مجلة التميز الانساني العدد 32

Page 1

‫مجلة اإلنسانية‬ ‫مجلة إلكترونية شهرية مجلة تصدر عن‬

‫اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية‬

‫الـعـدد الثاني والثالثون ‪ /‬نوفمبر ‪ / 2023‬جمادي األول ‪ 1445‬هـ‬

‫غزة تحيي الضمري اإلنساني‬ ‫فلسطين في عيون الكويت‬

‫‪tamayuzkw.com‬‬


‫مجلة اإلنسانية‬ ‫الـعـدد الثاني والثالثون ‪ /‬نوفمبر ‪ / 2023‬جمادي األول ‪ 1445‬هــ‬ ‫مجلة إلكترونية شهرية مجلة تصدر عن اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية‬

‫رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬خالد الصبيحي‬ ‫مدير التحرير‬

‫د‪ .‬مسعود صبري‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫تامر عبد الوهاب‬

‫‪22 5544 35‬‬ ‫‪22 5544 36‬‬

‫‪tamayuzkw.com‬‬


‫اقرأ في هذا العدد‪:‬‬ ‫‪ 04‬االفتتاحية‪.:‬‬ ‫‪ 05‬األربعون الخيرية‪ :‬باب‪ :‬صنائع المعروف تقي مصارع السوء‬

‫‪ 07‬ركائز العمل الخيري‪ :‬قواعد العمل الخيري‪.‬‬ ‫‪ 09‬مبادئ العمل اإلنساني‪ :‬المبدأ السابع عشر‪ :‬التأثير والفاعلية في العمل الخيري‪.‬‬

‫‪ 12‬الوضع اإلنساني في غزة‪.‬‬ ‫‪ 13‬عندما يتحول العطاء إلى لذة وسعادة!‪.‬‬ ‫‪ 14‬مكتبة العمل الخيري‪ :‬فلسطين في عيون الكويت‪.‬‬ ‫‪ 21‬اقتداء المقاومة الفلسطينية بالمنهج النبوي الشريف في التعامل مع األسرى‬ ‫‪ 25‬تحالف من أجل اإلنسانية‪ :‬تعزيز دور الجمعيات الخيرية في رطار مجلس التنسيق اإلنساني‬ ‫بعد النزاعات‪.‬‬ ‫‪ 27‬جمهورية المالديف اإلنسانية ‪ ...‬ونصرتها للقضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪ 28‬فتاوى العمل اإلنساني‪ :‬دفع الزكاة إلعمار غزة‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫االفتتاحية‬ ‫غزة تحيي الضمير اإلنساني‬ ‫مازالت الحرب الصهيونية العالمية عىل قطاع غزة مستمرة‪ ،‬وقد‬ ‫سقط فيها آالف الشهداء والجرحى‪ ،‬وهدمت عشرات المئات من‬ ‫البيوت والمساكن‪ ،‬وخرجت غالب المستشفيات في غزة عن الخدمة‪،‬‬ ‫ومازال مئات اآلالف ينزحون من منطقة ألخرى‪ ،‬ال يعرفون لهم‬ ‫دارا وال يجدون لهم قرارا‪ ،‬ومازال هدم المساجد والمستشفيات‬ ‫والمدارس مستمرا‪ ،‬إال أنه رغم تلك المعاناة‪ ،‬فإن األمة اإلسالمية‬ ‫بشعوبها أثبتت أنها حية ما ماتت‪ ،‬فإن كانت الحرب قتلت آالفا‪ ،‬فإنها‬ ‫أحيت ماليين من هذه األمة‪ ،‬بل أحيت الضمير اإلنساني‪ ،‬وتجلت‬ ‫اإلنسانية في أبهى صورها‪ ،‬حتى رأينا كثيرا من غير المسلمين من‬ ‫الرجال والنساء يدعمون الشعب الفلسطيني المظلوم‪ ،‬ويمدون يد‬ ‫العون والمساعدة‪ ،‬بدءا بالصدع بالحق‪ ،‬وانتقاد الفاشية العالمية‪ ،‬مع‬ ‫إرسال المساعدات اإلنسانية من كل حدب وصوب في العالم‪ ،‬مما‬ ‫يعني أن ضمير األمة واإلنسانية ما زال حيا‪ ،‬وإن كان المجاهدون في‬ ‫غزة يدافعون عن شرف األمة بأنفسهم وسالحهم‪ ،‬فإن ضمير األمة‬ ‫واإلنسانية يدافعون عن الحق بنشر الحقائق ومواجهة الزيف‪ ،‬وتقديم‬ ‫الدعم المادي والمعنوي مجاهدين بالكلمة الطيبة وبإنفاق األموال‪،‬‬ ‫والمقاطعة االقتصادية لهذا العدو ومن معه‪ ،‬وال شك أن ضمير‬ ‫اإلنسانية سينتصر وما ذلك عىل الله بعزيز‪ ،‬وربما محنة ولدت منها‬ ‫كثير من المنح‪ ،‬ومن أهمها تكاتف الشعوب معا وإظهار اإلنسانية‬ ‫الطاهرة‪ ،‬وأن يد الظلم مهما كانت قوية فإنها مرتعشة‪ ،‬وأنها إىل‬ ‫ُصْرُْكُ ْ​ْم َ​َو ُ​ُي َ​َثِّب ِ ْ‬ ‫ُصُرُوا الَّل َ َ​َه َ​َي ْ​ْن ُ‬ ‫َن آَمَُنُوا ِإِ ْ​ْنَتَ ْ​ْن ُ‬ ‫زوال‪َ​َ ﴿ ،‬ياَأَُّيُ َ​َها اَّل َ ِ​ِذي َ‬ ‫ْت َأ َ ْ​ْقَدَاَمَُكُ ْ​ْم﴾‬ ‫[محمد‪]7 :‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫‪4‬‬


‫األربعون الخيرية‬

‫باب‪ :‬صنائع املعروف‬ ‫تقي مصارع السوء‬ ‫د‪ .‬مسعود صبري‬ ‫‪5‬‬


‫الحديث‪:‬‬

‫َ​َصاِر ِ َ​َع ُ‬ ‫َِصَلَ ُ​ُة‬ ‫وِف َتَ ِ​ِقي َم َ‬ ‫عن زيد بن أسلم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن رسول الله صىل الله عليه وسلم قال‪َ :‬‬ ‫الُّسو ِ​ِء‪َ ،‬و ِ‬ ‫«َصَنَاِئ ِ ُ​ُع اْلَْم َْْعُرُ ِ‬ ‫َ​َصَد َ​َ​َق ُ​ُة ِ‬ ‫الِّسِّر ِ ُتُ ْ​ْط ِ​ِف ُ‬ ‫َب الَّر ِ‬ ‫َِّب»(الطبراني بإسناد حسن)‪.‬‬ ‫الَّر َ ِ​ِح ِ​ِم َتَِز ِي ُ​ُد ِ​ِفي اْلْ ُ​ُع ُ​ُمِرِ‪َ ،‬و َ‬ ‫ُئ َ​َغ ِ‬ ‫ِض َ‬

‫تعريف المعروف‪:‬‬

‫ذلك ستره عن إذاعة يستطيل لها‪ ،‬وإخفاؤه عن إشاعة يستدل‬ ‫بها‪ .‬قال بعض الحكماء‪ :‬إذا اصطنعت المعروف فاستره‪ ،‬وإذا صنع‬ ‫إليك فانشره‪ .‬ولقد قال دعبل الخزاعي‪:‬‬

‫«إنما سمي المعروف معروفًاً؛ ألن الكرام عرفت فضله فأتته‪ .‬في‬ ‫ٌ‬ ‫سرٌف‪ ،‬إال في المعروف‪ .‬نعم العدة عند الحاجة إسالف‬ ‫كل شي ٍ​ٍء‬ ‫الصنيعة‪ .‬أهنأ المعروف أعجله‪ .‬أهنأ المعروف ماال تتبذل فيه‬ ‫الوجوه‪ .‬ابن المعتز‪ :‬خير المعروف ما لم يتقدمه مطٌل ٌ‪ ،‬ولم يتبعه‬ ‫م ّ‬ ‫ٌّن‪ .‬للجواد الحازم كنٌز ٌ في اآلخرة من عمله‪ ،‬وكنٌز ٌ في الدنيا من‬ ‫غيٍض‪ .‬إن‬ ‫معروفه‪ .‬جود المقل من القليل‪ .‬الجواد من يفيض عن‬ ‫ٍ‬ ‫ّل منه»‬ ‫ّل غير‬ ‫قليٍل‪ .‬ال تستحي من القليل‪ ،‬فإن الحرمان أق ّ‬ ‫جود المق ّ‬ ‫ٍ‬ ‫(«التمثيل والمحاضرة» للثعالبي‪( ،‬ص‪.:)423‬‬

‫وقال العباس بن عبد المطلب ‪ -‬رضي الله عنه ‪ :-‬ال يتم المعروف‬ ‫إال بثالث خصال‪ :‬تعجيله وتصغيره وستره‪ ،‬فإذا عجلته هنأته‪ ،‬وإذا‬ ‫صغرته عظمته‪ ،‬وإذا سترته أتممته‬ ‫ومن شروط المعروف‪ :‬مجانبة االمتنان به وترك اإلعجاب بفعله؛‬ ‫لما فيهما من إسقاط الشكر‪ ،‬وإحباط األجر‪.‬‬ ‫وسمع ابن سيرين رجال يقول لرجل‪ :‬فعلت إليك وفعلت‪ .‬فقال‬ ‫ابن سيرين‪ :‬اسكت فال خير في المعروف إذا أحصي‪ .‬وقال بعض‬ ‫الحكماء‪ :‬المن مفسدة الصنيعة‪ .‬وقال بعض البلغاء‪ :‬من من‬ ‫بمعروفه أسقط شكره‪ ،‬ومن أعجب بعمله أحبط أجره‪.‬‬

‫واإلسالم يحث عىل فعل المعروف ولو كان قليال‪ ،‬قال علي بن أبي‬ ‫طالب كرم الله وجهه‪ :‬ال يزهدنك في المعروف كفر من كفره‪ ،‬فقد‬ ‫يشكر الشاكر بأضعاف جحود الكافر‪ .‬وقال الحطيئة‪:‬‬ ‫من يفعل الخير ال يعدم جوائزه ‪ ...‬ال يذهب العرف بين الله والناس‬

‫وقال بعض الشعراء‪:‬‬

‫وأنشد الرياشي‪:‬‬

‫أفسدت بالمن ما أسديت من حسن ‪ ...‬ليس الكريم إذا أسدى‬ ‫بمنان‬

‫يد المعروف غنم حيث كانت ‪ ...‬تحملها كفور أم شكور‬

‫ومن شروط المعروف أن ال يحتقر منه شيئا‪ ،‬وإن كان قليال نزرا‬ ‫إذا كان الكثير معوزا وكنت عنه عاجزا‪ ،‬فإن من حقر يسيره فمنع‬ ‫منه أعجزه كثيره فامتنع عنه‪ ،‬وفعل قليل الخير أفضل من تركه‪.‬‬ ‫وقال عبد الله بن جعفر‪ :‬ال تستح من القليل فإن المنع أقل منه‪ ،‬وال‬ ‫تجبن عن الكثير فإنك أكثر منه ( «أدب الدنيا والدين» للماوردي‬ ‫(ص‪)205-202‬‬

‫ففي شكر الشكور لها جزاء ‪ ...‬وعند الله ما كفر الكفور‬ ‫فينبغي لمن يقدر عىل ابتداء المعروف أن يعجله حذر فواته‪ ،‬ويبادر‬ ‫به خيفة عجزه‪ .‬وليعلم أنه من فرص زمانه‪ ،‬وغنائم إمكانه‪ ،‬وال‬ ‫يهمله ثقة بقدرته عليه‪ ،‬فكم واثق بقدرة فاتت فأعقبت ندما‪،‬‬ ‫ومعول عىل مكنة زالت فأورثت خجال‪ .‬وقد قال الشاعر‪:‬‬ ‫مازلت أسمع كم من واثق خجل ‪ ...‬حتى ابتليت فكنت الواثق‬ ‫الخجال‬

‫قال أبو الفرج النهرواني‪" :‬والحديث فيه فضل صنع المعروف الذي‬ ‫يحبه الله لعباد الله‪ ،‬وأن بذل المعروف ابتغاء وجه الله ال يضيع‬ ‫عند الله‪ ،‬وإن كان العبد قد تكرم عىل العبد بكرم فعله؛ فالله هو‬ ‫الكريم سبحانه‪ ،‬وهو أكرم من جميع عباده‪ ،‬فيجازي الكريم عىل‬ ‫صنعه معروفه بأكرم مما صنع‪.‬‬

‫ولو فطن لنوائب دهره‪ ،‬وتحفظ من عواقب مكره‪ ،‬لكانت مغانمه‬ ‫مذخورة‪ ،‬ومغارمه مخبورة‪ ..‬وقيل ألنوشروان‪ :‬ما أعظم المصائب‬ ‫عندكم؟ فقال‪ :‬أن تقدر عىل المعروف وال تصطنعه حتى يفوت‪.‬‬ ‫وقال عبد الحميد‪ :‬من أخر الفرصة عن وقتها فليكن‬

‫وفي هذا الخبر من التنبيه عىل فضل اصطناع المعروف‪ ،‬وصدقة‬ ‫السر التي يراد الله عز وجل بها‪ ،‬ويطمئن المتصدق بها إىل اإليمان‬ ‫باطالع عليها وإخالصها من الرياء المبطل لثوابها ما يبعث كل‬ ‫ذي لب نصح لنفسه وأراد السعادة لها‪ ،‬والنجاة من هول عظيم‬ ‫المكروه بها‪ ،‬عىل الرغبة فيه والمسابقة إليه‪ ،‬فأعظم بالنعمة عىل‬ ‫وَق ُ‬ ‫َْن ُ​ُي َ‬ ‫من دفعه الله عز وجل لطاعته‪ ،‬ووقاه شح نفسه " { َ​َوَم ْ‬ ‫ُش َ​َّح‬ ‫ِس ِ​ِه َ​َفُأُوَلَِئ َ‬ ‫َِك ُ​ُه ُ​ُم اْلْ ُ​ُم ْ​ْفِلِ ُ​ُحوَنَ} [الحشر‪« :]9 :‬الجليس الصالح »‪،‬‬ ‫َن َ ْ​ْف ِ‬ ‫ألبي الفرج النهرواني (ص‪)35-34/‬‬

‫عىل ثقة من فوتها‪.‬‬ ‫وقال بعض الشعراء‪:‬‬ ‫إذا هبت رياحك فاغتنمها ‪ ...‬فإن لكل خافقة سكون‬ ‫وال تغفل عن اإلحسان فيها ‪ ...‬فما تدري السكون متى يكون‬ ‫وإن درت نياقك فاحتلبها ‪ ...‬فما تدري الفصيل لمن يكون‬ ‫واعلم أن للمعروف شروطا ال يتم إال بها‪ ،‬وال يكمل إال معها‪ .‬فمن‬ ‫‪6‬‬


‫ركائز العمل الخيري‬

‫قواعد العمل اخليري‬ ‫د‪.‬خالد الصبيحي‬

‫نسوق هنا بعض القواعد في العمل الخيري منبثقة من روح تلك‬ ‫الشريعة ونظرتها إىل العمل الخيري‪ ،‬ومن أهم تلك القواعد ما يلي‪:‬‬ ‫القاعدة األوىل‪ :‬العمل الخيري أصل إيماني‪:‬‬ ‫هذا األصل هو المدخل الفلسفي للعمل الخيري‪ ،‬فالقرآن الكريم ربط بين اإليمان والعبادة والعمل الخيري‪ ،‬قال‬ ‫اْس ُ​ُج ُ​ُدوا َ​َوا ْ​ْعُبُ ُ​ُدوا َرَ​َّب َُكُ ْ​ْم َ​َو ْ‬ ‫الله تعاىل‪َ​َ :‬يا َأ َُّيُ َ​َها اَّل َ ِ​ِذ ي َ‬ ‫َن آَمَُنُوا اْرَْكَ ُ​ُعوا َ​َو ْ‬ ‫اْفَعَُلُوا اْلْ َ​َخ ْ​ْيَرَ َلَ​َعَ​َّلَُكُ ْ​ْم ُتُ ْ​ْفِلِ ُ​ُحو َ​َن الحج (‪)77‬‬ ‫َْن أبي ُ​ُه َ‬ ‫ِّي [م قال‪« :‬اإليما ُ​ُن ِب ِ ْ‬ ‫وهذا التصور العبادي للعمل الخير بينه النبي [‪َ :‬ع ْ‬ ‫وَس ْ​ْبعو َ​َن أو‬ ‫ْض ٌ​ٌع َ‬ ‫عِن الَّنَب ِ‬ ‫ريرَة ِ‬ ‫الَّطريِق‪ ،‬والحيا ُ​ُء ُ‬ ‫وِسُّتُو َ​َن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُش ْ​ْع ٌ‬ ‫ُش ً‬ ‫ِب ِ ْ‬ ‫إماطُة َ‬ ‫بٌة ِ​ِم َ‬ ‫اإليماِن»‬ ‫َن‬ ‫ُل ال ِإِل َ​َه إاَّلا الل ُ​ُه‪ ،‬وأ ْ​ْدناها‬ ‫عبًة‪ :‬فأفضُلُها قو ُ‬ ‫ْض ٌ​ٌع ِ‬ ‫َِن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األَذى َع ِ‬ ‫رواه البخاري‬

