العلاج بالعطور نظرة علمية، ورؤية شرعية

Page 1

1

‫ال�صفحة الإلكرتونية للمجلة‬

http://www.hebron.edu/journal

)‫جملة جامعة اخلليل للبحوث(�أ‬ 2011 ،)23-1( ‫ �ص‬،)5( ‫املجلد‬

‫ ورؤية شرعية‬،‫ نظرة علمية‬:‫العالج بالعطور‬ ‫*الدكتور مهند حممد جزار‬ ‫أستاذ مساعد\قسم األحياء\كلية العلوم و التكنولوجيا‬ ‫جامعة اخلليل‬

:‫امللخـــ�ص‬ ‫�إن النظرة العلمية ال�ستعمال الطب البديل يف عالج الأمرا�ض يف تقدم م�ستمر على امل�ستويني الطبي‬ ‫ ولقلة ما يخلفه من �آثار جانبية قد ت�رض باملري�ض مقارنة مع ما يخلفه‬،‫وال�شعبي; وذلك ل�سهولة احل�صول عليه‬ ،‫ ويع ّد العالج بالعطور من �أ�رسع �أنواع الطب البديل انت�شار ًا يف الأو�ساط الطبية وال�شعبية‬.‫العالج بالطب احلديث‬ ‫ يقدم‬.‫ ويف �أماكن العمل املختلفة‬،‫ والبيت‬،‫ ول�سهولة ا�ستعماله يف العيادة‬،‫ واملزاج‬،‫وذلك ل�رسعة ت�أثريه على النف�س‬ ‫ وخل�صت الدرا�سة �إىل �أهمية التداوي‬.‫هذا البحث مراجعة دقيقة من الناحيتني العلمية والدينية للتداوي بالعطور‬ ‫ وبينت الدرا�سة �أن هناك �إ�سهامات‬،‫ للعالجات الأخرى ولي�س بدي ًال عنها‬،‫ وملطف ًا‬،‫بالعطور كونها عالج ًا م�ساند ًا‬ .‫عريقة من قبل العلماء امل�سلمني يف تطور العالج بالزيوت العطرية‬

Abstract : The scientific outlook for the use of alternative medicine in treatment of diseases is in progress at both medical and public levels. This is due to the fact that this type of medicine is cheaper, easy to use and has little side effects compared to conventional medicine. As a branch of alternative medicine, aromatherapy is considered as the most developing one because of its positive physiological and psychological effects on human’s health and for its simple application in clinics, hospitals, houses, and work places. This study provides an accurate review about aromatherapy from scientific and Islamic point of view. The study concluded that aromatherapy has a great value in medicine as a supporting and palliative treatment but not substitutive one. The study showed that contributions made by Muslim scholars led to the advancing of aromatherapy.

israj2002@yahoo.com

: ‫* بريد الباحــث اإللكرتوني‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫املقدمة‪:‬‬ ‫�أ�سهم تقدم العلم �إ�سهام ًا عظيم ًا يف تطور العلوم‬ ‫الطبية‪ ،‬وال�صناعات الدوائية‪ ،‬مما جعل له �أثر ًا‬ ‫�إيجابي ًا على �شفاء العديد من الأمرا�ض‪ ،‬و�إنقاذ‬ ‫�أرواح العديد من املر�ضى‪ ،‬ولعل تطور اجلراحة‬ ‫والعلوم ال�صيدالنية �ساعد يف ا�ستئ�صال العديد من‬ ‫الأورام‪ ،‬والأن�سجة التالفة‪ ،‬والتخل�ص من �أمرا�ض‪،‬‬ ‫وعلل كادت تفتك بالب�رشية (جزار ‪ ،2008‬برو�س‬ ‫‪� .) 2004‬إال �أن الطب العريف‪conventional‬‬ ‫‪( medicine‬الطب احلديث) مير ب�أزمة حادة يف‬ ‫ال�سنوات الأخرية‪ ،‬ملا �سببه من م�شكالت طبية مل‬ ‫تكن م�ألوفة من قبل (عزام ‪ ،1988‬برو�س ‪،2004‬‬ ‫‪ ،)Evans - 2002‬ولأن الطب العريف ي�ؤمن ب�أن‬ ‫املر�ض مب�سبباته املختلفة يحدث تغريات ف�سيولوجية‬ ‫على الع�ضو امل�صاب ( ‪Prescott et al 1996,‬‬ ‫‪ ، )Jeanne and Sally1996‬لذلك فهو ال يعالج‬ ‫�إال الع�ضو امل�صاب‪ ،‬ويتجاهل يف الوقت ذاته احلالة‬ ‫النف�سية للمري�ض‪ ،‬مما جعل النا�س يفكرون باللجوء‬ ‫�إىل طرق وبدائل طبية خمتلفة للتخل�ص من الأمرا�ض‬ ‫التي تفتك بهم‪.‬‬ ‫وتدعى املعاجلة بهذا النوع من الطب بالطب‬ ‫البديل (‪� ) alternative medicine‬إذا مل ي�ستعمل‬ ‫و�سائل الطب احلديث‪� ،‬أما �إذا ا�ستعمل بع�ض و�سائل‬ ‫الطب احلديث بالإ�ضافة ال�ستعمال بع�ض البدائل‬ ‫الطبية ف�إنه ي�سمى الطب املكم ل ‪compleme n‬‬ ‫‪ ، tary medicine‬ويدعى بالطب الكلي ‪holistic‬‬ ‫‪، medicine ( Evans 2002, Pietroni 1988‬‬ ‫برو�س ‪� ) 2004‬إذا اعتمد العالج التوازنَ والتكام َل‬ ‫بني حالة املري�ض النف�سية والف�سيولوجية‪ ،‬وتتباين‬ ‫الطرق العالجية بالبدائل الطبية; لت�شمل العالج‬ ‫بالطرق الغذائية‪ ،‬والأع�شاب الطبية‪ ،‬والوخز بالإبر‬ ‫ال�صينية‪ ،‬والتداوي بالروائح والعطور‪ ،‬وغريها‬ ‫من البدائل الطبية املختلفة‪( ،‬برو�س‪ ،2004‬عزام‬

‫‪2‬‬

‫‪ ،1988‬توفيق ‪.)2004‬‬

‫يعرف العالج بالعطور (‪ )Aromatherapy‬ب�أنه‬ ‫نوع من �أنواع الطب البديل واملكمل الذي ت ُْ�ستَخد ُم‬ ‫فيه العطور والزيوت العطرية امل�ستخل�صة من‬ ‫النباتات الطبية لعالج حاالت مر�ضية متعددة‪،‬‬ ‫وت�ؤثر ت�أثري ًا �إيجابي ًا على حالة ال�شخ�ص النف�سية‬ ‫وال�صحية (برو�س ‪ .)Evans 2002 ،2004‬و�إن‬ ‫العالج بالعطور هو فرع فريد من �أفرع طب الأع�شاب‬ ‫الذي تُ�ستعمل فيه اخلوا�ص الطبية املوجودة يف‬ ‫الزيوت الطيارة للنباتات العطرية ‪volatile oils‬‬ ‫‪ ،‬و هي عبارة عن مواد كيماوية ذات روائح عطرية‬ ‫مميزة �سهلة التطاير وم�ستخل�صة من النباتات‬ ‫العطرية ( حجاوي‪ .)1991‬ويع ّد العالج بالعطور‬ ‫من �أ�رسع �أنواع الطب البديل تقدما لت�أثريه ال�رسيع‬ ‫على النف�س‪ ،‬واملزاج‪ ،‬ول�سهولة ا�ستعماله يف البيت‪،‬‬ ‫والعيادة‪ ،‬و�أماكن العمل‪� .‬إن ا�ستخدام العطور يف‬ ‫العالجات والطقو�س املختلفة قدمي قدم التاريخ‪،‬‬ ‫ففي احل�ضارة الفرعونية مت ا�ستخدام العطور يف‬ ‫جميع جماالت احلياة‪ :‬للزينة‪ ،‬والتجميل‪ ،‬والعالج‪،‬‬ ‫والطقو�س الدينية‪ ،‬كما ا�ستعملت العطور من قبل‬ ‫الإغريق والرومان‪ ،‬فقد طور الطبيب جالينيو�س‬ ‫(‪131-200‬م) طريقة عمل الكرميات واملراهم‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة لكونه كاتب ًا عظيم ًا يف جمال الطب (�شفالييه‬ ‫‪� ،2001‬شم�س الدين ‪ ،1995‬حجاوي ‪ .)1991‬وقبل‬ ‫الإ�سالم عرف عرب اجلزيرة مهنة تركيب العطور‬ ‫وجتارتها‪ ،‬وكانوا �أح�سن من مزج الطيب (املريخي‬ ‫‪ ،)2006‬وعند ظهور الإ�سالم حر�ص الر�سول‬ ‫(�صلى اهلل عليه و�سلم) على التطيب‪ ،‬فقد ورد يف‬ ‫�سنن الن�سائي ( حديث رقم ‪ ) 5259‬عن �أَ ِبي ُه َر ْي َر َة‬ ‫(�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم) قَالَ‪َ " :‬م ْن‬ ‫َع ْن َر ُ�سولِ اللهَّ ِ َ‬ ‫يب َفلاَ َي ُر َّد ُه َف�إِ َّن ُه خَ فِيفُ المْ َ ْح َم ِل َط ِّي ُب‬ ‫ُعر َ‬ ‫ِ�ض َع َل ْي ِه طِ ٌ‬ ‫ال َّرائ َِحةِ"‪ ،‬كما و�أو�صى الر�سول (�صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم) بالعالج بالعطور‪ ،‬فقد ورد يف �صحيح م�سلم‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫(حديث رقم ‪ )5763‬عن �أم قي�س �أنها قالت‪ :‬قال‬ ‫ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪َ " :‬علاَ َم ْه َت ْد َغ ْرنَ‬ ‫�أَ ْو اَل َد ُك َّن ِب َه َذا ا ْل ِعلاَ ِق َع َل ْي ُك َّن ِب َه َذا ا ْل ُعو ِد ا ْل ِه ْند ِِّي َف�إِ َّن‬ ‫ات الجْ َ ن ِْب ُي ْ�س َع ُط ِم ْن ا ْل ُع ْذ َر ِة‬ ‫فِي ِه َ�س ْب َع َة �أَ�شْ ِف َي ٍة ِم ْن َها َذ ُ‬ ‫َو ُي َل ُّد ِم ْن َذاتِ الجْ َ ن ِْب"‪ .‬وبعد الر�سول (�صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم) حر�ص امل�سلمون على ا�ستعمال العطور‬ ‫بل وطوروا �صناعتها‪ ،‬ويرجع ذلك الف�ضل للعاملني‬ ‫اجلليلني ابن حيان والكندي‪) ،‬املريخي ‪،2006‬‬ ‫‪ ،) Keville and Green1995‬وبعد هذه الفرتة‪،‬‬ ‫ملع جنم العرب وامل�سلمني يف تقدم العطور وتطور‪،‬‬ ‫ففي القرن التا�سع امليالدي كانت بغداد تع ّد مركزا ً‬ ‫�ضخما ً ل�صناعة وجتارة ماء الورد‪ ،‬ويرجع الف�ضل يف‬ ‫ذلك للفيل�سوف والطبيب العربي ابن �سينا يف تطوير‬ ‫طريقة التقطري ال�ستخال�ص الزيوت الطيارة من‬ ‫النباتات العطرية‪ ،‬ثم نقلت الزيوت الطيارة ( والتي‬ ‫كانت تعرف بالعطور العربية) الورد‪ ،‬واخلزامى‪،‬‬ ‫وح�صى اللبان �إىل الغرب �إبان احلروب ال�صليبية‪،‬‬ ‫وكان �أول من قام بتعلم طريقة التقطري من العرب‬ ‫هم الفرن�سيون‪ ،‬والذي ما زال هو�س �صناعة وتقدم‬ ‫العطور عندهم قائما ً �إىل يومنا هذا ( برو�س ‪،2004‬‬ ‫‪ .)Evans 2002‬كما �أن طريقة حرق الزعرت وح�صى‬ ‫اللبان (ولهما خوا�ص م�ضادة للجراثيم); لتبخري‬ ‫امل�ست�شفيات ما زال م�ستخدم ًا حتى القرن الع�رشين‬ ‫من قبل الفرن�سيني‪ .‬ويرجع انطالق م�صطلح العالج‬ ‫بالعطور ‪� Aromatherapy‬إىل الكيميائي الفرن�سي‬ ‫ريني جاتيفو�س ‪ Rene Gattefosse‬الذي كان‬ ‫م�ستخدم ًا يف م�صنع للعطور‪ ،‬وعندما احرتقت يداه‬ ‫خط�أً وهو يعمل يف امل�صنع و�ضع زيت اخلزامى على‬ ‫حروقه اليدوية‪ ،‬فوجد �أن احلروق ترب�أ ب�رسعة دون‬ ‫�أن ترتك �أية �آثا ٍر جانبيةٍ‪ ،‬وعلى �أثرها ا�ستعملت‬ ‫الزيوت َّ‬ ‫الطيارة لعالج احلروق ب�شكل وا�سع يف‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وت�شري الدرا�سات العلمية‬ ‫احلديثة ب�شكل وا�ضح �إىل ا�ستخدام العطور يف عالج‬

‫‪3‬‬

‫العديد من الأمرا�ض‪ :‬فهي تن�شط جهاز املناعة‬ ‫ ( ‪ ،) Hirako et al 2005‬وتقلل ال�صداع ( ‪Go b‬‬ ‫‪ ،)el et al 1996‬وتعالج م�شكالت اجلهاز التنف�سي‬ ‫( ‪ ،)Hasani et al 2003‬و اجلهاز اله�ضمي‬ ‫‪ ،)May 1996‬و حت�سن املزاج‪ ،‬وتقوي الذاكرة‬ ‫( ‪Tisserand 1988, Edwards1994, Baker‬‬ ‫‪.)1998‬‬

‫ويف هذا البحث �سوف �أقوم ببيان �أهم الأ�س�س العلمية‬ ‫التي ُيبنى عليها العالج بالعطور‪ ،‬وبيان موقف العلم‬ ‫والدين من العالج بها‪ ،‬وبيان �أن العلماء امل�سلمني‬ ‫�أول من قام ب�صناعة العطور والعالج بها ح�سب‬ ‫الطرق العلمية الدقيقة‪ ،‬وان�سجامها مع النظرة‬ ‫العلمية احلديثة‪ ،‬و�إعطاء بع�ض املقرتحات عند‬ ‫ا�ستخدام العطور يف العالج‪.‬‬

