مجلة أنا أفكر العدد الرابع I Think Magazine Issue 4

Page 1

‫‪04‬‬

‫ألن اليقيــــن حماقــــــة‬

‫ليس هناك اله و أنت تعلم ذلك‬ ‫افعل ما تشاء فليس هناك اله‬ ‫من الذي خلق الكون و االنسان‬ ‫سأصلي بالبكيني‬ ‫زمن المرأة قادم‬


‫كلمة رئيس التحرير‬

‫هيئة التحرير‬ ‫كاترينا‬ ‫دانا‬ ‫رامي‬ ‫بسام بغدادي‬ ‫رواند‬ ‫تامبي‬ ‫عفار اوغاريت‬ ‫أمين غوجل‬

‫‪facebook.com/ayman.ghoj‬‬ ‫‪facebook.com/I.Think.Magazine.‬‬ ‫‪a.ghojal@gmail.com‬‬

‫‪1‬‬

‫ستجدون أيضاً أن العدد الرابع يحتوى عىل‬ ‫ملاذا ( أنا أفكر ) ؟‬ ‫رواب��ط أنرتنت فعالة ل��ق�راءة املواضيع و‬ ‫بعد األصداء الرائعة منكم أصدقايئ و بعد أن معلومات اضافية مهمة لبعض املواضيع ‪.‬‬ ‫قرأت و سمعت عبارات التشجيع التي أعتقد‬ ‫أنها من أروع ما سمعت و قرأت طوال حيايت ‪ .‬يوجد أيضاً ميزة القفز فورا ً اىل املواضيع مبجرد‬ ‫النقر عىل اسم املوضوع أو رقم الصفحة ‪.‬‬ ‫قررت بعد نرش العدد الثالث و بفضل نصيحة‬ ‫من الصديق العزيز بسام البغدادي انشاء هيئة أصدقايئ مجلتنا كأول مجلة الحادية تخصصية‬ ‫تحرير للمجلة فتحولت اىل عمل جامعي رائع يف الرشق األوسط و شامل أفريقيا تحاول أن‬ ‫بعد أن كانت عمل فردي بحت و استمريت تزيد هامش الحريات يف تلك املنطقة و تهدف‬ ‫بأضافة مبدعني اىل املجلة اىل أن ظهر العدد اىل ايصال صوت امللحدين الذين عانوا و‬ ‫الرابع كام ترونه ‪.‬‬ ‫يعانون من القمع الفكري و النفيس و حتى‬ ‫الجسدي الذي قد يصل اىل القتل ‪.‬‬ ‫أصبحت هيئة تحرير مجلة أنا أفكر تضم‬ ‫عبقريات حقيقية أثرت و ستؤثر يف سري مجلتنا هي نتاج عمل تطوعي بالكامل و‬ ‫املجلة يف املستقبل ‪.‬‬ ‫نسخها مجانية و متاحة للجميع ‪.‬‬ ‫و هنا أود أن أشكر كل فرد فيهاً شخصياً و نتاجنا تم بدون أي دعم مادي رسمي من‬ ‫أن أشكر من ساهم بوقته أو جهده أو ابداعه أي جهة اال من متطوعني شاركوا بوقتهم و‬ ‫أو ماله أو ببساطة كل ماسبق يف اصدار مجلة جهدهم و مالهم ‪.‬‬ ‫تليق بكم ‪.‬‬ ‫مجلتنا حرة و ال تقدس اال الحرية و التنتهج‬ ‫أصدقايئ أود أن أذكر أننا نرحب بأي مساعدة أي اساليب تهجمية ألجل التهجم فقط و ال‬ ‫يف النرش أو األبداع أو االفكار أو الجهد أو املال تنقد ديناً بعينه بل تنتقد مفهوم الديانات‬ ‫و نشكرا ً كل من ساعدنا و سيساعدنا الحقاً بشكل عام‪.‬‬ ‫يف نرش الفكر الحر يف مجتمعات غابت عنها‬ ‫الحرية ‪.‬‬ ‫تنتقد العبودية لألشخاص و للمفاهيم ال تؤمن‬ ‫بغري العلم و الواقع تنتهج مسارا ً معيارياً يف‬ ‫ستجدون أن العدد الرابع من املجلة تغري يف الجدل العلمي و السخرية الهادفة‪.‬‬ ‫الشكل تغريا ً جذرياً و كانت مناريت خالل اجراء‬ ‫التغيريات مساهامت و نقد رائع من أصدقاء نحن النستهزء من أشخاص بل من مفاهيم ‪.‬‬ ‫أرسلوا يل رسائل مودة تخاف عىل مولودتنا‬ ‫الجديدة بحق و ال تنتقد من خلفيات دينية نحن النستهدف مجموعة بعينها بل نهدف‬ ‫حاقدة عىل كل فكر و عىل كل ابداع ‪.‬‬ ‫اىل نرش العلم و الوعي و ثقافة اعامل الدماغ‬ ‫بحيث نصل يوماً ما اىل مجتمعات تقدس‬ ‫ستجدون أن العدد ال�راب��ع أصبح يتألف االنسان و ترفعه اىل مرتبته التي يستحقها و‬ ‫من صفحات بقياس ‪ A5‬أي بحجم نصف تهوي بكل املفاهيم و القيم التي تستعبده و‬ ‫الصفحات السابقة و ذلك لتحقيق عدة أهداف تسجنه فكرياً و عقائدياً‪.‬‬ ‫أوالً سهولة الطباعة و ثانياً تحويل املجلة‬ ‫لكتاب شهري يحتوى كامً كبريا ً و غنياً من حرية التفكري واالعتقاد هي أم الحريات كلها ‪..‬‬ ‫املوضوعات يف حجم صغري نسبياً يسهل حمله فلنمنحها ألجيالنا القادمة‪.‬‬ ‫و تناقله ‪.‬‬ ‫عيشوا سعداء‬ ‫أمين غوجل‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬

‫ملف العدد‬

‫ملاذا ؟‬ ‫يف الدوغام‬ ‫ليس هناك إله (وأنت تعلم ذلك)‬ ‫محمد جعل من الله اضحوكه ‪ ...‬و وضعه يف موضع ال يحسد عليه‬ ‫ملاذا رفض محمد ان تجلد زوجته عائشه او ان يتم رجمها ؟؟‬ ‫مقدمة يف االعجاز العلمي يف النصوص املقدسة‬ ‫الخطيئة املباركة ‪.‬‬ ‫أفعل ما تشاء فال يوجد اله‪.‬‬ ‫الرؤية اإلسالميّة‪ ،‬الجنس ليس من األخالق‬ ‫الجنس الالفرجي‪ :‬اإلعتداء الحالل عىل النساء‬ ‫من الذي خلق الكون و اإلنسان؟‬ ‫السرية املحمدية ( قثم)‬ ‫الالسلطوية‬

‫شخصية العدد‬

‫‪48‬‬

‫ستيفن هوكينج‬

‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬

‫إلهي‬ ‫أفقر الناس أحوجهم للناس‬

‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪57‬‬

‫سأصيل بالبكيني‬ ‫مقتطفات‬ ‫زمن املرأة قادم‬

‫أدب وشعر‬ ‫املرأة‬

‫تاريخ‬

‫‪61‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪ 65‬تطور‬

‫تاريخ الختان‬ ‫حقوق املرأة يف حوض الرافدين‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪2‬‬


‫ملف العدد‬

‫لماذا ؟ ‬

‫قصي عبد الرحمن‬

‫لماذا ؟‬

‫منذ أن انتصب اإلنسان و افرتق يف طريقه عن الكائنات الحية‬ ‫األخرى كان الدين يرافقه يف طريقه و ذلك بغض النظر عن‬ ‫أشكال هذه األديان و بغض النظر عن درجة تطورها‪.‬‬ ‫حتى اآلن مل يتفق علامء النفس و االجتامع و األركيولوجيون‬ ‫عىل سبب واحد لنشوء األديان و لذلك فإن ما ميكن يف هذه‬ ‫الحالة إيراده هو مجرد إمكانيات أو احتامالت أو محاوالت‬ ‫تفسري‪.‬‬

‫‪ -4‬األديان نشأت من البحث‬ ‫البرشي عن الخلود‪:‬‬

‫‪ -1‬األديان نشأت من الخوف‪:‬‬

‫يف اإلجابة عىل السؤال عام يحدث بعد املوت يوجد‬ ‫نوعان من األديان‪:‬‬

‫نستطيع اآلن علميا تفسري الكثري من الظواهر الطبيعية التي‬ ‫كانت تثري الخوف لدى أسالفنا األوائل الذين كانوا يرون يف‬ ‫الظواهر الطبيعية شيئا يبعث عىل الخوف‪ .‬الصواعق التي‬ ‫تسبق املطر كانت تبعث عىل الخوف ألنها كانت أكرب من‬ ‫الوجود البرشي‪ .‬البحر الهائج كان يبعث الخوف ألنه كان‬ ‫أقوى من البرش و لعدم إمكانيتهم تفسري ذلك علميا افرتضوا‬ ‫كائنا حيا قويا (أقوى منهم) أي إلها يرمي الصواعق و إلها آخرا‬ ‫يتحكم يف البحر‪ .‬بغض النظر عن أسامء و صفات و مراكز و‬ ‫قوة هذه اآللهة‪ ،‬يبقى املبدأ ذاته و هو تشخيص الظواهر‬ ‫الطبيعية التي ال ميكن تفسريها أي إعطائها شخصيات و‬ ‫مشاعر من أجل محاولة إرضاءها بطريقة أو بأخرى‪.‬‬

‫‪ - 2‬األديان نشأت من االحرتام‪:‬‬

‫هناك بعض الظواهر الطبيعية التي ال تبعث عىل الخوف‬ ‫إمنا عىل االحرتام املمزوج بالتبجيل و من ذلك توايل الفصول‬ ‫األربعة‪ ،‬املطر الذي يأيت بعد الجفاف‪ ،‬أطوار القمر املختلفة‪،‬‬ ‫و ما شابه‪ .‬مل يقدر أسالفنا القدماء عىل تفسري هذه الظواهر‬ ‫الطبيعية بشكل علمي لذلك قاموا بتشخيص هذه الظواهر و‬ ‫إعادة أسبابها إىل كائنات حية أو آلهة مختلفة قادرة‪ ،‬كآلهة‬ ‫الخصوبة‪ ،‬آلهة الشجر‪ ،‬و ما شابه‪.‬‬

‫األديان التي نشأت من الخوف أو االحرتام ميكن وضعها يف‬ ‫خانة واحدة و هي األديان الطبيعية‪ .‬هناك مصطلح آخر لهذا‬ ‫النوع و هو األديان التي تقول بامتالك كل األشياء للروح‪.‬‬

‫‪ -3‬األديان التي نشأت من‬ ‫الحياة الجنسية‪:‬‬

‫ما يعزز هذا االحتامل هو عثور األركيولوجيون يف كل‬ ‫الحضارات القدمية عىل رموز الخصوبة و هنا نستطيع إيراد‬ ‫أفكار ثالث‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫ملف العدد‬

‫خالل حياة الفرد يأيت التساؤل عن الحياة و عن مغزاها‬ ‫فالواضح أن اإلنسان يأيت إىل الحياة و من ثم يعيش حياته‬ ‫بشكل أو بأخر و يف النهاية يأيت املوت و لذلك يطرح كل‬ ‫شخص السؤال عىل نفسه» ما الذي يحدث بعد أن أموت؟ هل‬ ‫من املعقول أن انتهي إىل تراب؟‬

‫أ‪ -‬قبل آالف السنني كان عدد السكان قليال جدا و لذلك كانت‬ ‫كان خوف التجمعات البرشية بشكل أسايس من املوت أي من‬ ‫قلة عدد السكان التي تأيت أحيانا بشكل مفاجئ من أوبئة و‬ ‫أمراض أو من جوع أو من جفاف أو ما شابه و لذلك كانت‬ ‫التكاثر السكاين عامال أساسيا يف بقاء القبيلة أو الجامعة عىل‬ ‫قيد الحياة أي يف استمرارية وجودها‪ .‬لذلك كان التكاثر السكاين‬ ‫هو أقوى سالح للجامعة البرشية ضد األخطار املحيطة بها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬رغم عدم معرفة أسالفنا لطبيعة التكاثر البرشي بحيثياته‬ ‫إال أنهم فهموا أن العملية الجنسية بني الرجل و املرأة هي‬ ‫التي تتسبب بأن تلد املرأة بعد ميض ‪ 9‬أشهر من هذا التواصل‬ ‫الجنيس مولودا جديدا‪ .‬كانت هذه العملية بالنسبة لهم هي‬ ‫استمرارية عملية الخلق األوىل التي نسبوها إىل إله خالق‪ .‬هذه‬ ‫االستمرارية التي كانت تعني بالنسبة لهم استمرارية العمل‬ ‫املقدس الذي بدأه الخالق الكبري‪ .‬هذه االستمرارية هي التي‬ ‫أعطت العملية الجنسية صفة جديدة و هي القدسية و هذا ما‬ ‫نراه يف الكثري من الحضارات القدمية كاليونانية و البابلية مثال‬ ‫التي كانت تحوي عىل الكثري من املعابد التي تحتضن الكثري‬ ‫من النساء اللوايت يقدمن أنفسهن لجميع الرجال بدون مقابل‬ ‫ضمن عملية ما يُسمى يف التاريخ القديم بـ ‪:‬البغاء املقدس‪.‬‬ ‫ت‪ -‬رضورة التكاثر هي التي جاءت بفكرة أن الوالدات الكثرية‬ ‫هي بركة و خصوبة و هي ميزة و حسنة إلهية يختص بها‬ ‫اإلله بعض الناس من بعضهم اآلخر‪ .‬فاملقدرة عىل اإلنجاب هي‬ ‫قدرة إلهية مقدسة‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪ .4‬طاملا أن هناك شخصا (اله) مسؤوال عن هذه الحوادث لذلك‬ ‫و حسب العادات البرشية يجب مراضاة هذه القوة العليا‬ ‫بطريقة أو بأخرى (عرب الصلوات و األدعية و األضاحي ‪ ...‬و ما‬ ‫شابه)‪ .‬هنا و يف هذه اللحظة أو يف هذه الخطوة ينشأ الدين‪.‬‬

‫أ‪ -‬النوع األول يقول أن حياة واحدة هي يشء قليل و لذلك‬ ‫توجد فرصة أخرى يف حياة أخرى أي يف العودة إىل الحياة و‬ ‫هذه العودة الثانية إىل الحياة هي عبارة عن فرصة جديدة من‬ ‫أجل تحسني عمل الفرد‪ .‬و لذلك يعود الفرد يف الحياة األخرى‬ ‫إما يف مستوى أفضل من مستوى حياته األوىل أو يف مستوى‬ ‫أسوأ من حياته األوىل و ذلك حسب ما قام به املرء يف حياته‬ ‫األوىل‪( .‬كمثال عىل ذلك‪ :‬الديانة البوذية)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬النوع الثاين من األديان يقول بحياة أخرى ما بعد املوت‪.‬‬ ‫أي حياة أخرى يف عامل آخر‪ .‬تختلف هذه األديان يف تصوراتها‬ ‫عن الحياة يف العامل اآلخر و لكن املبدأ واحد و هو حياة أرضية‬ ‫واحدة أما ما بعد املوت فهو حياة يف عامل آخر‪( .‬كالديانات‬ ‫القدمية املرصية و البابلية و غريها و كذلك الديانتني‬ ‫السامويتني‪ :‬املسيحية و اإلسالمية)‪.‬‬ ‫يجب هنا ذكر أن الديانة اليهودية ال تتحدث عن حياة أخرى‬ ‫بعد املوت أي أنها مل تؤكد وجود هذه الحياة و لكنها مل تنفيها‪.‬‬ ‫هذه االحتامالت األربعة تبدو مختلفة و لكنها يف النهاية‬ ‫تنحدر من أصل واحد‪:‬‬ ‫‪ .1‬التسبب يف حالة شعورية خاصة‪( :‬خوف‪ ،‬احرتام‪ ،‬حب)‬ ‫‪ .2‬هذه املشاعر تحدث بعد حوادث أو وقائع أو تجارب معينة‪.‬‬ ‫‪ .3‬هذه الحوادث أو الوقائع أو التجارب كانت يف أصولها أو ال‬ ‫زالت مبهمة ‪ ،‬غري واضحة و بدون تعليل‪ .‬و طاملا أن البحث‬ ‫عن أسباب هذه الحوادث مل يكن ناجحا لذلك اعتقد الناس‬ ‫بوجود قوة عليا مسؤولة عن ذلك‪.‬‬

‫الشك ليس بالحالة السائغة‪،‬‬ ‫ألمر سخيف‪.‬‬ ‫ولكن اليقين ٌ‬ ‫فولتري ‪Voltaire‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪4‬‬


‫ملف العدد‬

‫في الدوغما‬

‫‪Econometrician‬‬

‫الدوغام كتعريف مبديئ هي االعتقاد أو املجموعة املركبة‬ ‫من املعتقدات ‪ doctrine‬السلطوية التي تعطي نفسها‬ ‫حق اإلثبات‪ ،‬ال تحتاج لدليل وال تقبل التشكيك يف صحتها‬ ‫و من املستحيل تصور احتاملية خطئها والتي يأخذ بها‬ ‫من قبل الدين‪ ،‬األيديولوجيا أو أي «تنظيم»‪ .‬يف التعريف‬ ‫أعاله أهم ما مييز الدوغام هي خاصية استحالة الالإمكانية‬ ‫‪ Indefeasibility‬يف خطأ املعتقد الدوغاميئ‪ .‬و التعريف‬ ‫املبديئ أعاله ‪ -‬و إن كان واثقا‪ -‬خاضع للنقاش و التعديل و‬ ‫هو ليس تعريفا دوغامئيا للدوغام‪.‬‬

‫الفرق بني الدوغام و املُسلّمة‪:‬‬

‫هنالك فهم خاطئ للدوغام حيث يلصق أي معتقد بالغ‬ ‫اليقني أو « مؤكد « بالدوغامئية ‪ ،‬املسلامت هي أفكار ال تقبل‬ ‫اإلثبات من عدمه أو هي مفاهيم تقبل لذاتها‪ ،‬يف املسلامت‬ ‫الرياضية مثال هنالك مسلامت ‪ Axioms‬يصعب تخيل انعدام‬ ‫الإمكانيتها‪ ،‬تعريف و قياس النقطة مثال و اعتبارها جزء من‬ ‫القطعة املستقيمة (أو قطعة مستقيمة متناهية الصغر) مثال‬ ‫أخر يف حقيقة وجود الدائرة هي افرتاض يسلم به ( فليس‬ ‫هنالك دائرة مثالية إال نظريا) بعض العبارات أيضا من الصعب‬ ‫تخيل الإمكانيتها مثل « األعزب هو الشخص غري املتز ّوج» هذه‬ ‫عبارة ال تحتاج اإلثبات و من الصعب تخيل خطئها فكيف‬ ‫من املمكن وجود أعزب متزوج ؟! كذلك هنالك ما يعرف بــ»‬ ‫الحقائق التحليلية « مثل ‪ 2=1+1‬و مجوع زوايا املثلث تساوي‬ ‫‪ 180º‬و هي أيضا أمور يصعب تخيل خطئها‪.‬‬ ‫كل ما ذكر هي أم��ور محددة جدا و بسيطة و أساسية‬ ‫كمعتقدات و هي نقاط البدء يف التحليل املنطقي و ليست‬ ‫نتائج مركبة عىل درج��ة من التفصيل كام يف االعتقادات‬ ‫الدوغامئية التي تحوي جملة نتائج يؤخذ بها بطوباوية‪.‬‬ ‫الدوغام الدينية تكون بسيطة أساسية كام يف « اإلله موجود»‬ ‫لكنها نادرا ما تنتهي عند ذلك الحد و عادة ما تأخذ شكل‬ ‫« اإلله موجود خلق الكون مبا فيه و يتحكم به» يف هذه‬ ‫الحالة هنالك مجموعة من النتائج يؤخذ بها عىل أنها صحيحة‬ ‫كمعتقد مركب غري قابل للدحض و تستحيل الإمكانيتها‪.‬‬ ‫و كل ذلك اإلطالق هو إطالق غري مربر إذ من الصعب جدا‬ ‫تخيل أن ‪ 1+1‬ال تساوي ‪ 2‬كفكرة عىل هذه الدرجة من‬ ‫األساسية و البساطة أما الدوغام فتحمل تفصيالت من املمكن‬ ‫عىل األقل تخيل عدم صحتها لكن ذلك يرفض بشكل أعمى‬ ‫أحيانا بوجود تربيرات دائرية املنطق أو دون أي تربير بحجة‬ ‫‪5‬‬

‫ملف العدد‬

‫أن ذلك أمر يعترب من الالمقبول منطقيا أو رشعيا أو غري ذلك‬ ‫من إلصاقات‪.‬‬ ‫بالنسبة للقناعات العلمية التي تم التوصل إليها باالستدالل و‬ ‫التجربة فهي و إن كانت حقائق تم التوصل إليها بجهد و تعب‬ ‫إن كانت عىل درجة عالية من اليقني (تسارع الجاذبية مثال)‬ ‫إال أنها ليست من الدوغام يف يشء ألنها مدعومة باألدلة أوال‬ ‫و ال تنأى بنفسها عن رشط وجود الدليل و فوق كل ذلك فهي‬ ‫تبقى نظريات تقبل الدحض و لذلك تتطور و تظهر نظريات‬ ‫علمية جديدة فاملعرفة العلمية « مؤقتة « و يتسع صدرها‬ ‫للنقد و قابلة ملحاولة الدحض إذا ما ظهر بديل مثبت و قابل‬ ‫للقياس أي أن الإمكانيتها ليست مستحيلة و ذلك يعارض أبرز‬ ‫رشوط الدوغام‪.‬‬ ‫عملية التفريق بني االعتقادات الدوغامئية و غري الدوغامئية‬ ‫فيها مشكلة معيار وليست دامئا بهذه السهولة خصوصا‬ ‫عند الحديث يف اعتقادات ليست عىل درجة من األساسية و‬ ‫البساطة‪ ،‬فمسألة انعدام الالإمكانية قضية فلسفية حيث يعترب‬ ‫الفيلسوف ‪ Quine‬أن كل يش يقبل الالإمكانية و أي حقيقة‬ ‫قابلة للدحض‪ ،‬حتى أبسط الحقائق و املسلامت ميكن تخيل‬ ‫الإمكانيتها أي قد نجد مربرات لرفض حقيقة أن ‪! 2=1+1‬‬

‫الدوغام يف األديان‪:‬‬

‫معظم املعتقدات الدوغامئية هي دينية ميتافيزيقية و تعريف‬ ‫الدوغام مرتبط بالدين حيث تكون أبرز أمثلة الدوغام يف‬ ‫األديان‪ ،‬حيث املفاهيم التي من غري املسموح التعرض لها و‬ ‫التي ال تعتمد عىل أدلة سوى عنرص اإلميان لدى الفرد‪ ،‬الدوغام‬ ‫يف األديان شكل من األسسية الفلسفية ‪Foundationalism‬‬ ‫الدوغام الدينية تشمل املبادئ األساسية يف صلب االعتقاد و‬ ‫التي يجب عىل كل من يؤمن بالدين األخذ بها والتي تنطبق‬ ‫عىل مجمل املنظومة الثيمولوجية التي يعتربها الدين أساسية‬ ‫لدرجة أن من يشكك يف صحتها أو إمكانية الخطأ فيها هو‬ ‫شخص خارج هذا الدين ال يعتنقه أو شخص دخل يف مرحلة‬ ‫شك أو ما يسمى أحيانا «الشبهة» ‪ ،‬رفض الدوغام انحراف عن‬ ‫الدين و مثال ذلك يف األديان اإلبراهيمية كام يف الوصايا العرش‬ ‫لدى اليهودية و دوغام حقيقة الروح القدس يف املسيحية مثال‬ ‫(رفض الروح القدس كخطيئة دامئة ال تغتفر) كام اعتربت‬ ‫الكاثوليكية الرومانية أراء بابوية غري قابلة للدحض مطلقا‬ ‫(رغم عدم إلوهيتها) ذلك يٌعرف بانعدام النقص البابوي ‪Papal‬‬ ‫‪ Infallibility‬و يف الربوتستانتية يعتمد عىل «عبارات اإلميان»‬ ‫التي تلخص الدوغام األساسية وفقا لتلك الكنيسة‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫في الدوغما‬

‫إسالمياً ‪ ،‬بالرغم من اختالف الطوائف و الفرق اإلسالمية يف‬ ‫عدد من املسائل الثيولوجية إال أن الدوغام اإلسالمية تنحرص‬ ‫أساسا يف أركان اإلسالم التي من ال يؤمن بها ال يعترب مسلامً‬ ‫و هي جملة معتقدات اإلميان بالله‪ ،‬كتبه‪ ،‬رسله‪ ،‬اليوم اآلخر‬ ‫و القضاء و القدر‪ ،‬و ذلك مثال كالسييك عىل املعتقدات‬ ‫التفصيلية كجملة من النتائج التي ال تقبل احتاملية الخطأ ‪.‬‬ ‫الدوغام يف الدين اإلسالمي ميكن حرصها نظريا يف منظومة‬ ‫الثيولوجيا التي ال تقبل التشكيك و هي جانب « العقيدة‬ ‫« يف الدين عىل اختالف تفسرياتها حسب الفرق و الطوائف‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫يف املسيحية و اإلس�لام للدوغام بعض األمثلة الغريبة بني‬ ‫معتنقيها‪ ،‬فمن املسيحيني من يؤمن بدوغامئية أن النبيذ الذي‬ ‫يرشبه يف الكنيسة سيتحول إىل دم املسيح يف أجسادهم بشكل‬ ‫فعيل! و ذلك كتفسري حريف لنص ديني مقدس رغم أن ذلك‬ ‫أمر ميكن طبعا اختباره علميا لكن مع الدوغام ال يحق لنا‬ ‫التشكيك يف ذلك األمر‪ ،‬و من املسلمني هنالك أفراد عىل قناعة‬ ‫تامة أن الشهب هي فعلياً مرسلة نـحو جن و شياطني تسعى‬ ‫السرتاق السمع!‪ ،‬مع أننا نعلم اآلن أن ذلك ال يتعدى سوى‬ ‫أجسام صخرية تدخل الغالف الجوي و تحرتق بسبب تفاعل‬ ‫كيميايئ و تسقط بتسارع بسبب جاذبية األرض‪ ،‬التشكيك يف‬ ‫الرواية الدينية طبعا مرفوض بسبب الدوغام‪ ،‬حتى لو علم‬ ‫هؤالء األفراد كل الحقائق العلمية املرتبطة مبثل هذه املواضيع‬ ‫أثر الدوغام قد يعطي الرتجيح ملثل هذه االعتقادات الدينية‬ ‫التي ال يزال يؤمن بها بعض الناس حولنا اآلن يف القرن الواحد‬ ‫و العرشين‪ .‬مثل هذه املشاهدات مثال عىل اآلثار الخطرية‬ ‫للدوغام خصوصا يف منطقة مل متر بأي عملية إصالح ديني‪.‬‬

‫الدوغام خارج الدين‪:‬‬

‫خطأ شائع أخر هو ربط الدوغام فقط بالدين رغم أن خواص‬ ‫الدوغام يف تعريفها ممكن أن تنطبق عىل أي اعتقاد يوايف‬ ‫الرشوط اآلنف ذكرها ‪ ،‬صحيح أن وجود سلطة ما هو جزء يف‬ ‫التعريف لكن ليس بالرضورة أن يكون مصدر هذه السلطة‬ ‫مصدرا دينياً‪.‬‬ ‫توصف عدد من املعتقدات الفلسفية و األيديولوجيات‬ ‫السياسية بأنها دوغامئية‪ ،‬ذلك واضح و معلن يف األسسية‬ ‫‪ Foundationalism‬التي تعتمد عىل علة أوىل ال تقبل‬ ‫التشكيك و البحث عن اإلثبات‪ ،‬عدد من اإليديولوجيات‬ ‫السياسية (مختلفة املضمون) حملت يف طياتها دوغام قوية‬

‫يف استحالة خطأ أفكارها األساسية مثل النازية و الفاشية يف‬ ‫أطروحاتها العنرصية و كذلك الحال بالنسبة للدوغام السياسية‬ ‫التي حملها عدد ال بأس به من السوفييت حيث تم رفع‬ ‫أفكار معينة إىل درجة عالية من اليقني لدرجة رفض التشكيك‬ ‫فيها (دوغام املصري الثوري املحتوم) ‪ ،‬أيضا الدوغام السياسية‬ ‫شوهدت بأشكال مختلفة يف العامل العريب أما الدوغام السياسية‬ ‫األكرث حداث ًة هي االعتقاد الراسخ غري القابل للمناقشة بأن‬ ‫الليربالية كنسق سيايس هي النظام السيايس األمثل للشعوب‪،‬‬ ‫وغالبا هذه الليربالية تكون مصحوبة بــ « وصفة « من الحلول‬ ‫الجاهزة و املعدة سلفاً‪.‬‬ ‫كذلك الدوغام نشاهدها يف ميادين أقل جدية يف مختلف‬ ‫جوانب الحياة‪ ،‬يف الرياضة مثال حيث التشجيع العاطفي يصل‬ ‫إىل درجة اإلرصار عىل أفضلية فريق معني بشكل دائم خالفا‬ ‫للنتائج الواقعية (مثال حالة الدفاع األعمى عن حالة «يد‬ ‫اإلله» ملارادونا يف عام ‪ )1986‬و يقود ذلك إىل العنف أحيانا و‬ ‫غري ذلك من مظاهر دوغامئية يف عبادة البرش‪.‬‬ ‫االستخدام العرصي لكلمة دوغام يعرب عن سلبية كبرية واضحة‬ ‫و هو مصطلح كريه يستخدم يف النقد الالذع لألفكار للتقليل‬ ‫من شأنها و يستخدم يف وصف تعنت و «غباء « فكرة ما‬ ‫بالقول أن صاحبها يحمل اعتقادا دوغامئياً رغم معارضة األدلة‬ ‫لذلك االعتقاد (خصوصا يف األوساط األكادميية)‪ ،‬الدوغام و‬ ‫اإلطالق يف عامل اليوم أصبحت أمور مرفوضة متاما و يربط‬ ‫بينها و بني العنف و التطرف و ذلك أمر واضح يف إعالن األمم‬ ‫املتحدة ملبادئ التسامح‪ .‬املادة ‪ 3‬من الفقرة ‪ 1‬يف إعالن األمم‬ ‫املتحدة العاملي ملبادئ التسامح‬ ‫«‪United Nations Declaration on the principles of‬‬ ‫‪»Tolerance‬‬ ‫‪Tolerance is the responsibility that upholds human‬‬ ‫‪rights, pluralism (including cultural pluralism),‬‬ ‫‪democracy and the rule of law. It involves the‬‬ ‫‪rejection of dogmatism and absolutism and affirms‬‬ ‫‪the standards set out in international human rights‬‬ ‫‪.instruments‬‬ ‫«التسامح هو املسؤولية التي تدعم حقوق اإلنسان‪ ،‬التعددية‬ ‫(من ضمنها التعددية الثقافية)‪ ،‬الدميقراطية و سيادة القانون‪.‬‬ ‫و تتضمن أيضا رفض الدوغامئية و اإلطالق و تؤكد املعايري‬ ‫املستخدمة يف آليات حقوق اإلنسان العاملية»‪.‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪6‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫في الدوغما‬

‫حتى األدي��ان أصبحت تحاول جاهدة أن تنأى بنفسها عن‬ ‫الدوغام و مؤخرا املراوغة أن اآلخر» الكافر» املتعنت الذي‬ ‫ال يتفق مع أطروحات الدين هو «دوغ�مايئ» يف رفضه «‬ ‫للحقائق» الدينية التي «ال جدل فيها»‪ ،‬طريف حقا استخدام‬ ‫الدوغام يف نقد و إلباس الدوغام لآلراء املخالفة! لكنه أمر‬ ‫نفرسه بسبب الخلفية الدينية و التدين الشمويل الذي يفرض‬ ‫اعتقادات مطلقة يف جميع نواح الحياة و ليس فقط دوغام‬ ‫«فرعية» كرأي شخيص ذايت‪.‬‬

‫الدوغام و اإللحاد‪:‬‬

‫أحيانا يٌتّهم اإللحاد بالدوغام و ذلك غالبا يبنى عىل فكرة أنه‬ ‫مبا أن امللحد ال يستطيع أن يحقق يقينا مطلقا حول وجود‬ ‫أو عدم وجود إله أو قوة ميتافيزيقية فيجب عليه أن يتخذ‬ ‫موقفا الأدرياً يف إعالن عدم املعرفة لكن مبا أنه يختار اإللحاد‬ ‫كموقف فهو يتخذ ذلك املوقف بدوغامئية مثل الدين متاما‬ ‫لكن باالتجاه املعاكس‪ ،‬هذه الحجة تخلط متاما بني مفهوم‬ ‫الدوغام و بني «املعتقد بالغ اليقني» أو االقتناع الراسخ ‪ ،‬هنا‬ ‫يجب العودة إىل التعريف و أهم خاصية لالعتقاد الدوغاميئ‬ ‫و هي استحالة الالإمكانية و طاملا الفرد يقر باحتامل الخطأ‬ ‫و قبول إمكانية دحض اإللحاد و أحقية نقده فذلك ليس من‬ ‫الدوغام يف يشء بغض النظر عن مستوى اليقني أو الثقة يف‬ ‫ذلك األمر‪ ،‬طاملا الالإمكانية واردة عندها ذلك االعتقاد ليس‬ ‫دوغامئيا و ذلك هو األمر يف اإللحاد‪ ،‬فوجود ملحد دوغاميئ‬ ‫يعني أن ذلك الشخص يعتقد بعدم وجود إله أو أي قوة‬ ‫ميتافيزيقية دون أي اعتبار الحتامل الخطأ و أن خطأ الفكرة‬ ‫مستحيل اإلمكان و ذلك موقف مشابه للموقف املتدين حيث‬ ‫احتامل خطأ املعتقدات الدينية األساسية غري وارد إطالقا‪،‬‬ ‫املسألة بالنسبة لكل منهام هي املستحيل كام يف الحصول عىل‬ ‫رقم سبعة عند رمي حجر الرند!‬ ‫ازدياد قناعة شخص ما بفكرة معينة ال يعني االقرتاب من‬ ‫الدوغام طاملا الفكرة تضمن إمكان خطئها و احتامل الإمكانيتها‪،‬‬ ‫و بنفس الوقت مسألة القبول باحتامل الخطأ ال تعني أن ذلك‬ ‫املعتقد خاطئ بالرضورة (و هذا أمر يصعب تفهمه ملن يخالف‬ ‫يف الرأي من أصحاب الدوغام) القبول بالالإمكانية كاحتامل ال‬ ‫تعني أن يتم إيقاف الحكم أو التوجه إىل الالأدرية فقط لعدم‬ ‫إمكان الوصول إىل اليقني «املطلق» الطريف يف الدعوة إىل‬ ‫الالأدرية بسبب كون اإللحاد ال يدعي لنفسه باليقني املطلق‬ ‫(ولذلك يجب عدم املبالغة يف الثقة بصحة اإللحاد) أن مثل‬ ‫هذه الدعوات تأيت من جهة تدعي امتالك يقني مطلق يستحيل‬ ‫خطأه‪ ،‬املستغرب هنا هو منع فعل معني و اإلتيان مبثله‪ ،‬أليس‬ ‫‪7‬‬

