مجلة التميز الانساني - العدد السابع

‫مجلة‬ ‫التميز اإلنساني‬ ‫مجلة إلكترونية شهرية تصدر عن جمعية التميز اإلنساني‬

‫العدد السابع‬

‫نوفمبر ‪2021‬‬

‫ربيع األول ‪ 1443‬هــ‬

‫ريـــال‬ ‫مقابل فيال وسيارة وراتب مدى الحياة‬

‫‪tamayuzkw.org‬‬

‫مجلة التميز اإلنساني‬ ‫العدد السابع نوفمبر ‪2021‬‬

‫ربيع األول ‪ 1443‬هــ‬

‫مجلة إلكترونية شهرية تصدر عن جمعية التميز اإلنساني‬

‫رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬خالد الصبيحي‬ ‫مدير التحرير‬

‫د‪ .‬مسعود صبري‬ ‫إخراج وتنفيذ‬

‫تامر عبد الوهاب‬

‫‪22 5544 35‬‬ ‫‪22 5544 36‬‬

‫‪tamayuzkw.org‬‬

‫اقرأ في هذا العدد‪:‬‬ ‫االفتتاحية‪:‬‬

‫‪04‬‬

‫إعانة املسلم وتفريج كربه‪:‬‬

‫‪05‬‬

‫متويل جهات مشبوهة د‪ .‬خالد الصبيحي‪:‬‬

‫‪06‬‬

‫أم الكفيف تفوز بجائزة الفيفا ألفضل مشجعة‪:‬‬

‫‪07‬‬

‫فيال وسيارة مقابل ريال‪:‬‬

‫‪08‬‬

‫جمعية الرحمة العاملية‪:‬‬

‫‪10‬‬

‫سفير اخلير واإلنسانية (عصام الفليج)‬

‫‪13‬‬

‫أبو القطط‪:‬‬

‫‪15‬‬

‫قاض بدرجة إنسان‪:‬‬

‫‪16‬‬

‫اهتمامات املتبرع‪: ...‬‬

‫‪17‬‬

‫الوقف على البحث العلمي وآثاره االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬

‫‪19‬‬

‫فتاوى العمل اخليري واإلنساني‪:‬‬

‫‪21‬‬

‫بستان اإلنسانية‪:‬‬

‫‪25‬‬

‫‪3‬‬

‫االفتتاحية‬ ‫يأتي هذا العدد مع ذكرى ميالد النبي محمد بن عبد اهلل ‪ ،‬وهو املعلم األول‬ ‫للبشرية واإلنسانية‪ ،‬ولقد كانت حياته ‪ - -‬مليئة باملفاخر واملآثر‪ ،‬حتى‬ ‫اعتبره‪ ،‬حتى في كتاب ( اخلالدون مائة أعظمهم محمد ‪ ،‬ملايكل هارت)‪،‬‬ ‫ولعل من أهم جوانب عظمة النبي مع كثرتها‪ ،‬مراعاته للجانب اإلنساني‬ ‫في التعامل مع غيره من أهله‪ ،‬وأقاربه وأصحابه وأعدائه‪ ،‬وأول ما يلفت‬ ‫االنتباه هو إخراجه البشرية من دوائر الظلم وعبودية البشر بعضهم البعض‬ ‫والتسلط إلى رحابة العدل واحلرية والعبودية هلل رب العاملني‪ ،‬واالهتمام‬ ‫بكرامة اإلنسان‪ ،‬فلخصت رسالته بأنها رحمة للناس كما قال تعالى‪َ { :‬و َما‬ ‫أَ ْر َس ْلن َ‬ ‫ني } األنبياء‪ ،107 :‬وحملت رسالته تكرمي اإلنسان‬ ‫َاك ِإ َّل َر ْح َم ًة ِل ْل َع َ ِال َ‬ ‫َاه ْم‬ ‫بعيدا عن معتقده‪ ،‬كما قال سبحانه‪َ { :‬و َلق َْد َك َّر ْمنَا َب ِني آ َد َم َو َح َم ْلن ُ‬ ‫َاه ْم ِم َن َّ‬ ‫م ْن خَ َل ْقنَا‬ ‫الط ِّي َب ِات َو َف َّض ْلن ُ‬ ‫ِفي ا ْل َب ِّر َوا ْل َب ْح ِر َو َرزَقْ ن ُ‬ ‫َاه ْم َع َلى َك ِث ٍير ِ َّ‬ ‫َتفْ ِض ً‬ ‫يل } اإلسراء‪ ،70 :‬وظهرت إنسانيته حلبه لبناته وعنايته بهن‪ ،‬وبساطة‬ ‫حديثه وتعامله مع أصحابه‪ ،‬حتى إن األعرابي ال يعرفه من بينهم؛ من شدة‬ ‫تباسطه معهم‪ ،‬وليس كما كان يفعل امللوك‪ ،‬فكان يصلي ويأكل ويتكلم معهم‪،‬‬ ‫وكان يساعدهم في األعمال الشاقة‪ ،‬كبناء املسجد وحفر اخلندق‪ ،‬كما كان‬ ‫متباسطا مع األطفال يداعبهم وميزاحهم‪ ،‬وإن اجلارية صغيرة السن كانت‬ ‫تأخذ بيده فيقضي لها حاجتها‪ ،‬وكان يحسن تعامل أعدائه‪ ،‬ويخاطبهم‬ ‫اخلطاب احلسن‪ ،‬ويدعوهم إلى اهلل باحلسنى واملوعظة احلسنة‪ ،‬ويرغبهم‬ ‫فيما فيه نفعهم في الدنيا واآلخرة‪ ،‬ويشجع على العلم والتقدم واإلنتاج‪،‬‬ ‫ويدعو إلى احملافظة على البيئة والرحمة باإلنسان واحليوان‪ ،‬فقد كان محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ميثل اإلنسان الكامل في أخالقه وصفاته وسلوكياته‪،‬‬ ‫ودينه ومعتقده‪ ،‬وحضاراته وإجنازاته‪ ،‬حتى وصفه بعضهم‪ :‬إنه قادر على حل‬ ‫مشكالت العالم وهو يتناول فنجانا من القهوة‪. .‬‬

‫مدير التحرير‬

‫‪4‬‬

‫سلسلة‬ ‫اخليرية‬ ‫األربعني‬ ‫ ‬ ‫المسلم‬ ‫باب‪ :‬إعانة‬ ‫ ‬ ‫وتفريج كربه‬

‫الل ْب ِن ُع َم َر ‪َ -‬ر ِض َي َّ ُ‬ ‫الل َع ْن ُه َما‪ ،‬أَنَّ َر ُس َ‬ ‫الل‬ ‫ول َّ ِ‬ ‫عن َع ْب ِد َّ ِ‬ ‫ َق َ‬ ‫ال‪« :‬الْ ُ ْس ِل ُم أَ ُخو الْ ُ ْس ِل ِم َل َي ْظ ِل ُمهُ َو َل ُي ْس ِل ُمهُ ‪،‬‬ ‫اج ِة أَ ِخ ِيه َكا َن َّ ُ‬ ‫اج ِت ِه‪،‬‬ ‫الل ِفي َح َ‬ ‫َو َم ْن َكا َن ِفي َح َ‬ ‫َو َم ْن َف َّر َج َع ْن ُم ْس ِلم ُكر َب ًة َف َّر َج َّ ُ‬ ‫الل َعنْهُ ُك ْر َب ًة ِم ْن‬ ‫ٍ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ام ِة‪َ ،‬و َم ْن َس َت َر ُم ْس ِل ًما َس َت َر ُه الل َي ْو َم‬ ‫ُك ُر َب ِات َي ْو ِم ال ِْق َي َ‬ ‫ام ِة»( متفق عليه)‪.‬‬ ‫ال ِْق َي َ‬ ‫شرح احلديث‪:‬‬ ‫أبان احلديث عن أن من مظاهر األخوة بني‬ ‫املسلمني أال يعيش املسلم لنفسه دون النظر‬ ‫إلى إخوانه‪ ،‬بل من لوازم األخوة في اهلل ‪-‬تعالى‪-‬‬ ‫السعي في قضاء حوائج املسلمني‪ ،‬وهي من أعظم‬ ‫القربات عند اهلل ‪ ،-‬فإن من سعى في حاجة أخيه؛‬ ‫قضى اهلل له حاجاته‪ ،‬ومن فرج عن مسلم كربة أ ًّيا‬ ‫كانت هذه الكربة من مال يسده‪ ،‬أو شفاعة حسنة‬ ‫له في موقف له‪ ،‬فإن اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬يعده أن يفرج‬ ‫عنه مقابلها كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬وتظهر‬ ‫فرج عن مسلم كربة دنيوية؛‬ ‫حسن املقابلة‪ ،‬فإن من َّ‬ ‫فإن مقابلها أن يف ِّرج عنه كربة أخروية‪ ،‬وال شك أن‬ ‫تفريج الكربة األخروية أولى وأعظم‪.‬‬ ‫وقد عبر ابن حجر عن األخوة املقصودة في احلديث‬

‫أنها أخوة اإلسالم في قوله‪ :‬هذه أخوة اإلسالم؛‬ ‫فتح الباري‪.‬‬ ‫قوله‪« :‬ومن كان في حاجة أخيه كان ااهلل في حاجته»‬ ‫قال النووي‪ :‬أي‪ :‬أعانه عليها ولطـف به فيه‪.‬‬ ‫وقال ابن رجب في قوله‪« :‬كربات يوم القيامة»‪« :‬لم‬ ‫يقل‪ :‬كرب الدنيا واآلخرة‪ ،‬وقد قيل في مناسبة ذلك‪:‬‬ ‫إن الكرب هي الشدائد العظيمة‪ ،‬وليس كل أحد‬ ‫يحصل له ذلك في الـدنيا بخـالف األعسار والعورات‬ ‫احملتاجة إلى الستر» ( جامع العلوم واحلكم)‬ ‫ـلما سـتره اهلل يـوم‬ ‫أما عن قوله‪« :‬ومن ستر مس ً‬ ‫القيامة» ‪ .‬قال النووي‪« :‬الستر املندوب إليه هنا‬ ‫فاملراد به‪ :‬الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممـا‬ ‫ً‬ ‫معروفا باألذى والفساد‪ ،‬فأما املعروف‬ ‫ليس هو‬ ‫بذلك فيستحب أال يستر عليه‪ ،‬بل ترفـع قضـيته‬ ‫إلى ولي األمر إن لم يخف منه ذلك مفسدة»‬ ‫( صحيح مسلم)‬ ‫وأضاف النووي‪« :‬وتفريج الكرب عنـه وسـتر زالته‬ ‫ويدخل في كشف الكربة من أزالها مباله أو جاهه‬ ‫أو مساعدته‪ ،‬والظاهر أنه يدخل فيه مـن أزالها‬ ‫بإشارته ورأيه وداللته»‬ ‫‪5‬‬

