ما بعد الحزم

Page 1



‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫الحشدان‪ ..‬بني العجم والروم بلوة ابتلينا‬ ‫كان‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫رشيد الخيون‬

‫كيف يعلن «داعش»‬ ‫دولته اإلسالمية‬ ‫باملوصل‪ ،‬واألخرية‬ ‫تقع يف خاصرة‬ ‫تركيا؟!‬ ‫‪82‬‬

‫العراق‪ ،‬لزمن طويل‪ ،‬أرضا للنزاع بني العثمانيني‬ ‫وال� َّ�ص�ف��وي�ين‪ ،‬م��ا إن يحتل ه��ؤالء ب�غ��داد حتى‬ ‫يتقدم أولئك إلخراجهم‪ ،‬وهكذا كانت الحرب‬ ‫كرا ً‬ ‫بينهما ً‬ ‫وفرا‪ ،‬وخاللها تجري االنتقامات على أساس‬ ‫مذهبي‪ .‬لذا ورثنا عواطف هائجة في هذا املجال‪ ،‬وما إن‬ ‫هدأت لسنوات حتى أثيرت خالل الحرب بني إيران والعراق‬ ‫(‪ ،)1988 - 1980‬ثم تفجرت بقسوة بعد أبريل (نيسان)‬ ‫‪ ،2003‬وما زالت‪ .‬عبر العراقيون‪ ،‬وقتذاك‪ ،‬أي خالل الفترة‬ ‫الصفوية والعثمانية‪ ،‬عن ذلك االبتالء بعبارة «بني العجم‬ ‫ُّ‬ ‫والروم بلوى ابتلينا»‪.‬‬ ‫يقول امل��ؤرخ العراقي عباس ال�ع��زاوي (ت ‪ ،)1971‬وهو‬ ‫يتحدث ع��ن ال� َّ�دول��ة الصفوية ب��ال�ع��راق‪« :‬مل��ا قامت ب��ه ِمن‬ ‫َّ‬ ‫حروب ومناضالت بينها وبني َّالدولة العثمانية‪ ،‬في التنازع‬ ‫السلطة في العراق‪ ،‬بصورة متوالية‪ ،‬وكانت مؤملة ً‬ ‫على ُّ‬ ‫جدا‬ ‫ُّ‬ ‫مما دعا إلى أن يقول العوام في أغانيهم‪ :‬بني العجم والروم‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫غراميا‪ ،‬تعني التألم‬ ‫بلوى بتلينا‪ ،‬وهذه وإن كان موردها‬ ‫َّ‬ ‫والتوجع مما جرى‪ ،‬فقد احترق األهلون بني نيران االثنني‬ ‫املتحاربني» (العزاوي‪ ،‬العراق بني احتاللني)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كأن التاريخ يعيد نفسه‪ ،‬ولكن بلباس آخر‪ ،‬فالعراق الوطن‬ ‫ن��راه يكاد يمحى ِم��ن مخيلة مواطنيه‪ ،‬والحديث يجري‬ ‫عن حشود وجماعات ال عن وط��ن‪ ،‬له عاصمة وح��دود‬ ‫َّ‬ ‫العريق‪ .‬فخالل الحرب‬ ‫اريخ‬ ‫بالت‬ ‫ووح��دات إداري��ة‪ ،‬ناهيك‬ ‫ِّ‬ ‫على جماعة «داعش» نسمع بالحشد الشيعي أكثر مما‬ ‫نسمع عن الجيش العراقي‪ ،‬والحشد املذكور عبارة عن‬ ‫تجمع ِمن امليليشيات‪ ،‬أما املتطوعون رغبة ونية سليمة‬ ‫ملحاربة داع��ش‪ ،‬فليس لهم غير االنتماء لهذه امليليشيا‬ ‫أو تلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وم��ن أب��رز زع�م��اء الحشد م��ن ك��ان��وا ي �ق��ودون الفوضى‬ ‫َّ‬ ‫والحرب داخل النجف (‪ ،)2004‬بعذر مقاومة األميركان‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مع أن األميركان هم الذين أسقطوا النظام السابق‪ ،‬وفتحوا‬ ‫اآلفاق لهذه الجماعات أن تدخل العراق مدججة بأفكارها‬ ‫ال��والئ�ي��ة وأسلحتها‪ ،‬وم��ا ك��ان األم��ر س��وى ح��رب إي��ران‬ ‫وم��ن املعلوم أن أميركا‬ ‫بأيدي عراقية ضد األم�ي��رك��ان‪ِ َّ ،‬‬ ‫في العرف اإليراني الخميني «الشيطان األكبر»‪ .‬ومعلوم‬ ‫أيضا أن هذا الحشد بميليشياته طوع إيران في الصغيرة‬ ‫وال�ك�ب�ي��رة‪ ،‬ويبقى أول�ئ��ك امل��واط �ن��ون‪ ،‬ال��ذي��ن أف��زع�ه��م أمر‬ ‫داعش‪ ،‬وهو يتقدم على بغداد‪ ،‬ال يملكون غير الوضع كما‬ ‫هو عليه‪ .‬لذا فإن رفض زعماء الحشد مساهمة أميركا‬ ‫في الحرب على «داع��ش» باملنطقة الغربية‪ ،‬ال يخلو ِمن‬ ‫َّ‬ ‫التوصية اإليرانية‪ ،‬كي ُيسجل النصر أنه إليران ال لغيرها‪.‬‬ ‫ما تقدم خص إيران‪ ،‬وهم «العجم»‪ ،‬مثلما يسمى اإليراني‬ ‫بالعراق‪ ،‬مع أنه في اللغة العربية يقصد به غير العربي على‬ ‫العموم‪َّ ،‬‬ ‫لكن وجود الفرس بكثرة‪ ،‬منذ العهد العباسي‪ ،‬أو‬ ‫ما كان بني الدولتني العثمانية َّ‬ ‫الصفوية ثم القجارية‪ ،‬أخذت‬ ‫ً‬ ‫املفردة تطلق على اإليرانيني تحديدا‪ ،‬وفي القاموس أن‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫«العجم خالف العرب‪ ،‬الواحد َعجمي»‪ ،‬وكل كائن ال يتكلم‬ ‫ُيقال أعجم‪ ،‬واألعجم أيضا ال��ذي ال يفصح (الجوهري‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الصحاح)‪.‬‬ ‫أم��ا الشطر اآلخ��ر ِم��ن ق��ول ع��وام ال�ع��راق «ب�ين العجم‪»...‬‬ ‫ُّالروم هم األتراك‪ ،‬غير أن تسمية ُّالروم غلبت عليهم‪ ،‬بحكم‬ ‫املكان‪ ،‬فكانت تركيا الحالية ً‬ ‫بالدا للروم البيزنطيني‪ ،‬قبل‬ ‫ومن قبل‬ ‫أن يستولي العثمانيون على بيزنطة (‪1453‬م)‪ِ ،‬‬ ‫كان سالجقة الروم (‪1307 - 1077‬م)‪ ،‬وتشكيل إمارات‬ ‫إسالمية هناك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حشدا‬ ‫بعد وج��ود الحشد الشعبي الشيعي سمعنا أن‬ ‫ً‬ ‫شعبيا ً‬ ‫ً‬ ‫استعدادا لفتح املوصل وطرد‬ ‫سنيا ظهر للوجود‪،‬‬ ‫«داعش» عنها‪ ،‬بعد التجاوزات التي مارستها جماعات من‬ ‫ُ‬ ‫الحشد الشيعي‪ ،‬وفسرت بالطائفية‪ ،‬وهو أمر ال يستبعد‪،‬‬ ‫ففي ظل التحشيد الطائفي‪ ،‬واحتساب داعش من ُّ‬ ‫السنة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وامليليشيات ِمن الشيعة‪ ،‬ومع شيوع الثقافة الطائفية‪ ،‬التي‬ ‫تعتمد باألساس على التاريخ‪ ،‬يحدث االنتقام واإلقصاء‪.‬‬ ‫ح�س��ب األخ �ب��ار ُف��إن ال�ح�ش��د ال� ُّ�س�ن��ي ت�ق��وم ت��رك�ي��ا على‬ ‫تدريبه‪ ،‬مع بلدان أخرى‪ ،‬وبذلك تكون البالد قد انقسمت‬ ‫إل��ى جيشني طائفيني‪ ،‬وأن ت�ع��دد ال�ج�ي��وش ع��ادة يثبت‬ ‫االنقسام وينهي املشتركات‪ ،‬ويمكن لجيش عراقي أن‬ ‫الحشدان‪ ،‬املعتمدان على الجار‬ ‫يقوم بمهام ما يقوم به َّ‬ ‫َّ‬ ‫الشرقي اإليراني والجار الشمالي تركيا‪ ،‬والجاران كما‬ ‫َّ‬ ‫ن��رى اس�ت�ف��ادا م��ن ان�ه�ي��ار ال��دول��ة ال�ع��راق�ي��ة ِم��ن الناحية‬ ‫االقتصادية تمام الفائدة‪ ،‬بل إن أي أزم��ة داخ��ل البلدين‬ ‫ُ‬ ‫يمكن أن تحل عن طريق العراق‪ ،‬فاألخير تحول إلى سوق‬ ‫دائمة لبضاعة البلدين‪ ،‬ترى مناطق الشمال والغرب مألى‬ ‫بالبضاعة التركية‪ِ ،‬من الثياب إلى الخضار‪ ،‬وكذلك الحال‬ ‫مع املناطق الجنوبية فهي مألى بالبضاعة اإليرانية‪ .‬لم‬ ‫يكتف ال�ج��اران بهذا‪ ،‬بل أخ��ذا يدعمان مصلحة السوق‬ ‫ب��وج��ود ح�ش��دي��ن‪ ،‬رب �م��ا س�ي�ك��ون إلي� ��ران ج�ي��ش ث��وري‬ ‫يؤسس ِمن هذا الحشد‪ ،‬وكذلك لتركيا قوات لها فضل‬ ‫عليها في التأسيس والتسليح والتدريب‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬ما ُ‬ ‫زلت في عجب؛ كيف يدخل إرهابي خطير عبر‬ ‫ُالحدود اإليرانية إلى العراق‪ ،‬مثل أبي مصعب الزرقاوي‬ ‫(قتل ‪ ،)2006‬وكيف يدخل اإلرهابيون وحدانا وزرافات‬ ‫عبر س��وري��ا‪ ،‬وب��رض��ا أو توجيه إي��ران��ي‪ ،‬على جانب‬ ‫ُّ‬ ‫«الروم»‪ ،‬كيف يعلن «داعش» دولته اإلسالمية باملوصل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واألخيرة تقع في خاصرة تركيا؟! إنها حيرة األلباب؛‬ ‫أن يبقى العراق أرضا لفرض املصالح‪ ،‬ولتاريخ طويل‬ ‫يعود الصفويون والعثمانيون‪ِ ،‬من جديد‪ ،‬يتحاربان‪،‬‬ ‫بانسجام وتقاسم هذه املرة‪ ،‬يضمن للبلدين أن العراق‬ ‫مناصفة‪ ،‬ومع وج��ود الحشدين‪ ،‬على أس��اس طائفي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سيكون العراق «الوطن» بيتا من عنكبوت‪ ،‬فأمنه وضع‬ ‫بني حشدين طائفيني‪ ،‬ولنا القول‪« :‬بني العجم وال� ُّ�روم‬ ‫بلوى ابتلينا» <‬


‫بذل أقصى ما في وسعه للبقاء هادئا ومسترخيا عندما‬ ‫ينزل إلى امللعب‪ ،‬وأوضح قائال‪« :‬عندما أشعر بنجيلة امللعب‬ ‫تحت قدمي أشعر بالثقة ألن كرة القدم هي أكثر ما أستمتع‬ ‫به‪ .‬وأحاول أن أستفيد من الضغط في كل مباراة لكي أقدم‬ ‫أفضل ما عندي»‪.‬‬ ‫أكد ميسي أنه يعيش حياة عادية حيث يحاول فعل كل ما‬ ‫يريد‪ .‬كما وص��ف أه��ل برشلونة بأنهم محترمون للغاية‪،‬‬ ‫مضيفا أن كثيرا م��ا يطلب منه املعجبون التقاط الصور‬ ‫والتوقيعات‪ ،‬ولكن ذلك أصبح جزءا من حياته العادية أيضا‪.‬‬ ‫أك�ث��ر اللحظات ال�ت��ي يفخر بها‬ ‫غايتي الفوز ميسي ه��ي لحظات ف��وز فريقه‬ ‫ب ��أي ب �ط��ول��ة‪ ،‬ووص� ��ف ش �ع��وره‬ ‫ق ��ائ�ل�ا‪« :‬ه� ��ذا ه ��و م ��ا أرغ� ��ب في‬ ‫بالبطوالت‬ ‫تحقيقه في كرة القدم‪ :‬النجاح‪ .‬لم‬ ‫أتخيل يوما وأنا ألعب في شوارع‬ ‫وليس‬ ‫روساريو أنني سأصل إلى هذا‬ ‫تسجيل‬ ‫امل �س �ت��وى وأل� �ع ��ب ف ��ي ب �ط��والت‬ ‫دولية وأحصل على ألقاب مهمة‪.‬‬ ‫األهداف‬ ‫ل��م أت �ص��ور ح�ت��ى أن أل �ع��ب لناد‬ ‫م�ح�ت��رف م�ث��ل ب��رش�ل��ون��ة‪ .‬كنت‬ ‫فقط أحب لعب كرة ُالقدم»‪.‬‬ ‫وعن شعوره بعد أن لقب بأحسن العب سواء في الصحافة‬ ‫أو بني زمالئه‪ ،‬قال ميسي‪« :‬إنه شرف كبير ويجعلني أشعر‬ ‫بفخر بالغ»‪ .‬من أبرز اللحظات التي يذكرها ميسي بداية‬ ‫لعبه كرة القدم في الشارع منذ كان صغيرا‪ .‬وانضمامه في‬ ‫عمر الخامسة أو السادسة إلى فريق كرة القدم في الحي‪.‬‬ ‫ومنها أيضا أول مشاركة رسمية له مع برشلونة في مباراة‬ ‫ودية في بورتو‪ .‬وذكر ميسي أنه في أول اختبار أجري له‬ ‫في برشلونة كان عمره ‪ 13‬عاما وأمضى هناك ‪ 15‬يوما‪.‬‬ ‫وكان زمالؤه مرحبني للغاية حيث كانت تجربة رائعة‪.‬‬ ‫أش��ار ميسي إل��ى أن��ه ال يحتاج مل��ا يحفزه يوميا س��واء‬ ‫في حياته الشخصية أو في تمرينات الفريق‪« ..‬ال أحدد‬ ‫غايتي بتسجيل األه��داف أو تحطيم األرق��ام القياسية‪،‬‬ ‫رغ��م أن��ه م��ن ال��رائ��ع تحقيق ذل��ك‪ .‬ولكن هدفي ه��و الفوز‬ ‫بالبطوالت وإنجاز كل ما في وسعنا مع هذا الفريق‪ .‬هذا‬ ‫ما يشغلنا بالفعل»<‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪81‬‬


‫تحدث عن حياته اليومية وعاداته قبل التمرين واملباريات وعالقاته مع زمالئه‬

‫ميسي‪ :‬أعتبر نفسي محظوظا لتسجيلي عدة أهداف في شباك ريال مدريد‬

‫ت�ح��دث ن�ج��م ب��رش�ل��ون��ة ليونيل ميسي ع��ن حياته‬ ‫اليومية وعاداته قبل التمرين واملباريات وعالقاته مع‬ ‫زمالئه‪ ،‬وكذلك أهم اللحظات التي شهدتها مسيرته‬ ‫واأله��داف التي يسعى إليها‪ ،‬في لقاء مع مجلة «فورفورتو»‬ ‫الرياضية‪.‬‬ ‫قال ميسي‪« :‬تغيرت حياتي كثيرا منذ والدة ابني تياغو‪ .‬إنه‬ ‫أهم شيء في حياتي اآلن‪ ..‬وهو أفضل هدية يمكن أن يتمناها‬ ‫أي شخص في حياته من دون شك»‪.‬‬ ‫استرخاء قبل التمرين‬ ‫يميل ميسي إلى الهدوء واالسترخاء قبل ذهابه إلى التمرين‬ ‫أو املباريات حتى إنه دائما ما يلتزم الهدوء في القيادة‪ ،‬حتى‬ ‫يستمتع بالطريق بما يساعده على التفكير‪.‬‬ ‫يتحدث ميسي عن الروتني التقليدي الذي يتبعه وزمالؤه بعد‬ ‫الوصول إلى النادي‪« :‬نتناول اإلفطار معا ثم يذهب كل منا في‬ ‫شأنه الخاص قبل أن نبدأ في لعب الكرة‪ ،‬حيث يذهب البعض‬ ‫إلى الجيم ملدة نصف ساعة أو إلى العالج الطبيعي خاصة إذا‬ ‫كانوا يعانون من إصابة بسيطة‪ .‬وغالبا ما اجتمع مع زمالئي‬ ‫لتناول مشروب املتة‪ ،‬وهو نوع من املنبهات يرجع أصله إلى‬ ‫أميركا الجنوبية‪ ،‬قبل بدء التمرين‪ .‬وفي بعض األحيان أتجول‬ ‫حول امللعب أو أجلس في غرفة املالبس»‪.‬‬

‫صديقي داني ألفيس‬ ‫وع��ن أه��م صداقاته في الفريق‪ ،‬ق��ال ميسي‪« :‬دائما ما أكون‬ ‫قريبا من داني ألفيس‪ ،‬حيث إننا اشتركنا معا في اللعب في‬ ‫مركز الجناح األيمن عندما انضممت إلى فريق برشلونة األول‪.‬‬

‫ال طقوس خاصة‬ ‫صرح ميسي بأنه يستعد ذهنيا للمباريات مثل بقية أعضاء‬ ‫الفريق‪ ،‬بمجرد انتهاء املباراة السابقة‪ ،‬بالحديث عما يمكن‬ ‫تحسينه في أدائهم‪ .‬وأردف قائال‪« :‬أعتقد أنه من املهم دائما‬ ‫التطلع إلى األمام وليس إلى الخلف في كرة القدم»‪.‬‬ ‫ال يمارس ميسي طقوسا محددة قبل أي مباراة‪ ،‬ولكنه يميل‬ ‫إل��ى ال�ه��دوء‪ ،‬حيث ق��ال‪« :‬لست من الشخصيات التي تصرخ‬

‫‪,,‬‬

‫تغيرت حياتي منذ والدة‬ ‫ابني تياغو‪ ..‬وداني‬ ‫ألفيس صديق عمري‬

‫‪,,‬‬

‫لندن‪« :‬املجلة»‬

‫وقد أمضينا أعواما كثيرة معا في امللعب وخارجه‪ .‬ويوما بعد‬ ‫يوم أصبحت عالقتنا وطيدة‪ ،‬مما ساعدنا كثيرا في امللعب‬ ‫بمعنى أن كل منا يفهم طريقة لعب اآلخ��ر جيدا‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لالعبي الفريق‪ ،‬نحاول االجتماع معا خارج امللعب‪ ،‬ولكن لكل‬ ‫فرد منا حياته الخاصة ويود قضاء وقتا مع أسرته‪ ،‬كما أن‬ ‫لدينا التزامات مختلفة تتعلق غالبا باألبناء‪ .‬ومن املؤكد أنه‬ ‫شعور رائ��ع أن أش��ارك لحظات جميلة م��ع بعض األص��دق��اء‬ ‫الرائعني مثل أندريس إنييستا وسيسك فابريغاس وغيرارد‬ ‫بيكي‪ ،‬الذي يتميز بروح الدعابة ولكن عندما يتعلق األمر بكرة‬ ‫القدم يتحول إلى الجدية»‪.‬‬

‫ميسي‬ ‫وصديقه‬ ‫وزميله داني‬ ‫ألفس‬

‫‪80‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫وتصيح في غرفة املالبس قبل املباراة‪ .‬بل أفضل التزام الهدوء‬ ‫والتفكير بمفردي في بعض املواقف التي ربما أتعرض لها‬ ‫في املباراة املقبلة‪ ُ ،‬مثال ما سيفعله مدافعو الفريق املنافس‬ ‫وما قد يحدث‪ ،‬إذ أفضل تخيل األشياء‪ ،‬وأحيانا ما ال يكون‬ ‫الخيال مثل ال��واق��ع ف��ي امل�ب��اراة ولكني أج��د م��ن املفيد للغاية‬ ‫تصور ما سيحدث»‪.‬‬ ‫وعن طريقته في اللعب التي يقول البعض إنها فطرية‪ ،‬أجاب‬ ‫م�ي�س��ي‪« :‬ال أستطيع أن أج��زم ب��ذل��ك ول�ك�ن��ي أل�ع��ب بغريزتي‬ ‫بالفعل‪ .‬ودائما ما أبحث عن أفضل حركة أو قرار في أي وقت‬ ‫داخ��ل امللعب‪ .‬وال أرغ��ب مطلقا في فعل ما يمكن أن يتوقعه‬ ‫مني الخصم»‪.‬‬

‫ميسي بعد املباريات‬ ‫أما بعد املباريات فيميل ميسي إلى العودة إلى املنزل لقضاء‬ ‫وقت مع أسرته وابنه وبعض املقربني‪ .‬وأضاف‪« :‬ال أمارس‬ ‫ري��اض��ات أخ��رى ب��ل أشاهدها عبر التلفزيون‪ ،‬وأحيانا ما‬ ‫ألعب (فيفا) على البالي ستيشن مع أصدقائي في الفريق‪.‬‬ ‫ويختلف م��وع��د ن��وم��ي كثيرا حيث أن��ام مبكرا ف��ي موسم‬ ‫التدريبات املكثفة‪ .‬ولكن ف��ي املعتاد ال نحدد أن��ا وشريكة‬ ‫حياتي وابني الصغير موعدا للنوم‪ ،‬حتى إنني أحيانا ما‬ ‫أنام على صوت التلفاز»‪.‬‬ ‫من الواضح أن الكالسيكو مباراة لها وضع خاص بالنسبة‬ ‫مليسي‪ ،‬نظرا ألهميتها للجميع من العبني ومشجعني‪ .‬ولكنه‬ ‫يقول‪« :‬أتعامل معها كأي مباراة أخرى ألعبها‪ ،‬ولكني أجدها‬ ‫رائعة وأعتبر أنني محظوظ لتسديد كثير من األهداف فيها»‪.‬‬ ‫(يذكر أن عدد األهداف التي سجلها ميسي في الكالسيكو‬ ‫أكبر من أي العب آخر)‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بطريقة تعامله مع الضغوط‪ ،‬يحاول ميسي‬

‫ميسي يحتضن نجله‬


‫وعبثا ضاعت محاوالتي مع «الشغالة» ثم وعدتني بأن نذهب إلی السينما يوم الجمعة ولكن سينما «شبرا باالس» ومع مرور الوقت بدأت تتغلب علي هواية التقليد وبعد أن كنت أروي‬ ‫بعد أن تأذن لها والدتي‪.‬‬ ‫لشقيقتي ما أشاهده من أفالم‪ ،‬كنت أقفل باب الغرفة من الداخل وأظل أقلد املمثالت أمام‬ ‫وبعد كثير من اإللحاح علی والدتي وافقت أن أذهب إلی السينما في يوم الجمعة من كل «املرآة» وتظنني أمي أنني أذاكر بداخل الغرفة لدرجة أنها كانت تمنع إخوتي من إزعاجي‪.‬‬ ‫أسبوع‪.‬‬ ‫كنت أقف أمام املرآة بالساعات أعيد كل اللقطات التي أشاهدها علی مدار اليوم‪ ،‬وكنت ال‬ ‫وال يمكن أن أنسی أول يوم ذهبت فيه إلی السينما وكنت برفقة أخي وشقيقتي ال أذكر أخرج من الغرفة إال عندما تقول لي الشغالة بأنها سوف تنزل لشراء بعض الطلبات‪.‬‬ ‫اسم الفيلم ولكنني أذكر أنه كان من بطولة فاتن حمامة واملرحوم عماد حمدي‪ ،‬كنت أبكي ومع مرور الوقت كانت أمي ترفض نزولي ألنني أصبحت «عروسة»‪ ،‬أي أنني كبرت وليس من‬ ‫بصوت عال مع أحداث الفيلم لدرجة أن أخي أخذني خارج السينما وجعل يهدئني ويقول املعقول أن أنزل مع الشغالة في كل مرة‪ ،‬ولكنني بكيت بحرقة وحاولت إقناع أمي بأن أنزل‬ ‫لي‪« :‬ده تمثيل في تمثيل» وعندما هدأت عاد بي أخي مرة أخری إلی العرض ولكن ما إن معها مرتني في اليوم‪ ،‬ولكن أمي رفضت بإصرار بل إنها قد شكت في أمر نزولي‪ ،‬فنادت علی‬ ‫الشغالة وعنفتها وسألتها عن سبب تمسكي بالنزول‬ ‫جلست علی مقعدي واندمجت في أحداث الفيلم حتى عدت‬ ‫معها‪ ،‬فلم تجد مفرًا غير االعتراف وعرفت أمي حكاية‬ ‫إلی البكاء من شدة تأثري باألحداث «امليلودرامية»‬ ‫للفيلم كنا نعيش في أحد أحياء شبرا‬ ‫سينما «ش�ب��را ب��االس» فعنفتني بشدة وك��ادت تطرد‬ ‫ووج��دت أن جميع املشاهدين الذين يجلسون إلی جواري‬ ‫يضحكون من بكائي وأخذوا يداعبونني وهم يؤكدون لي الشعبية وكان منزلنا يقع مباشرة الشغالة وبعد إلحاح شديد وتدخل شقيقي وشقيقتي‬ ‫وافقت علی أن أذهب إلی السينما في يوم الجمعة فقط‪،‬‬ ‫أن البطلة فاتن حمامة لن تموت وستعود إلی حبيبها مرة‬ ‫أخری وفعال هذا ما تم في نهاية الفيلم وخرجت وأنا أكاد بجوار سينما «شبرا باالس»‪،‬‬ ‫والتزمت م��ن ناحيتي بعض ال��وق��ت ولكن بعد دخولي‬ ‫مدرسة «كلية السالم» بالعباسية وجدت أن هناك فرصة‬ ‫أطير من السعادة‪.‬‬ ‫بعد هذا اليوم أصبحت «زبونة» مستديمة لسينما «شبرا وعندما دخلت مدرسة الروضة‬ ‫أكبر ملشاهدة سينما أخری غير سينما «شبرا باالس»‬ ‫ولكن كيف؟ أنا وبعض الزميالت بدأنا نفكر في «التزويغ»‬ ‫باالس» لقد كنت أشاهد الفيلم طوال األسبوع‬ ‫تقريبا‪.‬عندماكل كنت في ذهابي وعودتي أمر من‬ ‫من املدرسة ملشاهدة أفالم السينما الجديدة التي تعرض‬ ‫يوم أشاهد منه جزءا ألنني كنت أنزل مع «الشغالة»‬ ‫في سينما الدرجة األولی‪ .‬كنت «أزوغ» في بعض األحيان‬ ‫تأمرها والدتي بشراء بعض األشياء من السوق‪ .‬وبدال من‬ ‫أمام السينما‬ ‫بدءا من الحصة الثالثة وفي بعض األيام األخری «أزوغ»‬ ‫أذهب معها إلی البقال كنت أقول لها «اذهبي أنت»‪ ،‬أما أنا‬ ‫من أول اليوم‪ ،‬ومرت املسألة بسالم لبضعة أشهر وكنت‬ ‫فسوف أقف علی باب السينما أتفرج‪ .‬وعندما تنتهي من‬ ‫وقتها في الصف األول الثانوي‪ .‬وقبل االمتحان بـ‪ 17‬يوما وصل‬ ‫شراء الطلبات ارجعي إلي علی باب السينما‪.‬‬ ‫إل��ی وال��دت��ي خطاب من امل��درس��ة يطلب حضورها ألم��ر هام‪،‬‬ ‫وألن أصحاب السينما كانوا يعرفونني حيث كانوا جيران لنا‪ ،‬فقد كانوا‬ ‫وم��ن دون أن تخبرني والدتي بحقيقة ه��ذا الخطاب ذهبت‬ ‫يسمحون لي بالدخول مجانا في أي وق��ت من اليوم وكنت أجلس علی‬ ‫إلی املدرسة لتعلم حقيقة األمر‪ ،‬وكانت املفاجأة الكبرى لها‬ ‫مقربة من الباب حتى إذا نادت علي الشغالة أسمعها فأذهب معها إلی‬ ‫البيت وهكذا «أدمنت» السينما وتعلقت بها وأصبحت أحفظ كل األفالم‬ ‫عندما علمت بقصة تزويغي من املدرسة وكانت املفاجأة‬ ‫التي أشاهدها في سينما «شبرا باالس» وكنت أروي لشقيقتي ما‬ ‫األكبر عندما طلبتني ناظرة املدرسة لتواجهني بالحقيقة‬ ‫أشاهدها من أفالم‪ ،‬وفي بعض األحيان كنت أقوم بتقليد البطلة في‬ ‫أمام أمي‪ ،‬ولكنهم اكتشفوا جميعا أنني غير موجودة في‬ ‫بعض حركاتها وك��ان��ت أختي تنصت إل��ي‪ ،‬وه��ي مندهشة كيف‬ ‫الفصل ولم أحضر في هذا اليوم‪ ،‬وأك��دت لهم أمي أنني‬ ‫استطعت أن أحفظ كل ذلك الحوار وتلك الحركات‪.‬‬ ‫قد خرجت من البيت صباحا للذهاب إلی املدرسة‪ ،‬تأكد‬ ‫في تلك األيام كنت أظن أن املمثلني ليسوا من عالم البشر‪ ،‬أو علی‬ ‫الجميع أنني قد «زوغت» في هذا اليوم أيضا‪ ،‬حيث كنت‬ ‫األق��ل أنهم يختلفون عن الناس العاديني‪ ،‬وكنت عندما أص��ادف‬ ‫أشاهد أحد األفالم في سينما «ريفولي»‪ .‬وكالعادة عدت‬ ‫أحدهم في مكان عام أعود إلی أمي والفرحة تكاد تقفز من صدري‬ ‫إل��ی البيت فوجدت والدتي ه��ذه امل��رة تجلس في انتظاري‬ ‫وأقول لها‪ :‬تصوري لقد رأيت «فالنة املمثلة»‪ ..‬وأذكر يوما أنني‬ ‫وب�ه��دوء سألتني ع��ن أخ�ب��ار امل��درس��ة‪ .‬وامل��ذاك��رة فقلت لها‬ ‫دخلت محال وسط البلد لشراء بلوزة وكانت معي أختي وفجأة‬ ‫لقد كان هذا اليوم يوما دراسيا مرهقا‪« .‬هل تتصورين أننا‬ ‫دخلت الفنانة الكبيرة «هند رستم» فشعرت بزحام غير عادي‬ ‫أخذنا ‪ 7‬حصص»‪ ،‬وألن أمي كانت تعرف خطورة السن التي‬ ‫أم��ر بها وقتها وه��ي سن «املراهقة» فقد تمالكت أعصابها‬ ‫حدث فجأة وأحسست أنا وأختي بأن أم��را غير ع��ادي قد‬ ‫وواجهتني بهدوء بحقيقة «كذبي» وأخبرتني بكل ما جری‪..‬‬ ‫وقع‪ ،‬فسألت البائعة ماذا حدث فقالت لي إنها الفنانة هند‬ ‫وأصرت على أن تعرف أين كنت أذهب؟ وبصراحة شديدة قلت‬ ‫رستم صعدت إلی الدور الثاني في املحل وبسرعة نظرت‬ ‫لها كنت أذهب إلی السينما؟ ودهشت أمي‪ .‬فهذه هي املرة الثانية‬ ‫أخ�ت��ي إل��ی عيني وفهمت م��ا ن��وي��ت‪ .‬لقد اندفعت أج��ري‬ ‫التي تضبطني فيها أمي متلبسة بجريمة دخول السينما‪ .‬وبغيظ‬ ‫إلی السلم املوصل للطابق الثاني كي أشاهد هند رستم‬ ‫شديد سألتني أمي «أنا عاوزة أعرف إيه حكاية السينما معاك»‪ ،‬ولم‬ ‫عن قرب وظللت «أبحلق» فيها وكأنني غير مصدقة بأن‬ ‫أجد أمامي مفرا من مواجهة أمي بحقيقة ما يدور بداخلي فقلت لها‬ ‫هذه هي هند رستم التي نراها علی شاشة‬ ‫علی الفور «أنا بحب التمثيل وعاوزه أبقی ممثلة»‪.‬‬ ‫السينما كنت أري��د أن أملسها بيدي وأن‬ ‫وظننت أن والدتي سوف تثور في وجهي وخشيت أن تحرمني من‬ ‫أتكلم معها كنت أريد أن أعرف هل‬ ‫م��واص�ل��ة دراس �ت��ي‪ ،‬ول�ك��ن بحكمة ش��دي��دة وب �ه��دوء األم ال�ت��ي تخشی‬ ‫هي مثلنا شخصية عادية ووسط‬ ‫دهشتي وذه��ول��ي جذبتني أختي‬ ‫علی مستقبل ابنتها قالت «وأنا ما عنديش مانع‪ ..‬بشرط أن تنتهي من‬ ‫دراستك»‪ .‬ودخلنا معا في مناقشة طويلة ظهرت فيها أمي كأعظم أم في‬ ‫م��ن ذراع ��ي لنعود إل��ی بيتنا‪ .‬وم��رة‬ ‫الدنيا فلقد كنت في هذا الوقت في سن حرجة وهي سن املراهقة‪ .‬وبهدوء‬ ‫أخ��ری أع��ود بكم إلی حي «شبرا» لقد‬ ‫امتصت أمي األزم��ة وجعلتني أشعر بالذنب دون أي ضغط أو تهديد من‬ ‫انتهيت من أي��ام مدرسة «ال��روض��ة» وك��ان علي أن أدخل‬ ‫أي نوع‪ .‬وحدث ذات يوم أن نزلت من املنزل الشتري بعض السندويتشات‬ ‫املدرسة االبتدائية فقدمت لي «أم��ي» أوراق��ي في مدرسة‬ ‫من محل للبقالة يبعد عن منزلنا مسافة صغيرة وأمام محل البقالة كان‬ ‫«كلية السالم» بالعباسية‪ ،‬وكانت سيارة املدرسة تأخذني‬ ‫من أمام البيت إلی املدرسة ثم العكس ولكن ما إن تطأ قدمي‬ ‫الحظ ينتظرني ك��ان جالسا ف��ي س�ي��ارة م��ارك��ة «ت��اون��س» ك��ان كبيرا‬ ‫فناء املدرسة حتى أنتظر العودة إلی البيت ملمارسة هوايتي‬ ‫يبتسم‬ ‫وكان‬ ‫وضخما‬ ‫<‬ ‫(يتبع بالحلقة الثانية)‬ ‫في النزول مع الشغالة عندما تنزل لشراء الطلبات ألدخل‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪79‬‬


‫حكاييت مع الزمان (احللقة األولى)‬

‫وتقول‪:‬‬ ‫نبيلة عبيد تروي قصة حياتها لـ‬ ‫أصبحت نجمة بـ«ساندويتش جبنة»‬ ‫في الخامسة من عمرها قررت أن تصبح‬ ‫ممثلة سينمائية‪ ..‬وصارت‪ ..‬هبت الرياح‬ ‫بما «تشتهي» إذ بعد وفاة «األب» أصبحت األم‬ ‫حريصة كل الحرص علی إرضاء أبنائها فكان كل‬ ‫الفضل في أن تتحول «نبيلة نور» الطالبة بمدرسة «كلية‬ ‫السالم» بحي العباسية إلی النجمة السينمائية «نبيلة عبيد»‪.‬‬ ‫ومشوار «نبيلة عبيد» إلی عالم األضواء والشهرة مشوار‬ ‫طويل بدأ من أمام باب دار سينما شعبية هي «شبرا باالس»‬ ‫بالقاهرة ليمر عبر دول كثيرة لم تكن نبيلة تعرف عنها شيئا‬ ‫سوی موقعها علی الخريطة في كتاب الجغرافيا بالصف‬ ‫األول الثانوي‪« .‬املجلة» التقت نبيلة عبيد لتروي ذكرياتها‬ ‫كيف قررت أن تصبح ممثلة؟ وكيف بدأت أولی خطواتها‬ ‫داخل بالتوهات السينما؟ وتتذكر «نبيلة» وتروي كيف كان‬ ‫ساندويتش الجنب سببا في أن يبتسم لها الحظ من داخل‬ ‫سيارة «تاونس»‪« .‬نبيلة عبيد» تحكي لـ«املجلة» ذكرياتها‬ ‫وتجاربها من خالل أحداث حياتها الشخصية والفنية علی مدی‬ ‫ست حلقات بدءا من هذا العدد‪.‬‬ ‫القاهرة‪ :‬محمد طه‬ ‫لم َ‬ ‫أتمن الله شيئا إال أن أصبح ممثلة‪ ،‬فالتمثيل كان يجري في عروقي منذ كان عمري ‪5‬‬ ‫سنوات‪ ،‬بل ال أبالغ حينما أقول إنه منذ أن وعيت الحياة وفهمت معنی كلمة «ممثلة» قررت‬ ‫أن أكون ممثلة‪ ،‬وقد جرت الرياح بما تشتهي سفينتي وكانت الظروف كلها في صالحي‬ ‫وكأن القدر كان يرسم لي خطواتي بحساب دقيق لكي أكون ممثلة‪ ،‬فقد مات والدي وأنا في الخامسة‬ ‫من عمري وعشت حياتي في كنف والدتي مع شقيقي وشقيقتي وألننا فقدنا األب في سن مبكرة‬ ‫فقد كانت «أمي» تعوضنا عن حنان األب املفقود وتغدق علينا العطف والحنان في جميع مراحل‬ ‫عمرنا‪ .‬وال أذكر يوما أنها قد وقفت في طريق واحد منا‪ ،‬إال أن عشقي للتمثل كان عشقا مستترا‬ ‫لم تعلمه أمي في البداية‪ .‬وقد عمدت إلی إخفاء رغبتي في التمثيل حتى ال أكون سببا في إغضاب‬ ‫أمي ولكن سينما «شبرا باالس» الكائنة أمام بيتنا القديم كشفت سري‪.‬‬ ‫كنا نعيش في أحد أحياء «شبرا» الشعبية وكان منزلنا يقع مباشرة بجوار سينما «شبرا باالس»‪،‬‬ ‫وعندما دخلت مدرسة الروضة كنت في ذهابي وعودتي أمر من أمام السينما وكثيرا ما بكيت للشغالة‬ ‫التي تعمل عندنا‪ ،‬لكن لم أدخل السينما ولو ملدة نصف ساعة‪ ،‬وكنت دائما أمأل عيني باإلعالنات‬ ‫املوجودة علی باب السينما‪ ،‬كنت أمأل عيني بصور فاتن حمامة‪ ،‬وشادية‪ ،‬ونادية لطفي وهند رستم‬ ‫وكثيرا ما كنت أسأل «الشغالة» عن اسم صاحبة الصورة فتقول لي اسمها‪ ،‬فأحفره فورًا في عقلي‬ ‫وأصبحت وأنا مازلت في الخامسة من عمري أحفظ أسماء جميع نجمات السينما عن ظهر قلب‪،‬‬ ‫‪78‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫نبذة ع‬

‫تعب ووج��ع قلب‪ ،‬ربنا يسلم مصر وتظل في أم��ان‪ ..‬أعتقد‬ ‫أن الناس يحتاجون للضحك واالنبساط‪ ،‬وهذا هدفي األول‪،‬‬ ‫وما يحدث اآلن في الواقع تخطى الخيال‪ ،‬لذلك أحاول أن أمرر‬ ‫بعض الرسائل عبر القالب الكوميدي‪ ،‬أي تحويل املأساة إلى‬ ‫ش��يء مضحك ول�ك��ن ف��ي ح��دود معينة‪ .‬وال ي�ح��دث ذل��ك في‬ ‫كل املوضوعات‪ ،‬ويوجد ممثلون يقدمون دراما ورومانسية‬ ‫وغيرهما من القوالب‪ ،‬لكن أنا أقدم كوميديا وأري��د أن أسعد‬ ‫الجمهور بأعمالي‪ ،‬والجمهور يريد من يعطيه االبتسامة رغم‬ ‫ال�ظ��روف التي يمر بها‪ ،‬واملمثل الكوميدي يتعب ف��ي شغله‬ ‫خصوصا في مصر‪ ،‬ألن الشعب املصري ابن نكتة بطبعه‪،‬‬ ‫ول�ك��ن نحن نحتاج للضحك لكي ن�ف� ّ�رج ع��ن أن�ف�س�ن��ا‪ ..‬أق��دم‬ ‫الضحك دون استخفاف بعقول ال�ن��اس أو إس�ف��اف‪ ..‬أقصد‬ ‫أنني من خالل األحداث وطبيعة الشخصية التي أقدمها أجعلك‬ ‫تضحك على نفسك وحالك‪.‬‬ ‫ وملاذا تم تغيير اسم الفيلم من «حياتي مدلدلة»‬‫إلى «حياتي مبهدلة»؟‬ ‫> ك��ان اختيار االس��م األول بشكل مؤقت‪ ..‬دائما نحن‬ ‫كفريق عمل في حالة بحث للوصول لالسم األنسب للتجربة‬ ‫بحيث يعكس كل تفاصيلها‪.‬‬ ‫ هل ستكرر تجربة الدراما التلفزيونية مرة أخرى بعد‬‫نجاح مسلسل «فيفا أط��اط��ا» الذي‬

‫ن الفنان محمد سعد‬

‫شخصية «تتح» في عمل سينمائي آخر؟‬ ‫> شخصية «أطاطا» قدمتها من قبل في فيلم «عوكل»‪،‬‬ ‫وعندما أعدتها للشاشة م��رة أخ��رى عن طريق عمل درام��ي‬ ‫جرت إعادتها بشكل مختلف في املضمون وفي التفاصيل‬ ‫الكوميدية أيضا‪ ،‬ولقي نجاحا جماهيريا مرة أخرى‪ ،‬وكذلك‬ ‫«اللمبي» نجح عندما أعدت تقديمه‪ ،‬بل يطالبني الناس بتقديمه‬ ‫اآلن مرة أخ��رى في أعمال فنية مختلفة‪ ،‬ودائما أحب تقديم‬ ‫م��ا يحبه ال�ن��اس‪ ،‬والجمهور خير بوصلة للفنان‪ ،‬ويجب أن‬ ‫ينزل على رأيهم ورغبتهم في كثير من األمور‪ ،‬ودائما أقول‬ ‫ف��ي ك��ل م�ق��اب�لات��ي‪ ،‬مل ��اذا ل��م ُي�ت�ه��م ال�ف�ن��ان ال��راح��ل إسماعيل‬ ‫ياسني بالتكرار عندما قدم سلسلة كاملة تحمل اسمه ولم‬ ‫يمل الجمهور‪ ،‬وأجيب عن هذا السؤال؛ فقد كان يقدم الجديد‬ ‫في كل م��رة‪ ،‬رغ��م أن الشخصية واح��دة‪ ،‬فأنا أح��ب التجديد‬ ‫على طريقتي الخاصة دون أن التفت ملا يقال‪ ،‬طاملا أنني أقدم‬ ‫موضوعا جيدا‪ ،‬فقد انتهت الحكاية‪ .‬أريد أن أعرف أين التكرار‬ ‫طاملا أن املوضوع في هذه املرة مختلف‪.‬‬ ‫ إذن ما هو الجديد في الشخصية هذه املرة؟‬‫> امل��وض��وع مختلف ت�م��ام��ا‪ ،‬وال�ق�ص��ة ستظهر بشكل‬

‫‬‫ولد بمحافظة القاهرة‬ ‫ بدأ مشواره الفني في حي السيدة زينب‪.‬‬‫بدور صغير‬ ‫في مسلسل «ما زال‬ ‫الن‬ ‫يل‬ ‫صغيرة في كثير‬ ‫ي‬ ‫جر‬ ‫ي»‪.‬‬ ‫وتل‬ ‫«مني ما بيحب من األفالم منها «الطر‬ ‫ته عدة أدوار‬ ‫يق‬ ‫إ‬ ‫لى‬ ‫إي‬ ‫ال‬ ‫ت»‬ ‫و‬ ‫«ال‬ ‫ج‬ ‫نتل»‬ ‫ش فاطمة» مع الفن‬ ‫عام ‪ .1997‬ومسلسل‬ ‫ان أحمد عبد العزيز‪.‬‬ ‫ انطالقته الحقيقية‬‫شريف عرفة «الن كانت مع شخصية «‬ ‫الل‬ ‫مب‬ ‫ي»‬ ‫ال‬ ‫تي‬ ‫ق‬ ‫دم‬ ‫ها‬ ‫ألول‬ ‫اظر»‪ ،‬الذي جسد‬ ‫مرة في فيلم املخرج‬ ‫وقام بأول بطولة مطلقة له في في بطولته الراحل عالء ولي‬ ‫ال‬ ‫دي‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ثم‬ ‫ح‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫سم‬ ‫الشخصية‬ ‫لم «اللمبي»‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬ومن ثم بدأ تهافت املنتج عام ‪ ،2002‬الذي حقق‬ ‫أعلى إيراد في السينما‬ ‫ني‬ ‫ع‬ ‫ توال‬‫لى التعاقد مع سعد‪.‬‬ ‫ب ت أدواره بعد ذلك‪ ،‬ال‬ ‫تي‬ ‫ا‬ ‫عت‬ ‫مد‬ ‫ت‬ ‫أغ‬ ‫لب‬ ‫ها‬ ‫نفسه ويطلق علي‬ ‫على شخصيات غ‬ ‫و«بوحة»‪ ،‬و«تت ها أس�م�اء مرتبطة بعالم املناطق الشعبية ريبة األط�وار يبتدعها‬ ‫ح»‪ ،‬و«‬ ‫املن‬ ‫بوشكاش»‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫سية‪ ،‬مثل «ع��وك�ل»‪،‬‬

‫يبهر الجمهور‪ ..‬هنا ال أراهن على الشخصية‪ ،‬ولكن الرهان‬ ‫سيكون على مجموعة من األدوات‪ .‬منها تفاصيل املوضوع‬ ‫والصورة املختلفة وكوميديا املواقف الكثيرة داخل األحداث‪..‬‬ ‫األحداث ترمز إلى الحياة البسيطة التي نعيش فيها مع حبكة‬ ‫درامية؛ أقدم شخصية قلبها طيب‪ ،‬وتخاف لدرجة أنها تجعلك‬ ‫تضحك على حالك‪.‬‬ ‫ هناك توقع ب��أن يتضمن السياق ال��درام��ي في‬‫الفيلم الجديد مشاهد فانتازيا وغرافيك؟‬ ‫> بالفعل‪ ..‬فطبيعة األحداث فرضت ذلك‪ ،‬وهذا في حد‬ ‫ذاته شيء مختلف وجديد على شركة اإلنتاج وكل فريق العمل‪،‬‬ ‫وسينعكس على كل من يشاركونني العمل هذا االختالف‪،‬‬ ‫وأؤكد أنه يوجد نوع من التجديد في التناول في هذا العمل من‬ ‫جميع االتجاهات؛ سواء املضمون أو الصورة‪.‬‬ ‫ ه��ل ت�ت�م��اس أح ��داث ال�ف�ي�ل��م م��ع ال�ق�ض��اي��ا التي‬‫نعيش فيها اآلن‪ ،‬خاصة الواقع السياسي؟‬ ‫> دوري أن أقوم بإسعاد الناس في املقام األول‪ ..‬كفانا‬

‫عرض في شهر رمضان املاضي؟‬ ‫> ال أفكر ف��ي خ��وض تجربة ال��درام��ا اآلن‪ ،‬وأرى‬ ‫أنها بالنسبة ل��ي «م��رف��وع��ة مؤقتا م��ن ال�خ��دم��ة» فهي‬ ‫تحتاج إلى وقت كبير من التحضير واملجهود‪ ،‬ونجاح‬ ‫تجربتي الدرامية األخيرة «فيفا أطاطا» يجعلني أفكر‬ ‫م��رارا وت�ك��رار ف��ي أن��ه لخوض التجربة م��رة أخ��رى ال‬ ‫ب��د أن ت�ك��ون بنفس امل�س�ت��وى‪ ،‬ورغ��م السيناريوهات‬ ‫التي ُعرضت ّ‬ ‫علي في الفترة األخيرة لخوض السباق‬ ‫الرمضاني املقبل فإنني رفضت لتركيزي في األعمال‬ ‫السينمائية‪.‬‬ ‫ هل أنت متفائل بوضع السينما في األيام املقبلة؟‬‫> إن شاء الله‪ ..‬السينما ستعود وبقوة في الفترة املقبلة‪..‬‬ ‫ومصر كلها ستشهد انفراجة في كل االتجاهات‪ ،‬وسنعود‬ ‫مرة أخرى أقوى من السابق <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪77‬‬


‫اعتدنا من الفنان املصري محمد سعد‪،‬‬ ‫الشهير بـ«اللمبي» استثمار نجاح‬ ‫الشخصيات التي يقدمها في أكثر من‬ ‫عمل‪ ،‬فقد قدم من قبل شخصية «اللمبي»‬ ‫في أكثر من عمل‪ ،‬كما قام بإعادة‬ ‫شخصية «أطاطا» التي قدمها في عمل‬ ‫سينمائي مرة أخرى‪ ،‬مسلسل تلفزيوني‪،‬‬ ‫والقى استحسانا من الجمهور العربي‪،‬‬ ‫برغم االنتقاد الذي ُوجه له من قبل بعض‬ ‫النقاد‪ ،‬لكنه ال يلتفت لذلك فهو يعد‬ ‫بوصلته األولى واألخيرة هي «الجمهور»‪،‬‬ ‫ومن هنا قرر أن يدخل في ٍّ‬ ‫تحد جديد‬ ‫هذا العام بإعادة تقديم شخصية «تتح»‬ ‫التي كانت محور فيلم بنفس االسم منذ‬ ‫عامني‪ .‬وعرض في صاالت‬ ‫العرض املصرية‪.‬‬ ‫هذه املرة يظهر اسم الشخصية من‬ ‫جديد في عمل بعنوان «حياة مبهدلة»‪،‬‬ ‫الذي وجد أن رجوعها ضرورة فرضها‬ ‫جمهوره وعشاقه‪ ،‬ويرى أن ذلك ليس‬ ‫نوعا من التكرار كما يعده البعض‪.‬‬ ‫«املجلة» التقت بالفنان محمد سعد ليروي‬ ‫في هذا الحوار تفاصيل العمل السينمائي‬ ‫املقبل الذي لم يحدد بعد موعد طرحه في‬ ‫دور العرض‪.‬‬ ‫القاهرة‪ :‬سها الشرقاوي‬ ‫ ما العمل السينمائي الذي تقوم بتصويره‬‫اآلن تمهيدا لعرضه في دور العرض؟‬ ‫> العمل بعنوان «ح�ي��اة مبهدلة» م��ن تأليف‬ ‫امل��ؤل��ف س��ام��ح س��ر ال�خ�ت��م‪ ،‬وق��د ت�ع��اون��ا م��ن ق�ب��ل ف��ي عملني‬ ‫سينمائيني هما «عوكل» و«تتح»‪ ،‬ولكن فكرة الفيلم مختلفة‬ ‫تماما عن تجاربي السينمائية السابقة‪ ،‬وه��ذا ال��ذي جعلني‬ ‫أتشجع لخوض التجربة بمجرد أن س��رد ل��ي امل��ؤل��ف سامح‬ ‫خيوط الحكاية‪ .‬وقد خطفتني الفكرة وتخيلت نفسي داخل‬ ‫الشخصية‪ ،‬مما جعلني أعقد جلسات تحضيرية على الفور‬ ‫مع املنتج واملؤلف الختيار فريق العمل املشارك‪ ،‬ويعد الفيلم‬ ‫فكرة جديدة بعيدة عن املوضوعات التي تناولتها من قبل‪،‬‬ ‫وسيكون مفاجأة‪ .‬وما أستطيع قوله إنه مزيج من الكوميديا‬ ‫والرعب‪.‬‬ ‫ وما طبيعة أحداث الفيلم؟‬‫> ي��دور العمل ف��ي قالب كوميدي و«أك�ش��ن» م��ن خالل‬ ‫عالقة حب تجمع بني البطل وبني البطلة التي تجسد شخصيتها‬ ‫‪76‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫تصوير مشاهد «الحياة مبهدلة»‬ ‫إلعادة شخصية «تتح» في ثوب مختلف‬

‫الفنان محمد سعد في حوار‬ ‫‪ :‬فيلمي الجديد‬ ‫مع‬ ‫مزيج من الكوميديا والرعب‬

‫اللبنانية «نيكول سابا»‪ ،‬فهي تقدم شخصية مختلفة عما‬ ‫قدمته من قبل‪ ،‬بل تغير جلدها في هذا العمل‪ ،‬وطول األحداث‬ ‫نمر معا بكثير من املواقف واملغامرات التي نتعرض لها وتخلق‬ ‫جوا من الفكاهة‪ ،‬يشارك في الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم‪،‬‬ ‫منهم الفنان حسن حسني ال��ذي أسعد دائ�م��ا بالعمل معه‪،‬‬ ‫وسيشاهده الجمهور في دور غير ال��ذي قدمه ط��وال حياته‬ ‫الفنية‪ .‬وسامي مغاوري‪ ،‬ومن إخ��راج ش��ادي علي‪ ،‬في أولى‬ ‫تجاربه اإلخراجية‪ ،‬وإنتاج أحمد السبكي‪.‬‬ ‫ ألم تقلق من التعاون مع مخرج في أولى تجاربه؟‬‫> عملت مع «ش��ادي» في فيلم «تتح» ومسلسل «فيفا‬ ‫أطاطا» كمدير تصوير‪ ،‬وهو في األصل مخرج وأشرف على‬ ‫إخراج كثير من األعمال الناجحة‪ ،‬وقد اخترته لهذه التجربة؛‬ ‫فهو من كان يراقب كل تفاصيل شخصية «تتح» أثناء التصوير‬ ‫وعلى دراي��ة كاملة بها‪ ،‬بمعنى أن��ه أصبح فاهما لحركاتها‬ ‫وتصرفاتها بعناية كمدير تصوير‪ ،‬بجانب أنه أصبحت هناك‬ ‫كيمياء بيننا في التعامل‪ ،‬ويفهم ما أريد بالضبط‪ ،‬حتى اآلن‪،‬‬ ‫الحمد لله‪ ،‬يقوم بعمل رائع في مشاهد الفيلم الجديد‪.‬‬ ‫‪ -‬هل هناك أسباب لعدم استعانتك بمخرج فيلم‬

‫«تتح»‪ ،‬سامح عبد العزيز؟‬ ‫> تعاونت مع املخرج سامح عبد العزيز في فيلم «تتح»‬ ‫ومن بعده مسلسل «فيفا أطاطا»‪ ،‬وكانت لديه ارتباطات فنية‬ ‫أخ ��رى ل��م أرغ ��ب ف��ي أن أع�ط�ل��ه ع�ن�ه��ا‪ .‬ول��ذل��ك اخ �ت��رت األق��رب‬ ‫للموضوع املخرج شادي علي‪.‬‬ ‫ ماذا عن الشخصية التي تجسدها داخل أحداث‬‫الفيلم؟‬ ‫> أجسد شخصية «ت�ت��ح» التي سبق ل��ي تقديمها في‬ ‫عمل يحمل اسم نفس الشخصية‪ ،‬ولكن مع إضافة تغييرات‬ ‫كثيرة عليها‪ ،‬لتتناسب مع طبيعة نوعية الفيلم الجديد‪ ،‬فهو‬ ‫ليس كوميديا‪ ،‬وإنما كوميدي تشويقي وتتضمن الشخصية‬ ‫بعض مشاهد الرعب‪ ،‬وهو ما يجعلني أتعرض ملواقف كثيرة‬ ‫غريبة مختلفة عن تلك التي تعرض لها «تتح»‪ ،‬فشخصيته في‬ ‫«الحياة مبهدلة» يعاني من قسوة الحياة ولكن في نفس الوقت‬ ‫يعيش قصة حب تكون في البداية من طرف واحد‪.‬‬ ‫ أال تخشي من انتقادك للمرة الثالثة‪ ..‬فقد جرى‬‫ان�ت�ق��ادك بعد إع ��ادة تقديمك لشخصيتي «اللمبي»‬ ‫و«أطاطا»‪ .‬البعض سيتساءل عن سبب تكرارك السم‬


‫دور التطورات املعرفية في إعداد أطفال اليوم ملواجهة تحديات املستقبل‬

‫الذكاء والتفكير بني النظرية والتطبيق‬ ‫عرض‪ :‬عمار الجنيدي‬ ‫يرى الباحث غسان طنش ما يراه التربويون‬ ‫حول دور التطورات املعرفية التي شهدها‬ ‫ال �ع��ال��م ف��ي ش�ت��ى ج��وان��ب ال �ح �ي��اة‪ :‬العلمية‬ ‫والتقنية واالق�ت�ص��ادي��ة وغ�ي��ره��ا‪ ،‬في‬ ‫واالجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫ال��واج�ب��ات ال�ت��ي تتطلب إع��داد أط�ف��ال ال�ي��وم ملواجهة‬ ‫تحديات املستقبل ومشكالته‪ ،‬وعن كيفية استثمار‬ ‫طاقاتهم وقدراتهم بوصفهم ال�ث��روة البشرية التي‬ ‫ُي ّ‬ ‫ؤمل بها بناء املستقبل‪ ،‬كون هذا البناء على تماس‬ ‫مع مواهبهم وما يتبعها من إبداع‪.‬‬ ‫في دراسته التي اشتملت على أربعة فصول‪ ،‬يتناول‬ ‫ال�ب��اح��ث ف��ي ال�ف�ص��ل األول اإلط ��ار ال�ن�ظ��ري املتعلق‬ ‫بالذكاء ثم بشكل متخصص في الذكاءات املتعددة‬ ‫وبأساليب التفكير‪ ،‬ث��م يتناول ال��دراس��ات السابقة‬ ‫املتعلقة بالذكاءات املتعددة وبأساليب التفكير‪.‬‬ ‫وفي الفصل الثاني ّ‬ ‫قدم دراسته التطبيقية مشتملة‬ ‫ّ‬ ‫على ملخص الدراسة ومشكلتها وتطبيقاتها وأهمية‬ ‫وأه � ��داف ال ��دراس ��ة وال ��دراس ��ات امل�ت�ع�ل�ق��ة ب��ال��ذك��اءات‬ ‫املتعددة والدراسات املتعلقة بأساليب التفكير‪.‬‬ ‫وخ � ّ�ص ال�ف�ص��ل ال�ث��ال��ث بالطريقة واإلج � ��راءات التي‬ ‫تناولت منهجية ومجتمع وأدوات وإجراءات ومتغيرات‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫وختمها بالفصل الرابع كنتيجة للدراسة التي ناقش‬ ‫فيها التوصيات‪.‬‬ ‫ي��ؤك��د ال�ب��اح��ث ع�ل��ى ض ��رورة االه �ت �م��ام ب��امل��وه��وب�ين‬ ‫وامل �ب��دع�ي�ن‪ ،‬م��ن خ�ل�ال ال�ك�ش��ف ع�ن�ه��م ّوتشخيص‬ ‫حاالتهم في سن مبكرة من أعمارهم تتطلب ضرورة‬ ‫توفير مناهج ومقررات وبرامج تربوية تأهيلية خاصة‬ ‫ُ‬ ‫لهم ت ّلبي احتياجاتهم‪ ،‬وقد كان لهذا الحراك التربوي‬ ‫دور مهم في تحريك االهتمام باملوهبة واإلب��داع في‬ ‫العالم املتقدم‪ ،‬وعليه فإن الكثير من القرارات التربوية‬ ‫ُ‬ ‫والسياسية تتخذ بحق امل��وه��وب�ين وامل�ب��دع�ين على‬ ‫أساس نظرة املجتمع لهذه الفئة منه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتعرض الباحث لالهتمام باملوهوبني في الواليات‬ ‫املتحدة األميركية منذ عام ‪1920‬م عن طريق علماء‬ ‫ال �ت��رب �ي��ة ف��ي أب �ح��اث ال �ت �ف��وق ال�ع�ق�ل��ي واالب �ت �ك��اري‪،‬‬ ‫وازدي ��اد اهتمامهم بهؤالء من خ�لال ابتكار برامج‬ ‫تربوية خاصة باملوهوبني تهدف إلشباع حاجاتهم‬ ‫ورغباتهم النفسية من احترام ّ‬ ‫وتقبل اآلخر وتنمية‬ ‫مهاراتهم في مختلف أصناف العلوم بما يتناسب‬ ‫مع أعمارهم وقدراتهم العقلية‪.‬‬ ‫ويعرج الباحث للتطرق إلى مسألة االعتناء بهذه الفئة‬

‫في املجتمع األردني‪ ،‬الذي بدأ في عام ‪1993‬م من‬ ‫خالل مدرسة اليوبيل الثانوية للمتفوقني بالتعاون‬ ‫بني وزارة التربية والتعليم األردنية ومؤسسة نور‬ ‫الحسني من خالل ما تقدمه املدرسة من برنامج‬ ‫تربوي متميز في الحاسوب ومهارات االتصال‬ ‫والتفكير واللغات والعلوم وخدمة املجتمع‪ ،‬حيث‬ ‫اه�ت� ّ�م��ت بتطوير العملية ال�ت��رب��وي��ة وامل�ن��اه��ج في‬ ‫امل��دارس الحكومية والخاصة‪ ،‬وذل��ك عن طريق‬ ‫كادرها التدريسي واملرشدين فيها حيث ّ‬ ‫قدموا‬ ‫وأع� ّ�دوا م�ق��ررات تعليمية‪ ،‬آخذين في االعتبار‬ ‫السمات السلوكية وم�ب��ادئ قياس االستعداد‬ ‫األكاديمي والتحصيل املدرسي‪.‬‬ ‫واهتم الباحث ّ‬ ‫جليا وواضحا بمفهوم الذكاء‪،‬‬ ‫ب��اع �ت �ب��اره «س �ل �س �ل��ة م ��ن ال �ع �م �ل �ي��ات ال�ع�ق�ل�ي��ة‬ ‫الواسعة» التي تقوم أنماط مختلفة من عمليات‬ ‫التفكير‪ ،‬حيث افترض العلماء التربويون وجود‬ ‫سبعة أنواع من الذكاء‪ ،‬وهي‪ :‬الذكاء املوسيقي‬ ‫وال��ذك��اء الحركي وال��ذك��اء الشخصي والذكاء‬ ‫امل�ك��ان��ي وال��ذك��اء املنطقي وال��ذك��اء الرياضي‬ ‫والذكاء اللغوي‪ ،‬ومن ثم ّ‬ ‫يتعرض لها الباحث جميعها‬ ‫بالبحث واألمثلة‪ ،‬ثم مؤشرات تلك الذكاءات واألسس‬ ‫النظرية لنظرية الذكاءات املتعددة‪.‬‬ ‫وألن داخل كل إنسان موهبة ما‪ ،‬وألن نسبة املوهوبني‬ ‫في املجتمع تصل إلى ما بني ‪ 15 - 10‬في املائة من‬ ‫املجتمع‪ ،‬فنحن بحاجة إل��ى م��ن يكتشفها أوال ثم‬ ‫ينميها ويرعاها‪ ،‬فقد رأى الباحث أن ُي ّ‬ ‫إلى من ّ‬ ‫طبق‬ ‫فروض نظرية الذكاءات املتعددة على مجموعة من‬ ‫امل��وه��وب�ين ّ‬ ‫فنيا ف��ي مجالي ال��رس��م واملوسيقى من‬ ‫معهد تدريب الفنون الجميلة التابع ل��وزارة الثقافة‬ ‫األردنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«التعرف على الذكاءات املتعددة‬ ‫وهدف من خاللها‬ ‫وعالقتها بأساليب التفكير لدى الطلبة املوهوبني في‬ ‫األردن»‪ ،‬باختالف العمر والجنس ونوع املوهبة الفنية‪،‬‬ ‫والتعرف إلى الفروق بني الذكاءات املتعددة باختالف‬ ‫العمر والجنس ونوع املوهبة الفنية‪ ،‬نظرا لعدم وجود‬ ‫دراسات مشابهة على مجتمع الدراسة‪ ،‬من أجل خلق‬ ‫جو تعليمي يسهل عملية تعلم الطلبة انطالقا من أن‬ ‫التعليم مرتبط بالتفكير وأساليبه»‪ ،‬حيث أظهرت‬ ‫الدراسة أن الذكاء املكاني واملوسيقي هما السائدان‬ ‫لدى العينة‪ ،‬وأن ارتباطات دالة إحصائية بني أسلوب‬ ‫التفكير الهرمي والشمولي وال�ت�ح��رري والخارجي‬ ‫التنفيذي والقضائي وامللكي والتشريعي وبني الكثير‬ ‫من الذكاءات‪ ،‬والتي غالبا ما تتفق مع دراسات سابقة‬ ‫أجريت حول أسئلة الدراسة <‬

‫الكتاب‪ :‬الذكاء والتفكير‬ ‫بني النظرية والتطبيق‬ ‫املؤلف‪ :‬غسان طنش‬ ‫الناشر‪ :‬وزارة الثقافة‪ ،‬األردن‬ ‫ديسمبر (كانون األول) ‪2014‬‬

‫مؤلف‬ ‫الكتاب‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪75‬‬


‫«رماد الكتب»‪ :‬مساءلة األنساق الثقافية‬ ‫املحرر الثقافي‬ ‫ي��درس كتاب «رم��اد الكتب‪ :‬األنساق الخفية في‬ ‫ث�ق��اف�ت�ن��ا»‪ ،‬وال �ص��ادر أخ �ي��را ع��ن دار «االن�ت�ش��ار‬ ‫العربي»‪ ،‬ملؤلفه الدكتور معجب العدواني أستاذ‬ ‫النقد والنظرية املشارك‪ ،‬بجامعة امللك سعود‪ ،‬ظاهرة إتالف‬ ‫الكتب من خالل استنطاق مالمحها في النصوص السردية‬ ‫التي تواترت إلينا‪ ،‬وقد تعددت مصادرها واختلفت حبكاتها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اعتمادا على املحاور األربعة التالية‪ :‬الكتاب «بوصفه وسيلة‬ ‫ً‬ ‫ت��أث �ي��ر»‪ ،‬وال �ك��ات��ب «ب��وص�ف��ه م��رس�ل�ا»‪ ،‬وامل�ت�ل�ق��ي «بوصفه‬ ‫ً‬ ‫موضوعا»‪ ،‬والسياق املعتمد على األوضاع السائدة‪.‬‬ ‫وقد أدى ذلك إلى حصر لتلك العوامل التي أدت إلى تنامي‬ ‫مثل هذه الظاهرة في ثقافتنا‪ ،‬فما يتصل بالكتاب يبرز من‬ ‫األسباب التاريخية املعروفة التي أدت إلى إتالف الكتب‪ :‬قوة‬ ‫الكتاب وقدرته على التأثير في املتلقي‪ ،‬وذلك في موضوعه‬ ‫أو في دالالت نصوصه‪ .‬أو كونه يضم مواد ثمينة كالذهب‬ ‫واألحجار الكريمة والتجليد املتميز‪ .‬أما ما يتعلق بالكاتب‬ ‫فهناك عوامل ساعدت على عمليات اإلتالف ومنها تضخم‬ ‫نمو اإلحساس الفردي‪ ،‬واملوسوعية والذكاء وقوة الحفظ‪،‬‬ ‫بوصفها صفات تساعد على تضخم األحاسيس الفردية‬ ‫وتناميها‪ ،‬أو الضعف كصفة تمنع من حماية الكتاب‪ .‬أو‬ ‫الهوس والجنون الذي يؤدي إلى هذا اإلتالف أو ذاك التغييب‪.‬‬ ‫وف�ي�م��ا ي�ت�ص��ل باملتلقي تتجلى ع��وام��ل م�ن�ه��ا ال��رغ�ب��ة في‬ ‫التطهير واإللغاء‪ ،‬وغلبة لغة اإلقصاء‪ ،‬واختالف مستويات‬

‫‪74‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫التلقي‪ ،‬وشيوع مظهر القوة والسلطة‪ ،‬إلى جانب جدلية الحب‬ ‫والكراهية‪ .‬ويتصل بالسياقات السياسية والثقافية غلبة‬ ‫األم��م والشعوب وص��راع ال�ح�ض��ارات‪ ،‬وتسلط تيار فكري‬ ‫على آخر‪ ،‬أو غلبة قبيلة أو أسرة على أخرى‪.‬‬ ‫هذه األسباب مجتمعة يمكننا إيجازها على أنها نتيجة‬ ‫ص��راع ت��م على ثالثة مستويات‪ :‬ص��راع ذات��ي‪ ،‬وداخلي‬ ‫وح�ض��اري‪ .‬وأسهمت ه��ذه املنظومة من الصراعات في‬ ‫تكوين الظاهرة‪ ،‬غير أن هذه الصراعات ‪ -‬كما هو معروف‬ ‫ ل��م ت��ؤد إل��ى اس�ت�ج�م��اع ل�ح��زم م��ن ال �ع�لاق��ات الكاشفة‬‫لألنساق الخفية التي تسري في جسد الثقافة وتتلمس‬ ‫أن تكون غائبة أو مغيبة‪ .‬لذا فإن الكتاب يتلمس طرح األمر‬ ‫وفق بعض املحاور املهمة التي يمكن أن تضمن كشف ما‬ ‫خفي في سياق هذه الظاهرة‪ ،‬وما يمكن اعتباره ظاهرة‬ ‫تعبر عن فعل رمزي له دالالت كثيرة يمكن الخوض في‬ ‫إطارها‪.‬‬ ‫ولعل «تسجيل الثقافة العربية للمواقف الداخلية والخارجية‬ ‫التي تضمنت إت�لاف الكتاب وتغييبه‪ ،‬وه��ي األح��داث التي‬ ‫نقرأها اآلن بعد مرور مئات السنني‪ ،‬يمكن عده عالمة أخرى‬ ‫ً‬ ‫موازية على تشكيل ثقافي‪ ،‬منح التعددية ً‬ ‫حدا معقوال بني‬ ‫أنساقه»‪ ،‬كما تقول دار النشر‪ .‬وتضيف‪« :‬ل��ذا فمن املبرر‬ ‫أن يأتي تأويل هذه الظاهرة ً‬ ‫مبنيا على تعددية أفرزت تلك‬ ‫النصوص السردية املتناثرة هنا وهناك‪ ،‬ولعل هذه النصوص‬ ‫تسهم في إثبات الظاهرة كمستوى مباشر من مستويات‬ ‫تلقيها‪ ،‬قبل محاوالت الغوص في تناولها النقدي‪ ،‬ومن ّثم‬ ‫مساءلتها وكشف عالقاتها» <‬

‫> اسم الكتاب‪« :‬رماد الكتب‪:‬‬ ‫األنساق الخفية في ثقافتنا»‬ ‫> املؤلف‪ :‬د‪ .‬معجب العدواني‬ ‫> الناشر‪ :‬دار االنتشار العربي‬ ‫ بيروت‪ ،‬لبنان‬‫> الصفحات‪ 106 :‬صفحات‬ ‫> سنة النشر‪2015 :‬‬


