اتجاهات الشباب نحو الزواج

Page 1

Ä¿àb ¿ R R@ r ÀR > ¿ ÂR R#¿ âaAF ¿ ÀR > ¿ p TJL sH TL A ¿ T ¿ÉÇ

OGóYEG ÂɨdG »∏Y ºã∏c .O 2010



‫�إعداد‬ ‫د ‪ .‬كلثم علي الغامن‬ ‫‪2010‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الفهر�س‬ ‫العنوان‬

‫المحتويا ‬ ‫ت‬ ‫المقدمة ‬ ‫ال�شباب والمجتمع‬ ‫الف�صل الأول ‬ ‫ �أوال ‪ :‬تعريف مفهوم ال�شباب‬ ‫ثانيا ‪ :‬ال�شباب والثقافة المجتمعية‬ ‫ ‬ ‫ثالثا‪ :‬خ�صائ�ص ال�شباب و�سماته‬ ‫ ‬ ‫رابعا‪ :‬العوامل الم�ؤثرة في ال�شباب‬ ‫ ‬ ‫خام�سا‪ :‬حاجات ال�شباب‬ ‫ ‬ ‫الف�صل الثاني ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الزواج وق�ضايا االختيار الزواجي‬ ‫�أوال ‪ :‬تعريف الزواج‬ ‫ثانيا ‪ :‬نمط الزواج المنظم‬ ‫ثالثا‪ :‬االختيار الزواجي‬

‫رقم ال�صفحة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪28‬‬

‫الإتجاهات النظرية المف�سرة لالختيار الزواجي‬ ‫الف�صل الثالث ‬ ‫ �أوال‪� :‬أهم النظريات المف�سرة لالختيار الزواجي‬ ‫ثانيا ‪ :‬نظرية التجان�س‬ ‫ ‬ ‫ثالثا ‪ :‬نظرية المعايير‬ ‫ ‬ ‫رابعا‪ :‬نظرية تكامل الحاجات‬ ‫ ‬

‫‪33‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪41‬‬

‫معايير االختيار الزواجي في مجتمعات مختلفة‬ ‫�أوال ‪ :‬العمر‬ ‫ثانيا ‪ :‬ال�شكل الخارجي والجاذبية‬ ‫ثالثا ‪ :‬الدين والأخالق والعاطفة‬

‫‪45‬‬

‫الف�صل الرابع ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪48‬‬


‫المحتويات ‬

‫رقم ال�صفحة‬

‫العنوان ‬

‫التغير االجتماعي واالختيار الزواجي‬ ‫الف�صل الخام�س ‬ ‫في مجتمعات الخليج العربية‬ ‫ ‬ ‫ �أوال ‪ :‬حرية االختيار الزواجي‬ ‫ثانيا ‪ :‬موا�صفات ال�شريك‬ ‫ ‬ ‫ثالثا‪ :‬التقاليد وت�أثيرها في االختيار الزواجي‬ ‫ ‬ ‫الف�صل ال�ساد�س ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪62‬‬

‫محددات االختيار الزواجي في المجتمع القطري‬ ‫�أوال ‪ :‬محدادات االختيار الزواجي في الإ�سالم‬ ‫ثانيا ‪ :‬معايير االختيار الزواجي في الثقافة ال�شعبية‬ ‫ثالثا ‪ :‬تف�ضيل زواج الأقارب‬ ‫رابعا‪ :‬عادات الزواج في المجتمع القطري‬

‫واقع الزواج وال�شباب في المجتمع القطري‬ ‫الف�صل ال�سابع ‬ ‫ �أوال ‪ :‬خ�صائ�ص الأ�سرة القطرية‬ ‫ثانيا ‪ :‬الحالة الزواجية‬ ‫ ‬ ‫ثالثا‪ :‬متو�سط العمر عند الزواج‬ ‫ ‬ ‫رابعا ‪ :‬درجة القرابة بين الزوجين‬ ‫ ‬ ‫خام�سا‪ :‬ارتفاع معدالت الطالق‬ ‫ ‬

‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪90‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫المحتويات ‬

‫العنوان ‬

‫الف�صل الثامن �إتجاهات ال�شباب القطري نحو الزواج‬ ‫ومعايير االختيار الزواجي‬ ‫ ‬ ‫ �أوال ‪ :‬الإجراءات المنهجية‬ ‫ثانيا ‪ :‬خ�صائ�ص ال�شباب القطري من واقع بيانات‬ ‫ ‬ ‫الدرا�سة الميدانية‬ ‫ ‬ ‫ثالثا‪ :‬نتائج الدرا�سة الميدانية‬ ‫ ‬ ‫الف�صل التا�سع ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الخال�صة والتو�صيات وبرامج العمل‬ ‫�أوال ‪ :‬النتائج الأ�سا�سية للدرا�سة‬ ‫ثانيا‪ :‬التو�صيات‬ ‫ثالثا‪ :‬المقترحات والبرامج العملية‬

‫المالحق �أوال ‪ :‬قائمة المراجع‬ ‫ثانيا‪ :‬اال�شكال البيانية‬ ‫ ‬ ‫ثالثا‪ :‬الجداول‬ ‫ ‬ ‫رابعا‪� :‬أداة الدرا�سة‬ ‫ ‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫رقم ال�صفحة‬

‫‪95‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪151‬‬


‫المقدمة‬ ‫تمر مجتمعات الخليج ومن بينها المجتمع القطري بتغيرات اجتماعية وثقافية وا�سعة‬ ‫النطاق‪ ،‬وهي تغيرات مرهونة بالتغيرات االقت�صادية الجوهرية التي ت�سارعت وتائرها خالل‬ ‫العقود القليلة الما�ضية‪ ،‬ونتيجة التو�سع في نطاق التعليم وفي نوعيته‪ ،‬وات�ساع نطاق االحتكاك‬ ‫مع ثقافات �أخرى تعلي من الدور الفردي في الحياة االجتماعية‪� ،‬أدت �إلى تغيرات �أ�سا�سية‬ ‫في حجم الأ�سرة التي تتجه نحو �سيطرة نمط الأ�سرة الزواجية مقابل اختفاء نمط الأ�سرة‬ ‫الممتدة‪� ،‬أو تراجعها ب�شكل ملحوظ‪ ،‬و�إلى تغيرات �أكيدة في �أو�ضاع المر�أة‪ ،‬مهدت لتغيرات‬ ‫جذرية في عملية اتخاذ القرار داخل الأ�سرة في هذه المجتمعات‪ ،‬كما انعك�ست على طبيعة‬ ‫العالقة الزوجية نف�سها‪.‬‬ ‫وبما �أن ال�شباب هم �أكثر فئات المجتمع �إدراكا للتحوالت الحادثة‪ ،‬والأكثر تفاعال مع‬ ‫المتغيرات الجديدة؛ ف�أن ت�أثر اتجاهاتهم نحو الزواج وق�ضاياة �أمر متوقع‪ ،‬كذلك �أو�ضاعهم‬ ‫الأ�سرية‪ ،‬وقدرتهم على تكوين �أ�سرة‪ ،‬وعلى �إنجاح العالقة الزوجية‪ ،‬بما يوفر اال�ستقرار‬ ‫خ�صو�صا و�أن الواقع يك�شف عن مجموعة من الظواهر التي لها‬ ‫النف�سي واالجتماعي لهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عالقة‪ -‬في الأ�سا�س‪ -‬بق�ضايا االختيار الزواجي ونظرة الجن�سين نحو بع�ضهما‪ ،‬و�شبكة‬ ‫العالقات االجتماعية التي ينخرط بها الفرد‪ ،‬وب�ضغوط الحياة والتعليم والعمل‪ ،‬ومظاهر‬ ‫اال�ستهالك و�أنماطة ال�شائعة بين ال�شباب‪ ،‬فالأ�سرة الخليجية ت�شهد الآن ظاهرة العنف‬ ‫الأ�سري التي لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬كما �أن معدالت التفكك الأ�سري باتت في ازدياد‪،‬‬ ‫فالبيانات الإح�صائية ُتظهر زيادة معدالت الطالق‪ ،‬ففي المجتمع القطري بلغت ن�سبة‬ ‫الطالق‪ -‬بالقيا�س �إلى الزواج في ال�سنوات ال�سابقة‪� -‬أكثر من ثلث حاالت الزواج‪ ،‬كما‬ ‫�أن معظم حاالت الطالق تقع بين الأزواج ال�شباب‪ ،‬وغالبيتها تحدث قبل الدخول “البدء‬ ‫بالعالقة الزوجية ال�شرعية”‪.‬‬ ‫وفي �ضوء ذلك انطلقت الدرا�سة من فر�ضية �أ�سا�سية‪ ،‬وهي �أن العوامل االجتماعية ومعايير‬ ‫المجتمع حول الزواج واختيار ال�شريك تلعب دو ًرا في الت�أثير على عملية االختيار الزواجي‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫و�أن ال�شباب القطري يخ�ضع لمعايير المجتمع وطريقة الزواج المنظم التي تعتمد على الأ�سرة‬ ‫والمجموعة القرابية في اختيار ال�شريك‪ ،‬وت�ساهم في �إنت�شار زواج الأقارب مع ما يترتب عليه‬ ‫من مخاطر �صحية ‪ ،‬كما ت�شكل ر�ؤيتهم حول الخ�صائ�ص والأدوار التي يجب �أن يقوم بها‬ ‫ال�شريك‪ ،‬وبطبيعة العالقة الزوجية التي تت�أثر بالتق�سيم االجتماعي للأدوار للذكور والإناث‪،‬‬ ‫مع مايترتب على ذلك من م�شكالت زوجية‪.‬‬ ‫و�سوف تحاول الدرا�سة ا�ستطالع ت�أثير هذه التف�ضيالت المجتمعية على قرارات ال�شباب‬ ‫بالزواج وباختيارال�شريك وبالعالقة الزوجية وباتخاذ قرار الطالق‪ .‬ولقد ُطبقت درا�سة‬ ‫ميدانية على عينة من ال�شباب‪ ،‬من “المرحلة العمرية من ‪ ”30-18‬بلغ حجمها ‪ 526‬بهدف‬ ‫الك�شف عن اتجاهاتهم نحو ق�ضايا االختيار الزواجي‪ .‬وخرجت الدرا�سة بعدة نتائج مهمة‬ ‫يمكن االعتماد عليها في و�ضع �سيا�سة معينة في مجال �إعداد ال�شباب للعالقة الزوجية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تعريف مفهوم ال�شباب وبع�ض‬ ‫وتت�شكل الدرا�سة من �ستة ف�صول؛ يقدم الف�صل الأول‬ ‫خ�صائ�صهم‪ ،‬و�أهم العوامل التي يت�أثرون بها وم�شكالت ال�شباب في المجتمعات المعا�صرة‪،‬‬ ‫على حين يناق�ش الف�صل الثاني مفهوم الزواج ودوره في الحياة االجتماعية وطرق‬ ‫الزواج ومحدادت االختيار الزواجي‪ ،‬ويتناول الف�صل الثالث النظريات المف�سرة لق�ضايا‬ ‫االختيارالزواجي‪ ،‬و�أما الف�صل الرابع في�شرح معايير االختيار الزواجي من خالل نتائج‬ ‫الدرا�سات من مجتمعات مختلفة‪ ،‬ويناق�ش الف�صل الخام�س ق�ضية الدور الذي يلعبه التغير‬ ‫االجتماعي في تغير مفاهيم الزواج ومعايير االختيار الزواجي عند ال�شباب في المنطقة‪،‬‬ ‫في حين يناق�ش الف�صل ال�ساد�س بع�ض ق�ضايا الزواج‪ ،‬وطرق الزواج‪ ،‬والعادات والتقاليد‬ ‫المرتبطة به في المجتمع القطري‪ ،‬ويقدم الف�صل ال�سابع تحلي ًال حول واقع ال�شباب والزواج‬ ‫في المجتمع القطري‪ ،‬وي�شرح الف�صل الثامن الإجراءات المنهجية للدرا�سة الميدانية‪،‬‬ ‫ويعر�ض �أهم النتائج التي تو�صلت �إليها الدرا�سة‪ ،‬ويحتوي الف�صل التا�سع على خال�صة البحث‬ ‫والتو�صيات‪ .‬كما يحتوي التقرير على مالحق هي عبارة عن الجداول الإح�صائية ون�سخة‬ ‫من �أداة الدرا�سة‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪5‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل الأول‬

‫ال�شباب واملجتمع‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪7‬‬


‫املقدمة‬ ‫يعد ال�شباب ال�شريحة المهمة في كل المجتمعات؛ وذلك ب�سبب العديد من ال�صفات التي‬ ‫يتميزون بها؛ فهم الجيل الفتي والمعد لممار�سة الأدوار الهامة‪ ،‬وتولي الم�س�ؤوليات في‬ ‫المجتمع‪ ،‬ومنها‪ :‬تكوين الأ�سرة‪ ،‬والإنجاب‪ ،‬وتربية ال�صغار‪ ،‬وهم الفئة المنتجة‪ ،‬التي قام‬ ‫المجتمع بتدريبها ح�سب �أحدث ماتو�صل له من اكت�شافات وماتم نقله اليه من خبرات‪ ،‬كذلك‬ ‫ال�شباب هم دماء جديدة ت�سعى للتغير والتحديث ب�سبب عنفوانها وقدرتها على �أخذ زمام‬ ‫المبادرة ‪.‬‬ ‫ومع ذلك ف�إن ال�شباب هم �أكثر الفئات تعر�ضا للمخاطر � ً‬ ‫أي�ضا‪ ،‬ب�سبب ال�صفات التي‬ ‫يتمتعون بها؛ فهم من يقاتلون في الحروب‪ ،‬وكثيرا ما ُي�ستغلوا في ال�صراعات الم�سلحة‪،‬‬ ‫وهم من يتعر�ضون لمخاطر التغير االقت�صادي واالجتماعي اال�سريع فيقعون تحت طائلة‬ ‫البطالة ب�سبب عدم قدرتهم على مناف�سة الكبار في العمل؛ �إما ب�سبب كونهم ال يمتلكون‬ ‫الخبرة الكافية‪� ،‬أو ب�سبب قله الوظائف مقارنة بفر�ص العمل‪ ،‬وبعدد الداخلين اليها من قوى‬ ‫ب�شرية‪.‬‬ ‫وكذلك فال�شباب‪ ،‬وب�سبب مرحلتهم العمرية وفتوتهم‪ ،‬يتعر�ضون لمخاطر الدخول في‬ ‫عالقات جن�سية ت�ؤدي �إلى �إ�صابتهم ب�أمرا�ض خطيرة‪ ،‬ويتعر�ض ال�شباب لمخاطر االنحرافات‬ ‫الفكرية �أكثر من غيرهم ب�سبب المرحلة العمرية التي يمرون بها‪ ،‬تلك التي لم يكتمل فيها‬ ‫تكوينهم القيمي والمعرفي؛ ونتيجة ذلك ُي�ستغلوا في حركات التطرف الفكري والديني‪،‬‬ ‫وعلى النقي�ض � ً‬ ‫أي�ضا ُي�ستغلوا في ن�شر الأفكار الفو�ضوية وال�شاذة‪ ،‬كما �أن تعر�ضهم لمخاطر‬ ‫االنحرافات ال�سلوكية �أكبر في ظل العولمة وانت�شار و�سائل االت�صال الحديثة وع�صر‬ ‫الديجتيال والأجهزة االلكترونية التي يجيد ال�شباب التعامل معها‪ ،‬بل �إنهم هم قادة االختراع‬ ‫والتقدم التقني فيها‪ .‬وفي هذا الف�صل �سوف نتناول مفهوم ال�شباب‪ ،‬ونحلل بع�ض العوامل‬ ‫الموثرة في واقعهم‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫�أوال ‪ :‬تعريف مفهوم ال�شباب‪:‬‬ ‫�إن تحديد المرحلة العمرية لل�شباب من الأمور التي اختُلف حولها فثمة من يحدد تلك‬ ‫المرحلة بين ‪� 30-10‬سنة على حين �أن البع�ض الآخر يحددها بين ‪ 21-13‬على الأقل‬ ‫وي�سمونها بمرحلة المراهقة‪ ،‬وهناك من يبد�ؤها بالـ ‪ 14‬ويحدد فترتها الأولى بنهاية الـ ‪18‬‬ ‫وي�صل بفترتها الثانية �أو المتاخرة حتى ‪ ، 27‬ويرى �آخرون �أنها تغطي الفترة بين ‪27-17‬‬ ‫�أو �إلى حدود الـ ‪ . 1 30‬ومما ال �شك فيه �أن ح�صر �شريحة ال�شباب �ضمن فئة عمرية محددة‬ ‫هو �أمر بالغ التعقيد؛ لذا يذهب بع�ض الباحثين �إلى القول ب�أن تلك المرحلة ع�صية على‬ ‫التحديد؛ �إذ تختلف بدايتها ونهايتها من فرد �إلى فرد‪ ،‬ومن جن�س �إلى جن�س‪ ،‬ومن ثقافة‬ ‫�إلى ثقافة ‪. 2‬‬ ‫ولقد ترتب على ذلك العديد من االلتبا�سات‪ ،‬خ�صو�صا بالن�سبة للتفريق ما بين مرحلتي‬ ‫المراهقة وال�شباب‪ ،‬فهي عند �أطباء الأع�صاب تنتهي عند �سن الع�شرين‪� ،‬أي حين يكتمل نمو‬ ‫الجهاز الع�صبي وتنتهي عند �أخ�صائي النمو في �سن الخام�س والع�شرين‪� ،‬أي عندما يكتمل‬ ‫نمو الجهاز العظمي؛ فلكل مقايي�سه ح�سب االخت�صا�ص فللقا�ضي مقيا�س الم�س�ؤولية الجزائية‬ ‫وللمربي مقيا�س فترة انتهاء المرحلة التعليمية الإجبارية عند �سن ال�ساد�سة ع�شرة‪� .3‬إال �أنه‬ ‫وفي عام ‪ 1985‬اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعريفا لفئة ال�شباب ال يزال ي�ستخدم‬ ‫�إلى الآن كمعيار معتمد دوليا في غالبية الدرا�سات واالح�صائيات‪ ،‬حيث حدد التعريف ال�شباب‬ ‫"ب�أنهم الأفراد الذين تقع �أعمارهم ما بين ‪� 15‬إلى ‪� 24‬سنة"‪.‬‬ ‫و�أثار هذا التعريف‪ ،‬وال يزال‪ ،‬نقا�شا وا�سع النطاق حول مدى مالئمته للواقع العملي المتنوع‬ ‫في مختلف دول العالم‪ ،‬وات�ساقه مع ن�صو�ص االتفاقيات الدولية‪ .‬فطبقا لهذا التعريف ف�إن‬ ‫‪ - 1‬حممد يا�سر اخلواجة‪ ،‬ال�شباب العربي‪ ،‬يف كتاب ‪ :‬خ�ضر زكريا و�آخرون‪ ،‬درا�سات يف املجتمع العربي املعا�صر‪ ،‬دم�شق‪:‬الأهايل‬ ‫للطباعة والن�شر والتوزيع‪،‬ط‪�،1999 ،1‬ص‪.258‬‬ ‫‪ - 2‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬املنجي الزيدي‪ ،‬مقدمات ل�سو�سيولوجيا ال�شباب‪ ،‬جملة عامل الفكر‪ ،‬املجلد ‪ ،30‬العدد ‪ – 3‬د‪ –.‬املجل�س الوطني للثقافة والفنون‬ ‫واالداب – الكويت‪. 2002 -‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪9‬‬


‫الأطفال هم من تكون �أعمارهم �أقل من ‪� 14‬سنة‪ ،‬بينما تحدد المادة (‪ )1‬من اتفاقية الأمم‬ ‫المتحدة الخا�صة بحقوق الأطفال لعام ‪ ،1979‬الأطفال ب�أنهم جميع من تكون �أعمارهم من‬ ‫الثامنة ع�شرة �سنة ف�أقل‪ .‬كما �أن نقا�شا حيويا قد جرى خالل عامي ‪� 1998-1997‬أثناء‬ ‫�إعداد ن�ص االتفاقية رقم ‪ 182‬الخا�صة بمنع �أ�سو�أ ا�شكال عمل الأطفال‪ ،‬حول الفرق في‬ ‫تعريف "الطفل" و"ال�شاب"‪ .‬وقد تم خالل منتدى ال�شباب الدولي في "داكار"‪ ،‬ال�سنغال‪،‬‬ ‫في �أغ�سط�س ‪ 2001‬الطلب من الأمم المتحدة �إعادة النظر في تعريف ال�شباب‪ ،‬وبرفع الحد‬ ‫الأق�صى لل�سن؛ لي�صل �إلى ‪ 30‬عاما‪ ،‬حتى يفي بمتطلبات تعريف ال�شباب خا�صة في البلدان‬ ‫النامية ‪.4‬‬ ‫وقد كان الهدف من مرونة "التعريف" تو�سيع نطاق الحماية االجتماعية‪ ،‬خا�صة في المراحل‬ ‫االنتقالية للفرد من عالم الطفولة �إلى عالم البالغين‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك ف�إن عوامل ذات‬ ‫�صلة مبا�شرة بعنا�صر �سو�سيولوجية واقت�صادية و�سيا�سية في مختلف المجتمعات تلعب دورا‬ ‫�أ�سا�سيا في تعاملها المعياري والفعلي مع فئة ال�شباب ‪. 5‬‬ ‫وينظر بع�ض الباحثين �إلى مرحلة ال�شباب على �أنها ظاهرة �إجتماعية ومنهم من يعتقد �أنها‬ ‫مجموعة من الظواهر النف�سية والن�ضج الجن�سي والج�سمي والعقلي واالجتماعي والإنفعالي‪،‬‬ ‫�إال �أن المفهوم الذي يلقي قبو ًال هو �أن ال�شباب يمثل مرحلة زمنية ‪ . 6‬بمعنى �أنها مجموعة‬ ‫من الخ�صائ�ص الج�سمية واالنفعالية تميز مرحلة عمرية معينة‪ .‬ومع ذلك ف�إن المنظور‬ ‫ال�سو�سيولوجي لل�شباب ال يف�صل بين مرحلة ال�شباب والنمو الف�سيولوجي‪ ،‬والنمو االجتماعي‪،‬‬ ‫ففي هذه المرحلة يدرك ال�شباب �أدوارهم االجتماعية‪ ،‬وعلى ر�أ�سها �أدوارهم االجتماعية‪،‬‬ ‫فيبد�أون بالبحث عن �شريك ليتقا�سموا معه تكوين �أ�سرة ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬حممد �إبراهيم ديتو‪ ،‬بطالة ال�شباب يف العامل العربي‪ :‬نحو منظور جديد لتحدي الع�صر‪ ،‬الأمم املتحدة‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪،‬‬ ‫الندوة الإقليمية الثالثية للخرباء حول ت�شغيل ال�شباب واال�ستخدام يف املنطقة العربية‪ ،‬عمان‪/‬الأردن‪ 8-6 ،‬ني�سان‪/‬ابريل‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪ - 5‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪http://www.arrouiah.com/node/44409 - 6‬‬

‫‪10‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وتك�شف هذه المرحلة عن مدى قدرة المجتمع على تزويد ال�شباب بالخبرات والمعلومات‬ ‫الكافية لل�شباب؛ لكي يهي�ؤوا �أنف�سهم لأدوار الكبار‪ ،‬وهذا يتم بدرجات متفاوته بين المجتمعات؛‬ ‫فالفرد في هذه المرحلة لم يعد �صغيرا خ�صو�صا من الناحية الج�سمانية والجن�سية‪ ،‬ورغم‬ ‫�أنه �أ�صبح م�ستعدا لممار�سة �أدوار الكبار ف�إنه ال يمتلك المعرفة الكاملة التي ت�ساعده على‬ ‫ذلك ‪. 7‬‬ ‫من ناحية �أخرى‪ ،‬يتمكن الأفراد �أو ال�شباب في هذه المرحلة من �إدراك المفاهيم والقيم‬ ‫المجتمعية‪ ،‬ومن خالل �إدراكهم بكونهم يمثلون الم�ستقبل يبد�أون بمراجعة الموروث‪،‬‬ ‫وينق�سمون �إلى عدة �أنماط كانعكا�س لنوعية الأ�سرة التي تربوا في ظلها وبم�ستواها االجتماعي‬ ‫والفكري يتمكنون من تحديد مواقفهم؛ فهم �إما مدافعون عن الما�ضي �أو �أنهم يحاولون‬ ‫تغييره‪� ،‬أو تغيير بع�ض جوانبه على الأقل‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ال�شباب والثقافة املجتمعية‪:‬‬ ‫�إن لكل مجتمع مكو ًنا ثقاف ًّيا يميزه عن باقي المجتمعات الأخرى‪ ،‬ويت�شكل من العقيدة‬ ‫الدينية‪ ،‬واللغة‪ ،‬والمعارف‪ ،‬والعلوم‪ ،‬والمهارات‪ ،‬والأن�شطة‪ ،‬والفنون‪ ،‬والآداب‪ ،‬والتراث‬ ‫والقيم‪ ،‬والتقاليد والعادات والأخالق‪ ،‬والتاريخ والأحداث والتجارب الم�شتركة‪ ،‬وطرق‬ ‫الحياة التي ت�سكن الوجدان ال�شعبي‪ ،‬ومعايير العقل وال�سلوك والآداب والأحكام والقيم‬ ‫العامة‪ ،‬وغيرها من العنا�صر التي تتطور وتتغاير عبر الزمن ‪ .‬وفي �أجزاء منها ينتمي �إلى‬ ‫الن�سق الثقافي االن�ساني الم�شترك الذي ت�شكل وتراكم عبر ال�سنين ونتيجة االحتكاك الثقافي‬ ‫والتوا�صل بين ال�شعوب المختلفة‪ ،‬وجزء �آخر هو نتاج لمجتمع بعينه‪ ،‬يعد المقوم الأ�سا�سي‬ ‫الذي يبني هذا المجتمع �أو ذاك هويته الثقافية المتفردة عن ثقافة باقي الأمم‪.‬‬ ‫ويدور �صراع ثقافي بين الأنا والنحن “الفرد ‪ -‬الجماعة” �أو الهوية الفردية التي تميز‬ ‫‪7 - S.N. Eisenstadt:Power,Trust and MeaningEssays in Sociological Theory and‬‬ ‫‪Analysis, University of Chicago Press,1995,pp.71-73.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪11‬‬


‫كل �شخ�ص عن الآخر‪ ،‬وبين الهوية الجن�سية �أو البيولوجية “الذكور ‪ -‬الإناث” وبين الهوية‬ ‫الزمنية التي تميز الأفراد ح�سب مراحلهم العمرية “الأطفال – ال�شباب ‪ -‬الم�سنين”‪ ،‬وبين‬ ‫الهوية الجماعية التي تعبرعن القوا�سم الم�شتركة بين الأفراد كالخ�صائ�ص االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية كالطبقات “عليا – و�سطى – دنيا”‪ ،‬وبين النحن والآخر “الجماعة مقابل‬ ‫جماعة �أخرى” �أو الهوية الثقافية لمجتمع معين مقابل الثقافات الآخرى‪ ،‬التي ت�شير �إلى‬ ‫االختالف بين الجماعت الب�شرية‪.‬‬ ‫ويتم هذا ال�صراع على عدة �أ�صعدة لعل �أهمها؛ ال�صراع بين القيم المحافظة ومتطلباتها‬ ‫من التم�سك بقيم الما�ضي‪ ،‬وبين القيم الجديدة ومتطلباتها من التغيير‪ .‬بين هذا وذاك‬ ‫يقع ال�شباب في معترك ال�صراع‪ ،‬بو�صفهم �أدوات التجديد‪ ،‬وفي الوقت نف�سه هم مطالبون‬ ‫بالمحافظة على الهوية وعلى الذات الجماعية‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من �أن �أدوات العولمة الثقافية‪ ،‬ومن بينها‪ ،‬االقت�صاد وحركة ر�ؤو�س الأموال‪،‬‬ ‫تو�سع �شبكة االت�صاالت وتدفق المعلومات‪ ،‬تنقل الخبرات والأيدي العاملة والهجرات مابين‬ ‫الدول‪ ،‬ات�ساع نطاق تطبيق القوانين الدولية‪ ،‬تعاظم دور الآلة االعالمية‪ ،‬والتي كلها قد‬ ‫�ساعدت على انتقال وانت�شار وت�أكيد رموز الثقافة الغربية في المجتمعات المختلفة و�أ�سهمت‬ ‫بت�سريع عمليات التغير االجتماعي‪� ،‬إال �أن ال�شباب غالبا ما يت�أثرون بنمط الأ�سر التي ينتمون‬ ‫�إليها “ح�ضرية ‪ -‬بدوية – ريفية” مع كافة خ�صائ�صها االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬وبطرق‬ ‫التن�شئة االجتماعية‪ ،‬وبتق�سيمات الجندر في المجتمع‪ ،‬وبالرموز وال�صور النمطية التي‬ ‫تتبناها الثقافة المجتمعية‪.‬‬ ‫ووفق هذا المنظور ف�إن ال�شباب الذي ينتمي لأ�سر تعي�ش في مناطق ح�ضرية والتي تتميز‬ ‫عادة بارتفاع م�ستواها االقت�صادي والتعليمي‪ ،‬وبقدرتها على توفير فر�ص تعليم م�ستمرة‬ ‫للأبناء‪ ،‬ف�إن من المتوقع �أن ين�ش�أ ال�شاب في �أجواء �أكثر تقبال للتغيير‪ ،‬كما �أن الأ�سر التي‬ ‫تت�سم فيها العالقات بين الأجيال بنوع من اال�ستقاللية في القرار‪ ،‬وتكون الفروق المبنية‬ ‫على الجندر قليلة‪ ،‬وترتكز طرق التربية فيها على الحوار والديمقراطية‪ ،‬ف�إنه يتوقع �أن نجد‬ ‫�شبابا �أكثر تمردا على التقاليد و�أكثر قدرة على اتخاذ القرار الم�ستقل‪ ،‬وبذلك ي�صبح اختيار‬

‫‪12‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ال�شريك لي�س مهمة الأهل بالكامل‪ ،‬وعندها يتم تجاوز نمط الزواج المنظم ب�سهولة ومن‬ ‫دون م�شكالت‪ .‬في حين يتوقع �أن ال�شباب الذي يعي�ش في ظل �أجواء تت�سم باالعتمادية وبقوة‬ ‫العادات والتقاليد‪ ،‬ويتفرد فيها الكبار بعملية اتخاذ القرار‪ ،‬تبدو تف�ضيالت ال�شباب بالن�سبة‬ ‫ل�شريك الحياة بعيدة المنال ‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬خ�صائ�ص ال�شباب و�سماته‪:‬‬ ‫تعد مرحلة ال�شباب من �أهم المراحل التي يمر فيها الفرد‪ ،‬فبالإ�ضافة �إلى اكتمال‬ ‫النمو الفيزيولوجي الذي يتميز فيه البناء الج�سماني بالقوة والفتوة‪ ،‬يكتمل � ً‬ ‫أي�ضا نموه‬ ‫ال�سيكولوجي حيث تبد�أ �شخ�صيته بالتبلور ‪ .8‬وتن�ضج ال�شخ�صية من خالل ما يكت�سبه الفرد‬ ‫من مهارات ومعارف‪ ،‬ومن خالل الن�ضوج الج�سماني والعقلي‪ ،‬والعالقات االجتماعية التي‬ ‫ي�ستطيع الفرد �صياغتها �ضمن اختياره الحر‪ .‬و�إذا كان معنى ال�شباب �أول ال�شيء‪ ،‬ف�إن‬ ‫مرحلة ال�شباب تتلخ�ص في �أنها مرحلة التطلع �إلى الم�ستقبل بطموحات عري�ضة وكبيرة ‪.‬‬ ‫ويمكن لل�شباب تطوير ن�سق ثقافي خا�ص يعبر عنه بثقافة ال�شباب وفيها تحد �صريح لقيم‬ ‫المجتمع وثقافته ‪.9‬‬ ‫وغالبا ماتطلق �صفة ال�شباب على الذكور‪ ،‬ولكن في العقود الأخيرة بد�أ تناول ق�ضايا ال�شباب‬ ‫من دون التق�سيم ال�سابق؛ فال�شباب مرحلة عمرية يمر بها كل من الرجل والمر�أة‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫ف�إن مواقف المجتمع تختلف ناحية ال�شباب من الجن�سين‪ ،‬وحتى الدرا�سات العلمية نجدها‬ ‫قد ركزت و�أفا�ضت في درا�سة ال�شباب الذكور �أكثر من الإناث ‪ ،‬وذلك ت�أثرا بثقافة الجندر‬ ‫في المجتمعات‪ ،‬وال�سيما �أن مرحلة ال�شباب ت�صنف كمرحلة الفتوة والتمرد‪ ،‬في حين تت�سم‬ ‫نظرة المجتمع للمر�أة في كافة مراحلها العمرية ككيان �ضعيف ومطيع‪.‬‬ ‫‪8 - Marvin B. Sussman, Suzanne K. Steinmetz, Gary W. Peterson:, Handbook of marriage and‬‬ ‫‪the family, “Eds.” 2nd ed., 1999, p.26‬‬ ‫‪9 -Brake M:the sociology of youth culture and youth sub- culture- sex and drugs and‬‬ ‫‪rockn'roll,routledge and kegan Paul,London, 1980.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪13‬‬


‫رابعا‪ :‬العوامل امل�ؤثرة يف ال�شباب‪:‬‬ ‫�أو�ضح تقرير الأمم المتحدة عن ال�شباب لعام ‪ 2005‬ب�أن ال�شباب قد زاد عددهم في‬ ‫العالم فيما بين عامي ‪ 1995‬و ‪ ،2005‬حيث ارتفع عدد الأ�شخا�ص الذين تتراوح �أعمارهم‬ ‫بين ‪� 15‬سنة و ‪� 24‬سنة من ‪ 1025‬مليار �إلى ‪ 1153‬مليار‪ ،‬و�أ�صبح ال�شباب ي�شكلون في الوقت‬ ‫الراهن‪ %18‬من عدد �سكان العالم‪ .‬وهناك ‪ %85‬منهم يعي�شون في البلدان النامية وفي ظل‬ ‫�أو�ضاع اقت�صادية غير منا�سبة‪.‬‬ ‫وي�شير التقرير نف�سه �إلى �أنه تنبغي مالحظة التغيرات االقت�صادية واالجتماعية التي حدثت‬ ‫في الظروف العالمية منذ ‪ ،1995‬والتي تتمثل في خم�س م�سائل جديدة ﺗﻬم ال�شباب وهي‪:‬‬ ‫العولمة‪ ،‬وزيادة ا�ستخدام تكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت‪ ،‬ولكليهما ت�أثيرات متفاوتة في‬ ‫حياة ال�شباب‪ ،‬هذا �إلى جانب انت�شار وباء نق�ص المناعة الب�شرية ‪/‬الإيدز‪ ،‬وتعاظم م�شاركة‬ ‫ال�شباب في ال�صراعات الم�سلحة �سواء �أكانوا جناة �أم مجن ًّيا عليهم‪ ،‬وازدياد �أهمية العالقات‬ ‫بين الأجيال في اﻟﻤﺠتمع العالمي الآخذ في ال�شيخوخة ‪.10‬‬ ‫ويك�شف التقرير ال�سابق عن ق�ضية �آخرى هامة تتمثل في �أن ال�شباب ي�صل الآن �إلى �سن‬ ‫البلوغ في �أعمار مبكرة ويتزوجون في �أوقات مت�أخرة‪ .‬كما يبد�أ الن�شاط الجن�سي لل�شباب في‬ ‫العديد من البلدان المتقدمة قبل الزوا ج‪� ،‬سواء بالن�سبة للن�ساء �أو للرجال‪ ،‬ولم يعد الزواج‬ ‫يمثل العالقة التي يمار�س من خاللها الن�شاط الجن�سي في تلك المجتمعات؛ ولذلك نجد‬ ‫هناك تراج ًعا في عدد الزيجات المعقودة �سنويا‪ .‬وح�سب التقرير ف�إن العالقات الجن�سية‬ ‫قبل الزواج لم تعد مقت�صرة على المجتمعات الغربية فهي �آخذة في االزدياد في العديد من‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫ و�أ�شار التقرير نف�سه �إلى المخاطر التي يتعر�ض لها ال�شباب ب�سبب ممار�سة العالقات‬ ‫‪ - 10‬الأمم املتحدة‪ ،‬اجلمعية العامة‪ ،‬الدورة ‪ ،60‬املجل�س االقت�صادي االجتماعي‪ ،‬الدورة املو�ضوعية لعام ‪ ،2005‬تقرير الأمني العام‪ ،‬تقرير‬ ‫ال�شباب العام لعام ‪�.2005‬ص‪.3‬‬

‫‪14‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الجن�سية في فترة المراهقة وقبل الزواج‪� ،‬إال �أن التقرير لم يو�ضح �أهمية دور الزواج في‬ ‫الحماية من العالقات الجن�سية المتعددة التي تزداد فيها مخاطر الإ�صابة بالأمرا�ض‬ ‫الجن�سية ومخاطر الإ�صابة بمر�ض فقدان المناعة المكت�سبة “الإيدز”‪ ،‬هذا �إلى جانب دور‬ ‫الزواج في اال�ستقرار النف�سي لل�شباب والذي ح�سبما ي�شير بالتقرير تزداد لديه ن�سبة االنتحار‬ ‫والقلق واالكتئاب‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن لكل مجتمع ظروفة الخا�صة وم�شكالته النوعية المرتبطة بم�ستوى‬ ‫التنمية االجتماعية وبنوعية الموارد المتاحة‪ ،‬وبقدرة ال�شباب �إلى الو�صول لها‪ ،‬وبالثقافة‬ ‫ال�سائدة‪ ،‬وبمجريات التغير االجتماعي‪ ،‬ف�إن المجتمعات الإن�سانية الآن تتوا�صل وتنت�شر بينها‬ ‫الأفكار ب�صورة �أ�سرع و�أكثر ت�أثيرا‪ ،‬و�أ�صبح ال�شباب �أكثر ال�شرائح االجتماعية ت�أثرا بالعولمة‬ ‫االقت�صادية والثقافية‪.‬‬ ‫و�إذا كان حوالي ‪ %80‬من �إجمالي ال�شباب في العالم ينتمون �إلى العالم النامي‪ ،‬ف�إن حجم‬ ‫التحديات التي تواجهها هذه ال�شريحة في تلك المجتمعات م�ضاعفة‪ ،‬بالنظر �إلى �ض�آلة‬ ‫الموارد‪ ،‬وت�أخر التقدم االجتماعي واالقت�صادي‪ ،‬فكلما ت�ضاءلت فر�ص التنمية في المجتمعات‬ ‫تزايدت العوامل التى ت�شكل تحديات عنيفة تواجه ال�شباب‪ .‬ومن ناحية �أخرى برزت ثقافة‬ ‫عالمية لل�شباب خلقت ازمة ثقة بالتراث لدى ال�شباب وولدت م�شكالت البحث عن الهوية‪.‬‬ ‫ويواجه ال�شباب في الدول النامية‪� ،‬أزمة انتماء‪ ،‬نتيجة االحباطات التي يعانوت منها‬ ‫ب�سبب عدم قدرة المجتمع على توفير الفر�ص التي يمكن �أن ي�ستفيدوا منها‪ ،‬هذا �إلى جانب‬ ‫�إدراك ال�شباب لحالة التخلف الفكري واالقت�صادي واالجتماعي التي تواجهها مجتمعاتهم‬ ‫قيا�سا بالدول المتقدمة ‪ . .11‬ولقد ولدت هذه الأ�شكاليات لدى البع�ض منهم حالة من التمرد‬ ‫والتبرم �أو حالة من ال�سلبية والأنزواء لدى البع�ض الآخر‪ ،‬الأولى �أفرزت م�شكالت التطرف‬ ‫والفو�ضى الفكرية عند بع�ض ال�شباب‪ ،‬والثانية �أدت �إلى ظهور انحرافات وم�شكالت �سلوكية‬ ‫مثل‪ ،‬الإدمان على المخدرات والعالقت الجن�سية غير ال�شرعية‪.‬‬ ‫‪ - 11‬يا�سر اخلواجة‪ ،‬ال�شباب العربي‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪15‬‬


‫ولقد ت�أثرت �أو�ضاع ال�شباب العربى والإ�سالمى بالأو�ضاع االقت�صادية واالجتماعية لهذة‬ ‫المجتمعات‪ ،‬خ�صو�صا و�أن معظم الدول العربية والإ�سالمية ت�صنف �ضمن الدول النامية‪،‬‬ ‫والتي يواجه ال�شباب فيها م�شكالت عميقة ‪ ،‬مثل‪� :‬ض�آلة فر�ص التعليم‪ ،‬وتخلف مناهج‬ ‫التعليم‪ ،‬وارتفاع تكاليف المعي�شة‪ ،‬والبطالة‪ ،‬نتيجة قلة فر�ص العمل �أو نتيجة عدم تال�ؤم‬ ‫مهارت ال�شباب مع متطلبات التطور في �سوق العمل‪ ،‬فمثال تعد بطالة ال�شباب في العالم‬ ‫العربي من �أعلى معدالت البطالة في العالم‪ ،‬وقد ا�شار �إلى هذه الحقيقة‪ ،‬التقرير ال�صادر‬ ‫عن منظمة العمل الدولية بعنوان "اتجاهات الت�شغيل في العالم"‪ . 12‬ويو�ضح الجدول الآتي‬ ‫توزيع معدالت البطالة في المجتمعات العربية ‪:13‬‬ ‫جدول رقم (‪)1‬‬ ‫معدل البطالة لدى ال�شباب يف جمموعة من البلدان العربية‬ ‫البلد‬ ‫البحرين‬ ‫الأردن‬ ‫الكويت‬ ‫لبنان‬ ‫عمان‬ ‫اجلمهورية العربية ال�سورية‬ ‫اليمن‬

‫معدل البطالة‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪13.2‬‬

‫معدل بطالة ال�شباب‪%‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪30.0‬‬ ‫‪17.6‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪19.8‬‬

‫‪� - 12‬آفاق ال�سكان يف العامل"‪-‬دائرة ال�سكان باالمم املتحدة ‪. 2000‬‬

‫‪World Population Prospects: The 2000 Revision, United Nation Population Division‬‬ ‫ ‪13 -http://www.ilo.org/public/arabic/region/arpro/beirut/employment/youthemploy/p‬‬‫‪pers/dito.htm‬‬

‫‪16‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫خام�سا‪ :‬حاجات ال�شباب‪:‬‬ ‫هناك عدد من الحاجات الأ�سا�سية التي يتطلب �إ�شباعها منذ مراحل الطفولة مرورا‬ ‫بال�شباب‪ ،‬مثل الحاجة �إلى الأمن و�إلى المعافاة في مرحلة الطفولة ‪ ،‬بينما نجد حاجات‬ ‫�أ�سا�سية ومتنوعة تتطلب الإ�شباع في مرحلة ال�شباب‪ ،‬مثل الحاجة �إلى الحرية والهوية التي‬ ‫تتمثل في الحريات الآتية ‪:‬‬ ‫الحاجة �إلى حرية الحركة‪ ،‬وتتعلق بالحق في ال�سفر وا�ستقبال ال�ضيوف‪ ،‬والحق في التعبير‬ ‫والكتابة والن�شر‪.‬‬ ‫الحاجة �إلى الحرية ال�سيا�سية‪ ،‬وتتعلق بالحق في اكت�ساب وعي و�إدراك‪ ،‬والحق في التعبئة‬ ‫للقيام ب�أعمال تطوعية اجتماعية وغيرها‪ ،‬والحق في المواجهة والمقارنة ال�سيا�سية‪.‬‬ ‫الحاجة �إلى الحرية الق�ضائية‪ ،‬وتتعلق هذه الحاجة بحق التقا�ضي �أمام العدالة �سواء كان‬ ‫بالن�سبة للطفل �أو ال�شاب والرا�شد‪ ،‬وخا�صة بالن�سبة لل�شباب �إذا ما تعر�ض لظلم �أو ا�ستغالل‬ ‫�أو �أعمال تم�س كرامته ك�إن�سان‪.‬‬ ‫الحاجة �إلى ال�شغل‪ ،‬وتت�ضمن هذه الحاجة الحق في ال�شغل وممار�سة مهنة‪.‬‬ ‫الحاجة �إلى حرية االختيار‪ ،‬وتتعلق بالحق في اختيار المهنة‪ ،‬والحق في اختيار الزوج‪،‬‬ ‫والحق في اختيار موقع ال�سكن‪.‬‬ ‫و�أ�سهم التطور الحا�صل في النظم والت�شريعات في تحول هذه الحاجات �إلى حقوق تكفلها‬ ‫الد�ساتير والقوانين‪� ،‬إال �أن الق�ضية ال�شائكة ال تتمثل في توفر القوانين ولكن في مدى تفاعل‬ ‫هذه القوانين مع الواقع‪ ،‬فكلما كانت م�ستويات التنمية االجتماعية متدنية كان تطبيق‬ ‫القوانين �أقل‪ ،‬وهذا ينطبق على الحقوق التي يحتاج �إليها ال�شباب لكي ي�صبح هو �أداة التغيير‬ ‫في مجتمعه‪.‬‬ ‫فكما ر�أينا ف�إن ال�شباب يواجه تحديات كبيرة في معظم المجتمعات‪ ،‬وفي بع�ضها يتم‬ ‫خروج ال�شاب مبكرا للعمل فيفقد فر�صة �إكمال التعليم الأمر الذي يدفعه للعمل في مهن‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪17‬‬


‫هام�شية ومنخف�ضة المهارة‪ ،‬فعدم �إكمال م�سيرة التعليم قد �أثر و�سي�ؤثر في م�ستقبل ال�شباب‬ ‫المهني‪ ،‬وبع�ض ال�شباب قد بد�أ م�سيرته المهنية منذ الطفولة؛ ففي �أفريقيا ‪ -‬ح�سب تقرير‬ ‫اليوني�سيف‪ -‬هناك طفل من كل ‪� 3‬أطفال يخرج للعمل‪ ،‬كما ترتفع ن�سبة عمالة الأطفال في‬ ‫كثير من الدول العربية مثل م�صر والجزائر والمغرب واليمن رغم وجود قوانين تمنع عمالة‬ ‫الأطفال‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للتعليم‪ ،‬فعلى الرغم من �أن كل المجتمعات تقريبا تفر�ض التعليم الإلزامي‪،‬‬ ‫ف�إن هناك تفاوت وليونة في تطبيق هذا القانون؛ ولذلك نجد �أن ن�سبه الأمية ال تزال تظهر‬ ‫بين ال�شباب في الدول النامية وفي الدول العربية والإ�سالمية *‪ .‬وتظهر الم�ؤ�شرات �أن معظم‬ ‫من يعاني من الأمية في المرحلة العمرية ‪ 29-15‬هن الإناث‪ ،‬وذلك نتيجة العوامل الثقافية‬ ‫المرتبطة بتعليم الفتيات‪ ،‬التي ال تزال منت�شرة في المناطق الريفية‪.‬‬ ‫ورغم �أن العديد من الدول العربية لديها برامج لتنمية الأ�سرة وال�شباب‪ ،‬ف�إن الكثير من‬ ‫ال�شباب العربي ال يجد فر�صة عمل؛ فيهاجر �أو يعاني من البطالة‪ ،‬وهذا ي�ؤدي به �إلى انخفا�ض‬ ‫م�ستوى الدخل ووجود الفراغ‪ ،‬الذي قد يتطور من فراغ زمني �إلى فراغ فكري ي�سهل معه الت�أثير‬ ‫عليه ‪ .‬ومن جهة �أخرى ت�ؤدي ال�صعوبات المادية �إلى عدم قدرته على الزواج ب�سبب ارتفاع‬ ‫تكاليف المعي�شة وغالء المهور‪ ،‬مما ي�ؤدي به �إلى االنتظار ل�سنوات طويلة لكي يتمكن من‬ ‫ت�أ�سي�س �أ�سرة‪ ،‬فمثال ال�شباب في م�صر يت�أخر في الزواج لما بعد �سن ‪� 35‬سنة نتيجة ال�ضغوط‬ ‫االقت�صادية مما يعر�ضهم لمخاطر عديدة لعل �أقلها الإ�صابة بالقلق واالكتئاب‪ ،‬وظهور �أنماط‬ ‫من الزواج ال�سري كالزواج العرفي‪ .‬وبالطبع عندما ال يتمكن الذكور من الزواج ف�إن الإناث‬ ‫يت�أخر زواجهن نتيجة ذلك؛ ومن هنا تتولد‪ -‬بين ال�شباب‪ -‬جملة من المظاهر ال�سلوكية غير‬ ‫الم�ألوفة‪ ،‬ومنها‪ :‬ظاهرة ال�شذوذ الجن�سي وزواج الم�سيار‪.‬‬ ‫* �أو�ضح التقرير ال�سنوي لعام ‪2005‬م حول ق�ضايا ال�شباب والذي �صدر م�ؤخرا عن ادارة ال�سيا�سات ال�سكانية والهجرة بالقطاع االجتماعي بجامعة الدول‬ ‫العربية ‪ ,‬وجود تفاوت يف معدالت االمية لدى ال�شباب يف الفئة العمرية ‪15‬ـ‪� 29‬سنة على م�ستوى كل دولة عربية على حدة ‪ ,‬فرتاوحت يف تون�س عام ‪2002‬م‬ ‫بني ‪ %14.8‬لدى الذكور مقابل ‪ 31.0%‬لدى الإناث‪ ,‬ويف اليمن ‪2003‬م بني ‪ %13.2‬لدى الذكور مقابل ‪ 57.3%‬لدى الإناث ‪ ,‬ويف م�صر عام‬ ‫‪1996‬م بني ‪% 25.5‬لدى الذكور مقابل ‪% 17.2‬لدى الإناث ‪ ,‬ويف االردن ‪2004‬م بني ‪ 1.8%‬لدى الذكور مقابل ‪ 3.1%‬لدى الإناث‪ ,‬ويف عمان‬ ‫‪2003‬م بني ‪% 1.55‬لدى الذكورمقابل ‪% 4.21‬لدى الإناث ‪.‬و�أفاد التقرير �أن ا�ستمرار ارتفاع ن�سبة الأمية يف البلدان العربية حتى يف الفئات العمرية‬ ‫ال�شابة يعك�س وجود مكونات اجتماعية وثقافية ت�ؤثر يف وعي الأفراد واجلماعات باهمية التعليم ‪http://www.npc-ts.org/article97. .‬‬ ‫‪.html- http://www.pactejeunesse‬‬

‫‪18‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ومن ذلك نجد �أن ال�شباب في الدول النامية ب�شكل عام وال�شباب العربي ب�شكل خا�ص‪ ،‬يواجه‬ ‫م�شكالت �أ�سا�سية تتعلق بالتعليم وبالهوية وبالعمل وبالزواج وبالم�شاركة ال�سيا�سية‪ ،‬حيث‬ ‫يفتقد ال�شباب �إلى االعتراف بدورهم على م�ستوى الم�شاركة بعملية �صنع القرار المجتمعي‪،‬‬ ‫وفي �إدارة التنمية‪ ،‬وفي مجال ت�صميم برامج تخدم �إهدافهم وتطلعاتهم‪ ،‬ومن ناحية �أخرى‬ ‫ال يزال ال�شباب غير قادرين‪� ،‬إما بتهمي�ش مق�صود‪� ،‬أو نتيجة انخفا�ض م�ستوياتهم المعرفية‬ ‫والعلمية ودرجة الوعي‪� ،‬أو ب�سبب عدم وجود �آليات تنظيمية تف�سح المجال لل�شباب لكي يكونوا‬ ‫فاعلين في الحياة االحتماعية ‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪19‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل الثاين‬

‫الزواج وق�ضايا االختيار الزواجي‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪21‬‬


