الاتفاقية البريطانية الرواندية... ما خفي أعظم

Page 65

‫طريق التكليف والتأليف ّ‬ ‫معبدة بالعقبات واملطبات‬

‫بعد تحديد موعد االستشارات النيابية‪..‬‬ ‫ميقاتي األوفر حظًا لترؤس الحكومة الجديدة!‬ ‫بيروت‪ :‬الرا السيد‬ ‫بعد شهر على إنجاز استحقاق االنتخابات البرملانية في لبنان‪ّ ،‬‬ ‫حدد رئيس‬ ‫الجمهورية اللبنانية ميشال ع��ون موعد االس�ت�ش��ارات النيابية امللزمة يوم‬ ‫الخميس ‪ 23‬يونيو (حزيران) الحالي في قصر بعبدا‪ ،‬بعد غموض حاصر‬ ‫مسار ومصير االستحقاق الثاني املرتقب‪ ،‬تمهيدًا النتخبات رئاسة الجمهورية‬ ‫املقررة في ‪ 31‬أكتوبر (تشرين األول) املقبل‪.‬‬ ‫باتت الحكومة الحالية في مهام تصريف األعمال‪ ،‬بانتظار اختبار النواب الجدد‬ ‫ّ‬ ‫شخصية لتكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة‪ ،‬غير أن استشارات التسمية‬ ‫ّ‬ ‫للدستور‪ ،‬إال أن اإلف��راج عن موعدها‬ ‫تأخرت كما ال�ع��ادة‪ ،‬وه��و أم��ر مخالف‬ ‫ّ‬ ‫يوحي بأن طبخة التوافق على اسم الرئيس املكلف لتشكيل الحكومة العتيدة‬ ‫قد ّسلكت طريقها‪.‬‬ ‫بحجة ّأن الدستور لم ّ‬ ‫تسلح عون خالل ّمدة املماطلة بتأجيل االستشارات ّ‬ ‫يقيده‬ ‫ّ ُ‬ ‫بمهلة ّ‬ ‫معينة لإلسراع في هذه الدعوة‪ ،‬وكما كان ُمتوقعًا أطلق سراحها بعد‬ ‫زيارة املوفد األميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان للبحث في ملف ترسيم‬ ‫الحدود البحرية‪ ،‬على الرغم من ّأن ربط هذا االستحقاق الدستوري بمثل هذه‬ ‫مبرر له‪ ،‬وكل ما حصل كان ّ‬ ‫التطورات ال ّ‬ ‫يصب في خانة التفاوض وتقاسم‬ ‫الحصص وتحديد شكل الحكومة‪ ،‬أتكون سياسية أم تكنوقراط (مؤلفة من‬ ‫اختصاصيني غير حزبيني) كما الحكومة الحالية التي تقوم بتصريف األعمال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وهو أمر لم تحسمه بعد املفاوضات الجارية‪ ،‬مما يؤشر بأن األمور قد تتجه‬ ‫نحو مأزق قد يزيد من تعقيد مرحلة التشكيل‪.‬‬ ‫بقيت االس�ت�ش��ارات النيابية محط أخ��ذ ورد‪ ،‬خ�لال األي��ام املنصرمة‪ ،‬بحكم‬ ‫ّ‬ ‫الخالف بني رئيس حكومة تصريف األعمال نجيب ميقاتي (املرشح األوفر‬ ‫ّ‬ ‫حظًا للتكليف) ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل‪ ،‬املدعوم من‬ ‫حزب الله‪ ،‬والطامح إلى تشكيل حكومة سياسية يشارك فيها شخصيًا بوزارة‬ ‫الخارجية وعبر تياره السياسي من خالل وزارتي الطاقة والعدل‪ ،‬فيما ميقاتي‬ ‫يرفض الشروط ويسعى لتشكيل حكومة مشابهة لحكومته الحالية‪ ،‬وسط‬ ‫ّ‬ ‫ترقب ملا ستكشفه نتائج االستشارات ومواقف الكتل النيابية التي ستتبلور‬ ‫مواقفها تباعًا خالل الساعات املقبلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫املتعارف‬ ‫النهج‬ ‫�ق‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫لبنان‪،‬‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫تتطلب االس�ت�ش��ارات النيابية امللزمة‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وج��ود ح��د أدن��ى من التوافق ال�ض��روري على اس��م الشخصية التي ستكلف‬ ‫بتشكيل الحكومة املقبلة‪ ،‬وبالتالي فإن أي دعوة إلى االستشارات من دون أي‬ ‫إطار توافقي ستكون نتيجتها لجوء كل كتلة نيابية إلى تسمية مرشح بحكم‬ ‫تشرذم املجلس الجديد‪ ،‬ما يعني أن أي اسم لن يحصل على أكثرية وازنة‬