‫في الدوغما‬

‫من األجدر أن تتخذ هذه الجهات موقفا الأدريا هي نفسها‬ ‫قبل أن تعظ غريها من املواقف الفكرية؟! اإللحاد ‪ -‬بالتعريف‪-‬‬ ‫ال ينبغي أن يحمل أي دوغام لكن ذلك ال ينفي وجود نوع‬ ‫من اإللحاد الدوغاميئ الساذج لدى بعض األفراد و مثل هذا‬ ‫اإلطالق يف إدعاء املعرفة مرفوض بغض النظر عن طبيعة‬ ‫املعتقد إن كان إميانيا أو إلحاديا أو غري ذلك‪.‬‬ ‫م��ن جهة أخ��رى اإلل��ح��اد ال يحتاج إىل ال��دوغ�ما بهدف‬ ‫«الرتسيخ» أو لتربير معتقدات محددة كام يف األديان و بعض‬ ‫اإليديولوجيات األخرى ‪ ،‬فليس يف اإللحاد تداعيات معينة و‬ ‫ال نتائج إضافية ليس هنالك دليل عليها ليك تحتاج إىل دوغام‬ ‫كحصانة تؤكدها و متنع نقدها‪ ،‬و اإللحاد ال يثبت نفسه بنفسه‬ ‫و ال يرغب يف إدعاء ذلك و ال ينأى بنفسه عن الالإمكانية و‬ ‫الخطأ و كل ذلك يعارض أهم رشوط الدوغام‪.‬‬ ‫الدوغام و الفلسفة العقالنية النقدية أهم مبادئ الفلسفة‬ ‫العقالنية أنه حتى يوصف أي طرح بأنه علمي عقالين و أن‬ ‫له معنى فال بد و أن يكون قابال للدحض ‪ falsifiable‬أو‬ ‫‪ Defeasible‬و سبب ذلك يعود إىل رفض االستقراء من الجملة‬ ‫اإلخبارية األحادية إىل جملة إخبارية عامة حيث سؤال هل من‬ ‫املمكن استنباط أن الظواهر املشاهدة سابقا ميكن تكرارها يف‬ ‫أحداث أخرى مل تشاهد بعد تم إجابته بالنفي (برتراند رسل‬ ‫و كارل بوبر) و لذلك فمن املمكن إجراء البديل وهو اختبار‬ ‫بطالن نظرية ما باالختبار اإلمربيقي ‪ Empirical Testing‬بدال‬ ‫من السعي نحو استنتاج صحة نظرية ما‪ ،‬معاملة النظريات‬ ‫العلمية األكرث تأكيدا عىل أنها قابلة للدحض و أن الإمكانيتها‬ ‫واردة أمر مهم يف استمرار تطور النظريات حيث شكل ذلك‬ ‫دافعا إىل إيجاد نظريات جديدة لتحل محلها‪.‬‬ ‫الفلسفة النقدية تبحث عن عيوب و انتقادات يف االعتقادات‬ ‫و النظريات املتوفرة باستخدام إما االستنباط املنطقي (كام يف‬ ‫صعوبة دحض فكرة أن األعزب هو الشخص غري املتز ّوج ) أو‬ ‫بالقياس (االختبار) اإلمربيقي حيث يعامل املعتقد كفرضية يتم‬ ‫اختبارها (محاولة دحضها) بعد جمع مشاهدات مثل االختبار‬ ‫اإلحصايئ أو التجربة املقننة ‪Controlled Experiment‬‬ ‫للوصول إىل قوانني علمية باالستقراء املبني عىل املالحظة‪.‬‬ ‫أين الدوغام من كل ذلك ؟ االعتقادات الدوغامئية التي تأخذ‬ ‫طابعا ميتافيزيقيا كامال تضع نفسها خارج قوانني الطبيعة ال‬ ‫تدرك حسيا و ال عقليا (بحجة قصور العقل كام هي العادة) و‬ ‫حينها هذه املعتقدات ال تقبل الدحض ال بالتحليل املنطقي و‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫ال بالقياس اإلمربيقي و عندها وفقا ملا ذكر أعاله وفقا للفلسفة‬ ‫العقالنية هذه املعتقدات العقالنية و فارغة املعنى‪.‬‬ ‫بالنسبة للصور غري امليتافيزيقية للدوغام فطاملا ال تسمح للنقد‬ ‫منطقيا أو إمربيقيا فحينها الفكرة العقالنية أيضا خصوصا و أنها‬ ‫ليست مبعزل عن هذا العامل و قوانينه‪.‬‬

‫ملاذا هنالك دوغام؟‬

‫قد يكون هذا السؤال موضوعا مستقال للبحث يتجاوز‬ ‫إطار هذا النص‪ ،‬يف سبب وجود الدوغام‪ ،‬لكن وفقا لطبيعة‬ ‫املعتقدات الدوغامئية ميكن تعليل وجود و استخدام الدوغام‬ ‫إىل العوامل التايل ذكرها أدناه‪ ،‬من الواضح أن هذه العوامل‬ ‫متداخلة يف بعضها البعض و من املمكن وجود عوامل أخرى‬ ‫لنظرة أكرث عمقا يف تفسري ملاذا توجد الدوغام (و ذلك بحث‬ ‫منفصل) أسباب الدوغام تعود إىل‪:‬‬ ‫‪ .1‬الاليقني املعريف‪ :‬بعض األسئلة صعبة اإلجابة أو عليها‬ ‫إجابات مختلفة منقوصة و مل يتمكن العلم أو الفلسفة من‬ ‫اإلجابة عليها‪ ،‬عندها قد تظهر إجابة ترفض البحث يف دليل‬ ‫عىل نفسها و متنح إجابة بسيطة سهلة النقل و التوارث‪ُ ،‬مرضية‬ ‫سيكولوجيا و ذلك إنهاء لحالة الاليقني املزعجة للبرش‪.‬‬ ‫‪ .2‬الســـلطة ‪ :‬سواء كانت سياسية‪ ،‬دينية أو اجتامعية أي من‬ ‫هذه األشكال قد يفرض رأيا معيّنا عىل أنه حق و ال يقبل الخطأ‬ ‫أبدا و يبقى لوقت طويل حتى يصبح مستحيل الالإمكانية و‬ ‫من « غري املقبول « نقده و بالتايل تنشأ دوغام جديدة و‬ ‫تستمر‪.‬‬ ‫‪ .3‬الرغبة النفسية الرباجامتية‪ :‬عىل املستوى الفردي‬ ‫بعض املعتقدات و القرارات يتم اتخاذها وفقا للحاجات‬ ‫السيكولوجية دون اعتبار لألدلة و اإلثباتات فالفكرة النافعة‬ ‫تكون صحيحة دون اكرتاث بالتفاصيل األخرى‪( ،‬نظريات وليم‬ ‫جيمس) الرغبة يف الحل البسيط و اإلجابة الحاسمة مثال عىل‬ ‫ذلك و غريها من مصالح نفسية ميكن أن تتدخل يف التحيز‬ ‫الفردي نـحو معتقدات ذات منافع براجامتية تتحول فيام بعد‬ ‫إىل اقتناعات مطلقة‪.‬‬ ‫‪ .4‬اإلحباط و التقادم‪ :‬الدوغام قد تنشأ أو تستخدم كرد‬ ‫معاكس لألدلة العلمية التي تعارض معتقد متقادم معني و‬ ‫من غري املمكن مقابلتها بحجج مقنعة‪ ،‬مثل هذا اإلحباط يف‬ ‫عدم إمكانية اإلثبات مبقارعة الحجج يؤدي إما إىل إرجاع ذلك‬

‫املعتقد املتقادم إىل دوغام موجودة أصال و ذلك بهدف اإلفحام‬ ‫و اإلسكات أو بدال من ذلك يتم جعل ذلك املعتقد املتقادم‬ ‫دوغام بشكل مبارش (خصوصا مع استخدام سلطة معينة)‬ ‫حيث غالباً هنالك عقوبة أو تكلفة للتشكيك يف ذلك املعتقد و‬ ‫لذلك يستمر لفرتات طويلة أحيانا‪.‬‬ ‫‪ .5‬عوامل اجتامعية (الربط بالهوية)‪ :‬هنالك معتقدات معينة‬ ‫توارثت و تم غرسها يف عملية الرتبية (مرة أخرى قد يكون‬ ‫للسلطة دور بذلك) و أضحى من الصعب تخيل عدم صحتها‬ ‫كونها مرتبطة بالقيم االجتامعية املحيطة و التشكيك فيها‬ ‫يؤدي إىل خطر االنسالخ من الهوية االجتامعية املحيطة و‬ ‫لذلك عندما يحرص الفرد عىل املحافظة عىل تلك الهوية فهو‬ ‫ليس فقط يقبل هذه الدوغام و ال يناقشها بل يحافظ عليها‬ ‫و يعززها‪ ،‬و هذا األمر مرتبط بحقيقة الوراثة يف املعتقدات‬ ‫و األيديولوجيا و مرتبط أيضا بقضية « تكلفة « التشكيك يف‬ ‫ذلك املعتقد‪.‬‬ ‫ككلمة أخرية‪ ،‬ينظر إىل الدوغام كنقيض للعقالنية و التفكري‬ ‫العلمي و مل يعد هنالك مجال لإلطالق يف املعرفة ضمن عامل‬ ‫ميلء بالنسبـية‪ ،‬االعتقادات الدوغامئية مرفوضة و خطرية‬ ‫تؤجج النزاعات و توقد التطرف و تنتهي بالعنف‪ ،‬خطر الدوغام‬ ‫منفصل عن محتويات االعتقادات الدوغامئية‪ ،‬الدوغام الدينية‬ ‫ظاهرة سلبية مثلها مثل وجود نوع من الدوغام اإللحادية أو‬ ‫دوغام سياسية سلطوية‪.‬‬ ‫الخطر يكمن يف الدوغام و اإلطالق و ليس يف مضمون األفكار‬ ‫نفسها ألن أسوأ ما يف الدوغام ليس نتائجها بل يف مسح‬ ‫الدوغام للمنهجية العقلية املنطقية التي من املفرتض إتباعها‬ ‫للوصول إىل املعرفة و السعي إىل تطويرها باستمرار‪ ،‬العديد‬ ‫من االعتقادات الدوغامئية اندثرت لعدم إمكانية ثباتها أمام‬ ‫الحقائق العلمية و اإلثباتات املادية بالرغم من شدتها و قوتها‬ ‫يف املايض و تعلمت البرشية من التجارب التاريخية مدى سلبية‬ ‫آثار الدوغام‪.‬‬

‫بقي أن نتذكر أن هنالك قاسم مشرتك كبري‬ ‫بني املختلفني الذين ال يحملون أي نوع من‬ ‫الدوغام‪ ،‬هذا القاسم الكبري هم ‪ -‬رمبا ‪ -‬أوائل‬ ‫من ال يدركوه‪.‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪8‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪9‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪10‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫ليس هناك إله (وأنت تعلم ذلك)‬

‫يف مكان ما من العامل أقدم رجل عىل اختطاف طفلة صغرية‪.‬‬ ‫ثم قتلها‪ .‬إذا‬ ‫الحقاً سوف يقوم باغتصاب الطفلة وتعذيبها ّ‬ ‫الوحيش ال يحدث يف هذه اللحظة بعينها‪،‬‬ ‫كان هذا العمل‬ ‫ّ‬ ‫فحتامً سوف يحدث خالل الساعات القليلة القادمة‪ ،‬أو خالل‬ ‫أيّام عىل أقىص تقدير‪.‬‬

‫الحظ كيف دم ّر إعصار كاترينا مؤخرا ً مدينة نيو أورلينز‬ ‫وتسبب يف وفاة ألف شخص عىل األقل وتكبد عرشات اآلالف‬ ‫رشدوا‪ .‬من الباعث‬ ‫خسائر ماديّة يف ممتلكاتهم وماليني البرش ّ‬ ‫عىل االطمئنان القول بأ ّن جميع من عاشوا يف هذه املدينة‬ ‫يف توقيت حدوث اإلعصار يؤمنون بالله املدبر الرحيم العليم‬ ‫ولكن ما الذي كان يفعله هذا الرب واإلعصار يجلب الدمار‬ ‫ملدينتهم؟ بالتأكيد سمع هذا اإلله صلوات املسنني والنساء‬ ‫واألطفال الذين فروا من ارتفاع منسوب املياه وغرقوا ليموتوا‬ ‫ببطء‪ .،‬هؤالء كانوا أناساً طيبني آمنوا بهذا اإلله طوال حياتهم‪.‬‬ ‫فقط امللحد قادر عىل مواجهة الحقيقة بأن هؤالء الضحايا‬ ‫املساكني كانوا عىل عالقة مع رشيك وهمي‪.‬‬

‫هل هم مصيبون فيام اعتقدوا ؟ وهل من الج ّيد أن يتحلوا‬ ‫بهذا اإلميان ؟ بالطبع ال‬ ‫ينطلق مجمل اإللحاد من هذا املنطلق‪ ،‬فهو ليس فلسفة‪ ،‬وال‬ ‫لكل ما ينكر الحقائق‬ ‫حتى رؤية للعامل‪ ،‬بل هو مجرد رفض ّ‬ ‫الواضحة‪ .‬لألسف نحن نعيش يف عامل يت ّم فيه التغايض عن‬ ‫الحقائق الجل ّية من أجل إعالء مبادئ االعتقاد‪ .‬فالحقيقة يجب‬ ‫مالحظتها والتأكيد عليها والدفاع عنها‪ .‬أل ّن وظيفة ناكر الجميل‬ ‫إحاطة نفسه بهالة من نكران الجميل والالمباالة وهذه وظيفة‬ ‫ال يرغب امللحد بامتهانها‪.‬‬

‫مل يحذر الرب يف كتبه املقدّسة بأ ّن إعصارا ً سيرضب نيو أورلينز‬ ‫واستجابة البرش لهذه الكارثة كانت مأساويّة بشكل خطري‪.‬‬ ‫بالرغم من أن قناديل العلم حاولت إنارة عقولنا إىل تحذير‬ ‫استباقي قام بانتزاعه رغامً عن أنف الطبيعة من خالل األقامر‬ ‫الصناع ّية وعلم األرصاد الجويّة ولكن لألسف آثر سكان تلك‬ ‫املدينة البائسة االعتامد عىل إحسان الرب ومل يكونوا عىل علم‬ ‫بأ ّن ذلك اإلعصار هو قاتلهم املت ّوحش حتى شعروا بهبوب أول‬ ‫زغابيبه عىل وجوههم‪ .‬وحتى اآلن أظهر استطالع للرأي أجرته‬ ‫صحيفة الواشنطن بوست بأ ّن ‪ % 80‬من الناجني يدعون بأ ّن‬ ‫اإلعصار عزز إميانهم بالله‪.‬‬

‫وه��ذه هي الثقة التي ميكن أن نستخلصها من القوانني‬ ‫اإلحصائ ّية التي تحكم حياة ست مليارات نسمة من البرش‪.‬‬ ‫هذه اإلحصاءات نفسها التي تشري أ ّن ذوي الطفلة – ويف هذه‬ ‫اللحظات بالذات – يعتقدون بأن الله كليّ القدرة املحب‬ ‫للجميع يعمل عىل مراقبتهم ومراقبة أفراد األرسة‪.‬‬

‫ال قيمة تذكر عندما تحدد هويّة أحدهم بأنّه ليس من ّجامً !!‬ ‫تصف من‬ ‫أو ليس كيميائيّاً‪ .‬وبالتايل ال توجد كلامت ميكنها أن َّ‬ ‫يرفض صالحية االعتقادات الزائفة‪ ،‬وباملثل فاإللحاد مصطلح‬ ‫كان عليه أن ال يوجد أصالً‪ .‬فاإللحاد ليس إالّ مج ّرد ضجيج‬ ‫ظل وجود عقائد دين ّية‪ .‬وامللحد هو‬ ‫يقوم به أناس عقالء يف ّ‬ ‫مج ّرد شخص يعتقد بأ ّن الـ‪ 260‬مليون أمرييك (والذين ميثلون‬ ‫‪ % 87‬من تعداد سكان الواليات املتحدة األمريكيّة) املتأكدين‬ ‫من وجود الله مطالبني بتقديم دليلهم عىل ذلك‪ ،‬وبالطبع‬ ‫ظل الدمار السائد الذي يشهده العامل‬ ‫الحكمة من وجوده يف ّ‬ ‫بال هوادة يوم ّياً‪ .‬فقط امللحد هو القادر عىل تقدير مدى‬ ‫غرابة وفداحة األمر‪ .‬معظمنا يؤمن بالله بنفس الطريقة التي‬ ‫يؤمن بها بوجود آلهة جبل األوملب خداعاً وتضليالً‪ ،‬فال ميكن‬ ‫ألي شخص مهام كانت مؤهالته التامس املناصب العا ّمة يف‬ ‫ّ‬ ‫الواليات املتحدة األمريكيّة دون اإلدعاء بأ ّن الله موجود‪ ،‬كام‬ ‫أ ّن السياسة العا ّمة الب ّد أن تكون متوافقة مع املح ّرمات الدين ّية‬ ‫وتعاليم القرون الوسطى‪.‬‬ ‫فعالً ظروف امللحد صعبة غري قابلة للدفاع ومرعبة‪ .‬ومن‬ ‫املضحك جدا ً اإلدعاء بأ ّن املخاطرة التي يتكبدها ليست عالية‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫ليس هناك إله (وأنت تعلم ذلك)‬

‫بطبيعة الحال سيأيت املؤمنون ليؤكدوا واحدا ً تلو اآلخر بأ ّن‬ ‫الله ليس املتسبب باملآيس اإلنسان ّية‪ .‬كيف ميكن أن يكون‬ ‫ذلك مقبوالً وأنتم تدعون أنّه كليّ العلم والقدرة؟ أما آن األوان‬ ‫بأن تتفكروا مبا تقولون؟ إ ّما أن يقوم الله بعمل يشء لهذه‬ ‫الكوارث التي ال تفرق بني مؤمن أو غري مؤمن‪ ،‬أو أنّه ال يهتم‬ ‫ألمركم‪ ،‬وبذلك‪ ،‬يف حال وجود إلهكم‪ ،‬إ ّما أن يكون عاجزا ً أو‬ ‫أن يكون رشيرا ً‪.‬‬ ‫سيأيت بعضكم ليدعي بأنّه ال ميكن الحكم عىل اإلله من خالل‬ ‫معايري األخالق اإلنسانيّة ولكن أال تعلمون بأ ّن تلك املعايري‬ ‫هي التي استخدمها املؤمنني إلقامة تعاليم الله يف املقام األول‪.‬‬ ‫فأي إله هذا الذي يشغل نفسه بأمور ليست ذات قيمة مثل‬ ‫ّ‬ ‫زواج مثليي الجنس أو مكان وزمان التوجه يف الصالة‪ .‬حان‬ ‫األوان ليك ال نعطي لإلله اإلبراهيمي أكرث من حجمه فهو ليس‬ ‫فقط ال يستحق أن يكون خالقاً للكون بل ال يستحق حتى أن‬ ‫يكون رجالً‪.‬‬

‫وأقل‬ ‫بالطبع يف الحياة يوجد سيناريو آخر يعترب أكرث عقالنيّة ّ‬ ‫بغضاً‪ :‬اإلله اإلبراهيمي ال وجود له‪ .‬وكام يقول ريتشارد دوكنز‬ ‫نحن امللحدين أدركنا بأن اإلله اإلبراهيمي ال يختلف عن‬ ‫زيوس وثور مع احرتامي لهام‪ .‬وبالتايل فامللحد هو الرحيم‬ ‫كفاية لإلحساس بعمق املعاناة‪ .‬إنّه ألمر فظيع أن منوت جميعاً‬ ‫كل يشء نحبه‪ ،‬ولكن األفظع أن نعاين دون داع ونحن‬ ‫ونفقد ّ‬ ‫عىل قيد الحياة‪ .‬فأكرث معاناتكم تعزى إىل التبع ّية الدين ّية‪،‬‬ ‫الكراه ّية الدين ّية‪ ،‬الحروب الدين ّية‪ ،‬األوهام الدين ّية‪ ،‬و التعاليم‬ ‫كل‬ ‫الدينيّة؛ مام يجعل اإللحاد رضورة معنويّة وفكريّة‪ .‬ومع ّ‬ ‫ذلك يت ّم وضع امللحد عىل هامش املجتمع مع أنّه يحاول‬ ‫التواصل مع الواقع مقارنة مع جريانه الذين يقومون باالتصال‬ ‫بالوهم‪.‬‬

‫أهم شيء أن ال تتوقف عن‬ ‫التساؤل‪.‬‬ ‫‪Albert Einstein‬‬

‫وبنفس القسوة التي افرتس فيها إعصار كاترينا ضحاياه ديس‬ ‫ما يقرب األلف حاج شيعي حتى املوت عىل جرس يف العراق‬ ‫أي ذرة شك بالله القرآين‪ .‬يف‬ ‫ومل يكن لدى هؤالء الحجيج ّ‬ ‫الواقع‪ ،‬حياتهم ن ُِظمت حول وجود الله كحقيقة ال جدال‬ ‫عليها‪ :‬جعلت نسائهم يقبلون الحجاب دون تفكري‪ ،‬وجعلت‬ ‫رجالهم يقتلون بعضهم بعضاً الختالفهم‪ .‬سيكون من املفرح‬ ‫لو أ ّن أحدهم فقد إميانه بعد تلك الحادثة املأساويّة ولكن‬ ‫كالعادة يعتقد الناجون أنهم نجوا مبعجزة إلهيّة‪.‬‬ ‫فقط امللحد قادر عىل إدراك أنّه ال ميكن للرنجس ّية والخداع‬ ‫الذايت املتبع مسبقاً أن يقنعنا بأ ّن الناجني من تلك الكوارث‬ ‫نجوا مبحبة الله‪ ،‬فذلك غري مقبول عقليّاً‪ ،‬وال حتى أخالقيّاً‬ ‫عندما يكون نفس اإلله قد قام بإغراق طفل رضيع‪ .‬فامللحد‬ ‫يرفض إقحام هذه املعادلة تحت مسمى من الفانتازيا والحياة‬ ‫بكل جوارحه معنى الحياة الكرمية ويشعر‬ ‫األبديّة‪ ،‬امللحد يقدر ّ‬ ‫باألىس عىل ماليني البرش الذين يختزلون سعادتهم ألسباب غري‬ ‫مقبولة وال ميكن إثباتها‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪12‬‬


‫ملف العدد‬

‫محمد جعل من اهلل اضحوكه ‪ ...‬و وضعه في موضع ال يحسد عليه‬

‫العقل نور‬

‫ساقص عليكم بعضا من سورة القصص ‪ ...‬فرعون و قارون !!‬

‫اليوم و انا اضع ردا بالفيس بوك ‪ ...‬و كالعاده الهمني ردي لكتابة موضوع ما ‪ ...‬قصة فرعون و قارون ‪ ...‬و كيف ان الله خسف‬ ‫بهام ‪ ...‬كام اخربنا محمد يف سورة القصص دعوين اوال اتكلم عن فرعون الن قصته يف اول سورة القصص‬ ‫الضع بعضا من االيات اوال ثم اتكلم عنام اريد التحدث عنه‬ ‫سورة القصص من املنقب القراين‬ ‫‪.1‬‬ ‫طسم‬ ‫‪.2‬‬ ‫اب الْ ُم ِب ِني‬ ‫تِل َْك آيَاتُ الْ ِكتَ ِ‬ ‫‪.3‬‬ ‫نَتْلُوا َعلَ ْي َك ِمن نَّ َب ِإ ُموسىَ َو ِف ْر َع ْو َن بِالْ َح ِّق لِ َق ْومٍ يُ ْؤ ِم ُنو َن‬ ‫‪.4‬‬ ‫إِ َّن ِف ْر َع ْو َن َعال فيِ األَ ْر ِض َو َج َع َل أَ ْهلَ َها ِشيَ ًعا يَ ْستَضْ ِع ُف طَائِ َف ًة ِّم ْن ُه ْم يُ َذبِّ ُح أَبْ َنا َء ُه ْم َويَ ْستَ ْحيِي نِ َساء ُه ْم إِنَّ ُه كَا َن ِم َن الْ ُمف ِْس ِدي َن‬ ‫طبعا أول آيه ال تهتموا بها فهي موجهه لقوم الجن ‪ ...‬النه هذا تفسريي لها الرصاحة ‪ ...‬مبا انهم يقرأون معنا القران و محمد ارسل‬ ‫لهم ‪ ..‬فتفضل عليهم الله ببعض االحرف‬ ‫و الحقيقه قد تكون مجرد احرف لنا و لكنها بالنسبه لهم متثل سورة قرانية كامله بعد فك شيفرة هذه االحرف الجنيه ( اكيد‬ ‫انا امزح )‬ ‫اآليه الثانيه ‪ :‬بالتأكيد هو كتاب مبني وواضح و يدلل عىل كاتبه‬ ‫اآليه الثالثه ‪ :‬اكرب دليل عىل حقد و غرية و حسد محمد من اعظم حضارة برشية هي الفرعونية ‪...‬‬ ‫موضوعي يتضمن حقد محمد او الله ( الن الله هو وجه محمد البرشي فال فصل بينهام ) عىل فرعون ( ال اعرف اي فرعون‬ ‫بالضبط ) فالله او محمد قام بالتعميم هنا ( كالعاده يعمم ) ‪ ...‬امل يكن يعلم باي اسم للفراعنه ليضعه لنا بالقران حتى يسهل عىل‬ ‫املسلمني فك شيفرة اللغة الهريوغوفيه عىل االقل ميد اليهم اليد ليدعوهم لطلب العلم ( ماعلينا ‪ ...‬كل ما نقرأ بالقران العجائب‬ ‫نزداد تفاجايء بكم السخريه الهائلة بالبرش و حضاراتهم و كل ما استطاعوا الوصول اليها )‬ ‫ف طَائِ َف ًة ِّم ْن ُه ْم يُ َذبِّ ُح أَبْ َنا َءه ُْم َويَ ْس َت ْحيِي نِ َساءه ُْم إِنَّهُ كَانَ ِم َن الْ ُمف ِْس ِدي َن‬ ‫إِنَّ ِف ْر َع ْونَ َعال فيِ األَ ْر ِض َو َج َع َل أَ ْهلَ َها ِش َي ًعا يَ ْس َتضْ ِع ُ‬ ‫سبحان الكون هل ميكن ان اكتب اآليه بشكل اكرث مصداقيه ‪:‬‬ ‫إِ َّن محمد َعال فيِ األَ ْر ِض َو َج َع َل أَ ْهلَ َها ِشيَ ًعا يَ ْستَضْ ِع ُف طَائِ َف ًة ِّم ْن ُه ْم يُ َذبِّ ُح أَبْ َنا َء ُه ْم َويَ ْستَ ْحيِي نِ َساء ُه ْم إِنَّ ُه كَا َن ِم َن الْ ُمف ِْس ِدي َن !!!!!!!!‬ ‫و ملا ال ‪ ...‬امل يقوم محمد مبا قام به الفرعون الذي افرتضه الله بالقران ؟‬ ‫اذا من يفرق بني الناس هو مفسد ( ‪ 70‬فرقه و هو قالها بام لسانه هذا املحمد و قال لن تنجوا من النار اال فرقه واحده )‬ ‫من يذبح ابناء االخرين هو مفسد‬ ‫من يستحي النساء هو مفسد ؟؟؟ ( سبي النساء بالغزوات )‬

‫‪13‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫محمد جعل من اهلل اضحوكه‬

‫اآليه ‪5‬‬ ‫َونُرِي ُد أَن نمَّ ُ َّن َعلىَ ال َِّذي َن ْاستُضْ ِعفُوا فيِ األَ ْر ِض َونَ ْج َعلَ ُه ْم أَئمَِّ ًة َونَ ْج َعلَ ُه ُم الْ َوا ِرثِنيَ‬

‫منذ متى مين الله عىل املستضعفني باالرض ؟‬

‫غريب فعال هذا املحمد كيف يقول ربه امورا عجيبه و متناقضة‪.‬‬ ‫ال افهم رب هذا الذي يف سورة القصص يتكلم بشكل بعيد كليا عن شخصية محمد او ما سيكونه املسلمني ‪ ...‬هل حدث اختالل‬ ‫لله مثال حتى انه ال ينتبه اىل انه يرضب شخصية محمد ذاته‪.‬‬ ‫ينتقد االفعال التي قام بها محمد ذاته و لكن ينتقدها عند حصولها يف اقوام اخرون ؟‪.‬‬ ‫يظهر لنا الله يف قصة فرعون انه ضد الفساد و القتل و السبي و ضد محاربة املستضعفني و طردهم من اراضيهم‬ ‫اكيد ففي حالة موىس كان هو و قومه مجرد مجموعة جرذان متطفلني عىل حضارة الحسب و النسب و املال و الرثوات ‪...‬و‬ ‫الفراعنه كانوا يف مصدر قوة غصبا عن عني موىس و ربه‬ ‫لذا رب موىس الضعيف مل يكن له اال نبذ مواضع الغنى و الجاه ( طبعا ارجوا ان ال تفصلوا بني الرب و موىس هم شخصا واحدا‬ ‫احاول ان اتكلم من باب القران من رب محمد و هناك الله بالفعل )‬ ‫ثم بعد ان وجد الله محمده يف موضع القوة و الجاه ‪ ...‬طلب منه ان يقوم مبا رفضه من فرعون‬ ‫ان يقاتل املستضعفني ان يسبي نسائهم ان يفتخر برسقة غنامئهم ان يذبح ابنائهم ‪ ...‬ان يفرض الجزية عىل من يستسلم بدون‬ ‫مقاومة بان يدفع املال صاغرا ( يعني بشكل ان يبدوا مذال لنفسه )‬ ‫عجيب رب محمد و موىس ‪ ...‬متناقض و متغري ‪...‬و قران محمد يفضحه و ال يجعل منه اال اضحوكه بل مسخره يف احيان كثرية‬ ‫ثم عن قارون ‪ ...‬اآليه ‪76‬‬ ‫إِ َّن قَا ُرو َن كَا َن ِمن قَ ْومِ ُموسىَ فَبَغَى َعلَيْ ِه ْم َوآتَيْ َنا ُه ِم َن الْ ُك ُنو ِز َما إِ َّن َمفَاتِ َح ُه لَتَ ُنوأُ بِالْ ُع ْصبَ ِة أُوليِ الْ ُق َّو ِة إِ ْذ ق َ​َال لَ ُه قَ ْو ُم ُه ال تَ ْف َر ْح ِإ َّن‬ ‫اللَّ َه ال يُ ِح ُّب الْ َفر ِ​ِحنيَ‬ ‫مل افهم ملاذا الله يحقد عىل انسان غني غنى فاحش ؟؟؟ من هنا نالحظ ان هذه الغرية ال تنجم اال من انسان مريض و عنده‬ ‫احساس بالنقص مثل موىس‬ ‫الذي اضاع فرصته ليكون ملكا عندما قتل فرعون الذي رباه و اعطاه كل يشء ؟‬ ‫و ايضا حقد محمد االسود عىل االغنياء النه عاش بصغره و شبابه مجرد راعي فقري لدرجة تزوج من امرأه تكربه حتى يذوق قليال‬ ‫من الحياة !‬ ‫و نالحظ باآليه انه مينع الفرح يف حالة العز و الغنى ؟؟؟ فاذا متى ميكننا ان نفرح ؟ عندما ميوت لنا احد النه سيكون بالجنه ‪..‬‬ ‫مثل الشهيد يتمرغ مع حور العني‪...‬‬ ‫يف االيات القادمه االعاقه بعينها يف كالم محمد الذي يكتبه بلسان الله ‪77،78،79 ...‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫َوابْتَغِ ِفيماَ آت َ​َاك اللَّ ُه الدَّا َر ِ‬ ‫َنس ن َِصي َب َك ِم َن ال ُّدنْ َيا َوأَ ْح ِسن كَماَ أَ ْح َس َن اللَّ ُه إِلَ ْي َك َوال تَ ْبغِ الْف َ​َسا َد فيِ األَ ْر ِض إِ َّن اللَّ َه ال‬ ‫اآلخ َر َة َوال ت َ‬ ‫يُ ِح ُّب الْ ُمف ِْس ِدي َن‬ ‫‪.2‬‬ ‫ق َ​َال إِنمَّ َا أُوتِيتُ ُه َعلىَ ِعلْمٍ ِع ِندي أَ َولَ ْم يَ ْعلَ ْم أَ َّن اللَّ َه قَ ْد أَ ْهل َ​َك ِمن قَبْلِ ِه ِم َن الْ ُق ُرونِ َم ْن ُه َو أَشَ ُّد ِم ْن ُه قُ َّو ًة َوأَكْثرَ ُ َج ْم ًعا َوال يُ ْسأَ ُل َعن‬ ‫ُذنُو ِب ِه ُم الْ ُم ْج ِر ُمو َن‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪14‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫محمد جعل من اهلل اضحوكه‬

‫اآليه االولة ‪ :‬ال اعرف كيف ميكن الجمع بني املال الكثري و الفساد ؟ هل الله يغار من االغنياء ؟ و لكن محمد هو الكاتب اذا هو‬ ‫الحاقد و الكاره لالغنياء حتى انه قتل اشهر اسياد و اغنياء قريش ليثأر لكراهيته لهم‬

‫محمد جعل من اهلل اضحوكه‬

‫بالنسبه لفرعون ‪ ...‬فمحمد الغبي مل ينتبه بانه برز لنا صفتان جميلتان له من خالل محاولته لجعل منه وحشا ؟‬ ‫انه يحب زوجته جدا لذا وافق عىل طلبها‬ ‫ان قلبه رقيقا جدا ليتبنى طفل ال يعرف له اصل او نسب ‪...‬و كاد ان يعطيه اسمه الفرعوين ؟ هذه ليست شخصية سيئة او رشيرة‬ ‫‪ ...‬هذا انسان يحمل بداخله قلبا ‪ ...‬بل قلبا جميال‬

‫اآليه الثانيه ‪ :‬و ايضا يتبجح محمد و يسند مال قارون لله ‪ ...‬بل ايضا يجعل من قارون مجرما و اذنب النه ميلك ماال كثريا ؟‬ ‫سبحان الكون ‪ ...‬محمد يقتل و يسبي و ال يلقب باملجرم ‪ ...‬و انسان غني جدا يلقب بالفساد و االجرام ؟؟؟ اوناسيس انسان غني‬ ‫جدا و لكنه انسان رائع‬ ‫ال اعرف ما عالقة املال بالفساد‬ ‫اوبرا من اغنياء العامل ‪ ...‬هي غري مفسده و ليست مجرمه‬

‫منذ سنوات عده عندما كنت طفله تابعت فيلام امريكيا عن موىس ‪ ...‬الحقيقه امتنى ان تعيد هوليود الفيلم و لكنه بقلب الحكايه‬ ‫لصالح فرعون هذه املره ‪ ...‬فقط لريى العامل ‪ ...‬كم هو اسود قلب موىس و كم ان قلب محمد اكرث سوادا‬ ‫و كم ان محمد اظهر ربه بصورة سيئة ‪ ....‬ال ميكن ان يقوم بها انسان يتبجح بانه يقول كالما من عند رب الكون‬

‫رمبا ان تكون غنيا و ذو سلطه ميكن ان تكون مجرما و مفسدا ‪ ...‬و لكن انسان عادي جمع بذكائه ثروة‬ ‫ال نتكلم عن انظمة مافيا او فتوات‬ ‫ال ننىس ان محمد فرض نظام مافيوزي و فتوايت ‪ ...‬عندما فرض الجزية عىل اهل الذمه ‪...‬‬

‫تحيايت‬ ‫العقل نور‬

‫تأملو اخر جمله باآليه ‪ ... 79‬لذو حظا عظيم الناس عادة ‪ ...‬عندما يتكلمون عن انسان غني ‪ ...‬خاصة لو كان يسء‪ ...‬لن يفرتضوا‬ ‫له الحظ ‪ ...‬بل غالبا سيصفونه بانه لص كبري ‪ ...‬مجرم ‪...‬الخ‬ ‫و لكن ذو حظ كبري ال نلقيها اال عىل من له بالفعل حظا كبريا يف الحصول عىل املال‬ ‫قصة السندباد ‪ ...‬رغم انها خيالية و لكنها بالفعل ترضب لنا مثال يف كون الجد و حب املغامرة تحول االنسان اىل اغنى االغنياء‬ ‫اوناسيس كان جد فقري ‪ ..‬و لكنه حبه للمغامره حولته لغني كبري ‪...‬و كثري من االمثله ‪ ...‬الحظ كثريا يلعب دورا يف تغري مجرى‬ ‫حياة البرش‬ ‫و عندما نقول ذو حظ ‪ ...‬نعم فالحظ ساعد هذا االنسان بشكل او اخر ‪.....‬‬ ‫ثم اآلياتان ‪82 ، 81‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫فَخ َ​َس ْف َنا ِب ِه َو ِبدَار ِ​ِه األَ ْر َض فَماَ كَا َن لَ ُه ِمن ِفئَ ٍة يَنصرُ ُ ونَ ُه ِمن ُدونِ اللَّ ِه َو َما كَا َن ِم َن امل ُنتَصرِ ِي َن‬ ‫‪.2‬‬ ‫َوأَ ْص َب َح ال َِّذي َن تمَ َ َّن ْوا َمكَانَ ُه بِاألَ ْم ِس يَقُولُو َن َويْ َكأَ َّن اللَّ َه يَ ْب ُس ُط ال ِّرز َْق لِ َمن يَشَ اء ِم ْن ِع َبا ِد ِه َويَق ِْد ُر لَ ْوال أَن َّم َّن اللَّ ُه َعلَ ْي َنا لَخ َ​َس َف ِب َنا‬ ‫َويْ َكأَنَّ ُه ال يُ ْفلِ ُح الْكَا ِف ُرو َن‬ ‫برصاحة ال اعرف ملاذا حقد رب محمد عىل قارون لدرجة اخسف به االرض هو و ملكه ؟‬ ‫ما الدرس الذي سيرضبه للناس عىل مشهد مرعب غبي كهذا ؟؟؟ هل الناس تتغري بسهوله النها رأت غنيا او مليارديرا ميوت بشكل‬ ‫فاجعه‬ ‫امل يكن االفضل لو فربك القصه مثل فيلم سيكروج الذي يعرض بالكريسامس‬ ‫ذاك الغني غنى فاحش و ال يريد ان يعطي شيئا من ماله للفقراء‬ ‫فيعاقبه الرب بثالثة اراح يف احالمه ‪ ...‬تجعل قلبه يرق من بعدها و يعطف عىل الفقراء ( هذا من ضمن القصص املسيحيه‬ ‫الحديثه او من كتاب دزين )‬ ‫االنسان اذىك من رب محمد و موىس ‪ ,,,‬النه يفهم ان مشاعر الحقد و الغرية و الحسد ال تولد اىل مشاعر مرادفه ‪ ...‬هذه ليست‬ ‫دروس ترضب للبرش و ال ميكن ان تتخذذ هذه القصص مواعظ‬ ‫هذا مجرد تسفيه لعقلية االنسان و حقد ظاهر عىل االغنياء ال غري‬ ‫‪15‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪Scrooge‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪16‬‬


