مجلة الليبية العدد الأول

Page 1


‫طريقك ألوسع انتشار‬

‫إعالنك يحقق‬

‫أهدافك فـي مجلة‬

‫‪Al- libeya‬‬ ‫شهرية شاملة تصدر عن الهيئة العامة للصحافة‬ ‫المقر الرئيسي ‪ :‬طرابلس ‪-‬ليبيا‬

‫@‬

‫‪allibeya.ly‬‬

‫‪F‬‬

‫مجلة الليبية‬


‫كبير في العالم كله وبمعدل وصل إلى‬ ‫ثمانين بالمئة‪ ،‬وحتى أكثر‪ ..‬كان ظهور البث‬ ‫الفضائي‪ ،‬هو التحدي األول‪ ،‬فالخبر الذي‬ ‫يأخذ ساعات بين صالة اخبار المطبوعة‪،‬‬ ‫والمطبعة‪ ،‬وكشك بيع المطبوعات‪ ،‬ال‬ ‫يستغرق إال بضع دقائق ليتحول من ديسك‬ ‫التحرير إلى الشاشة‪.‬‬ ‫أما التحدي األكبر فقد جاء مع انتشار شبكة‬ ‫االتصاالت الدولية‪ ،‬االنترنت واصبح هاتفك‬ ‫النقال افضل كشك جرائد‪ ،‬وصار العالم كله‬ ‫بين يديك‪.‬‬ ‫امام ثورة االتصاالت الهائلة سقطت صحف‬ ‫عريقة‪ ،‬ومجالت قيمة‪ ،‬وتحولت وسائل‬ ‫االعالم من الورق الذي فقد عرشه‪ ،‬الى‬ ‫النشر اإللكتروني‪.‬‬ ‫لهذا البد ان نكون في مهب سؤال‪ :‬ما‬ ‫جدوى اصدار مجلة ورقية في زمن ما بعد‬ ‫الورق؟‬ ‫لن نتذرع بأن مجلة التايم التي تنبأت قبل‬ ‫ربع قرن بانقرض عشرة مهن من بينهم عمل‬ ‫المطابع‪ ،‬مازالت تطبع‪.‬‬ ‫لن نقول ان الواشنطن بوست‪ ،‬والنيويورك‬ ‫تايمز‪ ،‬والغارين‪ ،‬وأالف اآلالف من المطبوعات‬ ‫في العالم مازالت تطبع‪.‬‬ ‫ولكن السؤال هل من قيمة مضاف تقدمها‬ ‫الصحيفة الورقية‪ ،‬والمجلة الورقية‪ ،‬والكتاب‬ ‫صحيح هناك دائما شغف بالكتاب‪ ،‬والمجلة‬ ‫والجريدة‪ ،‬وحبر الكتاب‪ ،‬ولكن لدى البعض‬ ‫القليل‪ ..‬فاالهم هو القيمة المضافة‪ ،‬وتقديم‬ ‫ما لم يقدم‪ ،‬واالستجابة لعصر صار فيه البقاء‬ ‫لالسرع‪.‬‬ ‫وهذا ما ينبغي ان تعمل من اجله مجلة الليبية‬ ‫تحت عنوان‪(:‬نكون حيث ال يكون احد)‪.‬‬ ‫وسنعمل من اجل التعامل بجدية‪ ،‬ومهنية‬ ‫مع هذا العنوان الكبير‪.‬‬

‫مصافحـــة‬

‫أرقام‬

‫توزيع المطبوعات هبط بشكل‬


‫‪al-libya‬‬

‫حوار الغالف‬

‫العدد األول‬

‫‪Al-libya@gmail.com‬‬

‫‪42‬‬

‫شهرية شـامـلة‬ ‫تصــدر عـن الهيئـة العامـــة للصحافــة‬ ‫السنة األولى ‪ -‬ديسمبر ‪2020 -‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬نوال محمد الشريف‬ ‫رئيس التحرير التنفيذي‬

‫حميدة سالم القمودي‬ ‫مستشار هيئة التحرير‬

‫مختار بشير البوسيفي‬ ‫المقر الرئيسي طرابلس ‪-‬ليبيا ‪ .‬هــاتف‪+ 218 925175576 + 218915533444 :‬‬

‫سكرتيـر التحرير‬

‫‪10‬‬

‫"المميتــة" تحصـر العالـم‬ ‫في غرف العزل واإلنعاش‬

‫نعيمة علي سويسي‬ ‫تصميم وإخراج‬

‫عزالدين مسعود الحامدي‬ ‫أحمد رمضان قدوشة‬ ‫رئيس القسم الفني‬

‫فاتن مفتاح العيان‬

‫‪20‬‬

‫تراجيديا النزوح‬ ‫مـرارة الفقـد والحسـرة‬ ‫بعشــر أمثالهـــا !‬ ‫قـرار ال تتخذه‬ ‫أيـة امـرأة!‬

‫عدسـة ‪ :‬فاطمة القرقني‬

‫‪36‬‬


‫د‪ .‬عبد السالم التهامي‬

‫‪56‬‬

‫استشاري جراحة التجميل والحروق ‪:‬‬

‫عمليات التجميل إحدىالتخصصات‬

‫الجراحيـــة المعروفــة‪ ،‬ومصطلح‬ ‫جراحة التجميل ال يعرفه البعض‪،‬‬ ‫ويعتقد األغلب أنها تهتم‬

