محاضرات مكتوبة في القانون الدستوري لسداسي الثاني موجهة لطلبة السنة الاولة حقوق

Page 1

‫محاضرات في القانون الدستوري‬ ‫بقلم‪:‬مدونة القانون بتعون مع نادي بصمة طالب‬

‫‪2020*2019‬‬ ‫سنة اولى حقوق‬ ‫‪LMD‬‬


‫محاضرات في القانون الدستوري السنة األولى ( السداسي الثاني )‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬أنظمة الحكمالديمقراطيــــــة‬ ‫تطور مفهوم الديمقراطية ‪:‬لقد اختلف الناس في تفسيراتهم‬ ‫للديمقراطية فتضاربت تصوراتهم حولها إلى حد أن صار كل‬ ‫فريق منهم يؤمن بنوع معين من تلك التفسيرات وكل فئة تدعوا‬ ‫إلى تطور خاص من تلك التصورات التي فتوها للديمقراطية إن‬ ‫الديمقراطية في أصل لفظها كلمة يونانية مركبة من كلمتين ديموس‬ ‫وتعني الشعب وكروتوس وتعني السلطة أي " سلطة الشعب " أو "‬ ‫حكم الشعب "‬ ‫المفهوم التقليدي للديمقراطية ‪:‬كانت خاصة بطبقة النبالء فقط دون‬ ‫باقي الناس وبالتالي انشغل القياصرة بالحكم واستبدوا به لكن‬ ‫الوضع تطور وتطورت معه الديمقراطية بفعل عوامل هي ‪: :‬‬ ‫ظهور المسيحية –الثورة الصناعية –الصراع المذهبي في أوربا‬ ‫بين الملوك والبابات –ظهور الثورتين الفر نكوا أمريكية وظهور‬ ‫نظرية سيادة الشعب‬ ‫مفهوم الديمقراطية في الفكر اللبرالي ‪:‬هي ديمقراطية سياسية وفقط‬ ‫ال توجد لها األبعاد األخرى خاصة االقتصادية منها أي قيامها على‬ ‫مبادئ أساسية تتمثل في سيادة األمة ‪.‬االنتخابات البرلمانية‬ ‫‪.‬استقاللية القضاء ‪.‬الحريات العامة ‪.‬وضع دساتير مكتوبة ‪.‬الفصل‬ ‫بين السلطات والمساواة أمام القانون ‪.‬وهي مبادئ تسمح للمواطنين‬ ‫من التمتع بنوع من االستقاللية وامتالك وسائل للتأثير على‬ ‫الحكومة ‪ .‬يقول "مار سال بريلو " << أن جوهر الديمقراطية‬


‫ليس مذهبا معينا ولكن مجموعة إجراءات بفضلـها تتمكن أغلبية‬ ‫السكان من التعبير عن إرادتها وتحديد االختيارات االجتماعية >>‬ ‫مفهوم الديمقراطية في الفكر االشتراكي ‪:‬يرى الفكر الماركسي أن‬ ‫الوسائل التي تحقق الديمقراطية الحقيقية هي ذات طبيعة قانونية‬ ‫وهي ليست نظام سياسي أي هي تحرر اإلنسان اقتصاديا باعتماد‬ ‫الملكية للجميع ثم الوصول إلى المشاركة السياسية ثم البد للدولة‬ ‫أن تتدخل في جميع النشاطات والميادين حتى تقضي على‬ ‫التناقضات والبد من ابتاع الالمركزية لتمكين الشعب من المشاركة‬ ‫في تسيير الدولة ‪.‬‬ ‫المفهوم الحديث للديمقراطية‪:‬‬ ‫المضمون االقتصادي و االجتماعي ‪:‬أي تحري اإلنسان من القيود‬ ‫االقتصادية من أجل توزيع أفضل للدخل الوطني وذلك من خالل‬ ‫مبادرة الدولة بفتح األسواق و زيادة برامج وفتح المؤسسات‬ ‫ومراكز الضمان االجتماعي و المنح المختلفة لتوفير التعليم و‬ ‫الصحة والسكن المضمون السياسي و الدستوري المشاركة الفعلية‬ ‫و المباشرة و المستمرة للمواطنين لتحديد سياسة البالد و التي‬ ‫يطبقها الحكام الذين يعينون و يختارهم المواطن وبذلك تكون‬ ‫وضعية الحكام تحت الرقابة الشعبية الدائمة ضمان الحرية الفردية‬ ‫والجماعية فالحرية العامة وسيلة وميكانيزم يسمح للمواطنين‬ ‫بمراقبة السلطة الحاكمة و التعبير عن رفضهم لسياستها عند‬ ‫الحاجة و بعزلهم إن استدعى األمر ذلك رفض الهيمنة االديولوجية‬ ‫باحتكار الفكر و الحقيقة فالديمقراطية تقبل لتعدد االديولوجيات و‬ ‫المذاهب إال أن المفكرين االقتصاديون الكالسيكيون يرون أن هذا‬ ‫األساس مقبول نظريا فقط وأن الديمقراطية اللبرالية هي بحد ذاتها‬


‫إيديولوجيا ذات مضمون سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي‬ ‫وهي ترفض كل ديمقراطية أخرى تختلف عنها كما أن الدول‬ ‫الغربية تعمل على فرض اديولوجيتها على باقي الشعوب بحجج‬ ‫وأسباب مختلفة منها على سبيل المثال حقوق اإلنسان ومكافحة‬ ‫األصولية تعدد المؤسسات الممارسة للسلطة وذلك من خالل مبدأ‬ ‫الفصل بين السلطات العمل برأي األغلبية مع إحرام األقلية‬ ‫كمعارضة ألنها عنصر ضروري للديمقراطية وليست جسما غريبا‬ ‫وجب القضاء عليه بل أن المعارضة تحقق التوازن وتسمح بمراقبة‬ ‫األغلبية و للحلول مكانها عن أمكن ذلك التعددية السياسية عن‬ ‫طريقها يصبح من الممكن تعدد االختيارات و البدائل و الحلول‬ ‫لمختلف المشاكل حيث يمكن إقامة حوار فعلي بين المواطنين من‬ ‫خاللها وعموما فإن إخضاع الديمقراطية وتفسير المصطلح وفقا‬ ‫لألهواء الذاتية وما يترتب عن ذلك من مساوئ عبر الزمان و‬ ‫المكان رغم إنجاز بعض األهداف النبيلة ولذا كل ذلك شعور لدى‬ ‫المستضعفين يوحي بأن الديمقراطية ما وجدت إال لخدمة أغراض‬ ‫معينة و بالتالي هي أحد بكثير عن تعريفها اللفظي وهذه الوضعية‬ ‫أنتجت ردود على المستويين الفردي و الجماعي في البلدان النامية‬ ‫خاصة وفي هذا اإلطار تسجل انتقادات مكثفة للممارسات‬ ‫الديمقراطية وخاصة في نطاق بعض الشعوب اإلسالمية التي‬ ‫تحاول التخلص من الهيمنة الثقافية الغربية و الخروج من قبضة‬ ‫الحضارة الغربية و بهذا السياق يمكن تمييز بعض الدول ألن‬ ‫تتضمن وثائقها المنظمة للدولة ولو إشارة إلى الديمقراطية كأداة‬ ‫لتنظيم الحكم ( إيران )‬ ‫صور الديمقراطية المباشرة ‪ :‬وتعني حكم الشعب السياسي نفسه‬ ‫بنفسه وبدون أية وساطة حيث يرى جون جاك روسو أنها التطبيق‬


‫المثالي و الحقيقي للسيادة وهو نموذج قديم أستعمل في اليونان‬ ‫حيث كان السكان في أثينا ينقسمون إلى ثالث طبقات النبالء و‬ ‫العبيد و تجار أجانب وكانت الديمقراطية تمارس من طرف النبالء‬ ‫فقط علما بأن النساء ال يشاركن في الحياة السياسية وإلى جانب‬ ‫أثينا كانت الديمقراطية المباشرة تطبق في بعض المقاطعات‬ ‫السويسرية الصغيرة حيث يجتمع المواطنين مرة في السنة‬ ‫النتخاب كبار الموظفين و القضاة وللمصادقة على بعض المشاريع‬ ‫القوانين المحلية و التي إعدادها من طرف الجهاز التنفيذي كل هذا‬ ‫جعل الديمقراطية المباشرة مجل دراسة من طرف الباحثين من‬ ‫حيث استحالة تطبيقها وهذا لألسباب التالية اتساع رقعة الدولة‬ ‫الحديثة وكثرة عدد سكانها وبالتالي استحالة اجتماع كافة أعضاء‬ ‫الشعب سياسي ومناقشة مسائل الدولة * تعقد القضايا االقتصادية *‬ ‫عدم جدية المناقشات بسبب كثرة عدد األفراد تطلب درجة النضج‬ ‫والدراية العميقة بتسيير الشؤون العامة‬ ‫الديمقراطية غير المباشرة ‪:‬وهي النظام النيابي وهنا يقوم الشعب‬ ‫بانتخاب من يمثله في مباشرة شؤون السلطة والحكم نيابة عنه‬ ‫وباسمه ‪ ،‬فهو ال يتولى ممارسة مظاهر السيادة وإنما يوكل من‬ ‫المهام إلى أشخاص ينتخبهم لهذا الغرض ويشكلون برلمانا يمارس‬ ‫سلطات فعلية ‪.‬‬ ‫الديمقراطية الشبه المباشرة وغير مباشرة فهي تقوم على انتخاب‬ ‫مجلس نيابي يمارس السيادة النيابية عن الشعب لكن الشعب يحتفظ‬ ‫بحقه في التدخل لممارسة السلطة بنفسه في حاالت معينة وبالطرق‬ ‫التالية‪:‬االقتراح الشعبـي ‪ :‬يعني ذلك أن عددا معينا من المواطنين‬ ‫يستطيعون المبادرة باقتراح تعديل دستوري أو اقتراح قانوني ما‬ ‫عبر البرلمان سواء في شكل رغبة غير مصاغة حول موضوع‬


‫معين أو في شكل مشروع قانوني منجز من كافة الجوانب هذا‬ ‫اإلجراء معمول به في سويسرا على المستوى الفيدرالي في ميدان‬ ‫التعديل الدستوري وفي مجال التشريع االعتراض الشعبي وهو أن‬ ‫يمارس الشعب حقه في االعتراض عن قانون معين خالل مدة‬ ‫معينة من صدوره عن البرلمان وتكون المبادرة باالعتراض‬ ‫صادرة عن عدد معين من األفراد فيوقف تنفيذ القانون ويطرح‬ ‫األمر على االستفتاء الشعبي فإذا وافق الشعب على االعتراض‬ ‫ألغي القانون المعترض عليه‬ ‫االستفتـــــاء ‪ :‬وهو األخذ برأي الشعب بخصوص المسائل‬ ‫الدستورية أو التشريعية أو غيره يسمى بالسلطة التشريعية في‬ ‫الدولة كما أن رئيس الجمهورية المنتخب والذي يشكل السلطة‬ ‫التنفيذية هو أيضا نائبا عن الشعب وبهذه الكيفية فإن النظام المحلي‬ ‫يتميز بالخصائص التالية ‪:‬تركيز الوظيفة التشريعية والوظيفة‬ ‫التنفيذية في يد البرلمان المنتخب يقوم البرلمان بتعيين أعضاء‬ ‫الهيئة التنفيذية التي تمارس الوظيفة التنفيذية تحت إشرافه ومراقبته‬ ‫ويعين من بينها رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية‬ ‫تنظيم السلطة في النظم الديمقراطية الديمقراطية المباشرة لم يعد‬ ‫معموال بها حاليا ‪ ،‬أما الديمقراطية شبه المباشرة فقد بينت‬ ‫الممارسات العملية أنها نادرة جدا حيث ال يذكر بهذا الخصوص‬ ‫غال تجربة سويسرا وهي تجربة محدودة جدا ‪ ،‬لذا يبقى تنظيم‬ ‫السلطة في األنظمة الديمقراطية حاليا هو النظام النيابي (غير‬ ‫المباشرة ) وحسب طبيعة العالقة التي تقوم بين السلطتين‬ ‫التشريعية والتنفيذية نجد أن التنظيم الدستوري للسلطة بأخذ الصور‬ ‫التالية‬


‫النظام ألمجلسي ويتميز هذا النظام بتركيز كامل السلطة ومظاهر‬ ‫السيادة في يد البرلمان المنتخب فهو الذي يتولى الوظيفة التشريعية‬ ‫ويسند ممارسة الوظيفة التنفيذية إلى هيئة خاصة منبثقة عنه‬ ‫تمارسها تحت إشرافه ورقابته ويعين من بينها رئيس الحكومة أو‬ ‫رئيس الجمهورية ‪ ،‬وتكون مسؤولة أمامه عن جميع تصرفاتها‬ ‫بحيث يستطيع عزلها أو عزل بعض أعضائها في أي وقت كما‬ ‫يستطيع إلغاء قراراتها وال تستطيع الحكومة حل البرلمان وال حتى‬ ‫التهديد باالستقالة بطرح الثقة ‪ .‬وعلميا فقد عرف هذا النظام في‬ ‫ظل دستور فرنسا سنة ‪ 1792‬وكذا دستوري سنة ‪ 1848‬وسنة‬ ‫‪ 1871‬وكذا النمسا في دستور ‪ 1920‬وتركيب في دستور ‪1924‬‬ ‫والواقع أن النظام لمجلسي كثيرا ما يطبق في أنظمة السلطة فغالبا‬ ‫ما يؤدي إما إلى دكتاتورية السلطة التشريعية مثلما حدث في فرنسا‬ ‫حالل الجمهورية الرابعة‬ ‫النظام البرلمــــاني‬ ‫مفهوم النظام البرلماني ‪:‬تعريف النظام البرلماني ‪ :‬إن النظام‬ ‫البرلماني نشأ في انجلترا بعد تطور طويل و هو من صور النظام‬ ‫النيابي ثم انتقل إلى العديد من الدول و خاصة منها المستعمرات‬ ‫القديمة االنجليزية ‪ ,‬و إذا قلنا النظام البرلماني فهذا ال يعني أن كل‬ ‫نظام يوجد فيه برلماني هو كذلك فالنظام الرئاسي و الشبه الرئاسي‬ ‫فيها برلمان و يكون أحيانا أقوى من السلطة التنفيذية لهذا فالمعيار‬ ‫المميز لهذا النظام عن غيره هو سلطة تنفيذية مقسمة إلى قسمين‬ ‫إحداهما الوزارة أو الحكومة التي يحق لها حل البرلمان الذي‬ ‫يستطيع بدوره سحب الثقة منها و ثانيها رئيس دولة ليس مسؤوال‬ ‫سياسيا ‪.‬‬


‫التطور التاريخي للنظام البرلماني ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬المرحلة األولى ‪ :‬الديانة المسيحية لعبت دورا كبيرا في‬ ‫ترصيد الممالك و المقاطعات المنتشرة في انجلترا تحت لواء‬ ‫مملكة واحدة المتحدة ‪.‬تحت لواء الجمعية العمة تضم حكام‬ ‫المقاطعات و الملك و قيادة الجيوش ظهور جمعية الحكماء تضم‬ ‫الملك و رؤساء المقاطعات دورها منح األراضي و قرض‬ ‫الضرائب و إعالن الحرب و السلم ‪.‬ظهور هيئة كبيرة في عهد‬ ‫الدق نورمانديا سميت بالمجلس الكبير القرن الثاني عشر و ساء‬ ‫فيها الحكم المطلق للنور منديين ‪.‬في عهد الملك هنري الثاني تم‬ ‫توسيع المجلس الكبير ‪.‬في عهد الملك جان سنتير ابن هنري الثاني‬ ‫و هو العهد الذي تنازل فيه عن بعض صالحياته للمجلس الكبير و‬ ‫الذي أصبح يعبر عن دور البرلمان ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬انقسام البرلمان إلى مجلسين ‪ :‬التمييز بين األعضاء‬ ‫المنتخبين و غير المنتخبين تجلى في العهد هنري الثالث أن جان‬ ‫سنتير حيث تم انتخاب فارين عن كل مقاطعة لحضور البرلمان و‬ ‫أصبح البرلمان يضم المنتخبون و األشراف األساقفة الذين انقسموا‬ ‫إلى له كتلتين مجلس المنتخبون و يسمى بمجلس العموم و مجلس‬ ‫األشراف و خصوصا أطلق عليه اسم اللوردات ‪.‬ثالثا ‪ :‬و في هذه‬ ‫الفترة تم سيطرة النواب المنتخبون و استحواذ أعلى السلطة‬ ‫التشريعية و تمت سيطرة مجلس العموم على جميع الوسائل المالية‬ ‫و ينفرد بها هذا األخير و لتأتي بعد ذلك مرحلة ادوارد الثالث الذي‬ ‫يعد عصره االنطالقة الفعلية في عملية التشريع البرلماني و حدث‬ ‫التساوي بين مجلس العموم و مجلس اللوردات و أصبح يحق لها‬ ‫على التساوي حق التشريع و إجماال لهذا التقديم يمكن القول أن‬ ‫النظام البرلماني مر بثالث مراحل رئيسية ‪:‬‬