‫وقد جمع النبي [ بين اإليمان متمثال في كلمة التوحيد وبين العمل الخيري متمثال في إماطة األذى‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‪ :‬اإلنفاق ظاهره النقصان وباطنه البركة واإلخالف‪:‬‬ ‫ُل َ​َع ْ​ْب ٍ​ٍد‬ ‫قد أرسى الرسول [ قواعد مهمة في هذا األمر قد يغفل عنها كثير من الناس‪ ،‬منها حديثه‪َ" :‬مَا َن َ َ​َق َ‬ ‫َص َمَا ُ‬ ‫ِ​ِم ْ​ْن َصَ َد َ​َ​َق ٍ​ٍة"رواه أحمد‬ ‫وصحح الفهم الظاهري للسيدة عائشة عندما قالت‪" :‬أنهم ذبحوا شاة‪ ،‬فقال النبي [‪ :‬ما بقي منها؟‪ ،‬قالت‪ :‬ما‬ ‫بقي منها إال كتفها‪ ،‬قال‪ :‬بقي كُّلُها غير كتفها" رواه أحمد‬ ‫فاإلنفاق ظاهره نقصان المال؛ إذ لو أن معي ‪ 100‬دينار وأنفقت ‪ ،10‬فالظاهر أنه نقص منه‪.‬‬ ‫لكن ما أنفقته جلب لك البركة في الباقي‪ ،‬وأورث حفظه لك‪ ،‬وأخلف عليك غيره فيزيد مالك‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫القاعدة الثالثة‪ :‬اإلنفاق قدر السعة‪:‬‬

‫َس َ​َع ِ​ِت ِ​ِه﴾ [الطالق‪ ،]7 :‬فهو ‪-‬سبحانه‪ -‬أوجب النفقة‪ ،‬لكنه أوجبها عىل قدر‬ ‫َس َ​َع ٍ​ٍة ِ​ِم ْ​ْن َ‬ ‫الله سبحانه وتعاىل يقول‪ِ﴿ :‬ل ِ ُ​ُي ْ​ْنِف ِْْق ُ​ُذو َ‬ ‫وِف َ‬ ‫المستطاع؛ فكثير من الناس ال يقدرون أن يدفعوا ألنواع معينة من الصدقات‪ ،‬لكن "َال َ َتَ ْ​ْح ِ​ِقَرَ َ​َّن ِ​ِم َ‬ ‫َش ْ​ْيًئًا"(‬ ‫َن اْلَْم َْْعُر ُ ِ‬ ‫"َسَبَ َ​َق ِ​ِدْرْ َ​َه ٌ‬ ‫ِف ِ​ِدْرْ َ​َه ٍ​ٍم"( رواه النسائي)‪ ،‬فمن‬ ‫ٌم ِ​ِماَئ َ َ​َة َأَْلْ ِ‬ ‫رواه مسلم)‪ ،‬فأنفق بما تستطيع وما تقدر عليه‪ ،‬والرسول [ يقول‪َ :‬‬ ‫الممكن أن تدفع القليل‪ ،‬لكن الله يبارك فيه‪ ،‬ويضاعفه سبحانه وتعاىل إىل سبعمائة ضعف‪ ،‬ويثيبك باألجر العظيم‪.‬‬

‫القاعدة الرابعة‪ :‬التوازن في اإلنفاق‪:‬‬ ‫فالمسلم ملزم بعدة إنفاقات وجهات يصرف فيها؛ فهو ينفق عىل نفسه وَمَن هو مسؤول عنهم من زوجة وأبناء‪ ...‬إلخ؛ لذا‬ ‫َل َ‬ ‫َك‪َ​َ ،‬فِإِ ْ​ْن َ​َف َ‬ ‫َك َ​َف َ​َتَصَ َ​َّد ْ​ْق َعَ​َلَ ْ​ْي َ​َها‪َ​َ ،‬فِإِ ْ​ْن َ​َف َ‬ ‫َْن َأ َ ْ​ْهِلِ َ‬ ‫ْيٌءٌ َ​َفَأل َ ْ​ْهِلِ َ‬ ‫ِس َ‬ ‫َل َع ْ‬ ‫َك‬ ‫فاإلسالم دعا للموازنة في اإلنفاق؛ حيث قال‪" :‬ا ْ​ْبَدَْأْ ِبَِنَ ْ​ْف ِ‬ ‫َض َ‬ ‫َض َ‬ ‫َش ْ‬ ‫َك َ‬ ‫َ‬ ‫َك‪َ​َ ،‬فِإِ ْ​ْن َ​َف َ‬ ‫ِشَمَاِل ِ َ‬ ‫َْن َ​َي ِ​ِميِنِ َ‬ ‫َن َ​َي َ​َد ْي َ‬ ‫َْن ِ​ِذي َ​َقَرَاَبَ ِ​ِت َ‬ ‫ْيٌءٌ َ​َفِلِ ِ​ِذي َ​َقَرَاَبَ ِ​ِت َ‬ ‫َك َ​َوَع ْ‬ ‫َْك َ​َوَع ْ‬ ‫َل َع ْ‬ ‫ْيٌءٌ َ​َف َ​َهَكَ َ​َذا َ​َو َ​َهَكَ َ​َذا"‪َ​َ .‬ي ُ​ُقوُلُ‪َ​َ :‬فَبَ ْ​ْي َ‬ ‫َك( رواه‬ ‫َْن ِ‬ ‫َض َ‬ ‫َش ْ‬ ‫َش ْ‬ ‫مسلم)‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة‪ :‬ترتيب األولويات في اإلنفاق‪:‬‬

‫ً‬ ‫مبغًضا لك من أفضل‬ ‫ينظر المسلم ألولويات اإلنفاق؛ فال ينفق عىل البعيد ويترك القريب؛ فالصدقة عىل القريب وإن كان‬ ‫الصدقات؛ فقد سأل رجل رسول الله [ عن الصدقات أيها أفضل؟ فقال‪" :‬عىل ذي الرحم الكاشح"( رواه أحمد)‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َِصَلَ ٌ​ٌة"( رواه احمد)‪.‬‬ ‫وُتُضاعف الصدقة عىل األقارب؛ فقال سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫اِن‪َ :‬صَ َد َ​َ​َق ٌ​ٌة‪َ ،‬و ِ‬ ‫"الَّصَد َ​َ​َقُة َ​َعىَلى ِ​ِذي اْلْ َ​َقَرَاَبَ ِ​ِة ِثِ ْ​ْن َ​َت ِ‬

‫القاعدة السادسة‪ :‬الحفاظ عىل األجيال القادمة‪:‬‬ ‫وذلك بحفظ األموال للورثة وعدم تضييعها ولو بإنفاقها في سبيل الله؛ فللموِّرِث أن يوصي بمقدار الثلث وال يزيد‪ ،‬فهذا‬ ‫َس ْ​ْع َ​َد ْ​ْب َ َ‬ ‫اٍص ْ‬ ‫اْش َ​َت َ​َّد ِبِه َ​َو َ​َج ٌ​ٌع فزاره النبي [ َ​َفقال للنبي [‪ِ :‬إِ​ِّنِي‬ ‫الحد يحفظ كرامة األجيال القادمة؛ ففي الحديث أن َ‬ ‫َن َأِبِي َو َ​َ​َّق ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ َ‬ ‫َل‪َ" :‬الَ"‪َ​َ .‬فقال‪ِ :‬ب َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ​ُ‬ ‫َ​َق ْ​ْد َبَ​َلَ َ​َغ ِبي ِ​ِم َ ْ‬ ‫َل‪:‬‬ ‫َل‪َ" :‬الَ"‪ُ ،‬ث َ​َّم َ​َقا َ‬ ‫الَّش ْ​ْطِرِ‪َ​َ .‬ف َ​َقا َ‬ ‫ْي َمَاِلِي َ​َقا َ‬ ‫َاٍل‪َ​َ ،‬وَال َ َ​َيِرُِثِنِي ِإَِّال َ ا ْ​ْبَنٌَة‪َ ،‬أ َ​َفَأَتَ​َصَ َ​َّدُق ِبُِثُل َ​َث ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن اْل َ​َوَج َِِع َوَ​َأَنَا ُذو َم ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َك َل َ ْ​ْن ُتُ ْ​ْنِف ََِق َن َ َ​َف َ​َقًةً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫"الُّثُ​ُلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اَس‪َ​َ ،‬و ِإَِّن َ​َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َك َأ ْ​ْن َتَذَرَ َ​َوَرَ​َث َ​َت َ‬ ‫ُث َوَالُّثْلُث َكِبِيٌر ٌ ‪َ-‬أ ْ​ْو َك ِ​ِثيٌرٌ‪ِ -‬إَِّن َ‬ ‫َك َأْغِنِ َ​َيا َ​َء َخ ْ​ْيٌر ٌ ِ​ِم ْ​ْن َأ ْ​ْن َتَذَرَُه ْ​ْم َعَاَلًة َ​َي َ​َتَكَّفُفو َ​َن الَّن َ‬ ‫ُل ِفِي ِفِي ا ْ​ْمَرَ​َأَِتِ َ‬ ‫َتَ ْ​ْب َ​َتِغِي ِب ِ َ​َها َ​َو ْ​ْج َ​َه الَّل َ ِ​ِه ِإَِّال َ ُأ ُ ِ​ِجْر َ‬ ‫َك"( صحيح البخاري)‪.‬‬ ‫َْت ِب ِ َ​َها‪َ ،‬حَ​َّتَى َمَا َتَ ْ​ْج َ​َع ُ‬ ‫فال يصح أن ينفق اإلنسان أمواله كلها في عمل الخير ويترك ورثته فقراء‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫مبادئ العمل اإلنساني‬

‫المبدأ السابع عشر‪:‬‬ ‫التأثير والفاعلية في العمل الخيري‬ ‫د‪ .‬جمال الجبوري‬

‫خبير في شؤون العمل اإلنساني‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫في مجال العمل اإلنساني والخيري‪ ،‬يمثل المبدأ السابع عشر‪ ،‬المتمحور حول "التأثير والفاعلية"‪ ،‬جوهر النهج‬ ‫االستراتيجي للمؤسسات الخيرية‪ .‬في عالم يتسم بالتغيرات المستمرة والتحديات المعقدة‪ ،‬يتطلب العمل الخيري‬ ‫نه ً​ًجا متكامًال ً يجمع بين الكفاءة التشغيلية والقدرة عىل إحداث تأثير مستدام في المجتمعات التي تخدمها هذه‬ ‫المؤسسات‪.‬‬ ‫التأثير والفاعلية ليسا مجرد مفاهيم غامضة‪ ،‬بل هما محوران يتم تقييمهما وفق معايير ملموسة ومحددة‪ .‬يعتمد‬ ‫التأثير عىل القدرة عىل إحداث تغيير إيجابي وملموس في حياة األفراد والمجتمعات‪ ،‬بينما ترتكز الفاعلية عىل استخدام‬ ‫الموارد بأقصى درجات الكفاءة لتحقيق أهداف المؤسسة‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬يتطلب العمل الخيري استراتيجيات مبنية عىل أسس علمية ونظريات إدارية معاصرة‪ ،‬مثل نظرية‬ ‫اإلدارة باألهداف‪ ،‬والتي تؤكد عىل أهمية تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس‪ .‬كما يستند إىل نظريات التغيير‬ ‫االجتماعي‪ ،‬التي تركز عىل األثر اإليجابي والمستدام للمبادرات الخيرية في المجتمع‪.‬‬ ‫ينطوي التأثير والفاعلية ً‬ ‫أيًضا عىل قيم ومبادئ أخالقية‪ ،‬حيث تعكس الطريقة التي تدير بها المؤسسات الخيرية‬ ‫أنشطتها وتستغل مواردها مدى التزامها بالشفافية‪ ،‬النزاهة‪ ،‬والمسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫تبعات مبدأ التأثير والفاعلية‬ ‫‪ .1‬فاعلية التخطيط‪ :‬التخطيط الفعال يتطلب تحديد أهداف استراتيجية محددة ومرنة تستجيب للتغيرات البيئية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬ينبغي أن تشمل االستراتيجيات التحليل الدقيق للحاجات المجتمعية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار الموارد‬ ‫المتاحة والقدرات التنظيمية‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬قد تركز جمعية عىل برامج التعليم والصحة في مناطق ريفية‪ ،‬مع‬ ‫ً‬ ‫استجابًة للتطورات الجديدة أو االحتياجات الملحة‪.‬‬ ‫االستعداد لتعديل األولويات‬ ‫‪ .2‬فاعلية التنفيذ‪ :‬هذا الجانب يتعلق بالقدرة عىل تطبيق األنشطة وفقًا ً للخطط بكفاءة عالية‪ .‬يتطلب األمر آليات‬ ‫فحص ومتابعة موثقة لضمان التنفيذ الفعال للبرامج‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬قد تستخدم جمعية نظام إدارة مشاريع لتتبع‬ ‫تقدم األنشطة وتحليل االنحرافات عن الخطط األصلية التخاذ إجراءات تصحيحية عند الحاجة‪.‬‬ ‫‪ .3‬فاعلية الرقابة والتقويم‪ :‬تتطلب إنشاء نظام رقابي دقيق يسمح بتقييم مستمر لألنشطة وتصحيح األخطاء‪ .‬يجب‬ ‫أن يتضمن هذا النظام مؤشرات أداء رئيسية (‪ )KPIs‬لقياس الفعالية وتحديد المجاالت التي تحتاج إىل تحسين‪ .‬عىل‬ ‫‪9‬‬


‫سبيل المثال‪ ،‬قد تستخدم جمعية مؤشرات مثل‬

‫تقييم الفاعلية والتأثير‬

‫نسبة إنجاز المشاريع‪ ،‬مستوى رضا المستفيدين‪،‬‬ ‫وكفاءة استخدام الموارد‪.‬‬

‫لتقييم كل من الفاعلية والتأثير بشكل فعال‪ ،‬يجب‬ ‫عىل المنظمات اعتماد أساليب قياس محددة‪:‬‬

‫‪ .4‬فاعلية االتصاالت‪ :‬يشمل هذا الجانب تطوير‬

‫‪ -‬في تقييم الفاعلية‪ ،‬يتم النظر إىل مؤشرات مثل‬

‫وتنفيذ قنوات اتصال واضحة وفعالة داخل الجمعية‬

‫الوقت‪ ،‬التكلفة‪ ،‬والجودة في تنفيذ المشاريع‪.‬‬

‫ومع األطراف الخارجية‪ .‬يتضمن ذلك استخدام‬

‫‪ -‬أما تقييم التأثير فيتطلب النظر في مؤشرات‬

‫التكنولوجيا لتحسين التواصل‪ ،‬مثل منصات إدارة‬

‫أوسع مثل تحسين نوعية الحياة‪ ،‬التغييرات في‬

‫العالقات مع العمالء (‪ )CRM‬للتواصل مع المانحين‪،‬‬

‫السلوكيات والمواقف‪ ،‬والتأثير عىل السياسات‬

‫وأنظمة إدارة المعلومات لتبادل المعلومات‬

‫العامة‪.‬‬

‫داخلًيًا‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬قد تعتمد جمعية نظام‬

‫‪ CRM‬إلدارة المانحين بكفاءة‪ ،‬مما يعزز الشفافية‬

‫التكامل بين الفاعلية والتأثير‬

‫والمساءلة‪.‬‬

‫من المهم أن تسعى المنظمات الخيرية إىل تحقيق‬ ‫التوازن بين الفاعلية والتأثير‪ .‬إنجاز المشاريع‬

‫التمييز بين الفاعلية والتأثير في العمل الخيري‬

‫بكفاءة وفعالية يسهم في بناء الثقة مع المانحين‬

‫يعد التمييز بين مفهومي الفاعلية والتأثير أمرًا ً‬

‫والجمهور‪ ،‬بينما يضمن التركيز عىل التأثير اإليجابي‬

‫جوهر يًا ً في تقييم نجاح األنشطة الخيرية واإلنسانية‪.‬‬

‫المستدام تحقيق التغيير االجتماعي والتنمية‬

‫يتمثل الفارق األساسي بينهما في نطاق وعمق‬

‫المجتمعية‪.‬‬

‫التأثير الذي تحدثه المبادرات والبرامج‪.‬‬

‫خصائص الجمعية الخيرية ال ّ‬ ‫فّعالة‬

‫‪ .1‬الفاعلية‪ :‬تركز عىل الكفاءة في استخدام الموارد‬

‫وإنجاز األهداف المحددة‪ .‬تتعلق بقدرة المنظمات‬

‫‪ .1‬الوضوح والتحديد‪ :‬الجمعيات الف ّ​ّعالة تمتلك‬ ‫أهدافًا ً واضحة ومحددة تماشيًا ً مع رؤيتها ورسالتها‪.‬‬

‫الهدف هو بناء مدرسة في منطقة ريفية‪ ،‬وتعتبر‬

‫مع وضع خطط استراتيجية تعكس هذه األهداف‪.‬‬

‫في الوقت المحدد وضمن الميزانية المخصصة‪.‬‬

‫معدالت األمية في منطقة معينة خالل خمس‬

‫عىل تحقيق أهدافها بأقل قدر من اإلهدار وبأكبر‬ ‫قدر من الكفاءة‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬قد يكون‬

‫يتضمن ذلك تحديد أهداف قابلة للقياس والتقييم‪،‬‬

‫الجمعية فعالة إذا تمكنت من إتمام هذا المشروع‬

‫عىل سبيل المثال‪ ،‬قد تهدف جمعية إىل تقليل‬

‫‪ .2‬التأثير‪ :‬يمتد ليشمل النتائج طويلة المدى‬

‫سنوات‪ ،‬مع تحديد مؤشرات واضحة لتتبع التقدم‪.‬‬

‫والتغييرات اإليجابية في حياة األفراد والمجتمعات‪.‬‬

‫‪ .2‬التنظيم والسياسات‪ :‬يشمل ذلك بناء بنية‬

‫يشمل تقييم األثر الذي يتركه هذا المشروع عىل‬

‫البيئية واالحتياجات المتغيرة‪ .‬تتضمن السياسات‬

‫ال يقتصر التأثير عىل إتمام المشروع بحد ذاته‪ ،‬بل‬

‫تنظيمية مرنة قادرة عىل التكيف مع التغيرات‬

‫المجتمع‪ .‬في المثال السابق لبناء المدرسة‪ ،‬يتجاوز‬

‫واإلجراءات التي تدعم هذه البنية إطار عمل يضمن‬ ‫تحقيق األهداف بفعالية‪ .‬مثًالً‪ ،‬قد تعتمد جمعية‬