‫بالشكل والمظهر‬ ‫فقط !‬

‫‪28‬‬

‫صلحية أحمد الشماخـي‬

‫تحت‬

‫الليبيةشخصيــة قويـة‬

‫المجهر‬

‫بوتكس‪ ...‬فيلر ‪ ..‬ترميم وشفط دهون !‬

‫اختلفت المسميات و"التلفيق" واحد‬

‫واإلخالص‬ ‫أساس النجاح‬

‫عمليات ترقيع وأخرى عـقـدة نقص‬

‫‪13‬‬

‫‪70‬‬

‫سعاد الوحيدي‬

‫العالج النفسي‪ ..‬جرعة‬

‫مقاالت‬

‫‪59‬‬

‫هل العزلـة بقرار مسبق‬

‫من نثر و حبوب كاملةمن‬ ‫الشعر‬

‫مريم سالمة‬

‫المرأة ليست جزء ًا من‬

‫التاريخ بل التاريخ جـزء من‬ ‫المـرأة‬

‫صالح قادربوه‬

‫تعــزز مــن شغف المبــدع‬

‫أم تساهم في إجهاضــه؟‬

‫‪44‬‬

‫اجتماعيات‬ ‫د‪ .‬بدرالدين النجار‬

‫مسؤوليــة ارتفـاع‬

‫عدد الوفيــات‬

‫تونس التي أحب‬

‫يتحمل المواطن جزء ًا‬

‫فوزية الهوني‬

‫‪41‬‬

‫منها والباقي على‬ ‫الجهات المختصة‬

‫فن‬

‫قرفال ‪..‬ما وراء الطبيعـة!‬

‫‪61‬‬

‫‪contents‬‬

‫‪55‬‬

‫الحــواس التسع‬

‫‪14‬‬

‫‪81‬‬

‫أناقة‬

‫فرحــات سالم‬

‫ال توجد امرأة قبيحة‬

‫مدرب األجيال‬

‫والغـرور بدايـــة السقـوط‬

‫ورائد ثورة التجديد‬


‫غالف‬

‫للبحر األبيض المتوحش أنيابه القاطعة‬

‫عندمـا يظهـر‬

‫الجالد‬

‫في معطف‬

‫الضحية‬

‫في كل مرة يتكرر المشهد الحزين‪ ،‬وتعود المقابر العائمة لتطفو‬ ‫فوق المياه المالحة ‪،‬ويلدغ البؤساء من نفس البحر أٔكثر من‬ ‫مرتين‪ ،‬وفي كل مرة تبتلع االٔمواج مراكب التايتنك المتهالكة‪،‬‬ ‫ويتحول المتوسط إلى برزخ كارثي بين جغرافيا االٓالم وجغرافيا‬ ‫االٓمال‪ ،‬وجبات من آالف الموتى تتفرق أرواحهم بين قبائل‬ ‫الضمير الدولي المصاب بالجلطة االٔخالقية‪ ،‬ثم ينتهي بهم‬ ‫االٔمر إلى الغرق في سراديب النسيان‪ ،‬والسؤال ‪:‬على رقبة‬ ‫من يمكن أن نعلق آالف النعوش العائمة‪ ،‬من الذين تكسرت‬ ‫بهم أحالمهم‪ ،‬ومجاديفهم بين يابسين ؟ هل نكتفي بتجار‬ ‫الموت (بالقطاعي) ونلبسهم وحدهم هذه الجريمة الجنائية ‪،‬‬ ‫واالٕنسانية ‪،‬واالٔخالقية‪ ،‬دون أٔن ننتبه أن هناك تجار موت بالجملة؟‬ ‫أسئلة مشروعة أو مشرعة أمام تراجيديا صعبة لشعوب تهرب من‬ ‫الموت إلى الموت‪.‬‬ ‫الفقر خلفكم‬ ‫والغرق أمامكم‬ ‫إنهــا الخديعــة الجاهــزة للهاربــن مــن‬ ‫رمضــاء الوطــن إىل حريــق الشــتات‪.‬‬

‫‪06‬‬

‫االٔفارقــة الذيــن يقطعــون تذاكــر ســفر‬ ‫إىل املــوت عــى أســاس أنهــا تذاكــر ســفر‬ ‫للحيــاة‪ ،‬يعرضــون أنفســهم لخدعــة برصيــة‬ ‫أو بصرييــة‪ ،‬عندمــا يضعــون كل حســن‬ ‫ظنهــم يف املســتودع االٔخالقــي للعالــم الغربي‪،‬‬

‫فالغــرب الــذي يبكــي بدمــوع مــن الــراب‬ ‫هــو نفســه الــذي ارتكــب أكــر جريمــة‬ ‫«ترنســفري» يف التاريــخ‪ ،‬حينمــا قــام برتحيــل‬ ‫ثــروات هائلــة مــن الجنــوب إىل الشــمال‪،‬‬ ‫ليرتاكــم الثــراء يف النصــف الشــمايل والشــقاء‬ ‫يف النصــف الجنوبــي‪ ،‬عمليــة النهــب‬ ‫املمنهجــة ســواء باالٕكــراه‪ ،‬أم بالتغفيــل تمــت‬ ‫خــال الحقبــة الكولنياليــة‪ ،‬وبحجــة أن‬ ‫شــعوب العالــم الجنوبــي قــارصة‪ ،‬وتحتــاج‬ ‫إىل وصايــة الشــمال لكــي تنمــو‪ ،‬وتنضــج ‪،‬‬ ‫وتقــف عــى «حيلهــا»‪ ،‬ولكــن بــدل أن يقــوم‬ ‫هــذا املعمــر بالحفــاظ عــى أمــوال القــر‬ ‫قــام بتحويلهــا إىل حســابه بعــد أن أخــذ‬ ‫بصمــة مــن إبهامهــم املبتــور ‪،‬ليقــول لهــم‬ ‫الجــوع خلفكــم‪ ،‬واملــرض خلفكــم والجهــل‬ ‫خلفكــم والغــرق أمامكــم‪ ،‬وفضــا عــن ذلــك‬ ‫كلــه ‪،‬لــم يقــف هــذا الغــرب عنــد اختــاس‬


