أوكسجين العدد 112 السنة الثالثة - الأثنين 02-06-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫ُ‬ ‫صــنــــــ ‪‭‬ع‬ ‫‬في‬ ‪‭‬لبنان‬

‫"‬القبيســيات"‪‭‬‬ ‫‬‪‭‬تحـت‬ ‪‭‬المهجــر‬ ‫الحري ‬ة ‪‭‬باإلكراه‬ ‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫الشهيد‬ ‫الطفل مصطفى عرب‬ ‫“بائع البسكويت”‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪ - ) ١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫االفتتاحية‬

‫كأس الموت يفضح عار اإلنسانية‬ ‫هيئة تحرير أوكسجين‬

‫تقرؤون في هذا العدد‬

‫‪‭ُ ‬-3‬صنع‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬لبنان‬ ‫ّ‬ ‫‪‭‬الزبدانيين‬ ‫‪ -4‬الزراعة‬"‪‭ ‬‭‬باب‬ ‪‭‬رزق‬ ‪"‬‭‬‬ ‫‪ -5‬تجمع‬ ‪‭‬التشكيليين‬ ‪‭‬السوريين‬ ‪‭‬المستقلين‬ ‪‭‬األحرار‬ ‫‪‭"‬ -6‬القبيسيات‬ ‪‭"‬‭‬تحت‬ ‪‭‬المجهر‬ ‫‪ -8‬كل‬ ‪‭‬هدول‬ !!‪‭‬‬ ‫‪ -9‬التفاوض‬ ‪‭‬تحت‬ ‪‭‬مظلة‬ ‪‭‬النظام‬ ‫‪ -10‬الحرية‬ ‪‭‬باإلكراه‬ ‫‪ -11‬األمل‬ ‪‭‬السوري‬ ‫ّ‬ ‫‪ -12‬عقدة‬ ‪‭‬النهائيات‪‭ ‬،‬يفكها‬ ‪‭‬الشعب‬ ‫‪ -13‬المقددات‬ ‪‭‬المالحة‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬عمر‬ ‪‭‬عزيز‬ ‪‭..‬نهاية‬ ‪‭‬المثقف‬ ‪‭‬المؤسساتي‬ ‫‪ -‬فواصل‬

‫وســط ازديــاد وحشــية القصــف عــر الرباميــل الفتاكــة‪،..‬‬ ‫يعمــل املــوت عــى حصــد مــا يســتطيع‪ .،..‬والتنفيــذ مــن‬ ‫قبــل أعتــى األنظمــة اســتبدادي ًة يف الكــرة األرضيــة ببدايــة‬ ‫األلفيــة الثالثــة‪ ،..‬ليبقــى العــامل عــى حالــه‪ ..‬ينظــر إىل أشــاء‬ ‫األطفــال‪ ..‬ويتفــرج وكأن شــيئاً مل يحــدث‪ ..‬وكأن هــذه الدمــاء‬ ‫التــي مــأت األرض‪ ..‬مل تكــن قبــل قليــل داخــل أجســاد برئيــة‬ ‫تتنفــس فقـرا ً وقهـرا ً وأملـاً وشــقاء‪ .‬األطفــال الســوريني الذيــن‬ ‫تحــول معظمهــم إىل العمــل مــن أجــل إعالــة أرسهــم بعــد‬ ‫غيــاب املعيــل األســايس‪ ،..‬أو استشــهاده يف مــكان مــا داخــل‬ ‫الوطــن الــذي أضحــى جحيــاً مســتعرا ً‪ ،..‬يقتلــون برباميــل‬ ‫الطاغيــة وهــم يبيعــون العلكــة والبســكوت إلطعــام أرستهــم‬ ‫املعدمــة‪ .‬أوبامــا يريــد زيــادة األســلحة النوعيــة للجيــش الحــر‬ ‫املعتــدل‪ ..‬وبوتــن والصــن ترفعــان نقــض الفيتــو يف األمــم‬ ‫املتحــدة العاجــزة عــن اتخــاذ أي قــرار يديــن الطاغيــة؟‪.‬‬ ‫ونتســاءل بــأمل وحرقــة‪،..‬؟ هــل فنــاء الشــعب الســوري ســريح للمساهمة في صفحاتنا يمكنك التواصل‬ ‫هــذا العــامل الصامــت الــكاذب؟ وهــل دراكــوال العــر يفعــل‬ ‫عرب بريدنا األلكرتوني‬ ‫مــا يفعلــه إال مبوافقــة دول العــامل أجمــع؟ مــن هــو هــذا‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬ ‫القاتــل املأجــور؟ وإىل أيــن يدفــع بنــا؟ وإىل متــى تبقــى‬ ‫تراجيديــة األطفــال تعــرض عــى مســارح العــامل دون أن يــرف‬ ‫لهــم جفــن أو ينــدى لهــم جبــن‪.‬‬ ‫‪www.facebook.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.twitter.com/OxygenSy‬‬ ‫ويعلــن املرصــد الســوري لحقــوق اإلنســان أمــس "أن ‪1963‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫مدنيــا قضــوا منــذ بدايــة العــام الحالــي نتيجــة القصــف بالبراميــل‬ ‫المتفجــرة‪ ،‬فــي حيــن تجــددت االشــتباكات فــي ريفــي الالذقيــة‬ ‫وحمــص‪ ،‬والزبدانــي فــي ريــف دمشــق‪ .‬وســط محــاوالت لقــوات‬ ‫النظــام للتقــدم علــى محــور المطــار العســكري بديــر الــزور‪ ،‬موضحــا‬ ‫ً‬ ‫أن الضحايــا يتوزعــون بيــن «‪ 567‬طفــا دون ســن الثامنــة عشــرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫و‪ 283‬مواطنــة‪ ،‬و‪ 1113‬رجــا فــوق ســن الثامنــة عشــرة»"‪ .‬طبعـاً‬ ‫وال يشــمل هــذا اإلحصــاء الضحايــا يف صفــوف مقاتــي الثــورة‬ ‫الذيــن غالبــاً مــا تســتهدفهم الغــارات الجويــة والرباميــل‬ ‫وقذائــف الدبابــات والكامئــن‪.‬‬

‫تابعونا عرب‪..‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪2‬‬


‫تقرير‬

‫ُ‬ ‫صنع في لبنان‬ ‫بيروت | أوكسجين‬

‫إىل بعبــدا وهــي ليســت باملســافة القريبــة‪..‬‬ ‫وبعــد املســر الشــاق واملــي تحــت أشــعة‬ ‫الشــمس‪ ،..‬أصــل أخــرا ً إىل حاجــز الجيــش‬ ‫اللبنــاين الــذي يقــوم بالتفتيــش الدقيــق‪..‬‬ ‫ألرى التدفيــش والســباب مــن قبــل بعــض‬ ‫شــبيحة الســفارة وبأيديهــم العــي يف حــن‬ ‫تواجــد الــدرك اللبنــاين ومعهــم العــي أيضـاً‪..‬‬ ‫أجلســوا الجميــع كالنعــاج عــى األرض عنــوة‬ ‫وســط الشــتم‪ ..‬كأرسى الحــرب‪ ..‬وجــاءت‬ ‫هــذه الخطــوة بعــد أن تــم تصويــر الحشــد‬ ‫مــن قبــل الصحفيــن ووســائل اإلعــام املواليــة‬ ‫لنظــام األســد‪ ..‬إضافــة لوســائل إعالمــه‪ .‬وتتابــع‬ ‫املــرأة‪ :‬مل أقــف لحظــة واحــدة وتابعــت الســر‬ ‫للعــودة إىل منــزيل‪.‬‬ ‫وبحســب شــهود زاد عــدد الحافــات التــي‬ ‫تعمــل عــى نقــل الالجئــن الســوريني مــن‬ ‫البقــاع إىل موقــع ســفارة النظــام الســوري يف‬ ‫بــروت عــن العــر حافــات‪.‬‬ ‫أمــا يف العاصمــة اللبنانيــة بــروت فالوضــع‬ ‫يشــهد عــدد مــن مســرات التأييــد لنظــام‬ ‫األســد يقــوم بهــا عــدد مــن العــال الســوريني‬ ‫املتواجديــن يف منطقــة "بئــر حســن" القريبــة من‬ ‫املدينــة الرياضيــة وتخضــع لســيطرة جــزب‬ ‫اللــه‪.‬‬ ‫لكــن ع‪ .‬ح مــن بلــدة مصيــاف الســورية‪ ،‬وهــو‬

‫واحــد مــن الســوريني الكــر الذيــن جــاؤوا مــن‬ ‫ســوريا لالنتخــاب يف لبنــان؛ فيبــدي امتعاضــه‬ ‫وحزنــه ويشــكو مــن عــدم اســتطاعته الدخــول‬ ‫إىل حــرم الســفارة واالنتخــاب‪ ..‬وأردف بأنــه‬ ‫جــاء مــع العديــد مــن أبنــاء بلدتــه عــى نفقــة‬ ‫"محمــد حمشــو" حيــث أن تكاليــف "المشــوار"‬ ‫مــع الغــداء عــى حســابه كــا قــال‪.‬‬ ‫لكــن نظــام األســد الــذي يهلــل لالنتخابــات‬ ‫التــي يجريهــا يف ســوريا وخارجهــا فليســت‬ ‫ســوى متثيليــة يعرفهــا الجميــع وخاصــة بعــض‬ ‫رفــض العديــد مــن الــدول العربيــة إجــراء‬ ‫هــذه املهزلــة عــى أراضيهــا‪ ..‬باســتثناء لبنــان‬ ‫الشــقيق الــذي مــا زال ينــأى بنفســه ‪-‬بحســب‬ ‫ترصيحــات مســؤوليه‪ -‬حتــى اليــوم عــن "األزمة‬ ‫الســورية" كام يســميها‪.‬‬ ‫لكــن الطريــف يف املوضــوع أن جميــع رؤســاء‬ ‫لبنــان ميــرون مــن دمشــق‪..‬؟ ومــا الفــراغ‬ ‫الســيايس اليــوم يف لبنــان لعــدم موافقــة حــزب‬ ‫اللــه ونظــام األســد عىل اســتحقاقات الرئاســة‪،..‬‬ ‫فهــل "انقلبــت اآليــة" كــا يقــال وأصبــح الرئيــس‬ ‫الســوري الناجــح يف االنتخابــات بنســبة ‪%99‬‬ ‫يُنتخــب يف لبنــان‪..‬؟ ومــاذا عــن التمثالــن‬ ‫املرشــحني اآلخريــن "النــوري‪ّ ..‬‬ ‫والحجــار" الذيــن‬ ‫ينافســا األســد أليــس لهــم مؤيديــن يف ســوريا‬ ‫و لبنــان‪ ..‬ويف كل مــكان‪!،..‬؟‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪3‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫تتســاءل بعــض األوســاط اللبنانيــة وتســتغرب‬ ‫آليــة انتخــاب بشــار األســد يف لبنــان وهــي‬ ‫ســابقة أوىل مل تحــدث مــع الشــعب الســوري‬ ‫مــن قبــل‪!..‬؛‪ .‬وهــو انتخــاب رئيــس ســوري‬ ‫ه ّجــر شــعبه يف دول الجــوار والعــامل مــن‬ ‫قبــل الشــعب ذاتــه أي الالجــئ‪ .‬يف حــن يعيــد‬ ‫نظــام األســد تجديــد نفســه عــر انتخــاب‬ ‫مزعــوم يقــام‪ ،..‬مرفــوض شــعبياّ ودولياً‪ ..‬وســط‬ ‫الهجمــة العســكرية املدمــرة التــي يشــنها‬ ‫النظــام عــى املــدن والبلــدات املنتفضــة عليــه‬ ‫وعــى حكمــه البائــد‪ .‬ويف املقابــل يتســاءل‬ ‫البعــض مــن الســوريني عــن جــدوى هــذا‬ ‫االنتخــاب يف بلــد مقطــع األوصــال ومدمــر‬ ‫بالكامــل‪.‬‬ ‫لكــن أخبــارا ً جــرى تداولهــا ونرشهــا مــن قبــل‬ ‫النظــام وأعوانــه يف منطقــة البقــاع اللبنانيــة‬ ‫التــي تعــج بالالجئــن الســوريني مفادهــا أن‬ ‫مــن مل ينتخــب األســد لــن يســمح لــه بالدخول‬ ‫إىل ســوريا مــرة أخــرى‪ .‬وكأن ســوريا "ملــك‬ ‫أبيــه" وليســت للســوريني‪ ،..‬فيهــرع البعــض‬ ‫مــن ضعــاف النفــوس والذيــن رشدهــم األســد‬ ‫لالنتخــاب‪..‬؛ يف حــن تواصلــت رحلــة الباصــات‬ ‫مــن منطقــة بعلبــك ومــن العديد مــن البلدات‬ ‫املحيطــة والتــي تخضــع لســيطرة حــزب اللــه‬ ‫اللبنــاين املــوايل لألســد واملدعــوم مــن إيــران‬ ‫ماليـاً وعســكرياً ولوجســتياً‪ ..‬إىل موقــع ســفارة‬ ‫النظــام يف "اليــرزة ‪ -‬بيــروت"‪.‬‬ ‫يقــول خ‪.‬غ لـــ أوكســجين وهــو مــن أهــايل‬ ‫الزبــداين ويســكن يف بعلبــك‪ :‬ذهبــت وزوجتــي‬ ‫لالنتخــاب خوفـاً مــن النظــام وليــس حبـاً بــه‪..‬‬ ‫حيــث أنهــا تذهــب لتــزور أهلهــا يف دمشــق‪..‬‬ ‫أمــا عنــي فأنــا ال أريــد انتخابــه ألن لــدي أخ‬ ‫شــهيد بقذائــف قواتــه‪ ..‬ويل أيضــاً شــقيقني‬ ‫داخــل معتقالتــه منــذ أكــر مــن عــام وال‬ ‫نعــرف عنهــا شــيئاً‪.‬‬ ‫أ ّمــا ن ‪.‬ع لـــ أوكســجين وهــي الجئــة ســورية‬ ‫فتتحــدث عــن تجربتهــا‪ :‬أنزلنــا امليكــرو يف‬ ‫منطقــة ّ‬ ‫"الكحالــة" لنتابــع ســرا ً عــى األقــدام‬