‫المنطقة عىل المدى الطويل‪.‬‬

‫للحاالت الطارئة‪.‬‬

‫التأثير مجرد إتمام بناء المدرسة ليشمل النظر في‬ ‫كيفية تحسين التعليم ومستويات المعيشة في‬

‫نظام تفويض مرن يسمح بسرعة االستجابة‬

‫‪10‬‬


‫‪ .3‬اإلدارة المتوازنة‪ :‬تعتمد الجمعيات الف ّ​ّعالة عىل إدارة تجمع بين مختلف المهارات والخبرات‪ ،‬مما يوفر تنوعًا ً‬ ‫في وجهات النظر واألفكار‪ .‬يشمل ذلك تمثيل مختلف القطاعات والخلفيات في مجلس اإلدارة‪ ،‬مما يساعد‬

‫في اتخاذ قرارات متوازنة وفعالة‪.‬‬

‫‪ .4‬االستخدام األمثل للموارد‪ :‬يتضمن هذا الجانب إدارة الموارد المالية والبشرية والمادية بكفاءة عالية‪.‬‬ ‫يتطلب األمر تطبيق آليات لضمان االستفادة القصوى من هذه الموارد‪ ،‬مثل استخدام األنظمة المالية لتتبع‬

‫اإلنفاق وتقييم العائد عىل االستثمار‪.‬‬

‫‪ .5‬المسؤولية والشفافية‪ :‬تلتزم الجمعيات الف ّ​ّعالة بالشفافية في جميع أنشطتها وتكون مسؤولة أمام‬

‫المستفيدين‪ ،‬المانحين‪ ،‬والمجتمع بشكل عام‪ .‬يشمل ذلك تقديم تقارير دورية عن األنشطة واإلنجازات‪،‬‬

‫وتطبيق معايير عالية في الحوكمة والمحاسبة‪.‬‬ ‫مؤشرات تطبيق مبدأ التأثير والفاعلية‬

‫‪ .1‬الدعم والتفهم‪ :‬يلعب أعضاء مجلس اإلدارة دورًا ً حاسمًا ً في توجيه الجمعية ودعم أنشطتها‪ .‬الدعم الف ّ​ّعال‬ ‫يتطلب فهمًا ً عميقًا ً للمهمة واألهداف االستراتيجية للجمعية‪ .‬هذا يتضمن اإللمام بالتحديات والفرص في‬

‫السياق الذي تعمل ضمنه الجمعية‪ ،‬والمشاركة الفعالة في صنع القرار‪.‬‬

‫‪ .2‬التخطيط االستراتيجي‪ :‬تعتمد الجمعيات الف ّ​ّعالة عىل التخطيط االستراتيجي القائم عىل تحليل شامل‬

‫للبيئة الداخلية والخارجية‪ .‬يشمل ذلك تحديد األهداف طويلة األمد‪ ،‬وضع االستراتيجيات لتحقيق هذه‬

‫األهداف‪ ،‬وتقييم الموارد الالزمة لتنفيذ هذه االستراتيجيات‪ .‬يجب أن تكون الخطط مرنة وقابلة للتعديل‬ ‫ً‬ ‫استجابًة للتغيرات المحيطة‪.‬‬ ‫‪ .3‬التقييم والمتابعة‪ :‬التقييم المستمر لألنشطة يضمن أن الجمعية تسير عىل المسار الصحيح نحو تحقيق‬ ‫ً‬ ‫مقارنًة باألهداف‪ ،‬وتقييم األثر‬ ‫أهدافها‪ .‬يتضمن ذلك تحليل األداء بنا ً​ًء عىل مؤشرات محددة‪ ،‬مثل اإلنجازات‬ ‫الذي تحققه األنشطة‪ .‬يجب أن يكون هناك استعداد إلجراء تعديالت استراتيجية عند الضرورة‪.‬‬

‫‪ .4‬التغذية الراجعة‪ :‬استخدام التغذية الراجعة من المستفيدين والمانحين والموظفين يساهم في تحسين‬

‫األداء‪ .‬يشمل ذلك إجراء استبيانات ومقابالت لجمع آراء المعنيين واستخدام هذه المعلومات لتحسين البرامج‬

‫والخدمات‪.‬‬

‫‪ .5‬تطوير اآلليات‪ :‬يتضمن اعتماد آليات حديثة ومبتكرة في إدارة الموارد وتوزيعها‪ .‬يشمل ذلك تطبيق‬ ‫تكنولوجيات جديدة‪ ،‬كأنظمة المعلومات الجغرافية لتحديد االحتياجات في مناطق محددة‪ ،‬أو استخدام‬

‫البرمجيات لتحسين إدارة الموارد المالية والبشرية‪.‬‬ ‫الخاتمة‬

‫يعد التأثير والفاعلية مبادئ أساسية في تحديد النجاح الحقيقي للجمعيات الخيرية‪ .‬من خالل التركيز عىل‬

‫هذه المبادئ‪ ،‬يمكن للجمعيات تحقيق أهدافها بكفاءة‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬إحداث تأثير إيجابي ملموس عىل‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الوضع اإلنساني في‬

‫الوضع اإلنساني في فزة‬

‫‪12‬‬


‫عندما يتحول العطاء‬ ‫إلى لذة وسعادة‬ ‫(كتاب من روائع وبدائع القصص الواقعية‬ ‫واالفتراضية في الصدقات‪ ،‬انتقاء‬ ‫د‪ .‬محمد المال الجفيري‪).‬‬

‫العطاء يتحول إىل لذة وسعادة للمعطي قبل أن يكون كذلك‬

‫من حياتهم‪ ،‬ولم يكن قد تبقى معي من مال أحمله في‬

‫يتدفق تيار من السعادة والفرح‪.‬‬

‫مباشرة بفتح كيس البقالة واقتسمت كل ما فيه‪ ..‬فلما‬

‫محفظتي سوى بضعة دنانير‪ ،‬فأخرجتها وأعطيتها ثم قمت‬

‫للمتلقي‪ ،‬وفي فعل العطاء الذي ينبع من داخل النفس‬

‫نظرت إىل الجبن‪ ،‬فإذا هو علبة واحدة اشتريتها ال ثاني لها‪،‬‬ ‫وقد كانت هي سبب خروجي من المنزل أصًال ً للذهاب إىل‬ ‫البقالة‪ ،‬وجاءني الشيطان سريعًا ً بأزة اللعين ليقول‪ :‬كفاك ما‬

‫إن أفضل أنواع العطاء هو اإلسهام بما نحب‪ ،‬وتقديم الدعم‬ ‫لمن يحتاجه‪ ،‬مما يخلق سيوًال ً من السعادة ويغمر القلب‬

‫بالفرح‪.‬‬

‫أعطيتها‪ ،‬علبة الجبن لك‪ ،‬زوجتك تنتظر العلبة لتصنع الطعام‬ ‫ألوالدك‪ ..‬لكنني قطعت عليه السبيل سريعًا ً فقلت‪ :‬تفضلي‬

‫يكمن جمال العطاء في إيالء االهتمام لما يحمله اآلخرون‬ ‫في حاجة‪ ،‬وكما جاء في قول الله تعاىل‪َ( :‬ل َ ْ​ْن َتَ​َنَاُلُوا اْلِْبَِّر ّ َحََّتّى‬ ‫ِْن َ‬ ‫ْي ٍ​ٍء َ​َفِإِ ّ​َّن الَّل ّ َ​َه ِب ِ ِ​ِه َ​َعِلِي ٌ‬ ‫ُتُ ْ​ْنِف ُُِقوا ِ​ِم ّ​َّما ُتُ ِ​ِحُّبّو َ​َن َ​َوَمَا ُتُ ْ​ْنِف ُُِقوا ِم ْ‬ ‫ٌم)‬ ‫َش ْ‬

‫علبة الجبن‪.‬‬

‫هنا‪ ،‬شعرت بسرور غريب يغمرني‪ ،‬وسعادة عظيمة تحفني‪،‬‬

‫(آل عمران‪.)9 :‬‬

‫وعدت إىل البيت وأنا أحمل معي هذا الشعور‪ ،‬فوضعت ما‬

‫وفي هذا الموقف‪ ،‬حكاية واقعية عن علبة جبنة لم ينسها‬

‫تبقى من أغراض البقالة بين يدي زوجتي‪ ،‬فلم تسأل عن جبن‬

‫صاحبها ما بقي‪.‬‬

‫وال غيره‪.‬‬

‫يقول أحدهم‪ :‬في إحدى أيام الشتاء ذهبت وقت العصر وهو‬ ‫وقت غفلة بعد الدوامات واألعمال غالبًا ً إلحدى البقاالت‪،‬‬

‫عندما نتحدث عن تلك العلبة البسيطة من الجبن‪ ،‬نجد فيها‬ ‫قصة ال ُتُنسى‪.‬‬

‫واشتريت بعض حاجات المنزل‪.‬‬

‫يشير صاحبها إىل أنه يجد حالوة طعم الجبن في كل مرة‬ ‫يتناولها‪ ،‬ولكن هذا القول يرتبط بموقف ال ُيُنسى حيث‬

‫في طريق العودة‪ ،‬لمحت امرأة ابنتها الصغيرة ذات السنوات‬ ‫الخمس تنقبان في حاوية كبيرة للقمامة‪ ،‬موضوعة في ساحة‬

‫كانت تبحث عن قطعة خبز يابسة ملقاة في سلة القمامة‪،‬‬ ‫بحثًا ً عن شيء لتطعم به ابنتها‪.‬‬

‫تحفها عشرات العمارات والشقق السكنية‪ ،‬وال تسأل عن‬

‫رثاثة الثياب‪ ،‬وسوء المنظر والنظافة‪ ،‬يقول‪ :‬فأوقفت عجالت‬ ‫السيارة‪ ،‬وأنزلت طرفًا ً من زجاجة النافذة قائًال ً لها‪ :‬عن ماذا‬

‫كيف كانت تلك الليلة التي قضتها هي وابنتها مع تلك العلبة‬

‫البسيطة من الجبن وبقية الحاجيات؟‬

‫تبحثين يا أختي؟ فقالت‪ :‬أجمع بقايا الطعام والخبز‪ ،‬ثم أقوم‬

‫يعتبر صاحب القصة أن مثل هذه اللحظات السعيدة ال يمكن‬ ‫شراؤها بالمال‪ ،‬بل تأتي كهبة وقدر من الله‪ ،‬يؤكد أيضًا ً أن‬

‫بتنظيفه ووضعه في الشمس‪ ،‬ثم أطعمه أوالدي الصغار‪،‬‬ ‫وقد كانت بالفعل تحمل كيسًا ً نظيفًا ً شفافًا ً استطاعت أن‬

‫مشاعرها ال تأتي بسبب الثروة‪ ،‬بل تأتي من التجارب الحياتية‬

‫تجمع فيه كسرات من خبز وأشياء أخرى‪.‬‬

‫التي قد تكون بسيطة في مظهرها ولكنها تحمل قيمة كبيرة‬

‫يقول هذا الرجل‪ :‬لقد هزني الموقف‪ ،‬وحرك وجداني‪ ،‬وودت‬

‫في القلوب‪.‬‬

‫لو أنني أملك من المال ما يمكنني أن أغّيّر من هيئتهم‪ ،‬بل‬ ‫‪13‬‬


‫مكتبة العمل اخليري‬

‫د‪ .‬خالد الشطي‬

‫‪14‬‬


‫«فلسطين في عيون الكويت» هو كتاب للدكتور خالد‬

‫الرسمي والمالي الذي قدمته الكويت لفلسطين وصوًال ً‬

‫الدول والشعوب في مختلف األوقات‪ .‬ويسلط الضوء‬

‫الكتاب بعمق تاريخ هذه العالقة ويقدم أمثلة واقعية‬

‫إىل التفاعل الثقافي والتعليمي بين البلدين‪ .‬يتناول‬

‫الشطي‪ ،‬يستعرض تاريخ دعم وتضامن دولة الكويت مع‬

‫عىل دور الكويت في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز‬

‫عىل األعمال اإلنسانية والخيرية التي قدمتها الكويت‬

‫التضامن بين الشعبين‪.‬‬

‫بغض النظر عن قلة اإلمكانات المادية أو وفرة الثروة‬ ‫النفطية‪.‬‬

‫ففي الفصل األول‪ ،‬تم استعراض مختلف جوانب التفاعل‬

‫الكتاب يشمل عدة حاالت تاريخية تظهر روح المساعدة‬

‫بين الكويت وفلسطين عىل مر العصور‪ ،‬بدًءًا من دعم‬

‫في القرن السابع عشر ومشاركتها في استخالص البصرة‬

‫في إغاثة الدول المنكوبة والمشاركة في إنشاء صندوق‬

‫العثمانيين في القرن السابع عشر إىل مساهمات الكويت‬

‫والتكافل من قبل أبناء الكويت‪ ،‬مثل دعمها لدولة عمان‬

‫الكويت للتنمية‪.‬‬

‫وتقديم المساعدة لدول الخليج والعراق‪.‬‬

‫يتناول الكتاب ً‬ ‫أيًضا دور الكويت في التعامل مع األزمات‬

‫أما الفصل الثاني‪ ،‬فقد تناول بعمق دعم الكويت‬ ‫الرسمي لفلسطين‪ ،‬سواء عىل صعيدي الدعم المالي‬ ‫والسياسي أو التفاعل اإلعالمي والثقافي‪ُ .‬يُسلط الضوء‬

‫والكوارث‪ ،‬مثل مساهمتها في إغاثة المنكوبين في أزمة‬ ‫الهيلك وتقديم المساعدات خالل الجوائح والمجاعات‪.‬‬

‫عىل استمرارية هذا الدعم عبر األحداث التاريخية‪ ،‬مع‬

‫يقدم الكتاب أمثلة حية حول الشخصيات واألسر التي‬

‫التأكيد عىل أن الكويت كانت ومازالت تلتزم بدعم‬

‫ساهمت في هذه الجهود ويبرز روح التضامن والعطاء‬

‫فلسطين باعتبارها قضية ذات أهمية عربية وإسالمية‪.‬‬

‫التي تميزت بها دولة الكويت‪.‬‬

‫ُيُسلط الضوء عىل حاالت محددة مثل دعم الكويت‬

‫الفصل الثالث يستعرض العالقات الثقافية واالجتماعية‬ ‫بين الكويت وفلسطين‪ ،‬حيث ُتُسلط الضوء عىل التبادل‬

‫للدولة العثمانية في فتح اإلحساء وتقديم المساعدات‬

‫للدعم في الجزائر خالل الثورة الجزائرية وتأسيس‬

‫الثقافي والتواصل بين الشعبين‪ ،‬وكيف أن الفلسطينيين‬ ‫في الكويت لعبوا دوًر ًا بارًزًا في مختلف جوانب المجتمع‪،‬‬ ‫بدًءًا من التعليم وصواًلا إىل المشاركة في الحياة الثقافية‬

‫يعكس الكتاب ً‬ ‫أيًضا التزام الكويت بالدعم والمساندة‬

‫ً‬ ‫أيًضا تأثير األحداث التاريخية‪ ،‬مثل الغزو‬ ‫الكتاب يبرز‬

‫تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية أو من خالل الجهود‬

‫مع تأكيد استمرار الجهود الرسمية والشعبية لدعم‬

‫للعثمانيين في عام ‪ ،1871‬ومشاركتها في حمالت تبرعات‬

‫الصندوق الكويتي للتنمية وإغاثة العديد من الدول‬

‫واالجتماعية‪.‬‬

‫والحاالت في فترة مختلفة‪.‬‬

‫العراقي للكويت‪ ،‬عىل الدعم الكويتي لفلسطين‪،‬‬

‫عىل مدار العقود‪ ،‬سواء من خالل الجهود الحكومية مثل‬

‫الفلسطينيين‪.‬‬

‫الفردية والجماعية من قبل الشخصيات والمؤسسات‬ ‫الخيرية في الكويت‪ُ .‬يُذكر ً‬ ‫أيًضا دور الكويت في األعمال‬

‫إجماًالً‪ُ ،‬يُظهر الكتاب بوضوح التفاعل القائم بين الكويت‬

‫المانحين إلغاثة الشعب السوري‪.‬‬

‫إىل جوانب متعددة من الحياة االقتصادية والثقافية‬

‫اإلنسانية الدولية‪ ،‬مثل المساهمات الكبيرة في مؤتمرات‬

‫وفلسطين عىل مر العصور‪ ،‬وكيف أن هذه العالقة تمتد‬

‫بشكل عام‪ ،‬يؤكد الكتاب عىل التزام الكويت بدعم‬

‫واالجتماعية‪.‬‬

‫وتقديم المساعدة للدول والشعوب المحتاجة عىل مدار‬

‫وفي الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬تناول‬

‫سياسة الكويت الخارجية‪.‬‬

‫وقيامها باتخاذ إجراءات ملموسة للتأكيد عىل مواقفها‬

‫التاريخ‪ ،‬وكيف أصبحت اإلغاثة والتنمية جزًءًا ال يتجزأ من‬

‫الكتاب دور دولة الكويت ودعمها للقضية الفلسطينية‪،‬‬

‫وتناول الكتاب العالقة بين دولة الكويت وفلسطين‬

‫الرافضة لالحتالل الصهيوني‪:‬‬

‫لها تأثير كبير عىل مستويات متعددة‪ ،‬بدًءًا من الدعم‬ ‫‪15‬‬


‫فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪:‬‬ ‫< شاركت الكويت في تشديد الحصار عىل الكيان الصهيوني في عام ‪.1954‬‬ ‫< في عام ‪ ،1955‬قدمت الكويت دع ً​ًما إيجابًيًا للجيش المصري وتبرعات لدعم القدرات العسكرية المصرية‪.‬‬ ‫< خالل العدوان الثالثي عام ‪ ،1956‬رفضت الكويت نزول جنود بريطانيين عىل أراضيها وأظهرت دع ً​ًما بطولًيًا لمصر‪.‬‬