‫حوار هادئ حول‬ ‫شبهات العمل اخليري‬ ‫حول متويل جهات مشبوهة‬ ‫د‪ .‬خالد الصبيحي‬

‫اس ٌق ِب َن َب ٍإ َف َت َب َّينُوا أَ ْن ُت ِصي ُبوا َق ْو ًما ِب َج َها َل ٍة‬ ‫الشبهة‪ :‬يدعي البعض أن‬ ‫جزءا من مبالغ ِإ ْن َجا َء ُك ْم َف ِ‬ ‫ً‬ ‫التبرعات رمبا تذهب إلى جهات مشبوهة‪ ،‬ومثل َفتُ ْص ِب ُحوا َع َلى َما َف َعلْتُ ْم ن َِاد ِمنيَ} احلجرات‪.)6( :‬‬

‫هذا الكالم ال يستحق الرد عليه حقيقة‪ ،‬وهي‬ ‫شبهة قدمية وقد مت تفنيدها من زمن‪.‬‬

‫الرد‪ :‬لكن من باب البيان نقول‪ :‬اآلن ووفق‬ ‫القوانني الصارمة والقرارات من وزارة اخلارجية‪،‬‬ ‫ومن وزارة الشؤون االجتماعية‪ ،‬والبنك املركزي؛‬ ‫يستحيل ألي جمعية خيرية أن تقوم بتحويل أي‬ ‫دوالر ألي جهة مشبوهة‪ ،‬وهذه قضية حقيقة في‬ ‫غاية األهمية‪ ،‬ال ميكن أن تقوم جمعية وفق هذه‬ ‫اآللية‪ ،‬أن تقوم بتحويل ألي جهة مشبوهة‪ ،‬وذكرنا‬ ‫هذا الكالم بالتفصيل‪.‬‬ ‫ثم إن القول بهذه الشبه هو اتهام لوزارات ومؤسسات‬ ‫الدولة ذاتها‪ ،‬وأنها ال تقوم بالرقابة الواجبة‪ ،‬بل‬ ‫هو جهل بطبيعة وآليات جمع التبرع وتوزيعه فوق‬ ‫اللوائح والقوانني‪.‬‬ ‫ومثل هذه االدعاءات وضع القرآن الكرمي منهج‬ ‫التعامل معها‪ ،‬وأبان كيف نتلقى مثل هذه الشبهات‬ ‫آمنُوا‬ ‫والتهم‪ ،‬وذلك في قوله تعالى‪َ { :‬يا أَ ُّي َها ا َّل ِذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫‪6‬‬

‫والقضية التي أحب أن أؤكدها أن أمريكا وفرنسا‬ ‫باستخباراتها وبأجهزتها درست‪ ،‬وتابعت العمل‬ ‫اخليري الكويتي باهتمام وملدة سنوات طويلة‪،‬‬ ‫وبفضل اهلل تعالى لم جتد أي اتهام أو أي خلل في‬ ‫العمل اخليري الكويتي‪ ،‬وإضافة إلى ذلك نحن‬ ‫نعتز بشهادة أفضل من هذه‪ ،‬شهادة صاحب السمو‬ ‫أمير البالد بكلمته بأنه زكى العمل اخليري الكويتي‬ ‫ونزاهته‪ ،‬وكذلك رئيس مجلس الوزراء مشكو ًرا أكد‬ ‫هذه التزكية‪ ،‬وأكمل هذه التزكية وتوجها في أزهى‬ ‫صورة الشعب الكويتي الكرمي؛ حني أقبل على العمل‬ ‫اخليري الكويتي بحماسة كبيرة‪ ،‬فزكاها بالعمل‪،‬‬ ‫وزكاها باألداء والعطاء‪ ،‬وكان أفضل رد‪ ،‬ليس ردنا‬ ‫نحن‪ ،‬ولكن رد الشعب الكويتي‪ ،‬كلما زاد التشكيك‬ ‫في العمل اخليري الكويتي بفضل اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى‪ ،‬فإن الشعب الكويتي هو الذي يرد على‬ ‫هؤالء‪ ،‬لذلك نحمد اهلل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬على‬ ‫هذه التزكية وهذا التوفيق‪.‬‬

‫جتارب إنسانية‪:‬‬

‫أم الكفيف تفوز بجائزة‬ ‫الفيفا ألفضل مشجعة‪:‬‬

‫في عام ‪ ٢٠١٩‬فازت األم البرازيلية‬ ‫(سيلفيا جريكو) بجائزة الفيفا ألفضل‬ ‫مشجع بعد أن شوهدت وسط احلشود‬ ‫على أحد املدرجات و هي تشرح مباراة‬ ‫كاملة البنها الكفيف البالغ من العمر‬ ‫‪ ١١‬عام ًا ‪...‬‬ ‫تقول سيلفيا عن جتربتها مع ابنها مبا‬ ‫يخص كرة القدم‪:‬‬ ‫أخبره بكل ما أراه وأشعر به‪ ،‬بالطريقة التي يحبها حتى‬ ‫عندما أحتاج إلى انتقاد احلكم‪ ،‬ما أقوم به جزء من‬ ‫مشاعري وشغفي‬ ‫ابني نيكوالس ينهض لألعلى مع كل فرصة أو هدف لفريقه‬ ‫كأنه يرى كل شيء‬ ‫وكان الفيفا أعلن فوز جريكو باجلائزة بتغريدة عبر حسابه‬ ‫الرسمي مبوقع التواصل االجتماعي «تويتر» قال فيها‪:‬‬ ‫تهانينا لألم العظيمة سيلفيا جريكو الفائزة بجائزة ‪FIFA‬‬ ‫للمشجعني وابنها نيكوالسالتي أثبتت للعالم‪:‬أن باحلب‬ ‫ميكن أن نتغلب على اإلعاقة اجلسدية مهما كانت‪».‬‬ ‫‪7‬‬

‫فــيال وســيــارة‬

‫ثـمـار العمل‬ ‫اخليري واإلنساني‬

‫طالب سعودي كان فقيرا‪ ،‬أراد‬ ‫أن يذهب إلى رحلة املدرسة‪،‬‬ ‫مبقابل اشتراك ريال‪ ،‬لكن‬ ‫أسرته لم تستطع أن تدفع له‬ ‫الريال‪ ،‬فأعطاه أحد األساتذة‬ ‫الفلسطينيني رياال‪ ،‬مكافأة‬ ‫له على سؤال أجابه‪ ،‬فاشترك‬ ‫الطالب في الرحلة‪ ،‬وزال‬ ‫حزنه‪ ،‬وفرح‪ ،‬لكنه لم ينسها‬ ‫ألستاذه‪ ،‬فقد كبر وأصبح من‬ ‫أكبر رجال األعمال السعوديني‪،‬‬ ‫وتذكر أستاذه وبحث عنه حتى‬ ‫وجده‪ ،‬وعرف من حاله أنه‬ ‫كان فقيرا‪ ،‬فأخذه في سيارته‪،‬‬ ‫وأعطى له فيال وسيارة وراتبا‬ ‫شهريا مدى احلياة ألجل‬ ‫الريال الذي أعطاه‪ ،‬وأبدل اهلل‬ ‫به حزنه فرحا‪.‬‬ ‫وهي قصة امللياردير السعودي‬ ‫‪8‬‬

‫مـقـابـل ريـال‬

‫الراجحي‪ ،‬دعونا نقرأ ما كتبه‬ ‫الراجحي في هذا‪:‬‬ ‫« كنت فقيرا ‪ ...‬لدرجة أنني‬ ‫عجزت عن االشتراك في‬ ‫رحلة للمدرسة قيمة املشاركة‬ ‫فيها ريال سعودي واحد رغم‬ ‫بكائي الشديد ألسرتي التي‬ ‫لم تكن متلك الريال) ‪...‬‬ ‫وقبل يوم واحد من الرحلة‬ ‫أجبت إجابة صحيحة فما كان‬ ‫من معلم الفصل فلسطيني‬ ‫اجلنسية إال أن أعطاني رياال‬ ‫مكافأة مع تصفيق الطلبة‪....‬‬ ‫حينها لم أفكر وذهبت مسرعا‬ ‫واشتركت في الرحلة وحتول‬ ‫بكائي الشديد إلى سعادة‬ ‫غامرة استمرت أشهرا‪..‬‬ ‫يضيف كبرت وذهبت األيام‬ ‫وغادرت املدرسة إلى احلياة‪...‬‬

‫وفي احلياة وبعد سنوات من‬ ‫العمل وفضل اهلل‪ ..‬عرفت‬ ‫العمل اخليري‪ ..‬وتذكرت ذلك‬ ‫املدرس الفلسطيني الذي‬ ‫أعطاني الريال‪...‬‬ ‫وبدأت اسأل نفسي‪..‬‬ ‫هل أعطاني ريال صدقة أم‬ ‫مكافأة فعال؟؟‬ ‫يقول لم أصل إلى إجابة‪..‬‬ ‫لكنني قلت إنه أيا كانت النية‬ ‫فقد حل لي مشكلة كبيرة‬ ‫وقتها ودون أن أشعر انأ أو‬ ‫غيري بشيء‪ ..‬هذا جعلني‬ ‫أعود إلى املدرسة بحثا عن‬ ‫هذا املدرس الفلسطيني‪..‬‬ ‫حتى عرفت طريقه‪ ،‬فخططت‬ ‫للقائه والتعرف على أحواله‪..‬‬ ‫يضيف الراجحي قائال‪...‬‬ ‫التقيت هذا املدرس الفاضل‪..‬‬