‫مرت المجتمعات الإن�سانية بتغيرات وتحوالت اجتماعية ب�سبب النمو الح�ضري الهائل‬ ‫وانت�شار التعليم و�سهولة االنتقال الجغرافي والمعرفي‪ ،‬و�سيادة مفهوم ال�سوق والإنتاج‬ ‫ال�صناعي كبديل لللإنتاج المنزلي‪ ،‬وكنتاج � ً‬ ‫أي�ضا النت�شار مفاهيم التنمية في دول العالم‬ ‫الثالث بعد الحرب العالمية الثانية التي ك�شفت الفجوة العلمية والتقنية والتنظيمية بين الدول‬ ‫ال�صناعية والدول النامية؛ مما حدا بهذه الدول �إلى تبني برامج تنموية وا�سعة النطاق‪ ،‬والآن‬ ‫تت�سارع عمليات التبادل الثقافي تحت مظلة العولمة بكافة �أ�شكالها‪ ،‬الأمر الذي يتوقع منه‬ ‫حدوث مزيد من التغيرات بعيدة المدى و�إلى تحوالت عميقة في البنى االجتماعية و�إلى تغير‬ ‫مفاهيم الحياة ب�شكل عام‪.‬‬ ‫تلك التغيرات‪ ،‬التي حدثت كنتاج لعملية التغير االجتماعي العام‪� ،‬أدت في نهاية المطاف‬ ‫�إلى تغيرات في بنية الأ�سرة ووظائفها‪ ،‬و�إلى تغير في مفاهيم الحياة الزوجية‪ ،‬وظهور‬ ‫م�شكالت تهدد كيان الأ�سرة وت�ضعف من دورها في الحياة االجتماعية‪ ،‬ولعل �أهمها عزوف‬ ‫ال�شباب عن الزواج‪ ،‬وت�أخر �سن الزواج في بع�ض المجتمعات‪ ،‬وارتفاع ن�سبة التفكك الأ�سري‬ ‫ومعدالت الطالق في معظم المجتمعات‪ ،‬وظهور �أ�شكال �أ�سرية جديدة ت�ؤطر لعالقات تقو�ض‬ ‫وظائف الأ�سرة ب�شكلها الطبيعي‪.‬‬ ‫وكما ر�أينا في الف�صل ال�سابق ف�إن ال�شباب‪ ،‬في ظل التغيرات االجتماعية الحالية‪ ،‬يمرون‬ ‫بحاالت من القلق‪ ،‬ويدخلون في �صراعات مع العديد من النظم والأطر المعرفية المتوارثة‪،‬‬ ‫متجاوزين في كثير من المجتمعات النظم التقليدية للزواج‪ .‬وفيما ي�أتي �شرح لمفهوم الزواج‪،‬‬ ‫واالختيار الزواجي‪ ،‬ودور الأ�سرة في ترتيب زواج الأبناء‪ ،‬والذي يطلق عليه نمط الزواج‬ ‫المنظم‪ ،‬وعالقة هذا النمط بالبنيه االجتماعية التقليدية و�شرح لأهم معايير الزواج في‬ ‫مجتمعات مختلفة‪.‬‬ ‫�أوال ‪ :‬تعريف الزواج ‪:‬‬ ‫يمثل الزواج م�ؤ�س�سة اجتماعية‪ُ ،‬تبنى على جملة من المعايير التي ت�ضبط العالقة بين‬ ‫التزامات وحقو ًقا متبادل ًة بين الطرفين ‪ ،‬كما �أنه‬ ‫الرجل والمر�أة‪ ،‬وتحدد �أدوارهما بما يفر�ض‬ ‫ٍ‬ ‫يمثل الرباط العاطفي الذي يتم بين رجل وامر�أة‪ ،‬ويكت�سب �شرعيته من الجماعات المرجعية‬ ‫ومنظومتها القيمية في المجتمع‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ورغم التحوالت والتبدالت التي م�ست طريقة الزواج و�إجراءاته‪ ،‬ف�إنه ك�شكل ووظيفة لم‬ ‫يتغير‪ ،‬وظل يمثل �أ�سا�س تكوين الوحدة الطبيعية الأولى في المجتمع وهي الأ�سرة‪ ،‬ويعد‬ ‫تعريف و�سترمارك ‪ Edward Westermarck‬عام ‪� 1930‬أ�شهر التعريفات التي قدمت‬ ‫حول الزواج‪ ،‬حيث �أ�شار في درا�سته ال�شهيرة حول تاريخ الزواج عبر ثقافات مختلفة �إلى‬ ‫�أن الزواج ب�شكل عام وفي كل المجتمعات ي�شير �إلى " رباط �شرعي واجتماعي عادة مايكون‬ ‫رجل وامر�أة‪ ،‬يخ�ضع للقوانين والقواعد والعادات والمعتقدات واالتجاهات التي ت�سود‬ ‫بين ٍ‬ ‫المجتمع وتحدد الحقوق والواجبات لل�شريكين‪ ،‬والذي من خالله تح�صل ذريتهما على‬ ‫المكانة والن�سب ‪ .15‬وهنا يركز و�سترمارك على �شرعية العالقة الزوجية التي يكت�سبها الزواج‬ ‫من القواعد العامة في المجتمع‪ ،‬والدور الذي يلعبه الزواج في �إنجاب الأطفال‪ ،‬واكت�سابهم‬ ‫الو�ضع ال�شرعي المقبول من المجتمع‪ .‬ويالحظ �أن هذا التعريف يف�سر العالقة الزوجية‬ ‫ب�شكلها التقليدي من خالل الثقافة ال�سائدة؛ ومن َث ّم ف�إن اختالف الثقافات قد ي�ؤدي �إلى‬ ‫اختالف الطرق ولكن ال يغير من جوهر الرباط ال�شرعي للزواج في كافة المجتمعات‪.‬‬ ‫وذهب و�سترمارك �إلى �أن الزواج لي�س م�ؤ�س�سة لتلبية االحتياجات العاطفية والبيولوجية‬ ‫فقط‪ ،‬فهو م�ؤ�س�سة اقت�صادية �أي�ضا؛ حيث يلبي من خاللها جميع �أفراد الأ�سرة احتياجاتهم‬ ‫المادية‪ .16 .‬و�أكدت بع�ض الدر�سات الحديثة عن الزواج �أن المر�أة ال تزال تعد الزواج‬ ‫ا�ستثما ًرا اقت�صاد ًّيا‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تلبية االحتياجات ال�سيكولوجية الأخرى‪.‬‬ ‫وفي عام ‪َ 1948‬ع ّد مردوك‪� .Murdock G P‬أن الزواج م�ؤ�س�سة اجتماعية تت�ألف من‬ ‫رجل و�أمر�أة يعي�شان معا في ظل عالقة زوجية‪ ،‬ويتعاونان في �سد احتياجاتهما المادية‬ ‫ويت�شاركان في الموارد‪ .‬ومن الوا�ضح �أن مردوك يحاول �أن يظهر العالقة الت�شاركية بين‬ ‫الرجل والمر�أة في ظل العالقة الزوجية؛ فالزواج م�ؤ�س�سة تعاونية‪ ،‬ومن �ش�أن هذه الم�ؤ�س�سة‬ ‫�أن ت�ؤدي وظائف هامة للمجتمع؛ لذلك هو يعدها ظاهرة عامة‪ ،‬وقا�س ًما م�شتر ًكا في كل‬ ‫المجتمعات‪ .‬ومع ذلك ف�إن التعريف يعد ناق�صا؛ ففي بع�ض المجتمعات جميع �أفراد الأ�سرة‬ ‫ي�سهمون اقت�صاديا في توفير احتياجات الأ�سرة‪ ،‬ويتقا�سمون الفوائد المترتبة على ذلك‪،‬‬ ‫‪15 - Edward Westermarck, A Short History of Marriage Macmillan, 1930. 332 p.1.‬‬ ‫‪16 - Edward Westermarck,ibid.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪23‬‬


‫مثل التجمعات التعاونية في المجتمعات اال�شتراكية �أو في المزارع الجماعية ‪ ،17‬وكذلك‬ ‫في الأ�سر الممتدة التي تت�شكل منها المجتمعات القبلية والع�شائرية‪ ،‬حيث يت�شارك جميع‬ ‫�أفراد الأ�سرة ال�صغار والكبار الن�ساء والرجال في الموارد االقت�صادية ويمثلون �أ�سرة متعددة‬ ‫الأجيال والأدوار‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من �شهرة التعريفين‪ ،‬وا�ستخدامهما من قبل العديد من الدرا�سات‪ ،‬ف�إن‬ ‫التطورات المجتمعية‪ ،‬وكذلك تراكم نتائج الدرا�سات‪ ،‬قد ب ّينا �أن التعريفين ال ي�شمالن كافة‬ ‫ا�شكال الزواج �أو الي�شرحان طبيعة العالقات التي يفرزها هذا التنظيم‪ ،‬وهو ما ذهبت �إليه‬ ‫كونتز ‪18 2005 Coontz‬؛ ففي العديد من المجتمعات قد ال يعي�ش الزوجان مع بع�ضهما‬ ‫كما هو حادث لدى بع�ض المجتمعات القبلية في افريقيا واندوني�سيا‪ ،‬كما �أن هناك �أ�شكا ًال‬ ‫متعددة للزواج‪ ،‬وتق�سيم الأدوار قد يكون حادا في بع�ضها �أو قد يعتمد على على الزوجة‬ ‫فقط‪ .‬كذلك لم يعد يفهم الزواج والعائلة‪ ،‬في علم االجتماع المعا�صر‪ ،‬على �أنه م�ؤ�س�سة‬ ‫نظاما فرع ًّيا ‪ Sub-System‬للنظام‬ ‫ت�ؤدي وظائف للمجتمع بل �أخذ ينظر �إليه دائما بو�صفه ً‬ ‫االجتماعي �أو للمجتمع‪ ،‬الذي يت�شكل من قواعد ومعاييرتحدد طبيعة التفاعل والتكامل بين‬ ‫�أجزاء المجتمع �سواء كانت جماعات �أم كانت م�ؤ�س�سات‪ ،‬وبما �أن المجتمع اليمكن �أن يقوم‬ ‫على عائلة واحدة‪ ،‬فالزوجان عادة ينتميان �إلى �أ�سرتين مختلفتين‪� ،‬سواء �أكان الزواج ح�صل‬ ‫�ضمن جماعة قرابية واحدة كالقيبلة �أو الع�شيرة �أو من خارجها “زواج قرابي �أو داخلي �أو‬ ‫وزواج خارجي �أي من جماعة �أخرى”‪ ،‬لذلك نجد �أن الزواج ي�سهم في ظهور المجتمعات‬ ‫المحلية التي في مجموعها ت�شكل المجتمعات ‪.19‬‬ ‫ومن خالل الزواج يتدرب الفرد على مجموعة من الأدوار الأ�سرية “كدور الزوج والزوجة‬ ‫والأب والأم والأبن والأبنه”‪ .‬فالزواج هو الم�ؤ�س�سة التي يمار�س من خاللها الفرد تجاربة‬ ‫االجتماعية بو�صفه �إن�سا ًنا را�شدً ا يمتلك ال�سلطة لممار�سة �أدوار متعددة ومتنوعة �ضمن‬ ‫م�ؤ�س�سة الزواج‪ .‬كما يقوم الزواج بعدة وظائف اجتماعية و�شخ�صية – �أ�سا�سية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫الإ�شباع الجن�سي‪ ،‬واالحتياجات العاطفية والمادية‪ .‬وعلى م�ستوى المجتمع ف�إن الزواج ينظم‬ ‫العالقات بين الجن�سين‪ ،‬ويمثل الوحدة التي ت�ضمن الإنجاب‪ ،‬وا�ستمرار التكاثر‪ ،‬والمحافظة‬ ‫‪17 - Harry M. Johnson, Sociology, A systematic Introduction, Routledge and kegan Paul .Sarma Inter‬‬‫‪national Journal of Comparative Sociology.1961,p,149‬‬ ‫‪18-Rebecca Stefoff,Marriage, New York : Marshall Cavendish Benchmark,2007,p.27.‬‬ ‫‪19 - K. Ishwaran - editor, John M. Mogey - editor. Publisher: E. J. Brill. Leiden, The Netherlands. 1963.‬‬ ‫‪P: iii.‬‬

‫‪24‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫على الن�سل‪ .‬والزواج ي�ضمن الحقوق لكال ال�شريكين‪ ،‬ويحدد و�ضع الأطفال في المجتمع‪،‬‬ ‫ويمنحهم ال�شرعية وحقوقهم المادية والعاطفية ح�سبما يراها المجتمع وثقافته‪.‬‬ ‫ويمكن تلخي�ص �أهم الوظائف التي يقوم بها الزواج في الآتي‪:‬‬ ‫• تنظيم الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫• تلبية الحاجات الأ�سا�سية عند الإن�سان‪.‬‬ ‫• توفير الدعم المادي والأمن النف�سي للإن�سان‪.‬‬ ‫• الدورالذي تلعبه التن�شئة الوالدية في �إعداد الأطفال لممار�سة �أدوارهم الم�ستقبلية‪،‬‬ ‫وتن�شئتهم التن�شئة ال�سليمة‪ ،‬وحمايتهم‪ ،‬وتوفير االعتراف االجتماعي لهم‪.‬‬ ‫• يعد الزواج الم�ؤ�س�سة ال�شرعية التي يتم من خاللها التوالد والتكاثر‪� .‬أما الطالق �أو‬ ‫االنف�صال بين الزوجين‪ ،‬ف�إنه يعد ظاهرة �سلبية‪ ،‬بل �إذا زادت عن معدالتها الطبيعية‬ ‫عدت م�شكلة اجتماعية‪.‬‬ ‫وعادة ما تق�سم الأدوار في الزواج ح�سب الجندر‪ ،‬فالزوج يقدم الرعاية المادية والحماية‪،‬‬ ‫والزوجة ترعى الأطفال وتهتم بجميع �أفراد الأ�سرة‪� .‬إال �أن هذا التق�سيم الجندري للأدوار‬ ‫الأ�سرية قد تغير في العقود الأخيرة‪ ،‬و�أ�صبحت الأدوار تقوم على الت�شاركية �أكثر من التكامل‪،‬‬ ‫ولم تعد حدود الأدوار الأ�سرية وا�ضحة؛ فالزوجة تعمل وت�شارك بالإنفاق على الأ�سرة‪ ،‬والزوج‬ ‫ي�شارك في رعاية الأطفال واال�شراف على تعليمهم‪ ،‬كما يت�شارك الزوجان في الهوايات‬ ‫والأن�شطة وعملية اتخاذ القرار بالأ�سرة‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬منط الزواج املنظم‪:‬‬ ‫يعد الزواج العن�صر الم�ؤثر في الأ�سرة‪ ،‬وهو ال�سبيل للتكوين الأ�سري في المجتمعات قديما‬ ‫وحديثا‪ ،‬ويعد ظاهرة �صحية في المجتمعات‪ ،‬وينظم المجتمع عملية الزواج بطرق متعددة من‬ ‫خالل و�ضع قواعد معينة تتعلق باختيار ال�شريك؛ فهناك قواعد للزواج في بع�ض المجتمعات‬ ‫تمنع الع�ضو في جماعة معينة من الزواج من �أي �شخ�ص لي�س ع�ضوا في الجماعة؛ وهو‬ ‫مايطلق عليه بالزواج الداخلي ‪ .Endogamy‬وهناك قواعد تمنع زواج الع�ضو في الجماعة‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪25‬‬


‫من �أي �شخ�ص يكون ع�ضوا في الجماعة ويطلق عليه بالزواج الخارجي ‪� Exogamy‬أي‬ ‫ي�سمح له فقط بالزواج من خارج الجماعة القرابية‪ ،‬وهاتان القاعدتان لي�ستا متناق�ضتين‬ ‫مادامتا تتعلقان بجماعتين مختلفتين؛ لذلك فقد يظهر الزواج الداخلي والخارجي في‬ ‫الجماعة الواحدة نف�سها ‪.20‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن الزواج من �شخ�ص يحمل نف�س الخ�صائ�ص‪ ،‬مثل �أن ينتمي �إلى‬ ‫نف�س العائلة‪� ،‬أو الطبقة‪� ،‬أوالعرق‪ ،‬هو النمط الأكثر تف�ضيال في معظم المجتمعات‪ ،‬ف�إن‬ ‫بع�ضها يتيح مجاال �أكبر للزواج المغاير �أو من �شخ�ص يختلف في خ�صائ�صة االجتماعية‬ ‫�أو ال�شخ�صية ‪ .21‬ويظهر هذا النمط في المجتمعات ال�صناعية والتي �أ�صبحت الإنتماءات‬ ‫العائلية �أقل ت�أثيرا في الو�ضع االجتماعي للفرد‪ ،‬لكي يحل محلها المهنة والمركز الوظيفي‬ ‫والدخل‪� ،‬أوالمجتمعات التي �أ�صبحت تعلي من الإنجازات الفردية والكفاءة ال�شخ�صية ‪.‬‬ ‫مع ذلك توجد في كل ثقافة معايير تحدد نوع الزواج الذي يمكن ال�سماح به‪� ،‬أو منعه‪� ،‬أو‬ ‫رف�ضه‪ ،‬ويعاقب من يمار�سه‪ .‬ويعد الزواج من �ضمن المجموعة القرابية �أو الزواج الداخلي‬ ‫�أقدم القواعد االجتماعية للزواج‪ ،‬خ�صو�صا عندما تكون العالقات مع الجماعات الأخرى‬ ‫محدودة‪ ،‬ف�إن الزواج الداخلي ي�صبح النتيجة الطبيعية لهذة العزلة ‪.22‬‬ ‫وفي الحاالت التي يكون فيها اختيار ال�شريك مرتبط بالأ�سرة وبت�أثير من �شبكة العالقات‬ ‫االجتماعية يطلق عليه الزواج المنظم ‪ ، arranged marriages‬وهو نمط من الزواج‬ ‫يخ�ضع للترتيبات الأ�سرية‪ ،‬تكون فيه �إرادة الفرد‪� ،‬أو ال�شخ�ص الذي يتزوج‪� ،‬أ�ضعف من �إرادة‬ ‫المجموعة القرابية‪.‬‬ ‫وهذا النمط من الزواج ي�ؤكد مجموعة من الحقائق االجتماعية هي كالآتي ‪: 23‬‬ ‫‪ -1‬تفوق معيار القرابة على الجمال كمرجعية في م�شروع الزواج‪.‬‬ ‫‪ -2‬الزواج التف�ضيلي هو الزواج الداخلي “بين �أبناء العمومة”‪.‬‬ ‫‪20-Encyciopaedia Britannica:‬‬ ‫‪http://www.britannica.com/EBchecked/topic/366152/marriage#‬‬ ‫‪21 - Louie E. Ross, Mate Selection Preferences Among African American College Students, Journal of‬‬ ‫‪Black Studies, Vol. 27, No. 4 “Mar., 1997”, pp. 554-569‬‬ ‫‪22 -Ibid.‬‬

‫‪ - 23‬و�سيلة بروقي‪،‬الزواج الداخلي “الأندوغامي” من خالل الأمثال ال�شعبية اجلزائرية‪ ،‬جملة علوم �إن�سانية‪ ،‬ال�سنة اخلام�سة‪ :‬العدد ‪� :36‬شتاء ‪. 2008‬‬

‫‪26‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ -3‬الزواج الداخلي مف�ضل لأنه يقوي روابط القرابة داخل الع�شيرة ويحافظ على‬ ‫�أمالكها وثرواتها‪.‬‬ ‫‪� -4‬إن الخروج عن قواعد الثقافة ال�شعبية “الزواج الداخلي” ي�ؤدي �إلى التدني في‬ ‫الو�ضع االجتماعي‪.‬‬ ‫وال يزال هذا النمط ينت�شر في العديد من المجتمعات رغم تباين ثقافاتها‪ ،‬فعلى الرغم‬ ‫من كونه �سمة تميز المجتمعات التقليدية �أوتلك التي تمر بمرحلة �إنتقالية‪� ،‬إال �أنه ال يزال‬ ‫ينت�شر حتى في الدول ال�صناعية‪ ،‬فعلى الرغم من كل التغيرات االجتماعية في المجتمعات‬ ‫الغربية وزيادة القدرة على االختيارالزواجي ‪ marriages of choice‬وظهور �أ�شكال‬ ‫متعددة من الزواج اوحتى العالقات من دون زواج‪ ،‬ف�إن الدرا�سات قد �أظهرت �أن متغيرات‬ ‫مثل‪ :‬الخ�صائ�ص االجتماعية‪ ،‬واالقت�صادية‪ ،‬والطبقة‪ ،‬والمكانة‪ ،‬والعرق‪ ،‬والعمر‪ ،‬والأبوين‪،‬‬ ‫والأ�صدقاء‪ ،‬ال تزال ت�ؤثر في االختيار الزوجي �أو ال�شريك‪ ،‬وهذا ما �أ�شارت �إليه درا�سة لوي‬ ‫رو�س ‪.24 1997‬‬ ‫وفي المجتمعات التي ال تزال فيها الأ�سرة الممتدة ‪ extended family‬هي الوحدة‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬عادة مايتم ترتيب الزواج من قبل الأ�سرة على افترا�ض �أن الحب بين الزوجين‬ ‫�سوف ي�أتي بعد الزواج‪ ،‬على حين يتم التركيز على الفوائد االقت�صادية واالجتماعية التي‬ ‫يمكن �أن تجنيها الأ�سرة من وراء هذا الزواج للأ�سرة الكبيرة‪ .‬على العك�س من ذلك في‬ ‫المجتمعات التي ي�شيع فيها نمط الأ�سرة النووية �أو الزواجية ‪ Nuclear Family‬نجد �أن‬ ‫ال�شباب �أو المقبلين على الزواج تتاح لهم فر�صة �أكبر في اختيار ال�شريك ‪ . 25‬ومع ذلك‬ ‫�أ�شارت درا�سة �أو اكثر �إلى �أن المجتمعات ال�صناعية‪ ،‬التي يغلب عليها طابع الأ�سرة الزواجية‪،‬‬ ‫ال يزال الزواج فيها واق ًعا تحت ت�أثير ال�ضغوط الأ�سرية واالجتماعية واالقت�صادية وحتى‬ ‫الدينية والعرقية‪.‬‬ ‫‪24 - Louie E. Ross,ibid, pp. 554-569‬‬ ‫‪25 -Ibid‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪27‬‬


‫�إن هذه التدخالت ت�ضمن تحقق �أهداف الجماعة �أكثر من الفرد؛ فالزواج حدث اجتماعي‬ ‫�أكثر منه فردي‪ ،‬وجميع الوظائف التي يحققها تمثل �أ�س�س بقاء المجتمع و�ضمان ا�ستمرايته‪،‬‬ ‫لذلك ف�إن اختيار الزوج �أو الزوجة عملية ت�شارك بها عدة �أطراف و�أهمها �أ�سرة ال�شابين؛‬ ‫فهي التي تحدد خياراتها لموا�صفات ال�شريك بالنظر للطبقة والمعتقد والجماعة القرابية‪.‬‬ ‫وطبق ًا للن�سق التقليدي للأ�سرة ف�إن كل فرد ي�صبح ع�ضو ًا في �أ�سرتين نوويتين؛ �أ�سرة‬ ‫الإنجاب و�أ�سرة التوجية‪ .‬وتت�شعب القرابة وتتفرع؛ في�صبح لكل فرد قرابة من الدرجة الأولى‬ ‫من الأ�سر النووية التي ينتمي �إليها‪ ،‬وهناك ثالثة وثالثون نمط ًا من القرابة من الدرجة‬ ‫الثانية‪ ،‬ومائة وواحد وخم�سون نمط ًا من قرابة الدرجة الثالثة‪ .‬وهذه العالقات حقيقة‬ ‫تاريخية‪ ،‬وتخ�ضع للتف�سير‪ ،‬وينبثق �شكل �أو بناء العالقات القرابية من �أ�ساليب ال�سلوك‬ ‫الجمعي وال�سنن االجتماعية ال�سائدة التي تميزها في �أي مجتمع ‪.26‬‬ ‫وهناك العديد من النظم التي تحدد طرق الزواج فلكل مجتمع مرا�سيمه وطرقه الخا�صة‬ ‫في �إجراء عملية الزواج و�إتمامها‪ ،‬ومن هذه الطرق ‪ :‬طريقة التبادل وفيها ُيت َفق بين �أ�سرتين‬ ‫على تبادل الأزواج والزوجات‪ ،‬طريقة تقديم المهر‪ ،‬طريقة ت�أدية الخدمات لأهل العرو�س‬ ‫وهذا كان �سائدا في المجتمعات الزراعية البدائية‪ ،‬طريقة خطف العرو�س وكانت تمار�س في‬ ‫المجتمعات البدائية وهي من �صور الزواج الأولى‪ ،‬طريقة الميراث و كانت تحتم على الرجل‬ ‫ان يرث زوجة �أخيه المتوفي حفاظا على الأبناء‪ ،‬طريقة التعاقد وتتمثل في �إبرام عقد الزواج‬ ‫بين الرجل والمراة �أو من يمثلهما �شرط الإيجاب والقبول بين طرفي العقد ‪.27‬‬ ‫ثالثا‪ :‬االختيار الزواجي ‪:‬‬ ‫ينظر �إلى االختيار الزواجي بو�صفه مرحلة ت�سبق الزواج ‪ .‬ويت�ضمن �إجراءات ترتبط بثقافة‬ ‫المجتمع‪ ،‬وتت�أثر بالر�ؤية ال�شخ�صية والمعايير االجتماعية‪ ،‬وهو �أمر ينطبق على الإناث‬ ‫والذكور‪ ،‬حين يعلنون موقفهم بالموافقة �أو عدمها على �شريك الحياة‪ ،‬وتختلف المجتمعات‬ ‫‪- 26‬عبدالر�ؤف ال�ضبع‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬اال�سكندرية‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والن�شر‪.2002 ،‬‬ ‫‪ - 27‬م�صطفى اخل�شاب‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الدرا القومية للطباعة والن�شر‪.1966 ،‬‬

‫‪28‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫في معايير االختيار الزواجي و�أ�س�سه بح�سب ثقافة كل مجتمع‪ ،‬فهناك بع�ض المجتمعات تقوم‬ ‫فيها الأ�سرة بدور الوكيل للزواج وتختار الزوج �أو الزوجة لأبنائها بالنيابة عنهم ومن دون‬ ‫الرجوع �إليهم‪ ،‬كالمجتمعات البدوية والريفية والتقليدية‪ ،‬وبع�ضهم الآخر يتخذ الفرد فيها‬ ‫قرار االختيار بمفرده من دون الرجوع لأ�سرته كالمجتمعات ال�صناعية بوجه عام ‪.28‬‬ ‫ومع كل التغيرات التي �أ�صابت عملية االختيار الزواجي �إال �أنه يمكن تلخي�ص عملية االختيار‬ ‫لل�شريك �ضمن ع�شرة طرق �أو و�سائط تتمثل بما يلي ‪:29‬‬ ‫‪ -1‬ال�سيطرة المطلقة للأهل في االختيار‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال�سيطرة الجزئية للأهل في االختيار‪.‬‬ ‫‪ -3‬االختيار المعتمد على جزء من الأهل‪.‬‬ ‫‪ -4‬ال�سيطرة الالحقة من الأهل في المرحلة الالحقة‪.‬‬ ‫‪ -5‬االختيار غير المبا�شر‪.‬‬ ‫‪ -6‬االختيار عبر و�سائل الإعالم‪.‬‬ ‫‪ -7‬االختيار عن طريق الخاطبة‪.‬‬ ‫‪ -8‬االختيار عن طريق رجال الدين‪.‬‬ ‫‪ -9‬االختيار من خالل التردد �إلى الجامعات والأندية ومجاالت العمل‪.‬‬ ‫‪ -10‬االختيار من خالل "الخاطبة االلكترونية " ‪.‬‬ ‫وكثيرا ما ت�ؤدي القيم القبلية‪� ،‬أو الع�شائرية دو ًرا كبي ًرا وفاع ًال في تحديد �أ�س�س اختيار‬ ‫الزواج‪ ،‬فمثال في المجتمعات الخليجية‪ ،‬من غير المقبول �أن يتزوج الرجل من غير قبيلته‬ ‫وقد ُتجبر الفتاة على الزواج من �أحد �أبناء القبيلة‪ .‬و تعد هذه العوامل االجتماعية الإطار‬ ‫العام الذي يمكن �أن تترك داخله م�ساحة من الحرية ال�شخ�صية والأ�سرية في االختيار‬ ‫الزواجي ب�شرط عدم اختراقه للإطار العام ‪.30‬‬ ‫‪� - 28‬سامية ال�ساعاتي‪ ،‬النظرية االجتماعية يف درا�سة اال�سرة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪.1987،‬‬ ‫‪ - 29‬حممد خليفة املحرزي‪ ،‬فن اختيار �شريك احلياة‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار ابن حزم‪.2006 ،‬‬ ‫‪ - 30‬فهد النا�صر‪� ،‬سعاد �سليمان‪ ،‬معايري االختيار الزواجي لدى ال�شباب يف املجتمع اخلليجي ‪ :‬درا�سة مقارنة بني ال�شباب الكويتي وال�شباب‬ ‫العماين‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬جمل�س الن�شر للعلمي‪ ،‬جملة درا�سات اخلليج واجلزيرة العربية – العدد ‪ – 127‬ال�سنة ‪.33‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪29‬‬


‫وال تزال بع�ض القيم االجتماعية ت�ؤثر في عملية االختيار الزواجي في العديد من المجتمعات‪،‬‬ ‫حيث ت�ساهم في تف�ضيل �صفات معينة يجب �أن يتمتع بها الزوج �أو الزوجة المنتظرة خ�صو�صا‬ ‫في المجتمعات التي لم ينت�شر بها التعليم �أو في الطبقات وال�شرائح المنخف�ضة التعليم ‪،‬‬ ‫مثال على ذلك تف�ضيل الزواج من الإناث الالتي تم ختانهن �أكثر من الآخريات الالتي لم‬ ‫يتعر�ضن لهذا النوع من التقليد في بع�ض المجتمعات الأفريقية‪ ،‬ففي درا�سة على غانا وجد‬ ‫�أن الذكور يف�ضلون الزواج من الإناث الالتي تم ختانهن ‪ ،‬و�أظهرت الدرا�سة عالقة بين‬ ‫انخفا�ض م�ستوى التعليم والرغبة بالزواج من المختنات وكذلك الإنتماء �إلى الجماعت‬ ‫التقليدية‪ ،‬حيث ي�سود �إعتقاد ب�أن الزوجة المختنة �سوف تكون �أكثر وفاء للزوج لأن الختان‬ ‫يقلل من رغباتها الجن�سية ‪.31‬‬ ‫ومع ذلك ف�إن عملية االختيار الزواجي تخ�ضع لم�ؤثرات التغير االجتماعي في المجتمعات‬ ‫المختلفة‪ ،‬خ�صو�صا في الفترات االنتقالية التي تتداخل فيها العنا�صر التقليدية مع عنا�صر‬ ‫التحديث �أو في المجتمعات‪ ،‬التي لم تقطع �شوطا كبيرا بالن�سبة لعملية التحديث �أو التي تطال‬ ‫اتجاهات التحديث فيها جوانب معينة �أكثر من غيرها‪ ،‬وفي ذلك ي�شير على ليلة ‪� 1991‬إلى �أن‬ ‫الفترات االنتقالية تت�ضمن معايير غالبا ماتكون متباينة �إلى الحد الذي قد ت�صبح فيه مدخال‬ ‫لل�صراع بين الأطراف المتفاعلة فيما يخ�ص معايير االختيار الزواجي ‪ . 32‬وهذا النمط من‬ ‫ال�صراع عادة ما يحدث بين الآباء والآبناء في المجتمعات الأبوية‪ ،‬خ�صو�صا تلك التي يتمتع‬ ‫فيها الذكور ب�إمتيازات تتعلق باال�ستقاللية وحرية اتخاذ القرار والهيمنة على الأ�سرة والتي‬ ‫تعد من متطلبات الدور الأبوي للرجل التي والتي تفر�ض عالقة �أحادية االتجاه بين الأطراف‬ ‫المتفاعلة‪.‬‬ ‫ومن ذلك ف�إن عملية ال�صراع بين الآباء والأبناء حول معايير االختيار‪ ،‬ك�إفراز لعملية التغير‬ ‫االجتماعي‪ ،‬التي �أ�صابت الأدوار الأ�سرية في المجتمعات التقليدية‪ ،‬ومن بينها المجتمع‬ ‫القطري‪ ،‬قد �أخذت �أبعادا �أكثر عمقا بعد التغيرات التي حدثت في �أو�ضاع المر�أة وولوجها‬ ‫عوالم جديدة تنم عن التغير االجتماعي في مكانتها و�أدوارها‪ ،‬خ�صو�صا في العقود الثالثة‬ ‫الآخيرة في العديد من المجتمعات المتحولة‪ ،‬ومن بينها المجتمعات الخليجية كنتاج للتغير‬ ‫ ‪31- Evelyn Sakeah, Andy Beke, Henry V. Doctor and Abraham V. Hodgson : Males' Prefe‬‬‫‪ence for Circumcised Women in Northern Ghana, African Journal of Reproductive Health,‬‬ ‫‪Vol. 10, No. 2 (Aug., 2006), pp. 37-47‬‬ ‫‪ - 32‬علي ليلة و�آخرون‪ ،‬ال�شباب القطري‪ :‬اهتماماته وق�ضاياه‪ ،‬الدوحة ‪ :‬جامعة قطر‪ ،‬مركز الوثائق والدرا�سات الإن�سانية‪� ،1991،‬ص‪107‬‬

‫‪30‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫االجتماعي االقت�صادي‪ ،‬وكذلك ب�سبب تنامي حركات حقوق الإن�سان والحركات الن�سوية‬ ‫والهيئات والمنظمات الدولية‪ ،‬و�أي�ضا كنتاج النت�شار التعليم وانتقال العنا�صر الثقافية ب�سبب‬ ‫العولمة بمظاهرها المختلفة؛ ولذلك يتوقع �أن �صراعا حول دور المر�أة في عملية االختيار‬ ‫الزواجي يمكن �أن يحدث في تلك المجتمعات‪ ،‬وال�سيما تلك المجتمعات التي تتبع النمط‬ ‫الأبوي‪ ،‬ومازالت تعاني المر�أة فيها من الهيمنة الذكورية وا�ستالب الر�أي‪.‬‬ ‫وعلى �ضوء ذلك‪ ،‬يمكن القول ب�أن جميع الأطراف االجتماعية تت�أثر بظروف التغير‬ ‫االجتماعي‪ ،‬التي تعد العولمة �أحد عواملها‪� ،‬إال �أن هناك اختالفات في درجة التغير و�سرعته‪،‬‬ ‫وذلك ح�سب درجة مقاومة الأطر االجتماعية والقيمية التي تحدد الأو�ضاع االجتماعية‬ ‫للأفراد �سواء �أكانت تلك المرتبطة بالجندر �أو بالطبقة �أو بالجماعة الأثنية �أو بالمعتقد �أو‬ ‫بالعرق‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪31‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل الثالث‬

‫االجتاهات النظرية املف�سرة‬ ‫لالختيار الزواجي‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪33‬‬


‫مقدمة‬ ‫كثي ًرا ما يعود ف�شل الزواج �إلى االختيار غير ال�سليم لل�شريك‪ ،‬وما ينتج عنه من عدم توافق‬ ‫ال�شريكين في التوجهات‪ ،‬على الرغم من تغير تقاليد الزواج بتطور الحياة االجتماعية‬ ‫واختالفها باختالف المجتمعات على مر الع�صور‪ ،‬ومن المنظور االجتماعي ف�إن االختيار‬ ‫الزواجي مقدمة لظواهرعديدة ايجابية و�سلبية على ال�سواء‪ ،‬وهو الم�سهم الأكبر في طبيعة‬ ‫الزواج نجاحا �أو ف�شال‪ ،‬ويترتب عليه التوافق النف�سي �أو �سوء التوافق النف�سي بين الطرفين‪،‬‬ ‫وت�شير بع�ض البحوث العلمية �إلى �أن �سوء االختيار الزواجي هو ال�سبب الأول للتفكك الأ�سري‬ ‫وما ينتج عنه من �إ�صابة الأبناء باالكتئاب والت�أخر الدرا�سي وانحرافهم في �أفعال م�ضادة‬ ‫للمجتمع كما �أن تبني اعتقادات مت�شددة ب�ش�أن االختيار الزواجي ‪ -‬بالتفاعل مع المتغيرات‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية‪ -‬يف�سر تراجع معدالت الزواج عموما وت�أخر �سن الزواج والعنو�سة‬ ‫في بع�ض المجتمعات؛ ومن ثم �إ�ضعاف الأ�سرة ‪.33‬‬ ‫ومن ناحية �أخرى ف�إن االنفتاح الكامل ومنح حرية اختيار ال�شريك بلغ في بع�ض المجتمعات‬ ‫حدا و�صل �إلى ظهور �أ�شكال متعددة للزواج قد ت�صل �إلى حد التطرف‪ ،‬مثل الزواج بين مثلي‬ ‫الجن�س “بين رجلين �أو بين امر�أتين”‪ ،‬وهي �أمور قد بد�أت تهدد الزواج التقليدي بين رجل‬ ‫و�أمر�أة‪ ،‬كنمط م�ستقر ل�شكل الأ�سرة‪ ،‬وبو�صفها الوحدة الطبيعية التي ن�ش�أت من خاللها‬ ‫المجتمعات‪ ،‬والتي نظمت العالقات البيولوجية واالن�سانية بين الرجل والمر�أة‪ ،‬و�أدت �إلى‬ ‫تكاثر الب�شرية ون�شوء النظم العائلية والع�شائرية والمجموعات القرابية التي ولدت في نهاية‬ ‫المطاف �أ�شكال متنوعة من الأجنا�س والثقافات ميزت الب�شرية منذ ن�ش�أة التاريخ‪ ،‬والتي‬ ‫كفلت وال تزال نظم للرعاية والحماية والأمن النف�سي واالجتماعي واالقت�صادي للأجيال‪،‬‬ ‫وت�ساعد على نقل وغر�س القيم الثابته التي تكفل ا�ستمرار النظم االجتماعية وتدعم التما�سك‬ ‫واال�ستقرار االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ - 33‬املرجع ال�سابق ‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وفي الحقيقة ف�إن هناك عوامل متباينة قد ت�ؤثر في االختيار الزواجي‪ ،‬كما �أن دور ال�شباب‬ ‫في اختيار ال�شريك قد ينطلق من عنا�صر �أو عوامل معينة ‪ -‬وهو الأمرالذي الحظناه في‬ ‫الف�صل ال�سابق‪ -‬وكل ذلك قد �أدى �إلى ظهور نظريات متعددة اختلفت في تف�سيرها لالختيار‬ ‫الزواجي بح�سب اتجاه كل نظرية ومنظورها‪ ،‬وجاء تف�سيرها لعملية االختيار الزواجي و�أهم‬ ‫العوامل التي ت�ؤثر فيه وفقا للتخ�ص�صات العلمية والنظريات التي ينطلق منها التخ�ص�ص‬ ‫خ�صو�صا العلوم االجتماعية وال�سيكولوجية وحتى البيولوجية والطبية‪ .‬وفي هذا الف�صل‬ ‫�سوف يتم تناول بع�ض النظريات في مجال االختيار الزواجي من المنظور االجتماعي‬ ‫وال�سيكولوجي‪.‬‬ ‫�أوال ‪� :‬أهم النظريات املف�سرة لالختيار الزواجي ‪:‬‬ ‫مع تعدد االتجاهات النظرية �إال �أنه يمكن ت�صنيف معظم الدرا�سات الحديثة حول االختيار‬ ‫الزواجي وفق اتجاهين نظريين رئي�سين في هذا المجال؛ الأول هو االتجاه التطوري‪ ،‬والثاني‬ ‫هو االتجاه البنائي االجتماعي‪ .‬ويركز االتجاه التطوري على تطور نزعات و�سلوكيات وميول‬ ‫معينة ت�ؤثر في االختيار الزواجي‪ ،‬وفي المقابل يركز االتجاه البنائي االجتماعي على التبادل‬ ‫الثقافي وتوقعات الأدوارالمرتبطة بالنوع االجتماعي‪ .‬وكال الإتجاهان يقدمان معايير‬ ‫دقيقة يمكن االحتكام �إليها في قيا�س معايير االختيار الزواجي‪ .‬وفي �ضوء ذلك ف�إن توحيد‬ ‫االتجاهين ح�سب وجهة نظر اليزابيث �شوماك ‪� 2007 Elizabeth Shoemake‬سوف‬ ‫ي�ساعد على تقديم فهم �أف�ضل لمو�ضوع االختيار الزواجي‪ ،‬و�ستكون له فوائد �أكبر في تف�سير‬ ‫ق�ضايا االختيار الزواجي في الم�ستقبل ‪.34‬‬ ‫�أهم نظريات االختيار الزواجي ‪:‬‬ ‫ النظرية ال�سيكولوجية ‪ – Psychological Theory‬تحلل عملية االختيارالزواجي‬‫‪34 - Elizabeth G. Shoemake, Human Mate Selection Theory: An Integrated Evolutionary and‬‬ ‫‪Social Approach , Journal of Scientific Psychology ,November 2007 .‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪35‬‬


‫من المنظور الفرويدي‪ ،‬على افترا�ض �أن الال�شعور يدفع بالذكر �إلى اختيار ال�شريكة التي‬ ‫ت�شبه الأم‪ ،‬و الأنثى تختارال�شخ�ص الذي ي�شبه �أباها‪.‬‬ ‫ نظرية تكامل الحاجات ‪ – Need Theroy of Complementary‬تربط بين نزوع‬‫الفرد نحو ال�شخ�ص الذي يكمل ماينق�صه من الحاجات والأدوار واختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫ نظرية المعايير ‪ - Norms Theory‬وتف�سر عملية االختيار الزواجي من خالل‬‫التزام الفرد بمعايير مجتمعة عند اختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫ نظرية التجان�س ‪ - Social Homogomay Theory‬تركز على الميل �إلى‬‫اختيار ال�شريك الذي ي�شبهه في الخ�صائ�ص العمرية واالقت�صادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ نظرية الدور ‪ Role Theory‬ترى ب�أن عملية االختيار الزواجي تتم بناء على توقعات‬‫الدور ال�صريحة وال�ضمنية التي يرغب الفرد �أن يقوم بها ال�شريك تجاهه �أو تجاه المجتمع‪.‬‬ ‫ نظرية القيمة ‪ – Value Theoey‬وتربط بين القيم والإفكار والمعتقدات التي ي�ؤمن‬‫بها الفرد واختياره �شري ًكا يتبنى هذه القيم نف�سها؛ فيختار من ينتمي لنف�س الثقافة �أو‬ ‫الطبقة �أو ينتمي لنف�س الدين �أو المعتقد �أو الطائفة‪.‬‬ ‫ النظرية الإيكولوجية ‪� Ecology Theroy‬أو نظرية التقارب المكاني ‪ ،‬والتي تربط بين‬‫ظروف البيئة والمكان الذي يوجد به الفرد وعملية االختيارالزواجي‪ ،‬مثل‪ :‬الجيرة‪ ،‬ومكان‬ ‫العمل‪ ،‬والتعليم‪� ،‬أواللقاء المتنقل‪� ،‬أو ال�سفر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظرية التجان�س ‪:Social Homogomay Theory‬‬ ‫ترتكز هذه النظرية على فكرة �أن ال�شبيه يتزوج ب�شبيهه‪ ،‬و�أن التجان�س هو الذي يف�سر عملية‬ ‫اختيارالنا�س بع�ضهم ً‬ ‫بع�ضا ك�شركاء في الزواج‪� ،‬أي �أن الت�شابه والتجان�س في الخ�صائ�ص‬ ‫االجتماعية العامة وال�سمات الج�سمية والنف�سية‪ ،‬ويمكن تعريف الزواج المتجان�س ب�أنه ميل‬

‫‪36‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫النا�س �شعوري ًا وال �شعوري ًا الختيار �شريك تت�شابه خ�صائ�صه مع خ�صائ�صهم ‪ .35‬ومجموعة‬ ‫الخ�صائ�ص االجتماعية التي تحدد عملية اختيار ال�شريك يطلق عليها معايير االختيار‬ ‫الزواجي الداخلي ‪ .endogamous mate selection norms‬وعادة ما ي�ساعد الت�شابة‬ ‫في الخ�صائ�ص على وجود عالقة ت�شاركية نتيجة ت�شابة الأفكار والقيم والر�ؤى والأن�شطة‬ ‫والهوايات‪ ،‬وهو الأمر الذي يزيد من التفاهم بين الزوجين‪ ،‬وينعك�س على حالة اال�ستقرار‬ ‫الأ�سري‪.‬‬ ‫وعادة ما يتم اختيار ال�شريك �سواء �أكان من خالل الفرد �أم الأ�سرة �ضمن خ�صائ�ص‬ ‫اجتماعية ترتبط بالجماعة التي ينتمي �إليها كل من ه�ؤالء‪ ،‬مثل‪ :‬العرق‪� ،‬أوالخلفية الأثنية‪،‬‬ ‫�أوالطبقة‪� ،‬أو الدين‪� ،‬أو الم�ستوى االجتماعي‪� ،‬أو االقت�صادي‪ ،‬وباقي الخ�صائ�ص مثل م�ستوى‬ ‫التعليم‪ ،‬العمر‪ ،‬هذا �إلى جانب �صفات �أو خ�صائ�ص فردية ‪،‬مثل‪� ،‬أن يكونوا من الطول نف�سه‪،‬‬ ‫وكذلك الوزن‪ ،‬والذكاء ‪�..‬إلخ‪ .‬وفي معظم المجتمعات هناك �صفات معينة تكون مطلوبة �أكثر‬ ‫في الزوجة تختلف باختالف الثقافات المرتبطة بالمر�أة وبالعالقة بين الجن�سين‪ ،‬والتي‬ ‫تعززها الثقافة ال�شعبية ب�أ�شكالها التقليدية الموروثة �أو الم�ستحدثة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن معايير االختيار الزواجي ت�ؤكد وجوب �أن يكون هناك ت�شابه بين‬ ‫ال�شريكين‪ ،‬ف�إن االنتماء �إلى العرق نف�سه والمكانة والدين والخلفية الأثنية يعد �أكثر هذه‬ ‫المعايير ت�أثيرا في االختيار الزواجي‪ ،‬فمعظم الأ�سر تريد �أن يتزوج �أبنا�ؤها من الجماعة‬ ‫الأثنية نف�سها‪ ،‬التي تتميز باالنتماء لعرق معين‪ ،‬وكذلك ل�سمات ثقافية واحدة‪ ،‬كالمعتقد‬ ‫والعادات والتقاليد‪.‬وهنا نجد �أن المعايير الذاتية وال�صفات ال�شخ�صية الم�شتركة بين‬ ‫الزوجين �أكثر ت�أثيرا في عملية االختيار الزواجي في المجتمعات التي �أ�صبح فيها قرار الزواج‬ ‫قرارا فرديا �إلى حد بعيد ‪� ،‬إما في المجتمعات التي ال تزال الجماعة هي العن�صر الفاعل في‬ ‫القرار الأ�سري ف�أن الفرد ال يزال يخ�ضع لمعايير الجماعة في االختيار‪.‬‬ ‫ويعد الدين من �أهم العوامل التي ت�ؤثر في االختيار الزواجي؛ حيث ت�سعى الجماعات‬ ‫والأفراد للزواج من نف�س الديانة ‪ ،‬كما �أن الت�شابه في المعتقد ي�صبح �أمرا حتميا في عملية‬ ‫‪ - 35‬عبدالر�ؤف ال�ضبع‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪37‬‬


‫االختيار الزواجي في بع�ض المجتمعات خ�صو�صا المجتمعات المتدينة وفي بع�ض الجماعات‬ ‫الدينية ‪ ،‬ففي العديد من المجتمعات يحظر الزواج من الطوائف الدينية الأخرى مثل بع�ض‬ ‫الطوائف الدينية في الهند‪ ،‬وفي الإ�سالم واليهودية ال يحل للمر�أة �أن تتزوج من ديانة �أخرى‪،‬‬ ‫وحتى عهد قريب كان الزواج بين �أ�شخا�ص ينتمون �إلى المذهب الكاثوليكي والبروتان�ستي يعد‬ ‫�أمرا غير مقبول في بع�ض المجتمعات الأوروبية‪ ،‬ومن ناحية �أخرى‪ ،‬ف�إن التدين ك�صفة تميز‬ ‫ال�شريك تعد من ال�صفات المطلوبة في المجتمعات المحافظة وتلك التي ال تزال تمر بمرحلة‬ ‫�إنتقالية‪ ،‬وغالبا مايكون التدين ك�صفة تميز ال�شريك مطلوبة من المر�أة �أكثر من الرجل حيث‬ ‫تتوقع المر�أة وتف�ضل �أن تتوفر هذه ال�صفة في الزوج المنتظر‪.‬‬ ‫وغالبا ما ت�شجع الأ�سر �أبنائها على الزواج من ال�شبيه‪ ،‬وعلى العك�س فهي تنفرهم من الزواج‬ ‫المغاير‪ ،‬وبالطبع هذا له عالقة باالعتراف االجتماعي والطبقي والأثني للأ�سرة‪� ،‬إذ يعد زواج‬ ‫الأبناء �أحد الو�سائل التي تعتمد عليها الأ�سرة في ت�أكيد بع�ض المكا�سب االجتماعية‪ .‬ومع ذلك‬ ‫ف�إن هذه المقولة قد تختلف في مجتمعات ت�صبح فيه حرية االختيار الزواجي �أكثر ارتباطا‬ ‫بالفرد وتف�ضيالته‪ ،‬ففي درا�سة طبقت على الواليات المتحدة في عام ‪�36 1991‬أظهرت �أن‬ ‫الطبقة االجتماعية بخ�صائ�صها الم�شتركة لم تعد ت�ؤثر كثيرا على عملية االختيار الزواجي‪،‬‬ ‫وفي الوقت نف�سه ك�شفت عن �أن تقارب م�ستوى التعليم �أ�صبح تدريجيا �أكثر ت�أثيرا من الإنتماء‬ ‫لنف�س الطبقة‪ ،‬و�أن هناك م�ؤ�شرات تظهر �أن الن�سب �أو العزوة لم يعد له نف�س الت�أثير ال�سابق‬ ‫في عملية االختيار الزواجي‪.‬‬ ‫ومع ذلك ف�أن هناك �إنتقادات توجه لهذة النظرية بالن�سبة للنتائج المتباينة التي �أ�سفرت‬ ‫عنها الدرا�سات التي �أختبرت هذة الفر�ضية‪ ،‬وخ�صو�صا من قبل نظرية الدور التي تركز على‬ ‫�أن الفرد يختار �شريك يتالئم مع توقعاته عن الأدوار التي يمكن �أن يقوم بها الآخر ولي�س‬ ‫لأنه ي�شبهه في ال�صفات والخ�صائ�ص‪ ،‬حيث ت�شير هذة النظرية �إلى �أنه وعلى الرغم من �أن‬ ‫هناك نماذج متعددة لتوقعات الدور في المجتمع الواحد �إال �أن الفرد يختار في النهاية من‬ ‫تتالئم �أدواره مع �سماته ال�شخ�صية وتوقعاته ‪ ،‬فمثال فتاة بالغة ترغب بالزواج ف�إنها �سوف‬ ‫ ‪36 - Matthijs Kalmijn, Status Homogamy in the United States,The American Journal of Soc‬‬‫‪ology, Vol. 97, No. 2 “Sep., 1991”, pp. 496-523.‬‬