‫تعريف م�س�ألة البحث‬ ‫لقد �شاع ا�ستخدام و�سائل الطب البديل يف هذه‬ ‫الأيام ل�سهولة احل�صول عليها‪ ،‬ولقلة تكلفتها املادية‬ ‫مقارنة بعالجات الطب العريف‪ .‬ومن هذه الو�سائل‪:‬‬ ‫العالج بالزيوت العطرية‪ .‬ويقدم هذا البحث مراجعة‬ ‫علمية(‪ ، )Review‬و تقييما ً دقيقا ً ومو�ضوعيا‬ ‫ً للتداوي بالزيوت العطرية‪ ،‬ويعد هذا البحث‬ ‫ا�ستكماال للأبحاث ال�سابقة ( جزار ‪ ،2008‬جزار‬ ‫‪ )2010‬والتي تعنى بتقييم الطب البديل وتنقيته‬ ‫من ال�شوائب التي خالطته من الناحيتني العلمية‬ ‫والدينية‪.‬‬ ‫�أ�سئلة الدرا�سة‪:‬‬ ‫‪.1‬ما �أهم الأ�س�س واملبادئ العلمية التي يبنى عليها‬ ‫العالج بالعطور كنوع من �أنواع الطب البديل؟‬ ‫‪.2‬ما موقف العلم من ا�ستخدام العطور يف التداوي؟‬ ‫وما �أبرز الأمرا�ض التي ميكن للعطور �أن تدخل يف‬ ‫عالجها؟‬ ‫‪.3‬ما موقف الإ�سالم من التداوي بالعطور؟ وما مدى‬ ‫�إ�سهامات العلماء امل�سلمني يف هذا املجال؟‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫‪.4‬ما التعديالت املقرتحة ال�ستخدام العطور يف‬ ‫العالج؟‬ ‫�أو ًال‪� :‬أهم الأ�س�س واملبادئ العلمية التي يبنى عليها‬ ‫العالج بالعطور كنوع من �أنواع الطب البديل‬ ‫قبل البدء ب�آلية عمل العطور ال بد من بيان الفرق‬ ‫بني العالج بالزيوت العطرية والطيارة من ناحية‬ ‫والعالج بالنباتات الطبية من ناحية �أخرى‪ ،‬فطب‬ ‫الأع�شاب ي�ستخدم نباتات طبية حلل م�شكالت �صحية‬ ‫خمتلفة ( ‪ ،)Evans 2002‬وي�ستخدم النبات ككل‬ ‫�أو جزء منه بطرق خمتلفة و ُي�ستعمل يف �أحيان عديدة‬ ‫عن طريق اجلهاز اله�ضمي‪ ،‬و�أكرث ما �شاع هذا النوع‬ ‫من الطب (طب الأع�شاب) عند العرب وامل�سلمني حتى‬ ‫�صار يعرف با�سمهم �أو بالطب العربي التقليدي (‬ ‫جامو�س وا�شتية ‪� .)2008‬أما الزيوت العطرية فهي‬ ‫ت�ستعمل �إما عن طريق ال�شم �أو التدليك‪ ،‬ونادرا ً ما‬ ‫ت�ستعمل عن طريق اجلهاز اله�ضمي‪� ،‬أما الزيوت‬ ‫الثابتة كزيوت الزيتون‪ ،‬وال�سم�سم‪ ،‬واللوز احللو‪،‬‬ ‫واجلوز‪ ،‬فهي ترتكب من �أحما�ض دهنية‪ ،‬وال ميكن‬ ‫احل�صول عليها بالتقطري‪ ،‬بل نح�صل عليها بالع�رص‪،‬‬ ‫وهي قابلة للت�صنب‪ ،‬وال تتطاير على درجة احلرارة‬ ‫العادية على عك�س الزيوت الطيارة ( حجاوي‬ ‫‪ ،1991‬برو�س ‪ 2004‬العطيات ‪ .)1995‬وهذا‬ ‫يدعونا للحديث عن �آلية عمل جهاز ال�شم‪ ،‬والرتكيب‬ ‫الكيماوي للمركبات العطرية‪ ،‬وطرق ا�ستعمالها‪.‬‬

‫‪� .1‬آلية عمل العطور وف�سيولوجيا جهاز ال�شم‬ ‫يف ج�سم الإن�سان‬

‫توجد م�ستقبالت ال�شم يف �أعلى �سقف الأنف يف‬ ‫القناة ال�شمية‪ ،‬وهي مزودة مبا يقارب الع�رشين‬ ‫مليون خلية �شمية ع�صبية مزدوجة القطب‪ ،‬ولهذه‬ ‫اخلاليا �أهداب بها �سائل خماطي يرتكب من مواد‬ ‫دهنية‪ ،‬وترتبط هذه املواد مع م�ستقبالت بروتينية يف‬

‫‪4‬‬

‫الأهداب مما ي�سمح بتن�شيط �إنزمي يدع ى ‪Aden y‬‬

‫‪ lyl cyclase‬الذي ين�شط مركب ًا و�سطي ًا �آخر ي�سمى‬ ‫‪ ،cAMP‬وبتن�شيط هذا املركب يحدث ا�ستقطاب يف‬ ‫اخللية ال�شمية الع�صبية‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل فتح قنوات‬ ‫ال�صوديوم‪ ،‬فعندما يدخل �أي مركب كيميائي له‬ ‫رائحة ما‪ ،‬ف�إنه يتحد مع امل�ستقبالت املوجودة على‬ ‫ال�شعريات ال�شمية‪ ،‬فتنتقل الإ�شارة �إىل امل�ستقبل‬ ‫ال�شمي الع�صبي يف الدماغ للتعرف �إليها‪ .‬وتتفاعل‬ ‫املواد (الروائح) مع امل�ستقبالت; لتنتج �شك ًال‬ ‫هند�سي ًا مميز ًا يعرف بالإ�شارة ال�شمية تبع ًا لطبيعة‬ ‫الرائحة‪ ،‬وع�ضو ال�شم يف الإن�سان ي�ستطيع حتديد‬ ‫ومتييز �آالف الروائح املختلفة‪ ،‬واملنبثقة من امتزاج‬ ‫ت�سع روائح �أ�سا�سية‪ ،‬وهي‪ :‬روائح العطر‪ ،‬والعنرب‪،‬‬ ‫واحلريق‪ ،‬والأثري‪ ،‬والعبري‪ ،‬والثوم‪ ،‬والغنم‪ ،‬ورائحة‬ ‫العفن‪ ،‬والروائح املنفرة‪ .‬وتنتقل الإ�شارة ال�شمية‬ ‫من اخلاليا ال�شمية الع�صبية �إىل الع�صب الوجهي‬ ‫الأول الذي ي�سلك طريقه عرب ال�صفحة الغربالية‪،‬‬ ‫ومن ثم تنتقل املعلومات �إىل مركز ال�شم يف الدماغ(‬ ‫حامد ‪Campbell 1990, Vander et ،1996‬‬ ‫‪ ) al 1994‬لتحديد نوع الرائحة‪ ،‬والتعرف عليها‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إىل حتديد نوع الرائحة‪ ،‬ف�إن مركز ال�شم‬ ‫يف الدماغ يقوم بتحديد عمليات ف�سيولوجية متعددة‪،‬‬ ‫كتحديد هوية اخلائف من خالل رائحته املنبعثة من‬ ‫حتت �إبطيه ( ‪،)Chin 1999, Keller et al 2007‬‬ ‫و متتلك الن�ساء قدرة �أعلى من الرجال يف هذا املجال‬ ‫( ‪ ،)Ackerl et al 2002‬وقد بني العامل ‪ Stern‬يف‬ ‫بحث ن�رش مبجلة ‪� Nature‬أن للإن�سان القدرة على‬ ‫�إفراز مركبات تغري مزاج الآخرين ( ‪Stern and‬‬ ‫‪ .)McClintock 1998‬وتبني الأبحاث اجلديدة �أن‬ ‫الروائح لها قدرة هائلة يف حت�سني الذاكرة ( ‪Miles‬‬ ‫‪ ،)and Jenkins 2000‬كما �أن هناك �أبحاثا �أخرى‬ ‫تبني مدى قدرة تعرف الأمهات �إىل �أبنائهن حديثي‬ ‫الوالدة من خالل حا�سة ال�شم ( ‪Kaitz et al 1987,‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫‪ ،)Freeman 1991‬وكذلك ف�إن الروائح تقوم على‬ ‫زيادة الرغبة اجلن�سية خا�صة عند الن�ساء ( ‪Hirsch‬‬ ‫‪ .)et al 1998‬وقد �أثبت العلم احلديث �أن للدماغ‬ ‫�أمواج ًا معينة ير�سلها يف حاالت خمتلفة كاليقظة‪،‬‬ ‫والنوم‪ ،‬واال�سرتخاء‪ ،‬وت�سمى هذه الأمواج (جدول‬ ‫رقم ‪ )1‬ب�أمواج الدماغ (‪Electro Encephalo‬‬ ‫‪ ،)Gram:EEG‬وتت�أثر هذه الأمواج ت�أثر ًا �رسيع ًا‬ ‫بالروائح التي ي�ستقبلها الدماغ ( حامد ‪،1996‬‬ ‫‪Campbell 1990, Vander et al 1994,‬‬ ‫‪.)Diego et al 1998‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ .2‬الرتكيب الكيماوي للمركبات العطرية‬ ‫�أظهرت الدرا�سات العلمية �أن املركبات العطرية‬ ‫حتتوي على مركبات كيميائية خمتلفة كالكحول‪،‬‬ ‫والإ�سرت‪ ،‬والألدهايد‪ ،‬والفينول‪ ،‬والكيتون‪،‬‬ ‫والرتبني‪ ،‬والإيرث‪ ،‬والالكتون‪ ،‬وغريها‪ .‬والزيوت‬ ‫العطرية التي ت�ستخل�ص منها املركبات العطرية قد‬ ‫حتتوي على عدة مركبات يف زيت واحد‪ ،‬ولكل مركب‬ ‫ت�أثري خا�ص به‪ ،‬وح�سب املركب ال�سائد ف�إن هذا‬ ‫املركب يعطي اجلوهر اخلا�ص لهذا العطر والرائحة‬ ‫املميزة له‪ ،‬والتي بدورها تعطي ت�أثريا متباينا لكل‬ ‫�شخ�ص عند ا�ستن�شاقه لهذه الرائحة‪ ،‬فبع�ضها يعطي‬ ‫�صفة اال�سرتخاء‪ ،‬وبع�ضها ملطف‪ ،‬وبع�ضها ي�سكن‬ ‫الأمل‪ ،‬يبني جدول رقم‪� 2‬أهم املجموعات الوظيفية‬ ‫الكيميائية املوجودة يف املركبات العطرية ( حجاوي‬ ‫‪ ،1991‬العطيات ‪ ،1995‬حامد‪.)1996‬‬

‫جدول رقم (‪� :)1‬أمواج الدماغ‬ ‫احلالة‬ ‫اال�سرتخاء‬ ‫اليقظة‬ ‫النوم‬

‫الزيت العطري املنا�سب‬ ‫احلالة الف�سيولوجية‬ ‫طبيعة املوجة‬ ‫لهذه احلالة‬ ‫هادئ م�ستيقظ وغري اخلزامى‬ ‫ذبذباتها منتظمة‬ ‫ومتزامنة و�رسيعة غارق يف الأفكار ويف حالة‬ ‫ا�سرتخاء‬ ‫ذبذباتها غري منتظمة يقظ‪ ،‬يقوم بن�شاط عقلي اليا�سمني‬ ‫وغري متزامنة وبطيئة وفعال ويف حالة انتباه‬ ‫�شديد‬ ‫ذبذباتها بطيئة ومتزامنة يبد�أ بحالة حركة �رسيعة الورد‬ ‫لرمو�ش العني ومن ثم‬ ‫ي�ستغرق يف النوم‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫‪6‬‬

‫جدول رقم‪ 2‬املكونات الكيميائية للمركبات العطرية‬ ‫الرتكيب الكيميائي يحتوي على‬ ‫الألدهايدات ‪Aldehydes‬‬ ‫الكحوليات ‪Alcohols‬‬ ‫‪Phenols‬‬ ‫الفينوالت‬ ‫‪Ketones‬‬ ‫الكيتونات‬ ‫الرتبينات ‪Terpenes‬‬ ‫‪Esters‬‬ ‫اال�سرتات‬ ‫‪Ethers‬‬ ‫االيرثات‬ ‫القلويدات ‪Alkaloids‬‬ ‫اجلاليكو�سيدات ‪Glycosides‬‬

‫ال�صفات‬ ‫�ضد االلتهاب‪ ،‬مهدئة‪ ،‬م�سكنة للأمل‬ ‫�ضد البكترييا‪ ،‬ومن�شطة‪ ،‬مدرة للبول‬ ‫�ضد البكترييا‪ ،‬قوة جهاز املناعة‬ ‫التئام اجلروح‪ ،‬وتقلل املخاط‬ ‫من�شطة‪� ،‬ضد الفريو�سات‪ ،‬مهيجة للجلد‬ ‫�ضد الفطريات‪ ،‬وم�سكنة للأمل‬ ‫ان�سجام اجلهاز الع�صبي‪ ،‬ومطهرة‬ ‫م�سكنة‪ ،‬وخمدرة‪ ،‬ومنومة‬ ‫م�سهلة‪ ،‬وتعالج الروماتزم‬

‫النبات العطري الذي يحوي املركب‬ ‫الليمون واليوكاليبتو�س‬ ‫الورد‪ ،‬والفلفل الأ�سود‪ ،‬وال�شاي‬ ‫القرنفل‪ ،‬الزعرت‪ ،‬والقرفة‪ ،‬والكمون‬ ‫الكافور‪ ،‬وح�صى اللبان‪ ،‬واملريمية‬ ‫الليمون‪ ،‬والربتقال‪ ،‬و ال�رسو والفلفل الأ�سود‬ ‫اجلريب فروت‪ ،‬واخلزامى‪ ،‬والبابوجن‬ ‫القرنفل‪ ،‬والقرفة‪ ،‬والين�سون‬ ‫اخل�شخا�ش‪ ،‬والبالدونا‬ ‫ال�سنا مكي‪ ،‬وال�صرب‪ ،‬وال�صف�صاف‬