‫ووجدته بحال صعبة بال عمل ويستعد للرحيل‪...‬‬ ‫فلم يكن إال أن قلت له بعد التعارف يا أستاذي‬ ‫الفاضل‪ :‬لك في ذمتي دين كبير جدا منذ‬ ‫سنوات‪....‬‬ ‫قال وبشدة ليس لي دين على أحد‪....‬‬ ‫وهنا سألته هل تذكر طالبا أعطيته رياال‪ ..‬ألنه‬ ‫أجاب كذا وكذا بعد تذكر وتأمل قال املدرس‬ ‫ضاحكا نعم‪...‬نعم‪ ....‬وهل آنت تبحث عني لترد‬ ‫لي رياال‪ ...‬يقول الراجحي‪ ..‬قلت له نعم‪.....‬‬ ‫وبعد نقاش أركبته السيارة معي وذهبنا ووقفنا‬ ‫أمام فيال جميلة ونزلنا ودخلنا فقلت له يا‪:‬‬ ‫أستاذي الفاضل هذا هو سداد دينك مع تلك‬ ‫السيارة وراتب تطلبه مدى احلياة‪ ..‬ذهل املدرس‪..‬‬ ‫لكن هذا كثير جدا‪..‬‬ ‫لكن قلت له‪ :‬صدقني إن فرحتي بريالك وقتها‬ ‫أكبر بكثير من فرحتك بالفيال والسيارة‪ ..‬فما‬ ‫زلت ال أنسى تلك الفرحة‪...‬‬ ‫و يقول امللياردير الراجحي في األخير‪« :‬ادخل‬ ‫فرحة‪ ،‬وفرج كربة ‪ ،‬وانتظر اجلزاء من الكرمي ‪».‬‬ ‫للتذكير‪ :‬سجلت موسوعة جنيس لألرقام‬ ‫القياسية أكبر وقف خيري على كوكب األرض‬ ‫هي أكبر مزرعة نخيل في العالم والتي يبلغ عدد‬ ‫النخيل فيها ‪ 200‬ألف نخلة (مزرعة الراجحي‬ ‫مبنطقة القصيم)‪ ..‬هذه املزرعة كلها وقف هلل‬ ‫تعالى يوزع إنتاجها على اجلمعيات اخليرية‬ ‫وعلى احلرمني الشريفني لإلفطار في شهر‬ ‫رمضان املبارك‪..‬‬ ‫‪9‬‬

‫مؤسسات عالمية في العمل الخيري‬ ‫جمعية الرحمة العالمية‬

‫‪10‬‬

‫جمعية الرحمة العاملية‪:‬‬ ‫تعد جمعية الرحمة العاملية إحدى املؤسسات‬ ‫اخليرية الكويتية العاملة في املجال اخليري‬ ‫عاما‪ ،‬حيث تأسست عام‬ ‫واإلنساني منذ أكثر من ‪ً 40‬‬ ‫‪1982‬م كأحد اللجان اخليرية ثم أشهرت كجمعية‬ ‫مستقلة من قبل وزارة الشؤون االجتماعية بالقرار‬ ‫الوزاري رقم ‪/100‬أ لسنة ‪2018‬م بهدف تقدمي‬ ‫خدماتها للمحتاجني داخل وخارج الكويت‪ ،‬عبر‬ ‫املشروعات التنموية والتعليمية والصحية و رعاية‬ ‫األيتام واألسر املتعففة وتقدمي اإلغاثة العاجلة‬ ‫للمحتاجني‪.‬‬

‫الفروع ومناطق العمل‪:‬‬ ‫يبلغ عدد مراكز خدمة املتبرعني داخل الكويت ‪16‬‬ ‫مركزا‪ ،‬أما خارج الكويت فلديها ‪ 27‬ممثال خارجيا‬ ‫حيث يبلغ نطاق عملها ‪ 45‬دولة في آسيا وأفريقيا‬ ‫وأوروبا‪.‬‬

‫جوانب التميز‪:‬‬

‫رؤية اجلمعية‪:‬‬ ‫أن تكون الرحمة العاملية املؤسسة اخليرية األهلية‬ ‫الرائدة األولى في العالم العربي‪ ،‬وفق أفضل‬ ‫ممارسات اجلودة واألداء املؤسسي‪ ،‬في منو مواردها‬ ‫املالية والبشرية‪ ،‬وشمولية مشروعاتها كم ًا ونوع ًا‬ ‫وانتشار ًا‪.‬‬

‫رسالة اجلمعية‪:‬‬ ‫بناء اإلنسان واملساهمة في حتسني حياة الشعوب‬ ‫واألقليات‪ ،‬حتقيق ًا للتنمية املستدامة‪ ،‬من خالل‬ ‫األنشطة اخليرية التنموية واإلغاثية والشراكات‬ ‫واملبادرات‪.‬‬

‫قيم العمل بالرحمة العاملية‪:‬‬ ‫امتثال الرسالة‪ ،‬والتعاون‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والتراحم‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬واملؤسسية‪ ،‬والتنمية املستدامة‪.‬‬

‫من أبرز جوانب التميز لدى الرحمة العاملية‬ ‫حصولها على شهادة اآليزو ‪ ، 2015 : 9001‬وكونها‬ ‫أولى املؤسسات اخليرية في الشفافية في الوطن‬ ‫العربي بحسب تصنيف مجلة فوربس لعام ‪ 2012‬م ‪،‬‬ ‫وحصولها على ‪ 16‬جائزة محلية ودولية‪.‬‬

‫بصيرة؛ ونص امليثاق‪« :‬أعاهد اهلل تعالى أن أكون‬

‫إجنازات وأرقام‪:‬‬

‫مخلصا في عملي اخليري‪ ،‬ال أبتغي إال مرضاته‪،‬‬ ‫ً‬

‫ومن أبرز إجنازات الرحمة العاملية منذ التأسيس ‪:‬‬ ‫‪ 145,395‬مكفول ‪ ،‬وإنشاء ‪ 30‬مجمع تنموي لأليتام ‪،‬‬ ‫و ‪ 456‬منشأة تعليمية ‪ ،‬و ‪ 397‬منشأة طبية ‪ ،‬و ‪12,682‬‬ ‫مشروعا تنمويا صغيرا ‪ ،‬و ‪ 30,103‬آبار‬ ‫ومشروعات مياه ‪ ،‬و ‪ 69,000,000‬مستفيد من املشاريع‬ ‫املوسمية ( إفطار صائم وأضاحي ) ‪ ،‬وبناء ‪ 6060‬بيت ًا‬ ‫لألسر املتعففة و‪ 20,755,000‬مستفيد ًا من اإلغاثات‬ ‫مسجدا ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وإنشاء ‪7,603‬‬ ‫ً‬

‫ميثاق العمل بالرحمة العاملية‪:‬‬ ‫وضعت «الرحمة العاملية» أول ميثاق قيمي‬ ‫للعاملني لديها‪ ،‬ليكون أداء العاملني فيها على‬

‫وأن أحت ّ َرى الصدق في عملي‪ ،‬وأن أكون أمينًا على‬ ‫متعففً ا عن تلك‬ ‫أموال املؤسسة وشروط املتبرعني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫نزيها في عملي‪ ،‬ساع ًيا لكل ما فيه خير‬ ‫األموال‪ً ،‬‬ ‫مجتهدا في حتقيق رسالتها‪،‬‬ ‫للمؤسسة وسمعتها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قدوة لغيري‪ ،‬محسنًا في أخالقي‪ ،‬متقنًا في أداء‬ ‫مهامي‪ ،‬متعاونًا مع زمالئي‪ ،‬وأمارس واجباتي‬ ‫إلي»‪.‬‬ ‫حسب املهام املوكلة ّ َ‬ ‫‪11‬‬

‫أهداف اجلمعية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعزيز بناء مؤسسي قوى ذي أساس‬ ‫متني قادر على حتقيق رسالة الرحمة‬ ‫العاملية مبهنية عالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تنمية األداء الوظيفي حسب شرائح‬ ‫العاملني ومستوياتهم واستقطاب‬ ‫متطوعني للعمل اخليري‪.‬‬ ‫‪ -3‬بناء جسور الثقة وتعزيز العالقة‬ ‫اإليجابية بني الرحمة العاملية وكافة‬ ‫شرائح املجتمع مبا يقوى العالقة وينمي‬ ‫مواردها ويحفظ لها استمراريتها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعزيز قدرة الرحمة العاملية على زيادة‬ ‫إيراداتها السنوية‪.‬‬ ‫‪ -5‬االستثمار الوقفي األمثل واآلمن‬ ‫للموارد واإلمكانيات املتاحة للرحمة‬ ‫العاملية مبا يحقق التوسع في العمل‬ ‫اخليري‪.‬‬ ‫‪ -6‬تعزيز استمرارية مؤسسات العمل‬ ‫اخليري في أداء رسالتها‪.‬‬ ‫‪ -7‬حتقيق التنسيق والتعاون مع املؤسسات‬ ‫سعيا للشراكة‪.‬‬ ‫احمللية اخلارجية ً‬ ‫‪ -8‬تأهيل وتنمية املجتمعات مبناطق العمل‬ ‫بريادة واحتراف وفق منهجية مدروسة‬ ‫حتدد األولويات والسياسات املناسبة‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫أهم اجلوائز‪:‬‬ ‫< املركز األول في قائمة فوربس للمؤسسات اخليرية‬ ‫األكثر شفافية في العالم العربي ‪.2012‬‬ ‫< جائزة املركز الثاني في مسابقة الكويت إلثراء‬ ‫احملتوى اإللكتروني‪.‬‬ ‫< حصول مكتب اليمن على جائزة مجلس التعاون‬ ‫اخلليجي للتنمية املستدامة ‪.2012‬‬ ‫< جائزة املؤسسة األهلية الرائدة في العمل‬ ‫االجتماعي جلمعية اإلصالح االجتماعي من‬ ‫مجلس وزراء الشؤون اخلليجي (عام ‪2010‬م)‪.‬‬ ‫< وسام «قائد» وهو أعلى وسام شرف في جيبوتي‬ ‫لقيادات العمل اخليري وأهل اخلير من متبرعي‬ ‫مجمع الرحمة التنموي من رئيس الوزراء‬ ‫اجليبوتي السـيد‪ /‬ديليتـا محمـد ديليتـا (عام‬ ‫‪2011‬م)‪.‬‬ ‫< جائزة «جنمة بامليرا» من جامعة أكسفورد‬ ‫البريطانية للجامعة الكويتية القيرغيزية‬ ‫(محمود كشغري) التي أنشأتها الرحمة العاملية‬ ‫في قيرغيزيا (عام ‪2010‬م)‪.‬‬ ‫< شهادة من اليومنيك (بعثة األمم املتحدة‬ ‫لكوسوفا) على عمل مكتب الرحمة العاملية في‬ ‫كوسوفا املميز في إدارة مجمع الكويت السكني‬ ‫(عام ‪2003‬م)‪.‬‬ ‫< وسام «فارس» وهو أعلى وسام في جيبوتي لقيادات‬ ‫العمل اخليري من رئيس اجلمهورية إسماعيل‬ ‫جيله عام (‪2015‬م)‪.‬‬ ‫< جائزة املركز الثاني في مسابقة الكويت إلثراء‬ ‫احملتوى اإللكتروني عام (‪2016‬م)‪.‬‬