‫املــوارد الطبيعيــة لالٔفارقــة يف املــايض‪،‬‬ ‫ليختلــس مواردهــم البرشيــة يف الحــارض مــع‬ ‫الســر ببدلتــه الســوداء ونظارتــه املعتمــة‬ ‫خلــف جنائزهــم‪.‬‬

‫هجرة انتقائية‬ ‫وفاتورة ثقيلة‬ ‫نخبــة مــن خــرة الكفــاءات العلميــة يف شــتى‬ ‫علــوم الحيــاة‪ ،‬أنفقــت شــعوب الجنــوب‬ ‫رب كبدهــا عــى تكوينهــم ‪،‬وتعليمهــم‬ ‫ليشــكلوا رأســمالها البــري ذهبــوا باملجــان‬ ‫للمســاهمة يف صناعــة التقــدم‪ ،‬والبحبوحــة‬ ‫الغربيــة‪ ،‬نعــم االٓالف مــن االٔدمغــة والعقــول‬ ‫العاملثالثيــة ‪،‬تفتــح أمامهــا صــاالت «البزنــس»‬ ‫يف املطــارات االٔوروبيــة‪ ،‬واالٔمريكيــة لتســفريها‬ ‫للشــمال‪ ،‬وضخهــا يف مراكــز البحــث العلمــي‬

‫وحقــول التقانــة‪ ،‬ومؤسســات إدارة املســتقبل‪،‬‬ ‫بينمــا تتعامــل مــع العمالــة اليدويــة‪ ،‬باالٔبواب‬ ‫املغلقــة‪ ،‬وخفــر الســواحل‪ ،‬لهــذا فقوافــل‬ ‫االٔفارقــة‪ ،‬الذيــن يتصــورون أنهــم راحلــون‬ ‫إىل البــاد التــي ال يظلــم عندهــا أحــد ‪ ..‬هــم يف‬ ‫الحقيقــة يتوجهــون إىل الظالــم االٔول‪ ،‬والجــاد‬ ‫االٔول‪ ،‬والســبب االٔول يف مأســاتهم املســتدامة‪،‬‬ ‫فهــل يكــف الغــرب عــن ممارســة دبلوماســية‬ ‫البــكاء‪ ،‬ويســتعيد قــواه الضمرييــة‪ ،‬ويقــر‬ ‫بأنــه لــم يكــن فقــط ضحيــة الهجــرة غــر‬ ‫الرشعيــة‪ ،‬الٔنــه وبــكل بســاطة قــد كان ســببا ً‬ ‫فيهــا ؟ وهــل يســاهم الغــرب املصــب للهجــرة‬ ‫الرسيــة يف املجهــود التنمــوي لشــعوب املنبــع‬ ‫لصناعــة حيــاة جديــرة ب ٕانســان القــرن الواحد‬ ‫والعرشيــن ؟ إنهــا أســئلة مهمــة لضمــر‬ ‫غائــب‪ ،‬لــم يكتــف بــأن يكــون الجــاد‪ ،‬بــل‬ ‫يحــاول أن يظهــر يف ثــوب الضحيــة‪ ،‬ليدعــي‬

‫الطــب وهــو ســبب العلــة‪ ..‬أســئلة كثــرة‬ ‫ولكــن الحقيقــة واحــدة‪ ،‬واحــدة فقــط‪.‬‬

‫ضمير تحت‬ ‫التنويم السياسي‬ ‫هــل يمكــن ان يحــرر الغربيــون ضمريهــم‬ ‫مــن حالــة التنويــم املغناطيــي أو التنويــم‬ ‫الســيايس؟ ال يبــدو ذلــك ممكنــا‪ ،‬أو عــى‬ ‫األقــل ال يبــدو ذلــك قريبــا‪ ،‬لقــد كان يفــرض‬ ‫أن يســاهم الغــرب يف صناعــة بيئــة جــذب‬ ‫لهــذه الشــعوب يف أوطانهــا‪ ،‬حتــى ال تكــون‬ ‫مضطــرة ألن تشــق البحــر‪ ،‬وغالبــا مــا‬ ‫يشــقها البحــر الــذي يتحــول إىل أكــر مقــرة‬ ‫عائمــة لهــم‪ ،‬ال ذنــب لهــم إال كونهــم مــن‬ ‫عالــم ثالــث أخــذه العالــم األول لحمـا ً وتركــه‬ ‫العالــم الثانــي عظمــاً‪.‬‬

‫‪07‬‬


‫غالف‬

‫المسار التأسيسي ‪ ..‬األكثـــر أهميــة يصبح األكثــر إهماال‬

‫«ليش بطـا دستورك عنا؟»‬ ‫تتعدد التعريفات والدستور واحد‬

‫«ليش بطا دستورك عنا»؟‬ ‫إنها ليست تحويرا الغنية‬ ‫الراحل محمد حسن‪ ،‬بل إنها‬ ‫جملة على لسان قطاع واسع‬ ‫من الليبيين ينتظرون وثيقة‬ ‫مرجعية يحتكمون إليها في‬ ‫إدارة خالفاتهم‪ ،‬أو صراعاتهم‬ ‫الصعبة‪ .‬كل ما تم تصميمه من‬ ‫مراحل انتقالية كان يستهدف‬ ‫الوصول إلى المرحلة‬ ‫المستقرة‪ ،‬والدستورية‪ ،‬ولكن‬ ‫طالت المراحل التمهيدية‪،‬‬ ‫والدستور بعيد‪ ،‬كيف تحول‬ ‫المسار التأسيسي األكثر‬ ‫أهمية‪ ،‬إلى األكثر إهما ً‬ ‫ال‪..‬؟‬ ‫هذا هو عنوان آخر للحقيقة‪..‬‬

