى االغتيال الذي تعرض له املرحوم كمال‬ ‫جنبالط في ‪ 16‬آذار ‪ 1977‬بإطالق النار عليه‪ ،‬ثم في‬ ‫اغتيال املرحوم أنور الفطايري في عام ‪ 1988‬في‬ ‫اجلاهلية‪ ،‬وقيل في حينه‪ ،‬إن السبب هو االنزعاج من‬ ‫لقاء املصاحلة الذي حصل بني الدروز واملسيحيني‬ ‫في بيت الدين بدعوة من وليد جنبالط ومبباركة‬ ‫من بكركي وبعض القوى املسيحية‪ ،‬وإن اغتيال‬ ‫الفطايري جاء ردا ً على املصاحلة‪ ،‬وهو كان يقوم‬ ‫بجولة مع رئيس بلدية دير القمر آنذاك جورج ديب‬ ‫نعمة احملسوب على آل شمعون وحزب الوطنيني‬ ‫األحرار وأصبح نائبا ً في ما بعد على ثالث دورات على‬

‫‪6‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الئحة جنبالط‪ ،‬وكتلته النيابية‪.‬‬ ‫وقد حصلت خالل احلرب األهلية عمليات قتل‬ ‫وتدمير منازل ومؤسسات وسيارات‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫احلوادث كانت توضع في خانة الفعل ورد الفعل‬ ‫أثناء االقتتال الطائفي في اجلبل خصوصا ً ولبنان‬ ‫عموماً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إال أن تفجيرا سجل في عاليه في نهاية أيار‬ ‫من العام ‪ ،2007‬وفي السوق التجاري عبر عبوة‬ ‫ناسفة اقتصرت على أضرار مادية‪ ،‬ووجه االتهام‬ ‫فورا ً من جانب احلزب التقدمي االشتراكي الذي‬ ‫رأى أنه هو املستهدف منه الى النظام السوري‪.‬‬ ‫وشن حملة على من يراهم حلفاء سوريا في اجلبل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعرض ألعضاء في أحزابها كاحلزب الدميوقراطي‬ ‫اللبناني برئاسة الوزير طالل أرسالن‪ ،‬ونال الشهيد‬ ‫صالح العريضي نصيبه بتكسير سيارته‪ ،‬واحلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي وتيار التوحيد برئاسة‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ .‬وقد بينت التحقيقات‬

‫األمنية والقضائية‪ ،‬أن من يقف وراء التفجير هو‬ ‫“فتح اإلسالم”‪ ،‬التي في اليوم الذي افتعلت معارك‬ ‫مخيم البارد بقتل ‪ 18‬عسكريا ً في اجليش اللبناني‬ ‫أثناء نومهم في مخيمهم‪ ،‬بدأ مسلسل التفجير‬ ‫من األشرفية إلى فردان فعاليه‪.‬‬ ‫واغتيال العريضي‪ ،‬بتفجير سيارته‪ ،‬كان حدثا ً‬ ‫مفاجئاً‪ ،‬إذ حصل في توقيت يعيش اجلبل أجواء‬ ‫تفاهم بني جنبالط وأرسالن‪ ،‬وانفتاح احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي على “حزب اهلل” وتأليف جلنة أمنية‬ ‫مشتركة حلل أي إشكال يقع بينهما‪ ،‬وهو وقع‬ ‫بعد اتفاق الدوحة‪ ،‬ودخول البالد في أجواء الوفاق‬ ‫بعد انتخاب رئيس اجلمهورية‪ ،‬وتأليف حكومة‬ ‫وحدة وطنية واكتمال عقد املؤسسات‪ ،‬وخفض‬ ‫جنبالط خلطابه التحريضي ضد املقاومة ودعوته‬ ‫إلى القبول بسالحها ضمن استراتيجية دفاعية‪،‬‬ ‫وإظهار مواقف ايجابية من املقاومة‪ ،‬وهذا ما أزعج‬ ‫رئيس “تيار املستقبل” سعد احلريري الذي اعتبره‬


‫جنبالط غير ناضج سياسياً‪ ،‬ويتأثر مبجموعة من‬ ‫املستشارين احلاقدين‪ ،‬وكذلك “القوات اللبنانية”‬ ‫التي ينظر إليها زعيم اخملتارة على أنها عبء عليه‪،‬‬ ‫وهو يريد أن يتخلص من ترشيح النائب جورج عدوان‬ ‫على الئحته في الشوف‪ ،‬ويفك حتالفه معها‪ ،‬وهو‬ ‫بدأ يذكر مباضيها االنعزالي وارتباطها بالعدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وهو ما ترك البعض يضع احتمال ان‬ ‫تكون رسالة التفجير الى جنبالط للتحول الذي‬ ‫بدأه‪.‬‬ ‫في ظل األجواء الوفاقية في اجلبل ومد خطوط‬ ‫التواصل بني احلزب االشتراكي و”حزب اهلل”‪ ،‬وانفتاح‬ ‫جنبالط على الرئيس نبيه بري واالتفاق معه على‬ ‫جولة يقومان بها معا ً في اجلبل وعلى بعض قراه‬ ‫التي شهدت صدامات مسلحة‪ ،‬لتحقيق مصاحلة‬ ‫شيعية ـ درزية‪ ،‬وقد قطعت هذه االتصاالت شوطا ً‬ ‫متقدماً‪ ،‬نفذ اجملرمون جرميتهم مستهدفني‬ ‫املناخات التصاحلية التي تكرست في طرابلس‪،‬‬ ‫فكان استهداف صالح العريضي‪ ،‬ألنه عمل‬ ‫للمصاحلة ولكن من ضمن خط املقاومة والعالقة‬ ‫مع سوريا‪ .‬وإن اختيار العريضي برأي محللني‬ ‫ومراقبني سياسيني‪ ،‬كان لعدة أسباب منها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ كان أشد احلريصني عدم جر اجلبل إلى فتنة‬ ‫درزية ـ شيعية‪.‬‬ ‫‪2‬ـ وقوفه إلى جانب املقاومة ودعمه لها‪ ،‬وتأمني‬ ‫مناخ شعبي في الساحة الدرزية مؤيد ومحتضن‬ ‫لها‪.‬‬ ‫‪3‬ـ تأسيسه مع شخصيات لها جتارب سياسية‬ ‫وحزبية “للتيار املدني املقاوم” في اجلبل‪.‬‬ ‫‪4‬ـ استمرار عالقته باملسؤولني السوريني وزياراته‬ ‫املتكررة لدمشق‪.‬‬ ‫‪5‬ـ ممثل احلزب الدميوقراطي في لقاء األحزاب‪،‬‬ ‫والدور الذي كان يقوم به كمنسق مع “حزب اهلل”‬ ‫وحزبه‪.‬‬ ‫كل هذه األسباب دفعت باخملططني للجرمية‬ ‫إلى التركيز على الشهيد العريضي‪ ،‬ومن اغتياله‬ ‫يصيبون أكثر من حجر‪ :‬خلق عدم ثقة بني‬ ‫اجلنبالطيني واألرسالنيني‪ ،‬إذ ثمة نفوس معبأة‬ ‫بني الطرفني نتيجة موقف وموقع كل منهما في‬ ‫مشروع وحتالف سياسي مختلف عن اآلخر‪ ،‬وإن‬ ‫تفجير السيارة في بيصور القريبة من كيفون‬ ‫البلدة ذات الكثافة الشيعية‪ ،‬والتي لم يحدث أن‬ ‫حصل أي اقتتال بينهما‪ ،‬اال ما جرى إثر حوادث ‪ 7‬أيار‬ ‫في بيروت‪ ،‬ومحاولة البعض نقل الفتنة إلى اجلبل‪،‬‬ ‫فتم التصدي لها‪ ،‬بعدما س ّلم جنبالط بهزميته في‬ ‫بيروت‪ ،‬وعدم قدرته على الصمود في اجلبل‪ ،‬حيث‬ ‫قرر االنسحاب من املعركة بتسليم مراكزه إلى‬ ‫اجليش وتفويض الوزير طالل أرسالن التفاوض على‬ ‫تسليم سالحه‪ ،‬وكان القصد من التفجير إعادة‬ ‫إشعال فتنة بني كيفون وبيصور‪ ،‬حيث رافقت‬ ‫العملية موجة من الشائعات واألكاذيب‪ ،‬أطلقتها‬ ‫أبواق معروفة‪ ،‬حتدثت عن أن السيارة ُفخّ خت في‬ ‫الضاحية‪ ،‬أثناء حضور العريضي إفطارا ً هناك‪،‬‬ ‫حيث نفى سائقه أن يكون ترك السيارة‪ .‬وقد‬

‫وضعت العبوة بالقرب من املكابح‪ ،‬وال ميكن‬ ‫للمسافة بني الضاحية وبيصور أن تبقى العبوة‬ ‫في مكانها‪ ،‬واملعلومات األمنية أشارت إلى أنها‬ ‫قد تكون ُوضعت في بيصور وخالل الوقت القصير‬ ‫الذي عاد به الشهيد صالح العريضي وركن‬ ‫السيارة قرب املنزل‪ ،‬وعاد لينقلها من مكانها‪ ،‬وأن‬ ‫كل العملية جرت في أقل من ساعة‪ ،‬بني وصوله‬ ‫إلى بلدته والتفجير الذي مت السلكيا ً حسب اخلبراء‬ ‫العسكريني ومن مسافة قريبة‪ ،‬وفي منطقة‬ ‫مكتظة بالسكان الذين يعرف بعضهم بعضاً‪.‬‬ ‫أما من يقف وراء التفجير‪ ،‬فاالحتماالت كثيرة‪،‬‬ ‫ألن املستهدف هو من املعارضة التي يتعرض أحد‬ ‫منها لالغتيال للمرة األولى‪ ،‬منذ بدء مسلسل‬ ‫االغتياالت قبل أربع سنوات‪ ،‬وقد تزامنت املتفجرة‬

‫رهان جنبالط على‬ ‫المشروع األميركي‬ ‫خلق أرضية‬ ‫الختراقات في الجبل‬ ‫بعد يوم من دعوة العماد ميشال سليمان إلى‬ ‫طاولة حوار في قصر بعبدا برئاسته‪ ،‬للبحث في‬ ‫استراتيجية دفاعية للبنان‪ ،‬ومحاولة بعض اطراف‬ ‫في قوى ‪ 14‬شباط حرف احلوار عن هدفه‪ ،‬نحو‬ ‫البحث في موضوع سالح املقاومة واستخدامه‬ ‫في الداخل‪ ،‬حتت ذريعة أن كل احلوادث حتصل نتيجة‬ ‫ذلك‪ ،‬منذ االعتصام في ساحة رياض الصلح ‪1‬‬ ‫كانون األول ‪ 2006‬إلى العصيان املدني والتظاهر في‬ ‫‪ 23‬كانون الثاني ‪ ،2007‬وما تبع ذلك من إشكاالت‬ ‫في جامعة بيروت العربية‪ ،‬إلى املعارك املتنقلة في‬ ‫أكثر من منطقة في لبنان‪ ،‬في سعدنايل وتعلبايا‪،‬‬ ‫وجبل محسن وباب التبانة‪ ،‬إلى حترك املعارضة في‬ ‫‪ 7‬أيار في بيروت ملواجهة قرار احلكومة حول سالح‬ ‫االتصاالت في املقاومة‪ ،‬وامتداد هذه املواجهات إلى‬ ‫اجلبل‪.‬‬ ‫وقد ُحصر ما حصل في بيروت واجلبل‪ ،‬مع متكن‬ ‫املعارضة من السيطرة على الوضع عسكرياً‪،‬‬ ‫ومنع حصول معارك بحيث سهلت انتشار اجليش‬ ‫الذي تسلم مكاتب “تيار املستقبل” و”احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي”‪ ،‬الذي سارع رئيسه إلى إعالن‬ ‫االستسالم وهزمية مشروعه السياسي مع حلفائه‪،‬‬ ‫وتسلل إلى أحد أطراف املعارضة الدرزية الوزير‬ ‫طالل أرسالن‪ ،‬وتفاهم معه على أنه سيحفظ‬ ‫له حصته النيابية والوزارية‪ ،‬على أن يتم اخلروج‬ ‫من املأزق الذي وقع فيه‪ ،‬وقد م ّثل موقف جنبالط‬ ‫إحباطا ً ويأسا ً لدى محازبيه وأنصاره واحتج فريق‬

‫منهم‪ ،‬ممن تركهم يستمرون في القتال‪ ،‬وطالبه‬ ‫بأن يواصلوه‪.‬‬ ‫وكشفت التحقيقات األولية أن العبوة التي‬ ‫انفجرت في سيارة العريضي‪ ،‬شبيهة بتلك التي‬ ‫زرعت في سيارة جورج حاوي وسمير قصير وأدت‬ ‫إلى استشهادهما‪ ،‬وفي األسلوب نفسه الغتيال‬ ‫األخوين مجذوب في صيدا‪ ،‬في أيار ‪ ،2006‬وأوصلت‬ ‫التحقيقات في هذه اجلرمية إلى كشف شبكة‬ ‫إسرائيلية تضم محمود رافع من حاصبيا وحسني‬ ‫خطاب فلسطيني من مخيم عني احللوة‪ ،‬وهما‬ ‫يقفان خلف عملية اغتيال األخوين اجملذوب‪ ،‬وقد‬ ‫أُلقي القبض على رافع وفر خطاب إلى إسرائيل‪،‬‬ ‫وقد اعترف األول بارتكابه اجلرمية‪ ،‬وأنه جنّده “املوساد‬ ‫اإلسرائيلي”‪ .‬وأدى اكتشاف هذه الشبكة إلى وضع‬ ‫احتماالت أن تكون عمليات التفجير واالغتياالت‬ ‫األخرى من صنع إسرائيل وعمالئها‪ ،‬وهو ما دفع‬ ‫برافي ماديان جنل الشهيد حاوي‪ ،‬إلى اتهام هذه‬ ‫الشبكة بأنها قد تكون وراء اغتيال والده‪ ،‬وهو‬ ‫االحتمال نفسه أن يكون الشهيد صالح العريضي‬ ‫قد سقط على يد عمالء إسرائيل الذين عادوا‬ ‫يعملون في لبنان‪ .‬واعلن قادة العدو بعد حوادث‬ ‫‪ 7‬أيار املاضي أن ما بنوه في لبنان من دعم لقوى‬ ‫‪ 14‬شباط التي تسلمت السلطة‪ ،‬قد اندثر مع‬ ‫سيطرة “حزب اهلل” وحلفائه على القرار اللبناني‪،‬‬ ‫وبات من الضروري العمل مباشرة ضد هذه القوى‬ ‫ومنعها من أن تعيد سيطرتها على لبنان ونفوذ‬ ‫سوريا وإيران أيضاً‪ ،‬ويتفق هذا املوقف مع توجهات‬ ‫قوى ‪ 14‬شباط واإلدارة األميركية وحلفائها من‬ ‫املعتدلني العرب كالسعودية مصر واألردن‪.‬‬ ‫لذلك فإن احتمال أن يكون العريضي قد اغتيل‬ ‫على يد إسرائيل وعمالئه‪ ،‬متقدم على غيره من‬ ‫االحتماالت لتاريخ الشهيد النضالي ودوره في‬ ‫مواجهة قوات االحتالل اإلسرائيلي في اجلبل‬ ‫ودعمه للمقاومني من أبناء بلدته بيصور الذين‬ ‫نفذوا عمليات ضد االحتالل اإلسرائيلي واشتبكوا‬ ‫مع جنوده في معركة عنيفة في منطقة “الرادار”‬ ‫في البلدة‪ ،‬واعتُقل العديد منهم وزجوا في سجون‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫وهذا النهج الذي رسمه الشهيد صالح مع‬ ‫املقاومة الوطنية‪ ،‬أكمله مع “املقاومة اإلسالمية”‬ ‫فاحتضنها‪ ،‬وعندما تعرضت أخيرا ً حملاوالت نزع‬ ‫سالحها‪ ،‬كان إلى جانبها مع القوى الوطنية‬ ‫املعارضة في اجلبل‪ ،‬واستطاع من خالل اتصاالته‬ ‫مع مسؤولي “حزب اهلل” أن يجنب بيصور وكيفون‬ ‫والقماطية وعاليه وعيتات كما الشويفات‪،‬‬ ‫االقتتال وحصول فتنة درزية ـ شيعية‪ ،‬كان‬ ‫الفريق اإلسرائيلي داخل الطائفة الدرزية ساعيا ً‬ ‫لها‪ ،‬بالتعاون مع مسؤولني في احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي كانوا على عالقات مع العدو اإلسرائيلي‬ ‫أثناء االجتياح عام ‪ ،1982‬حتت ذريعة حماية اجلبل‬ ‫من “القوات اللبنانية” التي دخلت إليه مع قوات‬ ‫االحتالل‪ ،‬وقامت بعمليات خطف وقتل وتصفيات‪،‬‬ ‫فاستغ ّلت إسرائيل ذلك وبدأت من خالل ضباط‬ ‫دروز في اجليش اإلسرائيلي االتصال ببعض املشايخ‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪7‬‬


‫الغالف‬

‫صالح العريضي شهيداً‬ ‫حصل على اللقب‬ ‫الذي أحب‬

‫زوجته وأقاربه يبكون صالح اإلنسان والزوج واألخ‬

‫ومسؤولني اشتراكيني ملساعدتهم بوجه “القوات‬ ‫اللبنانية” والكتائب‪ ،‬ووقع اجلبل في فتنة أدت‬ ‫إلى تهجير املسيحيني واملناداة بإقامة دولة درزية‪،‬‬ ‫وتنبهت سوريا إلى هذا األمر واستعادت جنبالط‬ ‫إلى موقعه الوطني والعروبي ومكنته مع القوى‬ ‫الوطنية اللبنانية الفلسطينية من حترير اجلبل‬ ‫من إسرائيل وعمالئها‪.‬‬ ‫وهناك من يحاول اليوم استعادة تلك‬ ‫التجربة‪ ،‬حتت عنوان الدفاع عن اجلبل‪ ،‬ولكنه‬ ‫يستهدف املقاومة التي يقف إلى جانبها فريق‬ ‫ال بأس به من الوطنيني الدروز‪ ،‬الذين حتركوا‬ ‫ملنع استهداف املقاومة وسالحها‪ ،‬وقد تنبه‬ ‫جنبالط إلى أن هذه املرة املعركة مختلفة عن‬ ‫توحد اجلبل في وجه إسرائيل‬ ‫العام ‪ ،1982‬حيث ّ‬ ‫وعمالئها بدعم من سوريا‪ ،‬وقد أدرك خطأ ما‬ ‫فعله‪ ،‬فعاد ليتحدث عن العروبة وفلسطني‬ ‫وعدم نزع سالح املقاومة واالتفاق على كيفية‬ ‫العمل على االستفادة من هذا السالح بوجه‬ ‫إسرائيل وخطرها‪ ،‬وهذا اخلطاب هو خطاب‬ ‫املعارضة واملقاومة‪ ،‬وقد فتح له باب املصاحلات‪،‬‬ ‫وقد سبق أن جرى تنبيه جنبالط من مغبة‬ ‫الرهان على املشروع األميركي‪ ،‬ال سيما من‬ ‫الوزير وئام وهاب رئيس “تيار التوحيد”‪ ،‬وقد تنبا‬ ‫باكرا ً بأن رئيس احلزب التقدمي االشتراكي لن‬ ‫يستمر في مشروعه ألنه ال يستطيع أن يأخذ‬ ‫الدروز إلى غير موقعهم الوطني والقومي‪،‬‬ ‫وهذا ما حصل‪ ،‬وبدأ ينتقل من موقع إلى آخر‪،‬‬ ‫وسيدفع ثمنا ً سياسياً‪ ،‬ولن يقرر وحيدا ً داخل‬ ‫الطائفة‪ ،‬وستشاركه كل قوى املعارضة الدرزية‬ ‫في القرارعلى أساس الثوابت التي تؤمن بها إذا‬ ‫اقتنع‪.‬‬ ‫فجنبالط اخلائف من تفتيت املنطقة‪ ،‬ومن‬ ‫عودة التوتر العاملي الذي بدأ يطل في جورجيا‬

‫‪8‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الشهيد العريضي مع زوجته‬

‫والقوقاز‪ ،‬قلق من أن سياسته خالل السنوات‬ ‫األربع املاضية املرتبطة باملشروع األميركي‪ ،‬قد‬ ‫تخرج عن سيطرته‪ ،‬ويقوم فريق من داخل تياره‬ ‫اجلنبالطي‪ ،‬ويركب مركب التقسيم الذي بدأ‬ ‫يهب من العراق الذي يعيش عملية التفتيت‪.‬‬ ‫وما زرعه جنبالط من رهان على “الشرق‬ ‫األوسط اجلديد”‪ ،‬ودميوقراطية جورج بوش قد بدأ‬ ‫يحصد ثماره من خالل اختراقات للجبل وانفتاح‬ ‫الساحة اللبنانية أمام كل االستخبارات كما‬ ‫قال‪ ،‬ومن خالل الطروحات التي عادت عن‬ ‫“الدولة الدرزية” أو “اإلمارة الدرزية”‪ ،‬فهو ال‬ ‫يستطيع حتمل قيام “إسرائيل ثانية” أو تكون‬ ‫الدولة املزعومة حارسة حلدود إسرائيل‪ ،‬وحاجزا ً‬ ‫أمام املقاومة‪ ،‬ومثل هذه الدولة ال وجود ملقومات‬ ‫لها جغرافيا ً وال اقتصادياً‪ .‬وإن رفع شعارات‬ ‫الطائفية واخلطر على الوجود الطائفي للدروز‪،‬‬ ‫ال ينتج إال “أصولية درزية”‪ ،‬مثل كل األصوليات‬ ‫الدينية األخرى التي تنمو في لبنان في ظل‬ ‫ّ‬ ‫املغذى‬ ‫أجواء الشحن الطائفي واملذهبي‬ ‫بالتمويل اخلليجي واألميركي واإلسرائيلي‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫وأخيرا ً سقط صالح العريضي‬ ‫شهيداً‪.‬‬ ‫رمبا هو اللقب الذي كان يحب‬ ‫صالح احلصول عليه‪.‬‬ ‫هذا الشاب الذي لم يسترح يوما ً‬ ‫منذ بداية نشاطه احلزبي والعسكري‬ ‫والسياسي‪ .‬فقد بدأ نضاله في سن‬ ‫مبكرة ولم يستسلم منذ أكثر من‬ ‫ثالثني عاماً‪.‬‬ ‫ترك من أحب ورحل إلى جوار أحباء‬ ‫آخرين له‪ .‬فبيصور بلدتان واحدة‬ ‫تعيش فوق األرض والثانية حتتها‬ ‫لكثرة ما سقط فيها من شهداء‪.‬‬ ‫وكثيرون منهم سقطوا إلى جانب‬ ‫صالح‪.‬‬ ‫نحن نودعه اليوم شهيدا ً وهم‬ ‫يستقبلونه حبيبا ً ورفيقا ً وصديقا ً‬ ‫ورجالً بكل ما للكلمة من معنى‪.‬‬ ‫لم يسقط صالح قبل اليوم ألن‬ ‫أحدا ً ال يستطيع مواجهة عيون‬ ‫هذا الصقر البيصوري الذي لم‬ ‫يترك موقع نضال في حياته إال وكان‬ ‫طليعة رفاقه في قلب هذا املوقع‪.‬‬ ‫سقط غدرا ً فهذه من عادات‬ ‫الرجال الذين يخافهم القاتل‪.‬‬ ‫أخي ورفيقي وحبيبي‪.‬‬ ‫نودعك وأبو صالح يتصرف كأنه‬ ‫أب لكل أبناء اجلبل وليس لك فقط‪،‬‬ ‫هذا الرجل الذي لم يترك جرحا ً نازفا ً‬ ‫داخل الدروز إال وحاول تضميده‪ ،‬فهل‬ ‫من أحد قادر اليوم على أن يضمد‬ ‫جرحه بفقدانك؟‬ ‫ترحل تاركا ً غصة في قلوب محبيك‬ ‫وهم كثر‪ ،‬ترحل يا أغلى الرجال تاركا ً‬ ‫األمانة في أيدينا جميعا ً كي ال‬ ‫نسمح أليدي الغدر اإلسرائيلي بأن‬ ‫تكمل محاولة تأديب اجلبل الذي بدأ‬ ‫معك ومع أمثالك يعود إلى أصالته‬ ‫إلى حضن العروبة التي آمنت بها‬ ‫حتى االستشهاد‪.‬‬

‫وئام وهاب‬


‫أرسالن يفتعل صداماً إعالمياً غير مبرر مع وهاب‬ ‫يُطالعنا رئيس احلزب الدميقراطي اللبناني‬ ‫الوزير طالل أرسالن مبواقف متقلبة ضد رئيس تيار‬ ‫التوحيد الوزير وئام وهاب الذي كان وما زال يحاول‬ ‫ضبط الوضع الدرزي وتعزيز الوحدة داخل الطائفة‬ ‫عموماً‪ ،‬وتوحيد املعارضة الدرزية خصوصاً‪ ،‬وقد كان‬ ‫مفاجئا ً أن يفتعل أرسالن مشكلة مع وهاب الذي‬ ‫لم يوفر مناسبة إال اإلشادة به وتقدميه كممثل‬ ‫للمعارضة الدرزية‪ ،‬وكل القلق الذي ينتاب أرسالن‬ ‫من وهاب هو احلضور السياسي والشعبي لرئيس‬ ‫تيار التوحيد‪.‬‬ ‫بدأت هذه احلالة منذ اإلشكال الذي حصل بني‬ ‫مرافقي وهاب وعناصر مشبوهة من اإلشتراكي لها‬ ‫تاريخ بالعمالة اإلسرائيلية بقيادة وهبة ابو فاعور‬ ‫والد الوزير وائل ابو فاعور خالل قيام وهاب بتقدمي‬ ‫التعازي في بلدة خلوات الكفير مع العلم أ ّن أرسالن‬ ‫كان على عالقة ممتازة مع وهاب ونعت حينها أبو‬ ‫فاعور بالعميل اإلسرائيلي مؤكدا ً على عدم إمكانية‬ ‫السماح آلل ابو فاعور بالعودة إلى البلدة ‪ .‬والبارز أ ّن‬ ‫أرسالن اتهم وهاب بإفتعال الفتنة بني الدروز من دون‬ ‫أن يسميه أثناء املصاحلة التي حصلت مؤخرا ً في‬ ‫سمته عنه جريدة وتلفزيون املستقبل‬ ‫اخللوات وقد ّ‬ ‫ينف أرسالن ذلك ويدحض هذه الكاذيب مما‬ ‫ولم ِ‬ ‫اضطر وهاب إلعالن احلقيقة ورفض التزوير‪ ،‬فكان الرد‬ ‫التالي من أمانة اإلعالم في تيار التوحيد‪:‬‬

‫أرسالن يتسلم من اإلشتراكي‬ ‫ملف الهجوم على وهاب‬ ‫توقفنا بإستغراب كبير امام املوقف الصادر عن‬ ‫الوزير طالل أرسالن في مصاحلة اخللوات باألمس‪،‬‬ ‫وأكثر ما أثار استغرابنا هو أ ّن أرسالن يغ ّير مواقفه‬ ‫حسب الظروف السياسية‪ ،‬وهو بعد أن اتهم أثناء‬ ‫وقوع احلادث والد الوزير وائل أبو فاعور بتدبير احلادثة‬ ‫ووصفه بأنه عميل إسرائيلي‪ ،‬عاد باألمس لتغيير‬ ‫الئحة اإلتهام محاوال ً تقدمي اوراق اعتماد أمام الوزير‬ ‫وليد جنبالط ّ‬ ‫عل األمر يسهل كسب و ّد األخير‪،‬‬ ‫بد من سؤال صاحب العطوفة‬ ‫وأمام ما حصل ال ّ‬ ‫بعض األسئلة‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ألست أنت يا صاحب العطوفة من رفض‬ ‫منذ أشهر إعادة آل أبو فاعور إلى البلدة وهاجمت‬ ‫قائد اجليش يومها العماد ميشال سليمان اعتقادا ً‬ ‫منك أنه لم يعد مرشحا ً جديا ً للرئاسة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ألست أنت من عينّ شيخا ً ثانيا ً للعقل‬ ‫تكريسا ً لالنقسام رغم معارضة الوزير وئام وهاب‬ ‫في البداية للخطوة‪ ،‬قبل أن تدخل كل الوساطات‬ ‫لدفعه إلى املوافقة على اخلطوة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬عطوفة األمير من كنت حتاول تقدمي أوراق‬ ‫اعتماد له باألمس هو من أسقطك باالنتخابات‪،‬‬ ‫ولسنا نحن إذا كانت الذاكرة قد خانتك‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬هل أصبحت عضوا ً مؤجالً في كتلة اللقاء‬ ‫الدميوقراطي يا صاحب العطوفة وتسلمت إلى‬ ‫جانب زمالئك ملف الهجوم على الوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬كنا نتمنى أن ال نضطر إلى ذلك لوال‬

‫الكالم اخلطير الذي صدر عنك باألمس‪ ،‬ونتمنى أن‬ ‫ال نكمل هذا املسلسل ألن لدينا الكثير من الكالم‪،‬‬ ‫وأنت تعرف يا صاحب العطوفة ذلك‪.‬‬

‫تعزية ارسالن‬ ‫ومتاشيا ً مع املواقف الشجاعة واألخالقية‬ ‫والوطنية للوزير وهاب‪ ،‬زار األخير الوزير أرسالن في‬ ‫خلدة لتقدمي واجب التعزية بالشهيد البطل صالح‬ ‫العريضي بعد ان كان قد أصدر بيانا ً أدان فيه هذه‬ ‫اجلرمية اخلبيثة‪ ،‬وجاء فيه‪:‬‬

‫صالح العريضي رجالً‬ ‫في قافلة الشهداء‬ ‫إن اجلرمية اخلبيثة التي أودت بحياة األخ والرفيق‬ ‫والصديق صالح العريضي لم تكن تستهدف هذا‬ ‫املناضل الكبير‪ ،‬بل كانت تستهدف اجلهود املبذولة‬ ‫إلعادة اجلبل إلى ثوابته الوطنية والقومية التي‬ ‫لعب فيها الوزير طالل أرسالن دورا ً كبيرا ً ومميزاً‪.‬‬ ‫إن البصمات اإلسرائيلية الواضحة في هذه‬ ‫اجلرمية تستدعي منا جميعا ً إطالق يد األجهزة‬ ‫األمنية لتطهير األوكار اإلسرائيلية التي بدأنا‬ ‫نشعر بنموها في الفترة األخيرة‪.‬‬ ‫إن دماء صالح العريضي هي مبثابة إنذار لنا‬ ‫جميعاً‪ ،‬يستدعي تضامنا ً شامالً بني كل أبناء اجلبل‬ ‫إلنهاء أي محاولة إسرائيلية تهدف إلى إلغاء الدور‬ ‫الذي يرسمه اجلبل اآلن كداعم للمقاومة في وجه‬ ‫التهديدات اإلسرائيلية‪ ،‬وأشاد وهاب بالدور الذي‬ ‫لعبه والد الشهيد في وضع األمور في نصابها‬ ‫منعا ً لالصطياد في املاء العكر‪ ،‬وهو موقف ليس‬ ‫بغريب على الشيخ أبو صالح فرحان العريضي الذي‬ ‫كان وال يزال صمام أمان لطائفة املوحدين الدروز‪،‬‬ ‫ليس في لبنان فقط بل في كل اجلزيرة العربية‪.‬‬ ‫وقد زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب وزير الشباب والرياضة األمير طالل‬ ‫أرسالن وقدم له واجب التعزية بوفاة الشهيد صالح‬ ‫العريضي‪ .‬وبعد الزيارة أثنى وهاب على الدور الذي‬ ‫يلعبه الوزير أرسالن منذ حوادث ‪ 7‬أيار‪ ،‬مما جعله ميثل‬ ‫صمام أمان في كل منطقة اجلبل‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أكد وهاب أن احلوار الذي‬ ‫سينطلق غدا ً يجب أن ال يكون مشروطا ً ال بعدد‬ ‫املشاركني وال بجدول أعماله‪ ،‬مؤكدا ً أن املشاركني‬ ‫غدا ً ميثلون بعض اللبنانيني ال كل اللبنانيني‪،‬‬ ‫والطاولة ستبقى غير مكتملة إذا لم تشارك فيها‬ ‫قوى أخرى غير موجودة‪ ،‬مشيرا ً إلى أن املعارضة‬ ‫الدرزية تتمسك بتمثيلها بعد اجللسة االفتتاحية‬ ‫بوفد يترأسه الوزير أرسالن‪ ،‬وكذلك احلال بالنسبة‬ ‫لباقي أطراف املعارضة في الطوائف األخرى‪ ،‬وهنا‬ ‫ال بد من اإلشارة إلى أن الطائفة العلوية مستثناة‬ ‫بشكل كامل في هذا احلوار‪.‬‬ ‫وعن جدول األعمال أكد وهاب أن اقتصاره على‬

‫بند االستراتيجية الدفاعية غير مفيد ألن هناك‬ ‫أمورا ً كثيرة مهمة وأبرزها اخللل في اتفاق الطائف‬ ‫جلهة صالحيات رئيس اجلمهورية‪ ،‬ألن استمرار هذا‬ ‫اخللل سيجعل عدم التوازن قائما ً في إدارة الدولة‪.‬‬

‫بيان ارسالن‬ ‫لكن املفاجىء‪ ،‬ومع كل اإليجابية التي أبداها‬ ‫وهاب بالرغم من مواقف أرسالن األخيرة هو رد‬ ‫املكتب اإلعالمي ألرسالن على زيارة وهاب للتعزية‬ ‫متناسيا ً الذكرى األليمة التي جمعت كافة‬ ‫القوى الدرزية حتت مظلة الشهادة واملقاومة‪.‬‬ ‫فر ّدت أمانة اإلعالم في تيار التوحيد على مكتب‬ ‫أرسالن في البيان التالي‪:‬‬

‫والرد‬ ‫ورد على الهجوم غير املبرر للمكتب اإلعالمي‬ ‫ألرسالن‬ ‫قرأنا باستغراب توضيح املكتب اإلعالمي ملعالي‬ ‫الوزير األمير طالل أرسالن حول زيارة رئيس التيار‬ ‫إلى خلدة للتعزية وتأكيد البيان أنها اقتصرت على‬ ‫التعزية فقط‪.‬‬ ‫إن ما أثار استغرابنا هو هذا التوضيح الذي ليس‬ ‫له أي مبرر‪ ،‬خاصة أن أحدا ً لم يتحدث عن غير زيارة‬ ‫تعزية‪ ،‬ألن بحث امللف النووي اإليراني وأزمة الغذاء‬ ‫العاملي وحرب جورجيا واالنتخابات األميركية وانهيار‬ ‫أسواق املال العاملية تأجلت إلى لقاءات أخرى يكون‬ ‫فيها الوقت أفضل ملناقشة األمور الكبرى‪.‬‬ ‫مع االعتذار من الشهيد صالح العريضي إلثارة‬ ‫أمور سخيفة من هذا النوع في أسبوع استشهاده‬ ‫األول‪ .‬أما إذا كان املكتب اإلعالمي ألرسالن قد قصد‬ ‫كالم وهاب عن لقاء خلدة بني حزب اهلل واحلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي‪ ،‬فنريد أن نطمئنه إلى أن قيادة‬ ‫حزب اهلل وضعت رئيس التيار وكل احللفاء في أجواء‬ ‫اللقاء والتحضيرات التي حصلت قبله‪ ،‬ألنها تلتزم‬ ‫التعاطي بأخالقية عالية مع احللفاء‪ ،‬وقد رحب‬ ‫وهاب بكل خطوات املصاحلة‪.‬‬ ‫أما وأن وقت األمير طالل الثمني قد سمح له‬ ‫بإصدار هذا التوضيح‪ ،‬كنا نتمنى أن يوضح أمام‬ ‫النائب سعد احلريري موقفه من احملكمة الدولية‬ ‫التي حاول احلريري إدخاله في لعبتها‪ ،‬وهي محكمة‬ ‫مسيسة وتستعمل ألغراض سياسية في لبنان‬ ‫واملنطقة‪ ،‬بدل أن يصمت كأبو الهول أمام عرض‬ ‫احلريري‪.‬وبالنسبة ألصول الضيافة واألمير يجب‬ ‫أن يكون سيدها‪ ،‬رحم اهلل األمير مجيد فقد كان‬ ‫مضيافا ً وصادقا ً وجريئاً‪.‬‬ ‫إننا وإذ نؤكد على عطوفته بأ ّن الرجال الرجال‬ ‫هم َمن ال يتقلبون كل يوم في املواقف ويتحالفون‬ ‫مع َمن كان عدوهم اللدود متناسني َمن وقف‬ ‫معهم في اإلنتخابات‪ ،‬نثني على حرص الوزير وهاب‬ ‫على احملافظة على السلم والهدوء بني أبناء طائفة‬ ‫املوحدين الدروز‪.‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪9‬‬


‫الغالف‬

‫من هو الشهيد الشيخ صالح العريضي؟‬ ‫«جامع القصرين» الذي قاوم االحتالل‬ ‫يصعب تخ ّيل طالل أرسالن بدون صالح‬ ‫العريضي‪ .‬فاألمير الذي دخل السياسة يافعا ً من‬ ‫بوابة الوراثة‪ ،‬لم يجد جنبه إال بعضا ً من نخب‬ ‫العائالت «اليزبكية» التي م ّثلت تاريخيا ً القاعدة‬ ‫الشعبية لزعامة والده األمير مجيد أرسالن‪.‬‬ ‫صالح العريضي كان واحدا ً من الذين قاموا‬ ‫باالنتقال املعاكس‪ .‬فاالشتراكي الذي لعب‬ ‫دورا ً ميدانيا ً بارزا ً على الصعيدين السياسي‬ ‫والعسكري ملدة تزيد على عشرين عاماً‪ ،‬اختار‬ ‫طوعا ً أن يعيد متوضعه السياسي واحلزبي وانتقل‬ ‫بخطوة مفاجئة من اخملتارة إلى خلدة عام ‪.1998‬‬ ‫كثيرون راهنوا في حينها على العودة السريعة‪.‬‬ ‫عشرات «املراسيل» بعث بها وليد جنبالط إلى‬ ‫«الشيخ صالح» على امتداد السنوات املاضية‪،‬‬ ‫لكنه لم يفلح في إقناعه بالعودة إلى امللعب‬ ‫اجلنبالطي‪ .‬وعندما يئس من العودة‪ ،‬وقف جنبالط‬ ‫في بيصور مسقط رأس العريضي التي ولد فيها‬ ‫عام ‪ 1957‬وقال‪« :‬أخبروني أن أحدهم ما زال يضع‬ ‫في بيته صورة لي‪ .‬أريد أن ينزعها»‪.‬‬ ‫«الشغف اجلنبالطي» باستعادة الشيخ‬ ‫صالح يرتبط أوال ً بالبعد العائلي لهذا الرجل‬ ‫الذي وإن غادر «االلتزام الديني» في ريعان شبابه‪،‬‬ ‫إال أن طيف والده املرجع الروحي الشيخ فرحان‬ ‫العريضي كان يرافقه طوال حياته ومي ّثل بوصلة‬ ‫في أدائه السياسي الوطني واحمللي‪.‬‬ ‫كان يحترم خيار والده‪ ،‬الذي جنح في أن يبقى‬ ‫وسطيا ً بني العائلتني األرسالنية واجلنبالطية‪.‬‬ ‫وسعى دائما ً إلى جمع الشمل الدرزي‪ ،‬وخصوصا ً‬ ‫في قضايا مشيخة العقل واألوقاف وغيرها من‬ ‫امللفات الداخلية‪.‬‬ ‫كان شديد احلساسية جتاه أي تشكيك بوالئه‬ ‫للوزير أرسالن‪ ،‬وينتفض غاضبا ً في وجه أي محاوله‬ ‫للتشكيك في هذا الوالء‪ .‬لكنه لم ينف يوما ً أن‬ ‫يعد‬ ‫انتقاله احلزبي كان «مغامرة كبيرة»‪ ،‬في بلد ّ‬ ‫فيه االنتقال احلزبي فعل «خيانة» وخصوصا ً عند‬ ‫األحزاب األيديولوجية‪ .‬فكيف إذا كان االنتقال من‬ ‫حزب عائد إلى الوالء اإلقطاعي من إرث سياسي‬ ‫أيديولوجي‪ ،‬إلى حزب يحاول االنتقال من الوالء‬ ‫اإلقطاعي إلى فضاء «الدميوقراطية اللبنانية»‪.‬‬ ‫كان العريضي يهمس دائما ً إلى املقربني منه أن‬ ‫موقفه باالنتقال ينطلق أوال ً من «رفضه املطلق‬ ‫للنظرة الدونية إلى الذات اجلماعية لدى اجلمهور‬ ‫احلزبي والتي يجري التعبير عنها مبجموعة‬ ‫مقوالت استسالمية من قبيل‪ :‬نحن شو بيفهِّ منا‬ ‫بالسياسة‪ ،‬هو أدرى»‪.‬‬ ‫يجمع الذين خاضوا مواجهات مع قوات االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي في قرى اجلبل أن صالح العريضي كان‬ ‫العبا ً أساسياً‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن هذه املواجهات‬

‫‪10‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كانت رمزية في الكثير من األحيان‪.‬‬ ‫فالشيوعيون والقوميون يؤكدون أنه «أسهم‬ ‫بفعالية في دعم وتأمني الغطاء لعمليات جبهة‬ ‫املقاومة الوطنية لالحتالل اإلسرائيلي في اجلبل‬ ‫مبوازاة دوره الفاعل في التصدي لعمالء االحتالل‬ ‫وأزالمه»‪.‬‬ ‫أما القوى األخرى ممن تشكلت في مجموعات‬ ‫مسلحة مدعومة من الفلسطينيني‪ ،‬فيخبرون‬ ‫قصصا ً كثيرة عن الرجل الذي «حرص على نقل‬ ‫كميات كبيرة من األسلحة التي تركتها فصائل‬ ‫منظمة التحرير في بيروت عندما غادرت إلى‬ ‫تونس»‪.‬‬ ‫قصة أخرى تروى‪ .‬في الشهر األخير من عام‬ ‫‪ 1982‬صدرت نشرة سياسية ـــــ عسكرية‬ ‫تسمى «أبناء اجلبل»‪ ،‬وقد تضمنت هذه‬ ‫النشرة الدعائية مقاالت حت ّرض على القتال‬ ‫ضد اإلسرائيليني وتدعو إلى املقاومة‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى تضمنها معلومات عسكرية عن صناعة‬ ‫املتفجرات‪ ،‬وأعمال التحصني لكي يسهل فهمها‬ ‫على األهالي‪ .‬كان صالح العريضي الرجل الوحيد‬ ‫الذي تبرع بنقل موادها إلى مطبعة في بيروت‬ ‫رغم حواجز قوات االحتالل‪ ،‬وتولى في ما بعد‬ ‫توزيعها على قرى اجلبل عبر وضعها داخل ربطات‬ ‫اخلبز‪ .‬كان املوت ينتظر من يقوم بهذه املهمة في‬ ‫حينها‪ ،‬لكنه تأخر في احلضور إلى ليلة ‪ 10‬أيلول‬ ‫‪.2008‬‬ ‫انتقل العريضي من مرحلة العمل العسكري‬ ‫املباشر‪ ،‬كمقاتل ميداني لسنوات على طول‬ ‫خطة اجلبهة وخصوصا ً في محور «كيفون ـــــ‬ ‫سوق الغرب»‪ ،‬إلى العمل السياسي بعد اتفاق‬ ‫الطائف والسلم األهلي‪.‬‬ ‫لم يطمح صالح العريضي فورا ً إلى النيابة‪.‬‬ ‫رغم أن مؤهالته عام ‪ 1992‬لم تكن أقل بكثير من‬

‫مؤهالت أكرم شهيب الذي ع ّينه وليد جنبالط‬ ‫نائبا ً عن بيروت عام ‪ 1991‬وانتخب منذ عام ‪1992‬‬ ‫نائبا ً عن املقعد الدرزي في قضاء عاليه‪.‬‬ ‫سعى العريضي إلى خوض غمار االنتخابات‬ ‫البلدية في بيصور عام ‪ .1998‬ولقد م ّثلت‬ ‫هذه االنتخابات محطة مفصلية في حياته‬ ‫السياسية‪ ،‬وكانت السبب املباشر النتقاله‬ ‫السياسي إلى جانب أرسالن‪ .‬حينها انقسم‬ ‫احلزب التقدمي االشتراكي داخل البلدة‪ ،‬ودعم‬ ‫الوزير النائب غازي العريضي ترشيح صهره زياد‬ ‫العريضي في وجه الئحة يرأسها صالح العريضي‬ ‫ومؤلفة من اشتراكيني وقوميني وأرسالنيني‪.‬‬ ‫أسهم العريضي في بلورة فكرة تأسيس‬ ‫حزب سياسي يكون وريثا ً للزعامة اإلقطاعية‬ ‫األرسالنية ويطمح إلى اجتذاب العناصر الشابة‪،‬‬ ‫فترأس منذ تأسيس احلزب الدميوقراطي اللبناني‬ ‫دائرة الغرب التي تضم أكبر رقعة جغرافية في‬ ‫وتعد املعقل‬ ‫القرى الدرزية في قضاء عاليه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التاريخي للزعامة األرسالنية‪.‬‬ ‫انتخب عضوا ً في اجمللس السياسي للحزب في‬ ‫املؤمتر العام األول الذي انعقد في عام ‪ .2003‬ولقد‬ ‫برز في متابعته عددا ً من امللفات السياسية‪،‬‬ ‫أهمها العالقة مع األحزاب السياسية في لبنان‪.‬‬ ‫لكن امللف األبرز الذي ك ّلف به الوزير أرسالن‪،‬‬ ‫العريضي شخصياً‪ ،‬كان العالقة مع سوريا التي‬ ‫كان يواظب على زيارتها أسبوعياً‪ ،‬ويتابع مع كبار‬ ‫املسؤولني فيها أدق التفاصيل‪.‬‬ ‫ليلة ‪ 10‬أيار ‪ ،2008‬وقف العريضي في دارة‬ ‫أرسالن في خلدة وقال له‪« :‬يا مير‪ ،‬هل خدعتك‬ ‫يحضر للمقاومة في اجلبل ويجب‬ ‫يوماً‪ .‬هناك فخ‬ ‫ّ‬ ‫أن نبادر إلى املصاحلة قبل وقوع كارثة»‪ .‬ومنذ أن‬ ‫تولى أرسالن بتفويض من جنبالط سحب فتيل‬ ‫التوترات األمنية في قرى اجلبل بعد ‪ 11‬أيار‪،‬‬ ‫كان للعريضي بصمته األساسية في املتابعة‬ ‫امليدانية‪ ،‬وخصوصا ً أنه كان يحظى بثقة عالية‬ ‫عند قيادة حزب اهلل السياسية واألمنية‪.‬‬ ‫قبل يومني من استشهاده‪ ،‬سجل أحد أصدقائه‬ ‫عتبا ً شديدا ً عليه ألنه خاض مغامرة إجناب طفل‬ ‫في عمر اخلمسني‪ .‬فأجابه «شو املشكلة؟ بعد‬ ‫بر ّبيه وبيصير شب‪ ،‬وبكون صرت بالثمانني على‬ ‫حفة قبري»‪ .‬حافة القبر عاجلت العريضي في‬ ‫اخلمسني‪ ،‬ولم تترك له فرصة أن يربي أشرف (‪9‬‬ ‫شهور) وفرح (‪ 10‬سنوات)‪ .‬وأن يفرح من منهل (‪24‬‬ ‫عاماً) وبالل (‪ 21‬عاماً) وعماد (‪ 17‬عاماً)‪.‬‬

‫بسام القنطار‬

‫مقال نشر في جريدة “األخبار” اجلمعة ‪١٢‬‬ ‫أيلول ‪٢٠٠٨‬‬


‫تيار التوحيد و«هيئة العمل التوحيدي» يعزيان بالشهيد العريضي في بيصور‬

‫وهاب ‪ :‬سعى للوحدة في حياته ومن قبره يجمع كل الناس‬ ‫دم صالح العريضي لم يوقف الفتنة فقط‪ ،‬بل أعاد‬ ‫اجلبل إلى أصالته وعروبته‪ ،‬وهذه هي تعاليم الشهيد‬ ‫صالح التي تربى عليها على يد والده العم أبو صالح‬ ‫الذي علمنا أن نتمسك بها ونحافظ عليها‪.‬‬ ‫بهذه الكلمات خاطب رئيبس تيار التوحيد الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب أهل الشهيد البطل صالح‬ ‫العريضي ووالده الشيخ فرحان العريضي أثناء تقدمي‬ ‫التعزية في بيصور‪ ،‬برفقة وفد من تيار التوحيد‬ ‫وهيئة العمل التوحيدي‪.‬‬ ‫وقد قدم الوزير وهاب التعازي إلى والد الشهيد‬ ‫وأشقائه وأبنائه وأفراد العائلة‪ ،‬بحضور حشد من‬ ‫أهالي البلدة‪ ،‬وبعد كلمات أشادت بتضحيات الشهيد‬ ‫صالح‪ ،‬ألقى األستاذ سعيد حمود مالعب كلمة أهالي‬ ‫بيصور‪ ،‬ثم ألقى الوزير وهاب كلمة قال فيها‪:‬‬ ‫لست هنا ألقدم التعازي بالشهيد البطل صالح‬ ‫العريضي‪ ،‬بل ألقدم التهاني بالشهيد البطل‪،‬‬ ‫القليلون جدا ً يعرفون صالح ومزاياه ونفسيته‪،‬‬ ‫صالح كان في قلب أسد عند الضرورة‪ ،‬وكان عند‬ ‫املقدرة بقلب طفل‪ ،‬صالح رجل بكل ما للكلمة من‬ ‫معنى‪.‬وأضاف‪ :‬هذا امتحان جديد للعم أبو صالح‬ ‫الذي م ّر بامتحانات كثيرة في اجلبل وفي الطائفة‪،‬‬ ‫وبقي صمام األمان لهذا اجلبل في أصعب األوقات‪،‬‬ ‫ال أستطيع أن أحتدث الكثير عن صفات صالح‪ ،‬ألن‬ ‫«الدمعة تسبقنا»‪ ،‬ولم نقتنع بعد بأن صالح غاب‬ ‫عنا‪ ،‬فدمه لم يوقف فقط الفتنة‪ ،‬بل فعل الكثير‪،‬‬ ‫وأعاد اجلبل إلى أصالته وعروبته‪ ،‬دم صالح أكد أن هذا‬ ‫اجلبل سيبقى عربيا ً ومقاوماً‪ ،‬وهذه هي الرسالة التي‬ ‫فهمناها من دم الشهيد‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬دم صالح فتح الطريق أمام الكثير من األمور‬ ‫اإليجابية في اجلبل ولبنان‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬األمير طالل أرسالن سيرعى العديد من‬ ‫املصاحلات بني القوى السياسية كممثل للمعارضة‬ ‫الدرزية‪ ،‬وهذا أمر إيجابي على صعيد لبنان‪ ،‬وعلى‬ ‫صعيد إلغاء كل ذيول احلوادث التي حصلت في‬ ‫اجلبل‪ ،‬وهذا األمر لم يكن ليتم لوال هذه الدماء التي‬ ‫سقطت من الشهيد صالح العريضي‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬الشهيد صالح مثلما كان ساعيا ً للوحدة‬ ‫في حياته‪ ،‬فهو من قبره يجمع الناس‪ ،‬ومن قبره يعيد‬ ‫للجبل وحدته‪ ،‬وممرها األساس عروبته‪ ،‬وعدم انفصام‬ ‫هذا اجلبل عن عروبته ومحيطه العربي‪ ،‬وهي في‬ ‫األساس مقاومة هذا اجلبل وانحيازه إلى عروبته‪.‬‬ ‫فهذه هي تعاليم الشهيد صالح العريضي‬ ‫التي تربى عليها على يد والده الشيخ أبو صالح‬ ‫العريضي‪ ،‬وأمتنى أن تفتح هذه املناسبة األليمة اجملال‬ ‫أمام الشيخ صالح العريضي واخل ّيرين في الطائفة‬ ‫ليعيدوا وصل ما انقطع بني كل أبناء الطائفة على‬ ‫أساس الثوابت التي ع ّلمنا الشيخ أبو صالح أن‬ ‫نتمسك بها ونحافظ عليها‪.‬‬

‫وفد تيار التوحيد و«هيئة العمل التوحيدي» يقدم التعزية‬

‫وهاب يعزي والد الشهيد‬

‫وهاب‪ ،‬الشيخ فرحان العريضي‪ ،‬جنل الشهيد منهل وشقيقه‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪11‬‬


‫الغالف‬ ‫أ ّكد أننا وتيار التوحيد اللبناني لسنا حلفاء فقط‪ ،‬بل واحد في المنهج والعقيدة والخط‬

‫النائب د‪ .‬مروان فارس لـ”منبر التوحيد” ‪:‬‬ ‫المصالحة الحقيقية تتم بعد صدور األحكام بمجزرة حلبا‬ ‫لطاملا كان احلزب السوري القومي االجتماعي رأس حربة في‬ ‫املعركة ضد الكيان الصهيوني وأدواته‪ ،‬فلم يغب يوماً عن ساحات‬ ‫القتال والتحرير‪ ،‬مسجالً أروع مالحم البطولة والشرف من خالل‬ ‫قافلة الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن‪.‬‬ ‫وكان للحزب السوري القومي االجتماعي دور مميز ورائد في عمل‬ ‫املعارضة الوطنية اللبنانية خالل السنوات السابقة بحضوره‬ ‫الالفت في كل الفعاليات السياسية واالجتماعية والفكرية‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫يرسم احلزب اليوم خطاه على الساحة الداخلية اللبنانية‪،‬‬ ‫محافظاً على ثوابته الوطنية والقومية ومنطلقاً من مبدأ‬ ‫التعايش واحلوار والسلم األهلي‪ .‬فبحسب أمينه النائب مروان‬ ‫فارس احلزب وافق على اتفاق الدوحة ألنه أفضل من احلرب‪ ،‬ولذلك‬ ‫سيعلن حتفظه على قانون ‪ 1960‬لالنتخابات في اجمللس النيابي‪،‬‬ ‫كما ينتظر أحكام القضاء في مجزرة حلبا من باب رفضه التفريط‬ ‫في دماء شهدائه‪ ،‬داعياً حتى إلى محاكمة اجلهة السياسية التي‬ ‫تقف وراءها‪.‬‬ ‫في االستراتيجية الدفاعية يرى احلزب ضرورة للتعاون بني‬ ‫اجليش واملقاومة انطالقاً من اجلوهر السياسي لالستراتيجية‬ ‫الدفاعية‪ .‬في امللفات االقتصادية موقف احلزب معروف بالوقوف‬ ‫إلى جانب العمال‪ ،‬فدعا فارس إلى تظاهرات واعتصامات ضد‬ ‫قرار احلكومة حول تعديل األجور‪ .‬كالم فارس جاء في حوار ملنبر‬ ‫التوحيد هنا نصه‪:‬‬

‫قانون ‪ 1960‬يعيد لبنان‬ ‫إلى الوراء‬ ‫ما هو موقف احلزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫من قانون االنتخاب اجلديد كون احلزب قدم سابقاً‬ ‫مقترح قانون إلى مجلس النوّاب‪ ،‬يقضي باعتماد‬ ‫لبنان دائرة انتخابية واحدة مقرونة بالنسبيّة؟‬ ‫نحن تقدمنا مبشروع جمللس النواب يعتمد لبنان‬ ‫دائرة انتخابية واحدة ويعتمد قانون النسبية‪ ،‬وذلك‬ ‫انطالقا ً من قناعتنا بأن اعتماد لبنان دائرة انتخابية‬ ‫واحدة ّ‬ ‫ميكنه من تفادي املشكلة الطائفية‪ ،‬فبنظرنا‬ ‫املشكلة األساسية في لبنان ليست التكوين‬ ‫الطائفي‪ ،‬ونحن في األساس لسنا ضد وجود‬ ‫طوائف متعددة في لبنان‪ ،‬كما أننا نحترم كل‬ ‫األديان السماوية ونراها متثل جوهر األمة وحضارتها‬ ‫التي ننتمي إليها‪ ،‬ولكننا ضد الطائفية وضد حتويل‬ ‫الطوائف إلى اجتاه سياسي‪ ،‬فمشكلة لبنان حت ّول‬

‫‪12‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الطائفية فيه إلى إثم سياسي‪ ،‬وهذا التحويل ال بد‬ ‫من القضاء عليه‪ .‬اتفاق الطائف في لبنان أدرك هذه‬ ‫املسألة‪ ،‬كما أن النواب فهموا األزمة التي تسببت‬ ‫بحرب استمرت من عام ‪ 1975‬حتى عام ‪ ،1989‬ودعوا‬ ‫إلى إجراء االنتخابات على قاعدة احملافظات‪ ،‬أجريت‬ ‫االنتخابات النيابية عام ‪ ،1996‬وأنا شخصيا ً نائب‬ ‫عن منطقة البقاع كمحافظة آنذاك‪ .‬ولكن اآلن‬ ‫باقتراح العودة إلى قانون ‪ ،1960‬لبنان يعود إلى الوراء‬ ‫ملا يقارب الـ‪ 50‬عاماً‪ ،‬وعودة لبنان إلى الوراء تعني‬ ‫عودته إلى جوهر املشكلة الطائفية‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬ ‫من جهة ثانية إن النظام األكثري في االنتخابات‬ ‫النيابية ال ميثل حقيق ًة مختلف الفصائل والفرقاء‬ ‫على الساحة اللبنانية‪ ،‬لذلك دعونا إلى اعتماد مبدأ‬ ‫التمثيل النسبي‪ ،‬بحيث يأخذ كل حزب على حجم‬ ‫متثيله‪ ،‬فموضوع التمثيل النسبي هو موضوع جوهري‬ ‫بالنسبة ملشروع احلزب السوري القومي االجتماعي‪.‬‬ ‫نحن تقدمنا مبشروع للمجلس النيابي وال يزال‬ ‫هذا املشروع في أدراج اجمللس يعتمد هذين املبدأين‪.‬‬

‫وسنؤكد في اجمللس النيابي عندما يناقش هذا املشروع‬ ‫على موقف احلزب من قانون االنتخاب ومن ضرورة‬ ‫اعتماد لبنان كدائرة انتخابية واحدة إللغاء املشكلة‬ ‫الطائفية والعتماد مبدأ النسبية لتمثيل كل الفرقاء‬ ‫على الساحة اللبنانية‪ ،‬والعتماد سن الـ‪ 18‬لالنتخابات‪.‬‬ ‫لذلك سنعلن عن موقفنا غير املؤيد للعودة إلى قانون‬ ‫الـ‪ ،1960‬وسيكون هذا هو موقف احلزب وسنعود‬ ‫للتأكيد على مشروعنا املقدم للمجلس النيابي‪.‬‬ ‫ولكن قانون االنتخاب احلالي كان من األمور‬ ‫التي اتفق عليها في مؤمتر الدوحة‪ ،‬فلماذا تعلنون‬ ‫رفضكم له اآلن؟‬ ‫عندما ُوقع اتفاق الطائف عام ‪ 1989‬اعتبرناه‬ ‫محطة للولوج إلى السالم األهلي والوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫أنا شخصيا ً حاضرت في عدة أمكنة وكنت دائما ً أقول‬ ‫إن اتفاق الطائف هو منصة للقفز إلى بحيرة السالم‬ ‫األهلي واآلن نرى أن اتفاق الدوحة أيضا ً منصة للقفز‬ ‫إلى بحيرة السالم األهلي‪ ،‬ألن اتفاق الطائف لم‬ ‫يستطع أن ينهي املشكلة في لبنان‪ ،‬واتفاق الدوحة‬


‫توصل إلى حل جزئي للمشكلة األساسية‪ ،‬هذا احلل‬ ‫ّ‬ ‫اجلزئي أفضل من احلرب‪ ،‬ولهذا دعمناه‪.‬‬ ‫إذاً تتوقعون عودة التوتر إلى الساحة الداخلية‬ ‫في يوم من األيام؟‬ ‫اإلصالحات التي قامت بها اللجنة التي يترأسها‬ ‫الوزير فؤاد بطرس حتتوي على جوانب جيدة‪ ،‬ونحن‬ ‫مع تطبيقها‪ ،‬إن كان في التمويل أو اإلشراف‬ ‫على االنتخابات‪ ،‬وكل هذه املسائل‪ .‬ولكن بنظرنا‬ ‫كل هذه اإلصالحات تبقى ثانوية أمام اإلصالح‬ ‫األساسي اجلوهري وهو الذهاب إلى دائرة انتخابية‬ ‫واحدة ال اعتماد هذه الدوائر املقسمة حسب قانون‬ ‫‪ .1960‬فليس خافيا ً على أحد أن قانون ‪ 1960‬أدى‬ ‫إلى نشوء مجالس نيابية كان منها اجمللس الذي‬ ‫كان قائما ً في سنة ‪ 1975‬والذي أطالت بعمره ‪20‬‬ ‫و‪ 30‬عاماً‪ .‬بعد الـ‪.1975‬‬

‫األكثرية القادمة للمعارضة‬ ‫ما هي التحالفات التي سيخوض احلزب على‬ ‫أساسها االنتخابات؟‬ ‫نحن جزء من املعارضة‪ ،‬واملعارضة أخذت قرارا ً‬ ‫بأن تخوض االنتخابات مجتمعة بعضها مع‬ ‫بعض‪ ،‬وستُدرس مصالح الفرقاء املتعددين داخلها‪.‬‬ ‫مشروعنا هو مشروع كسر القصة املذهبية التي‬ ‫نشأت في انتخابات ‪ 2005‬وأوصلت هذه األكثرية‬ ‫املتحكمة في لبنان‪ ،‬فاألكثرية الراهنة هي أكثرية‬ ‫قائمة على قواعد مذهبية استغلت اغتيال الشهيد‬ ‫الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬إذ إن هذا االستغالل أدى إلى منو‬ ‫املسألة الطائفية واملذهبية وأوصل هذه األكثرية‬ ‫إلى اجمللس النيابي‪ .‬نحن برأينا هذه األكثرية القائمة‬ ‫اآلن ‪ ،‬قائمة على قواعد طائفية وعلى قواعد حتريض‬ ‫طائفي‪ .‬وهذا التحريض الطائفي واملذهبي لم‬ ‫يوصل لبنان إال إلى مشارف حروب جديدة ال أكثر‪،‬‬ ‫ولذلك نحن مشروعنا االنتخابي هو مشروع كسر‬ ‫هذا االجتاه املذهبي الطائفي القائم في لبنان وتغيير‬ ‫األكثرية املتحكمة باألصول السياسية واللبنانية‬ ‫حتكما ً مطلقاً‪ ،‬أيعقل أن حكومة فؤاد السنيورة‬ ‫استمرت ثالث سنوات في احلكم كحكومة غير‬ ‫شرعية مستثني ًة طائفة من الطوائف؟ علما ً بأننا‬ ‫ال تعنينا أمور الطوائف لكن املشكلة الطائفية‬ ‫تعنينا كثيرا ً في البلد‪ .‬لبنان لن يستطيع العودة‬ ‫إلى سالمته األهلية بهذه الوضعية الطائفية‪،‬‬ ‫لذلك املعارضة ستخوض االنتخابات متعاونة‬ ‫بعضها مع بعض لتغيير األكثرية أو لنيل األكثرية‬ ‫اجلديدة التي ستمثلها املعارضة‪ ،‬وكل توقعاتنا أنه‬ ‫سيكون هناك أكثرية للمعارضة في اجمللس النيابي‬ ‫الذي سوف ينبثق عن انتخابات العام ‪.2009‬‬ ‫تكثر املصاحلات على الساحة الداخلية‪ ،‬أال‬ ‫تتوقعون أي تغير في التحالفات‪ ،‬فاليوم هناك‬ ‫أمور مختلفة تظهر على الساحة الداخلية؟‬ ‫الكل يعلم أن املعارضة متماسكة‪ ،‬بعكس قوى‬ ‫‪ 14‬آذار التي يعلن أقطابها عن وجود حالة من عدم‬ ‫التماسك فيها‪ .‬مما يعني أن ‪ 14‬آذار حالة سياسية‬

‫عابرة سوف تنتهي صالحيتها في انتخابات ‪.2009‬‬ ‫لذلك هناك خطورة في هذه االنتخابات على‬ ‫الذين هم أكثرية اليوم‪ ،‬أي فريق ‪ 14‬آذار وليس‬ ‫على املعارضة‪ .‬طبعا ً هناك تغيرات سياسية بدأت‬ ‫تظهر قبيل االنتخابات النيابية‪ ،‬وهذا طبيعي‪.‬‬ ‫املسائل هذه مختلفة عما أتكلم عنه‪ ،‬فالتحالفات‬ ‫اجلديدة قد تكسر األغلبية القائمة ال املعارضة‪ ،‬إذ‬ ‫إن التغيير ينال من األكثرية‪.‬‬

‫ال نصالح‬ ‫على حساب دماء شهدائنا‬ ‫هل ستمتد موجة املصاحلات لتشمل ما له‬ ‫عالقة مبجزرة حلبا؟‬

‫إذ إن لها خلفية سياسية ويجب محاسبة اخللفية‬ ‫السياسية لهؤالء اجملرمني‪.‬‬ ‫لكن هناك الكثير من اجلرائم التي حصلت في‬ ‫لبنان ولم يكشفها القضاء اللبناني؟‬ ‫لكن هذه اجلرمية معروفة كما مرتكبوها‪ .‬فاجملزرة‬ ‫متت على أيدي أناس معروفني‪ ،‬لدينا‪ 11‬شهيدا ً من‬ ‫عكار كلهم من عائالت معروفة واحلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي وأهالي الشهداء يعرفون‬ ‫القتلة‪ .‬ونحن نتمنى من القضاء اللبناني “أن يشمر‬ ‫عن زنوده” ويرينا أنه قادر ولو ملرة على اكتشاف‬ ‫اجملرمني‪.‬‬ ‫إذا كنتم تطالبون مبحاسبة اخللفية‬ ‫السياسية ملرتكبي مجزرة حلبا‪ ،‬ملاذا وافقتم‬ ‫على املشاركة في احلكومة؟‬ ‫متثيل احلزب السوري القومي االجتماعي بوزير‬

‫سنعلن عن موقفنا غير املؤيد‬ ‫للعودة إلى قانون الـ‪ 1960‬في‬ ‫اجمللس النيابي‬ ‫املعارضة ستخوض االنتخابات‬ ‫مجتمعة‪ ،‬وكل توقعاتنا انه‬ ‫سيكون هناك‬ ‫اكثرية للمعارضة‬ ‫في اجمللس النيابي القادم‬ ‫احلزب السوري القومي االجتماعي ال يصالح أحدا ً‬ ‫على حساب دماء شهدائه‪ ،‬واملصاحلة احلقيقية تتم‬ ‫بعد صدور األحكام بجرمية حلبا‪.‬‬ ‫ولكن كان هناك ممثل عن احلزب في املصاحلة‬ ‫في طرابلس؟‬ ‫نعم‪ ،‬كان هناك ممثل عنا في املصاحلة التي‬ ‫حصلت في طرابلس وهو منفذ العام احلزب الرفيق‬ ‫عبد الناصر العال‪ ،‬وكان ميثل كل األحزاب الوطنية‪،‬‬ ‫ولكن هذه املصاحلة هي مصاحلة طرابلسية وليست‬ ‫مصاحلة شاملة‪ ،‬نحن لم نقرر مصاحلة أحد‪ .‬وأؤكد‬ ‫للجميع وخاص ًة لرفاقنا في احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي أن احلزب لم يترك في يوم من األيام‬ ‫قضية تخصه‪ ،‬وخاصة إذا كانت عادلة‪ ،‬وعدالة‬ ‫قضية مجزرة حلبا واضحة كنور الشمس‪.‬‬ ‫ال ميكن للحزب السوري القومي االجتماعي أن‬ ‫يترك قضية من هذا النوع‪ ،‬نحن سلمناها للقضاء‪،‬‬ ‫فاحلزب كلف مجموعة مكاتب لرفع دعاوى‬ ‫شخصية على مرتكبي اجلرائم املتعددة في حلبا‪،‬‬ ‫والقضاء اليوم مطالب بإصدار أحكام بحق اجملرمني‬ ‫والقتلة‪ ،‬خاصة أن اجملرمني والقتلة هؤالء ليسوا‬ ‫مجرمني عاديني‪ ،‬فجرمية حلبا ليست جرمية عادية‪،‬‬

‫دولة في احلكومة هو مجرد مسألة معنوية للحزب‪،‬‬ ‫إذ إن سعد احلريري وفؤاد السنيورة اعترفا بأن احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي هو قوة سياسية على‬ ‫الساحة اللبنانية‪ .‬الوزراء في هذه احلكومة اليوم‬ ‫ليسوا أجزاء من احلياة السياسية في البلد‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن مصير هذه احلكومة مجهول‪.‬‬

‫مشاركتنا في احلوار رفضت‬ ‫ماذا عن احلوار في قصر بعبدا؟‬ ‫كنا نتمنى أن نشارك في هذا احلوار‪ ،‬فاحلوار بعد‬ ‫اتفاق الدوحة غير احلوار الذي بدأ قبله‪ .‬هنالك قوى‬ ‫سياسية متحاورة حول الطاولة ودائما ً الطاوالت‬ ‫ليست هي التي تقيم احلوار‪ ،‬الرجال يقيمون‬ ‫احلوار‪ ،‬هناك قوى سياسية موجودة في لبنان‪ .‬نحن‬ ‫نعتقد أن احلزب السوري القومي االجتماعي حزب‬ ‫موجود في كل املناطق اللبنانية إلى جانب متثيله‬ ‫في اجمللس النيابي واحلكومة‪ ،‬ال ميكن استبعاده‬ ‫عن طاولة احلوار بقرار من بعض املتحاورين‪ .‬بعض‬ ‫املتحاورين رفض مشاركة حزب‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪13‬‬


‫الغالف‬ ‫مثل احلزب السوري القومي االجتماعي على‬ ‫طاولة احلوار‪ .‬كيف سيكون هذا احلوار املستب ِعد‬ ‫احلزب القومي وحزب البعث العربي االشتراكي‬ ‫والناصريني وعمر كرامي وعبد الرحيم مراد؟ هذا‬ ‫احلوار بني من ومن؟ أنا أتساءل‪ ،‬فالذين يتحاورون‬ ‫هم قوة متفقة بعضها مع بعض‪.‬‬ ‫نحن أبدينا رغبتنا وأنا شخصيا ً قابلت‬ ‫فخامة الرئيس ميشال سليمان وأبلغته رغبة‬ ‫احلزب في املشاركة في هذا احلوار ملصلحة‬ ‫لبنان‪ .‬ولكن إذا كانوا يريدون مصلحة لبنان‬ ‫باستبعاد بعض األطراف فأعتقد أنهم لن‬ ‫يصلوا إلى أي نتيجة‪.‬‬ ‫أال ترون أنفسكم ممثلني بالسيد حسن نصر‬ ‫اهلل والرئيس نبيه بري املوجودين على طاولة‬ ‫احلوار؟‬ ‫بالطبع هناك قوى سياسية داخل املعارضة‬ ‫موجودة على طاولة احلوار‪ ،‬لكن حلفاءهم ال‪ ،‬لو‬

‫وأطرافه وممثلو القوى السياسية في لبنان‪.‬‬

‫تفاهم املقاومة واجليش ضروري‬ ‫كيف ينظر احلزب القومي إلى االستراتيجية‬ ‫الدفاعية؟‬ ‫جوهر االستراتيجية الدفاعية هو التالي‪ :‬لبنان‬ ‫دولة محاذية إلسرائيل‪ ،‬ويجب أن يكون له القوة‬ ‫ملواجهة هذا العدو وللداللة على ذلك أن لبنان البلد‬ ‫الصغير استطاع أن يصمد ‪ 33‬يوما ً في وجه العدو‬ ‫اإلسرائيلي ويهزمه‪.‬‬ ‫وبالتالي االستراتيجية الدفاعية التي يقرر‬ ‫فيها األميركيون الذين مينعون قطعة السالح عن‬ ‫اجليش اللبناني الذي يقاوم إسرائيل غير مقبولة‪.‬‬ ‫جوهر االستراتيجية الدفاعية هو جوهر سياسي‪،‬‬ ‫واجلوهر السياسي هو تفاهم اجليش واملقاومة على‬

‫عقلية حكام لبنان مريضة‬

‫متثيل احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي‬ ‫بوزير دولة في احلكومة‬ ‫مجرد مسألة معنوية‬ ‫للحزب‬ ‫نحن قوة سياسية‬ ‫ووجودنا ال يلغى بوجود‬ ‫حلفائنا‬ ‫كان هؤالء موجودين على طاولة معهم لكانوا‬ ‫ساندوهم‪ .‬نحن قوى سياسية موجودة‪ ،‬حزب‬ ‫اهلل وأمل حلفاؤنا ونحن مم ّثلون بهم‪ ،‬نحن ميثلنا‬ ‫السيد حسن نصر اهلل واألستاذ نبيه بري ولكن‬ ‫نحن قوى موجودة‪ ،‬هل ميثلوننا إذا كنا ملغيني؟‬ ‫طبعا ً ال‪ .‬ميثلوننا إذا كنا موجودين‪ ،‬فنحن‬ ‫موجودون في احلياة السياسية‪ ،‬وجودنا ال يُلغى‬ ‫بوجود حلفائنا‪ ،‬بالعكس حلفاؤنا يتعزز وجودهم‬ ‫بوجودنا‪ ،‬هذا املنطق املعتمد في كل بلدان‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ملاذا رفض البعض مشاركتكم؟‬ ‫ولكن‬ ‫جوهر املوضوع ليس للكالم في اإلعالم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هناك منطقا ً والصراع كان قائماً‪ ،‬اآلن تغ ّيرت‬ ‫األمور‪ ،‬وتغ ّير هذه األمور يجب أن يغير النتائج‪.‬‬ ‫تغ ّيرت املعطيات‪ ،‬كان وليد جنبالط وطالل أرسالن‬ ‫على خالف‪ ،‬اآلن في حتالف‪ ،‬لم يكن هناك حكومة‬ ‫وحدة وطنية‪ ،‬اآلن هناك حكومة وحدة وطنية‪.‬‬ ‫إذا ً كيف يتم هذا احلوار الذي كان قائما ً في ظل‬ ‫حكومة غير شرعية‪ .‬يجب أن تتغير آلية احلوار‬

‫‪14‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ال العمال واملوظفون‪ .‬املسؤولون عن الدين العام يرون‬ ‫أنفسهم حريصني على مصلحة الدولة ومصلحة‬ ‫املوازنة‪ ،‬ولكن الواقع على األرض هو ارتفاع أسعار‬ ‫وغالء معيشة واستمرار حكومة فؤاد السنيورة‬ ‫السابقة باتخاذ إجراءات وصرف األموال من دون‬ ‫موازنات على القاعدة االثني عشرية‪ ،‬إذ إنه خالل‬ ‫أعوام ‪ ،2006 ،2005‬و‪ 2007‬لم يكن لدينا موازنات‬ ‫تبرهن العكس‪ .‬قانون تعديل األجور لم ينل رضى‬ ‫املعنيني في القطاعني اخلاص والعام‪ ،‬ال األساتذة‬ ‫وال العمال وال املوظفون راضون‪ ،‬مما يعني أن هناك‬ ‫مشكلة في اجلوهر‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1996‬أقر قانون لتعديل األجور في اجمللس‬ ‫النيابي‪ ،‬ولكن رئيس احلكومة آنذاك وضع مادة في‬ ‫البند تقول إنه تُدفع الفروقات بعد تأمني االعتمادات‪.‬‬ ‫منذ ذلك التاريخ حتى اآلن لم تؤمن االعتمادات‪ .‬هناك‬ ‫فروقات ملصلحة املوظفني والعمال لم تعط لهم‪.‬‬

‫الوقوف في وجه إسرائيل التي ستبقى دولة عدوة‬ ‫ما دامت قائمة في املنطقة وإسرائيل موجودة‪ .‬إذا ً‬ ‫تفاهم املقاومة مع اجليش ضروري فلبنان ال ميكن‬ ‫أن يخوض حربا ً عسكرية جيشا ً بجيش‪ ،‬فاملقاومة‬ ‫شرط من شروط االستراتيجية الدفاعية عن لبنان‬ ‫التي تقوم على تعاون اجليش واملقاومة وعلى دعم‬ ‫شعبي للمقاومة واجليش‪.‬‬

‫تعديل األجور غير عادل‬ ‫كون حزبكم يدعو إلى إنصاف العمال وصيانة‬ ‫حقوقهم في احلصول على النصيب العادل من‬ ‫األجر واإلنتاج‪ ،‬كيف تنظرون إلى قرار تعديل‬ ‫األجور‪ ،‬إذ إنه على ما يبدو لم َ‬ ‫يرض أحد عنه؟‬ ‫نحن نرى أن قرار تعديل األجور غير عادل‪ ،‬وال بد‬ ‫من مواجهة هذه املسألة مباشرة عبر إضرابات‬ ‫وتظاهرات‪ .‬فإذا كانت الدولة تعاني من ‪ 50‬مليار‬ ‫دوالر ديناً‪ ،‬هي الوحيدة املسؤولة عن الوصول إلى‬ ‫هذا الوضع وبالتالي هي التي يجب أن تتحمل عبئه‬

‫أين يرى احلزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫احلل لألزمة االقتصادية في لبنان؟‬ ‫الوضع االقتصادي في لبنان جد متأزم‪ ،‬بسبب‬ ‫عقلية احلاكم في لبنان التي ال بد من معاجلتها‪،‬‬ ‫إنها عقلية مريضة بسوسة الطائفية والنظام‬ ‫الرأسمالي املتوحش الذي يتحكم بلبنان‪ .‬ونحن‬ ‫لطاملا أعلنّا مواقفنا في الشأن االقتصادي‪،‬‬ ‫ومواقفنا من امللفات االقتصادية واضحة‪ .‬لطاملا‬ ‫أعلنّا أننا ضد خصخصة القطاعات التي متلكها‬ ‫الدولة‪ ،‬مثالً خصخصة اخللوي قد تقود إلى كارثة‬ ‫في لبنان‪ ،‬ملاذا يُخصخص املورد األساسي للخزينة‬ ‫اللبنانية‪ .‬وإذا كنا ال نريد خصخصته‪ ،‬فماذا‬ ‫نخصخص؟ التربية‪ ،‬كل شيء مخصخص في‬ ‫القطاع التربوي‪ ،‬لدينا ‪ 43‬جامعة خاصة في لبنان‪.‬‬ ‫القطاع التربوي خصخص في لبنان منذ زمن لكنه‬ ‫موزّع على الطوائف واملذاهب‪ .‬منذ فترة قصيرة‬ ‫وفي اجتماع في جلنة التربية النيابية بحضور وزيرة‬ ‫التربية السيدة بهية احلريري‪ ،‬قلنا إن لدينا أكثر‬ ‫‪ 34‬ألف طالب في املدارس في لبنان‪ ،‬هذا عدا عن‬ ‫الـ‪ 80‬ألف طالب املوجودين في اجلامعة اللبنانية‬ ‫في ظل األزمات املتالحقة التي يعاني منها القطاع‬ ‫التربوي‪ ،‬من األبنية املدرسية إلى الكتاب املدرسي‬ ‫إلى احلقيبة املدرسية‪ ،‬كل هذه األزمات املتالحقة‬ ‫لم يعاجلها لبنان جيدا ً وفعلياً‪.‬‬ ‫وأيضا ً هناك مشكلة الكهرباء‪ ،‬التي تسببت‬ ‫مبعظم الديون التي يعاني منها لبنان‪ .‬هناك‬ ‫مشاكل كثيرة في قطاعات االقتصاد لكن‬ ‫اخلصخصة ليست هي احلل‪.‬‬ ‫كيف تصف عالقات التنسيق بني احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي وتيار التوحيد؟‬ ‫نحن وتيار التوحيد واحد‪ ،‬نحن لسنا حلفاء‬ ‫بل لدينا منهج واحد وعقيدة واحدة‪ ،‬وخط واحد‬ ‫وسياسة واحدة وليس هنالك ما مييزنا عنه‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبو ذياب‬


‫منبر لبناني‬

‫مناصرو الحريري فقدوا ثقتهم به‬ ‫والسعودية ال ترى فيه رجلها واميركا لم تقتنع به قائداً‬ ‫نصح الرئيس نبيه بري النائب سعد احلريري‪ ،‬وفي‬ ‫ذروة االزمة السياسية والدستورية‪ ،‬لتأمني الثلث‬ ‫الضامن للمعارضة في حكومة وحدة وطنية‪ ،‬ان‬ ‫يتجاوب مع هذا العرض‪ ،‬وان يكون هو رئيس هذه‬ ‫احلكومة كي ال يفوت عليه فرصة الوصول الى‬ ‫الرئاسة الثالثة بعد االنتخابات النيابية املقبلة‪.‬‬ ‫كان هذا العرض مغريا ً للحريري االبن‪ ،‬وكان‬ ‫لديه اشكال انه ال يريد ان يؤلف حكومة في عهد‬ ‫الرئيس اميل حلود الذي اغتيل والده في عهده‪ ،‬وتريث‬ ‫بانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية‪ ،‬وعندما‬ ‫اتفق على العماد ميشال سليمان وانتخب رئيساً‪،‬‬ ‫فوجئ رئيس كتلة املستقبل النيابية‪،‬وهي االكبر‬ ‫في مجلس النواب‪ ،‬ان طريق السراي موصد بوجهه‬ ‫السباب خارجية وليست داخلية‪ ،‬اذ كان الرئيس‬ ‫اجلديد يطمح ان يكون احلريري هو رئيسا ً للحكومة‬ ‫لكن السعودية لم ترغب بذلك الن هذا الشاب‬ ‫الوارث السياسة عن والده‪ ،‬لم يكن سر ابيه‪ ،‬ولم‬ ‫يلب طموحات من اوصله الى هذا املوقع وم ّيزه دون‬ ‫اشقائه الذين ابتعدوا عنه‪ ،‬ولم يعودوا الى لبنان‪،‬‬ ‫وحتدثت املعلومات عن خالفات سياسية بينه وبني‬ ‫شقيقه بها الذي يتهمه انه ذهب بعيدا ً في حتالفاته‬ ‫الداخلية وحتديدا ً مع “القوات اللبنانية”‪ ،‬وبعدائه‬ ‫لسوريا‪ ،‬كما ان زوجة والده السيدة نازك احلريري‬ ‫ليست راضية على ادائه وتطرفه‪ ،‬وتعاطيه السلبي‬ ‫مع املقاومة‪ ،‬وانحرافه عن تراث والده الوطني‪.‬‬ ‫فأمراء اململكة لم يقبضوا كثيرا ً سعد‪ ،‬وان كان‬ ‫هناك تيار داخلها ميثله رئيس مجلس االمن الوطني‬ ‫االمير بندر بن سلطان‪ ،‬ومدير اخملابرات االمير مقرن بن‬ ‫عبد العزيز اوصيا بان يكون احلريري رئيسا ً للحكومة‬ ‫وليس فؤاد السنيورة‪ ،‬وقد فتحا له شبكة عالقات‬ ‫خارجية بعد وفاة والده‪ ،‬ومت تعريفه على املسؤولني‬ ‫في االدارة االميركية بدءا ً من الرئيس جورج بوش‬ ‫الذي رأى ان السنيورة افضل من احلريري في التحاقه‬ ‫باملشروع االميركي للمنطقة‪ ،‬وانه وعد بتنفيذ كل‬ ‫الشروط االميركية‪ ،‬واهمها نزع سالح املقاومة‪.‬‬ ‫وقد شعر احلريري بان السنيورة يتقدم عليه‪ ،‬وان‬ ‫اتصاالته العربية والدولية تتوسع‪ ،‬وان موقعه داخل‬ ‫الطائفة السنية في تصاعد‪ ،‬فبدأ يقلق من ان يرث‬ ‫“ تيار السمتقبل” وان يبقى في رئاسة احلكومة‪،‬‬ ‫ويقطع عليه الطريق للوصول اليها‪ ،‬وتذكر نصيحة‬ ‫بري له فقرر اعادة التموضع السياسي‪ ،‬كما فعل‬ ‫حليفه وليد جنبالط‪ ،‬الذي سبقه الى فتح قنوات‬ ‫اتصال داخلية‪ ،‬ورفع شعار املصاحلة‪ ،‬بعد حوادث‬ ‫‪ 7‬ايار املاضي التي اعادت املعارضة خاللها التوازن‬ ‫الداخلي وفرضت شروطها التي كانت ترفضها‬ ‫قوى ‪ 14‬شباط بدعم اميركي وسعودي‪ ،‬بان ال يتم‬ ‫التنازل امام املعارضة‪ ،‬التي كان حتركها العسكري‬ ‫السريع على االرض والسقوط االسرع ملراكز “ تيار‬ ‫املستقبل” واحلزب التقدمي االشتراكي في بيروت‬ ‫واجلبل‪ ،‬السبب في التعجيل بانعقاد مؤمتر احلوار‬

‫أمن‬ ‫الوطني في قطر واخلروج باتفاق الدوحة الذي ّ‬ ‫العبور حلل لألزمة اللبنانية‪.‬‬ ‫ومع الهزمية التي اصابت فريق االغلبية ذهب‬ ‫وليد جنبالط الى املصاحلة‪ ،‬واحلريري الى طرابلس‬ ‫والشمال يدعم القوى االصولية والسلفية‬ ‫االسالمية‪ ،‬ويفتح معركة عسكرية بني باب التبانة‬ ‫املنطقة ذات الكثافة السنية‪ ،‬وجبل محسن ذات‬ ‫الطابع العلوي‪ ،‬ليعيد نوع من التوازن مع ما حصل‬ ‫في بيروت وسقوطها في يد املعارضة‪ ،‬وهذا القرار‬ ‫الذي اتخذه رئيس “تيار املستقبل” كان بتوجيه‬ ‫سعودي ومن االمير بندر الذي لم يكن موافقا ً على‬ ‫الهزمية التي حلقت بحلفائه‪ ،‬وعودة حلفاء سوريا‬ ‫لإلمساك بالقرار داخل احلكومة‪ ،‬وان يسيطر “حزب‬ ‫اهلل” على العاصمة‪ ،‬فقرر املواجهة من مكان آخر‬ ‫في الشمال‪ ،‬واعتبار املعركة هناك امتداد ملا حصل‬ ‫في بيروت‪ ،‬وهو ما تنبه له جنبالط ونصح احلريري ان‬ ‫ال يتورط بذلك‪ ،‬النه يساعد على منو االصولية‪ ،‬وال‬ ‫يعود يستطيع ضبطها‪ ،‬وتقضم الساحة السنية‬ ‫منه‪ ،‬وهذا ما بدأ يبرز في طرابلس‪ ،‬حيث انكشف‬ ‫دعم احلريري ومن وراءه السعودية للقوى االصولية‪،‬‬ ‫والتي كانت طرفا ً في معارك مخيم نهر البارد ضد‬ ‫اجليش‪ ،‬وهذا ما اقلق االوروبيني الذين بدأوا يسمعون‬ ‫من احلريري وحلفائه‪ ،‬عن وجود عناصر لتنظيم‬ ‫“القاعدة” في لبنان‪ ،‬مما اثار خوفهم على القوات‬ ‫الدولية في اجلنوب التي تعرضت ألكثر من اعتداء‬ ‫كشفت التحقيقات االمنية والقضائية ان عناصر‬ ‫اصولية لها ارتباط بـ “القاعدة” التي اعلن الرجل‬ ‫الثاني فيها امين الظواهري‪ ،‬حربه على ما سماها‬ ‫القوات الصليبية في لبنان‪.‬‬ ‫انزعج االوروبيون من احلريري‪ ،‬وعمدوا الى دعم‬ ‫وتطبيق اتفاق الدوحة‪ ،‬وانفتح الرئيس الفرنسي‬ ‫نيكوال ساركوزي على سوريا التي كانت املساهم‬ ‫االساسي في مسيرة احلل ووجه دعوة لرئيسها‬ ‫لزيارة باريس‪ ،‬وقام هو بزيارة دمشق في الوقت الذي‬ ‫اقفلت ابواب “األليزيه” امام احلريري وحلفائه الذين‬ ‫شعروا ان الرياح الدولية تتجه نحو سوريا‪ ،‬ولم تعد‬ ‫معهم‪ ،‬كما اعلنوا بعد صدور قرار مجلس االمن‬ ‫‪ ،1559‬ان الرياح الدولية مؤاتية الخراج سوريا وقواتها‬ ‫من لبنان‪ ،‬ولكن الدول لها مصالح‪ ،‬وان مصلحة‬ ‫اوروبا هي مع سوريا‪ ،‬ملنع منو االصولية االسالمية‪،‬‬ ‫واتخاذ “القاعدة” من لبنان “ارض جهاد” كما قال‬

‫الظواهري‪ ،‬واكتشف االوروبيون ومعهم االميركيون‪،‬‬ ‫ان التحريض املذهبي في لبنان وحتديدا ً في صفوف‬ ‫السنة ضد الشيعة‪ ،‬والذي ميارسه احلريري ومعه دار‬ ‫الفتوى‪ ،‬ال يخدم سوى التطرف وليس خط االعتدال‬ ‫االسالمي‪ ،‬ونبهوا رئيس “تيار املستقبل” لذلك‪،‬‬ ‫وارسلوا الى السعودية ان ال تتجه هذا االجتاه الذي‬ ‫يضر ليس بلبنان فقط‪ ،‬بل بها ايضا ً وبدول اخرى‪.‬‬ ‫وهكذا بدأ جنم احلريري باالفول‪ ،‬وشعبيته‬ ‫بالتراجع‪ ،‬وهذا ما ظهر مع حفالت االفطار التي‬ ‫اقامها في الشمال والبقاع واجلنوب وبيروت‪ ،‬وان من‬ ‫يحضرها هو املستفيد ماليا ً ويعمل في مؤسساته‪،‬‬ ‫وان املواطنني باتوا قلقني من ظاهرة التطرف السني‪،‬‬ ‫وهو ما اقلق سوريا التي اعلن رئيسها ان الشمال‬ ‫حتول الى قاعدة لألصولية‪ ،‬التي تشكل خطرا ً‬ ‫على االستقرار في لبنان‪ ،‬وطالب الرئيس ميشال‬ ‫سليمان التصدي لها بتعزيز اجليش‪ ،‬الذي كان اول‬ ‫املستهدفني وما زال من هذه االصولية‪ ،‬منذ معارك‬ ‫مخيم نهر البارد الى اغتيال اللواء فرنسوا احلاج الى‬ ‫تفجير الباصني العسكريني‪.‬‬ ‫فاخلطر االصولي بدأ واضحاً‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫خفض من‬ ‫اسهم احلريري عربيا ً ودولياً‪ ،‬باالضافة الى الشكوك‬ ‫الداخلية به انه غير قادر على ان يكون رجل دولة‪،‬‬ ‫بعد ان فقد هو وحلفائه الشعارات التي رفعت‬ ‫بعد اغتيال احلريري‪ ،‬حيث لم تتحدث تقارير احملكمة‬ ‫الدولية عن دور سوري في اجلرمية‪ ،‬بل عن عملية‬ ‫انتحارية نفذها اسالمي اصولي‪ ،‬له ارتباط مع‬ ‫جهات عربية وهناك من يحددها بالسعودية التي‬ ‫ذهبت جلنة التحقيق اليها تفحص تربتها‪ ،‬الن‬ ‫التقرير الدولي اشار الى ان املنفذ جاء من منطقة‬ ‫صحراوية نائية‪.‬‬ ‫فالدور الذي اداه سعد احلريري حتى االن لم‬ ‫يكن على مستوى املسؤولية‪ ،‬فهو لم يتمكن من‬ ‫الصمود امام املعارضة فانهار بسرعة‪ ،‬واحتجز‬ ‫في قريطم مبا يشبه االقامة اجلبرية واحتجز في‬ ‫قريطم‪ ،‬فيما انصاره معتقلون لدى االحزاب التي‬ ‫سلمتهم الى اجليش‪ ،‬أو فروا الى الشمال والبقاع‬ ‫بعد ان جيء بهم الى بيروت‪ ،‬على انهم يعملون في‬ ‫شركات امنية‪ ،‬كما لم يعد يثق به االوروبيون النه‬ ‫يشجع االصولية‪ ،‬ولم تر فيه السعودية رجلها الذي‬ ‫تعتمد عليها‪ ،‬واالدارة االميركية احلالية لم تقتنع به‬ ‫انه اهل للقيادة‪ ،‬وهكذا بدأ احلريري يفقد االمل بانه‬ ‫سيبقى صاحب كتلة كبيرة في االنتخابات النيابية‬ ‫املقبلة‪ ،‬كما لن تعود االغلبية لصاحله وصالح‬ ‫حلفائه في مجلس النواب‪ ،‬وبالتالي لن يدخل الى‬ ‫السراي‪ ،‬وعندها يفقد السلطة التي سعى اليها‬ ‫والده‪ ،‬النها مكملة للمال وتزيده‪.‬‬ ‫يتذكر سعد احلريري اليوم نصيحة الرئيس بري‪،‬‬ ‫ويقول لو عملت بها قبل اكثر من عامني‪ ،‬ملا وصلت‬ ‫الى ما وصلت اليه اليوم‪.‬‬

‫جورج معوض‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪15‬‬


‫منبر لبناني‬

‫تغيير سلوك ام تبديل مواقف وتحقيق مصالح؟‬

‫جنبالط لن يطأ أرض سوريا التي دعا إلى احتاللها‬ ‫مطالبته بإسقاط النظام أوصدت باب الوساطات أمامه‬ ‫تسود فكرة في لبنان عن النائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫ان لديه «انتنيات»‪ ،‬تتركه يبدل مواقفه ويغير‬ ‫مواقعه‪ ،‬وهو بذلك يقرأ التحوالت الدولية‬ ‫والتطورات االقليمية‪ ،‬ويتموضع وفق ما متليه‬ ‫عليه مصاحله السياسية والشخصية‪ ،‬فيصفه‬ ‫البعض بانه واقعي في السياسة‪ ،‬وليس من‬ ‫اصحاب املبادئ الثابتة‪ ،‬فيستدير مع الرياح‬ ‫االقليمية والدولية‪ ،‬وهذه «مدرسة جنبالطية»‬ ‫تأسست مع استيطان آلـ جنبالط جبال الشوف‬ ‫في القرن السابع عشر‪.‬‬ ‫لذلك كان يؤخذ على املرحوم كمال جنبالط‬ ‫انه كان يذهب الى الرئيس فؤاد شهاب حامال ً‬ ‫الئحة مطالب تبدأ بانتساب لبنان الى دول عدم‬ ‫االنحياز‪ ،‬وصوال ً الى اخر مطالبه نقل دركي‪،‬‬ ‫فكان شهاب يقرأ من اسفل الالئحة ويكتفي‬ ‫جنبالط االب بنقل الدركي‪ ،‬وعلى خطاه يسير‬ ‫وريثه السياسي واالبن سر ابيه‪ ،‬فيحشر نفسه‬ ‫في قضايا كبرى ويختصر مطلبه بتأمني املال‬ ‫لصندوق املهجرين او تقسيم الدوائر االنتخابية‬ ‫على قياس مصاحله السياسية‪ ،‬او تعيني رئيس‬ ‫لالركان او قائد للشرطة القضائية‪.‬‬ ‫هذه هي مطالب وليد جنبالط ال اكثر وال‬ ‫اقل‪ ،‬وقد تعرف عليه الرئيس رفيق احلريري جيداً‪،‬‬ ‫فعندما كان يهاجمه وينتقده‪ ،‬ويصفه «باحلوت‬ ‫املالي» او يطلق على قريطم لقب «الكرخانة»‪،‬‬ ‫فكان يعرف ماذا يريد‪ ،‬فيستدعي مروان حمادة‬ ‫وغازي العريضي ويبحث معهما مبطالب رئيسهم‬ ‫املالية ويلبي حاجته‪ ،‬وينتهي االشكال ويعود رفيق‬ ‫احلريري احلليف في «لسراء والضراء» جلنبالط‪.‬‬ ‫وفي العام االخير لنهاية عهد الرئيس اميل‬ ‫حلود‪ ،‬وقبل التمديد له في ‪ ،2004‬وقف جنبالط‬ ‫داعما ً خليار التمديد‪ ،‬واشاد بلحود الالطائفي والذي‬ ‫وقف الى جانب املقاومة‪ ،‬واكد انه مع التمديد له‬ ‫اذا كان يخدم االستراتيجية السورية‪ ،‬وهذا الكالم‬ ‫اعلنه في رشميا امام حلود‪ ،‬بعد ان حصل على‬ ‫مطالبه انه في اول حكومة بعد التمديد سينال‬ ‫حقيبة اساسية‪ ،‬وسيعزز صندوق املهجرين‬ ‫باملال‪ ،‬وستكون حصته في الدرك حوالي الف‬ ‫عنصر وقد يرتفع العدد مع زيادة الدورات‪ ،‬اضافة‬ ‫الى توزيع الدوائر االنتخابية مبا يخدم مصاحله بان‬ ‫تكون له كتلة نيابية اساسية‪.‬‬ ‫وقبل اسبوع من التمديد لرئيس اجلمهورية‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫األسد لم يناقش وضع جنبالط مع أحد‬

‫انقلب جنبالط على وعده‪ ،‬واعلن رفضه ان يبقى‬ ‫حلود في قصر بعبداً‪ ،‬وجاء موقفه هذا متزامنا ً‬ ‫مع صيغة قرار كانت تعده فرنسا واميركا ضد‬ ‫تعديل الدستور ومع اخراج القوات السورية من‬ ‫لبنان ونزع سالح املقاومة ‪ ،‬وقد اصدر مجلس‬ ‫االمن القرار ‪ 1559‬في ‪ 2‬ايلول ‪ 2004‬عشية‬ ‫جلسة مجلس النواب التمديد للحود‪.‬‬ ‫راهن وليد جنبالط على ان اجملتمع الدولي قرر‬ ‫اخراج سوريا من لبنان‪ ،‬وان نظامها سيسقط‬ ‫بعد انهيارصدام حسني في العراق واجتثاث‬ ‫حزب البعث‪ ،‬وان الفرصة مؤاتية للثأر من القيادة‬ ‫السورية‪ ،‬واالنتقام لوالده كما اعلن هو بعد خروج‬ ‫القوات السورية من لبنان‪ ،‬واتهم نفسه بانه كان‬ ‫جباناً‪ ،‬ورفع شعارات العداء لسوريا ورئيسها‬ ‫بشار االسد‪ ،‬وتناوله بعبارات نابية وال تليق برجل‬ ‫سياسي‪ ،‬وذهب بخياراته الى حد املطالبة بتغيير‬

‫النظام‪ ،‬وتوجه الى واشنطن مطالبا ً ادارتها‬ ‫االسراع في اسقاط حكم الرئيس االسد‪ ،‬الن‬ ‫استمراره سيشكل خطرا ً على لبنان و»ثورة االرز»‬ ‫التي التحق فيها جنبالط‪ ،‬حامال ً راية مشروع‬ ‫جورج بوش «للشرق االوسط اجلديد» وتعميم‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬وترجم خياره السياسي اجلديد‪،‬‬ ‫بان فتح ابواب االتصاالت واللقاءات مع املعارضة‬ ‫السورية‪ ،‬التي من اركانها نائب الرئيس السوري‬ ‫السابق عبد احلليم خدام الذي كان جنبالط كما‬ ‫رفيق احلريري «االطفال املدللني» لديه‪ ،‬فال يرفض‬ ‫لهما طلباً‪ ،‬وكان يسعى مع غازي كنعان وبالتعاون‬ ‫مع حكمت الشهابي الى انهاء وحتجيم اخلصوم‬ ‫السياسيني لهما‪ ،‬بحيث سدت االبواب امام كل‬ ‫السياسيني السنة البارزين للوصول الى رئاسة‬ ‫احلكومة‪ ،‬ومت تدبير مؤامرات ضدهم كالرئيسني‬ ‫سليم احلص وعمر كرامي‪ ،‬كما لم تعط القوى‬


‫الدرزية الفاعلة اي دور لها‪ ،‬ومت تعطيل وشل كل‬ ‫حركة اعتراض على اداء جنبالط وعلى املغامن التي‬ ‫كان يحصل عليها من الدولة واخلزينة‪.‬‬ ‫وعندما الحت رياح تغيير في املنطقة بدأت‬ ‫من العراق مع االحتالل االميركي له‪ ،‬بدأ جنبالط‬ ‫يقترب اكثرمن املشروع االميركي ويتبناه ويدعو‬ ‫علنا ً الى احتالل سوريا واسقاط نظامها‪ ،‬اال‬ ‫ان امنياته ورغباته كانت ال تترجمها االدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬التي كانت تالقي صعوبة في تغيير‬ ‫النظام او احتالل سوريا‪ ،‬الن ورطتها انكشفت‬ ‫في العراق‪ ،‬وظهرت اكاذيب ومزاعم بوش‪ ،‬بان ال‬ ‫اسلحة دمار شامل في العراق وان ال عالقة بني‬ ‫البعث وحركة «طالبان» واسامة بن الدن‪ ،‬وغرق‬ ‫اجليش االميركي في املستنقع العراقي‪ ،‬وبات من‬ ‫الصعوبة املغامرة من جديد في حرب ضد سوريا‬ ‫التي لم تلب الطلبات االميركية‪ ،‬وتوقف دعمها‬ ‫للمقاومة في فلسطني والعراق ولبنان‪.‬‬ ‫ومع الهزائم التي كانت تلحق باملشروع‬ ‫االميركي‪ ،‬كان جنبالط يحاول ان يالقي نافذة‬ ‫للخروج من ورطته‪ ،‬بعد ان برز مدى عالقته‬ ‫باملعارضة السورية املدعومة من اميركا‬ ‫والسعودية‪ ،‬فاستقبل وفد «االخوان املسلمني»‬ ‫واستمر على تنسيقه مع خدام‪ ،‬فارسل الى‬ ‫سوريا يتوسلها ان تفتح له باب النجاة‪ ،‬النه‬ ‫ووسط كل من االمني العام «حلزب‬ ‫سيعود اليها‪ّ ،‬‬ ‫اهلل» السيد حسن نصراهلل‪ ،‬والرئيس نبيه بري‬ ‫والوزير سليمان فرجنية وروسيا وايران وموفدين‬ ‫دوليني‪ ،‬كما اطلق تصريحات ايجابية جتاه سوريا‬ ‫ورئيسها في مرحلة من املراحل‪ ،‬لكن اجلواب‬ ‫السوري كان حاسما ً ان ابواب دمشق لن تفتح‬ ‫له‪ ،‬الن الشعب السوري ال يقبل مبن وجه كالما ً‬ ‫غير الئق ضد رئيسه‪ ،‬ومن تورط بالعمل لتقويض‬ ‫نظامه ووحدة شعبه‪ ،‬فليس له مكان في سوريا‬ ‫التي تعاقب قوانينها كل من يتعرض لرئيس‬ ‫الدولة بالقدح والذم‪ ،‬او يهدد وحدة الشعب ويثير‬ ‫النعرات الطائفية واملذهبية فيه‪ ،‬الن جنبالط‬ ‫يتحدث كثيرا ً عن « اقلية علوية « حتكم اكثرية‬ ‫سنية‪ ،‬وهذا يهدد االمن القومي لسوريا‪.‬‬ ‫وكلما وصلت الوساطات الى طريق مسدود‪،‬‬ ‫كان جنبالط يرفع من خطابه التصعيدي ضد‬ ‫سوريا‪ ،‬عله بذلك يعيد حتريك وصل ما انقطع‪،‬‬ ‫وهو اعتاد على هذا االسلوب سابقاً‪ ،‬لكن هذه‬ ‫املرة بلغ تورطه مكاناً‪ ،‬ال ميكن لسوريا ان تغفر‬ ‫ملن طالب باحتاللها واسقاط نظامها‪ ،‬وقد‬ ‫اعترف علناً‪ ،‬بانه سأل وزيرة اخلارجية االميركية‬ ‫كونداليزا رايس ملاذا التاخير في تغيير النظام‬ ‫فكان جوابها‪ ،‬اننا نريد فقط تغيير سلوكه‪ ،‬ونزل‬ ‫كالمها عليه صدمة‪ ،‬وبدأ يبحث عن طرق جديدة‬ ‫للنجاة‪ ،‬السيما بعد احداث ‪ 7‬ايار املاضي‪ ،‬عندما‬ ‫حتركت املعارضة وقررت اعادة التوازن الداخلي‪،‬‬ ‫وتصحيح الوضع داخل احلكومة‪ ،‬وهذا ما حصل‪،‬‬

‫رايس خذلت جنبالط في إسقاط النظام في سوريا‬

‫فشعر رئيس احلزب التقدمي االشتراكي ان قوى‬ ‫‪ 41‬شباط وحيدة في املعركة‪ ،‬وان املدمرة «كول»‬ ‫التي ارسلتها االدارة االميركية‪ ،‬مرت بالسواحل‬ ‫اللبنانية ولم تتوقف‪ ،‬فقرر اعادة التموضع‪ ،‬وذهب‬ ‫الى حلفاء لسوريا يطلب املصاحلة معهم‪ ،‬لتفتح‬ ‫طريق دمشق امامه‪ ،‬لكن القيادة السورية كانت‬ ‫حاسمة‪ ،‬انها مع الوفاق الداخلي ومع االستقرار‪،‬‬ ‫ولكنها لن تطأطأ رجلي جنبالط ارضا دعا الى‬ ‫احتاللها‪.‬‬ ‫وقد حاول بعض السياسيني االيحاء ان تفاهم‬ ‫جنبالط مع الوزير طالل ارسالن‪ ،‬هو مقدمة‬ ‫ليقوم االخير بفتح قنوات اتصال جلنبالط مع‬ ‫سوريا‪ ،‬وتبني ان ال صحة لكل ذلك‪ ،‬الن املصاحلة‬ ‫في اجلبل‪ ،‬ال تتعدى حدود رفض استخدام‬ ‫العنف واللجوء الى السالح‪ ،‬وال تبدل في املوقف‬ ‫واملواقع السياسية‪ ،‬وهو ما اعلن عنه كل من‬ ‫جنبالط وارسالن‪ ،‬وانهما باقيان على حتالفاتهما‬ ‫السياسية واالنتخابية‪ ،‬وان كل ما يفعله رئيس‬ ‫«اللقاء الدميقراطي» هو انه يحاول ان يقايض بني‬ ‫مقعد نيابي يعطيه لرئيس احلزب الدميقراطي‬ ‫اللبناني في عاليه‪ ،‬مقابل حصوله على مقاعد‬ ‫اخرى ال سيما في بعبدا والبقاع الغربي – راشيا‪،‬‬ ‫وظهر حجم املصاحلة انه ال يخرج عن كونها‬ ‫تبادل مصالح‪.‬‬ ‫فارسالن لم يحمل معه وساطة الى سوريا‬ ‫من جنبالط الذي اكد انه لم يطلب منه ذلك‪،‬‬

‫وان كل ما يجري بني الرجلني‪ ،‬هو توفير مناخ‬ ‫سياسي غير متشنج‪ ،‬لتحقيق التهدئة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يفسر وجود» حزب اهلل « في االجتماع الذي‬ ‫عقده مع احلزب التقدمي االشتراكي في داره‬ ‫ارسالن في خلدة‪ ،‬وحضره مسؤولو املناطق التي‬ ‫شهجت اشتباكات محدودة في ايار املاضي‪،‬‬ ‫الزالة االحتقان وفتح املناطق على بعضها ولبدء‬ ‫عام دراسي هادئ‪.‬‬ ‫فبعد اربع سنوات من رهانه على املشروع‬ ‫االميركي‪ ،‬هل بدأ جنبالط يغير سلوكه‪ ،‬ويعلن‬ ‫فشل خياره السياسي؟‪ .‬واذا اعلن عن ذلك كيف‬ ‫ستتم محاسبته‪ ،‬وكيف سيدفع ثمن ذلك‬ ‫سياسياً‪ ،‬هل بالتنازل للمعارضة الدرزية‪ ،‬وبالغاء‬ ‫االحادية في القرار السياسي وليس لصالح‬ ‫ثنائية درزية مع ارسالن‪ ،‬التي واجهت رفضا ً من‬ ‫قوى املعارضة الدرزية التي ال تسمح باعادة‬ ‫احيائها‪ ،‬بل بالتنوع السياسي داخل الطائفة‬ ‫الدرزية خصوصا ً واجلبل عموماً‪ ،‬وان ال تكون‬ ‫مناطق مغلقة على اي طرف حزبي وسياسي‪،‬‬ ‫او احتكار الوظائف في الدولة‪ ،‬اوان تبقى اخملتارة‬ ‫و خلدة ممرين اجباريني للدروز للعبور منهما الى‬ ‫مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫تغيير السلوك يبدأ من هذه الوقائع‪ ،‬وعندها‬ ‫يتم البحث باملسائل الكبرى‪.‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪17‬‬


‫منبر لبناني‬

‫المصالحات فك اشتباك أمني ال توصل إلى تحالفات سياسية أو انتخابية‬

‫«القوات اللبنانية» خططت وسعت للسيطرة‬ ‫على المناطق فصدتها المعارضة‬ ‫بدأت مكاتب اإلحصاء واالستطالع وآراء اخلبراء‪،‬‬ ‫عمليات رصد وجتميع معلومات وحتليل نتائج‬ ‫االنتخابات النيابية السابقة ومقاربتها مع ما‬ ‫سيحدث في االنتخابات املقبلة التي ستجري‬ ‫على أساس قانون ‪ 1960‬الذي سيعتمد القضاء‪،‬‬ ‫وهو مغاير للقانون الذي سمي «بقانون غازي‬ ‫كنعان الذي صدر عام ‪ »2000‬وحصلت االنتخابات‬ ‫في ‪ 2005‬على أساسه‪ ،‬كما وضع التحالفات‪ ،‬ألنه‬ ‫في الدورة السابقة نشأ حتالف رباعي بني حركة‬ ‫«أمل» و»حزب اهلل» من جهة‪ ،‬و»تيار املستقبل»‬ ‫و»احلزب التقدمي االشتراكي» ومعهما «مسيحو‬ ‫‪ 14‬آذار» من جهة ثانية‪ ،‬باستثناء «التيار الوطني‬ ‫احلر»‪ ،‬وأفرز التحالف الرباعي الذي شكل لوائح‬ ‫خاصة به مع بعض احللفاء األغلبية النيابية‬ ‫لقوى ‪ 14‬شباط التي استلمت السلطة‪.‬‬ ‫لذلك فإن االنتخابات في أيار املقبل‪ ،‬ستكون‬ ‫مختلفة عن الدورة السابقة‪ ،‬ألن القانون مختلف‬ ‫والتحالفات قد تتبدل‪ ،‬ولكن يبدو حتى اآلن أن‬ ‫الفريقني السياسيني ‪ 14‬شباط و‪ 8‬آذار‪ ،‬يؤكدان أن‬ ‫حتالفاتهما ثابتة في االنتخابات‪ ،‬وأن احلديث عن‬ ‫مصاحلات ال يبدل من موقف كل منهما‪ ،‬وأن يبقى‬ ‫كل في موقعه وخطه وحتالفاته السياسية‪،‬‬ ‫وهذا ما ظهر من خالل تصريحات وبيانات األطراف‬ ‫التي حتصل بينهما لقاءات‪ ،‬توضع كلها في خانة‬ ‫التهدئة وضبط األمن ومنع وقوع إشكاالت‬ ‫وتطويق الفنت وتنظيم اخلالف السياسي بعيدا ً‬ ‫عن االحتكام إلى السالح‪ ،‬وهذا ما نص عليه‬ ‫اتفاق الدوحة‪ ،‬وأكد عليه املتحاورون في البيان‬ ‫اخلتامي الذي صدر عنهم على طاولة احلوار في‬ ‫القصر اجلمهوري‪.‬‬ ‫فاملصاحلات ال تعدو كونها فك اشتباك بني‬ ‫املتصارعني سياسيا ً والذي حتول إلى معارك‬ ‫عسكرية في بعض املناطق‪ ،‬ال سيما بعد ‪ 7‬أيار‬ ‫املاضي‪ ،‬ومنذ أن حتركت املعارضة على األرض في‬ ‫تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني في بعض‬ ‫األحيان لتحقيق مطالبها‪ ،‬في تأليف حكومة‬ ‫وحدة وطنية تضمن فيها الثلث‪ ،‬ملنع االستئثار‬ ‫بالقرار لفريق األغلبية النيابية الذي انقلب على‬ ‫حتالفاته السياسية واالنتخابية‪.‬‬ ‫فاالنتخابات املقبلة ستكون حاسمة جلهة من‬ ‫سيمتلك فيها األغلبية النيابية‪ ،‬التي ستتك ّون‬ ‫احلكومة منها واألكثرية داخلها‪ ،‬وستشهد‬ ‫معارك فاصلة في األقضية‪ ،‬ال سيما املسيحية‬

‫‪18‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫منها‪ ،‬التي ستقرر نتائجها من سيمتلك هذه‬ ‫األغلبية‪ :‬قوى ‪ 14‬شباط أم ‪ 8‬آذار‪ .‬وقد بدأت تظهر‬ ‫على األرض التحضيرات لهذه االنتخابات التي‬ ‫تستخدم فيها أسلحة املال واإلعالم والتحريض‬ ‫يحد قانون االنتخاب‬ ‫الطائفي واملذهبي‪ ،‬ولن‬ ‫ّ‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ولقد كشف رئيس الهيئة التنفيذية في‬ ‫«القوات اللبنانية» سمير جعجع‪ ،‬عن توجهه‬ ‫للسيطرة على القرار املسيحي‪ ،‬إذ ّ‬ ‫بشر عضو‬ ‫كتلته النيابية أنطوان زهرا‪ ،‬بأن القوات ستحصل‬ ‫على أكثر من ‪ 14‬مقعدا ً نيابيا ً في االنتخابات‬ ‫املقبلة‪ ،‬ومن الشمال حتديدا ً مع بعض مناطق‬ ‫جبل لبنان‪ ،‬لكن التركيز يتم على األقضية‬ ‫ذات الطابع املسيحي في البترون والكورة‬ ‫وزغرتا وبشري‪ ،‬إذ ثمة مخطط وضعته «القوات‬ ‫اللبنانية» قبل سنوات بإخضاع هذه املناطق‬ ‫لنفوذها‪ ،‬وإقصاء القوى السياسية واحلزبية‬ ‫الفاعلة عن التأثير على مجرى األحداث فيها‪،‬‬ ‫وقد ترجمت هذه اخلطة مبالحقة أعضاء احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي في الكورة‪ ،‬الذي له‬ ‫وجود تاريخي فيها‪ ،‬ومرشح دائم في االنتخابات‪،‬‬ ‫وأمن وصول سليم سعادة إلى اجمللس النيابي‬ ‫ّ‬ ‫في دورات عدة‪ ،‬وقد ألصقت بالقوميني تهمة‬ ‫امتالك مخزن أسلحة ُكشف عنه‪ ،‬وكان اجليش‬ ‫على علم به‪ ،‬وهو لالستخدام في املقاومة ضد‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬لكن فرع املعلومات التابع‬