‫اقتصاد‬

‫الزراعة "باب رزق" الزبدانيينّ‬ ‫الزبداني | أوكسجين‬

‫مــن املتعــارف عــن مدينة الزبــداين أنهــا مدينة‬ ‫ســياحية لهوائهــا العليــل وجــال طبيعتهــا‬ ‫وســهلها الخصــب الرحــب الــذي ينتــج ألــذ‬ ‫وأشــهى الفاكهــة والخــراوات‪ ،‬إال أن بطــش‬ ‫النظــام ح ّولــه إىل بســاتني جــرداء محروقــة‬ ‫نتيجــة للقذائــف التــي تنهــال عليــه تباعــاً‬ ‫وقلــة الرعايــة ناهيــك عــن قطــع أشــجاره‬ ‫شــتا ًء للتدفئــة‪.‬‬ ‫وبســبب الحصــار الــذي تفرضــه قــوات‬ ‫النظــام عــى املدينــة التــي يقطنهــا أكــر مــن‬ ‫‪ 5000‬شــخص فيمنــع دخــول املــواد الغذائيــة‬ ‫والطحــن إال بشــكل رسي "تهريــب" ولكــن‬ ‫ليــس هنالــك مــا يكفــي لســد الحاجــة وإن‬ ‫وجــد فهــو بأســعار غاليــة جــدا ً‪.‬‬ ‫لكــن الحاجــة أم االخـراع وللــرورة أحكامهــا‪،‬‬ ‫فوجــد الكثــر مــن شــبّان الزبــداين الباقــن‬ ‫فيهــا طريقــة لزراعــة الخــراوات املوســمية‬ ‫فأعــادوا اســتصالح الحدائــق الصغــرة وحراثتها‬ ‫وبذرهــا ورعايتهــا ولكــن األمــر الــذي يزيــد‬ ‫مــن العزميــة أن البعــض قامــوا بالزراعــة يف‬ ‫أوانٍ قدميــة وعلــب الفلــن األبيــض واألوعيــة‬ ‫البالســتيكية التــي يبــاع بهــا اللــن والحليــب‪.‬‬ ‫أم محمــد امــرأة زبدان ّيــة نازحــة تســكن يف‬ ‫"حاليــا" مــع أرستهــا‪ ،‬حولــت رشفــة منزلهــا‬

‫لبســتان فيــه الخضــار والــورود‪ ،‬فجمعــت‬ ‫األوعيــة البالســتيكية كــا جارتهــا يف املنطقــة‬ ‫أيضــاً واســتخدمتها لزراعــة البقدونــس‬ ‫والكزبــرة والنعنــع وبعــض شــتالت البنــدورة‬ ‫وكذلــك البصــل وعلقــت "هــذا عمــل بســيط‬ ‫ورخيــص ويلبــي حاجتنــا مــع غــاء املــواد مــن‬ ‫جهــة والعنايــة باملزروعــات يشــعرين بالســعادة‬ ‫" فبعــد أن حرمــت بســتانها يف ســهل الزبــداين‬ ‫اســتطاعت أن تصنــع فرحــة لنفســها‪.‬‬ ‫أمــا أبــو عــي فبيتــه الصغــر ليــس فيــه‬ ‫حديقــة وال مــكان للزراعــة ولكنــه اســتغل‬ ‫مــكان ســقوط قذيفــة بجــوار منزلــه ومألهــا‬ ‫بالــراب ليزرعهــا ببعــض الخضــار لتلبــي‬ ‫حاجتــه ويقــول ضاحــكاً "ســنجني املوســم يف‬ ‫رمضــان "‪.‬‬ ‫رغــم عــدم وجــود حديقــة أو أحــواض ورد‬ ‫لزراعتهــا‪ ،‬كان أهــايل الزبــداين قادريــن عــى‬ ‫صنــع حديقتهــم وتوفــر بعــض مــا يحتاجونــه‬ ‫مــع غــاء األســعار حيــث وصــل ســعر حزمــة‬ ‫البقدونــس ل ‪ 35‬لــرة وكذلــك الفجــل وكيلــو‬ ‫البصــل ‪ 100‬لــرة ولصعوبــة إدخــال املــواد‬ ‫للمدينــة املحــارصة‪.‬‬ ‫بينــا يجــد فــادي بالزراعــة تجارتــه الرابحــة‬ ‫فهــي تجــدي لــه بعــض النقــود باإلضافــة‬ ‫للخضــار الطازجــة‪ ،‬فهــ ّم بــزرع البــذور يف‬ ‫حديقــة ال تتجــاوز مســاحتها ‪ 2،5‬م ومــن‬

‫ثــم يبيــع الشــتل مــن الباذنجــان والفليفلــة‬ ‫والبنــدورة وغريهــا للراغبــن مقابــل ‪ 10‬ل ـرات‬ ‫للشــتلة الواحــدة‪.‬‬ ‫معوقات العمل وإيجابياته‪:‬‬ ‫اســتطاع شــباب الزبــداين مــىء فراغهــم بعمــل‬ ‫مفيــد يعــود عليهــم بالفائــدة حتــى ولــو قليـاً‬ ‫مــن الربــح‪ ،‬ولكــن الحصــار املفــروض جعــل‬ ‫مــن تأمــن البــذور أمـرا ً صعبـاً‪ ،‬دفــع بالكثريين‬ ‫إلحضــاره مــن مناطــق أخــرى وبســعر أغــى‪،‬‬ ‫وعــدم وجــود الســاد الكيــاوي الــذي يقـ ّوي‬ ‫النبــات ويزيــد مــن إنتاجــه فهــو ممنــوع‬ ‫مــن التــداول الســتخدامه يف تصنيــع العبــوات‬ ‫املتفجــرة كــا يدعــي النظــام‪ .‬كــا وقلــة‬ ‫املبيــدات الحرشيــة القاتلــة التــي تــأكل البــذور‬ ‫فأصبحــوا يزرعــون ضعــف الكميــة‪.‬‬ ‫لكــن هــذه املزروعــات ســتكون صحيــة ألنهــا‬ ‫خاليــة مــن األســمدة واملبيــدات وتــروى بامليــاه‬ ‫النظيفــة‪ ،‬وتســ ّمد بــروث الحيوانات(ســاد‬ ‫طبيعــي) فقــط وتحــت رعايــة اللــه‪.‬‬ ‫هــذه الظــروف العصيبــة التــي متــر بهــا‬ ‫املدينــة جعلــت شــبابها يعتمــدون عــى‬ ‫أنفســهم لكســب قوتهــم وابتــكار وســائل‬ ‫املناســبة لخدمــة فكرتهــم فلــم يســتثنوا أرضـاً‪..‬‬ ‫وال علبــة‪ ..‬أو صندوق ـاً‪ ..‬ليضعــوا ال ـراب فيــه‬ ‫ويكــ ّون كل واحــد مزرعتــه الصغــرة‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪4‬‬


‫بيروت | أوكسجين‬ ‫عــى الرغــم مــن بقــاء أكــر املثقفــن الســوريني مــع نظــام األســد أو‬ ‫تنحيهــم جانبــاً عــن الثــورة! وهــم الذيــن كان عليهــم أن يكونــوا يف‬ ‫طليعــة املتظاهريــن؟ أو يقــودوا ثــورة الحــق والكرامــة‪ ،..‬وإذ يفاجــئ‬ ‫الســوريني مــن موقفهــم وهــم املثقفــن الذيــن يقــف عــى عاتقهــم‬ ‫رســم طريــق التغيــر وســبله والوصــول بالشــعب الثائــر إىل بــر األمــان ‪،..‬‬ ‫بعــد أن فتــك النظــام الســوري باألطفــال والنســاء والشــيوخ والشــباب‬ ‫الســوري الحــر الرشيــف داخــل معتقــات البغــي واألجـرام‪ .‬لكــن أحـرارا ً‬ ‫منهــم يعلنــون مــا يــي‪:‬‬ ‫أعلــن عــدد كبــر مــن الفنانــن التشــكيليني الســوريني املعارضــن األحـرار‬ ‫تأســيس «تجمــع التشــكيليني الســوريني املســتقلني»‪ .‬وأوردوا يف بيــان‬ ‫وقعــه مــا يزيــد عــن ‪ 200‬فنــان" أيــدي الســوريني اليــوم يف النــار‪،‬‬ ‫وصدورهــم مثقوبــة بالرصــاص‪ ،‬وقلوبهــم تنبــض بقــوة األمــل‪ ،‬لــذا‬ ‫يجــد الفنانــون التشــكيليون الســوريون أنفســهم أمــام اســتحقاق طــال‬ ‫تأجيلــه‪ :‬تأســيس كيــان مهنــي مســتقل‪ ،‬يخصهــم ويشــبههم ويدافــع‬ ‫عنهــم ويعــر عــن خياراتهــم الفكريــة واإلبداعيــة يف هــذه اللحظــة‬ ‫املفصليــة مــن تاريــخ شــعبهم"‪.‬‬ ‫وأضــاف البيــان "بعــد أن ابتكــرت اإلنســانية فكــرة النقابــة املهنيــة التــي‬ ‫تنظــم حقــوق ومطالــب ونضــاالت أعضائهــا وتدافــع عنهــم يف وجــه‬ ‫الســلطة السياســية وســطوة املــال‪ ،‬جــاءت الســلطات االســتبدادية يف‬ ‫عــدد كبــر مــن بلــدان العــامل ومنهــا الســلطة يف بلدنــا املنكــوب لتجعــل‬ ‫هــذا الكيــان مســخا تابعــا مــن مســوخها"‪ .،‬وتابــع "وكانــت نقابــة‬ ‫الفنــون الجميلــة يف ســوريا إحــدى هــذه األدوات عــى مــدى عقــود‪،‬‬ ‫مثلهــا مثــل بقيــة النقابــات واالتحــادات املهنيــة"‪ .‬كــا وأعلنــوا أن‬ ‫"النقابــة الحاليــة ال متثلهــم‪ ،‬وأنهــم قــرروا إنشــاء كيــان مهنــي جديــد‬ ‫مــن صنــع أيديهــم»" و(نقابــة الفنــون الجميلــة) التــي تتبــع لــوزارة‬ ‫الثقافــة‪ ،‬هــي اإلطــار النقــايب الوحيــد الــذي يجمــع الفنانــن التشــكيليني‬ ‫الســوريني‪.‬‬ ‫إن املوقعــن عــى هــذا اإلعــان الذيــن يحلمــون بالتغيــر الشــامل‬ ‫والذيــن يرفضــون القتــل ودعــوات التســليح والتدويــل وانفــات الغرائــز‬ ‫الطائفيــة‪ ،‬يدعــون كل الفنانــن التشــكيلني الســوريني األحــرار أن‬ ‫يســاهموا يف تأســيس تجمعهــم املســتقل‪ .‬كــا يدعــون كل الفنانــن يف‬ ‫البــاد العربيــة والعــامل للتوقيــع عــى بيانهــم هــذا باعتبارهــم أعضــاء‬

‫أوكسجين‬ ‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪5‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫رشف يف تجمعهــم هــذا متضامنــن مــع الفنانــن التشــكيليني الســوريني‬ ‫رافعــي رايــة حريــة اإلبــداع وحريــة الــرأي واســتقاللهام عــن كل ســلطة‪.‬‬ ‫دمشق ‪20-1-14‬‬ ‫ومــن بــن أبــرز املوقعــن عــى بيــان التشــكيليني الســوريني‪ :‬يوســف‬ ‫عبدلــي‪ ،‬عاصــم الباشــا‪ ،‬منــر الشــعراين‪ ،‬غســان نعنــع‪ ،‬ادوار شــهدا‪،‬‬ ‫نــارص حســن‪ ،‬فــادي يازجــي‪ ،‬يــارس صــايف‪ ،‬نســيم اليــاس‪ ،‬طــال أبــو‬ ‫دان‪ ،‬هبــة عقــاد‪ ،‬ســعد حاجــو‪ ،‬محمــد الرومــي‪ ،‬نـزار نيــوف‪ ،‬عبداللــه‬ ‫األصيــل‪ ،‬نصــوح زغلولــة‪ ،‬جابــر العظمــة‪ ،‬رافيــا قضــاين‪ ،‬حســكو‬ ‫حســكو‪ ،‬اميــان حاصبــاين‪ ،‬باإلضافــة إىل آخريــن كــر‪.‬‬ ‫تجــدر اإلشــارة إىل أن هــذا اإلطــار النقــايب هــو الثالــث الــذي يعلنــه‬ ‫املبدعــون واملثقفــون الســوريون بعــد «رابطــة الكتــاب الســوريني‬ ‫األحــرار» و«تجمــع فنــاين ومبدعــي ســوريا األحــرار»‪( .‬أ ف ب )‪.‬‬ ‫وقــد ضــم التجمــع ‪ 231‬عضــوا ً وعــى رأســهم الفنــان التشــكييل املعتقــل‬ ‫الســابق يوســف عبدلــي وعصــام الباشــا ومنــر الشــعراين وعبداللــه‬ ‫م ـراد وهيــة عقــاد ونريوزالصبــاغ وآخــرون‪.‬‬ ‫كام وضم أعضاء الرشف من الدول العربية‬ ‫محمد حجي – مرص ـ تاج الرس حسن ‪ -‬السودان‬ ‫نادره محمود‪ -‬عامن سعد نجم ‪ -‬العراق‬ ‫مجد عبد الحميد ‪ -‬فلسطني فاروق يوسف ‪ -‬العراق‬ ‫محمد الجالوس‪ -‬األردن أمل زكريا حامد محمد ‪ -‬مرص‬ ‫هاين زعرب ـ فلسطني إميل منعم ـ لبنان‬ ‫رباب حاكم ‪ -‬السودان حسان عيل أحمد ‪ -‬السودان‬ ‫نوال السعدون ‪ -‬العراق عمر الفيومى ‪ -‬مرص‬ ‫نصري شمة ‪ -‬العراق عادل السيوى ‪ -‬مرص‬ ‫محمد عبلة – مرص أرشف رسالن ‪ ..‬فنان تشكيليى مرصى‬ ‫محمود دبروم فنان تشكييل ارتري مقيم يف لندن‬ ‫محمد ابو النجا – مرص محمود منييس ‪ -‬فنان تشكييل مرصي‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫تقرير‬

‫تجمع التشكيليين السوريين المستقلين األحرار‬


‫ملف العدد‬

‫"القبيسيات" تحت المجهر‬ ‫نيرمين عبدالرؤوف | أوكسجين‬

‫كشــفت الثــورة الســورية الوجــه الحقيقــي‬ ‫للمؤسســات الدينيــة وأظهــرت مــدى انفصامها‬ ‫عــن الواقــع وعــن الشــارع الثائر‪ ،‬بعــد أن وقف‬ ‫معظمهــا إىل جانــب النظــام املســتبد الــذي‬ ‫يتنــاىف حكمــه مــع أســس الديــن اإلســامي‬ ‫القامئــة عــى الشــورى والعــدل‪ ،‬وذلــك بذريعــة‬ ‫درء الفــن وعــدم جــواز الخــروج عــن الحاكــم‪.‬‬ ‫أكــر تلــك الجامعــات إثــارة للجــدل كانــت‬ ‫الحركــة النســوية املعروفــة باســم "القبيســيات"‪،‬‬ ‫والتــي التزمــت الصمــت منــذ بدايــة الثــورة‬ ‫الســورية وأكّــدت عــى رضورة عــدم التدخــل‬ ‫بالسياســة‪ ،‬إال أنهــا رسعــان مــا ســاندت النظــام‬ ‫الــذي اســتغل الخطــاب الدينــي لدعــم روايتــه‬ ‫محليــاً وعامليــاً‪ .‬ومــن أجــل رشعنــة القتــل‬ ‫وإعطائــه صبغــة دينيــة؛ عمــد األســد إىل تعيــن‬ ‫قبيســية (الدكتــورة ســلمى عيــاش) يف منصــب‬ ‫معــاون وزيــر األوقــاف‪ ،‬والتــي تحدثت بلســان‬ ‫النظــام عــن فقــه األزمــة بشــكل ال ميــت‬ ‫للواقــع وال للديــن بصلــة‪ .‬كــا كان للقبيســيات‬ ‫لقــاء ســابق باألســد يف أواخــر شــهر كانــون‬ ‫األول ‪ ،2012‬منــح يف ختامــه كل داعيــة مبلــغ‬

‫(‪ )30‬ألــف لــرة ســورية تكرميـاً لهــا عــى حــد‬ ‫قولــه‪ .‬التنظيــم الــذي كان يحــوي يف صفوفــه‬ ‫الكثــر مــن مؤيــدات الثــورة دفــع ببعضهــن‬ ‫إىل االنشــقاق عنهــن‪ ،‬وتش ـكّلت صفحــة عــى‬ ‫شــبكة التواصــل االجتامعــي "فيســبوك" تحــت‬ ‫اســم "حرائــر الثــورة المنشــقين عــن القبيســيات"‪،‬‬ ‫و ّجهــت مــن خاللهــا انتقــادات الذعــة ألعضــاء‬ ‫التنظيــم وملواقفهــن املؤيــدة للســلطة‬ ‫الحاكمــة‪ ،‬بعــد أن بــررت بعضهــ ّن التزامهــا‬ ‫الصمــت بدايــة خوفــاً مــن عنــف وبطــش‬ ‫األســد‪.‬‬ ‫القبيسيات‪ ..‬النشأة والتأسيس‬ ‫القبيســيات اســم أطلقــه منتقــدو الجامعــة‬ ‫عليهــن‪ ،‬ويعــود إىل الشــيخة منيــرة القبيســي‬ ‫(‪ ،)1933‬التــي عملــت كمدرســة ملــادة‬ ‫البيولوجيــا يف مــدارس دمشــق يف الســتينيات‪،‬‬ ‫ثــم نالــت شــهادة مــن كليــة الرشيعــة‬ ‫وتوجهــت إىل دعــوة النســاء لاللتـزام بالحجــاب‬ ‫واللبــاس الرشعــي‪ .‬كانــت القبيــي مــن‬ ‫تلميــذات مفتــي الجمهوريــة ســابقاً أحمــد‬ ‫كفتــارو صاحــب امليــول الصوفيــة البحتــة‬ ‫للعلمــة‬ ‫واملقــرب مــن األســد األب‪ ،‬وكان ّ‬

‫"محمــد ســعيد رمضــان البوطــي" أثــر كبــر عليهــا‪،‬‬ ‫إذ قــ ّدم لهــا العديــد مــن النصائــح الفكريــة‬ ‫والدينيــة بوصفــه مفكــر وصاحــب دراســات‬ ‫وكتــب عديــدة‪ .‬تقربــت القبيــي بــذكاء مــن‬ ‫كل الجامعــات اإلســامية يف ســوريا‪ ،‬مثل معهد‬ ‫الفتــح وجامعــة بــدر الديــن الحســني‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي زاد مــن نفوذهــا وانتشــارها وخاصــة يف‬ ‫نهايــة الثامنينــات مــن القــرن العرشيــن‪ ،‬بعــد‬ ‫أن تعرضــت جامعــة اإلخــوان املســلمني إىل‬ ‫املالحقــة و االســتئصال الكامــل‪ ،‬وبالتــايل توقّف‬ ‫أي نشــاط دعــوي يف ســوريا‪ ،‬مــا عــدا هــذه‬ ‫الحركــة التــي اســتمرت كونهــا جامعــة نســوية‬ ‫رسيــة بعيــدة عــن السياســة‪ ،‬ولــو أن رسيــة أي‬ ‫تنظيــم يف قلــب العاصمــة دمشــق هــو أمــر‬ ‫مســتبعد يف ظــل النظــام املخابــرايت الــذي ال‬ ‫يخفــى عليــه يشء كهــذا‪ ،‬أو قــد تعنــي الرسيــة‬ ‫هنــا بــأن نشــاطات الحركــة اقتــرت فقــط‬ ‫عــى حلقــات العلــم يف البيــوت‪ ،‬حيــث أنــه‬ ‫مل يســمح لهــن بإعطــاء الــدروس يف مســاجد‬ ‫ســوريا إال يف عــام ‪ .2006‬يقــ ّدر عــدد أتبــاع‬ ‫هــذه الجامعــة بأكــر مــن ‪ 175‬آالف امــرأة‪،‬‬ ‫ومتتــاز بأنهــا أكــر تنظيــاً مــن الجامعــات‬ ‫األخــرى املنافســة كالتيــارات الســلفية والطــرق‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪6‬‬


‫ملف العدد‬

‫الصوفيــة‪ ،‬وزاد مــن انتشــارها ســيطرتها عــى‬ ‫عــدد كبــر مــن املــدارس االبتدائيــة الخاصــة‬ ‫التــي شــهدت إقبــاالً كبــرا ً‪ ،‬بســبب تركيزهــا‬ ‫يف مناهجهــا عــى الديــن بشــكل أســايس إىل‬ ‫جانــب منهــج وزارة الرتبيــة الســورية‪ ،‬مــن‬ ‫هــذه املــدارس "دار الفــرح" يف املهاجريــن‪" ،‬دار‬ ‫النعيم" يف املزة‪ ،‬و "دوحة المجد" يف كفر سوسة‪،‬‬ ‫كــا ونجحــت الجامعــة يف الوصــول إىل عــدة‬ ‫دول أخــرى‪ ،‬فباتــت تعــرف يف لبنــان باســم‬ ‫"الســحريات" نســبة إىل "ســحر حلبــي" التــي برزت‬ ‫هنــاك‪ ،‬وبـــ "الطباعيــات" يف األردن نســبة إىل‬ ‫أو األب ورضاهــا مــن رضــا اللــه‪" .‬اآلنســة" إىل احتــكار علــوم الديــن عــى كتــب معينــة‬ ‫"فاديــة الطبــاع" الســورية األصــل‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫عنــد القبيســيات لقــب ال تنالــه إال الشــيخة تتفــق وفكرهــن‪ ،‬وهــي ذات مســتوى دينــي‬ ‫وجودهــن يف عــدد مــن دول أوروبــا والخليــج‬ ‫الكــرى وبعــض مــن زميالتهــا‪ ،‬ويجــب أن ضعيــف وغــر معتمــدة بشــكل واســع‪ ،‬مثــل‬ ‫العــريب‪.‬‬ ‫تتمتــع بوضــع اجتامعــي ومــادي متميــز جــدا ً‪( ،‬فقــه العبــادات) للحاجــة دريــة عيطــة‪ ،‬وكتــاب‬ ‫فكر القبيسيات‬

‫وأن تكــون غــر متزوجــة يك تتفــرغ لعبــادة (الجامــع فــي الســيرة النبويــة) للدكتــورة ســمرية‬ ‫اللــه رغــم أنــه مــن املعــروف أن ال رهبانيــة الزايــد‪.‬‬

‫تقــوم هــذه الحركــة عــى التبعيــة املطلقــة‬ ‫يف اإلســام‪ .‬كــا ويوجــد تراتبيــة هرميــة بــن تعتــر جامعــة القبيســيات بأنهــا ليســت‬ ‫لـــ "اآلنســة" واملبالغــة يف طاعتهــا إىل درجــة القبيســيات تتمثــل بألــوان الحجــاب التــي ذات مســتوى علمــي متخصــص‪ ،‬بــل تقتــر‬ ‫التقديــس‪ ،‬والتســابق مــن أجــل تقبيــل يدهــا تتغــر حســب أهميــة الداعيــة‪ ،‬فاملنتســبات عــى األذكار وتعليــم القــرآن ودعــوة النســاء‬

‫وهــي طبع ـاً ال تعــارض ذلــك‪ ،‬واستشــارتها يف الجــدد يرتديــن "الحجــاب األبيــض" الــذي تربطــه الغــر ملتزمــات وإيصالهــن إىل الحــد األدىن‬ ‫كافــة نواحــي الحيــاة الشــخصية واعتبــار اإلذن لهــن اآلنســة بنفســها ضمــن حفلــة إنشــاد‪ ،‬مــن العلــم الرشعــي‪ .‬كــا وتقــوم عــى مبــدأ‬ ‫منهــا يف أي تفصيــل كان أمــر واجــب البـ ّد منه‪ ،‬وبعــد انتقالهــن إىل الحلقــة الثانيــة يســمح التفاضــل بــن املريــدات بحســب إمكانياتهــن‬ ‫وبــأن طاعتهــا مق ّدمــة عــى طاعــة الــزوج لهــن بارتــداء "حجــاب مــن اللــون األزرق الســماوي" املاديــة وبيئاتهــن االجتامعيــة‪ ،‬بحيــث تحظــى‬ ‫مــع مانطــو مــن اللــون األزرق‪ ،‬أمــا مــن الرثيــات باملكانــة األعــى واالهتــام عــى‬ ‫تصــل املرحلــة األخــرة فتســمح لهــا حســاب الطبقــات املتوســطة أو الفقــرة‪.‬‬ ‫اآلنســة بارتــداء الحجــاب والــزي جامعــة القبيســيات ورغــم جهودهــا الجيدة يف‬ ‫األســود الكامــل‪.‬‬

‫تنميــة االلتـزام الدينــي عنــد الكثـرات؛ إال أنهــا‬

‫برامــج العمــل أيضـاً تكون حســب بقيــت بعيــدة عــن مشــاكل املجتمــع وقضايــاه‬ ‫الدرجــة الهرميــة‪ ،‬فهنــاك دروس السياســية واالجتامعيــة‪ ،‬بحيــث أنهــا فصلــت‬ ‫للعــوام وأخــرى للخــواص تختــص بــن املبــادئ اإلســامية والتطبيــق‪ ،‬ورســخت‬ ‫بهــا مــن تســتلم الحلقــات بحيث فكــرة خاطئــة عــن الديــن بأنــه شــعائر وعلــوم‬

‫اآلنســة الكبــرة‪ ،‬بكلمــة الحــق التــي هــي أعظــم الجهــاد عنــد‬ ‫با إل ضا فــة ســلطان جائــر‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪7‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ترتفــع مرتبتهــا كلــا فقهيــة فقــط وليــس مواقــف حياتيــة‪ ،‬وكانــت‬ ‫تقربــت مــن متواطئــة مــع الســلطة الحاكمــة غــر آبهــة‬


‫قصة‬

‫كل هدول!!‬

‫محمد حجو | أوكسجين‬

‫"بابــا" نطقتهــا كــا أفعــل دوم ـاً؛ بصـ ٍ‬ ‫ـوت عــا ٍل‬ ‫لطاملــا أثــار حفيظتــه‪ ،‬و رغــم علمــي بذلــك إال‬ ‫أننــي ال أســتطيع لصــويت تغي ـرا ً‪" .‬نعــم يــا بنــي‪،‬‬ ‫خي ـرًا إن شــاء اللــه‪ ،‬شــو بــدك؟؟ أال تــرى أن نشــرة‬ ‫الخبــار علــى وشــك البــدء؟؟" أرشقــت االبتســامة‬ ‫عــى وجهــي‪ ،‬فــأول مــرة يكــون تســاؤيل ذا‬ ‫صل ـ ٍة باألخبــار‪ ،‬أنــا الــذي كرهتهــا و مــا أزال‪،‬‬ ‫"عــن األخبــار أســأل هــذه المــرة يــا أبتــي"‪ .‬مـ َّد يــده‬ ‫َّــت شــيئاً مــن حيويــ ٍة‬ ‫بعــد كلــايت التــي بث ْ‬ ‫ضائعــة يف أوصالــه و التقــط جهــاز التحكــم‬ ‫بالـــ "دش"؛ ذلــك الجهاز الســحري الــذي مثّلت‬ ‫الســيطرة عليــه حل ـاً حقيقي ـاً طــاردين أنــا و‬ ‫إخــويت لســنوات‪ ،‬التقطــه و ضغــط عــى ز ٍّر‬ ‫عجائبــي فيــه‪ ،‬فاختفــى الصــوت الــذي كان‬ ‫يــزأر منــذ لحظـ ٍ‬ ‫ـات قليلــة‪ ،‬و التفــت إيل بعينني‬ ‫خالــط الضجــر فيهــا الحامســة‪ ،‬هامسـاً بــي ٍء‬ ‫ْ‬ ‫مــن الــرود‪" :‬ســل‪ ،‬و لكــن ال تطــل‪ ،‬فالنشــرة‬ ‫اإلخباريــة علــى وشــك البــدء"‬ ‫أطرقــت قلي ـاً متفحص ـاً ك ـرايس الــذي مألتــه‬ ‫أســئلةً‪ ،‬محــاوالً البــدء بســؤا ٍل ال يكــون غبيـاً يف‬ ‫نظــره‪ .‬عــرت عليــه مغتبطـاً و وجهتــه مبــارش ًة‬ ‫إىل بيــت الســأم الــذي أخــذ يبنــي نفســه عــى‬ ‫محيــا والــدي‪:‬‬ ‫"بابا‪ ،‬من هو بان كي مون؟؟"‬ ‫ارتـ َّد أيب إىل الــوراء قليـاً و كأنــه مل يكــن‬