‫سفير اخلير واإلنسانية‬

‫عصام الفليج‬

‫من رجال الكويت الذين نذروا أنفسهم وحياتهم‬ ‫وعلمهم للعمل اخليري واإلنساني‪.‬‬ ‫جاهدا على إبراز الوجه اإلنساني املشرق‬ ‫وعمل‬ ‫ً‬ ‫للكويت وشعبها‪.‬‬ ‫كان من الذين حرصوا على إبراز العمل اخليري‬ ‫إعالم ًّيا؛ فأشرف على البرنامج التلفزيوني «سفراء‬ ‫اخلير» الذي دعم العمل اإلنساني واخليري‬ ‫للكويتيني من خالل إجراء اللقاءات التلفزيونية‬ ‫احلية مع شخصيات ورموز العمل اخليري الرسمي‬ ‫واألهلي في الكويت‪.‬‬ ‫وقام بإصدار مجلة‪« :‬سفراء اخلير»‪ ،‬والتي تعنى‬ ‫امتدادا‬ ‫بالعمل اخليري الكويتي ورجاالته‪ ،‬وكانت‬ ‫ً‬ ‫للبرنامج التلفزيوني «سفراء اخلير»‪.‬‬ ‫لقد شعر بضرورة التوعية بأهمية «اإلعالم‬ ‫اخليري»؛ لكي يتعرف الناس عن كثب على ما تقوم‬ ‫به تلك اجلهات من مشاريع خيرية ضخمة داخل‬ ‫وخارج الكويت بتبرعات سخية من أهل الكويت‪.‬‬ ‫رائعا في العمل اخليري واإلنساني؛‬ ‫وانتهج أسلو ًبا ً‬

‫فقد راح يوثق رحالته اخليرية في كتب حتى ينقل‬ ‫التجربة ويصنع حالة ميكن لآلخرين النسج على‬ ‫منوالها‪ ،‬وإكمالها وتطويرها؛ فقد وثق زياراته‬ ‫اإلعالمية إلى ٍّ‬ ‫كل من «غزة»‪ ،‬و«الصومال»‪ ،‬فأصدر‬ ‫كتابيه‪« :‬غزة رأي العني» في أبريل ‪ ،2010‬و«الصومال‬ ‫اآلمن رأي العني» في أكتوبر ‪.2010‬‬ ‫ولتخليد القضية الفلسطينية‪ ،‬وإلبراز الدور الكويتي‬ ‫غير املنكور في التضامن مع أهل فلسطني على كافة‬ ‫املستويات واألصعدة من القمة للسفح‪ ،‬أصدر كتابه‪:‬‬ ‫«فلسطني في كلمات سمو أمير دولة الكويت الشيخ‬ ‫صباح األحمد اجلابر الصباح» في أبريل ‪.2011‬‬ ‫وكانت مأساة احتالل الكويت حاضرة في ذهنه‪،‬‬ ‫وسلط الضوء عليها‪ ،‬ووثق الشهداء الذين قضوا في‬ ‫تلك الظروف العسيرة البئيسة؛ فأشرف على إصدار‬ ‫سلسلة‪« :‬قوافل شهداء الكويت األبرار»‪ ،‬ومشاركته في‬ ‫إعداد كتاب‪« :‬الشهيد‪ ...‬مثوبة ومكانة»‪.‬‬ ‫ولم يكن األمر متوقفً ا عند حد الشهداء‪ ،‬بل حمل‬ ‫قضية األسرى على عاتقه؛ فأشرف على تنفيذ ‪30‬‬ ‫حملة إعالمية حول األسرى الكويتيني‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫ولم يتوقف األمر عند الكتابة والنشر الوثائقي‪ ،‬بل راح يوظف الفنون في خدمة تلك القضية الوطنية اإلنسانية؛‬ ‫فأشرف على مسرحية‪« :‬راجع» اخلاصة بقضية األسرى واملرتهنني والشهداء‪ ،‬والتي عرضت في الكويت وبعض‬ ‫الدول العربية واألجنبية األخرى‪.‬‬ ‫وأدخل تلك القضية اإلنسانية في يوميات اإلنسان الكويتي حتى ال ينساها؛ فأعد «أجندة ‪ »2000‬بعنوان‪« :‬ذكريات‬ ‫كويتية»‪ ،‬وكانت ذات طابع جديد ومتميز‪ ،‬وثقت أسماء الشهداء واألسرى‪ .‬وس َّلط الضوء على النماذج اإليجابية‬ ‫في خضم تلك األحداث املأساوية؛ ألنه إنسان لم يكن اليأس يعرف إلى قلبه طريقً ا؛ فأعد كتاب‪« :‬جنود اخلفاء»‪،‬‬ ‫الذي يروي فيه إجنازات املتطوعني القائمني على املقابر والدفن فيها‪ ،‬خالل فترة االحتالل الغاشم‪.‬‬

‫ولم تكن املقاومة لتغيب عن بؤرة اهتمامه؛ فقام‬ ‫بإعداد كتاب‪« :‬التكافل‪ ..‬تاريخ وإجنازات» الذي‬ ‫سجل فيه دور جلنة التكافل في املقاومة الشعبية‪،‬‬ ‫وتثبيت املرابطني وخدمتهم أثناء االحتالل‪.‬‬ ‫فهو َّ‬ ‫وظف اإلعالم والفن والكتابة إليصال تلك‬ ‫القضية للجميع في داخل الكويت وخارجها‪،‬‬ ‫ليسمعها كل حر يأبى الظلم والقهر ويسعى‬ ‫للحرية‪.‬‬ ‫وهو بهذه األعمال حفر وخلد أسماء هؤالء‬ ‫الضحايا في الضمير الوطني الكويتي؛ لتكون‬ ‫شاهدة على غدر األشقاء‪ ،‬ووثيقة تبقى عنوان‬ ‫الشرف ألصحابها‪ ،‬وعنوان اخلزي والعار على من‬ ‫أزهق النفس اإلنسانية املعصومة‪ ،‬ال لشيء إال‬ ‫إلشباع رغبة الطمع والسيطرة في النفس‪.‬‬ ‫وهو الرجل الذي ال ينسى قضيته في أيام الرخاء‪،‬‬

‫وليس الرجل الذي يتنصل من املسؤوليات التي‬ ‫‪14‬‬

‫يحتمها عليه ضميره وإنسانيته؛ فقد أسس مع‬ ‫الدكتور عبد الـمحـسـن اخلرافي فور التحرير‬ ‫صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء واألسرى‪.‬‬ ‫لقد كان يعمل على غرس حب العمل اخليري‬ ‫والدعوي وخدمة اإلسالم واملسلمني في نفوس‬ ‫الشباب‪ ،‬وترك بصمات واضحة في تلك امليادين‪،‬‬ ‫فجوانب اخلير في مسيرته متعددة ومتنوعة‪ ،‬وال‬ ‫ميكن إحصاؤها‪ ،‬فقد كان يرى أن خدمة الفئات‬ ‫الضعيفة من املساكني واليتامى في املجتمع‬ ‫كرميا فحسب‪ ،‬بل هي عبادة‬ ‫اإلسالمي ليست عم ًال‬ ‫ً‬ ‫إسالمية تصل إلى حد الفريضة على اإلنسان‬ ‫القادر عليها‪.‬‬ ‫حتى إنه في أيام اشتداد املرض عليه لم يستسلم له‪،‬‬ ‫أو ينعزل عما يحب؛ بل تواصل مع بعض القياديني‬ ‫في جمعية الرحمة العاملية للتفكير في مشروعات‬ ‫إنسانية تخدم النازحني السوريني‪ ،‬تلك القضية‬ ‫التي ناصرها من أولها؛ إذ إنه من‬ ‫أول الثورة السورية قام بإنشاء فريق تطوعي خلدمة‬ ‫الالجئني السوريني‪.‬‬ ‫إنه إنسان كان يعمل على نشر رسالة اخلير من‬ ‫خالل الدعوة إلى املشاريع اخليرية والتنموية‬ ‫ودعمها وتشجيع الكويتيني على بذل أموالهم‪،‬‬ ‫وتفقد سير العمل بها‪ ،‬فجاءت سيرته ومسيرته‬ ‫حافلة باألعمال اخليرية واإلنسانية ومساعدة‬ ‫املعوزين إلى جانب الدفاع عن العمل اخليري‪.‬‬

‫قاموس‬ ‫العمل اخليري‬ ‫أبـو القـطـط‬

‫وصلت الروح اإلنسانية في اإلسالم إلى العناية‬ ‫بكل شيء في الكون واحلياة‪ ،‬حتى احليوانات‬ ‫املسخرة‪ ،‬كان عناية اإلسالم بها بارزة‪ ،‬من خالل‬ ‫التعاليم اإلسالمية السامية‪ ،‬ومن ذلك العناية‬ ‫بالقطط‪ ،‬والتي ورد فيها حديث النبي ‪ »:‬إنهن‬ ‫من الطوافني عليكم‪ ،‬أو الطوافات»‪ ،‬بل كانت كنية‬ ‫أحد صحابة رسول اهلل ( أبا هريرة)‪ ،‬فقد كانت‬ ‫له عناية بالقطط‪ ،‬وتلك سبب تسميته بأبي هريرة‪،‬‬ ‫كما ورد عن عبد اهلل بن رافع قال‪ :‬قلت ألبي هريرة‬ ‫رضي اهلل عنه‪ :‬لم ك َنّوك أبا هريرة؟ قال‪ :‬كانت لي‬ ‫هريرة صغيرة‪ ،‬فكنت إذا كان الليل وضعتها في‬