‫لقوى األمن الداخلي‪ ،‬قرر أن يكشف عن هذا اخملزن‬ ‫من ضمن تهمة محاولة اغتيال بيار اجلميل أثناء‬ ‫احتفال حلزب الكتائب في الكورة‪.‬‬ ‫نفذت األجهزة األمنية ما هو مطلوب منها‪،‬‬ ‫واعتقلت عددا ً من القوميني‪ ،‬إال أنها لم تتمكن‬ ‫من إلصاق أي تهمة بهم‪ ،‬وكان القصد توريطهم‬ ‫في أنهم يقفون وراء التفجيرات واالغتياالت‪ ،‬حيث‬ ‫نظمت قوى ‪ 14‬شباط حملة إعالمية وسياسية‪،‬‬ ‫وصوال ً إلى قرار كان قد اتخذ بحل احلزب القومي‪،‬‬ ‫لكن الضغط السياسي وعدم جتاوب قائد اجليش‬ ‫آنذاك العماد ميشال سليمان مع اخلطة‪ ،‬أحبط‬ ‫محاولة الرئيس فؤاد السنيورة وحلفائه بضرب‬ ‫أحد أحزاب املعارضة‪ ،‬الذي له تأثيره في عدد كبير‬ ‫من املناطق اللبنانية املنتشر فيها‪ ،‬ويستطيع‬ ‫التحرك على األرض وحتديدا ً في مناطق الشمال‬ ‫واجلبل‪ ،‬وقد كان وليد جنبالط أكثر املتحمسني‬ ‫مع سعد احلريري إلنهاء نشاط احلزب القومي‪ ،‬وقد‬ ‫وافقهما جعجع وأمني اجلميل‪.‬‬ ‫وهكذا بدأت محاوالت تصفية املعارضة في‬ ‫املناطق املسيحية‪ ،‬انطالقا ً من إضعاف القوميني‬ ‫ألنهم قوة ضاربة في هذه املناطق‪ ،‬لكن تصديهم‬ ‫لهذه احملاولة منع قوى ‪ 14‬شباط من استكمال‬ ‫مخططها‪ ،‬فتحركت باجتاه «التيار الوطني احلر»‬ ‫الذي ليس لديه ميليشيا‪ ،‬وقد استغل جعجع هذه‬ ‫الثغرة‪ ،‬فحاول بعد إعادة تنظيم قواته وتدريبها‬ ‫وتسليحها‪ ،‬أن يضرب التيار عسكرياً‪ ،‬وقد سعى‬


‫إلى ذلك في أثناء اإلضراب الذي نفذته املعارضة‬ ‫في ‪ 23‬كانون الثاني من عام ‪ ،2006‬ونزل بالسالح‬ ‫وأطلق النار على املعتصمني واملتظاهرين‪ ،‬كما‬ ‫فعل احلزب التقدمي االشتراكي في اجلبل مع‬ ‫عناصر احلزب القومي و»تيار التوحيد» برئاسة‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬ولكن لم تنجح محاوالت‬ ‫ميليشيات السلطة‪ ،‬فتصدى «تيار املردة» لهم‬ ‫في الشمال‪ ،‬والقوميون في عكار وبعض مناطق‬ ‫اجلبل‪ ،‬وتدخل اجليش ليمنع «القوات اللبنانية»‬ ‫من أن تعيد إخضاع املناطق الشرقية لسيطرتها‪،‬‬ ‫وقد اكتوت املؤسسة العسكرية مبا أصابها من‬ ‫امليليشيات بقتل ضباطها وجنودها وخطفهم‬ ‫واالستيالء على سالحهم ومحاصرة ثكناتهم‪.‬‬ ‫ويبدو أن «القوات اللبنانية» لم تتراجع عن‬ ‫خطتها في السيطرة على املناطق ذات الكثافة‬ ‫املسيحية‪ ،‬وهذه املرة حتت شعار «وحدة القرار‬ ‫املسيحي» وراء الثوابت املسيحية التي هي‬ ‫مقررات سيدة البير التي صدرت في منتصف‬ ‫السبعينيات من القرن املاضي‪ ،‬ودعت إلى‬ ‫التقسيم وقيام «لبنان الفدرالي»‪ ،‬وأدى ذلك‬ ‫إلى خروج الرئيس سليمان فرجنية من «اجلبهة‬ ‫اللبنانية»‪ ،‬وقد دفع ثمن موقفه الوطني والوحدوي‬ ‫والرافض للتعامل مع العدو اإلسرائيلي بارتكاب‬ ‫«القوات اللبنانية» مجزة إهدن‪ ،‬التي امتنع سمير‬ ‫جعجع عن االعتذار عن دوره فيها باالسم‪ ،‬بل‬ ‫اعتذر عن مخالفات ارتكبتها «القوات اللبنانية»‬ ‫أثناء قيامها بـ»واجبها الوطني»‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫الواجبات‪ ،‬اغتيال الرئيس رشيد كرامي وداني‬ ‫شمعون وعائلته والياس الزايك والعميد خليل‬ ‫كنعان وتصفية العناصر التابعة إليلي حبيقة‬ ‫إلخ‪....‬‬ ‫واستعادة جعجع ملا يسميها الثوابت‬ ‫املسيحية التي هي أدبيات «اجلبهة اللبنانية»‬ ‫السياسية أثناء احلرب األهلية‪ ،‬تشير إلى‬ ‫أنه ما زال عند مشروع التقسيم الذي كان‬ ‫السبب في انقالبه على اتفاق الطائف‪ ،‬بعدما‬ ‫س ّلم به نتيجة التغيير الذي حصل في‬ ‫موازين القوى الداخلية‪ ،‬وهو اليوم يعود إلى‬ ‫املشروع السياسي األصلي الذي كان سبب‬ ‫بالء املسيحيني‪ ،‬وتهجيرهم وقتلهم‪ ،‬وهو أحرج‬ ‫حلفاءه بهذا الطرح وحتديدا ً سعد احلريري‪،‬‬ ‫رغم أنه انبهر باعتذاره‪ ،‬وما كشفه جعجع‬ ‫في خطابه بذكرى شهداء قواته من مواقف‬ ‫سياسية‪ ،‬ال سيما جلهة الهجوم على العماد‬ ‫عون والوزير سليمان فرجنية‪ ،‬واتهامهما بأنهما‬ ‫حليفان للمقاومة وسوريا‪ ،‬يؤكد أن اعتذاره‬ ‫كان شكليا ً وناقصا ً وملتبساً‪ ،‬وال يوصل إلى‬ ‫املصاحلة‪ ،‬ال بل يأخذ املسيحيني إلى مزيد من‬ ‫التشرذم واالنقسام‪ ،‬وهو حاول أن يلعب اللعبة‬ ‫الطائفية‪ ،‬لعله يستميل املسيحيني الذين تغ ّير‬ ‫مزاجهم‪ ،‬وتبدلت املفاهيم عندهم‪ ،‬فأصبح‬ ‫العداء إلسرائيل في قاموسهم‪ ،‬ولم يعد ينفع‬ ‫رفع الشعارات املعادية لسوريا‪ ،‬وال التشهير‬

‫وهاب يشارك في تشييع الشهيد يوسف فرنجية‬

‫شارك رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب في تشييع الشهيد يوسف الشاب فرجنية‬ ‫“أبو جو” في إهدن على رأس وفد من قيادة التيار الى جانب رئيس تيار املردة الوزير السابق سليمان‬ ‫فرجنية وقيادة املردة وأهالي الشهيد وشخصيات وفاعليات ووفود شعبية‪.‬‬ ‫باملقاومة التي حققت انتصارات على إسرائيل‪،‬‬ ‫وأكدت في تعاطيها الداخلي أنها حريصة على‬ ‫السلم األهلي والوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫ومع الفشل الذي أصاب جعجع ومسيحيي‬ ‫‪ 14‬شباط في رفع شعارات استخدمت في‬ ‫أثناء احلرب‪ ،‬والتي بدأت تقلق وليد جنبالط الذي‬ ‫انتبه إلى عودة اخلطاب االنعزالي والعنصري لدى‬ ‫«القوات اللبنانية» والكتائب‪ ،‬ورأى أن املسيحيني‬ ‫حلفاءه أصبحوا عبئا ً عليه‪ ،‬شعر جعجع بأنه‬ ‫قد يُستفرد في املناطق املسيحية وأنه قد ال‬ ‫حتصل حتالفات معه في االنتخابات‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أعلنه أكثر من طرف مسيحي كالنائب السابق‬ ‫منصور غامن البون في كسروان وأمني اجلميل في‬ ‫املنت الشمالي‪ ،‬فقرر أن ينتزع التمثيل املسيحي‬ ‫بالقوة‪ ،‬وأن يثبت أنه األقوى على األرض‪ ،‬فقام‬ ‫بحملة تعبئة إعالمية وإعالنية للمهرجان‬ ‫السنوي لشهداء القوات في جونيه‪ ،‬لكن احلشد‬ ‫البشري جاء معاكسا ً للتحضيرات‪ ،‬إذ لم يحضر‬ ‫سوى ‪ 15‬ألف مواطن‪ ،‬وهذا هو احلجم احلقيقي‬ ‫للقوات التي تشير استطالعات الرأي إلى أنها‬ ‫لن تفوز في االنتخابات سوى مبقعدي بشري‪،‬‬ ‫وقد حتصل مفاجأة‪ ،‬إذا ما توحدت عائالت بشري‪،‬‬ ‫بأن ال يفوز أي مرشح للقوات‪ ،‬التي كان احلضور‬ ‫الغالب في مهرجانها هو من قضاء بشري‬ ‫وبعض مناطق الشمال‪ ،‬وعدد قليل من املناطق‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫ولقد حاول جعجع‪ ،‬بعدما أظهرت له‬ ‫االستطالعات أن احلشد لن يكون كبيرا ً في‬ ‫املهرجان‪ ،‬افتعال صدام مع «تيار املردة» في‬ ‫الكورة‪ ،‬حيث سقط شهيد للتيار‪ ،‬هو يوسف‬ ‫الشاب فرجنية (أبو جو)‪ ،‬وقتيل «للقوات‬

‫اللبنانية» وثالثة جرحى‪ ،‬بينهم مرافق النائب‬ ‫فريد حبيب وهو عنصر من قوى األمن الداخلي‬ ‫في بصرما حيث كشف عن دور مكشوف‬ ‫لهذه العناصر التي تنتمي الى احزاب السلطة‬ ‫وتتدخل في السياسة‪ ،‬وهو ما دفع باملدير العام‬ ‫لقوى االمن الداخلي اللواء اشرف ريفي الى‬ ‫التنبيه من التدخل في السياسة ومشاركة‬ ‫االحزاب نشاطها‪ .‬وقد تعاطى الوزير سليمان‬ ‫فرجنية بحكمة ووطنية مع احلادثة ووضعها‬ ‫بيد القضاء‪ ،‬فيما رد جعجع مبزيد من التصلب‬ ‫ورفض أي تهديد‪ ،‬وقد انعكست اجلرمية عليه‬ ‫في انخفاض احلضور‪ ،‬وهو كان يريد أن تشكل‬ ‫له عصبية حاول أن يظهرها ليخلق فتنة بني‬ ‫بشري وزغرتا‪ ،‬لكن فعاليات بشري برئاسة النائب‬ ‫السابق جبران ط ّوقت هذه احملاولة‪.‬‬ ‫وهكذا يفشل مخطط «القوات اللبنانية»‬ ‫في السيطرة على املناطق املسيحية بالترهيب‪،‬‬ ‫ألن اجليش لن يسمح بذلك‪ ،‬كما أن الظروف‬ ‫السياسية واملناخ الشعبي مختلفان عن فترة‬ ‫السبعينيات‪ ،‬وثمة رفض لعودة امليليشيات التي‬ ‫ذاق منها املسيحيون كما اللبنانيون األم ّرين‪ ،‬كما‬ ‫أن طروحات التقسيم لم تعد تغري املسيحيني‪،‬‬ ‫ولم يعد اخلطاب الطائفي يجذبهم‪ ،‬بعدما‬ ‫أظهر التفاهم بني «حزب اهلل» و»التيار الوطني‬ ‫احلر» أنه يؤسس ملناخ وطني ينتج وحدة وطنية‬ ‫على ثوابت وطنية تقوم على العداء إلسرائيل‬ ‫ومقاومة أي عدوان لها على لبنان والتكامل بني‬ ‫اجليش واملقاومة‪ ،‬وقيام الدولة القوية القادرة‬ ‫العادلة‪ ،‬التي حتكمها املؤسسات ال احملسوبيات‬ ‫والفئويات‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪19‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫حادث المروحية العسكرية غير مدبر ولم يؤثر على العالقة بين الجيش وحزب هللا‬

‫الرئيس سليمان اختار العماد قهوجي‬ ‫على صورته ومثاله وسلوكه‬

‫قائد اجليش اجلديد مع الرئيس سليمان‬

‫‪ ...‬والرئيس بري‬

‫‪...‬والرئيس السنيورة‬

‫‪20‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أخذ تعيني قائد اجليش اللبناني وقته‪ ،‬وهو‬ ‫لم يكن في االيام الطبيعية يحتاج الى كل‬ ‫هذه الفترة‪( ،‬ثالثة اشهر) بالرغم من ان الظروف‬ ‫االمنية الصعبة التي مير بها لبنان‪ ،‬والتي يقوم‬ ‫اجليش فيها بدور اساسي في ضبط االمن وفرض‬ ‫االستقرار‪ ،‬استوجب أن يكون له قائده الذي شغر‬ ‫موقعه‪ ،‬بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا ً‬ ‫للجمهورية‪ ،‬لكن التجاذبات السياسية هي التي‬ ‫فرضت حصول الفراغ‪ ،‬الى ان انتهى الرأي عند بعض‬ ‫القوى السياسية إلى التسليم بأن يسمي الرئيس‬ ‫سليمان الضابط املؤهل ليخلفه في هذا املنصب‬ ‫احلساس‪ ،‬وهو األعلم باملؤسسة العسكرية كما‬ ‫قال الرئيس نبيه بري ووافقه العماد ميشال عون‪،‬‬ ‫فوقعت التسمية على العميد جان قهوجي‪ ،‬الذي‬ ‫كان ينافسه على هذا املركز عدد ال بأس به من‬ ‫الضباط املوارنة (ألن املنصب حسب العرف وتوزيع‬ ‫الوظائف هو للطائفة املارونية)‪ ،‬وهم‪ :‬جورج خوري‪،‬‬ ‫شارل شيخاني‪ ،‬مروان بيطار‪ ،‬جورج مسعد‪،‬‬ ‫جورج برق‪ ،‬وكل هؤالء مشهود لهم انضباطهم‬ ‫العسكري وسلوكيتهم ووالؤهم للمؤسسة‬ ‫العسكرية وااللتزام بنهجها وعقيدتها التي‬ ‫ترسخت بعد اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫وكان املرشحون لقيادة اجليش متساوين‪ ،‬لذلك‬ ‫كان االختيار صعباً‪ ،‬ولكل منهم مواصفاته التي‬ ‫تعطيه أفضلية‪ ،‬وهذا ما دفع بوزير الدفاع الياس‬ ‫املر احملسوب في احلكومة على رئيس اجلمهورية‪،‬‬ ‫وعليه يقع اقتراح االسم‪ ،‬إلى أن يضع جدول‬ ‫افضليات‪ ،‬تتعلق باألقدمية العسكرية واخلدمة‬ ‫امليدانية والدورات واألوسمة والتنويهات وعدم‬ ‫االرتباط بجهة سياسية‪ ،‬إضافة إلى عالقات هذا‬ ‫الضابط باملؤسسة وبزمالئه الضباط وثقافته‬ ‫العسكرية والعامة‪.‬‬ ‫وقع اختيار املر على قهوجي‪ ،‬ألن الرئيس‬ ‫سليمان يريده أيضاً‪ ،‬وال يعني أنه يرفض خوري‬ ‫الذي كان اسمه متقدما ً على غيره من االسماء‪،‬‬ ‫بسبب أدائه اجليد الى جانب قائد اجليش السابق‬ ‫بعد اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬وكان البطريرك‬ ‫نصر اهلل صفير يرتاح له منذ أن كان في مركزه‬ ‫مديرا ً للمخابرات في كسروان ثم في جبل لبنان‬ ‫وأخيرا ً في منصبه األخير‪.‬‬ ‫لقد كان اسما خوري وقهوجي متقدمني‪،‬‬ ‫إضافة الى مروان بيطار الذي يرأس وما زال مكتب‬ ‫التنسيق في اجليش اللبناني مع اجليش السوري‬ ‫اثناء وجود ه في لبنان‪ ،‬واستمر فيه حتى بعد‬ ‫خروجه‪ ،‬وكان أداؤه جيداً‪ ،‬ولقي اسمه تأييدا ً‬


‫التي خاضت حروبا ضد املؤسسة العسكرية‬ ‫وتصفيات لعدد من الضباط على غرار ما حصل مع‬ ‫ميليشيات أخرى خطفت ضباطا ً وقتلتهم كما‬ ‫فعل احلزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬وهذا ما يجمعه‬ ‫مع «القوات اللبنانية»‪ ،‬لذلك رفضا العميد‬ ‫قهوجي ألنه ابن املؤسسة العسكرية التي لم‬ ‫تهادن امليليشيات وخاضت حروب الشرعية في‬ ‫املؤسسة العسكرية ضدها‪.‬‬ ‫ومن احلسابات القواتية والكتائبية أيضا‪ ،‬أن‬ ‫قهوجي كان مع العماد ميشال عون ولم يخرج‬ ‫من اجليش‪ ،‬الذي أقسم ميني الوالء له وللبنان‪ ،‬سواء‬ ‫أثناء املواجهة مع «القوات اللبنانية»‪ ،‬أو في أثناء‬ ‫الصدام مع اجليش السوري وحتديدا ً في معركة‬ ‫‪ 13‬تشرين االول عام ‪ ،1990‬السترداد قصر بعبدا‬ ‫إلى الشرعية‪ ،‬بعد انتخاب الرئيس الياس الهراوي‪،‬‬

‫داخل اجليش وخارجه‪ ،‬ألنه يعكس عودة العالقات‬ ‫السورية – اللبنانية طبيعية ويعزز الثقة والتعاون‬ ‫بني اجليشني‪.‬‬ ‫هذه األسماء الثالثة من بني أسماء أخرى‪ ،‬جعلت‬ ‫التجاذب حولها من السياسيني الذين بدأوا بوضع‬ ‫«الفيتوات» وتبادلها‪ ،‬وكاد الوضع أن يطيح وحدة‬ ‫املؤسسة العسكرية‪ ،‬ودخول السياسة اليها‪،‬‬ ‫بعدما ابعدت عنها خالل العقود األخيرة‪ ،‬مما اضطر‬ ‫رئيس اجلمهورية إلى أن يحزم أمره ويقرر ان يكون‬ ‫العميد قهوجي على رأس املؤسسة العسكرية‪،‬‬ ‫وان يتخطى التعهد الذي قطعه للبطريرك صفير‬ ‫بأنه سيعني العميد خوري‪ ،‬لكنه لم يتمكن النه‬ ‫ووجه برفض من النائب سعد احلريري على خلفية‬ ‫حوادث أيار املاضي في بيروت ودور اجليش املساند‬ ‫للمعارضة على ما يقول «تيار املستقبل»‪ ،‬الذي‬ ‫حاول حتريض ضباط على االستقالة من‬ ‫اجليش وساهم بذلك احد الضباط الكبار‬ ‫في مخابرات اجليش الذي ال يخفي والءه‬ ‫لتيار احلريري‪.‬‬ ‫وأمام «فيتو» احلريري وعدم اقتناع‬ ‫الرئيس سليمان بأن يأتي إلى قيادة اجليش‬ ‫مدير اخملابرات‪ ،‬وهي سابقة لم حتصل‪ ،‬وفي‬ ‫عز قوة مدراء سابقني للمخابرات مثل‬ ‫العميد غابي حلود والعميد جوني عبده‬ ‫وقبلهما العميد أنطوان سعد وآخرون‪،‬‬ ‫وألن هناك سابقة تعيني ضباط من اجليش‬ ‫سفراء كما حصل مع حلود وعبدو‪ ،‬فان‬ ‫احلل التسوية‪ ،‬ال سيما مع البطريرك‬ ‫صفير‪ ،‬كان بتعيني العميد خوري سفيرا ً‬ ‫للبنان في الفاتيكان‪ ،‬وهو ما يرضي صفير التسلم والتسليم في وزارة الدفاع‬ ‫الذي كان قد أعلن موقفا ً رافضا ً للطريقة‬ ‫التي يعينّ فيها تعيني قائد اجليش‪ ،‬إال أن زيارة الوزير حيث قاتل قهوجي وكان نقيبا ً في منطقة ضهر‬ ‫املر إلى الصرح البطريركي قبل ساعات من انعقاد الوحش‪ ،‬وهو كان ينفذ اوامر قيادته‪ ،‬وعندما خرج‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬خفف من غضب البطريرك املاروني عون من القصر اجلمهوري‪ ،‬بقي قهوجي‪ ،‬في اجليش‬ ‫الذي سلم باحلل املقترح‪ ،‬وخرج تعيني قهوجي وتسلم مسؤوليات ومراكز فيه‪ ،‬وكان بارعاً‪ ،‬في‬ ‫إلى النور‪ ،‬ولكن باعتراض أساسي من النائب وليد كل املواقع التي خدم فيها فلم يسجل عليه انه‬ ‫جنبالط‪ ،‬فص ّوت وزيراه غازي العريضي ووائل أبو خرج على نهج اجليش وعقيدته‪ ،‬حيث وقف أثناء‬ ‫فاعور ضد القرار وربطا ذلك بالشكل‪ ،‬أي‪ ،‬أنهما لم العدوان االسرائيلي على لبنان في صيف ‪2006‬‬ ‫يطلعا على االسم‪ ،‬إال في اللحظات األخيرة‪ ،‬وكان موقفا بطوليا الى جانب املقاومة‪ ،‬كما تشير‬ ‫بود جنبالط تعيني العميد خوري بعكس حليفه املعلومات التي حتدثت انه تصدى لعملية إنزال‬ ‫سعد احلريري‪ ،‬إال أن معلومات كشفت أن استياءه إسرائيلية في صور وحملاوالت إنزال في الزهراني‪ ،‬ولم‬ ‫يعود الى أن قهوجي هو من بلدة بعدران الشوفية يسحب ضباطه وجنوده من املعركة‪ ،‬وقد ساعدته‬ ‫القريبة من اخملتارة‪ ،‬وقد هاله أن يعني قائد اجليش هذه املواصفات على أن يتقدم بالنقاط على زمالئه‬ ‫من غير رأيه ومن منطقته‪ ،‬وقد يكون مرشحا ً الضباط‪ ،‬ألنه قضى ‪ 17‬عاما ً من أصل ‪ 33‬عاما في‬ ‫لرئاسة اجلمهورية مستقبالً‪ ،‬على غرار ما حصل خدمته العسكرية في العمل امليداني‪.‬‬ ‫كل هذه املواصفات دفعت باسم العميد قهوجي‬ ‫مع حلود وسليمان‪ ،‬وقد ضربت هذه الهواجس رئيس‬ ‫سجل اعتراضا ً ليترقى إلى رتبة عماد ويصبح القائد الثاني عشر‬ ‫احلزب التقدمي االشتراكي الذي‬ ‫ّ‬ ‫دون أن يذهب الى املعارضة وهو في وضع سياسي للجيش‪ ،‬وهو يتسلم القيادة من قائدين سابقني‬ ‫دقيق‪ ،‬والعهد في بدايته‪ ،‬وأن االصطدام معه هما إميل حلود وميشال سليمان‪ ،‬متكنا من بناء‬ ‫ُمكلف له‪ ،‬لذلك ابتلع قرار تعيني قهوجي‪ ،‬لكنه مؤسسة عسكرية لم تؤثر كل احلوادث التي وقعت‬ ‫أرسل الئحة شروطه إلى القائد اجلديد للجيش بأن على وحدتها‪ ،‬بسبب العقيدة الوطنية التي مت‬ ‫ال ميس بحصته داخل املؤسسة العسكرية بدءا ً أُرسيت‪ ،‬وكان لهما الفضل فيها‪ ،‬لذلك أكد القائد‬ ‫اجلديد للجيش أنه لن يحيد عن الثوابت والنهج‬ ‫من رئاسة األركان‪.‬‬ ‫اما حتفظ «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب‪ ،‬اللذين طبعا املؤسسة التي ينتمي اليها خالل‬ ‫فلحسابات لها عالقة بأن أغلب الضباط املقترحني السنوات املاضية‪ ،‬وحتدث عن االلتزام مع املقاومة‬ ‫ال ميتون بصله لهذين التنظيمني‪ ،‬ال سيما القوات مبواجهة العدو االسرائيلي‪ ،‬وهو الكالم الذي يؤكد‬

‫عليه دائما ً الرئيس سليمان‪ ،‬وهذا ما يريح «حزب‬ ‫اهلل» الذي لم يبد اي اعتراض على االسم اجلديد‬ ‫الذي وصل إلى قيادة اجليش‪ ،‬فالعمل امليداني‬ ‫الذي قام به قهوجي أثناء وجوده في اجلنوب كان‬ ‫كافياً‪ ،‬ألن يعطيه تأييد املقاومة التي ترتاح ألن‬ ‫يكون على رأس املؤسسة العسكرية ضابط وطني‬ ‫موثوق صاحب ثقافة مقاومة للعدو االسرائيلي‪،‬‬ ‫وهذه الصفات متوافرة بالعميد قهوجي الذي‬ ‫صودف تعيينه مع احلادث املؤسف الذي وقع‬ ‫ملروحية عسكرية تابعة للجيش اللبناني وأدى الى‬ ‫استشهاد الضابط الطيار سامر حنا في ظروف‬ ‫سيجليها التحقيق العسكري والقضائي‪ ،‬بعدما‬ ‫س ّلم «حزب اهلل» العنصر الذي تسبب باطالق‬ ‫النار الى القضاء‪ ،‬لتطويق احلادث ووضعه في إطاره‬ ‫الفردي احملدود كما أكد أكثر من مسؤول في احلزب‬ ‫وعلى رأسهم األمني العام السيد حسن‬ ‫نصر اهلل الذي أشار إلى ان ما حصل‬ ‫بد‬ ‫ليس حادثا ً مدبرا ً بل ابن حلظته‪ ،‬وال ّ‬ ‫من انتظار التحقيقات الستجالء أسباب‬ ‫حصوله‪ ،‬وهل يقع في سوء تقدير من‬ ‫الضابط الذي دخل الى منطقة تراها‬ ‫املقاومة عسكرية بالنسبة لها‪ ،‬ولم‬ ‫يحصل تنسيق بني الطرفني أدى إلى‬ ‫وقوع احلادث الذي كشفت معلومات وزير‬ ‫الدفاع الياس املر‪ ،‬أن التحقيقات األولية‬ ‫أشارت إلى أن مطلق النار ظن أن الطائرة‬ ‫اسرائيلية‪ ،‬ألنه لم يشاهد طائرة مثلها‬ ‫تابعة للجيش اللبناني‪.‬‬ ‫فاحلادث وقع‪ ،‬وتبني أن «حزب اهلل»‬ ‫فوجئ به‪ ،‬بدليل الصمت الذي ساد‬ ‫قيادته بعد حصوله وصدمت به‪ ،‬فلم‬ ‫عد فيه الضابط‬ ‫يصدر أي تعليق‪ ،‬الى أن صدر بيان ّ‬ ‫حنا شهيدا ً للمقاومة وتضمن كل عبارات األسف‬ ‫واالستنكار‪ ،‬مما يشير إلى أنه حادث ظرفي وآني‪ ،‬وهو‬ ‫ما تبني لقيادة اجليش التي تعاطت معه بحكمة‬ ‫وهدوء وروية‪ ،‬حيث رأى قائد اجليش اجلديد العماد‬ ‫قهوجي‪ ،‬أن الشهيد هو شهيد اجليش واملقاومة‪،‬‬ ‫ولم يخرج عن أدبيات املؤسسة العسكرية جتاه‬ ‫املقاومة فأظهرت في أمر اليوم أنه معها وإلى‬ ‫وعد ما حصل فردياً‪ ،‬وأكد أن التحقيقات‬ ‫جانبها‪ّ ،‬‬ ‫ستكشف ما جرى‪.‬‬ ‫لكن ثمة من حاول استغالل احلادث لزرع الشقاق‬ ‫بني اجليش واملقاومة‪ ،‬والتعبئة نحو صدام بينهما‪،‬‬ ‫ولكن أخفق هؤالء وجلهم من قوى ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫ال سيما في الطرف املسيحي فيه‪ ،‬الذي حاول‬ ‫وعشية االنتخابات النيابية الغمز من قناة عون‬ ‫وتفاهمه مع «حزب اهلل» للتأثير على شعبيته‪،‬‬ ‫لكن تسليم احلزب للعنصر الى القضاء وضع‬ ‫القضية في اطارها الصحيح‪ ،‬ال سيما وأن حوادث‬ ‫سابقة حصلت وسقط للحزب شهداء كان اجليش‬ ‫طرفا ً فيها‪ ،‬ومت اللجوء الى القضاء كما حصل على‬ ‫جسر طريق املطار في ‪ 13‬أيلول ‪ 1993‬او في حوادث‬ ‫مار مخايل – الشياح مطلع العام احلالي‪ ،‬أو مناطق‬ ‫أخرى‪ .‬وكانت املعاجلة تنتهي الى وضع احلوادث في‬ ‫يد القضاء‪ ،‬الن ثمة ثقة تربط بني الطرفني تعمدت‬ ‫بالدم والشهداء‪ ،‬ولم تؤثر فيها احلوادث‪.‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪21‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫ومع القائد اجلديد للجيش‪ ،‬فان التعاون‬ ‫والتنسيق سيبقى قائما ً مع املقاومة وصوال ً إلى‬ ‫استراتيجية دفاعية ترسمها طاولة احلوار التي دعا‬ ‫إليها الرئيس سليمان‪ ،‬وهي تخفف من محاوالت‬ ‫البعض حتضير اجليش إلى مواجهة مع املقاومة‪،‬‬ ‫وهذا أمر مرفوض في املؤسسة العسكرية‪ ،‬التي‬ ‫سعت اإلدارة األميركية الى أن تدفع بها في هذا‬ ‫االجتاه‪ ،‬مقدمة إغراءات بتسليح اجليش وتقدمي‬

‫املساعدات له مبا يؤهله للقتال الداخلي ومواجهة‬ ‫امليلشيات‪ ،‬وحتديدا ً «حزب اهلل» كما ينقل‬ ‫املسؤولون األميركيون للمسؤولني اللبنانيني‪ ،‬وكان‬ ‫آخرهم مساعد وزيره اخلارجية األميركية لشؤون‬ ‫الشرق األوسط ديفيد هل‪ ،‬وعلى خطى سلفه‬ ‫ديفيد ولش‪.‬‬ ‫فاجليش اصبح له قائد‪ ،‬تعهد أن يستمر ببنائه‬ ‫وتعزيز وحدته على أسس وطنية‪ ،‬وهو سيؤهله‬

‫ليكون على استعداد للدفاع عن الوطن وسيادته‬ ‫بعدما جنح في ثالثة امتحانات‪ ،‬وهي‪ :‬مواجهة‬ ‫اإلرهاب في مخيم نهر البارد‪ ،‬احملافظة على السلم‬ ‫االهلي في الداخل‪ ،‬والتصدي للعدو اإلسرائيلي مع‬ ‫املقاومة‪ .‬وهذه األقانيم الثالثة مؤمن بها العميد‬ ‫قهوجي ففتحت له الطريق إلى اليرزة‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫قائد الجيش الجديد ابن المؤسسة العسكرية ونهجها إلى جانب المقاومة‬ ‫‪ 35‬سنة أمضاها قهوجي في اجليش منذ أن‬ ‫انتسب إلى املدرسة احلربية في األول من أكتوبر‬ ‫(تشرين األول) ‪ ،1973‬أمضاها كلها في امليدان‪ ،‬فلم‬ ‫يكن يوما ً في منصب إداري داخل اجليش‪ ،‬مما يعطيه‬ ‫أفضلية ميدانية كما يقول رفيق سالح للقهوجي‬ ‫الذي «تش ّبع مبشاكل اجلنود ومتطلباتهم‪ ،‬كما‬ ‫يعرف بالعمق احتياجات اجليش والصعاب»‪ .‬ويؤكد‬ ‫رفيقه أنه «رجل بال انتماء سياسي وفقا ً ملفاهيم‬ ‫التجاذبات السياسية اللبنانية‪ ،‬بل ينتمي إلى‬ ‫لبنان وصيغة العيش املشترك واإلرادة الوطنية‬ ‫اجلامعة»‪.‬‬ ‫شخصيته «واثقة» وطبعه «هادئ» كما يصفه‬ ‫رفاق السالح من الرؤساء واملرؤوسني السابقني‪.‬‬ ‫«يدرس املتطلبات ويأخذ القرار الصحيح» و«يشارك‬ ‫رجاله أعمالهم ومهماتهم ويعيشها عن قرب»‪،‬‬ ‫كما أنه مقاتل شرس‪ ،‬كما يقول عنه رفاقه‪ ،‬نال‬ ‫وساما ً خالل حرب الشحار الغربي في الشوف‬ ‫اللبناني‪ ،‬ما أعطاه ستة أشهر أقدمية في الترقية‬ ‫عن رفاقه في اجليش‪ ،‬بقي يستفيد منها حتى‬ ‫تعيينه عميد ركن في األول من يوليو (متوز) ‪.2002‬‬ ‫وقد أصيب أكثر من مرة خالل املعارك فنال وسام‬ ‫اجلرحى ووسام احلرب ‪ 3‬مرات‪.‬‬ ‫وتقول «التقديرات» إن العماد قهوجي كان‬ ‫مرشحا ً لالغتيال قبل نحو شهرين عندما ضبطت‬ ‫عبوة ناسفة على الطريق التي كانت تربط منزله‬ ‫مبركز عمله في محلة العبدة في شمال لبنان‪ ،‬إذ‬ ‫ضبط اجليش عبوة ناسفة غير مجهزة بعد في أحد‬ ‫حقول القصب على الطريق التي يسلكها قهوجي‪،‬‬ ‫الذي كان أتى لتوه من خارج لبنان‪.‬‬ ‫والعماد قهوجي هو أساسا ً من بلدة بعدران‬ ‫في الشوف اللبناني قبل أن تنتقل العائلة إلى‬ ‫كسروان‬ ‫ونقل قيوده ومحل إقامته إلى صربا في كسروان‬ ‫حيث ال يزال يقيم حتى اليوم‪.‬‬ ‫أما اجليش اللبناني الذي قدر له أن يدفع ثمن‬ ‫ملء الفراغ في منصب رئاسة اجلمهورية فراغا ً‬ ‫في منصب قيادته‪ ،‬فعادت أموره إلى طبيعتها في‬ ‫الثانية عشرة من ظهر يوم االثنني عندما يتسلم‬ ‫العماد قهوجي منصبه رسميا ً بعد إصدار رئيس‬ ‫اجلمهورية العماد ميشال سليمان مرسوم تعيينه‬ ‫قائدا ً للجيش‪.‬‬ ‫هذه نبذة عن القائد اجلديد‪ ،‬وفيها‪:‬‬ ‫تاريخ الوالدة ومكانها‪ 1953/9/23 :‬ـ عني إبل ـ‬

‫‪22‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ نقل إلى اللواء العاشر اجملوقل‪ ،‬قائدا ً للكتيبة‬‫‪ ،103‬اعتبارا ً من ‪1987/11/1‬‬ ‫ً‬ ‫ عني قائدا ً للفوج اجملوقل اعتبارا من‬‫‪.1992/10/12‬‬ ‫ عني قائدا ً لفوج التدخل الثالث اعتبارا ً من‬‫‪.1996/1/22‬‬ ‫ عني رئيسا ً ألركان لواء املشاة احلادي عشر‬‫اعتبارا ً من ‪.1999/7/31‬‬ ‫ عني مساعدا ً لقائد لواء املشاة السابع اعتبارا ً‬‫من ‪.2001/8/22‬‬ ‫ عني قائدا ً للواء املشاة الثاني اعتبارا ً من‬‫‪.2002/7/29‬‬ ‫الدورات الدراسية‪:‬‬ ‫تابع دورات عدة في الداخل واخلارج‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫قضاء بنت جبيل‪.‬‬ ‫ مكان اإلقامة‪ :‬صربا ـ قضاء كسروان‪.‬‬‫ اللغات التي يتقنها‪ :‬اإلنكليزية‪ ،‬الفرنسية‬‫واإليطالية ‪.‬‬ ‫ متأهل من السيدة مارلني صفير وهي من‬‫كسروان‪ ،‬ولهما ثالثة أوالد ‪.‬‬ ‫ترقياته‪:‬‬ ‫ تطوع في اجليش بصفة تلميذ ضابط‪ ،‬وأحلق‬‫في املدرسة احلربية اعتبارا ً من ‪.1973/10/1‬‬ ‫ رقي لرتبة مالزم اعتبارا ً من ‪.1976/7/1‬‬‫ تدرج في الترقية حتى رتبة عميد ركن اعتبارا ً‬‫من ‪ ،2002/7/1‬بعدما نال قدما ً للترقية ألعمال‬ ‫حربية باهرة ‪.‬‬ ‫ رقي لرتبة عماد‪ ،‬وعني قائدا ً للجيش بتاريخ‬‫‪2008/8/29‬‬ ‫تشكيالته‪:‬‬ ‫ نقل إلى كتيبة الشرطة العسكرية اعتبارا ً‬‫من ‪1977/2/21‬‬ ‫ عني آمرا ً لسرية الشرطة العسكرية في‬‫منطقة جبل لبنان اعتبارا ً من ‪1982/12/7‬‬ ‫ نقل إلى لواء املشاة الرابع‪ ،‬آمرا ً للسرية ‪،422‬‬‫اعتبارا ً من ‪1983/9/28‬‬ ‫ نقل إلى املدرسة احلربية‪ ،‬مدرباً‪ ،‬اعتبارا ً من‬‫‪1984/3/4‬‬

‫ دورة عسكرية في الواليات املتحدة‬‫األميركية ـ عام ‪1980‬‬ ‫دورة عسكرية في السويد ـ عام‬‫‪1995‬‬ ‫ دورة عسكرية في إيطاليا ‪ -‬عام‬‫‪1999‬‬ ‫ دورة عن دبلوماسية الدفاع في‬‫بريطانيا ‪ -‬عام ‪2003‬‬ ‫ دورة عن مكافحة اإلرهاب في أملانيا‬‫ عام ‪2006‬‬‫ األوسمة والتنويهات والتهاني‪:‬‬‫ وسام اجلرحى ‪.‬‬‫ وسام احلرب (ثالث مرات)‬‫ وسام االستحقاق اللبناني (من‬‫الدرجات الثالثة والثانية واألولى)‬ ‫ وسام الوحدة الوطنية‬‫ وسام فجر اجلنوب‪.‬‬‫ وسام األرز الوطني (من رتبة فارس‪،‬‬‫ورتبة ضابط)‬ ‫ وسام التقدير العسكري‬‫ وسام الفخر العسكري‬‫ تنويه العماد قائد اجليش (ثماني‬‫مرات)‬ ‫ تهنئة العماد قائد اجليش (ستا ً‬‫وعشرين مرة)‬ ‫وجتدر اإلشارة هنا إلى أن العماد‬ ‫قهوجي كان قائدا ً للواء الثاني في‬ ‫منطقة الزهراني في حرب متوز ‪.2006‬‬


‫لبنان خسر فرصة الوصول إلى قانون انتخاب خارج القيد الطائفي‬

‫ثالثة أقانيم لن توفر انتخابات حرة‪:‬‬ ‫المال واإلعالم والطائفية‬ ‫لذلك فإن جلنة اإلدارة والعدل النيابية التي‬ ‫تناقش اجلانب اإلصالحي من مشروع فؤاد بطرس‬ ‫تراجعت ألسباب سياسية وإدارية وقانونية وفنية‬ ‫عن تطبيق الكثير من بنوده‪ ،‬فهي اعتمدت بطاقة‬ ‫الهوية للناخب بدال ً من البطاقة االنتخابية‪،‬‬ ‫وستحاول إشراك املغتربني في العملية االنتخابية‬ ‫إذا تأمنت لوائح الشطب لهم وإرسالها إلى‬ ‫السفارات‪ ،‬كما تسعى إلى احلد من اإلنفاق‬

‫دخل اللبنانيون موسم االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫وباتت مواقف السياسيني وتصاريحهم تتعلق‬ ‫بها‪ ،‬وأصبح اخلطاب السياسي يقترن بها‪ ،‬وقد‬ ‫بدأ يتهاوى نحو اللغة الطائفية واملذهبية‪ ،‬ألن‬ ‫العودة إلى قانون االنتخابات الذي صدر عام ‪،1960‬‬ ‫سمحت بصعود اللهجة الغرائزية‪ ،‬ألن تقسيم‬ ‫الدوائر االنتخابية على أساس القضاء‪ ،‬هو الذي‬ ‫أعطى زخما ً لذلك‪ ،‬وهذا ما دفع بالنائب محمد‬ ‫كبارة وهو من النواب اخملضرمني‬ ‫إلى أن يعلن أن طرابلس هي‬ ‫عاصمة السنة في لبنان‪ ،‬وهو‬ ‫ال يستطيع أن يتفوه مبثل‬ ‫هذا الكالم لو كانت الدائرة‬ ‫االنتخابية على أساس احملافظة‪،‬‬ ‫كما نص اتفاق الطائف ومت‬ ‫التراجع عن أهم بند إصالحي‬ ‫فيه لتطوير النظام السياسي‪،‬‬ ‫وهو ما أغضب الرئيس حسني‬ ‫احلسيني فأعلن استقالته من‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬ألنه يرى في‬ ‫العودة نصف قرن إلى الوراء‪ ،‬اجتماع جلنة االدارة والعدل النيابية‬ ‫العتماد قانون يعزز الطائفية واملذهبية‪ ،‬إشعاال ً االنتخابي‪ ،‬وحددت مبلغ ‪ 150‬مليون ليرة مع‬ ‫للحرب األهلية من جديد‪ ،‬التي باتت كل أدواتها ثالثة آالف ليرة لكل ناخب على لوائح الشطب‬ ‫كمصاريف لالنتخابات‪ ،‬على أن يوضع املبلغ في‬ ‫موجودة‪.‬‬ ‫ولم يعد باستطاعة مجلس النواب تعديل مصرف‪ ،‬وال حتسب اخلدمات الصحية والتربوية‬ ‫القانون‪ ،‬ألن اتفاق الدوحة ألزم األطراف اللبنانية واالجتماعية من ضمن هذه املصاريف التي ُح ّدد‬ ‫التي وقعت عليه أن تطبقه كما فعلت في البنود شهران قبل االنتخابات لتبدأ عملية الصرف على‬ ‫األخرى منه‪ ،‬وقد أقرت جلنة اإلدارة والعدل بند توزيع اإلعالن والنقليات وما تطلبه العملية االنتخابية‬ ‫الدوائر كما ُعرض في اتفاق الدوحة‪ ،‬وقد حدد شرعياً‪ ،‬لكن ضبط عملية الصرف صعبة في ظل‬ ‫الرئيس نبيه بري تاريخ ‪ 25‬أيلول موعدا ً نهائيا ً إلقرار الظروف اللبنانية املعقدة‪ ،‬إذ ميكن التحايل على‬ ‫القانون متكامالً‪ ،‬أي في شقيه‪ :‬التقسيمات على القانون‪ ،‬إال إذا ُوضع مراقبون على الصرف ورُفعت‬ ‫أساس القضاء‪ ،‬مع بقاء أقضية مدموجة كما السرية املصرفية‪ ،‬ألن تأثير املال في االنتخابات‬ ‫في قانون ‪ ،1960‬واإلصالحات للعملية االنتخابية أساسي في لبنان‪ ،‬حيث إن أصحاب الرساميل‬ ‫التي وردت في مشروع الهيئة الوطنية لقانون هم الذين يتمثلون في مجلس النواب‪ ،‬ويسمي‬ ‫االنتخاب الذي وضعته برئاسة الوزير السابق فؤاد الرئيس عمر كرامي هؤالء “بحيتان املال”‪ ،‬حيث‬ ‫بطرس‪ ،‬وهي إصالحات لو حتققت كاملة جلهة يواجه في طرابلس ثالثة أطراف مليئة ماليا ً وهي‪:‬‬ ‫توزيع الدوائر واعتماد نظامي األكثرية والنسبية‪“ ،‬تيار املستقبل”‪ ،‬الرئيس جنيب ميقاتي والوزير‬ ‫ثم آلية االنتخاب‪ ،‬فإنها تكون وضعت لبنان أمام محمد الصفدي وحليفه النائب موريس فاضل‪.‬‬ ‫وما يعاني منه كرامي‪ ،‬هو ما عانى منه الرئيس‬ ‫قانون انتخاب متقدم على قوانني سابقة‪ ،‬وإن كان‬ ‫لم يحقق كل األهداف اإلصالحية‪ ،‬لكنه خطوة سليم احلص عندما كان يترشح لالنتخابات‪،‬‬ ‫متقدمة على طريق اإلصالح‪ ،‬وصوال ً إلى لبنان واملرة األخيرة كانت عام ‪ ،2000‬حيث أسقطه‬ ‫دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية‪ ،‬مما املال واإلعالم والعصبية الطائفية‪ ،‬وهذه األقانيم‬ ‫الثالثة ما زالت تفعل فعلها ولها تأثيرها في‬ ‫يشجع على قيام أحزاب ال طائفية‪.‬‬

‫للحد منها‪ ،‬لكن‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وقد جرت محاوالت‬ ‫ّ‬ ‫يبدو أنه لم حتصل في هذه الدورة االنتخابية‬ ‫مفاجآت‪ ،‬إذ بدأ املال يلعب دوره‪ ،‬ويُوزّع من خالل‬ ‫املنح املدرسية والقرطاسية واملازوت واحلصص‬ ‫التموينية‪ ،‬إضافة إلى املساعدات املالية‪.‬‬ ‫أما اإلعالم فإن تأثيره يوازي املال‪ ،‬ال سيما في‬ ‫هذه املرحلة التي تسود فيها اللغة الطائفية‬ ‫واملذهبية‪ ،‬ومتتلك القوى السياسية والطائفية‬ ‫األساسية وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫وحتديدا ً املرئية منها‪ ،‬التي حترك‬ ‫الغرائز وحت ّرض على الفتنة‪،‬‬ ‫وهذا ما ملسه اللبنانيون منذ‬ ‫أربع سنوات تاريخ دخولهم‬ ‫األزمة السياسية والدستورية‬ ‫واندالع معارك عسكرية‬ ‫نتيجة االحتقان السياسي‬ ‫وأحيانا ً انسداد أفق احلل‪.‬‬ ‫لذلك فإن جلنة اإلدارة‬ ‫والعدل حتاول قدر املستطاع‬ ‫“لبننة اإلصالحات” في مشروع‬ ‫بطرس‪ ،‬وإسقاطها على‬ ‫الواقع وعدم االمتثال إلى املثاليات واملبادئ التي‬ ‫قد تصلح لدول ومجتمعات يسودها االستقرار‬ ‫السياسي وانتظام عمل مؤسسات الدولة‪ ،‬وعدم‬ ‫وجود فوضى أمنية‪ ،‬قد ال متكن اللبنانيني من‬ ‫ممارسة حقهم االنتخابي‪ ،‬إذ لم يُضبط الوضع‬ ‫يلغ اجليش وقوى األمن بقرار سياسي‬ ‫األمني‪ ،‬ولم ِ‬ ‫كل املظاهر املسلحة ولم يزِل كل أشكال “األمن‬ ‫الذاتي”‪.‬‬ ‫فاالنتخابات التي ستجري في ربيع عام ‪،2009‬‬ ‫لن تكون مثالية‪ ،‬بل هي ستحصل على أساس‬ ‫قانون يكرس الطائفية واملذهبية‪ ،‬مبا يعاكس‬ ‫تطلع اللبنانيني نحو إلغاء الطائفية كما نص‬ ‫اتفاق الطائف‪ ،‬وهي لن تكون خارج تأثير املال‬ ‫واإلعالم‪ ،‬ألن من يتحكمون مبصير لبنان ميلكون‬ ‫املال واإلعالم واللغة الطائفية‪.‬‬ ‫منصة لالنتقال بلبنان‬ ‫لقد كان اتفاق الطائف ّ‬ ‫من مرحلة االضطراب األهلي إلى السلم األهلي‬ ‫الذي كان التطلع إلى تثبيته‪ ،‬بإلغاء الطائفية‪،‬‬ ‫وقد فتح اتفاق الطائف الباب للوصول إلى ذلك‪،‬‬ ‫ومنها قانون انتخاب خارج القيد الطائفي‪ ،‬وهذا‬ ‫لم يحصل وقد ال يحصل‪...‬‬

‫جورج شلهوب‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪23‬‬


‫منبر لبناني‬

‫قوى ‪ 14‬شباط ترى نفسها دون حلفاء في العالم وانتهاء مفاعيل ‪1559‬‬

‫شراكة فرنسية – سورية‬ ‫تلغي أحادية القرار األميركي في المنطقة‬

‫األسد‪ -‬ساركوزي‬

‫قبل أربع سنوات صدر عن مجلس األمن الدولي‬ ‫القرار ‪ ،1559‬الذي يطالب سوريا بسجب قواتها من‬ ‫لبنان‪ ،‬إضافة إلى نزع سالح امليلشيات ورفض تعديل‬ ‫الدستور ملصلحة التمديد للرئيس إميل حلود‪.‬‬ ‫في ذلك التاريخ في ‪ 2‬أيلول عقد مجلس النواب‬ ‫جلسته لتعديل الدستور والتمديد للرئيس حلود‪،‬‬ ‫ولم يأبه الرئيس السوري بشار األسد للتهديدات‬ ‫اخلارجية‪ ،‬ال سيما األميركية والفرنسية‪ ،‬التي‬ ‫التقت مصاحلهما في لبنان‪ ،‬ملصلحة أطراف‬ ‫سياسية‪ ،‬قررت في حلظة إقليمية – دولية‪،‬‬ ‫االنقالب على سوريا‪ ،‬واالنخراط في مشروع‬ ‫أميركي للمنطقة سمي “الشرق األوسط اجلديد”‬ ‫الذي رفعه الرئيس جورج بوش حتت عنوان نشر‬ ‫الدميوقراطية وإسقاط “األنظمة الدكتاتورية”‪،‬‬

‫‪24‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فركب الرئيس رفيق احلريري والنائب وليد جنبالط‬ ‫في مركب هذا املشروع‪ ،‬وكان سبقهما إليه‬ ‫“لقاء قرنة شهوان” برعاية البطريرك نصر اهلل‬ ‫صفير‪ ،‬وقد متكن هذا الفريق الذي ك ّون “لقاء‬ ‫البريستول” بعد انضمام احلريري وجنبالط إليه‪،‬‬ ‫من أن يستفيد من التقارب الفرنسي – األميركي‬ ‫الذي ك ّرسته قمة “النورماندي” بني الرئيسني‬ ‫جاك شيراك وبوش في حزيران ‪ ،2004‬واتفقا على‬ ‫أن يتقدما إلى مجلس األمن بقرار يفرض على‬ ‫سوريا االستجابة لشروطهما‪ ،‬وأبرزها نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬فجاءت صياغة القرار ‪ 1559‬لتخدم ثالثة‬ ‫أطراف هي‪ :‬فرنسا في سحب القوات السورية إذا‬ ‫لم تؤمن سوريا مصاحلها واستثماراتها‪ ،‬وأميركا‬ ‫ومعها إسرائيل بتجريد املقاومة من سالحها‬

‫حتت اسم عدم وجود سالح غير شرعي باسم‬ ‫امليلشيات‪ ،‬والرئيس احلريري وجنبالط و”لقاء قرنة‬ ‫شهوان” برفض التمديد للرئيس حلود‪.‬‬ ‫اجتمعت األطراف الثالثة في بنود القرار ‪1559‬‬ ‫الذي س ّبب صدوره انقساما ً ما بني اللبنانيني‪،‬‬ ‫وأشعل فتنة بينهم ما زالت قائمة‪ ،‬وأدت إلى‬ ‫حصول اغتياالت ومحاوالت اغتيال وتفجيرات‬ ‫ومعارك سياسية وطائفية ومذهبية متنقلة‪.‬‬ ‫لقد صدر هذا القرار‪ ،‬ونفذت سوريا بقرار‬ ‫من قيادتها ما يتعلق بوجود قواتها في لبنان‪،‬‬ ‫فسحبتها‪ ،‬بعدما أيقنت أنها مستهدفة في‬ ‫أمنها‪ ،‬وأن الضغوط عليها ستزداد إذا لم تغير‬ ‫سلوكها جلهة السير في املشروع األميركي‪،‬‬ ‫واالمتناع عن دعم املقاومة وفك حتالفها مع إيران‪.‬‬


‫القمة الرباعية في دمشق‪ :‬ساركوزي‪ ،‬األسد‪ ،‬الشيخ أحمد وأردوغان‬

‫لم ترضخ القيادة السورية للضغوط والعقوبات‬ ‫التي فرضت عليها‪ ،‬ومتسكت بالثوابت الوطنية‬ ‫والقومية‪ ،‬واستطاعت أن حتافظ على موقعها‬ ‫في املعادلة العربية واإلقليمية‪ ،‬فنجحت في عقد‬ ‫القمة العربية في دمشق‪ ،‬بالرغم من محاوالت‬ ‫تعطيلها عربيا ً (السعودية‪ ،‬مصر واألردن) ودوليا ً‬ ‫(الواليات املتحدة)‪ ،‬وأثبتت أنها مفتاح احلل‬ ‫ألزمات املنطقة من لبنان إلى فلسطني والعراق‪،‬‬ ‫وباعتراف مسؤولني أميركيني كبار‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وهي من‬ ‫احلزب الدميوقراطي‪ ،‬فزارت سوريا وفتحت حوارا ً مع‬ ‫قيادتها يؤسس ملرحلة مجيء رئيس دميوقراطي‬ ‫إلى البيت األبيض للمشاركة في إيجاد حلول‬ ‫للصراع العربي – اإلسرائيلي‪ ،‬ولالحتالل األميركي‬ ‫للعراق‪ ،‬الذي أكد تقرير جلنة بايكر‪ -‬هاملتون‪ .‬إن‬ ‫والفعال‬ ‫سوريا كما إيران لهما الدور األساسي‬ ‫ّ‬ ‫في تأمني انسحاب مش ّرف للقوات األميركية‬ ‫التي فقدت أكثر من ثالثة آالف قتيل‪.‬‬ ‫صمدت سوريا أربع سنوات‪ ،‬وبدأت أبوابها تفتح‬ ‫أمام الوفود األجنبية‪ ،‬وكان أول الزائرين األجانب‬ ‫الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي الذي أعلن‬ ‫أن عهده سيقطع مع السياسة املاضية لبالده‪،‬‬ ‫التي ارتبطت فيها العالقات الشخصية‪ ،‬كما‬ ‫فعل شيراك مع آل احلريري‪ ،‬وكاد أن يهدد مصالح‬ ‫فرنسا في املنطقة‪.‬‬ ‫كانت النقلة النوعية التي حصلت في إعادة‬ ‫العالقات الفرنسية – السورية‪ ،‬أن الرئيس األسد‬ ‫فتح كل الطرق املسدودة أمام حل األزمة اللبنانية‬

‫وأعطى وعودا ً لعدد من الدول ومنها فرنسا بأنه‬ ‫سيكون مساهما ً أساسيا ً في دعم الوفاق بني‬ ‫اللبنانيني وتسهيل أي حل يقبلون به‪ ،‬فوفى‬ ‫بوعوده‪ ،‬فكان اتفاق الدوحة نتيجة جهود سورية‬ ‫أمنت احلل املرتكز على مبادرة‬ ‫وقطرية وفرنسية‪ّ ،‬‬ ‫فرنسية حملها وزير اخلارجية برنار كوشنير‪ ،‬وهي‬ ‫تنطلق من مبادرة اجلامعة العربية التي أ ّقرها‬ ‫وزراء اخلارجية العرب في القاهرة التي جاءت‬ ‫حصيلة اتصاالت لبنانية داخلية س ّوق خاللها‬ ‫لفكرة انتخاب املرشح التوافقي‪ ،‬وكان اسم‬ ‫العماد ميشال سليمان متقدما ً مقابل سقوط‬ ‫أسماء مرشحي املعارضة واملواالة‪ ،‬على أن يعقب‬ ‫ذلك تأليف حكومة وحدة وطنية بثلث ضامن‬ ‫للمعارضة وإقرارها قانون انتخاب على أساس‬ ‫قانون ‪ 1960‬لطمأنة املسيحيني ملرحلة انتقالية‪.‬‬ ‫هذه املبادئ للتسوية شجعت عليها سوريا‪،‬‬ ‫والقت ترحيبا ً من فرنسا ورعاية عربية من قطر‪،‬‬

‫التحوالت الدولية‬ ‫س ّرعت المصالحة في‬ ‫طرابلس لمنع دمشق‬ ‫من استغاللها‬

‫في وقت كانت السعودية بعيدة عن احلل‪ ،‬ألنها‬ ‫كانت ترفض دورا ً لسوريا فيها‪ ،‬لكنها فشلت‬ ‫بذلك بسبب الدور السوري املؤثر في الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬من خالل وجود حلفاء لسوريا لهم‬ ‫حضورهم على الصعيدين الشعبي والسياسي‪،‬‬ ‫وهذا ما ساعدها على أن تلعب دورا ً إيجابيا ً جاء‬ ‫ملصلحة حلفائها‪ ،‬في الوقت الذي كان فيه حلفاء‬ ‫أميركا ضائعني ويقدمون التنازل تلو اآلخر أمام‬ ‫املعارضة التي صمدت عامني لتحقيق مطالبها‬ ‫في املشاركة في احلكم وحفظ املقاومة وحماية‬ ‫سالحها‪.‬‬ ‫مع التقدم الذي أحرزه حل األزمة اللبنانية‪،‬‬ ‫رأت فرنسا أن تتوجه إلى سوريا‪ ،‬فوجه الرئيس‬ ‫ساركوزي دعوة للرئيس األسد حلضور احتفاالت‬ ‫“الثورة الفرنسية” وقمة “االحتاد من أجل‬ ‫املتوسط”‪ ،‬ألن بنود احلل كانت قبل أشهر من‬ ‫اتفاق الدوحة بالتعاون مع السعودية‪ ،‬ألن النتائج‬ ‫ستكون على حساب حلفائها وبدء خسارتها في‬ ‫لبنان‪ ،‬مقابل حتالف سوري ‪ -‬فرنسي ـ قطري‪،‬‬ ‫فتمكن هذا الثالثي وفي الوقت الضائع لإلدارة‬ ‫األميركية احلالية‪ ،‬التي بدأت تك ّبلها االنتخابات‬ ‫الرئاسية األميركية‪ ،‬إضافة إلى اإلخفاقات‬ ‫واخلسائر التي تتكبدها في العراق وأفغانستان‬ ‫وفلسطني ولبنان‪ ،‬وعودة روسيا كدولة عظمى‬ ‫بدأت تلغي األحادية األميركية في العالم إلى‬ ‫جانب الصني‪ ،‬كل هذه العوامل ساهمت في أن‬ ‫يتقدم الدور الفرنسي على الدور األميركي دون‬ ‫أن يلغي تأثيره نهائياً‪ ،‬بل ينسق معه‪ ،‬مبا يحفظ‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪25‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫مصالح فرنسا‪.‬‬ ‫وهكذا جنحت سوريا وفرنسا بأن يقاربا حل‬ ‫األزمة اللبنانية‪ ،‬وهو ما فرض عليهما أن يدخال‬ ‫من هذه البوابة إلى تكوين شراكة بينهما لتقدمي‬ ‫حلول ألزمات املنطقة‪ ،‬من الوضع في فلسطني‬ ‫إلى العراق إلى امللف النووي اإليراني‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫أن املواقف ليست متقاربة‪ ،‬وهناك تباعد بني نظرة‬ ‫كل منهما إلى بعض املسائل‪ ،‬ومنها البرنامج‬ ‫النووي اإليراني‪ ،‬إال أن ذلك لم مينع من أن يؤسسا‬ ‫لتص ّور مشترك‪ ،‬ال سيما أن البلدين يجمعهما‬ ‫“االحتاد من أجل املتوسط”‪ ،‬هذه الفكرة التي‬ ‫أطلقها ساركوزي من أجل أن يعطي لفرنسا وزنا ً‬ ‫دولياً‪ ،‬يساعدها على أن تكون القطب األوروبي‬ ‫األقوى‪ ،‬حيث تع ّول سوريا على دور أوروبي منعزل‬ ‫أو مستقل عن املشاريع األميركية التي هي‬ ‫مشاريع إسرائيلية‪.‬‬ ‫والشراكة الفرنسية – السورية‪ ،‬تُرجمت‬ ‫بإدخال أطراف فاعلة‪ ،‬للمساعدة في إعطاء دفع‬ ‫لها‪ ،‬فكانت مشاركة قطر كرئيس جمللس التعاون‬ ‫اخلليجي لهذه الدورة‪ ،‬وتركيا كدولة إقليمية لها‬ ‫موقع استراتيجي كرابط بني أوروبا وآسيا والعالم‬ ‫العربي‪ ،‬وقد كان انعقاد القمة الرباعية حدثا ً كبيراً‪،‬‬ ‫ونظرت إليها أميركا بحذر بالرغم من أن ساركوزي‬ ‫ملّح إلى أنه أبلغ بوش بها‪ ،‬ولم تكن بعض الدول‬ ‫العربية راضية عنها كالسعودية ومصر‪ ،‬وقد‬ ‫خطفت منها األضواء‪ ،‬وأن تلعب قطر دورا ً أيضاً‪،‬‬ ‫وهو ما يزعج حكام السعودية‪ ،‬كما أن احملادثات‬ ‫التي جرت في هذه القمة‪ ،‬كانت حول املفاوضات‬ ‫غير املباشرة التي جتري بني سوريا وإسرائيل عبر‬ ‫الوسيط التركي الذي حضر القمة بهذه الصفة‪.‬‬ ‫إال أن الغضب حول حصول القمة في دمشق‪،‬‬ ‫ومجيء ساركوزي إليها‪ ،‬كان من نصيب قوى ‪14‬‬ ‫شباط التي كالت االتهامات للرئيس الفرنسي‪،‬‬ ‫وشنت حملة عليه‪ ،‬ال سيما من رئيس احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي الذي تذكر أنه قبل أربع‬ ‫سنوات كان يلوح هو وأنصاره بالعلم الفرنسي‬ ‫في اخملتارة‪ ،‬ويقول‪ :‬لم نعد وحدنا في العالم وال‬ ‫بد من الصمود‪ ،‬فإذا به يتطلع حوله‪ ،‬فال يرى‬ ‫ّ‬ ‫معه حلفاء من العالم‪ ،‬فأميركا التي راهن على‬ ‫مشروعها‪ ،‬تتراجع في العالم‪ ،‬وهي لم تتمكن‬ ‫من إنقاذ حلفائها في لبنان عندما تعرضوا لضربة‬ ‫عسكرية وسياسية من املعارضة في لبنان في ‪7‬‬ ‫أيار املاضي‪ ،‬كما يتطلع جنبالط فيشاهد كيف‬ ‫يتساقط حلفاء أميركا في العالم وحتديدا ً في‬ ‫جمهوريات االحتاد السوفياتي سابقاً‪ ،‬وعودة روسيا‬ ‫إلى دور دولي‪ ،‬لن يتمكن زعيم اخملتارة من أن يعيد‬ ‫حتالفه معها‪ ،‬بعدما ربط نفسه باإلدارة األميركية‬ ‫التي تعمل على تهديد األمن القومي لروسيا من‬ ‫خالل جيرانها وإنشاء قواعد عسكرية فيها‪.‬‬ ‫لقد أصيب فريق األغلبية في لبنان بصدمة‪،‬‬ ‫وهم يرون العالم يتحول‪ ،‬وكانوا يراهنون على أن‬ ‫املشروع األميركي سيكون له النصر في العراق‬ ‫واملنطقة‪ ،‬فإذا به يتقهقر‪ ،‬وفرنسا تقترب من‬ ‫مصاحلها وتوقع سبع اتفاقيات مع سوريا‪ ،‬وتبتعد‬

‫‪26‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مصاحلة طرابلس‬

‫‪ 14‬شباط ‪ :‬اين حلفاؤنا في العالم؟‬

‫عنهم‘ وهو ما دفع بجنبالط إلى سلوك طريق‬ ‫الهدوء وتخفيف تهمة خطابه بالدعوة إلى احلوار‪،‬‬ ‫وحماية املقاومة وتأجيل البحث بسالحها‪.‬‬ ‫شعرت قوى ‪ 14‬شباط بأن ما رفعته من‬ ‫شعارات قد اندثر‪ ،‬فتهاوى القرار ‪ ،1559‬ولم يعد‬ ‫“لثورة األرز” معنى‪ ،‬واحملكمة الدولية قد تضيع‬ ‫في لعبة مصالح األمم‪ ،‬وأن النظام في سوريا بات‬ ‫أقوى وحضوره في لبنان أفضل مما كانت القوات‬ ‫السورية موجودة فيه‪ ،‬وأن تغييره ليس واردا ً‬ ‫دوليا ً وإقليمياً‪ ،‬وال مناخ شعبيا ً سوريا ً لذلك‪ ،‬وأن‬ ‫املعارضة السورية “ فقاقيع صابون”‪.‬‬ ‫لكل هذه التطورات‪ ،‬انخفضت مطالب ‪14‬‬ ‫شباط‪ ،‬وهي تقدم التنازل تلو التنازل للمعارضة‪،‬‬ ‫والتحذير الذي أطلقه الرئيس األسد من خطورة‬ ‫التطرف اإلسالمي في الشمال‪ ،‬وأن ال استقرار في‬ ‫لبنان بوجوده‪ ،‬كان رسالة تلقاها جنبالط واحلريري‬ ‫بكثير من اجلدية‪ ،‬أن سوريا قد تعود إلى لبنان‪ ،‬وأن‬ ‫الرئيس األسد عندما قال إنه طلب من الرئيس‬ ‫اللبناني تعزيز اجليش في طرابلس‪ ،‬إلدراكه مدى‬

‫اخلطر الذي يتهدد اجليش أوال ً من األصولية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬التي تتوجه أصابع االتهام إليها بأنها‬ ‫وراء اغتيال اللواء فرنسوا احلاج وتفجير حافلة‬ ‫اجلنود في طربلس‪ ،‬وأن هذه األعمال اإلرهابية هي‬ ‫امتددا ملا جرى في مخيم نهر البارد‪.‬‬ ‫إن استعجال احلريري إجراء املصاحلة في طرابلس‬ ‫والشمال‪ ،‬اعتراف منه بوجود املعارضة ودورها‪ ،‬وإن‬ ‫الساحة السنية ليست وقفا ً عليه‪ ،‬وهو ميثل جزءا ً‬ ‫منها‪ ،‬وقد استجاب رئيس “تيار املستقبل” لنصيحة‬ ‫حليفه جنبالط‪ ،‬بأن يستلحق نفسه بإنهاء الوضع‬ ‫الشاذ في طرابلس‪ ،‬ألن فكرة االنتقام ممّا حصل في‬ ‫بيروت‪ ،‬فشلت‪ ،‬ألن استمرار القتال ومحاصرة جبل‬ ‫محسن ذات الغالبية العلوية‪ ،‬ومحاولة تهجير‬ ‫العلويني من طرابلس والشمال‪ ،‬ستدفع بسوريا إلى‬ ‫حماية هذه األقلية‪ ،‬وعندها يصبح مبرر دخولها‬ ‫إلى لبنان قائماً‪ ،‬حملاربة اإلرهاب والتطرف اإلسالمي‪،‬‬ ‫وسيلقى هذا الدخول ترحيبا ً دوليا ً وعربياً‪.‬‬

‫انطوان خير اهلل‬


‫الخالص‬ ‫بانتماء المواطنية ‪2/1‬‬ ‫اذا شئنا البحث في جذور االزمة السياسية التي تسيطر على‬ ‫الساحة اللبنانية‪ ،‬ال بد لنا ان نبحث في العمق‪ ،‬في االساس وال‬ ‫يجوز مطلقا ً تسطيح االمور فنقول ان الصراع على السلطة هو‬ ‫محرك اطماع البعض في التربع على كرسي احلكم والتنعم‬ ‫بخيراته‪.‬‬ ‫هناك إحراج كبير في التكلم عن اسس االزمة السياسية‬ ‫املتفاقمة في لبنان اليوم رغم ان للصراعات االقليمية دورا كبيرا‬ ‫في تعميق تلك االزمة‪ ،‬بل ان املواجهة الدائمة بني اتباع االنتماءات‬ ‫الدينية والطائفية‪ ،‬على بساطة اتباعهما ما تزال تتفاعل في‬ ‫النفوس رغم االختالط الكبير احلاصل في شرائح الشعب اللبناني‪،‬‬ ‫فهي تنام في النفوس وتتظهر من وقت إلى آخر بأوجه سياسية‬ ‫او مطلبية‪.‬‬ ‫بعد احلرب العاملية الثانية وبعد ظهور احلزب الشيوعي واالحتاد‬ ‫السوفياتي تغيرت حماية الطوائف في العالم بشكل عام‪ ،‬وفي‬ ‫لبنان بشكل خاص وتركوا ليتدبروا امورهم بأنفسهم وظهرت‬ ‫الواليات املتحدة االميركية في الشرق من خالل احتضان اململكة‬ ‫السعودية‪ ،‬النها متتلك اكبر احتياطي بترول في العالم‪ ،‬وقد نرى‬ ‫ان ابتعاد فرنسا عن االنحياز الى طائفة ما‪ ،‬اثر توجهها نحو‬ ‫العلمنة‪ ،‬كان له االثر الذي ظهر فيما بعد في تقلص امتيازات‬ ‫الطوائف املسيحية على حساب غيرها‪ ،‬حتى ان اسرائيل الدولة‬ ‫املغتصبة لالراضي الفلسطينية والعربية‪ ،‬والتي راهن عليها‬ ‫بعض املسيحيني اللبنانيني انحازت كما هو معلوم الى مصاحلها‬ ‫وكما هو وارد في ثوابتها التلمودية والصهيونية فكانت خيبة‬ ‫من راهن على ان اسرائيل سوف حتمي من ناصرها كبيرة جداً‪،‬‬ ‫وقد رأينا اواخر تلك اخليبة يوم انسحبت من لبنان حتت ضربات‬ ‫املقاومة تاركة اتباعها يتخبطون في حيرتهم ويكبتون غيظا ً‬ ‫في نفوسهم العادة تظهيره “اذا متكنوا” بأشكال واشكال‬ ‫وقد بانت طالئعه باستعداء املقاومة ومن ناصرها ومن حتالف‬ ‫معها‪.‬‬ ‫لطاملا تغنى بعض اللبنانيني مبقولة اجملتمعات املتعددة او‬ ‫املتنوعة‪ ،‬او ان لكل تعدد ثقافته النابعة من جذوره الدينية‪،‬‬ ‫يدعون ان هذا التعدد الثقافي يقود الى السالم‪ ،‬فلو‬ ‫والتي كما ّ‬ ‫عدنا الى اوائل سنة ‪ ،1860‬نرى ان احلرب االهلية التي استعرت‬ ‫لم حتم املسيحيني من الذبح ال في سوريا وال في لبنان ايام‬

‫االستعمار التركي‪ ،‬ونرى ان التغني بالتنوع الثقافي قد ذهب به‬ ‫مذهب االنعزال حتى تفجر صراعا ً وتقاتال ً في اكثر من مرحلة‬ ‫من مراحل االحتالل التركي وايام االنتداب وما بعدهما حتى‬ ‫يومنا هذا‪.‬‬ ‫برأيي ان التركيز على املواطنية االجتماعية القائمة في‬ ‫دولة تطبق مبدأ فصل الدين عن الدولة اهم بكثير من التعدد‬ ‫الثقافي الذي يحمل في خفاياه مشاريع صدامية‪ ،‬متاثل‬ ‫التراجع احلضاري واالنكفاء التفاعلي االجتماعي ألي وحدانية‬ ‫دينية‪.‬‬ ‫ان املنعطفات السياسية التي يختبئ وراءها العنصر الديني‬ ‫هي منشأ اخلالف الذي يتجدد حينا ً بعد آخر‪ ،‬وقد يلبس مرة وجها ً‬ ‫اقتصاديا ً بني الفئات امليسورة والفئات الفقيرة ومرة وجها ً مطلبيا ً‬ ‫من نوع آخر وجميع هذه اللبوس او االقنعة التي يختفي وراءها‬ ‫محركو االنتفاضات املطلبية ال ميكن فصلها عن قضايا اجملتمع‬ ‫التي تطغى على العناصر الدينية‪.‬‬ ‫اذا ً علينا ونحن في صدد معاجلة االزمة املستعصية الى حد ما‬ ‫في لبنان‪ ،‬ان نتجه الى الوحدة ال ّن االنعزال يأسر التنوع ويحوله الى‬ ‫مادة صدامية عند الوصول الى مفارق السبل او محطات مفصلية‬ ‫في تاريخ الوطن‪.‬‬ ‫فبدل ان نتغنى بالتعددية الثقافية املتأتية من جذور دينية ملاذا‬ ‫ال نحل محلها التوحد الثقافي او االنصهار احلضاري املتقطر من‬ ‫االنسياب االمياني‪ ،‬على تعدده‪ ،‬في اجملتمع املفترض ان يكون مجتمعا ً‬ ‫واحدا ً وحضار ًة واحدة؟‬ ‫فإذا خاطبنا العقل بفكر نابع من القلب‪ ،‬من االميان‪ ،‬بأن االنسان‬ ‫اخو االنسان في التوحيد االمياني‪ ،‬االّ الذين يتحلقون حول الههم‬ ‫اخلاص كاليهود‪ ،‬والذين يعتبرون انفسهم مخيرين ومميزين عن‬ ‫اآلخرين‪ ،‬اذا خاطبنا العقل وابتعدنا عن استثارة الغرائز‪ ،‬ووضعنا‬ ‫االفكار االميانية والتوجهات الدينية في مقامها السامي وابعدناها‬ ‫عن التمرغ في زواريب السياسة واوحالها‪ ،‬نكون قد ركزنا على‬ ‫املفهوم االخالقي في كل توجه امياني‪ ،‬ألنه بهذا جند قواسم‬ ‫مشتركة جتمع وال تف ّرق‪ ،‬وبذلك نك ّون مفهوما ً ثقافيا ً واحدا ً ال تعدد‬ ‫ثقافات يحكمها االنعزال‪ ،‬وهي بحد ذاتها مشاريع صدامية‪ ،‬عند‬ ‫كل منعطف تاريخي‪.‬‬

‫شبلي بدر‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬


‫الغالف‬

‫الكوتا النسائية‪ :‬تمييز جديد ضد المرأة؟‬

‫السيدة حياة أرسالن لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬ ‫المرأة شريك أساسي في القرار السياسي‬

‫التحرك النسائي‬

‫اجملتمع اللبناني‪ ،‬كما هي احلال في كل‬ ‫يعد مجتمعا ً ذكوريا ً حيث‬ ‫اجملتمعات العربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫القيم السائدة والعادات واألعراف والتقاليد‬ ‫االجتماعية املوروثة عبر األجيال تك ّرس االجتاهات‬ ‫التمييزية بني اجلنسني وتبقى املرأة خاضعة‬ ‫للرجل وال تتمتع باحلقوق والفرص ذاتها‪.‬‬ ‫منذ النصف الثاني من القرن العشرين‪،‬‬ ‫بدأت تتحسن أوضاع املرأة اللبنانية‪ ،‬إذ برزت‬ ‫حركات وهيئات أهلية ومواقف رسمية تعمل‬ ‫على إحداث تغييرات في الذهنيات السائدة‬ ‫وحتسينات في القوانني املرعية اإلجراء‪ ،‬مما‬ ‫أتاح الفرصة أمام املرأة للمساهمة في‬ ‫معظم األنشطة الثقافية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وبعض األنشطة السياسية‪ ،‬وساهم في‬ ‫انخراطها في ميدان العمل واإلنتاج في‬ ‫حلقاته األساسية‪ .‬وقد بدا هذا التقدم جليا ً‬ ‫في ميداني الصحة والتعليم حيث حقق‬

‫‪28‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لبنان أهم إجناز جلهة املساواة بني اجلنسني في‬ ‫التعليم‪.‬‬

‫قانون االنتخاب والكوتا‬ ‫لكن إذا كان القانون العام اللبناني يحقق‬ ‫بأحكامه مبدأ املساواة ويهدف إلى حماية املرأة‪،‬‬ ‫فذلك ال يعني بالضرورة أنه يطبق فعلياً‪ .‬وإذا‬ ‫كانت املرأة في لبنان متكنت من انتزاع جزء من‬ ‫حقوقها في مختلف امليادين‪ ،‬فإن موقعها في‬ ‫مراكز صنع القرار ال يزال رمزياً‪ ،‬ومساهمتها‬ ‫في احلياة العامة ومشاركتها في السلطة وفي‬ ‫اجملال السياسي ال تزال دون املستوى املطلوب‪،‬‬ ‫فرغم انتزاع املرأة اللبنانية بعضا َ من حقوقها‬ ‫السياسية عام ‪ ،١٩٥٢‬وعلى رأسها حق االقتراع‪،‬‬ ‫ورغم إبرام لبنان اتفاقية القضاء على جميع‬

‫أشكال التمييز ضد املرأة‪ ،‬فإن املشهد السياسي‬ ‫اللبناني ال يزال يتم ّيز اليوم بتمثيل محدود للمرأة‬ ‫في اجمللس النيابي‪ ٣ ،‬إلى ‪ 5‬نساء من أصل ‪ ،١٢٨‬وال‬ ‫جنادل هنا في النوعية حيث لبنان في املرتبة ‪125‬‬ ‫من ‪ 136‬عامليا ً على الئحة التمثيل النسائي في‬ ‫اجملالس البرملانية في العالم‪ ،‬حيث التعيني يحتاج‬ ‫فقط إلى قرار سياسي أينما وجدت‪ ،‬وبدور هو دون‬ ‫مؤهالت بعض النساء املميزات في إدارات الدولة‪.‬‬ ‫والغريب في األمر أن السبب في ذلك ليس‬ ‫فقط غرق لبنان في وحول عامله النامي‪ ،‬إذ ثمة‬ ‫دول نامية خرجت فيها املرأة من مستنقعات‬ ‫األفكار املوروثة ودخلت حلقة السياسة من بابها‬ ‫الواسع‪ ،‬فانتخبت وعينت في الوزارات وترأّستها‬ ‫أحياناً‪ ،‬كما في الهند وباكستان وفي معظم‬ ‫دول شرق آسيا‪ ،‬وفي دول أخرى استلمت املرأة دفة‬ ‫احلكم‪ ،‬كما في الفلبني وفنلندا وإيسلندا‪...‬‬ ‫املعدل العاملي وهو ال ينم بالضرورة عن‬ ‫وفيما‬ ‫ّ‬


‫عافية يراوح بني ‪ ١٤‬و‪ ١٥‬في املئة‪ ،‬فقد قاربته‬ ‫تونس في انتخاباتها التشريعية األخيرة حيث‬ ‫سجل متثيل املرأة حوالى ‪ ١٢‬في املئة‪.‬‬ ‫أما الدول االسكندينافية‪ ،‬فتتقدم العالم‬ ‫في متثيل النساء حيث حوالى ‪ % ٤٠‬من نوابهم‬ ‫من النساء‪ ،‬حتى إن بعض األحزاب في الدامنارك‬ ‫قد اضطرت إلى إدخال الكوتا تعزيزا ملشاركة‪...‬‬ ‫الرجل أو حماية له!‬ ‫املعدالت يحكمها ّكلها قانون االنتخاب!‬ ‫هذه‬ ‫ّ‬ ‫وإذا كان ارتقاء أي نظام سياسي في اجتاه “ثقافة‬ ‫“املساواة املبنية على تكافؤ الفرص واملشاركة‪،‬‬ ‫يقوم أوال على وعي اجملتمع إال أنه يبقى أيضا َ رهنا َ‬ ‫باجتاهات التشريع وآليات تلك املشاركة‪ .‬فإعالن‬ ‫النوايا‪ ،‬على أهميته وصدقه يبقى مجردا ً من‬ ‫أي معنى في غياب قرار سياسي يعتمد آليات‬ ‫محفزة بضرورة الكوتا في مرحلة انتقالية‪ ،‬رغم‬ ‫ّ‬ ‫التحفظات الكثيرة حيالها دميوقراطيا ومبدئيا‪...‬‬ ‫فقانون االنتخاب في لبنان يتم ّيز بجمود واضح‬ ‫في اآلليات التي يلحظها‪ ،‬وهو قانون تقليدي‬ ‫للغاية وال يساعد في إنتاج حالة انتخابية أو حتى‬ ‫ترشيحية متطورة‪ .‬وإن دعوة املرأة والشباب إلى‬ ‫املشاركة في االنتخابات‪ ،‬ترشيحا‪ ،‬تبقى مج ّرد‬ ‫تشجع على‬ ‫“رفع عتب” إن لم تقترن بآليات‬ ‫ّ‬ ‫املشاركة‪ .‬هذه بعضها‪:‬‬ ‫‪ -١‬قانون انتخاب ال يتغير عشية االنتخابات‪،‬‬ ‫ودوائر انتخابية واضحة املعالم وغير “مفصلة”‬ ‫على القياس‪.‬‬ ‫‪ -2‬استبعاد النظام األكثري وامليل إلى النظام‬ ‫أصح‪.‬‬ ‫النسبي الذي من شأنه تأمني متثيل‬ ‫ّ‬ ‫‪ -٣‬تنظيم اإلعالم واإلعالن االنتخابيني ومسألة‬ ‫اإلنفاق االنتخابي‪.‬‬ ‫‪ -٤‬خفض سن االقتراع إلى ‪ ١٨‬سنة الستقطاب‬ ‫الناخبني الشباب الذين قد يختارون وفقا ملعايير‬ ‫ال تغ ّيب املرأة‪.‬‬ ‫أما موضوع الكوتا في قانون االنتخاب‪،‬‬ ‫فيتنازعه تياران‪ ،‬يلتقيان في الواقع عند هدف‬ ‫الدعوة إلى فرضها‪ ،‬وإمنا يختلفان حول الوسيلة‪،‬‬

‫يحتل لبنان املرتبة ‪125‬‬ ‫من ‪ 136‬عاملياً‬ ‫على الئحة التمثيل النسائي‬ ‫في اجملالس البرملانية‬ ‫في العالم‪،‬‬ ‫وفي املرتبة السادسة‬ ‫بني البلدان العربية‬ ‫في التمثيل‬ ‫النسائي البرملاني‬

‫مواد مشروع الكوتا النسائية وفق ما جاءت في مشروع مجلس النواب‬ ‫مرفقا ً باآلليتني في حال اعتماد النظام األكثري أو النسبي‪:‬‬ ‫املادة األولى‪ :‬يطبق نظام حق احلصة (الكوتا) في انتخابات اجملالس التشريعة‬ ‫واحمللية والبلدية‪ ،‬على ان متثل النساء بنسبة ‪.%30‬‬ ‫املادة الثانية‪ :‬تراعى في تطبيق هذه النسبة احكام التوازن الطائفي‬ ‫واملذهبي املرحلي واالنتقالي الذي اقره الدستور اللبناني‪ ،‬الى حني اقرار قانون‬ ‫انتخاب خارج القيد الطائفي‪.‬‬ ‫املادة الثالثة‪ :‬تؤخذ النسبة من النساء احلائزات النسبة املئوية االعلى من‬ ‫عدد املقترعني في دوائر معينة‪ ،‬مقارنة مع منافساتهن من الطائفة نفسها‬ ‫في دوائر انتخابية اخرى‪.‬‬ ‫املادة الرابعة‪ :‬تعنى جلنة مؤلفة من ثالثة حقوقيني‪ ،‬تسمى <<جلنة حق‬ ‫احلصة>> مبراقبة تطبيق نظام احلصة‪ ،‬ولها احلق في اتخاذ االجراءات الضرورية‬ ‫التي تراها مناسبة والتي تتوافق مع املبادئ العامة‪.‬‬ ‫املادة اخلامسة‪ :‬تخضع هذه اللجنة لرقابة مجلس القضاء االعلى في‬ ‫الدولة اللبنانية>>‪.‬‬ ‫إذا يرى البعض أن الكوتا شر ال بد منه في مرحلة‬ ‫انتقالية وأن املرأة لن تتمكن من دخول اجملالس‬ ‫التمثيلية إال من هذا الباب‪ ،‬فيما يرى رأي آخر أن‬ ‫في اعتماد الكوتا إقرار بقصور املرأة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫عدم دميوقراطية هذه اآللية وصعوبة التوفيق‬ ‫في لبنان بني الكوتا النسائية والكوتا الطائفية‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يبرز خيار حزب ثالث اعتمده‬ ‫الفرنسيون أخيرا ويقضي باعتماد ما ميكن‬ ‫ترجمته ب “املناصفة” أو على مستوى الترشيح‪.‬‬ ‫هذا التعديل الدستوري الذي استحدث في‬ ‫فرنسا عام ‪ ٢٠٠٠‬ينص على عدم قبول أي الئحة‬ ‫مرشحني إذا كان الفرق بني عدد املرشحني من كل‬ ‫جنس يزيد عن واحد‪ .‬مثال‪ :‬ال ميكن لالئحة من ‪٢٠‬‬ ‫مرشحا أن تضم أكثر من ‪ ١١‬رجال أو ‪ ١١‬امرأة‪.‬‬ ‫لكن‬ ‫املشكلة في نظام” املناصفة” أنه غير قابل‬ ‫للتطبيق إال في االنتخابات املبنية على اللوائح‬ ‫كما هو احلال في االنتخابات البلدية واملناطقية‬ ‫واألوروبية ومجلس الشيوخ‪ .‬والطريف في‬ ‫املوضوع أن تكون بعض النساء الفرنسيات غير‬ ‫راضيات عن هذا النظام‪ ،‬حيث رأت فيه الرئيسة‬ ‫السابقة للتجمع من أجل اجلمهورية ميشال‬ ‫إليوت ماري‪“ ،‬نصا خبيثا وغير صالح”‪.‬‬ ‫إنها في لبنان مسألة خيارات تشريعية ال نراها‬ ‫أنفسهن‪ ،‬في‬ ‫آتية‪ .‬واحلق في ذلك على النساء‬ ‫ّ‬ ‫تربية السياسيني الصغار وأصحاب القرار !وقد‬ ‫حان الوقت لكي ترتقي املرأة من هذا الدور إلى‬

‫دور اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫عام ‪ ،١٩٥٠‬كتب ميشال شيحا فقال‪“ :‬إن مكان‬ ‫املرأة هو عادة في املنزل‪ .‬ولكن مكانها هو أيضا‬ ‫حيث تتخذ القرارات كلها كلما كان مستقبل‬ ‫العائلة واألمة على احملك ‪.‬وبعد خمسني عاما‪،‬‬ ‫وفي ذروة ّ‬ ‫معلقة على‬ ‫احملك‪ ،‬ال تزال كلمات شيحا ّ‬ ‫حبل أفكار موروثة حان وقت غسلها‪...‬‬ ‫ووفق الرؤية التي تندرج في قناعة بأن‬ ‫التغيير من واقع املرأة ال بد ان يكون قانونيا أو‬ ‫دستوريا بكونه اكثر فاعلية لتمثيل املرأة ومن‬ ‫ثم مشاركتها كبداية النطالقها باجتاه إظهار‬ ‫قدراتها املغيبة تاريخيا كذلك التسريع من‬ ‫عملية التحول االجتماعي ونزع النظرة الدونية‬ ‫املهمشة للمرأة التي ينظر بها اجملتمع في الدول‬ ‫العربية بالذات إلى املرأة‪.‬‬ ‫وهي عكس القناعة التقليدية التي تضع‬ ‫قضية املرأة على عاتق التطورات الطبيعية التي‬ ‫حتصل في اجملتمعات فيكون التطور املأمول في‬ ‫تقبل املرأة كفاعل في العمليات السياسية‬ ‫واالقتصادية اجتماعيا‪ ،‬فإن كل هذا رهني في‬ ‫املستقبل وما ميكن ان يوجده من تطورات في‬ ‫املفاهيم الثقافية والسلوكية والسياسية‪.‬‬ ‫لكن السياسيني واملنظرين للدستور رأوا‬ ‫أن عملية التعجيل ووضع اجملتمع برمته امام‬ ‫االمر الواقع في التعاطي مع قضية املرأة مت ّثل‬ ‫دفعا كبيرا للقناعات وتعطي مساحة فاعلة‬ ‫ومتفاعلة وتقضم الزمن وحترق مراحل االنتظار‪،‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪29‬‬


‫الغالف‬ ‫كما تهيئ للمجتمع فرصة للتجربة واالعتراف‬ ‫بهذا الدور اجلديد املفروض دستوريا‪ ،‬والتعود مع‬ ‫تقادم الزمن باجتاه تنمية القناعات اجملتمعية‬ ‫بدور املرأة في احلياة السياسية‪ ،‬هذا فضال من‬ ‫القطاعات االخرى احليوية‪.‬‬ ‫وعلى هذه القناعة أق ّر نظام الكوتا ضمن‬ ‫الدستور في بعض الدول العربية وحاز نسبة الـ‬ ‫‪ % 30‬للنساء من نسبة املقاعد التي يشغلها‬ ‫البرملانيون‪.‬‬ ‫وقد تبنت العديد من اجملتمعات العربية احلديثة‬ ‫نظام احلصص للكوتا كوسيلة للتغلب على‬ ‫فجوة التصويت على صعيد اجلنس‪ ،‬فهذا النظام‬ ‫كما يرى أنصاره مي ّثل اداة سريعة وفعالة للتعامل‬ ‫مع مشكلة التمثيل الناقص للنساء في البرملان‬ ‫واحلكومة‪ ،‬كما يساهم في تعزيز وتفعيل دور‬ ‫املرأة في اجملتمع بشكل عام واحلياة النيابية‬ ‫بشكل خاص من خالل خلق وإعداد كوادر نسائية‬ ‫لها ميزة في مجال عمل البرملان‪ ،‬ما يؤدي بالتالي‬ ‫الى إزالة احلواجز بني الرجال والنساء ومينح املرأة‬ ‫جزءا من حقوقها‪.‬‬

‫الكوتا وجه جديد‬ ‫للتمييز ضد املرأة؟‬ ‫أما في لبنان‪ ،‬فقد حط موضوع الكوتا‬ ‫النسائية رحاله حيث أوصت الهيئة الوطنية‬ ‫اخلاصة بقانون االنتخابات في العام ‪ 2006‬باعتماد‬ ‫الكوتا النسائية انسجاما مع اتفاقية القضاء‬ ‫على كافة أشكال التمييز ضد املرأة و إعالن‬ ‫بيجنغ لعام ‪ 1995‬الذي أقر ضرورة رفع التمثيل‬ ‫النسائي الى نسبة ال تقل عن ‪ 30‬في املئة ببلوغ‬ ‫العام ‪ .2005‬ارتأى املشروع بالتالي “حتصيل” احلق‬ ‫النسائي عبر اقتراحني‪ :‬اما زيادة عدد النواب‪،‬‬ ‫واما تطبيق نسبة الثالثني في املئة على مراحل‬ ‫تبدأ بتحديد كوتا بنسبة عشرة في املئة ألول‬ ‫دورة انتخابية‪ ،‬اي تخصيص ‪ 14‬مقعدا ً للنساء‬ ‫ضمن اعضاء اجمللس النيابي احلاليني‪ ،‬من دون زيادة‬ ‫اعضاء اجمللس‪.‬‬ ‫ثالثون في املئة فقط حق املرأة اللبنانية‪ ،‬املثقفة‪،‬‬ ‫العاملة‪ ،‬املتحررة‪ ...‬من احلياة السياسية‪ .‬متنح‬ ‫اليها وال تستحقها‪ ،‬بغض النظر عن مؤهالتها‬ ‫ومستواها العلمي وكفاياتها‪ ،‬بحيث ان التناقض‬ ‫واضح بني حضور اللبنانية في مجاالت مختلفة‬ ‫وبني حضورها في السياسية‪.‬‬

‫ال يصل من النساء إالّ اللواتي‬ ‫يرتدين األسود‬ ‫ورغم حصول املرأة اللبنانية على حقوقها‬ ‫السياسية عام ‪ 1952‬اال ان عدد النساء في‬ ‫اجملالس النيابية لم يتعد ‪ %3‬وذلك مرده الى‬ ‫النظام الطائفي ونظام متثيل العائالت الذي‬

‫‪30‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫نظام الكوتا النسائية له مثيل في العالم وان كان فيه اختالف في النسبة‬ ‫او العدد او انه ال يخضع للتناسب مع عدد اعضاء البرملان‪ ،‬فقد اخذت به‬ ‫كثير من التشريعات منها‪:‬‬ ‫*التشريع املغربي‪ :‬حيث خصص ‪ 30‬مقعدا من اصل ‪ 325‬مقعد في البرملان‬ ‫املغربي‪.‬‬ ‫*التشريع االردني‪ :‬خصص ‪ 6‬مقاعد مبوجب تعديل قانون االنتخاب ‪2003‬‬ ‫*التشريع السوداني‪ :‬خصص نسبة تتراوح من ‪ 10‬الى ‪ 35‬مقعدا ً للنساء‬ ‫*التشريع العراقي‪ :‬نسبة ال تقل عن ( ربع) عدد االعضاء جمللس النواب اي‬ ‫‪ % 25‬ويعني هذا التمثيل للمرأة العراقية في مجلس النواب اضعاف نسبة‬ ‫متثيل املرأة االميركية في الكونغرس االميركي‪.‬‬ ‫*التشريع الفلسطيني‪ :‬على ان تكون إمرأة ضمن االسماء الثالثة الواردة‬ ‫في القائمة‪ ..‬وبني االسماء االربعة التي تلي ‪ ..‬واالسماء اخلمسة التي تلي‬ ‫وهكذا‪.‬‬ ‫ونظام الكوتا له معارضيه رغم طرحه دستوريا في امليدان السياسي‬ ‫املنجز في العراق‪.‬‬ ‫فقد ذهبت اغلب التشريعات الى عدم االخذ مببدا الكوتا الخالله مببدا‬ ‫دستوري مهم وهو مبدا املساوات ومن هذه التشريعات‪* :‬تونس *اجلزائر‬ ‫*اليمن *لبنان *الكويت *السعودية *قطر *البحرين *االمارات العربية املتحدة‬ ‫*عمان *موريتانيا *مصر *سوريا *اميركا *الهند *استراليا *كندا‪.‬‬ ‫يعتمد بالدرجة االولى على متثيل الرجال‪.‬‬ ‫وكما يصل الرجل الى البرملان من باب الزعامة‬ ‫او املال‪ ،‬فان وصول املرأة الى البرملان ال يخرج عن‬ ‫اإلطار نفسه‪.‬‬ ‫وقد فازت اربع نساء حتى اآلن في اجلوالت‬ ‫االنتخابية الثالث ولو ان فوزهن مت بالطرق‬ ‫التقليدية املعهودة أي عبر توريث املقاعد‪ :‬فاملرأة‬ ‫لم جتد لها منصبا ً وزاريا ً منذ عهد االستقالل‪،‬‬ ‫عبر وزيرتني‪ ،‬واحدة للصناعة وثانية للدولة‪ .‬اما‬ ‫النائبات السابقات فثالث‪ :‬ميرنا البستاني (‪)1936‬‬ ‫مللء مقعد والدها اميل البستاني الذي توفي‪،‬‬ ‫ونهاد سعيد التي ترشحت مللء مقعد زوجها‬ ‫الشاغر‪ ،‬والتي انتظرت ‪ 31‬عاما ً لتفوز مبقعد‬ ‫نيابي‪ ،‬ومها اخلوري االسعد التي فازت في العام‬ ‫‪ 1992‬باثني واربعني صوتاً‪.‬‬ ‫والنائبات احلاليات ثالث‪ :‬نائلة معوض زوجة‬ ‫الرئيس الراحل رينيه معوض‪ ،‬وبهية احلريري‬ ‫شقيقة رئيس احلكومة السابق رفيق احلريري‬ ‫وغنوة جلول‪ ،‬استثناء الوراثة السياسية‪ .‬وال‬ ‫تختلف رئيسات اجلمعيات او األحزاب عن النائبات‬ ‫بالوراثة ‪ ،‬فكلهن وصلن الى مراكزهن بفضل‬ ‫الزوج والشقيق والوالد‪.‬‬

‫حياة إرسالن‬ ‫وفي خضم النقاش حول ما إذا كان فوز املرأة في‬

‫حياة ارسالن‬

‫التمثيل السياسي سيتحقق عبر توريث املقاعد‬ ‫أو كفاياتها ومقدرتها على مشاركة الرجل في‬ ‫صنع القرار السياسي كان لنا حوار مع رئيسة‬ ‫هيئة تفعيل دور املرأة في القرار الوطني السيدة‬ ‫حياة أرسالن التي عبرت عن موقفها حيال هذا‬ ‫املوضوع في حوار هذا نصه‪:‬‬ ‫ما هي الكوتا النسائية؟‬ ‫الكوتا النسائية حصة حتفظ للنساء بغض‬


‫النظر عن ترشح الرجال او منافستهم على‬ ‫املقعد الذي يخصص للرجال‪ ،‬هناك دول كثيرة‬ ‫حوالى ‪ 80‬دولة في كل أنحاء العالم حتى في‬ ‫أوروبا ودول أخرى على درجة كبيرة من التطور‬ ‫اعتمدت الكوتا النسائية لتعود الرأي العام‬ ‫على مشاركة املرأة‪ ،‬خصوصا ً تلك التي تتميز‬ ‫بدرجة عالية من النجاح لدى مشاركتها‬ ‫باملوقع السياسي على أساس أن تكون الكوتا‬ ‫فترة مرحلية الى أن تنتخب املرأة بشكل‬ ‫تلقائي لذلك تعتمد‪ ،‬وخاصة في اجملتمعات‬ ‫التي تعاني من التمييز بني املرأة والرجل‪.‬‬ ‫فاملقعد مخصص للمرأة لنقل مثال ً إن هناك ‪5‬‬ ‫مقاعد لنواب عاليه موزعني بني مقعدين للدروز‬ ‫واملقاعد الثالثة األخرى هي الطائفة املسيحية‬ ‫بني املقاعد الدرزية هناك مقعد المرأة درزية‬ ‫تتنافس عليه مع نساء أخريات من الطائفة‬ ‫ذاتها وال تتنافس عليه مع رجل‪ ،‬واملنافسة هنا‬ ‫ال تعود بني املرأة والرجل بل بني امرأتني‪ ،‬ومن‬ ‫هنا إن املرأة التي تتمتع مبيزات تفوق غيرها من‬ ‫يقدر لها الفوز في النهاية‬ ‫النساء هي التي ّ‬ ‫بعد فرز األصوات‪.‬‬ ‫كيف متت الدعوة إليها؟ وهل ميكن اعتبارها‬ ‫وجهاً آخر للتمييز العنصري الذي تعاني منه‬ ‫املرأة العربية؟‬ ‫متت الدعوة إليها من باب احلاجة وباب الرغبة‬ ‫بالتشبه باجملتمعات العربية األخرى التي حلت‬ ‫مسألة أهمية مشاركة املرأة للرجل في اجملال‬ ‫السياسي‪ ،‬وبالتالي احلياة السياسية أيضاً‪،‬‬ ‫لكن إذا اعتبرنا القول إن هذه املشاركة تزيد من‬ ‫التمييز العنصري بني املرأة والرجل‪ ،‬فهنا ميكننا‬ ‫القول إن املرأة متارس الكوتا في كل مجاالت احلياة‪:‬‬ ‫بدءا ً من الكوتا الطائفية واملذهبية مرورا ً بالكوتا‬ ‫التوظيفية (كوتا في الوظائف العامة) وو صوال ً‬ ‫الى الكوتا السياسية التي هي من أحد أنواع‬ ‫الكوتا املفيدة التي تعطي للمرأة حقها بصنع‬ ‫القرار السياسي وتزيل التهميش عن فئة معينة‬ ‫من الناس‪ ،‬لذلك أنا من الذين يؤيدون الكوتا‬ ‫النسائية على الرغم من أن تنفيذها بحاجة الى‬ ‫الكثير من اجلهد املثمر‪ ،‬ومن األجيال الطموحة‬ ‫ومن القيادات التي تضع جانبا ً سالح الطائفية‪،‬‬ ‫وفكرة التفرقة بني املرأة والرجل ما مينحها احلق‬ ‫في مشاركته في مجاالت احلياة كافة لتوحيد‬ ‫الكوتا في ما بينها‪ ،‬وحتى اآلن لم جند أي قيادي‬ ‫مؤهل لنزع فكرة التمايز وعدم املساواة بني املرأة‬ ‫والرجل‪ ،‬لذلك إن األمل ضعيف جدا ً وبحاجة الى‬ ‫قيادات تنبع من الشعب لديها قدرة على جتاوز‬ ‫الطائفية للحفاظ على املصلحة الوطنية‪ ،‬لذلك‬ ‫فال أمل بإزالة الكوتا وخاصة الكوتا الطائفية‬ ‫منها ومن ضمن هذه الكوتا النسائية ال ميكننا‬ ‫أن نلغي الكوتا النسائية ومتثيلها النيابي نظرا ً‬ ‫ألهميتها وإن كانت تتمتع بصفة مرحلية وليس‬ ‫على املدى الطويل‪.‬‬ ‫هل أننت مع انطالق املرأة من خالل حزب‬ ‫سياسي أو بيت سياسي متوارث أم مع انطالق‬

‫ثالثون في املئة فقط‬ ‫حق املرأة اللبنانية‪ ،‬املثقفة‪،‬‬ ‫العاملة‪ ،‬املتحررة‪...‬‬ ‫من احلياة السياسية‬ ‫املرأة من ذاتها؟‬ ‫انطالق املرأة من حزب سياسي له ضرورة كبرى‬ ‫ألنه عندما يتم االنتخاب انطالقا من سياسة‬ ‫ّ‬ ‫تتمكن‬ ‫أحزاب لها قوانينها وقواعدها ومبادئها‬ ‫املرأة من االنخراط في العمل السياسي احلزبي‪،‬‬ ‫ما يؤدي الى إبراز كفاءتها في اجملال السياسي‬ ‫وبالتالي متكنها من صنع القرار السياسي عبر‬ ‫متثيلها النيابي دون إبراز احملسوبيات‪ ،‬وكذلك األمر‬ ‫بالنسبة للوراثة السياسية شرط أن تتمتع‬ ‫بالكفاءة الالزمة ألن االنطالق من بيت سياسي‬ ‫يعطي املزيد من الكفاءة في العمل السياسي‬ ‫ألن الترقي في لبنان ال يتم من خالل األحزاب بل‬ ‫من خالل التعاطي مع املواطن على أرض الواقع‪.‬‬ ‫من هنا ليس لدينا أية مشكلة في هذا األمر‪ ،‬إذ‬ ‫إن أهمية األمر تكمن في كفاءة املرأة في صنع‬ ‫القرار السياسي‪ .‬فاملرأة التي دخلت في احلياة‬ ‫السياسية انطالقا ً من الوراثة السياسية أو ال‪ ،‬أو‬ ‫من خالل ظروف سياسي وأمنية (مقتل زوجها أو‬ ‫تعط املثل الصالح لتمثيل‬ ‫أخيها) لم تبرهن ولم ِ‬ ‫املرأة في املعترك السياسي ولم تترك بصماتها‬ ‫في متثيلها النيابي ولم يكن لها الدور الريادي‬ ‫الذي نريده‪ ،‬من هنا نحن ال نطالب إال بكفاءة‬ ‫املرأة لتتمكن من الولوج في التمثيل النيابي‬ ‫بغض النظر عن الطريقة التي وصلت بها الى‬ ‫البرملان بالرغم الصعوبات التي تواجهها‪ ،‬ألننا‬ ‫ندرك أن “تركيبة البلد” ووجود بعض السياسيني‬ ‫الذين اختصروا اجمللس النيابي بشخصيتهم أدوا‬ ‫الى غياب املرأة وتفعيل دورها في صنع القرار‪،‬‬ ‫وبالتالي الى غياب األغلبية الساحقة للنواب‬ ‫وإبراز كفاءتهم وجدارتهم في صنع وإدارة العمل‬ ‫السياسي واحلكومي وفق مصلحة الوطن‬ ‫واملواطن‪.‬‬ ‫ما هي أهمية الكوتا النسائية‪ ،‬أهي‬ ‫شأن حضاري أم من املؤشرات املعاكسة‬ ‫للدميوقراطية واملساواة بالرجل؟‬ ‫في هذا األمر ال ميكنننا اجلزم بذلك‪ ،‬إذ يجب‬

‫مبدأ ال‪٪30‬‬ ‫ما هو إالّ تَ‬ ‫ٌ‬ ‫كريس‬ ‫لإلجحاف بحق املرأة‬

‫األخذ بظرف البلد مثالً ما حصل في العام‬ ‫املاضي في السويد التي هي من أرقى مجتمعات‬ ‫تعد فيها الكوتا النسائية مخرجا ً‬ ‫العالم والتي ّ‬ ‫للتقصير في دور املرأة في السياسة‪ ،‬ال ميكننا‬ ‫القول بأن السويد بلد متخلف‪ ،‬من هنا كل شيء‬ ‫مفيد ووفق وضع وظرف البلد ملاذا ال ميكننا العمل‬ ‫بالكوتا النسائية التي نطالب بأن تكون مرحلية‪.‬‬ ‫فالكوتا لم تنطلق من لبنان بل أنها أ ُ ِقرت في‬ ‫بيجينغ (بكني) في العام ‪ 1996‬حيث أ ُ ِقر نسبة‬ ‫‪ %30‬لتمثيل النساء في كل مجاالت احلياة ألن‬ ‫دور املرأة مكمل لدور الرجل‪ ،‬ونظرة املرأة والرجل‬ ‫تختلف نظرا ً لالختالف بني بنية املرأة وبنية الرجل‪،‬‬ ‫ما يعني أن املرأة نظرا ً للدور الذي وهبها إياه اخلالق‬ ‫حلظة التفكير في السياسة واالقتصاد وأي نوع‬ ‫من مجاالت احلياة كان للمرأة دور رائد فيها‪ ،‬فكانت‬ ‫مسؤولة عن األجيال لناحية رفاهيتها واحملافظة‬ ‫على حياتها‪ ،‬ألن املرأة تدرك معنى احلياة وقيمتها‪،‬‬ ‫لذلك تكون مساهمة املرأة في احلياة السياسية‬ ‫إيجابية الى حد بعيد‪ .‬وصحيح أن هناك خمس أو‬ ‫ست نساء في اجمللس النيابي إالّ ان وقعهن كان‬ ‫ضعيفا ً ال ميثل قوة وحضور املرأة اللبنانية ككل‬ ‫كونهن ينتمني الى قيادات وزعامات سياسية‪ ،‬ما‬ ‫يزيد من الفساد الذي نعانيه في األمن الغذائي‬ ‫والصحي واالقتصادي بالرغم من أن املرأة أثبت‬ ‫جدارتها في األمور السياسية والعسكرية‬ ‫والدفاع واالقتصادية والعلمية وغيرها‪ .‬ونحن‬ ‫عندما نطالب بكوتا نسائية نطالب من منطلق‬ ‫اهتمامات املرأة التلقائية في األمور احلياتية‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫هل الكوتا تكرّس عدم املساواة بني املرأة‬ ‫والرجل أم العكس؟‬ ‫متساو مع نظيره‬ ‫غير‬ ‫الرجل‬ ‫ك ّال‪ ،‬حتى أن‬ ‫ٍ‬ ‫اال بعدم اعتماد الكفاءة واملذهبية والطائفية‬ ‫واحملسوبية‪ .‬هذه االمور هي فقط التي تفرق‬ ‫كذلك االمر بالنسبة الى املرأة‪.‬‬ ‫ما هو احلد االدنى للترشيح الذي تطالبون‬ ‫به في حال عدم التصديق على نسبة ‪%30‬‬ ‫املطروحة في قانون الستني وكيف سيتم‬ ‫العمل بها؟‬ ‫في هذا االمر نرضى بالـ ‪ %10‬وهذه النسبة‬ ‫تغطي ‪ 14‬مقعدا ً وهو عدد ال يكفي اذا اخذنا‬ ‫بالتوزيع الطائفي ‪ 7‬مقاعد للمسيحيني موزعني‬ ‫بني ‪ 3‬موارنة و‪ 2‬روم وواحد كاثوليك وواحد أرمن‬ ‫و‪ 7‬مقاعد للطائفة املسلمة موزعة بني ‪ 3‬سنة‬ ‫و‪ 3‬شيعة ومقعد واحد لسيدة درزية‪ ،‬فأقل من ‪14‬‬ ‫مقعدا ً ال ميكن العمل بالتوزيع الطائفي ويضاف‬ ‫إليها التوزيع وفق الكثافة السكانية للمناطق‪،‬‬ ‫وفي النهاية ال يهمنا من سيضيفنا الى الئحته‪،‬‬ ‫بيد أننا لن نتراجع عن ‪ 14‬مقعداً‪.‬‬ ‫أما ما يقال اليوم عن إضافة الكوتا النسائية‬ ‫الى عدد النواب الـ ‪ 128‬فإنهم يعمدون الى‬ ‫تسهيل منفذ معني‪ .‬وهذا ما يجعلنا نلح في‬ ‫طلبنا من أن نكون من ضمن عدد النواب وليس‬ ‫أن نضاف إليهم‪ .‬وقد قمت بإحصاء في العام‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪31‬‬


‫الغالف‬ ‫‪ 2004‬و‪ 2005‬كما قمت بزيارة النواب جميعهم‬ ‫بهدف البحث في موضوع اقتطاع الكوتا منى‬ ‫عدد النواب أو إضافتها إليه‪ .‬فكانت النتيجة أن‬ ‫االقتطاع هو احلل األنسب وأغلبية النواب وافقوا‬ ‫على ذلك بالرغم من أن ‪ 26‬نائبا ً رفضوا نهائيا ً‬ ‫إقامة الكوتا النسائية‪.‬‬ ‫كيف سيتم احتساب سقف االنفاق‬ ‫االنتخابي بالنسبة للكوتا؟‬ ‫إننا نلح ونطالب مبراعاة سقف اإلنفاق‬ ‫االنتخابي مقارنة مع سقف اإلنفاق االنتخابي‬ ‫املقرر النتخابات ‪ 2009‬كون املرأة ال متلك األموال‬ ‫التي ميلكها الرجل وإالّ من ستصل الى البرملان‬ ‫النيابي ستكون من الطبقة الراقية‪.‬‬ ‫وقد متّ االتفاق على دفع ‪ 10‬ماليني ليرة‬ ‫للترشيح يضاف إليها مصاريف احلملة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬أما إذا لم يتم خفض سقف االنفاق‬ ‫االنتخابي فإننا لن نتمكن من مجاراة الرجال‬ ‫ال في املال السياسي لترويج احلملة االنتخابية‬ ‫وال في األعداد الهائلة التي سيعمد الى جلبها‬ ‫لالقتراع والتصويت مما يؤدي الى متثيل خجول‬ ‫للمرأة بالرغم من احلق احملتسب لها ضمن‬ ‫الكوتا النسائية‪.‬‬ ‫وهل ستترشحن على مجلس النواب؟‬ ‫في حال وجود الكوتا أجل‪ ،‬أما في حال عدم‬ ‫وجود الكوتا وحرصا ً على عدم إثارة مشاكل‬ ‫عائلية وطائفية خاصة بعد انصهار الطائفة‬ ‫وتوحدها‪.‬‬ ‫ما هو مدى قدرة نظام الكوتا على التغيير‬ ‫داخل اجملتمع في حال طبّق؟‬ ‫نظام الكوتا لديه قدرة كبيرة على التغيير‬ ‫داخل اجملتمع ضمن احلياة اليومية للمواطن وضمن‬ ‫تقدم وتطور اجملتمع‪ ،‬ضمن األمن والتخفيف من‬ ‫العنف املستشري اليوم في البلد إذ مع زيادة‬ ‫عدد النواب في البرملان اللبناني ستتغير اللهجة‬ ‫السائدة واالستهتار باملواطن ومبصلحة البلد‬ ‫واستقرار أمنه واقتصاده‪.‬‬ ‫ما هي املعوقات التي تعترض فرص تق ّدم‬ ‫املرأة ومشاركتها الفعالة في احلكم؟‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬أنا أرى أن املرأة واملرأة وحدها هي‬ ‫املسؤولة عن املعوقات التي تعترض فرص تقدم‬ ‫املرأة ومشاركتها الفعالة في احلكم ومعرفة‬ ‫مقدرتها على املشاركة في صنع القرار السياسي‬ ‫وباعتباره واجبا ً عليها وليس طرفا ً وان ال عجل في‬ ‫قيادتها هذا امليدان السياسي وقد اثبتت قدرتها‬ ‫من خالل خوضها مجاالت احلياة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية وغيرها تاركة بصمات فيها‪ ،‬بحيث‬ ‫كانت السباقة في دمل اجلراح‪ ،‬من هنا عليها ان‬ ‫ال تستهني بقدرتها في صنع القرار السياسي‬ ‫والشأن العام‪ ،‬االول عبر املشاركة النيابية في‬ ‫البرملان والثاني عبر اجلمعيات واملؤسسات واحلركة‬ ‫النسائية الفعالة‪.‬‬ ‫من هنا أدعو املرأة الى دخول املعترك السياسي‬ ‫الذي هو حق وواجب على اجلميع‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ميرنا زخريا تسأل‪:‬‬ ‫لماذا الـ‪%30‬؟‬ ‫وأين المساواة؟‬ ‫ميرنا زخريا‬ ‫وعن موقف األحزاب من الكوتا حول ترشيحها‬ ‫إما عبر زيادة مقاعد النواب واما عبرتطبيق‬ ‫نسبة الثالثني في املئة على مراحل تبدأ بتحديد‬ ‫كوتا بنسبة عشرة في املئة ألول دورة انتخابية‪،‬‬ ‫وموقف املرأة احلزبية من القانون الـ ‪ 60‬الذي لم‬ ‫ينصف حق املرأة في مشاركة الرجل في صنع‬ ‫القرار السياسي‪ ،‬وماهية الكوتا وأهميتها‪ ،‬وعلى‬ ‫ماذا تستند في جناحها وغيرها من األسئلة كانت‬ ‫محور لقاءنا مع عضو مكتب العالقات العامة‬ ‫ومسؤولة اللجان النسائية في تيار املردة السيدة‬ ‫ميرنا زخريا في حوار هذا نصه‪:‬‬ ‫ما هي الكوتا النسائيّة ؟‬ ‫حصة للنساء في اجمللس النيابي‪،‬‬ ‫الكوتا هي َّ‬ ‫ت َضمن عدد محدود من املقاعد‪ .‬وهنا ال‬ ‫بُ َّد من اإلشارة الى أنّه لم ي َ ُعد َمقبوال ً بعد‬ ‫املناسب”‬ ‫املناسب في املكان‬ ‫اليوم أ َ ْن يُقال “الرجل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املناسب‪ .‬ونحن‬ ‫املناسب في املكان‬ ‫بل اإلنسان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في ت ّيار املردَه ن َنظر الى املرأة كما الى الرَجل نظر َة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬دو َن تمَ ييز‪ .‬فاإلنسان الناجح في املكان‬ ‫الناجح ميكن أ َ ْن يكو َن رجالً وميكن أ َ ْن يكون امرأة‪.‬‬ ‫ني َطرَ َح إبنة‬ ‫فالرئيس الراحل سليمان فرجن ّية ح َ‬ ‫زغرتا الس ّيدة ألهام دوَيهي لِتكون قائمقام‪ ،‬لم‬