‫واإليجابي املتعلق باختالف الجنسني الذكر واألنثى‪.‬‬ ‫يعتبر ال�ل�غ��وي��ون أن ال�ت�ق��اب��ل ال�ل�غ��وي ب�ين ال��رب��ح وال�خ�س��ارة‬ ‫ف��ي اللغتني العربية والفرنسية ليس م��ن قبيل ال�ص��دف��ة‪ ،‬أي‬ ‫أن كلمة ال��رب��ح ف��ي الفرنسية ه��ي مذكر وكلمة خ�س��ارة هي‬ ‫مؤنثة‪ ،‬كما أن كلمة مستشفى هي مذكر في اللغتني وكلمة‬ ‫صيدلية ه��ي مؤنثة‪ ،‬لكن األم��ر‬ ‫هنا يتعدى التفسيرات الشعبية‬ ‫اعتقاد شائع ال �ط��ري �ف��ة ال �ت��ي ت �ق��ول إن ال�ج�ن��ة‬ ‫مؤنثة وجهنم مذكر‪ ،‬فالتفسير‬ ‫أن املرأة‬ ‫أع� �م ��ق وأص� �ع ��ب م ��ن ذل � ��ك‪ ،‬ه��و‬ ‫إنسان ال‬ ‫يخرج من حدود اللغة إلى حدود‬ ‫السيميائية‪ ،‬فيفسر علم الداللة‬ ‫يصبح خيرا‬ ‫ه��ذا التقابل اللغوي ب��أن املنطق‬ ‫ال�ف�ل�س�ف��ي ال �ق��دي��م ك ��ان ينسب‬ ‫وأخالقيا‬ ‫للذكورة األشكال املنتصبة بينما‬ ‫إال بسلطة‬ ‫ينسب لألنوثة األشكال املقعرة‪،‬‬ ‫فترتب عبر الوقت تأثير ذلك على‬ ‫خارجية‬ ‫اللغة‪ ،‬أي أن��ه تأثير الثقافي في‬ ‫تضبطه‪،‬‬ ‫تكوين اللغة‪ ،‬قبل أن تصبح هذه‬ ‫أي أن دوافع اللغة هي التي تؤثر على الثقافة‬ ‫وطريقة التفكير‪.‬‬ ‫جنس األنثى ف ��ي ب �ع��ض ال �ل �ه �ج��ات امل�ح�ل�ي��ة‬ ‫ال �س �ع��ودي��ة‪ ،‬ي �ق��ال ع ��ن ع��ائ�ل��ة‬ ‫شريرة وغير زوجة االبن األرحام من معنى‬ ‫ال��رح��م‪ ،‬بينما ي�ق��ال ع��ن عائلة‬ ‫منضبطة‬ ‫زوج البنت األنساب من معنى‬ ‫ال �ن �س��ب‪ ،‬ف��ال �ع�لاق��ة م ��ع زوج ��ة‬ ‫االبن ترتبط برحم املرأة الذي سينجب أبناء يحملون اسم‬ ‫العائلة‪ ،‬بينما العالقة م��ع زوج البنت ه��ي عالقة نسب ال‬ ‫رح��م‪ ،‬فالرجل هو من سيمنح اسمه لألبناء‪ ،‬أي أن رحم‬ ‫امل��رأة (االب �ن��ة) ل��ن ينجب أب�ن��اء يحملون اس��م ه��ذه العائلة‪،‬‬ ‫بل سينسبون السم عائلة أبيهم‪ ،‬يأخذ الفرق هنا سببا‬ ‫ي �ق �ارن الفيلسوف‬ ‫اإلي�ط��ال��ي إم�ب�ي��رت��و إي�ك��و بني‬ ‫توصيفيا فقط‪ ،‬لكنه يبقى مرتبطا بحقيقة اجتماعية‪ ،‬أي‬ ‫جملتي «أنا رجل‬ ‫حر» و«أنا امرأة حرة»‪ ،‬فيقول‬ ‫أن الفرق اللغوي كان بسبب مباشر من الثقافة االجتماعية‪،‬‬ ‫إن العبارة األولى‬ ‫تثير معنى إيجابيا هو أن هذا‬ ‫وه��و سبب واض��ح‪ ،‬بينما في ح��االت لغوية أخ��رى يصبح‬ ‫الرجل ال يقبل ال‬ ‫خنوع والذل ألحد‪ ،‬أي أن وصف‬ ‫السبب غير مباشر وال يسهل تفسيره‪.‬‬ ‫ال�ح��ري��ة عندما‬ ‫عبر ب��ه ال��رج��ل ع��ن نفسه ك��ان له‬ ‫يقول هيدغر الفيلسوف األملاني إن اللغة هي مسكن اإلنسان‬ ‫تفسير إيجابي‪،‬‬ ‫بينما في العبارة الثانية «أنا‬ ‫ومأواه‪ ،‬وهو يعمل عليها بوعي ودون وعي‪ ،‬لصياغة هويته‬ ‫ام � �رأة ح � ��رة»‪ ،‬ف �ه�‬ ‫وإعالنه عن نفسه لآلخرين‪ ،‬تأثير اللغة الثقافي في تشكل‬ ‫�ي ذات وق ��ع س �ل �ب��ي‪ ،‬أي أن من‬ ‫يسمعها سيفسرها‬ ‫صورة نمطية عن الرجل وامل��رأة يصل إلى أن تكون اللغة‬ ‫عان ليست نبيلة‪،‬‬ ‫غالبا بم ٍ‬ ‫مثل معاني حرية‬ ‫جزءا أساسيا من مكونات هوية النوع االجتماعي‪ ،‬واللغة‬ ‫الرجل‪ ،‬فهي عبارة تفسر املرأة‬ ‫على أنها متحررة‬ ‫التي يكرسها أي نظام اجتماعي ذكوري من الطبيعي أن‬ ‫من الضوابط والقيم األخالقية‪،‬‬ ‫أي أن اإلباحية‬ ‫تكون لغة تقلل من شأن امل��رأة وتحدد مجالها في قوالب‬ ‫تصبح هي املعنى املرتبط بالحرية‪،‬‬ ‫عندما ت�ك�ون ح�‬ ‫تفكير جامدة‪ .‬إن سطوة اللغة هي سطوة على النوع اآلخر‪،‬‬ ‫�رة صفة ام� �رأة‪ ،‬بينما ه��ي صفة‬ ‫والتحكم بها هو أداة مهمة للتحكم بطريقة التفكير‪ ،‬إن‬ ‫للعزة عندما يو‬ ‫صف رجل بأنه حر‪ ،‬فلماذا يختلف‬ ‫اللغة هي عملية إنتاج مستمرة ونشيطة‪ ،‬هي تنتج ثقافة‬ ‫املعنى في كلمة ا‬ ‫لحرية عند وصف الجنسني؟ ملاذا‬ ‫مجتمع بكل ما في هذه الثقافة من تقاليد وصور وأنماط‬ ‫يبدو املعنى املرت‬ ‫بط بالر ًجل إيجابيا بينما الذي‬ ‫تفكير‪ ،‬اللغة ال�ت��ي ينتجها اإلن �س��ان ال يملكها ب�ق��در ما‬ ‫يرتبط باملرأة معنى سلبيا‪.‬‬ ‫تملكه‪ ،‬وبالقدر الذي يعتقد فيه العقل البشري قدرته على‬ ‫التحكم باللغة‪ ،‬هي اللغة أيضا تتحكم بعقل اإلنسان فردا‬ ‫وتتحكم باملجال االجتماعي بكل عالمته ودالالته‪ .‬إن الوعي‬ ‫باللغة مسألة ال يمكن أن تقل أهميتها عن الوعي بالحقوق‬ ‫كإنسان هي دواف��ع الخير ال الشر‪ ،‬يعتقد الكثيرون أن هذه التفكير بهذا يجعل املفارقة واضحة ومفهومة أكثر‪ ،‬كما أن وال��واج�ب��ات‪ ،‬ذل��ك ألن اللغة ف��ي مطافها شكل م��ن أشكال‬ ‫تفسيرات مبالغة‪ ،‬لكن التفكير بعبارة «امرأة متحررة»‪ ،‬التي صحة هذه التفسيرات تجيء أيضا من عدم وجود تفسيرات الوجود اإلنساني‪ ،‬وربما كانت أحد أخطر أشكاله تأثيرا‬ ‫دائما ما تجيء بسياق سلبي يراد منه ذم الصفة ال مدحها‪ ،‬أخ��رى تبني السبب ف��ي ه��ذا ال�ف��رق ب�ين وق��ع املعنيني السلبي عليه عبر القرون <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪73‬‬


‫البيئة االجتماعية وثقافة‬ ‫املجتمع هي التي تفسر كلمة‬ ‫واحدة بمعنيني متناقضني فقط‬ ‫الختالف الجنس‪ ،‬يفسر علماء‬ ‫اللغويات وعلماء االجتماع‬ ‫أن هذه املعاني املتناقضة هي‬ ‫نتيجة التصورات السائدة في‬ ‫املجتمع عن الرجل واملرأة‪ .‬إن‬ ‫اللغة نفسها ليست مستقلة‬ ‫ومحايدة وثابتة‪ ،‬كما يعتقد‬ ‫الناس‪ ،‬بل بإمكان اللغة أن‬ ‫تؤدي دور الرقابة وممارسة‬ ‫الكذب واالحتقار‪ ،‬واللغة تعتبر‬ ‫مجاال كبيرا وخطيرا لتفريغ‬ ‫الكبت‪ ،‬فاإلنسان الذي يعاني‬ ‫الكثير من الضغوط يبتكر لغة‬ ‫يفرغ بها هذه الضغوط‪.‬‬

‫معان متناقضة‬

‫سطوة اللغة على هوية املرأة‬ ‫الرياض‪ :‬ملياء سويلم‬ ‫يمكن لإلنسان أيضا أن يجعل م��ن اللغة وسيلة‬ ‫للخصومة والنيل من اآلخر‪ ،‬والحديث هنا ليس عن‬ ‫الكالم املقصود فقط‪ ،‬أي الذي نقصد قوله لآلخرين‬ ‫لكي نؤذيهم‪ ،‬بل الحديث هنا عن اللغة التي تتكون دون وعي‬ ‫اإلنسان عبر الزمان وبطريقة متراكمة‪ ،‬أي أنها تتكون تحت‬ ‫مؤثرات ال يدركها اإلنسان بشكل واضح‪ ،‬فاملجتمعات التي‬ ‫تعطي قيمة خاصة للكرم تحمل لغتها كثيرا من الكلمات عن‬ ‫معنى ال�ك��رم‪ ،‬وسيكون لهذه املعاني استخدامات مستمرة‬ ‫تجعلها أكثر شهرة ورواجا من الكلمات األخرى التي تصف‬ ‫الشجاعة أو الصبر مثال‪ .‬إن الثقافة هي التي تأثر على اللغة‬ ‫وتشكلها‪.‬‬ ‫باملقابل‪ ،‬اللغة مع مرور الوقت هي التي تشكل ثقافة مجتمع‬ ‫ما‪ ،‬وتؤثر على طريقة تفكير أفراد هذا املجتمع‪ ،‬ففي اللهجات‬ ‫املحلية السعودية‪ ،‬كثيرا ما يتم الحديث عن امل��رأة بوصفها‬ ‫مفعوال به ال فاعال‪ ،‬فالتعبير باللهجة املحلية يقول إن الزوج‬ ‫قام بأخذ زوجته معه ملدينة أخ��رى‪ ،‬وهنا تشغل امل��رأة محل‬ ‫املفعول به‪ ،‬ألن زوجها هو الفاعل‪ ،‬بينما في العبارة البديلة‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫يمكن القول إن هذه امل��رأة هي من ذهبت مع زوجها للمدينة‬ ‫األخرى‪ ،‬وبهذا تصبح املرأة في العبارة األخيرة محل الفاعل‬ ‫وليست محل املفعول به‪ ،‬يمكن الستخدام العبارة األولى في‬ ‫اللهجات املحلية أن يكشف عن مدى تأثر اللغة بطبيعة املجتمع‬ ‫وبنوع الثقافة العامة؛ فعدم قيادة امل��رأة للسيارة واحتياجها‬ ‫الدائم لرجل يقودها‪ ،‬كرس وجودها محل املفعول بدل الفاعل‪،‬‬ ‫حتى إن إدراك املرأة لنفسها يصبح تحت‬ ‫هذا التأثير‪ ،‬فالنساء يسألن دائما عن السعوديات يسألن دائما عن الفاعل الذي‬ ‫الفاعل الذي سيحملهن من مكان آلخر‪،‬‬ ‫ع��ن ال �ف��اع��ل ال� ��ذي س�ي�م�ن�ح�ه��ن ال �ق��درة سيحملهن من مكان آلخر‪ ،‬عن الفاعل الذي‬ ‫على الحركة وربما الكالم والقرار بكل‬ ‫سيمنحهن القدرة على الحركة‬ ‫أش�ك��ال��ه‪ ،‬يتضح ع��ام��ل اللغة أي�ض��ا في‬ ‫ح��االت أخ ��رى‪ ،‬تلك ال�ت��ي ال تحتاج بها‬ ‫املرأة من يقودها‪ ،‬ولكنها تستمر في محل املفعول‪ ،‬مثل السفر خ�ي��را وأخ�لاق�ي��ا إال بسلطة خ��ارج�ي��ة تضبطه‪ ،‬أي أن دواف��ع‬ ‫بالطائرة الذي ال تحتاج به لرجل‪ ،‬لكنها تستمر في كون زوجها جنس األنثى هي دواف��ع شريرة وغير منضبطة‪ .‬ه��ذا املثال‬ ‫أو أخيها أو أبيها قد أخذها للسفر‪ ،‬فاللغة هنا تمارس دور يوضح كيف للثقافة أن تغير من املعنى اللغوي بمجرد اختالف‬ ‫املتسلط على املرأة‪ ،‬الذي يحرمها من أن تكون فاعال مستقال الجنس‪ ،‬فصفة الحرية لجنس الذكر تشكل وقعا إيجابيا‪،‬‬ ‫ق��ادرا على الحركة بإرادته‪ .‬إن اللغة التي وصفت الحال كما ألن املجتمع يرى في حرية الرجل قوة إرادة وعزيمة واعتزاز‬ ‫هو أصبح لها مع الوقت األث��ر الكبير في تكريس هذا الحال بالذات‪ ،‬أي أن إرادة الرجل هي إرادة خيرة وأخالقية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فالرجل ال يحتاج لسلطة خارجية تضمن انضباطه‪ ،‬فدوافعه‬ ‫واستمراره‪.‬‬

‫في صفة الحرية التي شكلت انطباعني متناقضني عن املرأة‬ ‫وال��رج��ل‪ ،‬يمكن إدراك تأثير الثقافة على فهم اللغة‪ ،‬فثقافة‬ ‫املجتمع التي تتوجس من كلمة الحرية للمرأة تبطن تصورات‬ ‫سلبية عن املرأة‪ ،‬وعن أن النساء إذا امتلكن إرادة حرة ومستقلة‬ ‫فهن سيقبلن على أمور سيئة ومشينة‪ ،‬وهذا يفسر بالتتابع أن‬ ‫االعتقاد الشائع في هذه الثقافة هو أن املرأة إنسان ال يصبح‬


‫يعرض بمسقط ‪ 30‬و‪ 31‬مايو الحالي ‪ ..‬ويمثل السلطنة في معرض «اإلكسبو ميالن» يوليو القادم‬

‫«ابن بطوطة»‪ ..‬عرض موسيقي غنائي بدار األوبرا السلطانية‬ ‫املحرر الثقافي‬ ‫تستعد دار األوب� ��را السلطانية لتقديم‬ ‫العرض املوسيقي الغنائي الراقص «جناح‬ ‫ال �ت��رح��ال‪ ..‬اب��ن ب�ط��وط��ة»‪ ،‬ي��وم��ي ‪ 30‬و‪31‬‬ ‫مايو (أيار) الحالي‪ ،‬وسيمثل العرض السلطنة في‬ ‫معرض «اإلك�س�ب��و م�ي�لان» يومي ‪ 26‬و‪ 27‬يوليو‬ ‫(تموز) القادم‪.‬‬ ‫يتكون فريق عمل العرض املوسيقي الغنائي الراقص‬ ‫«جناح الترحال‪ ..‬ابن بطوطة»‪ ،‬من املوسيقي وقائد‬ ‫األوركسترا هشام جبر‪ ،‬إنتاج فني وإشراف أحمد‬ ‫أبو زهرة‪ ،‬كتب النص الدرامي سعد القليعي‪ ،‬وكتب‬ ‫أشعاره نادر صالح الدين‪ ،‬أما أشعار لوحة عمان‬ ‫فكتبها الدكتور صالح الفهدي من السلطنة‪ .‬وقامت‬ ‫بتصميم املالبس دينا نديم‪ ،‬أما تصميم املالبس‬ ‫العمانية فقامت ب��ه أم��ل البلوشية م��ن السلطنة‪،‬‬ ‫وتصميم الرقصات واإلخراج لوليد عوني من لبنان‬ ‫ويقوم بدور ابن بطوطة الفنان املصري عبد الرحمن‬ ‫أبو زهرة‪.‬‬ ‫وحسب اإلع�لام��ي والناقد إيهاب مباشر يتناول‬ ‫العرض فكرة السفر وفلسفتها من حيث كونها‬ ‫املكون األه��م في تشكيل ثقافة اإلنسان وتعميق‬ ‫وعيه بما ح��ول��ه‪ ،‬وإض��اف��ة أع�م��ار إل��ى عمره إذ إن‬ ‫ع�م��ر اإلن �س��ان وخ�ب��رات��ه ت�ق��اس ب�م��ا رأى وع��اي��ش‬ ‫وبما ّ‬ ‫مر به من تجارب وما احتك به من خبرات‪،‬‬ ‫وتتخذ من هذا مدخال داعيا إلى السفر إلى سلطنة‬ ‫عمان والتعرف على حضارتها القديمة والتعريف‬ ‫بمعاملها ومدى التحديث والتطوير الذي طرأ عليها‬ ‫ُ‬ ‫مما جعلها إحدى البقاع التي تظهر قدرة اإلنسان‬ ‫على التحدي واملشاركة في دفع الركب اإلنساني‬ ‫إلى األمام نحو التقدم والحضارة‪.‬‬ ‫وملا كان ابن بطوطة ذلك الرحالة‬ ‫ال�ع��رب��ي ال�ق��دي��م ال ��ذي ع��اش‬

‫مشهد من مسرحية «ابن بطوطة»‬

‫في القرن الثامن الهجري‪ ،‬الرابع عشر امليالدي‪،‬‬ ‫هو النموذج األوضح واملثال األجلي الذي تستدعيه‬ ‫ال��ذاك��رة العربية ‪ -‬بل والعاملية ‪ -‬عند الحديث عن‬ ‫السفر والترحال‪ ،‬فقد اتخذ منه بطال لهذا العرض‪،‬‬ ‫مع االستعانة بالحيل الفنية والدرامية الحديثة من‬ ‫أج��ل خلق حالة من التعريف بالبلدان العربية ‪-‬‬ ‫وف��ى القلب منها ُع�م��ان ‪ -‬وك��ذل��ك التعريف بهذا‬ ‫الرحالة الكبير وتقديمه كنموذج لألجيال‪ ،‬كل ذلك‬ ‫بهدف تعريف الجمهور بأن حضارتهم العربية‬ ‫ً‬ ‫شخوصا ومنجزات قد ساهمت أوفر املساهمة‬ ‫ُ‬ ‫في الحضارة اإلنسانية وقامت بدور ال ينكره‬ ‫املنصفون في كل بقاع العالم وعلى مر العصور‪،‬‬ ‫م�م��ا ي�ح�ف��ز األج �ي��ال ع�ل��ى م��واص �ل��ة ه ��ذا ال ��دور‬ ‫واالستمرار في تقديمه‪ .‬وحري بكل إبداع ملتزم‬ ‫يسعى ألن تكون له رسالة‪ ،‬أن يقدم هذه النماذج‬ ‫ويزيل عنها غبار النسيان‪ ،‬فابن بطوطة محمد بن‬ ‫عبد الله بن محمد الطنجي اللواتي ذلك الرحالة‬ ‫ُّ‬ ‫املسلم‪ ،‬ال��ذي ق��دم في كتابه «تحفة النظار‬ ‫ف��ي غ��رائ��ب األم �ص��ار وع�ج��ائ��ب األس �ف��ار»‬ ‫رؤي��ة دقيقة وص��ادق��ة تتعلق بعقائد األمم‬ ‫وسلوكيات الشعوب في كل البالد التي ّ‬ ‫مر‬

‫بها على ح��د ق��ول املستشرق ريجيش بالشير‪،‬‬ ‫وال��ذي يعتبره امل��ؤرخ الروسي «كراتشكوفسكي»‬ ‫آخ � ��ر ج� �غ ��راف ��ي ع ��امل ��ي اع �ت �م��د ع �ل��ى االس� �ت� �ق ��راء‬ ‫واملعايشة العملية‪ ،‬أما املستشرق الياباني ياموتو‬ ‫فيراه منافسا ً‬ ‫قويا للرحالة الغربي ماركو بولو بل‬ ‫ويتفوق عليه من حيث طول املسافة املقطوعة في‬ ‫السفر ومن حيث دقة املعلومات وأهميتها‪.‬‬ ‫لقد أطلقت جمعية كمبردج على ابن بطوطة أمير‬ ‫ال��رح��ال��ة امل�س�ل�م�ين أم��ا ال�ب��اح��ث وع��ال��م الجغرافيا‬ ‫املستشرق أن��دري��ه ميكيل فيصفه ف��ي أح��د كتبه‬ ‫بأنه أعظم رحالة في التاريخ البشري وكذلك العالم‬ ‫األملاني بوركهارت الذي قال إن «ابن بطوطة أعظم‬ ‫رحالة يسجل مذكراته في العصر الوسيط»‪ ،‬من‬ ‫القائمون على هذا العرض أن يتخذوا‬ ‫أجل هذا ارتأى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫من ابن بطوطة وسيلة وهدفا في ذات الوقت‪ ،‬فهو‬ ‫وسيلة للحديث عن السفر ومعالم البالد العربية‬ ‫ٌ‬ ‫وح�ض��ارت�ه��ا ال�ح��دي�ث��ة وال �ت��روي��ج ل�ه��ا‪ ،‬وه��و ه��دف‬ ‫ ارت��أوا أيضا أن ال��واج��ب القومي يدعو إل��ى ذكر‬‫مآثره وفضله كأحد آباء علم التاريخ والجغرافيا‬ ‫واالجتماع والعمران ورائد أدب الرحالت والسيرة‬ ‫الذاتية في العالم <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪71‬‬


‫األلفية الثالثة‪ ،‬حيث شهدت الساحة طفرة روائية‬ ‫ال سابق لها‪ .‬فمنذ عام ‪ 2001‬وملدة خمس سنوات‬ ‫ً‬ ‫تقريبا ما معدله نصف ما‬ ‫تالية أصدر السعوديون‬ ‫أنتجوه في تاريخهم من أعمال روائية‪ .‬فمنذ صدور‬ ‫رواية «التوأمان» لعبد القدوس األنصاري‪ ،‬وهو أول‬ ‫عمل روائي في السعودية عام ‪ .1930 - 1349‬حتى‬ ‫نهاية عام ‪ 2009‬بلغ عدد الروايات نحو ‪ 574‬رواية‪.‬‬ ‫وكانت الفترة من ‪ 1991‬حتى ‪ ،2000‬قد وصل اإلنتاج‬ ‫الروائي فيها إلى ‪ 98‬رواي��ة فقط‪ .‬لكن خالل الفترة‬ ‫بني عامي ‪ 2001‬حتى ‪ 2006‬شهدت ص��دور نحو‬ ‫‪ 206‬رواي� ��ات‪ .‬وه ��ذه اإلح �ص��اءات بحسب ال��دراس��ة‬ ‫الهامة التي وضعها في ثالثة أجزاء الباحث والقاص‬ ‫السعودي خالد اليوسف‪ ،‬تحت اسم «معجم اإلبداع‬ ‫األدبي في اململكة العربية السعودية‪ :‬دراسة تاريخية‬ ‫ببلوغرافية ببلومترية»‪.‬‬ ‫خالل الطفرة الروائية السعودية‪ ،‬برز عدد من الروايات‬ ‫التي تمكنت من اقتحام «التابو» الجنسي‪ ،‬وتراوحت‬ ‫حدة هذا «االقتحام» بني توظيف الجنس لغة ومعنى‬ ‫ضمن الرواية‪ ،‬وبني إقحامه بفجاجة وفظاظة وبشكل‬ ‫متعسف وصادم‪.‬‬ ‫يعود ال��روائ��ي ع��ادل الحوشان‪ ،‬للحديث عن الحالة‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا‬ ‫السعودية‪ ،‬بالقول‪« :‬ف��ي األدب السعودي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُالرواية أو معظم ما كتب منها‪ ،‬فأعتقد أن املوضوع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شكليا ال أدب� ً�ي��ا وال ف�ن��ي��ا‪ ،‬بمعنى أن الجسد‬ ‫أخ ��ذ‬ ‫ّ‬ ‫مصنعة وم�ج��رد فخّ‬ ‫ت��م تحويله إل��ى م��ادة صمغية‬ ‫داخل بعض القصص والحكايات واألشخاص أفقده‬ ‫قيمته األدبية وأخذه إلى منحى التابوهات واملحرمات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتعمدة أي أنه أصبح م��ادة هشة ومستقلة عن أي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حكاية‪ ،‬موضوعا فاسدا إلعطاء انطباع وهمي حول‬ ‫ً‬ ‫الكاتب والعمل بصفته ً‬ ‫وقادرا على التعبير عن‬ ‫حرا‬ ‫حالة اجتماعية وثقافية وأدبية»‪.‬‬ ‫الروائي السعودي يحيى إمقاسم‪ ،‬مؤلف رواية «ساق‬ ‫الغراب»‪ ،‬يتناول في حديثه لـ«املجلة» التجارب الروائية‬ ‫ً‬ ‫السعودية‪ ،‬قائال‪« :‬إن الحديث عن تجارب محلية في‬

‫كتابة ال��رواي��ات أو النصوص األدب�ي��ة التي يمكن أن‬ ‫تتضمن (أدبا إيروتيكيا)‪ ،‬هو من قبيل الحديث غير‬ ‫مستند إلى حقيقة قائمة‪ ،‬فهذا األدب تعدد حضوره‬ ‫في التجارب العربية الطفلة‪ ،‬وه��ي الكتابات األول��ى‬

‫عادل الحوشان‪:‬‬ ‫بعض الروايات السعودية‬ ‫شكليا ال ً‬ ‫ً‬ ‫أدبيا‬ ‫تناولت الجنس‬ ‫وال ً‬ ‫فنيا بمعنى أن الجسد‬ ‫تم تحويله إلى مادة صمغية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصنعة ومجرد فخ داخل بعض‬ ‫القصص والحكايات واألشخاص‬

‫ً‬ ‫فمثال في الشعر العربي‪ ،‬وقبل اإلسالم‪ ،‬نقرأ تجارب‬ ‫مختلفة عن الصور الواضحة لدرجة اإلباحية التي‬ ‫ت�ك��ون ج��وه� ً�را للعمل األدب� ��ي‪ ،‬وه ��ذا ظ�ه��ر أول م��رة‬ ‫في الشعر‪ ،‬ثم توالت الكتب القائمة في موضوعها‬ ‫ومضمونها على ه��ذا الجانب الخفي وال�س��ري في‬ ‫ً ّ‬ ‫حاليا إال ما ندر»‪.‬‬ ‫التجربة الكتابية العربية‬ ‫يضيف‪« :‬ما في تجاربنا العربية فال يحضرني مثل‬ ‫هذا التيار مهما قيل عن تجربة محمد شكري التي‬ ‫تعد أول سردية عربية حديثة تتجاوز الغلق والتخفي‬ ‫ف��ي عمله الشهير (الخبز ال�ح��اف��ي)‪ ،‬فرغم شجاعة‬ ‫الطرح عند مواقع جارحة فإن العمل يظل في دائرة‬ ‫كتابة الحكاية الخاصة لتكون رواية الحياة األليمة التي‬ ‫تكاد دهشتها فريدة وعنوانها محمد شكري فقط‬ ‫دون األسماء الكبيرة في الرواية العربية»‪.‬‬ ‫وعن األعمال امللحية في السعودية‪ ،‬يقول إمقاسم‪:‬‬ ‫«إن هذه التجارب ينطبق عليها ما ينطبق على ذكرته‬ ‫عن (الخبز الحاف)؛ إذ ال تذهب تلك األعمال أبعد من‬ ‫محاولة توظيف الجنس كعامل محرك أو عنصر يهم‬ ‫الحدث الخادم للعمل في أي موقع منه‪ ،‬وهذه املحاوالت‬ ‫تخضع ملشارط األدوات النقدية‪ ،‬سواء كانت ناجحة‬ ‫أو خذلت كاتبها‪ ،‬والذي يظهر أن التجارب التي اتخذت‬ ‫من تلك الخطوط املحذورة عالمة فارقة‪ ،‬هي تجارب‬ ‫متقدمة وصارت من الشواهد املعروفة فيما قدمته‬ ‫داخل املشهد الروائي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي��وض��ح إم�ق��اس��م‪ ،‬ق��ائ�لا‪« :‬ح�ين نتناول م�ث�لا‪ ،‬رواي��ة‬ ‫عبد الله ب��ن بخيت (ش��ارع العطايف) اعتمدت في‬ ‫املقام األول على الذاكرة واستنهاض املناطق املعتمة‬ ‫ولم تذهب ً‬ ‫بعيدا إلى درجة اإلثارة واستقطاب النظر‬ ‫املتلهف لتلك الكتابات الحميمة‪ ،‬وكذا (ترمي بشرر)‬ ‫لعبده خال‪ ،‬التي تحتمل وحشة روحية كاسرة أكثر‬ ‫منها إباحية مفرطة كما يقرأ البعض‪ ..‬وبذلك أحاول‬ ‫ً‬ ‫روائيا عن التجربة‬ ‫تأكيد أن األدب اإليروتيكي يغيب‬ ‫املحلية ولم يكن في املتناول الكتابي‪ ،‬سواء من حيث‬ ‫املوضوع أو الهدف» <‬

‫املرأة يف الرتاث العربي‪ ..‬تدفئ الضجيع وتروي الرضيع‬ ‫ح�ين يتصفح امل��رء ت��راث األج ��داد ال�ع��رب السالفني‪،‬‬ ‫على نحو «طوق الحمام»‪ ،‬و«املستطرف في كل فن‬ ‫مستظرف»‪ ،‬و«امللل والنحل»‪ ،‬وغيرها فإنه لن يجد‬ ‫فقط ثمة فحولة طاغية صاغت تراث العرب‪ ،‬ولكنه‬ ‫سيجد أن صورة األنثى في تراثهم لم تكن أكثر من‬ ‫«متاع» للذة والخدمة‪ .‬فقد كان العرب يعددون صفات‬ ‫املرأة حني يطلبونها للزواج أو ينصحون «باقتنائها»‬ ‫باعتبارها «ملساء القدمني‪ ،‬ردم��اء الكعبني‪ ،‬ناعمة‬ ‫الساقني‪ ،‬ضخماء الركبتني‪ ،‬لفاء الفخذين‪ ،‬ضخمة‬ ‫ال ��ذراع�ي�ن‪ ،‬رخ�ص��ة ال�ك�ف�ين‪ ،‬ن��اه��دة ال �ث��دي�ين‪ ،‬ح�م��راء‬ ‫ال �خ��دي��ن‪ ،‬ك �ح�ل�اء ال�ع�ي�ن�ين زج� ��اء ال �ح��اج �ب�ين‪ ،‬مل�ي��اء‬ ‫الشفتني‪ ،‬بلجاء الجبني‪ ،‬شماء العرنني‪ ،‬شيناء الثغر‪،‬‬ ‫مكحولة الشعر‪ ،‬غيداء العنق‪ ،‬مكسرة البطن»‪.‬‬ ‫على نحو ما وصفها أعربي من «غطفان» لعبد امللك‬ ‫بن مروان حني استرشده عن صفة أحسن النساء‪،‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫وهي صفات قريبة للحصان في زمانهم ولسيارة‬ ‫من طراز «الندكروزر» في زماننا‪ ..‬وربما لهذا السبب‬ ‫اندفع بعض العرب اليوم لتسمية سياراتهم الفاخرة‬ ‫والفخمة بأسماء ممثالت عربيات‪.‬‬ ‫وكان الحجاج يبحث لعبد امللك بن مروان عن «فتاة‬ ‫جميلة م��ن ب�ع�ي��د‪ ،‬مليحة م��ن ق��ري��ب»‪ ،‬ف�ك�ت��ب إليه‬ ‫الحكم بن أيوب أني قد ظفرت بما طلبت لوال «عظم‬ ‫ثدييها» (!!)‪( ..‬وكأن مندوب الحجاج ال يعرف ّ‬ ‫سر‬ ‫السيلكون) (!!) فكتب إليه أمير ال�ع��راق‪« :‬ال يكمل‬ ‫حسن املرأة حتى يعظم ثدياها (!!)‪ ..‬فتدفئ الضجيع‬ ‫وتروي الرضيع‪.»..‬‬ ‫وك��ان العرب (حتى قبل اخ�ت��راع التلفزيون امللون)‬ ‫ذوي خبرة في ألوان الطيف النسائي‪ ،‬فتارة يريدونها‬ ‫حمراء‪ ،‬وتارة صفراء‪ ،‬وأخرى بيضاء‪ ،‬مع العلم بأن‬ ‫السمرة هي السمة الغالبة على السحنات العربية‪،‬‬

‫فمن أين يطلبون الحمراء؟!‪ ،‬وهذا قبل أن يستبدلوها‬ ‫بشقراء‪.‬‬ ‫وال ش ��ك أن ال �ك �ث �ي��ر م �م��ا ن� �ج ��ده ف ��ي ك �ت �ب �ه��م م��ن‬ ‫إسهاب مفرط في صفات الحمراوات والبيضاوات‬ ‫وال �ص �ف��راوات (ال �ش �ق��راوات) ل��م يكن س��وى م��ا كان‬ ‫ي�ع��رض ف��ي األس ��واق وي�ب��اع ف��ي ت�ج��ارة ال��رق�ي��ق من‬ ‫فتيات يجلبهن النخاسة من البالد املتاخمة للثغور‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ف �ف��ي «امل� �س� �ت� �ط ��رف» أن ال �ح��ال �ي��ة ال �ح �س �ن��اء (ف��ل‬ ‫أوتوماتيك) تتلون بلون الشمس‪ ،‬فهي (بالضحى‬ ‫ب�ي�ض��اء‪ ،‬وب��ال�ع�ش��ي ص �ف��راء)‪ ،‬وأن (ال��وج��ه الرقيق‬ ‫البشرة الصافي األدي��م إذا خجل يحمر‪ ،‬وإذا فرق‬ ‫يصفر‪ ..‬على نحو قول ذي الرمة‪:‬‬ ‫بيضاء ص�ف��راء ق��د تنازعها ل��ون��ان م��ن فضة ومن‬ ‫ذهب‪.‬‬


‫امرأة تقرأ كتاب (ال تموت من اجلي) صدر منتصف شهر ابريل‬ ‫املاضي في بيرو ويجمع ‪ 25‬رسالة اعتذار من واقع الحياة عن‬ ‫افعال مسيئة لرجال إلى شركائهم من النساء (غيتي)‪.‬‬

‫الرئيسي في تناولها كموضوع‪ .‬فقد ّ‬ ‫عبرت عن كل‬ ‫ح��االت اإلن �س��ان م��ن ال�ح��ب وح�ت��ى ال�خ��وف وال�ح��رب‬ ‫والرعب»‪.‬‬ ‫يعيد القاص والكاتب السعودي البارز جبير املليحان‪،‬‬ ‫في حديثه لـ«املجلة»‪ ،‬ظهور الجنس تعبير أدبي إلى‬ ‫ملحمة غلغامش املشهورة‪ ،‬حيث ظهر الجنس كمكون‬ ‫فاعل في تحويل اإلن�س��ان من نمط بدائي إل��ى آخر‬ ‫أكثر تطورا‪ ،‬كما هي قصة (أنكيدو) املعروفة‪ ،‬ومرورا‬ ‫بالشعوب الشرقية القديمة التي كان الجنس عندها‬ ‫رمزا للخصوبة‪ ،‬والتعايش؛ حيث املرأة مانحة الحياة‬ ‫على األرض‪ .‬وق��د تفنن اإلن�س��ان الشرقي بالتغزل‬ ‫بالجسد ومفاتنه في مدوناته التي كتبها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقول املليحان‪« :‬لقد رف��ض اإلس�لام الرهبنة‪ ،‬وأط��ر‬ ‫الغريزة الجنسية‪ ،‬وح��دد تصريفها ب��ال��زواج‪ ،‬وأعد‬ ‫للمؤمنني املتعة واللذة في الجنة‪ .‬كما أخذت الكتابات‬ ‫الجنسية مكانة كبيرة في الثقافة العربية اإلسالمية‬ ‫مثل كتابات الجاحظ والنفراوي والسيوطي وغيرهم‪.‬‬ ‫ومع تعقد الحياة في املجتمعات العربية‪ ،‬وانتكاسات‬ ‫حركاتها السياسية التي لم تستطع أن تحرر اإلنسان‬ ‫العربي من نسق عالقاته القديمة املرتبطة بأنماط‬ ‫وم�ف��اه�ي��م م �ح��ددة‪ ،‬وت��رب �ط��ه بتفكير ع�ل�م��ي منتج‪،‬‬ ‫انعكس كل ذلك على وسائل تعبيره‪ ،‬خاصة األدبية‪،‬‬ ‫ب��اع�ت�ب��اره��ا ان�ع�ك��اس��ا ل�ل��واق��ع امل �ع��اش ال ��ذي ال يتيح‬ ‫طالقة اإلب��داع بشكل يعكس تناقضات ال��واق��ع‪ ،‬بما‬ ‫فيها العالقات الجنسية‪ ،‬وقد انعكس ذلك بشكل جلي‬ ‫على املرأة باعتبار أن واقعها يحشرها في خانة أدنى‪،‬‬ ‫ويجعلها تابعا معرضا إلى صنوف العنف اللفظي‬ ‫والجسدي‪ .‬ولذلك فإن التعابير السردية التي تتناول‬ ‫ال�ج��ان��ب املتعلق بجسد امل ��رأة ‪ -‬غ��ال�ب��ا إن�م��ا تصور‬ ‫استالبها بشكل أو بآخر‪ ،‬غير أن هناك من يتجاوز‬ ‫ذلك إلى التعبير بشكل متمرد‪ ،‬عبر السرد الوصفي‬ ‫الجنسي املباشر»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن الناقد والشاعر السعودي محمد الحرز‪ ،‬له رأي‬ ‫مخالف‪ ،‬فهو يقول لـ«املجلة»‪« :‬األدب اإليروتيكي لم‬ ‫يتحول إل��ى أدب قائم بذاته‪ ،‬له نظرياته ومناصريه‬

‫وكتابه إال مع قيم الحداثة وانتشارها في املجتمعات‬ ‫ال �غ��رب �ي��ة‪ ،‬خ �ص��وص��ا ف ��ي ال �ع �ق��د األول م ��ن ال �ق��رن‬ ‫العشرين»‪.‬‬ ‫يضيف الحرز‪« :‬لقد جاءت الحركات النسوية كظاهرة‬ ‫للتعبير عن تحرر األدب اإلب��اح��ي من سلطة األدب‬

‫محمد الحرز‪:‬‬ ‫األدب اإليروتيكي لم‬ ‫يتحول إلى أدب قائم بذاته‬ ‫له نظرياته ومناصروه‬ ‫وكتابه إال مع قيم الحداثة‬ ‫وانتشارها في املجتمعات‬ ‫الغربية خصوصا في العقد‬ ‫األول من القرن العشرين‬

‫الذكوري البطريكي الذي كان ال يرى في املرأة سوى‬ ‫جسدها اآلث��م والخطيئة الكبرى ال��ذي ينبغي على‬ ‫الرجل استثماره واستغالله ألهوائه ورغباته ونزواته‪،‬‬ ‫حيث ظل هذا األدب الذكوري يفصل فصال تعسفيا‬ ‫كيان املرأة وروحها ونفسيتها عن جسدها ويحتفي‬ ‫فقط بالجنس باعتباره واحدا من ممتلكات الرجل‪،‬‬ ‫يدعمه م��وروث تاريخي مسيحي ي��رى ف��ي مقاربة‬ ‫جسد املرأة أثما وخطيئة»‪.‬‬ ‫ل �ك��ن م� ��اذا ع��ن ال �ت ��راث اإلس�ل�ام ��ي؟‪ ،‬ي�ج�ي��ب ال �ح��رز‪:‬‬ ‫«على الرغم من أن املوروث اإلسالمي في نصوصه‬ ‫األساسية لم ينظر للمرأة مثل ما نجدها في النظرة‬ ‫املسيحية‪ ،‬فإن املرأة في امل��وروث اإلسالمي لم تحظ‬ ‫بأكثر مما حظيت به في املوروث املسيحي»‪.‬‬ ‫ل�ك� ّ�ن‪ ،‬م��ا ه��و دور الحداثة ف��ي تحرير ه��ذا ال�ن��وع من‬ ‫األدب؟‪ ،‬يجيب ال �ح��رز‪« :‬ق�ي��م ال �ح��داث��ة ح ��ررت امل��رأة‬ ‫وك��ان األدب اإليروتيكي معبرا بقوة عن أفكار هذا‬ ‫التحرر‪ ،‬حيث برزت أصوات نسائية في السرد األدبي‬ ‫والنظريات الفكرية جميعها ترى إلى الجنس كقوة‬ ‫بيد املرأة تستطيع من خالله أن تستعيد حقوق املرأة‬ ‫املهضومة بيد الرجل‪ .‬لذلك يتم تصوير الجنس في‬ ‫ه��ذا األدب على أن��ه قيمة ال تنفصل ع��ن قيمة امل��رأة‬ ‫االجتماعية والروحية والنفسية‪ .‬وعليه ال ترى وصفا‬ ‫مبتذال للجنس في أغلب رواي��ات األدب اإليروتيكي‪،‬‬ ‫ف��دائ�م��ا م��ا ي��أت��ي ال��وص��ف بلغة شعرية ذات مخيلة‬ ‫خصبة‪ ،‬هدفها األول واألخ�ي��ر توظيف الجنس في‬ ‫دعم حقوق اإلنسان وباألخص حقوق املرأة»‪.‬‬ ‫ل �ك� ّ�ن م ��اذا ع��ن األدب اإلي��روت �ي �ك��ي ف��ي دائ� ��رة األدب‬ ‫العربي‪ ،‬هل حقق شيئا من هذا القبيل؟‪ ،‬يجيب الحرز‪:‬‬ ‫«لألسف ال‪ .‬فاألدب اإلباحي هو السائد في األغلب‪،‬‬ ‫فما دام الرجل لم يتحرر من ثقافته الذكورية عن املرأة‪،‬‬ ‫فأن املرأة هي كذلك رازحة تحت نير هذه الثقافة‪ .‬بل‬ ‫هناك ‪ -‬ويا للمفارقة ‪ -‬من النساء في أدبها وفكرها‬ ‫ذكورية أشد من أعتى الرجال ذكورية»‪.‬‬ ‫ف��ي ال �ت �ج��رب��ة ال �س �ع��ودي��ة‪ ،‬ت �ص��درت ال ��رواي ��ة ح��رك��ة‬ ‫اإلب � ��داع ف��ي امل�ش�ه��د ال�ث�ق��اف��ي ال �س �ع��ودي م�ن��ذ ب��داي��ة‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪69‬‬


‫كتب الجنس بني قدماء العرب ومعاصريهم‬

‫ً‬ ‫األدب «اإليروتيكي» عربيا‪ :‬الحديث في املمنوع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لم يكن الحديث عن الجنس في التراث العربي فسقا‪ ،‬فقد كان أدب العرب منذ القدم‪ ،‬كما تاريخهم‪ ,‬حافال بالقصص‬ ‫واألساطير الجنسية التي أبرزت تناول املنتجات األدبية الجنس بحرية (ربما) تفوق ما يتناوله الناس في هذا الوقت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والكثير من هذه املؤلفات تناولت الجنس ليس بشكل عرضي أو ثانوي‪ ،‬أو باعتباره رديفا للعشق والغزل‪ ،‬بل بأسلوب‬ ‫تعليمي (أكاديمي) وتثقيفي وترفيهي محض‪ ،‬كما في كتاب ّ‬ ‫نزهة الخاطر»‪ ،‬الذي ألف خالل الفترة من‬ ‫«الروض العاطر في‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫‪ 1434 - 1410‬ميالدية‪ ،‬الطبيب والفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد النفراوي‪ ،‬وقد كتب هذا الكتاب أصال لتطوير كتاب آخر‬ ‫لنفس املؤلف يحمل اسم «تنوير الوقاع في أسرار الجماع»‪.‬‬ ‫الخلفاء والسالطني‪ ،‬وبعضها ظل حبيس املقتنيات‬ ‫الدمام‪ :‬ميرزا الخويلدي‬ ‫الخاصة‪ ،‬ويحفظ مع الودائع‪.‬‬ ‫وبعض الكتب التي حفل بها التراث العربي‪ ،‬يستعصي‬ ‫إذا ك��ان��ت بعض الكتب كتبت ف��ي التثقيف اليوم عرضها على أرفف املكتبات العامة‪ ،‬كما يصعب‬ ‫الجنسي‪ ،‬فإن معظمها جرى تأليفه لتسلية اقتناؤها وتداولها‪ ،‬وفي أغلب عناوينها ما يمكن أن‬ ‫القلوب الحائرة‪ ،‬وتحفيز األعضاء املترهلة‪،‬‬ ‫واستنهاض همم أعناها االرتخاء‪ ،‬وعملت على ّ‬ ‫دب‬ ‫ٍ‬ ‫أجساد خاوية‪ .‬من بني تلك الكتب‪ :‬كتاب‬ ‫الحياة في‬ ‫ٍ‬ ‫«الباه» للرازي‪ ،‬وكتاب مرطوس الرومي في «حديث‬ ‫الباه»‪ ،‬وكتاب «العرس والعرائس» للجاحظ‪ ،‬وكتاب‬ ‫«ال�ق�ي��ان» ألب��ن ح��اج��ب ال�ن�ع�م��ان‪ ..‬وال�ك�ت��اب الشهير‪:‬‬ ‫«رجوع الشيخ إلى صباه»‪ ..‬وهو كتاب شهير في «‪..‬‬ ‫القوة على الباه» كما يصفه مؤلفه «عالم الدهر وواحد‬ ‫العصر‪ُ ،‬ترجمة حجة املناظرين‪ ،‬وبهجة الناظرين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تكل ٌم في كل ّ‬ ‫فن كما شاء‪ ،‬الفاضل املولى أحمد‬ ‫من له‬ ‫الشهير بابن كمال باشا» كما جاء على غالف الكتاب‪،‬‬ ‫عن مؤلفه املتوفى سنة ‪940‬ه (‪1519‬م)‪ ،‬ويقال إن‬ ‫السلطان سليم خ��ان ك��ان قد أش��ار إليه بترجمة أو‬ ‫تأليف هذا الكتاب‪ .‬وعلى الرغم من أن مؤلفه حاول أن‬ ‫يشرح قصده من تأليف هذا الكتاب (اإلباحي) بقوله‬ ‫إنه لم يقصد به «املمتع الذي يرتكب به املعاصي‪ ..‬بل‬ ‫قصدت إعانة من قصرت شهوته على بلوغ أمنيته‬ ‫يحيى إمقاسم‪:‬‬ ‫في الحالل»‪ ،‬إال أن الكتاب ما زال بعد أكثر من نحو‬ ‫ّ‬ ‫‪ 500‬عام من تأليفه يطبع ويتداول‬ ‫بالسر تارة وبالعلن في الرواية السعودية ال يذهب‬ ‫ت��ارة أخ��رى‪ ،‬ويشق طريقه ملخادع ال��رج��ال والنساء‬ ‫قبل أن يعرفوا األدوي��ة واألع�ش��اب املقوية (للباه) أو أبعد من محاولة توظيف الجنس‬ ‫ً‬ ‫امل��داوي��ة ل �ـ«االس �ت��رخ��اء»‪ ،‬ف�ض�لا ع��ن اك�ت�ش��اف‬ ‫دواء كعامل محرك‪ ..‬والتجارب التي‬ ‫العصر والزمان (الفياغرا) الذي صبغ غرف البؤساء‬ ‫بلونه األزرق‪.‬‬ ‫اتخذت من تلك الخطوط املحذورة‬ ‫وإذا ك��ان��ت ك�ت��ب ال�ق�ص��ص امل��اج �ن��ة وم�ع�ه��ا الشعر‬ ‫ينتجها النخبة والصعاليك على حد سواء‪ ،‬ففي الغالب عالمة فارقة هي تجارب متقدمة‬ ‫فإن عشرات الكتب التي ألفت في قضايا الجنس والباه‬ ‫وسرد وصارت من الشواهد املعروفة‬ ‫ومعالجة العجز ووص��ف األعشاب واألدوي��ة‬ ‫ال�ق�ص��ص امل�ه�ي�ج��ة وامل �ث �ي��رة‪ ،‬كتبها ع�ل�م��اء ب ��ارزون فيما قدمته داخل املشهد الروائي‬ ‫وأطباء البالط‪ ،‬وكان الكثير من هذه الكتب موجه إلى‬ ‫‪68‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫ٌ‬ ‫علماء بارزون‬ ‫يخدش الحياء بلغة اليوم‪ .‬وقد كتبها‬ ‫ً‬ ‫كثيرا ف��ي ه��ذا الباب‪،‬‬ ‫وم��ن أب��رز العلماء ال��ذي��ن أل�ف��وا‬ ‫اإلم��ام ج�لال الدين السيوطي (ت ‪911‬ه)‪ ،‬حيث ألف‬ ‫وح ��ده أك �ث��ر م��ن ع�ش��ري��ن ك�ت� ً�اب��ا ف��ي ف �ن��ون الجنس‬ ‫وفوائده ون��وادره وطرائفه ومغامراته‪ ..‬بينها كتاب‬ ‫الحالل»‪ ،‬وفي هذا الكتاب‬ ‫«رشف الزالل من السحر ً‬ ‫العجيب يتناول سيرة ‪ 21‬عاملا يروي كل واحد منهم‬ ‫وصف ليلته األولى بعد الزواج‪ .‬وكتابه اآلخر «ضوء‬ ‫الصباح في لغات النكاح»‪ ،‬وكتابه «اإلفصاح في أسماء‬ ‫النكاح»‪ ،‬وكتابه الطريف «اليواقيت الثمينة في صفات‬ ‫السمينة»‪ ،‬وكتابه «األيك‪ »...‬واآلخر «نواضر األيك‪.»...‬‬ ‫وم ��ن ال �غ��ري��ب أن ي��أت��ي أح ��د ل �ك��ي ي�ع�ت�ب��ر أن األدب‬ ‫ً‬ ‫االب ��اح ��ي م�ه�م��ا ك ��ان ص ��ارخ ��ا أو ف��اض� ً�ح��ا؛ ي��رم��ز‬ ‫ل�ع�ص��ر «االن � �ح �ل�ال»‪ ،‬وه ��و ع �ص��ر اف �ت��راض��ي يلقي‬ ‫عليه املحافظون أردان عجزهم عن التأقلم أو الفهم‬ ‫يعتبر أحد‬ ‫للزمان ال��ذي يعيشون فيه‪ .‬واألغ��رب أن ّ‬ ‫أن هذا النوع من األدب «وافد» من الغرب املنحل!‪ ،‬ألن‬ ‫الحقيقة أن هذا الشكل من التعبير الزم اإلنسان ً‬ ‫قديما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مستعرا في تراث العرب أكثر‬ ‫وحديثا‪ ،‬بل ربما كان‬ ‫حاضرهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫اآليروسية‪ ،‬هي لغة قديمة‪ ،‬عرفتها‬ ‫ـ«اإليروتيكية»‪ ،‬أو‬ ‫ف‬ ‫البشرية منذ عرفت وسائل التعبير‪ ،‬وهي ترمز في‬ ‫ّ‬ ‫الحب‬ ‫الحضارة اإلغريقية القديمة إلى «آي��روس» إله‬ ‫والرغبة والخصوبة‪ ،‬وتستخدم ف��ي الثقافة للداللة‬ ‫ع�ل��ى األدب الجنسي وال �ج �س��دي‪ .‬وه��ي ل�غ��ة ظهرت‬ ‫ل�ي��س ف�ق��ط ع�ب��ر ال �ك �ت��اب��ات األدب� �ي ��ة‪ ،‬وأش �ع��ار ال�غ��زل‬ ‫والعشق واالفتتان‪ ،‬بل في املالحم واألساطير التي‬ ‫كانت املرأة وصراعات العشق والخيانة تدور حولها‪،‬‬ ‫وعبر ال��رس��وم��ات والنقوش والتماثيل التي أظهرت‬ ‫فتنة الجسد‪.‬‬ ‫الكاتب والناشر وال��روائ��ي السعودي املعروف عادل‬ ‫الحوشان‪ ،‬مؤلف رواي��ة «مساء يصعد ال��درج»‪ ،‬قال‬ ‫لـ«املجلة»‪« :‬اإليروتيكية هي جزء من ثقافة الشعوب‬ ‫ً‬ ‫عموما بصرية‬ ‫منذ بدء البشرية‪ ،‬في الفنون واآلداب‬ ‫وشفهية ومدونة ومكتوبة‪ ،‬تبقى سياقاتها هي املحكّ‬


‫ً‬ ‫مطالبا بحماية التراث الشفهي اإلنساني الذي تمثله هذه الساحة‪،‬‬ ‫الفرنسية‬ ‫وه��و ما دف��ع الـ«يونيسكو» لتبني مبادرته‪ ،‬وطلبت منه كتابة نص إعالن‬ ‫الساحة ضمن التراث الشفوي اإلنساني‪.‬‬ ‫يعتبر غويتيسولو أن ساحة جامع الفنا «ليست موئال للذاكرة الشعبية‬ ‫ً‬ ‫فضاء للتراث الشفهي فحسب‪ ،‬وهي ليست متحفا إلنسان يعشق‬ ‫وليست‬ ‫القديم‪ ،‬بل إنها أيضا أفق املستقبل‪ ،‬مستقبل مراكش الذي يتطلع إليه سكان‬ ‫املدينة بكل اآلمال واألماني‪ .‬فاملدينة بغير الساحة ال أهمية لها»‪.‬‬ ‫ترجع تسمية ساحة جامع الفنا إلى الحجر املرابطي الذي اكتشفت أنقاضه‬ ‫تحت جامع الكتبية‪ .‬وهي تسمية تعود لقرون خلت‬ ‫ح��ي��ث ع��ه��دت ال���دول���ة ال��س��ع��دي��ة ف���ي امل��غ��رب‪،‬‬ ‫و«الفنا» يعني الفناء أو الساحة‪ .‬وترتبط‬ ‫ساحة الفنا بتأسيس مدينة مراكش‬ ‫سنة (‪ 1071 - 1070‬للميالد)‪،‬‬ ‫حيث بنيت ساحة «الفنا» في‬ ‫ع��ه��د ال��دول��ة امل��راب��ط��ي��ة خ�لال‬ ‫ال����ق����رن ال���خ���ام���س ال��ه��ج��ري‬ ‫كنواة للتسوق لكن أهميتها‬ ‫تزايدت بعد تشييد مسجد‬ ‫ال��ك��ت��ب��ي��ة ب���ع���د ق����راب����ة ق���رن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واسعا‬ ‫كامل‪ .‬وكانت مكانا‬ ‫اس��ت��غ��ل��ه ال��س�لاط�ين واألم����راء‬ ‫الس��ت��ع��راض ج��ي��وش��ه��م قبيل‬ ‫االن����ط��ل�اق مل���ع���ارك ت��وح��ي��د امل���دن‬ ‫وال��ب�لاد امل��ج��اورة وكذلك في حروب‬ ‫االستقالل <‬ ‫وجبة من الوجبات املغربية التي تباع في ساحة الفنا‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪67‬‬


‫كتب‪ :‬ميرزا الخويلدي‬ ‫م ��ا ي �م �ي��ز ه� ��ذه ال �س ��اح ��ة‪ ،‬أن �ه��ا ل �ي �س��ت م�ع�ل� ً�م��ا‬ ‫سياحيا تم إنشاؤه لكي يصبح ً‬ ‫ً‬ ‫رمزا ملدينة أو‬ ‫دول��ة‪ ،‬ولكنها حاضنة للتراث والثقافة املحلية‬ ‫نمت وتراكمت على مدى ‪ 9‬ق��رون من الزمان لتعبر عن‬ ‫الزمان واملكان وعن التاريخ والحاضر وعن تراث القدماء‬ ‫وتراث املعاصرين‪ ،‬ولذلك فهذه الساحة هي تعبير ثقافي‬ ‫ً‬ ‫مسرحا للفرجة‪ .‬هي‬ ‫أكثر من كونها سوقا للتجارة أو‬ ‫ليست مجرد س��وق للبيع‪ ،‬أو مساحة لعرض البضائع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متنفسا للسياح‪ ،‬هي تضم كل ذلك‬ ‫أو ملتقى للزوار‪ ،‬أو‬ ‫ضمن أيقونة تمزج الثقافة والتراث والتاريخ والحضارة‬ ‫ً‬ ‫والفلكلور والتعبير البصري واللغة السردية‪ ،‬لتقدم شكال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وملحميا للمشهد الثقافي الشعبي‪.‬‬ ‫فريدا‬ ‫في ‪ 18‬مارس ‪ 2002‬ترأس املدير العام ملنظمة «اليونيسكو»‬ ‫‪66‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫ك��وت�ش�ي��رو م��ات �س��ورا االح �ت �ف��ال ال��رس �م��ي ل�ل�إع�ل�ان عن‬ ‫ً‬ ‫معتبرا‬ ‫اعتماد ساحة جامع الفنا تراثا شفهيا إنساني‪،‬‬ ‫أن اختيارها جاء بسبب «لحضورها الثقافي والحضاري‬ ‫عبر امتداد عميق في التاريخ جسد قيم التسامح والتعايش‬ ‫بني الثقافات واألدي ��ان‪ ،‬ولجهود كياناتها في استمرار‬ ‫ومختلف الفنون»‪.‬‬ ‫إشعاعها بحلقات الرواية والحكاية‬ ‫ّ‬ ‫ويمكن للزائر ل�ه��ذه ال�س��اح��ة‪ ،‬ال��ذي ي�ط��ل عليها للوهلة‬ ‫األول ��ى‪ ،‬أن ي�ت�ع��رف ع�ل��ى ت�ن��وع وث ��راء ال�ث�ق��اف��ة املغربية‪،‬‬ ‫واشتغالها باملوروث الشعبي‪ ،‬واعتمادها على الحكاية‬ ‫وال �ف� ّ�ن‪ ،‬وج�م��ال لغتها ال�ب�ص��ري��ة‪ ،‬ففي ال�س��اح��ة تجلس‬ ‫س �ي��دات ينقشن ال�ح�ن��اء ع�ل��ى أي ��دي ال �س��ائ �ح��ات‪ ،‬وإل��ى‬ ‫ج��واره��ن رج��ال ي�س��ردون القصص‪ ،‬ول�ي��س ً‬ ‫بعيدا عن‬ ‫املكان سحرة يستحضرون أنباء الغائبني‪ ،‬وحول املكان‬ ‫تضج أصوات املوسيقى واألغنيات واألشعار‪ ،‬وتتراص‬ ‫الحلقات للمشاركة في لعبة‪ ،‬أو مشاهدة سيرك‪ ،‬أو اللهو‬ ‫مع قرد‪ ،‬أو مشاهدة عروض متنوعة‪ ،‬في حني تفوح في‬

‫الساحة رائحة الطعام بنكهاته املغربية املتنوعة‪ ،‬وترسم‬ ‫أصناف الفاكهة من الرمان والبرتقال والليمون صورة‬ ‫موازيكية متحركة‪.‬‬ ‫تتفرع من الساحة مسارب وأزقة السوق التراثية الشعبية‬ ‫التي يضم املصنوعات واملنحوتات واملنمنمات من قماش‬ ‫ونحاس‪ ،‬واملنتجات الجلدية واللباس التقليدي من القفطان‬ ‫وال�ج�ل�ب��اب وال��زراب��ي وغ�ي��ره��ا‪ ،‬وم ��واد ال�ع�ط��ارة وال�ت��واب��ل‬ ‫وال��زه��ورات واألع �ش��اب والسكاكر وال�ح�ل��وي��ات والفواكه‬ ‫املجففة‪ ،‬والصابون والشاي املغربي‪.‬‬ ‫ك� ��ان ال �ك��ات��ب وامل �ف �ك��ر وامل �س �ت �ش��رق اإلس �ب ��ان ��ي خ ��وان‬ ‫غويتيسولو غاي (ول��د في ‪ 5‬م��ارس «آذار» ‪ )1931‬الذي‬ ‫يعيش في مراكش منذ ربع قرن على بعد أمتار من ساحة‬ ‫الفنا‪ ،‬أحد أكثر الذين فتنوا باملشهد الذي يرتسم في هذه‬ ‫الساحة كل يوم‪.‬‬ ‫ف�ه��ذا املفكر ال��ذي ُي�ع��د أك�ب��ر ك��ات��ب إس�ب��ان��ي ف��ي العصر‬ ‫ً‬ ‫ال �ح��دي��ث‪ ،‬ك�ت��ب م �ق��اال ف��ي مجلة «ل�ي�م��ون��د ديبلوماتيك»‬


‫مساءات ساحة جامع الفنا القلب النابض ملدينة مراكش املغربية‪ ،‬ليست كغيرها من األماسي‪ ،‬فحني‬ ‫يدب املساء‪ ،‬تزدحم الساحة بالباعة والعارضني واملتسوقني والقصاصة والحكواتية ورواة السيرة‬ ‫واملغنيني والراقصني واملوسيقيني والبهلوانيني والعبي السيرك‪ ،‬والفلكيني والعرافني والسحرة‪،‬‬ ‫ومروضي األفاعي والقرود‪ ،‬وبائعي األعشاب‪ ،‬واملصنوعات الحرفية‪ ،‬واملطاعم واملشاوي والعصائر‬ ‫الطبيعية واملشروبات الساخنة والباردة‪.‬‬ ‫هذه الساحة التي تنتصب في وسط مراكش منذ القرن الحادي عشر تضج بعالم من الفرجة‪ ،‬تمثل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومعلما للتراث الشفهي اإلنساني‪ ،‬وهو الوصف الذي أطلقته‬ ‫متحفا متكامال من التاريخ البشري‪،‬‬ ‫عليها منظمة «اليونيسكو» في مارس (آذار) ‪.2002‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪65‬‬


‫«ساحة الفنا»‪ ..‬صندوق العجائب‬

‫مشاهد من ساحة الفنا‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫الشخصية املنسية‬ ‫ت �ج��اه�ل��ت م�ع�ظ��م وس ��ائ ��ل اإلع �ل��ام رودي‬ ‫غويد‪ ،‬الشخص الوحيد الذي لم ُينكر وجوده‬ ‫ب�غ��رف��ة م �ي��ردي��ث ف��ي ت�ل��ك ال�ل�ي�ل��ة‪ ،‬إذ وصفته‬ ‫ُ‬ ‫وسائل اإلعالم بتاجر املخدرات الذي ألقي في‬ ‫السجن دون مساعدة قانونية ذات كفاءة‪ .‬غادر‬ ‫رودي إيطاليا في اليوم التالي لوقوع الجريمة‬ ‫ً‬ ‫وقضى عدة أسابيع مختبئا بأملانيا‪ ،‬إذ كان‬ ‫يبيت في مأوى لالجئني‪ .‬ولكن ألقت الشرطة‬ ‫ً‬ ‫قطارا‬ ‫األملانية القبض عليه عندما كان يستقل‬ ‫دون الحصول على تذكرة‪ ،‬وأعادته مرة أخرى‬ ‫إلى إيطاليا‪ .‬اختار حينئذ املكوث أمام محكمة‬ ‫صلح ووك��ل واح��دا م��ن أكثر محامني الدفاع‬ ‫ً‬ ‫الجنائي انشغاال ببيروجيا‪ ،‬فالتر بيسكوتي‪.‬‬ ‫الجدير باالهتمام هنا هو أن غويد اعترف‬ ‫بأنه شاهد كيرشر وه��ي تنزف حتى امل��وت‪.‬‬ ‫وقد ذكر أنها دعته إلى منزلها في وقت مبكر‬ ‫في تلك الليلة وأنه كان في دورة املياه عندما‬ ‫سمع صراخها‪ .‬وتتمثل الحقائق في ما يلي‪:‬‬ ‫عادت كيرشر إلى منزلها بعد تناول العشاء‬ ‫م��ع أص��دق��ائ�ه��ا‪ ،‬وذل��ك قبيل الساعة التاسعة‬ ‫ً‬ ‫مساء‪.‬‬ ‫وما حدث بمجرد دخولها هو اللغز الرئيس‬ ‫الغامض‪ ،‬فقد تم العثور على الحامض النووي‬ ‫لغويد بمرحاض متسخ ال يبعد عن غرفة نومها‪،‬‬ ‫مما يقود البعض الستنتاج أنها فاجأته عندما‬ ‫ك ��ان ف��ي امل ��رح ��اض‪ .‬وف ��ي ال �ص �ب��اح ال �ت��ال��ي‪ ،‬تم‬ ‫العثور على هاتفيها في حديقة خاصة أسفل‬ ‫ً‬ ‫بعيدا عن منزلها‪ .‬كما تم العثور على آثار‬ ‫التل‬ ‫أصابع غويد على محفظة فارغة على سريرها‪،‬‬ ‫كما ُعثر على حامضه النووي على ميرديث‪.‬‬ ‫دورا ً‬ ‫تلعب الحقيقة ً‬ ‫مهما للغاية في هذه‬ ‫القضية‪ ،‬على الرغم من وضوح العبث بها‪ ،‬إال‬ ‫قضية مقتل ميرديث كيرشر في الوقت الحالي‬ ‫وتمت تبرئة كل من نوكس وسوليتشيتو‪ .‬ومع‬ ‫راض عن‬ ‫ذل��ك‪ ،‬يبدو أن الجمهور ال ي��زال غير‬ ‫ٍ‬ ‫ق ��رار امل�ح�ك�م��ة اإلي �ط��ال �ي��ة‪ ،‬وي �ت �س��اءل ك�ث�ي��رون‬ ‫عما حدث بالفعل في تلك الليلة‪ .‬ليس غريبا‬ ‫بالنسبة إلى قضية ما أن تستمر في املحاكم‬ ‫مل��دة ‪ 8‬أع ��وام‪ ،‬ول�ك��ن م��ن غير امل�ع�ت��اد أن تكون‬ ‫هناك ادع��اءات مستمرة بشأن ت��ورط نوكس‪:‬‬ ‫مذنبة أم غير مذنبة‪ .‬كانت تلك الكلمات تطارد‬ ‫عائلتي م�ي��ردي��ث وأم��ان��دا ع�ل��ى م ��دار األع ��وام‬ ‫ال�ث�م��ان�ي��ة امل��اض �ي��ة‪ .‬وي�س�ت�م��ر ال �ج��دل ح��ول ما‬ ‫إذا كان بإمكانهم اآلن الشعور باالرتياح بعد‬ ‫علمهم بأن مصير ابنتهم غير معروف <‬

‫مشهد من االضرار التي لحقت‬ ‫بالطابق السفلي بالقرب من‬ ‫صندوق اإليداع و املجوهرات‬ ‫بمركز تجارة الجواهر بلندن التي‬ ‫تم السطو عليها من خالل حفرة‬ ‫واسعة حفرها اللصوص اسفل‬ ‫املبنى ابريل املاضي (غيتي)‬

‫أكبر عملية سطو في تاريخ لندن‬ ‫> أصبح حجم وجرأة عملية السطو التي تمت في مركز‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا؛ حيث كانت واحدة‬ ‫تجارة الجواهر بلندن حدثا‬ ‫من كبرى القضايا التي تشهدها العاصمة‪.‬‬ ‫فقد أث��ارت ال�ج��واه��ر امل�س��روق��ة التي تبلغ قيمتها حسب‬ ‫ت �ق��دي��رات م�ت�ب��اي�ن��ة م ��ا ب�ي�ن ‪ 60‬ال ��ى ‪ 200‬م �ل �ي��ون جنيه‬ ‫إسترليني‪ .‬التساؤالت حول ما إذا كان الجناة ذاتهم نفذوا‬ ‫حادث سرقة مماثال على بنك برلني منذ عامني‪.‬‬ ‫في مطلع شهر أبريل (نيسان) املاضي‪ ،‬كشفت الشرطة‬ ‫البريطانية عن سرقة عصابة نحو ‪ 70‬صندوق ودائع آمنة‬ ‫تحتوي على جواهر وأشياء ثمينة‪ ،‬وكان كثير منها غير‬ ‫مؤمن عليه‪ ،‬بضاحية «هاتون كروس»‪.‬‬ ‫أصدر املحققون في جريمة السطو في «هاتون غاردن»‬ ‫ص� ً‬ ‫�ورا ج��دي��دة مذهلة مل�س��رح ال�ج��ري�م��ة‪ ،‬بما فيها صور‬ ‫للفتحة التي صنعها الجناة داخل الحائط اإلسمنتي‪.‬‬ ‫تكشف الصور التي نشرتها «اسكوتالند يارد»‪( ،‬في نهاية‬ ‫شهر أبريل)‪ ،‬بعد مرور ثالثة أسابيع ً‬ ‫تقريبا على الحادث‪،‬‬ ‫عن فتحة يبلغ عمقها ‪ 50‬سم حفرها الجناة بحذر في‬ ‫الجدار اإلسمنتي كي يتمكنوا من الوصول إلى كنز من‬ ‫الجواهر خالل عطلة عيد الفصح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبا للصورة التي نشرتها‬ ‫يذكر أن الصورة مطابقة‬

‫الشرطة األمل��ان�ي��ة عقب الهجوم ال��ذي ش��ن على «فولكس‬ ‫بانك» في ع��ام ‪ ،2013‬عندما ه��رب اللصوص بكمية من‬ ‫األمل��اس وال��ذه��ب والفضة تبلغ قيمتها ‪ 8.3‬مليون جنيه‬ ‫إسترليني‪ ،‬وذلك بعد أن أحدثوا ً‬ ‫نقبا في جدار يبلغ سمكه‬ ‫ثالثة أقدام داخل غرفة الودائع القوية بالبنك ونهبوا ‪294‬‬ ‫من الخزائن املؤمنة‪.‬‬ ‫وإذا قارنا تلك الحادثة بحادثة برلني‪ ،‬نجد أن العصابة‬ ‫ُ‬ ‫قد استخدمت أداة الثقب ذاتها لتمهد الطريق عبر الجدار‬ ‫ُ‬ ‫الواقع بانخفاض نحو ‪ 100‬قدم تحت األرض‪ .‬كما نشرت‬ ‫صور حينها لتوضح كيف كانت أبواب الصناديق اآلمنة‬ ‫عادة مفتوحة‪ ،‬بينما كان الحطام والغبار يغطي األرض‪.‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى ال�ص��ور امل�ن�ش��ورة‪ ،‬أص��در محققو شرطة‬ ‫ً‬ ‫عرضا ً‬ ‫رقميا باستخدام صور ومقاطع صوتية‬ ‫النجدة‬ ‫ونصوص‪ ،‬لتوضيح كيف يعتقدون أن املشتبه بهم دخلوا‬ ‫إلى املبنى ووصلوا إلى القبو أثناء العملية التي استغرقت‬ ‫ُ‬ ‫أربعة أيام‪ .‬وفي كلتا الحالتني‪ ،‬تحقق الشرطة في احتمال‬ ‫تلقي اللصوص مساعدة من الداخل‪ .‬وذكر شرطيون في‬ ‫لندن أنه ال توجد أي إشارة على دخول املبنى بالقوة‪ ،‬مما‬ ‫يدل على أنهم كان معهم مفتاح أو أن شخصا ما بالداخل‬ ‫سمح لهم بالدخول‪.‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪63‬‬


‫مركز الشرطة في الساعات التالية من العثور‬ ‫على الجثة‪ ،‬عاد نوكس وسوليتشيتو ً‬ ‫مرارا‬ ‫إل� ��ى م ��رك ��ز ال �ش��رط��ة ل�ل�ت�ح�ق�ي��ق م �ع �ه��م دون‬ ‫محام‪ ،‬كما‬ ‫محامني‪ .‬ولم تطلب أماندا إحضار‬ ‫ٍ‬ ‫لم تتصل على اإلطالق بالسفارة األميركية‪.‬‬ ‫وبعد م��رور ‪ 4‬أي��ام‪ ،‬أخرجت الشرطة‬ ‫اعترافا مطبوعا ُموقعا من نوكس ذكرت‬ ‫فيه أنها تعتقد أنها كانت باملنزل أثناء‬ ‫مقتل كيرشر‪ ،‬إذ سمعت زميلتها بالسكن‬ ‫وهي تصرخ وقالت إن باتريك لومومبا‬ ‫الذي يعمل موسيقيا ويمتلك بارا كان‬ ‫مع كيرشر بالغرفة‪ .‬ولكن ادعت نوكس‬ ‫أن ال�ش��رط��ة ه��ددت�ه��ا ب��إدخ��ال�ه��ا ال�س�ج��ن مل��دة‬ ‫‪ 30‬ع� ً‬ ‫�ام��ا وأص� ��روا أن �ه��ا ك��ان��ت داخ ��ل امل �ن��زل‪،‬‬ ‫وضربها الشرطيون للحصول على اعتراف‬ ‫منها ب��أن�ه��ا ك��ان��ت م��ع ل��وم��وم�ب��ا‪ .‬وي��ذك��ر أن��ه‬ ‫بخالف ذل��ك االع�ت��راف املشكوك ب��ه‪ ،‬ال يوجد‬ ‫لدى الشرطة أدلة قوية ضد نوكس‪ .‬فال يوجد‬ ‫أي دليل م��ادي م��وث��وق م��ن الناحية العلمية‬ ‫على وجود نوكس أو صديقها بالغرفة التي‬ ‫شهدت الجريمة‪.‬‬ ‫وفي أثناء محاكمتها األصلية عام ‪،2008‬‬

‫‪,,‬‬

‫ألغاز جريمة حازت‬ ‫اهتماما عامليا‪ ..‬هل‬ ‫باستطاعة أماندا‬ ‫توثيق براءتها؟‬

‫‪,,‬‬ ‫‪62‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫الشاهد رودي داخل‬ ‫قاعة املحكمة‬

‫ذكرت نوكس أنها كانت تخشى من «ثبوت أن‬ ‫يتم إلباسها زي القاتل»‪ .‬كان التفسير الذي‬ ‫ذكره املدعون والتغطية اإلعالمية املكثفة أنها‬ ‫كانت أكثر شخصية شريرة محبوبة‪ ،‬وأنها‬ ‫ال��وح��ش ال ��ذي ينتمي إل��ى الطبقة الوسطى‬ ‫والذي ُيخفي مظهره ً‬ ‫روحا شيطانية‪ .‬وصف‬ ‫ُ‬ ‫أحد املعلقني نوكس بأنها ذات «وجه مالئكي‬ ‫ولكن بعيون قاتل»‪ُ .‬‬ ‫ويذكر أن أحد املحامني‬ ‫اتهمها بأنها «ق��ذرة م��ن ال��داخ��ل وال�خ��ارج»‪،‬‬

