Fog by Dr. Naser Sarhan

Page 1

‫العلوم اجلوية والع�سكرية‬

‫‪g‬‬ ‫‪o‬‬ ‫ال�ضبا ‪F‬‬

‫ب‬

‫نظره عامة‪ ،‬ميكانيكية ت�شكل ال�ضباب وتق�سيماته‪ ،‬ت�أثرياته يف عمليات الطريان‬

‫د‪ /‬نا�صر بن حممد بن جميل �سرحان‬ ‫�أ�ستاذ الأر�صاد اجلوية امل�ساعد‬ ‫والباحث يف علوم الأر�صاد اجلوية والبيئة‬ ‫‪nmsarhan@hotmail.com‬‬

‫يعد ال�ضباب �أحد �أهم �أمثلة مظاهر التكثف‬ ‫لبخار املاء يف الهواء‪ ،‬ويعترب من �أكرث‬ ‫الظواهر اجلوية �إثارة من حيث الأجواء‬ ‫اجلميلة وكذلك من حيث الأخطار امل�صاحبة‬ ‫له‪ ،‬وين�ش�أ ال�ضباب ويتكون فوق �سطح الأر�ض‬ ‫مبا�شرة‪ ،‬ويعد مظهرا من مظاهر تكثف‬ ‫بخار املاء يف الطبقات الدنيا من الغالف‬ ‫اجلوي واملال�صقة ل�سطح الأر�ض‪ .‬يتكون‬ ‫ال�ضباب من جتمع لقطرات مائية �صغرية‬ ‫خفيفة الوزن عالقة يف الهواء‪ ،‬يزداد ثقلها‬ ‫مع اقرتابها من �سطح الأر�ض‪ .‬ومن املمكن‬ ‫التعبري عن ال�ضباب على �أنه �سحب طبقية‬ ‫مال�صقة ل�سطح الأر�ض‪ ،‬حيث ال تختلف‬ ‫مكونات ال�ضباب عن مكونات ال�سحب‬ ‫الطبقية املنخف�ضة (‪. )Stratus‬‬ ‫ُيعرف التكاثف بتحول بخار املاء يف الهواء‬ ‫من ال�صورة الغازية �إلى ال�صورة ال�سائلة‪،‬‬ ‫بحيث ي�صبح مرئيا على هيئة قطرات الندى‬ ‫�أو ال�ضباب �أو ال�سحب‪ ،‬وكذلك قطرات‬ ‫املاء والثلج يف عمليات الهطول‪ .‬ففي حالة‬ ‫ال�ضباب يجب �أن تقل مدى الر�ؤيا الأفقية‬ ‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫عن (‪1000‬مرت)‪ ،‬ويكون الهواء م�شبعا متام ًا‬ ‫ببخار املاء‪� ،‬أما �إذا كانت الر�ؤيا الأفقية �أكرث‬ ‫من ذلك والهواء رطبا فيختلف ا�سم احلالة‬ ‫اجلوية من �ضباب �إلى �شابورة (‪، )Mist‬‬ ‫�أو ما يطلق عليه ال�ضباب اخلفيف‪ ،‬ولي�س‬ ‫فقط مدى الر�ؤيا الأفقية التي تتحكم بهذه‬ ‫الت�سميات‪� ،‬إمنا ي�شرتط لتكون ال�ضباب �أن‬ ‫تكون رطوبة الهواء (‪ .)%100‬كما يحدث‬ ‫�ضباب جليدي فقط يف مناطق القطبني‬ ‫ال�شمايل واجلنوبي يف �أجواء باردة ورياح‬ ‫خفيقة يف درجات حرارة (‪ 20-‬درجة‬ ‫مئوية)‪.‬‬ ‫تقدر كثافة ال�ضباب �أو ال�شابورة عن‬ ‫طريق قيا�س مدى الر�ؤيا الأفقية ال�سائدة‬ ‫ولتقدير مدى الر�ؤيا الأفقية على املدرجات‬ ‫واملمرات‪ .‬يف املطارات ي�ستخدم جهاز‬ ‫يطلق عليه ا�سم الرتان�سيمي�سوميرت‬ ‫(‪ ،)TRANSMISSOMETER‬الذي يقي�س‬ ‫�سرعة انتقال ال�ضوء وانعكا�سه بوا�سطة‬ ‫قطرات املاء‪ .‬وبطبيعة احلال مع تطور‬ ‫التقنيات‪ ،‬هناك عدد من الأجهزة احل�سا�سة‬