‫‪08‬‬

‫الدســتور مفــردة ال تنتســب للقامــوس العربــي‪،‬‬ ‫إنــه ابتكار فارســــــي يشيــــر إىل االٔصــــــل‬ ‫أو االٔســاس‪ ،‬ليتحــول يف الفرنســية إىل مــا يعنــي‬ ‫التنظيــم أو التأســيس‪ ،‬جــرى تعريفــه كعقــد‬ ‫طوعــي لجماعــات مختلفــة تريــد أن تحيــا حياة‬ ‫مشــركة عــى أرض واحــدة‪ ..‬وقالــوا إنــه اتفاق‬ ‫جماعــة عــى تنظيــم شـؤونها وفــق نمــط معني‬ ‫يف إطــار دولــة محــددة‪ .‬وعرفــوه بأنــه االٕطــار‬ ‫املؤســس لشــكل الدولــة‪ ،‬أو النظــام االٔســايس‬ ‫لهــا‪ ،‬كمــا تــم تشــبيهه بقانــون اللعبــة الــذي‬ ‫يحظــى بقبــول واحــرام كل الالعبــن‪ ،‬ذكــروه‬ ‫مــرة كمصــدر كل الترشيعــات والقوانــن‪،‬‬ ‫ويف مــرة أخــرى اعتــروه االٔصــل وغــره مــن‬ ‫القوانــن مجــرد تفريعــات‪ ،‬قالــوا أيضــا‬ ‫بأنــه اتفاقيــة تعايــش ســلمي بــن الحريــة‬ ‫والســلطة‪ .‬اختــروه يف كلمــة إذن أو ترخيــص‪.‬‬ ‫هكــذا تتعــدد التعريفــات ‪ ..‬وتتعــدد التوصيفــات‬ ‫‪ ،‬والدســتور غــر واحــد‬ ‫ليس «كل تأخيرة فيها خيرة»‬

‫يف البدايــة لــم يكــن الــكالم إال عىل لجنــة صياغة‬ ‫الدســتور‪ ،‬والتــي تأخــرت يف إنجــاز مــروع‬ ‫الدســتور‪ ،‬كان هنــاك الكثــر مــن النقــد حــول‬ ‫أداء اللجنــة‪ ،‬وكان هنــاك الكثــر مــن اللــوم‬ ‫عــى «رتمهــا» البطــيء‪ ،‬ربمــا الٔن الشــعوب‬ ‫دائمــا تســتعجل النتائــج‪ ،‬واالٔهــم أنهــا ال تريــد‬ ‫البقــاء يف مرحلــة انتقاليــة طويلــة‪ ،‬ومرتبكــة‪،‬‬ ‫ومكلفــة‪ ،‬يف ليبيــا لدينــا مشــكالت سياســية‬ ‫حتــى ولــو لــم تكــن معقــدة فهــي عقــدة‪،‬‬ ‫ولدينــا مختنقــات اقتصاديــة صعبــة‪ ،‬ولدينــا‬ ‫منغصــات اجتماعيــة‪ ،‬كذلــك مشــاريع حــل‬ ‫مــع وقــف التنفيــذ‪ ،‬ولهــذا فنحــن محتاجــون‬

‫إىل عقــد اجتماعــي‪ ،‬مســطرة مرجعيــة‪ ،‬وثيقــة‬ ‫نحتكــم إليهــا اســمها الدســتور‪ ،‬وكمــا يقــول‬ ‫البعــض البــد مــن حــرق املراحــل بــدل أن‬ ‫تحرقنــا هــذه املراحــل‪ .‬فقــد خرسنــا الكثــر‬ ‫مــن الدمــاء‪ ،‬وخرسنــا الكثــر مــن اإلمكانيــات‪،‬‬ ‫وخرسنــا الكثــر مــن الوقــت‪ ،‬وآن لنا أن نكســب‬ ‫أنفســنا‪ ،‬ال ننتظــر دســتورا يكــون كأفضــل مــا‬ ‫يمكــن صياغتــه‪ ،‬الٔفضــل مــا يمكــن تصــوره‪،‬‬ ‫فاملرحلــة ليســت مثاليــة‪ ،‬الٕنتــاج مــا هــو مثايل‪،‬‬ ‫املهــم أن نخــرج مــن حالــة االحتبــاس‪ ،‬وانســداد‬ ‫االٔفــق‪ .‬ولكــن الدســاتري عــى أهميتهــا ليســت‬ ‫تعاويــذ ســحرية‪ ،‬وليســت مصبــاح عــاء‬ ‫الديــن‪ ،‬كمــا أن البعــض ال يريــد الدســتور إال‬ ‫الٕبقــاء الحــال عــى مــا هــو عليــه‪.‬‬ ‫من مهب االستفتاء إلى مهب األسئلة‬

‫يف جنــوب إفريقيــا ظلــت هنــاك حلقــة نقــاش‬ ‫مجتمعيــة مفتوحــة لســبعة أعــوام‪ ،‬وتواصلــت‬ ‫لجنــة الدســتور مــع نصــف ســكان جنــوب‬ ‫إفريقيــا‪ ،‬واطلعــت عــى ثالثــة ماليــن ورقــة‪،‬‬ ‫ليخــرج دســتور هــو االٔفضــل لبلــد كان هــو‬ ‫االٔســوأ‪ .‬ولجنــة الدســتور يف جنــوب إفريقيــا‬ ‫ذهبــت إىل كل مــكان‪ ،‬وكانــت منفتحــة عــى‬ ‫كل االٔلــوان‪ ،‬وناقشــت كل املســودات‪ ،‬ليكــون‬ ‫الدســتور املناســب يف الوقــت املناســب‪ .‬فهــل‬ ‫جــاء مــروع الدســتور قبــل أن يأخــذ وقتــه‪،‬‬ ‫ويأخــذ مســاحته؟ هــل بــات علينــا أن نفكــر‬ ‫فقــط يف الصنــدوق لنقــول نعــم أو ال؟ ويظــل‬ ‫مــروع الدســتور يف مهــب االٔســئلة قبــل أن‬ ‫يصبــح يف مهــب االســتفتاء‪ ،‬حيــث ال نملــك‬ ‫إال نعــم أو ال‪ ،‬وحتــى نعــم أو ال صــارت غــر‬ ‫متاحــة لنــا‪ ،‬حيــث صمــم قانــون االســتفتاء‬ ‫كمحاولــة لعرقلــة االســتفتاء‪.‬‬