‫ُ‬ ‫وأن �ه��ا «ش�خ�ص�ي��ة ش�ي�ط��ان�ي��ة ت��رك��ز‬ ‫على الجنس واملخدرات والكحوليات‬ ‫وأن �ه��ا ت�ع�ي��ش ح�ي��ات�ه��ا م�ت�ع��دي��ة كل‬ ‫الحدود»‪.‬‬ ‫وع� �ن ��دم ��ا ح � ��ان ال ��وق ��ت ل�ت�ح��دي��د‬ ‫أداة ال �ج��ري �م��ة‪ ،‬ال �ت �ق��ط أح� ��د ض�ب��اط‬ ‫الشرطة سكني مطبخ ضخمة من درج‬ ‫السكاكني بمنزل سوليتشيتو‪ ،‬وشهد‬ ‫ً‬ ‫اعتمادا على «الغريزة»‪.‬‬ ‫بأنه اختاره‬ ‫وظل ذلك السكني ملدة ‪ 6‬أيام داخل علبة‬ ‫أحذية في منزل ضابط الشرطة‪ ،‬وهو‬ ‫ت �ع��ام��ل غ �ي��ر م��أل��وف ع �ل��ى اإلط �ل��اق مع‬ ‫األدلة‪.‬‬ ‫أش��ار امل��دع��ون إل��ى وج��ود الحامض‬ ‫ال �ن��ووي ال �خ��اص بسوليتشيو ع�ل��ى مشبك‬ ‫صدرية يرجع إلى ميرديث كيرشر‪ .‬كما أكد‬ ‫امل��دع��ون على أن ال�ح��ام��ض ال �ن��ووي الخاص‬ ‫ب�ن��وك��س ك��ان م��وج� ً‬ ‫�ودا ع�ل��ى مقبض السكني‬ ‫ُ‬ ‫املستخدم في الجريمة‪ ،‬بينما ُوجد الحامض‬ ‫ال�ن��ووي ال�خ��اص بكيرشر على ح��د السكني‪.‬‬ ‫ع�لاوة على ذل��ك‪ ،‬ت��م العثور على آث��ار لدماء‬ ‫نوكس وآثار أقدامها بالشقة‪.‬‬


‫أل �ق��ت ن��وك��س ب�ع��ض ال�ك�ل�م��ات القليلة‬ ‫بعد أن برأت املحكمة اإليطالية العليا‬ ‫ذم �ت �ه��ا م ��ن م �ق �ت��ل زم �ي �ل �ت �ه��ا ب��ال�س�ك��ن‬ ‫ميرديث كيرشر في يوم الجمعة املوافق الثامن‬ ‫وال�ع�ش��ري��ن م��ن م ��ارس (آذار)‪ .‬وك ��ان راف��اي�ي��ل‬ ‫سوليتشيتو‪ ،‬صديق نوكس اإليطالي‪ ،‬متهما‬ ‫ً‬ ‫ف ��ي ال �ج��ري �م��ة ذات� �ه ��ا أي ��ض ��ا‪ ،‬وق ��د ص ��در حكم‬ ‫ببراءته منها في اليوم ذاته الذي صدرت فيه‬ ‫ب ��راءة ن��وك��س‪ .‬وف��ي إع ��ادة للمحاكمة ف��ي عام‬ ‫ً‬ ‫غيابيا‬ ‫‪ 2014‬أدي��ن االث�ن��ان بارتكاب الجريمة‬ ‫وص��در حكم بالحبس ملدة ‪ً 28‬‬ ‫عاما و‪ 6‬أشهر‪،‬‬ ‫ولكن انتهت اآلن تلك امللحمة‪.‬قالت نوكس عن‬ ‫صديقتها كيرشر‪ :‬لقد كانت صديقتي‪ ..‬كانت‬ ‫تستحق أفضل من ذلك بكثير‬ ‫ف��ي ع ��ام ‪ 2007‬ح�ظ�ي��ت ال�ق�ض�ي��ة ب��اه�ت�م��ام‬ ‫عاملي‪ ،‬إذ احتوت على كثير من األلغاز الغامضة‬ ‫ً‬ ‫وال تزال محال للتساؤل حول ما حدث حقا في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تلك الليلة‪ .‬لقد ب��دا مقتل كيرشر لغزا طويال‬ ‫ً‬ ‫ومعقدا للغاية‪ ،‬ومن املحتمل أنه تم‬ ‫بال نهاية‬ ‫إغالق القضية في املحكمة في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫ولكن هوية نوكس أصبحت مشوهة لألبد‪.‬‬ ‫ك��ان للقضية ش�ه��رة ع��امل�ي��ة‪ ،‬إذ ت��ردد قيام‬ ‫الفتاة الشريرة الجميلة املدعوة أماندا نوكس‪،‬‬ ‫من مدينة سياتل‪ ،‬بقتل زميلتها بالسكن التي‬ ‫تتسم بالجمال ميرديث كيرشر‪ ،‬وذلك في اليوم‬ ‫ال�ت��ال��ي ع�ل��ى االح �ت �ف��ال بعيد ال�ه��ال��وي��ن (وه��و‬ ‫يوم لالحتفال باملوت والكائنات الروحية في‬ ‫العالم)‪.‬‬ ‫على الرغم من أن أماندا قضت ‪ 4‬أعوام في‬ ‫أحد السجون بإيطاليا الرتكابها جريمة قتل‬ ‫كيرشر باملدينة اإليطالية الصغيرة بيروجيا‪،‬‬ ‫فإنها كانت ً‬ ‫دائما ما تؤكد على براءتها‪ .‬ومنذ‬ ‫‪ 4‬أعوام‪ ،‬صدر الحكم ببراءة نوكس من قضية‬ ‫القتل ف��ي ع��ام ‪ ،2011‬إذ ص��درت براءتها على‬ ‫أساس تحليل الحامض النووي ‪ ،))DNA‬ولكن‬ ‫استأنف املدعون الحكم وتم إلغاء حكم البراءة‪.‬‬ ‫عندما أطلق س��راح نوكس في ع��ام ‪،2011‬‬ ‫الذت بالفرار إلى مدينة سياتل‪ ،‬حيث تعيش‬ ‫من‬ ‫أس��رت�ه��ا وح�ي��ث تمكث ال �ي��وم‪ .‬ول�ك��ن ليس‬ ‫ماذا حدث بالفعل في تلك الليلة؟‬ ‫امل� �ح ��دد اآلن ك ��م م ��ن ال ��وق ��ت س� ��وف تستطيع‬ ‫من أجل فهم تلك القصة امللتوية واملعقدة بال‬ ‫نوكس املكوث هناك‪ ،‬وهل ستتمكن من الزواج‬ ‫ُ‬ ‫نهاية‪ ،‬يتعني علينا النظر إلى الحقائق املقدمة‬ ‫من خطيبها أم ال‪.‬‬ ‫ميرديث كيرشر هي فتاة بريطانية كانت ح��ول أم��ان��دا ن��وك��س‪ُ .‬ول ��دت ن��وك��س ون�ش��أت في‬ ‫تبلغ من العمر ‪ً 21‬‬ ‫عاما‪ ،‬في عامها األول بجامعة أس� ��رة ُم �ف �ك �ك��ة‪ ،‬ب�ض��اح�ي��ة م��ن ض��واح��ي س�ي��ات��ل‬

‫‪,,‬‬

‫ميرديث كيرشر‬

‫ميرديث كيرشر بريطانية‬ ‫عمرها ‪ً 21‬‬ ‫عثر‬ ‫ا‬ ‫عام‬ ‫ً‬ ‫عليها مقتولة طعنا‬ ‫بسكني في الحلق‬

‫‪,,‬‬

‫لندن‪ :‬مينا الدروبي‬

‫ب�ي��روج�ي��ا‪ .‬وف��ي ال�ث��ان��ي م��ن ن��وف�م�ب��ر (تشرين‬ ‫ال �ث��ان��ي) ع ��ام ‪ ،2007‬ت��م ال �ع �ث��ور ع�ل��ى كيرشر‬ ‫ً‬ ‫م�ق�ت��ول��ة ط �ع��ن��ا ب��ال�س�ك�ين ب��ال �ح �ل��ق‪ ،‬وم �ت��روك��ة‬ ‫نصف عارية بغرفة نومها املوجودة في منزلها‬ ‫الواقع بجانب مركز بيروجيا التاريخي‪ .‬وفي‬ ‫اليوم التالي كانت نوكس‪ ،‬وهي واح��دة من ‪3‬‬ ‫فتيات ُيقمن ً‬ ‫معا في الشقة ذاتها‪ ،‬أول من وصل‬ ‫ِ‬ ‫إلى موقع الحادث‪ .‬وذك��رت نوكس أنها عادت‬ ‫إلى املنزل بعد قضاء ليلتها بمنزل صديقها‪.‬‬ ‫يرى املدعون أن كيرشر كانت ضحية لعبة‬ ‫تسر‬ ‫جنسية تحت تأثير املخدرات ولكنها لم ِ‬ ‫على ما ُيرام‪ .‬أنكر كل من نوكس وسوليتشيتو‬ ‫ك��ل االت �ه ��ام ��ات‪ ،‬إذ ذك� ��را أن�ه�م��ا ل��م ي�م�ك�ث��ا في‬ ‫الشقة في تلك الليلة‪ ،‬على الرغم من اعترافهما‬ ‫بتدخينهما املاريغوانا وأن ذاكرتهما قد تكون‬ ‫مشوشة‪.‬‬ ‫وبعد مرور ‪ 4‬أيام على مقتل كيرشر‪ ،‬ألقت‬ ‫الشرطة القبض على نوكس‪ ،‬التي كانت تبلغ من‬ ‫العمر ‪ً 20‬‬ ‫عاما حينئذ‪ ،‬وذلك عقب استجوابها‬ ‫ط ��وال ال�ل�ي��ل وال ��وص ��ول إل ��ى اع �ت��راف�ين وق�ع��ت‬ ‫عليهما‪ ،‬إذ اعترفت بأنها كانت داخ��ل املنزل‬ ‫أث �ن��اء م�ق�ت��ل ك �ي��رش��ر‪ .‬وب �ع��د م ��رور أس�ب��وع�ين‪،‬‬ ‫ألقت الشرطة القبض على صديقها اإليطالي‬ ‫رافاييل سوليتشيتو‪ ،‬البالغ من العمر ‪ً 23‬‬ ‫عاما‬ ‫حينئذ‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى شخص آخ��ر يبلغ من‬ ‫العمر ‪ 38‬ع� ً‬ ‫�ام��ا‪ ،‬وه��و م��ال��ك إلح��دى ال�ح��ان��ات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وموسيقي من الكونغو يدعى باتريك لومومبا‪.‬‬ ‫ذكرت التحقيقات أن األشخاص الثالثة ارتكبوا‬ ‫جريمة القتل ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫وبعد مرور أسابيع قليلة‪ ،‬أطلقت الشرطة‬ ‫سراح لومومبا‪ ،‬الذي أثبت عدم وجوده بمكان‬ ‫ً‬ ‫شخصا آخر إيطاليا من أصل‬ ‫الحادث‪ ،‬واعتقلت‬ ‫أفريقي ُيدعى رودي غويد‪ ،‬البالغ من العمر ‪21‬‬ ‫ً‬ ‫عاما حينئذ‪ ،‬كانت بصماته وحامضه النووي‬ ‫الوحيدة التي تم العثور عليها بموقع الجريمة‪.‬‬ ‫تواصلت مجلة «املجلة» مع محامي كيرشر‬ ‫فرانشيسكو م��اري�س�ك��ا‪ ،‬ول�ك�ن��ه ل��م يتمكن من‬ ‫اإلج ��اب ��ة ع ��ن أي أس �ئ �ل��ة ب �ش��أن ق� ��رار امل�ح�ك�م��ة‬ ‫اإليطالية العليا بنفي كل التهم املوجهة ضد‬ ‫نوكس وسوليتشيتو‪.‬‬

‫بالواليات املتحدة األميركية‪ .‬كانت نوكس طالبة‬ ‫جيدة لديها مهارات تعلم اللغات‪ ،‬لذلك التحقت‬ ‫بفصل دراس ��ي لتعلم اللغة اإلي�ط��ال�ي��ة بجامعة‬ ‫األجانب ببيروجيا أثناء عامها األول بجامعة‬ ‫واشنطن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ع�ق��ب وص��ول�ه��ا أوال إل��ى م��وق��ع ال �ح��ادث في‬ ‫اليوم الذي ُوجدت به جثة كيرشر‪ ،‬مكثت نوكس‬ ‫ب��امل�ن��زل ل�ع��دة س��اع��ات قبل اتصالها بالشرطة‪.‬‬ ‫واستمرت في ادعائها بأنها قضت الليلة بمنزل‬ ‫صديقها‪ ،‬ال��ذي ك��ان يبعد ع��ن منزلها بمسافة‬ ‫ً‬ ‫سيرا على األق��دام‪ ،‬وع��ادت في الصباح‬ ‫قصيرة‬ ‫لتستحم‪ .‬ذكرت أن الباب الخارجي للمنزل كان‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا‪ .‬وبالداخل‪ ،‬الحظت أن باب غرفة كيرشر‬ ‫ُم�غ�ل��ق وأن س �ج��ادة ال �ح �م��ام ُم�ل�ط�خ��ة ب��ال��دم��اء‪،‬‬ ‫ولكنها استحمت دون اهتمام ب��األم��ر‪ .‬وم��ن ثم‬ ‫ُ‬ ‫ع��ادت إل��ى م�ن��زل صديقها لتحضره معها إلى‬ ‫املنزل بعد مرور ساعة‪ .‬وحينئذ الحظا أن هناك‬ ‫ن��اف��ذة م�ك�س��ورة ف��ي إح ��دى ال �غ��رف ال� �ـ‪ 4‬فاتصال‬ ‫بالشرطة‪.‬‬ ‫وف ��ي م��رك��ز ال �ش��رط��ة ف��ي ت �ل��ك ال �ل �ي �ل��ة‪ ،‬حيث‬ ‫اجتمعت زميلتا نوكس وكيرشير األخريان في‬ ‫السكن مع بعض أصدقاء الضحية‪ ،‬ذكر بعضهم‬ ‫تبك‪ .‬وعلى عكس زميلتيها بالسكن‬ ‫أن نوكس لم ِ‬ ‫اإليطاليتني‪ ،‬اللتني أح�ض��رت��ا محامييهما إلى‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪61‬‬


‫ُعوقبت بالسجن ‪ 28‬عاما بتهمة قتل صديقتها وأفرج عنها بعد ‪ 4‬أعوام فقط‬

‫أماندا نوكس‪ ..‬الشريرة الحسناء‬

‫تشعر أماندا نوكس‬ ‫باالمتنان الستعادة‬ ‫حياتها مرة أخرى بعد‬ ‫مرور ‪ 8‬أعوام على املعارك‬ ‫املستمرة لتبرئة اسمها‬ ‫من تهمة القتل التي‬ ‫تدعي أنه تم اتهامها بها‬ ‫عن طريق الخطأ‪.‬‬

‫أماندا نوكس‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫والساعات والسيارات‬

‫‪,,‬‬

‫سماعة وهاتف الرأس في جناح‬ ‫سوني كورب باملؤتمر العاملي‬ ‫للجوال الذي عقد في برشلونة‬ ‫(اسبانيا) ‪ 4‬مارس ‪( .2015‬غيتي)‬

‫‪,,‬‬

‫تقنية الحوسبة االستباقية سوف تسود العالم‬ ‫وتتجاوز الهواتف الذكية إلى أجهزة أخرى كالتلفزة‬

‫هانز كريستوف الرئيس التنفيذي لبالك بيري يعرض أحدث منتجات شركته وتستهدف تقديم تقنيات‬ ‫حديثة تحافظ على السرية وذلك خالل املعرض التكنولوجي في هانوفر (أملانيا) غيتي ‪ 15‬مارس املاضي‬

‫ً‬ ‫التقنية استرجاع وث��ائ��ق مهمة‬ ‫تلقائيا ف��ي مراكز وضع معايير ملستوى القلق‬ ‫ُ‬

‫دعما ً‬ ‫االتصال التي تقدم ً‬ ‫فنيا أو خدمة عمالء‪.‬‬ ‫ُيشير ذلك إلى االتجاه الثاني للتوسع‪ ،‬حيث ستنتشر‬ ‫تقنية الحوسبة االستباقية‪ ،‬مثل التقنيات األخرى‬ ‫السابقة لها‪ ،‬في مواقع العمل‪ .‬يقول السيد تاتل‪ ،‬إن‬ ‫«هذه التقنية سوف تسود في جميع األماكن»‪ .‬فمن‬ ‫السهل رؤية تطبيق تلك التقنية في املواقف القانونية‬ ‫والطبية‪ ،‬أو في العمل العام للشركات‪ ،‬بإلقاء الضوء‬ ‫على الوثائق ذات الصلة في اللحظة التي تحتاج إليها‬ ‫بها‪ .‬يحرص املعلنون على إضافة مميزات استباقية‬ ‫إلى تطبيقات هواتفهم املحمولة‪« :‬أراهن أنه بإمكانك‬ ‫إجراء هذه الصفقة أثناء احتسائك القهوة في التو»‪.‬‬ ‫يشير بينديكت إيفانز املحلل لدى شركة رأس املال‬ ‫املجازف (أندريسنهورويتز) إلى أنه من املمكن أيضا‬ ‫استخدام تلك التقنية في مجاالت التمويل الشخصي‬ ‫والصحة الشخصية‪ ،‬حيث م��ن املحتمل أن تكون‬ ‫قيمة االق�ت��راح��ات ف��ي هذين املجالني عالية للغاية‪،‬‬ ‫على الرغم من أن الخصوصية والتنظيم قد يثيران‬ ‫املشكالت‪.‬‬

‫ً‬ ‫ثالثا‪ ،‬س��وف تتجاوز تقنية الحوسبة االستباقية‬ ‫الهواتف الذكية إل��ى أجهزة أخ��رى‪ .‬وبالفعل‪ ،‬تدعم‬ ‫ساعات األندرويد تطبيق «غوغل ناو»‪ ،‬وذلك حسبما‬ ‫ذك��ر غولتكني‪ ،‬كما أنها س��وف تظهر في أندرويد‬ ‫أوت��و‪ ،‬وهو برنامج غوغل للسيارات‪ ،‬وال��ذي يسمح‬ ‫للسيارات بتحميل التطبيقات‪ً ،‬‬ ‫تماما مثلما يتم مع‬ ‫الهواتف‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وت�ع��د أج�ه��زة التلفاز الذكية وامل �ن��ازل الذكية أمثلة‬ ‫أخ ��رى واض �ح��ة لتطبيق ت�ل��ك التقنية‪ .‬وه��ي تقنية‬ ‫متاحة بالفعل على أجهزة الحاسوب الشخصية‪،‬‬ ‫شريطة استخدام متصفح «غوغل كروم» وتسجيل‬ ‫دخول املستخدم‪.‬‬ ‫ول �ك��ن ي �ب��دو أن ��ه ك�ل�م��ا ت�ح�س�ن��ت ت�ق�ن�ي��ة ال�ح��وس�ب��ة‬ ‫االستباقية أصبحت أكثر إثارة للقلق‪ .‬ولكن األرجح‬ ‫أن يعتاد األش�خ��اص عليها‪ .‬كانت عملية اإلكمال‬ ‫التلقائي لعناوين البريد اإللكتروني وكلمات البحث‬ ‫أو الكتابة التلقائية لعنوانك داخل املتصفحات مثيرة‬

‫للقلق في املاضي‪ .‬وفي الوقت الحالي‪ ،‬ينزعج كثيرون‬ ‫عندما ي �ب��دأون ف��ي كتابة ش��يء م��ا وال يتم إكمال‬ ‫الكتابة تلقائيا‪ .‬وإذا كانت تنبؤات هاتفك أذكى من‬ ‫أن تشعر باالرتياح لها‪ ،‬بإمكانك ً‬ ‫دائما أن تلغي هذه‬ ‫الخاصية أو‪ ،‬حيثما أمكن‪ ،‬حجب بعض املعلومات‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫وسوف تسمح الشركات للمستخدمني باتخاذ القرار‬ ‫بشأن ما يرغبون في مشاركته «وسيبذلون قصارى‬ ‫جهدهم لئال يتخطوا خط القلق الرقمي»‪ ،‬وذلك حسبما‬ ‫ذكر السيد يامنيتسكي‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬قد ترغب‬ ‫في استبعاد الوصول إلى تاريخ التصفح الخاص بك‬ ‫أو التفاصيل الشخصية ألب�ن��ائ��ك‪ .‬وك�م��ا ي��رى تاتل‪:‬‬ ‫«ت�ت�م�ث��ل ال�ق�ض�ي��ة ف��ي امل �خ��اط��رة ب�ك��ون��ك م��واط �ن��ا من‬ ‫الطبقة الثانية إذا لم تكن لديك األدوات املتوفرة لدى‬ ‫اآلخرين»‪ .‬سوف يسمح لك نظام الحوسبة‬ ‫األشخاص‬ ‫ً‬ ‫االستباقية الذكي حقا بوضع معايير ملستوى القلق‬ ‫املقبول بالنسبة لك‪ ،‬وبالتالي بإمكانه إخبارك ما إذا‬ ‫كان اقتراح معني سوف يبدو ً‬ ‫مثيرا للقلق على نحو‬ ‫كبير‪ ،‬وحينها سيلتزم الصمت <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪59‬‬


‫كان روبن‪ ،‬مدير أحد‬ ‫املشروعات‪ ،‬متأخرا على‬ ‫اجتماعه؛ لذا حمل هاتفه‬ ‫وأرسل عبر بريد إلكتروني‬ ‫للحضور اآلخرين مخبرا‬ ‫إياهم بأنه في الطريق‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل ضغطة واحدة فقط‬ ‫على زر الهاتف‪ .‬أما مايكل‪ ،‬فقد‬ ‫تأخرت طائرته في الهبوط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وكان قلقا أن تفوته الرحلة‬ ‫التالية‪ ،‬ولكن على الفور أخبره‬ ‫هاتفه الذكي أن رحلته التالية‬ ‫ً‬ ‫قد تأجلت أيضا‪ .‬أثناء سفر‬ ‫جون إلى الخارج‪ ،‬أخبره هاتفه‬ ‫الذكي عن سعر الصرف املحلي‬ ‫وذكر له املعالم السياحية‬ ‫القريبة منه‪.‬‬

‫ُ‬ ‫عندما تصبح التكنولوجيا الذكية مثيرة للقلق‬

‫اهلواتف تتحول إلى قراءة األفكار‬ ‫لندن‪ :‬املجلة‬ ‫في أحد األي��ام‪ ،‬أثناء عودتي إلى السيارة‪،‬‬ ‫ب�ي�ن�م��ا ك�ن��ت ف��ي ب �ل��دة غ�ي��ر م��أل��وف��ة ل��ي ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا عن املدة التي سوف‬ ‫أخبرني هاتفي‬ ‫أستغرقها في القيادة كي أصل إلى وجهتي في ظل‬ ‫حركة املرور الحالية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تلك كانت أمثلة حقيقية لتقنية تسمى «الحوسبة‬ ‫االستباقية» أو «ال��ذك��اء التنبؤي»‪ ،‬والتي تستخدم‬ ‫ال�ب�ي��ان��ات الشخصية ب��ال�ه��ات��ف ال��ذك��ي ال �خ��اص بك‬ ‫ُ‬ ‫لتقدم اقتراحات في الوقت املناسب‪ .‬وأفضل األمثلة‬ ‫املعروفة في الوقت الحالي هو تطبيق «غوغل ناو»‪،‬‬ ‫ال ��ذي ص��در ف��ي ع��ام ‪ .2012‬ف ��إذا ك�ن��ت ف��ي محطة‬ ‫للحافالت‪ ،‬س��وف تجد أن هاتفك ال��ذك��ي ي��ذك��ر لك‬ ‫ج��دول خ��اص ب��ال�ح��اف�لات م��ن دون أن تطلب ذل��ك‪.‬‬ ‫وبإمكانه أيضا إخبارك من خالل البريد اإللكتروني‬ ‫الخاص بك ما إذا كنت ستتسلم طردا بريديا‪ .‬كما‬ ‫تتعرف تلك التقنية على الفريق ال��ذي تشجعه من‬ ‫‪58‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫خ�لال عمليات البحث التي تجريها عبر اإلنترنت‪،‬‬ ‫وتعرض لك أح��دث النتائج‪ .‬تكمن الفكرة وراء تلك‬ ‫التقنية في «املساعدة على تحقيق املزيد من الفائدة‬ ‫من استخدام التكنولوجيا»‪ ،‬حسبما ذك��ر باريس‬ ‫ً‬ ‫غولتكني‪ ،‬أحد مؤسسيها‪ ،‬وذلك بدال من أن تضطر‬ ‫إلى طلب املعلومة‪ ،‬حيث تقدمها لك تلك التقنية عندما‬ ‫تكون بحاجة إليها‪.‬‬

‫«آبل» و«مايكروسوفت»‬ ‫تمتلك شركتا «آبل» و«مايكروسوفت» نسخا خاصة‬ ‫بها من تلك التقنية‪ ،‬بينما تعمل شركات صغيرة‬ ‫أيضا على تطبيقها‪ .‬يقول تيم تاتل‪ ،‬املدير التنفيذي‬ ‫لشركة «إكسبكت البس» (‪ )Expect Labs‬الناشئة‪:‬‬ ‫«سترغب في جعل أجهزة الكومبيوتر الخاصة بك‬ ‫تنتبه ملا تفعله‪ ،‬وبالتالي بإمكانها أن تقوم على نحو‬ ‫أفضل بتوقع املعلومات التي قد تحتاج إليها‪ .‬عندما‬ ‫تعمل تلك التقنية على نحو جيد‪ ،‬سيبدو األمر وكأن‬ ‫هاتفك يقرأ أفكارك»‪ .‬يجد بعض األشخاص أن تلك‬

‫التقنية مثيرة للقلق في الواقع‪ .‬وسوف يزداد التوتر‬ ‫بني فائدة تلك التقنية والخوف منها في عام ‪،2015‬‬ ‫وذل��ك عندما ت��واص��ل أنظمة الحوسبة االستباقية‬ ‫انتشارها في ثالثة اتجاهات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬سوف تبدأ تلك األنظمة في الوصول إلى املزيد‬ ‫من مصادر البيانات فيما وراء التحليل الحالي لتاريخ‬ ‫التصفح‪ ،‬والبريد اإللكتروني والتقويم واملواقع‪ .‬يذكر‬ ‫السيد غولتكني أن تلك التقنية قد تسمح بأمور مثل‬ ‫إظهار ش��روط رك��وب األم��واج في الشاطئ املفضل‬ ‫ُ‬ ‫ل��دي��ك‪ ،‬أو أن ت��ذك��رك بتسجيل اش �ت��راك اب�ن�ت��ك في‬ ‫املعسكر ال�ص�ي�ف��ي‪ .‬ع�ل�اوة ع�ل��ى ذل ��ك‪ ،‬ي��رى مايكل‬ ‫يامنيتسكي من شركة «فوريستر» (‪)Forrester‬‬ ‫ل�لاس�ت�ش��ارات‪ ،‬أن ال�س��اع��ات الذكية وأرب�ط��ة اللياقة‬ ‫البدنية الذكية واألج�ه��زة املنزلية الذكية مثل جهاز‬ ‫ُ‬ ‫تنظيم ال� �ح ��رارة‪ ،‬س ��وف ت�ض�ي��ف ب �ي��ان��ات إل ��ى تلك‬ ‫التقنية‪ .‬وتستخدم شركة (إكسبكت البس) مدخالت‬ ‫صوتية باعتبارها أس��اس الحوسبة االستباقية‪،‬‬ ‫حيث يتم الحصول على املعلومات بهدوء ً‬ ‫ردا على‬ ‫م�ح��ادث��ة ك�لام�ي��ة‪ .‬ع�ل��ى سبيل امل �ث��ال‪ ،‬ب��إم�ك��ان تلك‬


‫ولكن إذا نظرنا إل��ى مخطط لسكان العالم ف��ي ع��ام ‪،2015‬‬ ‫س�ي�ب��دو أق ��رب إل��ى ش�ك��ل ق�ب��ة مبنى ك��اب�ي�ت��ول ف��ي واشنطن‬ ‫العاصمة‪ .‬يظل األطفال يمثلون أكبر فئة عمرية‪ ،‬ولكنهم اآلن‬ ‫يشكلون نسبة ‪ 10‬في املائة فقط من السكان‪ ،‬أما الفئة التالية‬ ‫فتقترب منها بنسبة ‪ 9.5‬في املائة‪ .‬وتبدأ نسبة الفئات العمرية‬ ‫في االنخفاض بشكل ملحوظ عند عمر ‪ 40‬عاما‪ ،‬حيث يبدأ‬ ‫االنخفاض في الشكل البياني في مرحلة مرتفعة عن تلك في‬ ‫الشكل الهرمي‪ .‬جدير بالذكر أنه في عام ‪ 1970‬كانت الفئة‬ ‫األصغر عمرا هي األكبر عددا واألسرع نموا بني السكان‪ .‬ولكن‬ ‫فيما بني عام ‪ 1970‬و‪ ،2015‬ارتفعت نسبة السكان حتى عمر‬ ‫‪ 19‬بنسبة ‪ 42‬في املائة فقط‪ ،‬بينما ارتفعت نسبة السكان فيما‬ ‫بني ‪ 39 - 20‬بنسبة ‪ 128‬في املائة‪ .‬أي أن هذه املجموعة زادت‬ ‫بمعدل ضعف عدد السكان الذين أضيفوا إلى املجموعة التي‬ ‫تقل أعمارها عن ‪ 20‬عاما‪ .‬أما عدد السكان الحاليني الذين‬ ‫يتجاوز أعمارهم ‪ 85‬عاما فقد وصل إلى ‪ 50‬مليون شخص‪،‬‬ ‫وه�ك��ذا توجد ذروة لقبة ال�ع��ام الحالي ‪ .2015‬يشار إل��ى أن‬ ‫التأثير السائد على س�ك��ان العالم فيما ب�ين ‪ 1970‬و‪2015‬‬ ‫يتعلق بنسبة الخصوبة‪ ،‬أي عدد األطفال الذين تنجبهم املرأة‬ ‫ع��ادة ط��وال حياتها‪ .‬وق��د انخفض العدد بدرجة كبيرة على‬ ‫مدار تلك املدة‪ ،‬مما يعني أن العالم تحول من األسر الكبيرة‬ ‫إلى األسر األصغر حجما‪ .‬ولكن من املتوقع فيما بني عامي‬ ‫‪ 2015‬و‪ ،2060‬أن يكون التأثير األكبر على السكان هو كبر‬ ‫ال�س��ن‪ .‬أصبحت األس��ر الصغيرة بالفعل أم��را معتادا‪ ،‬وب��دأ‬ ‫انخفاض معدل الخصوبة في التباطؤ‪ ،‬وأصبح الجميع في‬ ‫الوقت الحالي يعيشون لفترة أطول من آبائهم‪ ،‬وكذلك الحال‬ ‫أيضا في الدول النامية‪.‬‬ ‫لذلك بحلول عام ‪ ،2060‬سوف ينتهي شكل القبة وسيتخذ‬ ‫الرسم البياني للسكان صورة أشبه بالعمود (أو ربما خلية‬ ‫نحل قديمة ال �ط��راز)‪ .‬وه��ي أك�ب��ر قليال بالقرب م��ن القاعدة‬ ‫وتنحني إلى الداخل عند القمة‪ .‬ولكن بالنسبة للفئات العمرية‬ ‫حتى سن ‪ 50‬عاما‪ ،‬فسوف يكون حجمها متشابه تقريبا‬ ‫وسيكون للشكل جوانب شبه عمودية‪.‬‬ ‫ال يزال عدد سكان األرض في ازدياد‪ ،‬وبعد أن وصل إلى ‪7.2‬‬ ‫مليار شخص هذا العام‪ ،‬سيصل إلى ‪ 9.5‬مليار في عام ‪.2060‬‬ ‫ولكن وفقا إلحصائيات إيمي سوزوكي وفولفغانغ فينغلر في‬ ‫البنك الدولي‪ ،‬سوف يضاف ثلثي تلك الزيادة املكونة من ‪2.2‬‬ ‫مليار نسمة في عام ‪ 2060‬إلى الفئة العمرية ما بني ‪ 40‬و‪،79‬‬ ‫وليست األصغر سنا‪ .‬ستكون الزيادة في الفئة األخيرة األكبر‬ ‫سنا ملحوظة على نحو خاص‪ ،‬حيث من املتوقع أن يرتفع عدد‬ ‫السكان في عمر ‪ 60‬إلى ‪ 79‬عاما‪ ،‬بني عامي ‪ 2015‬و‪،2060‬‬ ‫بـ‪ 1.1‬مليار نسمة‪ ،‬أي ‪ 131‬في املائة‪ .‬ويعادل هذا الرقم خمسة‬ ‫أضعاف الزيادة التي سيشهدها عدد األطفال واملراهقني‪ ،‬الذين‬ ‫من املتوقع أن يرتفع عددهم بنحو ‪ 220‬مليون نسمة أو ‪ 9‬في‬ ‫املائة فقط‪ .‬أما عدد الفئة األكبر عمرا على اإلطالق (فوق عمر‬ ‫‪ 85‬عاما‪ ،‬والتي تحتل شريطا واح��دا في املخطط البياني)‪،‬‬ ‫فسوف تشهد أسرع معدل للزيادة (بنسبة ‪ 281‬في املائة فيما‬ ‫بني ‪ 2015‬و‪ ،)2060‬ولكن نظرا النخفاض عددهم منذ البداية‪،‬‬ ‫فلن يمثلوا عددا كبيرا للغاية في إجمالي السكان‪.‬‬ ‫على مدار التاريخ‪ ،‬كان البشر يعيشون في مجتمعات يسودها‬ ‫األطفال (من ناحية العدد)‪ .‬ولكن في عام ‪ ،2060‬لن يرتفع‬ ‫عدد األطفال عن أصحاب أي فئة عمرية أخرى وصوال إلى فئة‬ ‫‪ 65‬عاما‪ .‬وسوف تكون رعاية اآلباء واألجداد واجبا اجتماعيا‬ ‫مهما مثل تربية األبناء واألحفاد أو أهم‪ .‬وبات العام الحالي‬ ‫‪ 2015‬نقطة منتصف في مسيرة هذا التحول الكبير <‬

‫ديبورا ليو‪ ،‬مديرة تسويق املنتجات‬ ‫في شركة «فيسبوك»‪ ،‬تتحدث خالل‬ ‫مؤتمر عقد في كاليفورنيا مارس‬ ‫املاضي لتطوير «فيسبوك» (غيتي)‬

‫عصر جديد‪ ..‬تحوالت جذرية في مجالي االقتصاد والتكنولوجيا‬

‫شبكة التواصل االجتماعي‬ ‫ستصبح أكبر دولة في العالم‬ ‫املحرر االقتصادي‬ ‫سوف يتعرض أسلوب رؤية الناس للعالم إلى‬ ‫تغيير جذري في القريب العاجل‪ ،‬إذ ستنقلب‬ ‫االفتراضات التي ظلت ثابتة على م��دار أع��وام‪.‬‬ ‫وس ��وف ت�ش�ه��د األع � ��وام امل�ق�ب�ل��ة س�ل�س�ل��ة م��ن اإلن �ج��ازات‬ ‫اإلحصائية في مجالي االقتصاد والتكنولوجيا على وجه‬ ‫التحديد‪.‬‬ ‫ستكون أب��رز التحوالت جغرافية اقتصادية‪ ،‬إذ سوف‬ ‫تتفوق ال��والي��ات املتحدة على دول الخليج مجتمعة في‬ ‫كونها أكبر منتج للنفط بفضل ث��ورة ال�غ��از الصخري‪.‬‬ ‫وت�ت��وق��ع ال��وك��ال��ة ال��دول�ي��ة للطاقة أن يستمر ت�ف��وق النفط‬ ‫األميركي إلى ما بعد عام ‪ .2050‬في الوقت ذاته ستستمر‬ ‫آسيا في الصعود أيضا‪ ،‬وس��وف تعكس بعض األرق��ام‬ ‫ال �ب��ارزة ه��ذه الحقيقة‪ .‬س��وف ت�ت�ج��اوز ال �ث��روة املجتمعة‬ ‫ألصحاب الثروات اآلسيويني (الذين يملك كل فرد منهم‬ ‫مليون دوالر على األق��ل) ما يملكه نظراؤهم في أميركا‬ ‫الشمالية‪ ،‬وفقا إلحصائيات كابجيميني وآر ب��ي سي‬ ‫إلدارة ال�ث��روات‪ .‬قام دان��ي ك��واه في كلية لندن لالقتصاد‬ ‫بقياس مركز الجاذبية االقتصادية في العالم وتوقع أنه‬ ‫بفضل صعود آسيا على مدار ‪ 70‬عاما‪ ،‬من ‪ 1980‬وحتى‬ ‫‪ ،2050‬سوف يتحول مركز الجاذبية باتجاه الشرق قادما‬ ‫من وس��ط األطلسي ليستقر في ما بني الهند والصني‪.‬‬ ‫سوف تمر الصني بمرحلتني رئيستني‪ :‬أوال‪ ،‬من املرجح‬ ‫أن يتجاوز حجم االستثمار األجنبي املباشر في الخارج‬ ‫التدفقات إلى الداخل‪ .‬ويرمز ذلك بقوة إلى درج��ة نضج‬ ‫الصني كقوة اقتصادية عاملية‪ .‬ثانيا‪ ،‬سوف تبدأ الصني‬

‫ألول مرة في التاريخ الحديث بصفتها أكبر اقتصاد في‬ ‫العالم متفوقة على أميركا‪ ،‬على األقل في ما يتعلق بتعادل‬ ‫القوة الشرائية‪ .‬وعلى الرغم من أن املنتقدين سيقولون إنه‬ ‫قياس غير صحيح‪ ،‬إال أنه يشير كما يقول درايدن «إلى‬ ‫نهاية عصر قديم‪ ،‬وبداية عصر جديد»‪ .‬بعد الثروة تأتي‬ ‫القوة‪ ،‬إذ وصل حجم اإلنفاق على الدفاع في منطقة آسيا‬ ‫واملحيط ال�ه��ادي‪ ،‬في ما ع��دا الصني‪ ،‬إل��ى حجم ما أنفقه‬ ‫االتحاد األوروب��ي منذ بداية هذا العام وفقا لشركة «آي‬ ‫إتش إس جني» لألبحاث‪.‬‬ ‫أم��ا التكنولوجيا فهي م�ج��ال متغير إل��ى األب ��د‪ .‬وس��وف‬ ‫تتغلب مبيعات األجهزة اللوحية على أجهزة الكومبيوتر‬ ‫ال�ش�خ�ص�ي��ة‪ .‬وس ��وف ت �ت �ج��اوز إي � ��رادات اإلع�ل�ان ��ات عبر‬ ‫اإلنترنت في أميركا القيمة املجمعة لإلعالنات في الصحف‬ ‫وامل �ج�ل�ات وال �ل��وح��ات اإلع�ل�ان �ي��ة‪ .‬وم ��ن ال �غ��ري��ب أن ع��دد‬ ‫االشتراكات في خطوط الهواتف الجوالة سوف يزيد عن‬ ‫تعداد سكان العالم‪ ،‬إذ يحمل بعض األشخاص كثيرا من‬ ‫الخطوط‪ ،‬ال سيما في الدول ذات شبكات االتصاالت غير‬ ‫املنتظمة‪ .‬وقبل نهاية العام الحالي سيكون عدد األشخاص‬ ‫النشطني على موقع «فيسبوك» أكبر م��ن ع��دد املقيمني‬ ‫ف��ي ال�ص�ين‪ .‬ول��و كانت شبكة التواصل االجتماعي دول��ة‬ ‫ألصبحت أكثر دول العالم سكانا‪.‬‬ ‫يعكس أحد املعالم الرئيسية لألعوام املقبلة‪ ،‬بل الشهور‬ ‫واألسابيع القادمة‪ ،‬استمرارية وليس تغييرا‪ ،‬إذ ستصبح‬ ‫امل�ل�ك��ة إل�ي��زاب�ي��ث ال�ث��ان�ي��ة‪ ،‬إذا س�م�ح��ت ح��ال�ت�ه��ا الصحية‪،‬‬ ‫صاحبة أطول فترة حكم تجلس على عرش إنجلترا بحلول‬ ‫‪ 11‬سبتمبر (أيلول)‪ ،‬متفوقة بذلك على الفترة التي أمضتها‬ ‫جدتها الكبرى امللكة فيكتوريا <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪57‬‬


‫من املتوقع أن يرتفع عدد السكان في عمر ‪ 60‬إلى ‪ً 79‬‬ ‫عاما بني عامي ‪ 2015‬و‪ 2060‬بـ‪%131‬‬

‫إعادة تشكيل العالم‪ ..‬ونهاية اهلرم السكاني‬ ‫‪8 7 6 5 4 3 2 1 01 2 3 4 5 6 7 8‬‬

‫‪8 7 6 5 4 3 2 1 01 2 3 4 5 6 7 8‬‬

‫‪8 7 6 5 4 3 2 1 01 2 3 4 5 6 7 8‬‬ ‫األعمار مابني ‪ 15‬إلى ‪ 65‬عاما‬

‫متوسط االعمار ‪ 65‬سنة‬

‫متوسط االعمار ‪ 15‬سنة‬ ‫اناث ذكور‬

‫اناث ذكور‬

‫اناث ذكور‬

‫‪1970‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2060‬‬

‫االختالف في عددهم يعكس األجندة السياسية ألميركا وحلفائها‬

‫كم عدد الدول في العالم؟‬

‫هناك سؤال جغرافي دائم التكرار‪ ،‬وهو‪« :‬كم عدد الدول في العالم؟»‪ .‬تظهر لنا أرقام مختلفة عندما تسأل أو‬ ‫تقرأ عن عدد الدول في العالم‪ً .‬‬ ‫غالبا ما تجد كل مصدر يعطيك إجابة مختلفة‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬أفضل إجابة هي‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أن هناك ‪ 196‬دولة في العالم‪ .‬هناك ‪ 193‬دولة أعضاء باألمم املتحدة‪ .‬ولألسف‪ ،‬دائما ما يستخدم الرقم ‪193‬‬ ‫ً‬ ‫تقريبا كل البلدان‪ ،‬فإنه ال تزال هناك دولتان هما‬ ‫لتمثيل عدد دول العالم‪ .‬وعلى الرغم من أن هذا الرقم ُيمثل‬ ‫الفاتيكان وكوسوفو‪ ،‬وهما مستقلتان ولم تنضما إلى األمم املتحدة‪ .‬وهكذا ال يصبح عدد الدول في العالم‬ ‫‪ .193‬وفقا لوزارة الخارجية األميركية‪ ،‬يبلغ عدد دول العالم ‪ 195‬دولة‪ ،‬بيد أن قائمة الخارجية لدول العالم‬ ‫البالغ عددها ‪ ،195‬تعكس األجندة السياسية للواليات املتحدة األميركية وحلفائها‪ .‬هناك كيان غير مذكور‬ ‫بقائمة الخارجية األميركية‪ ،‬حيث من املمكن اعتباره دولة أو ال‪ ،‬وذلك بناء على هوية من تتحدث إليه‪ ،‬حيث‬ ‫تمتلك تايوان مؤهالت تجعل منها دولة مستقلة أو تمنحها مكانة دولة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ونتيجة ألسباب‬ ‫سياسية‪ ،‬فإن املجتمع الدولي لم يعترف بتايوان دولة مستقلة‪ .‬ولكنها ينبغي أن تكون دولة مستقلة‪ .‬كانت‬ ‫تايوان عضوا بالفعل في األمم املتحدة (وأيضا مجلس األمن) حتى عام ‪ ،1971‬عندما احتلت الصني مكانها‬ ‫في املنظمة‪ .‬واصلت تايوان الضغط للحصول على االعتراف الكامل من الدول األخ��رى‪ ،‬لتصبح «ج� ً‬ ‫�زءا من‬ ‫النادي» ويتم االعتراف بها بالكامل ً‬ ‫عامليا‪ ،‬ولكن الصني ادعت أن تايوان جزء منها‪ .‬وهكذا يذكر موقع «يور‬ ‫غايد (‪ »)Your Guide‬أن هناك ‪ 196‬دولة بالعالم‪ ،‬ومن املحتمل أن تكون هذه أفضل إجابة في الوقت الحالي‬ ‫ُ‬ ‫عن سؤال‪« :‬كم عدد الدول في العالم؟» ولكن يجب أن تدرك أن هناك العشرات من األراضي واملستعمرات التي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تسمى أحيانا عن طريق الخطأ بالـ«دول»‪ ،‬ولكنها ال تعد دوال على اإلطالق؛ حيث تخضع لحكم دول أخرى‪.‬‬ ‫هناك أماكن عادة ما يحدث خلط بينها وبني الدول‪ ،‬ومن بينها بورتوريكو وبرمودا وغرين الند والصحراء‬ ‫الغربية وحتى مناطق باململكة املتحدة (مثل آيرلندا الشمالية واسكوتلندا وويلز وإنجلترا‪ ،‬فتلك ليست دوال‬ ‫مستقلة أو دوال ذات قومية)‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫املحرر االقتصادي‬ ‫منذ بداية العام الحالي ‪ ،2015‬توقف الديموغرافيون‬ ‫واملعلمون والسياسيون ع��ن الحديث ح��ول الهرم‬ ‫السكاني لينتقل إلى القبة السكانية‪ .‬وسوف يعكس‬ ‫ه��ذا التغيير ف��ي امل�ص�ط�ل�ح��ات‪ ،‬ح�س��ب ج��ون ب��ارك��ر محرر‬ ‫شؤون البيئة (إيكونومست) تحوال هائال في صورة وبنية‬ ‫املجتمعات‪ ،‬وهو التحول املستمر منذ خمسني عاما ولم يكتمل‬ ‫سوى نصفه‪.‬‬ ‫الهرم هو الوسيلة التقليدية لتصور وتوضيح تكوين الفئات‬ ‫العمرية في أي مجتمع‪ .‬يعني ذل��ك أن��ك إذا رسمت مخططا‬ ‫تتمثل فيه كل فئة عمرية بشريط ووضعت كل شريط فوق‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬بحيث يكون األصغر سنا في األسفل واألكبر سنا‬ ‫في األعلى ويتم الفصل بني الجنسني‪ ،‬س��وف تحصل على‬ ‫شكل بسيط‪ .‬في عام ‪ ،1970‬اتخذ هذا املخطط شكال هرميا‪،‬‬ ‫حيث إن أكبر فئة عمرية في سكان العالم هم األصغر سنا‬ ‫(يشكل الصغار حتى عمر خمسة أع��وام ‪ 14‬في املائة من‬ ‫إجمالي التعداد)‪ ،‬يليهم السن التالي (من ‪ 6‬إلى ‪ 10‬بنسبة‬ ‫‪ 13‬في املائة)‪ ،‬وهكذا كلما يزداد العمر حتى يصل إلى أكبر‬ ‫من ‪ 85‬عاما‪ ،‬حيث يصل الشكل إلى نقطة تمثل قمة الهرم‪.‬‬ ‫ك��ان ال�ش�ك��ل ال�ه��رم��ي س�م��ة ال�س�ك��ان م�ن��ذ ظ�ه��ور املجتمعات‬ ‫امل�ن�ظ�م��ة‪ .‬وف��ي ظ��ل ق�ص��ر م�ت��وس��ط األع �م��ار وارت �ف��اع معدل‬ ‫ال��وف�ي��ات‪ ،‬ك��ان األط�ف��ال دائ�م��ا م��ا يمثلون الفئة األك�ب��ر ع��ددا‪،‬‬ ‫وال�ك�ب��ار الفئة األق ��ل‪ .‬وي�ش��ار إل��ى أن الشكل البياني لنسب‬ ‫السكان في إنجلترا عام ‪ 1700‬كان هرميا أيضا‪.‬‬


‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫ُ‬ ‫عندما تصبح‬ ‫التكنولوجيا الذكية‬ ‫مثيرة للقلق‬

‫«الطفرة االقتصادية» أتت‬ ‫بإردوغان‪ ..‬وتراجع النمو‬ ‫يهدد بقاءه‬

‫حراس الثورة اإليرانية مدمنو مخدرات‬ ‫دواعش يتحركون بجوازات سفر قتالهم‬

‫مجلة العرب الدولية‬

‫اشرتك اآلن‬ ‫واحصل على‬ ‫نسختك الورقية‬

‫شهرية سياسية‬

‫فهد بودي‪ :‬حان الوقت‬ ‫للبحث عن اقتصاد‬ ‫بديل عن للنفط‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫سياسات سعودية لتقليم‬ ‫تغول امليليشيات والتطرف املسلح‬

‫ما بعد الحزم‬ ‫بداية تحالف عسكري عربي مستمر‬

‫الناتو العربي‬

‫مشروع غرب دلتا النيل‪..‬‬ ‫قارب نجاة قطاع الغاز املصري‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪05‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪ ( -‬مايو ) ‪2015‬‬

‫فورن أفيرز‪ /‬أيار‪ /‬مايو ‪57 - 2014‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪Issue 1607 - May 2015‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫فرصة مصر لجذب الصناديق السيادية الخليجية‬

‫تأسيس شركة حكومية كويتية لضخ االستثمارات‬ ‫القاهرة‪ :‬شريف اليماني‬ ‫س�ت�ك��ون أك �ب��ر ف��ائ��دة مل�ص��ر م��ن ال��دع��م الخليجي‬ ‫األخير الذي جرى اإلعالن عنه في مؤتمر «مصر‬ ‫املستقبل» الذي عقد منتصف مارس (آذار) املاضي‬ ‫هي االستثمارات التي أعلنت عنها الدول الخليجية من بينها‬ ‫الكويت‪ .‬وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح األحمد الصباح أن‬ ‫أجهزة االستثمار الكويتية ستوجه ‪ 4‬مليارات دوالر لضخها‬ ‫في صورة استثمارات في مصر‪ ،‬لكن املسؤولون املصريون‬ ‫ق��ال��وا إن امل�س��اع��دات الكويتية ستكون ب��واق��ع ملياري دوالر‬ ‫وديعة في البنك املركزي والباقي استثمارات‪ .‬ولم يعلن أمير‬ ‫الكويت الجهاز الذي سيضخ تلك االستثمارات‪ ،‬لكن مسؤوال‬ ‫بوزارة االستثمار املصرية قال إن الهيئة العامة لالستثمارات‬ ‫ال�ك��وي�ت�ي��ة ه��ي ال �ت��ي س�ت�ت��ول��ى ض��خ ت �ل��ك االس �ت �ث �م��ارات في‬ ‫مصر‪ ،‬وهناك تنسيق مع وزارة االستثمار املصرية لتحديد‬ ‫املشروعات التي ستوجه لها تلك االستثمارات‪ .‬والهيئة العامة‬ ‫لالستثمار الكويتية تعتبر الصندوق السيادي لدولة الكويت‪،‬‬ ‫وي�ح�ت��ل امل��رت�ب��ة ال�س��ادس��ة ب�ين ال�ص�ن��ادي��ق ال�س�ي��ادي��ة العاملية‬ ‫وق��درت إجمالي أص��ول��ه بنهاية ع��ام ‪ 2014‬نحو ‪ 548‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬وفقا ملؤسسة إس دبليو إف (‪ ،)SWF‬املتخصصة في‬ ‫دراس��ة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية‪ .‬وتقدر‬ ‫إجمالي أصول صناديق االستثمار الخليجية وفقا ملؤسسة‬ ‫إس دبليو إف بنحو ‪ 2.674‬تريليون دوالر بنهاية عام ‪.2014‬‬ ‫انتهت الكويت من تأسيس شركة برأسمال مدفوع قدره مليار‬ ‫جنيه‪ ،‬وستقوم من خاللها الكويت من ضخ استثماراتها في‬ ‫مصر‪ ،‬وفقا ملسؤول بوزارة االستثمار املصرية‪.‬‬ ‫وقال إن التركيز األساسي للشركة سيكون بقطاع السياحة‬ ‫والخدمات‪ .‬واالستثمارات التي ستضخها الكويت عبر تلك‬ ‫الشركة هي جزء من املساعدات الكبيرة من دول الخليج إلى‬ ‫مصر منذ ث��ورة ‪ 30‬يونيو (ح��زي��ران) ‪ 2013‬التي بلغت ‪30‬‬ ‫مليار دوالر‪ .‬وأعلنت دول الخليج في مؤتمر مارس االقتصادي‬ ‫عند تقديم دعما ملصر بقيمة ‪ 12.5‬مليار دوالر‪ ،‬في صورة‬ ‫ودائع واستثمارات‪ .‬تقول الخبيرة االقتصادية بسنت فهمي‬ ‫إن االستثمارات التي جرى اإلعالن عنها من قبل دولة الكويت‪،‬‬ ‫فرصة ال تعوض يجب استغاللها بشكل أمثل حتى تكون‬ ‫ن�م��وذج��ا تستطيع ال�ح�ك��وم��ة امل�ص��ري��ة االق �ت��داء ب��ه للترويج‬ ‫الستثماراتها لجذب استثمارات الصناديق السيادية الخليجية‬ ‫التي دائما ما تتجه ألوروبا وأميركا‪.‬‬ ‫وأضافت أن وزارة االستثمار يجب أن تدرس بعناية أفضل‬ ‫الفرص لتوجيه تلك االستثمارات إليها‪ ،‬وعليها أيضا أن تضع‬ ‫في اعتباراتها العوائد التي ستجنيها تلك املشروعات‪ ،‬وأن‬ ‫يكون عائدها مماثال ملا تجنيه استثمارات الكويت في الخارج‪.‬‬ ‫وذك��رت أن نجاح تلك املشروعات التي ستقام باستثمارات‬ ‫الهيئة العامة لالستثمار الكويتية‪ ،‬والعائد ال��ذي ستحققه‪،‬‬ ‫سيكون ملهما لباقي الدول الخليجية لضخ جانب من أموال‬ ‫صناديقها السيادية في مصر‪ .‬ونمت أصول صندوق الكويت‬ ‫السيادي (الهيئة العامة لالستثمار) خالل العام املاضي بنحو‬ ‫‪ 138‬مليار دوالر بنسبة ارتفاع بلغت نسبته ‪ 33.7‬في املائة‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫وف��ق إح �ص��اءات خ��اص��ة ب��االع�ت�م��اد على ال�ت�ق��اري��ر ال�ص��ادرة‬ ‫من وزارت��ي التخطيط واملالية‪ ،‬فقد مثلت تدفقات االستثمار‬ ‫األجنبي املباشر من الدول العربية ملصر خالل تسع سنوات‬ ‫مالية من ‪ 2005-04‬حتى ‪ 2013-2012‬نحو ‪ 14.5‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫لتبلغ نسبة ‪ 24‬في املائة من إجمالي االستثمارات األجنبية‬ ‫التي تدفقت على مصر‪ ،‬خالل تلك الفترة والتي بلغت ‪60.5‬‬ ‫مليار دوالر‪ .‬ليصل بذلك املتوسط السنوي لتدفق االستثمارات‬ ‫العربية ملصر ‪ 1.6‬مليار دوالر‪ .‬ووف��ق اإلح�ص��اء ف��إن أغلب‬ ‫االس�ت�ث�م��ارات العربية ف��ي مصر ف��ي األن�ش�ط��ة الخدمية في‬ ‫العقارات والسياحة والخدمات املالية كالبنوك واالتصاالت‪.‬‬ ‫ال يزال تصنيف املؤسسات الدولية لالقتصاد املصري على أنه‬ ‫عالي املخاطر‪ ،‬وهو األمر الذي قد يحول دون ضخ استثمارات‬ ‫كبيرة‪ ،‬أو سيكون هناك حذر كبير في ضخ أمول سواء من‬ ‫مستثمرين أو من الصناديق السيادية في مصر‪.‬‬ ‫ورفعت موديز تصنيف مصر االئتماني درجة واحدة ليصل‬ ‫إلى «‪ »B3‬مع نظرة مستقبلية مستقرة‪ ،‬لكن تلك الدرجة تحمل‬ ‫مخاطر استثمارية‪ ،‬كما أن آخر تصنيف ملؤسسة ستاندرد‬

‫آند بوزر ملصر عند (‪ ) - B-B‬وهو تصنيف يشير إلى درجة‬ ‫مخاطرة لالستثمار‪ .‬وبدأ معدالت نمو االقتصاد املصري في‬ ‫التراجع بشدة منذ العام املالي ‪ .2011 - 2010‬ليصل إلى ‪1.8‬‬ ‫في املائة من ‪ 5.3‬في املائة مقارنة بالعام املالي ال��ذي سبقه‪،‬‬ ‫ووص��ل في ع��ام ‪ 2012-2011‬إل��ى ‪ 2.2‬في املائة‪ ،‬ثم إل��ى ‪2.1‬‬ ‫في املائة في عام ‪ .2013-2012‬وبنفس النسبة في العام املالي‬ ‫‪ .2014-2013‬وبدأ يستعيد عافيته مرة أخرى ليصل إلى ‪5.6‬‬ ‫في املائة خالل النصف األول من العام املالي الحالي‪ ،‬وسط‬ ‫توقعات بنمو يتجاوز ‪ 4‬في املائة خالل العام الحالي‪.‬‬ ‫ورغم تلك التخوفات‪ ،‬يقول وزير املالية السابق أحمد جالل إن‬ ‫ال��دارس لالقتصاد املصري يعرف أن يحمل فرص لتحقيق‬ ‫معدالت نمو عالية‪ ،‬وبالتالي فليس هناك قلقا من االقتصاد‬ ‫املصري إذا كان هناك مخطط للنهوض به‪ ،‬مع توافر البيئة‬ ‫املواتية لتحقيق هذا األمر‪ .‬وأضاف أنه خالل ‪ 40‬عاما املاضية‪،‬‬ ‫ي�ص��ل م�ت��وس��ط م�ع��دل ن�م��و االق�ت�ص��اد امل �ص��ري ‪ 4‬ف��ي امل��ائ��ة‬ ‫تقريبا‪ ،‬وهذا يدل على أن االقتصاد املصري قادر على النمو‬ ‫بشكل مستمر بهذا املعدل وبمعدل أكبر منه أيضا <‬

‫اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ اﻟﺴﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‬ ‫اﻟﺒﻠﺪ‬ ‫اﻹﻣﺎرات‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫ﻗﻄﺮ‬

‫اﻟﺼﻨﺪوق‬ ‫ﺟﻬﺎز أﺑﻮﻇﺒﻲ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر‬

‫اﻷﺻﻮل اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻌﻮدي )ﺳﺎﻣﺎ(‬ ‫اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر‬ ‫ﻫﻴﺌﺔ ﻗﻄﺮ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر‬

‫اﻹﻣﺎرات‬

‫ﻣﺠﻠﺲ أﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎر‬

‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﺻﻨﺪوق ﺿﺒﻂ اﳌﻮارد‬

‫اﻹﻣﺎرات‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ دﺑﻲ‬

‫اﻹﻣﺎرات‬ ‫ﻟﻴﺒﻴﺎ‬

‫اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻺﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ‬

‫اﻹﻣﺎرات‬

‫ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺒﺎدل ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ‬

‫اﻟﻌﺮاق‬

‫ﺻﻨﺪوق اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻲ‬

‫اﻹﻣﺎرات‬

‫ﻫﻴﺌﺔ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ‬

‫ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن‬ ‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬

‫ﺻﻨﺪوق اﻹﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻌﺎم‬ ‫ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ‬

‫ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن‬

‫ﺻﻨﺪوق اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻌﻤﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫اﻹﻣﺎرات‬

‫اﻷﺻﻮل ﺑﺎﳌﻠﻴﺎر دوﻻر‬

‫ﺻﻨﺪوق اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﺮأس اﻟﺨﻴﻤﺔ‬

‫‪773‬‬ ‫‪757.2‬‬ ‫‪548‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪77.2‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪68.4‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪60.9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪1.2‬‬


‫عالية سنة ‪ 2009‬و‪ 2010‬و‪ ،2011‬حيث افتقدت السيولة‪ ،‬في هذا املجال‪ ،‬وهناك قوانني محفزة‪.‬‬ ‫وهذه فرصة ال تتوفر إال مرة في نصف قرن‪ .‬واألزمة خلقت‬ ‫لنا الفرص‪ ،‬نحن حققنا أهدافنا‪ ،‬وال تقيدنا العقود الزمنية‬ ‫ هناك احتياج كبير للسكن ف‪ 70‬في املائة من شعوبنا‬‫بل الفرص املطروحة‪.‬‬ ‫> ما الفرق بني الثالثة أسواق‪ ،‬األميركية‪ ،‬البريطانية‪ ،‬أع�م��اره��م أق��ل م��ن ‪ 30‬ع��ام��ا‪ ،‬وأك�ث��ر مجال استثماري يكون‬ ‫وبقية دول أوروبا في قطاع االستثمار العقاري؟‬ ‫ناجحا هو السكن‪ ،‬وفي الكويت في السابق كان هناك خطأ‬ ‫ السوق البريطانية تتميز بسيولة ضخمة ومستثمرين وهو أن االقتصاد كان يعتمد على أكثر من ‪ 90‬في املائة في‬‫عامليني خ��اص��ة ف��ي ل�ن��دن فهي س��وق آم�ن��ة‪ ،‬وال�ق��وان�ين كتبت قطاع النفط‪ ،‬وأرى أنه حان الوقت لتوجيه اهتمامات الشباب‬ ‫ملصلحة املالك‪ ،‬والعقود قابلة للزيادة فقط وليس للنزول‪ .‬كما نحو استثمارات وصناعات جديدة‪ ،‬يجب منح الفرص للجميع‬ ‫يتميز أيضا بشفافية عالية من ناحية القانون ليس لها مثيل وفتح امللعب أمام الجميع‪.‬‬ ‫> م ��ا ال� �ف ��رق ب�ي�ن ال �ش ��رك ��ات ال �خ��اص��ة وامل��ؤس �س��ات‬ ‫ف��ي العالم‪ ،‬لكن املساحة تبقى م�ح��دودة ف��ي بريطانيا وأه��م‬ ‫الحكومية من ناحية اإلدارة والنجاعة؟‬ ‫االستثمارات محصورة في لندن‪.‬‬ ‫ أن��ا م��ن أن�ص��ار خصخصة امل��ؤس�س��ات‪ ،‬فنحن نغير‬‫ع�ل��ى ع�ك��س أم�ي��رك��ا ح�ي��ث ض�خ��ام��ة امل �س��اح��ات وت�ن��وع‬ ‫امل�س�ت�ث�م��ري��ن امل��ؤس�س��ات�ي�ين‪ ،‬ف��ي ل �ن��دن ه �ن��اك االس�ت�ث�م��ارات إدارات� �ن ��ا ال�ت�ن�ف�ي��ذي��ة وق�م�ن��ا ب��ذل��ك ف��ي ال �س��اب��ق‪ .‬وه ��ذا سهل‬ ‫العائلية والخاصة هي األكثر‪ ،‬كما أنه وفي أميركا الصناديق للشركات الخاصة‪ ،‬ومعاييرنا الكفاءة واملحاسبة‪ ،‬وه��ذا ما‬ ‫وامل��ؤس �س��ات‪ ،‬حجمها االس�ت�ث�م��اري أك�ب��ر بكثير مما يتيح ينقص االستثمار في قطاع الحكومات العربية‪ .‬وبريطانيا مثال‬ ‫قبل ثاتشر مرت بأزمات كبيرة في فترة السبعينات‪ ،‬عندما‬ ‫مجاالت للتنوع‪.‬‬ ‫وكل سوق عقارية تختلف مما يمنح تنوعا للفرص‪ ،‬في تعرضت الخطوط الجوية البريطانية وقطاع الكهرباء ألزمة‬ ‫كبيرة وكانت شبه منتهية‪ ،‬لكنهم أنقذوا‬ ‫أميركا كان يوجد وقت للرهن العقاري‪ ،‬في‬ ‫بريطانيا الفرص مختلفة وأصبح‬ ‫أنفسهم بالتوجه للخصخصة‪.‬‬ ‫التطوير هناك سيولة لكن‬ ‫العقاري هو الفرصة االستثمارية األنسب‪.‬‬ ‫والقطاع الخاص ينجح ألنه ال فرص‬ ‫ف��ي أم �ي��رك��ا ي�ت�ع��ام�ل��ون م��ع امل�ش�ك�لات‬ ‫أو خيارات ثانية أمام املستثمر‪ ،‬ليس مثل‬ ‫الفائدة البيروقراطية‬ ‫وتتدخل الحكومة بتخفيض أسعار‬ ‫الحكومات التي لديها النفط أو الضرائب‪،‬‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫األز‬ ‫�ي‬ ‫وم�ن��ح ال�ب�ن��وك ال�س�ي��ول��ة ك�م��ا وق��ع‬ ‫أو موارد أخرى قد تختلف مع كل دولة‪.‬‬ ‫تأخرت‪ .‬ف�وبريطانيا وعدم االلتزام‬ ‫> هل يؤثر ما يقع في املنطقة على‬ ‫املالية‪ ،‬عكس أوروبا التي‬ ‫اس�ت�ف��ادت م��ن املستثمرين العامليني فحدث بالقوانني وغياب املستثمرين األجانب؟‬ ‫ الفرص دائما موجودة‪ ،‬فاألجانب‬‫ت�ض�خ��م‪ .‬أوروب � ��ا ت�ف��اق�م��ت مشكلتها ألن�ه��ا‬ ‫ت��أخ��رت ف��ي التعامل معها‪ ،‬لكن األزم ��ة في الشفافية يخيف ي��رغ �ب��ون ف ��ي ال ��وج ��ود ف ��ي ال�خ�ل�ي��ج لكن‬ ‫أوروبا بالنسبة لنا كانت فرصة‪.‬‬ ‫أصبحوا يبحثون عن وسطاء من أوروبا‪،‬‬ ‫كما أن الربيع العربي كان مهما‪ ،‬كثيرون املستثمرين‬ ‫خاصة بريطانيا التي يخيرون بالدخول‬ ‫عبرها وه��م مهتمون‪ ،‬هناك سيولة لكن‬ ‫رأوه أزمة‪ ،‬لكن بالنسبة لنا كمستثمرين في‬ ‫الخارج فقد ساعدتنا ألنها نقلت سيولة ضخمة من بعض تخيفهم القوانني وغياب الشفافية‪ .‬والوسطاء الذين يبحثون‬ ‫الدول خاصة الخليجية‪ ،‬وليس من الحكومات لكن من القطاع عنهم هم الذين يقدمون خدمات مثل التي تقدمها شركتنا‬ ‫ومثيالتها في السوق‪.‬‬ ‫الخاص ملخاوف املستثمرين‪.‬‬ ‫لكن نحن في دول الخليج بالتأكيد ال نحتاج السيولة لكن‬ ‫واملشكلة اآلن في املنطقة أن السيولة موجودة لكن فرص‬ ‫االستثمار غير موجودة خاصة مع مخاوف رج��ال األعمال نحتاج الخبرة‪ ،‬وهذا بالتأكيد من أجل تحقيق العوائد‪ ،‬يعني‬ ‫نبحث عن الربح لجميع األطراف‪.‬‬ ‫الذين يتخوفون من التنبؤ بما سيقع في املنطقة‪.‬‬ ‫> م ��ا االق� �ت� �ص ��ادات ال �ب��دي �ل��ة ال �ت��ي ت��رون �ه��ا م�ن��اس�ب��ة‬ ‫للمنطقة؟‬

‫وطريقة ال�ط��رح أيضا كانت مهمة وك��ل تعامالتنا كانت مع‬ ‫ش��رك��ات كبيرة‪ ،‬ونتعامل ف��ي إدارة األص��ول وخلق الفرص‬ ‫االستثمارية في الواليات املتحدة‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬ودول أوروبا‪.‬‬ ‫> ملاذا اخترتم الواليات املتحدة وبريطانيا والسوق‬ ‫األوروبية تحديدا‪ ،‬وما نسب استثماراتكم في هذه األسواق؟‬

‫ اخترنا هذه الدول ألنها أسواق عميقة وعريقة‪ ،‬وتتمتع‬‫بالشفافية‪ ،‬ونسب استثمارنا في أميركا ال تقل عن ‪ 60‬في‬ ‫املائة‪ ،‬وبريطانيا ‪ 30‬في املائة‪ ،‬وبقية أوروبا ‪ 10‬في املائة‪.‬‬ ‫هي أسواق تاريخها واضح‪ ،‬فأنت تعلم أنك عندما تبدأ‬ ‫كمستثمر مع من تتعامل‪ ،‬تدخل ولديك املعلومات والتاريخ‪،‬‬ ‫ولديك فرصة القيام بدراسة حول كل العقارات على األقل لـ‪50‬‬ ‫سنة‪ ،‬مقارنة باألسواق العربية التي ال تتوفر فيها معلومات‬ ‫أو ما يسمى «داتا بيز»‪.‬‬ ‫والسبب املشجع أيضا على االستثمار في ه��ذه ال��دول‬ ‫هو القوانني‪ ،‬فمثال رغم أن نسب الربح في الدول العربية أكبر‬ ‫وق��د ت�ف��وق ‪ 2‬ف��ي امل��ائ��ة ف��إن امل�خ��اط��رة هنا (ف��ي ال�غ��رب) أق��ل‪،‬‬ ‫والشفافية متوفرة‪.‬‬ ‫ونحن في عملنا نركز على ما نعرفه‪ ،‬وقد كانت فرصنا‬

‫> هل األحداث التي تشهدها املنطقة حاليا تؤثر على‬ ‫استقطاب املستثمرين‪ ،‬وعلى املشاريع بشكل عام؟‬

‫ االستثمار ف��ي املنطقة حاليا فيه ن��وع م��ن املخاطرة‪،‬‬‫وليست أمنية باألساس أو سياسية‪ ،‬بل األهم هو مشكلة تغيير‬ ‫القوانني‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن االستثمارات متوقفة في املنطقة‬ ‫بل على العكس ن��رى في السعودية وف��ي اإلم ��ارات والكويت‬ ‫انتعشت السوق وهناك استثمارات‪.‬‬ ‫> ال�ه�ب��وط امل�ف��اج��ئ ف��ي أس�ع��ار ال�ن�ف��ط ك�ي��ف أث��ر على‬ ‫العمل االستثماري؟‬

‫ ن��زول األس �ع��ار يعتمد على مسألة ال�ع��رض والطلب‪،‬‬‫كما أنها مرتبطة طبعا باألمور السياسية‪ ،‬وليست مسائل‬ ‫اقتصادية بحتة‪ ،‬وهذا كان جيدا ألوروبا‪ ،‬وكأن أوروبا كانت‬ ‫تحتاج لصدمة‪ ،‬وسياسة تخفيض األورو من مصلحتهم‪.‬‬ ‫وفي الخليج كانت األسعار مبالغا فيها ‪ 110‬إلى ‪120‬‬ ‫دوالر للبرميل‪ ،‬وق��د كسبنا ج�ي��دا‪ ،‬اآلن ح��ان وق��ت التفكير‬ ‫ف��ي كيفية االس �ت �ف��ادة م��ن ه��ذه امل��رح�ل��ة‪ ،‬وه��ي ح�س��ب رأي��ي‬ ‫بالبحث عن خلق اقتصاد بديل‪ ،‬فاالقتصاد مرتبط مصيريا‬ ‫بالسياسة‪ ،‬وبالقوانني وتطويرها‪ ،‬وقد نجحت اإلمارات جدا‬

‫> مع كل املستجدات في املنطقة والعالم عموما‪ ،‬هل‬ ‫تتوقعون أزمة جديدة مستقبال أم عاصفة اقتصادية أخرى‬ ‫قريبا حسب املعطيات؟‬

‫ اليوم األسعار ارتفعت والتاريخ يعيد نفسه عادة‪ ،‬لكن‬‫الطرق مختلفة‪ ،‬وما يحدث سياسيا في العالم غير مطمئن‪،‬‬ ‫ونعم أنا أنصح اآلن بالتريث‪ ،‬واالستعداد لألزمة القادمة لكن‬ ‫هناك فرصا‪ ،‬لكن ال نعلم ما سيحدث‪ ،‬قبل ذلك كانت األزمة‬ ‫أزمة سيولة‪ ،‬أو رهنا عقاريا‪ ،‬لكن مشكلة األزمات أنها تأتي‬ ‫من أشياء غير متوقعة‪.‬‬ ‫املؤشرات الحالية تنذر بخطر‪ ،‬هناك تضخم في األسعار‪،‬‬ ‫وما تقوم به البنوك املركزية في مختلف دول العالم ألن أسعار‬ ‫الفائدة انخفضت مقابل تضخم األصول‪ ..‬واألخطار متنوعة‪،‬‬ ‫ومرتبطة بالسياسة وحتى باالنتخابات ونتائجها التي قد‬ ‫تحدث صدمات في السوق‪.‬‬ ‫واألمر يسير بشكل دائري‪ ،‬فمثال إذا حدث عمل إرهابي‪،‬‬ ‫يمكنه التأثير على آالف الناس‪ ،‬وننصح باالستعداد بالسيولة‪،‬‬ ‫أو توزيعها بني عدة مناطق‪ ،‬وتنويع االستثمارات إذا أمكن‬ ‫فهذه العوامل من أهم الوسائل للتعامل مع األزمة <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪53‬‬


