الى الامام / العدد ٤٧

‫‪FORWARD‬‬ ‫تصدر كل يوم اثنين‬ ‫‪ - 4‬كانون الثاني ‪2021 -‬‬

‫أساس االشتراكية‬ ‫اإلنسان ‪...‬‬ ‫االشتراكية حركة‬ ‫اعادة الخيار‬ ‫لالنسان‬

‫االسبوعيــــة‬

‫منصور حكمت‬

‫صحيفة سياسية عامة للحزب الشيوعي العمالي العراقي‬

‫رئيس التحرير ‪ :‬أحمد عبدالستار‬

‫‪www.wpiraq.org‬‬

‫العدد ‪:‬‬

‫‪47‬‬

‫ال (يفيدكم)! ترحلون يعني ترحلون!‬ ‫فارس محمود‬ ‫ازيحــت صــور الشــباب ضحايــا انتفاضــة تشــرين‪ ،‬لينصــب‬ ‫محلهــا علــى ارتفــاع «المطعــم التركــي» فــي وســط بغــداد‬ ‫صــورة ألبــي مهــدي المهنــدس‪ ،‬نائــب رئيــس مليشــيا‬ ‫الحشــد الشــعبي‪ ،‬نائــب رئيــس المليشــيات المخضبــة اياديهــا‬ ‫بدمــاء اشــرف النــاس‪.‬‬ ‫ليســت الصــورة احتفــا ًء بأحــد‪ ،‬او تخليــدا لذكــرى شــخص‬ ‫معيــن تــراه جماعتــه انــه «مهــم» و»مضحــي»‪ .‬كمــا إن‬ ‫اختيــار المــكان ليــس امــرا ً غيــر مقصــود او غيــر هــادف!‬ ‫فالجميــع يعلــم مــا هــي مكانــة «المطعــم التركــي» فــي‬ ‫انتفاضــة الجماهيــر فــي العــراق‪ .‬لقــد كانــت الســيطرة‬ ‫عليــه احــدى مياديــن الصــراع بيــن المنتفضيــن والقــوى‬ ‫المليشــياتية الطائفيــة والحكوميــة‪.‬‬ ‫ان تعليــق صــورة المهنــدس بهــذا الحجــم رســالة‬ ‫للمنتفضيــن‪ ،‬لــكل مــن هــو محتــج وســاخط علــى ســلطة‬ ‫المليشــيات التــي أرغــم أنفهــا بالتــراب‪ ،‬علــى ايــدي الشــباب‬ ‫المنتفــض‪ ،‬علــى ايــدي الجماهيــر التحرريــة الداعيــة للحرية‬ ‫والمســاواة‪ .‬انهــا رســالة إننــا «باقــون»‪« ،‬منتصــرون»‪،‬‬ ‫«ليــس بوســع احــد ازاحتنــا»‪ ،‬انهــا رســالة غطرســة‬ ‫و»تشــفي» و»تخليــد اقتــدار»! ولكنهــم يعرفــون ان االمــور‬ ‫ليســت بهــذه الســهولة‪.‬‬ ‫انهــا رســالة تيئيــس‪ .‬رســالة كفــوا عــن‪ ،‬أن «تنطخــوا‬ ‫معنــا»!‪« ،‬اليفيــد!»‪« ،‬كفــوا عــن مجابهتنــا!»‪ ،‬رســالة‬ ‫«امكثــوا فــي بيوتكــم وال تحاولــوا»‪ ،‬إنهــا «شــن حــرب‬ ‫نفســية» علــى المجتمــع وقــواه الســاعية للتحــرر والخــاص‬ ‫مــن ربقــة هــذه المليشــيات والبلطجيــات عديمــة الرحمــة‬ ‫واالنســانية‪ .‬انــه ليــس مســعى لتبيــان «حقيقــة»‪ ،‬لعــرض‬ ‫«انتصــار» بقــدر مــا هــو مســعى بوجــه عمــل قــادم ‪ .‬انهــا‬ ‫توما حميد‬

‫ص‪4‬‬

‫ص‪3‬‬

‫المجتمع السعودي ؟‬

‫آذن الكاظمي‬ ‫الغـــــدار‬

‫( التتمة ص‪) . . .2‬‬

‫احمد عبدالستار‬

‫ماذا حل بإسالمية‬

‫خطــوة تتعلــق بالغــد وليــس باألمــس!‬ ‫ولكنهــا لبديهيــة انــه مهمــا كثــرت صورهــم‪ ،‬فإنهــا لــن‬ ‫تزيــد علــى صــور النظــام المقبــور قبلهــم‪ .‬ومهمــا اطلقــوا‬ ‫مــن اســماء قادتهــم علــى الشــوارع والجســور والمــدارس‪،‬‬ ‫لــن تكــون بقــدر مــا فعلــه النظــام الفاشــي البعثــي‪ .‬ان هــذه‬ ‫حقيقــة يعرفونهــا هــم قبــل غيرهــم‪ .‬انهــم ال يســتطيعوا ان‬ ‫يقنعــوا احــد بأمــر مــا‪ .‬ولهــذا‪ ،‬فقــط الســاح‪ ،‬االغتيــاالت‪،‬‬ ‫كواتــم الصــوت والســجون والمعتقــات الســرية لغتهــم‪.‬‬ ‫انهــا جماعــات غيــر اجتماعيــة‪ ،‬خرقــة هجينــة علــى‬ ‫جســد المجتمــع‪ ،‬ال ربــط لهــا بمجتمــع عــادي ومتعــارف‪،‬‬ ‫مجتمــع تســير فيــه العالقــات االقتصاديــة واالجتماعيــة‬ ‫بشــكل عــادي وطبيعــي كحــال اغلــب بلــدان العالــم‪ .‬ولهــذا‬ ‫ليــس ألي شــيء معنــى عندهــا‪ ،‬ال للخدمــات معنــى‪ ،‬ال‬ ‫للتعليــم مــكان‪ ،‬ليــس هــذا وحســب‪ ،‬ان ادامــة عمرهــا ال‬ ‫يمكــن ان يتــم دون عمليــة تجهيــل طائفيــة واســعة‪ .‬ليــس‬ ‫لإلداريــة وادارة المجتمــع مــكان‪ ،‬ليــس للدراســة والتخــرج‬ ‫والشــهادات مــكان‪ ،‬ليــس للتفاعــات العاديــة للمجتمعــات‬ ‫مــكان‪ .‬وال اي شــيء!‬ ‫انهــا علــى اســتعداد ان تعيــش علــى هــذا الوضــع مئــة ســنة‬ ‫اخــرى‪ .‬ال يهــم‪ ،‬تنفــخ جيوبهــا مــن تهريــب النفــط‪ ،‬المعابــر‬ ‫الحدوديــة والكمــرك‪ ،‬مــن الصفقــات الحكوميــة التــي ال‬ ‫تتعــدى ســوى اطــار للكوميســيونات والنهــب‪ .‬انهــا تيــارات‬ ‫غيــر مســؤولة‪ .‬ال يهمهــا حــال العاطــل‪ ،‬المتقاعــد‪ ،‬مســتقبل‬