‫فترة ما بعد ‪:1957‬‬ ‫< في عام ‪ ،1957‬انضمت الكويت إىل جهود المقاطعة العربية للكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫< صدر مرسوم أميري في عام ‪ 1957‬يؤكد عىل المقاطعة‪.‬‬ ‫< تنظيم مؤتمر في الكويت لمكاتب مقاطعة الكيان الصهيوني في العالم العربي عام ‪.1958‬‬

‫تنفيذ مقاطعة الكيان الصهيوني‪:‬‬ ‫< اتخذت الكويت إجراءات قوية لتنفيذ المقاطعة‪ ،‬بما في ذلك التدقيق في التعامل مع الشركات ذات الصلة وإصدار‬ ‫تقارير دورية‪.‬‬

‫الدعم المستمر‪:‬‬ ‫< استمرت الكويت في دعم فلسطين في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬وشاركت في مؤتمرات وجهود لدعم القضية‬ ‫الفلسطينية وقدمت الدعم المالي المستمر للفلسطينيين‪.‬‬

‫حرب عام ‪ 1967‬وما بعدها‪:‬‬ ‫< خالل حرب عام ‪ ،1967‬أظهرت الكويت مواقف بطولية وشجاعة للدفاع عن فلسطين‪.‬‬ ‫< في عام ‪ ،1970‬شّيّعت مصر شهداء الكويت الذين استشهدوا في معارك ضد الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫< في حرب عام ‪ ،1973‬استخدمت الكويت البترول كسالح للضغط عىل دول تؤيد الكيان الصهيوني‪.‬‬

‫الدعم المالي‪:‬‬ ‫< قدمت الكويت دع ً​ًما مالًيًا مستمًر ًا للفلسطينيين منذ مطلع القرن العشرين‪ ،‬بتبرعات للمنظمات والفصائل‬ ‫الفلسطينية والشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫< قامت الكويت بإصدار قروض وتمويل لمساعدة في إعادة تعمير السويس ودعم القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫يظهر الكتاب بشكل واضح التزام دولة الكويت بدعم قضية فلسطين والمقاطعة االقتصادية للكيان الصهيوني عىل‬ ‫مر السنوات‪.‬‬

‫المساعدات المقدمة من عام ‪ 1993‬م إىل عام ‪ 2016‬م‪:‬‬ ‫‪ .1‬نوفمبر ‪ 1993‬م‪:‬‬ ‫< قدمت الكويت ‪ 25‬مليون دوالر للمساهمة في تنمية وإعمار األراضي الفلسطينية خالل االجتماع األول للمجموعة‬ ‫االستشارية الخاصة باألراضي المحتلة في نوفمبر ‪ 1993‬م‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫‪ .10‬عام ‪ 2008‬م‪:‬‬

‫‪ .2‬عام ‪ 1995‬م‪:‬‬

‫< قدمت مليون دوالر لتمويل مشروع كندي يهدف إىل لم < وقعت اتفاقية مع البنك الدولي لإلعمار والتنمية بمبلغ‬ ‫شمل العائالت الفلسطينية في مخيم تل السلطان في ‪ 80‬مليون دوالر لصالح صندوق دعم الفلسطينيين‪.‬‬ ‫غزة‪.‬‬

‫‪ .11‬عام ‪ 2009‬م‪:‬‬

‫‪ .3‬عام ‪ 1998‬م‪:‬‬

‫< قدمت ‪ 34‬مليون دوالر لتغطية احتياجات منظمة األونروا‬

‫< قدمت ‪ 80‬مليون دوالر كمساعدة في مؤتمر المانحين ضمن القمة العربية االقتصادية والتنموية في الكويت‪.‬‬ ‫في واشنطن عام ‪ 1998‬م‪.‬‬

‫< ساهمت بـ ‪ 200‬مليون دوالر للسلطة الفلسطينية في‬ ‫مؤتمر إعادة إعمار غزة في شرم الشيخ‪.‬‬

‫‪ .4‬عام ‪ 2000‬م‪:‬‬ ‫<‬

‫خالل قمة القاهرة الطارئة في عام ‪ 2000‬م‪ ،‬قدمت ‪ .12‬عام ‪ 2012‬م‪:‬‬

‫الكويت ‪ 150‬مليون دوالر لصندوقي األقصى واالنتفاضة < وقعت اتفاقية مع البنك الدولي لتقديم مساهمة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫بمبلغ ‪ 50‬مليون دوالر لدعم البرنامج الفلسطيني لإلصالح‬ ‫والتنمية‪.‬‬

‫‪ .5‬عام ‪ 2002‬م‪:‬‬

‫< قدمت ‪ 21‬مليون دوالر كجزء من حملة التبرعات لنصرة ‪ .13‬عام ‪ 2013‬م‪:‬‬

‫الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫< تبرعت بـ ‪ 15‬مليون دوالر لوكالة األونروا لمساعدة‬ ‫الالجئين الفلسطينيين في سوريا‪.‬‬

‫‪ .6‬عام ‪ 2004‬م‪:‬‬

‫< قدمت مليون دوالر في شكل مساعدات ومعونات ‪ .14‬منذ عام ‪:2014‬‬

‫إنسانية‪.‬‬

‫< أطلقت حمالت إغاثة لسكان قطاع غزة المتضررين‬

‫< ساهمت بمبلغ ‪ 3‬ماليين دوالر لبناء مساكن إليواء األسر من العدوان اإلسرائيلي في يوليو ‪ ،2014‬تضمنت شحنات‬ ‫مساعدات طبية وإنسانية‪.‬‬

‫الفلسطينية التي تضررت بفعل االنتهاكات الصهيونية‪.‬‬

‫مشاركة الكويت في مؤتمر المانحين لسوريا (‪:)2016‬‬

‫‪ .7‬عام ‪ 2005‬م‪:‬‬

‫قدمت الكويت ‪ 5‬ماليين دوالر في مؤتمر المانحين لسوريا‬

‫< في القمة العربية في الجزائر عام ‪ 2005‬م‪ ،‬قدمت الكويت‬

‫في لندن عام ‪.2016‬‬

‫‪ 124‬مليون دوالر‪.‬‬

‫تقديم مساهمة فورية بقيمة ‪ 15‬مليون دوالر لدعم التعليم‬

‫‪ .8‬عام ‪ 2006‬م‪:‬‬

‫الفلسطيني وتجنب إغالق المدارس‪.‬‬

‫< ساهمت بمبلغ ‪ 46‬مليون دوالر لصالح صرف سلفات وزارة الصحة (‪:)1990-1987‬‬ ‫لموظفي الحكومة الذين لم يتقاضوا رواتبهم‪.‬‬ ‫قدمت التبرعات للهالل األحمر وللمخيمات الفلسطينية‬ ‫في سوريا‪.‬‬

‫‪ .9‬عام ‪ 2007‬م‪:‬‬

‫< قدمت منحة ‪ 300‬مليون دوالر كمساعدات للفلسطينيين دعمت بشراء األدوية للشعب الفلسطيني بما يزيد عن‬ ‫‪ 39.1‬ألف دينار كويتي‪.‬‬ ‫في مؤتمر الدول المانحة في باريس عام ‪ 2007‬م‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫وزارة التربية (‪:)1990‬‬ ‫قدمت دع ً​ًما مالًيًا للتعليم والتربية بقيمة ‪ 73‬ألف دينار كويتي‪.‬‬ ‫وزارة األوقاف (منذ الستينيات)‪:‬‬ ‫قدمت أكثر من نصف مليون دينار كويتي منذ الستينيات‪.‬‬ ‫بيت الزكاة (‪:)2017 – 1982‬‬ ‫قدم أكثر من ‪ 7‬مليون دينار كويتي لقضية فلسطين‪.‬‬ ‫يقدم دع ً​ًما سنو ًيًا لليتامى ومشاريع إنسانية وتأهيلية في فلسطين‪.‬‬ ‫األمانة العامة لألوقاف (منذ ‪:)1993‬‬ ‫تشرف عىل األوقاف الخيرية في دولة الكويت‪.‬‬ ‫نفذت مشروع إفطار الصائم ومشروع األضاحي في القدس‪.‬‬ ‫الدعم المالي الحكومي للمنظمات األهلية‪:‬‬ ‫كما يتناول الكتاب دعم حكومة الكويت والجمعيات والمنظمات األهلية الكويتية لجمع التبرعات لقضية فلسطين‪.‬‬ ‫التبرعات والدعم‪:‬‬ ‫‪ .1‬لجان الزكاة‪ ،‬جمعيات النفع العام‪ ،‬المدارس‪ ،‬االتحادات والروابط‪ ،‬النوادي الرياضية‪:‬‬ ‫< الحكومة تسهل جمع التبرعات لهذه اللجان واالتحادات التي تدعم قضية فلسطين‪.‬‬ ‫الدعم اإلعالمي‪ .2 :‬الدور اإلعالمي للكويت‪:‬‬ ‫< دور حكومي واضح في توضيح قضية فلسطين داخل وخارج الكويت‪.‬‬ ‫< اإلعالم الكويتي الحكومي له دور بارز في األحداث التاريخية‪.‬‬ ‫‪ .3‬المؤسسات الحكومية الداعمة‪:‬‬ ‫< وزارة اإلعالم‪ ،‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية‪ ،‬وزارة التربية‪.‬‬ ‫< تقديم دعم إعالمي بارز وإصدارات حول قضية فلسطين‪.‬‬ ‫‪ .4‬التصدي للعدوان الصهيوني‪:‬‬ ‫< الدور اإلعالمي لجامعة الكويت والمؤسسات التطبيقية‪.‬‬ ‫< تدريس مادة “الصراع العربي اإلسرائيلي” في جامعة الكويت‪.‬‬ ‫‪ .5‬الجهات الحكومية األخرى‪:‬‬ ‫< مديرية الجمارك العامة ووزارة المالية والصناعة‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫< إصدار نشرات شهرية وتقارير حول‬

‫< إصدار الفتاوى بجواز إخراج الزكاة‬

‫< ‪ 11,000‬د‪.‬ك لحساب المؤسسة في‬

‫فلسطين ومعلومات عن الشركات‬

‫لدعم فلسطين‪ ،‬مما ساهم في‬

‫فرعها بالعراق‪.‬‬

‫المقاطعة‪.‬‬

‫دورها في دعم الفلسطينيين وإغاثة‬

‫< وكالة األنباء الكويتية (كونا)‪:‬‬

‫المخيمات الفلسطينية‪.‬‬

‫تأسست في عام ‪1976‬م وشاركت‬

‫< المشاركة الف ّ​ّعالة في المؤتمرات‬

‫في محاربة الدعاية الصهيونية‪ ،‬تركز‬

‫المحلية والعالمية المتعلقة بقضية‬

‫عىل تغطية األخبار ونشر الكتب حول‬

‫فلسطين‪ ،‬حيث شارك علماء الكويت‬ ‫في البحوث وأظهروا وجو ً​ًدا ف ّ​ّعااًلا في‬

‫مركز البحوث والدراسات الكويتية‪:‬‬

‫هذه المؤتمرات‪.‬‬

‫قضية فلسطين‪.‬‬ ‫ق ّ​ّدم دع ً​ًما بإصدارات وبحوث حول‬

‫< دور شعراء الكويت في بث روح‬

‫قضية فلسطين‪.‬‬

‫الحماسة ونصرة فلسطين من خالل‬

‫الدعم العسكري‪ :‬شاركت الكويت‬

‫قصائدهم‪ ،‬مع تأكيد أهمية التحرك‬

‫في حروب عام ‪،1967 ،1956 ،1948‬‬

‫الجماعي‬

‫للدفاع‬

‫عن‬

‫فلسطين‬

‫‪ .3‬جمعية المقاصد الخيرية بالقدس‪:‬‬ ‫< ‪ 25,000‬د‪.‬ك في ‪.1988/12/14‬‬ ‫< ‪ 100,000‬دوالر في ‪.1993/9/16‬‬ ‫< ‪ 50,000‬دوالر في ‪.1994/08/29‬‬ ‫< ‪ 75,000‬دوالر في ‪.1995/9/10‬‬ ‫< ‪ 50,000‬دوالر في ‪.1996/05/06‬‬ ‫< ‪ 100,000‬دوالر في ‪.1996/12/15‬‬ ‫وتم‬

‫تقديم‬

‫مساعدات‬

‫ً‬ ‫أيًضا‬

‫لمؤسسات وجمعيات أخرى‪ ،‬مثل‬

‫وتحريرها‪.‬‬

‫االتحاد‬

‫للمشاركة في معارك فلسطين‬

‫كما تناول الكتاب مجموعة من‬

‫األوقاف العامة بالقدس‪ ،‬دار األوالد‬

‫والمنطقة‪.‬‬

‫المساعدات المالية والمواد للقضية‬

‫إضاف�ة إىل ذلك‪ ،‬قامت الكويت‬

‫الفلسطينية من قبل اللجنة الشعبية‬

‫و‪ ،1973‬بإرسال قوات وتطّوّع أبنائها‬

‫بتكريم شهداءها واالحتفاء بتاريخهم‬ ‫العسكري‪ ،‬وقد تم تأبينهم وتكريمهم‬ ‫في مناسبات رسمية‪.‬‬ ‫وتناول‬

‫الكتاب‬

‫مشاركة‬

‫علماء‬

‫الكويت في جمع التبرعات لفلسطين‬ ‫ً‬ ‫بدايًة من‬ ‫من الثالثينات حتى يومنا‪،‬‬ ‫الشيخ يوسف القناعي والشيخ أحمد‬ ‫الخميس واستمرار مشاركة علماء‬ ‫الكويت في جمع التبرعات واللجان‬ ‫الخيرية لفلسطين‪ ،‬بمشاركة علماء‬ ‫معاصرين مثل د‪ .‬جاسم الياسين ود‪.‬‬ ‫خالد المذكور وسلط الكتاب الضوء‬ ‫عىل قضية فلسطين إعالمًيًا‪ ،‬حيث‬ ‫قام علماء الكويت بتوعية الجمهور‬ ‫بأهمية دعم ودفاع عن فلسطين‪،‬‬ ‫من خالل خطب الجمعة والمحاضرات‬ ‫والندوات‪.‬‬

‫الكويتية للعديد من المؤسسات‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬

‫فيما‬

‫يلي‬

‫إجمالي‬

‫المساعدات لبعض هذه المؤسسات‪:‬‬ ‫‪ .1‬جمعية الهالل األحمر الفلسطيني‬ ‫في الكويت‪:‬‬ ‫< سيارات إسعاف ومواد طبية في‬

‫النسائي‬

‫العربي‪،‬‬

‫إدارة‬

‫– القدس‪ ،‬بلدية بيت ساحور‪ ،‬جمعية‬ ‫أصدقاء المعهد العربي بالقدس‪،‬‬ ‫رابطة الجامعيين بمحافظة الخليل‬ ‫(عمان – األردن)‪ ،‬وصندوق التعليم‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬باإلضافة إىل مساعدات‬ ‫للطلبة الفلسطينيين الدارسين في‬ ‫الكويت وخارجها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وُذكرت الجمعيات واللجان الخيرية‬ ‫التي قدمت مساعداتها لفلسطين‪،‬‬

‫‪.1972/1/31‬‬

‫مع التأكيد عىل دعم الكويت للشعب‬

‫< تبرع بمبلغ ‪ 10,000‬د‪.‬ك في ‪.1974/7/5‬‬

‫الفلسطيني عبر الجهات الحكومية‬

‫< تبرع بمبلغ ‪ 15,000‬د‪.‬ك في ‪.1976/6/22‬‬ ‫‪ .2‬جمعية رعاية أسر المعتقلين‬ ‫واألسرى‪:‬‬ ‫< ‪ 10,000‬دينار أردني في ‪.1978/12/17‬‬ ‫< ‪ 24,000‬د‪.‬ك لحساب المؤسسة في‬ ‫الكويت‪.‬‬

‫واألهلية‪ .‬تم تسليط الضوء عىل الدور‬ ‫البارز للجنة الشعبية لجمع التبرعات‬ ‫وتاريخها في تقديم المساعدات‬ ‫والدعم‬