‫فهد بودي‬

‫رئيس مجلس إدارة «بنك غيتهاوس» يحذر من بوادر أزمة اقتصادية‬

‫فهد بودي‪ :‬حان الوقت للبحث عن اقتصاد بديل عن للنفط‬

‫لندن‪ :‬نادية التركي‬ ‫حذر رئيس مجلس إدارة غيتهاوس في لندن‬ ‫م��ن ب��وادر أزم��ة اقتصادية ج��دي��دة‪ ،‬وأك��د فهد‬ ‫ب ��ودي أن امل ��ؤش ��رات ال�ح��ال�ي��ة ت �ن��ذر ب��ال�خ�ط��ر‪،‬‬ ‫م��وض�ح��ا أن األخ �ط��ار م�ت�ن��وع��ة‪ ،‬وق��د ت�ع��رض��ت ال�س��وق‬ ‫لصدمات‪ ،‬واقتصاديا األمر يسير بشكل دائري‪ ،‬فمثال‬ ‫إذا حدث عمل إرهابي‪ ،‬يمكنه التأثير على آالف الناس‪،‬‬ ‫كما أن األسواق تتأثر بالقرارات والتغيرات السياسية‪.‬‬ ‫وقال في حوار أجرته معه «املجلة» في مكتبه بلندن‪:‬‬ ‫‪52‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫«ننصح املستثمرين باالستعداد بالسيولة‪ ،‬أو توزيعها االقتصادية عامليا‪ ..‬والناس غالبا ال يفرقون بني االستثمار‬ ‫واملخاطرة‪ ،‬ودرجات املخاطرة وما نقوم به في «غيتهاوس» هو‬ ‫بني عدة مناطق‪ ،‬وتنويع االستثمارات»‪.‬‬ ‫ودع��ا ب��ودي ال��ذي يشغل أيضا الرئيس التنفيذي السعي لتثقيف العميل‪ ،‬وإحاطته بالفرص املتاحة‪.‬‬ ‫> من هم أهم املستثمرين الذين تتعاملون معهم‪ ،‬وما‬ ‫لغيتهاوس كابيتال والتي تتخذ من الكويت مقرا لها‪ ،‬إلى‬ ‫ض��رورة خصخصة مختلف القطاعات‪ ،‬وتنويع موارد أهم القطاعات التي تعملون بها؟‬ ‫ ب��دأن��ا ب��االس�ت�ث�م��ارات ذات ال�ط��اب��ع ال�ع��ائ�ل��ي‪ ،‬واألف ��راد‪/‬‬‫االقتصاد والخروج من عباءة النفط في املنطقة‪.‬‬ ‫> م� ��ا ال� � � ��دور ال � � ��ذي ت� �ق ��وم ��ون ب� ��ه ع �ب ��ر م��ؤس �س �ت �ك��م املستثمرين سنة ‪ ،2008‬لكن بعد ‪ 2010‬دخلنا في قطاعات‬ ‫(غيتهاوس) والتي مقرها بريطانيا؟‬ ‫أخ��رى‪ ،‬وحرصنا على أن تكون من القطاعات التي ال تتأثر‬ ‫ لسنا بنكا تقليديا‪ ،‬نحن مؤسسة استثمارية نركز باألزمات‪ ،‬فعملنا مثال على قطاعات السكن الجامعي‪ ،‬ودخلنا‬‫على عمالء منتقني‪ ،‬نساعد املستثمرين على تجنب املخاطر في بريطانيا وفي عدة دول‪ ،‬والفرص االستثمارية خدمتنا‪،‬‬


‫املتبادلة مع مصر منذ عام ‪ .1965‬حيث كانت الشركة‬ ‫مسؤولة عن ‪ 40‬في املائة من إنتاج النفط في مصر‪.‬‬ ‫ووفقا لتلك الخلفية‪ ،‬فإنني ال أستغرب إقبالهم على تنفيذ‬ ‫مشروع غرب دلتا النيل‪ .‬وذلك ألنهم على معرفة جيدة‬ ‫باحتياطي الغاز الطبيعي الضخم في منطقة غرب الدلتا‪،‬‬ ‫وق��د واف�ق��ت الشركة على إن�ف��اق ‪ 12‬مليار دوالر على‬ ‫تطوير ذلك االحتياطي ونقله إلى حالة اإلنتاج الفعلي‪.‬‬ ‫وفي مقابل تلبية الطلب املحلي املصري الكبير على الغاز‬ ‫وإنفاقهم ملبلغ ‪ 12‬مليار دوالر على تطوير احتياطي‬ ‫ال�غ��از‪ ،‬ف��إن الشركة س��وف تحصل على أرب��اح ضخمة‬ ‫ولعدد من السنوات»‪.‬‬ ‫عصفت موجة من االنتقادات بالصفقة التاريخية بني‬ ‫«بي بي» والهيئة املصرية العامة للبترول باعتبار أنها‬ ‫تخدم مصالح عمالق النفط البريطاني فحسب وتحرم‬ ‫مصر من نموذج «تقاسم اإلنتاج» الذي اعتمده الجانبان‬ ‫في امل��اض��ي‪ ،‬وال��ذي ع��ادة ما ّ‬ ‫تقسم فيه األرب��اح بنسبة‬ ‫(‪ )20:80‬لصالح الشركة املنتجة‪ .‬واعتبر موقع «ميدل‬ ‫إيست آي» أن ذلك سيؤدي إلى خصخصة قطاع الغاز‬ ‫امل�ص��ري ال محالة وإل��ى سيطرة ش��رك��ات خاصة على‬ ‫موارد مصر الطبيعية‪.‬‬ ‫ف��ي ح��دي��ث عبر ال�ب��ري��د اإلل�ك�ت��رون��ي‪ ،‬أك��د ت��وب��ي أودون‪،‬‬ ‫متحدث باسم «بي ب��ي»‪ ،‬لـ«املجلة» أن الغاية من تغيير‬ ‫شروط العقد من نموذج إنتاج مشترك إلى نموذج رسوم‬ ‫وضرائب على الدخل هي ضمان قابلية تطبيق املشروع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يوضح توبي‪« :‬من املستحيل أن يتم تطوير وإنتاج الغاز‬ ‫من تلك الحقول (حقول الغاز املوجودة غرب دلتا النيل)‬ ‫تحت شروط نموذج اإلنتاج املشترك واسترجاع تكاليف‬ ‫اإلن �ت��اج ال�ل��ذي��ن ك��ان��ا معتمدين ف��ي ال�س��اب��ق‪ .‬ذل��ك حيث‬ ‫يصعب االلتزام بمواعيد وكميات اإلنتاج املتعاقد عليها‬

‫دون إعطاء املستثمر (بي بي) الحرية كاملة للتصرف املصرية لم تكن في وضع يسمح لها بخسارة ‪ 12‬مليار‬ ‫ف��ي امليزانية وتحمل مخاطر االستثمار كاملة لتلبية دوالر وبتطوير حقول الغاز بمفردها أو حتى تقاسم‬ ‫االلتزامات أو دفع غرامة إذا ما لم يتم تسليم الكميات تكاليف التطوير الباهظة مع شركة بريتش بتروليوم‪ .‬إذ‬ ‫املتفق عليها حسب الجدول الزمني»‪.‬‬ ‫إن مصر ال تمتلك هذا القدر من املال‪ ،‬وليس بإمكانها‬ ‫ّ‬ ‫يضيف أودون أن املستثمر ّ‬ ‫يتحمل كل التكاليف املتعلقة تحمل تكاليف ذل��ك امل�ش��روع ف��ي أع�ق��اب االض�ط��راب��ات‬ ‫بالتنقيب والتطوير وعمليات اإلنتاج في كال النموذجني‪ ،‬السياسية التي أطاحت بالعائدات السياحية املصرية‪.‬‬ ‫إال أن هناك فرقا جوهريا في مرحلة ما بعد اإلنتاج‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ومع ضمان شركة بريتش بتروليوم‬ ‫ّ‬ ‫يوضح أودون‪« :‬شروط نموذج اإلنتاج املشترك التقليدي تغطية االحتياجات املحلية املصرية من الغاز لعدد من‬ ‫تتيح للشركة املستثمرة استرداد جل التكاليف والنفقات ال�س�ن��وات‪ ،‬فلن تشهد مصر أي ش�ك��اوى أو مشكالت‬ ‫التي ّ‬ ‫تحملتها خالل عمليات التطوير واإلنتاج من خالل تتعلق بنقص إمدادات الطاقة محليا‪ .‬عليك أن تدرك أن‬ ‫آلية استرداد التكلفة املتفق عليه بني الطرفني‪ ،‬ثم يتقاسم مصر‪ ،‬التي كانت حتى أربع سنوات ماضية تصدر الغاز‬ ‫الجانينب (أي بي بي والحكومة املصرية) حصة الربح إلى األردن وإسرائيل‪ ،‬تقوم باستيراد احتياجاتها من‬ ‫املتبقية وفقا لشروط االمتياز‪ّ .‬أما‬ ‫الغاز في الوقت الراهن على أدنى‬ ‫ال �ن �م��وذج امل�ع�ت�م��د ف��ي ص�ف�ق��ة غ��رب‬ ‫ت �ق��دي��ر»‪ .‬وي �ض �ي��ف‪« :‬وب��ال �ت��ال��ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيتصرف فيه املستثمر‬ ‫دلتا النيل‪،‬‬ ‫أعتقد أن الحكومة املصرية قامت‬ ‫بما يمكن ألي حكومة مسؤولة‬ ‫في ‪ 100‬في املائة من اإلنتاج (الذي‬ ‫ّ‬ ‫فعله للمضي قدما في املشروع‬ ‫تحمل هو تكاليفه كاملة) ويضعه‬ ‫وتغطية الطلب املحلي م��ن الغاز‬ ‫ت� �ح ��ت ت � �ص ��رف ال �ه �ي �ئ ��ة امل �ص��ري��ة‬ ‫للبترول بسعر ّ‬ ‫من دون املساس بسيادة البالد‬ ‫محدد ودون آليات‬ ‫على حقول الغاز»‪.‬‬ ‫استرداد التكاليف»‪.‬‬ ‫ورد في تقرير موقع «ميدل إيست‬ ‫وف�ق��ا مل��ذك��رة التفاهم ب�ين الحكومة‬ ‫ّ‬ ‫آي» أن م�ص��ر ت��ك �ب��دت خ�س��ائ��ر‬ ‫امل� �ص ��ري ��ة وال� �ش ��رك ��ة ال �ب��ري �ط��ان �ي��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقدر بـ‪ 32‬مليار دوالر على األقل‬ ‫ستبيع «ب��ي ب��ي» كميات الغاز التي‬ ‫أسامة كمال من ّ‬ ‫ستنتجها خ�ل�ال ال�س�ن��وات الثالثة‬ ‫الربح املحتمل خالل السنوات‬ ‫املقبلة بسعر ي�ت��راوح ب�ين ‪ 3‬و‪4.1‬‬ ‫العشرين املاضية بسبب شروط‬ ‫دوالر للوحدة ال�ح��راري��ة‪ ،‬وه��و أقل‬ ‫االتفاقيات بني «بي بي» والهيئة‬ ‫كانت‬ ‫بي»‬ ‫«بي‬ ‫صفقة‬ ‫املصرية العامة للبترول‪ ،‬على ّ‬ ‫حد‬ ‫ب�ك�ث�ي��ر م��ن م �ع��دل ال�س�ع��ر ال�ع��امل��ي‬ ‫للوحدات الحرارية وال��ذي يبلغ ‪ 10‬أفضل الخيارات املتاحة‬ ‫قولهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫دوالرات‪.‬‬ ‫للخروج من أزمة الطاقة واعترض كل من ممدوح سالمة‬ ‫وأكد أسامة كمال‪ ،‬الوزير املصري‬ ‫وأس ��ام ��ة ك �م ��ال ودي �ف �ي��د ب��ات��ر‪،‬‬ ‫ع�ل��ى ح ��ده‪ ،‬ع�ل��ى ه��ذه الفرضية‬ ‫السابق للبترول وال�ث��روة املعدنية‪ ،‬الخانقة التي تعاني‬ ‫ل�ـ«امل�ج�ل��ة» أن‪« :‬م�ص��ر ستستفيد‬ ‫واع �ت �ب��روه��ا م�ب�ن�ي��ة ع�ل��ى أس��س‬ ‫من أسعار غ��از منخفضة بنسبة منها مصر ولتفعيل‬ ‫ضعيفة للغاية‪ .‬ي�ق��ول ب��ات��ر في‬ ‫تقارب ‪ 25‬في املائة من أسعار الغاز االستثمار في حقول غاز ه��ذا النطاق‪« :‬ال أع��رف كيف ّتم‬ ‫ال �ت� ّ‬ ‫�وص��ل إل ��ى ه ��ذا ال ��رق ��م‪ ..‬لكن‬ ‫املستورد‪ ،‬مما سيمكنها من دعم‬ ‫ّ‬ ‫االق �ت �ص��اد ال��وط �ن��ي‪ .‬أم��ا (ب��ي ب��ي) غرب دلتا النيل الغنية ي�م�ك��ن ال �ق��ول إن م�ص��ر ت�ك��ب��دت‬ ‫بعض الخسائر بسبب فشلها‬ ‫فستظل أهم العب في قطاع الغاز‬ ‫املصري‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫وأن مخزون الغاز املوجود في منطقة في تقديم شروط استثمار جذابة ُ‬ ‫تحث شركات النفط‬ ‫غرب دلتا النيل سينتج نحو ‪ 25‬في املائة من إجمالي العاملية على مواصلة استثماراتها وفي إص�لاح الدعم‬ ‫الحكومي للطاقة في السابق‪ ،‬مما ّأدى إلى معاناة مصر‬ ‫إنتاج الغاز الوطني الحالي»‪.‬‬ ‫وم ��ن ج��ان �ب��ه‪ ،‬ي �ق��ول دي�ف�ي��د ب��ات��ر‪ ،‬ك�ب�ي��ر خ �ب��راء م��رك��ز من عجز طاقة مزمن»‪.‬‬ ‫«تشاتهام ه��اوس» البريطاني واملتخصص في شؤون أما ممدوح سالمة‪ ،‬فيرى أن «الحكومة املصرية قامت بما‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬في حديث مع «املجلة» كانت قد تقوم به أي حكومة مسؤولة ذات قدرات مالية‬ ‫إن‪« :‬ك�لا م��ن مصر و(ب��ي ب��ي) يستفيدان م��ن ش��روط محدودة‪ ..‬ولم تتنازل قط عن أي حق من الحقوق املتعلقة‬ ‫الصفقة‪ .‬ومن املتوقع أن تستفيد (بي بي) من العائدات بشبر واحدة من أراضيها ألية جهة»‪ .‬ويضيف‪« :‬في ظل‬ ‫ع�ل��ى اس�ت�ث�م��ارات�ه��ا‪ ،‬ل�ك��ن ذل��ك سيعتمد ع�ل��ى ع��دد من الوضع املالي الحالي في مصر‪ ،‬فأنا أعتقد أن تلك الصفقة‬ ‫الشروط يذكر منها التزام الشركة باإلنتاج وفق امليزانية من أفضل الصفقات التي أبرمتها مصر‪ .‬وقد كان البديل‬ ‫وال�ج��دول الزمني املتفق عليه‪ ،‬وال�ت��زام مصر بدفعاتها أن ترفض شركة بريتش بتروليوم استثمار مبلغ ‪12‬‬ ‫مليار دوالر على تطوير موارد الغاز املصرية مما يؤدي‬ ‫بشكل منتظم»‪.‬‬ ‫وفيما ينتقد البعض احتفاظ «بي بي» بـ‪ 100‬في املائة من إلى تفاقم مشكالت نقص الطاقة في مصر في املستقبل‬ ‫ّ‬ ‫محددة‪ ،‬إال أن وقد يدفع البالد إلى املزيد من املتاعب واالضطرابات»‪.‬‬ ‫اإلنتاج وبيعه للحكومة املصرية بأسعار‬ ‫معظم الخبراء يتفقون أن هذه الصفقة ال تعفي مصر من ومن جانبه‪ ،‬دافع أسامة كمال عن الصفقة وقال‪« :‬صحيح‬ ‫املشاركة في تكاليف اإلنتاج الباهظة فحسب‪ ،‬بل تضمن أن هذه الصفقة ليست مثالية‪ ،‬لكنها تعد صفقة جيدة‬ ‫وأولى صفقات الضرائب والرسوم‪ ..‬هي بداية جيدة تتيح‬ ‫تغطية جزء كبير من االحتياجات الطاقية الوطنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املقبلة»‬ ‫الصفقات‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫للتحس‬ ‫فرصة‬ ‫«الحكومة‬ ‫يشير الدكتور سالمة قي هذا النطاق إلى أن‪:‬‬ ‫<‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪51‬‬


‫أثارت صفقة غرب دلتا‬ ‫النيل بني شركة «بي بي»‬ ‫البريطانية والحكومة‬ ‫املصرية ّ‬ ‫ضجة إعالمية كبيرة‬ ‫في األوساط الغربية والعربية‬ ‫على ّ‬ ‫حد ّسواء‪ .‬وتداولت‬ ‫بعض املنابر اإلعالمية‬ ‫البريطانية تقريرا نشره موقع‬ ‫«ميدل إيست آي» اإللكتروني ‪،‬‬ ‫يزعم بأن الصفقة تضر بمصر‬ ‫ُ‬ ‫وت ّ‬ ‫جردها من‬ ‫ومصالحها‪ ،‬بل‬ ‫مواردها الطبيعية دون مقابل‬ ‫يذكر‪ .‬وفيما يستند هذا‬ ‫التقرير على بعض املعلومات‬ ‫اّ‬ ‫الصحيحة بدون شك‪ ،‬إل‬ ‫ّ‬ ‫أن تحليله للصفقة افتقر‬ ‫للحيادية والوضوح واستند‬ ‫في معظمه على رأي طرف‬ ‫واحد منحاز‪.‬‬

‫مشروع غرب الدلتا يبدأ اإلنتاج بحلول ‪2017‬‬

‫صفقة البريطانية «بي بي» والهيئة املصرية للبترول‪ ..‬أكبر مشاريع الطاقة في تاريخ مصر‬

‫مشروع غرب دلتا النيل‪ ..‬قارب نجاة قطاع الغاز املصري‬ ‫لندن‪ :‬نجالء حبريري‬ ‫اختزلت مقابالت أجرتها «املجلة» مع شركة‬ ‫ّ‬ ‫املتخصصني في‬ ‫«بي بي» وعدد من الخبراء‬ ‫ّ‬ ‫االق �ت �ص��اد امل �ص��ري وق �ط��اع��ي ال��ن �ف��ط وال �غ��از‬ ‫«رغم استبدال الصفقة‬ ‫القصة كاملة‪ ،‬بمحصلة مفادها‪ :‬لاّ‬ ‫لنموذج اإلنتاج املشترك التقليدي‪ ،‬إ أنها كانت أفضل‬ ‫الخيارات املتاحة للخروج من أزمة الطاقة الخانقة التي‬ ‫تعاني منها مصر ولتفعيل االستثمار في حقول غاز‬ ‫غ��رب دلتا نيل الغنية‪ ..‬وأن�ه��ا ب��داي��ة جيدة تتيح فرصة‬ ‫ّ‬ ‫للتحسن في الصفقات املقبلة «‪.‬‬ ‫أعلنت ش��رك��ة «ب��ي ب��ي» البريطانية‪ ،‬ف��ي ث��ان��ي ي��وم من‬ ‫مؤتمر دعم االقتصاد املصري في شرم الشيخ‪ ،‬توقيع‬ ‫االتفاقات النهائية ملشروع غرب دلتا النيل لتطوير خمسة‬ ‫تريليونات متر مكعب من موارد الغاز و‪ 55‬مليون برميل‬ ‫من املكثفات باستثمارات تقدر بنحو ‪ 12‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫من املتوقع أن يبدأ اإلنتاج من مشروع غ��رب الدلتا في‬ ‫‪ 2017‬وأن يغطي نحو ‪ 25‬في املائة من من اإلنتاج الحالي‬ ‫للغاز ف��ي م�ص��ر‪ ،‬أي م��ا ي�ع��ادل ‪ 1.2‬مليار متر مكعب‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫يوميا‪ .‬وسيساهم امل�ش��روع بشكل كبير ف��ي تخفيف‬ ‫أزمة الطاقة التي تعاني منها مصر‪ ،‬والتي ّ‬ ‫تعد أسوأ أزمة‬ ‫أربع سنوات‬ ‫طاقة تشهدها مصر منذ عقود‪ .‬فبعد مرور ّ‬ ‫من االضطرابات التي أعقبت أحداث ‪ 2011‬اختل ميزان‬ ‫العرض والطلب في قطاع الطاقة املصري نظرا الرتفاع‬ ‫استهالك الطاقة وانخفاض اإلنتاج مما ّأدى إلى ّ‬ ‫تحول‬ ‫ّ‬ ‫مصدر صاف للطاقة إلى مستورد صاف لها‪.‬‬ ‫مصر من‬ ‫ّ‬ ‫وصرحت الشركة أنها ستوجه جل إنتاج املشروع من‬ ‫الغاز لتلبية االحتياجات املحلية‪ ،‬بموجب شروط االتفاق‪.‬‬ ‫كما أشارت «بي بي» إلى أنها تملك نحو ‪ 65‬في املائة من‬ ‫املشروع املشترك‪.‬‬ ‫وقال هشام مكاوي الرئيس اإلقليمي لشركة «بي بي»‬ ‫شمال أفريقيا تتوقع «بي بي» مضاعفة إمداداتها الحالية‬ ‫من الغاز للسوق املحلية املصرية خالل هذا العقد عندما‬ ‫يصل مشروع غرب دلتا النيل إلى ذورة إنتاجه‪.‬‬ ‫وذكرت «بي بي» أنه من املقرر إنتاج الغاز من امتيازي‬ ‫شمال اإلسكندرية وغرب البحر املتوسط باملياه العميقة‬ ‫اللذين تديرهما الشركة‪ .‬وأضافت أنها تعتقد بوجود‬ ‫إمكانية للتنقيب في املستقبل وإضافة ما بني خمسة‬ ‫تريليونات وسبعة تريليونات متر مكعب أخرى قد تعزز‬

‫إنتاج مشروع غرب الدلتا باستثمارات إضافية‪.‬‬ ‫وقالت «بي بي» إن إنتاج حقليها طوروس وليبرا للغاز‬ ‫سيتم ضخه للسوق املصرية عبر شبكة خطوط األنابيب‬ ‫البحرية الحالية التابعة ملجموعة «بي جي» والتي تخدم‬ ‫امتياز البرلس‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قال بوب دادلي الرئيس التنفيذي ملجموعة‬ ‫«بي بي» في بيان يوم الجمعة إن مشروع غرب دلتا النيل‬ ‫هو «أكبر استثمار أجنبي مباشر في مصر ويظهر ثقتنا‬ ‫املستمرة في مصر والتزامنا بالكشف عن إمكاناتها في‬ ‫مجال الطاقة»‪ .‬وأض��اف أن‪« :‬إنتاج مشروع غرب الدلتا‬ ‫مهم ألمن الطاقة في مصر»‪.‬‬ ‫وت�ع�ل�ي�ق��ا ح ��ول ال �ع��وام��ل ال �ت��ي ش� ّ�ج�ع��ت «ب ��ي ب ��ي» على‬ ‫االستثمار في مشروع غ��رب دلتا النيل يقول الدكتور‬ ‫ومستشار البنك‬ ‫ممدوح سالمة‪ ،‬خبير النفط العاملي ّ‬ ‫ال��دول��ي ل�ش��ؤون النفط وال�ط��اق��ة‪ ،‬ل�ـ«امل�ج��ل��ة» إن‪« :‬شركة‬ ‫بريتش بتروليوم ّ‬ ‫تعد من كبريات الشركات النفطية في‬ ‫العالم‪ .‬وتستند شركات مثل بريتش بتروليوم في قرارات‬ ‫االستثمار في مشروعات النفط والغاز حول العالم على‬ ‫املكاسب املالية واالستراتيجية املتحققة‪ .‬تمتلك شركة‬ ‫بريتش ب�ت��رول�ي��وم ت��اري�خ��ا ط��وي�لا م��ن ال�ن�ج��اح واملنافع‬


‫‪,,‬‬

‫ال أحد يتوقع عودة سريعة إليران‬ ‫ً‬ ‫واضحا من أقوال املحللني واملسؤولني والتقارير‬ ‫يبدو‬ ‫الصادرة من املصارف العاملية أن إيران لن تتمكن من‬ ‫إغ��راق ال�س��وق بالنفط كما يتوقع الجميع بمجرد أن‬ ‫يتم رف��ع الحظر عن نفطها من قبل ال��والي��ات املتحدة‬ ‫واالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫حاليا نحو ‪ 2.7‬مليون برميل ً‬ ‫وتنتج إي��ران ً‬ ‫يوميا من‬ ‫النفط الخام ولكنها ال تصدر سوى ‪ 1.3‬مليون برميل‬ ‫ً‬ ‫يوميا منه إلى األسواق العاملية‪ ،‬بحسب تقديرات وكالة‬ ‫الطاقة الدولية‪.‬‬

‫وحتى نهاية ال�ع��ام الحالي ال يبدو أن إي��ران ستكون‬ ‫م �ص��در ق�ل��ق ب��ال�ن�س�ب��ة ل�ل�أس��واق أو األس �ع ��ار‪ .‬وي�ظ��ل‬ ‫التحدي األكبر إليران هو تسويق أي كميات إضافية من‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا في آسيا‪،‬‬ ‫النفط في سوق متشبعة بالنفط‪،‬‬ ‫حيث تسيطر السعودية على حصة كبيرة من السوق‪،‬‬ ‫أو ف��ي أوروب ��ا حيث تتنافس ب��اق��ي دول أوب��ك بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬ما لم تتمكن إيران من عقد صفقات سياسية مع‬ ‫الزبائن الكبار‪ ،‬مثل الهند والصني‪ ،‬لتجعلهم يشترون‬ ‫أكثر منها‪.‬‬

‫كيف ترى إيران عودتها للسوق؟‬ ‫وفي إيران صرح املسؤولون هناك بأن على منظمة البلدان املصدرة للبترول (أوبك) أن‬ ‫تخفض إنتاجها حتى تفسح املجال للنفط اإليراني القادم إلى السوق بعد رفع الحظر‪.‬‬ ‫وتقول إيران إن زيادة إنتاجها لن تؤدي إلى انهيار األسعار‪ .‬وحتى اآلن لم يبد أي‬ ‫من األعضاء اآلخرين في أوب��ك استعدادا لخفض اإلم��دادات‪ .‬ويعقد اجتماع أوبك‬ ‫التالي في الخامس من يونيو‪.‬‬ ‫كثيرا بسبب انخفاض أسعار النفط ً‬ ‫وتقود إيران التي تضرر اقتصادها ً‬ ‫حاليا إضافة‬ ‫إلى انخفاض مستوى صادراتها‪ ،‬تحركات من أجل إقناع دول أوبك بدعم األسعار‬ ‫من خالل إجراء تخفيض في اإلنتاج‪.‬‬ ‫وكان الرئيس اإليراني حسن روحاني قد أوضح في تغريدات له على «تويتر» في‬ ‫األسبوع املاضي عقب لقائه وزير النفط الفنزويلي في طهران أنه ليس هناك سبيل‬ ‫ألوب��ك إلى بخفض اإلنتاج‪ .‬وأض��ف روحاني‪« :‬إن خفض اإلنتاج هو ض��رورة اآلن‬ ‫للحصول على أسعار نفط عادلة وتوازن السوق»‪.‬‬ ‫والتقى الرئيس اإلي��ران��ي مع السفير الجزائري في إي��ران األسبوع املاضي كذلك‪.‬‬ ‫وطالب روحاني عقب هذا اللقاء في تصريحات نقلتها وكالة فارس اإليرانية‪ ،‬بأن‬ ‫تقوم الجزائر وباقي دول أوبك بإطالق جهود جماعية مع إيران إليقاف املكيدة التي‬ ‫تقودها قوى عاملية لخفض أسعار النفط‪.‬‬

‫انخفضت صادرات‬ ‫إيران من مستويات تقارب‬ ‫ً‬ ‫يوميا‬ ‫‪ 2.5‬مليون برميل‬ ‫قبل الحظر إلى أقل من ‪1.3‬‬ ‫ً‬ ‫يوميا في‬ ‫مليون برميل‬ ‫السنوات الالحقة‬

‫‪,,‬‬

‫تقوم بإزالة اآلالف من أجهزة الطرد املركزية‪.‬‬ ‫ويقول مونيز الذي كان يتحدث لوكالة بلومبيرغ‪« :‬أجد أنه من الصعب أن تقوم إيران بكل‬ ‫ً‬ ‫هذا في مدة أقل من ستة أشهر»‪ .‬مما يعني أن الصادرات اإليرانية النفطية ستأخذ وقتا‬ ‫أطول حتى تعود للسوق لحني االنتهاء من االتفاق النهائي‪ .‬وتحتاج الواليات املتحدة إلى وقت‬ ‫أطول للتأكد من عدم نية إيران بناء سالح نووي‪ ،‬حيث أوضح مونيز أن إيران كانت على‬ ‫مقربة شهرين إلى ‪ 3‬أشهر من تخصيب اليورانيوم بشكل صالح لالستعمال في سالح‬ ‫نووي لسنوات طويلة‪.‬‬ ‫بالنسبة إلى فاتح بيرول كبير الخبراء االقتصاديني واملدير العام القادم لوكالة الطاقة الدولية‪،‬‬ ‫فإن أسواق النفط العاملية لن تشهد زيادة مهمة في اإلمدادات اإليرانية قبل فترة تصل إلى‬ ‫خمس سنوات‪ ،‬حتى تبرم الدولة العضو بمنظمة أوبك اتفاقا نوويا نهائيا مع القوى العاملية‬ ‫بنهاية يونيو‪.‬‬ ‫وفي حني أن احتماالت حدوث قفزة كبيرة في اإلم��دادات اإليرانية تبدو ضئيلة فإن فرصة‬ ‫انخفاض اإلم��دادات بشكل حاد من مناطق أخ��رى ت��زداد‪ ،‬حيث تقدر الوكالة أن الشركات‬ ‫ستخفض االستثمارات بما يصل إلى ‪ 100‬مليار دوالر في ‪ 2015‬بقطاعات التنقيب واإلنتاج‬ ‫بسبب انخفاض األسعار‪.‬‬ ‫وق��ال بيرول ال��ذي سيقود الوكالة ب��دءا من سبتمبر (أي�ل��ول) في مقابلة مع «روي�ت��رز» في‬ ‫نيودلهي‪« :‬قد نرى خالل ثالث إلى خمس سنوات نموا قويا (في إنتاج النفط) قادما من‬ ‫إيران بافتراض إبرام اتفاق نهائي بني إيران والقوى العاملية في يونيو»‪.‬‬ ‫وأضاف أنه قد ال يحدث نمو قوي في إنتاج النفط اإليراني بشكل فوري نظرا ألن الحقول‬ ‫اإليرانية لم تخضع للصيانة «بالطريقة املثلى» بسبب العقوبات‪.‬‬ ‫قال توني هايوارد الرئيس السابق لشركة «بي بي» النفطية العمالقة إن إيران قادرة على زيادة‬

‫إنتاجها بنحو ‪ 500‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا من النفط متى ما تم رفع الحظر عن قطاعها النفطي‬ ‫ولكنها ستحتاج إلى ستة أشهر حتى تقوم برفع اإلنتاج إلى هذا املستوى‪.‬‬ ‫ويتولى هايوارد حاليا منصب رئيس مجلس إدارة شركة تجارة السلع األولية العمالقة‬ ‫جلينكور والرئيس التنفيذي لشركة جينيل إنرجي‪ ،‬وهي شركة متوسطة الحجم‬ ‫تعمل في كردستان ال�ع��راق‪ .‬وج��اءت تصريحات ه��اي��وراد في مؤتمر للسلع األولية‬ ‫في سويسرا‪.‬‬ ‫وأضاف أنه حتى إذا توصلت إيران والغرب إلى اتفاق لكبح برنامج طهران النووي‬ ‫فسوف يستغرق األمر عدة سنوات كي تبرم شركات النفط عقودا وتبدأ االستثمار‬ ‫في القطاع النفطي اإليراني الذي تضرر بسبب العقوبات وهو ما يعني أن الدولة لن‬ ‫تتمكن من زيادة الصادرات كثيرا خالل العامني املقبلني‪.‬‬ ‫وقال مصرف مورغان ستانلي األميركي إن االتفاق اإليراني اإلطاري مع الدول الست‬ ‫(أميركا وروسيا والصني وبريطانيا وفرنسا وأملانيا) مطلع شهر أبريل لن يتم االتفاق‬ ‫على صيغته النهائية أو حتى املوافقة عليه قبل ‪ 30‬يونيو‪ .‬ولو حدث أن تمكنت إيران‬ ‫من رفع كل الحظر النفطي املفروض عليها فإنها لن تستطيع رفع إنتاجها بأكثر من‬ ‫‪ 500‬إلى ‪ 700‬ألف برميل‪ ،‬وعلى مدى أشهر ً‬ ‫نظرا ألن قطاعها النفطي ال يزال يواجه‬ ‫مشكالت نتيجة نقص املعدات واالستثمار بسبب الحظر‪.‬‬ ‫أم��ا مصرف باركليز البريطاني فقد أوض��ح في تقرير أن��ه حتى تتمكن إي��ران من‬ ‫ً‬ ‫إنتاج مليون برميل ً‬ ‫مجددا فإن هذا سيتطلب ما ال يقل عن سنة‪ .‬أما في الوقت‬ ‫يوميا‬ ‫ً‬ ‫الراهن فكل ما يمكن إليران أن تضيفه هو ‪ 200‬إلى ‪ 300‬ألف برميل يوميا‪ ،‬وتحت‬ ‫أحسن الظروف لن تزيد إنتاجها بأكثر من ‪ 500‬ألف برميل ً‬ ‫يوميا بنهاية الربع األول‬ ‫من العام املقبل‪.‬‬

‫أما وزي��ر النفط اإليراني زنغنه فقد عاد للتذكير بوجوب فسح دول أوب��ك الطريق‬ ‫إلي��ران لرفع صادراتها متى ما تم رفع الحظر عنها عقب االتفاق الذي أبرمته مع‬ ‫القوى العظمى حول برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وقالت وكالة أنباء الجمهورية اإلسالمية اإليرانية أمس إن زنغنه قال أثناء اجتماع‬ ‫مع نظيره الفنزويلي أسدروبال شافيز في طهران‪« :‬نتوقع أن يمهد أعضاء أوبك‬ ‫السبيل لزيادة في إنتاج النفط اإليراني ستصل لألسواق العاملية عند رفع العقوبات»‪.‬‬ ‫وتأمل إي��ران التي كانت في فترة ما ثاني أكبر منتج في أوب��ك بعد السعودية‪ ،‬أن‬ ‫ترفع صادراتها من الخام بما يصل إلى مليون برميل يوميا إذا توصلت مع القوى‬ ‫العاملية الست إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي بحلول مهلة نهائية‬ ‫في ‪ 30‬يونيو‪.‬‬ ‫وقلصت العقوبات التي فرضها االتحاد األوروبي والواليات املتحدة صادرات إيران‬ ‫النفطية بواقع النصف إلى أكثر بقليل من مليون برميل يوميا منذ عام ‪.2012‬‬ ‫وألحق انخفاض أسعار النفط أضرارا بأعضاء أوبك األقل ثراء مثل إيران التي دعت‬ ‫مرارا إلى خفض سقف اإلنتاج اليومي ألوبك‪.‬‬ ‫لكن دول الخليج األعضاء في أوبك ومن بينها السعودية رفضت خفض اإلنتاج الذي‬ ‫يبلغ حاليا ‪ 30‬مليون برميل يوميا <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪49‬‬


‫تعيش الحكومة اإليرانية‬ ‫حالة من التفاؤل الشديد‬ ‫بعد توصلها إلى اتفاق إطار‬ ‫مبدئي مع الدول العظمى‬ ‫الست حول برنامجها‬ ‫النووي؛ إذ اقتربت إيران‬ ‫بخطوة كبيرة من العودة‬ ‫لتصدير نفطها بشكل‬ ‫طبيعي بعد الحظر األميركي‬ ‫واألوروبي املفروض عليها‪،‬‬ ‫األمر الذي يعني عودة‬ ‫االقتصاد اإليراني املنهك إلى‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪.‬‬ ‫االنتعاش‬ ‫وكانت الواليات املتحدة‬ ‫واالتحاد األوروبي قد فرضا‬ ‫الحظر على صادرات إيران‬ ‫النفطية في يوليو (تموز) عام‬ ‫‪ 2012‬بسبب عدم استجابة‬ ‫إيران للمفاوضات النووية‬ ‫آنذاك‪ ،‬وحتى يتم رفع هذا‬ ‫الحظر يتوجب على إيران أن‬ ‫تنفذ كل ما جاء في االتفاق‬ ‫اإلطاري قبل أن يتم توقيع‬ ‫اتفاق نهائي يسمح لها‬ ‫بالعودة إلى تصدير نفطها‪.‬‬ ‫الرئيس االيراني حسن روحاني لدى استقباله وزيرة خارجية فنزويال‬ ‫ديلسي رودريجيز في العاصمة اإليرانية طهران ‪ 20‬أبريل املاضي (غيتي)‬

‫روحاني يطالب الجزائر باملشاركة في إيقاف «مكيدة» خفض أسعار النفط‬

‫ماذا يعني االتفاق النووي اإليراني ألسواق النفط؟‬ ‫الخبر‪ :‬وائل مهدي‬ ‫توصلت إيران والقوى العاملية الست إلى اتفاق نووي مبدئي في الثاني من أبريل‬ ‫(نيسان) وهو ما أنعش اآلمال في التوصل إلى اتفاق نهائي بنهاية يونيو (حزيران)‬ ‫يفضي إلى رفع العقوبات االقتصادية التي فرضها الغرب على طهران بسبب‬ ‫برنامجها النووي‪.‬‬ ‫وخسرت إيران نحو مليون برميل ً‬ ‫يوميا من صادرات النفط الخام بسبب الحظر‪ ،‬وانخفضت‬ ‫صادراتها من مستويات تقارب ‪ 2.5‬مليون برميل ً‬ ‫يوميا قبل الحظر‪ ،‬إلى أقل من ‪ 1.3‬مليون‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫برميل ً‬ ‫يوميا في السنوات الالحقة‪.‬‬ ‫والسؤال املهم اآلن هو ماذا سيحدث ألسعار النفط بعد وصول إيران إلى اتفاق نهائي؟ وماذا‬ ‫يعني هذا االتفاق لألسواق؟‬ ‫اإلجابة عن هذا السؤال تعتمد على معرفة اإلجابة عن أسئلة أخ��رى‪ ،‬وهي هل سيؤدي؟‬ ‫ً‬ ‫مجددا؟‬ ‫متى؟ وكيف ستعود إيران لتصدير نفطها؟ وهل يمكنها تصدير مليون برميل‬ ‫وفيما يلي آراء أكبر جهات في السوق ومسؤولني ومحللني حول هذا األمر الصادرة في أبريل‬ ‫عقب إعالن االتفاق املبدئي‪ :‬يقول وزير الطاقة األميركي إيرنيست مونيز إنه حتى يتم رفع‬ ‫ً‬ ‫الحظر النفطي عن إيران فإن عليها أوال أن تقوم بأخذ خطوات كثيرة‪ .‬أول هذه الخطوات‬ ‫هي أن تخفض إيران مخزونها من اليورانيوم إلى ‪ 300‬كيلوغرام‪ ،‬والخطوة الثانية هي أن‬


‫الشيخ تميم آل ثاني أمير دولة قطر يوقع في سجل الزوار لدى اجتماعه‬ ‫بالرئيس األملاني يواكيم غاوك في قصره خالل زيارة وقع خاللها أمير قطر‬ ‫عدة صفقات استثمارية مع برلني سبتمبر املاضي (غيتي)‬

‫االستشارات العقارية «ارنست ويونغ ريل استيت»‬ ‫أن أموال النفط قد لعبت دورا مهما في سوق العقارات‬ ‫األملانية‪ ،‬بعكس األسواق الباريسية أو اللندنية‪ ،‬واليوم‬ ‫نالحظ ازدياد هذا االهتمام العربي‪ ،‬فالعام املاضي‬ ‫وقعت الشركة العربية لالستثمارات عقدا بقيمة ‪300‬‬ ‫مليون يورو لشراء عقارات في برلني ومدينة غيرا‪.‬‬ ‫وإقبال املستثمرين الخليجني على شراء العقارات‬ ‫ف��ي أمل��ان�ي��ا ل��ه أس�ب��اب مهمة‪ ،‬ف��األس�ع��ار ف��ي برلني‬ ‫باألخص أدنى بكثير مقارنة مع األسعار في مدن‬ ‫أوروبية أخرى‪ ،‬ورغم ارتفاعها في اآلونة األخيرة‬ ‫لكنها تظل جذابة‪.‬‬

‫شراء الخليجيني للمصانع واملصارف‬ ‫وال يقتصر اهتمام الخليجيني بالعقارات واألراضي‪،‬‬

‫بل يطال امتالك الشركات واملصانع‪ ،‬وهو في تزايد؛‬ ‫فعلى سبيل املثال تجمع مدينة هامبورغ واإلمارات‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة امل�ت�ح��دة ع�لاق��ة اق�ت�ص��ادي��ة ج�ي��دة توجت‬ ‫باستثمار مباشر‪.‬‬ ‫فمؤسسة االستثمارات الهامبورغية «إم بي سي»‪،‬‬ ‫وه��ي ملك لعائلة ش��رودر‪ ،‬ع�ق��دت‪ ،‬ال�ع��ام املاضي‪،‬‬ ‫صفقة شراكة مع شركة بناء السفن «كومودور‬ ‫كونتريكتينغ»‪ ،‬ف��ي إم ��ارة أب��وظ�ب��ي‪ ،‬م�م��ا جعلها‬ ‫تستحوذ أيضا على الخدمات الصناعية لشركة‬ ‫«فيروستال»‪ .‬كما أن الحضور الخليجي يتمثل‬ ‫بشكل واض��ح في امتالك دول قطر ‪ 17‬في املائة‬ ‫من أسهم مصنع «فولكسفاغن»‪ ،‬وهو أكبر مصانع‬ ‫السيارات في أملانيا‪ ،‬مما جعلها ثالث أكبر مالك‬ ‫لألسهم في هذا الشركة‪ ،‬واحتفلت شركة «دايملر»‬ ‫ودول��ة الكويت‪ ،‬الصيف املاضي‪ ،‬بمرور ‪ 40‬عاما‬

‫ع�ل��ى ال �ت �ع��اون ب�ي�ن�ه�م��ا‪ ،‬وب ��دء ع ��ام ‪ 1974‬ب�ش��راء‬ ‫صندوق االستثمارات الكويتي ‪ 14‬في املائة من‬ ‫إجمالي رأسمال الشركة األملانية‪ ،‬وارتفع اليوم من‬ ‫‪ 329‬مليون دوالر إلى ستة مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وشهد وسط العاصمة التجاري الصيف املاضي‬ ‫افتتاح أفخم مبنى في أملانيا أطلق عليه اسم «نافدة‬ ‫برلني» واملالك له إمارة أبوظبي‪.‬‬ ‫ويبلغ ارت �ف��اع املبنى ‪ 118.8‬متر وم��ؤل��ف م��ن ‪32‬‬ ‫طابقا وأربعة طوابق تحت األرض وطابق أرضي‬ ‫وفيه مئات املكاتب لشركات ومحامني‪ ،‬ويحتل عددا‬ ‫من طوابقه فندق فولدوف أستوريا (خمسة نجوم)‪،‬‬ ‫وفيه ‪ 232‬غرفة‪ ،‬ويعتبر من أفخم الفنادق األملانية‪.‬‬ ‫وتعدت تكاليف املبنى الـ‪ 230‬مليون يورو‪.‬‬ ‫وبهذا تكون كبرى االستثمارات العقارية الخليجية‬ ‫ف��ي ق�ط��اع السياحة الفندقية‪ ،‬كما تمتلك شركة‬ ‫«الفيصل القابضة القطرية» حصصا في كل من‬ ‫ف�ن��دق «ه �ي��ات» ب�س��اح��ة ب��وت �س��دام ب�ب��رل�ين وف�ن��دق‬ ‫«م��اري�ت�ي��م» ف��ي ح��ي ت�ي��ر غ ��ردن‪ ،‬وه�م��ا منطقتان‬ ‫سياحيتان مشهورتان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واليوم‪ ،‬تعتبر الشركة العربية لالستثمارات من أكبر‬ ‫املستثمرين في قطاع السكن وامل��راك��ز التجارية‪،‬‬ ‫فحصتها تصل قيمتها إلى ‪ 55‬مليون ي��ورو في‬ ‫مركز التسوق في سان انان غاليري ببراندنبورغ‬ ‫على نهر الهافل‪ ،‬واشترت بمبلغ ‪ 58‬مليون يورو‬ ‫�ان للسكن وامل�ك��ات��ب ف��ي ح��ي وزارة‬ ‫مجموعة م�ب� ٍ‬ ‫الخارجية األملانية ببرلني‪ ،‬وتكللت صفقة بلغت‬ ‫‪ 145‬مليون يورو بمشاركة مع مؤسسة «اي كي‬ ‫بي ليزينغ» بشراء مركز تجاري بالقرب من مرفأ‬ ‫تنبلهوف البرليني‪ ،‬افتتح عام ‪ ،2006‬وفيه كثير‬ ‫من املكاتب والعيادات الطبية واملطاعم والشركات‬ ‫موزعة على مساحة نحو ‪ 25‬ألف متر مربع‪.‬‬ ‫بالطبع حضور بلدان الخليج املكثف له هدفه‪ ،‬فهي‬ ‫ت��ري��د م��ع م��رور ال��وق��ت ب�ن��اء ص��رح م��ال��ي مهم في‬ ‫أملانيا‪ ،‬أهم بلد أوروبي‪ ،‬وذلك عبر استثماراتها‪ ،‬إن‬ ‫في سوق املال أو العقارات أو السياحة‪ ،‬فدولة قطر‬ ‫لوحدها تستثمر ما بني الـ‪ 40‬و‪ 50‬مليار دوالر في‬ ‫الخارج‪ ،‬ورفع جهاز قطر لالستثمارات حصته في‬ ‫«دويتشه بنك» (البنك األملاني) نحو ملياري يورو‪،‬‬ ‫وبهذا يصبح من أكبر مالكي األسهم فيه (حصته‬ ‫‪ 6‬في املائة)‪ ،‬مما يجعله متقدما بالحصص على‬ ‫مؤسسة بالك روك املالية األميركية التي تملك ‪5‬‬ ‫في املائة تقريبا‪.‬‬ ‫بينما تملك شركة طيران االتحاد في أبوظبي ‪29.2‬‬ ‫في املائة من أسهم شركة «إير برلني»‪ ،‬وهي ثاني‬ ‫أكبر شركة طيران في أملانيا بقيمة تقدر ب�ـ‪300‬‬ ‫مليون يورو قد ضختها العام املاضي على شكل‬ ‫س�ن��دات قابلة للتحويل لها‪ ،‬لتكون بمثابة ق��ارب‬ ‫إنقاذ من اإلفالس‪.‬‬ ‫وم �ن��ذ ع ��ام ‪ ،2008‬ص �ع��دت م��ؤس �س��ة «م �ص��در»‬ ‫لالستثمار ف��ي الطاقة امل�ت�ج��ددة ف��ي أبوظبي إلى‬ ‫سفينة مؤسسة «اي��ون» إلنتاج الطاقة من الرياح‪،‬‬ ‫واستحوذت على ‪ 20‬في املائة بعد أن تخلت الشركة‬ ‫األم عن ‪ 30‬في املائة من حصتها‪ .‬واقتحم رأس املال‬ ‫العربي أيضا البورصة األملانية التي لم تعد أملانيا‬ ‫مائة في املائة بل فقط ‪ 37‬في املائة <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪47‬‬


‫عندما ينزل املواطنون الخليجيون في فنادق فخمة في أملانيا أو يشترون مالبس‬ ‫من مراكز تجارية ضخمة‪ ،‬فالكثير منهم ال يعرف أن هذا الفندق أو هذا التجمع‬ ‫ملك ملستثمرين خليجيني أيضا من اململكة العربية السعودية‪ ..‬فبعد الوحدة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وماليا‬ ‫تجاريا‬ ‫األملانية اكتشف املستثمر الخليجي أهمية أملانيا‬ ‫بعد مرور عقود طويلة على توطيد العالقات الخليجية األملانية‪ ،‬يمكن القول إنه‬ ‫وفي معظم املجاالت اإلنتاجية يوجد استثمار خليجي مهم؛ فاليوم يملك أصحاب‬ ‫املال الخليجيون حصصا في عدد من املؤسسات املالية واملصارف ومصانع‬ ‫السيارات أو في قطاع الطبابة وغيره‪ ،‬مما جعلهم يحتلون املرتبة الخامسة بني‬ ‫أكبر املستثمرين األجانب في أملانيا‪ .‬ولقد زاد اهتمام املستثمرين الخليجيني‬ ‫ُ‬ ‫بأملانيا مع الوحدة األملانية عام ‪ 1989‬بشراء فيالت فخمة جدا أو قصور هجرت‬ ‫خالل الوحدة األملانية‪ ،‬فحولوها إلى فنادق أو مطاعم أو سكن خاص‪.‬‬ ‫لكن ما الذي يجعل أملانيا موقعا جذابا للمستثمر الخليجي؟‬

‫أسواق تجارية ومبان عمالقة لدول مجلس التعاون في برلني‬

‫استثمارات خليجية واعدة فـي أملانيا‬ ‫في شركات طيران أملانية ومصانع إلنتاج الطاقة‬ ‫برلني‪ :‬اعتدال سالمة‬ ‫املتجددة أو غيرها‪ ،‬لكن تبقى هذه املشاركة عند‬ ‫باب النسبة املسموح لألجنبي بامتالكها‪ ،‬وهي أقل‬ ‫الكثير من املستثمرين األجانب يرون أن من ‪ 45‬في املائة‪ ،‬وذلك حسب قانون االستثمارات‬ ‫أملانيا‪ ،‬ورغم االضطرابات املالية الدولية‪ ،‬األملاني‪.‬‬ ‫م ��ا زال � ��ت س��وق��ا م��ال �ي��ة م �س �ت �ق��رة‪ ،‬وه��و‬ ‫عنصر مهم لجلب رأس املال الذي يبحث له دائما عالقات تاريخية عميقة‬ ‫ع��ن ميناء آم��ن‪ ،‬وه��ذا م��ا يشير إليه أيضا هوغو‬ ‫اينشتاين خبير االستثمارات من مدينة ميونيخ‪ ،‬وما يميز العالقات السعودية األملانية عن غيرها‬ ‫ال��ذي يضيف أن املستثمر العربي يرى في أملانيا أنها األك�ث��ر عمقا‪ ،‬فأملانيا ل��ن تنسى ال��دع��م ال��ذي‬ ‫موقعا جيدا وواع��د‪ .‬فبعد إق��رار أملانيا الكثير من ق��دم�ت��ه ل�ه��ا ح�ك��وم��ة امل�م�ل�ك��ة م��ا ب�ين ع��ام��ي ‪1980‬‬ ‫اإلصالحات االقتصادية وأيضا في سوق العمل و‪ 1982‬حني كانت تعاني من مشكالت مالية‪ ،‬إذ‬ ‫ووضعها ق��وان�ين لحماية االس�ت�ث�م��ارات األجنبية قدمت لها اململكة قرضا بقيمة ‪ 23‬مليار م��ارك‬ ‫لديها إضافة إلى ازدهارها ونموها وتوسع مجاالت يومها‪ ،‬وهذا قرض لم تقدمه دولة إلى دولة أخرى‬ ‫التقنيات املتطورة فيها أصبحت موقع استثمار حتى اليوم‪ ،‬ومن أجل تعزيز االستثمارات املتبادلة‬ ‫مميزا‪ ،‬مما جعل العرب يستثمرون في مجاالت تم تأسيس الشركة السعودية األملانية لالستثمارات‬ ‫لم يدخلوها من قبل‪ ،‬مثال في الصناديق السيادية (سيجيكو) أواخر عام ‪.1982‬‬ ‫وقطاع الطبابة والعقارات‪ ،‬وزاد وجودهم في قطاع ورغ� ��م أن امل�م�ل�ك��ة ال �ع��رب �ي��ة ال �س �ع��ودي��ة ال تفصح‬ ‫املصارف والبنى التحتية وقطاعات صناعية كثيرة‪ .‬دائما عن مواقع استثماراتها‪ ،‬ف��إن الهيئة العامة‬ ‫وي�ض�ي��ف‪« :‬أمل��ان �ي��ا ت ��درك ت�م��ام��ا ن األم� ��وال اآلت�ي��ة لالستثمارات السعودية (ساجيا) افتتحت أخيرا‬ ‫من الخليج لالستثمار في أملانيا ليست آتية من م�ك�ت�ب�ين ل �ه��ا ف ��ي ف��ران �ك �ف��ورت وب ��رل�ي�ن م ��ن أج��ل‬ ‫بلدان تعاني من مشكالت مالية أو اقتصادية أو تشجيع التعاون االستثماري مع أملانيا‪ .‬إلى جانب‬ ‫اضطرابات داخلية‪ ،‬بل تعتبرها أم��واال مضمونة ذلك تريد اململكة تطوير صناعاتها في الكثير من‬ ‫ولها مستقبل وف��ائ��دة تعود على الطرفني‪ ،‬وبناء املجاالت الحيوية‪ ،‬إن في مجال االتصاالت أو إنتاج‬ ‫ع �ل��ى ذل� ��ك‪ ،‬ف� ��إن ح �ج��م االس �ت �ث �م��ارات اإلج �م��ال �ي��ة الطاقة املتجددة والتقنيات املتطورة والعالية أيضا‬ ‫الخليجية في أملانيا يقدر اليوم بـ‪ 570‬مليار دوالر (البيوتكنولوجي) ونقل املعلومات‪ ،‬وأخيرا صعد‬ ‫تقريبا‪ ،‬بعد أن امتلك مستثمرون وبلدان وشركات مستثمر سعودي ع��ام ‪ 2008‬إل��ى سفينة شركة‬ ‫حكومية خليجية في األعوام املاضي حصصا أكبر الطيران البرلينية «إير برلني»‪ ،‬بامتالكه ‪ 3‬في املائة‬ ‫‪46‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫من أسهمها‪ ،‬وعليه يمكن القول إن االستثمارات‬ ‫السعودية في أملانيا حاضرة وواعدة‪.‬‬

‫العقارات قطاع يهم الخليجي‬ ‫وش� �ه ��دت األع� � ��وام ال�ق�ل�ي�ل��ة امل ��اض ��ي ت ��زاي ��د اه �ت �م��ام‬ ‫املستثمرين األجانب أيضا الخليجني بقطاع العقارات‪،‬‬ ‫وح �س��ب ت �ق��اري��ر م��ؤس �س��ة ال �ب �ح��وث االس�ت�ث�م��اري��ة‬ ‫والعقارات جونس النغ ال سال في أملانيا املتخصصة‬ ‫بمراقبة تطورات هذا القطاع‪ ،‬فإن حجم ما دفع من‬ ‫�ان وع �ق��ارات مختلفة في‬ ‫أم��وال خليجية ل�ش��راء م�ب� ٍ‬ ‫األع��وام األربعة املاضية ارتفع نحو ثالثة أضعاف‪.‬‬ ‫ف�ف��ي ال�ن�ص��ف األول م��ن ع��ام ‪ 2013‬ت �ج��اوز ال� �ـ‪870‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬وكان عام ‪ 180 ،2004‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫فيما أك��د كريستيان شولتس فولكوف م��ن مكتب‬


‫تراجع العالقات التركية العربية‬ ‫ويقول أوزترك أنه رغم أن تركيا تتمتع بمميزات هائلة جدا‬ ‫لرفع االقتصاد مثل ال�ق��وى العاملة الشابة‪ ،‬ف��إن املستثمر‬ ‫األجنبي ال يأتي‪ ،‬مشددا على أن الرأسمال األجنبي لعب خالل‬ ‫السنوات العشر املاضية دورا مهما وكبيرا في ارتفاع نسبة‬

‫فرض الوضع االقتصادي‬ ‫نفسه على الحملة‬ ‫االنتخابية التي انطلقت‬ ‫في البالد استعدادا‬ ‫لالنتخابات التشريعية‬ ‫في يونيو املقبل‬

‫‪,,‬‬

‫وي��رى أوزت��رك أن��ه ك��ان يجب على تركيا ف��ي ظ��ل انخفاض‬ ‫نسبة النمو أال يكون لديها عجز في التجارة الخارجية‪ ،‬أي‬ ‫بني الصادرات والواردات‪ ،‬ولكن حسب املعطيات االقتصادية‬ ‫لعام ‪ 2014‬فإن العجز في امليزانية وصل إلى نسبة ‪ 5.7‬في‬ ‫املائة من مجموع الدخل القومي‪ ،‬مشيرا في املقابل إلى أن‬ ‫نسبة التضخم في دولة انخفض بها النمو مثل تركيا مرتفعة‬ ‫جدا‪ ،‬حيث وصل إلى أكثر من ‪ 8‬في املائة‪ ،‬فيما أن متوسط‬ ‫التضخم في ال��دول التي يشبه اقتصادها ونموها اقتصاد‬ ‫تركيا هو ‪ 4‬في املائة‪ ،‬وهذا يعني أن تركيا يوجد بها تضخم‬ ‫ضعف ال��دول الشبيهة‪ ،‬وه��ذه ظ��اه��رة ل��م نرها ف��ي املاضي‬ ‫وتعتبر األولى في تركيا‪.‬‬ ‫ويشير أوزترك إلى أن تركيا لم تستفد من انخفاض أسعار‬ ‫الطاقة في العالم‪ .‬ويقول‪« :‬كان يجب على االقتصاد التركي‬ ‫أن يشهد ازدهارا‪ ،‬ولكن ما حصل هو العكس»‪ .‬ويوضح أنه‬ ‫إلى جانب تراجع النمو يوجد عجز كبير في امليزانية للدولة‪،‬‬ ‫ولهذا قامت الحكومة لتغطية هذا العجز باستصدار ضرائب‬ ‫ورفع نسب الضرائب التي تجنيها من املواطن‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫انخفاض القوة الشرائية‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫النمو االقتصادي‪ .‬ويقسم أوزترك الرأسمال األجنبي ينقم‬ ‫إلى ثالثة أقسام‪ :‬رأس املال املستثمر في السندات‪ ،‬ورأس املال‬ ‫الذي يستثمر لزمن طويل‪ ،‬وهذا توقف تماما‪ ،‬والجزء الثالث‬ ‫األموال التي تبحث عن فوائد بنكية مرتفعة‪ ،‬وهي أيضا بدأت‬ ‫في الرحيل عن تركيا وتتوجه إلى دول أخرى»‪ .‬ويوضح أن‬ ‫تركيا تعتبر من أكثر ال��دول املستدينة في العالم‪ ،‬حيث إن‬ ‫نسبة الدين الخارجي لتركيا نحو نصف الدخل القومي‪،‬‬ ‫كما أن الليرة التركية فقدت في فترة قصيرة من الزمن ‪30‬‬ ‫في املائة من قيمتها فإن املستثمرين رغم عدم تصديرهم‬ ‫لبضائعهم يفكرون كيف سيفون بديونهم للمؤسسات التي‬ ‫أقرضتهم بالدوالر‪ ،‬متوقعا أن نرى في القريب العاجل موجة‬

‫بائع خبز يمر من أمام آلة الصرف اآللي لبنك (آسيا)‬ ‫في منطقة عمرانية وسط اسطنبول (غيتي)‬

‫كبيرة من الشركات التي ستعلن إفالسها فقط نتيجة ارتفاع‬ ‫أسعار الدوالر‪ .‬ويحذر أوزترك من قيام املسؤولني بمحاولة‬ ‫إخفاء تراجع الوضع االقتصادي في فترة ما قبل االنتخابات‬ ‫عبر تغطية العجز باملزيد من االستدانة‪ ،‬ما قد ي��ؤدي إلى‬ ‫تدهور في الوضع االقتصادي التركي بعد االنتخابات‪.‬‬ ‫وف��ي مقابل العوامل االقتصادية‪ ،‬تبدو العوامل السياسية‬ ‫أكثر حضورا‪ ،‬فتراجع العالقات التركية العربية انعكس على‬ ‫الصادرات التركية‪ ،‬كما انعكس بشكل أكبر على االستثمارات‬ ‫العربية في تركيا‪ ،‬بالتزامن مع رحيل رؤوس األموال الغربية‬ ‫نتيجة االض�ط��راب السياسي ال��داخ�ل��ي ال��ذي عاشته البالد‬ ‫خالل السنتني املاضيتني‪.‬‬ ‫وبعد أن تعرض خط الترانزيت التركية لضربة أولى في العام‬ ‫‪ 2011‬مع ان��دالع الحرب السورية‪ ،‬واالض�ط��راب في العراق‪،‬‬ ‫ما منع الشاحنات التركية من الوصول إلى الخليج العربي‪،‬‬ ‫وأقفلت السوق السورية والعراقية بوجه بضائعها‪ ،‬أتت األزمة‬ ‫م��ع مصر ف��ي ع��ام ‪ 2013‬لتزيد األم��ور تعقيدا‪ .‬وم��ع فسخ‬ ‫مصر لالتفاقية التجارية للخط املالحي «الرورو» مع تركيا‬ ‫املصدرون إلى عبور قناة‬ ‫في نهاية الشهر املاضي‪ ،‬يضطر‬ ‫ِ‬ ‫السويس ب��دال م��ن اس�ت�خ��دام الطريق ال�ب��ري لنقل البضائع‬ ‫إلى دول الخليج‪ ،‬ما سيؤدي إلى زيادة التكاليف بنسبة ‪40‬‬ ‫في املائة‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال استخدام خط ال��رورو مع مصر كانت البضائع‬ ‫ُت َّ‬ ‫حمل عبر الحاويات من ميناءي مرسني واإلسكندرون وتنقل‬ ‫إلى مصر من خالل سفن «رورو» ومن ثم تنقل برا إلى البحر‬ ‫األحمر لتصل بعد ذلك إلى موانئ الخليج <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪45‬‬


‫املسؤولون يحاولون إخفاء تراجع الوضع االقتصادي قبل االنتخابات باملزيد من االستدانة‬

‫«الطفرة االقتصادية» أتت بإردوغان‪..‬‬ ‫وتراجع النمو يهدد بقاءه‬

‫يجمع الخبراء على أن «املعجزة االقتصادية» التي أنجزها حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم‪ ،‬برئاسة رجب طيب‬ ‫إردوغان هي السبب األبرز في بقائه في السلطة‪ ،‬بعد أعوام من عدم االستقرار السياسي‪ ،‬والذي ارتبط بشكل كبير‬ ‫مع عدم استقرار اقتصادي توج باألزمة الكبرى في عام ‪ 1981‬وانهيار الليرة التركية‪.‬‬ ‫بيروت‪ :‬ثائر عباس‬

‫إلى ‪ ،5.2‬وخفض نسبة البطالة إلى نحو ‪ 7‬في املائة»‪ .‬وأشار البنك الدولي يترقب‬

‫داود أوغلو إل��ى أن «خطط العمل وبرامج التحول القطاعية‬ ‫ليست عبارة عن أمنيات‪ .‬وأن حكومته لم تتعهد بأي عمل زيادة نمو االقتصاد التركي‬ ‫ً‬ ‫اليوم‪ ،‬يعود االهتزاز االقتصادي ليضرب تركيا‪ ،‬بالتزامن مع ثم تركته على قائمة األمنيات»‪ ،‬قائال‪« :‬إن هدفنا رفع نسبة وبعيدا عن السجال الداخلي‪ ،‬ال تبدو األرقام التركية مشجعة‪،‬‬ ‫االهتزاز السياسي الذي تشهده عالقات تركيا بالدول املحيطة مساهمة الصادرات مقارنة مع الواردات؛ إلى أكثر من ‪ 70‬في‬ ‫فقد حذر البنك الدولي من حالة الغموض بسبب‬ ‫ب�ه��ا‪ ،‬وت�ح��دي��دا م��ع ال ��دول العربية ال�ت��ي ك��ان��ت تشكل سوقا املائة عام ‪.»2018‬‬ ‫االنتخابات البرملانية‪ .‬وأوضح البنك الدولي أنه‬ ‫استراتيجية للبضائع التركية‪ ،‬وم�لاذا واع��دا لالستثمارات‬ ‫يترقب زيادة نمو االقتصاد التركي بمعدل ‪3‬‬ ‫العربية‪ .‬فقد فقدت تركيا ‪ 30‬في املائة من قيمة عملتها في‬ ‫في املائة مع نهاية عام ‪ .2015‬كما أعلن عن‬ ‫أقل من سنتني‪ ،‬فيما ارتفع سعر صرف الدوالر من ‪ 1.4‬ليرة‬ ‫توقعاته بشأن عام ‪ .2016‬وقال إن معدل‬ ‫تركية عام ‪2009‬الى نحو ‪ 2.7‬حاليا‪.‬‬ ‫النمو قد يبلغ ‪ 3.9‬في املائة‪ ،‬فيما يتوقع‬ ‫نجما‬ ‫وقد فرض الوضع االقتصادي نفسه‪،‬‬ ‫أن يبلغ ‪ 3.7‬في املائة عام ‪ .2017‬ورأى‬ ‫ف ��ي ال �ح �م �ل��ة االن �ت �خ��اب �ي��ة‪،‬‬ ‫أن «السرعة في تنفيذ اإلصالحات‬ ‫التي انطلقت في البالد‬ ‫ّ‬ ‫الهيكلية من أج��ل إع��ادة تأسيس‬ ‫اس �ت �ع��داد ل�لان�ت�خ��اب��ات‬ ‫الثقة أم��ر بالغ األهمية»‪ .‬وكانت‬ ‫�و‬ ‫ال�ت�ش��ري�ع�ي��ة ف��ي ي��ون�ي�‬ ‫ه ��ذه األرق � � ��ام م�خ�ي�ب��ة ل�لآم��ال‬ ‫حيث‬ ‫(ح��زي��ران) امل�ق�ب��ل‪،‬‬ ‫التركية‪ ،‬بعد أن كانت نسبة‬ ‫�ود‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�و‬ ‫�‬ ‫ت� ��رك� ��زت م �ع �ظ��م ال‬ ‫النمو وصلت إلى ‪ 9‬في املائة‬ ‫�ادي‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫ع�ل��ى ال��وض��ع االق �ت‬ ‫في السنوات املاضية‪ .‬وبدورها‬ ‫التركية‬ ‫املعارضة‬ ‫الذي تأمل‬ ‫ارتفعت معدالت البطالة التي وصلت‬ ‫إلى‬ ‫خالله‬ ‫من‬ ‫الوصول‬ ‫على‬ ‫إلى ‪ 10.7‬في املائة في شهر سبتمبر (أيلول) املاضي‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫بقي‬ ‫كما‬ ‫تماما‬ ‫السلطة‪،‬‬ ‫وهي أعلى نسبة منذ أربع سنوات‪ ،‬أما معدل البطالة بني‬ ‫الحزب الحاكم ط��وال السنوات‬ ‫الشباب فوصل إلى ‪ 20‬في املائة‪.‬‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫وت �ع ��ود ب �ع��ض أس �ب ��اب ت ��راج ��ع االق �ت �ص��اد ال �ت��رك��ي إل��ى‬ ‫االنتخابية‬ ‫الوعود‬ ‫�ازار‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫وقد بدأ‬ ‫ال��وض��ع االق �ت �ص��ادي ال��دول��ي‪ ،‬ح�ي��ث ق��رر ال�ب�ن��ك امل��رك��زي‬ ‫من‬ ‫يحذر‬ ‫تركي‬ ‫اقتصادي‬ ‫�زاب‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫�ان‬ ‫م ��ع إع �ل �‬ ‫األم�ي��رك��ي وق��ف ال�ع�م��ل ب �ش��راء ال �س �ن��دات‪ .‬وق��د دف��ع ه��ذا‬ ‫كليتشدار‬ ‫كمال‬ ‫التركية‬ ‫املعارضة‬ ‫اإلجراء املستثمرين إلى سحب الذهب من تركيا ووضعه‬ ‫قيام املسؤولني بمحاولة‬ ‫أوغلو أن حزب الشعب الجمهوري سوف يرفع الحد األدنى‬ ‫ف��ي ال��والي��ات املتحدة آم�ل�ين ف��ي رف��ع نسبة ال�ف��ائ��دة عليه‬ ‫إل��ى األج��ور إل��ى ‪ 1600‬ليرة تركية (نحو ‪ 600‬دوالر) وأنه‬ ‫الوضع‬ ‫تراجع‬ ‫إخفاء‬ ‫هناك‪ .‬ويقول أستاذ االقتصاد في جامعة مرمرة التركية‬ ‫سوف يلغي الديون املستحقة على صغار املقترضني‪ ،‬فيما‬ ‫ال�ب��روف�س��ور إب��راه�ي��م أوزت ��رك ل�ـ«امل�ج�ل��ة»‪ ،‬إن��ه م��ن املمكن‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫فترة‬ ‫في‬ ‫االقتصادي‬ ‫ذهب زعيم حزب ديمقراطية الشعوب الكردي إلى حد الوعد‬ ‫تقييم ال��وض��ع االق�ت�ص��ادي التركي م��ن خ�لال امل��ؤش��رات‬ ‫برفع الحد األدنى إلى ‪ 1800‬ليرة‪ .‬أما رئيس الوزراء التركي‬ ‫االقتصادية‪ ،‬حيث إن االقتصاد التركي يتراجع بسبب‬ ‫االنتخابات عبر تغطية‬ ‫أحمد داود أوغلو فقد وعد بإجراء «تحوالت شاملة وواسعة‬ ‫تراجعها‪ ،‬حيث وصل النمو االقتصادي عام ‪ 2014‬إلى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في ‪ 25‬مجاال مختلفا»‪ .‬وق��ال‪« :‬هدفنا هو إيصال إجمالي‬ ‫االستدانة‬ ‫من‬ ‫باملزيد‬ ‫العجز‬ ‫مستوى ‪ 3‬في املائة‪ ،‬باإلضافة إلى عدم تفاؤل حول نسبة‬ ‫الناتج املحلي خالل السنوات األربع املقبلة‪ ،‬أي حتى نهاية عام‬ ‫النمو التي ننتظرها ع��ام ‪ ،2023‬أي ف��ي ال��ذك��رى املئوية‬ ‫‪ ،2018‬إلى ‪ 1.3‬تريليون دوالر أميركي‪ ،‬وخفض العجز الحالي‬ ‫لتأسيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪,,‬‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫لعنة رؤساء صندوق النقد الدولي‬ ‫هل‬

‫ليونيد بيرشيدسكي‬ ‫كاتب رأي روسي مقيم في‬ ‫برلني والعضو املنتدب في‬ ‫بنك االستثمار ‪KIT‬‬

‫احتجاز راتو‬ ‫رئيس صندوق‬ ‫النقد الدولي السابق‬ ‫بتهمة تورطه يف‬ ‫عمليات احتيال‬ ‫وغسيل أموال‬

‫أصابت اللعنة صندوق النقد الدولي؟ في البداية تورط‬ ‫دومينيك ستراوس ‪ -‬كان‪ ،‬الرئيس السابق للصندوق‪ ،‬في‬ ‫فضائح جنسية‪ ،‬وتم اتهامه بممارسة القوادة‪ ،‬ثم جاءت‬ ‫من بعده كريستني الغارد‪ ،‬التي تم التحقيق معها وهي في املنصب‬ ‫على خلفية اتهامات باإلهمال في عملها كوزيرة اقتصاد لفرنسا‪.‬‬ ‫وتم احتجاز رودريغو راتو‪ ،‬الذي تولى منصب رئاسة الصندوق قبل‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا في مدريد‪ ،‬بتهمة تورطه في‬ ‫ستراوس ‪ -‬كان‪ ،‬لفترة قصيرة‬ ‫واحدة من أربع عمليات احتيال‪ ،‬وغسيل أموال‪ .‬وال أعتقد بطبيعة‬ ‫الحال أن صندوق النقد الدولي يعاني من لعنة ألقتها عليه ساحرة‪،‬‬ ‫لكن املسألة أكبر من مجرد سؤال إنشائي‪ .‬وكما يقول الصندوق‬ ‫ذاته‪ ،‬إنه حقا يواجه مشكلة تتعلق بالسمعة تؤثر سلبا على أدائه‬ ‫للعمل املنوط به‪ ،‬حيث ال تساعده الفضائح‪ ،‬التي تحيط برؤسائه‬ ‫السابقني‪ ،‬في القيام بذلك‪.‬‬ ‫وتورط راتو‪ ،‬وهو سليل لعائلة ثرية أرستقراطية إسبانية‪ ،‬في أربع‬ ‫قضايا مثيرة للجدل على األقل‪ ،‬إحداها تتعلق باتهام مسؤول مالي‬ ‫سابق في حزب الشعب اإلسباني الحاكم لراتو وق��ادة آخرين في‬ ‫الحزب بسرقة أموال الحزب‪ .‬كذلك هناك اتهام آخر باستخدام إدارة‬ ‫«بانكيا»‪ ،‬املجموعة املصرفية التي عمل به راتو بعد مغادرته ملنصبه‬ ‫ف��ي ص�ن��دوق النقد ال��دول��ي‪ ،‬لبطاقات ائتمانية خاصة باملؤسسة‪.‬‬ ‫ويشير االتهام إلى استخدام راتو بطاقة املؤسسة من دون تصريح‬ ‫في دفع ‪ 54.800‬يورو‪ ،‬أو ما يعادل ‪ 59.400‬دوالر بسعر الصرف‬ ‫اليوم‪ ،‬كنفقات سفر‪ ،‬ومالبس وألغراض ترفيهية‪.‬‬ ‫وفي قضية منفصلة تتعلق بـ«بانكيا»‪ ،‬تحقق السلطات اإلسبانية‬ ‫في ما إذا كانت إدارة املجموعة املصرفية قد تعمدت تضليل املنظمني‬ ‫بشأن مكاسبها‪ ،‬وساهمت في انهيار املصرف‪ ،‬مما أدى إلى منحه‬ ‫‪ 22.4‬مليار دوالر في إطار خطة اإلنقاذ‪.‬‬ ‫وتم احتجاز راتو ملدة سبع ساعات ضمن تحقيق آخر ملعرفة ما إذا‬ ‫كان مصدر األم��وال‪ ،‬التي استعادها من حسابات في الخارج‪ ،‬في‬ ‫إطار خطة العفو الرأسمالي‪ ،‬قانوني أم ال‪ .‬وينفي راتو كل االتهامات‬ ‫املوجهة إليه باستثناء التهمة املتعلقة ببطاقات االئتمان‪ ،‬وقد عوض‬ ‫«بانكيا» عن تلك النفقات‪ .‬ورغم هذا ال يزال يواجه موقفا متأزما‪.‬‬ ‫وب�ين تلك الفضائح ت��رأس فيها ك��ل م��ن رات ��و‪ ،‬وس �ت��راوس ‪ -‬ك��ان‪،‬‬ ‫صندوق النقد الدولي سبع سنوات حتى عام ‪.2011‬‬ ‫ولم تكن الفضائح تالحق رؤس��اء سابقني لصندوق النقد الدولي‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬فبعد استقالتهم كانوا يستكملون حياتهم املهنية‬ ‫في وظائف محترمة رفيعة املستوى‪ .‬وتواجه الغارد ً‬ ‫حاليا اتهامات‬ ‫بالتقصير واإلهمال في قضية رجل األعمال برنارد تابي‪ ،‬الذي‬ ‫حصل على ‪ 403‬ماليني ي��ورو من الدولة الفرنسية تعويضا عن‬ ‫أضرار لحقت به بسبب مصرف «كريدي ليوني»‪ ،‬الذي تم تأميمه‪،‬‬ ‫عام ‪ .2008‬وحني كانت الغارد تشغل منصب وزيرة االقتصاد في‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬سمحت بالتحكيم الذي أسفر عن هذه الخطوة‪ .‬وأنكرت‬ ‫الغارد ارتكابها أي خطأ وتبدو قضيتها أقل خطورة من قضايا‬ ‫من سبقوها في رئاسة صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫وال يدعم أي من هذا مكانة صندوق النقد الدولي في وقت تتراجع‬ ‫فيه شعبيته بسبب ما يفرضه من سياسات للتقشف على دول‬ ‫مثل اليونان باعتباره آخر جهة إقراض‪ّ .‬‬ ‫وأقر الصندوق خالل العام‬ ‫املاضي بأن املشكلة التي تتعلق بصورته كانت السبب الذي جعل‬ ‫الحكومات تتردد في اللجوء إليه للحصول على أي مساعدة‪ .‬ويبدو‬ ‫أن تردد صناع السياسة في اللجوء إلى الصندوق ينبع بشكل كبير‬

