ال يعنــي صمــت العــامل عــن ترشــح مجــرم حرب مثــل الديكتاتــور الدميــم بشــار األســد ،ليحكــم شــعب مكلــوم حتــى أعمــق مــكان يف وجدانــه، ويف كرامتــه االنســانية أن نيــأس أو نصــاب باإلحبــاط. وال يعنــي أن أهــل ســورية الذيــن صمــدوا يف املناطــق املحــارصة ،أكــر مــن صمــود طائــر الفينيــق وهــي تــأكل النــران جســده ،أنهــم بإجرائهــم "المصالحــات" مــع قاتليهــم وخــروج بعــض املقاتلــن مــن أماكنهــم أن هــذا هــو آخــر فصــل يف هــذا االســتحقاق التاريخــي الحاســم الــذي نعيشــه يف ســورية. وال يعنــي أن الخــوف عــاد ليتــرب مجــددا ً إىل قلــوب بعــض الســوريني مبــا فيهــم أولئــك مــن هــم يف املغــرب ،وعــادوا لرياجعــوا مــا قالــوه، أو كتبــوه ،أو شــاركوا بــه منــذ ثــاث ســنوات إىل اليــوم ،أن هــذا يشــكل مقياســاً لســرورة الحــدث الســوري الكبــر. وال يعنــي أن كل مــن هــب ودب ممــن ال يحملــون نفــس الهــدف والحلــم الســوري، الــذي خــرج أهــل ســورية وشــبابها لتحقيقــه، ولديهــم مــن األســباب للدخــول عــى الســاحة الســورية مــا ال ميــت بصلــة ال مــن قريــب وال مــن بعيــد إىل ثــورة الكرامــة الســورية ،أن جوهــر الحــدث والهــدف قــد تغــر. وال يعنــي أن النظــام بنجاحــه املــدروس يف تســويق روايتــه عــن محاربتــه للجامعــات اإلســامية املتطرفــة التــي تحــارب يف ســورية، والتــي هــي حقيقــة مــن صناعتــه وتســهيالته هــو نفســه ،مســتغالً يــأس بعــض الســوريني تــارةً ،وانســداد اآلفــاق أمامهــم ،ومســتغالً تــارة أخــرى حاجــة "المجتمــع الدولــي" إىل ذريعــة يــرك فيهــا هــذا امللــف األشــد تعقيــدا ً إىل مصــره ..ومســتفيدا ً مــن رشاســة ومثابــرة
أوكسجين تصدر من الزبداني
السنة الثالثة -العدد ( - )١١٢األثنين 2014\٠٦\٠٢
مجلة الثورة السورية
11
أيامك ثورتنا
مانيا الخطيب | أوكسجين
املدافعــن عنــه يف املحافــل الدوليــة مــن أمثــال بشــار الجعفــري ..أن علينــا أن نصــدق نحــن الســوريون أنفســنا –عــى األقــل ممــن لديهــم معرفــة وثيقــة بســوريتهم -هــذه الخديعــة التــي تزيــد يف عمــر عصابــة القتــل والتزويــر. األمــل الســوري ،هــو أن جذريــة هــذا الحــدث الثــوري الجلــل ،هــو مــا يدفــع اإلنســان الســوري ســواء مــن بقــي داخــل ســورية أو مــن رحــل خارجهــا ،إىل اســتحقاق بنــاء أجنــدة ســورية مشــركة ،..تلــك التــي ال تـزال مفقــودة بشــدة حتــى هــذه اللحظــة، األمــل الســوري هــو أنــه مــن هــذا الرحــم الثــوري ال ميكــن إال أن ينضــج هــذا الجســم الســوري املتامســك ليكــون قــادرا ً عــى تشــكيل نــواة صلبــة قــادرة عــى التنســيق والرتتيــب والتخطيــط ،وقــادرة عــى التعامــل بحكمــة وصــر مــع الــداء الســوري الخطــر وهــو عــدم القــدرة عــى العمــل الجامعــي وعــدم القــدرة عــى إتخــاذ القــرارات املشــركة التــي تحــرم املصلحــة الوطنيــة العليــا عــى أجنــدة ســورية مشــركة. األمــل الســوري ،هــو أن يتفــكك بشــكل نهــايئ وتلقــايئ هــذا الدمــل العفــن الــذي ســكتنا عنــه عقــود طويلــة بعــد تضحيــات الســوريني بــكل غــا ِل ونفيــس مــن أجــل كرامتهــم وحريتهــم. مل نصــل بعــد إىل هــذه النقطــة الحاســمة ،علينــا أن نعــرف أن حجــم االســتحقاق ،وضخامــة الحــدث ،ورشاســة حــرب اإلبــادة الشــاملة التــي يشــنها ســليل اإلجــرام عــى شــعبه وناســه ،مل تعالــج حتــى اليــوم أنانيــة الكثري من الســوريني، ومل تعالــج غرورهــم وجوعهــم لتحقيــق ذواتهــم املريضــة يف زمــن الــدم والخـراب!...؟. إنهــا فــرة كمــون ،تــأيت مــن تعــب أليــم أصيــب بــه الســوريون ،وهــم يدفعــون أقــى مثــن مــن أجــل اســتعادة كرامتهــم اإلنســانية.