‫‪38‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫تختار ال�شخ�ص الذي يمكن �أن يمار�س دور الزوج الذي تتخيله في العالقة الزوجية‪ ،‬والذي‬ ‫�سوف ي�سمح لها بممار�سه دور الزوجة الذي يتالئم مع ت�صوراتها عن هذا الدور ‪.37‬‬ ‫ثالثا‪ :‬نظرية املعايري ‪: Norms Theroy‬‬ ‫تف�سر هذه النظرية االختيار الزواجي على �أنه عملية �إرادية تتم في �ضوء المعايير التي‬ ‫ي�ضعها المجتمع من حيث ال�سن والم�ستوى االقت�صادي والدين والتعليم والمكانة االجتماعية‬ ‫وغيرها بحيث تكون في ذهن الفرد المقبل على الزواج معايير محددة عن موا�صفات ال�شريك‬ ‫بمعنى ان المجتمع حدد له ما هو مقبول وما هو مرفو�ض وعليه حينها التجاوب مع معايير‬ ‫المجتمع ‪.38‬‬ ‫وا�ستنبط كاتز ‪ Katz‬وهيل ‪ Hill‬ق�ضايا �أكثر تحديد ًا حول كيفية ت�أثير العوامل المعيارية‬ ‫في اختيار القرين‪ .‬و�أرجعا االختيار الزواجي �إلى ت�أثره بالمعايير المتعلقة بال�سلوك الإن�ساني‬ ‫وكذلك بالمعايير الثقافية‪ ،‬وذكرا عدد ًا من الق�ضايا تعد من �أهم المعاييرالتي ت�ؤثر في‬ ‫االختيار وهي تلك المتعلقة بالدين والعمر والمكانة االجتماعية ‪.39‬‬ ‫و�إذا كانت النظرية التطورية تذهب �إلى ان الطبيعة الب�شرية قد طورت مجموعة من‬ ‫المعايير التي نجدها في كل المجتمعات‪ ،‬و التي تحدد ماهو مرغوب �أو مرفو�ض بناء على‬ ‫دوافعها �أو النتائج المترتبة عليها‪ ،‬فكلما كانت النتيجة �ضارة �أو نتائجها وخيمة على الفرد‬ ‫والمجتمع كان الحكم الإخالقي عليها قا�سيا فمثال الحكم الإخالقي على االغت�صاب �أكبر‬ ‫بكثير من الحكم مثال على فعل �أقل خطورة كال�سرعة الزائدة �أثناء قيادة ال�سيارة ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫ولكن االتجاه النف�سي التطوري ال ي�ستطيع �أن يف�سر لماذا يقبل مجتمع ما في زمن ما الزواج‬ ‫‪37 - Bernard I. Murstein: Empirical Tests of Role, Complementary Needs, and Homogamy‬‬ ‫‪Theories of Marital Choice, Journal of Marriage and the Family, Vol. 29, No. 4 (Nov., 1967),‬‬ ‫‪pp. 689-696‬‬ ‫‪ - 38‬فهد النا�صر‪� ،‬سعاد �سليمان‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 39‬عبدالر�ؤف ال�ضبع‪ ،‬املرجع ال�سابق ‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪39‬‬


‫المتعدد ومجتمع �آخر يطور نظام الزواج لكي ال يقبل �سوى نمط الزواج الأحادي الزواج‬ ‫ب�إمراة واحدة ‪40‬؛ ومن ثم ف�إن الحكم على الزواج يختلف من مجتمع �إلى �آخر‪� ،‬أو من طبقة‬ ‫�إلى �أخرى �أو نطاق جغرافي عن �آخر(ريف – ح�ضر)‪ ،‬فالتطورات االقت�صادية والثقافية‬ ‫حتى في المجتمع الواحد قد ت�سهم في تطوير نظام �أو نمط معين للزواج‪ ،‬يتحول تدريجيا لكي‬ ‫ي�صبح هو النمط المقبول اجتماعيا‪ ،‬بعد �أن يكت�سب حكما �أخالقيا �أو معياريا‪ ،‬لكي ي�صبح‬ ‫جز ًءا من الثقافة الموروثة‪.‬‬ ‫وفي الإطار نف�سه‪ ،‬ف�إن اختالف الأطر الفكرية والمعيارية بين المجتمعات يكون لها دور‬ ‫في هذا‪ ،‬ف�إن اختالف المعايير الموجهه لالختيار الزواجي تتفاوت هي � ً‬ ‫أي�ضا من مجتمع‬ ‫�إلى �آخر‪ ،‬وبذلك ما يعد معيارا للزواج في مجتمع قد ال يكون كذلك في مجتمع �آخر‪� ،‬أو تقل‬ ‫�أهميته مقابل معيار �آخر‪ ،‬وحتى بالن�سبة لمعيار العمر‪ ،‬الذي يعد من المعايير الم�شتركة‪� ،‬أو‬ ‫يحتل �أهمية �أكيدة في الثقافات المختلفة‪ ،‬والذي عادة ما يحدد م�ستوى عمر ال�شريكين عند‬ ‫الزواج‪ ،‬ويتمثل في تف�ضيل �أن تكون المر�أة �أ�صغر من الرجل �إذا كان هناك مجال لالختيار‬ ‫�شخ�صا كبي ًرا في‬ ‫الزواجي‪� ،‬إال �أنه وفي بع�ض المجتمعات يمكن �أن تتزوج الفتاة ال�صغيرة‬ ‫ً‬ ‫ال�سن‪ ،‬في حين �أن العك�س يعد �أم ًرا غير مرغوب‪ ،‬وهنا تتدخل عوامل الجندر ومكانة المر�أة‪،‬‬ ‫والنظرة �إليها ككيان فيزيقي �أكثر منه معنوي في عملية االختيار الزواجي‪ ،‬ويالحظ �أنه كلما‬ ‫تقدم المجتمع قل الفارق العمري بين الزوجين‪� ،‬إال �أنه غالبا ما يت�أثر بمعايير الجمال في‬ ‫الثقافات المختلفة‪ ،‬والتي تتطلب ال�شباب والن�ضارة‪ ،‬حيث تظل معايير ال�شكل الخارجي ذات‬ ‫�أهمية في كل المجتمعات‪.‬‬ ‫واختالف المعايير يرتبط باختالف الموجهات القيمية لكل مجتمع‪ ،‬ف�إذا كان مجتمعا‬ ‫متدينا ف�إن التركيز يكون على درجة تدين ال�شريك‪ ،‬في حين ال يحتل هذا المعيار �أية �أهمية‬ ‫في المجتمعات العلمانية؛ ومن هنا يمكن تف�سير معايير االختيار الزواجي في ظل منظومة‬ ‫القيم والمعايير التي يتبناها المجتمع وفي تف�سير االختالفات في معايير الزواج بين الثقافات‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫‪40 -Michael Hechter and Karl-Dieter Opp: Social Norms,Russell Sage Foundation,2001,p.282‬‬

‫‪40‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫رابعا‪ :‬نظرية تكامل احلاجات ‪: Theory of Complementary Needs‬‬ ‫تركز هذه النظرية على وجود احتياجات تحدد عملية االختيار الزواجي‪ ،‬هذه االحتياجات‬ ‫ال تركز على ت�شابة ال�شريك في الخ�صائ�ص‪ ،‬ولكنها تركز على مدى توفر خ�صائ�ص في‬ ‫ال�شريك ت�شبع حاجات معينة لديه‪ ،‬وكلما كان التوقع بالإ�شباع �أكبر زادت الدافعية نحو‬ ‫اختياره ك�شريك في العالقة الزوجية‪ .‬وتفتر�ض هذه النظرية �أن دوافع االختيار الزواجي‬ ‫تكاملية �أكثر منها تجان�سية‪ .‬وهذه الفر�ضية تتناق�ض مع فر�ضيات نظرية التجان�س التي ترى‬ ‫العك�س ب�أن ال�شخ�ص يبحث عن ال�شبيه عند اتخاذ قرار االقتران‪ .‬وبالتالي ف�إن هذه النظرية‬ ‫تعلي من دور الخ�صائ�ص ال�سيكولوجية المغايرة �أكثر من الخ�صائ�ص االجتماعية المت�شابهة‬ ‫لدى ال�شريك “كالتعليم ‪ -‬الطبقة – الدخل – الدين ‪..‬الخ” في عملية االختيار الزواجي ‪.‬‬ ‫فهناك حقيقتان مرتبطتان بفر�ضية تكامل الحاجات في االختيار الزواجي وهي؛ �أن �أنماط‬ ‫حاجات الأزواج الجدد �ستميل لالختالف �أكثر من الت�شابة‪ ،‬ثانيا؛ �أن هناك متغيرات �أو‬ ‫حاجات معينة �سوف ت�ؤدي �إلى اختيارات معينة‪ ،‬مثال ال�شخ�ص ذو ال�شخ�صية المهيمنة يتوقع‬ ‫�أن ينجذب نحو ال�شخ�صية المذعنة �أو الخا�ضعة ويختارها ك�شريك ‪ ..‬وهكذا ‪.41‬‬ ‫وتفتر�ض نظرية ون�ش وجود عالقة عك�سية بين حاجات القرناء �أو ال�شريكين المتوقع �أن‬ ‫يقيما عالقة زوجية‪ ،‬ويعتمد اختبار هذه الفر�ضية‪ ،‬على قائمة يوجد بها ‪ 15‬متغي ًرا �أو حاجة‪،‬‬ ‫ويفتر�ض ون�ش �أن ال�شخ�ص الذي لديه حاجة مرتفعة تمثلها �إحدى هذه المتغيرات �سوف‬ ‫يختار ال�شريك الذي لديه هذه الحاجة منخف�ضة‪ .‬هذه المتغيرات تمثل ‪ 12‬حاجة هي‪:‬‬ ‫ الإذالل ‪.abasement‬‬‫ الإنجاز ‪. achievement‬‬‫ الدنو �أو االقتراب ‪.approach‬‬‫‪41 - James A. Schellenberg and Lawrence S. Bee, A Re-Examination of the Theory of Complementary‬‬ ‫‪Needs in Mate Selection, Marriage and Family Living, Vol. 22, No. 3 “Aug., 1960”, pp. 227-232‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪41‬‬


‫ اال�ستقاللية ‪.autonomy‬‬‫ االحترام �أو التبجيل ‪deference‬‬‫ الهيمنة ‪.dominance‬‬‫ العدائية ‪.hostility‬‬‫ العناية والحنو ‪.nurturance‬‬‫ التقديرواالعتراف ‪.recognition‬‬‫ الطموح ‪. aspiration status‬‬‫ المقاومة ‪. striving status‬‬‫ الم�ساعدة ‪.succorance‬‬‫بالإ�ضافة �إلى ثالث �سمات عامة �أخرى‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫ القلق ‪.anxiety‬‬‫ االنفعال ‪.emotionality‬‬‫ التحمل ‪.vicariousness‬‬‫ولقد ُطورت نظرية تكامل الحاجات حول االختيار الزواجي واختبرت من قبل ون�ش ‪Winch‬‬ ‫وزمالئه‪ ،‬الذي قام بقيا�س نمط الحاجات عند عينة من الطالب بلغ عددهم ‪ 25‬وزوجاتهم‪،‬‬ ‫وتبين وجود عالقة بين مجموعة كبيرة من الحاجات بين الأزواج؛ مما يثبت وجهة نظره ب�أن‬ ‫االختيار الزواجي يبنى على نمط الحاجات لدى الفرد ويوجه عملية اختيار الزوج �أو الزوجة‬ ‫‪ . 42‬ومن وجهة نظر ون�ش ف�إن �أهمية هذه النظرية تكمن في قدرتها على فح�ص العالقة‬ ‫وتحليلها بين حاجات ال�شريكين‪� ،‬سواء �أكانوا مقبلين على الزواج �أم من المتزوجين فعال‪.‬‬ ‫وتربط هذه النظرية بين الحاجات النف�سية والأ�سرة التي تربى بها الفرد؛ �أي �أن تاريخ‬ ‫‪42 - Charles E.Bowerman, Barbara R. Day, A Test of the Theory of Complementary Needs as Applied to‬‬ ‫‪Couples During Courtship, American Sociological Review, Vol. 21, No. 5 “Oct., 1956”, pp. 602-605.‬‬

‫‪42‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫طفولة الفرد له دور �أ�سا�سي في �أكت�ساب الفرد خ�صائ�ص و�سمات �سيكولوجية معينة‪ ،‬ولتي‬ ‫ت�ؤثر فيما بعد في اختياره �شريك حياته الذي �سيك ّون معه ا�سرة وينجب من خاللها الأطفال‪،‬‬ ‫فالمر�أة �سوف تختار رج ًال ي�شبه �أبيها واالبن �سوف يختار زوجة ت�شبه �أمه بتاثير من النظرية‬ ‫الفرودية في تف�سير ال�سلوك الإن�ساني‪ .‬وت�ستخدم هذه النظرية في تف�سير ظواهر مثل �أ�سباب‬ ‫ا�ستمرار العنف الأ�سري لدى الأجيال‪.‬‬ ‫ويالحظ �أن جميع االتجاهات النظرية ال�سابقة تقدم تف�سيرات لمعايير االختيار الزواجي‬ ‫ترتبط �إما بالفرد نف�سه وبتطوره البيولوجي واحتياجاته و بتكوينه النف�سي‪� ،‬أو بالمحيط‬ ‫االجتماعي الذي ين�ش�أ فيه‪ ،‬وبجماعته القرابية التي ت�ؤثر في �أفكاره وخياراته‪ ،‬ويكت�سب من‬ ‫خاللها وجوده االجتماعي‪ .‬وفي هذا الإطار �سوف ي�ساعد تكامل التف�سيرات على تقديم فهم‬ ‫�أف�ضل لطبيعة االختيار الزواجي وت�أثيره في الفرد وعلى البنى االجتماعية‪ ،‬وعلى �أو�ضاع‬ ‫ال�شباب وعالقاتهم الزواجية و�أدوارهم الأ�سرية‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪43‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل الرابع‬

‫�أهم معايري االختيار الزواجي‬ ‫‪ -‬تحليل لنتائج دراسات في مجتمعات مختلفة ‪-‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪45‬‬


‫تت�أثرعملية االختيار الزواجي بمجموعة من المعايير �أو ال�صفات التي تميز ال�شخ�ص‬ ‫وت�سهم في تحديد موا�صفات ال�شريك المقبل العالقة الزوجية ‪ ،‬وتجعل المقبلين �أو الراغبين‬ ‫في الزواج �أو �أ�سرهم‪ ،‬يبحثون عن هذه الموا�صفات لكي ُيحددوا الموقف من االختيار‪ ،‬وفيما‬ ‫ي�أتي �شرح لأهم هذه العوامل من واقع نتائج الدرا�سات في مجتمعات مختلفة‪ ،‬والتي �أظهرت‬ ‫تباين المعايير التي ت�ؤثر في اختيار ال�شريك بين المجتمعات ‪:‬‬ ‫�أوال ‪ :‬العمر‪:‬‬ ‫رغم �أن ال�شكل التقليدي لعملية االختيار الزواجي تتمثل في �أن يختار الرجال والن�ساء‬ ‫�شركاءهم المت�شابهين معهم‪ ،‬نجد �أن هناك اختال ًفا بالن�سبة للعمر‪ ،‬حيث ت�شير درا�سات‬ ‫علم النف�س االجتماعي �إلى �أن هناك اختالفات في اختيار ال�شريك بين الذكور والإناث‬ ‫مبنية على العمر المف�ضل لل�شريك؛ ففي حين يف�ضل ال�شباب الرجال الن�ساء الأ�صغر �سنا‬ ‫منهم‪ ،‬تف�ضل الن�ساء الرجال الأكبر �سنا منهن‪ ،‬وهو ما ت�شير �إليه درا�سات علم النف�س‬ ‫نموذج�أ تطور ًّيا لالختيار‬ ‫االجتماعي‪ ،‬في المقابل نجد �أن علم النف�س ال�سلوكي قد �صاغ‬ ‫ً‬ ‫الزوجي وال�ستراتيجية الإنجاب مبنية على العمر والفروق بين الجن�سين‪ ،‬و�أظهرت نتائج‬ ‫�ست درا�سات في هذا المجال �أن االختيار الزوجي يت�أثر بتقدم العمر بالن�سبة للرجال؛ ففي‬ ‫البداية يف�ضلون زوجة �أ�صغر منهم قليال‪ ،‬ثم مع تقدم العمر يتجهون لتف�ضيل �أن يكون الفارق‬ ‫�أكبر‪� ،‬أما الن�ساء فهن يف�ضلن �أن يكون الزوج �أكبر قليال‪ ،‬وال يتغير هذا االتجاه في االختيار‬ ‫مع تقدمهن في العمر ‪.43‬‬ ‫فعلى م�ستوى ال�سن على وجه التحديد‪� ،‬أ�شارت درا�سات �أخرى �إلى �أنه كلما انخف�ض عمر‬ ‫الزوج عند الزواج ق ّل الفارق في ال�سن بين الزوجين‪ ،‬والعك�س �صحيح ‪ ،‬في المقابل ف�إن‬ ‫الفارق في ال�سن بين الزوجين يتناق�ص مع ارتفاع عمر الزوجة عند الزواج ‪.44‬‬ ‫ ‪43 - Kenrick DT; Keefe, Age preferences in mates reflect sex differences in human reprodu‬‬‫‪tive strategies, Behavioral and Brain Sciences. 1992 Mar; 15(1”:75-91.‬‬ ‫ ‪44 - Lee, GR, Age a marriage and marital satisfaction: A multivariate analysis with implic‬‬‫”‪tions for marital stability, Journal of marriage and the family, 1977.‬‬

‫‪46‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ولقد �أكدت درا�سة �سبر�شر هافيلد ‪ Sprecher, S.Sullivanand Hafield‬في عام‬ ‫‪ ،45 1994‬التي �شارك فيها ‪� 329‬أميركيا من الجن�سين من فئة الأعزب �ضمن الفئة العمرية‬ ‫‪� 35-19‬سنة طلب منهم بالإدالء ب�آرائهم حول ‪� 12‬صفة من موا�صفات ال�شريك �أهمية عامل‬ ‫�سن ال�شريك عند الإختيار ‪ ،‬حيث بينت الدرا�سة الآتي ‪:‬‬ ‫ ك�شفت الن�ساء عن رغبتهن في الزواج بمن �أقل منهن و�سامة و�أكبر منهن عمرا بخم�سة‬‫�سنوات وم�ستوى تعليمي ومهني �أعلى‪.‬‬ ‫ ك�شف الذكور عن الرغبة بالزواج بمن هن �أكثر و�سامة منهم و�أ�صغر عمرا بـ ‪� 5‬أعوام‬‫ومن م�ستوى تعليمي �أعلى ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ال�شكل اخلارجي واجلاذبية ‪:‬‬ ‫�أظهرت درا�سة فينجولد ‪ 46 1992 Feingold‬التي �أجريت على ‪ 48‬من الذكور و ‪ 61‬من‬ ‫الإناث‪ ،‬وا�ستهدفت التعرف على الم�ؤ�شرات التي ي�ستند عليها الفرد عند تقييم جاذبية‬ ‫الجن�س الآخر‪� ،‬أن الرجال يعطون وزنا لجاذبية الإناث الج�سدية بينما �أعطت الإناث وزنا‬ ‫�أكبر لطموح الرجل ومكانته االقت�صادية وحالته المزاجية‪ .‬وهي نف�س النتيجة التي �أثبتتتها‬ ‫درا�سة �سبر�شر هافيلد ‪ Sprecher, S.Sullivanand Hafield‬ال�سابقة ‪.‬‬ ‫�إال �أن درا�سة باميال ريجان ‪ Pamela C. Regan‬والين بر�شايد ‪Ellen Berscheid‬‬ ‫عام ‪ 1997‬حول ال�صفات المف�ضلة في الزوج �أو ال�شريك قد �أظهرت عدم وجود فروق بين‬ ‫الجن�سين بالن�سبة ل�صفات الجاذبية وال�شكل وكذلك بالن�سبة لل�صفات االجتماعية والقوة‬ ‫المادية والدرجة العلمية لل�شريك‪ ،‬وهذة نتيجة تختلف عن ما هو مت�صور ب�أن الإناث يف�ضلن‬ ‫ ‪45 -Sprecher, S.Sullivanand Hafield, mate selection preferences: gender differences exa‬‬‫‪ined in national sample .journal of personality and social psychology, 1994.‬‬ ‫‪46 -Feingold ,Alan : gender differences in mate selection preferences : a test of the parental‬‬ ‫‪investment model psychological bulletin 1992.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪47‬‬


‫ال�صفات الأخيرة ‪ . 47‬وفي درا�سة حديثة �أجرتها كري�ستين �إيفانز ‪ Kristen Evans‬عام‬ ‫‪ 2007‬ا�ستهدفت التعرف على الخ�صائ�ص التي ت�ؤثر في اختيار ال�شريك‪ ،‬وتحديد عما �إذا‬ ‫كانت هناك فروق بين الجن�سين في هذا المجال‪ ،‬تبين عدم وجود فروق بين الجن�سين‬ ‫بالن�سبة ل�صفة الذكاء والجاذبية بو�صفها �صفات مف�ضلة في ال�شريك‪ ،‬في حين كانت �صفة‬ ‫الطيبة �أو العطف قد وجدت �أ�ستجابة �أكبر بين الإناث ك�صفه مف�ضلة في ال�شريك ‪.48‬‬ ‫ونتو�صل من خالل هذه النتائج �إلى �أن الن�ساء �أقل اهتماما من الرجال بال�شكل الخارجي‬ ‫لل�شريك‪ .‬فالحكم على ال�شكل مهم بالن�سبة للرجل في عملية االختيار �أكثر من المر�أة‪ ،‬ويمكن‬ ‫ربط هذه الخا�صية باتجاه الرجال لإعادة الزواج �أو الدخول في عالقة عاطفية جديدة عندما‬ ‫تتقدم الزوجة �أو ال�شريكة في العمر‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الدين والأخالق والعاطفة ‪:‬‬ ‫ك�شفت درا�سة بدادا وتيمان ‪ Badahdah - Tieman‬في عام ‪ 49 2005‬عن �أهمية المعيار‬ ‫الديني خ�صو�صا في المجتمعات الم�سلمة‪ ،‬حيث قام الباحثان بتحليل م�ضمون ‪� 500‬إعالن‬ ‫من �إعالنات الزواج الخا�صة بالم�سلمين الذين يعي�شون في الواليات المتحدة االميركية‪،‬‬ ‫وتبين �أنه ال فروق بين الجن�سين في ما يتعلق بجاذبية المظهر الخارجي المطلوب توفره لدى‬ ‫ال�شريك‪� ،‬إال �أن الإناث �أعطين وزنا �أكبر من الذكور ب�أن يكون ال�شريك المرتقب متم�سكا‬ ‫بالدين‪ ،‬و�أن يكون عاطفيا‪ ،‬ولديه �إمكانات مادية‪ ،‬وا�شتراط �أن يكون �أكبر �سنا منهن‪ ،‬في‬ ‫حين تطلب الذكور زوجة �أ�صغر منه �سنا ‪.‬‬ ‫‪47 - Pamela C. Regan, Ellen Berscheid, Gender Differences in Characteristics Desired in a‬‬ ‫‪Potential Sexual and Marriage Partner,Journal of Psychology & Human Saxuality, Volume 9,‬‬ ‫‪Issue ,January 1997 , pages 25 - 37 .‬‬ ‫‪48 -Kristen Evans, Journal of Social and Personal Relationships, Vol. 24, No. 5, 781-791‬‬ ‫”‪“2007‬‬ ‫ ‪49 -Badahdah , Abdullah Mohamed, Tieman Kathleen A, mate selection criteria among Mu‬‬‫‪lims living in America : evolution and human behavior , Volume 26, Issue 5, Pages 432-440‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪48‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وقارنت درا�سة ‪ -‬عبر ثقافية ‪ -‬بين ثقافة المجتمع الهندي والمجتمع الأمريكي �أجريت‬ ‫عام‪ ،50 2005‬عن الفوارق واالختالفات الجوهرية بين الأميركيين والهنود‪ ،‬فالأميركيون‬ ‫هم �أكثر تف�ضيال للموا�صفات المادية المح�سو�سة كالمظهر والثراء ثم ال�شخ�صية‪� ،‬أما‬ ‫الهنود فقد �أولوا االهتمام بموا�صفات المحافظة كالحب وااللتزام‪ ،‬كما ترتفع لديهم قيمة‬ ‫م�ؤ�شرات جودة الزواج‪ ،‬مثل‪ :‬الترابط العاطفي‪ ،‬واالخال�ص لل�شريك‪ ،‬وااللتزام الأ�سري‪.‬‬ ‫والنتيجة نف�سها �أظهرتها درا�سة �شانج ‪ Chuang 51‬وهي عبارة عن ‪ 3‬م�سوحات على عينة‬ ‫من ‪ 644‬من الطالب الجامعيين في المجتمع ال�صيني‪ ،‬يتوزعون بين ‪ 278‬من الإناث و ‪366‬‬ ‫من الذكور‪ ،‬حيث تبين �أن الن�ساء هن �أكثر تف�ضيال للمبادئ الأخالقية واالن�سجام واالتفاق‬ ‫مقارنة بالجمال والتركيز على �أهمية ال�شكل الخارجي عند الذكور‪.‬‬ ‫وفي درا�سة �أجريت على عينة من ال�شباب في المجتمع الم�صري ‪ 52‬بلغت ‪ 700‬تتراوح‬ ‫�أعمارهم بين ‪� 36- 18‬سنة حول الزواج وموا�صفات ال�شريك التي يرغبون به تبين �أن الزواج‬ ‫كنتاج لعالقة عاطفية كان هو النمط المف�ضل لدى العينة‪ ،‬يليه في المرتبة الزواج التقليدي‬ ‫�أو اختيار الأهل ثم الأ�صدقاء‪ .‬وكانت هناك فروق ح�سب متغير الجن�س ل�صالح الإناث في كال‬ ‫النمطين؛ الزواج عن طريق عالقة عاطفية والزواج عن طريق الأهل‪ ،‬وهذا يك�شف عن تداخل‬ ‫العنا�صر التقليدية في الزواج مع الطرق الحديثة‪ ،‬وتواجه الإناث تناق�ضات في اتجاهاتهن‬ ‫�أكبر من الذكور‪ ،‬ويظهر ذلك � ً‬ ‫أي�ضا من خالل ما ك�شفت عنه الدرا�سة من �أن الذكور �أكثر‬ ‫تقبال للزواج من زوجة جن�سية �أخرى في حين انعدمت تقريبا �آراء الإناث بالن�سبة لهذا‬ ‫المو�ضوع ‪ .‬و�أظهرت الدرا�سة اهتمام العينة بموا�صفات ال�شريك الج�سدية والتدين ثم باقي‬ ‫الموا�صفات‪ ،‬ولم تكون هناك فروق بين الجن�سين في هذا المجال‪ ،‬وي�شير اهتمام عينة‬ ‫ال�شباب الم�صري ب�صفة التدين ك�أحد المعايير التي يتم من خاللها اختيارال�شريك �إلى دور‬ ‫الدين في المجتمعات ال�شرقية ب�شكل عام ‪.‬‬ ‫ ‪50 -Myers ,Jane E.etal ,marriage satisfaction and wellness in India and united states : a pr‬‬‫‪liminary comparison of arranged marriages and marriages of choice , journal of counseling‬‬ ‫‪and development , 2005.‬‬ ‫‪51 - Chuang, yao-chia. Sex differences in mate selection preference and sexual strategy: tests‬‬ ‫‪for evolutionary hypotheses Chinese journal of psychology,2002‬‬ ‫‪ - 52‬حممد ح�سن غامن‪ ،‬ال�شباب املعا�صر و�أزماته‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الدار العربية للن�شر‪.2007 ،‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪49‬‬


‫وفي �ضوء الفروق بين الجن�سين في معايير االختيار الزوجي‪ ،‬التي ك�شفت عنها الدرا�سات‬ ‫في مجتمعات مختلفة‪ ،‬وكذلك الفروق بين المجتمعات في مجال دور الدين والقيم في‬ ‫الت�أثير على معايير االختيار الزواجي‪ ،‬يمكن ر�صد اختالفات بين المجتمعات ال�شرقية مقابل‬ ‫المجتمعات الغربية في هذا المجال‪ ،‬هذه االختالفات قد �أفرزتها عملية تاريخية بعيدة المدى‬ ‫�شكلت الثقافات وارتبطت بالظروف االجتماعية واالقت�صادية واتجاهات التغير االجتماعي‬ ‫في تلك المجتمعات‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى اختالف منهج التغير‪ ،‬ودرجة �سرعته‪ ،‬وطبيعة المجاالت‬ ‫التي �شملها التغير االجتماعي بين المجتمعات؛ ففي الوقت الذي ت�سود فيه الثقافة المادية في‬ ‫المجتمعات ال�صناعية‪ ،‬نجد �أن المجتمعات في الدول النامية ال تزال تت�أثر بالقيم الروحية‬ ‫والدينية‪ .‬وت�شمل مظاهر التنوع الثقافي الأطر الت�صورية عن الحياة والعالقة بين الجن�سين‬ ‫وعن الزواج والأ�سرة كم�ؤ�س�سة اجتماعية‪ ،‬وي�شمل � ً‬ ‫أي�ضا طرق تنظيم الحياة الأ�سرية وتوزيع‬ ‫الأدوار والنظرة لكل جن�س‪ .‬ولقد انعك�س كل هذا التنوع ‪ ،‬على محددات االختيار الزواجي‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل اخلام�س‬

‫التغري االجتماعي واالختيار‬ ‫الزواجي يف جمتمعات‬ ‫اخلليج العربية‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪51‬‬


‫في ظل منظومة ثقافية تف�ضل الزواج من الأقارب‪ ،‬وتحدد لل�شباب طرق الزواج وموا�صفات‬ ‫ال�شريك‪ ،‬كان االختيار الزواجي الم�ستقل يكاد يكون معدوما بالن�سبة للمقبلين على الزواج‬ ‫من ال�شباب في المنطقة‪ ،‬حيث كان يت�أثر ب�شكل كبير بر�أي العائلة‪ ،‬ويختفي منه القرار‬ ‫الفردي واالختيار المبني على القناعات ال�شخ�صية لل�شريك‪ ،‬وكانت الإناث �أكثر ت�أثرا بالأطر‬ ‫التقليدية في االختيار الزواجي‪ ،‬فهل تغيرت الأمور؟ وهل �أ�صبح لل�شباب في المنطقة دور‬ ‫�أ�سا�سي في عملية اختيار ال�شريك؟‪ ،‬وماهي طبيعة التغيرات التي حدثت وفي �أي اتجاة؟‪.‬‬ ‫وللإجابة على هذة الت�سا�ؤالت ور�صد التحوالت والتغيرات التي حدثت �سوف نقوم في هذا‬ ‫الف�صل بمراجعة وفح�ص نتائج الدرا�سات حول مو�ضوع االختيار الزواجي في فترات زمنية‬ ‫متعاقبة في مجتمعات الخليج‪.‬‬ ‫االختيار الزواجي وعنا�صر التحديث‪:‬‬ ‫من المفتر�ض �أن ت�ؤدي عوامل التحديث الممتدة من ‪ 1950‬حتى الآن‪ ،‬كتغير �أنماط العمل‬ ‫وال�سكن وانت�شار التعليم وارتفاع م�ستوياته “كزيادة عدد �أ�صحاب الم�ؤهالت الجامعية”‬ ‫وانت�شار و�سائل الإعالم ومظاهراالحتكاك الثقافي‪� ،‬إلى موجات من التغير االجتماعي‪ ،‬والتي‬ ‫غالبا ما تكون الأ�سرة المجال الحيوي لمثل تلك التغيرات‪ .‬فبقدر ماتكون التحوالت جوهرية‬ ‫مثل التغيرات في البنية والتركيب كاختفاء �شكل الأ�سرة الممتدة لكي تحل محلها الأ�سرة‬ ‫الزواجية “وهو المظهر الذي ك�شفت عنه الم�سوح االجتماعية وال�سكانية في مجتمعات‬ ‫الخليج”‪ ،‬تكون هناك تغيرات في الأدوار وفي طبيعة العالقات الأ�سرية واالجتماعية ب�شكل‬ ‫عام‪ .‬فهل �أدت هذه التغيرات �إلى تغيرات في �شكل العالقات ومداها ودرجة ت�أثيرها في‬ ‫حياة الفرد‪� ،‬أو �إلى تغيرات في الأفكار واالتجاهات‪ ،‬ومن بينها ا�ستقاللية ر�أي الفرد بالن�سبة‬ ‫للقرارات التي ت�ؤثر في حياته ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫وعند هذا الحد‪ ،‬ف�إن ت�سا�ؤالت �ضرورية يجب �أن تثار‪ ،‬مثل‪� :‬إذا كانت هذه التغيرات مطلوبة‬ ‫في ظل ارتفاع معدالت الطالق والخالفات الأ�سرية‪ ،‬وتزايد عدد حاالت العنف الأ�سري عند‬

‫‪52‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الأ�سرة الخليجية‪ .‬فهل �أ�سلوب الزواج الذي يكون للفرد فيه دور في عملية االختيار �أكثر‬ ‫�ضمانا لال�ستقرار الأ�سري؟ و�إذا كان كذلك فلماذا ترتفع معدالت الطالق في المجتمعات‬ ‫الغربية‪ ،‬التي ت�سودها النزعة الفردية‪ ،‬وتكون فيها عملية االختيار الزواجي م�ستقلة �إلى حد‬ ‫كبير؟ �أم �أن عدم اال�ستقرار الأ�سري يت�أثر بمجموعة عوامل يكون االختيار الزواجي �أحدها‪،‬‬ ‫ومن ثم ال يعود الزواج المنظم هو الم�سئول عن الم�شكالت الأ�سرية؟‪.‬‬ ‫و�سوف تحاول الدرا�سة الحالية البحث في التغيرات التي حدثت في مجال االختيار‬ ‫الزواجي وموا�صفات ال�شريك ونظرة ال�شباب لل�شريك والأدوار الزواجية‪ ،‬من خالل تحليل‬ ‫نتائج الدرا�سات ال�سابقة حول هذا المو�ضوع‪ ،‬خ�صو�صا و�أن درا�سات االختيار الزواجي في‬ ‫المنطقة قد بد�أت منذ فترة تزيد على ‪� 30‬سنة‪ ،‬كما �أنها كانت من �أكثر المجاالت التي‬ ‫دُر�ست‪ ،‬الأمر الذي يوفر قاعدة بيانات تتيح ر�صد وتتبع التغيرات في مواقف ال�شباب بين‬ ‫فترات زمنية مختلفة‪ ،‬بالن�سبه من اختيار ال�شريك‪ ،‬والقدرة على �صياغة قراراتهم نحو بع�ض‬ ‫الق�ضايا ومن بينها ق�ضية اختيار ال�شريك والتي هي م�ؤ�شر على التحرر من القيود العائلية في‬ ‫عملية االختيار وكنتاج للتغيرات االجتماعية ‪.‬‬ ‫�أوال ‪ :‬حرية االختيار الزواجي ‪:‬‬ ‫كانت �أول درا�سة �أجريت حول �أ�س�س االختيار الزوجي في �سنة ‪ 1965‬على عينة م�ؤلفة من‬ ‫‪ 818‬من الذكور غير المتزوجين في الكويت في المجتمع الكويتي ‪ ، 53‬قد ك�شفت عن �أن ‪%72‬‬ ‫من العينة “وكلهم من الذكور” يف�ضلون اختيار زوجاتهم ب�أنف�سم‪ ،‬وانق�سمت �آرا�ؤهم بين‬ ‫م�ؤيد ومعار�ض للزواج من الأقارب‪ ،‬وك�شفت الدرا�سة عن �أن ‪ %89‬من العينة يرون ب�أن تعدد‬ ‫الزوجات �أمر غير �ضروري‪ ،‬وي�شير موقف العينة هذا �إلى حدوث تغيرات في مفاهيم الزواج‬ ‫�آنذاك نتيجة عوامل التحديث التي دخلت على المجتمع الكويتي‪.‬‬ ‫‪ - 53‬عبد اهلل غلوم ح�سني وعزت �سيد ا�سماعيل‪ ،‬الزواج يف الكويت ‪ ،1965‬مطبعة حكومة الكويت‪ ،‬يف‪� ،‬أ�سعد وطفة عي�سى االن�صاري‪ ،‬اجتاهات طالب جامعة‬ ‫الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ‪،‬اجملة العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪ :‬جملد ‪ ،33‬العدد ‪.2005 ،3‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪53‬‬


‫�إال �أن الق�ضية الهامة بالن�سبة لدور التحديث في تغير المفاهيم يتمثل في؛ مدى قدرة‬ ‫م�ؤثرات التحديث على بناء تغيرات تراكمية في الأفكار والقيم و�أنماط ال�سلوك‪ ،‬فالواقع ي�شير‬ ‫�إلى حدوث تغير اجتماعي في مجتمعات الخليج في تلك الفترة‪ ،‬ولكن هل ا�ستمر بالوتيرة‬ ‫نف�سها‪ ،‬وفي االتجاه ذاته‪ ،‬هذا ما �سوف ُيحلل باال�ستناد �إلى مقارنة نتائج الدرا�سات التي‬ ‫تمت في المنطقة حول اتجاهات ال�شباب نحو الزواج واالختيار الزواجي خالل فترات زمنية‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي بد�أ فيه المجتمع الكويتي �شوط التحديث مبكرا عن باقي الدول‬ ‫الخليجية‪ ،‬نجد �أن االتجاهات نحو بع�ض ق�ضايا الزواج قد تغيرت في حقبة الت�سعينيات من‬ ‫القرن الع�شرين والعقد الأول من الألفية الجديدة‪ ،‬حيث اتجهت نحو المحافظة بعك�س فترة‬ ‫ال�ستينيات وال�سبعينيات‪ ،‬التي ات�سمت باالتجاه نحو الحداثة‪ ،‬ولقد حدث ذلك رغم �أن الكويت‬ ‫لم تقطع �شوطا كبيرا في التحديث في تلك الفترة‪ ،‬ومع ذلك ف�إن زخم وتيرة التغير وت�سارعها‬ ‫انعك�س على ال�شباب واتجاهاتهم نحو الزواج‪.‬‬ ‫وجاءت نتائج درا�سة ال�سيد الح�سيني وجهينة العي�سى في �سنة ‪ ،54 1981‬التي �أجريت على‬ ‫‪ 160‬طالب وطالبة من جامعة قطر في الإطار نف�سه‪ ،‬حيث ر�أى �أفراد العينة �إمكانية الح�صول‬ ‫على الزوج �أو الزوجة المنا�سبة‪ .‬ولم تكن الفروق كبيرة بين الجن�سين ولكن الذكور كانوا �أكثر‬ ‫ثقة من الإناث في العثور على الزوجة المنا�سبة‪ ،‬ومع ذلك �أظهرت درا�سة �أجراها علي ليلة‬ ‫و�آخرون حول اتجاهات ال�شباب القطري في �سنة ‪ 55 1991‬على عينة قوامها ‪� 540‬أن ‪ %44‬من‬ ‫العينة يرون ب�أن عدم وجود فر�ص حقيقية لالختيار الزواجي يعد من الم�شكالت الأ�سا�سية‬ ‫التي يواجهها ال�شباب القطري‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى غالء تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫ولعل هذا يك�شف عن حقيقة هامة‪� ،‬أال وهي �أنه على الرغم من �أن ال�شباب يعتقد ب�إمكانية‬ ‫ح�صوله على زوجة منا�سبة ف�إنه يدرك قلة فر�ص االختيار المتاحة �أمامه ب�سبب العادات‬ ‫والتقاليد التي تمنع الر�ؤية قبل الزواج‪ .‬ومع ذلك ف�إنه في ال�سنوات الأخيرة وخ�صو�صا منذ‬ ‫‪ - 54‬ال�سيد احل�سيني‪ ،‬جهينة العي�سى ‪:‬درا�سة حول االجتاهات والقيم املرتبطة بالزواج لدى ال�شباب القطري‪،‬جامعة قطر‪ ،‬حولية‬ ‫كلية الآداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.1981 ، 3‬‬ ‫‪ - 55‬علي ليله و�آخرون‪ ،‬ال�شباب القطري‪� :‬إهتماماته وق�ضاياة‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪54‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫بداية العقد الأول من الألفية الجديدة بد�أت الأمور بالتغير التدريجي‪ ،‬حيث بد�أ المجتمع‬ ‫يف�سح مجاال �أكبر للمخطوبين؛ لكي يروا بع�ضهما قبل الزواج في المجتمع القطري بالذات ‪.‬‬ ‫ويالحظ �أن م�شكلة االختيار الزواجي تظهر في كل المجتمعات الخليجية؛ ففي درا�سة‬ ‫�أجراها خالد ال�شالل ‪1997‬على ال�شباب الكويتي ‪� 56‬أفاد ال�شباب ب�أن غياب حرية االختيار‬ ‫والعراقيل التي ي�ضعها الأهل من �أهم المعوقات التي يواجهها ال�شباب عند رغبتهم بالزواج‬ ‫‪ ،57‬ثم ارتفاع تكاليف الزواج‪..‬الخ ‪.‬‬ ‫وفي درا�سة �أخرى لأبراهيم الجوير �سنة ‪�1995‬أجريت على المجتمع ال�سعودي حول ت�أخر‬ ‫ال�شباب الجامعي في الزواج تبين �أن �أفراد العينة يجدون �صعوبة في االختيار الزواجي ت�أتي‬ ‫من بين �أهم العوامل الم�ؤدية �إلى ت�أخر ال�شباب الجامعي في الزواج‪ ،‬وموا�صلة التعليم‪،‬‬ ‫وارتفاع تكاليف الزواج‪ ،‬وم�س�ؤولياته‪ ،‬وغالء المهور‪ ،‬وقلة دخل الأ�سرة‪ ،‬والرغبة في الزواج‬ ‫من �سعودية‪ ،‬كما بينت الدرا�سة ت�أثر ال�شباب ال�سعوديين ب�أفكار الوافدين‪ ،‬وكذلك �إلحاح‬ ‫الأهل والأقارب على ال�شباب بالزواج من القريبات‪ ،‬وعدم توفر ال�سكن المالئم‪.‬‬ ‫وتتفق هذه النتائج مع نتائج درا�سة �أجراها محمد المطوع ‪ 58‬على عينة من ‪ 548‬من طلبة‬ ‫المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية والجامعية في مجتمع الإمارات‪ ،‬بهدف ا�ستك�شاف‬ ‫الم�شكالت الطالبية‪ ،‬ومن بينها تلك المتعلقة بالإعداد للزواج فقد تبين �أن غالء المهور‬ ‫هو عائق كبير �أمام ال�شباب كما �أن هناك تحجي ًما لعملية االختيار الفردي ل�شريك الزواج‬ ‫المرتقب وكذلك تحكم الأهل في االختيار‪.‬‬ ‫وهذه النتائج ت�شير �إلى �أن ال�شباب ال يزال يخ�ضع لنمط الزواج المنظم‪ ،‬رغم �أن �شباب‬ ‫فر�صا �أكبر لهم في االختيار الزواجي‪� ،‬إال �أن‬ ‫ال�ستينيات وال�سبعينات كانوا يرون �أن هناك ً‬ ‫الدرا�سات الحديثة على �شباب المنطقة تظهر م�ؤ�شرات تدل على تراجع هذه الثقة‪.‬‬ ‫‪ - 56‬خالد ال�شال ل‪ ،‬الزواج يف املجتمع الكويتي ‪ :‬تف�ضيالت االختيار الزوجي ومعوقاته يف املجتمع الكويتي‪ ،‬حوليات كلية الرتبية‪ ،‬جامعة الكويت ‪،‬العدد‬ ‫‪.18،1998‬‬ ‫‪� - 57‬أبراهيم اجلوير‪ ،‬تاخر ال�شباب اجلامعي يف الزواج ‪ :‬امل�ؤثرات واملعاجلة‪ ،‬الريا�ض ‪ :‬مكتبة العبيكان‪.1995 ،‬‬ ‫‪ - 58‬حممد املطوع‪ ،‬م�شكالت ال�شباب يف جمتمع متغري م�سح اجتماعي بالعينة للطالب والطالبات يف دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬جملة الآداب ‪ .‬العدد‬ ‫“‪ . ”7‬جامعة الإمارات العربية املتحدة‪.1991،‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪55‬‬


‫وقد ك�شفت درا�سة حديثة لفهد النا�صر و�سعاد �سليمان في عام ‪59 2007‬على عينة من‬ ‫ال�شباب الكويتي والعماني حول معايير االختيار الزواجي بلغ قوامها ‪ 619‬مفردة من ال�شباب‬ ‫المقبلين على الزواج‪ ،‬وتوزعت ح�سب الجن�س بن�سبة ‪ %48.6‬للذكور وبن�سبة ‪ %51.4‬للإناث‬ ‫�إلى �أن �أفراد العينة بف�ضلون �أن يكون �شريك الحياة من الجن�سية نف�سها‪ ،‬بمعنى �أن ال�شباب‬ ‫الكويتيين يف�ضلون �أن يكون �شريك الحياة من الجن�سية الكويتية‪ ،‬وكذلك ال�شباب العمانيون‬ ‫يف�ضلون �أن يكون �شريك الحياة من الجن�سية العمانية‪ .‬وك�شفت الدرا�سة � ً‬ ‫أي�ضا عن �أن االرتباط‬ ‫الزواجي من غير الأقارب هو ما تف�ضله �أكثرية ال�شباب‪ ،‬كما �أنهم يميلون �إلى تف�ضيل ال�سكن‬ ‫الم�ستقل “ولي�س مع �أهل الزوج �أو مع �أهل الزوجة”‪ .‬وهذا يك�شف عن �أن ال�شباب يريد �أن‬ ‫يغير مفاهيم الزواج التقليدي‪ ،‬وال ي�ؤمن بها لكنه في الغالب ير�ضخ لها‪.‬‬ ‫ومن الوا�ضح �أن الزواج في المنطقة يتم تحت ت�أثير الأهل والأقارب‪ ،‬وهو �أمر يتفق مع‬ ‫نتائج الدرا�سات حتى في المجتمعات الغربية‪ ،‬التي ك�شفت عن �أن االختيار الزواجي ال يتم‬ ‫من خالل قناعات فردية؛ فالموقف المجتمعي والبيئة المحيطة بالفرد لها العامل الأكبر‬ ‫في تحديد من يكون ال�شريك في الزواج‪ ،‬ولكن مجتمعاتنا تت�أثر ب�صورة �أكبر بهذا المعيار‬ ‫التف�ضيلي لزواج الأقارب �أو �أبناء العمومة �أو الخ�ؤولة‪ ،‬حيث ينت�شر بها نمط زواج يف�ضل‬ ‫الزواج من الأقارب‪ ،‬ولقد ك�شفت درا�سة على طالبات جامعة قطر بلغ حجم الم�شاركات بها‬ ‫‪ 2787‬طالبة عن انت�شار زواج الأقارب بين المتزوجات منهن ‪.60‬‬ ‫ويعد زواج الأقارب ً‬ ‫نمطا يحظى بالموافقة عليه اجتماعي ًا في الوطن العربي منذ عهد‬ ‫زواجا يلم �شمل الأ�سرة من جهة‪ ،‬كما يخفف من الأعباء‬ ‫طويل‪ ،‬حيث ينظر �إليه بو�صفه ً‬ ‫المادية وتكاليف الزواج من جهة �أخرى‪ ،‬حيث ال يطلب العم من ابن �أخيه مهر ًا غالي ًا من‬ ‫باب القرابة والمحبة‪ ،‬وقد تعارف النا�س على �أن البن العم الحق والأولوية في الزواج من ابنة‬ ‫عمه‪ ،‬وكان المثل ال�شعبي يقر ب�أن ابن العم يتمكن من خطف ابنة عمه من “الجلوة” �أي حين‬ ‫‪ - 59‬فهد النا�صر‪� ،‬سعاد �سليمان‪ ،‬معايري االختيار الزواجي لدى ال�شباب يف املجتمع اخلليجي ‪ :‬درا�سة مقارنة بني ال�شباب الكويتي وال�شباب العماين‪ ،‬الكويت‪:‬‬ ‫جملة درا�سات اخلليج واجلزيرة العربية – العدد ‪ – 127‬ال�سنة ‪� ،33‬أكتوبر ‪.2007،‬‬

‫‪ - 60‬كلثم الغامن‪ ،‬العنف �ضد املر�أة‪ ،‬درا�سة م�سحية على طالبات جامعة قطر‪ ،‬املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة‪ ،‬الدوحة ‪.2006،‬‬

‫‪56‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫تكون مهي�أة ومزينة كعرو�س لغيره‪� ،‬إال �أن ذلك التعارف �إنما توا�ضع عليه النا�س‪ ،‬ولم يرد فيه‬ ‫ن�ص �شرعي �أو قانوني‪ ،‬وال بد من الت�أكيد والتذكير �أن العم وابن العم لي�س لهما حق �شفعة‪ ،‬وال‬ ‫�إرغام على الزواج‪ ،‬ولي�س البن العم حق �شرعي ‪� ،‬أو قانوني‪ ،‬في الزواج من ابنة عمه ق�سر ًا‪،‬‬ ‫بل على العك�س من ذلك فقد ثبت �أن زواج القربى‪ ،‬وخا�صة زواج �أبناء العم‪ ،‬وتكرار الزواج‬ ‫من العائلة ذاتها‪ ،‬يت�سبب في حدوث �إعاقات‪� ،‬أو وجود احتمال �إعاقة لدى الأبناء‪ ،‬وكذلك في‬ ‫�إنجاب ن�سل �ضاو‪� ،‬ضئيل‪ ،‬وهو مانبه له الر�سول الأعظم في حديثه “تباعدوا ال ت�ضووا”‪ ،‬كما‬ ‫ورد عن عمر بن الخطاب �أنه قال “يا بني ال�سائب قد �ضويتم ف�أنكحوا في الغرائب” ‪.61‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬موا�صفات ال�شريك ‪:‬‬ ‫�أظهرت درا�سة الح�سيني والعي�سى‪� 1981‬أن عملية اختيار ال�شريك لدى العينة تت�أثر بدرجة‬ ‫تدين ال�شريك ثم المال واالخالق والثقافة والتعليم‪ ،‬وتبين من خالل درا�سة علي ليلة و�آخرين‬ ‫‪� 1991‬أن معظم ال�شباب القطري يظهرون اتجاها نحو التدين وااللتزام الديني ‪ ، 62‬كما �أ�شار‬ ‫‪ %60.2‬من العينة �إلى �صفة التدين ك�صفة مرغوبة في ال�شريك ‪ ،63‬وتتفق هذه النتائج مع‬ ‫نتائج درا�سة خالد ال�شالل ‪ 64 1998‬على عينة من ال�شباب الجامعي الكويتي‪ ،‬التي ك�شفت عن‬ ‫�أن التدين ي�أتي في مقدمة الموا�صفات المف�ضلة لدى ال�شباب في المجتمع الكويتي بالن�سبة‬ ‫لل�شريك‪ ،‬ثم ح�سن الخلق‪ ،‬والح�سب‪ ،‬والن�سب‪.‬‬ ‫و�أظهرت درا�سة حديثة لحمود الق�شعان ‪� 65 2009‬أجريت على عينة ع�شوائية قوامها ‪2523‬‬ ‫فرد ًا من الذكور والإناث من المجتمع الكويتي‪� ،‬أن الأفراد الأكثر تدين ًا‪ ،‬كانوا �أكثر ر�ض ًا في‬ ‫‪- 61‬جنوى ق�صاب ح�سن‪،‬الزواج املبكر وانعكا�ساته ال�صحية واالجتماعية ‪ ،‬من�شور يف موقع مركز �أمان ‪:‬‬ ‫‪http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=295‬‬ ‫‪ - 62‬علي ليلة و�آخرون‪ ،‬ال�شباب القطري‪ :‬اهتماماته وق�ضاياه‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.142‬‬ ‫‪ - 63‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪ - 64‬خالد ال�شال ل‪ ،‬الزواج يف املجتمع الكويتي‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 65‬حمود الق�شعان‪ ،‬دور االعتدال يف التدين لدى الزوجني يف �إيجاد التكامل والر�ضا النف�سي وال�سلوكي يف العالقة الزوجية‬ ‫“درا�سة ميدانية”‪ ،‬م�ؤمتر التنمية الأ�سرية الأول‪ ،‬دولة الكويت ‪ 29،‬مار�س – ‪ 1‬ابريل ‪.2009،‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪57‬‬


