أبي مؤمن بالثورة ،كان صحفيا متفائال وبارد القلب لدرجة كبيرة ،وكان دائما يقول" :بلدنا هو بلد اللصوص وفي بلد اللصوص ال يوجد منطق ،لهذا السبب لكي نحافظ على نجاح الثورة يجب ان نفكر ونتساءل عن وجودنا" . عندما بدأت االحداث في سوريا كان عندي امل بمستقبٍلجديد ،ودائما كنت اقول :يجب ان تكون غايتنا االساسية اال جتماع حول نفس الطاولة من اجل وحدة سوريا .ولكن لم يحدث هذا وفي عام 2012تغير مجرى االحداث، االحداث التي رأيناها ثورة في البداية تحولت الى حرب ،حيث ظهرت االسلحة وهِّجَر املاليني من الناس من منازلهم، واصبحت واحدة من ماليني السوريني مع قصتي الجديدة. في عام 2012تم اعتقال ابي بسبب تقاريره اإلخبارية ضد النظام ،وهدد الجنود ابي وانا واختي .بعد ذلك اليوم ت سوريا مودعًة اهلي واصدقائي .ركبت الحافلة من دمشق أصبحت خائفة ،قمت بتحضير حقيبة صغيرة وغادر ُ ووصلت أو ً ال الى هاتاي ثم ذهبت الى جانب اقاربي الذين لم أكن اعرفهم قط في قونيا .ال أستطيع نسيان ذلك ت بالبكاء ألننا صادفنا االشتباكات على طول الطريق ،وتم تفتيش اليوم ،عندما وصلت الى الحدود التركية بدأ ُ حافلتنا ،كنا نقع وسط االشتباكات في كل مرة على الرغم من تغيير مسارنا باتجاه نقاط رأينها امنة ،كان العيش معجزة ،يستغرق الطريق 11ساعة في األحوال العادية ولكنه استمر ملدة 20ساعة .عشت في قونيا شهرين وبعد ذلك عند خروج امي من سوريةجئنا الى إسطنبول سويا ً للبحث عن عمل ،عثرنا على منزل بمساعدة اقربائنا، وساعدنا الجيران من حولنا بتامني األثاث واملواد الغذائية .ﻭوﻛﺎﻥن ﻫﮬﮪھﺫذﺍا ﺍاﻟﺟ ﺯزء ﺻﻌﺑﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻝل ،٬ﻭوﻟﻛﻥن ﺍاﻟﺗﺣﺩدﻱي ﺍاﻟﺣﻘﻳﯾﻘﻲ ﻅظﻬﮭﺭر ﻋﻧﺩد ﺍاﻟﺑﺣﺙث ﻋﻥن ﻋﻣﻝل .ﻛﺎﻧﺕت ﻫﮬﮪھﺫذﻩه ﺍاﻟﻣﺭرﺓة ﺍاﻻﻭوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻳﯾﺎﺗﻲ ﺍاﻟﺗﻲ ﺍاﺑﺣﺙث ﻓﻳﯾﻬﮭﺎ ﻋﻥن ﻋﻣﻝل ﻭوﻛﻧﺕت ﻣﺟﺑﺭرﺓة ﻋﻠﻰ ﺍاﻻﻫﮬﮪھﺗﻣﺎﻡم ﺑﻌﺎﺋﻠﺗﻲ .