نتائج وتوصيات مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الثالث الدولة الفلسطينية تحديات ومآلات

Page 1


‫كلمة رئيس املؤمتر‬ ‫سنوات لوجود الدولة في العام (‪1998‬م)‪،‬‬ ‫منذ اتفاق إعالن املبادئ في أوسلو ‪1993‬م الذي أرخ خمس‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫جرت مياه كثيرة في مشروع الدولة الفلسطينية العتيدة‪ .‬خالل هذه السنوات بقي مشروع الدولة حلما يتالش ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رويدا رويدا في ظل القضم املنظم ألرض الدولة املوعودة عبر استيطان مستعر وتهويد منظم‪.‬‬ ‫وخالل عام (‪2015‬م) جرت تطورات نوعية على صعيد االعتراف بالدولة ورفع علمها في األمم املتحدة‪،‬‬ ‫وقبول عضويتها في بعض املحافل األممية‪.‬‬ ‫من هنا وفي ظل استشعار للمخاطر املحدقة بمشروع "دولة فلسطين" الحرة املستقلة ذات السيادة‬ ‫وعاصمتها القدس في حدود (‪1967‬م) والرغبة في البناء التراكمي مع ما يحقق من إنجاز ‪ ،‬عقدت أكاديمية اإلدارة‬ ‫والسياسة للدراسات العليا وجامعة األقص ى ومركز غزة للدراسات واالستراتيجيات مؤتمرها الثالث لألمن القومي‬ ‫الفلسطيني تحت عنوان "الدولة الفلسطينية – تحديات ومآالت"‪ ،‬حيث شارك في املؤتمر نخبة من الساسة‬ ‫والكتاب وأصحاب الرأي وقادة الفصائل الوطنية‪ ،‬وكان خالصة ما قدموه من أبحاث ودراسات وما أثروه من‬ ‫نقاش وتفاعل ضمن عناوين رئيسية ظهرت على النحو الذي حواه هذا التقرير الختامي الذي يحمل نتائج‬ ‫ً‬ ‫وتوصيات املؤتمر‪ ،‬مستهالهذا التقرير بالتحذير من خيارات سقوط مشروع الدولة الحلم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شاكرين لكم مشاركتكم في هذا املؤتمر الوطني النوعي‪ ،‬ومساهمتكم العلمية في إثراء نتائجه‪ ،‬آمال األخذ‬ ‫بتوصياته ملا فيه خير لفلسطين وشعبها‪.‬‬ ‫داعياً اهلل عز وجل أن نرى قريباً "دولة فلسطني" وعاصمتها القدس حرة مستقلة ذات سيادة‪.‬‬

‫أخوكم‬ ‫د‪ .‬محمد إبراهيم املدهون‬ ‫رئي ـس املؤتم ـر‬

‫‪ 2‬من ‪21‬‬


‫خيارات سقوط "مشروع الدولة"‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مثلت املواقف اإلسرائيلية رفضا معلنا وخفيا من مشروع إقامة دولة فلسطين‪ ،‬وفي محطات األزمات كانت‬ ‫(إسرائيل) تعلن موافقتها على مشروع الدولة ثم تبدأ بتقليم أظافر املشروع ونهب األراض ي وتهويد املدن واستشراء‬ ‫ً‬ ‫االستيطان‪ .‬ونتنياهو حين يعلن موافقته على حل الدولتين أمام أوباما مؤخرا إنما يقصد دولة يرسمها في خياله‬ ‫مقزمة‪ ،‬مريضة‪ ،‬ضفدعية‪ ،‬وظيفية‪ ،‬مقابل جباية أثمان باهظة في القدس والهيكل والدولة اليهودية‪.‬‬ ‫ومن هنا فإن وقف االستيطان والتهويد مقدمة ضرورية العتماد حقيقي ملشروع الدولة‪ ،‬إن صدقت‬ ‫ً‬ ‫الكذوب (إسرائيل)‪ ،‬والتي تسعى جاهدة للبحث في بدائل وجود " دولة فلسطين "‪ ،‬وربما ارتفع الصوت قليال قبل‬ ‫أيام من نتنياهو بأنه قد يذهب إلى " انسحاب أحادي الجانب " من الضفة على غرار ما جرى في غزة‪ .‬وإن كان هذا‬ ‫ً‬ ‫الخيار ليس مفضال باعتبار ما جرى في غزة من نتائج من املستحيل تحمل وقوعها في الضفة على دولة الكيان‬ ‫املحتل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وربما يعتبر " حل السلطة " خيارا (إسرائيليا) في مرحلة قد تعتبر فيها (إسرائيل) أن السلطة قد خرجت عن‬ ‫النص‪ ،‬ومثال ذلك ما حدث مع الرئيس ياسر عرفات "رحمه هللا"‪ ،‬فكانت السور الواقي وكان الخيار شطب‬ ‫ً‬ ‫(عرفات) رحمه هللا وليس شطب السلطة وحلها‪ ،‬وربما تتابع الوقائع االنتفاضية لنرى (إسرائيل) تذهب رغما إلى‬ ‫هذا الخيار‪.‬‬ ‫وحال استمرت رغبة (إسرائيل) في عدم تحمل مسئوليتها عن احتالل أراض ي الغير فقد يكون خيارها إلى‬ ‫طرف ثالث يحمل عبء االحتالل بالعمل على إعادة الصورة إلى ما كانت عليه قبل (‪1967‬م) بتحمل مصر‬ ‫مسئولية غزة واألردن مسئولية الضفة الغربية‪ ،‬وهذا الخيار يحتاج موافقة األطراف ذات العالقة وهل ترغب في‬ ‫أداء دور " التيس املستعار " في تحليل االحتالل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الخيار الرابع أمام (إسرائيل) استمرار األمر الواقع‪ ،‬سلطة تؤدي دورها وظيفيا ًواحتالل مريح وهذا هو‬ ‫الحال اليوم لوال أن انطلقت " انتفاضة القدس " اليوم ِل ُتعاظم الثمن الذي يدفعه االحتالل‪ ،‬الذي قد يذهب‬ ‫وفق ما أعلن نتنياهو بانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية على غرار انسحاب شارون من غزة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومن الطروحات التي تلقى رواجا في املجتمع الصهيوني إقامة دولة في غزة مع توسعها في سيناء وشرقا في‬ ‫ً‬ ‫النقب وذلك ضمن رؤية " غيورا إيرالند "‪ ،‬وربما تسريبات لم يتم التحقق منها برزت مؤخرا عن عرض تقدم به‬ ‫ً‬ ‫السيس ي بعد عدوان (‪2014‬م) على غزة إلى نتنياهو ورفضه عباس مقابل إسقاط حق العودة جزءا من هذا‬ ‫السيناريو‪.‬‬ ‫وكذا في محطات أخرى كانت دعوة إقامة دولة املؤسسات تحت االحتالل على طريق إنهاء اإلحتالل الذي‬ ‫دشنه سالم فياض ولم َير النور الستحالة املزاوجة بين الحرية واالحتالل‪ ،‬وربما البعض يريد استنساخ هذا‬

‫‪ 3‬من ‪21‬‬


‫الخيار باعتماده مسار إلقامة الدولة‪ ،‬ولكن ُحمى االستيطان املتنامي في الضفة والقدس يخمد أي حلم بدولة أو‬ ‫دويلة‪.‬‬

‫املصالحة الوطنية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫مثل االنقسام السياس ي الفلسطيني خطرا على املشروع الوطني الفلسطيني وخنجرا في ظهر الشعب‬ ‫الفلسطيني وحقوقه املشروعة‪ ،‬مما يضعف القدرة في الوصول إلى مشروع "إقامة الدولة"‪ ،‬لذلك أصبح االنقسام‬ ‫السياس ي الفلسطيني تكأة االحتالل للتهرب من أي استحقاقات لصالح مشروع الدولة‪ ،‬وشكل االنقسام وال يزال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عنصرا سلبيا على مسيرة الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬كما ساهم في إضعاف املوقف الفلسطيني‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫محليا ودوليا وانفراد إسرائيل بمزيد من السيطرة على األراض ي الفلسطينية وانتزاعها من أصحابها الشرعيين‬ ‫لصالح التهويد وإقامة املستوطنات التي توسعت أعدادها واتسعت مساحاتها وازدادت أعداد املستوطنين بها‪.‬‬ ‫إن التوافق الفلسطيني وإنهاء االنقسام‪ ،‬وتوحيد البرامج السياسية ملختلف الفصائل الفلسطينية‪ ،‬هو‬ ‫ً‬ ‫إنجازا‬ ‫مطلب حيوي وأساس ي للفلسطينيين‪ ،‬فال يمكن مواجهة العدو ومعوقاته في ظل حالة تشرذم‪ ،‬التي ًتعد‬

‫ً‬ ‫وتوسيعا للتباعد الجغرافي والسياس ي واالقتصادي والقانوني‪.‬‬ ‫للطرف اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لذلك يرى الشعب الفلسطيني أن الوحدة الوطنية الفلسطينية خيارا استراتيجيا وال سبيل بغيرها ملواجهة‬ ‫وإفشال االحتالل ومخططاته‪ ،‬وهذا يدل على ضرورة وأهمية إنجاز املصالحة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬والكف‬ ‫الفوري عن تعزيز االنقسام البغيض وإعادة اللحمة ألركان ومكونات الشعب الفلسطيني بال تباطؤ أو تأخير‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك يضر "بمشروع الدولة"‪ ،‬وضرورة صياغة برامج سياسية موحدة على أسس وطنية تضمن الوصول إلى‬ ‫الدولة‪ ،‬وأن تكون املصالحة الوطنية الفلسطينية أولى خطوات نجاح خطط التنمية املستقبلية‪ ،‬كما أنه يجب‬ ‫ً‬ ‫إخراج السلطة القضائية على وجه الخصوص من دائرة االنقسام‪ ،‬وصون هيبتها وكرامتها اآلن وغدا؛ وذلك باتخاذ‬ ‫ً‬ ‫إجراءات دستورية وقانونية كفيلة بعدم املساس بهذه السلطة مستقبال تحت أي ظرف وطني أو احتاللي‪.‬‬