‫حياتهم الزواجية‪ ،‬كما �أظهر الذكور م�ستوى �أعلى من الإناث من حيث م�ستوى الر�ضا عن‬ ‫العالقة الزواجية‪ ،‬ولم تك�شف الدرا�سة فروق ًا ذات داللة �إح�صائية بين الذكور والإناث من‬ ‫حيث م�ستوى التدين‪ .‬وهذه النتائج ت�شير �إلى خا�صية التدين لدى ال�شباب في المنطقة‪ ،‬كما‬ ‫�أنه من الوا�ضح �أن عامل التدين مهم جدا بالن�سبة لمواقف ال�شباب من الزواج‪.‬‬ ‫وفي االتجاه نف�سه‪ ،‬جاءت نتائج درا�سة النا�صر و�سعاد �سليمان �سنة ‪2007‬على عينة من‬ ‫ال�شباب العماني والكويتي‪ ،‬فقد تبين �أن «االلتزام ال�سلوكي» ي�أتي في مقدمة موا�صفات‬ ‫ال�شريك لدى ال�شباب العماني والكويتي‪ ،‬ولم تكن هناك فروق بين الجن�سين في هذا‬ ‫المجال ‪ . 66‬وااللتزام ال�سلوكي يرتبط بالتدين‪ ،‬ففي درا�سة عبدالرحمن م�صيقر حول‬ ‫معايير االختيار الزواجي في المجتمع البحريني �سنة ‪ ،2005‬التي �أجريت على ‪� 300‬شاب‬ ‫و�شابة تتراوح �أعمارهم ما بين ‪ 18‬و‪� 25‬سنة بمتو�سط يقدر بـ‪� 20‬سنة وجميعهم لم يتزوجوا‬ ‫بعد تف�ضل الغالبية العظمى من ال�شبان في �أن تكون �شريكة حياتهم محجبة ‪ .67‬و�أظهرت‬ ‫الدرا�سات ت�شابه مواقف ال�شباب ب�ش�أن الموا�صفات المف�ضلة في �شريك الحياة في مجال‬ ‫التدين وح�سن الخلق‪� ،‬سواء من قبل الذكور �أو من الإناث‪ .‬وبالطبع ف�إن دول الخليج تت�شابة‬ ‫في بنيتها االجتماعية ومنظومة العادات والقيم والمعايير العامة وفي طرق الزواج‪.‬‬ ‫و�أظهرت الدرا�سات موا�صفات �أخرى بالإ�ضافة للتدين‪ ،‬تعد من وجهة نظر ال�شباب مهمة‬ ‫�أي�ضا‪ ،‬مثل �سن ال�شريك‪ ،‬وهو ما �أظهرته درا�سة الح�سيني والعي�سى‪ ، 981‬فال�شباب من الذكور‬ ‫يف�ضلون من ت�صغرهم �سنا‪� ،‬أما الإناث فيف�ضلن من يكبرهن �سنا‪ .‬والنتيجة نف�سها تو�صلت‬ ‫لها درا�سة فهد النا�صر و�سعاد �سليمان ‪ ،68 2007‬حيث �أظهرت الدرا�سة �أن ال�سن المنا�سبة‬ ‫لزواج الذكور هي ما بين ‪� 26‬إلى ‪� 30‬سنة‪ ،‬و�أن ال�سن المنا�سبة لزواج الإناث هي ما بين ‪20‬‬ ‫�إلى ‪� 25‬سنة‪ .‬وفيما يخ�ص التقارب في العمر بين الزوجين‪ ،‬تبين من الدرا�سة �أن غالبية‬ ‫المفحو�صين “‪ %62‬من العينة الكويتية‪ %55 ،‬من العينة العمانية” تف�ضل �أن يكون الزوج �أكبر‬ ‫‪ - 66‬فهد النا�صر‪� ،‬سعاد �سليمان‪ ،‬املرجع ال�سابق ‪.‬‬ ‫‪ - 67‬عبدالرحمن م�صيقر‪ ،‬املوا�صفات التي يريدها ال�شبابفي املجتمع البحريني يف زوج �أو زوجة امل�ستقبل‪ ،‬من�شورة على املوقع‬ ‫الآتي ‪http://www.aawsat.com‬‬ ‫‪ - 68‬نف�س املرجع ‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫�سن ًا من الزوجة‪ .‬وفي درا�سة عبدالرحمن م�صيقر تبين �أن ‪ %62‬من الذكور يف�ضلون �أن تكون‬ ‫زوجة الم�ستقبل ا�صغر منهم عمر ًا‪ .‬بينما �صرحت ‪ %86‬من الإناث ب�أنهن يف�ضلن �أن يكون فتى‬ ‫�أحالمهن �أكبر منهن عمر ًا ‪.69‬‬ ‫وهذه النتائج تتفق مع نتائج العديد من الدرا�سات التي �أجريت حول االختيار الزواجي في‬ ‫مجتمعات مختلفة والتي ك�شفت عن هذا االتجاه حول �سن ال�شريك المف�ضل وعالقته بمتغير‬ ‫الجن�س “ذكر – �إنثى” حيث ال يت�أثر هذا المعيار ال ب�إختالف الثقافات وال بم�ستوى تقدم‬ ‫المجتمع‪� .‬أما المظهر الخارجي لل�شريك فقد جاء في المراتب الأخيرة وهو �أمر يختلف عن‬ ‫نتائج الدرا�سات في المجتمعات الغربية‪ ،‬التي ك�شفت عن �أهمية هذه ال�صفة في ال�شريك‬ ‫بو�صفها من التف�ضيالت التي ت�ؤثر في اختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة لعمل المر�أة �أو الزوجة‪ ،‬فنجد �أن درا�سة الح�سيني‪ ،‬العي�سى ‪ ،70 1981‬قد ك�شفت‬ ‫عن �أن ‪ %67‬من ال�شباب يف�ضلون الزوجة العاملة‪ ،‬و�أظهرت درا�سة عبدالرحمن م�صيقر على‬ ‫المجتمع البحريني �سنة ‪� 2005‬أن ‪ %55‬من ال�شبان يريدون �أن تكون زوجة الم�ستقبل عاملة‪،‬‬ ‫فقط ‪ %5‬قالوا �إنهم يف�ضلونها ال تعمل‪� ،‬أما الباقي “‪ ”%45‬فلم يهتموا بق�ضية عمل المر�أة‬ ‫‪ .71‬وهذا ي�شير �إلى تغير في النظرة �إلى المر�أة؛ والذي قد يكون له ت�أثير على الموا�صفات‬ ‫المف�ضلة في ال�شريكة بالن�سبة لل�شباب‪ ،‬ولكن درا�سة �أخرى �أجراها جابر عبد الحميد وح�صة‬ ‫فخرو عام ‪ 1988‬على ‪ 255‬من طلبة وطالبات جامعة قطر حول تغيرات اتجاهات ال�شباب‬ ‫القطري نحو مركز المر�أة في المجتمع ‪ 72‬هدفت �إلى تحديد جوانب التغير الذي طر�أ على‬ ‫اتجاهات ال�شباب نحو و�ضعية العمل في مجال العمل والتعليم واالختالط والحقوق ومركز‬ ‫المر�أة في المجتمع وفي اال�سرة‪ ،‬قد �أو�ضحت �أن النظرة �إلى المر�أة ال تزال دونية وا�ستالبية‪،‬‬ ‫حيث �أعلنت غالبية العينة �أن المر�أة مخلوق �ضعيف‪ ،‬و�أن اهلل خلقها لتخفف من ق�سوة الحياة‬ ‫على الرجل‪.‬‬ ‫‪ - 69‬عبدالرحمن م�صيقر‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 70‬ال�سيد احل�سيني‪ ،‬جهينة العي�سى‪ ،‬املرجع ال�سابق ‪.‬‬ ‫‪- 71‬عبداحلمن م�صيقر‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 72‬جابر عبداحلميد‪ ،‬ح�صة عبداحلمن فخرو‪ ،‬جامعة قطر‪:‬حولية كلية الرتبية‪ ،‬العدد ‪.1988 ،6‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪59‬‬


‫وبالطبع ف�إن نظرة المجتمع ومواقفه ومفاهيمه نحو الأدوار االجتماعية تت�أثر بالجندر‪،‬‬ ‫وتلك الأدوار تك�سب الأفراد موا�صفات معينة ت�ؤثر �إلى حد كبير في معايير الزواج االختيار‬ ‫الزواجي وموا�صفات ال�شريك‪ ،‬ومع ذلك وكما ت�شير نتائج الدرا�ستين ال�سابقتين ف�إن هناك‬ ‫ً‬ ‫تناق�ضا بين النظرة التي ت�صنف المر�أة ككيان �ضعيف‪ ،‬وهي �صورة نمطية للمر�أة في ثقافة‬ ‫المجتمع الخليجي‪ ،‬وبين تف�ضيل �أن يكون لدى الزوجة عمل �أو مهنة‪ ،‬فال�صورة الذهنية‬ ‫الموروثة هنا ال تتمكن من مواجهة مطالب الحياة اليومية للأ�سرة‪ ،‬حيث �سيزيد عمل المر�أة‬ ‫من دخل الأ�سرة‪ ،‬وهنا نجد �أن معايير االختيار الزواجي ال تجد تعار�ضا بين عمل المر�أة‬ ‫واختيارها ك�شريكة في الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫ويمكن اال�ستدالل على التناق�ضات التي تعي�شها المر�أة الخليجية والعربية ب�شكل عام‪ ،‬من‬ ‫خالل تغير نظرتها لنف�سها ولأدوارها الأ�سرية وعالقتها الزوجية‪ ،‬والتي يبدو �أنها تختلف‬ ‫في جوانب منها عن ر�ؤية المجتمع‪ ،‬ففي درا�سة م�سحية �أجراها �أحمد جمال ظاهر ‪ -‬خالل‬ ‫نف�س الفترة التاريخية‪ -‬على عينة م�ؤلفة من ‪ 6901‬من ن�ساء دول الخليج ‪1982-1981‬‬ ‫توزعت فيها العينة بين ‪ % 55‬من الطالبات و ‪ % 24‬من ربات البيوت و‪ 14 %‬من الكوادر العليا‬ ‫والموظفات ‪ ، 73‬ك�شفت عن وجود طموح لدى المر�أة الخليجية لكي ينظر �إليها ك�شريكة ولي�س‬ ‫ك�آداة للتمتع والإنجاب‪ ،‬كما �أنها ترف�ض اعتبارها عر�ض الرجل و�شرفه وتف�ضل �أن ينظر اليها‬ ‫ويعاملها ك�صديق ولي�س كزوج‪ ،‬كما �أنهن ي�شعرن بالم�ساواة بين الرجل والمر�أة من حيث‬ ‫الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫ويالحظ �أنه مع تنامي وعي المر�أة بكيانها‪ ،‬والفر�ص التي يمكن �أن يتحيها التعليم والعمل‬ ‫لها لممار�سة �أدوار �أكثر ا�ستقاللية‪� ،‬إال �أن ت�أثيرات الجندر التي تركز على �صورة المر�أة‬ ‫ال�ضعيفة والتي تعلي من هيمنة الذكر عليها موجودة في ثقافة المنطقة ال تزال ت�ؤثر في‬ ‫�أو�ضاع المر�أة الأ�سرية من ناحية وعلى مكانتها االجتماعية من ناحية �أخرى؛ ففي درا�سة‬ ‫�أجريت على ‪ 2787‬طالبة من طالبات جامعة قطر في عام ‪ 74 2006‬وافقت مان�سبته ‪%42‬‬ ‫‪ - 73‬احمد جمال ظاهر ‪ :‬املر�أة يف دول اخلليج العربي‪ ،‬درا�سة ميدانية‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار ال�سال�سل‪ ،1983 ،‬يف ا�سعد وطفة‪ ،‬عي�سى االن�صاري‪ ،‬اجتاهات طالب‬ ‫جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ‪،‬اجملة العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪ :‬جملد ‪ ،33‬العدد ‪2005 ،3‬‬

‫‪60‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫تقريبا على �أن المر�أة المعنفة ت�ستحق العنف الواقع عليها؛ مما يك�شف عن �صورة �سلبية لدى‬ ‫المر�أة عن نف�سها‪ ،‬وت�ؤكد �أن التعليم لم يغير كثيرا في مفاهيم المر�أة عن ذاتها‪ ،‬وفي درا�سة‬ ‫�أخرى حول العنف الأ�سري في المجتمع القطري �أجريت عام ‪ 2008‬وافق ‪ %31‬من العينة على‬ ‫�أن المر�أة يجب �أن ت�ؤدب من قبل زوجها في حال �أخط�أت‪ ،‬وكان الذكور �أكثر ت�أييدا للمو�ضوع‪.‬‬ ‫وهذا معناه �أن هناك قيما اجتماعية تنت�شر بين الذكور والإناث ت�سهم في تقبل الجن�سين‬ ‫للعنف �ضد المر�أة ‪.75‬‬ ‫ومن الوا�ضح �أن هناك قي ًما ثقافية و�صو ًرا ذهنية حول طبيعة العالقة بين المر�أة والرجل‬ ‫تت�سم بالت�سلطية والتبعية �أكثر من الت�شاركية‪ ،‬وهي لها عالقة ب�صورة ت�سكن الوجدان ال�شعبي‬ ‫حول المر�أة وم�س�ؤوليتها عن الأ�سرة والحفاظ عليها‪ ،‬وهذه ال�صورة مرتبطة بتق�سيم الأدوار‬ ‫داخل الأ�سرة المبني على الجن�س‪ .‬الأمر الذي ي�ؤدي �إلى �أن تتجاوز م�س�ؤولية المر�أة حدود‬ ‫حقوقها الفردية؛ لكي ت�صبح م�س�ؤولة عن �أي ف�شل يحدث داخل الأ�سرة وت�ستحق التعنيف عليه‪،‬‬ ‫وفي �ضوء ذلك نجد �أن دورها االقت�صادي في زيادة دخل الأ�سرة يجد تقبال من المجتمع‪،‬‬ ‫وي�صبح �أحد معايير التف�ضيل في االختيار الزواجي‪ ،‬وهو الأمر الذي يرتبط بم�س�ؤولية المر�أة‬ ‫عن نجاح �أو ف�شل الأ�سرة‪ ،‬لكنه في الوقت نف�سه ال يلغي مفاهيم الحماية والتبعية التي ت�ؤطر‬ ‫العالقة بين الرجل والمر�أة ب�شكل عام وبالعالقة الزوجية ب�شكل خا�ص ‪ .‬ومن ذلك يمكن‬ ‫القول ب�أن عمل المر�أة ال يعني في حقيقة الأمر تغي ًرا كبي ًرا في مكانتها �أو �صورتها في الثقافة‬ ‫بقدر مايعبر عن حاجة اقت�صادية لدى معظم الأ�سر‪.‬‬ ‫لقد تمكنت ثقافة المجتمع الخليجي من ا�ستيعاب عوامل التغير االجتماعي‪ ،‬وت�ضع حدودًا‬ ‫فا�صلة بين التناق�ضات المفاهيمية حول �أدوار المر�أة التي تت�أثر بالجندر في مواقف معينة‬ ‫كعالقة المر�أة بالرجل داخل الأ�سرة وباالحتياجات الملحة للأ�سرة والمجتمع في مواقف‬ ‫�صراعا في المفاهيم والأدوار لدى المر�أة بالذات؛ لذلك �سيدة تحمل ال�شهادة‬ ‫�أخرى؛ مما ولد‬ ‫ً‬ ‫الجامعية‪ ،‬وال تجد غ�ضا�ضة ب�أن تتقبل العنف الواقع عليها‪� ،‬أو ت�ؤمن ب�أنها ت�ستحق الت�أديب في‬ ‫حال �أخط�أت في عالقتها الزوجية‪.‬‬ ‫‪ - 74‬كلثم الغامن‪ ،‬العنف �ضد املر�أة‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 75‬كلثم الغامن‪ ،‬العنف الأ�سري ‪ :‬م�سح بالعينة على بع�ض الأ�سر القطرية‪ ،‬وزارة الداخلية‪� ،‬إدارة حقوق الأن�سان‪ ،2008 ،‬درا�سة غري من�شورة ‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪61‬‬


‫وت�ؤكد هذه النتائج حقيقة �أن التغير االجتماعي قد ال يحدث بال�صورة التراكمية المطلوبة‪،‬‬ ‫نتيجة تداخل عدة عوامل قد تقلل من ت�أثير التعليم في ت�شكيل الوعي خا�صة �إذا لم يت�ضمن‬ ‫التعليم قيما تغيرية‪� ،‬أي تهدف �إلى تغير منظم يعطي التغيرات في الحياة المادية �أبعادا‬ ‫�ضمنية ونوعية‪ ،‬ت�ؤدي �إلى اكت�ساب قيم �إيجابية ت�ؤدي في نهاية المطاف �إلى تغير تدريجي في‬ ‫الأدوار والمكانة داخل الأ�سرة‪ ،‬وتخلق مزيدً ا من الم�ساواة االجتماعية والعدالة والإن�صاف‬ ‫وتقلل من النتائج ال�سلبية للتناق�ضات االجتماعية‪ ،‬بدال من �أن ي�أخذ التغير االجتماعي زمنا‬ ‫طويال وفي نهاية المطاف ال يحقق النتائج المرجوة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التقاليد وت�أثريها على االختيار الزواجي ‪:‬‬ ‫لكل مجتمع عاداتة وتقاليدة التي تحدد طرق الزواج والأجراءات التي يمر بها‪ ،‬وفي‬ ‫المجتمعات الخليجية ترف�ض منظومة التقاليد العالقات قبل الزواج‪ ،‬فغالبية الزيجات تتم‬ ‫وفق ترتيبات �أ�سرية‪ ،‬وتمنع هذه الطريقة على ال�شباب في معظم المجتمعات الخليجية ر�ؤية‬ ‫ال�شريك �أو التحدث والجلو�س معه قبل الزواج‪ ،‬و�إن كان ذلك بن�سب متفاوته وفقا للطبقة �أو‬ ‫القبلية �أو المنطقة‪ .‬ولقد ك�شفت الدرا�سات عن وجود اتجاه بين ال�شباب في المنطقة على‬ ‫التخل�ص من قيود الأ�سرة‪ ،‬التي تفر�ض عليهم موا�صفات معينة تجعل من الزواج ا�ستثما ًرا‬ ‫اجتماع ًيا واقت�صاد ًيا‪ ،‬وهي حقيقة موجودة في كل المجتمعات حتى في المجتمعات الغربية‬ ‫التي تزداد فيها حرية االختيار؛ فالكثير من الزيجات هناك ال تزال تتم بو�صفها ا�ستثما ًرا‬ ‫ولي�س تواف ًقا �أو نتيجة عالقة عاطفية‪.‬‬ ‫ويالحظ �أن �أ�س�س االختيار ومعاييره لدى ال�شباب القطري التي ك�شفت عنها درا�سة‬ ‫الح�سيني‪ ،‬العي�سى ‪ ،76 1981‬في مدى تف�ضيل الزواج من العائلة �أو من خارجها‪ ،‬قد بينت‬ ‫تغي ًرا في المفاهيم ورغبة لدى ال�شباب بالزواج من خارج العائلة ‪ %64‬من الطلبة و ‪%67‬‬ ‫‪ ,‬وحول الجن�سية المف�ضلة للزواج ف�إن ‪ %55‬من الطلبة يف�ضلون الزواج من قطرية مقابل‬ ‫‪ - 76‬ال�سيد احل�سيني‪ ،‬جهينة العي�سى‪ ،‬املرجع ال�سابق ‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ %59‬من الطالبات‪ ،‬وك�شفت الدرا�سة �أنه في الوقت الذي يرحب به ‪ %33.3‬من ال�شباب من‬ ‫الزواج من �أجنبيات نجد �أن الإناث محافظات‪ ،‬حيث لم تبد �أية واحدة منهن الرغبة في‬ ‫ذلك‪ .‬وفي درا�سة علي ليلة ‪ 1991‬على عينة من ال�شباب القطري لم ي�ؤكد الزواج من الأقارب‬ ‫�سوى ‪ %2.2‬من العينة ‪ ،77‬وفي درا�سة �أحدث لفهد النا�صر و�سعاد �سليمان ‪ 2007‬ك�شفت‬ ‫�أن االرتباط الزواجي من غير الأقارب �أمر تف�ضله �أكثرية ال�شباب‪ ،‬كما يميلون �إلى تف�ضيل‬ ‫ال�سكن الم�ستقل ولي�س مع �أهل الزوج �أو مع �أهل الزوجة‪.‬‬ ‫وهذه �أمور تك�شف عن تغير مفاهيم الزواج بالن�سبة لبع�ض المجاالت مثل الزواج من الأقارب‬ ‫�أو �أبناء العمومة‪ ،‬وقد ي�شير هذا �إلى رغبة ال�شباب في التخل�ص من نمط الزواج الداخلي‪،‬‬ ‫الذي يفر�ض خيارات م�سبقة على ال�شباب في ازواج‪ ،‬ويقلل حرية اختيارهم ال�شريك‪ ،‬كما‬ ‫قد ي�شير �إلى تقل�ص دور الأ�سرة الممتدة؛ لكي ي�صبح الزواج منوط بالأ�سرة الزواجية “الأم‬ ‫والأب والأخوة”‪.‬‬ ‫و�أظهرت درا�سة �أحمد جمال ظاهر ‪ 78‬على المر�أة في الخليج �أن ‪ %85‬منهن يف�ضلن اختيار‬ ‫ال�شريك ب�أنف�سهن‪ ،‬و ‪ %75‬يرف�ضن �أن يقوم الأهل بهذا الدور‪ ،‬و‪ %32‬فقط يف�ضلن الزواج‬ ‫من الأقارب‪ .‬وهذه النتائج ت�شير �إلى رغبة ال�شباب في المنطقة للتخل�ص من طريقة الزواج‬ ‫المنظم من قبل الأ�سرة والتي ال تزال تمثل هاج�سا بالن�سبة لهم‪.‬‬ ‫وفي نف�س االتجاه ك�شفت درا�سة غنيمة المهيني ‪ 1980‬حول الأ�سرة والبناء االجتماعي‬ ‫في المجتمع الكويتي ‪ ،79‬على عينة م�ؤلفة من ‪� 1487‬أن ‪ %47.3‬من ال�شباب يرون �أن الحب‬ ‫�ضروري قبل الزواج مقابل ‪ %52.7‬يرف�ضون هذه المو�ضوع‪ ،‬وهذه نتائج تختلف ن�سبيا عن‬ ‫مواقف ال�شباب القطري في نف�س الفترة من بع�ض ق�ضايا الزواج‪ .‬وفي درا�سة �أحدث على‬ ‫ال�شباب الكويتي والعماني لفهد النا�صر و�سعاد �سليمان‪ 80 2007‬فيما يتعلق بتعرف �شريك‬ ‫الحياة من خالل الأهل‪� ،‬أو من خالل التعارف ال�شخ�صي‪ ،‬تبين �أنه بينما يميل الذكور �أكثر‬ ‫�إلى طريقة التعارف ال�شخ�صي‪ ،‬ف�إن الإناث يملن �أكثر �إلى طريقة تعرف �شريك الحياة من‬ ‫‪ - 77‬علي ليلة و�أخرون‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص‪.111‬‬ ‫‪ - 78‬احمد جمال ظاهر‪ ،‬املر�أة يف اخلليج ‪،‬املرجع ال�سابق ‪.‬‬ ‫‪ - 79‬غنيمة املهيني‪ ،‬الأ�سرة والبناء االجتماعي ‪ ،،‬الكويت‪ ،‬مكتبة الفالح ‪ ،1980،‬يف ا�سعد وطفة‪ ،‬عي�سى االن�صاري‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬ ‫‪ - 80‬فهد النا�صر‪� ،‬سعاد �سليمان‪ ،‬املرجع ال�سابق‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪63‬‬


‫خالل الأهل‪ .‬وبح�سب �آراء �أكثرية العينة‪ ،‬ف�إن مدة التعارف المف�ضلة تراوح بين �شهرين �إلى‬ ‫�ستة �أ�شهر‪ ،‬وتتفق غالبية العينة الكويتية “‪ ”%51.7‬و�أكثرية العينة العمانية “‪ ”%46.5‬على‬ ‫هذا المو�ضوع‪.‬‬ ‫وجاءت نتائج درا�سة م�صيقر على المجتمع البحريني مقاربة للنتائج ال�سابقة في مجتمعات‬ ‫خليجية �أخرى‪ ،‬وتنم عن تغير في مفاهيم العالقة قبل الزواج لدى ال�شباب الذكور بالذات‪،‬‬ ‫حيث �أفاد ‪ %50‬من ال�شباب البحريني ب�أن الحب قبل الزواج مهم‪ ،‬مقابل ‪ %35‬من الفتيات‬ ‫البحرينيات‪ ،‬وهذا الفرق في االتجاه بين الجن�سين‪ ،‬ي�شير �أن الذكور �أكثر اندفاعا نحو‬ ‫التغيير بعك�س الفتيات االتي ات�سمت اتجاهاتهن بالتحفظ على العالقات قبل الزواج‪ ،‬وهذا‬ ‫يتالئم مع منظومة القيم ال�سائدة في مجتمعات الخليجي التي تغ�ض الب�صر عن عالقات‬ ‫ال�شاب قبل الزواج‪ ،‬ولكنها ت�ستنكر �أن يكون للفتاة عالقات قبل الزواج‪ ،‬بل �إن ذلك يقلل من‬ ‫فر�ص زواجها كثيرا‪.‬‬ ‫وفي عام ‪� 2004‬أجرى علي وطفة وعي�سى الأن�صاري درا�سة ‪، 81‬حول اتجاهات طالب‬ ‫جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهره على عينة بلغت ‪ 714‬من �شباب الجامعة ور�صدت‬ ‫اتجاهاتهم نحو المظاهر التقليدية والحداثية في الزواج ‪ .‬و�أظهرت الدرا�سة ان ال�شباب‬ ‫الجامعي يرف�ض بع�ض مظاهر الزواج التقليدي رف�ضا قطعيا و�شامال مثل زواج المقاي�ضة‬ ‫وغالء المهور وي�ؤيدون مظاهر الزواج االخرى بن�سب متفاوتة‪ ،‬ومن الوا�ضح �أن ال�شباب‬ ‫الكويتي يطالب ب�أن يكون له دور في االختيار‪ ،‬لكن �أ�س�س االختيار ومعاييره لديه لم تتغير‪،‬‬ ‫كما �أنه يواجه م�شكلة ارتفاع تكاليف الزواج ‪ .‬وك�شفت نف�س الدرا�سة عن فروق دالة �إح�صائيا‬ ‫بين �إجابات �أفراد العينة وفقا لمتغير الجن�س؛ فمثال تبدي الن�ساء ً‬ ‫رف�ضا �أكبر من الرجال‬ ‫لمختلف مظاهر الزواج التقليدي‪ ،‬وهي نتيجة تت�سق مع نتائج درا�سة �أحمد جمال وغنيمة‬ ‫المهيني وهي درا�سة �أجريت في الثمانينات من القرن الع�شرين‪ ،‬ولكنها تختلف مع نتائج‬ ‫درا�سة فهد النا�صر و�سعاد �سليمان التي �أظهرت ميل الذكور للتعارف قبل الزواج �أكثر من‬ ‫الإناث‪.‬‬ ‫‪- 81‬ا�سعد وطفة‪ ،‬عي�سى االن�صاري‪ ،‬اجتاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ‪،‬اجملة العلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪:‬‬ ‫جملد ‪ ،33‬العدد ‪.2005 ،3‬‬

‫‪64‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫�إن التتبع الزمني لمو�ضوع االختيار الزواجي لدى �شريحة ال�شباب‪ ،‬من خالل تحليل نتائج‬ ‫الدرا�سات التي بد�أت منذ �ستينيات القرن الما�ضي‪ ،‬قد ك�شف عن �أن ق�ضية االختيار الزواجي‬ ‫ال زالت تمثل م�شكلة لدى ال�شباب في المنطقة وت�شير �إلى وجود تناق�ضات بين اتجاهات‬ ‫ال�شباب‪ ،‬ح�سب الفترات التاريخية‪ ،‬وكذلك بين اتجاهات الذكور والإناث‪.‬‬ ‫وت�ؤكد هذه النتائج المقولة التي تطرحها هذه الدرا�سة وهي �أن اتجاهات التغير االجتماعي‬ ‫ال تحدث التراكم المطلوب في المنطقة‪ ،‬و�أن مايحدث هو عملية تغير غير منتظمة‪ ،‬تتجاذب‬ ‫فيها الأفراد متغيرات كثيرة ت�سهم في تبدل الآراء والأفكار واالتجاهات خالل فترات زمنية‬ ‫ق�صيرة ال تتعدى العقد الواحد ‪�10-‬سنوات‪ ،-‬كما �أن تنوع عوامل التغير االجتماعي وتداخلها‬ ‫وت�سارعها يقلل من �إمكانية ر�صد اتجاهات التغير في المنطقة وتحليلها‪ ،‬فهي متذبذبة‬ ‫ومتناق�ضة في �أحيان كثيرة ‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪65‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل ال�ساد�س‬

‫حمددات االختيار الزواجي يف‬ ‫املجتمع القطري‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪67‬‬


‫ال �شك في �أن االختيار الزواجي يت�أثر ت�أث ًرا كبي ًرا بالدين وبالمعتقد الذي ي�ؤمن به‬ ‫المجتمع‪ ،‬وتتحدد اتجاهات الأفراد بالتوجيهات التي يت�ضمنها الدين‪ ،‬كما تت�أثر كذلك‬ ‫بالخلفية الثقافية للأفراد‪ ،‬وال�سيما من ينتمي منهم �إلى الموروث الثقافي الذي تتناقله‬ ‫الأفراد والأجيال‪ ،‬وبمحتوى هذه الثقافة وما تقدمه من �صور نمطية و�صفات‪ ،‬وما تعبر عنه‬ ‫من عالقات وتوزيعات للقوة يقوم عليها البناء االجتماعي‪ ،‬ولعل التعليم والإعالم �أ�صبحا‬ ‫الآن يتداخالن مع المعتقد الديني والإرث الثقافي‪ ،‬في ت�شكيل خيارات ال�شباب حول من‬ ‫�سيقترنون به وي�شكلون معه الأ�سرة الجديدة ‪ .‬وفي هذا الف�صل �سوف يتم تحليل وجهة نظر‬ ‫الدين الإ�سالمي حول معايير االختيار‪ ،‬وبع�ض �أجزاء الثقافة ال�شعبية في المجتمع القطري‪،‬‬ ‫مثل الم�أثورات ال�شفهية كالتعبيرت الكنائية الخا�صة‪ ،‬والأمثال ال�شعبية التي تعبر عن بع�ض‬ ‫قيم االختيار الزواجي‪ ،‬هذا �إلى جانب تحليل عادات الزواج والك�شف عن ت�أثرها بطبيعة‬ ‫البناء االجتماعي‪.‬‬ ‫�أوال ‪ :‬حمدادات االختيار الزواجي يف الإ�سالم ‪:‬‬ ‫ينظر الإ�سالم للزواج بو�صفه الرباط الوحيد الذي يمكن �أن تن�ش�أ من خالله العالقة بين‬ ‫الرجل والمر�أة وفي حين ي�ؤكد على �أهمية �أ�شباع احتياجات الجن�سين المادية والعاطفية‪،‬‬ ‫يراعي م�صلحة المجتمع‪ ،‬ودور التكوين الأ�سري في حماية المجتمعات من كافة �أ�شكال الخلل‬ ‫االجتماعي وحتى االقت�صادي والقيمي والإخالقي‪ .‬فالزواج هو الإجراء المنا�سب لتنظيم‬ ‫الحياة االجتاعية من خالل الأ�سرة التي تن�ش�أ من خالل رباط الزواج‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪“ :‬يا �أيها النا�س اتقوا ربكم الذي خلقكم من نف�س واحدة وخلق منها زوجها‬ ‫وبث منهما رجاال ً كثير ًا ون�ساء “‪ . 82‬ت�شير الآية �إلى �أن الرجل والمر�أة مخلوقان من م�صدر‬ ‫واحد‪ ،‬و�أطلق لقب الزوجة على المر�أة‪ ،‬والزوج لغة هو ال�شيئان من نف�س ال�صنف �أو من �صنف‬ ‫واحد‪ ،‬ومعنى من نف�س واحدة ي�شير �إلى االرتباط والتكامل‪ ،‬فرغم �أنهما جن�سان مختلفان‬ ‫‪� - 82‬سورة الن�ساء الآبة رقم “‪.”1‬‬

‫‪68‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ف�إن المن�ش�أ واحد‪ ،‬و�أن العالقة التي تقوم بين الرجل والمر�أة هي �أ�سا�س التكاثر الطبيعي في‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪“ :‬ومن �آياته �أن خلق لكم من �أنف�سكم �أزواج ًا لت�سكنوا �إليها‪ ،‬وجعل بينكم مودة‬

‫ورحمة‪� ،‬إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون “‪ .83‬هذه الآية العظيمة تلخ�ص قيمة الزواج في‬ ‫حياة الإن�سان‪ ،‬وت�شجع على ت�أ�سي�س هذا الرباط العاطفي الذي يهدف �إلى �إ�شباع احتياجات‬ ‫الإن�سان النف�سية والعاطفية والغرائزية‪ ،‬كما �أنه ي�ؤطر لعالقة بين الرجل والمر�أة ‪� -‬ضمن‬ ‫رباط الزواج‪ -‬تقوم على المودة والرحمة‪ .‬هذا الرباط الذي يعد �أمرا �ضروريا ال�ستقرار‬ ‫الحياة االجتماعية وتنظيم العالقات الأ�سرية‪ ،‬وت�ضمن حدوث التكاثر الطبيعي لبني الإن�سان‬ ‫وفق �أ�س�س منظمة تكفل للأجيال الحماية والرعاية والإ�شباع المادي والعاطفي والن�سب‬ ‫ي�شب �إن�سا ًنا �سو ًّيا لديه والء وانتماء‬ ‫والمكانة االجتماعية‪ ،‬وهذه �أمور يحتاج الطفل �إليها؛ لكي ّ‬ ‫لمجتمع وفر له ال�سياق الطبيعي والمنظم لحياة كريمة ‪.‬‬ ‫وورد م�صطلح الزواج في القر�آن بلفظ النكاح‪ .‬قال تعالى ‪(:‬و�أنكحوا الأيامى منكم‬ ‫وال�صالحين من عبادكم و�إمائكم “‪ 84‬وفي �سورة ال�شورى ورد لفظ الزواج ‪ (،‬يهب لمن ي�شاء‬ ‫�إناث ًا ويهب لمن ي�شاء ذكـ ــور ًا وزوجنــاهم ذكران ًا و�إناث ًا ويجعل من ي�شاء عقيم ًا “‪ .85‬والآية‬ ‫ت�شرع للتنا�سل‪ ،‬الذي يوجب االتحاد بين الجن�سين الذكر والأنثى‪ ،‬وهذا االتحاد ال يقبل �إال من‬ ‫خالل الزواج ال�شرعي المعلن عنه‪ ،‬ذلك الذي يتم بر�ضا جميع الأطراف‪.‬‬ ‫والزواج لي�س تعبي ًرا عن اتحاد غريزي بين الذكر والأنثى‪ ،‬ولكنه يعبر عن م�ؤ�س�سة �أو تنظيم‬ ‫يتبعه المجتمع وي�ؤطرة ال�شرع بحدود وقواعد معينة‪ .‬وكلما نجح المجتمع في عقد زيجات‬ ‫قائمة على التكافئ والرغبة بااللتزام والر�ضوخ لحدود اهلل التي و�ضعها لبناء عالقة زوجية‬ ‫عادلة ومتزنة‪ ،‬كان ذلك مدعاة لت�أ�سي�س عالقات زوجية دائمة وم�ستقرة‪.‬‬ ‫‪� - 83‬سورة الروم‪ ،‬الآية “‪.”21‬‬ ‫‪� - 84‬سورة النور‪ ،‬الآية “‪.”32‬‬ ‫‪� - 85‬سورة ال�شورى‪ ،‬الآية “‪.”50‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪69‬‬


‫ويرف�ض الإ�سالم في هذا الإطار فكرة �أن يكون الفرد قادرا على الزواج وال يتزوج‪ ،‬قال‬ ‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم “من قدر على �أن ينكح فلم ينكح فلي�س منا “ ‪ .86‬وعن علي‬ ‫بن �أبي طالب �أن ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم قال له ‪“ :‬يا علي‪ ،‬ثالث ال ت�ؤخرها‪ :‬ال�صالة‬ ‫�إذا �أتت‪ ،‬والجنازة �إذا ح�ضرت‪ ،‬والأيم �إذا وجدت لها كفئ ًا”‪.‬‬ ‫وي�ساعد الزواج ال�شباب على اال�ستقرار النف�سي‪ ،‬كما �أنه وقاية لهم من االنحرافات؛ ولذلك‬ ‫�شجع الإ�سالم على الزواج و�إح�صان ال�شباب‪ ،‬قال تعالى‪" :‬و�أحل لكم ما وراء ذلكم �أن تبتغوا‬ ‫ب�أموالكم مح�صنين غير م�سافحين وال متخذي �أخدان " ‪ 87‬والإح�صان هو بالزواج‪ ،‬فالزواج‬ ‫يح�صن الم�ؤمن وال�شباب من الوقوع في العالقات المحرمة‪ ،‬وجاء في حديث الر�سول �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم " يا مع�شر ال�شباب‪ ،‬من ا�ستطاع منكم الباءة فليتزوج‪ ،‬ف�إنه �أغ�ض للب�صر‪،‬‬ ‫و�أح�صن للفرج‪ ،‬ومن لم ي�ستطع فعلية بال�صوم‪ ،‬ف�إنه له وجاء “ ‪.88‬‬ ‫وحث الإ�سالم على مد يد الم�ساعدة لل�شباب لتكوين �أ�سرة‪ ،‬قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم‪ " :‬ثالثة حق على اهلل عونهم‪ ،‬المجاهد في �سبيل اهلل‪ ،‬والمكاتب الذي يريد الأداء‪،‬‬ ‫والناكح الذي يريد العفاف" و�شجع الأ�سر على تزويج الفتيات‪ ،‬فقد �أو�صى الأهل بتزوجيهن‬ ‫من ال�شخ�ص المنا�سب " �إذا جاءكم من تر�ضون دينه وخلقه ف�أنكحوه �إال تفعلوا تكن فتنة في‬ ‫الأر�ض وف�ساد كبير " ‪ ،89‬ولتي�سير �سبل الزواج‪ ،‬كما نهى عن المباهاة والمبالغة في المهور‬ ‫فقال‪�" :‬إن �أعظم النكاح بركة �أي�سره م�ؤنة "‪ ،90‬و�شجع على الزواج ب�أي�سر المهور حتى �أنه وافق‬ ‫على �صحة الزواج �شرعا ولو عقد بخاتم من حديد‪� ،‬أو بتعليم قر�آن‪ ،‬لما �أخرجه �أحمد وابن‬ ‫ماجة والترمذي ‪.91‬‬ ‫وقد حدد الإ�سالم قواعد‪ ،‬وحدود‪ ،‬ومعايير للزواج وهي كالآتي ‪:‬‬ ‫‪ - 86‬م�سند �أحمد ‪.‬‬ ‫‪� - 87‬سورة الن�ساء‪ ،‬الآية رقم “‪.”24‬‬ ‫‪ - 88‬رواة البخاري وم�سلم و�أحمد وغريهم ‪.‬‬ ‫‪� - 89‬أخرجة الرتمذي و�أبن ماجه ‪.‬‬ ‫‪ - 90‬م�سند �أحمد ‪.‬‬ ‫‪� - 91‬صديق حني خان القنوجي ‪،‬الرو�ضة الندية �شرح الدرر البهية‪/‬كتاب النكاح‪/‬ف�صل املهر واجب وتكره املغاالة‪ ،‬عر�ض الكتاب يف املوقع الآتي‪http:// :‬‬ ‫‪ar.wikisource.org/wiki‬‬

‫‪70‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ التكليف؛ ومن عالماته البلوغ‪ ،‬وهي االحتالم عند الفتى والحي�ض عند الفتاة‪ ،‬وقد يقل‬‫�سن بلوغ الفتاة وفقا للعمر الذي تحي�ض فيه‪ .‬والتكليف ال يقف عند حد البلوغ؛ �إذ ال يكون‬ ‫هناك تكليف على المجنون �أو المعتوه ‪.‬‬ ‫ الر�ؤية؛ ح�سب ماورد عن الر�سول �صلى اهلل علية و�سلم قال للمغيرة لما خطب امر�أة‬‫من الأن�صار‪� :‬أنظرت �إليها ؟ قال المغيرة ‪ :‬ال‪ .‬قال ‪ :‬فانظر �إليها‪ ،‬ف�إنه �أحرى �أن ي�ؤدم بينكما‬ ‫“ ‪ . 92‬رواه الإمام �أحمد وغيره ‪.‬‬ ‫ التكاف�ؤ؛ حديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء "‪،93‬‬‫وقال مالك في مذهبه �إنها الدين‪ ،‬وفي رواية عنه �أنها ثالث‪ :‬الدين‪ ،‬والحرية‪ ،‬وال�سالمة‬ ‫من العيوب‪ .‬وقال �أبو حنيفة‪ :‬هي الن�سب والدين‪.‬وقال �أحمد‪ :‬هي خم�سة‪ :‬الدين‪ ،‬والن�سب‪،‬‬ ‫والحرية‪ ،‬وال�صناعة‪ ،‬والمال‪ .‬وقال �أ�صحاب ال�شافعي‪ :‬يعتبر في الكفاءة الدين والن�سب‬ ‫والحرية وال�صناعة وال�سالمة من العيوب المنفرة ‪ .94‬وهي تعد معايير للأختيار الزوجي من‬ ‫وجهة نظر ال�شرع ‪.‬‬ ‫ الر�ضا؛ حديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم "ال ُتنكح الأيم حتى ت�ست�أمر وال تنكح‬‫البكر حتى ت�ست�أذن “ ‪(،95‬الأيم �أحق بنف�سها من وليها‪،‬والبكر ت�ست�أمر‪ ،‬و�إذنها �سكوتها "‪.96‬‬ ‫وفي الحديث ال�شريف ‪ " :‬عن عائ�شة ر�ضي اهلل عنها "�أن فتاة دخلت عليها‪ ،‬و قالت‪� :‬إن �أبي‬ ‫زوجني من ابن �أخيه‪ ،‬و �أنا له كارهه ‪ .‬ف�أجل�ستها حتى جاء ر�سول اهلل عليه ال�صالة و ال�سالم‬ ‫ف�أر�سل �إلى �أبيها‪ ،‬وخيرها في فراق ابن عمها ‪ .‬فقالت قد �أجزت ما �صنع �أبي‪ ،‬لكني �أردت �أن‬ ‫تعلم الن�ساء �أن لي�س للآباء من الأمر �شيء” �أي �أنه ال يجوز للأب �إكراه ابتنه على زواج من‬ ‫ال ترغب به ‪.97‬‬ ‫‪ - 92‬رواة الأمام �أحمد وغرية ‪.‬‬ ‫‪ - 93‬رواة ابن ماجة واحلاكم عن عائ�شة ر�ضى اهلل عنها‪.‬‬ ‫‪� - 94‬شبكة الكفيف العربي‪ ،‬كيف يكون التكاف�ؤ يف الزواج‪http://www.blindarab.net/vb/showthread.php?t=37389 ،‬‬ ‫‪� - 95‬صحيح البخاري ‪.‬‬ ‫‪� ”- 96‬صحيح م�سلم‪.‬‬ ‫‪� - 97‬أروى الكيـالين‪ ،‬دور الـدين فـي حمـايـة اال�ســرة ‪:‬ورقة عمل مقدمة �إىل امل�ؤمتر العربي االقليمي االول حلماية اال�سرة‪ /15-13-‬كانون اول ‪2005/‬م‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪71‬‬


‫ العقد؛ قال تعالى‪" :‬و�أخذن منكم ميثاق ًا غليظ ًا"‪ .98‬وهو االتفاق الذي يحل به ا�ستمتاع‬‫كل من الزوجين بالآخر‪ ،‬وي�صبح انت�ساب الأبناء وفق هذا العقد �شرعيا‪.‬‬ ‫بع�ض معايري االختيار الزواجي كما يراها الإ�سالم ‪:‬‬ ‫ التدين‪� ،‬أحاديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم "�أن جاءكم من تر�ضون دينه فزوجوه"‬‫وقال " اظفر بذات الدين تربت يداك"‪� .‬شجع الإ�سالم على الزواج بالرجل المتدين وبالمر�أة‬ ‫المتدينة‪ ،‬وع ّد ذلك من �أهم معايير االختيار عند الزواج‪.‬‬ ‫ الح�سب‪ ،‬قال الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " تنكح المر�أة لأربع‪ :‬لح�سبها‪ ،‬ومالها‪،‬‬‫وجمالها‪ ،‬ودينها "‪.‬‬ ‫ الإنجاب والحنان �أو الرعاية‪ ،‬قال الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم " تزوجوا الولوود‬‫الودود ف�إني مكاثر بكم الأمم " يبرز الحديث �أهمية البحث عن الزوجة التي لديها امكانية‬ ‫الإنجاب‪ ،‬وتتمع بالرقة والحنان‬ ‫ الم�ستوى االقت�صادي ‪“ .‬تنكح المر�أة‪ ..‬لمالها”‪ .‬وقد ف�سر العلماء حديث الر�سول‏‪:‬‏‬‫‏"‏يا مع�شر ال�شباب‪ ،‬من ا�ستطاع منكم الباءة فليتزوج‏‪.‬‏‏‪.‬‏‏”‏ �أن المق�صود بالباءة هو نفقات‬ ‫الزواج و�إمكان �إعا�شة الرجل للمر�أة‏‪.‬‏ والإ�سالم ي�شترط في �صحة عقد النكاح ا�ستمرار قدرة‬ ‫الرجل على الإنفاق‏‪ 99‬‏‪.‬‬ ‫ ال�سالمة من العيوب الج�سمانية والعقلية‪ .‬والمظهر الح�سن “تنكح المر�أة ‪..‬‬‫لجمالها”‪.‬‬ ‫ الطاعة والعفة؛ وقال �صلى اهلل عليه و�سلم “خير الن�ساء من التي �إذا نظر �إليها �سرته‪،‬‬‫و�إذا �أمرها �أطاعته‪ ،‬و�إذا �أق�سم عليها �أبرته‪ ،‬و�إذا غاب عنها حفظته فى ماله ودينه“‪ .100‬هذا‬ ‫‪ - 98‬الآية رقم ‪� 21‬سورة الن�ساء‪.‬‬ ‫‪ - 99‬جمموعة م�ؤلفون‪ ،‬الزواج يف ظل الإ�سالم‪ ،‬مكتبة الرتاث الإ�سالمي‪http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp. :‬‬ ‫‪asp?BID=303&CID=2#s3‬‬ ‫‪ - 100‬رواة �أبن ماجة‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الحديث يحدد مجموعة من ال�صفات التي يجب �أن تتحلى بها الزوجة‪ ،‬منه ال�شكل المقبول‬ ‫الذي ي�سر الرجل �إذا نظر �إليها‪� ،‬أو الحد الذى يرتاح له الرجل ويقبل به‪ ،‬حيث �إنها م�س�ألة‬ ‫ن�سبية‪ ،‬ولي�ست ثابتة‪ ،‬ولكنها متفاوتة بين الرجال‪ ،‬وبالإ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬هناك �صفات و�سلوكيات‬ ‫مف�ضلة عند الزوجة منها الطاعة والعفة ‪.‬‬ ‫ تف�ضيل �أن ال يكون الزوجان من الأقارب‪ .‬قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬‫“تباعدوا والت�ضووا” كذلك في الحديث ال�شريف “ال تزوجوا القرابة القريبة حتى ال يكون‬ ‫الن�سل �ضاويا “‪.101‬‬ ‫وكما يحر�ص الدين على بيان �أ�س�س اختيار الزوج‪ ،‬ف�إنه حر�ص � ً‬ ‫أ�س�سا للزواج‬ ‫أي�ضا �أن ي�ضع � ً‬ ‫الذي �أوجب �أن يكون قائما على الرغبة الم�شتركة واالختيار المطلق والر�ضا الكامل‪ ،‬ف�إذا‬ ‫كان الر�ضا ال بد منه ف�إن الر�ؤية �أمر ال بد منه �أي�ضا‪ ،‬وهي ت�شير �إلى �أن الغاية منها ال‬ ‫تنح�صر في ما يروق الرجل والمر�أة من الناحية الجمالية والنف�سية‪ ،‬بل ت�شمل � ً‬ ‫أي�ضا تقييم‬ ‫الو�ضع ال�صحي والج�سمي‪ ،‬انطالقا من كون الزواج يحفظ النوع الب�شري بالتوالد والتكاثر‪،‬‬ ‫فمن ح�سن االختيار من وجهة نظر الإ�سالم االبتعاد عن القرابة القريبة حفاظا على الذرية‬ ‫ال�سليمة ‪ .102‬كما �أن الإ�سالم �أتاح ف�سحة من الحرية في اختيار الطرف المنا�سب‪ ،‬و�آمن بحق‬ ‫كل من الزوج والزوجة؛ في الإختيار‪ ،‬فالزوج له الحرية التامة في اختيار �شريكة حياته‪ ،‬وكذا‬ ‫ٍ‬ ‫الزوجة لها نف�س الحرية في اختيار �شريك حياتها‪.‬‬ ‫وال يحق لأي طرف في العائلة �أن يفر�ض عليهما �أو يجبرهما على الزواج من �شخ�ص معين‪،‬‬ ‫ال يرغبان فيه‪ ،‬وهذا ال يعني �أن ي�ستغني ال�شاب وال�شابة عن م�شورة غيرهما في اختيار‬ ‫ال�شريك الآخر‪ ،‬و�إنما الأف�ضل لهما �أن ي�ستعينا بالأبوين باعتبار �أن تجاربهما في الحياة‪،‬‬ ‫وما عا�شوه من عمر‪ ،‬كفيل ب�أن يمنحهما الر�أي ال�صائب‪ ،‬و�أي�ض ًا يمكنهما اال�ستفادة من ذوي‬ ‫الر�أي الح�صيف‪ ،‬الذين �أن�ضجتهم تجارب الحياة ‪.103‬‬ ‫‪ -101‬رواة �أبن ماجة ‪.‬‬ ‫‪�- 102‬أامينة اجلابر‪ ،‬الفح�ص الطبي قبل الزواج ‪ :‬ر�ؤية �شرعية‪ ،‬جامعة قطر‪ ،‬جملة كلية ال�شريعة والدرا�سات اال�سالمية‪ ،‬العدد ‪.2006 ،24‬‬ ‫‪ - 103‬ال�شيخ ح�سني العاي�ش‪www.altaqwa.net ،‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪73‬‬