ﻟﻘﺩد ﻏﻳﯾﺭرﻧﻲ ﻣﺎ ﺭرﺍاﻳﯾﺗﻪﮫ ﻓﻲ ﺳﻭوﺭرﻳﯾﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻝل ﻭوﻟﻛﻥن ﻓﻲ ﺇإﺳﻁطﻧﺑﻭوﻝل ﻛﺎﻥن ﺗﻐﻳﯾﻳﯾﺭرﺍاً ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ً .ﺑﺣﺛﺕت ﺍاﻣﻲ ﻋﻥن ﻋﻣﻝل ﻷﻳﯾﺎﻡم ﻁطﻭوﻳﯾﻠﺔ ﻭوﻟﻛﻥن ﺑﺩدﻭوﻥن ﺟﺩدﻭوﻯى ﺍاﻣﺎ ﺍاﻧﺎ ﺑﻔﺿﻝل ﺍاﻟﺳﻭوﺭرﻳﯾﻳﯾﻥن ﻓﻲ ﺇإﺳﻁطﻧﺑﻭوﻝل ﻭوﺑﻌﺩد ﺣﻭوﺍاﻟﻲ ﺳﺗﺔ ﺃأﺷﻬﮭﺭر ﺑﺩدﺃأﺕت ﺍاﻟﻌﻣﻝل ﻛﺻﺣﻔﻳﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺇإﺫذﺍاﻋﺔ ﺗﺑﺙث ﺍاﺧﺑﺎﺭرﺍا ﺣﻭوﻝل ﺳﻭوﺭرﻳﯾﺎ ﻭوﺑﻌﺩدﻫﮬﮪھﺎ ﺑﻔﺗﺭرﺓة ﻭوﺟﻳﯾﺯزﺓة ﺑﺩدﺃأﺕت ﺍاﻟﻌﻣﻝل ﻣﻊ ﺍاﻟﺗﻠﻔﺯزﻳﯾﻭوﻥن ﺍاﻟﺳﻌﻭوﺩدﻱي .ﻗﺩدﺭرﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﻊ ﻣﺣﺗﻭوﻯى ُﻳﯾﺑﺙث ﻓﻲ ﺑﻠﺩد ﺍاﺧﺭر ﺟﻌﻠﻧﻲ ﺃأﻛﺛﺭر ﺷﺟﺎﻋﺔ .ﻭوﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ ﺃأﺭرﻳﯾﺩد ﺣﺗﻰ ﺃأﻥن ﺃأﺗﺫذﻛﺭر ﺍاﻟﺻﻌﻭوﺑﺎﺕت ﺍاﻟﺗﻲ ﻋﺷﺗﻬﮭﺎ ﺧﻼﻝل ﻫﮬﮪھﺫذﻩه ﺍاﻷﺷﻬﮭﺭر ﺍاﻟﺳﺗﺔ ،٬ﺍاﻧﺎ ﺍاﻟﻭوﺣﻳﯾﺩدﺓة ﺍاﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕت ﺗﻌﻣﻝل ﻓﻲ ﺍاﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭوﻛﺎﻧﺕت ﻫﮬﮪھﺫذﻩه ﺗﺟﺭرﺑﺔ ﺟﺩدﻳﯾﺩدﺓة ﻛﻠﻳﯾﺎ ً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ،٬ﻛﺎﻥن ﻳﯾﺟﺏب ﻋﻠﻲ ﺍاﻥن ﺃأﻛﻭوﻥن ﻗﻭوﻳﯾﺔ ﻻﻥن ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕت ﺳﺗﺿﻭوﺭر ﺟﻭوﻋﺎ ﻧﺗﻳﯾﺟﺔ ﺃأﺻﻐﺭر ﺧﻁطﺊ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻲ ،٬ﻟﺫذﻟﻙك ﺭرﻛﺯزﺕت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻲ ﻭوﻋﻣﻠﺕت ﺑﺟﺩد .ﻓﻲ ﺍاﻟﺑﺩدﺍاﻳﯾﺔ ﻛﺎﻥن ﺍاﻟﻌﻣﻝل ﻓﻲ ﺇإﺳﻁطﻧﺑﻭوﻝل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ﺻﻌﺑﺎ ﺟﺩدﺍا،٬ ﻛﻧﺕت ﺻﺣﻔﻳﯾﺔ ﻭوﻟﻛﻥن ﻟﻡم ﻳﯾﻛﻥن ﻋﻧﺩدﻱي ﻣﺻﺩدﺭر ﻟﻸﺧﺑﺎﺭر ،٬ﻟﻡم ﺃأﻛﻥن ﺍاﻋﺭرﻑف ﺗﺭرﻛﻳﯾﺎ ﻭوﺍاﻻﺳﻭوﺍاء ﺍاﻧﻪﮫ ﻟﻡم ﻳﯾﻛﻥن ﻟﺩدﻱي ﺍاﻟﻣﺎﻝل ﻟﻠﺫذﻫﮬﮪھﺎﺏب ﺍاﻟﻰ ﺩدﻭوﺭرﺓة ﺍاﻟﻠﻐﺔ .