‫جدول ‪ :3‬بع�ض النباتات التي حتتوي على زيوت عطرية‬ ‫النبات مع اال�سم ال�شائع فاال�سم العلمي ثم يليه ا�سم العائلة املكونات الفعالة (زيوت عطرية حتتوي اال�ستعمال‬ ‫على‪) .......:‬‬ ‫للعطور واالدويه‬ ‫‪Geraniol, citronellol‬‬ ‫الورد ‪Rose ( Rosa gallica) Rosacea‬‬ ‫طارد للغازات م�سكن مدر للبول‬ ‫اليان�سون )‪Anithol Anise (Pimpinella anisum‬‬ ‫‪Apiaceae‬‬ ‫للعطور‬ ‫اليا�سم ني ‪ Jasmine( Jasminum grandi l‬زيت عطري‬ ‫‪rum) Oleaceae‬‬ ‫م�سكن طارد للغازات‬ ‫ال�شمر )‪Anethole, fenechone Fennel ( Foeniculum vulgare‬‬ ‫‪Umbeliferae‬‬ ‫طارد للغازات منبه‬ ‫‪ Cinnamon(Cinnamomum‬الدهايد ال�سيناميك و ‪Eugenol‬‬ ‫القرفة‬ ‫‪laureiri) Lauraceae‬‬ ‫الكافور ‪Cineol, pinene, menthol Camphor (Cinnamomum‬‬ ‫مطهر �ضد االلتهابات وي�ستخدم يف‬ ‫م�ستح�رضات التجميل‬ ‫‪camphora) Lauraceae‬‬ ‫الزع رت ‪Thymol, cavacrol Thymus ( thymus vulgaris) L a‬‬ ‫توابل طارد للغازات والديدان‬ ‫‪biatae‬‬ ‫‪Menthol,‬‬ ‫‪lemonin,‬‬ ‫‪cineole‬‬ ‫العطور احللوى طارد للغازات‬ ‫النعناع )‪Peppermint( Mentha piperita‬‬ ‫وم�سكن‬ ‫‪Labiatae‬‬ ‫اخلزام ى ‪Geraniol, linalool Lavender (Lavandula offic i‬‬ ‫للعطور وم�سكن االع�صاب ومطهر‬ ‫‪nalis) Labiatae‬‬ ‫)‪Terpene, ocenene ,tannin Sage (Salvia officinalis‬‬ ‫م�سكن للمغ�ص‪ ،‬مدر للبول وتدليك‬ ‫املريمية‬ ‫الع�ضالت‬ ‫‪Lbiatae‬‬ ‫الريحان ‪Linalool ,euginol cineol Basil ( Ocimum filamentosum‬‬ ‫للهدوء النف�سي وطارد للغازات‬ ‫ويعالج ال�صداع‬ ‫‪) Labiatae‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫�أما جدول رقم ‪ 3‬ف�إنه يبني بع�ض النباتات التي‬ ‫حتتوي على زيوت عطرية‪ ،‬و بيان بع�ض �صفاتها‬ ‫العالجية كما ويبني جدول رقم ‪� 4‬أهم الزيوت‬ ‫العطرية �شائعة اال�ستعمال وبيان �صفاتها العالجية‬ ‫( حجاوي ‪ ،1991‬العطيات ‪ ،1995‬برو�س ‪،2004‬‬ ‫�شفالييه ‪Drewnowski and Gomez ،2001‬‬ ‫‪.) 2000‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ .3‬طرق ا�ستعمال الزيوت العطرية‬ ‫النباتات العطرية حتتوي على زيوت عطرية ذات‬ ‫رائحة نفاذة‪ ،‬وت�أثريات ف�سيولوجية و�سيكولوجية‬ ‫متعددة‪ ،‬لذا ف�إنه من ال�رضوري معرفة كيفية‬ ‫ا�ستعمال الزيوت العطرية مع عدم ن�سيان �أن الزيوت‬ ‫العطرية هي مركبات كيميائية‪ ،‬وهذا النوع من �أنواع‬

‫جدول رقم ‪ :4‬بع�ض الزيوت العطرية وبيان �صفاتها العالجية‬ ‫النبات احلاوي للزيت العطري‬ ‫‪Basil oil‬‬ ‫زيت الريحان‬ ‫‪Lavender oil‬‬ ‫زيت اخلزامى‬ ‫زيت اليان�سون ‪Anise oil‬‬ ‫‪Cloves‬‬ ‫زيت القرنفل‬ ‫زيت اليا�سمني ‪Jasmine‬‬ ‫‪Thyme‬‬ ‫زيت الزعرت‬ ‫‪Rosemary‬‬ ‫زيت ح�صى اللبان‬ ‫زيت الهيل ‪Cardamom‬‬ ‫زيت العرعر ‪Juniper oil‬‬ ‫‪Neroli oil‬‬ ‫زيت نار ويل‬ ‫زيت البابوجن ‪Chamomile oil‬‬ ‫زيت النعناع ‪Peppermint oil‬‬ ‫‪Coriander oil‬‬ ‫زيت الكزبرة‬ ‫زيت ال�شمر ‪Fennel oil‬‬ ‫زيت الفلفل الأ�سود ‪Black pepper oil‬‬ ‫زيت القرفة ‪Cinnamon oil‬‬ ‫زيت الكمون ‪Cumin oil‬‬ ‫زيت الورد ‪Rose oil‬‬ ‫زيت خ�شب ال�صندل ‪Sandal oil‬‬ ‫زيت ال�رسو ‪Pine oil‬‬ ‫زيت اليوكاليبتو�س ‪Eucalyptus oil‬‬ ‫زيت املردقو�ش ‪Marjoram oil‬‬ ‫زيت املريمية ‪Sage oil‬‬ ‫زيت اللوز املر ‪Bitter almond oil‬‬

‫بع�ض ال�صفات العالجية للزيت العطري‬ ‫من�شط ومزيل للأحتقان‬ ‫مطهر‪ ،‬و�ضد التوتر‪ ،‬ويقلل �أمل ل�سعات احل�رشات‬ ‫طارد الغازات‪ ،‬وم�سكن‪ ،‬ومدر للبول‪ ،‬و�ضد ال�سعال‬ ‫ي�ستعمل كعطر‪ ،‬وتوابل‪ ،‬وم�سكن لأمل الأ�سنان‪ ،‬ومطهر‬ ‫ي�ستعمل يف �صناعة العطور‬ ‫مطهر‪ ،‬وي�ستخدم يف م�ستح�رضات الأدوية و التجميل‬ ‫مطهر‪ ،‬مدر للبول‪ ،‬يجلب التوازن‪( ،‬يحظر يف احلمل)‬ ‫من�شط‪ ،‬وطارد للريح‪ ،‬ومعطر‬ ‫مدر للبول‪ ،‬ومطهر‪ ،‬ومهدئ ( يحذر يف احلمل)‬ ‫مهدئ‪ ،‬وجيد جلفاف اجللد‪ ،‬وم�سكن ع�صبي‬ ‫طارد للغازات‪ ،‬وخمف�ض للحرارة‪ ،‬وم�سكن‬ ‫طارد للريح‪ ،‬و�ضد احلكة‪ ،‬ومطهر‪ ،‬ومثبط للقلب‬ ‫طارد للغازات‪ ،‬وم�سكن‪ ،‬وي�ستعمل كتوابل‬ ‫طارد للغازات‪ ،‬مدر للطمث‪ ،‬ملني‪ ،‬م�شهّ‪ ،‬مدر للحليب‬ ‫مقوي‪ ،‬وفاحت لل�شهية‬ ‫طارد للغازات‪ ،‬ومنبه عطري‬ ‫طارد للغازات‪ ،‬وم�سكن‪ ،‬وفاحت لل�شهية‬ ‫�ضد التوتر‪ ،‬ومن�شط جن�سي‪ ،‬ويقلل م�شكالت احلي�ض‬ ‫مطهر للمجاري البولية‪ ،‬ومق�شع‪ ،‬وي�ستعمل يف العطور‬ ‫م�ضاد االلتهاب‪ ،‬واحلرارة‪ ،‬والنقر�س‪ ،‬والروماتيزم‬ ‫الربد‪ ،‬واحلرارة‪ ،‬والإنفلونزا‪ ،‬واجليوب الأنفية‬ ‫م�سكن لأمل املرارة‪ ،‬و�أمل احلي�ض‪ ،‬والبوا�سري‪ ،‬وال�شقيقة‬ ‫�ضد التوتر‪ ،‬والقلق‪ ،‬والك�آبة‪ ،‬والأرق‬ ‫ي�ستعمل لإزالة النم�ش‪ ،‬ولل�صداع‪ ،‬واملغ�ص الكلوي‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫الطب البديل ي�ستخدم الزيوت العطرية لعالج حاالت‬ ‫مر�ضية متعددة وجللب ال�صحة جلميع �أجزاء اجل�سم‬ ‫وبطرق خمتلفة ( ‪Evans 2002, Wilkinson et‬‬ ‫‪ )al 1999‬ولعل من �أهم هذه الطرق ما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬ال�شم عن طريق الأنف مبا�رشة‪� ،‬أو عن طريق‬ ‫بخ العطر املطلوب ا�ستخدامه يف الهواء‪ ،‬وت�ستخدم‬ ‫هذه الطريقة جللب اال�سرتخاء والتوازن‪ ،‬كما �أنها‬ ‫ت�ستخدم لتغيري حالة اجلو‪ ،‬واملكان‪ ،‬وتن�شيط‬ ‫اجلهاز التنف�سي‬ ‫‪.2‬االمت�صا�ص عن طريق اجللد‪ ،‬فالزيوت العطرية‬ ‫�سهلة االمت�صا�ص‪ ،‬وت�ستعمل الزيوت العطرية يف‬ ‫هذا املجال لعدة حاالت‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫�أ‌‪-‬احلمامات ال�ساخنة لتن�شيط اجللد وجلب‬

‫‪8‬‬

‫�إ�رشاف طبي‪.‬‬ ‫يبني جدول رقم ‪� 5‬أنواع الزيوت العطرية امل�ستعملة‬ ‫يف كل حالة من احلاالت ال�سابقة مع بيان العطر‬ ‫املنا�سب لكل حالة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬موقف العلم من ا�ستخدام العطور يف‬ ‫التداوي‪ ،‬و �أبرز الأمرا�ض التي ميكن للعطور‬ ‫�أن تدخل يف عالجها‬

‫كما ر�أينا من الناحية الف�سيولوجية كيفية تركيب‬ ‫وعمل ع�ضو ال�شم عند الإن�سان‪ ،‬وكيفية ت�أثريه على‬ ‫املركز ال�شمي الع�صبي‪ ،‬وكيف تتفاعل املركبات‬ ‫ذات الروائح املختلفة يف اجل�سم‪ ،‬وللإجابة عن هذا‬ ‫ال�س�ؤال ال بد من احلديث عن الأمور الآتية‪:‬‬ ‫‪ .1‬العوامل التي جتعل للزيوت العطرية ت�أثريا ً‬

‫جدول رقم ‪:5‬طرق ا�ستعمال الزيوت العطرية‬ ‫طريقة اال�ستعمال‬ ‫‪ .1‬ال�شم‬ ‫‪ .2‬االمت�صا�ص عن طريق اجللد‬ ‫�أ‌‪-‬احلمامات ال�ساخنة‬ ‫ب‌‪-‬التدليك‬ ‫ت‌‪-‬كمادات‬ ‫‪ .3‬االمت�صا�ص عن طريق الفم‬ ‫اال�سرتخاء‬ ‫ب‌‪-‬للم�ساج ( التدليك)‬ ‫ت‌‪-‬ت�ستعمل الزيوت العطرية على �شكل كمادات‬ ‫باردة �أو �ساخنة ح�سب احلاجة‬ ‫‪.3‬االمت�صا�ص عن طريق الفم‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫ا�ستعمال الزيوت العطرية كغ�سول للفم �أو‬ ‫امت�صا�صه عن طريق الأمعاء‪ ،‬ويف هذه احلالة ال بد‬ ‫من احلذر ال�شديد‪ ،‬ويجب �أن يتم اال�ستعمال حتت‬

‫الزيوت امل�ستعملة‬ ‫زيت الورد‪ ،‬والريحان‪ ،‬واخلزامى‪ ،‬واليا�سمني‪،‬‬ ‫وال�صندل‬ ‫زيت الزجنبيل‪ ،‬واملردقو�ش‪ ،‬واخلزامى‪ ،‬والزعرت‪،‬‬ ‫واليوكاليبتو�س‬ ‫زيت ال�صندل‪ ،‬واللبان الذكر‪ ،‬والورد‪ ،‬واخلزامى‬ ‫زيت الزعرت واملريمية واملردقو�ش والليمون‬ ‫زيت الفلفل الأ�سود‪ ،‬والزعرت‪ ،‬والبابوجن‪ ،‬والقرنفل‪،‬‬ ‫واليان�سون‪ ،‬والنعناع‬ ‫م�سكن ًا‪.‬‬ ‫‪� .2‬أبرز الأمرا�ض التي ميكن للعطور �أن تدخل يف‬ ‫عالجها‪.‬‬ ‫‪ .3‬مدى �سالمة وخطورة ا�ستعمال الزيوت العطرية‪.‬‬ ‫‪ .4‬املعار�ضون ال�ستخدام العطور يف عالج الأمرا�ض‪.‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫‪ .1‬العوامل التي جتعل للزيوت العطرية ت�أثريا‬ ‫ً م�سكنا ً‬ ‫ترتكب الزيوت العطرية من مزيج من مركبات‬ ‫معقدة ت�ؤثر على الذاكرة‪ ،‬وال�سلوك‪ ،‬والأع�صاب‪،‬‬ ‫مما يجعلها ت�ؤثر ت�أثري ًا مبا�رش ًا وم�سكن ًا على‬ ‫النواقل الع�صبية مث ل ‪Dopamine, Noradre n‬‬ ‫‪ .aline , Serotonin‬وبينت الدرا�سات العلمية‬ ‫�أن الزيوت العطرية تن�شط امل�سكنات الع�صبية التي‬ ‫يفرزها الدماغ مثل ( ‪Enkephalins- opioids‬‬ ‫‪Wilkinson et al 1999, Diego et al 1998,‬‬

‫‪.)Miltner et al 1994, Stevenson 1992‬‬ ‫وهذا الت�أثري يقوم بتعديل عمليات ف�سيولوجية‬ ‫خمتلفة ك�ضغط الدم‪ ،‬والتوازن الهرموين‪ ،‬وتعديل‬ ‫م�ستوى التوتر‪ ،‬وحت�سني الذاكرة‪ ،‬وجلب ال�سكينة‬ ‫خا�صة عند الأ�شخا�ص امل�صابني باخلبل فقد بينت‬ ‫عدة درا�سات �أن بخ اخلزامى يف جناح املر�ضى‬ ‫امل�صابني باخلبل‪ ،‬قد قلل م�ستوى التوتر عندهم‬ ‫ب�شكل ملحوظ‪ ،‬كما و�أظهرت درا�سات �أخرى �أن‬ ‫ا�ستن�شاق زيتي الربجموت و�إبرة الراعي من قبل‬ ‫ال�سيدات اللواتي يردن اخل�ضوع لعملية الإجها�ض‬ ‫يقلل م�ستوى التوتر لديهن ب�شكل ملحوظ ( ‪Wiebe‬‬ ‫‪2000, Holmes C et al 2002, Smallwood et‬‬

‫‪.)al 2001, Ballard C et al 2002‬‬

‫‪� .2‬أبرز الأمرا�ض التي ميكن للعطور �أن تدخل‬ ‫يف عالجها‪.‬‬ ‫ا‪ -‬حتفيز وتن�شيط جهاز املناعة‬ ‫بينت الدرا�سات العلمية �أن تدليك الأ�شخا�ص الذين‬ ‫عندهم م�شكالت نف�سية‪ ،‬ونق�ص بالأداء الوظيفي‬ ‫ملناعة اجل�سم بزيوت اللوز احللو‪ ،‬واملردقو�ش‪،‬‬ ‫واخلزامى‪ ،‬يرفع م�ستوى كريات الدم البي�ضاء‬