‫االطفــال‪ ،‬الخبــز اليومــي للنــاس‪ ،‬وال اي شــيء‪ .‬ليــس لهــا‬ ‫مشــكلة فــي عقــد مــن مثــل جــوالت التراخيــص وهــدر‬ ‫ثــروات هائلــة هــي مــن حــق المجتمــع ورهــن مســتقبل‬ ‫اطفالــه‪ ،‬طالمــا ان كومســيون كبيــر يصــب فــي الجيــب‬ ‫الشــخصي ألمثــال الخراســاني وجيــب ولــي نعمتــه (حزبــه‬ ‫او ميلشــياته)‪ .‬ال يهــم تفكيــك مصفــى بيجــي وبيعــه بثمــن‬ ‫بخــس‪ ،‬طالمــا تعــود بعشــرات المالييــن علــى الخزعلــي‪.‬‬ ‫انهــم قطــاع طــرق بــكل معنــى الكلمــة‪.‬‬ ‫انهــم بعــد اشــهر مــن تراجــع االنتفاضــة وادراكهــم مــدى‬ ‫ســخط الجماهيــر عليهــم التــي احرقــت مقراتهــم وقاتلتهــم‬ ‫وانفضــاح «قدســيتهم» و حشــدهم «المقــدس»‪ ،‬يســعون الى‬ ‫اســترداد انفاســهم ويعــودون تدريجيــا للميــدان‪ .‬يجــب ان ال‬ ‫نتــرك اي مجــال لهــم الســترداد انفاســهم!‬ ‫تتصــوروا انفســكم‪ ،‬انكــم قــد انتصرتــم‪ .‬إنكــم لواهميــن‪.‬‬ ‫لــم تنتــ ِه الحــرب بعــد‪ .‬وتســعى الجماهيــر المليونيــة ان‬ ‫تكــون هــي مــن يضحــك اخيــرا‪ .‬ان الحــرب الزالــت‬ ‫قائمــة‪ .‬الزالــت كل مبــررات الحــرب الطبقيــة قائمــة‪ .‬ال‬ ‫زال الجــوع والفقــر يرســف فيمــا يقــارب نصــف المجتمــع‪،‬‬ ‫ال زالــت البطالــة تنشــب انيابهــا فــي المجتمــع‪ ،‬والزال‬ ‫الحرمــان والعــوز يلقــي بعباءتــه علــى االغلبيــة الســاحقة‬ ‫للمجتمــع‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫آذن الكاظمي الغدار‬

‫أحمد عبدالستار ‪:‬‬ ‫هــدد احــد قــادة الميلشــيات‪ ،‬رئيــس الــوزراء مصطفــى‬ ‫الكاظمــي بقطــع إذنيــه كمــا تقطــع آذان الماعــز‪ .‬واصفــا‬ ‫إياهــا فــي تغريــدةٍ لــه ب» الكاظمــي الغــدر»‪ ...‬مــا لــم‬ ‫يكــف عــن «اختبــار صبــر المقاومــة» ‪...‬ضــد حماقــات‬ ‫ترامــب الــذي جعــل المنطقــة تغلــي علــى صفيــحٍ ســاخن‪،‬‬ ‫ونيتــه بإشــعال حــرب شــاملة ضــد إيــران»‪.‬‬ ‫ويبــدو الرجــل مــن خــال مقارنتــه بيــن الكاظمــي والماعــز‪،‬‬ ‫بــأن خلفيتــه أمــا رعــوي أو قــروي مــن مربــي الماشــية‪،‬‬ ‫فهــذه البيئــات يشــتهر فيهــا تربيــة الماعــز‪ ،‬وعــادة قطــع‬ ‫الرعيــان ســبب قطــع آذان‬ ‫آذانهــا الطويلــة‪ .‬يُرجــع بعــض ُ‬ ‫الماعــز‪ ،‬إلضفــاء مســحة جماليــة علــى هــذا الحيــوان او‬ ‫لكــي ال تشــغله اثنــاء الرعــي حتــى يســمن‪ ،‬أو لتجنــب‬ ‫االصابــات ولحريــة الحركــة‪ .‬وإال لــو كان قــد اختــار قطــع‬ ‫اآلذان لمجــرد العقوبــة مثلمــا صــرح الرئيــس اإليرانــي‬ ‫حســن روحانــي بعــد هــذا التهــدد بأيــام قليلــة ليعاقــب‬ ‫االمريكييــن قائــا « إننــا ســنقوم بقطــع أقــدام االمريكييــن‬ ‫فــي المنطقــة‪ ،‬كمــا قطعــوا يــد قاســم ســليماني فــي العــراق»‬ ‫‪ ،‬لمــا عقــد هــذه المقارنــة بيــن رئيــس الــوزراء والماعــز‪،‬‬ ‫فكيــف حضــر فــي ذهنــه هــذا االســلوب فــي التحقيــر لــو لــم‬ ‫يكــن قــد اســتعاره مــن واقــع قــد عاشــه‪ .‬صلــم اإلذن‪ ،‬مــن‬ ‫العقوبــات المعمــول فيهــا منــذ اقــدم العصــور‪ ،‬منــذ مصــر‬ ‫الفرعونيــة‪ ،‬واوروبــا القديمــة‪ ،‬وفــي ســجل تاريــخ االمويين‬ ‫والعباســيين الزاخــر بألــوان العقوبــات الوحشــية والشــاذة‪،‬‬ ‫وأغربهــا علــى ســبيل المثــل نفــخ الدبــر بالنمــل‪ ،‬حيــث‬ ‫ينفــخ النمــل فــي دبــر المعاقــب وتركــه ينهشــه مــن الداخــل‪.‬‬

‫وصــدام ل ّمــا اختــار صلــم إذن المتخلفيــن عــن الخدمــة‬ ‫العســكرية فــي التســعينات‪ ،‬وشــوه وجــوه عــدد كثيــر منهــم‪،‬‬ ‫مثــل وســم التخــاذل فــي جبيــن المتخاذليــن قديمــا‪ ،‬لكنــه‬ ‫اختــار قطــع االعضــاء‪ ،‬إمعانــا فــي إيــام مــن تمــرد علــى‬ ‫ســلطته‪ .‬هــي عقوبــة تســمى فــي قانــون العقوبــات‪ ،‬بالعقوبــة‬ ‫االســتئصالية‪ ،‬مثــل قطــع الــرأس‪ ،‬وقطــع اليــد واللســان‬ ‫وســمل العيــن وجــدع االنــف‪ ،‬مورســت الــوان العقوبــات‬ ‫هــذه علــى مــر التاريــخ وهنــاك مناطــق كثيــرة حــول العالم‪،‬‬ ‫ال زالــت باقيــة تســتعمل فيهــا مثــل هــذه العقوبــات‪ .‬وهــي‬ ‫غيــر تقطيــع االوصــال الهجومــي‪ ،‬الــذي يمارســه مجــرم‬ ‫مــا ضــد ضحايــاه يقطــع أوصالهــم‪ ،‬إرضــا ًء لخلــل نفســي‬ ‫عنــده وســادية‪ ،‬او كمــا كان يُســتلذ بهــا عنــد قبائــل آكلــي‬ ‫لحــوم البشــر‪ ،‬يقــال تســتهويهم آذان أعدائهــم المشــوية‪ ،‬مثــل‬ ‫شــرائح البطاطــا المقرمشــة‪ .‬نفــاذ صبــره وشــعوره بالضيــق‬ ‫واضــح جــدا‪ ،‬بظــل التهديــدات االمريكيــة المتســارعة‪،‬‬ ‫فــي المنطقــة‪ ،‬واســتعراض وتحشــيد قواتهــا العســكرية‬ ‫االســتراتيجية‪ ،‬ودعمهــا للقــوات المســلحة العراقيــة‪ ،‬بثالثين‬ ‫عجلــة مدرعــة لحمايــة المنطقــة الخضــراء حســبما كشــف‬ ‫بيــان ســفاراتهم فــي العــراق قبــل ايــام‪ .‬تقــول التغريــدة‬ ‫بــأن المنطقــة تقــف علــى صفيــحٍ ســاخن‪ ،‬واحتمــال نشــوب‬ ‫حــرب شــاملة قائــم‪ .‬تطــور االحــداث يتجــه نحــو التصعيــد‬ ‫للحــرب‪ ،‬مــن الطرفيــن‪ ،‬هنــاك نجــد فــي المقابــل تحشــيد‬ ‫واســتعدادات قتاليــة فــي العــراق للفصائــل المواليــة إليــران‪،‬‬ ‫وفــي ســوريا ايضــا وحــزب هللا فــي لبنــان‪ ،‬وقيــام الفصائــل‬ ‫المســلحة الفلســطينية بمنــاورات عســكرية داخــل غــزة‪،‬‬ ‫والحوثيــون فــي اليمــن يدخــل تفجيرهــم االخيــر لمطــار‬ ‫صنعــاء وســقوط عشــرات القتلــى والجرحــى‪ ،‬فــي اتجــاه‬ ‫التصعيــد نحــو الحــرب وتــأزم االوضــاع السياســية وســيادة‬