‫يَطرحها على أساس إشراك العنصر النسائي‬ ‫في هذا الشأن بل من باب “الكفا َءة” َفتَح َّولت‬ ‫بذلك الى أ ّول قائمقام من النساء في الوطن‬ ‫َ‬ ‫بحة‪.‬‬ ‫وكرَّت بعدها َ‬ ‫الس َ‬ ‫السلك العسكري‬ ‫كما في مجال عمل املرأة في ِ‬ ‫س َّجل أيضا ً التاريخ للرئيس الراحل‬ ‫واألمني‪ ،‬فقد َ‬ ‫سليمان فرجن ّية أنه تمَ َّ في عهده‪ ،‬وأل َ ّول م ّرة‪ ،‬ت َطويع‬ ‫ض ّباط في األمن العام من النساء‪.‬‬ ‫إ َّن وطننا لبنان هو من أوائل بلدان الشرق‬ ‫ّ‬ ‫األوسط الذي َمن َ​َح املرأة حقّ‬ ‫الترشح لإلنتخابات‬ ‫النياب ّية والبلد ّية بع َد أ ْن حازت على حقّ اإلنتخاب‬ ‫حصلت‬ ‫منذ العام ‪ .1953‬إذا ً فاملرأة اللبنان ّية قد‬ ‫ْ‬ ‫قانونيا ً على حقوقها السياس ّية منذ اكثر من‬ ‫نص دستورنا على املساواة‬ ‫خمسني سنة‪ .‬وقد ّ‬ ‫في احلقوق والواجبات بني الرجل واملرأة بدون أي‬ ‫تفريق‪.‬‬ ‫كيف متّت الدعوة إليها ؟‬ ‫في عام ‪ُ 1995‬ع ِق َد مؤمتر بكني الذي أقرَّ بأنه‬ ‫يجب أ ْن تمُ َّثل املرأة بثالثني باملئة في اجملالس‬ ‫النياب ّية والبلد ّية واإلدار ّية‪.‬‬ ‫وفي كانون الثاني من سنة ‪َ ،2005‬ع َق َد وزير‬ ‫الداخل ّية آنذاك سليمان فرجن ّية اجتماعا ً للهيئات‬ ‫النسائ ّية الداعمة للكوتا‪ ،‬وتداوَ َل اجملتمعون‬ ‫حصة للنساء في‬ ‫خصص ّ‬ ‫إمكان ّية إدراج بَند ي ُ ِّ‬ ‫اجمللس النيابي‪ .‬كما ُطرحت في هذا السياق‬ ‫عدة بينها مثالً الطلب الى رؤساء‬ ‫إقتراحات ّ‬ ‫ض ّم س ّيدة أو أكثر الى لوائحهم‪...‬‬ ‫الكتل النيابية َ‬ ‫كطروحات جد ّية‪،‬‬ ‫وقد اعتُبرت هذه الطروحات‬ ‫ٍ‬ ‫لكثير من العناية حتى تأتي‬ ‫مع ُوجوب إخضاعها‬ ‫ٍ‬ ‫اخلطوة مدروسة‪ ،‬عادلة وناجحة‪.‬‬ ‫لكنّه لمَ ِ َن املستغرَب كيف أ َ َّن الكثير من ُ‬ ‫الكتل‬ ‫َ‬ ‫النياب ّية التي أَيَّدت الكوتا بال َعلَن لم ت ّ‬ ‫ُرشح أ ّية‬ ‫امرأة في ربيع ال ‪.2005‬‬ ‫ما هي أهميّتها ؟‬ ‫الكوتا النسائية ضمانة لِدخول املرأة الى‬ ‫اجمللس النيابي‪ ،‬ولكن وكما ن َعلم جميعاً‪ ،‬فاملرأة‬ ‫في لبنان قد دخلت ليس فقط اجمللس النيابي‬ ‫بل اجمللس احلكومي أيضاً‪ .‬ونحن في ت ّيار املردَه‬ ‫بالطبع مع دخول املرأة الى اجمللس النيابي‪ ،‬ال بَل‬ ‫ن َدعم ت َ َو ّليها كل املراكز واملواقع واملناصب (نياب ّية‪،‬‬ ‫حكوم ّية‪ ،‬نقاب ّية‪ ،‬بلد ّية‪ ،‬وظائف الفئة األولى‪)...‬‬ ‫ولكن الفارق أننا ن ُطالب بدخولها من دون منَّة‬ ‫الكوتا‪ ،‬ألنّه في ذلك ضرب ألُسس الدميقراط ّية‪.‬‬ ‫َفلماذا نُح ِّدد نسبة ّ‬ ‫ترشحها‪ ،‬و َمن نحن لِنح ِّدد‬ ‫ّ‬ ‫املرشحات؟ أنا شخص ّيا ً وكمسؤولة عن‬ ‫عدد‬ ‫ال ّلجان النسائ ّية في ت ّيار املردَه‪ ،‬مع دخول النساء‬ ‫إما‬ ‫الكفوءات حتى لو أصبحت نسبته َّن ‪َ ،٪100‬ف ّ‬ ‫أ ْن نؤ ِمن بِقدرة املرأة أو ال نؤ ِمن بها‪.‬‬ ‫إ َّن حقوق املرأة بِنظرنا هي أم ٌر مق َّدس‪ ،‬يؤخَ ذ‬ ‫باحلصص‪.‬‬ ‫ضال والكفا َء ِة واجلَدارة‪ ،‬وليس‬ ‫َ‬ ‫بال ِن ِ‬ ‫فاللمرأة اللبنان ّية عندنا َمكان ًة رفيع ًة لمِ ا حت َّملت‬ ‫من صعاب َق َّل في اجملتمعات َمن يَستطيع‬ ‫ٌ‬ ‫قليل على املرأة اللبنان ّية أ ْن ت َنال‬ ‫حتملها‪ ،‬فهل‬ ‫ّ‬ ‫حقَّها؟‬


‫ما رأيكم بالنسبة لقانون ال‪ 60‬؟‬ ‫قانون ال‪960‬ا هو أفضل املمكن وليس االفضل‬ ‫باملطلَق‪ .‬ونحن في ت ّيار املردَه نرى أنه أعدل من‬ ‫القوانني املطروحة حالياً‪ ،‬ألَننا نؤ ِمن بأ َ َّن الدائرة‬ ‫الصغرى هي األقرب الى التمثيل الصحيح ألنها‬ ‫َ‬ ‫املباشرة بني املواطن و َمن يمُ ِّثله‬ ‫تقوم على ال َعالقة‬ ‫للمحاسبة‬ ‫في السلطة‪ ،‬وبالتالي تفسح اجملال‬ ‫َ‬ ‫التي هي الى َح ٍّد كبير َمفقودة في حياتنا‬ ‫السياس ّية‪.‬‬ ‫ونحن بالتأكيد نؤ ّيد اإلصالحات في كافة‬ ‫امليادين‪ ،‬أَكا َن على صعيد اإلنفاق اإلنتخابي‪ ،‬اإلعالم‬ ‫اإلنتخابي أو حتى القانون اإلنتخابي نفسه‪.‬‬ ‫أما بالنسبة الى موضوع الطائف ّية السياس ّية‪،‬‬ ‫فقد أَثبتت التجارب املُرَّة واملُضرَّة أنه قبل كل‬ ‫شيء علينا إلغاء الطائف ّية من النفوس قبل‬ ‫ليت املوضوع ي ُ َح ّل‬ ‫إلغائها من النصوص‪َ ،‬فيا َ‬ ‫حبر على‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫مج‬ ‫بهكذا سـهولة دو َن أ ْن يبقى‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ورق‪.‬‬ ‫هل الكوتا تكرّس عدم املساواة؟‬ ‫“تدعيم” بالشكل‬ ‫إ َّن الكوتا هي شعار‬ ‫ٍ‬ ‫و”تضعيف” باملضمون‪ .‬إنه أنتقاص من حقوقنا‬ ‫ٍ‬ ‫بد َل أَن يكو َن إثباتا ً لحِ َقِّنا‪َ .‬فقَضايا املرأة اللبنان ّية‬ ‫ليست مسألة خَ يريَّة‪ ،‬وبالتالي عليها أ َ ْن ت َنتزع‬ ‫حقوقها من خالل العمل اجلَ ّدي املُثمر َجنبا ً الى‬ ‫َجنب مع الرجل‪ ،‬بداي ًة لبناء أُسرة سليمة تكون‬ ‫مجتمع سليم‪َ .‬فتح ُّرر املرأة‬ ‫لبناء‬ ‫اخللية األساس ّية‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ككل‪ ،‬ال س َّيما‬ ‫غير ممكن إال في إطار حت ُّرر اجملتمع‬ ‫مقدمتها‬ ‫من قيود التشريعات القانون ّية وفي‬ ‫ّ‬ ‫القوانني اجلزائ ّية وقوانني األحوال الشخص َّية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للكوتا‪ ،‬فأنا أسأل ملاذا ‪٪30‬؟ إ َّن عدد‬ ‫ّ‬ ‫النساء اللبنان ّيات يَفوق ال‪ ٪52‬من عدد السكان‪.‬‬ ‫فهل املطالبة بثالثني باملئة هو رقم عادل؟ بربَّكم‬ ‫أخبروني أين املساواة؟‬ ‫على مَن تقع مسؤوليّة عدم إشراك املرأة؟‬ ‫في م ّرات عديدة تقع املسؤولية على املرأة‬ ‫السياسي‪ .‬ل ْو‬ ‫نفسها التي ت َرضى بأ َ ْن تكون ِظ ّل‬ ‫ّ‬ ‫أَخذنا مثالً تَرَ ّشح اإلعالم ّية َمي شدياق إثر وَفاة‬ ‫ضغط‬ ‫النائب إدمون ن ْعيم‪ ،‬فهي تحَ َّولت الى وسيلة َ‬ ‫َّ‬ ‫مرشح ت َوافقي الذي هو النائب بيار‬ ‫للتوصل الى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دكاش‪َ ،‬فلماذا لم تسعى أل َ ْن تأخذ حقَّها وتكون‬ ‫نائبا ً ؟ هذا أكبر بُرهان أ َّن “احلقّ يؤخذ وال يُعطى‪”.‬‬ ‫ماذا عن َ‬ ‫سقف اإلنفاق اإلنتخابي؟‬ ‫ني كان رئيس ت ّيار املردَه وزيرا ً للداخل ّية َح َّد َد‬ ‫ح َ‬ ‫سب عدد الناخبني في‬ ‫ح‬ ‫اإلنتخابي‬ ‫اإلنفاق‬ ‫ْف‬ ‫سق‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َض َّم َن املشروع إقتراحا ً بِتَشكيل‬ ‫ت‬ ‫كما‬ ‫دائرة‪،‬‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫هيئة لإلشراف على اإلعالم واإلعالن اإلنتخاب ّيني‬ ‫ت َضم ممُ ِّثلني لِوزارة اإلعالم واجمللس الوطني لإلعالم‬ ‫املرئي واملسموع والقطاع اخلاص‪.‬‬ ‫هذه آفة عرفها لبنان منذ ال ِق َدم‪ ،‬حيثُ كل‬ ‫بحسب إمكان ّياتها املاد ّية‪ .‬واإلنفاق‬ ‫جهة تُنْفق َ‬ ‫ضاهي قانون اإلنتخاب نفسه لمِ ا له‬ ‫اإلنتخابي يُ ُ‬ ‫من تأثير على نتائج اإلقتراع‪.‬‬ ‫هل يَنجح ترك متثيل املرأة ملسألة اإللتزام‬ ‫األخالقي ؟‬

‫هذا يعود عموما ً الى استعداد املرأة لإلنضواء‬ ‫الى الت ّيارات واألحزاب‪ ،‬كما والى التزام هذه الت ّيارات‬ ‫واألحزاب بإشراكها في املراكز القياد ّية‪ .‬على كل‬ ‫َ‬ ‫هناك ِمن ضمان فهو مصداق ّية و‬ ‫حال‪ ،‬إ ٍ ْن كا َن‬ ‫شفاف ّية وتاريخ ّية رئيس الت ّيار أو احلزب الذي تختار‬ ‫املرأة اإلنضمام الى صفوفه‪َ .‬ف َحتَّى في الرابطة‬ ‫َ‬ ‫هناك س ّيدة واحدة فقط‪.‬‬ ‫املارون ّية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لكثير‬ ‫ة‬ ‫جليل‬ ‫ة‬ ‫نظر‬ ‫َنظر‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫فنح‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫هذا‬ ‫ومع‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫نب أدوارا ً بارزة في احلياة‬ ‫لع‬ ‫اللواتي‬ ‫النسوة‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫العا َّمة‪ ،‬وإ ْن لم يترشح َّن‪ .‬يُحضرني هنا الس ّيدات‪:‬‬ ‫الصدر ولور م َغيزل اللواتي‬ ‫صونيا الراسي ورباب َ‬ ‫السلَف هو اإلبن‪،‬‬ ‫نحترم قراره َّن حني وَ َج ْد َن أ َ َّن خير َ‬ ‫َ‬ ‫وذلك دو َن لَ ِّ‬ ‫وح ْجزِ مقا ِعد في البرملان !‬ ‫ف ودَوَران َ‬ ‫ما قدرة الكوتا على التغيير؟‬ ‫لن ن َحكم على جتربة الكوتا قبل حصولها‪.‬‬ ‫ارتفع‬ ‫وال ت َفوتنا اإلشارة الى أ َ َّن اجمللس احلالي‬ ‫َِ‬ ‫س ّت‪ ،‬فماذا تغ َّير؟‬ ‫عدد النساء فيه من ثالث الى ِ‬ ‫ضر َن‬ ‫وأَليست بمِ ُفارَق ٍة غريب ٍة أ َ َّن نصفه َّن ي ُ َح ِّ‬ ‫أَبنا َء ُه َّن الشباب ألَخذ مراكزه َّن الحقا ً في‬ ‫اجمللس؟ فلماذا لم تُرَ ِّ‬ ‫شح واحدة منه َّن على‬ ‫األقل إبنتها؟ وملاذا يريدونها ناخبة وال يريدونها‬ ‫املناسب‬ ‫صواب نظرتنا أ َ َّن األنسان‬ ‫نائبة؟ ِم ْن هنا َ‬ ‫ِ‬ ‫سواء كا َن امرأة أَم رَجل‪ ،‬دو َن‬ ‫في املكان‬ ‫املناسب َ‬ ‫ِ‬ ‫نتسب‬ ‫متييز ُعنصري‪ .‬ففي ت ّيار املردَه ال من ِّيز بني ُم ِ‬ ‫نتسبة‪ ،‬فهنا املساواة هي حجر األساس‪.‬‬ ‫و ُم ِ‬ ‫ما املعوِّقات التي تَعترض تق ّدم املرأة؟‬ ‫أُكرِّر أ َّن دور املرأة ال تمَ نعه النصوص بل تُعيقه‬ ‫املمارسة‪ .‬واملرأة اللبنان ّية تحَ ديدا ً تحَ مل معها في‬ ‫َ‬ ‫األلف ّية الثالثة تُراثا ً من النضال يَرجع الى أكثر‬ ‫من نصف قرن‪.‬‬ ‫هذه املرأة التي تمُ َ ِّثل أكثر من نصف الوطن‬ ‫ٌ‬ ‫إجحاف كبي ٌر لجِ هة‬ ‫وتُرَ ّبي النصف اآلخر‪ ،‬طالها‬

‫مشاركتها في احلكم‪.‬‬ ‫ذور‬ ‫ج‬ ‫الى‬ ‫األولى‬ ‫بالدرجة‬ ‫هذا اإلجحاف يعود‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ني تك َّونت‪،‬‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫اللبنان‬ ‫فاألحزاب‬ ‫حزب ّي ٍة تارخ ّي ٍة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫إت َّسمت بأنها تنظيمات عسكر ّية أكثر ممّا هي‬ ‫تنظيمات سياس ّية‪ ،‬وبالتالي لم يكن للمرأة ِمن‬ ‫دورٍ يُذكر فيها‪ .‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬حني ن َرصد حركة‬ ‫الناشطني في اجملال السياسي‪ ،‬ن ُالحظ بِوضوح‬ ‫َساو مع‬ ‫غيابا ً كبيرا ً للمرأة رغم ما تتمتَّع به من ت ٍ‬ ‫لم والكفا َء ِة والشخص َّية‪.‬‬ ‫الرجل في ال ِع ِ‬ ‫في اخلتام‪ ،‬وفي هذه الظروف الدقيقة من تاريخ‬ ‫وطننا‪ ،‬أرى أنّه ال مستقبل زاهر دون مبدأ املساواة‪،‬‬ ‫َكريس لإلجحاف‪.‬‬ ‫أما مبدأ ال‪ ٪30‬فما هو إالّ ت‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فأنا أدعو كل س ّيدة الى ممُ ارسة حقوقها‬ ‫كما واجباتها‪ ،‬أل َّن حقوق املرأة ليست ِه َب ٌة تُعطى‬ ‫بالتراضي بل هي حقٌّ يؤخَ ذ بالنضال‪.‬‬ ‫وأخيرا ً وفق الرؤية التي تندرج في اختالف‬ ‫وجهات النظر بني القناعة املعاصرة التي تنادي‬ ‫بضرورة التغيير من واقع املرأة البد ان يكون قانونيا‬ ‫او دستوريا بكونه اكثر فاعلية لتمثيل املرأة ومن‬ ‫ثم مشاركتها كبداية النطالقها باجتاه اظهار‬ ‫قدراتها املغيبة تاريخيا كذلك التسريع من عملية‬ ‫التحول االجتماعي ونزع النظرة الدونية املهمشة‬ ‫للمرأة التي ينظر بها اجملتمع في الدول العربية‬ ‫بالذات الى املرأة‪ ،‬وبني القناعة التقليدية التي‬ ‫تضع قضية املرأة على عاتق التطورات الطبيعية‬ ‫التي حتصل في اجملتمعات فيكون التطور املأمول‬ ‫في تقبل املرأة كفاعل في العمليات السياسية‬ ‫واالقتصادية اجتماعيا‪.‬‬ ‫فان كل هذا رهني في املستقبل وما ميكن‬ ‫ان يوجده من تطورات في املفاهيم الثقافية‬ ‫والسلوكية والسياسية‪.‬‬

‫اعداد وحوار ‪ :‬ليديا ابو درغم‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪33‬‬


‫منبر التيار‬

‫وهاب في مؤتمر صحافي اتهم السعودية بتمويل عمليات التخريب في لبنان‬

‫يمولها بندر بن سلطان‬ ‫قاتل الحريري جهات أصولية ّ‬ ‫عقد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب مؤمترا ً صحافيا ً في مكتبه في بئر حسن‪،‬‬ ‫متفجرة طرابلس واملواقف األخيرة‬ ‫تط ّرق فيه إلى‬ ‫ّ‬ ‫لرئيس كتلة املستقبل النيابية سعد احلريري‪ ،‬وقال‬ ‫وهاب‪:‬‬ ‫“أكثر ما أثار استغرابنا في ردود الفعل على‬ ‫االنفجار الذي استهدف اجليش اللبناني في طرابلس‪،‬‬ ‫هي محاوالت سعد احلريري االستمرار في لعبته‬ ‫التضليلية التي مارسها منذ أربع سنوات نتيجة‬ ‫درس لقّ نه إياه أرباب عمله في السعودية‪ ،‬وأتخمنا‬ ‫ٍ‬ ‫به منذ سنوات وحتى اليوم‪ .‬منذ أربع سنوات وهذا‬ ‫اإلنسان ميارس لعبة النفاق السياسي مستفيدا ً‬ ‫من عملية اغتيال والده‪ ،‬بدل أن يستغلها لكسب‬ ‫التعاطف الشامل معه من كل اللبنانيني‪ ،‬وهو‬ ‫تعاطف حصل في األيام واألسابيع واألشهر األولى‬ ‫لعملية االغتيال‪ .‬هذا اإلنسان أخذ يستغل اجلرمية‬ ‫ملآرب سياسية رخيصة محوال ً لبنان إلى مأمت ٍ دائم‬ ‫وكأنه يقول‪“ :‬بعدنا الطوفان”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬كنا نتمنى أن يفتش عن قاتل والده‪ ،‬وهي‬ ‫جهات أصولية ميولها بندر بن سلطان وستكشف‬ ‫جلنة التحقيق الدولية تفاصيل كل ذلك‪ ،‬ولقد‬ ‫توصلت إلى أ ّن جهة ومجموعة أصولية هي التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نفذت االغتيال‪ ،‬واالنتحاري الذي كان موجودا ً في‬ ‫السيارة املفخخة هو سعودي اجلنسية ويبدو أ ّن‬ ‫بندر بن سلطان وأجهزته‪ .‬وألهداف معينة جنّدوه‬ ‫لقتل رفيق احلريري حلسابات معينة‪ .‬وهناك ضغوط‬ ‫متارس اليوم على جلنة التحقيق الدولية ملنعها من‬ ‫إصدار التقرير في سريعاً‪ .‬وعسى أن ال تؤدي هذه‬ ‫الضغوطات إلى منع اللجنة من كشف احلقيقة‬ ‫في النهاية‪ .‬إال أنه يبدو أ ّن هذه احلقيقة لم تعد‬ ‫هدفا ً لسعد احلريري‪ ،‬بل إ ّن هدفه التشويه‪ .‬إنه‬ ‫دمر‬ ‫شبيه ولد يفتش عن لعبته بعد حصول زلزال ّ‬ ‫كل املدينة‪ ،‬هذا هو سعد احلريري الذي شاهدناه‬ ‫باألمس‪ ،‬يتحدث وكأنه لبنان‪ ،‬وهو يعيش حتت آثار‬ ‫الزلزال‪ ،‬ويفتش عن لعبة افتقدها وأتقن اللعب‬ ‫فيها‪ .‬لقد أكلتنا التيارات التكفيرية وتكاد تخ ّرب‬ ‫لبنان‪ ،‬وسعد احلريري يكرر األسطوانة نفسها‪،‬‬ ‫وكأنه عضو في اخملابرات السعودية وليس نائبا ً‬ ‫لبنانياً‪ ،‬وقد أثبت عضويته في هذه اخملابرات عندما‬ ‫ذهب في وفد مع “مقرن بن عبد العزيز” إلى باكستان‬ ‫أنت يا سعد‬ ‫وحتدث باسم لبنان واللبنانيني‪.‬‬ ‫لست َ‬ ‫َ‬ ‫فأنت حتى اآلن‬ ‫احلريري َمن تتحدث باسم اللبنانيني‪َ ،‬‬ ‫ولست‬ ‫مواطن سعودي قبل أن تكون مواطنا ً لبنانياً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنت َمن تطالب اجلامعة العربية بالتدخل في لبنان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نسيت أنك لم تعد حاكما ً للبنان يا سعد‬ ‫يبدو أنك‬ ‫َ‬ ‫احلريري بعد ‪ 7‬أيار‪ .‬لقد سقطت بعد حوادث ‪ 7‬أيار‪،‬‬ ‫هل تفهم ماذا حصل أم لم تفهم بعد؟ هناك‬ ‫حكومة وحدة وطنية‪َ ،‬‬ ‫لست‬ ‫لك حصة فيها لكنك‬ ‫َ‬ ‫ناطقا ً باسمها وال باسم الدولة اللبنانية وال باسم‬ ‫اللبنانيني‪ .‬وتابع وهاب‪ :‬حتى أ ّن معظم اللبنانيني ال‬

‫‪34‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يعترفون بك مواطنا ً لبنانياً‪ ،‬فهناك حكومة وحدة‬ ‫ولست أنت‬ ‫وطنية وهي التي تقرر ماذا يريد لبنان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫من يقرر ذلك لتناشد الدول العربية ودول العالم‪.‬‬ ‫يا سعد احلريري‪ ،‬جهات سعودية هي التي ّ‬ ‫نفذت‬ ‫انفجار طرابلس‪ ،‬وهي التي مت ّول عمليات التخريب‬ ‫في لبنان‪ ،‬وهي التي تخرج يوما ً بعد يوم من‬ ‫املعادلة اإلقليمية والدولية‪ ،‬وألنها خرجت من هذه‬ ‫املعادلة‪ ،‬تريد أن تقول للبنانيني والعرب والعالم‪“ :‬أنا‬ ‫هنا”‪ .‬لذلك تدعم هذه احلركات لتنفيذ مثل هذه‬ ‫العمليات التخريبية في لبنان‪.‬‬ ‫وفي إطار عملياتها التخريبية‪ ،‬يبدو أنها قد‬ ‫رصدت أخيرا ً خمسمئة مليون دوالر للحرب على‬ ‫العماد ميشال عون في املنطقة املسيحية‪ ،‬وهذه‬ ‫املعلومات مؤكدة من حلفائها قبل أن تكون مؤكدة‬ ‫من أخصامها‪ ،‬أل ّن اخلطة السعودية تقضي بضرب‬ ‫كشخص‬ ‫املسيحي القوي‪ ،‬وليس العماد عون‬ ‫ٍ‬ ‫فقط‪ .‬تريد السعودية اليوم ضرب أي مسيحي‬ ‫قوي‪ ،‬كمقدمة ملشروع التوطني بعد فشلها في‬ ‫الفتنة السنية ـ الشيعية‪ ،‬ليس ألن ضميرها قد‬ ‫صحا‪ ،‬وأوقفت دفع األموال باجتاه هذه الفتنة‪ ،‬بل‬ ‫أل ّن السعودية أدركت أ ّن هذه الفتنة السنية ـ‬ ‫الشيعية سترتد على الداخل‪ ،‬لذلك تراجعت عن‬ ‫هذا املشروع‪ ،‬واستبدلته مبشروع آخر هو ضرب‬ ‫املسيحي القوي في لبنان‪ ،‬وجعل القادة املسيحيني‬ ‫اآلخرين موظفني في “أوجيه لبنان”‪ ،‬أو عند‬ ‫السفير عبد العزيز خوجة‪ ،‬أو عند سعد احلريري‪،‬‬ ‫أل ّن املطلوب أن يكون هناك ضعف أو عدم مناعة‬ ‫في لبنان لتنفيذ مشروع التوطني‪ .‬سأقول لك في‬ ‫النهاية إننا لن نسمح لول ٍد بأن يحكم البلد‪ ،‬وإذا‬ ‫كنت تعتقد أننا ما زلنا في عام ‪ ،2005‬فأقول لك إن‬ ‫َ‬ ‫الـ‪ 2005‬انتهت إلى غير رجعة يا سعد احلريري ولن‬ ‫تستطيع بعد اليوم أن حتكم لبنان‪ ،‬وحتدد سياسته‪،‬‬ ‫وتتحدث باسمه وباسم اللبنانيني‪.‬‬ ‫وردا ً على سؤال عن املصاحلات اجلارية‪ ،‬قال وهاب‪:‬‬ ‫“ال جو مصاحلات‪ ،‬بل هناك هزمية تع ّرض لها سعد‬ ‫للتقدم شكالً‬ ‫احلريري في ‪ 7‬أيار‪ ،‬هذه الهزمية دفعته‬ ‫ّ‬ ‫باجتاه املصاحلات‪ ،‬لكننا لن نسكت عن الكالم الذي‬

‫يتحدث به منذ أيام‪ .‬فقد تبينّ من خالل كالمه في‬ ‫كل اإلفطارات‪ ،‬أنه يريد أخذ األمور إلى مكان آخر‪،‬‬ ‫وهو يتصرف وكأنه يريد االنتقام من سوريا باتهامها‬ ‫بأنها وراء اغتيال والده‪ .‬إذا كان يعتقد ذلك‪ ،‬فلماذا‬ ‫ينتظر جلنة التحقيق؟ فليجرِ وحده احلرب على‬ ‫سوريا‪ ،‬فاللبنانيون ال يريدون ذلك‪ .‬فليرح اللبنانيني‪،‬‬ ‫فهو قد جعل اللبنانيني يعيشون في مأمت ألربع‬ ‫سنوات‪ .‬هو موظف عند السعوديني‪ ،‬ومهمته‬ ‫تخريب لبنان‪.‬‬ ‫وعن محاوالت التهدئة في طرابلس‪ ،‬رد وهاب‪:‬‬ ‫“هل كالم سعد احلريري باألمس يظهر أنه شخص‬ ‫يريد املصاحلة؟ إن حديثه يبدو كشخص ذاهب‬ ‫الفتعال إشكال‪ ،‬وهو ال يزال يو ّرطنا في مشاكل‬ ‫أكبر من املشاكل التي أدخلنا فيها منذ أربع‬ ‫سنوات‪ ،‬فقط أل ّن السعودية لم تتصالح مع سوريا‪.‬‬ ‫ملاذا سنكون الساحة إذا كانت السعودية ال تزال‬ ‫على إشكالها مع سوريا؟ ملاذا سندفع الثمن؟ ألم‬ ‫يتلقّ سعد احلريري املال السعودي ّ‬ ‫وينفذ ما يريده‬ ‫السعوديون؟”‪.‬‬ ‫أما في ملف االنتخابات‪ ،‬فقال وهاب‪“ :‬كنا‬ ‫نتمنى أن يكون هذا القانون أكثر تطوراً‪ ،‬وأنا أرى أن‬ ‫النسبية هي احلل في لبنان‪“ .‬قانون الستني” يريد‬ ‫إنتاج زعامات سياسية ومالية‪ ،‬وأعتقد أ ّن لبنان‬ ‫سيعاني مشاكل كثيرة من خالل قانون الستني‪،‬‬ ‫أل ّن الباب احلقيقي لإلصالح والتغيير في لبنان هو‬ ‫باعتماد النسبية‪ ،‬واملشكلة ستبقى قائمة إذا لم‬ ‫تُعتمد”‪.‬‬ ‫وعن موضوع عدم إقرار قانون االنتخاب لسن‬ ‫الثامنة عشرة‪ ،‬ص ّرح وهاب‪“ :‬هم لديهم مشكلة‬ ‫مع الشباب‪،‬‬ ‫فهناك صعوبة في اختراق أصواتهم ألنهم في‬ ‫هذا العمر ميارسون قناعاتهم الشخصية‪ .‬لذلك‬ ‫فهذا الصوت هو صوت قوي وتغييري‪ ،‬وأنا ال أفهم‬ ‫اإلصرار على استبعاد هذه األصوات”‪.‬‬ ‫وعن موضوع احلشود السورية في الشمال‪ ،‬أجاب‬ ‫وهاب‪“ :‬الكالم عن وجود قوات سورية في لبنان هو‬ ‫كالم مختلق‪ ،‬هذه القوات موجودة في سوريا فقط‬ ‫ولها احلرية في حماية حدودها‪ .‬فقد أثبت االنفجار‬ ‫الذي حصل فيها منذ أيام أنها مستهدفة من‬ ‫اإلرهاب كما لبنان‪ ،‬خاصة أن التحقيقات كشفت‬ ‫أ ّن السيارة أتت من خارج احلدود السورية‪ .‬مهمتنا‬ ‫كلبنانيني أن نحمي ساحتنا‪ ،‬وهذه مهمة أجهزة‬ ‫األمن “السخيفة” التي ال تتحرك إال بعد وقوع‬ ‫املشاكل‪ .‬عليها املبادرة في كشف اإلرهاب وليس‬ ‫انتظاره كي يبادر‪ ،‬ومن ثم الذهاب للتفتيش وأخذ‬ ‫األدلة‪ .‬هل َمن يجرؤ في لبنان على التحرك في هذا‬ ‫املوضوع؟ بتقديري أن العالم لن يقف متفرجا ً على‬ ‫لبنان ليصبح ساح ًة لإلرهاب أل ّن سعد احلريري‬ ‫وبعض التافهني معه‪ ،‬يريدون االستمرار باتهام‬ ‫سوريا في هذا املوضوع”‪.‬‬


‫الوزير وهاب ووفد من هيئة العمل التوحيدي‬ ‫يهنؤون قائد الجيش العماد قهوجي‬

‫قام رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫بزيارة قائد اجليش العماد جان قهوجي برفقة وفد‬ ‫من هيئة العمل التوحيدي يترأسه رئيس الهيئة‬ ‫الشيخ صالح ضو وقدم الوفد التهاني لقائد‬ ‫اجليش‪ ،‬كفي كلمة القاها الشيخ صالح ضو‪،‬‬ ‫وهذا نصها‪:‬‬

‫الشيخ صالح ضو‬ ‫حضرة القائد‪:‬‬ ‫أتينا إلى عرين الشرفاء واإلباء‪ ،‬وإلى مدرسة‬ ‫التضحية واجلهاد‪ ،‬وإلى كل جندي أقسم اليمني‬ ‫بالدفاع ذودا ً عن البالد‪ ،‬لهؤالء جميعا ً نتقدم‬ ‫بأصدق عبارات التهنئة والتبريك باختيار القائد‬ ‫الوطني الذي عرف مبناقبيته العالية ووطنيته‬ ‫الراسخة وسيرته احلسنة‪ ،‬القائد العماد جان‬ ‫قهوجي‪.‬‬ ‫حتية إكبار لك أيها القائد الذي منحك الوطن‬ ‫ثقته باستحقاق وأنت ٌ‬ ‫أهل لهذه الثقة‪ ،‬وكيف ال‬ ‫والوطن مي ّر في أدق مراحله‪ ،‬وسفينة لبنان تبحر‬ ‫بني تالطم األمواج للوصول إلى شاطئ األمان‪،‬‬ ‫وموقع املؤسسة العسكرية من الوطن مبثابة‬ ‫القلب من اجلسد‪ ،‬واجليش هو العمود الفقري‬

‫لهذا الوطن‪ ،‬من هنا نرى صحة االختيار وأهميته‪،‬‬ ‫الذي نع ّول عليه جميعا ً حلماية الوطن والسلم‬ ‫األهلي واحلفاظ على العيش املشترك الذي هو‬ ‫قدر اللبنانيني وليس خياراً‪ .‬راجني من اهلل أن يسدد‬

‫خطاكم ومينحكم القوة ويوفقكم ملا فيه خير‬ ‫الوطن واملواطنني‪ ،‬ألنكم األمل وعليكم الرهان‪.‬‬ ‫لنا الفخر بجيشنا الوطني وقيادته ولكم‬ ‫التقدير والكرامة‪.‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪35‬‬


‫منبر التيار‬

‫في حديث تلفزيوني لبرنامج « الحق يقال» على قناة الـ ‪O.T.V‬‬

‫وهاب ‪ :‬الخالف بين جنبالط وأرسالن‬ ‫لم يكن يوماً سبباً لوجودي السياسي‬ ‫ُعرف بجرأته في تسمية األشياء بأسمائها‪ ،‬ومبعلوماته‬ ‫الدقيقة‪ ،‬باإلضافة إلى سعة اطالعه وقراءته وحتليله لكل املسائل‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫من فضيحة التنصت‪ ،‬التي عادت لتطرح بقوة‪ ،‬بعدما أثارها‬ ‫وزير االتصاالت جبران باسيل في جلسة مجلس النواب‪ .‬إلى احلادثة‬ ‫التي وقعت في “سجد”‪ ،‬واحلوادث األمنية اخلطيرة التي حتصل في‬ ‫الشمال‪ ،‬ومنو احلركات األصولية املدعومة من النظام السعودي‪.‬‬ ‫إلى االنتخابات النيابية املقبلة وما ميكن أن تطرح من حتالفات‬ ‫جديدة‪ .‬إلى احتمال حرب إسرائيلية جديدة في املنطقة والوضع‬ ‫األميركي الداخلي‪ ،‬إلى امللف الدرزي وقضية الضباط األربعة‪ ...‬كلها‬ ‫محاور وملفات تناولها رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬في مقابلة تلفزيونية على قناة ‪ OTV‬في برنامج «احلق‬ ‫يقال»للزميلة ماغي فرح‪،‬في ‪ 3‬ايلول ‪ 2008‬حيث أطلق من على هذا‬ ‫املنبر ندا ًء إلى وزير االتصاالت واملعنيني بضرورة متابعة التحقيقات‬ ‫في ملف التنصت وكشف كل اخلبايا‪ ،‬وعدم طيّه أو السكوت عنه‬ ‫مهما كبرت الضغوط‪ .‬وهنا نص املقابلة‪:‬‬ ‫عندما قال لي‪“ :‬تعلم أنني أحبك ولكن ال أتصل بك ألن الئحة اتصاالتك تكون‬

‫بعدما حوّلنا مسارك من مؤمتر صحافي كنت عازماً على عقده للتحدث‬ ‫عن مسألة أثيرت أخيراً وهي التنصت على الهاتف‪ ،‬كانت دعوتنا لك إلى‬ ‫هذه احللقة‪ ،‬لتطلعنا على آخر املعلومات عن هذا املوضوع وغيره من األمور‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫خاصة أ ّن هذه الفضيحة‬ ‫التنصت هذا‪،‬‬ ‫املطروحة اليوم‪.‬بداية‪ ،‬ما قصة‬ ‫أثيرت أخيراً في جلسة مجلس النواب‪ ،‬بعدما أكد وزير االتصاالت جبران‬ ‫باسيل أ ّن هذا املشروع (التنصت) تقوم به جهات رسمية‪ .‬وكشف أنه‬ ‫يوصل إلى القدرة على مالحقة االتصاالت وكذلك الرسائل املكتوبة التي‬ ‫تصل جميعها إلى املراجع املسؤولة عن التنصت‪ .‬وقال إنه يجب أن يصار‬ ‫إلى إنشاء جلنة حتقيق برملانية‪.‬‬ ‫وفيما قال رئيس احلكومة إن احلكومة تلتزم القانون مبوضوع التنصت‬ ‫(سنتحدث عنه الحقاً)‪ ،‬ر ّد الرئيس بري‪“ :‬التنصت على قدم وساق”! ملاذا‬ ‫أثير هذا املوضوع اآلن‪ ،‬علماً أنها ليست املرة األولى التي يحصل فيها‬ ‫التنصت‪ ،‬وكل العهود السابقة كانت تتحدث عن هذا املوضوع؟!‬ ‫أوالً‪ ،‬أثير هذا املوضوع اآلن ألن هناك وزيرا ً جديدا ً لالتصاالت هو جبران باسيل‪،‬‬ ‫وتبينّ عنده عندما استلم الوزارة أن هناك تنصتاً‪ ،‬وهذا أمر ليس بالصعب على‬ ‫أحد أن يكشفه‪ .‬وما دفعنا للعزم على عقد مؤمتر صحافي حول هذا األمر‪ ،‬هو‬ ‫أن املوضوع أثير في مجلس الوزراء ثم رأيت محاولة لط ّيه أو السكوت عنه‪.‬‬ ‫هذه فضيحة‪ ،‬قد تسقط حكومات وتغير أنظمة في دول أخرى‪ ،‬وهذه مسألة‬ ‫ال يخالفون فيها القانون فحسب‪ ،‬بل الدستور أيضاً‪ .‬لذلك قررت حتريك هذا‬ ‫املوضوع وجمع املعلومات الدقيقة حوله‪ ،‬وأنا من األشخاص الذين كانوا عرض ًة‬ ‫للتنصت‪ ،‬فكل اتصاالتي كانت تصل لزعيم معني‪ ،‬وأسبوعياً‪ ،‬عبر وزير هاتف‬ ‫سابق‪ .‬وقد عرفتها بالصدفة‪ ،‬من خالل أحد األشخاص املقربني من هذا الزعيم‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كل يوم سبت على طاولة (البيك)”‪ .‬وهناك حادثة أخرى حصلت معي‪ ،‬حيث‬ ‫استدعي أحد املرافقني لي إلى مكتب من مكاتب املعلومات وسألوه عن مصدر‬ ‫االتصاالت التي ترد إليه من سوريا‪...‬‬ ‫ولكن مصدر االتصاالت ميكن أن يُعرف (أي األرقام ومصدرها)؟‬ ‫نعم‪ ،‬ولكن موضوع االتصاالت عالم بحد ذاته‪ .‬وهناك فرق بني معرفة األرقام‬ ‫التي نتصل بها أو نر ّد عليها‪ ،‬وبني سماع املكاملات‪ .‬ولكن املهم في املوضوع هو‬ ‫معرفة مصدر املال الذي دُفع إلحضار هذه األجهزة إلى لبنان‪ .‬هناك طائرات‬ ‫خاصة حتط في املطار‪ ،‬تنقل ما تنقله‪ ،‬ثم تأتي سيارات تقف على أبواب هذه‬ ‫الطائرات وتفرغ احلموالت دون أية مراقبة أو تفتيش‪.‬‬

‫فضيخة التنصت واملطار حتت املراقبة‬ ‫ملاذا؟ املطار حتت مراقبة مَن؟!‬ ‫أنا أحتدث عن الطائرات اخلاصة‪ .‬طبعاً‪ ،‬اإلنسان العادي يُفتّش‪ ،‬لكن هذه‬ ‫الطائرات اخلاصة ال تُفتّش وال يُفتّش ركابها‪.‬‬ ‫ولكن هذه مسؤولية مَن؟‬ ‫كان هناك عصابة حتكم لبنان‪ ،‬وأفرادها هم الذين استغلوا دم رفيق احلريري‬ ‫أربع سنوات‪ .‬هذا الكالم كان يزعج البعض ولكنه حقيقة‪.‬‬ ‫وهل تغير الوضع اليوم؟‬ ‫لم يتغير‪ ،‬ولكن هؤالء يخافون اآلن‪ .‬اليوم هناك مرحلة انتقالية‪ .‬أوال ً أصبح‬ ‫هناك شراكة في احلكم‪ ،‬وهذه الشراكة بقدر ما هي إيجابية‪ ،‬بقدر ما هي‬ ‫خطرة على املعارضة‪ .‬من هنا أقول‪ :‬ملاذا لم تتحدث املعارضة بعد عن موضوع‬


‫التنصت؟! ملاذا لم تثره بالطريقة التي يستحقها؟!‬ ‫هذا يتطلب خطوة جريئة‪ .‬لقد اقتحم املرحوم‬ ‫صائب سالم في السابق غرفة التنصت‪ ،‬وأيضا‬ ‫ميشال املر عندما كان وزيرا ً للدفاع‪...‬‬ ‫أين هي هذه الغرفة التي يجب أن يذهب إليها‬ ‫الوزير اليوم؟‬ ‫أظن أنه يجب أن يدخلوا إلى مكتب املعلومات‬ ‫في قوى األمن الداخلي‪ ،‬فهي اجلهة املقصودة‬ ‫التي ملّح إليها الوزير جبران باسيل في كالمه‪ ،‬ألن‬ ‫مكتب املعلومات يخالف قانون قوى األمن الداخلي‬ ‫في هذا املوضوع‪ ،‬فالرقابة في االتصاالت هي من‬ ‫مسؤولية مخابرات اجليش قانونياً‪ .‬وسأقرأ قرار‬ ‫اجمللس الدستوري رقم ‪ 2/99‬بتاريخ ‪.1999/11/24‬‬ ‫لقد نظر هذا القرار مبراجعة إبطال مادتني من‬ ‫قانون «اعتراض اخملابرات وصون حريتها وسريتها»‪،‬‬ ‫وقد جاء هذا القرار إلى اجمللس الدستوري بتاريخ‬ ‫‪ ،1999/10/27‬واجمللس الدستوري‪ ،‬خالل شهر (أي في‬ ‫‪ )1999/11/24‬قام مبطالعته وإعادته‪ .‬وهذا القانون‬ ‫يقضي بالتمييز بني اعتراض اخملابرات الذي يجري‬

‫جمع املعلومات التي ترمي إلى مكافحة اإلرهاب‬ ‫واجلرائم الواقعة على أمن الدولة واجلرائم املنظمة‬ ‫فقط‪ .‬ولكن في احلاالت املماثلة التي حصلت في‬ ‫لبنان‪ ،‬لم يكن هناك تنصت‪ .‬فالتنصت كان على‬ ‫األمور الشخصية‪ ،‬لذلك وقعت كل اجلرائم التي‬ ‫وقعت على أمن الدولة وغيرها‪ .‬وفي هذه احلالة‬ ‫(أي االعتراض بنا ًء لقرار إداري)‪ ،‬الصالحية هنا لوزير‬ ‫الدفاع الوطني (الذي يقول إنه لم يعط أي قرار)‪،‬‬ ‫ولوزير الداخلية‪ ،‬مبوجب قرار خطي مع ّلل‪ ،‬وبعد‬ ‫موافقة رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وحتت رقابة هيئة‬ ‫مستقلة مك ّونة من الرئيس األول حملكمة التمييز‬ ‫(الرئيس أنطوان خير الذي هو بالطبع ضد هذا‬ ‫املوقف كله)‪ ،‬ورئيس مجلس شورى الدولة (الرئيس‬ ‫غالب غامن) ونائبني‪ .‬هنا‪ ،‬اجمللس الدستوري أبطل‬ ‫املادة ‪ 15‬من القانون‪ ،‬التي كانت تتيح التنصت‬ ‫اإلداري على رئيس مجلس النواب ورئيس احلكومة‬ ‫والنواب والوزراء‪ ،‬وأبطل املادة ‪ 16‬التي أشركت نوابا ً‬ ‫في الهيئة القضائية‪ ،‬عمالً مببدأ فصل السلطات‪.‬‬ ‫واستهل وقتها اجمللس قراره باالعتماد على الفقرة‬

‫طبعا ً ال‪ ،‬فأنا كنت «أغشه» على التلفونات‬ ‫ألنني كنت أعلم أنه يراقبني‪ ،‬ولكن رمبا غيري لم‬ ‫يكن يعرف بذلك‪ .‬وفي كل األحوال‪ ،‬ال يحق لهم أن‬ ‫يستعملوا سلتطهم والدولة ضدنا‪.‬‬ ‫الوزير حمادة يقول إ ّن ذلك لم يحصل في‬ ‫عهده‪ ،‬واتهم وسيلة إعالمية تنتمي إلى‬ ‫«قراصنة اإلتصاالت» كما قال‪ ،‬بشن حملة ضده‪.‬‬ ‫أعتقد أنه يقصد بها «املنار» ألنهم كانوا قد‬ ‫حتدثوا عن التنصت‪.‬‬ ‫من أعار ضميره لفبركة ملفات على الناس في‬ ‫جلنة التحقيق الدولية‪ ،‬ال ميكنه أن يعير لسانه؟!‬ ‫كيف ميكنه أن ينام وهو الذي «فبرك» ملفات على‬ ‫الناس‪ ،‬وأنا واحد منهم؟ ولكن اآلن انتهى األمر‪،‬‬ ‫يبدو أ ّن وليد جنبالط «طلع منّو» أو على األقل يأخذ‬ ‫قرارا ً بذلك وهو يعرف أ ّن مروان حمادة و ّرطه بكثير‬ ‫من األمور‪ ،‬ويبدو أنه يتخ ّلص منه شيئا ً فشيئاً؛‬ ‫اليوم أخرجه من الوزارة‪ ،‬وسمعت أنه في النيابة‬ ‫سيحصل األمر نفسه أو على األقل هكذا يوحي‪.‬‬ ‫‪ ...‬هل هذا يعني أنه لن يرشحه لالنتخابات‬

‫أخشى أن يكون‬ ‫بندر بن سلطان ونظامه‬ ‫احلاكم قد اختارا لبنان‬ ‫ساحة للتفجير‬ ‫السني الشيعي لتصدير‬ ‫جزء من إرهابهما‬

‫بوابة دمشق ال متر عبر أحد‪،‬‬ ‫وهي أكبر من أي أحد‬

‫سقوط أرسالن في االنتخابات‬ ‫املاضية عملية تأديبية قام بها‬ ‫وليد جنبالط الستعادته‬

‫هناك نواب ووزراء وصحافيون‬ ‫شاركوا في تضليل حتقيق اللجنة‬ ‫الدولية وفبركوا امللفات‪.‬‬

‫بنا ًء لقرار قضائي وبني اعتراض اخملابرات الذي يجري‬ ‫بنا ًء لقرار إداري‪ .‬أوالً‪ ،‬إذا كان االعتراض مبنيا ً على‬ ‫قرار قضائي‪ ،‬فكيف ميكن اعتراضها‪ ،‬سلكيا ً أم‬ ‫السلكياً؟ السلطة هنا ميارسها قاضي التحقيق‬ ‫األول في كل محافظة‪ .‬فمثالً في بيروت (احملافظة‬ ‫التي تتركز فيها مسألة التنصت)‪ ،‬الرئيس عبد‬ ‫الرحيم حمود املعروف باستقامته‪ ،‬لم يُعط حتى‬ ‫اليوم أي قرار‪ ،‬وحتى القرار له شروطه؛ يُكلف‬ ‫باعتراض اخملابرات ملساعدته بالتحقيق في جرائم‬ ‫يُعاقب عليها القانون بالسجن ملدة ال تقل عن‬ ‫سنة‪ .‬مثالً‪ ،‬عندما يحقق قاضي التحقيق األول‬ ‫بجرمية ما‪ ،‬ميكن أن يستعني بالتنصت على خط‬ ‫معني ملساعدته في تكوين ملفه‪ .‬هذا هو التنصت‬ ‫بنا ًء على قرار قضائي‪.‬‬ ‫لننتقل إلى القرار اإلداري الذي له شروطه أيضاً‪.‬‬ ‫إ ّن الهدف من االعتراض بنا ًء لقرار إداري فقط هو‬

‫لو كنت أملك جمهور أرسالن‬ ‫في الدروز الستطعت‬ ‫تغيير كل املسار‬

‫نصت على املبادئ‬ ‫«ج» من مقدمة الدستور التي ّ‬ ‫امليثاقية التي تقول‪« :‬إن لبنان جمهورية دميوقراطية‬ ‫برملانية‪ ،‬تقوم على احترام احلريات العامة‪ ،‬وكل‬ ‫خروج عن احترام مبدأ احلريات العامة يلغي مبدأ‬ ‫الدولة‪ ،‬وتصبح السلطة مغتصبة من عصابة‬ ‫ما»‪.‬‬ ‫يعني ذلك أنه ال يحق ألي فرع أو جهاز في لبنان‬ ‫أن يتنصت على ّ‬ ‫أي كان من دون القرار القضائي أو‬ ‫اإلداري في حال الضرورة‪ .‬ملاذا إذاً كانوا يراقبونك؟‬ ‫هذا «تشبيح»‪ .‬كان هناك عصابة حاكمة‪ ،‬وأتى‬ ‫شخص وناصبها العداء! ورمبا كنت أكثر َمن حتدث‬ ‫عن هذه العصابة‪ .‬وذات مرة‪ ،‬قال رئيس جهاز أمني‬ ‫ألحد اإلخوان في حزب اهلل إنه يعرف بعض املواقف‬ ‫من خالل تلفون «فالن»‪ .‬و(قصدني طبعاً)‪.‬‬ ‫ولكن هل كنت تتحدث عن كل شيء على‬ ‫الهاتف؟‬

‫النيابية املقبلة؟‬ ‫إذا ّ‬ ‫ترشح وحده‪ ،‬أي لم يرشحه وليد جنبالط‪،‬‬ ‫ميكنه أن يأخذ ‪ 50‬صوتا ً ال أكثر!!‬ ‫‪ ..‬ولكنه الساعد األمين لوليد جنبالط؟!!‬ ‫غير صحيح‪ .‬وليد جنبالط يكلفه ببعض امللفات‬ ‫املعينة‪ ،‬ولكن ال أظن أنه ساعده األمين‪.‬‬ ‫مسألة العالقات والتحالفات اجلديدة وغيرها‬ ‫َ‬ ‫لنبق في‬ ‫من األمور سنتحدث بها الحقاً‪ .‬ولكن‬ ‫موضوع التنصت‪ .‬املعلومات التي ذكرتها تقول‬ ‫إن أجهزة التنصت تأتي عن طريق املطار ومن‬ ‫مكان آخر‪ ،‬ومموّلة من جهات معينة‪ .‬من هي هذه‬ ‫اجلهات؟‬ ‫أوال ً أريد أن أسأل‪ :‬كيف دخلت هذه األجهزة إلى‬ ‫لبنان إن لم يكن عن طريق املطار؟!! وطبعا ً ليس عن‬ ‫طريق سوريا!! هنا يجب أن يصار إلى حتقيق كامل‬ ‫في هذا املوضوع‪ .‬وعلى الوزير باسيل أن يرسل كتابا ً‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪37‬‬


‫منبر التيار‬ ‫لوزير العدل‪ ،‬الذي بدوره يح ّوله إلى مدعي عام التمييز‪ ،‬واألخير يك ّلف مفوض بكيفية حتصني البلد وعدم استعماله كسلعة تُباع وتُشترى في الصفقات‬ ‫الكبيرة‪ ،‬قبل أن يصبح الشمال «قندهار»!! أنا جديا ً خائف على البلد!‬ ‫احلكومة لدى احملكمة العسكرية بالبدء بالتحقيق‪.‬‬ ‫وفي موضوع فضيحة التنصت‪ ،‬أناشد وزير االتصاالت احلالي جبران باسيل‬ ‫مفوض احلكومة لدى احملكمة العسكرية واجبه جمع الضباط املتهمني‬ ‫للتحقيق معهم‪ ،‬واملباشرة بالتوقيفات إذا ثبتت صحة االتهامات (وهنا أؤكد أن يكمل في هذا امللف وفي كل التحقيقات ملعرفة األجهزة التي تتنصت‬ ‫أنه ليس لدي أي ثأر شخصي على أحد‪ ،‬فطيلة الفترة املاضية لم يسئ مكتب ومصدر املال الذي دُفع لشراء كل األجهزة‪.‬‬ ‫وسمعت عن جهاز‪ ،‬عبارة عن «شنطة» مجهزة يمُ كن أن توضع في مبنى ما‪،‬‬ ‫إلي شخصيا ً بشيء‪ ،‬بغض النظر ما هي حساباتهم اخلاصة بذلك)‪.‬‬ ‫املعلومات ّ‬ ‫ولكن أنا أحتدث في املبدأ العام‪ .‬ميكن لهذا املفوض أن يتحقق من كل املعلومات وتتنصت على أربع أجهزة خلوية في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مجهز ببرنامج للتنصت‬ ‫كنت أقرأ في جريدة احلياة عن هاتف جديد‬ ‫من خالل موظفي الوزارة الذين يعرفون كل األمور وكيف تتم الرقابة‪ .‬وعندما‬ ‫ميكن أن يهديك إياه ّ‬ ‫أي كان ليتنصت عليك!!‬ ‫يريد الرئيس جان فهد‪ ،‬فأنا مستعد ألن أخبره كيف تتم الرقابة!‬ ‫ُعد‬ ‫هل ميكنك أن تخبرنا كيف تتم الرقابة؟‬ ‫نعم‪ ،‬سمعت به‪ ،‬وسعره حوالى ‪ 600‬أو ‪ 700‬دوالر‪ .‬ولكن في هذه احلالة ت ّ‬ ‫ال‪ ،‬ألن هناك موظفا ً في الوزارة أخبرني‪ ،‬وإذا حتدثت بها في اإلعالم‪ ،‬فسيعرفون املسائل شخصية‪ .‬ولكن يجب أن يكون هناك قانون يحاسب في هذه األمور‬ ‫من هو هذا املوظف‪ ..‬ولكنه يعلم كل التفاصيل‪ ،‬وكيف رُ ّكبت األجهزة وأين‪ ،‬ويجب إلغاء الرقابة على السنتراالت‪ ،‬فهناك خصوصية لألشخاص يجب عدم‬ ‫تخطيها‪.‬‬ ‫وكيف تتم الرقابة‪ ،‬ومن يقوم بها‪ ،‬وكل املتورطني في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫إذاً تقصد أنه يجب أن تكون الرقابة فقط عند الضرورات وفي املسائل‬ ‫ولكنك قلت منذ قليل إن األجهزة والرقابة كانتا موجودتني في السابق‪،‬‬ ‫ملاذا ترى أن األجهزة دخلت اليوم؟ هل هناك من أجهزة جديدة دخلت أو أي األمنية والوطنية؟!‬ ‫أية رقابة هي هذه التي يش ّرعونها في ضرورة كشف العمليات اإلرهابية!! أية‬ ‫شيء جديد في هذا املوضوع؟‬ ‫ال‪ ،‬ولكن على حد علمي أنه كان هناك فريق حكم البلد‪ ،‬اسمه فريق ‪ 14‬آذار‪ .‬عملية إرهابية استطاعوا أن يكشفوها؟!! هناك ‪ 30‬عملية إرهابية حصلت‪،‬‬ ‫لم يكتشفوا واحدة منها! وحتما ً استُعملت‬ ‫وكان يقول إنه ضد النظام األمني الذي كان قائماً‪،‬‬ ‫الهواتف‪ .‬أين هي الرقابة؟!‬ ‫عدة‬ ‫وهو من نادى بـ»ثورة األرز والدميوقراطية وكل ّ‬ ‫املهم في موضوع التنصت‬ ‫نعم هناك رقابة‪ ،‬ولكن على وئام وهاب‪ ،‬وعلى‬ ‫الكذب الذي مارسوه»‪ .‬تبينّ في النهاية أن نظامهم‬ ‫حزب اهلل وميشال عون وغيرهم‪ !!..‬هل يراقبون‬ ‫األمني أبشع من ذاك الذي كان قائماً! هذا ما أقوله‪..‬‬ ‫هو معرفة مصدر املال املدفوع‬ ‫محيطا ً ما‪ ،‬حصلت فيه عمليات تخريبية؟!!‬ ‫أوليسوا هم من كانوا في السلطة؟! الرئيس رفيق‬ ‫إلدخال أجهزة التنصت‬ ‫أستاذ وئام‪ ،‬هناك سؤال تبادر إلى ذهني‪.‬‬ ‫احلريري هو من كان يحكم البلد منذ العام ‪!!1992‬‬ ‫هل حزب اهلل ال يراقب مثالً؟ فهو لديه ضرورات‬ ‫يشكو‬ ‫‪ ..‬ولكن الرئيس رفيق احلريري أيضاً كان‬ ‫إلى لبنان‬ ‫أمنية!‬ ‫من مسألة التنصت‪ .‬واتهم يومها دوائر القصر‬ ‫أنا متأكد من أن حزب اهلل ال يراقب‪ ،‬وأظن أنه ال‬ ‫اجلمهوري واألجهزة التابعة له بالتنصت‪ .‬أي‬ ‫يستعمل كثيرا ً الهواتف‪ ،‬بل يستعمل الوسائل‬ ‫الكل اتهم الكل!!‬ ‫هناك أفراد استغلوا دم احلريري‬ ‫البدائية التي من الصعب خرقها‪.‬‬ ‫أنا شخصيا ً ضد هذا املوضوع أ ّيا ً يكن من يقوم‬ ‫ليتفردوا بالسلطة واحلكم‬ ‫ولكن هذا في مكاملاته الشخصية‪ .‬أليس‬ ‫به!!‬ ‫ً‬ ‫مضطرا حزب اهلل أو أية جهة أخرى حريصة‬ ‫ملاذا أثير املوضوع اليوم إذاً؟‬ ‫على أمنه‪ ،‬أن يكون لديها مخابراتها اخلاصة‬ ‫ألن هناك وزيرا ً مختصا ً اليوم‪ ،‬رأى أن وزارته‬ ‫حلماية نفسها‪ ،‬خاصة أن حزب اهلل مثالً يتهم بعض‬ ‫تستعمل من قبل جهاز أمني للتنصت على الناس‪.‬‬ ‫هنا أهمية املوضوع!! جاء اإلثبات اآلن لتحريك املوضوع بشكل أسرع‪ .‬وكان األشخاص في الداخل بتهديد أمنه؟!‬ ‫ّ‬ ‫يحذر الكل من استعمال الهاتف‪ ،‬ألن من السهل كشف‬ ‫حزب اهلل‬ ‫يجب أن يتح ّرك مدعي عام التمييز بنفسه للتحقيق بهذا األمر دون انتظار‬ ‫اخملابرات‪ .‬معلوماتي تقول إن السفارة األمريكية وسفارة أخرى (لن أذكر‬ ‫كتاب من وزير االتصاالت‪.‬‬ ‫اسمها ألنني لست متأكدا ً منها)‪ ،‬متلكان أجهزة للمراقبة‪ .‬وسمعت أيضا ً‬ ‫ملاذا برأيك لم يتحرّك مدعي عام التمييز؟‬ ‫أنا أناشده وكل القضاة املعنيني أن يتحركوا‪ ،‬وأن ال يخافوا بعد اليوم من أن هذه األجهزة موجودة في بعض املنازل (أحد منازل السياسيني األثرياء‬ ‫هذا الفريق (‪ 14‬آذار)‪ ،‬الذي أصبح جثة سياسية تنتظر موعد الدفن‪ ..‬وال نّ‬ ‫يظن جداً)‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن في هذه األحوال ال ميكن ألحد أن يدخل منازل السياسيني‬ ‫القضاة أن هذا الفريق بإمكانه بعد اليوم أن يهددهم بالتغيير وما إلى ذلك‪ ،‬أو‬ ‫ليعترض على املراقبة!! إذاً من ميلك املال ميكنه أن ميلك هذا اجلهاز‪ ..‬أليس‬ ‫أن يستعملوا مجلس الوزراء ليتخذوا قرارات غير شرعية‪.‬‬ ‫حضرتك تقول إنهم جثة سياسية‪ .‬وهم يرون أنفسهم موجودين كذلك؟‬ ‫طبعا ً‪ ،‬ولكن عندما يصبح هناك جهاز أمني حقيقي يتابع عن حق هذه‬ ‫في احلكم‪ ،‬ويراهنون على تغييرات ما‪ ،‬وسيخوضون االنتخابات النيابية‬ ‫«بنفس جديد» وحتضيرات جديدة‪ ،‬وأنكم أنتم على خطأ وتظنون أن اخملالفات‪ .‬عندها ميكنه أن يدخل إلى املنازل بقرار سياسي كبير وأن يعرف بها‪.‬‬ ‫تقصد أن األجهزة األمنية ال تدخل إلى املنازل‪ ،‬ليس ألنها ال تعرف مبا‬ ‫املعارضة ستربح‪ ..‬ما تعليقك؟؟‬ ‫إذا أقمنا مقارنة بني كالمنا وكالمهم‪ ،‬فسيعرف اجلميع من كان على حق يحصل من مراقبة؟‬ ‫اجلدية ميكنها أن تعرف أدق‬ ‫«ستصح معي» ولكنني واثق بأنني أقرأ‬ ‫صح كالمه‪ ..‬وأنا لن أؤكد أنها‬ ‫ّ‬ ‫ومن ّ‬ ‫طبعا ً تعرف‪ .‬الكل يعلم أن األجهزة األمنية ّ‬ ‫املتغيرات بشكل صحيح‪ .‬فمثالً الدكتور سمير جعجع؛ أوال ً ه ّول بخروج األمور‪ .‬فإذا كان اجلهاز األمني املوجود جديا ً ويسهر على البلد وأمنه‪ ،‬فيجب‬ ‫الرئيس إميل حلود من احلكم قبل انتهاء واليته‪ ،‬لكن حلود بقي‪ .‬بعدها قال إنه أن يعرف‪ ،‬ولكن يجب أال يتصرف بهذه املعلومات‪ .‬أعني مخابرات اجليش يجب‬ ‫هدد بفتح طريق املطار في ‪ 7‬أيار‪ ،‬وبعدها بعدم أن تعلم‪ ،‬لذلك يجب أن ننظر كيف تتم الرقابة‪ ،‬ألنه يكفي استباحة حلريات‬ ‫ال يريد احلوار ولكنه قد مت‪ ..‬ثم ّ‬ ‫الذهاب إلى احلوار في الدوحة‪ ،‬إال أنه ذهب وقبل باتفاق الدوحة و‪ ..‬إذا ً كل ما الناس وكراماتهم‪ .‬كانوا يهددوننا دائما ً «بقميص الدم» لرفيق احلريري‪ .‬لن‬ ‫يسكت أحد بعد اليوم‪ ،‬فلينتبهوا! سيدفعون ثمن كل ما فعلوه‪ ،‬من التعدي‬ ‫قاله لم يحصل‪ ،‬بل حصل العكس!!‬ ‫إذاً أنت ترى بكل حزم أن الوضع سيتغيّر‪ ،‬ولم يعد بإمكان أحد أن يهوّل على الضباط األربعة‪ ،‬إلى التعدي على كرامات الناس وغيرها‪.‬‬ ‫هم اليوم يتحدثون عن عملية صغيرة متت في ‪ 7‬أيار‪ ،‬من قبل املعارضة!‬ ‫على أحد؟؟‬ ‫كل العالم تغ ّير واملنطقة ككل تغيرت‪ ،‬وليس فقط لبنان‪ .‬لنفكر قليالً‬ ‫ما قامت به قوى من املعارضة هو فقط عملية تطهير لبعض «الزعران»‬

‫‪38‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫مقصوداً‪.‬‬ ‫ملاذا حصل هذا اخلطأ؟ كيف يصوّب على طائرة للجيش اللبناني؟‬ ‫لن أحتدث في تفاصيل احلادثة كي ال يقال إنني أتبنى رأي هذا أو ذاك‪ .‬اجليش‬ ‫هو الذي يجب أن يقول ملاذا حصل اخلطأ‪ ،‬وجلنة التحقيق أيضاً‪ ،‬فحزب اهلل‬ ‫يقدم كل التسهيالت في سبيل كشف التفاصيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ما سمعته أنه عادة ال تذهب طوافات اجليش اللبناني إلى تلك املنطقة‪،‬‬ ‫نتيجة اتفاق موجود بني اجليش واملقاومة‪ .‬والوزير املر قال في مجلس الوزراء إن‬ ‫لون الطائرة التي استهدفت مختلف عن لون طائرات اجليش اللبناني‪ ،‬ألنها‬ ‫قدمت أخيرا ً من اإلمارات ولم يضعوا لها بعد اللون املعتمد للجيش‪ .‬وال يظهر‬ ‫عليها العلم اللبناني واألرزة عندما حلقت فوق «سجد»‪ .‬كل ذلك ال يدل على‬ ‫أن احلادث الذي حصل كان متعمداً‪.‬‬ ‫ولكن السؤال‪ :‬كيف ذهبت هذه الطائرة إلى املنطقة ومن أعطى األوامر‬ ‫بذلك؟! فأية طائرة عادة ال تتوجه إلى أي مكان دون وجهة سير وأمر بالتوجه!!‬ ‫واملسألة هنا ليست مسألة إذن من املقاومة‪ ..‬اجليش ليس بحاجة إلى إذن‬ ‫من املقاومة للتحليق فوق أية منطقة‪ ،‬ولكن هناك تنسيقا ً قائماً‪ .‬ملاذا لم‬ ‫ت َ‬ ‫ُعط املقاومة علم بذلك من جانب اجليش؟!!‬ ‫وليس صحيحا ً ما يحكى عن أن حزب اهلل يقفل بعض املناطق على‬

‫املوجودين في بيروت‪ ،‬الذين يرفضهم أهل بيروت أنفسهم‪.‬‬ ‫لم يسألوا عما فعلوه هم معنا في السنوات األربع املاضية!! لم يسألني‬ ‫هجروني من منزلي في وطى املصيطبة في تلك الفترة‪،‬‬ ‫هؤالء «الزعران» عندما ّ‬ ‫بعد مقتل رفيق احلريري!! عندما كان هؤالء الزعران الذين ف ّرغهم سعد احلريري‪،‬‬ ‫يأتون كل يوم إلى محيط منزلي ويشاغبون ويشتمون‪ ،‬ويشتبكون مع حراسي‪،‬‬ ‫ماذا يريدونني أن أفعل؟! في النهاية اضطررت إلى أن أترك منزلي الذي هو ملك‬ ‫لي كي ال يقع كل يوم قتيل‪ ،‬واستأجرت في منطقة أخرى‪.‬‬ ‫ألم يسألوا عن كرامات الناس هؤالء الذين يطلبون االعتذار من بيروت؟!!‬ ‫من أساء إلى بيروت؟! أساء إليها هؤالء الذين أتوا ميارسون باسمها أبشع‬ ‫املمارسات‪ .‬كان يجب أن يعتذروا هم من أهل بيروت عندما استباحوها طيلة‬ ‫خمس سنوات وسرقوا الناس ود ّفعوهم اخل ّوات وأخذوا منهم شققهم وقتلوا‬ ‫واغتالوا‪!!....‬‬ ‫«خلط احلابل بالنابل في بيروت»‪ .‬لكن اجلو العام في بيروت يقول إنه‬ ‫حصل اعتداء على بيروت‪ .‬ما تعليقك؟‬ ‫لم يحصل اعتداء على أحد في بيروت‪ .‬هناك مراكز حزبية كانت مستهدفة‪.‬‬ ‫لم تُقتحم أية شقة أو بناية‪ .‬كل ما حصل هو عملية تطهيرية بسيطة‪.‬‬ ‫‪ ..‬لكن هناك أبرياء سقطوا؟!‬ ‫طبعا ً وهذا أمر ال مبرر له في مثل هذه احلاالت‪.‬‬ ‫كنا نتحدث عن التنصت وعن واجب وزير‬ ‫فريق ‪ 14‬آذار أصبح جثة سياسية بانتظار موعد الدفن‬ ‫االتصاالت تسمية األسماء والطلب إلى وزير‬ ‫العدل إبالغ األجهزة القضائية والنيابات العامة‪.‬‬ ‫لالستيضاح أكثر حول هذه املواضيع‪..‬‬ ‫املقاومة تنسق بالكامل مع اجليش وتراه حليفاً لها‬ ‫وكانت مداخلة لوزير االتصاالت جبران باسيل‬ ‫الذي أكد على مسؤوليته في متابعة امللف حتى‬ ‫وال تقفل مناطقها عليه‬ ‫النهاية‪ ،‬مشيرا ً إلى ضرورة تطبيق القانون ‪140‬‬ ‫في صون حرية اخملابرات‪ ،‬وقال إنه قد أبلغ اجلهات‬ ‫اخملتصة‪ ،‬إضافة إلى شركات اخللوي التي أرسل إليها‬ ‫القضاء يجب أن يأخذ دوره ويصدر أحكامه‬ ‫كتابا ً يطلب فيه عدم تزويد أية جهة مبعلومات عن‬ ‫مبنأى عن االستغالل السياسي‬ ‫هذا املوضوع وتطبيق القانون ‪ .140‬مؤكدا ً على‬ ‫قدسية وخصوصية االتصاالت ومشيرا ً إلى أن‬ ‫هذه املسألة تعني املعارضة واملواالة وكل الناس‪.‬‬ ‫وتقصي كل املعلومات للتوصل إلى اجليش واألجهزة األمنية!! كنت أقرأ منذ أيام في صحيفة النهار أن الشرطة‬ ‫وقد وعد الرأي العام مبتابعة التحقيقات‬ ‫ّ‬ ‫كشف احلقيقة واجلهات التي تقف وراء عملية التنصت‪ .‬كما حتدث عن حالة القضائية ألقت القبض على رئيس عصابة سرقة سيارات في شارع هادي‬ ‫االهتراء التي تصيب شركات اخللوي وغالء األسعار‪ ،‬مشيرا ً إلى أنه سيعمل نصر اهلل!! فالضاحية وكل املناطق ليست مقفلة على األجهزة األمنية‪ .‬ولكن‬ ‫في موضوع املقاومة‪ ،‬هناك تنسيق بني مواقع اجليش ومواقع املقاومة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما بوسعه لتصحيح وضع الشركات وخفض األسعار وحتسني اخلدمات‪.‬‬ ‫ثم تابع وهاب قائالً‪ :‬أناشد الوزير باسيل عدم االستماع إلى محاولة التنسيق قائم‪ .‬كان يجب أن تعطى املقاومة علما ً بأن هناك تدريبات معينة‬ ‫الضغط التي ميارسها فؤاد السنيورة عليه‪ ،‬بعدم خفض كلفة االتصاالت‪ ،‬للجيش في منطقة معينة‪ ،‬خاصة أن هذه املنطقة (جزين) ليست خطا ً‬ ‫حتمل هذا العبء‪ ،‬خاصة أن حجم لطائرات أو طوافات اجليش‪.‬‬ ‫بحجة عدم قدرة خزينة الدولة على ّ‬ ‫الكل يعلم‪ ،‬في جو التهديدات اإلسرائيلية‪ ،‬والطلعات اجلوية التي حتصل‬ ‫الدين العام كبير وهناك حاجة إليفائه‪ .‬لكن الدولة في النهاية قادرة أكثر‬ ‫حتمل هذا العبء‪ .‬وقد كان هناك محاولة في السابق من يومياً‪ ،‬قد يكون البعض اعتبرها طائرة إسرائيلية‪ ،‬خاصة أنها كانت حتلق على‬ ‫من املواطن على ّ‬ ‫وزير أسبق لالتصاالت‪ ،‬هو جان لوي قرداحي‪ ،‬خلفض كلفة االتصاالت بنسبة ارتفاع منخفض كما علمنا‪ ..‬والطائرة لم تُضرب بسالح متطور بل بسالح‬ ‫‪ ،%40‬وحصل يومها خالف‪ .‬ال يجوز أن تكون الكلفة في لبنان هي األغلى في حربي عادي‪ .‬من هنا يجب أال نعطي املوضوع أكثر من حجمه‪ .‬والكل يعلم‬ ‫العالم‪ ،‬فيما اخلدمات التي تقدمها هي األسوأ! هي عملية سرقة موصوفة‪ .‬طبيعة العالقة القائمة بني املقاومة واجليش وحجمها؛ هناك عالقة خاصة‬ ‫ومصيرية بينهما‪ ،‬وهناك تفهّ م من اجليش ملا تقوم به املقاومة‪ ،‬واملقاومة‬ ‫بدورها أيضا ً تنسق بالكامل مع اجليش وتراه حليفا ً لها‪.‬‬ ‫حادث املروحية خطأ غير مقصود‬ ‫‪ ..‬يعني هذا احلادث ال ميكن أن يكون مفتعالً أو مخططاً له؟‬ ‫طبعا ً ال‪ ،‬فهما شركاء‪ .‬في النهاية هناك حادث مؤسف وقع‪ ،‬وشاب‬ ‫سننتقل إلى امللف األمني‪ ،‬ملاذا هذا التوتر األمني؟ ماذا حصل في‬ ‫استشهد‪ ،‬يجب محاسبة الفاعل طبعاً‪ ،‬ولكن يجب النظر أيضا ً في ظروف‬ ‫«سجد» برأيك؟ صدرت أصوات تستنكر ما حصل وتقول إن ما حصل أمر‬ ‫احلادث‪ .‬فلنترك املسألة للقضاء‪.‬‬ ‫مؤسف حقاً‪( .‬وال ميكننا أن نعتبر هذه األصوات غير محقة)‪.‬‬ ‫على كل حال التحقيقات لم تزل غير واضحة وتثير التساؤالت‪ .‬وقد‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫في حالة املوت‪ ،‬ال ميكننا أن نتوسع كثيرا ً في الكالم‬ ‫تستغل احلادثة سياسياً أو تأخذ حجماً كبيراً!!‬ ‫هناك شاب مميز‪ ،‬كان طليعة دورته‪ ،‬استشهد في حادثة كهذه‪ .‬أنا ال أخفف‬ ‫عندما يكون هناك دم‪ ،‬يجب أال يكون هناك استغالل سياسي‪ .‬القضاء يجب‬ ‫من وقع احلادث ولكن حصل خطأ‪ ،‬ولو لم يحصل خطأ ملا كان حزب اهلل س ّلم‬ ‫أن يأخذ دوره ويصدر أحكامه‪ .‬ميكن ألي كان أن يصدر أحكاما ً كيفما يشاء‬ ‫مطلق النار وهو يعلم بذلك‪ .‬ولكن السؤال‪ :‬هل اخلطأ مقصود؟! طبعا ً ليس‬ ‫ولكن لندع املسألة في يد القضاء‪.‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪39‬‬


‫منبر التيار‬ ‫اآلن نحن وكل اللبنانيني نتعاطف مع استشهاد النقيب سامر حنا‪ ،‬وهذا ألن هناك اآلن إجراءات معينة وشيئا ً ما بدأ يتغير في العراق (فعدد القتلى‬ ‫طبيعي‪ .‬وحتى املقاومة وجمهورها‪ ،‬سمعت منهم الكثير من التعاطف األميركيني تدنى من ‪ 100‬قتيل وأكثر إلى ‪ 3‬أو ‪ 4‬قتلى في الشهر!)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يجسد؟‬ ‫ماذا يعني ذلك أو ماذا‬ ‫واألسف‪ .‬في النهاية هو خطأ حصل‪ .‬ولكن أريد أن أسأل‪ :‬لم تُثر ضجة بهذا‬ ‫هذا يعني أنه يجب أن نعرف وندرك ما يحصل حولنا من متغيرات‪ .‬هناك‬ ‫احلجم حول االنفجار الذي وقع في طرابلس؟ علما ً أنه انفجار مدبر وأكثر‬ ‫خطورة‪ ،‬ومو ّقع من اجلهة الفاعلة‪ ،‬وهو مسلسل؟!! وهذا املسلسل يخيفني هدنة ما‪.‬‬ ‫ولكن ما ثمن هذه الهدنة أو ما هو املقابل؟‬ ‫كثيراً‪ .‬وبرأيي هناك خاليا بدأت تعمل في لبنان‪ .‬فليصبوا اهتمامهم على أمن‬ ‫األميركي يستعني بقوى إقليمية لتخفيف الضغط عنه في العراق مقابل‬ ‫اللبنانيني بدل التلهي بأخصامهم السياسيني!!‬ ‫ثمن آخر‪ .‬وهذا األمر هو الذي سمح بكل ما يحصل اليوم في املنطقة من‬ ‫حوارات وفك طوق عن دول وما إلى ذلك‪ .‬هذه اإلدارة األميركية اليوم هي‬ ‫العالقات والتحالفات اجلديدة‬ ‫شبه مستسلمة‪ ،‬ومشروعها سقط‪ .‬اليوم هناك حوار بني اجلمهوريني وقوى‬ ‫إقليمية وبني الدميوقراطيني وقوى إقليمية‪ .‬فأ ّيا ً يكن من سيحكم أميركا‪،‬‬ ‫سألتك في البداية ملاذا أنت حزين‪ ،‬قلت لي إنك خائف‪ .‬ممّ أنت خائف؟‬ ‫سيكون مضطرا ً لوقف مشروع جورج بوش في احلروب االستباقية وضرب‬ ‫طبعا ً أنا خائف!! وكل يوم يزداد هذا اخلوف‪ ،‬من «الرياح الشمالية»‪.‬‬ ‫بعض األنظمة وإلغاء النفوذ اإلقليمي لبعض هذه األنظمة‪ ..‬هذا املشروع‬ ‫اليوم‪ ،‬ماذا يحصل في الشمال (عكار ـ طرابلس) بعدما متددت احلوادث‬ ‫سقط ولن يكمل به أحد بعد بوش‪ ،‬وكل هذه التداعيات التي حصلت في‬ ‫إلى عكار أيضاً؟؟‬ ‫املنطقة أتت نتيجة سقوط هذا املشروع‪.‬‬ ‫هناك محاولة جلعل طرابلس «إمارة مستقلة»‪.‬‬ ‫نعم‪ 7 ،‬أيار لم يكن ليحصل لوال انهيار مشروع جورج بوش واستسالمه‬ ‫من يحاول جعلها إمارة مستقلة؟‬ ‫والتوجه إلى تكوين إدارة أميركية جديدة‪ ،‬بالطبع لن تغرق في الوحول التي‬ ‫إمارة مستقلة حتاول تصفية اجلنود املوجودين فيها والذين يناهضونها‪.‬‬ ‫غرق بها بوش في املنطقة‪ ،‬وحتى اجلمهوريون إن حكموا‪ .‬فاجلمهوريون‬ ‫واملشكلة احلقيقية أن سعد احلريري رجل «معتّر»‪ ،‬ويثير الشفقة؛ ربح‬ ‫والدميوقراطيون يجرون اليوم حوارات مع قوى‬ ‫االنتخابات‪ ،‬شعر بأنه أصبح زعيما ً بعد مقتل‬ ‫إقليمية في املنطقة‪ ،‬لكن حتصل على «البارد»‪.‬‬ ‫والده‪ ،‬أخذ كل هذه االمتيازات‪ .‬واآلن نحن ذاهبون‬ ‫لذلك استفدنا نحن في لبنان من «التبريد» في‬ ‫التنصت‬ ‫إلى انتخابات نيابية جديدة‪ .‬إذا أكمل سعد احلريري‬ ‫فلسطني والعراق‪ .‬و»التبريد» في لبنان أتى بالعماد‬ ‫بهذه السياسة‪ ،‬فسيصبح هو زعيما ً «من فوق»‬ ‫يجب أن يتم بقرار قضائي‬ ‫ميشال سليمان رئيسا ً للجمهورية وأنتج اتفاق‬ ‫وداعي اإلسالم الشهال حاكما ً علينا» من حتت»‬ ‫الدوحة املرحلي وغير النهائي‪.‬‬ ‫أو إداري له شروطه‬ ‫(وهذا ما أدركه حتى السعودي واملصري في احلركة‬ ‫يأت ليرمم الطائف؟‬ ‫كيف غير نهائي؟ ألم ِ‬ ‫التي يقومان بها باجتاه السنّة اآلخرين الذين هم‬ ‫ويعاقب عليها القانون‬ ‫ال‪ ،‬الطائف انتهى وسنتحدث الحقا ً كيف‪ .‬ولكن‬ ‫ضد سعد احلريري)‪ .‬اليوم‪ ،‬داعي اإلسالم الشهال هو‬ ‫اتفاق الدوحة أقام تسوية حول أمور معينة ليس‬ ‫الذي جنح في االنتخابات وأخذ األكثرية‪ ،‬ألنه هو من‬ ‫إالّ‪.‬‬ ‫يحدد األمور ويلعب الدور األبرز إعالمياً‪.‬‬ ‫ولكن ما أريد أن أقوله في املسألة اإلقليمية؛ اليوم السعودي ليس له دور‬ ‫ما موقف السعودية اليوم‪ ،‬التي تُع ّد دولة معتدلة؟؟ ال تظن أن ما يحصل‬ ‫في العراق إال التخريب وبعض التمويل للتأثير على املقاومة العراقية‪ .‬في‬ ‫في مصلحتها!!‬ ‫فلسطني لم يكن له أصالً أي دور‪ .‬فاتفاق مكة سقط و ُعقد اتفاق آخر دون‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫وتصدره‬ ‫اإلرهاب‬ ‫ترعى‬ ‫دولة‬ ‫هي‬ ‫معتدلة‪،‬‬ ‫دولة‬ ‫ليست‬ ‫أوال ً السعودية‬ ‫رعاية السعودي والوضع أيضا ً «مب ّرد»‪.‬‬ ‫العالم منذ ‪ 11‬أيلول حتى اليوم‪.‬‬ ‫في الدوحة‪ ،‬السعودي لديه حساسية من اسم الدوحة وكيف يعقد‬ ‫االتفاق في الدوحة ومن دور الدوحة‪ .‬حصل االتفاق والسعودي خارجه‪ .‬وهذا‬ ‫ما أزعجه أكثر‪.‬‬ ‫اميركا دولة مصالح وليست دولة عواطف‬ ‫نتيجة كل ذلك‪ ،‬لم يبق لديه خيار سوى تفجير الساحة اللبنانية‪ .‬هذا ما‬ ‫يحصل في الشمال‪ ،‬وهذه التنظيمات األصولية التي تتغذى من السعودية‬ ‫ولكن هل تظن أن أميركا تتحالف مع من يص ّدر اإلرهاب؟‬ ‫طبعاً‪ .‬من كان يتحالف مع أسامة بن الدن واألفغان العرب؟!! فأميركا هي التي تفجر اليوم الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫هل ستنجح بذلك برأيك؟‬ ‫خلقتهم ودعمتهم في أفغانستان!! أميركا دولة مصالح وليست دولة‬ ‫يبدو أنها ناجحة‪ ،‬فاحلوادث تتطور‪ .‬ويبدو أن األوروبيني يتحركون بشكل‬ ‫عواطف‪.‬‬ ‫هناك شيء له عالقة بالتربية أو بطبيعة النظام السعودي الذي حتول إلى فاعل‪ ،‬فهم خائفون مما يحصل في الشمال‪ ،‬ولديهم ‪ 15‬ألف جندي في لبنان‪،‬‬ ‫مصدر لإلرهاب في كل العالم‪ .‬وقد شهدنا في مخيم نهر البارد منوذجا ً من سيكونون عرضة للمشاكل الكبيرة إذا توسعت احلوادث وقويت مثل احلاالت‬ ‫هذا اإلرهاب‪ ،‬وشهدنا كيف متت عمليات اإلعدام والقتل هناك‪ .‬يجب أن يصار املوجودة في الشمال‪ .‬وكان أمين الظواهري قد دعا إلى اجلهاد ضد من أسماهم‬ ‫إلى حتقيق في كل ذلك وكشف كل األوراق‪ .‬هذا الذي كان يشرب العصير‪ « ،‬بالصليبيني»‪ .‬واليوم نقرأ في الصحف أن هناك خاليا تعد نفسها لهذا األمر‪.‬‬ ‫كان صلة الوصل بني أحد األجهزة األمنية وفتح اإلسالم‪ ،‬وكان ينقل الرسائل ونحن نعلم أن القاعدة قادرة على تنفيذ أية عملية ضد أية دولة إذا قررت‪،‬‬ ‫فاإلمكانات موجودة واألشخاص جاهزون والعقيدة طبعا ً حاضرة لهذا املوضوع‪.‬‬ ‫والتمويل‪ ،‬لذلك قتل وهو يشرب العصير وأُعدم في وسط الشارع‪.‬‬ ‫وفي املقابل‪ ،‬لم نقم نحن بأي عمل لتحصني ساحتنا‪ ،‬ال بل كل واحد ينظر إلى‬ ‫‪ ..‬ولكن ما مصلحة النظام السعودي بتصدير اإلرهاب إلى العالم؟‬ ‫ما ستقدمه له االنتخابات إذا دخل في موضوع التحريض املذهبي والطائفي‬ ‫كي ال تنفجر عنده في الداخل!!‬ ‫هو بحاجة إلى ساحات‪ .‬في العراق مثالً‪ ،‬غالبية االنتحاريني الذين يضربون وما إلى ذلك‪ .‬وأصبح سعد احلريري اليوم عمليا ً «مطران على مكة»‪ .‬شكليا ً‬ ‫الشيعة والسنّة (وال يضربون األميركيني طبعاً) هم باملئات من السعوديني‪ ،‬هو ميسك الساحة السنية‪ ،‬ولكن عمليا ً هي ممسوكة من القوى األصولية‪.‬‬ ‫‪ ..‬على كل حال الرئيس بري أيضاً ّ‬ ‫حذر مما يحصل في الشمال وكرّر القول‬ ‫يصدرهم‬ ‫وهذا أمر معروف‪ .‬هؤالء يفتعلون الفتنة الداخلية في العراق‪ .‬فإذا لم‬ ‫ّ‬ ‫النظام السعودي إلى اخلارج‪ ،‬فسينفجرون عنده في الداخل‪ .‬لذلك هو بحاجة «العني على الشمال»؟!‬ ‫وأبو الغيظ قال لهم إن هذه القوى في الشمال تتصل بقوى أصولية عنده!!‬ ‫دائما ً إلى ساحات متفجرة‪ .‬وأخشى أن يكون بندر بن سلطان ونظامه احلاكم‬ ‫قد اختارا لبنان ساحة للتفجير السني ـ الشيعي لتصدير جزء من إرهابهم‪ ،‬فهو خائف أيضا ً على وضعه الداخلي‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫كانت مبثابة عملية تأديبية قام بها وليد جنبالط لطالل أرسالن الستعادته‪.‬‬ ‫قلق سوري من حرب في املنطقة‬ ‫ولكن أظن أنك تسألينني عن العالقة املستجدة بيني وبني طالل أرسالن‪..‬‬ ‫هناك تركيز كبير على ما يحصل في طرابلس وعكار والشمال‪ ،‬وهناك سأحتدث في املوضوع بصراحة ومحبة‪ ،‬وأمتنى لو أن األمير طالل معنا‪ ،‬وجمهوره‬ ‫خوف وتخوف من أن ينفجر الوضع أكثر من ذلك في املنطقة‪ .‬واخلوف اآلخر هو احلكم بيننا وليس جمهوري‪ ،‬هذا اجلمهور الرائع الذي صمد ثالثني عاما ً رغم‬ ‫هو من حرب‪ .‬حتى الرئيس بشار األسد أبدى قلقه من املرحلة‪ ،‬وحوّل كل محاوالت اإلذالل‪ .‬لو كنت أملك مثل جمهوره في الدروز طبعا ً الستطعت‬ ‫أن أغير كل املسار‪.‬‬ ‫التهديدات على إيران وسوريا؟!‬ ‫وأثناء األعوام الثالثني‪ ،‬طبعا ً لم تسمح الفرصة لألمير فيصل‪ ،‬شقيق‬ ‫الرئيس بشار األسد خائف وقلق من حرب في املنطقة‪ ،‬وعلى سوريا‪ ،‬وسوريا‬ ‫األمير طالل‪ .‬وهو باملناسبة رجل صادق ومقدام وجريء‪ ،‬ولكن الظروف وبعض‬ ‫تستعد لهذه احلرب منذ سنوات‪.‬‬ ‫السياسات لم تساعده‪ ،‬ورمبا كان هناك قرار أكبر منه دعم شقيقه (أي األمير‬ ‫هل ترى أن هناك حرباً مقبلة على سوريا؟‬ ‫أنا أستبعد وأشك بذلك من خالل املعطيات‪ .‬ولكن إسرائيل لديها النية طالل)‪ ،‬وجزء من هذا القرار كان وليد جنبالط‪ .‬أنا أمتنى لو أن جمهوره يكون‬ ‫بذلك كما قال الرئيس األسد‪ ،‬ألن هناك مشكلة اآلن داخل إسرائيل‪ ،‬فهناك احلكم في اخلالف الذي حصل أخيراً‪.‬‬ ‫ذكرت الصحف بتاريخ ‪ 2008/9/1‬حديثا ً لي في بعلبك قلت فيه إنه يجب‬ ‫إعادة تشكيل للحياة السياسية في الداخل اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن احلرب لن تتم إال بإرادة أميركية‪ ،‬أي لن تستطيع إسرائيل أن على املعارضة الدرزية أن تتم ّثل مبقعد في احلوار وأن يترأس املعارضة الدرزية‬ ‫تشن حرباً على سوريا وإيران دون تغطية أميركية‪ .‬وكنت تقول منذ قليل الوزير طالل أرسالن‪ ..‬في اليوم نفسه صباحاً‪ ،‬وعلى شاشة املنار قلت‪ ،‬ردا ً على‬ ‫عما إذا كنت سأترشح لالنتخابات املقبلة‪ ،‬إنني لن أترشح دون التشاور‬ ‫إن الوضع األميركي أو وضع بوش لم يعد ميلك القدرة حتى في العراق على سؤال ّ‬ ‫االستمرار باحلرب‪ ،‬وهادن‪ .‬كيف يستطيع أن يقدم على حرب ضد سوريا مع حلفائي في املعارضة ومع طالل أرسالن‪ ،‬ويجب أن يكون لدى املعارضة‬ ‫الدرزية كتلة في اجمللس من أربعة نواب دروز وآخرين موارنة وأرثوذكس وغيرهم‪.‬‬ ‫وإيران؟‬ ‫هذا صحيح ولكن هناك الكثير من الكالم الذي يقول إن جورج بوش «رجل أفاجأ في اليوم ذاته من كل هذا الكالم‪ ،‬ما ذكرته «السفير» مثالً‪ ،‬وحتت عنوان‬ ‫«جنبالط وأرسالن يرعيان مصاحلة في اخللوات»‪،‬‬ ‫الربع ساعة األخير»‪ .‬وهناك كالم آخر قاله لي أحد‬ ‫وذكر حرفياً‪« :‬أرسالن شن هجوما ً على الوزير وئام‬ ‫أصدقائي وهو لبناني ولكنه أميركي اجلنسية‪ ،‬أن‬ ‫وهاب وقال أسمح لنفسي أن أقول باسمي وباسم‬ ‫يجب املباشرة‬ ‫الرئيس األميركي يبقى في موقعه ويتابع مهامه‬ ‫وليد جنبالط‪ :‬لعن اهلل موقظي الفتنة في هذه‬ ‫حتى بعد انتهاء واليته إذا كانت أميركا بحالة حرب‪.‬‬ ‫بالتوقيفات‬ ‫الطائفة»‪ ،‬داعيا ً اجلميع إلى عدم السماح ألحد بأن‬ ‫وأعتقد أن هذا ما حصل مع «ترومن»‪ ،‬وحصل في‬ ‫يدخل في ما بيننا من خالل الكذب والنفاق‪ ،‬ألن من‬ ‫إذا ما ثبتت صحة‬ ‫احلرب العاملية األولى والثانية‪.‬‬ ‫يسبب الفتنة ميسح قدميه عند الباب ويرحل لتبقى‬ ‫هل‬ ‫السلطة؟‬ ‫املنتخب‬ ‫يعني ال يتولى الرئيس‬ ‫االتهامات حول التنصت‬ ‫الفتنة عندنا‪ ،‬فندفع عندها جميعا ً الثمن‪!!..‬‬ ‫تظن أن بوش يريد أن ميدد لنفسه من خالل ما‬ ‫أوال ً عندما كان الدروز في خطر‪ ،‬هو من مسح‬ ‫يقوم به؟‬ ‫قدميه ورحل ولست أنا!! بقيت قدماي ثابتتني في‬ ‫هو مجنون إلى حد أنه قد يُقدم على ذلك (أي‬ ‫األرض‪ ،‬وبقيت وحافظت على أرضي وهو من ذهب إلى لندن‪.‬‬ ‫يقوم بحرب ما)‪ .‬وقد يفعلها في اللحظة األخيرة!!‬ ‫عندما تصل األمور إلى املس بكرامتي‪ ،‬فلن أراعي أحداَ‪ ،‬أكان قريبا ً أم غريباً‪.‬‬ ‫في امللف الدرزي‪ ،‬ملاذا وئام وهاب اليوم هو خارج املعادلة؟ هذا التقارب‬ ‫علي‪ .‬وأنا أشهّ د‬ ‫األرسالني ـ اجلنبالطي‪ ،‬واملصاحلات التي حتصل بحضورهما‪ ،‬حتى وطالل أرسالن ارتكب غلطة عمره معي في الهجوم الذي شنه ّ‬ ‫التحالفات املقبلة في االنتخابات النيابية املقبلة واحلديث عنها‪ ،‬هل جمهوره ألقول إنني كنت وسيطا ً بني طالل ووليد من أربع سنوات‪ ،‬وعملت‬ ‫طيلة سنتني على هذه الوساطة للتقريب بينهما ال العكس‪.‬‬ ‫وضعت وئام وهاب خارج املعادلة الدرزية أو ّ‬ ‫خسرته؟‬ ‫أوالً‪ ،‬لم أراهن يوما ً على اخلالف بني وليد جنبالط وطالل أرسالن‪ ،‬ألنني‬ ‫أعرف أنهم لم يختلفوا يوماً‪ ..‬لم يكن يوما ً اخلالف بينهما هو الذي أوجدني‬ ‫انقسام املعارضة الدرزية!‬ ‫على الساحة السياسية‪ .‬نحن تيار سياسي نطرح أنفسنا بديالً لإلقطاع‬ ‫السياسي‪ .‬أنا لم أرث مثل غيري؛ كل ما فعلته كان بجهدي‪.‬‬ ‫كيف تواسطت بينهما؟ ألم تقل إنهما لم يختلفا يوماً؟‬ ‫‪ ..‬ولكن أليس ما تطرحه ّ‬ ‫ميثل حتدياً كبيراً لوضع معني مزمن وتاريخي‪،‬‬ ‫كان اخلالف بينهما يومها على «اجلبنة» ال في «االستراتيجية»‪.‬‬ ‫أي الزعامات الدرزية؟‬ ‫عندما أردنا أن نؤ ّلف مجلسا ً مذهبيا ً للدروز وانتخابات له‪ ،‬كان شرط طالل‬ ‫يقول املثل الفرنسي‪ :‬الذي ال يجازف بشيء ال يربح شيئاً‪ .‬هي مجازفة‪ ،‬نعم‪ ،‬أرسالن أن يأخذ نصف اجمللس ولوليد جنبالط النصف اآلخر‪ .‬لم يقبل جنبالط‬ ‫ولكنها رابحة‪ .‬فالدروز تغيروا؛ تعلموا وتثقفوا وانفتحوا على اآلخرين وعلى يومها وكان طلبه إجراء انتخابات للمجلس‪ .‬استمررنا سنتني في محاولة‬ ‫العالم‪ .‬هذا الذي يبيع أرضه ليع ّلم ابنه ويخصصه‪ ،‬ال يقبل أن يقف بعدها معاجلة هذا األمر ولم ننجح‪ .‬يأتينا اآلن أرسالن ليتحدث عن الذين يد ّفعون‬ ‫ابنه على أبواب هذا اإلقطاعي أو ذاك!! املشكلة أن بعض هؤالء اإلقطاعيني الدروز الثمن!! الصراع اإلقطاعي القائم منذ ‪ 400‬عام‪ ،‬امنا هو قائم على حساب‬ ‫ما زالوا يعيشون في املاضي‪ ،‬ويعتقدون أن بإمكانهم أن يتعاملوا مع جيل الدروز‪ .‬هم متفقون في ما بينهم على تأمني مصالح بعضهم‪ ،‬وكل ذلك يدفع‬ ‫الشباب اليوم كما كانوا يفعلون مع آبائهم رمبا وأجدادهم‪.‬‬ ‫ثمنه الدروز حرمانا ً وقهرا ً واستعباداً‪.‬‬ ‫كمعارضة؟‬ ‫أرسالن‬ ‫ولكن يؤخذ عليك أنك أخذت من قاعدة األمير طالل‬ ‫ً‬ ‫يعني اليوم‪ ،‬وئام وهاب ليس حليفا للمعارض في املعارضة؟! أم هو شأن‬ ‫اليزبكي‪.‬‬ ‫ليس صحيحاً‪ .‬كما أنني ال أؤمن بالصراع اجلنبالطي ـ‬ ‫درزي ضد اإلقطاع فقط؟‬ ‫إنها مسألة مبدئية‪ .‬عندما أسست التيار مع مجموعة من الشباب املثقف‪،‬‬ ‫ال أؤمن بالصراع اجلنبالطي – اليزبكي‬ ‫كان حملاربة اإلقطاع السياسي‪ .‬ولكن هذا ال يعني أنه ممنوع على طالل أرسالن‬ ‫أن يعمل في السياسة!! ولكن ممنوع عليه أو على غيره‪ ،‬وألنه فقط من عائلة‬ ‫ولكن األمير طالل أرسالن لم ينجح في االنتخابات املاضية ألن وليد معينة أن يصبح نائبا ً أو وزيراً‪ ،‬إن لم يكن ميلك الكفاءة!‬ ‫ولكن وصلت األمور إلى هذا احلد بيننا ووقع اخلالف‪ .‬عندما أراد أن يعينّ شيخا ً‬ ‫جنبالط لم يترك له مقعد يومها‪ .‬هذا يعني أن العالقة بينهما لم تكن‬ ‫للعقل‪ ،‬هو من قام باالنقسام! ولم يدع أية وساطة معي من بغداد إلى لبنان‬ ‫جيدة وقريبة؟؟‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪41‬‬


‫منبر التيار‬ ‫إال واستعملها‪ ،‬وأنا كنت ضد تغيير الشيخ بهجت غيث‪ ،‬إال أنه بدأ يطعن‬ ‫بالقانون‪ ،‬والشيخ غيث يربح الطعن ألنه كان هناك تع ٍّد عليه فهو لم يخطئ‪،‬‬ ‫كل ما فعله أنه اعترض على اإلقطاع‪ ،‬فحاول اإلقطاع اإلطاحة به‪ .‬اتفق االثنان‬ ‫( وليد وطالل) عليه‪ ،‬وأدخل كل الوساطات معي كي أسير بتعيني الشيخ ناصر‬ ‫الدين الغريب‪ .‬في النهاية قلت له إنني سأقبل بهذا التعيني ولكن شرط أن‬ ‫«نتفق سويا ً وأن نختلف سوياً»‪ .‬وإذا ع ّينا الشيخ ناصر الدين الغريب فال ميكننا‬ ‫أن نتالعب بكرامته‪ ،‬كما قلت له إنني واحلزب القومي وفيصل الداوود وهو‪،‬‬ ‫واحد‪ ،‬نتفق سويا ً ونختلف سوياً!! هذا ما حصل‪.‬‬ ‫ولكن ماذا فعل هو؟! اختلفنا سوياً‪ ،‬لكنه ذهب ليعقد االتفاق وحده!! ملاذا؟! ماذا‬ ‫فعل له حليفه فيصل الداوود؟! (إذا ما سلمنا كما يقول أن هناك خالفا ً شخصيا ً‬ ‫بيني وبينه‪ ،‬ولكن اخلالف الشخصي بيننا هو أنني «زعالن عليه» مش زعالن منه»!!‬ ‫وإذا أراد وكان ميلك اجلرأة‪ ،‬ميكن أن نقول ما هو اخلالف الشخصي!) ولكن في ما خص‬ ‫فيصل الداوود؛ كيف يأخذ طالل أرسالن وائل أبو فاعور ويك ّرسه في املنطقة ضد‬ ‫فيصل بك على أبواب انتخابات؟!! ما هو اخلطأ الذي ارتكبه فيصل الداوود معه؟!‬ ‫واحلزب القومي‪ ،‬أين هو في املعادلة؟!‪...‬‬ ‫س ّلمه السيد حسن نصر اهلل سيفا ً بعد ‪ 7‬أيار كي يقطع احلبل عن عنق وليد‬ ‫جنبالط‪ .‬ولكن السيف يتطلب األمانة!! لم يس ّلمه السيف كي يطعنني به‪،‬‬ ‫ويطعن فيصل الداوود‪ ..‬بل كي يلغي الفتنة واحلرب في اجلبل!!‬ ‫هل ميكننا أن نقول إن املعارضة الدرزية انقسمت اليوم؟ وأين أصبح موقع‬ ‫طالل أرسالن في املعادلة الدرزية؟‬ ‫هو الذي سبب هذا املوضوع‪ ،‬ووجه لي االتهامات علنا ً وأمام وليد جنبالط‪ .‬وكنت‬ ‫أمتنى أال يحصل هذا االتهام‪ ،‬خاصة في هذا الوقت‪ ،‬وأال يتم ما حصل بعد االتهام‬ ‫من إيحاء بأن االتهام له أسبابه وظروفه‪ ..‬وأصالً عيب أن يتم هذا االتهام!! هو ليس‬ ‫حريصا ً على الطائفة أكثر مني‪ ..‬وإذا كان هو «أم الصبي» في املوضوع‪ ،‬فأنا أبوه! ال‬ ‫يكفي الدروز الكالم إذا ما قورن باألفعال‪.‬‬ ‫ولكن اليوم‪ ،‬طالل أرسالن هو من ذهب إلى دمشق‪ ،‬وقيل إن بوابة دمشق متر‬ ‫عبر وليد جنبالط إذا كان هناك من تسوية معه‪ ..‬ويُحكى عن تسويات وعن‬ ‫تنازل عن بعض األسماء ومنهم ما حّملت إليه حضرتك في بداية احلديث في‬ ‫إمكانية عدم ترشيح مروان حمادة ألي منصب‪ ..‬ما تعليقك؟‬ ‫أوال ً بوابة دمشق أكبر من أن تنحصر في واحد أو اثنني‪...‬‬ ‫املقصود أنه إذا أراد وليد جنبالط أن يذهب إلى دمشق فالوساطة ستكون‬ ‫عبر طالل أرسالن؟‬ ‫برأيي بوابة دمشق ال متر عبر أحد وهي أكبر من أي أحد‪« .‬يروقوا علينا»!! وأظن‬ ‫أن من لم يستطع أن يفعل شيئا ً طيلة ‪ 18‬عاماً‪ ،‬أشك بأن باستطاعته اآلن أن‬ ‫يفعل شيئاً‪.‬‬

‫مصير الضباط األربعة‬ ‫سمعنا اليوم أن هناك كالماً عن محاوالت إلطالق سراح ضابطني‪ ،‬واليوم‬ ‫البيان الذي صدر عن املكتب اإلعالمي للواء جميل السيد يقول إنه يقبل‬ ‫باإلفراج عن الضباط الثالثة (علي احلاج‪ ،‬مصطفى حمدان‪ ،‬ورميون عازار)‬ ‫والشقيقني عبد العال‪ ،‬على أن يبقى اللواء السيد وحده في االعتقال‬ ‫السياسي‪ .‬وأوضح البيان أن سبب توجيه الدعوة حصرياً إلى النائب سعد‬ ‫احلريري يعود إلى اعتراف القاضي سعيد ميرزا أمام جلنة التحقيق الدولية‬ ‫بأن السياسة متنعه من اإلفراج عن املعتقلني‪ .‬ما هي قضية الضباط األربعة؟‬ ‫وسمعنا من الوزير السابق ميشال سماحة أيضاً أن قضية الضباط ستخرج‬ ‫إلى العلن اليوم وهي قضية ظلم ويجب أن يوجد لها حل‪ .‬هل هذه القضية من‬ ‫ضمن األجواء العامة التي حتصل في املنطقة؟‬ ‫أخبرني أحد األصدقاء أنه التقى أحد رؤساء األجهزة األمنية وكانا يتحدثان عن‬ ‫قضية الضباط األربعة وبأنهم مظلومون‪ ..‬قال له األخير إنه «لم يرق خاطر الشيخ‬ ‫سعد عليهم بعد»!! فإذا أصبح القانون مرتبطا ً مبزاج الشيخ سعد‪ ،‬فهذا األمر‬ ‫موجود في السعودية ال في لبنان!! في لبنان ليس هناك إمارة أو «مشيخة» كما‬ ‫يفعل أو يحاول أن يوحي سعد احلريري‪ .‬هناك دولة وقانون‪ .‬هذا التوقيف واضح أنه‬ ‫ليس له أي مبرر‪ .‬واآلن هناك تطورات كثيرة في التحقيق‪ ،‬منها أن جلنة التحقيق‬

‫‪42‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الدولية ومنذ أيام داهمت أحد مكاتب األجهزة األمنية وفتشتها‪ .‬ومن الواضح أن‬ ‫هذه اللجنة تعتقد أن هناك تضليالً للتحقيق‪.‬‬ ‫اليوم هناك حديث عن إمكانية إطالق سراح بعض املوقوفني (األصوليني) الذين‬ ‫اعترف أحدهم بالتخطيط لقتل رفيق احلريري‪ ،‬ومحاولة إدخالهم ضمن ملف آخر‪.‬‬ ‫هناك أشخاص معتقلون من اإلسالميني‪ ،‬هم أبرياء (ليس كل األصوليني يجب أن‬ ‫يعتقلوا‪ .‬هناك أبرياء بينهم وهناك مخربون) ويجب أن ال يبقوا في االعتقال فقط‬ ‫بسبب انتمائهم! ليس هكذا يتم املوضوع‪ .‬ولكن في اخلفاء‪ ،‬يحاولون مترير موضوع‬ ‫إطالق سراح الـ‪ 13‬معتقالً‪ ،‬كي يُطلق سراحهم قبل مجيء احملكمة الدولية‪ ،‬ثم‬ ‫تصفية جزء منهم وترحيل جزء آخر‪ .‬فيبدو أن التحقيق يتجه إلى مكان آخر ورمبا‬ ‫جلنة التحقيق الدولية تبادر لتوقيف كل من ضلل التحقيق‪.‬‬ ‫مثل من؟‬ ‫هناك نواب ووزراء وصحافيون ُ‬ ‫وك ُثر شاركوا في التضليل وفبركوا امللفات‪.‬‬ ‫يشير السيد إلى قول احملقق العدلي صقر صقر لبعض وكالء املعتقلني‬ ‫بأنه يريد أيضاً ضمانة سياسية حتميه لالنتقام من السياسة والتهميش‬ ‫للتشكيالت القضائية املمكنة‪ ،‬إذا قرر اإلفراج عنهم‪ .‬ما تعليقك؟‬ ‫على احملقق العدلي صقر صقر أن يعمل مبا ميليه عليه ضميره‪ .‬وإذا لم يفعل فلن‬ ‫يستطيع أحد أن يحميه من القانون‪.‬‬ ‫برأيك هذا امللف سيتحرك في هذه اآلونة أم ابتدا ًء من اآلن؟‬ ‫نعم‪ ،‬امللف يُحرك اليوم‪ .‬ونحن قادمون على انتخابات نيابية جديدة‪ ،‬على ضوئها‬ ‫سيتغير الكثير من األمور‪ .‬والتغيير بدأ‪ ،‬فالدولة اليوم لم تعد محتكرة من جانب‬ ‫فريق بل هناك شراكة ما‪.‬‬ ‫هناك معلومات عن إمكانية اإلفراج عن اللواء السيد والعميد رميون عازار‬ ‫واإلبقاء على اللواء احلاج والعميد مصطفى حمدان؟‬ ‫ملاذا هذا االستثناء؟! إذا كان هناك اتهام ضد اللواء احلاج والعميد حمدان‪،‬‬ ‫فليظلوا معتقلني‪ .‬وإن لم يكن‪ ،‬فليطلق سراحهم كغيرهم‪.‬‬ ‫رمبا أتى البيان الذي صدر عن املكتب اإلعالمي ّ‬ ‫للواء السيد لير ّد على هذا‬ ‫املوضوع؟‬ ‫هذا املوقف فيه شهامة من اللواء السيد‪ ،‬فهو يعرف أن األربعة أبرياء ومظلومون‪.‬‬ ‫ملاذا االستنساب؟! ال أعرف ما هي حساباتهم‪ ،‬ولكن ملاذا اإلبقاء على اعتقالهم ما‬ ‫لم يُثبت عليهم شيء؟!!‬

‫الطائف مات وانتهى‬ ‫‪ ...‬رمبا إرضا ًء لبعض األطراف؟‬ ‫إن من يقوم بهذه اإلرضاءات س ُيسجن مكان الضباط!! هذا ليس موجودا ً في‬ ‫القانون‪ .‬ميكن أن متارس اإلرضاءات في مسائل ميلكها اإلنسان‪ .‬القانون ليس ملكا ً‬ ‫ألحد‪.‬‬ ‫نلمس متغيرات كثيرة حتصل على األرض وفي كثير من األمور‪ ،‬من احلكم‬ ‫(السلطة) إلى القرار الظني الذي حصل حديثاً في القذافي (ولم يحصل في‬ ‫السابق) إلى كل املتغيرات األمنية‪ .‬وسياسياً‪ ،‬بعد اتفاق الدوحة‪ ،‬قلت إن اتفاق‬ ‫الطائف إلى تغيير أو انتهى‪ .‬هل هناك اتفاق جديد؟‬ ‫الطائف مات وانتهى‪ .‬يجب أن نعدل الدستور‪ .‬فهناك خلل في ضبط اإليقاع‪.‬‬ ‫هل ستعاد لرئيس اجلمهورية صالحياته ُ‬ ‫مثالً؟‬ ‫يجب أن تعاد لرئيس اجلمهورية صالحياته طبعاً‪ .‬وإال كيف يكون حكما ً إذا لم‬ ‫يكن ميلك القوة والصالحيات التي تخوله أن يلعب دور احلكم!!‬ ‫ولكن كيف ميكن أن يحصل تعديل للطائف ما دام هناك من يرى أن هذا‬ ‫االتفاق ال يمُ س به‪ ،‬واملس به ّ‬ ‫يخل بكل املعادلة؟‬ ‫هناك معادلة معينة ستوصل إلى تعديل الطائف‪ ،‬وإال سيبقى البلد في فوضى‬ ‫سياسية ألنه ال وجود لضابط إيقاع‪.‬‬ ‫هذا الطائف عندما عقد‪ ،‬كان هناك إدارة أميركية ـ سورية له‪ .‬اآلن هذه‬ ‫اإلدارة ليست موجودة‪ ،‬فمن سيديره؟! احلاجة هنا إلى رئيس للجمهورية ميلك‬ ‫الصالحيات‪ .‬يجب أن يكون هناك معركة في املستقبل على مسألة صالحيات‬ ‫رئيس اجلمهورية‪.‬‬


‫ً‬ ‫زلزاال‬ ‫وهاب زار لحود ‪ :‬تقرير اللجنة الدولية سيحدث‬ ‫وهم يؤخرونه إلى ما بعد االنتخابات النيابية‬

‫الرئيس حلود أثناء استقباله وهاب‬

‫التقى الرئيس إميل حلود رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب وعرض معه آخر‬ ‫التطورات‪ ،‬وقال وهاب بعد اللقاء‪ :‬بحثنا مع‬ ‫الرئيس في عدد من االستحقاقات املقبلة‪،‬‬ ‫وخصوصا ً موضوع طاولة احلوار وقانون‬ ‫االنتخاب‪ ،‬وفي أمور أخرى‪ ،‬أوالً‪ :‬أنا أستغرب‬ ‫كيف تبدأ طاولة احلوار قبل إقرار قانون‬ ‫االنتخاب‪ ،‬وأنا أخاف أن تفتح طاولة احلوار جدال ً‬ ‫يعوق قانون االنتخاب ويؤخره‪ .‬وهذا يعني إخالال ً‬ ‫باتفاق الدوحة‪ ،‬وهذا األمر ال يسهل احلوار‪ .‬ثم‬ ‫إن طاولة احلوار يجب أن يُبحث في شكلها‬ ‫ومواضيعها مجدداً‪ ،‬وما كان يصح قبل حرب‬ ‫متوز ال يصح بعدها‪ ،‬طاولة احلوار كانت قائمة‬ ‫قبل حرب متوز‪ ،‬أما اآلن فاألمر مختلف‪ ،‬هناك‬ ‫أمور تقريبا ً اندثرت في اجمللس النيابي ولم تعد‬ ‫موجودة‪ .‬وهناك قوى لها وجودها‪ ،‬وقلت أكثر من‬ ‫مرة نحن كمعارضة درزية نصر على أن تتمثل‬

‫املعارضة الدرزية‪ ،‬وهي ممثلة عبر حلفائها في‬ ‫حزب اهلل وحركة أمل والتيار الوطني احلر‪،‬‬ ‫ولكن يلزمها متثيل مباشر‪ ،‬خصوصا ً أن هناك‬ ‫فريقا ً درزيا ً آخر‪ ،‬ونصر هنا على أن يترأس الوزير‬ ‫طالل أرسالن وفدا ً درزيا ً معارضا ً ويشارك في‬ ‫طاولة احلوار‪.‬‬ ‫كما أن هناك معارضني من طوائف أخرى‬ ‫يصرون على التمثيل‪ ،‬فأكثر ما نخاف أن تفتح‬ ‫هذه الطاولة باب نقاش يؤخر قانون االنتخاب‬ ‫وينعكس عليه‪ ،‬لذلك كان يجب تأخير إعالن‬ ‫بدء احلوار حتى إقرار قانون االنتخاب‪.‬‬ ‫وأضاف “األمر الثاني الذي حتدثنا به هو هذه‬ ‫احلملة املسعورة التي شنت على تصريح‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬وإذا كان تصريح األسد‬ ‫والكلمتان اللتان قالهما حلتا املشكلة في‬ ‫طرابلس‪ ،‬فيا ليته كان حتدث بهما قبالً‪ ،‬وإذا‬ ‫كانت هاتان الكلمتان قد عجلتا احلل في‬

‫طرابلس فهذا جيد‪ ،‬لذلك ملاذا هذا السباب‪.‬‬ ‫وفي النهاية‪ ،‬ماذا قال الرئيس األسد‪ ،‬قال‬ ‫سيدخل اجليش اللبناني الذي يجب أن يحسم‬ ‫الوضع األمني ملصلحة االستقرار‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫منطقي‪ ،‬ولم نكن في حاجة إلى أن يتحدث‬ ‫الرئيس األسد حتى نسير في هذا األمر‪.‬‬ ‫أما املوضوع الثالث الذي بحثناه فهو يدور‬ ‫في اخلفاء‪ ،‬وهو احملكمة الدولية‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫أن التقرير لم يصدر‪ ،‬كما كانت وعدتنا‬ ‫جلنة التحقيق الدولية‪ ،‬وتأخر إلى ما بعد‬ ‫نهاية السنة‪ ،‬ورمبا سيتأخر إلى ما بعد‬ ‫االنتخابات ألنه كما يبدو حتى اآلن‪ ،‬أن هذا‬ ‫التقرير سيحدث زلزاال ً كبيرا ً في لبنان جلهة‬ ‫املتورطني كدول وأفراد‪ ،‬وهذا التقرير سيغير‬ ‫كل النتائج‪ ،‬لذلك هناك ضغط من فريق‬ ‫األكثرية حتى يتأخر التقرير إلى ما بعد‬ ‫االنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪43‬‬


‫منبر التيار‬

‫في حوار مع ‪ N T V‬في برنامج «الحدث»‬

‫وهاب ‪ :‬أيدي اسرائيلية واضحة‬ ‫في جريمة اغتيال صالح العريضي‬ ‫تأتي عملية اغتيال الشهيد صالح‬ ‫العريضي في خضم املصاحلات اجلارية على‬ ‫جميع الصعد احمللية‪ ،‬ظناً من منفذيها أنها‬ ‫ستقف سداً منيعاً بوجه الوحدة الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫لكن‬ ‫واملصاحلة بني أبناء الوطن الواحد‪.‬‬ ‫هذه اجلرمية‪ ،‬كانت حافزاً للفريقني معاً‬ ‫للمصافحة ولمّ الشمل بعدما صار يوم‬ ‫تشييع العريضي‪ ،‬بالرغم من ألم املوقف‪،‬‬ ‫مكاناً مناسباً للقاء األفرقاء السياسيني‬ ‫واإلجماع في ما بينهم على ضرورة توحيد‬ ‫املواقف واتهام إسرائيل بهذه العملية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ليمثل‬ ‫لكن يأتي موضوع طاولة احلوار‬ ‫ً‬ ‫خاصة بغياب‬ ‫آلية جديدة لتناقض اآلراء‪،‬‬ ‫األحزاب الوطنية واملعارضة الدرزية وقوى‬ ‫أخرى عن مقاعد احلوار وحصر العدد بـ ‪14‬‬ ‫مسؤوالً سياسياً فقط‪.‬‬ ‫هذه األمور وغيرها من العراقيل السياسية‬ ‫في لبنان كانت محطة نقاش مع رئيس تيار‬ ‫التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب في‬ ‫مقابلة أجرتها الزميلة كاثرين ح ّنا على قناة‬ ‫ٍ‬ ‫اجلديد‪،‬في ‪ 13‬ايلول ‪ 2008‬وهنا نصها‪:‬‬

