صوت األكراد
فن
العدد (2013 /02/01 )460م – 2712ك
الشيخ عبدالسالم البارزاني في ملحمة غنائية كبيرة
9
صوت االكراد فی احد ارقی االستودیوهات الفنیة المختصة بتسجیل الموسیقی واالغاني في مدینة اسطنبول، وبنجاح کبیر تم االنتهاء من تسجیل ملحمة غنائیة کبیرة باسم (الشیخ عبدالسالم البارزاني) التي وضع کلماتها أددیب جلکی وغناها المغني الشاب ذو الصوت الجبلي الهادر ريکيش سیراني .ولها طابع من االلحان الدرویشیة العرفانیة الکوردیة التي تنسجم مع شخصیة الشیخ الروحانیة والقومیة معا.وتأتي االغنية تزامنا مع الذکری التسعین الستشهاد الشیخ عبدالسالم البارزاني الذي اعدمه االتراك العثمانیون عام 1914في الموصل .وکلمات هذه االغنیة تعبر عن اهم المحطات النضالیة في حیاة الشیخ وکفاحه من اجل حقوق شعبه الکردي، باعتباره احد اهم الرواد االوائل للفکر القومي الکوردي الحدیث فی بدایة القرن العشرین. یتکون النص من 18رباعیة (اي اثنین وسبعین بیتا شعریا) ویستغرق وقت االغنیة 14 دقیقة .قام بتوزیع الموسیقی الفنان الشاب هيمن حسین واشرف علی الموسیقی وتسجیل الصوت الفنان القدیر نائل یورتسفر الذي وضع الموسیقی التصویریة للکثیر من المسلسالت الترکیة المعروضة حالیا علی القنوات الفضائیة الکوردیة والعربیة .وسجله في االستودیو الخاص به .کما شارك العشرات من امهر موسیقیي اسطنبول ،کوردا وتركا العزف الخاص بلحن االغنیة .استغرق العمل في تنفیذ المرحلة االولی من االغنیة في اسطنبول سبعة ایام. بقي ان نقول بان احد الخیرین الکورد قام بتمویل هذا العمل الغنائي الکبیر (الیرغب في ذکر اسمه اآلن) الذي وعدنا باکمال المرحلة الثانیة من االغنیة وذلك باخراجه في فيديو كليب الئق بالعمل ،الذي من المقرر ان نبدأ به في الربیع القادم في عدة بلدان.
فلك فلك ،ماض لم يغب
أفين جهور -رميالن لعب ومايزال الفنانون الكورد دوراً هاما ً في الصراعات والثورات والحركات التحررية الكوردستانية .ولهم الفضل في المساهمة في نقل واغناء التراث القومي والنضالي لشعبهم ورفع الروح المعنوية .ولعل الفنان الراحل سعيد آغا جزيري صاحب الصوت الجبلي الذي ترك إرثا ً فنيا ً غنياً ،يعد في طليعة المطربين الكورد الذين امتزجوا بذاكرة وضمير شعبهم وصار كاالسطورة الحية لدى الكورد .ولد سعيد آغا منتصف القرن الماضي (عام )1905 وعاش طفولته وشطرا من شبابه في منطقة بوتان .لم يكن يمتهن الغناء بل انه كان بالنسبة اليه مجرد موهبة وحب ورغبة، خصوصا وانه يمتلك صوتا سحريا .فقد كان يقرأ المقامات البوتانية .شاع صوته بين الناس واعتبر من خيرة من أدوا الغناء الكوردي بشكل مميز .انتقل إلى العراق فراراً من الخدمة العسكرية التركية واستقر في بغداد .انخرط هناك في سوق العمل وتعرف على بعض الكورد الساكنين في العاصمة العراقية .وبدأ يغني في مجالس السمر الليلية .وتعرف من خالل كورد بغداد على شركة لتسجيل األغاني حيث سجل عدة اسطوانات انتشرت بشكل واسع بين الشعب الكوردي .وبعدها انتقل للعيش في بلدة ديريك في غرب كوردستان .ومن هناك استدعى اسرته من بوطان وتطوع في الجندرمة (الدرك) واستقر في قرية (كرى كرا) لمدة أربع سنوات .ورغم مشاغله الكثيرة لم يترك الغناء وفي يوم مشهود له في ديرك روى شهود عيان كثيرون بأنه قدم إلى ديريك جنرال فرنسي وأتت العشائر الستقباله .وفي المساء خطر في www.pdksp.com
فرقة حلبجة للفلكلور الكوردي
26عاما من العطاء علي عبدالعزيز رمضان /ميريفان حاجو
باله الغناء فصعد إلى السطح وغنى )أحمدي ماال موسى)، ويقال بأن أهالي القرى المجاورة لديرك كانوا يسمعون غناءه في تلك الليلة النادرة من تأريخ ديرك .تنقل ما بين العديد من المناطق أثناء هذه الفترة ،وعاد من بعدها مرة أخرى إلى بغداد حيث سجل كل ما لديه من أغان فلكلورية .وأثناء وجوده في بغداد بدأ السرطان ينهش حنجرته وأيقن بأن نهايته أصبحت قريبة. فقرر العودة إلى بوتان حيث توفي هناك عام .1957وهنا البد من التذكير بأن أحكاما ً متعددة صدرت بحقه من قبل السلطات التركية نتيجة غنائه باللغة الكوردية وادائه أغان قومية متغنيا بكوردستان وقادة ثوراتها .ويقول في أحد أشهر أغانيه( :هي فلك فلك هي ظالم فلك كاني كوردستان كا برجا بلك) ،ومن أغانيه المعروفة جدا (رابن برانو) و(أحمدي ماال موسى) وهي أغنية قديمة من الفلكلور الكوردي ،وكان ألدائه طابع خاص حيث ماتزال تُغنى إلى يومنا هذا من قبل الفنانين المعاصرين أمثال الفنان الكبير شفان برور .ولم يكن سعيد آغا فقط مغنيا ً بل كانت له أغان من كلماته وألحانه مثل (ليلو تو ليال تاي) و(هرى عدولي) وغيرها من األغاني التي ماتزال حية في ذاكرة شعبه رغم مرور زمن طويل.