‫التوتــر‪ ،‬وكأننــا نشــهد حاليــا مقدمــات مــا قبــل العاصفــة‪.‬‬ ‫ولذلــك أعلــنَ ناصحــا الكاظمــي‪ ،‬بااللتــزام الحــذر‬ ‫وتجنــب االنحيــاز ألمريــكا‪ ،‬فهــي ال تحميــه مــن غضــب‬ ‫(المقاومــة) وكذلــك المخابــرات اإليرانيــة (االطالعــات)‬ ‫ال تحميــه ايضــا‪ ،‬وهنــا يكمــن الغمــوض فــي هــذه الجملــة‬ ‫االخيــرة‪ ،‬ســوى إنــه أراد أن يصــور عراقيــة (المقاومــة)‪،‬‬ ‫للوجــود االمريكــي‪ ،‬وعــدم تبعيتهــا ألي جهــة خارجيــة‬ ‫حتــى ولــو كانــت إيــران‪ .‬والكاظمــي بــدوره كرئيــس‬ ‫للحكومــة‪ ،‬وبشــعوره بقــوة الســند الخارجــي ومــن جهــات‬ ‫داخليــة كذلــك‪ ،‬ت ُراهــنُ معــه علــى الفــوز بأغلبيــة كبيــرة‬ ‫فــي االنتخابــات ال ُمعــد لخوضهــا بعــد أشــهر‪ ،‬ال يبــدو إنــه‬ ‫يلتفــت الــى تهديداتهــم‪ ،‬أو يعيرهــم (آذنــا) صاغيــة‪ ،‬فهــو‬ ‫مشــغول كمــا يصــرح كثيــرا‪ ،‬بحمايــة العراقييــن وإرادتهــم‬ ‫بالتوجــه النتخابــات مبكــرة ونزيهــة؛ ومــن الســاح المنفلــت‬ ‫وتهديــده للمواطنيــن وأمنهــم‪ .‬الكاظمــي متفاهــم جيــدا مــع‬ ‫امريــكا ومــع مؤسســات المــال العالميــة‪ ،‬والشــركات‬ ‫االســتثمارية الغربيــة‪ ،‬ومــع دول الخليــج‪ ،‬وتركيــا‪ ،‬وهــذه‬ ‫الــدول والمؤسســات تقــف جميعهــا بالضــد‪ ،‬مــن السياســة‬ ‫االيرانيــة المتعبــة فــي المنطقــة؛ وحتــى روســيا مؤخــرا‬ ‫لمحــت مــن انزعاجهــا مــن الوجــود االيرانــي فــي ســوريا‬ ‫وحشــر نفســها فــي مشــاريع إعــادة االعمار‪.‬وكذلــك داخليــا‬ ‫اعتمــد الكاظمــي للنجــاح سياســيا‪ ،‬علــى التفاهــم وتبــادل‬ ‫المنفعــة مــع التيــار الصــدري‪ ،‬وتصريــح حاكــم الزاملــي‬ ‫القيــادي البــارز فــي التيــار الصــدري‪ ،‬قبــل مــدة عــن‬ ‫احتمــال حصولهــم علــى ‪ 100‬مقعــد نيابــي فــي البرلمــان‬ ‫فــي االنتخابــات المقبلــة‪،‬‬

‫( التتمة ص‪) . . .3‬‬

‫ال (يفيدكم)! ترحلون يعني ترحلون!‬ ‫فارس محمود ‪:‬‬ ‫وال زال االنســان الــذي ليــس لديــه عمــل ليــس لديــه اي‬ ‫مصــدر للمعيشــة والحيــاة والبقــاء‪ .‬والمجتمــع مجتمــع‬ ‫معاصــر‪ ،‬يــرى االنســان فــي العــراق عبــر التقنيــات‬ ‫المعاصــرة يوميــا كل زاويــة مــن زوايــا العالــم‪ ،‬ويريــد‬ ‫ان ينعــم بالفــرح‪ ،‬الســعادة‪ ،‬االمــان والجمــال واالســتمتاع‬ ‫بالحيــاة‪ .‬انــه مجتمــع عصــري وليــس قريــة فــي عالــم‬ ‫القــرون الوســطى‪.‬‬ ‫وطالمــا كل هــذه االمــور باقيــة‪ ،‬فالحــرب الزالــت قائمــة‪.‬‬ ‫واال بمــاذا تفســرون لحــد االن‪ ،‬تتعقبكــم للناشــطين بشــكل‬ ‫مســعور باالغتيــال واالختطــاف والقتــل وتفجيــر البيــوت‬ ‫و‪....‬الــخ‪ .‬انــه ليــس بهــدف «االنتقــام» ممــن أقــضّ‬ ‫ٌ‬ ‫قلــق علــى الغــد‪ .‬اذ‬ ‫مضجعكــم باألمــس‪ ،‬وانمــا انــه‬ ‫ـرم احــد المنشــفة»‪ ،‬ولــم يرفــع‬ ‫تعرفــون جيــدا ً انــه لــم «يـ ِ‬ ‫احــد الرايــة البيضــاء‪ .‬ان الحــرب المقبلــة هــي قائمــة‪ .‬كل‬ ‫مبرراتهــا قائمــة‪ .‬فالجماهيــر عرفــت مــن اي طينــة انتــم‪.‬‬ ‫انــاس الصدفــة‪ ،‬حثــاالت بــكل مــا للكلمــة مــن معنــى‬ ‫رمتهــم الصدفــة‪ ،‬فقــط الصدفــة‪ ،‬ليتحكمــوا بمصيــر مجتمــع‬ ‫عصــري بمــا يقــارب ‪ 40‬مليــون نســمة‪ ،‬مجتمــع لــه ثقلــه‬ ‫السياســي‪ ،‬االجتماعــي‪ ،‬العلمــي‪ ،‬الفكــري‪ ،‬االدبــي والفنــي‪،‬‬ ‫الثقافــي‪ ،‬الحضــاري والعمــاري فــي المنطقــة‪ .‬ان هــذه‬ ‫الكعكــة اكبــر كثيــرا وكثيــرا مــن افواهكــم‪ .‬ال تتصــوروا‬ ‫بــان بإمكانكــم هكــذا وبســهولة مــن ابتالعهــا‪ ،‬ســتختنقون!‬ ‫ان االنتفاضــة تراجعــت‪ ،‬عجــزت ولــم تحقــق اهدافهــا‪ .‬ليس‬ ‫فــي هــذا ادنــى شــك‪ .‬ورغــم التضحيــات العظيمــة ورغــم‬ ‫التفانــي منقطــع النظيــر مــن شــابات وشــباب المجتمــع‪،‬‬