‫للقضية‬

‫الفلسطينية‪.‬‬

‫وتم ذكر بعض الجمعيات الخيرية‬ ‫الكويتية‬

‫والجهات‬

‫التي‬

‫قدمت‬

‫مساعداتها للفلسطينيين‪ ،‬مع التأكيد‬ ‫عىل استمرار هذه الجهود عىل مر‬

‫‪19‬‬


‫السنوات‪.‬‬

‫تحفيظ القرآن وتوفير اإلغاثات الصحية‪.‬‬

‫‪ .1‬جمعية الهالل األحمر الكويتي‪:‬‬

‫المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب‪:‬‬

‫< تأسست عام ‪ 1966‬وقدمت مساعدات ومشروعات‬

‫< تأسست في ‪ 1976‬لتبني طالب العلم وتقديم الدعم‬

‫لفلسطين والمخيمات الفلسطينية‪.‬‬

‫ألعضاء هيئة التدريس في الجامعات الفلسطينية‪.‬‬

‫< لعب دوًر ًا ف ّ​ّعااًلا في حرب ‪ 1967‬واستمر في تقديم‬

‫< قامت بمساعدة ‪ 5350‬خري ً​ًجا في العالم العربي‪.‬‬

‫المساعدات للمتضررين‪.‬‬

‫صندوق إعانة المرضى‪:‬‬

‫< قدمت مساعدات مالية وعينية لمصر وسوريا‬

‫< تأسس في ‪ 1979‬وتقديم برامج صحية داخل وخارج‬

‫وفلسطين في عامي ‪ 1967‬و‪.1968‬‬

‫الكويت‪.‬‬

‫‪ .2‬لجنة فلسطين الخيرية‪:‬‬

‫< تحول إىل جمعية نفع عام في ‪.2006‬‬

‫< تأسست عام ‪ 1988‬كلجنة منبثقة عن الهيئة الخيرية‬

‫دور الجمعيات الكويتية في دعم قضية فلسطين‪:‬‬

‫اإلسالمية العالمية‪.‬‬

‫< الجمعيات تقدم دع ً​ًما ماد ًيًا ومعنو ًيًا لفلسطين من‬

‫< تقديم مساعدات للشعب الفلسطيني وتنفيذ‬

‫خالل مشاريع وبرامج متنوعة‪.‬‬

‫مشاريع إنتاجية وصحية وتعليمية‪.‬‬

‫< المساهمة الكبيرة من األفراد والمؤسسات في دعم‬

‫< إجمالي المساعدات المالية تجاوز ‪ 30‬مليون دينار‬

‫القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫كويتي‪.‬‬

‫القطاع الخيري في الكويت‪:‬‬

‫‪ .3‬الفرع النسائي للجنة فلسطين الخيرية‪:‬‬

‫< ‪ 40‬جمعية خيرية‪ 80 ،‬مبرة‪ 120 ،‬جمعية أهلية‪ ،‬والعديد من‬

‫< تنظيم فعاليات وملتقيات نسائية لدعم فلسطين‪.‬‬

‫األوقاف والفرق التطوعية‪.‬‬

‫< تنفيذ مشاريع داخل أرض اإلسراء مثل مستشفى‬

‫< إشادة بالجهود الخيرية والدعم لقضايا إنسانية وتعزيز‬

‫لعالج مرضى السرطان‪.‬‬

‫التعاون والعطاء‪.‬‬

‫< إقامة ملتقى سنوي للتوعية حول قضية األقصى‪.‬‬

‫رابط الكتاب‪:‬‬

‫‪ .4‬لجنة المناصرة الخيرية جمعية اإلصالح االجتماعي‪:‬‬

‫‪https://www.fanarkwt.com/wp-content/‬‬ ‫‪uploads/01/2020/%D%83%9D%8AA%D%8‬‬ ‫‪A%7D%8A8-%D%81%9D%84%9D%8B%3D‬‬ ‫‪%8B%7D8%9A%D86%9-%D%81%9D8%9A‬‬‫‪%D%8B%9D8%9A%D%88%9D86%9‬‬‫‪%D%8A%7D%84%9D%83%9D%88%9D8�%9‬‬ ‫‪A%D%8AA-_compressed.pdf‬‬

‫< انبثقت عن جمعية اإلصالح االجتماعي في ‪.1986‬‬ ‫< تكفل األيتام والطالب وتقديم مساعدات لألسر‬ ‫المحتاجة‪.‬‬ ‫< مشاركة في مشاريع الرحمة العالمية إلغاثة فلسطين‪.‬‬ ‫جمعية إحياء التراث اإلسالمي‪:‬‬ ‫< تبرعت بتركيب مظالت للمسجد األقصى بتبرع كريم‬ ‫من المحسنين في الكويت‪.‬‬ ‫< تقوم بمشاريع تنموية وإنتاجية وترميم المساجد ودور‬ ‫‪20‬‬


‫اقتداء المقاومة الفلسطينية بالمنهج‬ ‫النبوي الشريف في التعامل مع األسرى‬

‫د‪ .‬علي الصالبي‬

‫شاهد العالم أجمع تلك الصور اإلنسانية الرحيمة التي أظهرها أبطال‬ ‫المقاومة في فلسطين‪ ،‬وهم ُ​ُيسلمون األسرى “اإلسرائيليين” في‬ ‫إطار الهدنة اإلنسانية‪ ،‬وصفقة تبادل األسرى بين الجانبين مع االحتالل‬ ‫“اإلسرائيلي”‪ ،‬ففضًال ً عن كون األسرى لديهم خرجوا وهم في أفضل حال‬ ‫عىل المستوى النفسي والجسدي والعقلي‪ ،‬إال أن نظرات اإلعجاب والتقدير‬ ‫في عيون األسرى “اإلسرائيليين” نحو أبطال المقاومة‪ ،‬والتحايا التي‬ ‫أرسلوها لهم خالل نقلهم بسيارات الصليب األحمر الدولي‪ ،‬والتي رصدتها‬ ‫كاميرات الصحافة العالمية‪ ،‬أثارت الدهشة‪ ،‬واالستغراب الممزوج بمشاعر‬ ‫اإلعجاب واالحترام لدى “اإلسرائيليين” والغربيين‪ ،‬ممن اعتادوا عىل سماع‬ ‫الرواية النمطية في تشويه صورة المسلمين‪ ،‬ووصف المقاومة الفلسطينية‬ ‫ضد “إسرائيل” باإلرهاب والعنف والالإنسانية‪ ،‬من خالل القنوات اإلعالمية‬ ‫الرسمية‪ ،‬ووسائل اإلعالم الغربية المتعاطفة أو القريبة من “إسرائيل”‪،‬‬ ‫التي شنت حمالت دعائية عالمية‪ ،‬واصفة المقاومة الفلسطينية‪ ،‬بوحوش‬ ‫عديمة الرحمة‪ ،‬ومتعطشة للقتل‪ ،‬ال َتَرعى القواعد األخالقية وال اإلنسانية‪،‬‬ ‫وال المعايير الدولية في سلم وال في حرب!‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫‪ .1‬شهادات “إسرائيلية” بمعاملة المقاومة‬ ‫الفلسطينية اإلنسانية لألسرى‪:‬‬

‫شهادات األسرى األمريكان و”اإلسرائيليين”‬ ‫المفرج عنهم خالل هذه الحرب‪.‬‬

‫خالل تسليم األسرى اإلسرائيليين للصليب األحمر‬

‫وقال المراسل العسكري في القناة الـ‪13‬‬

‫“اإلسرائيلية” ألون بن دافيد ‪-‬خالل حوار تلفزيوني‪-‬‬

‫الدولي‪ ،‬ظهر عناصر من المقاومة الفلسطينية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يربتون عىل األطفال‬ ‫ويترّفقون بالمسنين‪ ،‬في فصل‬

‫إنه تواصل مع بعض األسرى “اإلسرائيليين” المفرج‬ ‫عنهم خالل الهدنة‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن مقاتلي المقاومة‬

‫واضح بين صورة المقاوم الفلسطيني ذي البأس‬

‫الفلسطينية‪ ،‬جمعوا منتسبي كل كيبوتس‬

‫الشديد في الميدان‪ ،‬وصورته كإنسان يعطف عىل‬

‫(مستوطنة إسرائيلية) مع بعض‪ ،‬مما أعطاهم‬

‫الضعيف والصغير ويحترم الشرائع والمواثيق‪.‬‬

‫إحساسا أكبر بالراحة‪ .‬وأضاف “لم يتعرضوا للعنف‬

‫وأمام الكاميرات‪ ،‬ظهر األسرى “اإلسرائيليون”‬

‫وال لإلهانة‪ ،‬وحاول عناصر المقاومة اإلسالمية‪،‬‬

‫المفرج عنهم‪ ،‬بصحة جيدة‪ ،‬ويرتدون مالبس مرتبة‪،‬‬

‫تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم االعتيادية‬

‫وظهرت فتيات وسيدات يبتسمن لرجال المقاومة‬

‫قدر المستطاع‪ ،‬في ظل ظروف أمنية خطيرة‬

‫ويلوحن لهم بالود والتودد‪ .‬وكانت النتائج األوىل لتلك‬

‫وقاسية تحت األرض وداخل األنفاق‪ .‬وتابع قوله‪:‬‬

‫المعاملة اإلنسانية بتصريحات من مستشفيات‬

‫“كانوا يجلسون‪ ،‬ويتحدثون مع بعضهم البعض‪،‬‬

‫“فوولفسون” و”شنايدر” في تل أبيب‪ ،‬أنهما‬ ‫استقبال مجموعة من األسرى الذين أفرج عنهم‬

‫من غزة‪ ،‬وجميعهم بصحة جيدة (شهادات األسرى‬ ‫اإلسرائيليين وتوديعهم للقسام‪ ،‬سيد أحمد الخضر‪،‬‬ ‫الجزيرة نت‪.)2023/11/26 ،‬‬

‫هكذا‪ ،‬سقطت ورق التوت كما ُ​ُيقال‪ ،‬ولم تعد‬

‫الوقائع خافية عىل أحد‪ ،‬بل كانت تلك المشاهد‬ ‫واضحة للعيان‪ ،‬وحتى وسائل اإلعالم “اإلسرائيلية”‬

‫(هآرتس) والقناة ‪ 13‬وغيرها…” نقلت فيديوهات‬

‫ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي‪ ،‬ويستخدمون‬

‫وصور األسرى مع أبطال المقاومة الفلسطينية‪،‬‬

‫اليوتيوب‪ ،‬لقد أعطاهم ذلك دفعة للصمود”‪ .‬ومما‬

‫وكيف أحسنوا معاملتهم‪ ،‬وبأنهم لم يتعرضوا ألي‬ ‫نوع من اإلهانة أو ال ُ​ُعنف والتعذيب‪ ،‬فلم تستطع‬ ‫وسائل اإلعالم تلك إال أن ُتُقر بالحقيقة‪ ،‬بعد أن‬

‫بلغنا من المشاهد اإلعالمية أن بعض األسرى بعد‬ ‫وصولهم إىل األراضي المحتلة في صفقات المبادلة‪،‬‬ ‫أخذوا يرددون اآليات القرآنية التي تعلموها خالل‬

‫شهدت عليه المواقف المصورة‪ ،‬وبعد أن تواترت‬

‫فترة األسر (أسيرات إسرائيليات يرددن اآليات‬

‫القرآنية‪ ،‬محمد ولد المحجوب‪2023 /11 /27 ،‬م)‪.‬‬

‫وفي حديث نقلته “جيروزاليم بوست”‪ ،‬روت‬ ‫“اإلسرائيلية” أدريانا أن جدتها يافا عادت من‬ ‫غزة “جميلة ومشرقة”‪ ،‬وفي وضعية صحية جيدة‬

‫(شهادات األسرى اإلسرائيليين وتوديعهم للقسام‪،‬‬

‫الجزيرة نت‪ ،‬المرجع السابق)‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫كما نشرت ِاِبنة إحدى األسيرات “اإلسرائيليات” لدى فهذا أبو عزيز بن ُ​ُع َ​َم ْ​ْير أخو ُ​ُمصعب بن عمير‪ ،‬يح ِ​ِّدثنا‬ ‫ُ‬ ‫كنُت في األسرى يوم بدٍرٍ‪ ،‬فقال رسول‬ ‫المقاومة‪ ،‬وهي أسيرة مريضة وطاعنة في السن‪ ،‬ع َ​َّما رأى‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫منشورًا عبر حسابها في فيسبوك‪ ،‬قالت فيه‪ …“ :‬أمي الله ([) ‪« :‬استوصوا باُألسارى خيرًا»‪ ،‬وكنُت في نفٍر ٍ‬ ‫عمرها ‪ 85‬سنة‪ ،‬وعادت من غزة بصحة أفضل مما كانت من األنصار‪ ،‬فكانوا إذا ق َ​َّدموا غداءهم‪ ،‬وعشاءهم‪،‬‬ ‫عليه‪ ،‬عىل الرغم من أنها لم تأخذ عالجها فقد ُ​ُقدم إليها أكلوا َ‬ ‫الَّتمر‪ ،‬وأطعموني ال ُ​ُبّرّ؛ لوصَّيَة رسول الله ([)‬ ‫العالج في غزة‪ .‬وأضافت‪ …“ :‬المستشفيات اإلسرائيلية [الطبراني في الصغير (‪ ،)401‬والطبري في تاريخه‬ ‫لم تكن تعالجها ج ّ​ّيدا‪ ،‬وفي غّزّة عالجوها العالج الصحيح (‪ ،)460/2‬ومجمع الزوائد (‪.])86/6‬‬

‫الذي يخفف عنها األلم ويحسن من صحتها!” (منصة‬ ‫ٍط‬ ‫وهذا أبو العاص بن الَّر َبيع يح ِ​ِّدثنا‪ ،‬قال‪ :‬كنت في َرَ ْ​ْه ٍ‬ ‫َ‬ ‫تعَّشينا‪ ،‬أو تغ َ​َّد ينا‪،‬‬ ‫شؤون إسالمية‪ ،‬شهادة من بيت أسيرة إسرائيلية‪ ،‬من األنصار جزاهم الله خيرًاً‪ ،‬كَّنَا إذا‬ ‫‪2023/11/27‬م)‪.‬‬ ‫اثروني ُ‬ ‫الَّت ْ​ْمَرَ‪ ،‬والخبُز ُ معهم قليٌلٌ‪َ ،‬‬ ‫بالُخ ْ​ْبِزِ‪ ،‬وأكلوا َ‬ ‫والَّت ْ​ْمُرُ‬ ‫ولقد كانت تلك المشاهد من جوالت النصر اإلعالمي زا ُ​ُدهم‪َ ،‬‬ ‫ْسَرٌَة ٌ فيدفعها‬ ‫حَّتى إ َ​َّن الَّر َجل لتقع في يده ِ​ِك ْ‬

‫َل ذلك‪،‬‬ ‫َّي‪ ،‬وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مث َ‬ ‫الكبير لحرب المقاومة الفلسطينية مع العدو إل َ‬

‫“اإلسرائيلي”‪ ،‬حيث دحضت ادعاءات الصهاينة ويزيد‪« :‬وكانوا يحملوننا‪ ،‬ويمشون»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وُحلفائهم‪ ،‬وذهبت حمالت الشيطنة واألكاذيب كان هذا ُ‬ ‫الُخُلُق الَّر َحيم اَّلَذي وضع أساسه القرآن الكريم‬ ‫الخادعة‪ ،‬التي روجوها لسنوات‪ ،‬أدراج الرياح‪ ،‬فكانت‬ ‫ُّي ([) أصحاَبَه؛‬ ‫في ثنائه عىل المؤمنين‪ ،‬وذَّكَر به الَّنَب ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طبيعًة‪ ،‬قد أثر في إسراع‬ ‫هباء منثورًا‪ .‬وهو عكس الممارسات العنصرية فاَّتَخذوه ُ​ُخلقًاً‪ ،‬وكان لهم‬

‫الصهيونية‪ ،‬واالضطهاد والتعذيب‪ ،‬والركل‪ ،‬والعزل مجموعة ِ​ِم ْ​ْن أشراف األسرى‪ ،‬وأفاضلهم إىل اإلسالم‪،‬‬ ‫االنفرادي‪ ،‬واإلذالل‪ ،‬والحرمان من النوم واألكل والدواء‬ ‫َب بدٍرٍ‪ُ ،‬بُع ْ​ْيد وصول األسرى إىل‬ ‫فأسلم أبو عزيز ُ​ُع َ​َق ْ​ْي َ‬ ‫والنظافة‪ ،‬والتي تمارسها سلطات االحتالل بحق المدينة‪ ،‬وتنفيذ وصَّيَة رسول الله ([)‪ ،‬وأسلم معه‬

‫األسرى الفلسطينيين‪ ،‬وهو ما شهد به عدد من األسرى‬ ‫َ‬ ‫الَّسائب بن عبيد بعد أن فدى نفسه‪ ،‬فقد سرت دعوة‬ ‫الذين خرجوا في صفقات التبادل األخيرة‪.‬‬ ‫نفوَسهم‪ ،‬وعاد األسرى‬ ‫اإلسالم إىل قلوبهم‪ ،‬وط َ​َّهرت‬ ‫َ‬

‫إىل بال ِ​ِدهم وأهليهم‪ ،‬يتح َ​َّدثون عن مح َ​َّم ٍ​ٍد ([)‪ ،‬ومكارم‬

‫‪ .2‬المنهج الَّنَبوِّي الكريم بمعاملة األسرى‪:‬‬

‫ِ‬ ‫أخالقه‪ ،‬وعن محَّبَته‪ ،‬وسماحته‪ ،‬وعن دعوته‪ ،‬وما فيها‬ ‫ِّي ([) لألسرى ُ‬ ‫تحُّفها الَّر َحمة‪ ،‬والعدل‪ ،‬من الِبِّر ِ َ‬ ‫كانت معاملة الَّنَب ِ‬ ‫والَّتقوى‪ ،‬واإلصالح والخير (السيرة النبوية‪ ،‬علي‬ ‫ِ‬ ‫والنظرة ال َ​َّدعوية؛ فقبل ببعضهم الفداء‪ ،‬وآخرون محمد الصالبي‪ ،‬دار األصالة‪ ،2023 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.)19-14‬‬ ‫اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء المسلمين مقابل‬ ‫ِ‬ ‫المِّن عليهم (السيرة النبوية‪ ،‬علي محمد الصالبي‪ ،‬دار‬

‫ومن مشاهد الهدي النبوي الكريم في التعامل‬

‫مع األسرى واإلحسان إليهم‪ ،‬هو ما حدث حين أسر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نفَّي سِّيِد بني حنيفة‪،‬‬ ‫المسلمون ُ​ُث‬ ‫مامَة بن َأثال الح َ‬