‫يتوقــع أن يعــرف طفـ ٌـل يف ســني اس ـاً كهــذا‪،‬‬ ‫و الحقيقــة أنــه لــوال إدمــان عائلتــي الجديــد‬ ‫عــى متابعــة النــرات اإلخباريــة و الناتــج‬ ‫مــن تحــول بالدنــا – عــى حــد تعبــر جارنــا‬ ‫أيب ف ـراس – إىل ســاحة هــر ٍج و مــرج‪ ،‬تتفنــن‬ ‫الــدول العظمــى يف إظهــار مهاراتهــا البهلوانيــة‬ ‫عــى مرسحــه و الــذي تــم فتحــه برصاصـ ٍ‬ ‫ـات‬ ‫ً‬ ‫أطلقتهــا مــا اصطلــح عــى تســميته "دولــة" يف‬ ‫ســوريا عــى أطفــا ٍل و شــوي ٍخ و نســاء و شــباب‬ ‫و حج ـ ٍر و بــر‪ ...‬الــخ‪ ،‬لــوال كل مــا ســبق مل‬ ‫أكــن ألعــرف هــذا االســم أو غــره‪ ،‬و ليتنــي مــا‬ ‫عرفــت قــط‪.‬‬ ‫هــذه الخواطــر الســابقة و التــي اغتنمــت‬ ‫فرصــة التفكــر بهــا يف الوقــت الــذي كان فيــه‬ ‫أيب يســتعد إلجابــة تســاؤيل‪ ،‬قطعتهــا كلامتــه‬ ‫التــي أضافــت ألغــازا ً أخــرى بــدل أن تعطينــي‬ ‫رضــا املعرفــة بأم ـ ٍر قــد كنــت أجهلــه‪:‬‬ ‫"إنــه األميــن العــام لألمــم المتحــدة يــا بنــي" ليبــدأ‬ ‫ســيل ال نهــايئ التدفــق‪ ،‬أودى يب إىل‬ ‫بعدهــا ٌ‬ ‫عــوامل مل أكــن ألتخيلهــا‪ ،‬و ف ـ ّوتُّ عــى والــدي‬ ‫فرصــة مشــاهدة النــرة اإلخباريــة؛ فبعــد أن‬ ‫رشح يل مــا معنــى منصــب الرجــل املســمى‬ ‫ـدي أســئل ٌة أخــرى عن‬ ‫"بــان كــي مــون"‪ ،‬تولــدت لـ َّ‬ ‫أشــخاص جــدد؛ فمث ـاً‪:‬‬ ‫"مــن هــو بــاراك أوبامــا؟؟"‪" ،‬لــم ال يتفــق أوبامــا هــذا‬ ‫مــع المدعــو فالديميــر بوتيــن؟؟"‪" ،‬مــا الــذي يفعلــه‬ ‫صاحــب االســم الغريــب‪ ،‬األخضــر االبراهيمــي بيــن‬ ‫هــؤالء؟؟"‪" ،‬مــا دور منظمــة اليونيســيف فــي كل‬

‫هــذا؟؟"‪" ،‬لمــاذا يجتمــع أعـ ٌ‬ ‫ـراب كثيــرون فــي مــا‬ ‫يســمى بالقمــة العربيــة؟؟"‪" ،‬كيــف يســاعد االئتالف‬ ‫الســوري فــي هــذه األزمــة" و غريهــا الكثــر مــن‬ ‫االستفســارات التــي أمطــرت بهــا أيب‪.‬‬ ‫لــكل‬ ‫و مــا أن انتهــى مــن الــرح املفصــل ِّ‬ ‫أســئلتي‪ ،‬نظــر إىل وجهــي فــرأى ســعاد ًة‬ ‫حقيقيــة تشــع مــن قســاته‪ ،‬ســعاد ٌة كانــت‬ ‫قــد غابــت عنــه منــذ زمــن‪ ،‬و ملــا ســألني عــن‬ ‫ســببها‪ ،‬أجبتــه بانــراح صــد ٍر و غبطــة‪:‬‬ ‫"كل هــدول يــا بابــا عبيجتمعــوا و بيحكــوا مشــان‬ ‫الســوريين! مشــانا!! عبيتخانــؤوا و بيتصالحــوا‪ ،‬و‬ ‫بيعملــوا مؤتمــرات‪ ،‬كل هــدول عبيشــتغلوا ليــل و‬ ‫نهــار ليســاعدونا!! و مــا دام هيــك الوضــع‪ ،‬معناهــا‬ ‫أكيــد رح تنحــل يــا بابــا"‬ ‫بعــد ســاعه لهــذه الكلــات‪ ،‬صعــق والــدي‬ ‫ٍ‬ ‫للحظــات لينخــرط بعدهــا يف قهقهــ ٍة عنيفــ ٍة‬ ‫طرحتــه أرضــاً‪ ،‬قهقهــ ٌة رافقتــه طــوال تلــك‬ ‫األمســية حتــى ذهــب إىل فراشــه‪ .‬رسرت لتلــك‬ ‫الفرحــة التــي زرعتهــا كلــايت يف نفســه مــع‬ ‫أن مــا حــدث بعــد ذهابــه إىل الف ـراش حــرين‬ ‫إىل أقــى الحــدود‪ ،‬إذ أين أكاد أقســم أننــي‬ ‫ســمعت نحيبـاً مــن غرفــة النــوم التــي يشــغلها‬ ‫والــداي‪ ،‬و أخــذت أســأل نفــي‪" :‬لــم قــد ينتحب‬ ‫أحدهــم و لديــه "كل هــدول" إلــى جانبــه؟‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪8‬‬


‫رأي‬

‫التفاوض تحت مظلة النظام‬ ‫محمد صفدي | أوكسجين‬

‫بــد وأن ت ُفــي إىل التــي بعدهــا وتكــون نتيجــة‬ ‫لســابقتها‪..‬بل والتقــدم قدمــاً وإىل األمــام يف‬ ‫الحــل‪.‬‬ ‫وإذا رجعنــا إىل الــوراء قليــاً‪ ،..‬وتحديــدا ً إىل‬ ‫جنيــف األول والثــاين‪ ،..‬نجــد أنــه منــذ البدايــة‬ ‫مل يكــن هنالــك توافق ـاً أولي ـاً عــى التفــاوض‪.‬‬ ‫ألن اإلئتــاف يــرى تنحــي األســدعن الســلطة‬ ‫يف حــن يــرى نظــام األســد أن التنحــي لــن‬ ‫يطــرح يف املؤمتــر‪ .‬ونتســاءل بحرقــة‪ :‬إن كان‬ ‫رشط التفــاوض املبــديئ غــر متوافــق عليــه مــن‬ ‫البدايــة‪ ..‬فلــاذا عقــدا أصـاً هــذان املؤمتـران‬ ‫اللعينــان‪.‬‬ ‫ويف صلــح الحديبيــة يف الســنة السادســة‬ ‫للهجــرة والــذي عقــد مــا بــن الرســول الكريــم‬ ‫وقريــش‪ ..‬منعــت فيــه قريــش أن يحــج‬ ‫املســلمون هــذا العــام واشــرطت الحــج بالعام‬ ‫الثــاين‪ ..‬فوافــق الطرفــان‪.‬‬ ‫يف البدايــة تــم اختيــار عمــر بــن الخطــاب ‪-‬‬ ‫ريض اللــه عنــه ‪ -‬للذهــاب إىل مكــة ومفاوضــة‬ ‫قريــش ولكــن عمــر لــو مل يجــد إال الــذر‬ ‫لقاتلهــم وهــو شــديد عليهــم وهــم كذلــك‪،‬‬ ‫ف ُعــدل عنــه واختــر عثــان بــن عفــان‪.‬‬ ‫فهــذا مفــاوض يحمــل مــن حصافــة الــرأي‬ ‫ومتــام املقــدرة والعلــم مبــدى عمــق القضيــة‬ ‫مــا يؤهلــه للذهــاب إىل القــوم عــاوة عــى‬ ‫مكانتــه لديهــم مــا يعنــي ارتياحــاً نفســياً‬ ‫للطــرف اآلخــر راعــاه الرســول (ص) لضــان‬ ‫نتائــج جيــدة مــن العمليــة التفاوضيــة ‪،‬‬ ‫وعندمــا بعثــت قريــش إىل رســول اللــه (ص)‬ ‫مفاوضهــم اختــارت الرجــل اللســن صاحــب‬

‫الفكــر العميــق املفــاوض الناجــح " ســهيل بــن‬ ‫عمــرو" وهــذا مــا ســوف يتضــح مــن مفاوضتــه‬ ‫لرســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم وتقليبــه‬ ‫لألمــور‬ ‫شروط الصلح‪:‬‬ ‫‪1‬ـ يرجــع املســلمون دون دخــول مكــة‬ ‫ويعــودوا يف العــام املقبــل‬ ‫‪2‬ـ ال عــداوة وال طغيــان ‪ ،‬وتضــع الحــرب‬ ‫أوزارهــا عــر ســنني‬ ‫‪3‬ـ مــن أراد أن يدخــل يف عهــد قريــش دخــل‬ ‫فيــه ومــن أراد أن يدخــل يف عهــد الرســول‬ ‫الكريــم دخــل فيــه‬ ‫‪4‬ـ مــن أىت محمــد منهــم يــرده ‪ ،‬ومــن أتاهــم‬ ‫مــن املســلمني مل يــردوه‬ ‫ويف رشوط الصلــح وكتابتــه ومــا حــدث‬ ‫أثناءهــا مــا يــدل عــى أســلوبه عليــه الســام‬ ‫يف التفــاوض مــن مرونــة وهــدوء واســتيعاب‬ ‫لنفســية الطــرف اآلخــر ومخاوفــه واجتيــاز أي‬ ‫عوائــق ميكــن أن تعيــق امتــام الصلــح مطبق ـاً‬ ‫متامـاً القــدرة التامــة عــى الخــروج مــن الفعــل‬ ‫ورد الفعــل وذلــك بعــدم انفعالــه (ص)عــى‬ ‫الرغــم مــن رؤيــة الصحابــة باجحــاف الصلــح‬ ‫بحقــوق املســلمني لصالــح قريــش إال أنــه عليــه‬ ‫الســام كان ينظــر للبعيــد فإيقــاف الحــرب‬ ‫عــر ســنوات تفرغــه لفتــح قنــوات جديــدة‬ ‫للدعــوة وفعــا بــدأ يف مراســلة ملــوك األرض‬ ‫يف ذلــك الوقــت يعــرض عليــه اإلســام ‪ ،‬كــا‬ ‫أن مجــرد جلــوس قريــش للتفــاوض معــه عليــه‬ ‫الســام كان يعنــي اعرتافـاً مــن الطــرف اآلخــر‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪9‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫كــر الحديــث يف اآلونــة األخــرة مــن قبــل‬ ‫البعــض وخاصــة مــن إخواننــا الذيــن مــا‬ ‫زالــوا داخــل الوطــن الجريــح‪ ..‬عــن التفــاوض‬ ‫مــع نظــام الطاغيــة لوقــف القصــف وإراقــة‬ ‫الدمــاء‪ ،‬مــع العلــم أن عــدة هدنــات قامــت‬ ‫يف الزبــداين ومــن ثــم فشــلت تلقائيـاً الســتمرار‬ ‫القصــف مــن قبــل النظــام األســدي‪ ..‬وســقوط‬ ‫العديــد مــن الشــهداء مــن بينهــم أطفــال‪.‬‬ ‫لكــن للتفــاوض رشوط يجــب ان تتوافــر حتــى‬ ‫ينجــح‪.‬‬ ‫تتعــرض املاملــك‪ ..‬والدول‪ ..‬والــركات‪ ..‬ورشكاء‬ ‫العمــل‪ ..‬إىل مواقــف تحتــاج إىل التفــاوض‬ ‫للخــروج إىل اتفــاق عــام يــريض الطرفــن‬ ‫املتفاوضــن كيفــا كان‪ ،..‬قيميـاً أم ماديـاً‪ .‬وقــد‬ ‫نحتــاج أحيان ـاً إىل وقفــة مــع الــذات نفــاوض‬ ‫بهــا أنفســنا‪ ،‬عــى صعيــد الحيــاة الشــخصية أو‬ ‫العمليــة‪ .‬ويقــال إن عقــد العقــدة يحتــاج إىل‬ ‫طرفــن‪ ،‬بينــا حــل موقــف معقــد ال يحتــاج ّإل‬ ‫لطــرف واحــد‪ ،..‬فهــل تصــح هــذه املقولــة مــع‬ ‫نظــام القتــل والترشيــد وســفك الدمــاء‪ .‬وعــى‬ ‫هــذا األســاس فالتفــاوض مخــرج ملعالجــة‬ ‫مســألة أو قضيــة عــى مســتوى الــدول‬ ‫والشــعوب ملصالــح وأهــداف تختلــف قيمتهــا‬ ‫بــن الطرفــن املتنازعــن‪.‬‬ ‫يشــرط يف نجــاح التفــاوض رغبــة الطرفــن‬ ‫يف إنهــاء املشــكلة‪ ،‬مــع اقتناعهــا أن ال حــل‬ ‫ّإل عــن هــذه الطريقــة‪ .‬ولتتحقــق أهــداف‬ ‫الجميــع البــد مــن اختيــار األشــخاص املناســبني‬ ‫للتفــاوض القادريــن عــى عــرض وجهــات النظر‬ ‫املختلفــة واملتفــق عليهــا ومــا يتبــع ذلــك مــن‬ ‫تقريــب لوجهــات النظــر واملواءمــة بينهــا‬ ‫وتكييفهــا للحصــول عــى املنافــع املتوقعــة مــن‬ ‫عمليــة التفــاوض وعــى هــذا األســاس كان البــد‬ ‫للمتفــاوض أن يضــع نصــب عينيــه األهــداف‬ ‫التاليــة‪ :‬القضيــة املتفــاوض عليهــا وأهميتهــا‬ ‫لــكال الطرفــن‪ ..‬النتيجــة املرجــوة واملبتغــاة‬ ‫مــن التفــاوض‪ ..‬وعــى هــذا فهــل ســيكون‬ ‫التفــاوض يف جــوالت ؟ وكل مرحلــة تنقــي ال‬