‫بيــد ان هــذه النتيجــة هــي اكثــر مــن واقعيــة‪ .‬كان علــى‬ ‫الجماهيــر‪ ،‬بــكل االحــوال‪ ،‬ان تدخــل هــذا الصــراع‪ ،‬رغــم‬ ‫كل محدودياتهــا ورغــم كل «اثمانــه»‪ ،‬ولكــن الجماهيــر‬ ‫ال تتعلــم‪ ،‬ولألســف‪ ،‬اال بالتجــارب والخبــرات العمليــة‬ ‫والواقعيــة والحيــة‪ ،‬وفــي اغلــب االحيــان بتضحيــات كبيرة‪.‬‬ ‫وقــد رأينــا كيــف تغيــر وعــي الجماهيــر‪ ،‬وكيــف ســقطت‬ ‫العديــد مــن اوهامهــا مــع مــرور وقــت االنتفاضــة فيمــا‬ ‫يتعلــق بـ»الســلمية»‪« ،‬عــدم تســييس االنتفاضــة» و‪...‬‬ ‫غيرهــا‪ .‬اوهــام روجــت لهــا الســلطة المليشــياتية الحاكمــة‬ ‫وممثليهــا وابواقهــا‪ ،‬وصبــت المــاء فــي طاحونــة دحــر‬ ‫االنتفاضــة وادامــة عمــر هــذه الســلطة المليشــياتية الطائفيــة‪.‬‬ ‫لقــد تبيــن ان مــا ينقصهــا فعـاً هــو الوحــدة والتنظيــم‪ ،‬وان‬ ‫هــذه الوحــدة هــي ليســت فقــط وحــدة قــوى وصــف وانمــا‬ ‫وحــدة وســيادة افــق تحــرري وراديكالــي واضــح‪ ،‬التحلــي‬ ‫بتكتيــكات وتعامــل صحيــح مــع مســارات االنتفاضــة‪ ،‬الــرد‬ ‫علــى اســئلتها‪ :‬مــا هــو ردنــا العملــي علــى تســلل الصدرييــن‬ ‫وغيرهــم مــن قــوى معســكر الســلطة وكيفيــة اخراجهــا مــن‬ ‫بيــن صفوفنــا‪ ،‬كيــف نصــون صفوفنــا‪ ،‬ناشــطينا‪ ،‬وقوانــا‬ ‫مــن تطــاول تلــك االجهــزة القمعيــة والميليشــياتية التــي‬ ‫تتربــص بناشــطي االنتفاضــة وفعّاليهــا‪ ،‬هــل التحريــر‬ ‫والحبوبــي والســاحة كافيــة‪ ،‬ام يجــب الســعي ألكثــر مــا‬ ‫يمكــن مــن تجــذر اجتماعــي لالنتفاضــة فــي االحيــاء‬ ‫والمحــات؟ مــا هــو تعاملنــا وموقفنــا مــن طعم «ال سياســية‬ ‫التظاهــرات»‪ ،‬و»ينبغــي عــدم الســماح للنشــاط السياســي»‬ ‫لــكل االحــزاب‪ ،‬وحتــى االحــزاب والمنظمــات المدافعــة‬ ‫عــن االنتفاضــة والتــي تقــف بخنــدق الجماهيــر مــن حيــث‬ ‫مناهضــة العمليــة السياســية وقواهــا الميليشــاتية الطائفيــة‬ ‫والقومية‪....‬وغيرهــا؟ ينبغــي ان نعــي الــدروس جيــدا‪،‬‬

‫درس لمــاذا تراجعنــا ونظهــر بحلــة جديــدة‪ ،‬وتظهــر هيئــات‬ ‫اركان انتفاضتنــا وبصماتهــا فــي كل محلــة وشــارع ومدينــة‬ ‫بحيــث يعجــز الــف خزعلــي‪ ،‬والــف مالكــي وعامــري‬ ‫وخراســاني مــن ان يمــد يــده علــى احــد‪ .‬اذ علــى َمــن يمــد‬ ‫يــده؟! فاألغلبيــة الســاحقة للمجتمــع فــي الميــدان‪.‬‬ ‫وفــوق هــذا وذاك‪ ،‬كيــف نتحلــى بتكتيــكات المجابهــة لحظــة‬ ‫بلحظــة‪ ،‬مــا هــو ردنــا علــى «حــرف» اهدافنــا وتهزيلهــا‬ ‫الــى «انتخابــات مبكــرة» او غيرهــا؟ مــا هــو ردنــا علــى‬ ‫مســاعي حــرف االنتفاضــة مــن مثــل الصــراع االمريكــي‪-‬‬ ‫االيرانــي والمقاومــة و»طــرد المحتــل»‪ ،‬وكيــف نتعامــل‬ ‫اجمــاالً مــع الخنــادق‪ ،‬واجنــدة اطــراف خنــدق الجمهوريــة‬ ‫االســامية فــي ايــران ام امريــكا؟ مــا هــو موقفنــا مــن‬ ‫التيــارات الوطنيــة القوميــة التــي تتخنــدق فــي هــذه المرحلــة‬ ‫فــي خنــدق امريــكا مســتغلة الســخط العــارم تجــاه ايــران‬ ‫واجنداتهــا فــي المنطقــة؟! مــا هــو موقفنــا وتعاملنــا مــع‬ ‫قــوى الحشــد وقواتــه اغلبهــا مــن قــوى مفتــرض ان تكــون‬ ‫قوانــا وكيــف نجرهــا‪ ،‬ومــا هــو ندائنــا لهــا؟! متــى نهجــم‬ ‫ومتــى ال نهجــم‪ ،‬متــى ندافــع ومتــى ال ندافــع؟ هــل اليــوم‬ ‫هــو ليــس يــوم المطاليــب العماليــة او النســوية او غيرهــا‬ ‫ألنــه يضعــف «االنتفاضــة» ام علــى العكس يقويهــا؟! و‪....‬‬ ‫الــخ‪ .‬والعديــد مــن االســئلة السياســية والعمليــة المطروحــة‬ ‫والتــي يطرحهــا الصــراع والمجابهــة كل لحظــة‪ .‬إننــا نعلــم‬ ‫بــأن أجوبــة الكثيــر مــن هــذه المســائل موجــودة‪ ،‬بيــد انــه‬ ‫لــم يتحــول الــى افــق ناشــطي االنتفاضــة وقادتهــا‪ ،‬ولهــذا‪،‬‬ ‫نحولــه الــى افــق ســائد لهــم بوصفهــم راس حربــة‬ ‫كيــف ّ‬ ‫الصــراع الواقعــي والعملــي؟! بــدون هــذا يصعــب االطاحــة‬ ‫بعــدو مدجــج بالســاح وعديــم الرحمــة‪ ....‬وانهــا لمهمــة‬ ‫الشــيوعيين والطبقــة العاملــة ودعــاة الحريــة والمســاواة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫آذن الكاظمي الغدار‬ ‫احمد عبدالستار ‪:‬‬ ‫يدخــل فــي نفــس هــذا التوجــه واإلطــار المشــترك بينهــم‬ ‫وبيــن الكاظمــي‪ .‬فــي حالــة الفــوز بأغلبيــة كبيــرة ســيضمن‬ ‫لهــم منصــب رئيــس الــوزراء‪ ،‬كاســتحقاق انتخابــي‪ ،‬وال‬ ‫يبتعــد بطبيعــة الحــال عــن شــخص الكاظمــي‪ ،‬الــذي يعمــل‬ ‫اآلن ويمهــد الســبيل لهــذا الحصــاد المشــترك للطرفيــن‪.‬‬ ‫اتجــاه االحــداث فــي المنطقــة‪ ،‬وفــي العــراق‪ .‬الــى تضييــق‬ ‫الخنــاق علــى ايــران‪ ،‬وتحجيــم دورهــا‪ ،‬واســتعراض القــوة‬ ‫مــن جانــب امريــكا‪ ،‬خلــق أزمــة نفســية وشــعور بالنقمــة‪،‬‬ ‫داخــل ايــران وعنــد حلفائهــا وتابعيهــا‪ ،‬فــي كل مــكان‪.‬‬ ‫هــذا الشــعور بالنقمــة‪ ،‬منشــأه عجــز ايــران عــن مواجهــة‬ ‫امريــكا عســكريا‪ ،‬فاألخيــرة تقــوم باســتعراض لقوتهــا‬ ‫الســاحقة فــي الخليــج والعــراق‪ ،‬مظهرهــا تفوقهــا غيــر‬ ‫الممكــن إليــران التصــدي لــه‪ ،‬او مجاراتــه بــأي شــكل مــن‬ ‫االشــكال‪ .‬تقــوم فــي خطوتهــا االســتعراضية هــذه‪ ،‬متخــذه‬ ‫مــن مناســبة ذكــرى اغتيــال قاســم ســليماني‪ ،‬كذريعــة مــن‬ ‫التخــوف مــن قيــام ايــران بــرد فعــل انتقامــي وتوجيــه‬ ‫ضربــة للجيــش االمريكــي واحــداث خســائر‪.‬‬ ‫يمكــن لخطوتهــا (اســتعراض القــوة) أن تفســر بوجــه آخــر‪.‬‬ ‫إنهــا ارادت بعــث رســالة إليــران‪ ،‬بتبيــان حجــم التفــاوت‬ ‫الهائــل بيــن القوتيــن‪ ،‬والقــول إننــا نملــك إرادة الفعــل وأي‬ ‫فعــل نــراه مناســبا‪ ،‬وانتــم عاجــزون علــى الــرد؛ وإال‬ ‫ســيكون جوابنــا قاصمــا‪ .‬وهــي تعلــم ويعلــم االيرانيــون‬ ‫كذلــك جيــدا بأنهــم غيــر قادريــن علــى مثــل هــذا الــرد‬ ‫المباشــر‪ .‬ســتنتهي هــذا الجولــة قريبــا دون خــوض قتــال‪،‬‬ ‫وال يتعــدى االمــر مــن الطــرف االيرانــي ســوى القصــف‬