الفلكلور هو مجموعة من الفنون القديمة والقصص والحكايات واألساطير التي تخص شعبا ً أو مجموعة سكانية معينة .ويعتبر الرقص الشعبي جزءاً من الفلكلور وهو مرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالتاريخ ,كما أنه يعبر عن الروح القومية والمالمح الوطنية لكل مجتمع ووسيلة لترجمة معتقدات شعب ووسيلة للتعبير عن تراثه وعاداته وتقاليده .والشعب الكوردي في سوريا يمتلك تراثا ً وفلكلوراً غنيا ً ومتنوعا ً وتعتبر فرقة حلبجة للرقص من الفرق المساهمة في إحياء التراث والرقص الكوردي .تأسست هذه الفرقة نهاية عام 1987في منطقة آليان في محافظة الحسكة بناء على مقترح من الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) .وقبل أن تبدأ العمل فعليا ً تم تغييّر اسمها إلى (حلبجة) اقتدا ًء بمدينة حلبجة الشهيدة في إكوردستان الجنوبية التي قصفت بالسالح الكيميائي من قبل نظام صدام يوم .1988/3/16قدمت هذه الفرقة العديد من الدبكات واألغاني الفلكلورية وكذلك العديد من الرقصات الشعبية واللوحات الفنية التي تنبع من التراث الكوردي نذكر من رقصاتها: (فريال ،لي لي وسو ،ممو أفرو دلي من بكولي ،والتي من بخجي كوال ،جاني) .ومن األغاني الثورية للفرقة (نوروز ،تف شورشفان ولشكرن ،ام تف خوندفانن) .وكان لفرقة حلبجة حضورها القوي خالل األعياد والمناسبات الوطنية والقومية كـ(تأسيس البارتي،
تأبين البارزاني الخالد ،ذكرى إحياء الشهداء ،العيد القومي الكوردي نوروز ،عيد المرأة والعديد من المناسبات االخرى) .أسهم العديد من الشباب والشابات في تاسيس الفرقة ،نذكر منهم (فرحان احمد، محمد امين ،بنكين عموكة ،رضوان ،المرحوم فخري سليمان، عباس ياسين ،إدريس فرحو) .ومن عازفي الفرقة( :محمد حسين، فراس حسكو ،وبمساعدة من مدير فرقة نارين السيد محمد) .وكذلك كانت للشابات (حمدية ،شريفة ،عاصمة ،مطيعة ،نورا) .بصمات واضحة في نجاح الفرقة وقد أسهم العديد من الكوادر الفنية من ذوي الروح الوطنية العالية في رفد الفرقة بالدماء الجديدة ونجاحها من شباب وشابات المنطقة .الفنان إدريس فرحو أحد أعضاء الفرقة من الذين عملوا لسنوات طويلة في صفوفها ،قال :أسهمت الفرقة في إحياء التراث الكوردي .وما قدمته قد دفع المواطن الكوردي للتعلق بتراثه واالقتراب من قضية شعبه .وأكد ادريس «عانينا الكثير من الصعوبات في نجاحها وبالرغم من مضايقات األمن السوري بجميع فروعه ,فمع انتهاء تقديم برامجنا في نوروز كانت السلطات تودعنا في سجون األمن ونتعرض لكافة أنواع التعذيب). فرقة حلبجة لفنون الفلكلور الكوردي مازالت تواصل العطاء بعد أن سجلت تأريخا فنيا حافال يشهد لها بالبنان فيما يتعلق باحياء فن الرقص الشعبي الكوردي.