‫اغتيال العريضي‪:‬‬ ‫أي ٍد إسرائيلية واضحة‬

‫أين تضع جرمية اغتيال الشهيد صالح‬ ‫العريضي‪ ،‬وكيف قرأتها في هذه املرحلة‬ ‫بالذات؟‬ ‫بعد القراءة العامة للعنوان األساسي‪ ،‬هناك‬ ‫أيد إسرائيلية واضحة في هذه اجلرمية‪ ،‬وخاص ًة أ ّن‬ ‫اجلبل كان قد بدأ شيئا ً فشيئا ً بعد ‪ 7‬أيار يخرج‬ ‫من كل املشروع األميركي الذي أتى إلى املنطقة‪،‬‬ ‫وبدأ بكل قياداته يرسم طريقا ً جديداً‪ .‬هذا األمر‪،‬‬ ‫استدعى هذه الرسالة التي كان عنوانها “الشهيد‬ ‫صالح العريضي”‪ ،‬لكنها ذات استهدافات أخرى‪،‬‬ ‫فهي تستهدف اجلبل بكل قواه‪.‬‬ ‫هل تستهدف وحدة اجلبل؟‬ ‫ال بل أكثر من ذلك‪ ،‬فهذه اجلرمية لم تكن لتضرب‬ ‫وحدة اجلبل ألنه ال أحد سيتّهم طرفا ً داخليا ً‬

‫‪44‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في املوضوع‪ ،‬ال فريق املعارضة سيتّهم احلزب‬ ‫االشتراكي‪ ،‬وال األخير سيتّهم فريق املعارضة‪ .‬من‬ ‫الواضح أ ّن هذه املسألة تستهدف اجلميع‪ ،‬وفي‬ ‫النهاية تص ّور البعض أنه من املمكن للجبل أن‬ ‫يكون رأس مشروع في لبنان في سياق املشروع‬ ‫األميركي في كل املنطقة‪.‬‬ ‫هل نفهم من حديثك أ ّن الرسالة جاءت‬ ‫حتديداً للنائب وليد جنبالط‪ ،‬كون التب ّدل حصل‬ ‫خط معني؟‬ ‫على ٍ‬ ‫ال بل للجميع‪ ،‬للنائب وليد جنبالط والوزير‬ ‫طالل أرسالن ولكل القوى‪ .‬فقد كان هناك فريقان‪:‬‬ ‫فريق ضد أخذ اجلبل إلى هذا املشروع‪ ،‬وفريق آخر‬

‫معه‪ .‬هذا الفريق األخير حاول العودة إلى مواقعه‬ ‫موجهة له‬ ‫السابقة‪ ،‬وبرأيي‪ ،‬هذه الرسالة كانت ّ‬ ‫وللوزير أرسالن كونه يساعد الوزير جنبالط في‬ ‫العودة إلى هذا املوقع‪ ،‬فهناك أحد متضرر من أن‬ ‫يكون اجلبل حليفا ً للمقاومة وسوريا‪.‬‬ ‫ملاذا وجّ هتم التهمة إلى إسرائيل‪ ،‬فقد‬ ‫سمعنا أ ّن الفتنة ظاهرة على املتضررين؟‬ ‫لقد كان الوزيران جنبالط وأرسالن واضحني‬ ‫في اتهام إسرائيل‪ .‬هذه املسألة يلزمها أجهزة‬ ‫تستطيع العمل على هذه األمور‪ ،‬إذ إنها جرمية‬ ‫شبيهة باجلرائم التي حصلت سابقا ً باستشهاد‬ ‫شهيد املقاومة غالب عوالي‪ ،‬أو جورج حاوي أو‬


‫غيرهما‪ .‬إذا ً حصلت اجلرمية وفقا ً لتقنية معينة‬ ‫ومكان معني‪ ،‬وخاص ًة أ ّن العبوة وضعت خالل نصف‬ ‫ساعة‪ ،‬وقد فهمت من اخلبراء الذين ك ّلفهم الوزير‬ ‫أرسالن بالتحقيق في هذا املوضوع‪ ،‬أ ّن هذه العبوة‬ ‫مكان بعي ٍد‪ ،‬وال يستطيع‬ ‫ال ميكن أن توضع في‬ ‫ٍ‬ ‫واضعها أن يبتعد عن السيارة ألن العبوة ستقع‪.‬‬ ‫هذا يعني أنهم وضعوها عندما أوقف‬ ‫العريضي سيارته للحظات؟‬ ‫نعم‪ ،‬وضعت العبوة خالل ثالثة أرباع الساعة‬ ‫مليء‬ ‫شارع‬ ‫في منطق ٍة مكتظ ٍة بالسكان‪ ،‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بالناس‪.‬‬ ‫هل نفهم أ ّن اجلبل مخروق إسرائيلياً؟‬ ‫كل لبنان مخروق إسرائيلياً‪ ،‬وحتى دول أخرى‪.‬‬ ‫اإلسرائيليون اغتالوا عماد مغنية في دمشق‪،‬‬ ‫إذا ً إسرائيل تخرق املكان الذي تريد‪ ،‬فالسوري‬ ‫لكن‬ ‫يستطيع أن يقوم بعملي ٍة في القدس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الضوابط السياسية متنع هذه األمور‪ .‬وكما قام‬ ‫اإلسرائيلي بعملي ٍة في الشام‪ ،‬بإمكان السوري‬ ‫الرد عليها بعملي ٍة في القدس‪ .‬إذا ً ميكن لألجهزة أن‬ ‫تخرق بعضها بعضاً‪ ،‬فقد خرقوا بالطائرة سابقا ً‬ ‫البنتاغون احملمي ‪ 24‬ساع ًة‪.‬‬ ‫لكنك هنا شبّهتها بعمليات اغتيال‬ ‫سابقة تناولت كوادر من حزب اهلل‪،‬‬ ‫فريق سياسي آخر؟‬ ‫وشخصيات أخرى من‬ ‫ٍ‬ ‫مع العلم أ ّن االتهامات كانت في حينها‬ ‫معني‪،‬‬ ‫مكان‬ ‫مختلفة بني اتهام سوريا في‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مكان آخر‪.‬‬ ‫واتهام إلسرائيل في‬ ‫ٍ‬ ‫كل العبوات التي تُزرع متشابهة‪ ،‬وال متلك‬ ‫كل دولة منطا ً مختلفا ً عن غيرها في اغتياالتها‪.‬‬ ‫لكن هذا األسلوب عاد ًة يكون أسلوبا ً إسرائيلياً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فاملوضوع الذي بدأوا فيه هو موضوع جورج حاوي‪،‬‬ ‫وحتى األجهزة األمنية املوجودة في لبنان لديها‬ ‫اعترافات وتفاصيل شبه مؤكدة في هذا املوضوع‪.‬‬ ‫أليس هناك متضررون آخرون من الوحدة التي‬ ‫سبقت هذه اجلرمية؟‬ ‫شجعت الوزير طالل أرسالن‪ ،‬وقد‬ ‫أوالً‪ ،‬سوريا‬ ‫ّ‬ ‫استقبله الرئيس بشار األسد في الوقت الذي لم‬ ‫يكن يستقبل فيه أحداً‪ ،‬وشجعه على ما حصل‬ ‫في ‪ 7‬أيار‪ ،‬والشهيد صالح العريضي كان موجودا ً‬ ‫في اللقاء‪ ،‬وكان على عالق ٍة مميز ٍة مع سوريا‪.‬‬ ‫ثانياً‪ ،‬يكفي حزب اهلل أن يقول للوزير أرسالن‬ ‫لكن حزب اهلل‬ ‫بأنه غير مفوض‪ ،‬فتنتهي مهمته‪ّ .‬‬ ‫ُ‬ ‫يخط أي خطوة بدون التشاور‬ ‫شجعه‪ ،‬وأرسالن لم‬ ‫ّ‬ ‫مع حزب اهلل الذي كان يتشاور مع احللفاء اآلخرين‪.‬‬ ‫ففي ‪ 10‬أيار‪ ،‬لم حتصل املبادرة التي قام بها أرسالن‬ ‫كما جرى احلديث عنها‪ ،‬فهو قد تشاور معي ومع‬ ‫فيصل بك الداوود‪ ،‬ومع احلزب السوري القومي‬ ‫واحلزب الشيوعي في اجلبل‪.‬‬ ‫إذاً َ‬ ‫أنت ال ترى أ ّن هناك طرفاً آخر متضرراً من‬ ‫الوحدة في اجلبل؟‬ ‫إذا خرج اجلبل من هذا املشروع‪ ،‬يكون هذا‬ ‫املشروع قد سقط‪.‬‬ ‫ملاذا حصلت اجلرمية في اجلبل وعلى اجلانب‬ ‫الدرزي حتديداً؟‬

‫إسرائيل هي املتهم األول‬ ‫في اغتيال العريضي‬ ‫ُ‬ ‫يخط أي خطوة‬ ‫أرسالن لم‬ ‫في املبادرة التي قام بها‬ ‫بدون التشاور مع حزب اهلل‬ ‫واحللفاء اآلخرين‬ ‫أل ّن وليد جنبالط هو الذي كان عصب املشروع‬ ‫اآلخر وليس سعد احلريري أو سمير جعجع الذي‬ ‫لديه أزمة مسيحية كبيرة مع السيطرة الواضحة‬ ‫للعماد عون على الوسط املسيحي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مشاكله بعد تعيني رئيس اجلمهورية وقائد‬ ‫اجليش‪ ...‬فالتركيبة املسيحية ال تسمح له بأن‬ ‫يكون رأس هذا املشروع‪ .‬ومبا أ ّن وليد جنبالط هو‬ ‫العصب األساسي‪ ،‬ته ّيبت إسرائيل للموقف‪،‬‬ ‫لذلك ال ميكننا القول إنّه ال مصلحة إلسرائيل‬ ‫في ذلك‪ ،‬فعندما كان الصراع قائما ً بني املعارضة‬ ‫يوم يُبدي تخ ّوفه من‬ ‫واملواالة‪ ،‬كان اإلسرائيلي كل ٍ‬ ‫سقوط السنيورة‪ .‬هذا باإلضافة إلى خوفه من‬ ‫سالح حزب اهلل‪ ،‬إذ إ ّن أي هدوء يعزّز هذا السالح‪.‬‬ ‫وبرأيي‪ ،‬السعودية أيضا ً خافت من مراجعة وليد‬ ‫جنبالط ملواقفه‪.‬‬ ‫هل السعودية م ّت ً‬ ‫همة أيضاً؟‬ ‫ال أعلم إذا كانوا ميلكون هذه األساليب‪ ،‬لكنني‬ ‫أحتدث عن املتضررين‪ ،‬إضاف ًة إلى األميركيني‪.‬‬ ‫فصالح العريضي كان العنوان األسهل للرسالة‪،‬‬ ‫شخص‬ ‫موجه ًة إلى‬ ‫وكان ممكنا ً أن تكون الرسالة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫العريضي‪ :‬مقاتل وليس قاتالً‬ ‫ملاذا اختاروا الشهيد صالح العريضي‪ ،‬وهل‬ ‫َ‬ ‫معرفة به؟‬ ‫أنت على‬ ‫ٍ‬ ‫أوالً‪ ،‬أنا الذي أخذت صالح العريضي وع ّرفته‬ ‫على طالل أرسالن عام ‪ ،1998‬فهو كان سابقا ً في‬ ‫احلزب االشتراكي‪ .‬وأنا أعرفه منذ عشرين سنة‪،‬‬ ‫وهو مناضل حقيقي‪ ،‬ومناضل فقير‪ ،‬قام بالكثير‬ ‫من األعمال ولم يأخذ أي شيء‪ .‬لكن في النهاية‪،‬‬

‫رفيق احلريري كان رأس النظام‬ ‫األمني السابق‪ ،‬وهو الذي‬ ‫ّ‬ ‫سلم مفتاح بيروت لغازي‬ ‫كنعان‪ ،‬ولبنان بالنسبة‬ ‫لسعد احلريري هو مشروع‬ ‫جتاري واستثماري‬

‫ع ّوض الوزير أرسالن عليه النقص املعنوي الذي‬ ‫كان يشعر به‪ .‬وقد رفض كثيرون أن يصبح رئيسا ً‬ ‫إلي بحرق ٍة للتذكير‬ ‫للبلدية عام ‪ 1998‬وعندها أتى ّ‬ ‫بالشهداء الذين سقطوا معه في بيصور‪ ،‬فهو‬ ‫مقاتل وليس قاتالً‪ ،‬وقد حافظ دائما ً على العالقات‬ ‫اجليدة معنا حتى خالل غيوم الصيف التي كانت‬ ‫حتصل بيننا وبني الوزير طالل أرسالن‪ ،‬ترينه كصقر‬ ‫لكنه بقلب طفل‪.‬‬ ‫ما الذي منعك أن تكون في التشييع؟‬ ‫أنا أرسلت نائب رئيس التيار الشيخ سليمان‬ ‫الصايغ‪ ،‬الذي تربطه عالقة دامت خمسني سنة‬ ‫مع صالح‪ ،‬لتق ّبل التعازي مع أهل الفقيد‪ ،‬وكنت‬ ‫اتصال‬ ‫قدمت التعازي للشيخ أبو صالح عبر‬ ‫قد ّ‬ ‫ٍ‬ ‫هاتفي وهو أص ّر على أن أكون في التشييع‪ ،‬وأنا‬ ‫كتبت مقاال ً في اجلرائد يع ّبر عن مشاعري نحوه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لكنني لم أحضر التشييع لسببني‪ :‬أوالً‪ ،‬كثيرون‬ ‫ممن ذرفوا الدموع على صالح كانوا قد ظلموه في‬ ‫حياته‪ ،‬باستثناء دمعة الوزير أرسالن التي أراها‬ ‫صادقة‪ ،‬وخاص ًة أ ّن صالح كان كدرزي‪ ،‬بحسب‬ ‫التركيبات احلزبية‪ ،‬من أقرب الناس له‪ .‬أما السبب‬ ‫الثاني‪ ،‬فكان سببا ً أمنياً‪ ،‬نظرا ً لكثرة املرافقني‬ ‫واملس ّلحني‪ ،‬وخاص ًة أ ّن عالقتنا كتيار توحيد مع‬ ‫احلزب التقدمي االشتراكي مختلفة عن عالقة‬ ‫األخير باحلزب الدميوقراطي‪.‬‬ ‫ألم َ‬ ‫تخف أ ّن غيابك شخصياً كمسؤول درزي‬ ‫قد ي ّ‬ ‫ُفسر في غير مكانه؟‬ ‫فسروه بهذه الطريقة‪،‬‬ ‫أصحاب العالقة لم يُ ّ‬ ‫وقد سألوا الشيخ سليمان عني وأص ّروا على‬ ‫ذهابي إلى التشييع‪ ،‬لكنني أردت أن أحتاشى وجودي‬ ‫هناك‪ ،‬وخاص ًة أ ّن جنبالط سيلقي كلم ًة‪ ،‬وأنا ال‬ ‫أريد سماعه‪ ،‬لذلك‪ ،‬فال مب ّرر لوجودي‪ .‬بالنهاية‪،‬‬ ‫هناك مأمت وهيبة للحزن وليس الوقت مناسبا ً‬ ‫للتباري‪ ،‬والكل يعرف احملبة بيننا وبني الشهيد‬ ‫خسرت صالح‬ ‫“أنت‬ ‫َ‬ ‫صالح‪ ،‬وخاص ًة أ ّن أباه قال لي‪َ :‬‬ ‫كما خسرته أنا”‪ ،‬وهذا أبلغ تعبير‪.‬‬ ‫في الفترة األخيرة‪ ،‬لم تكن عالقتك جيدة‬ ‫مع احلزب الدميوقراطي اللبناني‪ ،‬كما أ ّن عالقتك‬ ‫السيئة مع احلزب االشتراكي معروفة‪ ،‬هل‬ ‫انزعجت عندما تصالح احلزبان‪ ،‬إذ أصبح هناك‬ ‫تك ّتل درزي ما؟‬ ‫بالعكس‪ ،‬عالقتي باحلزب الدميوقراطي اللبناني‬ ‫وكنت‬ ‫جيدة فقد عشت معهم لعشر سنوات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫من املقربني للوزير أرسالن في فترة إعادة التوازن‬ ‫الدرزي الذي عملنا عليه‪ ،‬ولكن حصل خطأ‬ ‫معني في اخللوات واعتبرته موجها ً ضدي‪ ،‬فاجلرائد‬ ‫كتبت كذلك و”املستقبل” تك ّلمت عن “هجوم‬ ‫على الوزير وهاب”‪ ،‬وقد أزعجني هذا املوضوع‪،‬‬ ‫خاص ًة أنني والوزير أرسالن جلسنا وتكلمنا في‬ ‫موضوع اخللوات‪ ،‬وهو اتهم حينها وائل أبو فاعور‬ ‫ووالده بتدبير اإلشكال وافتعاله وقد اتهمه آل أبو‬ ‫إبراهيم شخصياً‪ ،‬لكن أنا ال أتّهم وائل أبو فاعور‬ ‫ألنه لم يكن موجوداً‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فالئحة االتهام‬ ‫تغيرت‪ ،‬والوزير أرسالن أرسل توضيحا ً في اليوم‬ ‫الثاني عبر نائب رئيس احلزب األستاذ زياد شويري‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪45‬‬


‫منبر التيار‬ ‫قمت به‪ ،‬وتص ّرف أفضل مني مبررا ً‬ ‫رغم الرد الذي‬ ‫ُ‬ ‫لست املقصود في هذا املوضوع‪ ،‬وأنا اعتبرت‬ ‫أنني‬ ‫ُ‬ ‫هذا األمر كافياً‪.‬‬ ‫هل انزعجت من هذا التكتل الدرزي بعد‬ ‫املصاحلة التي قد تكون على حساب تيارك‬ ‫وقوتك السياسية في اجلبل؟‬ ‫هذا سؤال منطقي‪ ،‬لكننا لم نؤسس تيار‬ ‫التوحيد لالستفادة من اخلالف بني الفريقني‪ ،‬بل‬ ‫كبديل شبابي منفتح ومتطور لكثير‬ ‫أسسناه‬ ‫ٍ‬ ‫من الصيغ القائمة في اجلبل‪ ،‬ونحن لم نكن‬ ‫دمت قد‬ ‫نراقب اخلالف احلاصل‪ .‬ملاذا سأنزعج ما‬ ‫ُ‬ ‫كنت وسيطا ً قبل عام ‪ 2004‬بني وليد جنبالط‬ ‫ُ‬ ‫بتفويض من االثنني معا ً إليجاد‬ ‫أرسالن‬ ‫وطالل‬ ‫ٍ‬ ‫حل للموضوع الدرزي‪ :‬مشايخ العقل‪ ،‬القضاء‬ ‫املذهبي وما إلى ذلك‪ ،‬حتى في االنتخابات‬ ‫البلدية والعالقة مع سوريا‪ .‬وهما كانا‬ ‫بشكل حيادي وتهمني‬ ‫يعرفان أنني أعمل‬ ‫ٍ‬ ‫املصلحة العامة‪ ،‬أي مصلحة الدروز‪.‬‬ ‫أصبحت وزيرا ً وأنا ابن بيت‬ ‫خطئي أنني‬ ‫ُ‬ ‫غير سياسي‬ ‫ملاذا تغيّرت العالقة مع االثنني؟‬ ‫أخطأت‬ ‫تغ ّيرت هذه العالقة عندما‬ ‫ُ‬ ‫وأصبحت وزيراً‪ .‬إذ ملاذا وافقت على الوزارة‬ ‫ُ‬ ‫بدون أخذ اإلذن واملوافقة؟ كيف يتجرأ ابن‬ ‫بيت غير سياسي على أن يقبل بوزارة في‬ ‫ٍ‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬وهو أمر لم يحصل في‬ ‫تاريخ الطائفة‪.‬‬ ‫أصبح االثنان خصمني سياسيني لك؟‬ ‫ال‪ ،‬الوزير أرسالن حليف سياسي رغم‬ ‫املصاحلة التي حصلت أل ّن أرسالن يحاول‬ ‫جلب وليد لناحيته‪ ،‬وهو يتكلم بثوابته‬ ‫في موضوع املقاومة وسوريا والسياسة‬ ‫بشكل عام‪ .‬هذه املصاحلة ال تزعجني ألنني‬ ‫ٍ‬ ‫شعارات‬ ‫سنوات حتت‬ ‫خضت املعركة ألربع‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واختلفت مع وليد جنبالط‬ ‫سياسية‬ ‫ُ‬ ‫لسبب شخصي‪ ،‬وهو‬ ‫لسبب سياسي ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يتذكر جيدا ً أنه كان مراهنا ً على املشروع‬ ‫األميركي‪ ،‬وكان يقول إ ّن األميركيني سيأتون‬ ‫ويقسمون املنطقة‪ .‬لكننا راهنّا على فشل هذا‬ ‫املشروع وربحنا‪ .‬هو اليوم يحاول العودة إلى املوقع‬ ‫الذي كان فيه‪ ،‬وهذا أمر يريحني في اجلبل‪.‬‬ ‫هل تراه يرجع إلى هذا احلد إلى املوقع الذي َ‬ ‫أنت‬ ‫وحلفاؤك فيه؟ أم هذه لعبة سياسية معينة‬ ‫تتوقف عند ح ٍد معني؟‬ ‫أنا لست مراهنا ً على هذا املوضوع وال أنتظر‬ ‫رجوعه‪.‬‬ ‫هل قرأت كالمه األخير في جريدة “األخبار”؟‬ ‫نعم قرأته‪ ،‬وهنا لدي رأي باملوضوع الشخصي‪،‬‬ ‫ألنه ذكرني باالسم بأ ّن هناك مشروعني‪ ،‬واحد‬ ‫منهما سيربح‪ ،‬إذا ربحوا يبقى التوازن في البلد‪ ،‬وإذا‬ ‫ّ‬ ‫ستحكم وئام وهاب وعلي‬ ‫ربحت املعارضة فإنها‬ ‫قانصو وعبد الرحيم مراد بهم‪ .‬أنا أقول له بكل‬ ‫يدي مال حرام‪ ،‬وال دم برقبتي”‬ ‫محب ٍة‪“ :‬ليس على ّ‬ ‫فما املشكلة إذا كنت جزءا ً من هذا احلكم؟ هو ال‬

‫‪46‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يستطيع إعطائي شهاد ًة في هذا املوضوع‪ ،‬فلينزل‬ ‫من عرشه اإلقطاعي الذي يسكن فيه‪ ،‬فنحن‬ ‫الثالثة دخلنا احلكومة وخرجنا منها شرفاء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقبة معينة من الوجود‬ ‫هو يرى أنكم متثلون‬ ‫السوري في لبنان؟‬ ‫هو الذي ميثلها‪ ،‬وهذا الكالم قاله سعد احلريري‬ ‫باألمس‪ ،‬وأريد أن أخبره بأ ّن والده هو الذي كان رئيس‬ ‫النظام األمني في لبنان‪ ،‬فال أنا وال العماد عون‬ ‫وال السيد حسن وال طالل أرسالن وال كل قيادات‬ ‫املعارضة كنّا موجودين في ذلك النظام األمني‪.‬‬ ‫فرفيق احلريري هو الذي أغلق التلفزيونات وأوقف‬ ‫نشرات األخبار واعتدى على الـ‪ newtv‬والـ ‪mtv,‬‬ ‫فليخرج سعد احلريري من هذا الكالم السخيف‪،‬‬ ‫وهو الذي كان دائما ً في الشام‪ .‬فوالده هو الذي‬

‫س ّلم مفتاح بيروت لغازي كنعان‪ ،‬وليس سليم‬ ‫احلص أو عدنان عرقجي أو متّام سالم الذين فعلوا‬ ‫ذلك‪ ،‬أو عمر كرامي س ّلمه مفتاح طرابلس‪ .‬رفيق‬ ‫احلريري هو الذي س ّلم مفتاح املدينة ل ّلواء غازي‬ ‫كنعان الذي كان رأس النظام األمني‪.‬‬

‫احلريري بني “كرخانة” قريطم‬ ‫و”رجل العطاء”‬ ‫لقد صدر توضيحان عن احلزب االشتراكي‬ ‫والنائب وليد جنبالط بأنه حصل حتريف لكالمه؟‬ ‫هذه طريقة جنبالط في رمي الكالم وإيصال‬ ‫رسالته‪ .‬فهو كان يتحدث عن “كرخانة” قريطم‬ ‫في أيام والد سعد احلريري‪ ،‬ثم يصبح رفيق احلريري‬ ‫في اليوم التالي “رجل العطاء”‪ .‬هذه هي طبيعة‬ ‫جنبالط‪ ،‬وعلى سعد احلريري أن يعتاد عليها إذا أراد‬

‫االستمرار في السياسة‪.‬‬ ‫في مشهد تشييع الشهيد صالح العريضي‪،‬‬ ‫نرى كل األحزاب املعارضة واملوالية إلى جانب‬ ‫بعضها‪ :‬حزب اهلل‪ ،‬احلزب الدميوقراطي اللبناني‪،‬‬ ‫التقدمي االشتراكي‪ ،‬احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي‪ ...‬هل ترى أ ّن املعركة انتهت‪ ،‬وجتاوز‬ ‫اجلبل “قطوع” الفتنة أم إ ّن اخلطر ما زال‬ ‫موجوداً؟‬ ‫املسألة هي أ ّن كل لبنان لم يتجاوز “القطوع”‪،‬‬ ‫فاجلرمية مؤشر وليست لعب ًة بتوقيتها ودالالتها‪،‬‬ ‫وهذا يعني أ ّن لبنان ما زال ساح ًة لم تُقفل بعد‪،‬‬ ‫والواضح هو وجود احتجاج على ما يحصل‪،‬‬ ‫فالقمة حصلت في دمشق وحضر ساركوزي وأمير‬ ‫قطر ورئيس الوزراء التركي‪ ،‬وكانوا ضيوفا ً لدى‬ ‫بشار األسد‪ .‬ومن التفاهمات التي حصلت‬ ‫في هذه القمة‪ ،‬التفاهم على لبنان‪.‬‬ ‫وبتقديري أ ّن أحد استهدافات رسالة صالح‬ ‫تفاهم ما حصل‬ ‫العريضي‪ ،‬هي استهداف‬ ‫ٍ‬ ‫حول لبنان‪ ،‬إذ عليك معرفة َمن تضرر من‬ ‫اللقاء الرباعي في دمشق‪.‬‬ ‫أال تعتقد أ ّن اللقاء الرباعي‪ ،‬إذا أردنا‬ ‫أخذه من شكله الظاهري‪ ،‬كان بالتنسيق‬ ‫مع األميركيني ومع كل األطراف املعنية‬ ‫باألزمة اللبنانية؟‬ ‫ساركوزي قال إنه ال يفعل شيئا ً من دون‬ ‫علم األميركيني باملوضوع‪ ،‬ولكن أنا أرى أ ّن‬ ‫األميركيني سيأخذون فترة انتظار لكي‬ ‫تأتي اإلدارة اجلديدة ألنهم لن يسمحوا ألحد‬ ‫بالتقدم‪ ،‬وال ألي ملف أن يتقدم بغيابهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لذلك‪ ،‬فالفرنسيون لديهم تفويض من‬ ‫لكن هذا التفويض محدود‪.‬‬ ‫األميركيني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فالرئيس األسد يعمل بكل قوته لوقف‬ ‫التدهور األمني والنمو األصولي‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫وقد ملس الرئيس سليمان إصرار الرئيس األسد‬ ‫على هذا املوضوع‪ ،‬والرئيس ساركوزي تفاهم‬ ‫مع األخير على استمرار الهدوء في لبنان‪،‬‬ ‫ودعم رئيس اجلمهورية واجليش واملؤسسات‬ ‫واملصاحلات‪ .‬فجأةً‪ ،‬جاءت هذه الرسالة التي تعلن‬ ‫غياب أطراف كثيرة كاألميركي والسعودي‪ ،‬وخاص ًة‬ ‫اخمل ّرب “بندر بن سلطان” الذي يتواصل مع لبنانيني‬ ‫للتخريب‪ ،‬وهو بطل نهر البارد و”بطل جرمية” بحق‬ ‫حزب أو طائف ٍة أو منطقة‪،‬‬ ‫لبنان وليس فقط بحق ٍ‬ ‫فكل التحقيقات واملعلومات تؤكد وجود إرهابيني‬ ‫مكان ما‪ ،‬فأتوا‬ ‫في السعودية أرسلتهم للجهاد في‬ ‫ٍ‬ ‫إلى لبنان “لنصرة إخوانهم” كما قالوا‪.‬‬

‫السعودية ترسل اإلرهابيني‬ ‫إلى لبنان للتخريب‬ ‫ما مصلحتها في تصدير اإلرهابيني إلى لبنان‬ ‫بالتحديد؟‬ ‫لقد أصبحت السعودية أكبر دول ٍة إرهابي ٍة‬ ‫في العالم‪ ،‬ففي ‪ 11‬أيلول كان هناك ‪ 15‬سعوديا ً‬


‫من أصل ‪ 19‬إرهابياً‪ ،‬فما مصلحتها في ذلك؟ إ ّن‬ ‫تصدر اإلرهاب‪ ،‬فأنا ال أقول‬ ‫طبيعة النظام هي التي‬ ‫ّ‬ ‫إ ّن عبد اهلل بن عبد العزيز هو الذي يأمر اإلرهابيني‬ ‫لكن طبيعة النظام امللكي والعائلي‬ ‫بالقيام بذلك‪ّ ،‬‬ ‫والفساد املستشري والقائم‪ ،‬واجلوع املوجود بني‬ ‫الشعب واحتجاجه على السلطة احلاكمة‪ ،‬يودي‬ ‫بهم إلى اإلرهاب‪.‬‬ ‫هناك فرق في أن يكون قد حصل متويل مباشر‬ ‫للتوجه إلى لبنان وإثارة الفتنة‬ ‫لهؤالء املواطنني‬ ‫ّ‬ ‫فيه؟‬ ‫هذا اجلو ه ّيأ األرض إلنبات إرهابيني فأرسلوهم‬ ‫للعمل في بلدنا‪ .‬لذلك‪ ،‬أنا أخاف أن يكون السعودي‬ ‫قد فتح ساحة جهادٍ معين ٍة ملواجه ٍة جديد ٍة في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫هل ترى املصاحلة التي متّت بحضور رئيسي‬ ‫ً‬ ‫بعيدة عن السعودية؟‬ ‫للنائب سعد احلريري‬ ‫أنا أرى أ ّن لها عالق ًة بالتوازن الداخلي للقوى‪،‬‬ ‫فسعد احلريري يدرك غياب هذا التوازن‪ ،‬وإذا‬ ‫استمر وضع الشمال على ما هو عليه‪ ،‬فلن يبقى‬ ‫الناس صامتني إلى ما ال نهاية‪ ،‬وال أحد سيقبل‬ ‫بأن يستفرد البعض مبنطق ٍة معين ٍة إلسقاطها‪،‬‬ ‫أو بقوى املعارضة لتصفيتها في طرابلس‪ .‬ففي‬ ‫النهاية‪ ،‬قوى املعارضة ستتحرك للدفاع عن‬ ‫نفسها‪ .‬وكذلك الوضع في البقاع‪ ،‬بالرغم من أنه‬ ‫لكن هناك أصواتا ً خ ّير ًة‬ ‫أفضل من وضع الشمال‪ّ ،‬‬ ‫في كل املناطق التي حصلت فيها إشكاالت أمنية‬ ‫مثل سعدنايل أو بر الياس وتعلبايا‪ ،‬وقد استطاع‬ ‫هؤالء الناس ومبساعدة اجليش تدارك هذه األمور‬ ‫جميعها‪ ،‬كما لعب تداخل املصالح مع سوريا دورا ً‬ ‫كبيرا ً في هذه املسائل‪.‬‬

‫مصاحلات حتصل مبباركات سورية‬ ‫وسعودية‬ ‫يرى البعض أنه لو لم يكن هناك مباركة‬ ‫سورية من جهة‪ ،‬وسعودية من جهة أخرى‪،‬‬ ‫ما كان لهذه املصاحلة أن تتم؟ فالفتنة التي‬ ‫اشتعلت كان لها باألصل أبعاد إقليمية؟‬ ‫هناك فريق أضعف في الشمال محسوب على‬ ‫سوريا‪ ،‬وقد اعتقد البعض بأنه يستطيع الرد على‬ ‫بيروت في الشمال عبر استهداف هذا الفريق‪ ،‬لكنه‬ ‫لم يتمكن من ذلك‪ .‬فقد متكن فريق املعارضة من‬ ‫الصمود وإسقاط هذه اخلطة‪ ،‬فما كان من سعد‬ ‫احلريري إال أن يرضي السعوديني بالهجوم اليومي‬ ‫على سوريا‪ ،‬وكأ ّن شيئا ً لم يتغ ّير‪ ،‬أو كأنه ليس‬ ‫هناك رئيس للجمهورية ذهب إلى سوريا ووضع‬ ‫أسسا ً للتفاهم على كل األمور‪ .‬هل نقارن الشيخ‬ ‫أبو صالح فرحان العريضي بسعد احلريري‪ ،‬ما الذي‬ ‫يجلب الثرى للثريا؟؟ األول بالتأكيد يحب ابنه كما‬ ‫يحب سعد والده‪ ،‬ولكن هنا يظهر الفرق بني الرجل‬ ‫والصغير‪ ..‬وبالرغم من كل االتهامات التي حصلت‬ ‫بعد اغتيال صالح العريضي‪ ،‬خرج الشيخ أبو‬ ‫صالح للوهلة األولى للقول إنه يسامح الشخص‬

‫الذي اغتال ابنه‪ .‬أما سعد احلريري‪ ،‬فيحاول أخذنا‬ ‫إلى احلرب منذ أربع سنوات لالنتقام ألبيه‪ .‬في‬ ‫وهجرناهم‪،‬‬ ‫هذه السنوات األربع‪ ،‬أفقرنا الناس‬ ‫ّ‬ ‫فأنا أالحظ الفراغ املوجود في بلدتي بسبب‬ ‫الشباب املهاجر‪ ،‬هذا باإلضافة إلى ضرب االقتصاد‬ ‫والسياحة‪ ،‬إذا ً ال بد لهذا املوضوع أن ينتهي‪.‬‬ ‫هم يطالبون‪ ،‬إما باحلرية والسيادة واالستقالل‪،‬‬ ‫أو بالبقاء حتت الوصاية السورية؟‬ ‫سعد يريد السيادة واالستقالل فيذهب مع‬ ‫مدير اخملابرات السعودية إلى باكستان‪ .‬هل هذا‬ ‫الذي يريد السيادة واالستقالل؟! حتى السفير‬ ‫السعودي اليوم‪ ،‬يدور على كل الناس إلعطاء‬ ‫سمعت‬ ‫التعليمات ودفع األموال لالنتخابات‪ .‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫أ ّن أحد األشخاص حصل على ‪ 50‬مليونا ً للتمويل‪.‬‬ ‫إ ّن الذي يذهب كعضو في وف ٍد مخابراتي إلى دول ٍة‬ ‫أجنبية‪ ،‬ال يحق له أن يتكلم بالسيادة واالستقالل‪،‬‬ ‫وقد سأله سليمان فرجنية سابقا ً إذا كان “سعوديا ً‬ ‫أو لبنانياً”‪.‬‬ ‫لكن شعاره‪“ :‬لبنان أوالً”؟‬ ‫لبنان أوال ً كمشروع جتاري بالنسبة له‪ ،‬وغير ما‬ ‫هو بالنسبة لنا‪ .‬فلبناننا وطن‪ ،‬أرض وأشجار وتراب‬ ‫ومواطنون‪ .‬أما لبنان بالنسبة له فهو مشروع‬

‫استهداف تفاهم‬ ‫ما حصل حول لبنان‬ ‫هو أحد استهدافات اغتيال‬ ‫صالح العريضي‬ ‫استثماري‪ ،‬ففي املشروع الذي ميلك فيه ‪ %85‬في‬ ‫عمان‪ُ ،‬ك ِتب بجانب اسمه‪ :‬سعودي اجلنسية‪.‬‬

‫اتفاق الدوحة عاجز عن وقف‬ ‫االغتياالت السياسية‬ ‫ملاذا لم ينجح اتفاق الدوحة في منع عودة‬ ‫االغتياالت السياسية إلى لبنان‪ ،‬وقد أشار الوزير‬ ‫العريضي إلى أ ّن هذا االغتيال هو األول بعد اتفاق‬ ‫الدوحة؟‬ ‫ألن هناك أطرافا ً متضررين من اتفاق الدوحة‪،‬‬ ‫فقد اتفق القطري مع السوري على الفرنسي‪ ،‬أما‬ ‫السعودي فكان خارج االتفاق‪ ،‬وهم لم يطلعوه‬ ‫على املشاركني في االتفاق‪ .‬لقد كانوا يقولون‬ ‫دائماً‪“ :‬الثلث الضامن على جثثنا”‪ ،‬لكن في‬ ‫النهاية ال بد من استعمال كل األسلحة في هذه‬ ‫اللعبة‪ ،‬وقد أنتج توازن القوى اجلديد اتفاق الدوحة‬ ‫مع أ ّن كثيرين ذهبوا إليه إكراهاً‪.‬‬ ‫هل كانت املعارضة ستجتاح كل لبنان لو‬ ‫لم يتم اتفاق الدوحة‪ ،‬وبالتالي حتصل احلرب‬

‫األهلية؟‬ ‫ليس هناك أي حرب أهلية‪ ،‬فليس هناك اليوم‬ ‫انقسام مذهبي في لبنان‪ .‬هم يحاولون منذ أربع‬ ‫سنوات العمل على انقسام شيعي سني‪ .‬ولو لم‬ ‫يكن هناك خطر فعلي‪ ،‬ملا تدخّ لت إيران والسعودية‬ ‫ودول عربية أخرى‪ .‬هناك مصلحة سعودية إلحداث‬ ‫شرخ سني شيعي غير موجود‪ .‬املغرب العربي‪،‬‬ ‫ليبيا‪ ،‬تونس‪ ،‬هم سنة ويؤيدون املقاومة‪ .‬السعودية‬ ‫ال مت ّثل السنة‪ ،‬وال السنة يريدون افتعال حرب مع‬ ‫الشيعة‪ .‬فاملشروع بدأ برفيق احلريري العتقادهم‬ ‫بأنه سيحدث هذه الفتنة‪ ،‬أما اآلن فهناك قوى‬ ‫سنية جدية مع املعارضة كعمر كرامي‪ ،‬وأسامة‬ ‫سعد‪ ،‬وسليم احلص‪ ،‬وعبد الرحيم مراد‪ ،‬والقوى‬ ‫املعارضة التي اجتمع معها سعد احلريري‪ .‬فما هي‬ ‫أفكار وكتب سعد احلريري التي كسحت الساحة‬ ‫السنية؟‬

‫التقارب بني جنبالط وحزب اهلل‬ ‫يحصل عبر بوابة املعارضة الدرزية‬ ‫َ‬ ‫أنت تقول إ ّن اخليارات السياسية للشارع‬ ‫السني مبنية على املال؟‬ ‫ال أحتدث عن الشارع السني ك ّله‪ ،‬فالسنة طائف ًة‬ ‫كان لها دور كبير في العمل الوطني والقومي‪ .‬أنا‬ ‫أتوجه إلى البعض ال اجلميع‪.‬‬ ‫هل لديك أية معلومات عن اللقاءات اجلارية‬ ‫سواء بني االشتراكي وحزب اهلل‪ ،‬أو بني األخير‬ ‫وتيار املستقبل؟‬ ‫حزب اهلل لديه حلفاؤه الدروز‪ :‬طالل أرسالن‪،‬‬ ‫فيصل الداوود‪ ،‬وئام وهاب‪ ،‬واحلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وهو لن يتخ ّلى عنهم‪ .‬حزب اهلل لم‬ ‫يعتد على بيع الناس وشرائها‪ ،‬فلديه ثوابت في‬ ‫هذه املواضيع‪ .‬إذا كان وليد جنبالط يريد التقارب‪،‬‬ ‫فهناك بواب ٌة عبر املعارضة الدرزية وحزب اهلل‪ ،‬وهو‬ ‫لن يتجاوز هذه البوابة‪ .‬إذا كان التقارب بسبب‬ ‫املوسم االنتخابي‪ ،‬فحزب اهلل ال يعمل على‬ ‫“املوسم”‪ .‬أما إذا تغ ّيرت سياسة جنبالط‪ ،‬فنحن‬ ‫نرحب بهذا التغ ّير‪ .‬إذا قال جنبالط إنه‬ ‫وحزب اهلل ّ‬ ‫مع املقاومة‪ ،‬فإ ّن هذا الكالم يريحني في اجلبل وأنا‬ ‫أشجع حزب اهلل على ذلك‪ .‬أما أن يأتي للكالم في‬ ‫جريدة “األخبار” عن الوزير أرسالن‪ ،‬فأنا أرى أ ّن هذا‬ ‫ني‪ ،‬وحتى أرسالن لن يقبله‪ .‬جنبالط‬ ‫الكالم مه ٌ‬ ‫يأت بأرسالن نائباً‪ ،‬لكنه سيرى في‬ ‫قال إنه لم ِ‬ ‫أي مقع ٍد سيبادله‪ ،‬هو ليس رهين ًة عنده كي‬ ‫يبادله‪ .‬إذا كان جنبالط مقتنعا ً بإقامة تفاهم‬ ‫سياسي في اجلبل‪ ،‬فالتفاهم االنتخابي هو مقابل‬ ‫هذا التفاهم السياسي‪ ،‬فهو الذي ّ‬ ‫رشح عضو‬ ‫املكتب السياسي “فيصل الصايغ” في حزب‬ ‫أرسالن‪ ،‬وأسقط األخير‪ ،‬هو الذي أدخل البلد في‬ ‫مأزق القرارين مع أ ّن فؤاد السنيورة كان معترضا ً‬ ‫عليهما‪ ،‬لكنه وافق بعد تهديد جنبالط باستقالة‬ ‫وزرائه من احلكومة‪.‬‬ ‫ماذا عن التقارب بني تيار املستقبل وحزب‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪47‬‬


‫منبر التيار‬ ‫ً‬ ‫خاصة أ ّن معلومات “السفير” تتحدث عن‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫كبير قطعته هذه االتصاالت؟‬ ‫شوط‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أنا أحتقر الطريقة التي ر ّد فيها سعد احلريري‬ ‫على السيد حسن نصر اهلل‪ .‬هم ال يعرفون تواضع‬ ‫بأنك صاحبة القوة‬ ‫يشعرك‬ ‫السيد حسن الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنت التي‬ ‫أنك ِ‬ ‫عندما تتحدثني معه حيث تعتقدين ِ‬ ‫تشغلني منطقة الشرق األوسط وليس هو‪ .‬فهو‬ ‫حريص على أجواء الوفاق‪ ،‬لذلك قام بهذه املبادرة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لكن سعد احلريري خرج لوضع الشروط‪ ،‬عليه أن‬ ‫ّ‬ ‫يكون متوازنا ً في التعاطي مع اآلخرين‪.‬‬

‫ال حوار جدياً قبل حصول‬ ‫االنتخابات املقبلة‬ ‫بعد احلديث تفصيالً بجرمية اجلبل وتداعيات‬ ‫عملية اغتيال الشيخ صالح العريضي‪،‬‬ ‫سأتكلم عن طاولة احلوار التي رفض كثيرون‬ ‫هذه العملية من حيث توقيتها بأنها استهداف‬ ‫للمصاحلات احلاصلة‪ ،‬وبعدما أعلن الرئيس‬ ‫سليمان أ ّن ورشة احلوار ستنطلق يوم الثالثاء‬ ‫املقبل‪ ،‬كيف ترى هذه االنطالقة بعدما تبني‬ ‫وجود دعوات لـ‪ 14‬شخصاً فقط من الصف األول‬ ‫وحتى من دون املساعدين الذين كانوا يحضرون‬ ‫جلسات احلوار السابقة؟‬ ‫أنا ال أرى حوارا ً جديا ً قبل االنتخابات املقبلة‪،‬‬ ‫يبدو أ ّن هناك جلسة افتتاح‪ ،‬كما أ ّن الرئيس‬ ‫سليمان سافر إلى أميركا‪ ،‬وعليه أن يرى اجلميع‪،‬‬ ‫وخاص ًة أ ّن أميركا قادرة على مساعدة لبنان‬ ‫بالضغط على إسرائيل بتنفيذ القرار ‪ 1701‬لوقف‬ ‫الطلعات اجلوية واالنسحاب من مزارع شبعا‪،‬‬ ‫ووقف االعتداءات على املياه اللبنانية‪ ،‬ووقف‬ ‫عمليات االغتيال التي انكشفت منها شبكتان‪:‬‬ ‫واحدة مسؤولة عنها “فتح اإلسالم”‪ ،‬وأخرى من‬ ‫أعمال إسرائيل‪.‬‬ ‫كثيرون يتحدثون عن أ ّن أي رئيس أميركي هو‬ ‫سائق لقطار ميشي على سكة واحدة؟‬ ‫عندما كنّا نتكلم بهذا الشكل عن جاك‬ ‫شيراك‪ ،‬كانوا يقولون الكالم نفسه‪ ،‬وأي رئيس‬ ‫يأتي في أميركا سيقطع املاضي‪ ،‬فحكم جورج‬ ‫بوش هو مبثابة كابوس ألي رئيس سيأتي أل ّن احلكم‬ ‫أض ّر كثيرا ً بسمعة أميركا في العالم‪ .‬هذا الكالم‬ ‫ليس كالما ً عابراً‪ ،‬بل هو كالم الكتب التي تصدر‬ ‫عن املقربني من بوش وعن أهم الصحافيني‪ ،‬فالكل‬ ‫يراه أسوأ رئيس للجمهورية‪ ،‬فقد أساء ألميركا‬ ‫ّ‬ ‫وسفاح حقيقي‪ .‬في النهاية‪ ،‬ساركوزي‬ ‫وهو مجرم‬ ‫كان وزيرا ً مع جاك شيراك‪ ،‬لكنه ألغى كل شيء‬ ‫من سياسته في اإلدارة املركزية‪ ،‬والكل كان يفتش‬ ‫عن مخرج من موضوع العراق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نتيجة للحوار قبل االنتخابات؟ هل أل ّن‬ ‫أال ترى‬ ‫االنتخابات ستغيّر األحجام واألوزان؟‬ ‫االنتخابات اآلتية ستغ ّير الوضع كثيراً‪ ،‬فهناك‬ ‫فريق ربح في االنتخابات املاضية فأعتقد أ ّن‬ ‫باستطاعته أن يحكم لبنان بدون مشاركة من‬

‫‪48‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لكن االنتخابات اجلديدة ستثبت أ ّن ال أحد‬ ‫أحد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يستطيع أن يحكم لبنان لوحده‪ ،‬فهي التي‬ ‫ستحدد األحجام اجلديدة‪.‬‬

‫السنيورة يقوم بتسويات على‬ ‫حساب الدولة والناس‬ ‫ألم يلعب اتفاق الدوحة دوراً في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫أليس كافياً النطالق احلوار؟‬ ‫ال يزال هناك تفرد في السلطة رغم مشاركة‬ ‫املعارضة‪ ،‬فلدي معلومات عن أ ّن الرئيس السنيورة‬ ‫أجرى تسوي ًة مع أحد أصحاب الكسارات في‬ ‫البقاع من مال الدولة والناس‪.‬‬ ‫هل تتكلم عن النائب نقوال فتوش؟‬ ‫أنا سمعت أ ّن هذه التسوية ك ّلفت ‪ 50‬مليوناً‪،‬‬ ‫وهذا تساؤل برسم وزراء املعارضة‪ .‬هذا مال‬ ‫انتخابي لتقوم معركة ضد الياس سكاف‪ ،‬وعلى‬

‫“بندر بن سلطان” يتواصل مع‬ ‫لبنانيني للتخريب‪ ،‬وهو بطل‬ ‫نهر البارد و”بطل جرمية” بحق‬ ‫حزب‬ ‫لبنان وليس فقط بحق‬ ‫ٍ‬ ‫طائفة أو منطقة‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫األخير أن يدقق بهذا املوضوع‪ ،‬كما أ ّن الدولة ال‬ ‫متلك املال إلعطاء الناس حقوقهم وزيادة أجورهم‪.‬‬ ‫ملاذا ال يدفع السنيورة حقوق العسكريني وما زال‬ ‫مياطل فيها؟ وهنا أتوجه للسنيورة بالسؤال‪:‬‬ ‫“هل دفعت هذه الكسارة الضرائب في السنوات‬ ‫املاضية بحجم إنتاجها؟” وأطالب وزراء املعارضة‬ ‫بتدارك املوضوع ألنهم سيتعرضون الحقا ً‬ ‫للمحاسبة‪.‬‬ ‫قنوات رسمية؟‬ ‫هل دُفعت األموال عبر‬ ‫ٍ‬ ‫طبعاً‪ ،‬حتى الهيئة العليا لإلغاثة أعطت عشرة‬ ‫آالف طن زفتا ً كإعادة إعمار لنائب في كسروان‪ .‬كل‬ ‫هذه األمور حقٌ للناس على الدولة‪ ،‬وبالتالي عليها‬ ‫أن تعطيهم حقوقهم‪.‬‬

‫سالح حزب اهلل هو سالح مقاومة‬ ‫وليس سالحاً جليش نظامي‬ ‫هل س ُتحل مسألة االستراتيجية الدفاعية‪،‬‬ ‫أم إ ّن هذا األمر سيحتاج إلى سنوات كما يعتقد‬ ‫البعض‪ ،‬ويبقى بدون حل؟‬ ‫ً‬ ‫شخص‬ ‫إ ّن ذلك يحصل وفقا لرؤية كل‬ ‫ٍ‬ ‫لالستراتيجية الدفاعية‪ ،‬فالبعض يرى أنه‬ ‫من الضروري سحب السالح من حزب اهلل‪،‬‬

‫وآخرون يقولون إ ّن عليه التنسيق مع الدولة‪،‬‬ ‫وإ ّن املقاومة داعمة للجيش ويجب التنسيق‬ ‫بينهما‪ ،‬وإنه ال يجوز إبقاء السالح بعد حترير‬ ‫مزارع شبعا‪.‬‬ ‫أال ميكن للسالح أن يكون بيد اجليش؟‬ ‫ميكنك إلغاء قناعة أربعني سن ًة‪ ،‬فهناك‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫شعب تر ّبى على موضوع إزالة إسرائيل وإلغائها‪.‬‬ ‫لست مقتنعا ً بأهمية إزالة السالح بعد‬ ‫أنا‬ ‫ُ‬ ‫حترير مزارع شبعا طاملا ليس هناك سالم بني‬ ‫لبنان وإسرائيل‪ .‬هناك تفكير إسرائيلي بتهجير‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬فكيف سأس ّلم سالحي ما دام‬ ‫هناك ّ‬ ‫ملفان عالقان مع إسرائيل‪ :‬مشروع النزاع‬ ‫على الفلسطيني املوجود في أرضي‪ ،‬ومشروع‬ ‫املياه‪ .‬برأيي‪ ،‬السالح غير مرتبط مبزارع شبعا‪ ،‬إال‬ ‫إذا كانت لديهم اجلرأة للقول بأنهم أغلقوا كل‬ ‫ّ‬ ‫سيوطنون‬ ‫ملف الصراع مع إسرائيل‪ ،‬وأنهم‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وال يريدون كل املياه التي سرقتها‬ ‫إسرائيل‪.‬‬ ‫أليس ممكناً أن يكون السالح منخرطاً‬ ‫ضمن سالح اجليش اللبناني ملواجهة هذا‬ ‫اخلطر؟‬ ‫ّ‬ ‫متأكد من عدم استطاعة اجليش اللبناني‬ ‫أنا‬ ‫فلتعط الدول‬ ‫على الوقوف مبكان املقاومة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الغيورة على لبنان اجليش اللبناني صواريخ مضادة‬ ‫للطائرات‪ .‬فاألسلحة التي تأتي للجيش اللبناني‬ ‫خفيفة ومضحكة‪.‬‬ ‫ُضعت الصواريخ‬ ‫ولكن أال يتغيّر الوضع إذا و ِ‬ ‫التي ميلكها حزب اهلل بيد اجليش؟‬ ‫ال ميكن حلزب اهلل أن يعطي هذه الصواريخ‬ ‫ألحد أل ّن هذا السالح هو سالح مقاومة‬ ‫جيش نظامي‪ .‬فاجليش النظامي‬ ‫وليس سالح‬ ‫ٍ‬ ‫يلزمه سالح من نوع آخر كالطائرات والبوارج‬ ‫والهيلكوبترات والصواريخ املضادة للطائرات‪.‬‬ ‫هل تزوّد أميركا اجليش اللبناني بخمسني طائرة‬ ‫‪ f21‬أو ‪ f18‬وببوارج حربية؟‬

‫طاولة احلوار ناقصة بغياب‬ ‫األحزاب الوطنية‬ ‫إذاً سيكون احلوار الوطني عقيماً حول‬ ‫االستراتيجية الدفاعية؟‬ ‫نعم‪ ،‬باإلضافة إلى التشديد على ضرورة توسيع‬ ‫لكن هذا‬ ‫طاولة احلوار‪ .‬هي انطلقت باختصار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األمر ال يحل املشكلة‪ ،‬بل برأيي هناك أشخاص‬ ‫يجب أن يكونوا على طاولة احلوار‪ ،‬وأنا أحب أن‬ ‫تكون املعارضة الدرزية بوف ٍد يرأسه طالل أرسالن‬ ‫وممثل عن تيار التوحيد وممثلون عن باقي األحزاب‪.‬‬ ‫علينا معرفة مقياس هذه الطاولة‪ ،‬والرئيس بري‬ ‫شخص لديه‬ ‫قال عند تشكيله الطاولة إ ّن كل‬ ‫ٍ‬ ‫نواب يشارك في احلوار‪ ،‬إذا ً لألحزاب الوطنية‬ ‫أربعة ٍ‬ ‫احلق في املشاركة‪ ،‬وللمعارضة الدرزية أيضا ً احلق‬ ‫في ذلك‪ ،‬إضاف ًة إلى الرئيسني سليم احلص وعمر‬ ‫كرامي‪ ،‬والوزير سليمان فرجنية‪.‬‬


‫وهاب بعد زيارة الحص‪:‬‬ ‫«النسبية في االنتخابات توصل المرشحين‬ ‫بحسب أحجامهم إلى مجلس النواب»‬ ‫في ظل أجواء املصاحلات احلاصلة على الساحة اللبنانية‪ ،‬وموضوع قانون‬ ‫االنتخاب املوضوع على طاولة النقاش‪ ،‬زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب الرئيس سليم احلص للتباحث بالتطورات الراهنة‪ ،‬وبعد اللقاء قال‬ ‫وهاب‪“ :‬بحثنا مع دولة الرئيس موضوعني أساسيني‪ :‬األول هو قانون االنتخاب‬ ‫الذي ستبدأ مناقشته بعد أيام‪ ،‬والثاني هو املصاحلات اجلدية على أكثر من‬ ‫ساحة‪.‬‬ ‫بالنسبة لقانون االنتخاب‪ ،‬نحن نوافق دولة الرئيس في ما كان يسعى إليه‬ ‫منذ زمن في أن تكون النسبية هي األساس في أي قانون انتخابي‪ ،‬سواء كان‬ ‫لكن األساس هو‬ ‫قانون الستّني أو قانون القضاء أو نصف احملافظة أو غيره‪ّ .‬‬ ‫تدخل الناس بحسب أحجامها إلى‬ ‫موضوع النسبية‪ ،‬فالنسبية هي التي ِ‬ ‫وطن‪ ،‬ألننا إذا بقينا في النظام األكثري‬ ‫البرملان‪ ،‬وهي التي تؤسس فعليا ً لبناء ٍ‬ ‫الذي سيق ّوي باستمرار الزعامات املالية والطائفية واإلقطاعية‪ ،‬فإ ّن الشخص‬ ‫الذي ينادي باملذهبية والطائفية أكثر‪ ،‬هو الذي يأخذ األصوات في القانون الذي‬ ‫يتحدث عن دوائر صغيرة على أساس أكثري‪ .‬أما النسبية فيمكنها تفكيك‬ ‫هذا اجلو املذهبي والطائفي القائم والذي يبدو مستمرا ً رغم كل املصاحلات‬ ‫القائمة على األرض”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬بالنسبة لإلصالحات في القانون االنتخابي‪ ،‬فبرأيي‪ ،‬هي‬ ‫سقف معينّ لإلنفاق‬ ‫إصالحات شكلية إلضاعة الوقت حيث يتحدثون عن‬ ‫ٍ‬ ‫االنتخابي الذي بدأ منذ أشهر وهو يتصاعد‪ ،‬إذ نالحظ وجود أموال على شكل‬ ‫هبات ومساعدات في كثير من املناطق‪ ،‬لكن كل هذه األموال هي أموال انتخابية‬ ‫معروفة املصدر‪ ،‬واجلهة العربية التي تتولى دعم هذا املوضوع واإلنفاق عليه”‪.‬‬ ‫أما في احلديث عن املصاحلات اجلارية اليوم‪ ،‬فقال وهاب‪“ :‬ال شك بأ ّن هذا‬ ‫املوضوع إيجابي‪ ،‬إن على صعيد املصاحلات التي حتصل في اجلبل‪ ،‬أو تلك التي‬ ‫لكن السؤال املطروح هنا‪:‬‬ ‫ستحصل في بيروت بني تيار املستقبل وحزب اهلل‪ّ ،‬‬ ‫هل سقطت رهانات بعض القوى التي كانت تراهن على قوى خارجية؟ وهل‬ ‫هذه القوى احمللية لم تعد تراهن على اإلدارة األميركية؟ إذا لم تعد كذلك‪ ،‬فأنا‬ ‫أعتقد أ ّن املصاحلات سيكون لها أفق جيد‪ ،‬أما إذا كانت كانت هذه القوى حتاول‬ ‫ملء الضائع باالنفتاح على أطراف املعارضة‪ ،‬فهذا يعني أ ّن املصاحلات لن تصل‬

‫إلى أي مكان في املستقبل‪.‬‬ ‫وردا ً على سؤال عن لقاء الرئيس سليمان مع الرئيس األميركي بوش‪ ،‬قال‬ ‫وهاب‪“ :‬برأيي‪ ،‬هذا اللقاء سيكون شكليا ً وبروتوكولياً‪ ،‬فمن الطبيعي أن يلتقي‬ ‫لكن األخير اليوم‬ ‫الرئيس سليمان بالرئيس األميركي خالل وجوده في نيويورك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعل وضع سعد احلريري وجنبالط أفضل من وضعه‬ ‫ال يُحسد على وضعه‪،‬‬ ‫بكثير‪ ،‬وخاص ًة بعد ما حصل داخل أميركا وخارجها‪ ،‬كما أنه ال يستطيع‬ ‫تقدمي شيء إلى لبنان إال بقرار إسرائيلي‪ ،‬لذلك فال ينتظر أحد دعم لبنان‬ ‫واجليش جدياً‪ .‬فلبنان اليوم بحاجة إلى دعم مادي ممنوع عنه بقرار أميركي ألنه‬ ‫مرتبط مبوضوع توطني الفلسطينيني‪ ،‬وهم لم يُخفوا شيئا ً عندما قالوا إنهم‬ ‫يرفضون تسليح اجليش”‪.‬‬ ‫كما ع ّلق وهاب على اعتذار جعجع‪ ،‬فقال‪“ :‬ال أدري كيف يه ّلل بعض‬ ‫السياسيني أو وسائل اإلعالم لهذا االعتذار‪ ،‬وكيف يعود شخص قتل آالف‬ ‫الناس ليعتذر؟! هذه املسألة ال مثيل لها في العالم‪ ،‬فالشهداء ليسوا‬ ‫موجودين لسماع اعتذاره‪ ،‬وال أهاليهم يقبلون اعتذارا ً كهذا‪ .‬لقد مارس‬ ‫جعجع الوقاحة ألقصى احلدود بوضع صورة لداني شمعون وهو محكوم‬ ‫حاسب فيه أحد‪.‬‬ ‫بقتله‪ّ ،‬‬ ‫لكن املشكلة أ ّن لبنان بل ٌد ال يُ َ‬ ‫ونفى وهاب أن يكون للحشود السورية على احلدود اللبنانية عالقة بالوضع‬ ‫داخل لبنان‪ ،‬مشيرا ً إلى “أ ّن لها عالق ًة بعمليات التهريب الكبيرة التي حتصل‬ ‫عبر احلدود والتي ش ّرعتها حكومة السنيورة السابقة وطلبت من النقاط‬ ‫اجلمركية السماح بها‪ ،‬مع أ ّن هذا التهريب يُك ّبد سوريا خسائر كبيرة‪ ،‬إن كان‬ ‫باحملروقات‪ ،‬أو باملواد الغذائية‪ ،‬أو بغيرها”‪.‬‬

‫قبالن التقى رئيس تيار التوحيد‪:‬‬ ‫وهاب ‪ :‬التواصل والتصالح قائمان بين اللبنانيين‬ ‫استقبل نائب رئيس اجمللس اإلسالمي الشيعي األعلى الشيخ عبد‬ ‫األمير قبالن رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب الذي رأى بعد‬ ‫اللقاء أن وضع الشروط للحوار أمر ال يشجع على إجناحه‪ .‬وقال‪ :‬كما‬ ‫سمعنا باألمس في خطاب الدكتور سمير جعجع‪ .‬فهذا األمر ال يشجع‬ ‫أبدا ً على جناح احلوار الذي يجري برعاية رئيس اجلمهورية‪ ،‬ويبدو أن بعض‬ ‫األطراف يذهب إلى احلوار وميارس التكاذب‪ ،‬إن كان مع جماهيرها أو مع‬ ‫بقية اللبنانيني‪ ،‬ويبدو أن بعض الفريق اآلخر ال ميلك حرية قراره للذهاب‬ ‫إلى احلوار بروح منفتحة أو بنوايا طيبة‪ ،‬فهذا األمر قد يعقّ د احلوار في‬ ‫الفترة املقبلة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬ما أحببت أن أعلق عليه هو ما حصل باألمس‪ ،‬خصوصا ً ما‬ ‫ورد على لسان جعجع‪ .‬وهو حاول باألمس أن يخوض بشعارات دمياغوجية‬ ‫معركة ضد بعض خصومه على الساحة املسيحية»‪ ،‬مشيرا ً إلى أمرين‪:‬‬ ‫«أوال ً يجب أن تكون املعارضة واعية لهذه املعركة التي تخاض في ساحة‬ ‫معينة وضد معارضني معينني للتهدئة في مكان‪ ،‬ويجري خوض املعركة‬ ‫في مكان آخر‪ ،‬وهذا أمر خطير أن يستفرد البعض بساحة معينة خلوض‬

‫املعركة فيها متهيدا ً خلوض االنتخابات النيابية‪ ،‬األمر اآلخر‪ :‬كنا نسمع‬ ‫عن الذي يقتل القتيل وميشي في جنازته‪ ،‬باألمس شاهدناها على‬ ‫التلفزيون عندما رأينا صورة داني شمعون مرفوعة‪ ،‬وباألمس عرفنا كيف‬ ‫يقتل القتيل وميشي في جنازته‪ ،‬هناك آالف القتلى‪ ،‬وأنا معني كلبناني‬ ‫وليس كأهل ضحية‪ ،‬كيف يعتذر من األهالي ويهاجم أوالد الضحايا‪،‬‬ ‫باألمس اعتذر عن جرائم ارتكبها ومنها مجزرة إهدن‪ ،‬وصب جام غضبه‬ ‫على الوزير سليمان فرجنية‪ ،‬فكيف يعتذر ويفعل ما فعله في اللحظة‬ ‫ذاتها»‪.‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪49‬‬


‫منبر التيار‬

‫وهاب في محاضرة ألقاها في بعلبك‪ :‬رد المقاومة على الشرق‬ ‫األوسط الجديد بعد حرب تموز كان ببناء المشرق العربي الجديد‬

‫احلضور‬

‫ل ّبى رئيس التيار الرفيق وئام وهاب دعوة من‬ ‫“مركز باسل األسد الثقافي” في بعلبك بتاريخ‬ ‫‪ ،2008/8/29‬للتحدث عن الوضع اللبناني السوري‬ ‫واملشروع األميركي الهادف إلى احتالل املنطقة‬ ‫وإلغاء املقاومة اللبنانية والعراقية‪ .‬كما تطرق إلى‬ ‫موضوع اإلنتخابات النيابية‪ ،‬اتفاق الدوحة‪ ،‬وطاولة‬ ‫احلوار‪ ،‬وقال أ ّن الشرعية العربية ال يعطيها مبارك‬ ‫وال عبداهلل بن عبد العزيز بل تؤخذ من سوريا‬ ‫التي ُفتحت عليها نار جهنم بعد رفض الرئيس‬ ‫بشار األسد احتالل العراق واغتصاب فلسطني‪.‬‬ ‫كما أعلن أ ّن الدبابات اإلسرائيلية احترقت في‬ ‫حرب متوز بسواعد املقاومني وبصواريخ سورية‪،‬‬ ‫وأ ّن رد املقاومة على الشرق األوسط اجلديد كان‬ ‫ببناء املشرق العربي اجلديد حيث أنه لن يبقى من‬ ‫يهددون باإلجتياح البري واجلوي‬ ‫قادة العدو الذين ّ‬ ‫سوى أنهم “ ُهزموا في زمن حسن نصر اهلل”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكد وهاب أ ّن دول كثيرة مستعدة لتسليح‬ ‫اجليش اللبناني للتصدي ألي عدوان إذا لم تكن‬ ‫أميركا مستعدة لذلك‪ ،‬وأ ّن اتفاق الطائف سقط‬ ‫بعد خالف السوريني واألميركيني في لبنان‪ ..‬في‬ ‫ما يلي نص الندوة‪:‬‬ ‫الشكر أوال ً لهذا املركز لدعوتنا إلى هذه‬

‫‪50‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حتمست للفكرة عندما ُو ّجهت‬ ‫احملاضرة‪ ،‬وأنا قد ّ‬ ‫الدعوة لي من مركز “باسل األسد”‪ ،‬خاص ًة أ ّن‬ ‫لهذه العائلة أفضاال ً كبيرة على لبنان‪ .‬ورمبا‬ ‫حجم اإلساءات التي تعرضت لها سوريا في‬ ‫السنوات املاضية هي التي جعلتني أل ّبي هذه‬ ‫ألحتدث حتت عنوان “مركز باسل‬ ‫الدعوة بسرعة‬ ‫ّ‬ ‫األسد الثقافي”‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد حصلت إساءات في لبنان من بعض‬ ‫اللبنانيني والسوريني‪ ،‬ومن هذه الشركة املشتركة‬ ‫التي كانت قائمة بينهم‪ ،‬ولكن حافظ األسد أنهى‬ ‫احلرب األهلية في لبنان‪ّ ،‬‬ ‫وحد‬ ‫حل امليليشيات‪ّ ،‬‬ ‫اجليش‪ ،‬وبنى الدولة واملؤسسات‪ .‬و َمن يكن غير‬ ‫قادر على ذكر هذه األمور يكن قد جتنّى على لبنان‬ ‫وعلى سوريا‪ .‬نحن اليوم في مرحلة أخرى‪ ،‬وهذا‬ ‫التحدث به‬ ‫هو العنوان األساسي الذي أستطيع‬ ‫ّ‬ ‫عن آفاق املشروع األميركي في لبنان‪ .‬وهنا يجب‬ ‫أن نعلم ماذا كان يستهدف هذا املشروع؟ أين‬ ‫كان هذا املشروع وأين أصبح اليوم؟ إ ّن َمن كان‬ ‫مسستهدفا ً في هذا املشروع هو سوريا عبر‬ ‫لبنان‪ ،‬فلبنان كان محطة أساسية لالنتقال إلى‬ ‫سوريا‪ ،‬أل ّن هذا املشروع هو الذي أتى بالدمار إلى‬ ‫العراق‪ ،‬والذي أراد أن يحقق مصالح عائلة حاكمة‬

‫في الواليات املتحدة األميركية ومؤسسة حاكمة‬ ‫في العراق عبر السيطرة على منابع النفط‪،‬‬ ‫ونحن اليوم نشهد نتائج هذه السيطرة باالرتفاع‬ ‫الهائل في أسعار النفط خمس أو ست مرات عن‬ ‫املرحلة التي دخل فيها األميركيون إلى العراق‪.‬‬ ‫اآلن أصبحنا نعرف ماذا كانت استهدافات الدخول‬ ‫األميركي إلى العراق الذي بقي دون شرعية أل ّن‬ ‫الشرعية العربية ال يعطيها ال “حسني مبارك”‬ ‫وال “عبد اهلل بن عبد العزيز”‪ ،‬بل تؤخذ من الشام‬ ‫ومن سوريا‪ ،‬وهذه حقيقة تاريخية ال يستطيع‬ ‫أحد جتاوزها‪ .‬لذلك فقد كان املطلوب من سوريا أن‬ ‫تقول “نعم” لالحتالل‪ ،‬وأن تتآمر على وحدة العراق‬ ‫وتسكت على كل عملية احتالل فيها‪ .‬وعندما‬ ‫وصل اجليش األميركي إلى احلدود السورية‪ ،‬أتى‬ ‫األميركيون إلى سوريا للمقايضة‪ ،‬وذهب “كولن‬ ‫باول” إلى الرئيس األسد وأبلغه بوجود الئحة من‬ ‫الشروط األميركية لكي ال تصبح سوريا جزءا ً‬ ‫من محور الشر‪ ،‬واملطلوب هو تنفيذ الشروط دون‬ ‫نقاش‪ ،‬لكن ّ جواب الرئيس األسد كان حاسما ً‬ ‫بأنه “ليس ابن حافظ األسد َمن ينفذ شروطكم‪،‬‬ ‫سأحتمل املسؤولية عن رفض احتالل العراق‬ ‫وأنا‬ ‫ّ‬ ‫واغتصاب فلسطني وأي محاولة للهيمنة على‬


‫فتحت نار جهنّم على سوريا‪،‬‬ ‫املنطقة”‪ ،‬وعندها َ‬ ‫وكان هذا الكالم منذ خمس سنوات بعد سقوط‬ ‫بغداد بقليل‪ ،‬فكان القرار األميركي بتطويع‬ ‫خف كثير‬ ‫سوريا ورمبا بضربها وإسقاطها‪ ،‬ولم ي ُ ِ‬ ‫من القادة اللبنانيني الذين التحقوا باملشروع‬ ‫األميركي في ما بعد ن ّية هذا املشروع في ضرب‬ ‫سوريا واحتاللها وإحلاقها مبا حصل في العراق‪،‬‬ ‫وجعلها عراقا ً آخر‪ .‬أمام هذا الواقع وهذا الرفض‬ ‫السوري وتصاعد املقاومة العراقية التي لعبت‬ ‫دورا ً أساسيا ً في إسقاط املشروع األميركي في‬ ‫املنطقة‪ ،‬ويجب االعتراف بهذا الدور‪ ،‬ألنه لو ارتاح‬ ‫األميركيون في العراق لكانوا أكملوا إلى مناطق‬ ‫أخرى‪ ،‬ولكن عندما انطلقت املقاومة في العراق‬ ‫مكان آخر فاختاروا املكان‬ ‫أرادوا حتقيق نصر آخر في‬ ‫ٍ‬ ‫األسهل وهو لبنان‪ ،‬فهناك مجموعة من التيارات‬ ‫اللبنانية مستعدة للعمالة مع أي شخص‬ ‫مقابل املال والسلطة‪ ،‬وكان املطلوب منهم تأمني‬ ‫التغطية السياسية لهذا املشروع‪ ،‬وقد تساهلوا‬ ‫أكثر من مرة مع األميركيني‪ .‬وقد حصل االتفاق‬ ‫األميركي الفرنسي‪ ،‬وعاد جاك شيراك الذي رفض‬ ‫بداي ًة احتالل العراق لالتفاق مع جورج بوش في‬ ‫النورماندي على تقاسم الغلة في لبنان مقابل‬ ‫سكوته‪ ،‬فكان القرار‪ ،1559‬لقد كانت املقايضة‬ ‫واضحة‪ ،‬حيث رأوا أنّه إذا وافق بشار األسد على أن‬ ‫يقطع رأس املقاومة في لبنان ويتآمر عليها‪ ،‬يبقى‬ ‫جيشه في لبنان لعشرين وثالثني سنة بدون أي‬ ‫لكن اجلواب السوري كان واضحا ً فنفذ‬ ‫مشكلة‪ّ ،‬‬ ‫عملية االنسحاب من لبنان‪ ،‬إال أ ّن سوريا لم‬ ‫تنسحب من املعركة بل خرجت من ساحة ل ُيضرب‬ ‫ساحات أخرى‪.‬‬ ‫على رأس املشروع األميركي في‬ ‫ٍ‬ ‫لقد كانت خطوة عبقرية باالنسحاب من لبنان‬ ‫قبل اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬فبعد اغتياله‬ ‫كان هناك ‪ 14000‬جندي في لبنان وكان الرئيس‬ ‫األسد قد سحب ‪ 26000‬جندي منذ مجيئه إلى‬ ‫احلكم في سوريا‪ ،‬فكان القرار األميركي بإخراج‬ ‫لكن هذا‬ ‫اجليش السوري‬ ‫بشكل مهني من لبنان‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫احتاج إلى وقود فكانت عملية االغتيال‬ ‫القرار‬ ‫َ‬ ‫التي كانت أميركية سعودية بامتياز‪ ،‬فقد كان‬ ‫هناك قرار أميركي باالشتراك مع بندر بن سلطان‬

‫الغتيال احلريري في لبنان‪ ،‬من أجل إخراج سوريا‬ ‫من لبنان‪ ،‬إال أ ّن سوريا قررت تنفيذ ما يعنيها من‬ ‫القرار ‪ 1559‬وترك ما يعنيهم أي سالح املقاومة‪.‬‬

‫بعلبك حصن املقاومة‬ ‫أضاف وهاب‪ :‬أنا اآلن في بعلبك التي مت ّثل‬ ‫حصن املقاومة وقلعتها‪ ،‬والتي كانت تورد‬ ‫املقاومة بالناس والشباب والشهداء‪ .‬بعلبك‬ ‫هي املكان الذي انطلقت منه بدايات املقاومة‬ ‫في لبنان‪ ،‬وقد كان لسوريا ر ّد واضحا ً في حرب‬ ‫متوز حيث كانت الدبابات اإلسرائيلية حتترق‬ ‫بسواعد املقاومني‪ ،‬لكن بصواريخ سورية‪ ،‬وقد‬ ‫أبلغني السيد حسن بعد احلرب أن سوريا كانت‬ ‫لكن املقاومة لم تستعمل‬ ‫مستعدة لدخولها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫سوى عشرين باملئة من ق ّوتها في تلك احلرب‬ ‫املاضية‪ ،‬ولم تكن محشورة إلى حد تدخّ ل سوريا‬ ‫هدد بعدوان‬ ‫في هذا األمر‪ .‬اليوم‪ ،‬هناك َمن ي ُ ّ‬ ‫لكن املقاومة على استعداد كبير ال يُقارَن‬ ‫جديد‪ّ ،‬‬ ‫مع “متوز ‪ ،”2006‬وأنا أستبعد عدوانا ً إسرائيلياً‪،‬‬ ‫أل ّن اإلسرائيلي سيحسب النتائج جيدا ً ألنها‬ ‫ستكون هذه املرة مختلفة بشكل كبير عن‬

‫الشرعية العربية ال يعطيها “حسني مبارك” وال “عبد اهلل‬ ‫بن عبد العزيز” بل تؤخذ من الشاه وسوريا‪.‬‬ ‫ُفتحت نار جهنم على سوريا بعد رفض الرئيس األسد‬ ‫احتالل العراق واغتصاب فلسطني‪.‬‬ ‫الدبابات اإلسرائيلية احترقت في حرب متوز بسواعد‬ ‫املقاومني وبصواريخ سورية‬

‫احلرب املاضية‪ ،‬وأعتقد أ ّن ما قاله السيد حسن‬ ‫منذ أيام سيتح ّول إلى واقع إذا ُ‬ ‫شنت حرب‬ ‫جديدة على لبنان‪ ،‬ولن يبقى من قادة العدو الذين‬ ‫يهددون باالجتياح البري أو اجل ّوي على لبنان سوى‬ ‫ّ‬ ‫أنهم “ ُهزموا في زمن حسن نصراهلل” في هذه‬ ‫األمة‪ .‬بعد متوز املاضي‪ ،‬انتهى زمن الهزمية التي‬ ‫ّ‬ ‫شعب‬ ‫زرعوها في رؤوسنا منذ ستني عاما ً بأننا‬ ‫ٌ‬ ‫عربي قدره الهزمية واالستسالم واملوت على يد‬ ‫إسرائيل‪ ،‬فهناك عشرات اآلالف من املتط ّوعني‬ ‫انضموا إلى املقاومة بعد حرب متوز املاضية‪،‬‬ ‫الذين‬ ‫ّ‬ ‫هذا هو الرد على محاولة استهداف املقاومة بعد‬ ‫فشلهم في جر سوريا إلى ذلك‪ .‬هم اعتقدوا‬ ‫ّ‬ ‫سيحل‬ ‫أ ّن إدخال وزيرين حلزب اهلل في احلكومة‬ ‫املشكلة وس ُيس ّلم السالح إلى السنيورة‬ ‫ومروان حمادة وأحمد فتفت‪ ،‬واعتقدوا سابقا ً أ ّن‬ ‫حرب متوز التي أرادوها معركة أخيرة للبدء في‬ ‫تطبيق الشرق األوسط اجلديد الذي أتى به جورج‬ ‫بوش إلى العراق ستنتهي خالل أربعة أو خمسة‬ ‫أيام‪ .‬وقد خرجت “رايس” في تل أبيب للقول “نحن‬ ‫نعيد رصد شرق أوسط جديد”‪ ،‬فكانت حرب متوز‬ ‫التي أظهرت فيها املقاومة أنها مستعدة حلرب‬ ‫قد تستمر أشهراً‪ ،‬ور ّدت بعد احلرب على الشرق‬ ‫األوسط اجلديد ببناء املشرق العربي اجلديد‪ .‬إ ّن ما‬ ‫حصل فعالً هو أ ّن حرب متوز غ ّيرت كل املعادلة‬ ‫في املنطقة‪ ،‬واملشروع األميركي تلقى الصفعة‬ ‫الكبرى منذ احتالل العراق‪ ،‬والكل يعلم الشروط‬ ‫األميركية التي كانت مفروضة على قوى املمانعة‬ ‫في املنطقة‪ ،‬فكان املطلوب منذ سنوات أن يُطرد‬ ‫“خالد مشعل” من دمشق‪ ،‬وأن ال تكون دمشق ممرا ً‬ ‫أو مقرا ً حلزب اهلل أو داعمة للمقاومة العراقية‪.‬‬

‫التمويل السعودي‬ ‫لإلعالم الكاذب‬ ‫وكشف وهاب إ ّن الدولة السعودية مت ّول‬ ‫اإلعالم الكاذب في لبنان والوطن العربي‪ ،‬وقد‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪51‬‬


‫منبر التيار‬ ‫شاهدمت ماذا تجُ ري وتنشر بعض الفضائيات‬ ‫من حتقيقات‪ ،‬وكان آخرها إحدى الفضائيات‬ ‫التي نشرت منذ يومني حتقيقا ً عن طرابلس‪.‬‬ ‫هذا اإلعالم السعودي مي ّول من أجل ضرب‬ ‫املسلمني في كل املنطقة وليس في لبنان‬ ‫فقط‪ ،‬فغزة ت ُذبَح‪ ،‬وامللك يُك ّرم “جورج بوش”‬ ‫في الوقت الذي يُشن فيه الهجوم على غزة‪،‬‬ ‫وهناك مليون عراقي يُذبحون كل يوم وهو‬ ‫يُك ّرم “دك تشيني” بطل احلرب على العراق‪.‬‬ ‫أما هنا فيخرج هذا السفير املوجود في بيروت‬ ‫ليعطينا دروسا ً في وأد الفتنة‪“ ،‬أنت الفتنة‪،‬‬ ‫وحقيبتك التي توزّعها على الناس هي الفتنة‬ ‫بنفسها‪ .‬هذه احلقيبة تذهب من طرابلس إلى‬ ‫معراب إلى مكان آخر‪ .‬هذه الفتنة املتنقلة‬ ‫التي حتملها بيدك وت ُوزّعها على الناس‬ ‫هي التي ت ُوجد الفتنة في لبنان‪ .‬ارحل عنا‪،‬‬ ‫اخرج من بلدنا‪ ،‬فال يحق لك أن جتمع قيادات‬ ‫لبنانية وتترأس اجتماعا ً لها وتبحث شأن‬ ‫لبناني معها‪ .‬لقد كنت وجماعتك تتحدثون‬ ‫عن السيادة واالستقالل‪ ،‬ما هذه السيادة‬ ‫وهذا االستقالل؟!” إذا كان موضوع السيادة‬ ‫حقيقياً‪ ،‬فال يحق ألبو الغيط أن يستدعي‬ ‫التيارات ويعقد االجتماعات وهو حريص على‬ ‫الفتنة بني املسلمني في لبنان‪ .‬ملاذا ال تهتم‬ ‫باملسلمني في غزة‪ ،‬وأنت حتاصرهم بأوامر‬ ‫إسرائيلية؟ ملاذا ال تفتح لهم املعبر؟ بالطبع‬ ‫هذا ممنوع أل ّن زعيم أكبر دولة عربية‪ ،‬رئيس‬ ‫سبعني مليون عربي‪ ،‬يتلقى األوامر من ضابط‬ ‫إسرائيلي بإغالق املعبر ومحاصرة املسلمني‪،‬‬ ‫ويأتي إلى لبنان بتكليف من األميركيني للكالم‬ ‫عن اإلهانة للمسلمني في محاصرة السنيورة‪،‬‬ ‫وهو الذي أوقف رئيس احلكومة “إسماعيل‬ ‫هنية” املسلم‪ ،‬واملنتخب من الشعب‪ ،‬فقط‬ ‫ألنه جزء من املمانعة في غزة‪ .‬أليس توقيف‬ ‫احلُ ّجاج وقتلهم على أبواب غزة بعد عودتهم‬ ‫من احلج إهانة إلسماعيل هنية؟ أما في لبنان‪،‬‬ ‫ففؤاد السنيورة الذي أصبح جزءا ً من املشروع‬ ‫األميركي ما زال يناور رغم تأليف حكومة‬ ‫وحدة وطنية‪ .‬أمتنى على وزراء املعارضة أال‬ ‫يسمحوا لفؤاد السنيورة بتمرير مشاريعه‬ ‫داخل احلكومة‪ ،‬فقد آن األوان لوضع حد لذلك‪،‬‬ ‫ألننا مسؤولون أمام جمهورنا قبل أي شخص‬ ‫آخر بجعله يشعر بأ ّن األمور قد تغ ّيرت‪ .‬على‬ ‫املعارضة أن تكون لها اجلرأة بتسلم كرة‬ ‫النار وتأخذ السلطة خالل األشهر املقبلة‪،‬‬ ‫ألن جمهورنا يعاني من الوضع االقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬ونحن علينا إيجاد مشروع إصالح‬ ‫جدي لهذا الوضع‪ ،‬خاص ًة بعدما ظهر باألمس‬ ‫ّ‬ ‫الدين في وزارة املالية أصبح ‪ 45‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫أ ّن ّ‬ ‫وحتما ً سيصبح خمسني مليارا ً في السنة‬ ‫املقبلة‪.‬‬ ‫هم يقولون إنهم سيس ّلحون اجليش‬ ‫اللبناني بخمسة مليارات دوالر للتس ّبب‬ ‫مبشكلة بني اجليش واملقاومة‪ ،‬وهذا ما حصل‬

‫‪52‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في إقليم اخل ّروب‪ ،‬لذا على قيادة اجليش فتح‬ ‫حتقيق بسبب ذهاب املروحية إلى تلك املنطقة‪،‬‬ ‫ونحن ال ننسى أ ّن الشهيد حنا هو من أبنائنا‬ ‫وهو ابن هذه املؤسسة التي دافعنا عنها في‬ ‫الوقت الذي كانت ت ُشتم فيه من اآلخرين‪ .‬نحن‬ ‫نثق بالقائد اجلديد للجيش‪ ،‬وهو قائد مؤمن‬ ‫باملقاومة ولديه عقيدة قتالية ووطنية وقومية‪،‬‬ ‫وقد لعب دورا ً كبيرا ً في دعم املقاومة والتعاون‬ ‫معها خالل وجوده في اجلنوب‪ .‬إننا مع تسليح‬ ‫اجليش إذا كان ذلك يضمن احلماية اللبنانية جوا ً‬ ‫وبحرا ً وبراً‪ .‬هل األميركيون مستعدون لتسليح‬ ‫بالتصدي ألي عدوان‬ ‫اجليش بسالح يسمح له‬ ‫ّ‬ ‫مستعدة لذلك‪،‬‬ ‫إسرائيلي؟ إذا لم تكن أميركا‬ ‫ّ‬ ‫فهناك دول أخرى مستعدة لتسليح اجليش‬ ‫التصدي ألي حرب‬ ‫مبعدات وأسلحة قادرة على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أو عدوان‪.‬‬

‫تعد‬ ‫قبل إقرار قانون االنتخاب‪ ،‬فطاولة احلوار لم ُ‬ ‫مقبولة بصيغتها القدمية‪ ،‬خاص ًة بوجود قوى‬ ‫غير ممثلة على طاولة احلوار مثل األحزاب الوطنية‬ ‫التي لها أربعة نواب في اجمللس النيابي‪ ،‬فهناك‬ ‫نائبان للحزب السوري القومي االجتماعي‪ ،‬ونائب‬ ‫حلزب البعث‪ ،‬وآخر للتنظيم الشعبي الناصري‪،‬‬ ‫وبالتالي لديهم احلق مبقعد على طاولة احلوار‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬فاملعارضة الدرزية غير موجودة‪ ،‬وليكن‬ ‫الوزيرأرسالن ممثالً لهذه املعارضة مع وف ٍد‬ ‫مشترك‪.‬أيضاً‪ ،‬فإ ّن املعارضة السنّية غير ممثلة‪،‬‬ ‫وإال فيجب البحث في األسماء األخرى‪ ،‬خاص ًة‬ ‫بوجود أحد األشخاص الذي ال ميلك أي نائب وهو‬ ‫ليس نائباً‪ ،‬إذا أرادوا متثيالَ طائفيا ً فنحن جاهزون‪،‬‬ ‫وللدروز معارضة متثل ‪ 35‬أو ‪ 40‬باملئة‪ ،‬كما متثل‬ ‫موجه لرئيس‬ ‫السنية‪ .‬هذا النداء‬ ‫املعارضة‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬وقد لفت إليه السيد حسن نصر‬

‫ّ‬ ‫كل قادة العدو الذين يهددون باالجتياح البري واجلوي‬ ‫ُ‬ ‫“هزموا في زمن حسن نصر اهلل”‬ ‫رد املقاومة على الشرق األوسط اجلديد بعد حرب متوز كان‬ ‫ببناء املشرق العربي اجلديد‬ ‫فؤاد السنيورة الذي أصبح جزءا ً من املشروع األميركي ما‬ ‫زال يناور رغم تأليف حكومة وحدة وطنية‬ ‫على املعارضة خوض االنتخابات‬ ‫ّ‬ ‫لتسلم السلطة‬ ‫املقبلة‬ ‫وفي موضوع اإلنتخابات املقبلة‪ ،‬قال وهاب أن‬ ‫على املعارضة خوض االنتخابات النيابية املقبلة‬ ‫لتس ّلم السلطة نظرا ً لوجود استعصاء في‬ ‫الدولة واحلكم‪ ،‬وسبب هذا االستعصاء هو أ ّن‬ ‫املشروع األميركي الذي ميثله فريق السلطة‬ ‫حد ما‪ ،‬لكنهم ما زالوا‬ ‫في لبنان تداعى إلى ّ‬ ‫أكثرية في اجمللس النيابي والوزاري‪ ،‬بالرغم من أ ّن‬ ‫املعارضة متكنت من حتقيق نتيجة معينة بدون أن‬ ‫تستطيع ترجمتها إال بحدود الثلث زائدا ً واحداً‪،‬‬ ‫هذا نصف انتصار‪ ،‬وبالنسبة لهم هو نصف‬ ‫هزمية‪ .‬و َمن يعتقد بوجود إمكانية للتعايش بني‬ ‫مشروعني فهو واهم‪ ،‬فهناك مشروع رابح وآخر‬ ‫خاسر‪ ،‬وأنا أرى أ ّن اتفاق “الدوحة” هو مشروع‬ ‫غير متكامل بل مشروع هدنة معينة بانتظار‬ ‫االنتخابات النيابية أو احلوار الذي ال ميكن عقده‬ ‫قبل تنفيذ كل بنود االتفاق‪ ،‬إذا ً فإنه لن يُعقد‬

‫اهلل منذ فترة‪ ،‬كي تكون طاولة احلوار جدية‪،‬‬ ‫ال طاولة حوار طوائفية ال توصل إال إلى تأمني‬ ‫مصالح طائفية ومذهبية‪ .‬إ ّن ما يبني الوطن هو‬ ‫قانون على أساس النسبية حيث يدخل الناس‬ ‫إلى اجمللس بحسب أحجامهم‪ ،‬وحيث هناك‬ ‫الكثير من امللفات التي يجب أن تُفتح عبر قانون‬ ‫االنتخاب كموضوع الطائف‪ ،‬و َمن يعتقد أ ّن اتفاق‬ ‫الطائف ما زال قائما ً فهو مخطئ‪ ،‬فهذا االتفاق‬ ‫سقط بعد خالف السوريني واألميركيني في‬ ‫لبنان‪ ،‬وليس له أية مرجعية في هذا الوطن الذي‬ ‫يحتاج إلى إدارة خارجية بديلة عن اإلدارة السورية‬ ‫التي كانت قائمة في ظل اتفاق الطائف‪ .‬هل‬ ‫لديكم اجلرأة لتعديل هذا االتفاق‪ ،‬وتعزيز‬ ‫صالحيات رئيس اجلمهورية ليصبح هو املرجع‬ ‫ملتابعة تنفيذ اتفاق الطائف؟ ففؤاد السنيورة‬ ‫يرى نفسه ملكاً‪ ،‬فيذهب إلى مصر لاللتقاء‬ ‫مع وزيري املوارد والصناعة املصريني‪ ،‬بدون وجود‬ ‫وزيري املوارد والصناعة اللبنانيني معه‪ .‬كل هذه‬ ‫الفوضى الدستورية أوجدها اتفاق الطائف في‬ ‫لبنان‬


‫وهاب في برنامج «مع الحدث للمنار»‪:‬‬

‫من أعطى األمر للطائرة بالتحليق فوق المنطقة‬ ‫دون التنسيق مع المقاومة‬ ‫حادث الطائرة في اجلنوب‪ ،‬الوضع احلالي في الشمال‪،‬‬ ‫اإلنتخابات النيابية املقبلة‪ ،‬إضافة إلى زيارة الرئيس الفرنسي إلى‬ ‫سوريا‪ ،‬كلها مواضيع تناولها رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب خالل مقابلة على “قناة املنار” في برنامج “مع‬ ‫احلدث”‪ ،‬أذيع بتاريخ ‪ ،2008/8/30‬وقد ّ‬ ‫أكد وهاب أن ّ ما يحصل في‬ ‫طرابلس هو خطة سعودية للتخريب موقعة من القوى األصولية‬ ‫التي تستهدف اجليش في الشمال‪ ،‬وأشار إلى أ ّن مشروع املعارضة‬ ‫هو “لبنان”‪ ،‬ومشروع السلطة هو “أوجيه لبنان”‪ .‬وكشف وهاب‬ ‫أن األميركي اغتال رفيق احلريري باإلشتراك مع بندر بن سلطان‪،‬‬ ‫متسائال ً مَن أرسل الطائرة إلى اجلنوب بدون التنسيق مع املقاومة؟‬ ‫كما أعلن أن هناك مرشحني لـ “تيار التوحيد” في اإلنتخابات‬ ‫النيابية املقبلة تحُ دد دوائرهم بعد التشاور مع املعارضة الدرزية‬ ‫والعماد عون وحزب اهلل‪ .‬أما في موضوع اإلمام املُغيّب السيد‬ ‫موسى الصدر‪ ،‬أثنى وهاب على الدور الكبير الذي كان لإلمام الصدر‬ ‫خالل األوقات الصعبة في لبنان مؤكدا ً على الدور املهم الذي ميكن‬ ‫للجمهورية اإلسالمية وسوريا أن تلعبه في هذا املوضوع‪ .‬وهنا‬ ‫نص املقابلة‪:‬‬ ‫كان احلدث باألمس تعيني قائد جديد للجيش على مستوى مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫لكن احلدث املؤسف واملؤلم جداً واحلزين‪ ،‬كان حادث الطائرة واستشهاد‬ ‫الشهيد سامر ح ّنا‪ .‬ما هو تعليقك على هذه احلادثة‪ ،‬وكيف نظرت لها‬ ‫ولردود الفعل التي تلتها؟‬ ‫التوجه بالتعزية ألهل الشهيد‪ .‬برأيي‪ ،‬في‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫حدث كهذا‪،‬‬ ‫أوالً‪ ،‬أمام‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫حالة االستشهاد‪ ،‬في حالة املوت‪ ،‬إ ّن دمعة أمه أو دمعة خطيبته وكالمها‬ ‫باألمس‪ ،‬يساوي كل هذه املواقف السياسية التي ال طعم لها‪ ،‬والتي تصدر‬ ‫عن متاسيح سياسية ال عن قيادات سياسية‪ ،‬فالذي يرقص رقصة الدم يكون‬ ‫متساحا ً سياسياً‪ .‬إن النقيب الشهيد سامر حنّا من أفضل شباب اجليش‬ ‫وض ّباطه‪ ،‬وهو خسارة لكل الناس‪ .‬في هذا املوضوع شقّ ان لكيفية التعاطي‬ ‫معه‪ :‬هل نتعاطى معه على أن الذي حصل هو حادث حربي؟ وهو في األساس‬ ‫حادث فردي‪ .‬إذ إ ّن الذي أطلق النار‪ ،‬أوال ً لم يكن يعلم أنها للجيش اللبناني‪ ،‬ولم‬ ‫ّ‬ ‫فالشاب الذي أطلق النار‬ ‫يقصد أن يضرب أو يصيب طائرة للجيش اللبناني‪.‬‬ ‫على الطائرة‪ ،‬أطلقها على أساس أ ّن ح ّوامات اجليش اللبناني ال تعمل في هذه‬ ‫املنطقة عادةً‪.‬‬ ‫جدي يجب البدء‬ ‫حتقيق‬ ‫إجراء‬ ‫تريد‬ ‫كنت‬ ‫فإذا‬ ‫باملضمون‪،‬‬ ‫أما‬ ‫بالشكل‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫ّ‬ ‫من البداية‪ .‬أوالً‪َ ،‬من أعطى األمر لهذه الطائرة بالتحليق في املنطقة من دون‬ ‫التنسيق مع املقاومة‪ ،‬رغم وجود اتفاق‪ .‬ال يقل لي أحد إ ّن هناك مناطق مقفلة‪،‬‬ ‫أنت تعرف باملوضوع القضائي والعدلي وما إلى ذلك‪ ،‬اآلن‬ ‫هذا ليس صحيحاً‪َ .‬‬ ‫ميكنك الذهاب إلى أي منطقة في اجلنوب‪ ،‬وتأخذ شخصا ً مطلوبا ً وتوقفه‪ .‬ال‬ ‫أحد يعترضك أو يقول لك أي شيء‪ .‬والدولة تدخل إلى أي مكان تريده‪ ،‬اآلن‬ ‫التح ّري يدخل إلى أي ضيعة في إقليم التفاح ويأخذ أي شخص‪ .‬ولكن هناك‬

‫مناطق في اجلبال والوديان وغيرها معروفة بوجود مواقع للمقاومة فيها‪ ،‬وهي‬ ‫قائمة بالتنسيق مع اجليش‪ ،‬واجليش يعرف كل تفاصيلها‪ .‬التحقيق ال يكشف‬ ‫مالبسات احلادث إذا حققنا فقط مع العنصر الذي ُس ّلم من قيادة املقاومة‬ ‫والذي أطلق النار‪ .‬احلادثة ليست هنا‪ ،‬بل َمن أرسل الطائرة إلى هذه املنطقة‬ ‫دون إعطاء علم للمقاومة ودون التنسيق معها‪ .‬فالتنسيق قائم في كل شيء‪،‬‬ ‫نسق في هذا املوضوع؟ يجب أن يبدأ التحقيق من هناك‪ .‬وأنا أريد‬ ‫فلماذا لم يُ ّ‬ ‫أوال ً تهنئة العماد قهوجي وهو شخص معروف بكفاءته وباستقامته‪ ،‬قانوني‪،‬‬ ‫قادر على حفظ مؤسسة اجليش بعيدا ً عن التدخّ الت السياسية‪ .‬هذا ال يعني‬ ‫ّ‬ ‫املرشحني اآلخرين ليسوا أهالً لذلك‪ ،‬كلهم كانوا مجموعة ض ّباط ممتازين‬ ‫أ ّن‬ ‫بد من تعيني شخص واحد‪ .‬وفي النهاية‪،‬‬ ‫ال‬ ‫لكن‬ ‫كثر‪.‬‬ ‫أصدقاء‬ ‫بينهم‬ ‫ولدينا‬ ‫ّ‬ ‫برأيي‪ ،‬القرار‪ ،‬كونه “مركزا ًَ مارونياً” يعود إلى العماد سليمان والعماد ميشال‬ ‫عون‪ ،‬وهذا ما حصل‪.‬‬ ‫العماد ميشال عون؟‬ ‫طبيعي‪ ،‬فالعاطفة التي يكنّها العماد عون للعماد قهوجي معروفة‪ ،‬وهذه‬ ‫املسألة ال تخفى على أحد‪.‬‬ ‫هل هذا ّ‬ ‫يفسر حتفظ القوّات اللبنانية واللقاء الدميوقراطي؟‬ ‫سوف أقول لك سبب حتفظهم على العماد قهوجي‪ .‬ولكن سأتابع حول‬ ‫حد لكل هذه األمور في املستقبل‪ ،‬يجب أن يُفتح‬ ‫حادثة الطائرة‪ ،‬يجب وضع ّ‬ ‫حتقيق‪ :‬ملاذا ذهبت الطائرة إلى هناك؟ مهمة تدريبية‪ ،‬ملاذا بدون تنسيق؟ ملاذا‬ ‫تنسق كل األمور إال هذا املوضوع؟ هذا كله ال يبرر استشهاد النقيب حنّا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فهناك تهديدات إسرائيلية يومية‪ ،‬وهناك عدوان متوقع رغم أني أستبعده‪ .‬أال‬ ‫ينسق اجليش مع قوى األمر الواقع في الشوف إذا أراد مداهمة أي منطقة؟ إنّه‬ ‫ّ‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪53‬‬


‫منبر التيار‬ ‫ينسق مع كل األطراف‪ .‬في النهاية‪ ،‬اجليش يحكم بالتوافق‪ ،‬فهو ليس سلطة‬ ‫ّ‬ ‫عسكر ّية متارس القمع على الناس‪ .‬هذا اجليش هو ابن الناس‪ ،‬ابن املواطنني‪،‬‬ ‫مبهمات قمعية‪ .‬لذلك فالتحقيق يجب‬ ‫وابن هذه القرى‪ ،‬فال تستطيع أخذه‬ ‫ّ‬ ‫أن يشمل كل هذه األمور‪ ،‬وأعتقد أن العماد قهوجي سيكون في هذا اجلو‬ ‫اآلن‪ .‬واملقاومة كانت جاهزة‪ ،‬وبادرت فورا ً إلى تسليم ُمطلق النار بالرغم من أ ّن‬ ‫املسألة ال تنحصرهكذا‪.‬‬

‫التنسيق بني اجليش واملقاومة قائم‬ ‫ُذكر أ ّن الطائرة هي طائرة جديدة للجيش اللبناني‪ ،‬ولونها غير ألوان‬ ‫الطائرات العسكريّة الطبيعيّة‪ .‬واألرزة اللبنانية غير واضحة للعلن؟‬ ‫هذا كله يجب أن يكون موضوع حتقيق‪ .‬هل من املمكن أن يكون هناك مقاوم‬ ‫أطلق النار على طائرة للجيش اللبناني‪ ،‬وكلنا نعرف التنسيق القائم بني اجليش‬ ‫لكن هذا املوضوع غير ممكن‪.‬‬ ‫واملقاومة‪ .‬سيحاولون الفصل بني اجليش واملقاومة‪ّ ،‬‬ ‫وبوجود العماد قهوجي اآلن‪ ،‬ستتعزّز هذه العالقة‪ .‬هذا أمرميؤوس منه‪ ،‬حتى‬ ‫لو جاء “هيل” أو “رايس” أو غيرهما‪ ،‬ممنوع أن يكون اجليش إال إلى جانب املقاومة‪،‬‬ ‫واملقاومة إلى جانب اجليش‪ .‬وهذه املسألة ليست تفصيل ّية‪ ،‬ففي مسألة‬ ‫اإلتصاالت‪ ،‬حدث ما حدث في البلد‪ .‬وعندما يقرر أحد أن يأخذ اجليش إلى مكان‬ ‫آخر يجب أن يحسب حسابات كبيرة‪.‬‬ ‫هل هناك نيّة ألخذ اجليش إلى مكان آخر؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬وهذه الن ّية هي من قوى السلطة املوجودة‪ .‬كانت لهم محاوالت‬ ‫يائسة‪ ،‬إال أن املعركة انتهت عمليا ً في ‪ 7‬أيار‪ .‬إ ّن العملية اجلراح ّية التي قامت‬ ‫بها املعارضة وبعض فصائل السرايا اللبنان ّية‪ ،‬هي عملية استئصالية كانت‬ ‫إشارة إلى أنهم ال ميكنهم فعل أي شيء دون محاسبة من أحد‪.‬‬ ‫هذه هي ّ‬ ‫حجتهم للقول إن سالح املقاومة يُستعمل في الداخل لتحقيق‬ ‫أغراض سياسية؟‬ ‫لم يُستعمل سالح املقاومة في الداخل‪ ،‬فلم يستطع أحد جلب أي صورة‬ ‫ملقاتل من حزب اهلل أو من املقاومة في بيروت أو في أي مكان آخر‪ .‬هناك قوى‬ ‫وأحزاب املعارضة التي ميكن تسميتها “ألوية أنصار املقاومة” نفذت هذه‬ ‫العملية‪ .‬املقاومة ليست بحاجة ألن تتدخل في معركة غير متكافئة القوى‪.‬‬ ‫غشتهم املقاومة؟ أين ّ‬ ‫والسؤال املطروح‪ :‬أين ّ‬ ‫غشهم السيد حسن‪ .‬لقد قال‬ ‫لهم‪“ :‬عندما تقتربون من السالح‪ ،‬سنقطع يدكم”‪ .‬لكنّه سامحهم فكسر‬ ‫هذه اليد ولم يقطعها‪.‬‬

‫التخريب السعودي‬ ‫أال تخشى أ ّن تنعكس تداعيات الذي حصل في بيروت وآثاره سلباً على‬ ‫الوحدة الداخلية وموضوع الفتنة التي حتصل في طرابلس؟ فالنائب وليد‬ ‫جنبالط رأى أ ّن ما يحصل في طرابلس ثأر ملا حصل في بيروت؟‬ ‫ما يحصل في طرابلس هو ّ‬ ‫خطة سعود ّية للتخريب‪ .‬وأنا لم أر َ ر ّدة الفعل‬ ‫الكبيرة ضد انفجار حافلة اجليش في طرابلس‪ ،‬رغم أ ّن اجليش هو املستهدف‪.‬‬ ‫أما حادث الطائرة فهو َعرَضي‪ ،‬وقد بادر حزب اهلل إلى تسليم ُمطلق النار دون‬ ‫ّ‬ ‫طلب من أحد‪ .‬إ ّن ما حصل في طرابلس هو اعتداء على اجليش‪ ،‬وهو ُمو ّقع‬ ‫من القوى األصول ّية التي تستهدف اجليش في الشمال والتي تطمح بأن تكون‬ ‫منطقة الشمال إمارة لها‪ .‬فاملطلوب ضرب اجليش وإضعافه‪ ،‬وهذا ما حصل في‬ ‫الشمال‪ .‬نحن لم نرَ تلك الغيرة على املوضوع سوى جتهيل الفاعل وهو معروف‪،‬‬ ‫من “مخ ّيم نهر البارد” إلى “فرنسوا احلاج” إلى “اعتداء طرابلس”‪.‬‬ ‫هل اجلهات األصولية هي على نسق “فتح اإلسالم” ومشروعه أم إن ّ هذا‬ ‫التيّار خارج عن السيطرة‪.‬‬ ‫ال شيء اسمه “فتح اإلسالم”‪ ،‬بل هناك مشروع سعودي أنتج “فتح اإلسالم”‬ ‫واآلن ينشئ ّ‬ ‫منظمة أخرى‪ .‬هو اليوم ينتج “سيف اإلسالم الشهّ ال أو داعي‬ ‫اإلسالم الشهّ ال”‪ .‬وسعد احلريري جلب “داعي اإلسالم الشهّ ال” ليعطينا‬ ‫نظر ّيات‪ ،‬وليرفض التوافق في لبنان‪ .‬أنا ال أفهم كيف يخرج ليرفض توافقا ً بني‬

‫‪54‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فريقني من اللبنانيني! هذا هو مشروع “سعد احلريري”‪.‬‬ ‫أال تعتقد أن الذي يحصل في طرابلس قد حتوّل إلى مأزق حتى على الفئة‬ ‫التي ترى نفسها مسؤولة هناك؟‬ ‫لقد كان رفيق احلريري أذكى من هذه الفئة الغبية‪ ،‬مع كل املالحظات التي‬ ‫كانت لدينا على مشروعه وأدائه السياسي‪ .‬لكنّه ساهم في منع هذه التيارات‬ ‫من النمو داخل اجل ّو السنّي‪ ،‬ألنه كان يعرف خطورة من ّوها‪ .‬لكن هذا “املعتّر”‬ ‫سعد احلريري ال يعرف شيئا ً ألنه يأخذ األمور بـ”ولدنة”‪.‬‬ ‫لقد جاء “كوشنير” و”وأبو الغيط” وزيرا خارجية فرنسا ومصر كدولتني‬ ‫ّ‬ ‫ليحذرا مما يجري في طرابلس؟‬ ‫أساسيتني على املستوى اللبناني‬ ‫فليعالج أبو الغيط مشكلة غزّة ويفك حصار التجويع عن الفلسطينيني‪.‬‬ ‫هو يعمل على تهديدهم‪ ،‬بأنه سيقطع يد ورِجل كل شخص يفتح املعبر‬ ‫باجتاه مصر‪ .‬إنني ال أفهم ماذا أتى ليفعل في لبنان! هو يعلم أ ّن املشكلة في‬ ‫السعودية وليست هنا‪.‬‬ ‫هل يأتي املصري ليكون دوره بديالً عن الدور السعودي بعدما فشل هذا‬ ‫الدور؟‬

‫إ ّن النظام املصري عاجز في كل املنطقة‪ .‬برأيي‪ ،‬إ ّن الشقيقة األكبر “مصر”‬ ‫أصبحت عاجزة في عهد “حسني مبارك”‪ ،‬مع احترامي للشعب املصري‬ ‫أنت تعلم كم أ ّن هذا اجليش وطني‪،‬‬ ‫وجيشه املشهور بدوره في حرب ‪َ .1973‬‬ ‫متحمسا ً للبنان واملقاومة خالل حرب متوز‪ .‬كما أ ّن الشعب املصري‬ ‫وأنّه كان‬ ‫ّ‬ ‫قد كسر قاعدة مهمة‪ ،‬فمنذ حوالى ‪ 1400‬سنة لم ترتفع صور في “األزهر”‬ ‫لرجل دين “شيعي” رغم أ ّن الس ّيد حسن أصبح أكبر من هذه املعادلة السنّية‬ ‫لكن حسني مبارك الذي يحاصر غزّة ويج ّوع أهلها بأوامر إسرائيلية‬ ‫الشيعية‪ّ .‬‬ ‫قد ّ‬ ‫عطل هذا الشعب‪َ .‬من يخ ّرب في الشمال وفي كل املناطق معروف‪ ،‬بتوقيع‬ ‫سعودي‪ .‬وهناك حملة في وسائل اإلعالم‪ ،‬هل سيقنعنا “اخلوجة” بأنه ال سلطة‬ ‫له على احلملة التي يقوم بها “املستقبل” و”الشرق األوسط” واحلملة التافهة‬ ‫والسخيفة لـ”العربية” التي حتاول اللعب على الوتر املذهبي والطائفي؟ عليه أن‬ ‫يعرف وملكه بأننا سنكمل هكذا إذا استمروا بهذا الشكل‪ ،‬وهم يعلمون أننا‬ ‫حتمل هجوم إعالمي ملئة سنة ألنّهم يعرفون هشاشة‬ ‫بعكسهم‪ ،‬نستطيع ّ‬ ‫األمة التي يجب أن تُدفع في‬ ‫أموال‬ ‫ُصرف‬ ‫ت‬ ‫أين‬ ‫ويعرفون‬ ‫وضعهم ونظامهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فلسطني ولبنان والعراق‪.‬‬ ‫هل تعرض عليهم هدنة إعالميّة؟‬ ‫هذه ليست هدنة‪ ،‬إذ عليهم التوقف سياسيا ً وإعالم ّيا‪ً.‬‬ ‫لقد ّ‬ ‫نص اتفاق الدوحة على وقف التحريض واحلمالت اإلعالميّة؟‬ ‫هم باألصل ضد اسم “الدوحة” ألنهم يرون اتفاق الدوحة بداي ًة لتعديل‬ ‫الطائف‪ ،‬فعند االنتهاء من قانون االنتخاب‪ ،‬هناك موضوع صالح ّيات رئيس‬ ‫اجلمهور ّية‪.‬‬

‫تعيني العماد قهوجي‬

‫بالعودة إلى قرار مجلس الوزراء أمس بتعيني العميد جان قهوجي قائداً‬


‫حتفظ للنائب جنبالط ونوّابه‪ّ ،‬‬ ‫للجيش‪ ،‬كان هناك ّ‬ ‫وحتفظ للقوات اللبنانية‬ ‫ّ‬ ‫والوزير إبراهيم شمس الدين‪ .‬هل حيثيّة التحفظ واحدة؟‬ ‫إ ّن العماد قهوجي هو ابن “بعذران” في الشوف‪ ،‬التي هي باألصل قرية “آل‬ ‫جنبالط”‪ .‬لكن هذا األمر ال يق ّربه من األستاذ وليد جنبالط‪ ،‬ألنّهم يخافون من‬ ‫طموحات كل شخص يأتي إلى قيادة اجليش‪ ،‬وهناك معاناة حصلت بني كمال‬ ‫احلساسة‪.‬‬ ‫نسميه اخلصوصية الشوفية‬ ‫جنبالط وكميل شمعون‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فكميل شمعون أسقط كمال جنبالط في االنتخابات وعينّ املرحوم نعيم‬ ‫مغبغب وزير أشغال وموارد مال ّية وكهربائ ّية‪ ،‬وقد ّ‬ ‫متك َن “مغبغب” من إسقاط‬ ‫كمال جنبالط في االنتخابات التي لم تز ّور يومها كما قيل‪ .‬لقد حاول شمعون‬ ‫تزوير االنتخابات إلجناح كمال جنبالط‪ ،‬لكنّه فشل في هذا األمر‪ .‬هذه هي‬ ‫احلساس ّية الشوف ّية‪ ،‬فالعماد قهوجي‬ ‫مير باخملتارة للذهاب إلى ضيعته‪ .‬أنا‬ ‫أحترم أ ّن األستاذ وليد جنبالط كان‬ ‫ملتزما ً ّ‬ ‫مبرشح آخر هو “اجلنرال جورج‬ ‫مؤهل وكفوء وقد‬ ‫خوري”‪ ،‬وهو شخص ّ‬ ‫لعب دورا ً كبيرا ً في السنوات املاضية‬ ‫لكن‬ ‫في ضبط األمور ودعم املقاومة‪ّ .‬‬ ‫موضوع القوات مختلف‪ ،‬فبالنسبة‬ ‫لها “جان قهوجي” هو الضابط‬ ‫الشجاع الذي كان يقاتل إلى جانب‬ ‫العماد ميشال عون‪ ،‬وهو الضابط الذي‬ ‫يستطيع بناء اجليش من دون تدخّ ل‬ ‫السياسيني‪ .‬من هنا سيكون لسمير‬ ‫جعجع حساس ّية ضد اجليش‪ ،‬وكيف‬ ‫إذا كان ضابط اجليش هو “ضابط‬ ‫جيش” وال يتدخّ ل بالسياسة‪ ،‬هو‬ ‫عسكري على األرض يبني مؤسسة‬ ‫عسكر ّية كونه عاش بني أفراد اجليش‬ ‫وضباطه ويعلم احتياجاته‪ .‬أما الوزير‬ ‫إبراهيم شمس الدين‪ ،‬فقد اعترض‬ ‫مراعا ًة للوزير جنبالط الذي كان‬ ‫السبب في توزيره‪.‬‬ ‫يجري احلديث أيضاً عن ّ‬ ‫حتفظ‬ ‫للبطريرك صفير؟‬ ‫نعم‪ ،‬فالعميد جورج خوري موضع ثقته وثقة الكثير من الناس‪.‬‬ ‫ملاذا كان الفيتو من سعد احلريري على العميد خوري؟‬ ‫يحمله جزءا ً من مسؤول ّية أحداث أيار‪ ،‬كما ال يعجبه قرب العميد خوري‬ ‫أعتقد أنّه ّ‬ ‫من املقاومة وسوريا ومن قوى أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى عالقته مع البطريرك صفير‪.‬‬ ‫هناك حديث أ ّن البطريرك صفير كان مستا ًء وحاول االتصال بالنائب‬ ‫سعد احلريري مرات عدة ولم يجد رداً‪ .‬وقد نفى مكتب النائب احلريري هذا‬ ‫األمر‪ّ ،‬‬ ‫وأكد أ ّن العالقة جيّدة مع البطريرك صفير؟‬ ‫ال أملك معلومات في هذا املوضوع‪ ،‬وأنا أحترم مواقف البطريرك صفير‪.‬‬ ‫في موضوع االتفاق على قائد اجليش الذي هو موقع مركزي وأساسي‬ ‫اليوم في الدولة‪ ،‬خصوصاً مع دور اجليش والتح ّديات التي يواجهها‪ ،‬هل‬ ‫ُضع على ّ‬ ‫يعكس ذلك أ ّن مجلس الوزراء و َ‬ ‫سكة العمل املُشترك؟‬ ‫هناك استعصاء معينّ في هذا األمر‪ ،‬فموضوع قائد اجليش هو استحقاق‬ ‫يجب أن يحصل‪ ،‬ألنّه ال ميكن االستمرار بدون قائد للجيش‪ ،‬مع احترامنا ل ّلواء‬ ‫لكن “اإلستعصاء” هو‬ ‫شوقي املصري ولقيادته للجيش في األشهر املاضية‪ّ .‬‬ ‫وجود فريق ‪ 14‬آذار املهزوم الذي لم تُترجم هزميته كامل ًة‪ .‬هناك أحاد ّية الزعامة‬ ‫العاملية تسقط حالياً‪ ،‬كما أ ّن مشروع جورج بوش لم يعد موجوداً‪ ،‬وحتى‬ ‫األميركيون سيأتون مبشروع جديد حلفظ مصاحلهم ومصالح قوى إقليم ّية‬ ‫أخرى‪ .‬وهناك ساركوزي الذي غ ّيرَ في السياسية الفرنسية بعد جاك شيراك‪،‬‬ ‫وهو في سوريا بعد أربعة أيام‪ ،‬إ ّن وريث شارل ديغول أي “جاك شيراك” أساء‬ ‫لفرنسا كما لم يسئ لها أحد في تاريخها‪ .‬لقد غ ّير ساركوزي هذا الواقع‪،‬‬