‫منظمة التحريرالفلسطينية‪:‬‬ ‫على األرض الفلسطينية تنازعت رؤية "مشروع الدولة" منهجين متعارضين في سبيل الوصول إليها بين‬ ‫مشروعي املقاومة والتسوية‪ ،‬وافترق القطبان في السياسة والجغرافيا‪ ،‬وعلى األرض وقع ما لم ُيحمد عقباه‪ .‬واليوم‬ ‫زادت حدة زاوية االفتراق بين مشروعي املقاومة والتسوية‪ ،‬حيث وصل الثاني إلى جدار مسدود‪ ،‬بينما األول ما زال‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫يحاول جاهدا الخروج من عنق زجاجة القطاع املحاصر وصموده األسطوري إلى رحابة الضفة وقدرتها على‬ ‫االنتفاضة ليجعل ميدان املعركة أكثر رحابة‪ ،‬حيث تحققت مجموعة نقاط مهمة لهذا الخيار بعد تحرير غزة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقدرتها على الصمود واإليالم الحقا‪ .‬وكان خطاب الرئيس عباس األخير في األمم املتحدة إعالنا صريحا بأن سبيل‬

‫‪ 4‬من ‪21‬‬


‫التسوية مع االحتالل أخفق في الوصول إلى حلم الدولة‪ ،‬وربما هذا ما فهمه "الجيل الفلسطيني الجديد" الذي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خرج إلى الطرقات في القدس والضفة اليوم معلنا أنه يمتلك خيارا آخر‪.‬‬ ‫"التمسك بحدود ‪1967‬م كحدود دولة فلسطين" تعتبر نقطة التقاء فرقاء الساحة الفلسطينية وذلك رغم‬ ‫التباين بين املرحلي والنهائي فيما بينهم‪ ،‬ولعل اإلشكالية الفارقة في تباين املواقف السياسية بين أطراف العمل‬ ‫الفلسطيني في الجمع بين مشروع إقامة الدولة وعدم االعتراف باالحتالل ونقطة االلتقاء على الشطر األول " إقامة‬ ‫الدولة " والسكوت عن الشق الثاني‪ ،‬لذلك نرى ضرورة إنهاء االنقسام وتحقيق مصالحة عاجلة واعتماد "‬ ‫استراتيجية وطنية موحدة "‪ ،‬وفي إطار اعتماد معادلة تقريبية بين اتجاهات الفكر السياس ي الفلسطيني فيما‬ ‫يخص "مشروع الدولة"‪ ،‬مع استثمار تراكمية األداء الفلسطيني في مزاوجة حكيمة بين السياسة واملقاومة‬ ‫والحرص على الربط الجغرافي بين الضفة وغزة‪ .‬وكخطوة عملية عاجلة إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على‬ ‫أسس وطنية وديمقراطية تتسع أللوان الطيف الفلسطيني الفصائلي واملؤسس ي‪.‬‬ ‫إن الفكر السياس ي لحركة حماس املنبثق عن مرجعيتها اإلسالمية ال زال يرى أن فلسطين من البحر الى‬ ‫النهر وأن تحريرها واجب مقدس‪ ،‬مع قبوله باملرحلية في إدارة الصراع واملواجهة مع املحتل‪ .‬حيث أدت املنعطفات‬ ‫التاريخية في مسار القضية الفلسطينية الى تغيرات جوهرية في الفكر السياس ي لحركة فتح من تحرير فلسطين‬ ‫املحتلة عام ‪ ،48‬عندما انطلقت‪ ،‬الى االنكفاء نحو تحرير الجزء املحتل بعد عام ‪ ،67‬ومن الكفاح املسلح كخيار‬ ‫وحيد للتحرير الى اعتماد التسوية السلمية كوسيلة لحل الصراع مع املحتل‪ ،‬مع العلم بأن حركتي فتح وحماس‬ ‫تتفقان من حيث مرحلة إدارة الصراع مع االحتالل من حيث القبول بحل الدولة الفلسطينية على أراض ي ‪،67‬‬ ‫وتختلفان في جوهر هذا الحل في أنها دولة مؤقتة دون االعتراف بإسرائيل كما ترى حماس‪ ،‬أو دولة بحدود دائمة‬ ‫مع االعتراف بإسرائيل كما ترى فتح‪ .‬وال يزال الخيار إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني‬ ‫الفلسطيني من النهر الى البحر الخيار االستراتيجي ملعظم الفصائل الفلسطينية سواء تلك املنضوية تحت منظمة‬ ‫التحرير كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية أو التي خارجها كالجهاد اإلسالمي واملقاومة الشعبية وغيرها‪ ،‬وان‬ ‫قبلت بمرحلة الصراع مع االحتالل كوسيلة للوصول التحرير الشامل‪.‬‬ ‫ومن التوصيات امللحة هي إعادة التفعيل الحقيقي وإعادة االعتبار ملنظمة التحرير الفلسطينية كممثل‬ ‫شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ومؤسساتها وهياكلها التنظيمية‪ .‬وتوسيع قاعدة املشاركة الوطنية فيها وفق‬ ‫اتفاق القاهرة ‪2005‬م‪ .‬مع العلم بأنه ال يوجد مشروع وطني جامع حول الدولة الفلسطينية املنشودة بل رؤى‬ ‫فصائلية متفقة في الشكل ومتصارعة في الجوهر‪.‬‬ ‫لذلك كان من الضروري العمل على تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية واملجلس الوطني للقيام‬ ‫بالدور األساس ي الذي جاءت من أجله املنظمة واملجلس الوطني واملتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية‪.‬‬

‫‪ 5‬من ‪21‬‬


‫السلطة الفلسطينية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لقد َمثل اتفاق أوسلو إخفاقا في تحقيق مشروع الدولة‪ ،‬حيث جاء االتفاق إثر انتفاضة طويلة للشعب‬ ‫الفلسطيني (‪1987‬م)‪ ،‬البعض كان يرى أن أوسلو أجهض االنتفاضة َومثل انتكاسة ال تقل عن أيلول والخروج من‬ ‫األردن ومشروع النقاط العشر في (‪1974‬م) والخروج من بيروت (‪1982‬م)‪ ،‬وأخطر ما في اتفاق أوسلو أنه رهن‬ ‫مشروع الدولة األمل باالحتالل ومواثيقه‪ ،‬والوقائع على األرض أثبتت أن أوسلو وقع في فخ منح الشرعية لالحتالل‬ ‫للمزيد من التهويد واالستيطان وبناء الجدار‪ ،‬وأصبح الرهان الوحيد على املفاوضات التي أخفقت في الوصول إلى‬ ‫الدولة املوعودة‪.‬‬ ‫قبل أوسلو كانت املعادلة تحقيق الدولة وحق العودة وحق تقرير املصير‪ ،‬وبعده مراوغة مستمرة لحالة‬ ‫مقايضة لم تتحقق لالحتالل باعتماد دولة مقابل سقوط حق العودة وشطب حق تقرير املصير‪ ،‬لذلك في مسيرة‬ ‫تحقيق (حلم الدولة) علينا االنتباه لهذه املقايضة الخبيثة‪.‬‬ ‫ومن هنا فإن االستراتيجية الفلسطينية الرسمية الحالية في ظل ما وصلت إليه من طريق مسدود‪ ،‬عليها أن‬ ‫ً‬ ‫تعيد النظر في منهجها والنظر في خيارات تشترك فيها مع كافة القوى الفلسطينية‪ ،‬وفتح الباب واسعا أمام الشعب‬ ‫الفلسطيني ليتبنى خيارات أكثر مالئمة لتحقيق حلم الدولة‪.‬‬ ‫إن إطالة املرحلة االنتقالية وعدم وجود سقف زمني لها جعل من وجود السلطة كسلطة وظيفية تعفي‬ ‫االحتالل من مهام إدارة الحياة اليومية للفلسطينيين فيما يستمر االحتالل في فرض سياسة األمر الواقع من‬ ‫استيطان وتهويد مما يعطل قيام الدولة‪ ،‬وكذلك أدى سوء األداء الفلسطيني وتفش ي الفساد في أركان السلطة‬ ‫ومؤسساتها إلى إفقادها القدرة على مواجهة االحتالل بشكل فعال‪ ،‬ووضع بين يدي االحتالل أوراق قوة ساهمت في‬ ‫تحقيقه ألهدافه على حساب املشروع الوطني الفلسطيني املفض ي إلى قيام دولة‪.‬‬ ‫لذلك أصبح من الضروري تحقيق قيم الحوكمة والحكم الصالح والتداول السلمي للسلطة في البناء‬ ‫ً‬ ‫الذاتي ملؤسسات املجتمع املدني‪ ،‬كي تتمكن من إحداث أثر حقيقي في محيطها الخارجي ولتشكل نموذجا لالحتذاء‬ ‫واالقتداء به سيما وأن القاعدة تقول (فاقد الش يء ال يعطيه)‪.‬‬ ‫لذلك يجب إعادة النظر في تبني حركة فتح ملشروع حل الدولتين القاض ي باالعتراف بحق االحتالل‬ ‫الصهيوني في ‪ %78‬من أرض فلسطين‪ .‬وتبني القيادة الفلسطينية لخيار املزاوجة بين كافة أدوات الكفاح‬ ‫املشروعة من أجل نيل الحقوق املسلوبة‪ ،‬سواء في ذلك املقاومة املسلحة أو الشعبية أو القانونية أو الدبلوماسية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أو غيرها‪ ،‬وعدم إسقاط أي خيار منها‪ .‬ووضع رؤية استراتيجية تتضمن برنامجا سياسيا توافقيا من اجل استعادة‬ ‫املشروع الوطني الفلسطيني ملكانته في الفكر والوعي الفلسطيني‪ ،‬مع تفعيل مستوى األداء على مستوى األجهزة‬ ‫الرسمية إليالء املشاكل الحيوية املزمنة االهتمام الكافي والعناية الفائقة بها تحضيرا لها ملواجهة والدة الدولة‬ ‫الفلسطينية املستقلة‪ ،‬وهي من مسئوليات الوزارات املختلفة كل حسب اختصاصاتها‪ ،‬وعلى وجه الخصوص ما‬