‫‪ /1‬الملكية المقيدة ‪ :‬مثلت هذه المرحلة في ‪ :‬سيطرة الملك و الطبقة‬ ‫االرستقراطية على السلطة و مصدر القوانين هو التفويض اإللهي‬ ‫على شكل مواثيق‬ ‫‪ /2‬االزدواجية البرلمانية ‪ :‬إدخال فكرة الليبرالية ضمن النصوص‬ ‫القانونية و كذلك السيادة الشعبية و حل مكان اإلله اإلرادة الشعبية‬ ‫منها الدساتير حلت محل الميثاق و المجلس هما الذين يعزال‬ ‫الوزراء ‪ /3.‬الديمقراطية البرلمانية ‪ :‬ظهور األحزاب السياسية و‬ ‫تأثير الشعبية مدعما لمبدأ االقتراع العام ‪.‬و سيادة الطابع العرفي‬ ‫لدساتير هذه األنظمة و حصر السلطة التنفيذية في يد الحكومة ‪.‬‬ ‫معايير و مميزات النظام البرلماني ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬المعيار التقليدي ‪ - :‬التوازن بين السلطة التشريعية و‬ ‫التنفيذية ( التأثير المتبادل بينهما من خالل المراقبة المتبادلة بينهما‬ ‫)‪.‬التوازن من خالل أن أعضائها هيئات تكمل احدهما األخرى‬ ‫‪.‬التعاون مشاركة الحكومة في التشريع من خالل اقتراح مشاريع‬ ‫القوانين ‪.‬‬ ‫النقد ‪ :‬تعميمه لكل مراحل التي بها انجلترا ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المعيار الحديث ‪ :‬و هو مسؤولية الحكومة أمام البرلمان‬ ‫انطالقا من فكرة االتهام الجنائي‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المعيار الحديث ‪ :‬أن كل األنظمة التي اعتنقت النظام‬ ‫البرلماني ينبغي عليها أن تنص على مبدأ المسؤولية السياسية أي‬ ‫مسؤولية الحكومة بمفهومها الضيق أمام البرلمان و كان ظهورها‬ ‫نتيجة االتهام الجنائي حيث كان عضو النيابة يتابع جنائيا حيث كان‬ ‫يتهم أمام المجلس العموم و المحاكمة تتم امام مجلس اللوردات‬


‫المسؤولية السياسية تمارس بواسطة سلطتين ‪ /1 :‬الئحة اللوم او‬ ‫ملتمس الرقابة ‪ :‬و يكون من طرف مجلس النواب ضد الحكومة‬ ‫وشرط توافر األغلبية واألغلبية المطلقة قادرة عل وكندا واستراليا‬ ‫مسالة الثقة ‪ :‬تكون بمبادرة من الحكومة بواسطة رئيسها الذي‬ ‫يضع مسالة الثقة على مكتب المجلس وتتم أما تأكيد الثقة‬ ‫وإعطاءها ثقة كبيرة وإما إن تسحب منها الثقة وبذلك يتعين على‬ ‫الحكومة بجميع أعضائها االستقالة ‪.‬هل المعايير القانونية كافية‬ ‫لتمييز األنظمة البرلمانية ‪ :‬ان المعيارين السالفين كافيين من‬ ‫الناحية القانونية لتمييز االنظمة البرلمانية عن غيرها ولكن قد يؤثر‬ ‫التعددية الحزبية على هذين المعيارين‬ ‫االنظمة البرلمانية التي تاخذ بثنائية الحزب‪ :‬المثل عليها انجلترا و‬ ‫زلندا و كندا و استراليا و المقصود هنا هو ثنائية الحزبين الحقيقي‬ ‫حيث يستطيع احدهما ان يحصل على االغلبية داخل البرلمان‬ ‫يطبق طريقة االنتخاب المقيدة على أعضائه في الحياة الهامة مثل‬ ‫التصويت على سحب الثقة و يترتب على ذلك نتائج ‪:‬‬ ‫النتيجة االولى ‪ :‬تشكيل حكومة متنافسة من بين اعضاء الحزب‬ ‫صاحب االغليبة الذي يخضع كل اعضائه و يتحملون مسؤولية‬ ‫تطبيق برنامجه ‪.‬‬ ‫النتيجة الثانية ‪ :‬هي ان الوزارة في حالة االغليبة تنال ثقة البرلمان‬ ‫اال اذا حدث انشقاق داخل الحزب الواحد صاحب االغلبية وهو‬ ‫نادر الحدوث ‪.‬‬ ‫النتيجة الثالثة ‪ :‬سيطرةا لحكومة على السلطة و انتفاء فكرة الفصل‬ ‫بين السلطات و ان مشاريع القوانين التي يتصدر بالتالي تكون‬


‫باقتراح من الحكومة او من اعضاء البرلمان المنتمين لحزب‬ ‫االغلبية بعد مصادقة الحكومة عليها ‪.‬‬ ‫النتيجة الرابعة ‪ :‬تتمثل في انتخاب المواطنين للبرلمان يعني‬ ‫مشاركته بطريقة غير مباشرة في اختيار اعضاء الحكومة و‬ ‫رئيسها و اذا ما تفحصنا االنتخاب نجد ان الحملة االنتخابية تكون‬ ‫شبيهة باالنتخابات الرئاسية مما يجعلها حملة لصالح النواب ‪.‬‬ ‫االنظمة التي تأخذ بتعدد االحزاب ‪ :‬في هذه االنظمة ال يوجد حزب‬ ‫يتمتع باالغلبية المطلقة اال اذا كنا في نظام الحزب المسيكر‬ ‫فالحكومة هنا ملزمة باالعتماد على ائتالف حزبي للحصول على‬ ‫االغلبية و التي تعد ضعيفة قابلة لالنقسام في أي وقت ‪ ,‬مما يؤدي‬ ‫الى تقرير نفس الحكم على الحكومة فتبدو لذلك تجنبا لالنقسام‬ ‫ضرورة المصالحة و التوفيق الوعود للشعب دون الوفاء بها و‬ ‫التهرب برمي مسؤولية ذلك على غيرها فضال عن معارضة‬ ‫تطبيق برامج غيرها كاملة مما يعرقل رئيس الحكومة عن اداء‬ ‫مهامه كاملة و االهتمام بالتوفيق بين االحزاب االئتالفية مع حزبه‬ ‫فيغدو تحت رحمة البرلمان ‪ .‬و من هنا يمكن القول بان‬ ‫المخواطنين ال يختارون رؤساء الحكومات مثلما هو الحال في‬ ‫الثنائية الحزبية و انما يتم ذلك بواسطة رؤساء االحزاب ‪.‬االنظمة‬ ‫البرلمانية ذات الحزب المسيطر ستنطبق هذه التسمية على االنظمة‬ ‫ذات األحزاب المتعددة و التي يمن بينها االحزاب المسيطرة مثل‬ ‫االحزاب االشتراكية في بالد الشمال و الديمقراطية المسيحية في‬ ‫ايطاليا و الحقيقة انهى وجود حزب مسيطر في االنظمة البرلمانية‬ ‫باستثناء حزب المؤتمر في الفهند و هو مما سمح له بالبقاء في‬ ‫السلطة لمدة طويلة غير انه كان مع ذلك يجب معارضة قوية‬ ‫تراقبه الى جانب تطبيق االنتخابات الحرة مما يسمح للمواطنين من‬


‫مراقبة الحزب و قد استمرت سيطرت حزب السيدة ‪ :‬غاندي بعد‬ ‫االنقسام الذي حدث عام ‪ 1971 :‬و تشكيلها لحزب‬ ‫المؤتمر الجديد و فوزه في االنتخابات في نفس السنة لكنه فقد‬ ‫السلطة في بداية الثمانينات اال انه استرجعها بعد ذلك مباشرة ثم‬ ‫فقدها سنة ‪ 1989 :‬االمر الذي أدى إلى زوال فكرة الحزب‬ ‫المسيطر و لو لمرحلة في هذا البلد ‪.‬‬ ‫تطور النظام السياسي البرلماني ‪:‬عرف النظام السياسي البريطاني‬ ‫اثناء تطوره مراحل ثالث أساسية هي ‪:‬‬ ‫‪ /1‬الملكية المقيدة‪ :‬بدأ التنظيم السياسي يبدو واضحا في المملكة‬ ‫البريطانية اثناء توليى قيوم االول الفاتح السلطة في بريطانيا بعد‬ ‫ان فتحها سنة ‪1066:‬و قتل الملك هارولد في هاستينغ فقد كان بين‬ ‫الحين و االتخر يستدعي نبلالاء البلد الستشارتهم في قضايا و‬ ‫طلب المساعدة منهم خارج االيطار الضريبي كما منح للقادة‬ ‫العسكريين امتيازات سمحت له بنيل ثقتهم و تميزت المرحلة‬ ‫األولى هاته من الحكم بمحاربة الملكية للنظام االقطاعي و تمكن‬ ‫االشراف و النبالء خاللها من افتكاك الميثاق االعظم من الملك‬ ‫جان سانتير ‪ , 1215‬و بموجب ذلك بدأت تظهر البوادر البرلمانية‬ ‫حيث تشكل مجلس بجوار الملك من النبالء و األشراف و‬ ‫اإلقطاعيين سمي بالمجلس الكبير غير ان بوادر انقسامه بدأت‬ ‫تظهر اثناء حكم الملك هنري الثالث الذي اصبح يستدعي فارسين‬ ‫و نائبين من البورجوازية في المدينة بمجلسه ثم بعد تولي ادوارد‬ ‫االول الحكم استقر الرأي على الضريبة ال تفرض اال بموافقة‬ ‫الممثلين المنتخبين من الفرسان و البورجوازيين الى جانب‬ ‫االساقفة و االشراف ‪.‬‬


‫‪/2‬الثنائية البرلمانية ‪ :‬نتيجة لالزمة الحادة التي تسببت فيها اسرة‬ ‫استوارت البعادها البرلمان عن ممارسة السلطة و تم االطاحة بهذا‬ ‫النظام سنة‪ 1688 :‬و عينت مارية و زوجها قيوم سنة ‪1689 :‬‬ ‫ملكين على بريطانيا بعد االعتراف بقانون الحقوق الذي اقر سلطة‬ ‫التشريع للمجلس و عدم شرعية فرض الضرائب دون موافقة‬ ‫البرلمان الذي يعد تكملة لملتمس الحقوق في سنة ‪ , 1628 :‬المقر‬ ‫للحقوق الفردية الى جانب عريضة بيم و هامبدام لسنة ‪1641 :‬‬ ‫المنظمة لقواعد البرلمان و بمجيء عائلة هانوفر رجحت الكافة‬ ‫لصالح البرلمان و ذلك لسبب عاملين اساسين ‪ * :‬ان الملكين‬ ‫يجهالن اللغة االنجليزية وال يهتمان بالسياسة ‪ *.‬استمرار تهديد‬ ‫عائلة استوارت لالستيالء على السلطة وكراهيته للبرلمان مما دفع‬ ‫بهذا االخير الى التالف مع عائلة هانوفر من جهة واتحاد النواب‬ ‫العموم ممثلي الويغ ومحافظتهم على االغلبية للوقوف ضد‬ ‫تهديدات آل ستويرات ‪.‬وكفالة لهذا التضامن كان الملك يلجا لتعيين‬ ‫االشخاص المسيرين للشؤون العمومية الى رؤساء االغلبية في‬ ‫مجلس العموم للقيام بذلك ومنحهم سلطة المبادرة وبذلك تاكدت‬ ‫قاعدة ان رئيس الحزب الحائز على االغلبية في مجلس العموم‬ ‫يتولى رئاسة الوزراء تحت اسم الوزير األول ‪,‬ومن ثمة أصبحت‬ ‫الوزارة مسئولة امام مجلس العموم وتحت رقابته ‪ .‬وحلت‬ ‫المسؤولية السياسية محل المسؤولية الجنائية‬ ‫‪-3‬البرلمانية الديمقراطية ‪:‬لقد كان فشل جورج الثالث في استعادة‬ ‫السلطة وهزيمة بريطانيا في امريكا اثر كثير على تطور النظام‬ ‫البرلماني ‪ ,‬فقد ظهر قانون اصالح اإلنتخابات سنة ‪1832‬وتلته‬ ‫قوانين تتعلق بتوزيع المقاعد في البرلمان وتوسع حق االإنتخاب‬ ‫وأخير أقر مبدأ االقتراع العام ‪ 1928‬وأصبح مجلس العموم‬


‫مصدر السلطة ففقد مجلس اللوردات سلطته وتأكد ذالك بقانوني‬ ‫‪ 1949 ,1911‬الذان بموجبهما سحبت منهم السلطة ولم يعد الملك‬ ‫يؤثر فعليا على السياسة الدخلية الهيئات الدستورية ‪ :‬ليقوم النظام‬ ‫السياسي البريطاني على هيئات مركزية هي البرلمان كسلطة‬ ‫تشريعية والملك والوزارة ‪-1‬يتكون البرلمان األنجليزي من‬ ‫مجلسين هما مجلس اللوردات ومجلس العموم‬ ‫أوال ‪:‬مجلس اللوردات ‪:‬يعتبر من مؤسسات البريطانية القديمة‬ ‫‪*:‬تشكيله ‪:‬إن مجلس اللوردات يجد أصله في المجلس األكبر‬ ‫وبضبط في طبقة أشرف النبالء ورجال الدين من هذا المجلس وهم‬ ‫يرتبون أمير ‪,‬كونت‪ ,‬البرون ‪,‬شوفالي ‪.‬ويتم اختيار اللوردات‬ ‫مبدئيا عن طريق الوراثة ‪,‬أما حاليا فإن الملك والوزارة هم الذين‬ ‫يعينون اللوردات *اختصاصاته‪:‬كان مجلس اللوردات يتمتع‬ ‫بسلطات واختصاصات يساوي لمجلس العموم في المجالين‬ ‫التشريعي والمالي ويتولى محاكمة الوزراء المتهمين من مجلس‬ ‫العموم وذلك راجع إلى قدمه‬ ‫ثانيا ‪:‬إن مجلس العموم‪ :‬هو المؤسسة التي حققت حكم الشعب في‬ ‫بريطانيا ضد الملك بفرض الصراعات الطويلة التي كان أعضاء‬ ‫المجلس يخوضونها ضد الملك من أجل إسترجاع السلطة ‪.‬‬ ‫التشكيل وسائل العمل ‪ :‬يتشكل مجلس العموم من نواب من الشعب‬ ‫ينتخبون بواسطة اإلقتراع العام باألغلبية البسيطة في دورة واحدة‬ ‫لمدة ‪ 5‬سنوات ويتكون المجلس من المجموعات السياسية للمجلس‬ ‫مجموعتين سياسيتين كبيرتين لألغلبية والمعارضة تنظم حولهما‬ ‫الحيلة السياسية ‪.‬إن هاتين المجموعتين تشكالن حلقة وصل بين‬ ‫اإلرادة الشعبية والعمل الحكومي ولكل مجموعة قائد ونائب اللجان‬


‫‪:‬يشكل مجلس العموم ذاته خالفا لنظام األمريكي لجانا دائمة غير‬ ‫متخصصة تتولى مناقشة بعض المواضيع وهذا كبحا لهيمنة رئيس‬ ‫المجلس الذي كان تابعا للملك‪.‬‬ ‫*سلطات مجلس العموم وإختصاصاته ‪:‬‬ ‫‪*1‬السلطة التشريعية ‪:‬وهو سن القوانين المنظمة للمصالح الخاصة‬ ‫والقوانين العمومية التي لها أبعاد واسعة وعامة ‪.‬‬ ‫‪*2‬السلطة المالية ‪:‬هي التي مكنت مجلس العموم منة اإلستالء على‬ ‫السلطة التشريعية ‪.‬‬ ‫‪*3‬السلطة الرقابية ‪:‬هي الوسيلة التي تمكن البرلمان من اإلطاحة‬ ‫بالحكومة سواء اعن طريق االسئلة أوعن طريق التصويت بالثقة ‪.‬‬ ‫*السلطة التنفيذية ‪:‬‬ ‫أوال‪:‬الملك ‪:‬إن الملك في برطانيا يتولى العرش عن طريق الوراثة‬ ‫دون إهتمام بجنس الوارث ذكرا أو أنثى ‪.‬‬ ‫‪/1‬إختصاصات الملك ‪ :‬يختص بالموافقة على القوانين وهو‬ ‫إختصاص نظري كما يختص بتعين زعيم الحزب وهو تعين شكلي‬ ‫أيظا ‪.‬‬ ‫‪/2‬الوزارة ‪:‬إن نظام الوزارة في النظام البرلماني تجد مصدرها في‬ ‫مجلس الملك الخاص ‪.‬‬ ‫‪*1‬الكابينيت أو الحكومة لعل ما تتميز به الوزارة في بريطانيا‬ ‫ألنها هي المسؤولة أمام البرلمان‬ ‫‪*2‬الوزير األول ‪:‬يحتل الوزير الألول مكانا بارزا ألنه هو المسؤل‬ ‫عن سياسة الوزارة ورئيس السلطة التنفيذية فضالعن كونه زعيم‬