‫راحتهم بطريق احلاج‪ ،‬وكان أبو القطط من املرافقني‬

‫فلعبت بها‪ ،‬ف َك ّن ْوني‬ ‫شجرة‪ ،‬فإذا أصبحت أخذ ُتها‬ ‫ُ‬

‫ألمير احلاج في رحلته السنوية إلى بالد احلجاز)‬

‫أبا هريرة‪ .‬و ُروي عنه كذلك أنّه لقي م ّر ًة صغير‬ ‫فلما رآه النّاس سألوه‬ ‫كمه ّ‬ ‫ه ّرة ب ّر ّية؛ فحمله في ّ‬

‫فسموه بأبي هريرة‪.‬‬ ‫كمه فقال‪ :‬ه ّرة‪ّ ،‬‬ ‫عن الذي في ّ‬ ‫وترجمة ملنهج اإلسالم في إنسانية اإلسالم ورعايته‬ ‫للحيوانات والقطط‪ ،‬فقد اشتهر مصطلح (أبو‬ ‫القطط)‪ ،‬وهو) مصطلح خيري كان يطلق في العهد‬ ‫العثماني على الشخص الذي يعهد إليه بإطعام‬ ‫القطط التي تبع محمل احلج‪ ،‬وتلك املرافقة للحجاج‬ ‫في رحلة احلج أو تلك التي يجدونها في محطات‬

‫راجع‪ :‬معجم مصطلحات الوقف والعمل اخليري‪.‬د‪.‬‬ ‫عطية الويشي‪ ،‬ص‪.)30:‬‬ ‫‪15‬‬

‫تجارب وخبرات إنسانية‬

‫قـاض بدرجـة إنسـان‬

‫تقدم أحد الصبيان عمره ‪ 15‬عاما نحو أحد دكاكني الطعام في أمريكا‪ ،‬وقف أمام الدكان يرنو‬ ‫إلى ما بداخل الدكان بعينيه اللتني يبدوان عليهما أن الصبي جائع ومحتاج‪ ،‬وظل ينظر من‬ ‫خالل زجاج الدكان إلى الطعام املوجود بالداخل‪ ،‬وظل ينظر وينظر وهو يفكر ماذا يفعل‪ ،‬وكيف‬ ‫ينال نصيبه من هذا الطعام الكثير بشيء منه قليل يسد به جوعه‪ ،‬فقرر أن يتسلل داخل احملل‪،‬‬ ‫ويتظاهر باملشاهدة‪ ،‬وأخذ من الدكان خبزا وجبنا‪ ،‬فالحظه صاحب احملل‪ ،‬فأسرع للخروج‪ ،‬وحطم‬ ‫أحد الرفوف في محاولته للهرب‪ ،‬لكنه قبض عليه‪ ،‬وسيق إلى مركز الشرطة‪ ،‬وقدم للقضاء‪.‬‬ ‫وجاء الدور عليه ليحكم عليه القاضي‪ ،‬ونظر القاضي‬ ‫إلى املتهم‪ ،‬فإذا هو صبي صغير‪ ،‬فسأله القاضي بعدما‬ ‫سمع تفاصيل احلادثة‪ :‬أحقا سرقت شيئا؟ سرقت خبزا‬ ‫وجبنا وحطمت أحد الرفوف؟‬ ‫طأطأ الصبي رأسه وأجاب القاضي‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫فقال القاضي‪ :‬وملاذا سرقت؟‬ ‫أجاب الصبي‪ :‬ألني أحتاج إلى الطعام‪.‬‬ ‫فقال القاضي‪ :‬أليس لديك قدرة على شرائها بدال من‬ ‫سرقتها؟‬ ‫قال الصبي‪ :‬لم أكن أملك ماال‪ ،‬ولو كان معي ملا سرقت‪.‬‬ ‫قال القاضي‪ :‬كان باستطاعتك طلب الـمال من والديك‪.‬‬ ‫بي‪ :‬ليس لدي والد‪ ،‬عندي أمي وهي مريضة‬ ‫أجاب ّ َ‬ ‫الص ّ‬

‫طريحة الفراش‪ ،‬وال تعمل‪ ،‬ومن أجلها سرقت اخلبز‬ ‫واجلنب‪.‬‬ ‫قال القاضي‪ :‬أليس لديك عمل؟‬ ‫الس ّ َيارات‪ .‬واخذت اجازة‬ ‫قال ّ َ‬ ‫بي‪ :‬اشتغلت في غسيل ّ َ‬ ‫الص ّ‬

‫السبب فصلوني من‬ ‫ليوم واحد لكي اساعد ِ ّامي‪َ ،‬و ِلهذا ّ َ‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء الـمحادثة مع الفتى‪ ،‬اعلن القاضي احلكم‪:‬‬ ‫خاصة سرقة اخلبز‪ ،‬هذه جرمية مخجلة ِج ًّدا‪.‬‬ ‫«السرقة‪َ ّ ،‬‬ ‫َّ‬

‫وجميعنا هنا مسؤولون عن جرمية السرقة اليوم‪ ،‬جميع‬ ‫احلضور في هذه القاعة‪ ،‬مبن فيهم أنا‪ ،‬مسؤولون عن‬ ‫جرمية السرقة هذه‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫ثم قرر القاضي قائال‪ :‬سيغرم كل شخص في هذه‬ ‫القاعة بعشرة دوالرات‪ ،‬ولن يخرج أحد من القاعة‬ ‫قبل أن يدفع عشرة دوالرات‪ ،‬ثم أخرج القاضي من‬ ‫جيبه عشرة دوالرات‪ ،‬وطالب اجلميع بدفع عشرة‬ ‫دوالرات‪.‬‬ ‫ثم أكمل القاضي حكمة‪ ،‬والذي كان مفاجأة‪ ،‬على‬ ‫صاحب الدكان الذي سلم الصبي الذي كان يعاني‬ ‫من اجلوع أن يدفع ‪ 1000‬دوالر في احلال‪ ،‬وإن لم‬ ‫يدفع املبلغ حاال؛ يظل الدكان مغلقا‪.‬‬ ‫اجته جميع من في القاعة إلى الصبي يعطونه املال‬ ‫ويعتذرون له‪ ،‬وخرج القاضي وهو يحبس دموعه‪،‬‬ ‫ويقول يقول‪ »:‬إذا مت القبض على شخص ما يسرق‬ ‫اخلبز‪ ،‬فيجب أن يخجل جميع السكان واملجتمع‬ ‫في هذه الدولة»‪.‬‬ ‫إن صحت تلك الرواية‪ ،‬فهي تذكرنا مبوقف عمر‬ ‫بن اخلطاب الذي أوقف حد السرقة في عام‬ ‫املجاعة‪ ،‬ألن هناك فرقا بني من يسرق اعتداء على‬ ‫أموال الغير‪ ،‬ومن يأخذ مال الغير ليبقي نفسه‬ ‫على احلياة‪ ،‬في الوقت الذي يجب على األغنياء‬ ‫أن يعطوا الفقراء فتات أموالهم؛ إبقاء على حياة‬ ‫الناس‪.‬‬

‫أضواء‬ ‫فكرية في‬ ‫العمل اخليري‬

‫اهتمامات املتبرع‪...‬‬

‫محمد فتحي النادي‬ ‫إن اهتمامات وأذواق ومشارب الناس متنوعة وثرية‬ ‫واسعا‪ ،‬وهذا له ارتباط باملعارف واملناطق‬ ‫ثراء‬ ‫ً‬ ‫والبيئات والنفوس‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫لذا يسهل التعامل مع األشخاص إذا عرفت‬ ‫مشاربهم وأذواقهم وطريقة تفكيرهم‪ ،‬فال مجال‬ ‫لالختالف أو الصدام‪ ،‬وإن حصل خالف فيمكن‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫إدارته‪ ،‬ويكون التعاون معهم‬ ‫مثمرا ًّ‬ ‫ً‬ ‫وتوجيه اإلنسان ألمر ال يدخل في باب اهتماماته‬ ‫جتاوب مرة أو مرتني‬ ‫لن يتجاوب معك فيه‪ ،‬وإن‬ ‫َ‬ ‫حياء منك‪ ،‬فإنه سرعان ما سيهرب منك مختلقً ا‬ ‫العلل واملعاذير‪.‬‬ ‫وقد يكون هذا االهتمام لرغبات وميول غريزية‬ ‫في اإلنسان‪ ،‬وقد يأتي عن طريق أمر حدث مع‬ ‫رأسا على‬ ‫املتبرع أو أحد أحبائه فتتغير حياته ً‬ ‫عقب‪ ،‬ويكرسها من أجل حماية اآلخرين من هذا‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫فمث ًال‪ :‬هناك من يصاب قريب له أو حبيب‬ ‫مبرض ما ويتوفى على إثره‪ ،‬فيبذل كل جهوده‬

