ناقلة وقود تابعة لشركة بيميكس تفرغ البنزين في محطة توزيع في املكسيك (غيتي)
تأثيرها أعمق على سوق النفط والطلب عليه في األجل الطويل ،حيث يشكل استهالك السيارات من الوقود نحو 45في املائة من استهالك النفط في العالم .وحتى من دون حدوث إنجازات تكنولوجية أخرى، ف��إن تغلغل الطاقة املتجددة سيكون أوس��ع انتشارا م��ع استكمال استثمارات الطاقة اإلنتاجية الجاري تنفيذها في الوقت الحالي. وتنبأ صندوق النقد الدولي ،بأنه بحلول ،2040قد تشكل السيارات الكهربائية 90في املائة من إجمالي معروض السيارات في االقتصادات املتقدمة وأكثر من نصفه في اقتصادات األسواق الصاعدة. أما حصة النفط في سوق توليد الكهرباء والتدفئة ،فال تصل بالفعل إلى 20في املائة على مستوى العالم ،ومع انخفاض أسعار الطاقة املتجددة التي سجلت انخفاضا لتكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة قدرها 80في املائة عن عام 2008ومن طاقة الرياح بنسبة بلغت 60في املائة ،فإن هذه الحصة يمكن أن تتراجع أيضا.
شركات طاقة تحولت شركات النفط الخليجية إلى شركات للطاقة ،وتدرك اململكة العربية السعودية ،وهي أهم بلد منتج للنفط في املنطقة بل وربما في العالم ،تدرك ضرورة تعزيز مصدر ثرواتها طيلة الحياة بمصادر دخ��ل غير نفطية .فقد أعلنت اململكة ،ف��ي إط��ار خطتها الطموحة لتحويل اقتصادها ،عن طرح عام ألسهم شركة النفط اململوكة للدولة، أرامكو ،للتداول العام .وهذه الخطة تحاكي الشركات الغربية اململوكة للقطاع العام ،مثل شركة إكسون ،التي كانت تركز على النفط في ال�س��اب��ق ،ولكنها وسعت مجال تركيزها لتصبح ش��رك��ات للطاقة وحققت التوازن بني أصولها النفطية وأشكال الطاقة األخرى.
عوائد للمساهمني ويميل االستثمار في مشاريع التنقيب عن البترول والغاز إلى تحقيق عوائد مرتفعة ولكنه محفوف باملخاطر ،خاصة أن النتائج ال تظهر البداية ،وفي املقابل تتبع مشروعات الطاقة املتجددة بشكل دائم منذ ً ً نموذجا أكثر توافقا مع امل��راف��ق ،وتوفر اتفاقيات ش��راء الطاقة مع
43
كثير من الشركات التي تنخفض فيها مستويات إنتاجية العمالة هي شركات تقوم بأدوار أكبر مكملة لدور الدولة ً نسبيا ولكنها الشبكات أو املستخدمني النهائيني عوائد منخفضة مضمونة وتسعى إليها البنوك وصناديق التقاعد. وفي حني أن امتالك حقول للطاقة الشمسية لن يوفر عائدات جذابة، يمكن لعمالقة الطاقة االستفادة من خبراتهم الهندسية والتشغيلية ً لتطوير املشاريع وبيعها بمجرد اكتمالها ،كما أنه بإمكانهم أيضا العثور على تدفقات ربح جديدة أقرب إلى املستخدم النهائي من خالل إضافة خدمات مختصة بالطاقة التي يقدمونها. وسيجني املساهمون في شركات البترول العمالقة حول العالم املزيد من النقدية من اﻷرباح وعمليات إعادة الشراء على مدى الـً 20 عاما املقبلة ،في ظل تحول هيكل رأسمال الشركات نحو تمويل مشروعات الطاقة املتجددة. وق��ال ج��اران��د ري�س�ت��اد ،م��ؤس��س ش��رك��ة «ري�س�ت��اد إن��رج��ي الدولية الستثمارات الطاقة» ،إن الشركات الكبرى ،مثل «إكسون موبيل»، و«شيفرون كورب» ،كانت تضطر بشكل تقليدي إلى تخزين األموال، في ظل تطلعها إلى ميزانية عمومية قوية من أجل تمويل مشروعات ضخمة بمليارات الدوالرات .لكن هذا النهج سيتغير في ظل انجذاب الشركات إلى مشاريع الرياح والطاقة الشمسية ،التي تستفيد من أس��واق الديون املدعومة بتمويل املشاريع بنسبة تصل إلى 95في املائة من تكلفتها. وهذا التحول سيخلق كميات هائلة من فائض النقدية ،الذي يمكن أن يوجهه عمالقة الطاقة إلى املستثمرين الذين يستفيدون بشكل كبير من صناديق التقاعد ،واملقرضني اآلخرين من أجل مشاريع الطاقة املتجددة منخفضة املخاطر.
العدد 1790مارس (آذار) 2020/ 03 / 06