‫من الصورة السلبية للصندوق‪ ،‬والتي لم تتغير في نظر الكثير من‬ ‫قادة الرأي في املجتمع املدني‪ ،‬واملنظمات التي ال تهدف للربح‪ ،‬والرأي‬ ‫العام‪ ،‬خاصة في الدول التي تأثرت بأزمات في املاضي‪ .‬وساهمت‬ ‫املشكالت الشخصية‪ ،‬التي يواجهها آخر رؤس��اء للصندوق‪ ،‬في‬ ‫تعزيز «اإلح��راج» ال��ذي جاء وصفه في وثيقة سياسات صندوق‬ ‫النقد الدولي‪.‬‬ ‫ال يهم ما إذا كانت سياسات الصندوق املعيارية صحيحة أم ال‪،‬‬ ‫لكن هل املقاصد وراء قرارات التمويل‪ ،‬التي اتخذها الصندوق‪ ،‬كانت‬ ‫مهنية ً‬ ‫تماما‪ ،‬أم أن مسؤولي الصندوق البارزين قد تأثروا بمصالح‬ ‫ً‬ ‫سياسية ال تتعلق كثيرا بفرص نجاح اإلص�لاح االقتصادي في‬ ‫الدول العمالء أو بقدرتها على تسديد الديون؟‬ ‫وطبقا التفاق بني أوروبا وأميركا‪ ،‬تتولى منصب رئاسة صندوق‬ ‫النقد الدولي شخصية أوروبية‪ ،‬في حني تتولى رئاسة املصرف‬ ‫الدولي شخصية أميركية‪ .‬وتتمتع الواليات املتحدة‪ ،‬بما تمتلكه من‬ ‫أكبر حصة في إجمالي رأسمال صندوق النقد الدولي‪ ،‬وحقوق‬ ‫التصويت‪ ،‬بقوة تصويت على قرارات التعيني‪ ،‬وهي ال تزال تعرقل‬ ‫إق��رار اقتراح مقدم منذ خمس سنوات يهدف إلى إص�لاح نظام‬ ‫النصاب والتصويت‪ .‬وإذا حدث هذا التغيير‪ ،‬سوف يكون للدول‬ ‫ذات االقتصادات الناشئة سلطة أكبر في اتخاذ القرار‪ ،‬وسوف‬ ‫تخسر الواليات املتحدة وأوروبا سيطرتها على تعيينات املناصب‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫ولوال موافقة الواليات املتحدة األميركية لم يكن راتو‪ ،‬أو ستراوس‬ ‫ كان‪ ،‬أو الغارد‪ ،‬ليصلوا إلى منصب رئاسة الصندوق‪ .‬لذا تقود‬‫ال �ت �س��اؤالت ب�ش��أن تساهلهم ف��ي م�ب��ادئ�ه��م حتما إل��ى امل��زي��د من‬ ‫التساؤالت بشأن تأثرهم بضغوط سياسية‪ .‬وسيتم طرح مسألة‬ ‫إصل��اح النصاب م��رة أخ��رى للنقاش خ�لال اجتماعات املصرف‬ ‫ال��دول��ي‪ ،‬وص�ن��دوق النقد ال��دول��ي‪ ،‬السنوية في واشنطن التي تبدأ‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا بأنه سيتم‬ ‫اليوم‪ .‬وصرح املصرف املركزي األملاني في بيان‬ ‫خ�لال االج�ت�م��اع مناقشة م��ا يمكن ات�خ��اذه م��ن «خ�ط��وات مؤقتة»‬ ‫م��ن أج��ل تحقيق اإلص�ل�اح ط��امل��ا ال ت��وج��د ح��اج��ة إل��ى م��واف�ق��ة من‬ ‫الكونغرس األميركي‪.‬‬ ‫وأعلنت دول البريكس‪ ،‬وهي البرازيل‪ ،‬وروسيا‪ ،‬والهند‪ ،‬والصني‪،‬‬ ‫وجنوب أفريقيا‪ ،‬خالل العام املاضي إنشاء احتياطي عملة قدره‬ ‫‪ 100‬مليار دوالر‪ ،‬ومصرف تنمية جديدة كبديل لصندوق النقد‬ ‫الدولي‪ ،‬واملصرف الدولي‪ .‬ونتيجة ملا يواجهه رؤساء صندوق النقد‬ ‫ال��دول��ي من مواقف محرجة مستمرة‪ ،‬ومقاومة ال��والي��ات املتحدة‬ ‫املتعنتة‪ ،‬التي ال تلني‪ ،‬ملحاوالت اإلصالح‪ ،‬لقي املشروع قبوال لدى‬ ‫ال ��دول النامية ال�ك�ب��رى‪ .‬وت�ع��د ح�ك��وم��ات ال ��دول الخمس املؤسسة‬ ‫بتسمية ممثلني لهم لدى مصرف التنمية‪ ،‬الذي يقدر رأسماله بـ‪50‬‬ ‫مليار دوالر بحلول نهاية الشهر الحالي‪ ،‬واإلعالن عنهم بداية العام‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫ورغ��م هيمنة صندوق النقد ال��دول��ي‪ ،‬وم��ا يتمتع به من ق��وة مالية‬ ‫بما يمتلكه من رأسمال قدره ‪ 350‬مليار دوالر‪ ،‬والتي تبدو ثابتة‬ ‫ال تهتز‪ ،‬قد ينطلق مشروع دول البريكس بميزة تتعلق بالسمعة؛‬ ‫فنظرا لكونه مشروعا ج��دي� ً�دا‪ ،‬لن تكون هناك فضائح قديمة‪ ،‬أو‬ ‫فشل في السياسات‪ ،‬أو إرث السيطرة األميركية األوروبية الهائلة‪،‬‬ ‫تعرقل تقدمه‪ .‬والساحة مفتوحة للمنافسة <‬ ‫باالتفاق مع «بلومبيرغ»‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪43‬‬


‫محمد بن راشد‪ :‬ثقافة اإلبداع تعزز الثقة‬ ‫في قطاع األعمال‬

‫الصني‪ :‬اإلمارات عضو مؤسس‬ ‫في البنك اآلسيوي لالستثمار‬ ‫في البنية التحتية‬

‫أك��د الشيخ محمد ب��ن راش��د آل مكتوم‪ ،‬نائب رئيس دول��ة‬ ‫اإلم ��ارات رئيس مجلس ال ��وزراء حاكم دب��ي‪ ،‬أهمية التحفيز‬ ‫والتشجيع لترسيخ مفهوم التميز واإلب��داع وال�ج��ودة كثقافة‬ ‫متجددة ف��ي قطاع امل��ال واألع�م��ال وشتى القطاعات األخ��رى‬ ‫التي تسهم في تعزيز ثقة املستهلك في الشركات واملؤسسات‬ ‫العاملة في الدولة وج��ودة املنتج أو األعمال التي تنفذها على‬ ‫مختلف املستويات وفي القطاعات كافة‪.‬‬ ‫وكرم الشيخ محمد بن راشد ‪ 10‬فائزين بجوائز دبي للجودة‬ ‫خالل حضوره حفل جوائز التميز لقطاع األعمال في دورتها‬ ‫ال �ح��ادي��ة وال �ع �ش��ري��ن‪ ،‬وال �ت��ي ش�م�ل��ت ج��ائ��زت��ي دب ��ي ل�ل�ج��ودة‬ ‫والتنمية البشرية وبرنامج الخدمة املتميزة‪ .‬وأثنى حاكم دبي‬ ‫على جهود دائرة التنمية االقتصادية في دبي التي تعمل على‬ ‫ً‬ ‫تطوير برنامج الجوائز ً‬ ‫ونوعا حتى شمل معظم القطاعات‬ ‫كما‬ ‫في الدولة ومشاركة شريحة واسعة من الشركات والجهات‬ ‫الحكومية وحتى األفراد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكرم الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم الشركات‬ ‫األربع عشرة الفائزة بجائزة دبي التقديرية للجودة والشركات‬ ‫الفائزة بجائزة دبي للتنمية البشرية ضمن ‪ 3‬فئات‪ .‬كما ّ‬ ‫كرم‬ ‫الشيخ أحمد بن محمد بن راش��د آل مكتوم ‪ 16‬شركة فائزة‬ ‫بجائزة برنامج دبي للخدمة املتميزة‪.‬‬

‫قالت وكالة أنباء الصني الجديدة (شينخوا) إنه تم قبول اإلمارات العربية املتحدة عضوا مؤسسا في البنك‬ ‫اآلسيوي لالستثمار في البنية التحتية الذي تقوده الصني‪ .‬وذكرت الوكالة أن القرار اتخذه األعضاء الحاليون‪،‬‬ ‫ومن بينهم الصني وبريطانيا وفرنسا والهند وإيطاليا‪ .‬وأضافت أنه تم قبول عضوية إيران أيضا‪.‬‬ ‫ويعتبر البنك اآلسيوي لالستثمار في البنية التحتية منافسا محتمال لبنوك رائدة مثل البنك الدولي والبنك‬ ‫اآلسيوي للتنمية اللذين تهيمن عليهما الواليات املتحدة واليابان‪ .‬وتربط الصني وإي��ران عالقات وثيقة في‬ ‫مجاالت الدبلوماسية واالقتصاد والتجارة والطاقة‪.‬‬

‫هيئة السوق املالية السعودية‪ :‬فتح سوق األسهم لألجانب في ‪ 15‬يونيو‬ ‫قالت هيئة السوق املالية السعودية إنها اعتمدت جدوال زمنيا لتتيح للمؤسسات األجنبية املؤهلة التداول بشكل مباشر في‬ ‫سوق األسهم السعودية‪ .‬وقالت الهيئة إنها ستنشر الصيغة النهائية للقواعد املنظمة لفتح السوق لألجانب في الرابع من مايو‬ ‫(أيار) على أن يتم العمل بها اعتبارا من األول من يونيو (حزيران)‪ .‬وبحسب البيان‪ ،‬ستسمح الهيئة للمؤسسات األجنبية املؤهلة‬ ‫االستثمار في األسهم املدرجة بأكبر بورصة في العالم العربي اعتبارا من ‪ 15‬يونيو‪.‬‬

‫بونجي وسالك السعودية‬ ‫تشتريان حصة أغلبية‬ ‫بمجلس القمح الكندي‬ ‫‪42‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫قالت مجموعة «جي ‪ 3‬غلوبل غرين»‪ ،‬وهي مشروع مشترك جديد بني بونجي األميركية املتخصصة‬ ‫في تجارة الحبوب والشركة السعودية لالستثمار الزراعي واإلنتاج الحيواني (سالك)‪ ،‬إنها ستشتري‬ ‫حصة أغلبية في مجلس القمح الكندي مقابل ‪ 250‬مليون دوالر كندي (‪ 200‬مليون دوالر أميركي)‪.‬‬ ‫وتسعى «جي ‪ »3‬التي مقرها وينيبيج في مانيتوبا لالستحواذ على ‪ 50.1‬في املائة في مجلس القمح‬ ‫الكندي‪ .‬وقالت إن املزارعني سيحتفظون بحصة األقلية‪ .‬ومن املتوقع إتمام الصفقة في يوليو (تموز)‬ ‫‪ .2015‬كانت السعودية بدأت تقليص برنامجها املحلي لزراعة القمح في العام ‪ 2008‬لتعتمد اعتمادا‬ ‫كامال على الواردات بحلول عام ‪ .2016‬وأنشأ العاهل الراحل امللك عبد الله شركة سالك في عام ‪2011‬‬ ‫لتوفير إمدادات الغذاء للمملكة‪ ،‬وذلك أساسا من خالل مشروعات لإلنتاج الكبير مع بلدان أخرى‪.‬‬


‫إنتاج «أوبك» يرتفع مع توقعها‬ ‫ارتفاع الطلب على نفطها‬ ‫ق��ال��ت منظمة ال�ب�ل��دان امل �ص��درة للبترول (أوب ��ك) ف��ي تقريرها‬ ‫الشهري إن إنتاجها ارتفع في م��ارس (آذار)‪ ،‬وهو ما يزيد من‬ ‫تخمة املعروض العاملي على الرغم من ظهور أدلة جديدة على أن‬ ‫استراتيجيتها الرامية للسماح بهبوط األسعار بدأت تؤتي ثمارها‪.‬‬ ‫وارتفع إنتاجها «أوبك» إلى ما يزيد عن ‪ 30.78‬مليون برميل بنحو‬ ‫مليون برميل يوميا في مارس‪ ،‬بزيادة ‪ 810‬آالف برميل يوميا عن‬ ‫فبراير‪ .‬وإذا أبقت «أوبك» على مستوى اإلنتاج نفسه‪ ،‬فإن التقرير‬ ‫يشير إلى أنه ستكون هناك زي��ادة في املعروض حجمها ‪1.52‬‬ ‫مليون برميل يوميا في ‪ 2015‬و‪ 2.78‬مليون في النصف األول‪،‬‬ ‫وهو ما يتجاوز كثيرا الفائض املتوقع في تقرير الشهر املاضي‪.‬‬

‫«شل» تشتري مجموعة «بي جي»‬ ‫مقابل ‪ 70‬مليار دوالر‬ ‫اتفقت شركة «رويال داتش» على شراء منافستها‬ ‫ال�ص�غ��رى مجموعة «ب��ي ج��ي» مقابل ‪ 70‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬في أول عملية اندماج عمالقة بقطاع النفط‬ ‫في أكثر من عشر سنوات‪ ،‬لتضيق بذلك الفجوة‬ ‫بينها وبني «إكسون موبيل» األميركية‪ ،‬أكبر شركة نفط في العالم‪.‬‬ ‫وأعلنت «شل وبي جي» في بيان مشترك أن «شل» ستدفع أمواال‬ ‫نقدية وأسهما بما يقدر قيمة سهم «بي جي» عند نحو ‪1350‬‬ ‫بنسا‪ .‬وأضاف البيان أن ذلك يمثل عالوة سعرية بنحو ‪ 52‬في‬ ‫املائة على متوسط سعر تداول السهم في ‪ 90‬يوما‪.‬‬

‫إنتاج النفط الروسي عند مستوى‬ ‫مرتفع جديد ملا بعد الحقبة السوفياتية‬ ‫سجل إنتاج النفط الروسي مستوى مرتفعا جديدا ملا بعد الحقبة‬ ‫السوفياتية في مارس (آذار)‪ ،‬مما يعزز الصادرات التي تضيف‬ ‫إلى تخمة املعروض العاملي وتبقي أسعار الخام منخفضة األمر‬ ‫الذي يضر باالقتصاد‪ .‬ويدافع كبار املنتجني الخليجيني في «أوبك»‬ ‫عن حصصهم السوقية قائلني إنهم لن يخفضوا اإلنتاج لرفع‬ ‫أسعار النفط إال إذا فعل اآلخرون (ومن بينهم روسيا) ذلك أيضا‪.‬‬ ‫ويقول املسؤولون الروس إنه من الصعب تعديل اإلنتاج زيادة أو‬ ‫خفضا بشكل كبير بسبب مشكالت غلق اآلبار في مناخ قاس‪.‬‬ ‫وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أن شركتي الطاقة الوطنيتني‬ ‫العمالقتني «جازبروم» و«روسنفت» رفعتا إنتاج النفط الروسي‬ ‫إلى مستوى قياسي ملا بعد الحقبة السوفياتية بلغ ‪ 10.71‬مليون‬ ‫برميل يوميا في مارس‪.‬‬

‫مساهمو «بركشاير هاثواي» يحتفلون‬ ‫بمرور ‪ً 50‬‬ ‫عاما منذ إدارة بافيت للمجموعة‬ ‫احتفل مساهمو «بركشاير ه��اث��واي» السبت‬ ‫ال�ث��ان��ي م��ن م��اي��و (أي ��ار) ال�ح��ال��ي بمناسبة م��رور‬ ‫خ�م�س�ين ع��ام��ا م�ن��ذ ت��ول��ي واري� ��ن ب��اف�ي��ت إدارت ��ه‬ ‫للمجموعة‪ ،‬بينما أبدى امللياردير الشهري تفاؤال‬ ‫ب��ازده��ار ال�ش��رك��ة ف��ي امل��دى ال�ط��وي��ل وح�ت��ى بعد‬ ‫رحيله‪.‬‬ ‫وأمضى بافيت والرجل الثاني في القيادة تشارلي‬ ‫م��ان �غ��ر خ �م��س س ��اع ��ات ف ��ي ال � ��رد ع �ل��ى أس�ئ�ل��ة‬ ‫املساهمني واملحللني والصحافيني خالل االجتماع‬ ‫السنوي لـ«بركشاير» بما في ذلك بعض االنتقادات‬ ‫ملمارسات شركات تملكها «بركشاير» أو تعمل‬ ‫معها مثل «ثري جي كابيتال» في البرازيل‪.‬‬ ‫وتميز االجتماع بأجواء احتفالية هذا العام؛ حيث‬ ‫هتف واحد من أكثر من ‪ 40‬ألف شخص حضروه‪:‬‬ ‫«وارين وتشارلي‪ ..‬نحبكما» في مستهل املناسبة‬ ‫املهمة التي يصفها بافيت بأنها «املهرجان الفني‬ ‫للرأسماليني»‪ .‬وقال ديفيد رولف‪ ،‬مدير االستثمار‬ ‫في ودج ‪ -‬وود بارتنرز‪« :‬هذه ليست ديزني الند‪..‬‬ ‫إنها وارن الند»‪.‬‬ ‫وتحوز مجموعة «بركشاير» أكثر من ‪ 80‬شركة‪،‬‬ ‫منها‪« :‬برلينغتون ن ��ورذرن» للسكك الحديدية‪،‬‬ ‫و«جايكو» للتأمني على السيارات‪ ،‬و«بنغامني مور»‬ ‫للدهانات‪ ،‬و«ديري كوين» للمثلجات‪ ،‬و«فروت أوف‬ ‫ذا لوم» للمالبس الداخلية‪ ،‬و«سيز» للحلوى‪ .‬وتملك‬ ‫أسهما تتجاوز قيمتها ‪ 115‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وبفضل حجم الشركة التي تبلغ السيولة لديها‬

‫امللياردير وارين بافيت‬

‫‪.7‬‏‪ 63‬مليار دوالر تتمتع «بركشاير» بميزانية‬ ‫قوية‪ ،‬قال بافيت إنها ستساعدها على االزدهار‬ ‫حتى في حالة تباطؤ االقتصاد املدعوم بأسعار‬ ‫الفائدة املنخفضة املتوقع رفعها قريبا‪.‬‬ ‫وق ��ال‪« :‬س�ن�ك��ون راغ �ب�ين ت�م��ام��ا ف��ي ال�ت�ح��رك إذا‬ ‫حدث اضطراب اقتصادي من أي نوع وسنكون‬ ‫مستعدين‪ ،‬بينما لن يكون معظم الناس كذلك»‪.‬‬ ‫ونفى أن تكون «بركشاير» بحاجة إل��ى إش��راف‬ ‫تنظيمي خ��اص ب��اع�ت�ب��اره��ا ش��رك��ة أك�ب��ر م��ن أن‬ ‫يسمح لها باالنهيار‪.‬‬ ‫ولم تصدر عن بافيت أي تلميحات بخصوص من‬ ‫سيخلفه‪ .‬وأش��ار في إح��دى اإلج��اب��ات إل��ى كتابة‬ ‫خطاب آخر من خطاباته ذائعة الصيت املوجهة إلى‬ ‫املساهمني في فبراير (شباط) املقبل‪ ،‬مما ينبئ‬ ‫بأنه ال ينوي الرحيل قريبا‪.‬‬

‫اجتماعات الربيع لصندوق النقد‪:‬‬

‫أهداف التنمية تتجاوز طلب املال‬ ‫انتهت اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك‬ ‫ال��دول �ي�ين‪ ،‬وك ��ان ملنطقة ال �ش��رق األوس ��ط وش�م��ال‬ ‫أفريقيا نصيب كبير في النقاشات التي سلطت‬ ‫ال�ض��وء على النمو والتنمية‪ ،‬ومخاطر التداعيات‬ ‫الناجمة ع��ن ال�ص��راع��ات اإلقليمية وت��أث�ي��ر سوق‬ ‫النفط على اقتصادات الدول وتطوير القطاع املالي‪.‬‬ ‫ف��ي االج �ت �م��اع��ات ال �ت��ي اس �ت �م��رت ل �ي��وم�ين‪ ،‬ن��اق��ش‬ ‫األم�ين العام لألمم املتحدة ب��ان كي م��ون ورؤس��اء‬ ‫بنوك التنمية ووزراء الحكومات املختلفة كيفية‬ ‫جمع تريليون دوالر تقريبا لتمويل أهداف التنمية‬ ‫املستدامة‪.‬‬ ‫وه��ذا األم��ر سيتطلب «رؤي��ة ت�ح��دث ت�ح��وال تمزج‬ ‫بني جميع مصادر التمويل املمكنة»‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫املساعدات اإلنمائية الرسمية التي تبلغ حاليا ‪135‬‬

‫مليار دوالر‪ ،‬ومصادر التمويل الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫حسبما ذك��رت لجنة التنمية في بيانها في ختام‬ ‫االجتماعات‪.‬‬ ‫وتتضمن ال�خ�ي��ارات املتاحة التصدي للتدفقات‬ ‫امل��ال�ي��ة غ�ي��ر امل�ش��روع��ة وال�ب�ح��ث ع��ن س�ب��ل فعالة‬ ‫لتشجيع وتعزيز التمويل واالستثمارات من القطاع‬ ‫الخاص وتنسيق التدابير في القضايا العاملية‪.‬‬ ‫والنجاح في تحقيق هذه األهداف سيتطلب ما هو‬ ‫أكثر من املال‪ .‬فهو سيتطلب‪ ،‬كما ذكرت مجموعة‬ ‫البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنوك التنمية‬ ‫األخ��رى في بيان مشترك‪ ،‬تغيير أسلوب تفكير‬ ‫العالم‪ ،‬ونهجه‪ ،‬وطرق املساءلة‪ ،‬بما يعكس ويحدث‬ ‫تحوال في الواقع الجديد لعالم متغير من بيئات‬ ‫شديدة التباين‪.‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪41‬‬


‫النعيمي‪ :‬السعودية مستعدة للمساعدة‬ ‫في تحسني سعر النفط‪ ..‬لكن ليس وحدها‬

‫السعودية تخطط لتوفير‬ ‫‪ %20‬من استهالك‬ ‫الطاقة بحلول ‪2030‬‬ ‫قال نائب وزير البترول السعودي األمير عبد العزيز بن‬ ‫سلمان إن اململكة تتوقع توفير خمس استهالكها من‬ ‫الطاقة بحلول عام ‪ ،2030‬من خالل حملة لدعم كفاءة‬ ‫االستهالك تهدف للحيلولة دون أن يضغط االستهالك‬ ‫املحلي على النفط املتاح للتصدير‪.‬‬ ‫وأوض ��ح األم �ي��ر ع�ب��د ال�ع��زي��ز ف��ي م��ؤت�م��ر «االس�ت�ه�لاك‬ ‫اليومي للطاقة في اململكة ارتفع من أقل من مليون برميل‬ ‫نفط مكافئ في عام ‪ 1980‬إلى نحو ‪ 4.2‬مليون برميل‬ ‫نفط مكافئ ً‬ ‫حاليا‪ .‬ويتوقع أن يرتفع ه��ذا االستهالك‬ ‫إل��ى أكثر من ‪ 8‬ماليني برميل نفط مكافئ ً‬ ‫يوميا في‬ ‫عام ‪ ،2030‬ما لم نعمل بشكل جاد على الحد من الهدر‬ ‫الكبير في استهالك الطاقة»‪ .‬وق��ال األمير عبد العزيز‬ ‫الذي تولى منصبه بعدما أصبح والده ملكا على البالد‬ ‫في يناير (ك��ان��ون الثاني) إن حملة ترشيد استهالك‬ ‫الطاقة ستوفر نحو ‪ 20‬في املائة من ذل��ك االستهالك‬ ‫املتوقع أو نحو ‪ 1.5‬مليون برميل من املكافئ‪.‬‬

‫ق��ال وزي��ر ال�ب�ت��رول ال�س�ع��ودي علي النعيمي‬ ‫إن امل�م�ل�ك��ة م��ا زال ��ت م�س�ت�ع��دة ل�ل�م�س��اع��دة في‬ ‫«تحسني» األسعار‪ ،‬لكن بشرط أن يشارك في‬ ‫ذلك املنتجون اآلخ��رون غير األعضاء بمنظمة‬ ‫«أوبك»‪.‬وقال النعيمي إن السعودية ضخت نحو‬ ‫‪ 10.3‬مليون برميل يوميا في مارس (آذار) وهو‬ ‫مستوى أعلى من األشهر السابقة‪ .‬ولم يذكر‬ ‫سبب زيادة اإلنتاج‪ .‬وأضاف النعيمي أنه يتوقع‬ ‫ألسعار النفط القابعة ق��رب أدن��ى مستوياتها‬ ‫في نحو ست سنوات أن تتحسن في املستقبل‬ ‫القريب‪.‬‬

‫مصادر‪« :‬شيفرون» السعودية تنوي إغالق حقل نفطي‬ ‫مشترك مع الكويت في مايو الجاري‬ ‫قالت ثالثة م�ص��ادر مطلعة إن وح��دة تابعة لشركة‬ ‫النفط األميركية العمالقة «شيفرون» في السعودية‬ ‫أبلغت شريكتها الكويتية عزمها إغالق حقل نفطي‬ ‫مشترك بني البلدين العضوين بمنظمة «أوب��ك»‪ ،‬في‬ ‫الشهر املقبل‪ ،‬بسبب خالفات قائمة منذ فترة طويلة‪.‬‬ ‫وذك ��رت امل �ص��ادر أن «ش�ي�ف��رون» العربية السعودية‬ ‫أبلغت الشركة الكويتية لنفط الخليج باإلغالق املزمع‬ ‫في مايو لحقل الوفرة النفطي البري الكائن باملنطقة‬ ‫املحايدة بني السعودية والكويت‪ .‬يأتي ذلك بعد توقف إنتاج الخام من حقل الخفجي‬ ‫الذي يخضع لإلدارة املشتركة أيضا في أكتوبر (تشرين األول) امتثاال للقواعد البيئية‪.‬‬ ‫وأوضحت املصادر أن قرار «شيفرون» يرجع باألساس إلى مشكالت في الحصول على‬ ‫تراخيص ملوظفيها املغتربني من السلطات الكويتية‪.‬‬

‫وزير النفط العراقي يتوقع أن تسجل صادرات بالده النفطية مستوى قياسيا مايو الحالي‬ ‫قال وزير النفط العراقي عادل عبد املهدي يوم األربعاء إن صادرات بالده النفطية من املتوقع أن تسجل‬ ‫مستوى قياسيا مرتفعا عند نحو ‪ 3.1‬مليون برميل يوميا ‪ ،‬مع بقاء اإلنتاج من الحقول الجنوبية قويا‪.‬‬ ‫وأبلغ عبد املهدي الصحافيني أنه منذ بداية الشهر الحالي‪ ،‬فإن صادرات النفط تزيد عن ‪ 3.1‬مليون برميل‬ ‫يوميا‪ ،‬وأنه إذا لم يحدث شيء غير متوقع‪ ،‬فإن متوسط الصادرات للشهر بكامله من املتوقع أن يكون‬ ‫عند ذلك املستوى‪.‬‬ ‫وقالت وزارة النفط العراقية في بيان إن صادرات البالد النفطية ارتفعت إلى مستوى قياسي ‪ 2.98‬مليون‬ ‫برميل يوميا في مارس من ‪ 2.597‬مليون برميل يوميا في فبراير (شباط)‪.‬وأضافت أن الصادرات من‬ ‫املرافئ الجنوبية بلغت ‪ 2.712‬مليون برميل يوميا‪ ،‬في حني بلغت الصادرات من الشمال عبر خط أنابيب‬ ‫كردستان ‪ 268‬ألف برميل يوميا في مارس‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪39‬‬


‫فتاة مسلمة حرصت على التقاط «سيلفي»‬ ‫مع وزيرة اخلارجية االمريكية السابقة‬ ‫واملرشحة الرئاسية هيالري كلينتون يف‬ ‫مؤسسة اخلدمات القانونية بواشنطن (غييت)‬ ‫‪38‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫تحويل نشيد التنظيم «صليل الصوارم» على يد عازف هاو إلى أغنية بوب راقصة‬

‫سخرية الشباب العربي من «داعش»‬ ‫اإلص��دارات اإلعالمية األخ��رى التي ينتجها «داع��ش»‪ ،‬الذي‬ ‫يعد عامال رئيسيا في قوة جاذبية التنظيم‪ ،‬حيث ساعدت‬ ‫الرسالة امللحة التي تدعو إلى «الشهادة» والصراع املحتدم‬ ‫على تجنيد الشباب م��ن جميع أن�ح��اء العالم بوتيرة غير‬ ‫مسبوقة‪ .‬ولكن تحول النشيد على يد كريم فاروق العازف‬ ‫الهاوي املهووس بالكومبيوتر ال��ذي يبلغ ‪ 18‬عاما بإعادة‬ ‫توزيعه إلى أغنية بوب راقصة‪.‬‬ ‫قال ف��اروق‪« :‬أصبح لصليل الصوارم شعبية كبيرة كما‬

‫أصبح املشهد مألوفا بصورة مخيفة‪ ،‬حيث يقف‬ ‫رجل يتشح بالسواد من الرأس إلى القدمني حامال‬ ‫سكينا خلف صف من األسرى الجاثمني‪ .‬يتردد‬ ‫في الخلفية نشيد بينما ت��دور الكاميرا بسرعة بطيئة مع‬ ‫اقتراب مقاتل تنظيم داعش من األسرى‪.‬‬ ‫يسأل السياف‪« :‬م��ا ل��ون ه��ذا؟»‪ ،‬ويظهر لألسرى الصورة‬ ‫الشهيرة للفستان الذي أثار خالفا كبيرا مؤخرا في جميع‬ ‫أنحاء العالم‪ .‬يقول الرجل األول‪« :‬أبيض وذهبي»‪.‬‬ ‫ويسير الرجل ذو الزي األسود أمام الصف‪ ،‬فيكرر‬ ‫السجني التالي امل��ذع��ور اإلج��اب��ة ذات�ه��ا‪ .‬ولكن يقول‬ ‫الثالث‪« :‬أسود وأزرق»‪ ،‬فيؤخذ به بعيدا لكي يقطع‬ ‫رأسه ‪ -‬ليجد أن الجالد غير رأيه بشأن لون الفستان‪.‬‬ ‫ما يبدو أنه فيديو محترف يمكن أن ينتجه تنظيم‬ ‫داعش هو في واقع األمر مقطع ساخر أنتجه ثالثة‬ ‫ش�ب��ان فلسطينيني م��ن س�ك��ان ق�ط��اع غ ��زة‪ .‬حقق‬ ‫الفيديو نجاحا كبيرا‪ ،‬وسرعان ما شاهده أكثر‬ ‫من مليوني شخص‪.‬‬ ‫تشجع محمد حمد‪ ،‬أحد منتجي املقطع‪ ،‬في البداية‬ ‫بعد إقبال الجمهور‪ .‬ولكنه سرعان ما وصل إلى‬ ‫جمهور ل��م تعجبه امل��زح��ة‪ ،‬إذ ق��ال ح�م��د‪ -‬حسب‬ ‫مجلة (السياسة الخارجية) األميركية ‪ -‬إن��ه بدأ‬ ‫الفنان الشهير‬ ‫يتلقى تهديدات له ولعائلته وأصدقائه من أنصار‬ ‫الذي أثار جدال‬ ‫«داع� ��ش»‪ ،‬ي��دع��ي بعضهم أن�ه��م ف��ي غ��زة‪ .‬وق��ال‪:‬‬ ‫«ك�ن��ت أع��رف أن��ه ي��وج��د أن�ص��ار ل��داع��ش هنا في‬ ‫غزة ولكني لم أعتقد أن األمر سيصل إلى إرسال‬ ‫تهديدات مباشرة»‪ ،‬معترفا بأنه بدأ يشعر بالخوف على‬ ‫عائلته ويبحث عن وسيلة للخروج من غزة‪.‬‬ ‫يعد الخوف أحد أهم األسلحة التي يستخدمها تنظيم داعش‪.‬‬ ‫لقد تمكنت وحشيته املنسقة بدقة في سوريا والعراق من‬ ‫تحطيم معنويات معارضيه‪ ،‬مما دفع الكثيرين إلى الشعور‬ ‫بأن عليهم االختيار ما بني القفز فوق العربة أو املوت تحتها‪.‬‬ ‫أصابت عملية القتل الجماعي التي وقعت ضد ‪ 21‬مصريا‬ ‫مشهد من مقطع ساخر أنتجه شبان فلسطينيون‬ ‫قبطيا في ليبيا في فبراير (شباط) مصر بالصدمة‪.‬‬ ‫حقق نسبة مشاهدة عالية على «يوتيوب»‬ ‫ولكن العرب يأخذون بثأرهم عن طريق السخرية‪ .‬في حني‬ ‫يخيم شبح «داع ��ش» على دول��ة بعد األخ ��رى‪ ،‬ي��وج��ه عدد‬ ‫ال ينتهي من الساخرين العرب أقالمهم وألسنتهم الحادة أنه علق في ذهني أيضا ألن نغماته جيدة»‪ .‬وأضاف‪« :‬لذلك‬ ‫أردت تحويله إلى أداة للسخرية من داعش‪ .‬واستطعت قلبه‬ ‫ضد التنظيم‪.‬‬ ‫تماما من املوت والعنف إلى الرقص»‪ .‬وهكذا أصبح االستماع‬ ‫إلى التوزيع الجديد يمثل تحديا ملا يعتقد فاروق أنها حرب‬ ‫محاربة املوت بالرقص‬ ‫نفسية‪.‬‬ ‫ُيعرف املصريون منذ زمن طويل بأنهم أكثر شعب يجيد حفز التوزيع الجديد للنشيد على اتجاه الشباب العربي إلى‬ ‫الكوميديا في العالم العربي‪ .‬وكما هو متوقع‪ ،‬استطاعوا إنتاج نسخ محاكاة خاصة بهم للسخرية من «داعش» عن‬ ‫طريقة استخدام توزيع فاروق أو توزيعات أخرى مشابهة‬ ‫تحويل أقوى نشيد لتنظيم داعش للسخرية منه‪.‬‬ ‫يعد «صليل الصوارم» نشيدا صوتيا فقط ألن املوسيقى لنشيد صليل ال �ص��وارم‪ .‬ت��م تركيب ص��وت النشيد على‬ ‫باستخدام املعازف حرام وفقا لتفسير «داعش» لإلسالم‪ .‬مشاهد رقص من األف�لام املصرية ومقاطع فيديو منزلية‬ ‫يتميز أداء النشيد بتنفيذه البارع واالحترافي مثل جميع تحتوي على مشاهد رقص‪ ،‬منها مثال رقصة البوب الكورية‬

‫الجنوبية «غانغام ستايل»‪ .‬وانتشرت بكثافة فيديوهات‬ ‫تجمع بني النشيد ومشاهد للرقص الشرقي حتى إن مرات‬ ‫مشاهدتها وصلت إلى مئات اآلالف‪ .‬يعرض فيديو منزلي‬ ‫آخ��ر ث�لاث سيدات يرتدين الحجاب وتتشح اثنتان منهن‬ ‫بالسواد وهما تستعدان لقطع رأس الثالثة‪ ،‬قبل أن يبدأن‬ ‫في الرقص على إيقاع النشيد‪.‬‬ ‫تنتشر ال�ح��اج��ة إل��ى السخرية م��ن «داع ��ش» ح��ول العالم‪،‬‬ ‫وي�ت��م إن�ت��اج امل�ق��اط��ع ال�س��اخ��رة ف��ي جميع أن�ح��ائ��ه بالفعل‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬في ظل انتشار محبي مقاطع‬ ‫القطط على اإلنترنت‪ ،‬ليس من املفاجئ أن تجد‬ ‫شخصا ما مجهول االسم قد جمع مقاطع فيديو‬ ‫لقطط تقفز ببؤس من مكان إلى آخر على أنغام‬ ‫«صليل الصوارم»‪ .‬بيد أن السخرية التي يمارسها‬ ‫املسلمون لها تأثير قوي خاص‪ ،‬حيث إنها تفند‬ ‫ادع��اء «داع��ش» بأنه يتحدث باسم الدين بأسره‪.‬‬ ‫وأح��د األم�ث�ل��ة ال �ب��ارزة على ذل��ك ه��و خ��ال��د صبيح‬ ‫مؤلف األغاني الرئيسي في فرقة «الراحل الكبير»‬ ‫اللبنانية الساخرة‪ .‬ي��درس صبيح للحصول على‬ ‫درجة املاجستير في الدراسات اإلسالمية من فرع‬ ‫جامعة األزهر في لبنان‪.‬‬

‫السخرية سالح للضعفاء أحيانا‬ ‫عندما استولى مقاتلو «داع��ش» و«ال�ق��اع��دة» لفترة‬ ‫مؤقتة على بلدة حدودية لبنانية في الصيف املاضي‪،‬‬ ‫مما تسبب فيما سماه خالد «أزم��ة وطنية»‪ ،‬شهدت فرقة‬ ‫«الراحل الكبير» انطالقتها في بيروت بفضل أغنية خالد‬ ‫الالفتة التي تحمل ثناء ساخرا على أبو بكر البغدادي الذي‬ ‫نصب ذاته «خليفة»‪ .‬في األغنية استخدم صبيح إشارات‬ ‫وموسيقى تقليدية للسخرية من التنظيم املتشدد منها‪:‬‬ ‫«ع�ش��ان اإلس�ل�ام رح�م��ة‪ ،‬رح ن��دب��ح ون ��وزع ل�ح�م��ة»‪ .‬يرى‬ ‫صبيح أن التطرف نتيجة للقمع السياسي ويجب أن تتم‬ ‫محاربته بالحرية واإلصالح‪ .‬وعلق قائال‪« :‬نحن ال نهاجم‬ ‫املسلمني بسخريتنا بل نواجه التطرف‪ ،‬وسمح لنا هذا‬ ‫بالوصول إل��ى كثيرين‪ .‬حتى إن��ه وصلتني رسائل من‬ ‫مقاتلني في صفوف املعارضة السورية منهم إسالميون‪،‬‬ ‫أعربوا عن إعجابهم باألغنية»‪ .‬أحيانا يقال إن السخرية‬ ‫سالح الضعفاء‪ .‬وبالنسبة لفنانني مثل صبيح هذه العبارة‬ ‫صحيحة بما يثير الضيق‪ :‬حيث يعتقد أن مجاالت املشاركة‬ ‫السياسية الحقيقية في العالم العربي محدودة‪ .‬وقد اندفع‬ ‫أخيرا ملجال السخرية عندما أدرك أن املناقشة الجادة لكيفية‬ ‫عالج املنطقة لم تسعفه‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬في ظل كل هذا الجنون والحالة السريالية‪ ،‬لم يعد في‬ ‫إمكاني التعامل مع القضايا السياسية بطريقة جادة‪ .‬أعني‬ ‫كيف يمكننا أن نناقش األمور بجدية عندما يتمكن شخص‬ ‫مثل معمر القذافي من حكم دولة ما؟» <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪37‬‬


‫بات معروفا أن الشبكة العنكبوتية بدأت تستغل جيدا من قبل التنظيمات القاعدية بنشر محاولة منه ليغرس فكرة إقامة «ال��دول��ة اإلسالمية» التي تجمع شتات ه��ذه الجماعات‬ ‫دعايتها‪ ،‬وكذلك بتقديم الدروس الخاصة بااللتحاق بالتنظيم وصنع املتفجرات وطرق الحماية اإلسالموية و«املتشددة» التي كانت تقبع في الكهوف وجبال «تورا بورا» والصحارى‪ .‬اليوم‬ ‫الشخصية والتخلص من املراقبة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬أي وجود تعليمات مركزية للنشر والدعاية هذه الجماعات بدأت تعيش داخل قصور مترفة وتقيم الحفالت واملناسبات وتردد أهازيجها‬ ‫على املواقع «املتشددة» لتحقيق الحشد اإلعالمي‪ ،‬فقد أصبح اإلرهاب في املنطقة والعالم غير «م�ص��ورا ملقاتليه وألن�ص��اره حالة مخالفة ل�ص��ورة (ال�ق��اع��دة) وطالبان ف��ي أفغانستان‬ ‫مركزي‪ ،‬وقد يمثل «داعش» أقصى حاالت الحشد اإلعالمي مدعوما بالفتاوى «املتشددة»‪ .‬ووزيرستان»‪.‬‬ ‫وفي تقرير لصحيفة «الغارديان» حول عملية غسل دماغ في قضية تناولتها الصحيفة وهي لكن توماس شميدينغير‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيينا‪ ،‬قد يخالف ذلك بقوله‬ ‫قضية ثالث فتيات تتراوح أعمارهن بني ‪ 15‬و‪ 16‬سنة من شرق لندن غادرن منازلهن وذهنب إنه قبل استيالء «داعش» على مدينة املوصل في العراق في يونيو ‪ ،2014‬كانت الفصائل‬ ‫إلى سوريا لالنضمام إلى «داعش» خالل شهر فبراير ‪ ،2015‬نقال عن الباحثة نوشني إقبال‪ :‬األخرى في سوريا تجتذب مجندين أوروبيني‪ ،‬وقد نجح التنظيم باستقطاب الجماعات‬ ‫«لقد تعرضت الفتيات املتشددات لعملية غسل دماغ آيديولوجية خطرة‪ ...‬بالنسبة إلى هؤالء حتى أصبحت تمثل حالة هجرة منظمة من دول متعددة‪ .‬تبدو هذه الخطة ناجحة حتى‬ ‫املراهقات تبدو الحرب التي يخوضها (داعش) أشبه بحرب هوليوودية ومن املعروف أن اآلن‪ ،‬فآليات االستقطاب والتجنيد التي يعتمدها «داعش» لتعزيز موارده البشرية ال تزال‬ ‫املراهقني يحبون العنف‪ ،‬ولكن ما يصدم هو‬ ‫فعالة في كسب مقاتلني جدد‪.‬‬ ‫ي �ق��ول إم �ي��ل ن�خ�ل��ة‪ ،‬امل�ح�ل��ل ال�س��اب��ق‬ ‫انجذاب الشابات إليه»‪.‬‬ ‫أم��ا امل��واق��ع «امل�ت�ش��ددة» فهي ت��وظ��ف تصوير‬ ‫ف��ي وك��ال��ة االس�ت�خ�ب��ارات األميركية‬ ‫عملياتها االنتحارية من أجل استقطاب أكثر‬ ‫«سي آي إي��ه»‪ ،‬إن الفكرة الغالبة هي‬ ‫للشباب مما يؤدي إلى انضمام أعداد جديدة‬ ‫أن النجاح ينتج نجاحا‪ ،‬وتعني فكرة‬ ‫ان�ت�ص��ارات�ه��م ال�س��ري�ع��ة واستيالئهم‬ ‫إلى تنظيماتها ونشر صور مروعة ترتكبها‬ ‫على األراض��ي وعلى أسلحة وقواعد‪،‬‬ ‫السلطة م��ن أج��ل تحقيق ح�ش��د «م�ت�ش��دد»‬ ‫طائفي أوسع‪ .‬لقد ذكرت التحقيقات وكذلك‬ ‫أنهم ال يحتاجون إلى بذل جهد كبير‬ ‫ما يصدر على شبكة اإلنترنت على لسان‬ ‫في التجنيد‪.‬‬ ‫املقاتلني ال�ع��رب واألج��ان��ب‪ ،‬أن ال�ص��ور التي‬ ‫أض ��اف ن�خ�ل��ة أن ��ه ع�ل��ى م ��دار ع�ق��دي��ن‪،‬‬ ‫تبثها التنظيمات «املتشددة» على مواقعها‬ ‫تحدث أسامة بن الدن عن إعادة إقامة‬ ‫ك��ان��ت إل�ه��ام��ا وس�ب�ب��ا رئ�ي�س�ي��ا لالنضمام‬ ‫ال�خ�لاف��ة‪ ،‬لكنه ل��م ي��دع مطلقا أن��ه حقق‬ ‫إل��ى القتال‪« .‬امل�ت�ش��ددون» خير من يوظف‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وي�ض�ي��ف نخلة ق��ائ�لا‪« :‬ي�ن�ظ��ر الشباب‬ ‫ل�غ��ة ال�خ�ط��اب ال��دي�ن��ي وي�ط��رح��ون أنفسهم‬ ‫إل ��ى (داع � ��ش) وي �ق��ول��ون ي��ا إل �ه��ي إن�ه��م‬ ‫ب��وص�ف�ه��م م�ج�م��وع��ة دف ��اع ع��ن املسلمني‬ ‫يقيمونها! أي إقامة (الدولة اإلسالمية)‬ ‫أو ع��ن أح��د مكوناتهم‪ ،‬وي��وظ�ف��ون اآلي��ات‬ ‫وي �ش��اه��دون م�ق��اط��ع ف�ي��دي��و يظهر فيها‬ ‫القرآنية واألحاديث‪ ،‬لخدمة منهجهم والتي‬ ‫مقاتلو (داعش) على ظهور دبابات ويرون‬ ‫يمكن اخ�ت�ص��اره��ا ت�ح��ت ع �ن��وان الغسل‬ ‫أن (داعش) لديه املال»‪.‬‬ ‫اآليديولوجي‪.‬‬ ‫ه��ذه ص��ورة ال��زه��و التي يريد أن ي��روج‬ ‫ل �ك��ن ال �ص �ح��اف��ي ال �ب��ري �ط��ان��ي امل�خ�ض��رم‬ ‫ك � ��وك� � �ب� � �ي � ��رن م� � � ��ن ص � �ح � �ي � �ف� ��ة «‪The‬‬ ‫لها تنظيم أبو بكر البغدادي التي جلبت‬ ‫‪ »Independent‬ربما رأي��ه ج��اء مخالفا‬ ‫ل ��ه ال �ك �ث �ي��ر م ��ن امل �ق��ات �ل�ين وع �ل��ى شكل‬ ‫مجموعات وع��وائ��ل م��ن آس�ي��ا الوسطى‬ ‫ل��ذل��ك‪ ،‬فهو ي�ق��ول‪« :‬بالنظر إل��ى عينة مختارة م��ن ال�ص��ور وامللصقات التي‬ ‫ودول أخرى على غرار الهجرة املنظمة‪.‬‬ ‫وضعت على اإلنترنت‪ ،‬فهي ال تصور العنف أو الطائفية‪ ،‬ولكنها تظهر حرفية تعاطي عناصر‬ ‫في الطريقة التي تم إنتاجها‪ ،‬هذه الجماعات استخدمت التكنولوجيا ووظفتها‬ ‫الثوري‬ ‫الحرس‬ ‫لصالحها‪ .‬ب��ات معروفا أن ه��ذه الجماعة أصبحت ممتهنة ل�لإع�لام‪ ،‬وهو‬ ‫الحوكمة عند «داعش»‬ ‫انزالق خطير عند بعض الفنيني العاملني في اإلنتاج التلفزيوني والسينمائي‪،‬‬ ‫ملادة‬ ‫و«داعش»‬ ‫فهنالك إجماع على أن مواد إنتاج التنظيم اإلعالمية تدار من قبل مهندسني‬ ‫وباإلضافة إلى حالة الزهو حاول التنظيم أن يظهر قدرته في إدارة «دولته»‬ ‫محترفني؛ فالصور التي يظهرها هذا التنظيم لبعض الشباب وهم مدججون «الترياق» واملخدرات فأظهر نوعا من الحوكمة في إدارة شؤون املناطق واملدن التي وقعت تحت‬ ‫باألسلحة والحماية‪ ،‬دفعت أعدادا من الشباب إلى االلتحاق بالتنظيم‪ ،‬وأكثر‬ ‫سيطرته‪ ،‬واتخذ خطوات بإصدار العمالت ولوحات السيارات وغيرها‬ ‫من اإلجراءات؛ ليعكس حسن إدارته وتقديم الخدمات‪.‬‬ ‫من ذلك أن عوائل بعض الشباب دفعت بأوالدها لالنضمام للتنظيم من أجل يجعلهم مطية‬ ‫ذلك‪ ،‬وتحقيق الصورة التي يروج لها التنظيم في إعالمه «املتشدد»‪ .‬وتتعمق‬ ‫استغل «داع��ش» حالة القهر عند املجتمعات‪ ،‬خاصة في سوريا‬ ‫األوامر‬ ‫لتنفيذ‬ ‫لتنفيذ‬ ‫الصورة عن أولياء األم��ور عندما يفسر انضمام الشباب للتنظيم‬ ‫وال �ع��راق‪ ،‬ووظ��ف حالة الظلم وس��وء السياسات ليضع نفسه هو‬ ‫كبيرة‬ ‫أعداد‬ ‫«شرع الله»‪ .‬املناطق التركية عند الحدود السورية شهدت تدفق‬ ‫املخلص لهذه الجماعات‪ ،‬بعض املقاتلني الذين انضموا إلى التنظيم‬ ‫زيارة‬ ‫إلى‬ ‫الشباب‬ ‫إرسال‬ ‫يتعمد‬ ‫من شباب صغار السن انعكاسا لهذه الصور‪ ،‬التنظيم أحيانا‬ ‫وجدوا ضالتهم للثأر من األنظمة أو للثأر ألنفسهم من حاالت قهر تعرضوا لها من قبل‬ ‫قتالي‬ ‫ميداني‬ ‫دور‬ ‫على‬ ‫وحصولهم‬ ‫أصدقائهم وعوائلهم هناك بعد إتمامهم الدورات التدريبية‬ ‫أفراد وجماعات متسلطة في مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫مغادرتها‬ ‫قبل‬ ‫الحقيقة‬ ‫لصورتها‬ ‫تماما‬ ‫مع «داعش»‪ .‬هذه الجماعات تظهر في صورة مخالفة‬ ‫إن سياسة الدعاية في «داعش» تقوم على أساس قوة التنظيم العسكرية والتوسع وحالة الزهو‬ ‫صورة‬ ‫عليهم‪،‬‬ ‫املادية‬ ‫الحالة‬ ‫وتحسن‬ ‫البدنية‬ ‫قراها وااللتحاق بتنظيم داعش‪ ،‬وتبقى التغيرات‬ ‫التي يعيشها الشباب داخل التنظيم‪ ،‬أكثر من املعرفة بـ«الفكر املتشدد» وهو نقطة الضعف عند‬ ‫جدد‪.‬‬ ‫جديدة يستخدما التنظيم لكسب متطوعني‬ ‫تنظيم داعش ومأخذ مقارنة بتنظيم القاعدة ومنظريها من الفكر املتشدد‪ .‬فما تقوم عليها‬ ‫أسس الغسل الدماغي عند «داعش» هي نصوص مقتبسة وضعيفة يتم تفسيرها وفق ما‬ ‫يخدم التنظيم‪ ،‬أي أن هذا التنظيم بات يعتمد على اقتباس نصوص دينية‪ ،‬البعض منها من‬ ‫توظيف حالة الزهو عند التنظيم‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬والبعض اآلخر من أحاديث الصحابة املفسرة حسب طريقته‪ ،‬دون وجود نتاج‬ ‫استغل تنظيم داعش حالة التوسع العسكري في العراق وسوريا في أعقاب اجتياح مدينة فكري لهذه الجماعة‪ ،‬وهذا يعني أن عمليات غسل الدماغ لتنظيم الجماعة تفتقر إلى الظهير‬ ‫املوصل في يونيو (حزيران) ‪ 2014‬وحالة الزهو في عمليات التجنيد والغسل الدماغي‪« ،‬الفكري» الذي ممكن أن تستند عليه آلة التنظيم الدعائية <‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫ماذا تعرف عن مادة الترياق؟‬

‫قائد الحرس الثوري اإليراني قاسم سليماني‬

‫املجتمع اإليراني‬ ‫من املجتمعات‬ ‫املعروفة‬ ‫بتعاطيها‬ ‫املخدرات‬ ‫والترياق‪ ،‬ضمن‬ ‫موروثاته لدفع‬ ‫األذى‪ ،‬والتخفيف‬ ‫من متاعب‬ ‫الحياة‬

‫مستسلما أمام ج�لاده‪ .‬بعض املعنيني بشأن تنظيم داعش قالوا إن التنظيم يمثل عملية ذبح‬ ‫صورية للضحية باإلضافة إلى ذلك‪ .‬وهذا قد يجيب عن حيرة وأسئلة واستفسارات الكثير من‬ ‫الناس حول األسباب التي تجعل الضحية مستسلما إلى هذا الحد‪.‬‬ ‫إن نتائج وسلوكيات مقاتلي «داعش» تشجع حقيقة استخدام التنظيم للترياق بسبب ما أظهرته‬ ‫م��ن ش�ه��ادات وك��ذل��ك م��ن ممارسات ملقاتلي التنظيم‪ .‬وف��ي ه��ذا السياق أف��ادت م�ص��ادر أمنية‬ ‫في األنبار خالل شهر فبراير (شباط) ‪ ،2015‬بأن القوات األمنية عثرت على حبوب مخدرة‬ ‫ومنشطات جنسية في سراويل جثث عناصر «داع��ش» في األنبار‪ .‬وقالت املصادر إن جميع‬ ‫عناصر «داعش» تستخدم الحبوب املخدرة عند دخولهم معارك القتال؛ تخوفا من مواجهة القوات‬ ‫األمنية‪ ،‬مؤكدة أن سراويل قتلى «داعش» الذين قتلوا في أطراف ناحية البغدادي‪ ،‬كانت تحتوي‬ ‫على تلك الحبوب‪ ،‬فضال عن وجود املنشطات الجنسية‪ .‬وكشفت قناة «الحرة» في ‪ 25‬أغسطس‬ ‫(آب) ‪ 2015‬دخول مقر مديرية مرور قضاء مخمور جنوب شرقي املوصل شمال العراق‪ ،‬حيث‬ ‫كان مسلحو «داعش» قد استولوا عليه واستخدموه إلدارة عمليتهم العسكرية في القضاء وفي‬ ‫القرى املجاورة‪ .‬وتجولت كاميرا «الحرة» في غرف املبنى‪ ،‬ورصدت عدة أمور متعلقة بملفات‬ ‫تخص العمليات العسكرية للتنظيم وطعامهم وأدوات قتل بدائية كانت تستعمل إلقامة الحدود‬ ‫على املواطنني‪ ،‬باإلضافة إلى كميات من املخدرات تم توثيقها على شريط فيديو‪.‬‬ ‫إن ممارسات «داعش» الوحشية تميزت بقطع الرؤوس‪ ،‬والتحاق أعداد من مدمني املخدرات خاصة‬ ‫من أوروبا إلى هذا التنظيم‪ ،‬يدعمان تعاطي هذه الجماعة الترياق في صناعة السموم واملخدرات‬ ‫التي تجعل من مقاتلي «داعش» مطية أوامر التنظيم‪.‬‬

‫غسل الدماغ‬ ‫ظهر مصطلح غسل الدماغ إلى الواجهة ثانية‪ ،‬خالل السنوات األخيرة مع صعود الجماعات‬ ‫«املتطرفة»‪ ،‬أب��رزه��ا «داع��ش» و«ال�ق��اع��دة»‪ ،‬فلم يعد ه��ذا املفهوم حكرا على األنظمة الشمولية‬ ‫والسياسية التي تبنت هذا املفهوم في سياستها منتصف القرن املاضي حيث ارتبط بمفهوم‬

‫ال�ت��ري��اق أو «ال��دري��اق» ه��ي م��ادة يمكنها أن تعاكس أث��ر ال�س��م‪ ،‬وكلمة الترياق‬ ‫شاملة تتضمن مضادات السموم‪ .‬وأصل الترياق نبات أصله جذور متحورة‬ ‫لونه أبيض يميل للصفرة يستعمل الستخراج السموم من الجسد‪،‬‬ ‫ويستعمل أيضا إلخ��راج السحر‪ .‬والبعض يستخدم «التميمة»‬ ‫ويعتقد أنها تدفع اآلفات الحتوائها على الترياق وأجزاء مقطعة‬ ‫من األفاعي‪ .‬ويصنع من الترياق عقار «‪ »AD3‬مخصص لزيادة‬ ‫أوزان الحيوانات‪ ،‬ومعد لتنشيط الخيول والحيوانات‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعطيه تنظيم داع��ش إل��ى مقاتليه عند التحاقهم باملعسكرات‬ ‫التدريبية‪ .‬يذكر أن تعاطي هذا العقار ينتج عنه أمراض سرطانية‪.‬‬ ‫وربما هذا كان وراء حالة الهيجان واالندفاع ملقاتلي «داع��ش» وح��راس الثورة‬ ‫اإليرانية خالل عملياتهم الهجومية‪.‬‬ ‫أدلجة الشعوب واملجتمعات‪ .‬وتحول الغسل الدماغي اآلن ليكون أساسا وظهيرا «فكريا» إلى‬ ‫البنية التنظيمية للجماعات املسلحة والجماعات «املتشددة»‪ .‬ويمكن تعريف الغسل الدماغي‬ ‫‪ Brainwashing‬باالستناد إلى دراسات علوم االجتماع والنفس بأنه استخدام أي طريقة‬ ‫للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه‪ ،‬ويسمى أيضا غسل املخ أو‬ ‫الدماغ أو التفكيك النفسي‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق تأثير وسائل اإلعالم ومؤسسات التربية‬ ‫والتعليم واملؤسسات الدينية‪ .‬تقول الباحثة زينب منصور حبيب في بحث فلسفة غسل‬ ‫الدماغ بأنه تغيير أفكار ومبادئ وعقائد وقيم الشخص ووضع أفكار وقيم جديدة مختلفة‬ ‫عن التي كانت موجودة لديه‪ ،‬تتم برمجة دماغه كونه الجهاز العصبي املسؤول عن أغلب‬ ‫الوظائف الحيوية والسلوكية واملعرفية لإلنسان؛ فالثقافة املكتسبة هي توريث اجتماعي غير‬ ‫بيولوجي‪ ،‬وإن الحرمان والشعور بالقهر عند الشباب واألفراد ممكن أن يولدا االستعداد‬ ‫النفسي واملعرفي لعمليات غسل الدماغ‪.‬‬ ‫إن هذا التعريف ملفهوم الغسل الدماغي أو املخ من شأنه أن يثير الكثير منن حاالت الخطر‬ ‫والتأهب في مجتمعاتنا حول غسل املخ أو الدماغ الذي تنفذه الجماعات «املتشددة» املتطرفة‬ ‫كون هذه األفكار وثقافة التطرف الديني التي تبثها هذه الجماعات ممكن أن تنتقل عبر‬ ‫أجيال بالتوريث‪ .‬وتقيم الجماعات «املتشددة» ومنها تنظيم داعش محميات ‪ -‬بيئة مغلقة‪،‬‬ ‫ملقاتليه خالل املراحل األولى داخل معسكرات معزولة من أجل ضمان تحويلهم آيديولوجيا‪،‬‬ ‫عقائديا قبل التحاقهم بساحات القتال‪ .‬بعض التحقيقات ذكرت أن بعض املنشقني من‬ ‫«داعش» وجد في التنظيم املال والوعود والنساء في سوريا‪ ،‬لكنه لم يكن يعرف شيئا عن‬ ‫العالم الخارجي‪ .‬يعتمد تنظيم داع��ش أساليب أكثر حداثة وتطورا في مخاطبة الشباب‪،‬‬ ‫فهو يستهدف تجنيد الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بني ‪ 16‬و‪ 22‬سنة‪ ،‬وعادة ما يجري‬ ‫تحريف تعاليم الدين اإلسالمي وتنفيذ تعبئة دينية ممنهجة تجعل الشباب يعتقد أن ما‬ ‫يقوم به هو الصواب‪ .‬وفي سياق متصل عقدت في مدينة فرانكفورت األملانية يوم ‪ 31‬أكتوبر‬ ‫(تشرين األول) ‪ 2014‬أول محاكمة من نوعها إلسالمي أملاني متطرف بتهمة القتال مع‬ ‫تنظيم داعش‪ ،‬وسبق للمحكمة أن اقترحت صفقة بتخفيف الحكم على املتهم مقابل اعترافه‬ ‫بالكامل‪ ،‬إال أن أقواله حملت مفاجآت عندما أكد رغبته في االستمرار بما قام به‪ .‬وسبق أن‬ ‫وجه االدعاء األملاني اتهاما إلى كريشنيك بريشا ‪ -‬البالغ ‪ 20‬عاما‪ ،‬واملتحدر من كوسوفو‬ ‫واملولود في باد هومبورغ في أملانيا ‪ -‬باالنتماء إلى «داعش»‪ .‬إن إفادة وإصرار هذا الشاب‬ ‫يعكسان حجم الغسل اآليديولوجي الذي تعرض له عبر وسائل التواصل االجتماعي أو‬ ‫العالقات االجتماعية رغم وجوده في بيئة غربية‪ ،‬غير حاضنة للجماعات «املتشددة»‪ .‬هذه‬ ‫املحاكمة كانت األولى في أملانيا بعد قرارها حظر التنظيم في شهر أكتوبر ‪ .2014‬تحقيقات‬ ‫االستخبارات األملانية ووزارة العدل كشفت أن هذه الجماعة ترفض االندماج في املجتمعات‬ ‫األوروبية وتبحث عن هوية‪.‬‬

‫مؤثرات الغسل الدماغي‬ ‫تبقى الصور التي تنشرها التنظيمات على اإلنترنت لها دور رئيسي في كسب مقاتلني‬ ‫جدد إلى هذه التنظيمات‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام السمعيات وفيديوهات من شأنها أن‬ ‫تحدث تأثيرا على الجمهور من الشباب‪ .‬الحشد اإلعالمي للتنظيمات «املتشددة» يدار‬ ‫بشكل مركزي من قبل القيادة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪35‬‬


‫كشفت تقارير استخبارية‪،‬‬ ‫معنية بمتابعة الحرس الثوري‬ ‫اإليراني‪ ،‬أن الجماعة تخضع‬ ‫خالل الدورات األولية إلى‬ ‫عمليات غسل دماغي تشرف‬ ‫عليها قيادات دينية أصولية‬ ‫متطرفة‪ .‬وتعتبر آلية الغسل‬ ‫الدماغي عند الحرس الثوري‬ ‫غير بعيدة عن األنظمة الشمولية‬ ‫في املنطقة أو عن الجماعات‬ ‫«املتشددة» التي جميعها تقوم‬ ‫على أساس مذهبي طائفي‬ ‫وطاعة عمياء‪.‬‬

‫الزهو والحوكمة عناصر الغسل الدماغي عند املتطرفني‬

‫حراس الثورة اإليرانية مدمنو «مخدرات»‬ ‫الحرس الثوري هو «جيش» عقائدي مؤدلج يكن الوالء بشكل مطلق إلى مرشد الثورة‪ .‬تغلب‬ ‫بغداد‪ :‬جاسم محمد‬ ‫صفة الحماس والطائفية والطاعة املطلقة على هذه الجماعة‪ ،‬وتعتبر نفسها مسؤولة عن الثورة‬ ‫اإليرانية وتستلم أوامرها مباشرة من املرشد‪ .‬يعتبر فيلق القدس أهم ذراع داخل الحرس الثوري‬ ‫إن املجتمع اإليراني من املجتمعات املعروفة بتعاطيها املخدرات والترياق‪ ،‬ضمن بقيادة قاسم سليماني‪ ،‬إلى جانب الوحدة ‪ 400‬املعنية بإدارة شبكة العمالء وامليليشيات خارج‬ ‫موروثاته لدفع األذى‪ ،‬وكذلك للتخفيف من متاعب الحياة اليومية‪ ،‬باإلضافة إلى تداوله إيران‪ ،‬أبرزها في العراق وسوريا ولبنان‪.‬‬ ‫في األسواق‪ .‬وفي دراسة بعنوان «املخدرات في إيران واقع اإلحصائيات ‪ »1‬بقلم د‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نبيل العتوم يقول‬ ‫فيها‪ ،‬لقد احتلت املخدرات الصناعية مكانة املخدرات التقليدية بنسبة عالية العزل والتعاطي‬ ‫في إيران‪ ،‬وتصنع ّ‬ ‫كميات كبيرة في املخابر والسراديب‪ ،‬ويعد «الكراك» و«الشيشة» و«الترياق»‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫املخدرات األكثر شيوعا في إيران حاليا‪ .‬شهادات بعض األسرى من الحرس اإليراني ‪ -‬بينهم أما تنظيم داعش فيقيم معسكرات تدريبية ملقاتليه‪ ،‬عادة تكون معزولة وملدة تمتد من شهرين‬ ‫مقاتلون أفغان وقعوا في األسر خالل معارك حلب مارس (آذار) ‪ - 2015‬كشفت تفاصيل إلى ستة أشهر‪ .‬التنظيم يعزل خاللها املقاتلني سواء كانوا بالغني أو من األطفال القاصرين‪،‬‬ ‫تدريب وإع��داد مقاتلي الحرس الثوري اإليراني‪ .‬كشفت بعض الشهادات أن مقاتلي الحرس ضمن عمليات اإلع��داد والتدريب التي تقوم على أس��اس الغسل اآليديولوجي باإلضافة إلى‬ ‫الثوري كانوا يتعاطون املخدرات داخل املعسكرات وبعلم قياداتها‪ ،‬منها املخدرات الطبيعية التدريب البدني‪ .‬الدراسات والبحوث حول سلوكيات األطفال والبالغني عند «داعش» كشفت‬ ‫وأخرى على شكل «أقراص» معبأة بمواد كيميائية‪ .‬بعض الشهود ذكروا أنهم كانوا يشعرون التغيرات السلوكية والتفكير النمطي عند املقاتلني ما قبل وما بعد التحاقهم بالتنظيم‪ .‬وكانت‬ ‫بتغير في سلوكياتهم ويكونون أكثر هيجانا وتحمسا للقتال‪ ،‬بعد أن اكتشفوا أن قيادة شهادات لبعض وجهاء املناطق والقرى التركية املحاذية لسوريا أعطت تفاصيل حول ذلك‬ ‫معسكرات التدريب تضع مواد مخدرة يتناولها عناصر الحرس الثوري في شرابهم بشكل بعد عودة شبان وصبية تلك املناطق ما قبل وبعد التحاقهم بتنظيم داعش‪ .‬ذكرت الشهادات‬ ‫تدريجي يوميا‪ .‬وما يدعم هذه الفكرة شهادة جنود عراقيني قاتلوا ضد إي��ران خالل حرب أن التغيير البدني والسلوكي كان واضحا على الشباب بعد التحاقهم وهم يظهرون مدججني‬ ‫الخليج األولى ‪« ،1988 - 1980‬يأتي عناصر الحرس الثوري متحمسني للموت‪ ،‬البعض منهم بالسالح والحماية‪ ،‬أما طروحاتهم فقد تغيرت تماما‪ .‬كشفت أيضا شهادات أولياء أمور بعض‬ ‫كان يواجه الدبابة العراقية بدراجته النارية»‪ .‬لقد نجحت إيران بهذه الوسائل في إدارة الحرس األطفال االنتحاريني وكذلك بعض عوائل مقاتلي «داعش»‪ ،‬كيف تغيرت أفكار وطروحات أبنائهم‬ ‫الثوري القائم على الخلفية املذهبية‪ ،‬االثني عشرية وتوظيفها آيديولوجيا في القدرات العسكرية‪ .‬بعد التحاقهم بالدورات التدريبية واملعسكرات‪ .‬وأضافت أن أبناءهم تحولوا إلى أشخاص آخرين‬ ‫يكفرون أولياء أمورهم ويتسمون بالعدوانية‪ ،‬ويطلب منهم مخاطبته باالسم واللقب الجديد الذي‬ ‫منحه له التنظيم‪ ،‬وهذا ما مثل صدمة إلى عوائل وأولياء أمور األبناء الذين التحقوا بالتنظيم‪.‬‬ ‫الحرس الثوري اإليراني‪« ..‬الباسدران»‬ ‫أما موضوع عمليات الذبح التي ينفذها «داعش» ضد الرهائن والتي يوظفها إعالميا‪ ،‬فتشير‬ ‫«الحرس الثوري اإلي��ران��ي»‪ ،‬ويسمى بالفارسية «ال�ب��اس��دران»‪ ،‬وهو حرس عقائدي للمرشد تقديرات علماء النفس واالجتماع إلى أن الرهائن تخضع إلى تعاطي أنواع معينة من األغذية‬ ‫األعلى للجمهورية اإلسالمية في إي��ران علي خامنئي‪ ،‬تأسس ع��ام ‪ .1979‬ب��ات معروفا أن ومن العقاقير التي تتضمن الترياق و«الهيروين» وم��واد مخدرة أخ��رى‪ ،‬تجعل من الضحية‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫حكومة الرئيس هوالند لم تتعظ من عبر املاضي‬

‫معركة «صامتة» بني الفاتيكان وفرنسا‬ ‫بسبب تعيني سفير مثلي‬ ‫باريس‪ :‬ميشال أبو نجم‬ ‫بني الفاتيكان‪ ،‬مقر البابوية وفرنسا تدور‬ ‫م�ع��رك��ة «ص��ام�ت��ة» أق ��رب إل��ى ل��ي ال ��ذراع أو‬ ‫ع��ض األص ��اب ��ع‪ ،‬ال ب��ل ل�ع�ب��ة «م ��ن ي�ص��رخ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا‬ ‫دبلوماسيا أو‬ ‫أوال»‪ .‬والسبب ليس خالفا‬ ‫ب�ين م�ق��ر ال�ك��اث��ول�ي�ك�ي��ة ف��ي ال�ع��ال��م و«اب �ن��ة الكنيسة‬ ‫البكر»‪ ،‬وه��و الوصف ال��ذي يطلق على فرنسا‪ ،‬بل‬ ‫قصة تعيني سفير ال تتوافق مع مزاج البابا رغم أن‬ ‫األخير معروف بانفتاحه ورغبته في نفض الغبار‬ ‫وتشريع األبواب والنوافذ وباختصار «تحديث» عمل‬ ‫الكنيسة‪.‬‬ ‫بداية القصة تعود إلى ثالثة أشهر خلت عندما عمدت‬ ‫الحكومة الفرنسية‪ ،‬وف��ق األص ��ول الدبلوماسية‪،‬‬ ‫إلى تعيني سفير جديد لها في الحاضرة البابوية‬ ‫بشخص لوران ستيفانيني‪ ،‬وهو دبلوماسي عمره‬ ‫‪ً 55‬‬ ‫عاما‪ ،‬ويتمتع بتجربة واسعة وطباع دمثة‪ ،‬األمر‬ ‫ً‬ ‫الذي جعل الرئيس السابق ساركوزي يعينه رئيسا‬ ‫ل �ل �ب��روت��وك��ول ف��ي ق�ص��ر اإلل �ي��زي��ه‪ .‬وع �ن��دم��ا وص��ل‬ ‫هوالند إلى الرئاسة أبقاه في موقعه‪ ،‬األمر الذي يبني‬ ‫قدرته على التأقلم رغم تغير العهود‪.‬‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬األمور تسير على ما يرام مع ستيفانيني‬ ‫ال��ذي يكن له الكثير من السفراء بالشرق األوس��ط‬ ‫التقدير ويشيدون بثقافته واستقامته وتدينه‪ .‬كما‬ ‫ً‬ ‫غريبا عن الفاتيكان؛ إذ شغل‬ ‫أن ستيفانيني ليس‬ ‫منصب ال��رج��ل ال�ث��ان��ي ف��ي ال�س�ف��ارة الفرنسية ما‬ ‫ً‬ ‫مستشارا‬ ‫بني ع��ام ‪ 2001‬و‪ ،2005‬ثم عني عقبها‬ ‫للشؤون الدينية في وزارة الخارجية قبل أن يستدعى‬ ‫إلى قصر اإلليزيه‪ .‬والحال‪ ،‬أنه رغم مرور أربعة أشهر‬ ‫يعط الفاتيكان موافقته على‬ ‫على الطلب الرسمي‪ ،‬لم ِ‬ ‫ً‬ ‫ضمنيا رفض‬ ‫تعيني ستيفانيني‪ ،‬األمر الذي يعني‬ ‫ترشيحه والدعوة إلى اقتراح سفير آخر‪.‬‬ ‫مشكلة ستيفانيني مع البابوية أنه مثلي الجنس‪ .‬لكن‬ ‫الرجل ال يعلن خياراته الجنسية «وكلها متاحة وفق‬ ‫القانون الفرنسي بما فيها الزواج بني املثليني أكانوا‬ ‫ً‬ ‫�اال أم ن�س��اء»‪ ،‬بل يعيش حياته الخاصة ً‬ ‫بعيدا‬ ‫رج�‬ ‫عن األض��واء‪ .‬ومقابل التشدد الفاتيكاني‪ ،‬تصلبت‬ ‫فرنسا وتمسكت بتعيينه سفيرا‪ .‬وم��ؤخ� ً�را‪ ،‬قال‬ ‫الناطق باسم الحكومة الوزير ستيفان لو فول‪ ،‬إن‬