‫وأثبت أنّه قادر على لعب دور على الساحة الدولية حيث تبينّ َ حضوره املهم‬ ‫في املوضوع الروسي‪ .‬وهو مستفيد في زيارته لسوريا أكثر من سوريا نفسها‪،‬‬ ‫التي تعيد فرنسا العبا ً إلى ساحة الشرق األوسط من خالل الب ّوابة السورية‬ ‫الواسعة‪ .‬اليوم‪ ،‬تمُ سك سوريا بكثير من ّ‬ ‫امللفات في املنطقة‪ ،‬وقد كان لها الدور‬ ‫األساسي في ضرب مشروع جورج بوش وإحباطه‪.‬‬ ‫هذا في فرنسا‪ ،‬لكن أين أميركا اليوم؟ فهناك وفود أميركيّة حاضرة في‬ ‫الساحة؟‬ ‫هذه الوفود هي “أبر مورفني”‪ ،‬وحتى أركان السلطة لم يعودوا مقتنعني بها‪.‬‬ ‫وقد كان تصريح الوزير جنبالط منذ يومني‪ ،‬الذي نقلته عنه الصحف اللبنانية‬ ‫هو خير ُمع ّبر عن كذب األميركيني عليهم بوعودهم بتغيير النظام في سوريا‪،‬‬ ‫وهذا األمر لن يحصل أبداً‪ ،‬وقد حاولوا‬ ‫جديا ً إسقاط بشار األسد‪ ،‬لكنه ربح‬ ‫ّ‬ ‫عليهم‪ .‬ونحن قد ترجمنا ربحا ً جزئيا ً‬ ‫لنا في السلطة التي تبقى موضوع‬ ‫تنازع بيننا وبينهم‪ .‬لقد طالبنا‬ ‫باتنخابات ُمبكرة منذ سنتني وهم‬ ‫لم يوافقوا‪ ،‬وقد ظهر واضحا ً أن هذا‬ ‫اجمللس لن يستطيع أن يستمر‪.‬‬

‫اإلنتخابات النيابية‬ ‫إذاً املعركة ستكون حاسمة في‬ ‫االنتخابات املقبلة‪ .‬أال تخشى أ ّن‬ ‫البعض سيعمل على نسف هذه‬ ‫االنتخابات أو تأجيلها أو تعطيلها؟‬ ‫هذا األمر ممنوع‪ ،‬االنتخابات ستحصل‬ ‫بتوقيتها القانوني‪ ،‬وهناك اتفاق حصل‬ ‫في “الدوحة” وهو اتفاق إقليمي دولي‬ ‫ال اتفاق لبناني‪ ،‬وهم وافقوا عليه‪ ،‬و َمن‬ ‫يُخل فيه فس ُيعاقب‪ ،‬إذ ال يستطيع‬ ‫أحد االنقالب على السلطة والتفكير‬ ‫بعدم حصول االنتخابات في موعدها‬ ‫احملدد‪ ،‬وعلى اللبنانيني االختيار بني‬ ‫مشروعني‪.‬‬ ‫هم أيضاً يقولون الكالم نفسه‪ ،‬أ ّن هناك مشروع الدولة ومشروع الدويلة‪،‬‬ ‫مشروع السيادة ومشروع الساحة؟‬ ‫هناك مشروع متثله املعارضة وهو مشروع الدولة واملؤسسات ووقف الهدر‪،‬‬ ‫مشروع بناء الدولة ومؤسساتها‪ ،‬وهناك مشروع آخر اسمه مشروع سعد‬ ‫احلريري وداعي اإلسالم الشهّ ال‪ ،‬مشروع اإلمارة و”املشيخة” وحتويل لبنان إلى‬ ‫مملكة ليصبح بحجم “أوجيه لبنان”‪ .‬إنهما مشروعان‪ :‬مشروع لبنان ومشروع‬ ‫“أوجيه لبنان”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشهال؟‬ ‫هل ترى أ ّن سمير جعجع مع داعي اإلسالم‬ ‫سمير جعجع موظف لدى سعد احلريري في “أوجيه لبنان” وقد انكشفت‬ ‫أالعيبه‪ ،‬من املؤسف أن يبقى موظفا ً ويستعمل كل هذا اجلو والتحريض على‬ ‫ميشال عون‪.‬‬ ‫أتالحظ أ ّن سمير جعجع قد ّ‬ ‫حتفظ على اتفاق الدوحة‪ ،‬وعلى البيان‬ ‫الوزاري‪ ،‬واآلن على قائد اجليش؟‬ ‫يتحدث عن أي شيء‬ ‫لم‬ ‫منه‬ ‫خروجه‬ ‫فمنذ‬ ‫لقد كان السجن “أستر له”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتحدث بقراره بل كما يأمره “سعد” و”خوجة”‪ ،‬مع أ ّن معظم‬ ‫وحصل‪ ،‬ألنّه ال‬ ‫ّ‬ ‫الشعب السعودي من أصدقائي‪ :‬من املدينة املن ّورة‪ ،‬من مكة‪ ،‬ومن الرياض‪،‬‬ ‫وكلهم يؤيدونني في مواقفي‪ ،‬وتتفاجأ بأنهم ليسوا مع العائلة احلاكمة في‬ ‫السعودية‪ ،‬وأنا أتلقى مئات االتصاالت منهم‪ ،‬لكن ال أحد يستطيع مراقبتي‪ ،‬إذ‬ ‫أحضر موضوع “الرقابة الهاتفية” وسيدخل كثيرون إلى السجن‪ ،‬سيؤدي‬ ‫إنني ّ‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪55‬‬


‫منبر التيار‬ ‫ذلك إلى إقالة ض ّباط من مناصبهم‪ .‬وسوف أعقد مؤمترا ً صحافيا ً بهذا الصدد‪.‬‬

‫التنصت على الهاتف‬

‫نسق مع كل حلفائه وأوجد هذا اخملرج الذي فتح العالقة بينه وبني الوزير‬ ‫قد ّ‬ ‫جنبالط‪ .‬أما في موضوع وليد جنبالط وسوريا‪ ،‬فأنا ال أعتقد أ ّن الوزير أرسالن بارع‬ ‫في هذا الدور‪ ،‬وهو أصدر بيانا ً بعد تكليف جنبالط له في هذا األمر‪ ،‬أنا أمتنى أن‬ ‫قلت سابقا ً إ ّن هذه العالقة تلزمها أمور عدة‪،‬‬ ‫يحصل تطور في هذه العالقة‪ .‬وقد ُ‬ ‫حيث حصلت أخطاء كثيرة في الكالم واخلطابات والتجريح بحق املقاومة‪ ،‬كما‬ ‫حصلت أخطاء بحق سوريا ورئيسها وشعبها‪ .‬فعندما يخرج أحدهم ويقول‬ ‫إنه دعا أميركا الحتالل سوريا‪ ،‬فإ ّن هذا األمر ال يخرج من فكر الشعب السوري‬ ‫وعقله بسهولة‪ .‬هذه املسألة يلزمها اعتذار‪ ،‬وقد قلت سابقا ً إ ّن الوزير جنبالط‬ ‫جريء في االعتذار‪ .‬فليقل إنّه قد أخطأ‪ ،‬والرئيس األسد ال يحمل أحقادا ً على‬ ‫أحد‪ ،‬وموقعه في املنطقة وفي العالم أكبر من أن يحمل أحقادا ً على تفاصيل‪.‬‬ ‫هو اليوم العب إقليمي ودولي‪ ،‬ولديه شعور خاص ومحبة واحترام للطائفة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تساعدك في إيجاد اخملرج‪،‬‬ ‫طائفتك‬ ‫هت لوليد منذ البداية‪:‬‬ ‫توج ُ‬ ‫الدرزية‪ ،‬وأنا قد ّ‬ ‫لذلك فإ ّن أي جهد يستطيع الوزير أرسالن بذله يكون جهدا ً مشكوراً‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يتنصت؟‬ ‫هل تعرف بالضبط مَن الذي‬ ‫يسمه‪ ،‬لكني‬ ‫لم‬ ‫باسيل‬ ‫جبران‬ ‫والوزير‬ ‫معروف‪،‬‬ ‫يتنصت‬ ‫نعم‪ ،‬فاجلهاز الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سأسميه في املؤمتر الصحافي‪ .‬على الوزير باسيل أن يُكمل املوضوع‪ ،‬واملسألة‬ ‫بحاجة ملوقف‪ .‬فقدمياً‪ ،‬اقتحم “صائب سالم” الغرفة التي كان يتم فيها‬ ‫املعدات‪ ،‬وكذلك فعل “ميشال املر” عندما كان وزيرا ً للدفاع‪.‬‬ ‫وكسر‬ ‫التنصت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لذلك يجب توقيف هذا اجلهاز ألنّه يخالف القانون‪ ،‬إذ إن مخابرات اجليش فقط‬ ‫ُعد مخالفة للدستور‪.‬‬ ‫تتنصت وطبعا ً بعد أخذ اإلذن‪ ،‬فهذه ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقول إ ّن احلسم هو في موضوع االنتخابات‪ ،‬هل ‪ 25‬أيلول سيشهد إقرار‬ ‫قانون جديد؟‬ ‫هذا من املفروض‪ .‬فال شيء سيمشي بدون القانون حتى احلوار‪ .‬برأيي‪ ،‬عندما‬ ‫أنا مرشح في اجلبل‬ ‫ينتهي تنفيذ بنود اتفاق الدوحة يبدأ احلوار بالرغم من وجود عراقيل تستلزم‬ ‫معاجلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الترشح؟‬ ‫كيف هو الوضع االنتخابي في اجلبل‪ ،‬وأين تريد‬ ‫البعض يقول اليوم إنّه لن يشارك في االنتخابات ألنها ستحصل حتت‬ ‫طبعا ً أنا ّ‬ ‫مرشح في االنتخابات النيابية في اجلبل‪ ،‬ولكن لن أترشح بدون‬ ‫وقع السالح املوجود في بيروت وفي سائر املناطق اللبنانية‪ ،‬وأنّه هاجس‬ ‫التنسيق مع الوزير أرسالن‪ ،‬واألستاذ فيصل الداوود‪ ،‬ومع احلزب السوري القومي‬ ‫مينع إجراءها‪.‬‬ ‫االنتخابات حتصل منذ ‪ 1982‬والسالح موجود منذ ذلك احلني‪ ،‬وهو لم االجتماعي‪ .‬نحن سنتشاور كمعارضة درزية‪ ،‬ولكننا لن نقبل بأن يكون هناك‬ ‫نائب واحد ميثلنا في البرملان‪ ،‬نريد‬ ‫يُستعمل أبدا ً في االنتخابات‪ ،‬وال أحد‬ ‫حصة كاملة‪ ،‬فاملعارضة الدرزية‬ ‫يُجبر الناس بالسالح‪ .‬وهنا تكمن‬ ‫ّ‬ ‫من اعطى االمر للطائرة بالتحليق فوق املنطقة دون‬ ‫ميكنها احلصول على أربعة مقاعد‬ ‫مهمة العماد قهوجي األساسية‬ ‫درزية في البرملان‪ ،‬باإلضافة إلى مقاعد‬ ‫في ضمان حرية االنتخاب‪ ،‬إذ هناك‬ ‫التنسيق مع املقاومة‪.‬‬ ‫أخرى غير درزية‪ .‬حتما ً يجب أن يكون‬ ‫مناطق كثيرة ال تستطيع أن تضع‬ ‫سالح املقاومة لم يُستعمل في الداخل‬ ‫هناك كتلة للمعارضة الدرزية‪ ،‬الكالم‬ ‫مندوبني فيها ألنهم يتعرضون لألذى‪،‬‬ ‫عن أ ّن طالل أرسالن سيكون نائبا ً في‬ ‫وأنا قد تعرضت لهذا األمر عندما‬ ‫ما يحصل في طرابلس خطة سعودية للتخريب‪.‬‬ ‫عاليه وأ ّن جنبالط سيرضيه هو كالم‬ ‫كنت مرشحا ً في الشوف‪ ،‬وكذلك‬ ‫ُمعيب‪.‬‬ ‫حصل مع األستاذ ناجي البستاني‪ .‬ال‬ ‫ّ‬ ‫استهداف اجليش في الشمال موقع من القوى االصولية‪.‬‬ ‫ستترشح‬ ‫هل الدائرة التي‬ ‫أعتقد أ ّن هذا األمر حصل في مناطق‬ ‫حزب اهلل‪ ،‬فقد ّ‬ ‫فيها محسومة في الشوف كاملرة‬ ‫ترشح التيار العوني‬ ‫“فتح االسالم” انتاج سعودي‬ ‫السابقة؟‬ ‫في اجلنوب وقد كان األستاذ فوزي أبو‬ ‫وهو ينتج اآلن “داعي االسالم الشهال”‪.‬‬ ‫احملسوم هو أنه سيكون هناك‬ ‫فرحات مرشحا ً ولم يتع ّرض حزب اهلل‬ ‫مرشحون لـ”تيار التوحيد” في الشوف‬ ‫أنت تعلم أن القوات الدولية‪،‬‬ ‫ألحد‪َ .‬‬ ‫لكن املكان يُقرَر بعد‬ ‫وبعبدا‪.‬‬ ‫وعاليه‬ ‫املستمرة‪،‬‬ ‫ورقابتها‬ ‫أجهزتها‬ ‫ومع كل‬ ‫ّ‬ ‫لم تستطع التقاط صورة واحدة ألي مقاتل أو ألي سالح “كالشنكوف” في التشاور مع املعارضة الدرزية‪ ،‬ومع العماد عون وحزب اهلل‪ .‬املهم هو أن تربح‬ ‫اجلنوب‪ .‬مثالً هل جنحت السيدة نايلة مع ّوض في االنتخابات الشمالية بقوتها املعارضة املعركة‪ .‬ما يهمني أن تربح املعارضة املعركة‪ ،‬ال يهمني أين مقعدي‪.‬‬ ‫نحن كتيار توحيد أخذنا قرارا ً بخوض املعركة ولدينا حتى اآلن ثالثة مرشحني‬ ‫أمنتها لها اخملابرات السورية‪ ،‬ألن جزءا ً منها آنذاك كان‬ ‫أم بفضل األصوات التي ّ‬ ‫يعمل ضد سليمان فرجنية؟!‬ ‫في ثالثة أقضية‪ ،‬ولكن نريد أن نتشاور مع حلفائنا‪.‬‬ ‫ورداً على مداخلة لعقيلة اللواء علي احلاج السيدة سمر احلاج‪ ،‬قال‬ ‫دروز؟‬ ‫وهاب‪:‬‬ ‫طبعا ً ولدينا مرشح غير درزي في إقليم اخلروب ولكن نريد أن نتشاور مع‬ ‫إن شاء اهلل قريبا ً كل شهود الزور‪ ،‬ابتدا ًء من الوزراء وانتها ًء بالصحافيني حلفائنا في هذا املوضوع وعلى ضوئها املعارضة الدرزية تتمسك بأن يكون لها‬ ‫سيدخلون السجون‪.‬‬ ‫متثيل على األقل‪ ،‬أربعة نواب دروز‪ ،‬ومعرفة الدوائر ال أريد أن أسميها‪.‬‬ ‫هل لديك معطيات في هذا الصدد؟‬ ‫البقاع الغربي؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد ظهرت كل الكذبة التي فبركها كل الوزراء والنواب والصحافيني‬ ‫نعم البقاع الغربي وحاصبيا‪ ،‬بعبدا وعاليه‪ ،‬ال أدري إذا كان هناك طرف في‬ ‫ومراكز القرار في لبنان‪ .‬وباعتقادي‪ ،‬كثير منهم سيدفع الثمن لتضليله الشوف كي يربح الدرزي‪ ،‬ولكن هناك معركة‪ ،‬لن نترك الساحة هكذا والنواب‬ ‫التحقيق‪ ،‬ومن املعروف أ ّن األميركي اغتال رفيق احلريري باالشتراك مع بندر بن الدروز األربعة إذا جنحوا يشكلون كتلة للمعارضة برئاسة الوزير أرسالن‪ ،‬ليس‬ ‫تعد على الضباط األربعة‪.‬‬ ‫سلطان‪ ،‬هناك مشروع لكل املنطقة وقد حصل ّ‬ ‫هناك أي مشكلة في هذا املوضوع‪ ،‬ولكن يجب أن تدخل املعارضة الدرزية‬ ‫ّ‬ ‫أيار‬ ‫‪7‬‬ ‫بعد‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫مستج‬ ‫عالقة‬ ‫في موضوع االنتخابات في اجلبل‪ ،‬كان هناك‬ ‫ككتلة واحدة وأن تتصرف في املوضوع السياسي واإلمنائي ككتلة واحدة ألنهم‬ ‫للوزير‬ ‫أخيرة‬ ‫زيارة‬ ‫هناك‬ ‫وكان‬ ‫بني األمير طالل أرسالن والنائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫في السياسة متفقون‪ ،‬هناك تفاصيل معينة ليس لها قيمة‪ ،‬يوجد لها حل‪.‬‬ ‫ممكن‬ ‫هل‬ ‫جديد؟‬ ‫خط‬ ‫هناك‬ ‫هل‬ ‫أرسالن إلى دمشق ولقاء مع الرئيس األسد‪.‬‬ ‫برأيك هل هذا السيناريو قابل ألن يحقق بالتفاهم مع وليد جنبالط أم‬ ‫وسوريا؟‬ ‫جنبالط‬ ‫وليد‬ ‫النائب‬ ‫للوزير طالل أرسالن أن يفتح خطاً بني‬ ‫ال بد من معركة؟‬ ‫الطبيعي‬ ‫ومن‬ ‫حصلت‪،‬‬ ‫معينة‬ ‫أحداث‬ ‫نتيجة‬ ‫هذه العالقة املستجدة كانت‬ ‫من املمكن ان تكون هناك صعوبة من حتقيق ذلك بالتفاهم‪ ،‬ولكن وليد‬ ‫وهو‬ ‫كبيرة‪،‬‬ ‫ة‬ ‫خض‬ ‫أي‬ ‫اجلبل‬ ‫لتجنيب‬ ‫يتحرك‬ ‫أن‬ ‫أ ّن الوزير أرسالن لم يستطع إال‬ ‫ّ‬ ‫جنبالط يجب أن يعلم أنه خسر معركة وعليه أن يدفع ثمنها‪ .‬تع ّود أن يقبض‬

‫‪56‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫عشرين عاما ً ولكن اليوم عليه أن يدفع الثمن‪ .‬هناك خسارة للمعركة‪ .‬أنا برأيي األساسي الذي يتغذون منه انتهى واملسألة تفاصيل‪.‬‬ ‫ألستم معنيني بحوار منفتح على قواعد هذه الفئات التي من دون شك‬ ‫أن وليد جنبالط يجب أن يشكر اهلل أن خسارته اقتصرت على هذا احلد‪ .‬املشروع‬ ‫األميركي في املنطقة «طار» وهناك من يدفع الثمن‪ ،‬مش ّرف رئيس جمهورية تتأثر بتوجه باجتاه اجلمهور العربي واملسلم؟‬ ‫أنا ال أمثل رأي املعارضة جميعها‪ ،‬انتبه‪ ،‬هناك في املعارضة آراء أخرى‪ ،‬ولكن‬ ‫باكستان ذهب إلى منزله‪ ،‬وهناك الكثير من الذين سيدفعون أثمانا ً سياسية‬ ‫أنا ال أغش أحداً‪ .‬أنا ال آتي وأقول للناس إن فؤاد السنيورة كان شريكا ً في حرب‬ ‫كبيرة وسيرحلون إلى منازلهم‪.‬‬ ‫متوز وأق ّبله ‪ ،‬أنا «ما بتركب معي شخصياً»‪ .‬الشريك في حرب متوز يجب أن يدفع‬ ‫من أين تنشأ ثقتك هذه باحملاسبة والسجن؟‬ ‫لست أنا من يفعل هذا بل املعادلة‪ .‬هناك قانون اسمه قانون الصراع‪ .‬ألم ثمن هذه الشراكة‪ ،‬أنا ال أقول بإلغاء هؤالء الناس‪ ،‬ولكن هناك رموزا ً معينة‬ ‫يربحوا بعد استشهاد رفيق احلريري‪ ،‬ألم يربحوا على الدم والتزوير‪ ،‬وكل ما مطلوب خروجها من احلياة السياسية نتيجة أخطائها‪ ،‬إذا سرق أحدهم مليار‬ ‫حصل‪ ،‬ر ّبحهم األميركيون‪ ،‬لكنهم لم يستطيعوا أن يحكموا البلد‪ .‬أدخلوا دوالر كيف يعود للدخول في احلياة السياسية‪.‬‬ ‫عندما تتكلمون عن الفساد‪ ،‬أحتاسبون اجلميع بحسب معيار واحد؟‬ ‫الناس إلى السجون من دون أي وجه حق‪ ،‬نحن نقول إننا نريد أن نس ّير القانون‪،‬‬ ‫هذا هو رأيي كما هو رأي العماد عون وحزب اهلل والكثير من قوى املعارضة‪.‬‬ ‫هناك من يضلل التحقيق ويسرق أموال الدولة فليذهب إلى السجن‪.‬‬ ‫في ذكرى تغييب السيد موسى الصدر ورفيقيه ال بد من كلمة لك معالي ولكن يجب أن نلتزم في هذا الوضوع‪ ،‬واآلن هناك ملفات كثيرة من وزراء املعارضة‬ ‫يجب أن تتوضح‪ ،‬كموضوع التنصت‪ ،‬ما كان دور الوزير‪ ،‬وموظف أوجيرو والضباط‬ ‫الوزير في هذه الذكرى؟‬ ‫طبعا ً السيد موسى الصدر رجل لعب دورا ً كبيرا ً في وقت صعب في لبنان‪ ،‬في التنصت ل ُيحاسبوا‪ ،‬هذه مخالفة دستورية وليست مخالفة للقانون‪ .‬فهذا‬ ‫وعدل هناك‪.‬‬ ‫في وأد الفتنة‪ ،‬الوقوف في وجه احلرب األهلية‪ ،‬واستمرار التواصل بني اللبنانيني القانون ذهب إلى اجمللس الدستوري ّ‬ ‫ما هو السبيل ليطمئن اللبناني‬ ‫يوماً‪ ،‬وكان من القالئل الذين استمروا‬ ‫أن الكالم عن الفساد ليس كالماً‬ ‫في إيجاد التواصل بني اللبنانيني‪،‬‬ ‫لم ترتفع صور في االزهر لرجل دين شيعي‬ ‫سياسياً بل هو جدي؟‬ ‫وأصر على أن يبقى في منطقة من‬ ‫اال للسيد حسن نصر اهلل‪.‬‬ ‫أنا أمتنى أن يطالبوني إن لم يكن‬ ‫غير طائفته‪ ،‬يكون فيها ليستمر‬ ‫هذا رأيي‪ ،‬وأنا ال أخجل به‪ .‬وعندما‬ ‫هذا التواصل‪ .‬ونحن نتمنى أن يكون‬ ‫اتفاق الدوحة بداية لتعديل اتفاق الطائف السيما‬ ‫يحصل خطأ من وزراء املعارضة فأنا‬ ‫تعاون بني كل القوى الفاعلة في‬ ‫صالحيات رئيس اجلمهورية‪.‬‬ ‫مستعد ألن أتكلم عنه‪ .‬سأقوم بزيارة‬ ‫املنطقة إليجاد حل وجلالء مالبسات‬ ‫وزير االتصاالت لالستيضاح منه عن‬ ‫هذه القضية‪ ،‬وهنا طبعا ً للجمهورية‬ ‫العماد قهوجي ضابط شجاع ومقاتل ويستطيع بناء‬ ‫الكثير من األمور‪ ،‬كما سأزور وزير‬ ‫اإلسالمية وسوريا دور كبير في إيجاد‬ ‫اجليش دون تدخل السياسيني وال يتدخل بالسياسة‪.‬‬ ‫املوارد املائية‪ .‬هناك أمور يجب أن تعالج‬ ‫حل لهذه القضية العالقة منذ ‪30‬‬ ‫ولم يعد الناس يستطيعون االنتظار‬ ‫عاماً‪.‬‬ ‫سعد احلريري اعترض على العميد خوري‬ ‫في شأنها‪ ،‬ال نستطيع االستمرار‬ ‫لقربه من سوريا واملقاومة‪.‬‬ ‫بهذا الشكل‪ 19 .‬عاما ً والبلد من دون‬ ‫السنة طائفة منشي‬ ‫كهرباء‪ ،‬انتهت احلرب فليدرس الوزير‬ ‫االنتخابات ستحصل في توقيتها القانوني‪.‬‬ ‫املعني ملفه‪ ،‬وليقل للناس مثالً بعد‬ ‫وراءها في القضايا‬ ‫أؤمن‬ ‫سمير جعجع موظف لدى سعد احلريري‪.‬‬ ‫خمس سنوات أستطيع أن ّ‬ ‫الوطنية‬ ‫لكم كهرباء ولكني بحاجة إلى أمور‬ ‫معينة‪ ،‬ولكن أن تبقى الناس من دون‬ ‫اليوم يخشى البعض من شيء‪،‬‬ ‫معرفة مصير الكهرباء‪ ،‬فهذا خطأ‪.‬‬ ‫فأنت قلت إنهم ربحوا االنتخابات بالدم والتفجيرات‪ ،‬ألست خائفاً‬ ‫من‬ ‫لكن الوزير يعلم سلفاً أنه لن يبقى ملدة خمس سنوات؟‬ ‫سيناريوهات مشابهة لتأليب الرأي العام والتأثير عليه لتكون االنتخابات‬ ‫فليعد خطة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حتت وقع حاالت نفسية وأمنية؟‬ ‫في لبنان ال نستطيع أن نتفاءل كثيراً بهذا؟‬ ‫نعم هذا واضح‪ .‬فزيارة السفير السعودي إلى طرابلس ما كان سببها؟‬ ‫ملاذا يجب على الناس أن تدفع املال‪ ،‬في الهاتف كنا موعودين بخفض الفاتورة‪،‬‬ ‫التهدئة أم التأليب؟ طبعا ً التأليب‪ .‬كان يتكلم مبصالح طائفة معينة بالرغم‬ ‫من أن الطائفة التي تكلم عنها اخلوجة أكبر من طائفة‪ ،‬فالسنّة هم أمة ال وكان وقتها الوزير قرداحي أع َّد خطة بخفضها بنسبة ‪ .%40‬الفاتورة التي تعد‬ ‫طائفة‪ ،‬عيب أن يقول أحد عنهم إنهم طائفة‪ ،‬ونحن جميعا ً منشي خلفهم األغلى في العالم‪ .‬ملاذا تبقى الفاتورة األغلى في العالم؟ لرمبا يأتي السنيورة‬ ‫في القضايا الوطنية والقومية‪ ،‬وال يستطيع ال اخلوجة وال عبد اهلل بن العزيز ويقول جلبران باسيل ال تستطيع اخلفض ألننا نعتاش من هذا القطاع‪ .‬لكن‬ ‫أخذهم باجتاه املشروع األميركي‪ ،‬فهذا املشروع يستهدفهم‪ .‬في فلسطني من إذا كنت تعتاش من هذا القطاع فلماذا بيعه يا فؤاد السنيورة؟ سيجاوبنا‬ ‫املستهدف السنّة أم الشيعة؟ وفي العراق أليسوا مستهدفني كما الشيعة؟ بأنه ملتزم بباريس ‪ ،3‬ولكن نحن ضد باريس ‪ 3‬وهذا موضوع سيتوضح للناس‬ ‫العراق مستهدف كبلد‪ .‬من الذي قتل العراقيني مبوافقة سعودية وبغض وستحصل معركة عليه‪.‬‬ ‫يأت بهذا االجتاه؟‬ ‫البيان الوزاري لم ِ‬ ‫نظر سعودي‪ .‬ماذا يعني أن يأتي حسني مبارك ويتكلم عن موضوع السنيورة‬ ‫يجب أن يبحث في هذا األمر‪ ،‬ووزراء املعارضة عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم‬ ‫ودخوله إلى السرايا وقوله إن هذا املوضوع يتعلق بكرامة الطائفة السنية‪ ،‬أال‬ ‫يتعلق إسماعيل هنية بكرامة الطائفة السنية؟ أن يبقى هنية ‪ 9‬ساعات حتت في هذا األمر‪ ،‬لنوضح ما هو باريس ‪ 3‬للناس‪ .‬باريس ‪ 3‬هو زيادة للضرائب وبيع‬ ‫أشعة الشمس ليس له عالقة بكرامة الطائفة السنية‪ ،‬أن تط ّوق غزة وجتوعها للقطاع العام‪ ،‬وماذا تصبح الدولة؟ درك وجيش يحمون مصالح املتنفعني‬ ‫ليس له عالقة بكرامة الطائفة السنية؟ في لبنان فتنة «بيمشي احلال»‪ .‬هو واملصالح املالية‪.‬‬ ‫على أمل أن يحاسب املواطن على أساس البرنامج والفعل‪..‬؟‬ ‫يأت إلى هنا إال بأوامر أميركية‪ ،‬ولو كان يريد أن يحل مشاكل املسلمني في‬ ‫لم ِ‬ ‫في النهاية احملاسبة هي في مصلحة املواطن‪ ،‬وأنا أقول من هنا على التلفاز‬ ‫هذا الوطن العربي فليبدأ بغزة األقرب له وذات التأثير األكبر عليه‪ .‬ولكن هناك‬ ‫أوامر أميركية تقول إن جماعتهم «فرطوا» في لبنان وبحاجة إلى «ابر املورفني»‪ ،‬هناك انتخابات نيابية غداً‪ ،‬ابدأ مبحاسبتي أنا‪ ،‬إذا لم يحاسب الناس كمواطن‬ ‫لذلك أتى أبو الغيط وهيل‪ ،‬كل فترة يرسلونه إليهم ليحييهم‪ .‬ولكن املشروع فلن يصبح عندك قيمة‪.‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪57‬‬


‫منبر التيار‬

‫ً‬ ‫معقال للضياء‬ ‫كشافة التوحيد تنير دروس العزة وتجعل مخيمها األول‬

‫وهاب‪ :‬هدفنا تغيير هذا المجتمع نحو األفضل‬ ‫والمجيء بنواب ووزراء يحملون ه ّم شعبنا‬

‫اخمليم الكشفي‬

‫الكشافة في وقفة استعداد‬

‫‪58‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كسيوف عزة ملعت في فضاء اإلبداع‪،‬‬ ‫كصهيل خيول نبض حوافرها بريق من‬ ‫زمن التحدي‪ ،‬كشعلة نور مباركة سطح‬ ‫جنم كشافة التوحيد‪ ،‬واتقدت نيران‬ ‫الثورة ميتشقون راية التوحيد بأجنحتهم‬ ‫املوشحة بالشموخ‪.‬‬ ‫وها هي مفوضية الشباب تتألق نشاطاً‬ ‫فتكتب بقبضات العزم عناوين الصمود‪،‬‬ ‫وتوجه بوصلة احللم نحو الرقي والسمو‪،‬‬ ‫وتبشر بجيل جديد يلوح خياله طيف‬ ‫التغيير وتتغلغل في عمقه روح القيادة‪.‬‬ ‫وألن األهداف يجب أن تكون على مستوى‬ ‫الوطنية احلقيقية‪ ،‬فإن الطموح التوحيدي‬ ‫يعشق املثاليات بقدر عشقه لوطنه ويتوق‬


‫وهاب راعيا ً حفل اختتام أعمال اخمليم‬

‫الكتشاف الدميوقراطية عبر حروفها ويشتد‬ ‫حنينه ألجمل زهرة مستحيل تفتح فوق‬ ‫أراضي النور‪ ،‬تلك التي يسمونها احلرية‪.‬‬ ‫إن كشافة التوحيد تغرس اليوم بذور‬ ‫الوحدة عبر مخيمها األول على جبني بلدة‬ ‫ديردوريت‪ ،‬فتؤلف مقدمة تألقها من نسيج‬ ‫التضحيات‪ ،‬والبديهي طبعاً أن يسبق‬ ‫اخمليم حتضيرات متوّجة باجلدية والتعاون‬ ‫املمزوج بإرادة النجاح النابض في قلوب‬ ‫جميع أعضاء املفوضية‪.‬‬ ‫هكذا أشرق فجر اليوم األول مرصعاً‬ ‫بالرايات احلمراء املرفوعة على سواعد‬ ‫التوحيديني كبارا ً وصغاراً‪ .‬وبدأت رحلة‬ ‫التعرف على احلياة الكشفية وكيفية‬ ‫التعامل مع الطبيعة واحترام قوانينها‬ ‫وااللتزام باألنظمة‪ .‬وقد ترافق العمل‬ ‫الكشفي مع نشاطات رياضية وترفيهية‬ ‫رسمت الضحكات على الوجوه التائقة‬ ‫للسعادة‪ ،‬وتكحلت العيون املتطلعة‬ ‫نحو أفق التقدم‪ ،‬بندوات ثقافية شاركت‬ ‫فيها أمانة الداخلية‪ ،‬وأمانة العالقات‬ ‫السياسية وأمانة اإلعالم في تيار التوحيد‪،‬‬

‫ألن الهدف األمثل هو بناء وطن يكون فيه للنشيد الوطني ونشيد تيار التوحيد‪.‬‬ ‫االجتماع اإلنساني أكثر ثقافة ومسؤولية‬ ‫وأرقى إدراكاً ووعياً‪.‬‬ ‫نزار أبو ذياب‬ ‫وحلقات الرقص املشبع بأصالة‬ ‫الفلكلور اللبناني حول النار املتوهجة أكثر‬ ‫من معنى‪ ،‬وأكثر من بعد‪ ..‬فهي باختراقها‬ ‫غمرات الليل تكسر قيود الظالم فتعلو‬ ‫الضحكات وسط مزيج رائع من الصيحات‬ ‫واألغاني والزغاريد‪ ،‬محاكية بلحنها‬ ‫خطوات الدبكة اللبنانية ورنني السيوف‪.‬‬ ‫أما عبير مسك اخلتام فقد فاح في‬ ‫اليوم اخلامس‪ ،‬وكان احلفل اخلتامي تتويجاً‬ ‫للمخيم الذي تربع على عرش الصيف هذا‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ومقدمة النهايات السعيدة بدأت مع‬ ‫حتية كشفية مشبعة بالشموخ لقائد‬ ‫الثورة التوحيدية رئيس تيار التوحيد الرفيق‬ ‫وئام وهاب‪.‬‬ ‫وافتتح االحتفال بالوقوف دقيقة صمت‬ ‫مباركة على روح الرفيق األمني غازي عبد نزار أبو ذياب يلقي كلمة‬ ‫اخلالق‪ ،‬وعلى أرواح شهداء أمتنا األبرار‪ ،‬ثم‬ ‫ثم أطل مع ّرف احلفل منسق اإلعالم في‬ ‫وقف جميع الوطنيني التوحيديني احتراماً مفوضية الشباب الرفيق نزار أبو ذياب حامالً‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪59‬‬


‫منبر التيار‬

‫االستعداد للبدء بالبرنامج اليومي‬

‫فريق كرة القدم‬

‫راية العزة مناديا ً رفاقه قائالً‪“ :‬ارفعوا رايات العزة‬ ‫‪ ...‬زغردوا لضياء الصبح اآلتي‪ ..‬ها قد أطل قائد‬ ‫الثورة املكحلة بالدم األصيل‪ ،‬ليكتب عنوانا ً‬ ‫ألسطورة التحدي ويوشح تاريخ الوطن ببريق‬ ‫األصالة وعطر النضال‪ ،‬ها قد جاء عهد التوحيد‬ ‫ليرسم حدود األمة بريشة الشموخ املتوهجة‬ ‫األنوار”‪.‬‬ ‫نعم جاء عهد التوحيد وبان القائد بخطواته‬ ‫الثابتة‪ ،‬بصوته الصارخ في وجه الظلم‬ ‫والقهر‪ ،‬بنبرته التوحيدية املقاومة املفعمة‬ ‫بأصالة املناضلني وعزمهم‪ ،‬فكأمنا هو جنم ملع‬ ‫بريقه في دنيا األساطير‪ ،‬ففي حضرة الرئيس‬ ‫سيسمع العالم صيحات النصر املشبع‬ ‫بالدمار املباركة‪.‬‬

‫جهاد أبو ذياب‬ ‫وجاءت مقدمة املقدمات على قدر التمنيات‬ ‫فأطل قائد اخمليم مفوض الشباب في اجلاهلية‬ ‫الرفيق جهاد أبو ذياب لينثر كلماته شذى فوق‬ ‫ً‬ ‫املنبر‪ ،‬فتوهجت احلروف فخرا ً‬ ‫وعزة‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫“ولى زمن الهزائم وجاء زمن االنتصارات”‪ ،‬نعم‪،‬‬

‫حتضير سهرة النار‬

‫‪60‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جهاد أبو ذياب‬

‫لقد جاء زمن االنتصار حيث انتصرنا بقائدنا‬ ‫ورفيقنا وئام وهاب في معركة استعادة الكرامة‬ ‫وإثبات الوجود‪.‬‬ ‫إننا اليوم في مخيم الرفيق الراحل‬

‫سهرة النار‬

‫غازي عبد اخلالق ألننا نكرم رفاقنا ونقدر‬ ‫عطاءهم‪.‬‬ ‫أتقدم باسم مفوضية الشباب واملفوضية‬ ‫املركزية بالشكر لكل من ساهم في إجناح هذا‬ ‫اخمليم وفي مقدمتهم األخ طانوس أبو رجيلي‬ ‫مختار بلدة بنويتي الذي قدم األرض واألخ فيصل‬ ‫عازار الذي قدم بدروه املياه‪ ،‬عاكسني حالة الوحدة‬ ‫واللحمة الوطنية‪ ،‬كما يتقدم رفاقنا قادة‬ ‫ومشاركني بالشكر ألمانات الداخلية والعالقات‬ ‫السياسية ملساهمتهم املميزة في إجناح اخمليم‬ ‫الصيفي األول في تيار التوحيد‪ ،‬وأخص أمانة‬ ‫اإلعالم ملساهمة األمني الفعالة وحتية حب وتقدير‬ ‫ألشبالنا الذين ميثلون جذوة العمل الوطني‬ ‫والقومي املقبل‪.‬‬ ‫منذ سنوات طويلة ونحن نحلم برجل يقف‬ ‫وقفات عز وافتخار فكنت أنت أيها الرئيس القائد‬ ‫الذي اخترق جدار العبودية وحطم كل حواجز‬ ‫الضعف والذل والهوان‪ ،‬جتف األقالم وتنضب‬ ‫العبارات أمام عطائك وروحك وإنسانيتك‪.‬‬ ‫تشكل يا قائدنا الوهاب سدا ً منيعا ً في‬ ‫وجه املؤامرات والدسائس التي حتاك ضد وطننا‬ ‫وأمتنا‪.‬‬ ‫نعاهدك أننا معك باقون وخلف قيادتك سائرون‬


‫وعلى نهج املقاومة واملمانعة التي ربيتنا عليها‬ ‫مستمرون‪ ...‬مستمرون‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫هوذا قائدنا‪...‬هوذا سر وحدتنا‪“ ،‬هوذا‬ ‫اجملد يستيقظ في خيال العظماء يحمي‬ ‫معاقلنا‪ ...‬هوذا النجم يتعمد بضياء النصر‬ ‫يقود مراكبنا‪ ...‬هوذا زمن العمالقة‪ ،‬زمن‬ ‫النضوج الفكري‪ ،‬زمن االنعتاق من قيود‬ ‫اإلقطاع وأشباه الزعماء”‪ ،‬هكذا قدم عريف‬ ‫احلفل رئيس تيار التوحيد الرئيس الرفيق وئام‬ ‫وهاب الذي القى كلمة توجه فيها إلى الشباب‪،‬‬ ‫مؤكدا ً أن تيار التوحيد ألغى الزعامة الفردية‬ ‫وهو ليس مشروع وزارة ما أو مقعد نيابي أو‬ ‫موقع معني‪ ،‬تيار التوحيد هو مشروع ثورة في‬ ‫هذا اجملتمع الذي بدأ يخرج من “القمقم” ولن‬ ‫يعود إليه‪.‬‬ ‫أضاف‪ :‬هذا اجلبل ال ميكن اختصاره بشخص‬ ‫أو اثنني أو ثالثة أو أكثر‪ ،‬هو أكبر من ذلك‪ ،‬كذلك‬ ‫الطائفة‪ .‬ومن يظن أنه‪ ،‬من خالل مصاحلات‬ ‫معينة أو لقاءات شكلية‪ ،‬قادر على أن يختصر‬ ‫هذه الطائفة فهو واهم وصغير وصغير جدا ً‬ ‫وأصغر من هذه الطائفة‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬هدفنا تغيير هذا اجملتمع نحو األفضل‪،‬‬ ‫هم شعبنا وقضية‬ ‫واجمليء بنواب ووزراء يحملون ّ‬ ‫التغيير وليس اجمليء بوزير أو نائب للقول أو اإليحاء‬ ‫بأننا مت ّثلنا بوزير في هذه احلكومة‪.‬‬ ‫تابع‪ :‬نحن على أبواب مرحلة جديدة في لبنان‪،‬‬ ‫سيتحدد فيها مسار األمور املقبلة‪ .‬واملعارضة‬ ‫يجب أن يكون لديها اجلرأة الستالم السلطة‪،‬‬ ‫عبر برنامج لإلصالح السياسي واالقتصادي‬ ‫واإلمنائي والتربوي‪ ...‬ومن يظن أن املعارضة ميكن‬ ‫أن تقبل باملشاركة في احلكومة لتكون شاهد‬ ‫زور‪ ،‬فهو مخطئ‪ ،‬إن كان معارضا ً أم موالياً‪.‬‬

‫الفن لم يغب عن اخمليم‪ :‬رقص الدبكة‬

‫الزجل كان حاضرا ً‬

‫الغداء على النهر‬

‫متثيل مسرحية‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪61‬‬


‫منبر التيار‬ ‫واملعارضة إذا قبلت بذلك فستكون قد أسقطت‬ ‫نفسها‪ ،‬ألن املطلوب أن يكون وزراؤها هم البداية‬ ‫لعملية التغيير‪ .‬وما شهدناه باألمس من تعيني‬ ‫لقائد اجليش اجلديد ما هو إال عودة إلى عمل‬ ‫املؤسسات‪ .‬وهذه خطوة جريئة‪ ،‬رغم أن األسماء‬ ‫التي طرحت لهذا املنصب هي أيضا ً جيدة‪ .‬وقد‬ ‫صدرت بعض االعتراضات من هنا وهناك على‬ ‫تعيني قائد اجليش‪ ،‬فلماذا؟! ألنه لم يقف على‬ ‫أبواب السياسيني شحاذا ً ملناصب أو جنوم‪ .‬هل‬ ‫املطلوب من أي موظف كبير أن مير ليشحذ‬ ‫موقعه من هذا الزعيم أو ذاك؟!!‬ ‫هذا أمر يجب أن يكون محسوماً‪،‬‬ ‫واملعارضة يجب أن تأخذ من هذا التعيني‬ ‫قاعدة في كل التعيينات القادمة‪ .‬وإال فإن‬ ‫وزراء املعارضة‪ ،‬إذا خالفوا هذه القاعدة‪،‬‬ ‫يكونون كمن يشارك في تقاسم اجلبنة‪.‬‬ ‫وعندها لن نو ّفر أحداً‪ ،‬أكان وزيرا ً معارضا ً أم‬ ‫مواليا ً في هذه احلالة‪.‬‬ ‫وختم متوجها ً إلى شباب التوحيد‪ ،‬مشددا ً‬ ‫على أهمية العمل الكشفي في بناء املستقبل‬ ‫الواعد‪ .‬وأثنى على اجلهود التي بذلت إلجناح هذا‬ ‫اخمليم‪.‬‬

‫رقصة فولكلورية‬

‫برنامج االحتفال‬ ‫ثم بدأ برنامج االحتفال الفني بتعريف لكل‬ ‫فقرة‪ ،‬وجاء فيه‪:‬‬ ‫فارفعوا رؤوسكم يا نبض توحيد األمة‪ ...‬يا‬ ‫مالئكة النبوغ واألصالة‪ ،‬يا كواكب احلق املتوهجة‬ ‫نصرا ً وتوحيداً‪ .‬وارقصوا على أنغام سمفونيات‬ ‫اجملد كما رقصت طيور التوحيد على أنغام أغنية‬ ‫حلوة مرصعة حفلتنا بوهج عربي امتزج بلون‬ ‫غجري جميل‪.‬‬ ‫وال بد من أن نرسم خطوط احللم بريشة احملبة‬ ‫لنكحل بها جبني العائلة اللبنانية احلاضنة‬ ‫للتقاليد والعادات‪...‬‬ ‫وبأسلوب ساخر ال يخلو من العتب واالنتقاد‬ ‫حلفنة من العادات الغريبة التي تناقلتها األجيال‬ ‫جاءت مسرحية “العائلة” لترشف من نبيذ‬ ‫مجتمعنا مادة دسمة حلبكتها وتل ّون سهرتنا‬ ‫بضحكات وافقت املسرحية حتى نهايتها‪ .‬لنعود‬ ‫بعدها إلى زمن الزجل األصيل مع جوقة من‬ ‫الشعراء األطفال‪ .‬وهنا ال بد من رهبة وإعجاب‬ ‫ومتني أن يكون في كل دار أفواه مفعمة بالنضوج‬ ‫األصيل‪.‬‬ ‫وليكون االحتفال أكثر روعة أتى “سكتش”‬ ‫السكران والوزير ليكون جتسيدا ً جملتمعنا الباحث‬ ‫عن نبض فرح وأمل وتغيير‪.‬‬ ‫ووصلت السفينة إلى شواطئ اإلبداع مع‬ ‫فرقة الدبكة اللبنانية‪ .‬وبعدها كرمت مفوضية‬ ‫الشباب الطالب الناجحني في الشهادات‬ ‫الرسمية‪ ،‬كما وزّعت الهدايا على األشبال‬ ‫املشاركني في اخمليم‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عرض كشفي‬

‫‪ ...‬وعرض آخر‬


‫ينشدون‬

‫وانتهى اخمليم الكشفي وفي العيون التوحيدية‬ ‫بقيت نظرات احلنني لبقعة فرحهم ومشرح‬ ‫ذكراياتهم‪.‬‬ ‫وهنا ال بد لنا في اخلتام من أن نشكر نساء‬ ‫التيار في اجلاهلية عامة والرفيقة ندى أبو‬ ‫ذياب والرفيقة مجدولني أبو ذياب خاصة على‬ ‫مواكبتهن الكاملة للمخيم‪.‬‬

‫حتقيق‪ :‬حنان ونزار ابو ذياب‬ ‫مفوضية الشباب في اجلاهلية‬

‫تتوجه مفوضية الشباب في‬ ‫اجلاهلية بأحر التهاني للطالب‬ ‫الناجحني في الشهادات الرسمية‬ ‫وهم‪:‬‬ ‫نبال حسام أبو ذياب‬ ‫ساري عفيف أبو ذياب‬ ‫ليان حسني العياص‬ ‫تيماء هيثم أبو ذياب‬ ‫نانسي محمود العياص‬ ‫خلدون رشيد أبو ذياب‬ ‫براء عزت أبو ذياب‬ ‫هبة خليل أبو ذياب‬ ‫اهدن فوزي أبو ذياب‬ ‫مجدالنا خالد أبو ذياب‬

‫األناشيد حاضرة دائما ً‬

‫الكشافة في البرية‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪63‬‬


‫منبر التيار‬

‫سفير الصين يولم لوهاب‬ ‫أقام سفير الصني في لبنان ليو‬ ‫تشيمنغ‪ ،‬حفل غداء على شرف‬ ‫رئيس تيار التوحيد وئام وهاب في‬

‫مقر السفارة‪ ،‬بحضور أركان السفارة‬ ‫ومسؤولني من التيار‪ ،‬وجرى خالله‬ ‫عرض لألوضاع على الساحة اللبنانية‬

‫وفي املنطقة العربية‪ ،‬والتطورات التي‬ ‫حتصل في العالم‪ ،‬إضافة إلى العالقات‬ ‫الثنائية بني الطرفني‪.‬‬

‫احتفال بمناسبة االستقالل الفنزويلي‬ ‫مبناسبة ذكرى إعالن استقالل اجلمهورية البوليفارية الفنزويلية الـ‪197‬‬ ‫في اخلامس من شهر متوز من العام ‪ 1811‬دعت السفارة الفنزويلية في‬ ‫لبنان الشخصيات الرسمية‪ ,‬والسياسية واحلزبية واالعالمية واالجتماعية‬ ‫واجلالية الفنزويلية في لبنان واملغتربني اللبنانيني إلى فنزويال الذين عادوا إلى‬ ‫لبنان خالل هذا الصيف‪ ،‬حلضور االحتفال الذي أقامته في نادي الضباط في‬ ‫الكسليك‪ ،‬ول ّبت مسؤولة العالقات اخلارجية فريال ابو ذياب الدعوة ممثلة رئيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬

‫ممثلو الرؤساء الثالثة وكرم اثناء االحتفال‬

‫نشاطات العالقات الخارجية‬

‫زيارة سفارة تركية‬

‫مسؤولة‬ ‫قامت‬ ‫العالقات اخلارجية في‬ ‫تيار التوحيد فريال أبو‬ ‫ذياب بزيارة سفارة تركية‬ ‫في لبنان حيث التقت‬ ‫سعادة السفير سيرداك‬ ‫كليتشى‪.‬‬ ‫بداية اللقاء نقلت‬ ‫أبو ذياب حتية رئيس‬ ‫التيارالوزير وئام وهاب‪.‬‬ ‫رحب سعادة السفير‬ ‫بلقاء أبو ذياب‪ ,‬وعبر عن رأيه في املستجدات على الساحة اللبنانية‪ ,‬مشددا ً‬ ‫على أهمية احلوار إلمتام االنتخابات ملا فيه مصلحة لبنان العامة‪ 0‬مبديا ً‬ ‫رغبته في أن يصبح اللبنانيون شعبا ً واحدا ً وهوية واحدة‪ ،‬متناسني التفريق‬

‫وزارت سفارة “تشيلي”‬ ‫حيث التقت سعادة السفير‬ ‫بيدرو باروس اورغوى‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫مثلت هذه الزيارة فتحاً‬ ‫للعالقات الدبلوماسية بني‬ ‫الطرفني‪ .‬وحملت أبو ذياب‬ ‫حتيات رئيس التيار الوزير وئام‬ ‫وهاب‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬رحب سعادة السفير بهذه الزيارة آمالً استمرار التواصل‬ ‫لتوطيد العالقة الدبلوماسية الثنائية‪.‬‬

‫‪...‬والجمهورية البوليفارية‬

‫بدوره أبدى مدير املركز ترحيبه مببادرة رئيس التيار الوزير وئام وهاب‪ ،‬مشددا ً على‬ ‫أهمية توطيد العالقات‪ ،‬واملزيد من التواصل‪ ،‬ملا فيه مصلحة الشعبني العامة‪.‬‬

‫استقبلت سعادة السفيرة سعاد كرم في سفارة اجلمهورية البوليفارية‬ ‫الفنزويلية في لبنان مسؤولة العالقات اخلارجية الدبلوماسية في تيار‬ ‫التوحيد فريال أبو ذياب ناقلة لها حتية رئيس التيار الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ .‬وتخلل اللقاء تبادل الرؤية في األوضاع الراهنة‪ ،‬مؤكدة على ضرورة‬ ‫إجناز االنتخابات النيابية من أجل الوفاق املشترك في البالد‪ ،‬كما عبرت‬ ‫عن سرورها ملبادرات الرئيس ميشال سليمان وعلى اهتمامه بالعالقات‬ ‫الدبلوماسية بني البلدان اجملاورة‪ ،‬وملواقف الرئيس وهاب اجلريئة‪ ،‬وشددت‬ ‫على استمرارية التواصل وتوطيد العالقات بني الطرفني‪.‬‬

‫‪..‬ومركز سيرفانتس الثقافي االسباني‬

‫كما قامت ابو ذياب بزيارة مركز سيرفانتس الثقافي اإلسباني‪ ،‬حيث‬ ‫التقت مدير املركز األستاذ ادواردو كالفو غارسيا ومديرة القسم الثقافي‬ ‫السيدة ندى زياد‪.‬‬ ‫وتندرج هذه الزيارة في سياق التعارف والتأسيس لبناء عالقات اجتماعية‬ ‫وثقافية بني الشعبني اإلسباني واللبناني‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫الديني أو الطائفي أو السياسي‪ ،‬كما عبر عن امتنانه لإليجابية التي يبديها‬ ‫الوزير وهاب في موضوع املصاحلات بني القوى السياسية كافة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪...‬وتشيلي‬

‫وحضور حفل استقالل المكسيك‬ ‫ثم حضرت أبو ذياب‪ ،‬ممثلة رئيس التيار الوزير وئام وهاب‪ ،‬احتفاال ً أقامته‬ ‫سفارة املكسيك في أوتيل “املارينا الضبيه”‪ ،‬مبناسبة ذكرى استقالل‬ ‫املكسيك عن إسبانيا‪.‬‬ ‫وقد حضره ممثلو رئيس اجلمهورية ورئيسي مجلس النواب واحلكومة‪،‬‬ ‫وشخصيات سياسية ودبلوماسية وممثلون عن وزراء ونواب‪.‬‬ ‫والقى سفير املكسيك “خورخي الفارز فوينتس” كلمة قال فيها ‪:‬‬ ‫“لبنان واملكسيك تربطهما صداقة متينة ومميزة على مدار السنني؛‬ ‫نتشارك قيم احلرية واالستقالل‪ ،‬في بناء مستقبل أفضل‪.‬‬ ‫أشعر بالفخر والسعادة كوني سفير املكسيك في لبنان‪ .‬وسأستمر ببذل‬ ‫الكثير من اجلهود والتعاون الو ّدي لتمتني الروابط بني البلدين والشعبني على‬ ‫أسس الصداقة والتفاهم املتبادل في سبيل املصلحة املشتركة العامة‪،‬‬ ‫وكرامة اإلنسان وحريته وتقدمه”‪.‬‬


‫وجهة نظر‬

‫بين العروبة‬ ‫والعولمة‪،‬‬ ‫العروبة ً‬ ‫أوال‬ ‫«وأخيراً»‬ ‫بقلم واصف شرارة‬ ‫انطالقا ً من أن العروبة هي شهادة انتماء لألرض‬ ‫وللتاريخ‪ ،‬وهي الهوية التي يحملها اإلنسان‬ ‫العربي معبرا ً عن وطنيته الصافية‪ ،‬وألنها كذلك‬ ‫فإننا جندها هي املستهدفة من جانب الطامعني‬ ‫واملستعمرين‪ ،‬كما أن اخلروج من العروبة يعني‪،‬‬ ‫آلياً‪ ،‬اخلروج من الوطنية وعليها‪ ،‬فقد انتهى‬ ‫اخلارجون على العروبة في لبنان عمالء عند العدو‬ ‫الصهيوني يقاتلون أهلهم‪.‬‬ ‫فاخلروج على العروبة ال يعني االنتماء إلى‬ ‫العصر‪ ،‬وهو ليس بطاقة دخول إلى العوملة وليس‬ ‫بطاقة انتساب إلى العالم اجلديد‪ ،‬عالم ثورة‬ ‫االتصاالت واملواصالت‪ ،‬أو إعالنا ً متقدما ً باالنتساب‬ ‫إلى العصر‪ .‬إن العروبة فعل انتماء إلى األرض‬ ‫والثقافة والتاريخ واحلضارة‪ ،‬إنها حقيقة تاريخية‬ ‫وجغرافية واقتصادية‪ ،‬وبكلمة أخرى إنها ضرورة‬ ‫ال بد منها‪.‬‬ ‫تصر على محاسبة‬ ‫وإذا كانت الواليات املتحدة ّ‬ ‫سورية فألن سورية متمسكة بعروبتها‪ ،‬وألن‬ ‫سورية هي مع االنتفاضة على أرض فلسطني‬ ‫ومع املقاومة في لبنان ومع شعب العراق في طرد‬ ‫احملتلني‪ ،‬ومع كل شعب عربي على امتداد مساحة‬ ‫الوطن الكبير يسعى من أجل بناء اجملتمع العربي‬ ‫الدميوقراطي املوحد‪.‬‬ ‫إن الضغوط األميركية على سورية ما هي‬ ‫إال ألن سورية لم تستجب إلمالءات هذه اإلدارة‪،‬‬ ‫كونها مت ّثل انتهاكا ً للسيادة وتتعارض مع‬ ‫ثوابت سورية ومصاحلها الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫وألن لسورية سياستها املستقلة النابعة من‬ ‫مصلحة شعبها ومن التمسك بثوابتها املبدئية‪،‬‬ ‫وهي تعمل من أجل الدفاع عن حقوق شعبها‬ ‫ومصاحلها الوطنية والقومية وال تنحني أمام‬ ‫الضغوط من أي جهة أتت عندما يتعارض ذلك‬ ‫مع مصاحلها الوطنية والقومية أو ميس أيا ً من‬ ‫ثوابت موقفها القومي‪.‬‬ ‫إن املستهدف بالضغط على سورية هو عروبتها‬ ‫وهو انتماؤها حمليطها القومي في محاولة لثنيها‬ ‫عن موقفها وتغييره من القضية الفلسطينية‬

‫والصراع العربي الصهيوني والقضية العراقية‪،‬‬ ‫وكذلك القبول باإلمالءات والضغوط األميركية‬ ‫في إطار خطة الواليات املتحدة لتغيير واقع‬ ‫املنطقة مبا يستجيب ملتطلبات السياسة‬ ‫األميركية واملصالح الصهيونية‪ ،‬جتسيدا ً ملبدأ‬ ‫الواليات املتحدة الذي تنتهجه بعد أحداث احلادي‬ ‫عشر من أيلول بتصنيف العالم بني موال أو معاد‬ ‫لسياستها‪.‬‬ ‫وقد سبق لسورية أن تعرضت لضغوط‬ ‫مختلفة وبقيت ثابتة على مواقفها املستندة‬ ‫إلى ثوابتها الوطنية ومصالح شعبها وأمتها‪،‬‬ ‫والضغوط احلالية لن جتعلها تنحني أو تساوم أو‬ ‫تف ّرط بحقوقها ومصاحلها‪ ،‬ال سيما أنها ملتزمة‬ ‫بالشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها بالسالم‬ ‫العادل والشامل مع تأكيدها أن ذلك لن يتحقق‬ ‫إال من خالل عودة احلقوق واألرض إلى أصحابها‬ ‫ووضع حد لسياسات الهيمنة ولنهج العدوان‬ ‫واالحتالل كي تنعم املنطقة باألمن واالستقرار‬ ‫املفتقد حالياً‪.‬‬ ‫إن جيش االحتالل اإلسرائيلي الذي يرتكب‬ ‫اجلرائم اليومية بحق الشعب الفلسطيني‬ ‫يرفده جيش آخر في أميركا من احملللني‬ ‫واملفكرين واإلعالميني‪ ،‬يشرحون يوميا ً ما‬ ‫يجري في املنطقة من وجهة نظرهم للشعب‬ ‫األميركي‪ ،‬لذلك فإن هذا الشعب البعيد‬ ‫واملنشغل بهمومه اليومية يحكم على ما‬ ‫يسمعه ويقرأه ويراه‪ ،‬وليس على ما يجري‬

‫على أرض الواقع عندنا في منطقة بعيدة‬ ‫وغريبة ومجهولة عنه‪ ،‬ولذلك فإن حضور دعاة‬ ‫أهل الكلمة والفكرة ومخاطبة الرأي العام‬ ‫بلغة أخرى هام جدا ً بأهمية حضور املقاتلني‬ ‫واملدافعني عن األرض والكرامة واحلقوق‪.‬‬ ‫إن ردنا يكون التمسك بعروبتنا التي هي هويتنا‪،‬‬ ‫بل هي هوية أمتنا من احمليط إلى اخلليج‪ ،‬وهي‬ ‫ليست دولة وال نظام حكم أو حزباً‪ ،‬وال مؤسسة‬ ‫سياسية ميكن خلعها بانقالب أو ميكن احتاللها‪.‬‬ ‫ورغم أن العروبة قد تلقت العديد من الطعنات‪،‬‬ ‫وغالبا ً ممن يحملون رداءها وأحيانا ً من خصومها‪،‬‬ ‫فقد أثبتت التجارب أن العروبة كانت وستبقى‬ ‫أقوى من املؤامرات‪ ،‬والتمسك بالعروبة سيبقى‬ ‫هو اخلالص الوحيد لهذه األمة‪ ،‬وأن املنطق القومي‬ ‫أثبت اليوم أنه الوحيد القادر على تأمني مستقبل‬ ‫أفضل للعرب جميعاً‪ ،‬وكل املآسي التي يعانيها‬ ‫العرب ناجمة عن نظام التجزئة السياسي الذي‬ ‫ُفرض قسرا ً على العرب وأدى إلى تشتيت قواهم‬ ‫وتفتيت جهودهم‪ ،‬وبالتالي استفراد عدوهم بهم‬ ‫بلدا ً بعد آخر‪ ،‬نظاما ً بعد آخر‪.‬‬ ‫إن األحداث اجلارية في محيطنا العربي تؤكد أن‬ ‫املستهدف في كل ما يدور في املنطقة العربية‬ ‫منذ أكثر من قرن‪ ،‬من العراق إلى فلسطني إلى‬ ‫السودان‪ ،‬هو القومية العربية كوجود حضاري‬ ‫تاريخي وكمكونات ثقافية ممثلة باالنتماء‬ ‫السياسي‪.‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪65‬‬


‫منبر عربي‬

‫ثالث عمل أمني خطير يقع في سوريا‬

‫التفجير في دمشق استعادة لما قام به‬ ‫«اإلخوان المسلمون» قبل ‪ 25‬عاماً‬

‫موقع انفجار دمشق‬

‫احلوادث األمنية التي عرفتها سوريا هذا‬ ‫العام‪ ،‬ليست قليلة وال هي عادية‪ ،‬بل هي كبيرة‬ ‫بحجمها واألشخاص الذين استهدفتهم‪ ،‬فمن‬ ‫اغتيال أحد قادة «املقاومة اإلسالمية» الشهيد‬ ‫عماد مغنية في ‪ 21‬شباط ‪ 8002‬في دمشق‪،‬‬ ‫إلى إطالق نار على العميد محمد سليمان‬ ‫في مقر إقامته في الالذقية وهو ضابط كبير‬ ‫يحمل مسؤوليات عليا في اجليش السوري‪،‬‬ ‫وأحد املسؤولني االمنيني والعسكريني املقربني‬ ‫واملستشارين للرئيس السوري بشار االسد‪،‬‬ ‫ويتابع ملفات استراتيجية لها عالقة باملقاومة‬ ‫في لبنان‪ ،‬اضافة الى ما كشفه املدير العام‬ ‫للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد برادعي‬ ‫من ان العميد سليمان كان يتابع معه موضوع‬ ‫ما تزعمه اميركا قيام سوريا ببناء مفاعل‬ ‫نووي‪.‬‬ ‫وجاء االنفجار الذي استهدف احد احياء‬ ‫دمشق على طريق املطار والذي اودى بحياة ‪71‬‬

‫‪66‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مواطنا ً واكثر من ‪ 03‬جريحاً‪ ،‬ليكشف مدى‬ ‫الضغط السياسي واالمني الذي تتعرض له‬ ‫سوريا‪ ،‬وهي متر باملرحلة التي مرت بها في‬ ‫مطلع الثمانينيات من القرن املاضي عندما‬ ‫قامت جماعة «االخوان املسلمني» بسلسلة‬ ‫تفجيرات استهدفت مراكز امنية ودبلوماسية‬ ‫وأحياء سكنية‪ ،‬مما اضطر قوات األمن ألن تخوض‬ ‫معركة اجتثاث لهذه اجملموعة االسالمية‬ ‫املتطرفة‪ ،‬ومتكنت من القضاء عليها والسيطرة‬ ‫على الوضع االمني‪ ،‬ومحاصرتها و ف ّر عناصر‬ ‫منها الى طرابلس‪ ،‬وتغلغلوا في احيائها‪.‬‬ ‫يبدو ان هذا االنفجار الذي قدر حجم العبوة‬ ‫فيه بحوالى مئتي كيلوغرام‪ ،‬هو االقوى في‬ ‫سلسلة العمليات االرهابية التي حصلت‬ ‫هذا العام‪ ،‬وهي تذكر مبا حصل قبل ربع قرن‪،‬‬ ‫عندما مت تفجير احد مراكز للخبراء السوفيات‬ ‫في شاحنة حتمل مئات الكيلوغرامات من املواد‬ ‫املتفجرة‪ ،‬وهذا ما فتح املعركة مع «االسالميني‬

‫االصوليني»‪ ،‬حيث تزامن هذا االنفجار مع املعارك‬ ‫التي كان يخوضها السلفيون ضد الوجود‬ ‫السوفياتي في افغانستان بدعم اميركي‬ ‫سمي بـ «العرب االفغان»‬ ‫وسعودي‪ ،‬مما أنتج ما ّ‬ ‫الذين توزع بعضهم على الدول العربية وبعض‬ ‫الدول االجنبية‪ ،‬ومت انتاج تنظيم القاعدة‬ ‫برئاسة اسامة بن الدن الذي كان ميول من أمراء‬ ‫السعودية وحكامها‪ ،‬والذي يدين بالفكر الوهابي‬ ‫الذي أسسه الداعية محمد عبد الوهاب‪،‬‬ ‫ويدعو الى التطرف والغاء اآلخر‪ ،‬وتكفيره سواء‬ ‫كان مسلما ً او غير مسلم‪ ،‬وقد شكلت مرحلة‬ ‫الثمانينيات احياء الفكر االسالمي االصولي‬ ‫وتنظيمه‪ ،‬الذي دعا الى استخدام العنف‬ ‫واللجوء الى السالح الذي شجعت اميركا‬ ‫والسعودية على توجيهه الى من تعتبرهم‬ ‫ملحدين ويحملون الفكر الشيوعي ويعتنقون‬ ‫املاركسية‪ ،‬لكن هذا السالح ارتد الى الدول‬ ‫التي دربت وسلحت ومولت اجملموعات االصولية‪،‬‬


‫وبدأت عملياتها ضدها‪ ،‬وحتديدا ً بعد االنسحاب‬ ‫السوفياتي من افغانستان والهزمية التي اصابت‬ ‫اجليش السوفياتي‪ ،‬واالنهيار الذي حلق باالحتاد‬ ‫السوفياتي واملنظومة االشتراكية التابعة له‪،‬‬ ‫فرأى االسالميون ان الساحة فرغت لهم‪ ،‬ملنازلة‬ ‫اميركا والدول االوروبية التي تعتبر حربها معها‬ ‫حربا ً ضد القوى الصليبية والكافرة‪ ،‬والتي حتتل‬ ‫ارضا ً اسالمية من خالل وجود قواتها فيها‪ ،‬ال‬ ‫سيما في الدول اخلليجية‪ ،‬التي متركزت داخلها‬ ‫واتخذت قواعد لها في السعودية التي هي «دار‬ ‫اإلسالم» ومنها انطلقت الرسالة االسالمية‪.‬‬ ‫فاجلماعات التكفيرية‪ ،‬القت دعما ً سعوديا ً‬ ‫وغربياً‪ ،‬ومت توجيهها ايضا ً نحو الدول التي‬ ‫تقف في صف املقاومة إلسرائيل واملمانعة‬ ‫للمشاريع االميركية في املنطقة‪ ،‬وقد نالت‬ ‫سوريا حصتها منها‪ ،‬هذه اجلماعات ال سيما‬ ‫«االخوان املسلمني» كانت تستظل دوال ً اوروبية‬ ‫وحتديدا ً املانيا وبريطانيا‪ ،‬اضافة الى رعاية عربية‬ ‫وحتديدا ً من االردن‪ ،‬ومن بعض املسؤولني في‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر‬ ‫عرفات الذي كان على خالف سياسي مع سوريا‬ ‫التي كانت ترفض احللول اجلزئية للمسألة‬ ‫الفلسطينية او للصراع العربي ـ االسرائيلي‪.‬‬ ‫وعندما اعلن الرئيس السوري بشار االسد‪،‬‬ ‫عن تنامي احلالة االصولية في الشمال‪ ،‬وان ال‬ ‫استقرار في لبنان مع وجودها‪ ،‬كان يعني ما‬ ‫يقصد‪ ،‬الن مسلسل التفجيرات التي وقعت‬ ‫فيه منذ اغتيال الرئيس رفيق احلريري في ‪41‬‬ ‫شباط ‪ ،5002‬والتي اكدت تقارير جلنة التحقيق‬ ‫الدولية تورط اسالميني اصوليني في هذه‬ ‫اجلرمية‪ ،‬يشير الى ان الهدف من وراء ذلك‪ ،‬كان‬ ‫فتح الساحة اللبنانية امام الفوضى واإلنفالت‬ ‫االمني وفرط اجليش اللبناني واالجهزة االمنية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وهذا ما حصل بعد اغتيال احلريري‬ ‫سمي النظام االمني اللبناني –‬ ‫باستهداف ما ّ‬ ‫السوري املشترك‪ ،‬وان املطالبة بإخراج القوات‬ ‫السورية من لبنان وفق القرار ‪ 9551‬الذي صدر‬ ‫عن مجلس االمن الدولي في مطلع ايلول‬ ‫‪ ،4002‬من اجل ان تتغلغل اخملابرات االسرائيلية‬ ‫واالجنبية‪ ،‬والتي كشفت عن دور لها في‬ ‫عمليات اغتيال وتفجيرات‪ .‬والشمال ساحة‬ ‫خصبة لنمو وتغلغل احلركات االسالمية‬ ‫االصولية‪ ،‬وهو امللجأ الذي احتمى فيه «االخوان‬ ‫املسلمون» الذين فروا من سوريا‪ ،‬واقاموا «امارات‬ ‫اسالمية» في منتصف الثمانينات من القرن‬ ‫املاضي‪ ،‬متكنت القوات السورية اثناء وجودها‬ ‫في لبنان من إنهائها‪ ،‬وجاءت معارك مخيم‬ ‫نهر البارد بعد اعالن الرجل الثاني في تنظيم‬ ‫«القاعدة» امين الظواهري‪ ،‬ان لبنان اصبح «ارض‬ ‫رباط» ملواجهة الكفرة والصليبيني والرافضة‬ ‫الشيعة‪ ،‬ما يعزز ان االصوليني نقلوا املعركة‬ ‫الى لبنان‪ ،‬وان من ذهب منهم الى العراق قد عاد‬ ‫الى لبنان مع مجموعات اخرى‪ ،‬ظهرت في اثناء‬ ‫احداث نهر البارد‪ ،‬الى اعتقال مجموعة الـ ‪31‬‬

‫التي تضم اشخاصا ً من جنسيات عربية‪ ،‬ومن‬ ‫بينها خالد طه املتهم بأنه جنّد ابو عدس الذي‬ ‫ذكرت التحقيقات انه كان في السيارة التي‬ ‫انفجرت مبوكب احلريري‪.‬‬ ‫فالقيادة السورية متوجسة مما يجري في‬ ‫الشمال ومن احلوادث التي شهدتها طرابلس‬ ‫واملعارك التي دارت بني باب التبانة وجبل محسن‪،‬‬ ‫والتفجيرات التي استهدفت باصني للجيش‬ ‫اللبناني وسقط فيهما شهداء من العسكريني‬ ‫واملدنيني‪ ،‬وهو االسلوب الذي استخدم في‬ ‫تفجير باصي عني علق واكدت التقارير االمنية‬ ‫والتحقيقات القضائية ان «فتح االسالم» تقف‬ ‫وراءه‪ ،‬كما ال تستبعد ان تكون هي وراء عملية‬ ‫اغتيال اللواء فرنسوا احلاج‪.‬‬ ‫لذلك فإن حتذير الرئيس السوري من تنامي‬ ‫االصولية االسالمية في كنف جماعات اسالمية‬ ‫ناشطة في الشمال‪ ،‬ولها ارتباطات مع النظام‬

‫الوضع األمني‬ ‫غير المستقر‬ ‫في شمال لبنان‬ ‫وتجمع األصوليين‬ ‫فيه يقلق األسد‬ ‫السعودي الذي يدعمها حتت عنوان تقدمي‬ ‫مساعدات مالية ملؤسسات خيرية ومدارس‬ ‫دينية‪ ،‬وهي كانت سابقا ً محظورة‪ ،‬اال انها بعد‬ ‫سيطرة قوى ‪ 41‬شباط على احلكم‪ ،‬واستالمها‬ ‫االجهزة االمنية‪ ،‬عادت هذه اجملموعات الى العمل‬ ‫العلني بعد صدور عفو عن مجلس النواب عن‬ ‫عناصر اسالمية شاركت في قتل عناصر من‬ ‫اجليش اللبناني في الضنية‪ ،‬ومجموعات اخرى‬ ‫من مجدل عنجر متهمة بأعمال تفجير‪ ،‬وكان‬ ‫وراء العفو «تيار املستقبل» الذي قرر ان يدعم‬ ‫القوى االصولية‪ ،‬للوقوف بوجه «حزب اهلل»‬ ‫وهذا ما اعلنه سعد احلريري‪ ،‬مهددا ً بأنه اذا‬ ‫لم يتم احلوار والتعاون مع «التيار االسالمي‬ ‫املعتدل»‪ ،‬فسنواجههم باملتطرفني االسالميني‪،‬‬ ‫وهو ما كشفته التقارير االمنية‪ ،‬عن دعم «جلند‬ ‫الشام» من مسؤولني في «تيار املستقبل» الذي‬ ‫و ّفر االجواء السياسية واالعالمية املشحونة‬ ‫طائفيا ً ومذهبياً‪ ،‬للتطرف في الساحة السنية‬ ‫التي كانت مكانا ً لنمو الفكر القومي‪ ،‬والنضال‬

‫الوحدوي‪ ،‬والقتال ضد االستعمار‪.‬‬ ‫لكل هذه االسباب‪ ،‬بدأت سوريا تنظر بقلق‬ ‫الى خاصرتها الشمالية‪ ،‬ال سيما مع توجيه‬ ‫الصراع على انه سني ـ علوي‪ ،‬وقد قررت ان‬ ‫تتشدد في مراقبة احلدود بعدما وردت تقارير عن‬ ‫تسرب اصوليني اليها‪ ،‬قد ينقلون املعركة الى‬ ‫الداخل السوري‪ ،‬فحشدت قواتها‪ ،‬فاعتبرتها‬ ‫قوى ‪ 41‬شباط انها تتحضر للدخول الى لبنان‪،‬‬ ‫وان الكالم االخير للرئيس السوري يوحي بذلك‪،‬‬ ‫وان ثمة مناخ دولي قد يعيد سوريا الى لبنان‪.‬‬ ‫ووقع االنفجار على طريق مطار دمشق‪،‬‬ ‫ليثبت صحة ما كان الرئيس االسد حذر منه‬ ‫في القمة الرباعية التي جمعته مع الرئيس‬ ‫الفرنسي نيكوال ساركوزي وامير قطر حمد‬ ‫بن جاسم آل ثاني ورئيس احلكومة التركية‬ ‫رجب طيب اردوغان‪ ،‬من خطر الوجود االسالمي‬ ‫املتطرف في الشمال‪ ،‬الذي يتزامن خطاب من‬ ‫قبل رجال دين سنة ومنهم الشيخ يوسف‬ ‫القرضاوي الذي حتدث عن اخلطر الشيعي على‬ ‫السنة‪ ،‬و»غزو شيعي للمجتمعات السنية»‬ ‫ومحاولة تشييعها‪ ،‬مما يكشف عمق الصراع‬ ‫الذي يجري حتويله الى فنت مذهبية ضد املقاومة‬ ‫في لبنان («حزب اهلل») والى سوريا من خالل‬ ‫افتعال صدام سني ‪ -‬علوي‪.‬‬ ‫في ظل هذه االجواء‪ ،‬جاء التفجير االخير في‬ ‫دمشق‪ ،‬الذي حتدثت تقارير اولية عن احتمال ان‬ ‫تكون قوى اصولية وراءه‪ ،‬دون ان يغفل اسرائيل‪،‬‬ ‫ال سيما ان اغتيال مغنية يؤكد على هذا الدور‪،‬‬ ‫وهو كان مستهدفا ً من العدو االسرائيلي وان‬ ‫تقارير صحافية حتدثت عن مشاركة عربية ودور‬ ‫لألمير بندر بن سلطان‪.‬‬ ‫والتقارير األمنية االولية من دمشق حتدثت‪،‬‬ ‫عن ان السيارة فجرها انتحاري وهو من مجموعة‬ ‫اصولية تكفيرية سبق لألجهزة األمنية اعتقال‬ ‫عناصر منها‪ ،‬كما مت إلقاء القبض على آخرين‬ ‫بعد التفجير قدمت من خارج احلدود ومن دولة‬ ‫عربية مجاورة‪ ،‬وان مصدرها قد يكون لبنان‬ ‫او العراق‪ ،‬وسبق لألجهزة االمنية السورية‬ ‫ان كشفت اكثر من مرة‪ ،‬عن تسرب سيارات‬ ‫مفخخة‪ ،‬وراقبت احلدود مع لبنان وشددت‬ ‫االجراءات عليها‪ ،‬وهي نشرت قوات على احلدود‬ ‫مع الشمال‪ ،‬وقبل االنفجار بأيام‪ ،‬ملواجهة‬ ‫عمليات التهريب وتسلسل عناصر معادية‪،‬‬ ‫وقد تكون السيارة دخلت قبل هذه االجراءات‪،‬‬ ‫ومت تفجيرها الرسال رسالة الى احلكومة‬ ‫السورية‪ ،‬ان يد اجملرمني تطال اي مكان في‬ ‫سوريا‪ ،‬حيث حتدث املسؤولون السوريون مؤخرا ً‬ ‫عن دعم بعض االنظمة العربية والسعودية‬ ‫حتديدا ً مع اميركا للمعارضة السورية التي‬ ‫تضم «االخوان املسلمني» وعبد احلليم خدام‬ ‫وفريد الغادري الذي ذهب الى اسرائيل ويقيم‬ ‫في واشنطن‪.‬‬

‫انطوان خيراهلل‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪67‬‬


‫الغالف‪ /‬مقابلة‬ ‫العماد أول مصطفى طالس يتحدث لـ «منبر التوحيد» عن حرب تشرين التي هزت العالم‬

‫السيد حسن نصرهللا ّ‬ ‫أذل اسرائيل‬

‫استذكر وزير الدفاع السابق العماد اول‬ ‫مصطفى طالس ذكرى حرب تشرين‪ ،‬التي‬ ‫وقعت قبل ‪ 35‬عاماً‪ ،‬والتي خطط لها‬ ‫وشارك فيها مع الرئيس الراحل حافظ‬ ‫االسد‪ ،‬الذي كان رفيق سالحه وصديق‬ ‫عمره‪.‬‬ ‫العماد طالس يلقي اضواء على هذه‬ ‫احلرب اجمليدة‪ ،‬التي كانت منارة في تاريخ‬ ‫احلروب العربية – االسرائيلية‪ ،‬ورفعت من‬ ‫معنويات اجلندي العربي الذي استبسل في‬ ‫مواجهة جيش العدو االسرائيلي وكبده‬ ‫خسائر بشرية ومادية‪.‬‬ ‫ويتحدث طالس عن هذه احلرب‪ ،‬فيؤكد‬ ‫العماد اول طالس يتذكر حرب تشرين‬ ‫انها احدثت نتائج واثاراً كبيرة هزت العالم‬ ‫سياسية‪ ،‬منها عزل إسرائيل سياسياً‪ ،‬وقد مت ذلك‪،‬‬ ‫بأجمعه‪.‬‬ ‫وكشف انه كان لسالح املدفعية الثقيلة وأصبح اجملتمع الدولي بأسره يعتقد أن إسرائيل‬ ‫وبالرمي املباشر تأثيره في احلرب فتم تدمير دولة عدوانية توسعية‪ ،‬تزدري األمم والشعوب كافة‪...‬‬ ‫مواقع العدو الذي بات يحسب حساباً للقوات وال ترى العالم إال مبنظارها اخلاص‪ ،‬وغدا املناخ الدولي‬ ‫مؤاتيا ً بفضل اجلهود السياسية املبذولة‪ ،‬أما على‬ ‫املسلحة‪.‬‬ ‫وفي حوار مع “منبر التوحيد”‪ ،‬قال العماد اول الصعيد العربي فقد مت حشد الطاقات العربية‬ ‫طالس ان حرب تشرين انهت اسطورة اجليش من قبل سورية ومصر وتوحيدها متهيدا ً لزجها في‬ ‫الذي ال يقهر‪ ،‬كما ان السيد حسن نصراهلل في املعركة املصيرية‪ ،‬وال حاجة بنا إلى التفاصيل‪...‬‬ ‫قيادته للمقاومة اذل اسرائيل‪ ،‬وهنا نص احلوار‬ ‫وعلى الصعيد اإلسرائيلي‪ ،‬فقد كان قادة الكيان‬ ‫الذي بدأ بتوجيه الشكر لـ“منبر التوحيد” في الصهيوني حتى قبل حرب تشرين التحريرية بأيام‪،‬‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬الذي أتاح لي فرصة احلوار ال يزالون سكارى بنشوة النصر الذي حققوه في‬ ‫معه‪ ،‬حول حرب تشرين التحريرية عام‬ ‫‪ ،1973‬عدوان حزيران ‪ ،1967‬ولم يخطر لها ببال أن العرب‬ ‫التي انتهت بالنصر الكبير للعرب جميعاً‬ ‫‪،‬‬ ‫سيهبون لغسل العار بالدم والنار‪ ،‬وقد بتّوا رأيهم‬ ‫وبالكارثة التي ّ‬ ‫حلت بالكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫على هذه القناعات‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬إن إسرائيل دأبت منذ زرعها في قلب الوطن‬ ‫وانطالقا ً من ذلك الواقع الدولي والعربي‬ ‫العربي‪ ،‬كعضو غريب عنه‪ ،‬على حتدي إرادة اجملموعة والصهيوني‪ ،‬كانت احلرب قرارا ً حاسما ً ال بد منه‪.‬‬ ‫الدولية‪ ،‬والرأي العام العاملي‪ ،‬وقد جت ّلى هذا التحدي‬ ‫برفض حكام تل أبيب االنصياع لقرارات األمم املتحدة‪،‬‬ ‫وغيرها من احلقوق املشروعة‪ ،‬معتمدة على الدعم اإلسرائيليون وعجزهم أمام إرادة‬ ‫األميركي‪ ،‬حتى بلغ الهوس باجلنرال “موشيه دايان”‬ ‫العرب‬ ‫وزير دفاع الكيان الصهيوني أن هدد بخوض احلرب‬ ‫ضد االحتاد السوفياتي آنذاك في عام ‪.1970‬‬ ‫‪ -1‬ما هو اجلديد الذي أضافته حرب تشرين‬

‫اسرائيل دولة عدوانية توسعية‬ ‫إزاء هذا التعنت والغطرسة‪ ،‬كان ال بد من اتخاذ‬ ‫القرار احلاسم بتحرير األرض العربية احملتلة في‬ ‫أثناء عدوان حزيران ‪ 1967‬بكل ما يستطاع إليه‬ ‫سبيالً من هذه الوسائل‪ ،‬وأهمها استخدام القوة‪،‬‬ ‫وهذا القرار من أخطر القرارات وأهمها‪ ،‬ال على‬ ‫الصعيد العربي فحسب‪ ،‬بل على الصعيد العاملي‬ ‫أيضاً‪ ،‬لذلك كان ال بد من أن تسبقه استعدادات‬

‫‪68‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في قاموس احلروب؟ ويقال عن زلزال‪ ،‬ومحدال‪،‬‬ ‫واإلهمال‪ ،‬والتقصير والفساد‪ ...‬ما هي حقيقة ما‬ ‫جرى في حرب تشرين وما هو حجم الضربة التي‬ ‫وجهت للكيان الصهيوني؟‬ ‫اجلواب عن هذا السؤال يحتاج إلى الكثير من‬ ‫التفاصيل‪ ،‬ولكن في هذه العجالة نكتفي باإلشارة‬ ‫اخملتصرة الدالة على اجلواب‪ ...‬لقد أحدثت حرب‬ ‫تشرين التحريرية نتائج وآثارا ً كبيرة هزّت العالم‬ ‫أجمع‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬إن زمام املبادرة انتزع من يد العدو اإلسرائيلي‪،‬‬

‫ألول مرة في تاريخ العرب احلديث‪ ،‬ود ّلت‬ ‫مجرياتها على أن القرار كان له شأن ال في‬ ‫تاريخ العرب املعاصر فحسب‪ ،‬بل في تاريخ‬ ‫العالم املعاصر‪ ،‬مما جعل العالم يراه عظيما ً‬ ‫املدمر‪.‬‬ ‫كالزلزال ّ‬ ‫ثانياً‪ :‬أصابت حرب تشرين مشاريع‬ ‫التوسع اإلسرائيلي في الصميم‪ ،‬ووضعت‬ ‫إسرائيل أمام حجمها الصحيح‪ ،‬وجاءت‬ ‫خسائرها أضخم من قدرتها في اجملاالت‬ ‫االقتصادية‪ ،‬كما بددت أوهام الصهيونية‬ ‫العسكرية والسياسية وأهمها أسطورة‬ ‫اجليش الذي ال يقهر‪ ،‬وخسارة من هذا‬ ‫النوع حاولوا أن يجدوا الذرائع لها‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫إهمال وتقصير وفساد‪ ،‬واحلقيقة أن العرب‬ ‫استفاقوا على حقهم وانتزعوه ألن ما أُخذ بالقوة‬ ‫ال يسترد إال بالقوة‪.‬‬ ‫وهذا ما قاله جمال عبد الناصر‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إن اإلسرائيليني عجزوا عن استشراف‬ ‫آفاق املستقبل‪ ،‬ألنهم في اعتقادهم أن العرب‬ ‫ال يقدمون على عمل عسكري إال بعد اجتماعات‬ ‫مطولة تعطيهم هامش االستعداد والرد بضربة‬ ‫وقائية جتهض اإلجراءات التنفيذية‪ ،‬ونسوا أن‬ ‫التناقضات االجتماعية القائمة في الوطن العربي‬ ‫هي تناقضات ثانوية أمام التحديات املصيرية التي‬ ‫تطرحها املؤسسة الصهيونية‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬كان للمفاجأة إسهامها الكبير في هز‬ ‫الكيان املصطنع‪ ،‬وهذه أمور جديدة لم تكن في‬ ‫حسبانهم‪ ،‬لذلك كانت الضربة موجعة بحجمها‪،‬‬ ‫عظيمة في تأثيراتها ونتائجها‪ ،‬فحرب تشرين‬ ‫أضافت جديدا ً في تاريخ احلروب ملا خ ّلفته من‬ ‫انعكاسات على الواقع الدولي والعربي‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬كان لتوجيه ضربتني متزامنتني على‬ ‫اجلبهتني الشرقية والغربية أثر مهم في إحراز‬ ‫النصر‪.‬‬

‫حرب الرئيس حافظ االسد‪:‬‬ ‫حرب استنزافية‬ ‫‪ -2‬ماذا تقول عن االستعدادات واجلهود التي‬ ‫بُذلت قبل احلرب وخاللها وما بعدها في حرب‬ ‫االستنزاف على هضبة اجلوالن‪ ،‬وأنت أحد صانعي‬ ‫النصر العظيم؟‬ ‫سبق أن أشرت عند احلديث عن النتائج واآلثار‬ ‫إلى اجلهود املبذولة سياسيا ً على الصعيد الدولي‬ ‫والعربي‪ ،‬وعسكريا ً في التدريب واستيعاب األسلحة‬


‫املتطورة التي صارت بحوزتنا‪ ،‬وسوف نأتي على ذكر‬ ‫ذلك في األسئلة الالحقة‪ ،‬ألن اإلجابات متداخلة في‬ ‫هذا الشأن‪.‬‬ ‫ال شك في أن أهم قرار اتخذه الرئيس اخلالد‬ ‫حافظ األسد في حياته هو خوض حرب االستنزاف‪،‬‬ ‫وعندما أبلغني أمره كان واضحا ً فقال لي‪“ :‬لو قتلنا‬ ‫في كل يوم جنديا ً إسرائيليا ً واحداً‪ ،‬أو دُمرت دبابة‬ ‫واحدة أو أي هدف عسكري آخر‪ ،‬ولو حررنا مترا ً واحدا ً‬ ‫من األرض فنحن املنتصرون على املدى الطويل”‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق بحرب االستنزاف فقد مرت‬ ‫مبرحلتني‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬قبل حرب تشرين التحريرية حيث بدأت‬ ‫نشاطات عسكرية وحتركات سياسية استعدادا ً‬ ‫حلرب طويلة األجل‪ ،‬تستنزف العدو‪ ،‬ويومها وكنت‬ ‫إلي الفريق‬ ‫رئيسا ً لألركان عام ‪ ،1970‬فقد طلب ّ‬ ‫األسد أن أك ّلف قادة فرق النسق األول بدفع املقاتلني‬ ‫خلف خطوط العدو‪ ،‬والقيام بكمائن وغارات قصيرة‬ ‫ولكن حاسمة‪ .‬ألن هذا األمر يرفع من معنويات‬ ‫رجالنا ويجعلهم أكثر قدرة على املواجهة الشاملة‬ ‫املقبلة مع العدو‪ ،‬وتتالت بعدها االشتباكات‬ ‫اليومية وغايتها‪ :‬تدمير املواقع احملتلة باملدفعية‬ ‫الثقيلة وبالرمي املباشر‪ ،‬مما أقلق العدو‪ ،‬وجعله‬ ‫يحسب حساب القوات املسلحة في معاركها‬ ‫املستمرة‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬حرب االستنزاف بعد احلرب‪ ،‬كانت‬ ‫احملدد من قبل شعبة‬ ‫االشتباكات تبدأ في املكان ّ‬ ‫العمليات‪ ،‬ولكن ملا كان املثل الشعبي يقول “النار‬ ‫جتر النار”‪ ،‬فقد كانت العدوى تنتقل إلى بقية‬ ‫القطاعات فتشتعل اجلبهة (من جبل الشيخ إلى‬ ‫وادي اليرموك) ولذا فقد أذقناهم األهوال ومر العذاب‪.‬‬ ‫وسقيناهم من غلني وأطعمناهم من ثمرالزقوم‪.‬‬ ‫واستمرت املعارك بيننا وبني العدو اإلسرائيلي (‪)86‬‬ ‫يوماً‪ ،‬متكنا بعدها من تقليص مساحة اجليب احملتل‪،‬‬ ‫وكانت أهم عملية نفذتها قواتنا املسلحة اإلغارة‬ ‫على جبل الشيخ بتاريخ ‪ ،1971/5/2‬وجتدر اإلشارة‬ ‫إلى أن سالح املدفعية كان له دوره الكبير إلى جانب‬ ‫اشتراك جميع أنواع القوى وصنوف األسلحة عند‬ ‫اللزوم‪.‬‬

‫جهل االسرائيلي جعله عرضة‬ ‫للخداع والتمويه‬ ‫‪ -3‬كيف جنحت القيادة العربية في تضليل‬ ‫العدو الصهيوني خالل تلك احلرب وما قبلها؟‬ ‫لقد جرى االتفاق في كل من مصر وسورية أن‬ ‫تصوغ شعبة العمليات خطة اخلداع‪ ،‬وتضليل‬ ‫العدو‪.‬‬ ‫وانطالقا ً مما استقر في ذهن العدو بعد نكسة‬ ‫حزيران ‪ ،1967‬من أن العسكرية العربية لن تقوم‬ ‫لها قائمة‪ ،‬لذلك نامت إسرائيل على احلرير‪ ،‬ولم‬ ‫تعر االستعدادات على اجلبهات العربية أي اهتمام‬ ‫لقناعتها بأن العرب لن يهاجموا‪ ،‬وأن هذه احلشود‬

‫العماد اول طالس مع السيد نصراهلل‬

‫قد حصلت كثيرا ً في السابق ولم تسفر عن أي عمل‬ ‫إيجابي‪ ،‬هذا من جانبهم‪ ،‬أما من جانبنا فكنا نتحرك‬ ‫بسرية وحرص‪ ،‬وأذكر أنه بعد االتفاق على ساعة‬ ‫(الصفر) مع رفاق السالح في مصر‪ ،‬كان ال بد لي من‬ ‫إبالغ املوقف إلى الرئيس األسد والرئيس السادات‪،‬‬ ‫وكانا حلسن احلظ في مكان واحد في دمشق‪ ،‬وحتى‬ ‫أضلل العدو اإلسرائيلي‪ ،‬أخذت جواز سفر مصريا ً‬ ‫وأمنه لي ضابط االرتباط العقيد “محمد بسيوني”‬ ‫ّ‬ ‫واختار لي االسم السري “حسن جمال” نسبة‬ ‫إلى أحد أجدادي وجمال عبد الناصر‪ ،‬وسافرت إلى‬ ‫الكويت‪ ،‬إذ كانت الطائرة السورية بانتظاري هناك‪،‬‬ ‫ومت األمر بسرية تامة‪ .‬وكنت أقوم بزيارة املواقع دون‬ ‫عد التمويه العملياتي‬ ‫إعالم مسبق‪ ...‬واحلقيقة يُ ّ‬ ‫إحدى الوسائل الهامة لتضليل العدو عن نوايانا‬ ‫احلقيقية‪ ،‬وقد أثبتت حرب تشرين أننا جنحنا‬ ‫في ذلك إلى درجة تفوق كل ما تخيلناه‪ ،‬ولنا في‬ ‫رسول اهلل قدوة حسنة حني قال “احلرب خدعة”‬ ‫وأستطيع أن أقول‪ :‬إننا نفذنا ‪146‬عمالً يصب في‬ ‫تيار التمويه العملياتي لدرجة د ّوخنا فيها أجهزة‬ ‫األمن اإلسرائيلية واملتحالفة معها‪ ،‬وأعني وكالة‬ ‫اخملابرات األميركية (‪ .)CIA‬وعلى سبيل املثال فقد‬ ‫اتصل بي الرئيس اخلالد األسد وسألني كيف أزمع‬ ‫السفر إلى الكويت في ‪ 8‬تشرين األول فقلت له‪:‬‬ ‫ومن قال ذلك؟ فأجابني الصحافة الكويتية نشرت‬ ‫اخلبر‪ ،‬والكويتيون ينتظرون قدوم “أبي فراس”‪! ...‬‬ ‫فأجبته‪ :‬هذا جزء من التمويه العملياتي‪.‬‬

‫ّ‬ ‫املسلحة‬ ‫تدمير املواقع‬ ‫باملدفعية الثقيلة وبالرمي‬ ‫املباشر أقلق العدو وجعله‬ ‫يحسب حساب القوات‬ ‫املسلحة في معاركها املستمرة‬ ‫اجليش السوري بدأ يتزوّد بالعتاد‬ ‫الصاروخي املضاد للطائرات‬ ‫ابتداءاً من عام ‪1968‬‬

‫وقبيل احلرب بأربعة أيام استقبلت في مكتبتي‬ ‫السيدة “فلورانس” ابنة اجلنرال آندريه بوفر‪ ،‬وكان‬ ‫اللواء غازي أبو عقل الترجمان‪ ،‬فلو كنا ننوي احلرب‬ ‫ملا دعوناها وبذلك أسهمت من حيث ال تدري في‬ ‫خداع العدو الصهيوني‪.‬‬ ‫أما السالح فقد وضعت صواريخ خشبية في‬ ‫جميع األماكن التي اكتشفها العدو وصورها‪،‬‬ ‫ونقلنا الصواريخ احلقيقية إلى مرابض تبادلية‪ .‬أما‬ ‫في قناة السويس فقد كان اجلنود املصريون ميضغون‬ ‫قصب السكر صباح السادس من تشرين‪ ،‬وهم في‬ ‫حالة استرخاء فوق الدشم‪ ،‬ولكن الدماء كانت‬ ‫تغلي في عروقهم بانتظار ساعة الثأر احلاسم‪.‬‬ ‫وهذا غيض من فيض من التمويه الذي قمنا به‪...‬‬

‫مفاجأت العرب أربكت الصهاينة‬ ‫‪ -4‬لقد جنح عنصر املفاجأة في التوقيت‪ ،‬ووجود‬ ‫أسلحة الصواريخ املضادة للطائرات‪ ،‬ماذا حدث‬ ‫في ‪ 6‬تشرين األول ‪ 1973‬على جبهة اجلوالن وعلى‬ ‫اجلبهة املصرية في السويس حيث التوقيت‬ ‫واحد‪ ،‬ماذا تقول عن هذا اليوم؟‬ ‫قال موشيه دايان “ما من أحد تنبأ أن احلرب‬ ‫ستنشب حتى صباح يوم الغفران‪ ،‬وهذا هو السبب‬ ‫في عدم تعبئة االحتياطي”‪.‬‬ ‫بهذا القول تكمن املفاجأة‪ ،‬فالصهاينة‬ ‫حسب رأي اجلنرال موشيه دايان وزير دفاع الكيان‬ ‫الصهيوني بأن العرب ال يقرأون وال يحاربون وال‬ ‫يحسنون استخدام وسائط الصراع املسلح‬ ‫املتطورة‪ ،‬والعرب من جانبهم يحضرون ويستعدون‬ ‫بسرية تامة‪ ،‬لذلك كانت املفاجأة على جميع‬ ‫الصعد االستراتيجية‪ ،‬والعملياتية والتكتيكية‪،‬‬ ‫ولم يكن ذلك وليد الصدفة بل خطط له‪ ،‬وكانت‬ ‫املفاجأة التي أذهلت العالم عندما راح اإلسرائيليون‬ ‫يتلقون ضربات الطيران‪ ،‬وحمم املدفعية ويواجهون‬ ‫الدبابات العربية‪ ،‬وهم ال يزالون في ثياب الراحة‪.‬‬ ‫وكان اختيار الهجوم في شهر رمضان املبارك وفي‬ ‫يوم الغفران‪ ،‬فوقع العدو في الفخ الذي أدى به إلى‬ ‫الهزمية‪ ،‬وكانت احلرب على جبهتني ما لم يتصوره‬ ‫العدو‪ ،‬مما اضطره لتجزئة قواته‪ ،‬وكانت املفاجأة غير‬ ‫املتوقعة من جانبه في مشاركة القوات العربية في‬ ‫احلرب التحريرية بعد األيام األولى من احلرب‪.‬‬ ‫هذه اخلالصة‪ ،‬ومن أراد التفاصيل فيمكنه الرجوع‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪69‬‬


‫الغالف‪ /‬مقابلة‬ ‫إلى “مرآة حياتي” العقد الثالث‪ ،‬ففيها التفاصيل‬ ‫التي حملت املفاجأة إلى العدو املطمئن إلى سراب‬ ‫الرؤية اخلاطئة في االستراتيجية والعملياتية‬ ‫والتكتيك‪.‬‬ ‫‪ -5‬هل ميكن تسليط الضوء على مواقف‬ ‫املقاتل العربي من خالل استخدام احليلة‪ ،‬أو‬ ‫من خالل املواقف احلكيمة للقائد اخلالد حافظ‬ ‫األسد؟‬ ‫كانت الساعات في صباح العاشر من شهر‬ ‫رمضان ‪ 1973/10/6‬مت ّر متباطئة‪ ،‬فاجليش العربي‬ ‫السوري يعمل بكل جدية‪ ،‬ولكن بصمت مطبق‬ ‫وحرص كامل على تنفيذ تدبير خطة التمويه‬ ‫العملياتي‪ .‬وقبل ساعة من البدء أبلغت القوات‬ ‫بكل صفوفها االستعداد لالقتحام‪ ،‬وفي الساعة‬ ‫‪ 14.00‬كان ما يقارب ‪ 900‬مدفع وهاون تصب نيرانها‬ ‫على املوضع املعادي إلى جانب أكثر من ‪ 80‬طائرة‬ ‫مقاتلة وقاذفة‪ ،‬وأصبح من احملال وقف عجلة الزمن‬ ‫وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء‪.‬‬ ‫كان املقاتلون يهاجمون بجرأة ومهارة نادرتني‪،‬‬ ‫مما أفشل هجمات العدو املعاكسة‪ ،‬أحد الضباط‬ ‫غ ّير دبابته ثالث مرات واستشهد في الثالثة‪ ،‬أحد‬ ‫العناصر بقي وحيدا ً في دبابته بعدما استشهد‬ ‫كل رفاقه واستمر في الدبابة يرمي حتى اليوم‬ ‫التالي‪ ،‬وهذا غيض من فيض من مواقف املقاتل‬ ‫العربي وصموده ال حيلته وخشيته‪.‬‬ ‫أما مواقف الرئيس اخلالد األسد فكانت اجتماعات‬ ‫واتصاالت وتبادل اآلراء‪ ،‬يديرها بحكمة وحنكة‪ ،‬كل‬ ‫ذلك كان له أكبر األثر في النصر‪ ،‬ومن أراد املزيد‬ ‫فاملراجع عن ذلك متوافرة وبأدق التفاصيل‪.‬‬ ‫السالح واإلرادة في النصر خلقا اجلو املناسب‬ ‫لإلنتصار‬ ‫‪ -6‬أخطأت إسرائيل في تقدير قوة سورية‪،‬‬ ‫يقول اجلنرال بوئي مدير معهد الدراسات العليا‬ ‫لألمن القومي في فرنسا في مقابلة معه‬ ‫للتلفزيون الفرنسي بعد عودته من دمشق‪ :‬ميتاز‬ ‫اجليش السوري بتشغيل األسلحة احلديثة‪ ،‬ولم‬ ‫يدخر الروس شيئاً في تزويد سورية بالسالح‪ ...‬ما‬ ‫أهمية السالح في صنع النصر إذا ما أضيف إلى‬ ‫عامل اإلرادة والعزمية لدى أصحاب احلق؟‬ ‫إن في هذا الكالم مصداقية عالية‪ ،‬إذ ليس سرا ً‬ ‫أن اجليش العربي السوري لم يز ّود بالعتاد الصاروخي‬ ‫املضاد للطائرات إال ابتدا ًء من عام ‪ ،1968‬كما أن‬ ‫العتاد احلديث واملتطور منه لم يصل إلى أيدي‬ ‫الرجال إال قبل احلرب بثالثة شهور فقط‪ ،‬فكان ال‬ ‫بد من اختصار الزمن الستيعاب السالح بالتدريب‬ ‫املتواصل‪ ،‬ورفع الروح املعنوية ملستخدميه‪ ،‬وهذا‬ ‫ما مت بالفعل‪ ،‬فالسالح مع عامل اإلرادة في النصر‬ ‫واإلميان به خلقا املناخ املناسب للنصر‪ ،‬ومن املعروف‬ ‫أن املعول عليه في احلرب هم الرجال وقد تدربوا‬ ‫وأمنوا ودخلوا املعركة باألمل الكبير‪ ،‬لذلك حققوا‬ ‫ّ‬ ‫املعجزات وحققوا أكثر من بطولة‪ ،‬وقدموا أكثر‬ ‫من تضحية‪ .‬إنهم أكبر من الكلمة على جاللها‬ ‫وعظمتها‪ ،‬إنهم أكبر من الزمن الذي جتاوزوه‪ ،‬إنهم‬ ‫أبناؤنا األشاوس‪ ،‬برعاية القائد اخلالد األسد الذي‬

‫‪70‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حفظ لهم حقوقهم وألسر شهدائهم‪ ،‬فلوال هذه‬ ‫الرعاية‪ ،‬وهذا التقدير ملا حتقق ما أملنا من نصر‬ ‫وموقف لدى أصحاب احلق‪.‬‬ ‫‪ -7‬ما هي أبرز نتائج حرب تشرين ‪1973‬‬ ‫على جميع األصعدة العسكرية السياسية‬ ‫واالجتماعية واملعنوية؟‬ ‫لقد أحدثت حرب تشرين التحريرية آثارا ً ونتائج‬ ‫كبيرة للغاية هزّت العالم أجمع من مغربه إلى‬ ‫مشرقه‪ ،‬وإليكم ملخص هذه النتائج‪ :‬لقد أصبح‬ ‫اجملتمع الدولي ينظر إلى العرب نظرة مغايرة ملا‬ ‫خلقته حرب حزيران ‪ 1967‬وانتزع زمام املبادرة من يد‬ ‫العدو‪ ،‬وباختصار شديد أعرض بعض النتائج على‬ ‫جميع األصعدة التي ذكرت‪:‬‬ ‫على الصعيد العسكري‪ :‬انتهت أسطورة‬ ‫اجليش الذي ال يقهر والقوة التي ال تغلب‪ ،‬وأعادت‬

‫حرب تشرين احدثت نتائج‬ ‫وآثارا ً كبيرة ه ّزت العالم‬ ‫بأجمعه وأضافت جديداً‬ ‫في تاريخ احلروب‬ ‫العرب استفاقوا‬ ‫على حقهم وانتزعوه‬ ‫أل ّن ما أخذ بالقوة‬ ‫ال يُسترد إال بالقوة‬ ‫إسرائيل إلى حجمها الطبيعي‪ ،‬وأثبتت أن اإلنسان‬ ‫العربي يحسن استخدام األسلحة املتطورة‪ ،‬لقد‬ ‫هدمنا جدار اخلوف بانتزاع املبادرة وسنحارب في‬ ‫املعارك القادمة بصورة أفضل‪.‬‬ ‫على الصعيد السياسي‪ :‬لقد أثبتت أن‬ ‫إسرائيل تقف على شفا الهاوية‪ ،‬وكانت صرخة‬ ‫غولدا مائير ذات صدى بعيد عن العالم عندما قالت‬ ‫ما معناه “وياله‪ ..‬ما أصعب أن يقف الصغير أمام‬ ‫الكبير” وبدأت حتسب ألف حساب قبل إقدامها‬ ‫على أية مغامرة‪ .‬كانت تتعالى على أميركا‪ ،‬فغدت‬ ‫مطأطئة الرأس أمامها واستبدلت العنجهية‬ ‫والغطرسة التي اتسمت بها بعد حرب حزيران‬ ‫‪ 1967‬باالستجداء والرجاء‪.‬‬ ‫على الصعيد االجتماعي واالقتصادي‪ :‬لقد‬ ‫اختلت املوازين وبدأ اجملتمع اإلسرائيلي بالتفكك‬ ‫والتذمر‪ ،‬وما حل باحلال االجتماعية وقع في االقتصاد‬ ‫أيضا ً وأعلنت بعض املصانع إغالقها‪ ،‬وبدأت الهجرة‬ ‫املعاكسة وتدهور الوضع بعد الواقع اجلديد‪.‬‬ ‫على الصعيد املعنوي‪ :‬أصبح املواطن اإلسرائيلي‬ ‫مزروعا ً باخلوف والقلق في كل حلظة‪ ،‬وبدأت املقاومة‬ ‫الفلسطينية عملها الرائع في النضال‪ ،‬مما ضرب‬ ‫معنويات اجليش اإلسرائيلي والدولة املصطنعة‪،‬‬

‫واحلقيقة كانت النتائج مذهلة‪ ،‬أعادت إسرائيل‬ ‫إلى منطق احلياة الذي ال يؤمن بحضارة القوة بل‬ ‫بقوة احلضارة‪ ،‬ونحن العرب لنا من تاريخنا ما يدعونا‬ ‫إلى التجدد للوصول إلى أهدافنا احلقة في السالم‬ ‫الشامل والعادل‪.‬‬

‫السيد حسن نصراهلل‬ ‫أذل اجليش االسرائيلي‬ ‫‪ -8‬ماذا تقول للمقاتل العربي وللمقاومة في‬ ‫لبنان التي توجت نصر تشرين ‪ 1973‬بنصر الوعد‬ ‫الصادق ‪2006‬؟‬ ‫قال تعالى “وقل اعملوا فسيرى اهلل عملكم‪”..‬‬ ‫صدق اهلل العظيم‪ ...‬فحرب تشرين هزّت الوجدان‬ ‫العربي‪ ،‬وعاد الذين كفروا بأمتهم العربية إلى جادة‬ ‫اإلميان‪ ،‬وأيقنوا أن هذه األمة ما زالت قادرة على العطاء‪،‬‬ ‫ال ميكن إال أن ّ‬ ‫تظل مرفوعة الرأس شامخة اجلبني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لقد أيقن املقاتل العربي بتحرير إرادته‪ ،‬وتخلص‬ ‫من شوائب الضعف واليأس التي علقت به بعد‬ ‫حرب حزيران ‪ ،1967‬وكما قال عنها الرئيس اخلالد‬ ‫“لقد حررت احلرب نفس اإلنسان العربي من بذور‬ ‫الشك والريبة‪ ،‬وسموم القلق واخلوف‪ ،‬وأعادت إليه‬ ‫ثقته بنفسه ومستقبله وبحق الفلسطينيني في‬ ‫العودة إلى وطنهم”‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق بالوعد الصادق فإنني من موقع‬ ‫املسؤولية وكجندي أمضى اثنان وخمسون عاما ً‬ ‫في اجليش السوري فإنني أرفع القبعة لسماحة‬ ‫السيد حسن نصر اهلل الذي أذل اجليش اإلسرائيلي‬ ‫في حرب متوز ‪ 2006‬وبرهن أن إرادة القتال واإلميان‬ ‫باهلل وحق املستضعفني باحلياة احلرة الكرمية هي‬ ‫أكبر من قوى الشر والعدوان الذي تقوده أميركا‬ ‫وإسرائيل‪.‬‬ ‫إن املعركة مع العدو لم تنته بعد‪ ،‬ولذلك علينا‬ ‫أن ال نلقي السالح إال عندما تتحرر األرض العربية‬ ‫من الصهاينة الغزاة‪.‬‬ ‫إن املقاومة يجب أن تستمر على الصعيد‬ ‫السياسي والعسكري متشيا ً مع منطق العصر‬ ‫وروحه‪ ،‬وال بد من وصولنا في نهاية املطاف إلى‬ ‫حتقيق الهدفني العظيمني اللذين خضنا غمار‬ ‫احلرب الرابعة لتحقيقهما وإقصد بذلك‪:‬‬ ‫استعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫إن بوادر النصر في الوعد الصادق بعد حرب‬ ‫تشرين التحريرية أبرزت قوة اإلميان بالهدف‪ ،‬وأهمية‬ ‫االستعداد بالتدريب والثبات في املوقف‪ ،‬وهذا كله‬ ‫بوادر للنصر املؤزر ونهاية للكيان الصهيوني الذي‬ ‫زرع في أرضنا‪.‬‬ ‫وختاماً‪ :‬اجملد واخللود لشهداء حرب تشرين‬ ‫واملقاومة اللبنانية والفلسطينية‪ ،‬والفخار‬ ‫لشعبنا املقاوم واملتمسك في حتقيق أهدافه‬ ‫بالنصر والتحرير‪.‬‬ ‫واهلل من وراء القصد‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمود صالح‬


‫مقابلة‬

‫“أبو إيهاب حسن” أمين سر إقليم لبنان لحركة “ فتح االنتفاضة” لـ”منبرالتوحيد”‪:‬‬

‫لقاءات القاهرة تدور في حلقة مفرغة‬ ‫بسبب السعي األميركي لتحديد ضوابطه‬

‫إن قضية فلسطني ليست قضية عودة شعب إلى وطنه‬ ‫وإقامة دولته على ترابه الوطني فحسب‪ ،‬بل هي قضية صراع‬ ‫مع االستعمار أساساً‪ ،‬ولذلك فالطريق طويلة وذات أبعاد‬ ‫عاملية‪ ،‬وبالطبع فإن من يحلم باالنتصار السريع معرض للهزمية‬ ‫الداخلية أو للتنازل واملساومة في وجه الصعوبات‪ ،‬علينا أن‬ ‫نبني ونؤسس ملستقبل أفضل‪ ،‬قد ال نعيش فيه‪ ،‬لكن حتقيقة‬ ‫‪ -1‬فشلت كل الرهانات‬ ‫التي حاولت أن تسير في‬ ‫طريق املفاوضات السترجاع‬ ‫احلقوق‪ ،‬ولم جتلب للشعب‬ ‫الفلسطيني سوى زيادة‬ ‫املعاناة واحلصار‪ ،‬وحيث‬ ‫تزايد االستيطان الصهيوني‬ ‫أضعافاً مضاعفة‪ ،‬ما هي‬ ‫رؤية حركة فتح االنتفاضة‬ ‫لكيفية اخلروج من هذا‬ ‫الوضع وإعادة التصويب من‬ ‫جديد باجتاه األهداف واملبادئ‬ ‫والثوابت‪ ،‬وماذا تقولون‬ ‫للسلطة الفلسطينية؟‬ ‫بديهي القول إن العدو‬ ‫اإلسرائيلي الذي قام على‬ ‫اغتصاب األرض وتشريد أبو إيهاب حسن‬ ‫السكان ال يق ّر أساسا ً مببدأ‬ ‫التفاوض‪ .‬وهو إن جلأ إليه في حلظة سياسية‬ ‫ما‪ ،‬فلعجزه عن مواجهة الغضب اجلماهيري‬ ‫الفلسطيني والعربي‪ ،‬وسعيه لاللتفاف على هذا‬ ‫الغضب أو لشعوره بالضعف أمام العالم بفعل‬ ‫املمارسات القمعية والال إنسانية ضد شعب أعزل‬ ‫إال من إميانه بحقه في املقاومة واستعادة األرض‪.‬‬ ‫ونحن في فتح االنتفاضة لم نراهن يوما ً على‬ ‫إمكانية أن يتحول هذا الكيان الغاصب إلى‬ ‫داعية سالم‪ ،‬وعليه فلم تخدعنا يافطات السالم‬ ‫املزعوم‪ ،‬وكنا على الدوام دعاة مقاومة وحترير لكل‬ ‫فلسطني ك ّرسناها بالدم والشهادة‪ ،‬وقد ع ّيب‬ ‫علينا من الالهثني وراء سراب السالم تطرفنا في‬ ‫التمسك بحقنا التاريخي في فلسطني‪ ،‬وسيقت‬ ‫صدنا شتى الصفات من عبثيني إلى عدميني‪،‬‬ ‫وصمدنا العتقادنا أن من سقط في حبائل هذا‬ ‫العدو يبحث عن ذرائع حلرف الصراع عن مساره‬ ‫احلقيقي وحتويله إلى صراع فلسطيني فلسطيني‬

‫سيكون مستحيالً بدون العمل الذي ينجز اآلن‪ ،‬والهدف املركزي‬ ‫هو حترير فلسطني من نهرها إلى بحرها وطرد الغزاة من أرضنا‬ ‫العربية‪...‬‬ ‫“منبر التوحيد” التقت أبو إيهاب حسن‪ ،‬أمني سر إقليم لبنان‬ ‫في حركة فتح االنتفاضة‪ ،‬وحاورته حول األوضاع في فلسطني‬ ‫وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫يذهب بكل أحالمنا وطموحاتنا الوطنية‪.‬‬ ‫وتوالت األحداث داخل الوطن وخارجه‪ ،‬لتؤكد‬ ‫صوابية رؤيتنا في احلركة التي تدعو اجلميع‬ ‫للحفاظ على الثوابت الوطنية للشعب‬ ‫الفلسطيني في التحرير واحلرية واالستقالل‬ ‫وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس‬ ‫الشريفة على كل أرض فلسطني‪ .‬هذه الثوابت‬ ‫التي كانت منذ االنطالقة مرشدة كفاحنا وبوصلة‬ ‫ثورتنا وكانت سببا ً في اإلجماع الفلسطيني على‬ ‫الثورة واالنخراط الكبير في صفوفها‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أبقى على شعلة الثورة عالية خفاقة وجعل‬ ‫من دميومتها عند كل فلسطيني وعربي مناضل‬ ‫كلمة السر التي جتمع كل املقاومني حولها‪ .‬لقد‬ ‫أدرك الشعب الفلسطيني أن املقاومة الشعبية‬ ‫املسلحة هي األسلوب األمثل في املواجهة مع‬ ‫العدو اإلسرائيلي‪ ،‬وأيقن أن وحدته الوطنية لن‬ ‫تتحقق إال من خالل مبدأ املقاومة‪ ،‬وواهم كل من ال‬ ‫يزال يراهن على حلول خارج هذه الدائرة‪ ،‬وخصوصا ً‬