‫األغلبية البرلمانية وأيظا هو زعيم الحزب المختار من قبل الشعب‬ ‫حيث بإنتفائه تنتفي الحكومة ‪.‬‬ ‫تكييف النظام البرلماني إن النظام البرلماني هو النظام الذي تكون‬ ‫فيه الحكومة مسؤولة أمام البرلمان كما يحق لها حل البرلمان ومن‬ ‫هنا أصبح البرلمان حلقة إتصال بين حكومة تحدد وتنفذ سياسة‬ ‫معينة كما أن النظام البرلماني التستطيع الوزارة فيه إلغاء الحقوق‬ ‫المقررة أوتعديلها كما أنه ال يحق لها الغاء مبدأ المعارضة ‪.‬‬ ‫النظام المختلط‬ ‫وهو ليس بنظام أصيل ولكنه مجرد خلط بين بعض مبادئ النظام‬ ‫البرلماني وبعض النظام الرئاسي وبالنظر إلى انتشاره في البلدان‬ ‫األفروآسيوية وكذا في دستور فرنسا ‪ 1958‬أصبح نظاما قائما‬ ‫بذاته له وحدويته وخصائصه وأركانه ‪.‬‬ ‫النظــــــام الرئاسي‬ ‫مفهـوم النظام الرئاسي ودعـائـمه‬ ‫مفهوم النظام الرئاسي النظام الرئاسي هو نظام يقوم على أساس‬ ‫االستقالل والفصل الكبير بين السلطة التشريعية والتنفيذية وعدم‬ ‫إمكانية تأثير إحداهما على األخر الشيء الذي يؤدي إلى وجود‬ ‫توازن بينهما بحكم االستقاللية وليس بحكم وسائل التأثير المتبادل‬ ‫مثلما هو الحال في النظام البرلماني‪ ،‬ويعتبر النظام األمريكي هو‬ ‫النموذج المثالي للنظام الرئاسي من الناحية النظرية على‬ ‫األقل‪،‬ويقوم النظام الرئاسي على دعائم وتتمثل فيما يلي‪:‬دعائم‬ ‫النظام الرئاسي‬


‫‪ 1‬أحادية السلطة التنفيذية‪:‬رئيس الدولة هو نفسه رئيس الحكومة‬ ‫ينتخبه الشعب بواسطة االقتراع المباشر ‪.‬البرلمان والسلطة‬ ‫التنفيذية يكونوا في كفة واحدة ألن كليهـما منتخبين من طرف‬ ‫الشعب‪،‬كما أن الرئيس والذي يقوم باختيار الوزراء الذين‬ ‫يساعدونه ‪،‬كماله حق عزلهم ‪،‬كما أن الوزراء يخضعون لرئيس‬ ‫الجمهورية خضوعا تاما ويتبعون السياسة العامة التي يضعها‬ ‫الرئيس ‪،‬لهذا فهم ليسوا مسؤولين أمام البرلمان بل أمامه‬ ‫فقط‪،‬الشيء الذي يجعل الوزراء مجرد كتاب للدولة فهم يطبقون‬ ‫توصيات وبرنامج الرئيس ‪.‬‬ ‫الفصل التام بين السلطات‪ :‬وهنا أيضا نلحظ التقابل واالختالف‬ ‫الجوهرى بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي ‪.‬ففي النظام‬ ‫البرلماني ـ كما سبق أن رأينا ـ يوجد تعاون ورقابة متبادلة بين‬ ‫السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ‪ ،‬فالفصل بين السلطتين هو‬ ‫إذن فصل نسبي أومرن ‪.‬ولكن في النظام الرئاسي تسود فكرة‬ ‫الفصل التام بين السلطات ‪ ،‬فلقد تأثر واضعوا الدستور األمريكي‬ ‫في عام ‪1787‬بأفكار مونتسكيو عن مبدأ الفصل بين السلطات ‪،‬‬ ‫ولكنهم لم يأخذوا بالفصل المرن بل أرادوا تحقيق الفصل التام بين‬ ‫السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية دون أي تداخل بين السلطتين‬ ‫‪،‬وذلك بهدف تحقيق التوازن والمساواة الكاملة بينهما‪.‬‬ ‫‪.‬السلطة التنفيذية ‪:‬الرئيس فهو الذي يتولى تحديد سياسة الدولة‬ ‫داخليا وخارجيا ‪،‬ويشرف على تنفيذها عن طريق األعوان الذين‬ ‫يختارهم ‪ ،‬وهو يتصرف في كافة هياكل وأجهزة الدولة ومرافقها ‪،‬‬ ‫ويتمتع بالسلطة التنظيمية ‪،‬وليس له الحق في المبادرة بالتشريع‬ ‫بطرق مباشرة ورسمية ‪،‬حتى وان كان يمارس ذلك بطريق غير‬ ‫مباشرة‪.‬‬


‫السلطة التشريعية ‪ :‬يتكون البرلمان من نواب المنتخبين من طرف‬ ‫الشعب‪،‬وقد يتشكل من مجلس واحد أو مجلسين والبرلمان مستقل‬ ‫تماما عن الرئيس‪.‬‬ ‫السلطة القضائية ‪ :‬تتمثل في األجهزة القضائية ‪،‬قمة الجهاز‬ ‫القضائي وهو المحكمة العليا الدستورية وهي مستقلة في ممارسة‬ ‫وظيفتها ألن القضاة معينين من طرف الرئيس ‪،‬ويبقون أحيانا مدى‬ ‫الحياة مما يؤدي بشعورهم باالستقاللية والحرية ‪ ،‬وكذلك بأنهم‬ ‫يتمتعون بالحصانة ‪.‬وفيما يلي عرض لمظاهر هذا الفصل التام بين‬ ‫السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ 1:‬ال يجوز الجمع بين المنصب‬ ‫الوزاري وعضوية البرلمان ‪ 2‬ال يجوز للوزراء دخول البرلمان‬ ‫لشرح سياسة الرئيس او الدفاع عنها أو حتى لمناقشتهم من جانب‬ ‫البرلمان‪ 3.‬ليس من حق رئيس الجمهورية أقترح القوانين على‬ ‫البرلمان ‪ 4.‬ليس من حق السلطة التنفيذية إعداد مشروع الميزانية‬ ‫‪،‬فالبرلمان هو الذي يعد الميزانية العامة للدولة عن طريق لجانه‬ ‫الفنية ويقوم بمناقشتها وإقرارها‪،‬وكل ما يسمح به من جانب‬ ‫السلطة التنفيذية هو تقديم تقرير سنوي يبين الحالة المالية للدولة‬ ‫ومصروفات الحكومة في السنة المنقضية و احتياجاتها للسنة‬ ‫الجديدة‪ 5.‬ال توجد رقابة من جانب البرلمان على رئيس‬ ‫الجمهورية والوزراء‪،‬فرئيس الجمهورية غير مسؤول سياسيا أمام‬ ‫البرلمان ‪،‬وكذلك ال يجوز للبرلمان أن يوجه أسئلة أو استجوابات‬ ‫للوزراء ‪،‬كما ال يجوز له مساءلتهم سياسيا وطرح الثقة بهم‬ ‫للتصويت وإقالتهم‪.‬فالوزراء ليسوا مسؤولين سياسيا سوى أمام‬ ‫الرئيس وحده الذي قام بتعيينهم وله وحده حق عزلهم‪.‬أما من‬ ‫الناحية الجنائية فقط‪،‬فرئيس الجمهورية والوزراء تمكن أن يكونوا‬ ‫موضع اتهام ومحاكمة أمام البرلمان عن الجرائم التي يرتكبونها‪6.‬‬


‫كذلك ليس للسلطة التنفيذية أي رقابة على البرلمان‪.‬فال يجوز‬ ‫لرئيس الجمهورية حق دعوة البرلمان الجتماعاته السنوية‬ ‫العادية‪ 7.‬كذلك ال يجوز للرئيس حل البرلمان‪،‬ونحن نعرف أن‬ ‫حق السلطة التنفيذية في حل البرلمان يتحقق في النظام البرلماني‬ ‫كسالح يقابل ويوازن حق البرلمان في تحريك المسؤولية السياسية‬ ‫للوزراء‪،‬ولكن في النظام الرئاسي ال يحق لرئيس الجمهورية حل‬ ‫البرلمان ومن ناحية المقابلة ال يحق للبرلمان مساءلة الرئيس أو‬ ‫وزرائه من الناحية السياسية‪.‬كما نرى النظام الرئاسي يعمل على‬ ‫إقامة الفصل التام بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ‪ ،‬و يستهدف‬ ‫النظام الرئاسي من ذلك تحقيق المساواة الكاملة بين سلطتين‬ ‫واستغالل كل سلطة عن األخرى بشكل كامل‪،‬ولكن إذا كانت‬ ‫القاعدة أو األصل العام هو الفصل المطلق إال أن هناك حاالت‬ ‫استثنائية وردت في الدستور األمريكي وتمثل نوعا من التعاون‬ ‫والرقابة المتبادلة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية‪،‬ولكننا نكرر‬ ‫أن تلك حاالت استثنائية محدودة‬ ‫تطبيق النظام الرئاسي في الواليات المتحدة األمريكية‪: .‬الواليات‬ ‫المتحدة هي البلد النموذجي للنظام الرئاسي حيث نشأ فيها بمقتضى‬ ‫دستور ‪ 1787‬المطبق حتى اآلن مع التعديالت المتالحقة التي‬ ‫طرأت عليه نتيجة تطور المجتمع األمريكي‪.‬ونظرا ألن النظام‬ ‫الرئاسي يقوم ركن فردية السلطة التنفيذية حيث تتركز هذه السلطة‬ ‫في يد رئيس الجمهورية وعلى ركن الفصل المطلق بين السلطتين‬ ‫التنفيذية والتشريعية‪،‬لذلك فإننا ندرس الحكم الرئاسي األمريكي من‬ ‫حيث مركز رئيس الواليات المتحدة األمريكية ومن ناحية‬ ‫الكونغرس وعالقته بحكومة الرئيس‪.‬‬ ‫أركان النظام الرئاسي‪.‬‬


‫الرئيس‪:‬هو أقوى رجل في الدولة وهو زعيم األمة المنتخب‪.‬وقد‬ ‫أراد واضعوا دستور ‪ 1787‬في مؤتمر فيالدلفيا أن يكون الرئيس‬ ‫قويا ليس فقط بانتخابه عن طريق الشعب ومندوب الشعب‪،‬بل‬ ‫بالذات قويا بسلطته وامتيازاته الدستورية‪.‬فهو رئيس السلطة‬ ‫التنفيذية اسما وفعال ويمارسها بنفسه ووزراؤه ليسوا سوى كتاب‬ ‫دولة التابعين له وليس لهم استقالل عن الرئيس‪ .‬والرئيس هو القائد‬ ‫العام للقوات المسلحة بما لذلك من أهمية في أمريكا ‪.‬كذلك رئيس‬ ‫الجمهورية يضع السياسة العامة للدولة في الداخل والخارج بجانب‬ ‫اختصاصات أخرى كثيرة ‪.‬وسنعالج بقدر من التركيز جميع النقاط‬ ‫الهامة بالرئيس األمريكي‪ - :‬أن يكون أمريكيا بالمولد ‪.‬ب ‪ -‬أن يبلغ‬ ‫من العمر ‪ 35‬سنة على األقل ‪.‬جـ‪ -‬أن يكون قد أقام في الواليات‬ ‫المتحدة ‪ 14‬سنة‪.‬‬ ‫اختصاصات الرئيس‪:‬يتمتع الرئيس باختصاصات واسعة ومتنوعة‬ ‫تشمل كل نواحي السلطة التنفيذية التي تتركز أساسا في أيدي‬ ‫الرئيس بصفة أصلية ومباشرة‪.‬وهناك اختصاصات أخرى ذات‬ ‫طابع قضائي أو طابع تشريعي‪.‬رئيس الجمهورية في النظام‬ ‫الرئاسي هو رئيس الحكومة في نفس الوقت فال يوجد مجلس‬ ‫وزراء له كيان مستقل عن الرئيس‪،‬بل إن الرئيس هو الذي يعين‬ ‫وزرائه ويعزلهم ويحدد اختصاصاتهم كيفما يشاء‪،‬وال يلتزم عند‬ ‫وضعه لسياسة الدولة باستشارة وزرائه‪.‬‬ ‫تنفيذ القوانين‪:‬المادة الثانية من الدستور األمريكي تؤكد واجب‬ ‫رئيس الجمهورية في تنفيذ القوانين التي يضعها الكونغرس تنفيذا‬ ‫كامال‪.‬وهذا هو جوهر اختصاص أية سلطة تنفيذية‪.‬‬


‫تعيين الموظفين‪:‬الرئيس يرشح ثم يعين بعد موافقة مجلس الشيوخ‬ ‫كبار الموظفين مثل الوزراء والقناصل وقضاة المحكمة العليا‪.‬‬ ‫إصدار اللوائح اإلدارية‪:‬هي أساس اللوائح التنفيذية للقوانين‬ ‫االتحادية‪،‬كما يصدر بعض اللوائح التنظيمية والتي تسمى باللوائح‬ ‫المستقلة ألنها ال تصدر تنفيذا لقانون معين وإنما لتنظيم بعض‬ ‫المرافق أو المصالح العامة‪،‬وهناك ما يسمى باللوائح التفويضية‬ ‫التي يصدرها الرئيس بناء على تفويض من الكونغرس في‬ ‫موضوعات هي أصال من اختصاصات الكونغرس مثل هذه‬ ‫التفويضات التشريعية الصادرة من الكونغرس يمكن أن تعتبر من‬ ‫مظاهر التعاون بين السلطتين في النظام الرئاسي‪.‬‬ ‫االختصاصات الحربية‪:‬وزع الدستور األمريكي السلطات في‬ ‫المسائل الحربية والعسكرية بين الكونغرس وبين رئيس‬ ‫الجمهورية‪.‬فالكونغرس يختص بإعالن الحرب والتجنيد و إنشاء‬ ‫القوات المسلحة‪،‬ووضع القواعد الالزمة لتنظيمها‪.‬أما الرئيس فهو‬ ‫بنص الدستور يعتبر القائد األعلى للقوات المسلحة‪.‬‬ ‫الختصاصات ذات الطابع السياسي‪:‬يختص الرئيس وحده‬ ‫باالعتراف بالدول والحكومات األجنبية‪،‬واستقر الرأي على انفراد‬ ‫الرئيس بذلك دون إشراك الكونغرس معه على اعتبار أن‬ ‫االعتراف اختصاص تنفيذي‪،‬والقاعدة العامة هي الفصل التام الذي‬ ‫يمنع الكونغرس من التدخل في المسائل التنفيذية‪.‬كما له الحق في‬ ‫عقد المعاهدات الدولية‪.‬‬ ‫االختصاصات ذات الطابع القضائي‪:‬يعطي الدستور للرئيس حق‬ ‫إلغاء العقوبة الجنائية أو تخفيضها أو إيقاف تنفيذها‪،‬وأيضا حق‬ ‫العفو عن الجرائم التي ترتكب ضد قوانين الواليات المتحدة‪.‬ولكن‬