‫‪9‬‬

‫اخلا�صة بجهاز املناعة مثل خاليا (‪ ،)CD4+‬وي�ؤدي‬ ‫�إىل انخفا�ض ب�سيط يف هرمون التوتر(‪Cortisol‬‬ ‫)‪،‬وتن�شيط هرمونات النمو‪ ،‬وارتفاع م�ستوى‬ ‫هرمون ال�سريوتونني ‪ Serotonin‬الذي يقلل‬ ‫التوتر‪ ،‬وين�شط ال�شعور بالنوم ( ‪Hiroko et al‬‬ ‫‪ ،)2005, Miller and Cohen 2001‬كما �أن‬ ‫التدليك بالزيوت العطرية يرفع م�ستوى موجات‬ ‫‪ a‬التي تزيد من حت�سني احلالة النف�سية‪ ،‬وتقلل‬ ‫من التوتر (‪ ،)Field 2004‬تبني هذه الأبحاث �أن‬ ‫التدليك بالزيوت العطرية يزيد من مقاومة اجل�سم‬ ‫للمر�ض‪ ،‬وحت�سني احلالة النف�سية للمري�ض ( ‪Lorig‬‬ ‫‪.)et al 1991, Holmes et al 2002‬‬

‫ب‪ .‬تخفيف ال�صداع‬ ‫(‪Tiger‬‬

‫�إن التجارب التي �أجريت على مرهم‬ ‫‪ )balm‬الذي ي�ستعمل دهن ًا على جبهة الر�أ�س يقلل‬ ‫من ال�صداع‪ ،‬وهذا املرهم يحتوي على زيت الكافور‬ ‫وزيت نبات (‪ ،)Cajaput‬ومبقارنة ت�أثري هذا املرهم‬ ‫مع دواء(‪ )Tylenol‬امل�سكن فقد �أظهرت هذه‬ ‫الدرا�سات �أن ملرهم (‪)Tiger balm‬ت�أثري ًا �أقوى يف‬ ‫تقليل ال�صداع مقارنة بدواء ‪Tylenol Schattner‬‬ ‫‪and Randerson 1998, Gobel et al 1996‬‬

‫ت‪ -‬حل م�شكالت اجلهاز التنف�سي‬ ‫هناك عدة جتارب علمية تبني �أن ا�ستعمال الزيوت‬ ‫العطرية يعمل على تقليل احتقانات اجلهاز التنف�سي‬ ‫ففي درا�سة علمية تبني �أن ا�ستن�شاق زيت النعناع‬ ‫له نتائج �إيجابية يف تخفيف حدة االحتقان‪ ،‬وتقليل‬ ‫ن�سبة تكوين املادة املخاطية يف اجليوب الأنفية‬ ‫( ‪.)Morice et al 1994, Hasani et al 2003‬‬ ‫كما �أن هناك �أبحاثا علمية بينت �أن ا�ستعمال خليط‬ ‫من الزيوت العطرية يقلل من �آثار الربد‪ ،‬والتهاب‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫الق�صبات املزمن (‬ ‫‪ ،)1982‬فعند ا�ستعمال خليط املركبات الفعالة لكل‬ ‫من زيت ‪ cineole‬من نبات اليوكاليبتو�س وزيت ‪d-‬‬ ‫‪ limonene‬من احلم�ضيات وزيت ‪ a-pinene‬من‬ ‫ال�صنوبر‪ ،‬عن طريق الفم يقلل من �آثار الربد والتهاب‬ ‫اجليوب الأنفية‪ ،‬والتهاب الق�صبات الهوائية احلاد (‬ ‫‪ ،)Sengespeik et al 1998‬ويعرف هذا اخلليط‬ ‫الذي يحتوي على الزيوت الثالثة من الناحية الطبية‬ ‫‪ ، Essential oil monoterpenes‬كما بينت‬ ‫الدرا�سات املذكورة �أن ا�ستعمال زيت اليوكاليبتو�س‬ ‫لوحده �أثبت فعاليته يف تخفيف �أعرا�ض الربد‪،‬‬ ‫والر�شح‪ ،‬وامل�شكالت التنف�سية الأخرى ‪Jeu r( ،‬‬ ‫‪ .)gens et al 2003, Kerhl et al 2004‬كما �أن‬ ‫ا�ستن�شاق الزيوت العطرية ي�ساعد على التخل�ص من‬ ‫االحتقان يف اجليوب الأنفية واملجاري التنف�سية‬ ‫( ‪.)Morris et al 1995‬‬ ‫‪Cohen and Dresseler‬‬

‫ث‪ -‬تخفيف الإدمان من تعاطي ال�سجائر‬ ‫يف جتربة علمية �أجريت على( ‪ )48‬مدمن تدخني كي‬ ‫يقلعوا عن تعاطي ال�سجائر‪ ،‬فقد مت �إعطاء ه�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص �سجائر بديلة بطعم الفلفل الأ�سود‬ ‫و�أخرى بطعم املينثول‪ ،‬ونوع ثالث بدون طعم‪.‬‬ ‫وكانت النتائج �أن ال�سجائر التي بطعم الفلفل الأ�سود‬ ‫قللت ظاهرة التوق ال�شديد لل�سجائر‪ ،‬وبالتايل قللت‬ ‫حالة الإدمان عندهم (‪.)Rose and Behm 1994‬‬

‫ج‪ -‬تقليل م�شكالت اجلهاز اله�ضمي‬ ‫يف درا�سة علمية �أجريت على (‪� )39‬شخ�ص ًا مت‬ ‫�إعطا�ؤهم خليط ًا من زيتي النعناع والكراوي ا ‪car a‬‬ ‫‪ way‬ثالث مرات باليوم ملدة �أربعة �أ�سابيع‪ ،‬فقد‬ ‫تبني �أن ذلك ي�ؤدي �إىل تقليل م�شكالت ع�رس اله�ضم‬ ‫ب�شكل ملحوظ مقارنة مع جرعات ‪ placebo‬التي‬

‫‪10‬‬

‫�أعطيت للمقارنة ( ‪ ،)May 1996‬ويف درا�سة �أخرى‬ ‫متت مقارنة الدواء الكيماوي ‪metoclopramide‬‬ ‫الذي يعطي لتقليل املغ�ص وع�رس اله�ضم مع خليط‬ ‫من زيوت النعناع‪ ،‬والكراويا‪ ،‬وال�شمر‪ ،‬وبعد �أيام‬ ‫من العالج تبني �أن هناك ‪44%‬من الأ�شخا�ص الذين‬ ‫�أجري عليهم البحث(‪� 60‬شخ�صا) انخف�ض املغ�ص‬ ‫والأمل عندهم ب�شكل كامل مقابل ‪ 13%‬من الذين‬ ‫تناولوا الدواء الكيماوي( ‪metoclopramide‬‬ ‫‪.Westphal et al 1996‬‬

‫ح‪ -‬اال�ستعمال املو�ضعي للزيوت العطرية‬ ‫�إن اال�ستعمال املو�ضعي للزيوت العطرية ال يقل‬ ‫ت�أثريا عن اال�ستعماالت الطبية الأخرى لها‪ ،‬ففي عدة‬ ‫درا�سات تبني �أن ا�ستعمال زيت �شجرة ال�شاي من‬ ‫نبات ‪ Melaleuca alternifolia‬له �صفات قاتلة‬ ‫للنمو البكتريي والفطر ( ‪،)Williams et al 1989‬‬ ‫فقد ا�ستعمل هذا الزيت كم�ضاد اللتهابات املهبل‬ ‫البكتريية‪ ،‬والتهابات القدم الريا�ضي الفطرية‪،‬‬ ‫كما �أن ا�ستعمال خليط زيوت الزعرت‪ ،‬واخلزامى‪،‬‬ ‫وح�صى اللبان‪ ،‬وزيت خ�شب الأرز‪ ،‬ملدة �سبعة �أ�شهر‬ ‫على فروة الر�أ�س يزيد من منو ال�شعر عند ‪ 44%‬من‬ ‫الذين ا�ستخدموا العالج (والذي يبلغ عددهم ‪80‬‬ ‫�شخ�صا) والذين يعانون من مر�ض ت�ساقط ال�شعر‬ ‫( ‪.)Hay et al 1998‬‬

‫خ‪ -‬الزيوت العطرية وال�سرطان‬ ‫ُر ّوج يف ال�سنوات القليلة املا�ضية �أن الزيوت العطرية‬ ‫ت�ستعمل كعالج لل�رسطان‪� ،‬إال �أنه ال يوجد بحث‬ ‫علمي دقيق يناق�ش �أن الزيوت العطرية تنفع كعالج‬ ‫مبا�رش ملر�ض ال�رسطان‪� ،‬أما الأبحاث التي ن�رشت‬ ‫عن مدى �أهمية الزيوت العطرية ملر�ضى ال�رسطان‪،‬‬ ‫فهي �أبحاث ناق�شت �أهمية �إعطاء الزيوت العطرية‬ ‫للم�صابني مبر�ضى ال�رسطان كعالج مكمل مع‬ ‫العالج الكيماوي‪ ،‬وت�شري هذه الأبحاث �إىل �أن التدليك‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫بالزيوت العطرية قبل القيام بالعالج الكيماوي يقلل‬ ‫من الت�أثريات ال�سيكولوجية والتوترات النف�سية‬ ‫له�ؤالء املر�ضى‪ ،‬كما ويقلل من ال�شعور بالأمل عندهم‪،‬‬ ‫وذلك بن�سب قليلة ومتفاوتة يف معظم الأحيان ( ‪Fe l‬‬

‫‪low et al 2004, Hadfield 2001, Wilcock‬‬ ‫‪et al 2004, Soden et al 2004, Kite et al‬‬

‫‪� .)1998, Graham et al 2003‬إن هذه الأبحاث‬ ‫تبني لنا بو�ضوح �أن العالج بالزيوت العطرية يع ّد‬ ‫عامال ً م�ساعدا ً للعالج الكيماوي ولي�س بديال ً عنه‪،‬‬ ‫وي�ساعد على حت�سني احلالة النف�سية للمري�ض‪.‬‬

‫د‪ -‬الزيوت العطرية والتمري�ض‬ ‫لعل �أكرث من �ساهم يف انت�شار طرق ا�ستعمال‬ ‫الزيوت العطرية يف الأو�ساط الطبية هو علم التمري�ض‬ ‫فاملمر�ضات كن ميزجن بني العالج التقليدي والعالج‬ ‫بالطب البديل يف دور العناية ال�صحية وامل�ست�شفيات‪،‬‬ ‫خا�صة يف العالجات التي حتتاج �إىل تدليك‪ ،‬فكثريا ً‬ ‫ما تقوم املمر�ضات بتدليك املر�ضى بالزيوت العطرية‬ ‫قبل القيام بو�سائل العالج املختلفة‪ ،‬ففي بحث علمي‬ ‫�شامل ودقيق قام مبراجعة الأبحاث العلمية التي‬ ‫تعني با�ستعمال الزيوت العطرية يف جمال التمري�ض‬ ‫فقط‪ ،‬تبني �أن هناك ‪ 165‬بحثا تعنى با�ستعمال‬ ‫الزيوت العطرية يف هذا املجال‪ ،‬ويخل�ص البحث‬ ‫�إىل �أن ا�ستعمال الزيوت العطرية يف تقدم مطرد ملا‬ ‫يقدمه من نتائج �إيجابية تعطي ال�شعور بالتح�سن‬ ‫عند العديد من املر�ضى ( ‪Wilkinson et al‬‬ ‫‪1999, Stevenson 1992, Maddocks and‬‬ ‫‪.)Wilkinson 2004‬‬

‫ذ‪ -‬عالج الأرق‬ ‫تعد م�شكلة قلة النوم من امل�شكالت التي ال تقل �أهمية‬ ‫عن امل�شكالت ال�سابقة‪ ،‬وح�سب الطريقة املتبعة‬ ‫يف فن املعاجلة بالروائح والعطور‪ ،‬ف�إن ا�ستن�شاق‬

‫‪11‬‬

‫زيتي البابوجن واخلزامى يقلل من الأرق ويجلب‬ ‫اال�سرتخاء ( ‪.)David 2005‬‬

‫‪ .3‬مدى �سالمة وخطورة ا�ستعمال الزيوت‬ ‫العطرية‬

‫�إن الزيوت العطرية هي م�ستخل�صات كيماوية من‬ ‫نباتات طبية‪ ،‬والنباتات الطبية قد ت�سبب �آثارا ً‬ ‫غري مرغوب فيها; الحتوائها على مركبات كيماوية‬ ‫متعددة قد تكون خطرية للغاية يف بع�ض الأحيان‪� ،‬إال‬ ‫�أن الدرا�سات التي �أجريت على العديد من الزيوت‬ ‫العطرية �أخفقت يف و�ضع تقرير حمدد ملدى اجلرعة‬ ‫ال�سليمة التي يجب تعاطيها عند العالج بالزيوت‬ ‫العطرية‪ ،‬كما �أن الدرا�سات تبني �أن بع�ض الأ�شخا�ص‬ ‫كالأطفال والأ�شخا�ص الذين يعانون من �أمرا�ض‬ ‫حادة يحظر عليهم ا�ستعمال الزيوت العطرية دون‬ ‫ا�ست�شارة الطبيب ( ‪Weiss and James 1997,‬‬ ‫‪deGroot and Frosch 1997, Hicks 1998,‬‬

‫‪ .)Stevenson 1992‬كما تفيد الأبحاث العلمية‬ ‫احلديثة ( ‪� )Tony and Sally 2005‬أن هناك زيوتا‬ ‫ً عطرية ت�سبب احل�سا�سية‪ ،‬و�أخرى ت�سبب التهيج‬ ‫اجللدي‪ ،‬والدوران‪ ،‬واحلروق‪ ،‬وبع�ضها ي�سبب‬ ‫الت�سمم (جدول رقم ‪.)6‬‬

‫‪ .4‬املعار�ضون ال�ستخدام العطور يف عالج‬ ‫الأمرا�ض‬ ‫مبا �أن العطور هي مركبات كيماوية م�ستخل�صة من‬ ‫النباتات الطبية‪ ،‬و�أن هذه املركبات حتدث تغريات‬ ‫ف�سيولوجية خمتلفة‪ ،‬منها ما يكون �إيجابيا ومنها‬ ‫ما يكون �سلبيا‪ ،‬ف�إن التغريات ال�سلبية التي حتدثها‬ ‫الزيوت العطرية �ساعدت املعار�ضني لهذا النوع من‬ ‫الطب البديل على �إبداء �آرائهم لدح�ض مقولة فعالية‬ ‫هذا النوع من العالج من جهة‪ ،‬ول�رصف النظر عن‬ ‫التعامل به من جهة �أخرى (‪Lynn 1996, Barrett‬‬ ‫‪.)2001, Schaller and Korting 1995‬‬


2011، )23-1(‫ ص‬، ) 5( ‫ اجمللد‬، ‫جملة جامعة اخلليل للبحوث‬...‫ العالج بالعطور‬،‫مهند اجلزار‬.‫د‬

12

‫املركب الفعال‬

‫ بع�ض الزيوت العطرية التي ت�سبب خماطر �صحية خمتلفة‬:6 ‫جدول رقم‬ ‫اال�سم والعائلة‬

‫الزيت‬

Poly nuclear hydrocarbons

Betula penda (Betulaceae)

‫زيت البتوال اخلام‬ Birch tar oil crude

Poly nuclear hydrocarbons

Juniperusoxycederus (Cupressaceae)

‫زيت العرعر اخلام‬ Cade oil crude (Juniper)

b- Asarone

Acorus calamus ( Arecaceae)

