د .يوسف محمد الصواني القتصادي العالمي في عصر العولمة: منظمة التجارة والشركات المتعدية للجنسية _____________________________________________________________
تمهيــد النظام القتصادي العالمي القائم بمؤسساته التي يربــو عمرهــا عــن نصــف قــرن مــن الزمان يواجه منذ سبعينيات القرن الماضي بانتقــادات شــديدة .وترتكــز هــذه النتقــادات على الطبيعة الرأسمالية لهذا النظام وكونه غير مؤهل لتحقيــق عدالــة مــن أي نــوع علــى المستوى العالمي .لقد أثبتت التجربة ان هذا النظام القائم علــى الرأســمالية يعكــس كــل مساوئ هذا النموذج في اللمساواة واللعدالة والتوزيع الغير متكــافئ للمنــافع والمراكــز والمتيازات. إن من شأن ذلك إدامة حالة التبعية والخضوع التي تميــز علقــات الشــمال والجنــوب. وإذا كانت العولمة هي المرحلة المعاصرة لنتشار الرأسمالية كرويا او عالميــا فــأن ذلــك من شأنه ان يزيد الصورة قتامة خاصة إذا ما أخــذنا فــي العتبــار إن العولمــة ليســت فــي الواقع إل تأكيد جديد على ســيطرة احتكاريــة مقابــل اســتمرار عمليــات امتصــاص ثــروات العالم النامي. وإذا عرفنا ان الشركات الكبرى المهيمنة على الرأسمال العالمي والمسماة بالمتعدية للجنسية هي التي تدير العولمة فإن ذلــك مــن شــأنه ان يــدعم الهــوة ويكــرس التخلــف. الكثر من ذلك ان عمليات العولمة تبدو خطيرة حتى بالنســبة للــدول المتقدمــة الــتي تــرى دول كثيرة منها ان العولمة ليست إل أمركة للعالم .إن من شأن ذلك إن يزيد من خطــورة