‫األصالة‪ ،2023 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.)15-10‬‬

‫وحين رجع النبي([) إىل المدينة المنورة‪ ،‬إثر انتصاره وهم ال يعرفونه‪ ،‬فقدموا به المدينة‪ ،‬وربطوه بساري ٍ​ٍة‬ ‫َ‬ ‫ُّي ([) فقال‪:‬‬ ‫في معركة بدر‪َ ،‬فَّر َق األسرى بين أصحابه‪ ،‬وقال لهم‪ :‬من سواري المسجد‪ ،‬فخَرَج إليه الَّنَب ُ‬ ‫«استوصوا بهم خيرًاً»؛ وبهذه َ‬ ‫الَّتو َ‬ ‫صَية الَّنَبو َّيَة الكريمة‪« ،‬ماذا عندك يا ُ​ُثمامة؟!» فقال‪ :‬عندي خيٌر ٌ يا محمد! إن‬ ‫ظهر تحقيق قوله الله تعاىل‪َ​َ ﴿ :‬و ُ​ُي ْ​ْط ِ​ِع ُ​ُمو َ​َن َ‬ ‫دٍم‪ ،‬وإن ُتُنعم؛ ُتُنعم عىل شاكٍرٍ‪ ،‬وإن‬ ‫الَّطَعَا َ​َم َ​َعىَلى تقتلني‪ ،‬تقتل ذا ٍ‬ ‫كنت تريد المال؛ فسل منه ما شئت‪ .‬فتركه َ‬ ‫ِسيًر ًا ﴾ [اإلنسان‪.]8 :‬‬ ‫ُ​ُحِّب ِ ِ​ِه ِ​ِم ْ‬ ‫ْس ِ​ِكينًاً َ​َو َ​َي ِ​ِتي ً​ًما َ​َوَأ َ ِ‬ ‫حَّتى كان‬ ‫‪23‬‬


‫الغد‪ ،‬فقال‪« :‬ما عندك يا ُ​ُثمامة؟!» فقال‪ :‬عندي ما فلكم أن تتخيلوا أعظم الخلق وسيد الثقلين ([) يرجع‬ ‫ً‬ ‫تلبيًة لنداء األسير بين يديه بدون أن يتأفف‬ ‫عدة مرات‬ ‫قلت لك‪ :‬إ ْ​ْن ُتُنعم؛ تنعم عىل شاكٍرٍ‪.‬‬ ‫حَّتى كان بعد الغد‪ ،‬فقال‪« :‬ما عندك يا أو يتذمر‪ ،‬بل يجيبه بال ِ​ِحلم المعهود عنه‪ ،‬ويسأل عن‬ ‫فتركه َ‬ ‫ُ​ُثمامة؟!» فقال‪ :‬عندي ما قلت لك‪ .‬فقال‪« :‬أطلقوا حاجته ويلبيها‪.‬‬

‫ُ‬ ‫قريٍب من المسجد‪ ،‬فاغتسل‪،‬‬ ‫نخٍل‬ ‫ُثمامة» فانطلق إىل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في الختام نقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ثَّم دخل المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أن ال إله إال الله‪ ،‬وأشهد‬ ‫ُل الله‪ ،‬يا محمد! والله! ما كان عىل إ َ​َّن المعاملة الكريمة لألسرى في العهد النبوي‪ ،‬وفي‬ ‫أ َ​َّن مح َ​َّمدًاً رسو ُ‬ ‫َ‬ ‫َّي من وجهك‪ ،‬فقد أصبح وج ُ​ُهك العهود اإلسالمية حتى لحظة مبادلة األسرى في‬ ‫األرض وج ٌ​ٌه‬ ‫أبغَض إل َ‬ ‫َ‬ ‫َّي من فلسطين‪ ،‬شاهٌدٌ عىل ُ‬ ‫ِّي والقيمي‬ ‫َّي‪ ،‬والله! ما كان ديٌنٌ‬ ‫ُسم ِ​ِّو اإلسالم األخالق ِ‬ ‫َ‬ ‫أبغَض إل َ‬ ‫أحَّب الوجوه إل َ‬

‫َّي‪ ،‬والله! ما كان بلـٌدٌ والروحي‪ ،‬حيث نال أعدا ُ​ُء اإلسالم من معاملة النبي‬ ‫دينك‪ ،‬فأصبح دينك َ‬ ‫أحَّب ال ِ​ِّد ين إل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والَّصحابة الكرام أعىل درجات المعاملة‬ ‫َّي‪ ،‬األعظم ([)‬ ‫َّي من بلـدك‪ ،‬فأصبح بل ُ​ُدك‬ ‫َ‬ ‫أحَّب البـالد إلـ َ‬ ‫أبغَض إل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والُخلق الحسن؛ ُ​ُخُلُق اإليثار‪ ،‬وحفظ الكرامة‪،‬‬ ‫فبَّشره الطيبة‪،‬‬ ‫وإ َ​َّن خيلك أخذتني وأنا أريد ال ُ​ُعمرة‪ ،‬فماذا ترى؟‬ ‫ُل الله ([)‪ ،‬وأمره أن يعتمر‪ .‬فلـ َ​َّما قدم مَّكَة؛ قال والصبر عىل الدعوة‪ ،‬واألمر بالمعروف‪ ،‬وعدم التعدي‬ ‫رسو ُ‬ ‫َْت؟ قال‪ :‬ال والله! ولكِّنِي أسلمت مع عىل ال ُ​ُحرمات‪ ،‬وإن ما شاهدناه من معاملة المقاومة‬ ‫َصَبَْو َ‬ ‫له قائل‪َ :‬‬ ‫مح َ​َّم ٍ​ٍد رسول الله ([)‪ ،‬وال والله ال يأتيكم من اليمامة الفلسطينية لألسرى “اإلسرائيليين” واألمريكان‪،‬‬ ‫حَّب َُُة حنط ٍ​ٍة َ‬ ‫ُّي ([) (السيرة النبوية‪ ،‬وغيرهم من أعدائهم في شهادات األسرى‪ ،‬ووسائل‬ ‫حَّتى يأذن فيها الَّنَب ُ‬ ‫إعالم العدو‪ ،‬ما هو إال ِاِنعكاس حقيقي لقيم وتعاليم‬

‫علي محمد الصالبي‪ ،‬دار األصالة‪ ،2023 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.)19-10‬‬

‫اإلسالم السمحة‪ ،‬واقتداء أولئك األبطال بالمنهج‬

‫وفي هذه القصة لفتة إسالمية رائعة‪ ،‬وصورٌة ٌ نبوية‬

‫النبوي‪ ،‬بل هم امتداد طبيعي لقادة األمة في اتباعهم‬

‫إنسانية عظيمة‪ ،‬حول األثر الجميل الذي تتركه‬ ‫للوصية القرآنية الخالدة في التعامل مع األسرى‪،‬‬ ‫المعاملة الطيبة في قلوب وعقول المغلوبين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ويمثلون نموذجًا رائعًا في التآسي بالهدي النبوي‪.‬‬ ‫والمأسورين‪ ،‬فربما تقودهم للهداية‪ ،‬وتجعلهم هداًة‬ ‫مهتدين‪ .‬ولم يختلف ذلك األثر الحسن والجميل الذي وإن هذه المواقف اإليمانية واإلنسانية‪ ،‬أظهرت‬

‫تركه النبي ([) في قلب ثمامة عن األثر الجميل المقاومة الفلسطينية‪ ،‬بأنهم رجال ُ​ُيدافعون عن‬ ‫واالنطباع الحسن الذي تركه أبطال فلسطين في أرضهم ومقدساتهم وأعراضهم ضد العدو الغاشم‪،‬‬ ‫نفوس أسراهم اإلسرائيليين‪ ،‬ونفوس الكثير من أبناء والتصدي للهجمات الوحشية التي شنها الصهاينة‬ ‫وأتباعهم وحلفائهم من أعوان الباطل وجنود إبليس؛‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫لتقويض الكفاح الفلسطيني‪ ،‬وكسر شوكة المقاومة‪.‬‬

‫بل إن أحكام الشريعة اإلسالمية المتعلقة بالتعامل مع‬

‫والرد جاء من المقاومة‪ ،‬بالتحلي بتلك األخالق الراقية‪،‬‬

‫األسرى شملت إجازة النفقة عليهم وكسوتهم‪ ،‬حيث‬

‫وبالصمود األسطوري‪ ،‬وهم يوجهون رسالة مختصرة‬

‫روى البخاري عن جابر بن عبدالله (رضي الله عنهما)‬ ‫للعالم‪ :‬نحن صامدون في أرضنا‪ ،‬ومتمسكون بإيماننا‬ ‫قال‪“ :‬لما كان يوم بدر‪ ،‬أتي بأسارى بدر‪ ،‬وُأُتي بالعباس‪،‬‬ ‫وعقيدتنا‪ ،‬ومدافعون عن أرضنا ومقدستنا‪ ،‬وثابتون‬ ‫ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي ([) له قميصًاً‪ ،‬فوجد‬ ‫وماضون في مقاومتنا حتى تحقيق النصر وتحرير‬ ‫قميص عبدالله بن أبي يقدر عليه‪ ،‬فكساه النبي ([)‬ ‫المقدسات واألرض واسترداد الحقوق المسلوبة من‬ ‫إياه”‪ ،‬وهذا في شأن الكسوة‪.‬‬ ‫المحتلين (بإذن الله)‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫حتالف من أجل اإلنسانية‪:‬‬

‫تعزيز دور الجمعيات الخيرية‬ ‫في إطار مجلس التنسيق اإلنساني بعد النزاعات‬ ‫د‪ .‬جمال الجبوري‬

‫خبير في شؤون العمل اإلنساني‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫في ظل تعقيدات مرحلة ما بعد النزاعات‪ ،‬يبرز "مجلس التنسيق اإلنساني" كركيزة أساسية في‬ ‫استراتيجية االستجابة اإلنسانية‪ .‬تلعب الجمعيات الخيرية دورًاً حاسمًاً كشركاء استراتيجيين ضمن‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬حيث يتناول هذا المقال بالتحليل والتفصيل المساهمات ال ّ‬ ‫فّعالة لهذه الجمعيات في‬ ‫كل مرحلة من مراحل االستجابة والتعافي‪.‬‬ ‫المرحلة األوىل‪ :‬دور الجمعيات في االستجابة الطارئة‬ ‫‪ .1‬التقييم الفوري لالحتياجات‪ :‬تستغل الجمعيات الخيرية‬

‫خبراتها الميدانية للقيام بتقييم سريع ودقيق لالحتياجات‬

‫العاجلة في المناطق المتأثرة‪ ،‬مما يسهم في تحديد أولويات‬ ‫التدخل اإلنساني‪.‬‬

‫‪ .2‬توجيه وتوزيع المساعدات‪ :‬تتبنى هذه الجمعيات مسؤولية‬

‫تنظيم وتوجيه المساعدات الضرورية كالغذاء‪ ،‬الماء‪ ،‬المأوى‪،‬‬ ‫والرعاية الصحية‪ ،‬بما يضمن وصولها إىل المحتاجين في أقصر‬ ‫وقت ممكن‪.‬‬

‫‪ .3‬التنسيق المشترك مع الشركاء‪ :‬تبرز أهمية التعاون‬

‫والتنسيق المستمر بين الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية‬ ‫والسلطات المحلية لضمان فعالية توزيع المساعدات‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫المرحلة الثانية‪ :‬دعم عمليات إعادة البناء والتعاون‬ ‫المتكامل‬

‫‪ .1‬تنسيق جهود إعادة البناء‪ُ :‬تُسهم الجمعيات في صياغة وتنفيذ‬

‫خطط إعادة البناء‪ ،‬مع التركيز عىل البنية التحتية األساسية‬ ‫والمرافق العامة‪.‬‬

‫‪ .2‬التعاون مع الحكومات المحلية‪ :‬يتم تحديد األولويات وتنفيذ‬

‫المشاريع بالتعاون مع السلطات المحلية لضمان استجابة تلبي‬ ‫االحتياجات الخاصة بكل منطقة‪.‬‬

‫‪ .3‬تقديم الدعم النفسي واالجتماعي‪ :‬إىل جانب اإلعمار‪ ،‬تقدم‬ ‫الجمعيات الخيرية دع ً​ًما نفسًيًا واجتماعًيًا للمتأثرين بالحرب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مساهمًة في التئام الجروح النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫المرحلـــة الثالثـــة‪ :‬إرســـاء أســـس التنميـــة المســـتدامة‬ ‫واســـتراتيجيات طويلـــة األمـــد‬ ‫‪ .1‬تطوير خطط استراتيجية شاملة‪ُ​ُ :‬يعد المجلس‪ ،‬بمشاركة‬ ‫ً‬ ‫خطًطا إلعادة العمران والتنمية المستدامة‪ ،‬مركزًا ً عىل‬ ‫الجمعيات‪،‬‬ ‫االستدامة والتأثير طويل األمد‪.‬‬

‫‪ .2‬تعزيز األمن والمصالحة‪ :‬تشمل الجهود تحقيق االستقرار ودعم‬

‫المصالحة واألمن في المناطق المتضررة‪ ،‬مما يعد خطوة حاسمة‬ ‫نحو السالم الدائم‪.‬‬

‫‪ .3‬دعم النمو االقتصادي واالجتماعي‪ :‬تعمل الجمعيات عىل تعزيز‬

‫النمو االقتصادي واالجتماعي من خالل برامج التعليم‪ ،‬التدريب‬ ‫المهني‪ ،‬ودعم المشروعات الصغيرة‪.‬‬

‫‪ .4‬التعاون المستمر‪ :‬تحقيق هذه األهداف يتطلب تعاوًنًا دائ ً​ًما‬

‫بين الجمعيات‪ ،‬الحكومات المحلية‪ ،‬والمنظمات الدولية لضمان‬ ‫استدامة االستقرار والرخاء‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫من خالل هذه المراحل‪ ،‬يتضح بجالء الدور البارز والحيوي الذي تلعبه‬ ‫الجمعيات الخيرية في جميع مراحل االستجابة اإلنسانية وإعادة‬ ‫اإلعمار بعد الحروب‪ .‬يتوقف النجاح عىل الشراكة الفعالة والتنسيق‬

‫الدقيق بين هذه الجمعيات ومجلس التنسيق اإلنساني‪ ،‬مما يكفل‬ ‫تحقيق األهداف المنشودة بأكبر قدر من الكفاءة والفعالية‬

‫‪26‬‬


‫جمهورية المالديف اإلسالمية‪..‬‬ ‫ونصرتها للقضية الفلسطينية‬ ‫د‪ .‬حمد المزروعي‬

‫دخل اإلسالم المالديف في عام ‪1153‬م‪ ،‬وحافظت عىل تعاليم‬

‫‪ -7‬المساجد عامرة بالمصلين في كل الصلوات‪.‬‬

‫اإلسالم إىل يومنا هذا‪ ،‬وحكامها كانوا يدعون بالسالطين‪،‬‬

‫‪ -8‬اعتكاف في المساجد من الفجر للشروق‪ ،‬ومن المغرب‬

‫وقبل ‪ 60‬عا ً​ًما من اآلن كانوا يتكلمون ويخطبون الجمعة‬

‫إىل العشاء‪.‬‬

‫بالعربية‪.‬‬

‫‪ -9‬لقاء حافل مع وزير األوقاف واقتراح مشاريع لنصرة‬

‫وكانت رحلتي لها مع مجموعة من العلماء من هيئة‬

‫القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫علماء فلسطين وغيرها‪ ،‬وهدف الرحلة التعريف بالقضية‬

‫‪ -10‬زيارة للجامعة الوطنية وكلية الشريعة ومقابلة عميد‬

‫الفلسطينية وواجب العلماء تجاه القضية‪ ،‬وأهمية تثقيف‬

‫الكلية والدكاترة الفضالء‪.‬‬

‫الشعوب‪ ،‬وتعريفهم بشرعيتها‪.‬‬

‫‪ -11‬إقامة مجلسين سماع لألحاديث الفلسطينية بالسند‬

‫وفي هذه الرحلة زرنا عدة مؤسسات‪ ،‬منها‪:‬‬

‫المتصل‪ ،‬حضره مجموعة من العلماء ودكاترة كلية الشريعة‪.‬‬

‫وزارة األوقاف والجامعة اإلسالمية والجامعة الوطنية‬

‫‪ -12‬تم اعتماد مسابقة لكتابي «األحاديث الفلسطينية‬

‫المالديفية‪ ،‬وتم التعاون عىل عدة مشاريع دعوية وشرعية‪،‬‬

‫من الصحيحين»‪ ،‬الذي أعددته من أجل التعريف بشرعية‬

‫نسأل الله لها التمام والكمال‪.‬‬

‫القضية الفلسطينية في هذه الرحلة‪ ،‬وستقام المسابقة في‬

‫وهذه بعض الحقائق التي رأيتها في هذه الرحلة المباركة‪:‬‬

‫حفظ هذه األحاديث في شهر رمضان‪ ،‬مع ترجمته إىل اللغة‬

‫‪ -1‬انتشار الحجاب وااللتزام الشرعي‪ ،‬والشعب مسلم ‪.%100‬‬

‫المالديفية‪.‬‬

‫‪ -2‬القنوت في الصلوات الخمس‪ ،‬والدعاء لفلسطين‪.‬‬

‫‪ -13‬كانت المالديف غير مسلمة‪ ،‬ثم أسلم حاكم المالديف‬

‫‪ -3‬خطب موحدة للقضية الفلسطينية‪.‬‬

‫بسبب نصيحة من أحد علماء المغرب‪ ،‬وأسلم جميع الشعب‬

‫‪ -4‬جمع التبرعات من الجمعيات الخيرية قائم إىل اآلن‪ ،‬وتم‬

‫معه‪.‬‬

‫جمع ما يزيد عىل ‪ 3‬ماليين دوالر‪.‬‬

‫‪ -14‬زيارة أقدم مسجد في المالديف‪ ،‬ومكتوب فيه رسالة‬

‫‪ -5‬توجد هيئة إفتاء تخرجوا في جامعة المدينة المنورة‬

‫عىل الحجارة من أهل مكة إىل سلطان المالديف وقتها‪.‬‬

‫واألزهر الشريف‪.‬‬

‫‪ -15‬زيارة المراكز القرآنية واالستماع ألصوات الطلبة الصغار‪،‬‬

‫‪ -6‬مراكز للقرآن من مرحلة الروضة إىل الجامعة‪.‬‬

‫وتميزوا بحسن التالوة ونداوة الصوت‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫فتاوى العمل اإلنساني‬ ‫دفع الزكاة إلعمار غَّزَة‬

