وهو ما تحدثت عنه رادهيكا بهيراني في مقال منفرد نشرته مجلة أفاق الهند ،نقرأه في السطور التالية: لقد أشار نجم سينما جنوب الهند الممثل ناجارجونا إلي نقطة غاية فى األهمية حين قال“ :منذ أن دخلت إلى عالم السينما وأنا أحلم باليوم الذى يتالشي ذلك الخط الفاصل بين سينما شمال وسينما جنوب الهند .وها نحن اليوم نقترب من العام المائة على ظهور صناعة السينما الهندية ،أري الممثلين ينتقلون من سينما الجنوب إلي سينما الشمال والعكس بالعكس ،وكذلك األمر بالنسبة للمخرجين الذين تزايد اختيارهم لقصص من الجنوب في أعمالهم الفنية والعكس. وأرى أن ما تحقق من تواصل بين التيارين هو أمر غاية فى الروعة ”.
26
صوت الهند -العدد 492
وفي الوقت ذاته ،قال مانيش تيواري وزير اإلعالم واإلذاعة إن الفكرة وراء إقامة هذا المهرجان هي تنظيم حدث “يجسد روح البالد وقيمها الثقافية بشكل حقيقي” وتحدث تيواري أيضا عن الجهود المبذولة من أجل محاولة االبتعاد عن االقتباس من صناع األفالم األجنبية وإتاحة الفرصة لصناع السينما الهندية إلثبات ذاتهم وجدارتهم على اإلب��داع .وذكر الوزير أن الحكومة ملتزمة باستعادة التراث الثرى للسينما الهندية والذي تم من أجله تدشين البعثة القومية للتراث السينمائي .وأشاد تيوارى بالسينما الهندية قائال“ :إن السينما الهندية تمتلك هوية فريدة من نوعها صعب أن يجد المرء مثيال لها .كما أن الوسط الفنى شهد قفزة تكنولوجية كبيرة من حيث االنتقال
م��ن عصر األف�ل�ام الصامتة باألبيض واألس���ود إل��ي عصر الصور المجسمة ثالثية األبعاد”. وقد أقيم االحتفال بالمهرجان في قاعة العرض السينمائي بقلعة سيري وأماكن أخ���ري مثل الجامعة الميليا وجامعة جواهرالل نهرو .وخالل فترة االحتفاالت أُضيئت قاعــة العــرض السينمائي بقلعة سيـري بشكل جيــد باإلضافة إلى وضــع العديد من ملصقات األفالم القديمة على الجدران المحيطة بصورة تتناسب مع هذا الحدث الفنى الكبير .وشهدت منطقة البهو معرضا ً لكاميرات التصوير السينمائى القديمة مع تقديم وصــف لكل منها مما يعطي للمرء فكرة واضحة عن التقدم الذي أحرزته السينما الهندية علي مدي
قرن منذ عرض أول فيلم سينمائي هندى صامت بعنوان “راجا هاريشاندرا” في عام .1913 وبدأت االحتفاالت بإقامة معرض لالحتفال بالذكري المئوية للسينما الهندية تحت عنوان “االحتفال بمرور قرن من الزمان: رحلة سمعية وبصرية” .وبعد ذل��ك ،تم ع��رض الفيلم الصامت “رم��ي النرد” مع عزف حى قدمته أوركسترا موسيقية بقيادة للمايسترو نيشات خان .وخالل فترة االحتفال ،استضاف المهرجان عروضا لمجموعة ب��ارزة من األف�لام الكالسيكية الهندية البارزة باإلضافة إلى مجموعة من األفالم الهندية الحديثة لمجموعة من المخرجين المتميزين من أمثال :بيمال روي ،وجورو دوت ،وشيام بنجال ،وأدور
جوباال كريشنان ،وغيرهم من المخرجين اآلخرين. وخالل فترة االحتفال تم تنظيم ورشة عمل لمدة ثالثة أيام من قبل أعضاء المجلس المركزي الهندى للرقابة على األف�لام السينمائية .وضمت االحتفاالت أيضا عرضا خاصا عن المخرج العبقرى الكبير ساتيا جيت راي وأعماله الفنية باإلضافة إلى عرض مسرحية تسرد حياة دادا سهيب فالك والعصر الذي نشأ فيه .وتوجت هذه االحتفاالت بالذكري المئوية للسينما الهندية بإقامة حفل توزيع جوائز األفالم المحلية الذى أقيم في الثالث من شهر مايو بمركز فيجيان بهافان “مركز المؤتمرات الرئيسي لحكومة الهند”.
27