ﺍاﻻﻥن ﺑﺑﻁطء ﺍاﻛﺗﺷﻔﺕت ﻫﮬﮪھﺫذﻩه ﺍاﻟﻣﺻﺎﺩدﺭر ﻭوﺍاﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻭوﻗﻊ ﺃأﺻﺑﺣﺕت ﻓﻳﯾﻪﮫ ﻗﺎﺩدﺭرﺓة ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻛﻝل ﺍاﻻﺣﺩدﺍاﺙث .ﺭرﺑﻣﺎ ﺍاﺳﻭوﺍا ﻁطﺭرﻑف ﻓﻲ ﻣﻬﮭﻧﺗﻲ ﻫﮬﮪھﻭو ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺍاﻻﺧﺑﺎﺭر ﻋﻥن ﺍاﻟﺳﻭوﺭرﻳﯾﻳﯾﻥن ﻓﻌﻧﺩدﻫﮬﮪھﺎ ﻻ ﺃأﺳﺗﻁطﻳﯾﻊ ﺍاﻟﺗﺻﺭرﻑف ﻛﺻﺣﻔﻳﯾﺔ ﻭوﻓﻲ ﺑﻌﺽض ﺍاﻷﺣﻳﯾﺎﻥن ﺍاﻗﺎﻁطﻊ ﺍاﻟﻣﻘﺎﺑﻼﺕت ﺍاﻟﺗﻲ ﺍاﺟﺭرﻳﯾﻬﮭﺎ ﻟﺗﻬﮭﺩدﺋﺔ ﻧﻔﺳﻲ .ﻣﺿﺕت ﺧﻣﺱس ﺳﻧﻭوﺍاﺕت ﻟﻡم ﺃأﺳﺗﻁطﻊ ﺍاﻟﻌﻭوﺩدﺓة ﺍاﻟﻰ ﺳﻭوﺭرﻳﯾﺎ ﺍاﻟﺗﻲ ﺧﻁطﻁطﺕت ﺍاﻧﻭو ﺍاﻋﻭوﺩد ﺍاﻟﻳﯾﻬﮭﺎ ﺑﻌﺩد ﺛﻼﺛﺔ ﺃأﺷﻬﮭﺭر .ﻣﺎ ﻋﺷﺗﻪﮫ ﻓﻲ ﺳﻭوﺭرﻳﯾﺎ ﺧﻠﻘﻧﻲ ﻣﻥن ﺟﺩدﻳﯾﺩد ،٬ﻟﻘﺩد ﻏﻳﯾﺭر ﺍاﻓﻛﺎﺭرﻱي ﻭوﻫﮬﮪھﻭوﻳﯾﺗﻲ ﻭوﺣﺗﻰ ﻁطﺭرﻳﯾﻘﺔ ﺣﺑﻲ ﻟﻠﻧﺎﺱس .ﻟﻘﺩد ﻋﺷﺕت ﺍاﻟﻛﺛﻳﯾﺭر ﻭوﻧﺿﺟﺕت ﻣﺑﻛﺭرﺍاً،٬ ﺣﺻﻠﺕت ﻋﻠﻰ ﻓﺭرﺹص ﺟﻳﯾﺩدﺓة ﻓﻲ ﺗﺭرﻛﻳﯾﺎ ﻭوﻋﺷﺕت ﺗﺟﺎﺭرﺏب ﺳﻳﯾﺋﺔ ﺃأﻳﯾﺿﺎ ﻭوﺑﺎﻷﺧﺹص ﻛﻭوﻧﻲ "ﺍاﻣﺭرﺃأﺓة" ﻣﻥن ﺟﻬﮭﺔ ﻭو "ﻻﺟﺋﺔ ﺳﻭوﺭرﻳﯾﺔ" ﻣﻥن ﺕت ﻻ ُﺗﺷﺑﻬﮭﻳﯾﻥن ﺍاﻟﺳﻭوﺭرﻳﯾﻳﯾﻥن" ﻭوﻫﮬﮪھﺫذﺍا ﺍاﻟﺗﻣﻳﯾﻳﯾﺯز ﺟﻬﮭﺔ ﺃأﺧﺭرﻯى ،٬ﺗﻌﺭرﺿﺕت ﻟﻠﺗﻣﻳﯾﺯز ﺍاﻟﻌﻧﺻﺭرﻱي ﻭوﻓﻲ ﻛﺛﻳﯾﺭر ﻣﻥن ﺍاﻷﺣﻳﯾﺎﻥن ﻛﻧﺕت ﺍاﺳﻣﻊ ﺟﻣﻠﺔ "ﺃأﻧ ِ ﻻ ﺯزﺍاﻝل ﻣﺳﺗﻣﺭرﺍا ،٬ﻭوﻓﻲ ﺍاﻟﺣﻘﻳﯾﻘﺔ ﺍاﻧﺎ ﺃأﺗﺳﺎءﻝل ﻋﻥن ﻣﺎﻫﮬﮪھﻳﯾﺔ ﺍاﻟﺳﻭوﺭرﻳﯾﻳﯾﻥن ﺍاﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺭرﺅؤﻭوﺳﻬﮭﻡم .ﻻ ﺯزﻟﺕت ﻣﺳﺗﻣﺭرﺓة ﻋﻠﻰ ﺍاﻟﺭرﻏﻡم ﻣﻥن ﻛﻝل ﺫذﻟﻙك،٬ ﺗﺭرﻛﺕت ﺧﻠﻔﻲ ﻛﻝل ﺍاﻟﻠﺣﻅظﺎﺕت ﺍاﻟﺳﻳﯾﺋﺔ ،٬ﻭوﻋﻧﺩدﻱي ﺍاﻻﻥن ﻫﮬﮪھﺩدﻑف ﻭوﺣﻳﯾﺩد :ﻭوﻫﮬﮪھﻭو ﺍاﻟﻌﻣﻝل ﻓﻲ ﺃأﻓﺿﻝل ﻣﺣﻁطﺎﺕت ﺍاﻻﺧﺑﺎﺭر ﻭوﺻﻧﺎﻋﺔ ﺃأﺟﻣﻝل ﺍاﻻﺧﺑﺎﺭر .ﺍاﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﯾﻘﻳﯾﻥن ﺑﺎﻧﻪﮫ ﻻ ﻳﯾﻣﻛﻥن ﻻ ﺃأﺣﺩد ﺍاﻥن ﻳﯾﻘﻑف ﻓﻲ ﻭوﺟﻪﮫ ﻫﮬﮪھﺫذﺍا ﻷﻧﻧﻲ ﺍاﺣﻠﻡم ﺑﻐٍﺩد ﺟﻣﻳﯾﻝل ﺟﺩدﺍا.
41
40