‫الغريب هو االعتراف للرئيس بحق العفو عن الجرائم ‪،‬وسر‬ ‫الغرابة في األمر أن التجريم ورفع وصف التجريم عن بعض‬ ‫األفعال هو من اختصاص البرلمان في كل األنظمة النيابية‪،‬ومن ثم‬ ‫إعطائه لرئيس الجمهورية يمثل مخالفة لبدأ الفصل التام بين‬ ‫السلطات الذي يتأسس عليه النظام الرئاسي‪.‬‬ ‫‪.‬االختصاصات ذات الطابع التشريعي‪:‬استثناء على مبدأ الفصل‬ ‫المطلق بين السلطات هناك حاالت استثنائية قررها‬ ‫الدستور‪،‬ويتحقق فيها بعض التعاون والتأثير المتبادل بين‬ ‫السلطات‪.‬وبناءا على ذلك يسمح الدستور للرئيس من قبيل االستثناء‬ ‫التدخل في النشاط التشريعي للكونغرس من ناحتين‪:‬ا‪ -‬يحق للرئيس‬ ‫أن يقدم للكونغرس توصيات تشريعية خاصة بأحوال االتحاد من‬ ‫وقت آلخر‪.‬ب‪ -‬للرئيس حق االعتراض التوقيفي على القوانين التي‬ ‫أقرها الكونغرس بمجلسيه‪،‬بمعنى أن أثره ليس إعدام القانون‬ ‫الصادر تماما‪،‬بل مجرد إقافه وإرجاعه للبرلمان بحيث إذا عاد‬ ‫ووافق عليه مرة أخرى بأغلبية ثلثي ألعضاء في كل من المجلسين‬ ‫صار المشروع المعترض عليه قانونا واجب النفاذ‪.‬‬ ‫الكونغرس‪ :‬يمتاز المجتمع األمريكي عن المجتمعات األوربية‬ ‫كونه لم يرث نظام الطبقات االجتماعية ‪،‬كطبقة النبالء‪،‬لهذا لم يكن‬ ‫المؤسس األمريكي بحاجة إلى إيجاد مجلس للوردات ‪،‬ولكنه تجنبا‬ ‫الحتكار السلطة التشريعية من قبل مجلس واحد‪ ،‬وزع السلطة‬ ‫التشريعية بين مجلسين ‪.‬وقد شجع هذا التوجه الطابع الفدرالي‬ ‫للدولة ذاته‪،‬إذ أصبح معقوال أن يوجد مجلس آخر‪:‬مجلس يمثل‬ ‫الشعب األمريكي ‪،‬وآخر يمثل الواليات ‪.‬وهكذا فالسلطة التشريعية‬ ‫متكونة من مجلسي‪:‬الشيوخ والنواب‬


‫ا‪-‬مجلس النواب‪:‬ويتم تشكيله بأسلوب االنتخاب العام على أساس‬ ‫عدد السكان كل والية() وهو يتكون من ‪ 435‬عضوا‪،‬ومدة النيابة‬ ‫سنتين فقط قابلة للتجديد بالكامل‪.‬‬ ‫ب‪-‬مجلس الشيوخ‪:‬يتشكل من ‪ 100‬نائبا‪،‬منتخبا من طرف شعب‬ ‫الوالية ‪،‬ومدة نيابته ست سنوات ‪،‬ولكن يتم تجديد ثلث أعضاء‬ ‫المجلس ‪ 33‬عضوا منهم كل سنتين ‪.‬وتمثل فيه كل والية‬ ‫بنائبين‪،‬مهما كانت أهميتها االقتصادية والجغرافية ‪.‬واألصل العام‬ ‫أن المجلسين يشتركان معا في ممارسة السلطة ‪ ،‬فالقانون البد من‬ ‫إقراره في المجلسين معا باألغلبية المطلقة ‪.‬ولكن مع ذلك يتميز‬ ‫مجلس الشيوخ ببعض االختصاصات دون مجلس النواب ‪،‬فمجلس‬ ‫الشيوخ كما سبق أن ذكرنا تجب موافقته عند تعيين رئيس‬ ‫الجمهورية لكبار الموظفين‪،‬كذلك يجب موفقته على المعاهدات‬ ‫بأغلبية ثلثي أعضائه حتى تكون نافذة‪.‬يضاف إلى ذلك أن مجلس‬ ‫الشيوخ يكتسب أهمية خاصة نظرا ألنه المجلس الممثل للواليات‬ ‫وألنه محدود في عدد أعضائه بالنظر لمجلس النواب ‪،‬وكذلك مدة‬ ‫نيابته أطول من مدة نيابة مجلس النواب‪.‬وليس لمجلس النواب تلك‬ ‫االختصاصات ‪،‬كل ذلك يجعل لمجلس الشيوخ وألعضائه مكانة‬ ‫خاصة وعليا قي الحياة السياسية األمريكية‪.‬يضاف إلى ذلك أن‬ ‫الكونغرس بمجلسيه يملك وسيلة أخرى هامة للتأثير على سياسة‬ ‫الرئيس داخليا وخارجيا‪،‬هذه الوسيلة هي ضرورة موافقة‬ ‫الكونغرس على ميزانية االتحاد وعلى االعتمادات اإلضافية التي‬ ‫يطلبها الرئيس وإدارته‪،‬يملك الكونغرس وسيلة رقابية فعالة عن‬ ‫طريق اقرار الميزانية واالعتمادات المالية‪.‬وأخيرا يجب أن نذكر‬ ‫أن الحياة العملية قد فرضت هي األخرى وسائل للتعاون وأحيانا‬ ‫للرقابة المتبادلة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وهذا التعاون‬


‫راجع إلى حالة انتماءهم إلى نفس الحزب السياسي‪.‬المحكمة‬ ‫العليا‪:‬يبدو واضح أن واضعي الدستور األمريكي لعام ‪ 1787‬قد‬ ‫تأثروا بصيغة مونتسكيو()‪،‬التي أكد من خاللها بأن النظام‬ ‫اإلنجليزي يتضمن سلطة قضائية مستقلة‪،‬وهذه الصيغة قد لعبت‬ ‫دورا هاما في إرساء ضرورة إقامة مؤسسة قضائية مستقلة‪،‬في‬ ‫أذهان واضعي الدستور االتحادي‪.‬وقد ترجمت هذه الرغبة في‬ ‫النص على إنشاء المحكمة العليا التي يعد العمود الثالث للدستور‬ ‫األمريكي‪،‬الذي اعتنق النظام الفيدرالي‪،‬الذي يتطلب بدوره وجود‬ ‫هيئة قضائية تتولى الفصل في النزاعات المحتملة بين الدول‬ ‫األعضاء الداخلة في االتحاد‪.‬وكانت فكرة إنشاء المحكمة العليا‬ ‫استجابة لهذا المطلب الضروري‪ .‬هذا وتمتاز تشكلة المحكمة العليا‬ ‫باستقرار عدد أعضائها‪،‬حيث تتكون من ‪ 9‬قضاة منذ ‪. 1869‬ويتم‬ ‫انتخابهم من طرف الشعب هذا ما ينص عليه الدستور األمريكي‪.‬‬ ‫ويعينون من طرف رئيس الجمهورية بموافقة مجلس الشيوخ‬ ‫‪،‬وهناك اعتبارات تتعلق بالتوازن بين مختلف مكونات األمة‬ ‫األمريكية ‪،‬تدخل في توجيه اختيار الرئيس ألعضاء المحكمة‬ ‫العليا‪.‬وبالتالي هم مستقلون في وظيفتهم عن السلطات األخرى‪،‬هذا‬ ‫وقد يعود شعور القضاة بهذا االستقالل إلى كونهم معينين لمدى‬ ‫الحياة ‪ ،‬األمر الذي ينمي في نفوسهم اإلحساس بأنهم يمثلون‬ ‫المجتمع األمريكي‪،‬من جهة ‪،‬ويجسدون فكرة استمرارية الدولة‪،‬من‬ ‫جهة ثانية كل هذه المؤشرات تبين أن هناك استقاللية بين‬ ‫السلطات‪.‬وهناك نظام قضائي خاص بدولة اتحادية ‪،‬فهو يبنى على‬ ‫أساس االزدواجية‪.‬نظام قضائي على مستوى الواليات‪:‬ينظر في‬ ‫النزاعات المحلية التي تثور داخل حدود الوالية‬


‫‪.‬نظام قضائي على مستوى االتحاد‪:‬فهو المسمى المجلس األعلى‬ ‫ورئيس هذا المجلس هو ثاني شخصية بعد رئيس الجمهورية وهو‬ ‫معين على مدى الحياة ومهمته هي الرقابة على دستورية القوانين‬ ‫‪.‬اختصاصات المحكمة العليا‪:‬فتتلخص في حل النزاعات التي تكون‬ ‫فيها الدولة السفير‪،‬أو الوزير طرفا‪.‬أما صالحياتها كهيئة استئناف‬ ‫تمتد إلى المحاكمات المطروحة أمام المحاكم الفدرالية‪،‬وبعض‬ ‫القضايا المطروحة أمام محاكم الدول األعضاء االتحاد‪ .‬إستثناءات‬ ‫القانونية التي رسخها الدستور و اإلستثناءات التي فرضتها‬ ‫الظروف السياسية‪.‬في الواقع أن الو م أ تأخذ بالفصل التام بين‬ ‫السلطات‪،‬لكن عمليا نجد أنه ال يوجد تطبيق لمبدأ الفصل التام‪،‬فقد‬ ‫ظهرت معطيات جديدة ممكن أن نعتبرها أنها جاءت بفعل‬ ‫الدستور‪،‬أو أن الظروف فرضتها‪.‬‬ ‫اإلستثناءات القانونية التي رسخها الدستور‪.‬‬ ‫‪-1‬حق االعتراض التوفيقي‪:‬للرئيس حق االعتراض على أي قانون‬ ‫أصدره البرلمان خالل مدة ‪10‬أيام من تبليغه‪،‬وعند االعتراض من‬ ‫طرف الرئيس يعاد القانون من جديد إلى الكونغرس‪،‬مع بيان أوجه‬ ‫أسباب االعتراض‪-.‬إذا وافق المجلسان التشريعيان على ذات‬ ‫القانون بأغلبية ثلثي أعضائهما‪،‬فإن االعتراض يسقط ويلتزم‬ ‫الرئيس وإدارته بتنفيذ القانون‪.‬‬ ‫‪-2‬أعطى الدستور الحق للرئيس دعوة الكونغرس النعقاد في‬ ‫الحاالت االستثنائية‪.‬‬ ‫‪-3‬الدستور يخول للرئيس الحق في إخطار الكونغرس من وقت‬ ‫آلخر بأحوال االتحاد ويقدم توصياته باإلجراءات التشريعية التي‬ ‫يراها ضرورية من وجهة نظره‪.‬‬


‫‪-4‬لمجلس الشيوخ أيضا دور رقابي على السياسة الخارجية التي‬ ‫يضعها رئيس الجمهورية‪،‬فقد اشترط الدستور ضرورة موافقة‬ ‫مجلس الشيوخ بأغلبية ثلثي أعضائه على المعاهدات الدولية التي‬ ‫يعقدها الرئيس‪.‬‬ ‫‪-5‬أعطى الدستور لمجلس الشيوخ الحق في تعيين كبار الموظفين‬ ‫في الدولة‪.‬‬ ‫‪-6‬الدستور أعطى لمجلس النواب(الغرفة األولى) حق في توجيه‬ ‫االتهام ألعضاء السلطة التنفيذية بما فيهم رئيس الجمهورية على‬ ‫أن يتولى مجلس الشيوخ محاكمتهم وهذا في حالة ارتكابهم لجنايات‬ ‫أو جنح مثل الخيانة العظمى‪.‬وهنا ال نتكلم عن األخطاء السياسية‬ ‫ففي هذه الحالة يصدر المجلس حكمه بأغلبية ثلثي أعضائه يتضمن‬ ‫عقوبة واحدة وهي العزل من الوظيفة‪.‬‬ ‫اإلستثناءات التي فرضتها الظروف السياسية‪-1:.‬وجود نظام‬ ‫الثنائية الحزبية خاصة إذا كان الرئيس الجمهورية ينضم إلى حزب‬ ‫معين وكانت األغلبية في صفه ‪-2.‬اللجان البرلمانية كان لدا أثر في‬ ‫تقوية الصلة بين السلطتين(عن طريق هذه اللجان تلعب الجماعة‬ ‫الضاغطة دورها)‪- 3‬الكونغرس اعتمد على إنشاء لجان قضائية‬ ‫للتحقيق في بعض االتهامات التي تنسب ألعضاء السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫مبدأ الفصل بين السلطات في الو م أ قد تخلى عن صورة الفصل‬ ‫التام والمطلق في الحياة العملية وإن لم إلى درجة التعاون ‪،‬رغم‬ ‫هذا التطور لم يمنع إلى استقرار النظام السياسي في الو م أ‪.‬‬ ‫مالحظة هامة‪:‬البد أن نفرق بين النظام الرئاسي والنظام‬ ‫الرئاساوي‪،‬فالنظام الرئاسي هو الذي نتكلم عنه اليوم في بحثنا ‪،‬أما‬


‫النظام الرئاساي أسفرت عنه التجربة العالمية في الدول‬ ‫األخرى‪.‬أن معظم االختصاصات يسيطر عليها رئيس الجمهورية‬ ‫ولو على حساب البرلمان ألن هذه األنظمة كلها حاولت تطبيق‬ ‫النظام الرئاسي دون مراعاة البيئة‪.‬‬ ‫مظاهر النظام الرئاسي‪:‬رئيس جمهورية منتخب من طرف الشعب‬ ‫يتولى رئيس الجمهورية رئاسة مجلس الوزراء ‪-‬يعين الوزير‬‫األول وله حرية كبيرة في ذلك يعين الوزراء ويقيلهم بناء على‬ ‫اقتراح رئيس الحكومة ‪-‬يعين أعضاء المجلس الدستوري ‪-‬يعين‬ ‫كبار موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين‬ ‫األحزاب السياسية ‪:‬‬ ‫تعريفها ‪:‬اختلف الفقهاء والباحثون بخصوص تعريف إلى درجة‬ ‫أنه يصعب علينا ايجاد تعريف جامع وشامل وموحد وهذا يعود‬ ‫إلى اختالف الختالف العقيدة ‪ ،‬ولهذا سأحاول تقديم أبرزها ثم‬ ‫سأتعرض لتعريف األحزاب حسب المشرع الجزائري‪.‬‬ ‫‪ -1‬التعريف على ضوء المشروع السياسي‪:‬‬ ‫أـ تعريف جورج بيردو‪:‬يعرف جورج بيردو الحزب على أنه هو‬ ‫كل تجمع من األشخاص الذين يؤمنون ببعض األفكار السياسية‬ ‫على انتصارها وتحقيقها وذلك بجمع أكبر عدد ممكن من‬ ‫المواطنين حولها والسعي إلى الوصول إلى السلطة أو على األقل‬ ‫التأثير على قرارات السلطة الحاكمة‬ ‫ب ـ تعريف جون بانوا ‪:‬يعرف جون بانوا الحزب بكونه تجمع‬ ‫منظم بقصد المساهمة في تسيير المؤسسات و الوصول إلى السلطة‬


‫السياسية العليا في الدولة لتطبيق برنامجه في الدولة وتحقيق‬ ‫مصالح أعضائه‬ ‫ج‪.‬تعريف ابراهيم شلبي ‪:‬يعرف ابراهيم شلبي الحزب على أنه‬ ‫تجمع عدد من السكان حول مجموعة معينة من األفكار‬ ‫د‪ .‬تعريف عبد الحميد اسماعيل األنصاري ‪:‬عرف عبد الحميد‬ ‫اسماعيل األنصاري الحزب على أنه جماعة متحدة األفراد تسعى‬ ‫للفوز بالحكم بالوسائل الديمقراطية بهدف تنفيذ برنامج سياسي‬ ‫معين ويتضح لنا جليا من خالل هذه التعاريف أم الحزب السياسي‬ ‫هو ‪:‬ـ تنظيم يجمع عددا من األفراد ـ له برنامج أو مذهب أو‬ ‫مشروع سياسي خاص به ـ يهدف للوصول إلى السلطة السياسية‬ ‫أو المشاركة فيها ـ يعتمد في تحقيق ذلك على دعم الشعب وذلك‬ ‫بتجميع أكبر عدد ممكن من األفراد حوله‬ ‫‪ -2‬التعريف على ضوء مختلف خصائص الحزب ‪:‬يجمع بعض‬ ‫الباحثين أن الحزب يجب أن يجمع بين خمسة معايير ‪:‬‬ ‫أـ تنظيم دائم ‪ :‬أي أن عمر الحزب يتجاوز عمر أعضائه فهو‬ ‫يستمد وجوده وبقاءه من كونه تنظيما معبرا عن مصالح مجموعة‬ ‫دائمة ومستمرة ‪.‬‬ ‫ب ـ تنظيم وطني ‪ :‬أي أنه مجرد تنظيم محلي حيث تكون هناك‬ ‫عالقات بين القمة والقاعدة المنتشرة عبر الوطن عن طريق خاليا‬ ‫وقسمات ولجان وفدراليات جهوية ‪ ...‬وهذا تمييز له عن اللجان‬ ‫البرلمانية الموجودة على المستوى الوطني ‪.‬‬ ‫ج ـالسعي للوصول إلى السلطة ‪ :‬أي أن هدفها األساسي هو‬ ‫النضال من أجل الوصول إلى السلطة السياسية وتولي الحكم‬