‫الكالمــي ألمريــكا مــن قبيــل تصريــح احــد السياســيين إن‬ ‫«أمريــكا ‪ -‬رغــم أنهــا أكبــر دولــة صانعــة للحــروب فــي‬ ‫العالــم ‪ -‬تقــوم حاليــا بنشــر الســاح فــي أنحــاء العالــم تخوفــا‬ ‫مــن إيــران»‪ ،‬وتهديــد قآنــي قائــد فيلــق القــدس « إلــى ان‬ ‫االنتقــام لمقتــل قائــد فيلــق القــدس الســابق قاســم ســليماني قــد‬ ‫يكــون مــن داخــل األراضــي األميركيــة»‪.‬‬ ‫الحــرب دائمــا مكلفــة‪ ،‬وتكلفتهــا علــى ايــران أثقــل‪ ،‬ألنهــا‬ ‫قــد تــؤدي الــى ســقوط النظــام السياســي برمتــه هــذه المــرة‪،‬‬ ‫فيمــا إذا اقدمــت علــى خيــار الحــرب‪ ،‬وهــذا هــو الطريــق‬ ‫الوحيــد الــذي تعمــل امريــكا إلجبــار ايــران علــى اتخــاذه‪،‬‬ ‫او ان تقــف عاجــزة وتنكفــأ داخــل حدودهــا دون اذرع‬ ‫وميليشــيات بالخــارج تعمــل لصالحهــا‪ ،‬وتفســد االوضــاع‬ ‫علــى مصالــح امريــكا وحلفائهــا فــي المنطقــة‪ ،‬وتقلــق‬ ‫اســتقرار إســرائيل‪.‬‬ ‫حجــم القــوة الهائــل مــن وجــه آخــر‪ ،‬الــذي نشــرته امريــكا‬ ‫فــي المنطقــة‪ ،‬يصعــب القــوم إنــه يســتهدف ايــران‪ ،‬فاألخيرة‬ ‫ال تملــك قــوة مكافئــة‪ ،‬امريــكا اتخــذت مــن ايــران فــي هــذه‬ ‫المناســبة ونزاعهــا معهــا‪ ،‬حجــة الســتعراض العضــات‬ ‫للتلويــح للصيــن منافســها الكبيــر‪ ،‬بــأن المنطقــة مؤمنــة لنــا‬ ‫وهــذه قوتنــا وســيادتنا عليهــا‪.‬‬ ‫كل االســتعراضات العســكرية االمريكيــة الكبيــرة‪،‬‬ ‫واســتعراض ايــران العســكري او الكالمــي‪ ،‬يتخــذ مــن‬ ‫العــراق ســاحة صــراع‪ ،‬ويــدور حولــه‪ .‬ويقــف العــراق‬ ‫اآلن كبلــد مجــرد مــن نظــام سياســي حقيقــي‪ ،‬مهمتــه‬ ‫تأميــن الحيــاة الســليمة للمجتمــع ومتطلباتــه وأمنــه الداخلــي‬ ‫والخارجــي‪ ،‬عاجــزا كليــا عــن صيرورتــه كحــد ادنــى‬ ‫كدولــة‪ ،‬تضمــن حيــاة المجتمــع واســتقراره‪ .‬ألنــه بلــد‬ ‫يعيــش حاليــا فــي عيــن الصــراع الدولــي‪ ،‬وال تدخــل‬

‫مصالــح جماهيــره وماليينــه المحروميــن فــي حســابات‬ ‫اي طــرف مــن اطــراف النزاعــات هــذه‪ ،‬وال فــي حســابات‬ ‫الجماعــات السياســية الحاكمــة الممثلــة لهــذه االطــراف‬ ‫صلمــتْ آذان الكاظمــي او قطعــت‬ ‫الخارجيــة‪ ،‬وســواء ُ‬ ‫يــد ســليماني‪ ،‬الجماهيــر العراقيــة فــي منــأى عــن ك ِل مــا‬ ‫يــدور‪ ،‬الجماهيــر فــي وا ٍد واالطــراف العراقيــة المتنازعــة‬ ‫علــى الســلطة‪ ،‬والحكومــات االقليميــة التــي تتكالــب علــى‬ ‫الهيمنــة علــى العــراق‪ ،‬والصراعــات الدوليــة الكبــرى‪ ،‬فــي‬ ‫وا ٍد آخــر‪ .‬للجماهيــر مطالبهــا وحاجاتهــا الحياتيــة‪ ،‬العمــال‬ ‫والعاطليــن والمعطليــن تحتــاج الضمــان المعيشــي‪ ،‬مالييــن‬ ‫الكادحيــن والمحروميــن تحتــاج الخبــز والخدمــات‪ ،‬وحتــى‬ ‫ابســطها مــن كهربــاء ومــاء صالــح للشــرب‪ ،‬تحتــاج األمــن‬ ‫واالســتقرار‪ ،‬وتتطلــع مالييــن مــن نســاء العــراق الــى قانون‬ ‫مســاواتي‪ ،‬يحميهــا مــن افــكار باليــة‪ ،‬لطالمــا عبثــت بحياتهــا‬ ‫وكرامتهــا االنســانية‪ .‬لقــد انفجــرت الجماهيــر منــذ عــام‬ ‫بوجــه الســلطة الفاســدة‪ ،‬وعندهــا تعرضــت للقمــع الدمــوي‪،‬‬ ‫بشــكل ســافر وعلنــي؛ وهــذا القمــع يمنحــه صفــة شــرعية‬ ‫طــرف مــن اطــراف النظــام‪ ،‬وآخــر يعتبــر االحتجــاج‬ ‫عمالــة‪ ،‬وآخــر يســتخدم الســاح لقتــل المحتجيــن باعتبارهــم‬ ‫مخربيــن‪ .‬كل الــوان العنــت والقهــر التــي تعرضــت لــه‬ ‫الجماهيــر المنتفضــة‪ ،‬جــاء مــن ســلطة غاشــمة‪ ،‬مــا هــي‬ ‫إال امتــداد لمصالــح مــن خــارج الحــدود‪ .‬والجماهيــر رغــم‬ ‫كل مــا أحــاط بانتفاضتهــا مــن عثــرات وتراجــع‪ ،‬فإنهــا قــد‬ ‫ارســت اللبنــات األولــى لدعائــم نظــام جديــد يلبــي تطلعاتهــا‬ ‫بحيــاة مســتقلة وكريمــة‪.‬‬ ‫بعيــدة ٌ عمــا يتطلــع اليــه الكاظمــي ومــن يقــف خلفــه‬ ‫وبجانبــه‪ ،‬وعــن غرمائــه مــن ميليشــيات واحــزاب‪،‬‬ ‫ولصالــح مــن يعملــون‪.‬‬