‫التي ت�ستخدم يف تقدير الر�ؤيا الأفقية �أثناء‬ ‫تكون ال�ضباب وكذلك الإ�ضاءات اخلا�صة‬ ‫التي جتهز بها املدرجات و�ساحات املطارات‪.‬‬ ‫ونظر ًا ملا لظاهرة ال�ضباب من خطورة على‬ ‫�سالمة عمليات الطريان‪ ،‬خا�صة الأر�ضية‬ ‫منها‪ ،‬وعلى املوا�صالت والنقل البحري‪،‬‬ ‫فتُ�صدر التحذيرات من خالل التوقعات‬ ‫اجلوية‪ ،‬وتُن�شر عرب مكاتب الأر�صاد اجلوية‬ ‫يف املطارات‪ ،‬وتُ�ضمن معلومات هذه الظاهرة‬ ‫ب�شكل �أ�سا�سي يف تقارير الأر�صاد اخلا�صة‬ ‫بعمليات الطريان والنقل البحري (رمز‬ ‫الظاهرة و م�ؤ�شر فرق درجة حرارة الهواء‬ ‫عن درجة حرارة نقطة الندى و مدى الر�ؤيا‬ ‫الأفقية)‪ .‬ويرمز لظاهرة ال�ضباب يف تقارير‬ ‫الأر�صاد بالرمز (‪ )FG‬ولظاهرة ال�شابورة‬ ‫بالرمز (‪ ،)BR‬وي�ستطيع املتخ�ص�صون يف‬ ‫جماالت الأر�صاد اجلوية والطريان بب�ساطة‬ ‫متييز ظاهرة ال�ضباب من خالل مقارنة‬ ‫لدرجات احلرارة‪ ،‬ف�إذا ما اقرتبت درجة‬ ‫حرارة الهواء من درجة حرارة نقطة الندى‬ ‫مع عدم وجود هطول فهذا م�ؤ�شر على تكون‬


‫الضباب‬

‫‪Fog‬‬

‫�شابورة‪� ،‬أما �إذا ت�ساوت درجة حرارة‬ ‫الهواء مع درجة حرارة نقطة الندى‬ ‫فهذا م�ؤ�شر لتكون ال�ضباب ولعمليات‬ ‫الهطول املتنوعة‪.‬‬ ‫مثال تو�ضيحي لعملية تكثف بخار املاء‪،‬‬ ‫فيالحظ عند ملء كوب مباء بارد يحوي‬ ‫قطعا ثلجية تكثف قطرات من املاء على‬ ‫ال�سطح اخلارجي للكوب بفعل اختالف‬ ‫درجة حرارة الهواء خارج الكوب عن‬ ‫داخله‪.‬‬ ‫‪METAR LOWI 060520Z VRB01KT 1500 0500 R26/P1500N R08/0900N FZFG VV003 M02/M02 Q1018 BECMG 3000‬‬ ‫‪FZBR BKN005=j‬‬ ‫‪METAR OMDB 160200Z 19006KT 130V240 0100 R12/1400VP2000N FG VV/// 18/18 Q1014 NOSIG=j‬‬ ‫مثال عن تقرير للطق�س لأغرا�ض الطريان‪ ،‬ويظهر يف املثالني ال�سابقني تدين مدى الر�ؤيا الأفقية �إلى �أقل من (‪ 1000‬مرت) وت�ساوي درجة حرارة الهواء مع‬ ‫درجة حرارة نقطة الندى و�إدراج اخت�صار لظاهرة ال�ضباب وال�شابورة يف التقارير‪.‬‬

‫�أهم العوامل التي ت�ساعد على‬ ‫تكون ال�ضباب‪:‬‬ ‫ب�شكل عام‪ ،‬انخفا�ض درجة حرارة الهواء‬ ‫لتت�ساوى مع درجة حرارة نقطة الندى و‬ ‫زيادة بخار املاء للو�صول �إلى الت�شبع يعتربان‬ ‫من �أهم متطلبات تكون ال�ضباب‪ ،‬وميكن‬ ‫تق�سيم ال�شروط الواجب توفرها لتكون‬ ‫ال�ضباب �إلى التايل‪:‬‬