‫مختارات‬

‫استثمار العقول‬ ‫ال تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونون‬

‫بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والحروب !‬ ‫«نيجيريــا» من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن ‪ ،‬ومن أكبر دول‬

‫العالم المصدرة للبترول ‪ ،‬ولكن انظر إلى حالها ووضعها والسبب أن‬ ‫اإلنسان فيها مشبع باألحقاد العرقية ومحمل بالصراعات !‬ ‫فيما سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم ‪ ،‬ألنه رئيس بلد ال‬ ‫توجد فيه مياه للشرب! اليوم يتقدم بلده على اليابان في مستوى‬ ‫دخل الفرد‪!!..‬‬ ‫في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنظر‬ ‫لباطن األرض ما الذي ستخرجه كي تعيش‪ ،‬في الوقت الذي أصبح‬ ‫اإلنسان هو االستثمار الناجح واألكثر ربح ًا‪..‬‬ ‫هل فكرت وأنت تشتري تلفون جالكسي أو أيفون كم يحتاج هذا‬ ‫الهاتف من الثروات الطبيعية؟؟‬ ‫ستجده ال يكلف دوالر ًا واحد ًا من الثروات الطبيعية‪ ،‬جرامات بسيطة‬ ‫من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البالستيك‪ ،‬ولكنك تشتريه‬ ‫بمئات الدوالرات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز‪ ،‬والسبب أنه‬ ‫يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية!!!‬ ‫هل تعلم أن إنسانا واحدا مثل «بل غيتس» مؤسس شركة‬ ‫مايكروسوفت يربح في الثانية الواحدة ‪ 226‬دوالرا‪ ،‬يعني ما تملكه‬ ‫دول الخليج من احتياطي للثروات لن تستطيع مجاراة شركة واحدة‬ ‫لتقنية حاسوب‪..‬؟‬

‫فـــاروق القاسم‬

‫هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك‪ ،‬هل تعلم أن‬ ‫أرباح شركة مثل سامسونج في عام واحد ‪ 327‬مليار دوالر‪ ،‬نحتاج لمئة‬ ‫سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي‪!!..‬‬ ‫أخي في الشمال أو الجنوب‪ ،‬في الشرق أو الغرب في هذا الوطن‬ ‫‪ ،‬أيها الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى دون الحاجة إلى‬ ‫عقلك دع عنك أوهامك‪.‬‬ ‫هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬وفي أقل من خمسين‬ ‫عام ًا انتقمت من العالم بالعلم والتقنية ‪ ،‬وبقي األغبياء يسألونك عن‬ ‫مذهبك أو من أي قبيلة أنت‪...‬؟؟؟‬ ‫وعجب هي الحيـــــــــــــــاة‬ ‫كاتب عراقي‬

‫‪09‬‬


‫مشاهدات‬

‫في مشهد يجســــــــ‬

‫كورونا‬

‫"المميتـة"‬

‫الوباء ( التاجي) يحصد‬

‫تيجان الصحة من فوق رؤوس‬

‫الكثيرين منــا‪ ،‬حتى األطباء‪ ،‬ليتربع‬ ‫على عرش العالم مكمم ًا أفواهنا‬ ‫ؤأنوفنا‪ ،‬في محــاولة لقطع‬ ‫أنفاسنا!‪.‬‬ ‫مشاهد ارتــداء الكمامات والقفازات‬ ‫تقتحمك أينما وقــع نظرك‪ ،‬الفقيـــر‬ ‫والغـني‪ ،‬القوي والضعيف‪ ،‬الرئيـس‬ ‫والغفيــر ‪ ،‬يرتدونها ‪،‬تشعرك وكأنـك‬ ‫تتجول في أروقة مستشفى كبير!‪،‬‬ ‫تشعرك بالمرض والخــوف‪ ،‬وكــــأننا‬ ‫كائنــــات غريبــة يجتهــد العلمـــاء‬ ‫الكتشافهـا‪.!..‬‬ ‫فمــا الذي يحــدث؟!‪ ،‬ومـــا الســـر‬ ‫وراء والدة هذا الكائن المضلل لجنود‬ ‫الصحة‪ ،‬والمهدد لحياة سكان األرض؟‬

‫إعداد ‪ :‬نعيمة سويسي‬

‫ومــع تزايــد قــدرة الفــروس عــى‬ ‫االنتشــار‪ ،‬وفقــا ً للتقاريــر اليوميــة التــي‬ ‫تحــرص عــى نرشهــا وســائل اإلعــام‬ ‫املختلفــة‪ ،‬وتمــدده برسعــة رهيبــة دون أي‬ ‫قيــد‪ ،‬نــرى العالــم ينكفــىء عــى نفســه‬ ‫وتنغلــق الحــدود وتنعــدم املســافات لتصــل‬ ‫إىل حــد اختفــاء مظاهــر الحيــاة الطبيعيــة‪،‬‬ ‫وتحــره ىف غــرف العــزل واإلنعــاش‪ ،‬يف‬ ‫مشــهد يجســد املعنــى الحقيقــي للعزلــة‪.‬‬ ‫خــال مرحلــة (الطــوق الصحــي)‬ ‫اجتهــد النــاس يف معرفــة عدوهــم األول‪ ،‬وقــد‬