‫الس ــؤال‪:‬فضيلة الش ــيخ حفظ ــه الل ــه‪ ،‬ال ــسالم عليك ــم‬

‫بحيث تقوم الجهات المشاركة باالكتتاب عىل هذه‬

‫ورحم ــة الل ــه وبركات ــه‪ ،‬وبع ــد‪:‬‬

‫ٌّل حسب قدرته وإمكاناته‪.‬‬ ‫المشاريع‪ ،‬ك ٌ‬

‫تهديكم الهيئة العربية والدولية إلعمار غزة خالص‬

‫كذلك ستقوم الهيئة في هذا المؤتمر بإطالق سهم‬

‫ّل لفضيلتكم‬ ‫التحيات والتقدير‪ ،‬داعين الله عّز ّ وج ّ‬

‫اإلعمار بقيمة (‪ )100‬يورو‪ ،‬لتمكين ك ِ‬ ‫ِّل فئات المواطنين‬

‫بموفور الصَّحَة والعافية‪.‬‬

‫الراغبين بدعم اإلعمار في غزة من المشاركة في هذا‬

‫تعلمون أهمَّيَة إعادة اإلعمار لقطاع غزة‪ ،‬بعد الحرب‬ ‫الهمجية اَّلَتي ُ‬ ‫ُشّنّت عليه‪ ،‬حيث ال تقل أهمَّيَة إعادة‬

‫الجهاد دعما لألهل في غزة‪.‬‬ ‫يرجى من فضيلتكم التكُّرُم ببيان الرأي الشرعي‪ ،‬في‬

‫اإلعمار عَّمَ ا قامت به األمة بإغاثة أهلها هناك في أثناء‬

‫اعتبار تمويل هذه المشاريع والمساهمة من خالل‬

‫العدوان الغاشم‪ ،‬وألجل ذلك ّ‬ ‫تّم تأسيس الهيئة العربية‬ ‫والدولية إلعمار غزة‪ ،‬وهي هيئة أهلَّيَة ُأ ُ ِ‬ ‫ِّسست من قبل‬

‫وتشجي ً​ًعا لهم‪.‬‬

‫سهم اإلعمار جزء من زكاة أموال المسلمين‪ ،‬تحفيًزًا‬

‫مؤّسّ سات المجتمع المدني للمهندسين والمقاولين‬

‫وتفضلوا فضيلتكم بقبول فائق االحترام‪.‬‬

‫ورجال األعمال‪ ،‬ومن شخصيات مهنية ومستثمرين‪،‬‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫وهي تهدف إىل إعادة إعمار قطاع غزة‪.‬‬

‫المفتي‪ :‬الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله‬

‫وفي سبيل ذلك قامت الهيئة بمسح مئات المشاريع‬

‫الجواب‪:‬‬

‫في غزة بالتنسيق مع الجهات المعنية هناك‪ ،‬حيث‬ ‫سيتُّمُ اإلعالن عن هذه المشاريع خالل مؤتمر اإلعمار‬

‫الحمد لله‪ ،‬والصالة والسالم عىل رسول الله‪ ،‬وعىل آله‬

‫األول‪ ،‬والذي تعقده الهيئة في إسطنبول – تركيا‪17 ،‬‬

‫وصحبه ومن تبع هداه‪(.‬وبعد)‬

‫و‪ 18‬يونيو ‪2009‬م‪ ،‬بمشاركة عربية وإسالمَّيَة ودولية‪،‬‬

‫فإَّنَ الله جعل المسلمين أمة واحدة‪« ،‬تتكافأ دماؤهم‪،‬‬ ‫‪28‬‬


‫دفع الزكاة إىل اللجان الخيرية‬

‫ويسعى بذَّمَ تهم أدناهم‪ ،‬ويجير عليهم أقصاهم‪ ،‬وهم‬ ‫يد عىل من سواهم»‪ .‬وأمرهم باالستمساك بشرعه‪،‬‬

‫انطالق ــا م ــن أه ــداف هيئتن ــا الخير يــة المتمثل ــة ف ــي قول ــه‬

‫واالعتصام بحبله‪ ،‬والتناصر فيما بينهم‪ ،‬وأمرهم بنصرة‬

‫‪-‬تعـــاىل‪﴿ :‬وتعاونـــوا عىل البـــر والتقـــوى وال تعاونـــوا عىل‬

‫المظلوم‪ ،‬وإغاثة الملهوف‪ ،‬وتفريج كربة المكروب‪ .‬وحّر ّم‬

‫اإلث ــم والع ــدوان﴾‪ ،‬ومش ــاركة منه ــا ف ــي مس ــاعدة الش ــعب‬

‫عىل المسلم أن ُيُسِلِم أخاه المسلم‪ ،‬أو أن يخذله في موقف‬

‫الفلســـطيني المســـلم الـــذي يتعـــرض لمحنـــة االحـــتالل‬

‫يحُّبُ فيه نصرته‪ ،‬وجعل ذلك سبًبًا للخذالن في اآلخرة‪.‬‬

‫االستيطانـــي‪ ،‬والتشـــريد‪ ،‬واالضطهـــاد والحرمـــان مـــن‬

‫وإذا كانت األمة المسلمة قد ِحِيل بينها وبين إخواننا في أبس ــط الحق ــوق اإلنس ــانية‪ ،‬فق ــد قام ــت هيئتن ــا لتحقي ــق‬

‫غزة‪ ،‬فلم تستطع ر ّ​ّد العدوان أو إيقافه‪ ،‬كما هو الواجب األهـــداف التاليـــة‪:‬‬ ‫شر ً​ًعا‪ ،‬بل لم تستطع في أحيان كثيرة أن ِ‬ ‫توِّصل المساعدات‬

‫من الغذاء والكساء والدواء‪ ،‬فأضعف اإليمان أن تعيد • تقديم المساعدة ألبناء الشهداء‪ ،‬واألسرى‪ ،‬والجرحى‪،‬‬ ‫بناء ما د ّ​ّمره العدوان‪ ،‬من منازل ومدارس‪ ،‬ومستشفيات واأليتام‪ ،‬والمتضررين في األراضي المحتلة‪.‬‬ ‫ومؤسسات‪ ،‬ومحطات مياه وكهرباء‪ ،‬وطرق وبنية تحتية‪ • .‬إنشاء ورعاية المشاريع التعليمية واالجتماعية والطبية‬ ‫ويجب عىل ك ِ‬ ‫ِّل مسلم أن يساهم في هذا اإلعمار من التي تلبي حاجات الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫الزكاة المفروضة‪ ،‬فهم من مصارفها؛ ألَّنَهم فقراء‪ ،‬وألنهم‬

‫• دعم المشاريع اإلنمائية التي تساعد عىل تشغيل ذوي‬

‫مساكين‪ ،‬وألن ذلك في سبيل الله‪.‬‬

‫الحاجة داخل األراضي المحتلة‪.‬‬

‫وله أن يساهم في ذلك من الصدقات الجارية‪ ،‬اَّلَتي يبقى‬

‫• التبصير بخطر الصهيونية عىل حاضر ومستقبل اإلسالم‬

‫أجرها بعد موت صاحبها‪.‬‬

‫والمسلمين‪.‬‬

‫ومن األوقاف اَّلَتي يحبس أصلها‪ ،‬وتسّبّل ثمرتها‪.‬‬

‫وحيث إن األهداف التي تقدم ذكرها تحتاج إىل دعم مالي‬

‫ومن وصايا األموات‪ ،‬ومن الصدقات التطوعية‪ ،‬واألموال لتحقيقها‪ ،‬فإننا نتقدم إليكم بهذين السؤالين‪ ،‬راجين منكم‬ ‫اَّلَتي بها شبهة‪.‬‬ ‫التكرم باإلجابة السريعة عليها توضي ً​ًحا للحكم الشرعي‪.‬‬

‫بل إِّنِي أعتبر المشاركة في هذا اإلعمار من الجهاد بالمال‪،‬‬ ‫اَّلَذي أمرنا الله به‪﴿ :‬اْنْ ِ​ِفُرُوا ِخِفافا وِثِقاال وجا ِ​ِه ُ​ُدوا ِبِأ ْ​ْمواِل ُِكُ ْ​ْم الســؤال األول‪ :‬هــل يجــوز دفــع زكاة المــال لصالــح مشــاريع‬ ‫وأْنْ ُ​ُف ِ ُ‬ ‫تْعل ُ​ُمون﴾ لجنتنــا الخير يــة المختلفــة؟‬ ‫يِل الّل ّ ِ​ِه ذِل ُِكُ ْ​ْم خ ْ​ْيٌر ٌ لُكُ ْ​ْم ِإ ِ ْ​ْن ُكُ ْ​ْنُتُ ْ​ْم ْ‬ ‫ِسُك ْ​ْم ِفِي سِبِ ِ‬

‫[التوبة‪ ،]41:‬فق ّ​ّدم الجهاد بالمال عىل الجهاد بالنفس؛ ألَّنَه ال‬ ‫الســـؤال الثانـــي‪ :‬هـــل يمكـــن للجنـــة تأخيـــر تســـليم زكاة‬ ‫يمكن أن يستمّر ّ جهاد إاَّلا بالمال‪.‬‬

‫الفطـــر لمســـتحقيها فـــي األرض المحتلـــة بعـــد انقضـــاء‬

‫وشكر الله إلخواننا في نقابة المهندسين باألردن مبادراتهم المـــدة الشـــرعية المعروفـــة‪ ،‬نظـــًر ًا للصعوبـــات التـــي‬ ‫تعترضن ــا ع ــادة ف ــي إيصاله ــا بالس ــرعة الممكن ــة والالزم ــة‪.‬‬

‫المتتابعة لدعم إخوانهم من شعب فلسطين‪.‬‬ ‫وبالله التوفيق‪.‬‬

‫جزاكم الله خيًر ًا‪ ،‬ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬فتاوى معاصرة للشيخ القرضاوي ج‪١٩٠/ ٣‬‬

‫المفتي‪ :‬هيئة الفتوى بوزارة األوقاف بالكويت‬

‫‪29‬‬


‫هم أقليات في البالد غير اإلسالمية وهذه الفتوى تخص‬

‫الجواب‪:‬‬

‫يجوز دفع زكاة المال وزكاة الفطر إىل هذه اللجنة عىل أن أهل القدس بأولوية استحقاق الزكاة وال تعني مطلقا عدم‬ ‫تصرفها في مصارفها الشرعية‪ ،‬واألهداف المذكورة في استحقاق غيرهم ‪.‬‬ ‫السؤال داخلة في المصارف الشرعية للزكاة عىل أن ال الحمد لله رب العالمين والصالة والسالم عىل سيدنا محمد‬ ‫ً‬ ‫مستحًقا وعىل اله وصحبه وسلم اجمعين وبعد فإن أهل القدس "‬ ‫لغنّي إّال ّ أن يكون‬ ‫يصرف منها شيء لغير مسلم أو‬ ‫ّ‬ ‫بوجه آخر من الوجوه الشرعية الثمانية المذكورة في كتاب المقدسيين " هم اليوم حراس المسجد األقصى المرابطون‬

‫الله‪ ،‬وأن تبصير المسلمين بخطر اليهود من قبيل الدعوة المجاهدون يعيشون في ظروف سياسية وحياتية اجتماعية‬ ‫وهي مما يشمله مصرف في سبيل الله وال سّيّما في البالد بالغة الصعوبة فهم بال ريب يستحقون الزكاة والصدقات‬ ‫ال يختلف في ذلك احد ‪ ،‬ولكننا نقول لهم األولوية في‬

‫التي تحتاج إىل تبصير المسلمين بخطط ومكر أعدائهم‪.‬‬

‫استحقاق الزكاة والصدقات عىل غيرهم ‪.‬وتبنى هذه‬

‫أ ّ​ّما تأخير زكاة الفطر لمستحقيها فجائز إذا كان قد أخرجها األولوية الشرعية عىل وأمور‪:‬‬

‫المزكي قبل صالة العيد‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إن جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة‬

‫والله أعلم‪.‬‬

‫متفقون عىل أنه عند التزاحم بين المستحقين الزكاة فيجوز‬ ‫أن تدفع الزكاة إىل كلهم أو في واحد منهم ؛ الن مراد اآلية‬

‫استحقاق المقدسيين للزكاة والصدقات عىل غيرهم من‬

‫اآلية في قوله تعاىل " إنما الصدقات للفقراء والمساكين ‪...‬‬

‫المستحقين ‪.‬‬

‫" اآلية ‪ ،‬بيان لألصناف التي يجوز الدفع إليها ال تعيين الدفع‬

‫الس ــؤال‪ :‬مازال ــت الق ــدس صام ــدة تق ــف ف ــي وج ــه الظل ــم لهم ‪.‬يدل عىل ذلك أن النبي صىل الله عليه وسلم لما أتى‬ ‫ويدافـــع أهلهـــا عـــن حقهـــم فـــي الحيـــاة والحر يـــة‪ ،‬برغـــم مال الصدقة جعله في صنف واحد ‪ ،‬وهم المؤلفه قلوبهم‬ ‫الممارس ــات الت ــي يق ــوم به ــا الع ــدو تجاهه ــم‪ ،‬وألن الق ــدس ‪ ،‬ثم لما أتاه مال جعله في الغارمين وما ذاك إال تحقيقا‬ ‫قضي ــة أم ــة ف ــإن نصرته ــا والعم ــل عىل دع ــم أهله ــا واج ــب للمصلحة العامة ويناظر الصنف الواحد أهل البلدة الواحدة‬

‫دينـــي وأخالقـــي‪ ،‬كمـــا أن الصدقـــة فيهـــا مباركـــة وأهلـــه إذا استحقوا الزكاة ‏‪ ،‬وحال أهل القدس هي كذلك ‪.‬‬ ‫بحاجـــة عاجلـــة للدعـــم والمســـاندة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تقديم المصلحة العامة عىل المصلحة األدنى واألقل‬ ‫‪ ،‬فقد قال صىل الله عليه وسلم ‪ ":‬أفضل الصدقة عىل ذي‬

‫المفتى‪ :‬الشيخ عجيل جاسم النشمي‪.‬‬

‫الرحم من كاشح " ‪ -‬وهو الذي يظهر العداوة ‪ -‬الترغيب‬

‫الجواب‪:‬‬

‫والترهيب للمنذري ‪ ٢/٧١‬ورجاله رجال الصحيح ؛ ألن فيه‬

‫‏بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين‬

‫مصلحتين ‪ ،‬فتقدم مصلحة القرابة ونزع الكراهية عىل القرابة‬ ‫فقط ‪.‬‏وقال صىل الله عليه وسلم ‪ ":‬الصدقة عىل المسكين‬

‫فتوى لعموم المسلمين بشأن اولويات استحقاق‬

‫صدقة وعىل ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة " صحيح ابن‬

‫المقدسيين للزكاة والصدقات عىل غيرهم من المستحقين‬

‫حبان ‪ ٣٣٤٤ :‬وقد جاءت الشريعة بتقديم المصالح وتكثيرها‬

‫‪.‬‬

‫ودفع المفاسد وتقليلها ‪ ،‬فمصالح دفع الزكاة والصدقات‬

‫ال ريب أن المستحقين للزكاة والصدقات ‏من المسلمين ال‬

‫ألهل القدس فيه عظيم المصالح للمسلمين عامة وأخصها‬

‫حصر لهم كثرة وتوزعا في العديد من بالد المسلمين أو‬

‫الحفاظ عىل األرض المباركة وفيها المسجد األقصى قبلة‬ ‫‪30‬‬


‫المسلمين ‏‪ ،‬وإليه تهوى األفئدة الفائدة المسلمين في حكم التبرع لتثبيت المرابطين في األقصى والقدس‬ ‫المصلحة وقد قال الفقهاء من استدانه إلصالح ذات البين‬

‫هيئة علماء فلسطين‪.‬‬

‫بين قبيلتين أو شخصين أو أشخاص أعطي من سهم أصدرت ‪ 18‬جهة علمائية دولية فتاوى داعمة ومساندة‬ ‫الغارمين ‪ ،‬ويقدم عىل من استدان لقرى ضيفه ‪ ،‬ويعطى ألهل القدس والمسجد األقصى‪ ،‬خاصة حكم الجهاد بالمال‬

‫طالب العلم من الزكاة وال يعطى المنقطع للعبادة لعموم للمرابطين‪ ،‬تعزز صمودهم في وجه االحتالل ومخطط‬ ‫ما يرجى من نفع األول ‪.‬‬ ‫االقتحام بخصوص‪ ،‬وهذا نص الفتوى مع الموقعين‪:‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ا فإن ‏قواعد الشرع تقتضي تقديم من اجتمعت إن الله تعاىل قد فرض الجهاد بالمال كما فرض الجهاد‬ ‫فيه اكثر صفات االستحقاق ومن كان في إعطائه نفع بالنفس ومن المقّر ّر شر ً​ًعا ‏أن الله سبحانه وتعاىل فرض‬