‫وممارسته سواء منفردا أو باالشتراك مع أحزاب أخرى ‪.‬وهذا‬ ‫لتمييزه عن الجماعات الضاغطة والنقابات التي تدافع عن مصالح‬ ‫محددة وال تهدف إلى الوصول إلى السلطة ‪.‬‬ ‫د ـ الحصول على الدعم الشعبي ‪ :‬عمل الحزب يهدف إلى كسب‬ ‫الدعم الشعبي وجمع أكبر عدد من األفراد حول أفكاره وبرنامجه‬ ‫بشكل سلمي وعن طريق االقتناع وبهذا يحصل الحزب على‬ ‫أصوات الناخبين لتمكينه من تحقيق أهدافه‪ .‬وهذا ما يميزها عن‬ ‫النوادي والجمعيات المغلقة التي تعتمد في نشاطها على طرق‬ ‫ووسائل أخرى وتسعى إلى تحقيق أهداف أخرى ‪.‬‬ ‫هـ المذهب السياسي ‪ :‬البد أن يكون للحزب مذهب سياسي وأن‬ ‫يكون له برنامج خاص به وينفرد به‪.‬وبناء على هذه التعريفات‬ ‫نستخلص التعريف التالي ‪:‬هو جمعية دائمة من األشخاص الذين‬ ‫يدعون إلى نفس المذهب والتي تكون منظمة على مستوى وطني‬ ‫ومحلي بقصد الحصول على الدعم والتأييد الشعبي بغرض‬ ‫الوصول إلى السلطة و ممارستها لتطبيق سياسة معينة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعريف المشرع الجزائري ‪:‬نصت المادة (‪ )40‬من دستور‬ ‫‪ 1989‬على أن حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي معترف‬ ‫به ‪ ،‬لكن دون المساس بالحريات األساسية أو الوحدة الوطنية‬ ‫والسالمة الترابية و استقالل البالد وسيادة الشعب ‪.‬وتبين المادة أن‬ ‫الحزب السياسي هو جمعية دائمة ذات طابع سياسي تعمل على‬ ‫جمع عدد من المواطنين حول برنامج سياسي معين بقصد تحقيق‬ ‫هدف ال يدر ربحا وسعيا للمشاركة في الحياة السياسية ‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الوصول إلى السلطة وممارستها وذلك بوسائل ديمقراطية‬ ‫سلمية‬


‫أهمية األحزاب السياسية ‪:‬يجمع الفقهاء على أن األحزاب السياسية‬ ‫رمز للديمقراطية فال وجود لهذه األخيرة دون وجود األحزاب‬ ‫السياسية إذ تلعب دورا أساسيا في التعبير عن مختلف االتجاهات‬ ‫السياسية في الدولة ويرجع لها الفضل في التعبير عن الرأي العام‬ ‫وبهذا يصبح بإمكان الشعب المشاركة في الشؤون العامة والحياة‬ ‫السياسية ‪.‬لقد أصبحت األحزاب السياسية عنصرا هاما في كل‬ ‫األنظمة السياسية سواء كانت ديمقراطية أو استبدادية ‪ ،‬ليبرالية أو‬ ‫اشتراكية ‪ ،‬متقدمة أو نامية وأصبحت ضرورة البد منها ولم‬ ‫يوجدهناك تزامن تاريخي بين األحزاب السياسية والديمقراطية‬ ‫حيث األحزاب السياسية ظاهرة حديثة نسبيا في شكلها الحالي‪.‬‬ ‫بدأت األحزاب السياسية في أنجلترا ابتداء من سنة ‪ 1832‬وقد كان‬ ‫انشغالها األساسي يتمثل في االنتخاب البرلماني فقط ثم ظهرت في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية ثم انتشرت في العالم كله شيئا فشيئا‬ ‫وبروز األحزاب السياسية المتأخر يعود إلى عوامل كثيرة منها‬ ‫عدم أهميتها في الحياة السياسية حين كانت السلطة السياسية حكرا‬ ‫على فئات معينة ( النبالء‪ ،‬األعيان‪ )... ،‬في األنظمة الملكية‬ ‫المطلقة والنظم التي تلتها وبعد سقوط هذه األنظمة وانفتاحها إلى‬ ‫الجماهير الشعبية بعد انتشار االنتخابات و العمل بمبدأ االقتراع‬ ‫العام غير المقيد والمباشر والسري أصبحت األحزاب السياسية‬ ‫ضرورة ال بد منها في الحياة السياسية ويمكن القول أن ظهور‬ ‫االنتخابات مرتبط بظهور حق االنتخاب العام المباشر والسري‬ ‫‪.‬لكن رغم أهمية األحزاب السياسية نجد أن هناك من يرى‬ ‫ضرورة وجود األحزاب السياسية وهناك من رأى أنها عامل شقاق‬ ‫وصراع وفوضى‬


‫‪ -1‬الرأي المعارض ‪ :‬يرى المعارضون لوجود األحزاب‬ ‫السياسية أنها تعمل على الشقاق والقضاء على الوحدة الوطنية‬ ‫وتؤدي إلى زرع روح االنقسام بين المواطنين وتعمل على‬ ‫معارضة و نقد كل ما يتقدم به الغير من حلول للمشاكل ويرون‬ ‫أنها تعمل إلى تحقيق مصالح أعضائها الخاصة على حساب‬ ‫المصلحة العامة وتتأثر باإليديولوجيات األجنبية وقد تصبح بذلك‬ ‫تنظيمات تعمل لمصلحة الخارج وأنها تدعي الديمقراطية وبمجرد‬ ‫وصولها إلى الحكم تصبح غير ذلك وتتحول إلى أحزاب دكتاتورية‬ ‫وتستعمل كل الوسائل من أجل البقاء في السلطة وتعمل بكل‬ ‫الوسائل من أجل الوصول إلى السلطة والتعددية الحزبية تؤدي إلى‬ ‫اختالف بين األحزاب وهذا يؤدي إلى ضعف الحكومات واألزمات‬ ‫السياسية خاصة في البلدان النامية ‪ .‬واألحزاب السياسية تسمح‬ ‫ألقلية بالسيطرة على الحكم على حساب األغلبية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الرأي المؤيد ‪ :‬نجد أن هذا الرأي أقرب إلى الصواب وأكثر‬ ‫موضوعية ويرى هذا االتجاه أن األحزاب السياسية تحقق عدة‬ ‫مزايا في المجتمع‪:‬‬ ‫* هي مدراس للتثقيف والتكوين يتخرج منها رجال السياسة‬ ‫وإطارات تكون قادرة على قيادة البالد ‪.‬‬ ‫* تقوم األحزاب السياسية بتوجيه الجماهير وتكوين رأي عام أي‬ ‫أنها أداة لخدمة المنافسة الديمقراطية السلمية على السلطة واتصال‬ ‫بين الجماعات السياسية والجماهير من أجل تحقيق عمل سياسي‬ ‫منظم وتؤدي إلى خلق رأي عام ميتنير يبصر حقائق األمور‬ ‫وقضايا البالد المختلفة‪.‬‬


‫* الحزب يتيح الفرصة لألفراد للتحاور المستمر مع السلطة‬ ‫وبالتالي المشاركة في الحياة السياسية ‪ *.‬إن وجود معارضة‬ ‫منظمة يؤدي إلى محاسبة وانتقاد الحكام وهذا يمنع الحزب الحاكم‬ ‫من االستبداد وتحقيق التداول إلى السلطة ‪.‬‬ ‫* وجود األحزاب السياسية يؤدي إلى تنظيم المعارضة وتسمح‬ ‫لألقليات بالتعبير عن رأيها ‪.‬‬ ‫* وتعمل األحزاب على تحديد وتشخيص المشاكل المختلفة‬ ‫الموجودة في المجتمع وبالتالي وضع حلول لها ‪.‬‬ ‫* إن التنافس بين األحزاب السياسية من أجل الوصول إلى السلطة‬ ‫يؤدي إلى سعي كل حزب إلى كسب أكثر عدد ممكن من المساندين‬ ‫وبالتالي يعمل على التحسبن المستمر لنشاطه وبرنامجه واالرتقاء‬ ‫إلى األفضل من أجل الوصول إلى الحكم ‪.‬ومن أجل كل هذه‬ ‫االعتبارات أصبحت األحزاب السياسية تحظى باهتمام الدساتير‬ ‫وبعنايتها خاصة في البلدان المتقدمة وأصبح من غير الممكن أن‬ ‫يصل مترشح إلى منصب سلطوي دون أن ينتمي إلى حزب معين‬ ‫يدعمه‬ ‫وظائف األحزاب السياسية ‪:‬األحزاب السياسية هي إحدى السبل‬ ‫المعبرة عن سيادة األمة إذ هي عبارة عن تجمع األفراد في‬ ‫تنظيمات تتولى مهمة اختيار مرشحي األمة ولكي تظهر على‬ ‫المسرح السياسية تقوم بالوظائف التالية ‪:‬‬ ‫أـ التأطير التقليدي لدور األحزاب ‪ :‬يؤدي الحزب هنا ثالثة أدوار ‪:‬‬ ‫* التأطير السياسي واإليديولوجي للناخبين والمترشحين ‪ :‬يعد دورا‬ ‫هاما خاصة في األنظمة الليبيرالية ( خالل الفترات االنتخابية )‬


‫حيث تعمل األحزاب على جمع واستخالصا ألفكار واآلراء‬ ‫وطموحات ورغبات المواطنين التي تتضارب أحيانا وصياغتها‬ ‫في إطار تنظيمي ومنظور موحد ثم عرضها في برنامج الحزب ‪،‬‬ ‫فالحزب في هذه الحالة أداة تجمع بين الناخبين ببلورة أفكارهم‬ ‫وتحدد اختياراتهم واختيار الحكام والضغط عليهم لتغيير سياستهم‬ ‫أو تغييرهم أحيانا ‪.‬‬ ‫ـ اختيار وانتقاء المترشحين للمناصب االنتخابية ‪ :‬يجعل هذا الدور‬ ‫الحزب يقوم بتجنيد وانتقاء االطارات والكوادر السياسية التي‬ ‫تتولى قيادة الدولة ‪.‬‬ ‫ـ تأطير المنتخبين ‪ :‬يقوم الحزب في هذه الوظيفة بإعالم النائب‬ ‫بكل ما يجري داخل دائرته االنتخابية واطالعه على طموحات‬ ‫ورغبات ومشاعر كل الناخبين ويعمل الحزب على تعزيز العالقة‬ ‫بين النائب والناخبين وإبقاء النائب في إطار التزاماته واحترام‬ ‫برنامجه المقترح من طرف حزبه وكذلك منعه من التصرفات‬ ‫المصلحية والفردية المؤدية إلى االنحراف ‪ .‬ويعمل على تأطير‬ ‫النواب داخل المجالس المنتخبة ( البرلمان ) ويحميهم من‬ ‫الضغوطات والتهديدات التي قد يتعرضون لها ‪.‬‬ ‫ب ـ التحليل الحديث لدور األحزاب ‪:‬‬ ‫وظيفة الوساطة ‪ :‬تشمل الوظائف التقليدية حيث يعبر الحزب عن‬ ‫اإلرادة السياسية لمجموعات مختلفة ويصبح الحزب هو الناطق‬ ‫باسم هذه المجموعات ويدافع عن مطالبها لدى الحكام ‪.‬‬ ‫وظيفة التوفيق االجتماعي ‪ :‬يعمل كل حزب ويناضل من أجل بقائه‬ ‫واستمراره ويعمل الحكام على البقاء في الحكم ‪ ،‬وتسعى الفئات‬ ‫االجتماعية إلى تدمير هذا النظام أو تدميره لصالحها ‪ ،‬والحزب‬


‫من خالل تعبيره عن مطالب هذه الفئات بشكل سلمي يعمل على‬ ‫تهدئة الصراع االجتماعي ويجعله صراعا ديمقراطيا ‪ ،‬تنافسيا‬ ‫وسلميا وبذلك تحقيق التنافس السلمي على السلطة وبذا يحقق‬ ‫التوفيق بين الفئات االجتماعية‬ ‫وسائل األحزاب السياسية‪:‬‬ ‫أ ـ الوسائل السياسية ‪ :‬وهي كثيرة منها ‪:‬‬ ‫ـ التمثيل النيابي ‪ :‬هي أهم وسيلة ‪ ،‬فالحزب يسعى إلى التواجد في‬ ‫كل المجالس المنتخبة المحلية أو الوطنية خاصة البرلمان ‪ ،‬فكلما‬ ‫نجح الحزب في ايصال أكبر عدد ممكن من ممثليه إلى مثل هذه‬ ‫المناصب سيعمل على نشر مبادئه وتثبيتها وتتحقق مشاركته في‬ ‫السلطة والوصول إليها‬ ‫‪.‬ـ المناقشة واالقناع ‪ :‬وهي الوسائل التي تحقق التماسك ووحدة‬ ‫الحزب ‪ ،‬وتقضي على الخالفات المحتملة ‪،‬كما يستعمل تجاه‬ ‫المواطنين لكسبهم والحصول على أصواتهم ‪.‬‬ ‫النقد ‪ :‬وذلك بإبراز نقائص وعيوب وأخطاء األحزاب األخرى‬ ‫وخاصة الحزب أو األحزاب الحاكمة‪.‬‬ ‫ـ إدماج المصالح الخاصة في المصلحة الوطنية ‪ :‬وذلك عن طريق‬ ‫التمسك بالمبادئ والقيم والشعارات الوطنية حتى ال تظهر أنها ال‬ ‫تتناقض مع المصلحة الوطنية بل تعمل على تحقيقها و خدمتها‪.‬ب ـ‬ ‫وسائل االتصال ‪ :‬تلجأ جميع األحزاب إلى الوسائل اإلعالمية‬ ‫المختلفة من صحف وإذاعة مسموعة ومرئية ‪ ،‬حيث تصدر‬ ‫الجرائد والمجالت والبيانات لإلقناع ببرنامجها وتحقيق مختلف‬


‫أهدافها ‪،‬وهذه الوسائل ذات فعالية كبيرة إلى درجة أن طل حزب‬ ‫يسعى إلى أن تكون له عدة وسائل إعالمية تحت تصرفه‪.‬‬ ‫جـ الوسائل المادية األخرى ‪ :‬تنفق األحزاب أمواال كثيرة من اجل‬ ‫تنظيم تظاهرات حزبية مختلفة سواء فكرية كالمحاضرات‬ ‫والمهرجانات وانتاج األفالم الوثائقية ونشر الكتب ‪ ،‬وكذلك إنشاء‬ ‫مدارس خاصة تقدم دورات تكوينية لألعضاء وكذلك طبع ونشر‬ ‫شعارات الحزب في شكل معلقات وأوسمة وغير ذلك ‪.‬‬ ‫دـ الوسائل القهرية ‪ :‬إن وسائل القهر والعنف مرفوضة وغير‬ ‫مستحبة ولكن من المعروف تاريخيا أن كثيرا من األحزاب ‪،‬‬ ‫وخاصة في ظل نظام الحزب الواحد كالفاشية ‪ ،‬النازية والشيوعية‬ ‫لجأت إلى العنف في شكله المستتر بالضغط االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والحرمان من حقوق وامتيازات معينة‬ ‫الجماعات الضاغطة‪ :‬إن تعدد مصالح الفرد وسعيه الدائم لتحقيقها‬ ‫‪ ،‬وكذلك تعدد حقوقه وحرياته وحرصه على ممارسة هذه الحقوق‬ ‫والحريات والتمتع بها ‪ ،‬كل ذلك يجعله يعمل قدر اإلمكان على‬ ‫اإلنتماء على تحقيق مصالحه وممارسة حقوقه ‪ .‬هكذا نجد الفرد‬ ‫ينتمي باإلضافة إلى األحزاب السياسية إلى نوادي رياضية أو‬ ‫ثقافية أو فكرية أو دينية أو إلى نقابات أو اتحادات مهنية أو إلى‬ ‫جمعيات معينة تدافع عن مصالح أو مبادئ أو حاجيات معينة‬ ‫‪...‬الخ‪.‬كل هذه التنظيمات قد تشكل ما يسمى بالجماعات أو‬ ‫المجموعات الضاغطة ‪ .‬وسنحاول دراستها تحت المطالب الموالية‬ ‫مدلولها ووسائلها‪ :‬تعريفها ‪:‬الجماعات الضاغطة كنشأت األحزاب‬ ‫السياسية غير متفق على تعريف موحد لها إذ هناك اختالف حول‬