‫‪ 6‬من ‪21‬‬


‫يتعلق باألراض ي واألنشطة الزراعية‪ .‬مع العلم بأن غياب الحوكمة والحكم الصالح‪ ،‬وثقافة التسامح والرأي والرأي‬ ‫اآلخر والتداول السلمي كقيم أساسية راسخة وتعزيز الثقافة الحزبية والفصائلية االنغالقية‪ ،‬سيؤدي بالضرورة‬ ‫ً‬ ‫إلى تشوه مدنية الدولة الفلسطينية ونظامها السياس ي مما يشكل تهديدا داخليا على كينونة هذه الدولة املنشودة‪.‬‬ ‫إن أجندات التمويل السياسية املوجه مليزانية السلطة الفلسطينية تحول دون قيام الدولة الفلسطينية في‬ ‫الوقت الحالي على األقل‪ ،‬في حين يوجد العديد من املعيقات االقتصادية والسياسية التي تواجه بناء املؤسسات‬ ‫وإقامة الدولة الفلسطينية‪ ،‬كما أن الحالة السياسية الفلسطينية‪ ،‬واملعطيات اإلقليمية والدولية‪ ،‬ال تجعل دولة‬ ‫ً‬ ‫املؤسسات قابلة للحياة‪ ،‬فدولة املؤسسات تنشأ من واقع سياس ي‪ ،‬ينطلق من إزالة االحتالل وإنهائه‪ .‬علما بأنه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هناك إجماعا دوليا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير املصير وإقامة الدولة الفلسطينية‪ ،‬والحديث عن‬ ‫الدولة الفلسطينية هو حديث سياس ي نظري‪ ،‬بينما الواقع يعكس خالف ذلك‪ .‬إذ ال تساعد املواقف الرسمية‬ ‫العربية في إنهاء االحتالل‪ ،‬وإرساء قواعد الدولة الفلسطينية‪ ،‬ومساعدة الفلسطينيين على استقاللية دولتهم‬ ‫ً‬ ‫اختبارا الستحقاق الفلسطينيين دولة أم ال‪ ،‬وهي‬ ‫ومؤسساتهم‪ .‬كما أن دولة املؤسسات هي حق فلسطيني‪ ،‬وليست‬ ‫ً‬ ‫ليست بديال عن إزالة االحتالل‪.‬‬

‫املفاوضات‪:‬‬ ‫لقد أدى غياب اإلستراتيجية الواضحة والثابتة لدى القيادة الفلسطينية في مفاوضاتها مع االحتالل الى‬ ‫ً‬ ‫انخفاض سقف اإلنجاز الفلسطيني كثيرا عن املأمول في الوصول إلى "دولة فلسطين"‪ ،‬كما أن التعاطي مع‬ ‫املفاوضات كخيار استراتيجي وحيد وإسقاط البدائل األخرى من قبل املفاوض ومرجعياته القيادية أفقد القيادة‬ ‫الفلسطينية قدرتها على فرض رؤيتها ملشروع الدولة‪ .‬باإلضافة إلى التفرد في القرار الوطني وتغييب مقصود‬ ‫للمشاركة الوطنية الجماعية الفعالة في صنع القرار الفلسطيني وبالذات في مسألة املفاوضات مع االحتالل‬ ‫واستحقاقاتها على األرض‪ ،‬مما أسقط القدرة الفلسطينية على تحقيق بعض مطالبها البسيطة في إطار "مشروع‬ ‫ً‬ ‫الدولة"‪ .‬فضال عن تغييب الكفاءات العلمية واملهنية الفنية في كافة املجاالت عن عملية التفاوض مع االحتالل‬ ‫الذي أدى الى ضعف فرق التفاوض والحد من قدرتها التفاوضية وبالذات في القضايا االختصاصية التي تضمن‬ ‫بقاء مقومات بناء الدولة‪ ،‬وكذلك عدم استخدام تكتيكات التفاوض بمهارة من قبل فرق التفاوض الفلسطيني‬ ‫سيما تكتيك تغيير املفاوض والذي استخدمه االحتالل بكثافة للتهرب من استحقاق التفاوض مع الطرف‬ ‫الفلسطيني‪ .‬واألمر الخطير وجود ارتباط مصلحي لبعض املفاوضين الفلسطينيين مع االحتالل سواء أكانت مصالح‬ ‫اقتصادية أم امتيازات شخصية الذي أعطى االحتالل قوة ضغط كبيرة عليهم افقدتهم القدرة على مواجهة تعنته‬ ‫وتسويفه‪.‬‬ ‫لذلك نؤكد على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة‬ ‫للتصرف‪ ،‬وأن الشعب الفلسطيني هو املرجعية‪ ،‬وهو صاحب القرار األول واألخير في القبول بأي حل أو تسوية‬

‫‪ 7‬من ‪21‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫من خالل تبني إستراتيجية وطنية مدعومة شعبيا وفصائليا ومستندة إلى قاعدة الحقوق وثوابت الشعب‬ ‫الفلسطيني في أي مفاوضات تجري مع االحتالل‪ ،‬وندعو إلى تشكيل فرق فنية تخصصية واالستعانة بالكفاءات‬ ‫ً‬ ‫الوطنية من مختلف االتجاهات السياسية والعلمية لتشكل رافدا ألي فريق تفاوض ي حول مختلف القضايا‬ ‫املطروحة على طاولة املفاوضات‪ .‬واعتماد تكتيكات تفاوضية وتوظيفها بمهارة لتعظيم املنجز الوطني من هذه‬ ‫املفاوضات‪ .‬مع التمسك بحق الشعب في املقاومة بكافة أشكالها وعدم إسقاط أي خيار منها سيما املقاومة‬ ‫املسلحة وإكساب املفاوض أوارق قوة جديدة بين يديه في مواجهة املفاوض اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫لذلك نوص ي بتوسيع قاعدة املشاركة الحقيقية لكافة اتجاهات الشعب الفلسطيني‪ ،‬وإخضاع أي اتفاق‬ ‫مع االحتالل لقاعدة االستفتاء الوطني عليه‪ ،‬ووضع الحقائق بشأن املفاوضات واقعها ومآالتها أمام املجتمع‬ ‫الفلسطيني والعربي والدولي‪ .‬وفي ظل تعنت االحتالل وحلف نتنياهو ندعو إلى اإلعالن عن فشل املفاوضات بشكلها‬ ‫الحالي ووضع املجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية‪ ،‬وندعو أطراف النزاع الداخلي للوقوف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صفا واحدا أمام التحديات الحاضرة والتحديات املستقبلية سواء تعلق األمر باالنقسام الفلسطيني أو املمارسات‬ ‫السياسية اإلسرائيلية‪.‬‬

‫األمن‪:‬‬ ‫يعد النظام األمني الفلسطيني بالغ التعقيد‪ ،‬ما بين إرثه التاريخي كأمن ثورة ومقاومة‪ ،‬وكينونته الحالية‬ ‫كأمن لسلطة تخضع التفاقيات أمنية وسياسية غيرت من وظيفته وتركيبته ومآالته املستقبلية كأمن لدولة‬ ‫مستقلة‪ .‬إن خضوع النظام األمني الفلسطيني إلى مؤثرات خارجية وداخلية شكلت عوامل ضغط أثرت في بنيته‬ ‫وأدائه ووظيفته‪ .‬وعالقاته باملكونات الفلسطينية املختلفة‪ .‬سيما اتفاقيات التنسيق األمني مع االحتالل‪ .‬ويتبع‬ ‫ذلك غياب الرؤية األمنية الواضحة املستندة إلى عقيدة أمنية وعسكرية راسخة مستمدة من اإلرث التاريخي‬ ‫ومرتبطة بضرورات الواقع الجديد واملآل املطموح من إقامة الدولة الفلسطينية العتيدة‪ ،‬لذلك ال يمكن تحقيق‬ ‫السياسة األمنية ملشروع "دولة فلسطين" من خالل األذرع األمنية فقط‪ ،‬بل يتطلب تحقيقها تظافر كافة الجهود‬ ‫ً‬ ‫السياسية واألمنية واالجتماعية والفصائلية واالقتصادية وغيرها‪ .‬فضال عن أن السياسة األمنية الفلسطينية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واجهت كثيرا من املشكالت واألزمات بداية من االحتالل ونهاية باالنقسام مما أثر بشكل واضح على كينونته وعلى‬ ‫جميع مناحي الحياة الفلسطينية‪.‬‬ ‫ل ذذذلك وج ذذب عل ذذى رج ذذال األم ذذن الفلس ذذطيني بن ذذاء وتبن ذذي عقي ذذدة أمني ذذة منطلق ذذة م ذذن املص ذذلحة الوطني ذذة العلي ذذا‬ ‫ومتحررة مذن أي هذوى أو غايذة حزبيذة ضذيقة أو اتفذاق مكبذل‪ .‬مذع تحريذر النظذام األمن ذي الفلسذطيني بمكوناتذه املاديذة‬ ‫واملعنويذذة مذذن أي عالقذذة تضذذر باملصذذالح الوطنيذذة العليذذا للشذذعب الفلسذذطيني وتحذذد مذذن تحقيذذق أهدافذذه املشذذروعة‪.‬‬ ‫وكذذذلك صذذياغة السياسذذة األمنيذذة وفذذق القذذانون والدسذذتور الفلسذذطيني‪ ،‬والعقيذذدة األمنيذذة الوطنيذذة‪ ،‬وذلذذك إلغذذالق‬ ‫الطري ذذق عل ذذى االجته ذذادات ال خص ذذية والحزبي ذذة البعي ذذدة ع ذذن التخط ذذيط واإلس ذذتراتيجيات الت ذذي توض ذذع للسياس ذذات‬

‫‪ 8‬من ‪21‬‬


‫األمنيذذة‪ .‬و كذذذلك هنذذاك ضذذرورة إعذذادة تكذذوين وتفعيذذل املرجعيذذة العليذذا للسياسذذة األمنيذذة الفلسذذطينية وتعزيزهذذا مذذن‬ ‫خذذالل إعطائهذذا الصذذالحيات واملسذذؤوليات لرسذذم السياسذذة األمنيذذة الفلسذذطينية كمجلذذس األمذذن القذذومي‪ ،‬مذذع أهميذذة‬ ‫مراجعة وتطوير البيئة القانونيذة التذي تعمذل مذن خاللهذا منظومذة األمذن الفلسذطيني بمذا يمكنهذا مذن تحقيذق أهذدافها‪.‬‬ ‫واإلس ذراع فذذي إيجذذاد األسذذس القانونيذذة املنظمذذة للعمذذل‪ ،‬وصذذالحيات األجهذذزة املكلفذذة بحفذذم النظذذام واألمذذن‪ ،‬وأهمهذذا‬ ‫إقرار القانون املحدد لصالحيات ومهام وهيكلية قوات األمن الفلسطيني‪.‬‬