‫أعم للمسلمين فيقدم عىل غيره لشمول وعموم النفع ‪ ،‬عىل المسلمين أن يجاهدوا بأنفسهم وأموالهم‪ ،‬إذا ‏احتل‬ ‫واهله القدس مرابطون مجاهدون يقدمون عىل غيرهم العدو بل ً​ًدا من بالدهم ومن عجز من المسلمين عن الجهاد‬

‫‪ ،‬وقد زكاهم رسول الله صىل الله عليه وسلم حين قال بالّنّفس‪ ،‬فعليه أن ‏يجاهد بماله‪ ،‬وال يسقط عنه من الجهاد‬ ‫‪ ":‬رباط يوم خير من الدنياوما عليها " ‪ ،‬وقد نقل شيخ الواجب إال ما تعذر‪ ،‬والجهاد بالمال واسع ‏اإلطار وهو وإن‬ ‫اإلسالم ابن تيمية في فضل المرابطين اتفاق الفقهاء عىل كان أهل بابه هم األغنياء إال أنه واجب عىل الجميع كل‬ ‫أن المرابطة أفضل من المجاورة بالمسجد الحرام والمسجد بقدر ‏وسعه في موطن الحاجة إليها‪ ،‬بل إن الله تعاىل قدم‬ ‫النبوي ‪،‬والمسجد األقصى ‪ ،‬بل إن أهل القدس قد اجتمع الجهاد بالمال في كل موقع عىل ‏الجهاد بالنفس إال في‬ ‫لهم مع وصف الرباط كونهم من الفقراء والمساكين ‪ ،‬موقع واحد‪ .‬‏‬

‫وهم عاملون عىل الزكاة ‪ ،‬وغارمون من كثرة ما تحملوا‬ ‫ُ‬ ‫قال تعاىل‪“ :‬ال َ​َي ْ‬ ‫َن اْلْـ ُ​ُم ْ​ْؤ ِ​ِمِنِي َ‬ ‫ْس َ​َت ِ​ِوي اْلْ َ​َقا ِ​ِع ُ​ُدو َ​َن ِ​ِم َ‬ ‫َن َ​َغ ْ​ْيُر ُ ُأ ْ​ْوِل ِي‬ ‫من الضرائب المفروضة عليهم من العدو المحتل ‪ ،‬وفيهم‬ ‫َسِبيِل الَّل ّ ِ​ِه ِبَأ َ ْ​ْم َ​َواِل ِ​ِه ْ​ْم َ​َوَأ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِس ِ​ِه ْ​ْم‬ ‫نُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الَّضَر َِر ِ َ​َواْلْـ ُ​ُمَجَا ِ​ِه ُ​ُدو َ​َن ‏ِفِي َ ِ ِ‬ ‫أبناء السبيل من المشردين ممن سلبت منازلهم وهدمت ‪،‬‬ ‫َن ِبَأ َ ْ​ْم َ​َواِل ِ​ِه ْ​ْم َ​َوَأ َ ُ‬ ‫َّض َ ّ‬ ‫َ​َف ّ‬ ‫ِس ِ​ِه ْ​ْم َ​َعىَلى ‏اْلْ َ​َقا ِ​ِع ِ​ِد ي َ‬ ‫َن‬ ‫نُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل الَّل ُ​ُه اْلْـ ُ​ُمَجَا ِ​ِه ِ​ِد ي َ ِ‬ ‫فاجتمع فيهم من أوصاف االستحقاق سبعة من ثمانية ‪ ،‬بل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َن َ​َعىَلى‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ​َدَ‬ ‫َ‬ ‫َل الَّل ّ ُ​ُه اْلْـ ُ​ُمَجَا ِ​ِه ِ​ِد ي َ‬ ‫َّض‬ ‫َف‬ ‫َو‬ ‫ى‬ ‫َن‬ ‫ْس‬ ‫ُح‬ ‫ـ‬ ‫اْل‬ ‫ُه‬ ‫َّل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َع‬ ‫َو‬ ‫ًّال‬ ‫ُك‬ ‫َو‬ ‫ًَة‬ ‫َج‬ ‫َر‬ ‫َد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يدخل بعضهم في "المؤلفه قلوبهم " لما في الدفع إليهم‬ ‫اْلْ َ​َقا ِ​ِع ِ​ِد ي َ‬ ‫َِظي ً​ًما” النساء‪95 :‬‏‬ ‫َن َأ َ ْ​ْجًر ًا ‏َع ِ‬ ‫من التثبيت عىل إيمانهم وتقوية عزيمتهم في الثبات عىل‬ ‫أرضهم ‪ .‬فأهل القدس حينئذ قد استحقوا التقديم عىل وعن أنس رضي الله عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله ‪-‬صىل الله‬ ‫عليه وسلم‪“ :-‬جاهدوا ‏بأيديكم وألسنتكم وأموالكم” رواه‬

‫غيرهم في استحقاق الزكوات والصدقات ‪.‬‬

‫أحمد والنسائي وأبو داود وغيرهم‪.‬‏‬

‫ولما سبق مجتمعا نقول ‪ :‬أن عىل من اختارهم الله وابتالهم‬

‫بيسر الحال وسعة الرزق أن يأخذوا أولوية أهل القدس وقال ابن القيم رحمه الله في حكمة تقديم المال عىل‬ ‫"المقد سيين " عند دفع زكواتهم وصدقاتهم ليكونوا ‪ -‬النفس في آيات الجهاد في سبيل ‏الله تعاىل‪“ :‬هذا دليل‬

‫إن شاء الله ‪ -‬معهم من أهل الجهاد والرباط فقد قال صىل عىل وجوب الجهاد بالمال كما يجب بالنفس‪ ،‬فإذا دهم‬ ‫الله عليه وسلم ‪ ":‬من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا العدو ‏وجب عىل القادر الخروج بنفسه‪ ،‬فإن كان عاجزًا ً وجب‬ ‫عليه أن يكتري بماله”‪.‬‏ وفي هذه الفتوى يج ّ​ّدد العلماء‬ ‫ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا " متفق عليه ‪.‬‬ ‫تجلية األحكام الشرعّيّة اآلتّيّة ووجوب العمل بها ‏في هذه‬

‫األوقات الّصّ عبة التي يمّر ّ بها المسجد األقصى المبارك‬ ‫‪31‬‬


‫ممارسة حقوقهم في التجارة ‏وبناء بيوتهم حيث تهدم‬

‫والمرابطون فيه‪.‬‏‬

‫أواًلا ‪ :‬إ ّ​ّن ما يبذله المسلم من دعٍم مالّي إلخوانه البيوت‪ .‬‏‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬

‫المجاهدين المرابطين في المسجد ‏األقصى المبارك ليس وعىل هذا ف ّ‬ ‫إّن دفع أموال الّزّكاة المفروضة ألهل القدس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحّق والمرابطين في المسجد ‏األقصى المبارك هو من أوجب‬ ‫تفّضاًلا ‪ ،‬بل هو قيا ٌ​ٌم ببعض‬ ‫تبر ّ​ًّعا‪ ،‬وال تطو ّ​ًّعا‪ ،‬وال‬

‫‏الواجب عليه‪ ،‬وهو ضرب من ضروب الجهاد المفروض في الواجبات وأعظم القربات‪ ،‬بل لهم سهم في سبيل ‏الله‬ ‫مواجهة المعتدين‪ ،‬‏والتخلي عنه مع القدرة عليه قليًال ً أو ولما يمثلون من مشروع حماية المقدسات والحفاظ عىل‬ ‫كثيرًاً‪ ،‬مثل التولي يوم الزحف وترك قتال ‏المعتدي مع األقصى ومدينة ‏بيت المقدس‪ .‬‏‬ ‫القدرة عليه‪ .‬‏‬

‫ثالًثًا‪ :‬يجوز دفع الّصّ دقات الواجبة من ّ‬ ‫كّفارات ونذور‬

‫قال تعاىل‪“ :‬إ ّ​َّن اَّل ّ ِ​ِذ ي َ‬ ‫َن آَمَُنُوا َ​َو َ​َها َ​َجُرُوا َ​َوَجَا َ​َه ُ​ُدوا ِبَِأ َ ْ​ْم َ​َواِل ِ​ِ​ِه ْ​ْم وفدية الّصّ يام ألهل بيت ‏المقدس وكذلك صدقات‬ ‫َ​َوَأ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َن آ َ​َووا ّ​َّوَنَ​َصَ ُرُوا ُأُْوَْلَِئ َ‬ ‫يِل الَّل ّ ِ​ِه ‏ َ​َواَّل ّ ِ​ِذ ي َ‬ ‫يسيرًة؛ وهنا ندعو‬ ‫َِك التطّوّع ومشاريع الوقف مهما كانت‬ ‫ِس ِ​ِه ْ​ْم ِفِي َ‬ ‫نُف ِ‬ ‫َسِبِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َبَ ْ​ْع ُ‬ ‫ٍض َ​َواَّل ّ ِ​ِذ ي َ‬ ‫اِجُرُوا َمَا ‏َلَُكُم إىل ‏تعميم ثقافة اإلنفاق وتكثيف ذلك للمرابطين في‬ ‫ُض ُ​ُه ْ​ْم َأ ْ​ْوِل ِ َ​َيا ُ​ُء َبَ ْ​ْع ٍ‬ ‫َن آَمَُنُوا َ​َوَل َ ْ​ْم ُيُ َ​َه ِ‬ ‫الَيِت ِ​ِ​ِهم ِّمّن َ‬ ‫إِن ْ‬ ‫اْس َ​َتنَصَ ُرُوُكُ ْ​ْم ِفِي القدس والمسجد األقصى المبارك ‏بكل الصور فتدفع‬ ‫ِّمّن َ​َو َ‬ ‫َش ْ‬ ‫اِجُرُوا َ​َو ِ‬ ‫ْي ٍ​ٍء َحََّتّى ُيُ َ​َه ِ‬ ‫يَث ٌ‬ ‫ْصُر ُ إَّال ّ َ​َعىَلى َ​َقْو ٍٍْم َبَ ْ​ْيَنَُكُ ْ​ْم َ​َوَبَ ْ​ْيَنَ ُ​ُهم ِّمّ َ‬ ‫يِن َ​َفَعَ​َلَ ْ​ْيُكُ ُ​ُم ‏الَّن ّ ْ‬ ‫اٌق النفقات الواجبة والتطوعية وال شك أن اختيار وضع هذه‬ ‫الِّدّ ِ‬ ‫النفقات ‏في القدس له ميزة عىل غيره لشرف المكان‬ ‫ِصيٌرٌ” األنفال‪72:‬‏‬ ‫َ​َوالَّل ّ ُ​ُه ِبَِمَا َتَ ْ​ْعَمَُلُو َ​َن َبَ ِ‬ ‫ثانًيًا‪ :‬إ ّ​ّن المرابطين في المسجد األقصى المبارك هم من وطبيعة المعركة مع عدو ذي مشروع ‏احتاللي يحتاج إىل‬ ‫حّددتهم اآلية الكريمة البذل إليقافه ور ّ​ّده‪.‬‏‬ ‫مصارف الّزّكاة ‏المفروضة الذين ّ‬ ‫الَّصَدَ َ​َق ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِيِن راب ً​ًعا‪ :‬إ ّ​ّن التقاعس في ميدان الجهاد بالمال وخذالن‬ ‫في قوله تعاىل‪ِ“ :‬إَِّنَّمَا‬ ‫اُت ِل ِ ْ​ْل ُ​ُف َ​َقَر َا ِ​ِء ‏ َ​َواْلَْم َ‬ ‫َ​َساِك ِ‬ ‫َن َعَ​َلَ ْ​ْي َ​َها َ​َواْلْ ُ​ُم َ​َؤَّل ّ َ​َف ِ​ِة ُ​ُقُلُوُب ُ ُ​ُه ْ​ْم َ​َوِفِي َ‬ ‫اِب َ​َواْلْ َ​َغاِرِ​ِمِي َ‬ ‫َ​َواْلَْعَا ِ​ِمِلِي َ‬ ‫َن المرابطين في بيت المقدس ‏والمسجد األقصى المبارك‬ ‫الِّرَّق ِ‬ ‫ّ‬ ‫يِل َ​َفِر ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫يَض ً​ًة ِ​ِم َ‬ ‫وحّذرهم‬ ‫َن الَّل ّ ِ​ِه َ​َوالَّل ّ ُ​ُه هو من المحّر ّمات التي توّعّد الله تعاىل فاعليها‬ ‫يِل ‏الَّل ّ ِ​ِه َ​َواْب ِِْن‬ ‫َ​َوِفِي َ‬ ‫الَّسِبِ ِ‬ ‫َسِبِ ِ‬ ‫ٌم َحَِكِ ي ٌ‬ ‫َ​َعِلِي ٌ‬ ‫ٌم” الّتّوبة‪ ، 60 :‬وينطبق عىل ‏هؤالء المرابطين ‏من االنزالق إليها‪.‬‏‬

‫ّ‬ ‫أكثر هذه المصارف فهم‬ ‫“َفِر ِ َ​َح اْلْـ ُ​ُم َ​َخَّل ّ ُ​ُفو َ​َن ِبَِم َْْق َ​َع ِ​ِدِه ِْْم ِخ َ‬ ‫يستحّقون سهم “في سبيل قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ِالَف َر ُ‬ ‫وِل الَّل ّ ِ​ِه‬ ‫َُس ِ‬ ‫الله” فهم ‏المجاهدون المرابطون القادمون من أنحاء َ​َوَكَِر ُ​ُهوا َأَن ُيَُجَا ِ​ِه ُ​ُدوا ‏ِبَأ َ ْ​ْم َ​َواِل ِ​ِه ْ​ْم َ​َوَأ َ ُ‬ ‫يِل الَّل ّ ِ​ِه‬ ‫ِس ِ​ِه ْ​ْم ِفِي َ‬ ‫نُف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َسِبِ ِ‬ ‫فلسطين ممن يمكنهم الوصول إىل ‏المسجد األقصى‬ ‫ْل َنَاُر ُ َ​َج َ​َهَّنَّمَ َأ َ َ‬ ‫َش ّ​ُّد َ​َحًّرّا ‏َّل ّ ْ​ْو َكَاُنُوا‬ ‫َ​َو َ​َقاُلُوا ال َتَن ِ​ِفُرُوا ِفِي اْلْـ َ​َحِّرّ ُ​ُق ْ‬

‫ليرابطوا ويدافعوا عنه‪ ،‬ثم يرجعوا إىل ديارهم بعد أن َ​َي ْ​ْف َ​َق ُ​ُهوَنَ” التوبة‪81:‬‏‬ ‫ر ّ​ّدوا كيد ‏المقتحمين‪ ،‬ويستحقون سهم “وفي الّر ّقاب”‬ ‫ً‬ ‫خامًسا‪ :‬إن الخطر الذي يواجه أهل بيت المقدس‬ ‫فمنهم األسرى والمعتقلون الذين ‏يحتاجون إىل إنفاق‬ ‫ويتصدون له وكل أهل فلسطين‪،‬‏خطر ال ينال من بالدهم‬ ‫عىل تكاليف القضايا والمحاكمات واإلنفاق عىل أهليهم‬ ‫فقط بل هو خطر توسعي يتطلع إىل بالد المسلمين‬ ‫في ‏غيابهم‪ .‬كما أ ّ​ّن منهم “الفقراء” و”المساكين” و”ابن‬ ‫‏بالغصب واإلفساد‪ ،‬وبالتالي فإن كل من يجود ويبذل في‬ ‫الّسّ بيل”‪ ،‬القادم من أنحاء ‏أخرى من فلسطين ليرابط‬ ‫هذا المشروع إنما يدافع ‏عن بلده من وجه من الوجوه‬ ‫ويدافع‪ ،‬كما أن منهم “الغارمين” الذين أثقلتهم الديون‬ ‫مما يقتضي مزيدًا ً من المواءمة بين حاجات أي بلد ‏مسلم‬ ‫‏بسبب ما يفرض عليهم من الضرائب وما يمنعون من‬ ‫وحاجات القدس‪ .‬‏‬ ‫‪32‬‬


‫اﻷﻗﺼﯽ ﯾﺴﺘﻐﯿﺚ‪...‬‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻐﯿﺚ‬

‫ﺣﻤﻠﺔ إﻏﺎﺛﯿﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ‬ ‫ﻟﺪﻋﻢ اﻷﺳﺮ اﳌﺘﻀﺮرة واﳌﺼﺎﺑﯿﻦ ﻲﻓ ﻏﺰة‬

‫‪22 5544 35‬‬ ‫‪www.tam ay uzkw.com‬‬

‫‪tamayuzkw‬‬

‫< رﻗﻢ ﺗﺮﺧﻴﺺ اﻟﻤﺸﺮوع‪ ) :‬خ‪ / 24‬ت ج خ‪.(2023/ 1‬‬ ‫< ﻳﻤﻨﻊ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻺﺳﺘﻔﺴﺎر‬



‫ﻛـﻦ ‪ ...‬داﻋﻴﺔ‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺑــــ‬

‫إﻫﺪاء‬

‫‪02‬‬

‫ﻳﻤﻨــﻊ اﻟﺠﻤــﻊ اﻟﻨﻘﺪي‬

‫رﻗــﻢ اﻟﺘﺮﺧﻴــﺺ ) خ‪/24‬ك خ ‪ (2022/2‬ﺑﺘﺎرﻳــﺦ ‪ 2022-01-19‬إﻟــﻰ ‪2022/12/31‬‬

‫‪tamayuzkw‬‬

‫‪22 5544 35‬‬

‫‪03‬‬

‫‪04‬‬ ‫‪01‬‬

‫ﺗﻮﺿﻴﺢ‬

‫دﻋﻮة‬

‫ﺗﻮاﺻﻞ‬


‫اﻟﺘﻤﻴﺰ اﻹﻧﺴﺎﻲﻧ‬ Humanitarian Excellence

tamayuzkw

www.tamayuzkw.org


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.