2jaffa-before-nakba

Page 1

‫‪036‬‬

‫جملة الدراسات الفلسطينية ‪93‬‬

‫شتاء ‪2013‬‬

‫يافا مدينة تختصر وطن ًا‬

‫حممود يزبك*‬ ‫يافا ما قبل النكبة‪:‬‬ ‫مدينة تنبض باحلياة‬ ‫قصة مدينة يافا يف‬ ‫العصر احلديث بحادث‬ ‫أليم وجريمة ارتكبها جيش االحتالل‬ ‫الفرنسي بقيادة نابوليون بونابرت‬ ‫حين غزاها واحتلها لفترة قصيرة يف‬ ‫‪ 6‬آذار ‪ /‬مارس ‪ .1799‬فمدينة يافا‬ ‫مل تستسلم جليش الغزاة‪ ،‬وحين دخلها‬ ‫اجليش الفرنسي عاث فيها خراب ًا‬ ‫وهجر سكانها ونهبها‪ .‬وتصف‬ ‫ودماراً‬ ‫ّ‬ ‫املصادر املعاصرة املذبحة البشعة‬ ‫التي ارتكبها جيش بونابرت ضد أهل‬ ‫مدينة يافا‪ ،‬ويق ّدر عبد الرحمن اجلبرتي‪،‬‬ ‫كاتب اليوميات املصري املعاصر‪ ،‬عدد‬ ‫اليافيين الذين قتلهم اجليش الفرنسي‬ ‫‪1‬‬ ‫بأربعة آالف شخص‪.‬‬ ‫بدأت يافا منذ أواسط القرن الثامن‬ ‫عشر بالتطور‪ ،‬وشرعت تأخذ مكانتها‬ ‫التجارية شرقي البحر األبيض‬ ‫املتوسط‪ ،‬وحين غزاها بونابرت‪ ،‬كان‬ ‫فيها جمموعة كبيرة من التجار الذين‬ ‫جرى نفيهم إىل مصر و ُنهبت خمازنهم‪.‬‬ ‫وبعد انسحاب الفرنسيين من يافا‬

‫تبدأ‬

‫* رئيس قسم تاريخ الشرق األوسط يف جامعة حيفا‪.‬‬

‫رممت السلطات العثمانية املباين التي‬ ‫دمرها الفرنسيون‪ ،‬وخصوص ًا قلعة‬ ‫املدينة‪ ،‬كي تعيد الطمأنينة إىل أهلها‬ ‫وتقنعهم بالعودة إىل مدينتهم‪ 2.‬وحين‬ ‫أخذت يافا تتعافى من الغزو النابليوين‪،‬‬ ‫جراء صراع على السلطة‬ ‫عانت املدينة ّ‬ ‫بين أحمد باشا اجل ّزار ووريثه وايل عكا‬ ‫سليمان باشا‪ ،‬وبين حاكم يافا حممد‬ ‫أبو املرق‪.‬‬ ‫انتهى هذا الصراع يف سنة ‪،1805‬‬ ‫حين توىل حممد أبو ن ّبوت حكم مدينة‬ ‫يافا‪ .‬ويف حقيقة األمر‪ ،‬فإن أبو ن ّبوت‬ ‫أعاد الهدوء والطمأنينة إىل املدينة‪،‬‬ ‫ووضعها يف مسار التطور والتغير‬ ‫لتصبح من أهم مدن الساحل السوري‬ ‫عامة‪ ،‬والفلسطيني خاصة‪.‬‬ ‫توىل أبو ن ّبوت حكم مدينة يافا‬ ‫حتى سنة ‪ 3،1819‬وهذه فترة طويلة‬ ‫نسبي ًا‪ ،‬وسعى لرفع مكانته اإلدارية من‬ ‫متس ّلم املدينة ليصبح والي ًا‪ ،‬ولتغيير‬ ‫مكانة يافا اإلدارية من متسلم ّية تابعة‬ ‫لعكا كي تصبح مركزاً لوالية قائمة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
2jaffa-before-nakba by Sobhi Khatib - Issuu