‫وبذلك ف�إن الإ�سالم قد حدد التف�ضيالت والمعايير المنا�سبة لالختيار الزواجي‪ ،‬بما‬ ‫ي�ضمن ر�ضا الطرفين وتوافقهما‪ ،‬وهو الأمر الذي ي�ضع �أ�س�س النجاح لعالقة زوجية ناجحة‬ ‫و�أ�سرة �سليمة ومتما�سكة‪ .‬فال�شريعة قد حددت معايير الزواج وطريقته وحددت طبيعة‬ ‫وحدود العالقة الزوجية‪ .‬ومن المتوقع �أن تكون هذه الموا�صفات والمعايير متمثله لدى �أفراد‬ ‫المجتمع خ�صو�صا في مجتمعات متدينة مثل مجتمعات الخليج العربية‪ ،‬و�أن ي�صبح التدين‬ ‫من العوامل الهامة الم�ؤثرة في عملية االختيار‪ ،‬هذا �إلى جانب المعايير الأخرى التي حث‬ ‫عليها الإ�سالم عند تكوين الأ�سرة واختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬معايري االختيار الزواجي يف الثقافة ال�شعبية ‪:‬‬ ‫تعد الثقافة ال�شعبية بمظاهرها المختلفة نتاج لعالقات �إجتماعية تبلورت تدريجيا في �صور‬ ‫�أكثر تجريدية وتجلى بع�ضها في �صور مادية‪ .‬ويعتبرالتراث ال�شفاهي بالذات مر�آة ال�شعوب‬ ‫الفكرية والأخالقية والفنية‪ ،‬فهو يعبر عن الأطر الت�صورية والفكرية والأذواق والتف�ضيالت‬ ‫وماهو مقبول وغير مقبول في ثقافة معينة في زمن معين‪.‬‬ ‫وتت�ضمن الثقافة ال�شعبية ماي�سمى بال�صور النمطية ‪ stereotype‬لل�شخ�صيات والأدوار‬ ‫التي تك�شف عنها الحياة االجتماعية‪ ،‬وتحدد خ�صائ�ص ومحتوى و�صفات كل �شخ�صية ودور؛‬ ‫لذلك نجد �صورة نمطية للرجل‪ ،‬المر�أة‪ ،‬للزوج‪ ،‬الزوجة‪ ،‬الأم‪ ،‬الأب‪ ،‬االبن‪ ،‬الأبنه‪ ،‬ال�شيخ‪،‬‬ ‫العجوز‪ ،‬ال�شاب‪ ،‬ال�شابة‪ ،‬العان�س‪ ،‬المطلقة‪ ،‬الأرملة ‪ ..‬الخ من ال�صور التي ت�ضع الفرد �ضمن‬ ‫�إطار معين ‪.‬‬ ‫وهناك �صفات مرتبطة بالزوجة والزوج ي�ستعين بها المقبلين على الزوا ج ‪ ،‬وي�ستمدون‬ ‫معظم �صفاتها من الثقافة ال�شعبية‪ ،‬فمثال من �صفات الزوجة المنا�سبة في الثقافة ال�شعبية‬ ‫�أن تكون �صغيرة في ال�سن‪ ،‬فنجد الأمثال ال�شعبية في المجتمع القطري وفي مجتمعات‬ ‫‪- 104‬ا�أنظر الدرا�سات الآتية ‪:‬منور جنم‪ ،‬عزيزة علي‪� ،‬صورة املر�أة يف الأمثال ال�شعبية الفل�سطينية ‪ ،http://www.thaqafa.org‬فوزي‬ ‫بوخري�ص‪� ،‬صورة املر�أة يف الأمثال ال�شعبية ‪:‬املر�أة يف م�ؤ�س�سة الزواج كنموذج‪� ،http://www.aljabriabed.net، ،‬آمال قرامي‬ ‫االختالف يف الثقافة العربية الإ�سالمية ‪ -‬درا�سة جندرية‪ ،‬دار املدار الإ�سالمي‬

‫‪74‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫�أخرى‪ 104‬تعزز هذه ال�صورة‪ ،‬مثل " لي طالت بارت" �أي �أن الفتاة عندما تطول فترة عزوبيتها‪،‬‬ ‫�أو عدم زواجها تبور مثل ال�سلعة القديمة‪ ،‬ومثال �آخر ينفر من الزواج من الكبيرة مثل " يا‬ ‫همه يا همه ماخذ وحدة قد �أمه" �أي �أن ال�شاب لو تزوج من التي تكبره في العمر‪ ،‬ف�إن ذلك‬ ‫الهم‪ .‬وهناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تزخر بها الثقافة ال�شعبية‪ ،‬والتي‬ ‫�سيورثه ّ‬ ‫تحدد �صفات الزوج والزوجة ال�صالحة للزواج ‪.‬‬ ‫وت�ؤثر هذه ال�صور بطرق مبا�شرة وغير مبا�شرة على االختيار الزواجي لل�شباب‪ ،‬وي�ستخدمها‬ ‫الأهل والأ�صدقاء لإقناع ال�شباب المقبلين على الزواج بتف�ضيالت معينة وهم بذلك ي�سهمون‬ ‫في تر�شيد قرارتهم ولكن لي�س من منظور علمي بحت ولكن بت�أثير ماهو �أقوى‪� ،‬إال وهو الثقافة‬ ‫ال�شعبية‪ ،‬و�إال لماذا يتزوج ال�شباب من الأقارب رغم كونهم متعلمين ويدركون المخاطر‬ ‫ال�صحية المترتبة على الزواج من الأقارب ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تف�ضيل زواج الأقارب ‪:‬‬ ‫يعد زواج االقارب جز ًءا من الثقافة العربية منذ مئات ال�سنين‪ ،‬بالرغم من �أن الديانة‬ ‫الإ�سالمية ال ت�شجع مثل هذا الزواج‪ ،‬ومن ناحية �أخرى ا�ستقر في ذهنية الأفراد �أن الزواج‬ ‫من الأقارب قالب ناجح للحياة الزوجية ب�سبب المعرفة ال�سابقة والتوافق بين الأزواج‬ ‫وعائالت الزوجين‪ ، 105‬وفي ثقافة المجتمع القطري وباقي المجتمعات العربية تظهر مقوالت‬ ‫و�أمثال �شعبية ت�شجع على الزواج من القريبة �أو القريب وتظهر درجة عالية من الموافقة على‬ ‫هذا النمط من الزواج‪ ،‬وتعتبره مدعاه لتوافق زوجي �أكبر وعالقات قرابية �أوثق‪ ،‬وخ�صو�صا‬ ‫بالن�سبه للزواج من ابنة العم‪ ،‬مثال " عليك بالطريق ولو دارت وبنت العم ولو بارت" وي�شجع‬ ‫هذا المثل الرجال على الزواج من ابنة العم حتى ولوكانت بائرة؛ �أي عزوف الرجال عن‬ ‫‪ - 105‬راجح عبداهلل �شرقية‪ ،‬بهاء مدلج‪ ،‬حتديد م�ستوى معرفة ومواقف طالب �صفوف العا�شر حول الأمرا�ض الوراثية وزواج الأقارب من قريتني خمتارتني‬ ‫من منطقة املثلث‪ ،‬جملة الر�سالة‪ ،‬املعهد الأكادميي لإعداد املعلمني العرب‪ ،‬العدد رقم ‪� ،2006 ،14‬ص‪.188‬‬ ‫* ت�شري الإح�صاءات �إىل �أن الن�سب الو�سطية للزواج من الأقارب ترتاوح بني ‪ %50-40‬من جممل الزيجات يف العامل العربي‪ ،‬وقد ت�صل هذه الأرقام �إىل‬ ‫م�ستوى ال‪ %60‬يف بع�ض املجتمعات كما يف ال�سودان وموريتانيا والإمارات العربية املتّحدة والعراق واململكة العربية ال�سعودية‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪75‬‬


‫الزواج عمنها ب�سبب كبر �سنها ‪ ،‬مثال �آخر “نار القريب وال جنة الغريب” وهذا ت�شجيع‬ ‫للفتيات على قبول الزواج من الأقارب حتى ولو كان الزوج الغريب �سيوفر لها حياة رغيدة‪.‬‬ ‫هناك مجموعة من العوامل التي �ساهمت في �إعالء قيمة الزواج من الأقارب في المنطقة‬ ‫العربية وفي مجتمعات الخليج العربية بالذات‪ ،‬من بين هذه الأ�سباب‪ ،‬عامل تطوري ي�ستهدف‬ ‫�إكثار القبيلة من نف�س خط الن�سب‪ ،‬والذي يعد الدافع الأ�سا�سي لتف�ضيل زواج االقارب في‬ ‫المجتمعات العربية خ�صو�صا في المناطق الريفية وال�صحراوية‪ ،‬والتي نا�سبها‪ ،‬ح�سبما‬ ‫يذهب ابن خلدون في مقدمته �أن ت�صبح مجتمعات تعتمد على الع�صبية القبلية‪ ،‬حتى تتمكن‬ ‫من ال�سيطرة على الموارد ال�شحيحة التي تتناف�س عليها القبائل ‪ ،106‬وهذا االحتكار بحاجه �إلى‬ ‫ا�ستمرار نمط الزواج من نف�س خط الن�سب‪ ،‬فالأ�سا�س هو دافع اقت�صادي ي�ستهدف الحفاظ‬ ‫على ميراث العائلة �أو القبيلة من االنتقال �إلى قبائل �أخرى مناف�سة‪ ،‬ولذلك عندما تنتفي‬ ‫الحاجة �إلى هذا النوع من الع�صبية خ�صو�صا عندما يتحول النا�س �إلى �سكنى المدن وتزداد‬ ‫الفوائ�ض ويرتفع م�ستوى المعي�شة‪ ،‬ويبد�أ ال�صراع يتحول من �صراع جماعات �أو قبائل �إلى‬ ‫�صراعات �أفراد وطبقات‪ ،‬عندها يبد�أ االهتمام بخط الن�سب يقل تدريجيا وتخف الع�صبية‪،‬‬ ‫ح�سب وجهة النظر الخلدونية وال يعود الحفاظ على خط الن�سب مبر ًرا الكت�ساب ال�شرعية في‬ ‫التحكم في الموارد �أو لتحقيق مكا�سب اجتماعية و�سيا�سية‪.‬‬ ‫ومع ذلك ف�إنه من المالحظ ب�أنه على الرغم من ات�ساع �سكنى المدن في مجتمعاتنا العربية‬ ‫المعا�صرة‪� ،‬إال �أن نمط زواج الأقارب ال يزال منت�شرا في هذه المجتمعات‪ ،‬ورغم �أن الن�سب‬ ‫ت�شير �إلى �أن زواج الأقارب يمثل ‪ %20‬من حاالت الزواج في العالم ككل ‪� ،‬إال �أنه في المنطقة‬ ‫العربية ي�صل �إلى ن�صف حاالت الزواج‪ .‬فالتح�ضر لم ي�ؤثر في هذا النمط من الزواج –‬ ‫رغم محاذير �إطالق م�صطلح تح�ضر على كل من �سكن المدن ‪ -‬حيث �أكت�سب زواج الأقارب‬ ‫تدريجيا م�شروعية اجتماعية‪ ،‬و�أ�صبح مورو ًثا ثقاف ًّيا يعبر عن هوية العائلة العربية‪ ،‬وتحول‬ ‫�إلى جزء من المنظومة القيمية المرتبطة بالن�سب‪ ،‬والتزواج ما بين الأ�سر حتى في المناطق‬ ‫الح�ضرية ولي�س مابين القبائل البدوية والريفية فقط ‪ .‬وهذا ي�شير �إلى �أن عامل التح�ضر‬ ‫‪ - 106‬عبدالرحمن �أبن خلدون‪ ،‬كتاب العرب وديوان املبتد�أ واخلرب يف �أيام العرب والعجم والرببر الكتاب الأول – املقدمة‪ -‬كتاب‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار ال�شعب‪ ،‬الباب‬ ‫الثاين‪ ،‬الف�صل الأول والف�صل ال�سابع‪� ،‬ص �ص‪. 117-109‬‬

‫‪76‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ال يعد كافيا لتغير هذه المنظومة الفكرية‪ ،‬و�أن هناك عوامل �أخرى قد تكون �أكثر ت�أثيرا‬ ‫كالتعليم وبرامج التنمية الثقافية‪.‬‬ ‫وال يزال هذا النمط ينت�شر في العديد من المجتمعات العربية بل في غالبيتها ‪ ،‬وال يقت�صر‬ ‫على المناطق الريفية والبدوية‪ ،‬حيث ال يزال ينت�شر في العديد من المدن العربية التي تمثل‬ ‫مجتمعات انتقالية �أو قريبة عهد بالتح�ضر‪ ،‬وحاليا االمتداد الح�ضري للمدن العربية لي�س‬ ‫م�ؤ�ش ًرا على تغير المفاهيم االجتماعية‪ ،‬في مجال الزواج ووال�سن المف�ضل للزواج ومعدل‬ ‫الإنجاب وتف�ضيل �إنجاب الذكور ‪..‬الخ من المتغيرات التي ت�ؤثر في الزواج ومعدالت التكاثر‪،‬‬ ‫وكذلك انت�شار �أمرا�ض وراثية معينة ب�سبب انت�شار زواج الأقارب في المجتمعات العربية‪.‬‬ ‫وت�شير درا�سات عديدة �إلى �إنت�شار زواج الأقارب بين ال�سكان غير اليهود في فل�سطين‬ ‫المحتلة “خ�صو�صا العرب من الم�سلمين والدروز بن�سبة ‪ % 35-% 40‬من الزيجات‪ ،‬ويرتفع‬ ‫هذا النمط من الزواج في المناطق الريفية‪ ،‬وكان �أكثر من ن�صف هذه الزيجات تتم بين‬ ‫الأقارب من الدرجة الأولى “�أبناء العم والخال المبا�شرين”‪ . 107‬وت�صل ن�سبة الزواج بين‬ ‫الأقارب في بع�ض القرى ال�سعودية �إلى ‪ %40‬من عدد الزيجات ‪ ، 108‬وتنت�شر عادة الزواج من‬ ‫الأقارب في دولة الإمارات العربية المتحدة ب�شكل وا�سع �ضمن العديد من المجتمعات‪ ،‬وال‬ ‫تنح�صر في مواطني الدولة فقط‪ ،‬ولكن تتخطى ذلك لت�شمل المقيمين من العرب والآ�سيويين‬ ‫�أي�ض ًا‪ .‬وت�شير الإح�صائيات �إلى �أن ن�سب الزواج من الأقارب ارتفعت خالل الجيلين الأخيرين‬ ‫من ‪� %39‬إلى ‪ %50‬من مجمل الزيجات في الدولة‪ .‬و�أن حوالى ‪ %26‬من الزيجات �ضمن‬ ‫الأقارب هي تلك التي بين الأقارب من الدرجة الأولى ‪ .‬ومن بين الأنواع المتعددة للزيجات‬ ‫بين الأقارب ف�إن ن�سبة الزواج بين الأقرباء من الدرجة الأولى ‪ 109‬هي الأكثر �شيوع ًا كما هي‬ ‫الحال في الأردن والمملكة العربية ال�سعودية والكويت والعراق ومملكة البحرين وم�صر‪.‬‬ ‫‪107 - L Jaber, P Merlob, R Gabriel, and M Shohat: Effects of consanguineous marriage on‬‬ ‫‪reproductive outcome in an Arab community in Israe, J Med Genet. 1997 December; 34(12”:‬‬ ‫‪1000–1002.‬‬ ‫‪ - 108‬راجح عبداهلل وبهاء مدلج‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪ .189‬‬ ‫ ‪109 - Ghazi Omar Tadmouri, Sarah Al-Haj Ali, Pratibha Nair, Abeer Fareed: Genetic Diso‬‬‫‪ders in the United Arab Emirates, 2006.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪77‬‬


‫ومما ال �شك فيه‪ ،‬ف�إن انت�شار هذه الظاهرة لها ت�أثير في التركيبة الوراثية للإن�سان‪ ،‬حيث‬ ‫تزداد احتماالت تج ّمع بع�ض المورثات المتنحية في العديد من الأ�شخا�ص‪ ،‬التي قد تع ّبر‬ ‫بن�سب ال نجدها‬ ‫عن نف�سها في بع�ض الحاالت با�ضطرابات وراثية و�أمرا�ض خلقية عديدة‪ٍ ،‬‬ ‫في حاالت الزواج من غير الأقارب ‪ . 110‬ولقد �أظهرت نتائج العديد من الدرا�سات انت�شار‬ ‫خا�صة المتنحية منها‪ ،‬في المجتمعات التي تتبع �أ�سلوب‬ ‫ن�سب عالية من الأمرا�ض الوراثية‪ّ ،‬‬ ‫الزواج من الأقارب ب�شكل متكرر‪ .‬وقدمت بع�ض الأبحاث نتائج تربط ما بين عادة الزواج‬ ‫بين الأقارب وانت�شار ا�ضطرابات التع ّلم بين الأطفال‪ ،‬والأمرا�ض ال�سيكولوجية‪ ،‬واعتالالت‬ ‫الجهاز الع�صبي المركزي‪ ،‬وتكرر حاالت �سقوط الأج ّنة‪ ،‬وانت�شار المتالزمات القاتلة‪ ،‬والأنواع‬ ‫الوراثية من الأمرا�ض ال�سرطانية ‪.111‬‬ ‫وك�شفت درا�سات في المنطقة عن عالقة بين الأمرا�ض الوراثية والإ�صابة بالإعاقة وبين‬ ‫الزواج من الأقارب؛ ففي درا�سة على مدن المثلث في ال�سعودية تبين �أن ن�سبة الإعاقة منذ‬ ‫الوالدة عند االطفال الذين والديهم �أبناء العم‪ /‬الخال الأوائل كانت بن�سبة ‪ %15.8‬في مقابل‬ ‫‪ %4.5‬عند االطفال الذين ال توجد بين الديهم �صلة قرابة ‪ . 112‬ولوحظ ظهور بع�ض متالزمات‬ ‫الت�ش ّوه ب�شكل كبير في الإمارات العربية المتّحدة وبخا�صة في بع�ض القبائل والعائالت‪ ،‬حيث‬ ‫تعد متالزمة جوبرت من �أكثر �أنواع متالزمات الت�ش ّوه انت�شار ًا في الإمارات �إذ تولد حالة‬ ‫متنحية ال�صفة ينتج‬ ‫تحمل المتالزمة في كل ‪ 5000‬والدة‪ .‬وتعد متالزمة جوبرت ع ّلة وراثية ّ‬ ‫وع َمه الب�صيرة الحركي وم�شاكل‬ ‫عنها ق�صور في نم ّو دودة المخيخ والهزع ونق�ص التق ّوي َ‬ ‫التنف�س لدى حديثي الوالدة والتخلف العقلي ‪.113‬‬ ‫وال توجد درا�سات علمية حول هذا المو�ضوع بالن�سبة للمجتمع القطري حتى الآن‪� ،‬إال �أن‬ ‫هناك مالحظات لدى الأطباء بوجود عالقة بين �إ�صابة المولود ب�إعاقة �أو بمر�ض وراثي‬ ‫‪110 - Arab Genomic Studies, Genetic Disorders in the Arab World –Bahrain,Volume 2,‬‬ ‫‪2006.‬‬ ‫ ‪111 - Ibid.‬‬ ‫‪ - 112‬راجح عبداهلل وبهاء مدلج‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.189‬‬ ‫‪ - 113‬حلاظ الغزايل‪ ،‬متالزمات الت�ش ّوه و�أنواع َح َثل النم ّو العظمي والغ�ضرويف يف الإمارات العربية املتّحدة‪ ،‬اال�ضطرابات الوراثية يف العامل العربي‪ :‬دولة‬ ‫الإمارات العربية املتّحدة ‪،‬اجلزء الأ ّول‪.2004 ،‬‬

‫‪78‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وبكون الوالدين من الأقارب ‪ . 114‬ويمكن ا�ستنتاج �إحتمالية الإ�صابة بالإمرا�ض الوراثية لدى‬ ‫الأ�سر القطرية �إذا ما ربطنا ذلك ب�إرتفاع عدد عقود الزواج ال�سنوية التي تتم بين �أزواج من‬ ‫الأقارب من الدرجة الأولى ‪ ،‬وهو ما �أف�صح عنه تحليل خ�صائ�ص المتزوجين ح�سب عقود‬ ‫الزواج ال�سنوية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬عادات الزواج يف املجتمع القطري ‪:‬‬ ‫�إذا كانت عادات الزواج في قطر في الما�ضي ترتكز على �أن تقوم الأ�سرة باختيار ال�شريك‬ ‫وبترتيب كل مايتعلق بالزواج بعيدا عن ال�شريك نف�سه‪ ،‬ف�إن هناك تغيرات �أ�سا�سية حدثت في‬ ‫هذا المجال قد ال تكون في دور الأهل‪ ،‬ولكنها حدثت بالن�سبة للعمر عند الزواج وفي طريقة‬ ‫االختيار وفي ترتيبات الزواج واالحتفال به ‪ .‬وفيما ي�أتي �شرح طريقة الزواج قديما والتغيرات‬ ‫التي حدثت‪.‬‬ ‫كان الأب هو من يقوم بتزويج ابنه؛ �إما بقرار منه �أو بطلب من االبن‪ ،‬وعادة ماتكون ابنة‬ ‫العم هي الزوجة المنتظرة‪ ،‬بل في غالبية الحاالت يقرر ذلك من ال�صغر “فالن لفالنه”‬ ‫ومن َث ّم يعلم جميع الرجال الكبار وال�شباب �أن هذه الفتاة محجوزة البن عمها‪ ،‬فال يجر�ؤ �أحد‬ ‫على خطبتها‪ ،‬و�أحيانا يقر �أحد �أبناء عمومتها‪ ،‬الذي يكبرها �سنا‪ ،‬ويكون في الغالب متزوجا‪،‬‬ ‫ب�أن يحجز فتاة �صغيرة من بنات �أعمامه‪ .‬وهذا حق لأبناء العم وال ينطبق على �أبناء الخال‪.‬‬ ‫و�إذا اختار الأب عرو�س ابنه فلي�س له االعترا�ض‪ ،‬بل يقبل حتى ولوكان كارها‪ ،‬وال�شئ‬ ‫نف�سه بالن�سبة للفتاة‪ ،‬فلي�س لها االعترا�ض حتى ولوكان الزوج �أكبر منها �سنا‪� ،‬أو متزوجا‪� ،‬أو‬ ‫‪ - 114‬يف مقابلة مع الدكتورة غالية بنت حممد �آل ثاين الرئي�س ال�سابق ملجل�س �إدارة الهيئة الوطنية لل�صحة يف جريدة العرب القطرية بتاريخ ‪ 1‬يوليو ‪،2008‬‬ ‫العدد ‪http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=14648&issueNo=159&secId=16 ،7294‬‬ ‫قالت‪� :‬إن الفح�ص الطبي قبل الزواج ي�ساعد على تفادي بع�ض الأمرا�ض الوراثية عند الأطفال حديثي الوالدة والتي �أظهرت درا�سات حديثة زيادة ن�سبتها يف‬ ‫قطر‪ ،‬و�أن م�شكلة زواج الأقارب ال تزال موجودة‪ ،‬والأعقد من ذلك �أن بع�ض العائالت ال يوجد فيها خيار لأبنائهم املقبلني على الزواج �إال بالزواج من نف�س‬ ‫العائلة‪ ،‬وهذه العائالت هي التي تعاين الآن من الأمرا�ض الوراثية‪ ، ،‬فالأب والأم هما من يختار‪ ،‬طبقا ملا يتالءم مع العائلة املمتدة‪ ،‬اجلد يجب �أن يوافق‬ ‫�أي�ضا ‪ ،‬وكذلك العم واخلال‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪79‬‬


‫�شيخا كبيرا‪ ،‬فقد يتزوج الكهل وال�شيخ من فتاة �صغيرة‪ ،‬وكان ال يجد المجتمع غ�ضا�ضة في‬ ‫هذا؛ فالعمر بالن�سبة للرجل لي�س له اعتبار في عملية االختيار �أو في الموافقه على من تقدم‬ ‫لخطبة الفتاة‪� .‬أما بالن�سبة للفتاة في�شترط �أن تكون �صغيرة في ال�سن خ�صو�صا بالن�س�سبة‬ ‫لل�شاب الذي �سوف يتزوج لأول مرة‪� ،‬أما �إذا كان زواجه الثاني �أو الثالث �أو الرابع “تعدد‬ ‫الزوجات” ف�إن العمر ال يعد �شرطا �أ�سا�سيا حيث يمكن �أن يتزوج الرجل الكبيرة في ال�سن‬ ‫ن�سبيا والمطلقة والأرملة‪ ،‬مع ذلك يظل الزواج من ال�صغيرة هو المف�ضل‪.‬‬ ‫وعادة ما يترواح عمر الفتاة المرغوب بالزواج منها �آنذاك من ‪� 16-13‬سنة‪ ،‬ف�إذا تعدت‬ ‫هذا ال�سن‪ ،‬ولم تتزوج تعد مت�أخرة في الزواج‪� ،‬أما �إذا تعدت �سن الع�شرين فتعد “بائرة”‬ ‫�أي ال يرغب �أحد بالزواج منها‪ ،‬وتع ّير بذلك وت�صبح منعزلة ن�سبيا عن الحياة االجتماعية‬ ‫حيث ال تدعى للمنا�سبات وتظل حبي�سة دار �أهلها‪ .‬فالزواج‪ -‬حتى عهد قريب‪ -‬هو الذي‬ ‫يك�سب المر�أة الو�ضع االجتماعي‪ ،‬وت�صبح �سيدة لها مكانتها‪ ،‬وتدعى للمنا�سبات‪ ،‬و ُتق ّدر‬ ‫على هذا الأ�سا�س‪ .‬فالزواج لي�س فقط م�ؤ�س�سة للتزواج‪ ،‬ولكنه �أكثر من ذلك بكثير‪ ،‬فمعظم‬ ‫المكت�سبات االجتماعية واالقت�صادية ترتبط به‪ ،‬وال يمكن الح�صول عليها عن طريق �آخر‬ ‫خ�صو�صا بالن�سبة للمر�أة‪.‬‬ ‫وحاليا‪ ،‬وبعد �أن التحقت المر�أة بركاب التعليم ولفترات طويلة‪ ،‬نجد �أن ظاهرة ت�أخر �سن‬ ‫الزواج هي الأكثر بروزا‪ ،‬بل �إن هناك ن�سبة من الإناث في المنطقة قد تتعدى �أعمارهن �سن‬ ‫الثالثين وال يتزوجن‪ ،‬ولم يعد طلب يد من تعدت الثالثين �أمرا م�ستنكرا كما كان من قبل‪،‬‬ ‫بل نجد �أن هناك �إقبا ًال على الإناث الالتي تخطين �سن ال ‪� 25‬سنة خ�صو�صا بعد انتهائهن‬ ‫مجز‪،‬‬ ‫من الدرا�سة الجامعية‪ ،‬الذي يعد م�ؤ�شرا على قدرة ال�شريكة على العمل براتب �أو �أجر ٍ‬ ‫وهو الأمر الذي �سيوفر للأ�سرة النا�شئة م�صدر دخل جيد‪ .‬وهذه التغيرات تدل على حجم‬ ‫التحوالت االجتماعية في الأ�سرة‪ ،‬الذي انعك�س على معايير االختيار الزواجي بالتغيير؛ لكي‬ ‫تتالئم مع متطلبات الحياة االجتماعية في ع�صرنا الحالي‪ ،‬ولقد تم ذلك في مدى زمني‬ ‫ق�صير ال يتعدى عقودًا قليلة‪.‬‬ ‫ومن عادات الزواج قديما �أن العرو�س تخطب من والدها �أو �أخوها‪� ،‬أو �أي من �أقاربها الذكور‬ ‫في حال وفاة الأب‪� ،‬أو �صغر �سن �أخوتها‪ .‬وي�أخذ الولي وقتا كافيا للتفكير ال�ست�شارة الأهل‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وغالبا ما يتقدم للزواج من الفتاة ابن عمها �أو ابن خالها‪ ،‬و�إذا لم يتقدم لها االثنان تح�صل‬ ‫على البراءة من القبيلة‪ ،‬ويحق لها الزواج من خارج القبيلة التي تنتمي �إليها‪ ،‬وبالطبع هذا‬ ‫النمط من الزواج قد اختفى تدريجيا‪ ،‬ولم يعد له وجود �سوى لدى بع�ض القيائل الحديثة‬ ‫عهد بالتح�ضر ‪ .‬ومع ذلك ال يزال دور الأ�سرة قويا في تزويج ال�شباب وخ�صو�صا الإناث‪� ،‬أما‬ ‫من �سبق له الزواج من الذكور‪ ،‬فيمكن �أن يقوم باختيار �شريكة حياته بنف�سه‪ .‬و�أحيانا قد‬ ‫يتعار�ض ذلك مع �إرادة الأهل‪ ،‬خا�صة �إذا كان �سيتزوج على ابنة عمه‪ ،‬ويالحظ �أن ال�شباب‬ ‫الآن يقومون ب�إعادة الزواج بعيدا عن �سيطرة الأهل‪.‬‬ ‫وفي الما�ضي �إذا وافق الأب على الخطبة‪ ،‬فلي�س على ابنته �إال القبول‪� .‬أما الآن ف�إن االبنة‬ ‫ُت�ست�شار‪ ،‬كما �أن �صحة العقد ال تكون �إال �إذا ثبت موافقته الفتاة‪� ،‬أو التي �سيعقد قرانها‬ ‫على الزواج‪ .‬وكان في ال�سابق ال يوجد نزاع �أو خالف بين الأ�سر حول المهر الذي عادة ما‬ ‫مقدما من قبل الزوج و�أهل العري�س‪ ،‬وكان من الأمورالم�ستنكرة �أن يحدد �أهل العرو�س‬ ‫يكون ً‬ ‫المهر‪ ،‬وال زال الأمر كذلك في العديد من الأ�سر‪� ،‬إال �أن الإح�صاءات في العقدين الأخيرين‬ ‫ك�شفت عن ارتفاع عدد حاالت الطالق قبل الدخول‪ ،‬الذي كثيرا ما يحدث ب�سبب خالفات‬ ‫مادية على ق�ضايا المهر ونفقات االحتفال بالعر�س و�إمكانية توفير منزل الزوجية‪.‬‬ ‫وكان عقد القران يتم في مجل�س الرجال‪ ،‬وبح�ضور �أحد الم�شايخ‪ ،‬و�شهود ال تزال بع�ض‬ ‫الأ�سر تطبق هذه الطريقة‪ ،‬وحال ًيا ال يمكن �أن يتم الزواج �إال من خالل المحكمة ال�شرعية‪،‬‬ ‫وكتابة عقد قران وتوفر �شهود اثنين مع ولي �أمر الزوجة �أو وجود الزوجة نف�سها‪ .‬وتقوم‬ ‫المحكمة ال�شرعية بتوثيق عقد الزواج‪ ،‬و�إ�صدار م�ستند قانوني يحدد فيه المهر‪ ،‬ويوقع عليه‬ ‫ك ّل من الزوجين وال�شهود والقا�ضي ال�شرعي‪ ،‬ثم ُيختَم ر�سمي ًا‪ .‬وتجدر الإ�شارة �إلى �أنه ال‬ ‫يعترف ب�أي زواج يتم بخالف هذه الطريقة فال يوجد في قطر ما يعرف بالزواج المدني‪.‬‬ ‫وبنا ًء على عقد القران‪ ،‬يتم تحديد حقوق الزوجين وواجباتهما‪ ،‬كما يمكن لأي منهما �إدراج‬ ‫�شرط معين على العقد يخ�ضع لر�ضى الطرفين‪ .‬وفي حال رف�ضت الزوجة اال�ستمرار في‬ ‫حياتها الزوجية يقوم والدها برد المهر لزوجها‪ ،‬اما �إذا كان الزوج هو من يريد الطالق‪،‬‬ ‫فلي�س من حقه الح�صول على �أي �شيء‪ ،‬بل عليه �أن يترك لها كل �شيء‪ .‬وهو الأمر الذي يتفق‬ ‫مع ال�شريعة الإ�سالمية التي تنظم طرق الزواج والطالق في المنطقة‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪81‬‬


‫ولم تكن الخالفات الأ�سرية ت�ؤدي في ال�سابق �إلى قطعية حتى ولو حدث طالق بين الأبناء‪،‬‬ ‫وذلك ب�سبب قوة العالقات القرابية وعالقات الجيرة‪� ،‬أما الآن ومع ات�ساع نطاق المجتمع‬ ‫ف�إن هناك م�ؤ�شرات على �ضعف الروابط والعالقات القرابية‪ ،‬خ�صو�صا بعد تفكك نظم‬ ‫الجيرة التقليدية في ظل التغيرات في التركيبة الح�ضرية والنمو العمراني‪ ،‬وظهور �أ�شكال‬ ‫من ال�سكنى تفتر�ض نظام عالقات مغلق‪ ،‬وتحول نظام الأ�سرة الممتدة �إلى �شكل الأ�سرة‬ ‫الزواجية‪ ،‬ف�أ�صبح من ال�سهل �أن تفقد الأ�سر عالقاتها مع بع�ضها نتيجة الخالفات الزوجية‬ ‫ووقوع الطالق بين الأبناء‪ ،‬بل �إن بع�ض الأخوة تتوتر عالقاتهم ببع�ض بعد طالق الأبناء‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل ال�سابع‬

‫واقع الزواج وال�شباب يف‬ ‫املجتمع القطري‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪83‬‬


‫يمثل ال�شباب ال�شريحة الأكبر في المجتمع ب�سبب العمالة الوافدة‪ ،‬ويتوقع �أن تكون الزيادة‬ ‫العددية في �شريحة ال�شباب ب�سبب نمط الهجرة الوافدة “من �أجل العمل” وب�سبب الزيادة‬ ‫وا�ضحا‪.‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬والتي يتوقع تباط�ؤها تدريجيا �إال �أن ت�أثيرها في هذه ال�شريحة �سيظل‬ ‫ً‬ ‫ويتوقع � ً‬ ‫أي�ضا �أن تزداد بع�ض ال�شرائح بف�ضل الرعاية ال�صحية وارتفاع م�ستويات المعي�شة‬ ‫والوعي ال�صحي‪ ،‬مثل �شريحة كبار ال�سن‪ ،‬بف�ضل ارتفاع معدل الأعمار‪ .‬ويتوقع �أن تتراوح‬ ‫ن�سبة ال�سكان القطريين ممن �أعمارهم ‪� 18‬سنة ف�أكثر بين “‪ %”52 – 51‬من �إجمالي ال�سكان‬ ‫القطريين خالل الفترة ‪ .2010 – 2006‬وفيما يلي تحليل لبع�ض الخ�صائ�ص الديموغرافية‬ ‫التي تميز الأ�سرة والزواج في المجتمع القطري‪.‬‬ ‫�أوال ‪ :‬خ�صائ�ص الأ�سرة القطرية ‪:‬‬ ‫�أظهر التعداد العام لل�سكان �سنة ‪� 1997‬أن نحو ‪ %57‬من مجموع الأ�سر التي �أح�صاها ت�أخذ‬ ‫�شكل الأ�سرة الزواجية التي تت�شكل من زوج وزوجة ‪ -‬من دون �أوالد �أو مع وجود �أوالد‪ -‬يليها‬ ‫�شكل الأ�سرة المركبة بن�سبة ‪ %15‬ثم نمط الأ�سرة الممتدة بن�سبة ‪% 14.9‬ثم الأ�سرة الفردية‬ ‫بن�سبة ‪ ،%13.1‬وفي تعداد عام عام ‪ 2004‬بلغ عدد الأ�سر الزواجية ‪ %58.2‬في مقابل‬ ‫“‪� ”13025‬أ�سرة ممتدة ي�شكلون ‪ %12.7‬من مجموع الأ�سر‪�.‬أنظر الجدول رقم “‪.”2‬‬ ‫وي�شير هذا البيان �إلى تراجع �شكل الأ�سرة الممتدة في مقابل زيادة عدد الأ�سر الزواجية‪،‬‬ ‫حيث ينتمي معظم الأفراد �إلى نمط الأ�سرة الزواجية ‪ . 115‬ويك�شف عن حجم التحوالت في‬ ‫بنية الأ�سرة القطرية‪ ،‬التي تتجه نحو نمط الأ�سرة الزواجية �صغيرة الحجم‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫�أن هذه ظاهرة عالمية‪ ،‬ف�إن الأمر الذي يثير الده�شة هو �سرعة التحوالت التي ت�صيب الأ�سرة‬ ‫القطرية والخليجية ب�شكل عام‪ ،‬وبالطبع ال يكفي التغير في الحجم؛ لكي يمكن القول ب�أن هذه‬ ‫الظاهرة دليل على التغير االجتماعي؛ ومع ذلك فهي م�ؤ�شر يجب �أن يو�ضع في االعتبار‪.‬‬ ‫‪ - 115‬انظر التعدادات ال�سكانية لدولة قطر للأعوام ‪ 1997‬و‪ ،2004‬دولة قطر‪ ،‬جهاز الإح�صاء‪ ،‬جدول رقم ‪ 1‬الأ�سر والأفراد ح�سب الرتكيب العائلي للأ�سرة‬ ‫والوحدة ال�سكنية‪ ،‬وا�ستخرجت الن�سب املئوية‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫جدول رقم (‪)2‬‬ ‫‪116‬‬ ‫الرتكيب العائلي يف دولة قطر ‪2004 -1997‬‬ ‫‪ %‬من جمموع الأ�سر‬ ‫العدد‬ ‫ال�شكل الأ�سري‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫ال�سنة‬ ‫‪%13.4 % 13.0‬‬ ‫‪13705‬‬ ‫‪9576‬‬ ‫الأ�سرة الفردية‬ ‫‪%58.2 %57.0‬‬ ‫‪59510‬‬ ‫‪41751‬‬ ‫الأ�سرة الزواجية‬ ‫‪%12.7 %14.9‬‬ ‫‪13025‬‬ ‫‪10920‬‬ ‫الأ�سرة املمتدة‬ ‫‪%15.7 %15.1‬‬ ‫‪15944‬‬ ‫‪11095‬‬ ‫الأ�سرة املركبة‬ ‫‪100.0 100.0‬‬ ‫‪102184‬‬ ‫‪73342‬‬ ‫املجموع‬ ‫ومع ذلك ال يزال حجم الأ�سرة في البالد كبيرا‪ ،‬فح�سب بيانات ‪ 2004‬بلغ متو�سط حجم‬ ‫الأ�سرة القطرية بما فيها الخدم “‪ ”8.5‬فردا ‪ . 117‬وال يتيح هذا البيان تحديد حجم الأ�سرة‬ ‫ب�شكلها الطبيعي الأبوين والأبناء‪ .‬كما يالحظ ا�ستمرار ارتفاع الخ�صوبة الكلية لدى الإناث‬ ‫القطريات والذي بلغ ‪ %3.9‬في عام ‪ 2004‬رغم االنخفا�ض الن�سبي من ‪ % 4.4‬ح�سب بيانات‬ ‫‪ . 1997‬ومن خالل هذه الم�ؤ�شرات نتو�صل �إلى �أن الأ�سرة القطرية ال تزال كبيرة الحجم‪ ،‬و�أن‬ ‫الثقافة الإنجابية في المجتمع لم تتغير كثيرا‪ .‬ورغم هذه الحقائق ف�إن البيانات قد �أظهرت‬ ‫� ً‬ ‫أي�ضا وجود عالقة عك�سية بين انخفا�ض الخ�صوبة وارتفاع التعليم ‪ 118‬فكلما ارتفع التعليم‬ ‫انخف�ضت الخ�صوبة عند المر�أة القطرية‪ .‬الأمرالذي ي�شير �إلى �أن مفاهيم الإنجاب تتغير‬ ‫بفعل التعليم؛ وذلك باالتجاه نحو �إنجاب عدد �أقل من الأطفال‪.‬‬ ‫ومن المتوقع �أن تنخف�ض الخ�صوبة لدى المر�أة القطرية مع ارتفاع الم�ستوى التعليمي‬ ‫الم�ستمر لديها؛ مما �سي�ؤدي �إلى �أن ينخف�ض حجم الأ�سرة القطرية تدريجيا‪ ،‬وهو الأمر الذي‬ ‫�سوف ي�ؤدي �إلى انخفا�ض معدالت النمو ال�سكاني للمواطنين على المدى البعيد‪ .‬وهنا يثار‬ ‫‪ - 116‬نف�س امل�صدر ال�سابق‬ ‫‪ - 117‬دولة قطر‪ ،‬جمل�س التخطيط‪ ،‬الأمانة العامة‪ ،‬م�ؤ�شرات بحث �إنفاق ودخل الأ�سرة بالعينة‪ ،‬يونيو ‪� ،2002‬ص ‪.24‬‬ ‫‪ - 118‬انظر ‪ :‬تقرير املر�أة والرجل �صورة �إح�صائية ‪،‬دولة قطر‪ :‬املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة‪ .2006 ،‬و درا�سة اجتاهات احلالة الزواجية يف قطر ‪،‬دولة‬ ‫قطر‪ :‬املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة ‪.2005‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪85‬‬


‫ت�سا�ؤل مهم‪ :‬هل المجتمع يرغب بانخفا�ض م�ستويات الخ�صوبة عند المر�أة القطرية‪ ،‬ف�إذا‬ ‫كانت هذه الق�ضية ملحة عند العديد من المجتمعات‪ ،‬وخ�صو�صا تلك التي تتميز بالكثافة‬ ‫ال�سكانية المرتفعة‪ ،‬ف�إن في مجتمع مثل المجتمع القطري‪ ،‬يتميز بقله عدد ال�سكان قد ي�صبح‬ ‫العك�س �ضرويا؛ ومن ّثم ي�صبح تغيير مفاهيم الإنجاب �أمرا قد ال يخدم الم�صلحة الوطنية‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬احلالة الزواجية‪:‬‬ ‫تتميز الأ�سرة القطرية بمجموعة من الظواهر بالإ�ضافة �إلى التغير في الحجم‪ ،‬وتحولها من‬ ‫نمط الأ�سرة الممتدة �إلى نمط الأ�سرة الزواجية‪ ،‬مثل ا�ستمرار ظاهرة الزواج من الأقارب‪،‬‬ ‫وا�ستمرار ارتفاع متو�سط العمرعند الزواج بين الإناث‪ ،‬وارتفاع ن�سبة الطالق‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪)3‬‬ ‫التوزيع الن�سبي للحالة الزواجية بني القطريني ‪ 119‬لعام ‪2004‬‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫الحالة الزواجية‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪47.6‬‬ ‫‪52.4‬‬ ‫لم يتزوج �أبدا‬ ‫‪49.0‬‬ ‫‪51.0‬‬ ‫متزوج‬ ‫‪72.1‬‬ ‫‪27.9‬‬ ‫مطلق‬ ‫‪91.4‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫�أرمل‬ ‫وتك�شف البيانات الخا�صة بالحالة الزواجية للقطريين عن ارتفاع ن�سبة الذكور المتزوجين‬ ‫قليال عن الإناث‪ ،‬و�أن الفرق �أكبر بينهم �ضمن فئة من لم يتزوج �أبدا حيث بلغ الفارق ‪4.8‬‬ ‫‪ - 119‬م�ستخرجة من التعداد العام لل�سكان ‪2004‬م‪ ،‬اجلدول رقم ‪.18،‬‬

‫‪86‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫نقطة‪ ،‬وهذا يعني �أن ن�سبة العنو�سة �أكبر بين الإناث‪ ،‬ويزداد الفارق وب�شكل حاد بينهم �ضمن‬ ‫فئة مطلق حيث �أن معظمهم من الإناث وكذلك فئة �أرمل‪ ،‬الأمر الذي يعني �أن المر�أة المطلقة‬ ‫والأرملة ال تتمكنا من �إعادة الزواج؛ لأ�سباب عديدة منها تربية الأبناء؛ وب�سبب قيم اجتماعية‬ ‫التف�ضل الزواج من المطلقة‪.‬‬ ‫وبتحليل الحالة الزواجية لل�سكان القطريين الذين يبلغون ‪ 15‬عام ًا فما فوق ح�سب الجن�س‬ ‫خالل الأعوام ‪ 2004 ،1997 ،1986‬يمكن �أن نالحظ ‪:120‬‬ ‫• تغير طفيف في التركيب الزواجي للن�ساء تمثل في انخفا�ض تدريجي في ن�سبة‬ ‫المتزوجات وارتفاع الن�سبة المئوية للأرامل في الفترة ‪ ،2004 - 1986‬كما �شهدت تلك‬ ‫الفترة ثبات ن�سبة المطلقات ‪.‬‬ ‫• بلغت ن�سبة المتزوجين في المجتمع ‪ %70‬من جملة ال�سكان ‪ 15‬ف�أكثر في عام‬ ‫‪.2004‬‬ ‫• بلغت ن�سبة الذكور المتزوجين ‪ %74‬من جملة المتزوجين في المجتمع في مقابل‬ ‫‪ %26‬للإناث ‪ .‬الأمر الذي يوحي بوجود م�شكلة اجتماعية‪� ،‬إال �إن وط�أة الو�ضع تخف �إذا‬ ‫ما علمنا ب�أن معظم ال�سكان هم من الذكور ال�شباب �أ�سا�سا‪.‬‬ ‫• وعلى الرغم من �أن معظم ال�سكان في هذه المرحلة متزوجون‪ ،‬ف�إن الن�سبة التي‬ ‫لم تتزوج � ً‬ ‫أي�ضا كبيرة �إلى حد ما‪ ،‬وتزداد الظاهرة تعقيدا ب�سبب كونهم من الذكور‬ ‫الأجانب‪ ،‬وت�صبح الق�ضية م�شكلة في ظل انت�شار نمط الم�ساكن الجماعية للعزاب وانت�شارها‬ ‫في المناطق ال�سكنية‪.‬‬ ‫متزوجا ف�إن ذلك اليعني �أنه يعي�ش مع �أ�سرته‪ .‬فالواقع‬ ‫• و مع ذلك‪ ،‬ف�إن كون الوافد‬ ‫ً‬ ‫يبين �أن الن�سبة الأكبر من الوافدين الذكور يتواجدون في المجتمع من دون �أ�سرهم‪،‬‬ ‫يك�شف عن ذلك انخفا�ض ن�سبة الإناث الوافدات في مقابل الذكور‪ ،‬حيث يمثلن ما ن�سبته‬ ‫‪ %23.4‬فقط من جملة الوافدين في المرحلة العمرية ‪� 64 15‬سنة‪.‬‬ ‫‪ - 120‬انظر ‪ :‬تقرير املر�أة والرجل �صورة �إح�صائية‪ ،‬املجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة‪ .2006 ،‬و درا�سة اجتاهات احلالة الزواجية يف قطر ‪ ،‬املجل�س الأعلى‬ ‫ل�ش�ؤون الأ�سرة ‪ ،2005/‬والتعداد العام لل�سكان لعام ‪.2004‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪87‬‬


‫• �إن ن�سبه المتزوجين القطريين تتوزع ب�شكل متوزن �إلى حد ما‪ ،‬حيث بلغت ن�سبة ‪%51‬‬ ‫مقابل ‪ %49‬للإناث‪.‬‬ ‫• �أظهر تحليل الحالة الزواجية لل�سكان ككل �أن ن�سبة العزاب ت�صل �إلى ‪ %19.5‬من‬ ‫جملة ال�سكان ‪� 15‬سنة ف�أكثر‪ ،‬وان ‪ %68.2‬منهم من الذكور في مقابل ‪� %31.8‬إناث‪ .‬وهنا‬ ‫يظهر الفارق الكبير بين الذكور والإناث ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬متو�سط العمر عند الزواج الأول‪:‬‬ ‫وتك�شف متو�سطات العمر عند الزواج الأول خالل الفترة من ‪ 2007-1998‬عن وجود فارق‬ ‫في ال�سن بين الذكور والإناث عند الزواج الأول يترواح بين ‪� 3.5‬إلى ‪� 2.5‬سنوات ل�صالح‬ ‫الذكور ح�سبما تظهره العقود الر�سمية ال�سنوية للزواج في قطر‪ ،‬وهذا الفارق لي�س كبيرا‪،‬‬ ‫كما �أنه يتجه نحو التقارب‪ ،‬في حين �أن الفارق في معظم المجتمعات ي�صل �إلى ‪� 5-4‬سنوات‪،‬‬ ‫وهو م�ؤ�شر مهم جدا يدل على درجة التغير في معايير الزواج في قطر ومجتمعات المنطقة‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬وينبئ بتغيرات بالن�سبة �إلى معيار العمر المنا�سب للزواج بالن�سبة لل�شريكين‪،‬‬ ‫ويمكن تف�سير ذلك في �ضوء ارتفاع �سن زواج الفتاة والذي له عالقة برغبه الفتيات و�أ�سرهن‬ ‫با�ستكمال التعليم الجامعي‪ ،‬ومع ذلك وعلى الم�ستوى المعياري ال يزال المجتمع يف�ضل �أن‬ ‫يكون �سن المر�أة �صغيرا عند الزواج‪ ،‬والدليل �أن هناك العديد من الزيجات التي تعقد لفتيات‬ ‫تحت �سن الع�شرين‪ ،‬كما �أن عدد المتزوجات في هذا العمر �أكبر بكثير من الذكور؛ مما يعطي‬ ‫انطباعا ب�أن زواج الفتاة ال�صغيرة ال يزال مف�ضال عند البع�ض‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫جدول رقم (‪)4‬‬ ‫‪121‬‬ ‫متو�سط العمر عند �أول زواج‬ ‫‪2007 - 1998‬‬ ‫غير قطريين‬ ‫قطري‬ ‫الفرق‬ ‫ال�سنة‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫بال�سنوات‬ ‫‪23.3‬‬ ‫‪27.0‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪24.7‬‬ ‫‪28.7‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪23.8‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪24.9‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪23.8‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪24.5‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪24.8‬‬ ‫‪29.2‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪27.4‬‬ ‫‪29.0‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪23.7‬‬ ‫‪26.5‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫وت�شير بيانات عقود الزواج في قطر �أن معظم الزيجات تقع بين الفئة العمرية ‪� 24-20‬سنة‬ ‫بالن�سبة للإناث و‪� 29-25‬سنة للذكور‪� ،‬إال �أن عقود الزواج ت�ؤكد زواج المر�أة في �سنّ مبكرة‬ ‫�أكثر من الرجل؛ فالبيانات الم�ستخل�صة من عقود القران ال ٌمبرمة بين القطرين تظهر �أن‬ ‫‪� 355‬أنثى يقعن في الفئة العمرية ‪ ،19-15‬و�أن ‪� 926‬أنثى تقع في الفئة العمرية ‪ ،24-20‬ح�سب‬ ‫بيانات ن�شرة الزواج في �سنة ‪.122 2007‬‬ ‫رابعا ‪:‬درجة القرابة بني الزوجني‪:‬‬ ‫تظهر �إح�صاءات عقود الزواج ال�سنوية انت�شار زواج الأقارب بالمجتمع القطري بن�سبة‬ ‫ت�صل �إلى ‪ ،%42‬و�أن ‪ %54‬من هذه الزيجات تمت بين �أقارب من الدرجة الأولى‪ .‬وهو �أمر‬ ‫ملفت للنظر بالنظر �إلى الأمرا�ض الوراثية التي تزداد احتماالت انتقالها بين الأقارب من‬ ‫خالل الزواج‪ ،‬خ�صو�صا بين الأقارب من الدرجة الأولى‪ .‬انظر الجدول الآتي‪:‬‬ ‫‪ - 121‬دولة قطر‪ ،‬جهاز االح�صاء‪ ،‬الن�شرة ال�سنوية �إح�صاءات الزواج والطالق للعام ‪ ، 2007‬اجلدول رقم ‪2‬‬ ‫‪ - 122‬دولة قطر‪،‬الإمانة العامة للتخطيط التنموي‪ ،‬الن�شرة احليوية للزواج والطـالق‪ ،‬لعام ‪.2008‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪89‬‬