‫ماذا حل بإسالمية المجتمع السعودي ؟‬ ‫توما حميد ‪:‬‬ ‫قامــت الســعودية مؤخــرا بإلغــاء النصــوص‪ ،‬التــي تحــث‬ ‫علــى التعصــب والعنــف وعلــى الكراهيــة تجــاه المســيحية‬ ‫واليهوديــة وضــد مثليــي الجنــس‪ ،‬مــن الطبعــات الجديــدة‬ ‫للكتــب المدرســية‪ .‬وحذفــت النصــوص التــي تدعــو الــى‬ ‫الدفــاع عــن اإلســام باســتخدام العنــف و النصــوص‬ ‫التــي تبــرر عقوبــة اإلعــدام بكافــة اشــكاله علــى «الزنــا‬ ‫وافعــال الشــذوذ الجنســي واعمــال الســحر»‪ .‬وان هــذه‬ ‫التغيــرات علــى المــواد التعليميــة هــي جــزء مــن تغييــرات‬ ‫او إصالحــات أخــرى بــدأت منــذ ‪ 2016‬شــملت تقليــص‬ ‫صالحيــات «هيئــة االمــر بالمعــروف والنهــي عــن‬ ‫المنكــر»‪ ،‬والســماح للمــرأة بقيــادة الســيارة والحصــول‬ ‫علــى جــواز الســفر والســفر الــى الخــارج دون اذن مــن‬ ‫ولــي االمــر وحقــوق اجتماعيــة أخــرى‪ .‬لقــد بــررت الطبقــة‬ ‫الحاكمــة ومناصريهــا‪ ،‬ولعقــود‪ ،‬كل القوانيــن والقيــود‬ ‫االجتماعيــة اإلســامية المفروضــة علــى المجتمع الســعودي‬ ‫بحجــة انهــا «نابعــة مــن طبيعــة المجتمــع الســعودي»‬ ‫وبحجــة كونــه «مجتمــع إســامي» و»محافــظ»‪ .‬ادّعــوا‬ ‫بــأن اضطهــاد المــرأة الســعودية‪ ،‬عقوبــة اإلعــدام علــى‬ ‫االلحــاد والميــول الجنســية‪ ،‬قطــع يــد الســارق‪ ،‬الجلــد‪ ،‬دعــم‬ ‫الحــركات االســامية الوحشــية مثــل القاعــدة وداعــش الــخ‬ ‫نابعــة مــن إســامية المجتمــع الســعودي‪ ،‬و «ال نســتطيع ان‬ ‫نعمــل تجاهــه شــيء»‪ .‬ولكــن فــي الحقيقــة قــام محمــد بــن‬ ‫ســلمان نفســه‪ ،‬وبجــرة قلــم‪ ،‬بنســف هــذه االكذوبــة التــي‬ ‫اوجدتهــا الطبقــة الحاكمــة وادامتهــا لمصالحهــا الخاصــة‬ ‫والضيقــة‪ .‬اذ قــال فــي مؤتمــر اســتثماري فــي أكتوبــر‬ ‫‪ ،2017‬بصــدد التغيــرات فــي الســعودية « إننــا ببســاطة‬

‫نعــود إلــى مــا اتبعنــاه ‪ -‬إســام معتــدل منفتــح علــى العالــم‬ ‫وجميــع األديــان»‪ .‬وقــال فــي مقابلــة مع صحيفــة الغارديان‬ ‫‪« ،‬مــا حــدث فــي الثالثيــن عامــا الماضيــة ليــس الســعودية‬ ‫‪ ..‬حــان الوقــت اآلن للتخلــص منــه»‪ .‬حيــث الم ايــران‪ ،‬فــي‬ ‫تبنــي الســعودية لـ»نســخة متشــددة» مــن اإلســام‪ .‬أي ان‬ ‫ايــران وشــروط الصــراع مــع ايــران كانــت الســبب‪ ،‬وليــس‬ ‫طبيعــة المجتمــع الســعودي‪ .‬لتفــادي التناقــض الــذي يجــد‬ ‫النظــام الســعودي نفســه فيــه‪ ،‬يدّعــي بــان هــذه اإلصالحــات‬ ‫هــي تعبيــر عــن نبــذ «النســخة المتشــددة «مــن اإلســام‬ ‫وتبنــي اســاما «معتــدال»‪ .‬ولكــن هــذا االدعــاء هــو دعايــة‬ ‫سياســية‪ .‬بعكــس ادعــاءات النظــام الســعودي‪ ،‬فعندمــا قــام‬ ‫بحــذف نصــوص معينــة مــن المنهــاج المدرســي لــم يتــم‬ ‫اســتبدالها بنصــوص إســامية أخــرى‪ .‬فاإلصالحــات‬ ‫فــي الســعودية تســتند علــى تقييــد دور الديــن و»اإلســام»‬ ‫فــي حيــاة المجتمــع وفــي السياســة بالدرجــة التــي تخــدم‬ ‫البرجوازيــة الســعودية‪ .‬اذ انهــم يعرفــون جيــدا ان اإلصالح‬ ‫ال يأتــي مــن تطبيــق اســام «معتــدل»‪ ،‬بــل تحديــد دور‬ ‫الديــن فــي حيــاة المجتمــع ‪ .‬ان االدعــاءات حــول تقديــم‬ ‫فهــم جديــد وليبرالــي لإلســام او تفســير معتــدل لــه هــو‬ ‫هــراء‪ .‬امــا ان تطبــق التعاليــم اإلســامية وتمنــع المــرأة مــن‬ ‫الحقــوق الفرديــة والمدنيــة مثــا او يقيــد اإلســام ويســمح‬ ‫للمــرأة بالتمتــع بتلــك الحقــوق‪.‬‬ ‫فماذا حدث إلسالمية المجتمع السعودي؟ ما الذي تغير‬ ‫لكي يتطلب هذه اإلصالحات؟‬ ‫تبيــن هــذه االصالحــات ان االدعــاءات حــول «إســامية‬ ‫المجتمــع الســعودي» ال تتعــدى دعايــة سياســية لتيــار‬ ‫سياســي فــي فتــرة معينــة مــن اجــل اهــداف سياســية‬ ‫واضحــة‪ .‬االدعــاءات حــول إســامية المجتمــع الســعودي‬