‫زيت الوج‬ Calamus oil

Safrole

Sassafras albidum ( Lauraceae)

‫زيت �سا�سفرا�س‬ Sassafras oil

Hydrocyanic acid

Prunus communis (Rosaceae)

‫زيت اللوز املر‬ Almond oil (bitter)

Sabinyl acetate

Juniberus sabina (Cupressaceae)

‫زيت عرعر كبري‬ Savin oil

Allyl & phenylethyl isocyanate

Amoracia rusticana (Cruceferae)

‫زيت فجل اخليل‬ Horseradish oil

Allyl isocyanate

Brassica ssp ( many) (Cruceferae)

‫زيت اخلردل‬ Mustard oil

Pentadecanolide

Angelica archangelica ( Umbelliferae)

‫زيت جذر ع�شبة املالك‬ Angelica root oil

Cuminaldehyde

Cuminum cyminum ( Umbelliferae)

‫زيت الكمون‬ Cumin oil

Germacrene D, benzyl acetate

Ficus carica ( Muraceae)

‫زيت ورق التني‬ Fig leaf oil Absolute

Limonine, citral

Citrus limon (Rutaceae)

‫زيت الليمون‬ Lemon oil cold pressed

Cinnamic aldehyde and coumarin

Cinnamomum cassia (Leguminaceae)

‫زيت ال�سنا‬ Cassia oil

Cinnamic aldehyde

Cinnamomum zeylanicum ( Lauraceae)

‫زيت القرفة‬ Cinnamon bark oil

Terpenoid mixture

Camellia sinensis (Theaceae)

‫زيت ال�شاي‬ Tea oil absolute

Terpine mixture

Pinus ssp ( many) ( Pinaceae)

‫ )زيت الرتبنتني (من �شجر ال�صنوبر‬Terpentine oi

‫زيوت عطرية قد ت�سبب‬ ‫ال�رسطان‬ Carcinogenic

- ‫زيوت عطرية ت�سبب‬ ‫الت�سمم‬ Toxic

- ‫زيوت ت�سبب الت�سمم‬ ‫بوجود ال�ضوء‬ phototoxic

- ‫زيوت ت�سبب ح�سا�سية‬ ‫مفرطة ويجب عدم‬ ‫ا�ستعمالها يف العالج‬ ‫العطري‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫�إال �أنه ال بد من بيان �أنه ال توجد هناك عالجات‬ ‫عرفية �أو بديلة تخلو من �آثا ٍر �سلبية خا�صة �إذا �أُ�سيئ‬ ‫ا�ستعمالها‪ ،‬كما �أنه بات من امل�ؤكد �أن العالجات‬ ‫البديلة �أقل �رضرا ً من العالج احلديث ( ‪Cook‬‬ ‫‪ ،)and Ernst 2000‬كما �أن منظمة الغذاء والدواء‬ ‫الأمريكي ة ‪U.S food drug administr a‬‬ ‫‪� tion‬صنفت الزيوت العطرية من املواد ال�صاحلة‬ ‫لال�ستعمال الب�رشي ‪generally recognized‬‬ ‫‪ ( )as safe (GRAS‬انظر ‪http://www.nci.‬‬

‫‪ )/nih.gov/pdq/aromatherapy‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد بينت املنظمة �أي�ضا �أنه يحظر ا�ستعمال‬ ‫الزيوت العطرية عن طريق الفم مما ي�سببه بع�ضها‬ ‫من ح�سا�سية وتهيجات جلدية‪ ،‬و �إذا و�ضعنا بعني‬ ‫االعتبار الدرا�سات العلمية العديدة لأهمية الروائح‬ ‫والزيوت العطرية يف حت�سني املزاج‪ ،‬وحت�سني �أداء‬ ‫جهاز اله�ضم‪ ،‬واملناعة‪ ،‬والتنف�س‪ ،‬والتقليل من‬ ‫التوتر وال�صداع‪ ،‬وغريها من العالجات املختلفة‪،‬‬ ‫وقتل اجلراثيم‪ ،‬وحت�سني احلالة النف�سية ملر�ضى‬ ‫ال�رسطان‪ ،‬ف�إن هذه الأبحاث تبني لنا بو�ضوح �أهمية‬ ‫هذا النوع من العالجات كعالج م�ساند ومكمل للعالج‬ ‫العريف ولي�س بديال ً عنه‪ ،‬ومع قلة الدعم املادي يف جمال‬ ‫الطب البديل ف�إن هناك توجها ً حقيقيا ً لال�ستفادة‬ ‫من العالج بالعطور‪ ،‬و�إذا نظرنا يف االنتقادات‬ ‫امل�ضادة ف�إنه يتبني لنا الفرق الوا�ضح والذي ي�صب‬ ‫يف م�صلحة تقدم هذا العلم‪ ،‬هذا بالإ�ضافة �إىل كون‬ ‫هذه االنتقادات ال تتعدى كونها �آراء ال غري‪ ،‬ف�إن هذا‬ ‫يبني لنا بو�ضوح عدم �صحة ادعاءات املعار�ضني‪،‬‬ ‫يف املقابل ف�إنه ال توجد هناك درا�سات علمية موثقة‬ ‫تنفي ذلك‪ ،‬والأبحاث املن�شورة يف هذا املجال ال تتعدى‬ ‫كونها �آراء وانتقادات‪ ،‬وت�أتي هذه االنتقادات من‬ ‫�سوء ا�ستعمال الزيوت العطرية‪ ،‬و�إحلاق الو�صفات‬ ‫ال�شعبية امل�ضللة وامل�أخوذة عن غري املخت�صني بهذا‬ ‫العلم والتي ال ت�ستند �إىل مرجع علمي �أو خمت�ص يف‬

‫‪13‬‬

‫هذا املجال‪ ،‬ومثال ذلك دور العطور يف تنظيم الطاقة‬ ‫احليوية‪ ،‬والطاقة احليوية ما زالت جمال جدل عند‬ ‫العلماء‪ ،‬وما نورده هنا هو �أبحاث علمية تخ�ضع‬ ‫ل�رشوط البحث العلمي فقط‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬موقف الإ�سالم من التداوي بالعطور‬ ‫و مدى �إ�سهامات العلماء امل�سلمني يف هذا‬ ‫املجال‬

‫قدم العرب وامل�سلمون �أنظار ًا يف هذا النوع من الطب‬ ‫البديل لت�ضفي على احل�ضارة الإ�سالمية طابعا ً فريدا‬ ‫ً ومميزا ً‪ ،‬وحتى تكتمل الإجابة عن هذا ال�س�ؤال ال بد‬ ‫�أن ي�شمل احلديث‪:‬‬ ‫‪.1‬الزيوت العطرية يف القر�آن الكرمي وال�سنة النبوية‪.‬‬ ‫‪�.2‬إ�سهامات امل�سلمني يف تطور وا�ستعمال الزيوت‬ ‫العطرية يف العالجات الطبية‪.‬‬

‫�أوال‪ :‬الزيوت العطرية يف القر�آن الكرمي‬ ‫وال�سنة النبوية‬

‫مل ي�أت يف كتاب اهلل تعاىل "القر�آن الكرمي" لفظ �رصيح‬ ‫فيما يخت�ص بالعطور‪� ،‬إال �أنه قد ورد كلمة (طيب)‬ ‫يف �آيات عدة ويف �سياقاتٍ ومعانٍ متعددة نحو قوله‬ ‫ني َع َلى َما �أَن ُت ْم َع َل ْي ِه‬ ‫تعاىل‪َّ " :‬ما َكانَ اللهَّ ُ ِل َي َذ َر المْ ُ�ؤْ ِم ِن َ‬ ‫َحت َ​َّى يمَ ِ ي َز الخْ َ بِيثَ م َِن َّ‬ ‫الط ِّي ِب" ( �آل عمران‪،)179:‬‬ ‫ني "‬ ‫ِين َت َت َوفَّا ُه ُم المْ َال ِئ َك ُة َط ِّي ِب َ‬ ‫وقوله تعاىل‪" :‬ا َّلذ َ‬ ‫( النحل‪ ،)32 :‬كما جاءت كلمة (ريحان) مرتني‬ ‫يف القر�آن الكرمي‪ ،‬وذلك يف قوله تعاىل‪َ " :‬والحْ َ ُّب ذُو‬ ‫ا ْل َع ْ�ص ِف َوال َّر ْي َح ُان" ( الرحمن‪ ،)12 :‬وقوله تعاىل‪:‬‬ ‫ني (‪َ )88‬ف َر ْو ٌح َو َر ْي َحانٌ‬ ‫" َف�أَ َّما �إِن َكانَ م َِن المْ ُ َق َّر ِب َ‬ ‫َو َج َّن ُة َنعِي ٍم" ( الواقعة‪ ،)89 :‬كما جاءت كلمة‬ ‫(م�سك) مرة واحدة يف قوله تعاىل‪":‬خِ تَا ُم ُه م ِْ�س ٌك وَفيِ‬ ‫َذ ِلكَ َفلْ َي َتنَاف َِ�س المْ ُ َتنَاف ُِ�سونَ " ( املطففني‪ ،)26:‬وامل�سك‬ ‫طيب ي�ستخرج من ظباء التبت يقوي الدماغ وينفع‬ ‫من ال�صداع ( الفريوز �أبادي ‪� 1998‬صفحة ‪.)953‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫�أما كلمة (رائحة) فلم ترد بالقر�آن باللفظ نف�سه‪،‬‬ ‫ولكن جاءت على معنى �شم الرائحة‪ ،‬قال تعاىل‪َ " :‬ولمَ َّا‬ ‫و�س َف َل ْو َال‬ ‫ف َ​َ�ص َلتِ ا ْل ِع ُري قَا َل �أَ ُبو ُه ْم �إِنيِّ َ ألَجِ ُد ر َ‬ ‫ِيح ُي ُ‬ ‫�أَن ُت َف ِّن ُدونِ " (يو�سف ‪ ،)94 :‬وكما جاء يف خمت�رص‬ ‫تف�سري ابن كثري ( اجلزء الثاين �صفحة ‪ ،131‬حتقيق‬ ‫ِيح‬ ‫الألباين) قال يعقوب عليه ال�سالم‪�" :‬إِنيِّ َ ألَجِ ُد ر َ‬ ‫و�س َف َل ْو َال �أَن ُت َف ِّن ُدون"‪� ،‬أي تن�سبوين �إىل الكرب‪،‬‬ ‫ُي ُ‬ ‫قال ابن عبا�س‪ :‬ملا خرجت العري هاجت ريح فجاءت‬ ‫يعقوب بريح قمي�ص يو�سف فوجد ريحه من م�سرية‬ ‫ثمانية �أيام‪ .‬كما جاء لفظ (الكافور) يف القر�آن الكرمي‬ ‫يف قوله تعاىل‪�" :‬إِ َّن الأَ ْب َرا َر َي�شرْ َ ُبونَ مِن َك�أْ ٍ�س َكانَ‬ ‫َاج َها َكافُو ًرا " ( الإن�سان‪� )5 :‬أي � َّأن الأبرار‬ ‫ِمز ُ‬ ‫الذين كانوا يف الدنيا �أبرار ًا ي�رشبون ك�أ�سا من‬ ‫اخلمر ممزوجة ب�أنف�س �أنواع الطيب‪ ،‬وهو الكافور‪،‬‬ ‫رض من �أ�شجار ببالد الهند‬ ‫وهو طِ يب معروف ُي�ستح� ُ‬ ‫وال�صني وهو من �أنف�س �أنواع الطيب عند العرب‬ ‫(الفريوز �أبادي ‪� 1998‬صفحة ‪ ، )470‬قال ابن‬ ‫عبا�س‪ :‬الكافور ا�سم عني ماء يف اجلنة ( ال�صابوين‬ ‫‪� ،2000‬صفحة ‪ 468‬اجلزء الثالث)‪ .‬وكذلك جاء يف‬ ‫القر�آن املزج بطعم الزجنبيل‪ ،‬قال تعاىل‪َ ":‬و ُي ْ�س َق ْونَ‬ ‫جن ِبيال" (الإن�سان‪)17 :‬‬ ‫َاج َها َز َ‬ ‫فِي َها َك�أْ ً�سا َكانَ ِمز ُ‬ ‫�أي ك�أ�س من اخلمر ممزوجة بالزجنبيل‪ ،‬والعرب‬ ‫ت�ستلذ من ال�رشاب ما مزج بالزجنبيل لطيب رائحته‬ ‫( ال�صابوين ‪� ،2000‬صفحة ‪� .)470‬أما ال�سنة‬ ‫النبوية املباركة فقد زخرت يف الألفاظ والأفعال الدالة‬ ‫على حر�ص الر�سول (�صلى اهلل عليه و�سلم) وحثه‬ ‫�صحابته على ا�ستعمال الطيب‪ ،‬فكان عليه ال�سالم‬ ‫ال يكاد يقوم بعمل �إال ومي�س من الطيب خا�صة بعد‬ ‫كل غ�سل‪ ،‬وقد حث النبي (�صلى اهلل عليه و�سلم)‬ ‫�أ�صحابه بالغ�سل والطيب وال�سواك يف يوم اجلمعة‬ ‫حيث يلتقي جميع امل�سلمني يف هذا اليوم املميز‪ ،‬فقد‬ ‫�أمرهم �أن يظهروا ب�أجمل �صورة و�أطيب رائحة‪ ،‬عن‬ ‫عمرو بن �سليم الأن�صاري عن �أبي �سعيد اخلدري‬