‫تعريف يلم بعناصرها وذلك راجع لتنوعها ‪ .‬فمن ببن التعاريف‬ ‫الكثيرة المتداولة حولها هناك‬ ‫‪ - 1:‬هي مجموعات تسعى للدفاع عن مصالح أعضائها الخاصة‬ ‫عن طريق التأثير على السلطة‬ ‫‪ - 2‬هي "كل مجموعة ذات مصالح تستعمل التدخل لدى الحكومة‬ ‫بأي شكل كان وبأية صفة كانت من أجل تحقيق مطالبها وانتصار‬ ‫وجهات نظرها "‬ ‫‪ " - 3‬الجماعات الضاغطة هي تلك الجماعات االتي تضم‬ ‫مجموعة من الناس يتحدون في عدة صفات تجمعهم بعضهم‬ ‫ببعض مصلحة معينة لكنهم ال يهدفون إلى تحقيق أرباح تجارية أو‬ ‫االستالء على السلطة كما هو الحال بالنسبة للشركات التجارية أو‬ ‫األحزاب السياسية ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬هي منظمة تضم مجموعة من الناس تجمعهم صفات أو‬ ‫مصالح مشتركة قد تكون مؤقتة أو عابرة ‪ ،‬فإذا مازالت انقرض‬ ‫عقد الجماعة ‪ ،‬وقد تكون دائمة تمارس نشاطها للتأثير على‬ ‫السلطات العامة من أجل تحقيق رغباتها وتلبية مطالبها ‪.‬من خالل‬ ‫هذه التعاريف نالحظ أن الجماعات الضاغطة تتفق في كونها ‪:‬‬ ‫* مجموعة من الناس أو من المؤسسات يوجدون في شكل اتحاد‬‫أو جمعية أو أي شكل من أشكال التجمع‪.‬‬ ‫* لهذه المجموعة مصالح مشتركة تجمع بين أعضائها ‪ ،‬وهي عادة‬ ‫مصالح مادية وهي التي تجمعهم ‪ *.‬انها تستعمل عدد من وسائل‬ ‫الضغط والتأثير لتحقيق هذه المصالح‬


‫* تمارس هذا الضغط على السلطة السياسية الحاكمة حتى تستجيب‬ ‫لطلباتها ورغباتها بناء على ذلك يمكن وضع تعريف يجمع هذه‬ ‫العناصر ‪ ،‬وهو أن الجماعة الضاغطة هي عبارة عن مجموعة‬ ‫من الناس (أو من المؤسسات ) يتحدون في جمعية أو في أي شكل‬ ‫من أشكال التجمع ‪ ،‬ولهم مصالح مشتركة يسعون إلى تحقيقها‬ ‫باستعمال أنواع مختلفة من وسائل الضغط والتأثير على السلطة‬ ‫السياسية العامة الجبارها على االستجابة لمطالبهم ‪.‬‬ ‫دور الجماعات الضاغطة ‪:‬الواقع أننا تكلمنا على الدور الذي تلعبه‬ ‫الجماعات الضاغطة من خالل التعاريف فهي قوة اعتراف وقوة‬ ‫اقتراح في نفس الوقت ‪ ،‬وهي تمكن العديد من اإلفراد من الدفاع‬ ‫عن مصالحهم ‪ ،‬وكذلك الكثير من الفئات االجتماعية التي ترفع‬ ‫مطالبها لدى الحكم ‪ ،‬لذا فهي تقدم معلومات مهمة للحكام التخاذ‬ ‫قرارات دقيقة وصائبة ومالئمة وأكثر واقعية ‪ .‬بهذه الكيفية فهي‬ ‫تؤدي دور تمثيلي ودور وساطة بين الحكام و المحكومين وبالتالي‬ ‫تشكل قناة يمارس من خاللها المواطنون سيادتهم وحياتهم‬ ‫الديمقراطية هذا الدور تؤديه الجماعات الضاغطة بشكل فعال كلما‬ ‫تمكنت من عناصر وعوامل القوة التي تتمثل بالنسبة إليها عـادة في‬ ‫قوتها المالية وهذا ما يتحقق التحادات أرباب العمل والصناعة‬ ‫بالخصوص‪ ،‬حيث بقدر ماتكون الجماعة ثرية بقدر ما تتمكن من‬ ‫الوصول إلى أهدافها ‪.‬باالضافة إلى عامل القوة المالية هناك عامل‬ ‫كثرة عدد األعضاء الذي له وزن مهم وتأثير بالغ على النواب‬ ‫بالخصوص في الفترات االنتخابية ‪ ،‬حيث تستطيع الجماعة أن‬ ‫توصل إلى السلطة كل من يدعم مطالبها ويلتزم بتنفيذها في حالة‬ ‫نجاحه‪.‬هنـاك أيضا عامل ثالث يتمثل في حسن التنظيم والقدرة‬ ‫على االنتشار عبر الوطن أو االتحاد مع كل من يحقق مصالحها‬


‫‪.‬لكن رغم ايجابيات دور الجماعات الضاغطة ‪ ،‬فإن لها سلبية من‬ ‫بينها ممارسة نشاطها عادة في الخفاء ‪ ،‬الشيء الذي يتناقض مع‬ ‫الوضوح والشفافية وروح المسؤولية وبالتالي مع الديمقراطية ‪،‬‬ ‫الى جانب ذلك فهي غير منظمة عادة بشكل ديمقراطي ‪ ،‬بل أن‬ ‫قادة أهم وأكبر الجماعات الضاغطة هم أصحاب رؤوس أموال‬ ‫ضخمة أو يتزعمون تلك الجماعات بناء على امتيازات أخرى ‪.‬‬ ‫بعض المجموعات القوية ماليا وأحيانا سياسيا تتعامل مع الحكام‬ ‫من مركز قوة وبالتالي تفرض تحقيق مصالحها على حساب‬ ‫المصلحة العامة ‪ .‬هذا راجع إلى أن ضغطها على رجال السلطة قد‬ ‫يؤدي بهم إلى العجز عن أداء مهامهم بأمانة ونزاهة ويرضخون‬ ‫لمطالب هذه الجماعات ‪ ،‬واألكثر من ذلك أن بعض جماعات‬ ‫الضغط تلجأ أحيانا إلى العنف والتهديد لتحقيق مطالبها ‪ ،‬كما تلجأ‬ ‫بصفة إدارية إلى الرشوة واالكراه المعنوي وغير ذلك من‬ ‫السلوكات الالخالقية ‪.‬‬ ‫وسائلها ‪:‬تلجأ جماعات الضغط إلى مختلف الوسائل لممارسة‬ ‫الضغط على السلطة الحاكمة منها بصفة أساسية‬ ‫‪ - 1‬االتصال بالحكومة ‪ :‬بقدر ازدياد تدخل الدولة في الحياة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية بقدر ازدياد تدخل الجماعات الضاغطة‬ ‫لديها وممارسة الضغط عليها ‪ ،‬ومن أشكال هذا االتصال ‪:‬‬ ‫* عن طريق الصداقات والعالقات الشخصية ‪.‬‬ ‫* االغراءات المالية والرشوة‪.‬‬ ‫* الحفالت والوالئم تكريما للحكام والموظفين الكبار ‪.‬‬ ‫* انتهاز الفرصة لتقديم الهدايا والخدمات‪.‬‬


‫* ارسال الرسائل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التأثير في النواب ‪ :‬المجلس البرلماني هو الميدان الرئيسي‬ ‫لنشاط الجماعات الضاغطة لكون القوانين والتشريعات تصدر عنه‬ ‫حيث تعمل الجماعات على استصدار قانون لصالحها أو تعديل‬ ‫قانون أو استبعاد قانون معين‪ ،‬بل ربما تضغط لتغيير الدستور‬ ‫نفسه ‪.‬ـ الضغط على النواب قد يكون مباشرة بمطالبة النواب بتنفيذ‬ ‫وعودهم االنتخابية بارسال رسائل إليهم قبل التصويت على قانون‬ ‫معين ‪ ،‬قد تتضمن التهديد بعدم المساعدة والدعم االنتخابي‪...‬‬ ‫ـ ارسال ممثلين عن الجماعة للتفاوض مع النواب واقناعهم ‪.‬‬ ‫ـ حشد وفود غفيرة من االشخاص أمام أبوابهم أو في مقرات‬ ‫عملهم لمطالبتهم باقرار مطالبها ‪.‬ـ تزويد النواب بالمعلومات‬ ‫والمعطيات الوثائقية الالزمة حول موضوع معين القناعهم‬ ‫بمطالبها وبوجهة نظرها‪.‬‬ ‫ـ تزويدهم بالتقارير التي تعرض على لجان البرلمان للدفاع عن‬ ‫قضاياها مقابل مكافآت ‪..‬‬ ‫ـ تمويل النواب في حمالتهم االنتخابية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تعبئة الرأي العام ‪ :‬مختلف االنظمة الحاكمة تهمها مساندة‬ ‫الرأي العام لها ‪ ،‬لذا تلجأ الجماعات الضاغطة إلى استخدام الرأي‬ ‫العام ضد السلطة بتعبئته خدمة لمصالحها‬ ‫ـ تلجأ لتعبئة الرأي العام بكل الوسائل كإصدار النشرات وعقد‬ ‫الندوات والقاء المحاضرات واستخدام االذاعة والتلفزيون واصدار‬ ‫الجرائد والمجالت وكل وسائل االعالم ‪ .‬حث الرأي العام على‬


‫كتابة الرسائل والبرقيات إلى السلطة ‪ ،‬الوزراء ‪ ،‬النواب ‪..‬‬ ‫كضغط ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التمويل ‪ :‬تعمل على تمويل األحزاب وغيرها من التنظيمات‬ ‫والهياكل التييمكن أن تتبنى مطالبها‬ ‫‪ - 5‬العنف ‪ :‬التتردد الجماعات الضاغطة من أجل الوصول إلى‬ ‫أهدافها في استعمال أنواع معينة من العنف كاالضرابات وعرقلة‬ ‫العمل الحكومي ورفض التعاون مع السلطة واجهاض بعض‬ ‫المشاريع الحكومية عمدا والعمل على خلق االزمات المالية الخانقة‬ ‫ورفض دفع الضرائب وغيرها مثل هذه الوسائل ذات فعالية كبيرة‬ ‫في مختلف البلدان ‪ ،‬وهذه الجماعات الضاغطة تكثر وتتقوى‬ ‫بازدهار الحركة الجمعوية والمنظمات الفئوية المختلفة الشيء الذي‬ ‫بدأنا نالحظه في الجزائربعد وضع دستور ‪1989‬‬ ‫أنواعها ( تصنيفها )‪:‬توجد تصانيف كثيرة للجماعات الضاغطة‬ ‫تختلف باختالف الباحثين وكأمثلة عنها هناك مختلف الجمعيات‬ ‫مثل جمعيات حقوق االنسان وحماية الطفولة أو العجزة أو‬ ‫المرضى بمرض معين والجمعيات الرياضية والعلمية واالتحادات‬ ‫المهنية كاتحاد الحقوقيين والمحامين واألطباء والمهندسين‬ ‫والفالحين والتجار وأرباب العمال ولذا فهي عموما جماعات‬ ‫متخصصة توجد في كافة القطاعات في المجتمع كالقطاعات المالية‬ ‫والصناعية والثقافية والدينية والسياسية والدبلوماسية والترفيهية ‪..‬‬ ‫وأشهر وأقوى الجماعات الضاغطة توجد في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية في شكل لوبيات ( ) ‪LOBBIE‬مثل اللوبي الصهيوني‬ ‫واللوبي البترولي واللوبي الفالحي واللوبي المالي ‪.‬هناك أيضا‬ ‫النقابات العمالية ‪ ،‬رغم وجود من يقول إن النقابات العمالية تختلف‬


‫عن الجماعات الضاغطة من عدة أوجه منها أن النقابة تحتاج‬ ‫لوجودها إلى نص دستوري أو تشريعي يكرس االعتراف بها ‪،‬‬ ‫كما أن النقابة تهدف إلى احداث تغيير محسوس في العالقات‬ ‫االجتماعية وموازين القوى وكل ذلك بعكس الجماعات الضاغطة‬ ‫التي تهدف إلى استصدار قرارات محدودة تخص مصالحها فقط ‪.‬‬ ‫هذه الفروق في الواقع التخرج النقابات من دائرة الجماعات‬ ‫الضاغطة التي ال توجد كلها على نفس الشاكلة والتي تختلف‬ ‫مصالحها وتتعدد بتنوع هذه الجماعات نفسها ومن التصانيف التي‬ ‫وضعت لها يمكن ذكر مايلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬جماعات المصالح وجماعات األفكار‪ -1:‬جماعات المصالح ‪:‬‬ ‫هي التي تدافع عن مصالح مادية أساسا مثل جماعات التجار‬ ‫وأصحاب األعمال والنقابة واتحادات الفالحين والمهن المختلفة‬ ‫واتحاد قطاع البنوك والتأمين واالتحاداتالمهنية المختلفة كاتحاد‬ ‫المحامين أو اآلطباء‪..‬‬ ‫‪ -2.‬جماعات األفكار ‪ :‬هي جماعة تسعى إلى فرض أفكار وقيم‬ ‫معينة سواء أخالقية أو سياسية مثل جماعة المحافظة على آداب‬ ‫المرور ‪ ،‬جماعة منع تداول الخمور ‪ ،‬جمعية قدماء المجاهدين ‪،‬‬ ‫وجمعية الدفاع عن حقوق االنسان والجمعيات النسائية ‪،‬الجمعيات‬ ‫الدينية ‪ ..‬هذا التصنيف غير موفق لوجود جماعات يصعب‬ ‫تصنيفها كجماعة مصالح أو جماعة أفكار لقيامها باالثنين معا مثل‬ ‫اتحادات األطباء واتحادات المحامين حيث تدافع عن مصالح‬ ‫وأفكار وقيم في نفس الوقت‪.‬‬ ‫ب ـ جماعات الضغط الكلي وجماعات الضغط الجزئي ‪:‬‬


‫‪ -1‬جماعات الضغط الكلي ‪ :‬هي أن يكون همها األساسي ممراسة‬ ‫نشاط الضغط على السلطة وهي مؤسسات متخصصة في التدخل‬ ‫لدى الوزراء والنواب والموظفين الكبار للتأثير عليهم ‪ ،‬وتوجد هذه‬ ‫الجماعات في شكل مكاتب فنية وتقنية متخصصة تقوم بالضغط‬ ‫لصالح من يطلب منها ذلك كخدمات تقدمها بمقابل مالي ‪ ،‬وتوجد‬ ‫بصفة أساسية في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬جماعة الضغط الجزئي ‪ :‬هي التي يكون الضغط السياسي جزء‬ ‫من نشاطها العام مثل النقابات واالتحادات المهنية والجمعيات‬ ‫المختلفة ‪.‬هذا التمييز منتقد على أساس أنه غير واضح من الناحية‬ ‫العملية الن جماعة الضغط الكلي قد تكون مجرد وسيلة في يد‬ ‫جماعة ضغط أخرى فقط ‪.‬‬ ‫جـ التصنيف حسب المجاالت‬ ‫‪ -1‬جماعات الضغط السياسية ( ) ‪Lobbies‬هي جماعات ذات‬ ‫مصالح سياسية بحتة تعمل على أن تكون لها عالقة دائمة مع‬ ‫رجال السلطة وتمارس الضغظ بشكل مستمر للحصول على مزيد‬ ‫من االمتيازات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬جماعات الضغط شبه السياسية ‪ :‬مثل نقابات العمل واالتحادات‬ ‫المهنية وهي تستعمل النشاط السياسي كوسيلة لتحقيق أهداف‬ ‫اقتصادية واجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬جماعات الضغط االنسانية ‪ :‬مثل جمعيات رعاية الطفولة أو‬ ‫العجزة أو المعوقين والرأفة بالحيوان والجمعيات النسائية‬ ‫والجمعيات الخيرية وهي التنشط إال بقصد الحصول على اعانات‬ ‫مالية ‪.‬‬


‫‪ -4‬جماعة الضغط ذات الهدف ‪ :‬هي تلك الجماعات التي تدافع عن‬ ‫مبادئ وقيم معينة على مستوى محلي أو وطني أو دولي مثل‬ ‫جمعية السالم األخضر التي تناهض استعمال السالح النووي‬ ‫وتلوث البيئة‬ ‫‪ -5‬جماعات الضغط للدفاع عن مصالح الدول األجنبية ‪ :‬توجد في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية حيث أن كثير من الدول لها لوبي معين‬ ‫ينشط لتحقيق مصالحها لدى السلطات األمريكية مثل اللوبي‬ ‫الصهيوني واللوبي الياباني‪...‬‬ ‫الفرق بين األحزاب السياسية والجماعات الضاغطة‪:‬تتميز‬ ‫الجماعات الضاغطة عن األحزاب السياسية في عدة أوجه يمكن‬ ‫ذكرها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تختلف عن األحزاب في كونها ال تسعى إلى السلطة بل لتحقيق‬ ‫مصالح معينة مادية أو معنوية لذا تعمل على وضع من يخدمها في‬ ‫السلطة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أهدافها محدودة جدا بالمقارنة مع األحزاب فهي تجتهد لدفع‬ ‫السلطة إلى اصدار قانون معين أو منع صدور قانون في غير‬ ‫صالحها ‪ ،‬أو تسعى لتعيين بعض المسؤولين في مراكز معينة‬ ‫‪ -3‬ال تعتمد بصفة أساسية على العدد الضخم من المنخرطين بل‬ ‫عناصرقوتها قد تكمن في عوامل أخرى ‪.‬‬ ‫‪ -4‬األحزاب تقدم مترشحين لها في االنتخابات بعكس الجماعات‬ ‫الضاغطة التي قد تمول وتقدم مترشحين يخدمونها لكن عن طريق‬ ‫األحزاب‪.‬‬