‫ملف العدد‬

‫لماذا رفض محمد ان تجلد زوجته عائشه او ان يتم رجمها ؟؟‬

‫من اكرث االمور التي تثري فضويل اىل شخصية محمد هو هذا‬ ‫الحدث ‪ ...‬النه ميس امرأة ‪...‬‬ ‫و رغم اننا توصلنا اىل ان االسالم قيد املراة ووضعها تحت سلطة‬ ‫الرجل‬ ‫اال ان عالقة محمد بزوجاته يحري جدا و يثري الكثري من االسئلة‬ ‫؟؟‬ ‫يف حادثة االفك ‪ ...‬عندما سافرت عائشة لوحدها يف قافلة من‬ ‫الرجال‬ ‫و بعد عودتها تم اتهام عائشة بجرمية الزنا ‪ ...‬و باالدلة‬ ‫حتى ان عيل بن ايب طالب ارص ان تحصل عائئشة عىل جزائها‬ ‫و تنال عقوبة الزانية املتزوجه‬ ‫هنا وجد محمد نفسه يف موقف صعب ‪...‬‬ ‫عندما تكلم عن حد الرسقه جاء بابنته فاطمة مثال النه لن‬ ‫يتعاطف حتى مع ابنته يف حال اقدمت عىل الرسقه و سيقطع‬ ‫يدها‬ ‫و لكن يف هذا املوقف الغريب الذي وجد فيه احب زوجاته اىل‬ ‫قلبه متهمه بجرمية الزنا التي تؤدي اىل اهتزاز عرش الله ذاته‬ ‫هل يرتك حبيبته ترجم امام الجميع‬ ‫هل بالفعل كان سبب تعاطفه مع عائشة يعود لحبه لها ؟‬ ‫ام مل يشأ ان يتم شتم احد زوجاته لالبد بانها زانية كغريه من‬ ‫الرسل و االنبياء ‪ ...‬و قد نزلت ايه بالقران تسمي كل زوجاته‬ ‫بامهات املؤمنني‬ ‫كيف يكن امهات املؤمنني و يكن زانيات يفعلن ما يهز عرش‬ ‫الله غضبا ؟‬ ‫ام ان محمد كان يخىش عائشه و لسانها و ذكائها ‪ ...‬هل خاف‬ ‫مثال ان تقوم بفضحه النها اكرث واحده كانت تالزمه و تثبت‬ ‫باقوالها‬ ‫ما يحدث مع محمد من استقباله للوحي‬ ‫فعائشه تعترب برئ االرسار ملحمد ‪ ...‬كام انها كانت متلك ذكاء‬ ‫مييزها عن باقي زوجاته ؟‬ ‫انا محتاره بني الثالث تساؤالت السابقه‬ ‫التي جعلت محمد يفكر بامثل طريقة ميكن بها تربئة عائشه‬ ‫من تهمة الزنا‬ ‫فال يعقل مثال ان يرص عيل بن ايب طالب عىل عقاب عائشه‬ ‫و هو قريب محمد و املفروض ان يكون اكرث شخص يتعاطف‬ ‫مع محمد‬ ‫و لكن رمبا كان عيل شاهدا عىل الفعل ‪ ...‬فال ميكن ان يرص‬ ‫عىل انزال العقوبة بعائشة فقط النه يريد تنفيذ كالم الله ‪....‬‬ ‫و رمبا ايضا انه كان يؤكد عىل رؤيته ملا قامت به عائشه و ال‬ ‫ميكن ان يكذب عينيه ؟‬ ‫‪17‬‬

‫ملف العدد‬

‫العقل نور‬

‫و ما توصل اليه محمد ‪ ...‬من العبقرية و الدهاء‬ ‫انه توصل اىل ان تهمة الزنا ال ميكن تطبيق الحد عىل مرتكبها‬ ‫اىل بتوافر اربع شهود‬ ‫و خمس شهود يف حال كانت احد الشهود امرأة النه يؤخذ‬ ‫بشهادة امرأتني مقابل رجل واحد‬ ‫يف حالة كن اربع نساء يجب ان تؤخذ الشهادة من مثانية نساء‬ ‫فشخصان كانا شاهدان عىل فعلة الزنا لن تؤخذ بشهادتهام ‪...‬‬ ‫و يجب ان يكون معهام شخصان اخران‬ ‫ماهذا التالعب بالقانون ‪...‬‬ ‫هذه ثغرة لحامية املتهم ‪ ...‬ال يقننها اال من له ذكاء خارق و‬ ‫دهاء عايل املستوى‬ ‫استطاع محمد بسن هذا الترشيع الساموي من انقاذ زوجته‬ ‫التي ال نعرف السبب االصيل وراء انقاذها‬ ‫و ايا كان السبب اال انه استطاع ان يربيء ساحتها‬ ‫رمبا كرؤيا اخرية لجانب عائشه انها توسلت ملحمد ان يقوم‬ ‫بانقاذها و وعدته بان تعمل عىل االعالء من شأنه بعد موته ؟‬ ‫يجوز اليس كذلك !!!‬ ‫محمد ان مات يحتاج ملن يتمم ما يريد ان يكمله يف حالة‬ ‫حياته‬ ‫و ليس هناك افضل من عائشه لتقوم بذلك‬ ‫لذا وضع وصيته باخذ تعاليم االسالم من الحمرياء ؟‬ ‫لو امر مثال برجم عائشه و استطاعت ان تنفذ بجلدها ‪...‬‬ ‫ستكون عائشة اكرب عدو لالسالم‬ ‫و لكن محمد كان اذىك يف كل االحوال‬ ‫ثم انه يعلم متاما ان عرش الله ال يهتز الرتكاب الزنا‬ ‫بل يعلم انه ال وجود لله اال بقرانه الذي كان يكتبه بنفسه‬ ‫بالتعاون مع من يثق بهم‬ ‫و كانت عائشه من بينهم‬ ‫امللك الذيك ال ميكن ان يستغني عن احد رجاله املخلصني‬ ‫لحكمه‬ ‫اما ما يقوم به الجسد او القلب هي امور سطحية مقارنة‬ ‫بالسياسة و الحكم‬ ‫ثم ان محمد كان يتمرغ يف واحة من النساء‬ ‫فام الضري ان استمتعت احد نسائه بجسد رجل اخر‬ ‫مفهوم االستمتاع الجسدي عند محمد كان يختلف عن اتباعه‬ ‫و كل امته‬ ‫محمد قدم شيفرات كثرية الهمية الجنس و االستمتاع ؟‬ ‫امل يقل الحداهن التي ال تحب عريسها ان تذوقه اوال و ان مل‬ ‫يعجبها ميكنها تركه‬ ‫هذا دليل رصيح عىل اهمية الجنس و املتعه باالسالم‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫لماذا رفض محمد ان تجلد زوجته عائشه او ان يتم رجمها ؟؟‬

‫و لكن اتباع محمد و رجال دينه غريوا املفاهيم التي ارادها‬ ‫محمد‬ ‫و لهذا ضعف االسالم عن اسالم محمد‬ ‫محمد كان يحب قومه‬ ‫يحب ناسه‬ ‫يتعاطف مع املسلمني‬ ‫ال يحب ان ينزل اي عقوبة باي مسلم اال بعد توافر عدة رشوط‬ ‫و قد قام بتصعيب الرشوط يف بعض الجرائم‬ ‫اتباع محمد و امته مل يعو قيمة الرحمة التي قصدها محمد‬ ‫تجاه ناسه‬ ‫كان يرص دامئا ان الله رحيم غفور ؟‬ ‫و لكن املسلمني مل يفهموا هذا املعنى و مل يقدروه‬ ‫بل استمروا يف قوانني الحدود ‪ ...‬و الرجم و الجلد‬ ‫محمد مل يشأ ان يتم عقوبة عائشه زوجته و حبيبته‬ ‫و لكن غريه من املسلمني استمتعوا بعقاب زوجاتهم بالرجم‬ ‫و جلد نسائهم عند ارتاكبهم اي فعل خارج التقاليد‬ ‫قام املسلمني بالربط بني عوايدهم و تقاليدهم و الرشع‬

‫االسالمي‬ ‫الفرق شاسع بني ما قدمه محمد و بني ما يقوم به رجال االسالم‬ ‫محمد كان رجال ذكيا عبقري و كان ميلك قلبا و لكنه كان‬ ‫زعيام ايضا لذا الزعامه فرضت عليه ان يدير الدولة مبساعدة‬ ‫من حوله‬ ‫و هم من كانوا يشريون عليه امورا سياسية كثريه‬ ‫اما اتباعه و من جاءوا من بعده‬ ‫كانوا انصاف رجال ‪ ...‬يف قمة الجهل و الغباء و كانوا اقرب‬ ‫للمسوخ منهم للبرش‬ ‫ارجو ان يكونوا تحلييل نال اعجابكم‬ ‫انه نوع من تحليل االسالم بهدوء‬

‫تحيايت‬ ‫العقل نور‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪18‬‬


‫ملف العدد‬

‫مقدمة في االعجاز العلمي في النصوص المقدسة‬

‫قضية االعجاز العلمي يف الكتب املقدسة قضية قدمية ‪ ،‬فكل‬ ‫ديانة تحاول ان تثبت ان كتابها الديني قد تحدث عن‬ ‫« حقائق علمية» ‪.‬‬ ‫سمعنا مثل هذا الكالم من القساوسة عن االنجيل ‪ ،‬وسمعناه‬ ‫من الحاخامات عن التوراة ‪....‬‬ ‫يف رأيي ان قضية االعجاز العلمي للكتب املقدسة هي محاولة‬ ‫فاشلة للتضخيم من شأن الكتاب املقدس ‪،‬اذ من الواضح ان‬ ‫هذا املسلك يحمل النص اكرث مام يتحمل ‪ ،‬فأنت ببساطة تأخذ‬ ‫نصا ادبيا بالغيا من القرآن ‪ ،‬ثم تقوم بيل عنقه ‪،‬‬ ‫وتسقط عليه تفسريا معارصا ال يناسبه البتة !!! اعطني أي نص‬ ‫أديب ( شعر أو نرث ال فرق ) يك اجعل له عرشات االبعاد العلمية‬ ‫والنفسية والتاريخية والفلسفية واالجتامعية واالقتصادية ‪....‬‬ ‫الخ ‪.‬‬ ‫وتحرضين هنا حادثة طريفة حقا ‪ ،‬اذ يُروى ان احد االشحاص‬ ‫اراد ان يسخر من جامعة الشعر الحديث ‪ ،‬فكتب هلوسات‬ ‫كالمية ال معنى لها ( مثل ‪ :‬الزمان يتمطى مبلل فوق صخرة‬ ‫لينة ‪ ...‬لقد قرر ان يضاجع الريح فوق جبال امللح ‪ ....‬الخ ) ثم‬ ‫ارسل هذا الغثاء اىل أحدى املجالت املتخصصة يف شؤون الشعر‬ ‫الحديث وكل ظنه أنهم سيوسعونه شتام وتسفيها ‪ ،‬ولكنه‬ ‫فوجئ بالقوم هناك يشهقون اعجابا بهذه القصيدة العصامء‬ ‫ويتسابقون باكتشاف معانيها الفلسفية والفكرية العميقة‬ ‫وسط حرية وذهول صاحبنا !!!!‬ ‫ال ادري ملاذا اتذكر هذه الحادثة كلام قرأت كالما عن اعجاز‬ ‫علمي يف كتاب مقدس ‪.‬‬ ‫ان أول من انتقد هذا االسلوب علامء الدين االسالمي انفسهم‬ ‫ألنهم رؤوا أن هذا التفسري يسئ اىل القرآن بدال من ان ينترص‬ ‫له ‪ ،‬وال تنس ان القرآن ‪ -‬كام قال عيل بن ايب طالب ‪ -‬حامل‬ ‫اوجه ‪ ،‬اي ميكن لكل شخص ان يفرسه عىل هواه ‪ ،‬وهذه سمة‬ ‫من سامت النصوص البالغية كالقرآن‪.‬‬ ‫ال يوجد يف العلم شئ ميكن ان يقال عنه انه حقيقة ‪ ،‬فالعلم‬ ‫نسبي تتغري مفاهيمه مع تطور التكنولوجيا العلمية ‪ ،‬وكثري من‬ ‫األفكار العلمية التي يستند عليها اإلعجازيون مجرد نظريات‬ ‫تقبل املراجعة والتصحيح ‪ ،‬ومن الخطأ الشنيع التورط يف تبني‬ ‫نظرية علمية مل ترق بعد اىل مرتبة الحقيقة ‪ -‬ولن ترقى ‪ -‬وم‬ ‫ثم اإلرساع بإقحامها يف القرآن وتأكيد إثباته لها من ‪ 14‬قرن!!‬ ‫‪19‬‬

‫شهاب الدمشقي‬

‫ثم يثبت بعد ذلك خطأ هذه النظرية !!!!‬ ‫وحتى اذا سلمنا بصحة هذا املسلك فمن الواضح ان االسالميني‬ ‫يستخدمونه بشكل مزدوج مبتور ‪،‬فعندما يتحدثون عن‬ ‫نظرية االنفجار الكبري تصبح هذه النظرية حقيقة علمية ال‬ ‫يرقى اليها الشك ‪ ،‬ملاذا ؟ الن يف القرآن نص ميكن أن نلوي‬ ‫عنقه ليتناسب مع هذه ( النظرية ) ولكن عندما يثار موضوع‬ ‫التطور ونظرية دارون تثور ثائرة االسالميني ويعبسون يف‬ ‫وجوه العلامء ويقولون ‪ :‬نظرية داروين خرافة ال ترقى اىل‬ ‫مرتبة النظرية !! ملاذا ؟؟ ألنها تتعارض بشكل مبارش ورصيح‬ ‫مع نص القرآن ‪.‬‬ ‫وهكذا يصبح الجهلة وانصاف املتعلمني علامء متخصصني يف‬ ‫علم البيولوجيا ( أحد هؤالء العلامء الف كتابا هاما سامه ‪:‬‬ ‫الحجج العصامء يف نقض نظرية داروين يف النشؤ واالرتقاء‬ ‫!!!! قرأت الكتاب فوجدت أن هذه الحجج هي آيات القرآن‬ ‫فقط !!!! وال ندري كيف سيقتنع داروين وجامعته بهذا‬ ‫الكتاب !!!!)‬ ‫ومن املفارقات املضحكة واملبكية يف موضوع االعجاز القرآين‬ ‫قصة االعجاز العددي يف القرآن ‪ ،‬فكثريا ما نقرا عن حسابات‬ ‫عجيبة وغريبة حقا تتعلق بكلامت تتكرر يف القرآن بتواتر‬ ‫دقيق ( عىل حد زعم املنظرين االسالميني ‪ ..‬وقد اختربت هذه‬ ‫ارقام بنفيس ومل اصل اىل النتيجة التي يتحدثون عنها !!!!!‬ ‫وال ننىس يف هذا املقام ان اول من ابتكر رصعة االعجاز‬ ‫العددي يف القرآن هو الدكتور رشاد خليفة يف كتيب نرشه يف‬ ‫الثامنيات سامه «عليها تسعة عرش» يومها هلل الكثريون لهذا‬ ‫الكتيب دون ان يحاول شخص واحد ان يتحقق من صحة‬ ‫الحسابات واألرقام التي ذكرها خليفة ‪.‬‬ ‫طـُبعت الرسالة بكميات خرافية و ُوزعت باملجان باعتبارها‬ ‫معجزة القرن العرشين ‪ ،‬ثم ماذا ؟؟؟؟اكتشف الجميع الخدعة‬ ‫وصحوا من حلمهم عندما فوجئوا برشاد خليفة يدعي النبوة‬ ‫لنفسه ويستخدم ذات الرسالة التي وزعها املخدوعون يف‬ ‫اثبات نبوته الكاذبة!!!!!‬

‫فيما كنت أعتقد انني أتعلم‬ ‫كيف أحيا‪ ،‬كنت أتعلم كيف‬ ‫أموت‪.‬‬ ‫‪Leonardo Da Vinci‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪20‬‬


‫ملف العدد‬

‫الخطيئة المباركة ‪..‬‬

‫الغراب الحكيم‬

‫يف ياناير من عام ‪ 2068‬م هزت العامل أحداث إرهابية إسالمية‬ ‫تجلت بتدمري البنى التحتية يف الواليات املتحدة األمريكية و‬ ‫أوروبا وحلفائهم يف العامل العريب بتفجريات متعددة مستخدمة‬ ‫أسلحة جرثومية و نووية قضت عىل أغلبية ساحقة من األبرياء‬ ‫مشعلة بذالك سلسلة من األزمات العاملية أدت إىل إنقسام‬ ‫العامل إىل دويالت بأنظمة إسالمية متول بالكامل من أموال‬ ‫النفط النادر ومافيات املخدرات والرق الجديد ‪.‬‬ ‫و إىل دول شيوعية منقسمة عىل نفسها يف الرشق األقىص‬ ‫واألوس��ط ممن آلت عىل نفسها وبعد الضغوط السياسية‬ ‫واإلقتصادية وخوفها من أن تكون هي التالية أن تتحالف‬ ‫مع العمالق اإلسالمي موقعة لوثيقة تسليم الدستور واعتامد‬ ‫الرشيعة اإلسالمية بدال عنه‪.‬‬ ‫ويف أقل من عام إشتعلت أحداث الجمعة الحمراء يف أواخر‬ ‫أغسطس ‪ 2068‬م حيث ذبح املاليني من املسيحيني والبوذيني و‬ ‫الشيوعيني يف الشوارع وتراكمت جثثهم يف كل مكان‪.‬‬ ‫يف أكتوبر من عام ‪ 2076‬م ويف أقل من عرش سنوات حيث‬ ‫إنترش خاللها املرض والفقر وعودة العبودية يف أرجاء العامل‬ ‫بينمى كان األثرياء من أم�راء وسالطني أقاليم وحاشيتهم‬ ‫وجواريهم يتمتعون بحياة رغيدة وخدمات طبية عالية‬ ‫املستوى قامت السلطنة العربية السعودية بزعامة ( الخليفة‬ ‫محمد بن عبد الله السديس ) امللقب (بسيف الله) بشن‬ ‫حرب مدمرة عىل والية آل البيت يف إيران التي إقتسمت معها‬ ‫أواسط ورشق آسيا وخرياتها‪.‬‬ ‫كانت النتيجة مدمرة لكليهام تاركة الرشق االوسط خاليا ً من‬ ‫الحياة الطبيعية غري املشوهة ومدمرة بتلك الحرب معظم‬ ‫األماكن املقدسة يف اإلقليمني بعد إستعامل أسلحة نووية‬ ‫متطورة من الطرفني تركت العامل كله ملوثا باإلشعاع النووي‪.‬‬ ‫كانت تلك هي الفرصة الوحيدة املواتية أمام األقليات املعارضة‬ ‫املشتتة يف القارة األمريكية الشاملية والجنوبية وآسيا الوسطى‬ ‫وأواسط أفريقيا للتواصل والرتابط وتنظيم أنفسهم من خالل‬ ‫موجات مشفرة يف شبكة التواصل العاملية حيث بدأت هجرة‬ ‫رسية من جميع أنحاء العامل إىل أقاليم غري مترضرة كثريا ً‬ ‫بالتلوث النووي يف رشق أوروبا إلنشاء أول حكومة رسية بدأت‬ ‫مع مجموعة نخبوية مختلطة األعراق تحمل الفكر اإللحادي‬ ‫لتبدأ بإنشاء أول دستور يف قرية جبلية نائية مل يغمرها ارتفاع‬ ‫مستوى البحر بعد أن ذاب القطبني بسبب اإلحتباس الحراري‬ ‫‪21‬‬

‫ملف العدد‬

‫يف مساء الحادي عرش من سبتمرب ‪ 2079‬م وانطالقا من ذكرى‬ ‫أوىل العمليات اإلرهابية من أصل ديني تم اإلقرار والتوقيع‬ ‫التاريخي عىل الدستور الدموقراطي للدولة اإلنسانية‪.‬‬ ‫يف األول من ياناير ‪ 2080‬م قام الحزب الدميقراطي اإلنساين‬ ‫بالثورة يف أقليم ( الحجاز الشاميل الجديد ) عىل (السلطان‬ ‫عمر بن الرافدين ) الضعيف والصغري بالسن وقامت الثورة‬ ‫باإلستيالء عىل جميع املؤسسات برسعة ونجاح حيث قامت‬ ‫بتعقيم جميع املسلمني واملتدينني يف اإلقليم بصمت ونقل‬ ‫السلطة إىل ( جمعية املؤسسني ) بتقليد هو األول من نوعه‬ ‫عىل العامل بحقن املحكوم بكمية مدروسة من سم السانيد‬ ‫القاتل للخاليا الدماغية تاركة إياه دون ذاكرة أو قدرات عقلية‬ ‫طبيعية ‪ .‬وحيث أن املحكومني مل يعودو قادرين عىل اإلدراك‬ ‫أو العناية بأنفسهم فقد تم إيداعهم يف مراكز تأهيلية رسية‬ ‫تعتني بهم إىل حني توافيهم املنية‪.‬‬

‫الخطيئة المباركة ‪..‬‬

‫البيئة اإلشعاعية وعالجها وتغطية حاجات اإلنسان من غذاء‬ ‫وأكسجني‪.‬‬

‫بالتعقيم وحقنها بالسم الدماغي لضامن مستقبل آمن خال‬ ‫من الدين‪.‬‬

‫بدأنا نسمع عن تجمع الجليد من جديد يف القطبني واخرضار‬ ‫السهول يف الرشق األوسط وأواسط آسيا و أفريقيا واألمريكيتني‪.‬‬

‫فتميض بقية حياتها يف جنة مصغرة مبنية يف عيادات الخدمة‬ ‫اإلجتامعية متمتعة بجميع اللذات التي تعد بها األديان‬ ‫ولكن مشلولة دماغيا ً دون عقل وإدراك كامل ‪..‬‬

‫ولكن ما مييز هذا الفجر الجديد الذي تعيشه اإلنسانية هو‬ ‫رصامة القوانني يف مجال واحد هو اإلميان حيث أن كل من‬ ‫يثبت تورطه يف اإلميان بأي غيبية أو دين يرسل عىل الفور إىل‬ ‫مراكز العالج اإلجتامعي لتتم إعادة تثقيفه و الندرة القليلة‬ ‫التي ترفض التجاوب مع العالج وترص عىل اإلمي��ان تحكم‬

‫إن جوهر العقول المتحررة يقع‬ ‫في كيف تفكر ال فيما تفكر‪.‬‬ ‫‪Christopher Hitchens‬‬

‫يف ربيع عام ‪ 2081‬م وبعد إنتشار ونجاح الثورات املشابهة‬ ‫كالنار يف الهشيم وقبل إفتطان الخالفة اإلسالمية يف ( مكة‬ ‫الجديدة ) بالتطورات قام الرأيس املنتخب ( غاندي يوحنى )‬ ‫بإعالن حرب صامتة إستخدمت بها أسلحة متطورة وفتاكة ال‬ ‫تحتوي عىل مساوئ التلوث بإبادة أعداد مهولة من املسلمني‬ ‫حول العامل تاركة األرض ببضعة ماليني من البرش ومنزلة ً الراية‬ ‫الدينية من عىل كاهل البرشية إىل األبد ولكن بثمن غال جدا ً‬ ‫يف ترصيحه األخري عند إستقالته وخضوعه للمحاكمة قال (‬ ‫غاندي يوحنا ) ‪ « :‬سوف ألعن منكم عىل ما اقرتفت يداي‬ ‫ولكن بسببه سينعم أطفالنا وأحفادنا مبستقبل آمن من خطر‬ ‫الدين ولسوف يذكرونني»‬ ‫وبهذا طويت صفحة الحروب إىل األبد وما زال متثال ( غاندي‬ ‫يوحنا ) مزارا ً يف حرم املكتبة املركزية يف عاصمة الدميوقراطية‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫كان هذا منذ خمسني سنة وما زال العامل يلملم جراحه‬ ‫بعد توحيد الدميوقراطية اإلنسانية للدويالت والتجمعات‬ ‫حول العامل و ما زالت األبحاث جارية لشفاء األرايض والبرش‬ ‫ممن أىت عليها التلوث النووي ‪ ,‬حيث تطورت الخدمات‬ ‫الطبية والهندسية برسعة خيالية رافعة متوصط عمر الفرد‬ ‫إىل مئة وعرش سنوات ‪ ,‬وأدى تطور التكنولوجيا الوراثية إىل‬ ‫إستحداث ثورة زراعية جديدة بنباتات قادرة عىل الحياة يف‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪22‬‬


‫ملف العدد‬

‫أفعل ما تشاء فال يوجد اله !‪...‬‬

‫آدم‬

‫أفعل ما تشاء فال يوجد اله !‪...‬‬

‫الصال َة َوآت َ ُوا ْ ال َّزكَا َة فَ َخلُّوا ْ َسبِيلَ ُه ْم إِ َّن اللَّ َه‬ ‫فَ ِإن ت َابُوا ْ َوأَقَا ُموا ْ َّ‬ ‫َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم‬

‫‪ .‬وانا اؤمن بان اي يشء اضيفه لالخرين فانه يوثر يب شخصيا‬ ‫الين جزء من االخرين يربطني بهم انتامء وطني او انساين ‪.‬‬ ‫هل لو ان االله مل يكن موجودا ‪ ،‬هل تبقى البرشية تتقاتل وال‬ ‫تضع قوانني ومواثيق لتنظيم حياتها ؟اشك بهذا بل اين متأكد‬ ‫انها تفعل ويكون حالها افضل من االن ‪.‬‬

‫الكثري من األصدقاء حينام أناقشهم حول فكرة اإلله وعدم‬ ‫جدواها بل هي فكرة مل يتم تقديم أي دليل يدعمها ‪ ،‬يقفز‬ ‫السؤال املكرر يف كل مرة بان االله والتدين يضعان االنسان‬ ‫مبعزل عن العبثية واالعتباطية يف السلوك ‪ ،‬حتى ان احدى‬ ‫الزميالت يف طبيعي رصحت بانها ترتبط مبتدين او مسلم الن‬ ‫امللحد ال امان معه واليوجد يش يحكمه ‪.‬‬

‫ان اإللحاد اليزيد من الدافع األخالقي لكنه متناغم مع‬ ‫املستوى الدرايس ومعدل الذكاء كام‪ -‬اثبتت احدى الدراسات‪-‬‬ ‫‪ ،‬فيجعله ابعد عن كونه منبثقا للفكر االجرامي ‪ ،‬وطبعا ال‬ ‫انزه امللحد عن االعامل االجرامية ‪ ،‬الن السلوك هو ترصف‬ ‫شخيص فاعظم منظومة اخالقية الميكنها ان تزيك معتنقيها عن‬ ‫ارتكاب الجرائم ‪.‬‬

‫‪ 29‬قَاتِلُوا ْ ال َِّذي َن الَ يُ ْؤ ِم ُنو َن بِاللَّ ِه َوالَ بِالْيَ ْومِ ِ‬ ‫اآلخ ِر َوالَ يُ َح ِّر ُمو َن َما‬ ‫اب‬ ‫َح َّر َم اللَّ ُه َو َر ُسولُ ُه َوالَ يَ ِدي ُنو َن ِدي َن الْ َح ِّق ِم َن ال َِّذي َن أُوتُوا ْ الْ ِكتَ َ‬ ‫َحتَّى يُ ْعطُوا ْ الْ ِج ْزيَ َة َعن يَ ٍد َو ُه ْم َصا ِغ ُرونَ‪.‬‬

‫يقول ريتشارد داوكنز ‪:‬‬ ‫ان طرح السؤال بتلك الطريقة يبدو دنيئا وعندما يطرحه‬ ‫انسان متدين بهذا الشكل (والعديد منهم يفعل ذلك) تغمرين‬ ‫رغبة ملحة بالتحدي التايل ‪ :‬هل تعني ان تقول يل بان السبب‬ ‫الوحيد الذي تحاول الجله ان تكون صالحا هو لتحصل عىل رضا‬ ‫الله ومكافاته او لتفادي غضبه وعقوبته ؟ هذا ليس اخالقيا بل‬ ‫نفاق وتلميع للمظاهر فقط ‪ ،‬ان ترمق النظر لكامريا املراقبة‬ ‫العظيمة يف السامء او امليكروفون التجسس يف راسك والذي‬ ‫يراقب كل حركاتك وحتى ادىن االفكار الطائشة يف الرأس‪.‬‬

‫لكن الدين مبا هو منظومة ميلء بالدوافع االجرامية والدعوة‬ ‫للقتل وكام جاء يف الديانات التوحيدية ‪:‬‬

‫كملحد لن ارتكب يشء يرضين ‪ ،‬وال يرض محيطي الين جزء من‬ ‫هذا املحيط الذي يتمثل تارة مبجتمع وتارة بدولة وتارة بانسان‬

‫وكام قال اينشتاين ‪ :‬لو ان الناس صالحون فقط لخوفهم من‬ ‫العقوبة وطمعهم باملكافأة فإننا صنف يؤسف لنا بالتأكيد‪.‬‬ ‫يقول مايكل شريمر‪ :‬يف كتابه علم الخري والرش بان مثل هذا‬ ‫التساؤل يضع حدا لكل أشكال النقاش لو وافقت عىل انك يف‬ ‫غياب الله سوف ترسق وتغتصب وتقتل فانك شخص ال أخالقي‬ ‫وعلينا فعال ان نحتاط منك ‪ .‬ولو عىل الطرف االخر لو وافقت‬ ‫ان تستمر يف كونك صالحا حتى بدون وجودك تحت مراقبة‬ ‫السامء فانك تنقض زعمك بان الله رضوري لنكون صالحني‬ ‫‪ ،‬اشتبه يف ان كثريا من املتدينني يفكرون بان الدين هو ما‬ ‫يدفعهم ليكونوا صالحني خصوصا اتباع احد فروع االميان الذي‬ ‫يستغل بشكل منظم للشعور بالذنب وتأنيب الضمري‪.‬‬ ‫ان االله والتدين مل ينجحا يف تعزيز عنرص الخري لدى االنسان‬ ‫فالكثري من ال�شرور ارتكبت عىل مذبح االله وبيد أنبيائه‬ ‫األصفياء وال نتعجب من ذبح احد األنبياء البنه أو حتى مجرد‬ ‫التفكري بذلك ‪ ،‬العديد من املجازر والحروب كانت بسبب فكرة‬ ‫االله ‪.‬‬ ‫الكثري من املتدينني ارتكبوا مجازر وجرائم دون ان يفعل االله‬ ‫شيئا او حتى ان يعزز رقابتهم الذاتية والتي يزعم املتدينون‬ ‫بانها متثل صوت الضمري الذي يقول لالنسان قف فهذا خطا ‪.‬‬ ‫الحروب االهلية الطائفية كلها ترتكب مبباركة من االله‬ ‫وممثليه عىل االرض ‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫ملف العدد‬

‫سفر التثنية‪ ،‬اإلصحاح ‪20‬‬ ‫‪ِ 10‬‬ ‫الصلْ ِح‪،‬‬ ‫«ح َني ت َ ْق ُر ُب ِم ْن َم ِدي َن ٍة لِكيَ ْ ت ُ َحا ِربَ َها ْاستَ ْد ِع َها إِلىَ ُّ‬ ‫الصلْ ِح َوفَتَ َح ْت ل َ​َك‪ ،‬فَك ُّ​ُل الشَّ ْع ِب الْ َم ْو ُجو ِد‬ ‫‪ 11‬فَ ِإ ْن أَ َجابَتْ َك إِلىَ ُّ‬ ‫ِفي َها يَكُو ُن ل َ​َك لِلتَّ ْس ِخريِ َويُ ْستَ ْعبَ ُد ل َ​َك‪.‬‬ ‫‪َ 12‬وإِ ْن لَ ْم ت َُسالِ ْم َك‪ ،‬بَ ْل َع ِمل َْت َم َع َك َح ْربًا‪ ،‬فَ َحاصرِ ْهَا‪.‬‬ ‫‪َ 13‬وإِذَا َدفَ َع َها ال َّر ُّب إِل ُه َك إِلىَ يَ ِد َك «»فَاضرْ ِْب َج ِمي َع ُذكُو ِرهَا‬ ‫السيْ ِف»»‪.‬‬ ‫ِب َح ِّد َّ‬ ‫‪َ 14‬وأَ َّما ال ِّن َسا ُء َواألَطْف َُال َوالْ َب َهائِ ُم َوك ُّ​ُل َما فيِ الْ َم ِدي َن ِة‪ ،‬ك ُّ​ُل‬ ‫َغ ِني َم ِت َها‪ ،‬فَتَ ْغتَ ِن ُم َها لِ َنف ِْس َك‪َ »« ،‬وتَأْك ُ​ُل َغ ِني َم َة أَ ْعدَائِ َك الَّ ِتي‬ ‫أَ ْعط َ​َاك ال َّر ُّب إِل ُه َك‪»».‬‬ ‫‪ 15‬ه َكذَا تَ ْف َع ُل ِب َج ِميعِ الْ ُم ُدنِ الْ َب ِعي َد ِة ِم ْن َك ِجدًّا الَّ ِتي لَ ْي َس ْت‬ ‫ِم ْن ُم ُدنِ ه ُؤالَ ِء األُ َممِ ُه َنا‪.‬‬ ‫إنجيل لوقا‪ ،‬اإلصحاح ‪19‬‬ ‫‪ 26‬ألَنيِّ أَق ُ​ُول لَ ُك ْم‪ :‬إِ َّن ك َُّل َم ْن لَ ُه يُ ْعطَى‪َ ،‬و َم ْن لَ ْي َس لَ ُه فَال َِّذي‬ ‫ِع ْندَهُ يُ ْؤ َخ ُذ ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫‪ 27‬أَ َّما أَ ْع َدائيِ ‪ ،‬أُول ِئ َك ال َِّذي َن لَ ْم يُرِيدُوا أَ ْن أَ ْملِ َك َعلَيْ ِه ْم‪ ،‬فَأْتُوا‬ ‫ِب ِه ْم إِلىَ ُه َنا َوا ْذبَ ُحو ُه ْم قُدَّا ِمي ‪.‬‬ ‫القرآن‪ ،‬سورة التوبة‪:‬‬ ‫انسلَ َخ األَشْ ُه ُر الْ ُح ُر ُم «»فَاقْتُلُوا ْ الْ ُمشرْ ِكِ َني َحيْثُ‬ ‫‪« 5‬فَ� ِإذَا َ‬ ‫َو َجدتمُّ ُو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َواحْصرُ ُ و ُه ْم َواقْ ُعدُوا ْ لَ ُه ْم ك َُّل َم ْر َص ٍد»‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪24‬‬


