َات َب ْع�ضُ ُه ْم �أَ ْو ِل َياء َب ْع ٍ �ض| التوبة �} 71إِ مَّنَا المْ ُ ْ�ؤ ِمنُو َن ب�صرية دون انزالق يف منعطفات تبعدنا �أو عرثات تقعدنا وهذا َوالمْ ُ�ؤْ ِمن ُ �ص ِل ُحوا َبينْ َ َ�أخَ َو ْي ُك ْم َوا َّتقُوا ال َّل َه َل َع َّل ُك ْم ُت ْر َح ُمو َن{ يتحقق ب�إذن اهلل بزاد من التقوى والإميان م�صداق ًا لقول اهلل ِ�إخْ َو ٌة َف َ�أ ْ تعاىل} :ي�أيها الذين �آمنوا اتقوا الله و�آمنوا بر�سوله احلجرات .10 ي�ؤتكم كفلني من رحمته ويجعل لكم نورا مت�شون به ور�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ي�رشط متام الإميان بتحقيق هذا ويغفر لكم والله غفور رحيم{. احلب فيقول« :ال ي�ؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنف�سه»
وقال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف احلديث القد�سي الذي يرويه عن ربه «من عادى يل وليا فقد �آذنته باحلرب وما تقرب �إيل عبدي ب�شيء �أحب �إيل مما افرت�ضت عليه وما يزال عبدي يتقرب �إيل بالنوافل حتى �أحبه ،ف�إذا �أحبته كنت �سمعه الذي ي�سمع به وب�رصه الذي يب�رص به ،ويده التي يبط�ش بها ورجله التي مي�شي بها و�إن �س�ألني �أعطيته ولئن ا�ستعاذين لأعيذنه» رواه البخاري. فهذا احلديث يظهر �أثر حمبة اهلل لأوليائه مبا ورد يف احلديث «ف�إذا �أحببته كنت �سمعه الذي ي�سمع به…» ونحن يجب علينا �أن ن�صل �إىل هذه الدرجة لن�سري يف نور اهلل ،قال ابن رجب :واملراد من هذا الكالم �أن من اجتهد بالتقرب �إىل اهلل بالفرائ�ض ثم بالنوافل قربه �إليه ورقاه من درجة الإميان �إىل درجة الإح�سان في�صري يعبد اهلل على احل�ضور واملراقبة ك�أنه يراه فيمتلئ قلبه مبعرفة اهلل تعاىل وحمبته وعظمته وخوفه ومهابته والأن�س به وال�شوق �إليه حتى ي�صري هذا الذي يف قلبه من املعرفة م�شاهدا له بعني الب�صرية. ومتى امتلأ القلب بعظمة اهلل تعاىل حما ذلك من القلب كل ما �سواه ومل يبق للعبد �شيء من نف�سه وهواه وال �إرادة �إال ملا يريده منه مواله فحينئذ ال ينطق العبد �إال بذكره وال يتحرك �إال ب�أمره ف�إن نطق ،باهلل و�إن �سمع� ،سمع به و�إن نظر ،نظر به و�إن بط�ش ،بط�ش به فهذا هو املراد بقوله« :كنت �سمعه الذي ي�سمع به…». وقد ذهب ال�شوكاين �إىل �أن املراد� :إمداد الرب �سبحانه لهذه الأع�ضاء بنوره الذي تلوح به طرائق الهداية وتنق�شع عنده �سحب الغواية وقد نطق القر�آن الكرمي ب�أن اهلل �سبحانه هو نور ال�سماوات والأر�ض، ويف ال�صحيح من دعاء النبي عليه ال�صالة وال�سالم« :اللهم اجعل يف قلبي نورا ويف ب�رصي نورا ،ويف �سمعي نورا».
ثالثاً :الأخوة واحلب:
�إن من �أعظم التي تربط املجتمع امل�سلم والتي يجب �أن يحر�ص عليها كل م�سلم هي رابطة الأخوة واملحبة يف اهلل ليتم الت�آلف والتعاون والتفاهم ولتتم القوة للمجتمع امل�سلم وقد حث القر�آن الكرمي يف �آياته وحث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم على ذلك فال تتحقق رابطة الأخ��وة واملحبة ب�صورة �صادقة دائمة �إال بني امل�ؤمنني الأتقياء الأنقياء فقد قال تعاىل} :المْ ُ�ؤْ ِمنُو َن
رواه البخاري وم�سلم. فري�شد احلديث �إىل متا�سك املجتمع امل�سلم واملحبة وال��ود فيه ويهدف الإ�سالم �أن يعي�ش النا�س جميعا متوادين متحابني ي�سعى كل فرد منهم يف م�صلحة اجلميع و�سعادة املجتمع ،حتى ت�سود العدالة وتنت�رش الطم�أنينة يف النفو�س ويقوم التعاون والت�ضامن فيما بينهم وال يتحقق ذلك كله �إال �إذا �أراد كل فرد يف املجتمع لغري ما يريده لنف�سه من ال�سعادة واخلري والرخاء ولذلك جنده �صلى اهلل عليه و�سلم يربط ذلك بالإميان ويجعله خ�صلة من خ�صاله. ويف هذا احلديث يبني لنا ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم �أن الإميان ال تر�سخ جذوره يف النف�س وال يتمكن من القلب وال يكمل يف �صدر امل�سلم �إال �إذا �أ�صبح �إن�سان خري بعيدا عن الأنانية واحلقد والكراهية واحل�سد فال يحب للنا�س الأمثل ما يحب لنف�سه من ال�سالمة من ال�رش والأذى والتمتع برغد العي�ش والفوز بر�ضوان �سبحانه والقرب منه جل وعال .ومما يحقق هذا الكمال يف نف�س امل�سلم: � - 1أن يحب لغريه من اخلري املباح وفعل الطاعات ما يحبه لنف�سه و�أن يبغ�ض لهم من ال�رش واملع�صية ما يبغ�ضه لنف�سه �أي�ضاً .فقد �أخ��رج �أحمد من حديث معاذ ر�ضي اهلل عنه �أنه �س�أل ر�سول اهلل �صلى عليه و�سلم عن �أف�ضل الإميان فقال�« :أن حتب للنا�س ما حتب لنف�سك وتكره لهم ما تكره لنف�سك». � - 2أن يجتهد يف �إ�صالح �أخيه امل�سلم �إذا ر�أى منه تق�صريا يف واجبه �أو نق�صا يف دينه. � - 3أن يبادر �إىل �إن�صاف �أخيه امل�سلم من نف�سه وي ��ؤدي �إليه حقوقه كما يحب هو �أن ينت�صف لنف�سه من غريه ويح�صل على حقه منه وروى م�سلم عن عبد اهلل بن عمرو بن العا�ص ر�ضي اهلل عنهما عن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم قال« :من �أحب �أن يزحزح عن النار ويدخل يف اجلنة فلتدركه منيته وهو م�ؤمن باهلل واليوم الآخر وي�أتي �إىل النا�س الذي يحب �أن ي�ؤتى �إليه».
تتحقق بزاد من الإميان وتقوى اهلل ال�شعور مبعية اهلل نـــــــــور اهلل أخوة واملحبــــة ال ّ
7