‫الجغرافيا والحدود‪:‬‬ ‫تعد حدود دولة (‪ )1967‬مرجعية رئيسة ملشروع الدولة واألغوار ذات أهمية إستراتيجية إلقامة وديمومة‬ ‫الدولة الفلسطينية‪ ،‬ملا تتمتع به من خصائص عديدة (الجغرافية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬واألمنية‬ ‫والعسكرية)‪ ،‬والتي تعني بالضرورة أن دولة بدون سيادة كاملة على األغوار ستكون دولة منتقصة السيادة‬ ‫ومحاصرة ومعزولة عن امتدادها اإلقليمي وعمقها اإلستراتيجي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كما أن املزايا التي ستحصل عليها الدولة الفلسطينية بصفتها عضوا مراقبا من وجهة نظر القيادة‬ ‫الفلسطينية بها بعض املبالغة‪ ،‬ألن هذه الخطوة لن تؤدي إلى تغيير طبيعة العالقة بين القيادة الفلسطينية‬ ‫و(إسرائيل)‪ ،‬ولن تؤدي إلى زيادة استقاللية القرار الفلسطيني عنها‪ ،‬طاملا ظلت األخيرة صاحبة القرار األوحد في‬ ‫مصير هذه العالقة‪ ،‬وطاملا بقيت مسيطرة على األرض التي هي ٌ‬ ‫ركن أساس ي لنشوء وقيام الدول واالعتراف بها‪ .‬إن‬ ‫قرار االعتراف بفلسطين هو ترسيم للحدود بين الدولة الفلسطينية و(إسرائيل)‪ ،‬وأن إعالن االعتراف بالدولة‬ ‫ً‬ ‫اض أخرى‪ .‬وهذا يشكل اعترافا‬ ‫الفلسطينية على أساس حدود عام (‪ ،)1967‬سيشطب أي مطلب للفلسطينيين بأر ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قانونيا بدولة (إسرائيل) على باقي أراض ي فلسطين االنتدابية‪ ،‬مما يعتبر تنازال غير مسبوق عن نحو ‪ %78‬من أرض‬ ‫فلسطين االنتدابية‪ .‬كذلك قبول فلسطين في األمم املتحدة كدولة غير عضو بصفة مراقب‪ ،‬لن يتيح لها الفرصة‬ ‫للضغط على الطرف اإلسرائيلي للتباحث حول قضية الحدود التي هي ركن مهم من أركان حل الصراع‪ ،‬على الرغم‬ ‫من عدم وضوحها حتى اآلن‪.‬‬

‫األسرى‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لقد كان واضحا من قرارات الجمعية العامة لألمم املتحدة املتعلقة بمنظمة التحرير واملقاومة‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينية أن إعتراف املجتمع الدولي ممثال في الجمعية العامة لألمم املتحدة ومجلس األمن بأن منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية هي املمثل الشرعي للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل االستقالل وتقرير مصيره‪ ،‬وبالتالي االعتراف‬ ‫بمقاتلي الشعب الفلسطيني هم مقاتلون شرعيون‪ ،‬يتمتعون بالحماية املقررة لهم بموجب القواعد واألعراف‬ ‫الدولية كأسرى حرب حال وقوعهم في قبضة العدو‪ ،‬كما أن معظم املعتقلين الفلسطينيين يخضعون التفاقية‬

‫‪ 9‬من ‪21‬‬


‫جنيف الثالثة بخصوص أسرى الحرب ‪ ،‬ألنهم اعتقلوا أثناء عمليات عسكرية أو شبه عسكرية أو أنه اعتقل‬ ‫النتمائه لفصيل عسكري يحمل السالح ويقاتل به‪ .‬ويتمتع االسرى الفلسطينيون في سجون االحتالل بجميع‬ ‫حقوق أسرى الحرب كما هو مقرر في القانون واالتفاقيات الدولية من عدم جواز محاكمته في محاكم االحتالل‬ ‫ويتم االفراج عنه فور انتهاء العمليات العسكرية وحماية حياته وكرامته االنسانية أثناء فترة األسر‪ .‬حيث أنه وبعد‬ ‫االعتراف بدولة فلسطين يمكن أن تتقدم بالشكاوي ورفع الدعاوى الجنائية ضد اسرائيل حول ممارساتها بحق‬ ‫االنسان الفلسطيني وحريته‪ .‬الذي يستوجب خوض معارك قانونية في املحافل الدولية ضد االحتالل توفر خبرات‬ ‫عاملية عالية املستوى في تجميع املعلومات وتوثيقها وتأصيلها‪ ،‬حيث تحتاج املعارك القانونية ضد االحتالل الى‬ ‫جهد وتمويل مالي كبير‪ .‬كما أن غالبية الدراسات واألبحاث وحتى املؤسسات العاملة في شؤون حماية حقوق‬ ‫األسرى لم تول أهمية لألسرى الفلسطينيين من األراض ي املحتلة عام ‪1948‬م‪ ،‬وتتمايز مواقف وسياسات دول‬ ‫االتحاد األوروبي الخارجية عن بعضها ما بين دول تنتهج معايير اكثر حيادية وتعتمد سياسة خارجية متوازنة‬ ‫ً‬ ‫نسبيا ودبلوماسية هادئة‪ ،‬كالنرويج والسويد‪ ،‬والدول املركزية في االتحاد التي تعتمد الدبلوماسية الهجومية وربما‬ ‫تشترك في االعمال العسكرية في الشرق األوسط وافريقيا‪.‬‬ ‫لذلك وجب على الفلسطينيين تقديم شكاوى ودعاوى جنائية في املحافل الدولية ضد االحتالل حول‬ ‫ممارساته بحق أسرانا ومعتقلينا لديه‪ .‬وتوحيد املصطلحات والتصنيفات القانونية للمحتجزين الفلسطينيين في‬ ‫ُ‬ ‫كافة املؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تعنى بشئون األسرى‪ .‬وتحديد الوضعية القانونية للمحتجزين‬ ‫الفلسطينيين من سكان األراض ي التي احتلت في العام ‪ .1948‬وكذلك ضرورة االستفادة من كافة االتفاقيات‬ ‫واملعاهدات الدولية التي من شأنها أن تضمن إطالق سراح األسرى أو تحسين شروط حياتهم‪.‬واالستعانة بالخبرات‬ ‫املحلية والدولية في املجال القانوني من أجل املساهمة في رفع املعاناة والتخفيف عن األسرى‪ ،‬وإنشاء صندوق‬ ‫وطني لدعم وتمويل حوض الحمالت واملعارك القانونية ضد اإلحتالل‪ ،‬ويساهم في االستعانة بالخبرات العاملية‬ ‫ً‬ ‫املكلفة أحيانا في سبيل تحقيق ذلك ‪ .‬وعدم ترك او التخلي عن اسرى فلسطين ‪ 48‬بدون غطاء حمائي ورعاية من‬ ‫القيادة الفلسطينية حتى وإن خضعوا ألحكام القانون اإلسرائيلي باعتبارهم حاملي لهوية الكيان الصهيوني‪.‬‬

‫املجتمع املدني‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يعد املجتمع املدني ركنا ومكونا رئيسا من مكونات الدولة‪ ،‬وباألخص املجتمع املدني الفلسطيني ملا يتمتع به‬ ‫من إرث وتاريخ ممتد عبر سنوات طويلة‪ ،‬وال غنى للدولة الفلسطينية املوعودة عن مجتمع مدني مؤهل قادر على‬ ‫املساهمة الفاعلة في التنمية بكافة مجاالتها وإسناد القطاع الحكومي والخاص في مجال الخدمات‪ ،‬وعلى دوره في‬ ‫استنهاض الهمم والطاقات الذاتية واملجتمعية لتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة‪ .‬ورغم هذا األرث مازال‬ ‫املجتمع املدني الفلسطيني يعاني من مشاكل بنيوية وحالة قصور ذاتي وموضوعي في تحقيق دوره بالشكل األمثل‪،‬‬ ‫العتماده بشكل كبير على التمويل الخارجي وغياب القدرة على بناء منظومة عمل للتمويل الذاتي من جهة‪،‬‬

‫‪ 10‬من ‪21‬‬


‫باإلضافة إلى افتقار العديد من مكونات املجتمع املدني الى املعرفة واملهارة في القيام بأعباء التنمية السياسية‬ ‫ضمن برامج عمل ومشاريع مؤسسات املجتمع املدني‪ ،‬كذلك غياب الرؤية الناظمة املشتركة لبرامج ومشاريع‬ ‫مؤسسات املجتمع املدني مما يفرز حالة من التخبط والعشوائية ويفقدها بالضرورة التكاملية من جهة واملراكمة‬ ‫الفعالة من جهة أخرى‪ .‬الالزمة لعملية البناء الحقيقي وإحداث األثر في التنمية السياسية‪.‬‬

‫العالقات الدولية‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ولألسف املوقف الدولي تجاه مشروع الدولة ما زال ضبابيا ومتباينا وهذا ما يجعل حالة التبني له متفاوتة‬

‫وال تحمل بشريات‪ ،‬وذلك باعتبار (إسرائيل) مشروع إرادة دولية‪ ،‬ولكن حالة الصراع التي صنعها وجود االحتالل‬ ‫وبقاء جذوة الحياة واملقاومة في الشعب الفلسطيني فرضت معادالت جديدة تقبل بوجود "حل دولتين" ينزع فتيل‬ ‫واقع مضطرب ومحتقن‪ .‬ومن هنا كان االعتراف الدولي بدولة فلسطين‪ ،‬ألنه يمثل تخفيف االحتقان وإنقاذ‬ ‫(إسرائيل) من عنصريتها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لقد اتسمت إدارة الصراع مع االحتالل فلسطينيا وعربيا في الساحات الدولية بغياب االستراتيجية‬ ‫الواضحة والبناء على تراكم الخطوات املؤثرة تجاه الحق الفلسطيني في دولة كاملة السيادة‪ .‬لذلك نجد كثرة‬ ‫ً‬ ‫القرارات األممية التي تصدر بشأن القضية الفلسطينية تفتقد إلى قوة تنفيذ فعلية على أرض الواقع‪ .‬بدءا بقرار‬ ‫الجمعية العامة لألمم املتحدة ‪ 181‬لعام (‪ )1947‬الذي رفضه العرب في حينه وما تاله من قرارات الحقة على‬ ‫ً‬ ‫امتداد نحو ‪ 68‬عاما خلت‪.‬‬ ‫لذلك وجب علينا تعزيز التعاون الدولي والتضامن مع مختلف القوى الدولية الرسمية والشعبية لدعم‬ ‫ً‬ ‫الحق الفلسطيني في الدولة واالستقالل‪ ،‬ورسم إستراتيجية وطنية تشكل مرجعا لخطط عمل صناعة التأثير‬ ‫اإليجابي لدعم الحق الفلسطيني في املحيط اإلقليمي والدولي من خالل البعثات الدبلوماسية والجاليات‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬والعمل على تكثيف الجهود اإلعالمية واملعلوماتية نحو فضح وكشف املمارسات واالنتهاكات‬ ‫ً‬ ‫اإلسرائيلية تجاه الفلسطينيين وحقوقهم املشروعة دوليا‪ ،‬وضخ كوادر جديدة مدربة ومؤهلة في جسد التمثيل‬ ‫الدبلوماس ي الفلسطيني في الخارج‪ ،‬وبالذات في مراكز التأثير الدولي‪ ،‬تكون قادرة على توظيف طاقاتها والتأثير في‬ ‫محيطها لدعم الحق الفلسطيني‪ ،‬واإلهتمام اكثر بالجاليات الفلسطينية بشكل خاص والجاليات العربية‬ ‫بشكل عام وحشد قواها املؤثرة لالستفادة منها في صناعة رأي ضاغط لدعم الحق الفلسطيني‬ ‫واإلسالمية‬ ‫ٍ‬ ‫واجتذاب التأييد الشعبي له حيثما وجدت‪ ،‬وكذلك ضرورة االهتمام بمراكز النفوذ وصنع القرار في الدول‬ ‫األوروبية واألمريكية والعالم وخلق حالة تواصل فعال معها من خالل توظيف األدوات الرسمية (بعثات‬ ‫فلسطينية وعربية) وغير الرسمية (جاليات وأصدقاء) من أجل حشد التأييد ملشروع الدولة‪ ،‬وتعزيز التعاون مع‬ ‫الجامعات ومراكز األبحاث واملنظمات غير الحكومية في الدول األوروبية إليصال رسالة الحق الفلسطيني الى تلك‬ ‫ً‬ ‫املجتمعات‪ ،‬وكذلك االستفادة من التوجهات اإليجابية في املجتمعات األوروبية بشأن املقاطعة لالحتالل اقتصاديا‬