‫رأي‬

‫الحرية باإلكراه‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫العبيــد نوعــان‪ :‬نــوع يتــوق إىل الحريــة ويدفــع‬ ‫يف ســبيلها الغــايل والنفيــس‪ ..‬ونــوع آخــر يتلذذ‬ ‫بقيــود العبوديــة ويخــاف مــن الحريــة التــي‬ ‫ســتحمله إىل عــامل مجهــول بالنســبة‬ ‫لــه يتصــور فيــه أنــه ســيفقد‬ ‫فتــات الخبــز الــذي يلقيــه‬ ‫إليــه ســيده آخــر النهــار‬ ‫ســواء إذا اســتخدمه‬ ‫يف ذلــك اليــوم أو مل‬ ‫يستخدمه‪.‬‬ ‫والســادة نوعــن أيضــاً‪ ..‬ســادة تتخــى‬ ‫عــن اســتعبدها لآلخريــن خوفـاً مــن ثورتهــم‪..‬‬ ‫نتيجــة إغــراء مــا تثمنــه بأكــر مــن قيمــة‬ ‫اإلحتفــاظ بالعبيــد‪ ..‬ونــوع آخــر ســادي النزعــة‬ ‫يقتــل عبيــده عــى أن يفــرط بهــم مــن خــال‬ ‫تحريرهــم أو عتقهــم‪.‬‬ ‫جــاء اإلســام يف عــر كانــت فيــه العبوديــة‬ ‫ركنـاً مــن أركان املجتمــع ومقوماتــه الحياتيــة‪،‬‬ ‫ومل يكــن مــن املقبــول أو الســهل إلغــاء الــرق‬ ‫دفعــة واحــدة فــكان اإلســام الديــن الســاوي‬ ‫األول الــذي مــارس تحريــر الــرق بالرتغيــب‪،‬‬ ‫وجعــل عتــق العبــد كفــارة لذنــب أو خطيئــة‪،‬‬ ‫وكان أول مــن أشــار يف الفقــه إىل أن العبوديــة‬ ‫ال تــورث‪" .‬متــى اســتعبدتم النــاس وقــد ولدتهــم‬ ‫أمهاتهــم أحــرار ًا"حيــث أن إبــن العبــد عبــد‪،..‬‬ ‫وابــن األَمــة عبــد أيض ـاً‪.‬‬ ‫فالفطــرة أن االنســان حـ ٌر بطبيعته‪ ،‬واســتعباده‬ ‫قائــم عــى قانــون األرس يف الحــروب وفقــاً‬ ‫لطبيعــة ذلــك العــر‪.‬‬ ‫يف عــام ‪ 1863‬أعلــن الرئيــس االمريــي "أبراهــام‬ ‫لنكولــن" عــن إنهــاء حالــة الــرق نهائيــاً مــن‬ ‫خــال وثيقــة تاريخيــة‪ ،‬متهــل دقائــق ريثــا‬ ‫تتوقــف يــده عــن اإلرتعــاش ليوقــع أهــم‬ ‫وثيقــة إنســانية يف العــر الحديــث‪ .‬وعندمــا‬ ‫أعلــن تحريــر العبيــد أرشك آالف منهــم يف‬ ‫حــرب التوحيــد ألمريــكا التــي نعرفهــا اآلن‪.‬‬ ‫مل يحــارب الســادة يف أمريــكا هــذه الوثيقــة‬ ‫مبفردهــم ‪..‬؛ بــل إشــرك عبيدهــم مبحاربتهــا‬

‫لهــا إىل أن تــم إعتامدها‬ ‫والتصــدي‬ ‫مــن ثــم قامــت األمــم‬ ‫نهائيــاً‪ ،‬و‬ ‫املتحــدة بعــد ذلــك بزمــن باعتــاد تحريــر‬ ‫الــرق بأنواعــه وإعتبــاره جرميــة بحــق البرشية‪.‬‬ ‫الوثيقــة وإعــان حقــوق االنســان مل ينـ ِه حالــة‬ ‫الــرق يف العــامل ولكــن أصبــح الــرق يأخــذ‬ ‫أشــكاال ًأخــرى وألــوان مختلفــة‪ ،‬فــكان الــرق‬ ‫األبيــض الــذي يســتغل املــرأة جنســياً‪ ..‬وكان‬ ‫الــرق العقائــدي بــأن يتــم أرس املجموعــات‬ ‫مــن خــال عقيــدة دينيــة تتمثــل بشــخصية‬ ‫دينيــة تضفــى عليهــا هالــة قدســية تأمرهــم‬ ‫فيطيعــون‪ ،‬وتســتغل أرزاقهــم فــا ميتنعــون‬ ‫حتــى عــن تقديــم كل مــا ميلكــون وتدخلهــم‬ ‫يف طقــوس وعبــادات فيهــا إمتهــان للجســد‬ ‫يفــوق ســادية الســيد عــى عبيــده وهــم‬ ‫صاغــرون‪ ،‬فيجلــدون أنفســهم بالسالســل‬ ‫الحديديــة وتســيل دمائهــم بفعــل النصــال‬ ‫التــي متــزق جلودهــم طواعيــة‪.‬‬ ‫وهنالــك الــرق يف العمــل واســتغالل حاجــة‬ ‫اإلنســان للمعيشــة فيفــرض عليهــم صاحــب‬ ‫العمــل التبعيــة املطلقــة بســاعات العمــل‬ ‫واألجــر والخصــم والج ـزاء والفصــل التعســفي‬ ‫وقــد تصــل إىل التحــرش الجنــي الــذي ينتهــي‬ ‫باســتغالل الجســد‪.‬‬ ‫أنــواع عديــدة‪ ..‬ولكــن أســوءها‪ ،‬أنــواع‬ ‫االســرقاق‪ ..‬وهــو الــرق الســيايس‪ ،‬أي مــا‬

‫ميارســه الحــكام بحــق شــعوبهم مــن ســطوة‬ ‫مطلقــة تجمــع الرتغيــب والرتهيــب معــاً‬ ‫خصوصـاً بعــد أن يقــوم أتبــاع الحاكــم‬ ‫بتقديــم الحاكــم‬ ‫وكأنــه نبيــاً منزهــاً‬ ‫أو إلـ ًه برشيـاً ميلــك‬ ‫بيــده مفاتيــح الجنــة‬ ‫والنــار معــاً‪ ..‬فالجنــة‬ ‫هــو أن تعيــش يف كنفــه قط ـاً‬ ‫خشــبياً تصطــاد للحاكــم دون‬ ‫أن تــأكل‪ ،‬وجهنــم عنــده هــو معتقــل الداخــل‬ ‫فيــه مفقــود وال خــارج منــه وال مولــود‪.‬‬ ‫يف الــرق الســيايس تخ ـ ّدر العقــول ويســتخدم‬ ‫الحاكــم مــن خــال نظامــه عقيــدة سياســية‬ ‫ترقــى إىل مســتوى العقائــد الدينيــة إن مل تكــن‬ ‫أشــد صالبــة‪ .‬فالعقيــدة السياســية تجمــع‬ ‫الجنــة والنــار بينــا العقيــدة الدينيــة تؤجــل‬ ‫الجنــة والنــار إى اآلخــرة‪،‬‬ ‫فيصبــح الــرق الســيايس صفــة مكتســبة‬ ‫ومتوارثــة عنــد أهــل القــرار ولكــن ال تعمــم‬ ‫حالــة التوريــث بالعتــق الســيايس عنــد بقيــة‬ ‫األف ـراد ولكــن يســتعاض عنهــا بخلــق مظلــة‬ ‫مــن الرعــب تغطــي كافــة رشائــح املجتمــع‬ ‫فمــن أمــن عليــه الســام ومــن كفــر بالعتــق‬ ‫الســيايس غالبــا مــا يلتــزم الصمــت‪.‬‬ ‫وقــد يتطــور التســلط الســيايس كأداة للــرق‬ ‫الســيايس ليصــل إىل حــد الســيطرة الفعليــة‬ ‫عــى أدوات التفكــر والتحليــل عنــد أتباعــه‪،‬‬ ‫فــرى كل مــا يفعلــه الحاكــم حقــا ًوكل مــن‬ ‫يخالفــه باطــا ً‪ ،‬ويخلــق يف عقلــه الباطــن‬ ‫صــورة الخــوف مــن التغيــر‪ .‬ولقــد أكــدت‬ ‫دراســة أجراهــا علــاء نفســيون عــى ســجن‬ ‫مــن أعتــى الســجون بأنهــم فتحــوا األبــواب‬ ‫للمســاجني وطلبــوا منهــم الهــروب مــن‬ ‫الســجن‪ ،‬فــكان مــن هــرب رسيعــاً‪ ..‬وكان‬ ‫هنالــك مــن فكــر و هــرب‪ ..‬وهنالــك مــن فكــر‬ ‫وتراجــع عــن الهــروب‪ ،‬وهنالــك مــن مل يكــرث‬ ‫ملوضــوع الحريــة‪ ،‬وهــذه هــي الرشيحــة التــي‬ ‫نتكلــم عنهــا‪ ..‬وكانــت بحــدود ‪ % 20‬مــن‬ ‫الســجناء أصحــاب األحــكام طويلــة األمــد‪.‬‬ ‫تلــك النســبة أصابهــا الخنــوع وإســتكانة إىل‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪10‬‬


‫ال يعنــي صمــت العــامل عــن ترشــح مجــرم حرب‬ ‫مثــل الديكتاتــور الدميــم بشــار األســد‪ ،‬ليحكــم‬ ‫شــعب مكلــوم حتــى أعمــق مــكان يف وجدانــه‪،‬‬ ‫ويف كرامتــه االنســانية أن نيــأس أو نصــاب‬ ‫باإلحبــاط‪.‬‬ ‫وال يعنــي أن أهــل ســورية الذيــن صمــدوا يف‬ ‫املناطــق املحــارصة‪ ،‬أكــر مــن صمــود طائــر‬ ‫الفينيــق وهــي تــأكل النــران جســده‪ ،‬أنهــم‬ ‫بإجرائهــم "المصالحــات" مــع قاتليهــم وخــروج‬ ‫بعــض املقاتلــن مــن أماكنهــم أن هــذا هــو آخــر‬ ‫فصــل يف هــذا االســتحقاق التاريخــي الحاســم‬ ‫الــذي نعيشــه يف ســورية‪.‬‬ ‫وال يعنــي أن الخــوف عــاد ليتــرب مجــددا ً إىل‬ ‫قلــوب بعــض الســوريني مبــا فيهــم أولئــك مــن‬ ‫هــم يف املغــرب‪ ،‬وعــادوا لرياجعــوا مــا قالــوه‪،‬‬ ‫أو كتبــوه‪ ،‬أو شــاركوا بــه منــذ ثــاث ســنوات‬ ‫إىل اليــوم‪ ،‬أن هــذا يشــكل مقياســاً لســرورة‬ ‫الحــدث الســوري الكبــر‪.‬‬ ‫وال يعنــي أن كل مــن هــب ودب ممــن ال‬ ‫يحملــون نفــس الهــدف والحلــم الســوري‪،‬‬ ‫الــذي خــرج أهــل ســورية وشــبابها لتحقيقــه‪،‬‬ ‫ولديهــم مــن األســباب للدخــول عــى الســاحة‬ ‫الســورية مــا ال ميــت بصلــة ال مــن قريــب‬ ‫وال مــن بعيــد إىل ثــورة الكرامــة الســورية‪ ،‬أن‬ ‫جوهــر الحــدث والهــدف قــد تغــر‪.‬‬ ‫وال يعنــي أن النظــام بنجاحــه املــدروس يف‬ ‫تســويق روايتــه عــن محاربتــه للجامعــات‬ ‫اإلســامية املتطرفــة التــي تحــارب يف ســورية‪،‬‬ ‫والتــي هــي حقيقــة مــن صناعتــه وتســهيالته‬ ‫هــو نفســه‪ ،‬مســتغالً يــأس بعــض الســوريني‬ ‫تــارةً‪ ،‬وانســداد اآلفــاق أمامهــم‪ ،‬ومســتغالً‬ ‫تــارة أخــرى حاجــة "المجتمــع الدولــي" إىل‬ ‫ذريعــة يــرك فيهــا هــذا امللــف األشــد تعقيــدا ً‬ ‫إىل مصــره‪ ..‬ومســتفيدا ً مــن رشاســة ومثابــرة‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪11‬‬