‫بعد االنتصارات الساحقة‬ ‫للمقاومة اإلسالمية في لبنان‬ ‫وآخرها االنتصار اإللهي في‬ ‫متوز ‪ 2006‬الذي أفقد العدو‬ ‫صوابه ووجه الضربة القاضية‬ ‫لكل املساومني والزاحفني وراء‬ ‫مفاوضات لن تعود عليهم إال‬ ‫باخليبة واخلسران‪.‬‬ ‫أما السلطة الفلسطينية‬ ‫التي لم تقتنع بعد بفشل‬ ‫رهاناتها التفاوضية فستدرك‬ ‫عاجالً وبعد رحيل من‬ ‫تفاوضهم منذ سنوات مثل‬ ‫أوملرت وبطانته‪ ،‬أنها كانت تزرع‬ ‫أوهاما ً وأحالما ً في البحر وأنها‬ ‫ساهمت في تغييب املوقف‬ ‫املوحد‪ ،‬مما شجع‬ ‫الفلسطيني‬ ‫ّ‬ ‫العدو على املزيد من عمليات‬ ‫القتل والتدمير وقضم األرض‪ .‬ولهذه السلطة‬ ‫نقول‪ :‬كفى عبثا ً باحللم الفلسطيني‪ ،‬عودوا إلى‬ ‫ثوابتكم الوطنية اجلامعة وإلى أولويات نضالكم‬ ‫التي تعلي راية املقاومة وجتعل من وحدة أداة‬ ‫الثورة هدفا ً لكل املناضلني الفلسطينيني في‬ ‫صراعهم الوجودي مع املشروع الصهيو أميركي‬ ‫في منطقتنا‪...‬‬ ‫‪ -2‬كيف تنظرون للعمل املشترك مع باقي‬ ‫الفصائل الفلسطينية في ظل األوضاع احلالية‬ ‫على الساحة الفلسطينية‪ ،‬وخاصة قوى‬ ‫التحالف الفلسطينية‪ ،‬وهل هناك من إمكانية‬ ‫لتطوير العمل في قوى التحالف من أجل‬ ‫مواجهة املستجدات؟‬ ‫لم نتأخر في حركة فتح االنتفاضة يوما ً‬ ‫عن اإلسهام اجلدي في دعم كل عمل جبهوي‬ ‫فلسطيني‪ ،‬وكنا على الدوام نناضل من أجل مثل‬ ‫هذه الصيغ النضالية‪ ...‬وما وجودنا في حتالف‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪71‬‬


‫مقابلة‬ ‫القوى الفلسطينية إال لتأكيد وجهة نظرنا هذه‪...‬‬ ‫فالتحالف الفلسطيني رغم قدراته احملدودة مي ّثل‬ ‫بكل ثقة عامل ردع لكل من يفكر باخلروج عن‬ ‫اإلجماع الفلسطيني وهو ميد يده للجميع في‬ ‫الساحة الفلسطينية للخروج من األزمة اخلانقة‬ ‫التي تعيشها قضيتنا‪ ...‬وبالتأكيد أن حتالف القوى‬ ‫الفلسطينية إطار يجب احلفاظ عليه وتطويره‬ ‫رغم كل ما اعترى هذه التجربة من ثغرات هنا‬ ‫وإخفاقات هناك‪ ...‬فالتحديات كبيرة والعزم‬ ‫على مواجهتها واالنتصار عليها يكبر ويتعزز‪...‬‬ ‫وخصوصا ً في ظل االنتصارات الساحقة إلخواننا‬ ‫وحلفائنا في املقاومة اإلسالمية وفي ظل الصمود‬ ‫الرائع واملمانع لسوريا قيادة وجيشا ً وشعبا ً وفي‬ ‫أجواء التحدي وبشائر النصر التي ينتظرها شعبنا‬ ‫في الداخل بعدما أفشل كل محاوالت العدو إلذالله‬ ‫وجنح في اختراق احلصار وأكد أن املقاومة وحدها‬ ‫هي خشبة خالصنا وجوهر وحدتنا الوطنية‪.‬‬ ‫‪ -3‬في احلوار الفلسطيني في القاهرة‪،‬‬ ‫هل هناك من أفق واضح لهذا احلوار؟ وما هي‬ ‫األسس التي يقوم عليها مثل هذا احلوار‪ ،‬بينما‬ ‫العملية السياسية تؤكد فشل املفاوضات مع‬ ‫العدو‪ ،‬وهل سيصب احلوار هذه املرة في مصلحة‬ ‫القضية الفلسطينية أم إنه سيناريو جديد‬ ‫لتطويع القوى الفلسطينية وقبولها مبا رفضته‬ ‫سابقاً؟‬ ‫تقديرنا في فتح االنتفاضة للحوار القائم في‬ ‫القاهرة اليوم أنه حوار منقوص يعيد تكرار جتارب‬ ‫فاشلة سابقة‪ .‬فما لم تشارك كل الفصائل‬ ‫الفلسطينية على اختالف أطيافها في هذا‬ ‫احلوار‪ ،‬فستظل احتماالت فشله أكبر بكثير من‬ ‫احتماالت جناحه‪ ...‬وال يخفى أن ما يجري من لقاءات‬ ‫في القاهرة يدور في حلقة مفرغة بسبب السعي‬ ‫األميركي احلثيث لتحديد ضوابطه وسعي الفريق‬ ‫الفلسطيني الرسمي للتمسك برؤيته األمنية‬ ‫للحل في الداخل التي ال ترى في األزمة القائمة‬ ‫في غزة إال انقالبا ً أمنيا ً على أجهزتها وإداراتها‬ ‫احمللية وترفض بحزم أي قراءة سياسية لهذه األزمة‬ ‫تأخذ في االعتبار وقف معزوفة املفاوضات العبثية‬ ‫مع الكيان الصهيوني وصياغة برنامج سياسي‬ ‫يوحد كل طاقات شعبنا في مقاومة شعبية‬ ‫عارمة لدحر االحتالل عن أرضنا وإقامة الدولة‬ ‫الفلسطينية التي طال انتظارها‪...‬‬ ‫‪ -4‬ما رأيكم في التهدئة القائمة في قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬ما هي إيجابياتها وسلبياتها‪ ،‬وهل هي‬ ‫استراحة محارب لرفع املعاناة عن الشعب‬ ‫الفلسطيني احملاصر في قطاع غزة‪ ،‬وهل‬ ‫تتخوفون من حتول التهدئة إلى هدنة طويلة مع‬ ‫ما يتبع ذلك؟‬ ‫التهدئة اليوم في غزة مطلب فلسطيني لكن‬ ‫ليست بأي ثمن‪ ...‬فإذا كانت املعاناة هناك تفرض‬ ‫منطا ً من التهدئة للسماح ألهلنا بالتقاط األنفاس‬ ‫فإن سعي العدو اليائس لتحويلها إلى هدنة دائمة‬ ‫دون التقيد مبتطلبات هذه الهدنة يحولها إلى‬ ‫فخ جديد لقوى املقاومة في غزة التي ندرك أنها‬

‫‪72‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أبو إيهاب حسن يتحدث ملندوب «منبر التوحيد»‬

‫التحديات كبيرة والعزم على مواجهتها‬ ‫واالنتصار عليها يكبر‬

‫لن تسمح لهذا العدو باستغاللها إلعادة تثبيت‬ ‫مستوطنيه املذعورين وحتديث منظومة صواريخه‬ ‫املضادة للصواريخ الفلسطينية‪ .‬لذلك فاحلذر‬ ‫احلذر من هذا العدو الغاصب حلقنا الذي يجب أن‬ ‫يذعن صاغرا ً ملا أقرته هذه التهدئة من رفع للحصار‬ ‫عن أهلنا وتأمني كل وسائل العيش الكرمي ووقف‬ ‫عمليات الدهم واالعتقال والقتل والتدمير في غزة‬ ‫والضفة الغربية معاً‪ .‬إن الصهاينة ينظرون إلى‬ ‫غزة من منظارهم القدمي الذي ال يرى فيها أكثر‬ ‫من وحدة كيانية معزولة عن الضفة ويعملون من‬

‫ العدو اإلسرائيلي جلأ‬‫إلى التفاوض لعجزه عن‬ ‫مواجهة الغضب اجلماهيري‬ ‫الفلسطيني والعربي‬ ‫ الثوابت الوطنية للشعب‬‫الفلسطيني كانت مرشدة‬ ‫كفاحنا وبوصلة ثورتنا‬ ‫ السلطة الفلسطينية‬‫ستدرك أنها كانت تزرع أوهاماً‬ ‫واحالما ً في البحر وأنها‬ ‫ساهمت في تغييب املوقف‬ ‫الفلسطيني املوحّ د‬

‫أجل ذلك على ترسيخ هذا املفهوم خللق حالة من‬ ‫االنفصال الدائم بني أهلنا‪ .‬فالتهدئة إما أن تكون‬ ‫شاملة لكل أجزاء الوطن أو ال تكون‪ ،‬وتوازن الرعب‬ ‫الذي فرضته صواريخ املقاومني وبطوالتهم يجب أن‬ ‫ال يضيع في زحمة التفسيرات والتأويالت لتهدئة‬ ‫قد يستفيد منها الفلسطيني‪ ،‬لكنها بالقطع‬ ‫تعطي اإلسرائيلي كل ما عجز عن احلصول عليه‬ ‫لسنوات خلت من اعتدءاته اإلجرامية التي طالت‬ ‫البشر واحلجر في غزة والضفة وكل الوطن‪ ،‬إذا‬ ‫استمر العدو على مراوغته املعهودة وبقي احلوار‬ ‫الفلسطيني كما هو عليه محكوم بشروط‬ ‫أميركية وإسرائيلية تعطل احتماالت جناحه‪...‬‬ ‫‪ -5‬ما هي خططكم لتطوير فعالية وأداء حركة‬ ‫فتح االنتفاضة في الساحة الفلسطينية‬ ‫وقد جاءت األحداث لتؤكد صوابية توجهاتكم‬ ‫ومتسك احلركة بالثوابت الوطنية وصحة‬ ‫حتالفاتها؟‬ ‫فلسطينيا ً نعمل في حركة فتح ـ االنتفاضة‬ ‫على احلفاظ على الهوية الفلسطينية من‬ ‫الضياع أمام شبح التوطني والتهجير من خالل‬ ‫التأكيد على التمسك بثوابتنا الوطنية التي‬ ‫كانت وما زالت محرك نضالنا وبوصلة ثورتنا‪...‬‬ ‫إن محاوالت البعض في ساحتنا الفلسطينية‬ ‫تقدمي أوراق حسن سلوك للصهاينة لتمكينهم‬ ‫من االستمرار في مفاوضاتهم ولقاءاتهم العلنية‬ ‫والسرية مع العدو اإلسرائيلي وبغطاء أميركي‪ ،‬لن‬ ‫يحجب عنا أهمية السعي لصياغة برنامج نضالي‬ ‫يخرج ساحتنا الفلسطينية من أزمتها اخلانقة‬ ‫في الداخل وفي الشتات‪ ،‬ويعطي الفلسطيني‬ ‫أمالً متجددا ً في االنتصار على هذا العدو وإقامة‬ ‫دولته املستقلة على كل ترابه الوطني وعاصمتها‬


‫القدس الشريفة‪ ...‬إن االتفاق السريع على هذا‬ ‫البرنامج النضالي املوحد لكل طاقات شعبنا‬ ‫حول الثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها‬ ‫بخيرة شبابه وشاباته‪ ،‬كفيل بنقل حالة الفوضى‬ ‫السائدة عندنا إلى ساحة هذا احملتل وجعله يفكر‬ ‫ألف مرة مبا ميكن أن يكون الرد الفلسطيني عليه‬ ‫إذا جتددت مغامراته واعتداءاته اإلجرامية على‬ ‫أهلنا‪...‬‬ ‫فاجلهد الفلسطيني اليوم ينبغي أن يتركز‬ ‫على تعميق أزمة الكيان اإلسرائيلي التي يتخبط‬ ‫بها والتي تنذر بحالة من الفلتان السياسي لم‬ ‫يعهدها هذا العدو منذ نشأته‪ ...‬ومن العار واحلالة‬ ‫اإلسرائيلية على ما هي عليه أن يكون بعض‬ ‫الفلسطينيني رافعة لهؤالء الساسة الذين‬ ‫تلطخت أياديهم بدم األبرياء من شعبنا ويذهبون‬ ‫معهم للقاءات جديدة لتلميع صورهم بعدما‬ ‫سقطوا أو كادوا يسقطون‪.‬‬ ‫ومن خالل ائتالمنا في حتالف القوى الفلسطينية‬ ‫نعمل على تخفيف معاناة أهلنا في الساحة‬ ‫اللبنانية عبر التأكيد اليومي على حقوقنا‬ ‫املدنية واالجتماعية وسعينا مع األحزاب الوطنية‬ ‫والقوى احلليفة والصديقة اللبنانية حلث احلكومة‬ ‫اللبنانية على البدء مبفاوضات عاجلة حول هذه‬ ‫احلقوق وفصل هذا امللف اإلنساني عن امللفات‬ ‫الساخنة األخرى‪ ،‬كموضوع السالح الفلسطيني‬ ‫داخل اخمليمات وخارجها‪ .‬كما ال يفوتنا التذكير بأن‬ ‫فتح االنتفاضة منفردة أو من خالل حتالف القوى‬ ‫الفلسطيني لن تتوانى عن تقدمي أي مبادرة وطنية‬ ‫تعيد لقضيتنا وجهها العربي واإلسالمي كقضية‬ ‫مركزية لألمة وترتقي بجماهيرنا الفلسطينية‬ ‫من حالة اإلحباط الراهنة إلى مرحلة املشاركة‬ ‫وصناعة القرار من خالل أوسع مشاركة في‬ ‫اجملالس احمللية واملؤمترات الشعبية النتخاب ممثليها‬ ‫احلقيقيني الذين يحملون راية املقاومة ويعملون‬ ‫على حتقيق احللم الفلسطيني في طرد االحتالل‬ ‫عن أرضنا وإقامة الدولة املستقلة وعاصمتها‬ ‫القدس الشريفة‪...‬‬ ‫‪ -6‬ماذا تقولون للشعب الفلسطيني في‬ ‫ذكرى اندالع انتفاضة األقصى املباركة‪ ،‬وهل‬ ‫هناك انتفاضة جديدة قادمة في ظل فشل‬ ‫مفاوضات التسوية مع الكيان؟‬ ‫لم يبخل شعبنا الفلسطيني على مدى‬ ‫صراعه الطويل مع الكيان اإلسرائيلي الغاصب‬ ‫في تقدمي أغلى التضحيات وابتكار سبل املواجهة‬ ‫التي تتالءم والتحديات املطروحة عليه‪ .‬فقد‬ ‫كان على الدوام مقاوما ً منذ أن أدرك بفطرته أن‬ ‫االنتداب البريطاني يسعى لزرع غدة سرطانية في‬ ‫فلسطني‪ ،‬وتصدى هذا الشعب بإمكاناته احملدودة‬ ‫آللة البطش البريطانية واإلسرائيلية ولعصابات‬ ‫القتل اليهودية التي راحت تعيث فساداً‪ ،‬نهبا ً‬ ‫وحرقا ً وقتالً وتدميرا ً في سعيها الحتالل األرض‬ ‫وإجالء السكان متهيدا ً إلقامة دولتها املزعومة‬ ‫في فلسطني‪ ...‬وما انتفاضات شعبنا املتالحقة‬ ‫منذ العشرينيات من القرن املاضي إال الدليل‬

‫ التحالف الفلسطيني‬‫عامل ردع لكل مَن يفكر‬ ‫باخلروج عن اإلجماع‬ ‫الفلسطيني‬ ‫القاطع على تشبث أهلنا بأرضهم ورفضهم كل‬ ‫أنواع احللول التي حاولت ان تظهرهم مبظهر من‬ ‫يقبل بالتقسيم ويرضى باحملتل شريكا ً له في‬ ‫فلسطني‪ ...‬واستمر شعبنا في عناده ومقاومته‬ ‫تفت في عضده السنون‪ ،‬فإذا بانتفاضاته‬ ‫ولم‬ ‫ّ‬ ‫املباركة تتجدد بسواعد األبناء الذين طاملا تغنى‬ ‫العدو الغاشم بنجاحاته في إبعادهم وتغييبهم‬ ‫بعدما أوهم العالم أن كبار هذا الشعب سيموتون‬ ‫وأن صغاره سينسون وأن السالم الدائم لبني‬ ‫إسرائيل مؤكد ومضمون‪ ..‬وتواصلت انتفاضات‬ ‫أهلنا بشكل أذهل العالم ووضع العدو الصهيوني‬ ‫أمام حتديات لم يعرفها من قبل‪ ،‬األمر الذي أفقده‬ ‫صوابه فراح يبحث عن مزيد من وسائل القمع‬ ‫والترهيب عله ير ّوع جماهيرنا الغاضبة ويجبرها‬ ‫على االنكفاء والركون‪ .‬لكن ظنونه خابت دأبه‬ ‫في كل مرة راهن فيها على تفوق آلته العسكرية‬ ‫الغاشمة‪ ...‬واندلعت شرارة انتفاضة األقصى من‬ ‫املسجد املبارك بعدما جتاوز الغزاة اخلطوط احلمر‬ ‫في اعتداءاتهم على املقدسات‪ ،‬فإذا بشعبنا‬ ‫الفلسطيني يخرج عن بكرة أبيه شيبا ً وشبانا ً‬ ‫نسا ًء وأطفاالً‪ ،‬وإذا باحلجارة تتساقط كاملطر‬

‫ إ ّن محاوالت البعض في‬‫ساحتنا الفلسطينية‬ ‫تقدمي أوراق حسن سلوك‬ ‫للصهاينة لن يحجب عنا‬ ‫أهمية السعي لصياغة‬ ‫برنامج نضالي يخرج‬ ‫ساحتنا من أزمتها اخلانقة‬ ‫ اجلهد الفلسطيني ينبغي‬‫أن يركز على حالة الفلتان‬ ‫السياسي التي لم يعهدها‬ ‫العدو منذ نشأته‬

‫لترجم رؤوس املستوطنني وقادتهم فتفرض‬ ‫عليهم معادلة جديدة في املواجهة عمادها املقالع‬ ‫واحلجر‪ ،‬وإذا بالعالم الذي غاب عن السمع سنوات‬ ‫طويلة يستيقظ إلدانة العدو في استخدام القوة‬ ‫جتاه شعب أعزل إال من إميانه بأرضه وحقه في حياة‬ ‫كرمية‪.‬‬ ‫أمام هذا التخبط اإلسرائيلي والرعب الذي‬ ‫استحكم مبستوطنيه‪ ،‬يطفو على السطح‬ ‫الفشل املتالحق ملفاوضات أوملرت وعباس‪ ،‬والسعي‬ ‫األميركي احملموم لتطويق تداعيات هذا الفشل‬ ‫على حلفاء أميركا وأتباعها في املنطقة‪ ...‬فيما‬ ‫تستعد جماهيرنا الفلسطينية في الداخل ألخذ‬ ‫زمام املبادرة وتصعيد وتيرة مقاومتها لتأخذ هذه‬ ‫املرة أشكاال ً مختلفة من املواجهات على مساحة‬ ‫الوطن‪ ،‬لن تتوقف قبل إزالة االحتالل ورفع الظلم‬ ‫عن شعبنا‪ ،‬هذا الشعب الذي أدرك من خالل‬ ‫انتفاضاته املتالحقة أن العدو اإلسرائيلي ال يفهم‬ ‫غير لغة املقاومة وأن هزميته ممكنة‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫بعدما أضافت انتصارات متوز ‪ 2006‬في لبنان بعدا ً‬ ‫يقينيا ً وإميانيا ً بإمكانية إزالة الكيان الغاصب‬ ‫نهائيا ً وإلى األبد وتخليص املنطقة والعالم من‬ ‫شروره وآثامه‪...‬‬ ‫‪ -7‬هل هناك من مبادرات تطرحونها من جديد‬ ‫وقد سبق أن طرحت حركة فتح االنتفاضة‬ ‫مبادرة وطنية بشروط محددة إلعادة بناء م‪ .‬ت‪.‬‬ ‫ف‪ .‬على أسس جديدة؟‬ ‫لم تأل حركة فتح االنتفاضة جهدا ً في‬ ‫السعي لتحشيد موقف فلسطيني موحد إلعادة‬ ‫االعتبار لقضيتنا كقضية مركزية لألمة العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ..‬فقد سعت عبر أكثر من مبادرة‬ ‫لتالقي جماهيرنا التواقة لوحدة الصف والعمل‬ ‫املشترك‪ ..‬فأكدت على ضرورة إعادة بناء منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية على أسس وطنية جامعة‬ ‫تأخذ باالعتبار متثيل كل الفصائل املوجودة على‬ ‫الساحة الفلسطينية وفق برنامج سياسي‬ ‫واضح يؤسس ملرحلة جديدة من املواجهة مع عدو‬ ‫اعتاد على كسب الوقت وخداع العالم مبفاوضات‬ ‫عقيمة لزرع الشقاق بني أبناء القضية الواحدة‪...‬‬ ‫إننا من موقعنا في حتالف القوى الفلسطينية‬ ‫نعمل جاهدين حلث األطراف الفلسطينية على‬ ‫اجللوس لطاولة احلوار للوصول إلى حلول تنهي‬ ‫خالفاتها وتضع املصلحة الوطنية الفلسطينية‬ ‫فوق كل اعتبار‪ ،‬كما نهيب بكل الفصائل‬ ‫الفلسطينية االرتقاء إلى مستوى املسؤولية ونبذ‬ ‫كل ما من شأنه زرع بذور الفتنة والتقاتل بني أبناء‬ ‫الشعب الواحد‪ ...‬إن أفضل مبادرة ميكن لفتح‬ ‫االنتفاضة أن تقدمها اليوم ألهلنا في الداخل‬ ‫والشتات هي دعوة اجلميع إلى تغليب لغة احلوار‬ ‫وحترمي التقاتل بني اإلخوة والتمسك بحق شعبنا‬ ‫في العودة وتقرير املصير وإقامة الدولة املستقلة‬ ‫وعاصمتها القدس الشريفة على كامل ترابه‬ ‫الوطني‪.‬‬

‫حوار محمود صالح‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪73‬‬


‫منبر عربي‬

‫سوريا تعيد التوازن الدولي‬ ‫من مرفأ طرطوس‬

‫يص ّوبون املسدسات على رؤوسهم‬ ‫ويضغطون على زناد النهاية السورية‪ ،‬إنها‬ ‫مقامرة أبدية ال يستطيعون التخلي عنها!‪..‬‬ ‫هذه هي حال القادة العسكريني واألمنيني‬ ‫اإلسرائيليني من خالل عملية التسابق‬ ‫مع القادة السوريني جلهة بناء القدرات‬ ‫العسكرية‪ ،‬حيث حت ّولت سورية بفضل حكمة‬ ‫القائد الراحل حافظ األسد وحنكته‪ ،‬إلى‬ ‫ماردٍ يتطاول بذراعيه لكل ساحات التجاذب‬ ‫الستقطاب لعبة تضارب املصالح الدولية‬ ‫من أجل استخدامها واستثمارها في املعركة‬ ‫الوجودية ضد الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫رحل الفارس واملارد حافظ األسد‪ ،‬ولكل‬ ‫محارب استراحة‪ ،‬فامتطى الرئيس بشار‬ ‫األسد جواد والده األصيل في الوفاء واالنتماء‬

‫‪74‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ليتابع مسيرة االستراتيجية السورية بتكتيك‬ ‫يختلف بالشكل‪ ،‬لكنه يحمل املضمون‬ ‫االستراتيجي ذاته املتمثل باحملافظة على‬ ‫احلقوق الوطنية والقومية لألمة العربية‪.‬‬ ‫عاد احللف السوفياتي ـ السوري القدمي إلى‬ ‫الواجهة اليوم‪ ،‬رغم اختالف املعايير واملفردات‬ ‫السياسية من الدولتني‪ ،‬حيث تسعى روسيا‬ ‫احلديثة إلى فك احلصار الذي تفرضه الواليات‬ ‫املتحدة األميركية عليها‪ ،‬واالنتقال إلى التوازن‬ ‫ثان يحكم العالم بعد‬ ‫الدولي اجلديد‬ ‫ٍ‬ ‫كقطب ٍ‬ ‫انهيار االحتاد السوفياتي‪ ،‬فيما تسعى سوريا‬ ‫إلى االستفادة من التطلعات الروسية لدور‬ ‫إقليمي في دعم وإنشاء حلف قدمي جديد‪،‬‬ ‫بوجه املشروع األميركي الذي بدأ يتهاوى‪،‬‬ ‫واالنطالق بقوة لالستفادة من دور إقليمي أكبر‬

‫من الدور الذي كانت تلعبه سورية‪.‬‬ ‫نقلت وكالة “ايتار تاس” الروسية احلكومية‬ ‫عن مسؤولني عسكريني روس أ ّن السلطات‬ ‫الروسية تعيد ترميم مرفأ طرطوس العسكري‬ ‫من ضمن جهود روسية إلعادة التموضع بقوة‬ ‫في دولة استطاعت جر اإلدارة األميركية‬ ‫ملستنقع سيغرق طاقات اجليش األميركي في‬ ‫أكثر من محور‪ّ .‬‬ ‫وأكدت الوكالة أ ّن سفينة‬ ‫روسية غادرت البحر األسود قبل فترة وباشرت‬ ‫أعمال ترميم مرفأ طرطوس‪ ،‬ليصبح جاهزا ً‬ ‫من جديد الستقبال األسطول العسكري‬ ‫الروسي‪ .‬جاءت هذه اخلطوة السورية ـ‬ ‫الروسية لتعيد إحياء اتفاق عسكري و ّقع عام‬ ‫‪ 1971‬بني الدولتني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكد املسؤول في احلربية الروسية “ايفور‬


‫ديغالو” أ ّن قائدي سالح احلربية الروسي‬ ‫والسوري اجتمعا في موسكو‪ ،‬وتباحثا في‬ ‫سبل تقوية ثقة متبادلة وتفاهم ثنائي‪.‬‬ ‫ورشحت معلومات تفيد بأ ّن الرئيس السوري‬ ‫بشار األسد طلب من نظيره الروسي “دميتري‬ ‫مدفيديف” تزويد سورية بأنواع متطورة من‬ ‫األسلحة‪ ،‬وذلك خالل لقاء جمع الرئيسني في‬ ‫مدينة سوتشي‪ ،‬وتكللت املباحثات بالنجاح‪،‬‬ ‫ومتّ توقيع اتفاقية ترميم مرفأ طرطوس‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫كذلك كشفت معلومات وتصريحات‬ ‫للسفير الروسي لدى دمشق “ايفور بليف”‪،‬‬ ‫أ ّن هناك قطعا ً من سالح احلربية الروسية في‬ ‫سوريا ضمن اتفاق مشترك لتطوير القدرات‬ ‫السورية وتقرير التعاون بني الدولتني‪ ،‬ألن وجود‬ ‫مرفأ في سورية لألسطول الروسي مي ّثل مرتكزا ً‬ ‫حيويا ً وجيوسياسياً‪ ،‬يخفف عبء انتقال‬ ‫األسطول الروسي للبحر األسود وعودته منه‪،‬‬ ‫عد نقطة انطالق قوية نحو السيطرة على‬ ‫وي ُ ّ‬ ‫الساحل املتوسطي‪ ،‬والعبور إلى دور روسي‬ ‫متط ّور في منطقة الشرق الوسط‪.‬‬ ‫وقال اخلبير األمني البريطاني ديفيد‬ ‫نّ‬ ‫يظن أحد أ ّن‬ ‫هاروتل “إنه من اخلطأ أن‬ ‫التطور العسكري بني روسيا وسورية جاء‬ ‫على خلفية تداعيات حرب جورجيا”‪ ،‬وذلك‬ ‫في إشارة واضحة للعالقات العسكرية‬ ‫الثنائية التي جتمع الدولتني‪.‬‬ ‫إ ّن دراسة العوامل السياسية‬ ‫واالقتصادية والعسكرية لكل من روسيا‬ ‫وسورية‪ ،‬جتد عوامل االلتقاء في معظم‬ ‫النقاط اجلوهرية اخلاصة بسيادة قراراتهما‬

‫واستقاللها‪ ،‬حيث تتقاطع حاجة سورية لوزن‬ ‫إقليمي يقيها شر املؤامرات والعزلة الدولية‬ ‫التي حتاول إسرائيل وحلفاؤها العرب فرضها‬ ‫عليها‪ ،‬كما أ ّن لسورية مصلحة في وجود‬ ‫مدها بالسالح والعتاد‬ ‫دولة قوية قادرة على ّ‬ ‫املنطلق من منشأ واحد‪ ،‬فيما تبرز احلاجة‬ ‫قدم لها في‬ ‫واملصلحة الروسية في تثبيت‬ ‫ٍ‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬بعدما فقدت معظم‬ ‫مناطق نفوذها في العالم ملصلحة الواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ ،‬ولن يجد الروس حليفا ً‬ ‫استراتيجيا ً قادرا ً وصارما ً كسورية التي لم‬ ‫تتنازل عن صدقيتها وثوابتها خالل عقود من‬ ‫العالقات الثنائية‪.‬‬ ‫حتاول روسيا االستفادة من النفوذ السوري‬ ‫في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬والعالقات‬ ‫املميزة بني سورية وإيران وحركات املقاومة‬ ‫واملمانعة العربية اإلسالمية في العالم‬ ‫لتثبيت وجود قوي وفاعل بعد حالة االنكسار‪،‬‬ ‫إذا جاز التعبير‪ ،‬للروس الذين فقدوا هيبتهم‬ ‫في العالم‪.‬‬

‫رأى القائد السابق لألسطول الروسي في‬ ‫البحر األسود “ادوار بالتني” أ ّن مرفأ طرطوس‬ ‫سيكون دافعا ً كبيرا ً بالنسبة إلى روسيا‬ ‫للقيام بعمليات في الشرق األوسط‪ .‬تعطي‬ ‫هذه التصريحات دالالت سياسية وعسكرية‬ ‫واضحة جلهة إعادة التموضع والتوازن‬ ‫الدولي‪ ،‬انطالقا ً من منطقة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وبالتحديد سورية كقلعة من قالع الصمود‬ ‫واملمانعة في العالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أكدت املراحل السابقة لتطورات الصراع‬ ‫السوري ـ الصهيوني ـ األميركي قدرة الرئيس‬ ‫بشار حافظ األسد على التعامل مع مفردات‬ ‫الصراع بحيوي ٍة ودينامي ٍة مستمرة‪ ،‬وجعلته‬ ‫قادرا ً على إبداع وابتكار الوسائل الذاتية‬ ‫للمواجهة وتنويعها مبا يستجيب لتطورات‬ ‫الصراع الذي يأخذ مسارات مختلفة‪.‬‬ ‫تتألق السياسة السورية‪ ،‬وتثبت قدرتها‬ ‫وجدارتها في إدارة امللفات واألزمات‪ ،‬وتبرهن‬ ‫أنها الدولة العربية ذات الوزن اإلقليمي الكبير‪،‬‬ ‫فيما تتراجع السعودية التي حتاول إيجاد دور‬ ‫إقليمي مفقود من األساس بسبب سياسات‬ ‫آل سعود املشبوهة‪ ،‬وحتاول مصر ّ‬ ‫فك القيود‬ ‫والسالسل التي ك ّبلها بها النظام املرتبط‬ ‫بالواليات املتحدة وإسرائيل مبعاهدات ذل‬ ‫وخنوع‪ ،‬فيما بقيت سورية في ظل القيادة‬ ‫التاريخية للرئيس بشار األسد‪ ،‬الشعلة‬ ‫املضيئة‪ ،‬وفي ًة للمبادئ والقيم‪ ،‬أمين ًة على‬ ‫األهداف‪ ،‬حتمل راية العروبة عالياً‪ ،‬وتدافع‬ ‫عن احلق القومي بوجه للمخططات‬ ‫االستعمارية‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪75‬‬


‫منبر عربي‬

‫هل مردخاي بن موسى ‪ :‬جد آل سعود األكبر؟‬ ‫ّ‬ ‫المشوه للمملكة‬ ‫العالقات السعودية ‪ -‬اإلسرائيلية تظهر الوجه‬ ‫سقطت ورقة التوت الوحيدة التي تخفي عورات آل سعود منذ عام‬ ‫‪ 1913‬حتى وقتنا احلاضر‪ ،‬خاصة في الصراع العربي ـ الصهيوني ثم الصراع‬ ‫الفلسطيني الفلسطيني‪ ،‬مرورا ً بغزو العراق وحرب لبنان خالل عام ‪.2006‬‬ ‫م ّثل االرتباط السياسي واالستراتيجي بني آل سعود والواليات املتحدة‬ ‫وإسرائيل شبكة متصلة من العالقات املشبوهة‪ ،‬مما أنتج معادلة ساقطة‬ ‫أخالقيا ً وإسالميا ً بني آل سعود وآل صهيون ضد كل ما هو عربي وإسالمي‪.‬‬ ‫بعد مراجعة للحجج والوثائق‪ ،‬وجدنا بني أنقاض احلقائق التي دفنها‬ ‫(املستعودون اجلدد)‪ ،‬السبب الرئيسي الذي يربط آل سعود باإلسرائيليني‪،‬‬ ‫حيث ميثالن وجهني مختلفني لعملة واحدة‪ ،‬هي عملة الغدر واخليانة‪.‬‬ ‫وتتراكم الشواهد على هذه العالقة الضاربة في عمق أصولها وجذورها‪،‬‬ ‫حيث يأتي في مقدمتها األصل اليهودي لألسرة السعودية (جدهم األكبر)‬ ‫هو مردخاي بن موسى‪.‬‬

‫جذور العالقات السعودية ـ اإلسرائيلية‬ ‫أخمدت األسرة السعودية عام ‪ 1936‬الثورة الفلسطينية ومهدت‬ ‫الحتالل فلسطني ونكبتها عام ‪ 1948‬عندما كانت فلسطني مستعمرة من‬ ‫اإلنكليز‪ ،‬وذلك بعد الفشل الذريع للحكومة البريطانية في إخماد الثورة‬ ‫العارمة‪ ،‬مما دعا احلكومة البريطانية إلى استخدام نفوذها عن طريق األمراء‬ ‫واحلكام العرب لضرب هذه الثورة‪.‬‬ ‫انبرى امللك السعودي عبد العزيز آل سعود آخذا ً على عاتقه وقف الثورة‬ ‫فوجه رسالة إلى الفلسطينيني كتبها مستشاره‬ ‫إلرضاء اليهود واإلنكليز‪ّ ،‬‬ ‫جان فيليبي وبعثها بواسطة أمني احلسيني‪ ،‬وأطلقوا على هذه الرسالة‬ ‫اسم “النداء”‪.‬‬ ‫جاءت هذه البرقية “النداء” نقطة البداية في مسلسل التنازالت‬ ‫واملساومات على القضية الفلسطينية ودماء الشعب العربي الفلسطيني‪،‬‬ ‫كونها أجهضت الروح القتالية والكفاحية العالية للشعب العربي‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وم ّثلت مؤامرة فاضحة على القدس‪ ،‬وأسدلت الستار على‬ ‫عملية تهويد فلسطني‪.‬‬ ‫نقلت صحيفة “إلى األمام” في ‪ : 1973/12/14‬أن الصهيونية لم تستند‬ ‫إلى بريطانيا وأميركا وحدهما في إيجاد وصف تاريخي مزعوم للصهاينة في‬ ‫فلسطني‪ ،‬إال بعدما اعتمد الصهاينة على اليهود الذين أسلموا‪ ،‬ويقصد‬ ‫بهم آل سعود‪ ،‬وكذلك على املوظفني والرؤساء العرب من طراز امللك عبد‬ ‫اهلل‪ ،‬وهو صاحب دور ثانوي بعد آل سعود‪.‬‬

‫اعتراف آل سعود بإسرائيل‬ ‫جاء االعتراف الرسمي الفاضح على لسان امللك عبد العزيز حني قال‪“ :‬إن‬ ‫بالد فلسطني رجعت إلى أصحابها احلقيقيني “اليهود”‪ ،‬أما الفلسطينيون‬ ‫فهم الذين يجب أن يقاتلوا ألنهم مغتصبون”‪ .‬من هنا يتضح الدور السعودي‬ ‫احلامي واخلادم ليس للحرمني الشريفني بل للعدوين اللدودين إسرائيل‬ ‫والواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫تعرف األسرة املالكة في السعودية مدى حجم انحرافها السياسي عن‬ ‫العروبة واإلسالم‪ ،‬وبعدها عن املصير الواحد لعروبة املنطقة‪ ،‬بل ومحاربتها‬ ‫لكل حركة وطنية حتريرية‪ ،‬عربية كانت أم إسالمية‪ ،‬فإنها وفي سبيل‬ ‫سيطرتها واستمرارها‪ ،‬ارتبطت باملؤسسة الدينية الوهابية والتزمت‬ ‫طروحات مشايخها السلفية املسيسة لتث ّبت زعامتها‪ ،‬كونها تسيطر‬

‫‪76‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫امللك عبد اهلل‬

‫شارون‬

‫على األراضي العربية املقدسة‪ ،‬فدنّستها بأحقادها وظلمها واستبدادها‪.‬‬ ‫تبرز املشكلة احلقيقية في جوهر النظام السعودي القائم على انفصام‬ ‫املشروع الفاسد بني إشكالية تبني السياسة األميركية في املنطقة واتخاذ‬ ‫اإلسالم الوهابي ذريعة لهذا التوجه‪.‬‬

‫العالقات العسكرية السعودية ‪ -‬اإلسرائيلية‬ ‫نقلت اجليروزاليم بوست ‪“ :1994/9/17‬أن حرب اخلليج عام ‪ 1991‬م ّثلت‬ ‫منعطفا ً هاما ً بالنسبة لصناعات إسرائيل العسكرية‪ ،‬ألنها ّ‬ ‫مكنتها من بيع‬ ‫األسلحة اإلسرائيلية على نطاق واسع‪ ،‬فمثالً اشترت السعودية من إسرائيل‬


‫منصات إطالق صواريخ توماهوك وقذائف مضادة‬ ‫للدروع‪ ،‬وطائرات استطالع بال طيار‪ ،‬فضالً عن ‪14‬‬ ‫جسرا ً عسكريا ً صنعتها شركة تاس اإلسرائيلية‬ ‫(سعر اجلسر الواحد مليون دوالر)‪ .‬كما نقل بعض‬ ‫اخلبراء العسكريني واألمنيني أخبارا ً عن شحن‬ ‫إسرائيل مناطيد للرؤية الليلية ومعدات لزرع‬ ‫األلغام إلى السعودية‪ .‬وقد أمر اجلنرال شواريزكوف‬ ‫قائد قوات التحالف الغربي ضد العراق بإزالة جميع‬ ‫الكتابات العبرية املنقوشة على األسلحة‪.‬‬ ‫كتب اخلبير العسكري (سلج هاريسون)‪“ :‬أن‬ ‫مصدرا ً رفيعا ً في اخملابرات األميركية دفع ‪ 35‬مليون‬ ‫دوالر عام ‪ 1986‬إلسرائيل من األموال السعودية‬ ‫لشراء بعض األسلحة التي غنمتها إسرائيل‬ ‫من الفلسطينيني أثناء غزوها لبنان عام ‪،1982‬‬ ‫ثم شحنتها جوا ً إلى باكستان لتوزيعها على‬ ‫اجملاهدين األفغان‪.‬‬

‫العالقات التجارية السعودية ‪-‬‬ ‫اإلسرائيلية ـ األميركية‬

‫امللك عبد العزيز‬

‫نقلت النيويورك تاميز في ‪ 1987/3/6‬أن آل سعود‬ ‫يستخدمون البنك األهلي التجاري بجدة‪ ،‬الذي‬ ‫ال يخضع لرقابة مؤسسة النقد السعودية‪،‬‬ ‫لتمويل دبلوماسيتهم العامة في العالم العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬وخلدمة املصالح األميركية‪ .‬ويرسل‬ ‫البنك األهلي األموال إلى ميامي في أميركا من‬ ‫خالل بنك آخر هو ‪ ABC‬في جزر الكيمان‪.‬‬ ‫ يغادر النفط السعودي برعاية اهلل وحفظه‬‫املوانئ السعودية‪ ،‬وما إن يصل إلى عرض البحر‬ ‫حتى يتغير مسار القافلة وتُفرغ حمولتها وتز ّيف‬ ‫أوراقها وحت ّول احلمولة إلى املوانئ اإلسرائيلية‬ ‫ّ‬ ‫لتغذي الكيان الصهيوني بالطاقة التي تستخدم‬ ‫لضرب األمة العربية واإلسالمية بخيرات عربية‬ ‫وسواعد ملكية‪.‬‬ ‫ تستورد بعض الشركات السعودية وكذلك الداعية الوهابي‬‫احلكومة أجهزة كومبيوتر إسرائيلية ماركة “ياردين”‬ ‫(يديعوت أحرونوت ‪.)1993/12/16‬‬ ‫ اتفاقيات رسمية لتصدير احلمضيات اإلسرائيلية عبر األردن (معاريف‬‫‪.)1995/1/4‬‬ ‫ شراء شقق سكنية في مستوطنة “كرى شمرون” (معاريف ‪.)1993/1/29‬‬‫ أبدى رجال أعمال سعوديون رغبتهم في عقد صفقات جتارية للغاز‬‫الطبيعي مع إسرائيل (دافار ‪.)1994/2/1‬‬

‫العالقات الرياضية بني السعودية وإسرائيل‬ ‫نشرت صحيفة الواشنطن بوست في ‪ 1989/7/24‬أن فريق وادي شارون‬ ‫اإلسرائيلي لكرة البيسبول التقى الفريق السعودي في قاعدة رامشتاين‬ ‫اجلوية األميركية على هامش دورة رياضية في أملانيا الغربية‪.‬‬

‫لكل جاسوس أمير‬ ‫كتاب للخبيرين األمنيني مليمان ورافني‪ ،‬لكن في بالدنا العنوان الصحيح‬

‫هو “كل أمير وملك جاسوس”‪.‬‬ ‫إن جهاز اخملابرات اإلسرائيلية املوساد قد‬ ‫فوجئ بتحركات (خاشقجي ‪ -‬نيمرودي ـ آل‬ ‫شومير) مع العديد من املسؤولني اإلسرائيليني‪..‬‬ ‫وكانت تلك التحركات عن طريق شارون‪،‬‬ ‫وحصل “الثالثي” على وثيقة سرية كتبها‬ ‫ولي عهد السعودية آنذاك األمير فهد اسمها‬ ‫“خطة فهد للسالم” وسلمت للسلطات‬ ‫اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫اعترف اخلاشقجي في عيد ميالده الـ‪55‬‬ ‫ملراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت‪“ :‬بأن عملية‬ ‫موسى لتهجير يهود الفالشا األثيوبيني إلى‬ ‫إسرائيل التي نفذتها الواليات املتحدة قد متت‬ ‫في منزله خالل اجتماع سري عام ‪.”1982‬‬ ‫دفعت اخللفية التاريخية للعالقات السعودية‬ ‫ـ اإلسرائيلية الكثير من األدباء واملفكرين لقراءة‬ ‫اخملطط االستعماري اجلديد‪ ،‬وهذا ما يدفعنا‬ ‫للشعور بوجود إسرائيليتني‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬في شمال اجلزيرة العربية وهي (الكيان‬ ‫الصهيوني الغاصب)‬ ‫والثانية‪ :‬تقع في جنوب اجلزيرة العربية وهي (آل‬ ‫سعود)‪ ،‬وتتقاطع مصالح اإلسرائيليتني في الدور‬ ‫الوظيفي واملسلكي باألداء من خالل‪:‬‬ ‫استنزاف خيرات األمة العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫ترسيخ االحتالل العسكري والسياسي‬ ‫واالقتصادي‪.‬‬ ‫طمس الهوية العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫إنهاء الدور احلضاري لألمة العربية‪.‬‬ ‫نشر الفرقة والتطرف والغلو الديني لتكريس‬ ‫حالة التخلف واالنقسام‪.‬‬

‫ثوابت النظام السعودي املهزوم‬ ‫يدرك املثقفون العرب واملسلمون جنب النظام‬ ‫السعودي وتخاذله وتآمره على القضايا العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬حيث يرتكز هذا النظام على‪:‬‬ ‫الثابت األول‪ :‬العمل على منع ظهور أي نظام إسالمي قوي في‬ ‫املنطقة العربية أو في العالم اإلسالمي‪ ،‬يكشف نفاق املثال السعودي‬ ‫الذي يرفع شعار اإلسالم‪ ،‬وذلك خدمة لبقاء األسرة احلاكمة وضمان‬ ‫أمن إسرائيل‪.‬‬ ‫واستنادا ً لهذا الثابت‪ ،‬ندرك املوقف السعودي املتآمر خالل حرب متوز في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الثابت الثاني‪ :‬تبني السياسة األميركية نصا وروحا‪ ،‬والعمل على إجناح أي‬ ‫مسعى أميركي أو مشروع‪ ،‬مهما كان هدفه‪ ،‬والترويج له واالحتماء به‪ .‬وهذا‬ ‫الثابت ال يحتاج إلى دليل‪.‬‬ ‫الثابت الثالث‪ :‬تأطير املذهب الوهابي وأدجلته من خالل املشايخ املرتزقة‬ ‫واملنافقني‪ ،‬وإصدار فتاوى تخدم أهداف آل سعود وسياساتهم‪ ،‬وارتباطها مع‬ ‫إسرائيل والغرب‪.‬‬ ‫سيبقى دم الشهداء نبراسا ً تهتدي به األمة‪ ،‬وسيأتي اليوم الذي ستنصب‬ ‫فيه مشانق العدالة للعمالء واملرتزقة‪ ،‬ألن تاريخ الشعوب ال يكتبه إال‬ ‫الشرفاء واملقاومون‪ ،‬وبالطبع آل سعود هم أبرياء من تهمة الشرف‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪77‬‬


‫منبر عربي‬

‫االتفاقية األمنية‪ ،‬األميركية ـ العراقية ومرحلة شد الحبال‬

‫نهاية اللعبة في العراق‬

‫ال تزال تفاصيل االتفاقية األميركية ـ العراقية‬ ‫ملتبسة‪ ،‬فكل طرف يراها من زاوية معينة‪،‬‬ ‫وتتضارب التصريحات بشأنها‪ ،‬فرئيس الوزراء‬ ‫العراقي نوري املالكي‪ ،‬بعد لقائه رئيس البرملان‬ ‫محمود املشهداني‪ ،‬أخذت التقارير تتحدث عن‬ ‫نية املالكي إرسال مسودة االتفاقية إلى البرملان‪،‬‬ ‫وفي هذا الوقت فهناك من يتحدث عن قلق في‬ ‫األوساط األميركية بسبب التأجيل والسعي‬

‫الدائم لدى املالكي لـتأجيل إقرار االتفاقية‪،‬‬ ‫واملراقبون يؤكدون أن الطرف العراقي يحاول‬ ‫كسب املزيد من الوقت في سعيه للحصول على‬ ‫وضع أفضل ولتعزيز أوضاعه الداخلية واإلقليمية‪.‬‬ ‫وفي هذا الوقت أيضا ً هناك من يتحدث عن زيارة‬ ‫متوقعة للرئيس األميركي جورج بوش لبغداد‬ ‫لبحث االتفاقية والتوافق عليها‪.‬‬ ‫رئيس البرملان العراقي يتحدث عن ‪ 7‬بنود‬

‫املالكي‪ :‬املصالح الوطنية تقضي أال يبقى أي جندي أجنبي على أرض العراق‬

‫بوش‪ :‬دخلنا مرحلة نهاية اللعبة في العراق‬

‫‪78‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫خالفية بني بغداد وواشنطن تتعلق باحلصانة‬ ‫املمنوحة لألميركيني (عسكريني ومدنيني)‬ ‫ومسألة الوالية القضائية على هؤالء‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى سقف زمني النسحاب االحتالل األميركي‪،‬‬ ‫وتوافر بنود الشفافية في بنود االتفاق‪ ،‬إال أن‬ ‫مسألة احلصانة هي أبرز البنود اخلالفية بني‬ ‫الطرفني األميركي والعراقي‪.‬‬ ‫ومسألة الوالية على أفراد القوات األميركية‬ ‫وعناصرها املدنية وعن جرائم تشتمل على أفعال‬ ‫عمدية خطأ جسيم‪ ،‬وتخرق القانون العراقي‪.‬‬ ‫فالواليات املتحدة حسب املراقبني تتحدث عن‬ ‫تسوية باالتفاق املتبادل وعبر جلنة مشتركة‪.‬‬ ‫لكن الوفد العراقي املفاوض اقترح أن تكون‬ ‫املسؤولية القضائية للعراق على األميركيني‬ ‫عند ارتكاب جرائم تخرق القانون العراقي‪ ،‬وهذا‬ ‫األمر ال يلبي الرغبة األميركية حيث اقترح الوفد‬ ‫األميركي الصياغة التالية‪“ :‬كأحكام مؤقتة‬ ‫ولغاية اكتمال انسحاب القوات األميركية‪،‬‬ ‫تكون للواليات املتحدة الصالحية القانونية على‬ ‫مسلحيها ومدنييها”‪.‬‬ ‫وهناك من يتحدث عن الصياغة األخيرة ملسودة‬ ‫االتفاقية األمنية التي تنص “على أن القوات‬ ‫األميركية ستنسحب من املدن العراقية في متوز‬ ‫‪ 2009‬إال إذا طلب العراقيون شيئا ً آخر”‪.‬‬ ‫فالقائد العسكري األميركي في العراق اجلنرال‬ ‫ديفيد بترايوس قال‪“ :‬إن الوضع في العراق تغير‬ ‫كثيراً‪ ،‬منذ أن تسلم مهامه في شباط ‪2007‬‬ ‫ولم يستبعد أن تتمكن القوات األميركية من‬ ‫االنسحاب من بغداد بعد ‪ 10‬أشهر”‪.‬‬ ‫إشارات حتسن الوضع األمني في العراق كما‬ ‫يراها األميركيون يقول بترايوس‪ :‬تعمل واشنطن‬ ‫حاليا ً على سحب خمس كتائب قتالية من العراق‪،‬‬ ‫رسلت إلى هذا البلد مطلع العام‬ ‫كانت قد ا ُ ِ‬ ‫املاضي‪ ،‬ليصل معهم عدد اجلنود األميركيني في‬ ‫العراق حوالى (‪ 140‬ألف جندي)‪.‬‬ ‫وكإشارة على حتسن الوضع األمني‪ ،‬سلم‬ ‫اجليش األميركي االثنني املاضي السيطرة األمنية‪،‬‬ ‫في محافظة األنبار الغربية للقوات العراقية‬ ‫لتصبح احملافظة (‪ )11‬بني محافظات العراق الـ‬ ‫(‪ )18‬التي تتولى أمنها القوات العراقية‪.‬‬ ‫وعلق وزير الدفاع األميركي روبرت غيتس على‬ ‫قرار الرئيس األميركي جورج بوش والقاضي‬ ‫بسحب (‪ 8‬آالف) جندي أميركي من العراق في‬ ‫آخر أيام واليته الرئاسية‪ ،‬ومعلنا ً أن بالده دخلت‬ ‫مرحلة نهاية اللعبة في العراق‪.‬‬ ‫وقال غيتس في حديث إلى عدد من أعضاء‬ ‫مجلس النواب األميركي “إن قرار الرئيس بوش‪،‬‬


‫وقرارات األشهر املقبلة‪ ،‬ستكون مصيرية في‬ ‫حتديد مصير مصاحلنا القومية وأمن منطقة‬ ‫الشرق األوسط”‪.‬‬ ‫احلديث عن املكاسب األمنية مؤقت!؟‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أكد مسؤولون عسكريون‬ ‫وخبراء أميركيون أن قرار الرئيس جورج بوش‬ ‫اإلبقاء على املستوى احلالي لقوات االحتالل في‬ ‫العراق في األشهر الثالثة الباقية من واليته‪ ،‬التي‬ ‫تنتهي في ‪ 20‬كانون الثاني املقبل‪ ،‬يدل على أن‬ ‫املكاسب األمنية التي تدعي إدارته حتقيقها‬ ‫قد تكون مؤقته‪ ،‬فليس لدى الواليات املتحدة‬ ‫ما يكفي من القوات لتطبيق خطة اإلغراق في‬ ‫أفغانستان‬ ‫واملفارقة األميركية التي تظهر التناقض‬ ‫الواضح‪:‬‬ ‫إن جورج بوش يريد أن يصل بعدد قليل من‬ ‫القوات (‪ )33‬ألف جندي أميركي في أفغانستان‬ ‫إلى نتائج‪ ،‬مقارنة بـ(‪ )146‬ألف جندي في العراق‪،‬‬ ‫فيما تزيد مساحة أفغانستان على العراق بنحو‬ ‫‪ ،%50‬وهذا ما يدل على أن املكاسب األمنية‬ ‫املزعومة هي لغرض الدعاية ومحاولة لفرض‬ ‫الشروط األميركية على العراقيني‪.‬‬ ‫اجلنرال األميركي ديفيد بترايوس قال خالل‬ ‫لقائه عددا ً من الصحافيني‪“ :‬إن التحدي األكبر‬ ‫الذي يواجه املفاوضات‪ ،‬هو مطالبة احلكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬بأن تعمل القوات األميركية حتت إمرتها‪،‬‬ ‫وهذا ما نتحفظ عليه بشدة”‪.‬‬ ‫ماذا بعد التدمير والقتل واالستيالء على‬ ‫نفط العراق؟‬ ‫االحتالل األميركي يحاول اخلروج من العراق‬ ‫بتحقيق جناح ما من خالل االتفاقية األمنية‪،‬‬ ‫وبعدما قتل من العراقيني ما ال يقل عن مليون‬ ‫وهجر نحو ‪ 4‬ماليني آخرين وعانى‬ ‫شخص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العراقيون حياة مليئة بالرعب والفقر والظالم‬ ‫وتدني مستوى اخلدمات‪ ،‬ولم يتم إنشاء محطة‬ ‫كهربائية رئيسية واحدة منذ العام ‪ 2003‬بدعوى‬ ‫عدم استقرار الوضع األمني‪ ،‬وينطبق هذا الوضع‬ ‫على مصافي النفط‪ ،‬إذ أصبح العراق للمرة‬ ‫األولى في تاريخه يستورد املشتقات النفطية‬ ‫مصاف وهو‬ ‫مبليارات الدوالرات سنوياً‪ ،‬بدل إنشاء‬ ‫ٍ‬ ‫الذي يقبع على ثاني احتياطي للنفط على وجه‬ ‫األرض‪ ،‬وبعدما كان العراق قد تخلص من األمراض‬ ‫واألوبئة‪ ،‬عادت إليه هذه املرة بقوة مع قدوم‬ ‫االحتالل األميركي الذي اجتاحه من الشمال‬ ‫واجلنوب مرورا ً ببغداد‪ ،‬وعلى الصعيد السياسي‬ ‫فإن العملية السياسية التي وضع األميركيون‬ ‫أسسها وأداروها على قاعدة احملاصصة الطائفية‬ ‫والعرقية دخلت مرحلة تضارب املصالح‬ ‫احلزبية والقومية واستغالل ما يعتقده ضعف‬ ‫احلكومة املركزية‪ ،‬بهدف إدخال العراق في دوامة‬ ‫االنقسامات‪.‬‬ ‫وبغداد تنتظر رد واشنطن على مسودة‬ ‫املعاهدة‬ ‫وعن البنود األساسية واالعتراضات العراقية‬

‫جندي أجنبي في العراق بعد العام ‪ ،2011‬إال أن‬ ‫البيت األبيض نفى التوصل إلى اتفاق نهائي مع‬ ‫العراق حول وضع القوات األميركية‪.‬‬ ‫ومبا أن في األمر بعضا ً من مالمح االتفاق بني‬ ‫حكومة املالكي وقوات االحتالل األميركي‪ ،‬ألن‬ ‫بيان حكومة قد نقل عن مكتب املالكي قوله‪:‬‬ ‫“إن هناك اتفاقا ً بني الطرفني على عدم وجود أي‬ ‫جندي أجنبي في العراق بعد العام ‪ ،”2011‬وهذا‬ ‫ما أكده املالكي خالل مؤمتر للعشائر‪“ :‬أن املصالح‬ ‫الوطنية تقضي أال يبقى أي جندي أجنبي على‬ ‫أرض العراق بوقت محدد وليس مفتوحاً‪ ،‬ومؤكدا ً‬ ‫أنه ال ميكن أن نعقد أي اتفاقية إال إذا كانت‬ ‫حتفظ السيادة‪ ،‬ولن نف ّرط بدماء أبناء العراق”‪.‬‬ ‫وتعهد املالكي بأن تتسم االتفاقية األمنية التي‬ ‫ستبرم بني بغداد وواشنطن بالشفافية من خالل‬

‫حول حصانة جنود االحتالل في هذا الوقت أعلن‬ ‫قائد قوات االحتالل في العراق اجلنرال ديفيد‬ ‫بتراوس أن من بني األخطار التي ميكن أن تطيح‬ ‫التقدم الذي حتقق على الصعيد األمني هو عودة‬ ‫اجملموعات اخلاصة أو أن اخلالفات السياسية تتطور‬ ‫إلى أعمال عنف‪ ،‬وأضاف‪ :‬ال ميكننا أن نتحدث‬ ‫عن نصر أو جناح في العراق‪ ،‬أنا أحتدث عن تقدم‬ ‫ملحوظ‪ ،‬وهذا سيكون أكثر صعوبة‪...‬‬ ‫صحيفة لوس أجنلس تاميز‪ ،‬نقلت عن مسؤول‬ ‫عراقي رفيع املستوى إشارته إلى أن رئيس وزرائه‬ ‫ال يريد إعطاء االنطباع بأنه ليس دمية بيد‬ ‫األميركيني‪ ،‬في وقت متارس إيران ضغوطا ً شديده‬ ‫عليه لرفض التوقيع على املعاهدة األمنية”‪.‬‬ ‫وهناك من يرى أن املالكي يزداد قوة‪ ،‬ورمبا اعتقد‬ ‫أنه حقق الكثير من األمن واملصاحلة‪ ،‬ولذلك فهو‬ ‫يعتقد بإمكانه أن يتحمل‬ ‫موضوع االختالف مع‬ ‫األميركيني‪.‬‬ ‫املغامرة األميركية في‬ ‫العراق كانت مكلفة‬ ‫من وجهة النظر‬ ‫األميركية‪ ،‬فإن املغامرة‬ ‫غير احملسوبة واملكلفة في‬ ‫العراق كانت مبثابة حقل‬ ‫جتارب السياسة اخلارجية‬ ‫األميركية في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وقد استوعب‬ ‫أصحاب القرار فيها‬ ‫ومن سيخلفهم دروس‬ ‫العراق إلى أقصى حد‪،‬‬ ‫وارتكزت االستراتيجية‬ ‫التي عرفت بخطة زيادة‬ ‫القوات على زيادة النشاط‬ ‫العسكري األميركي في‬ ‫العراق‪ ،‬واالتصال بالقبائل‬ ‫العراقية وحضها لتثبيت‬ ‫الوضع القائم ودفع‬ ‫األتعاب سلفا ً لتحقيق بترايوس‪ :‬االتفاقية األمنية ستكون مصيرية في حتديد مصير مصاحلنا القومية‬ ‫نوع من األمن‪ ،‬فتحولت وأمن منطقة الشرق األوسط‬ ‫الواليات املتحدة بقوتها‬ ‫وغطرستها إلى قبيلة وسلطة حتكم باملال عرضها بجميع تفاصيلها على مجلس النواب‬ ‫والقوة‪ ،‬وهذا سبب كاف ليجعلها مع ّرضة للمصادقة‪ ،‬ومن ثم أكد عدم وجود أي مالحق‬ ‫سرية‪ ،‬وطالب األمم املتحدة بأن يكون هذا العام‬ ‫لالنهيار والهزمية في أي حلظة‪.‬‬ ‫هل تمُ رّر االتفاقية‪ ،‬وملاذا تُلمّ ع صورة املالكي؟ نهاية خضوع العراق للفصل السابع من ميثاق‬ ‫نقل تقرير أميركي أن نوري املالكي رئيس الوزراء املنظمة الدولية‪ ،‬ألن العراق اليوم بلد الدستور‬ ‫العراقي صار يتمتع باحترام كبير بني ضباط واملؤسسات وال مي ّثل خطرا ً على املنطقة ويسعى‬ ‫جيشه‪ ،‬وهذا ما منحه ثقة زائدة بالنفس‪ ،‬بحيث حلل املشاكل بالطرق السلمية وفق مبدأ التعاون‬ ‫صار من الصعب التفاوض معه‪ ،‬والحظ التقرير وتبادل املصالح‪.‬‬ ‫األشهر القادمة ستأتي باجلواب‪ ،‬فهل هناك من‬ ‫أن غرور املالكي تصاحبه هوية سياسية جديدة‪،‬‬ ‫كرجل وطني معارض لالحتالل ويرغب في أن يقدم تهدئة في العراق؟ وهل ستنسحب قوات االحتالل‬ ‫مبوجب االتفاقية األمنية املزعومة‪ ،‬ال ثقة باحملتل‪،‬‬ ‫نفسه ملواطنيه كبطل عراقي طرد األميركيني‬ ‫والرهان معقود على املقاومة العراقية‪ ،‬فهي‬ ‫خارجاً؟!‬ ‫السبيل الوحيد للخالص وضمان أمن العراق‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬ملاذا أعلن املالكي من طرف واحد‬ ‫نبيل مرعي‬ ‫اتفاق بالده والواليات املتحدة على عدم وجود أي‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪79‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫ليفني ذات الجذور اإلرهابية والمخابراتية تترأس كديما ‪:‬‬

‫أثق بقدراتي في اتخاذ القرارات الصعبة‬ ‫أي اتفاق لن يضمن حق العودة‬ ‫ترى فكرة إسرائيل الكبرى من “النيل إلى الفرات” فلسطني بأسرها‬ ‫وأجزاء من األردن وسورية ولبنان ومصر والسعودية والعراق الهدف‬ ‫االستراتيجي للصهيونية كأيديولوجية ومنظمات ومؤسسات عسكرية‬ ‫وسياسية‪ ،‬ويعمل الكيان الصهيوني لتحقيق هذا الهدف االستراتيجي‬ ‫عن طريق الهجرة وسلسلة احلروب التوسعية‪ ،‬وعن طريق االحتالل والضم‬ ‫واالستيطان‪ ،‬واالنطالق من األمر الواقع املفروض بالقوة‪ ،‬وباستغالل الظروف‬ ‫واألوضاع احمللية والعربية والدولية املالئمة للوصول إلى هذا الهدف‪.‬‬ ‫وإذا كانت أزمة الكيان الصهيوني نابعة أصالً من تشبثه بأهدافه‪ ،‬ومتسكه‬ ‫بوحدة الفكر واملمارسة على قاعدة منطلقات الصهيونية‪ ،‬فإن أزمة حركة‬ ‫التحرر العربية تنبع أصالً من التخلي عن األهداف التي قامت على أساسها‪،‬‬ ‫األمر الذي ضرب مرتكزات عملها‪ ،‬وخلق شرخا ً بني الذاتي واملوضوعي في‬ ‫الصراع الذي تخوضه‪ ،‬وبالتالي حالة االنفصام بني النظرية والتطبيق‪ ،‬وإلى‬ ‫التقصير الصارخ في األداء النضالي‪ ،‬وبذلك تتعمق أزمة العمل الوطني‬ ‫والقومي‪ ،‬وفي النظام الرسمي العربي كانت األزمة أكبر وأكثر عمقاً‪ ،‬وإذ‬ ‫ال يجوز إغفال األسباب املوضوعية التي أدت بحركة التحرر العربية إلى‬ ‫الوضع القائم‪ ،‬آخذين باالعتبار الواقع احمللي والدولي الذي حصلت املواجهة‬ ‫في سياقه‪ ،‬وكذلك طبيعة معسكر األعداء وحجمه وطاقاته‪ ،‬وخروج مصر‬ ‫من معادلة الصراع بتوقيعها اتفاقيات كامب ديفيد‪ ،‬واخللل الذي حصل في‬ ‫املوازين اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫ما هو دور املؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني؟‬ ‫تبقى املؤسسة العسكرية هي األكثر بروزا ً ونضوجا ً في الكيان‪ ،‬وهي‬ ‫األكثر جناحا ً في أداء الدور‪ ،‬حيث تتميز عن باقي املؤسسات وتخضعها‬ ‫إلمالءات تطورها‪ ،‬ودور اآللة العسكرية الصهيونية يتجاوز اجملال اخلارجي‬ ‫في العدوان واحلرب إلى الداخل‪ ،‬حيث تلعب دورا ً مركزيا ً في توسيع رقعة‬ ‫االستيطان وتصليبه وحمايته‪ ،‬ولها دور اقتصادي بارز‪ ،‬وكذلك اجتماعي‬ ‫رئيسي في خلق األساس املادي لوحدة ذلك اجلزء من يهود العالم الذي هاجر‬ ‫واستوطن في فلسطني احملتلة‪.‬‬ ‫فشل الكيان في حتقيق أهدافه‬ ‫واالستيطان الصهيوني لم يستطع إلى اآلن (تهويد) فلسطني باملهاجرين‬ ‫اليهود بالقدر الذي ّ‬ ‫ميكنه من إنتاج وإعادة إنتاج احلياة فيه‪ ،‬فهو لم يستطع‬ ‫تغييب الشعب الفلسطيني ونفي هويته وطمسها‪ ،‬وقطع صلته التاريخية‬ ‫بوطنه‪ ،‬ألن هذا الشعب استطاع الصمود في وجه احملاوالت الصهيونية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومتكن من تكريس احلضور املادي واملعنوي والسياسي‪ ،‬كما عجز الكيان إلى‬ ‫اآلن عن تطويع األمة إلمالءات مشروعه‪ ،‬وهو حاول ذلك في مرحلة من خالل‬ ‫مشاريع تسووية‪ ،‬مثل اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وأنابوليس‬ ‫وغيرها‪ ،‬وكان هدفه نقل األزمة إلى الساحة العربية‪ ،‬وإلى جتنيد قوى عربية‬ ‫متهافتة في خدمة هذا الهدف حتت وطأة أزمتها‪ ،‬أو العتبارات احلفاظ على‬ ‫مصاحلها الضيقة‪.‬‬ ‫لقد م ّثلت االنتفاضة الفلسطينية األولى وانتفاضة األقصى املبارك‬ ‫دليل عمل حلركة اجلماهير الفلسطينية‪ ،‬وتواكبت مع اندحار العدو عن‬ ‫جنوب لبنان عام ‪ ،2000‬ومن ثم هزميته املذلة في حرب الوعد الصادق ‪،2006‬‬ ‫لتم ّثل نقطة انعطاف هامة كان لها تداعياتها املستمرة التي م ّثلت‬ ‫مفصالً هاما ً في تاريخ املقاومة العربية واإلسالمية‪ ،‬ومن ثم انفضاح كل‬ ‫مشاريع التسوية في املنطقة‪ ،‬تلك املشاريع التي نقلت الصراع من الساحة‬

‫‪80‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ليفني‪ :‬فرص سياسية مهمة ينبغي استغاللها‬

‫اخلارجية إلى الداخلية‪ ،‬ولكنها فشلت في كسر إرادة الشعب الفلسطيني‬ ‫رغم احلصار الظالم والصمت الدولي والعجز الرسمي العربي‪.‬‬ ‫لقد حاول العدو بكل ق ّوته فرض إرادته مدعوما ً بأعتى قوة استعمارية في‬ ‫العالم‪ :‬الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬وفشل في حتقيق أهدافه‪.‬‬ ‫العدو يحاول تغيير تكتيكاته لضمان وجوده‬ ‫كان ال ّبد من جردة حساب وإعادة تقييم للمرحلة السابقة‪ ،‬في وقت‬ ‫تعاني فيه الواليات املتحدة فشالً ذريعا ً في أفغانستان والعراق‪ ،‬وتلقت ضربة‬ ‫قاسية في جورجيا‪ ،‬على حساب هيبتها االمبراطورية‪ ،‬في هذا الوقت خرج‬ ‫رئيس حكومة الكيان الصهيوني إيهود أوملرت املثقل بأنواع الفساد واخليبة‪،‬‬ ‫بعدما مترغت سمعته بالوحل على أيدي املقاومة اإلسالمية في لبنان‪ ،‬خرج‬ ‫ليعلن انتهاء حلم “أرض إسرائيل الكبرى لليهود”‪ ،‬وقال ذلك عالنية في‬ ‫جلسة احلكومة‪ ،‬وكرره في الكنيست الصهيوني‪.‬‬ ‫وأقوال أوملرت هذه حتمل في مضامينها الكثير من االستخالصات‪ ،‬فهي‬ ‫اعتراف بالفشل من ناحية‪ ،‬ولكنها في وجهها اآلخر محاولة لكسب الوقت‬ ‫وإعادة ترتيب الصفوف واعتماد أساليب جديدة‪ ،‬وهول األزمة التي يعانيها‬ ‫الكيان الصهيوني هي التي تدفع إيهود أوملرت للقول “إن إسرائيل اتبعت‬ ‫سياسة خاطئة مع الفلسطينيني طيلة ‪ 40‬عاما ً (منذ عام ‪ ،)1967‬ودعا إلى‬ ‫إقامة السالم مع الفلسطينيني والسوريني فوراً‪.‬‬ ‫إذا ً فالسالم في نظر إيهود أوملرت بات حاجة إسرائيلية‪ ،‬وأكد أن السياسة‬ ‫السابقة التي اتبعت لم تكن في مصلحة إسرائيل‪ ،‬وقال “رفضنا رؤية الواقع‪،‬‬ ‫ورفضنا قراءة اخلريطة التي تقول لنا بوضوح إن الزمن ال يعمل ملصلحتنا”‪.‬‬ ‫ما الذي يجعل أوملرت يصحو من أحالمه الصهيونية؟‬ ‫يقول أوملرت‪“ :‬كنت أعتقد أن األرض الواقعة ما بني البحر املتوسط والنهر‬ ‫(نهر األردن) هي ملك لنا نحن اليهود‪ ،‬وكنا نرى أننا أصحاب حق‪ ،‬ولم نر‬ ‫احمليط األكبر‪ ...‬وأنا شخصيا ً كنت من اخملطئني”‪ ،‬ليقول في النهاية‪“ :‬وبعد‬ ‫الكثير من العناء والتردد‪ ،‬توصلت إلى القناعة بأن علينا أن نتقاسم األرض‬ ‫مع من فيها‪ ،‬ال نريد دولة واحدة للشعبني” “وال يجوز أن تخضع إسرائيل‬ ‫لتلك األقلية التي تريد حربا ً خالدة لنا من أجل هذه التلة أو تلك الهضبة”‪.‬‬ ‫وأكد أوملرت أن التسوية التي يسعى إليها مع القيادة الفلسطينية‬


‫الوقت في مصلحة إسرائيل‪.‬‬ ‫ويؤمن بأنه سيستطيع ذلك قبيل‬ ‫وليفني هي اخليار الطبيعي ملن‬ ‫انتهاء عمله كرئيس حكومة‪،‬‬ ‫يريد شيئا ً آخر مغايراً‪ ،‬فهي متجددة‬ ‫حتظى بتأييد الغالبية الساحقة‬ ‫وحديثة العهد‪ ،‬ح ّلقت عاليا ً‬ ‫من املواطنني اإلسرائيليني‪ ،‬وهو‬ ‫بسرعة‪ ،‬وإنها األمل األبيض الكبير‬ ‫يحاول الدفع في اجتاه االتفاق‬ ‫واحلالي للوسط اإلسرائيلي‪ ،‬وهي‬ ‫اآلن على إطار عام للتسوية‪،‬‬ ‫التي قالت‪“ :‬امنحوني الثقة لبلورة‬ ‫وتفاهمات أساسية على ثالث من‬ ‫صورة إسرائيل‪ ،‬لتصحيح العيوب‪،‬‬ ‫ُعد مفتاحا ً لتحقيق‬ ‫القضايا التي ت ّ‬ ‫ووضع مصلحة الدولة ومواطنيها‬ ‫اختراق تاريخي وهي احلدود واألمن‬ ‫في مركز االهتمامات‪ ،‬أثق بقدراتي‬ ‫والالجئني‪ ،‬وهو يرى أن اتفاق السالم‬ ‫في قيادة الدولة إلى مستقبل‬ ‫سيوضح للمرة األولى حدود دولة‬ ‫أفضل والقيام مبهماتي مبسؤولية‬ ‫إسرائيل‪ ،‬يعترف بها اجملتمع الدولي‪،‬‬ ‫وبروية‪ ،‬وأن أستشرف املستقبل‬ ‫وفي قضية الالجئني لن يكون‬ ‫وأتخذ القرارات الصعبة”‪.‬‬ ‫في أي حال من األحوال حق عودة‪،‬‬ ‫ويضاف إلى ذلك أن ليفني‬ ‫وإسرائيل لن تعترف بالقرار الدولي‬ ‫حتظى بدعم دولي‪ ،‬كونها معروفة‬ ‫(‪ )194‬املتعلق بالالجئني ويقول‪:‬‬ ‫“ولكننا مستعدون لنكون جزءا ً عريقات‪ :‬أعتقد أنها ستبدي اهتماما ً مبتابعة اجلهود للتوصل إلى تسوية سياسية! من خالل منصبها الذي تشغله‬ ‫منذ ثالث سنوات كوزيرة للخارجية‪.‬‬ ‫من آلية دولية تعالج هذه القضية‬ ‫وما حقيقة أن ليفني مقبولة في‬ ‫في حدود الدولة الفلسطينية‬ ‫العالم أكثر من موفاز‪ ،‬مما يتيح‬ ‫املستقلة التي ستكون البيت‬ ‫لها أن تبدي صالبة في القضايا‬ ‫القومي الفلسطيني”‪ .‬وإسرائيل‬ ‫السياسية‪ ،‬وعليها أن تثبت أن في‬ ‫حتاول حتقيق ما عجزت عنه بالقوة‪،‬‬ ‫مقدورها قيادة دولة!؟‬ ‫من خالل التظاهر بأن مرحلة جديدة‬ ‫ما هي االستحقاقات التي‬ ‫قد بدأت وأن إسرائيل تتجه نحو‬ ‫تواجه ليفني؟‬ ‫السالم هذه املرة وهي مستعدة‬ ‫ستحاول ليفني بذل جهودها من‬ ‫لعقد االتفاقات مع الفلسطينيني‪.‬‬ ‫أجل احلفاظ على االئتالف احلاكم في‬ ‫وفي هذا الوقت صرح رئيس‬ ‫إسرائيل حالياً‪ ،‬واإلبقاء على كدميا‬ ‫مشروع التوازن العسكري في‬ ‫في السلطة وقيادة هذا االئتالف‪،‬‬ ‫وزارة الدفاع اإلسرائيلية اجلنرال‬ ‫وهي ستعمل على إدارة األزمات‬ ‫احتياط يفتاح شبير خالل معرض‬ ‫الوجودية التي تعانيها إسرائيل‪،‬‬ ‫األسلحة في تل أبيب‪“ :‬إن سالح‬ ‫كما فعل غيرها من قبل‪ ،‬وفي ظل‬ ‫اجلو اإلسرائيلي سيضاعف قوته‬ ‫التراجع االقتصادي الذي تعانيه‬ ‫مرتني في غضون السنوات الثالث‬ ‫املقبلة في ضوء األسلحة اجلديدة موفاز‪ :‬السالم يتحقق من خالل القوة والردع‬ ‫إسرائيل وأزمة القيادة واحلكم بعد‬ ‫غياب املؤسسني للكيان‪ ،‬وآخرهم أرييل شارون الذي قيل عنه إنه آخر ملوك‬ ‫التي طلبها من الواليات املتحدة وتنوي واشنطن االستجابة لها”‪.‬‬ ‫إسرائيل‪.‬‬ ‫ملاذا اختيار ليفني رئيسة حلزب كدميا؟‬ ‫واالستحقاق األهم في كيفية التصرف حيال غياب االستراتيجية‬ ‫إذا ً ومن خالل رسالة إيهود أوملرت الوداعية‪ ،‬يتبني التوجه العام ألركان‬ ‫املشروع الصهيوني‪ ،‬واملوضوع األساسي هنا ليس في شخص هذا الزعيم أو الواضحة في املرحلة االنتقالية احلالية‪ ،‬وما أعلنه إيهود أوملرت من نهاية‬ ‫ذاك‪ ،‬ولكن ما هو الشخص املناسب لتنفيذ التوجهات والسياسات العامة حلم (أرض إسرائيل الكبرى لليهود)‪،‬‬ ‫فإسرائيل ستحاول التمسك باملفاوضات مع السلطة الفلسطينية‬ ‫في املرحلة املفترضة‪ ،‬وما دام الكيان الصهيوني في مرحلة هي واحدة من‬ ‫أزمات املشروع الصهيوني‪ ،‬فال ّبد من التوقف إلعادة التقييم وألن اجتاه وتكثيف هذه املفاوضات‪ ،‬ليس من أجل إيجاد احللول‪ ،‬بل من أجل ذر الرماد في‬ ‫املنحني هو نحو األسفل حيث الهاوية‪ ،‬بعدما انكشف الكيان بعد ضربات العيون‪ .‬ولكسب الوقت‪ ،‬ستحاول القيادة اإلسرائيلية التركيز على اخلطر‬ ‫املقاومة في لبنان وفلسطني‪ ،‬وحالة الفساد التي تنخر الكيان الصهيوني اإليراني املزعوم واملفاعل النووي اإليراني حلرف األنظار عن املشاكل الداخلية‬ ‫من جذوره‪ ،‬لذا ال ّ‬ ‫بد من كسب املزيد من الوقت‪ ،‬ما دام املركز الداعم للكيان في الكيان الصهيوني ولتحقيق نوع من التماسك الداخلي‪ .‬ومحاولة‬ ‫بعد‬ ‫واقتصادية‬ ‫سياسية‬ ‫كبيرة‬ ‫أزمات‬ ‫من‬ ‫يعاني‬ ‫اآلخر‬ ‫في واشنطن هو‬ ‫اصطناع العدو هي أحد األساليب التي برع الصهاينة في إخراجه كلما‬ ‫في‬ ‫اجلدد‬ ‫احملافظني‬ ‫وعصابة‬ ‫بوش‬ ‫جورج‬ ‫خاضها‬ ‫التي‬ ‫الطائشة‬ ‫احلروب‬ ‫تعرض كيانهم ألزمة وجودية‪.‬‬ ‫في‬ ‫املتحدة‬ ‫الواليات‬ ‫تلقنها‬ ‫التي‬ ‫والصفعة‬ ‫وأفغانستان‪،‬‬ ‫العراق‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ونوحد صفوفنا‬ ‫والسؤال‪ :‬هل نتعلم من جتاربنا وننظم أولوياتنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جورجيا‪.‬‬ ‫ونستخلص الدروس‪ ،‬ونف ّوت الفرصة على املتربصني بأمتنا‬ ‫وفي الكيان من يرى في تسيبي ليفني شخصية حكيمة ومتزنة ومستقبل أجيالنا‪ ،‬فالكيان يعيش أزمة وجودية فماذا نحن فاعلون؟‬ ‫ومسؤولة وليست مغامرة‪ ،‬ومعها يقول أحدهم‪“ :‬لن نضيف إلى فضيحة‬ ‫بقي أن نوجه التحية لكل املقاومني في أمتنا الذين هم مصدر فخرنا‬ ‫فساد جديدة حتوم فوق رؤوسنا أو مغامرة عسكرية تهددنا”‪.‬‬ ‫واعتزازنا‪ ،‬قدموا التضحيات وحققوا االنتصارات ونحن على طريقهم‬ ‫الالجئني‬ ‫عودة‬ ‫حق‬ ‫وليفني تؤمن بأهمية إجناز اتفاقات شرط عدم تضمينها‬ ‫سائرون‪.‬‬ ‫الفلسطينيني إلى تخوم إسرائيل‪ ،‬وإنها مستعدة لدفع الثمن اجلغرافي (أي‬ ‫نبيل مرعي‬ ‫االنسحاب)‪ ،‬ولكنها ليست في عجلة من أمرها‪ ،‬وخاصة عندما يكون عامل‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪81‬‬


‫الغالف‬

‫الرأسمالية في أكثر مراحلها احتكاراً وعولمة وصلت إلى مأزق‬

‫غالب أبو مصلح لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫«االمبراطورية األميركية تتجه نحو التحلّل»‬

‫“لتسدل الستارة‪ ،‬فاملسرحية انتهت”‪ ،‬بدأ واليته األولى بحرب على جبهتني في اآلن للخروج منه‪ ،‬فإنه يختم واليته الثانية‬ ‫وامبراطورة العالم في الهاوية بعد واليتني أفغانستان عام ‪ 2001‬والعراق عام ‪ ،2003‬بكارثة اقتصادية تضع االقتصاد األميركي‬ ‫من حكم اجلمهوريني‪ .‬فإذا كان جورج بوش حتولتا إلى مستنقع لم يجد سبيالً له حتى في دائرة اخلطر املريب‪ ،‬وتذهب به إلى ركود‬ ‫طويل ومؤلم في ظل مواجهة قطاعات‬ ‫رئيسة في النظام املالي ألميركا خطر‬ ‫اإلغالق ووقوف بنوك على حافة االنهيار‬ ‫بعدما سبقها إلى القعر أحد أكبر البنوك‬ ‫االستثمارية “ليمان برادرز” بعد ‪ 158‬عاماً‬ ‫في “وول ستريت”‪.‬‬ ‫‪ 15‬أيلول‪ ،‬االثنني األسود‪ ،‬هز العالم‬ ‫بعدما وجدت املصارف األميركية‪،‬‬ ‫والشركات املالية وشركات التأمني‪،‬‬ ‫والصناديق السيادية‪ ،‬أن السيولة تقلصت‬ ‫كثيراً والشركات املالية ستسحب أموالها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مستجدية الدعم‪.‬‬ ‫فهرعت إلى “واشنطن”‬ ‫كما خسر املستثمرون األجانب‪ ،‬اليابانيون‬ ‫والصينيون‪ ،‬ثقتهم بأميركا بعدما بلغت‬ ‫خسارة اليابان ‪ 800‬مليار دوالر والصني ‪400‬‬ ‫مليار دوالر من أصل ‪ 17‬تريليون دوالر‪ ،‬القيمة‬ ‫اإلجمالية خلسارة دول العالم في قطاعات‬ ‫األسهم والسندات والعقارات هذا العام‬ ‫منذ بداية األزمة‪.‬‬ ‫بعد ‪ 7‬سنوات على ‪ 11‬أيلول‪ ،‬تتلقى‬ ‫الواليات املتحدة ضربة قاسية أخرى عبر‬ ‫العاصفة الهوجاء التي ضربت اقتصادها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مطلقة العنان لشبح األزمة االقتصادية‬ ‫عام ‪ 1929‬التي أدت إلى عمليات إفالس‬ ‫وبطالة معممة عبر الدول الصناعية‪ ،‬بعد‬ ‫تزايد اخملاوف من انهيار مالي عاملي على‬ ‫أثر انتقال عدوى السوق املالية األميركية‬ ‫إلى مختلف دول العالم بعدما شهدت‬ ‫بورصة نيويورك أكبر هزة في تاريخها منذ‬ ‫ليمان براذرز‪ ،‬يشهر افالسه‬ ‫عقود‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫منذ عام ‪ 2000‬وعقب انفجار فقاعة االنترنت‪،‬‬ ‫أخذت أسعار العقارات باالرتفاع‪ ،‬وبالتالي أسهم‬ ‫الشركات العقارية املسجلة في البورصة في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬وخاصة في الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫فوجد فيها املستثمرون سوقا ً مثالية الستثمار‬ ‫أموالهم‪ .‬فأقبل األميركيون على شراء العقارات‬ ‫بكثافة من أجل السكن‪ ،‬االستثمار الطويل‬ ‫األجل‪ ،‬أو املضاربة في ظل اتساع التسهيالت‬ ‫املمنوحة من املصارف‪ ،‬حتى أصبح اجلميع قادرا ً‬ ‫على احلصول على قرض حتى غير القادرين على‬ ‫تسديده‪ .‬إال أن صيف ‪ 2007‬شهد هبوطا ً في‬ ‫قيمة العقارات‪ ،‬وأصبح من الصعب على األفراد‬ ‫املقترضني سداد ديونهم حتى بعد بيع العقار‬ ‫املرهون‪ ،‬فكانت النتيجة تراكم الديون على‬ ‫األفراد وخسارتهم منازلهم‪ ،‬أما املصارف الدائنة‬ ‫فتضررت كثيراً‪ ،‬حيث هبطت قيم أسهمها في‬ ‫البورصة وأعلنت شركات عقارية عديدة عن‬ ‫إفالسها‪.‬‬ ‫يرى االقتصاديون أن األزمة األميركية احلالية ال‬ ‫تقتصر على قيمة األسهم بل تشمل االقتصاد‬ ‫احلقيقي برمته‪ ،‬إذ إنها بدأت منذ سنوات عدة‬ ‫وال تزال في طور االستفحال‪ .‬وألول مرة‪ ،‬منذ‬ ‫أكثر من عشرين عاماً‪ ،‬اعترفت اإلدارة األميركية‬ ‫بعمق األزمة‪ ،‬وصرح الرئيس األميركي جورج بوش‬ ‫أن األزمة تستدعي التحرك السريع بسبب تأثير‬ ‫ما يحدث على كل أوجه احلياة وتزعزع الثقة‬ ‫باالقتصاد الذي “يواجه مخاطر غير مسبوقة حتتاج‬ ‫إلى إجراءات غير مسبوقة”‪ ،‬ودعا الكونغرس إلى‬ ‫املوافقة على متويل خطة شراء األصول املتعثرة‬ ‫التي تعرقل عمل النظام املالي‪ ،‬مبديا ً ثقته بأن‬ ‫بالده ستسترد األموال التي تصرفها في هذا‬ ‫اإلطار مع حتسن قيمة تلك األصول مبرور الوقت‪.‬‬ ‫وحتدث عن تدخل احلكومة في مسار العملية‬ ‫االقتصادية فذكر بوش أن حكومته كانت تفضل‬ ‫دائما ً عدم التدخل في مسار العملية االقتصادية‪،‬‬ ‫غير أن هناك ظروفا ً متلي ذلك أحياناً‪ ،‬مضيفا ً أن‬ ‫ما قامت به إدارته كان لطمأنة املستثمرين إلى‬ ‫استعدادها الدائم لضمان أمن األسواق‪.‬‬ ‫وكانت األسواق املالية األميركية قد شهدت‬ ‫هروب االستثمارات‪ ،‬بعد الفوضى التي سادت‬ ‫“وول ستريت” على خلفية إشهار إفالس مصرف‬ ‫“ليمان براذرز” باإلضافة إلى ضخ ‪ 58‬مليار دوالر‬ ‫بشكل قرض حكومي لكبح انهيار عمالق شركات‬ ‫التأمني ‪ ،GIA‬إلى جنب خطة احلكومة االحتادية‬ ‫لوضع “خطوات تكتيكية قوية التأثير” بكلفة‬ ‫تصل إلى مليارات الدوالرات لوقف منو األزمة املالية‬ ‫في البورصات وامتدادها إلى املصارف‪ .‬ولكبح ذلك‬ ‫بهدف إعادة الثقة لهذه األسواق‪ ،‬أعلنت وزارة‬ ‫اخلزانة األميركية أنها ستدعم بخمسني مليار‬ ‫دوالر صناديق االستثمار التي تتعامل في سوق‬ ‫النقد وتراجعت قيمة أسهمها إلى احلضيض‪.‬‬ ‫وقالت الوزارة‪ ‬إن املبادرة التي سيعمل بها لفترة‬ ‫عام ستضمن عدم هبوط قيمة أسهم أسواق‬ ‫النقد‪ .‬وفي خطوة غير اعتيادية سيقرض املصرف‬

‫احد موظفي وول ستريت في االثنني االسود‬

‫املركزي صناديق االستثمار‪ ،‬باإلضافة تأميمه ديون‬ ‫شركتي “فاني ماي” و”فريدي ماك” املاليتني اللتني‬ ‫انهارتا بسبب سوق الرهن العقاري‪ ،‬وهو إجراء قد‬ ‫يضخ سيولة في هذه األسواق‪.‬‬ ‫وشرع املصرف املركزي األميركي وخمسة‬ ‫مصارف مركزية عاملية‪ ،‬بتوجيه مباشر من‬ ‫الرئيس األميركي‪ ،‬جورج بوش بجهد مشترك‬ ‫لتهدئة أسواق املال ودفعها نحو االستقرار‪ ،‬بعدما‬ ‫اقتربت من حافة االنهيار‪ ،‬لوقف هذه احلالة‪،‬‬ ‫واحليلولة دون هروب املستثمرين‪ ،‬ومحاولة إنقاذ‬ ‫ما ميكن إنقاذه‪ .‬وسارعت الدول األوروبية واليابان‬ ‫ودول أخرى لتبني برامج إنقاذ مماثلة القتصاداتها‪،‬‬ ‫خشية من انهيارها التام‪ .‬وقد ضخت في أسواق‬ ‫املال األوروبية ما يقدر بـ‪ 247‬مليارا ً من الدوالرات‪.‬‬ ‫وفي االجتاه نفسه‪ ،‬ضح املصرف املركزي األميركي‬ ‫‪ 180‬مليار دوالر في أسواق املال‪ ،‬وقيل في معرض‬ ‫تعليل ذلك‪ ،‬إن هذه اخلطوة قد اتخذت بهدف منع‬ ‫اندالع أزمة مالية عاملية غير مسبوقة‪ ،‬ولتحسني‬ ‫مستويات السيولة في أسواق املال‪.‬‬ ‫كما أعلن وزير املالية األميركي هنري باولسون‪،‬‬ ‫عن وجود خطة إنقاذ أميركية لالقتصاد‪ ،‬تستند‬ ‫إلى احتواء األزمة من خالل شراء القروض التي ال‬ ‫يستطيع أصحابها الوفاء بها من البنوك املتعثرة‬ ‫وإدارة عملية التعويض عنها أو استرجاعها‬ ‫عن طريق هيئة حكومية تدعم مهام مجلس‬ ‫االحتياط االحتادي وتواكبها‪ ،‬وتقدمي ضمانات‬ ‫حكومية للمستثمرين املاليني في سوق األوراق‬ ‫املالية‪ ،‬إضافة إلى حظر عمليات البيع السريع‬ ‫لهذه األوراق في البورصات األميركية بهدف احلد‬ ‫من املضاربة‪.‬‬ ‫وأعلن عن تأليف هيئة إلدارة املؤسسات املالية‬ ‫التي أممّ تها أو اشترتها الدولة‪ .‬وسوف يكون‬ ‫من مهام هذه الهيئة أيضاً‪ ،‬شراء الديون من‬

‫املؤسسات املصرفية املهددة باإلفالس نتيجة‬ ‫تراجع أسعار العقارات وعجز أصحابها عن‬ ‫سداد قروضهم‪ .‬كما ستقوم بإدارة هذه القروض‬ ‫وتسديدها من أموال صندوق سيخصص لذلك‪.‬‬ ‫ويتوقع أن يصل حجم األموال التي ستخصص‬ ‫لعمليات الشراء إلى ‪ 500‬مليار دوالر‪ ،‬وفقا ً ملا‬ ‫ذكرته شبكة سي‪ .‬إن‪ .‬بي‪ .‬إس التلفزيونية‪.‬‬ ‫بدون أي شك‪ ،‬سيدخل نهار االثنني ‪ 15‬أيلول‬ ‫‪ 2008‬التاريخ من بابه الواسع‪ ،‬إذ إنه كان يوما ً‬ ‫فاصالً بني عهدين في االقتصاد العاملي‪ ،‬فألول‬ ‫مرة منذ انهيار االحتاد السوفياتي وضع “مصير‬ ‫الرأسمالية” على طاولة البحث‪ .‬فأساس البناء‬ ‫الرأسمالي العاملي قام على فكرة نبذ تدخل‬ ‫الدولة في ضبط األداء االقتصادي‪ ،‬وترك القوة‬ ‫العمياء للسوق تتحكم في هذا األداء‪ ،‬حتت حجة‬ ‫أن السوق قادرة بنفسها على تصحيح أي خلل‬ ‫تقع فيه‪ .‬ومن سخرية األقدار أن جتد املؤسسات‬ ‫املالية التي رأت في تدخل الدولة حجرا ً على احلرية‬ ‫االقتصادية تستغيث بهذه الدولة ذاتها إلنقاذها‬ ‫من املأزق‪ ،‬حني أثبتت احللول األخرى عجزها‪،‬‬ ‫أو على األقل عدم كفايتها‪ ،‬في وقف االنهيار‪،‬‬ ‫فكان اخملرج الوحيد لألزمة هو تدخل احلكومة‬ ‫األميركية بضخ مئات املليارات من الدوالرات‬ ‫في األسواق‪ .‬كما أن اجلميع أصبح يتساءل عن‬ ‫إمكانية انسحاب الهزمية الواقعة في االقتصاد‬ ‫األميركي على مفهوم العوملة االقتصادية الذي‬ ‫بشرت به اإلدارة األميركية‪ ،‬وعن إمكان جلوء‬ ‫الواليات املتحدة إلى االحتالل العسكري للبلدان‪،‬‬ ‫بحيث جتد حالً لتحريك االقتصاد األميركي من‬ ‫زاويتني‪ :‬اإلنفاق العسكري‪ ،‬واالستفادة من قدرات‬ ‫البلد احملتل لتحسني الوضع االقتصادي األميركي‬ ‫كاستغالل النفط العراقي‪.‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪83‬‬


‫الغالف‬ ‫“منبر التوحيد” التقت احمللل املالي‬ ‫والسياسي غالب أبو مصلح لتسليط‬ ‫الضوء على األزمة املالية في الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وتأثيراتها على العالم والدول‬ ‫العربية ولبنان في حوار هنا نصه‪:‬‬

‫األزمة احلالية‬ ‫ليست أزمة نقدية‬

‫صعيد األسهم ثم العقارات‪ .‬ثالثا ً الفروقات‬ ‫الطبقية بني املداخيل‪ ،‬منت الفروقات الطبقية‬ ‫كثيرا ً في عام ‪ 1929‬ومنت أيضا ً إلى حد بعيد جدا ً‬ ‫في األزمة احلاضرة‪ .‬ومنو الفروقات في املداخيل كان‬ ‫واضحا ً جدا ً في الفترة األخيرة في الواليات املتحدة‬ ‫األميركية بني عام ‪ 1975‬واآلن‪ ،‬حيث انخفض‬ ‫الدخل احلقيقي للقوى العاملة األساسية ألكثر‬ ‫من ‪ ، %12‬وارتفع دخل فئة متثل أقل من ‪ %1‬من‬ ‫الشعب األميركي‪.‬‬ ‫لكن أال تعتقد أن أزمة ‪ 1929‬كانت أزمة‬ ‫شاملة بينما األزمة احلاضرة نقدية فقط؟‬ ‫طبعا ً ال‪ ،‬هذا غير صحيح‪ .‬فاألزمة احلالية ليست‬ ‫أزمة نقدية كما يص ّورها الكثيرون‪ ،‬بل أزمة شاملة‬ ‫مت ّثل األزمة النقدية أحد مظاهرها األساسية‪.‬‬

‫أعادت األزمة املالية احلالية التي تشهدها‬ ‫األسواق األميركية بقوة إلى األذهان األزمة‬ ‫االقتصادية عام ‪ .1929‬ما أوجه الشبه بني‬ ‫األزمتني؟‬ ‫هناك مؤشرات برزت في عام ‪ 1929‬كانت‬ ‫مقدمة لألزمة االقتصادية آنذاك‪ ،‬وتكررت في هذه‬ ‫الفترة‪ ،‬وهذا ما دفع العديد من االقتصاديني قبل‬

‫‪ 2،5‬تريليون دوالر قيمة القروض‬ ‫اخلطيرة‬

‫انفجار هذه الفقاعة‪ ،‬حتى قبل انفجار فقاعة‬ ‫األسهم التي سبقت انفجار الفقاعة العقارية‪،‬‬ ‫إلى القول إن الواليات املتحدة مقبلة على أزمة‬ ‫كبيرة جدا ً وعلى ركود يشابه الركود في عام‬ ‫‪ 1929‬واستمر حتى عام ‪ 1937‬وس ّبب ضعفا ً‬ ‫كبيرا ً في االقتصاد األميركي وإفالسات كثيرة‪،‬‬ ‫ليس على صعيد املصارف فقط‪ ،‬بل على صعيد‬ ‫املؤسسات التجارية والصناعية ككل‪ .‬املقدمات‬ ‫نفسها التي أحدثت األزمة في عام ‪ 1929‬تكررت‬ ‫اآلن‪ .‬مما أوجد أوجه شبه متعددة بني األزمتني‪ .‬أوال ً‬ ‫انخفاض مردود التوظيفات الرأسمالية‪ ،‬ففي كل‬ ‫األزمات الرأسمالية ينخفض مردود التوظيفات‪،‬‬ ‫وهو مؤشرأساسي لألزمة احلالية‪ ،‬كما كان في‬ ‫أزمة ‪ .1929‬ثانيا ً منو الديون‪ ،‬ففي عام ‪ 1929‬منت‬ ‫الديون كثيرا ً وم ّثلت فقاعة كبيرة انفجرت على‬

‫ما الذي أدى إلى تفاقم األزمة وانتشارها بهذا‬ ‫الشكل؟‬ ‫العوملة ومن دون أي شك سمحت لهذه األزمة‬ ‫بأن تكون لها تأثيرات على صعيد العالم ككل‪،‬‬ ‫ألن عوملة السوق املالية سمحت بتداول البضائع‬ ‫املطروحة في السوق عاملياً‪ ،‬في البورصات وعبر‬ ‫شرائها من جانب البنوك وبعض األفراد حتى‪.‬‬ ‫هناك شيء في القطاع املالي اسمه التشميل‬ ‫والتوريق‪ ، securitization‬هذا يعني أن سندات‬ ‫الدين التي تعطيها املصارف ملشتري األسهم‬ ‫تصبح ملكية املصارف إذا ّ‬ ‫تعذر على املشتري‬ ‫الدفع‪ ،‬ولكن ال حتتفط فيها في ميزانيتها‬ ‫(لهذه الديون) وخاصة إذا كانت خطرة بل تورقها‬ ‫وتشغلها وتبيعها كأوراق مالية في السوق املالية‬ ‫العاملية‪ .‬ما حصل أنه عندما انفجرت الفقاعة‬

‫العقارية بسبب الهبوط الفعلي في أسعار‬ ‫العقارات‪ ،‬تبني أن ما يقرب من نصف هذه األوراق‬ ‫املالية املستندة إلى رهونات عقارية عالية اخملاطر‬ ‫في أيد غير البنوك األميركية‪ .‬وتقدر اآلن قيمة‬ ‫هذه القروض اخلطيرة فعالً بحوالى ‪ 2.5‬تريليون‬ ‫دوالر‪ ،‬وما برز منها من إفالسات وصعوبات على‬ ‫صعيد الواليات املتحدة وبعض الدول األوروبية‬ ‫وحتى الصني هو جزء من هذه اخملاطر‪.‬‬ ‫إذا كانت هذه األوراق عالية اخملاطر‪ ،‬ملاذا توظف‬ ‫األموال فيها؟‬ ‫مردودها مرتفع نسبيا ً عن مردود التوظيفات‬ ‫األخرى‪ ،‬وبالتالي تشتريها العديد من البنوك‬ ‫واملؤسسات املالية والصناديق املالية في العالم‪،‬‬ ‫وتتحمل مخاطرها أو رمبا ال تدرك مدى خطورة‬ ‫هذه األوراق‪ .‬عن طريق التشميل والتوريق تخفى‬ ‫هوية املستقرض األساسي‪ ،‬شاري العقار املنزلي‪،‬‬ ‫وبالتالي هي عالية اخملاطر واملردود‪ .‬كما أن ضيق‬ ‫فرص التوظيف في العالم يلعب دورا ً في إقبال‬

‫تدحرج سعر الدوالر سيمنع‬ ‫تمويل العجز األميركي‬ ‫من جانب البنوك المركزية‬ ‫والشركات الضخمة‬ ‫الطلب العالمي‬ ‫على السلع لن يتراجع‬ ‫العولمة ساهمت‬ ‫في تفاقم األزمة‬

‫‪84‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الكثير من البنوك والصناديق املالية على شراء‬ ‫هذه األوراق بغض النظر عن خطورتها‪.‬‬ ‫ما حجم اخلسائر التي ستلحق مبالكي هذه‬ ‫األوراق؟‬ ‫ال ميكن حاليا ً تقييم مدى اخلسائرالتي ستلحق‬ ‫مبالكي هذه األوراق‪ ،‬فأسعار العقارات ما زالت‬ ‫تهبط‪ ،‬مما يعني أن اخلسائر املتوقعة إلى ارتفاع‪،‬‬ ‫فأي هبوط في أسعار العقارات في الواليات‬ ‫املتحدة سيرفع من حجم اخلسائر‪ .‬ومن املقدر أن‬ ‫العقارات ستهبط بأكثر من ‪ ،%40‬أي أنها ستهبط‬ ‫بنسبة ‪ ،%10‬إضافة إلى هبوطها اآلن‪ ،‬وبالتالي‬ ‫اخلسائر التي ستتكبدها املصارف وحاملو هذه‬ ‫األوراق من مصارف وغير مصارف سوف تكون‬ ‫أكثر بكثير مما هو مقدر اآلن‪ ،‬ومبلغ الـ‪ 700‬مليار‬ ‫دوالر الذي قررت الواليات املتحدة دفعه باإلضافة‬


‫إلى املبالغ املدفوعة سابقاً‪ ،‬ال تكفي حلل األزمة‪،‬‬ ‫وبالتالي يجب على املالية األميركية أن تدفع أمواال ً‬ ‫أكثر بكثير مما دفعت حتى اآلن‪.‬‬ ‫من الطبيعي أن ال يكون تأثير األزمة واحداً‬ ‫على كل بلدان العالم؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬فهناك دول طبيعة اقتصادها لم تدخل‬ ‫فيها العوملة ولم تفتح أسواقها بالكامل أمام‬ ‫حركة األموال والبورصات‪ ،‬مثل الصني‪ ،‬تأ ّثرها‬ ‫سيكون أقل بكثير من تأثير هذه األزمة على‬ ‫االقتصادات األوروبية أو حتى على بعض اقتصادات‬ ‫العالم الثالث الليبرالية‪ .‬فاجلزائر مثالً‪ ،‬مبنأى عن‬ ‫هذه األزمة ألن أسواقها مقيدة إلى حد ما‪ ،‬أوروبا‬ ‫ستتأثر حكماً‪ ،‬والواليات املتحدة ستكون األكثر‬ ‫تأثرا ً في هذا املوضوع‪.‬‬

‫الواليات املتحدة ستعاني كثيراً‬ ‫كونها األكثر تأثراً‪ ،‬ما التأثيرات التي ستطال‬ ‫االقتصاد األميركي؟‬ ‫مع هبوط الفقاعة العقارية يشعر املواطن‬ ‫األميركي الذي ميلك منزالً‪ ،‬علما ً بأن أكثر من ‪%75‬‬ ‫من املواطنني األميركيني ميلكون منازل‪ ،‬يشعر بأنه‬ ‫أكثر فقرا ً مما كان عليه‪ ،‬وفعالً هو أكثر فقراً‪ .‬باملاضي‬ ‫مع ارتفاع أسعار هذه العقارات‪ ،‬كان املواطن يرفع‬ ‫الرهن ويحصل على أموال جديدة ويستهلك هذه‬ ‫األموال‪ ،‬بالتالي كان يستهلك أكثر من دخله‬ ‫لبناء ديون مقابل رهن هذه العقارات‪ ،‬وعندما‬ ‫هبطت أسعار هذه العقارات‪ ،‬أوال ً قسم كبير من‬ ‫املواطنني األميركيني سيخسرون منازلهم‪ ،‬وحتى‬ ‫اآلن الواليات املتحدة تفكر بأن تعوض عليهم حتى‬ ‫ال يخسروها وإال سيكون هناك ماليني األميركيني‬ ‫من دون منازل‪ ،‬وسيطردون من منازلهم‪ ،‬ولكن‬ ‫قدرة املواطن األميركي على االستهالك انخفضت‬ ‫واالستهالك هو قاطرة النمو االقتصادي في‬ ‫أميركا‪ ،‬عندما تستهلك أقل فالنمو سيكون أقل‬ ‫كما اإلنتاج‪ ،‬والبطالة سترتفع‪ .‬وهذا ما حصل‪ ،‬إذ‬ ‫ارتفعت في حساباتهم من ‪ 4‬إلى ‪ %6‬وسترتفع‬ ‫أكثر‪ ،‬عمليا ً يقدر االقتصاديون أن البطالة‬ ‫أصبحت أكثر من ‪ 12‬أو ‪ .%13‬والبطالة ستضع‬ ‫أعباء على االقتصاد األميركي وعلى املالية العامة‬ ‫وسينخفض اإلنتاج والنمو كثيراً‪ ،‬وبالتالي سيؤدي‬ ‫ذلك إلى إفالس العديد من الشركات واملصارف‪.‬‬ ‫هل هناك وقت محدد النتهاء األزمة؟‬ ‫إنها دائرة ليس مبقدور أحد أن يحدد قعرها‪،‬‬ ‫ولكن ال شك بأن الواليات املتحدة في هذه السنة‬ ‫والسنة املقبلة ستعاني كثيراً‪ ،‬وخاصة أنها قبل‬ ‫انفجار هذه األزمة كانت تعاني من نقص كبير‬ ‫في امليزان التجاري وميزان املدفوعات اجلاري ومن‬ ‫عجز في موازنتها وتراكم الدين العام‪ ،‬دين اخلزينة‬ ‫الفدرالية‪ ،‬الذي سيصل إلى ما يقارب الـ ‪12‬‬ ‫تريليون دوالر حتى السنة املقبلة‪ ،‬ومقدار الدين‬ ‫العام واخلاص أصبح أكثر من ‪ 50‬تريليون دوالر‪ .‬هذا‬ ‫اجلبل من الدين يخفيه اليوم اإلعالم والتحليالت‬

‫األزمة الحالية شاملة ومظهرها األساسي األزمة النقدية‬ ‫النظام الرأسمالي لن يستمر بعدما فشل بشكل واضح‬ ‫العالم أمام خريطة اقتصادية وسياسية جديدة‬ ‫السطحية لطبيعة هذه األزمة‪ ،‬ولكن هي أزمة‬ ‫حقيقية وضاغطة وهي التي أفرزت أزمة الرهون‬ ‫العقارية كما أفرزت أزمة أسهم الشركات التي‬ ‫سبقتها‪ ،‬وكل السياسات التي اتبعتها الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وخاصة البنك املركزي ‪reserve federal‬‬ ‫لم تؤدِ إلى اجتثاث هذه األزمة واقتالعها‪ ،‬إنها‬ ‫تتحول وتأخذ أشكاال ً عديدة جداً‪ ،‬اآلن ضخ هذه‬ ‫الكمية الهائلة من األموال لتغطية اخلسائر‬ ‫سيؤدي إلى مزيد من التضخم وإلى انخفاض‬ ‫سعر الدوالرالذي بدأ يتدحرج‪ ،‬وتدحرج سعر الدوالر‬ ‫سيمنع متويل العجز األميركي من جانب البنوك‬ ‫املركزية والشركات الكبيرة جداً‪ ،‬وبالتالي الواليات‬ ‫املتحدة في بداية أزمة عميقة ال يعرف أحد أين‬ ‫تنتهي‪.‬‬ ‫تكلمت عن انخفاض القدرة على االستهالك‪،‬‬ ‫هل ستواجه األسواق حالة كساد؟‬ ‫طبعا ً في الواليات املتحدة وستؤثر على األسواق‬ ‫األوروبية من دون شك‪.‬‬

‫ال كساد عاملياً‬ ‫وعلى الصعيد العاملي؟‬ ‫ما يع ّوض عن هذا الكساد على الصعيد العاملي‪،‬‬ ‫هو االقتصادات الناشئة كالصني والهند والبرازيل‬ ‫وجنوب أفريقيا‪ .‬بفضل منو االقتصادات في البلدان‬ ‫الناشئة‪ ،‬من غير املنتظر أن يتحول هذا الركود إلى‬ ‫ركود عاملي‪.‬‬

‫فهذه الدول اقتصادها ينمو بشكل قوي‪،‬‬ ‫فأكثر التقديرات تشاؤما ً تقول إن االقتصاد‬ ‫الصيني سينمو بحدود ‪ %9‬ومنو هذا االقتصاد‬ ‫مهم‪ ،‬فالصني ليست دولة صغيرة‪ ،‬وعمليا ً‬ ‫بالقيمة احلقيقية لالقتصاد‪ ،‬االقتصاد الصيني‬ ‫يقارب االقتصاد األميركي اآلن‪ %35 .‬من االقتصاد‬ ‫األميركي منه هو اقتصاد غير حقيقي‪ ،‬مبني على‬ ‫املضاربات وجتارة األسهم وال ميثل إنتاجا ً حقيقياً‪،‬‬ ‫وبالتالي نهضة الصني والهند ستبقي الطلب‬ ‫على كثير من السلع كما هو‪ ،‬بل رمبا يزداد‪ ،‬مثالً‬ ‫الطلب على النفط من غير املنتظر أن يهبط على‬ ‫صعيد العالم‪ ،‬فهوهبط في اليابان وسيهبط في‬ ‫الواليات املتحدة وأوروبا‪ ،‬ولكنه سينمو في الصني‬ ‫وبقية الدول‪ .‬إضافة إلى الطلب على املواد اخلام‬ ‫مثل النحاس واألملنيوم والفوالذ‪ ،‬طبعا ً سينمو في‬ ‫هذه الدول ليعوض النقص في الطلب من البلدان‬ ‫الرأسمالية املتقدمة‪.‬‬ ‫لكن أال يؤثر االستهالك في االقتصاد األميركي‬ ‫على العالم كونه االقتصاد األكبر؟‬ ‫كون االقتصاد األميركي األكبر في العالم هي‬ ‫قضية نسبية‪.‬‬ ‫ملاذا وصفت بعض الصحف األزمة‬ ‫“بالصحية”؟‬ ‫إنها صحية مبعنى أنها تنفيس للفقاعات‬ ‫التي نشأت واملضاربات‪ ،‬واألسعار سوف‬ ‫تنخفض‪ ،‬في أسعاراألسهم‪ ،‬املقياس العاملي‬ ‫لسعر السهم أن يكون حوالى ‪ 15‬ضعف‬ ‫معدل املردود‪ ،‬أي إذا كان املردود دوالرا ً يكون ثمن‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪85‬‬


‫الغالف‬ ‫السهم ‪ .$15‬نتيجة املضاربات ارتفع هذا املعدل‬ ‫من ‪ %15‬إلى ‪ %45‬في بعض األوقات‪ .‬التصحيح‬ ‫أن ينخفض هذا السعر‪ ،‬وعادة عند التصحيح‬ ‫ينخفض أكثر من السعر التاريخي أي ميكن‬ ‫أن ينخفض من ‪ 45‬دوالرا ً إلى ‪ 10‬ليعود ويرتفع‬ ‫إلى ‪ .15‬هذا الوصف “بالصحي” ليس صحيحاً‪،‬‬ ‫فهذا التصحيح له ثمن رهيب‪ ،‬من ركود وبطالة‬ ‫وتوقف النمو‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫األرباح للرأسماليني واألعباء‬ ‫للشعب‬ ‫هل هذا التصحيح سيحل مشكلة ارتفاع‬ ‫األسعار واملضاربات؟‬ ‫في احلقيقة املشكلة اآلن تكمن في النمط‬ ‫االقتصادي الرأسمالي العاملي‪ ،‬هذه الرأسمالية‬ ‫في أكثر مالمحها احتكارا ً وعوملة‪ ،‬وصلت إلى‬ ‫مأزق‪ .‬املشكلة احلقيقية لم تبدأ منذ سنة أو‬ ‫سنتني أو ثالث‪ ،‬بدأت منذ بداية السبعينيات بعد‬ ‫استكمال نهضة أوروبا واليابان وإعادة قدراتهما‬ ‫اإلنتاجية‪ ،‬كانت الواليات املتحدة في مأزق كبير‪،‬‬ ‫وخاصة أنها كانت تعاني من عجوزات في‬ ‫ميزانها التجاري وميزان املدفوعات مع هذه الدول‪،‬‬ ‫وسعت إلى تصحيح هذه األمور بطرق شتى‬ ‫كالضغوطات ودفع أملانيا واليابان لرفع سعر‬ ‫عملتهما بالنسبة للدوالر وحققت هذا الشيء‪،‬‬ ‫لكن هذا لم يحل املشكلة إطالقاً‪ ،‬بالتالي انهار‬ ‫أحد مقومات النظام الرأسمالي العاملي الذي‬ ‫بني بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وانهارت اتفاقات‬ ‫برينت وودز ‪ woods Brittan‬بالنسبة لسعر صرف‬ ‫الدوالر‪ ،‬وحتول النظام النقدي العاملي إلى الالنظام‬ ‫النقدي مبعنى أصبح النظام املتبع نظام سعر‬ ‫الصرف العائم‪ .‬لم يعد هناك مقياس أساسي‬ ‫لسعر صرف العمالت وأصبحت العمالت قابلة‬ ‫للتذبذب وللمضاربات‪ ،‬واضطرت البنوك املركزية‬ ‫في كل الدول أن تنمي احتياطاتها من عمالت‬ ‫للحماية من غزوات وضغوطات األسواق املالية‬ ‫العاملية على عموالتها‪ .‬نتيجة هذه األمور التي‬ ‫بدأت باخللل في ميزان املدفوعات وانخفاض مردود‬ ‫األسهم في التوظيفات الرأسمالية وأزمة النفط‬ ‫عام ‪ 1973‬بالنسبة للواليات املتحدة التي متثل‬ ‫رأس النظام‪ ،‬قفزت من الكينزية إلى الليبرالية‬ ‫اجلديدة لتنقذ نفسها مطلق ًة العنان لقوى‬ ‫السوق لتتحكم بكل شيء‪ ،‬مما أدى إلى انهيار‬ ‫أنظمة احلماية االجتماعية والضمانات للقوى‬ ‫العاملة ولبقية شرائح اجملتمع‪ ،‬أصبح السوق‬ ‫وشروط التعامل فيه هما األساس‪ ،‬عدنا إلى ما‬ ‫يسمى “الداروينية” االقتصادية‪ .‬واستطاعت‬ ‫الرأسمالية أن تعيد توزيع الناجت ملصلحة‬ ‫الرأسمال وضد مصلحة القوى العاملة في كل‬ ‫أنحاء العالم‪ .‬إعادة اقتسام الناجت احمللي حصلت‬ ‫في معظم دول العالم وانهار ما يسمى بأنظمة‬ ‫“دول الراين” التي كانت تؤمن احلماية االجتماعية‬

‫‪86‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫والتضامن االجتماعي ونوعا ً من املساواة بني‬ ‫الناس‪ ،‬فنمت الفروقات الطبقية بشكل كبير‬ ‫جداً‪ .‬منو الفروقات الطبقية بشكل خاص يقلل‬ ‫الطلب‪ ،‬فعندما تنقص حصة الرواتب واألجور‬ ‫في أي بلد ينخفض الطلب على السلع نتيجة‬ ‫انخفاض القدرة الشرائية‪ ،‬عوضوا عنه ببناء جبل‬ ‫من الديون‪ ،‬فكان الشعار”استدن واستهلك”‪،‬‬ ‫وأصبحت الديون هي األساس لزيادة الطلب‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا احلل مؤقت‪ .‬فتراكمت الديون وفي النهاية‬ ‫انفجرت اآلن‪ .‬املشكلة مزمنه والسؤال املطروح‪:‬‬ ‫هل وصل النظام العاملي بشكله الليبرالي إلى‬ ‫نهايته بعدما أصبح عاجزا ً عن االستمرار‪ ،‬إذ تبني‬ ‫أن هذا النظام الداعي إلى عدم تدخل الدولة‬ ‫في االقتصاد أجبر الدولة على التدخل وبشكل‬ ‫كبير جداً‪ ،‬فالدولة تدخلت إلنقاذ هذا الرأسمال‪،‬‬ ‫األرباح التي حققت في املاضي نتيجة املضاربات‬ ‫ذهبت إلى الرأسماليني‪ ،‬أما األعباء فتذهب إلى‬ ‫السلطة‪ ،‬أي إلى الشعب دافع الضرائب‪ .‬وهذا‬ ‫منط ال ميكن أن يستمر‪ ،‬ففيه ظلم كبير وفشل‬ ‫واضح‪.‬‬ ‫إذا انتهى النظام الليبرالي ما الذي سيحكم‬ ‫االقتصاد؟‬ ‫ميكن أن تكون العودة إلى الكينزية‪ ،‬إو إلى‬ ‫اقتصاديات ما يسمى بدول الراين‪ ،‬ولكن األفق‬ ‫التاريخي يبقى االشتراكي‪.‬‬

