34 SELECTED ARTICLES
ﻣﻼﺣﻈﺔ :ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺪون ﻣﻦ ﻣﺤﺾ اﻟﺨﻴﺎل… رﻫﻒ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺰﻳﺘﺎوي
ﻧﻈﺮة ﺗﺴﻠﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﻤﻌﺘﻤﺔ ،ﺗﺮاﻗﺐ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﻨﺎص ﻳﻘﺘﻨﺺ ﻏﻨﻴﻤﺘﻪ ،ﻧﻈﺮة ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺑﻼ اﻫﺘﻤﺎم ﻟﻜﻨﻬﺎ أﻧﺒﺘﺖ ﺣﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮات اﻟﻤﻐﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ،أﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻓﺈذا ﺑﺨﻴﺎل وﺟﻬﻪ ﻳﻘﺘﺮب إﻟﻴﻬﺎ ﻛﺬﺑﺎﺑﺔ ﺗﺤﻮم ﻓﻮق رأﺳﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻄﺮدﻫﺎ ﻓﺘﺄﺑﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﺺ ﺟﺰء ﻣﻦ دﻣﻬﺎ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻬﺎ اﻟﺤﺎدة ،ﺗﻀﺮب و ﺗﻀﺮب وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺨﻴﺐ ،ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ذﺑﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻣﺼﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﺣﺘﻰ اﺳﺘﺴﻠﻤﺖ اﻟﻔﺘﺎة ﻷﻣﺮﻫﺎ وﻣﺪت ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﺟﺮﻋﺘﻬﺎ ﻛﻔﺎﻳﺔ… ﺟﻤﺎﻻ ﻓﻮق ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ، ٦ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻛﺎﻧﺖ أول ﻧﺪﺑﺔ أﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺬﺑﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻔﺘﺎه ،ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺘﺎه أﻋﺠﺒﺖ ﺑﻬﺬه اﻟﻨﺪﺑﺔ ،وﻛﺄﻧﻬﺎ زادﺗﻬﺎ ً ﻓﻘﺮرت ﺗﺮﻗﻴﺘﻬﺎ إﻟﻰ إﻧﺴﺎن ،اووه!! وﻫﻞ ﻳﺤﺼﻞ ذﻟﻚ؟ ﻧﻌﻢ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ إﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﺑﺪأت أوﻻﻫﺎ ﺑﻤﺤﺎدﺛﺎت ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻃﻤﺌﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﻦ واﻵﺧﺮ اﺳﺘﻤﺮت ﺑﻀﻌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﺣﺘﻰ ﻏﺪت وﻛﺄن اﻟﻌﺸﻖ ﻗﺪ ﻫﺒﻂ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎﺗﻬﻤﺎ ﺑﻼ ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار… ﻳﺘﺮﻗﺐ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﻠﻮ اﻻﺧﺮى ،ﻳﺘﻔﻘﺪ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻛﺴﻠﺤﻔﺎة أﺛﻘﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء ،ﻋﻞ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻞ ﻗﻠﺒﻪ وﺗﻄﻔﺊ ﺣﺮب اﻟﺸﺮﻳﺎن ﺑﺪاﺧﻠﻪ ،ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺸﻴﻄﺎن زاوﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﻴﺒﺪأ ﺑﺒﺰق ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﻃﻤﺴﺖ ﺑﺈﺣﺴﺎس ﻫﺰاز ﻫﺎﺗﻔﻪ ،ﺣﻤﺪا ﻟﻠﻪ ،إﻧﻬﺎ ﻫﻲ ،ﻓﺈذا ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻪ ﺗﺨﻂ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ وﻋﻲ "أﺛﻠﺠﺘﻲ ﺻﺪري ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ" ،ﻓﺄﺣﺲ ﺑﺈﺣﻤﺮار وﺟﻨﺘﻴﻬﺎ وﻫﻮ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﺑﺒﻠﺪ آﺧﺮ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺪأت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎدﺛﺔ ﺣﺘﻰ أﺧﺬت اﻟﻔﺘﺎة ﺗﺒﻮح ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﺳﻘﻒ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﻬﺎدﺋﺔ ،ﺗﻜﺘﺐ ﻓﻴﻨﺔ وﺗﺴﺠﻞ ﺻﻮت ﺣﻴﻨﺔ وﺗﺒﻜﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وﺗﺮﺷﻒ ﻣﻦ زﺟﺎﺟﺔ اﻟﻤﺎء ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ اﻹﻧﺼﺎت واﻟﺘﻤﻌﻦ ﺑﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ اﻧﻬﺎﻟﺖ ﻣﻦ ذاك اﻟﺠﺒﻞ اﻟﺬي أﺛﻘﻞ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ وﻛﺄن اﻟﺤﺮوف ﺗﺨﺘﺮق ﻋﻘﻠﻪ ﻣﺜﻞ واﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ دراﺳﺘﻪ وﺣﻔﻈﻪ ،ﻛﻴﻒ ﻻ أﺣﺲ أﻧﻬﺎ اﻧﺘﻬﺖ ...ذﺑﺬب ﺑﻜﻞ وﻫﻲ اﻵن ﺻﻐﻴﺮﺗﻪ اﻟﻤﺪﻟﻠﺔ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻄﺮق ﺑﺎب ﻗﻠﺒﻪ وﺗﻴﻘﻈﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺒﺎب ،ﻣﺎ أن ّ ﺣﻨﺎن" ..اﻧﺘﻬﻴﺘﻲ؟" ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻪ أن ﻳﻘﺎﻃﻊ ﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻪ؟ ﺳﻴﻤﻮت!! ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ رد ،ﻓﺄﻳﻘﻦ أن ﻓﺘﺎﺗﻪ دﺧﻠﺖ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺴﻜﻮن ،ﻓﺒﺪأ ﻳﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻬﺎ وﻳﻌﺎﻧﻖ ﻓﺆادﻫﺎ ﺑﺸﻼل ﻛﻠﻤﺎت ﻟﻤﻠﻤﺖ ﺷﺘﺎت ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺟﺮاء ﻛﺒﺪ وﻓﺘﺎت اﻟﺪﻣﻮع اﻟﺘﻲ ﻛﺎدت أن ﺗﺸﺮق ﺑﻬﺎ ،أﺧﺬ ﻳﺒﻨﻲ ﻛﻞ ﻛﺴﺮ أﺣﺪﺛﻪ اﻟﺰﻣﺎن ﺑﻴﻦ أﺿﻠﻌﻬﺎ اﻟﺘﻲ أﻣﺴﺖ ﻫﺸﺔ ﺳﻬﻠﺔ اﻟﻜﺴﺮ ّ اﻟﻌﻴﺶ ،اووه ﻛﻴﻒ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺒﻮح ﻟﻲ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﺣﺪث ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات؟ أﻣﺎ آن اﻷوان ﻟﻬﺎ أن ﺗﻨﺴﻰ؟ ﻻ ،إﻧﻬﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ اﻻﻟﻢ ،ﻣﺎ اﻟﺬي ذﻛﺮﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا اﻵن؟ ﻟﻢ أﻛﻦ أﻧﻮي إزﻋﺎﺟﻬﺎ؟ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ! أﺗﺜﻖ ﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻔﺠﺮ أﻣﺎﻣﻲ ﻫﻜﺬا؟ أﺗﻴﻘﻦ أﻧﻲ ﻟﻢ أؤذﻳﻬﺎ إن ﻋﺮﻓﺖ ﻧﻘﺎط ﺿﻌﻔﻬﺎ؟؟ ﺳﺘﺘﻌﺒﻨﻲ ﻓﺘﺎﺗﻲ... ﻓﻤﺎ أن ﻫﺪأت واﺑﺘﺴﻤﺖ أﺣﺲ ﺑﺬاك اﻻﻧﻔﺠﺎر ﻳﻨﺴﺤﺐ ﺑﻜﻞ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ زواﻳﺎ ﺟﺴﺪﻫﺎ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ اﻵن أﻗﻮى ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺿﻌﻔﺖ اﺗﻜﺄت ﻋﻠﻴﻪ و ﺑﺎت ﻗﻠﺒﻬﺎ أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ اﻟﻨﺴﻤﺎت ﻟﺘﺪاﻋﺐ اﻟﻐﻴﻮم ،ﻻ أدري ﻛﻴﻒ؟؟!