‫ملف العدد‬

‫اإلسالمية‪ ،‬الجنس ليس من األخالق!‬ ‫الرؤية‬ ‫ّ‬

‫«ليس سهالً عىل أ ّمة أن تقاوم اإلحباط قروناً متواصلة‪ ،‬و‬ ‫تظل‬ ‫أصعب ما يف األمر؛ أن تشخّص األ ّمة عوامل فشلها‪ ،‬و ّ‬ ‫رصة عىل البحث عن كبش فداء‪ ،‬تح ّمله خطاياها و تركله إىل‬ ‫م ّ‬ ‫الهاوية عاماً بعد عام‪ ،‬و قرناً تلو آخر‪.‬‬ ‫لقد شخّص العرب و املسلمون سبب فشلهم‪ ،‬و جعلوه يف‬ ‫األخالقي»‪ ،‬و هم ال يقصدون الكذب أو الغش أو‬ ‫«االنحطاط‬ ‫ّ‬ ‫الرسقة‪ ،‬بل يقصدون باألخالق‪ :‬املرأة‪ ،‬هي األخالق و الرشف و‬ ‫الكرامة‪ .‬يقصدون بانهيار األخالق‪ :‬مامرسة املرأة حياة عمل‬ ‫و تعليم و حرية مساوية للرجل‪ ،‬و يقصدون بانهيار االخالق‪:‬‬ ‫انكشاف أية مساحة جلد من جسم املرأة‪ ،‬فيذهبون إىل أ ّن‬ ‫الخلقي املزعوم يح ّط من شأن العرب‪».‬‬ ‫هذا االنهيار‬ ‫ّ‬ ‫االجتامعي‬ ‫(‪« )2‬عندما يلحد اإلنسان‪ ،‬فإنّه ينفصل عن مضمونه‬ ‫ّ‬ ‫يمي‪ ،‬و تبدأ مرحلة التفكيكيّة الشهرية التي‬ ‫و‬ ‫التاريخي و ال ِق ّ‬ ‫ّ‬ ‫يس ّميها املالحدة باملاديّة‪ .‬يف هذه املرحلة‪ ،‬يعيش اإلنسان يف‬ ‫الجسد‪ ،‬يكفر بالروح‪ ،‬ال يطيق التزامات الزواج امليتافيزيق ّية‪ ،‬و‬ ‫لذا تضم ّر مؤسسة األرسة متاماً يف املنظومة اإللحـادية‪ ،‬و يبدأ‬ ‫اإلنسان يف هذه املرحلة باالنكفاء عىل ذاته‪ ،‬و التو ّجه نحو‬ ‫اللذة‪ ،‬و مع ازدياد التمركز حول الذات‪ ،‬و تصاعد معدّالت‬ ‫البحث عن املنفعة الشخصية‪ ،‬و الهروب من االلتزامات‬ ‫االجتامع ّية‪ ،‬يصل امللحد إىل الشذوذ التا ّم‪ ،‬حيث ال التزامات‬ ‫ميتافيزيق ّية‪ ،‬و ال روابط قيم ّية‪ ،‬و مع االنكفاء املستم ّر نحو‬ ‫اللذّة‪ ،‬يتخطّى اإلنسان مرحلة الشذوذ نفسها إىل مرحلة‬ ‫االستمناء‪ ،‬حني ال يدخل اإلنسان يف عالقة إالّ مع نفسه‪ .‬يف هذه‬ ‫الجنيس و اإلستمناء ال يعتربان‬ ‫املرحلة‪ ،‬ميكننا اعتبار أ ّن الشذوذ‬ ‫ّ‬ ‫اإللحادي انحرافاً شخصي ّـاً‪ ،‬و إن ّـام هام جزء من رؤية‬ ‫باملنظور‬ ‫ّ‬ ‫امل ُلحد للكون‪ ،‬و تو ّجهه الحا ّد نحو الذات‪ ،‬بعد االنفصال عن‬ ‫بكل تفريعاتها «‬ ‫القيميّه‪ ،‬و اتباع املادّية الجدلية ّ‬ ‫بكل وضوح اكتشاف‬ ‫حني نقرأ الفقرتني السابقتني‪ ،‬ميكننا ّ‬ ‫اإلسالمي باملعاين و األلفاظ‪ ،‬فاإلسالم يقوم بربط‬ ‫التالعب‬ ‫ّ‬ ‫الجنس باألخالق‪ ،‬و هذا ربط مزي ّـف‪ ،‬هدفه الرتويج لقيم‬ ‫معنيـّة يريد أن يفرضها‪.‬‬ ‫الجنس ليس من األخالق يف يشء‪ ،‬و الربط بينهام هو من‬ ‫صميم األكاذيب اإلسالم ّية‪ ،‬فاإلنسان الذي ميارس الجنس‪ ،‬أو‬ ‫رض املجتمع‪ ،‬عكس ما‬ ‫الزاين كام يس ّميه اإلسالم‪ ،‬هو إنسان ال ي ّ‬ ‫فأي إنسان إذا كان يزين مع زانية‬ ‫تقوله األكاذيب اإلسالميّة‪ّ ،‬‬ ‫أخرى برضاها‪ ،‬هو ال يشكل أي رضر عىل املجتمع‪ ،‬عكس‬ ‫اإلنسان الكذّاب أو الخائن‪ ،‬فاإلنسان الكذّاب ‪-‬و إن مل يزنِ ‪-‬‬ ‫‪25‬‬

‫ملف العدد‬

‫غلغامش‬

‫رض اآلخرين‪ ،‬بينام اإلنسان غري‬ ‫فهو إنسان غري خلوق‪ ،‬و ي ّ‬ ‫رض اآلخرين‪ ،‬و‬ ‫الكذاب ‪-‬و إن زىن‪ -‬فهو إنسان خلوق‪ ،‬و ال ي ّ‬ ‫هنا األكذوبة اإلسالمية‪.‬‬ ‫املسلمون ‪-‬يف نقدهم لإللحاد‪ -‬يتـّهمون امللحد بغياب املرجعيّة‬ ‫األخالقيّة‪ ،‬و التي تجعله بال حدود و بال ضوابط‪ ،‬و أنـّه قابل‬ ‫املنطقي‬ ‫أي يشء‪ ،‬و يذهبون مبارشة بهذا الربط غري‬ ‫لفعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجنيس و الفسوق و اإلباح ّية‪ ،‬لك ّن‬ ‫بالشذوذ‬ ‫امللحد‬ ‫إىل اتهام‬ ‫ّ‬ ‫السؤال الذي من املفرتض أن يجيبوا عنه قبل هذا الربط‬ ‫هو‪ :‬هل الجنس من األخالق؟ فالجنس ليس من األخالق‪ ،‬و‬ ‫الجنس ال يحتاج إىل مرجعيّة أخالقيّة‪ ،‬ث ّم هل األخالق هي‬ ‫أي إنسان‪ -‬حني ميارس الجنس‪ ،‬ال‬ ‫الجنس فقط؟ فامللحد ‪-‬أو ّ‬ ‫ميارسه باإلكراه مع الطرف األخر‪ ،‬فالجنس هو حالة قبول من‬ ‫أي إنسان آخر‪ -‬أن‬ ‫الطرفني و هو غري مؤ ٍذ‪ ،‬و إذا أراد امللحد ‪-‬أو ّ‬ ‫يقوم مبامرسة الجنس باإلكراه‪ ،‬فإ ّن هذا يسمى «اغتصاباً»‪ ،‬و‬ ‫االغتصاب يعاقب عليه القانون‪ ،‬أي أ ّن املرجعيّة القيميّة التي‬ ‫تح ّد امللحد ليست األخالق بل القانون‪ ،‬بينام اإلنسان الكاذب‬ ‫يكذب عىل املجتمع‪ ،‬و يؤذي األخرين‪ ،‬و القانون ال يعاقب‬ ‫عىل الكذب‪ ،‬لك ّن املرجعيّة األخالقية التي يفرضها املجتمع‬ ‫بنبذ الكاذبني‪ ،‬هي ما تح ّد امللحد و غري امللحد أيضاً إذا كذبا‪،‬‬ ‫أي إنسان ‪-‬مهام كان معتقده‪ -‬إذا كذب كرهه‬ ‫ما يعني أ ّن ّ‬ ‫املجتمع و نبذه‪ ،‬و هذه هي مرجع ّية امللحد األخالق ّية‪.‬‬ ‫و إذا قارنّا بني مخاطر الكذب عىل املجتمع و بني مخاطر‬ ‫الجنس‪ ،‬سنجد بسهولة أ ّن الكذب أفضع و أكرث فتكاً باملجتمع‬ ‫مبا ال يقارن مع الجنس‪ ،‬فاملجتمع حني ينخره الكذب و غياب‬ ‫كل أشكال العالقات‬ ‫الصدق و األمانة‪ ،‬ينهار و تنهار معه ّ‬ ‫العامة‪ ،‬بينام املجتمع الذي يشيع به الجنس و اإلباح ّية‪ ،‬ما‬ ‫الذي سيحصل له؟ ‪ ...‬ال يشء‪.‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬الجنس ليس من األخالق!‬ ‫الرؤية‬ ‫ّ‬

‫تكبت الجنس عند الشباب و ال تجعلهم ينفجرون إالّ يف حادثة‬ ‫اغتصاب أو تح ّرش؟ و الكثري الكثري من هذه النامدج التي هي‬ ‫الطبيعي للغريزة البرشية «الجنس»‪ ،‬و‬ ‫نتيجة لقمع املسار‬ ‫ّ‬ ‫طبيعي‪ ،‬و ال أحد يعلم ما الذي قد‬ ‫جعلها تنحو منحى آخر غري‬ ‫ّ‬ ‫كل م ّرة‪ ،‬و هذا جميعه ّ‬ ‫يدل عىل أ ّن اإلسالم هو سبب‬ ‫يكون يف ّ‬ ‫املشاكل التي تواجه املجتمع بخصوص اإلشكاليّات املتعلّقة‬ ‫بالجنس‪ ،‬و ليس اإلباحية الجنس ّية التي متنح الذكور و اإلناث‬ ‫حياة أفضل خالية من األمراض النفس ّية‪ ،‬و التي تقيهم أيضاً‬ ‫من التح ّرش باألطفال أو االغتصاب أو امليول الشاذة القرصيّة‪،‬‬ ‫بسبب غياب مخارج سلميّة للغريزة الجنسية‪ ،‬بدل املخارج‬ ‫املعتلّة التي يروج لها اإلسالم باسم العفـّة و الطهارة و درء‬ ‫املعايص‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬ماهي املرجع ّية األخالقية للملحد؟‬

‫ امللحد ال يكذب‪ ،‬ألنـّه إن كذب سوف يكرهه املجتمع‪ ،‬و‬‫سوف يكذب عليه اآلخرون‪ ،‬لهذا ال يكذب‪.‬‬ ‫يحب أن يخون اآلخرون‬ ‫ امللحد ال يخون العهد‪ ،‬ألن ّـه ال ّ‬‫عهودهم معه‪ ،‬و إذا خان عهده خرس ثقة اآلخرين به‪ ،‬و هذا‬ ‫ما يردعه عن الخيانة‪.‬‬ ‫ امللحد ال ينافق اآلخرين‪ ،‬ألنهم سوف ينبذونه إذا نافقهم‪ ،‬و‬‫هو ال يريد هذا ‪ ...‬و قس عىل هذا األساس جميع األخالقيـّات‬ ‫األخ��رى باملجتمع‪ ،‬و هي األخالق ّيات الحقيقة‪ ،‬و ليست‬

‫األخالقيات املزيفة التي جوهرها قمع و اضطهاد املرأة و‬ ‫الطفل خصوصاً‪ ،‬و اإلنسان عموماً‪.‬‬ ‫أ ّما عن الجنس‪ ،‬فالجنس ليس من األخالق الرذيلة حتى ال‬ ‫حق من حقوقه اإلنسانيّة‪ ،‬و ال وجود‬ ‫ميارسه امللحد‪ ،‬بل هو ّ‬ ‫لعيب أو خطيئة يف الجنس‪ ،‬إال يف رؤوس املسلمني‪ ،‬و الجنس‬ ‫الحب‬ ‫عند امللحد يكون برىض الطرفني‪ ،‬و أغلبه ناشئ عن‬ ‫ّ‬ ‫و ليس عن طريق االستعباد و االسرتقاق الذي يسمى زورا ً‬ ‫بـ»الزواج»‪ ،‬حيث تباع اإلناث األبكار للذي يدفع أكرث‪ ،‬ليقوم‬ ‫الرب و اإلسالم و املسلمني‪ ،‬ثم يرميها‬ ‫باغتصابها تحت مباركة ّ‬ ‫جثة حيّة‪ ،‬ليذهب يغتال أخرى بالطريقة نفسها‪.‬‬ ‫إذا كان هناك «ال أخالقيات»‪ ،‬فالال أخالقيات هي ما ينادي به‬ ‫كل‬ ‫اإلسالم‪ ،‬فاإلسالم مل يحمِ املجتمعات اإلسالميّة من تفشـّي ّ‬ ‫أخالقي‪ ،‬من كذب و نفاق و تزوير و استبداد‪ ،‬و مل‬ ‫ما هو غري‬ ‫ّ‬ ‫ليؤسس لقيم رجعيّة‪ ،‬من‬ ‫يتوقف عند هذا فحسب‪ ،‬بل ذهب ّ‬ ‫قمع و اضطهاد للمرأة و للطفل و لإلنسان‪ ،‬بسم الله الرحمن‬ ‫الرحيم‪.‬‬ ‫الحقيقي الذي يعاين‬ ‫أليس علينا اآلن أن نسأل‪ :‬من هو الفرد‬ ‫ّ‬ ‫من انعدام املرجعيّة األخالقية؟ أو مبعنى ّ‬ ‫أدق‪ :‬من هو الفرد‬ ‫الذي يحتاج إىل تغيري قيمه التي يدّعي زورا ً أن ّـها أخالق فاضلة؟‬ ‫غلغامش‬

‫بكل تأكيد عىل هذه النقطة‪ ،‬بأ ّن املجتمع‬ ‫سوف ير ّد املسلمون ّ‬ ‫سوف ينترش به الحمل غري املرشوع‪ ،‬و أوالد الشوارع‪ ،‬و اغتيال‬ ‫الرضّ ع‪ ،‬و االجهاض‪ ...‬إىل آخره من هذه األمور‪ ،‬لك ّن السؤال‬ ‫الحقيقي هنا و املو ّجه إليهم ليجيبوا هم عنه هو‪ :‬ما هي‬ ‫ّ‬ ‫األسباب الحقيقيّة وراء هذه األفعال؟ آإللحاد أم اإلسالم؟‬ ‫أليست املح ّرمات اإلسالمية هي التي تعاقب األنثى إذا ما‬ ‫حملت خارج إطار الزواج‪ ،‬و تصمها بالعار‪ ،‬و قد ترجمها‬ ‫بالحجارة حتى؟ ما يجعلها تجهض أو ترمي ابنها الرضيع يف‬ ‫املزابل؟ أليس التعتيم عىل الجنس هو سبب الجهل بأشياء‬ ‫الذكري؟ أليست تعاليم اإلسالم التي‬ ‫ج ّد بديهيّة اسمها الواقي‬ ‫ّ‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪26‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الجنس الالفرجي‪ :‬اإلعتداء الحالل على النساء‬

‫الجنس الالفرجي‪ :‬هل هذا هو السبب يف فرض‬ ‫الحجاب وعزل النساء عن الرجال؟‬ ‫يقول سبحانه وتعايل يف محكم آيته‪:‬‬ ‫الصالَ َة طَ َرفيَ ِ ال َّن َها ِر َو ُزلَفًا ِّم َن اللَّ ْيلِ إِ َّن الْ َح َس َن ِ‬ ‫ات يُ ْذ ِه نْ َب‬ ‫َوأَ ِقمِ َّ‬ ‫الس ِّيئَ ِ‬ ‫ات َذلِ َك ِذكْ َرى لِلذَّاكِرِي َن {هود‪}114/‬‬ ‫َّ‬ ‫لهذه اآلية مظهر بريء وغالبا ما يقرأها املسلم ومير عليها كآية‬ ‫عادية تدعو إىل الصالة وعمل الحسنات‪ ،‬ولكن لو أنا وقعنا إىل‬ ‫سبب النزول‪ ،‬لوجدنا يف هذه اآلية الكرمية معاين خطرية قد‬ ‫متكن رشيعتنا الغراء أن تحل بالكامل اإلحباط (‪)Frustration‬‬ ‫الذي يشعر بها الشباب املسلم العاجز عن مامرسة الوطأ‬ ‫والنكاح لسبب ما‪ .‬تعالوا إذن نقع يف الحال عىل سبب النزول‬ ‫كام رواه الواحدي وكام يرد يف معظم التفاسري‪:‬‬ ‫عن ابن عباس أن رجالً أىت عمر فقال‪ :‬إن امرأة جاءتني تبايعني‬ ‫فأدخلتها الدولج فأصبت منها كل يشء إال الجامع فقال‪ :‬ويحك‬ ‫لعلها مغيب يف سبيل الله قلت‪ :‬أجل قال‪ :‬ائت أبا بكر فقال ما‬ ‫قال لعمر ورد عليه مثل ذلك وقال‪ :‬ائت رسول الله صىل الله‬ ‫عليه وسلم فسله فأىت رسول الله صىل الله عليه وسلم فقال‬ ‫مثل ما قال أليب بكر وعمر فقال رسول الله صىل الله عليه‬ ‫وسلم‪ :‬لعلها مغيب يف سبيل الله فقال‪ :‬نعم فسكت عنه ونزل‬ ‫الصالَ َة طَ َرفيَ ِ ال َّن َها ِر َو ُزلَفًا ِّم َن اللَّ ْيلِ إِ َّن الْ َح َس َن ِ‬ ‫ات‬ ‫القرآن‪َ :‬وأَ ِقمِ َّ‬ ‫السيِّئَ ِ‬ ‫ات َذلِ َك ِذكْ َرى لِلذَّاكِرِي َن {هود‪ }114/‬فقال الرجل‪:‬‬ ‫يُ ْذ ِه نْ َب َّ‬ ‫أيل خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فرضب عمر صدره وقال‪:‬‬ ‫ال وال نعمة عني ولكن للناس عامة فضحك رسول الله صىل الله‬ ‫عليه وسلم وقال‪ :‬صدق عمر‬ ‫ويف رواية أخرى‪:‬‬ ‫وروي عن أيب اليرس‪ .‬قال‪ :‬أتتني امرأة تبتاع مترا فقلت‪ :‬إن يف‬ ‫البيت مترا أطيب من هذا‪ ،‬فدخلت معي يف البيت فأهويت‬ ‫إليها فقبلتها‪ ،‬فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال‪ :‬اسرت عىل‬ ‫نفسك وتب وال تخرب أحدا فلم أصرب‪ ،‬فأتيت عمر فذكرت‬ ‫ذلك له فقال‪ :‬اسرت عىل نفسك وتب وال تخرب أحدا فلم أصرب‪،‬‬ ‫فأتيت رسول الله صىل الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال‪:‬‬ ‫(أخلفت غازيا يف سبيل الله يف أهله مبثل هذا)؟ حتى متنى أنه‬ ‫مل يكن أسلم إال تلك الساعة‪ ،‬حتى ظن أنه من أهل النار‪ .‬قال‪:‬‬ ‫وأطرق رسول الله صىل الله عليه وسلم حتى أوحى الله إليه‬ ‫«أقم الصالة طريف النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهنب‬ ‫السيئات ذلك ذكرى للذاكرين»‪ .‬قال أبو اليرس‪ :‬فأتيته فقرأها‬ ‫عيل رسول الله صىل الله عليه وسلم فقال أصحابه‪ :‬يا رسول‬ ‫‪27‬‬

‫الله! ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ فقال‪( :‬بل للناس عامة)‪ .‬قال‬ ‫أبو عيىس‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬وقيس بن الربيع ضعفه‬ ‫وكيع وغريه؛ وقد روى أن النبي صىل الله عليه وسلم أعرض‬ ‫عنه‪ ،‬وأقيمت صالة العرص فلام فرغ منها نزل جربيل عليه‬ ‫السالم عليه باآلية فدعاه فقال له‪( :‬أشهدت معنا الصالة)؟‬ ‫قال نعم؛ قال‪( :‬اذهب فإنها كفارة ملا فعلت)‪ .‬وروي أن النبي‬ ‫صىل الله عليه وسلم ملا تال عليه هذه اآلية قال له‪( :‬قم فصل‬ ‫أربع ركعات)‪.‬‬ ‫إذن ميكننا اإلستدالل والقياس‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنه ال بأس للجنسني أن يقوما بإفعال الجنس ما عدا فعل‬ ‫إيالج الذكر يف الفرج دون الخوف من الوقوع يف الزنا ودون‬ ‫الخوف من القيام بالكبرية املوجبة إلقامة الحد من جلد أو‬ ‫رجم‪.‬‬ ‫‪ -2‬يختلف الفقهاء يف موضوع إيالج الذكر يف األست واألغلب‬ ‫أن هذا الفعل يدخل تحت مظلة هذه اآلية الكرمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬يثبت معنى هذه األحاديث وصحة العمل بها من رشوط‬ ‫إثبات الزنا شبه املستحيلة‪.‬‬ ‫‪ -4‬واضح من روايات األحاديث املختلفة أن العمل الذي قام‬ ‫به الرجل كان اعتداء جنسيا وليس مبوافقتها‪ .‬وهذا يدل عىل‬ ‫املستوى املتدين الذي كان ينظر به رحمة البرش‪ ،‬رسولنا الكريم‬ ‫لإلنثى‪.‬‬ ‫‪ -5‬هل أدى التأكيد بأن الصالة الحسنة متحي سئية القيام‬ ‫بالجنس الالفرجي مع املحرمات أنها رشيعة عامة للناس إىل‬ ‫اإلنتشار الواسع لهذا الفعل بني املسلمني يف املدينة؟ ال شك أن‬ ‫انتشار معاكسة الجواري ونساء الطبقة الدنيا ثم قصة فرض‬ ‫الحجاب عىل أزواج محمد (صىل الله عليه وسلم) تشري إىل‬ ‫هذه اإلمكانية‬ ‫‪ -6‬أن انتشار الحجاب وعزل النساء عن الرجال قد يكون ناتجا‬ ‫من هذا الترشيع ومن انتشار العمل به أثناء حياة الرسول يف‬ ‫املدينة ومن املعقول التفكري إذا أن تقاليد العرب القبلية يف‬ ‫ذلك الزمان رفضته وجاء رفضها بهذا التزمت يف فصل (حجب)‬ ‫الرجال عن النساء الذي تطور ليصلنا بالشكل الذي نراه حاليا‪.‬‬ ‫‪ -7‬مبا أن األسالم يصلح لكل زمان ومكان فإنه ميكن استخدام‬ ‫هذه اآلية واألحاديث املتواترة عن سبب نزولها إلضافة ترشيع‬ ‫جديد ملساعدة شبابنا وشاباتنا عىل التحرر من حالة الكبت‬ ‫التي يعيشونها قبل الزواج والذي أخذ يتأخر بينهم بسبب‬ ‫تغري الزمان واملكان‪.‬‬

‫الجنس الالفرجي‪ :‬اإلعتداء الحالل على النساء‬

‫التكنولوجيا الحديثة‪ .‬فقامش الرسوال مصنوع من أفخر أنواع‬ ‫ألياف الكفلر ‪ ® Kevlar‬واملستخدمة يف صناعة صدريات‬ ‫الجنود وخوذهم املضادة للرصاص‪ .‬ويزود الرسوال عند الخرص‬ ‫وعند فتحات الساقني بأحزمة فوالذية وبأقفال ترتك مفاتيحها‬ ‫مع ويل أمر الفتاة أو املرأة‪ .‬كام أن الرسوال مزود بحاسات‬ ‫كهربائية وميكانيكية تشعر بأي محاولة أليالج الذكر يف الفرج‬ ‫ويقوم الجهاز األلكرتوين الحديث املتحكم بهذه الحاسات‬

‫بإصدار صوت عال منكر لفضح محاولة الولوج وتزامنيا يقوم‬ ‫بإرسال رسالة إنذارية‪ ،‬عرب شبكة تلفونات الجوال‪ ،‬لويل أمر‬ ‫املرأة املوشكة عىل فعل الزنا ألعالمه مبوقعها الدقيق املعني عرب‬ ‫استخدام األقامر الصناعية ‪GPS‬‬ ‫ونحن نبحث عن ممولني لرسوال العفة وعن شيوخ لإلفتاء به‬ ‫ولتشجيع النساء عىل استعامله‪.‬‬ ‫‪Abu Lahab‬‬

‫ان الموت ليس هو الخسارة‬ ‫الكبرى ‪ ..‬الخسارة األكبر هو ما‬ ‫يموت فينا ونحن أحياء‪.‬‬ ‫محمد الماغوط‬

‫واستنادنا إىل نص هذا الحديث النبوي الرشيف أحاول تسويق‬ ‫رسوال العفة النسايئ والذي يستخدم أحدث ما تقدمه لنا‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪28‬‬


‫ملف العدد‬

‫من الذي خلق الكون و اإلنسان؟ ‬

‫هل الله موجود أم ال؟‬ ‫وإذا مل يكن لله وج��ود حقيقي فمن ال��ذي خلق الكون‬ ‫واإلنسان؟‬ ‫كل الديني آالف املرات‪ .‬بل أزعم أين مل‬ ‫يل وعىل ّ‬ ‫سؤال طُرح ع ّ‬ ‫أدخل يوماً يف حوار مع متدين إالّ وكان هذا السؤال حارضا ً عىل‬ ‫الفور عند أول طرح نقدي ملسلّمة من مسلّامت الفكر الديني‪.‬‬ ‫إن مثل هذا الجدل الذي يتخذ من قضية وجود الله محورا ً‬ ‫وموضوعاً هو يف رأيي جدل بيزنطي ممل لن يوصل إىل نتيجة‪،‬‬ ‫بل هو يف واقع األمر جدل تضلييل ال ميس جوهر القضية‬ ‫الدينيّة اصالً! فالقضية الحقيقة ليست‪ :‬هل الله موجود أم ال؟‬ ‫كل ما‬ ‫بل هي‪ :‬هل يتصالح العقل مع النقل أم يتصادم؟ وهل ّ‬ ‫ورد يف القرآن وصحيح السنة عقالين ومنطقي؟ هل التصورات‬ ‫الدينيّة القرآنيّة حقائق أم ال؟‬

‫ولكن‪ ،‬ما العالقة أصالً بني الشكوك التي قد أطرحها حول أفكار‬ ‫رص جميع‬ ‫دينيّة إسالميّة بعينها وقضية وجود الله؟ وملاذا ي ّ‬ ‫املتدينني دون استثناء عىل التهرب من مواجهة النقد العقيل‬ ‫ألفكار وتصورات دينيّة محددة ليثريوا قضية مل تُطرح أصالً‬ ‫وهي قضية وجود الله؟‬

‫أنا اعترب نفيس الدينياً‪ .‬والدينيتي كانت نتيجة قراءة نقديّة‬ ‫للقرآن‪ ،‬فإنتهيت إىل أ ّن القرآن وفق منطوقه وأحكامه‬ ‫وتصوراته من املستحيل أن يكون كالم إله‪ .‬إنّه كالم يعكس‬ ‫عادات وتصورات وأفكار برشيّة عرب ّية بدويّة‪ ،‬ومن هنا كان‬ ‫إلحادي وإنكاري للدين‪.‬‬ ‫لكن الغريب يف األمر أنني كلام نقلت شكويك وتساؤاليت‬ ‫النقديّة إىل مؤمن وناقشته يف مسائل دينيّة محددة‪ :‬ح ّد‬ ‫الردّة‪ ،‬أو رس التفاوت يف املرياث بني الرجل واملرأة‪ ،‬أو الخلف ّية‬ ‫اإلجتامع ّية الذكوريّة لتعدد الزوجات‪ ،‬أو تاريخ ّية ترشيع‬ ‫الحجاب‪ ،‬أو املضمون الطبقي لإلسالم‪ ،‬أو املصادر اليهوديّة‬ ‫والحنيفيّة للعقائد اإلسالميّة‪..‬إلخ؛ كلام حاورت مؤمناً يف واحدة‬ ‫يل محاوري وعىل الفور هذا السؤال‪:‬‬ ‫من هذه املسائل طرح ع ّ‬ ‫‪29‬‬

‫شهاب الدمشقي‬

‫هل أنت مؤمن بأ ّن هذا كالم الله أم ال؟ فأقول له‪ :‬ال‪ ،‬يستحيل‬ ‫أن يكون هذا كالم الله ؛ فيقول يل عىل الفور‪ :‬إذن هل تؤمن‬ ‫أصالً بوجود الله؟ فإذا أنكرت وجود الله تحول مجرى الحوار‬ ‫فجأة إىل األدلة عىل وجود الله واستحالة أن يوجد الكون دون‬ ‫موجد وأ ّن اآللة الدقيقة ال تعمل دون موجد‪ ..‬إىل آخر هذا‬ ‫الكالم املمجوج واملستهلك‪.‬‬

‫كل من يدرس منظومة الفكر الديني بكامل مفرداتها (عقائد‬ ‫ّ‬ ‫وترشيعات) دراسة عقل ّية نقديّة متحررة من األحكام املسبقة‬ ‫والنتائج املقررة سلفاً ال بد أن يالحظ بسهولة تناقض الكثري‬ ‫من مفردات الفكر الديني مع العقل‪ .‬وهنا يبدأ العقل يف‬ ‫طرح التساؤالت والشكوك‪ ،‬ومن ث ّم تتحول هذه الشكوك إىل‬ ‫إنكار وعدم تصديق للمصدر اإللهي لهذه األفكار والتصورات‬ ‫الدين ّية‪ .‬وبالتايل فإن الحوار الطبيعي بني املؤمنني والالدينيني‬ ‫يجب أن يرتكز حول هذه الفكرة تحديدا ً (أي تناقض األحكام‬ ‫والتصورات الدينيّة مع العقل والعلم والحقيقة)‪ ،‬لكن الغريب‬ ‫رصون دامئاً عىل تجاهل هذه الشكوك‬ ‫يف األمر أن املتدينني ي ّ‬ ‫التي قد تثور حول أحكام الدين ويطرحون فكرة وجود الله‬ ‫وإنكاره محورا ً للنقاش!‪.‬‬

‫ملف العدد‬

‫يف اعتقادي التفسري بسيط‪:‬‬ ‫من الواضح أ ّن منظومة التصور الديني (األحكام – الترشيعات‬ ‫– العقائد) تفتقر إىل السند العقيل أو الرصيد املنطقي‪ ،‬إذ‬ ‫من الصعب أن تثبت صحتها بدليل عقيل‪ .‬وعندما نحاول أن‬ ‫نخضع منظومة التصور الديني إىل موازين العقل ستصدمنا‬ ‫حقيقة التعارض بني مفردات هذه املنظومة ومفاهيم العقل‬ ‫واستحالة التوفيق بني األحكام الدينيّة ومستجدات الحياة‪،‬‬ ‫ولذلك فالوسيلة الوحيدة لضامن امتثال اإلنسان ملنظومة‬ ‫التصور الديني هو ربطها مبوجود أعىل وخارج عن حدود‬ ‫التصور اإلنساين وهو الله لتستمد منه املرشوعيّة العقالنيّة‪.‬‬ ‫وبذلك فإن فكرة وجود الله ليست غاية بح ّد ذاتها بل هي يف‬ ‫حقيقة األمر وسيلة لغاية اخرى‪ ،‬وسيلة إلضفاء طابع الرشع ّية‬ ‫العقل ّية عىل منظومة التصور الديني بكامل مفرداتها من عقائد‬ ‫وترشيعات وأحكام وعبادات ‪ ..‬الخ‪ ،‬ولتربير ال عقالنيتها‪ ،‬أي أ ّن‬ ‫الله يؤدي دورا ً وظيفيّاً وهو تحصني األفكار والعقائد واالحكام‬ ‫الدينيّة من النقد والشك يف عقالنيتها‪.‬‬

‫من الذي خلق الكون و اإلنسان؟‬

‫أ ّما إذا أنكرت وجود الله أصالً عندها يتحول مجرى الحوار‬ ‫ميت بصلة إىل منظومة التصور الديني‬ ‫فجأة إىل موضوع آخر ال ّ‬ ‫التي أثارت يف عقلك الشكوك! يصبح موضوع الحوار هو‪:‬‬ ‫هل لله موجود أم ال؟‬ ‫وإذا كان غري موجود‪ ،‬إذن من الذي أوجد هذه املوجودات؟‬ ‫رس هذا التناغم والدقة يف حركة الكون؟‬ ‫ومن أين أتت؟ وما ّ‬ ‫‪..‬إلخ‪.‬‬ ‫وهكذا ندخل يف نقاش عقيم ال عالقة له أص�لاً باألفكار‬ ‫والتصورات واألحكام الدينيّة!‪.‬‬ ‫وهكذا تصبح فكرة وجود الله يف واقع األمر وسيلة ناجحة‬ ‫للتهرب من مواجهة الشكوك والتساؤالت التي تحيط‬ ‫بالتصورات الدينيّة!‬ ‫بهذه الطريقة يهرب املتدين من األسئلة والشكوك الحقيق ّية‬ ‫ويزج خصمه يف متاهاته ليخرج‬ ‫ليصنع مشكلة وهم ّية بيزنط ّية ّ‬ ‫يف النهاية منترصا ً معلناً عصمة الدين!‪.‬‬ ‫أي مشكلة مع‬ ‫أقول ومبنتهى الرصاحة والوضوح‪ :‬ليست عندي ّ‬ ‫الله‪ ،‬فسوا ًء أكان موجودا ً أم ال فتلك قضية ال تشغل بايل‪ .‬ما‬ ‫يهمني حقاً هو‪ :‬ماذا يريد مني هذا اإلله؟ وهل ما يطلبه مني‬ ‫كل ما هو مسطور يف القرآن‬ ‫صحيح ومنطقي وعقيل؟ وهل ّ‬ ‫وصحيح السنة يعبرّ عن الحقيقة املطلقة التي ال تقبل النقد‪،‬‬ ‫أو النقاش‪ ،‬أو املراجعة؟‬ ‫لقد نبذت هذه األحكام واألفكار والتصورات الدين ّية‪ ،‬واعتربتها‬ ‫مج ّرد عادات وتقاليد برشيّة ألبستها املخيّلة الجامعيّة املتوارثة‬ ‫طابع القداسة‪.‬‬ ‫وأعتقد ان تجاهل الشكوك العقل ّية املحيطة باألفكار الدين ّية‬ ‫وإثارة زوابع حول وجود الله هو مج ّرد وسيلة للتهرب من‬ ‫مواجهة املشكلة الحقيقيّة‪.‬‬

‫ولذلك‪ ،‬فإن فكرة وجود الله تربز دامئاً كحجة جاهزة ومفحمة‬ ‫كل من يشكك يف صحة التصور الديني‪ ،‬فام أن يبدأ‬ ‫للر ّد عىل ّ‬ ‫العقل يف طرح اسئلة وشكوك حتى يواجه بهذا السؤال‪ :‬هل‬ ‫أنت مؤمن باملصدر اإللهي لهذه التصورات الدينيّة؟ وهل‬ ‫تؤمن بوجود الله؟‬

‫ولكن‪ ،‬مب��اذا يوصف ع��ادة من يتم ّرد عىل هذه األفكار‬ ‫والتعاليم الدين ّية؟‬

‫فإذا كان الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬أنا أؤمن بوجود الله؛ إذن يجب أن‬ ‫تؤمن بصدق مفردات التصور الديني متى ثبت مصدرها‬ ‫اإللهي بدليل التواتر حتى وإن عجز عقلك عن إدراك أرسارها‪.‬‬

‫زنديق! ملحد! مرتد! كافر! جاهل! مارق!‬ ‫يف ظني‪ ،‬ال أهمية كبرية للوصف‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫إذن‪ ،‬هل من يتم ّرد عىل هذه األفكار يكون مؤمناً بوجود الله؟‬ ‫مجددا ً أقول‪ :‬ال أهمية كبرية ملثل هذا السؤال‪ ،‬فسوا ًء آمن‬ ‫بوجود الله‪ ،‬أم مل يؤمن‪ ،‬فالنتيجة واحدة وهي أنّه يرفض‬ ‫الهوية الدينيّة‪ ..‬يرفض أن يأرس نفسه بأحكام مسبقة ونتائج‬ ‫مقررة سلفاً‪ .‬وفكرة وجود الله مل توجد أصالً إالّ لتربير خضوع‬ ‫اإلنسان لهذه األفكار واألحكام‪ ،‬فإذا مت ّرد اإلنسان عليها فام‬ ‫جدوى إميانه بوجود الله؟ أال يصبح (الله) يف هذه الحالة مج ّرد‬ ‫موجود كباقي املوجودات؟ فسوا ّء آمن بوجوده أم أنكره فاألمر‬ ‫سيان!‪.‬‬ ‫ثم أنكر القرآن‬ ‫ترى هل يُقبل مني أن أؤمن بوجود الله ّ‬ ‫وأك ّذب السنة؟‬ ‫نعم‪ ،‬أنا ال أؤمن بوجود الله‪ ،‬ولكن إنكاري لوجوده كان‬ ‫نتيجة لدراسة النص الديني دراسة نقديّة عقالنيّة إنتهيت من‬ ‫خاللها إىل أ ّن النص الديني هو نص برشي محض ال كالم إله!‪.‬‬ ‫ومن العبث يف رأيي أن ا ُناقش يف النتيجة مبعزل عن األسباب‬ ‫واملقدمات‪.‬‬ ‫أعلم يقيناً أ ّن هذا املنطق لن يقنع الكثريين وسوف يظلّون‬ ‫يالحقوين بهذا السؤال األزيل‪ :‬إذن من أين أتيت أنت؟ هل‬ ‫متلك جواباً؟‬ ‫ال شك أ ّن هذا السؤال يأ ّرق اإلنسان منذ األزل‪ ،‬ويك يريح‬ ‫اإلنسان نفسه من هذه الحرية فقد أخرتع وهامً أسمه‪ :‬الله!‪.‬‬ ‫الحياة لغز غامض مل ّ‬ ‫نفك بعد أرساره‪ .‬نعم أعرتف بهذا‪ ،‬وألكن‬ ‫أكرث رصاحة‪ :‬أنا ال أعرف من أين أتيت‪ ،‬وال يهمني أصالً أن‬ ‫أعرف‪ .‬ما يهمني حقاً هو أن أعرف‪ :‬كيف سأعيش‪.‬‬ ‫سئل بوذا م ّرة‪ :‬ملاذا نعيش؟ فقال‪ :‬هذا ليس بسؤال‪.‬‬ ‫فقال السائل‪ :‬إذن كيف نعيش؟ فقال بوذا‪ :‬هذا هو السؤال!‪.‬‬ ‫ما أكرث ألغاز الحياة (ووجود اإلنسان واحد من هذه األلغاز‬ ‫يلح عليه يطلب‬ ‫الكثرية)‪ ،‬وحرية اإلنسان تدفعه للسؤال‪ ،‬وعقله ّ‬ ‫الجواب‪ .‬يرى اإلنسان السحب تجري يف السامء‪ ،‬يرى الشمس‬ ‫ترشق وتغرب يف حركة منتظمة‪ ،‬يرى أجراماً سامويّة تسقط‬ ‫وتهوي‪ ..‬ما رسها؟ يصنع خياله تفسريا ً لها‪( :‬الشمس تذهب‬ ‫فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها‪ ،‬فيوشك أن تستأذن‬ ‫فال يؤذن لها فيقال لها إرجعي من حيث جئت فتطلع من‬ ‫مغربها)‪( ،‬والشهب تهوي فوق رؤوس الشياطني املردة الذي‬ ‫يسرتقون السمع اىل املأل األعىل)‪( ،‬التثاؤب من الشيطان‪ ،‬وإذا‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪30‬‬