‫‪ 11‬من ‪21‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثقافيا وأكاديميا وتطوير املوقف والبناء عليه‪ .‬والتوقف عن أي خطوات فلسطينية من شأنها اإلضرار بهذا‬ ‫املوقف‪ .‬واالنتقال من وصف االحتالل باعتبار معالجته تقتصر على قواعد إنسانية إلى التركيز على جريمة‬ ‫العدوان لوضع املجتمع الدولي أمام مسؤولياته بربط القضية الفلسطينية بحفم السلم واألمن الدوليين‪،‬‬ ‫وإمكانية تحرك املنتظم الدولي ً‬ ‫بناء على الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة‪ .‬مع إقرار وتطبيق استراتجية‬ ‫وطنية شاملة تقوم على استخدام كافة األدوات‪ ،‬والتحركات الكفاحية والدبلوماسية والسياسية الهادفة الى عزل‬ ‫ومقاطعة ومحاسبة االحتالل اإلسرائيلي‪ .‬مع تعزيز دور السفارات الفلسطينية في العالم في حشد وتأطير كافة‬ ‫الدول ملناصرة ودعم قرار قيام الدولة الفلسطينية‪ ،‬والعمل على إيجاد بدائل عن االتفاقيات الدولية التي من‬ ‫شأنها عرقلة تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية‪.‬‬ ‫وكذلك ضرورة طرح موضوع عضوية إسرائيل على صعيد األمم املتحدة‪ ،‬حيث إن عضوية إسرائيل لم‬ ‫تكن عضوية اعتيادية وإنما كانت مشروطة باحترام والتزام إسرائيل بقرار التقسيم‪ ،‬وقرار العودة وهو ما لم‬ ‫يتحقق‪ ،‬ما يقتض ي طرح هذا املوضوع على صعيد األمم املتحدة ملناقشته والتقرير بشأنه‪ .‬وضرورة تعزيز التنسيق‬ ‫والتواصل مع املنظمات الدولية العاملة في األراض ي الفلسطينية ومنظمات األمم املتحدة‪ ،‬وتوجيهها بما يخدم‬ ‫القضية الفلسطينية واملشاريع التنموية‪ ،‬مع تفهم وطني أكثر لدور هذه املنظمات‪ .‬على أن يتجه اهتمام‬ ‫ٌ‬ ‫الفلسطينيين نحو استثمار اإلنجازات اإلقليمية واألممية الفاعلة التي يمكن أن يكون لها حم من التنفيذ على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬باعتبارها فعاليات مكملة للجهد املحلي املبذول‪.‬‬

‫العدو اإلسرائيلي‪:‬‬ ‫إن السلوك اإلسرائيلي في إدارة العالقة مع الطرف الفلسطيني يترجم حقيقية إستراتيجيتها القائمة على‬ ‫عدم التقدم الفعلي نحو قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة‪ ،‬لذلك يوظف االحتالل اإلسرائيلي خطاب التفاوض‬ ‫والسالم من أجل تحسين صورته أمام املجتمع الدولي‪ .‬مع تواصل إجراءات فرض الحقائق على األرض من زيادة في‬ ‫االستيطان‪ ،‬وكذلك تهويد القدس‪ ،‬وتقطيع أوصال الكيان الفلسطيني في الضفة وتحويله إلى جزر منعزلة‪ .‬كما أن‬ ‫الفكر السياس ي اإلسرائيلي مؤسس على املعتقدات التوراتية والتلمودية التي تنظر الى فلسطين كأرض امليعاد التي‬ ‫ُ‬ ‫ال يجوز التنازل عنها‪ ،‬لذا تجمع األحزاب اإلسرائيلية بتنوعاتها على عدم تقديم تنازالت جوهرية سواء في األرض أو‬ ‫الحقوق‪.‬‬ ‫إن القدس في بؤرة االستهداف الصهيوني‪ ،‬وتتحمل منفردة عبء هذا االستهداف‪ ،‬مما يهدد مشروع الدولة‬ ‫في عاصمتها‪.‬‬

‫‪ 12‬من ‪21‬‬


‫التوظيف القانوني "دولة فلسطين"‪:‬‬ ‫إن فلسطين التاريخية بحدودها الجغرافية السياسية التي توافق عليها االنتداب البريطاني‪ ،‬أو ما سمي‬ ‫بالحدود االنتدابية‪ ،‬هي خارطة فلسطين الوحيدة املعتمدة قانونا والتي يمكن البناء والتأسيس عليها وفق املقررات‬ ‫التي حددت تلك الحدود كباقي اإلقليم املجاور لفلسطين‪ .‬إن انقطاع االستقالل كان بفعل العدوان‪ ،‬وإن الدولة‬ ‫الفلسطينية اكتملت وكانت في طريق نيلها لالستقالل السياس ي التام قبل العدوان الصهيوني لعام ‪ ،1948‬وأن‬ ‫هذا العدوان ال يمكن له أن يرتب أي حقوق للمنتصر‪ ،‬بالتالي التأسيس ملطالبة فلسطينية قائمة على أساس‬ ‫الحق التاريخي للفلسطينيين باالستقالل على إقليم فلسطين التاريخية‪ .‬جرى التركيز على عنصر السيادة‬ ‫ً‬ ‫واالعتراف‪ ،‬باعتبار أن االحتالل يؤثر فعليا على السيادة‪ ،‬ولكنه ال ينقلها‪ ،‬كما أن االعتراف هو ذو طابع سياس ي‬ ‫ً‬ ‫فرداني تقوم به الدول وفق مصالحها ورؤيتها وليس شرطا مقررا لنشوء الدولة‪.‬‬ ‫إن قبول فلسطين كعضو مراقب في األمم املتحدة‪ ،‬يعني أن القانون الدولي وكذلك األمم املتحدة يعترفان‬ ‫بأن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬وأن الشعب الفلسطيني يتمتع بحقه الكامل في‬ ‫ً‬ ‫تقرير مصيره وفقا لقرارات األمم املتحدة‪ ،‬واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها‪ ،‬ورسم حدودها السيادية‬ ‫َّ‬ ‫والسياسية‪ .‬ومثل الحصول على عضوية الدولة املراقب يمثل استحقاق فلسطيني طال انتظاره بما يعزز من‬ ‫النضال الفلسطيني إلنهاء االحتالل اإلسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس‪ ،‬وضمان عودة‬ ‫الالجئين‪ .‬وهو محطة على الطريق تتطلب املتابعة الجادة لضمان انضمام فلسطين إلى كافة األجسام واملعاهدات‬ ‫الدولية االمر الذي سوف يساعد الفلسطينيين في نزع الشرعية عن االحتالل وعزلة ومقاطعته ومحاسبته‪.‬‬ ‫وستنتج عضوية الدولة املراقب للشعب الفلسطيني عدد من املكاسب الدبلوماسية الحقوقية والكفاحية‪ ،‬ظهرت‬ ‫بعض آثارها في رفع تمثيل دولة فلسطين في عدد كبير من الدول كما سمح القرار بزيادة حملة املقاطعة الدولية‬ ‫والثقافية واالقتصادية لبضائع املستوطنات واستدعاء عدد من الدول األوربية لسفراء دولة االحتالل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وظهرت آثارا أخرى تمثلت في كسب مزيد من التعاطف والتضامن الشعبي والرسمي مع حقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني غير القابلة للتصرف‪ ،‬وأتاح القرار للفلسطينيين الحصول على مزيد من الحماية لحقوقنا واإلدانة‬ ‫لالحتالل في كافة االجسام الدولية التي تمنحنا العضوية املراقب حق االنضمام لها‪ ،‬وتدويل القضية الوطنية يعني‬ ‫إعادتها إلى رحاب الشرعية الدولية بمؤسساتها وقراراتها بعد أن صادرت دورها لفترة الرباعية الدولية واملفاوضات‬ ‫الفاشلة بمختلف صيغها‪ .‬إن استمرار تأجيل تقديم طلب انتساب دولة فلسطين إلى املؤسسات الدولية والتي‬ ‫تخش ى منها إسرائيل‪ ،‬ال يؤشر إلى اعتماد توجه جدي لتبني إستراتيجية بديلة‪ ،‬وهو ال يعبر عن آلية سليمة لصنع‬ ‫القرار الوطني من خالل االلتزام بتطبيق مقررات هيئات م‪ .‬ت‪ .‬ف‪ ،‬بل يعبر بوضوح عن التفرد واملض ي في أسلوب‬ ‫احتكار القرار من قبل القيادة الفلسطينية‪ ،‬كما أن عدم وجود قانون موحد ملالحقة الجرائم الدولية‪ .‬حيث إن أي‬ ‫ً‬ ‫قانون ملالحقة الجرائم الدولية ال يمكن أن يكون مقبوال على املستوى الدولي إذا ما شابه عوار دستوري في بلده‪،‬‬ ‫وهذه قاعدة ال يمكن التغاض ي عنها أمام الدول واملحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬إضافة إلى أن االنقسام الداخلي‬