‫‪20‬‬

‫ُ ّ‬ ‫تمكنه من تشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفيما يتقدم خيار طرح ميقاتي على غيره للتكليف‪ ،‬إال أن الصورة لم تتبلور‬ ‫ب�ع��د ن�ه��ائ�ي��ًا‪ ،‬ف�ه��و ل��دي��ه ش��روط��ه‪ ،‬واآلخ� ��رون ل��ن ي�م�ن�ح��وه ثقتهم بالتسمية‬ ‫والتصويت مجانًا‪ ،‬ل��ذل��ك ف��إن التفاهم على معالم الحكومة املقبلة مرهون‬ ‫ّ‬ ‫بالتوافق على الحصص‪ ،‬وهذا سيتضح قبيل ساعات من االستشارات‪.‬‬ ‫ُيلقي الدستور على عون مهمة دع��وة النواب إلى إج��راء استشارات برملانية‬ ‫ملزمة الختيار وتكليف رئيس حكومة ج��دي��دة‪ ،‬وبانتظار اّمل��وع��د املنتظر‪،‬‬ ‫تبقى الخالفات بني القوى السياسية في لبنان تحول دون حل املشاكل التي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫تعرقل حتى اآلن اإلصالحات التي تشكل شرطًا مسبقًا لحصول لبنان على‬ ‫املساعدات الخارجية‪ ،‬فيما تتوه أولويات الناس املعيشية في مهب مزاجية‬ ‫مسؤولني «غير مسؤولني» يمتهنون أساليب املواربة من أجل تغليب املصالح‬ ‫الشخصية على معالجة هموم معيشية واقتصادية تؤرق مضاجع اللبنانيني‬ ‫منذ أشهر‪.‬‬

‫ّ‬ ‫حتمي‬ ‫!التأليف قبل التكليف‪ ..‬والفراغ‬ ‫ّ‬ ‫تتوالى ّ‬ ‫التكهنات حول ما ستحمله مستجدات املرحلة املقبلة‪ ،‬ففي حال تعذر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫التأليف املحتمل‪ ،‬يبقى السؤال‪ :‬هل يمكن لحكومة ميقاتي أن تصرف أعمال‬ ‫الفراغ الرئاسي؟‬ ‫وفق ما أكده املحلل السياسي يوسف دياب لـ«املجلة» فإن «سبب التأخير في‬ ‫الدعوة إلى االستشارات النيابية امللزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة إلى‬ ‫ما بعد زيارة املوفد األميركي هوكشتاين‪ ،‬ليس الوقت الضاغط على رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬بل ألن األخير ّلم يكن قد استكمل بعد مشاوراته غير القانونية‬ ‫وغير الدستورية والتي تتعلق بالبحث في طبيعة وشكل الحكومة وأسماء‬ ‫الوزراء فيها»‪.‬‬ ‫ه��ذه ال�ظ��اه��رة‪ ،‬بحسب دي ��اب‪« ،‬اع �ت��اد عليها ع��ون منذ وص��ول��ه إل��ى القصر‬ ‫الجمهوري إذ إنه دأب على موضوع البحث في كيفية تشكيل الحكومة وشكلها‬ ‫قبل الدعوة لالستشارات‪ ،‬بمعنى أنه يريد التأليف قبل التكليف‪ ،‬على الرغم من‬ ‫أنه ملزم بحسب الدستور والقانون أن يدعو إليها»‪.‬‬ ‫رئاسة‬ ‫ملوقع‬ ‫لتسميته‬ ‫حظًا‬ ‫جزم دياب بأنه «من الواضح أن ميقاتي هو األوفر‬ ‫ّ‬ ‫الحكومة حتى اآلن‪ ،‬إذ إنه لم يتبلور اسم شخصية ّ‬ ‫سنية أخرى تكون مكلفة‬ ‫بتشكيل الحكومة‪ ،‬وذلك ألن الكتل النيابية الكبيرة والوازنة تتجه إلى إعادة‬ ‫تسمية ميقاتي بخالف رغبة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي‬ ‫يرفض تسمية ميقاتي رئيسًا بسبب خالفات سياسية و شخصية حول‬ ‫الكثير من امللفات»‪.‬‬ ‫العدد ‪1909‬حزيران (يونيو) ‪2022/ 06 / 17‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.