‫ملف العدد‬

‫من الذي خلق الكون و اإلنسان؟‬

‫سمعتم صياح الديكة فأسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً‪،‬‬ ‫وإذا سمعتم نهيق الحامر فتعوذوا بالله من الشيطان فإنّه رأى‬ ‫شيطاناً)‪.‬‬ ‫رس‪ ،‬فوراء هذه املظاهر‬ ‫وهكذا يرتاح اإلنسان‪ ،‬لقد أدرك ال ّ‬ ‫الكونيّة موجود عظيم أسمه الله‪.‬‬ ‫عندما يعجز اإلنسان عن التفسري العلمي والعقيل يلجأ إىل‬ ‫الخرافة‪ .‬وقد أخرتع اإلنسان إلهه يك يفرس الوجود‪ .‬لكن الله‬ ‫رس الوجود بل يزيد فكرة الوجود تعقيدا ً!‬ ‫يف واقع األمر ال يف ّ‬ ‫لكل موجود موجد فمن الذي‬ ‫سيظل العقل يسأل‪ :‬إذا كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫إذ‬ ‫أوجد الله؟ وإذا كان هذا الكون بدقة نظامه وأحكام بنائه‬ ‫يستحيل أن يوجد صدفة وبدون موجد فامذا عن هذا اإلله‬ ‫كل هذا الكون املعجز؟ كيف أصدق أنّه وجد دون‬ ‫الذي صنع ّ‬

‫‪31‬‬

‫موجد؟ ملاذا يفقد قانون السببيّة منطقيته وعقالنيته عنام‬ ‫يصل اىل وجود الله ذاته؟‬

‫الصغار ال يعرفون ما يكفي‬ ‫لجعلهم متعقلين‪ ،‬لذا فهم‬ ‫يقدمون على المستحيل‪،‬‬ ‫ويحققونه جيال بعد جيل‪.‬‬ ‫بيرل باك‬

‫يلح بأسئلة‬ ‫ّ‬ ‫وحتى إذا تجاهلنا هذه األسئلة فإ ّن العقل‬ ‫سيظل ّ‬ ‫أخرى أكرث تعقيدا ً مثل‪ :‬ملاذا جئت أصال؟ ما الحكمة من‬ ‫وجودي؟ وهل الله بحاجة يل؟ وهل هو بحاجة إىل عباديت؟‬ ‫وإذا مل يكن بحاجة إليها فلامذا خلقني؟‬ ‫ورمبا كان الرهان عىل الدين هو مسألة وقت‪ ،‬فمنذ قرون‬ ‫خلت عندما كانت معارف اإلنسان محدودة‪ ،‬كانت الغلبة‬ ‫حل‬ ‫للخرافة؛ ومع مرور األيّام وتتطور العلم متكن اإلنسان من ّ‬ ‫بعض األلغاز‪ ،‬وتناقصت تدريج ّياً الخرافات‪ .‬ومن يدري؟ رمبا‬ ‫حل هذا اللغز الغامض‪:‬‬ ‫يف يوم من األيّام سيتكمن اإلنسان من ّ‬ ‫من أين أتيت؟ عندها سيموت الله‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪32‬‬


‫ملف العدد‬

‫السيرة المحمدية ( قثم )‬

‫أيمن غوجل‬

‫يبدو ان مشاكل املسلمني بشكل خاص و مشاكل املتدينني من الديانات االخرى بشكل تكرب يوماً عن يوم‬ ‫فجأة استيقظ املؤمنون عىل عامل أصبحوا فيه أغراب ‪.‬‬ ‫عامل ال يفهمونه ‪ ,‬عامل ليس لهم فيه ال ناقة و ال جمل‬ ‫عامل اليؤثرون فيه بل ليس لديهم القدرة عىل التأثري فيه ‪.‬‬ ‫ينظر العامل املتحرض اىل االسالم و املسلمني و يهز رأسه كأنه يرى مريضاً ال طائل من محاولة عالجة يلفظ أنفاسه‬ ‫االخرية‪.‬‬ ‫هذا هو العامل الحقيقي عامل التحرض و املدنية و العلم‬ ‫كان املسلمون و من قبلهم املسيحيون و اليهود يعتقدون بأن (الله) قادر و ان (الله) كبري و أن (الله) يحبهم و أن‬ ‫(الله) يف صفهم دامئاً ‪.‬‬ ‫لكن فجأة فقدوا الله‪ ,‬حاولوا جاهدين أن يجدوه لكنه ضاع فجأة‪.‬‬ ‫أين ذهب الله ؟ و أين أختفى‬ ‫منذ ‪ 1400‬سنة و نيف جاء محمد و قىض نهائياً عىل مجتمع سابق لعرصة ‪ ,‬هذا املجتمع و رغم ما قيل عنه يف كتب‬ ‫املسلمني ‪ ,‬كان مجتمعاً متحرضا ً من املمكن أن يتحول ( لو مل يقىض عليه ) اىل أمة عظمية ‪.‬‬ ‫يسمي محمد و يردد املسلمون من بعده ‪ :‬العرص الجاهيل ‪...‬‬ ‫يف العرص الجاهيل كان هناك أمرأة مثل خديجة أمرأة ذات سلطة و مال و‬ ‫كانت خديجة (بيزنيس وومن) مارست التجارة بكل حرية بل ان كثريا ً من الرجال متنوا أن تقبل بهم و تتخذهم‬ ‫ازواجاً‬ ‫خديجة كانت تسافر مع قوافلها و تجارتها لوحدها‬ ‫خديجة كانت حرة بكل ما لهذه الكلمة من معنى اآلن‬ ‫كيف من املمكن ملجتمع جاهيل يحتقر و يخجل من األنوثة لحد أنه يدفن إناثه أحياء ( حسب الرواية اإلسالمية )‬ ‫أن يسمح ألمرأة أن تصل ال بل تكون بكل هذه السطوة كيف ميكن ملجتمع جاهيل يعامل املرأة بعبودية و أيضاً (‬ ‫حسب‬ ‫الرواية االسالمية ) أن ينجب مثل تلك االمرأة و هي حتى مل تكن من أرسة حاكمة‪.‬‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يكن جاهلياً‬ ‫ال تنسوا انه كان لديهم ما يسمى بسوق عقاظ‬ ‫تجمع أديب ثقايف من الطراز الرففيع يجتمع فيه نخبة شعراء و مثقفي و متذوقي الفن من مختلف األقطار و‬ ‫االمصار‪.‬‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يكن جاهلياً‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يقتل محمد بكل بساطة ‪ .‬املجتمع الجاهيل سمح له بحرية الرأي ‪.‬‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يكن جاهلياً‬ ‫املرشكون الكفار الجاهلييون كانوا مؤمنني بحرية العقيدة‬

‫‪33‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫ملف العدد‬

‫السيرة المحمدية ( قثم )‬

‫يف منطقة صغرية نسبياً يف جزيرة العرب كان من املمكن أن تجد من يعبد االصنام عىل اختالف أشكالها و معتقدات‬ ‫من يعبدها باألضافة اىل املسيحيني و اليهود و الصابئة و املجوس و مختلف اتباع الديانات القدمية‬ ‫مل ينقل حتى التاريخ املكتوب من قبل املسلمني انه نشبت حرب أو قتل أحد بسبب دينه أو معتقده ‪.‬‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يكن جاهلياً‬ ‫املجتمع الجاهيل كان مجتمعاً متحرضا ً بكل معنى الكلمة‬ ‫املجتمع الجاهيل كان مجتمعاً مثقفاً لديه معارض و منتديات و مراكز ثقافية‬ ‫املجتمع الجاهيل كان مجتمعا ميارس حرية املرأة ال يضع عليها القيود‬ ‫املجتمع الجاهيل كان مجتمعاً يقدس املرأة لحد تسمية أصنامه و تقريباً كلها بأسامء اناث‬ ‫املجتمع الجاهيل كان مجتمعاً منفتحاً عىل كل الحضارات املجاورة له‬ ‫املجتمع الجاهيل كان مجتمعاً يؤمن بالتعددية و بحرية الفكر و املعتقد ( حوى يف بعض فرتاته اناساً يدينون‬ ‫بالديانات الثالث التي تسمى ساموية باألضافة اىل ديانات وثنية و فكرية )‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يسطوا عىل قوافل أحد بل سري القوافل و اعتمد عىل نفسه و عمله‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يقتل ملجرد االختالف يف مسمى الله بل ناقش و حاور‬ ‫املجتمع الجاهيل مل يكن جاهلياً و امنا مجتمع متحرض مدين بكل ما للكلمة من معنى‬ ‫من سامه هكذا هم الجاهليون و هم من يكرهون الحضارة لذلك كان مثل هكذا مجتمع غري مناسب لوالدة مثل‬ ‫هذه الفكرة‬ ‫و جاء محمد ‪....‬‬ ‫جاء محمد لتغيري كل هذه املفاهيم و قلبها و استبدالها بعبادات ماخوذة من ثقافات و اديان مختلفة الشكل و‬ ‫اللون و الرائحة‪.‬‬ ‫جاء محمد و استبدل التعددية الفكرية و الدينية بشموولية مقيته‬ ‫جاء محمد ليبني ملكه الذي سلب منه عىل يد أقرب أقربائه ( ولد فقريا ً و اشتغل برعي االغنام كمستخدم رغم انه‬ ‫من نسل قريش حكام مكة )‬ ‫جاء محمد لينتقم من من كان يهزأ به و يبعده عن سدة الحكم‬ ‫جاء لينتقم‬ ‫أنه الحقد و االنتقام ال أكرث‬ ‫جاء محمد و قرر تويل االمور‬ ‫املناخ الفكري كان مناسباً هو يعيش يف مجتمع متحرض يقبل كل االفكار كونه مجتمع امتزج (و الحج احدى طرق‬ ‫أمتزاجه والتجارة طريقة أخرى) بالحضارات املختلفة امللونة و املناخ املؤامرايت مناسب مع اعداد من العبيد الذين‬ ‫استخدمهم احسن استخدام لينرش تعاليمه ( ان كان يجوز تسميتها بتعاليم ) استفاد كام يستفيد أحفاده يف أوربا من‬ ‫قوانني حرية االنسان و الرأي و من الطبقة الفقرية الكادحة كام أستخدموا عىل مر العصور ألنجاب الطواغي و بدأت‬ ‫القصة بل الكابوس الفكري ينترش بالقوة و بحد السيف و بتصفية املنافسني‪.‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪34‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الالسلطوية‬

‫الالسلطوية هى الرتجمة العربية األفضل للتعبري عن تيار‬ ‫سياىس واجتامعى و فلسفى ‪ ،‬تعددت أس�ماءه و رموزه‬ ‫الفكرية ‪ ،‬و تجسيداته سواء ىف حركات ثورية أو ثورات عرب‬ ‫التاريخ ‪ ،‬وتتنوع بداخله املدارس برغم ما يجمعه من إطار‬ ‫عام ‪.‬عرف ىف العربية بالفوضوية التى هى ترجمة غري دقيقة‬ ‫لكلمة ((‪ ))Anarchism‬والتى تعنى ىف اليونانية (ال حكم ) ىف‬ ‫حني أن الفوضوية اشتقاق نسب عرىب من فوىض ‪ ،‬وترجمتها‬ ‫ىف اإلنجليزية ((‪ ))،choas‬ومن ثم فهى ترجمة فضال عن عدم‬ ‫دقتها فهى خبيثة حيث تهدف لتنفري من يسمعها ‪ ،‬وقد عرف‬ ‫هذا التيار أيضا بالالسلطوى ‪ ،‬والتحررى والحقا أسامء أخرى‬ ‫أكرث تحديدا أهمها الشيوعية التحررية ‪.‬‬ ‫ويرجع هذا التيار لجذور فكرية قدمية إىل ما قبل العصور‬ ‫الحديثة ‪ ،‬تعىل من قيمة الحرية اإلنسانية ‪ ،‬وترفض السلطة‬ ‫القمعية وتنقدها ‪ ،‬وتعترب الدولة كمؤسسة ىف حد ذاتها مصدر‬ ‫كل رش ‪ ،‬ومصدر القهر الواقع عىل اإلنسان ‪ ،‬وسبب استغالله‬ ‫وإفساده وتشويهه ‪ ،‬وتبرش بعامل يخلو من هذا القهر ‪ ،‬وذاك‬ ‫االستغالل ‪ ،‬وبإمكانية أن يحيا البرش أحرارا دون هذه الدولة‬ ‫املتعالية عليهم و املتسلطة عليهم أيا ما كان نظامها‪ .‬ويرى‬ ‫البعض أن هذا التيار هو االمتداد األكرث جذرية لفكر عرص‬ ‫التنوير الذى سبق الثورة الفرنسية ‪ ،‬بشعـاراتها الثـالث (‬ ‫الحرية ‪ ،‬و اإلخاء ‪ ،‬واملساواة ) كام يرى البعض أن هناك جذورا‬ ‫السلطوية ىف كل الثقافات عرب التاريخ‪.‬‬ ‫وتنقسم جذور هذا التيار ىف العرص الحديث لثالث منابع‬ ‫بدأت ىف القرنني الثامن و التاسع عرش ‪ ،‬الالسلطوية الفردية‬ ‫وميثلها الفيلسوف اإلنجليزى جودوين واملفكر األملاىن شرتيرن ‪،‬‬ ‫وهى تقوم عىل الحرية املطلقة للفرد إزاء أى سلطة أو جامعة‬ ‫‪..‬والالسلطوية الجامعية أو الشيوعية وميثلها الثوريان الروسيان‬ ‫باكونني و كروبوتكني واملفكر الفرنىس برودون ‪ ،‬و هى تنشد‬ ‫مجتمع تتعاظم فيه الحرية الفردية ‪ ،‬و تنتفى فيه السلطة‬ ‫القمعية ‪ ،‬ىف إطار جامعى منظم تعاونيا ‪ ،‬باعتبار اإلنسان ىف‬ ‫النهاية حيوان اجتامعى ‪..‬والالسلطوية املسيحية وميثلها الرواىئ‬ ‫الروىس الشهري تولوستوى الذى استلهم من املسيحية رؤى‬ ‫تحررية و ال سلطوية‪.‬كام ظهر مؤخرا من تأثر بأفكار هذا التيار‬ ‫من املفكريني اإلسالميني عىل قلتهم النادرة ‪.‬‬ ‫وبدأ من منتصف القرن التاسع عرش ‪ ،‬ظهرت الالسلطوية‬ ‫الجامعية أو الشيوعية كتيار قوى ىف العديد من البلدان‬ ‫األوربية و األمريكية ‪ ،‬شاركت ىف األممية األوىل ‪ ،‬واشتبكت‬ ‫فكريا وتنظيميا مع املاركسية ‪ ،‬وخرج ممثلوها ليشكلوا أممية‬ ‫أخرى ‪ ،‬وشارك ممثلوها ىف العديد من الحركات الثورية ىف‬ ‫أسبانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا حتى منتصف الثالثينات من‬ ‫‪35‬‬

‫الالسلطوية‬

‫القرن العرشين ‪ ،‬وخالل ذلك ظهرت ىف داخل هذا التيار‬ ‫الالسلطوية النقابية ىف فرنسا ‪ ،‬والتى بلغت أوجها ىف أوائل‬ ‫القرن العرشين ‪ ،‬وظهر اتجاه ماركيس ال سلطوي ىف مواجهة‬ ‫التفسري اللينينى السلطوى للامركسية ‪ ،‬وميثله كل من روزا‬ ‫لوكسمبورج و بانيكوك ‪ ،‬واملعروف اآلن بشيوعية املجالس‬ ‫‪ ،‬وهم األقرب للامركسية األصيلة من كل التيارات املاركسية‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫وما أن انتصفت ثالثينات القرن العرشين حتى انتهت كل هذه‬ ‫التيارات لفرتة كمون طويلة ‪ ،‬حتى اعتقد البعض أنها انتهت‬ ‫متاما ‪ ،‬وأصبحت مجرد جزء من التاريخ ‪ ،‬ومجرد تراث من‬ ‫األفكار ‪ .‬ومع منتصف الخمسينات من القرن العرشين بدأ‬ ‫جهد نظرى إلحيائها ‪ ،‬حيث ظهرت كتابات جديدة ملفكرين‬ ‫جدد تعتمد عىل نقد الكتابات واملامرسات السابقة ‪ ،‬وتحاول‬ ‫استشفاف رؤى جديدة تلتزم باإلطار العام الالسلطوى‬ ‫والتحررى ‪ ،‬وىف منتصف الستينات ومع ظهور اليسار الجديد‬ ‫‪ ،‬خرج هذا التيار من كمونه ‪ ،‬واخذ ينترش مجددا ىف العديد‬ ‫من بلدان غرب أوروب��ا وأمريكا الشاملية ‪ ،‬ومع سقوط‬ ‫الدول التى تدعى باالشرتاكية ىف أواخر الثامنينات ‪ ،‬و سقوط‬ ‫اللينينية أحزابا وأفكارا مثلام سقطت االشرتاكيات الدميقراطية‬ ‫واإلصالحية‪ ،‬و زيادة التشكك ىف عبادة الدولة ‪ ،‬واستمرار نقد‬ ‫كل من النظرية واملامرسة السلطويتني ‪ ،‬ونقد األيديولوجيات‬ ‫التسلطية والقومية ‪ ،‬أخذ هذا التيار يكسب مواقع متزايدة ىف‬ ‫أوروبا واسرتاليا واألمريكيتني ورشق آسيا ‪ ،‬وبعض بلدان الرشق‬ ‫األوسط وجنوب أفريقيا ‪ ،‬وىف السنوات األخرية شارك هذا‬ ‫االتجاه ىف الكثري من األحداث ‪ ،‬و بفضل ثورة االتصاالت األخرية‬ ‫أخذ ينتظم عامليا ‪ ،‬ويزداد تأثريه وضوحا ‪ ،‬وعرف مفكرين جدد‬ ‫أشهرهم عامل اللغويات الشهري ناعوم شومسىك‪ ،‬سام دوجلوف‬ ‫ودانيال جرين وغريهم …ويدخل تحت هذا التيار مدارس‬ ‫عديدة تتفق ىف اإلطار العام ‪ ،‬وتختلف فيام بينها ىف التفاصيل‬ ‫‪ ،‬فهناك شيوعية املجالس ‪ ،‬والشيوعية التحررية ‪ ،‬واملاركسية‬ ‫الليربالية ‪ ،‬و االستقاللية ‪ ،‬واملواقفية ‪ ،‬و الالسلطوية النقابية ‪،‬‬ ‫املنربية ‪..‬الخ ‪.‬‬ ‫وسأحاول فيام يىل رشح اإلطار العام لهذا التيار ‪ ،‬أهدافه و‬ ‫ومامرسته ‪ ،‬كام أفهمه ‪ .‬فالالسلطوية ليست مذهبا جامدا ‪،‬‬ ‫وال تعرف النصوص املقدسة ‪ ،‬ورموزها من املفكرين مجرد‬ ‫مجتهدين ال أنبياء ‪ ،‬وال قداسة لهم وال لنصوصهم ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يقبل هذا التيار النقد والتطوير داخل إطار مبادئه العامة‪.‬‬

‫الهدف‬

‫أن يكون لنا هدفا نسعى إليه ال يعنى أن نكون وبالرضورة‬ ‫خياليني ‪ ،‬ومن ثم فالبحث اإلنساىن امل�شروع عن تنظيم‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫اجتامعى يقوم عىل أساس التعاون االختيارى الحر بني أفراد‬ ‫املجتمع لتلبية احتياجاتهم املشرتكة ‪ ،‬وبرشط أن تتعاظم‬ ‫فيه الحرية اإلنسانية ‪ ،‬وتختفى فيه السلطة القمعية ‪ ،‬ليس‬ ‫حلام خياليا مهام ظهر لنا من صعوبات تحقيقه عىل أرض‬ ‫الواقع الذى تجذم حقائقه الصلبة باستحالة تحققه حتى اآلن‬ ‫‪ ،‬فلهذا الهدف تاريخ طويل بطول التاريخ البرشى املكتوب‬ ‫كله ‪ ،‬ولطاملا حلم البرش بالحرية أفرادا و جامعات ‪ ،‬وناضلوا‬ ‫من أجل ما حلموا به ‪ ،‬وبرغم اتهامهم أحيانا بالخيالية ‪ ،‬فقد‬ ‫أحرزوا تحقيق جزىئ للحلم عرب أشكال متنوعة من االنتصارات‬ ‫والهزائم ‪ ،‬ومن التقدم والرتاجع ‪ ،‬ومن التجارب واألفكار ‪ ،‬وهو‬ ‫ما يلخص جوهر الحياة اإلنسانية بأرسها ‪ ،‬فالبرش كانوا ومازالوا‬ ‫و سيظلون يحلمون بتحررهم الحقيقي ‪ ،‬الذى يعنى ىف جوهره‬ ‫سيطرتهم عىل ظروف حياتهم ‪ ،‬وتعظيم قدرتهم عىل اتخاذ ما‬ ‫يعنيهم من قرارات ‪ ،‬وأن يعيشوا وفق ما يقرروه ال ما يقرره‬ ‫غريهم ‪ ،‬وتعظيم قدراتهم عىل االختيار من بني البدائل املختلفة‬ ‫التى تطرح عليهم خالل مسار حياتهم ‪ .‬وإذا كان البرش البد‬ ‫أوال أن يوفروا احتياجاتهم املختلفة عرب اإلنتاج املادى الذى‬ ‫يشكل أساس وجودهم وتطورهم ‪ ،‬فال شك أيضا ىف أن تطوير‬ ‫قدراتهم اإلنتاجية بالسيطرة عىل الطبيعة وتحويلها ملا يشبع‬ ‫احتياجاتهم ‪ ،‬مرتبط كذلك بالتحرر من بعض قيود الطبيعة‬ ‫التى تكبلهم ‪ ،‬فإذ ما أعاقتهم البحار عن عبورها اخرتعوا السفن‬ ‫‪ ،‬وإذا ما قيدتهم الجاذبية عن الطريان اخرتعوا الطائرات ‪،‬‬ ‫وبأمثال تلك املخرتعات مل يستطيعوا التحرر فحسب من‬ ‫القيود الطبيعية عىل حريتهم ىف االنتقال ‪ ،‬بل ازدادت قدرتهم‬ ‫اإلنتاجية كام ونوعا وحققوا كل ما حققوه من تقدم‪ .‬وعىل‬ ‫مستوى التاريخ االجتامعى كانت الثورات االجتامعية تهدف‬ ‫دامئا إىل تحرير املقهورين من تسلط من ميلكون السلطة ‪،‬‬ ‫وهم وإن كانوا مل يحققوا حتى اآلن التحرر الكامل من التسلط‬ ‫املتعاىل عليهم ‪ ،‬الخفى منه والظاهر ‪ ،‬واملخادع منه والرصيح‬ ‫‪ ،‬إال أنهم وعرب التاريخ الطويل قد حققوا ‪ ،‬وعىل نحو تدريجى‬ ‫املزيد من الحريات التى ما كان يحلم بها أجدادهم ‪ ،‬إال أن‬ ‫ما تحقق مل يبلغ بعد الهدف املنشود الذى هو جوهر الوجود‬ ‫البرشى ‪ ،‬والذى يعطيه معناه ومربره ‪ .‬فالعبودية مجرد حياة‬ ‫حيوانية ‪،‬ال ترقى ملستوى الحياة البرشية ‪ .‬وقدميا اعترب الرومان‬ ‫العبد مجرد آلة ناطقة مجردة من برشيتها‪.‬‬ ‫ومن هنا فالهدف السالف الذكر ليس اخرتاعا برشيا ‪ ،‬وليس‬ ‫عامل مثاىل سابق اإلعداد علينا تحقيقه ‪ ،‬وال هو مجرد مذهب‬ ‫جامد ‪ ،‬وال مخطط من قبيل الهندسة االجتامعية ‪ ،‬ولكنه‬ ‫هدف طبيعى للبرش يفرس تطورهم عىل كافة املستويات ‪،‬‬ ‫ولكن ملا كان اإلنسان ‪ ،‬ما هو إال ظاهرة طبيعية معقدة للغاية‬ ‫هى إنتاج ملجتمع أكرث تعقدا ‪ ،‬ومن ثم ال يسهل فهمهام ‪ ،‬ىف‬

‫وجودهام وتطورهام ‪ ،‬فإن هذا الهدف الطبيعى يأخذ مسارات‬ ‫معقدة ىف دفع التاريخ البرشى ‪ ،‬ويتجىل ىف أشكال متعددة رمبا‬ ‫ال يسهل الربط بينها وبني هذا الهدف ‪ ،‬أو ذاك النزوع لو نظرنا‬ ‫فحسب من سطح األشياء ال من عمقها أو أن يقرتبوا‪.‬‬ ‫فاملخرتعني الذين ساعدوا البرش عىل تحقيق السيطرة املتزايدة‬ ‫عىل الطبيعة ‪ ،‬ومن ثم زيادة تقدمهم ‪ ،‬والثوار الذين هدموا‬ ‫مجتمعات ليقيموا مجتمعـات أخرى بديلة أكرث حرية ‪ ،‬مل‬ ‫يربطوا بالطبع بني ما فعلوه وبني الهدف الالسلطوى ‪ ،‬وأن‬ ‫كانوا قد ساعدوا عىل االقرتاب من تحقيقه ‪ ،‬وقد أدعى بعضهم‬ ‫أحيانا أنهم ينشدوه ‪،‬وسعى البعض إليه ‪ ،‬إال أنهم جميعا‬ ‫فشلوا ىف الوصول إىل ما نشدوه‪.‬‬ ‫أن ما يعوق تحقق الهدف الالسلطوى عىل أرض الواقع ‪ ،‬هو أن‬ ‫املجتمعات البرشية منذ نحو مثانية ألف عام ‪ ،‬وعندما عرفت‬ ‫وألول مرة امللكية الخاصة لوسائل اإلنتاج ‪ ،‬ومن ثم االنقسام‬ ‫إىل طبقات مالكة ‪ ،‬وغري مالكة ‪ ،‬عرفوا شكل الدولة كتنظيم‬ ‫اجتامعى منفصل عنهم ليدافع عن مصلحة من ميلكون ضد‬ ‫من ال ميلكون ‪،‬األمر الذى يتم باحتكار الدولة ملصادر العنف‬ ‫والقهر املسلح ‪،‬منه وكأنهم يبتعدون عنه أو عىل العكس ‪.‬‬ ‫و من هنا عرفوا االنقسام بني أقلية تحتكر السلطة ‪ ،‬وأغلبية‬ ‫محرومة من السلطة ‪ .‬ومحتكرى السلطة ميتلكون أو يسيطرون‬ ‫عىل مصادرها ‪ ،‬و تلك املصادر هى األساس املادى للسلطة‬ ‫واملرشوعية ‪ ،‬فهى من تعطى الرشعية ملن ميلكها وتحرمها من‬ ‫ال ميلكها ‪ .‬و تتغلف السلطة دامئا وراء ادعاءات مثالية مضللة‬ ‫كتمثيل الشعب أو األمة أو العقل أو الطبقة أو القومية أو‬ ‫الدين ‪..‬الخ ‪ ،‬وما هى سوى مطلقات مجردة ومثالية وظيفتها‬ ‫االجتامعية الوحيدة ‪ ،‬مجرد تربير السلطة التى ميارسها فعليا‬ ‫وواقعيا أفراد ونخب ومؤسسات ال يحق لها متثيل أحد ‪ ،‬سواء‬ ‫من من تحكمهم ‪ ،‬أو من تدعى استنادها ملرجعيتهم ‪ ،‬هم‬ ‫أفراد و نخب ومؤسسات اكتسبوا الرشعية ‪ ،‬ومن ثم السلطة‬ ‫ملجرد سيطرتهم عىل مصادرها املادية ال ألفضلية يتميزون بها‬ ‫عىل املحكومني‪.‬‬

‫ومصادر السلطة املادية هى ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرثوة مبا تعنيه من كل وسائل اإلنتاج ‪ ،‬فمن ميلكها أو‬ ‫يسيطر عليها ميلك رشاء قوة العمل واستغاللها لزيادة ثروته‬ ‫عىل حسابها ‪ ،‬والسيطرة عليها بالتحكم ىف رشوط حياتها‬ ‫وظروف عملها ‪ ،‬سواء أكانت قوة العمل هذه عبيدا أم أقنان‬ ‫أم عامل ‪ ،‬فاملحرومني من الرثوة ال ميلكون إال الرضوخ ملالك‬ ‫الرثوة من أجل ضامن بقائهم عىل قيد الحياة ‪ ،‬فسواء كنت‬ ‫مملوكا كعبد ملالك الرثوة ‪ ،‬أو مضطرا كعامل للتنازل عن جزء‬ ‫من وقتك وحريتك وجهدك فقط لصالحه ‪ ،‬فأنت مجرب عىل‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪36‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الالسلطوية‬

‫الرضوخ إلرادته ألنه ميلك وسيلة بقاءك ىف الوجود ‪ ،‬فامللكية‬ ‫الخاصة للرثوات حولت األغلبية البرشية لسلع تباع وتشرتى‬ ‫ىف األسواق ملن يدفع الثمن ‪ ،‬سواء عىل نحو كامل ومطلـق‬ ‫أو عىل نحو جزىئ ونسبى ‪ ،‬وقد فقدت تلك األغلبية حريتها‬ ‫لصالح من ميلكون ‪ ،‬وليس ذلك فحسب ‪ ،‬فهؤالء القادرين‬ ‫عىل احتكار وسائل العنف واملعرفة لقهر اآلخرين هم أنفسهم‬ ‫مالىك و حائزى الرثوة ‪ ،‬أو املسيطرين عليها‪ .‬وهؤالء القادرين‬ ‫عىل إمالء رغباتهم عىل الساسة والبريوقراطيني هم مالك الرثوة‬ ‫‪ .‬فالدولة دامئا هى الجهاز التنفيذى ملالك الرثوة بكل ما متلكه‬ ‫من احتكار وسائل العنف واملعرفة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القوة مبا تعنيه من وسائل العنف املسلح ‪ ،‬فمن ميلكها أو‬ ‫يسيطر عليها قادر عىل إجبار من ال ميلكونها عىل تنفيذ إرادته‬ ‫‪ ،‬وقادر بواسطتها عىل االستئثار ببعض أو كل الرثوة بحجة‬ ‫حامية املجتمع من املجتمعات األخرى ‪ ،‬أو مالىك الرثوة من‬ ‫املحرومني منها ‪ ،‬فمن ال ميلكون وسائل العنف مجربين عىل‬ ‫التسليم بسيادة من ميلكونها وتسلطهم ‪ ،‬والتنازل عن بعض أو‬ ‫كل نصيبهم ىف الرثوة مقابل تلك الحامية ‪ ،‬ومقابل استمرارهم‬ ‫ىف الحياة ‪ .‬ومن يتمرد فعليه أن ميتلك نفس وسائل العنف ‪،‬‬ ‫ويستخدمها بكفاءة أكرث لو شاء االنتصار ‪ ،‬والذى إن تحقق‬ ‫له االنتصار ‪ ،‬اكتسب مصدر السلطة ورشعيتها ‪ ،‬وفرض إرادته‬ ‫عىل املهزوم ‪.‬‬ ‫فالذين يحاولون القيام بانقالب عسكرى يرشعون ىف جرمية‬ ‫مخالفة للقانون والرشعية القدمية ‪ ،‬وىف حالة فشلهم‬ ‫فسيقدمون للمحاكمة باعتبارهم مجرمني ومنتهكني للرشعية‬ ‫ومعادين للسلطة الرشعية ‪ ،‬ومبجرد نجاحهم ىف ارتكاب‬ ‫جرميتهم ‪ ،‬يكتسبون السلطة والرشعية ويتحولون من مرشوع‬ ‫مجرمني لثوار و لسادة و قادة ومصدر للرشعية ‪ ،‬ويقدمون‬ ‫للمحاكمة كل من يتمرد عىل سلطتهم باسم رشعيتهم الجديدة‬ ‫‪ .‬ىف حني يفقد أصحاب الرشعية السابقون رشعيتهم مبجرد‬ ‫هزميتهم ‪ .‬فالحقيقـة العارية تقول أن بعد مثانية ألف عام من‬ ‫الخروج من الغابة ‪ ،‬ومن ثم التمدين والتحرض فام زال البرش‬ ‫يحيون وفق قوانني الغابة ‪ ،‬وأن تهذبت شكال ‪ ،‬فام زالت القوة‬ ‫مصدر الحق والرشعية ‪،‬ومازالت العالقات البرشية هى بني‬ ‫وحوش متلك القوة وفرائس تفتقدها ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬املعرفة بكل ما تعنيه من وعى اجتامعى كالعلوم والفنون‬ ‫واآلداب والفلسفات واألفكار والقوانني واأليديولوجيات‬ ‫هى أحد مصادر السلطة ‪ ،‬والتى تتيح ملن ميلكها ‪ ،‬السيطرة‬ ‫والتحكم فيمن يفتقرون إليها ‪ ،‬وملا كانت هذه املعرفة هى‬ ‫إنتاج اجتامعى ‪ ،‬فأن قوة العمل التى تنتجها هى الرشائح‬ ‫االجتامعية املثقفة ‪ ،‬ورغم متيزها االجتامعى نظرا لطبيعة ما‬ ‫تنتجه ‪ ،‬إال أنها ىف النهاية وبرغم كل ما مييز أفرادها ظاهريا‬ ‫‪37‬‬