‫احلرب ال تنقذ أميركا من ورطتها‬ ‫ماذا يعني احملللون عند القول إن “خطورة‬ ‫األزمة املالية األميركية أنها ال تقتصر على‬ ‫إفقار املاليني من األميركيني بل متتد لتشمل‬ ‫التأثير السلبي على الوضع االقتصادي‬ ‫العاملي‪ ،‬وقد يصل األمر إلى االحتالل‬ ‫العسكري”؟‬ ‫هذا طبعا ً رأي من تاريخ املاركسيني‪ ،‬والتاريخ‬ ‫االشتراكي العلمي كان يذكر أن احلل أن تلجأ‬ ‫الدول الرأسمالية للحروب لتدمر الرأسمال‬ ‫املتراكم الفائض‪ ،‬وبالتالي أن تبدأ بالعمل‬ ‫ومراكمة رأسمال من جديد‪ ،‬لكن عمليا ً الواليات‬ ‫املتحدة دخلت في هذه الدوامة منذ زمن بعيد‪،‬‬ ‫وجربتها ملرات عديدة في اخلمسينيات بحرب‬ ‫كوريا على أساس أن تنقذها من أزمتها‪ ،‬كما‬ ‫جربتها في حرب فيتنام‪ .‬ولكن هذا اإلنفاق‬ ‫العسكري الزائد على احلرب ميكن أن يعطي نوعا ً‬ ‫من الدفع االقتصادي على املدى القصير‪ ،‬هذا‬ ‫ما أظهرته بعض الدراسات املعدة في الواليات‬ ‫املتحدة على يد العديد من االقتصاديني ومركز‬ ‫األبحاث‪ .‬بتقديرهم أن زيادة اإلنفاق العسكري‬ ‫ميكن أن يخدم االقتصاد لفترة ‪ 6‬سنوات‪،‬‬ ‫ليتحول بعد ذلك إلى عامل كابح كما حصل‬ ‫في حرب فيتنام وكما يحصل اآلن نتيجة احلروب‬ ‫احلالية‪ .‬حربا العراق وأفغانستان لم تكونا إنقاذا ً‬ ‫لالقتصاد األميركي‪ ،‬هم عمليا ً في حرب وهذه‬

‫احلروب ليست صغيرة‪ ،‬واليوم كلفة احلرب هي‬ ‫أضعاف كلفة احلروب في املاضي‪ ،‬فثمن الطائرة‬ ‫املقاتلة يساوي مئة ضعف ثمن الطائرة بعد‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وثمن الذخائر مرتفع جداً‪،‬‬ ‫وبالتالي هذا اإلنفاق هائل‪ .‬ما أنفق على حرب‬ ‫أميركا في العراق هو أكثر مما أنفق في حرب فيتنام‬ ‫كلها‪ .‬بحسب تقديرات اشتغليس‪ ،‬اقتصادي‬ ‫معروف ونال جائزة نوبل‪ ،‬وكان االقتصادي في‬ ‫البنك الدولي وكان رئيس فريق كلينتون‪ ،‬كلفة‬ ‫احلرب تقدر حتى اآلن بـ ‪ 3‬تريليون دوالر‪ ،‬وهذا عبء‬ ‫ال تستطيع الواليات املتحدة أن تتحمله‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى األعباء املوجودة‪ ،‬لذلك جند اآلن أميركا تعاني‬ ‫من نقص في الرجال والعتاد والذخائر بجانب‬ ‫الضغوطات السياسية والكره السياسي الذي‬ ‫تعاني منه على صعيد العالم‪ ،‬وخاصة العالم‬ ‫العربي واإلسالمي‪ .‬وبالتالي احلرب اآلن ال ميكن أن‬

‫العودة إلى الكينزية‪،‬‬ ‫أو إلى اقتصاديات ما يسمى‬ ‫بدول الراين ولكن األفق التاريخي‬ ‫يبقى االشتراكي‪.‬‬ ‫حالياً ال ميكن تقييم مدى اخلسائر‪،‬‬ ‫إذ إنها سترتفع مع هبوط‬ ‫أسعار العقارات‬

‫الواليات املتحدة في بداية‬ ‫أزمة عميقة ال يعرف أحد‬ ‫أين تنتهي‬ ‫تنقذ أميركا من ورطتها ألنها فيها‪ ،‬والقول بأن‬ ‫أميركا ستشن حروبا ً جديدة غير صحيح ألنها‬ ‫غير قادرة‪ ،‬ال على إيران وال على سوريا وال على‬ ‫لبنان‪ ،‬ال هي وال إسرائيل‪ .‬الواليات املتحدة نشرت‬ ‫قواها أوسع مما تستطيع‪ ،‬وبالتالي غير قادرة‬ ‫على الدخول في حرب‪ ،‬فهي في حروب وحروب‬ ‫حقيقية ومكلفة جداً‪.‬‬ ‫اذاً ماذا ينتظر أميركا؟‬ ‫الظاهرة األساسية ستكون حت ّلل هذه‬ ‫االمبراطورية االمبريالية األميركية وضعفها‬ ‫وتراجعها‪ .‬أميركا ممكن أن تكون مقبلة على فترة‬ ‫تراجع وانزواء واخلروج من أمكنة عديدة في العالم‪،‬‬ ‫ألنها ال تستطيع مبواردها أن تبقي على هذه‬ ‫الهجمة التي شنها بوش وجماعته من احملافظني‬ ‫اجلدد‪.‬‬ ‫إذاً العالم أمام خريطة اقتصادية وسياسية‬ ‫جديدة؟‬ ‫طبعا ً صحيح‪.‬‬


‫فليتحرر لبنان‬ ‫من ربط الليرة بالدوالر‬ ‫لمَ بقي لبنان مبنأى عن تأثيرات األزمة؟‬ ‫هذا ليس إجنازاً‪ ،‬فلبنان ال ميلك ثروات قادرة على‬ ‫توظيفها في اخلارج‪ ،‬بعض البنوك خرجت إلى‬ ‫اخلارج لتوظيفات محلية في سوريا واألردن ومصر‬ ‫والسودان الخ‪ .‬لبنان ليس دولة لديها فائض كبير‬ ‫في الرأسمال‪ ،‬وموازنات املصارف التي تظهر فائضا ً‬ ‫هي موازنات إلى حد ما وهمية‪ ،‬وهم مدركون أن‬ ‫احلكومة‪ ،‬املدين األول‪ ،‬ال تسطيع أن تسد هذه‬ ‫الديون حتى بالدوالر‪ ،‬واألموال املتوافرة لها لم‬ ‫توظف بشكل كثيف في أسواق املال العاملية‪،‬‬ ‫وخاصة في املشتقات النقدية ‪ derivatives‬املركبة‬ ‫على أساس املشاكل العقارية واإلقراض العقاري‪.‬‬

‫فوقعنا في منو العجز في ميزان املدفوعات اجلاري‪.‬‬ ‫في األلفية الثالثة حصل العكس‪ ،‬انخفض سعر‬ ‫الدوالر وانخفض سعر صرف الليرة احلقيقي‪،‬‬ ‫وبالتالي استعدنا جزءا ً من قدرتنا التنافسية‪.‬‬ ‫طبعا ً القدرة الشرائية للرواتب واألجور تنخفض‬ ‫ألننا مكشوفون جدا ً على اخلارج ونستورد أكثر‬ ‫بضاعتنا من اخلارج‪ ،‬وليس بالدوالر بل باليورو‬ ‫والعمالت الصعبة كالعملة الصينية اليوان‪.‬‬ ‫أال يستطيع لبنان فك هذا الربط؟‬ ‫هذا االرتباط ليس ضروريا ً وحتميا ً بالنسبة‬ ‫للبنان‪ .‬يستطيع لبنان في أي وقت أن ينسحب‬ ‫من هذا الربط‪ ،‬املفروض أن يربط عمالته بسلة‬ ‫من العمالت املثقلة حسب بلدان االستيراد حتى‬ ‫يستقر سعر الصرف احلقيقي لليرة‪ .‬ولتحصيل هذا‬ ‫يجب أن نربط سعر صرف الليرة بسلة من العمالت‬ ‫حسب بلدان االستيراد والكمية التي نستوردها‬

‫هذه األسواق‪ ،‬وخاصة في الفترة األخيرة نتيجة‬ ‫الضغوطات السياسية في الصناديق السيادية‪.‬‬ ‫وظفت أموالها في توظيفات خطرة وخسرتها‬ ‫في أسواق املال األميركية ـ مثالً ‪bank city‬‬ ‫ومصارف أخرى والبنوك التي كانت تعاني من‬ ‫أزمة في محاولة المتالك جزء من هذه املصارف‪،‬‬ ‫لكن هذه التوظيفات خسروها كلها‪ ،‬وخسروا‬ ‫أكثر منها بكثير‪ .‬املشكلة أن في بلدان اخلليج ال‬ ‫أحد يحاسب أحداً‪ ،‬والثروات التي أتت دون جهد‬ ‫تذهب هبا ًء نتيجة تقلبات األسواق وتوظيفات غير‬ ‫مدروسة بالشكل الكافي‪.‬‬ ‫إذاً هناك خطر يهدد اقتصادات الدول‬ ‫العربية؟‬ ‫مداخيل دول اخلليج ستبقى مرتفعة ولن تعاني‬ ‫هذه الدول كما تعاني الواليات املتحدة‪ .‬اخلطرالكبير‬ ‫هو أن جتبر أميركا هذه الدول على متويل عجزها‬

‫بقاء لبنان مبنأى‬ ‫عن تأثيرات األزمة ليس إجنازا ً‬ ‫هناك خوف من أن تفرض أميركا‬ ‫خوات على الدول العربية إلنقاذ‬ ‫اقتصادها‪.‬‬

‫الدول العربية حاولت امتالك‬ ‫جزء من املصارف التي كانت‬ ‫تعاني من أزمة‪،‬‬ ‫لكنها خسرت كل شيء‬ ‫ما تأثير تدحرج الدوالر على االقتصاد اللبناني؟‬ ‫تسعير الدوالر يختلف في مراحل وسياسات‬ ‫محددة للواليات املتحدة‪ ،‬بعض األوقات تكون‬ ‫سياسة الدوالر القوي وفي بعض األوقات تكون‬ ‫سياسة الدوالر الضعيف‪ .‬في التسعينيات ارتفع‬ ‫سعر الدوالر بالنسبة لعموالت عديدة في العالم‬ ‫أكثر من ‪ ،%40‬وكانت فترة الدوالر القوي‪ .‬في األلفية‬ ‫الثالثة بدأ يتراجع سعر الدوالر وانخفض كثيراً‪.‬‬ ‫طبعا ً لبنان هو اختار ربط سعر الليرة بالدوالر‬ ‫ليعطي نوعا ً من الثقة‪ ،‬وبالتالي لبنان عانى من‬ ‫هذا الربط في السياسة النقدية‪ .‬هناك انتقادات‬ ‫كبيرة لهذه السياسة‪ ،‬وبرأيي هناك غباء كبير في‬ ‫السياسة النقدية في لبنان‪ ،‬االرتباط بالدوالر جعل‬ ‫القدرة التنافسية احلقيقية لليرة تخسر‪ .‬سعر‬ ‫الصرف احلقيقي ارتفع كثيرا ً في التسعينيات‪،‬‬ ‫ما أدى إلى زيادة في الواردات ونقص في الصادرات‪،‬‬ ‫ألن لبنان فقد قدرته التنافسية إلى حد بعيد جدا ً‬

‫من كل دولة وكل عملة‪ .‬هذا هو احلل احلقيقي‪،‬‬ ‫وبالتالي إذا ضبط سعر صرف الدوالر نتح ّول إلى‬ ‫تثبيته إلى حد ما بشكل رمزي بس ّلة من العمالت‪،‬‬ ‫ليس هناك دولة تثبت عملتها بشكل دائم‪ ،‬ممكن‬ ‫أن تسمح لعمالتها بأن ترتفع أو تنخفض بحسب‬ ‫امليزان التجاري بشكل خاص وميزان املدفوعات‪.‬‬ ‫نحن لسنا مرتبطني حكما ً بالدوالر‪ ،‬ونستطيع أن‬ ‫نتحرر من هذا املوضوع ويجب أن نتحرر منه‪.‬‬

‫خسائر الدول اخلليجية كبيرة‬ ‫جداً‬ ‫ما هو تأثير هذه األزمة على الدول العربية‪،‬‬ ‫وخاصة اخلليجية‪ ،‬كونها استثمرت في عدد من‬ ‫املصارف األميركية الكبرى؟‬ ‫الدول اخلليجية وقعت في خسائر كبيرة‬ ‫جدا ً في الواليات املتحدة نتيجة توظيفاتها في‬

‫وخسائرها‪ .‬إحدى الدول العربية ستدفع ألف مليار‬ ‫دوالر للواليات املتحدة‪ ،‬طبعا ً هذه أموال الشعب‬ ‫وهذه سرقة وأبشع أنواع االستعمار واالمبريالية‬ ‫التي متارسها الواليات املتحدة على دول اخلليج‬ ‫وتنهب هذه اخليرات‪ .‬بالنسبة للسعودية هناك‬ ‫اتفاقية عقدت بعد ‪ 1973‬وهذا االتفاق نتج منه جلنة‬ ‫يرأسها موظفون أميركيون في وزارة املالية ينفقون‬ ‫األموال السعودية في السعودية وخارجها‪ ،‬فإذا قرر‬ ‫هؤالء أن يأخذوا ألف مليار دوالر وهي كل املدخرات‬ ‫السعودية الفائضة‪ ،‬عندها يعطونها كهدية‬ ‫للواليات املتحدة إلنقاضها‪ ،‬من الذي سيحاسب‬ ‫السلطة في السعودية أو اإلمارات أو الكويت أو‬ ‫قطر؟ بالنسبة لهم أميركا هي احلليف والسيد‪،‬‬ ‫وهي التي تستطيع أن تتخذ قراراً‪ .‬وهنا اخلوف اآلن‪،‬‬ ‫هناك خسائر كبيرة ولكن ميكن أن تفرض خوات‬ ‫على هذه الدول إلنقاذ االقتصاد األميركي‪.‬‬

‫اعداد وحوار‪ :‬وعد ابو ذياب‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪87‬‬


‫منبر اقتصادي‬

‫أميركا لن تسمح بهبوط سعر برميل النفط إلى ما دون الـ‪$90‬‬

‫الخبير النفطي ربيع ياغي لـ”منبر التوحيد”‬ ‫السبب األساس النخفاض األسعار سياسي بحت‬ ‫عاش العالم حالة قلق في النصف األول‬ ‫من العام احلالي‪ ،‬بعدما أصابت توقعات عام‬ ‫‪ 2008‬أهدافها بالنسبة ألسعار النفط الذي‬ ‫قفز فعالً إلى حاجز الـ‪ 150‬دوالراً‪ ،‬إذ وصل سعر‬ ‫البرميل في ‪ 11‬متوز إلى ‪ .$147.27‬إال أن األسعار‬ ‫عادت لتهبط إلى حد كبير خالل الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫وبنسبة حوالى ‪ %30‬خالل فترة قصيرة‪ ،‬مما‬ ‫اجتذب اهتماماً كبيراً من اجملتمع الدولي‪ ،‬كما‬ ‫أثار قلقاً لبعض الدول األعضاء في أوبك‪.‬‬ ‫تكثر التكهنات بشأن االجتاه الذي ستسلكه‬ ‫األسعار‪ ،‬ويبقى سؤال واحد يطرح نفسه‪ :‬هل‬ ‫هذا االنخفاض في األسعار بداية الجتاه جديد‬ ‫ألسعار النفط‪ ،‬أم إنه مجرد انخفاض مؤقت؟‬ ‫اخلبير النفطي ربيع ياغي كان قد قال‬ ‫في حديث سابق ملنبر التوحيد “إن أسعار‬ ‫النفط املرتفعة ال ميكن أن تنكسر على املدى‬ ‫املتوسط والطويل”‪ ،‬بالرغم من تأكيده عدم‬ ‫استقرار سعر النفط املعتمد على أي خطوة‬ ‫سياسية تتخذها الدول الكبرى‪ ،‬كما على‬ ‫حركة املضاربني الذي ميسكون باألسعار‪“ .‬منبر‬ ‫التوحيد” عادت والتقت ياغي لتسليط الضوء‬ ‫على التغيرات في السوق النفطية املستقبلية‬ ‫واجتاه األسعار‪.‬‬

‫انخفاض األسعار‬ ‫دعم للقطاع االستهالكي‬ ‫رأى ياغي أن السبب األساس النخفاض‬ ‫األسعار سياسي بحت‪ ،‬ونوع من الدعم للقطاع‬ ‫االستهالكي األميركي حتديداًَ‪ ،‬فأميركا على‬ ‫أبواب انتخابات وال يناسب احلزب اجلمهوري احلاكم‬ ‫أن يكتوي املستهلك األميركي باألسعار املرتفعة‬ ‫للمحروقات‪ ،‬فمصاحله سياسيا ً أن تهبط األسعار‪،‬‬ ‫لذلك اتخذ جورج بوش قرارا ً بخفض االستيراد من‬ ‫النفط اخلام مبعدل ‪ 90‬ألف برميل يومياً‪ ،‬واللجوء‬ ‫إلى اخملزون االحتياطي بتزويد الشركات بأسعار‬ ‫أقل من سعر االستيراد‪.‬‬ ‫رأى ياغي أن العناصر التي ساعدت في ارتفاع‬ ‫األسعار هي نفسها التي ساهمت في انخفاضها‪.‬‬ ‫فنتيجة الرتفاع األسعار انخفض الطلب على‬ ‫احملروقات‪ ،‬مما حقق نوعا ً من الفائض في عرض‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬إضافة إلى زيادة اإلنتاج السعودي نصف‬

‫‪88‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫آجالً ستعاود االرتفاع‪ ،‬فمن جهة النفط سلعة‬ ‫محدودة الوفرة وناضبة‪ ،‬وستبقى املصدر‬ ‫االساسي للطاقة في العالم رغم احملاوالت احلثيثة‬ ‫الستنباط البدائل التي ال تزال مكلفة جداً‪ ،‬من‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬الطلب سيبقى مرتفعا ً بالرغم من‬ ‫انكماشه في الدول الصناعية التقليدية في‬ ‫أميركا الشمالية وأوروبا‪ ،‬بسبب االقتصادات‬ ‫الناشئة ونسبة من ّوها املرتفعة كالصني والهند‪.‬‬ ‫لكن على املدى القصير‪ ،‬أي من شهر إلى ‪ 6‬أشهر‪،‬‬ ‫رأى ياغي أن األسعار ستبقى تتراوح بني الـ‪90‬‬ ‫والـ‪ .$100‬فاألسعار ميكن أن تكون حتت السيطرة‬ ‫حسب الظروف االقتصادية واملالية في العالم‬ ‫التي تعاني من انهيارات سوق البورصة‪ ،‬فالسوق‬ ‫األميركي منهار واملصارف تعلن إفالسها‪ ،‬كما‬ ‫أن السوق األوروبي يعاني من انكماش أو تباطؤ‬ ‫بالنمو‪ ،‬ما سيؤدي إلى انخفاض في الطلب‪.‬‬

‫مليون برميل منذ أوائل متوز تقريباً‪ .‬إضافة إلى‬ ‫هبوط اليورو حيث استعاد الدوالر بعض قوته‪،‬‬ ‫مما ساعد على إيجاد نوع من استقرار األسعار‬ ‫وبالتالي تراجعها‪ ،‬فانخفض السعر من ‪$147‬‬ ‫إلى ‪ $105‬تقريبا ً خالل شهر‪ .‬هذا وكانت املضاربة‬ ‫قد بدأت بطريقة عكسية‪ ،‬إذ إن املضاربة عاد ًة‬ ‫تذهب في اجتاهني صعودا ً وهبوطاً‪ ،‬فبدل املضاربة‬ ‫على ارتفاع األسعار أصبحت املضاربة على‬ ‫انخفاضها‪ ،‬فعند ارتفاع األسعار نالحظ عمليات‬ ‫شراء كبرى أللوف العقود اآلجلة‪ ،‬وعندما تبدأ‬ ‫عملية هبوط األسهم يبدأون بالبيع‪ ،‬مما يساعد‬ ‫على هبوط األسعار‪ .‬فأهم األسباب التي جعلت‬ ‫األسعار ترتفع بشكل غير طبيعي وصاروخي‬ ‫كان أزمة الرهن العقاري في السوق األميركية‬ ‫وهروب معظم احملافظ املالية املستثمرة في‬ ‫القطاع العقاري في أميركا إلى بورصة السلع‬ ‫التي تتضمن النفط والذهب واملعادن‪ ،‬وكانت‬ ‫املضاربات تأخذ منحى تصاعديا ً مع ارتفاع‬ ‫األسعار‪ ،‬مما ساعد على ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫الطلب سيبقى مرتفعاً‬ ‫وعن اجتاه األسعار رأى أن األسعار عاجالً أم‬

‫االجتاه العام لألسعار‬ ‫بعد ‪ 2010‬صعودي‬ ‫وعن التوقعات بوصول السعر في عام ‪2012‬‬ ‫إلى ‪ ،$225‬قال إنه ال أحد يستطيع أن يحدد‬ ‫سعرالنفط لسنوات عدة مقبلة‪ ،‬إذ إن السوق‬ ‫غير مستقر‪ ،‬ولكن ميكن التحديد أن االجتاه العام‬ ‫لألسعار بعد ‪ 2010‬وما بعدها صعودي‪ ،‬فعدا عن‬ ‫الطلب املرتفع الذي أشرنا إليه‪ ،‬مصالح أميركا‬ ‫ال تتوافق مع انخفاض السعر إلى ‪ 70‬أو ‪ $80‬إذ‬ ‫إنها تستثمر في بدائل النفط‪ ،‬التي تبلغ كلفة‬ ‫إنتاجها للبرميل ‪ $70‬عدا عن تكلفة وصولها إلى‬ ‫املستهلك والربحية املوضوعة من جانب البنوك‬ ‫املمولة‪ ،‬ومن املصنّع واملوزّع‪ ،‬إضافة إلى الضرائب‬ ‫املفروضة على قطاع احملروقات في كل أنحاء‬ ‫العالم‪ .‬لذلك بالنسبة للواليات املتحدة ليس من‬ ‫املعقول أن تسمح أميركا بهبوط سعر برميل‬ ‫النفط إلى ما دون الـ‪ $90‬إذ إن كل استثماراتها‬ ‫التي تبلغ مئات املليارات من الدوالرات ستذهب‬ ‫سدى‪ .‬أميركا هي الراسم األساسي للسياسات‬ ‫النفطية في العالم‪ ،‬فهناك مايسترو واحد‬ ‫للسوق العاملي وهو السوق األميركي‪ ،‬كونه أكبر‬ ‫سوق استهالكي في العالم‪ .‬فأميركا وحدها‬ ‫تستهلك ربع اإلنتاج العاملي من النفط‪ ،‬وباقي‬ ‫دول العالم الثالثة أرباع‪ ،‬لذلك هي احملرك الفعلي‬


‫للسوق‪ ،‬وأي هزة مالية في أميركا يتأثر بها سوق‬ ‫النفط‪ ،‬وأي ارتفاع في استهالك الطاقة أو عوامل‬ ‫مناخية من إعصارات وكوارث طبيعية‪ ،‬وحتديدا ً‬ ‫اخلليج املكسيكي‪ ،‬يؤثر في سعر النفط‪.‬‬ ‫رأى ياغي أن إمكانية حتديد سعر عادل للنفط‬ ‫أمر صعب‪ ،‬إذ إن كلفة إنتاج النفط كسلعة‬ ‫تختلف بني الدول‪ ،‬ففي العراق كلفة إنتاج‬ ‫البرميل ‪ $3‬والسعودية ‪ $9‬واخلليج بني ‪ $10‬و‬ ‫‪ .$15‬املوضوع ليس موضوع كلفة‪ ،‬هذه ثروة‬ ‫موجودة في دول معظمها دول العالم الثالث‪،‬‬ ‫الدول التي متلك االحتياط الفعلي للنفط في‬ ‫املستقبل هي دول الشرق األوسط وحتديدا ً دول‬ ‫اخلليج‪ ،‬مبا فيها السعودية وإيران والعراق‪ ،‬ما‬ ‫جعل منها منطقة استراتيجية لالقتصاد‬ ‫العاملي‪ ،‬وبالتالي للنمو الصناعي في كل أنحاء‬ ‫العالم‪ .‬الطاقة الرخيصة التي كانت الدول‬ ‫الصناعية تستخدمها وتبني منوها وازدهارها‬ ‫عليها انتهت‪ ،‬ولكن هذا ال يعني أن الدول‬ ‫تصدر بسعر مرتفع‪ .‬فالعالم أصبح‬ ‫تستطيع أن‬ ‫ّ‬ ‫عبارة عن قرية كبيرة تتشابك فيها مصاحله‬ ‫نصدر الطاقة‬ ‫املالية واالقتصادية‪ ،‬فإذا أردنا أن‬ ‫ّ‬ ‫بسعر عادل‪ ،‬سنضطر الستيراد املواد الغذائية‬ ‫والصناعية بأسعار مرتفعة‪.‬‬

‫الوقت حان‬ ‫ليدفع األميركيون الثمن‬ ‫وعن اتهام إيران للدول الكبرى بالتالعب‬ ‫باألسعار‪ ،‬أوضح ياغي أن إيران كما روسيا وليبيا‬ ‫وغيرها من دول أوبك‪ ،‬تدرك أن النفط‪ ،‬الثروة التي‬ ‫يقوم عليها اقتصادها‪ ،‬مادة ناضبة‪ ،‬وبالتالي هي‬ ‫بحاجة لالستفادة من ارتفاع األسعار وتعويض‬ ‫اخلسائر التي تكبدتها في املاضي‪ ،‬حني كان يصدر‬ ‫النفط بأرخص األسعار‪ ،‬فقبل ‪ 20‬سنة‪ ،‬كان سعر‬

‫بين العمالق الصيني وروسيا القوية‬ ‫تختلف التحليالت عن أسباب انخفاض سعر برميل النفط‪ ،‬إال أن أبرزها يبقى في التحليل‬ ‫الذي يرجع انخفاض سعر برميل النفط إلى إدراك الواليات المتحدة أن النكوص عن التالعب‬ ‫باألسعار مطلوب بصورة ملحة وعاجلة‪ .‬فالتالعب األميركي في أسعار النفط والدوالر كان‬ ‫الهدف منه حرمان العمالق الصيني من هذه السلعة الحيوية التي يتحرك اقتصاده صعوداً‪،‬‬ ‫لكن السحر انقلب على الساحر‪ .‬وترى الواليات المتحدة أن بقاء عمليات التالعب معناه إعطاء‬ ‫روسيا مزيداً من القوة ومواصلة نهجها الحازم‪ ،‬فلوال عمليات المضاربة بأسعار النفط في‬ ‫األسواق العالمية وإضعاف قيمة الدوالر‪ ،‬لما تمكنت روسيا التي تتحكم في احتياجات أوروبا‬ ‫من إمدادات النفط والغاز من تكوين ثروة مالية هائلة تناطح بها أميركا والقارة العجوز‪ .‬وهنا‬ ‫لم يعد مستبعداً أن ترمي واشنطن إلى إيصال سعر النفط بين العشرة والعشرين دوالراً‪.‬‬ ‫وربما هذا ما تتحسب له موسكو التي بدأت مفاوضات مع الدول السوفياتية السابقة المنتجة‬ ‫للنفط أو تلك التي تمر عبر أراضيها أنابيب الطاقة متجاوزة األراضي الروسية كأذربيجان‪،‬‬ ‫وكذلك التطلع إلى بناء قواعد عسكرية في بلدان الشرق األوسط كسوريا‪ ،‬إذ ستكون المصالح‬ ‫ً‬ ‫مستقبال‪،‬‬ ‫األميركية والغربية تحت مرمى الصواريخ الروسية‪ ،‬ولتفادي أي تهديد من هذا النوع‬ ‫من المحتمل أن تسعى واشنطن إلى االستعاضة ببحر قزوين الغني بالنفط ً‬ ‫بدال من نفط الشرق‬ ‫األوسط وترك المنطقة ساحة نفوذ للكيان اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫النفط يتراوح بني ‪ 8‬و‪ $10‬للبرميل‪ ،‬وهو ليس أكثر‬ ‫من سعر الكلفة‪ .‬في ذاك الوقت استفادت الدول‬ ‫الصناعية الكبرى من هذا االنهيار في السعر‬ ‫فنمت وازدهرت اقتصادياً‪ .‬ورأى ياغي أن اللعب‬ ‫ليس في رفع األسعار بل مبحاولة رفعها لتغطية‬ ‫العجز واالنهيارات في قطاعات أخرى‪ ،‬خاصة أن‬ ‫البورصة األميركية تدار بالطريقة نفسها التي‬ ‫تدار فيها الكازينوهات في الس فيغاس‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أدى إلى إفالس بنوك ال تخطر في بال أحد‪ ،‬فعدم‬ ‫الشفافية في السياسات املالية أوصل الكثيرين‬ ‫إلى طريق مسدود‪ .‬حان الوقت ليدفع األميركيون‬ ‫الثمن‪ ،‬لكن لألسف كون اقتصاديات العالم‬

‫كلها مترابط بعضها ببعض‪ ،‬تلتقط العدوى‬ ‫املصدرة من االقتصاد األميركي بسرع ًة‪ .‬كل‬ ‫االنهيارات في األسعاروالقطاعات االقتصادية من‬ ‫عقارية ومصرفية وزراعية‪ ،‬يساهم األميركي في‬ ‫تضخيمها أحياناً‪ .‬كان من مصلحته أن يرتفع‬ ‫النفط ليضغط على األوروبيني‪ ،‬كما من مصلحته‬ ‫أن يرتفع اليورو ليضغط بالدوالر الرخيص من أجل‬ ‫رفع نسبة صادراته إلى العالم وإيقاف التصدير‬ ‫األوروبي‪ ،‬لكن في كثير من األحيان ينقلب السحر‬ ‫على الساحر وهذا ما حصل‪.‬‬

‫اعداد وحوار‪ :‬وعد ابو ذياب‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪89‬‬


‫منبر دولي‬

‫الطريق إلى البيت األبيض‪ :‬رجل أسود‪،‬‬ ‫عجوز عبوس الوجه وامرأة مثيرة‬ ‫تسجل الواليات املتحدة سابقة تاريخية حني‬ ‫يأتي العشرون من كانون الثاني ‪ 2009‬بغض النظر‬ ‫عن نتيجة االنتخابات أو احلزب الذي سيفوز‪ .‬فهناك‬ ‫خياران أمام الشعب األميركي اليوم‪ :‬تنصيب‬ ‫أول أميركي من أصل أفريقي رئيسا ً للبالد أو أول‬ ‫سيدة تشغل منصب نائب الرئيس‪ .‬واتضح ذلك‬ ‫حني فاجأ املرشح اجلمهوري في انتخابات الرئاسة‬ ‫جون ماكني البالد باختياره حاكمة والية أالسكا‬ ‫سارة بالني خلوض االنتخابات لشغل منصب‬ ‫نائب الرئيس‪ .‬وجاء هذا االختيار بعد أقل من ‪24‬‬ ‫ساعة من إعالن باراك أوباما قبوله ترشيح احلزب‬ ‫الدميوقراطي له في انتخابات الرئاسة ليصبح‬ ‫أول مرشح أسود ميثل حزبا ً أميركيا ً كبيراً‪.‬‬ ‫ويتوجه الناخبون لصناديق االقتراع في الرابع من‬ ‫تشرين الثاني املقبل لتحديد من سيخلف جورج‬ ‫بوش ونائبه ديك تشيني للسنوات األربع املقبلة‪،‬‬ ‫إما أوباما ونائبه جو بايدن أو ماكني ونائبته‬ ‫سارة بالني‪ .‬ومنذ تنصيب أول رئيس أميركي‬ ‫جورج واشنطن في عام ‪ ،1789‬تولى رجال من‬ ‫البيض فقط أهم املراكز التنفيذية‪ ،‬ولم يسمح‬ ‫للنساء باالقتراع في االنتخابات حتى عام ‪.1920‬‬ ‫وعلى الرغم من تعديل الدستور في عام ‪1870‬‬ ‫ليسمح للسود باالقتراع‪ ،‬لم ينل السود حقهم‬ ‫الكامل في االقتراع إال بعد صدور تشريع احلقوق‬ ‫املدنية في الستينيات من القرن املاضي‪ .‬وحتى‬ ‫آخر انتخابات في عام ‪ ،2004‬وجهت اتهامات‬ ‫فردية بحاالت ترهيب لناخبني سود في بعض‬ ‫املراكز االنتخابية‪.‬‬ ‫وشهدت احلملة االنتخابية هذا العام الكثير‬ ‫من التقلبات والسوابق التاريخية‪ ،‬وكانت هيالري‬ ‫كلينتون املرشحة الدميوقراطية املفضلة في‬ ‫بداية السباق ولكنها خسرت سباقا مريرا ً أمام‬ ‫أوباما بالرغم من أنها خاضت واحدة من أجنح‬ ‫احلمالت ألي امرأة على الساحة السياسية‪.‬‬ ‫وأشارت سارة بالني إلى إجناز هيالري وقالت بعد‬ ‫اإلعالن عن ترشيحها ملنصب نائب الرئيس‪“ :‬لن‬ ‫تتوقف النساء األميركيات بعد‪ ،‬وميكننا الوصول‬ ‫إلى أكثر في السلطة التنفيذية‪ ،‬وفي حال فوزها‬ ‫فستتقدم على الدميوقراطية جيرالدين فيرارو‬ ‫التي كانت أول مرشحة حلزب كبير ملنصب نائبة‬ ‫الرئيس ولكن لم تصل الى هذا املنصب‪.‬‬

‫من هي سارة بالني‬ ‫تنتمي سارة بالني إلى والية أالسكا التي‬

‫‪90‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اوباما ‪ :‬هل يصل اول رجل اسود الى البيت االبيض‬

‫جون ماكني ‪ :‬مرشح عجوز لدولة عاجزة‬

‫ال يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة‪،‬‬ ‫وهي ال متتلك جتربة سياسية في إدارة الشأن‬ ‫الوطني األميركي‪ ،‬فقد تقلدت منصب عمدة‬ ‫بلدة صغيرة قبل أن تنجح في اكتساب منصب‬

‫حاكمة الوالية منذ عامني‪.‬‬ ‫ليست السيدة سارة بالني البالغة من العمر‬ ‫‪ 44‬عاما ً واملرشحة لتولي رئاسة أميركا‪ ،‬إذ‬ ‫ما حصل مكروه للمرشح اجلمهوري الطاعن‬ ‫في السن جون ماكني (‪ 72‬عاماً) مينعه من أداء‬ ‫مهامه سوى صورة منوذجية عن الطريقة الغريبة‬ ‫التي تنتج بها النخبة السياسية األميركية‪،‬‬ ‫اجلمهورية بالتحديد‪ ،‬بعض رموزها اجلديدة‬ ‫وتؤهلها لالرتقاء إلى السلطة وتشكيل سالالت‬ ‫حاكمة تصنع قرارات الدولة العظمى في العالم‪.‬‬ ‫ال تزال سارة بالني حتتفظ بالكثير من معالم‬ ‫اإلثارة التي كانت تتمتع بها في العشرينيات‬ ‫من عمرها‪ ،‬وبالكثير من مهارات اخلطابة التي‬ ‫اكتسبتها منذ أن انتقلت من مسابقات اجلمال‬ ‫والرياضة إلى شؤون السياسة والنفط في تلك‬ ‫الوالية البعيدة الواقعة على طرف العالم‪.‬‬ ‫ُعد متدينة للغاية‪ ،‬فقد تربت في أحضان‬ ‫بالني ت ّ‬ ‫الكنيسة وتبنت بعض املواقف االجتماعية‬ ‫والفكرية املتأثرة مبعتقداتها الدينية‪ .‬فهي مثالً‬ ‫معارضة شديدة لإلجهاض ولزواج الشواذ‪ ،‬على‬ ‫أن تد ّين بالني يبقى تدينا ً باملعايير األميركية‬ ‫الشمالية فقط‪ ،‬فهي حملت مولودها األول من‬ ‫صديقها قبل أن تتزوجه‪ .‬أما ابنتها ذات السبعة‬ ‫عشر عاما فهي حديث وسائل اإلعالم اآلن ألنها‬ ‫حامل من صديقها أيضاً‪ ...‬ومن يشابه أمه فما‬ ‫ظلم‪.‬‬


‫لم تزر بالني بلدا ً غير الواليات املتحدة وكندا‬ ‫قبل العام ‪ ،2007‬وهو العام الذي زارت فيه القوات‬ ‫األميركية في الكويت وفي أملانيا‪ .‬وهي لم تزر‬ ‫إسرائيل بعد‪ .‬لكن األكيد أنها ستزورها وتؤدي‬ ‫شعائر الوالء والطاعة املعتادة التي يؤديها كل‬ ‫سياسي أميركي‪ ،‬مثل الوقوف بخشوع صادق‬ ‫أو مصطنع أمام حائط املبكى‪ ،‬وإلقاء بعض‬ ‫التصريحات عن أهمية إسرائيل للواليات املتحدة‬ ‫وبعض التهديد والوعيد ألعداء إسرائيل حتى وإن‬ ‫كانت ال تعرف شيئا ً عن أولئك األعداء‪.‬‬ ‫فقد أوردت مجلة نيوزويك أن بالني ال تعرف‬ ‫شيئا ً عن السنة والشيعة‪ ،‬وال متيز بني تنظيم‬ ‫القاعدة واملقاومة اللبنانية‪ ،‬وهذا جهل يشترك‬ ‫معها فيه ماكني في بعض تصريحاته أحياناً‪،‬‬ ‫رغم خدمته الطويلة في البرملان‪.‬‬ ‫اختيار سارة بالني ليس بالقطع مبنيا ً على‬ ‫خبرتها السياسية‪ ،‬فهي ال متلك خبرة تؤهلها‬ ‫لتولي ثاني أهم منصب في اإلمبراطورية‬ ‫األميركية‪ .‬فاألسباب احلقيقية الختيار بالني من‬ ‫طرف احلزب اجلمهوري هي جاذبيتها الشخصية‪،‬‬ ‫خصوصا ً أن املرشح جون ماكني رجل عجوز‪،‬‬ ‫عبوس الوجه‪ ،‬متلعثم اللسان‪ ،‬ال رصيد لديه من‬ ‫الكاريزما السياسية أو اجلاذبية الشخصية‪.‬‬ ‫أما سارة بالني فهي امرأة شابة ذات بالغة‬ ‫وفصاحة‪ ،‬حتمل بعض مالمح الشخصية‬ ‫األميركية التقليدية‪ ،‬املؤمنة بتحقيق احللم‬ ‫الشخصي من خالل العمل اجلاد‪ .‬ولكل من يحمل‬ ‫هذه الروح يجد قبوال ً في الثقافة األميركية‪،‬‬ ‫خصوصا ً في األوساط احملافظة والتقليدية من‬ ‫هذا اجملتمع‪.‬‬ ‫ورمبا يحاول ماكني بشيء من الذكاء غير‬ ‫املعروف عنه أن يظهر للناخب األميركي أيضا ً‬ ‫أن حزبه يهتم باملرأة ويفسح لها اجملال أكثر مما‬ ‫يفعل خصومه في احلزب الدميوقراطي الذين‬ ‫أبعدوا هيالري عن الترشيح نائبة ملرشحهم‬ ‫باراك أوباما‪ .‬وكما أن إلهاء اجلمهور األميركي‬ ‫عن احلروب العبثية الفاشلة في اخلارج واألزمة‬ ‫االقتصادية اخلانقة في الداخل ال يقل أهمية‬ ‫وليس أفضل من أناقة بالني ألداء هذه املهمة‪.‬‬ ‫يتفاخر أهل أالسكا بأنهم يحظون بالوالية‬ ‫األبرد وباحلاكمة األحر وهم على حق‪ ،‬فبالني‬ ‫سلعة حارة ولو أن اجلمهوريني قد يحترقون في‬ ‫هذه االنتخابات‪.‬‬

‫عرب أميركا ويهودها‬ ‫رغم التقارب النسبي في عدد العرب واليهود‬ ‫األميركيني‪ ،‬إال أن تأثير العرب في احلياة العامة‬ ‫األميركية وفي السياسات الرسمية الداخلية‬ ‫واخلارجية ال يكاد يذكر قياسا ً إلى التأثير الكبير‬ ‫لليهود‪ .‬والسبب املباشر لذلك يعود إلى التنظيم‬ ‫الدقيق الذي اختطه اليهود األميركيون حلياتهم‬ ‫العامة في الواليات املتحدة منذ هجراتهم األولى‬

‫بالني ‪ :‬هل ستصبح نائبة الرئيس؟‬

‫في العام ‪ 1880‬والتي بدأت مبا سمي في بداية‬ ‫القرن العشرين بـ(البالط اليهودي) الذي كان‬ ‫يضم أثرياء اليهود وأصحاب النفوذ وصوال ً إلى‬ ‫اللجنة اإلسرائيلية األميركية للشؤون العامة‬ ‫ايباك (وهي أقوى جمعيات الضغط على أعضاء‬ ‫الكونغرس األميركي وتأسست عام ‪.)1953‬‬ ‫وقد كان عهد الرئيس ترومان عام ‪ 1947‬هو‬ ‫العهد العلني لهذا التأثير واالختبار العملي‬ ‫له‪ ،‬وقد جنح هذا التنظيم عبر العشرات من‬ ‫املنظمات الكبرى لليهود في خلق واقع سياسي‬ ‫واقتصادي وثقافي ال ميكن أي قوة أخرى وألية‬ ‫إثنية أو قومية أو ديانة في أميركا جتاهله أو جتاهل‬ ‫خطر التصادم أو التناقض معه‪ .‬وفي لغة األرقام‬ ‫فإن اإلحصائيات تقول إن اليهود ورغم عددهم‬ ‫الذي ال يزيد عن ‪ %3‬من عدد سكان أميركا إال أن‬ ‫نصف أعداد من ميلكون مليارا ً وأكثر في الواليات‬ ‫املتحدة هم من اليهود‪.‬‬ ‫كما أن رؤساء أكبر ثالث شبكات تلفزيون‬

‫وأكبر أربع شركات لإلنتاج السينمائي في‬ ‫الواليات املتحدة من اليهود‪ ،‬كما أن أصحاب أهم‬ ‫الصحف األميركية من اليهود وأبرزها الصحيفة‬ ‫األكثر انتشارا ً وتأثيرا ً في أميركا وهي صحيفة‬ ‫نيويورك تاميز‪ ،‬كما أن اليهود مي ّثلون حوالى ‪11‬‬ ‫في املئة من النخبة في اجملتمع األميركي‪ ،‬وأكثر‬ ‫من ‪ 15‬في املئة من كبار املسؤولني في أجهزة‬ ‫احلكومة اخملتلفة‪.‬‬ ‫أما العرب فهم في طور التنظيم ومنظماتهم‬ ‫معنية بشكل كبير في اجلانب احلقوقي وقضايا‬ ‫منع التمييز ضدهم‪ ،‬أبرزها املنظمة العربية‬ ‫ملكافحة التمييز‪ ،‬وإلى اآلن ليس هناك لوبي‬ ‫عربي على غرار ايباك الصهيوني‪ ،‬وكما أن‬ ‫اخلالفات السياسية املوجودة في العالم العربي‬ ‫انتقلت بصورة أو بأخرى إلى تلك املنظمات‪ ،‬وهو‬ ‫ما ساهم في تشتيت جهودها وبعثرتها‪.‬‬ ‫ورغم هذا الواقع‪ ،‬إال أن العرب ميلكون القدرة‬ ‫في إنتاج التأثير‪ ،‬وذلك من خالل واقع توزيعهم‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪91‬‬


‫منبر دولي‬ ‫داخل الواليات‪ .‬وحسب التقديرات اإلحصائية‬ ‫فإن األميركيني العرب يتوزعون على الواليات‬ ‫اخلمسني‪ ،‬غير أن ثلثيهم يعيش في واليات‬ ‫كاليفورنيا‪ ،‬ونيويورك‪ ،‬وميتشغان‪ ،‬وديترويت‪،‬‬ ‫وشيكاغو وواشنطن‪.‬‬ ‫فهذه امليزة التي يوفرها التوزيع اجلغرافي‬ ‫لدميوغرافيا العرب األميركيني تفقد فاعليتها في‬ ‫غياب توحيد اجلهد والبرنامج واالتفاق على ضخ‬ ‫األصوات أو تنظيم منحها باجتاه أحد املرشحني‬ ‫الرئيسيني في االنتخابات الرئاسية‪ ،‬وفي املقابل‬ ‫جند‪ ،‬نتيجة للخبرة التراكمية الطويلة لليهود‬ ‫في تنظيم وجودهم السياسي واالجتماعي‬ ‫واالقتصادي والثقافي في أميركا‪ ،‬أنهم قوة مؤثرة‬ ‫على احلزبني الرئيسيني‪ ،‬وأنه بحكم هذه املتانة‬ ‫في التنظيم اليهودي أصبحت قضية دعم‬ ‫إسرائيل وأمنها قضية إجماع داخل دوائر صنع‬ ‫القرار األميركية كافة‪ .‬في املقابل فإن القضية‬ ‫الفلسطينية التي هي القضية املركزية للعرب‬ ‫حتتل املرتبة الثالثة في أولويات األميركي من‬ ‫أصل عربي وليست القضية األولى بعد الوضع‬ ‫في العراق والقضايا الداخلية‪ ،‬كالتمييز والعمل‬ ‫واحلقوق املدنية واملساواة وغيرها‪.‬‬ ‫وانطالقا ً من هذا الواقع فإن األميركيني من‬ ‫أصل عربي ووفق تقديرات سياسية سيصوتون‬ ‫في األغلب ألوباما ألسباب تتعلق بشعورهم‬ ‫أنه بأصوله األفريقية هو أقرب لهم‪ ،‬كما أنهم‬ ‫ما زالوا يتذكرون مواقفه املؤيدة لألميركيني من‬ ‫أصول عربية وقبوله أخذ بعض الصور مع نساء‬ ‫عربيات مسلمات ومتحجبات خالل حملته‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وهي عوامل مجتمعة ولدت لديهم‬ ‫شعورا ً بأنه مي ّثل بالفعل عنوانا ً للتغيير‪.‬‬ ‫إن الصوت العربي في انتخابات الرئاسة‬ ‫األميركية لن يكون حاسما ً رغم أهميته وميزته‬ ‫اجلغرافية‪ ،‬ألنه ما زال مشتتاً‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫سيكون الصوت اليهودي موزعا ً على احلزبني‬ ‫واملرشحني الرئيسيني بصورة مدروسة ودقيقة‬ ‫في إطار التكتيك املستخدم منذ سنوات طويلة‬ ‫والهادف إلى إبقاء أصوات اليهود ومؤيديهم هدفا ً‬ ‫يتنافس عليه احلزبان الكبيران في أميركا‪.‬‬

‫هجمات متبادلة‬ ‫حول السياسة في العراق‬ ‫استخدم املرشح اجلمهوري جون ماكني إعالن‬ ‫جورج بوش عن إعادة انتشار عسكرية محدودة‬ ‫من العراق إلى أفغانستان ليهاجم منافسه‬ ‫الدميوقراطي باراك أوباما في مجال السياسة‬ ‫اخلارجية‪ .‬وقال ماكني إن إعالن بوش يتناقض مع‬ ‫املقاربة املتهورة التي لطاملا دعا إليها السناتور‬ ‫أوباما‪ ،‬واقتراحه سحب القوات استنادا ً إلى‬ ‫جدول زمني سياسي بغض النظر عن العواقب‬ ‫على األمن القومي األميركي هو أمر غير مسؤول‬ ‫على اإلطالق‪ .‬وكان بوش أعلن خفض عدد القوات‬

‫‪92‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫األميركية في العراق ثمانية‬ ‫آالف عنصر فقط في األشهر‬ ‫املقبلة وإرسال نحو ‪4500‬‬ ‫جندي إضافي إلى أفغانستان‬ ‫بحلول كانون الثاني عند‬ ‫مغادرته البيت األبيض‪ .‬لكن‬ ‫أوباما انتقد هذه اخلطة‪ ،‬معتبرا ً‬ ‫أن هذه األعداد غير كافية‬ ‫ملالحقة املتطرفني الذين كانوا‬ ‫وراء االعتداءات على الواليات‬ ‫املتحدة قبل سبع سنوات‪.‬‬ ‫وتعهد ببدء سحب الوحدات‬ ‫املقاتلة من العراق بحلول‬ ‫أواخر العام ‪ .2010‬وقد أظهرت البيت االبيض ‪ :‬من سيصل اليه؟‬ ‫استطالعات الرأي األخيرة أن‬ ‫أميركيني اثنني من أصل ثالثة يعارضون احلرب‬ ‫خيبة اآلمال‬ ‫ويريدون انسحابا ً سريعاً‪.‬‬ ‫واتهم أوباما بوش وماكني بعدم إدراك أن اجلبهة‬ ‫ومزبلة التاريخ تنتظر‬ ‫املركزية حملاربة اإلرهاب ليست العراق ولم تكن‬ ‫أبدا ً العراق‪ ،‬وأضاف أن خيار الشعب األميركي‬ ‫صفعة ألميركا في جورجيا‪ ،‬مأزق أميركي ـ‬ ‫أصبح واضحا ً جداً‪ ،‬ماكني يتحدث كثيرا ً عن أوروبي أطلسي هناك‪ ،‬والنتيجة استبعاد فرص‬ ‫التغيير لكنه يترشح على أساس السياسة توجيه ضربة إليران وعودة اخلبراء اإلسرائيليني إلى‬ ‫اخلارجية نفسها املعتمدة من جورج بوش‪ .‬وقال فلسطني احملتلة خائبني وعلى رأسهم أحد قادة‬ ‫إن ماكني سيواصل التركيز على العراق الذي هزمية حرب متوز‪ ،‬تراجع اجلمهوريني في االنتخابات‬ ‫ح ّول انتباهنا عن اإلرهابيني الذين هاجمونا فعالً األميركية‪ ،‬بعد خيبة جورج بوش التي وصلت حد‬ ‫في ‪ 11‬أيلول‪.‬‬ ‫التفكير بحجبه عن جمهور الناخبني كي ال تؤثر‬ ‫وتابع أوباما “لقد آن األوان لتغيير سياستنا صورته الفاشلة وامللطخة بالدماء على خيارات‬ ‫اخلارجية” مضيفا ً “ألنه بعد سبع سنوات من ماكني ونائبته التي تتحدث بغباء ال يختلف عن‬ ‫اعتداءات ‪ 11‬أيلول ال نزال نخوض حربا ً بدون نهاية غباء بوش‪.‬‬ ‫في العراق ولم نعتقل بعد اإلرهابيني املسؤولني‬ ‫وفي املقابل مالمح لتقدم باراك أوباما‬ ‫عن هذه االعتداءات ولم نسمع تفسيرا ً ملاذا ال الذي يطرح إمكانية االنسحاب من العراق‬ ‫يزال أسامة بن الدن حرا ً طليقاً”‪.‬‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬وكما يطرح حل النزاع مع إيران‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وفي كتاب يتصدر قوائم واحلوار مع سوريا‪.‬‬ ‫هزمية لتيار األمركة في لبنان واضطرار‬ ‫املبيعات‪ ،‬كشفت الصحافية األميركية جني‬ ‫ماير عن سياسة التعذيب والقسوة املتعمدة احلريري لتمويل مصاحلة في طرابلس بعدما م ّول‬ ‫التي مارستها إدارة جورج بوش في حربها على سابقا ً سالح تفجير األوضاع هناك‪ ،‬وخضوع تام‬ ‫اإلرهاب واستغالل كبار املسؤولني في البيت جلنبالط أمام شرعية وقدسية سالح حزب اهلل‬ ‫األبيض‪ ،‬كنائب الرئيس ديك تشيني‪ ،‬حلالة الذعر دون شروط‪ .‬ارتباك في إسرائيل وحديث جنراالت‬ ‫وجنون االضطهاد التي أثارتها هجمات ‪ 11‬أيلول اجليش عن عدم قدرتهم على خوض حرب جديدة‬ ‫ضد املقاومة اللبنانية‪ ،‬فيما يستعد أوملرت‬ ‫لشن حرب أيديولوجية‪.‬‬ ‫وذكرت ماير في كتابها أن ديك تشيني يعيش لالستقالة بعدما صمد طويالً رغم فشله الذريع‬ ‫حالة من القلق واحلصر النفسي بعد هجمات ‪ 11‬صمودا ً كان من أسبابه أن اجلميع يدري أن الرجل‬ ‫أيلول‪ ،‬وأشارت إلى أنها طلبت مرات عدة إجراء لم يخض حرب متوز إال استجابة ألوامر أميركية‪،‬‬ ‫أحاديث صحافية مع تشيني لكن دائما ً قوبلت وبالتالي لم يكن ذنب اخلسارة عليه وحده‪ .‬وفي‬ ‫بالرفض‪.‬‬ ‫سياق هذا اإلطار كله يخرج علينا الظواهري‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬جنحت ماير في التحدث ملئات من بشريط مص ّور‪ .‬فما الذي يريده؟وملصلحة من؟‬ ‫املصادر في البيت األبيض والصليب األحمر ومباذا يبشر؟ ملصلحة من الهجوم على مقاومة‬ ‫وحصلت على صورة شرسة عن أساليب شريفة هزمت إسرائيل وأميركا؟ ملصلحة من‬ ‫التحقيق وانتهاك حقوق السجناء في العراق تتكرر الطبلة األميركية؟ خصوصا ً عندما يجدون‬ ‫وغوانتانامو وغيرهما‪ .‬ويتعرض الكتاب لتفاصيل أنفسهم بحاجة الى تبرير أو إلى اخلروج من مأزق‪.‬‬ ‫عمليات تسليم السلطات األميركية وخاصة يا لها من مصادفة ال تخدم إال أهداف األميركيني‬ ‫وكالة اخملابرات للمعتقلني املشبوهني باإلرهاب اجلمهوريني الذين تنتظرهم مزبلة التاريخ‪.‬‬ ‫إلى دول تعرف مبمارستها أساليب التحقيق‬ ‫رونالد حمدان‬ ‫القاسية والتعذيب‪.‬‬


‫منبر دولي‪/‬مقال‬ ‫أشارت النشرات اإلخبارية للوكاالت إلى أن‬ ‫شافيز يزور كوبا يوم األحد كخطوة أولى لسفره‬ ‫إلى الصني‪ ،‬روسيا وروسيا البيضاء‪ ،‬فرنسا‬ ‫والبرتغال‪.‬‬ ‫عرفت اخلبر البارحة من خالل الفنزويلية‬ ‫للتلفزة‪ :‬كان الزعيم الفنزويلي يوقع على‬ ‫اتفاقيات تتعلق باالستثمار األجنبي في كاراكاس‬ ‫مع رجال أعمال بارزين لشركات من اليابان‪ ،‬روسيا‪،‬‬ ‫ماليزيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬األرجنتني‪ ،‬الواليات املتحدة‪ ،‬قطر‬ ‫والبرتغال‪ .‬إن الهدف هو استخراج الغاز من أحد‬ ‫مراكز االحتياط الذي يقع حتت مساحة ‪ 500‬ألف‬ ‫كيلومتر مربع في املياه اإلقليمية‪.‬‬ ‫سوف متتلك فنزويال ‪ %60‬من الشركة‪ ،‬وتبلغ‬ ‫قيمة االستثمار ‪ 19‬مليار دوالر بهذا القطاع‬ ‫فقط‪ .‬إن العالم عطشان ومشتاق إلى الوقود‬ ‫املتحجرة‪.‬‬ ‫ويلفت النظر هذا النشاط للجمهورية‬ ‫البوليبارية لفنزويال عندما تغرق الواليات املتحدة‬ ‫بأزمة اقتصادية دراماتيكية‪ ،‬جتبرها ضخ مليارات‬ ‫من الدوالرات إلى البنوك للحيلولة دون الكارثة‪.‬‬ ‫استثمارات من هذا النوع كانت تتم على امتداد‬ ‫العام األخير‪ ،‬دون أن يعلم أحد أيها ستكون‬ ‫األخيرة‪ .‬ترتفع قيمة أسهم البورصة مؤقتا‪.‬‬ ‫تستنشق وول ستريت والبنوك املركزية إلى أن‬ ‫تنضب قارورة الهواء وال بد من تكرار العملية‪.‬‬ ‫إن فنزويال‪ ،‬بال شك‪ ،‬مبثابة البلد الذي تضامن‬ ‫أكثر مع كوبا بعد الضربات املدمرة لإلعصارين‪.‬‬ ‫لم يتردد رئيسها ثانية واحدة‪ ،‬وقدم فورا ً باسم‬ ‫بلده كل املساعدة املمكنة فور اجتياح غوستاف‬ ‫بضرباته لبينار ديل ريو وجزيرة الشباب‪ .‬هبت‬ ‫رياح شديدة وصلت سرعتها إلى ‪ 340‬كيلومترا ً‬ ‫بالساعة‪ .‬قد تأثر عميقا ً ملّا رأى صور التدمير الذي‬ ‫أحدثه اإلعصاران‪ ،‬وبعدما أدرك احلدث العجيب‬ ‫واملدهش املتمثل بعدم خسارة أية أرواح بشرية‪،‬‬ ‫وقدم استعداده إلعطائنا كل ما يلزمنا تضامنا ً‬ ‫مع كوبا من دعم مالي‪ ،‬وحتى األراضي الفنزويلية‬ ‫وضعها حتت تصرفنا إلنتاج األغذية في مناطق‬ ‫متوافرة ال تتأثر باإلعصارين‪.‬‬ ‫كان البلد األول ولكنه لم يكن الوحيد الذي‬ ‫تضامن معنا‪ ،‬فثمة قائمة طويلة لبلدان أخرى‬ ‫جاءت في ما بعد‪ ،‬وقامت بأعمال وبوادر ترتدي‬ ‫أهمية بالغة‪ ،‬أال وهي روسيا‪ ،‬أنغوال‪ ،‬فيتنام‪،‬‬ ‫الصني وغيرها‪ ،‬بلدان كبيرة وأخرى صغيرة‪ ،‬حتظى‬ ‫بعدد أكثر أو أقل من املوارد قدمت لنا تسهيالت‬ ‫لالئتمان‪ ،‬سلفت لنا أمواال ً وأعطتنا قروضا ً‬ ‫واعتمادا ً ألجل طويل بفائدة متدنية جدا ً تتجاوز‬ ‫مجموعها مليار دوالر‪ ،‬إلى جانب هبات نقدية‬ ‫وعينية‪ ،‬باألغذية واملوارد‪ ،‬كانت تصل عن طريق‬ ‫أي وسائل كتعبير عن الرغبة في تقدمي املساعدة‬ ‫لشعبنا الباسل واملتضامن‪.‬‬ ‫رُفض العرض الذي قدمته الواليات املتحدة‬ ‫نفاقاً‪ .‬رُ ّد عليها كما يجب‪ .‬لم أتردد في التعبير‬ ‫عن وجهة نظري‪ .‬إن العناصر املضادة للثورة من‬ ‫الكوبيني داخل كوبا وخارجها بدأت تتساءل‬

‫تأمالت‬ ‫الرفيق‬ ‫فيدال‬ ‫الحق والباطل‬ ‫وترفض اإلجراء‪ .‬كانوا يتمنون أن نلعب الدور اخملجل‬ ‫للمتساولني والشحاذين‪ .‬ولكن هذه املعركة لم‬ ‫تنت ِه وإمنا لم تكد تبدأ‪.‬‬ ‫ثمة نشرة إخبارية للوكالة االسبانية لألخبار‬ ‫إيفي تفيد بأن‪“ :‬حكومة الواليات املتحدة أعطت‬ ‫رخصة حلركة الدميوقراطية‪ ،‬املتكونة من منفيني‬ ‫كوبيني مبيامي‪ ،‬حتى ترسل مساعدات مباشر ًة‬ ‫إلى ضحايا إعصاري غوستاف و أيك في كوبا”‪.‬‬ ‫في ما بعد تضيف النشرة اإلخبارية‪“ :‬إن‬ ‫املؤسسة القومية الكوبية ـ األميركية لديها‬ ‫رخصة قدمتها وزارة مالية الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫تسمح لها بإرسال وحتويل األموال مباشرة من‬ ‫العائالت الكوبية إلى أقاربها في اجلزيرة”‪.‬‬ ‫“سوف توزع املساعدة ما بني ضحايا اإلعصارين‪،‬‬ ‫مبن فيهم املنشقون‪ ،‬الذين‪ ،‬حسب املنشقني‪،‬‬ ‫همشون من‬ ‫ال تقدم لهم مساعدات كثيرة‪ ،‬ويُ ّ‬ ‫جانب احلكومة الكوبية‪.”.‬‬ ‫ال ميارس التمييز في كوبا ضد أي مواطن‪ .‬تقدم‬ ‫جلميعهم خدمات الصحة مجاناً‪ ،‬وتكلف بعض‬ ‫تلك اخلدمات في مستشفيات الواليات املتحدة‬ ‫آالف الدوالرات وأحيانا ً عشرات اآلالف من الدوالرات؛‬ ‫كما أنها تقدم مجانا ً للشباب إمكانية تكملة‬ ‫دراسات جامعية‪ ،‬بغض النظر عن وجود أقارب‬ ‫لهم في اخلارج أو ال‪ ،‬وتكلف تلك الدراسات في‬ ‫ذلك البلد مئات اآلالف من الدوالرات‪.‬‬ ‫الذين تأتيهم مساعدات مالية من الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬بعد دفع الضريبة املطلوبة‪ ،‬ميكنهم‬ ‫شراء احلصص العادية بأسعار رخيصة جداً‪ ،‬كما‬ ‫يستطيعون احلصول على املنتجات من احملال التي‬ ‫تبيع بالعملة الصعبة‪ ،‬وتقدم‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬بضائع‬ ‫ارتفعت كلفتها بشكل باهظ في اخلارج‪.‬‬ ‫أي منتج يصل إلى بلدنا بأهداف مضادة للثورة‬

‫يجب مصادرته أو إرجاعه إلى البلد األصل‪.‬‬ ‫يعمل في فنزويال تقريبا ً أربعون ألف كوبي‬ ‫يتميزون بتأهيلهم العالي وباحترافهم الكبير‪،‬‬ ‫وهم يقدمون خدماتهم النبيلة للشعب‬ ‫البوليباري‪ ،‬مبا فيها إعداد مدربني رياضيني‬ ‫واختصاصيني للعمل باألحياء‪ .‬وهم لم يتخلوا‬ ‫عن وطنهم؛ يعملون في اخلارج من أجل رفاهية‬ ‫الكوبيني‪ ،‬وثمار عملهم يصل إلى اجلميع‪ ،‬من‬ ‫أصغر األطفال إلى املواطنني املسنني‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬إنهم حاليا ً يقدمون مساهمات‬ ‫من رواتبهم‪ ،‬وبهذا املال سيتم شراء بضائع ومواد‬ ‫مصنوعة في فنزويال ستُوزع بني احملتاجني في أي‬ ‫محافظة‪ .‬إنه مثال حقيقي يعكس كيف يجب‬ ‫أن تستخدم املوارد مبجتمعنا‪.‬‬ ‫إن شافيز يبشر بال كلل وبال هوادة باألفكار‬ ‫الطليعية واألكثر تقدما ً لعصره في فنزويال‪،‬‬ ‫وهو يواجه تقريبا ً كل األجهزة اإلعالمية التي ما‬ ‫زالت بأيدي األقلية املوالية لألميركان‪ ،‬التي حتاول‬ ‫خديعة الشعب وإرباكه وتضليله‪.‬‬ ‫اإلنسان يفكر بأنه سيرتاح يوما ً من األيام‬ ‫إلى أن يكتشف أن استراحته لم تتحقق إال في‬ ‫القبر‪.‬‬ ‫إن لقاء يوم األحد مع الرئيس البوليفاري سيكون‬ ‫قصيراً‪ .‬سيستغرق الوقت الكافي للتبادل‪ :‬ساعة‬ ‫واحدة تقريباً‪ .‬إنه لشرف كبير لي‪.‬‬ ‫إنها أحداث تشير إلى الفرق الهائل الذي ال‬ ‫يتناهى ما بني احلق والباطل‪.‬‬

‫فيدال كاسترو روس‬ ‫‪ 20‬أيلول عام ‪2008‬‬ ‫الساعة ‪ 3:20‬بعد الظهر‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪93‬‬


‫منبر دولي‬

‫روسيا‬ ‫وما بعد‪ ....‬بعد ‪ ....‬جورجيا‬ ‫ال تزال أصداء احلرب في القوقاز تتردد في كل‬ ‫مكان‪ ،‬وهي على قصرها وبشاعتها خ ّلفت وراءها‬ ‫يتسن حتى‬ ‫من الغموض الكثير‪ ،‬بحيث لم‬ ‫ّ‬ ‫اآلن معرفة عدد الضحايا أو األضرار التي حلقت‬ ‫بطرفي النزاع‪ .‬لكن اللغز األكبر رمبا يكمن في‬ ‫الدافع الذي حدا بجورجيا إلى اتخاذ قرار بالتصدي‬ ‫لروسيا في هذا الوقت‪ ،‬رغم أن النزاع كان ميكن‬ ‫تسويته بالطرق السلمية‪ .‬فإن كانت روسيا‬ ‫تقصد من التصعيد األخير في االشتباكات‬ ‫نصب فخ للجورجيني جلرهم إلى احلرب‪ ،‬فإن‬ ‫تكتيكها يكون قد أدى مفعوله لدرجة اإلتقان‪.‬‬ ‫أما إذا لم يكن األمر كذلك فعلينا أن نتساءل‬ ‫ما الذي أقنع الرئيس اجلورجي ساكاشفيلي بأن‬ ‫بالده قادرة على استعادة أوسيتيا اجلنوبية بالقوة‪،‬‬ ‫وما هي الضمانات التي رمبا اعتقد أنه تلقاها من‬ ‫واشنطن؟‬ ‫وفي كل األحوال‪ ،‬فإن املغامرة تدل على تهور‬ ‫غير عادي من ساكاشفيلي بأن يتحدى بلدا ً‬ ‫مثل روسيا‪ ،‬فذلك ضرب من املغامرة إلى أقصى‬ ‫حد‪ ،‬وإن التكلفة الفورية للحرب هي تبخر آمال‬ ‫تبليسي في دمج أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا مع‬ ‫جورجيا‪ .‬ثم إن هناك كلفة على ساكاشفيلي أن‬ ‫يدفعها من سلطته إذا ما رأى شعبه أن تهوره هو‬ ‫الذي أدى إلى هزمية بلده في احلرب‪.‬‬ ‫أما التكلفة األكبر واألطول مدى فستكون‬ ‫على حساب الطموح اجلورجي في االنضمام‬ ‫لعضوية االحتاد األوروبي وحلف الناتو على وجه‬ ‫اخلصوص‪.‬‬ ‫ومن زاوية أخرى‪ ،‬نرى أن روسيا استطاعت تغيير‬ ‫ميزان القوة في أوروبا عندما أوقف الكرملني‬ ‫هجومه بعدما استولت قواته على ‪ %18‬من‬ ‫األراضي اجلورجية‪.‬‬ ‫فقد طوت روسيا خمسة أيام من احلرب بإحكام‬ ‫سيطرتها على إقليمي أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن الكرملني يرغب في فرض‬ ‫منطقة عازلة حول اإلقليمني ومنع كل القوات‬ ‫اجلورجية من دخولها‪.‬‬ ‫واألهم من كل ذلك أن انتصار روسيا جعل‬ ‫من ساكاشفيلي مهزوما ً على املسرح الدولي‪.‬‬ ‫وروسيا مطمئنة إلى أن سيطرتها على أوسيتيا‬ ‫اجلنوبية وأبخازيا لن تكون موضع اختبار مرة أخرى‬ ‫في املستقبل املنظور‪ .‬وليس أمام الرئيس اجلورجي‬ ‫من خيار سوى القبول بالشروط الروسية‪ ،‬فحلمه‬

‫‪94‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ساكاشفيللي‪ :‬رمز أميركي في أوروبا الشرقية‬

‫بجورجيا موحدة يبدو ممزقا ً متاما ً مثل جيشه‪.‬‬

‫ساكاشفيلي جثة سياسية‬ ‫أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن‬ ‫روسيا لم تعد ترى ميخائيل ساكاشيفلي رئيسا ً‬ ‫جلورجيا‪ ،‬قائالً بوضوح إن النظام اجلورجي الراهن‬

‫أفلس‪ ،‬ساكاشفيلي لم يعد موجودا ً بالنسبة‬ ‫إلينا‪ ،‬إنه جثة سياسية‪ .‬وجاء جواب مدفيديف ردا ً‬ ‫على سؤال حملطة “أر أي أي” عن مشاركة روسيا‬ ‫احملتملة في املؤمتر حول القوقاز الذي سيعقد في‬ ‫روما في تشرين الثاني املقبل‪ ،‬واملقرر أن يشارك‬ ‫فيه ساكاشفيلي‪.‬‬ ‫ورأى مدفيديف أن احللف األطلسي سيخسر‬ ‫أكثر من روسيا في حالة قطع العالقات بينهما‪،‬‬


‫داعيا ً الواليات املتحدة إلى مراجعة عالقاتها مع‬ ‫جورجيا‪.‬وأشار في مقابلته التلفزيونية إلى أن‬ ‫روسيا مستعدة للتحدث مع األسرة الدولية في‬ ‫جميع املسائل‪ ،‬مبا فيها مسألة تسوية النزاع في‬ ‫منطقة القوقاز‪ ،‬وأن بالده ال تخشى استبعادها‬ ‫من مجموعة الثماني‪ ،‬وذلك ردا ً على بعض‬ ‫الدعوات التي صدرت في هذا االجتاه والتي رآها‬ ‫تكتيكاًُ انتخابيا ً أميركياً‪.‬‬ ‫وتضم مجموعة الثماني الدول الصناعية‬ ‫األكبر في العالم‪ ،‬وهي أملانيا وكندا والواليات‬ ‫املتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان‬ ‫وروسيا‪.‬وقال مدفيديف إننا ال نخاف أبدا ً من‬ ‫عملية إقصاء من مجموعة الثماني‪ .‬وأكثر من‬ ‫ذلك نرى أن مجموعة الثماني احلالية غير قادرة‬ ‫على حل املشاكل بدون االستعانة بدول أخرى‪.‬‬ ‫وأوضح أنه ال يجوز أن نعيش في األوهام‪ ،‬نحن‬ ‫بحاجة‪ ،‬بعضنا لبعض‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى طلب املشرعون الروس من‬ ‫الرئيس ميدفيديف االعتراف باستقالل كل من‬ ‫أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا‪ ،‬بعدما صوت أعضاء‬ ‫البرملان على قرار يتضمن االعتراف باستقالل‬ ‫اإلقليميني كدولتني مستقلتني‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة انترفاكس الروسية الرسمية‬ ‫عن رئيس أوسيتيا اجلنوبية‪ ،‬إدوارد كوكيتي‪ ،‬قوله‪:‬‬ ‫“نحن لدينا أرضية قانونية ‪ -‬سياسية أكثر من‬ ‫كوسوفو لالعتراف باستقاللنا‪ ،‬وعندما أقول‬ ‫نحن‪ ،‬أعني بذلك أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا”‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬أعلن الرئيس الروسي‬ ‫أنه وقع على مرسوم تعترف فيه بالده باستقالل‬ ‫إقليمي أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا‪ ،‬وسيقدم‬ ‫الدعم الالزم لكل منهما في حال تعرضهما “ألي‬ ‫اعتداء”‪ ،‬وأضاف أن بالده ستساهم في ضمان أمن‬ ‫هاتني الدولتني وأن االعتراف باستقاللهما هو رد‬ ‫على هؤالء الذين اتهموا روسيا بالتخطيط لضم‬ ‫هاتني املنطقتني إليها‪.‬‬ ‫وفي خطاب تلفزيوني قال ميدفيديف إن اخلطة‬ ‫تأتي متوافقة مع القوانني الدولية األساسية‪،‬‬ ‫وتظهر دعم روسيا للتعبير عن اإلرادة احلرة‬ ‫لشعب أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا‪.‬‬ ‫ونقلت صحيفة كومير سانت الروسية عن‬ ‫مصدر رفيع في وزارة اخلارجية الروسية أن دوال ً‬ ‫أخرى قد تنضم إلى روسيا في االعتراف باستقالل‬ ‫أوسيتيا اجلنوبية وأبخازيا‪.‬‬ ‫وعددت الصحيفة‪ ،‬حسب املصدر املسؤول‪،‬‬ ‫الدول وهي روسيا البيضاء وسوريا ونيكاراغوا‬ ‫وفنزويال وبوليفيا واملغرب وكوبا‪.‬وأما شركاء روسيا‬ ‫في منظمة معاهدة األمن اجلماعي كأرمينيا‬ ‫وكازاخستان وقرغيزستان وطاجاكستان‬ ‫وأوزبكستان فهي لم حتسم مواقفها بعد‪.‬‬

‫القوقاز مفتاح لفك األلغاز‬ ‫تعود أسباب النزاع في القوقاز إلى أنه بعد‬

‫الدبابات الروسيةفي أوسيتيا‪ :‬ممنوع اختراق األمن القومي‬

‫استقالل جورجيا في العام ‪ 1991‬استطاعت‬ ‫هذه الدولة بناء ذاتها وبدأت تتشبه ببقية‬ ‫دول العالم‪ ،‬لكن بناء هذه الدولة كان له‬ ‫ثمن كبير وهو هيمنة تامة على األوسيتني‬ ‫واألبخاز الذين مي ّثلون جزءا ً مهما ً من هذه‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫وبني عامي ‪ 1991‬ـ ‪ 1992‬حاولت أوسيتيا‬ ‫اجلنوبية االنفصال فوقعت احلرب التي أدت إلى‬ ‫سقوط اآلالف من الضحايا‪ ،‬علما ً بأن القوات‬ ‫األوسيتية استطاعت إحلاق الهزمية باجليش‬ ‫اجلورجي‪ ،‬مما دفع بسكان أوسيتيا البالغ عددهم‬ ‫‪ 70‬ألف نسمة إلى أن يجروا استفتا ًء شعبيا ً‬ ‫يعلنون فيه عن استقاللهم والتحاقهم بأوسيتيا‬ ‫الشمالية التي مت ّثل جزءا ً من روسيا االحتادية‪.‬‬ ‫وعلى الفور تأ ّلفت قوة تدخّ ل مؤلفة من الروس‬ ‫واجلورجيني واألوسيتيني ونشرت على امتداد‬ ‫احلدود من أجل احلفاظ على الوضع القائم‪ .‬وغالبا ً‬ ‫ما كانت تقع حوادث كان أهمها ما حصل في ‪18‬‬ ‫آب املاضي‪.‬‬ ‫أما بالنسبة ألبخازيا فحالتها شبيهة بحالة‬ ‫أوسيتيا‪ ،‬فقد قامت هذه املقاطعة مطلع‬ ‫التسعينيات بحرب لطرد القوات اجلورجية‬ ‫وفشلت‪ ،‬ومت تهجير ‪ 250‬ألفا ً من األبخاز‪ ،‬ومنذ ذلك‬ ‫احلني بدأت أبخازيا تعيش كأنها دولة مستقلة‪،‬‬ ‫لكن مع وقوع صدامات مع القوات اجلورجية بني‬ ‫احلني واآلخر‪.‬‬ ‫وهنا نرى أن احلرب التي اندلعت هي مسألة‬ ‫سيادية وقومية‪ ،‬تخلط الشعب باألرض ولكن‬ ‫أيضا ً رائحة النفط والغاز تفوح منها بصورة‬ ‫قوية‪.‬‬ ‫من الواضح أن الصراع احلالي يرتبط مبوارد‬

‫بحر قزوين من النفط والغاز‪ ،‬وأن القوى العظمى‬ ‫الكبرى تخوض معركة من أجل وضع اليد على‬ ‫اآلبار النفطية والغازية في جمهوريات االحتاد‬ ‫السوفياتي السابق‪.‬‬ ‫وروسيا التي متكنت من استعادة عافيتها‬ ‫املالية في عهد الرئيس السابق فالدميير بوتني‪،‬‬ ‫بوصفها املنتج العاملي األول للغاز والثاني للنفط‪،‬‬ ‫بدأت تأخذ مبادرات استراتيجية‪.‬‬ ‫وصعدت قوة الرئيس بوتني عندما و ّقع اتفاق‬ ‫شراكة مع االحتاد األوروبي لتزويد أوروبا بالغاز‬ ‫املستورد من بحر قزوين‪ ،‬فالروس يريدون أن‬ ‫يستمروا في السيطرة على تصدير الطاقة من‬ ‫سائر أقطار االحتاد السوفياتي السابقة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن احلركة الروسية تشير إلى أن جهود‬ ‫أوروبا لزيادة مصادرها من الطاقة قد فشلت‪،‬‬ ‫فروسيا التي تصدر ‪ %40‬من الغاز إلى أوروبا‪ ،‬من‬ ‫بعد هذه احلرب قد تصبح مصدرا ً ملا يزيد على‬ ‫‪.%60‬‬ ‫رمبا كانت هذه املعركة هي أشبه مبعركة‬ ‫روسية أميركية للنزاع على املصالح في‬ ‫املنطقة األوروبية‪ ،‬خصوصا ً أن واشنطن أعربت‬ ‫في أكثر من مناسبة عن عزمها على الهيمنة‬ ‫على أوروبا من خالل الدرع الصاروخية‪ ،‬وأن روسيا‬ ‫هي العائق الوحيد‪ ،‬خصوصا ً في ما يتعلق‬ ‫بالدرع الصاروخية من جهة‪ ،‬أو دعم روسيا إيران‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أو رفض روسيا السابق واحلالي‬ ‫للسياسة ومنهج احلرب األميركية في العراق‬ ‫من جهة ثالثة‪.‬‬ ‫الدب الروسي استفاق من‬ ‫من الواضح أن ّ‬ ‫جليده ويستعد حلرب باردة جديدة‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪95‬‬


‫منبر ثقافي‪ /‬كتاب‬ ‫قراءة في كتاب‪ :‬فلسطين قضية حياتي للعقيد أبو موسى‪ ،‬أمين سر حركة فتح االنتفاضة‬

‫تأريخ في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة‬

‫يحتوي الكتاب على ‪ 485‬صفحة‪ ،‬وفي ثمانية عشر فصالً‪ ،‬مزودة باخلرائط‬ ‫والصور الوثائقية والبيانات احلركية‪ ،‬التي تختصر جتربة ستني عاما ً من‬ ‫الكفاح في سبيل التحرير والعودة‪.‬‬ ‫واإلهداء‪ :‬إلى الشعب العربي الفلسطيني اجملاهد البطل‪ ،‬وإلى انتفاضة‬ ‫األقصى املباركة‪ ،‬وإلى أطفال احلجارة البواسل‪ ،‬وإلى أرواح الشهداء‬ ‫الفلسطينيني والعرب‪ ،‬الذين قدموا دماءهم الطاهرة من أجل حترير فلسطني‬ ‫احلبيبة‪ ،‬وحترير اجلوالن الغالي واستعادة سيناء العزيزة وحترير اجلنوب اللبناني‬ ‫احلبيب‪ ،‬وإلى كل املقاومني للمشروع االمبريالي ـ الصهيوني في وطننا‬ ‫العربي‪ ،‬وإلى كل األحرار والشرفاء في عاملنا الرافضني للظلم والعدوان‪.‬‬ ‫يُع ّرف املؤلف كتابه‪ ،‬ويحدد الهدف من تأليفه‪“ :‬بأنه استجابة لتمنيات‬ ‫رفاقي وإخواني وأصدقائي وضرورة الكتابة عن جتربتي النضالية‪ ،‬ووجدت‬ ‫نفسي مدفوعا ً بنداء الواجب الوطني والقومي‪ ،‬ولتدوين وقائع وأحداث كي‬ ‫ال يطويها النسيان مع األيام‪ ،‬وليكون هذا العمل كتابا ً مفتوحا ً لتجربة”‪.‬‬ ‫ويقول‪“ :‬لقد قسمت هذا العمل إلى أربع مراحل هي‪:‬‬ ‫ـ املرحلة األولى ومتتد منذ والدتي وحتى عام ‪ 1948‬عام اغتصاب‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫ـ املرحلة الثانية ومتتد من عام ‪ 1948‬وحتى عام ‪ 1967‬عام هزمية حزيران‪.‬‬ ‫ـ املرحلة الثالثة ومتتد من عام ‪ 1967‬وحتى ‪ 1982‬حيث الغزو الصهيوني‬ ‫للبنان وخروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت‪.‬‬ ‫ـ املرحلة الرابعة ومتتد من عام ‪ 1983‬حيث انتفاضة حركة فتح واألسباب‬ ‫املوجبة لها‪.‬‬ ‫وأهمية هذا الكتاب أنه يد ّون مرحلة هامة من تاريخ الثورة الفلسطينية‬ ‫املعاصرة‪ ،‬واملشروع االمبريالي والصهيوني في ذروة هجومه على منطقتنا‬ ‫العربية‪ ،‬ويرصد كل املواقف املعلنة وغير املعلنة‪ ،‬فهو مبثابة دليل لقراءة‬ ‫معمقة‪ ،‬وما بني السطور الكثير من الدروس والعبر‪ ،‬وخاصة أن كاتبه غني‬ ‫عن التعريف وساحات الصراع تشهد ثبات املوقف ووضوح الرؤية‪ ،‬والتاريخ‬ ‫يروي بصدق ألنه يركز على احلقائق‪ ،‬وتاريخنا في الثورة الفلسطينية شهم‬ ‫وعظيم ألنه معطر بدماء الشهداء واجلرحى‪ ،‬ويسرد أخبار أيامه وميوج‬ ‫بالعطاء ويجهر بالكثير لنتعظ ونتعلم‪ ،‬ولو كان الذي أحدثكم عنه فيه‬ ‫شهادة من رواية فقط لعذبني الشك‪ ،‬فأنا وأنتم جميعا ً تعرفون الرجل‪،‬‬ ‫املناضل الكبير العقيد سعيد موسى (أبو موسى)‪ ،‬فهو الفدائي األول واألخ‬ ‫واألب والقائد واملعلم الذي يؤكد دائما ً أن الصهيونية حتمل بذور فنائها‬ ‫بداخلها‪ ،‬واملقاومة هي العامل األساسي في حتقيق النصر واستعادة احلقوق‪،‬‬ ‫وإذا كان للباطل جولة فإن للحق جوالت‪.‬‬ ‫وجاءت األحداث وأثبتت صدق التوجه وصواب الرؤية‪ ،‬فاملفاوضات هي‬ ‫إضاعة للوقت‪ ،‬وهي عامل االنقسام في الساحة الفلسطينية والعربية‪.‬‬ ‫وفي حديثه عن الطفولة والفتوة والشباب فهو كغيره من أبناء جيله‬ ‫الذين جعلوا فلسطني قضية حياتهم‪ ،‬وهم ما زالوا على العهد رغم كل ما‬ ‫حصل‪ ،‬فالصعاب هي مصنع الرجال يقول‪:‬‬ ‫“إن ذكريات طفولتي‪ ،‬كغيري من أبناء جيلي ومن أجيال شعبنا‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬مزدحمة ومليئة باملتناقضات‪ ،‬وهذا نابع مما كانت تعانيه‬ ‫فلسطني بالدنا وأهلها العرب بسبب وحشية االستعمار البريطاني وقسوته‬ ‫في معاملة جماهير شعبنا”‪.‬‬ ‫ويقول‪”:‬إني لن أنسى ما حييت منظر تلك الدماء التي لطخت رأس جدي‪،‬‬ ‫بعد ضربة وحشية تلقاها من اجلنود اإلنكليز اجملرمني‪ ،‬ال لذنب اقترفه أو‬ ‫جناه سوى أنه عربي فلسطيني متّهم بامتالك بندقية يستخدمها ضد‬ ‫العصابات الصهيونية‪ ،‬أو أنه ينتمي للثورة أو يتعاطف مع الثوار ويقدم لهم‬

‫‪96‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يد العون واملساعدة”‪.‬‬ ‫املشاركة في املعارك ضد الصهاينة منذ عام ‪.1948‬‬ ‫“بعد مشاركتي في معركتي الدهيشة والقسطل والشيخ جراح‪ ،‬ازدادت‬ ‫ثقتي بنفسي وشعوري وإحساسي باملسؤولية الوطنية في الصراع مع‬ ‫العصابات الصهيونية في الدفاع عن عروبة فلسطني‪ ،‬وأخذت أشعر بأني‬ ‫أكبر من عمري الفعلي ومن ثم مشاركتي مع اجملاهدين وقوات اجلهاد املقدس‬ ‫الفلسطيني في الدفاع عن مدينة القدس”‪.‬‬ ‫وعن معركة الكرامة في ‪ 1968/3/21‬يقول العقيد أبو موسى‪:‬‬ ‫كان ملعركة الكرامة نتائج هامة‪ ،‬وتكبد العدو خسائر في دباباته وطائراته‪،‬‬ ‫وقتلى الصهاينة يقدرون بـ (‪ 200‬قتيل) وعدد كبير من اجلرحى‪..‬‬ ‫وعلى املستوى العربي والرسمي والشعبي‪ ،‬فإن نتائج معركة الكرامة‬ ‫ومردودها هام جداً‪ ،‬فوجود عمل فدائي قوي وفاعل ضرورة ملحة‪ ،‬ضمن‬ ‫الواقع الذي كانت متر به معظم األنظمة العربية في تلك املرحلة‪ .‬وبعد‬ ‫نكسة حزيران ‪1967‬‬ ‫وعلى مستوى العمل الفدائي‪ ،‬أكدت نتائج املعركة على صوابية القرار الذي‬ ‫اتخذته قيادة حركة فتح بالصمود والتصدي للعدو الصهيوني ومواجهته‪،‬‬ ‫واعتبرت نتائج املعركة مبثابة انطالقة جديدة للثورة الفلسطينية‪.‬‬ ‫وعن حرب تشرين التحررية عام ‪ 1973‬قال‪:‬‬


‫بينما كانت حرب حزيران ‪ 1967‬بنتائجها أقسى ضربة توجهها القوى‬ ‫االمبريالية والصهيونية لألمة العربية‪ .‬فبعدها قال القائد اخلالد جمال عبد‬ ‫الناصر “ما أخذ بالقوة ال يسترد بغير القوة‪ ،‬وإن العرب خسروا معركة ولم‬ ‫يخسروا احلرب‪ ،‬وإننا سنقاتل السترداد أرضنا حتى لو دفعنا فوق كل شبر‬ ‫شهيد”‪ ،‬وبدأ يعد للمعركة القادمة ضد الصهاينة‬ ‫وفي سوريا‪ ،‬فإن القائد اخلالد الرئيس حافظ األسد‪ ،‬قد أعطى كل وقته‬ ‫وجهده‪ ،‬وخاصة بعد قيام احلركة التصحيحية‪ ،‬لصالبة اجلبهة الداخلية‬ ‫ومتاسكها في سورية‪ ،‬وكرس‬ ‫كل االهتمام إلعادة بناء القوات‬ ‫املسلحة وحتديثها وتطويرها أعداداً‪،‬‬ ‫تدريبا ً وتسليحا ً من أجل املعركة‬ ‫القادمة ال محالة‪.‬‬ ‫وكانت من أفضل احلروب التي‬ ‫خاضتها اجليوش العربية‪ ،‬واحلرب‬ ‫األولى التي يأخذ فيها العرب زمام‬ ‫املبادرة‪.‬‬ ‫وعلى اجلبهة املصرية جنحت‬ ‫القوات املسلحة في الساعات‬ ‫األولى للحرب من اجتياز قناة‬ ‫السويس وتدمير خط بارليف‪.‬‬ ‫وكذلك احلال على اجلبهة‬ ‫السورية‪ ،‬إذ متكن نسور اجلو‬ ‫السوريون األبطال من دك مواقع‬ ‫اجليش الصهيوني وتدميرها ومراكز‬ ‫قياداته واتصاالته مع بدء املعركة‪،‬‬ ‫ومتكنت املدرعات السورية من‬ ‫اقتحام خط (الون) وتدميره بكامل‬ ‫حتصيناته وحواجزه املعقدة‪ ،‬ووصلت‬ ‫القوات السورية إلى شواطئ بحيرة‬ ‫طبرية‪.‬‬ ‫وقامت الثورة الفلسطينية‬ ‫على اجلبهة الثالثة كما أسماها‬ ‫رئيس أركان العدو (ديفيد اليعازار)‪،‬‬ ‫حيث شاركت قوات اليرموك‬ ‫التابعة حلركة فتح إبان حرب‬ ‫تشرين على اجلبهة املصرية في‬ ‫منطقة السويس‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫لواء عني جالوت من جيش التحرير‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وأُدخل العديد من‬ ‫الدوريات من الكتيبة األولى لقوات‬ ‫اليرموك إلى املناطق اجلنوبية من مرتفعات اجلوالن وإلى األغوار الشمالية‪.‬‬ ‫الغزو الصهيوني للبنان واجتياحه في ‪1982/6/4‬‬ ‫استغلت إسرائيل محاولة اغتيال السفير اإلسرائيلي في لندن في العام‬ ‫‪ 1982‬الجتياح لبنان في عملية عسكرية أطلقت عليها سالمة اجلليل‪،‬‬ ‫وكان هدفها تدمير البنية التحتية ملنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬وإضعاف‬ ‫هيبتها للسماح ببروز قيادة فلسطينية بديلة لتفاوض إسرائيل‪ ،‬وصوال ً‬ ‫إلى متهيد الطريق أمام التسوية السياسية للصراع العربي الصهيوني‪،‬‬ ‫وقد حاصرت القوات اإلسرائيلية بيروت وقصفتها من البر والبحر واجلو‬ ‫ملدة ثمانني يوماً‪ ،‬مستخدمة األسلحة احملرمة دوليا ً ومستهدفة املناطق‬ ‫السكنية واملنشآت املدنية‪.‬‬ ‫وأثبتت تلك احلرب أن باإلمكان هزمية العدو في حرب شعبية طويلة األمد‪،‬‬ ‫كما أثبتت أن الكيان الصهيوني يتماسك ويقوى عند ضعف العرب‪ ،‬أما‬ ‫عند مواجهته بالقوة وعند إيقاع اخلسائر به فإنه يتضعضع وينقسم على‬ ‫ذاته‪.‬‬

‫لكن حصيلة احلرب فلسطينيا ً كانت ابتعاد منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية عن شعبها في لبنان‪ ،‬األمر الذي أبقاه عرضة لالعتداءات من‬ ‫قبل بعض القوى التي تدعمها إسرائيل‪ ،‬وتغير ميزان القوى الذي كان يردع‬ ‫قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عن التعاطي مع مبادرات التسوية‬ ‫السياسية في املنطقة‪،‬‬ ‫وتعاطت بإيجابية مع مشروع الرئيس األميركي ريغان إثر اخلروج‬ ‫الفلسطيني من بيروت‪ ،‬ومع مشروع األمير فهد (آنذاك) وهما مشروعان‬ ‫هدفا الى تسوية الصراع العربي‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وصار مجال العمل‬ ‫األساسي ما يعرف بالدبلوماسية‬ ‫التي تستند إلى املناورات ال إلى‬ ‫القوة واختطت القيادة مسارا ً أدى‬ ‫في النهاية إلى الدخول في تسوية‬ ‫غير متكافئة‪.‬‬ ‫يقول العقيد أبو موسى‪ ،‬إن‬ ‫االتصال مبنظمات صهيونية‬ ‫حتت اسم االتصال بقوى السالم‬ ‫والدميوقراطية في إسرائيل أمر‬ ‫ينسف واحدا ً من أهم مبادئنا‬ ‫وهو املبدأ السابع الذي يقول‬ ‫إن “الصهيونية حركة عنصرية‬ ‫استعمارية عدوانية في الفكر‬ ‫واألهداف والتنظيم واألسلوب‪،‬‬ ‫ويضرب مصداقيتنا أمام أصدقائنا‬ ‫في العالم الذين انتصروا لنا”‪.‬‬ ‫وإن مفهوم املرونة في نظري‬ ‫يكون في استعمال تكتيكات‬ ‫تتعامل بوعي مع الوقائع‬ ‫والظروف املستجدة بهدف التغيير‬ ‫فيها‪ ،‬وبانسجام مع ما تفرضه‬ ‫استراتيجية النضال وما نلتزمه‬ ‫من منهج ثوري‪.‬‬ ‫إن االنخراط في الدوامة وليس‬ ‫اعتراضا ً عليها‪ ،‬وتكتيكات ال عالقة‬ ‫لها باالستراتيجية‪ ،‬يحول األعداء‬ ‫إلى أصدقاء ووسطاء وتصفية‬ ‫قضيتنا وخلق منطقة إجماع‬ ‫استراتيجي في الشرق األوسط‬ ‫كما تريده الواليات املتحدة‪ ،‬وما‬ ‫جرى دمر الوحدة الداخلية‪.‬‬ ‫أنا أفهم الواقعية الثورية بأنها تقترب من الواقع الفاسد إلحداث التغيير‬ ‫فيه‪ ،‬أما الواقعية التي ترى أن السياسة هي فن املمكن فإنها تنخرط في‬ ‫الواقع الفاسد واالمتزاج فيه‪.‬‬ ‫في اخلتام ال ّبد من القول إن القراءة في كتاب معمد بالتضحيات‬ ‫واملواقف الوطنية والقومية هو جدير باالهتمام الكبير‪ ،‬ألنه يرصد مرحلة‬ ‫بالغة األهمية من تاريخ ثورتنا الفلسطينية‪ ،‬وألن تداعيات األحداث ما زالت‬ ‫متواصلة‪ ،‬ولعل في القراءة والتحليل نتوصل إلى استخالصات مفيدة‬ ‫ملصلحة القضية الوطنية‪ ،‬واألهم هو في التعرف على عوامل اخللل والعمل‬ ‫على إصالحها‪ ،‬اجلميع في مركب واحد‪ ،‬والعدو الصهيوني يترصد اجلميع‪،‬‬ ‫ونحن أصحاب مشروع أثبتت األحداث صحة مواقفنا ومتسكنا بثوابتنا‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬والتاريخ يؤكد أنه ما ضاع حق وراءه مطالب‪.‬‬

‫مراجعة محمود صالح‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪97‬‬


‫منبر مناطق‬

‫في الذكرى الـ‪ 25‬لتهجير الجبل‪ ،‬هل ُتق َرع أجراس العودة اآلن؟‬

‫المنسق العام المحامي جورج أبي سعد لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬ ‫أصبح طموحنا أن تساوينا الحكومة المهملة بمهجري نهر البارد‬ ‫‪25‬عاماً وأهالي اجلبل ينتظرون‪25 ،‬‬ ‫عاماً وثمة قرى في الشوف وعاليه واملنت‬ ‫األعلى لم تكتمل العودة إليها‪ ،‬وذلك يعود‬ ‫إلى نواقص عديدة وثغر كبيرة جعلت عودة‬ ‫املهجرين مطلباً مزمناً لم متنحه السنون‬ ‫وال إجنازات الوزراء املتعاقبني بوعودهم‬ ‫الذهبية البراقة التي تبهر املسؤولني‬ ‫فتعميهم وتشل حركتهم وتقعدهم‬ ‫فيتناسون واقع املهجرين املرير بعيداً عن‬ ‫قراهم التي نشأوا وترعرعوا فيها في كنف‬ ‫أهلهم وأقاربهم‪ ،‬مقدمني ذرائع جمة ال‬ ‫يتقبلها العقل وال يستسيغها السمع‬ ‫تتعلق بعدم توافر األموال الالزمة إلجناز هذا‬ ‫امللف بالرغم من أن العديد من املؤمترات‬ ‫والقمم العربية قد عقدت لدراسة اجلوانب‬ ‫كلها لتأمني مبالغ دفع مستحقات‬ ‫املهجرين بشكل عام ومهجري اجلبل‬ ‫بشكل خاص الذين أصبحوا وملفهم طي النسيان النشغال املسؤولني‬ ‫بأمور أكثر أهمية تتعلق بتحقيق االستقرار األمني والسياسي والوحدة‬ ‫الوطنية التي لم يفهموا معناها الكلي حتى اليوم‪.‬‬ ‫وصحيح أن البلد غارق في دوامة أزمة مفتوحة داخلياً وخارجياً‪،‬‬ ‫لكن األصح أيضاً أن ثمة ملفات إنسانية مفتوحة منذ ما يزيد على‬ ‫ربع قرن وال حتتمل اإلهمال أكثر‪ ،‬ومن بني هذه امللفات التي تشغل اليوم‬ ‫احليز األكبر على لسان بعض املسؤولني السياسيني‪ ،‬هو حق عودة‬ ‫املهجرين‪ ،‬فلسطينيني كانوا أم لبنانيني‪ ،‬إذ إن هذا احلق ال يزال معلقاً‬ ‫حتى عند الذين عادوا‪ ،‬إذ ال تزال الدولة غائبة عنهم وهم يلملمون‬ ‫«أشالء» قهرهم ودفعهم دائماً ثمن أخطاء الكبار من أهل السياسة‬ ‫لتحقيق أهدافهم وأهداف مشاريع الدول الكبرى في السيطرة على‬ ‫املنطقة العربية حتت شعار محاربة اإلرهاب‪ ،‬والذي شهدناه أخيراً في‬ ‫أحداث نهر البارد ‪ 2007‬وفي محاولة القضاء على املقاومة وسالحها‬ ‫التي اعترضتها كل قوى املعارضة ووقفت سداً منيعاً جتاهها‬ ‫إلفشال املشروع الصهيو‪ -‬أميركي الذي تديره دمى املشروع املتحركة‬ ‫التي جتسدت في قوى األكثرية‪ ،‬وباألخص بشخص رئيس مجلس‬ ‫الوزراء املكلف فؤاد السنيورة الذي ترأس كعادته مؤمترات التسول‬ ‫بصفتكم من املهتمني مباشرة بقضية‬ ‫مهجري اجلبل هل احلكومة السابقة أنصفت‬ ‫مهجري اجلبل؟‬ ‫لإلجابة عن هذا السؤال ال بد من أن نستعرض ولو‬ ‫بشكل موجز تصرف احلكومة السابقة حيال قضية‬ ‫املهجرين‪.‬‬ ‫ميكننا أن نقول وبكل راحة ضمير إن احلكومة‬ ‫السابقة كانت من أكثر احلكومات سلبية جتاه‬

‫‪98‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫واالستعطاء خلدمة ملف املهجرين‬ ‫ّ‬ ‫املبطن‬ ‫وحله‪ ،‬بحسب زعمه‪،‬‬ ‫بالدهاء‪ ،‬إلرضاء املشروع األميركي‬ ‫الذي بدوره أصبح أداة خلدمة املشروع‬ ‫الصهيوني في املنطقة املترامي‬ ‫األبعاد واملتعلق مبوضوع التوطني‪،‬‬ ‫وكان آخرها مؤمتر الدول املانحة‬ ‫في فيينا في الثالث والعشرين من‬ ‫شهر حزيران املنصرم لتأمني أموال‬ ‫إعمار نهر البارد‪ ،‬ما ترك الكثير من‬ ‫التساؤالت وعالمات االستفهام‬ ‫عما إذا كانت احلكومة السابقة قد‬ ‫أنصفت مهجري اجلبل؟‬ ‫ماذا يحمل الرئيس السنيورة‬ ‫في جعبة حكومته اجلديدة حلل‬ ‫قضية املهجرين؟‬ ‫هل هذه احلكومة اجلديدة‬ ‫ستنصف هذه القضية أم ستتبع سياسة املماطلة كالسابق؟ هل‬ ‫سيتم تعديل قيمة التعويضات؟‬ ‫كيف يكون احلل بنظر املهجرين أنفسهم‪ ،‬ألن ربع قرن يكفي‬ ‫إهماالً كان البد من صرخة من نوع آخر‪ ،‬هي صرخة مشتركة من‬ ‫رؤساء بلديات ومخاتير الشوف وعاليه واملنت األعلى‪.‬‬ ‫ولعل اختيار السادس من أيلول عند هؤالء إلطالق صرختهم‬ ‫وإيصالها بعيداً الى آذان الزعماء والساسة عبر حملة بوشرت‬ ‫بلوحات إعالنية وإعالمية نشرت في مختلف املناطق لتؤكد للبنانيني‬ ‫أن حقوق املهجرين منقوصة واختتمت بقداس في بحمدون على نية‬ ‫الشهداء واملهجرين لم يكن وليد الصدفة‪ ،‬بل هو تاريخ رمزي بدالالته‬ ‫«التهجيرية»‪ ،‬إذ يعود بذاكرتنا الى ‪ 6‬أيلول ‪ ،1983‬ذاك العام املطبوع‬ ‫بحوادث اجلبل‪ ،‬حني ُهجِّ ر أهله من أكثر من ‪ 70‬بلدة‪ ،‬محوالً اجلبل الى‬ ‫منطقة منكوبة‪.‬‬ ‫وعن تلك احلملة‪ ،‬وما توصل إليه ملف املهجرين التقت مجلة‬ ‫منبر التوحيد املنسق العام لرؤساء بلديات ومخاتير القرى املهجرة‬ ‫واملتضررة في الشوف وعاليه واملنت األعلى احملامي جورج أبي سعد‪،‬‬ ‫وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫قضية املهجرين‪ ،‬حيث تعاملت معها بشكل‬ ‫هامشي‪ ،‬معتمدة سياسة املفاضلة والتمييز‬ ‫والتهميش واإلهمال واملماطلة‪ ،‬قياسا ً على قضايا‬ ‫مماثلة عملت احلكومة على معاجلتها‪ .‬ولم نتردد ولو‬ ‫للحظة بالتعبير عن انزعاجنا من هذا األمر‪ ،‬وقد‬ ‫أعلنا عن ذلك في جميع وسائل اإلعالم‪ .‬وكنا ننتظر‬ ‫بفارغ الصبر رحيل هذه احلكومة وانتخاب رئيس‬ ‫جديد وتأليف حكومة جديدة‪ ،‬ألن عامل الوقت يؤثر‬

‫سلبا ً أكثر وأكثر على قضيتنا‪.‬‬ ‫لألسف كنا ننتظر من احلكومة السابقة الكثير‪،‬‬ ‫لكن لم تكن على مستوى طموحات املهجر الذي‬ ‫وجد نفسه يائسا ً محبطا ً أمام محطات عديدة‪،‬‬ ‫فمثالً عند انعقاد مؤمتر استوكهولم إثر حرب متوز‬ ‫‪ ،2006‬فإن جميع الهبات واملساعدات ح ّولتها‬ ‫احلكومة لفئة معينة‪ ،‬كما أنها قدمت املساعدات‬ ‫إلخواننا في اجلنوب والضاحية بسرعة قياسية‬


‫بعكس ما فعلت مع قضية اجلبل التي ال تزال تعاني‬ ‫منذ أكثر من ‪ 25‬سنة‪.‬‬ ‫هذه احلكومة تعاملت مبكيالني وبفئوية بني‬ ‫املهجرين‪ ،‬فقد حددت ملهجري متوز ‪ 2006‬مبلغ‬ ‫خمسني مليون ليرة إلعادة إعمار وحدة سكنية و‪30‬‬ ‫مليون ليرة للترميم‪ ،‬بينما لم حتدد سوى ‪ 30‬مليونا ً‬ ‫لوحدة إعادة اإلعمار ملهجري اجلبل و‪ 8‬ماليني للترميم‬ ‫رافضة تعديل هذه القيمة‪.‬‬ ‫وع ّوضت ملهجري متوز عن الشهداء واملؤسسات‬ ‫وأثاث املنازل والسيارات ولم تعوض على أي شيء‬ ‫ملهجري اجلبل‪.‬‬ ‫ثم جاء مؤمتر باريس فلم يُذكر فيه حرف واحد عن‬ ‫مهجري اجلبل‪ ،‬بينما أُدرجت قضية اجلنوب والضاحية‬ ‫في مشاريع في أكثر من خمس صفحات‪،‬‬ ‫كما أن هذه احلكومة وزّعت اموال املهجرين شماال ً‬ ‫وميينا ً في بيروت وطرابلس وعكار والشمال والبقاع‬ ‫على احملاسيب‪.‬‬ ‫كما أن الرئيس السنيورة وعدنا بالقيام بجولة‬ ‫على الدول العربية‪ ،‬لكنه بدال ً من أن يقوم بهذه‬ ‫اجلولة ملصلحة قضيتنا قام بها ملصلحة إخوتنا‬ ‫الفلسطينيني في مخيم نهر البارد‪.‬‬ ‫كما أن احلكومة وزعت املساعدات إلى مهجري‬ ‫نهر البارد ودفعت التعويضات ملهجري عني احللوة‬ ‫بسرعة قياسية‪ ،‬وعقدت املؤمترات والندوات وأطلقت‬ ‫اخملططات‪.‬‬ ‫إن رئيس احلكومة تعاطى مع قضيتنا بفئوية‬ ‫واضحة خارقا ً مبدأ املساواة املنصوص عنه في‬ ‫الدستور اللبناني‪ ،‬إن لناحية حتديد قيمة التعويض‬ ‫أو لناحية تخصيص املساعدات والهبات وإن لناحية‬ ‫االهتمام وتخصيص الوقت واجلهد‪ ،‬فال مير يوم واحد‬ ‫إال ونراه يعقد مؤمترا ً صحافيا ً أو يستقبل وفدا ً أو‬ ‫يعلن عن صدور شيكات أو يطلق مخططات أو يرأس‬ ‫اجتماعات ويؤ ّلف جلانا ً ملهجري البارد وعني احللوة‬ ‫واجلنوب والضاحية‪.‬‬ ‫ما هي األسباب التي أدت إلى فشل العودة حتى‬ ‫تاريخه؟‬ ‫هناك أسباب كثيرة حالت دون العودة وميكن‬ ‫حصرها في األمور التالية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬عامل الوقت الذي كان له األثر الكبير على‬ ‫فشل العودة‪ :‬فمن العام ‪ 1983‬تاريخ تهجير اجلبل‬ ‫حتى العام ‪ ،1991‬تاريخ احلرب األهلية‪ ،‬كان هناك‬ ‫استحالة قسرية في العودة‪ ،‬أما من العام ‪1991‬‬ ‫حتى العام ‪ 2008‬فلم يكن هناك أي مانع قصري وإمنا‬ ‫مانع من قبل الدولة نفسها التي لم تس َع كما يجب‬ ‫وبجدية إلعادة املهجرين وإلكمال عودتهم وإقفال‬ ‫ملفهم ودفع التعويضات لهم‪.‬‬ ‫عامل الوقت هذا تداركه إخواننا املهجرون من‬ ‫الضاحية واجلنوب وعني احللوة ونهر البارد‪ ،‬وكان‬ ‫تهجيرنا وبعدنا عن قرانا لربع قرن أمثولة لهم حيث‬ ‫دعتهم قياداتهم وعند وقف االعتداءات اإلسرائيلية‬ ‫واألعمال احلربية فورا ً إلى العودة الى قراهم حتى لو‬ ‫اضطرهم األمر الى اإلقامة في اخليم‪.‬‬ ‫كما أن الدولة قد حتركت بسرعة وأ ّمنت لهم‬ ‫احتياجاتهم ودفعت التعويضات لهم‪ ،‬وبالفعل‬ ‫عادوا وبنوا قراهم بسرعة قياسية ونحن ال نزال‬ ‫مهجرين في وطننا‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تعاطي الدولة مع ملف املهجرين بكل‬

‫إحدى قرى اجلبل املهجرة‬

‫خفة وعدم مسؤولية‪ .‬فمنذ عودة الدولة عام ‪1991‬‬ ‫الى الوطن‪ ،‬م ّر رئيسا جمهورية على لبنان وعدد‬ ‫كبير من رؤساء الوزراء وستة وزراء لوزارة املهجرين‬ ‫وجميعهم تعهدوا في خطاب القسم والبيانات‬ ‫والتصريحات الوزارية بجعل قضية املهجرين من‬ ‫أولويات أعمالهم‪ ،‬وقد ّ‬ ‫أكد ذلك وزير املهجرين‬ ‫السابق النائب الدكتور عبد اهلل فرحات في حديث‬ ‫تلفزيوني على شاشة الـ‪ NBN‬في برنامج امللف مع‬ ‫الصحافية كلود أبو ناضر هندي حيث ص ّرح أنه كلما‬ ‫كانت تطرح قضية املهجرين كأولوية على طاولة‬ ‫مجلس الوزراء كان يتم التعامل معها بشكل ثانوي‬ ‫وبالتأجيل واملماطلة‪ ،‬إضافة الى أمور كثيرة تظهر‬ ‫تعاطي الدولة مع هذه القضية بخفة تامة‪ ،‬وببطء‬ ‫شديد وال مجال هنا لذكرها نظرا ً لكثرتها‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أثر سلبا ً على العودة‪.‬‬ ‫كادر إزاء الوعود‪...‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬صرف مبالغ كبيرة على اسم املهجرين ولم‬ ‫يصلهم منها إالّ القليل حيث كانت تذهب لغير‬ ‫املهجرين وتُوزع على احملسوبيات وعلى مناطق غير‬ ‫مناطق اجلبل مثل بيروت واجلنوب والبقاع وعكار‬ ‫مجمع سكني فيها مع‬ ‫وطرابلس التي أنشئ‬ ‫ّ‬ ‫دور عبادة بلغ أكثر من ‪ 250‬مسكنا ً وكلها كانت‬ ‫مت ّول من صندوق املهجرين ومن األموال اخملصصة‬ ‫للمهجرين‪ ،‬وكان ذلك في عهد حكومة الرئيس‬ ‫الراحل احلريري‪ .‬كما إننا ال ننسى أنه كلما يتم حتويل‬ ‫مبلغ الى صندوق املهجرين كان يشترط لتحويله‬ ‫أن يتم حتويل مبلغا ً مماثالً جمللس اجلنوب وهذا االمر‬ ‫أثر سلبا ً على العودة وعلى تأمني التعويضات وعلى‬ ‫إنهاء ملف التهجير‪ .‬إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق‬ ‫بالتناقض احلاصل بني وزارة املهجرين من جهة‬ ‫وصندوق املهجرين من جهة ثانية واتباعهما سياسة‬ ‫التيئيس مع املهجر ووضع الشروط التعجيزية لدفع‬ ‫التعويضات له واملبالغ الزهيدة التي خصصتها‬ ‫إلعادة اإلعمار والترميم فيقع املهجر ضحية مطرقة‬ ‫الوزارة وسندان صندوق املهجرين وينعكس االمر‬ ‫على حقوقه وهذا ما حصل بالفعل إبن تولي الرئيس‬ ‫احلريري رئاسة الوزارة وتولي النائي جنبالط أو أحد‬ ‫املقربني منه وزارة املهجرين حيث نشب خالف وتباين‬ ‫بينهما فرفض عندها رئيس الصندوق دفع الطلبات‬ ‫التي متت املوافقة عليها من قبل وزير املهجرين كما‬

‫متّ توقيف دفع طلبات الفروع واملصاحلات التي التزال‬ ‫موقوفة حتى تاريخه وفي املقابل متّ حتويل األموال من‬ ‫صندوق املهجرين الى طرابلس حيث متّ بناء اجملمع‬ ‫السكني وفق ما ذكرنا أعاله‪.‬‬ ‫وحتى يومنا هذا هناك آالف الطلبات يتم املوافقة‬ ‫عليها من وزير املهجرين لكن رئيس الصندوق يرفض‬ ‫دفعها وأن وزير املهجرين نعمة طعمة في مدة توليه‬ ‫الوزارة وافق على ‪ 6000‬آالف طلب لم يدفع منها‬ ‫إالّ ‪ 2000‬وفق أقوال من املقربني من الوزير نفسه‪،‬‬ ‫فقسم من املهجرين قبض جميع الدفعات ولم‬ ‫تكفه إلكمال منزله وقسم آخر قبض الدفعة األولى‬ ‫من تعويضاته ولم يقم بأعمال البناء‪ .‬األمر الذي‬ ‫ساهم أيضا ً في إفشال العودة هو مساهمة الدولة‬ ‫في ذلك األمر من خالل عدم حتديدها التشريعات‬ ‫ومتديد القوانني التي ترعى إعادة اإلعمار‪ ،‬إضافة الى‬ ‫عدم اتباعها خطة إمنائية وبرنامج إلنشاء البنى‬ ‫التحتية في القرى العائدة ملواكبة العودة‪ :‬فكلنا‬ ‫يعلم أن هناك قانون رقمه ‪ 322‬وهو يسمح للمهجر‬ ‫في البناء ضمن عقار اليستوفي الشروط القانونية‬ ‫وهذا القانون في مرحلة معينة وبالتحديد في العام‬ ‫‪ 2004‬متّ توقيفه ومتنّع مجلس الوزراء من إرساله الى‬ ‫مجلس النواب لتمديد العمل به وهذا االمر أض ّر كثيرا ً‬ ‫فتم حرمانه من إعادة إعمار منزله وأحيانا ً‬ ‫باملهجر ّ‬ ‫تكبد رسوم ترخيص إلعمار منزله وأحيانا ً حرم من‬ ‫الترخيص ألن عقاره ال يستوفي الشروط القانونية‬ ‫وهذا العدد هو كبير ويبلغ حوالي ‪ ،%15‬علما ً أن هذا‬ ‫القانون حاليا ً منتهي الصالحية وهناك عدد كبير‬ ‫قبض الدفعة األولى وال يستطيع بدء إعادة اإلعمار‬ ‫لعدم وجود ترخيص وأنه قد يكون صرف هذا املبلغ‬ ‫في ظل الوضع االقتصادي وبالتالي حرم من العودة‬ ‫الى بلدته ونعطي مثالً ما حصل في الغابون وغيرها‬ ‫من القرى التي قبضت حديثا ً ولم يعد أهلها إليها‬ ‫ليس نتيجة للوضع االقتصادي وحسب بل أن الدولة‬ ‫لم تتبع ملواكبة العودة أية خطة امنائية وبرنامج‬ ‫إلنشاء البنى التحتية في القرى من حتسني وتأمني‬ ‫شبكة طرقات ومياه وكهرباء وهاتف ومستوصفات‬ ‫ومدارس وصرف صحي كما أنه لم يتم التعويض‬ ‫يتهجر العائد مرة‬ ‫عن املؤسسات وال دعمها حتى ال‬ ‫ّ‬ ‫ثانية بعد سنتني أو ثالث وهذا ما حصل ويحصل في‬ ‫القرى العائدة ونعطي مثالً عدد من القرى كخط‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪99‬‬