‫ •�آلية لتربيد درجة حرارة الهواء �إلى‬ ‫درجة حرارة نقطة الندى‪.‬‬ ‫ •رطوبة هواء عالية مع توفر لنويات‬ ‫التكثف‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )1‬تعتمد عمليات الطريان واحلركة الأر�ضية على معلومات الطق�س التي تُوفر عرب تقارير خا�صة‬ ‫ •ا�ستقرار الهواء و�ضعف تيارات احلمل‬ ‫من مكاتب الأر�صاد وحتوي معلومات عن الر�ؤيا الأفقية‪.‬‬

‫ال�صاعدة وهدوء الرياح ال�سطحية‪.‬‬

‫�أنواع ال�ضباب‪:‬‬ ‫ُق�سم ال�ضباب على �أ�سا�س التربيد وانخفا�ض‬ ‫درجة حرارة الهواء �إلى ما دون درجة حرارة‬ ‫نقطة الندى‪ ،‬كما ُق�سم ال�ضباب باالعتماد‬ ‫على عوامل ت�شبع الهواء ببخار املاء وعمليات‬ ‫التبخر‪ ،‬وبنا ًء على تق�سيم ويليت (‪Willtt,‬‬ ‫‪ )W.C. 1928‬وهوارد كريت�شفيلد‬

‫(‪ )Critchfield, 1966‬فمن املمكن‬ ‫تق�سيم ال�ضباب ح�سب التايل‪:‬‬ ‫‪�-1‬ضباب الكتل الهوائية‬

‫‪ -3‬ال�ضباب الناجت بفعل عمليات التبخر‬ ‫(‪. )Evaporation‬‬

‫(‪. )Air mass Fogs‬‬

‫‪ -4‬ال�ضباب الناجت بفعل عمليات تربيد‬ ‫الهواء‬

‫‪� -2‬ضباب اجلبهات‬

‫(‪. )Cooling‬‬

‫(‪. )Frontal Fogs‬‬ ‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫‪47‬‬

‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬


‫العلوم اجلوية والع�سكرية‬

‫ولزيادة املعرفة عن ميكانيكية ت�شكل ال�ضباب ح�سب ت�صنيف هوارد كريت�شفيلد (‪ )Critchfield, 1966‬بالإمكان تلخي�ص �أهم الأنواع‬ ‫كالتايل‪:‬‬

‫ ال�ضباب الناجت بفعل عمليات التبخر (‪ ، )Evaporation‬وي�شمل‪:‬‬‫أ ‪-‬ضباب األبخرة (‪)Steam‬‬

‫�ضباب البخار ‪�-‬أو كما يعرف ب�ضباب البحر �أو‬ ‫دخان البحر القطبي‪ -‬يت�شكل بو�صفه نتيجة‬ ‫للتبخر ال�شديد من امل�سطحات املائية عند حترك‬ ‫هواء بارد رطب غري م�شبع فوق م�سطحات مائية‬ ‫دافئة و�صعود املاء املتبخر على �شكل دخان‬ ‫ليختلط مع الهواء البارد م�ؤديا �إلى رفع درجة‬ ‫رطوبته حتى ت�شبعه وتكاثف بخار املاء على �شكل‬ ‫قطرات مائية عالقة يف الهواء م�شكل ًة ال�ضباب‪.‬‬ ‫كما يتكون هذا النوع من ال�ضباب فوق املناطق‬ ‫املدارية الرطبة كثرية الأمطار وعمليات النتح‬ ‫الناجتة عن الغطاء النباتي طوال ال�سنة‪ ،‬ويطلق‬ ‫عليه يف كثري من الأحيان �ضباب الهطول �أو �ضباب‬ ‫الأمطار (ال�شكل ‪ .)3،2‬كما يتكون عند التقاء‬ ‫الهواء البارد الرطب املتجمع فوق امل�سطحات‬ ‫الثلجية يف املناطق ال�شمالية للكرة الأر�ضية بهواء‬ ‫دافئ ن�سبي ًا منتقل من مناطق جنوبية‪ ،‬بحيث‬ ‫ي�شكل ال�ضباب عند انخفا�ض درجة حرارة الهواء‬ ‫الدافئ �إلى �أقل من درجة حرارة نقطة الندى‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )2‬مثال لت�شكل �ضباب الأبخرة والأمطار ‪.‬‬