‫أيامك ثورتنا‬

‫مانيا الخطيب | أوكسجين‬

‫املدافعــن عنــه يف املحافــل الدوليــة مــن أمثــال‬ ‫بشــار الجعفــري‪ ..‬أن علينــا أن نصــدق نحــن‬ ‫الســوريون أنفســنا –عــى األقــل ممــن لديهــم‬ ‫معرفــة وثيقــة بســوريتهم‪ -‬هــذه الخديعــة‬ ‫التــي تزيــد يف عمــر عصابــة القتــل والتزويــر‪.‬‬ ‫األمــل الســوري‪ ،‬هــو أن جذريــة هــذا الحــدث‬ ‫الثــوري الجلــل‪ ،‬هــو مــا يدفــع اإلنســان‬ ‫الســوري ســواء مــن بقــي داخــل ســورية أو‬ ‫مــن رحــل خارجهــا‪ ،‬إىل اســتحقاق بنــاء أجنــدة‬ ‫ســورية مشــركة‪ ،..‬تلــك التــي ال تـزال مفقــودة‬ ‫بشــدة حتــى هــذه اللحظــة‪،‬‬ ‫األمــل الســوري هــو أنــه مــن هــذا الرحــم‬ ‫الثــوري ال ميكــن إال أن ينضــج هــذا الجســم‬ ‫الســوري املتامســك ليكــون قــادرا ً عــى تشــكيل‬ ‫نــواة صلبــة قــادرة عــى التنســيق والرتتيــب‬ ‫والتخطيــط‪ ،‬وقــادرة عــى التعامــل بحكمــة‬ ‫وصــر مــع الــداء الســوري الخطــر وهــو عــدم‬ ‫القــدرة عــى العمــل الجامعــي وعــدم القــدرة‬ ‫عــى إتخــاذ القــرارات املشــركة التــي تحــرم‬ ‫املصلحــة الوطنيــة العليــا عــى أجنــدة ســورية‬ ‫مشــركة‪.‬‬ ‫األمــل الســوري‪ ،‬هــو أن يتفــكك بشــكل نهــايئ‬ ‫وتلقــايئ هــذا الدمــل العفــن الــذي ســكتنا عنــه‬ ‫عقــود طويلــة بعــد تضحيــات الســوريني بــكل‬ ‫غــا ِل ونفيــس مــن أجــل كرامتهــم وحريتهــم‪.‬‬ ‫مل نصــل بعــد إىل هــذه النقطــة الحاســمة‪ ،‬علينــا‬ ‫أن نعــرف أن حجــم االســتحقاق‪ ،‬وضخامــة‬ ‫الحــدث‪ ،‬ورشاســة حــرب اإلبــادة الشــاملة التــي‬ ‫يشــنها ســليل اإلجــرام عــى شــعبه وناســه‪ ،‬مل‬ ‫تعالــج حتــى اليــوم أنانيــة الكثري من الســوريني‪،‬‬ ‫ومل تعالــج غرورهــم وجوعهــم لتحقيــق ذواتهــم‬ ‫املريضــة يف زمــن الــدم والخـراب‪!...‬؟‪.‬‬ ‫إنهــا فــرة كمــون‪ ،‬تــأيت مــن تعــب أليــم أصيــب‬ ‫بــه الســوريون‪ ،‬وهــم يدفعــون أقــى مثــن مــن‬ ‫أجــل اســتعادة كرامتهــم اإلنســانية‪.‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫األمــر الواقــع‪ ،‬وأصبحــت حتــى عاجــزة عــن‬ ‫التفكــر بالخــروج إىل حيــاة جديــدة‪ ،‬وتكبــد‬ ‫مشــقة الكفــاح فيهــا‪ ،‬وهــي تــرى يف القليــل‬ ‫مــا يقــدم لهــا كاف لتعيــش‪.‬‬ ‫لذلــك ال تســتفتى العبيــد حــول رضورة‬ ‫الحريــة مــن عدمهــا‪ ،‬ففاقــد الــيء غــر‬ ‫قــادر عــى اإلفتــاء بــه‪ .‬لذلــك كان مــن‬ ‫الــروري بالكثــر مــن األحيــان دفــع‬ ‫النــاس باتجــاه الحريــة باإلكــراه حتــى‬ ‫يتذوقــون حالوتهــا فيؤمنــون بهــا كثــرا ً‪.‬‬ ‫مــن النــاس يخافــون مــن العــوم يف حــام‬ ‫ســباحة يعــج بالســباحني وال بــد مــن‬ ‫شــخص يقودهــم إىل املــاء ويعلمهــم شــيئاً‬ ‫فشــيئاً أن الخــوف ليــس مــن املــاء‪ !..‬ولكــن‬ ‫الخــوف مــن جهلهــم بالســباحة‪ .‬ليــس املــاء‬ ‫هــو املســؤول عــن غرقنــا ولكــن جهلنــا يف‬ ‫الســباحة هــو ســبب غرقنــا وذلــك ال يجــوز‬ ‫أن نقــف عنــد تــردد مــن يقــف عــى حافــة‬ ‫املســبح يف الرغبــة والرهبــة‪.‬‬ ‫مــن هنا أصبــح جلياً بــأن العبيد ال تســتفتى‬ ‫مبســتقبلها وهــي يف ظــال الــرق‪..‬؛ وهنــا‬ ‫يجــب أن يتــم تحريرهــم عنــوة ‪،‬وال يؤخــذ‬ ‫رفضهــم ومتســكهم بأســيادهم بعــن اإلعتبار‬ ‫أو عــى محمــل الجــد‪ ،‬فالحريــة كالهــواء‬ ‫توجــد حيــث تكــون الحيــاة‪ ،‬وعندمــا ينعدم‬ ‫‪..‬تنعــدم الحيــاة مــع انعــدام الحريــة‪ ،‬لذلــك‬ ‫فالجامهــر التــي تســر وراء نظــام األســد يف‬ ‫ســوريا اليــوم ؛ ال ميكــن إعتبارهــا أنهــا يف‬ ‫حالــة وعــي وال متثــل إرادة صادقــة‪ ..‬أو عــن‬ ‫إدراك‪ ..‬وال بــد مــن إعــادة تأهيلهــا‪ ..‬وإزالــة‬ ‫رواســب القهــر والديكتاتوريــة‪ ،‬حتــى يكــون‬ ‫قرارهــا ينــم عــن رغبــة واعيــة‪ .‬ومــن هنــا‬ ‫يصبــح مــن الخطــأ يف مرحلــة اإلنتقــال أو‬ ‫اإلستشــفاء‪ ،‬إعطــاء مســاحة لالختيــار ملــن‬ ‫إرادتهــم مرهونــة‬ ‫نصــف قــرن مــن اإلحتــال الفكــري ‪،‬فــا‬ ‫شــك تحتــاج إىل جهــد كبــر حتــى يتــم‬ ‫تحريــر تلــك العقــول وإزالــة الغشــاوة عــن‬ ‫عيــون أصحابهــا ‪ .،..‬وهنــا نخلــص إىل أن‬ ‫الحريــة باإلك ـراه ليســت عمــا ديكتاتوري ـاً‬ ‫أو ســلباً إلرادة اآلخريــن وإمنــا هــي عــاج‬ ‫أشــبه باللقــاح اإللزامــي لتخليــص املجتمــع‬ ‫مــن وبــاء االضطهــاد يك ال يصبــح أمــرا ً‬ ‫متوارثــاً‪.‬‬

‫األمل السوري‬


‫سياسة‬

‫ّ‬ ‫عقدة النهائيات‪ ،‬يفكها الشعب‬

‫د‪ .‬سماح هدايا | أوكسجين‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عــى خشــبة التمثيل‪...‬ســقط‬ ‫الكومبــارس (الممثــل الثانــوي)‬ ‫ونجــح الطاغيــة‪...‬‬ ‫وعــى خشــبة بالدنــا سيســقط‬ ‫الكومبــارس وينجــح الطاغيــة‪..‬‬ ‫لكــ ْن‪ ،‬عــى األرض‪ ...‬لــن تنجــح‬ ‫إال الشــخصيات الفاعلــة‪ ،‬التــي‬ ‫تحملهــا إرادة الشــعوب‪ ،‬حتــى‬ ‫وإن تاخــر النــر يف ازدحــام‬ ‫الطرقــات باألعــداء‪.‬‬ ‫الثــورة الســوريّة مل يخطفهــا أحــد‬ ‫مــن أحــد؛ ألنّهــا قــدر عــام ترافقــه‬ ‫حالــة تغيــر حــادة مســتمرة‪،‬‬ ‫تؤثــر يف الزمــان واملــكان‪،‬‬ ‫لكــ ْن‪ ،‬لســوء الظــروف‪ ،‬تصــ ّدر‬ ‫الظهــور يف مشــهد الثــورة وعــى‬ ‫دمائهــا‪ ،‬ويف ظــل صــورة الفــوىض‬ ‫والتدمــر املرافقــة للثــورة‪،‬‬ ‫لصــوص وانتهازيــون ومنافقــون‬ ‫ومتح ّجــرون وغوغائيــون‪ ،‬أســاؤوا‬ ‫للثــورة‪ ،‬وانحرفــوا يف التعبــر عنهــا‪،‬‬ ‫فاحتكــروا التمثيــل الســيايس‪،‬‬ ‫والعمــل املــدين‪ ،‬وتوزيــع‬ ‫اإلغاثــات ‪ ،‬وموضــوع التســليح‪،‬‬ ‫ومنابــر اإلعــام والخطــاب‪ .‬وكل‬ ‫ذلــك أمــام مــرأى املعارضــة‬ ‫الرســمية‪ ،‬وبقبولهــا أو بصمتهــا‬ ‫وإذعانهــا‪ ،‬وأحيانــا بالتوافــق‬ ‫معهــا والتنســيق مــع جهــات‬ ‫رســم ّية فيهــا‪ ،‬لالســتفادة‪ ،‬كــا‬ ‫حصــل يف عــدة مناطــق محــ ّررة‬ ‫عندمــا قامــت املعارضــة بدعــم‬ ‫الحــراك الســيايس واالجتامعــي‬ ‫واملجتمعــي‪ ،‬وبالتحديــد‪ ،‬لفصائــل‬ ‫عســكرية وسياســ ّية مشــبوهة‬ ‫وطن ّيــا‪ ،‬تنتهــك حقــوق املواطــن‬ ‫ومســتقبل وحــدة ســوريا‪.‬‬ ‫يلقــي أغلــب املعارضني السياســيني‬ ‫اللــوم عــى حامــي الســاح‬ ‫واملقاتلــن عــى األرض مــن دون‬ ‫متييــز‪ ،‬بــن جامعــة واخــرى‪..‬‬ ‫بــن قاطعــي طريــق و مناضلــن‪،‬‬ ‫فــكأ ّن الثــوار هــم ســبب‬ ‫الفجائــع واملصائــب والنكبــات‪.‬‬

‫ويف الواقــع؛ فــإ ّن يف هــذا‪ ،‬تزوي ـرا‬ ‫للحقيقــة والحقائــق؛ ألن هــؤالء‬ ‫إمــا يتبعــون ملعارضــات سياســية‬ ‫رســمية ومتويليــة‪ ،‬أنشــأتهم‬ ‫أو رعتهــم‪ ،‬ميتثلــون ألوامرهــا‬ ‫وقرارهــا وتصوراتهــا‪ ،‬أو هــم مــن‬ ‫الثــ ّوار األوفيــاء الذيــن يقاتلــون‬ ‫لقضيــة الحريــة والحــق‪ .‬هــذا‬ ‫الخطــاب‪ ،‬ليــس نقــدا بريئــا‪ ،‬بــل‬ ‫هــو هجــوم لفظــي مقصــود عــى‬ ‫التســليح واملســلحني‪ ،‬لــي ير ّوجــوا‬ ‫لبضاعــة لحــل الســلمي والســيايس‬ ‫الــذي رفضــه األســد منــذ أول يــوم‬ ‫وأول شــهر وأول ســنة‪ ،‬باحثــن‬ ‫عــن رشاكــة سياســية وتســوية‪،‬‬ ‫يتقاســمون فيهــا الســلطة مــع‬ ‫النظــام‪ ،‬أو لــي يطعنــوا يف‬ ‫مصداق ّيــة الذيــن يقاتلــون عــى‬ ‫األرض يض ّحــون بدمائهــم‪ ،‬مؤمنني‪،‬‬ ‫فعــا‪ ،‬بالجهــاد ضــد الظلــم‬ ‫غــر معتديــن عــى األبريــاء‪،‬‬ ‫وذلــك للقضــاء عــى وجودهــم‬ ‫الراســخ الفاعــل عــى األرض‪ ،‬ويف‬ ‫حاضنتهــم الشــعب ّية‪.‬‬ ‫األجــدى هــو نقــد القاعديــن‬ ‫يف األمــان والراحــة‪ ،‬بعيــدا عــن‬ ‫املخاطــر واملعركــة‪ ،‬ينظّــرون‬ ‫ويســاومون ويزايــدون‪ ،‬ومي ّولــون‬ ‫لتحصيــل والءات مشــبوهة‪،‬‬ ‫وتكويــن فصائــل عســكريّة غــر‬ ‫مســتقلة‪ ،‬تابعــة ألغـراض سياســية‬ ‫غــر وطن ّيــة‪ ،‬ثــم يقبضــون‬ ‫الرواتــب الضخمــة أو املكافــآت‬ ‫لقــاء متثيــل ســيايس أو مهمــة‬ ‫عمــل يف املرحلــة االنتقاليــة أو‬ ‫إعــادة تشــكيل املجتمــع املــدين أو‬ ‫املجالــس املحل ّيــة وفــق تصــورات‬ ‫املخابــرات العامليــة‪.‬‬ ‫التّــو ّرط يف الــدم الســوري كبــر‬ ‫جــدا ويتصــدر مســؤوليته‬ ‫السياســيون الســوريون وأصحــاب‬ ‫التنظــر مــن مختلــف القطاعــات‪،‬‬ ‫تباعــا‪ ،‬بعــد نظام األســد وشــبيحته‬ ‫وعصاباتــه‪.‬‬ ‫يبــدو أنّنــا كنــا نعيــش يف أكذوبة‪...‬‬