‫الالسلطوية‬

‫من بريق اجتامعى ومستوى معيىش مرتفع ‪ ،‬خاضعة لسيطرة‬ ‫وتحكم من ميلكون أو يسيطرون عىل الرثوة والقوة ‪ ،‬وحتى‬ ‫من يتمرد من هذه الرشائح ‪ ،‬فأنه معرض للحرمان من الرثوة‬ ‫‪ ،‬وقهر القوة وعنفها ‪ .‬ومن ثم فمشاركة هؤالء ىف السلطة‬ ‫مرهون فحسب برضاء من يحتكرون الرثوة والعنف ‪ ،‬وبواسطة‬ ‫ما متلكه نخب السلطة من املعرفة ‪ ،‬ووسائل إنتاجها تتحكم‬ ‫فيمن ال ميلكون أى من الرثوة والقوة واملعرفة ‪ ،‬فعقول البرش‬ ‫هى صناعة الرتبية والتعليم والدعاية واإلعالم والفنون واآلداب‬ ‫ومؤسسات الدين ‪ ،‬فمن ميلك تلك الوسائل ميلك تلك العقول‬ ‫إال من استطاع التمرد عليها ‪ ،‬من منتجى ومستهلىك املعرفة‬ ‫‪ ،‬ذلك التمرد مرشوط بدوره برشوط ذاتية وموضوعية تدفع‬ ‫القلة إليه ىف اللحظات العادية ‪،‬والتى يكون لديها التكوين‬ ‫النفىس والعقىل و الشجاعة واالستعداد لدفع مثن التمرد ‪.‬‬ ‫وتتسع هذه القلة لتتحول ألغلبية ىف لحظات التمرد والثورة‬ ‫‪ .‬ومن زاوية أخرى فاملعلومات الرضورية لىك تصدر حكام‬ ‫صحيحا التخاذ قرار ما ‪ ،‬ومن ثم يكون لديك القدرة الفعلية‬ ‫عىل املشاركة ىف السلطة ‪ ،‬ليست متاحة إال ملن يحوزون عىل‬ ‫السلطة فعليا ‪ ،‬فاحتكار النخب الحاكمة ملثل هذه املعلومات‬ ‫يتيح لها استمرار احتكار السلطة ألنها تحتكر املعلومات التى‬ ‫تؤهلها التخاذ القرارات ‪ ،‬ومن ثم ال تسمح بإتاحتها للجميع‬ ‫العتبارات األمن الذى هو ىف حقيقته أمن السلطة والنخب‬ ‫التى متارسها‪ ،‬والطبقات التى تجسد مصالحها تلك النخب ‪.‬‬ ‫فطبقات القاهرين التى متارس السلطة القمعية بالسيطرة عىل‬ ‫وسائلها ‪ ،‬ليست بأفضل من طبقات املقهورين التى متارس‬ ‫السلطة عليها ‪ ،‬فتلك القلة من املالك سواء أكانوا إقطاعيني أو‬ ‫رأسامليني والساسة و العسكريني والبريوقراطيني من محتكرى‬ ‫السلطة ‪ ،‬ليسوا باألفضل عىل أى نحو من األغلبية املحرومة‬ ‫من السلطة الفعلية ‪ ،‬حتى يربروا تحكمهم فيها ‪ ،‬وذلك باتخاذ‬ ‫القرارات التى متس حياتها ىف حني أنها مغلوبة عىل أمرها قهرا‬ ‫و خداعا وجهال واضطرار‪.‬‬ ‫وهاكم التاريخ البرشى بأرسه ليربهن لكم بعدد وقائعه و‬ ‫أحداثه عىل كم هى فاسدة وغبية وجاهلة وحمقاء وظاملة‬ ‫تلك الطبقات القاهرة عرب التاريخ ‪ ،‬والتى طاملا ادعت نزاهتها‬ ‫وذكائها وعلمها وحكمتها وعدالتها أبواق الدعاية من منتجى‬ ‫املعرفة والفنون واآلداب ‪ ،‬تلك القلة التى كم كيل لها من‬ ‫املديح ‪ ،‬والقت من االحرتام والتقديس والعبادة ما ال تستحقه ‪،‬‬ ‫وهى ىف غالبيتها وجوهرها مجموعات من البلطجية و املجرمني‬ ‫والدجالني والسفاحني ‪ ،‬فالفرق بني قنبلتى ترومان الذريتني و‬ ‫هولوكست هتلر ‪ ،‬هو الفرق بني رشف جرمية املنترص وعار‬ ‫جرمية املهزوم ! ‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫أليسا وأمثالهام مجرد زوائ��د طفيلية متتص قوى املنتجني‬ ‫الفعلني للرثوة والوعى االجتامعى ملصالحها األنانية ‪ ،‬فكم‬ ‫أهدرت طبقات القاهرين من موارد ومن إمكانيات للتطور‬ ‫ولرفاهية األغلبية لصالح أهواءها ضيقة األفق ‪ ،‬وكم من جرائم‬ ‫ارتكبتها لتحافظ عىل مركزها ونفوذها وامتيازاتها واستغاللها‬ ‫لتلك األغلبية ‪ ،‬وكم ما سببته أنانيتها الوحشية من مآىس و‬ ‫أهوال لألغلبية املغلوبة عىل أمرها ‪ ،‬وكل التاريخ املكتوب ال‬ ‫يربهن وعىل أى نحو عىل صحة ما تدعيه من أنها تعرب عن‬ ‫املصلحة العامة ‪ ،‬بل عىل عكسه متاما ‪ ،‬فلمصلحة من كانت‬ ‫كل تلك الحروب التى شهدتها البرشية ومات وجرح وأرس فيها‬ ‫باليني البرش ‪ ،‬وملصلحة من دمرت مدن وقرى ومتت تسويتها‬ ‫باألرض ‪ ،‬وملصلحة من لوثت أنهار وبحريات و بورت حقول‬ ‫وحرقت غابات ومراعى مبا ال ميكن حرصه ‪ ،‬؟ وملصلحة من‬ ‫أخذ باليني البرش الفقراء واملقهورين ىف تشييد املعابد الهائلة‬ ‫‪ ،‬والقالع الرهيبة ‪،‬واألهرامات الشامخة ‪ ،‬واألسوار العظيمة ‪،‬‬ ‫والقصور املنيفة ‪ ،‬وخالل آالف السنني ىف حني كانوا يعيشون ىف‬ ‫أكواخ الطني والبوص ‪ ،‬وملصلحة من لوثت البيئة حتى أصبح‬ ‫الكوكب الذى نعيش عليه مهدد بأن يصبح غري صالح للحياة ؟‪،‬‬ ‫وملصلحة من يستنفذ سباق التسلح الرثوة الطبيعية والبرشية‬ ‫ىف حني يتلظى املاليني ترشدا ا؟‪ ،‬وملصلحة من ترمى املحاصيل‬ ‫ىف البحار للمحافظة عىل سعرها ىف حني يتضور املاليني جوعا‬ ‫؟ أليس كل هذا ملصلحة أقلية أنانية وجشعة وال أخالقية ىف‬ ‫حقيقتها برغم ما تتشدق به من قيم عليا وتتغلف فيه من‬ ‫إدعاءات عقالنية ‪ ،‬فأنها ال ترى أبعد من قدميها‪ .‬ال ترى أنها‬ ‫مثل ضحاياها فقدت حريتها وأمنها مبجرد أن تسلطت عليهم‬ ‫سواء أكانت إقطاعية أم بريوقراطية أم رأساملية ‪.‬‬ ‫وهل تكفى الرضورة االجتامعية التى تحكم التطور االجتامعى‬ ‫‪ ،‬لتربير أو تفسري كل تلك الحامقات التى ال عالقة لها بتطوير‬ ‫قوى اإلنتاج باعتباره السبب الجوهرى للتقدم االجتامعى ؟‪.‬فام‬ ‫هو الذى يساعد عىل تطوير قوى اإلنتاج باعتبارها قاطرة‬ ‫التطور االجتامعى ؟ سوء إدارتها و تدمريها وتبذيرها وإهدارها‬ ‫‪ ،‬أم االخرتاع واإلبداع والعلم والعمل البرشى ‪.‬من ساعد فعال‬ ‫عىل متدين البرشية وتقدمها ؟ إبادة الهنود الحمر واسرتقاق‬ ‫الزنوج أم قوة اإلبداع البرشى ذهنيا لدى العلامء واملخرتعني ‪،‬‬ ‫وبدنيا لدى العامل واملهنيني والحرفيني ‪.‬‬ ‫فالسلطة ومصادرها املختلفة ليست مفسدة ملن ميلكها‬ ‫ويحوزها ويسيطر عليها فقط ‪ ،‬فهى مفسدة أيضا للمحرومني‬ ‫منها ‪ ،‬فالغالبية الساحقة من الرشور والجرائم اإلنسانية عىل‬ ‫جانبى املجتمع املنقسم عىل نفسه لطبقات ‪ ،‬هى االبنة‬ ‫الرشعية لهذا االنقسام الناتج عن احتكار األقلية للسلطة‬ ‫ومصادرها ‪ ،‬فالتكالب عىل الرثوة والخوف عليها والرغبة‬

‫ىف زيادتها من جانب ‪ ،‬مثلام الحرمان منها من جانب آخر‬ ‫سواء بسواء ‪ ،‬يشوه كال الطرفني املالك واملحروم ‪ ،‬ويطلق كل‬ ‫الرشور واآلثام التى تدور ىف غالبها بهدف الحصول عىل الرثوة‬ ‫‪ ،‬كام يشوه العنف القاهر واملقهور ‪ ،‬املنترص واملهزوم ‪ ،‬الجالد‬ ‫والضحية‪ ،‬ما بني غرور القوة وزهوها ‪ ،‬وانسحاق الضعف‬ ‫وخوفه ‪ ،‬يتولد أسوء ما ىف البرش ‪.‬‬ ‫وقد حاولت البرشية عرب تاريخها املكتوب بالوعظ والفلسفة‬ ‫والقانون والدين والرتبية أن تصلح ما أفسدته السلطة‬ ‫ومصادرها ‪ ،‬وما فلحت ىف ذلك ولن تفلح ما دامت ترص عىل‬ ‫معالجة أعراض املرض ال أصله ‪ ،‬فالرش مثلام الخري ليس فطرة‬ ‫برشية جبل عليها البرش ‪ ،‬و إمنا هو صناعة اجتامعية ‪ ،‬فالبرش‬ ‫أبناء ظروفهم وبيئتهم االجتامعية ‪ .‬حتى أن بوذا نفسه كان‬ ‫يرى أن منهجه الفلسفى واألخالقى الذى يهدف لتخليص‬ ‫الحياة البرشية من األمل والوصول بها إىل السعادة الكاملة ‪،‬‬ ‫يستلزم نظام اجتامعى يساعد البرش عىل اتباعه ‪ ،‬فكل وصايا‬ ‫بوذا عن عدم إيذاء أى كائن حى ورفض العنف ‪ ،‬وعن عدم‬ ‫التكالب الوحىش عىل الرثوة وملذات الحياة ‪ ،‬مل متنع البوذيني‬ ‫عن مخالفتها وارتكاب كل الجرائم التى تخالف هذا املذهب‬ ‫ىف أصوله ‪ ،‬ألنهم مل يعرفوا نظاما اجتامعيا يساعدهم عىل ذلك‬ ‫‪ ،‬وقد تحولت البوذية ىف النهاية ملؤسسة كهنوتية ىف خدمة‬ ‫محتكرى السلطة لتربر تسلطهم وقهرهم واستغاللهم لألغلبية‬ ‫املنشغلة بالخرافات التى أبعدتهم عن جوهر الفكرة البوذية‬ ‫األصيلة التى ال عالقة لها ىف الحقيقة بالغيبيات ‪ .‬وليس هذا‬ ‫بغريب عىل السلطات القمعية عرب التاريخ إن مل يكن من‬ ‫رضورات وجودها واستمرارها ‪ ،‬فقد حولت الستالينية رضيح‬ ‫لينني ملا يشبه املزار الدينى ‪،‬ونرشت متاثيله وصوره ىف كل مكان‬ ‫‪،‬وأصبحت زيارة الرضيح مبرور الوقت طقس شبه دينى‪.‬‬ ‫ ‬ ‫وعىل العموم فالرشور التى تسببها السلطة القمعية أكرث مبا ال‬ ‫يقاس مام تدعى أنها ما قامت إال لتمنعه‪.‬‬

‫ما يجب أن نعلمه هو أن الالسلطوية الجامعية‬ ‫ترتكز عىل الرفض الكامل ملجموعة من األساطري‬ ‫هى ‪:‬‬

‫أوال‪ -:‬أن الدولة رضورة اجتامعية مطلقة لضامن سري املجتمع‬ ‫ومتاسكه وحاميته من أعدائه الداخليني والخارجني عن قوانينه‬ ‫وقواعده ‪ ،‬وأعدائه الخارجيني من الطامعني ىف السيطرة عليه‬ ‫وغزوه ‪ ،‬وحامية غالبية املواطنني الصالحني والطيبني من القلة‬ ‫الضالة واملنحرفة والخارجة عن السيطرة والقانون ‪ .‬وأن املشكلة‬ ‫ليست ىف السلطة القمعية ىف حد ذاتها ‪ ،‬ولكن فيمن ميارسها ‪،‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪38‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الالسلطوية‬

‫‪39‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪40‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الالسلطوية‬

‫وكيف ميارسها ‪ ،‬والحقيقة أن السلطة تفسد من ميارسها ‪ ،‬ولو‬ ‫خلصت نيته وحسنت أخالقه ‪ .‬و أنه من الخيالية أن نرتكن‬ ‫لوهم أن تحكمنا املالئكة البرشية التى مل يخربنا التاريخ أنها‬ ‫حكمتنا من قبل ‪ ،‬فحتى لو حكمتنا فستتحول لشياطني مبجرد‬ ‫إحساسها بدفء مقاعد السلطة ‪ ،‬والسلطة تقمع وتشوه من‬ ‫متارس عليهم مثلام تشوه وتفسد من ميارسوها ‪ .‬وهذا ال يعنى‬ ‫إنكار أن البرش ىف أمس الحاجة دامئا لتنظيم يضمن تعاونهم ‪،‬‬ ‫وينظم نشاطهم الجامعى لتلبية احتياجاتهم املشرتكة دون أن‬ ‫يقمعهم ودون أن يتعايل عليهم ‪ ،‬وهو أمر مختلف متاما عن‬ ‫السلطة التى تقهرهم رغام عن إرادتهم ‪ ،‬ومن خارجهم ‪ ،‬فهناك‬ ‫فرق بني سلطة إدارية متارس للتنظيم ‪ ،‬كسلطة رجل املرور‬ ‫ىف الشارع ‪ ،‬وسلطة قبطان السفينة ىف أعاىل البحار ‪ ،‬وسلطة‬ ‫الطيار ىف طائرته ‪ ،‬وبني السلطة السياسية القهرية واملتعالية‬ ‫واملنفصلة عن البرش التى ترفضها الالسلطوية الشيوعية‪ .‬وهذا‬ ‫الرفض ال يعنى أن الالسلطوية الشيوعية ضد تنظيم املجتمع‬ ‫عرب هيئاته التفويضية املنتخبة ‪ ،‬و الالسلطوية الشيوعية‬ ‫بالرضورة مع وجود قوة رادعة و قامعة لالعتداءات املخلة‬ ‫بأمن الناس وحريتهم وحقوقهم ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -:‬أن الدميقراطية التمثيلية النيابية هى أقرب شكل ممكن‬ ‫ملامرسة السلطة يضمن الحرية للبرش ‪ ،‬وما هى ىف الحقيقة‬ ‫سوى مجرد إعطاء األغلبية الحق ىف أن تذهب بشكل دورى‬ ‫لتختار من بني السياسيني الذين ميثلون النخبة الحاكمة من‬ ‫سيامرس عليهم السلطة وباسمهم ‪ ،‬ىف متثيلية ال تنطىل إال عىل‬ ‫السذج ‪ ،‬فمن ميلكون أى من مصادر السلطة ‪ ،‬هم وحدهم‬ ‫القادرين واقعيا عىل الفوز ىف الرتشيح للمجالس التمثيلية الذى‬ ‫يكتفى املحرومون منها واقعيا مبجرد حقهم القانوىن والشكىل‬ ‫ىف الرتشيح ‪ ،‬فليس لهم سوى اختيار أى من هؤالء املرشحني‬ ‫سيمثلهم لعدة سنوات ‪ ،‬معتمدين ىف اختيارهم عىل مدى‬ ‫تأثرهم بالدعاية االنتخابية التى متلك وسائلها النخب الحاكمة‬ ‫واملالكة التى ميثلها هؤالء املرشحني ‪ .‬وهى شكلية كذلك‬ ‫ألن النخب السياسية سواء ىف الحكم أو ىف املعارضة تحتكر‬ ‫وحدها دون الجامهري الناخبة كل وسائل التأثري عىل عقول‬ ‫تلك الجامهري ‪ ،‬واملحجوب عنها املعرفة واملعلومات الرضورية‬ ‫‪ ،‬والخاضعة لعملية تشكيل للعقل وتوجيهه إىل ما تريده هذه‬ ‫النخب ‪ ،‬التى تتنافس فيام بينها ىف لعبة كراىس موسيقية ‪،‬‬ ‫لتبادل مقاعد الحكم و املعارضة ‪ ،‬فبطاقة االقرتاع بني أيدى‬ ‫شعب أهمل تثقيفه عمدا ‪ ،‬وتتسلط عليه أدوات غسل العقل‬ ‫وتعليبه ‪ ،‬و صناعة الوعى وتشكيله ‪ ،‬ليست سوى حيلة ماكرة‬ ‫إلنتاج وتجديد إنتاج أرستقراطيات حاكمة مقنعة بالتمثيل‬ ‫الشعبى الكاذب ‪ ،‬مهمتها أن تحافظ عىل مصالح مالك الرثوة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -:‬أننا يجب أن منر مبرحلة انتقالية مؤقتة نحو املجتمع‬ ‫‪41‬‬

‫الالسلطوية‬

‫الالسلطوى الشيوعى‪ ،‬تقوم فيها الدولة االشرتاكية ‪ ،‬كإله‬ ‫جديد يحتكر كل السلطة ومصادرها باسم األغلبية التى‬ ‫تقع ىف العبودية ملن ميلكون السلطة الفعلية من الساسة‬ ‫والبريوقراطيني والعسكريني ‪ ،‬والدولة االشرتاكية هنا مؤسسة‬ ‫كلية القدرة والجربوت تسحق كل الخاضعني لسلطانها الشامل‬ ‫بأسوأ مام تفعله الدولة البورجوازية ‪ ،‬وهى تستند ملطلق‬ ‫مجرد ومثاىل جديد هو الطبقة العاملة ‪ ،‬يربر السلطة الواقعية‬ ‫ألفراد ونخب تسيطر فعليا عىل مصادر السلطة دون من تدعى‬ ‫متثيلهم ‪ ،‬ومن ثم تنفرد مبامرستها ‪ ،‬فمن يحوز عىل السلطة‬ ‫ومصادرها ال يتنازل عنها بل البد وأن يدافع عن ما يحوزه بكل‬ ‫الوسائل املمكنة مهام بلغت رشاستها ‪ ،‬ومهام كانت أفكاره‬ ‫ونواياه املعلنة ‪ ،‬فأنه مضطر لخيانتها ملقتضيات الحفاظ عىل‬ ‫موقعه ىف السلطة ‪ ،‬هذا ما أثبتته وقائع التاريخ ىف الدول التى‬ ‫كانت تدعى باالشرتاكية ‪ ،‬وما يربهن عليه املنطق ‪ ،‬فالبرش‬ ‫األعىل ليسوا مبالئكة حتى يتنازلوا عن امتيازاتهم ونفوذهم‬ ‫مبحض إرادتهم دون أى ضغط من من هم أسفلهم من البرش ‪.‬‬ ‫ومن هنا فالتحرر النهاىئ لكل البرش يعنى أن يسيطر كل‬ ‫البرش‪ ،‬جامعيا وعىل قدم املساواة عىل كل مصادر السلطة‬ ‫القمعية ‪ ،‬بالسيطرة الجامعية عىل مصادرها املختلفة الرثوة‬ ‫والعنف واملعرفة ‪ ،‬عرب تنظيم اجتامعى مختلف جذريا عن‬ ‫ما نعرفه من مجتمعات مؤسسة عىل انقسام املجتمع بني من‬ ‫ميلكون أو يسيطرون عىل السلطة ومصادرها ‪ ،‬وبني من ال‬ ‫ميلكونها أو يسيطرون عليها ‪ .‬ومن ثم فالالسلطوية الشيوعية‬ ‫تعنى ىف املقام األول القضاء عىل تسلط األقلية عىل األغلبية‬ ‫بالقضاء عىل احتكارها للمصادر املادية للسلطة‪ .‬والقضاء عىل‬ ‫احتكار السلطة ال يعنى الفوىض وغياب النظام ‪ ،‬و ال أن يعيش‬ ‫األقوياء عىل حساب الضعفاء ‪ ،‬وال إطالق الرشور البرشية‬ ‫األنانية من عقالها ‪ ،‬وال التحلل األخالقى و االنفالت السلوىك‬ ‫كام يتصور البعض ويحبون ‪ ،‬كام ال ميكن أن يأىت التحرر عن‬ ‫طريق اإلرهاب والعنف ‪ ،‬ألن من ميارسهام يحتكر مصدر هام‬ ‫للسلطة يفرض به مشيئته عىل من ال ميلكه ‪ ،‬وهى إمكانية‬ ‫يحتكرها البعض بطبيعتها ‪ ،‬فليس كل إنسان قادر عىل مامرسة‬ ‫العنف ‪ ،‬سواء نفسيا أو بدنيا ‪ ،‬ومن ثم فهى ليست وسيلة‬ ‫للتحرر بقدر ما هى وسيلة إلحالل نخبة حاكمة محل أخرى ‪،‬‬ ‫ف الالسلطوية الشيوعية هى القضاء عىل قانون الغابة الحاكم‬ ‫لتاريخ البرشية رغم تحرضها ‪ ،‬والذى ينص عىل أن من ميلك‬ ‫وسائل العنف قادر عىل فرض إرادته عىل من ال ميلكوه ‪ .‬ف‬ ‫الالسلطوية الشيوعية عىل العكس من كل هذا ‪ ،‬هى تنظيم‬ ‫اجتامعى يضمن أعىل درجات الحرية والعدالة واملساواة بني‬ ‫أفراده ‪ ،‬مام يتيح لهؤالء األفراد أن ميارسوا وعىل نحو فعىل كل‬ ‫املثل العليا اإلنسانية التى تكبحها وتشوهها البنية السلطوية‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫والطبقية والهرمية ىف املجتمعات البرشية ‪ ،‬ومن ثم لن يتحقق‬ ‫هذا التنظيم سوى بفعل جامعى لجامهري البرش الواعية مبا‬ ‫تفعله ‪ ،‬ومن ثم فالالسلطوية الشيوعية تتربأ من الخيالية‬ ‫والجمود واملثالية كام تتربأ من اإلراديـة والعنف ‪ ،‬و مرجعيات‬ ‫التمثيل لكيانات و أفكار مطلقة ومثالية ومجردة ‪ ،‬فهى مجرد‬ ‫مبادئ تحدد اإلطار العام ملجتمع املستقبل تاركة التفاصيل‬ ‫للجامهري لتصنعها بنفسها عرب تحركها الواعى املنظم ‪ ،‬عرب‬ ‫التجربة واملناقشة الحرة ‪ .‬وعرب عملية تحررها الذاىت ‪.‬‬

‫*‬

‫و الالسلطوية الشيوعية تختلف مع الالسلطوية الرأساملية‬ ‫التى تكتفى بالحريات والحقوق الفردية السياسية واملدنية‪،‬‬ ‫فطاملا مورست تلك الحقوق والحريات ‪ ،‬وهناك من يحتكرون‬ ‫مصادر السلطة املختلفة دون سواهم فهى ال تعنى شيئا إال‬ ‫ملن ميلكون السلطة ‪ ،‬ومن ثم فالتحررية الرأساملية تحررية‬ ‫زائفة وفارغة املضمون ‪ ،‬و شكلية ىف حقيقتها ‪ ،‬فال حرية بني‬ ‫البرش دون أن يتساوى الجميع ىف الفرص و ظروف الحياة ‪،‬‬ ‫وتلك املساواة ىف الفرص ال تعنى إهدار التاميزات واالختالفات‬ ‫بني األفراد ‪ ،‬بل تتيح لهم إبراز تلك التاميزات واالختالفات عىل‬ ‫قاعدة من عدالة الفرص املتساوية للجميع ‪ ،‬وهذا غري ممكن‬ ‫طاملا هناك من ميلكون أو يسيطرون عىل الرثوة ‪ ،‬وهناك من‬ ‫ال ميلكونها أو يسيطرون عليها ‪ ،‬وال حرية طاملا كان هناك من‬ ‫يسيطر عىل وسائل العنف دون اآلخرين ‪ ،‬وطاملا كان هناك من‬ ‫يحتكر وسائل املعرفة دون البعض ‪ ،‬وانه مهام كانت التاميزات‬ ‫و االختالفات بني األفراد فأنها ال تربر لقلة منهم أن تحتكر‬ ‫السلطة ومصادرها دون سواهم ‪ ،‬و أن املساواة ىف السلطة‬ ‫‪ ،‬ومن ثم مصادرها ال يعنى عدم احرتام القدرات واملواهب‬ ‫والتخصصات الفردية ‪ ،‬بل يتيح لها التحرر من أرس التفاوت ىف‬ ‫السلطة والرثوة ‪ ،‬وقهر العنف والحاجة والجهل‪.‬‬

‫*‬

‫وتختلف الالسلطوية الشيوعية مع االشرتاكيات السلطوية‬ ‫املختلفة ‪،‬إصالحية كانت أو ثورية ‪ ،‬والتى ىف حقيقتها شكل من‬ ‫أشكال العبودية للدولة ‪ ،‬يفرض عىل األغلبية لصالح استمرار‬ ‫احتكار البريوقراطية للسلطة ومصادرها ‪ .‬فالبرش يحتاجون‬ ‫للحرية بقدر احتياجهم للعدالة ‪ ،‬و لن يكسبوا الكثري حني‬ ‫يتحررون من الرأسامليني ليسلموا أنفسهم عبيدا للبريوقراطيني‬ ‫‪ .‬وحني يضمنون الخبز ىف مقابل حريتهم فأنه من السهل جدا‬ ‫أن يخرسوه ‪ .‬و الالسلطوية الشيوعية وإن كانت تقدر أبلغ‬ ‫التقدير املاركسية كرتاث فكرى عمالق ‪ ،‬إال أنها تختلف مع‬ ‫التفسري السلطوى اللينينى لها ‪ ،‬و تختلف مع فرضيتها األولية‬ ‫برضورة الدولة التى ترتكز ىف يديها السلطة ومصادرها املادية‬ ‫كمرحلة مؤقتة وانتقالية ملجتمع يقوم عىل نفس املبادئ‬

‫واألهداف الالسلطوية الشيوعية‪ .‬وتعتقد الالسلطوية الشيوعية‬ ‫أن املرحلة االنتقالية املطلوبة ليست دولة من نوع جديد بل‬ ‫هى الثورة نفسها باعتبارها عملية مزدوجة من هدم القديم‬ ‫وبناء الجديد‪.‬‬ ‫التنظيم االجتامعى الذى يكفل التحرر الحقيقى للبرش ‪،‬‬ ‫يتأسس عىل امللكية االجتامعية لكل من وسائل اإلنتاج والعنف‬ ‫واملعرفة ‪ ،‬باعتبارها مصادر السلطة املادية ‪ .‬و يقوم من‬ ‫ناحية أخرى عىل احرتام حقيقة تفرد اإلنسان كفرد له سامته‬ ‫وشخصيته الفريدة ‪ ،‬والذى تتعدد أبعاد شخصيته ‪ ،‬بسبب‬ ‫مورثاته البيولوجية و مكتسباته االجتامعية وخرباته التاريخية‬ ‫وقدراته الخاصة ‪ .‬متاما مثلام يجب أن نحرتم حقيقة متيز‬ ‫الجامعات البرشية املختلفة ثقافيا ودينيا ولغويا ‪ .‬أن هذا‬ ‫الكائن اإلنساىن الفريد متعدد األبعاد واألنشطة والرغبات‬ ‫واالهتاممات واالنتامءات ‪ ،‬يأىت إىل العامل مكبال بالعديد‬ ‫من القيود الذى ال دخل له فيها وال اختيار ‪ ،‬سواء الوراثية‬ ‫أو االجتامعية ‪ ،‬مجربا عىل اكتساب مورثاته وجنسه و لغته‬ ‫وثقافته وعقيدته وعاداته وتقاليده ومجمل وعيه ‪ .‬ومن ثم‬ ‫فيجب لتحريره أن يكون له الحرية ىف أن ينضم طوعا طاملا‬ ‫قارب سن الشباب ‪ ،‬إىل جامعة برشية معينة تقوم بنشاط‬ ‫محدد ‪ ،‬ليتعاون مع أفرادها ىف تلبية احتياجاتهم املشرتكة عرب‬ ‫هذا النشاط ‪ .‬ومن ثم تتعدد الجامعات التى ينضم لها الفرد‬ ‫بتعدد أنشطته واهتامماته وأبعاده ورغباته وانتامءاته ‪.‬‬ ‫يبدأ بناء املجتمع الالسلطوى بتحرر إرادة الفرد العاقل والبالغ‬ ‫بالطبع ‪ ،‬ىف أن يحدد ما يود مامرسته من نشاط ‪ ،‬وما يود‬ ‫أن ينضم إليه من جامعات ‪ ،‬وما يدخل فيه من عالقات‬ ‫اجتامعية مختلفة ‪ ،‬وبالطبع تتنوع الجامعات من إنتاجية‬ ‫ومهنية واستهالكية وسكانية و خدمية وتعليمية وثقافية‬ ‫واجتامعية ودينية لتشمل كل أوجه النشاط البرشى ‪ ،‬ومن‬ ‫هنا تتعدد انتامءات الفرد و أنشطته وعالقاته االجتامعية‬ ‫املختلفة و تتحدد وفق إرادته‪ .‬ويقوم املجتمع الالسلطوى‬ ‫عىل شبكة تحتية من تلك الجمـاعات األولية املتباينة األنشطة‬ ‫بتباين النشاط البرشى ‪ ،‬والتى تنشأ لتلبى االحتياجات البرشية‬ ‫املختلفة ذلك ألن البرش ليسوا مجرد حيوانات منتجة فحسب‬ ‫أو مجرد مقيمني مبكان ما فقط ‪ ،‬ومن ثم ال ميكن بناء املجتمع‬ ‫البرشى عىل جانب واحد من نشاطهم بل يجب أن يبنى مراعيا‬ ‫تعدد جوانب شخصيتهم و أبعادها ومن ثم تتعدد الجامعات‬ ‫بتعدد جوانب الشخصية ‪.‬‬

‫وفيام يتعلق بتنظيم شئون تلك الجامعة فهو كالتاىل‬

‫ملا كان كل نوع من أنواع النشاط البرشى يلزمه أساس مادى‬ ‫ملامرسة النشاط من مصادر السلطة املختلفة حسب الحالة ‪،‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪42‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫الالسلطوية‬

‫الالسلطوية‬

‫فيكون للجامعة حق االنتفاع عىل نحو متساو بني أعضاءها ويبقى أن أشري إىل‪:‬‬ ‫بكل مصادر السلطة املرتبطة مبامرسة نشاطها فحسب ‪ ،‬ويبقى أوال ‪ :‬إذا كانت عضوية األفراد للجامعات وعضوية الجامعات‬ ‫لألعضاء دامئا حق متلك مقتنيات الستعاملهم الشخيص ‪.‬‬

‫و تتأسس إدارة الجامعة عىل الدميقراطية املبارشة ‪ ،‬التى تعنى‬ ‫أن كل ما يتعلق بنشاط الجامعة و أفرادها فيام يتعلق منه‬ ‫بنشاط الجامعة ‪ ،‬يحق لكل أعضاء الجامعة مناقشته و اتخاذ‬ ‫قرارا بشأنه عىل نحو دميقراطى‪ .‬وعىل الجامعة تفويض من‬ ‫تراهم من مختصني ىف األمور التى يحتاج تقريرها إىل مختصني‬ ‫‪ ،‬ويحق للجامعة مراقبة هؤالء املفوضني ومحاسبتهم وتكلفيهم‬ ‫وسحب التفويض منهم ىف أى وقت إذا ما أخلوا بوظائفهم ‪.‬‬ ‫ومن ثم تنقسم القرارات إىل قرارات سياسية يتخذها أعضاء‬ ‫الجامعة دميقراطيا ‪ ،‬وقرارات إدارية و فنية وتنفيذية يتخذها‬ ‫املختصون الذين تفوضهم الجامعة ىف حدود اختصاصهم ‪.‬‬ ‫كام أن هؤالء املفوضني ال يحصلون من الجامعة عىل أكرث مام‬ ‫يحصل عليه العضو العادى مقابل أداء خدماتهم ‪.‬‬ ‫الالسلطوية الشيوعية ال تعنى عدم احرتام املعرفة والعلم ‪،‬‬ ‫ومن ثم التخصص واملوهبة والقدرة الفردية ‪ ،‬وال تعنى عدم‬ ‫احرتام النظام و القواعد ‪ .‬وبناء عىل ذلك فلكل جامعة أن‬ ‫تحدد القواعد التى تنظم أوجه نشاطها ‪ ،‬وأن تعاقب أى عضو‬ ‫من أعضاءها يخرج عن هذه القواعد والنظم التى حددوها‬ ‫بأنفسهم ‪ ،‬أو قبلوها مع انضاممهم للجامعة ‪ ،‬وأن تفصل ىف‬ ‫الخالفات التى قد تحدث بني األعضاء ‪ ،‬واملخالفات التى قد‬ ‫يرتكبوها‪.‬‬ ‫ومن هذه الجامعات األولية التى تشكل خاليا املجتمع البرشى‬ ‫‪ ،‬تتشكل اتحادات متنوعة بتنوع النشاط البرشى فيام بني‬ ‫الجامعات املختلفة أو املتشابهة ‪ ،‬وذلك من أسفل إىل أعىل‬ ‫‪ ،‬لتلبية احتياجات ومصالح برشية أكرث اتساعا تهم قطاعات‬ ‫أوسع من البرش ‪ ،‬عرب االتحاد بني الجامعات واالتحادات‬ ‫املختلفة من مستوى االتحادات املحلية وحتى الكوكب‬ ‫بأرسه ‪ ،‬فتنشأ اتحادات عىل أسس جغرافية ‪ ،‬وأخرى عىل‬ ‫أسس اقتصادية أو مهنية أو خدمية أو ثقافية أو دينية أو‬ ‫قومية ‪ ..‬الخ ‪ .‬تلك االتحادات تقوم عىل االنضامم الطوعى‬ ‫للجامعات واالتحادات املختلفة عرب مفوضني منتخبني من تلك‬ ‫الجامعات واالتحادات ‪ ،‬والتى يحق لها مراقبة هؤالء املفوضني‬ ‫ومحاسبتهم وتكليفهم وسحب التفويض منهم ىف أى وقت إذا‬ ‫ما أخلوا بوظائفهم ومقتضيات تفويضهم ‪.‬‬ ‫ومثلام يحدد أعضاء الجامعات القواعد التى تلزمهم ىف مامرسة‬ ‫نشاطهم الجامعى ‪ ،‬تحدد الجامعات واالتحادات القواعد‬ ‫امللزمة التى تنظم نشاطها الجامعى ‪ ،‬وأن تعاقب املخالفني‬ ‫لتلك القواعد ‪ ،‬و أن تفصل ىف الخالفات التى قد تحدث بني‬ ‫الجامعات واالتحادات املختلفة‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫لالتحادات طوعية ‪ ،‬فأن حق االنفصال مكفول لألفراد من‬ ‫الجامعات ‪ ،‬والجامعات من االتحادات ‪ .‬وبالطبع فحق األفراد‬ ‫ىف تكوين الجامعات املختلفة ‪ ،‬واالتحادات حرية مكفولة‬ ‫للجميع‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن حقوق سلطة التفويض هى حقوق إدارية و تنفيذية‬ ‫وتنظيمية ‪ ،‬وليست سياسية ‪ ،‬فاملفوضني ملزمني باإلرادة‬ ‫السياسية ملفوضيهم ‪ ،‬كام أنه ال امتيازات لهم بسبب أداءهم‬ ‫لوظائفهم ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬من الطبيعى أن أى سلوك أو نشاط سواء فردى أو‬ ‫جامعى يعرض أمن الناس وحريتهم وحقوقهم لالنتهاك‬ ‫والخطر ‪ ،‬البد و أن يواجه بالردع أو العالج الالزم عرب القواعد‬ ‫القانونية امللزمة للجامعات واالتحادات ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الالسلطوية الشيوعية مرشوع أممى ‪ ،‬ومعادي لكل‬ ‫الحركات السياسية القامئة عىل أساس قومى أو دينى أو‬ ‫عنرصى ‪ ،‬مرشوع يهدف لتحرير كل البرش عىل ظهر األرض ‪،‬‬ ‫و ال يعرتف برشعية أى حدود جغرافية أو انفصالية بني البرش‬ ‫بسبب اختالف قومياتهم أو أديناهم أو ثقافاتهم أو أجناسهم‬ ‫أو أعراقهم أو لغاتهم ‪ .‬ويعترب أن هذا التحرر غري ممكن إال‬ ‫عىل مستوى الكوكب بأرسه ‪ ،‬و يرى أن الحل ملعظم مشكالت‬ ‫البرشية اآلن ‪ ،‬ولىك تتخلص من حامقتها ورشورها ‪ ،‬هو بناء‬ ‫مجتمع‬

‫‪ ،‬و لذلك فهى تختلف ىف مامرستها لتغيري الواقع االجتامعى‬ ‫عن كل الحركات الثورية السلطوية ‪ ،‬فهى تؤمن بالتحرر‬ ‫الذاىت للطبقات املقهورة كوسيلة وحيدة للتحرر النهاىئ لكل‬ ‫البرش ‪ ،‬فالثورة االجتامعية قد يصاحبها انقالب ىف السلطة ‪،‬‬ ‫لكنها عموما عملية أوسع نطاقا وأعمق امتدادا من مجرد أن‬ ‫تستوىل نخبة ثورية سواء بدعم الطبقات املستغَلة واملقهورة‬ ‫أم بغري دعمهم عىل السلطة ‪ ،‬وأن تحل نخبة ثورية بدال من‬ ‫نخبة رجعية ىف الحكم ‪ .‬وبناء عىل ذلك فالثورة الالسلطوية‬ ‫الشيوعية ‪ ،‬ثورة اجتامعية تندلع من أسفل إىل أعىل ‪ ،‬بهدف‬ ‫بناء اجتامعى مغاير عىل نحو جذرى لكل ما هو معروف من‬ ‫مجتمعات ‪ ،‬بناء يتم من أسفل ألعىل ‪ ،‬وهو ما ال ميكن تخيله‬ ‫إال كفعل جامعى منظم للطبقات املقهورة الواعية مبا وملاذا‬ ‫وكيف تفعله ‪ ،‬وهو األمر املرهون بتغري جذرى ىف وعى تلك‬ ‫الجامهري ‪ ،‬ذلك التغري مرشوط بظروف مادية تدفع الجامهري‬ ‫املحكومة للتفكري عىل نحو مستقل عن ما تقدمه لها السلطة‬ ‫من وعى ‪ ،‬وهو ما ال يد لنا فيه ‪ ،‬وظروف ذاتية تسمح بتقديم‬ ‫وعى بديل يدفع تلك الجامهري للفعل الجامعى املنظم نحو‬ ‫التغيري ‪ ،‬وهذا هو دورنـا الوحيد ‪.‬‬

‫ولكن كيف يحرر املقهورين أنفسهم ذاتيا ؟‬

‫لدينا إطار من األهداف ‪ ،‬ولدينا واقع اجتامعى نريد تغيريه ىف‬ ‫هذا اإلطار ‪ ،‬ومن ثم البد أن تكون لدينا الوسائل الكفيلة بهذا‬ ‫التغيري ‪ ،‬و مبا يتالءم مع األهداف وال يتناقض معها ‪ ،‬وهو ما‬ ‫وقعت فيه االتجاهات املاركسية السلطوية ‪ ،‬وأورثها الفشل ‪.‬‬

‫السلطوى يضم كل البرش وبصفتهم برش فحسب عىل تلك‬ ‫األرض وطنهم الوحيد ‪ ،‬وملكيتهم الجامعية املشرتكة ‪ ،‬وقاربهم‬ ‫الذى يسبحون به ىف الكون الالنهاىئ ‪ ،‬بعيدا عن كل ما يفرقهم‬ ‫عىل أساس عنرصى بغيض ‪.‬‬ ‫هذا هو اإلطار العام ألهداف الالسلطوية الشيوعية ومبادئها‬ ‫‪ ،‬الذى يحمل بداخله إمكانيات االختالف ىف التفاصيل بني‬ ‫متبنيه ‪.‬‬