‫‪ -5‬تأثيرها على السلطة يكون عادة بطريق غير مباشر بل كثيرا‬ ‫ما تعمل في الخفاء وبشتى الطرق بعكس األحزاب السياسية ‪.‬رغم‬ ‫ذلك توجد عالقات وطيدة بين األحزاب والجماعات الضاغطة ‪ ،‬إذ‬ ‫كثيرا ما تسيطر األحزاب على الجماعات مثل النقابات أو‬ ‫االتحدات المهنية كما أن كثير من الجماعات تمول أحزابا سياسية‬ ‫وتدفعها للتعبير والدفاع عن مطالبها ‪ .‬الجماعات الضاغطة ليست‬ ‫أيضا شركات تجارية صرفة بل قد تمارس الشركات التجارية‬ ‫الضغط بواسطتها ‪.‬ويشترط في الجماعة الضاغطة واألحزاب عدم‬ ‫اللجوء إلى العنف واشاعة الفوضى وعرقلة مختلف مظاهر الحياة‬ ‫باإلرهاب وغيره ‪ .‬هذه الشروط قلما يتم احترامها في الواقع ‪ .‬ا‬ ‫سواء بطريقة سابقة أو الحقة وقد يكون االستفتاء إما إجباريا أو‬ ‫اختيارا‬ ‫حل البرلمان ‪ :‬يمكن لعدد معين من المواطنين تقديم حل البرلمان‬ ‫في مجمله فيعرض هذا األمر على االستفتاء الشعبي وفي حالة‬ ‫الموافقة بحل البرلمان إقالة النواب ‪ :‬يمكن لمجموعة من الناخبين‬ ‫إقالة نائب معين أو عدد من النواب قبل انتهاء فترتهم النيابية إذا ما‬ ‫خالفوا توجيهاتهم ‪.‬‬ ‫عزل رئيس الجمهورية ‪ :‬وذلك بناءا على إقتراح أغلبية معينة من‬ ‫البرلمان ويعرض االقتراح على االستفتاء الشعبي‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬النظام السياسي الجزائري‬ ‫نظام الحكم في ظل دستور ‪1963‬‬ ‫تنظيم السلطة خالل المرحلة االنتقالية ‪.‬‬


‫تميزت هذه المرحلة باختيار أسلوب الكفاح النتزاع االستقالل‬ ‫واسترداد السيادة الوطنية ‪ ،‬وكانت اتفاقيات (إيفيان ) األداة‬ ‫السياسية والقانونية لوقف إطالق النار‬ ‫ كما تميزت تلك الفترة بسيطرة الجبهة على الهيئة التنفيذية‬‫المؤقتة التي أنشئت بموجب اتفاقيات إفيان ‪ ،‬وتميزت بحدوث‬ ‫خالفات بين القادة الثوريين حول السلطة والنظام الذي سيعتمد‬ ‫ويمثل التنظيم في تلك الفترة في ما يلي ‪:‬‬ ‫المحافظ السامي ‪ ( :‬ممثل فرنسا ) ‪:‬‬ ‫يقسم السلطة مع الهيئة التنفيذية ويمثل مصالح فرنسا بالجزائر ‪.‬‬ ‫الهيئة التنفيذية المؤقتة ‪:‬‬ ‫تتكون من ‪ 12‬عضو كلهم جزائريين مهمتهم إدارة الشؤون العامة‬ ‫في الجزائر إلى غاية تنصيب سلطة رسمية في الجزائر عالوة‬ ‫على أنها تعين القوانين وتعين الموظفين وتشرف على قوات األمن‬ ‫والكتها ال تتدخل في قطاعات السيادة التي تضل تحت وصاية‬ ‫فرنسا ونظرا لالزمة صائفة ‪ 1962‬بين جيش الحدود والواليات‬ ‫الداخلية قامت فكرة تأسيس المجلس االنتقالي من صائفة ‪ 62‬إلى‬ ‫غاية سبتمبر ‪.1962‬‬ ‫أزمة صائفة ‪ 62‬االتجاه نحو تركيز السلطة ‪ :‬أسباب هده األزمة‬ ‫الصراع على السلطة و تبادل التهم بين الجماعات الوطنية و تعد‬ ‫برزت إصالحات بين هواري بومدين قائد أركان الجيش و رئيس‬ ‫الحكومة بن خدة و انسحب ضد هذا األخير من اجتماع طرابلس(‬ ‫دورة المجلس الوطني للثورة ) الذي يتمثل جدول أعماله ‪:‬‬ ‫* وضع جبهة التحرير في الحزب السياسي ‪.‬‬


‫* انتخاب مجلس سياسي كسلطة في الجزائر مؤقتا ‪.‬‬ ‫* تحديد النظام الذي يتبع بعد االستقالل ‪.‬و اتفقوا على إقالة بن خدة‬ ‫و لكن لم تسقط حكومته بسبب عدم مرافقة ‪ 3/2‬أعضاء مجلس‬ ‫الثورة ثم تطورت األمور فقام بن خدة و حكومته و قيادة أركان‬ ‫الجيش بتهم اغتصاب السلطة و الديكتاتورية ( صراع الناحيتين‬ ‫السياسي و العسكري ) ‪ ,‬غير أن الجناح العسكري رفض ذلك و‬ ‫نذكر بان الحكومة بذلك ارتكب خطأ استراتيجي تجاهلها قوة مركز‬ ‫الجيش األمر الذي تفطن له بن بله بعد ذلك تم دخول جيش الحدود‬ ‫إلى الداخل ‪.‬إنشاء مجلس تأسيسي و المهام الموكلة له ‪ :‬يتكون من‬ ‫‪ 196‬نائب تسلم السلطة من الهيئة المؤقتة في سبتمبر ‪1962‬‬ ‫مهامه ‪ *:‬التشريع باسم الشعب ‪ *.‬وضع دستور البالد ‪.‬‬ ‫*وضع حكومة مؤقتة(حتى يوضع دستور ومؤسسات داخل البالد‬ ‫)‪.‬‬ ‫تنظيم السلطات في ظل دستور ‪:1963‬‬ ‫‪ /1‬السلطة التشريعية ‪ :‬المجلس الوطني في ‪ 1964/09/20 :‬استلم‬ ‫مهامه من المجلس التأسيسي ممثلوه ترشحهم جبهة التحرير و‬ ‫ينتخبهم الشعب عن طريق االنتخاب مدة ‪ 05 :‬سنوات رئيس‬ ‫المجلس الوطني هو الشخصية المثالية في البالد و يخلفه بعد‬ ‫الموت أو في حال عارض الرئيس و النائب في المجلس الوطني‬ ‫يتمتع بضمانات بالده تسقط عضويته إال بموافقة ‪ 3/2‬أعضاء‬ ‫المجلس و له الحصانة البرلمانية فال يتابع و ال يحاكم في حالة‬ ‫ارتكاب جناية ‪.‬‬


‫مهامه ‪ :‬يقوم بالتشريع عن طريق دراسته مشاريع قوانين التي‬ ‫تودعها الحكومة في مكتب المجلس يحق ألعضاء الحكومة‬ ‫حضور عمل اللجان و حضور مناقشتها مدة المشاريع ‪.‬له حق‬ ‫تعديل الدستور إذا اقترحت األغلبية المطلقة ذلك ‪. 3/2‬يراقب‬ ‫النشاط الحكومي عن طريق االستماع للوزراء ( أسئلة شفهية أو‬ ‫كتابية أو مناقشات و سحب الثقة ) ‪.‬‬ ‫‪/2‬السلطة التنفيذية ‪ :‬المادة ‪ 39 :‬تستند إلى رئيس الجمهورية و‬ ‫ينتخب باالنتخاب العام المباشر و السري بعد اقتراحه من طرف‬ ‫الحزب ‪.‬‬ ‫مهام الرئيس ‪ :‬تحديد سياسة الحكومة و توجيهها تنسيق السياسة‬ ‫الداخلية و الخارجية ‪.‬يعين الوزراء بمفرده و يقدمهم إلى البرلمان‬ ‫‪.‬يعين في الوظائف و المناصب و هو القائد األعلى للقوات‬ ‫المسلحة ‪.‬له الحق المبادرة في التعديل الدستور و المبادرة في‬ ‫التشريع إصدار القوانين و نشرها و تنفيذها و ممارسة السلطة‬ ‫التنفيذية )‬ ‫• يعتمد و يتخذ اإلجراءات و التدابير االستثنائية في حال خطر‬ ‫و شيك ‪.‬‬ ‫• له الحق االعتراض على القوانين ( طلب قراءة ثانية ) ‪.‬يوقع‬ ‫على المعاهدات و االتفاقيات و المواثيق الدولية بعد استشارة‬ ‫المجلس الوطني يعلن الحرب و يبرم السلم ‪.‬‬ ‫‪ /3‬السلطة الشخصية ‪ :‬سيطرت رئيس الجمهورية على السلطة‬ ‫التنفيذية و تركيزها و تشخيصها في يده و كذلك كان يشارك مع‬ ‫البرلمان في التشريع و يجمع بين قيادة الحزب و قيادة الدولة ‪.‬‬


‫توقف العمل بدستور ‪ 63‬بعد تمر منطقة القبائل و الجنوب و‬ ‫النزاع الحدود مع المغرب ليعقد مؤتمر الحزب و يصبح هو االمين‬ ‫العام ليعمل ما يريد ‪ ,‬واستعانته بالجيش لضرب خصومه الثوريين‬ ‫و المعارضين له ثم انقلب على الجيش في محاولة منه البعاده عن‬ ‫الحياة السياسية و انفراده بالسلطة ‪.‬‬ ‫نظام الحكم في ظل دستور ‪1989‬‬ ‫السلطة التنفيذي في ظل دستور ‪1989‬‬ ‫إنتخاب رئيس الجمهورية ومكانته ووظائفه ‪:‬سنتعرض الى طريقة‬ ‫انتخاب رئيس الجمهورية وكيفية انتخابه والشروط التي ينبغي ان‬ ‫تتوفر في المرشح هذا المنصب‪ ،‬وكذا المكانة المتميزة التي منحها‬ ‫اياه دستور ‪ 1989‬وسبب تميزها والوظائف التي خولها له‪.‬‬ ‫إنتخاب رئيس الجمهورية‪:‬يحتل رئيس الجمهورية مكانة خاصة‬ ‫ومتميزة في النظام الجزائري باعتباره منتحب من طرف الشعب‬ ‫بطريقة مباشرة‪ ،‬وألنه مكلف بالشؤون الخارجية ‪ ،‬ووزارة الدفاع‬ ‫‪ ،‬وتعيين رئيس الحكومة جاز لنا تصنيفه في هذه المكانة وقد‬ ‫إشترط دستور‪ 89‬في تعيينه شروط‪ .‬وكذا بين طريقة او كيفية‬ ‫اانتخابه‪.‬‬ ‫كيفية إنتخاب رئيس الجمهورية‪:‬تحث المادة ‪ 68‬من الدستور‬ ‫صراحة على كيفية انتخابه حيث تنص ما يلي (ينتخب رئيس‬ ‫الجمهورية عن طريق االقتراع العام المباشر والسري‪ .‬ويتم الفوز‬ ‫في اإلنتخاب بالحصول على األغلبية المطلقة من أصوات الناخبين‬ ‫المعبر عنها‪ .‬ويحدد القانون الكيفيات االخرى لالنتخابات‬ ‫الرئاسية)‪ ،‬وهذا خالفا لما كانت معمول به في دستور ‪ 76‬الذي‬


‫يتطلب الحصول على األغلبية المطلقة من أصوات الناخبين‬ ‫المسجلين‪ ،‬وهو الشرط الذي يصعب تحقيقه حتى في ظل نظام‬ ‫الحزب الواحد لو اعتمد الحياد والصدق وحساب األصوات‬ ‫وإعالن النتائج ‪ ،‬وهذا ما تفطن المؤسس الدستوري ذلك انه له‬ ‫ابقي على ذلك الشرط في ظل التعددية الحزبية لنتج عنه حدوث‬ ‫ازمة دستورية ال حل لها اال بتعديل للدستور‪ ،‬لذلك أحال الكيفيات‬ ‫األخرى لالنتخابات على قانون االنتحابات المؤرخ في ‪ 07‬أوت‬ ‫‪ 89‬حيث تنص المادة ‪ 106‬منه على ((يجري إنتخاب رئيس‬ ‫الجمهورية باالقتراع على إسم واحد في دورتين باألغلبية المطلقة‬ ‫باالصوات المعبر عنها))‪ ،‬وهذا يعني تنظيم دور ثان حيث نصت‬ ‫‪ 107‬من قانون االنتخابات الجزائري كذلك على (( إذا لم يحرز‬ ‫أي مترشح على األغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها ينظم دور‬ ‫ثاني وال يساهم في الدور الثاني سوى المترشحين الذين أحرزوا‬ ‫على أكبر عدد من األصوات خالل الدور األول))‪ ،‬وذلك في‬ ‫ظرف الـ ‪ 30‬يوم السابقة إلنقضاء مدة رئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫والمالحظة أن قانون اإلنتخابات لم يتحدث عن النسبة المطلوبة‬ ‫للفوز وجعلها مقصورة على المتنافسين فقط‪.‬‬ ‫شروط الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية‪:‬يشترط الدستور وقانون‬ ‫اإلنتخابات الشروط التالية ‪:‬‬ ‫‪ /1‬أن يكون ذا جنسية جزائرية أصلية ‪.‬‬ ‫‪/2‬أن يدين باإلسالم ‪3.‬‬ ‫‪ /3‬أن يكون عمره ‪ 40‬سنة كاملة يوم اإلنتخاب ‪ ( .‬وتحديد سن‬ ‫‪ 40‬سنة قد يكون اقتداء بالسن التي بدأ فيه الوحي ينزل على النبي‬ ‫محمد صلى هللا عليه وسلم)‬


‫‪/4‬أن يكون متمتعا بكامل حقوقه المدنية والسياسية ‪.‬‬ ‫‪ /5‬أن يكون ترشحه مصحوبا بتوقيع ‪ 600‬عضو منتخب من بين‬ ‫المجالس البلدية والوالئية والمجلس الشعبي الوطني موزعين على‬ ‫نصف واليات التراب الوطني على األقل ‪.‬وبتوافر الشروط السابقة‬ ‫يودع طلب التصريح بالترشيح لمنصب رئيس الجمهورية خالل‬ ‫‪ 15‬يوما الموالية لنشر المرسوم الرئاسي المتضمن إستدعاء الهيئة‬ ‫اإلنتخابية لدى المجلس الدستوري محتويا على توقيع المترشح‬ ‫واسمه ولقبه وتاريخ ومكان ميالده ومهنته وعنوانه ‪ ،‬حتى تتأكد‬ ‫من المصالح من صحة المعلومات ومدى تطابقها مع القانون‬ ‫الدستوري وقانون االنتخابات ‪ ،‬مقابل استالم وصل ايداع التصريح‬ ‫بالترشيح‪ ،‬ويسمح للمترشحين بالقيام بمختلف الترتيبات للحملة‬ ‫اإلنتخابية التي مدتها ‪ 21‬يوم قبل عملية اإلقتراع ‪ ،‬كما تنتهي قبل‬ ‫‪ 7‬ايام من تاريخ االقتراع كما ان المشرع أضاف نصوصا تحسبا‬ ‫لحدوث ظروف طارئة بعد التصريح بالترشيح لرئاسة الجمهورية‬ ‫كأن يتوفى احد المرشحين او يصرح بالشغور نتيجة مانع او‬ ‫استقالة او وفاة ‪.‬ففي حالة توفي احد المترشحين او حدوث مانع‬ ‫قانوني يمنح أجل آخر لتقديم ترشيح جديد على ان ال يتجاوز‬ ‫الشهر السابق لتاريخ االقتراع‪ .‬اما في حالة حدوث مانع مما جاء‬ ‫في المادة ‪ 84‬من دستور ‪ 89‬فان االجل المحدد يكون ‪ 15‬يوما‬ ‫فقط ‪.‬‬ ‫إن حالة الشغور نصت عليها المادة ‪ 84‬من الدستور على (( اذا‬ ‫استحال على رئيس الجمهورية ان يمارس مهامه بسبب مرض‬ ‫خطير مزمن يجتمع المجلس الدستور وجوبا وبعد ان يثبت من من‬ ‫حقيقة هذا المانع بكل الوسائل المالئمة يقترح على المجلس الشعبي‬


