فالديمير فورونكوف، مساعد األمني العام لألمم املتحدة ملكافحة اإلرهاب
ت�ت�ق��ارب فيها امل �س��اف��ات ال�ج�غ��راف�ي��ة ب�ين روس �ي��ا وش�ب��ه ال�ج��زي��رة العربية ،وفي مقدمتها منطقة آسيا الوسطى وأهمية حمايتها من ت�م��ددات التنظيمات اإلره��اب�ي��ة إل��ى ه��ذه ال ��دول ،وه��و م��ا أش��ار إليه املندوب الروسي الدائم لدى األمم املتحدة ،فاسيلي نيبينيزيا ،بأنه: «في السنوات األخيرة ،أصبحت طبيعة التهديدات التي يواجهها العالم تتغير بسرعة ،وأن العدو ليس القوات املسلحة للدولة ،ولكن الجماعات اإلرهابية والعصابات». خالصة القول إن جهود نزع السالح عامليا إنما هي جهود تصب مباشرة في تحقيق األمن اإلنساني ،هذه هي طبيعة تشابكية العالقة بينهما .إذ إنه إذا كان صحيحا أن تحقيق هذا األمن يتطلب أكثر بكثير من نزع السالح ،إال أنه من الصحيح كذلك أنه من دون ب��ذل جهود ذات ش��أن لنزع ال�س�لاح ،فإنه م��ن الصعوبة بمكان بناء أمن إنساني متكامل ،وذلك ألن املجتمع الذي يغمره انتشار األسلحة غير املشروعة تقل أو تتراجع فيه مؤشرات األمن ،حيث إن هذه األسلحة هي املفضلة لدى اإلرهابيني واملجرمني املنظمني لشن هجماتهم ،ذل��ك أنها زه�ي��دة الثمن ،خفيفة الحمل ،سهلة االستخدام واإلخفاء. ولذا ،فمن األهمية بمكان العمل جاهدين من أجل مواجهة هذا النوع من األسلحة والتي قد تبدو بسبب طبيعتها الخفيفة والصغيرة أن تأثيراتها محدودة ،إال أن هذا التصور أو الفهم غير صحيح نظرا ملا ترتبط بهذه النوعية من السالح من مخاطر وتحديات يصعب مواجهاتها بصورة سهلة ،ومن بني تلك التحديات أن معظم هذه األسلحة يتم بيعها ونقلها بطرق غير مشروعة ،مع تباين أنماط هذا االتجار وتعقد شبكاته وتنوعها .األمر الذي يحتاج إلى مزيد
35
في حاالت النزاعً ، غالبا ما تستخدم األسلحة الصغيرة الرتكاب تجاوزات وانتهاكات في مجال حقوق اإلنسان والقانون اإلنساني ،بما في ذلك القتل الجماعي والتشريد القسري والعنف من الجهود الدولية واإلقليمية التعاونية عبر حزمة من التدابير الوقائية وك��ذل��ك العالجية ،على غ��رار م��ا تقوم ب��ه اململكة العربية السعودية التي تمثل نموذجا مهما في كيفية التعاون دوليا وإقليميا فضال عن توجهاتها الوطنية في مكافحة اإلرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه كما أكد على ذلك الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى األمني العام لرابطة العالم اإلسالمي بأن« :السعودية نموذجا ً ً عامليا في العزيمة القوية والفاعلة في مكافحة أصبحت اإلرهاب وتفكيك آيديولوجيته الضالة».
العدد 1790مارس (آذار) 2020/ 03 / 06