الفتنة في النار". إال أن المرشد العام كان قد طرح عام :9110
"البد من جديد في هذه األمة .هذا الجديد هو تغيير النظم المرقعة المهلهلة التي لم تجني منها األمة غير االنشقاق والفرقة ..هو تعديل الدستور المصري تعديالً جوهري ًا توحد فيه السلطات" .وخاطب الناس بأن يستعدوا فإن استجاب الحكام لألمر كان بها" ،وإذا أبوا فجاهدوهم به جهاداً كبيراً")09( . وكما يالحظ طارق البشري عن موقف حسن البنا :
"لم يحسم أبداً في دعوته ما إذا كان يقصد اإلصالح أم الثورة ،وإذا كانت الثورة فتنة فكيف يمكن إجراء التغيرات الجذرية في الحكم؟")01( . وقد كانت هذه التذبذبات والتناقضات في المواقف وفي الخطاب إحدى أسباب فشل الجماعة في مواجهة القمع الذي انهال عليها بعد حرب فلسطين. )8المحنة والتفكك أدى الدور الذي لعبه اإلخوان في حرب فلسطين وتصعيد كفاحهم ضد االحتالل البريطاني ،وما واكب ذلك من توسع نفوذهم الجماهيري إلى توفير األسباب الكافية النقالب القصر عليهم .وكما يالحظ طارق البشري " :الثابت أن اإلخوان في مرحلة ما وقفوا مع الملك وأيدوه .والثابت باليقين نفسه أنهم في فترات أخرى تصارعوا معه ،فكان الملك على رأس القوى التي حلت الجماعة في عام ،9100واغتالت المرشد العام بعد ذلك بشهرين تقريب ًا. والراجح أن أحزاب األقليات الحاكمة أيدت اإلخوان حيناً ،وأنها صارعتهم من بعد ،وألحقت بهم من إجراءات القمع والعذاب ما لم تعرفه قوة سياسية قبلهم في التاريخ الحديث)00( . وكان القمع بالفعل استثنائياً فتم اعتقال اآلالف من اإلخوان وفصل 907موظفاً وشرد من القاهرة وحدها الى الوجه القبلي 077موظف وأبعد عن كليات الجامعة والمدارس الثانوية نحو ألف طالب )00( .واتسعت دائرة االعتقاالت في صفوف اإلخوان لتشمل 0777معتقل، وتعرض المعتقلون ألقصى درجات التعذيب الوحشي الذي لم تعرف مصر مثله من قبل)0.( . 36