‫‪14‬‬

‫قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ( �صلى اهلل عليه و�سلم)‪" :‬ا ْلغ ُْ�س ُل‬ ‫َي ْو َم الجْ ُ ُم َع ِة َواجِ ٌب َع َلى ُك ِّل محُ ْ َت ِل ٍم َو�أَ ْن َي ْ�س نَ َّت َو�أَ ْن‬ ‫د" ( البخاري حديث رقم ‪.) 880‬‬ ‫يمَ َ َّ�س طِ ي ًبا �إِ ْن َو َج َ‬ ‫وروى عبيد اهلل بن عمرو عن نافع قال‪" :‬كان ابن‬ ‫وتطيب ب�أطيب‬ ‫عمر �إذا راح �إىل اجلمعة اغت�سل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫طيب عنده" ( احلنبلي ‪ ،) 1995‬وعن عائ�شة (ر�ضي‬ ‫(�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه‬ ‫اهلل عنها) قالت‪ُ " :‬كن ُْت �أُ َط ِّي ُب ال َّن ِب َّي َ‬ ‫ي�ص ِّ‬ ‫الط ِ‬ ‫يب فيِ‬ ‫َو َ�س َّل َم) ِب�أَ ْط َي ِب َما َي ِج ُد َحتَّى �أَجِ َد َو ِب َ‬ ‫َر�أْ�سِ ِه َولحِ ْ َي ِتهِ" (البخاري حديث رقم ‪،) 5923‬‬ ‫بل �إنه عليه ال�سالم كان ال يرد الطيب فقد روي يف‬ ‫�صحيح البخاري عنه (�صلى اهلل عليه و�سلم) " �أَ َّن ُه‬ ‫َكانَ اَل َي ُر ُّد ِّ‬ ‫(�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه‬ ‫يب َو َز َع َم �أَ َّن ال َّن ِب َّي َ‬ ‫الط َ‬ ‫َو َ�س َّل َم) َكانَ اَل َي ُر ُّد ِّ‬ ‫يب"‪( .‬البخاري حديث رقم‬ ‫الط َ‬ ‫‪ .)5929‬وروى �أبو داود ( حديث رقم ‪) 4162‬‬ ‫عن �أن�س بن مالك قال‪َ " :‬كان َْت لِل َّن ِب ِّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه‬ ‫َو َ�س َّل َم ُ�س َّك ٌة َيت َ​َط َّي ُب ِم ْن َها"‪ .‬وجاء يف �صحيح م�سلم‬ ‫ِ�ض َع َل ْي ِه‬ ‫عنه (�صلى اهلل عليه و�سلم) قال‪َ " :‬م ْن ُعر َ‬ ‫يح" (‬ ‫َر ْي َحانٌ َفلاَ َي ُر ُّد ُه َف�إِ َّن ُه خَ فِيفُ المْ َ ْح ِم ِل َط ِّي ُب ال ِّر ِ‬ ‫م�سلم الني�سابوري حديث رقم ‪ ،) 2253\20‬يقول‬ ‫الإمام النووي �أي خفيف احلمل‪ ،‬والريحان كل نبت‬ ‫طيب الريح (النووي ‪ .) 2003‬ومل يقت�رص الإ�سالم‬ ‫على �إظهار امل�سلم برائحة طيبة ومنظر ح�سن بل حث‬ ‫على ا�ستخدام العطور يف عالج بع�ض الأمرا�ض‪ ،‬فعن‬ ‫(�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه‬ ‫ابن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما َع ْن ال َّن ِب ِّي َ‬ ‫ا�س َت َع َط"‬ ‫َو َ�س َّل َم) ْ‬ ‫"احت َ​َج َم َو�أَ ْع َطى الحْ َ َّجا َم �أَ ْج َر ُه َو ْ‬ ‫( البخاري ‪� ) 5691‬أي ا�ستعمل ال�سعوط‪ ،‬وال�سعوط‬ ‫�صب يف الأنف‪ ،‬وهو �أن ي�ستلقي‬ ‫بفتح ال�سني‪ ،‬الدواء ُي ُّ‬ ‫على ظهره ويقطر �أنفه بدهن ( العيني ‪ .) 1998‬ويف‬ ‫حديث �آخر‪ :‬عن �أم قي�س بنت حم�صن قالت‪� :‬سمعت‬ ‫النبي (�صلى اهلل عليه و�سلم) يقول‪َ " :‬ع َل ْي ُك ْم ِب َه َذا‬ ‫ا ْل ُعو ِد ا ْل ِه ْند ِِّي َف�إِ َّن فِي ِه َ�س ْب َع َة �أَ�شْ ِف َي ٍة ُي ْ�س َت َع ُط ِب ِه ِم ْن‬ ‫ا ْل ُع ْذ َر ِة َو ُي َل ُّد ِب ِه ِم ْن َذاتِ الجْ َ ن ِْب" ( البخاري حديث‬ ‫رقم ‪� ) 5692‬أي خذوا من خ�شب العود الهندي‪،‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫وال ُعذْرة‪ ،‬ب�ضم العني و�سكون الذال‪ ،‬هو وجع يف‬ ‫(�ص َّلى‬ ‫احللق‪ .‬وعنها �أي�ضا ً �أَ َّن َها �أَت َْت َر ُ�سو َل اللهَّ ِ َ‬ ‫اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم) ِبا ْبنٍ َل َها َق ْد �أَ ْع َلق َْت َع َل ْي ِه ِم ْن ا ْل ُع ْذ َر ِة‬ ‫َفقَا َل ال َّن ِب ُّي َ�ص َّلى اللهَّ ُ َع َل ْي ِه َو َ�س َّل َم " َع َلى َما َت ْد َغ ْرنَ‬ ‫�أَ ْو اَل َد ُك َّن ِب َه َذا ا ْل ِعلاَ ِق َع َل ْي ُك ْم ِب َه َذا ا ْل ُعو ِد ا ْل ِه ْند ِِّي;‬ ‫ات الجْ َ ن ِْب ُيرِي ُد ا ْل ُك ْ�س َت‬ ‫َف�إِ َّن فِي ِه َ�س ْب َع َة �أَ�شْ ِف َي ٍة ِم ْن َها َذ ُ‬ ‫َو ُه َو ا ْل ُعو ُد ا ْل ِه ْند ُِّي" (البخاري حديث رقم ‪) 5713‬‬ ‫�أي خذوا من خ�شب العود الهندي‪ ،‬طيب الرائحة‪،‬‬ ‫والدغر غمز حلق ال�صبي بالإ�صبع‪ ،‬وذات اجلنب هو‬ ‫ورم الغ�شاء امل�ستبطن للأ�ضالع ( العيني ‪،1998‬‬ ‫العظيم �أبادي ‪ .) 2002‬يتبني لنا يف جممل هذا‬ ‫احلديث مدى حر�ص النبي (�صلى اهلل عليه و�سلم)‬ ‫على التطيب واحلث على ا�ستعماله; ملا له من ت�أثري‬ ‫قوي يف حت�سني املزاج وراحة النف�س‪ .‬ويقول ابن‬ ‫القيم اجلوزية عن العطور يف كتابه زاد املعاد (�صفحة‬ ‫‪ :) 161‬ملا كانت الرائحة غذاء الروح‪ ،‬والروح مطية‬ ‫القوى‪ ،‬والقوى تزداد بالطيب‪ ،‬وهو ينفع الدماغ‪،‬‬ ‫والقلب و�سائر الأع�ضاء الباطنية‪ ،‬ويفرح القلب‪،‬‬ ‫وي�رس النف�س‪ ،‬ويب�سط الروح‪.‬‬

‫ثانيا‪� :‬إ�سهامات العلماء امل�سلمني يف تطور‬ ‫وا�ستعمال الزيوت العطرية يف العالجات‬ ‫الطبية‬

‫�أر�سى القر�آن الكرمي قواعد اال�ستنباط العلمي‪،‬‬ ‫و�أيدته ال�سنة النبوية بالبحث والتنقيب‪ ،‬وبعد �أن‬ ‫انت�رشت �أعمال الرتجمة والت�أليف‪ ،‬فنهل امل�سلمون‬ ‫من �شتى �أنواع العلوم‪ ،‬وظهرت مرحلة جديدة يف‬ ‫املجتمع امل�سلم يف الع�رصين الأموي والعبا�سي‪،‬‬ ‫التي تتمثل يف ابتكار وت�صنيع العالجات املختلفة‬ ‫من الأدوية املفردة واملركبة والتي �أبدع فيها العرب‬ ‫�أميا �إبداع‪ ،‬يف تلك الفرتة ظهر عدد من النوابغ‬ ‫الذين قلت الب�رشية �أن تخرج �أمثالهم‪ ،‬ف�أ�صبحوا‬ ‫بذلك �شعلة و ّهاجة ا�ست�ضاء بنورهم �أهل الأر�ض‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫�إن ه�ؤالء العلماء العظماء �سطروا بني ثنايا كتبهم‬ ‫القيمة �أرقى معامل التقدم الطبي‪ ،‬وما �سنورده هنا يف‬ ‫جمال العالج بالزيوت العطرية ما هو �إال مثا ٌل ٌ‬ ‫ب�سيط‪،‬‬ ‫وقد وثق ا�ستخدام العطور يف احل�ضارة الإ�سالمية‬ ‫يف فرتة ترجع �إىل القرن ال�سابع امليالدي ( املريخي‬ ‫‪ .)Dunlop 1975, Levey 1973،2006‬ففي‬ ‫اخلالفة الأموية �شاع ا�ستخدام العطور وجتارتها‬ ‫ب�شكل ملحوظ‪ ،‬وكانت العطور من الهدايا النفي�سة‬ ‫التي يتبادلها امل�سلمون يف املنا�سبات ال�سعيدة‪ ،‬ومن‬ ‫�أ�شهر العطور يف تلك الفرتة عطر الغوايل ( املريخي‬ ‫‪ ،) 2006‬وهو عطر ممزوج من عدة عطور �أهمها‬ ‫العود‪ ،‬وامل�سك‪ ،‬والعنرب‪� .‬أما يف الع�رص العبا�سي‬ ‫فهو الع�رص الذي �سطعت فيه ع�رص احل�ضارة‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬والتي بددت ظالم اجلهل‪ ،‬وكان للعلماء‬ ‫امل�سلمني ف�ضل يف حفظ العلوم من ال�ضياع‪ ،‬ويف‬ ‫تطويرها فقدموا ما هو نافع‪ ،‬ومفيد‪ ،‬وبعيد عن‬ ‫اجلهل واخلرافة‪ ،‬ومن �أ�شهر علماء هذه الفرتة يف‬ ‫جمال العطور‪:‬‬ ‫‪.1‬جابر بن حيان (‪ 815 – 721‬م ) الكيميائي‪،‬‬ ‫وم�ؤ�س�س علم الأقراباذين (ال�صيدلة )‪ ،‬وبالإ�ضافة‬ ‫�إىل �إ�سهاماته يف علوم الكيمياء فقد �ألف كتاب �رس‬ ‫ال�صنعة يف �صناعة العطور ( جودة ‪ ،1998‬خنفر‬ ‫‪.)Dunlop 1975, Levey 1973 ،2001‬‬

‫(‪879-805‬م)‬

‫‪..2‬يعقوب بن �إ�سحاق الكندي‬ ‫الفيل�سوف‪ ،‬يعد الكندي �أول من قام ب�صناعة العطور‬ ‫عن طريق التقطري‪ ،‬والتبخري‪ ،‬والرت�شيح‪ ،‬و�أ ّلف‬ ‫يف ذلك عدة ر�سائل منها‪ :‬كيمياء الع�رص‪ ،‬ور�سائل‬ ‫يف العطر‪ ،‬ور�سالة الرتفق يف العطر‪ ،‬وجاء يف هذه‬ ‫الر�سالة طريقة �صنع عطر الغوايل وامل�سك ( الأهواين‬ ‫‪ ،1985‬الطباع ‪.)1993‬‬ ‫‪.3‬يو�سف بن عمر الرتكماين امللك املظفر (‪620-‬‬ ‫‪ 692‬م )‪� ،‬صاحب كتاب ( املعتمد يف الأدوية املفردة)‪،‬‬ ‫ومما جاء فيه عن زيت البنف�سج �إذا دهن به ال�صدغان‪،‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫�أو قطر يف الأنف نفع من ال�صداع البارد وال�شقيقة‪،‬‬ ‫ومع ال�شمع الأبي�ض يحلل الأورام ال�صلبة ( املظفر‬ ‫�ص‪.)167‬‬ ‫‪.4‬ابن �سينا (‪ 1073-890‬م ) ال�شيخ الرئي�س‪ ،‬فهو‬ ‫�صاحب الف�ضل الكبري; وذلك لتطويره فن تقطري‬ ‫الزيوت العطرية‪ ،‬ومما جاء يف كتاب القانون البن‬ ‫�سينا ( ابن �سينا‪� )2006‬أن االدهان بزيت الورد طالء‬ ‫جيد للجرب ( جملد‪� 3‬ص ‪ ،)52‬كما �أن االدهان بزيت‬ ‫املردقو�ش مينع البلغم‪ ،‬ويعالج ال�صداع‪ ،‬وال�شقيقة‬ ‫( جملد‪�4‬ص‪ ،)88‬وعالج ابن �سينا �أمل املفا�صل‬ ‫بزيت الرنج�س دهنا ( جملد ‪�4‬ص‪ ،)102‬وعالج نزف‬ ‫الدم بزيت النعنع ( جملد‪�4‬ص‪ ،)106‬وعالج الزكام‬ ‫والنزله بزيت البنف�سج دهنا ً على اجلبهة وال�صدر‬ ‫(جملد‪�5‬ص‪ .)199‬وعالج بزيت الأقحوان دهنا ً‬ ‫على املقعدة �ضد البوا�سري( جملد‪�12‬ص‪ ،)201‬ومل‬ ‫يتوقف ابن �سينا على هذا بل و�صف حالة ال�شم‬ ‫وربطها بالدماغ (وهو املفهوم العلمي احلديث)‪،‬‬ ‫وعالج بالزيوت العطرية على �أوجه خمتلفة‪ ،‬فمنها‬ ‫ما ي�ستعمل بخورا ً ‪ ،‬وللغرغرة‪ ،‬و لل�شم‪ ،‬ومنها ما‬ ‫ي�ستعمل �سعوط ًا بالأنف ( جملد‪� 5‬ص‪.)334-328‬‬ ‫‪.5‬ابن البيطار (‪ 1248-1197‬م ) الطبيب احلاذق‪،‬‬ ‫فذكر يف كتابه "اجلامع ملفردات الأدوية" (ابن‬ ‫البيطار‪ )1992‬زيوتا كثرية لعالجات متعددة‪ ،‬فعالج‬ ‫ال�سعال بزيت البنف�سج دهنا ً على ال�صدر(�ص‪،)391‬‬ ‫وقال عن زيت الرنج�س‪� :‬إنه نافع لأوجاع الع�صب‪،‬‬ ‫وهو يوافق ال�صداع ويحلل الأورام ال�صلبة الباردة‬ ‫يف احلجاب �إذا مرخ على ال�صدر(�ص‪ ،)384‬وقال‬ ‫عن الناردين‪� :‬إنه ينفع لوجع الأذن �إذا ق ُّطر بها‬ ‫(�ص‪.)387‬‬ ‫‪.6‬داود الأنطاكي (‪1592-1534‬م)‪ ،‬الب�صري‬ ‫و�أ�ستاذ العقاقري‪ ،‬لقد �أبدع ( عبد الباري ‪)1998‬‬ ‫�أ�ستاذ العقاقري الطبية فلم يقل قدر ًا ع ّمن �سبقه‪،‬‬ ‫فعالج احل�صاة بالزيوت املزلقة للح�صوة بدهن‬

‫‪16‬‬

‫اللوز والبنف�سج (�ص‪ ،)288‬وعالج الزكام بزيت‬ ‫ورد الن�رسين (�صفحة‪ )221‬و�أوجاع ال�صدر بزيت‬ ‫اليان�سون (�صفحة ‪ ،)252‬ووجع املفا�صل بزيت‬ ‫البابوجن (�صفحة ‪ ،)256‬والنزالت بزيت الريحان‬ ‫(�صفحة ‪( ،) 25‬عبد الباري ‪.) 1998‬‬ ‫�إن هذه الأبحاث ما هي �إال الي�سري مما قدمه العلماء‬ ‫امل�سلمون يف جمال العالج بالعطور‪ ،‬وتبني هذه‬ ‫الأبحاث بو�ضوح عظمة ه�ؤالء العلماء ومدى �إملامهم‬ ‫بعلوم الطب وفنونه و�إبداعاته‬

