ملف تشكيل الحكومة... إلى مزيد من التعطيل ي �س �ت� ّ�م��ر م�س�ل�س��ل ت�ع�ط�ي��ل تشكيل الحكومة اللبنانية ،على الرغم من ازدياد الوضع االقتصادي واملعيشي س��وءا ،فال ّ املبادرة الفرنسية ،وال الضغط ال��دول��ي ه��زا س��اك��ن بعبدا ،ال��ذي ي�ص� ّ�ر مع ّ الحر جبران باسيل رئيس التيار الوطني ّ ّ على الحصول على الثلث املعطل والتفرد الحكومة بتسمية ال ��وزراء املسيحيني في ّ امل�ن�ت�ظ��رة ،م�ق��اب��ل ت�م� ّ�س��ك ال��رئ �ي��س امل�ك��ل��ف س �ع��د ال �ح��ري��ري ب �ع��دم ح �ص��ول أي ف��ري��ق ف��ي ال� ��وزارة ع�ل��ى ال�ث�ل��ث امل�ع�ط��ل ،وتشكيل ح �ك��وم��ة م �ص �غ��رة م��ن 18وزي � ��را م��ن ذوي االختصاص ،ال ينتمون إلى أي حزب ،لكي ت�ت�م�ك��ن ال�ح�ك��وم��ة م��ن ت�ن�ف�ي��ذ خ�ط��ة ال��دع��م لوضع لبنان على سكة اإلنقاذ االقتصادية واملالية ،ووقف االنهيار. وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن ك�ث��رة الجليد ب�ين بعبدا وبيت الوسط بعد زيارة قام بها الحريري ّ للقاء عون ،إال أن الشرخ بني الطرفني ازداد، خصوصا بعد الخطاب الذي ألقاه الحريري بمناسبة ذكرى مرور 16عاما على اغتيال وال� ��ده ال��رئ �ي��س ال �س��اب��ق رف �ي��ق ال �ح��ري��ري، ّ وال � � ��ذي أك � ��د ف �ي��ه اس �ت �ح��ال��ة ت ��راج �ع ��ه ع��ن املعايير التي وضعتها املبادرة الفرنسية، وكشف ع��ن بعض املغالطات التي نشرت في اإلعالم حول تشكيل الحكومة ،مما ّأدى إلى ردود فعل أكثر ّ حدية من فريق رئيس الجمهورية ،وبالتالي مزيد من التعطيل، وع��دم االت�ف��اق على تشكيل حكومة لوقف االنهيار وإعادة إعمار بيروت.
:لن ننجر إلى ما يريده باسيل قال لـ من تحويل قضية تشكيل الحكومة إلى اشتباك طائفي
النائب محمد الحجار :الرئيس سعد الحريري لم يغلق الباب مع رئيس الجمهورية وهو جاهز لفتح النقاش بيروت :فايزة دياب ّ * خطاب رئيس الحكومة املكلف سعد الحريري في ذكرى 14فبراير ،أحدث ردود فعل سلبية عند رئيس الجمهورية ميشال عون ،وفريقه ،والتيار الوطني ّ الحر ،مما أحدث املزيد من الشرخ بني الفريقني ،فما مصير تشكيل الحكومة بعد هذا التصعيد؟ لم يكن هدف الرئيس الحريري إحداث املزيد من الشرخ معالرئيس عون ،بل كان هدفه توضيح مجموعة من املغالطات واالفتراءات واألكاذيب التي بثت حول ما يدور في موضوع تشكيل الحكومة. ال ��رئ �ي ��س ال� �ح ��ري ��ري م �ت �م �س��ك ب �ت �ش �ك�ي��ل ح �ك ��وم ��ة ،وف �ق��ا للمعايير التي وضعتها املبادرة الفرنسية ،أي حكومة من اختصاصيني غير حزبيني ،وه��و جاهز لفتح