‫ً‬ ‫سفيرا ولن تغير اقتراحها»‪ .‬ولذا‪،‬‬ ‫باريس «اقترحت‬ ‫ف��إن الوضع وص��ل إل��ى طريق مسدود بني حكومة‬ ‫مصرة على اقتراحها وبابوية تلتزم الصمت املطبق‪،‬‬ ‫ولكنها تستخدم قنواتها الخاصة إلفهام باريس أن‬ ‫خيارها لن يمر ولم يحن الوقت بعد لرؤية سفراء‬ ‫ً‬ ‫جنسيا يدخلون حرم الفاتيكان املتمسك‬ ‫شاذين‬ ‫بالتقاليد والرافض للخضوع لخيارات بلدان من وزن‬ ‫«ابنة الكنيسة البكر» التي تربطها بالبابوية عالقات‬ ‫ضاربة في القدم‪.‬‬

‫املوقف الحرج؛ إذ إن تجربة أولى حصلت عام ‪2007‬‬ ‫ً‬ ‫عندما عينت حكومة سابقة ً‬ ‫جنسيا في املركز‬ ‫مثليا‬ ‫نفسه‪ .‬عندها رفض البابا بونوا السادس عشر بقوة‬ ‫الخيار الفرنسي‪ ،‬خصوصا أن السفير املعني وقتها‬ ‫ً‬ ‫«رسميا» مع صديقه‪ .‬وقتها‪ ،‬تراجعت‬ ‫كان يعيش‬ ‫باريس لتالفي إغضاب رأس الكنيسة‪.‬‬ ‫هل سيجد الرئيس هوالند نفسه ً‬ ‫ملزما على تكرار‬ ‫التجربة والتراجع عن خياره األول؟ السؤال مطروح‬ ‫وك ��ل االح �ت �م��االت واردة و«س� �ع ��اة ال �خ �ي��ر» وع�ل��ى‬

‫من سيصرخ أوال؟ هذا هو السؤال املطروح اليوم في‬ ‫الدوائر الدبلوماسية في باريس التي ال تريد أزمة مع‬ ‫البابا ألنها تعني أزم��ة مع الكنيسة الفرنسية ومع‬ ‫الكاثوليك وهم الطائفة األكبر فيها‪.‬‬ ‫الحقيقة أن حكومة الرئيس هوالند لم تتعظ من عبر‬ ‫امل��اض��ي‪ .‬وال تتردد بعض ال��دوائ��ر في اعتبار أنها‬ ‫أخطأت في التقدير وراهنت على قدرتها على حمل‬ ‫الفاتيكان على املصادقة على خياراتها‪ .‬والحال أنها‬ ‫ليست املرة األولى التي تواجه فيه باريس مثل هذا‬

‫كنسيني فرنسيني ف��ي ال�ح��اض��رة الفاتيكانية أن‬ ‫يسعوا إلى مخرج «مشرف» للطرفني‪ .‬لكن املشكلة‬ ‫أنه ليس أمام الفاتيكان سوى حلني‪ :‬إما املوافقة على‬ ‫ً‬ ‫شخصيا‬ ‫التعيني أو رفضه إال إذا عمد ستيفانيني‬ ‫إلى سحب ترشيحه وإيجاد سفارة له في بلد آخر‪.‬‬ ‫ف��ي أي ح ��ال‪ ،‬ح��ال��ة ال�ت��وت��ر م��ع ال�ف��ات�ي�ك��ان أنعشت‬ ‫آمال الكثير من السفراء الفرنسيني الذين يحلمون‬ ‫بالذهاب إلى الفاتيكان‪ .‬ألم يقل العرب منذ القدم‪ :‬رب‬ ‫ضارة نافعة؟! <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪33‬‬


‫رئيسة ت�ت��وزع ب�ين درن��ة ف��ي ال�ش��رق وصبراتة ف��ي الغرب‬ ‫وسرت في الوسط وسبها في الجنوب‪.‬‬ ‫في األسابيع األخيرة سعى القائد املتطرف في درنة‪ ،‬سفيان‬ ‫بن جومة‪ ،‬إلى فتح قنوات اتصال مع جماعة «بوكو حرام»‬ ‫في نيجيريا‪ ،‬وهي جماعة بايعت هي األخرى تنظيم داعش‬ ‫الشهر املاضي‪ .‬تفيد مصادر أمنية أن «األنصاري» قائد‬ ‫جماعة «أنصار الحق» الوافد من مالي‪ ،‬ويتركز وجوده في‬ ‫جنوب ليبيا‪ ،‬تلقى اتصاالت من «بن جومة» للتنسيق حول‬ ‫جلب مقاتلني من «بوكو حرام» إلى ليبيا‪.‬‬ ‫تسعى مجموعة درنة إلى فتح جسر آمن لتنقل عناصرها‬ ‫بني الشمال والجنوب‪ ،‬وتقيم بني حني وآخر نقاط تفتيش‬ ‫على ال�ط��رق السريعة‪ .‬ويعتقد أن واح��دة م��ن ه��ذه النقاط‬ ‫اعترضت طريق عدد من العمال املصريني والعرب‪ ،‬وقتلتهم‬ ‫بعد أن صادرت جوازات سفرهم‪ ،‬من بينهم منصور‪.‬‬ ‫محمد الصافي‪ ،‬وهو ليبي الجنسية وسائق للسيارة األجرة‬ ‫التي أقلت منصور من مزرعة الدجاج على طريق البيضاء‪،‬‬ ‫يقول إن «ه��ذا العامل ك��ان يريد ال��وص��ول إل��ى أق��ارب��ه في‬ ‫البيضاء ومن هناك قال إنه سيسافر إلى أسرته في مصر‪.‬‬ ‫كان فرحا‪ .‬فجأة اعترض طريقنا كمني ل�ـ(داع��ش)‪ ..‬كان‬ ‫األشخاص الذين في الكمني يرتدون مالبس تشبه مالبس‬ ‫الجيش‪ .‬معهم أصفاد وأسلحة وغيرها من املعدات القتالية‬ ‫واألمنية‪ ..‬استجوبوني أنا ومنصور وفتشوا متعلقاتنا‪ .‬ثم‬ ‫تركوني واحتجزوه‪ .‬وال أعلم ملاذا قتلوه بعد ذلك»‪.‬‬ ‫حني جرى التعرف على جثة منصور في مستشفى األبرق‪،‬‬ ‫تحدثت مصادر طبية وأمنية في مدينة البيضاء عن أن‬ ‫املستشفى نفسه كان يوجد فيه من خمس إلى سبع حاالت‬ ‫لعمال من جنسيات عربية وأفريقية جرى إعدامها على يد‬ ‫«داعش» وسرقة جوازات سفرهم‪.‬‬ ‫تضمن تقرير صادر من نيابة البيضاء االبتدائية أن وفاة‬ ‫منصور تعزى إلى «إصابة نارية بأعلى العنق والرأس نتج‬ ‫عنه كسور كثيرة بالجمجمة»‪ .‬وأمرت بالتحقيق في الواقعة‪.‬‬ ‫ويعتقد محققون ليبيون أن ثالثة من مدينة القبة القريبة‬ ‫من درن��ة أيضا‪ ،‬تمكنوا من ال�ف��رار من تنظيم داع��ش في‬ ‫ال�ع��راق بعد خ�لاف��ات م��ع مساعدين للخليفة امل��زع��وم أبو‬ ‫بكر البغدادي‪ ،‬حول مشروعية نحر من ينطق بالشهادتني‬ ‫(لتأكيد أنه على دين اإلسالم)‪.‬‬ ‫يقول أحد هؤالء املحققني وهو ضابط في االستخبارات‬ ‫الليبية إن الثالثة قدموا من سوريا عن طريق تركيا بجوازات‬ ‫سفر مزيفة‪« ..‬حني قمنا بمالحقتهم فروا إلى الصحراء‬ ‫الجنوبية‪ .‬ربما اس�ت�ق��روا ف��ي دارف ��ور (ب��ال�س��ودان)»‪.‬‬ ‫ووسط حالة من التكتم تتابع األجهزة األمنية املعنية‬ ‫خ�ي��وط��ا ت �ق��ول إن �ه��ا رب �م��ا ت ��ؤدي إل ��ى ت��وق�ي��ف بعض‬ ‫املتسللني املحتملني من الدواعش خاصة أولئك الذين‬ ‫يستخدمون جوازات سفر مزيفة‪.‬‬ ‫وبالنسبة ل�ـ«األن�ص��اري» قائد جماعة ال�ح��ق‪ ،‬وال��ذي‬ ‫يتخذ من مدينة أوب��اري في الجنوب الليبي مقرا له‪،‬‬ ‫فقد جرى رصد تحركاته بني كل من الجزائر ومالي‬ ‫والنيجر‪ ،‬رغم توزيع السلطات املختصة صورا من‬ ‫جواز سفره الحقيقي على نقاط األمن في تلك البلدان‪،‬‬ ‫بما فيها مصر‪.‬‬ ‫توجد شكوك لدى سلطات األمن في أن يكون هذا‬ ‫الرجل يتحرك بجواز سفر أحد ضحايا «داعش» من‬ ‫أولئك الذين تتشابه مالمحهم مع مالمحه‪ .‬تعكس‬ ‫شبكة األنصاري الوضع املعقد الذي تواجهه أجهزة األمن‬ ‫فيما يتعلق بالجماعات املتطرفة‪« .‬األنصاري» يتعاون‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫مع «بن جومة» املوالي لـ«داعش» في درنة‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫يقدم له قادة من جماعة اإلخوان املسلمني في ليبيا الدعم‬ ‫املالي والعسكري‪.‬‬ ‫بعد نحو شهرين من أنباء عن اختفاء «األن�ص��اري» في‬ ‫شمال مالي‪ ،‬عثر محققون ليبيون في مخبئه في قاعدة‬ ‫عسكرية مهجورة جنوب ال�ب�لاد‪ ،‬على كومة من األوراق‬ ‫وجوازات السفر العربية واألجنبية‪ .‬كما عثروا على رسالة‬ ‫منسوبة لـ«بن جومة» يتحدث فيها عن أن «األنصاري» ما‬ ‫زال يقود املتطرفني في جنوب ليبيا‪ ،‬ويثني على ما يقوم‬ ‫به من قتال‪ ،‬ويدعوه إلى تأمني الطريق النتقال حاموس‬ ‫أحمد‪ ،‬أحد قيادات «بوكو حرام» وقواته من النيجر إلى ليبيا‪.‬‬ ‫يقول الناشط املعروف في الجنوب الليبي يوسف غالي‪،‬‬ ‫إن رس��ال��ة «ب��ن ج��وم��ة» تعد «دل�ي�لا قاطعا م��ن اإلرهابيني‬ ‫أنفسهم بوجود تنظيم أنصار الحق القادم من مالي‪ ،‬في‬ ‫مدينة أوباري الليبية»‪.‬‬ ‫و«هذه ثاني دعوة توجه من بن جومة إلى حاموس‪ ،‬خالل‬ ‫أق��ل م��ن خمسة أش �ه��ر»‪ ،‬بحسب م�ص��ادر االس�ت�خ�ب��ارات‬ ‫الليبية‪ ،‬رغم أن الجيش الليبي كبد قوات األنصاري خسائر‬ ‫ف��ادح��ة وص ��ادر م �ع��دات عسكرية ووج ��د ق��وائ��م بأسماء‬ ‫مقاتلني أجانب يعتقد أن بعضهم وصل إلى هنا ب��أوراق‬ ‫ثبوتية مزيفة‪ .‬خيط آخر من التتبع األمني يتعلق بمصري‬ ‫قاتل مع داعش في العراق يدعى «شريف» ويبلغ من العمر‬ ‫‪ 23‬عاما‪ ،‬وله شقيق يواجه عقوبة اإلعدام في قضية إرهابية‬

‫انتهمدين األنصاري‪ ،‬زعيم تنظيم «أنصار الحق»‬ ‫مالي الجنسية‪ ،‬يشتبه بإدارته شبكة للمتطرفني‬ ‫في الجنوب الليبي‬

‫صورة من جواز سفر «األنصاري»‪ ،‬ويقول محققون إنه جرى‬ ‫رصد تنقالته بني عدة بلدان بجوازات سفر مزيفة‬

‫بمصر‪ ،‬يدعى محمد عبد السميع‪.‬‬ ‫تقطعت السبل ب�ـ«ش��ري��ف» ف��ي س��وري��ا بعد إصابته في‬ ‫إح��دى امل�ع��ارك‪ .‬ويجري تتبع عملية اتصاالت تجري بني‬ ‫وقت وآخر بني «شريف» وصديق له يقيم في مصر يبدو‬ ‫أنه يثق فيه‪ ..‬في كل يوم يتطور األمر أمام املحققني بشأن‬ ‫هذا الشخص‪ .‬يقول أحد الضباط‪« :‬شريف عالق قرب بلدة‬ ‫الرقة في سوريا‪ .‬إنه يبحث عن مخرج‪ ..‬يريد الرجوع من‬ ‫حيث أتى»‪.‬‬ ‫يضيف أن شريف الذي أصيب في قصف التحالف الدولي‬ ‫لقواعد التنظيم قرب مدينة املوصل العراقية‪ ،‬قبل شهرين‪،‬‬ ‫أصبح يبحث عن طريق للعودة إلى ليبيا ومنها إلى مسقط‬ ‫رأسه في مصر‪ ،‬لكنه يعلم أن السبيل للرجوع أصبح صعبا‪،‬‬ ‫بعد أن أوكلت مهمة تأمني الحدود الغربية للجيش منذ مطلع‬ ‫العام الحالي تحسبا لتسلل املتطرفني من ليبيا‪.‬‬ ‫توجد اتفاقات تعاون بني عدة دول عربية وأفريقية يعود‬ ‫تاريخها ملا قبل «الربيع العربي» بشأن تتبع املتطرفني في‬ ‫منطقة الشرق األوس��ط وشمال أفريقيا‪ .‬وأمكن لعمليات‬ ‫تنسيق أمنية توقيف متطرفني كانوا يتنقلون بجوازات‬ ‫سفر مفقودة‪ ،‬كان من بينها عملية جرت في أحد فنادق‬ ‫تونس وأسفرت عن توقيف رجل يدعى «مصراتي» كان‬ ‫يتنقل ع�ب��ر ال �ح��دود وم�ع��ه س�ب��ع ج� ��وازات س�ف��ر بأسماء‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫وفي مطار القاهرة الدولي قامت السلطات بتوقيف العشرات‬ ‫ممن كانوا يحملون جوازات سفر مزيفة‪ ،‬من بينهم شبان‬ ‫قادمني من بلدان تشهد قالقل أمنية ونشاط للمتطرفني‬ ‫منها الصومال وليبيا وبنغالديش وكانت وجهة معظمهم‬ ‫إلى تركيا‪.‬‬ ‫وتحقق السلطات في الوقت الراهن‪ ،‬في خطوط سير عدد‬ ‫من املصريني املنضمني لـ«داعش» من بينهم «شريف»‪ .‬وفر‬ ‫هذا الشاب من البالد وانضم لجماعة أنصار الشريعة في‬ ‫مدينة بنغازي‪ ،‬عقب وضع اسمه مع اسم شقيقه «محمد»‬ ‫في قوائم املطلوبني للتحقيق في قضية االضطرابات التي‬ ‫جرت بعد اإلطاحة بحكم مرسي في صيف ‪.2013‬‬ ‫وت�ع��رف «ش��ري��ف» على املتطرفني الليبيني ألول م��رة عن‬ ‫طريق شقيقه الذي كان يعمل ضمن شبكات تهريب السالح‬ ‫عبر الحدود في أي��ام الفوضى التي أعقبت سقوط معمر‬ ‫القذافي ومبارك‪ .‬أرسلت جماعة أنصار الشريعة «شريف»‬ ‫إلى «داعش» في سوريا والعراق عبر تركيا‪ .‬وعقب إصابته‬ ‫بشظايا في رجليه من القصف الجوي أصبح يعاني من‬ ‫مضاعفات‪ ،‬وال يتلقى العالج املطلوب‪ ،‬ورغم تركيبه مفصل‬ ‫صناعي في إحدى قدميه إال أن حالته الصحية‬ ‫والنفسية سيئة‪« ..‬م�ن��ذ أسابيع وه��و على هذه‬ ‫الحال»‪.‬‬ ‫وتقول املصادر إنه حني أب��دى رغبته في العودة‬ ‫إل��ى ب�لاده من نفس خط السير ال��ذي سافر منه‪،‬‬ ‫ج ��رى إخ �ب��اره م��ن ق �ي��ادي ف��ي ج�م��اع��ة «أن �ص��ار‬ ‫الشريعة» في بنغازي بصعوبة استخدام جواز‬ ‫سفره األص�ل��ي ف��ي التنقل‪ ،‬وأن عليه أن يستعني‬ ‫بجواز سفر باسم مختلف‪.‬‬ ‫تحيط ب �ـ«ش��ري��ف» ف��وض��ى ع��ارم��ة‪ ،‬م�ث��ل دواع��ش‬ ‫آخ��ري��ن تقطعت بهم السبل ف��ي ال �ع��راق وس��وري��ا‪.‬‬ ‫وتمكن عشرات ممن كانوا يقاتلون في العراق من‬ ‫الخروج بجوازات سفر مزيفة‪ ،‬منهم من توجه إلى‬ ‫ليبيا ملساعدة املتطرفني في محاربة الجيش‪ ،‬ومنهم‬ ‫من اختفى في بلدان أخرى <‬


‫يقول تعميم معلق على الجدار في إحدى السفارات الغربية‬ ‫بالقاهرة‪« :‬يعتبر انتحال الشخصية‪ ،‬حيث َّيدعي شخص‬ ‫ما بشكل غير قانوني أنه شخص آخ��ر‪ ،‬مشكلة متزايدة‬ ‫ذات نتائج خطيرة متعلقة بالسالمة داخل الوطن وخارجه»‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن ج��وازات السفر املفقودة أو املسروقة تمنح‬ ‫فرصة انتحال شخصية أخرى والسفر بشكل غير قانوني‬ ‫وارتكاب جرائم‪.‬‬ ‫ويؤكد مسؤول في منظمة اإلنتربول التي تتخذ من مدينة‬ ‫ليون في فرنسا مقرا لها‪ ،‬أن «منع استخدام اإلرهابيني‬ ‫واملجرمني لجوازات السفر املسروقة أمر ضروري‪ ،‬من أجل‬ ‫إحالل األمن في العالم»‪ ،‬مشيرا إلى أن «داعش» التي قتلت‬ ‫عدة مئات من السكان املحليني في العراق وسوريا وليبيا‬ ‫ممن ال يحملون ج ��وازات سفر ب��ال�ض��رورة‪ ،‬قتلت أيضا‬ ‫عشرات آخرين لم يعثر املحققون على ج��وازات سفرهم‬ ‫أبدا‪ .‬وال أي أوراق تثبت هوياتهم‪.‬‬ ‫يقول محقق مصري مختص بمتابعة التنظيمات املتطرفة‬ ‫إن «ه ��ذا مبعث ق �ل��ق»‪ .‬وي�ف�ي��د ف��ي مقابلة م�ع��ه ف��ي مدينة‬ ‫اإلسكندرية (شمال غربي القاهرة) أن مسألة استخدام‬ ‫ج ��وازات سفر الضحايا ليتحرك بها أع�ض��اء ف��ي داع��ش‬ ‫«أص�ب��ح أم��را متوقعا بالنسبة لنا‪ .‬ضباط منفذ ج��وازات‬ ‫السلوم الحدودي يفتشون عن الشخصيات املزيفة‪ ..‬نعمل‬ ‫على التدقيق في هويات القادمني من ليبيا»‪.‬‬ ‫وي�ض�ي��ف‪« :‬ح�ين ال ت�ك��ون ه�ن��اك س�ف��ارة أو قنصلية فإنه‬ ‫يصعب إنهاء تحديث البيانات وتسجيل املقتول على أنه‬ ‫شخص متوفى‪ ،‬مثل حالة العامل منصور»‪ ،‬موضحا أن‬ ‫أجهزة أمنية في حوض البحر املتوسط تتعاون في مثل هذا‬ ‫األمر‪« ..‬من أجل الحد من خطورة استخدام جوازات السفر‬ ‫املزيفة بما فيها تلك التي تخص قتلى داعش»‪.‬‬ ‫ويشير إلى أن عناصر التنظيم استغلوا عدم وجود عمل‬ ‫للكثير من السفارات والقنصليات في البلدان التي تعمها‬ ‫الفوضى‪ ،‬مثل ليبيا وسوريا‪ .‬معروف أن كثيرا من الدول‬ ‫ق��ام��ت ب�س�ح��ب ب�ع�ث��ات�ه��ا ال��دب �ل��وم��اس �ي��ة وإغ �ل��اق م�ق��اره��ا‬ ‫القنصلية‪ ،‬جراء عمليات االختطاف التي تعرض لها عدد‬ ‫م��ن أع�ض��اء تلك البعثات خاصة ف��ي ليبيا‪ ،‬ومنها بعثات‬ ‫األردن وتونس ومصر‪.‬‬ ‫أضف إلى ذلك مشكلة أخرى تتعلق أصال بوجود تأخير‬ ‫م��ن جانب الكثير م��ن ال��دول ف��ي إدخ��ال بيانات ال�ج��وازات‬ ‫املفقودة‪ ،‬في شبكة اإلنتربول العاملية املعروفة باسم‬ ‫«‪ .»I - Checkit‬وحتى اليوم لم تتخذ اإلج��راءات‬ ‫الالزمة لتسجيل جواز سفر منصور والعشرات‬ ‫م��ن ج ��وازات السفر امل�ف�ق��ودة األخ��رى ف��ي قاعدة‬ ‫بيانات املنافذ الحدودية التي يوفرها اإلنتربول‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬ف��ي بيته املتواضع امل��وج��ود ف��ي الصحراء‪،‬‬ ‫يتحدث والد «منصور» عن ابنه الذي جرى دفنه‬ ‫بواسطة أق��ارب��ه في مدينة البيضاء‪ ،‬قبل شهر‪:‬‬ ‫«دف�ن��وه هناك ول��م نستطع حضور جنازته ألن‬ ‫ال �ح��دود مغلقة‪ .‬ق��ال��ت ل�ن��ا ال�س�ل�ط��ات إن السفر‬ ‫إل��ى ليبيا فيه خطر على حياتنا أي�ض��ا»‪ .‬وقف‬ ‫مجموعة من أبناء عمومته وس��ط املقبرة وهم‬ ‫يوارون «منصور» الثرى بناء على تقرير طبي‬ ‫صادر من مستشفى األبرق القريب من مدينة‬ ‫البيضاء‪ ،‬يؤكد مقتله‪ ،‬ويحدد اإلصابات التي‬ ‫أدت مل�ص��رع��ه «رص ��اص ��ات أع �ل��ى ال�ع�ن��ق وف��ي‬ ‫الرأس»‪.‬‬ ‫حاول سعد‪ ،‬والد العامل القتيل‪ ،‬استخراج شهادة‬

‫وف��اة البنه حتى يتم تسجيله في السجالت املصرية بأنه‬ ‫ميت‪ ،‬لكن السلطات املحلية طلبت منه توثيق التقرير الطبي‬ ‫ال�ص��ادر من املستشفى الليبي من السفارة أو القنصلية‬ ‫املصرية في ليبيا‪ .‬يضيف‪« :‬لألسف لم تعد توجد سفارة‬ ‫وال قنصلية هناك كما هو معروف‪ .‬حتى اآلن ال يوجد ما‬ ‫يثبت في مصر أن ابني ميت»‪.‬‬ ‫طرحت «املجلة» هذه القضية على أحد املسؤولني األمنيني‪،‬‬ ‫ف��أج��اب أن��ه ف��ي مثل ه��ذه األح ��وال ينبغي أن يتصل ذوو‬ ‫الضحايا بوزارة الخارجية لإلبالغ عن مقتل أبنائهم وبيانات‬ ‫ج��وازات سفرهم‪ ،‬س��واء كانت موجودة أو مفقودة‪ ،‬حتى‬ ‫يمكن توثيق التقارير الطبية الخاصة بالقتلى وبالتالي‬ ‫تصدر شهادات وف��اة لهم ويتم تعديل الحالة في الشبكة‬ ‫اإللكترونية الخاصة بمعلومات املواطنني م��ن «ح��ي» إلى‬ ‫«م �ي��ت»‪ ،‬ث��م إخ �ط��ار اإلن �ت��رب��ول ب�ب�ي��ان��ات ج � ��وازات السفر‬ ‫املفقودة‪.‬‬ ‫وال تتوفر ألسر الضحايا التي تعيش عادة في قرى ومناطق‬ ‫فقيرة ونائية‪ ،‬إمكانات التواصل مع الوزارات الكبيرة عادة‪،‬‬ ‫مثل وزارة الخارجية املوجودة في العاصمة‪ .‬وبالنسبة لرجل‬ ‫مثل «سعد» ع��اش طيلة عمره في الصحراء‪ ،‬ف��إن السفر‬ ‫م��ن بلدته إل��ى ال�ق��اه��رة على بعد نحو ‪ 500‬كيلومتر أمر‬ ‫صعب تحقيقه‪.‬‬ ‫يتساءل وهو يدرك أهمية أن تكون السلطات على علم بأن‬ ‫«داعش» قتلت ابنه وسرقت جواز سفره‪« :‬أذهب ملن؟ وكيف‬

‫يؤكد مسؤول باإلنتربول‬ ‫التي تتخذ من مدينة ليون‬ ‫في فرنسا مقرا لها‪ ،‬أن‬ ‫«منع استخدام اإلرهابيني‬ ‫واملجرمني لجوازات السفر‬ ‫املسروقة أمر ضروري‪ ،‬من أجل‬ ‫إحالل األمن في العالم»‬

‫جانب من تقارير لإلنتربول الدولي يدعو فيها بلدان العالم‬ ‫إلى عدم التراخي في اإلبالغ عن جوازات السفر املفقودة‬

‫ُ‬ ‫أصل للقاهرة؟ األمر بسيط‪ .‬ابني قتل وجوازه أخذته داعش‪.‬‬ ‫على من يعنيه األم��ر أن يتدخل ويثبت في السجالت أنه‬ ‫مات‪ ،‬حتى ال يتحرك أحد بأوراقه الثبوتية ويقوم بأعمال‬ ‫غير قانونية باسمه»‪.‬‬ ‫يوجد في شبكة اإلنتربول‪ ،‬بشأن وثائق السفر املفقودة‬ ‫أو املسروقة من مناطق مختلفة حول العالم‪ ،‬ما يزيد عن‬ ‫‪ 40‬مليون بالغ‪ ،‬لكن‪ ،‬وفقا للمصادر األمنية «هناك أعداد‬ ‫هائلة من الجوازات من هذا النوع التي لم يجر اإلبالغ عنها‬ ‫لوضعها ضمن الشبكة خاصة بعد ت��زاي��د أع��داد القتلى‬ ‫األجانب في البلدان التي تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق‬ ‫وليبيا وسقوط ضحايا يحملون جوازات سفر حاملا تختفي‬ ‫ويتحول من يحملها إلى مصدر خطر»‪.‬‬ ‫في مدينة البيضاء الهادئة التي تقع على مسافة قريبة من‬ ‫معقل «داع��ش»‪ ،‬يوضح محقق في نيابة املدينة أن��ه أمكن‬ ‫التعرف على جثة العامل منصور‪« ..‬كان هذا أمرا صعبا‬ ‫في البداية ألنه ينتمي ملنطقة بعيدة جدا عن هنا‪ ،‬هي منطقة‬ ‫القصر املجاورة ملرسى مطروح‪ ،‬داخل األراضي املصرية‪..‬‬ ‫أضف إلى ذلك أنه لم يعثر عليه أحد إال بعد أسبوعني من‬ ‫تعرضه للقتل وتشوه جثته ومالمحه‪ ..‬لقد ألقوا جثته في‬ ‫منطقة نائية‪ .‬اكتشفنا أنه تم االستيالء على أوراقه الثبوتية‬ ‫ومنها جواز سفره»‪.‬‬ ‫ي�ت��اب��ع م��وض�ح��ا أن «اس�ت�ي�لاء داع ��ش ع�ل��ى ج ��وازات سفر‬ ‫الضحايا يبدو اآلن أهم من االستيالء على أموالهم‪ ..‬هذا‬ ‫أصبح أمرا شائعا‪ .‬لدينا قتلى آخرون‪ ،‬ربما عشرة‪ ،‬تعرضوا‬ ‫لنفس املوقف وما زالت جثثهم في ثالجة املستشفى‪ .‬هم‬ ‫غلبا أجانب سرقت منهم أوراقهم الثبوتية ولم يتعرف عليهم‬ ‫أحد»‪.‬‬ ‫ويؤكد أن «التحريات عندنا بخصوص العامل منصور تفيد‬ ‫أنه قتل على يد عناصر من داعش كانوا قد نصبوا بوابة‬ ‫وهمية الصطياد الضحايا بني مدينتي البيضاء ودرن��ة»‪.‬‬ ‫ووقعت الكثير من عمليات القتل واالستيالء على وثائق‬ ‫السفر في محيط مدينتي درن��ة وبنغازي اللتني تتمركز‬ ‫فيهما جماعة أنصار الشريعة املوالية لـ«داعش»‪.‬‬ ‫ك��ان «م�ن�ص��ور» نفسه‪ ،‬وال�ع�ش��رات م��ن ال�ع�م��ال املصريني‬ ‫والسوريني واألفارقة‪ ،‬يعملون في مزارع الدجاج املنتشرة‬ ‫على الطرق الشمالية الرابطة بني هاتني املدينتني‪ .‬تقع على‬ ‫هذه الطرق بلدات شهدت تفجيرات من تنظيم داع��ش في‬ ‫الفترة األخيرة خاصة في «البيضاء» و«القبة»‪.‬‬ ‫يقول والد منصور‪« :‬كان ابني يعمل في مزرعة‬ ‫دج��اج ج�ن��وب درن ��ة‪ ،‬ف��ي منطقة تسمى الظهر‬ ‫األحمر‪ .‬كان يتصل بنا ونتصل به‪ .‬وبعد عمليات‬ ‫الذبح التي قام بها داعش ليبيا بحق املصريني‬ ‫في مدينة سرت‪ ،‬توقف عن العمل وقرر العودة‬ ‫ملصر‪ ..‬خرج من املزرعة في نحو الساعة العاشرة‬ ‫صباحا‪ ،‬لكن هاتفه الجوال توقف عن الرد بعد‬ ‫ذلك بحولي ساعة‪ .‬ثم أصبح مغلقا لعدة أيام»‪.‬‬ ‫يضيف‪« :‬اتصلنا بأقاربنا ف��ي مدينة البيضاء‬ ‫وب��دأوا في البحث عنه‪ ،‬إل��ى أن عثروا على جثته‬ ‫في منطقة اسمها الهيشة‪ .‬تعرفوا عليه من خالل‬ ‫ص��ورة لي ك��ان يحتفظ بها في جيب صدريته‪..‬‬ ‫يبدو أن من قتلوه لم يتنبهوا للصورة‪ .‬أخذوا جواز‬ ‫سفره وبطاقة هويته املحلية»‪.‬‬ ‫يتردد على ليبيا مقاتلون من «داعش» قادمني من‬ ‫سوريا والعراق ومالي ونيجيريا إضافة ملصر‪.‬‬ ‫م��د التنظيم ف��ي ليبيا ن �ف��وذه ف��ي أرب ��ع مناطق‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪31‬‬


‫تستخدم في التنقل عبر الحدود لتنفيذ أعمال إرهابية‬

‫دواعش يتحركون بجوازات سفر قتالهم‬ ‫ظاهرة جديدة آخذة في االنتشار في أوساط تنظيم داعش هي االستعانة بجوازات سفر قتالهم للتنقل بها عبر حدود‬ ‫البالد لتنفيذ أعمال إرهابية‪ .‬من أبرز العناصر التي تشتبه السلطات األمنية بتحركها هذه األيام بجوازات من هذا النوع‬ ‫رجل يدعى انتهمدين األنصاري (‪ 48‬عاما)‪ ،‬ويترأس جماعة «أنصار الحق» املوالية لـ«داعش» في جنوب ليبيا‪ ،‬ويحمل في‬ ‫األساس جنسية دولة مالي‪ ،‬لكن جرى رصد تحركاته العابرة للحدود بجواز سفر مزيف‪ ،‬وفقا للمصادر‪.‬‬ ‫القاهرة‪ :‬عبد الستار حتيتة‬ ‫م����ن ب��ي�ن م����ن ي����ج����ري ت��ت��ب��ع��ه��م أي����ض����ا م��خ��اف��ة‬ ‫تمكنهم من التنقل بجواز سفر مفقود‪ ،‬شاب‬ ‫مصري منخرط مع «داع���ش»‪ ،‬وموجود حاليا‬ ‫على ال��ح��دود العراقية ال��س��وري��ة‪ ،‬وي��دع��ى «ش��ري��ف» ويبلغ‬ ‫من العمر ‪ 23‬عاما‪ ،‬ول��ه شقيق يواجه عقوبة اإلع���دام في‬ ‫قضية إرهابية بمصر‪ ،‬اسمه محمد عبد السميع‪ .‬وأصيب‬ ‫«ش��ري��ف» ف��ي القصف ال��دول��ي مل��واق��ع «داع���ش» ف��ي مدينة‬ ‫املوصل قبل شهرين‪.‬‬ ‫يعتقد محققون عبر بلدان منها العراق ومصر وليبيا‪ ،‬أنه‬ ‫كان هناك ُّ‬ ‫تعمد من جانب «داعش» لالستيالء على جوازات‬ ‫ُ‬ ‫سفر ضحاياهم خاصة أولئك الذين يقتلون في الظالم دون‬ ‫اإلعالن عنهم‪ ،‬حتى ال يتم تسجيل هذه الجوازات كوثائق‬ ‫مسروقة أو مفقودة‪ ،‬في قاعدة بيانات اإلنتربول الدولي‪.‬‬ ‫من هؤالء القتلى عامل مصري يدعى منصور سعد عوض‬ ‫يبلغ من العمر ‪ 24‬عاما‪ .‬يقول وال��ده من منزله في غرب‬ ‫مصر‪« :‬قتلوه في بوابة قرب مدينة درنة (معقل داعش في‬ ‫ليبيا) وأخذوا جواز سفره»‪.‬‬ ‫وفي ليبيا يضيف محقق بمدينة البيضاء يدعى النقيب‬ ‫حسني إن هناك ‪ 11‬آخرين على األقل في محيط «درنة»‪،‬‬ ‫جرى قتلهم منذ مطلع شهر مارس (آذار)‪ ،‬واالستيالء على‬ ‫وثائقهم الشخصية‪ ،‬وه��م من جنسيات مختلفة‪ ،‬بينهم‬ ‫سودانيون وسوريون‪.‬‬ ‫وفقا ملصادر في الشرطة الدولية (اإلنتربول) ف��إن هناك‬ ‫بالفعل معلومات تشير إل��ى أن إح��دى الوسائل املبتكرة‬ ‫املطروحة أم��ام اإلرهابيني‪ ،‬بمن فيهم عناصر من تنظيم‬ ‫داعش‪ ،‬االستعانة بجوازات سفر مفقودة‪ ،‬للتخفي وراءها‬ ‫أث��ن��اء التنقل‪ ،‬وتخص شخصيات عربية وأجنبية جرى‬ ‫قتلها على أي���دي التنظيم ف��ي ع��دة ب��ل��دان خ�لال الشهور‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫يتعرض تنظيم داعش لضغوط بسبب ضربات يتلقاها في‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وفي املقابل يراقب رجال أمن عددا‬ ‫من املشتبه بهم من ه��ذا التنظيم ال��دم��وي‪ ،‬وه��م يحاولون‬ ‫التواصل مع أصدقاء قدامى لتأمني الحركة والتنقل عبر‬ ‫منافذ الحدود الدولية‪ ،‬سواء كان ذلك ألسباب تتعلق بالرغبة‬ ‫في مواصلة التغلغل في بلدان املنطقة‪ ،‬أو أسباب أخرى منها‬ ‫انشقاق بعض العناصر ورغبتها في العودة إلى الديار‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫عناصر من «داعش» بعد‬ ‫استيالئهم على حطام طائرة‬


‫على تزكية من قيادات «اإلخوان» العاملية حول حق التمثيل في الجزائر‪.‬‬ ‫ك��ان ه��ذا الصراع على مستوى القيادات العليا للتيار اإلخ��وان��ي يعتمل‬ ‫في غفلة عن القواعد املهمومة بالتوجه السياسي الذي أصبح متماهيا‬ ‫أكثر من أي وقت مضى مع خط السلطة‪ ،‬خصوصا بعد تزكية «حمس»‬ ‫لتعديل الدستور بإزاحة عائق تحديد العهدات ال��ذي كان يمنع الرئيس‬ ‫بوتفليقة من الترشح لوالية ثالثة‪ .‬ووجد هذا الغضب في صفوف قواعد‬ ‫«اإلخ��وان» متنفسا له مع اندالع ما عرف بـ«ثورات الربيع العربي» سنة‬ ‫ُ‬ ‫وتصاعد املد اإلسالمي في تونس ومصر‪ ،‬فبدأ الضغط على قيادة‬ ‫‪،2011‬‬ ‫«حمس» من أجل الخروج من الحكومة والتزام املعارضة بعيدا عن الثنائية‬ ‫املتذبذبة التي كانت تميز خطها‪.‬‬ ‫انصاعت «حمس» لهذه الرغبة وأعلنت خروجها رسميا من التحالف‬ ‫الرئاسي لتشكل «التحالف األخضر»‪ ،‬وهو ائتالف من ‪ 3‬أحزاب إسالمية‬ ‫دخلت بقوائم موحدة إلى االنتخابات التشريعية في سنة ‪ ،2012‬وكانت‬ ‫تمني نفسها بانتزاع األغلبية النيابية قياسا إلى نجاحات نظرائهم في باقي‬ ‫الدول العربية‪ .‬لكن تلك القراءة وفق بوحنية قوي‪ ،‬املحلل السياسي «تبني‬ ‫خطؤها بعد الخسارة التي مني بها هذا التحالف الجديد رغم االختالالت‬ ‫ال �ت��ي ش��اب��ت االن �ت �خ��اب��ات‪ ،‬إذ لم‬ ‫املعارضة الجزائرية ت�ك��ن ال �ح��ال��ة ال �ج��زائ��ري��ة شبيهة‬ ‫بنظيراتها في العالم العربي‪ ،‬ولم‬ ‫يكن إخ��وان الجزائر الذين كانوا‬ ‫تشكك في «قدرة‬ ‫في السلطة ذاتهم (إخوان مصر)‬ ‫الرئيس بوتفليقة‬ ‫أو ت��ون��س ال��ذي��ن ظ �ل��وا ل�س�ن��وات‬ ‫الصحية على تأدية ط��وي �ل ��ة ي� �ع ��ان ��ون االض� �ط� �ه ��اد»‪.‬‬ ‫بينما القى توجه «حمس» ناحية‬ ‫مهامه الدستورية‪,‬‬ ‫امل �ع��ارض��ة ه �ج��وم��ا ش ��دي ��دا من‬ ‫خاصة أنه ال يظهر أح��زاب السلطة‪ ،‬ل��درج��ة وصفها‬ ‫من الرجل الثاني في الدولة عبد‬ ‫على الجزائريني‬ ‫ال �ق��ادر ب��ن ص��ال��ح ب��ال�ب��اح�ث��ة عن‬ ‫«عذرية جديدة»‪.‬‬ ‫إال من خالل شاشة‬ ‫ألقت هذه الخسارة بظاللها على‬ ‫التلفزيون ولم يتكلم ما تبقى من مشوار «حمس» في‬ ‫السلطة‪ ،‬فأعلنت عدم مشاركتها‬ ‫منذ نحو سنتني‬ ‫في الحكومة مجددا‪ ،‬وتسبب هذا‬ ‫القرار في انشقاق ثالث من تيار‬ ‫داخل الحركة يقوده الوزير عمار غول املعروف بوالئه الشديد للرئيس‬ ‫بوتفليقة‪ ،‬ف��أس��س ح��زب «تجمع أم��ل ال�ج��زائ��ر»‪ .‬وب��دا منطقيا ف��ي هذه‬ ‫الظروف أن يفوز عبد ال��رزاق مقري‪ ،‬صاحب التوجه املعارض للرئيس‬ ‫بوتفليقة‪ ،‬في انتخابات رئاسة «حمس» في مؤتمر مارس (آذار) ‪،2013‬‬ ‫بعد أن مالت كفة القواعد إليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رسم عبد الرزاق مقري بعد توليه «حمس» التوجه املعارض‪ ،‬وقاد الحركة‬ ‫نحو مقاطعة االنتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) ‪ ،2014‬وزاد على‬ ‫ذلك بأن أسس رفقة عدد من األحزاب تكتال معارضا يطالب بـ«االنتقال‬ ‫الديمقراطي»‪ .‬لكن مقري ال يزال يواجه إلى اليوم تيارا معارضا داخل‬ ‫«حمس»‪ ،‬إذ يرفض رئيسها السابق أبو جرة سلطاني «االنحراف عن‬ ‫خط محفوظ نحناح وتبني القطيعة مع السلطة بدل الحوار الذي رسمه‬ ‫لها مؤسسها»‪ ،‬وهو ما اضطر مقري قبل أسابيع إلى إعالن مشاورات‬ ‫مع السلطة الستيعاب هذا التيار‪.‬‬ ‫وينطلق مقري وشركاؤه في املعارضة املناوئة للرئيس بوتفليقة بعد توليه‬ ‫والية رابعة مما يعتبرونه إخفاقا ميز سنوات حكمه في كل املستويات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما يشككون في «قدرة الرئيس‬ ‫الصحية على تأدية مهامه الدستورية خاصة أنه ال يظهر على الجزائريني‬ ‫إال من خالل شاشة التلفزيون ولم يتكلم منذ نحو سنتني»‪ ،‬مثلما يقول‬ ‫جياللي سفيان رئ�ي��س ح��زب جيل ج��دي��د‪ .‬ويطالب ه��ؤالء ف��ي أرضية‬ ‫«االنتقال الديمقراطي» التي صاغوها جماعيا بإنشاء لجنة مستقلة‬ ‫لتنظيم االنتخابات وإعداد دستور توافقي للبالد<‬

‫أحد أهم قادة التيار اإلخواني في الجزائر يطالب الرئيس الجزائري بالتنحي‬

‫‪:‬‬ ‫عبد الرزاق مقري لـ‬ ‫عهد بوتفليقة أسوأ عهود النظام‬ ‫الجزائر‪« :‬املجلة»‬ ‫ي�ت�ح��دث ع�ب��د ال ��رزاق م �ق��ري‪ ،‬أح��د أه��م ق ��ادة التيار‬ ‫اإلخواني في الجزائر‪ ،‬عن أسباب تحول حزبه من السلطة‬ ‫إل��ى امل�ع��ارض��ة‪ ،‬وأب��رز م��ؤاخ��ذات��ه على الرئيس بوتفليقة‪.‬‬ ‫ويشرح في هذا الحوار «خصوصية» التجربة الجزائرية‬ ‫في ظل التغيرات الحاصلة في العالم العربي‪.‬‬ ‫> م��ا ه��ي األس �ب ��اب ال �ت��ي دف�ع�ت�ك��م مل�ع��ارض��ة‬ ‫الرئيس بوتفليقة واملطالبة برحيله اليوم بعدما‬ ‫ك�ن�ت��م ط��رف��ا م �ش��ارك��ا ف��ي ن �ظ��ام ح�ك�م��ه ع�ل��ى م��دار‬ ‫سنوات؟‬ ‫ خ��روج�ن��ا للمعارضة ال ع�لاق��ة ل��ه ببوتفليقة‪ ،‬بل‬‫ه��و نهاية م�ش��وار امل�ش��ارك��ة ف��ي ال�ح�ك��وم��ة‪ .‬ه��ذه التجربة‬ ‫لها ظروفها وأسبابها وإيجابياتها وسلبياتها‪ .‬الحركة‬ ‫نجحت في انتخابات الرئاسة سنة ‪ ،1995‬وفي االنتخابات‬ ‫التشريعية واملحلية سنة ‪ُ ،1997‬‬ ‫وزورت عليها االنتخابات‪.‬‬ ‫وبالنظر لألوضاع األمنية التي كانت تعيشها الجزائر رأت‬ ‫الحركة أن األول��وي��ة ليست للحزب ولكن للبلد‪ ،‬فأسهمت‬ ‫في تحقيق االستقرار‪ ،‬وبعد أن تحقق االستقرار بنسبة‬ ‫عالية رأت أن��ه من األفضل أن تحاول اإلص�لاح من داخل‬ ‫الحكومة‪ .‬ولكن منذ مهزلة انتخابات الرئاسة سنة ‪1999‬‬ ‫التي ُمنع فيها ممثل الحركة الشيخ محفوظ نحناح (رحمه‬ ‫الله) ورئيسها من الترشح بطريقة فجة غير ديمقراطية‪،‬‬ ‫ب��دأ ال ��رأي ال��داع��ي ل�ل�خ��روج م��ن الحكومة يتصاعد داخ��ل‬ ‫صفوف الحركة‪ ،‬إلى أن كانت مهزلة االنتخابات التشريعية‬ ‫سنة ‪ 2012‬املزورة فغلب رأي الخروج من الحكومة داخل‬ ‫مؤسسات الحركة‪ ،‬فأصبحنا عندئذ حزبا معارضا له دور‬ ‫مركزي في تنشيط املعارضة‪.‬‬ ‫> تشاركون بفاعلية ضمن فصيل معارض‬ ‫ي�ط��ال��ب ب��إع�لان ش�غ��ور منصب ال��رئ�ي��س وتنظيم‬ ‫رئاسيات مسبقة‪ ..‬ما هي مؤاخذاتكم على الرئيس‬ ‫بوتفليقة رغم أنه في نظر بعض الجزائريني صانع‬ ‫السلم واملصالحة في البالد؟‬ ‫ بالنسبة لحركة مجتمع السلم فإن األمر ال يتعلق‬‫برئيس الجمهورية فقط‪ ،‬بل بأزمة نظام سياسي بكامله‬ ‫فشل فشال ذري�ع��ا ف��ي تحقيق التنمية وصيانة كل‬ ‫الحريات‪ ،‬وإنما يعتبر عهد الرئيس بوتفليقة أسوأ‬ ‫عهود هذا النظام ألنه ضيع على الجزائر فرصة‬ ‫عظيمة لإلقالع بعد أن توافرت له البحبوحة‬ ‫املالية بسبب ارتفاع أسعار املحروقات‪ ،‬والقاعدة‬ ‫السياسية العريضة من خالل التحالف الرئاسي‬ ‫ال��ذي كنا ج��زءا منه‪ ،‬وعلى عكس ذل��ك انتشر‬ ‫الفساد بشكل تاريخي مذهل‪ ،‬بل أصبح تعميم‬ ‫الفساد هو طريقة لتسيير البلد‪ .‬وفي‬ ‫عهد الرئيس بوتفليقة أنفقت‬

‫ال��دول��ة أكثر من ‪ 800‬مليار دوالر‪ ،‬لكن معدالت النمو لم‬ ‫تصل أبدا إلى ‪ 4‬في املائة‪ ،‬وبقيت مداخيل الجزائر تعتمد‬ ‫على الريع الطاقوي بنسبة ‪ 98‬في املائة‪.‬‬ ‫> هل التغييرات الحاصلة في العالم العربي‬ ‫دفعتكم لتغيير توجهكم من السلطة إلى املعارضة‪..‬‬ ‫أم أن ذلك نابع من تطور طبيعي وظروف موضوعية‬ ‫في صفوف الحركة التي تقودونها اليوم؟‬ ‫ ال شك أن التغييرات التي حصلت في العالم العربي‬‫أسهمت كثيرا في رف��ع مستوى الوعي ل��دى املناضلني‬ ‫واملسؤولني‪ ،‬س��واء في البالد التي وقعت فيها الثورات‬ ‫أم التي لم تقع فيها ال�ث��ورات‪ .‬غير أن الظروف الخاصة‬ ‫ب��ال �ج��زائ��ر وب �ح��رك��ة م�ج�ت�م��ع ال �س �ل��م ت�ح�م��ل ال �ت��أث �ي��رات‬ ‫األس��اس �ي��ة ال �ت��ي ج�ع�ل��ت ال �ح��رك��ة ت �خ��رج م��ن ال�ح�ك��وم��ة‬ ‫على النحو الذي ذكرته أعاله‪ .‬وإذا كان السؤال‪ :‬ملاذا لم‬ ‫تقع ث��ورة شعبية ف��ي ال�ج��زائ��ر مثل م��ا وق��ع ف��ي تونس‬ ‫ومصر وليبيا وس��وري��ا وال�ي�م��ن؟‪ ..‬ف��إن السبب متعلق‬ ‫بالخصوصية الجزائرية‪ .‬لقد خ��رج الشعب الجزائري‬ ‫ف��ي ‪ 5‬أكتوبر (تشرين األول) ‪ ،1988‬وح�ق��ق مكاسب‬ ‫سياسية كبيرة‪ ،‬نعمل في إطارها اليوم‪ ،‬غير أن الفشل‬ ‫في تحقيق االنتقال الديمقراطي أدى بالجزائر إلى الدخول‬ ‫في أزمة دموية راح ضحيتها ‪ 200‬ألف جزائري‪ ،‬وبعد أن‬ ‫تعافينا منها أصبح املواطن الجزائري مهما كان انتماؤه‬ ‫يخاف من العودة لتلك املأساة‪ ،‬غير أن هذه الظروف غير‬ ‫قابلة لالستمرار بسبب تجدد الجيل وانتهاء البحبوحة‬ ‫املالية‪ ،‬ولذلك اجتمعت املعارضة وفي قلبها حركة مجتمع‬ ‫السلم لتعد النتقال ديمقراطي آخر يكون ناجحا وسلسا‬ ‫وملصلحة الجميع‪.‬‬ ‫> هل االنقسامات التي شهدها تيار اإلخوان‬ ‫ف��ي ال�ج��زائ��ر ت�ع��ود لضعف ال��راب�ط��ة ال�ت��ي تجمعه‬ ‫بالتنظيم األم‪ ،‬وم��ا تأثير ه��ذه االن�ق�س��ام��ات على‬ ‫قوته وانتشاره؟‬ ‫ ه��ذه االن�ش�ق��اق��ات ه��ي ت�ط��ور طبيعي ف��ي ال�ح�ي��اة‬‫االجتماعية‪ ،‬وقد وقعت في كل األحزاب في الجزائر وغيرها‪،‬‬ ‫وهي لم تضرنا على اإلطالق‪ ،‬والعبرة أن ثمة جسما أساسيا‬ ‫قويا للحركة اإلسالمية الوطنية في الجزائر منتشرا في‬ ‫كامل التراب الوطني‪ .‬وأعتقد أن ارتباط األحزاب‬ ‫واملنظمات القطرية في أي بلد بقرارات خارج‬ ‫مؤسساتها وخارج بلدها هو ما يضعف‬ ‫هذه األحزاب واملنظمات‪ ،‬وهو أمر غير قائم‬ ‫بالنسبة لحركة مجتمع السلم التي تحافظ‬ ‫على عالقات متميزة مع العديد من املنظمات‬ ‫العربية وغير العربية ال�ج��ادة‪ ،‬ومنها حركة‬ ‫اإلخوان املسلمني‪ ،‬لكنها ال تقبل‬ ‫بأن تربط قرارها بأي‬ ‫جهة كانت‪.‬‬ ‫عبد الرزاق مقري‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪29‬‬


‫افترق «إخوان الجزائر»‬ ‫إلى أربعة أحزاب‬ ‫سياسية‪ ،‬بعدما كانت‬ ‫مظلة حركة مجتمع‬ ‫السلم املعروفة اختصارا‬ ‫بـ«حمس» تجمعهم‬ ‫بقيادة مؤسسها الراحل‬ ‫محفوظ نحناح‪ ،‬تماما‬ ‫مثلما اختلفوا على‬ ‫نظام الرئيس بوتفليقة‪،‬‬ ‫فساندوه في ثالث واليات‬ ‫من فترة حكمه‪ ،‬ثم انتقلت‬ ‫الكتلة السياسية األكبر‬ ‫منهم إلى معارضته‬ ‫واملطالبة برحيله‪.‬‬

‫تفرقوا على ‪ 4‬أحزاب وتحولوا من السلطة إلى املعارضة‬

‫«إخوان الجزائر» ‪ ..‬أسباب‬ ‫االنقالب على بوتفليقة‬ ‫الجزائر‪ :‬محمد سيدمو‬ ‫بدأت قصة «إخوان الجزائر» مع الرئيس بوتفليقة‪ ،‬خالل االنتخابات الرئاسية لسنة‬ ‫‪ ،1999‬التي أعلن عنها الرئيس السابق اليامني زروال فجأة نتيجة احتدام الخالف‬ ‫في أعلى هرم السلطة‪ .‬وقد ظهر لهذه االنتخابات مرشحون كان أقواهم عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة‪ ،‬ال��رج��ل الثاني ف��ي عهد الرئيس ه��واري ب��وم��دي��ن‪ ،‬ومحفوظ نحناح‪ ،‬زعيم التيار‬ ‫اإلخواني في الجزائر‪.‬‬ ‫بيد أن املفاجأة الكبرى كانت في إقصاء محفوظ نحناح من سباق الرئاسيات‪ ،‬وإبقاء عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة مع قائمة من سبعة مرشحني آخرين‪ ،‬وكانت حجة اإلقصاء‪ ،‬وقتها‪ ،‬عدم مشاركته‬ ‫�ورة التحرير الجزائرية‪ .‬والغريب أن محفوظ نحناح نفسه ك��ان قد ترشح لرئاسيات‬ ‫في ث� ُ‬ ‫‪ 1995‬وقبل ملفه‪ .‬وفي تطور الفت أعقب ذلك‪ ،‬قرر نحناح مساندة عبد العزيز بوتفليقة في‬ ‫الرئاسيات‪ ،‬مخالفا كل التوقعات حتى عند بعض القياديني في حزبه‪ .‬وفي تلك الفترة كان عبد‬ ‫الرزاق مقري‪ ،‬الرئيس الحالي لـ«حمس»‪ ،‬من أبرز قيادات هذا التيار الرافض ملساندة بوتفليقة‪.‬‬ ‫وبعد أن استتب األمر لبوتفليقة‪ ،‬حرص على إش��راك «حمس» في حكومته وخصها بأربع‬ ‫حقائب وزارية‪ .‬لكن «حمس» لم تعرف الحكومة مع مجيء بوتفليقة‪ ،‬حيث سبقت لها املشاركة‬ ‫من قبل‪ ،‬حيث كانت تتبنى سياسة التغيير عبر املشاركة في الحكم رغم تأكيدها على أنها جزء‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫الرئيس الجزائري يدلي بصوته في‬ ‫االنتخابات الرئاسية العام املاضي‬

‫من املعارضة أيضا‪ ،‬وذلك بمبررات الحفاظ على الدولة التي كانت تواجه اإلرهاب‪.‬‬ ‫لم يمهل القدر محفوظ نحناح إلكمال والي��ة الرئيس بوتفليقة األول��ى‪ ،‬فقد توفي في يونيو‬ ‫(ح��زي��ران) ‪ ،2003‬تاركا «إخ��وان الجزائر» يواصلون املسير برجل في السلطة ورج��ل في‬ ‫املعارضة‪ ،‬وقد ترسخت أكثر في فترة الرئيس بوتفليقة مع دخولهم تحالفا حزبيا مساندا‬ ‫له‪ ،‬فرماهم خصومهم باالنتهازية واللعب على الحبلني‪ ،‬بينما كانوا يردون بأنهم يرفضون‬ ‫أسلوب «املغالبة»‪.‬‬ ‫بيد أن غياب القائد الكاريزماتي عن «إخوان الجزائر» سرعان ما بدأ يدب أثره على التنظيم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتكشف ذلك بشكل علني في مؤتمر انتخاب رئيس جديد لـ«حمس» سنة ‪ ،2008‬عندما وصل‬ ‫الخالف بني خليفة محفوظ نحناح األول أبو جرة سلطاني‪ ،‬ومنافسه عبد املجيد مناصرة‪،‬‬ ‫إلى طريق مسدود‪ ،‬حيث شكك الثاني في إعادة انتخاب األول‪ ،‬وأعلن عن خروجه من صفوف‬ ‫الحركة وإنشاء حزب جديد بمعية أنصاره أطلق عليه الحقا «جبهة التغيير»‪ .‬كان ذلك أول‬ ‫تصدع يشق «إخوان الجزائر»‪ ،‬فهرعت لرأبه شخصيات إخوانية كبيرة‪ ،‬مثل الشيخ القرضاوي‬ ‫وراشد الغنوشي وحسن الترابي لكن دون جدوى‪.‬‬ ‫ولم يسلم املولود اإلخواني الجديد من االنشطار هو اآلخر‪ ،‬فقد أعلنت قيادات من جبهة التغيير‬ ‫بقيادة مصطفى بلمهدي‪ ،‬أحد رفاق محفوظ نحناح ومؤسسي حركة مجتمع السلم‪ ،‬إنشاء‬ ‫حركة البناء الوطني‪ ،‬بعد خالفات مع عبد املجيد مناصرة‪ ،‬حيث كان بلمهدي يشير إلى حصوله‬


‫حد ما الكثير من املطالب الروسية‪ .‬وفي الواقع يثير امتناع‬ ‫روسيا عن التصويت على القرار ‪ 2216‬تساؤالت حول مغزى‬ ‫موقفها‪ ،‬بالنظر لعالقتها بإيران واألزمة السورية‪ .‬وهنا ترد‬ ‫عدة تفسيرات‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬ليست األزم��ة اليمنية ضمن األول�ي��ات اإلقليمية‬ ‫لروسيا في املنطقة العربية‪ ،‬فمن الواضح أن روسيا‬ ‫ليس لديها مصالح قوية في اليمن تدافع عنها‪،‬‬ ‫ل�ك�ن�ه��ا ت��رت�ب��ط ب�م�ص��ال��ح اس�ت��رات�ي�ج�ي��ة‬ ‫م� ��ع إي � � � ��ران‪ ،‬وك �ث �ي � ً�را‬ ‫م ��ا ت �ت �خ��ذ ق� � ��رارات‬ ‫ت �خ��دم م�ص��ال�ح�ه��ا‬ ‫م ��ع ط� �ه ��ران‪ .‬وم��ن‬ ‫ال��واض��ح أي�ض��ا أن‬ ‫روس � �ي� ��ا س�ئ�م��ت‬ ‫من عدم التزام‬ ‫ال � �ح � ��وث � �ي �ي��ن‬ ‫وأت �ب��اع صالح‬ ‫ب ��اإلج� �م ��اع ال� ��دول� ��ي‪،‬‬ ‫وق � ��رارات م�ج�ل��س األم ��ن ال �س��اب �ق��ة‪ ،‬ب�ع��د أن‬ ‫تعاطفت معهم في تعديل القرارات الخاصة‬ ‫باليمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ ،‬روسيا معنية باألزمة السورية في الشرق األوس��ط‪،‬‬ ‫وباألزمة األوكرانية على حدودها‪ ،‬وهنا يبدو أن موسكو تريد‬ ‫أن تكون منسجمة في مواقفها‪ ،‬فهي تقول بعدم االنقالب‬ ‫على السلطة في سوريا‪ ،‬وأوكرانيا حجة لها‪ ،‬وال تريد أن‬ ‫ُ‬ ‫تحسب حجة عليها في اليمن‪ ،‬إن هي عارضت القرار‬ ‫ً‬ ‫الدولي‪ .‬ثالثا‪ ،‬يبدو أن روسيا ال تعتبر املعادلة اليمنية‬ ‫تعود‬ ‫إل� العالقات السياسية‬ ‫وال‬ ‫دب‬ ‫لو‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫أساسية في عالقتها مع إي��ران‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬امتناعها‬ ‫ية‬ ‫ب‬ ‫ني‬ ‫ىث‬ ‫صورة أرشيفية لبوتني أثناء حضوره‬ ‫الرياض وموسكو‬ ‫ال الثينات القرن العش‬ ‫ري‬ ‫ن‪،‬‬ ‫حي‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫�‬ ‫ال ي��رض��ي‪ ،‬ب ��ال �ض ��رورة‪ ،‬إي � ��ران‪ ،‬ل�ك�ن��ه ال يغضبها‬ ‫ان‬ ‫ا‬ ‫منتدى األعمال السعودي الروسي الذي‬ ‫سابق من أوائل الدول التي اعترفت بامل التحاد السوفياتي‬ ‫بالضرورة‪.‬‬ ‫مل‬ ‫كة‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫عقد في الرياض عام ‪( 2007‬غيتي)‬ ‫لعربية السعودية‪،‬‬ ‫ا ظلت هذه العالقات ص‬ ‫ً‬ ‫ام‬ ‫دة‬ ‫حت‬ ‫ى‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫وعيونها‬ ‫اليمنية‬ ‫األزمة‬ ‫حيال‬ ‫روسيا‬ ‫تتصرف‬ ‫رابعا‪،‬‬ ‫ذر‬ ‫وة‬ ‫ملعسكرين‪:‬‬ ‫ال‬ ‫رأ‬ ‫سم‬ ‫الحرب الباردة بني‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫بز‬ ‫ً‬ ‫عا‬ ‫على سوريا‪ ،‬خصوصا أن التدخل العسكري العربي‬ ‫مة الواليات ا‬ ‫بزعا‬ ‫ملتحدة‪ ،‬والشيوعي‬ ‫مة االت�ح�اد السوفي‬ ‫ات‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫�م‬ ‫تغضب إيران التي لم ًيكن القرار األخير في صالح‬ ‫اال‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫في اليمن واإلجماع الدولي حوله يخففان الضغط‪،‬‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫لا‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫والسيا‬ ‫�ات اآليديولوجية‬ ‫ف�ي سية بني ال��ري��اض و‬ ‫ولو إلى حني‪ ،‬على نظام األسد‪ً .‬‬ ‫مو‬ ‫س‬ ‫كو‬ ‫حلفائها في اليمن مطلقا‪ .‬ولهذا فمن غير املستبعد‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫خامسا‪ ،‬جاء املوقف‬ ‫أك‬ ‫ثر‬ ‫منطقة ال�‬ ‫ش‬ ‫من قضية و‬ ‫�‬ ‫أز‬ ‫رق‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫�ة‬ ‫ألو‬ ‫ً‬ ‫س‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫أن املوقف الروسي بشأن اليمن كان نتاجا لصفقة‬ ‫ع��ال�م‪،‬‬ ‫الروسي مختلف ًا في القضية اليمنية عما هو عليه امل��اض�ي�ة‪ ،‬سعت ال��ري��اض إل�ى الح وخ�لال ال�س�ن�وات الق‬ ‫لي‬ ‫لة‬ ‫ح��اول��ت فيها موسكو ع��دم مواجهة دول مجلس‬ ‫في سوريا إدراكا من الروس على ما يبدو أن إيران‬ ‫فاظ عل‬ ‫بموسكو‪ ،‬كما شهدت العالقات زيارات ى مستوى عالقاتها‬ ‫التعاون الخليجي‪ ،‬مع مراضاة طهران بمكسب آخر‬ ‫م‬ ‫ال يمكن لها أن تتفوق على النفوذ العربي في اليمن‬ ‫تب‬ ‫ب‬ ‫اد‬ ‫ني‬ ‫لة رفيعة املستوى‬ ‫الرياض وموسكو‪.‬‬ ‫لها قد يكون أكثر أهمية لإليرانيني من أي مكسب‬ ‫مثلما أن الدول العربية يصعب عليهم إلغاء النفوذ‬ ‫ً‬ ‫آخر في اليمن‪.‬‬ ‫سادسا‪ ،‬تدرك روسيا أيضا‬ ‫اإليراني في سوريا‪.‬‬ ‫وه��و ال�ح�ص��ول ع�ل��ى أس�ل�ح��ة م�ت�ط��ورة محظور‬ ‫أن «عاصفة الحزم» لها شرعيتها الدولية ومتى ما صوتت‬ ‫ضد ال�ق��رار‪ ،‬فهي ستخسر مصداقيتها أم��ام العالم‪ ،‬الذي «إس ‪ »300‬للدفاع الجوي‪ .‬وعلل وزير الخارجية الروسي‪ ،‬ت�ص��دي��ره��ا إل��ى ط�ه��ران بفعل ال�ع�ق��وب��ات ال��دول�ي��ة ال�ت��ي لم‬ ‫ُ‬ ‫يعلم أن «عاصفة الحزم» مستندة إلى أسس قوية في القانون سيرغي الف ��روف‪ ،‬ه��ذا امل��رس��وم ب��ال�ق��ول «إن أنظمة ال��دف��اع ترفع بعد‪ .‬ولكن هذا «االمتناع» الروسي في مجلس األمن‬ ‫ً‬ ‫خصوصا في ظل الوضع في الدولي بشأن القرار املتعلق باليمن قد «عكر» شعور طهران‬ ‫الدولي‪ ،‬ولم تكن مغامرة سياسية غير محسوبة‪ .‬لكل هذه الجوي مهمة بالنسبة إليران‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األسباب جاء املوقف الروسي من مشروع القرار الخليجي اليمن»‪ .‬كما ربطه بما سماه «النتائج اإليجابية» ملفاوضات بـ«السعادة» لرفع الحظر‪ ،‬خصوصا أن االمتناع الروسي‬ ‫ً‬ ‫تعبيرا عن نصف قناعة به وعن السداسية وطهران حول امللف النووي اإليراني‪ .‬وال شك في جاء بعد ساعات قليلة من قرار إلغاء الحظر‪ ،‬وعشية زيارة‬ ‫باالمتناع عن التصويت‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫نصف اعتراض عليه‪ ،‬لتترك روسيا لنفسها املجال ملعارضة أن مرسوم بوتني برفع الحظر عن «إس ‪ »300‬إلي��ران يعد وزي��ر ال��دف��اع اإلي��ران��ي إل��ى موسكو‪ ،‬فتصريحات بعض‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أي تحرك مستقبلي ً‬ ‫استعدادا لتقاسم «الكعكة املسؤولني الروس قبل التصويت على مشروع القرار ‪2216‬‬ ‫سياسيا‪ ،‬لكنه يمثل أيضا‬ ‫قرارا‬ ‫بناء على هذا القرار أو على األقل عدم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اإليرانية» عسكريا واقتصاديا في حال رفع العقوبات األممية أعطت «انطباعا» بأن «الفيتو» الروسي بات جاهزا فعبر‬ ‫املشاركة فيه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وإجماال‪ ،‬يمكن القول إن روسيا لن تقطع صالتها بالحوثيني‪ ،‬عن إيران بعد التوصل إلى اتفاق دولي حول ملفها النووي رف��ع «الحظر» و«االم�ت�ن��اع» ع��ن التصويت تبدو موسكو‬ ‫وك��أن�ه��ا ت��وق�ف��ت ل�ب��ره��ة ف��ي منتصف ال�ط��ري��ق ب�ين إي��ران‬ ‫رغ��م تأكيدها على شرعية ه ��ادي‪ ،‬ال سيما أن الخارجية في يونيو (حزيران) املقبل‪.‬‬ ‫الروسية أكدت أن موسكو لديها عالقات مع جميع أطراف إن تزامن االمتناع الروسي عن استخدام حق النقض ضد والسعودية‪ .‬وال ُيخفي أن الكرملني‪ ،‬ومنذ سنوات‪ ،‬يراهن‬ ‫النزاع اليمني‪ ،‬وأن ثمة مطالبات لها بالعمل على املساهمة في قرار مجلس األمن الدولي (تحت البند السابع) بشأن اليمن على استثمارات خليجية كبيرة في روسيا‪ ،‬ويراهن أيضا‬ ‫مع أنباء عن موافقة روسيا على بيع صواريخ «إس ‪ »300‬على دور سعودي في رفع أسعار النفط العاملية‪ ،‬وال يرغب‬ ‫تسوية الصراع في اليمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أص ��در ال��رئ �ي��س ال��روس��ي ف�لادي�م�ي��ر ب��وت�ين ف��ي ‪ 13‬أب��ري��ل إليران‪ ،‬يلقى ظالال من الشك على الدوافع التي جعلت روسيا ف��ي م��زي��د م��ن ت��وت��ر ال�ع�لاق��ات م��ع ال��ري��اض بعد م��ا جرى‬ ‫ً‬ ‫مرسوما ُيلغي الحظر على تزويد إيران بصواريخ ترضخ إلرادة غالبية أعضاء مجلس األمن الدولي من دون أن بينهما بسبب سوريا <‬ ‫املاضي‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬


‫بطبيعة الحال‪ ،‬هناك‬ ‫مصالح سياسية واقتصادية‬ ‫واستراتيجية تربط بني‬ ‫روسيا وإيران وإضافة إلى‬ ‫جوار جغرافي بينهما‪ ،‬وعداء‬ ‫مشترك للحركات اإلرهابية ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لكن من الغريب حقا أن تبدو‬ ‫روسيا‪ ،‬الدولة العظمى‪ً ،‬‬ ‫جزء ا‬ ‫من املحور اإليراني في منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬وأن ترجح‬ ‫عالقاتها مع طهران على‬ ‫عالقتها بعشرين دولة عربية!‬

‫حاملة صواريخ «إس ‪»300‬‬

‫روسيا سئمت من عدم التزام الحوثيني وأتباع صالح باإلجماع الدولي‬

‫الرياض وموسكو‪ ..‬تصعيد في سوريا وتهدئة في اليمن‬ ‫موسكو‪ :‬أحمد دياب‬ ‫ش �ه��دت ال �ع�لاق��ات ال��روس �ي��ة ‪ -‬ال �س �ع��ودي��ة ت��وت��را‬ ‫ً‬ ‫وانفجارا للخالفات والتوترات على مدى السنوات‬ ‫األربع املاضية‪ ،‬فثمة إشارات متزايدة حول التماثل‬ ‫والتماهي ب�ين امل��واق��ف ال��روس�ي��ة واإلي��ران�ي��ة ح�ي��ال مختلف‬ ‫القضايا في املنطقة‪ ،‬تبدأ بامللف النووي اإليراني‪ ،‬فروسيا‬ ‫أش��ادت باالتفاق النووي الذي اعتبرته إق��رارا غير مشروط‬ ‫ُ‬ ‫بحق إيران في امتالك النووي املدني‪ ،‬وها هي موسكو تعلن‬ ‫في ‪ 13‬أبريل (نيسان) املاضي عن رفع الحظر على بيع إيران‬ ‫صواريخ «إس ‪ »300‬املتقدمة‪ ،‬وم��رورا باملوقف من األزم��ة‬ ‫السورية‪ ،‬التي دخلت عامها الخامس في مارس (آذار) املاضي‬ ‫بخسائر بشرية تقدر بأكثر من ‪ 220‬ألف قتيل وأكثر من‬ ‫أربعة ماليني الجئ ونازح‪ ،‬وال تنتهي باملوقف من «عاصفة‬ ‫ال�ح��زم» ف��ي اليمن‪ ،‬التي نشبت ج��راء تغول الحوثيني على‬ ‫مقاليد األم��ور في اليمن‪ ،‬منذ سيطرتهم على صنعاء في‬ ‫سبتمبر (أيلول) املاضي‪ .‬في رسالة وجهها الرئيس الروسي‬ ‫فالديمير بوتني إلى القمة العربية السادسة والعشرين بشرم‬ ‫الشيخ‪ ،‬في أواخر مارس املاضي وهيمن عليها الوضع في‬ ‫اليمن‪ ،‬أكد بوتني أنه «نولي أهمية للتسوية العادلة لألزمات‬ ‫في كل من سوريا وليبيا واليمن‪ ،‬على أساس القانون الدولي‬ ‫عن طريق حوار شامل‪ ،‬والبحث عن مصالحات وطنية عامة»‪.‬‬ ‫لكن املوقف الروسي تعرض لنقد شديد من وزير الخارجية‬ ‫السعودي السابق األمير سعود الفيصل‪ ،‬في الجلسة العلنية‬ ‫الختامية للقمة‪ ،‬وهي من امل��رات النادرة التي يتعرض فيها‬ ‫‪26‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫املوقف الروسي إلى مثل هذا النقد‪ ،‬وفي أعلى محفل عربي‪.‬‬ ‫ورغ��م أن رس��ال��ة ب��وت�ين ج��رى فيها ت�ك��رار م��واق��ف روسية‬ ‫معروفة من أزمات املنطقة‪ ،‬بما فيها الحديث عن تأييد روسي‬ ‫ّ‬ ‫لحل سياسي لألزمة اليمنية‪ ،‬فقد تركز نقد الفيصل على‬ ‫ً‬ ‫امل��وق��ف ال��روس��ي م��ن ال��وض��ع ال�س��وري‪ ،‬ق��ائ�لا‪« :‬إن موسكو‬ ‫سلحت النظام ال�س��وري ال��ذي يفتك بشعبه‪ ،‬وه��ي تتحمل‬ ‫ً‬ ‫مسؤولية كبيرة في مصاب الشعب السوري»‪ ،‬مضيفا «أن‬ ‫ً‬ ‫روسيا تقترح حلوال سلمية‪ ،‬بينما هي مستمرة بتسليح‬ ‫النظام السوري»‪.‬‬ ‫وج��اء ال��رد الروسي على انتقاد وزي��ر الخارجية السعودي‬ ‫السابق بطريقة غير مباشرة على لسان املتحدث اإلعالمي‬ ‫للرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف‪ ،‬الذي أكد بعد ساعات‬ ‫ُ‬ ‫قليلة من انتقادات الفيصل أنه «ال توجد قيود قانونية على‬ ‫تصدير السالح إلى سوريا»‪ ،‬وعلى أن صفقة جديدة لألسلحة‬ ‫ل��م ت��وق��ع م��ع دم�ش��ق‪ .‬ومعلوم أن امل��دن ال�س��وري��ة الرئيسية‪،‬‬ ‫مثل حلب وحماه وحمص‪ ،‬لطاملا ج��رى قصفها بطائرات‬ ‫ميغ وسوخوي وصواريخ «غراد» الروسية‪ ،‬وحتى البراميل‬ ‫املتفجرة‪ ،‬في بداية استخدامها ضد األحياء السكنية‪ ،‬من‬ ‫صنع روسي‪ ،‬قبل أن يقوم النظام بتصنيعها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومعلوم‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن صفقات األسلحة بني بلد وآخ��ر يجري‬ ‫تقييد استخدامها في حاالت بعينها‪ ،‬بينما تمنح موسكو‬ ‫النظام في دمشق حق استخدامها في الداخل ضد املعارضني‪،‬‬ ‫وقد تم استخدام هذه األسلحة على نطاق واسع منذ مطلع عام‬ ‫‪ .2012‬وليس هناك فارق كبير بني صفقات سابقة وأخرى‬ ‫مستحدثة‪ ،‬ما دام أن توريد السالح الروسي يواصل تدفقه‬ ‫من دون توقف‪ .‬ه��ذا على الرغم من النتائج الكارثية للحل‬