‫وإن كل مــا تــم تقدميــه للثــورة‬ ‫الســورية والشــعب الســوري كان‬ ‫مبثابــة حجــر‪ ،‬نلمــه يف الكــف‬ ‫ونرميــه عــى الضحايــا واملناضلــن‬ ‫واملنكوبــن واملكافحــن ضــد‬ ‫القمــع واالضطهــاد‪ ..‬نرجمهــم‬ ‫ألنهــم ثــاروا‪ ،‬وألنهــم خرجــوا‬ ‫يف طلــب الحريــة‪ ،‬ثــم ألنهــم‬ ‫كــا يقــال‪ ،‬ليســوا بناضجــن‬ ‫سياســيا‪ ،‬ثــم ألنهــم خرجــوا مــن‬ ‫ســاحات الجوامــع‪ ،‬ثــم ألنهــم‬ ‫رفعــوا الســاح‪ ،‬ثــم أل ّن كثرييــن‬ ‫منهــم تــم ذبحهــم وذبــح اهلهــم‬ ‫وتخريــب بيوتهــم وترشيــد‬ ‫ماتب ّقــى مــن العائــات‪ .‬نعاقبهــم‬ ‫عــى شــجاعتهم وصمودهــم‬ ‫حتــى يف ضعفهــم ومأســاتهم‪ ،‬ثــم‬ ‫منــارس‪ ،‬الــدور التقليــدي التاريخي‬ ‫اإلنشــايئ‪ ،‬يف نــدب موتهــم‬ ‫ونــدب ســقوط املــدن املحــارصة‬ ‫واألحيــاء التــي كانــت وحيــدة‬ ‫جائعــة منهوكــة القــوى‪ ،‬وســقطت‬ ‫بائســة يائســة‪ ،‬مــن دون نجــدة‪،‬‬ ‫لتســتويل عــى ركامهــا عصابــات‬ ‫النظــام وميليشــيات املــوت‪...‬‬ ‫فــا يجــد املعارضــون إال التــواري‬ ‫وراء الحديــث املن ّمــق ليحللــوا‬ ‫سياســيا وعســكريا بعيــدا عــن‬ ‫اي مصداقيــة أو نزاهــة أو عمــق‬ ‫أو اســترشاف للمســتقبل ونقــد‬ ‫حقيقــي لــأداء أو مراجعــة‬ ‫للــذات والخطــاب‪.‬‬ ‫نظــام طــاغ‪ ..‬تــرك للثــورة‬ ‫مجموعــة منتفعــن يف أطيــاف‬ ‫معارضــة فاســدة أو جاهلــة‬ ‫أو ســارقة أو تحتكــر رشكات‬ ‫ومناصــب‪ ،‬أو حاملــة لفكــر‬ ‫انعــزايل وموقــف أقليــة متقوقــع‬ ‫‪ ،‬وتدعــي أنهــا قدمــت الكثــر‬

‫ملجــرد جــرح يف إصبعهــا‪ ،‬او ســجن‬ ‫ترفيهــي ‪ ،‬أو منفــى آمــن أو كالم‬ ‫ســيايس‪ ...‬أو توقيــف مؤقت‪ .‬تدور‬ ‫يف مهمةاملراســيم والســكرتاريا‪،‬‬ ‫فتوجــه زخــم عملهــا إىل الظهــور‬ ‫وإىل إصــدار خطابــات التأبــن‬ ‫والرثــاء والع ـزاء وكتابــة البيانــات‬ ‫التنديديــة والتوصيفيّــة‪ ،‬بــا أي‬ ‫عمــل واقعــي واضــح منظّــم‬ ‫ومؤســي‪ ،‬ال يف املنفــى وال يف‬ ‫الداخــل‪ ،‬عــى مســعى أن تحتــوي‬ ‫املأســاة‪ ،‬أو تســتقطب الشــعب يف‬ ‫مواجهــة نظــام الطاغيــة ودعــم‬ ‫الكفــاح بــكل أشــكاله الوطنيّــة‬ ‫مــن دون تحيّــز جهــوي أو فئــوي‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك؛ فمهــا اســتمر خطاب‬ ‫اإلعــام وخطــاب السياســيني‬ ‫يف الداخــل والخــارج‪ ،‬بالعــزف‬ ‫عــى وتــر اإلحبــاط والتيئيــس‪...‬‬ ‫حتــى يوحــى للجميــع بــأ ْن ال‬ ‫حــل‪ ،‬ســوى محــاورة الطاغيــة‬ ‫املرتبــع عــى عرشــه والتعايــش‬ ‫مــع ظلمــه والرضــوخ لبطشــه‪،‬‬ ‫وبــأن ال خــر يف هــذا الشــعب‬ ‫الســاذج املنافــق الجبــان الــذي‬ ‫ال يســتحق الثــورة‪ ..،‬فلــن تنهــار‪،‬‬ ‫يف املنظــور األبعــد‪ ،‬املطالــب‬ ‫الكــرى ومــروع الكرامــة إىل‬ ‫لقيــات ومســكنات صغــرة وإىل‬ ‫ســيطرة التسـ ّول الوضيــع وانتصــار‬ ‫الوجبــات الرسيعــة الجاهــزة‪ .‬وكل‬ ‫مــا نشــهده مــن تغــر ســلبي‬ ‫تشــاؤمي يف املــزاج هــو حــدث‬ ‫طــارىء لــن يســتمر؛ فــا ميكــن‬ ‫العــودة بالتاريــخ إىل ذلــك الزمــن‬ ‫البائــد بعــد كل ماحصــل واســتجد‬ ‫واســتفحل مــن كــره وحقــد ودماء‬ ‫وتضحيــات ومأســاة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪12‬‬


‫زبدانيات‬

‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫المقددات المالحة‬

‫يفســد القديــد‪ .‬بعــد أن يجــف اللحــم يعبــأ‬ ‫بأكيــاس نظيفــة بيضــاء مــن مــادة الخــام‬ ‫ويعلــق يف الهــواء‪ ..‬لكنــه يف أكــر األحيــان‬ ‫يعلــق يف أســقف البيــوت الرتابيــة البــاردة‬ ‫والبعيــدة عــن الرطوبــة‪ ..‬أمــا اســتعامله عنــد‬ ‫الحاجــة إليــه‪ ،‬فتكــون بنقــع القطــع الجافــة‬ ‫باملــاء فتطــرى‪ ..‬وتفــرم‪ ..‬وتوضــع يف الطبخــات‬ ‫الزبدان ّيــة القدميــة اللذيــذة‪ .‬ونتابــع الحديــث‬ ‫عــن املقــددات املالحــة فنتطــرق إىل الخضــار‬ ‫التــي تقــدد بكافــة أنواعهــا‪ ،..‬وعــى رأســها‬ ‫البنــدورة حيــث تقطــع البنــدورة الزبدان ّيــة‬ ‫الجبليــة ذات اللــون األحمــر الفاتح إىل قســمني‬ ‫فقــط وتــرش بامللــح وتصــف عــى األســطح‬ ‫وتقلــب حتــى تجــف‪ ..‬أمــا الكوســا فينقــر‬ ‫ويــرش داخلــه بامللــح ويحفــظ بعــد أن يعلــق‬ ‫بخيطــان املالحــف(‪ )13‬القطنيــة البيضــاء‪،‬‬ ‫وكذلــك يُفــرم أيضـاً إىل مربعــات حتــى يجــف‪.‬‬ ‫أمــا الباذنجــان فيقــدد بنفــس طريقــة الكوســا‬ ‫إمــا محفــورا ً أو مقطعـاً‪ .‬وتقــدد الباميــاء بعــد‬ ‫أن تنظــف مــن أقامعهــا وتعلــق بالخيطــان‬ ‫مثــل املســبحة لحــن االســتخدام‪ .‬كــا وتقــدد‬ ‫البقوليــات بكافــة أنواعهــا من الفــول والح ّمص‬ ‫والبــازالء وتحفــظ يف أكيــاس الخــام األبيــض‬ ‫الــذي تخيطــه املــرأة الزبدانيــة وتحتفــظ بهــم‬ ‫يف غرفــة (املونــة) الرتابيــة البــاردة والنظيفــة‪.‬‬ ‫وللحديــث تتمــة مــع املقــددات الحلــوة يف‬ ‫العــدد القــادم مــن زبدان ّيــات يف مجلتكــم‬ ‫أوكســجني‪.‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ترتفع الزبداين عن سطح البحر ‪ 1200‬م‬ ‫‪2‬ـ يــؤىت بــه مــن منطقــة الدميــاس عــى الحمري‬ ‫وتبعــد تقريبـاً ‪ 25‬كلــم عــن الزبداين‬ ‫‪3‬ـ ويكون يف وسط البيت ويسمى جرس‬ ‫‪4‬ـ واحدتــه اللَ ِب َنــة وتكــون مــن الطــن املجبــول‬ ‫باملــاء والجــاف طــول ‪ 30‬ســم وعــرض ‪ 15‬ســم‬ ‫وارتفــاع ‪ 10‬ســم‬ ‫‪5‬ـ أي عملية التجفيف يف الشمس‬ ‫‪6‬ـ وهــو اللحــم املطبــوخ بامللــح مــع الدهــن‪..‬‬ ‫وتســمى األورمــة بالعاميــة الزبدان ّيــة‬ ‫‪7‬ـ ومــن يســر يف الزبــداين القدميــة قبــل‬ ‫‪ 50‬عامــاً يشــاهد عمليــة (التزئيــم) مفــردة‬ ‫مــن العاميــة الزبدان ّيــة‪ ..‬وهــي أن تجلــس‬ ‫املــرأة عــى الرصيــف الحجــري مــع جاراتهــا‬ ‫أمــام منازلهــن وكل واحــدة (تزئــم) خاروفهــا‬ ‫أي تطعمــه رغــاً عنــه حتــى يســمن وتتــم‬ ‫العمليــة بوضــع رأس الخــاروف بحضــن املــرأة‪..‬‬ ‫وتقــول إحــدى الجـ ّدات القدميــات أنهــا عندمــا‬ ‫ذبــح خاروفهــا كان بــوزن ‪ 110‬كيلــو‬ ‫‪8‬ـ أي ليته‬ ‫‪9‬ـ وتسمى السال ِي ْه بالعامية الزبدانية‬ ‫‪10‬ـ ألن امللح يحفظ األطعمة من أن تفسد‬ ‫‪11‬ـ تدعــى مســامن ومفردهــا َم ْســ َم ِن ْه‬ ‫بالعاميــة الزبدانيّــة‬ ‫‪12‬ـ مئدد بالعامية الزبدانيّة‬ ‫‪13‬ـ جمــع ملحفــة وهــي الغطــاء القــايش‬ ‫للحــاف‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪13‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫عكــف الســوريني القدمــاء وال ســيام الزبدانيـ ّـن‬ ‫اآلراميـ ّـن منهــم‪ ،..‬بعــد أن اســتوطنوا املناطــق‬ ‫البــاردة املرتفعــة(‪ )1‬ورؤوس الجبــال التــي‬ ‫تكســوها الثلــوج طيلــة العــام‪ .‬فبنــوا املنــازل‬ ‫مــن األحجــار الصخريــة وط ّينوهــا بالقــش‬ ‫والــراب والتــي تــم طالئهــا مبــادة الكلــس‬ ‫الحجــري األبيــض(‪ .)2‬أمــا الســقف فيوضــع‬ ‫لــه الســاق مــن شــجر الحــور الرومــي‬ ‫ويكــون الســاق الرئيــي(‪ )3‬بقطــر ‪ 40‬ســم‬ ‫تقريبــاً وتتــدرج جــذوع أشــجار الحــور‬ ‫حتــى ‪ 20‬ســم عــى جانبيــه‪ .‬كانــت البيــوت‬ ‫اللبن ّيــة(‪ )4‬الطين ّيــة بــاردة يف الصيــف ودافئــة‬ ‫يف الشــتاء‪ ،..‬وكانــت املــرأة الزبدانيــة تقــوم‬ ‫بعمــل املقــددات(‪ .)5‬وتكــون املقــددات‬ ‫عــى نوعــن املقــددات املالحــة واملقــددات‬ ‫الحلــوة‪ .‬تــأيت القاورمــة(‪ )6‬عــى رأس املــواد‬ ‫الغذائيــة املحفوظــة بامللــح ويتــم عملهــا آخــر‬ ‫الصيــف بعــد أن تكــون املــرأة الزبدانيــة قــد‬ ‫انتهــت مــن تزقيــم الخــاروف(‪ )7‬وكَـ ُـر حجمــه‬ ‫وازداد شــحامً ولح ـاً وأصبــح مناســباً للذبــح‪.‬‬ ‫تحــر املــرأة لحــم الغنــم املفــروم وتضعــه‬ ‫عــى النــار مــع اســتمرار التقليــب حتــى‬ ‫تجــف ســوائل اللحمــة متامـاً ثــم يــؤىت بدهــن‬ ‫الخــروف املفــروم(‪ )8‬ويوضــع عــى النــار حتــى‬ ‫يــذوب(‪ )9‬ويعــد ذلــك تصــب املــواد مــع‬ ‫بعضهــا البعــض‪ ،..‬حيــث تبقــى قطــع صغــرة‬ ‫مــن (الليــة) الذهبيــة اللــون يف املصفــاة‬ ‫لتســتخدم الحق ـاً يف عمــل الفطائــر الزبدان ّيــة‬ ‫وخاصــة فطائــر الكشــك عــى الت ّنــور‪ .‬ميلّــح‬ ‫املزيــج جيــدا ُ(‪ )10‬ثــم يصــب يف جــرار مــن‬ ‫الفخــار(‪ )11‬ت ُحفــظ أليــام الشــتاء البــارد‪.‬‬ ‫وهنــاك طريقــة أخــرى لحفــظ اللحــم تدعــى‬ ‫مقــدد اللحــم‪ .‬وكلمــة مقــدد(‪ )12‬أي كل يشء‬ ‫فيــا يخــص الطعــام يجفــف تحــت أشــعة‬ ‫الشــمس حتــى يجــف‪ .‬نعــود إىل اللحــم املقدد‬ ‫أي رشائــح اللحــم املوضــوع عــى منــارش مــن‬ ‫الحبــال تحــت أشــعة الشــمس ومجــرى هــواء‬ ‫ميــر‪ ،‬ويــرش امللــح عليــه حتــى تخــرج الســوائل‬ ‫منــه قبــل أن يعلــق بالهــواء حتــى يجــف متاماً‪،‬‬ ‫وهــذه الطريقــة تصلــح أيض ـاً لعمــل الســمك‪.‬‬ ‫أمــا امللــح فيجــب أن يكــون ملحاً (صخريـاً) أي‬ ‫دون أيــة مــواد أخــرى مضافــة إليــه حتــى ال‬


‫أوكسجينيات‬

‫زبداني اف ام‬ ‫*) القائيــد األســد يلتقــي عــددا ً مــن وجهــاء مدينــة دمشــق ممــن‬ ‫ســاهموا يف جهــود املصالحــة الوطنجيــة‪ ...‬هــذا وقــد كان مــن بــن‬ ‫الطنربجيــة عــدد مــن هتيفــة املظاهـرات ســابقاً واملنتهيــة صالحيتهــم‪!...‬‬