النقاش مع رئيس الجمهورية ،والدليل ما أعلنه الرئيس الحريري ،من ّ أنه في آخر لقاء بينه وبني رئيس الجمهورية عرض ّعليه استعداده لتعديل أي اسم أو حقيبة من الالئحة التي سلمه إي��اه��ا ع ��ون ،وح�ت��ى ت�ع��دي��ل اس��م وزي ��ر ال��داخ�ل�ي��ة ال ��ذي من املفترض أن يسميه الحريري. ّ * ول�ك��ن رئ� ّي��س ال�ج�م�ه��وري��ة يعتبر أن م��ا يطرحه ٍّ صالحياته الدستورية، الرئيس املكلف هو تعد على ّ تأت بأي نتائج وبالتالي مبادرات الرئيس املكلف لم ِ إيجابية؟ ل ��ن ن �ن �ج��ر إل ��ى م ��ا ي �س �ع��ى إل �ي��ه ال �ن��ائ��بج�ب��ران باسيل م��ن ب��اب رئيس باعتبار أن ما يقوم الجمهوريةّ ، تعد على به الرئيس املكلف هو ٍ ص�لاح�ي��ات رئ �ي��س ال�ج�م�ه��وري��ة وت �ع� ٍ�د ع�ل��ى ح �ق��وق املسيحيني، فهو يريد تحويل ملف تشكيل ال�ح�ك��وم��ة إل ��ى اش �ت �ب��اك ط��ائ�ف��ي، ه�ن��اك ح�ك��وم��ة ي�ج��ب أن تتشكل ف��ي أس ��رع وق ��ت م�م�ك��ن م��ن أج��ل إنقاذ البلد ال��ذي ينهار يوما بعد ي��وم .املشكلة أن باسيل ي��رى أن مصالحه الخاصة أهم من مصلحة البلد.
11
العدد 1840شباط (فبراير) 2021/ 02 / 19
والتذرع بالصالحيات * هل تعطيل تشكيل الحكومة ّ الدستورية هو ّ لجر الرئيس املكلف إلى االعتذار؟ ه��م يتمنون أن يصل الرئيس الحريري إل��ى ات�خ��اذ ق��راراالعتذار ،ولكن الرئيس الحريري لن يعتذر وليس من الوارد اتخاذ هكذا ق��رار ،وه��ذا اإلص��رار ليس من ب��اب النكاية أو التحدي ،بل ألنه يعلم تماما أن الحكومة التي يصر عليها هي الفرصة األخيرة إلنقاذ لبنان ،وإن لم يستطع تأليف هذه الحكومة فهذا يعني أن البلد انتهى. * ي �ق��وم ال��رئ �ي��س ال �ح��ري��ري م�ن��ذ أس��اب�ي��ع ب�ج��والت ّ خارجية ،ولكن يبدو أن هذه الجوالت لم تأت بأي ن�ت��ائ��ج ع�ل��ى صعيد تشكيل ال�ح�ك��وم��ة ال�ت��ي ت��زداد تعقيدا يوما بعد يوم ،فما هدف هذه الجوالت؟ الجوالت التي يقوم بها الرئيس الحريري إلى الخارج ليسهدفها إحراج بعبدا بل تهدف إلى ترميم عالقات لبنان التي تضررت بفعل الفريق الحاكم وسياساته الخارجية التي أصابت البلد في الصميم ،وأبعدت لبنان عن عمقه العربي والدولي ،وهددت مصالح اللبنانيني بالداخل والخارج ،كذلك وضع الرئيس الحريري مع فريق عمله خطة صالحة للتنفيذ لوضع البلد على سكة اإلنقاذ اقتصاديا ،وهو في زياراته الخارجية يعمل على جمع ال��دع��م املطلوب عربيا ودول�ي��ا، ونتائج جوالته الخارجية حتى اآلن إيجابية ،فالجميع ّ رحب ّ ّ بالخطة وأكدوا أنهم جاهزون لدعمها ولكن بانتظار تشكيل الحكومة.