‫جدول رقم (‪)5‬‬ ‫‪123‬‬ ‫عقود الزواج للقطريني ح�سب �صلة القرابة بني الزوجني – ‪2007‬‬ ‫�صلة قرابة الدرجة �صلة قرابة من‬ ‫المجموع‬ ‫ال توجد �صلة قرابة‬ ‫الدرجة الثانية‬ ‫االولى‬ ‫‪2097‬‬ ‫‪1216‬‬ ‫‪405‬‬ ‫‪476‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪58.0‬‬ ‫‪19.4‬‬ ‫‪22.6‬‬ ‫خام�سا‪ :‬ارتفاع معدالت الطالق‪:‬‬ ‫تظهر البيانات ارتفاع ن�سبة الطالق بين القطريين خالل العقدين الما�ضيين‪ ،‬ففي عام‬ ‫‪ 1991‬بلغت ‪� ،%29.1‬إذ �سجلت ‪ 332‬حالة طالق مقابل ‪ 1141‬حالة زواج‪ .‬في حين بلغت ن�سبة‬ ‫الطالق عام ‪ 2000‬حوالي ‪ 31.8‬في المائة‪ ،‬حيث �سجلت ‪ 471‬حالة طالق مقابل ‪ 1483‬حالة‬ ‫زواج ‪.124‬ولم تتغير ن�سب الطالق في العقد الحالي‪ ،‬بل �إنها ارتفعت في عام ‪� 2007‬إلى ‪%36‬‬ ‫تقريبا ‪ .125‬انظر الجدول الآتي‪:‬‬ ‫جدول رقم (‪)6‬‬ ‫ن�سب الطالق �إىل الزواج منذ ‪2007 -2001‬‬ ‫ن�سبة الطالق‬ ‫ال�سنوات‬ ‫‪%28.9‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪%34.6‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪%32.7‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪%32.6‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪%25.4‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪%30.0‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪%36.0‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫ومن الملفت للنظر �أن معظم حاالت الطالق الم�سجلة �سنويا تحدث في ال�سنوات الأولى‬ ‫للزواج‪ ،‬بل �إن ‪ %31.5‬من حاالت الطالق تتم قبل الدخول‪� ،‬أي قبل البدء بالحياة الزوجية‪،‬‬ ‫انظر الجدول رقم(‪ )7‬ورقم (‪:)8‬‬ ‫‪ - 123‬م�ستخرجة من الن�شرة احليوية للزواج والطالق لعام ‪.2007‬‬ ‫‪ - 124‬م�ستخرجة من الن�شرة احليوية للزواج والطالق للفرتة من ‪1991‬حتى‪2000‬م‪.‬‬ ‫‪ - 125‬م�ستخرجة من الن�شرة احليوية للزواج والطالق للفرتة من ‪2001‬حتى‪2005‬م‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫جدول رقم (‪)7‬‬ ‫‪126‬‬ ‫ن�سبة الطالق قبل الدخول ح�سب الفئات العمرية ‪2005‬‬ ‫ن�سبة الطالق‬ ‫الفئات العمرية‬ ‫‪%50.0‬‬ ‫‪15-19‬‬ ‫‪%53.0‬‬ ‫‪20-24‬‬ ‫‪%37.8‬‬ ‫‪25-29‬‬ ‫‪%40.7‬‬ ‫‪30-34‬‬ ‫‪%36.9‬‬ ‫‪35-39‬‬ ‫جدول رقم (‪)8‬‬ ‫�شهادات الطالق ح�سب نوع الطالق ومدة احلياة الزواجية للزوج – قطريون ‪2007-‬‬ ‫نوع الطالق‬ ‫خلع بينونة كبرى المجموع‬ ‫بينونة �صغرى رجعي‬ ‫عمر الزواج‬ ‫‪227‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪559‬‬ ‫‪157‬‬ ‫قبل الدخول‬ ‫‪39‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اقل من �سنة‬ ‫‪72‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪11‬‬ ‫�سنة‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪9-5‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪14-10‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪19-15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪24-20‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪25 +‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫غير مبين‬ ‫‪721‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪396‬‬ ‫‪282‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪ - 126‬ا�ستخرجت الن�سبة امل�ؤية من البيانات الواردة يف اجلدول رقم ‪ 72‬بن�شرة الزواج والطالق‪ ،‬الإح�صاءات احليوية‪ ،‬جهاز الإح�صاء‪ ، ،‬دولة قطر‬ ‫‪.2008‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪91‬‬


‫ويالحظ من المعطيات الواردة بالجدول ال�سابق وجود حاالت طالق الخلع‪ ،‬وي�شير �إلى �أن المر�أة‬ ‫هي التي بد�أت ب�أخذ المبادرة ب�إنهاء العالقة الزوجية ح�سب ال�شرع الإ�سالمي‪ ،‬وتتيح القوانين‬ ‫في قطر للمر�أة طلب الطالق‪� ،‬إذا اثبتت وقوع ال�ضرر عليها وا�ستحالة الع�شرة الزوجية‪.‬‬ ‫وفي �ضوء ما�سبق يمكن �أن نتو�صل �إلى �أن التغير الأ�سا�سي في الزواج يتمثل في تقل�ص حجم‬ ‫الأ�سرة‪ ،‬وتحولها من �أ�سرة ممتدة �إلى نمط الأ�سرة النووية‪ .‬وبالطبع ف�إن هذا التغير في الحجم‬ ‫يرافقه تغير في التركيب والأدوار والعالقات‪ ،‬وفيما ي�أتي ملخ�ص �أهم التغيرات التي طالت‬ ‫الأ�سرة القطرية ‪:‬‬ ‫ على الرغم من تزايد انتقال الأ�سر المتكونة حديث ًا �إلى مناطق جديدة‪ ،‬وافتراق الأهل‬‫عن �أوالدهم المتزوجين ف�إن الأ�سرة ال تزال تلعب الدور الأ�سا�سي في ترتيب الزواج واختيار‬ ‫ال�شريك‪.‬‬ ‫ ال يزال زواج الأقارب ً‬‫نمطا منت�ش ًرا في المجتمع وبن�سبة كبيرة‪ ،‬رغم الم�شكالت ال�صحية‬ ‫الناتجة عن الأمرا�ض الوراثية‪ ،‬التي بد�أت تظهر �آثارها في زيادة عدد �أ�صحاب الإعاقات‬ ‫العقلية والج�سدية في المجتمع‪ ،‬وهي ق�ضية تحتاج �إلى درا�سة ‪.‬‬ ‫ تغير الأدوار الأ�سرية وما ترتب على ذلك من تغير في العالقات الأ�سرية‪ ،‬فبعد �أن كان‬‫توزيع الأدوار ي�ستند �إلى النوع والعمر‪� ،‬أ�صبحت المر�أة تمار�س �أدوا ًرا تتجاوز الجن�س الذي‬ ‫تنتمي �إليه بعد �أن �أ�صبحت زوجة و�أ ًّما وعاملة في نف�س الوقت‪ ،‬و�أ�صبح تعدد الأدوار وتعار�ضها‬ ‫�أهم م�شكلة تواجه المر�أة في المجتمع القطري المعا�صر خ�صو�ص ًا و�أن محتوى الأدوار وما‬ ‫يترتب عليها من مكا�سب و�أعباء ومكانة لم يتغير تغير ًا كبير ًا‪ .‬وهناك حاجة لدرا�سة الآثار‬ ‫المترتبة على الأدوار الجديدة للمر�أة في الأ�سرة‪.‬‬ ‫ رغم تغير نمط العالقات االجتماعية‪� ،‬إال �أن الأ�سرة الممتدة ال تزال تمثل بقيمها‪ ،‬وما‬‫يرتبط بها من عادات وتقاليد‪ ،‬الإطار الذي ت�ستمد منه الأ�سرة المعا�صرة �شرعيتها ومكانتها‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وذلك على الرغم من تراجع �أداء �أدوارها‪ ،‬ولم تدر�س حتى الآن الآثار المترتبة‬ ‫على العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ فر�ضت ظروف التطور العمراني تباعد الأمكنة وتفكك عالقات الجيرة نتيجة الحراك‬‫الجغرافي للأ�سر المتكونة حديث ًا ونزوحها �إلى مناطق جديدة‪ ،‬فقد ن�ش�أت حاجة للتباعد عن‬ ‫القبيلة الأم لي�س ب�سبب ظروف المعي�شة‪ ،‬ولكن ب�سبب تكاثر �أفراد القبيلة مع �ضيق الم�ساحة‬ ‫المكانية وارتفاع قيمة الأرا�ضي في منطقة اال�ستقرار الأ�صلية‪ ،‬وب�سبب عوامل �أخرى ذات طبيعة‬ ‫اجتماعية مثل تغير رموز المكانة ودخول عن�صر مكان ال�سكن بو�صفه �أحد �أ�س�سها‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ترتب عليه تفكك عالقات الجيرة القديمة �إال �أن توفر و�سائل النقل واالت�صال‪� ،‬أ�سهم في تقليل‬ ‫الآثار المترتبة على تباعد الأمكنة‪ ،‬حيث ظلت العالقة قائمة بين الأ�سرة الزواجية و�أ�سرة‬ ‫التوجية‪.‬‬ ‫ ارتفاع تكاليف الزواج ب�سبب �سيادة المظاهر �إال�ستهالكية في المجتمع وغلبه اال�ستهالك‬‫المظهري في حفالت الزواج‪ ،‬و�أ�صبحت و�سيلة لإبراز المكانة االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬حتى �أن‬ ‫البع�ض ي�ستدين من �أجل �أن يعقد حفلة الزواج في فندق معين �أو قاعة حفالت معينة ‪..‬الخ‪.‬‬ ‫ تغير مفاهيم الزواج وقيم اختيار ال�شريك‪ ،‬عامالن �ساهما في ت�أخر �سن الزواج عما كان‬‫عليه من قبل‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إلى ارتفاع ن�سبة غير المتزوجات في المجتمع‪ .‬وما تزال م�شكلة‬ ‫ت�أخر �سن الزواج عند المر�أة القطرية ت�شكل تحديا اجتماعيا حيث تبين من �إح�صاءات تعداد‬ ‫عام ‪� 2004‬أن ‪ %24‬من الإناث القطريات في الفئات العمرية من ‪� 39-25‬سنة لم يتزوجن‬ ‫وهذا ي�شكل عبئا اجتماعيا ونف�سيا في ظل قيم اجتماعية تعطي المر�أة المتزوجة‪ ،‬التي لديها‬ ‫�أبناء‪ ،‬قيمة اجتماعية وفر�ص ًا في الم�شاركة االجتماعية �أكثر من المر�أة غير المتزوجة وخا�صة‬ ‫المطلقة‪.‬‬ ‫ ي�شهد المجتمع تراجع في معدالت الأمية وارتفاع عدد �أفراد الأ�سرة القطرية الحا�صلين‬‫على التعليم الجامعي‪ ،‬الأمر الذي ي�ستنتج منه تغير في طرق التفكير‪ ,‬نمط العالقات‪ ,‬طرق‬ ‫التن�شئة االجتماعية‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪93‬‬


‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل الثامن‬

‫اجتاهات ال�شباب القطري‬ ‫نحو الزواج ومعايري االختيار‬ ‫الزواجي‬ ‫من واقع الدراسة الميدانية‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪95‬‬


‫مقدمة‬ ‫في ظل التغيرات التي �أ�صابت الأ�سرة القطرية‪ ،‬وارتفاع معدالت الطالق في المجتمع‪ ،‬كان‬ ‫من المهم �إجراء درا�سة ميدانية ال�ستطالع مواقف واتجاهات ال�شباب نحو الزواج ومعايير‬ ‫االختيار الزواجي‪ ،‬خ�صو�صا و�أنه لم تجرى درا�سة حديثة حول المو�ضوع منذ عقدين من‬ ‫الزمن تقريبا‪ ،‬وفي هذه الفترة حدثت تطورات كبيرة في المجتمع في الجانب االقت�صادي‬ ‫والتنظيمي وال�سيا�سي وفي الجوانب التكنولوجية والتعليمية والمعرفية‪ .‬وتغيرت �أو�ضاع المر�أة‬ ‫و�أ�صبح ال�شباب ي�شكل �شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع‪ ،‬فهل �أدت هذه التطورات �إلى تغيرات‬ ‫في مواقف ال�شباب تجاه الزواج؟ وهل كان لها �أثر في بلورة �أ�س�س االختيار الزواجي ومعاييره‬ ‫التي يتبناها المجتمع؟‪ ،‬وهل تغير دور الأ�سرة في عملية االختيار؟‪.‬‬ ‫�أوال ‪ :‬الإجراءات املنهجية ‪:‬‬ ‫في �ضوء المحددات الأ�سا�سية للدرا�سة ُطبقت درا�سة علمية على عينة من ال�شباب القطري‬ ‫للك�شف عن اتجاهات ال�شباب نحو بع�ض ق�ضايا الزواج والطالق‪ ،‬وتحديد العوامل االجتماعية‬ ‫والثقافية التي يمكن �أن ت�ؤثر في اتجاهات ال�شباب نحو الزواج واختيار ال�شريك �أو اال�ستمرار‬ ‫في الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫‪� -1‬أهداف الدرا�سة‪:‬‬ ‫‪ .1‬الك�شف عن اتجاهات ال�شباب نحو الزواج واختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫‪ .2‬الك�شف عن م�ستوى وعي ال�شباب بم�سئوليات الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫‪ .3‬الك�شف عن دور الأ�سرة حيث الت�أثير في قرار الزواج بين ال�شباب‬ ‫‪ .4‬الك�شف عن المعوقات التي ت�ؤثر في قرار الزواج لدى ال�شباب‪.‬‬ ‫‪ .5‬و�ضع‪� ،‬أو ت�صميم‪ ،‬برامج لمواجهة ت�أخر �سن الزواج و�إعداد ال�شباب لممار�سة �أدوارهم‬ ‫الزواجية‪ ،‬وزيادة قدرة ال�شباب على مواجهة تكاليف الزواج‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ -2‬ت�سا�ؤالت الدرا�سة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما موا�صفات ال�شريك عند ال�شباب؟‬ ‫‪ .2‬ما مدى ا�ستقاللية قرار ال�شباب في اختيار ال�شريك؟‬ ‫‪.3‬هل يت�أثر قرار ال�شباب بالزواج بالظروف المادية ؟‬ ‫‪ .4‬هل يرغب ال�شباب في تغيير طرق الزواج ؟‬ ‫‪ .5‬هل يوجد اختالف بين الجن�سين بالن�سبة لمفهوم الزواج وموا�صفات ال�شريك ومتطلبات‬ ‫الحياة الزوجية ؟‬ ‫‪ -3‬المنهج الم�ستخدم ‪:‬‬ ‫يعد المنهج الو�صفي التحليلي من المناهج المنا�سبة للك�شف عن اتجاهات ال�شباب نحو‬ ‫ق�ضايا الزواج وتقديم و�صف وتحليل لطبيعة الم�شكالت التي يواجهونها في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪� -4‬أداة الدرا�سة ‪:‬‬ ‫ُ�صممت ا�ستبانه لقيا�س اتجاهات ال�شباب نحو الزواج‪ ،‬تحتوي على مجموعة من العبارات‪،‬‬ ‫و ُق�سمت �إلى ‪ 3‬اق�سام‪ :‬ق�سم يحتوي على ‪ 38‬عبارة يجيب عليها كال الجن�سين‪ ،‬وق�سم ثان‬ ‫وحكمت الإداة‬ ‫يحتوي على �أ�سئلة خا�صة بالذكور‪ ،‬وق�سم ثالث ي�ضم �أ�سئلة تجيب عنها الإناث‪ُ .‬‬ ‫من قبل ‪� 3‬أ�ساتذة متخ�ص�صين في العلوم االجتماعية‪ ،‬و�أجريت بع�ض التعديالت بناء على‬ ‫المالحظات التي �أبدوها‪ ،‬كما طبقت الأداة على عينة تجريبية بلغت ‪ 60‬مفردة وتبين �أن‬ ‫الأداة منا�سبة حيث لم تظهر عملية التطبيق �أي م�شكالت‪ ،‬وبد�أ بالتطبيق الفعلي خالل الفترة‬ ‫الممتدة مابين �شهري ابريل – مايو ‪.2008‬‬ ‫‪ -5‬العينة ‪:‬‬ ‫اختيرت عينة ع�شوائية من ال�شباب من الجن�سين تفي بال�شروط الآتية ‪:‬‬ ‫ �أن ال يقل العمر عن ‪� 18‬سنة وال يزيد عن ‪� 30‬سنة‬‫‪� -‬أن يكون من الجن�سية القطرية‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪97‬‬


‫ �أن يكون غير متزوج‪ ،‬ولم ي�سبق له الزواج ‪.‬‬‫ا�ستغرق تطبيق الأداة فترة �شهرين “مار�س – ابريل ‪ ”2008‬من قبل فريق من الباحثين‬ ‫الميدانيين من طالبات كلية التربية بجامعة قطر‪.‬‬ ‫وبلغ حجم العينة ‪ 526‬مفردة توزعت ح�سب الجن�س �إلى ‪ 189‬من الذكور و‪ 337‬من الإناث‬ ‫ويو�ضح ال�شكل البياني الآتي توزيع العينة ح�سب الجن�س‪:‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)1‬‬ ‫توزيع العينة ح�سب اجلن�س‬

‫ذكور‬ ‫�إناث‬

‫‪� -6‬أ�سلوب التحليل ‪:‬‬ ‫�أجريت مجموعة من التحليالت االح�صائية بهدف ر�سم �صورة متكاملة عن المو�ضوع‬ ‫وتمثلت في الآتي‪:‬‬ ‫ التكرارات والن�سب المئوية ‪.‬‬‫ المتو�سطات واالنحرافات المعيارية‪.‬‬‫ ‪ T. test‬لمعرفة داللة الفروق بين مجموعتين “الذكور – الإناث”‪.‬‬‫ثانيا ‪ :‬خ�صائ�ص ال�شباب القطري من واقع بيانات الدرا�سة امليدانية ‪:‬‬ ‫ك�شفت الدرا�سة الميدانية على عينة من ال�شباب القطري عن مجموعة من النتائج التي‬

‫‪98‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫تظهر الخ�صائ�ص الآتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الم�ستوى التعليمي ‪:‬‬ ‫�أظهر تحليل البيانات ارتفاع الم�ستوى التعليمي للعينة‪ ،‬فمعظمهم جامعيون �أو على مقاعد‬ ‫الدرا�سة الجامعية و‪ %21.3‬يحملون ال�شهادة الثانوية ‪ .‬انظر ال�شكل الآتي‪:‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)2‬‬ ‫توزيع العينة ح�سب م�ستوى التعليم‬ ‫�إعدادي‬ ‫ثانوي‬ ‫جامعي‬ ‫درا�سات عليا‬

‫‪ -2‬الحالة العملية ‪:‬‬ ‫ك�شف التحليل �أن معظم مفردات العينة ال يزالون على مقاعد الدرا�سة الجامعية وذلك‬ ‫بن�سبة ‪ %82.6‬من العينة وهذا ين�سجم مع اتجاهات التعليم في المجتمع القطري خ�صو�صا‬ ‫بالن�سبة للإناث الالتي ي�شكلن ‪ %64‬من حجم العينة‪ . ،‬انظر ال�شكل رقم (‪ .)2‬وك�شفت‬ ‫الدرا�سة �أن هناك ‪ %4.3‬من العينة يبحثون عن عمل‪ ،‬انظر ال�شكل رقم (‪ )1‬بالمالحق‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)3‬‬ ‫توزيع العينة ح�سب احلالة العملية‬ ‫يعمل‬ ‫البحث عن عمل‬ ‫طالب‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪99‬‬


‫‪ -3‬العمر ‪ :‬بلغ متو�سط عمر العينة ‪� 20.57‬سنة وهذا يحقق هدف الدرا�سة وهو ا�ستطالع‬ ‫ر�أي ال�شباب نحو ق�ضايا الزواج‪ ،‬انظر الجدول رقم(‪.)9‬‬ ‫‪ -4‬حجم الأ�سرة‪ :‬ك�شفت الدرا�سة عن ارتفاع حجم الأ�سرة التي يعي�ش في ظلها ال�شباب‬ ‫حيث بلغ متو�سط عدد �أفراد الأ�سرة ‪� 8‬أفراد تقريبا‪.‬‬ ‫جدول (‪)9‬‬ ‫املتو�سطات احل�سابية واالنحرافات املعيارية للعمر‪ ،‬وعدد �أفراد الأ�سرة‬ ‫وعدد الأقارب ممن يعي�شون مع الأ�سرة‬ ‫المتو�سط الح�سابي االنحراف المعياري‬ ‫المتغير‬ ‫‪3.89‬‬ ‫‪20.57‬‬ ‫العمر‬ ‫‪5.72‬‬ ‫‪8.40‬‬ ‫عدد �أفراد الأ�سرة ممن يعي�شون في المنزل‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫عدد الأقارب ممن يعي�شون مع الأ�سرة‬ ‫‪ -5‬م�ستوى الدخل ‪:‬‬ ‫تفاوتت م�ستويات الدخل لدى �أفراد العينة‪ ،‬وكانت الن�سبة الأكثر تمثيال هي ن�سبة فئة‬ ‫الدخل من ‪ 1000‬لأقل من ‪ 5000‬االف وهي ن�سبة دخل تعد منخف�ضة‪ ،‬وهذا راجع �أ�سا�سا‬ ‫�إلى �أن معظم مفردات العينة من الطالب ولي�س لديهم عمل؛ ومن ثم يتوقع �أنهم ال يزالون‬ ‫يعتمدون على �أ�سرهم في توفير احتياجاتهم ‪.‬انظر ال�شكل رقم “‪ ”3‬بالمالحق ‪.‬‬ ‫من خالل تحليل البيانات الأ�سا�سية نجد �أن ال�شباب القطري يتميز بالخ�صائ�ص الآتية‪:‬‬ ‫ متو�سط العمر للفئة الم�ستهدفة ‪� 20‬سنة‪.‬‬‫ ارتفاع م�ستوى التعليم‪.‬‬‫ يعي�ش في ظل �أ�سرة كبيرة الحجم‪.‬‬‫‪ -‬ن�سبة العاملين منهم قليلة‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ معظمهم على مقاعد الدرا�سة‪.‬‬‫ م�ستوى الدخل منخف�ض ب�سبب عدم العمل‪.‬‬‫ثالثا‪ :‬نتائج الدرا�سة امليدانية‬ ‫ ا�ستهدفت الدرا�سة قيا�س اتجاهات ال�شباب حول مجموعة الق�ضايا المرتبطة بالزواج‬ ‫ومعايير االختيار الزواجي‪ ،‬و ُق�سمت العبارات الواردة باال�ستبانة �إلى مجموعات تقي�س‬ ‫اتجاهات ال�شباب نحو الق�ضايا الآتية‪:‬‬ ‫ مفهوم الزواج‪.‬‬‫ �صفات �شريك الحياة‪.‬‬‫ العالقات الزوجية ‪.‬‬‫ الزواج التقليدي‪.‬‬‫ تكاليف الزواج‪.‬‬‫وفيما ي�أتي تحليل نتائج الدرا�سة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اتجاهات العينة نحو مفهوم الزواج‪:‬‬ ‫يقي�س هذا البند اتجاهات العينة نحو معنى الزواج بالن�سبة لل�شباب القطري‪ ،‬الذي يعر�ض‬ ‫الجدول رقم (‪ )10‬توزيعات ا�ستجابات العينة حول العبارات التي تقي�س هذا االتجاه‪ .‬وك�شفت‬ ‫النتائج عن الآتي‪:‬‬ ‫ العبارة رقم(‪ .)1‬الزواج يمثل لي اال�ستقرار‪.‬‬‫وافق ‪ %45.8‬من العينة ب�شدة و‪ %40.7‬وافقوا على �أن الزواج يمثل اال�ستقرار بالن�سبة لهم‪.‬‬ ‫وهذا يك�شف عن اتجاه �إيجابي وهو الأمر الذي �أُ ّكد من خالل احت�ساب متو�سط الدرجات‬ ‫للعينة الكلية وللجن�سين‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )1‬بالمالحق‪ .‬وجاءت ا�ستجابة العينة نحو‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪101‬‬


‫العبارة رقم (‪ )2‬مت�سقة مع ا�ستجابتهم ال�سابقة‪ ،‬حيث اعتر�ض معظم ال�شباب على �أن‬ ‫الزواج يمثل الم�شاكل والخالفات‪ ،‬وهذا يت�سق مع النتيجة ال�سابقة‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)4‬‬ ‫الزواج ميثل يل اال�ستقرار‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬

‫ العبارة رقم(‪ .)3‬الزواج هو طريقة م�شروعة لتحقيق الأمومة و الأبوة‪.‬‬‫�أظهرت ا�ستجابابات العينة �أن ال�شباب يتبنى المفهوم التقليدي للأ�سرة ب�أن الزواج يرتبط‬ ‫بالأمومة والأبوة ودورة في عملية التكاثر‪ .‬وتبين من ح�ساب المتو�سطات �أن لديهم اتجاهً ا‬ ‫�إيجاب ًّيا نحو هذه الق�ضية‪ .‬ولم تظهر فروق ذات داللة بين الجن�سين‪.‬انظر الجدولين رقم‬ ‫(‪ )1‬و(‪ )2‬بالمالحق‪.‬‬ ‫ العبارة رقم(‪ .)4‬الزواج �سوف يقيد حريتي‪.‬‬‫�أظهرت الدرا�سة �أن العينة انق�سمت بين م�ؤيد ومعار�ض على �أن الزواج �سوف يقيد حريتهم‪،‬‬ ‫كما �أن ن�سبة من كان مترددا كبيرة � ً‬ ‫أي�ضا‪ ،‬وهذا ي�شير �إلى �أن ال�شباب القطري‪ ،‬في ظل متغيرات‬ ‫الع�صر‪ ،‬تتناوبه �صراعات لم تكن موجودة من قبل مثل تف�ضيل الحرية ال�شخ�صية والخوف‬ ‫من الزواج بو�صفة قيد على الحرية‪ ،‬ولم تظهر فروق ذات داللة �إح�صائية بين الجن�سين‬ ‫بالن�سبه لهذا الموقف‪ ،‬انظر الجدول رقم ‪ 2‬بالمالحق‪ ،‬وهو �أمر ي�ستدعي الت�أمل خ�صو�صا‪،‬‬ ‫و�أن النظرة ال�شائعة عن المر�أة �أنها ت�سعى للزواج خ�صو�صا في مجتمعاتنا؛ لأنه يخل�صها من‬ ‫قيود الأ�سرة‪ ،‬ولكن من الوا�ضح �أن الأمور قد تغيرت‪ ،‬وقد يكون ذلك نتيجة ارتفاع م�ستوى‬ ‫المعي�شة؛ مما يقلل االهتمام لدى المر�أة في النظر �إلى الزواج بو�صفة ا�ستثما ًرا اقت�صاد ًّيا‪،‬‬ ‫كما �أظهرته بع�ض الدرا�سات في المجتمعات الغربية حول معايير االختيار الزواجي‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ العبارة رقم (‪ .)18‬رغبتي في التعليم تمنعني من الزواج حاليا‪.‬‬‫�أظهرت ا�ستجابات العينة اتجاه نحو الموافقة على ت�أجيل الزواج رغبة في ا�ستكمال التعليم‪.‬‬ ‫وبالطبع ف�إن ا�ستكمال التعليم �أ�صبح �أحد الخيارات الهامة التي يقف عندها ال�شباب‪ ،‬وفي‬ ‫مجتمعات محافظة مثل المجتمع القطري يرف�ض المجتمع وجود عالقات الزواج‪ ،‬ف�إن عماية‬ ‫ت�أجيل الزواج لأ�ستكمال التعليم تظهر وجود اتجاه عقالني لدى ال�شباب القطري يرتب فيه‬ ‫�أولوياته‪ ،‬فبما �أن معظم العينة من الجامعيين ف�إن االتجاه هو نحو ا�ستكمال التعليم‪ ،‬ثم‬ ‫التفكير بالزواج‪ ،‬وقد �أو�ضح تحليل التباين �أحادي الم�صدر ‪ One Way Anova‬على �أن‬ ‫هناك عالقة بين التعليم واالتجاة نحو ت�أجيل الزواج‪ .‬انظر الجدول رقم “‪ ”3‬بالمالحق ‪.‬‬ ‫ العبارة رقم(‪� .)27‬أعتقد �إنني ال �أزال غير م�ستعدة ‪ /‬م�ستعد على الزواج‪.‬‬‫اظهرت النتائج �أن معظم ال�شباب يجد نف�سه غير م�ستعد للزواج الآن‪ ،‬وهذا يت�سق مع‬ ‫ا�ستجابتهم على العبارة رقم ‪ ،18‬و�أظهر التحليل عدم وجود فروق بين الجن�سين بالن�سبة‬ ‫لهذا المو�ضوع‪.‬‬ ‫ العبارة رقم (‪ .)30‬يف�ضل �أن يكون لدي الفرد عدد كبير من الأطفال‪.‬‬‫تقي�س اتجاه ال�شباب القطري نحو الإنجاب‪ ،‬وللت�أكد من وجود اتجاه نحو �إنجاب عدد كبير‬ ‫من الأطفال‪ ،‬وهو النمط الذي ال يزال منت�شرا لدى الأ�سرة القطرية المنت�شر حاليا‪ ،‬فتبين‬ ‫�أن هناك بوادر تغير في المفاهيم الإنجابية لدى المقبلين على الزواج‪ ،‬حيث بلغ مجموع غير‬ ‫الموافقين ب�شدة وغير الموافقين على العبارة ‪ % 53.6‬تقريبا من �أفراد العينة‪ ،‬في مقابل‬ ‫‪ %29.4‬من الموافقين ب�شدة والموافقين‪ .‬انظر الجدول رقم(‪ .)10‬وكان االتجاه الغالب‬ ‫لدى �أفراد العينة �سلبيا نحو العبارة‪ ،‬وظهرت فروق بين الجن�سين لها داللة �إح�صائية عند‬ ‫م�ستوى ‪ 0.01‬حيث كانت الإناث اكثر اتجاها نحو عدم الموافقة على العبارة‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫تغير مفاهيم الإنجاب عند ال�شباب ب�شكل عام وعند الإناث ب�شكل خا�ص‪ ،‬وهذه الفروق بين‬ ‫الجن�سين قد تولد �صراعات حول عدد الأطفال المرغوب في �إنجابهم لدى بع�ض المتزوجين‬ ‫في الم�ستقبل‪ .‬انظر الجدولين رقم (‪ )1‬و (‪ )2‬بالمالحق‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪103‬‬


‫ال�شكل رقم (‪)5‬‬ ‫يف�ضل �أن يكون لدى الفرد عدد كبري من الأطفال‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫جدول رقم (‪)10‬‬ ‫اجتاهات العينة نحو مفهوم الزواج‬ ‫العبارة‬

‫�أوافق �أوافق ال �أعرف غير غير موافق غير‬ ‫ب�شدة‬ ‫موافق ب�شدة م�ستجيب‬ ‫‪- 3.4 1.7 8.4 40.7 45.8‬‬

‫‪ -1‬الزواج يمثل لي اال�ستقرار‪.‬‬ ‫‪ -2‬الزواج يعني لي الم�شاكل‬ ‫والخالفات الم�ستمرة‪.‬‬

‫‪2.9‬‬

‫‪ -3‬الزواج هو طريقة م�شروعة‬ ‫لتحقيق الأمومة و الأبوة‪.‬‬

‫‪1.9 25.5 68.4‬‬

‫‪ -4‬الزواج �سوف يقيد حريتي‪.‬‬

‫‪1.00 33.5 16.5 13.1 27.0 8.9‬‬

‫‪0.2 46.2 26.2 15.0 9.5‬‬ ‫‪2.1‬‬

‫‪1.7‬‬

‫‪0.2‬‬

‫‪ -18‬رغبتي في التعليم‬ ‫حاليا‪.‬تمنعني من ‪1.5 19.4 15.2 6.8 29.7 27.4‬‬ ‫الزواج‬ ‫‪� -27‬أعتقد �أنني ال �أزال غير‬ ‫م�ستعدة ‪ /‬م�ستعد على الزواج‪.‬‬

‫‪1.5 20.5 12.0 11.0 33.5 21.5‬‬

‫‪ -30‬يف�ضل �أن يكون لدى‬ ‫أطفال‪.‬الفرد عدد ‪0.8 31.9 21.7 16.3 17.9 11.4‬‬ ‫كبير من ال‬

‫‪104‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ -2‬اتجاهات العينة نحو �صفات �شريك الحياة‪:‬‬ ‫يقي�س هذا المحور معايير االختيار الزواجي لدى ال�شباب القطري ‪ ،‬ويعر�ض الجدول رقم (‪)11‬‬ ‫ا�ستجابات العينة نحو بع�ض العبارات التي تقي�س اتجاهاتهم ‪.‬وظهر التحليل النتائج الآتية‪:‬‬ ‫ العبارة رقم(‪ .)5‬يهمني ال�شكل الخارجي لل�شريك‪� .‬أظهر التوزيع التكراري والن�سبي‬‫�أن غالبية العينة لديها اتجاه �إيجابي نحو معيار ال�شكل الخارجي لل�شريك حيث وافق ‪%46.8‬‬ ‫و‪ 17.5‬منهم وافقوا ب�شدة على ذلك‪ ،‬وتبين �أن هناك فرو ًقا ذات داللة �إح�صائية بين الجن�سين‬ ‫عند م�ستوى داللة بلغ ‪ 0.01‬وكان الذكور �أكثر اهتماما بال�شكل من الإناث‪ ،‬وهو الأمر الذي‬ ‫يتفق مع نتائج الدرا�سات في مجتمعات مختلفة‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )2‬بالمالحق‪.‬‬ ‫ العبارة رقم(‪� .)8‬أ�شترط االرتباط ‪/‬ب�شريك يحمل ال�شهادة الجامعية‪.‬‬‫كان عدد الموافقين على العبارة �أكثر من غير الموافقين‪ ،‬وعليه يمكن اال�ستنتاج ب�أن معيار‬ ‫التعليم الجامعي �أ�صبح من المعايير التي ي�سعى ال�شباب �إلى توفرها لدى ال�شريك‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫ف�إن هناك ‪ %30‬من العينة لم يوافقوا على ذلك‪ ،‬الأمر الذي يعني �أن هناك ن�سبة من ال�شباب‬ ‫ال تهتم بالتعليم كمعيار لالختيار الزواجي‪.‬‬ ‫ العبارة رقم(‪� .)9‬أ�شترط االلتزام الديني لدى ال�شريك‪.‬‬‫وافق ‪ %64.3‬من العينة ب�شدة على توفر االلتزام الديني في ال�شريك‪ ،‬ووافق على ذلك‬ ‫‪ ،%27.6‬ولم يعتر�ض على العبارة �سوى ‪ %4.4‬من العينة ‪ .‬وبذلك يكون اتجاه ال�شباب نحو‬ ‫تدين ال�شريك �إيجاب ًّيا ب�شكل كبير‪ ،‬بل �إنه ي�أتي في مقدمة الموا�صفات التي يرغبون في‬ ‫توافرها لدى ال�شريك‪.‬انظر الجدول رقم (‪ )1‬بالمالحق‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)6‬‬ ‫�أ�شرتط االلتزام الديني لدى ال�شريك‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪105‬‬


‫ العبارة رقم(‪� .)10‬أف�ضل ال�شريك من نف�س م�ستوى القبيلة التي �أنتمي �إليها‪.‬‬‫كان عدد المعتر�ضين �أكبر من الموافقين على تف�ضيل االقتران ب�شخ�ص من نف�س م�ستوى‬ ‫القبيلة التي ينتمي لها‪� ،‬أظهرتحليل المتو�سطات الح�سابية وجود اتجاه �سلبي لدى العينة‬ ‫بالن�سبة لهذة الق�ضية‪ ،‬وال توجد فروق ذات داللة بين الجن�سين‪ ،‬انظر الجدولين رقم (‪)1‬‬ ‫و(‪ )2‬بالمالحق وعليه نخل�ص �إلى �أن اختيار ال�شريك من نف�س القبيلة لي�س له �أهمية كبيرة‬ ‫بين الن�سبة الأكبر من ال�شباب‪ ،‬و�أنه ال تزال هناك ن�سبة غير قليلة بين �أفراد العينة ت�صل �إلى‬ ‫‪ %40‬من العينة تف�ضل �أن تتزوج من نف�س القبيلة‪ ،‬وهذا ي�شير �إلى ا�ستمرار �سيطرة االنتماءات‬ ‫القبلية عند بع�ض ال�شباب في المجتمع‪ .‬كما ي�شير‪ -‬في الآن ذاته‪� -‬إلى وجود اتجاه نحو‬ ‫الزواج من �شخ�ص يتمتع بنف�س المكانة االجتماعية والخ�صائ�ص التي تميز الجماعة التي‬ ‫ينتمي لها‪ .‬انظر الجدول رقم(‪.)11‬‬ ‫ العبارة رقم (‪� .)11‬س�أرتبط بال�شريك المتقارب مع م�ستواي المادي‪.‬‬‫ك�شفت عن اهتمام العينة بالت�شابة في الم�ستوى المادي عند اختيار ال�شريك‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫مجموع الموافقين ب�شدة والموافقين ‪ %60.3‬من العينة في مقابل ‪ %26.6‬من غير الموافقين‬ ‫ب�شدة وغير الموافقين ‪.‬‬ ‫وكان اتجاه الذكور �سلبيا نحو الق�ضية بعك�س الإناث الالئي كان موقفهن �إيجابيا‪ ،‬وكانت‬ ‫الفروق بين الجن�سين عند م�ستوى داللة بلغ ‪ . 0.01‬وت�شير هذه النتيجة �إلى �أن الت�شابة في‬ ‫الخ�صائ�ص له �أهمية لدى ال�شباب‪ ،‬وهذا يتفق مع فر�ضيات نظرية التجان�س التي ترى �أن‬ ‫الفرد يبحث عن �شبيهه لكي يقترن به‪.‬‬ ‫ العبارة رقم(‪� .)15‬أجد �صعوبة في توفر الموا�صفات التي �أرغب في �أن تكون‬‫في �شريكة‪� /‬شريك الحياة‪.‬‬ ‫لم يت�ضح اتجاه غالب بالن�سبة لمو�ضوع �صعوبة توفر الموا�صفات التي يرغب �أفراد العينة‬ ‫ب�أن تكون في ال�شريك‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ ،)11‬كما لم تظهر فروق بين الجن�سين نحو هذه‬ ‫الق�ضية‪� ،‬إال �أن اتجاه العينة كان �سلبيا نحوها‪ .‬انظر الجدولين رقم(‪ )1‬و(‪ )2‬بالمالحق ‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ العبارة رقم (‪ُ .)31‬ي َّ‬‫ف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي نحبه‪.‬‬ ‫هناك اتجاه غالب لدى �أفراد العينة بن�سبة ‪ 71.2‬بين موافقين ب�شدة وموافقين نحو تف�ضيل‬ ‫الزواج من �شخ�ص يحبونه‪ ،‬وظهرت فروق بين الجن�سين ذات داللة �إح�صائية عند م�ستوى‬ ‫‪ ،0.05‬حيث كان الذكور �أكثر ميال من الإناث نحو تف�ضيل الزواج عن حب‪ ،‬وهذا ي�شير �إلى‬ ‫تغير كبير في معايير االختيار الزواجي لدى �شباب اليوم‪ ،‬وهذا لم يكن موجودا قبل عقود‬ ‫قليلة‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)11‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)7‬‬ ‫يف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي حتبه‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫ العبارة رقم (‪ .)32‬من ال�ضروري �أن ي�شاركني من �س�أتزوجه هواياتي‬‫واهتماماتي‪.‬‬ ‫ك�شف التحليل عن �أن ‪ %65.6‬من العينة يرون ب�ضرورة �أن تتوفر لدى ال�شريك نف�س‬ ‫االهتمامات والهوايات‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ .)11‬ولم تظهر فروق بين الجن�سين بالن�سبة‬ ‫لهذا المو�ضوع‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )2‬بالمالحق‪.‬‬ ‫وت�شير هذه النتائج �إلى حدوث تغير في معايير االختيار الزواجي التي �أ�صبحت تميل �إلى‬ ‫معايير فردية �أكثر منها خيارات جمعية �أو بت�أثير �أفراد �آخرين من الأ�سرة �أو المجتمع‪.‬‬ ‫ العبارة رقم(‪ .)38‬ال �أمانع من الزواج من ال�شريك المنا�سب حتى ولو كان غير‬‫قطري ‪ /‬قطرية ‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪107‬‬


‫�أظهر التوزيع �أن غالبية العينة ال توافق على الزواج من �شخ�ص من جن�سية �أخرى‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫مجموع غير الموافقين ب�شدة وغير الموافقين على العبارة ما ن�سبته ‪ %53‬في مقابل ‪%37.9‬‬ ‫من الموافقين ب�شدة والموافقين‪ ،‬انظر الجدول رقم (‪. )11‬‬ ‫وظهرت فروق ذات داللة بين الجن�سين نحو هذه الق�ضية عند م�ستوى‪ ،0.01‬حيث كان‬ ‫الذكور �أقل رف�ضا لق�ضية الزواج من غير القطريات‪ .‬في حين كانت الإناث �أكثر ميال لعدم‬ ‫الموافقة على الزواج من �شخ�ص من غير الجن�سية القطرية‪ ،‬وهنا يظهر دور عوامل التن�شئة‬ ‫االجتماعية وت�أثيرات مفهوم الزواج الداخلي الذي يتبنى نظرة �أكثر ت�شددا نحو زواج الفتاة‬ ‫من �شخ�ص خارج الجماعة القرابية �أو الطبقة �أو الجن�سية‪ .‬انظر الجدولين( ‪ )1‬و(‪2‬‬ ‫(بالمالحق‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪)11‬‬ ‫اجتاهات العينة نحو �صفات ال�شريك‬ ‫العبارة‬

‫�أوافق �أوافق ال �أعرف غير غير موافق غير‬ ‫ب�شدة‬ ‫موافق ب�شدة م�ستجيب‬

‫‪ -5‬يهمني ال�شكل الخارجي لل�شريك‪6.5 46.8 17.5 .‬‬ ‫‪� -8‬أ�شترط الأرتباط ‪/‬ب�شريك‬ ‫يحمل ال�شهادة الجامعية‪.‬‬

‫‪2.5 17.1 9.7‬‬

‫‪1.3 21.7 10.1 9.5 31.7 25.7‬‬

‫‪� -9‬أ�شترط االلتزام الديني لدى ال�شريك‪2.7 27.6 64.3 .‬‬

‫‪1.7‬‬

‫‪2.7‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪� -10‬أف�ضل ال�شريك من نف�س‬ ‫إليها‪1.00 28.9 21.9 8.0 22.2 18.1 .‬‬ ‫م�ستوى القبيلة التي انتمي �‬ ‫‪� -12‬س�أرتبط بال�شريك‬ ‫المتقارب ‪1.1 17.9 8.7 12.0 44.7 15.6‬‬ ‫مع م�ستواي المادي‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪� -15‬أجد �صعوبة في توفر الموا�صفات التي �‬ ‫الحياة‪.‬أرغب ‪0.4 25.1 14.4 14.3 29.1 16.7‬‬ ‫في �أن تكون في �شريكة‪� /‬شريك‬ ‫‪ -31‬يف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي نحبه‪4.6 13.7 33.7 37.5 .‬‬

‫‪8.6‬‬

‫‪2.1‬‬

‫‪ -32‬من ال�ضروري �أن ي�شاركني‬ ‫واهتماماتي‪.‬من ‪1.0 17.3 5.3 10.8 43.2 22.4‬‬ ‫�س�أتزوجه هواياتي‬ ‫‪ -38‬ال �أمانع من الزواج من‬ ‫ال�شريك المنا�سب حتى ولو كان غير ‪0.2 17.1 35.9 8.7 21.9 16.2‬‬ ‫قطري ‪ /‬قطرية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اتجاهات العينة نحو العالقة الزوجية‬ ‫خ�ص�صت مجموعة من العبارات لقيا�س اتجاه ال�شباب الذين لم يتزوجوا بعد نحو العالقة‬ ‫الزوجية؛ وذلك من �أجل الك�شف عن نظرة ال�شباب للعالقة الزوجية واحتياجاتهم ومتطلباتهم‬ ‫منها‪ ،‬والتعرف على العوامل التي يمكن �أن ت�ؤثر فيها‪ ،‬التي قد ت�ؤدي بهم �أحيانا �إلى االختالف‬ ‫مع ال�شريك‪ ،‬و�أحيانا اللجوء �إلى الطالق‪ ،‬فكانت النتائج كالآتي‪:‬‬ ‫ العبارة رقم (‪ .)20‬يمكن تقبل االختالفات في التفكير بيني وبين ال�شريكة‪/‬‬‫ال�شريك‪.‬‬ ‫ك�شف التحليل �أن وجود اتجاه لدى معظم �أفراد العينة نحو تقبل االختالف في التفكيربينهم‬ ‫وبين ال�شريك‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ ،)12‬و�أ�شار ح�ساب المتو�سطات �إلى وجود اتجاه �إيجابي‬ ‫نحو هذه الق�ضية عند العينة ولم تكن هناك فروق بين الجن�سين‪ .‬انظر الجدولين رقم‬ ‫(‪ )1‬و(‪ )2‬بالمالحق؛ مما ي�شير �إلى �أن ال�شباب القطري لديه توجه على الأقل نحو تقبل‬ ‫االختالف في التفكير بينه وبين ال�شريك المنتظر‪ ،‬وهذه ميول ت�سبق الزواج؛ لأن العينة كلها‬ ‫من العزاب‪.‬‬ ‫ العبارة رقم (‪ .)21‬احتاج �إلى توعية بالحياة الزوجية قبل اتخاذ قرار‬‫الزواج‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪109‬‬


‫�أظهرت الدرا�سة رغبة ال�شباب في الح�صول على توعية بالحياة الزوجية قبل اتخاذ قرار‬ ‫الزواج وكان اتجاههم �إيجابيا نحو العبارة‪ ،‬وظهرت فروق ذات داللة عند م�ستوى ‪ 0.05‬حيث‬ ‫كانت الإناث �أكثر رغبة في الح�صول على برامج التوعية‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )12‬وال�شكل‬ ‫البياني الآتي‪:‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)8‬‬ ‫�أحتاج �إىل توعية باحلياة الزوجية قبل اتخاذ قرار الزواج‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫العبارة رقم (‪ .)23‬الزواج يجب �أن ي�ستمر رغم الم�شكالت بين الزوجين‪.‬‬ ‫وافق حوالي ‪ %64.7‬من العينة بين موافق ب�شدة وموافق على �أن الزواج يمكن �أن ي�ستمر‬ ‫رغم الم�شكالت بين الزوجين‪ ،‬حيث كان االتجاه ايجابيا تجاة العبارة‪� ،‬إال �أن هناك فرو ًقا‬ ‫ذات داللة عند م�ستوى‪ 0.01‬بين الجن�سين‪ ،‬حيث كانت الإناث �أكثر موافقة على العبارة ‪.‬‬ ‫انظر الجدولين رقم (‪ )1‬و(‪ )2‬بالمالحق ‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)25‬س�أتخذ قرار االنف�صال �إذا لم يعجبني ال�شريك‪.‬‬ ‫يالحظ من توزيع ا�ستجابات العينة وجود تقارب بين الموافقين وبين غير الموافقين نحو‬ ‫ق�ضية اتخاذ القرار باالنف�صال في حال لم يعجبهم ال�شريك‪ ،‬وكانت ن�سبة من �أفاد ب�أنه ال‬ ‫يعرف كبيرة وهي تدل على تردد البع�ض نحو اتخاذ قرار الإنف�صال‪ .‬ولم تكن هناك فروق‬ ‫ذات داللة بين الجن�سين تجاة العبارة‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )2‬بالمالحق‪ .‬ولم تظهر فروق‬ ‫بين الجن�سين في هذا المجال‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫جدول رقم (‪)12‬‬ ‫اجتاهات العينة نحو العالقة الزوجية‬ ‫العبارة‬

‫�أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير‬ ‫ب�شدة‬ ‫�أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب‬

‫‪ -20‬يمكن تقبل االختالفات في‬ ‫التفكير ‪1.5 5.7 6.3 8.4 58.2 20.0‬‬ ‫بيني وبين ال�شريكة‪/‬ال�شريك‪.‬‬ ‫‪ -21‬احتاج �إلى توعية بالحياة‬ ‫الزواج‪.‬الزوجية ‪1.0 8.0 4.2 6.5 45.2 35.2‬‬ ‫قبل اتخاذ قرار‬ ‫‪ -23‬الزواج يجب �أن ي�ستمر‬ ‫الزوجين‪.‬رغم ‪0.6 10.8 12.0 12.0 37.1 27.6‬‬ ‫الم�شكالت بين‬ ‫‪� -25‬س�أتخذ قرار‬ ‫االنف�صال �إذا لم ‪1.0 20.5 17.1 24.7 24.1 12.5‬‬ ‫يعجبني ال�شريك‪.‬‬ ‫‪ -37‬لن اتنازل عن حقوقي الزوجية‬ ‫ال�شريك ‪.‬حتى ‪0.8 22.1 14.8 18.8 24.0 19.6‬‬ ‫ولو �أدى ذلك للم�شاكل مع‬ ‫‪� -26‬إن عدم التزام الطرف الآخر بما‬ ‫تم االتفاق علبه قبل الزواج قد ي�ؤدي �إلى ‪0.2 9.9 6.3 16.5 39.7 27.4‬‬ ‫خالفات قد تنتهي بالطالق‪.‬‬ ‫‪-3‬اتجاهات ال�شباب نحو الزواج التقليدي‬

‫يقي�س هذ المحور اتجاه العينة نحو الزواج التقليدي �أو المنظم الذي يقل فيه دور الخيارات‬ ‫الفردية مقابل دور الجماعة �أو الأ�سرة في عملية االختيار الزواجي‪ ،‬وهو النمط الذي يميز‬ ‫المجتمعات التقليدية والعربية ب�شكل عام ودرجة ت�أثر معايير االختيار الزواجي‪ .‬فكانت نتائج‬ ‫التحليل كالآتي‪:‬‬ ‫العباروة رقم (‪ .)6‬ا�شترط موافقة �أ�سرتي عند اختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫ك�شف تحليل اال�ستجابات �أن معظم �أفراد العينة وبن�سبة ‪ %88‬كان ‪ %50‬قد وافقوا وب�شدة‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪111‬‬