‫‪10‬‬

‫تحصر العالم فـــــــ‬ ‫لم تكن كورونا‬ ‫الجائحة األولى ولن تكون‬

‫األخيرة!‬ ‫كان يــراه بعضهــم (األخــر) أيضــاً!‬ ‫كثــرت األقاويــل والشــائعات‪ ،‬ليشــهد‬ ‫محــرك (غوغــل) ارتفاعــا ً غــر مســبوق يف‬ ‫البحــث عــن ماهيــة هــذا الوبــاء!‪ .‬ففــي‬ ‫حالــة الحــرب عليــك أن تعــرف عــدوك‪ ..‬كيــف‬ ‫يفكــر؟ وكيــف تحمــي نفســك منــه وتتغلــب‬ ‫عليــه؟‪.‬‬ ‫صــارت أخبــار كورونــا تتصــدر‬ ‫صفحــات األخبــار‪ ،‬والنــرات اإلخباريــة‪.‬‬ ‫مــن منَّــا لــم تمــر عليــه وهــو يتصفــح‬ ‫حســابه الـ(فيســبوكي) وصفــة عالجيــة‬ ‫للشــفاء مــن كورونــا؟‬ ‫عــرات الوصفــات اخرتعهــا أصحابهــا‬ ‫وانتــرت‪ ،‬يف حــن اكتفــى البعــض بالدعــاء‬

‫!‬ ‫والترضع‪،‬والتحصــن‬ ‫األمــر الــذي أجــر منظمــة‬ ‫الصحــة العامليــة لالنضمــام‬ ‫إىل تطبيــق (تيــك ‪ -‬تــوك)‬ ‫لتوســع مــن تواجدهــا عــى‬ ‫منصــات التواصــل االجتماعــي‬ ‫كافــة‪ ،‬والتصــدي لتلــك‬ ‫الشــائعات‪.‬‬ ‫شــيئا ً فشــيئاً‪ ،‬صــار العالــم‬ ‫يــدرك حقيقــة الوضــع‪ ،‬ومحاولــة‬ ‫التعايــش معــه‪ ،‬فمــع ترصيحــات‬ ‫منظمــة الصحــة العامليــة وإعالنهــا‬ ‫أوروبــا مركــزا ً للوبــاء‪ ،‬ودعوتها‬ ‫إىل تكاتــف الجهــود ملكافحــة‬


‫‪AFP‬‬

‫ــــــــــــــد المعنى الحقيقي للعزلة‬

‫ـــــي غرف العزل واإلنعاش!‬ ‫الفــروس‪ ،‬واتخــاذ اجــراءات العــزل‪ ،‬ونــر‬ ‫الوعــي الصحــي‪ ،‬حــرص الكثــر مــن الخرباء‬ ‫عــى بــث ترصيحــات مطمئنــة‪ ،‬مثلمــا‬ ‫أوضــح أحــد الخــراء اإليطاليــن بقولــه‪-:‬‬ ‫(كورونــا ليــس أخطــر مــن غــره‪،‬‬ ‫ولكنــه ينتــر برسعــة‪ ،‬وبأرقــام عاليــة‬ ‫جــداً‪ ،‬قــادرة عــى تركيــع أفضــل النظــم‬ ‫الصحيــة العامليــة)‪.‬‬ ‫( ن تغيــر ســلوك النــاس‪ ،‬ونمــط‬ ‫حياتهــم‪ ،‬خاصــة فيمــا يتعلــق بتنقالتهــم‪،‬‬ ‫واقتصــار ذلــك فقــط عــى الــرورات‬ ‫القصــوى يؤثــر بشــكل مبــارش عــى حــدة‬ ‫انتشــار الفــروس داخــل املجتمعــات كافــة)‬ ‫أمــا بالنســبة للعالــم العربــي حيــث عــدد‬ ‫اإلصابــات أقــل مــن أوروبــا‪ ،‬فقدحرصــت‬ ‫الــدول عــى تفعيــل الربوتوكــوالت الطبيــة‬ ‫للتعامــل مــع أيــة حالــة يشــتبه بإصابتهــا‬ ‫بالفــروس‪ ،‬ورفــع درجــة التأهــب القصــوى‬ ‫يف املرافــق الصحيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل اتخــاذ‬

‫إجــراءات وقائيــة باملطــارات واملوانــىء‬ ‫واملعابــر الحدوديــة‪ ،‬وإغــاق مؤقــت‬ ‫للمؤسســات التعليميــة واملســاجد‪ ،‬أيضــاً‪.‬‬ ‫( الوباء الثامن عشر)!!‬

‫لــم يكــن وبــاء كورونــا الجائحــة األوىل‬ ‫التــي تــرب البرشيــة عــر تاريخهــا‬ ‫الطويــل‪ ،‬كمــا لــن يكــون هــو آخــر مــا قــد‬ ‫يهــدد اســتمرار بقائهــا‪.‬‬ ‫فقــد صنــف هــذا الفــروس يف‬ ‫الرتتيــب الثامــن عــر بقائمــة األمــراض‬ ‫األكثــر فتــكا بالبرشية‪،‬حيــث كان اولهــا‬ ‫طاعون(جيســيان) الــذي قــى عــى (‪)100‬‬ ‫مليــون إنســان يف القرنــن الحــادي والثانــي‬ ‫عــر‪.‬‬ ‫ويف القــرن الرابــع عــر حصــد (املــوت‬ ‫األســود) مــا يقــارب مــن (‪ )34‬مليــون‬ ‫مواطــن يف الصــن‪ ،‬مــكان ظهــوره‪.‬‬ ‫وعــى امتــداد الفــرة‪ ،‬مــن مطلــع القــرن‬ ‫التاســع عــر حتــى يومنــا هــذا‪ ،‬ســجل‬ ‫تاريــخ األرض عــدد ســبعة أوبئــة مــن نــوع‬ ‫الكولــرا‪ ،‬انتــرت يف أماكــن متفرقــة مــن‬ ‫العالــم‪ ،‬ويف فــرات متعاقبــة‪ ،‬كمــا أنــه يف‬ ‫العامــن (‪ )1919 - 1918‬عــرف النــاس مــا‬ ‫أســموه بااألنفلونــزا اإلســبانية‪ ،‬التــي قضــت‬ ‫عــى (‪ )550‬مليــون شــخص دفعــة واحــدة‪،‬‬ ‫أي مــا يعــادل ‪ ٪ 200‬مــن ســكان العالــم‬ ‫آنــذاك‪.‬‬ ‫وتعــاد الكــرة يف دوران دوالب الجائحــات‬ ‫املرضيــة حــول الكــرة األرضيــة‪ ،‬ليظهــر مــا‬ ‫ســمي بانفلونــزا الخنازيــر يف الفــرة مــا بــن‬ ‫(‪ ،)2010-2009‬وكانــت بؤرتهــا يف املكســيك‪،‬‬ ‫ليتفــى مــن بعــد ذلــك يف باقــي أرجــاء‬ ‫العالــم ويصيــب (‪ )220‬ألفــا‪ ،‬تــويف منهــم‬