‫هــي كذبــة‪ .‬لــم يبـ ِد المجتمــع الســعودي أي اعتــراض علــى‬ ‫هــذه اإلصالحــات‪ ،‬بــل لقــد تلقفهــا بفــرح‪ .‬فالمواطنــون‬ ‫الســعوديون ال يريــدون هــذا االنفصــام المفــروض عليهــم‪،‬‬ ‫أي ان يكــون لهــم نمطيــن مختلفيــن للحيــاة‪ ،‬نمــط داخــل‬ ‫البيــت او فــي خــارج البــاد حيــث يتصرفــون بشــكل‬ ‫طبيعــي‪ ،‬واخــر فــي المناطــق العامــة الــذي يتماشــى مــع‬ ‫القوانيــن والقيــود االســامية المفروضــة علــى المجتمــع‪.‬‬ ‫المجتمــع الســعودي مثلــه مثــل أي مجتمــع معاصــر‪ ،‬وبغض‬ ‫النظــر عــن تاريخــه‪ ،‬يريــد ومجبــر ان يرتبــط بالتمــدن‬ ‫وبالغــرب وبنمــط الحيــاة وبــاألدب والســينما والموســيقى‬ ‫الغربيــة الســائدة علــى العالــم وبالعلــم وبالتكنولوجيــا‪ .‬ال‬ ‫يمكــن للمجتمــع الســعودي ان يعيــش داخــل ســور معــزول‬ ‫عــن العالــم‪ .‬يرنــو االنســان الســعودي مثــل غيــره الــى‬ ‫حــق النقــد والتفكيــر الحــر‪ .‬كمــا ترنــو المــرأة الســعودية‬ ‫للتمتــع بالحريــة واالســتقاللية‪ .‬الديــن‪ ،‬كطريقــة ونمــط‬ ‫حيــاة وكمجموعــة ممارســات‪ ،‬وليــس كمســالة روحيــة‬ ‫وكإيمــان بالغيبيــات اليتماشــى مــع الحيــاة العصريــة فــي‬ ‫المجتمعــات الحديثــة ومــع طبيعتهــا ومشــاغلها‪ .‬والديــن‬ ‫ليــس هويــة طبيعيــة لإلنســان لكــي يتبنــاه بالفطــرة‪.‬‬ ‫الحكمــة التــي فــي الكتــب الدينيــة هــي ليســت حكمــة هــذا‬ ‫العصــر‪ .‬ليــس االنســان بحاجــة الــى الفرضيــات الدينيــة‬ ‫لفهــم العالــم‪ .‬الرجــال الذيــن يصرفــون وقتهــم فــي تفســير‬ ‫كتــب مليئــة بأقاويــل جاهلــة ليســوا بالشــخصيات األساســية‬ ‫فــي المجتمــع‪ .‬ان القوانيــن والقيــود والظواهــر االســامية‬ ‫هــي ليســت نتيجــة حاجــة االنســان لتبنــي مجموعــة اخــاق‬ ‫وقيــم‪ ،‬او لخلــق هــدف فــي الحيــاة‪ ،‬او إعطائهــا معنــى‬ ‫والشــعور بالراحــة والطمأنينــة او مــن اجــل االنتمــاء الــى‬ ‫المجتمــع كمــا يقــول « خبــراء» البرجوازيــة‪،‬‬

‫( التتمة ص‪) . . .4‬‬

‫األخيرة‬

‫‪Designed by:‬‬ ‫‪Qoutyba .A. Ahmed‬‬ ‫‪Email: qoutyba.a@gmail.com‬‬

‫‪A Political paper of‬‬ ‫‪Worker- communist‬‬ ‫‪Party of Iraq‬‬

‫‪Ela Alamam (Forward) weekly‬‬ ‫‪Editor in chief : Ahmed A. Al-Satar‬‬

‫ماذا حل بإسالمية المجتمع السعودي؟‬ ‫بــل هــي نتيجــة عمــل سياســي لتيــار برجــوازي مغــرق‬ ‫فــي الرجعيــة‪.‬‬ ‫تجــد الديــن فــي معظــم المجتمعــات فــي ســباق لاللتحــاق‬ ‫بالمجتمــع فــي كل النواحــي؛ دور المــرأة‪ ،‬العالقــات‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬الجنــس‪ ،‬الحقــوق المدنيــة و‪ ...‬الخ‪ .‬ان مشــكلة‬ ‫رجــال الديــن دائمــا هــي ان النــاس غيــر ملتزمــة بالديــن‪،‬‬ ‫وان المؤسســة الدينيــة ال تتماشــى مــع تطــور المجتمــع‪.‬‬ ‫ان القوانيــن ونمــط الحيــاة الــذي يفرضــه اإلســام بالــذات‬ ‫التتناغــم مــع طبيعــة االنســان و مطاليــب وامــال الجماهيــر‬ ‫فــي مجتمــع معاصــر ومــع القيــم اإلنســانية الحديثــة‪ ،‬لــذا‬ ‫تجــد بــان فــرض هــذه القوانيــن ونمــط الحيــاة يتطلــب‬ ‫اســتخدام عنــف ســافر وهائــل‪.‬‬ ‫ان الدافــع وراء هــذه االصالحــات هــو واضــح‪ .‬الدافــع‬ ‫األساســي هــو العامــل االقتصــادي‪ .‬لقــد اعتمــد االقتصــاد‬ ‫الســعودي لحــد االن علــى النفــط‪ .‬ولكــن االن‪ ،‬مــع التزايــد‬ ‫الســريع فــي نســبة الســكان وميــل النفــط كبضاعــة عالميــة‬ ‫الــى فقــدان األهميــة التــي كانــت تتمتــع بهــا لحــد االن نتيجــة‬ ‫التوجــه نحــو المصــادر البديلــة بســبب التغيــر المناخــي‬ ‫مــن جهــة وضعــف النمــو االقتصــادي العالمــي مــن جهــة‬ ‫أخــرى‪ ،‬اجبــر النظــام الســعودي الــى تبنــي سياســات‬ ‫اقتصاديــة تــؤدي الــى تنويــع االقتصــاد الســعودي‪ .‬ان‬ ‫القوانيــن والقيــود اإلســامية المفروضــة علــى المجتمــع‬ ‫الســعودي التتماشــى مــع هــذا المســعى الــذي يشــمل‬ ‫تشــجيع مشــاركة المــرأة فــي الحيــاة االقتصاديــة وتشــجيع‬ ‫الســياحة واالســتثمار األجنبــي وانتقــال التكنولوجيــا وإقامــة‬ ‫صناعــات وقطاعــات اقتصاديــة جديــدة‪ .‬كمــا يتطلــب هــذا‬ ‫االمــر تحســين صــورة هــذا النظــام فــي الخــارج والحــد‬ ‫مــن االنتقــاد للنظــام الســعودي مــن قبــل المنظمــات الدوليــة‬ ‫والحكومــات الغربيــة‪.‬‬

‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ان المجتمــع الســعودي‪ ،‬كمجتمــع‬ ‫معاصــر‪ ،‬يواجــه نفــس االزمــة التــي تواجــه المجتمــع‬ ‫الرأســمالي فــي ظــل الرأســمالية‪ .‬يحــس النظــام الســعودي‬ ‫كغيــرة مــن االنظمــة بخطــر علــى مصيــره وخاصــة منــذ‬ ‫ازمــة ‪ .2008‬تمكــن النظــام الســعودي اثنــاء احــداث مــا‬ ‫ســمي بالربيــع العربــي مــن تفــادي انتفاضــة جماهيريــة‬ ‫عــن طريــق صــرف اكثــر مــن ‪ 200‬مليــار دوالر بشــكل‬ ‫فــوري علــى المجتمــع‪ .‬مــع تراجــع االقتصــاد الســعودي‪،‬‬ ‫لــن يكــون هــذا الســاح فــي متنــاول اليــد‪.‬‬ ‫ان سياســات النظــام هــي اســتجابة لمطاليــب المجتمــع‪.‬‬ ‫يحــاول النظــام مواكبــة المواطنيــن فــي مطالبيهــم‪ .‬اذ اكثــر‬ ‫مــن ثلثــي ســكان المجتمــع الســعودي تقــل أعمارهــم عــن‬ ‫‪ 30‬ســنة‪ ،‬وهــم بحاجــة الــى فــرص عمــل والــى حريــة‬ ‫اجتماعيــة وسياســية وفرديــة‪ .‬اإلصالحــات التــي يقــوم‬