‫‪ 13‬من ‪21‬‬


‫ً‬ ‫الفلسطيني أثر سلبا على وحدة الجهاز القضائي يعيق قدرة النظام القانوني على التدخل‪ ،‬وتمثل قلة الخبرة‬ ‫القانونية والقضائية الفلسطينية ونقص الوعي لدى الضحايا هي معيق داخلي أساس ي ال يمكن االستهانة به‪ ،‬ذلك‬ ‫أن العمل في مجال مالحقة املتهمين بارتكاب جرائم دولية تحتاج إلى خبرات قانونية متعددة‪ ،‬في القانون الجنائي‬ ‫الدولي‪ ،‬القانون اإلنساني‪ ،‬قانون حقوق اإلنسان‪ ،‬قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القوانين الجنائية‬ ‫املساعدة‪ ،‬وإجادة لغات أجنبية وبخاصة اإلنجليزية أو الفرنسية‪.‬‬ ‫ويترتب عن غياب التنسيق بين تشريعات الدول في تنظيم ردع الجرائم الدولية صعوبات تقنية في تطبيق‬ ‫مبدأ االختصاص العالمي‪ ،‬قد تؤدي إلى وقف إجراءات التحقيق واملالحقة الجنائية‪ ،‬كما أن التواطؤ العالمي‬ ‫واإلقليمي على عدم استعمال الفلسطينيين حق املالحقة الجنائية الدولية من الدول واملنظمات الدولية وعلى‬ ‫رأسها مجلس األمن من أهم األسباب التي تعرقل الفلسطينيين من الوصول إلى العدالة القضائية الجنائية‬ ‫الدولية؛ خاصة صالحية املجلس في وقف التحقيق أو املحاكمة بدون سقف زمني‪.‬‬ ‫وأهمية العمل على تفعيل القضاء الدولي ملعاقبة قادة االحتالل‪ ،‬ودعم ومناصرة الشعب الفلسطيني من‬ ‫أجل إقامة الدولة الفلسطينية‪ .‬مع تفعيل املقاومة القانونية والدبلوماسية والسياسية من خالل االستفادة من‬ ‫القانون الدولي ومن عضوية املنظمات واملحاكم الدولية‪ ،‬وت جيع حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫وبخاصة الحقوقيون ونقابات املحامين في العالم واملؤسسات الحقوقية الدولية‪ ،‬ومطالبتهم بسرعة التحرك‬ ‫والعمل على مالحقة مجرمي الحرب اإلسرائيليين وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم علي ما اقترفوه من جرائم حرب‬ ‫وجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫وكذلك ضرورة اإلسراع في انضمام فلسطين لباقي األجسام واملنظمات الدولية واملعاهدات واملواثيق‬ ‫الدولية‪ .‬واالستفادة من اآلليات التي تمنحها اتفاقية جنيف‪ ،‬وباقي االتفاقيات الدولية لحماية حقوق شعبنا‬ ‫وتوفير الحناية الدولية للمدنيين في إطار خطة تنهي االحتالل‪ ،‬والعمل على تعديل التشريعات واملمارسات‬ ‫املؤسساتية الفلسطينية لضمان التقيد بأحكام هذه االتفاقيات على الصعيد الوطني‪ ،‬ومطالبة األطراف السامية‬ ‫املتعاقدة على اتفاقيات جنيف بأن تقوم بواجباتها بالضغط على سلطات االحتالل من أجل أن توقف عدوانها‬ ‫واحتاللها للشعب الفلسطيني‪ ،‬وإجبارها على االلتزام بأحكام القانون الدولي اإلنساني وخاصة اتفاقية جنيف‬ ‫الرابعة لحماية املدنيين زمن الحرب وتحت االحتالل‪ ،‬ومطالبة األجسام التابعة لألمم املتحدة بممارسة دورها في‬ ‫حماية مواثيق حقوق اإلنسان‪ ،‬وقرارات الشرعة الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية بما يكفل حق تقرير‬ ‫املصير للشعب الفلسطيني حل عادل للقضية الفلسطينية‪ ،‬وكذلك تبني إستراتيجية جديدة تكفل إعمال العدالة‬ ‫القضائية الجنائية الدولية‪ .‬وإعمال مبدأ الوالية القضائية الفلسطينية الجنائية الدولية‪ ،‬وحث الدول العربية‬ ‫ً‬ ‫واإلسالمية على االنضمام سريعا للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬مع مالءمة التشريعات العربية مع نظام (روما)‪،‬‬ ‫وتضمين الجرائم الدولية فيها لتجنب سلب املحكمة االختصاص القضائي على الوقائع التي للدول العربية والية‬ ‫عليها‪ .‬مع خلق كفاءات قانونية وقضائية‪ ،‬عبر إرسال بعثات تعليمية فلسطينية للتخصص في الدول العربية‬

‫‪ 14‬من ‪21‬‬


‫واألجنبية في مجال القانون الجنائي الدولي هو ضرورة ملحة لخلق جيل من الكفاءات القانونية والقضائية تكون‬ ‫قادرة على التعاطي مع الجرائم الدولية من حيث االستدالل والتحقيق واملحاكمة‪ .‬وضرورة التنسيق وتبادل‬ ‫الخبرات بين األفراد واملؤسسات املختصة‪ ،‬وخلق شبكات اتصال بينهم وبين النيابة العامة والقضاة واملحامين‬ ‫وضحايا االنتهاكات والجهات األكاديمية‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة سد الثغرات الناجمة عن عدم الخبرة واملعرفة لدى‬ ‫املؤسسات واألفراد وأعضاء النيابة العامة واملحامين والضحايا عن طريق التدريب وتطوير القدرات في‬ ‫االختصاص الدولي وقوانين العقوبات واإلجراءات الجنائية والقانون الجنائي الدولي‪ .‬مع ضرورة االنتباه إلى‬ ‫االستعانة برجال قانون من متحدثي اللغة االنجليزية والفرنسية‪ ،‬ألن نظام روما صدر باللغتين ويوجد فروق بين‬ ‫النصين يستدعي تالفيها حتى ال تمثل ثغرات قانونية يستفيد منها املتهمين اإلسرائيليين‪.‬‬ ‫إ ن مبدأ عدم تقادم الجرائم الدولية هو أهم مبدأ يساعد السلطة الوطنية على تخطي العقبات القانونية‬ ‫ً‬ ‫اإلجرائية التي كانت ستقف حائال دون املطالبة بتطبيق العدالة الجنائية الدولية على املتهمين اإلسرائيليين‪ .‬وعلى‬ ‫ضوء هذا املبدأ فاألمر يقتض ي توثيق جميع الجرائم الدولية التي ارتكبت في فلسطين منذ عام (‪1948‬م)‪،‬‬ ‫واستغالل وجود بعض الشهود على قيد الحياة لالستماع إلى شهادتهم وتوثيقها‪ ،‬وجمع أية أدلة وقرائن متوفرة‬ ‫معهم‪ .‬والعمل على تشكيل محكمة جنائية عربية تختص بالنظر في جميع املسائل القانونية والنزاعات التي تقع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بين الدول العربية سواء أكان موضوعها مدنيا أم جنائيا‪ .‬فيجب أن يتضمن نظامها األساس صالحيتها في نظر‬ ‫الجرائم الدولية أينما ارتكبت‪ ،‬ألن هذه الجرائم تمس مصالح العالم بأسره‪ ،‬وال يقتصر ضررها على دولة أو شعب‬ ‫بعينه‪ .‬باإلضافة إلى تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية متخصصة إلجراء تحقيق منهي عن العدوان ونتائجه وتعد‬ ‫ملف تحقيق متكامل مبني على أحدث املعايير الدولية‪ .‬مع مراعاة تقديم شكوى عن جدار العزل إن تقديم شكوى‬ ‫ضد إسرائيل عن هذا السلوك اإلجرامي الذي يشكل صورة من صور جرائم الحرب أمام املحكمة الجنائية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الدولية سيما بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية حكما تاريخيا عام )(‪2004‬م) اعتبر جدار العزل الذي أقامه‬ ‫ً‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي على األراض ي الفلسطيني يمثل انتهاكا للقانون الدولي وطالبته بإزالة الجدار‪.‬‬

‫البناء اإلقتصادي "دولة فلسطين"‪:‬‬ ‫لقد كانت اتفاقية باريس االقتصادية مكبلة لالقتصاد الفلسطيني إللحاقه باالقتصاد اإلسرائيلي‪ .‬مما‬ ‫ساهم في منع تطوره باتجاه االستقالل واالعتماد على الذات‪ ،‬من ناحية أخرى شكل الفساد اإلداري واملالي في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤسسات السلطة الفلسطينية تحديا إضافيا أمام نمو االقتصاد الوطني وأصابه بحالة من التشوه والعجز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعتبر اإلرادة السياسية واالقتصادية معا مقوما رئيسا لقيام الدولة الفلسطينية القادرة على القيام بمهامها على‬ ‫النحو املطلوب وال تزال املمارسات اإلسرائيلية هي العقبة الكئود أمام الوصول إلى هذا اإلنجاز في ظل تراخ من‬ ‫املجتمع الدولي إزاء القضية الفلسطينية‪ .‬حيث تتعدد التحديات التي تواجه مستقبل الدولة الفلسطينية ممثلة‬ ‫في تحديات اقتصادية متراكمة‪ ،‬وأبرزها البطالة العالية والفقر الشديد وسوء التغذية والبنية التحتية املهترئة‬