‫على العبارة؛ فهم ي�شترطون موافقة الأهل على ال�شريك المنتظر‪ ،‬وهذا يظهر مدى ارتباط‬ ‫قرار الزواج لدى ال�شباب القطري بقرار الأ�سرة‪ ،‬ولم تكن هناك فروق بين الجن�سين ب�ش�أن‬ ‫هذا المو�ضوع؛ مما ي�ؤكد قوة ت�أثير الأهل في قرار الزواج ‪ .‬انظر الجدول رقم(‪.)13‬‬ ‫ العبارة رقم (‪ .)11‬اف�ضل الزواج من �أحد افراد قبيلتي �أو جماعتي ‪.‬‬‫رغم �أن الأكثرية لم توافق على العبارة كما يظهر من التوزيع الوارد بالجدول رقم (‪)13‬‬ ‫ف�إن هناك ‪ %20‬وافقوا ب�شدة على الزواج من نف�س القبيلة بالإ�ضافة �إلى ‪ %13.4‬وافقوا على‬ ‫ذلك‪ ،‬وتبين �أن هناك فرو ًقا دالة �إح�صائيا ل�صالح الذكور‪.‬‬ ‫كبيرا في اختيار �شريكة‪�/‬شريك الحياة‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)13‬أ�سرتي تلعب دو ًرا ً‬ ‫وافق معظم �أفراد العينة وبن�سبة ‪ %76.5‬بين موافق ب�شدة وموافق‪ ،‬على �أن �أ�سرهم هي‬ ‫من تقوم باختيار ال�شريك ‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ .)13‬وهذا ي�ؤكد ا�ستمرار �أ�سلوب االختيار‬ ‫التقليدي لل�شريك‪ ،‬و�أن الزواج المنظم هو النمط ال�سائد على الرغم من رغبة ال�شباب ب�أخذ‬ ‫زمام المبادرة من الأهل‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)9‬‬ ‫ريا يف اختيار �شريك احلياة‬ ‫�أ�سرتي تلعب دو ًرا كب ً‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫العبارة رقم (‪ .)14‬تتدخل �أ�سرتي في مقايي�س االختيار الخا�صة بال�شريك‬ ‫ت�شير اتجاهات العينة نحو هذه العبارة �أن الأ�سرة القطرية هي من تحدد موا�صفات �شريك‬ ‫الحياة ولي�س ال�شاب �أو ال�شابة‪ ،‬وبن�سبة ‪ %56.6‬بين موافق وموافق ب�شدة ‪ .‬انظر الجدول رقم‬ ‫(‪ . )13‬ووجدت فروق جوهرية بين الجن�سين عند م�ستوى داللة ‪ 0.01‬ل�صالح الإناث الالتي‬ ‫كان اتجاههن �إيجابيا للعبارة بعك�س الذكور‪ .‬انظر الجدولين رقم (‪ )1‬و(‪ )2‬بالمالحق‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وهذا يتفق مع الفروقات التي تميز �أو�ضاع الإناث عن الذكور في المجتمع‪ ،‬الذي يكون التدخل‬ ‫في �أو�ضاع المر�أة وفي تزويجها ب�صورة �أكبر من الرجل‪ ،‬و�إن كان كال الجن�سين يخ�ضعان‬ ‫ل�سيطرة الأ�سرة بالن�سبة للزواج المنظم‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)16‬سوف ينجح زواجي �أكثر �إذا تم بالطريقة التقليدية‪.‬‬ ‫�أظهرت النتائج �أن ال�شباب غير متذمرين من تدخل الأهل حيث وافق على العبارة ‪%49.5‬‬ ‫من العينة بين موافق وموافق ب�شدة‪ ،‬في حين كانت ن�سبة الذين لم يوافقوا على العبارة �أقل‬ ‫بكثير‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ .)13‬ومن الالفت للنظر �أن هناك ‪ %23.2‬من العينة �أجابوا‬ ‫ب�إنهم ال يعرفون‪ ،‬وهي فئة محايدة لم ت�أخذ موق ًفا من الق�ضية‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪ .)28‬يحتاج المتزوج حديثا �إلى م�ساعدة �أهله‪.‬‬ ‫�أظهرت العينة اتجاها �إيجابيا نحو م�ساعدة الأهل للمتزوج حديثا‪ ،‬كما هو مبين في الجدول‬ ‫رقم (‪ .)13‬ولم تظهر فروق بين الجن�سين‪ .‬وهذه النتيجة لها عالقة بمو�ضوع دور الأهل في‬ ‫االختيار وترتيب الزواج؛ ومن ثم م�ساعدة الأبناء المتزوجين حديثا في تغطية التكاليف‬ ‫المادية‪ ،‬ومن بينها توفير �سكن م�ؤقت للأ�سرة الجديدة في منزل الأ�سرة‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)35‬إذا لم تر�ض والدتي عن ال�شريك لن �أتزوجه ‪.‬‬ ‫تقي�س هذه العبارة الدور الذي تلعبه الأ�سرة في ترتيب الزواج‪ ،‬بالنظر �إلى �أهمية ر�ضا الأم‬ ‫بالذات‪ ،‬وتبين �أن العينة توافق على �أهمية موافقة الأم على ال�شريك وال�شريكة‪ ،‬ولم تظهر‬ ‫فروق بين الجن�سين‪ .‬وهذه العبارة ك�شفت عن ت�أثر ال�شباب تماما بر�أي الأم في االختيار‬ ‫الزواجي؛ ففي الأ�سر التقليدية رغم �أن الهيمنة للرجل ف�إن دور الأم ا�سا�سي خ�صو�صا في‬ ‫تزويج الأبناء‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)13‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪113‬‬


‫جدول رقم (‪)13‬‬ ‫اجتاهات العينة نحو الزواج بالطريقة التقليدية‬ ‫�أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير‬ ‫العبارة‬ ‫ب�شدة‬ ‫�أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب‬ ‫‪ -6‬ا�شترط موافقة �أ�سرتي عند اختيار ال�شريك‪1.9 4.6 2.9 2.7 38.0 50.0 .‬‬ ‫‪ -11‬اف�ضل الزواج من �أحد افراد قبيلتي �أو جماعتي ‪1.5 32.1 21.1 12.2 20.0 13.1 .‬‬ ‫‪� -13‬أ�سرتي تلعب دو ًرا كبي ًرا‬ ‫الحياةفي اختيار ‪0.8 10.3 6.7 5.9 45.1 31.4‬‬ ‫�شريكة‪�/‬شريك‬ ‫‪ -14‬تتدخل �أ�سرتي في‬ ‫مقايي�س االختيار ‪1.7 20.0 15.2 6.5 38.2 18.4‬‬ ‫الخا�صة بال�شريك‪.‬‬ ‫‪� -16‬سوف ينجح زواجي �‬ ‫أكثر �إذا تم ‪0.2 13.1 14.1 23.2 29.7 19.8‬‬ ‫بالطريقة التقليدية‪.‬‬ ‫‪ -28‬يحتاج المتزوج حديثا �إلى م�ساعدة �أهله ‪0.6 6.5 8.2 8.0 46.0 30.8 .‬‬ ‫‪� -35‬إذا لم تر�ض‬ ‫والدتي‪ .‬عن ال�شريك ‪1.0 8.4 9.5 12.7 32.9 35.6‬‬ ‫لن �أتزوجه‬ ‫‪ -4‬موقف العينة من الزواج على الطريقة الحديثة‬ ‫يقي�س هذا المحور اتجاهات ال�شباب نحو طرق الزواج الحديثة‪ ،‬حيث احتوت اال�ستبانة‬ ‫على عدة عبارات تقي�س هذا المو�ضوع‪ ،‬وكانت النتائج كالآتي‪:‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)7‬أف�ضل �أن �أختار ال�شريك بنف�سي‪.‬‬ ‫يالحظ من تحليل ا�ستجابات العينة �أنهم في الوقت الذي ي�شترطون فيه موافقة الأهل‪� ،‬إال‬ ‫�أن ذلك ال يعني �أنه لي�س لهم دور في عملية االختيار‪ ،‬حيث وافق ‪ %35.9‬منهم على العبارة‪،‬‬ ‫ووافق ب�شدة عد ٌد بلغت ن�سبتهم ‪. %26.4‬‬ ‫ووفقا لهذة النتيجة ف�إن الغالبية من ال�شباب القطري يف�ضلون �أن يختاروا ال�شريك‬ ‫ب�إنف�سهم‪ ،‬مع ذلك هناك ن�سبة ت�صل �إلى ‪ %17.7‬من العينة قد اعتر�ضت ب�شدة على العبارة‪،‬‬

‫‪114‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫وهذه الن�سبة ال زالت تخ�ضع تماما الختيار الأهل �شريك الحياة‪ .‬انظر الجدول رقم(‪.)14‬‬ ‫وهنا يالحظ �أن ال�شباب القطري في الوقت الذي يرغب ب�أن يكون اختيار ال�شريك نابع من‬ ‫قرارة ال�شخ�صي �إال �إنه ال ير�ضى ب�إن يكون ذلك خارج �إطار موافقة الأهل‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)10‬‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أف�ضل �أن اختار ال�شريك بنف�سي‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫العبارة رقم (‪� )17‬سينجح زواجي �إذا عرفت ال�شريكة‪ /‬ال�شريك قبل الزواج‪.‬‬ ‫تقي�س هذه العبارة موقف العينة من الزواج التقليدي‪ ،‬ولقد تبين �أن ن�سبة الموافقين �أكبر‬ ‫من المعتر�ضين‪� ،‬إال �أن هناك مان�سبته ‪ %17.9‬من العينة لم يحددوا موقفهم‪ ،‬الأمرالذي‬ ‫ي�شير �إلى �أن ال�شباب يواجهون �صراعا حول تحديد موقفه من العالقة مع ال�شريك قبل الزواج‪.‬‬ ‫انظر الجدول رقم(‪ .)14‬ولم تظهر فروق ذات داللة بين الجن�سين حول هذه الق�ضية‪ .‬وهذا‬ ‫ي�شير �إلى �أن التغيرات في االتجاهات نحو الزواج التقليدي متقاربة بين الجن�سين‪.‬‬ ‫العبارة رقم(‪� .)19‬أف�ضل �أن �أتعرف على ال�شريكة‪ /‬ال�شريك قبل عقد القران‪.‬‬ ‫ظهر �أن معظم العينة ترغب في التعرف على ال�شريك قبل عقد القران‪ ،‬مع ذلك هناك‬ ‫‪ %30.6‬يمثلون مجموع المعتر�ضين من �أفراد العينة‪ ،‬كما �أن هناك ‪ %12.2‬منهم لم يحددوا‬ ‫موقفهم بعد‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ .)14‬وكانت هناك فروق ذات داللة بين الجن�سين ل�صالح‬ ‫الإناث عند م�ستوى ‪ ،0.01‬انظر الجدول رقم (‪ )2‬بالمالحق‪ .‬ومما يلفت النظر �أن الإناث‬ ‫�أ�شد تحفظا من الذكور في مجال العالقات قبل الزواج ‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪ . )22‬التعارف قبل الزواج يزيد من التفاهم بين الزوجين‪.‬‬ ‫�أثبتت نتائج ا�ستجابات ال�شباب على هذه العبارة التغير الحا�صل في مواقف ال�شباب‬ ‫تجاة الطريقة الحديثة للزواج‪ ،‬حيث كان اتجاه معظم العينة �إيجابيا نحوها‪ .‬انظر الجدول‬ ‫رقم(‪ .)14‬ولم تظهر فروق بين الجن�سين في هذا المجال‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪115‬‬


‫العبارة رقم (‪� .)29‬سينجح الزواج �أكثر من دون تدخل الأهل‪.‬‬ ‫وافق معظم �أفراد العينة على هذه العبارة‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )14‬وظهرت فروق بين‬ ‫الجن�سين عند م�ستوى قوي ‪ 0.01‬ل�صالح الإناث‪ ،‬الأمر الذي ي�شير �إلى �أن الإناث لديهن ميل‬ ‫�إلى عدم الموافقة على العبارة ‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ )2‬بالمالحق‪.‬‬ ‫العبارة رقم(‪.)24‬‬ ‫العادات والتقاليد هي ال�سبب في ت�أخر �سن الزواج‪.‬‬ ‫ظهر �أن ن�سب الموافقين قريبة من ن�سب المعتر�ضين‪ ،‬وهذا ي�ؤكد حقيقة ال�صراع الذي‬ ‫يعاني منه ال�شباب بين القيم التقليدية والحديثة ‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)14‬‬ ‫جدول رقم (‪)14‬‬ ‫اجتاهات العينة نحو الزواج بالطريقة التقليدية‬ ‫�أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير‬ ‫العبارة‬ ‫ب�شدة‬ ‫�أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب‬ ‫‪� -7‬أف�ضل �أن �أختار ال�شريك بنف�سي‪2.1 17.7 9.5 8.4 35.9 26.4 .‬‬ ‫‪� -17‬سينجح زواجي �إذا عرفت‬ ‫الزواج‪1.5 15.0 18.4 17.9 29.8 17.3 .‬‬ ‫ال�شريكة‪ /‬ال�شريك قبل‬ ‫‪� -19‬أف�ضل �أن �أتعرف على‬ ‫ال�شريكة‪0.8 16.0 14.6 12.2 33.8 22.6 /‬‬ ‫ال�شريك قبل عقد القران‪.‬‬ ‫‪ -22‬التعارف قبل الزواج‬ ‫يزيد من ‪1.0 10.8 12.4 11.4 35.4 29.1‬‬ ‫التفاهم بين الزوجين‪.‬‬ ‫‪� -29‬سينجح الزواج �أكثر من دون تدخل الأهل‪0.8 16.9 11.4 11.8 29.5 29.7 .‬‬ ‫‪ -24‬العادات والتقاليد هي‬ ‫الزواج‪.‬ال�سبب في ‪1.9 20.0 21.9 10.6 25.3 20.3‬‬ ‫ت�أخر �سن‬ ‫‪� -35‬إذا لم تر�ض‬ ‫والدتي‪ .‬عن ال�شريك ‪1.0 8.4 9.5 12.7 32.9 35.6‬‬ ‫لن �أتزوجه‬

‫‪116‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ - 5‬اتجاهات العينة نحو ق�ضايا التكاليف المادية للزواج‬ ‫تقي�س العبارات (‪ )33‬و(‪ )34‬و(‪ )36‬اتجاهات العينة نحو تكاليف الزواج في المجتمع‬ ‫القطري‪ ،‬وتبين �أن ال�شباب يواجهون �صعوبات من �أجل توفير تكاليف الزواج‪ ،‬حيث وافق‬ ‫‪ %77.6‬من العينة على العبارة رقم ‪. 33‬انظر الجدول رقم (‪ .)15‬ولم تظهر فروق بين‬ ‫الجن�سين ‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)11‬‬ ‫ال�شباب يجد �صعوبة يف توفري تكاليف الزواج‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬ ‫غير م�ستجيب‬

‫وتقاربت ن�سب الموافقين والمعتر�ضين على �إقامة حفلة كبيرة لليلة العمر( العبارة رقم‬ ‫‪ .)34‬ولم تظهر فروق بين الجن�سين‪ .‬وف�ضل ‪ %64.6‬من العينة ال�سكن في م�سكن م�ستقل‪.‬‬ ‫انظر الجدول رقم(‪ .)15‬وظهرت فروق ذات داللة بين الجن�سين عند م�ستوى ‪ 0.01‬وهو‬ ‫م�ستوى داللة قوي ل�صالح الإناث الالتي وافقن ب�شكل �أكبر من الذكور على توفر م�سكن‬ ‫م�ستقل‪ ،‬وهذه النتيجة تظهر �أن زوجات الم�ستقبل ال يرغبن في ال�سكن مع الأهل‪ ،‬وعادة‬ ‫مايكون ذلك مع �أهل الزوج؛ ففي الوقت الذي يتمكن فيه ال�شاب من توفير التكلفة المادية‬ ‫للم�سكن الم�ستقل‪ ،‬تف�ضل الإناث �أن يبتعدن عن تدخل �أهل الزوج‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪117‬‬


‫جدول رقم (‪)15‬‬ ‫اجتاهات العينة نحو تكلفة الزواج‬ ‫�أوافق �أوافق ال غير‬ ‫العبارة‬ ‫�أعرف موافق‬ ‫ب�شدة‬ ‫‪ - 33‬ال�شباب يجد‬ ‫�صعوبة في توفير ‪8.6 8.2 34.4 43.2‬‬ ‫تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫‪ -34‬ال بد من �إقامة حفلة‬ ‫كبيرة لليلة ‪21.7 8.7 24.3 15.8‬‬ ‫العمر رغم ارتفاع التكلفة‬ ‫‪�-36‬أف�ضل �أن يكون لي‬ ‫منزل‪.‬م�ستقل عن ‪8.9 9.9 30.2 34.2‬‬ ‫الأهل بعد الزواج‬

‫غير موافق غير‬ ‫ب�شدة م�ستجيب‬ ‫‪1.0 4.8‬‬ ‫‪2.1 27.4‬‬ ‫‪1.0 15.8‬‬

‫ثالثا‪ :‬نتائج تحليل الأ�سئلة الخا�صة بالذكور فقط (‪ 189‬مبحوث)‬ ‫ يقي�س هذا المحور اتجاهات ال�شباب الذكور نحو بع�ض معايير االختيار الزواجي‬ ‫كالتعليم والعمل والدين والطاعة‪ ،‬هذا �إلى جانب اتجاهاته نحو طريقة االختيار والمهور ‪.‬‬ ‫وكانت النتائج كالآتي‪:‬‬ ‫العبارة رقم ‪ .1‬يهمني الم�ستوى التعليمي لدى �شريكة حياتي‬ ‫�أظهر التحليل اهتمام ال�شباب بم�ستوى تعليم الزوجة‪ ،‬حيث كان االتجاه �إيجابيا ب�شكل‬ ‫عام‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم ‪� .3‬أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي موظفة‪.‬‬ ‫�أظهر التحليل �أن غالبية العينة يف�ضلون �أن تكون الزوجة موظفة‪ ،‬مع ذلك �أظهر التحليل‬ ‫وجود ا�ستجابات �ضد عمل الزوجة ‪ .‬انظر الجدول رقم(‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪� . )14‬أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي ربة بيت فقط‬ ‫تقاربت ن�سب الموافقين والمعتر�ضين على �أن تكون �شركة الحياة ربه بيت فقط ‪ .‬وهذا‬ ‫يدل على �أن ال�شباب بالفعل يعاني من �صراع بين القيم التقليدية‪ ،‬التي تحدد �أدوار المر�أة‬

‫‪118‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫بالأدوار المنزلية وبين نظرة جديدة ترى �أن المر�أة يمكن �أن ت�شارك في �أعمال و�أن�شطة‬ ‫خارج المنزل‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)10‬أف�ضل ال�شريكة الملتزمة دينيا‪.‬‬ ‫كان االتجاه نحو تف�ضيل المتدينة كا�سحا لدى ال�شباب الذكور‪ .‬انظر الجدول رقم (‪)16‬‬ ‫وال�شكل رقم (‪.)12‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)12‬‬ ‫اجتاهات عينة الذكور‬ ‫�أف�ضل ال�شريكة امللتزمة دينيا‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬

‫العبارة رقم (‪� .)4‬أف�ضل �شريكة الحياة التي تهتم بزينتها‪.‬‬ ‫كان االتجاه �إيجابيا نحو هذه العبارة‪ ،‬حيث �أظهر التحليل تف�ضيل ال�شباب للزوجة التي‬ ‫تعتني بزينتها‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪ . )11‬من المهم �أن تتميز من �أتزوجها بالطاعة وتنفيذ �أوامري‪.‬‬ ‫وافق معظم الذكور على �صفة الطاعة وتنفيذ الأوامر‪ ،‬وهذا يظهر تبني ال�شباب �صورة‬ ‫نمطية للمراة‪ ،‬وقد ي�ؤدي ذلك �إلى خالفات زوجية فيما بعد؛ فالمر�أة قد تعلمت وتتوقع �أن‬ ‫تعامل بندية‪ ،‬في حين �أن الزوج ال يعترف بذلك‪ ،‬ويرغب في �أن تكون العالقة الزوجية عالقة‬ ‫تبعية‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)2‬أف�ضل �أن تختار لي والدتي �أو �أختي �شريكة حياتي‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪119‬‬


‫تقي�س هذه العبارة موقف الذكور من عملية �أو طريقة اختيار ال�شريكة‪ ،‬ولقد وافق ما‬ ‫مجموعه ‪ %63‬من الذكور على تف�ضيلهم اختيار الأم �أو الأخت ل�شريكة حياته‪ ،‬وهذا ي�ؤكد‬ ‫بالفعل �أنه في الوقت الذي يرغب ال�شباب �أن يكون الزواج المقبل قائ ًما على الحب والر�ؤية‬ ‫قبل الزواج ف�إنهم ير�ضخون للطريقة التقليدية في االختيار‪ .‬انظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪ .)5‬قد �أت�أخر في الزواج ب�سبب غالء المهور وارتفاع تكاليفه‪.‬‬ ‫وافق على هذه العبارة معظم الذكور من افراد العينة ‪ .‬وهذا يك�شف عن �أن ال�شباب لديهم‬ ‫تخوف من ت�أثير التكايف المرتفعة للزواج على قراراهم بالزواج ‪.‬انظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)12‬إمكانياتي المادية ال ت�سمح لي بالزواج الآن‪.‬‬ ‫وافق معظم �أفراد العينة من الذكور على �أن واقعه المادي ال ي�سمح له بالزواج‪ ،‬وبالطبع‬ ‫معظمهم من الطالب‪ ،‬لكن النتيجة ت�شير �إلى �أنه حتى ولورغب بالزواج فلن ي�ستطيع ب�سبب‬ ‫ارتفاع تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪ .)7‬متطلبات زواج القطرية كثيرة ‪.‬‬ ‫هناك اتجاه لدى العينة ب�أن الزواج من القطرية يثقل كاهل الزوج ب�سبب الطلبات الكثيرة‬ ‫‪ .‬انظر الجدول رقم(‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪� . )8‬أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها ل�سكن م�ستقل ‪.‬‬ ‫�أبدى معظم الذكور موافقتهم على طلب الزوجة ل�سكن م�ستقل في حال طلبت‪ .‬وهذه النتيجة‬ ‫ت�شير �إلى �أن ال�شباب القطري يتفهم رغبة الزوجة بم�سكن م�ستقل؛ مما �سيح�سن من العالقة‬ ‫الزوجية‪ .‬مع ذلك هم يمانعون من ال�سكن مع �أهل الزوجة ‪�.‬أنظر الجدول رقم (‪.)16‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)9‬أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها �إكمال تعليمها‬ ‫لم يمانع ال�شباب القطري من �إكمال الزوجة لتعليمها ‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ .)16‬وهذه‬ ‫نتيجة ت�شير �إلى تفهم ال�شباب لأهمية التعليم للمراة؛ مما �سيقلل ال�صراعات في حال رغبتها‬ ‫في �إكمال التعليم �أو العمل‪ .‬رغم �إن ن�سبة منهم تف�ضل �أن تكون الزوجة ربة بيت بت�أثير من‬ ‫ال�صورة النمطية للمر�أة‪ ،‬لكن متطلبات الواقع تفر�ض عليهم اال�ستجابة الحتياجات المر�أة؛‬

‫‪120‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫لأن لها عالقة باحتياجات الأ�سرة فيما بعد‪ ،‬خ�صو�صا دورها في دعم دخل الأ�سرة‪� ،‬إذا كانت‬ ‫تعمل والتعليم يوفر عم ًال ذا راتب �أف�ضل‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪)16‬‬ ‫ا�ستجابات الأ�سئلة اخلا�صة بعينة الذكور – ‪ 189‬مبحوث‬ ‫�أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير‬ ‫العبارة‬ ‫ب�شدة‬ ‫�أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب‬ ‫‪ -1‬يهمني الم�ستوى‬ ‫التعليمي لدى ‪- 3.2 12.7 13.2 42.9 28.0‬‬ ‫�شريكة حياتي‬ ‫‪� -2‬أف�ضل �أن تختار لي‬ ‫والدتي �أو �أختي ‪- 8.5 15.9 12.7 41.8 21.2‬‬ ‫�شريكة حياتي‪.‬‬ ‫‪� -3‬أف�ضل �أن تكون‬ ‫موظفة‪�.‬شريكة حياتي ‪1.5 10.6 17.5 17.5 35.4 17.5‬‬ ‫‪� -4‬أف�ضل �شريكة‬ ‫الحياة التي تهتم ‪0.5 3.2 7.9 12.7 36.5 39.2‬‬ ‫بزينتها ‪.‬‬ ‫‪ -5‬قد �أت�أخر في الزواج‬ ‫ب�سبب غالء ‪- 9.0 15.3 6.3 30.2 39.2‬‬ ‫المهور وارتفاع تكاليفه‬ ‫‪ -6‬الزواج م�س�ؤولية‬ ‫كبيرة ال اقدر على ‪0.5 37.6 34.4 7.4 10.6 9.5‬‬ ‫تحملها‪.‬‬ ‫‪ -7‬متطلبات زواج القطرية كثيرة ‪0.5 3.2 10.1 6.9 35.4 43.9 .‬‬ ‫‪� -8‬أوافق على �شرط‬ ‫ال�شريكة في طلبها ‪0.5 8.5 15.9 17.5 42.3 15.3‬‬ ‫ل�سكن م�ستقل ‪.‬‬

‫‪� -9‬أوافق على �شرط‬ ‫ال�شريكة في طلبها ‪2.6 3.7 5.3 47.1 41.3‬‬ ‫�إكمال تعليمها‬

‫‪-‬‬

‫‪1.5 3.2 3.2 28.6 63.5‬‬

‫‪-‬‬

‫‪� 10‬أف�ضل ال�شريكة الملتزمة دينيا‬

‫‪ -11‬من المهم �أن تتميز من �‬ ‫أوامري‪.‬أتزوجها ‪0.5 1.6 3.2 9.5 38.1 47.1‬‬ ‫بالطاعة وتنفيذ �‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪121‬‬


‫‪� .12‬إمكانياتي المادية لي بالزواج الآن‪11.1 17.5 8.5 34.4 28.6 .‬‬ ‫‪ -13‬ال �أمانع من ال�سكنى مع �أهل‬ ‫زوجتي‪.‬‬ ‫‪� -14‬أف�ضل �أن تكون‬ ‫�شريكة حياتي ربة ‪14.3 23.8 23.3 20.6 18.0‬‬ ‫بيت فقط ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪0.5 46.0 26.5 4.8 12.7 9.5‬‬ ‫‪-‬‬

‫رابعا‪ :‬نتائج حتليل الأ�سئلة اخلا�صة بالإناث فقط “‪ 337‬مبحوثة”‬ ‫يقي�س هذا المحور اتجاهات الإناث �إلى بع�ض الق�ضايا المرتبطة بالزواج‪ ،‬وكانت النتائج‬ ‫كالآتي‪:‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)1‬س�أطلب �سكن م�ستقل في حالة زواجي‪.‬‬ ‫ك�شف التحليل �أن الإناث يطلبن منزال م�ستقال في حال زواجهن‪ ،‬وهو مات�شير �إليه النتائج‬ ‫الواردة في الجدول رقم (‪ )17‬ولقد ر�أينا من قبل �أن ال�شباب الذكور �سيوافقون في حال‬ ‫طلبت ال�شريكة منزال م�ستق ًال ‪ .‬هذا التوجه يظهر بع�ض بوادر تغير تتمثل في رغبة ال�شباب‬ ‫في �سكن م�ستقل‪ ،‬كما �أن الإناث ي�ضعن هذا كمطلب عندما يتزوجن‪ .‬وبالطبع وفي �ضوء‬ ‫ارتفاع تكاليف المعي�شة والإيجارات وقيمة الأرا�ضي والبناء‪ ،‬ف�إن �إلحاح الإناث قد يخلق‬ ‫م�شكلة �أمام ال�شباب‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)13‬‬ ‫اجتاهات عينة الإناث‬ ‫�س�أطلب �سكنا م�ستق ًال يف حالة زواجي‬ ‫�أوافق ب�شدة‬ ‫�أوافق‬ ‫ال �أعرف‬ ‫غير موافق‬ ‫غير موافق ب�شدة‬

‫‪122‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫العبارة رقم (‪� .)2‬أف�ضل ال�شريك الغني‪.‬‬ ‫ظهر اتجاه لدى الإناث نحو تف�ضيل الزوج الغني‪ ،‬وهذا معيار ظهر في عدة مجتمعات‬ ‫خ�صو�صا لدى الإناث ‪ .‬وي�ؤكد حقيقة �أن الزواج يمثل للمر�أة نوع من اال�ستثمار االقت�صادي‪،‬‬ ‫ويالحظ �أن هذه النظرة للزواج تجعل العديد من الفتيات يقبلن الزواج من رجل يكبرهن‬ ‫ب�أعوام عديدة فقط‪ ،‬حالة كونه ثريا �أو مي�سور الحال‪ .‬انظر الجدول رقم (‪ .)17‬واتجاه‬ ‫الفتيات نحو توفر م�ستوى رفاهية معين لدى الزوج يظهر من خالل ا�ستجاباتهن نحو‬ ‫العبارة رقم (‪ .)7‬حيث ر�أت معظمهن �أن وجود الخادمة �ضروري بالن�سبة لهن في حياتهن‬ ‫الزوجية‪.‬‬ ‫العبارة رقم (‪� . )3‬أف�ضل ال�شريك الرومان�سي‪.‬‬ ‫ظهر من التحليل �أن الإناث يف�ضلن الزوج الرومان�سي‪ ،‬والنظرة للعاطفة مهمة جدا بالن�سبة‬ ‫للإناث‪ ،‬وتعد مطلبا ي�سعين للح�صول عليه من خالل الزواج‪ ،‬وقد تكون هناك نتائج �سيئة‬ ‫على العالقة الزوجية في حال لم يكن ال�شريك رومان�سيا؛ ومن ثم يمكن و�ضع برامج لتوعية‬ ‫الفتيات ب�أن الزواج لي�س دائما هو م�صدر العاطفة التي ت�صل �إلى حد الرومان�سية‪ ،‬ولكنه‬ ‫بمثابة �شراكة تتطلب التعاون وال�صبر‪ .‬انظر الجدول رقم( ‪.)17‬‬ ‫العبارة رقم (‪� .)4‬س�أتكيف مع زوجي �إذا لم يكن ملتزم دينيا‪.‬‬ ‫ظهر تحليل ا�ستجابات الإناث نحو هذه العبارة �أنهن يطلبن االلتزام الديني من ال�شريك‬ ‫مثلهن مثل الذكور‪ ،‬ولكنهن يطلبن من الزوج االعتدال في الدين‪ ،‬وهو ما �أظهرته ا�ستجاباتهن‬ ‫نحو العبارة رقم (‪ . )8‬انظر الجدول رقم (‪.)17‬‬ ‫و�أظهر التحليل �أن ال�شابات لديهن القدرة على اتخاذ قرار االنف�صال في حال خيانة الزوج‪،‬‬ ‫انظر العبارة ‪ ،5‬كما �أنهن يطلبن الم�شاركة الفعلية في الزواج‪ ،‬حيث تبين �أنهن لم يوافقن على‬ ‫العبارة رقم (‪ )10‬ب�أنهن �سيطعن �أوامر الزوج من دون نقا�ش‪�.‬أنظر الجدول رقم(‪.)17‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪123‬‬


‫جدول رقم (‪)17‬‬ ‫توزيع ا�ستجابات الأ�سئلة اخلا�صة بعينة الإناث ‪337 -‬مبحوثة‬ ‫�أوافق �أوافق ال غير غير موافق غير‬ ‫العبارة‬ ‫ب�شدة‬ ‫�أعرف موافق ب�شدة م�ستجيب‬ ‫‪� -1‬س�أطلب �سك ًن�أ م�ستق ًال في حالة زواجي‪- 4.5 15.4 14.8 36.8 28.5 .‬‬ ‫‪� -2‬أف�ضل ال�شريك الغني‪.‬‬

‫‪0.6 5.3 18.7 22.0 38.9 14.5‬‬

‫‪� -3‬أف�ضل ال�شريك الرومان�سي‪.‬‬

‫‪0.3 3.0 2.4 10.1 37.4 49.6‬‬

‫‪� -4‬س�أتكيف مع زوجي �إذا لم يكن ملتزم دينيا‪0.6 32.9 34.7 13.4 13.4 5.0 .‬‬ ‫‪� -5‬س�أطلب الطالق �إذا اكت�شفت خيانة زوجي‪2.7 6.2 12.5 22.3 19.9 36.5 .‬‬ ‫‪� -6‬أ�شترط �أن يكون‬ ‫ال�شريك في نف�س ‪1.2 4.7 23.1 11.0 39.2 20.8‬‬ ‫م�ستواي التعليمي‪.‬‬

‫‪� -7‬أرى ب�أن وجود خادمة لي‬ ‫الزوجية‪� .‬ضروري في ‪0.9 7.1 14.2 10.1 40.1 27.6‬‬ ‫حياتي‬

‫‪� -8‬أف�ضل ال�شريك‬ ‫المعتدل في اتباعه ‪0.3 1.2 1.8 2.4 36.5 57.9‬‬ ‫تعاليم الدين‪.‬‬ ‫‪� -9‬أف�ضل الزواج بمن �أحبه‪.‬‬

‫‪0.3 1.8 8.3 19.3 35.0 35.3‬‬

‫‪ -10‬المر�أة تطيع زوجها وتنفذ الأوامر‬ ‫من دون نقا�ش‪.‬‬ ‫‪� -11‬أف�ضل �أن تكون حفلة زفافي كبيرة جدا‪0.9 9.5 27.9 20.8 26.4 14.5 .‬‬ ‫‪0.6 30.6 28.8 8.0 19.6 12.5‬‬

‫‪ -12‬ال �أمانع من ال�سكن مع �أهل زوجي‪0.6 11.0 15.1 9.5 43.3 20.5 .‬‬ ‫‪ -13‬نوع مهنة ال�شريك �أمر‬ ‫مهم بالن�سبه ‪0.6 4.5 11.9 14.5 40.1 28.5‬‬ ‫التخاذي قرار بالزواج‪.‬‬

‫‪124‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الف�صل التا�سع‬

‫النتائج الأ�سا�سية‬ ‫والتو�صيات واملقرتحات‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪125‬‬


‫يناق�ش هذا الف�صل �أهم النتائج التي تو�صلت له الدرا�سة ‪ ،‬ويبلور ر�ؤية حول الطرق التي‬ ‫يمكن �أن ت�ساعد ال�شباب على تجاوز م�شكالت ارتفاع تكاليف الزواج‪ ،‬وتر�شيد قراراتهم في‬ ‫الزواج وفي عملية االختيار الزواجي ومواجهة الم�شكالت التي تظهر لدى المتزوجين حديثا‪،‬‬ ‫وتغيير بع�ض ال�صور الذهنية الخاطئة حول الأدوار الأ�سرية بين الرجل والمر�أة‪.‬‬ ‫�أوال ‪ :‬النتائج الأ�سا�سية للدرا�سة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬واقع ال�شباب والزواج في المجتمع القطري ‪:‬‬ ‫�أو�ضحت التحليالت ال�سابقة لظروف الزواج وطرقة وتف�ضيالته‪� ،‬أن الزواج المنظم ال يزال‬ ‫هو الطريقة المنت�شرة في قطر‪ ،‬و�أن الأ�سر القطرية تتحكم في عملية التزواج بين ال�شباب‬ ‫وفقا لل�شريعة الإ�سالمية وللموروث الثقافي وعادت وتقاليد المجتمع‪ ،‬وال يوجد �أي �شكل �آخر‬ ‫للزواج معترف به في المجتمع‪ ،‬كما �أن القوانين والت�شريعات خ�صو�صا قانون الأ�سرة يعتمد‬ ‫ب�شكل كامل في مجال الزواج والطالق على الت�شريعات الإ�سالمية وما �أقره الدين‪ ،‬وف�صلته‬ ‫ال�سنة‪ ،‬وما اتفقت عليه الجماعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و�ساعد التحليل االجتماعي والإح�صائي على ر�صد اتجاهات التغير الذي حدث في خ�صائ�ص‬ ‫المتزوجين‪ ،‬خ�صو�صا بالن�سبة للتغير الذي حدث لل�سن المف�ضل للزواج ‪ ،‬حيث �أو�ضحت‬ ‫التحليالت ارتفاع �سن الزواج وو�صل متو�سط العمر عند الزواج الأول ‪�27‬سنة للذكور و‪23‬‬ ‫�سنة للإناث‪ ،‬وظهر �أن الزيجات الجديدة تواجة بم�شكالت هامة جدا‪ ،‬لعل �أهمها الطالق‪،‬‬ ‫حيث بلغت ن�سبة الطالق �إلى الزواج ‪ %36‬في عام ‪ ،2007‬وكان الطالق المبكر �أو الطالق‬ ‫قبل الدخول ‪ -‬قبل بداية العالقة الزوجية – �أكثر �أ�شكال الطالق �إنت�شارا والذي ي�صل �إلى‬ ‫‪ %31.5‬من مجموع حاالت الطالق في المجتمع ح�سب �إح�صاءات ‪ ،2007‬والذي تبين �أنه‬ ‫يرتفع ب�صورة �أكبر بين الفئات العمرية ال�صغيرة‪.‬‬ ‫وال يزال الزواج من الأقارب هو النمط ال�شائع في المجتمع‪ ،‬مع مخاطر هذا النوع من‬ ‫الزواج على زيادة احتماالت الإ�صابة بالأمرا�ض الوراثية‪ ،‬و�أنه على الرغم من عدم توفر‬ ‫درا�سات حول العالقة بين زواج الأقارب والإ�صابة ب�أمرا�ض معينة في المجتمع القطري‪� ،‬إال‬ ‫�أن زيادة حاالت الإعاقة في المجتمع‪ ،‬ووجود روابط قرابية بين الزوجين‪ ،‬التي �أ�شار �إليها‬

‫‪126‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫�أكثر من طبيب وم�س�ؤول في القطاع الطبي في الدولة ت�ؤكد �إلى حد كبير هذه العالقة‪.‬‬ ‫ومما ي�ؤكد حقيقة ا�ستمرارا هذا النمط هو ارتفاع ن�سبة عقود الزواج التي يكون الزوجان‬ ‫لهما عالقة قرابية من الدرجة الأولى والثانية‪ ،‬وك�شفت الدرا�سة الحالية من خالل التحليل‬ ‫الإح�صائي لبيانات الزواج ا�ستمرار �شيوع ظاهرة الزواج بين الأقارب ‪،‬حيث بلغت ن�سبة عقود‬ ‫الزواج المبرمة بين �أقارب ما ن�سبته ‪ %42‬من مجموع الزيجات ال�سنوية لعام ‪ .2007‬وتبين �أن‬ ‫�أكثر من ن�صف هذه العقود يتم بين �أقارب من الدرجة الأولى‪ ،‬كما ك�شفت بع�ض الدرا�سات‬ ‫الميدانية التي �أجريت م�ؤخرا في قطر عن �أن ن�صف المتزوجين بينهم عالقة قرابة‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي يلفت االنتباه �إلى �ضرورة توعية الأ�سر بمخاطر هذا النوع من الزواج‪.‬‬ ‫ومن بين التغيرات التي طر�أت على الزواج‪ ،‬التغير الذي حدث في مظاهرة ومن بينها‬ ‫ارتفاع تكلفة الزواج‪ ،‬الذي �أ�صبح ي�صل �إلى م�ستوى اال�ستهالك المفرط‪ ،‬ولم يعد الإنفاق‬ ‫مرتبطا بالأ�سر المي�سورة �أو الثرية‪ ،‬بل �أ�صبح ً‬ ‫ً‬ ‫نمطا ال ت�ستطيع �أية‬ ‫الباذخ على حفالت الزواج‬ ‫�أ�سرة تجاوزه‪ ،‬بما في ذلك الأ�سر المنخف�ضة الدخل؛ مما �أوقع العديد من الأ�سر تحت طائلة‬ ‫الدين‪ ،‬والقرو�ض البنكية‪� ،‬أو اللجوء �إلى بيع بع�ض الأ�صول واال�ستثمارات‪.‬‬ ‫وك�شفت الدرا�سة الميدانية على عينة من ال�شباب القطري ‪ ،‬عن مجموعة‬ ‫من النتائج الهامة فيما يخ�ص ال�شباب القطري واتجاهاته نحو الزواج؛ تلك‬ ‫االتجاهات التي يمكن �أن ت�ؤثر في واقع الأ�سرة القطرية‪ ،‬فيما ي�أتي عر�ض‬ ‫لهذه النتائج ‪:‬‬ ‫‪ -1‬خ�صائ�ص ال�شباب القطري ‪:‬‬ ‫من خالل تحليل البيانات الأ�سا�سية نجد �أن ال�شباب القطري يتميز بالخ�صائ�ص الآتية‪:‬‬ ‫ متو�سط العمر للفئة الم�ستهدفة ‪� 20‬سنة‪.‬‬‫ ارتفاع م�ستوى التعليم‪.‬‬‫ يعي�ش في ظل �أ�سرة كبيرة الحجم‪.‬‬‫‪ -‬ن�سبة العاملين منهم قليلة‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪127‬‬


‫ معظمهم على مقاعد الدرا�سة‪.‬‬‫ م�ستوى الدخل منخف�ض ب�سبب عدم العمل‪.‬‬‫وت�شير هذه الخ�صائ�ص �إلى �أن ال�شباب القطري يعاي�ش ظروفا �أ�سرية جيدة ت�ساعده على‬ ‫�إكمال م�سيرته العلمية‪ ،‬كما �أن متو�سط العمر �صغير ن�سبيا ومالئم؛ لكونهم ال يزالون من‬ ‫العزاب ومازالوا م�ستمرين في درا�ستهم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مواقف ال�شباب من الزواج ‪:‬‬ ‫تبين من تحليل ا�ستجابات ال�شباب نحو مو�ضوع الزواج‪ ،‬ب�أنهم يدركون �أهمية الزواج‬ ‫في حياتهم‪ ،‬و�أن الزواج بالن�سبة لهم يعني تكوين ا�سرة و�إنجاب الأطفال‪� ،‬إال �أن ذلك ال‬ ‫يعني اال�ستعجال بالن�سبه لهم؛ فهم يف�ضلون ت�أجيل الزواج �إلى حين االنتهاء من الدرا�سة‬ ‫الجامعية‪ .‬وهذا يدل على �أنهم يريدون �أن يهيئوا �أنف�سهم ماديا ومعنويا للزواج‪ ،‬والمثير‬ ‫لالنتباه �أنه التوجد فروق بين الجن�سين في هذا المحور؛ مما ي�شير �إلى اتجاه �إيجابي عام‬ ‫لدى ال�شباب حول الزواج‪ ،‬فيما عدى الموقف من عدد الأطفال المرغوب في �إنجابهم الذي‬ ‫ك�شف عن تغير في المفاهيم‪ ،‬ورغبة الإناث �أكثر في �إنجاب عدد �أقل من الأطفال‪.‬‬ ‫و�أظهرت الدرا�سة �أي�ضا حدوث تغير في مفاهيم ال�شباب حول الزواج حيث يتطلبون �أن‬ ‫يكون هناك تعارف قبل الزواج لأنه �سوف ي�ساهم في توفير مجال للتفاهم �أكبر �أثناء الحياة‬ ‫الزوجية‪ ،‬بل �إنهم قد �صرحوا بالرغبة في وجود عالقة حب قبل الزواج‪ ،‬وكانت الإناث �أكثر‬ ‫تحفظا من الذكور في هذا المجال‪ ،‬وت�شير هذه النتائج �إلى تغيرات كبيرة في المفاهيم‪.‬‬ ‫ويالحظ �أنه على الرغم من التغيرات التي حدثت في مفاهيم الزواج عند ال�شباب في‬ ‫الألفية الجديدة‪ ،‬ف�إن معظم ال�شباب ال يزال يف�ضل �أن تقوم والدته �أو �أخته باختيار ال�شريكة‪،‬‬ ‫وهذه تناق�ضات ت�شير �إلى حجم ال�صراع الذي يواجهه ال�شباب فيما بين ما يرغبون فيه‪،‬‬ ‫والواقع الذي يعاي�شونه ويندمجون معه‪ .‬وفي �ضوء هذه النتائج يمكن القول ب�أن الزواج‬ ‫المنظم ودور الأ�سرة في عملية االختيار الزواجي �سوف ي�ستمر للفترة القادمة‪ ،‬مع تغيرات‬ ‫في معايير االختيار وفي توفر فر�ص تعارف �أكثر بين ال�شباب ح�سب التوجه الذي يظهر‬ ‫لديهم حاليا‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ -3‬معايير االختيار الزواجي ‪:‬‬ ‫تبين من تحليل مواقف ال�شباب نحو معايير االختيار الزواجي‪� ،‬أن ال�شباب ُيعلون من �أهمية‬ ‫توفر �صفة التدين عند ال�شريك‪ ،‬وبذلك تتفق نتائج ال�شباب القطري مع معظم نتائج الدرا�سات‬ ‫في مجال االختيار الزواجي في المجتمعات العربية والإ�سالمية‪ ،‬التي يف�ضل ال�شباب فيها‬ ‫�أن يتزوجوا من �شريك يتمتع ب�صفة التدين‪ .‬وكان توجه العينة ككل نحو االهتمام بال�شكل‬ ‫الخارجي �إيجابيا‪ ،‬وكان الذكور �أكثر اهتماما من الإناث ب�شكل ال�شريك‪ ،‬وهو ما يتفق � ً‬ ‫أي�ضا‬ ‫مع نتائج الدرا�سات في مجتمعات مختلفة‪.‬‬ ‫ومن النتائج المهمة التي تدل على تغير في معايير االختيار الزواجي هو تف�ضيل ال�شباب‬ ‫الزواج من �شخ�ص يحبونه‪ .‬ويالحظ �أن الإناث تغلب عليهن العاطفة والرومان�سية حيث رغبن‬ ‫في الزوج الرومان�سي‪ ،‬وهذا �شيء يتالئم مع المرحلة العمرية التي يمررن بها‪ ،‬وومع ذلك‬ ‫يجب �أن يهي�أ ال�شباب من الجن�سين لم�سئوليات الزواج‪ .‬كذلك �أظهرت نتائج التحليل �أن‬ ‫ال�شباب القطري المعا�صر يف�ضل �أن يت�شابه ال�شريك معه في االهتمامات والهوايات‪ .‬وهذه‬ ‫النتيجة تدل على تغيرات كبيرة في مواقف ال�شباب نحو ال�شريك وطبيعة العالقة الزوجية‪،‬‬ ‫ناتجة عن عوامل التغير االجتماعي كالتعليم ومظاهر العولمة الثقافية‪.‬‬ ‫وك�شفت الدرا�سة � ً‬ ‫أي�ضا عن �أن ال�شباب ي�سعون للزواج من �شريك ي�شبههم من نواحي عدة‪،‬‬ ‫لعل �أهمها الم�ستوى االقت�صادي‪ ،‬كما ظهر �أن ‪ %40‬من العينة ترغب في الزواج من القبيلة‬ ‫نف�سها بت�أثير من القيم االجتماعية‪ ،‬التي تعلي من �أهمية الزواج من نف�س خط الن�سب‪� ،‬إال �أن‬ ‫غالبية العينة ال ترغب بالزواج من نف�س القبيلة ؛ مما ي�شير �إلى تغير في معايير االختيار وفي‬ ‫مفاهيم الزواج الداخلي‪ ،‬وهو ما يتفق مع نتائج الدرا�سات في المنطقة التي ت�شير �إلى عدم‬ ‫تف�ضيل ال�شباب الزواج من نف�س القبيلة‪ ،‬رغم �أن الواقع يك�شف عن �أن ن�صف الزيجات تقع‬ ‫بين الأقارب‪ .‬وهو ما يتالئم مع وجود اتجاه لدى العينة نحو الزواج من �شخ�ص يتمتع بنف�س‬ ‫المكانة االجتماعية والخ�صائ�ص التي تميز الجماعة التي ينتمي لها والتي من بينها الإنتماء‬ ‫لنف�س المجموعة القرابية‪.‬وهذة النتائج ت�شير �إلى حاجة �أفراد المجتمع �إلى برامج توعوية‬ ‫فيما يتعلق بمخاطر الزواج بين الأقارب‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪129‬‬


‫وظهرت نتائج هامة �أخرى عند تحليل ا�ستجابة ال�شباب نحو العبارات التي تقي�س فهمه‬ ‫لطبيعة العالقة الزوجية‪ ،‬لها ت�أثير في م�ستقبل العالقة الزوجية‪ ،‬حيث ظهر �أن ال�شباب‬ ‫يواجه �صراعا حقيق ًّيا في مجال اتخاذ القرارات ال�صعبة في الحياة الزوجية كاالنف�صال؛‬ ‫ففي الوقت الذي يت�سرع فيه بع�ضهم في اتخاذ قرار االنف�صال‪ -‬رغم �أنه يدل على ا�ستقاللية‬ ‫القرار في العالقة الزوجية‪ -‬نجد �أن هناك �شريحة م�ساوية �ست�صبر على العالقة الزوجية‪،‬‬ ‫رغم �أن ال�شريك ال يعجبها‪ ،‬وقد يكون لذلك عالقة بعوامل �أخرى‪ ،‬منها‪ -‬على �سبيل المثال‪-‬‬ ‫طرق التربية‪ ،‬والقرابة‪� ،‬أو التدين‪ ،‬الذي ُيعلي من قيمة الزواج و�أهمية الحفاظ عليه‪ ،‬كما ظهر‬ ‫�أن الإناث لديهن توجه نحو ال�صبر على الم�شكالت الزوجية �أكثر من الذكور‪ ،‬كما �أبدى �أفراد‬ ‫ن�ضجا في التفكير حول الزواج وم�س�ؤولياته‪.‬‬ ‫العينة حاجتهم للتوعية قبل الزواج؛ مما يعك�س ً‬ ‫ويمكن القول �أن عوامل التغير االجتماعي التي �شهدها المجتمع القطري في العقد الأول من‬ ‫الألفية الجديدة �أدت �إلى تغير في معايير االختيار الزواجي‪, ،‬التي كانت تتحول ببطء �شديد‬ ‫وتتراجع في فترات‪� ،‬إال �أن ت�سارع وتيرة التغير وزخم عوامله في هذا العقد �أمر ي�ستدعي‬ ‫االهتمام بمخاطر التغير االجتماعي ال�سريع‪ ،‬وال�سيما �أن ال�شباب بد�أ ي�ستقل تدريجيا عن‬ ‫ر�ؤية الأ�سرة‪ ،‬ومعايير الجماعة في مجال االختيار الزواجي والقرارات المهمة المرتبطة‬ ‫بالزواج والطالق كما �أف�صحت عنه نتائج الدرا�سة الحالية‪.‬‬ ‫‪ -4‬مواقف ال�شباب من الزواج التقليدي ‪:‬‬ ‫�أظهرت الدرا�سة ت�أثر المقبلين على الزواج في المجتمع القطري بر�أي الأهل في عملية‬ ‫االختيار‪ ،‬وبدا �أنهم ال يرف�ضون هذا التدخل‪ ،‬بل �إن الزواج لن يتم من وجهة نظرهم‪� ،‬إذا لم‬ ‫يوافق عليه الأهل‪.‬‬ ‫وك�شفت مواقف ال�شباب حول الزواج على الطريقة الحديثة‪ ،‬عن ميلهم �إلى �أن يكون‬ ‫االختيار قائ ًما على الحب‪ ،‬كما �أن ن�سبة كبيرة منهم ف�ضلت التعرف على ال�شريكة قبل عقد‬ ‫القران‪ .‬مع ذلك ال تزال تتنازعهم قيم المجتمع‪ ،‬فهم غير مندفعين في عملية التخلي عن‬ ‫الطرق التقليدية في الزواج‪ ،‬وظهر ذلك في تقارب اتجاهات الموافقين والمعتر�ضين على‬ ‫دور العادات والتقاليد في ت�أخير �سن الزواج‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ويالحظ من ا�ستجابات الإناث نحو ق�ضايا الزواج‪� ،‬أن الزوجة القطرية ال�شابة لم تعد مثل �أمها‬ ‫�أو جدتها‪ ،‬فهي تريد �أن ت�شارك في الحياة الزوجية و�أن يكون لر�أيها اعتبار وقيمة‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫�أخرى تت�شابة معايير االختيار لديها مع الذكور‪� ،‬إال �إنها ت�ضع �أهمية �أكبر للم�ستوى المادي للزوج‬ ‫المنتظر‪ ،‬وتتطلب م�ستوى محددًا من الرفاهية‪ ،‬وكذلك تف�ضل �أن ت�سكن في منزل م�ستقل‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فهي ال تمانع �أن ت�سكن مع �أهل الزوج م�ؤقتًا‪ ،‬على اعتبار �أنه �سيتوفر لها م�سكن م�ستقل‬ ‫في الم�ستقبل‪ ،‬وهذا ي�شير �إلى بع�ض المرونة عند ال�شابة القطرية بالن�سبة لمتطلبات الحياة‬ ‫الزوجية‪ ،‬كما �أنها تعلي من �أهمية معيار الم�ستوى التعليمي‪ ،‬وكذلك ت َ​َدين ال�شريك المعتدل‪.‬‬ ‫ويالحظ �أن الفتيات �أكثر ً‬ ‫حفاظا على التقاليد من الذكور‪ ،‬فيما يخ�ص عادات الزواج وقيمه‪،‬‬ ‫فهي �أكثر اتجاها نحو الأخذ بر�أي الأ�سرة في عملية االختيار‪ ،‬كما �أنها ترف�ض الزواج من غير‬ ‫زوجا رومان�سيا يعطيها االهتمام والحب ‪.‬‬ ‫القطري‪ ،‬لكنها في الوقت نف�سه تطلب ً‬ ‫‪ -5‬تكاليف الزواج ‪:‬‬ ‫�أظهرت الدرا�سة �أن ال�شباب الذكور يواجهون �صعوبات مادية من �أجل توفير تكاليف الزواج‬ ‫ووافق معظم الذكور على �أنهم قد يت�أخرون في الزواج ب�سبب غالء المهور وتكاليف الزواج‪،‬‬ ‫و�أن واقعهم المادي ال ي�سمح لهم بالزواج “معظمهم طالب” كما ظهر اتجاه لدى الذكور‬ ‫ب�أن الزواج من القطرية مكلف اقت�صاد ًّيا‪ .‬ولقد وافق حوالي ن�صف العينة على �أهمية الإنفاق‬ ‫ببذخ على احتفال العر�س على اعتبار �إنها ليلة العمر‪ ،‬وهذا يك�شف عن حاجة ال�شباب �إلى‬ ‫التوعية ب�أهمية تر�شيد النفقات خ�صو�صا و�أن معظمهم ي�شتكي من تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫ملخ�ص لأهم نتائج الدرا�سة ‪:‬‬ ‫ تغير �شكل الأ�سرة ممث ًال في تراجع نظام الأ�سرة الممتدة‪.‬‬‫ انت�شار زواج الأقارب‪.‬‬‫ ارتفاع ن�سبة الطالق في المجتمع‪.‬‬‫ ارتفاع ن�سبة الطالق المبكر بين ال�شباب‪.‬‬‫‪ -‬تدخل الأهل ب�شكل كبير في عملية اختيار ال�شريك‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪131‬‬