‫ال�شكل (‪� )3‬آلية ت�شكل �ضباب الهطول �أو الأمطار ‪.‬‬

‫ب ‪ .‬ضباب اجلبهات (‪)Frontal‬‬

‫يتكون �ضباب اجلبهات الهوائية ب�سبب تربيد‬ ‫الهواء وانخفا�ض درجة احلرارة بفعل �سفر‬ ‫اجلبهات الهوائية التي تتكون عند التقاء كتل‬ ‫هوائية باردة مع �أخرى دافئة‪ ،‬وتعترب عمليات‬ ‫ا�ضطرار الهواء لل�صعود فوق مناطق جتمع‬ ‫الهواء الدوراين (‪ )Convergence‬خالل‬ ‫املنخف�ضات اجلوية وعند حدود اجلبهات الهوائية‬ ‫خمتلفة ال�صفات‪ ،‬وت�شبع الطبقة الهوائية الباردة‬ ‫بفعل عمليات الهطول الدافئة ال�ساقطة من‬ ‫طبقات اجلو العليا من �أهم العوامل وال�شروط‬ ‫لتكون �ضباب اجلبهات (ال�شكل ‪.)4‬‬

‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫ال�شكل (‪ )4‬متابعة عن طريق خرائط حتليل �صور الأقمار ال�صناعية لل�ضباب املتوقع ت�شكله‬ ‫مع حركة اجلبهات الهوائية‪.‬‬


‫الضباب‬

‫‪Fog‬‬

‫ال�ضباب الناجت بفعل عمليات تربيد الهواء (‪ ،)Cooling‬وي�شمل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ضباب اإلشعاع الشمسي‬ ‫(‪: )Radiation Fog‬‬

‫ال�ضباب الإ�شعاعي �أو �ضباب املناطق‬ ‫الداخلية يحدث فوق الياب�سة‪ ،‬خا�صة يف‬ ‫ف�صل ال�شتاء‪ ،‬ويتكون ب�سبب رئي�س هو‬ ‫التربيد الإ�شعاعي‪ .‬فبعد غياب ال�شم�س‬ ‫يبد�أ �سطح الأر�ض فقدان احلرارة فيربد‬ ‫�سطح الأر�ض وينقل التربيد للطبقة‬ ‫التي تعلوه بوا�سطة التو�صيل احلراري‬ ‫(‪ )Conduction‬حتى الو�صول‬ ‫للت�شبع‪ .‬فحدوث انقالب حراري على‬ ‫�سطح الأر�ض بفعل التربيد و �ضعف‬ ‫التيارات الر�أ�سية ال�صاعدة (عدم تكون‬ ‫�سحب) و �سكون الرياح ال�سطحية تعترب‬ ‫من �أهم العوامل بالإ�ضافة للرطوبة‬ ‫العالية التي ت�ساعد على تكون �ضباب‬ ‫الإ�شعاع (ال�شكل ‪ . )5‬يتكون �ضباب‬ ‫الإ�شعاع فوق املدن الكبرية واملناطق‬ ‫ال�صحراوية والأودية يف ف�صل ال�شتاء‪،‬‬ ‫يف الليل ويف �ساعات ال�صباح الأولى‪،‬‬ ‫مكون ًا طبقة لي�ست بال�سميكة فوق ال�سطح‬ ‫عندما يبد�أ بخار املاء بالتكثف حول‬ ‫نويات التكاثف بفعل التربيد‪.‬‬ ‫عندما يربد الهواء بفعل عمليات الإ�شعاع‬ ‫يثقل ويهبط لأ�سفل على جوانب التالل‬ ‫والوديان‪ ،‬ومع ارتفاع رطوبة الهواء يتكون‬ ‫ال�ضباب ويطلق عليه �ضباب الوادي‬ ‫(‪( )Valley Fog‬ال�شكل ‪.)6‬‬ ‫يت�شكل �ضباب الإ�شعاع فوق مدينة‬ ‫الريا�ض عدة مرات �سنوي ًا يف ف�صل‬ ‫ال�شتاء‪ ،‬وقد تتدنى مدى الر�ؤيا الأفقية‬ ‫خالل ت�شكله �إلى ما دون (‪ 1000‬مرت)‬ ‫يف �ساعات ال�صباح الأولى‪ ،‬و�سرعان ما‬ ‫ينق�شع عندما ت�شرق ال�شم�س �أو بن�شاط‬ ‫الرياح ال�سطحية‪.‬‬

‫ال�شكل (‪� )5‬آلية ت�شكل �ضباب الإ�شعاع ال�شم�سي‪.‬‬

‫ال�شكل (‪� )6‬آلية ت�شكل �ضباب الوادي‪.‬‬

‫ال�شكل (‪� )10‬آلية ت�شكل �ضباب املناطق اجلبلية‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )7‬مثال طبيعي عن ت�شكل ال�ضباب فوق‬ ‫مدينة دبي‪.‬‬ ‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫‪49‬‬

‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬


‫العلوم اجلوية والع�سكرية‬

‫ب ‪ -‬الضباب املتحرك فوق األسطح الباردة (‪: )Advection Fog‬‬

‫يت�شكل ال�ضباب املتحرك عند حترك‬ ‫الهواء الدافئ الرطب �إلى �أ�سطح باردة‬ ‫(فوق الأر�ض �أو فوق امل�سطحات املائية)‪.‬‬ ‫فبفعل فقدان الأ�سطح الباردة حلرارتها‬ ‫بفعل عمليات الإ�شعاع و�إلى االختالفات‬ ‫يف درجات احلرارة بني املناطق الأفقية‬ ‫حتدث عمليات التكاثف ويتكون ال�ضباب‪.‬‬ ‫يت�شكل ال�ضباب املتحرك فوق الياب�سة‬ ‫عند حترك الهواء الرطب ببطء من فوق‬ ‫امل�سطحات املائية �إلى الياب�سة الأبرد ن�سبي ًا‬ ‫يف ف�صل ال�شتاء‪ ،‬ويت�شكل �أي�ض ًا عند حترك‬ ‫هواء دافئ فوق امل�سطحات املائية الباردة‬ ‫خالل ف�صل ال�صيف (ال�شكل ‪ .)8‬هذا‬ ‫النوع من ال�ضباب يتكرر حدوثه يف اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية على ال�سواحل الغربية‬ ‫وعلى ال�ساحل ال�شرقي يف منطقة اخلليج‬ ‫العربي يف ف�صلي ال�شتاء والربيع؛ حيث‬ ‫ميتد ال�ضباب حتى عدة كيلو مرتات داخل‬ ‫الياب�سة‪ ،‬وتنخف�ض الر�ؤيا عند ت�شكله �إلى‬ ‫�أقل من (‪ )50‬مرت ًا يف فرتات الليل و�ساعات‬ ‫ال�صباح الأولى؛ مما ي�ؤدي �إلى �شل حلركة‬ ‫ال�سري وعمليات الطريان الأر�ضية على‬ ‫املطارات الواقعة على املناطق ال�ساحلية‬ ‫(ال�شكل ‪.)9‬‬ ‫ال�ضباب املتحرك ال ي�شرتط لت�شكله‬ ‫ا�ستقرار للجو‪ ،‬ويتحرك بن�شاط للرياح حتى‬ ‫(‪ 15‬عقدة)‪.‬‬

‫ال�شكل(‪� )8‬آلية ت�شكل ال�ضباب املتحرك‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )9‬مثال طبيعي لت�شكل ال�ضباب املتحرك‪.‬‬

‫ج ‪ .‬ضباب املناطق اجلبلية (‪:)Orographic or Hill Fog‬‬

‫يت�شكل �ضباب املناطق اجلبلية نتيجة ل�صعود‬ ‫الهواء الرطب لأعايل اجلبال‪ ،‬وبفعل مقاومة‬ ‫املنحدرات اجلبلية ل�صعود الهواء ف�إن الهواء‬ ‫ال�صاعد يتعر�ض للتربيد الذاتي حتى حدوث‬ ‫التكاثف وت�شبع الهواء ببخار املاء‪ ،‬حيث يتكون‬ ‫ال�ضباب على القمم اجلبلية واملنحدرات العليا‬ ‫للمرتفعات (ال�شكل ‪ ،)10‬يف حال زيادة عدم‬ ‫اال�ستقرار فتتكون ال�سحب‪ .‬هذا النوع من‬ ‫ال�ضباب كثري الت�شكل واحلدوث حملي ًا على‬ ‫املناطق اجلبلية (�سل�سلة جبال ال�سروات)‪،‬‬ ‫خا�صة على املناطق اجلنوبية الغربية طوال‬ ‫فرتات ال�سنة (ال�شكل ‪.)11‬‬ ‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫ال�شكل (‪ )10‬الية ت�شكيل �ضباب املناطق اجلبلية‬