‫*) الالجئــون الســوريون يف لبنــان ينتخبــون ســيادتو ضمــن إطــار‬ ‫الحملــة االنتخابيــة التــي حملــت اســم‪" :‬انتخبــوا القائيــد الجربــوع‬ ‫رشدكــم عــن بيوتكــم"‪!...‬‬ ‫الــذي ه ّجركــم و ّ‬

‫بيكونوا صاروا من دون صفة يعني ال مواطنني وال الجئني‪!...‬‬

‫*) نقــاً عــن أحــد ضبــاط املطــار‪ :‬ضبــط علبتــن رسديــن وظــرف‬ ‫إندومــي يف جيــب بهجــت ســليامن أثنــاء مغادرتــه مطــار العاصمــة *) نقــاً عــن وكالــة ســانا بــأن أهلنــا يف الجــوالن الســوري املحتــل‬ ‫األردنيــة عــان كان قــد عفّشــهم مــن مطبــخ الســفارة قبــل تركــه (وحطّــويل مليــون خــط تحــت كلمــة محتــل) يجــددون دعهــم للثوابــت‬ ‫الوطنيــة ولالســتحقاق الرئــايس‪ ...‬مــااااااااااااع!‬ ‫ملنصبــه بالرصمايــة العتيقــة‪!...‬‬ ‫*) اإلمــارات العربيــة املتحــدة تحــرم أكــر مــن ‪ 25‬مليــون مواطــن *) حســب قنــوات اإلســطبل اإلعالمــي الســورية أن أعــداد الذيــن‬ ‫ســوري عــى أراضيهــا مــن التصويــت لألســد‪ ...‬يعنــي يــي بــدو ينتخــب شــاركوا بالعــرس الدميوقراطــي يف لبنــان تجــاوز عــدد ســكان األرض‬ ‫والكواكــب املحيطــة‪!...‬‬ ‫فخامتــو الزم يرجــع عــى حضــن الوطــن الرباميــي‪!...‬‬ ‫*) أكّــد قائــد الرباميــل بــأن قــوة أي بلــد هــي بقــوة شــعبه وبأنــه لــوال *) منافــس األســد يف االنتخابــات الرئاســية يقــول بأنه ســيادتو ســيصدر‬ ‫الحــس والكعــب الشــعبي العــايل ملــا اســتطاعت ســوريا مواجهــة الغـزاة عفــو عــن عــدد مــن املعتقلــن قبيــل االنتخابــات والباقــي بعــد أن يفــوز‬ ‫ســيادته‪ !...‬يعنــي هــاد املرشــح املخبــول مــو ناقــص غــر يقــول‪" :‬األســد‬ ‫مــن الكواكــب واملجـرات املجــاورة‪ ...‬تكبيييييييييري!‬ ‫*) وزارة الداخليــة اللبنانيــة تطلــب مــن جميــع النازحــن الســوريني أو نحــرق البلــد"‪!...‬‬ ‫املســجلني لــدى مفوضيــة االمــم املتحــدة لشــؤون الالجئــن‪ ،‬االمتنــاع عن *) يف مفاجــأة تقشــعر لهــا األبــدان‪ ...‬الســييس يفــوز باالنتخابــات‬ ‫الدخــول إىل ســوريا اعتبــارا ً مــن ‪ 2014 / 6 / 1‬تحــت طائلــة اعتبــار الرئاســية يف مــر بنســبة أصــوات تجــاوزت ‪ 99.999999‬باملية‪ ...‬والشــعب‬ ‫الســلطات اللبنانيــة أنهــم فقــدوا صفتهــم كنازحــن يف لبنــان‪ ...‬وهيــك الســوري عــى أعصابــه بانتظــار نتائــج العــرس الدميوقراطــي عنــا‪..‬‬

‫محاوالتي في الهايكو السياسي‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫ضحكات قاتلة‬ ‫‪-1‬‬‫يقف الجالد ناظرا ً إىل ضحيته‬ ‫يتساقط منه العرق غزيرا ً‬ ‫الضحية ترفع رأسها بتمهل‬ ‫‪-2‬‬‫يتعجب الجالد من ابتسامة ضحيته‬ ‫ينهال عليه رضباً‬ ‫الضحية تستمر يف الضحك‬ ‫‪-3‬‬‫الجالد يبيك تاركاً سوطه‬ ‫الضحية تصمت‬ ‫يتالىش السوط ببطء‬

‫موت و حياة‬ ‫‪-1‬‬‫يقف السفاح عىل منرب الكذب‬ ‫ٍ‬ ‫كلامت مل يكتبها‬ ‫يقرأ‬ ‫تشهر األسلحة‪ ،‬يصفق الجمهور‬ ‫‪-2‬‬‫يرتجل القاتل من علوه‬ ‫ينرصف الناس‬ ‫متوت الكرامة آنياً‬ ‫‪-3‬‬‫تدوي رصخة حرية‬ ‫يخرج الناس‬ ‫ينطلق الرصاص‬ ‫‪-4‬‬‫يدافع العامل بالكلامت و الصمت‬ ‫يعيث املجرم فسادا ً‬ ‫يستمر الرصاص و متوت اإلنسانية‬

‫محمد حجو‬ ‫خيانة الثورة‬ ‫‪-1‬‬‫حبات الطامطم تدهسها األقدام‬ ‫تقطع أوصال األطفال سكاكينهم‬ ‫ينتفض الشعب يف وجه الظامل‬ ‫‪-2‬‬‫يتخىل السواد األكرب عن السلمية‬ ‫يزدانون بأسلح ٍة و قنابل‬ ‫تقطع أوصال األطفال أكرث‬ ‫‪-3‬‬‫جلساتٌ تعقد يف نيويورك‬ ‫كلامتُ كر ٍه ت ُنطق‬ ‫تنتهي االجتامعات املتلفزة‬ ‫قهقهاتٌ متبادل ٌة ترسي بني الجموع‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪14‬‬


‫فواصل‬

‫عمر عزيز‪ ..‬نهاية المثقف المؤسساتي‬

‫مازن كم الماز أوكسجين‬

‫عمــر عزيــز ( ‪ ) 2013 - 1949‬مهنــدس و كاتب‬ ‫ســوري عــاد إىل ســوريا مــع بدايــة الثــورة‬ ‫الســورية و ســاعد يف أعــال اإلغاثــة يف ريــف‬ ‫دمشــق‪ ،‬و يعتــر األب الروحــي للمجالــس‬ ‫املحليــة يف الثــورة الســورية‪ .‬أعتقــل مــن بيتــه‬ ‫فجــر يــوم ‪ 20‬ترشيــن الثــاين نوفمــر ‪ 2012‬و‬ ‫قــى يف ســجون األســد يف شــباط فربايــر ‪.2013‬‬ ‫ال ميكــن تصنيــف عمــر عزيــز بســهولة‪ ،‬فالرجل‬ ‫الــذي مــرت ذكــرى غيابــه األوىل يف شــباط‬ ‫املــايض مل يكــن فقــط خارجــاً عــى األمنــاط‬ ‫التقليديــة للفكــر الســيايس و الثقــايف‪ ،‬فقــد‬ ‫كانــت حياتــه و موتــه تجســيدا ً لهــذا النفــي‬ ‫و محاولــة ملامرســة ثقافــة بديلــة بالفعــل‬ ‫عــن ثقافــة الســلطة الســائدة‪ ،‬عــن الثقافــة‬ ‫الســائدة‪ ..‬يف مجتمــع الفرجــة‪ ..‬االســتعراض‪..‬‬ ‫الصــورة‪ ..‬اإلعــام املــريئ و املكتــوب‪ ،..‬إلــخ‪.‬‬ ‫لكــن رأس املــال يحتــل مرك ـزا ً لــكل يشء دون‬ ‫منافــس‪ .‬أصبحــت "الثقافــة الســائدة" قــادرة‬ ‫عــى إحتــواء أي خصــم لهــا‪ ،‬أن تقطــع صلتــه‬ ‫بالنــاس و بالشــارع و أن تنفــي عنــه يف نهايــة‬ ‫املطــاف صفــة البديــل التحــرري و الجامهريي‪..‬‬ ‫و عوض ـاً عــن التنافــس األويل مــع املؤسســات‬ ‫الســلطوية األمنيــة و البريوقراطيــة‪ ،‬أصبــح دور‬ ‫الفضائيــات و املنظــات غــر الحكوميــة يكمل‬ ‫دور تلــك املؤسســات الســلطوية يف إبتــذال و‬ ‫إحتــواء محــاوالت إنتــاج بديــل عــن الثقافــة‬ ‫الســائدة‪ ،‬يف بقرطتــه و رشــوته و تحويلــه‬ ‫إىل صــورة أخــرى منفصلــة عــن املتلقــي‪،‬‬

‫قاموس أوكسجين‬ ‫الدولة المدنية‬

‫هــو مصطلــح إعالمــي يســتخدم لتوصيــف‬ ‫حــركات تغيــر سياســية تؤمــن باإلســام كنظــام‬ ‫ســيايس للحكــم‪ .‬وميكــن تعريفــه أيضــاً بأنــه‬ ‫مجموعــة مــن األفــكار واألهــداف السياســية‬ ‫النابعــة مــن الرشيعــة اإلســامية والتــي‬ ‫يســتخدمها مجموعــة "املســلمني األصوليــن"‬ ‫الذيــن يؤمنــون بــأن اإلســام ليــس عبــارة عــن‬ ‫شــعائر دينيــة فقــط وإمنــا هــو نظــام ســيايس‬ ‫واجتامعــي وقانــوين واقتصــادي البــد وأن يكــون‬ ‫ركيــزة أساســية يف بنــاء مؤسســات الدولــة‪.‬‬ ‫بعــض الــدول التــي تتبــع هــذا املــروع‬ ‫مثــل إيــران والســعودية وأفغانســتان ترفــض‬ ‫مصطلــح إســام ســيايس وتســتخدم عوضـاً عنــه‬

‫عبــارة الحكــم بالرشيعــة الحاكميــة أو اإللهيــة‪.‬‬ ‫يتهــم خصــوم هــذه الحــركات بأنهــا تســعى‬ ‫إىل الوصــول إىل الحكــم بــأي طريقــة‪ ،‬مــن‬ ‫أجــل بنــاء دولــة دينيــة ثيوقراطيــة وتطبيــق‬ ‫رؤيتهــا للرشيعــة اإلســامية‪ .‬يف حــن تلقــى‬ ‫فكــرة تطبيــق الرشيعــة اإلســامية بحذافريهــا‬ ‫يف السياســة رفض ـاً مــن التيــارات الليرباليــة أو‬ ‫الحــركات العلامنيــة التــي تنــادي بفضــل الديــن‬ ‫عــن الدولــة بحيــث تكــون الــدول محايــدة‬ ‫دينيــاً‪ ،‬وأن تكــون مســألة اتبــاع الرشيعــة‬ ‫اإلســامية أو غريهــا مــن الرشائــع شــأناً خاص ـاً‬ ‫بــكل فــرد يف املجتمــع ال تتدخــل فيــه الدولــة‪.‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪ - )١١٢‬األثنين ‪2014\٠٦\٠٢‬‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫‪15‬‬

‫‪www.syriaoxygen.com‬‬

‫صــورة تخــدم وظيفــة اإلبقــاء عــى املتلقــي‬ ‫يف حالتــه الســلبية املنفعلــة‪ ،‬إنهــا نفــس‬ ‫لعنــة النيوليرباليــة التــي نقلــت إىل "منظــات‬ ‫املجتمــع املــدين" ذلــك الجــزء املرهــق و األقــل‬ ‫إقناعــاً مــن وظائــف املؤسســات الســلطوية‬ ‫"الثقافيــة" هنــا‪ ،‬و نفــس لعنــة مجتمع املشــهد‬ ‫كــا ســاه غــي ديبــورد‪ ،‬حيــث الصــورة تحــل‬ ‫مــكان الحيــاة‪ ،‬واإلســتهالك مــكان اإلبــداع‪.‬‬ ‫ال شــك أن املثقــف الهامــي قــد وجــد مــن‬ ‫قبــل يف الشــارع وبــن النــاس‪ ،‬خــارج أســوار‬ ‫املؤسســات التابعــة للســلطة أو نقيضهــا‬ ‫الشــبيه‪ :‬املعارضــة‪ ،‬لكــن عمــر عزيــز ميثــل‬ ‫نقلــة جديــدة يف هــذا "املثقــف" الالمؤسســايت‬ ‫الهامــي املختلــف‪ ،‬املســكون مبقاومــة الســائد‬ ‫و إنتــاج البديــل التحــرري‪ .،..‬عمــر عزيــز‬ ‫القــادم مــن العــامل األول إىل‬ ‫غــار الثــورة الســورية الــذي‬ ‫حلــم باملجالــس املحليــة‬ ‫كبديــل قاعــدي أفقــي‬ ‫عــن مؤسســات النظــام‬ ‫القمعيــة و األمنيــة‪،‬‬ ‫الرجــل الــذي رفــض‬ ‫تربيــر قمــع املجتمــع‬ ‫عــى يــد "النظــام"‬ ‫بحالــة االســتثناء‪،‬‬ ‫تحــول هــو نفســه‬ ‫إىل اســتثناء مهــم‬ ‫رمبــا لــكل األمنــاط‬ ‫التصنيفــات‬ ‫أو‬

‫الدارجــة‪ ،..‬و كــا هــو عــي عــى التوصيــف‪،‬‬ ‫فــإن عمــر عزيــز عــي عــى الرثــاء فكــا ال‬ ‫ميكــن وصفــه بــأي مــن األوصــاف الدارجــة‬ ‫للسياســيني أو املثقفــن‪ ،‬ال ميكــن أيض ـاً رثــاءه‬ ‫بعبــارات الرثــاء التقليديــة‪ ،‬فعمــر عزيــز مل‬ ‫يكــن قائــدا ً و ال مرشــدا ً و ال بط ـاً أو شــهيدا ً‬ ‫باملعنــى التقليــدي‪ ،‬كان باختصــار إنســان حلــم‬ ‫مات يف ســبيل‬ ‫بحريتــه و عــاش و‬ ‫ذلــك‪.‬‬


‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ info@syriaoxygen.com

www.fb.com/oxygen.zabadani.syria www.syriaoxygen.com


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.