‫الوطني التصريح بثبوت المانع يعلن المجلس الشعبي الوطني‬ ‫المانع لرئيس الجمهورية باغلبية ثلثي اعضائه ويكلف رئيسه‬ ‫بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة اقصاها ‪ 45‬يوما وفي حالة‬ ‫استمرار المانع اكثر من ‪ 45‬يوما يعلن الشغور باالستقالة وجوبا‬ ‫‪.‬فقي حالة استقالة رئيس الجمهورية او وفاته يجتمع المجلس‬ ‫الدستوري وجوبا ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية ‪.‬وتبلغ‬ ‫فورا شهادة الشغور النهائي للمجلس الشعبي الوطني الذي يجتمع‬ ‫وجوبا بتولي رئيس المجلس الشعبي الوطني مهام رئيس الدولة مدة‬ ‫اقصاها ‪ 45‬يوما ‪ .‬تنظم من خاللها انتخابات رئاسية‪ ،‬وال يحق‬ ‫لرئيس الدولة المعين الترشح ‪.‬واذا اقترنت وفاة رئيس الجمهورية‬ ‫بشغور المجلس الشعبي الوطني بسبب حله يجتمع المجلس‬ ‫الدستوري وجوبا الثبات الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية‬ ‫ويضطلع رئيس المجلس الدستوري بمهمة رئيس الدولة (المادة ‪84‬‬ ‫و‪ 85‬من دستور ‪. ) 89‬والجدير بالمالحظة هو ان دستور ‪1976‬‬ ‫لم موضوع الشغور بكيفية شاملة ‪ ،‬فهذا الفراغ القانون لم يتناوله‬ ‫تعديل ‪ 79‬وال دستور ‪ 89‬وإن كان هذا االخير أكثر وضوحا‬ ‫السيما وأنه حدد من يتولى رئاسة الدولة في حالة حل المجلس‬ ‫الشعبي الوطني بأن اسندها لرئيس المجلس الدستوري ‪.‬‬ ‫مكانة رئيس الجمهورية ووظائفه ‪:‬يكتسي رئيس الجمهورية في‬ ‫النظام الجزائري مكانة خاصة وهذا ما أكدت عليه جميع دساتير‬ ‫الدولة وخصوصا دستور ‪ 89‬الذي وهب له صالحيات واسعة‬ ‫ومكانة متميزة وقد أكد على أن رئيس الجمهورية غير مسؤول عن‬ ‫األعمال واألفعال التي تصدر عنه أثناء أدائه لوظائفه ألنه منتخب‬ ‫مباشرة من طرف الشعب وقد أ‬


‫كد دستور ‪ 89‬على المدة الممنوحة لرئيس الجمهورية أي خمس‬ ‫سنوات ‪.‬‬ ‫مكانة رئيس الجمهورية في دستور ‪ : 89‬إن الظروف التي‬ ‫أفرزت واقع دستور ‪ 89‬جعلت من رئيس الجمهورية يتمتع بمكانة‬ ‫خاصة وهذا لعدة اسباب منها ‪:‬‬ ‫‪ /1‬انتخابه المباشر من قبل الشعب فهو المعبر عنه والناطق باسمه‬ ‫والمجسد الفعلي لوحدة األمة وصاحب الحق في مخاطبة الشعب‬ ‫مباشرة ‪.‬‬ ‫‪ /2‬ان االنظمة السياسية المعاصرة تقر أولوية السلطة التنفيذية‬ ‫على حساب السلطة التشريعية دستوريا وان لم يكن لك فعمليا ‪.‬ض‬ ‫‪ /3‬إسناد مهمة وضع مشروع تعديل الدستور او اعداد مشروع‬ ‫دستور جديد‪ ،‬إلى لجان أو لجنة تحت إشراف السلطة التنفيذية ال‬ ‫يخدم في غالب االحيان الى هذه االخيرة‪.‬‬ ‫‪ /4‬وضع دستور ‪ 89‬في غياب المعارضة ‪.‬‬ ‫اختصاصات رئيس الجمهورية للحديث عن اختصاصات رئيس‬ ‫الجمهورية نميز بين حالتين في الظروف العادية والظروف الغير‬ ‫العادية‬ ‫‪1‬ـ الظروف العادية ‪ :‬باعتباره رئيس السلطة التنفيذية ينص‬ ‫الدستور على ما يلي ‪:‬‬ ‫* إصدار القوانين‪ :‬جاء في المادة ‪ 117‬من الدستور ‪ (( 76‬يصدر‬ ‫رئيس الجمهورية القانون في اجل ‪ 30‬يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ‬


‫تسلمه أياه)) فسلطة االصدار اذن هي مستمدة من الدستور اما في‬ ‫دستور ‪ 89‬النص بقية عل حاله باستثناء كلمة القوانين التي حلت‬ ‫محل كلمة قانون وكلمة تسليمها له عوضت بتسلمها اياه ‪.‬‬ ‫* النشر ‪ :‬وهو الوسيلة المادية التي يُعلم رئيس السلطة التنفيذية‬ ‫الجميع وذلك بواسطة الجريدة الرسمية أي إعالن هذا القانون فيها‬ ‫‪.‬‬ ‫*سلطة التنظيم‪ :‬وهي السلطة التي تشمل المجال الذي يخرج عن‬ ‫اختصاص المشرع فيعود لرئيس الجمهورية ومجال التنفيذ يعود‬ ‫لرئيس الحكومة ‪.‬فاذا كان دستور ‪ 76‬اسند السلطة التنفيذية الى‬ ‫رئيس الجمهورية في المادة ‪10/111‬و‪ 11‬على انه (( يضطلع‬ ‫بالسلطة التنظيمية ويسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات )) فان‬ ‫ددستور ‪ 1989‬اسند سلطة التنظيم الى كل من رئيس الجمهورية‬ ‫ورئيس الحكومة ‪ ،‬وهذه السلطة لها مظهران إداري وسياسي‪:‬‬ ‫المظهر اإلداري ‪ :‬وحينها نكون بصدد السلطة التنفيذية لقواعد‬ ‫تحدد شروط وكيفيات ممارستها‪.‬المظهر السياسي وله قيمة قانونية‬ ‫اساسية مستمدة من الدستور ومنفصلة عن التشريع‪ .‬ومن ثمة نكون‬ ‫بصدد سلطة تنظيمية مستقلة‪ ،‬مثل ان يتولى المشرع تنظيم‬ ‫نشاطات تفصيلية ال تترك للسلطة التنفيذية اال مهمة التنفيذ عن‬ ‫طريق تكليف اشخاص معينين متنفيذ قانون االنتخابات ‪.‬‬ ‫* سلطة التعيين ‪ :‬وهي مخولة لرئيس الجمهورية وهي ضرورة‬ ‫ونتيجة منطقية لسلطة التنظيم ذلك النه ال يمكن لرئيس الجمهورية‬ ‫ممارسة مهمة التنفيذ القوانين وسلطة التنظيم اال اذا منحت له‬ ‫وسائل تمكنه من القيام بها والتي من بينها سلطة التعيين فهو الذي‬ ‫يعين الوزراء ورئيس الحكومة إن كان لهذا األخير حق اختيار‬


‫طاقمه الوزاري والجدير بالمالحظة أن دستور ‪ 76‬اعطى لرئيس‬ ‫الجمهورية سلطة التعيين المطلقة على خالف دستور ‪ 89‬فقد‬ ‫قلصت لرئيس الحكومة المساعد االيمن لرئيس الحكومة ومن هذا‬ ‫فان رئيس الجمهورية خالفا لدستور ‪ 76‬لم يعد صاحب‬ ‫االختصاص الوحيد‪ ،‬ذلك أن مشاركة رئيس الجمهورية من قبل‬ ‫رئيس الحكومة ال تقتصر على اختيار أعضاء حكومته وانما تمتد‬ ‫الى التعيين في وظائف الدولة ‪.‬باالضافة إلى‪:‬‬ ‫‪ )1‬التعيين في الوظائف السامية ‪ :‬كتعيين األمين العام للحكومة ‪،‬‬ ‫مدير األمن الوطني ‪ ،‬أعضاء مجلس المحاسبة ‪ ،‬السلك القضائي ‪.‬‬ ‫‪ )2‬التعيين بعد إجماع مجلس الوزراء ‪ :‬تعيين الوالة ‪ ،‬مدير‬ ‫الوظيف العمومي ‪ ،‬مدير الجامعات ‪ ،‬مدير الجمارك ‪ ،‬مدير‬ ‫الخزينة ‪ ،‬مدير الديوان الوطني لإلحصائيات ‪ ،‬وباقي الوظائف من‬ ‫اختصاص رئيس الحكومة ‪ )3‬رئاسة مجلس الوزراء ‪ :‬ويشكل‬ ‫مجلس الوزراء االطار األمثل لمناقشة المواضع االساسية والهامة‬ ‫التي تهم االمة واتخاذ القرارات المناسبة المعتمدة على الجماعية‬ ‫بقيادة رئيس الدولة ‪.‬‬ ‫‪ )4‬قيادة الجيش والشؤون الخارجية‪ :‬هو القائد االعلى للقوات‬ ‫المسلحة ووزيرا للدفاع ورئيسا للمجلس األعلى لألمن‪ ،‬يحدد عمله‬ ‫وكيفيات تنظيمه ويعلن الحرب ويوقع معاهدات السلم‪ .‬و مسؤول‬ ‫عن الشؤون الخارجية يعين السفراء والمبعوثين فوق العادة وإنهاء‬ ‫مهامهم وتوقيع أوراق اعتماد السفراء والدبلوماسيين واستالم‬ ‫أوراق انتهاء مهامهم ‪( .‬اذا كان رئيس الجمهورية بموجب د ‪76‬‬ ‫يقود اإلدارة باعتبارها األداة الرئيسية مما خوله سلطة التعيين في‬ ‫كل الوظائف المدنية والعسكرية ‪ ،‬فان دستور ‪ 89‬قد نقل‬


‫اختصاص قيادة االدارة الى رئيس الحكومة المسؤول امام المجلس‬ ‫الشعبي الوطني‪ ،‬وهذا ال يعني ان قيادة اإلدارة فلتت من رئيس‬ ‫الجمهورية ذلك ان الدستور احتفظ له بسلطة التعيين في الوظائف‬ ‫العسكرية وذات لشؤون الخارجية‪ .‬فضال عن انه صاحب سلطة‬ ‫تعيين رئيس الحكومة وإنهاء مهامه ‪.‬وبالنسبة لوزارة الدفاع فان‬ ‫دستور ‪ 89‬كان اكثر دقة حيث نصت المادة ‪ 74‬على " هو القائد‬ ‫األعلى لجميع القوات المسلحة للجمهورية " عكس د ‪ 76‬حيث‬ ‫نصت المادة ‪ " 4/111‬يتولى القيادة العليا لجميع القوات‬ ‫المسلحة"وكذا يالحظ ان دستور ‪ 89‬اكثر دقة من دستور ‪ 76‬في‬ ‫مجال المعاهدات وذلك ان دستور ‪ 89‬حدد المعاهدات واالتفاقيات‬ ‫وبينها خالفا لدستور ‪ 76‬التي كانت عامة‪.‬‬ ‫‪ )5‬ممارسة السلطة السامية ‪ ،‬فهو القاضي األول في البالد وله‬ ‫حق إصدار العفو وتخفيف العقوبات واستبدالها‪ ،‬ورئاسة المجلس‬ ‫األعلى للقضاء‪ ،‬وتعيين القضاة وإقالتهم ‪ ،‬وله حق حـــل المجلس‬ ‫الشعبي الوطني وحق إجراء مداولة ثانية لقانون وافق عليه م ش و‬ ‫وله حق تعديل الدستور واللجوء لالستفتاء وإن كان له الحق فهو‬ ‫يتم بعد مشاورة م ش و ورئيس الحكومة ‪.‬ويالحظ ان دستور ‪89‬‬ ‫خول المجلس األعلى للقضاء سلطة حقيقية فهو الذي يقرر‬ ‫والرئيس يعين‪ ،‬وليس الرئيس يعين والمجلس يقر‪ ،‬وهنا يكمن‬ ‫الفرق مما يحقق بالفعل استقاللية القضاء والفصل بين السلطات‪.‬‬ ‫‪ /2‬في الظروف غير العادية ‪ :‬خول الدستور لرئيس الجمهورية‬ ‫سلطات واسعة في حالة الظروف غير العادية ‪ ،‬تمكنه من اتخاذ‬ ‫االجراءات الالزمة لمواجهة الحاالت غير العادية المحددة في‬ ‫الدستور‪ ،‬وهي حاالت الطوارئ والحصار واالستثنائية والحرب‬


‫* حالة الطوارئ ‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 86‬اذا كان هناك سببا يهدد‬ ‫األمن العام يوكل األمر للوالة‪.‬‬ ‫* حالة الحصار ‪ :‬وهي حالة تسبق الحالة االستثنائية وهي تخص‬ ‫بالغالب اعمال الشغب واالضطرابات بصفة عامة وقد عرفت‬ ‫الجزائر فترة حصار أولى في ‪ 04‬يونيو ‪ 91‬وتم رفعها في ‪29‬‬ ‫ديسمبر ‪ 91‬وفترة ثانية في ‪. 92/02/29‬والذي ينبغي التأكيد عليه‬ ‫هو ان الدستور ‪ 89‬وضع قيودا شكلية وموضوعية يتعين التقيد بها‬ ‫وهي‪ -:‬الشروط الموضوعية ‪ :‬شرط الضرورة الملحة وتحديد‬ ‫المدة‪.‬‬ ‫ الشروط الشكلية ‪:‬‬‫اجتماع المجلس األعلى لألمن ‪ :‬وهو إجراء شكلي النه اليقيد‬‫الرئيس في شئ السيما وانه رئيس المجلس‪.‬‬ ‫– استشارة المجلس الشعبية الوطني ورئيس الحكومة ورئيس‬ ‫المجلس الدستوري‬ ‫* الحالة االستثنائية ‪ :‬قررت الماد ‪ 87‬من د ‪ 89‬حالة الخطر‬ ‫الوشيك باضافة كلمة " داهم " زيادة على ما كان في المادة ‪120‬‬ ‫من دستور ‪ 76‬وقد اشترطت ما يلي ‪:‬‬ ‫ شروط موضوعية ‪ :‬يتمتع رئيس الجمهورية بسلطة تحديد زمن‬‫وكيفية اللجوء الى تقرير الحالة االستثنائية‬ ‫ شروط شكلية ‪ :‬استشارة المجلس الدستوري واالستماع لمجلس‬‫االمن ومجلس الوزراء ورئيس الحكومة واجتماع المجلس الشعبي‬ ‫الوطني وجوبا ‪.‬وتجدر االشارة الى ان ‪ 89‬اورد شروطا شكلية‬


‫اكثر وضوحا من دستور ‪ ، 1976‬و تتمثل في اشترط استشارة‬ ‫المجلس الدستوري‬ ‫حالة الحرب ‪ :‬نظمت المواد ‪ 91-90-89‬من دستور ‪ 89‬حالة‬ ‫الحرب وهي الحالة الحاسمة التي تكون اشد من الحالة االستثنائية‬ ‫وهي وقوع الحرب فعال وفي هذه الحالة يُوقف العمل بالدستور‬ ‫ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات حيث تنص المادة ‪90‬‬ ‫على ما يلي " (( يوقف العمل بالدستور مدة حالة الحرب ويتولى‬ ‫رئيس الدولة جميع السلطات )) ويقوم بتوجيه خطاب لالمة يُعلمها‬ ‫فيه بما هو كائن وما هو ُمقدم عليه ‪ ،‬وقد اشترط الدستور لهذه‬ ‫الحالة‪:‬‬ ‫شروط موضوعية ‪ :‬وهي وقوع العدوان او وشوك الوقوع كإظهار‬ ‫المناورات العسكرية من قبل العدو‬ ‫ الشروط الشكلية ‪ :‬ويتمثل في اجتماع المجلس الشعبي الوطني‬‫وجوبا واالستماع للمجلس االعلى لالمن واجتماع مجلس الوزراء‬ ‫لمناقشة الوضع والجدير بالذكر أن دستور ‪ 89‬الذي اقر التعددية‬ ‫الحزبية والفصل بين السلطات اشترط إبداء المجلس الدستوري‬ ‫رأيه حول اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم قبل عرضها على‬ ‫المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.