أكوان الله

Page 151

‫ذاته ذلول ال تلقي براكبها على ظهرها‪ ،‬وال تتعثر خطاها‪ ،‬وال تخضه وتهزه وترهقه‬ ‫كالدابة غير الذلول‪ ،‬ثم هي دابة حلوب مثلما هي ذلول!)‬

‫(‪)1‬‬

‫بينما يصورها الجاحدون في صورة الدابة الرامحة الراكضة التي تحتاج‬ ‫فارسا قويا مثل فرسان رعاة البقر ليقوم بترويض جماحها على نغمات تصفيق‬ ‫المعجبين‪.‬‬ ‫ولهذا نجد في القرآن الكريم روعة التعبير عن الكون المسخر‪ ،‬بخالف تعبير‬ ‫العلوم الحديثة‪ ،‬والتي كان تقهقرها في فلسفة ما اكتشفته من معارف مساويا‬ ‫لتقدمها في اكتشافاتها واختراعاتها‪.‬‬ ‫وقد عقد النورسي هذه المقارنة بين التعبير القرآني في وصف الشمس في‬ ‫الشمس سراج ًا ﴾ (نوح‪ ،)11:‬وبين التعبير العلمي الحديث‬ ‫قوله تعالى‪َ ﴿:‬و َج َع َل‬ ‫َ‬ ‫الجاف‪ ،‬فقال عن التعبير القرآني‪ (:‬في تعبير السراج تصوير العالم بصورة قصر‪،‬‬ ‫وتصوير األشياء الموجودة فيه في صورة لوازم ذلك القصر‪ ،‬ومز ّيناته‪ ،‬ومطعوماته‬ ‫أحضرتها لضيوفه وخدّ امه يدُ كري ٍم‬ ‫لسكان القصر ومسافريه‪ ،‬واحساس أنه قد َ‬ ‫َّ‬ ‫منور‪ .‬ففي تعبير السراج تنبيه الى‬ ‫الشمس إالّ مأمور‬ ‫رحيم‪ ،‬وما‬ ‫مسخر وسراج َّ‬ ‫ُ‬ ‫واحساس كرمه‬ ‫رحمة الخالق في عظمة ربوبيته‪ ،‬وافها ُم إحسانه في سعة رحمته‪،‬‬ ‫ُ‬

‫وال تتناثر أشالؤه‪ ،‬بل ال يرتج مخه وال يدوخ‪ ،‬وال يقع مرة عن ظهر هذه الدابة الذلول‪ ..‬انظر ما يشير إلى هذه الحركات من‬ ‫القرآن الكريم في رسالة (معجزات علمية)‬ ‫(‪ )1‬في ظالل القرآن‪.‬‬

‫‪049‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.