‫(‪ )2000‬شــخص يف أماكــن متفرقــة‪.‬‬ ‫كمــا ال ننــى وبــاء نقــص املناعــة‬ ‫املكتســبة (االيــدز)‪ ،‬الــذي ظهــر مطلــع‬ ‫ثمانينــات القــرن املــايض وأرض بحيــاة أكثــر‬ ‫مــن (‪ )60‬مليــون‪ ،‬إىل جانــب وبــاء الكولــرا‬ ‫الســابع‪ ،‬الــذي ســبق االيــدز‪ ،‬وعــرف يف‬ ‫(‪ )1961‬بأندونيســيا‪ ،‬وبلــغ ذروتــه يف العــام‬ ‫(‪ ،)1970‬وال يــزل منتــرا ً حتــى اليــوم‪ ،‬يف‬ ‫أكثــر مــن (‪ )53‬دولــة‪ ،‬غالبيتهــا بالقــارة‬ ‫اإلفريقيــة‪.‬‬ ‫وإذ نعــارص حاليــا ً املوجــة املميتــة‬ ‫(كورونــا)‪ ،‬التــي يجتهــد املختصــون يف‬ ‫إيجــاد عــاج ناجــع لهــا‪ ،‬الزالــت تطلعنــا‬ ‫األخبــار عــى اســتحداث الفــروس لنفســه‪،‬‬ ‫وتطــوره بمراحــل مســتجدة تثــر الجــدل‬ ‫الواســع يف األوســاط الطبيــة‪ ،‬وتجعــل العالــم‬ ‫يقــف مذهــوال ً أمــام األعــداد املتزايــدة مــن‬ ‫ضحايــاه‪ ،‬مــع عجــز منظمــة الصحــة‬ ‫العامليــة عــى الســيطرة‪،‬‬ ‫ومــع اســتعراض كل مــا ســبق‪ ،‬تظــل‬ ‫أبــواب االحتمــاالت والتوقعــات مفتوحــة‬ ‫أمــام املزيــد مــن التطــورات يف مســألة‬ ‫التصــدي للفايــروس والقضــاء عليــه بشــكل‬ ‫نهائــي‪.‬‬ ‫ويظــل اإلنســان املخلــوق املتعلــق‬ ‫بالحيــاة بطبعــه يعيــش حالــة الرتقــب‬ ‫والخــوف األزيل مــن فنائــه‪.‬‬ ‫التعايش مع كورونا‬

‫بعــد ترصيــح منظمــة الصحــة العامليــة‬ ‫الجهــة املختصــة يف هــذه األزمــة وتحذيرهــا‬ ‫يف مؤتمــر صحــايف يف جنيــف بالقــول‪:‬‬ ‫«الجاىحــة أبعــد ماتكــون عــن االنتهــاء»‬ ‫ومــع تزايــد قلقهــا مــن ارتفــاع منحنــى‬

‫‪11‬‬


‫العالم بين أربعة جدران وخلف كمامة‬

‫‪AFP‬‬ ‫معــدل اإلصابــات بالفــروس‪ ،‬يف أفريقيــا‪،‬‬ ‫ورشق أوروبــا‪ ،‬وأمريــكا الالتينيــة‪ ،‬وبعــض‬ ‫الــدول اآلســيوية‪ ،‬نســتطيع القــول أن أفضــل‬ ‫وســيلة لتفــادي الفــروس هــي التعايــش‬ ‫معــه‪ ،‬حيــث رأى بعض الخــراء أن االســتعداد‬ ‫بشــكل أفضــل ملرحلــة التعايــش هو الســماح‬ ‫للفــروس باالتتشــار بطريقــة مراقبتــه‪،‬‬ ‫إىل جانــب‪ ،‬أيضــاً‪ ،‬مــن العالجــات األخــرى‬ ‫التــي تتنبــأ ببقــاء الفــروس يف حياتنــا‬ ‫أطــول ممــا نتوقــع‪ ،‬هــي طبيعــة الفــروس‬ ‫التــي كشــف عنهــا العلمــاء مؤخــراً‪ ،‬حيــث‬ ‫قالــت مجموعــة مــن الباحثــن يف مجــال‬ ‫الفريوســات واألطبــاء الصينيــن‪ ،‬إنــه ليــس‬ ‫مــن املرجــح أن يختفــي فــروس كورونــا‬ ‫املســتجد بالطريقــة التــي حدثــت مــع‬ ‫فريوس(ســارس) قبــل ‪ 17‬عامــاً‪ ،‬وذلــك‬ ‫ألن كورونــا قــادر عــى الدخــول إىل جســم‬ ‫اإلنســان وعــدم التســبب يف أي أعــراض عــى‬ ‫عكــس (ســارس)‪ ،‬الــذي يعنــي أنــه ســيكون‬ ‫مــن الصعــب حــر حــاالت اإلصابــات‬ ‫جميعهــا‪ ،‬وإدخالهــا يف الحجــر الصحــي ملنــع‬ ‫انتشــار الفــروس‪.‬‬ ‫هــذا األمــر دفــع ببعــض حكومــات‬ ‫العالــم إىل اتخــاذ إجــراءات احرتازيــة‬ ‫اســتعدادا ً ملرحلــة التعايــش‪ ،‬فشــهدت عــدة‬ ‫واليــات يف أمريــكا تخفيفــا ً لإلغالقــات يف‬ ‫الوقــت الــذي تســجل فيــه البــاد أكثــر مــن‬ ‫مليــون حالــة إصابــة يف تبايــن واضــح بــن‬ ‫حــال الوبــاء واإلجــراءات!‪.‬‬ ‫كذلــك أملانيــا‪ ،‬التــي تعتــر مــن أبــرز‬ ‫الــدول األوروبيــة التــي أعلنــت بــدء تخفيــف‬ ‫اإلغالقــات‪ ،‬والتــي نجحــت يف احتــواء الوبــاء‬ ‫نســبياً‪ ،‬تعلــن عــن فتــح املحــال التجاريــة‬ ‫والحدائــق العامــة واملالعــب بشــكل تدريجي‪.‬‬ ‫يف فرنســا أيضــا ً أعلــن رئيــس الــوزراء‬ ‫الفرنــي أن الوقــت قــد حــان لــرح كيــف‬