‫رابعا ً‪ :‬التعديالت املقرتحة ال�ستخدام العطور‬ ‫يف العالج‬ ‫مبا �أن املركبات العطرية مركبات كيماوية‪ ،‬ومبا‬ ‫�أنها حتدث تغريات ف�سيولوجية غري مرغوب فيها‬ ‫يف بع�ض الأحيان حالها حال الأدوية الكيماوية‬ ‫�إذا �أ�سيئ ا�ستعمالها كاحل�سا�سية‪ ،‬وال�صداع‪،‬‬ ‫وا�ضطراب اجلهاز اله�ضمي‪ ،‬لذلك ال بد من مراعاة‬ ‫الأمور التالية عند ا�ستخدام الزيوت العطرية حتى‬ ‫تعطي التغيري املفيد ( ‪Keville and Green‬‬ ‫‪:)1995, Mark 2002‬‬ ‫‪.1‬ا�ستعمال الزيوت العطرية من قبل خمت�ص‪.‬‬ ‫‪.2‬ا�ستعمال الزيوت العطرية ح�سب الإر�شادات‬ ‫امللحقة بها‪.‬‬ ‫‪.3‬عدم ا�ستعمال الزيوت العطرية للأطفال �أقل من ‪5‬‬ ‫�سنوات‪.‬‬ ‫‪.4‬عمل فح�ص مو�ضعي للح�سا�سية قبل اال�ستخدام‪.‬‬ ‫‪.5‬جتنب مالم�سة العطور للعني والأغ�شية املخاطية‪.‬‬ ‫‪.6‬عدم �أخذ الزيوت العطرية عن طريق الفم‪.‬‬ ‫‪.7‬تخفيف الزيوت العطرية قبل ا�ستخدامها بن�سبة‬ ‫‪ 3%‬مع زيت �أ�سا�س كزيت الزيتون‪.‬‬ ‫‪.8‬جتنب ا�ستخدام الزيوت العطرية يف �أمرا�ض‬ ‫الربو‪ ،‬وال�ضغط‪ ،‬واحلمل‪ ،‬و�أمرا�ض القلب‪.‬‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫املناق�شة والنتائج‬ ‫ا�ستخدمت العطور يف العالجات و الطقو�س الدينية‬ ‫منذ القدم يف احل�ضارات الفرعونية‪ ،‬والإغريقية‬ ‫والرومانية (�شفالييه ‪ ،)2001‬وقبل ظهور الإ�سالم‬ ‫اهتم العرب بتجارة العطور‪ ،‬وكانوا �أح�سن من مزج‬ ‫العطور (املريخي‪ ,)2006‬وعند ظهور الإ�سالم حر�ص‬ ‫على ظهور امل�سلم مبظهر ح�سن ورائحة طيبة‪ ،‬كما‬ ‫قال تعاىل‪َ " :‬يا َبنِي �آ َد َم خُ ذُو ْا زِي َن َت ُك ْم عِن َد ُك ِّل َم ْ�س ِجدٍ"‬ ‫( الأعراف ‪ ،)31‬وعالج الر�سول (�صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم) بع�ض الأمرا�ض بالزيوت العطرية‪ ،‬قال عليه‬ ‫ال�سالم‪َ " :‬ع َل ْي ُك ْم ِب َه َذا ا ْل ُعو ِد ا ْل ِه ْند ِِّي َف�إِ َّن فِي ِه َ�س ْب َع َة‬ ‫�أَ�شْ ِف َي ٍة ُي ْ�س َت َع ُط ِب ِه ِم ْن ا ْل ُع ْذ َر ِة َو ُي َل ُّد ِب ِه ِم ْن َذاتِ الجْ َ ن ِْب"‬ ‫( البخاري حديث رقم ‪ ،) 5692‬وبعد العهد النبوي‬ ‫وعندما �أر�سى القران الكرمي قواعد اال�ستنباط‬ ‫العلمي‪ ،‬و�أيدته ال�سنة النبوية بالبحث والتنقيب‬ ‫ظهر عدد من علماء امل�سلمني �أبدعوا يف جمال ت�صنيع‬ ‫ا�ستخال�ص الزيوت العطرية والعالج بها كالكندي‪،‬‬ ‫وابن حيان‪ ،‬وابن �سينا (‪ .)Dunlop1975‬يف حني‬ ‫كان الغرب ي�سيطر عليه اجلهل‪ ،‬ثم انتقلت هذه العلوم‬ ‫�إىل �أوروبا‪ ,‬وقد تراجع ا�ستخدام التداوي بالعطور‬ ‫من الناحية العلمية املدرو�سة �إىل الناحية الفولكلورية‬ ‫وال�شعبية غري املدرو�سة مما افقدها قيمتها العلمية‬ ‫و الطبية‪ ،‬وبرزت �أعرا�ض جانبية لتلك الو�صفات;‬ ‫مما جعل النا�س ينفرون من ا�ستعمالها‪ ،‬ثم �أدى �إىل‬ ‫�إهمالها واختفائها واللجوء �إىل ال�شعوذة امل�ضللة‪.‬‬ ‫ومع تقدم العلم وعودة النه�ضة العلمية �إىل �أوروبا‬ ‫ظهرت العالجات الكيماوية احلديثة‪ ،‬وجنحت يف‬ ‫عالج الكثري من احلاالت املر�ضية وعوار�ضها‪,‬‬ ‫ولكن مع التقدم الهائل يف جمال الطب احلديث‬ ‫ورغم النجاحات التي حققها فقد وقعت كوارث‬ ‫عديدة ب�سبب الآثار اجلانبية للعالجات الكيماوية‬

‫‪17‬‬

‫مما جعلت النا�س يبحثون عن بدائل عالجية �أف�ضل‬ ‫(�شفالييه‪ .)2001‬وعندما �أر�سى العلماء قواعد‬ ‫البحث العلمي للعطور وا�ستعمالها يف حل العديد‬ ‫من امل�شكالت الطبية وبعد قرون من الإهمال �أخذ‬ ‫العالج بالعطور ي�ستعيد �أهميته من جديد و�صارت‬ ‫العطور ت�ستعمل يف عالج العديد من امل�شكالت‬ ‫ال�صحية كتعديل �ضغط الدم‪ ،‬وتقليل التوتر وتقليل‬ ‫اجلراثيم‪ ،‬وحت�سني احلالة النف�سية‪ ،‬وغريها ب�شكل‬ ‫علمي ومدرو�س �أ�ضفى عليها طابع االهتمام مما �أدى‬ ‫�إىل كرثة الأبحاث العلمي ة (‪Hiroko2005, Fe l‬‬ ‫‪low et al 2004, Wilcock et al 2004‬‬ ‫‪ ),Hasani 2003, Cohen 2001‬التي �أكدت‬

‫�أهميتها كعالج مكمل وم�ساند للعالجات الأخرى‪.‬‬ ‫�إن امتزاج البحث العلمي بدرا�سة العطور قد �أدى‬ ‫�إىل تنظيم ا�ستخدامها وقلل من النظرة ال�سلبية لها‬ ‫لتخرج من بوتقة املمار�سات ال�شعبية‪ ،‬واال�ستعمال‬ ‫الع�شوائي‪� ،‬إىل عمل يحتكم �إىل البحث العلمي‬ ‫وين�سجم بخط مواز مع املفاهيم التي نتعامل بها مع‬ ‫الأدوية الكيماوية‪ ،‬مع عدم الإغفال يف الوقت ذاته �أن‬ ‫العالج بالعطور هو عالج مكمل وم�ساند للعالجات‬ ‫الأخرى ولي�س بديال ً عنها‪.‬‬

‫ويخل�ص هذا البحث �إىل ما يلي‪:‬‬ ‫‪�.1‬شيوع ا�ستعمال الزيوت العطرية كعالج بديل يف‬ ‫الأو�ساط املختلفة وذلك ل�سهولة التعامل معه‪.‬‬ ‫‪�.2‬إن هذا البحث يبني مدى �أهمية العالج بالعطور يف‬ ‫جماالت خمتلفة مثل �أمرا�ض احل�سا�سية والر�شح‪،‬‬ ‫والإرهاق‪ ،‬و�إزالة التوتر عند مر�ضى القلب‬ ‫وال�رسطان‪ ،‬وتقليل م�ستويات الإدمان عند املدخنني‪،‬‬ ‫وتقليل الأمل بعد التعر�ض للعمليات اجلراحية‪،‬‬ ‫وغريها من العلل والأمرا�ض املختلفة‪.‬‬ ‫‪�.3‬إن هذا البحث يبني مدى توافق العلم مع العالج‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫بالعطور‪ ،‬وذلك على م�ستوى تقليل �أعرا�ض املر�ض‪،‬‬ ‫وتقليل الإ�صابة بالتوتر والإحباط‪ ،‬ولي�س التخل�ص‬ ‫من املر�ض كلي ًا‪.‬‬ ‫‪.4‬كما �أن البحث يبني مدى �إ�سهامات العرب‬ ‫وامل�سلمني يف تطور وتقدم هذا الطب‪.‬‬ ‫‪.5‬ومبا �أن العالج بالعطور هو نوع واحد من �أنواع‬ ‫الطب البديل‪ ،‬لذا ف�إنه يع ّد عالجا ً م�ساندا ً ومكمال ً‬ ‫للعالجات البديلة الأخرى‪ ،‬ويو�صي البحث ب�أنه‬ ‫يجب �أخذ احليطة واحلذر عند التعامل مع هذا النوع‬ ‫من الطب البديل‪ ،‬و�أن يكون حتت �إ�رشاف طبي‬ ‫خمت�ص‪.‬‬

‫تو�صيات‬

‫مبا �أن الزيوت العطرية حتتوي على مركبات كيماوية‬ ‫وت�ؤدي �إىل حدوث �آثار ٍ ف�سيولوجية قد تكون �إيجابية‬ ‫�أو �سلبية �إذا �أ�سيئ ا�ستعمالها لذا ف�إن البحث يو�صي‬ ‫مبا يلي‪:‬‬ ‫‪�.1‬أن يكون العالج بالعطور عالجا ً م�ساندا ً ومكمال ً‬ ‫للعالجات الأخرى‪ ،‬ولي�س بديال ً عنها‪.‬‬ ‫‪�.2‬إدخال الطريقة العلمية يف ا�ستك�شاف فوائد العالج‬ ‫بالعطور وم�ضارها‪.‬‬ ‫‪.3‬ت�شجيع الباحثني على �إيجاد حلول لبع�ض‬ ‫امل�شكالت التي قد تنتج عن اال�ستعمال اخلاطئ لها‪.‬‬ ‫‪.4‬تنظيم ا�ستعمال العالج بالعطور من قبل خمت�صني‬ ‫حتى تخرج من نطاق العالج ال�شعبي �إىل العالج‬ ‫بطريقة علمية �سليمة‪.‬‬ ‫‪.5‬ا�ستخال�ص الأدوية الهامة من املركبات العطرية‬ ‫من خالل زيادة الأبحاث يف هذا املجال‪.‬‬ ‫‪.6‬ا�ستعمال الطرق احلديثة التي ت�ستخدم لفح�ص‬ ‫ت�أثريات الأدوية الكيماوية ملعرفة الت�أثريات اجلانبية‬ ‫للمركبات العطرية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫املراجع‬ ‫املراجع العربية‬ ‫•القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫‪.1‬ابن البيطار‪ ،‬عبد اهلل (‪ .)1992‬اجلامع ملفردات‬ ‫الأدوية والأغذية‪ ،‬جملد ‪ ،4‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة الأوىل‪.‬‬ ‫‪.2‬ابن �سينا ( ‪ )2006‬القانون يف الطب‪ ،‬دار‬ ‫نابولي�س‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.3‬ابن كثري‪� ،‬إ�سماعيل (‪ .)2003‬خمت�رص تف�سري‬ ‫ابن كثري‪ .‬حتقيق الألباين‪ ،‬مكتبة ال�صفا‪ ،‬الطبعة‬ ‫الأوىل‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.4‬الأهواين‪� ،‬أحمد( ‪ .)1985‬الكندي فيل�سوف‬ ‫العرب‪ .‬مطابع الهيئة امل�رصية العامة للكتاب‪،‬‬ ‫�سل�سلة �أعالم العرب عدد‪� ،108‬صفحة ‪ .218‬الطبعة‬ ‫الأوىل‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.5‬البخاري‪ ،‬حممد �إ�سماعيل (‪� .)2003‬صحيح‬ ‫البخاري‪ .‬مكتبة ال�صفا الطبعة الأوىل‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.6‬اجلوزية‪ ،‬ابن قيم‪ .‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪،‬‬ ‫حتقيق عماد البارودي وخريي �سعيد‪ .‬اجلزء الرابع‪،‬‬ ‫املكتبة التوفيقية‪ ،‬القاهرة‪ .‬بدون �سنة الطبع‪.‬‬ ‫‪.7‬احلنبلي‪ ،‬عبد الرحمن ( ‪ .)1995‬فتح الباري‬ ‫�رشح �صحيح البخاري‪ .‬حتقيق طارق حممد‪ .‬الطبعة‬ ‫الأوىل‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬ ‫‪.8‬ال�سج�ستاين‪� ،‬سليمان �أبو داود (‪� )2002‬سنن‬ ‫�أبي داود‪ .‬حتقيق حممد اخلالدي‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬دار‬ ‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.9‬ال�صابوين‪ ،‬حممد علي (‪� .)2000‬صفوة‬ ‫التفا�سري‪ .‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.10‬الطباع‪ ،‬عمر(‪ .)1993‬الكندي فيل�سوف العرب‬ ‫والإ�سالم‪ .‬الطبعة الأوىل‪� ،‬صفحة ‪ .134‬م�ؤ�س�سة‬ ‫املعارف‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.11‬العطيات‪� ،‬أحمد ( ‪ )1995‬النباتات الطبية‬


‫د‪.‬مهند اجلزار‪ ،‬العالج بالعطور‪...‬جملة جامعة اخلليل للبحوث ‪ ،‬اجمللد (‪ ، ) 5‬ص(‪2011، )23-1‬‬