‫‪ 15‬من ‪21‬‬


‫ممثلة في محدودية إمدادات الكهرباء وملوحة وتلوث املياه والتربة وتزايد ضخ الصرف الصحي نحو التربة والخزان‬ ‫الجوفي أو شاطئ البحر بمعالجة محدودة‪ .‬وال تزال الثروات املادية الفلسطينية خاصة املصرفية والنفطية تشكل‬ ‫ً‬ ‫صندوقا أسودا مغلقا لم يتم الكشف عن مكوناته أو محتوياته‪ .‬علما بأن التضخم في قطاع غزة والضفة الغربية‬ ‫وحالة الغالء فهو يعود لعوامل داخلية تتمثل في ضعف قدرة القطاع اإلنتاجي مما ينعكس على مؤشر االستهالك‪.‬‬ ‫إن ما تكبده االقتصاد الفلسطيني خاصة والشعب الفلسطيني عامة نتيجة سياسات االحتالل اإلسرائيلي يفوق‬ ‫مئات املرات ما يقدم له من دعم خارجي‪ ،‬واملؤشرات االقتصادية خير شاهد على ذلك‪.‬‬ ‫إن الحديث عن مقومات اقتصادية لدولة فلسطينية مستقلة يبقى في إطار دراسات نظرية صعبة‬ ‫التطبيق‪ ،‬ما لم يكن هناك قوة رادعة تحمي االقتصاد الفلسطيني من همجية االحتالل اإلسرائيلي وتصيبه‬ ‫اقتصاده في مقتل طاملا هو مستمر في االعتداء على مقومات الشعب الفلسطيني االقتصادية‪ .‬فعندما تصل القوة‬ ‫الفلسطينية إلى معادلة متوازنة للردع ضد هجمات االحتالل على مقوماتنا االقتصادية‪ ،‬نكون قد بدأنا بامتالك‬ ‫مقومات اقتصادية حقيقية قادرة على بناء دولة مستقلة‪ .‬فإسرائيل على مدار سنوات احتاللها حولت االقتصاد‬ ‫ً‬ ‫الفلسطيني اقتصاد استهالكي بالكامل‪ .‬علما بأن ‪ % 27‬نسبة االستهالك الحكومي من نسبة الناتج املحلي‪ .‬بينما‬ ‫معدل االدخار املحلي ‪ ،%24-‬بينما بلغت دول إفريقيا الفقيرة ‪ ،%8+‬وهو ما أنذر بانهيار االقتصاد الفلسطيني‪.‬‬ ‫إن التضخم املالي في أراض ي الدولة الفلسطينية املوعودة يعود إلى عوامل داخلية تتمثل في ضعف قدرة‬ ‫القطاعات اإلنتاجية املحلية على تلبية حاجات الطلب املحلي من جهة والذي ينعكس في ارتفاع مؤشر أسعار‬ ‫االستهالك وإلى استيراد التضخم من الخارج والذي يتمثل في ارتفاع اسعار الجملة للواردات‪ ،‬وذلك مع إستمرار‬ ‫إغالق املعابر لفترات عدة مع اسرائيل‪ ،‬وزيادة تكاليف النقل خاصة في حالة قطاع غزة‪ .‬لذا لتجاوز اآلثار السلبية‬ ‫املختلفة للتضخم ولكبح جماحه فإنه يوجد حاجة مستمرة لوجود سياسات تعزز من قدرات اإلنتاج املحلي‬ ‫وتعمل على تخفيض تكاليف اإلنتاج‪ .‬وكذلك يجب السعي نحو وصول الواردات بأسعار أقل وفي ظروف افضل‪.‬‬ ‫مع العلم بأن هناك ضعف مراقبة سلطة النقد على الفائدة املقدمة على هذه التسهيالت البنكية والقروض‬ ‫خاصة في ظل وجود ‪ 10‬بنوك عربية و‪ 7‬بنوك محلية‪.‬‬ ‫هناك أهمية قصوى لتقييم تجربة السلطة الفلسطينية في املسار االقتصادي ليتسنى تصحيح وتصويب‬ ‫هذا املسار ليتالءم مع مقومات إقامة الدولة الفلسطينية املستقبلية‪ ،‬لذلك يجب خلق نظام نقدي مستقل‬ ‫ومالية عامة مستدامة وهيكل اقتصادي متين‪ ،‬هي األضالع الثالث الالزمة إلنشاء اقتصاد فلسطيني قوي‬ ‫ومستقل‪ .‬وتفعيل دور سلطة النقد الفلسطينية في مراقبة البنوك وحركة الودائع واالستثمارات ‪ .‬حيث يوجد‬ ‫حاجة ملساهمة أكثر فعالية للقطاع املصرفي في عملية التنمية خاصة في حالة قطاع غزة‪ ،‬وذلك من خالل توجيه‬ ‫التسهيالت املصرفية نحو القطاعات اإلنتاجية الرئيسة‪ .‬مع أهمية تكثيف أعمال البحث والتنقيب الستكشاف‬ ‫وحصر املزيد من أشكال الثروات املعدنية والنفطية الكامنة على امتداد األراض ي الفلسطينية‪ .‬ومتابعة حاالت‬ ‫االستغالل الجائر للموارد االقتصادية‪ ،‬وأساليب معالجة املخلفات الصناعية ومخلفات النفايات الصلبة‬

‫‪ 16‬من ‪21‬‬


‫والصرف الصحي وكل ما هو ضروري للحفاظ على التنوع الحيوي لبيئة صحية مستدامة‪ .‬وأهمية تطويع‬ ‫التطورات التقنية الحديثة لتوظيفها في مجال االكتشافات واملسوحات الجيولوجية ذات الصلة بالكشف عن‬ ‫املوارد االقتصادية الكامنة وحصرها وحمايتها وتحديد فرص استغاللها‪ .‬وتكثيف األبحاث العلمية املتعلقة‬ ‫باستشراف املستقبل والتنبؤات االقتصادية الفلسطينية لفترات قادمة ومن خالل خطط وبرامج بحثية محددة‪.‬‬ ‫نتفق مع دراسة ماسة بضرورة تشكيل مجلس وطني للتخطيط من كافة أطياف الشعب الفلسطيني‪ ،‬من‬ ‫كفاءات‪ ،‬وخبرات وطنية قادرة على صياغة خطط تنموية مالئمة وواقعية وتعطى الصالحيات الكافية لتحقيق‬ ‫أهدافها ‪ .‬وضرورة أن تكون الخطة واقعية تحاكى الواقع الفلسطيني ‪ ،‬وتحقق تنوع في املشاريع اإلنتاجية الزراعية‬ ‫وكذلك املشاريع الخدماتية املعتمدة على املورد البشري ‪ ،‬وذلك لتحقيق إيرادات كافية لتخفيض العجز املستمر‬ ‫في امليزان التجاري ‪ .‬وصياغة إستراتيجيات وطنية واضحة تكون بمثابة خطوط عامة موجهة أي خطط مستقبلية ‪.‬‬ ‫وتقييم الخطط السابقة بشكل أكثر شمولية‪ ،‬لالستفادة بشكل أكبر من تراكم تجارب خطط التنمية في الفترة‬ ‫السابقة‪ .‬وت جيع املستثمرين وأصحاب رؤوس األموال الفلسطينيين والعرب على توظيف أموالهم داخل‬ ‫ً‬ ‫فلسطين بدال من خارجها‪ .‬ضرورة فك االرتباط الجزئي مع االقتصاد اإلسرائيلي عبر االستفادة من االتفاقيات‬ ‫الجديدة املوقعة مع املنظمات العاملية‪ .‬وتدعيم املقاومة واملقاطعة وإيجاد البديل للمنتج اإلسرائيلي‪ .‬ودعم‬ ‫املشارع الصغيرة والعامة والتي تسهم في دفع عجلة االقتصاد الفلسطينية والتحرر من االعتماد على الغير‬ ‫والتبعية اإلسرائيلية‪ ،‬لذلك تظهر هنا أهمية خلق حالة تنسيقية وتكاملية بين عناصر ومكونات املجتمع املدني‬ ‫الفلسطيني في بناء وتنفيذ البرامج واملشاريع التي تنفذها سيما املرتبطة بالتنمية في مجاالتها املختلفة وباألخص‬ ‫املتعلقة بالتنمية السياسية‪ .‬والبحث عن بدائل تعزيز القدرة على التمويل الذاتي ملؤسسات املجتمع املدني‬ ‫للخروج من حالة االرتهان ألهداف وتوجيهات واجندات املانحين‪.‬‬ ‫إن الوضع الصعب لحالة النمو االقتصادي الحالية في األراض ي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫تحتاج إلى تحسن في الظروف الخارجية والداخلية‪ ،‬وكذلك الى تسريع في حركة اإلعمار في قطاع غزة‪ ،‬وذلك سعياأ‬ ‫ً‬ ‫لتحقيق معدالت نمو ملحوظة‪ .‬علما بأن نسبة الرواتب واألجور من النفقات العامة في األراض ي الفلسطينية هي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫األعلى تقريبا عامليا‪ ،‬حيث بلغت من عام (‪ )2006‬حتى عام ()‪ 2011‬تشكلت ‪ %47‬من اإلنفاق العام‪ ،‬ولو قورن مع‬ ‫املستوى العالمي لبلغ األخير ‪ .%23‬حيث يوجد حاجة ملحة الى زيادة النفقات الحكومية وإلى ربط الزيادة في‬ ‫اإليرادات وفي اإليرادات مع املساعدات الخارجية مع التوجيه نحو اإلنفاق الفاعل‪ ،‬وذلك بهدف دفع النمو‬ ‫والتنمية ومواجهة البطالة واثار الحرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يواجه املجتمع الفلسطيني مشكلة بطالة كبيرة خاصة في قطاع غزة‪ ،‬األمر الذي يتطلب جهودا حكومية‬ ‫اكبر في دعم برامج التشغيل املختلفة خاصة التي تستهدف الشبان والخرجين والعمال‪ ،‬وكذلك من خالل دعم‬ ‫القطاع الخاص والقطاعات االقتصادية خاصة التي لها قدرة على استيعاب العمالة‪ .‬كما أن التسريع في أنشطة‬ ‫اإلعمار في قطاع غزة يمكن أن يساهم في الحد من البطالة الراهنة‪.‬‬

