ذاته ذلول ال تلقي براكبها على ظهرها ،وال تتعثر خطاها ،وال تخضه وتهزه وترهقه كالدابة غير الذلول ،ثم هي دابة حلوب مثلما هي ذلول!)
()1
بينما يصورها الجاحدون في صورة الدابة الرامحة الراكضة التي تحتاج فارسا قويا مثل فرسان رعاة البقر ليقوم بترويض جماحها على نغمات تصفيق المعجبين. ولهذا نجد في القرآن الكريم روعة التعبير عن الكون المسخر ،بخالف تعبير العلوم الحديثة ،والتي كان تقهقرها في فلسفة ما اكتشفته من معارف مساويا لتقدمها في اكتشافاتها واختراعاتها. وقد عقد النورسي هذه المقارنة بين التعبير القرآني في وصف الشمس في الشمس سراج ًا ﴾ (نوح ،)11:وبين التعبير العلمي الحديث قوله تعالىَ ﴿:و َج َع َل َ الجاف ،فقال عن التعبير القرآني (:في تعبير السراج تصوير العالم بصورة قصر، وتصوير األشياء الموجودة فيه في صورة لوازم ذلك القصر ،ومز ّيناته ،ومطعوماته أحضرتها لضيوفه وخدّ امه يدُ كري ٍم لسكان القصر ومسافريه ،واحساس أنه قد َ َّ منور .ففي تعبير السراج تنبيه الى الشمس إالّ مأمور رحيم ،وما مسخر وسراج َّ ُ واحساس كرمه رحمة الخالق في عظمة ربوبيته ،وافها ُم إحسانه في سعة رحمته، ُ
وال تتناثر أشالؤه ،بل ال يرتج مخه وال يدوخ ،وال يقع مرة عن ظهر هذه الدابة الذلول ..انظر ما يشير إلى هذه الحركات من القرآن الكريم في رسالة (معجزات علمية) ( )1في ظالل القرآن.
049