‫العسكري‪ ،‬وهو الحل ال��ذي اعتمده النظام في دمشق‪ ،‬منذ‬ ‫الساعات األولى لألزمة قبل أربع سنوات‪ ،‬ولم يتوقف ساعة‬ ‫عن استخدامه‪ ،‬حتى اآلن‪.‬‬ ‫في منتصف فبراير (شباط) املاضي‪ ،‬أوقف الفيتو الروسي‬ ‫في مجلس األمن الدولي مشروعني دوليني يهدفان إلى وضع‬ ‫اليمن تحت البند السابع‪ ،‬والخاص باستعمال القوة إلعادة‬ ‫األمور إلى مسارها الصحيح في اليمن قبل االنقالب الحوثي‪،‬‬ ‫الذي بدأ بسيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثية (الشيعية)‬ ‫ع�ل��ى ص�ن�ع��اء ف��ي ‪ 21‬سبتمر امل��اض��ي‪ ،‬م� � ً‬ ‫�رورا ب��إج�ب��اره��م‬ ‫الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح علي‬ ‫ً‬ ‫وانتهاء‬ ‫االستقالة في أواخر يناير (كانون الثاني) املاضي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دستوريا يحصن انقالبهم في ‪ 6‬فبراير‬ ‫بإصدارهم إعالنا‬ ‫املاضي‪ .‬بل وأع��رب بيان وزارة الخارجية الروسية في ‪14‬‬ ‫ف�ب��راي��ر امل��اض��ي ع��ن اع�ت�ق��اد روس �ي��ا ب��أن ت�ع��زي��ز الضغوط‬ ‫الخارجية على أط��راف العملية السياسية الداخلية‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك فرض عقوبات‪ ،‬سيقود إلى نتائج عكسية‪.‬‬ ‫لكن في ‪ 14‬أبريل نيسان املاضي‪ ،‬نجحت دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي في تمرير املشروع الذي تقدمت به إلى مجلس األمن‬ ‫الدولي بشأن اليمن‪ .‬وجاء االمتناع الروسي عن التصويت مع‬ ‫القرار وعن استخدام حق النقض (الفيتو) ضده في آن واحد‬ ‫ليحمل دالل��ة سياسية مهمة‪ ،‬وهي أن روسيا‪ ،‬وإن لم تكن‬ ‫راضية عن القرار‪ ،‬لكن ذلك لم يصل إلى درجة منع صدوره‬ ‫مثلما كان يحصل في قرارات مشابهة تتعلق بسوريا‪ ،‬وكان‬ ‫الدبلوماسيون ال��روس ق��د ح��اول��وا تغيير مضامني ال�ق��رار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لكنهم لم يرفضوه جملة وتفصيال‪ ،‬بل نجحوا في إدخال‬ ‫ّ‬ ‫تعديالت كثيرة عليه لم تفرغه من مضمونه‪ ،‬إال أنها لبت إلى‬


‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪25‬‬


‫بو‬

‫ر‬

‫تر‬

‫يه‬

‫علي عبد الله صالح يلبس كل الثياب‬

‫ابن السنحاني‪ ..‬يكذب بإخالص‬ ‫حني فتح الطفل اليمني علي عبد الله صالح السنحاني‬ ‫عينيه في سماء اليمن عام ‪ 1942‬كان يتعرف على الفقر‬ ‫ّ‬ ‫وسيتربى على يد زوج ّ‬ ‫األم‪ ،‬وستهفو مهجته‬ ‫ويتم األب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لاللتحاق بالجيش منذ نعومة أظفاره‪ ،‬ومواهبه سوف‬ ‫ّ‬ ‫تتجلى على مدار أكثر من نصف قرن داخل املؤسسة‬ ‫العسكرية اليمنية بما ال يتطابق م��ع تسمية اليمن‬ ‫السعيد ومجده التليد‪ ،‬وسوف يتدرج الشاب في الرتب‬ ‫العسكرية حتى الدخول إلى بوابة القصر الرئاسي في‬ ‫اليمن سنة ‪ ،1978‬ثم يصوم عن التفكير في الخروج‪،‬‬ ‫وكما قال‪« :‬لم يخلق من يقول لي اخرج»‪.‬‬ ‫ولتدعيم سلطته ص��ار عليه أن ي��ؤس��س الحكم على‬ ‫قواعد صلبة من الرعب في نفوس الذين في قلوبهم‬ ‫رغبة في الرئاسة‪ ،‬فكان ال بد من إعدام ثالثني عسكريا‬ ‫بتهمة تدبير انقالب ضده سنة ‪ .1979‬وعندما اندلعت‬ ‫انتفاضة الشارع لم يرد الخروج من القصر استجابة‬ ‫لثورة الشباب‪ ،‬وعليه أن يقلب الطاولة على مفاوضيه‬ ‫الذين قالوا له‪« :‬لقد صفر قطارك أيها الرئيس»‪ ،‬وكان‬ ‫جوابه الحاسم‪« :‬لقد فاتكم القطار»‪.‬‬ ‫ال يمكن اإلمساك به من لسانه‪ ،‬فهو يكذب بإخالص‪،‬‬ ‫ويريد‪ ،‬بعد أزيد من ثالثني سنة في السلطة‪ ،‬أن يترشح‬ ‫من جديد‪ .‬إذا حشروه في الزاوية وأنشدوا له في الشارع‬ ‫أغنية‪« :‬الشعب يريد‪ّ ،»....‬لو َح لهم بزهده في السلطة‪،‬‬ ‫واشترط األمان‪ ،‬وطلب من معارضيه «الحصانة بعد‬ ‫ّ‬ ‫التنحي» عن الحكم‪ ،‬وبعد الحصانة سوف يسعى إلى‬ ‫توريث ابنه أحمد‪.‬‬ ‫للمعارضة في أن تفوز برئيس مستقيل بصدق‬ ‫وال أمل‬ ‫ّ‬ ‫أو مخلوع بحق‪..‬‬ ‫ونصبوا له الفخ‪ ،‬واصطادوه باملسجد‪ ،‬لكنه نجا من‬ ‫ّ‬ ‫االنفجار‪ ،‬فنقلوه جريحا ملطخا بالنار وطاروا به إلى‬ ‫املستشفى السعودي‪ .‬وحني كان البعض ينتظر الخبر‬ ‫‪24‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫األخير‪ ،‬والبعض اآلخر ينوي زيارته‪ ،‬والشعراء يعدون‬ ‫املراثي واألهاجي‪ ،‬فاجأ الجميع بالظهور التلفزيوني‬ ‫وكأنه يقول‪« :‬هنا الجحيم‪ ،‬ومنه أحيي الشعب اليمني‬ ‫العظيم»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وه �ك ��ذا زار امل ��ري ��ض م �ح ��روق ال ��وج ��ه م �ش��اه��دي��ه من‬ ‫حاسدين وناقدين ُ‬ ‫وموالني في بيوتهم بدل أن يزوروه‪.‬‬ ‫لم ينتقل علي عبد الله صالح إلى جوار ربه‪ ،‬فقد كان‬ ‫ّ‬ ‫يريد أن يقود اليمن في املرحلة االنتقالية‪ ،‬وكأن شيئا‬ ‫لم يكن‪.‬‬ ‫وكما تقول األساطير‪ ،‬مثل طائر الفينيق ينهض من‬ ‫رماده‪ ،‬وينبعث من جديد‪.‬‬ ‫ويلقبونه بالزعيم‪ ،‬أو الرفيق الفينيق‪ ،‬أو القائد أو‬ ‫الرئيس أو األخ األكبر‪ ،‬أو املشير‪ ،‬فهو قابل كل األلقاب‬ ‫والبس كل ثياب‪.‬‬ ‫وال ي�ن��زع الخنجر اليمني‪ :‬يغمده ف��ي س��اع��ة السالم‬ ‫والطعام والوليمة‪ ،‬ويظهر في ساعة الحروب والغنيمة‪.‬‬ ‫ل ��م ي �ت ��ردد ف ��ي أن ي �م� ّ�د ي ��د ال �ت �ح��ال��ف م ��ع أل� � ّ�د أع��دائ��ه‬ ‫الحوثيني ّ‬ ‫األلداء‪ ،‬نعم «عاصفة الحزم» هي أيضا ساعة‬ ‫أخرى للتصالح عندما يعقد علي وعبد الله وصالح‬ ‫ّ‬ ‫أن املصالحة مع الحوثيني‬ ‫مؤتمرا شعبيا عاما ليقرر ّ‬ ‫أع��داء األم��س األل��داء هي الحل‪ ،‬وفي جعبته ما يكفي‬ ‫من املقالب لالنقالب على املتحالفني للعودة إلى بوابة‬ ‫القصر الرئاسي‪ ،‬وعلى عينيه نظارتان اثنتان بهما‬ ‫ي��رى خ�ي� ْ‬ ‫�اري��ن اث�ن�ين ب�لا ث��ال��ث‪ :‬س�لام القصر أو ظالم‬ ‫ّ‬ ‫ال�ق�ب��ر‪ ،‬وال ��رد ج��اه��ز‪« :‬ف��ي ال�س�ي��اس��ة‪ ،‬ال وج ��ود ل��دوام‬ ‫ّ‬ ‫العدو‪ ،‬وال وجود لدوام الصديق‪ ،‬فال دوام إال للرئاسة»‪.‬‬

‫كتب‪ :‬منصف املزغين‬ ‫رسم‪ :‬علي املندالوي‬


‫ً‬ ‫«عاصفة الحزم» ترسم خطا أحمر في وجه التوسع اإليراني‬ ‫أتت‬

‫بقلم‪:‬‬ ‫طوني بدران‬

‫ليس صدفة أن‬ ‫يتزامن التحرك‬ ‫األردني‪ ،‬واملتناغم‬ ‫مع حترك تركي‬ ‫مماثل على اجلبهة‬ ‫السورية الشمالية‪،‬‬ ‫مع انطالق‬ ‫«عاصفة احلزم»‬

‫عملية «ع��اص�ف��ة ال �ح��زم» ب�ق�ي��ادة اململكة العربية‬ ‫السعودية لتؤدي مهمتني أساسيتني ومترابطتني‬ ‫ف��ي ه��ذه ال�ل�ح�ظ��ة ال�ح�س��اس��ة م��ن ت��اري��خ املنطقة‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬ت��رت�ي��ب ال�ب�ي��ت ال �ع��رب��ي‪ ،‬ب��ال�ش��راك��ة م��ع ال�ح�ل�ف��اء األت ��راك‬ ‫والباكستانيني‪ ،‬وتحديد أولوياته االستراتيجية‪ ،‬مع تحييد‬ ‫الخالفات الداخلية بني مكوناته قدر اإلمكان‪ .‬وثانيا‪ ،‬رسم خط‬ ‫أحمر في وجه التوسع اإليراني داخل الدول العربية والتهديد‬ ‫الذي يشكله ألمنها‪ ،‬وسط انعدام الثقة املتزايد في إدارة الرئيس‬ ‫باراك أوباما وسياساته‪.‬‬ ‫في ه��ذا السياق‪ ،‬لم تنحصر هاتان املهمتان في اليمن‪ ،‬وإن‬ ‫ك ��ان األخ �ي��ر امل �س��رح ال��رئ�ي�س��ي ل�ل�ع�م��ل ال�ع�س�ك��ري امل�ب��اش��ر‬ ‫للتحالف‪ .‬فتزامنا مع انطالق «عاصفة الحزم» حصل تطوران‬ ‫في املواجهة مع إيران على الساحة السورية‪ ،‬يحمالن دالالت‬ ‫مهمة على صعيد التنسيق املتنامي بني الرياض وحلفائها في‬ ‫تركيا واألردن‪ .‬ترافق األسبوع األول من «العاصفة» مع تقدم‬ ‫نوعي للثوار في سوريا على جبهتني‪ ،‬في الشمال حيث حرروا‬ ‫مدينة إدلب عاصمة املحافظة‪ ،‬وفي الجنوب حيث حرروا مدينة‬ ‫بصرى الشام في محافظة درعا قرب الحدود مع األردن‪ ،‬والتي‬ ‫تبعها تحرير معبر نصيب‪ ،‬آخ��ر معبر ح��دودي ك��ان تحت‬ ‫سيطرة النظام في جنوب سوريا‪.‬‬ ‫من غير املرجح أن توقيت هذا التحرك املمنهج كان وليد الصدفة‪.‬‬ ‫والالفت أن التقدم في الجنوب السوري على وجه الخصوص قد‬ ‫سبقته حركة مثيرة للدبلوماسية األردنية‪ .‬فقبل نحو أسبوعني‬ ‫من بداية «عاصفة الحزم» وتحرير إدلب وبصرى الشام‪ ،‬تفاجأ‬ ‫املراقبون بقيام وزير الخارجية األردني ناصر جودة بزيارة‬ ‫غير معلنة لطهران‪ ،‬هي األولى من نوعها منذ ثماني سنوات‪.‬‬ ‫بعد لقائه نظيره اإلي��ران��ي‪ ،‬وص��ف ج��ودة اإلره��اب والتطرف‬ ‫بأنهما يمثالن املشكلة األساسية في املنطقة‪ ،‬واق�ت��رح على‬ ‫الجامعة العربية إجراء حوار عربي ‪ -‬إيراني‪.‬‬ ‫أثارت الخطوة األردنية زوبعة تخمينات في الصحافة العربية‪،‬‬ ‫إذ ح��اول املعلقون تفكيك دالالتها‪ .‬تساءل البعض إذا كانت‬ ‫ال��زي��ارة تمثل انفتاحا على إي��ران‪ ،‬ال سيما أن إدارة الرئيس‬ ‫أوباما تسعى بقوة إلنجاز اتفاق مع طهران‪ .‬ولم يفت املراقبني‬ ‫أيضا أن الزيارة تلت لقاء امللك عبد الله مع امللك سلمان في‬ ‫الرياض‪ ،‬مما زاد من حدة التكهنات‪ ،‬والدعاية أيضا‪ :‬هل حمل‬ ‫األردن رسالة سعودية؟ هل تحاول عمان لعب دور وسيط بني‬ ‫طهران والرياض؟ إلى ما هنالك من تعليقات تبعت الزيارة‪.‬‬ ‫بدأت الصورة تتضح بعد نحو أسبوع من زيارة جودة‪ ،‬عندما‬ ‫استنفر الجيش األردني على خط إربد ‪ -‬املفرق على الحدود‬ ‫مع سوريا‪ .‬وبعد عشرة أي��ام‪ ،‬سقطت بصرى الشام في يد‬ ‫الثوار وسط تقارير عن تلقيهم زيادة في الدعم‪ .‬سقوط بصرى‬ ‫الشام أتى بعد أسابيع من بدء الحملة التي يقودها حزب الله‬ ‫والحرس الثوري اإليراني وميليشياته في الجنوب السوري في‬ ‫أرياف القنيطرة ودرعا قرب الحدود األردنية‪ .‬وكانت بصرى‬ ‫الشام تحديدا معقال مهما لإليرانيني وميليشياتهم‪ .‬في هذا‬

‫السياق‪ ،‬استذكر اإلع�لام العربي ك�لام لقائد «فيلق القدس»‬ ‫اإليراني قاسم سليماني‪ ،‬تحدث فيه عن قدرة إيران على اللعب‬ ‫في األردن والتحكم في أحداثه‪ .‬وكان الكاتب والوزير األردني‬ ‫السابق صالح القالب قد أوضح رفض عمان املطلق لتمركز‬ ‫اإليرانيني على حدودهم و«تحويل الحدود األردنية ‪ -‬السورية‬ ‫إلى حدود أردنية ‪ -‬إيرانية‪ ،‬وهذا من غير املمكن أن يقبل به‬ ‫األردن حتى وإن أدى األمر إلى اندالع حرب فعلية»‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬كان قرار األردن االستراتيجي واضحا‪ :‬الخرق والتمدد‬ ‫اإليراني وصال إلى حد غير مقبول‪ .‬وإن كانت عمان قد حافظت‬ ‫على قناة مع النظام ال�س��وري عبر السفارة في األردن‪ ،‬فإن‬ ‫الصورة االستراتيجية في جنوب سوريا تحولت جذريا عما‬ ‫كانت عليه قبل سنة أو سنتني‪ .‬فمنذ تلك الفترة انهار وجود‬ ‫ُ‬ ‫النظام في الجنوب واستبدل بقيادة إيرانية ميدانية تعمل عبر‬ ‫ميليشيات شيعية متعددة الجنسيات (لبنانية‪ ،‬عراقية‪ ،‬أفغانية‪،‬‬ ‫وباكستانية)‪ .‬وبدأ نظام األسد وإيران وحزب الله في الهجوم‬ ‫اإلعالمي على األردن متهمني إياه بدعم «جبهة النصرة» في‬ ‫محاولة إلجباره على القبول بالوجود اإلي��ران��ي على ح��دوده‬ ‫ووق��ف ال��دع��م للمعارضة ال�س��وري��ة الفاعلة ه�ن��اك‪ .‬لكن ب��روز‬ ‫الدور القيادي إليران على الحدود‪ ،‬إضافة إلى مخاوف عمان‬ ‫من محاولة تسهيل نظام األس��د تقدم «داع��ش» إلى محافظة‬ ‫درع��ا‪ ،‬حسما ق��رار القيادة األردن�ي��ة بدعم «الجيش السوري‬ ‫الحر» إلبعاد إيران عن الحدود وقطع الطريق على أي محاولة‬ ‫الستجالب «داعش»‪.‬‬ ‫يشير ه��ذا التسلسل إل��ى أن الهدف الرئيسي ل��زي��ارة الوزير‬ ‫جودة لطهران كان إثارة مسألة التمركز اإليراني قرب الحدود‬ ‫األردنية ونقل رفض اململكة لهذا التوغل‪ .‬ت��ردد أن اإليرانيني‬ ‫حاولوا تطمني جودة بأن الهدف هو مجرد «الحفاظ على بقاء‬ ‫ممر املساعدة لحزب الله في جنوب لبنان مفتوحا دون وجود‬ ‫ضرر على األردن»‪ .‬غني عن القول أن األردن لم يأخذ هذا الرد‬ ‫محمل الجد‪ .‬إنما أبقت عمان على دبلوماسيتها أثناء الزيارة‬ ‫لطهران‪ .‬لكنها أظهرت مدى جديتها في الدفاع عن خطوطها‬ ‫الحمراء فور عودة الوزير جودة‪.‬‬ ‫ط�ب�ع��ا‪ ،‬ل�ي��س ص��دف��ة أن ي�ت��زام��ن ال�ت�ح��رك األردن� ��ي‪ ،‬واملتناغم‬ ‫مع تحرك تركي مماثل على الجبهة السورية الشمالية‪ ،‬مع‬ ‫انطالق «عاصفة الحزم»‪ ،‬التي يدعمها األردن‪ ،‬والتحرك الواسع‬ ‫للدبلوماسية السعودية في املنطقة‪ .‬بكالم آخر‪ ،‬أثبتت عمان‬ ‫أن كل التكهنات عن انعطافة نحو طهران تتبع اتجاه السياسة‬ ‫األميركية كانت قراءة خاطئة‪ .‬وكان الفتا في هذا السياق حديث‬ ‫امللك عبد الله لقناة «فوكس نيوز» األميركية في أبريل (نيسان)‪،‬‬ ‫وال��ذي ملح فيه إلى اهتزاز الثقة بواشنطن تحت إدارة أوباما‪،‬‬ ‫وقال إن الدور األميركي في املنطقة قد تغير‪ ،‬مما شكل «جرس‬ ‫إنذار» لعمان‪.‬‬ ‫في النهاية‪ ،‬تدرك القيادة األردنية أن تمركز إيران وميليشياتها‬ ‫على حدودها خط أحمر‪ ،‬وهو امتداد لالختراق اإليراني الذي‬ ‫أتت «عاصفة الحزم» لترد عليه <‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬


‫معاناة يومية لألسر اليمنية‬ ‫أم� ��ا امل �ن �ظ��وم��ة ال �ك �ه��رب��ائ �ي��ة ف �ت �ب��دو مصيبتها‬ ‫مضاعفة‪ ..‬فبجانب ما تعرضت له الشبكة في مأرب‬ ‫ منطقة ال�ش�ب�ك��ة امل��رك��زي��ة ‪ -‬م��ن اع �ت ��داءات بسبب‬‫الصراعات السياسية سابقا؛ ثم املواجهات حاليا‬ ‫بني الحوثيني وقبائل مأرب أصدر مسؤولو الكهرباء‬ ‫ب�ي��ان��ا ح ��ذروا ف�ي��ه «م��ن ك��ارث��ة بيئية ك�ب��رى بسبب‬ ‫توقف الكهرباء كليا»‪ ،‬وأطلقوا نداء استغاثة للمجتمع‬ ‫الدولي طالبوا فيه بسرعة توفير نفط عاجل لتشغيل‬ ‫امل�ن�ظ��وم��ة الكهربائية بسبب ن�ف��اد ال��وق��ود‪ ،‬وت��أم�ين‬ ‫ناقالت البترول من ضربات عاصفة الحزم وأطراف‬ ‫الصراع‪ ،‬فضال عن نداءات داخلية متواصلة ناشدوا‬ ‫فيها كافة األط��راف «بضرورة تحييد الكهرباء عن‬ ‫الصراع كونها خدمة إنسانية وملكية عامة ال يجوز‬ ‫االقتراب منها‪ ،‬بجانب توسطات قبلية لم تجد آذانا‬ ‫صاغية إليقاف نزيفها‪ ،‬فيما الناس على أعصابهم‬ ‫ينتظرون يوميا عودة الكهرباء بال جدوى»!‬ ‫ي�ق��ول ع�ب��د ال�ل��ه ح ��زام ‪ -‬ف�ن��ي ك�ه��رب��اء‪« :‬ان�ط�ف��اء‬ ‫املنظومة واالعتداء عليها ليس جديدا‪ ،‬بل يتم ضربها‬ ‫والعبث بورقتها منذ ‪ 2011‬ألسباب مغرضة‪ ،‬تارة‬ ‫لتصفية حسابات بني الفرقاء‪ ،‬وتارة لتصفية ثأرات‬ ‫قبلية أو مطالب لبعض أبناء املنطقة‪ ،‬مع أن الشبكة لم‬ ‫تعد تحتمل مطلقا‪ ،‬لكن رغم ذلك كان الناس معتادين‬ ‫على إصالحها خالل ساعات‪ ،‬وغالبا ما يعود التيار‬ ‫في نفس اليوم أو اليوم التالي‪ ،‬ألن الفرق الفنية على‬ ‫ق��در كبير م��ن الجهوزية وامل�س��ؤول�ي��ة ت�ج��اه معاناة‬ ‫الناس‪ ،‬أما هذه املرة فقد يئس الجميع من إصالحها‬ ‫بعد مرور أيام على االنطفاء املتواصل؛ بسبب املعارك‬ ‫التي أعاقت املهندسني»‪ .‬ويستدرك قائال‪« :‬لكن هذه‬ ‫امل��رة حتى لو تم إص�لاح األب��راج والدوائر املتعرضة‬ ‫للقصف ستتبقى مشكلة املشتقات تحديا أكبر‬ ‫ألنها لم تعد متوفرة لتشغيل الشبكة‪ ،‬ألن الكهرباء‬ ‫تستهلك الحصة األكبر من النفط»‪.‬‬ ‫ث �م��ة ج��ان��ب م ��أس ��اوي آخ ��ر مل�ح�ن�ت��ي ال�ك�ه��رب��اء‬ ‫وال��وق��ود يتمثل في املعاناة اليومية لألسر اليمنية‪،‬‬ ‫فبجانب أن انطفاء ال �ج��واالت واألدوات الكهربائية‬ ‫واإللكترونية تسبب في انقطاع اليمنيني عن بعضهم‬ ‫وعزلتهم عن العالم؛ ظلت الكثير من البيوت تعتمد‬ ‫على املولدات املنزلية لتعويض ساعات االنطفاء التي‬ ‫ك��ان��ت متقطعة وم �ح��دودة طيلة ال�س�ن��وات السابقة‪،‬‬ ‫بينما اليوم تعاني امل��ول��دات من انطفاء كلي بسبب‬ ‫انعدام الوقود‪ ،‬وتتحمل ربات البيوت القسط األكبر‬ ‫من تداعيات هذه املحنة‪.‬‬ ‫الحاجة أم محمد الكاهلي ظلت تعاني من املواطير‬ ‫(املولدات) وتتحمل أصواتها املزعجة وعناء إصالحها‬ ‫من وقت آلخر‪ ،‬غير أنها اليوم تتمنى أن تسمع صوت‬ ‫«املاطور» ولو لساعة؛ بعد أن أصبح جثة هامدة بسبب‬ ‫انعدام البنزين‪ ..‬وتضيف‪« :‬األزم��ة كانت مباغتة‪ ،‬لم‬ ‫نوفر كميات بنزين احتياطية كاملعتاد ألننا لم نتوقع‬ ‫أن ينعدم نهائيا بهذه السرعة وتنهار الكهرباء بنفس‬ ‫الوقت‪ ،،‬الظالم دامس‪ ،‬لم نعد نجد أي فرصة لإلضاءة‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫مشهد إلحدى العائالت التي تعاني‬ ‫من ظاهرة انقطاع الكهرباء‬

‫كل األجهزة تعطلت‪ ،‬توقفت الغساالت وتراكم علينا يدوية تقصم الظهر‪ ،‬من غسيل وتجفيف للمالبس‬ ‫الغسيل اليدوي للمالبس‪ ،‬وتعطلت السخانات وعدنا ي��دوي��ا‪ ،‬وت�س�خ�ين م�ي��اه صحية ل�لأط �ف��ال‪ ،‬وطباخة‬ ‫ل�ل�ت�س�خ�ين ب��ال �ب��وت��اج��از رغ ��م أزم� ��ة ال� �غ ��از‪ ،‬وت��وق�ف��ت وعصر يدوي‪ ،‬وكنس البيت يدويا وجلب املياه يدويا‬ ‫الثالجات وفسدت املأكوالت واملشروبات بسبب انعدام من املساجد‪ ،‬وتزداد املحنة عند أختي وقريباتي في‬ ‫التبريد‪ ،‬وعدنا لجلب املياه من الخزانات واملساجد بعد املناطق الحارة جدا بسبب توقف املكيفات»‪.‬‬ ‫وال ي �ب��دو أص �ح��اب امل �ش��اري��ع ال�ص�غ�ي��رة أفضل‬ ‫أن توقفت املضخات الالزمة لرفع املياه من الخزانات‬ ‫األرضية‪ ،‬واختفت سيارات النظافة وتكدست القمامة ح � ��اال م� ��ن غ� �ي ��ره ��م‪ ،‬ف �ع ��وض��ا ع� ��ن ت �ك �ب��د ال �ب �ق ��االت‬ ‫لخسائر فادحة بسبب فساد املأكوالت‬ ‫بسبب ان �ع��دام ال�ب�ن��زي��ن‪ ،‬ون�ع��ان��ي من‬ ‫ّ‬ ‫تسبب انعدام‬ ‫املخزنة فإن معظم املحالت‬ ‫واملشروبات‬ ‫كارثة بيئية»‪.‬‬ ‫بينما تشكو بشرى الشهاري ‪ -‬املشتقات في انفتاح الخدمية تكاد تغلق أبوابها بسبب توقف‬ ‫رب��ة بيت ‪ -‬م��ن ارت�ف��اع نفقات األس��ر‬ ‫م �ص��ادر رزق �ه ��ا‪ ،‬وب �ج��ول��ة ق�ص�ي��رة في‬ ‫شهية السوق‬ ‫البسيطة وإه��داره��ا ف��ي ش ��راء مياه‬ ‫م��راك��ز االت� �ص ��االت واإلن �ت��رن��ت يتضح‬ ‫ال ��واي � �ت ��ات (ص� �ه ��اري ��ج امل � �ي� ��اه) ال �ت��ي السوداء‪ ،‬حتى وصل ح �ج��م امل� �ح� �ن ��ة‪ ..‬ف �م �ع �ظ��م ه� ��ذه امل �ح�ل�ات‬ ‫تضاعفت‪ ،‬وفي شراء بدائل الكهرباء؛ سعر دبة البنزين ال� �خ ��دم� �ي ��ة ُوج � � � ��دت أس� ��اس � ��ا ل �ت�ح �س�ين‬ ‫املصادر املعيشية للعاطلني ومحدودي‬ ‫كالبطاريات بكافة أحجامها؛ والشموع‬ ‫وال �ك �ش��اف��ات وال �ف��وان �ي��س ب��أن��واع�ه��ا (‪ 20‬لترا) إلى ما الدخل‪ ،‬ولهذا انتشرت بكثرة المتصاص‬ ‫الرديئة‪ ،‬والخوازن والشواحن وغيرها يوازي ‪ 100‬دوالر ال� �ب� �ط ��ال ��ة‪ ،‬ل �ك �ن �ه��ا م �ن��ذ ان � �ع� ��دام ال ��وق ��ود‬ ‫م��ن االح�ت�ي��اط��ات ال�ت��ي أض��اف��ت عبئا‬ ‫والكهرباء توقفت عن العمل لتتضاعف‬ ‫على األس��ر‪ ..‬وتضيف‪« :‬ب��ات مشهد بمعدل ‪ 5‬دوالرات معاناة عامليها‪ .‬يقول منير الشعيبي ‪-‬‬ ‫صاحب مقهى إنترنت‪« :‬توقفت خدماتنا‬ ‫الجميع مثيرا للشفقة وهم يتزاحمون‬ ‫للتر الواحد‬ ‫الهاتفية واإلنترنت وانقطع الزبائن‪ ،‬ألن‬ ‫يوميا على بيوت الجيران واألق��ارب‬ ‫ومقرات العمل بانتظار شحن الجواالت والبطاريات السيرفرات واملودمات بحاجة لكهرباء‪ ،‬واملولدات التي‬ ‫نستخدمها بحاجة لوقود‪ ،‬صرنا في وضع ال يطاق‪،‬‬ ‫والالبتوبات والفوانيس»‪.‬‬ ‫املأساة تتشابه عند أغلب رب��ات البيوت الالئي نتحمل إيجارات دون دخل كاف‪ ،‬اضطررنا لتسريح‬ ‫يعشن اليوم أسوأ أوضاعهن‪ ،‬غير أنها تبدو مضاعفة العاملني بسبب عجزنا عن دفع مرتباتهم»‪ .‬عالوة على‬ ‫ع�ن��د نفيسة ال�ط��وي�ل��ي ‪ -‬ع��ام�ل��ة ف��ي م�ص�ن��ع خ��اص ذل��ك ح��ذرت مؤسسة االت�ص��االت مؤخرا على لسان‬ ‫ل�لأوان��ي‪ ،‬ت�ق��ول‪« :‬إن وضعهن كموظفات وعامالت مصدر رفيع من توقف االتصاالت واإلنترنت جراء‬ ‫هو األكثر سوءا من غيرهن في هذه املحنة‪ ،‬كونهن انعدام املشتقات‪ ،‬وأن مخزونها من الديزل (السوالر)‬ ‫مسؤوالت عن بيوتهن أيضا‪ ،‬فالعاملة واملوظفة تعود الالزمة لتشغيل محطات االتصال أوشكت على النفاد‪،‬‬ ‫من العمل منهكة لتجد نفسها أم��ام أعمال منزلية واملخزون الحالي يكفي ألقل من أسبوع <‬


‫أزمة إنسانية كبرى أنتجها الصراع‬

‫شاب يمني شارك في مظاهرة‬ ‫لدعم «عاصفة الحزم»‬

‫املساعدات الغذائية للشعب اليمني‬

‫إلى ما قبل عاصفة الحزم ظلت‬ ‫صنعاء ت��وص��ف بأنها م��ن أكثر‬ ‫عواصم العالم التي تعاني زحاما‬ ‫خانقا في حركة السير واكتظاظا‬ ‫ب ��امل ��واص�ل�ات وال� �ب� �ش ��ر‪ ،‬وج � ��راء‬ ‫اإلره� ��اب ال�ح��وث��ي ب��ات��ت عاصمة‬ ‫اليمن اليوم أشبه بمدينة أشباح‪،‬‬ ‫ت �ك��اد ت�خ�ل��و م ��ن ح��رك��ة م�ع�ت��ادة‬ ‫ومظاهر حياة طبيعية توقفت في‬ ‫معظم الشوارع واألس��واق العامة‪،‬‬ ‫يمكن للناظر أن يكتشف سبب‬ ‫ت��وق��ف ال�ح��رك��ة ب�ب�س��اط��ة‪ ،‬فمئات‬ ‫اآلالف ن��زح��وا إل��ى أريافهم بحثا‬ ‫ع��ن أم��ان اف�ت�ق��دوه ف��ي ظ��ل أج��واء‬ ‫ال � ��رع � ��ب‪ ،‬وع� � �ش � ��رات اآلالف م��ن‬ ‫وسائل النقل وال��دراج��ات النارية‬ ‫ت�ت�ك��دس��ان جنبا إل��ى ج�ن��ب أم��ام‬ ‫محطات البنزين في أسراب على‬ ‫م��د ال �ب �ص��ر‪ ،‬ث�م��ة اك �ت �ظ��اظ م � ّ‬ ‫�روع‬ ‫وزح � � ��ام غ �ي��ر م �س �ب��وق ل �ل �ت��زود‬ ‫ب��ال��وق��ود‪ ،‬وال ت�ك��اد محطة تخلو‬ ‫م ��ن ط��واب �ي��ر ع �ل��ى ام� �ت ��داد م�ئ��ات‬ ‫األمتار ملركبات متوقفة منذ عدة‬ ‫أيام بانتظار الوقود دون جدوى‪.‬‬ ‫ويتهم مواطنون جماعة" انصار‬ ‫ال� �ل ��ه" ‪ ،‬ب �ت �ع �م��د ال �ت �س �ب��ب ب��أزم��ة‬ ‫ال � ��وق � ��ود‪ ،‬ح �ي��ث ق � ��ام ال �ح��وث �ي��ون‬ ‫بتقليص النسبة املخصصة من‬ ‫الوقود الستهالك املواطنني بنسبة‬ ‫‪ %80‬فيما قامت بتخصص تلك‬ ‫ال�ن�س�ب��ة للمجهود ال�ح��رب��ي ال��ذي‬ ‫ت �ق��وم ب��ه ض��د اب �ن��اء امل�ح��اف�ظ��ات‬ ‫الجنوبية ومحافظة تعز وغيرها‬ ‫م��ن م��دن ال�ي�م��ن‪ .‬وت�س�ب��ب ان�ع��دام‬ ‫املشتقات في انفتاح شهية السوق‬ ‫ال �س��وداء‪ ،‬حتى وص��ل سعر دبة‬ ‫البنزين (‪ 20‬لترا) إل��ى ما ي��وازي‬ ‫‪ 100‬دوالر‪ ،‬بمعدل ‪ 5‬دوالرات للتر‬ ‫الواحد‪.‬‬ ‫محمد الغرباني ‪ -‬سائق أج��رة ‪-‬‬ ‫اعتاد أن يوقف سيارته في طابور‬ ‫ط��وي��ل وال�ب�ق��اء بداخلها بانتظار‬ ‫دوره للتزود بالوقود‪ ،‬أما هذه املرة‬ ‫فقد ترك سيارته في الطابور منذ‬ ‫عدة أيام وغادر دون انتظار لدوره‪،‬‬ ‫ألنه فقد األمل في الحصول على‬ ‫البنزين‪ ..‬يحدثنا بقوله‪« :‬أزم��ات‬ ‫البنزين ليست جديدة في بالدنا‪،‬‬ ‫والطوابير لألسف اعتدنا عليها‬ ‫ب�ين الفينة واألخ ��رى منذ ‪.2011‬‬

‫لكن في كل أزمة اعتدنا االنتظار‬ ‫ف ��ي ال �ط ��واب �ي ��ر ل� �ي ��وم أو ي��وم�ي�ن‪،‬‬ ‫تظل بجانب س�ي��ارت��ك واث�ق��ا أنك‬ ‫س �ت �ت��زود م�ه�م��ا ط ��ال االن �ت �ظ��ار‪،‬‬ ‫وهكذا كل م��رة‪ ..‬لكن ما لم نعتد‬ ‫ع �ل �ي��ه إن ي �ص �ب��ح ال � ��وق � ��وف ف��ي‬ ‫ال�ط��واب�ي��ر ال�ط��وي�ل��ة م�ي��ؤوس��ا منه‬ ‫واالنتظار بال جدوى‪ ،‬ألن املحطات‬ ‫أغلقت أبوابها نهائيا‪ ،‬حتى املحطة‬ ‫الرئيسية التابعة لشركة النفط‬ ‫الحكومية كانت تعمل ليل نهار‬ ‫الم�ت�ص��اص ال��زح��ام ال�ه��ائ��ل دون‬ ‫إغالق‪ ،‬بينما اليوم أصبحت تغلق‬ ‫ألول م��رة»‪ .‬ويتابع‪« :‬السبب كما‬ ‫سمعنا أن ال�ن�ف��ط امل �ك��رر ل��م يعد‬ ‫كافيا ل�لاس�ت�ه�لاك‪ ،‬وت��م احتكار‬ ‫امل� � �خ � ��زون االح� �ت� �ي ��اط ��ي ل �ت��أم�ي�ن‬ ‫ج�ب�ه��ات ال�ق�ت��ال ف �ق��ط‪ ،‬خ��وف��ا من‬ ‫أن يطول أمد الحرب والعاصفة»‪.‬‬ ‫يشاطره الرأي عبد الخالق املطري‬ ‫ س ��ائ ��ق ب �ي �ج��و ع �ل��ى ال �خ �ط��وط‬‫الطويلة ‪ -‬الذي أكد أن أزمة البنزين‬ ‫قطعت التواصل وأوقفت التنقالت‬ ‫ب�ين صنعاء وامل�ح��اف�ظ��ات‪ ،‬وق��ال‪:‬‬ ‫«بالتأكيد نحن سائقي الخطوط‬ ‫الطويلة أكثر املتضررين ألن أزمة‬ ‫املشتقات قطعت أرزاقنا نهائيا‪،‬‬ ‫كنا في السابق نعبئ بنزين في‬ ‫جالونات وبراميل يدوية احتياطا‬ ‫لسفرياتنا‪ ،‬أم��ا اآلن فقد تم منع‬ ‫ال �ج��ال��ون��ات ن �ه��ائ �ي��ا‪ ،‬وع �ل �ي �ن��ا أن‬ ‫نضيع األيام والليالي بانتظار أن‬ ‫تفتح أي محطة لتعبئة السيارة‬ ‫ب �ح��دود (‪ 40‬ل �ت��را) ف�ق��ط وه ��ذا ال‬ ‫يكفي»‪ .‬وال تتوقف تداعيات محنة‬ ‫ال �ب �ن��زي��ن ع �ن��د ان �ق �ط��اع ال �ت��واص��ل‬ ‫ب�ي�ن ال �ع��اص �م��ة وامل �ح��اف �ظ��ات‪ ،‬بل‬ ‫ام �ت��دت لتشمل م�ع��ان��اة املوظفني‬ ‫داخ� ��ل ال �ع��اص �م��ة‪ ..‬ي �ق��ول محمد‬ ‫امل �ط��ري ‪ -‬أح ��د م��وظ �ف��ي ال�خ��دم��ة‬ ‫املدنية‪« :‬تضخمت نسبة الغياب‬ ‫لدرجة غير مسبوقة حتى باتت‬ ‫م�ع�ظ��م امل��ؤس �س��ات ش �ب��ه ف��ارغ��ة‬ ‫من موظفيها‪ ،‬إال من نسبة بعدد‬ ‫األص��اب��ع‪ ،‬بسبب تعطل باصات‬ ‫العمال وسيارات املوظفني‪ ،‬فضال‬ ‫عن تضخم كلفة سيارات األجرة‬ ‫التي توقف معظمها‪ ،‬األم��ر الذي‬ ‫ي �ن��ذر ب �ت��ده��ور األداء ال�ح�ك��وم��ي‬ ‫والخدمي بسبب غياب املوظفني»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪21‬‬


‫الرياض تقدم ‪ 274‬مليون دوالر أميركي لألمم املتحدة من أجل املساعدات اإلنسانية‬

‫السعوديون أشداء على «خوارج العصر»‪..‬‬

‫رحماء باليمنيني‬

‫يؤكد معظم املراقبني للشؤون السياسية والعسكرية في اليمن أن الغارات التي شنتها طائرات قوات التحالف على مواقع ميليشيا‬ ‫الحوثيني وقوات الرئيس املخلوع علي عبد الله صالح في اليمن‪ ،‬خالل األسابيع األربعة املاضية‪ ،‬لو لم تكن مدروسة ووضعت في‬ ‫حسبانها حياة وسالمة املدنيني‪ ،‬لكانت نتائجها كارثية ولكانت أوقعت عشرات وربما مئات أو آالف الضحايا من املدنيني الذين‪،‬‬ ‫بحسب معطيات الواقع على األرض‪ ،‬لم يسقطوا سوى بنيران مدافع ورشاشات ورصاص املسلحني الحوثيني وقوات صالح في‬ ‫صنعاء والحديدة وعدن وتعز وإب ومأرب وغيرها من املحافظات‪.‬‬ ‫صنعاء‪ :‬عرفات مدابش‬ ‫توفيق عبد الله‬ ‫رغ� ��م أن ال �ح��وث �ي�ي�ن ت �ح��دث��وا ك �ث �ي��را ورف �ع ��وا‬ ‫أصواتهم باتهامات باطلة لقوات التحالف بقتل‬ ‫املدنيني‪ ،‬فإنهم لم يستطيعوا تقديم دليل واحد‬ ‫للمجتمع الدولي عن سقوط ضحايا جراء قصف طائرات‬ ‫ال�ت�ح��ال��ف‪ ،‬وي��رى امل��راق�ب��ون ف��ي اليمن أن ق��وات التحالف‬ ‫فضلت إن�ه��اء عملية «ع��اص�ف��ة ال �ح��زم»‪ ،‬رغ��م املعلومات‬ ‫ال�غ��زي��رة امل�ت��واف��رة ع��ن ك�م�ي��ات م�ه��ول��ة م��ن األس�ل�ح��ة التي‬ ‫خزنها الحوثيون وق��وات صالح وس��ط األح�ي��اء السكنية‬ ‫وفي امل��دارس واملستشفيات والفنادق‪ ،‬وإل��ى آخر لحظة‪،‬‬ ‫قبل إنهاء «عاصفة الحزم»‪ ،‬واملتحدث باسم قوات التحالف‪،‬‬ ‫العميد الركن أحمد عسيري‪ ،‬يؤكد على هذه املعلومات‪.‬‬

‫وي� �ق ��ول امل ��راق� �ب ��ون ف ��ي ال �ي �م��ن إن ح �م �ل��ة ال �ح��وث �ي�ين‬ ‫الستعطاف الخارج وتأليبه على قوات التحالف‪ ،‬وفي املقدمة‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬في ه��ذا الجانب‪ ،‬فشلت فشال‬ ‫ذريعا‪ ،‬ألنه ال يوجد على األرض ما يعزز االدعاءات الحوثية‬ ‫بقتل املدنيني‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬يدلل الحوثيون على‬ ‫أن عمليات قوات التحالف بقيادة السعودية‪ ،‬تحظى بدعم‬ ‫كبير ف��ي ال�ش��ارع اليمني‪ ،‬م��ن خ�لال استمرار املظاهرات‬ ‫املؤيدة للعملية والداعية إلى إنهاء هيمنة وسيطرة الحوثيني‪.‬‬ ‫وال ينكر املراقبون أن العمليات العسكرية في اليمن‪ ،‬عموما‪،‬‬ ‫كانت لها آثارها الجانبية على حياة اليمنيني‪ ،‬لكن قيادة‬ ‫التحالف ممثلة في اململكة العربية السعودية‪ ،‬كانت في الوقت‬ ‫ال��ذي أظ�ه��رت فيه ال�ح��زم ض��د املتمردين الحوثيني وق��وات‬ ‫صالح املتمردة على الشرعية الدستورية‪ ،‬رحيمة باملواطنني‬ ‫اليمنيني‪ ،‬بدليل تقديمها مبلغ ‪ 274‬مليون دوالر أميركي‬ ‫لألمم املتحدة م��ن أج��ل امل�س��اع��دات اإلنسانية‪ ،‬وه��و املبلغ‬ ‫الذي كانت تطمح املنظمة الدولية للحصول عليه من جميع‬

‫دول العالم‪ ،‬وتكفلت ب��ه السعودية‪ ،‬وي�ق��ول أح��د املواطنني‬ ‫اليمنيني في صنعاء لـ«املجلة» إن السعودية لم تأخذ اليمنيني‬ ‫بجريرة املتمردين الحوثيني‪ ،‬حيث يوجد أكثر من مليون‬ ‫يمني في السعودية‪ ،‬وحياتهم تسير بشكل طبيعي‪ ،‬بل على‬ ‫العكس‪ ،‬حتى املقيمون غير الشرعيني‪ ،‬توقفت السلطات‬ ‫عن مالحقتهم‪ ،‬كي ال تتم إعادتهم إلى بلدهم في الظروف‬ ‫الراهنة‪ ،‬ويتحملوا املزيد من الشقاء‪.‬‬ ‫وكثير من اليمنيني أكدوا لـ«املجلة» أنه ال يمكن ألي‬ ‫قوة محلية أو خارجية أن تعمل على تفكيك أواصر العالقة‬ ‫املتينة بني اليمن والسعودية‪ ،‬وبني اليمنيني والسعوديني‪،‬‬ ‫مهما اختلفت املواقف السياسية‪ ،‬ألن التاريخ والجغرافيا‬ ‫ال مفر منهما‪ ،‬ويشيرون إلى أن اليمن سيكون أفضل في‬ ‫محيطة الخليجي وليس في ذهابه إلى بحور أخرى‪ ،‬كما‬ ‫يعبرون‪ ،‬ويرى املواطنون العاديون أن الحوثيني ال يمثلون‬ ‫اليمنيني وال حتى أت�ب��اع امل��ذه��ب ال��زي��دي‪ ،‬وأن�ه��م «خ��وارج‬ ‫العصر الحديث» في اليمن‪.‬‬

‫النقص الحاد في الوقود‬ ‫لم يسلم الجانب الطبي والخدمات الصحية من تداعيات انعدام البنزين والكهرباء‪ ،‬فخالل‬ ‫األيام املاضية وجهت وزارة الصحة مناشدة إنسانية عاجلة إلنقاذ املستشفيات من وضع‬ ‫كارثي نتيجة انقطاع الكهرباء والبنزين‪ ،‬وما سببه ذلك من تدهور أوضاع املرضى وفساد‬ ‫األدوية املخزنة وتعفن ثالجات املوتى‪ ،‬وتعرض الحاالت الطارئة والحاالت اإلسعافية وضحايا‬ ‫األمراض املستعصية ملضاعفات خطيرة‪ .‬يقول جابر أحمد ‪ -‬الطبيب باملستشفى الجمهوري‪:‬‬ ‫«نحن عرضة للتوقف في أي لحظة ألن مخزون الوقود انتهى وانعدمت اإلم��دادات واألدوية‪،‬‬ ‫وأعداد املرضى في تزايد»‪ .‬وتابع د‪ .‬جابر‪« :‬ماذا بعد أن تؤكد منظمة الصحة العاملية أن األوضاع‬ ‫اإلنسانية تزداد خطورة‪ ،‬وحاجتها إلى دعم عاجل للرعاية الصحية وتقديم األدوية األساسية‬ ‫لألمراض املزمنة وخدمات الصحة النفسية وأنشطة التحصني وخدمات الصحة اإلنجابية‪،‬‬ ‫والحاجة كذلك إلى دعم أنشطة توفير املياه ونظم اإلصحاح والنظافة لضمان إمدادات كافية من‬ ‫املياه النظيفة‪ ،‬والصرف الصحي املالئم والتدبير املناسب للنفايات الصلبة في املستشفيات‬ ‫ومرافق الرعاية الصحية‪ ،‬وتوفير الكثير من املستلزمات الطبية‪ ،‬وكذا الحاجة امللحة لنقل مواقع‬ ‫سيارات اإلسعاف للمحافظات التي تعاني من وجود عدد كبير من الجرحى‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫مشهد لتكدس السيارات أمام محطات الوقود‬


‫املتحدث باسم عملية «عاصفة‬ ‫الحزم» العميد أحمد عسيري‬

‫يتساءل كثيرون في الشرق األوس��ط‪ ،‬عن سبب تقديم‬ ‫القوات الجوية األميركية دعما جويا للميليشيات الشيعية‬ ‫التي تدعمها إي��ران في العراق أثناء العمليات التي تمت‬ ‫ضد «داع��ش» في تكريت السنية‪ ،‬بينما اكتفت بتقديم‬ ‫دع��م اس�ت�خ�ب��ارات��ي ول��وج�س�ت��ي للتحالف ال�س�ن��ي ال��ذي‬ ‫استهدف الحوثيني الذين تدعمهم إيران في اليمن؟‬ ‫أن العمليات الجوية التي قادتها السعودية ف��ي اليمن‬ ‫تمثل بالفعل إمكانية ج��دي��دة إلق��ام��ة ت�ع��اون عسكري‬ ‫عربي‪ .‬بدأ هذا االتجاه بالفعل قبل استيالء الحوثيني‬ ‫على السلطة في اليمن‪ ،‬فقد شاركت ق��وات جوية من‬ ‫عدة دول عربية في الغارات الجوية التي تمت في ليبيا‬ ‫بتفويض من القرار رقم ‪ 1973‬الصادر عن مجلس األمن‬ ‫التابع لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫ومؤخرا أيضا‪ ،‬في خطوة أهم‪ ،‬تعاونت مصر واإلمارات‬ ‫في شن غارات جوية ضد اإلسالميني الذين تدعمهم قوات‬ ‫فجر ليبيا في أغسطس (آب) عام ‪ .2014‬وقد حظيت تلك‬ ‫العملية بقبول من إدارة أوباما ‪ -‬كي يتدخل في محاولة‬ ‫للوساطة في مباحثات سالم محلية‪ .‬وبعد عملية ذبح‬

‫‪ 21‬عامال مسيحيا قبطيا على يد «داعش» في ليبيا في‬ ‫فبراير (شباط) ‪ ،2015‬لم يلق رد الفعل الجوي املصري‬ ‫أي انتقادات‪.‬‬ ‫شهد التحالف الجوي السعودي الذي بدأ بقصف الحوثيني‬ ‫في ‪ 26‬مارس (آذار) حتى اإلعالن عن نهايته ‪ 21‬أبريل‬ ‫املاضي نجاحا‪ .‬تم تدمير عدد كبير من مخازن األسلحة‬ ‫التي استولى عليها الحوثيون من الحكومة اليمنية‪ .‬واألهم‬ ‫م��ن ذل ��ك‪ ،‬قلصت ال�ه�ج�م��ات م��ن إم� ��دادات ال�ح��وث�ي�ين من‬ ‫صواريخ سكود التي يمكنها إصابة أهداف عميقة داخل‬ ‫األراضي السعودية‪ .‬ولكن لم يتضح حجم الخسائر التي‬ ‫لحقت بأهداف ديناميكية وأفراد من الحوثيني‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬في النهاية سيحتاج التحالف السعودي إلى نشر‬ ‫ق ��وات ب��ري��ة م��ن أج��ل دح��ر ال�ح��وث�ي�ين وإع� ��ادة الحكومة‬ ‫الشرعية في اليمن‪ .‬في ‪ 21‬أبريل‪ ،‬أصدر العاهل السعودي‬ ‫امللك سلمان تفويضا للحرس الوطني باململكة للمشاركة‬ ‫في الحملة العسكرية في اليمن‪.‬‬ ‫وك��ان حكام ع��رب آخ��رون أش ��اروا إل��ى إمكانية إرس��ال‬ ‫ق��وات برية إل��ى اليمن إذا تفاقم ال��وض��ع‪ .‬في ‪ 26‬مارس‬

‫املاضي صرح الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي بأن‬ ‫مصر مستعدة إلرس��ال ق��وات برية إل��ى اليمن «إذا لزم‬ ‫األمر»‪ .‬ولكن مصر في الوقت الحالي مشغولة بمحاربة‬ ‫متطرفني تابعني لـ«داعش» في سيناء‪ .‬وفي الوقت ذاته‪،‬‬ ‫تمثل ليبيا‪ ،‬التي تمتلئ بمسلحني إسالميني من السنة‬ ‫وتقترب سريعا من التصنيف كدولة فاشلة‪ ،‬تهديدا أقرب‬ ‫إل��ى ال�ق��اه��رة‪ .‬ع�لاوة على ذل��ك‪ ،‬س��وف تتسبب ذكريات‬ ‫الستينات من القرن املاضي‪ ،‬عندما خسرت مصر في‬ ‫ظل حكم عبد الناصر ‪ 26‬ألف جندي في حرب اليمن‪،‬‬ ‫ف��ي ت ��ردد ال�ق��اه��رة في‬ ‫إرس� � ��ال ق� � ��وات‪ .‬ول �ك��ن‬ ‫في ظل غياب‬ ‫م ��ن امل ��ؤك ��د أن ال� ��دول‬ ‫وجود أمني‬ ‫العربية سوف تتعاون‬ ‫ف��ي عمليات عسكرية‬ ‫أميركي كبير‬ ‫ح� � � � � � ��ذرة وم � � � �ح� � � ��دودة‬ ‫ومستمر‬ ‫ع� �ل ��ى غ� � � ��رار ال �ج �ه ��ود‬ ‫املصرية اإلماراتية في‬ ‫في املنطقة‪،‬‬ ‫ل �ي �ب �ي��ا‪ .‬وت �ظ ��ل ال �ق ��درة‬ ‫ع �ل��ى االس� �ت� �م ��رار ف��ي‬ ‫تعد «عاصفة‬ ‫م� � �ح � ��اوالت ع �س �ك��ري��ة‬ ‫الحزم» التي‬ ‫أك �ب ��ر وأك� �ث ��ر ط�م��وح��ا‬ ‫شنها التحالف وتكلفة مما قد يكبدها‬ ‫خسائر بشرية كبيرة‬ ‫العسكري‬ ‫أم � � ��را آخ � � ��ر‪ .‬وم� � ��ع ك��ل‬ ‫ذلك‪ ،‬تشترك إيران في‬ ‫السعودي‬ ‫ك�ث�ي��ر م��ن ال �ص��راع��ات‬ ‫تطورا إيجابيا‬ ‫ال� � �ت � ��ي ت� �ت� �س ��م ب ��أن �ه ��ا‬ ‫أك� �ث ��ر ف �ت �ك��ا وزع ��زع ��ة‬ ‫مطلوبا بشدة‬ ‫الستقرار املنطقة‪ ،‬ولم‬ ‫ت� �ت ��وق ��ف ع� �ن ��د ت �ق��دي��م‬ ‫مساعدات مادية وفنية لحلفائها ووكالئها‪ ،‬بل تنشر‬ ‫إيران أيضا قوات نخبة من فيلق القدس‪ .‬ورغم أن «داعش»‬ ‫والتنظيمات املشابهة يمثلون مشكلة كبيرة لبلدان الخليج‬ ‫السنية وكثير من ال��دول العربية املعتدلة األخ��رى‪ ،‬فإن‬ ‫التحدي االستراتيجي الحقيقي هو إيران‪.‬‬ ‫يعتمد مستقبل نشاط التحالف العسكري العربي إلى‬ ‫حد ما على نتائج العملية في اليمن‪ .‬إذا نجح التحالف‬ ‫السعودي ف��ي عكس إن�ج��ازات الحوثيني ف��ي اليمن‪ ،‬لن‬ ‫ي�ك��ون م��ن ال�ص�ع��ب ت�ص��ور وج ��ود م �ح��اوالت عسكرية‬ ‫تعاونية في املستقبل‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬سوف َ تتضمن املهمات املختلفة اعتبارات‬ ‫ُ‬ ‫سياسية جديدة قد تق ِّيد شركاء التحالف املحتملني‪ .‬في‬ ‫اليمن‪ ،‬تحارب مصر إلى جانب قطر ضد الحوثيني الذين‬ ‫تدعمهم إيران‪.‬‬ ‫وفي ليبيا تخوض مصر حربا ضد ميليشيات اخوانية‬ ‫وجهادية‪ .‬كذلك من الصعب تصور أن يشترك أي عضو‬ ‫في التحالف العربي في محاربة «داعش» وجبهة النصرة‪،‬‬ ‫وليس نظام األسد‪ ،‬في سوريا‪.‬‬ ‫في ظل غياب وج��ود أمني أميركي كبير ومستمر في‬ ‫امل�ن�ط�ق��ة‪ ،‬ت�ع��د «ع��اص�ف��ة ال �ح��زم» ال�ت��ي يشنها التحالف‬ ‫العسكري السعودي تطورا إيجابيا مطلوبا بشدة‪ .‬وقد‬ ‫اجتمع ق��ادة األرك ��ان ال�ع��رب ف��ي ال�ق��اه��رة ف��ي ‪ 19‬أبريل‬ ‫ملناقشة الوضع في اليمن ومستقبل القوة العربية‪ .‬ولم‬ ‫يتحدد بعد ما إذا كانت حملة اليمن ستصبح نموذجا‬ ‫إقليميا أو ستظل حالة خاصة <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪19‬‬


‫أصيب كثيرون في واشنطن‬ ‫باملفاجأة نتيجة للصعود السريع‬ ‫للتحالف العسكري الذي تقوده‬ ‫السعودية ضد الحوثيني الذين‬ ‫تدعمهم إيران في اليمن‪ .‬تملك‬ ‫الدول العربية سجال محدودا في‬ ‫التعاون‪ ،‬كما أن الجامعة العربية‬ ‫على وجه الخصوص لم تكن‬ ‫فاعلة في التعامل مع شؤون‬ ‫ذات أهمية استراتيجية قصوى‬ ‫في املنطقة‪ .‬ولكن أضفى استيالء‬ ‫الحوثيني الذين تدعمهم إيران على‬ ‫السلطة في اليمن ‪ -‬الذي جاء بعد‬ ‫املكاسب التي حققها اإليرانيون‬ ‫في العراق وسوريا ولبنان وفي‬ ‫االتفاق اإلطاري حول امللف‬ ‫النووي ‪ -‬شعورا باإللحاح مما‬ ‫استدعى حشد تسع عواصم عربية‬ ‫وباكستان معا في العملية التي‬ ‫أطلق عليها عاصفة الحزم‪.‬‬

‫«عاصفة الحزم»‪ ..‬بداية تحالف عسكري عربي مستمر‬

‫الناتو العربي‬ ‫واشنطن‪ :‬ديفيد شنيكر‬ ‫ليست ه��ذه هي امل��رة األول��ى التي تحاول فيها‬ ‫الدول العربية تشكيل قوة عسكرية مشتركة‪.‬‬ ‫منذ تأسيس الجامعة العربية في عام ‪،1945‬‬ ‫تم جمع ونشر ع��دة ق��وات عربية سريعة وق��وات لحفظ‬ ‫السالم‪ .‬ولكن حتى الوقت الحالي كانت نتائج تلك املساعي‬ ‫مختلطة‪.‬‬ ‫على سبيل املثال في عام ‪ 1976‬شكلت الجامعة العربية‬ ‫قوات الردع العربية كآلية إلنهاء الحرب األهلية في لبنان‪.‬‬ ‫وبدال من إنهاء الحرب‪ ،‬تحولت القوات إلى غطاء لالحتالل‬ ‫السوري الذي استمر بصورة أو بأخرى حتى عام ‪.2005‬‬ ‫وفي عام ‪ 1982‬أسس األعضاء الست في مجلس التعاون‬ ‫الخليجي ما أصبح في النهاية تشكيال عسكريا يضم ‪40‬‬ ‫ألف جندي فيما يسمى بقوات درع الجزيرة‪ .‬كان الغرض‬ ‫من هذه القوة تحييد العدوان اإلقليمي اإليراني‪ ،‬ولكن تم‬ ‫نشر هذه القوات مرة واحدة فقط ‪ -‬في البحرين ‪ -‬أثناء‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫مظاهرات الشيعة في أحداث الربيع العربي‪.‬‬ ‫ف��ي ع��ام ‪ 1991‬ش��ارك��ت سبع دول ف��ي عملية عاصفة‬ ‫الصحراء بقيادة الواليات املتحدة للمساعدة على تحرير‬ ‫الكويت م��ن غ��زو ال�ع��راق ف��ي عهد ص��دام حسني‪ .‬وبعد‬ ‫الحرب واف��ق مجلس التعاون الخليجي على إنشاء قوة‬ ‫إقليمية تضم مصر وسوريا ولكن الفكرة لم تنفذ‬ ‫‪.‬تعاون عسكري غير فعال‬ ‫ف��ي ال��واق��ع‪ ،‬ح�ت��ى ف�ت��رة ق��ري�ب��ة ك��ان ال�ت�ع��اون العسكري‬ ‫العربي الفعال ن��ادرا ب��درج��ة كبيرة‪ .‬وي��رج��ع ذل��ك غالبا‬ ‫إلى أن املظلة األمنية األميركية حالت طويال دون وجود‬ ‫ح��اج��ة إل��ى اش �ت��راك ال�ج�ي��وش العربية ف��ي استراتيجية‬ ‫دفاع مشتركة‪ .‬ولكن في الفترة األخيرة‪ ،‬في ظل تنسيق‬ ‫إدارة أوباما املتزايد مع طهران وتهدئة الصراع معها في‬ ‫سوريا والعراق‪ ،‬واتخاذ اإلدارة لخطوات ظاهرية ضئيلة‬ ‫ملواجهة مطامع ال��دول��ة الدينية اإلقليمية‪ ،‬أصيب حلفاء‬ ‫واشنطن العرب السنة بشكل خاص بغضب شديد‪ .‬وزاد‬ ‫االت�ف��اق اإلط ��اري بشأن البرنامج ال�ن��ووي م��ع إي��ران من‬ ‫تلك املخاوف‪.‬‬

‫من املرجح أن يكون الحوار الذي أدلى به الرئيس أوباما‬ ‫ف��ي الخامس م��ن أب��ري��ل (ن�ي�س��ان) لصحيفة «نيويورك‬ ‫تايمز» – بعد أيام من بدء التحالف الذي قادته السعودية‬ ‫في شن عمليات جوية ضد الحوثيني في اليمن ‪ -‬قد زاد‬ ‫من مخاوف حلفاء أميركا القدامى في املنطقة‪.‬‬ ‫في أثناء ذلك الحوار‪ ،‬الذي جاء خصيصا للمساعدة على‬ ‫الترويج لالتفاق النووي الذي تبحثه اإلدارة األميركية مع‬ ‫إيران‪ ،‬صرح الرئيس بأن «أكبر التهديدات التي يواجهها‬ ‫(حلفاء أميركا العرب) قد ال تكون من الغزو اإليراني‪.‬‬ ‫بل ستكون من مشاعر االستياء داخل بعض البلدان»‪.‬‬ ‫ومثلما تختلف وجهتا نظر دول الخليج واإلدارة األميركية‪،‬‬ ‫تتفاوت كذلك تصوراتهم للعمليات العسكرية في اليمن‬ ‫بدرجة كبيرة‪ .‬بالنسبة لواشنطن‪ ،‬تمثل العمليات الجوية‬ ‫ف��ي ال�ي�م��ن م �ب��ادرة ع��رب�ي��ة ط��ال ان�ت�ظ��اره��ا لتكريس امل��ال‬ ‫والدماء للحفاظ على استقرار الشرق األوسط‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫ألص��دق��اء أميركا السنة التقليديني في املنطقة‪ ،‬ك��ان من‬ ‫الحتمي شن العمليات العسكرية العربية الحالية بسبب‬ ‫غياب الحليف األميركي الذي يزداد الشعور بعدم الثقة به‪.‬‬


‫نفس سياسي طويل‬

‫حسن‬ ‫نصر الله‬

‫أفلحت إيران في تصدير‬ ‫ثورتها مع ضبطها بينما‬ ‫فشل العرب واملسلمون السنة‬ ‫ّ‬ ‫صحية‬ ‫في إيجاد صيغة‬ ‫لعالقة الديني بالسياسي‬

‫‪,,‬‬

‫عبد امللك‬ ‫الحوثي‬

‫‪,,‬‬

‫قطعت عاصفة الحزم الطريق‬ ‫على انبعاث الحوثيني‬ ‫وتغولهم في الحياة‬ ‫السياسية في اليمن‪ ،‬كما‬ ‫أجهضت محاولة استنساخ‬ ‫تجربة حزب الله في لبنان‬

‫‪,,‬‬

‫كما هو الحال مع «الحاكمية» في النسخة السنية‪ ،‬عباس‬ ‫املوسوي وحسن نصر الله اللذين شكال في عام ‪1982‬‬ ‫اإلسالمية تحت إشراف مباشر من طهران التي‬ ‫حركة أمل ً‬ ‫أرس�ل��ت فريقا م��ن ال�ح��رس ال�ث��وري ق��وام��ه ‪ 1500‬عنصر‬ ‫لتدريب الحركة وتمكينها في الداخل اللبناني‪.‬‬ ‫عام ‪ 1985‬تبنت حركة أمل اإلسالمية استراتيجية جديدة‬ ‫تحولت معه إلى دولة داخل الدولة‪ ،‬وعبر عن هذا التوجه‬ ‫تغيير اس��م ال�ح��رك��ة إل��ى ح��زب ال�ل��ه ال��ذي دش��ن ع � ً‬ ‫�ددا من‬ ‫ً‬ ‫العمليات ض��د ال�ق��وات األجنبية‪ ،‬ليقوم الح��ق��ا بتشكيل‬ ‫منظمة الجهاد اإلسالمي التي اختصت بعمليات الخطف‬ ‫خارج الحدود وكان حصيلتها املئات من املخطوفني وأكثر‬ ‫من ‪ 80‬عملية شملت الرعايا املهمني ً‬ ‫وعددا من اإلعالميني‪.‬‬ ‫ارتفعت أسهم حزب الله ومعه أسهم اإلس�لام السياسي‬ ‫ال�ش�ي�ع��ي ف��ي ح ��رب ‪ 2006‬ال �ت��ي ام �ت��دت ق��راب��ة ال�ش�ه��ر‪،‬‬ ‫وخ��اض فيها حزب الله ً‬ ‫حربا مباشرة مع إسرائيل بعد‬ ‫أن ظ��ل ي��ؤس��س لثقافة امل�ق��اوم��ة منذ نشأته‪ ،‬لكن ال�ق��رار‬ ‫‪ 1701‬حوله من حزب مقاومة إلى حزب مقاوم الستقرار‬ ‫ال��داخ��ل اللبناني مما أع��اد مسألة ال��دول��ة داخ��ل ال��دول��ة مع‬ ‫ترسانة كبيرة من التسليح‪ .‬وكما كان الحال فيما يخص‬ ‫تفوق اإلس�ل�ام السياسي الشيعي ف��ي لبنان‪ ،‬فقد كانت‬ ‫حرب العراق كفيلة بحرث البنية السياسية للعراق لتخرج‬ ‫ث�م��ار اإلس�ل�ام السياسي الشيعي على شكل تنظيمات‬ ‫وميليشيات مسلحة تقود دفة التغيير باتجاه سلطوية‬ ‫طائفية راديكالية توجت برئاسة املالكي‪ ،‬إال أن حضورها‬ ‫في السياق العراقي يعود لبداية الثمانينات امليالدية حني‬ ‫شكل دشن محمد باقر الحكيم بدعم مباشر من الخميني‬ ‫فيلق بدر الذي يعتبر لبنة وليدة للحرس الثوري الذي تولى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عسكريا وك��ان م�س��ؤوال ع��ن ح��وادث‬ ‫تدريبه وتأسيسه‬ ‫كثيرة منها القصف الجمهوري ‪ ،1998‬ومحاولة اغتيال‬ ‫ابن صدام حسني عدي في ‪.1996‬‬ ‫وانسدلت قوائم امليليشيات والجماعات املسلحة املؤسسة‬ ‫على رافعة طائفية ومنها كتائب عصائب أهل الحق التي‬ ‫قاومت القوات األميركية في العراق منذ عام ‪ 2004‬لتكون‬ ‫أحد أهم املجموعات املنظمة املقاتلة لدعم نظام بشار األسد‬ ‫بجانب كتائب مقاتلة مدعومة من إي��ران مثل كتائب أبي‬ ‫الفضل العباس‪ ،‬وكتائب زي��د بن علي‪ ،‬وكتائب كربالء‪،‬‬ ‫وج�ي��ش امل�خ�ت��ار وكلها مجموعات دخ�ل��ت إل��ى مستنقع‬ ‫س��وري��ا ف��ي ح ��رب ت��ؤك��د ج��اه��زي��ة ك��ل ال�ت�ن�ظ�ي�م��ات لدعم‬ ‫آيديولوجيا الثورة اإليرانية وبشكل منحاز حتى لو ضد‬ ‫الذات‪.‬‬

‫‪,,‬‬

‫ل�ع�ب��ة ال�ن�ف��س ال �ط��وي��ل أح ��د أس �ب��اب ت �ف��وق اإلس�ل�ام‬ ‫السياسي الشيعي‪ ،‬فرغم حصاره لفترات تاريخية‬ ‫كثيرة وانحسار قوته في سياقات أخرى‪ ،‬فإنه ظل‬ ‫بمنأى عن العنف املسلح املباشر واملعلن‪ ،‬وانتقاله‬ ‫للعبة تبني عمليات خطف وتفجير وترويع لكن دون‬ ‫ت��دخ��ل مباشر ومسؤولية ق��د ت��ورط��ه ف��ي مالحقة‬ ‫ق��ان��ون�ي��ة‪ ،‬بينما ي��وغ��ل اإلس�ل�ام ال�س�ي��اس��ي السني‬ ‫ونزوعه نحو التطرف منذ انفصال ووالدة «القاعدة»‬ ‫ع��ن ج�س��د ال �ت �ي��ارات اإلس�لام �ي��ة ك��ان ع��ام�لا مهما‬ ‫وحاسما في التمييز بني الحركية العنفية والحركية‬ ‫التغييرية ذات الطابع السلمي‪.‬‬ ‫التراتبية الدقيقة وامل�ع�ق��دة ال�ت��ي يحملها اإلس�لام‬ ‫السياسي الشيعي هي األنضج على مستوى آليات‬ ‫الحركة‪ ،‬والفصل بني امليليشيات وباقي الفعاليات‬ ‫ال��دي�ن�ي��ة‪ ،‬فالتنظيمات العنفية ال ت��رى نفسها ندا‬ ‫للتنظيمات اآليديولوجية أو حركات التمدد الناعم‬ ‫ب��أدوات��ه ال��دع��وي��ة وال�ش��رع�ي��ة‪ ،‬فالجميع متكاملون‬ ‫في خدمة املشروع العام‪ ،‬بينما حالة التنافس إلى‬ ‫درجة االقتتال تسود املجموعات السنية منذ البداية‬ ‫وليس كما يشاع عقب الربيع أو االصطدام بالسلطة‪،‬‬ ‫هناك تراث وإرث كبير جدا من الخصومة التي تبدأ‬ ‫بالردود العنيفة وقد تصل إلى حد هدر الدم والحكم‬ ‫بالردة‪.‬‬ ‫اإلس �ل��ام ال �س �ي��اس��ي ال �ش �ي �ع��ي ي �ت��وس��ل ال�س�ي��اس��ة‬ ‫بالسياسة وليس بشعارات دينية ف��وق مجتمعية‬ ‫ليتحولوا الحقا إلى نخبة سياسية بقاعدة شعبية‬ ‫تم اكتسابها بشعارات دينية‪ ،‬ومن هنا وقع اإلسالم‬ ‫ال�س�ي��اس��ي ف��ي م ��أزق ادع ��اء ش��رع�ي��ة مستقلة عن‬ ‫باقي املكونات الدينية‪ ،‬ومن جهة ثانية نافس التيار‬ ‫السلفي العريض ث��م ابتلعه عبر تثويره سياسيا‬ ‫ليتشظى الحقا مع صعود موجات العنف‪.‬‬ ‫أفلحت إي ��ران ف��ي تصدير ث��ورت�ه��ا م��ع ضبطها‪،‬‬ ‫بينما فشل العرب واملسلمون السنة في إيجاد‬ ‫ّ‬ ‫صحية لعالقة الديني بالسياسي‪ ،‬إيران‬ ‫صيغة‬ ‫تقدم نفسها مع حلفائها وأذرعها السياسية في‬ ‫املنطقة ككتلة واحدة كبيرة قابلة للتفاوض‪ ،‬فإن‬ ‫ذل��ك ق��د ت��م برافعة طائفية عبر تصدير التشيع‬ ‫ال�س�ي��اس��ي‪ ،‬وه ��و األم ��ر ال ��ذي ق��د ي�ص�ع��ب ال�ق�ي��ام‬ ‫ب��ه ب�ت�ك��وي��ن ت�ح��ال��ف س�ن��ي س�ي��اس��ي‪ ،‬ل�ي��س فقط‬ ‫بسبب ضبابية املفهوم السني بمعناه السياسي‬ ‫التحشيدي‪ ،‬ولكن أيضا ألن تحالفا كهذا‪ ،‬من شأنه‬ ‫أن يرتد على انقسامات داخلية عنيفة بسبب ما‬ ‫قد يسببه من موت محتم ملفهوم املواطنة والوطن‬ ‫الواحد للجميع‪.‬‬ ‫اإلس �ل��ام ال �س �ي��اس��ي ال�ش�ي�ع��ي ي�ت�ع��اط��ى ال�س�ي��اس��ة‬ ‫بالسياسة وليس بخطابات دينية ف��وق مجتمعية‬ ‫ليصيروا الحقا نخبا سياسية بقاعدة شعبية تم‬ ‫استقطابها بشعارات دينية‪ ،‬ومن هنا سقط اإلسالم‬ ‫ال�س�ي��اس��ي ال�س�ن��ي ف��ي م ��أزق االس�ت�ئ�ث��ار بشرعية‬ ‫خاصة ع��ن غيره م��ن املكونات الدينية‪ .‬وم��ن جهة‬ ‫ثانية نازع التيار السلفي الواسع ثم احتضنه عبر‬ ‫تثويره سياسيا لينقسم الحقا مع صعود موجات‬ ‫العنف واإلرهاب <‬ ‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪17‬‬