‫الضباب‬

‫‪Fog‬‬

‫د ‪ -‬ضباب اخللط (‪: )Mixing Fog‬‬

‫ي�شكل �ضباب اخللط عند التقاء هواء دافئ‬ ‫رطب‪ ،‬وميتزج ب�آخر بارد رطب‪ ،‬ومع ت�أثري‬ ‫حرارة الهواء املالم�س ل�سطح الأر�ض؛ مما‬ ‫ي�ؤدي النخفا�ض يف درجات احلرارة �إلى‬ ‫ما دون نقطة الندى‪ .‬وهو كثري احلدوث يف‬ ‫مناطق �أوربا ال�شرقية‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬ضباب التبريد بفعل التغير في‬ ‫الضغط اجلوي (‪: )Barometric Fog‬‬

‫يت�شكل عند تعر�ض طبقات الهواء الرطب‬ ‫املالم�س ل�سطح الأر�ض لتدرج �سريع يف قيم‬ ‫ال�ضغط اجلوي؛ مما ُينتج تربيدا ذاتيا ي�ؤدي‬ ‫بدوره حلدوث التكاثف وتكوين ال�ضباب‪.‬‬ ‫هذا النوع من ال�ضباب كثري احلدوث يف‬ ‫الأنهار والأودية وامل�ستنقعات‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )11‬مثال طبيعي ل�ضباب املناطق اجلبلية‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )12‬مثال طبيعي عن �ضباب التربيد بفعل التغري يف ال�ضغط اجلوي‪.‬‬

‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫‪51‬‬

‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬


‫العلوم اجلوية والع�سكرية‬

‫تأثيرات الضباب‪:‬‬

‫يعترب ال�ضباب من ظواهر الطق�س اخلطرية‪ ،‬خا�صة‬ ‫عندما يت�شكل بكثافة عالية؛ حيث يتدنى مدى الر�ؤيا‬ ‫الأفقية ب�شكل كبري‪ ،‬وقد ت�صل �إلى ال�صفر مما ي�ؤدي‬ ‫لتعطيل احلركة املرورية على الطرقات بني املدن‬ ‫وداخلها‪ ،‬وكذلك على حركة وعمليات الطريان‪ ،‬خا�صة‬ ‫الأر�ضية وعملية الهبوط‪.‬‬ ‫ينق�شع ال�ضباب بفعل ن�شاط للرياح ال�سطحية و�سطوع‬ ‫ال�شم�س (عمليات الت�سخني بفعل الإ�شعاع ال�شم�سي‬ ‫النهاري)‪ ،‬وتعترب تغري الكتل الهوائية من �أهم العوامل‬ ‫التي ت�ؤثر يف انق�شاع ال�ضباب‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )13‬ت�شكل ال�ضباب قد يعيق ال�سري بني املدن على اخلطوط‬ ‫ال�سريعة وداخل املدن‪ ،‬وقد ي�سبب حوادث خطرية‪.‬‬

‫ال�شكل (‪ )14‬قد ي�ؤدي ال�ضباب يف كثري من الأحيان �إلى �شلل يف حركة الطريان الأر�ضية و�صعوبات يف عملية هبوط الطائرات‪ ،‬قد ت�صل لتغري‬ ‫حمطات الهبوط من �أجل ال�سالمة‪.‬‬

‫من املراجع‪:‬‬ ‫‪/http://www.hko.gov.hk/education/edu01met‬‬ ‫‪/http://www.islandnet.com/~see/weather/almanac‬‬

‫ال�شكل (‪ )15‬يو�ضح ت�أثري طبقة ال�ضباب يف عمليات هبوط الطائرات‪ ،‬حيث‬ ‫من املمكن لقائد الطائرة وفريقه ر�ؤية مدرج الهبوط من فوق طبقة ال�ضباب‪،‬‬ ‫ولكن عند التجهز للهبوط ال ي�ستطيع الطيار ر�ؤية املدرج؛ مما ي�صعب عملية‬ ‫الهبوط والإ�ضطرار لتغري حمطة الهبوط‪ ،‬وتعتمد عمليات الهبوط يف �أجواء‬ ‫ال�ضباب على �سمك طبقة ال�ضباب‪.‬‬ ‫الـــــــ�صـقـور‬ ‫‪ASSUQOOR‬‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 66‬رجب ‪1432‬هـ يونيو ‪2011‬م‬

‫‪http://www.calclim.dri.edu/ccw200503.html‬‬ ‫‪/http://www.flickr.com/photos/our_dubai_property_investment‬‬ ‫‪/http://www.grossmont.edu/scotttherkalsen/physical‬‬ ‫الدكتور حسن أبو العنني “أصول اجلغرافيا املناخية” ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1985‬م‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.