‫والعطرية يف الوطن العربي‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬امل�ؤ�س�سة‬ ‫العربية للدرا�سات والن�رش‪ ،‬بريوت‪.،‬‬ ‫‪.12‬العظيم �أبادي‪ ،‬حممد (‪ .)2002‬عون املعبد �رشح‬ ‫�سنن �أبي داود‪ .‬جملد ‪� ،11‬صفحة ‪ .147‬الطبعة‬ ‫الثانية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.13‬العيني‪ ،‬ربحي ( ‪ .)1998‬عمدة القاري �رشح‬ ‫�صحيح البخاري‪ .‬جزء ‪� ،14‬صفحة ‪ .680‬الطبعة‬ ‫الأوىل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.14‬الفريوز �أبادي‪ ،‬حممد ( ‪ )1998‬القامو�س‬ ‫املحيط‪ .‬حتقيق م�ؤ�س�سة الر�سالة ب�إ�رشاف حممد‬ ‫نعيم العرق�سو�سي‪ ،‬الطبعة ال�ساد�سة‪ ،‬م�ؤ�س�سة‬ ‫الر�سالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.15‬املريخي‪� ،‬سيف �شاهني( ‪ .)2006‬جتارة العطور‬ ‫و�صناعتها عند العرب امل�سلمني خالل القرنني الثالث‬ ‫والرابع الهجريني\ التا�سع والعا�رش امليالديني‪.‬‬ ‫امللة العربية للعلوم الإن�سانية‪ ،‬عدد‪.94:11-62‬‬ ‫‪.16‬املظفر‪ ،‬امللك يو�سف الرتكماين( ‪ .)1975‬املعتمد‬ ‫يف الأدوية املفردة‪ .‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬ ‫بريوت‪.‬‬ ‫‪.17‬الن�سائي‪� ،‬أحمد (‪� )2009‬سنن الن�سائي‪ .‬حتقيق‬ ‫�أحمد �شم�س الدين‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.18‬النووي‪ ،‬حمي الدين ( ‪� .)2003‬صحيح م�سلم‬ ‫ب�رشح النووي‪ .‬جزء ‪� ،15‬صفحة ‪ .9‬الطبعة الأوىل‪،‬‬ ‫مكتبة ال�صفا‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.19‬الني�سابوري‪ ،‬م�سلم ( ‪� .)2003‬صحيح م�سلم‪.‬‬ ‫املكتبة الع�رصية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪ .20‬برو�س‪ ،‬ديربا‪ .‬مايلوين‪ ،‬هاري�س‪ .‬الدليل غري‬ ‫الر�سمي للطب البديل‪ .‬مكتبة جرير‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬ ‫الريا�ض‪2004 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.21‬توفيق‪ ،‬ح�سام ( ‪ )2004‬الطب البديل‪ :‬العالج‬ ‫الطبيعي حلل امل�شاكل ال�صحية اليومية‪ .‬الأهلية‬ ‫للن�رش والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪.22‬جامو�س‪ ،‬رنا‪ .‬ا�شتية‪ ،‬حممد ( ‪ )2008‬النباتات‬ ‫يف الطب العربي التقليدي الفل�سطيني‪ .‬مركز �أبحاث‬ ‫التنوع احليوي والبيئة‪ .‬نابل�س فل�سطني‪.‬‬ ‫‪.23‬جزار‪ ،‬مهند‪ )2008( .‬املاكروبيوتك نظرة علمية‬ ‫ور�ؤية �رشعية‪ .‬جملة جامعة اخلليل للبحوث‪)2(3 .‬‬ ‫‪.1-18‬‬

‫‪.24‬جزار‪ ،‬مهند ( ‪ )2010‬الطب البديل العالج‬ ‫بالغذاء والأع�شاب بني املا�ضي واحلا�رض‪ .‬املكتبة‬ ‫الع�رصية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ .‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.25‬جودة‪ ،‬حممد غريب ( ‪ .)1998‬عباقرة علماء‬ ‫احل�ضارة العربية والإ�سالمية‪ .‬مكتبة القر�آن‪،‬‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫‪.26‬حامد‪ ،‬حامد (‪ )1996‬رحلة الإميان يف ج�سم‬ ‫الإن�سان‪ .‬دار القلم‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬دم�شق‪.‬‬ ‫‪.27‬حجاوي‪ ،‬غ�سان امل�سيمي‪ ،‬حياة قا�سم‪ ،‬روال‬ ‫( ‪ )1991‬علم العقاقري والنباتات الطبية‪ .‬الطبعة‬ ‫الأوىل‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪.28‬خنفر‪ ،‬خلقي(‪ .)1991‬تاريخ احل�ضارة‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬مطبوعات جامعة اخلليل‪ .‬اخلليل‪،‬‬ ‫فل�سطني‪.‬‬ ‫‪�.29‬سامل‪ ،‬خمتار( ‪ .)1988‬الطب الإ�سالمي بني‬ ‫العقيدة والإبداع‪ .‬م�ؤ�س�سة املعارف‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪�.30‬شفالييه‪� ،‬أندرو (‪ )2001‬التداوي بالأع�شاب‬ ‫والنباتات الطبية‪� .‬أكادمييا‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪�.31‬شم�س الدين‪� ،‬أحمد ( ‪ )1995‬التداوي باحلبة‬ ‫ال�سوداء‪ .‬الطبعة الأوىل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪.32‬عبد الباري‪ ،‬عواطف ( ‪ )1998‬تذكرة داود‪.‬‬ ‫الطبعة الأوىل‪ ،‬دار الطالئع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.33‬عزام‪� ،‬سامية ( ‪ )1988‬دليل البدائل الطبية‪ .‬دار‬ ‫الآفاق اجلديدة‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬بريوت‪.‬‬


20

positively affect mood EEG pattern of alertness and math computations. Int J Neurosci. 96, 3-4, 217-248. 12. Drewnowski, A. and CarmenGomez, C. (2000). Bitter taste, phytonutrients, and the consumer: A review. Am J Clin Nutr. 72, 1424-1435 13. Dunlop, DM., ( 1975) Arab Civilization. Libraire du Liban. Pp229 14. Edwards, L. (1994). Aromatherapy and essential oils. Healthy and Natural Journal, October, 134-137 15. Evans, M.(2002). Healing thera pies and remedies: A practical guide to alternative therapies and remedies. Lorenz Books Publishers, 1st edition, p-18 16. Fellows, D. Barnes, K. Wilkinson, S. (2004). Aromatherapy and massage for symptom relief in patients with cancer. Cochrane Database syst Rev.2:CD..2287 17. Field, T. (2004). Massage and aromatherapy. International Journal of Cosmetic Science. 26, 3, 169-170 18. Freeman WJ, (1991)The physiology of perception. Scientific American, 246(2): 78-85 19. Gobel, H. Fresnius, J. et al. (1996). Effectiveness of Oleum menthae piperitae and paracetamol in therapy of headache of the tension type. Nervenarzt. 67, 672-681 20. Graham, PH. Browne, L. Cox, H. et al. (2003). Inhalation aromatherapy during radiotherapy: results of a placebo-controlled double blind randomized trial. J Clin Oncol. 21:12, 2372- 2376 21. HadField, N. (2001). The role of aromatherapy in reducing anxiety in patients with malignant brain tumor.

2011، )23-1(‫ ص‬، ) 5( ‫ اجمللد‬، ‫جملة جامعة اخلليل للبحوث‬...‫ العالج بالعطور‬،‫مهند اجلزار‬.‫د‬

‫ املراجع الأجنبية‬:‫ثانيا‬ 1. Ackerl K, Atzmeuller M, Grammer K (2002) The scent of fear, Neuroen docrinology Letters, 23: 79-84 2. Baker, J. (1998). Essential oils: a complementary therapy in wound management. J Wound Care, 7, 7: 355-357. 3. Ballard, C., O'Brien, J., et al. (2002). Aromatherapy as a safe and effective treatment for the management of agitation in severe dementia: The results of a double-blind placebo control trial with Melissa. 63, 553-558 4. Barrett, S. 2001. Aromatherapy: Making dollars out of scents. Quackwatch. August 22-01 5. Campbell, N. (1990). Biology. Benjamin-Cummings publishing company inc. 2nd edition. P-1031 6. Chin D, Haviland-(Jones) 1999 Rapid mood change and human odors. Physiology and Behavior. 68(1-2): 241-50 7. Cohen, BM., Dressler, WE. (1982). Acute aromatics inhalation modifies the air ways. Effects of the common cold. Respiration. 43, 285-293 8. Cook, B., and Ernst, E. (2000). Aromatherapy: A systematic review. Br J Gen Pract. 50, 493-496. 9. David, W. 2005. Medical plants for insomnia: a review of their pharmacology, efficacy and tolerability. J. of Psychopharmacology. 19(4): 414-21. 10. deGroot, AC. Frosch, PJ. (1997). Adverse reactions to fragrances : A clinical review. Contact Dermatitis. 36, 57-86 11. Diego, M. A., Jones, N.A., and Field, T. (1998). Aromatherapy


21

ment Psychbiology. 20(6): 587-91 31. Kehrl, W. Sonnemann, U. Dethlefsen, U. (2004). Therapy for acute Non purulent rhino-sinusitis with cineol: results of a double blind randomized, placebo controlled trial Larynoscope.114, 738-742 32. Keller, A., Zhuang, H., Chi, Q., et al (2007)Genetic variation in human odarant receptor alters odor perception. Nature. 499: 468-472 33. Keville, K., Green, M. ( 1995 ) Aromatherapy: A complete guide to the healing art. Crossing Press. Pp 5-7 34. Kite, SM. Maher, EJ. Et al. (1998). Development of an aromatherapy service at a cancer center. Palliat Med. 12:3, 171-180 35. Levey, M. ( 1973 ) Early Arabic Pharmacology. E. J. Brill, Leiden. pp 68-70 36. Lorig, T. S., Hoffman, E., DeMartino, A. and DeMarco, J. (1991) The effect of low concentration odors on EEG activity and behavior. Journal of Psychophysiology. 5. 69-77 37. Lynn McCutcheon. (1996). What's that I smell? The claims of aromatherapy. May/June issue. Skeptical inquirer magazine 38. Maddocks-Jennings, W., and Wilkinson J. (2004). Aromatherapy practice in nursing: A literature review. Journal of Advanced Nursing48, 1, 93-103(11) 39. May, B. Kuntz, HD. Et al. (1996) Efficacy of a fixed peppermint oil/ caraway oil combination non ulcer dyspepsia. Arzneimittelforshung. 46, 1149-1153 40. Miles, C. Jenkins, R. (2000) Rece-

2011، )23-1(‫ ص‬، ) 5( ‫ اجمللد‬، ‫جملة جامعة اخلليل للبحوث‬...‫ العالج بالعطور‬،‫مهند اجلزار‬.‫د‬

Int J Palliat Nur. 7:6, 279-285 22. Hasani, A. Pavia, D. Tom, N. et al 2003. Effect of aromatics on lung mucociliary decrease in patients with chronic air ways obstruction. J Alt Compl Med. 3(9)243-49 23. Hay, IC. Jamieson, M. Ormerod, AD. (1999). Randomized trial of aromatherapy successful treatment for alopecia areata Arch Dermatol, 134, 1349-1352 24. Hicks, G. (1998). Aromatherapy as an adjunct to care in a mental health day hospital. J Psychiatr Ment Health Nurs. 5:4, 317 25. Hiroko, K. et al. (2005). Immunological and psychological benefits of aromatherapy massage. eCAM. 2, 2, 179-184 26. Hirsch AR, Schroder M, Gruss J. (1998) Sensational sex. The International Journal Aromatherapy. 9(2): 75-81 27. Holmes, C., Hopkins, V., Hensford, C. Maclaughlin,V., Wilkinson, D., and Rosenvinge, H. (2002). Lavender oil as a treatment for agitated behavior on severe dementia: A placebo control study. Int J Geriatr. Psychiatry. 17(4), 305-308 28. Jeanne, C. and Sally, S. (1996). Introductory clinical pharmacology. Lippincott-Raven publishers, 5thedition, p-6 29. Juergens, UR., Dethlefsen, U. et al. (2003). Anti-inflammatory activity of 1.8-cineol(eucaleptol)in bronchial asthma: A double blind placebo controlled trial. Resp Med. 97, 250-256 30. Kaitz M, et al (1987) Mothers learn to recognize the smell of their own infants within 2 days. Develop-


22

T., et al. (1998). Myrtol standardized in the Treatment of acute and chronic infection in children. A multi center post marketing surveillance study [in German, English abstract] Arzneimittelforshung, 48, 990-994 51. Smallwood, J., Brown, R. et al. (2001). Aromatherapy and behavioral disturbances in dementia: A randomized control trial. Int J Geriatr. Psychiatry. 16,1010-1013 52. Soden, K. Vincent, K. et al (2004). A randomized control trial of aromatherapy massage in a hospice setting. Palliat Med. 18:2, 87-92 53. Stern K, McClintock MK, (1998) Regulation of evolution by human pheromones. Nature, 392: 177-179 54. Stevenson, C. (1992). Measuring the effects of aromatherapy. Nursing Times. 88, 41, 62-63 55. Tisserand, R. (1988). Essential oils as psychotherapeutic agents. In: Van Tollers, S. Dodd, G.H. (Eds.): Perfumery: the psychology and biology of fragrance. New York, NY, Chapman and Hall, pp167-180 56. Tony, B. Sylla, SH. 2005. Aromatherapy undiluted safety and ethics. See: www.naha.org/articles/aromatherapy 57. Vander,A., Sherman, J., Luciano, D.(1994). Human Physiology, WCB/ McGraw-Hill publishers, 6th edition, p-277 58. Weiss, RR. James, WD. (1997). Allergic contact dermatitis from aromatherapy. Am J Contact Dermatol. 8, 250-251 59. Westphal, J. Horning, M. Leonhard, K. (1996). Phototherapy in upper abdominal complaints. Results

2011، )23-1(‫ ص‬، ) 5( ‫ اجمللد‬، ‫جملة جامعة اخلليل للبحوث‬...‫ العالج بالعطور‬،‫مهند اجلزار‬.‫د‬

nary and suffix effect with immediate recall of olfactory stimuli. Memory. 8(3): 195-205 41. Miller, G., and Cohen, S. (2001). Psychological interventions and immune System: a meta-analysis review and critique. Health Psychology. 20,1, 47-63 42. Miltner, W., Matjak, M., and Braun, C. (1994). Emotional qualities of odors and their influence on the startle reflex in humans. Psychophysiology. 31, 1, 107-110 43. Morice, AH. Marshal, AE. Et al., (1994). Effect of inhaled menthol on citric acid induced cough in normal subjects. Thorax. 49, 1024-1026 44. Morris, N. Britwistle, S. and Toms, M. (1995). Anxiety reduction by Aromatherapy: Anxiety effects of inhalation of geranium and rosemary. Int J Aromatherapy. 7, 33-39 45. Pietroni, P. (1988). Alternative medicine. J Roy Soc Arts,81, 791-801 46. Prescott, L., Harley, J., and Klein, D. (1996). Microbiology. WCB publishers,3rd edition.Pp656-660 47. Rose, JE. And Behm, FM. (1994). Inhalation of vapor from black pepper extract reduces smoking withdrawal symptoms. Drug Alcohol Depend. 34(3), 225-229 48. Schaller, M. Korting, HC. (1995). Allergic conact dermatitis from essential oils used in aromatherapy. Clin Exp Dermatol. 20:2, 143-145 49. Schattner, P. Randerson, D. 1996. Tiger Balm as a treatment of headache. A clinical trial in general practice. Aust Fam Physician. 25(216): 218-20 50. Sengespeik, HC. Zimnermann,


23

2011، )23-1(‫ ص‬، ) 5( ‫ اجمللد‬، ‫جملة جامعة اخلليل للبحوث‬...‫ العالج بالعطور‬،‫مهند اجلزار‬.‫د‬

of a clinical study with a preparation of several plants. Phytomedicine. 2, 285-291 60. Wiebe, E. (2000). A randomizes trial of aromatherapy to reduce anxiety before abortion. Eff Clin Pract. 3, 166-169 61. Wilcock, A. Manderson, C. et al. (2004). Does aromatherapy massage benefit patients with cancer attending a specialist palliative care day center? Palliat Med. 18:4, 287-290 62. Wilkinson, S., Aldridge, J., Salmon, I., et al. (1999). An evaluation of aromatherapy in massage in palliative care. Palliat. Med. 13,5, 409-417


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.