الانسحاب الأميركي من أفغانستان والعودة إلى نقطة الصفر

Page 50

‫القوقعة أحد‬ ‫ّ‬ ‫التطرف‬ ‫أسباب‬

‫وتخصص الدراسة ً‬ ‫جانبا كبيرا منها ملا ُيعرف بسيكولوجية التطرف‬ ‫ّ‬ ‫اإللكتروني فيقوم بتحديد وب�ل��ورة صفات املتطرف (أي��ا ك��ان نوع‬ ‫التطرف) على اإلنترنت (وهي نفسها صفاته خارج اإلنترنت) والتي‬ ‫تتمثل في ازدراء املخالف وكراهيته له في أمور قد ال تستوجب في‬ ‫الغالب ذلك‪ ،‬وكذلك التعصب والتصلب للرأي كما يظهر في وجهات‬ ‫نظره وآرائه ومعتقداته املصرح بها على اإلنترنت‪ ،‬مع إظهار الشدة‬ ‫والغلظة والعصبية واالنفعال والعدوانية مع املخالف وعند الحوار‬ ‫اً‬ ‫معه على اإلنترنت وخارجه‪ ،‬فضل عن االهتمام باملظهر والشكل‬ ‫واالهتمام ببعض األم��ور غير الجوهرية مع ت��رك األه��م واألول��وي��ات‬ ‫واالهتمام باألقل أهمية‪ ،‬وكذلك االهتمام بالنمطية وعدم إدراك قيمة‬ ‫والتعميم عند تقييم‬ ‫اإلب��داع والتجديد املنضبط‪ ،‬واللجوء لسوء الظن‬ ‫لاً‬ ‫ً‬ ‫املواقف واألفراد اآلخرين‪ ،‬وأيضا امليل إلى الحسم بد من املرونة أو‬ ‫امليل إلى ما ُيعرف بعدم تحمل الغموض ويعني الرغبة في التعامل‬ ‫مع الشيء إما أنه أبيض أو أسود‪ ،‬أو أن ً‬ ‫أمرا ما إما جيد فقط أو سيئ‬ ‫فقط‪ ،‬واالعتقاد بأنه مختار من الله لنشر وتطبيق أفكاره وآرائه‪ ،‬وعدم‬ ‫اً‬ ‫الشعور بالذنب أو املسؤولية عند إهانة املختلف معه‪ ،‬فضل عن الشماتة‬ ‫في املخالف له‪.‬‬

‫استخدام املؤثرات‬ ‫وتستعرض الدراسة مراحل ظهور األفكار املتطرفة ّ‬ ‫(أي��ا كان‬ ‫نوع التطرف) واالقتناع بها على اإلنترنت‪ ،‬أولها رؤية أو سماع‬ ‫املعلومة املتطرفة على اإلنترنت‪ ،‬ثم التحقق من املعلومة بعرضها‬ ‫على عقله الالواعي (الباطن) مخزن املعلومات في الدماغ‪ ،‬ثم‬ ‫عقد مقارنة بني الواقع واملأمول بمعنى التفكير في املعلومة‪ ،‬ثم‬ ‫اتخاذ قرار باعتناق هذه الفكرة نتيجة وجود ملفات في ذاكرة‬ ‫العقل من نفس نوع التفكير بمعنى التأثر بالبرمجة السابقة‬ ‫نتيجة التعاطف مع أشخاص أو التأثر بهم أو بأفكار مشابهة‬ ‫أو ألسباب حب الفضول‪ ،‬وقد يحدث هنا تدخل في االختيار‬ ‫وهي مرحلة يتم من خاللها استخدام املؤثرات لدفع الشخص‬

‫‪31‬‬

‫هناك أسباب تستدعي االهتمام بعلم نفس‬ ‫ُ‬ ‫التطرف واملتطرف‪ ،‬منها الضرورة امللحة‬ ‫ملعرفة بوادر وعالمات التطرف‬ ‫الحائر لتكوين موقف‪ ،‬أو تهنئة من مقدم الفكرة للمتلقي على‬ ‫قبولها كنوع من التعزيز والتدعيم‪ ،‬ثم تتوالى املراحل من التأثر‬ ‫واالنقياد ثم التأثير‪.‬‬ ‫كما تستعرض الدراسة نوعا معينا من التطرف اإللكتروني ومراحله‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهو «التطرف في فهم الدين اإلسالمي كنموذج» كاشفا عن البيئة‬ ‫املشجعة واملحفزة على اعتناق التطرف ف��ي فهم ال��دي��ن اإلسالمي‬ ‫وخاصة على اإلنترنت‪ ،‬ونوعية األفكار التي يعتنقها املتطرف في بداية‬ ‫تطرفه وتصرفاته على اإلنترنت وخاصة مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫باإلضافة ملراحل نشر الجماعات املتطرفة ذات الخلفية الدينية للتطرف‬ ‫على اإلنترنت‪.‬‬ ‫ويأتي الفصل األخير من ال��دراس��ة ببيان كيفية التعامل األمثل مع‬ ‫التطرف وخاصة التطرف اإللكتروني باستخدام منهج املناصحة‬ ‫ببيان مفهومها ومهارات املناصحة ّ‬ ‫الفعالة وطرق اكتسابها كمهارات‬ ‫املرونة واالبتكار في عملية املناصحة‪ ،‬ومهارات االستماع واإلصغاء‬ ‫الفعال‪ ،‬مع عرض الخصال الشخصية للمناصح الناجح ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفعال وطرق‬ ‫اكتسابها‪ ،‬وكذلك معايير جودة املناصحة‪.‬‬ ‫وت �ع��رض ال��دراس��ة م �ه��ارات عقلية يحتاجها امل�ن��اص��ح ك�م�ه��ارات‬ ‫التفكير ال�ن��اق��د‪ ،‬ببيان معناه وخصائصه وم�ع��اي�ي��ره ومعوقاته‬ ‫والسبيل لتنميته‪ ،‬وكذلك مهارات حل املشكالت ببيان مكونات أي‬ ‫مشكلة‪ ،‬والعوامل املؤثرة في حل املشكالت‪ ،‬وكذلك استراتيجيات‬ ‫حل املشكالت‪.‬‬

‫العدد ‪ 1863‬تموز (يوليو) ‪2021/ 07 / 30‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.