www.syriaoxygen.com
األمــر الواقــع ،وأصبحــت حتــى عاجــزة عــن التفكــر بالخــروج إىل حيــاة جديــدة ،وتكبــد مشــقة الكفــاح فيهــا ،وهــي تــرى يف القليــل مــا يقــدم لهــا كاف لتعيــش. لذلــك ال تســتفتى العبيــد حــول رضورة الحريــة مــن عدمهــا ،ففاقــد الــيء غــر قــادر عــى اإلفتــاء بــه .لذلــك كان مــن الــروري بالكثــر مــن األحيــان دفــع النــاس باتجــاه الحريــة باإلكــراه حتــى يتذوقــون حالوتهــا فيؤمنــون بهــا كثــرا ً. مــن النــاس يخافــون مــن العــوم يف حــام ســباحة يعــج بالســباحني وال بــد مــن شــخص يقودهــم إىل املــاء ويعلمهــم شــيئاً فشــيئاً أن الخــوف ليــس مــن املــاء !..ولكــن الخــوف مــن جهلهــم بالســباحة .ليــس املــاء هــو املســؤول عــن غرقنــا ولكــن جهلنــا يف الســباحة هــو ســبب غرقنــا وذلــك ال يجــوز أن نقــف عنــد تــردد مــن يقــف عــى حافــة املســبح يف الرغبــة والرهبــة. مــن هنا أصبــح جلياً بــأن العبيد ال تســتفتى مبســتقبلها وهــي يف ظــال الــرق..؛ وهنــا يجــب أن يتــم تحريرهــم عنــوة ،وال يؤخــذ رفضهــم ومتســكهم بأســيادهم بعــن اإلعتبار أو عــى محمــل الجــد ،فالحريــة كالهــواء توجــد حيــث تكــون الحيــاة ،وعندمــا ينعدم ..تنعــدم الحيــاة مــع انعــدام الحريــة ،لذلــك فالجامهــر التــي تســر وراء نظــام األســد يف ســوريا اليــوم ؛ ال ميكــن إعتبارهــا أنهــا يف حالــة وعــي وال متثــل إرادة صادقــة ..أو عــن إدراك ..وال بــد مــن إعــادة تأهيلهــا ..وإزالــة رواســب القهــر والديكتاتوريــة ،حتــى يكــون قرارهــا ينــم عــن رغبــة واعيــة .ومــن هنــا يصبــح مــن الخطــأ يف مرحلــة اإلنتقــال أو اإلستشــفاء ،إعطــاء مســاحة لالختيــار ملــن إرادتهــم مرهونــة نصــف قــرن مــن اإلحتــال الفكــري ،فــا شــك تحتــاج إىل جهــد كبــر حتــى يتــم تحريــر تلــك العقــول وإزالــة الغشــاوة عــن عيــون أصحابهــا .،..وهنــا نخلــص إىل أن الحريــة باإلك ـراه ليســت عمــا ديكتاتوري ـاً أو ســلباً إلرادة اآلخريــن وإمنــا هــي عــاج أشــبه باللقــاح اإللزامــي لتخليــص املجتمــع مــن وبــاء االضطهــاد يك ال يصبــح أمــرا ً متوارثــاً.
األمل السوري