‫ونفيس أمواله ملعاجلة من يصاب بهذا املرض قدر‬ ‫استطاعته‪ ،‬وحسب إمكاناته‪.‬‬ ‫فإذا حاولت حرف هذا اإلنسان عن وجهته وما‬ ‫أوقف حياته عليه إلى وجهتك أنت‪ ،‬وما يصب‬ ‫متاما‪ ،‬أو يكون‬ ‫في اهتماماتك أنت‪ ،‬فقد تخسره ً‬ ‫تعاونه معك في أضيق احلدود‪.‬‬ ‫فما عليك إال أن تدع العباد فيما أقامهم اهلل؛ فإنه‬ ‫تعالى‪ -‬قد أقامهم على ثغر‪ ،‬وأقامك على ثغر‪،‬‬‫فلو انشغل كل الناس بسد ثغر واحد خلسروا باقي‬ ‫الثغور‪ ،‬ولكان ما فاتهم أضعاف أضعاف ما كسبوه‪.‬‬ ‫أو تشاركهم اهتماماتهم‪ ،‬ويكون لك نصيب من‬ ‫أعمالهم؛ حتى يؤتى هذا العمل ثمرته املرجوة‪.‬‬ ‫وإن أردت توجيه أحد فوجه خالي البال الذي ليس‬ ‫عنده قضية ملحة في ذهنه يعمل على حتقيقها أو‬ ‫متاما‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫الدفاع عنها أو تقليل مضارها أو منعها ً‬ ‫فهذا يفيده التوجيه‪ ،‬ويثمر معه النصح واإلرشاد‪.‬‬ ‫أما املشغول بأمر ما وقضية متأل عليه حياته فادع‬ ‫له ودعه أو اعمل معه في أمره‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫وقد ال يكون املتبرع له اهتمام شديد بباب من أبواب اخلير‪ ،‬وقد تتعدد عنده النفقات واملنح‬ ‫والتبرعات ألكثر من باب‪ ،‬فهذا إن ناقشته وعرضت عليه أبوا ًبا أخرى غير تلك التي يساهم فيها‪،‬‬ ‫فرحا‬ ‫فهو إن وجد عنده من املال ما يسد به أكثر من باب فإنه لن يبخل عليك‪ ،‬وسيفعل ذلك ً‬ ‫مسرو ًرا‪.‬‬ ‫فهذا قد يكون ما يشغله هو التبرع واإلنفاق‪ ،‬وتتساوى عنده كل أبواب اخلير‪ ،‬فال يبالي بأي باب‬ ‫مت وضع ماله فيه‪.‬‬ ‫وقد أشارت سوندرا شو ملسألة االستماع إلى املانحة أو املتبرعة ومعرفة اهتماماتها حتى يثمر‬ ‫احلوار‪ ،‬ويتم الوصول إلى كيفية للتعاون املشترك بني املانحة واجلمعية اخليرية‪ ،‬فقالت‪« :‬تتضمن‬ ‫احملادثة اخلاصة باملنحة الكبرى احلوار واالستماع‪ ،‬واالستماع على وجه اخلصوص‪.‬‬ ‫اهتم بأحاسيس املرأة إلى جانب كلماتها‪ .‬سلها عن املشكالت املجتمعية التي تعتقد أنها حتتاج‬ ‫إلى حلول أكثر من غيرها‪ .‬ركز على عاطفتها وأنصت إلى قيمها‪ .‬جتنب أن تطلب منها عقد‬ ‫مقارنة مع منحة شخص آخر‪ ،‬أو تسألها أن تضع اسمها على شيء ما‪ .‬وبد ًال من ذلك استمع إلى‬ ‫بي كيف تشترك مع املنظمة من أجل عالم أفضل»‬ ‫اهتماماتها‪ ،‬واربط قيمها برسالة املنظمة‪ِّ .‬‬ ‫املرأة والعمل اخليري‪ ،‬ص (‪.)155‬‬ ‫فالعبرة بأن تدور عجلة العمل اخليري وال تتوقف‪ ،‬وأن تعم كافة احملتاجني؛ حتى يتحقق التكافل‬ ‫املنشود‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫دراسات وبحوث العمل اخليري واإلنساني‬ ‫الوقف على البحث العلمي وآثاره‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‬ ‫هو بحث للدكتور إبراهيم عبادة‪ ،‬األستاذ املشارك‬ ‫في االقتصاد واملصارف اإلسالمية بكلية الشريعة‬ ‫العلمي‬ ‫جامعة اليرموك باألردن‪ ،‬قدمه في املؤمتر‬ ‫ّ‬ ‫الدولي الرابع بعنوان‪ :‬الوقف على البحث العلمي‬ ‫ّ‬ ‫وأثره في الشهود احلضاري‪ ،‬والذي نظمته كل ّية‬ ‫الشريعة والدراسات اإلسالم ّية‪ /‬جامعة آل‬ ‫البيت‪ -‬األردن‪ /‬املفرق في جمادى األولى‪1437/‬ه‪،‬‬ ‫‪/3-1‬آذار‪.2016/‬‬

‫مخطط الدراسة‪ :‬اشتملت الدراسة على‬ ‫مقدمة وثالثة‪:‬‬ ‫< املبحث األول‪ :‬مفهوم الوقف وأدلة مشروعيته‬ ‫ومكانته في احلضارة اإلسالمية‪.‬‬ ‫< املبحث الثاني‪ :‬أنواع الوقف العلمي في‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫< املبحث الثالث‪ :‬اآلثار االقتصادية للوقف‬ ‫على البحث العلمي‪ ،‬ووسائل تفعليه‪.‬‬ ‫< اخلامتة‪ :‬النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬ ‫‪ -1‬يعد الوقف وحتديدا اخليري من أعظم‬ ‫القربات وأجلها وأنفعها وهو الصدقة اجلارية‬ ‫بعد موت املسلم يبقى أثرها وإن مات الواقف‪.‬‬

‫‪ -2‬يشمل الوقف كل املجاالت اإلنسانية والتي‬ ‫تسهم في بناء احلضارة اإلنسانية وتشكيل‬ ‫اإلنسان الصالح في املجتمع املسلم ومنها‬ ‫االستثمار في التعليم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أسهم الوقف على البحث العلمي عبر التاريخ‬ ‫اإلسالمي بشكل كبير في حتسني املستوى‬ ‫العلمي ورفعته ولقد عرف التاريخ اإلسالمي‬ ‫هذا النوع من األوقاف مبكرا كما تنوعت مجاالت‬ ‫الوقف على البحث العلمي ابتداء بالوقف على‬ ‫املسجد والكتاتيب ثم املدارس فاجلامعات‬ ‫والكتب واملكتبات وغيرها من املؤسسات الوقفية‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ميكن االستفادة من املخزون احلضاري‬ ‫اإلسالمي الزاخر في الوقفيات التعليمية في‬ ‫إعادة بث الوعي بقيمة ومكانة الوقف وأثره‬ ‫احلضاري‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ -5‬ميكن أن يسهم الوقف على البحث العلمي‬ ‫في التخفيف من الضغط على مالية الدول‬ ‫املعاصرة من خالل االستثمار البشري في بنائه‬ ‫وتأهيله علميا ومعرفيا وحتصينه سلوكيا‪.‬‬ ‫‪ -6‬أسهمت املؤسسة الوقفية بتجهيز العرض‬ ‫العام املتعلق باملجال الفكري والثقافي من خالل‬ ‫حركة النشر والتوسع في املكتبات ونحوها‪.‬‬ ‫‪ -7‬أسهمت املؤسسة الوقفية في متويل البنى‬ ‫التحتية اخلاصة باملؤسسات التعليمية والتربوية‬ ‫الوقفية وبالتالي خففت من األعباء املالية على‬ ‫ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫‪ -8‬للوقف على البحث العلمي آثار ًا كبيرة في‬ ‫املجاالت االقتصادية واالجتماعية والتربوية‬ ‫أسهمت وما زالت باإلمكان أن تسهم في رفع‬ ‫سوية املجتمع اإلسالمي في تلك املجاالت‪.‬‬ ‫‪ -9‬ميكن االستفادة من صيغ التمويل واالستثمار‬ ‫اإلسالمية في إقامة املشروعات الوقفية التعليمية‬ ‫وإدامتها‪.‬‬ ‫‪ -10‬ميكن االستفادة من جتارب الدول التي‬ ‫نهضت بالوقف على البحث العلمي وقطعت‬ ‫أشواطا كبيرة في ذلك واالستفادة من جتربة‬ ‫الصندوق الوقفي والسهم الوقفي على التعليم‬ ‫والوقف اجلماعي‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬التوصيات‪:‬‬ ‫‪ -1‬ضرورة تطوير األسس التشريعية والقانونية‬ ‫الناظمة للمؤسسة الوقفية لتتوائم مع الواقع‬ ‫املعاصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬ضرورة االستفادة من أئمة وخطباء ومدرسي‬ ‫األوقاف والشؤون واملقدسات اإلسالمية ووزارات‬ ‫‪20‬‬

‫املساجد واملدارس بعد التنسيق مع وزارات‬ ‫التربية والتعليم والتعليم العالي في هذا املجال‬ ‫للتعريف بأهمية الوقف على البحث العلمي وأنه‬ ‫باب من أبواب البر واخلير‪.‬‬ ‫‪ -3‬ضرورة تفعيل وسائل اإلعالم املختلفة املرئي‬ ‫منها واملقروء واملسموع في هذا املجال ببث الوعي‬ ‫الوقفي وآثاره الشاهدة على أهميته‪.‬‬ ‫‪ -4‬ضرورة إصدار نشرات تعريفيه توضح املجاالت‬ ‫التي ميكن مساهمة الوقف فيها واألدوار التي قد‬ ‫يؤديها في شتى حقول العلم واملعرفة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ضرورة عقد اللقاءات واملؤمترات بشكل دوري‬ ‫ويتولى فيها علماء الشريعة اإلسالمية وعلماء‬ ‫التربية ومناقشة هذا املوضوع وما يستجد‬ ‫فيه‪ ،‬وبحث الوسائل والسبل التي تسهل عملية‬ ‫االستفادة من األموال الوقفية في املجال‬ ‫التعليمي‪.‬‬ ‫‪ -6‬ضرورة إعداد الدراسات والبحوث التي من‬ ‫شأنها تفعيل دور الوقف في العملية التعليمية‪،‬‬ ‫بحيث تعزز اجلوانب اإليجابية وتتالفى اجلوانب‬ ‫السلبية‪.‬‬ ‫‪ -7‬ضرورة العمل على تطوير أساليب إدارة‬ ‫األوقاف العلمية واألوقاف عموما لتتوافق مع‬ ‫املستجدات وروح العصر‪.‬‬ ‫‪ -8‬ضرورة االستفادة من القطاع اخلاص في‬ ‫تعزيز قيمة الوقف عنده وتشجيعه على الوقف‬ ‫من خالل ما يعرف اليوم باملسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫فتاوى العمل‬ ‫اخليري واإلنساني‬