‫ال شك أن مثانية ألف عام من االستغالل والعنف و القهر‬ ‫وصناعة الوعى املوجه ملصلحة الطبقات القاهرة ‪ ،‬تركت‬ ‫أثارها العميقة عىل وعى وسلوك الطبقات املقهورة ‪ ،‬مام‬ ‫أورثها نفسية املقهورين وما أدراك ما هى تلك النفسية ؟ فال‬ ‫يظن أحد ‪ ،‬أن الهدف من التحرر من القهر واالستغالل ‪ ،‬هو‬ ‫مجرد التعاطف مع املستغَـلني واملقهورين والفقراء ‪ ،‬وليس‬ ‫مجرد الهاجس املبتذل الذى يقدمهم كمالئكة ال تنقصها سوى‬ ‫األجنحة ‪ ،‬ىف حني يقدم الطرف اآلخر كشياطني ال تنقصها سوى‬ ‫القرون ‪.‬‬

‫الالسلطوية الشيوعية حركة ثورية ال تستهدف الوصول‬ ‫للسلطة السياسية من أجل تغيري الواقع ‪ ،‬بل تستهدف هدم‬ ‫كل سلطة قمعية منفصلة عن الجامهري ‪ .‬تستهدف أن تحرر‬ ‫الطبقات املقهورة نفسها ذاتيا ‪ ، ،‬عرب فعلها الجامعى الواعى‬ ‫املنظم ‪ ،‬ال أن تحـل هى محل تلك الطبقات لتصنع لها ‪ ،‬و‬ ‫عرب قمعها أو إدعاء متثيلها ما تظنه أنه يحررها ‪ ،‬و ال أن‬ ‫يتحول ممثليها لنخبة حاكمة أخرى تحتكر السلطة وأدواتها‬

‫فالدافع األخطر واألهم لنضالنا ‪ ،‬هو أن القهر بقدر ما هو‬ ‫تقييد للحرية وبقدر ما هو وسيله لالستغالل بقدر ما هو‬ ‫تشويه نفىس وعقىل لكل من القاهر و للمقهور ‪ ،‬فالعبيد البد‬ ‫وأن يكذبوا وينافقوا ليضمنوا البقاء ‪ ،‬وأن ال يفكروا فحسب‬ ‫سوى ىف طاعة و إرضاء سادتهم ‪ ،‬وهم قد ينتظرون لحظة‬ ‫التحرر لىك ميارسوا ما عانوا منه سابقا عىل عبيد آخرين ‪ ،‬فقد‬

‫املامرسة‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫انسحقت شخصيتهم لصالح السادة ‪ ،‬ومتثلوا مقلوب شخصية‬ ‫سادتهم ظاهريا ىف انتظار اللحظة التى يتمثلوها كاملة هى‬ ‫نفسها عىل من هم أدىن ‪ ،‬وإذا كان للسادة وسائلهم ىف‬ ‫اإلخضاع ‪ ،‬فللعبيد وسائلهم ىف االستفادة من وضع الخضوع‬ ‫‪ ،‬و قس عىل ذلك الشعوب التى يتم استعامرها ‪ ،‬ومعظم‬ ‫النساء ىف املجتمعات الذكورية اللواىت يكن أكرث محافظة عىل‬ ‫القواعد االجتامعية التى تقهرهن من كثري من الرجال الذين‬ ‫يقهروهن ‪ .‬ويتجىل هذا الوضع بأوضح ما يكون ىف املؤسسات‬ ‫الحكومية والعسكرية القامئة عىل التنظيم الهرمى ‪ ،‬فمن هم‬ ‫ىف منتصف الهرم ما بني قمته العليا وأدىن قاعدته ‪ ،‬ميارسون‬ ‫القهر والسيادة والتسلط والتعاىل عىل من هم أسفل ‪ ،‬ىف حني‬ ‫يتحولون ىف عالقاتهم مبن هم أعىل إىل مقهورين وخاضعني‬ ‫وكاذبني ومنافقني ومخادعني وهكذا‪.‬هذا عن أثر القهر‬ ‫واإلخضاع ‪ ،‬أما عن الفقر والحرمان وذل الحاجة للبقاء ‪ ،‬فال‬ ‫يقل عن أثر القهر ‪ ،‬ومثله مثل الرغبة ىف الرثوة لتفادى الفقر‬ ‫والحرمان ‪ ،‬بل وزيادتها إن وجدت فرصة ‪ ،‬وذلك لالرتفاع درجة‬ ‫أو درجات ىف اتجاه أعىل هرم السلطة التى تتيحه زيادة الرثوة‬ ‫‪ ،‬أو الخوف من الهبوط درجة أو درجات ىف اتجاه أسفل الهرم‬ ‫لو فقد بعضا من الرثوة ‪ .‬فكليهام يتسبب ىف تشويه الوعى‬ ‫والنفس والسلوك اإلنساىن كل بطريقته ‪ ،‬فمن هنا تتولد معظم‬ ‫الجرائم والرشور التى عرفتها البرشية‪ .‬و إال ملاذا يرسق البرش و‬ ‫يخونون و يقتلون ويكذبون ‪ ..‬الخ ؟ أليس لتلك األسباب بشكل‬ ‫مبارش أو غري مبارش ‪.‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪44‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫ليس من الضروري تشاطرنا‬ ‫نفس األفكار‪ ،‬فنحن لم‬ ‫نتشاطر نفس التجارب‬

‫‪45‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪46‬‬


‫شخصية العدد‬

‫شخصية العدد‬

‫ستيفن هوكينج‬

‫ولد )‪: Stephen Hawking‬ستيفن هوكينج (باإلنجليزية‬ ‫يف أكسفورد‪ ،‬إنجلرتا عام ‪ 1942‬وهو من أبرز علامء الفيزياء‬ ‫النظرية عىل مستوى العامل‪ ،‬درس يف جامعة أكسفورد وحصل‬ ‫منها عىل درجة الرشف األوىل يف الفيزياء‪ ،‬أكمل دراسته يف‬ ‫جامعة كامربيدج للحصول عىل الدكتوراة يف علم الكون‪ ،‬له‬ ‫أبحاث نظرية يف علم الكون وأبحاث يف العالقة بني الثقوب‬ ‫‪.‬السوداء والديناميكا الحرارية‪ ،‬وله دراسات يف التسلسل الزمني‬

‫ستيفن هوكينج‬

‫رغم أن أيديهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا املعادالت‬ ‫املعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة عىل الورق كان هوكينج‬ ‫وبطريقة ال تصدق يجري هذه الحسابات يف ذهنه‪ ،‬ويفخر‬ ‫بأنه حظي بذات اللقب وكريس األستاذية الذي حظي به من‬ ‫قبل السري إسحق نيوتن‪.‬‬

‫كفاءته يف الفيزياء النظرية‬

‫• ‪ 1971‬بالتزامن مع عامل الرياضيات روجر برنوز أصدر نظريته‬ ‫التي تثبت رياضيا وعرب نظرية النسبية العامة ألينشتاين بأن‬ ‫الثقوب السوداء أو النجوم املنهارة بالجاذبية هي حالة تفردية‬ ‫يف الكون «أي أنها حدث له نقطة بداية يف الزمن»‪.‬‬

‫حياته الشخصية‬

‫يعترب هوكينغ نفسه محظوظا بعائلة متميزة وخصوصا زوجته‬ ‫«جني وايلد» التي تزوجها عام ‪ ،1965‬كام يُعترب قُدو ًة يف التحدي‬ ‫والصرب‪ ،‬ومقاومة املرض وإنجاز ما عجز عنه األصحاء‪ .‬إىل جانب‬ ‫العالِم‪ ،‬يتميز هوكينغ بالدعابة‪ ،‬وهو مساعد للطفولة وقرى‬ ‫األطفال‪ ،‬وشارك يف مظاهرات ضد الحرب عىل العراق‪.‬‬

‫• ‪ 1988‬نرش كتابه «موجز تاريخ الزمن» الذي حقق أرقام‬ ‫مبيعات وشهرة عالية والعتقاد هوكينج أن اإلنسان العادي‬ ‫يجب أن يعرف مبادئ الكون فقد بسط النظريات بشكل‬ ‫سلس‪.‬‬

‫املرض‬

‫‪47‬‬

‫كمؤيد للتعلم‬

‫يتميز ستيفن ببديهة عالية حيث أجاب عىل سؤال «ماذا يأيت‬ ‫قبل االنفجار الكبري يف الكون؟» فكانت إجابته أن هذا السؤال‬ ‫يشبه سؤال «ما املكان الذي يقع شامل القطب الشاميل؟»‬ ‫وكانت هذه االجابة تلخيصا لنظريته حول الكون املغلق والذي‬ ‫بال حدود‪.‬‬

‫التقدير واالعرتاف‬

‫• طور مع معاونه (جيم هارتل من جامعة كاليفورنيا) نظرية‬ ‫الالحدود للكون التي غريت من التصور القديم للحظة االنفجار‬ ‫الكبري عن نشأة الكون إضافة إىل عدم تعارضها مع أن الكون‬ ‫نظام منتظم ومغلق‪.‬‬

‫أصيب هوكينغ مبرض عصبي وهو يف عمر ‪ 21‬هو مرض‬ ‫التصلب الجانبي ‪ ALS‬وهو مرض مميت ال دواء له وقد ذكر‬ ‫األطباء أنه لن يعيش أكرث من سنتني‪ ،‬ومع ذلك جاهد املرض‬ ‫وهو يف عمر ‪ 70‬اآلن وهي مدة أطول مام ذكره األطباء‪ ،‬ذلك‬ ‫املرض جعله مقعدا متاما غري قادر عىل الحراك‪ ،‬لكن مع ذلك‬ ‫استطاع أن يجاري بل وأن يتفوق عىل أقرانه من علامء الفيزياء‬

‫دام ‪ 47‬سنة‪.‬‬

‫• ‪ 1976‬وسام هيوز للجمعية امللكية‬ ‫• ‪ 1979‬ميدالية ألربت آينشتاين‬ ‫• ‪ 1982‬وسام االمرباطورية الربيطانية (القائد)‬ ‫• ‪ 1985‬امليدالية الذهبية للجمعية الفلكية امللكية‬ ‫• ‪ 1986‬عضو يف األكادميية البابوية للعلوم‬ ‫• ‪ 1988‬وولف نوبل يف الفيزياء‬ ‫• ‪ 1989‬جائزة أمري أستورياس يف كونكورد‬

‫• ‪ 1974‬أثبت نظريا أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعا عىل‬ ‫عكس كل النظريات املطروحة آنذاك وسمي هذا اإلشعاع‬ ‫باسمه « إشعاع هاوكينج» واستعان بنظريات ميكانيكا الكم‬ ‫وقوانني الديناميكا الحرارية‪.‬‬

‫• ‪ 1993‬نرش مقاله بعنوان «الكون الوليد والثقوب السوداء»‬ ‫• ‪ 2001‬نرش كتابه «الكون يف قرشة جوز»‪.‬‬ ‫• ‪ 2005‬نرش نسخة جديدة من كتابه «موجز تاريخ الزمن»‬ ‫لتكون أبسط للقراء‪.‬‬

‫يعترب هوكنج مثاال عىل الصرب وللتحدي مع رصاعة للمرض الذي منشورات مختارة‪.‬‬

‫‪• Boslough, John (1985). Stephen Hawking›s‬‬ ‫‪Universe. New York: Avon Books. ISBN 0-380‬‬‫‪70763-2.‎A layman›s guide to Stephen Hawking‬‬ ‫‪• Ferguson, Kitty (1991). Stephen Hawking:‬‬ ‫‪Quest For A Theory of Everything. Franklin‬‬ ‫‪Watts. ISBN 0-553-29895-X‬‬ ‫‪• Hawking, S. W. & Ellis, G. F. R. (1973). The‬‬ ‫‪Large Scale Structure of Space-Time. Cambridge‬‬ ‫‪University Press. ISBN 0-521-09906-4.‎ Highly‬‬ ‫‪influential in the field.‬‬ ‫‪• Hawking, S. W. & Israel, W. (1979). General‬‬ ‫‪relativity: an Einstein centenary survey. New‬‬ ‫‪York: Cambridge University Press. ISBN 0-521‬‬‫‪22285-0.‎A much cited centennial survey.‬‬ ‫‪• Misner, Charles; Thorne, Kip S. & Wheeler,‬‬ ‫‪John Archibald (1995). Stephen Hawking A‬‬ ‫‪Biography. San Francisco: Greenwood Press.‬‬ ‫‪ISBN 978-0313323928.‎‬‬ ‫•‬ ‫‪Morris,‬‬ ‫‪Errol.A‬‬ ‫‪Brief‬‬ ‫‪History‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪Time[Documentary].Triton Pictures.‬‬ ‫ •‬ ‫‪Pickover, Clifford, Archimedes to :‬‬ ‫‪Laws of Science and the Great Minds Behind‬‬ ‫‪Them, Oxford University Press, 2008, ISBN 978‬‬‫‪0-19-533611-5‬‬

‫مع تطور مرضه وأيضا بسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية‬ ‫بسبب التهاب القصبة‪ ،‬أصبح هوكنج غري قادر عىل النطق أو‬ ‫تحريك ذراعه أو قدمه أي أصبح غري قادر عىل الحركة متاما‪،‬‬ ‫فقامت رشكة انتل للمعالجات والنظم الرقميه بتطوير نظام‬ ‫حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينج به التحكم‬ ‫بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكرتونيا‬ ‫وإصدار األوامر عن طريق حركة عينه ورأسه وعن طريق‬ ‫حركة العينني‪ ،‬حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقا يف‬ ‫الجهاز متثل كلامت وأوامر‪ .‬يف ‪ 20‬أبريل ‪ ،2009‬رصحت جامعة‬ ‫كامربدج بأن ستيفن هوكينغ مريض جدا وقد ا ُودع مستشفى‬ ‫إدينربوك‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪48‬‬


50

70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37

36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1

49


‫أدب و شعر‬

‫إلهي‬

‫أدب و شعر‬

‫أفقر الناس أحوجهم للناس‬ ‫لفيرونيكا إلفيس ‪Veronica Elvis‬‬

‫للشاعر التونسي‬ ‫محمد الصغير أوالد أحمد‬ ‫إلهي‪:‬‬ ‫أَع ّني عليه ْم‬ ‫لقد عقروا ناقتي‬ ‫وأباحوا دمي يف ٍ‬ ‫بيوت أ ِذن َْت بأن ال‬ ‫يُر ُاق د ٌم فوق ُس َّجا ِدها!‬

‫إلهي‪،‬‬ ‫حبيبي‬ ‫ويا س َندي‬ ‫نرشتُ كتابًا جديدًا‬ ‫فب ْع ُه بال عد ِد‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫رش أهيل‬ ‫أعوذ ُ بك اآلن من ِّ‬ ‫يبيعون خ ْم ًرا رديئا ً‬ ‫السكَارى الربي ْء!‬ ‫ويُؤذو َن َ‬ ‫ليل َّ‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫لينبُ َت دو ٌد مكا َن البل َْح‬ ‫اإلنتخاب‬ ‫ذهبنا جميعا إىل‬ ‫ِ‬ ‫ينتخب أح ٌد َم ْن نَ َج ْح!‬ ‫ومل‬ ‫ْ‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫لقد ت َّم بي ُع التذاكِ ِر لآلخر ْه‬ ‫والوقت‪ ،‬وال ُعذ َر‬ ‫ومل أجد املال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يك أقتني تذكر ْه‬ ‫فمزق تذاكره ْم يا إلهي‬ ‫ليسع َد قلبي‬ ‫أمل تعد الناس باملغفر ْه‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫أد َُلك فورا عليْها‬ ‫عىل شفت ْيها‬ ‫عىل حلْمتيها‬ ‫عىل إسم َها العائيل‬ ‫عىل شَ عرِها العسيل‬ ‫عىل ما ُ‬ ‫تفعل‬ ‫تقول وال ُ‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫لكل الحقول ِ‬ ‫أري ُد جرادًا ّ‬ ‫ِ‬ ‫النقاط‬ ‫ومح ِو جميع‬ ‫لكل الفصول ِ‬ ‫وقحطا ّ‬ ‫وطيرْ ًا أبابيل لإلحتياط!‬

‫إل َه السام ْء‪:‬‬ ‫ِأضفها إىل ُسورة الشعرا ْء!‬

‫َقت إلهي‪:‬‬ ‫صد َ‬ ‫إ ّن َ‬ ‫امللوك – كام ال ُّرؤسا ُء –‬ ‫إذا دخلوا قرية أفسدوها‬ ‫ِ‬ ‫امللوك‬ ‫فخ ِّر ْب قُصور‬ ‫ليَصل َُح أم ُر القرى‬ ‫‪51‬‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫َس ِم ْع ُت ت ُـقاة ً يقولو َن َ‬ ‫عنك كالما‬ ‫ُمخيفـًا‬ ‫بالكتاب استوى ح ّية ً‬ ‫فحادفته ْم‬ ‫ِ‬ ‫لدغته ْم جميعـًا‬ ‫وعادت كتابـًا‬ ‫يل‪:‬‬ ‫إلهي الع ْ‬ ‫ُ‬ ‫َبي‬ ‫ن‬ ‫نيّ‬ ‫إ‬ ‫القول‬ ‫أال يمُ ك ُن‬ ‫ْ‬

‫إلهي‪:‬‬ ‫السج َني لدى األنبيـا ْء‬ ‫إلهي ّ‬ ‫السج َني لدى الخـُلفا ْء‬ ‫إلهي ّ‬ ‫السج َني لدى األمرا ْء‬ ‫إلهي ّ‬ ‫السج َني لدى الرؤسا ْء‬ ‫إلهي ّ‬ ‫السج َني لدى الوزرا ْء‬ ‫إلهي ّ‬ ‫نزلت إىل ِ‬ ‫أرضه ْم؟‬ ‫ملاذا َ‬ ‫السام ْء!‬ ‫وأسكنت ِني غيْم ًة يف ّ‬ ‫ْ‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫هو ادعى انه الغني ‪،‬فلامذا إذن‬ ‫يسأل عن من مل يأتوه؟!‬ ‫دعك منه‪،‬فلن اكتب دورا ملمثل ال‬ ‫ميكن ان يراه الجمهور‬ ‫افقر الناس احوجهم للناس‬

‫ال حبس جامعى هنا ‪،‬الكل يف حبس استوردوا أرسة تسبب احرتاق الجلد‬ ‫إن تم النوم عليها أكرث من ساعتني‬ ‫انفرادي‬ ‫ملاذا تفكر بالهرب؟‬ ‫اطلقوا املواد التى تسبب خمول‬ ‫ال تفكر يف الهرب‬ ‫األعضاء التناسليه‬ ‫السجن هو الفطرة‬ ‫هذة فلسفتهم ايضا‬ ‫افقر الناس احوجهم للناس‬

‫ملاذا ترفض الدور األصالحي للسجن؟‬ ‫هو ادعى انه الغني ‪،‬فلامذا إذن‬ ‫كل ما تفكر به هو قمع الحرية‬ ‫يسأل عن من مل يأتوه؟!‬ ‫تلك هي فلسفتهم!‬ ‫دعك منه‪،‬فلن اكتب دورا ملمثل ال‬ ‫ميكن ان يراه الجمهور‬ ‫عمدوا إىل توسيع رقعة السجن‬ ‫ال ال مل يزرعوا الحدائق! بربكم انه‬ ‫سجن!‬ ‫فقط وسعوا الرقعة وطوروا األمكانات‬ ‫ألغوا تعاقداتهم مع رشكات األدوية‬

‫افقر الناس احوجهم للناس‬ ‫ملاذا ترفض الدور األصالحي للسجن؟‬ ‫كل ما تفكر به هو قمع الحرية‬

‫النظافة شديدة هنا للغاية‪،‬حتى مل‬ ‫يعد هناك عمال للمناعة‬ ‫ال حبس جامعى هنا ‪،‬الكل يف حبس‬ ‫انفرادي‬ ‫ملاذا تفكر بالهرب؟‬ ‫ال تفكر يف الهرب‬ ‫السجن هو الفطرة‬ ‫هذة فلسفتهم ايضا‬

‫تلك هي فلسفتهم!‬

‫استوردوا أرسة تسبب احرتاق الجلد‬ ‫إن تم النوم عليها أكرث من ساعتني‬

‫عمدوا إىل توسيع رقعة السجن‬

‫اطلقوا املواد التى تسبب خمول‬ ‫األعضاء التناسليه‬

‫ال ال مل يزرعوا الحدائق! بربكم انه‬ ‫سجن!‬

‫النظافة شديدة هنا للغاية‪،‬حتى مل‬ ‫يعد هناك عمال للمناعة‬

‫فقط وسعوا الرقعة وطوروا األمكانات‬ ‫ألغوا تعاقداتهم مع رشكات األدوية‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪52‬‬


‫المرأة‬

‫سأصلي بالبكيني‬

‫لمى محمد‬ ‫إىل طبيبة نسائية‪ ،‬سألها‪:‬‬ ‫ملاذا تنزف هذه هكذا‪ ،‬هل هي حيلة لتغطي عهرها‪..‬‬ ‫بكيت و أنا أحس قلبي سجيني‪ ،‬يرضب قفيص الصدري‬ ‫بجناحيه‪.‬‬

‫يا وحشة روحي و أنا انتظرك‪ ،‬تعدين بليلة أخرى يف حياة‬ ‫يل‪ ..‬يا لهذا الخيال‬ ‫أخرى ال أحتمل تخيّلها‪ ،‬و أظ ّنها كثرية ع ّ‬ ‫الذي ينبض به قلبي الصغري‪ ..‬صوتك الساحر‪ ،‬و ملعان‬ ‫عينيك يف ليل “دمشق”‪ ..‬تحملني و تدور‪ ،‬فأطري و أدوخ‬ ‫و أرجع طفلة‪ ..‬طفلة لن تكرب‪ ،‬طاملا أن الكرب يقرتن حتامً‬ ‫يسب الطبيبة‪:‬‬ ‫مع ترسب يف النقاء‪.‬‬ ‫ثم عدنا إىل البيت‪ ،‬كان ّ‬ ‫عاهرة مثلك هي‪ ،‬يف حدا بيغتصب مرتو؟! أنت حاليل‪ ،‬و‬ ‫كتبت و منت‪ ،‬و هناك يف الضفة األخرى لوجودنا‪ ،‬هجمت ملك مييني‪ ( ،‬كلبات)‪...‬‬ ‫أحالمي محملّة بك‪ ،‬و بطيفك‪ ،‬يا أنت‪:‬‬ ‫بعدها رصت كام يريد‪ ،‬عقله متاماً بني فخذيه‪ ،‬يحلل و‬ ‫يحرم تبعا لذلك‪ ،‬جلب يل بدلة رقص‪ ،‬و جعلني أتابع أفالم‬ ‫ال مكان للحب يف قلب سجني‪ ..‬يا أنت‪ :‬اعتقني‪.‬‬ ‫يف الصباح التايل‪ ،‬و هو يوم عطلة‪ ..‬صبت «أمنيّة» طويل ( البورنو) و أطبقها‪ ..‬كنت عاهرة يف قاموسه‪ ،‬و أصبحت‬ ‫عاهرة يف قاموس قلبي‪.‬‬ ‫صمتها يف صباح جرياين حميم‪:‬‬ ‫أكرهه‪ ،‬أود أن أفهمه بأن القشور ال تصنع مؤمناً‪ ،‬يف كل جمعة كان يطلب مني أن أتغطى بحجاب و أحرض‬‫البارحة أحرض يل (بكيني)‪ ،‬ثم رضبني ألنني قلت عنه « القرآن»و أقسم عليه بأنني مل أرتكب خالل األسبوع‬ ‫جميل‪ ،‬قلت له ملاذا أحرضته؟‪ ..‬ثم فكرت يف طريقة أقوى املنرصم ما يغضب الرب‪ ..‬أسأله‪:‬‬ ‫مل عيل أن أتغطى فيجيب‪:‬‬ ‫ألستفزه و قلت‪:‬‬ ‫يا منحرفة‪ ،‬ما عندك احرتام لحيك الله‪.‬‬ ‫سأصيل بالبكيني‪ ..‬الروح هي من يصيل‪ ،‬الله هو من‬ ‫خلقنا‪ ،‬و هو الوحيد الذي ال ينظر إىل أشكالنا الخارجية هو يرسق‪ ،‬يكذب‪ ،‬يزين‪،‬هذا حالل يكفله ذيله املتديل بني‬ ‫فخذيه‪ ،‬أما أنا فمتهمة دامئاً‪ ،‬و لست أعلم مل ال تتهم‬ ‫و قشورنا‪...‬‬ ‫املرأة إال برشفها‪ ،‬يعني يعجبني مفهوم األخالق الضحل‬ ‫عند القرود‪...‬‬ ‫جن جنونه قال يل‪ :‬يا كافرة‪ ،‬ستدخلني جهنم!‬ ‫نظرت يف عيني السامء فوقه ثم أجبته‪ :‬و من أنت حتى فيام هي تتكلم‪ّ ،‬‬ ‫دق الباب‪..‬‬ ‫تزج يب يف النار؟! ‪..‬فرضبني مجددا ً …‬ ‫فيض‪،‬‬ ‫ورقي‬ ‫كيس‬ ‫و‬ ‫أبيض‪،‬‬ ‫ورد‬ ‫باقة‬ ‫مع‬ ‫«عيل»‬ ‫دخل‬ ‫ّ‬ ‫قبلها ك ّنا ما نزال عبدا ً و رباً‪ ..‬هو يخال نفسه بعد الله‪ ،‬سلّم عىل «أمنيّة» و جلس بتهذيب مبالغ اللهجة‪ ،‬سألته‬ ‫أو قبل الله‪ ..‬يحلّل‪ ،‬يح ّرم‪ ،‬يفتي بفتاوى مفصلة‪ ،‬و يرشع «أمن ّية»‪:‬‬ ‫كل ما يريده‪.‬‬ ‫قالت يل «عليا» أنّك تعمل مهندساً يف ذات الرشكة التي‬‫يف ليلة زواجي به‪ ،‬اغتصبني‪ ،‬و يف اليوم الثاين ذهب معي يعمل فيها زوجي «عقلة» و أنك تعرفه‪...‬‬ ‫‪53‬‬

‫المرأة‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫سأصلي بالبكيني‬

‫يف الحقيقة أعرفه منذ سنوات‪ ،‬عملنا وقتها يف فرع‬‫الرشكة ذاتها يف السعوديّة‪ ،‬زوجك شغيّل كتري‪ ..‬ما‬ ‫بيطلعلنا معه‪...‬‬ ‫تنهدت «أمنيّة « بحرسة‪ ،‬ثم قالت‪ :‬شكرا ً‪.‬‬ ‫و مل تنس أن تهمس يل حني مغادرتها‪:‬‬ ‫ نبهيه أال يخرب زوجي أنه شاهدين عندك‪ ،‬و إال ناهيك‬‫عن (عهري) ستنضمي أنت إىل الالئحة السوداء‪.‬‬ ‫بعد رحيل « أمن ّية» بدأت مبارشة برد دين «السوري»‬ ‫الوحيد اليوم‪ ،‬و الذي تعىش يف منزيل‪ -‬إىل اليوم‪ -‬ثالث‬ ‫مرات‪ ،‬كل مرة برفقة صديقة جديدة‪ ،‬تحت عنوان (أنت‬ ‫مدينة يل‪ ..‬علميني عىل الفيس بوك)‪...‬‬

‫شخص ال يهمه أو يكرهه‪...‬‬ ‫ ال ما بعرف‪ ..‬بس عىل كل أنت حتامً رح تضيف عامل‬‫مفتكرهم بيحبوك‪ ،‬و رح تكتشف يف وقت الحق إنهم‬ ‫ما بيطيقوك‪ ..‬هيك الدنيا‪ ،‬بسيطة و إنت حر البيت‬ ‫بيتك‪ ،‬غيرّ كلمة الرس و ضيف مني ما بدك‪ ..‬بدك ضفلك‬ ‫«عقلة»؟!‬ ‫مني «عقلة»؟‬‫زوج «أمن ّية»‪.‬‬‫ «عقلة « عىل (الفيس بوك)‪ ..‬عجبي!‪ ..‬ثم تابع‪ :‬ال‪..‬‬‫عالقتنا مقطوعة‪.‬‬ ‫ مع أنّه سؤال فضويل‪ ،‬ملاذا ال تكلمه؟‬‫ هو ال يكلمني‪ ،‬من ساعة دخل الشيطان بيننا‪...‬‬‫ كيف يعني؟‬‫ أخذين معه إىل الصالة‪ ،‬فصليّت دون أن يالمس كتفي‬‫كتفه‪ ،‬قال يل عندها‪ :‬ت ّرقب مصيبة ستحصل بيننا‪ ..‬أنت‬ ‫فتحت الطريق للشيطان‪ ،‬بداية ظننته ميزح‪ ،‬و مع الوقت‬ ‫عرفت أنّه يتكلم (من كل عقلو) يعني اختلق القطيعة‬ ‫بيننا‪ ،‬فينك تقويل‪ (:‬راح جاب الشيطان من ايدو)‪...‬‬ ‫ضحكت و أنا أضع الورود يف زهريّة زجاجية‪:‬‬ ‫ شكرا ً عىل الورد‪ ،‬كيف عرفت أنني أفضل اللون األبيض؟!‬‫ العفو‪ ،‬ما بدك تفتحي الهديّة‪ ،‬و اشار إىل الكيس الفيض‪.‬‬‫ ما املناسبة؟!‬‫ اليوم الذي رأيتك فيه أول مرة‪ ،‬عيد ميالدك‪ ..‬تذكرت‪.‬‬‫ نعم‪ ..‬بس‪...‬‬‫ يعني أنت ال تقبلني هدايا من غرباء‪ ،‬و حياتك أعرف‪،‬‬‫افتحيها أوالً ثم نتكلم‪.‬‬

‫ اآلن أصبح لديك بريد يف فضاء (االنرتنت)‪ ،‬و نستطيع‬‫فتح بيت يعني (حساب ) لك عىل (الفيس بوك)‪ ،‬منيح‬ ‫هيك!‬ ‫ يا لطيف‪ ..‬بهالرسعة‪( ،‬هلق عرفت ليش خطري هالفيس‬‫بوك)‪...‬‬ ‫ شو بتحب يكون اسمك اليل رح يعرفك الناس فيه؟!‬‫ «عيل السوري»‪...‬‬‫ متام‪ ..‬و هيك يا سيدي صار عندك بيت (فيسبويك)‪،‬‬‫مربوك‪...‬‬ ‫ شو فيني اعمل فيه‪...‬‬‫ يا لطيف شو فينك تعمل فيه‪ ،‬فينك تضيف رفقاتك‬‫و الناس اليل بتتمنى يكونوا رفقاتك‪ ..‬أدباء‪ ..‬مشاهري‪..‬‬ ‫سياسيني‪ ،‬و ممكن أقاربك‪ ..‬و تتواصل معهم كل يوم‪،‬‬ ‫ترددت قليالً‪ ،‬ثم فتحت الكيس الفيض‪ ،‬أخرجت منه‬ ‫كأنهم عايشني جريانك‪...‬‬ ‫هديّة مغلّفة بعناية بورق فيض أيضاً‪ ،‬و عىل زاويتها‬ ‫ طيب و العامل اليل بكرههم‪..‬‬‫وردة بيضاء‪ ،‬و مل أستطع أن أخفي دهشتي عندما أطلت‬ ‫ بدك تضيف العامل اليل بتكرههم؟!‬‫زجاجة عطر من «ماركة» (إيفوريا)‪ ..‬هل هي صدفة‪،‬‬ ‫ اي منشان تصري الحياة الفيسبوكية حقيقية‪ ،‬ليش إنت نظرت إىل «عيل» بتوجس‪ ،‬يشء ما مينعني من الخوف‬‫ما بتعريف إنو الواحد ما بيبني عىل حقيقته متاماً إال أمام منه‪ ،‬و وجهه ال يحمل سوى الطيبة‪ ،‬لكن!‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪54‬‬


‫المرأة‬

‫مقتطفات‬

‫لمى محمد‬

‫لك طريقك‪ ،‬و يل طريقي‪ ،‬أما الطريق‬ ‫الصحيح‪ ،‬الطريق الوحيد‪..‬فهو غري‬ ‫موجود‪.‬‬ ‫نيتشه‬

‫تختلف الشعوب يف سببيات و مربرات (نبش املايض)‪،‬‬ ‫سواء أكان هذا ماضيا ألمة أم لفرد‪...‬‬ ‫حيث ( تنبش) الشعوب املغفلّة مايض شخوصها البسطاء‬ ‫أو الناجحني لتلويث سمعتهم من باب الفراغ‪ ،‬الغرية‪ ،‬و‬ ‫عقد النقص‪ ،‬كام (تنبش ) تاريخا مزورا ملفقا من باب‬ ‫طائفي أو مذهبي أو يف أحسن األحوال لتدارك املستوى‬ ‫الهزيل الذي تعيشه‪ ،‬فتعود بذلك إىل زمان (كانوا و‬ ‫سادوا)‪...‬‬

‫الكثريين لعملهم‪ ،‬هم يقولون أنه يساعد العاملة لكن‪..‬‬ ‫بينام (تنبش ) الشعوب املتقدمة مايض من يريدون ما وراء البحار‪ ،‬يف الصني و املكسيك‪.‬‬ ‫قيادتها لتستدل عىل حسن سريتهم‪ ،‬و تتأكد أنهم لن ‪ -‬معك حق‪ ..‬يجب أن نعرف من ننتخب‪ ،‬هذا وطننا يا‬ ‫يُغرقوا مراكباً أمينة‪ ،‬و إذا حدث أن (نبشت ) التاريخ «سام»‪ ،‬و نحن فقط املستفيدون أو املترضرون‪.‬‬ ‫فحتامً يك تحلل و تستفيد‪.‬‬ ‫**********‬ ‫**********‬ ‫ ليس زواجهام سوى صفقة‪...‬‬‫ ال تنتخبه‪ ..‬لقد رأيت إعالن سلبياته يف التلفاز‪ ..‬عرضوا ‪ -‬و( دخلك شفتيها كيف شايفة حالها)‪ ،‬اليوم نسيت‬‫مقابالت مع أشخاص اشرتوا سيارات من معرضه‪ ،‬و مل أصلها و فصلها‪...‬‬ ‫يوفقوا‪ ..‬و تأكدت من سريته عرب االنرتنت‪.‬‬ ‫ و ( هالفقري شو وقعوا فيها؟ )‬‫ تذكرت اإلعالن‪ ..‬يف نهايته يقولون له ( عار عليك)‪.‬‬‫ هذا غباء الرجال‪ (..‬شو بدنا بالعامل ‪ ..‬انتخبت ملجلس‬‫ ال هذا إعالن عن مرشح آخر (للكونغرس)‪ ،‬أيضا (زبالة)‪ ..‬الشعب)‪.‬‬‫الذي أحيك لك عنه يقولون له يف النهاية‪( :‬إذا ك ّنا ال نثق ‪ -‬كان يف مرشح‪ ..‬نسيت اسمه‪ ( ..‬عم يوزع لحمة)‪..‬‬ ‫بك لرشاء سيارة‪ ،‬كيف سنثق بك يف الكونغرس)‪.‬‬ ‫انتخبته‪ ..‬و أنت!‬ ‫ إذا سننتخب « فالن» ‪.‬‬‫ انتخبت‪ ..‬كان فيه عنرص أمن مأل يل الورقة‪ ( ،‬ما بعرف‬‫ ال تفعلها قبل أن نتأكد من سريته عرب االنرتنت‪ ..‬فإعالنه حدا من حدا‪..‬غري ع الصور اليل مشوهة حيطان البلد )‪.‬‬‫يقول أنه أساء الترصف باملال العام‪ ،‬و تسبب يف فقدان ‪ -‬يعني ( شو بدك يعملوا إعالن بالتلفزيون) ‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫المرأة‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫مقتطفات‬

‫ ال (دخيلك )‪(..‬شو دخل التلفزيون‪ ..‬بيكفي إعالنات ‪ -‬هو يؤمن بالعلم و هذا يكفيني‪ ..‬العلم بشكل أو بآخر‬‫جزء من الله‪.‬‬ ‫العلكة)‪.‬‬ ‫ لكنه ال يؤمن بالله‪..‬كيف ستثقني أنه لن يخونك؟‬‫ تفضيل القهوة‪ ..‬أهال و سهال» أم فارس» ‪..‬نورتينا‪.‬‬‫ الخيانة ليست حرصا عىل امللحدين يا «جينفر»‪.‬‬‫ من ّورة بوجودك» أم رياض»‪..‬‬‫ ستضيعني عمرك‪...‬‬‫**********‬ ‫ قعد ينظّر علينا (يش ساعتني) ‪..‬اليوم صار يقرأ و ‪ -‬ملاذا؟!‪ ..‬نحن يف بلد تحفظ يل جميع حقوقي‪.‬‬‫**********‬ ‫يتفلسف!‬ ‫ الله يرحم أبوه كان يفلح أرايض جدي‪...‬‬‫ و أرايض عمي (كامن‪ ..‬العمى )يا «أبو يارس» الناس شو ‪(-‬ستتزوجي واحد كافر)‪.‬‬‫ إذا من خارج الطائفة‪ ..‬يعني كافر!‬‫بتنىس أصلها ‪.‬‬ ‫ معك حق «أبو بهجت» الغايل‪ ..‬املهم انتخبت ملجلس ‪ -‬طبعا هؤالء االسالم منهم براء‪..‬لو كان مسيحي كان‬‫أحسن‪ ..‬ع األقل( بيأسلم متلنا)‪.‬‬ ‫الشعب‪..‬‬ ‫ معقولة اترك ابن طائفتي‪ ..‬انتخبتلك أخوك ال تخاف ‪ (- .‬أوف‪ ..‬لكن اليل ) ال يؤمن بالله ماذا تقولني عنه؟‬‫ هؤالء ليسوا برشا يا «عائشة»‪.‬‬‫ بارك الله فيك‪( ..‬نردلك ياها) باألفراح‪.‬‬‫ و ما الذي يضمن لك أنني شخصيا مؤمنة بالله‪ ..‬أم أنك‬‫**********‬ ‫تختلف الشعوب يف ثقافتها‪ ،‬و أخالقها ‪ ..‬و بالرغم من مختصة يف محاكمة النوايا‪ ،‬و فتح القلوب!‬ ‫االعتقادات السائدة تبقى الحقيقة أشد خجال من ظهور **********‬ ‫الكذب الفاضح املعتز بنفسه‪.‬‬ ‫فعندما تعتقد غالبية الشعوب املغفلّة أن األمريكان( مثال‬ ‫) شعب ملحد يف أكرثيته‪ ،‬يصطدم عصفور مغفل مهاجر‬ ‫بحقيقة كون األمريكان يف أغلبيتهم ال يثقون بالشخص‬ ‫امللحد‪ ،‬و أن نظرية ( من ال يخاف الله يجب أن تخاف‬ ‫منه) سائدة بشكل كبري‪.‬‬

‫الشعوب املغفلّة لن تتطور‪ ..‬ليس لقلة إمكانياتها‪ ،‬ال‬ ‫لكرثة األرباب فيها‪ ،‬وال بسبب نظرية املؤامرة امللعونة‪.‬‬ ‫الشعوب املغفلّة لن تتطور ألنها لطاملا استخدمت‬ ‫أظافرها يف (نبش ) قبور التخلف‪ ،‬ثم غرست أظافرها‪-‬‬ ‫املتسخة برتاب القبور‪ -‬يف أجساد دراويشها‪ ،‬و مفكريها‪.‬‬

‫و عندما تعتقد غالبية الشعوب املغفلّة أن امللحدين (‬ ‫مثال) يجب أن يهتدوا بقوة ( الرصماية) و أن عىل الجميع‬ ‫مقاطعتهم‪ ،‬يصطدم غراب مغفل منحوس بحقيقة كون‬ ‫الكثري من أبناء دينه يقومون بجميع الشعائر الواجبة ‬ ‫نظرياً‪ ،‬بينام يبتعدون آالف األميال عن «الله»‪..‬مثبتني‬ ‫بذلك نظرية ( انفصال األخالق عن القناعات الدينية‪ ،‬و‬ ‫املعتقدات الغيبية)‪.‬‬ ‫**********‬

‫ال تستسلم فـربما كانت لحظة‬ ‫اليأس هي فع ً‬ ‫ال لحظة الوصول‬ ‫!!!‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪56‬‬


‫المرأة‬

‫زمن المرأة قادم‬

‫كامي بزيع‬

‫عبأ كبري يقع عىل عاتق املرأة اليوم‬ ‫التي تعيد كتابة تاريخها‪ ،‬فبعدما تم‬ ‫تجاهلها‪ ،‬وتهميشها‬

‫بنفسها وتحكيم العقل واملنطق‪ ،‬وهي تحتاج دامئا اىل‬ ‫العناية والحامية‪ ،‬مل نسأل انفسنا ولو مرة واحدة‪ ،‬ممن‬ ‫تحتاج املرأة الحامية؟ ان املرأة ال تخاف من امراة مثلها‪،‬‬ ‫النها وال بشكل من االشكال تشكل لها تهديدا‪ ،‬لكن‬ ‫التهديد الحقيقي التي تواجهه املرأة امنا مصدره الرجل‪،‬‬ ‫والرجل يريد ان يكون هو حاميتها وهنا تكمن املفارقة‪.‬‬ ‫فالرجل الذي يشكل حامية المرأة تخصه امنا هو بالوقت‬ ‫عينه يشكل تهديدا الخرى ال تخصه‪ .‬ولكن ماذا لو كانت‬ ‫املعادلة عىل الشكل التايل‪ :‬ال يشكل حامية الية امراة‬ ‫تخصه وال يشكل تهديدا المرأة ال تخصه‪.‬‬

‫من قبل الكتابة والعلم‪ ،‬الفلسفة والنصوص الدينية والفن‪،‬‬ ‫اليوم تسعى املرأة جاهدة العادة اكتشاف تاريخها‪ ،‬العادة‬ ‫االعتبار اىل كيانها‪ ،‬لذلك عليها النضال عىل كافة الجبهات‪،‬‬ ‫ودون شك فان املرأة ستحصل عىل سيادتها‪ ،‬سيتغري وجه‬ ‫الحضارة ووجه االنسانية‪ ،‬لكن املراة لن تهضم حق الرجل‬ ‫ولن تعمل وفق قانون ثأري بل عىل العكس‪ ،‬هي التي‬ ‫هنا ال يعود من مربر الن تصبح املراة تحت الوصاية‪،‬‬ ‫تهب الحياة‪ ،‬لن تبخل بها عىل رشيكها يف الوجود‪ ،‬الن‬ ‫ولكن كيف ميكن للرجل ان يستمر وقد كرس نفسه‬ ‫عدالتها ال تعرف حدود‪.‬‬ ‫سيدا؟ وليا؟ ربا؟ اذا مل يجد من يحكمه‪.‬‬ ‫املستقبل للمرأة‪ ،‬يف السلطة‪ ،‬يف البيت‪ ،‬يف املجتمع‪ ،‬يف‬ ‫نعم عىل امتداد القرون واملرأة محكومة من قبل الرجل‪،‬‬ ‫العلم‪ ،‬يف التقدم واالزدهار‪ ،‬والرجل فقط سيكون داخل‬ ‫يف اصقاع كثرية من االرض‪ ،‬من اتهامها بالنجاسة‪ ،‬الضعف‪،‬‬ ‫الكتابات التي كرسها لنفسه عىل امتداد قرون‪.‬‬ ‫العجز‪ ،‬وتكريسها كرمز للشهوة والفتنة واالغواء‪ .‬من‬ ‫قام بذلك‪ ،‬اليست االقالم الذكورية والرشكات الذكورية‬ ‫ان النصوص الدينية التي منحت الرجل السلطة والتاريخ‬ ‫وااليديولوجيا الذكورية‪.‬‬ ‫ستصبح سجنه‪ ،‬الن الحياة بجميع فصولها ستكون للمرأة‪،‬‬ ‫وستكون اللغة هي للعرص والعلم واالنوثة‪ ،‬ونصوصه‬ ‫عىل كل حال مل يعد املنال بعيدا‪ ،‬ان زمن املراة قادم ال‬ ‫ستتحول اىل اطالل للبكاء ليس اكرث‪ .‬ذلك ان اللغةالذكورية‬ ‫محال بعدما غيش الكون كل هذا الظالم‪.‬‬ ‫التي تحكمت باالنسانية عىل امتداد التاريخ وحرمت‬ ‫املراة من ابسط تعابري الوجود‪ ،‬ستضمحل لتتحول اىل لغة‬ ‫بائدة‪ ،‬او باالحرى ميتة كام مئات اللغات القدمية‪ ،‬وسيعاد‬ ‫املجد اىل االلهة املؤنثة التي قضت عليها االلهة الذكورية‪،‬‬ ‫ستعاد لها الصالحية التي سلبت منها لتلعب دورها يف‬ ‫الحب والخصب والسالم واالستمرار‪.‬‬ ‫ان الدونية التي تشعر بها املرأة امنا نتجت من االفكار‬ ‫الفلسفية‪ ،‬وتاليا الدينية التي اعتربت املرأة‪ ،‬كائنا عاطفيا‬ ‫ليس لها القدرة عىل ابداء الرأي واملشورة واالستقالل‬ ‫‪57‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪58‬‬


60

70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37

36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1

59


‫تاريخ‬

‫تاريخ الختان‬

‫سعد القرش‬

‫تاريخ الختان‬

‫باحثة مرصية‪ :‬ختان الذكور جزارة ارتبطت باملجتمع‬ ‫الذكوري‬ ‫سعد القرش من القاهرة‪ :‬بقليل من التواضع ترى طبيبة‬ ‫مرصية أن كتابها عن ختان الذكور رائد يف مجاله رغم‬ ‫اإلهداء الذي توجهت به اىل أربعة مرصيني منهم نوال‬ ‫السعداوي وجامل البنا باعتبارهام من املبادرين اىل‬ ‫إثارة هذه القضية‪.‬ومنذ الصفحات االوىل للكتاب تقول وتسخر من الذين يربرون الختان بأسباب صحية مشرية‬ ‫سهام عبد السالم ان معظم الذين يناهضون ختان اإلناث اىل أن االطباء يحاولون اضفاء طابع صحي عىل فوائد‬ ‫يصمتون حني يتعلق األمر بختان الذكور حيث يتم تشويه الختان الذي يقولون انه يقي عىل التوايل من الرسطان‬ ‫الجسد باسم العرف والتقاليد يف عملية مل تثبت فوائدها والتهاب املسالك البولية وأخريا مرض نقص املناعة‬ ‫الصحية بل لعبت فيها السياسة دورا منذ وعد اإلله بني املكتسب (االيدز) ويف هذا اثبات أن «الختان ليس جراحة‬ ‫ارسائيل مبنحهم أرض كنعان بعد اختتانهم‪.‬‬ ‫رشيدة ذات قيمة عالجية واقعية ملرض بعينه بل هو‬ ‫جراحة تبحث عن مرض‪ ..‬أو مربر‪».‬‬ ‫بأنها ليست جراحة بل جزارة ال مربر لها يف حق طفل‬ ‫سليم مشرية اىل أن الجزء الذي يتم استئصاله يتكون‬ ‫مجهريا من طبقات من االنسجة الغنية باالوعية الدموية‬ ‫واالعصاب الحسية كام توجد بها خاليا مناعية تقي‬ ‫الجسم عند تعرضه لتلوث أو عدوى ميكروبية‪.‬‬

‫وتضيف يف كتاب (ختان الذكور‪ ..‬بني الدين والطب‬ ‫والثقافة والتاريخ) أن الختان هو الجراحة الوحيدة التي‬ ‫يقررها غري املتخصصني يف الطب وهم أولياء األمور حيث‬ ‫يقول االطباء يف تربير إجرائه انهم ينفذون طلب والدي‬ ‫الطفل ويخفون عن األهل معلومات عن أرضار الختان‬ ‫والوظائف الحيوية للجزء املبتور يف حني يقول والدا‬ ‫الطفل انهم يريدون لالبن أن يختنت الن االطباء ماداموا‬ ‫يجرون الختان «فالبد أنه مفيد‪ .‬فالطرفان يتحالفان‬ ‫الجراء الختان النه مقبول اجتامعيا‪».‬‬

‫ومل تنشط حركة مرصية مؤيدة ملا تدعو اليه املؤلفة‬ ‫من املثقفني أو االطباء أو رجال الدين الذين قالت انهم‬ ‫يعظون الناس ضد ختان االناث يف حني يشددون عىل‬ ‫رضورة ختان الذكور‪.‬‬ ‫وشهدت مرص منذ انعقاد مؤمتر السكان والتنمية‬ ‫بالقاهرة عام ‪ 1994‬نقلة نوعية يف حمالت التوعية التي‬ ‫تستهدف منع ختان االناث حتى أطلق البعض عىل املؤمتر‬ ‫آنذاك بيشء من التهكم (مؤمتر الختان)‪.‬‬

‫وصدر الكتاب بالقاهرة عن دار رؤية للنرش والتوزيع يف ورغم االنحياز املضاد الذي رمبا يستويل عىل القارئ قبل‬ ‫‪ 381‬صفحة متوسطة القطع‪.‬‬ ‫الرشوع يف القراءة فاناالستعراض الذي تقدمه املؤلفة‬ ‫حول القضية موضع الدراسة يُعد سياحة ذهنية ُممتعة‬ ‫ويقدر الكتاب أن عدد من يختتنون سنويا عىل مستوى وصادمة يف الوقت نفسه يف علوم الطب واالنرثوبولوجيا‬ ‫العامل ‪ 13.3‬مليون ذكر مقابل مليوين أنثى‪ .‬ويتساوى واألساطري واألديان واالجتامع‪.‬‬ ‫الطرفان يف صغر السن بحيث ال ميلكان القدرة عىل‬ ‫الرفض أو الدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫وتقول الباحثة ان املؤسسة الطبية يف العامل الحديث‬ ‫ورثت الدور الذي لعبه الكهنة والسحرة ورؤساء القبائل‬ ‫وتقول الباحثة انها منذ تخرجت عام ‪ 1972‬وهي تشاهد فيام يخص الختان يف املجتمعات القدمية‪.‬‬ ‫الصدمة العصبية للذكور أثناء اجراء العملية التي وصفتها‬ ‫‪61‬‬

‫تاريخ‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫وتضيف أن القيمة الصحية لختان الذكور مجرد أوهام‬ ‫مشرية اىل قول الطبيب االمرييك جورج دينيستون ان‬ ‫الختان «وباء يسببه األطباء» الذين قال انهم يستفيدون‬ ‫نفسيا من هذه الجراحة لتخفيف شعورهم باألذى الذي‬ ‫تعرضوا له حني أُجريت لهم العملية يف الصغر‪.‬‬ ‫ويرى باحثون اخرون أن الختان يف املجتمعات االمومية‬ ‫«مل يكن فرضا اال عىل الذكر الذي يجامع امللكة الكاهنة‪.‬‬ ‫ومثلام تحول التدخني من طقس مقدس ميارسه الكهنة‬ ‫اىل نشاط دنيوي ميارسه الصفوة ثم اىل عادة ميارسها عامة‬ ‫الناس تحول الختان أيضا من طقس ديني للخاصة اىل‬ ‫طقس دنيوي عام‪».‬‬ ‫وتربط سهام عبد السالم بني عادة الختان وفكرة التطهر‬ ‫من دنس ما ُمشرية اىل أن االسم الشائع يف مرص لختان‬ ‫الجنسني هو «الطهارة» لإليحاء بتخليص الفرد من الدَنس‪.‬‬ ‫وتستشهد بجهود الباحث القانوين الفلسطيني سامي‬ ‫الديب أبو ساحلية ومنها كتاب(ختان الذكور واالناث عند‬ ‫املسلمني واليهود واملسيحيني‪ ..‬الجدل الديني) ومقال‬ ‫(التشويه باسم ياهوه أو الله) حيث يرى أن املوقف‬ ‫من الختان «تطور من فرض يف التوراة اىل إفراغ مضمونه‬ ‫املقدس يف االنجيل اىل السكوت عنه متاما مع التأكيد عىل‬ ‫فلسفة كامل الخلق يف القرآن‪».‬‬

‫قوة يف الدولة الرومانية لكن اليهود الذين أسلموا نجحوا‬ ‫يف ادخال االرسائيليات اىل الفكر االسالمي النهم كانوا‬ ‫مركز قوة ثقافية ومادية يف الجزيرة العربية وما حولها‬ ‫يف صدر االسالم‪».‬‬ ‫كام يذكر جانبا اقتصاديا تاريخيا لهذه العملية حيث يقول‬ ‫ان وايل خراسان اقرتح عىل الخليفة عمر بن عبد العزيز‬ ‫أن يشرتط ختان من يسلم من أهلها حتى ال يستسهلوا‬ ‫االسالم فيقل دخل بيت املال من الجزية املفروضة عىل‬ ‫غري املسلمني فكان رد الخليفة أن «الله بعث محمدا‬ ‫هاديا ومل يبعثه خاتنا‪».‬‬ ‫وتقول املؤلفة ان بعض اليهود منذ قرون يدركون أن‬ ‫الختان أداة تحكم قاسية يف النزعات الجنسية للطفل‬ ‫حتى أن الطبيب الفيلسوف اليهودى موىس بن ميمون‬ ‫الذي عاش يف االندلس (‪ 1204 - 1135‬ميالدية) ذكر أن‬ ‫الختان ال تأثري له عىل التناسل لكنه يهدف اىل اضعاف‬ ‫القدرة الجنسية للذكر‪.‬‬ ‫وتنوه املؤلفة بجهود كتاب مرصيني يف رفض الختان‬ ‫ومنهم عصام الدين حفني ناصف ونوال السعداوي‬ ‫وجامل البنا شقيق مؤسس جامعة االخوان املسلمني‬ ‫حسن البنا ومحمد عفيفي الذي يرى أن الختان «تجسيد‬ ‫لسادية الكهنة وأنه تجسيد عربي جديد لاللهة الدموية‬ ‫القدمية التي توقف عندها خيال االنسان البدايئ‪».‬‬

‫ويف رأيه أن ما جاء يف سفر التكوين بالتوراة حول أمر اإلله‬ ‫للنبي ابراهيم بأن يختنت هو وأبناؤه كان داال عىل عهد كام تشري اىل أن بعض رجال الدين االسالمي توصلوا اىل‬ ‫مبنحهم أرض كنعان واعتبارهم شعب الله املختار الذين أن االسالم ال عالقة له بختان الذكور وال االناث وأبرز مثال‬ ‫يتعرف عليهم بعالمة الختان‪.‬‬ ‫عىل ذلك كتاب (الختان يف الرشيعة اليهودية واملسيحية‬ ‫واالسالمية‪ ..‬ال ختان للذكور يف دين االسالم) لالستاذ‬ ‫ويعلق قائال ان هذا العهد «تسييس لعملية جراحية‪ ...‬بجامعة االزهر أحمد حجازي السقا‬ ‫القران مل يذكر الختان اطالقا‪ ...‬اليهود الذين تنرصوا فشلوا‬ ‫يف ادخال الختان اىل الفكر املسيحي النهم مل يكونوا مركز‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪62‬‬


‫تاريخ‬

‫حقوق المرأة في حوض الرافدين‬

‫طريف سردست‬

‫س ًجل اآلشوريونا سابق ًة مهمة يف تويل امرأة املنصب اليحق لها ان تعيش مع زوجته يف نفس البيت «‬ ‫األعىل يف دولتهم‪ ،‬حينام خلّف اإلمرباطور شميش ـ أدد‬ ‫ابنه القارص أدد ـ نراري الثالث‪ ،‬فتولت أمه شمورامات حقوق املرأة يف رشيعة حمورايب‪:‬‬ ‫(التي ُعرفت يف املصادر الكالسيكية اليونانية والالتينية ويف رشيعة حمورايب وجدت العديد من النصوص التي‬ ‫باسم سيمراميس) الحكم وصي ًة عىل ابنها وحكمت نيابة تنظم األرسة وتحفظ مكانة ودور املرأة البابلية يف العراق‬ ‫عنه مدة خمس سنوات‪.‬‬ ‫القديم‪ .‬ورشيعة حمورايب هي االكرب وتتكون من ‪282‬‬ ‫مادة‪ ،‬منها ‪ 92‬مادة تخص املرأة فقط‪ ،‬االمر الذي يشري‬ ‫بوضوح اىل ارتقاء ترشيع املرأة والعناية بأمورها‪ ..‬فقد‬ ‫حفوق املرأة يف رشائع ماقبل حمورايب‪:‬‬ ‫اورنامو هي رشيعة اقدم من رشيعة حمورايب املشهورة‪ ،‬كان للمرأة حق الطالق من زوجها ولها حق رعاية األوالد‬ ‫ولكنها تحوي عىل مواد اقل‪ ،‬ولرمبا كانت االساس لتتطور وحق مامرسة العمل التجاري ولها أهلية قانونية وذمة‬ ‫رشيعة حمورايب‪ ،‬وهنا بعض املواد املتعلقة باملرأة يف مالية مستقلة عن ذمة زوجها ولها الحق يف الرعاية‬ ‫والنفقة كام وضعت عقوبات قاسية عىل الشخص الذي‬ ‫رشيعة اورنامو التي هي عىل االغلب الرشيعة االقدم‪:‬‬ ‫ييسء معاملة املرأة أو ينتهك حقا من حقوقها الثابتة يف‬ ‫القانون املذكور ‪.‬‬ ‫من رشيعة اورنامو‪:‬‬ ‫املادة ‪« :5‬اذا ازال رجل بكارة امة رجل اخر باالكراه ‪,‬عليه‬ ‫املادة التاسعة والعرشين‪ :‬فإذا كان ابنه صغريا وال‬ ‫ان يدفع كغرامة خمسة شيقالت من الفضة‪.‬‬ ‫املادة ‪« :7‬اذا مات رجل ‪ ,‬فبعد موته تنتقل نصف امالكه يستطيع القيام بالتزامات والده االقطاعية‪ ،‬فأن ثلث‬ ‫الحقل والبستان يعطى لوالدته وتقوم والدته برتبيته‪.‬‬ ‫اىل زوجته ‪ ,‬والنصف االخر اىل اوالده»‬ ‫ويف رشيعة اشنونا نجد التايل‪:‬‬ ‫املادة ‪« : 60‬اذا طلق رجل زوجته بعد ان ولدت منه‬ ‫واخذ زوجة ثانية فسوف يطرد من بيته وتقطع عالقته‬ ‫بجميع من حوله وليتبعه من يريد»‬ ‫اما رشيعة بيت عشتار فتنص عىل‪:‬‬ ‫املادة ‪ »:22‬اذا كان الوالد عىل قيد الحياة وكانت ابنته‬ ‫كاهنة فهي تسكن يف منزله كوريثة‬ ‫املادة ‪ »:28‬اذا فقدت زوجة رجل نظرها او اصيبت‬ ‫بالشلل فال يجوز اخراجها من‬ ‫البيت واذا تزوج امراة ثانية عليها اعانة الزوجة االوىل‬ ‫املريضة «‬ ‫املادة ‪ »:27‬اذا مل تلد زوجة اطفاال لزوجها ‪ ,‬ولكن امراة‬ ‫اخرى ولدت له اطفاال دون عقد زواج عليه ان يعني هذه‬ ‫املراة مع االطفال التي ولدتهم له ‪,‬وسيكونون ورثته ولكن‬ ‫‪63‬‬

‫تاريخ‬

‫املادة األربعون‪( :‬إذا) باعت كاهنة من الدرجة العليا أو‬ ‫تاجر أو غريب حقله وبستانه وبيته لقاء فضة‪ ،‬للمشرتي‬ ‫(الحق) يف ان ميارس حقوقه اإلقطاعية (يف) الحقل‬ ‫والبستان والبيت الذي اشرتاه‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)111‬إذا أعطت بائعة الخمر رشاب (البيخم)‬ ‫وهو (نوع من أنواع البرية) عىل سبيل اإلعارة‪ ،‬فعليها ان‬ ‫تستلم خمسني (سوت) من الحبوب وقت الحصاد‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)127‬اذا تسبب رجل يف ان يشار باالصبع اىل‬ ‫كاهنه االينتوم أو عىل زوجة رجل‪ ،‬ولكنه مل يثبت‬ ‫(اتهامه) فعليهم ان يجلدوا هذا الرجل امام القضاة‬ ‫ويحلقوا نصف( شعر رأسه)‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)130‬اذا باغت رجل زوجة رجل اخر ‪ ،‬مل تكن قد‬ ‫تعرفت عليه (بعد) عىل رجل وهي ال تزال (تعيش) يف‬ ‫بيت ابيها ‪ ،‬واضطجع يف حجرها وقبض عليه (أثناء) ذلك‪،‬‬ ‫فأن هذا الرجل يقتل ويخىل سبيل تلك املرأة‪.‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫حقوق المرأة في حوض الرافدين‬

‫املادة (‪ :)137‬إذا قرر رجل أن يطلق «الشوكيتوم» التي‬ ‫ولدت له أوالدا‪ ،‬أو أن يطلق «الناديتوم» التي جهزته‬ ‫باألوالد‪ ،‬فعليهم أن يعيدوا لها هديتها (أي ما جلبته من‬ ‫بيت أبيها) ويعطوها نصف (محصول) الحقل والبستان‬ ‫ونصف األموال املنقولة‪ ،‬وعليها تربية أوالدها‪ ،‬وبعد‬ ‫تربيتها أوالدها‪ ،‬عليهم أن يعطوها حصة وريث واحد من‬ ‫كل يش أعطوه ألوالدها‪ ،‬ولها أن تأخذ الزوج الذي ترتضيه‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)138‬إذا أراد رجل أن يطلق زوجته التي مل تلد‬ ‫له أوالدا‪ ،‬فعليه أن يعوضها نقودا بقدر مهرها ويسلمها‬ ‫الهدية التي جلبتها من بيت أبيها ثم يطلقها‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)139‬إذا مل يكن هناك مهر‪ ،‬فعليه أن يعطيها منا‬ ‫واحدا من الفضة مقابل الطالق‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)140‬إذا كان (الزوج) موىل‪ ،‬فعليه أن يعطيها‬ ‫ثلث (املنا) من الفضة (ثم يطلقها)‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)142‬إذا كرهت امرأة زوجها وقالت (له) ال‬ ‫تأخذين (ال تضاجعني)‪ ،‬ففي إدارة بلد‪ ،‬سوف يدرس‬ ‫سلوكها‪ ،‬فإذا كانت محبوسة ومل ترتكب خطيئة (بينام)‬ ‫زوجها يخرج كثريا (من البيت) ويحط من شأنها‪ ،‬فال جرم‬ ‫عىل تلك املرأة‪ ،‬وميكنها أن تأخذ هديتها (التي جلبتها من‬ ‫بيت أبيها) وتذهب إىل بيت والدها‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)148‬إذا أخذ رجل زوجة رجل وأصابها مرض‬ ‫خطري‪ ،‬فإذا عزم عىل الزواج من امرأة ثانية فيمكنه أن‬ ‫يتزوج وال يجوز له أن يطلق الزوجة املصابة باملرض‬ ‫الخطري‪ ،‬ولها أن تسكن يف البيت الذي بناه‪ ،‬ويستمر‬ ‫(الزوج) يف تحمل (مسؤولياته) مادامت عىل قيد الحياة‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)159‬إذا جلب رجل هدية الخطوبة إىل بيت عمه‬ ‫وأعطى املهر‪ ،‬ونظر (بعدئذ) إىل امرأة ثانية وقال لعمه‪:‬‬ ‫«لن أتزوج ابنتك» فلوالد الفتاة إن يأخذ كل يش كان قد‬ ‫جلبه إليها‪.‬‬

‫املادة (‪ :)162‬إذا أخذ رجل زوجة وولدت له أطفاال‪ ،‬ثم‬ ‫ذهبت هذه املرأة إىل أجلها (توفيت) فال يحق لوالدها‬ ‫االدعاء بالهدية (التي كانت قد جلبتها من بيت والدها)‬ ‫ألن هديتها تعود إىل أوالدها‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)172‬إذا مل يعطها زوجها أثناء حياته‪ ،‬فعليهم أن‬ ‫يعوضوها هديتها (التي جلبتها من بيت أبيها)‪ ،‬ولها أن‬ ‫تأخذ حصة مثل واحد من الورثة من أموال بيت زوجها‪،‬‬ ‫فإذا أساء أبناؤها معاملتها ألجل إخراجها من البيت فعىل‬ ‫القضاة أن يستقصوا قضيتها ويصدروا عقوبة عىل األبناء‪،‬‬ ‫وهذه املرأة ال تخرج من بيت زوجها‪ ،‬أما إذا قررت تلك‬ ‫املرأة الخروج‪ ،‬من بيت زوجها‪ ،‬فعليها أن ترتك الهبة التي‬ ‫منحها زوجها لها ألبنائها‪ ،‬ولها أن تأخذ هدية بيت أبيها‪،‬‬ ‫ولها أن تختار الزوج الذي (يناسب) رغبتها‪.‬‬ ‫املادة (‪ :)173‬إذا أنجبت تلك املرأة يف املكان (أي يف‬ ‫البيت) الذي دخلته أطفاال لزوجها (الثاين)‪ ،‬فبعد وفاة‬ ‫تلك املرأة‪ ،‬فأبناؤها السابقون والالحقون يتقاسمون‬ ‫هديتها‪.‬‬ ‫وكانت االلهة عشتار إله الخصب‪ ،‬ومعابدها وكهنتها شكال‬ ‫الستمرار صورة املجتمع االموي الذي طغى عليه سيطرة‬ ‫الرجال بفضل الحروب الدامئة التي خاضها املجتمع ضد‬ ‫الرببر املخيطني مبملكة اشور والطامعني برثوات اململكة‪.‬‬ ‫غري انه انترص يف النهاية الشكل الذكوري للمجتمع الذي‬ ‫ورثناه عن الحضارات القدمية ليبقى معنا حتى اليوم‬

‫املادة (‪ :)160‬إذا جلب رجل هدية الخطوبة إىل بيت عمه‬ ‫ودفع املهر‪ ،‬ثم قال له والد البنت (أي عمه)‪« :‬لن أعطيك‬ ‫ابنتي» فعليه (أي عمه) أن يرد (له) ضعف كل يش كان‬ ‫قد جلبه إليه‪.‬‬ ‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪64‬‬


‫تطور‬

‫تطور‬

‫التطور‬

‫التطور‬

‫مركبات السكر االحادية تعترب من املركبات العضوية الرضورية للحياة عىل سطح االرض‪ .‬هذه املركبات تدخل يف بناء ال ‪DNA‬‬ ‫و ‪ . RNA‬الخلقيني و أصحاب التصميم الذيك يلجأون اىل طرح صعوبة تكون مثل هذه املركبات عىل سطح االرض بسبب‬ ‫حساسيتها الشديدة للتفاعل الكيميايئ‪ .‬ولكن فريق أبحاث من ناسا اكتشف وجود مركبات سكر بسيطة يف أحد النيازك تدعى‬ ‫‪ .dihydroxyacetone‬ليس هذا فحسب‪ ,‬بل وقد وجدوا يف هذا النيزك نوع من مركبات السكر يدعى ‪ Glycerol‬والذي يدخل‬ ‫يف بناء جدار الخلية الحية‪.‬‬ ‫هذا االكتشاف يؤيد فكرة أن معظم املركبات املعقدة العضوية منشأها الفضاء الفسيح‬

‫دليل جديد عىل أن التطور مازال يحدث يف االنسان‪ .‬كشفت دراسة جديدة قام بها علامء من جامعة كاليفورنيا (راجع الرابط‬ ‫للمصدر) أن سكان التبت تعرضوا الرسع تطور جيني نتيجة تاثري بيئة املرتفعات و الجبال عليهم‪ .‬تبني يف الدراسة أن سكان‬ ‫التبت لديهم تكرار يف جني ‪ EPAS1‬املسؤول عن تنظيم ردة فعل الجسم يف حال نقص كمية االكسجني بنسبة ‪ %87‬مقارنة ب ‪%7‬‬ ‫يف سكان «هان» الصينيون الذين انفصلوا عنهم قبل حوايل ‪ 2750‬سنة فقط‪ .‬هذ‪...‬ا دليل قاطع ان التغريات العشوائية املتبوعة‬ ‫باالنتخاب الطبيعي هي املصمم الوحيد بالفعل‪.‬‬

‫امليش املنتصب مل يأيت مجانا من خالل التطور‪ .‬عىل سبيل املثال أوجاع‬ ‫الظهر السفلية هي االكرث شيوعا بني الناس علام بأن ‪ %90‬منها ليس له‬ ‫سبب واضح‪ .‬يف الرجال مثال تديل كيس الصفن خارج الجسد زاد من متدد‬ ‫الغشاء املحيط باالحشاء الداخلية وجعله ضعيفا (مقارنة باالنثى) أضف‬ ‫اليه ضغط االحشاء اىل االسفل بسبب الجاذبية‪.‬لذا نجد الرجال يف كثري من‬ ‫االحيان معرضني للفتاق أو ‪ hernia‬الذي قد يكون قاتل ان مل يعالج يف‬ ‫الوقت املناسب‪ .‬ياترى؟ لو كان االنسان خلق منتصبا منذ البداية من غري‬ ‫تطور‪ ,‬امل يكن مبقدور املصمم الذيك أن يتفادى هذه االخطاء التصميمية؟‬ ‫بالطبع ال الن الكائنات مل تصمم ولكنها تبدو كأنها مصممة ‪ .‬ان التطور‬ ‫باالنتخاب الطبيعي ‪ ,‬ليس مبقدوره ان ميحي االرث ال��ورايث كله لكن‬ ‫مبقدوره اضافة شئ اخر مل يكن موجودا ‪ ,‬مجرد عملية تعديل عىل ما هو‬ ‫موجود اصال ‪ .‬التطور حقيقة علمية فكر باالمر ‪.‬‬

‫ملاذا نظرية التطور والسلف املشرتك هي حقيقة علمية وليست مجرد فرضية؟ كام هو معلوم فان الدجاج ال ميتلك أسنان‪ .‬ولكن‬ ‫العلامء اكتشفوا أن الدجاج الزال يحمل الجينات املسؤولة عن ظهور األسنان‪ .‬غري أنها يف حالة معطلة منذ أن انحدرت الطيور‬ ‫عن الديناصورات قبل ‪ 80‬مليون سنة‪ .‬قام فريق من العلامء يف جامعة (مانشسرت و وسكانسن) من إجراء تجربة قاموا من خاللها‬ ‫بتحفيز هذه الجينات املعطلة وكانت النتيجة هي ظهور أسنان كاملة تشبه تلك التي ميتلكها فك التمساح!!! ياترى؟؟ ماذا تفعل‬ ‫جينات األسنان املعطلة يف الدجاج؟؟؟؟ هل هذا تصميم ذيك؟؟؟؟ أن ان السبب هو وجود السلف املشرتك؟‬

‫‪65‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪66‬‬


‫تطور‬

‫التطور‬ ‫أحد االدلة عىل عدم وجود مصمم للكائنات هي ظاهرة اإلنقراض‪ %99.9 .‬من الكائنات التي عاشت قبل ‪ 200,000‬كلها أنقرضت‬ ‫بالكامل!!!! خالل فرتة الحياة عىل االرض (‪ 3.6‬مليار سنة) تعرضت الكائنات اىل ما يسمى ب اإلنقراض الجامعي أو (‪Mass‬‬ ‫‪ )Extinction‬خمس مرات؟؟؟ اهمهام االنقراض البريمياين ‪( Permian Extiction‬قبل ‪ 252‬مليون سنة) حيث قيض عىل ‪%96‬‬ ‫من الكائنات البحريةو ‪ %70‬من الكائنات االرضية!!! ملاذا ياترى تنقرض الكائنات؟؟؟ هل املصمم الذيك ال يستطيع أن يصمم‬ ‫كائنات قادرة عىل التأقلم البيئي؟؟؟ وملاذا قام هذا املصمم مبحو شبه كامل للكائنات خمس مرات؟؟؟؟؟ هل كان املصمم الذيك‬ ‫يف حالة من الرتدد الكبري و الحرية حيال ما هي الكائنات التي يريدها؟؟؟‬ ‫املصدر‪http://en.wikipedia.org/wiki/Extinction_event#Major_extinction_events :‬‬

‫العضلة األخمصيه ‪plantaris muscle /‬‬

‫عضلة تستخدم من قبل الحيوانات التي متسك وتتالعب باألشياء بأقدامها ‪ ..‬يشء قد تراه مع القردة الذين يبدون قادرين عيل‬ ‫استخدام أقدامهم وكذلك أيديهم‪.‬‬ ‫البرش لديهم هذه العضالت كذلك ‪ ،‬لكنها اآلن متخلفة والوظيفه لها ألنهم اليجتاجونها ‪ ..‬حتى أنه كثريا ما يأخذها األطباء عندما‬ ‫يكونون يف حاجة إلعادة بناء النسيج يف أجزاء أخرى من الجسم‪.‬‬ ‫العضلة هذه غري مهمه للجسد بشكل كبري لدرجه إن تسعه من كل مئه من البرش املعارصون (‪ )%9‬يولدون اآلن دون هذه‬ ‫العضله‪ .‬التطور حقيقة علمية وبقاياه موجودة يف اجسامنا ‪):‬‬ ‫املصدر ‪http://en.wikipedia.org/wiki/Plantaris_muscle :‬‬

‫‪67‬‬

‫‪36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39 38 37‬‬

‫‪68‬‬


:‫تحميل العدد الثالث الرجاء استعامل أحد الروابط التالية‬ issuu

‫صـوت العـقـل في العـالـم العـربــــي‬

04

http://issuu.com/i-think-magazine/docs/i_think_magazine_3

Mediafire http://www.mediafire.com/?yt4arcs2p01q9a8

:‫لتحميل العدد الثاين الرجاء استعامل أحد الروابط التالية‬ issuu

http://issuu.com/i-think-magazine/docs/i_think_magazine_2

Mediafire

http://www.mediafire.com/?ar4e78xtmrn878d

:‫لتحميل العدد األول الرجاء استعامل أحد الروابط التالية‬ issuu

http://issuu.com/i-think-magazine/docs/i_think_magazine_1

Mediafire

http://www.mediafire.com/?tir4ejjm4tjmko4

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.