كذلك كلمة الله أيضًا، فيها كما في منزلها، أسرار لا يمكن استقصاؤها، و أهم مواضيعها، كدخول الخطية إلى العالم، و تجسد المسيح، و التجديد و القيامة، و ما إلى ذلك من مكنونات الكتب المقدسة، كلها أعماق لا لا يصل الإنسان إلى سبر غورها، و لكن عدم استطاعتنا أن ندرك أعمال العناية الإلهية ليس مما يدعو إلى عدم الإيمان بها، إذ أننا محاطون في عالم الطبيعة، بأسرار لا يمكن الوصول إلى فهمها، فلم يستطع فطاحل العلماء و الفلاسفة أن يفهموا كنه الحياة الظاهرة في ابسط مخلوقات الله، و إننا حيثما نلتفت نجد أسرارًا لا ندركها، فهل نستغرب إذن وجود أسرار في العالم الروحي يعسر علينا فهمها؟ و الصعوبة ليست في الحقائق ذاتها بل في ضعف العقل البشري و قصره، و مع ذلك فقد أعطانا الله في الكتب المقدسة بيانات كافية لإثبات الحقيقة أنها من مصدر الهي، فلا شك فيها إذا وجدنا فيها ما ليس في طاقتنا أن ندركه تمامًا