‫‪ 17‬من ‪21‬‬


‫إدارة وتنمية املوارد البشرية الفلسطينية‪:‬‬ ‫إن العنصر البشري من أبرز مقومات الدولة الفلسطينية والقادر على مواجهة تحدياتها من خالل تمتع‬ ‫جزء كبير من سكانه بمستويات تعليمية جامعية في مختلف فروع املعرفة‪ ،‬مع مهارات عالية مكتسبة لدى‬ ‫شريحة عالية‪ ،‬مع وجود خلل في بنيته وفجوة واسعة في سوق عمله وحاالت من اإلحباط الشديد تسود بين شبابه‬ ‫تدفعهم في كثير من األحيان إلى طريق املهالك واملخاطر‪ ،‬وتظل األرض املكون املالزم للعنصر البشري وال تزال محل‬ ‫صراع مع الجانب اإلسرائيلي الذي يمعن في قضم مساحات متزايدة من األرض الفلسطينية مع ضعف مستوى‬ ‫االهتمام باملوارد االقتصادية خاصة الزراعية منها بما في ذلك االستخدام الجائر لهذه املوارد بصوره املختلفة‪.‬‬ ‫كما أن االرتقاء بمستوى أداء العنصر البشري لزيادة املهارات واملعارف التي تمكنه من تحمل أعباء مسئوليات‬ ‫إقامة الدولة الفلسطينية مستقبال بما فيه تحديات التنافس في البحث العلمي مع شحذ همم املبدعين ورعايتهم‬ ‫وهي من مسئوليات التعليم العالي ووزارات التربية والتعليم العالي‪ ،‬والعمل‪ ،‬والخارجية‪ ،‬وغيرها‪ .‬واملتابعة الحثيثة‬ ‫لحاالت اإلحباط التي يتعرض لها الشباب نتيجة البطالة املزمنة واضطراره لسلوكيات ضارة به وبمجتمعه‪.‬‬ ‫العمل على توفير منح دراسية محدودة لنشطاء سياسيين وحقوقيين من دول مختلفة‪ ،‬في داخل الجامعات‬ ‫الفلسطينية ليحملوا معهم الرسالة الفلسطينية أو مجتمعاتهم ويكونوا سفراء غير رسميين للحق الفلسطيني‪.‬‬ ‫وتوظيف الطاقات الفلسطينية العاملة في الخارج من عقد املنتديات واللقاء وورش العمل معهم‪ ،‬وبمشاركتهم من‬ ‫أجل استنهاض هممهم لخدمة الحق الفلسطيني‪ .‬والعمل الجاد على تطوير اإلنتاج الفلسطيني بمختلف أشكاله‬ ‫والسيما مع التطور الهائل في التقنيات املتوفرة اآلن‪ ،‬ملا لهذه الوسيلة من تأثير كبير وتشكيل للوعي‪.‬‬

‫التحشيد اإلعالمي ملشروع الدولة‪:‬‬ ‫يعاني اإلعالم الفلسطيني من التشرذم والتفكك سواء على صعيد وسائله املستخدمة وسياساته الحاكمة‪.‬‬ ‫وهو انعكاس طبيعي للحالة السياسية الفلسطينية‪ .‬وتبرز بشدة في اإلعالم الفلسطيني لغة الخطاب الفصائلي‬ ‫وتغلب الحزبية على اللغة واملفردات املستخدمة في الخطاب اإلعالمي املوجه للداخل أو الخارج‪ .‬كذلك غياب‬ ‫التوظيف املنهجي والرؤية اإلستراتيجية لإلعالم الفلسطيني في خدمة القضايا الوطنية الجامعة والحق الفلسطيني‪.‬‬ ‫وعدم القدرة على املواجهة الفعالة أمام اإلعالم الصهيوني املنظم في وسائله وادواته ولغته‪ ،‬ورسالته وبالذات في‬ ‫الخطاب املوجه للخارج‪ .‬وسيطرة الصهيونية على معظم وسائل اإلعالم املؤثرة بدعم وتأييد أمريكي‪ ،‬حيث تتعامل‬ ‫وسائل اإلعالم الغريبة مع القضية الفلسطينية بشكل سطحي‪ ،‬وانحيازي لصالح دولة االحتالل‪ .‬كما أن اإلعالم‬ ‫الفلسطيني يحتاج للكوادر املؤهلة في املجاالت اإلعالمية املختلفة سيما تلك التي تخاطب الشأن الدولي‬ ‫واملجتمعات الغربية‪ ،‬حيث إن غياب االستقرار السياس ي في فلسطين كان من أهم معوقات انتشار الصحافة‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينية دوليا‪ ،‬مع قلة الدعم والتمويل املقدم لوسائل اإلعالم الفلسطينية‪ ،‬ولعل هذا عائدا لقلة الوعي‬

‫‪ 18‬من ‪21‬‬


‫الرسمي حول أهمية اإلعالم‪ ،‬ويحتاج اإلعالم الفلسطيني الرسمي إلى تجديد أدواته ومواكبة حقيقية للتطور‬ ‫املتسارع في وسائل ووسائط االعالم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫علما بأن غالبية طلبة الجامعات الفلسطينية يمتلكون حسابا على أحد مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬ويعد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫موقع (‪ )Facebook‬أكثر موقع استخداما وتفاعال‪ ،‬يليه موقع ‪ ،YouTube‬وتداول الحقوق السياسية الفلسطينية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في إطار بناء الدولة عند طلبة الجامعات الفلسطينية عبر مواقع التواصل االجتماعي كان منخفضا وليس كافيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فيما كان االهتمام بدعم الحقوق السياسية الفلسطينية في إطار بناء الدولة عبرها كان كبيرا ‪ ،.‬حيث تلعب مواقع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التواصل االجتماعي دورا إيجابيا كبيرا في تحشيد الرأي العام الفلسطيني كما أنها تعطي مساحة مفتوحة‬ ‫للجماهير للتعبير وإبداء الرأي‪ .‬من ناحيةأخرى فإن الفصائل الفلسطينية ال تسعى بجدية الستقطاب الرأي العام‬ ‫من خالل صفحاتها على مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬فيما توظف الجهات املعادية هذه املواقع لتضليل الرأي العام‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن أساليب الحرب النفسية _وباألخص إثارة الشائعات‪ ،‬وافتعال األزمات‪ -‬هي األكثر تأثيرا وتكوينا للرأي‬ ‫العام الفلسطيني عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث يتأثر الرأي العام بقضية ما من خالل كثافة تداولها على‬ ‫صفحات مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬فبعض الجهات الوطنية تستخدم مواقع التواصل االجتماعي لتوعية الرأي‬ ‫العام الفلسطيني بحقوقه املشروعة باستخدام تقنيات مواقع التواصل االجتماعي (الفيديو‪ ،‬والصور‪،‬‬ ‫االنفوجرفيك‪ ،‬والهاشتاق)‪ ،‬مما يساعد في توضيح بعض الحقائق للرأي العام بينما _لألسف_ تستغل الجهات‬ ‫املعادية للفلسطينيين هذه التقنيات بكفاءة أعلى من الجهات الوطنية لغرض التأثير السلبي على الرأي العام‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫لذلك يجب إيجاد مرجعية وطنية جامعة لإلعالم الفلسطيني سواء عبر تشكيل املجلس األعلى لإلعالم‪ ،‬أو‬ ‫غيره من الهيئات التمثيلية واإلشراقية‪ ،‬تكون مهمته وضع اإلستراتيجيات الوطنية‪ ،‬ورسم السياسات العامة‬ ‫لإلعالم ومحددات خطابه ورسالته على املستوى الوطني والدولي‪ ،‬ونظم العالقة بين وسائل وأدوات االعالم‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وحارسا على املعايير املهنية واألخالقية لإلعالم الفلسطيني‪ .‬مع الحرص على تقييم اإلعالم الرسمي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الفلسطيني على وفقا للمعايير القياسية تمهيدا إلعادة البناء أسس مهنية وعلمية سليمة‪ .‬وضبط املصطلحات‬ ‫اإلعالمية املعبرة عن الشأن الفلسطيني سواء املوجه للداخل بشكل خاص‪ ،‬أو للمحيط العربي واإلسالمي والدولي‬ ‫بشكل عام بما يخدم الحق الفلسطيني ويحقق أهدافه‪ .‬واالستفادة من الزخم في املادة اإلعالمية املتوفرة في‬ ‫الحدث الفلسطيني‪ ،‬وتوظيفها بشكل منهي بما يخدم الرواية الفلسطينية والخطاب الوطني‪ .‬مع أهمية االستفادة‬ ‫من مخرجات البحث العلمي الذي تنتجه الجامعات الفلسطينية حول اإلعالم الفلسطيني وتوظيف هذه‬ ‫املخرجات لتطويره واالرتقاء به‪.‬‬ ‫ضرورة تطوير أدوات االعالم الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والحزبية والشعبية لتوظيف وسائل اإلعالم‬ ‫الجديد (مواقع التواصل االجتماعي)‪ ،‬واستخدامها بشكل أمثل ملا لها من أثر كبير في تشكيل الوعي وتوجيه الرأي‬

‫‪ 19‬من ‪21‬‬


‫العام املحلي والدولي‪ .‬والعمل على إيجاد كوادر إعالمية مؤهلة في مختلف املجاالت واللغات من خالل االبتعاث‬ ‫األكاديمي أو التدريب املنهي‪ ،‬وتدريب املؤسسات الشبابية والناشطين الشباب وقادة الرأي على التقنيات‬ ‫والخوارزميات التي تتبعها مواقع التواصل االجتماعي لتطوير وتوسيع التفاعل مع مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬مع‬ ‫ضرورة حث الفصائل الفلسطينية على االهتمام بمواقع التواصل االجتماعي والتعامل معها بجدية اكبر والسيما‬ ‫وإنها تعد املؤثر األول في األجيال الشابة اآلن‪.‬‬ ‫بناء صفحات الكترونية ومجموعات متخصصة في شرح وتوضيح الحقوق السياسية الفلسطينية في إطار‬ ‫بناء الدولة على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬مع ضرورة مراعاة ومجاراة التقنيات والخوارزميات التي تتبعها إدارة‬ ‫كل موقع لضمان وصول املنشورات إلى أكبر قدر ممكن من مرتادي الشبكة‪ .‬مع التركيز على دعم كل الحقوق‬ ‫ً‬ ‫السياسية الفلسطينية في إطار بناء الدولة‪ ،‬وخصوصا تلك الحقوق التي ال يتبنى دعمها األفراد لكونها ال تمس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصالحهم اآلنية‪ ،‬ولكنها تشكل خطرا حقيقيا على األجيال الالحقة‪.‬‬ ‫االهتمام باإلعالم األمني في مواجهة الحمالت اإلعالمية الصهيونية التي تستهدف املجتمع الفلسطيني سواء‬ ‫بالشائعات او باستدراج الشباب الفلسطيني‪ .‬والحرص على تنظيم الحمالت اإلعالمية املركزة الدورية أو املرتبطة‬ ‫بموضوع والتي تستهدف الرأي العام الدولي‪ .‬وضرورة إنشاء مجلة متخصصة تتناول القضية الفلسطينية تقوم‬ ‫بطبع أحدث البحوث إلى عده لغات‪.‬‬ ‫التأصيل اللغوي ملفهوم الدولة الفلسطينية املنطلق من التراث العربي‪ ،‬واالستفادة من التطور التكنولوجي‬ ‫ً‬ ‫الهائل والثورة املعلوماتية التي يشهدها عاملنا املعاصر‪ ،‬والعمل على نشره في املحافل املحلية والدولية كافة‪،‬‬ ‫ونكون بذلك جمعنا بين األصالة واملعاصرة‪.‬‬ ‫** مت حبمد اهلل **‬

‫‪ 20‬من ‪21‬‬


‫‪ 21‬من ‪21‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.