‫ان اسلمة المجتمع السعودي هي قضية سياسية‪.‬‬ ‫القوانين اإلسالمية والظواهر اإلسالمية في المجتمع‬ ‫هي ليست نتيجة قوة اإلسالم كمؤسسة ايمانية‬ ‫بل نتيجة قوة اإلسالم السياسي نتيجة معادالت‬ ‫سياسية معينة ونتيجة عنف وإرهاب منفلت‬ ‫حتــى اعــان المملكــة الســعودية انهــاء نظــام الكفالــة‬ ‫الســعودي للعمــال األجانــب‪ ،‬والــذي يرتقــي الــى العبوديــة‬ ‫والتجــارة بالبشــر‪ ،‬هــي مــن متطلبــات تطويــر االقتصــاد‬ ‫الســعودي‪ .‬فحوالــي ثلــث ســكان المملكــة البالــغ عددهــم‬ ‫‪ 34‬مليــون نســمة هــم مــن العمــال األجانــب والذيــن يســمح‬ ‫القانــون لحــد االن ألصحــاب العمــل بالتحكــم بوضعهــم‬ ‫القانونــي فــي البلــد ممــا يجعلهــم عرضــة لالســتغالل وســوء‬ ‫معاملــة بأشــكال بشــعة‪ .‬ان اســتبدال نظــام الكفالــة بنظــام‬ ‫جديــد سيســمح لمعظــم العمــال األجانــب‪ ،‬أي حوالــي ‪7‬‬ ‫مالييــن عامــل‪ ،‬بالدخــول والخــروج بحريــة ؛ وأن يغيــروا‬ ‫أصحــاب العمــل بحريــة بعــد عــام واحــد مــن عقدهــم دون‬ ‫طلــب اذن مــن صاحــب العمــل او الكفيــل األول‪ ،‬ليــس‬ ‫مــن اجــل حقــوق العمــال المهاجريــن‪ ،‬بــل مــن اجــل‬ ‫تحريــر ســوق العمــل وتشــجيع الســعوديين ألخــذ فــرص‬ ‫العمــل التــي يملئهــا األجانــب وتشــجيع التخصــص وجــذب‬ ‫الكفــاءات‪.‬‬

‫بهــا النظــام الســعودي هــي اســتجابة الــى مطاليــب هــذه‬ ‫الفئــة العمريــة‪ .‬ولكــن يحــرص النظــام ان يبيــن بــان هــذه‬ ‫اإلصالحــات هــي إصالحــات يريدهــا هــو‪ ،‬هــي إصالحــات‬ ‫مــن فــوق وليــس لهــا أي ربــط بالضغــط مــن األســفل‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى ان العالــم كلــه يمــر بمرحلــة تشــهد إعــادة‬ ‫صياغــة المعــادالت السياســية والعالقــات بيــن الــدول نتيجــة‬ ‫لتراجــع دور امريــكا كقطــب اوحــد‪ .‬اليمكــن لــدول الشــرق‬ ‫األوســط مثــل دول الخليــج العربــي االعتمــاد بشــكل كامــل‬ ‫علــى أمريــكا مــن اجــل حمايــة امنهــا كمــا حــدث لحــد االن‪.‬‬ ‫تحتــاج هــذه الــدول الــى ترتيبــات جديــدة‪ .‬الســعودية بحاجة‬ ‫للتقــارب مــع إســرائيل وبنــاء قطــب موالــي للغــرب تشــارك‬ ‫فيــه إســرائيل والســعودية فــي مواجهــة ايــران وتركيــا‪.‬‬ ‫ان اإلصالحــات الســعودية وحــذف النصــوص المعاديــة‬ ‫لليهوديــة مــن المناهــج الدراســية هــي ضروريــة للتقــارب‬ ‫مــع إســرائيل وجــذب التكنولوجيــا اإلســرائيلية‪.‬‬ ‫لقــد دعــم الغــرب النظــام الســعودي والقــوى اإلســامية‬

‫اإلرهابيــة الــذي وقــف خلفهــا واســلمة مجتمعــات الشــرق‬ ‫األوســط مــن اجــل اهــداف معينــة‪ .‬لقــد كان لهــذا الطيــف‬ ‫مــن القــوى اإلســامية وظيفــة فــي مرحلــة معينــة‪ .‬لقــد‬ ‫انتهــت اليــوم هــذه المهمــة‪ .‬لقــد صــوروا المجاهديــن‬ ‫األفغــان والطالبــان وقــوى إرهابيــة أخــرى كونهــا قــوى‬ ‫«تحرريــة»‪ .‬لــم يعــد هــذه الهــراء ينطلــي علــى احــد‪ .‬لــم‬ ‫يعــد الغــرب مجبــر علــى التعايــش مــع هــذا النمــط مــن‬ ‫اإلســام الــذي انتهــت المهمــة الموكلــة اليــه علــى األقــل‬ ‫فــي هــذه المرحلــة‪ .‬مــن هنــا يجــد النظــام الســعودي حاجــة‬ ‫للتخلــي عــن هــذه الماركــة مــن االســام ولمالئمــة نفســه مع‬ ‫الغــرب‪ .‬لقــد وجدنــا ان المنظمــات اإلرهابيــة اإلســامية‬ ‫فــي الشــرق األوســط تفقــد قوتهــا ونفوذهــا بالتــوازي مــع‬ ‫اإلصالحــات الســعودية وتخلــي النظــام الســعودي عــن‬ ‫دعمهــا بالشــكل الــذي قــام بــه لحــد االن‪.‬‬ ‫المجتمــع الســعودي ليــس مجتمعــا إســاميا‪ .‬بــل حتــى النظام‬ ‫الســعودي لــم يكــن يومــا مــن األيــام نظامــا إســاميا‪ .‬النظــام‬ ‫الســعودي هــو نظــام عائلــي وقبلــي يوظــف المؤسســة‬ ‫الدينيــة مــن اجــل نيــل الشــرعية مقابــل مســاومات حيــث‬ ‫يســتخدم القمــع المدعــوم باإلســام ومؤسســته لمصالحــه‪.‬‬ ‫لقــد قامــت المؤسســة الدينيــة اإلســامية بدعــم النظــام مقابــل‬ ‫خدمــات هائلــة للمراتــب الدينيــة والســماح لهــا بالتدخــل فــي‬ ‫مجمــل جوانــب حيــاة المجتمــع‪ .‬نجــد اليــوم رجــال الديــن‬ ‫الذيــن كانــوا لحــد االن يجاهــدون مــن اجــل تفســير القوانيــن‬ ‫والقيــود اإلســامية الرجعيــة و حرمــان المــرأة مــن حقوقهــا‬ ‫ومــن اجــل تفســير المناهــج المدرســية المتخلفــة يتســابقون‬ ‫فــي اصــدار الفتــاوى والتفســيرات التــي تبــرر اإلجــراءات‬ ‫الجديــدة التــي تقــوم بهــا الســلطات الســعودية وحتــى‬ ‫التقــارب مــع اســرائيل!!‬ ‫لقــد تمــت اســلمة المجتمــع الســعودي عبــر القتــل والســجن‬ ‫والجلــد والدعايــة اليوميــة الهائلــة‪ .‬ولكــن اذا اخذنــا واقــع‬ ‫المجتمــع الســعودي وخاصــة األجيــال الجديــدة‪ ،‬نجــد ان‬ ‫كل هــذه الجهــود قــد فشــلت الــى حــد كبيــر فــي تحقيــق‬ ‫هــذا الهــدف‪.‬‬ ‫ان اســلمة المجتمــع الســعودي هــي قضيــة سياســية‪.‬‬ ‫القوانيــن اإلســامية والظواهــر اإلســامية فــي المجتمــع‬ ‫هــي ليســت نتيجــة قــوة اإلســام كمؤسســة ايمانيــة بــل‬ ‫نتيجــة قــوة اإلســام السياســي نتيجــة معــادالت سياســية‬ ‫معينــة ونتيجــة عنــف وإرهــاب منفلــت‪ .‬اإلســام لــه تأثيــر‬ ‫علــى الجماهيــر فــي الســعودية ألنــه فــرض بالقــوة‪ .‬ان‬ ‫اإلســام كبنــاء فوقــي لمجتمعــات الشــرق األوســط هــو‬ ‫هــش‪ .‬فــي الحقيقيــة ان بقــاء اإلســام كبنــاء فوقــي قــوي‬ ‫يعــرض النظــام للخطــر‪ .‬ان حــدا مــن التحديــث والغربنــة‬ ‫والحــد مــن نفــوذ اإلســام فــي حيــاة المجتمــع هــو مــن اجــل‬ ‫تقليــل الخطــر علــى النظــام‪.‬‬