‫منبر مناطق‬ ‫مرج شرتون – دوير الرمان – بوزريده – سلفايا – جسر‬ ‫القاضي ال توجد فيها مواصالت وبالتالي ليس لها‬ ‫خطوط لألوتوبيسات بسبب عدم صالحية طرقاتها‬ ‫للمرور وفي ظل األزمة االقتصادية فإن عدد كبير‬ ‫من أهلها أصبح يصعد إليها مرة في األسبوع أو‬ ‫الشهر‪.‬‬ ‫كذلك االمر بالنسبة لقرية كليلية في الشحار‬ ‫الغربي والتي ستقبض طلباتها مع بلدة كفرمتى‪،‬‬ ‫فطريقها غير صاحلة على االطالق لنقل املواد األولية‬ ‫إليها‪ ،‬ورغم مراجعة األهالي منذ العام ‪ 1998‬لم‬ ‫حترك الدولة إلصالحها واليوم فإن أهلها سيقبضون‬ ‫وسيصرفون أموالهم ولن يكون باستطاعتهم إعمار‬ ‫منازلهم ألنهم ال يستطيعون إيصال املواد األولية‪،‬‬ ‫فتكون الدولة تساهم في تهجيرهم مرة جديدة‪،‬‬ ‫بينما نرى في اجلنوب والضاحية عكس هذا األمر إذ متّ‬ ‫إعادة بناء جميع البنى التحتية واملؤسسات‪.‬‬ ‫هذا إضافة الى عدم ارتياح البعض للجو‬ ‫السياسي ولالستقرار النفسي وللشعو بتغييب‬ ‫قرارهم‪ :‬فبعض املهجرين يربطون عودتهم بتصحيح‬ ‫بعض األمور وال يخفون عدم ارتياحهم للجو‬ ‫السياسي في اجلبل؛ فممثليهم بالبرملان ال رأي لهم‬ ‫أو ال يستطيعون التعبير عن رأيهم أو هم مغيبون‬ ‫أوغيبوا أنفسهم وموقعهم لضمان جناحهم في‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫وبغض النظر إذا كانوا كثر أم قلة‪ ،‬ولديهم احلق‬ ‫أم ال‪ ،‬وأخذوا هذه األمور ذريعة لعدم عودتهم أم ال‪،‬‬ ‫فإن هؤالء موجودون ومن اجلدير واملفيد التوقف عند‬ ‫هواجسهم وآرائهم ومناقشتها وأخذها بعن االعتبار‬ ‫من أجل ترسيخ العودة وإجناحها في املستقبل‪.‬‬ ‫واألرشيف القريب حني يتكلم يثبت الى حد كبير‬ ‫كيف تعاملت احلكومة برئاسة السيد فؤاد السنيورة‬ ‫مع قضية املهجرين‪ ،‬وخصوصا ً بعد املراحل التي م ّر‬ ‫بها الوطن في السنوات األخيرة من وعود ومؤمترات‬ ‫وغيره‪ ،‬قد يكون الرئيس السنيورة معذورا ً لهول‬ ‫الويالت التي عاشها لبنان‪ ،‬ورمبا ال‪ ،‬وهذا ما يجعله‬ ‫يتحكم باملفاعيل القانونية املترتبة على عودة‬ ‫املهجرين الى اجلبل‪ ،‬وبناء هامشية التقدير عطفا ً‬ ‫على معطيات عدة متشابكة‪ ،‬وهذا ما ستظهره‬ ‫نتيجة املفاضلة باألرقام بني الضاحية واجلبل ونهر‬ ‫البارد وعني احللوة‪.‬‬ ‫من هو املسؤول عن العودة ومن كان يجب أن‬ ‫يحققها ويصونها ويعيد احلقوق إلى أصحابها؟‬ ‫إن حتقيق العودة وتأمني جميع مستلزماتها‬ ‫هو من واجب الدولة بجميع أجهزتها التنفيذية‬ ‫والتشريعية والقضائية‪ ،‬فحق العودة هو مقدس‬ ‫حيث نصت الفقرة (ط) من مقدمة الدستور على أن‬ ‫أرض لبنان واحدة لكل اللبنانيني‪ ،‬فلكل لبناني احلق‬ ‫في اإلقامة على أي جزء منها‪ ،‬والتمتع به في ظل‬ ‫سيادة القانون‪ ،‬فكم باحلري لو كان تهجر منها‪ .‬فال‬ ‫فرز للشعب على أساس أي انتماء كان وال جتزئة وال‬ ‫تقسيم‪.‬‬ ‫كما أنه ال يجوز أن ينزع عن أحد ملكه وفق ما‬ ‫نصت عليه املادة ‪ 15‬من الدستور اللبناني ووفقا ً‬ ‫للفقرة (و) من مقدمة الدستور التي نصت أيضا ً أن‬ ‫النظام االقتصادي حر يكفل املبادرة الفردية وامللكية‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫فكل اللبنانيني سواء لدى القانون‪ ،‬أي هم‬

‫‪100‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫هناك قرى وبلدات عدة لم تشملها‬ ‫العودة‪،‬مثل كفرسلوان‪ ،‬حارة حريك‬ ‫واملريجة في بعبدا‪ ،‬وبريح الشوف‪ ،‬الى‬ ‫عدد ن البلدات في الشحار الغربي‬ ‫– عاليه‪ .‬واعتبر التقرير أن املشكلة‬ ‫الكبيرة في ملف املهجرين هي عدم‬ ‫إقامة العائدين في قراهم وبلداتهم‬ ‫نتيجة تردي األوضاع االقتصادية وغياب‬ ‫اخلطة اإلمنائية الشاملة لألرياف‪.‬‬ ‫ هناك ‪10‬آالف طلب إعادة إعمار‪،‬‬‫باستثناء الفروع والترميم املنجز التزال‬ ‫عالقة‪.‬‬ ‫ ‪ 110‬دار عبادة مسيحية ودرزية‬‫غيرمكتملة التعويضات‬ ‫ ‪ 1500‬شهيد من دون تعويضات‬‫ألهلهم‪.‬‬ ‫ هناك ‪ 150‬عقارا ً من أول بحمدون الى‬‫آخرها على طول الطريق العامة‪ ،‬تنتظر‬ ‫الترميم‪ ،‬وحتى اآلن ال جديد‪.‬‬ ‫ كفرمتى‪ :‬هناك ‪ 300‬شخص لم‬‫يقبضوا حتى اآلن الدفعة االولى إلعادة‬ ‫اإلعمار فيما أُق ِفل ملف اإلخالءات نهائيا ً‬ ‫قبل نحو شهرين‬ ‫ الدامور البلدة‪ :‬هناك ‪1200‬دومن ال‬‫ميكن الوصول إليها إالّ سيرا ً أو عبر املرور‬ ‫بحارة الناعمة وأول الدوحة‪ ،‬قبل الوصول‬ ‫إليها‪ ،‬واملفارقة أيضا ً أن في الدامور ‪250‬‬ ‫شهيدا ً وال تعويض ألهلهم‪.‬‬ ‫ بيصور‪ 150 :‬شهيدا ً ولم يحصل‬‫أهلهم على تعويض‬ ‫ املنت األعلى‪ :‬اليزال ‪ 1200‬طلب‬‫ترميم منجز عالقا ً حتى اآلن‪ ،‬ونسبة‬ ‫العودة قليلة واخمليف أن ال شباب وال نقل‬ ‫مشتركا ً وال جامعات‬

‫متساوون باحلقوق املدنية والسياسية والواجبات‬ ‫العامة (وفقا ً لنص املادة ‪ 7‬من الدستور)‪ ،‬ما يحتم‬ ‫على الدولة املساواة بني مهجري اجلبل وغيرهم من‬ ‫املهجرين في احلقوق‪ ،‬ورفع الغنب الالحق بهم‪ ،‬ال‬ ‫سيما لناحية تعديل التعويضات وتأمينها ألصحاب‬ ‫احلقوق ومواكبتها باإلمناء واملشاريع والبنى التحتية‪،‬‬ ‫كون اإلمناء املتوازن للمناطق ثقافيا ً واجتماعيا ً‬ ‫عد ركنا ً أساسيا ً من أركان وحدة الدولة‬ ‫واقتصاديا ً يُ ّ‬ ‫ً‬ ‫واستقرار النظام وفقا للفقرة (ز) من مقدمة‬ ‫الدستور اللبناني‪(.‬جدول املفاضلة باألرقام)‬ ‫ما هي بنظركم ونظر املهجرين الشروط‬ ‫والطريقة التي يقتضي اتباعها حلل هذه القضية‬ ‫ولوصولها إلى خواتيمها؟‬ ‫أيا ً يكن رئيس مجلس الوزراء وأيا ً يكن وزير‬ ‫املهجرين ال بد له من ولوج هذا الطريق ليصل‬ ‫بقضية املهجرين إلى بر األمان‪ .‬وهي ليست صعبة‬ ‫وليست شائكة‪ ،‬إذا صفت النوايا وحزمت احلكومة‬ ‫أمرها فال بد من‪:‬‬ ‫‪ -1‬إقرار مبدأ تعديل التعويضات وجعله ستني‬ ‫مليون ليرة بدال ً من ثالثني مليونا ً لوحدة إعادة اإلعمار‬ ‫وثالثني مليون ليرة لوحدة الترميم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ربط شرط الدفع بإعادة اإلعمار بحيث كل‬ ‫مهجر يقبض تعويضه وال يبني بيته يُسترجع املبلغ‬ ‫منه شرط أن تكون الدولة قد بدأت بالدفع على‬ ‫قاعدة الستني مليونا ً لكل وحدة إعادة إعمار‪.‬‬ ‫‪ -3‬إعادة القرى التي لم تعد بعد في الشوف‬ ‫وعاليه واملنت األعلى بأقصى سرعة ودفع التعويضات‬ ‫الالزمة ألصحابها‪.‬‬ ‫‪ -4‬إقفال ملفات جميع القرى على أن يُفتح‬ ‫ملف كل قرية مبفردها وال يُقفل حتى تنتهي جميع‬ ‫الطلبات‪ ،‬حيث تُدفع التعويضات ألصحاب الطلبات‬ ‫األساسية والفروع واعتماد معيار املصاحلات في‬ ‫القرى املو ّقع عليه سابقا ً في الوزارة متاشيا ً مع‬ ‫طلبات اإلخالء املقبوضة في القرى‪.‬‬ ‫ونعطي مثالً في بلدة رمحاال دفع ‪ 400‬طلب‬ ‫إخالء واتّفق أن يدفع عدد مماثل لها إلعادة اإلعمار من‬ ‫طلبات أساسية وفروع‪ ،‬لكن ذلك لم يحصل إذ دفع‬ ‫فقط جزء من الطلبات األساسية‪.‬‬ ‫ التعويض عن املؤسسات ودور العبادة والشهداء‬‫والسيارات وأثاث املنازل وفقا ً ملبدأ املساواة بني‬ ‫املواطنني‪.‬‬ ‫‪ -5‬توحيد القرار بني الصندوق ووزارة املهجرين‬ ‫أو إلغاء الصندوق تسهيالً إلجناز دفع تعويضات‬ ‫املهجرين وإمتامها‪.‬‬ ‫‪ -6‬اعتماد اآللية نفسها التي اتبعت مع مهجري‬ ‫حرب متوز‪ ،‬لناحية كيفية صرف التعويضات واملعيار‬ ‫الواجب اتباعه عمالً مببدأ املساواة بني املواطنني‪.‬‬ ‫‪ - 7‬إنشاء البنى التحتية في املناطق املهجرة‬ ‫ملواكبة العائدين من إصالح وتوسيع طرق ومد‬ ‫شبكات كهرباء وماء وهاتف ومجارير لألماكن‬ ‫وللقرى والبلدات التي لم تصلها بعد وإنشاء‬ ‫املدارس‪ ،‬ال سيما أن هناك مدارس كثيرة كانت قائمة‬ ‫قبل احلرب ولم يتم إنشاؤها وإحياؤها حتى تاريخه‪،‬‬ ‫وإقامة املستوصفات واملستشفيات في القرى‬ ‫العائدة لتمكني املهجر من الصمود في قريته‪.‬‬ ‫‪ -8‬إنشاء الهيئة الوطنية للمهجرين تكون‬ ‫من فعاليات املهجرين ملراقبة العودة ومتابعتها‬


‫ومواكبتها وعمل الوزارة والصندوق‪.‬‬ ‫‪ -9‬وضع تشريعات جديدة تواكب هذه األمور‪،‬‬ ‫إذا كان ذلك ضرورياً‪ ،‬خاصة لرصد ميزانية لتنفيذ‬ ‫هذه البنود ومتديد العمل بالقانون رقم ‪ 322‬تاريخ‬ ‫‪ 94/3/24‬الذي يسمح للمهجر بالبناء في عقار ال‬ ‫يستوفي الشروط القانونية وإعفائه من رسوم‬ ‫الترخيص‪.‬‬ ‫علما ً أن مبلغ ‪ 250‬مليون دوالر ال يكفي على‬ ‫اإلطالق‪ ،‬إذ نحن بحاجة إلى أكثر من مليار دوالر‬ ‫لتنفيذ البنود أعاله‪.‬‬ ‫كل من يعمل على حل القضية خارج هذا اإلطار‬ ‫فإنه سيكون مجرما ً بحق هذه القضية وبحق كل‬ ‫مهجر‪.‬‬ ‫كيف تنظرون إلى العهد اجلديد واحلكومة اجلديدة‬ ‫وعودة السنيورة على رأس الوزارة؟‬ ‫في هذا العهد اجلديد نتطلع بأمل كبير إلى رئيس‬ ‫اجلمهورية ملعاجلة قضية املهجرين‪ ،‬خاصة أنه ضمن‬ ‫خطاب القسم تعهد بحل قضية املهجرين‪ ،‬أما عن‬ ‫عودة الرئيس السنيورة كرئيس للحكومة فإننا نأمل‬ ‫أن يكون قد أتى بذهنية جديدة وبتوجه وبتفكير‬ ‫مغاير ملا سبق‪ ،‬وبنهج جديد جتاه قضية املهجرين‪،‬‬ ‫وإال فستكون في األمر كارثة إذا تابع سياسته‬ ‫السابقة ونهجه الفئوي‪ ،‬وعندها لن نسكت عن‬ ‫ذلك مهما تكن الصعوبات‪.‬‬ ‫والظاهر منذ تكليفه تأليف احلكومة اجلديدة‬ ‫فإنه ال يزال ميارس سياسته السابقة‪ ،‬رغم تعهده‬ ‫بحل قضية املهجرين في حديث له في القصر‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬والدليل على ذلك هو سعيه الدائم الذي‬ ‫لم يتوقف (ال قبل تكليفه وال بعده) حلل قضية نهر‬ ‫البارد وآخرها كانت اجتماعاته اليومية في السرايا‬ ‫واتصاالته متهيدا ً لعقد مؤمتر فيينا للدول املانحة‬ ‫إلعادة إعمار نهر البارد دون أن يكلف نفسه ويعقد‬ ‫ولو اجتماعا ً واحدا ً حلل قضية املهجرين‪ (.‬املفاضلة‬ ‫بني الضاحية واجلبل ونهر البارد وعني احللوة)‬ ‫فهذه الدراسة تشير الى أن التعامل مع ملف‬ ‫مهجري اجلبل كان شبه ثانوي في املراحل السالفة‪،‬‬ ‫اجلد‪ .‬فاحلكومات‬ ‫ولم تأخذه أي حكومة على محمل ّ‬ ‫املتتالية لم حتل قضية املهجرين بشكل نهائي‬ ‫حسبما يفترض‪ ،‬فحتى تاريخه ال تزال أكثر من‬ ‫ثماني قرى مهجرة لم يُدفع لها أي تعويض‪ ،‬وأكثر‬ ‫من ‪ %80‬من القرى الباقية لم تقفل ملفاتها بينما‬ ‫مهجرو حرب متوز وبالتالي مهجرو نهر البارد وعني‬ ‫الرمانة عادوا الى قراهم بعد وقف احلرب ودُفعت‬ ‫التعويضات لهم‪.‬‬ ‫وبعد هذا العرض لعينة متثل واقع العديد من‬ ‫البلدات‪ ،‬وقد تكون خطوات كثيرة حتققت في قرى‬ ‫اجلبل جتسدت هذه املرة بصرخة من بلديات اجلبل‬ ‫عبر أصوات مسيحية ودرزية تباينت سياسيا ً‬ ‫وتوحدت إنسانيا ً وراء مطالب ال تزال ملحة كتعديل‬ ‫التعويضات وعقد مؤمتر دولي على غرار مؤمتر فيينا‪.‬‬ ‫يعد ذلك مغاالة للمطالبة بحقوقهم بحق‬ ‫فهل ّ‬ ‫العودة واالستقرار في قراهم؟ وهل سيبقى ملف‬ ‫املهجرين مفتوحا ً الى أن يتك ّرم املسؤولون بتفقد‬ ‫اجلبل وقراه‪ ،‬ع ّلهم يتلمسون مرارة التهجير قبل‬ ‫اإلدالء بتصريحات قد تنشط على أبواب االنتخابات‬ ‫ثم تذهب في مهب الريح في ما بعد تلك املرحلة؟‬ ‫ّ‬

‫حاورته‪ :‬ليديا أبو درغم‬

‫المفاضلة بين الضاحية والجبل ونهر البارد وعين الحلوة‬ ‫‪ 1‬تشرين االول‬ ‫‪2007‬‬

‫مصالحة‬ ‫الشحار‬ ‫الغربي‬

‫‪ 3‬كانون الثاني‬ ‫‪2007‬‬

‫مؤتمر‬ ‫باريس ‪3‬‬

‫وعد المسؤولون في الدولة بتحويل ‪ 5.5‬مليار ليرة لبنانية‬ ‫لصندوق المهجرين وحتى اليوم لم يتم تحويل أي قرش ولم‬ ‫يتم الدفع ألي مهجر وال أي تعديل بالتعويضات‬ ‫لم تتضمن ورقة المؤتمر المؤلفة من ‪ 46‬صفحة أي إشارة‬ ‫الى مهجري الجبل بينما ورد في أكثر من ‪ 5‬صفحات منها‬ ‫عن برامج وتخصيص أموال لمهجري الجنوب والضاحية‬ ‫دفعت الدولة ألكثر من ‪ 1500‬طلب ترميم منجز لبيروت‬ ‫وأكثر من ‪ 500‬طلب لطرابلس وأكثر من ‪ 507‬طلبات‬

‫كانون الثاني‬ ‫وشباط ‪2007‬‬

‫لبلدة الوردانية ودفعت منها حتى تاريخ ‪،2007 2/20‬‬ ‫ً‬ ‫طلبا من األموال التي كان يجب أن تدفع لمهجري‬ ‫‪60‬‬ ‫الجبل وكانت كفيلة بإعادة أكثر من ‪ 3‬قرى‬

‫‪ 3‬آب ‪2007‬‬

‫الهيئة‬ ‫العليا‬ ‫لإلغاثة‬

‫‪2007/9/11‬‬

‫مؤتمر‬ ‫االكتتاب‬

‫دفع تعويضات تراوحت بين ‪ 120‬ألف ليرة و‪ 20‬مليون‬ ‫ليرة ألصحاب المنازل والمؤسسات المتضررة من أحداث‬ ‫تعمير عين الحلوة التي اندلعت مطلع حزيران ‪ 2007‬وهي‬ ‫تشمل أكثر من ‪ 1403‬متضررين‬ ‫الرئيس السنيورة افتتح مؤتمر االكتتاب إلعادة إعمار نهر‬ ‫البارد وإعالنه منطقة منكوبة‬ ‫ترأس السنيورة اجتماعاً مخصصاً لنهر البارد والنازحين‬

‫‪2007/10/2‬‬

‫من مخيم البداوي‬ ‫من خالل ‪ 11‬مشروعاً وال مشروع بينها يلحظ المهجرين‬

‫‪ 1‬شباط‬ ‫‪2008‬‬

‫البنك‬ ‫الدولي‬

‫وقراهم ويصرف للبنان ‪ 286.8‬مليون دوالر من أصل‬ ‫‪ 435.6‬مليوناً لمشاريع تشمل قطاعات التربية والبلديات‬ ‫والمياه والصرف الصحي والنقل الحضري والثقافة‬ ‫والطاقة والحماية االجتماعية‬

‫‪ 13‬شباط‬ ‫‪2008‬‬

‫أطلق السنيورة مخطط إعادة إعمار البارد وجواره‬

‫‪ 28‬شباط‬ ‫‪2008‬‬

‫مؤتمر‬ ‫ستوكهولم‬

‫‪ 23‬حزيران‬ ‫‪2008‬‬

‫مؤتمر‬ ‫فيينا للدول‬ ‫المانحة‬

‫ترأس وزير االقتصاد إقامة مشاريع لجنة مؤتمر ستوكهولم‬ ‫بينها مشاريع للجنوب وبعلبك وبيروت‬

‫ترأسه السنيورة إلعادة إعمار نهر البارد أ ّمن خالله‬ ‫‪ 122‬مليون دوالر من أصل ‪ 450‬مليوناً توقعها عباس‬ ‫زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪101‬‬


‫منبر البيئة‬

‫رئيس «حزب االخضر» سعيد عالمة لـ»منبر التوحيد»‪:‬‬

‫وزارة البيئة غائبة‪ ،‬والوسائل اإلعالمية‬ ‫ً‬ ‫كامال‬ ‫ال تقوم بواجبها‬

‫يعيث اإلنسان فساداً في موارد الطبيعة‬ ‫وثرواتها‪ .‬وعلى الرغم من كل التحذيرات‬ ‫والتوجيهات‪ ،‬يبقى بحاجة إلى من يرشده إلى‬ ‫كيفية االستفادة من ِن َعم اخلالق بدون إحداث‬ ‫أضرار تؤثر على احلياة اجملتمعية بأكملها‪.‬‬ ‫أل ّن موضوع البيئة يجتذب معظم اجلمعيات‬ ‫واحلركات التغييرية التي توليه أهمية كبيرة‬ ‫وتعمل على نشر الوعي لكيفية االهتمام به‪،‬‬ ‫وأل ّن اإلعالم يهتم بالشؤون احلياتية للفرد كلها‪،‬‬ ‫ال ب ّد له من إعطاء امللف البيئي ّ‬ ‫حقه والعمل على‬ ‫توعية الفرد وحثه للحفاظ على الثروات البيئية‬ ‫واملوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬إلى أي مدى يلعب اإلعالم دوراً في التوعية‬ ‫البيئية‪ ،‬وهل يعطي البيئة حقها من االهتمام‬ ‫واملتابعة؟‬

‫اإلعالم والبيئة‬ ‫ال بد من إيفاء اإلعالم بوجه العموم حقه ملا‬ ‫له من دور في االهتمام بالبيئة ومشكالتها‪ ،‬إال‬ ‫ً‬ ‫مخلفة الكثير من اآلثار‬ ‫أ ّن هذه املشكالت تتزايد‪،‬‬ ‫السلبية على اجملتمع وصحة األفراد‪ ،‬مما يدل على‬ ‫وجود تقصير إما من اإلعالم بفروعه كلها‪ ،‬أو‬ ‫من اجلمعيات واألفراد الذين ال يعطون هذا امللف‬ ‫نصيبه من االهتمام والتعبير‪ .‬وعلى الرغم من أن‬ ‫وسائل اإلعالم ميكن أن يكون لها يد في مساعدة‬ ‫الدولة على نشر الوعي البيئي واإلشارة إلى أهمية‬ ‫تطوير املوارد والثروات الطبيعة‪ ،‬إال أن األهم في‬ ‫األمر هو مدى التزام األفراد واجلماعات التقيد‬ ‫بالشروط البيئية واإلحساس باملسؤولية جتاه هذه‬ ‫األرض التي حتتضنهم وتعطيهم من خيراتها‪.‬‬ ‫فالبيئة تعاني من مشكالت ومصائب جمة‬ ‫بسبب اإلنسان الالمبالي والالمسؤول الذي يعمل‬ ‫كسالح فتاك بحق البيئة وثرواتها ويشوّه يوماً‬ ‫يوم جمالها ورونقها وسحرها‪ .‬تلعب وسائل‬ ‫بعد ٍ‬ ‫اإلعالم دوراً مهماً في تنمية الروح املسؤولة‪ ،‬من‬ ‫خالل التركيز على اخلصوصية الطبيعية والتراثية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خاصة في املناطق الريفية حيث اجلمال الطبيعي‬ ‫ً‬ ‫اإللهي بعيدا عن مباني املدن وحجارتها اخلرقاء‪.‬‬

‫عالقة اإلنسان بالبيئة‪:‬‬ ‫تخلف أو ال مباالة‬ ‫هو اإلنسان الذي يتحكم بالطبيعة ويعبث‬

‫‪102‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بجمالها مخلفاً كوارث بيئية من دون معرفته‬ ‫بتأثيرها على صحته ورفاهيته‪ ،‬هو دائماً وأبداً‬ ‫يحاول استغالل موارد البيئة بطريقة أو بأخرى‬ ‫إلشباع حاجاته ورغباته‪ ،‬وهي‪ ،‬أي البيئة‪ ،‬تعطيه‬ ‫دون ملل أو كلل‪.‬‬ ‫االهتمام بالبيئة قدمي جداً‪ ،‬فاإلنسان يحتاج‬ ‫إلى التفاعل مع بيئته واالستفادة منها‪ ،‬لذلك‬ ‫عليه العمل بكل قدرته على التخفيف من‬ ‫حدة املشاكل التي تعاني منها‪ ،‬كأن يعمل على‬ ‫التخلص من القمامة واخمللفات الكيميائية‬ ‫وتخفيف استعمال األسلحة امللوثة للتربة واملاء‬ ‫والهواء على حد سواء‪.‬‬ ‫لكن ما مدى ثقة اإلنسان بالوسائل اإلعالمية‬ ‫ً‬ ‫خاصة أن اإلعالم يتأثر‬ ‫التي تتناول هذه القضايا‪،‬‬ ‫باجلهات الرسمية والشركات الكبيرة املنتجة‬ ‫بشكل‬ ‫للسلع امللوثة للبيئة والتي تساهم‬ ‫ٍ‬ ‫كبير في تدهور وضع املنظومة البيئية‪ .‬وهذا ما‬ ‫يعمل على إجهاض كل اجلهود التي تقوم بها‬ ‫اجلمعيات املعنية بهذا العمل‪ ،‬مما يخلخل الثقة‬ ‫ً‬ ‫خاصة في الدول‬ ‫اجلماهرية بالوسائل اإلعالمية‪،‬‬ ‫النامية حيث اجلهات الرسمية عامل أساسي‬ ‫في السماح بنشر بعض املعلومات وطمس‬ ‫الكثير من احلقائق‪.‬‬ ‫من هنا يتبني مدى العمل على نشر الوعي‬ ‫البيئي بني األفراد وإزالة التخلف املوجود ورمبا‬ ‫املتوارث‪ ،‬وتنمية االلتزام الفردي بإيفاء الطبيعة‬ ‫حقها من االهتمام‪.‬‬

‫اإلعالم وحماية البيئة‬ ‫يقوم الوسط اإلعالمي مبجهود كبير للحث على‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫تعميق اإلحساس باملسؤولية البيئية‪،‬‬ ‫من خالل احللقات القصيرة والبرامج الثقافية‬ ‫التي جتعل املواطن مبصراً لدوره ومسؤوليته جتاه‬ ‫املوارد البيئية‪ .‬هنا يكمن الدور الفعال للوسائل‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫اإلعالمية في التأثير على اجملتمع والفرد‬ ‫من خالل عرضها للتجارب البيئية الصحية‬ ‫الناجحة التي تقوم بها بعض الدول املتقدمة‪ ،‬ملا‬ ‫لها من قدرة على التغلغل بني عموم الناس ومن‬ ‫كل املستويات الثقافية والعلمية‪ .‬كما تساهم‬ ‫اإلعالنات اخملتصة بالشؤون البيئية باحلث على‬ ‫أهمية التقيد بالشروط الالزمة للحفاظ على‬ ‫بيئة نظيفة خالية من أي شوائب‪ .‬ومع عرض‬ ‫اإلعالم خملاطر األعمال اإلنسانية املتوحشة بحق‬ ‫البيئة‪ ،‬تبقى الدول الكبرى غير آبهة بهذه النداءات‬ ‫واالستغاثات‪ ،‬تستعمل األسلحة التي تُع ّد امللوث‬ ‫األكبر لعناصر البيئة كلها‪ .‬هنا يكمن دور اإلعالم؛‬ ‫في التشديد على خطورة الوضع البيئي املتردي‬ ‫وآثاره املدمرة للحياة البشرية جمعاء‪.‬‬ ‫ومع وجود وسائل إعالمية كثيرة تلتزم بامللف‬ ‫البيئي كقضية من القضايا املهمة املوكلة‬ ‫إليها‪ ،‬نرى وسائل أخرى تهمل هذا النوع من‬ ‫القضايا اإلنسانية احلياتية‪ ،‬وكأنها غير معنية‬ ‫به‪ .‬إذ يتفاوت أسلوب معاجلة قضايا البيئة بني‬


‫وسائل اإلعالم تفاوتاً كبيراً‪ ،‬فبينما تغطي بعض‬ ‫الوسائل كماً هائالً من املواضيع البيئية وتتعمق‬ ‫إلى حد علمي كبير فيها‪ ،‬تتوقف التغطية‬ ‫اإلعالمية لوسائل أخرى على عرض بسيط‬ ‫للحوادث والكوارث البيئية‪ .‬ومع األهمية الكبرى‬ ‫لهذه الكوارث واملصائب‪ ،‬يبقى للموقع االقتصادي‬ ‫واجلغرافي أهمية أكبر ومالحقة مستمرة ملدى‬ ‫إعطاء الكارثة البيئية حقها من التغطية‬ ‫اإلعالمية بني الدول املتقدمة والنامية أو بني‬ ‫املناطق املدينية والريفية ضمن الدولة نفسها‪.‬‬ ‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى إهمال اإلعالم موضوع‬ ‫نقل اخمللفات الصناعية والكيميائية من الدول‬ ‫املتقدمة إلى الدول النامية‪ .‬لكن ال بد من التنويه‬ ‫مبساهمة اإلعالم بالضغط على حكومات العديد‬ ‫من الدول إلعطاء البيئة حقها من االهتمام‬ ‫واملتابعة كغيرها من القضايا الوطنية‪ .‬هذا‬ ‫املوضوع يبقى برسم ضمير كل إعالمي يعمل‬ ‫للحفاظ على استمرارية اإلعالم احلر واملوثوق‪.‬‬ ‫لالطالع أكثر على حيثيات امللف البيئي‬ ‫واالهتمام اإلعالمي به‪ ،‬حاورت «منبر التوحيد»‬ ‫رئيس «حزب التيار األخضر» احملامي سعيد عالمة‬ ‫وكان هذا احلوار‪:‬‬ ‫ً‬ ‫بداية عن حزب التيار األخضر؟‬ ‫أخبرنا‬ ‫في البداية‪ ،‬نحن نلتقي على قواسم مشتركة‬ ‫كثيرة ما بني حزب التيار األخضر و»منبر التوحيد»‬ ‫على الصعد الوطنية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫والبيئية كلها‪ .‬انطلقت فكرة حزب التيار األخضر‬ ‫انطالقة بيئية‪ ،‬ثم أصبح الترخيص سياسياً‬ ‫بيئياً‪ ،‬إذ إننا نرى أ ّن هناك تالزماً ما بني البيئة‬ ‫والسياسة‪ ،‬لدرجة أ ّن كل املؤسسات الرسمية‬ ‫في الدولة تنطلق من املوضوع البيئي لتصل‬ ‫إلى السياسة‪ :‬من الزراعة‪ ،‬الصحة‪ ،‬الشؤون‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وصوالً إلى التنظيم املدني‪ ..‬هذه‬ ‫األمور مجتمعة تُعنى باإلنسان والبيئة التي‬ ‫يعيش فيها لتصل إلى خريطة سياسية لتنظيم‬ ‫اجملتمع‪ .‬إذاً‪ ،‬فالسياسة هي املنظمة لألعمال‬ ‫البيئية التي نعتمدها‪ ،‬لذلك شئنا أن ندخل‬ ‫السياسة من خالل البيئة‪ ،‬ونحن نتابع التطورات‬ ‫بتفاصيلها ونسلط األضواء على املواضيع التي‬ ‫تهم املواطن وحتافظ على البيئة‪ ،‬ونسعى لتربية‬ ‫بيئية لإلنسان انطالقا ً من املدارس وحتى من الشارع‬ ‫نفسه‪ ،‬أل ّن اإلنسان معني باحلفاظ على املناخ‪،‬‬ ‫الهواء‪ ،‬املياه‪ ،‬وحماية بيئته من التلوث‪.‬‬ ‫جمعيات كثيرة تتحدث عن ضرورة االهتمام‬ ‫بالوضع البيئي‪ .‬برأيك‪ ،‬هل تقوم اجلمعيات‬ ‫الالزمة بعملها في هذا اإلطار؟ وما التزامكم‬ ‫كحزب بيئي بتطوير هذا امللف واحملافظة على‬ ‫املنظومة البيئية؟‬ ‫بالفعل‪ ،‬هناك جمعيات كثيرة لكنها ال تقوم‬ ‫بالواجب كما يجب‪ ،‬ونحن كجمعيات بيئية كنا‬ ‫قد مثلنا لبنان في تونس وزرنا محميات بيئية‬ ‫هناك‪ .‬أما في لبنان‪ ،‬فاحملميات ليست باملستوى‬ ‫املطلوب‪ ،‬واملوضوع يستلزم اهتماما ً أكبر وتركيزا ً‬ ‫أكثر‪ ،‬كموضوع املياه والسدود كـسد «شبروح»‬

‫الذي أقيم في عهد الرئيس إميل حلود‪ ،‬واحملافظة‬ ‫على الغابات وغيرها‪ ،‬وأنا ال أرى أ ّن هناك مجالت‬ ‫بيئية تتناول هذه املواضيع‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق‪ ،‬لدينا كحزب التيار األخضر‬ ‫أهداف بعيدة املدى وهي التصدي ألزمة الشح‬ ‫عد برأيي أهم من موضوع النفط‪.‬‬ ‫القادم الذي يُ ّ‬ ‫هل تقومون مبشاريع كبيرة كهذه؟‬ ‫نحن نسعى للعمل على النواحي العامة أكثر‬ ‫من التفصيلية‪ ،‬وهناك فرق في احلزب تتعاطى‬ ‫باألمور الشخصية كالتي حصلت في إحدى املرات‬ ‫في منطقة الطيونة‪ ،‬حيث أعطي األمر لقوى‬ ‫األمن الداخلي بتشييد بناء على مساحة معينة‬ ‫تخص بلدية بيروت‪ ،‬فتفاجأنا باجلرافات التي بدأت‬ ‫باقتالع األشجار وإزالتها لتشييد البناء مكانها‪،‬‬

‫احملميات في لبنان ليست‬ ‫باملستوى املطلوب‪،‬‬ ‫وتستلزم اهتماماً‬ ‫وتركيزاً كبيرين‬

‫الوزير وهاب كان متابعاً‬ ‫لنا حني تسلمه وزارة‬ ‫البيئة ورفض االنتهاكات‬ ‫البيئية التي كانت حتصل‬

‫فاجتمعنا كهيئات وجمعيات بيئية من بيروت‬ ‫والساحل واجلبل‪ ،‬وأرسلنا برقية لرئاسة اجلمهورية‬ ‫آنذاك وأبلغنا أ ّن هذا األمر خطير جداً‪ ،‬خاص ًة بإزالة‬ ‫األشجار بطريقة وحشية‪ .‬كما أثرنا املوضوع في‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬فصدر قرار بإعادة غرس األشجار‬ ‫ووقف البناء‪ ،‬وكان للوزير وهاب في ذلك الوقت‬ ‫موقف واضح من املوضوع‪ ،‬وأكد أنه سيشارك‬ ‫شخصيا ً بإعادة الزرع‪ .‬إال أ ّن اجلرافات عادت للعمل‬ ‫بشكل طبيعي‪.‬‬ ‫هل كان هذا القرار من وزارة البيئة التي كان‬ ‫يتسلمها الوزير وهاب؟‬ ‫ال بل بالعكس‪ ،‬فقد كان الوزير وهاب مدافعا ً‬ ‫عن هذا املوضوع‪ ،‬فاملسؤولية حينها لم تكن على‬ ‫وزارة البيئة‪ ،‬والقرار لم يكن رسميا ً وزاريا ً بل كان‬ ‫القرار من مسؤول قوى األمن الداخلي الذي حصل‬ ‫على تلزمي وترخيص بالبناء‪ ،‬وقد جتاوزوا كل املقاييس‬ ‫بالرغم من تدخل وزير البيئة ومجلس الوزراء‪ُ ،‬‬ ‫وش ّيد‬ ‫البناء‪ .‬هذا جزء من األنشطة التي قمنا بها‪ ،‬ونحن‬ ‫لن نتوانى عن أي مخالفة حتصل ضد الطبيعة‪.‬‬ ‫ما هي مسؤولية الدولة في هذا اجملال؟‬ ‫للدولة مسؤولية كبيرة في هذه احلالة‪ ،‬إن جلهة‬ ‫بناء السدود وغيرها‪ ،‬أو جلهة تشكيل شرطة بيئية‬ ‫تابعة لوزارة البيئة كما حصل في وقت سابق بأن‬ ‫كلفت احلكومة أحد النائبني العامني بأن يكون هناك‬ ‫تقدم في‬ ‫مرجع في كل محافظة‪ ،‬لكننا لم نرَ أي ّ‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬علما ً بأ ّن قانون العقوبات اللبناني ينص‬ ‫على غرامة باحلبس حتى على من يقطع شجرة‬ ‫واحدة‪ .‬لكن لألسف‪ ،‬فإ ّن هذه القوانني ال تُط ّبق‪.‬‬

‫حرائق مفتعلة‪:‬‬ ‫مَن املسؤول‬ ‫شهد لبنان حرائق متكررة في اآلونة األخيرة‪،‬‬ ‫جار عن أ ّن هذه احلرائق مفتعلة‪ ،‬لكننا‬ ‫واحلديث ٍ‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪103‬‬


‫منبر البيئة‬ ‫ال نرى أ ّن القانون يالحق مسبّبيها؟‬ ‫هنا تكمن مسؤولية الدولة لو افترضنا أ ّن أزمة‬ ‫افتعال احلرائق مسؤولية شخصية‪ ،‬وأنا ال أريد‬ ‫جتاوز املوضوع القضائي‪ ،‬مع العلم أنه على القضاء‬ ‫أن يضع يده على اجلرح ويسلط األضواء على هذا‬ ‫لكن العتب األكبر هو على السلطة التي‬ ‫املوضوع‪ّ .‬‬ ‫متحضرة ملثل هذه األزمات‪ ،‬فهناك‬ ‫يجب أن تكون‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولو غابات ال يقومون بأعمالهم‪ ،‬كما أن‬ ‫التجهيزات واإلطفائيات غير متوافرة في األحراج‪،‬‬ ‫وهنا نطالب بحل سريع لهذه املشكلة كشراء‬ ‫«هيلكوبترات» إلطفاء احلرائق من دون االستعانة‬ ‫بقبرص أو بغيرها‪ ،‬خاص ًة أ ّن املال يذهب هدرا ً في‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫إ ّن احلرائق التي حصلت في سوق الغرب والشمال‬ ‫وغيرهما من مسؤولية الدولة في وضع مخطط‬ ‫لدعم وزارة البيئة مبيزانية محترمة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫التشدد القضائي في تطبيق القوانني البيئية‬ ‫املوجودة بحيازة البلديات‪ .‬أنا أعتقد أننا إذا مارسنا‬ ‫حقنا القانوني في هذه اجملاالت‪ ،‬نحمي البيئة‬ ‫واملواطن على حد سواء‪.‬‬

‫وزارة البيئة‪ :‬الغائب األكبر‬ ‫ما الدور أو النشاط الذي تقوم به وزارة البيئة‬ ‫في الوقت الراهن؟‬ ‫نحن ال نلحظ أي نشاطات فعلية ملموسة من‬ ‫وزارة البيئة‪ ،‬ال نسمع سوى خطابات وأقوال وال نرى‬ ‫أي حترك فعلي على األرض‪.‬‬ ‫هل هناك أي تنسيق بينكم وبني وزارة البيئة؟‬ ‫ليس هناك أي تعاون أو تنسيق في ما بيننا‪،‬‬ ‫فلألسف‪ ،‬إ ّن اجلمعيات البيئية تعمل في هذا اجملال‬ ‫أكثر من وزارة البيئة‪ ،‬مع العلم أ ّن هذه الوزارة يجب‬ ‫أن تكون في طليعة العاملني في هذا اجملال ومن‬ ‫أبرز املنسقني مع اجلمعيات األهلية‪ .‬نحن اليوم‬ ‫نتلقى دعوات من األمم املتحدة كجمعيات وأحزاب‬ ‫بيئية‪ ،‬وسنكون مبستوى وزارة البيئة في هذه‬ ‫االجتماعات‪.‬‬ ‫من خالل النشاطات التي تقومون بها‪ ،‬هل‬ ‫تلقون االستجابة من املواطنني أم لديهم شعور‬ ‫الالمباالة؟‬ ‫إ ّن املواطنني متش ّوقون لهذا املوضوع كثيراً‪.‬‬ ‫فعندما نحمي املواطن من الفروج الذي يعيش‬ ‫على الهورمون‪ ،‬أو املواد الكيماوية التي تُستعمل‬ ‫في اخلضار أو غيرها‪ ،‬نكون قد حافظنا على حياة‬ ‫املواطن وعلى الطبيعة التي حتتضنه‪ .‬هنا تكمن‬ ‫األنانية في املوضوع‪ ،‬فاملواطن يريد أن يحيا بصحة‬ ‫جيدة وفي مناخ مناسب‪ .‬ولكن أين املراقبة واحلماية‬ ‫الرسمية في هذا اجملال؟ لقد أوصلوا املواطن إلى‬ ‫اليأس في متابعة امللف البيئي كما السياسي‪.‬‬ ‫حت ّدثت سابقاً أ ّن حزب التيار األخضر ال‬ ‫يتعامل مع وزارة البيئة‪ ،‬هل األمر سيّان بالنسبة‬ ‫للجمعيات األخرى؟‬ ‫نحن ال نقول إننا ال نريد أن نتعامل مع الوزارة‪،‬‬

‫‪104‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وخاص ًة أنها املرجع الرسمي‪ ،‬لكننا ال نرى أي‬ ‫دعوة من وزارة البيئة لألحزاب واجلمعيات البيئية‪،‬‬ ‫إذ لم نستلم أية دعوة منذ تأسيس احلزب منذ‬ ‫سنتني لالجتماع مع أفراد الوزارة وعرض أهدافنا‬ ‫ننسق‬ ‫ومشاريعنا للتنسيق معاً‪ ،‬وخاصة أننا‬ ‫ّ‬ ‫مع جمعيات أخرى خارج لبنان‪ ،‬إذ إننا ننطلق من‬ ‫لنتوسع أكثر‪ ،‬وعلى وزارة البيئة تأمني الدعم‬ ‫لبنان‬ ‫ّ‬ ‫املادي للجمعيات واألحزاب املعنية بهذا امللف‪ ،‬إذ‬ ‫إننا نعمل بدعم ذاتي لتنفيذ نشاطاتنا وأهدافنا‪.‬‬ ‫نسق من خالل وزارة البيئة مع‬ ‫من املفروض أن يُ ّ‬ ‫املنظمات والهيئات العاملية للبيئة وأن توزّع‬ ‫املساعدات التي تصلها على اجلمعيات واألحزاب‬ ‫بالتساوي‪.‬‬

‫التنسيق‬ ‫مع الوسائل اإلعالمية محدود‬ ‫هل هناك تنسيق مع الوسائل اإلعالمية؟‬ ‫نحن نتعامل مباشر ًة مع وسائل اإلعالم في‬ ‫غياب الدور الناشط لوزارة البيئة‪ ،‬لكننا ال نلقى‬ ‫جتاوبا ً من كل الوسائل اإلعالمية‪ ،‬ففي حادث اقتالع‬ ‫أشجار أخيراً‪ ،‬لم نلق أي جتاوب سوى من مجلة‬ ‫«البيئة والتنمية» التي عملت ما بوسعها ملواكبة‬ ‫األزمة وعرضها في اجمللة‪.‬‬ ‫ماذا عن الوسائل اإلعالمية املرئية واملسموعة؟‬ ‫ال تنسيق مباشرا ً معها‪ ،‬إذ إننا نرسل املواضيع‬ ‫تعممها‬ ‫إلى الوكالة الوطنية لألخبار وهي التي ّ‬ ‫أل ّن تعميمها شخصيا ً تلزمه ميزانية‪ ،‬وهذه‬ ‫غير متوافرة عند معظم األحزاب واجلمعيات‬ ‫واملنظمات‪.‬‬ ‫هل يعرض اإلعالم برامج بيئية؟‬ ‫ّ‬ ‫تنظم ندوات بيئية تغطى‬ ‫هناك جمعيات‬ ‫إعالمياً‪ ،‬لكن وسائل اإلعالم ال تقدم أي برامج‬ ‫توعية في هذا اجملال‪ ،‬وأنا أمتنى من كل اجملالت‬ ‫الصادرة في لبنان أن تعطي امللف البيئي حقه‬ ‫كما تعرضونه في مجلة «منبر التوحيد» حتى لو‬ ‫موسعة‪.‬‬ ‫بطريقة مختصرة وغير ّ‬ ‫إذاً امللف البيئي محصور مبجلة «البيئة‬ ‫والتنمية» تقريباً؟‬ ‫نعم‪ ،‬هذه اجمللة هي الوحيدة التي تعطي البيئي‬ ‫بتوسع وجت ّرد‪ .‬لكن احلق يُقال‪ ،‬هناك بعض‬ ‫حقها‬ ‫ّ‬ ‫الوسائل التي تبث بعض البرامج من وقت إلى‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫هل تصدرون كحزب بيئي أية منشورات‪ ،‬وما‬ ‫ّ‬ ‫حتضرونها اليوم خاصة بعد‬ ‫املشاريع التي‬ ‫احلرائق األخيرة؟‬ ‫هناك مجلة «التيار» تابعة للحزب وهي تتعاطى‬ ‫باألمور البيئية والسياسية‪ ،‬إضافة إلى النشرة‬ ‫التي تصدر وتتابع موضوع البيئة‪.‬‬ ‫على مَن تقع املسؤولية في األزمة البيئية‪،‬‬ ‫على املواطن‪ ،‬أم الوسائل اإلعالمية أم على‬ ‫اجلهات الرسمية؟‬ ‫إذا تناولنا موضوع احلرائق‪ ،‬فإ ّن املسؤولية‬

‫ولكن ذلك ال ينفي أبدا ً‬ ‫محصورة بالسلطة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولية املواطن‪ ،‬وحتى الوسائل اإلعالمية التي‬ ‫عليها مسؤولية تقدمي التوجيهات والتربية البيئية‬ ‫يوميا ً أو أسبوعيا ً أو حتى شهرياً‪ .‬ونحن كجمعيات‬ ‫نحاول حل هذه املواضيع بطريقتنا اخلاصة في ظل‬ ‫تواني السلطة الرسمية واإلعالم عن القيام بالدور‬ ‫املطلوب‪.‬‬ ‫ما الرسالة التي توجهها من خالل «منبر‬ ‫التوحيد»؟‬ ‫أوالً‪« ،‬منبر التوحيد» هو اسم على مسمى‪:‬‬ ‫منبر وتوحيد للشعب اللبناني‪ ،‬وأود توجيه‬ ‫التحية من خالل منبركم للرئيس اجلديد‬ ‫للجمهورية الذي يبينّ عن مواقف جريئة‪،‬‬ ‫خاص ًة بعد دعوته لعقد جلسة احلوار التي مت ّثل‬ ‫«باكورة» عمله‪ ،‬كما أمتنى على الشعب اللبناني‬ ‫يتوحد في السياسة واالجتماع واالقتصاد‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫والبيئة حتديداً‪ ،‬فالتوحيد في البيئة هو تضامن‬ ‫األفراد واجلمعيات كلها ملصلحة اإلنسان واجملتمع‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫يكون اإلنسان العادي قادرا ً على التخفيف من‬ ‫آثاره السلبية على البيئة‪ ،‬لكن هل تستطيع الدول‬ ‫الكبرى في العالم تخفيف حروبها التي تخلف‬ ‫وراءها تلوثا ً مميتا ً وقاتالً للحياة البشرية على هذا‬ ‫الكوكب؟ حقا ً على اإلنسان احترام الطبيعة‬ ‫وعدم استعبادها متقيا ً ربه وشاكرا ً نعمه‪ ،‬إذ يقول‬ ‫اإلمام علي بن أبي طالب عليه السالم‪« :‬اتقوا اهلل‪،‬‬ ‫فإنكم مسؤولون حتى عن البهائم والشجر»‪.‬‬ ‫فحب الطبيعة واحملافظة عليها كان من األولويات‬ ‫األساسية لألنبياء واألولياء‪.‬‬ ‫يبقى هذا املوضوع مفتوحا ً أمام األفراد واجلماعات‬ ‫التي يعنيها احلفاظ على املوارد البيئية لألجيال‬ ‫القادمة‪ .‬في هذه األثناء‪ ،‬تبقى البيئة منتظر ًة منّا‬ ‫نظر ًة أو لفت ًة لإلحساس بتلقي االهتمام الالزم‬ ‫مقابل عطاءاتها الكثيرة واملستمرة‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سالي نوفل‬


‫تكنولوجيا‬

‫تسوق أول سيارة تعمل بالهيدروجين‬ ‫هوندا ّ‬ ‫بدأت شركة صناعة السيارات اليابانية هوندا في إنتاج أول سيارة مزودة‬ ‫بخاليا تعمل بوقود الهيدروجني الذي ال يُصدر أي انبعاث مضر بالبيئة‪ .‬وتزعم‬ ‫الشركة اليابانية أن سيارتها اجلديدة أكفأ من حيث االقتصاد في استخدام‬ ‫الوقود ثالث مرات من السيارة العادية التي تعمل بالبنزين‪ .‬وتعتزم هوندا‬ ‫إنتاج ‪ 200‬سيارة من هذا الطراز خالل السنوات الثالث املقبلة‪ .‬وقالت هوندا‬ ‫إن الزبائن اخلمسة األوائل يوجدون والية كاليفورنيا‪ ،‬حيث توجد محطات‬ ‫إلنتاج غاز الهيدروجني وستكون املمثلة األميركية جيمي لي كورتيس‪ ،‬من‬ ‫هؤالء الزبائن‪ ،‬حسب الشركة اليابانية‪ .‬ويُعد أنعدام محطات لتوزيع وقود‬ ‫الهيدروجني من أبرز العقبات التي تواجه إنتاج هذا الطراز من السيارات بشكل‬ ‫أوسع‪ .‬ويضيف املنتقدون أن إنتاج الهيدروجني مكلف‪ ،‬فضال عن أنه يُستخرج‬ ‫من مصادر الطاقة املستخرجة كالنفط والغاز‪ .‬ويتسبب تفاعل غاز الهيدروجني‬ ‫مع غاز األوكسيجني في نشوء طاقة كهربائية حترك سيارة هوندا اجلديدة إف‬ ‫سي إكس كالريتي ‪ ،FCX Clarity‬دون أن يصدر عنها سوى بخار مائي‪.‬‬ ‫وتظهر الدراسات املقارنة لتأثير مختلف أنواع الوقود على البيئة أن احلجم‬ ‫اإلجمالي النبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من السيارات التي تعمل بالهيدروجني‬ ‫هو أكبر مقارنة بالسيارات العادية‪.‬‬

‫سيارة يابانية جديدة‬ ‫تسير بالماء‬

‫متكنت شركة جينباكس اليابانية من اختراع سيارة جديدة تسير‬ ‫باملاء بدال ً من الوقود‪ ،‬في محاولة حلل املشاكل الناجمة عن االرتفاع‬ ‫املضطرد ألسعار النفط‪ .‬وتعتمد السيارة على تقنية تعد األولى‬ ‫من نوعها‪ ،‬إذ حتــول املاء إلى طاقة كهربائية تستخدم في تسيير‬ ‫السيارة‪ .‬وكل ما حتتاجه السيارة لتر واحد فقط من املاء‪ ،‬أي نوع من‬ ‫املاء‪ ،‬سواء أكان من النهر أم البحر أم املطر أو حتى الشاي الياباني‬ ‫لتسير لنحو ساعة بسرعة ‪ 80‬كيلومترا في الساعة‪.‬‬ ‫وفور صب املاء في اخلزان الواقع في مؤخرة الســـيارة‪ ،‬يستخلص‬ ‫مولد السيارة الهيدروجني من املاء ويحرر اإللكترونات مولدا ً طاقة‬ ‫كهربائية محركة‪.‬‬ ‫ويقول كيوشي هيراساوا املدير التنفيذي لشركة جينباكس إنه‬ ‫يأمل في الترويج لسيارته قبيل افتـــتاح قمة مجموعة الثماني في‬ ‫هوكايدو باليابان‪.‬‬ ‫وتأمل الشركة في التعاون مع شركات تصنيع السيارات اليابانية‬ ‫الستخدام هذه التقنية اجلديدة في مصانعها في املستقبل القريب‪.‬‬

‫شركة إماراتية تحل مشكلة‬ ‫الخدم بروبوت «ريم‪ -‬ب»!‬ ‫قالت شركة مقرها اإلمارات العربية‪ ،‬إنها طرحت إنسانا آليا أطلقت‬ ‫عليه اسم “رمي‪ -‬ب”‪ »،‬ليكون منوذجا متطورا لروبوت اخلدمة الشبيه‬ ‫باإلنسان‪».‬‬ ‫وقالت شركة “بال تيكنولوجيز” في بيان أصدرته‪ ،‬إن الروبوت اجلديد‬ ‫“يعتبر منوذج اجليل املقبل من الروبوتات اآلدمية‪ ،‬ويزن نحو ‪ 60‬كيلوغراماً‪،‬‬ ‫وميكن التكلم واالعتماد على نفسه والقيام مبهام فريدة ومعقدة‪».‬‬ ‫وأضاف بيان الشركة “الروبوت (رمي‪ -‬ب) نسخة مطورة من اإلنسان‬ ‫اآللي األول الذي طورته الشركة وهو “رمي‪ -‬أ‪ ”،‬لذلك فهو يتمتع بقدرات‬ ‫فريدة تساعده على القيام مبسح أرجاء املكان واحلركة الذاتية بشكل‬ ‫مستقل‪ ،‬وهما سمتان جتعالن هذه النسخة مميزة وفريدة مقارنة مع‬ ‫الروبوت السابق‪».‬وبحسب الشركة‪ ،‬يستطيع “رمي‪ -‬ب” إجراء حوار مع‬ ‫اإلنسان‪ ،‬إلى جانب قدرته على املشي بطريقة ديناميكية‪ ،‬والتعرف‬ ‫إلى األجسام واإلمساك بها‪ ،‬فضال ً عن قبوله لألوامر الصوتية وحتى‬ ‫التذكير باملواعيد‪ .‬ونقل البيان عن ديفيد فاكونتي‪ ،‬من شركة “بال‬ ‫تكنولوجيز” قوله “إن فريق املهندسني عمل على مدى أربع سنوات‬ ‫كاملة من أجل الوصول إلى هذه املرحلة‪».‬‬ ‫وأضاف “يأتي الروبوت “رمي‪ -‬ب” مجهزا ً بأشعة الليزر حتت احلمراء‬ ‫على قدميه‪ ،‬األمر الذي يتيح له أن يشق طريقه بسالسة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ذلك يستطيع مسح أرجاء املكان الذي يوجد فيه وتصور خارطة له‬ ‫باستقاللية تامة ونقلها إلى شاشة كمبيوتر ‪».‬وميكنه أيضا ً أن يحمل‬ ‫ما يصل إلى ‪ 25‬في املئة من وزنه‪ ،‬وبذلك فإنه يصبح واحدا ً من أقوى‬ ‫الروبوتات في العالم‪ ،‬ويصل طول هذا الروبوت إلى متر واحد وسبع‬ ‫وأربعني سنتمتر‪ ،‬كما ميتلك أصابع في يديه معززة باثني عشر محركاً‪،‬‬ ‫وميتلك القدرة على املناورة والنزول من الدرج‪ ،‬مع وجود مجسات‬ ‫تساعده على عدم االصطدام بأي معوقات‪.‬‬

‫اعداد ‪ :‬راوية ابو ذياب‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬


‫منبر الصحة‬

‫القاتل الصامت يجتاح لبنان‬ ‫د‪ .‬زياد نصور لـ «منبر التوحيد»‪ :‬الفساد السياسي فتح باب انتشار األدوية المزورة‬ ‫د‪ .‬ليلى خوري تدعو إلى إقفال المستوصفات الخاصة لتفادي تفاقم المشكلة‬ ‫كثيرة هي املشكالت التي تنتظر العهد اجلديد‬ ‫واحلكومة اجلديدة‪ ،‬إالّ أن الهم األساسي‪ ،‬بعد‬ ‫األمني‪ ،‬ميكن حصره بأولويات ذات أهمية كبرى‬ ‫في احلياة اليومية للمواطن اللبناني وهي قضايا‬ ‫الغالء والكهرباء وتقدميات الضمان االجتماعي‬ ‫والصحة واالستشفاء بعد ارتفاع الفاتورة‬ ‫االستشفائية التي تراوحت بني ‪ 600‬و‪ 650‬مليون‬ ‫دوالر‪ .‬أضف إلى ذلك مشكلة أخرى ال تقل أهمية‬ ‫عن املشكالت املذكورة أعاله تتم ّثل بآفة األدوية‬ ‫املزورة التي جتتاح بيوتنا وتتفشى بسرعة البرق‬ ‫في مجتمعنا‪ ،‬إذ يزداد األمر خطورة عندما تطال‬ ‫أصنافا ً من األدوية تستهدف صيانة صحة‬ ‫اإلنسان عبر عمليات جتارية بحتة يقوم بها عدد‬ ‫من العصابات سعيا ً إلى حتقيق مكاسب مادية‬ ‫تهدد حياة الفرد‪.‬‬ ‫ويلجأ مروجو األدوية املزورة واملهربة والفاسدة‬ ‫إلى أذية املواطن من خالل بيعها بأسعار أقل‪.‬‬ ‫هذه الظاهرة التي هي بتفاقم مستمر لم‬ ‫يسلم منها حتى مرضى السرطان الذين يدفعون‬ ‫املاليني لقاء احلصول على عالجات تخفف‬ ‫آالمهم‪.‬‬ ‫وبينما تكمن خطورة األدوية املزورة في خلوها‬ ‫من املواد الفعالة املضادة للمرض‪ ،‬فإن خطورة‬ ‫األدوية املهربة أو املسروقة تكمن أساسا ً في‬ ‫غياب شروط احلفظ والتخزين املطلوبة أثناء‬ ‫نقلها‪ ،‬وهو أمر يجعلها من دون فعالية‪.‬‬ ‫أسئلة كثيرة ُطرِحت حول ملف األدوية املزورة‪،‬‬ ‫وكيفية التعامل معها‪ ،‬ومصدرها والهدف منها‬ ‫وكيفية ضبطها ومكافحتها‪ ،‬وكيفية التمييز‬ ‫بينها وبني الدواء األصلي وأهمية دور التفتيش‬ ‫املركزي في هذا امللف‪ ،‬واجلهات املسؤولة عنه‪،‬‬ ‫كلها أسئلة كشفت عنها مجلة “منبر التوحيد”‬ ‫في حوار مع كل من نائب رئيس االحتاد الدولي‬ ‫لنقابات الصيادلة الفرنكوفون الدكتور زياد نصور‪،‬‬ ‫ونقيب الصيادلة السابق الدكتور ليلى خوري‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أوضح الدكتور نصور أن املوضوع‬ ‫طرح مجددا ً كونه يتحلى بصفة عاملية بسبب‬ ‫سرعة املواصالت في العالم‪ ،‬ما دعا إلى توعية‬ ‫الشعوب وباألخص املواطن اللبناني‪ ،‬بناء على‬ ‫طلب منظمة الصحة العاملية في العالم أجمع‬ ‫التي اكتشفت تفشي ظاهرة األدوية املزورة في‬ ‫بعض الدول العربي‪ ،‬ومنها لبنان وسوريا والعراق‬ ‫واألردن وصوال ً إلى اخلليج العربي وبعض الدول‬ ‫األجنبية كبنما وأوروبا وسرعة تفشي هذه‬ ‫الظاهرة أجبرت اجلهات اخملتصة على القيام بكل‬ ‫ما يلزم لتفادي هذه الظاهرة التي تودي بحياة‬ ‫الفرد‪ ،‬وبالتالي تهدد أمنه الصحي عبر نشاطات‬

‫‪106‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫توعية‪ ،‬ليس فقط للجهات اخملتصة بل أيضا ً‬ ‫نشاطات توعية للمواطن ملعرفة نوعية األدوية‬ ‫املزورة‪ ،‬وأرقامها ومواصفاتها وأثرها على الصحة‬ ‫العامة ما يجعله يتراجع عن شرائها واالبتعاد‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫وتابع نصور قوله‪ :‬إن للبنان موقعا ً مميزا ً في هذا‬ ‫اجملال‪ ،‬بعدما اتخذت الدولة وألول مرة قرارا ً جديا ً‬ ‫باملوضوع ملواجهته‪ ،‬فقامت بحمالت توعية مع‬ ‫االحتاد الفرنكوفوني ومع نقابة الصيادلة ومنظمة‬ ‫الصحة العاملية‪ ،‬مشيرا ً إلى اختالف نسبة‬ ‫األدوية املزورة بني بلدان العالم الثالث والدول‬ ‫األخرى‪ ،‬إذ بحسب األرقام األولية التي طرحتها‬ ‫منظمة الصحة العاملية‪ ،‬فإن الدول النامية مت ّثل‬ ‫نسبة تتراوح بني ‪10‬و‪ ،%15‬أما في الدول املتطورة‬ ‫فإن هذه النسبة ال تتجاوز ‪ ،%1‬وأنا أؤكد أن هذه‬ ‫النسبة أكبر بكثير ألن عمليات استيراد وتصدير‬ ‫األدوية املزورة ال تتم إالّ بطريقة مخفية وبعيدة‬ ‫عن أنظار اجلهات اخملتصة‪ ،‬أما بالنسبة إلى لبنان‬ ‫فقد تداركت احلكومة األمر بسرعة فائقة من‬ ‫حيث الضرر املتأتي من علبة دواء مزور ميكن أن‬ ‫تقتل فردا ً دون أن نعي سبب وفاته‪ ،‬ما حال دون‬ ‫انتشار األدوية املزورة بالوتيرة نفسها املوجودة في‬

‫دول أخرى‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق مبصدر األدوية ّ‬ ‫فأكد الدكتور‬ ‫نصور أن مصدر األدوية كغيره من أنواع التجارة‬ ‫املربحة تسيطر عليه مافيا عاملية بهدف الربح‬ ‫املادي السريع‪ ،‬وقد أثبتت بعض الدراسات حول‬ ‫الربح السريع وأهمية هذا النوع من التجارة‪ ،‬إذ‬ ‫إن توظيف ‪ 1000‬دوالر في تزوير عملة ما يعود‬ ‫عليهم مبردود وربح يصل إلى ‪ 3000‬دوالر‪ ،‬وإذا ز ّوروا‬ ‫أسطوانات مدمجة‪ ،‬فإنها ترد عليهم ربحا ً يقدر‬ ‫بـ‪ 40‬ألف دوالر فيما توظيف األموال باألدوية املزورة‬ ‫يعود عليهم بربح يتجاوز ‪ 50‬ألف دوالر على األلف‪،‬‬ ‫وكل ذلك يتم دون أي عقاب صارم مينع القيمني‬ ‫على هذه العمليات من ذلك‪ ،‬فلم يصدر حتى اآلن‬ ‫أي حكم قضائي قاس بحق مرتكبي هذا النوع‬ ‫من التجارة مقارنة باألحكام القاسية التي تصدر‬ ‫بحق جتار اخملدرات وغيرها من أنواع التجارة اخملالفة‬ ‫لقوانني التجارة العاملية‪ .‬وعملية التزوير ميكن أن‬ ‫يقوم بها أي شخص كان باعتماد املنتج نفسه‬ ‫من حيث التعليب‪ ،‬إمنا ال يحتوي على املواصفات‬ ‫نفسها التي يحتوي عليها الدواء األصلي‪ .‬من‬ ‫هنا جند في بعض املستشفيات أنواعا ً من األدوية‬ ‫املزورة‪ ،‬وأكثرها تلك التي تصرف ملرضى السرطان‪،‬‬ ‫بحيث جند غالف الدواء ذاته ولكن األنبوب‬ ‫يحتوي على املاء ال الدواء‪ ،‬من هنا ميكننا القول‬ ‫إن النسبة الكبرى من األدوية املزورة تكمن في‬ ‫الدواء السائل أكثر من األدوية األخرى التي تأخذ‬ ‫شكل احلبوب‪ .‬عمليا ً هي بحاجة إلى معدات‬ ‫قليلة لصناعة الغالف وبالتالي عبوة الدواء‪ .‬أما‬ ‫كيف تُضبط اليوم؟ فهذا األمر يعود إلى مهمة‬ ‫اجلمارك ووزارة الصحة‪ .‬ولكن جتدر اإلشارة هنا إلى‬ ‫أن األدوية املزورة تدخل خلسة إلى لبنا ن وبطريقة‬


‫تقرير منظمة الصحة العاملية‬ ‫‪ %30‬من األدوية املزورة توزع في بلدان‬ ‫العالم الثالث‬ ‫نحو ‪ %10‬من األدوية املزورة توزع في دول‬ ‫أوروبا الشرقية وروسيا‪.‬‬ ‫أقل من ‪ %1‬من األدوية املزورة توزع في‬ ‫الدول املتطورة مثل بريطانيا وبنما‬ ‫تقرير اإلحصاءات الدولية‬ ‫إن األدوية املزورة التي توزع في لبنان‬ ‫وبلدان العالم الثالث موزعة بني‪:‬‬ ‫‪ %32‬أدوية بدون مواد فعالة‬ ‫‪ %20‬أدوية مبواد مغلوطة‬ ‫‪ %21‬أدوية مبواد أولية مغايرة‬ ‫‪ %15‬أدوية بكميات منقوصة‬ ‫إضافة إلى أدوية مختلفة العبوات‬ ‫والالصقات وخالفه‬ ‫أدوية تباع في لبنان حتت اسم أدوية‬ ‫عاملية تستخدم في عالج مرضى‬ ‫السرطان‪ ،‬ويبلغ سعر علبة الدواء ماليني‬ ‫الليرات ولكن اتضح أنها مزورة‪:‬‬ ‫“‪”MABTHERA‬‬ ‫“‪”VIAL - NEUPOGEN‬‬ ‫“‪”TAXOTERE‬‬ ‫‪””ELOXATIN‬‬ ‫‪””ZOMETA‬‬ ‫““‪NAVELBIN‬‬ ‫“‪”PANADOL‬‬ ‫دواء االلتهاب ‪AUGMENTIN‬‬ ‫ومهدئ األعصاب ‪XANAX‬‬ ‫وأدوية الضغط “‪”DIOVAN“ ”APROVEL‬‬ ‫“‪”CONCOR5‬‬ ‫غير شرعية عبر جهات تهدف إلى التجارة والربح‬ ‫السريع من خالل األلعاب ودواليب السيارات‬ ‫واألدوية الزراعية‪ .‬كما أن العديد من األدوية املزورة‬ ‫تُوزّع على بعض املستوصفات واملستشفيات‬ ‫اخلاصة لغياب الرقابة فيها‪ ،‬والتي إن وجدت‬ ‫شفت باجلرم املشبوه فال حكم قضائيا ً قاسيا ً‬ ‫ُ‬ ‫وك ِ‬ ‫يصدر بحقها‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬أكدت الدكتور ليلى خوري‬ ‫أهمية دور التفتيش املركزي في هذا املوضوع‪،‬‬ ‫مشيدة بدور كل من وزارة الصحة واجلمارك في‬ ‫هذا اجملال‪ ،‬وتابعت القول أن وزارة الصحة تقوم‬ ‫بدورها وكذلك اجلمارك‪ ،‬ولكن بغياب احملاسبة‬ ‫ال يعود لدورهما أية أهمية تذكر‪ .‬مبعنى أنها قد‬ ‫تعلم بوجود هذا النوع من األدوية املزورة فتحيل‬ ‫الصيدلي أو صاحب املستشفى إلى النيابة‬ ‫العامة أو قد تصادر الصيدلية وتسحب رخصة‬ ‫الصيدلة من الصيدلي‪ ،‬ولكن ماذا بعد ذلك‪ ،‬إن‬ ‫القضية متوت حلظة وصولها إلى القضاء اخملتص‬ ‫لعدم توافر أو إقرار أي قانون أو بند جزائي بحق‬

‫هؤالء اخملالفني‪ ،‬وإذا ما صدر يوما ً حكم ما بحقهم‬ ‫فإنه يصدر وفق احملاصصة السياسية‪ .‬وحتى اآلن‬ ‫لم يصدر أي حكم بحق أي مخالف‪ .‬واملشكلة‬ ‫الكبرى تقع ليس عند الصيدلي لوجود نقابة‬ ‫الصيادلة التي تفرض عليه عقوبات صارمة‪ ،‬بل‬ ‫عند بعض املستوصفات واملستشفيات اخلاصة‪.‬‬ ‫من هنا ضرورة اإلسراع في التفتيش عن حكم‬ ‫قضائي ينفذ بحق هؤالء الذين يعرضون أمن‬ ‫املواطن الصحي إلى اخلطر املدقع‪.‬‬ ‫أما عن كيفية التمييز بني الدواء املزور والدواء‬

‫األصلي ومدى ارتباط التسعيرة بتزوير الدواء‪،‬‬ ‫فأوضح الدكتور تلك النقاط‪ ،‬فرأى أن التمييز بني‬ ‫الدواء األصلي ونظيره املزور ال ميكن التعرف عليه‬ ‫إالّ من خالل السعر‪ ،‬إذ إن أي دواء ميكن أن يكون‬ ‫في الصيدلية بسعر ما ومبكان آخر كشركة‬ ‫ما أو محل جتاري بسعر أقل‪ ،‬ميكن أن يكون هذا‬ ‫الدواء مزوراً‪ ،‬من هنا ال مجال ألي صيدلي أو أي‬ ‫مستشفى إالّ شراء األدوية من مستودعات‬ ‫مرخصة من قبل وزارة الصحة العامة فتحفظ‬ ‫بالتالي حق املواطن بتأمني الدواء اجليد‪ ،‬وحماية‬ ‫أمنه الصحي‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬مبا أن تسعيرة الدواء تصدر عن‬ ‫وزارة الصحة فقط كونها املسؤولة في هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬فكل مواطن يدفع شهريا ً جعالة طبية‬ ‫استشفائية تختلف عن غيرها بالسعر الذي‬ ‫تفرضه وزارة الصحة‪ .‬من هنا ميكننا القول إن‬ ‫وزارة الصحة هي املسؤولة عمليا ً عن سعر‬ ‫الدواء‪ ،‬وبذلك يصبح لدينا باب إلقفال ملف‬ ‫األدوية املزورة‪ .‬فحماية املريض ال تقع فقط على‬ ‫عاتق وزارة الصحة والصيدلي بل أيضا ً على‬ ‫الطبيب واالختصاصي وصاحب احملال التجارية‬ ‫الذي يبيع الدواء دون علم الوزارة‪ .‬وهنا نعترض‬ ‫على تدخل وزارة الصحة بتسعير الدواء الذي‬ ‫تنشأ عنه منافسة بني الصيادلة التي ال تعود‬ ‫على الصيدلي إالّ بالربح البسيط‪ ،‬ما يدفعه إلى‬ ‫البحث عن باب جديد لتأمني أكبر ربح ممكن‪.‬‬ ‫وعن تسعير الدواء كان تدخل للدكتورة خوري‬

‫التي أوضحت أن قانون تسعير األدوية من قبل‬ ‫وزارة الصحة لم ينشأ عن عبث‪ .‬فعند دخول‬ ‫الدواء قامت وزارة الصحة بترقيمه وتسجيله‬ ‫وفق التسعيرة التي قدمها الوكيل بالرغم من‬ ‫أنه بإمكانها التحكم بالتسعيرة عبر خفض‬ ‫سعره‪ ،‬ونحن كأصحاب صيدليات ال فارق لدينا إن‬ ‫تسلمنا الدواء بسعر ‪ 10‬آالف ليرة مثالً أو أكثر‬ ‫أو أقل‪ ،‬بحيث بني وقت وآخر تغ ّير وزارة الصحة‬ ‫التسعيرة وفق تداول الليرة واليورو في البورصة‬ ‫احمللية والعاملية‪ ،‬من هنا نطلب من الوزارة إن‬ ‫كانت تهدف إلى ضبط تسعيرة الدواء واملنافسة‬ ‫بني الصيادلة أن حترر التسعيرة وتأخذها من‬ ‫الوكيل بسعر أقل‪.‬‬ ‫وعن أنواع األدوية املزورة وضمن أية عالجات‬ ‫تدخل ّ‬ ‫أكد نصور أن األدوية التي ميكن تزويرها هي‬ ‫األدوية الرخيصة الثمن كأدوية الوجع والسكري‬ ‫وغيرها والدواء الغالي الذي ال ميكن التهرب منه‬ ‫كدواء السرطان مثالً‪ .‬وقد حددنا صفة هذا‬ ‫الدواء وأعطيناه تسمية القاتل الصامت‪ ،‬وهذا‬ ‫النوع يتعدى الصيدلية واملستشفى‪ ،‬إذ قد‬ ‫جنده في البيوت وفي احملال التجارية وفي بعض‬ ‫املستوصفات اخلاصة وبعض املستودعات‪ .‬وإقفال‬ ‫العمل على هذا املوضوع ال يحتاج إالّ إلى حكم‬ ‫صارم يحاكم من خالله اجلاني‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬ذهبت الدكتورة خوري بهذا‬ ‫املوضوع إلى أبعد من ذلك‪ ،‬مبعنى أنه ما دام‬ ‫لدى وزارة الصحة مستوصفاتها ووزارة الشؤون‬ ‫أيضا ً في كل املناطق اللبنانية‪ ،‬فلماذا البقاء‬ ‫على املستوصفات اخلاصة؟ فالصحة هي من‬ ‫مهام وزارة الصحة دون غيرها فلنلتفت ولو‬ ‫مرة ملصلحة املواطن وأمنه الصحي بعيدا ً عن‬ ‫التجاوزات التي ميكن أن تقضي عليه‪.‬‬ ‫فمن املسؤول عن ظاهرة األدوية املزورة؟ أشار‬ ‫الدكتور نصور بإصبع االتهام إلى الطبقة‬ ‫السياسية والفساد السياسي املستشري‪ ،‬ما‬ ‫يؤدي إلى وجود جو عام من الفساد ليس فقط‬ ‫في ملف الدواء بل أيضا ً في امللفات املتعلقة‬ ‫باألمور احلياتية للمواطن وأمنه الغذائي والصحي‬ ‫واالقتصادي واملعيشي‪ ،‬إذ ال أحد يقوى على إدخال‬ ‫حقيبة مشكوك بأمرها عبر املطار أو غيره من‬ ‫دون أن يكون له سند من جهة سياسية ما‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يحصل بالفعل‪.‬‬ ‫وتابع قوله‪ :‬إنهم كاحتاد يساعدون منظمة‬ ‫الصحة العاملية بحمالت توعية‪ ،‬والتأكيد على‬ ‫أهمية مهنة الصيدلي وما يحمله من ضمانة‬ ‫صحية لهم‪ ،‬وندعوهم إلى العمل على تقوية‬ ‫مهنة الصيدلة كي ال يتوجه الصيدلي مبهنته‬ ‫باجتاه التجارة والربح‪ ،‬ما يؤثر سلبا ً على أمنهم‬ ‫الصحي‪.‬‬ ‫أخيرا ً نسأل‪ :‬هل تُ َعد سمعة املستشفيات‬ ‫والصيدليات أهم من حياة املرضى؟ وهل متلك‬ ‫مصلحة حماية املستهلك وقوى اجلمارك‬ ‫اللبنانية الوسائل التي تتيح ضبط هذه األدوية؟‬

‫اعداد وحوار ‪ :‬ليديا ابو درغم‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪107‬‬


‫أعلنت قناة ‪ 3 Antena‬اإلسبانية اخلاصة في نشرتها‬ ‫الرياضية املسائية أن املالك اجلديد لنادي مانشستر‬ ‫سيتي اإلماراتي سليمان الفهيم سيقدم عرضا جادا‬ ‫قيمته ‪ 280‬مليون يورو إلدارة نادي برشلونة من أجل‬ ‫االستغناء عن حجر أساس الفريق املوهبة االرجنتينية‬ ‫ليونيل ميسي‪ .‬و اكدت القناة االسبانية أن ميسي‬ ‫سيكون العمود الفقري للفريق اجلديد الذي ينوي عمالق‬ ‫املال اخلليجي بنائه في مانشستر سيتي و الذي سيضم‬ ‫أيضا العبني مثل كريستيانو رونالدو و تيري هنري و ديفيد‬ ‫فيا و سيسك فابريغاس و احلارس االيطالي بوفون‪.‬‬ ‫ليونيل ميسي (‪)Messi Lionel‬ولد في ‪ 24‬يونيو عام ‪ ،1987‬في روزاريو‪،‬‬ ‫األرجنتني‪ ،‬هو العب كرة قدم أرجنتيني‪ ،‬يلعب في نادي برشلونة اإلسباني‪.‬‬ ‫بدأ ليونيل ميسي باللعب في سن مبكر مع نادي نيويلز أولد بويز ‪ .‬عندما‬ ‫كان يبلغ من العمر ‪ 11‬عاماً‪ ،‬عانى من مرض نقص هرمونات النمو و الذي‬ ‫يحد من منوه‪ ،‬ولم يستطع أبويه أن يعاجلوه في األرجنتني لكلفة العالج‬ ‫الباهظة‪ ،‬فانتقلوا إلى برشلونة‪ ،‬إسبانيا‪ .‬بعد ذلك حاول ليونيل االنضمام‬ ‫إلى نادي برشلونة بالرغم من أن عمره ‪ 13‬عاما ً فقط‪ .‬أبهرت مهاراته‬ ‫املسؤولني فقبلوه ليلعب مع نادي برشلونة ‪ ،B‬الذي حقق معه انتصارات‬ ‫كثيرة‪ ،‬مبعدل أكثر من هدف واحد لكل مباراة‪ .‬في أكتوبر عام ‪ 2004‬شارك‬ ‫ليونيل مع أول مبارياته مع نادي برشلونة (الفريق األول) ضد نادي إسبانيول‪،‬‬ ‫وكان ثالث أصغر العب يلعب مع صفوف الفريق األول‪.‬‬ ‫دخل ليونيل ميسي التاريخ من أوسع أبوابة عندما سجل هدفه األول مع‬ ‫نادي برشلونة (الفريق األول) أمام الباسيتي وذلك بعد متريرة متقنة من قبل‬ ‫الالعب الشهير رونالدينو ليسددها ميسي كرة‬ ‫ساقطة فوق حارس املرمى ‪ ،‬وبهذا الهدف يصبح‬ ‫ميسي أصغر العب في تاريخ برشلونة يسجل‬ ‫هدفا ً ‪ ،‬وهو لم يتجاوز الـ‪ 17‬عاما ً ‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 2005‬كانت الفرصة مناسبة لـليونيل ميسي إلثبات جنوميته‬ ‫عندما أستدعي لـمنتخب األرجنتني للشباب وذلك للمشاركة في بطولة‬ ‫كأس العالم للشباب وبها بزغ جنمه وظهر للعالم عندما ساند وساعد‬ ‫منتخبه للحصول على البطولة بعد مستويات رفيعة أذهلت اجلميع وليس‬ ‫أدل من ذلك إال حصوله على لقبي الهداف وأفضل العب ليؤكد أفضليته‬ ‫املطلقة ‪.‬‬ ‫وفي نفس العام ‪ 2005‬حصل على جائزة أفضل العب شاب أو الولد الذهبي‬ ‫الصادرة من مجلة توتو سبورت اإليطالية ‪ ،‬متفوقا ً بذلك على العديد من‬ ‫الشبان املوهوبني كـواين روني و كريستيانو رونالدو و روبينهو وغيرهم ‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2006‬شارك مع ناديه برشلونة اإلسباني في بطولة دوري أبطال‬ ‫أوروبا وساند فريقه بشكل جيد ‪ ،‬لعل أشهرها اللقاء األوروبي الكبير الذي‬ ‫جمع نادي برشلونة مع نادي تشيلسي اإلجنليزي والذي كان أحد مفاتيح‬ ‫الفوز في دور الذهاب‪.‬‬

‫ليونيل ميسي‬ ‫اإلسم ‪ :‬ليونيل ميسي‬ ‫املوركز ‪ :‬هجوم‬ ‫اجلنسية ‪ :‬أرجنتينى‬ ‫النادي‪ :‬برشلونة ‪ -‬أسبانيا‬ ‫املنتخب‪ :‬األرجنتني‬ ‫تاريخ امليالد‪ 24 :‬يونيو ‪1987‬‬ ‫العمر‪19 :‬‬ ‫الطول‪cm 169:‬‬ ‫الوزن‪kg 67:‬‬

‫‪108‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫أجرت صحيفة ‪ elmundodeportivo‬مقابلة مع أسطورة كرة القدم دييغو‬ ‫أرماندو مارادونا فتحدثت معه عن الكثير من األمور ذات العالقة مبشاركة‬ ‫بالده في البطولة الصيفية الكبرى‪.‬‬ ‫فمن ناحية مباراة البرازيل األخيرة التي هزم فيها راقصو السامبا بثالثية‬ ‫نظيفة سئل دييغو عما إذا كان ذلك الفوز مبثابة احلصول على امليدالية‬ ‫الذهبية كونه جاء على حساب الغرمي التقليدي واألزلي فقال”ال ‪ ..‬لقد أتينا‬ ‫إلى هنا من أجل الفوز بامليدالية الذهبية والشئ سواها على اإلطالق فقميص‬ ‫األلعاب األوليمبية يجب أن يكتسي باللون األزرق واألبيض مع الذهب»‪.‬‬ ‫وأشاد مارادونا بخليفته في املالعب ليونيل ميسي قائالً”إنه ظاهره فهو‬ ‫يلعب ويتقدم لألمام دون أن يكترث مبن أمامه من خصومه ودون حتى النظر‬ ‫إليه إنه املتمرد األخير فهو اليهمه من أمامه وهو أحد الالعبني املفضلني لي”‪.‬‬ ‫أما عن أهم سؤال وجه له وهو إذا ماكان ليو يستحق املقارنه به فقال”نعم‬ ‫إنه يستحق ذلك»‪.‬‬ ‫و كانت مشاركة ميسي في نهائيات كأس العالم ‪ 2006‬بأملانيا مهددة‬ ‫بسبب االصابات ‪ ,‬لكنه عاد في اللقاء الودي أمام أنغوال و شارك في املونديال‬ ‫و رغم أنه لم يشارك في املباراة االفتتاحية أمام ساحل العاج إال أنه شارك‬ ‫في املباراة الثانية أمام صربيا في الربع ساعة األخير و أبدع بشكل هائل‬ ‫حيث صنع هدفا بعد ‪ 3‬دقائق تقريبا من نزوله للملعب و ذلك بتمريره كرة‬ ‫رائعة لـهرنان كريسبو الذي استغلها و قبيل نهاية املباراة أحرز ميسي‬ ‫هدفا لفريقه في املباراة التي انتهت ‪ 0-6‬و كانت أكبر نتائج املونديال و‬ ‫لعب ميسي أساسيا في املباراة الثالثة أمام هولندا و لكنه لم يبرز كما‬ ‫في املباراة التي قبلها و شارك في ثمن النهائي أمام املكسيك مع نهاية‬ ‫الوقت األصلي و لم يشارك أمام أملانيا مما أثار استهجان اجلماهير جتاه املدرب‬ ‫خوسيه بيكرمان الذي لم يلبث أن استقال بعد اخلسارة‪.‬‬ ‫و عاد ميسي بعد مونديال مخيب للعب مع برشلونة و كان عليه تعويض‬ ‫غياب النجم رونالدينيو في افتتاحية الدوري اإلسباني ‪ 2007/2006‬و قام‬

‫مسيرة ميسي املتألقة في موسم ‪ 2007/2006‬لم تتوقف عند هذا احلد‬ ‫بل أحرز هاتيرك تاريخي في مرمى ريال مدريد‪.‬‬ ‫و في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا أحرز ميسي هدفا أسطوريا في‬ ‫مرمى خيتافي و كان هذا الهدف شبيها بهدف مارادونا أمام إجنلترا في‬ ‫كأس العالم ‪ .1986‬و إمتألت صحف العاملم باملقارانات بني هذا الهدف و‬ ‫هدف مارادونا األسطوري ‪ ،‬لدرجة أن الصحف األسبانية وصفت ميسي ب‬ ‫“ميسيدونا”‪ .‬فلقد قطع ميسي ‪ 62‬مترا ً متجاوزا ً أربع مدافعني مختلفني‬ ‫باالضافة إلى احلارس ‪ ،‬و وضع الكرة في املرمي من نفس الزاوية التي وضع‬ ‫منها مارادونا هدفه التاريخي‪ .‬وعندما سجل ميسي الهدف اخلرافي في‬ ‫مرمى خيتافي أيضا سجل هدفا في مرمى اسبانيول تاريخيا في يده يشبه‬ ‫هدف ماردونا بعد متريره من جولي ضربت من املدافع ثم ارتفعت في الهواء‬ ‫مد يده ليسجل هدفا‪.‬‬ ‫وهو مرشح بقوة حاليا ً لنيل أكثر من جائزة أحسن العب وأحسن هداف‬ ‫من أكثر من جهة‪.‬‬ ‫وفي شهر آب املاضي قاد منتخب بالده‪ ،‬األرجنتني‪،‬‬ ‫الى إحراز امليدالية الذهبية في أوملبياد بكني‪.‬‬

‫الفتى الذهبي‬

‫رونالد حمدان‬

‫بذلك على أكمل وجه حيث سجل هدفا جميال‬ ‫و قاد فريقه للفوز ‪ 2-3‬و جنح في املباراة الثانية‬ ‫أيضا بالتسجيل و استمر على تألقه حتى أحرز‬ ‫هدفا رائعا للغاية أمام إشبيلية حيث راوغ ‪3‬‬ ‫مدافعني في مسافة متر تقريبا في املباراة التي‬ ‫فازها فريقه ‪ 1-3‬و بعد مباراة إشبيلية كان على‬ ‫ميسي و فريقه أن يواجهوا تشيلسي اللندني و‬ ‫خسر برشلونة هناك بهدف لصفر و تألق ليونيل‬ ‫ميسي بتلك املباراة و بعد مباراة تشيلسي كان‬ ‫على برشلونة أن يواجه مباراة صعبة أخرى كانت‬ ‫هذه املرة أمام ريال مدريد و تألق ميسي بشكل‬ ‫الفت في تلك املباراة و قدم لوحات كروية رائعة‬ ‫حيث راوغ فابيو كانافارو و روبرتو كارلوس معا‬ ‫بخفة في أجمل لقطات املباراة و لكن تألقه لم‬ ‫يكن كافيا فخسر فريقه ‪.0-2‬‬

‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪109‬‬


‫منبر رأي‬

‫الدروز بين خيار األحادية المركبة وثنائية الممكن‬ ‫يبدو ان عاصفة اجلبل التوحيدية لن تهدأ حتى اآلن في ما خص موضوع حتديد‬ ‫وجهة الدروز والصراع السياسي الدائر بينهم نتيجة تغير التحالفات وتبدل‬ ‫املواقف بني احزابهم وتياراتهم السياسية‪ ،‬وفقا ً ملصالح عديدة اخذت تواكب‬ ‫عصر التسابق على قطف زهرة اتفاق الدوحة الذي جاء عقب احداث السابع‬ ‫من ايار املاضي‪.‬‬ ‫بهذا املعنى راحت فكرة التجاذبات السياسية تنحني على مفصل االحداث‬ ‫اآلنية‪ ،‬وتخيم على خطابات القيادات الدرزية حتى بتنا امام اطار جديد للتشكيل‬ ‫السياسي داخل الطائفة والذي برز معه موضوع الثنائية كاجتاه مغاير لكل‬ ‫التشكيالت التي سادت ما قبل بروز حركة رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير وئام‬ ‫وهاب الذي حاول دفع الطائفة نحو مشروع التطور السياسي واالجتاه الالطائفي‬ ‫والسير في ركاب الدولة املدنية‪ ،‬وهذا ما ادى الى انحسار الثنائية اجلنبالطية –‬ ‫االرسالنية املصطنعة لتقوم محلها ثنائية جديدة يشكل فيها تيار التوحيد‬ ‫العمود الفقري في تثبيت هوية الدروز العربية والـتأكيد على دورهم الوطني‬ ‫والقومي في مواجهة كل ما يحاك ضدهم من مكايد وافخاخ سياسية‪.‬‬ ‫ازاء هذا الواقع املستجد على الساحة الدرزية دخل املوحدون – الدروز في‬ ‫مسار سياسي جديد متوزعني على معسكرين‪ ،‬اقطاعي يريد ابقاءهم عند‬ ‫هاجس االزمنة املضطربة وحقب القلق واخلوف من اآلخر‪ ،‬وآخر شعبي مترد على‬ ‫كل االفكار البالية التي ادخلت بني معروف في دائرة مغلقه من اجلهل والفقر‬ ‫واحلرمان وحولتهم الى شريحة ليس املطلوب منها سوى تقديس شخصية‬ ‫الزعيم وتعطيل امكانية تبصر املصير عندهم‪.‬‬ ‫وبني قلق البعض وثورة البعض اآلخر يجد الدروز انفسهم امام معادلتني‬

‫سياسيتني تختلف من حيث العقلية والنفسية في مخاطبة قاعدتها‬ ‫الشعبية‪ ،‬كما تتعارض عند طرحها مقتضيات البناء الداخلي ومجابهة‬ ‫األخطار احملدقة بالوطن‪.‬‬ ‫هكذا بات اجملتمع الدرزي قائما ً بتركيبته اجلديدة ونظامه وتياراته السياسية‬ ‫واالجتاهات الفكرية التي تتجاذبه في هذه املرحلة‪ ،‬والتي ميكن اعتبارها الصورة‬ ‫شب على صورة‬ ‫املصغرة للمجتمع السياسي اللبناني احلاضر أو اجلنني الذي ّ‬ ‫اجملتمع احلالي‪ .‬وقد تكون املرة األولى التي تشهد فيها الطائفة الدرزية صراعا ً‬ ‫من هذا النوع‪ ،‬صراعا ً ليس بني قبيلتني‪ :‬قيسية وميينية‪ ،‬أو ما بني اجلنبالطية أو‬ ‫اليزبكية‪ ،‬بل انقسام حاد بني معسكرين يتوزّع عليهما أبناء اجلبل حتى كادت‬ ‫بعض العبارات والشعارات تفقد معانيها االساسية بسبب تشويه السياسة‬ ‫التطبيقية لها او تضمينها مفاهيم مح ّرفة‪ ،‬مثال ذلك التقدمية والدميقراطية‬ ‫اللتان شكلتا الواجهة الستمرارية حكم اإلقطاع واألمراء الذين سلكوا نظاما ً‬ ‫سلطويا ً وحصروا عملهم في إطار املصالح الشخصية االنانية‪.‬‬ ‫باملقابل ظهر رأي حر يحدوه شعور ثابت وامل صادق في امكانية خرق احلركة‬ ‫السياسية التقليدية داخل الطائفة الدرزية من خالل اطار صحيح للبناء‬ ‫الوطني ولالمتداد والتواصل مع التيارات السياسية األخرى التي جنحت بدورها‬ ‫من وضع ابنائها في صلب حركة اجملتمع والفكر السياسي املعاصر القادر على‬ ‫حتمل تبعات األزمة السياسية بشكل عام‪.‬‬

‫هشام األعور‬

‫أمني الداخلية في تيار التوحيد اللبناني‬

‫المشكلة السكانية في الواقع اللبناني‬ ‫أدى االهتمام باملسائل السكانية في معظم دول العالم املتقدمة إلى‬ ‫تكثيف برامج التخطيط ورسم السياسات والتوعية االجتماعية‪ ،‬فهناك‬ ‫حاجة إلى الدراسات والنظريات التي تساهم في مساعدة األفراد واجملتمعات‬ ‫على تفهم أسباب املشاكل في مختلف القضايا السكانية‪ ،‬وملعرفة أثر هذه‬ ‫املشاكل على حياة األفراد واجملتمع والدولة‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذا االهتمام أ ُ ّسست بعض املنظمات الدولية التي تعنى‬ ‫بالقضايا السكانية للقيام بدراسات وإجراء التعدادات للسكان‪ ،‬وتدريب‬ ‫فنيني للقيام بهذه املهام؛ مثل منظمة اليونسكو‪ .‬وأُدخلت هذه القضايا‬ ‫ضمن املناهج التربوية‪ .‬ومنذ أوائل السبعينيات ساهم صندوق األمم املتحدة‬ ‫للسكان بتقدمي معونات مالية وتقنية لدعم البرامج السكانية‪ .‬وقد أصبح‬ ‫من املتعذر قيام أي مشروع تنموي دون معطيات إحصائية‪ ،‬نظرا ً الرتباطها‬ ‫الوثيق بالتنمية االقتصادية واالجتماعية؛ فالتعداد هو مبثابة صورة رقمية‬ ‫للواقع‪ ،‬وهو ميد الباحثني باملعطيات الدقيقة التي تساعد على كشف الوقائع‬ ‫وحتليل الظواهر الدميوغرافية‪ ،‬فعلم السكان يجب أن يقارن ما بني اإلمكانات‬ ‫املتوافرة في احلاضر واحلاجات الضرورية للمستقبل‪ ،‬من خالل حتليل البيانات‬ ‫بطريقة علمية موضوعية‪ ،‬وهذا يعتمد على قدرة علماء اإلحصاء واحملللني‪.‬‬ ‫ورغم هذا التطور احلاصل على مستوى العالم في العلوم السكانية‬ ‫واإلحصائية‪ ،‬ما زالت هناك بعض اجملتمعات تفتقر إلى الدقة في مجال‬ ‫التعداد‪ ،‬ومن املؤسف القول إن لبنان هو الوحيد ضمن هذه الدول التي تفتقر‬ ‫إلى التعداد‪ ،‬وإلى سياسة سكانية واضحة‪ .‬ولبنان لم يقم بتعداد لسكانه‬ ‫منذ العام ‪ ،1932‬وعدم توافر البيانات اإلحصائية من أهم الصعوبات التي‬ ‫تعترض إجراء الدراسات؛ فمعظم خطط التنمية تتطلب أساسا ً إحصائياً؛‬ ‫فحجم السكان‪ ،‬أو عدد السكان‪ ،‬له عالقة مباشرة بأحوال الناس‪ ،‬من حيث‬ ‫االكتفاء الذاتي‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬وتوزيع احلصص‪ ،‬واملوارد‪.‬‬ ‫أدت احلروب في لبنان إلى تغيير كامل في البنية الدميوغرافية‪ ،‬وسببت‬ ‫كوارث اجتماعية‪ ،‬ال تقتصر على النواحي املادية فقط‪ ،‬بل تتعدى ذلك إلى‬ ‫قضايا إنسانية؛ خلفت اآلالف من األيتام واألرامل واملعوقني‪ ،‬وأدت إلى زيادة‬ ‫األمراض العصبية والنفسية‪ ،‬وازداد عدد العاطلني عن العمل‪ ،‬وتعززت كل‬ ‫أشكال العنف‪ ،‬فباتت احلاجة ضرورية وملحة لقيام دراسات تنموية معنية‬

‫‪110‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بهذه األمور التي متثل خطرا ً على كيان الدولة واملواطنني‪.‬‬ ‫إن مهمة إعداد دراسات واقعية هي حاجة ضرورية وملحة‪ ،‬لتقليص‬ ‫حجم املآسي التي يتعرض لها اجملتمع‪ ،‬وخاصة العنف‪ ،‬واإلجرام‪ ،‬والفقر‪ ،‬وقد‬ ‫أثبتت معظم الدراسات أن معدالت اجلرمية ترتفع في اجملتمعات التي تتسم‬ ‫باتساع الفرق في الدخل‪ ،‬كما أثبتت الدراسات أن الرأسمالية العاملية هي‬ ‫املسبب األول لكوارث العالم الفقير؛ وال ميكن حتقيق العدالة االجتماعية‪،‬‬ ‫واحلد من تأثير اجلرمية‪ ،‬دون معرفة أسبابها ودوافعها‪ ،‬ودون التوزيع العادل‬ ‫للدخل‪ ،‬ولكل موارد البالد‪ ،‬بني مختلف أبنائه؛ بغض النظر عن ميولهم‬ ‫الطائفية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واملناطقية‪ ،‬فاختالل التوزيع يؤدي إلى الفقر وزيادة‬ ‫الفرق بني الطبقات الغنية والفقيرة‪ .‬ومن املؤسف أن بعض الدراساتـ‪ ،‬إن‬ ‫وجدت‪ ،‬تهدف إلى تقدمي معلومات وأرقام لطبيعة غير علمية‪ ،‬ألغراض جتارية‪،‬‬ ‫أو سياسية‪ ،‬في بلد يفتقد إلى نظرة اجتماعية ووطنية موحدة‪ .‬ولهذا ظلت‬ ‫معظم هذه الدراسات بعيدة عن املوضوعية والواقع‪ ،‬ولم تساهم في إيجاد‬ ‫حلول للمشاكل االجتماعية القائمة؛ وكل ذلك بسبب الواقع السياسي‬ ‫املتأزم الذي يعتمد على احملاصة والطائفية‪ ،‬والذي يحرم هذا الوطن من قيامه‬ ‫ونهضته‪ ،‬ويكرس مصلحة ذوي النفوذ‪ ،‬وكبار املوظفني؛ الذين لديهم من‬ ‫األموال‪ ،‬ووسائل الترفيه‪ ،‬والكماليات‪ ،‬ما يكفي حلل مشاكل آالف املواطنني‬ ‫الكادحني الذين يعانون من املرض‪ ،‬والفقر‪ ،‬والتشرد‪.‬‬ ‫إن أزمة املشاريع اإلصالحية ليست بالضرورة نتيجة أسباب مالية‪،‬‬ ‫كما يحلو للبعض وصفها؛ بل هي أزمة اجتماعية وسياسية‪ ،‬قلما يهتم‬ ‫السياسيون مبعاجلتها‪ .‬ولهذا من الضروري إعداد مجموعة من الباحثني‬ ‫األكفاء‪ ،‬والقادرين على متابعة القضايا االجتماعية لتحقيق التوازن؛ ولكن‬ ‫في غياب التعداد‪ ،‬وهو املنطلق الوحيد للتنمية‪ ،‬وفي ظل األنظمة السياسية‬ ‫القائمة‪ ،‬قد تتعرض األبحاث اجلريئة إلى جميع أنواع الضغوط والقيود؛‬ ‫ليصبح من الصعب التركيز على املواضيع التي من شأنها أن ترفع املستوى‬ ‫املعرفي وتعززه‪ ،‬وتساهم في تخفيف األزمات‪ ،‬بغية حتقيق اخلير العام‪ ،‬الذي‬ ‫كان وما زال هدف اإلنسانية جمعاء‪.‬‬

‫ندا ذبيان‬


‫منبر قراء‬

‫ُ‬ ‫جوالن‬ ‫ال ُمنى‬

‫صوتكم بعيد‬ ‫أليس من الغنب أن تبقى دير القمر بعيدة عن االزدهار والنهضة العمرانية‬ ‫واالقتصادية؟ إن عليها أن توزع األدوار‪ ،‬والهبات‪ ،‬والقدرات والعطايا‪ ،‬وتكون‬ ‫املركز الرئيسي الذي منه تستمد كل قرية شوفية‪ ،‬قوتها‪ ،‬وبهجتها‪،‬‬ ‫ووهجها‪ ،‬وعناصر تغلبها على الضعف‪ ،‬والقلق والهجرة‪.‬‬ ‫أي درس حفظناه من احملنة؟ نعم‪ ،‬أي درس؟ كأنكم لم متروا في أسواق الدير‬ ‫احلزينة! مرة واحدة اخسروا من وقتكم‪ ،‬واسألوا الدير عن حزنه وحاجاته‪.‬‬ ‫مدرسة تفتحونها هنا‪ ،‬ومستوصف هناك‪ ،‬ومشروع تهيئون له هنالك‪،‬‬ ‫وبعض لقاءات مصارحة وتفاهم‪ ،‬وتوضيح للمستقبل‪ ،‬كل هذا يعيد إلى‬ ‫الواهن الضعيف رمقا ً من قوة‪ ،‬ويبقيه مستمرا ً في النضال والكفاح‪ ،‬ال‬ ‫أن يتقهقر وينسحب من املعركة‪ ،‬وكلكم بحاجة إليه‪ ،‬وأكيد في الشوف‪،‬‬ ‫مسقط رأسه‪ ،‬وملعب صباه‪.‬‬ ‫كثر نسمعهم يطالبون بأشياء أساسية‪ ،‬وفي جميع مناطق الشوف‪،‬‬ ‫وفي أقصى األعماق‪ ،‬لكنها مطالبة يستخف بها املسؤولون ألنهم يعرفون‬ ‫أنها من قبيل تسجيل موقف وإثبات وجود‪ ،‬فلو كانت جدية هذه املطالبة‬ ‫ملا كان الصوت يأتي من البعيد‪ ،‬من أقاصي بيروت أو الشمال‪ ،‬أو اجلنوب‪،‬‬ ‫يأت من الشوف‪ ،‬ويكون الدليل الناصع على مدى هيمنة اخلصم‬ ‫وأبدا ً لم ِ‬ ‫اجلنبالطي وأنه الوحيد احلاكم سعيدا ً وال متانع من أن يبقى‪ ،‬فال وقت لدى‬ ‫املسؤولني يضيعونه في معادلة حسابية يعتقدونها أصالً مختلة‪ ،‬أو هكذا‬ ‫جعلها الواقع غير العادل‪.‬‬ ‫بانتظار يوم ن ُدعى فيه إلى حضور اجتماع هو حلقة أولى من سلسلة‬ ‫ورشة عمرانية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬تستمر‪ ،‬تقاوم وتبني‪ ،‬ويكون في كل‬ ‫حجر من الشوف‪ ...‬هل يطول االنتظار؟‪...‬‬

‫ابن املعاصر‬

‫ُ‬ ‫أسيرة الصامتين‬

‫هناك خلف القضبان تصرخ سجينة‬ ‫تكسر بحبال حنجرتها القيود اللعينة‬ ‫متزق بأناملها املشققة بساط العار والهزمية‬ ‫وتنسج من حمرة الدم وملوحة الدمع في مقلتيها‬ ‫بساط الشرف لالمة الضعيفة‬ ‫أمة لم تعرف سوى السكر وذبح الوليمة‬ ‫أمة أعمت أبصارها اموال اخلزينة‬ ‫لكن العيب ليس في عزم امتنا‬ ‫وإمنا في تلك الدمى القتيلة‬ ‫املتبجحة دون موقف او عزمية‬ ‫تتحرك فقط بإشارة من قاتليها‬ ‫يرونهم يقتلون النساء‪ ...‬ولم يثوروا‬ ‫يشردون األطفال‪ ...‬ولم يثوروا‬ ‫يسرقون االرض‪ ...‬ينهبون الديار‪ ...‬يشربون الدماء‪ ...‬ولم يثوروا‬ ‫متى تثورون باهلل عليكم‪ ...‬متى تثورون‬ ‫اعندما ينزعون عرشكم تثورون‬ ‫ام عندما يسرقون مالكم تثورون‬ ‫ام في اللعب مع عشيقاتكم‪ ...‬عندها كرامتكم تزول‬ ‫الم تخبروا كم قتيل في فلسطني‬ ‫وكم معتقل في اجلوالن وجنني‪!..‬؟‬ ‫الم تتطلعوا على مجازر قانا ودير ياسني‪!...‬؟‬ ‫وماذا فعلوا بالعراق باسم الدميقراطيني‪!...‬؟‬ ‫اعلم انكم تدرون ولكنكم كالبكم صامتني‬ ‫وهل اظلم معكم البكم‪...‬؟ ال فهذه ارادة رب العاملني‬ ‫اما انتم فصمتكم بقرار من الشيطان الرجيم‬

‫دميا غسان عماشة‬

‫أبْر ْق بسيفك أ ّيها اجلوالن‬ ‫ع ّلق جنو َم النصر في راياتنا‬ ‫عانقت ج ّلقَ عانقت فيك ّ‬ ‫الذرا‬ ‫لك جارة الفيحاء قلب هاتف‬ ‫فيرى على نور الوجوه حنينَه‬ ‫يا حامالً بحر العناء بصدره‬ ‫لك َّن فجرَك قادم ومبشر‬ ‫ستحطم األقياد عن جوالننا‬ ‫يا أيها الشعب املقاوم والفدا‬ ‫أرسى القوا ِع ِد للمقاوم نخب ًة‬ ‫أضحت ثقا َفتَك املقاوم ُة التي‬ ‫زمن الهزائم قد مضى مذ أشرقت‬ ‫قد ّ‬ ‫عطر التاريخ ذكر صمودكم‬ ‫ال ّبد من عرس على تلك ال ّربى‬ ‫أهالً‬ ‫َ‬ ‫شيوخ الدين يا ع ّز التّقى‬

‫زلزا ُل صبرك للعدا بركا ُن‬ ‫الوصي ُة قالها سلطان‬ ‫تلك‬ ‫ّ‬ ‫بعضها األوطان‬ ‫فرحا تعانق‬ ‫َ‬ ‫باطن ْي ِه القدس واجلوالن‬ ‫في ِ‬ ‫وعلى جباه الع ّز أنت مكان‬ ‫وهمنا العدوان‬ ‫فينا العناء ّ‬ ‫بشارنا فيه فال أوهان‬ ‫ويعود لأل ِّم احلنون َجنان‬ ‫طبع له التوحيد واإلميان‬ ‫فيهم تألأل شيخُ هم سلمان*‬ ‫ض َّجت بها الدنيا أجل لبنان‬ ‫َ‬ ‫شمس يزول بنورها الطغيان‬ ‫والفخر فيكم أيها الشجعان‬ ‫والعرب فيه واملنى جوالن‬ ‫وبيارقا ً في ظ ّلها اإلحسان‬

‫*ابو محمود سلمان ابو صالح احد رموز املقاومة في اجلوالن‬

‫الشيخ راتب نصر اهلل أبو ذياب‬

‫زمن االقطاع قد ولّى‬ ‫زمن التوحيد قد ّ‬ ‫هال‬ ‫بدم الرجولي تراب علياك اجنيل‬ ‫يا جبل عن واجبك ما بلتهي‬ ‫تنزل وتغمر إبنها القطب اجلبل‬ ‫جنوم السماء عاجلاهلية بتشتهي‬ ‫ب ّينت فيضك عند حك ركابها‬ ‫وهاب يا قائد أسود بغابها‬ ‫بتسوى خزينة مملكي من بابها‬ ‫أسست ثورة وفكرتك منعدها‬ ‫ْ‬ ‫ر ّديت لينا الشمس بعد غيابها‬ ‫ودور السياسي بحكمتك مني قدها‬ ‫الرجال بعدا بالروحية ذاتها‬ ‫كنا املدافع بالعمامة نسدها‬ ‫تيرجع حقوق الضايعا لصحابها‬ ‫يا درع واقي للعمامي والعبي‬ ‫جيناك عاملريخ يا مشيد حصون‬ ‫بيحدي بها ابن العرب واألجنبي‬ ‫تواريخنا من قبل وقعت ميسلون‬ ‫يا بحر زاخر في خضم املوهبي‬ ‫وهاب يا جوهر بصابيص العيون‬ ‫عمالق في وقت الشدايد قدها‬ ‫ما استقطبك نصر العرب لوما تكون‬ ‫وتيار حاوي فكر جبران النبي‬

‫نزار سامي ابوذياب‬

‫منسق االعالم في مفوضية‬ ‫اجلاهلية للشباب‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪111‬‬


‫نهاية‬ ‫المشروع‬ ‫الصهيوني‬ ‫على عتبات‬ ‫أبوابنا‬ ‫بقلم‪ :‬محمود صالح‬

‫‪112‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ال نقول هذا جزافاً‪ ،‬إنها الوقائع التي تتحدث عن ذاتها‪ ،‬وهذا ما يقر‬ ‫به الصهاينة في كل مناسبة‪ ،‬في أوج انتفاضة األقصى‪ ،‬وفي العام ‪2003‬‬ ‫قال أحد قادة الصهاينة (ابراهام بورغ)‪ ،‬إن نهاية المشروع الصهيوني‬ ‫هي على عتبات أبوابنا‪ ،‬وهناك فرصة حقيقية ألن يكون جيلنا آخر جيل‬ ‫صهيوني‪.‬‬ ‫والصهاينة يؤكدون أنه قد تظل هناك دولة يهودية‪ ،‬ولكنها ستكون‬ ‫شيئاً مختلفاً‪ ،‬غريبة وقبيحة‪ ،‬فدولة تفتقد للعدالة ال يمكن أن يكتب لها‬ ‫البقاء‪ ،‬وإن بنية الصهيونية التحتية آخذة في التداعي‪ ،‬تماماً مثل دار‬ ‫مناسبات رخيصة في القدس‪ ،‬حيث يستمر بعض المجانين في الرقص في‬ ‫الطابق العلوي‪ ،‬بينما تتهاوى األعمدة في الطابق األرضي‪.‬‬ ‫نعم إن زوال إسرائيل حتمية تاريخية وحضارية‪ ،‬ذلك أن إنشاء دولة‬ ‫“إسرائيل” هو على عكس حركة التاريخ والجغرافية‪ ،‬وهو من نوع‬ ‫زرع جسم غريب في جسد‪ ،‬وهذا ما أعلنه أولمرت‪ ،‬وهو أرفع شخصية‬ ‫في القيادة الصهيونية‪“ :‬إن أرض إسرائيل الكبرى انتهت‪ ،‬وإننا نرفض‬ ‫رؤية الحقيقة‪ ،‬والزمن ال يعمل في مصلحة إسرائيل‪ .....‬وللزمن عواقبه‬ ‫الخاصة بنا”‪.‬‬ ‫ومثل هذه اإلشارات القوية سيكون لها تداعياتها على المجتمع‬ ‫اإلسرائيلي في ما بعد‪ ،‬وصحوة أولمرت المتأخرة هذه تعني أن إسرائيل‬ ‫الكبرى قامت على خرافات وخياالت هي نفسها التي قامت عليها‬ ‫“إسرائيل” الصغرى‪ ،‬إذاً عقارب الساعة تقترب من الصفر‪.‬‬ ‫والكآبة تكتنف إسرائيل وهم يعترفون بذلك‪ ،‬ويؤكدون‪:‬‬ ‫أن الروح التي دفعت المقاتلين وقادتهم في فيتنام الشمالية قد هزمت‬ ‫أولئك المسلحين في القوات األميركية بأحدث الوسائل القتالية‪ ،‬فالروح‬ ‫هنا تعني المعنويات والتصميم والوعي بعدالة النهج واألساس بعدم وجود‬ ‫خيار آخر‪ ،‬وهذا ما تفتقده إسرائيل التي يكتننفها اليأس‪.‬‬ ‫وباألمس نجح أبطال المقاومة اإلسالمية في لبنان في هزيمة الجيش‬ ‫الصهيوني المسلح بأحدث األسلحة األميركية بفضل اإليمان بعدالة‬ ‫القضية واالستعداد للبذل حفاظاً على كرامة الوطن واألمة‪ ،‬فاستحقوا‬ ‫ً‬ ‫مثاال تهتدي به األجيال وكان الوعد الصادق‬ ‫احترام العالم بأجمعه‪ ،‬وقدموا‬ ‫وطريق االنتصارات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ليمثل رافعة جديدة‬ ‫وفي فلسطين والعراق يستمر خيار المقاومة‬ ‫للنهوض العربي‪ ،‬فقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن االنتصارات‪ ،‬إنها‬ ‫الحقيقة الدامغة فهل يبصرون وقد دقت المقاومة اإلسالمية والفلسطينية‬ ‫والعراقية المسمار األخير في جسد االمبراطورية األميركية والصهيونية‬ ‫المتهاوية‪ ....‬فهل تعلمنا الدرس؟‬


‫الكتاب في سطور‬

‫“ رؤيا من منظار‬ ‫هيئة العمل التوحيدي‬ ‫نحو المستقبل الواعد”‬

‫مقدمة الكتيب تعطي حملة وجيزة عن الرسالة التوحيدية مبا‬ ‫حتويه من قيم ‪ ,‬ومبادىء وعرفان ‪ ,‬والعمل على نشر احملبة واإللفة‬ ‫وتعضيد اجملتمع بالوحدة والتسامح واملعضلة احلقيقية في‬ ‫سبيل التطور والنمو ملا فيه خير اجملتمع ‪.‬‬ ‫وملا كان لكل شيء بداية ولكل بداية غاية ‪ ,‬فغاية هيئة العمل‬ ‫التوحيدي هي نهضة دينية علمية تتالءم وطبيعة احلياة الدينية‬ ‫والعصرية التي نعيش في كنفها ‪ ,‬والتأقلم مع احلداثة والتبدل‬ ‫السريع من خالل العمل على إنشاء الهيئة التي تعمل بجهد‬ ‫لالرتقاء الى معارج التوحيد ضمن سلوكية علمية وعملية في‬ ‫مقاربة العقيدة التوحيدية التي من خاللها نستطيع النهوض‬ ‫مبجتمعنا على قاعدة اإلنفتاح والتواصل مع شرائح اجملتمع على‬ ‫تعدديتها ‪.‬‬ ‫كما يتطرق الكتيب الى جانب من جوانب التوحيد الذي‬ ‫هو س ّر احلياة ومادة العقل الك ّلي القابض لقواعد األخالق‬ ‫الفاضلة وجوهر املبادىء السامية ودستور األعمال الصاحلة‬ ‫‪ ,‬وأساس العدل واحلق الذي يعلو وال يُعلى عليه ‪ ,‬الذي يقود‬ ‫الى بناء مجتمع سعيد ضمن منطلقاته األساسية في‬ ‫ميادين احلياة كافة دينية كانت أم إجتماعية‪ ,‬وإقتصادية‪,‬‬ ‫وفكرية‪ ,‬وثقافية ‪ ,‬أو في فن إدارة شؤون اجملتمع إذ يعطي‬ ‫لكل قوة الزاد ويشحن اإلنسان العامل ليكون دائم اجلهاد‬ ‫مع نفسه ومن أجل مجتمعه إبتدا ًء من األسرة فاجملتمع‬ ‫فالوطن ‪.‬‬ ‫يحتوي الكتيب أيضا ً ورقة عمل الهيئة على الصعيدين‬ ‫الداخلي واخلارجي ‪ ,‬وبشق ّيها الوطني والعربي ‪ ,‬وقانون الهيئة‬ ‫ونظامها الداخلي ‪ ,‬وملحق التعريف والتوجه واملهام ‪ ,‬وهو ما‬ ‫أسميناه ( بيان هيئة العمل التوحيدي ) ووضعناه بني أيدي‬ ‫القارىء الكرمي إميانا ً منّا بان حتقيق أهداف الهيئة يتم عبر‬ ‫اإلنفتاح على اجلميع وإشراك العدد األكبر من أصحاب اخلبرة‬ ‫والعقول النيرة والرأي السديد ‪.‬‬ ‫أما اخلامتة فتلقي الضوء على ما يحتاجه مجتمعنا من زاد‬ ‫ثقافي وعلمي في عملية التطور والتغيير خملتلف جوانب احلياة‬ ‫التي ستنقله من عصر التحجر الفكري الى عصر اليقضة‬ ‫الفكرية املتنورة ‪,‬وما يتطلبه من إنتفاضة وعي خللق ثقافة‬ ‫عامة لإلنسان التي هي جزء من التربية الدينية التوحيدية‬ ‫والتق ّيد بالقيم األخالقية الصادرة من العقل والوجدان الذي‬ ‫هو جوهر الفكر التوحيدي ‪ ,‬فهيئة العمل التوحيدي من‬ ‫منظارها ترى أن حر ّية التوحيد املطلقة هي حر ّية الفكر‬ ‫والقول والعمل ‪ ,‬واملوحد املتحرر معتاد أن يكون حرا ً طليقا ً‬ ‫يعيش في دنيا ال حدود فيها وال سدود ‪ ,‬يجتاز كل العقبات‬ ‫ودائما ً يكون عقله متفتحا ً وفكره متجددا ً وعلى ضوء عقيدته‬ ‫رجل َّ‬ ‫ضل وهو‬ ‫يشاهد مييز يحكم ويختار ‪ ,‬وفي النهاية ما من ٍِ‬ ‫يسلك الطريق املستقيم ‪.‬‬ ‫العدد ‪-21‬تشرين األول ‪ -2008‬السنة الثانية‬

‫‪113‬‬


‫المخيم األول لكشافة التوحيد‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.