‫‪21‬‬

‫‪21‬‬

‫‪45/‬ع‪……86/‬توزيع املصاحف على املرضى‬ ‫املقدم‬ ‫‪ ]1059‬عرض على اللجنة االستفتاء‬ ‫ّ‬ ‫ونصه‪:‬‬ ‫من صندوق خيري للمرضى ّ‬ ‫يرجى موافاتنا برأي اللجنة في املسائل التالية‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬هل يجوز حتقيقً ا للفائدة املستمرة‬ ‫توزيع املصاحف كعهدة بجانب أس ّرة املرضى‬ ‫علما بأنها ستكون في‬ ‫في أجنحة املستشفيات ً‬ ‫تناول يد كل مريض‪ ،‬بغض النظر عن دينه‬ ‫سواء كان مسلما أم ال؟ مع األخذ في االعتبار‬ ‫أن غالبية املرضى مسلمون‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬هل يجوز توزيع املصحف املترجم (لغة‬ ‫عربية إنكليزية) للمرضى غير املسلمني؟‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬ملا كان ترتيب السرير من اختصاص‬ ‫املمرضات فهل اخلشية من أن متس املصاحف‬ ‫بأيدي ممرضات غير مسلمات مانع من تعميم‬ ‫علما بأن‬ ‫توزيع املصاحف على النحو املبني؟ ً‬ ‫أغلبية املمرضات غير مسلمات‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬هل يشترط طهارة املريض من احلدثني‬ ‫ً‬ ‫(األصغر‪ ،‬واألكبر) عند استعمال املصحف؟‬ ‫علما بأن ذلك قد يولد مشقة عليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خامسا‪ :‬هل يشترط طهارة املسلم السليم‬ ‫ً‬ ‫اجلسد من احلدثني عند حمل املصحف لنقله‬ ‫من مكان إلى آخر وليس عند قراءته؟‬ ‫آمالني إجابتكم بالسرعة املمكنة ‪ -‬وجزاكم اهلل‬ ‫خيرا‪.‬‬ ‫ً‬

‫أجابت اللجنة مبايلي‪:‬‬ ‫… يجوز توزيع املصاحب بجانب أس ّرة املسلمني‬ ‫على أن يكون في علب منفصلة عن املصحف‬ ‫مسه من غير مسلم أو من مسلم غير‬ ‫لتحاشي ّ‬ ‫متوضىء‪ ،‬ويجوز توزيع ترجمة معاني القرآن‬ ‫‪22‬‬

‫إن كانت الترجمة باللغة األجنبية دون أن‬ ‫نص القرآن‪ ،‬وكذلك يجوز إذا‬ ‫يكون معها ّ‬ ‫نص القرآن بشرط أن تكون‬ ‫كان مع الترجمة ّ‬ ‫الترجمة وما معها من التعليقات والشروح‬ ‫النص‬ ‫باللغة العربية أو غيرها أكثر من‬ ‫ّ‬ ‫النص القرآني أكثر من‬ ‫أما إذا كان‬ ‫القرآني‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫الترجمة وما معها من التعليقات‪ .‬فال يجوز‬ ‫لغير املسلم وغير املتوضىء من املسلمني أن‬ ‫وأما املريض الذي اليستطيع الوضوء‬ ‫ميسه‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ميس املصحف إذا تيمم فإن عجز‬ ‫فإن له أن ّ‬ ‫ميس املصحف ولو‬ ‫عن التيمم فال بأس أن‬ ‫ّ‬ ‫كان غير متوضىء أو كان على غير طهارة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والل أعلم‪.‬‬

‫سؤال رقم ‪ -212‬طلب التبرعات من الكفار‬

‫السؤال‪:‬‬ ‫هل يجوز للمسلم قبول التبرعات من غير‬ ‫املسلم لصالح املشاريع اخليرية؟‬ ‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‬ ‫قال اإلمام البخاري ; في صحيحه «باب قبول‬ ‫الهدية من املشركني» ثم أورد حتت هذا الباب‬ ‫عددا من األحاديث الدالة على جواز ذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال احلافظ ابن حجر في شرحه‪ :‬وفي الباب‬ ‫(أي وفي هذا املوضوع) حديث عياض بن حمار‬ ‫أخرجه أبو داود والترمذي عن عياض قال‪:‬‬ ‫أَ‬ ‫هديت للنبي ناقة فقال‪ :‬أسلمت؟ قلت‪ :‬ال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قال‪ :‬إني نُهيت عن َز ْبد املشركني (أي ُأعطياتهم‬ ‫ثم نقل احلافظ; عن بعض أهل‬ ‫وهداياهم)‪ّ ..‬‬ ‫العلم بأنّهم قالوا في اجلمع بني نصوص‬ ‫االمتناع والقبول بأن االمتناع في حق من يريد‬ ‫بهديته املواالة (مثل استمالة املسلم إليه)‪،‬‬ ‫والقبول في حق من يرجى بذلك (أي بقبول‬ ‫هديته) تأنيسه وتأليفه على اإلسالم‪.‬‬ ‫فقبول هبات الكفار وتبرعاتهم دون طلب ال‬ ‫بأس به ويجوز صرف هذا املال في املشاريع‬ ‫اإلسالمية ونفقاتها املختلفة‪.‬‬ ‫أما طلب التبرعات من الكفار ففيه بعض‬ ‫احملاذير مثل ّ‬ ‫الذل أمامهم وملكهم قلب الطالب‬ ‫إذا أعطوه‪.‬‬ ‫فلو خال من هذه احملاذير فال بأس‪ ،‬فقد كان‬ ‫النبي يستعني (دون ّ‬ ‫ذل) في أمور الدعوة‬ ‫ وهو مبكة ‪ -‬ببعض املشركني كعمه أبي‬‫ّ‬ ‫والذل أمام الكفار ينتفي بوضع‬ ‫طالب وغيره‪.‬‬

‫الصناديق لهذا الغرض إضافة إلى اإلعالنات‬ ‫التي ُيرفق معها أرقام احلسابات في البنوك‬ ‫مث ًال‪ .‬واهلل ‪-‬تعالى‪ -‬أعلم‪.‬‬ ‫عنوان الفتوى‪ :‬قبول تبرع من ال يتورع‬ ‫عن أكل الربا‬

‫(‪ )807‬عرض على اللجنة االستفتاء املقدم‬ ‫من صندوق خيري ونصه كاآلتي‪:‬‬ ‫…يتقدم صندوقنا بجزيل الشكر والتقدير‬ ‫على جهودكم القيمة في الفتوى واالجتهاد‬ ‫وبهذه املناسبة نرجو إفادتنا عن مشروعية‬ ‫النقاط التالية ولكم منا جزيل الشكر‬ ‫والتقدير‪:‬‬

‫…أو ًال‪ :‬هل يجوز وضع صناديق جلمع األموال‬ ‫في البنوك والشركات الربوية‪ ،‬وذلك لصرف‬ ‫أموالها على املرضى املعسرين واملتضررين في‬ ‫الكوارث داخل وخارج الكويت؟‬ ‫…ثان ًيا‪ :‬هل يجوز أخذ تبرع من شخص يتعامل‬ ‫بالربا كمن يكون لديه حساب في أحد البنوك‬ ‫الربوية وذلك لصرفها على املرضى املعسرين‬ ‫واملتضررين في الكوارث داخل وخارج الكويت؟‬ ‫…ثالثا‪ :‬هل يجوز أخذ الفوائد من أموال‬ ‫املتعاملني مع البنوك الربوية وما هي أوجه‬ ‫صرفها فيما يختص بالنواحي الصحية‬ ‫كتقدمي مساعدات مادية للمرضى املعسرين أو‬ ‫إنشاء عيادات صحية وغيرها من األعمال؟‬

‫أجابت اللجنة عن األسئلة الثالثة مبا يلي‪:‬‬ ‫…يجوز وضع صناديق في البنوك والشركات‬ ‫مطلقا وكذلك أخذ تبرعات ممن يتعامل بالربا‬ ‫للصرف علي مرضى املعسرين واملتضررين في‬ ‫‪23‬‬

‫الكوارث داخل وخارج الكويت أما الفوائد التي‬ ‫تؤخذ من أموال املتعاملني مع البنوك الربوية‬ ‫فإن أوجه صرفها يكون في وجوه اخلير ماعدا‬ ‫بناء املساجد وطبع املصاحف‪ ،‬ومن وجوه اخلير‬ ‫تقدمي مساعدات مالية للمرضى أو إنشاء عيادات‬ ‫صحية مجانية للفقراء‪.‬‬ ‫…هذا وال بد من التنبيه على أنه اليحل للمسلم‬ ‫أن يودع أمواله في بنك ربوي بقصد حتصيل‬ ‫تلك الفوائد إلنفاقها في وجوه اخلير حتصيال‬ ‫للثواب بزعمه‪ ،‬فإن اهلل طيب اليقبل إال طيبا‪،‬‬ ‫ومن فعل ذلك فهو آثم بهذا القصد‪ .‬لكن إن‬ ‫أودع أمواله حلفظها في بنك ربوي وترتب عليها‬ ‫فوائد يأخذها وينفقها في وجوه اخلير تخلصا‬ ‫من وزرها وال حتتسب من الزكاة وال يحل له أن‬ ‫يؤدي منها حقا عليه سواء كان لألفراد أو للدولة‬ ‫كالضرائب مث ًال‪.‬‬

‫…واهلل أعلم‪.‬‬

‫عنوان الفتوى‪ :‬هل يجوز االقتراض‬ ‫بفائدة لتمويل مشاريع خيرية‬ ‫تاريخ الفتوى‪ 16 :‬صفر ‪1420‬‬

‫السؤال‪:‬‬ ‫ما حكم االقتراض بالفائدة لتمويل مشروع‬ ‫خيري في بالد إسالمية يقل فيها كثيرا هذا‬ ‫النوع من املشاريع؟‬ ‫الفتوى‪ :‬احلمد هلل والصالة والسالم على رسول‬ ‫اهلل وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد‪ :‬فال يجوز‬ ‫االقتراض بفائدة لتمويل مشاريع خيرية وال غيرها‬ ‫ألن االقتراض بفائدة هو عني الربا الذي حرم اهلل‬ ‫ً‬ ‫مغلظا‪ .‬وإنشاء املشاريع‬ ‫حترميا‬ ‫في محكم كتابه‬ ‫ً‬ ‫اخليرية عمل بر يتقرب به إلى اهلل ‪-‬تعالى‪-‬‬ ‫‪24‬‬

‫واهلل سبحانه وتعالى طيب ال يقبل إال طي ًبا‬ ‫فعلى من أراد إنشاء مثل هذه املشاريع أن ينشأها‬ ‫من مال طيب فإن لم يجده فال يجوز له أن‬ ‫محرما لهذا الغرض ألن النبي × قال‪:‬‬ ‫يرتكب‬ ‫ً‬ ‫«ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا‬ ‫منه ما استطعتم» كما في صحيح مسلم عن أبي‬ ‫هريرة‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫املفتي‪ :‬مركز الفتوى بإشراف د‪.‬عبداهلل الفقيه‬ ‫عنوان الفتوى‪ :‬حكم صرف التبرعات في‬ ‫غير الغرض املخصص لها‬ ‫تاريخ الفتوى‪ 26 :‬شوال ‪1425‬‬