‫صعود اإلسالم السياسي الشيعي‬

‫‪,,‬‬

‫آيديولوجية الخميني‬ ‫االنقالبية عضدتها‬ ‫تعاليم أخرى ملفكرين‬ ‫إيرانيني تأثروا بموجات‬ ‫اليسار في السبعينات‬

‫موسى الصدر‬

‫‪,,‬‬

‫عام ‪ 1985‬تبنت حركة أمل‬ ‫اإلسالمية استراتيجية‬ ‫جديدة تحولت معها إلى‬ ‫دولة داخل الدولة‬

‫‪,,‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫آية الله‬ ‫الخميني‬

‫من العناصر الحوثية‬

‫‪,,‬‬

‫ربما كان انحسار موجات الربيع العربي وما تالها من‬ ‫ً‬ ‫صعود اإلسالم السياسي ثم خروجه من املشهد مثخنا‬ ‫بحموالت وإرث من الفشل والهزال التنظيمي‪ً ،‬‬ ‫دافعا في‬ ‫�ان ل��وج�ه��ه اآلخ ��ر ف��ي ال�ض�ف��ة امل�ق��اب�ل��ة اإلس�ل�ام‬ ‫ص�ع��ود ث � ٍ‬ ‫السياسي الشيعي باعتباره تجربة مغايرة تمنح سيطرة‬ ‫ال محدودة‪ ،‬وإمكانات تمثيل متباينة من حزب سياسي‬ ‫منظم إلى ميليشيا مسلحة إلى خاليا تقويضية نائمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحتى متعاطفني من املربع السني ال يرون إشكالية في‬ ‫التحالف مع الشياطني‪ ،‬أكبرها وأوسطها وأصغرها في‬ ‫سبيل االنقالب على األنظمة الحاكمة التي لم تستطع هذه‬ ‫النسخ من اإلسالم ّ‬ ‫املسيس‪ ،‬تجاوز معادلة السلطة ‪ /‬الدعوة‪.‬‬ ‫بدأت القصة ً‬ ‫مبكرا مع بدايات الثورة اإلسالمية التي كانت‬ ‫مصفوفة معقدة من األيديولوجيا الثورية والنفس القومي‬ ‫والحضور الشعبوي برافعة دينية وشعارات انقالبية تعبر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياسيا لنظام‬ ‫عن راديكالية متطرفة أكثر من كونها بديال‬ ‫الشاه الذي كان يعيش فترة مواته وتفسخه الداخلي‪.‬‬ ‫وإذا كان من العسير الذي يالمس املستحيل تحديد نقطة‬ ‫البدء في سياق الحديث عن األفكار واأليديولوجيات‪ ،‬إال‬ ‫أن مقولة اإلسالم السياسي بشقيها الشيعي والسني هي‬ ‫مقولة حديثة ال تستند إل��ى ام �ت��دادات تاريخية رغ��م كل‬ ‫التنظير حول أنها تعبر عن جوهر اإلسالم في العصور‬ ‫ال��ذه �ب �ي��ة‪ ،‬وم ��ن ه�ن��ا ي�م�ك��ن ال��زع��م ب ��أن م��دون��ة «اإلس �ل�ام‬ ‫السياسي» هي مدونة جديدة نشأت على خلفية حضور‬ ‫االستعمار للبلدان العربية‪ ،‬وغياب الخالفة‪ ،‬وتحول في‬ ‫الجدل الديني بعد ف��راغ سلطوي هائل‪ ،‬وقد بدأ السجال‬ ‫ً‬ ‫نخبويا بني فقهاء ومفكرين وفالسفة مسلمني وحتى‬ ‫مستشرقني حول معنى الدولة في اإلسالم وحدود عالقة‬ ‫املسلم باملجتمع املحيط به‪ ،‬وحفلت مدونات نوعية من املهم‬ ‫إعادة قراءتها مثل‪« :‬العروة الوثقى» لجمال الدين األفغاني‬ ‫(‪ )1897‬ورسائل تلميذه محمد عبده (‪ )1905‬وكتاب «أم‬ ‫القرى» للكواكبي (‪ ،)1902‬وباقي كتب محمد رشيد رضا‬ ‫وآخرين ممن يوصفون عادة بمفكري النهضة‪.‬‬ ‫ه��ذا املناخ الفكري أنتج ب��دوره حركات سياسية نشطت‬ ‫ع�ل��ى األرض مستلهمة ف�ك��رة «ال �ت �ح��رر» م��ن املستعمر‬ ‫األصلي وأذرعته املتمثلة في األنظمة الوطنية‪ ،‬وعلى إثر‬ ‫ه��ذه ال�ف�ع��ال�ي��ات ال�س�ي��اس�ي��ة ن�ش��أت أه��م ‪ 3‬ح��رك��ات تمثل‬ ‫اإلسالم السياسي في املنطقة‪ ،‬حركة املشروطة في إيران‬ ‫(‪ )1906‬والحركة الدستورية في تركيا (‪ )1909‬اإلخوان‬ ‫املسلمني (‪ )1928‬منتج البنا الذي استلهم فكرة «االنقالبية‬ ‫اإلسالمية» من ذلك الجدل حول آلية التغيير للسلطة‪.‬‬ ‫عبرت الثورة اإليرانية ألول م��رة في التاريخ الحديث عن‬ ‫رؤيتها بلغة دينية‪ ،‬واعتبر الخميني نفسه قائد حركة‬ ‫دي�ن�ي��ة ت�ه��دف إل��ى ت�ق��وي��ض ال�ن�ظ��ام ال�ق��دي��م‪ ،‬ول��م ي�ت��م ذل��ك‬ ‫عبر احتجاجات سياسية فحسب‪ ،‬وإنما ببناء منظومة‬ ‫انقالبية ج��دي��دة تستمد قوتها وحيويتها م��ن نصوص‬ ‫اإلس�لام مباشرة مع تجاوز للمرجعية الدينية التقليدية‪،‬‬ ‫ومن هنا يمكن فهم العالقة املتوترة بني املكونات الدينية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متصالحا مع مجتمعها‬ ‫إسالما‬ ‫التقليدية والتي تعيش‬ ‫ونظامها السياسي حتى في بلدان ال يشكل املسلمون‬ ‫فيها أغلبية سكانية‪ ،‬بينما تضيق الخاليا النائمة في‬ ‫أوروب��ا بأي اندماج ال يلبي مطامح حلم الخالفة الراشدة‬ ‫التي استحالت إلى نوستالجيا تحريضية للقطيعة مع أي‬ ‫معطى سياسي معاصر‪.‬‬

‫آيديولوجية الخميني االنقالبية عضدتها تعاليم أخرى‬ ‫ملفكرين إيرانيني تأثروا بموجات اليسار في السبعينات‬ ‫كعلي شريعتي‪ ،‬بينما ك��ان مهدي برزاني يمثل الجناح‬ ‫الديمقراطي الليبرالي داخل مطبخ صناعة الثورة التي كانت‬ ‫نتيجة تحالف بني قوى مختلفة توج في نهاية املطاف ‪1997‬‬ ‫القضاء على‬ ‫بإطاحة ال�ش��اه‪ ،‬وبعدها بسنوات قليلة ت��م ً‬ ‫تهديد قوى الداخل التي تم التحالف معها سابقا وأبرزها‬ ‫املجموعات االشتراكية والقوى العلمانية الذين كان ّ‬ ‫يعبر‬ ‫عنهم بالدستوريني وأيضا الجبهة الديمقراطية القومية‪،‬‬ ‫وكانت ذات الشعارات التي يتم استهالكها في كل الثورات‬ ‫«استقالل‪ ،‬حرية» لكن أضيف لها «جمهورية إسالمية»‬ ‫و ُه��و وص��ف ط��ارئ على مسمى الدولة الحديثة أو الدولة‬ ‫القطرية‪ .‬لم تقف ال�ث��ورة على ابتالع املشهد اإلي��ران��ي بل‬ ‫سرعان ما سعى ماللي طهران إلى نقل تجربتهم التي كان‬ ‫ً‬ ‫ينظر إليها بإعجاب شديد ً‬ ‫ومشرقيا وبعني الريبة‬ ‫غربيا‬ ‫والتوجس في الحدود اإلقليمي ودول املنطقة‪ ،‬ويكفي لتأمل‬ ‫حجم االندهاش بثورة دينية مطالعة قوائم الجذلني بثورة‬ ‫املاللي من املفكر الفرنسي ميشيل فوكو إلى حزمة من‬ ‫املفكرين العرب ال سيما من اليسار الذين اعتبروها ثورة‬ ‫الجنوب وصوته الذي يجب أن يعم األصقاع‪.‬‬ ‫وعلى عكس التجربة السنية في عالقة اإلسالم السياسي‬ ‫بالعنف‪ ،‬وال��ذي ك��ان يعبر ع��ن نزعة انقالبية وردة فعل‬ ‫ً‬ ‫مؤسساتيا يؤدي‬ ‫على عنف السلطة أكثر من كونه بناء‬ ‫ً‬ ‫أدوارا تكاملية‪ ،‬تبنى اإلس�لام السياسي الشيعي خيار‬ ‫ّ‬ ‫العنف كضمانة ض��د أي تهديد يمس أي جناح سلمي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جاهزا في حال فشل الحلول السلمية أو املشاركة‬ ‫وبديال‬ ‫السياسية بشكلها الطبيعي‪ ،‬فالتلويح بالعنف يعبر عن‬ ‫آلية دفاع عن املصالح الحزبية ولذا نجد ارتباط أي وجود‬ ‫أو كيان إلس�لام سياسي شيعي بمؤسسات عسكرية‬ ‫وميليشيات مسلحة ً‬ ‫جنبا إل��ى جنب امل��ؤس�س��ات املالية‬ ‫والتعليمية والصحية والخدماتية‪.‬‬ ‫في لبنان أسس السيد موسى الصدر حركة املحرومني‬ ‫‪ 1975‬ب �ه��دف م �ق��اوم��ة إس��رائ �ي��ل وت �ح��ت ش �ع��ار ح�م��اي��ة‬ ‫ال�ف�ل�س�ط�ي�ن�ي�ين‪ ،‬ل �ك��ن ال �ح��رك��ة أن �ت �ج��ت أج �ن �ح��ة عسكرية‬ ‫كحركة أمل التي كان يشرف عليها وزير الدفاع اإليراني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تنظيما للصغار سماه كشافة‬ ‫بل وما لبث الصدر أن أنشأ‬ ‫الرسالة اإلسالمية‪ ،‬لتكون نواة إلنتاج أجيال من األجنحة‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫وبجانب ح��رك��ة أم��ل اجتذبت األف�ك��ار ال�ث��وري��ة وال سيما‬ ‫مقولة «والية الفقيه» مفتاح فهم اإلسالم السياسي الشيعي‬


‫جندي سعودي يراقب املوقف بمنظاره في آل دخان الجبلية‬ ‫على الحدود السعودية اليمنية‪ ،‬جنوب غربي اململكة (غيتي)‬

‫ال �ث��ورة‪ ،‬لكنها ل��م تسلط عليها األض ��واء بسبب حالة‬ ‫«اإله�م��ال» لليمن ال��ذي تتحمل القوى السياسية جزءا‬ ‫م��ن املشكلة مل��ا أعطته م��ن انطباع سيئ ل��دى املجتمع‬ ‫الدولي بلغ حد االبتزاز السياسي‪ ،‬حيث من السهل ألي‬ ‫طرف سياسي مؤثر في اليمن التحالف مع الجميع ضد‬ ‫الجميع وألسباب تزيده تمكينا على األرض‪.‬‬ ‫اليمن‪ ،‬البلد ال��ذي يقبع تحت ‪ 60‬مليون قطعة سالح‪،‬‬ ‫كأقل تقدير‪ ،‬ال يمكن التأثير فيه دون معرفة ّ‬ ‫املكونات‬ ‫الفاعلة وال �ص��راع السلطوي بينها قبل ال�ص��راع على‬ ‫السلطة املرتكزة في صنعاء تحديدا‪ ،‬بحيث ال يمكن‬ ‫ألي ط��رف سياسي أن يقتطع ح� ّ�ص��ة م��ن السلطة إال‬ ‫بتهديد العاصمة التي باتت مسرحا لصراعات سياسية‬ ‫في غاية الخطورة والتذاكي واالستهتار بمقدرات البلد‪.‬‬ ‫ولألمانة فإن معالجة املجتمع الدولي لألزمة اليمنية دون‬ ‫املستوى بسبب عدم فهم طبيعة هذه الجمهورية التي‬ ‫تنتقل م��ن سلطة القبائل إل��ى سلطة الطوائف بسبب‬ ‫استهتار القوى السياسية الفاعلة‪.‬‬

‫والعالقات مع إي��ران‪ ،‬بينما تستغل باقي األط��راف‬ ‫ومنها ميليشيات سنية مستقلة ع��ن ال��دول��ة وعن‬ ‫املؤتمر وعن اإلصالح يقودها شخصيات ساهمت‬ ‫في الفرز الطائفي وأهمها الفرقة املدرعة العاشرة‬ ‫بقيادة علي محسن القريب من «القاعدة» الذي يعزا له‬ ‫ولها مساهمات كبرى في حرب االنفصال والحروب‬

‫قطعت عاصفة الحزم الطريق على انبعاث الحوثيني‬ ‫وت �غ��ول �ه��م ف��ي ال �ح �ي��اة ال�س�ي��اس�ي��ة ف��ي ال �ي �م��ن‪ ،‬كما‬ ‫أجهضت محاولة استنساخ تجربة ح��زب الله في‬ ‫لبنان ال��ذي يتكئ على تجربة تكنيك ال��دول��ة داخ��ل‬ ‫ال ��دول ��ة‪ ،‬وس�ي�ح�م��د ال��زي��دي��ة ف��ي ال�ي�م��ن ق�ب��ل غيرهم‬ ‫إيقاف انسالخ الزيدية املعتدلة من ميليشيا الحوثي‬ ‫االنقالبية والتي سعت إلى تغيير الهوية‬ ‫ال �ع �ق��ائ��دي��ة ع �ب��ر اس�ت �ن �س��اخ اإلس�ل�ام‬ ‫انتهاء العاصفة دفعته أسباب‬ ‫السياسي الشيعي وتجربة حزب الله‬ ‫م��ع وج��ود ف��وارق ضخمة ب�ين الحالة استراتيجية وملفات تفاوضية إضافة‬ ‫اليمنية واللبنانية يطول شرحها‪،‬‬ ‫الطائفيإال إلى مراعاة الوضع اإلنساني في اليمن‬ ‫أن الحوثي يستغل التجييش‬ ‫خاصة من دعاة املوت واملتعاطفني مع‬ ‫اإلرهاب ليحاول تصوير الطائفة على أنها مستهدفة الست مع الحوثيني‪ ،‬لكن الظروف اآلن اختلفت بحكم‬ ‫ولتثويرها عبر شعارات دينية ومكاسب على األرض وج��ود ق��وى سياسية أخ��رى وعلى رأسها الرئيس‬ ‫أب��رزه��ا املطالبة باكتمال م�ش��روع ال��دول��ة املستقلة السابق تحاول اللعب بالكارت الحوثي بعد أن كانت‬ ‫واإلصرار على امليناء واملناهج وإتاحة املعاهد الدينية صمام أمان دون امتداده‪.‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪15‬‬


‫بأقل الخسائر املصاحبة ألي حرب‬ ‫تضع السعودية بصماتها على الحالة‬ ‫السياسية في اليمن املختطف قبل أن‬ ‫تعيد إليه عاصفة الحزم بارقة من األمل‬ ‫محفوفة بالكثير من العقبات واملعضالت‬ ‫املتشعبة في بلد بلغ حافة االنهيار‬ ‫ً‬ ‫مخلفا وراءه فوضى عارمة وتفككا‬ ‫مناطقيا وبذورا لنمو نباتات اإلرهاب‬ ‫والطائفية الضارة بالبالد والعباد‪.‬‬ ‫انتهت عاصفة الحزم لتبدأ بعدها‬ ‫سياسات طويلة للحزم بأبعاده‬ ‫الدبلوماسية والسياسية والتنموية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عشريا‬ ‫بعد أن قادت السعودية تحالفا‬ ‫لدول خليجية وعربية وإسالمية بهدف‬ ‫قطع الطريق على تموقع إيران السياسي‬ ‫وأذرعها في املنطقة‪ ،‬وبدت رسالة اململكة‬ ‫واضحة وبسيطة بأن الجزيرة العربية‬ ‫ً‬ ‫تمثل خطا أحمر يستوي فيه أمن اليمن‬ ‫بأمن البحرين بأمن كل دولة تقبع في‬ ‫الخليج املتجانس‪.‬‬

‫سياسات إقليمية تقودها السعودية لتقليم تغول امليليشيات والتطرف املسلح‬

‫ما بعد الحزم‪ ..‬حدود آمنة ورفاه اقتصادي‬ ‫جدة‪ :‬يوسف الديني‬ ‫تعاملت عاصفة الحزم مع الواقع اليمني ضمن‬ ‫سياق الكتلة اإلقليمية التي ال يمكن تجاهلها‬ ‫أو تركها عرضة للتدخالت اإلقليمية والتمدد‬ ‫ال�ع�ب�ث��ي ل�ل�إس�ل�ام ال�س�ي��اس��ي ال�ش�ي�ع��ي‪ ،‬وف�ي�م��ا يخص‬ ‫ال�س�ي��اس��ة ال �خ��ارج �ي��ة ب�ع�ث��ت ال �س �ع��ودي��ة رس��ال��ة مهمة‬ ‫بأنها على رأس حلف ج��دي��د ع��رب��ي وإس�لام��ي يطوق‬ ‫إيران ويقوم على دعم دول كاألردن والسودان واملغرب‬ ‫وباكستان‪.‬‬ ‫ما فعلته عاصفة الحزم هو أنها أعادت تشكيل الخريطة‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة ف��ي ال �ي �م��ن‪ ،‬ف�ل�ا ي�م�ك��ن ال �ح��دي��ث ال �ي��وم عن‬ ‫سيناريو تقسيم في ظل انتفاضة املناطق عدا مواقع‬ ‫قليلة يتموضع فيها الحوثيون وأنصار النظام السابق‪،‬‬ ‫كما أن اليمن لم يعد كتلة موحدة سياسية حيث سيطرة‬ ‫حزب املؤتمر الشعبي أو حتى هيمنة اإلص�لاح وبقية‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫املكونات الكبيرة‪ ،‬بل هناك حالة تشكل جهوي ومناطقي‬ ‫وإع��ادة فرز القبيلة بحسب ال��والء للدولة مباشرة دون‬ ‫املرور عبر وسائط كان صالح وعائلته ورجاالته الكبار‬ ‫أبرزها‪.‬‬ ‫انتهاء العاصفة دفعته أس�ب��اب استراتيجية وملفات‬ ‫تفاوضية إضافة إل��ى م��راع��اة الوضع اإلنساني‪ ،‬فهي‬ ‫ح ��رب ردع ول�ي�س��ت ت��دم �ي� ً�را ل�ل�ب�ن��ى األس��اس �ي��ة في‬ ‫اليمن‪ ،‬وكانت عالمة تحقيق عاصفة الحزم ألهدافها‬ ‫املنشودة هو سيطرة السعودية على األجواء اليمنية‬ ‫بالكامل‪ ،‬بحيث ال يستطع جيش صالح وال حتى‬ ‫ميليشيات الحوثيني تحقيق ضربة مضادة جوية‬ ‫حتى من صعدة‪ ،‬وهو ما يعكس سيطرة سالح الجو‬ ‫السعودي‪ ،‬وه��و ما يعني اقتراب انتهاء الحملة في‬ ‫حال انهيار قدرة الحوثيني على الصمود وقطع اإلمدادات‬ ‫ع�ن�ه��م ب�ع��د م��ا ي �ق��ال ع��ن م �ح��اوالت ص��ال��ح املستميتة‬ ‫للخروج األمن‪.‬‬ ‫على املستوى اإلنساني وتحسني وضعية املواطن اليمني‬

‫رصدت السعودية ما يفوق ربع مليار دوالر مساعدات‬ ‫إنسانية عاجلة لليمنيني مما يعني قطع الطريق على‬ ‫األصوات التي تراهن على والدة تيارات ضاغطة تهدف‬ ‫إلى إيقاف مؤقت إلطالق النار متى ما استمرت العاصفة‬ ‫مل��دة أط��ول‪ ،‬وه��و ما لم يحدث ّ‬ ‫وخيب ظن تجار الشنط‬ ‫السياسية ومستثمرو األزمات‪.‬‬

‫انحسار موجات الربيع العربي‬ ‫كان ً‬ ‫دافعا لصعود اإلسالم‬ ‫السياسي الشيعي‬ ‫ً‬ ‫سياسيا ه��و إع ��ادة تعريف‬ ‫م��ا فعلته عاصفة ال�ح��زم‬ ‫الحالة السياسية في اليمن بعد الخراب الذي طالها عقب‬ ‫فشل ال�ث��ورة وع��ودة نظام صالح عبر عباءة الحوثيني‬ ‫وإي��ران‪ ،‬فكما نعلم مر اليمن بتحوالت عميقة ما بعد‬


‫مصدر مطلع‪ :‬الباجي قائد السبسي‬ ‫يزور اإلمارات قريبا‬ ‫ي �ن �ت �ظ��ر أن ي� �ق ��وم ال��رئ �ي��س‬ ‫التونسي الباجي قائد السبسي‬ ‫ق��ري �ب��ا ب� ��زي� ��ارة إل � ��ى اإلم � � ��ارات‬ ‫العربية املتحدة من أجل إعادة‬ ‫وص ��ل ال �ع�ل�اق��ات م ��ع أب��وظ �ب��ي‬ ‫ال� �ت ��ي ت� ��ده� ��ورت أي� � ��ام ح �ك��وم��ة‬ ‫ال� �ن� �ه� �ض ��ة ورئ � � ��اس � � ��ة امل �ن �ج ��ي‬ ‫املرزوقي‪ .‬لكن لزيارة السبسي‬ ‫هدفا آخر هو الحصول على مساعدات مالية من أجل التمكن من‬ ‫تسليح الجيش التونسي الذي يواجه اإلرهابيني على حدوده‬ ‫الغربية مع الجزائر وداخل البالد‪ .‬وعلمت «املجلة» أن باريس‬ ‫طرحت فكرة أن تعمد اإلم��ارات إلى تمويل مشتريات السالح‬ ‫التونسية م��ن فرنسا على غ��رار م��ا فعلت اململكة السعودية‬ ‫بالنسبة للبنان‪ ،‬حيث ق��دم امللك ال��راح��ل عبد الله ‪ 3‬مليارات‬ ‫دوالر للبنان ليشتري بها حصرا أسلحة فرنسية‪ .‬وقد تسلم‬ ‫لبنان في ‪ 20‬أبريل (نيسان)‪ ،‬الدفعة األولى منها‪.‬‬

‫الكشف عن تكتيكات‬ ‫«الوحوش املتنكرة»‬ ‫كشفت مصادر بريطانية عن ت��ورط سبعة أعضاء‬ ‫ً‬ ‫جنسيا‪ ،‬في جرائم‬ ‫في عصابة من مستغلي األطفال‬ ‫اغتصاب رضع وأطفال صغار في هجمات تم بثها عبر‬ ‫ُ‬ ‫اإلنترنت وشوهدت في جميع أرجاء العالم‪.‬‬ ‫أدين هؤالء الرجال بالتآمر لالعتداء على أطفال صغار‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث واجهوا ما يزيد على ‪ 30‬تهمة تتضمن االغتصاب‪،‬‬ ‫والتآمر الغتصاب أطفال‪ ،‬وممارسة الجنس مع طفل‪،‬‬ ‫وإعطاء م��ادة مخدرة بقصد ضد ثالث ضحايا (طفل‬ ‫رضيع‪ ،‬وآخر دارج‪ ،‬وثالث في عمر ما قبل املدرسة)‪.‬‬ ‫تختار تلك العصابة لالستغالل الجنسي‪ ،‬التي وصفت‬ ‫بأن لديها «مخالب بكل أنحاء العالم»‪ ،‬عائالت األطفال‬ ‫املستهدفني‪ ،‬وفي إحدى الحاالت تم إعداد األم واألب قبل‬ ‫أن ُيولد الطفل‪ .‬استغل املجرمون نساء في أوساطهم‬ ‫االج �ت �م��اع �ي��ة ل �ل��وص��ول إل� ��ى األط� �ف ��ال ال ��ذي ��ن يمكنهم‬ ‫استغاللهم‪ .‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬اتصلوا بأعضاء آخرين‬ ‫في العصابة الذين قطعوا مسافات طويلة لالنضمام‬ ‫إليهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تثير القضية أيضا مخاوف بشأن ما تقوم به شركات‬ ‫اإلنترنت للتعامل مع الصور اإلباحية لألطفال باململكة‬ ‫املتحدة‪ ،‬فقد وصفت الشرطة البريطانية هؤالء الرجال‬ ‫بأنهم «وح��وش متنكرة»‪ ،‬يعملون ً‬ ‫معا الرتكاب بعض‬ ‫من أكثر الجرائم الجنسية «وض��اع��ة وانحطاطا» ضد‬ ‫األطفال بطريقة لم تشهدها السلطات من قبل‪.‬وال تزال‬ ‫القضية مستمرة‪.‬‬

‫قال‪ :‬كشفنا محاوالت إيران لنشر املذهب الشيعي يف ليبيا‬

‫‪:‬‬ ‫السفير الليبي لدى األمم املتحدة لـ‬ ‫نطالب الجامعة العربية بعاصفة حزم في طرابلس‬ ‫نيويورك‪ :‬جوزيف براودي‬ ‫دع��ا السفير الليبي ل��دى األم��م املتحدة‪،‬‬ ‫إبراهيم الدباشي‪ ،‬الجامعة العربية إلى‬ ‫«التدخل في األزمة الليبية بنفس الطريقة‬ ‫التي تم التدخل بها في اليمن» حاملا «لم‬ ‫ُيسمح للحكومة الليبية بالحصول على‬ ‫األس�ل�ح��ة امل�ن��اس�ب��ة ملكافحة اإلره� ��اب»‪.‬‬ ‫وذل��ك في مقابلة حصرية مع «املجلة»‪،‬‬ ‫ع ��ال ��ج م ��ن خ�ل�ال �ه��ا ح ��ال ��ة ال �ط �م��وح��ات‬ ‫اإلي��ران �ي��ة ف��ي ل�ي�ب�ي��ا‪ ،‬وق ��ارن ب�ين ال��واق��ع‬ ‫الليبي والوضع في اليمن‪.‬‬ ‫قال الدباشي إن النظام اإليراني قد حاول‬ ‫ف��ي األش �ه��ر القليلة ب�ع��د إس �ق��اط نظام‬ ‫معمر القذافي أن يغير التركيبة الدينية‬ ‫في بلده ولكن دون نجاح‪.‬‬ ‫أضاف السفير الليبي أنه تم رصد بعض‬ ‫امل� �ح ��اوالت ل�ن�ش��ر امل��ذه��ب ال�ش�ي�ع��ي في‬ ‫ليبيا خاصة ف��ي املنطقة الشرقية وتم‬ ‫مصادرة بعض الكتب الدينية الشيعية‬ ‫املحرضة على اعتناق املذهب‪.‬‬ ‫وقارن السيد دباشي بني الوضع املتدهور‬ ‫ً‬ ‫في ليبيا والحالة في اليمن‪ ،‬قائال‪« :‬نحن‬ ‫نعاني في ليبيا من مشكلة مشابهة ملا‬ ‫يحدث في اليمن وإنما الفارق الوحيد هو‬ ‫أن االنقسام داخل ليبيا ليس على أساس‬ ‫ط��ائ�ف��ي وال ح�ت��ى ع�ل��ى أس ��اس ت �ي��ارات‬ ‫سياسية‪ .‬هناك من يتحدث عن عالقة‬ ‫بني املتمردين الليبيني من بقايا النظام‬ ‫ال �س��اب��ق وب �ع��ض ال �ت �ي��ارات اإلس�لام �ي��ة‪،‬‬ ‫فحصل نوع من التحالف بني ميليشيات‬ ‫مدينة مصراتة واملتشددين اإلسالميني‬ ‫ال��ذي��ن اس�ت��ول��وا على العاصمة الليبية‪.‬‬ ‫وفي اليمن هناك فئة معينة تنتمي إلى‬ ‫التيار الشيعي ه��ي التي استولت على‬ ‫ال �ع��اص �م��ة ب �ع��د ال �ت �ح��ال��ف م ��ع ال��رئ �ي��س‬ ‫املعزول علي عبد الله صالح من أجل أن‬ ‫يحكموا اليمن بالقوة‪ ،‬ووض��ح التدخل‬ ‫اإليراني ودوره في األزمة‪ ،‬فوجب تدخل‬ ‫دول الخليج للردع حفاظا على الشرعية‪،‬‬ ‫وأمن السعودية تحديدا‪ ،‬وإيقاف التدهور‬ ‫الحاصل ف��ي اليمن إلن�ق��اذ الشعب من‬

‫فتنة خطيرة»‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى مصالح الدول املجاورة‬ ‫في ليبيا مقارنة باليمن‪ ،‬قال السفير‬ ‫الليبي‪« :‬وضع اليمن بالنسبة للسعودية‬ ‫ه��و مثل وض��ع ليبيا بالنسبة ملصر‪،‬‬ ‫ف ��إذا ك��ان ه �ن��اك أي م �ب��ادرة مل�س��اع��دة‬ ‫السلطة الشرعية ف��ي ليبيا أعتقد أن‬ ‫مصر ستقودها‪ ،‬ألن وج��ود اإلره��اب‬ ‫ف��ي ل�ي�ب�ي��ا ي��ؤث��ر ب�ش�ك��ل م�ب��اش��ر على‬ ‫أم� ��ن ال� �ق ��اه ��رة»‪ .‬وأض� � ��اف ال��دب��اش��ي‪:‬‬ ‫«ن �ح��ن ك�ل�ي�ب�ي�ين ط��ال�ب�ن��ا ب�ك��ل وض��وح‬ ‫من الجامعة العربية أن يتم التدخل في‬ ‫ليبيا بنفس الطريقة التي ت��م التدخل‬ ‫بها في اليمن لوضع حد لألزمة الليبية‬ ‫ً‬ ‫وفقا لتعريف االتفاقية العربية ملكافحة‬ ‫اإلره� ��اب‪ ،‬ب�ع��د أن اس�ت��ول��ى امل�ت�م��ردون‬ ‫ال �ل �ي �ب �ي��ون ع �ل��ى ال �ع��اص �م��ة وح ��رق ��وا‬ ‫م�ن�ش��آت ال ��دول ��ة‪ ،‬واح �ت �ل��وا م��ؤس�س��ات‬ ‫عامة ودمروا االقتصاد بعد استيالئهم‬ ‫ع�ل��ى ح�ق��ول ال�ن�ف��ط‪ .‬وب��ال�ت��ال��ي ينطبق‬ ‫عليهم ال�ت�ع��ري��ف ال �خ��اص ب��اإلره��اب‪.‬‬ ‫ونأمل في الوقت الحالي أن يسمح لنا‬ ‫مجلس األمن بالحصول على األسلحة‬ ‫امل �ن��اس �ب��ة مل �ح��ارب��ة اإلره� � ��اب وت�ع��زي��ز‬ ‫السالح الجوي»‪.‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪13‬‬


‫مسؤول لبناني‬ ‫كبير يكشف‬ ‫أولويات اإلدارة‬ ‫األميركية‬ ‫في املنطقة‬ ‫ع �ل �م��ت «امل� �ج� �ل ��ة» م ��ن م �ص��ادر‬ ‫موثوقة أن أثناء زي��ارة مسؤول‬ ‫ل �ب �ن��ان��ي ك �ب �ي��ر ل��واش �ن �ط��ن ل��م‬ ‫ي �ث��ر امل� �س ��ؤول ��ون األم �ي��رك �ي��ون‬ ‫ف��ي اجتماعاتهم معه موضوع‬ ‫«ح��زب الله» على اإلط�لاق‪ ،‬وهو‬ ‫ما فسرته املصادر بأنه يعكس‬ ‫أول��وي��ات ال��رئ�ي��س ب ��اراك اوب��ام��ا‬ ‫في املنطقة ‪.‬‬

‫فتح معركة خالفة إيرينا بوكوفا‬ ‫فيالـ«يونيسكو» مبكرا‬ ‫بني املرشحني العرب‬ ‫ستقوم إيرينا بوكوفا‪ ،‬مديرة عام الـ «يونيسكو»‪ ،‬في القسم‬ ‫األول م��ن شهر مايو (أي ��ار)‪ ،‬ب��زي��ارة ش��رق أوسطية تشمل‬ ‫مصر ولبنان في الوقت ال��ذي يتصاعد التذمر من إدارتها‬ ‫للمنظمة الدولية ومن عدد من قرارات التعيينات وفق ما بينته‬ ‫أعمال املجلس التنفيذي‪ .‬وتسعى بوكوفا للحلول محل األمني‬ ‫العام لألمم املتحدة‪ ،‬بان كي مون‪ ،‬األمر الذي يفسر ترددها‬ ‫الدوري على نيويورك‪.‬‬ ‫ومن النتائج املباشرة لطموحاتها النيويوركية‪ ،‬فتح معركة‬ ‫خ�لاف�ت�ه��ا ف��ي ال�ـ«ي��ون�ي�س�ك��و» ف��ي وق��ت‬ ‫م � � �ب � � �ك� � ��ر‪ ،‬خ � � �ص� � ��وص� � ��ا ب�ي�ن‬ ‫املرشحني العرب حيث هناك‬ ‫على األقل ‪ 4‬يرغبون في‬ ‫الحلول مكانها‪.‬‬ ‫وحتى اآلن‪ ،‬ساهم تعدد‬ ‫ال�ت��رش�ي�ح��ات العربية‬ ‫ف ��ي م �ن��ع ال� �ع ��رب من‬ ‫احتالل هذا املنصب‬ ‫الهام‪.‬‬ ‫إيرينا بوكوفا‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫الرئيس السابق لوفد البرملان األوروبي‬ ‫بالعراق‪ :‬ال ينبغي الوثوق في إيران‬ ‫ق��ال ستروان استيونسن‪ ،‬الرئيس السابق‬ ‫لوفد البرملان األوروب��ي للعالقات مع العراق‬ ‫ورئيس الرابطة األوروب�ي��ة املعروفة باسم‬ ‫«حرية العراق»‪ ،‬إنه ال ينبغي الوثوق في‬ ‫س�ي��اس��ات إي� ��ران‪ ،‬س ��واء ف��ي م��ا يتعلق‬ ‫ببرامجها النووي أو أطماعها في الدول‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة م��ن ال �ع��راق إل ��ى ال �ي �م��ن‪.‬وأج��اب‬ ‫اس�ت �ي��ون�س��ن ع��ن أس �ئ �ل��ة «امل �ج �ل��ة» عبر‬ ‫اإلن�ت��رن��ت‪ ،‬قائال إن النظام اإلي��ران��ي خدع‬ ‫ال �ع��ال��م أرب� ��ع م� ��رات م��ن ق�ب��ل خ�ل�ال ال�ع�ق��ود‬ ‫املاضية في ما يتعلق بسياساته مع العالم‬ ‫ستروان استيونسن‬ ‫واملنطقة‪.‬‬ ‫وتحدث عن لعبة املصالح من وراء االتفاق‬ ‫ال�ن��ووي امل��زع��وم بني إي��ران وال��دول الكبرى‪ ،‬مشيرا إل��ى أن نظام طهران ال‬ ‫يريد أن يتخلى عن طموحاته في ما يتعلق بالبرنامج النووي أو في التدخل‬ ‫في شؤون دول املنطقة‪.‬وعما إذا كان يرى أن النظام اإليراني يتالعب في‬ ‫املفاوضات الخاصة باالتفاق النووي‪ ،‬قال إن طهران ظلت تتالعب بالغرب‬ ‫أربع مرات خالل العقود األخيرة‪ ،‬وأن مرشد الثورة اإليرانية خميني‪ ،‬هو‬ ‫أساس التعصب والتطرف الديني باملنطقة‪.‬‬ ‫وأضاف‪{ :‬اليوم أنت ال تستطيع أن تثق في أن يقوم النظام اإليراني بتوقيع‬ ‫االتفاق النووي بالطريقة املطلوبة وكما هو مقرر لها في نهاية يونيو (حزيران)‬ ‫املقبل‪ .‬ما أراه أنهم لن يتوقفوا عن مساعيهم لصنع القنبلة النووية‪ .‬وفي نفس‬ ‫الوقت‪ ،‬وبينما يقول اإليرانيون إنهم ال يتدخلون في شؤون الدول األخرى‪،‬‬ ‫نراهم ينتشرون في البلدان العربية‪ ،‬في العراق وسوريا واليمن‪.‬‬


‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪11‬‬


‫الصراع بني العمال‬ ‫واحملافظني بريشة فنان‬ ‫تشكيلي بريطاني‬ ‫الفنان التشكيلي البريطاني كايا‬ ‫مارس يرسم أحدث لوحاته السياسية‬ ‫الساخرة في منزله بمنطقة « إيلينغ»‬ ‫الواقعة غرب لندن ملناظرة بني ديفيد‬ ‫كاميرون وزعيم حزب العمال إيد‬ ‫ميليباند وعدد اخر من اللوحات‬ ‫للمتنافسني قبل انطالق االنتخابات‬ ‫البريطانية (غيتي)‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪9‬‬


‫احتفاالت أحياء الذكرى الـ ‪ 2768‬لتأسيس روما‬ ‫يرتدي عدد من العارضات والعارضني األيطاليني أزياء رومانية‬ ‫قديمة خالل االحتفاالت بمناسبة الذكرى ‪ 2768‬لتأسيس روما في‬ ‫‪ 19‬أبريل ‪ 2015‬بالعاصمة األيطالية ‪.‬وتأسست روما سنة ‪ 753‬قبل‬ ‫امليالد وفقا لبعض املصادر األيطالية (غيتي)‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬


‫دوقة كمبردج تضع‬ ‫وريثة العرش الرابعة‬

‫هناك نص لكل فعل‬ ‫قلت في مقالة إن الخروج عن النص في املسرح‬ ‫جريمة‪ ،‬فعلق على ذل��ك ق��ارئ كريم من اليمن‬ ‫ً‬ ‫رافضا ما قلته‪ ،‬بل وتطرف ورأى أن هذا الخروج‬ ‫فيه ثراء للعرض املسرحي‪ .‬وأقول له‪ :‬اسمع يا‬ ‫ب �ن��ي‪ ..‬ل�ك��ل ف�ع��ل ع�ل��ى وج��ه األرض ن��ص ينظم‬ ‫حركته بما يخدم اإلنسان ويقود اإلنسانية في‬ ‫طريق الحضارة الصاعد‪ .‬أنت تولد بنص نسميه‬ ‫شهادة امليالد‪ ،‬والخروج على هذا النص يعتبر‬ ‫ً‬ ‫تزويرا يدخل مرتكبه السجن‪ .‬كما تموت بنص‬ ‫آخر يسمى تصريحا بالدفن‪ .‬في غياب النص يا‬ ‫بني ًتوجد الفوضى‪ ،‬فهل تحبذ الفوضى؟ فكر‬ ‫قليال قبل أن تجيب‪.‬‬

‫احتفل األمير ويليام وزوجته األميرة كيت بمولودهما الثاني‪ ،‬وهي طفلة ولدت بصحة‬ ‫جيدة في ساعة مبكرة السبت املاضي وقدمها األبوان أمام آالف من عشاق األسرة‬ ‫امللكية البريطانية‪ .‬والطفلة التي لم يطلق عليها اسم بعد سوف يكون ترتيبها الرابع‬ ‫في تولي العرش البريطاني بعد جدها األمير تشارلز واألب األمير ويليام وشقيقها‬ ‫األكبر األمير جورج البالغ من العمر عاما واحدا‪.‬‬ ‫وبعد عشر ساعات تقريبا من ميالدها ظهرت األميرة حديثة الوالدة لفترة قصيرة‬ ‫أم��ام العالم عندما غ��ادر األمير ويليام وزوجته مستشفى سانت م��اري في طريق‬ ‫العودة إلى مقر إقامتهما‪ .‬وذكر القصر بعد مرور ساعتني ونصف الساعة على دخول‬ ‫كيت مستشفى سانت ماري التي ولدت فيها الطفلة «وضعت األميرة دوقة كمبردج‬ ‫بسالم ابنة الساعة ‪ 07:34‬بتوقيت غرينيتش صباح السبت الثاني من مايو (أيار)‬ ‫الحالي‪ ،‬وكان دوق كمبردج حاضرا أثناء الوالدة»‪ .‬وأضاف تقرير القصر‪« :‬األميرة‬ ‫وابنتها‪ -‬التي تزن ‪ 3.7‬كيلوغرام‪ -‬كلتاهما في حالة جيدة»‪.‬‬ ‫وكتب ديفيد كاميرون في تغريدة على «تويتر» قائال‪« :‬أهنئ دوق ودوق��ة كمبردج‬ ‫على ميالد طفلتهما‪ .‬إنني سعيد تماما من أجلهما»‪ .‬وأرسل الرئيس األميركي باراك‬ ‫أوباما وزوجته أرق تمنياتهما للعائلة امللكية والشعب البريطاني‪ .‬وجاء في بيان للبيت‬ ‫األبيض‪« :‬باسم الشعب األميركي نتمنى للدوق والدوقة‪ ،‬وكذلك لالبن جورج‪ ،‬الكثير‬ ‫من السعادة والفرحة بمناسبة ميالد أحدث أعضاء أسرتكم»‪ .‬وقال مسؤولون‪ ،‬إن‬ ‫الطفلة ستحمل لقب أميرة كمبردج بعد إطالق اسم عليها‪.‬‬

‫للتفاعل مع الكاتب يرجى ارسال‬ ‫تعليقاتكم على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫بالتأكيد علي عبد الله صالح بينما كان يقف أو‬ ‫يجلس أو يجثم أو يبرك على مسرح الحكم‪ ،‬كان‬ ‫من رأيك فخرج على النص وأفسد الحكم وأفسد‬ ‫الحياة؛ حياة شعب بأكمله‪ ،‬ألنه لم يحترم النص‬ ‫الذي يحتم عليه أال ينحاز لقوة أو لجماعة على‬ ‫ً‬ ‫يحترموا‬ ‫حساب الشعب‪ .‬والحوثيون أيضا لم‬ ‫ً‬ ‫النص الذي يحتم عليهم أن يكونوا إخوة فعال‬ ‫ً‬ ‫وقوال لبقية أفراد الشعب‪ .‬نحن نسمي التمثيل‬ ‫على املسرح «العرض» املسرحي‪ ،‬هل هناك ما‬ ‫ه��و أكثر ق��داس��ة م��ن كلمة «ال�ع��رض» ف��ي حياة‬ ‫البشر؟ لقد اختارت اللغة العربية كلمة مكافئة‬ ‫للشرف اإلنساني‪ ،‬هل تطلب من الناس الخروج‬ ‫على الشرف اإلنساني؟‬ ‫هل تسمح للجراح بعد أن فتح بطنك أن يخرج‬ ‫عن النصوص التي تعلمها في كلية الطب؟ هل‬ ‫تسمح لطيار يقود طائرة تركبها أنت وأسرتك أن‬ ‫يخرج عن النص الذي التزم به في خط الطيران؟‬ ‫أعتقد أنه لم يمر وقت طويل على مساعد الطيار‬ ‫ال��ذي قتل نفسه ورك ��اب ط��ائ��رت��ه وذل��ك بأسوأ‬ ‫عملية خروج عن النص عرفها التاريخ‪.‬‬ ‫حياة البشر في مجتمع آمن تعني أن هناك شبكة‬ ‫ومظلة حامية من نصوص القوانني واألع��راف‬ ‫وال �ق��واع��د ال �ت��ي ت�ح�ك��م ه ��ذا امل�ج�ت�م��ع وتضبط‬ ‫حركته‪ ،‬والبديل هو الفوضى‪ .‬إنها الفوضى التي‬ ‫ً‬ ‫شعوبا عدة في منطقتنا لكي يتحولوا إلى‬ ‫دفعت‬ ‫قتلة ومقتولني‪ ..‬سامعني يا بني؟‬

‫العالم يلقي النظرة األولى على االبنة الوليدة لويليام وكيت‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪7‬‬


‫رؤية مستقبلية ونقلة غير مسبوقة في تاريخ اململكة‬

‫وليا للعهد ومحمد بن سلمان ً‬ ‫السعوديون يبايعون محمد بن نايف ً‬ ‫وليا لولي العهد‬ ‫بايع السعوديون األمير محمد بن نايف‬ ‫ب��ن ع�ب��د ال�ع��زي��ز ول�ي��ا للعهد‪ ،‬واألم �ي��ر محمد‬ ‫ب��ن سلمان ول�ي��ا ل��ول��ي ال�ع�ه��د‪ .‬وت��أت��ي البيعة‬ ‫لولي العهد وول��ي ول��ي العهد بموجب امل��ادة‬ ‫السابعة من نظام الحكم في اململكة‪ .‬وكان خادم‬ ‫الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبد العزيز‬ ‫أص ��در األرب� �ع ��اء ‪ 29‬أب��ري��ل (ن �ي �س��ان) امل��اض��ي‬ ‫أوامر ملكية‪ ،‬جاء فيها إعفاء األمير مقرن بن‬ ‫عبد العزيز من والية العهد ومن منصب نائب‬ ‫رئيس مجلس الوزراء بناء على طلبه‪ ،‬وتعيني‬ ‫األم�ي��ر محمد ب��ن ن��اي��ف ب��ن عبد ال�ع��زي��ز وليا‬ ‫للعهد‪ ،‬واألم�ي��ر محمد بن سلمان وليا لولي‬ ‫العهد‪.‬‬ ‫كما تضمنت األوام ��ر امللكية إع�ف��اء األمير‬ ‫سعود الفيصل م��ن منصبه لظروفه الصحية‬ ‫وتعيينه وزي��ر دول��ة وعضوا بمجلس ال��وزراء‬ ‫ومشرفا على الشؤون الخارجية‪ ،‬وتعيني عادل‬ ‫الجبير وزيرا للخارجية‪ ،‬وتعيني األمير منصور‬ ‫ب��ن م �ق��رن م�س�ت�ش��ارا ل �خ��ادم ال �ح��رم�ين بمرتبة‬ ‫وزير‪ ،‬واملهندس خالد الفالح وزيرا للصحة‪.‬‬ ‫ك �م��ا ق� ��رر امل �ل ��ك س �ل �م��ان ت �ع �ي�ين ال��دك �ت��ور‬ ‫مفرج الحقباني وزي��را للعمل‪ ،‬وتعيني خالد‬ ‫اليوسف رئيسا لديوان املظالم بمرتبة وزير‪،‬‬ ‫وإعفاء الدكتور محمد الجاسر وزير االقتصاد‬ ‫والتخطيط م��ن منصبه وتعيينه مستشارا‬ ‫ب��ال��دي��وان امللكي بمرتبة وزي��ر‪ ،‬وإع�ف��اء ع��ادل‬

‫األمير محمد بن نايف واألمير محمد بن سلمان‬

‫فقيه م��ن منصبه وتعيينه وزي ��را لالقتصاد‬ ‫والتخطيط‪ ،‬وإعفاء خالد العيسى نائب رئيس‬ ‫الديوان امللكي من منصبه وتعيينه وزير دولة‬ ‫وعضوا في مجلس الوزراء وعضوا في مجلس‬ ‫ال �ش��ؤون السياسية واألم �ن �ي��ة‪ ،‬وت�ع�ي�ين حمد‬ ‫السويلم رئيسا للديوان امللكي بمرتبة وزير‪،‬‬ ‫وتعيني عمرو رجب نائبا لرئيس هيئة الخبراء‬ ‫بمجلس ال � ��وزراء ب��امل��رت�ب��ة امل �م �ت��ازة‪ ،‬وتعيني‬

‫ن��اص��ر الشهراني ن��ائ� ً�ب��ا لرئيس هيئة حقوق‬ ‫اإلن �س��ان ب��امل��رت�ب��ة امل �م �ت��ازة‪ ،‬وت�ع�ي�ين منصور‬ ‫املنصور مساعدا للرئيس العام لرعاية الشباب‬ ‫باملرتبة املمتازة‪ ،‬وإعفاء نائبي وزير التعليم‬ ‫نورة الفايز وحمد آل الشيخ من منصبيهما‪،‬‬ ‫وإع� �ف ��اء ع �ب��د ال��رح �م��ن ال� �ه ��زاع وت�ك�ل�ي��ف عبد‬ ‫ال �ل��ه ال �ج��اس��ر ب�م�ن�ص��ب رئ �ي��س ه�ي�ئ��ة اإلذاع ��ة‬ ‫والتلفزيون‪.‬‬

‫البحرين‪ :‬الحكومة لن تتسامح‬ ‫ّ‬ ‫مع من يضخمون ادعاءات عدم االستقرار في البالد‬

‫األمير سلمان بن حمد خليفة ولي عهد البحرين لدى استقباله امللك‬ ‫خوان كارلوس خالل فورموال البحرين‪ 19 -‬أبريل املاضي (غيتي)‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫ِّ‬ ‫قال امللحق اإلعالمي البحريني في واشنطن سلمان الجالهمة إن الحكومة لن تتسامح مع من يضخمون‬ ‫ادع��اءات عدم االستقرار في البحرين‪.‬جاء ذلك ردا على مقال جو ساندلر ك�لارك في صحيفة «الغارديان»‬ ‫البريطانية بعنوان‪« :‬الفورموال ‪ 1‬يأتي عكس موقف حقوق اإلنسان في الفترة السابقة لجائزة البحرين الكبرى»‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والذي نشر بتاريخ «‪ 17‬أبريل (نيسان) ‪ ،»2015‬والذي اعتبره امللحق اإلعالمي في رده بأنه يقدم تصويرا‬ ‫مشوها للغاية لألوضاع في البالد‪ ،‬ويستخلص نتائج انتقائية ملعلومات مضللة من مصادر معينة‪ ،‬على حد‬ ‫قوله‪ .‬وأضاف أن «استغالل أفراد من املعارضة والنشطاء الذين تطرق إليهم الكاتب في مقاله‪ ،‬لألضواء الدولية‬ ‫املسلطة على البحرين لتحقيق أهداف شخصية‪ ،‬هو أمر غير مستغرب‪ .‬ووصف امللحق اإلعالمي في رده‬ ‫املطالبات الواردة في املقال بأنها «مبالغ فيها» و«تسعى الستفزاز الشباب املتطرفني واملتشددين»‪ .‬وتابع «في‬ ‫الواقع‪ ،‬فإن البعض يحاول عرقلة النتائج اإليجابية لهذا الحدث الرياضي الدولي‪ ،‬وكاتب املقال لم َ‬ ‫يسع ملناقشة‬ ‫ذلك‪ ،‬خصوصا أن مثل هذا الحدث يعود على االقتصاد بما قيمته مليار دوالر أميركي‪ ،‬ناهيك عن توفير أكثر‬ ‫من ثالثة آالف فرصة عمل‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن سباق الفورموال ‪ 1‬في البحرين تتم مشاهدته من قبل نحو‬ ‫‪ 515‬مليون شخص في ‪ 187‬منطقة حول العالم‪ ،‬وهو بمثابة وسيلة لدعم السمعة الدولية للبالد‪ ،‬وتشجيع‬ ‫فرص االستثمار فيها‪ ،‬وكذلك دعم للمجتمع املحلي»‪.‬‬


‫‪..‬‬ ‫رساله المحرر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫سلمان بن يوسف الدوسري‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬ ‫‪Acting CEO of NASHR Co.‬‬

‫<‪Salman^¤ 7yG* Ò* ^d‬‬ ‫‪Aldossary‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫ﻣﺴﺆول ﻣﻜﺘﺐ اﳋﻠﻴﺞ‬

‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫‪Editor-in-Chief‬‬ ‫‪¥E¢ 6^G* £ }H‬‬ ‫اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫‪ĴĽŬ ĚŠĴĽŤ ŚťšũŤē źIJżřŭĝŤē ĺżĐĴŤē‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪of‬‬ ‫‪NASHR Co.‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬ ‫‪+y:a ` 3x3Na - M k 1fM‬‬

‫في حلة جديدة‬

‫‪ǀżȤƾƪƵƴŽ‬‬ ‫‪Acting CEO‬‬ ‫‪of NASHR Co.‬‬

‫‪ΔϤϠϛ ϰϠϋ ΪϳΰΗ ϻ΃ ΐΠϳ ΕϻΎϘϤϟ΍ ϊϴϤΟ ΔχϮΤϠϣ HGLWRULDO#PDMDOOD FRP ϲϧϭήΘϜϟϹ΍ ΪϳήΒϟ΍ ϰϠϋ ΔϠγ΍ήϤϟ΍ ϰΟήϳ ˯΍έ΁ ϭ΃ ΕϻΎϘϣ ϝΎγέϹ‬‬ ‫‪Omar A. Alshaikh‬‬

‫سكرتري التحرير‬ ‫‪ ȝƾżȚǍƄŵȚ‬‬

‫‪ZZZ LVVXX FRP PDMDOOD ΔϴϧϭήΘϜϟϻ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ VXEVFULSWLRQV#PDMDOOD FRP ˰Α ϝΎμΗϻ΍ ϰΟήϳ ˬΔϴϤϗήϟ΍ ΔόΒτϟ΍ ϲϓ ϙ΍ήΘηϼϟ‬‬ ‫‪ ϡΎψϧ ϱ΃ ϲϓ ΎϬϨϳΰΨΗ ϭ΃ ΎϬϨϣ ˯ΰΟ ϱ΃ ϭ΃ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϋΎΒσ ΓΩΎϋ· ϝ΍ϮΣϷ΍ Ϧϣ ϝΎΣ ϱ΄Α ίϮΠϳ ϻϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ΓΪΤΘϤϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϋ έΪμΗ ϲΘϟ΍ ΔϠΠϤϟ΍ ΔϠΠϤϟ ΔχϮϔΤϣ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬ ‫‪ ϲϘϠΘϟ ˱ΎϳήϬη ΔϠΠϤϟ΍ έΪμΗϭ ΓΩϭΪΤϣ Δϛήη ϖϳϮδΘϟ΍ϭ ΙΎΤΑϸϟ ΔϳΩϮόδϟ΍ Δϛήθϟ΍ Ϧϣ ϖΒδϣ ΢ϳήμΗ ϰϠϋ ϝϮμΤϟ΍ ϥϭΩ ϪΑΎη Ύϣ ϭ΃ ΎϬϠϴΠδΗ ϭ΃ ΎϫήϳϮμΗ ϭ΃ Δϴϟ΁ ϭ΃ ΔϴϧϭήΘϜϟ· ΔϠϴγϭ ϱ΃ ϭ΃ ΓέϮλ ϱ΄Α ΎϬϠϘϧ ϭ΃ ϲϋΎΟήΘγ΍‬‬ ‫‪ZZZ PDMDOOD FRP ΓέΎϳί ϰΟήϳ ˬϲϤϗήϟ΍ ϙ΍ήΘηϻ΍ Ε΍έΎδϔΘγ΍‬‬

‫‪ Ώ΁ βτδϏ΃ ΩΪόϟ΍‬‬

‫مصطفى الدسوقي‬

‫‪ϰμμΨΘϟ΍ ϊσΎϘΗ ΔϜϣ ϖϳήσ Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ νΎϳήϟ΍ ΎϬϟ κΧήϣ‬‬ ‫ ‪ ϥΪϨϟ ϒΗΎϫ νΎϳήϟ΍‬‬

‫‪ $ 0RQWKO\ 3ROLWLFDO 1HZV 0DJD]LQH‬‬

‫‪ZZZ PDMDOOD FRP HQJ‬‬

‫‪ ϲϧϼϋϹ΍ ϞϴϛϮϟ΍‬‬ ‫‪ΕΎϛ΍ήΘηϹ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ΔϋΎΒτϟ΍ ΰϛήϣ‬‬

‫للمشاركة‬

‫ُ‬ ‫عندما تصبح‬ ‫التكنولوجيا الذكية‬ ‫مثيرة للقلق‬

‫«الطفرة االقتصادية» أتت‬ ‫بإردوغان‪ ..‬وتراجع النمو‬ ‫يهدد بقاءه‬

‫ ‪LVVXH $XJXVW‬‬ ‫‪ ++ 6DXGL 5HVHDUFK DQG 0DUNHWLQJ 8. /WG‬‬ ‫ ‪$UDE 3UHVV +RXVH +LJK +ROERUQ‬‬ ‫‪/RQGRQ :& 9 $3‬‬ ‫ [‪7HO )D‬‬

‫حراس الثورة اإليرانية مدمنو مخدرات‬ ‫دواعش يتحركون بجوازات سفر قتالهم‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫فهد بودي‪ :‬حان الوقت‬ ‫للبحث عن اقتصاد‬ ‫بديل عن للنفط‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫‪KT#DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ ˬZZZ DONKDOHHMLDK FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬ ‫‪ ϝϭΪϟ΍ ϒϠΘΨϣ Ϧϣϭ ˬ ϥΪϨϟ ˬ βϳέΎΑ ˬ ϲΑΩ ˬ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϞΧ΍Ω Ϧϣ‬‬

‫سياسات سعودية لتقليم‬ ‫تغول امليليشيات والتطرف املسلح‬

‫إلرسال مقاالت أو آراء يرجى املراسلة على البريد اإللكتروني‬ ‫‪ ϲϧΎΠϣ ϒΗΎϫ ˬZZZ DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ LQIR#DUDEPHGLDFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ΪϳήΑ‬كلمة‬ ‫‪ editorial@majalla.com‬ملحوظة‪ :‬جميع املقاالت يجب أال تزيد على ‪800‬‬

‫ما بعد الحزم‬

‫‪ ˬ βϛΎϓ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι Ε΍ήϤΗΆϤϟ΍ ϲΣ ΔϳΩϮόδϟ΍ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϜϠϤϤϟ΍ ϲϓ ϊϳίϮΘϟ΍ Ϟϴϛϭ‬‬ ‫‪ZZZ VDXGLGLVWULEXWLRQ FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ‬‬

‫اشتراكات‬

‫بداية تحالف عسكري عربي مستمر‬

‫الناتو العربي‬

‫االتصال بـ‪subscriptions@majalla. :‬‬ ‫لالشتراك في الطبعة الرقمية‪ ،‬يرجى‬ ‫�شركات ن�شر‬ ‫‪ com‬لالشتراك في االلكترونية‪www.issuu.com/majalla :‬‬

‫ ‪ZZZ KDODSULQWFR FRP ϲϧϭήΘϜϟ· ϊϗϮϣ ˬ βϛΎϓ ˬ ϒΗΎϫ ˬ νΎϳήϟ΍ Ώ ι‬‬

‫‪ΔϋϮϤΠϤϟ΍ ΕΎϛήη‬‬

‫‪áeÉ©dG äÉbÓ©dGh ¿ÓYEÓd á«é«∏ÿG‬‬

‫‪www.srpc.com‬‬

‫‪www.sspc.com.sa‬‬

‫مشروع غرب دلتا النيل‪..‬‬ ‫قارب نجاة قطاع الغاز املصري‬

‫‪www.arabmediaco.com‬‬

‫حقوق النشر محفوظة ملجلة املجلة ‪ 2009‬التي تصدر عن الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والتسويق (اململكة املتحدة) شركة محدودة‪.‬‬ ‫‪©ϡϼϋϹ΍ ΕΎϣΪΨϟ ϥϮϴΒϳήΗª Δϛήθϟ‬‬ ‫املجلة أو أي جزء‬ ‫وال يجوز بأي حال من األحوال إعادة طباعة‬ ‫‪ ϲϧΎΠϤϟ΍ ϒΗΎϬϟ΍ ϰϠϋ ϝΎμΗϹ΍ ϰΟήϳ ˬΕΎϣϮϠόϤϟ΍ Ϧϣ ΪϳΰϤϟ΍ ϰϠϋ ϝϮμΤϠϟ‬‬ ‫‪ ©ΔϠΠϤϟ΍ª ΔμΧήϣ ΔϴΑήόϟ΍ ΔϐϠϟΎΑ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ήθϨϟ΍ ϕϮϘΣ‬في أي نظام استرجاعي أو نقلها بأي صورة أو‬ ‫منها أو تخزينها‬ ‫أي وسيلة إلكترونية أو آلية أو تصويرها أو تسجيلها أو ما شابه‬ ‫دون الحصول على تصريح مسبق من الشركة السعودية لألبحاث‬ ‫والتسويق (شركة محدودة)‪ .‬وتصدر املجلة شهريًا‪ .‬لتلقي‬ ‫استفسارات االشتراك الرقمي‪ ،‬يرجى زيارة ‪www.majalla.com‬‬ ‫\‪6DXGL 6SHFLDOL]HG 3XEOLVKLQJ &RPSDQ‬‬

‫‪ ΔχϮϔΤϣ ΕΎϋϮΒτϤϟ΍ ϩάϬϟ ϊϳίϮΘϟ΍ ϕϮϘΣ‬‬

‫مرخص لها الرياض ‪ -‬حي املؤتمرات ‪ -‬طريق مكة ‪-‬‬ ‫تقاطع التخصصى‬ ‫الرياض‪ :‬هاتف ‪ - 4419933‬لندن‪+44 207 831 8181 :‬‬

‫الوكيل اإلعالني‬ ‫موقع إلكتروني‪،www.alkhaleejiah.com :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪hq@alkhaleejiah.com :‬‬ ‫من داخل اململكة ‪ ،920 000 417 :‬دبي‪+ 9714 3 914440 :‬‬ ‫باريس‪ +00764 537 331 :‬لندن‪+44 207 404 6950 :‬‬ ‫ومن مختلف الدول ‪+966 11 441 1444 :‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪05‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪ ( -‬مايو ) ‪2015‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪Issue 1607 - May 2015‬‬

‫يرجى ارسال تعليقاتكم‬ ‫على الربيد اإللكرتوني‬ ‫‪editorial@majalla.com‬‬

‫بخطى واثقة‪ ،‬بلغت مجلة «املجلة» في فبراير (شباط) املاضي‬ ‫ً ًّ‬ ‫فتية‪ ،‬تتجه نحو مستقبل تحاول املشاركة في تلمس‬ ‫‪ 35‬عاما‪ .‬شابة‬ ‫مالمحه‪ .‬ومنذ دخول «املجلة» عامها السادس والثالثني بدأت أسرة‬ ‫تصميما وإخ� ً‬ ‫ً‬ ‫�راج��ا‪ ،‬من ناحية‪،‬‬ ‫التحرير في التجهيز لعدد جديد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وم��ادة تحريرية من ناحية أخ��رى وأه��م‪ .‬باإلضافة إلى زي��ادة عدد‬ ‫صفحات «املجلة» من ‪ 68‬إلى ‪ 84‬صفحة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومنذ صدور العدد األول عام ‪ ،1980‬نظر إلى «املجلة» باعتبارها‬ ‫م��ن أه��م امل �ج�لات ال��دول�ي��ة ف��ي ال �ش��ؤون السياسية واالق�ت�ص��ادي��ة‪.‬‬ ‫وكإحدى مطبوعات الشركة السعودية لألبحاث والنشر‪ ،‬حرصت‬ ‫«امل�ج�ل��ة» على ال��وص��ول ملكانة رائ��دة واالرت �ق��اء بمستواها بشكل‬ ‫متواصل‪ ،‬وذلك من خالل تزويد القراء بتحليالت سياسية دقيقة‬ ‫وتحقيقات صحافية موضوعية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفنيا‬ ‫واجتماعيا ورياضيا‪.‬‬ ‫وف��ي ث��وب جديد تسعى أس��رة تحرير «امل�ج�ل��ة» إل��ى مواصلة‬ ‫مسيرة س��اه��م ف��ي ترسيخها أج�ي��ال م��ن الصحافيني والفنيني‪،‬‬ ‫باملحافظة على مكانتها بني املجالت العربية ومنافسة مثيالتها‬ ‫عامليا‪ ،‬لتستكمل بذلك الدور الريادي ملجموعة مطبوعات الشركة‬ ‫السعودية لألبحاث والنشر‪.‬‬ ‫إن أسرة التحرير وهي تقدم للقارئ مجلته «املجلة» في حلتها‬ ‫الجديدة‪ ،‬ليسعدها أن يتضمن العدد معالجة متميزة ألبرز وأهم‬ ‫األحداث والقضايا العربية والدولية الراهنة‪ ،‬وهو جهد يتطلب ‪ -‬قدر‬ ‫اإلمكان ‪ -‬تجاوز ما اطلع عليه القارئ خالل شهر كامل‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫غير يسير بكل تأكيد‪ .‬إضافة إلى استحداث أبواب جديدة تهدف‬ ‫إلى مواكبة التطور الحاصل في فضاء اإلعالم‪ ،‬بما يتناسب وتاريخ‬ ‫«املجلة»‪ ،‬إذ كانت وما زالت واحدة من أعرق املجالت السياسية في‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ن��دع��وك ع��زي��زي ال �ق��ارئ ل�لاط�لاع على ه��ذا ال�ع��دد ال�ج��دي��د من‬ ‫«املجلة» ونرحب دائما بآرائك ومقترحاتك‪ ،‬كما ندعوك للتعليق‬ ‫على املوضوعات أو االتصال بنا إذا رغبت في التواصل معنا‪.‬‬

‫‪A Monthly Political News Magazine‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬ ‫‪HH Saudi Research and Marketing (UK) Ltd‬‬ ‫‪Arab Press House, 184 High Holborn, London WC1V 7AP‬‬ ‫‪Tel : +44 207 831 8181 - Fax: +44 207 831 2310‬‬ ‫حقوق التوزيع لهذه املطبوعات محفوظة لشركة «تريبيون لخدمات اإلعالم»‬

‫وكيل اإلشتراكات‬ ‫بريد إلكتروني‪info@arabmediaco.com :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.arabmediaco.com :‬‬ ‫هاتف مجاني‪2440076-800 :‬‬

‫حقوق النشر لهذه املطبوعات باللغة العربية مرخصة «املجلة»‬

‫شركات نشر‬ ‫‪Saudi Specialized‬‬ ‫‪Publishing‬‬ ‫املتخصص‬ ‫السعودية للنشر‬ ‫‪ Company‬الشركة‬

‫وكيل التوزيع‬ ‫وكيل التوزيع في اململكة العربية السعودية حي املؤتمرات ‪-‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ - 62116‬الرياض ‪ ،11585‬هاتف‪+966 11 4419933 :‬‬ ‫فاكس‪+ 966 11 2121774 :‬‬ ‫موقع إلكتروني‪www.saudidistribution.com :‬‬

‫للحصول على املزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى اإلتصال على الهاتف املجاني ‪8002440014‬‬

‫‪www.majalla.com/eng‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫‪5‬‬


‫أحد أهم قادة التيار اإلخواني يف اجلزائر‬ ‫يطالب الرئيس اجلزائري بالتنحي‬

‫عبد الرزاق مقري ‪ :‬عهد بوتفليقة‬ ‫أسوأ عهود النظام‬ ‫حكومة الرئيس هوالند لم تتعظ من عرب املاضي‬

‫معركة «صامتة» بني الفاتيكان‬ ‫وفرنسا بسبب تعيني سفري مثلي‬

‫نبيلة عبيد تروي قصة حياتها لـ‬

‫‪78‬‬

‫ابن السنحاني‪ ..‬يكذب بإخالص‬

‫‪24‬‬

‫روحاني يطالب اجلزائر باملشاركة‬ ‫يف إيقاف «مكيدة» خفض أسعار النفط‬

‫ماذا سيعين االتفاق النووي اإليراني‬ ‫ألسواق النفط؟‬ ‫فرصة مصر جلذب الصناديق‬ ‫السيادية اخلليجية‬

‫تأسيس شركة حكومية كويتية‬ ‫لضخ االستثمارات‬

‫الفنان محمد سعد فيلمي اجلديد مزيج من الكوميديا والرعب ‪76‬‬

‫من املتوقع أن يرتفع عدد السكان يف عمر ‪60‬‬ ‫إلى ‪ً 79‬‬ ‫عاما بني عامي ‪ 2015‬و‪ 2060‬بـ‪%131‬‬

‫إعادة تشكيل العالم‪..‬‬ ‫ونهاية اهلرم السكاني‬ ‫كتب اجلنس بني قدماء العرب ومعاصريهم‬

‫ً‬ ‫عربيا‪:‬‬ ‫األدب «اإليروتيكي»‬ ‫احلديث يف املمنوع‬

‫ميسي‪ :‬أعترب نفسي محظوظا لتسجيلي يف شباك ريال مدريد ‪80‬‬

‫يعرض بمسقط ‪ 30‬و‪ 31‬مايو احلالي ‪ ..‬وميثل‬ ‫السلطنة يف معرض «اإلكسبو ميالن» يوليو القادم‬

‫«ابن بطوطة»‪ ..‬عرض موسيقي‬ ‫غنائي بدار األوبرا السلطانية‬ ‫«رماد الكتب»‪:‬‬

‫مساءلة األنساق الثقافية‬ ‫دور التطورات املعرفية يف إعداد أطفال‬ ‫اليوم ملواجهة حتديات املستقبل‬

‫الذكاء والتفكري‬ ‫بني النظرية والتطبيق‬ ‫‪4‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪( -‬مايو) ‪2015‬‬

‫ساحة الفنا»‪ ..‬صندوق العجائب«‬

‫‪64‬‬

‫أماندا نوكس‪ ..‬الشريرة الحسناء‬

‫‪60‬‬


‫داخل العدد‬

‫الرياض وموسكو‪ ..‬تصعيد‬ ‫يف سوريا وتهدئة يف اليمن‬

‫«إخوان اجلزائر» ‪ ..‬أسباب‬ ‫االنقالب على بوتفليقة‬

‫‪26‬‬

‫‪28‬‬

‫قصة الغالف‬

‫استثمارات خليجية‬ ‫واعدة فـي أملانيا‬

‫‪46‬‬

‫السعوديون أشداء على ‪14‬‬

‫«خوارج العصر»‪ ..‬رحماء باليمنيني‬

‫الرياض تقدم ‪ 274‬مليون دوالر أمريكي لألمم املتحدة من أجل املساعدات اإلنسانية‬

‫سطوة اللغة على هوية املرأة‬

‫‪72‬‬

‫السفير الليبي لدى األمم املتحدة‬ ‫‪ :‬نطالب الجامعة العربية‬ ‫لـ‬ ‫بعاصفة حزم في طرابلس‬

‫‪13‬‬



‫ُ‬ ‫عندما تصبح‬ ‫التكنولوجيا الذكية‬ ‫مثيرة للقلق‬

‫«الطفرة االقتصادية» أتت‬ ‫بإردوغان‪ ..‬وتراجع النمو‬ ‫يهدد بقاءه‬

‫حراس الثورة اإليرانية مدمنو مخدرات‬ ‫دواعش يتحركون بجوازات سفر قتالهم‬

‫مجلة العرب الدولية‬ ‫شهرية سياسية‬

‫فهد بودي‪ :‬حان الوقت‬ ‫للبحث عن اقتصاد‬ ‫بديل عن للنفط‬

‫تأسست في لندن عام ‪1980‬‬

‫سياسات سعودية لتقليم‬ ‫تغول امليليشيات والتطرف املسلح‬

‫ما بعد الحزم‬ ‫بداية تحالف عسكري عربي مستمر‬

‫الناتو العربي‬

‫مشروع غرب دلتا النيل‪..‬‬ ‫قارب نجاة قطاع الغاز املصري‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للحصول على العدد‬ ‫اسـتخـدم هاتفــك‬ ‫ال ــذكي لـمــسح‬ ‫هـ ـ ــذا الـ ــرقـ ـ ـ ــم‬ ‫‪05‬‬

‫‪ISSN 1319-0873‬‬

‫‪9 771319 087013‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العدد ‪ 1607‬أيار ‪ ( -‬مايو ) ‪2015‬‬

‫‪www.majalla.com‬‬

‫‪Issue 1607 - May 2015‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.