‫ اعتماد ال�شباب الذكور على الأم والأخت في عملية اختيار ال�شريكة‪.‬‬‫ يواجه ال�شباب �صعوبات في توفير تكاليف الزواج‪.‬‬‫ رغبة ال�شباب في �أن يكون لهم دور في عملية االختيار ‪.‬‬‫ رغبة ال�شباب ب�أن تتاح لهم فر�ص للتعرف على ال�شريك قبل الزواج‪.‬‬‫ �أهمية توفر �صفة التدين وارتفاع م�ستوى التعليم والعمل في وظيفة جيدة وال�شكل‬‫الخارجي‬ ‫واالنتماء �إلى نف�س الجماعة القرابية وت�أثيرها في عملية االختيار لدى ال�شباب‪.‬‬ ‫ رغبة الإناث في �أن تتوفر �صفة الرومان�سية والحنان لدى ال�شريك‪.‬‬‫ رغبة ال�شباب الذكور في �أن تكون الفتاة ملتزمة دينيا‪.‬‬‫ رغبة ال�شباب في توفر �سكن م�ستقل لبدء الحياة الزوجية‪.‬‬‫ رغبة ال�شباب في ت�أهيلهم لم�س�ؤوليات الزواج قبل عقد القران‪.‬‬‫ تف�ضيل الزواج من نف�س الجن�سية‪.‬‬‫ثانيا ‪ :‬التو�صيات ‪:‬‬ ‫في �ضوء النتائج ال�سابقة ف�إن الدرا�سة تو�صي بما ي�أتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ت�شجيع ال�شباب على الزواج مع توفير كافة الو�سائل التي ت�ساعدهم على بناء �أ�سرية‬ ‫قوية وم�ستقرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬توعية ال�شباب بم�س�ؤوليات الزواج وتثقيفهم حول العالقات الزوجية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تغيير ال�صور النمطية لتوزيع الأدوار الأ�سرية لكي تتالءم مع م�ستجدات الع�صر بهدف‬ ‫تقليل ال�صراعات الزوجية وفر�ص االنف�صال‪.‬‬ ‫‪ -4‬توعية ال�شباب والأهل والمجتمع ككل بمخاطر الزواج بين الأقارب و�آثاره ال�ضارة على‬ ‫الذرية والأبناء‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪ -5‬توعية الأهل ب�أهمية �إف�ساح المجال لل�شباب لي�شاركوا في عملية االختيار‪ ،‬وعدم ال�ضغط‬ ‫عليهم لكي يتزوجوا من الأقارب �أو من الأ�شخا�ص الذين تف�ضلهم الأ�سرة لخ�صائ�ص‬ ‫تميزهم ولكنها غير مف�ضلة بالن�سبة للراغب في الزواج‪.‬‬ ‫‪ -6‬تقليل فر�ص الطالق المبكر والطالق قبل الدخول من خالل بحث �أ�سباب الم�شكلة‬ ‫وو�ضع الحلول المنا�سبة لها‪.‬‬ ‫‪ -7‬تقديم دعم مادي لل�شباب الراغب بالزواج من خالل �إن�شاء �صندوق الزواج‪.‬‬ ‫‪ -8‬تدريبال�شبابمنالجن�سينعلى�أهميةالإدخار‪،‬و�سبلتر�شيدالإنفاقواقت�صادياتالأ�سرة‪.‬‬ ‫‪� -9‬إجراء درا�سات علمية للك�شف عن مخاطر الزواج بين الأقارب في المجتمع القطري‪.‬‬ ‫‪ -10‬توعية ال�شباب الذين تظهر لديهم �أمرا�ض وراثية من خالل الفح�ص المبكر‪.‬‬ ‫ال�شكل رقم (‪)14‬‬ ‫خمطط يو�ضح �أهم جماالت التغيري‬ ‫ توعية الأ�سر ب�أهمية م�شاركة ال�شباب يف‬‫عملية االختيار الزواجي‪.‬‬ ‫‪ -‬توعية الأ�سر مبخاطر زواج الأقارب‪.‬‬

‫ال�شباب‬

‫الأ�سرة‬

‫ توعية ال�شباب مب�س�ؤوليات احلياة‬‫الزوجية‪.‬‬ ‫ ت�شجيع ال�شباب على الزواج وتكوين‬‫الأ�سرة‬ ‫ توعية ال�شباب مبخاطر زواج الأقارب‬‫ توعية ال�شباب ب�أهمية الفح�ص املبكر‬‫قبل الزواج‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫ توعية املجتمع مبخاطر الزواج بني الأقارب‪.‬‬‫ ت�أ�سي�س �صندوق لدعم ال�شباب الذي يرغب بالزواج ‪.‬‬‫ توعية ال�شباب الذين يظهر لديهم �أمرا�ض وراثية من‬‫خالل الفح�ص املبكر للزواج‪.‬‬ ‫‪ -‬درا�سة �أ�سباب الطالق املبكر‪.‬‬

‫امل�ؤ�س�سات‬

‫املجتمع‬

‫ حث م�ؤ�س�سات املجتمع املعنية بال�شباب على االهتمام بق�ضايا‬‫ال�شباب املقبل على الزواج‪.‬‬ ‫ تبني برامج تدريب للمتزوجني حديثا على �ضبط ميزانية‬‫الأ�سرة‪.‬‬ ‫ تدريب املتزوجني حديثا على كيفية مواجهة امل�شكالت‬‫الأ�سرية‪.‬‬ ‫‪ -‬تغيري �أمناط اال�ستهالك لدى ال�شباب حول تكاليف الزواج‪.‬‬

‫‪133‬‬


‫ثالثا‪ :‬املقرتحات والربامج العملية ‪:‬‬ ‫(برنامج زواج بال م�شاكل)‬ ‫يهدف البرنامج �إلى " بناء �أ�سرة متما�سكة وتحقيق تغيير معرفي �إيجابي لدى ال�شباب‬ ‫نحو بع�ض ق�ضايا الزواج‪ ،‬وم�ساعدة ال�شباب على مواجهة كافة الم�شكالت الأ�سرية التي قد‬ ‫يواجهونها بعد الزواج " ‪.‬‬ ‫وتقترح الدرا�سة ما يمكن ت�سميته برنامج "زواج بال م�شاكل" الذي يحتوي على مجموعة‬ ‫من الآليات المقترحة التي ت�ساعد على تطوير واقع الزواج في المجتمع‪ ،‬وتزيد من قدرة‬ ‫ال�شباب على بناء �أ�سرة متينة قادرة على اال�ستمرار‪.‬‬ ‫ فيما يلي عر�ض لأهداف البرنامج وو�سائل تنفيذها‪:‬‬ ‫الهدف الأول ‪ :‬تقليل حاالت الزواج من الأقارب وال�سيما الأقارب من الدرجة‬ ‫الأولى‪.‬‬ ‫الأهداف الفرعية للهدف الأول ‪:‬‬ ‫‪ -1‬زيادة وعي المجتمع بالمخاطر ال�صحية المترتبة على زواج الأقارب‪.‬‬ ‫‪ -2‬رفع درجة وعي المجتمع ب�أهمية ال�صحة الإنجابية والأمرا�ض الوراثية‪.‬‬ ‫‪ -3‬تكوين اتجاهات �سلبية نحو الزواج من الأقارب من الدرجة الأولى‪.‬‬ ‫الآليات ‪ :‬وتت�ضمن‪:‬‬ ‫‪ -1‬دورات تدريبية ‪:‬‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬وزارة ال�صحة – ق�سم التثقيف ال�صحي‪ -‬مركز اال�ست�شارات العائلية‬ ‫‪ -2‬مناهج تربوية‬ ‫الجهة المنفذة‪ :‬المجل�س الأعلى للتعليم – الم�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫‪ -3‬برامج �إعالمية‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬و�سائل الإعالم المختلفة – قناة الجزيرة للأطفال‬

‫‪134‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الهدف الثاني ‪ :‬تقليل حاالت الطالق المبكر‪.‬‬ ‫الأهداف الفرعية للهدف الثاني‪:‬‬ ‫‪ -1‬غر�س مفاهيم �إيجابية نحو الزواج لدى ال�شباب‪.‬‬ ‫‪ -2‬توعية الأهل لإف�ساح المجال لل�شباب؛ لكي يكون لهم دور �أ�سا�سي في اختيار �شريك‬ ‫الحياة الزوجية‪.‬‬ ‫‪ -3‬زيادة معارف ال�شباب نحو العالقة الزوجية والثقافة الجن�سية‪.‬‬ ‫‪ -4‬تغيير ال�صورة النمطية للعالقة الزوجية‪ ،‬وتدعيم �شكل جديد يقوم على ال�شراكة‬ ‫والتكامل في الأدوار‪.‬‬ ‫الآليات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬برامج عالج �أ�سرية فردية وجماعية "العالج الأ�سري المتعدد الأجيال"‬ ‫الجهة المنفذة‪ :‬مركز اال�ست�شارات العائلية‬ ‫‪ -2‬مناهج تربوية ‪:‬‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬المجل�س الأعلى للتعليم‬ ‫‪ -3‬برامج �إعالمية‪:‬‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬و�سائل الإعالم المختلفة في المجتمع – قناة الجزيرة للأطفال‬ ‫‪ -4‬دورات تدريبية‪:‬‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬وزارة ال�صحة – مركز اال�ست�شارات العائلية ‪ -‬م�ؤ�س�سات المجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫الهدف الثالث ‪ :‬زيادة قدرة ال�شباب على مواجهة الأعباء المادية للزواج‬ ‫وتكوين �سلوكيات تخدم اقت�صاديات الأ�سرة ‪.‬‬ ‫الأهداف الفرعية للهدف الثالث‪:‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪135‬‬


‫‪ -1‬زيادة القدرة المادية لل�شباب لت�أ�سي�س �أ�سرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬زيادة قدرة ال�شباب على التخطيط االقت�صادي وتحديد الأولويات وبناء ميزانية بعيدة‬ ‫المدى للأ�سرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تنمية قيم االدخار لدى ال�شباب والنا�شئة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تدريب الإناث على كيفية تر�شيد ميزانية الأ�سرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬تغيير النظرة المجتمعية نحو تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫الآليات‪:‬‬ ‫‪ -1‬ت�أ�سي�س �صندوق الزواج‪.‬‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون الإ�سالمية – �صندوق الزكاة‬ ‫‪ -2‬برامج تدريبية على اقت�صاديات الأ�سرة‪.‬‬ ‫الجهة المنفذة ‪ :‬غرفة تجارة و�صناعة قطر – دار الإنماء االجتماعي‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫املالحق‬ ‫اوال ‪ :‬قائمة المراجع ‪:‬‬ ‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬ ‫‪� -1‬أبراهيم الجوير‪ ،‬ت�أخر ال�شباب الجامعي في الزواج ‪ :‬الم�ؤثرات والمعالجة‪ ،‬الريا�ض ‪:‬‬ ‫مكتبة العبيكان‪.1995 ،‬‬ ‫‪ -2‬احمد جمال ظاهر ‪ :‬المر�أة في دول الخليج العربي‪ ،‬درا�سة ميدانية‪ ،‬الكويت‪ :‬دار‬ ‫ال�سال�سل‪ ،1983 ،‬في ا�سعد وطفة ‪ -3‬عي�سى االن�صاري‪ ،‬اتجاهات طالب جامعة الكويت‬ ‫نحو عادات الزواج ومظاهرة االجتماعية ‪،‬جامعة الكويت‪، :‬مجلة العلوم االجتماعية‬ ‫مجلد ‪ ،33‬العدد ‪2005 ،3‬‬ ‫‪� -4‬أروى الكيـالني‪ ،‬دور الـدين فـي حمـايـة اال�ســرة ‪:‬ورقة عمل مقدمة �إلى الم�ؤتمر العربي‬ ‫االقليمي االول لحماية الأ�سرة‪ /15-13-‬كانون اول ‪2005/‬م‪.‬‬ ‫‪ -5‬اتجاهات الحالة الزواجية في قطر‪ ،‬الدوحة‪ :‬المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة‪2005،‬‬ ‫‪� -6‬أمينة الجابر‪ ،‬الفح�ص الطبي قبل الزواج ‪ :‬ر�ؤية �شرعية‪ ،‬جامعة قطر‪ :‬مجلة كلية‬ ‫ال�شريعة والدرا�سات اال�سالمية‪ ،‬العدد ‪.2006 ،24‬‬ ‫‪� - 8‬آمال قرامي االختالف في الثقافة العربية الإ�سالمية ‪ -‬درا�سة جندرية‪،‬‬ ‫دارالمدارالإ�سالمي‪:‬‬ ‫الموقع‪http://www.aljabriabed.net :‬‬ ‫‪ -9‬ال�سيد الح�سيني‪ ،‬جهينة العي�سى ‪:‬درا�سة حول االتجاهات والقيم المرتبطة بالزواج لدى‬ ‫ال�شباب القطري‪،‬جامعة قطر‪ :‬حولية كلية الآداب والعلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.1981 ، 3‬‬ ‫‪� -10‬أ�سعد وطفة‪ ،‬عي�سى االن�صاري‪ ،‬اتجاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج‬ ‫ومظاهرة االجتماعية‪ ،‬جامعة الكويت‪:‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬مجلد ‪ ،33‬العدد ‪،3‬‬ ‫‪.2005‬‬ ‫‪ -11‬المنجي الزيدي‪ ،‬مقدمات ل�سو�سيولوجيا ال�شباب‪ ،‬جامعة الكويت ‪ :‬مجلة عالم الفكر‪،‬‬ ‫المجلد ‪ ،30‬العدد ‪.2002، 3‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪137‬‬


‫‪ -12‬جابر عبدالحميد‪ ،‬ح�صة عبدالحمن فخرو‪ ،‬جامعة قطر‪:‬حولية كلية التربية‪ ،‬العدد‬ ‫‪.1988 ،6‬‬ ‫‪ -13‬حمود الق�شعان‪ ،‬دور االعتدال في التدين لدى الزوجين في �إيجاد التكامل والر�ضا‬ ‫النف�سي وال�سلوكي في العالقة الزوجية “درا�سة ميدانية”‪ ،‬م�ؤتمر التنمية الأ�سرية الأول‪،‬‬ ‫دولة الكويت ‪ 29،‬مار�س – ‪ 1‬ابريل ‪2009،‬‬ ‫‪ -14‬خالد ال�شال ل‪ ،‬الزواج في المجتمع الكويتي ‪ :‬تف�ضيالت االختيار الزوجي ومعوقاته في‬ ‫المجتمع الكويتي‪ ،‬جامعة الكويت‪ :‬حوليات كلية التربية ‪،‬العدد ‪. 18،1998‬‬ ‫‪ -15‬راجح عبداهلل �شرقية‪ ،‬بهاء مدلج‪ ،‬تحديد م�ستوى معرفة ومواقف طالب �صفوف‬ ‫العا�شر حول الأمرا�ض الوراثية وزواج الأقارب من قريتين مختارتين من منطقة المثلث‪،‬‬ ‫مجلة الر�سالة‪ ،‬المعهد الأكاديمي لإعداد المعلمين العرب‪ ،‬العدد رقم‪.2006 ،14‬‬ ‫‪� -16‬سامية ال�ساعاتي‪ ،‬النظرية االجتماعية في درا�سة الأ�سرة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫المعارف‪1987،‬‬ ‫‪ -17‬علي ليلة و�آخرون‪ ،‬ال�شباب القطري‪� :‬إهتماماته وق�ضاياة‪ ،‬الدوحة‪ ،‬جامعة قطر ‪:‬‬ ‫مركز الوثائق والدرا�سات االن�سانية‪� ،1991،‬ص‪.107‬‬ ‫‪ -18‬عبد اهلل غلوم ح�سين وعزت �سيد ا�سماعيل‪ ،‬الزواج في الكويت ‪ ،1965‬حكومة الكويت‪،‬‬ ‫في‪� ،‬أ�سعد وطفة عي�سى االن�صاري‪ ،‬اتجاهات طالب جامعة الكويت نحو عادات الزواج‬ ‫ومظاهرة االجتماعية ‪،‬امجلة العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة الكويت‪ :‬مجلد ‪ ،33‬العدد ‪،3‬‬ ‫‪.2005‬‬ ‫‪ -19‬عبدالرحمن م�صيقر‪ ،‬الموا�صفات التي يريدها ال�شباب في المجتمع البحريني في‬ ‫زوج �أو زوجة الم�ستقبل‪،‬من�شور على الموقع الآتي‪http://www.aawsat.com :‬‬ ‫‪ -20‬عبدالر�ؤف ال�ضبع‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬اال�سكندرية ‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬ ‫والن�شر‪ ،‬والن�شر‪. 2002 ،‬‬ ‫‪ -21‬عبدالرحمن �أبن خلدون‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتد�أ والخبر في �أيام العرب والعجم‬ ‫والبربر‪ ،‬الكتاب الأول المقدمة ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار ال�شعب ‪،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪ -22‬غنيمة المهيني‪ ،‬الأ�سرة والبناء االجتماعي‪ ،‬الكويت ‪ :‬مكتبة الفالح ‪.1980،‬‬ ‫‪ -23‬فهد النا�صر‪� ،‬سعاد �سليمان‪ ،‬معايير االختيار الزواجي لدى ال�شباب في المجتمع‬

‫‪138‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الخليجي ‪ :‬درا�سة مقارنة بين ال�شباب الكويتي وال�شباب العماني‪ ،‬الكويت‪ :‬مجلة درا�سات‬ ‫الخليج والجزيرة العربية ‪،‬العدد ‪ ،127‬ال�سنة ‪� 33‬أكتوبر ‪.2007،‬‬ ‫‪ -24‬كلثم الغانم‪ ،‬العنف �ضد المر�أة‪ ،‬درا�سة م�سحية على طالبات جامعة قطر ‪،‬الدوحة ‪:‬‬ ‫المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة‪.2006، ،‬‬ ‫‪ -25‬كلثم الغانم‪ ،‬العنف الأ�سري ‪ :‬م�سح بالعينة على بع�ض الأ�سر القطرية ‪،‬الدوحة ‪ :‬وزارة‬ ‫الداخلية‪� ،‬إدارة حقوق الإن�سان ‪ ، 2008،‬درا�سة غير من�شور‪.‬‬ ‫‪� -26‬صديق خان القنوجي ‪،‬الرو�ضة الندية �شرح الدرر البهية‪/‬كتاب النكاح‪:‬‬ ‫‪http://ar.wikisource.org/wiki‬‬

‫‪ -27‬لحاظ الغزالي‪ ،‬متالزمات الت�ش ّوه و�أنواع َح َثل النم ّو العظمي والغ�ضروفي في الإمارات‬ ‫العربية المتّحدة‪،‬اال�ضطرابات الوراثية في العالم العربي‪ :‬دولة الإمارات العربية المتّحدة‬ ‫‪،‬الجزء الأ ّول‪.2004. ،‬‬ ‫‪ -28‬محمد ح�سن غانم‪ ،‬ال�شباب المعا�صر و�أزماته‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الدار العربية للن�شر‪،‬‬ ‫‪.2007‬‬ ‫‪ -29‬محمد يا�سر الخواجة‪ ،‬ال�شباب العربي‪ ،‬في كتاب ‪ :‬خ�ضر زكريا و�آخرون‪ ،‬درا�سات في‬ ‫المجتمع العربي المعا�صر‪ ،‬دم�شق‪:‬الأهالي للطباعة والن�شر والتوزيع‪،‬ط‪.1999 ،1‬‬ ‫‪ -30‬محمد خليفة المحرزي‪ ،‬فن اختيار �شريك الحياة‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار ابن حزم‪.2006 ،‬‬ ‫‪ -31‬م�صطفى الخ�شاب‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الدرا القومية للطباعة والن�شر‪،‬‬ ‫‪.1966‬‬ ‫‪ -32‬محمد �إبراهيم ديتو‪ ،‬بطالة ال�شباب في العالم العربي‪ :‬نحو منظور جديد لتحدي‬ ‫الع�صر‪ ،‬الأمم المتحدة‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬الندوة الإقليمية الثالثية للخبراء حول‬ ‫ت�شغيل ال�شباب واال�ستخدام في المنطقة العربية‪ ،‬عمان‪/‬الأردن‪ 8-6 ،‬ني�سان‪/‬ابريل‬ ‫‪.2004‬‬ ‫‪ -33‬محمد المطوع‪ ،‬م�شكالت ال�شباب في مجتمع متغير م�سح اجتماعي بالعينة للطالب‬ ‫والطالبات في دولة الإمارات العربية المتحدة‪ ،‬مجلة الآداب ‪ .‬العدد “‪ . ”7‬جامعة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة‪.1991،‬‬ ‫‪ -34‬مجموعة م�ؤلفون‪ ،‬الزواج في ظل الإ�سالم‪ ،‬مكتبة التراث الإ�سالمي‪:‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪139‬‬


h t t p ://w w w .a l -e m a n .c o m /i s l a m l i b /v i e w c h p . s3#2=CID&303=asp?BID

‫ من�شور على‬، ‫الزواج المبكر و�إنعكا�ساته ال�صحية والإجتماعية‬،‫ نجوى ق�صاب ح�سن‬- 35 http://www.amanjordan.org/aman_ : ‫موقع مركز �أمان‬ 295=studies/wmview.php?ArtID ،‫الزواج الداخلي “الأندوغامي” من خالل الأمثال ال�شعبية الجزائرية‬،‫ و�سيلة بروقي‬-36 . 2008 ‫ �شتاء‬:36 ‫ العدد‬:‫ ال�سنة الخام�سة‬،‫مجلة علوم �إن�سانية‬: ‫جامعة الكويت‬ : ‫المراجع باللغة االنجليزية‬

1- Arab Genomic Studies, Genetic Disorders in the Arab World –Bahrain, Volume 2, 2006. 2- Badahdah , Abdullah Mohamed, Tieman Kathleen A, mate selection criteria among Muslims living in America : evolution and human behavior , Volume 26, Issue 5, ,2005. 3- Brake M: the sociology of youth culture and youth sub- culture- sex and drugs And rockn’roll, routledge and kegan Paul, London, 1980. 4- Bernard I. Murstein: Empirical Tests of Role, Complementary Needs, and Homogamy Theories of Marital Choice, Journal of Marriage and the Family, Vol. 29, No. 4 (Nov., 1967). 5- Charles E.Bowerman, Barbara R. Day, A Test of the Theory of Complementary Needs as Applied to Couples During Courtship, American Sociological Review, Vol. 21, No. 5 “Oct., 1956”, pp. 602-605. 6- Chuang, yao-chia. Sex differences in mate selection preference and sexual strategy: tests for evolutionary hypotheses Chinese journal of psychology, 2002. 7- Edward Westermarck, A Short History of Marriage Macmillan, 19301. 8- Elizabeth G. Shoemake, Human Mate Selection Theory: An Integrated Evolutionary and Social Approach, Journal of Scientific Psychology, November 2007. 9- Feingold, Alan: gender differences in mate selection preferences: a test of the parental investment model psychological bulletin 1992.

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

140


10- Evelyn Sakeah, Andy Beke, Henry V. Doctor and Abraham V. Hodgson : Males’ Preference for Circumcised Women in Northern Ghana, African Journal of Reproductive Health, Vol. 10, No. 2 (Aug., 2006). 11- Harry M. Johnson, Sociology, A systematic Introduction, and Rutledge and kegan Paul.Sarma International Journal of Comparative Sociology.1961. 12- James A. Schellenberg and Lawrence S. Bee, A Re-Examination of the Theory of Complementary Needs in Mate Selection, Marriage and Family Living, Vol. 22, No. 3 ,Aug, 1960. 13- K. Ishwaran - editor, John M. Mogey - editor. Publisher: E. J. Brill. Leiden, the Netherlands. 1963. 14- Louie E. Ross, Mate Selection Preferences Among African American College Students, Journal of Black Studies, Vol. 27, No. 4 Mar, 1997. 15- Kenrick DT; Keefe, Age preferences in mates reflect sex differences in human reproductive strategies, Behavioral and Brain Sciences. NO. “1” Mar; 15, 1992. 16- Kristen Evans, Journal of Social and Personal Relationships, Vol. 24, No. 5, 781-791 “2007” 17- Lee, GR, Age a marriage and marital satisfaction: A multivariate analysis with implications for marital stability, Journal of marriage and the family, 1977. 18- L Jaber, P Merlob, R Gabriel, and M Shohat: Effects of consanguineous marriage on reproductive outcome in an Arab community in Israel, J Med Genet. 1997 December; 34(12”: 1000–1002. 19- Marvin B. Sussman, Suzanne K. Steinmetz, Gary W. Peterson: Handbook of Marriage and the family, “Eds.” 2nd Ed, 1999. 20- Matthijs Kalmijn, Status Homogeny in the United States, the American Journal Of Sociology, Vol. 97, No. 2 “Sep., 1991”, pp. 496-523. 21- Michael Hechter and Karl-Dieter Opp: Social Norms,Russell Sage Foundation,2001. 22- Myers, Jane E.etal, marriage satisfaction and wellness in India and United States: a preliminary comparison of arranged marriages and marriages of Choice journal of counseling and development, 2005.

141

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


23- Pamela C. Regan a; Ellen Berscheid, Gender Differences in Characteristics Desired in a Potential Sexual and Marriage Partner, Journal of Psychology & Human Sexuality, Volume 9, Issue, January 1997. 24- Rebecc Stefoff, Marriage, New York : Marshall Cavendish Benchmark,2007. 25- S.N.Eisenstadt: Power, Trust and Meaning Essays in Sociological Theory and Analysis, University of Chicago Press, 1995, pp.71-73. 26- Sprecher, S.Sullivanand Hafield, mate selection preferences: gender differences examined in national sample .journal of personality and social psychology, 1994.

: ‫تقارير‬ ‫ الدورة‬،‫ المجل�س االقت�صادي االجتماعي‬،60 ‫ الدورة‬،‫ الجمعية العامة‬،‫ الأمم المتحدة‬-1 .3‫�ص‬.2005 ‫ تقرير ال�شباب العام لعام‬،‫ تقرير الأمين العام‬،2005 ‫المو�ضوعية لعام‬ 2000 ‫ دائرة ال�سكان باالمم المتحدة‬-"‫ �آفاق ال�سكان في العالم‬- 2 ‫ لعام‬،‫ الن�شرة الحيوية للزواج والطـالق‬،‫الإمانة العامة للتخطيط التنموي‬،‫ دولة قطر‬- 3 2008 2007 ‫ الن�شرة ال�سنوية �إح�صاءات الزواج والطالق للعام‬،‫ جهاز االح�صاء‬،‫ دولة قطر‬-4 ،‫ جهاز الإح�صاء‬،‫ دولة قطر‬،2004‫ و‬1997 ‫ التعدادات ال�سكانية لدولة قطر للأعوام‬-5 ‫ م�ؤ�شرات بحث �إنفاق ودخل الأ�سرة‬،‫ الأمانة العامة‬،‫ مجل�س التخطيط‬،‫ دولة قطر‬-6 .24 ‫ �ص‬،2002 ‫ يونيو‬،‫بالعينة‬ ،‫ المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون الأ�سرة‬:‫دولة قطر‬، ‫ تقرير المر�أة والرجل �صورة �إح�صائية‬-7 .2006 : ‫مواقع الكرتونية‬

http://www.thaqafa.org http://www.arrouiah.com/node/44409 http://www.ilo.org/public/arabic/region/arpro/beirut/employment/

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

142


youthemploy/papers/dito.htm http://www.npc-ts.org/article97.html http://www.britannica.com/EBchecked/topic/366152/marriage# http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php?ArtID=295 http://www.aawsat.com http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=303&CID=#2s3 http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=303&CID=#2s3 http://www.blindarab.net/vb/showthread.php?t=37389 http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=14648&issueNo=159&secId=16 Encyciopaedia Britannica: http://www.britannica.com/EBchecked/ topic/366152/marriage

www.altaqwa.net . :‫موقع ال�شيخ ح�سين العاي�ش‬

،‫ كيف يكون التكاف�ؤ في الزواج‬،‫ �شبكة الكفيف العربي‬37389=http://www.blindarab.net/vb/showthread.php?t

143

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ثانيا ‪ :‬اجلداول الإح�صائية ‪:‬‬ ‫جدول رقم “‪”1‬‬ ‫الق�ضية‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪144‬‬

‫متو�سط درجات‬ ‫الدرجة المحايدة‬ ‫العينة الكلية‬ ‫‪4.2376‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*1.9638‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4.5744‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*2.6104‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.3006‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*2.7850‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*2.6023‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.2895‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.1622‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*2.9098‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.2375‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*2.5479‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.3879‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4.5077‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪*2.9790‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.0421‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4.2849‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.4485‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.8123‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.2031‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.0426‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.8700‬‬ ‫‪3‬‬

‫عينة الذكور‬ ‫‪4.5873‬‬ ‫‪*1.8254‬‬ ‫‪4.5722‬‬ ‫‪*2.5882‬‬ ‫‪3.2128‬‬ ‫‪*2.7819‬‬ ‫‪*2.8519‬‬ ‫‪3.4286‬‬ ‫‪3.2460‬‬ ‫‪*2.8254‬‬ ‫‪3.2419‬‬ ‫‪*2.8095‬‬ ‫‪3.6684‬‬ ‫‪4.6085‬‬ ‫‪3.0053‬‬ ‫‪*2.9841‬‬ ‫‪4.2299‬‬ ‫‪3.5294‬‬ ‫‪3.6138‬‬ ‫‪*2.8556‬‬ ‫‪3.0532‬‬ ‫‪3.9468‬‬

‫عينة الإناث‬ ‫‪4.0415‬‬ ‫‪*2.0417‬‬ ‫‪4.5757‬‬ ‫‪*2.6228‬‬ ‫‪3.3505‬‬ ‫‪*2.7868‬‬ ‫‪*2.4590‬‬ ‫‪3.2113‬‬ ‫‪3.1148‬‬ ‫‪*2.9578‬‬ ‫‪3.2349‬‬ ‫‪*2.3994‬‬ ‫‪3.2270‬‬ ‫‪4.4502‬‬ ‫‪*2.9642‬‬ ‫‪3.0751‬‬ ‫‪4.3161‬‬ ‫‪3.4024‬‬ ‫‪3.9249‬‬ ‫‪3.4000‬‬ ‫‪3.0366‬‬ ‫‪3.8269‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪3.1383‬‬ ‫‪3.6471‬‬ ‫‪*2.9365‬‬ ‫‪4.1481‬‬ ‫‪*2.8466‬‬ ‫‪3.3351‬‬ ‫‪3.6270‬‬ ‫‪3.5344‬‬ ‫‪3.8989‬‬ ‫‪3.7989‬‬ ‫‪3.5829‬‬ ‫‪3.8042‬‬ ‫‪3.5397‬‬ ‫‪4.0538‬‬ ‫‪3.3690‬‬ ‫‪3.2606‬‬

‫‪3.4387‬‬ ‫‪3.7850‬‬ ‫‪3.3173‬‬ ‫‪4.0365‬‬ ‫‪*2.7903‬‬ ‫‪3.5873‬‬ ‫‪3.3089‬‬ ‫‪3.3276‬‬ ‫‪3.8166‬‬ ‫‪3.9635‬‬ ‫‪3.6008‬‬ ‫‪3.5889‬‬ ‫‪3.6857‬‬ ‫‪3.8874‬‬ ‫‪3.4856‬‬ ‫‪*2.8400‬‬

‫‪3.6078‬‬ ‫‪3.8623‬‬ ‫‪3.5347‬‬ ‫‪3.9729‬‬ ‫‪*2.7577‬‬ ‫‪3.7297‬‬ ‫‪3.1321‬‬ ‫‪3.2102‬‬ ‫‪3.7697‬‬ ‫‪4.0572‬‬ ‫‪3.6108‬‬ ‫‪3.4671‬‬ ‫‪3.7679‬‬ ‫‪3.7933‬‬ ‫‪3.5509‬‬ ‫‪*2.6053‬‬

‫جدول رقم “‪”2‬‬ ‫المتغير‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫النوع‬

‫العدد‬

‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬

‫‪189‬‬ ‫‪337‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪336‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫المتو�سط‬ ‫الح�سابي‬ ‫‪4.5873‬‬ ‫‪4.0415‬‬ ‫‪1.8254‬‬ ‫‪2.0417‬‬

‫االنحراف‬ ‫المعياري‬ ‫‪,6516.‬‬ ‫‪1.0021‬‬ ‫‪,9764.‬‬ ‫‪1.1863‬‬

‫قيمة ت‬ ‫‪6.730‬‬ ‫‪2.133‬‬

‫م�ستوى‬ ‫الداللة‬ ‫‪,01‬‬ ‫‪0.05‬‬

‫‪145‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪146‬‬

‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬

‫‪187‬‬ ‫‪337‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪335‬‬

‫‪4.5722‬‬ ‫‪4.5757‬‬ ‫‪2.5882‬‬ ‫‪2.6228‬‬ ‫‪3.2128‬‬ ‫‪3.3505‬‬ ‫‪2.7819‬‬ ‫‪2.7868‬‬ ‫‪2.8519‬‬ ‫‪2.4590‬‬ ‫‪3.4286‬‬ ‫‪3.2113‬‬ ‫‪3.2460‬‬ ‫‪3.1148‬‬ ‫‪2.8254‬‬ ‫‪2.9578‬‬ ‫‪3.2419‬‬ ‫‪3.2349‬‬ ‫‪2.8095‬‬ ‫‪2.3994‬‬ ‫‪3.6684‬‬ ‫‪3.2270‬‬ ‫‪4.6085‬‬ ‫‪4.4502‬‬ ‫‪3.0053‬‬ ‫‪2.9642‬‬

‫‪,9210.‬‬ ‫‪,6993.‬‬ ‫‪1.3782‬‬ ‫‪1.4379‬‬ ‫‪1.3865‬‬ ‫‪1.5641‬‬ ‫‪1.4988‬‬ ‫‪1.5287‬‬ ‫‪1.5050‬‬ ‫‪1.3987‬‬ ‫‪1.3093‬‬ ‫‪1.2813‬‬ ‫‪1.3652‬‬ ‫‪1.3161‬‬ ‫‪1.2990‬‬ ‫‪1.3344‬‬ ‫‪1.4409‬‬ ‫‪1.4643‬‬ ‫‪1.4967‬‬ ‫‪1.3125‬‬ ‫‪1.1810‬‬ ‫‪1.4307‬‬ ‫‪,8089.‬‬ ‫‪,8772.‬‬ ‫‪1.3625‬‬ ‫‪1.5080‬‬

‫‪,049‬‬ ‫‪,267‬‬ ‫‪1.004‬‬‫‪,035‬‬ ‫‪2.993‬‬ ‫‪1.85‬‬ ‫‪1.075‬‬ ‫‪1.100‬‬ ‫‪,052‬‬ ‫‪3.259‬‬ ‫‪3.578‬‬ ‫‪2.036‬‬ ‫‪,310‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪,01‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪,001‬‬ ‫‪,01‬‬ ‫‪,05‬‬ ‫‪-‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪37‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪36‬‬

‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪189‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪328‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪328‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪333‬‬

‫‪2.9841‬‬ ‫‪3.0751‬‬ ‫‪4.2299‬‬ ‫‪4.3161‬‬ ‫‪3.5294‬‬ ‫‪3.4024‬‬ ‫‪3.6138‬‬ ‫‪3.9249‬‬ ‫‪2.8556‬‬ ‫‪3.4000‬‬ ‫‪3.0532‬‬ ‫‪3.0366‬‬ ‫‪3.9468‬‬ ‫‪3.8269‬‬ ‫‪3.1383‬‬ ‫‪3.6078‬‬ ‫‪3.6471‬‬ ‫‪3.8623‬‬ ‫‪2.9365‬‬ ‫‪3.5347‬‬ ‫‪4.1481‬‬ ‫‪3.9729‬‬ ‫‪2.8466‬‬ ‫‪2.7577‬‬ ‫‪3.3351‬‬ ‫‪3.7297‬‬

‫‪1.3467‬‬ ‫‪1.4901‬‬ ‫‪9976, .‬‬ ‫‪,9956.‬‬ ‫‪1.4001‬‬ ‫‪1.4598‬‬ ‫‪1.2899‬‬ ‫‪1.2013‬‬ ‫‪1.4201‬‬ ‫‪1.4134‬‬ ‫‪1.4941‬‬ ‫‪1.4395‬‬ ‫‪1.0784‬‬ ‫‪1.1658‬‬ ‫‪1.4814‬‬ ‫‪1.4053‬‬ ‫‪1.2966‬‬ ‫‪1.2347‬‬ ‫‪1.3900‬‬ ‫‪1.2629‬‬ ‫‪1.1620‬‬ ‫‪1.1221‬‬ ‫‪1.5133‬‬ ‫‪1.4632‬‬ ‫‪1.4660‬‬ ‫‪1.4075‬‬

‫‪,694‬‬ ‫‪,944‬‬ ‫‪,963‬‬ ‫‪2.769‬‬ ‫‪4.201‬‬ ‫‪,124‬‬ ‫‪1.159‬‬ ‫‪3.593‬‬ ‫‪1.874‬‬ ‫‪5.007‬‬ ‫‪1.692‬‬ ‫‪,656.‬‬ ‫‪3.028‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪,01‬‬ ‫‪,01‬‬ ‫‬‫‬‫‪,01‬‬ ‫‬‫‪0.01‬‬ ‫‬‫‬‫‪0.01‬‬

‫‪147‬‬


‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪148‬‬

‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬ ‫ذكور‬ ‫�إناث‬

‫‪185‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪337‬‬

‫‪3.6270‬‬ ‫‪3.1321‬‬ ‫‪3.5344‬‬ ‫‪3.2102‬‬ ‫‪3.8989‬‬ ‫‪3.7697‬‬ ‫‪3.7989‬‬ ‫‪4.0572‬‬ ‫‪3.5829‬‬ ‫‪3.6108‬‬ ‫‪3.8042‬‬ ‫‪3.4671‬‬ ‫‪3.5397‬‬ ‫‪3.7679‬‬ ‫‪4.0538‬‬ ‫‪3.7933‬‬ ‫‪3.3690‬‬ ‫‪3.5509‬‬ ‫‪3.2606‬‬ ‫‪2.6053‬‬

‫‪1.3498‬‬ ‫‪1.5583‬‬ ‫‪1.3189‬‬ ‫‪1.4220‬‬ ‫‪,9949.‬‬ ‫‪1.0262‬‬ ‫‪1.2682‬‬ ‫‪1.0628‬‬ ‫‪1.2773‬‬ ‫‪1.3416‬‬ ‫‪1.2286‬‬ ‫‪1.3278‬‬ ‫‪1.2225‬‬ ‫‪1.2117‬‬ ‫‪1.0539‬‬ ‫‪1.2949‬‬ ‫‪1.3630‬‬ ‫‪1.3630‬‬ ‫‪1.3879‬‬ ‫‪1.3122‬‬

‫‪3.629‬‬ ‫‪2.569‬‬ ‫‪1.394‬‬ ‫‪2.483‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪2.865‬‬ ‫‪2.064‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪1.461‬‬ ‫‪5.373‬‬

‫‪0.01‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‬‫‪0.05‬‬ ‫‬‫‪0.01‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‬‫‪0.01‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫ثالثا‪� :‬أداة الدرا�سة‬

‫ا�ستبيان اجتاهات ال�شباب نحو ق�ضايا الزواج‬ ‫ درا�سة ا�ستطالعية ‪-‬‬‫(الأ�سئلة موجهة لل�شباب القطريني غري املتزوجني‬ ‫من اجلن�سني من �سن ‪� 30 – 18‬سنة)‬ ‫‪2008‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪149‬‬


‫تعليمات للباحثين ‪:‬‬ ‫ يطبق اال�ستبيان على ال�شباب من الجن�سين من عمر ‪� 30 – 18‬سنة‬‫ على غير المتزوجين‬‫ من الجن�سية القطرية‬‫البيانات الأ�سا�سية‪:‬‬ ‫‪ -1‬اذكر العمر ‪......................................................................... :‬‬ ‫�أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫‪-2‬الجن�س‪:‬‬ ‫‪ .3‬الم�ستوى التعليمي‪:‬‬ ‫يقر�أ ويكتب ابتدائي �إعدادي ثانوي جامعي �أكثر من جامعي‬ ‫‪ .4‬الحالة العملية‪� :‬أعمل �أبحث عن عمل طالب‬ ‫�أخرى ‪....................................................................................‬‬ ‫‪�-5‬إذا كنت تعمل‪ ،‬اذكر نوع المهنة‪...................................................... :‬‬ ‫‪� .6‬إذا كنت ال تزال طالب‪ /‬طالبة �أذكر المرحلة التعليمية‪:‬‬ ‫المرحلة الجامعية‬ ‫معهد تدريبي‬ ‫المرحلة الثانوية‬ ‫‪ .7‬اذكر م�ستوى الدخل ال�شهري ؟‬ ‫من ‪� 0‬إلى ‪ 499‬رياال‬ ‫من ‪� 500‬إلى ‪ 999‬رياال‬ ‫من ‪� 1000‬إلى ‪ 4900‬ريال‬ ‫من ‪� 5000‬إلى‪ 9999‬رياال‬ ‫من ‪� 10000‬إلى ‪19999‬الف رياال‬ ‫�أكثر من ‪ 20000‬الف ريال‬ ‫‪ .8‬اذكر عدد �أفراد الأ�سرة الذين يعي�شون معك في المنزل بما فيهم الأب والأم ؟ ‪.........‬‬ ‫‪..............................................................................................‬‬ ‫‪.9‬اذكر الأقارب الذين يقيمون معك من غير الوالدين و الأخوة ؟ ‪..........................‬‬

‫‪150‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫‪.............................................................................................‬‬ ‫‪ .10‬اذكر المنطقة ال�سكنية ‪............................................................ :‬‬ ‫الأ�سئلة التالية ‪ ( :‬للجن�سني‪ :‬الذكور ‪ +‬الإناث)‬ ‫العبارة‬ ‫‪ -1‬الزواج يمثل لي اال�ستقرار‪.‬‬ ‫‪ -2‬الزواج يعني لي الم�شاكل والخالفات الم�ستمرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الزواج هو طريقة م�شروعة لتحقيق الأمومة و الأبوة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الزواج �سوف يقيد حريتي‪.‬‬ ‫‪ -5‬يهمني ال�شكل الخارجي لل�شريك‪.‬‬ ‫‪� -6‬أ�شترط موافقة �أ�سرتي عند اختيار ال�شريك‪.‬‬ ‫‪� -7‬أف�ضل �أن �أختار ال�شريك بنف�سي‪.‬‬ ‫‪� -8‬أ�شترط االرتباط ‪/‬ب�شريك يحمل ال�شهادة الجامعية‪.‬‬ ‫‪� -9‬أ�شترط االلتزام الديني لدى ال�شريك‪.‬‬ ‫‪� -10‬أف�ضل ال�شريك من نف�س م�ستوى القبيلة التي �أنتمي �إليها‪.‬‬ ‫‪ -11‬اف�ضل الزواج من �أحد افراد قبيلتي �أو جماعتي ‪.‬‬ ‫‪� -12‬س�أرتبط بال�شريك المتقارب مع م�ستواي المادي‪.‬‬ ‫‪� -13‬أ�سرتي تلعب دورا كبيرا في اختيار �شريكة‪�/‬شريك الحياة‬ ‫‪ -14‬تتدخل �أ�سرتي في مقايي�س االختيار الخا�صة بال�شريك‪.‬‬ ‫‪� -15‬أجد �صعوبة في توفر الموا�صفات التي �أرغب �أن تكون‬ ‫في �شريكة‪� /‬شريك الحياة‪.‬‬ ‫‪� -16‬سوف ينجح زواجي �أكثر �إذا تم بالطريقة التقليدية‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫غير‬ ‫موافق غير ال‬ ‫�أوافق‬ ‫أوافق‬ ‫�‬ ‫ب�شدة موافق �أعرف‬ ‫ب�شدة‬

‫‪151‬‬


‫‪� -17‬سينجح زواجي �إذا عرفت ال�شريكة‪ /‬ال�شريك قبل الزواج‪.‬‬ ‫‪ -18‬رغبتي في التعليم تمنعني من الزواج حاليا‪.‬‬ ‫‪� -19‬أف�ضل �أن �أتعرف على ال�شريكة‪/‬ال�شريك قبل عقد القران‪.‬‬ ‫‪ -20‬يمكن تقبل االختالفات في التفكير بيني وبين ال�شريكة‪/‬ال�شريك‪.‬‬ ‫‪� -21‬أحتاج �إلى توعية بالحياة الزوجية قبل اتخاذ قرار الزواج‪.‬‬ ‫‪ -22‬التعارف قبل الزواج يزيد من التفاهم بين الزوجين‪.‬‬ ‫‪ -23‬الزواج يجب �أن ي�ستمر رغم الم�شكالت بين الزوجين‪.‬‬ ‫‪ -24‬العادات والتقاليد هي ال�سبب في ت�أخر �سن الزواج‪.‬‬ ‫‪� -25‬س�أتخذ قرار االنف�صال �إذا لم يعجبني ال�شريك‪.‬‬ ‫‪� -26‬إن عدم التزام الطرف الآخر بما اتُّفق علبه قبل‬ ‫الزواج قد ي�ؤدي �إلى خالفات قد تنتهي بالطالق‪.‬‬ ‫‪� -27‬أعتقد �إنني ال �أزال غير م�ستعدة ‪ /‬م�ستعد على الزواج‪.‬‬ ‫‪ -28‬يحتاج المتزوج حديثا �إلى م�ساعدة �أهله ‪.‬‬ ‫‪� -29‬سينجح الزواج �أكثر من دون تدخل الأهل‪.‬‬ ‫‪ -30‬يف�ضل �أن يكون لدي الفرد عدد كبير من الأطفال‪.‬‬ ‫‪ -31‬يف�ضل الزواج من ال�شخ�ص الذي نحبه‪.‬‬ ‫‪ -32‬من ال�ضروري �أن ي�شاركني من �س�أتزوجه هواياتي‬ ‫واهتماماتي‪.‬‬ ‫‪ -33‬ال�شباب يجد �صعوبة في توفير تكاليف الزواج‪.‬‬ ‫‪ -34‬ال بد من �إقامة حفلة كبيرة لليلة العمر رغم ارتفاع التكلفة‬ ‫‪� -35‬إذا لم تر�ض والدتي عن ال�شريك لن �أتزوجه ‪.‬‬ ‫‪� -36‬أف�ضل �أن يكون لي منزل م�ستقل عن الأهل بعد الزواج ‪.‬‬ ‫‪ -37‬لن اتنازل عن حقوقي الزوجية حتى ولو �أدى ذلك للم�شاكل مع ال�شريك ‪.‬‬ ‫‪ -38‬ال �أمانع من الزواج من ال�شريك المنا�سب حتى ولو كان غير قطري ‪ /‬قطرية ‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪152‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬


‫الأ�سئلة‪( :‬خا�صة بالذكور فقط)‬ ‫العبارة‬

‫�أوافق �أوافق ارف�ض ارف�ض ال‬ ‫ب�شدة‬ ‫ب�شدة تعليق‬

‫‪ -14‬يهمني الم�ستوى التعليمي لدى �شريكة حياتي‬ ‫‪� -15‬أف�ضل �أن تختار لي والدتي �أو �أختي �شريكة حياتي‪.‬‬ ‫‪� -16‬أف�ضل �شريكة حياتي �أن تكون موظفة‪.‬‬ ‫‪� -17‬أف�ضل �شريكة الحياة التي تهتم بزينتها ‪.‬‬ ‫‪ -18‬قد �أت�أخر في الزواج ب�سبب غالء المهور وارتفاع تكاليفه‬ ‫‪ -19‬الزواج م�س�ؤولية كبيرة ال �أقدر على تحملها‪.‬‬ ‫‪ -20‬متطلبات زواج القطرية كثيرة ‪.‬‬ ‫‪� -8‬أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها ل�سكن م�ستقل ‪.‬‬ ‫‪� -9‬أوافق على �شرط ال�شريكة في طلبها �إكمال تعليمها ‪.‬‬ ‫‪� -9‬أف�ضل ال�شريكة الملتزمة دينيا‬ ‫‪ -10‬من المهم �أن تتميز من �أتزوجها بالطاعة وتنفيذ �أوامري‪.‬‬ ‫‪� .11‬إمكانياتي المادية الت�سمح لي بالزواج الآن‪.‬‬ ‫‪ -12‬ال �أمانع من ال�سكنى مع �أهل زوجتي‪.‬‬ ‫‪� -13‬أف�ضل �أن تكون �شريكة حياتي ربة بيت فقط ‪.‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬

‫‪153‬‬


‫الأ�سئلة‪( :‬خا�صة بالإناث)‬ ‫�أوافق �أوافق ارف�ض ارف�ض ال‬ ‫ب�شدة‬ ‫ب�شدة تعليق‬

‫العبارة‬ ‫‪� -7‬س�أطلب �سك ًنا م�ستق ًال في حالة زواجي‪.‬‬ ‫‪� -8‬أف�ضل ال�شريك الغني‪.‬‬ ‫‪� -9‬أف�ضل ال�شريك الرومان�سي‪.‬‬ ‫‪� -10‬س�أتكيف مع زوجي �إذا لم يكن ملتزم دينيا‪.‬‬ ‫‪� -11‬س�أطلب الطالق �إذا اكت�شفت خيانة زوجي‪.‬‬ ‫‪� -12‬أ�شترط �أن يكون ال�شريك في نف�س م�ستواي التعليمي‪.‬‬ ‫‪� -7‬أرى ب�أن وجود خادمة لي �ضروري في حياتي الزوجية‪.‬‬ ‫‪� -21‬أف�ضل ال�شريك المعتدل في اتباعه لتعاليم الدين‪.‬‬ ‫‪� -22‬أف�ضل الزواج بمن �أحبه‪.‬‬ ‫‪ -23‬المر�أة تطيع زوجها وتنفذ الأوامر من دون نقا�ش‪.‬‬ ‫‪� -24‬أف�ضل �أن تكون حفلة زفافي كبيرة جدا‪.‬‬ ‫‪ -25‬ال �أمانع من ال�سكن مع �أهل زوجي‪.‬‬ ‫‪ -26‬نوع مهنة ال�شريك �أمر مهم بالن�سبه التخاذي قرار بالزواج‪.‬‬

‫رقم الإيداع بدار الكتب القطرية‪ 745 :‬ل�سنة ‪2010‬‬ ‫الرقم الدولي (ردمك)‪99921-53-61-x :‬‬

‫‪154‬‬

‫المجلس األعلى لشؤون األسرة‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.