‫السؤال‬ ‫لقد جمعت تبرعات من عدد من النَّاس بنية‬ ‫عمل موصالت للمياه لبعض الفقراء‪ ،‬إال أن‬ ‫املبلغ املطلوب جمعه لهذه املهمة لم يكتمل‪،‬‬ ‫فهل يجوز وضع املبلغ في عمل خيري آخر‬ ‫كصدقة جارية أخرى مع مالحظة أنني لن‬ ‫أستطيع إخبار كل هؤالء الذين جمعت منهم‬ ‫التبرعات ألنني نسيت املتبرعني؟‬ ‫وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬ ‫الفتوى‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى‬ ‫آله وصحبه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫فما دامت هذه التبرعات دفعت لغرض خاص فال‬ ‫يجوز صرفها إال في الغرض الذي حدده املتبرع‬ ‫ألنه مال خرج عن ملكه بهذا الشرط‪ ،‬ولكن إذا‬ ‫لم ميكن ذلك ولم ميكن إعالم املتبرع فال بأس‬ ‫في صرفه في مصالح الفقراء في أمر آخر‪ .‬واهلل‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫املفتي‪ :‬مركز الفتوى بإشراف د‪.‬عبداهلل الفقيه‬ ‫رقم الفتوى‪58646 :‬‬

‫تان‬ ‫بستان‬ ‫اإلنسانية‬

‫‪25‬‬

‫حسن السؤال في العطايا‪:‬‬ ‫ورد في آداب الشافعي ومناقبه‪:‬ص‪ :241:‬قال‬ ‫الشافعي‪ »:‬وقف أعرابي على باب عبد امللك‬ ‫بن مروان‪ ،‬فسلم عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أي رحمك اهلل‪،‬‬ ‫إنه مرت بنا سنون ثالث‪ ،‬فأما أحدها فأكلت‬ ‫املواشي‪ ،‬وأما الثانية‪ ،‬فأنضت اللحم‪ ،‬وأما‬ ‫الثالثة فخلصت إلى العظم‪ ،‬فإن يك عندك‬ ‫مال اهلل‪ ،‬فأعطه عباد اهلل‪ ،‬وإن ي كلك فتصدق‬ ‫{إنَّ َّ َ‬ ‫َص ِّد ِقنيَ} يوسف‪88 :‬‬ ‫الل َي ْج ِزي الْ ُت َ‬ ‫علينا ِ‬ ‫‪،‬فأعطاه عشرة آالف درهم‪ ،‬وقال‪ :‬لوكان الناس‬ ‫يحسنون أن يسألوا هكذا‪ ،‬ما حرمنا أحدا»‪.‬‬ ‫انتهى‪ .‬فبان أن على احملتاج والسؤال أن يكون‬ ‫حلو السؤال؛ فإن حالوة السؤال مفتاح العطاء‪.‬‬ ‫خالصة الدنيا‪:‬‬ ‫جاء في كتاب (االفتراق من حكم ابن الوراق‪:‬‬ ‫ص‪ :)34 :‬قال ابن الوراق‪:‬‬ ‫من ملك الشهوات؛ سلم من اآلفات‪.‬‬ ‫من اتقى احلساب؛ تورع في االكتساب‪.‬‬ ‫العز مع االفتقار؛ خير من الذل مع اليسار‪.‬‬ ‫العاقل من وعظته التجارب‪ ،‬وتأدب باملصائب‪.‬‬ ‫من حرم حظه من الرفق؛ فقد منع أعظم‬ ‫الرزق‪.‬‬ ‫احلريص دائم التنغيص‪.‬‬ ‫الليل والنهار يفنيان األعمار‪.‬‬ ‫رأس العقل بعد اإلميان مداراة األعداء‬ ‫واإلخوان‪.‬‬ ‫من استغنى عن الناس عظموه‪ ،‬ومن احتاج‬ ‫إليهم حقروه‪.‬‬ ‫الدنيا صفوها مشوب بكدر‪ ،‬والدهر عبرة ملن‬ ‫اعتبر‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫قبول النصيحة ممن هو أقل منك‪:‬‬ ‫من فضائل العلماء والوجهاء والكبراء في‬ ‫اإلسالم قبول النصيحة ممن هو دونهم‪ ،‬فال‬ ‫يشترط أن تكون النصيحة من عالم‪ ،‬بل قد‬ ‫تكون من آحاد الناس‪ ،‬وقد ذكر اإلمام ابن عبد‬ ‫البر في كتابه التمهيد (‪ )106/20‬أن الغازي‬ ‫بن قيس ملا قدم املدينة أول دخوله إليها‪ ،‬ذهب‬ ‫إلى مسجد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫فوجد ابن أبي ذئب‪ -‬وهو أحد العلماء ولم‬ ‫يكن يعرفه‪ -‬قد جلس ولم يصل ركعتني‪ ،‬فقال‬ ‫له‪ :‬قم يا هذا فاركع ركعتني‪ ،‬فإن جلوسك دون‬ ‫أن حتيي املسجد بركعتني جهل‪ ،‬فقام اإلمام‬ ‫ابن أبي ذئب فركع ركعتني وجلس‪ ،‬فلما‬ ‫انقضت الصالة أسند ظهره‪ ،‬وحتلق الناس‬ ‫إليه‪ ،‬ليلقي عليهم درس علم‪ ،‬فلما رأى ذلك‬ ‫الغازي بن قيس خجل واستحيا وندم‪ ،‬وسأل‬ ‫عنه‪ :‬فقيل‪ :‬هذا ابن أبي ذئب‪ ،‬أحد فقهاء‬ ‫املدينة‪ ،‬وأشرافهم‪ ،‬فقام يعتذر إليه‪ .‬فقال‬ ‫الفقيه ابن أبي ذئب‪ :‬يا أخي‪ ،‬ال عليك‪ ،‬أمرتنا‬ ‫بخير؛ فأطعناك»‪ .‬وهكذا ينبغي أن يكون‬ ‫علماء اإلسالم وعامتهم‪ ،‬من قبول النصيحة‬ ‫من أي أحد‪.‬‬

‫ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ‪2‬‬ ‫ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﺑﺮﻳﻒ إدﻟﺐ‬

‫‪70000‬‬ ‫‪KD‬‬ ‫ﺗـﻜـﻠـﻔـﺔ اﻟـﻤـﺸـﺮوع‬

‫ﻣﺴﺘﻮﺻﻒ ﻃﺒﻲ‬

‫‪ 8‬ﻏﺮف ﻟﻠﻜﺸﻒ وﻏﺮﻓﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ واﺳﺘﺮاﺣﺔ وﺣﻤﺎﻣﺎت‬

‫ﻣﺴﺠﺪ‬

‫ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات‬

‫ﻳﻤﻨــﻊ اﻟﺠﻤــﻊ اﻟﻨﻘﺪي‬

‫ﻣﺪرﺳﺔ‬

‫ﻋﺪد ‪ 6‬ﻏﺮف ﻟﻠﺪراﺳﺔ وﻋﺪد ‪ 2‬ﻣﻜﺘﺐ ﻟﻺدارة وﺣﻤﺎﻣﺎت‬

‫ﺗﺠﻮز اﻟﺰﮐﺎة‬ ‫‪tamayuzkw @heakw @hea kw‬‬

‫ﻟﻠﺘﺒــﺮع ﻋﻠﻰ ﺣﺴــﺎب ﺑﻴﺖ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬

‫‪251440000062‬‬

‫رﻗــﻢ اﻟﺘﺮﺧﻴــﺺ ) خ‪/26‬أ‪ (2021/1‬ﺑﺘﺎرﻳــﺦ ‪ 2021-03-03‬إﻟــﻰ ‪2021/05/31‬‬

‫وﺣﺪة ﺳﻜﻨﻴﺔ‬

‫‪ 60‬ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻌﻴﺸﺔ وﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮم وﺣﻤﺎم وﻣﻄﺒﺦ ﻣﺠﻬﺰ‬

‫‪25233399‬‬ ‫‪25237225‬‬

‫‪IBAN KW57KFHO0000000000251440000062‬‬

‫‪www.heakw.org.kw‬‬

‫‪27‬‬

‫اﻟﺘﻤﻴﺰ اﻹﻧﺴﺎﻲﻧ‬

‫‪Humanitarian Excellence‬‬

‫ﻣﺸﺮوع‬

‫ﻣـﻜﺎﻓـﺤﺔ اﻟﻌـﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮﻣﺎل‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ إزاﻟﺔ اﻟﻤﺎء اﻟﺒﻴﻀﺎء‬

‫‪25‬‬ ‫دﻳﻨﺎر‬

‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟــ ‪1000‬‬

‫‪28‬‬

‫‪IBAN KW57KFHO0000000000251440000062‬‬

‫ﻳﻤﻨــﻊ اﻟﺠﻤــﻊ اﻟﻨﻘﺪي‬

‫‪www.heakw.org.kw‬‬

‫‪251440000062‬‬

‫رﻗــﻢ اﻟﺘﺮﺧﻴــﺺ ) خ‪/26‬ت ج خ‪ (2021/٢‬ﺑﺘﺎرﻳــﺦ ‪ 2021-03-03‬إﻟــﻰ ‪2021/21/31‬‬

‫‪tamayuzkw @heakw @hea kw‬‬

‫ﻟﻠﺘﺒــﺮع ﻋﻠﻰ ﺣﺴــﺎب ﺑﻴﺖ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬

‫‪25233399‬‬ ‫‪25237225‬‬

‫ا‬

‫ﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ا‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺰ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ﺣ‬ ‫ل‬

‫< رﻗﻢ ﺗﺮﺧﻴﺺ اﻟﻤﺸﺮوع‪ ) :‬خ‪.( 27 - 11 - 2019‬‬ ‫< ﻳﻤﻨﻊ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺴﻠﺔ‬

‫د‪.‬ك‬

‫‪66 001 305‬‬

‫‪29‬‬

‫داﺧﻞ اﻟﻜﻮﻳﺖ‬

‫‪10‬‬

‫د‪.‬ك‬

‫‪40‬‬

‫اﻟﺴﻬﻢ‬

‫اﻟﺘﻤﻴﺰ اﻹﻧﺴﺎﻲﻧ‬ Humanitarian Excellence

tamayuzkw

www.tamayuzkw.org

@heakw