‫‪12‬‬

‫مشاهد ارتداء‬ ‫الكمامات والقفازات‬

‫تشعـرك وكــأنك تتـجـول فــــي‬ ‫أروقة مستشفى كبير !‬ ‫زنازين كوفيد ‪19‬‬ ‫كورونا تعيش معنا‬ ‫وكيف نعيش معها؟‬

‫ســيتم تخفيــف اإلغــاق تدريجي ـا ً مشــرا ً إىل‬ ‫أنــه عــى الفرنســيني أن يتعلمــوا التعايــش‬ ‫مــع الفــروس وحمايــة أنفســهم‪.‬‬ ‫أمــا يف العالــم العربــي فقــد اتفقــت‬ ‫عديــد مــن الحكومــات إىل حتميــة التعايــش‬ ‫والخــروج مــن العزلــة االجتماعيــة والجمــود‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬وهــذا املــاذ الــذي لجــأت إليــه‬ ‫أغلــب دول العالــم املتقــدم‪ ،‬والعــرة اآلن‬ ‫ليســت يف االحتياطــات الوقائيــة لتجنــب‬ ‫تفــي الفــروس وإنمــا يف وعــي املســؤول‬ ‫واملواطــن إزاء إمكانيــة التعايــش اللحظــي‬ ‫مــع هــذا الفــروس‪ ،‬وتحقيــق التــوازن بــن‬ ‫دوران عجلــة الحيــاة الطبيعيــة واســتمرار‬ ‫اإلجــراءات االحرتازيــة لنســتطيع ممارســة‬ ‫العمــل يف بيئــة آمنــة لحمايتنــا مــن‬ ‫الفــروس‪.‬‬ ‫الــدور اآلن عــى األرسة فهــي املســؤولة‬ ‫عــن حمايــة نفســها وتعليــم أبنائهــا كيفيــة‬ ‫التعايــش مــع الواقــع بمســؤولية‪ ،‬لنســتطيع‬ ‫حمايــة أنفســنا ومــن نحبهــم مــن هــذا الوباء‪.‬‬


‫مقاربات‬

‫سعاد الوحيدي‬

‫الحواس التسع‬ ‫سيكون‬

‫من حظ الجيل الذي‬

‫سيولد غدا مع مطلع هذا العام‬ ‫المطل على عجل أن اليشرب من بئر‬ ‫األخطاء‪ ،‬التي فرضت علي البشرية‬ ‫طيلة قرون وهي كثيرة و مريعة‬ ‫على أن أغربها تلك المتعلقة بآليات‬ ‫معرفتنا بحقائق األشياء‪ ،‬ذاتها فقد‬

‫كان ضروري ًا االنتظار حتى القرن الواحد‬

‫و العشرين لنرى العلوم تخوض في‬ ‫طبيعة و عدد حواس اإلنسان‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد أن ترك المجال طويال لسيطرة‬ ‫رؤية عتيقة الرسطو قصرت الحواس‬ ‫على خمسة « السمع و البصر و اللمس‬ ‫و الشم و التذوق »‪ ،‬وفق ما فصله‬ ‫في كتاب النفس‪ ،‬حيث يمكن وصف ما‬ ‫يجري اليوم بالنقلة النوعية في تفسير‬ ‫طبيعة حواس اإلنسان كنظام مستند‬ ‫لمجموعه الخاليا الحسية المستجيبة‬ ‫ألنواع محددة من الظواهر المادية‪،‬‬ ‫متطابقة مع مناطق بذاتها داخل‬ ‫المخ‪ ،‬و التي تستقبل تلك المؤثرات‬ ‫وتفسرها لصالح إدراك معين ‪ ..‬األمر‬ ‫الذي يجعل من تحديد الحواس‬ ‫بخمسة تفسير ًا اعتباطي ًا لعملية‬

‫فسيولوجية بالغة التعقيد‪ ،‬ومسئولة‬ ‫عن كامل عملية اإلدراك ‪.‬‬ ‫ورغم ورود مفاهيم أبعد من‬ ‫األرسطية‪ ،‬للعلم اللدني لدى الصوفية‪،‬‬ ‫أو لما يوصف بالحاسة السادسة‪ ،‬أو‬ ‫قدرة التكهن باألحداث‪ ،‬إال أن ما يميز‬ ‫النظريات الحديثة لعلوم الفسيولوجيا‪،‬‬ ‫واألعصاب‪ ،‬والنفس اإلدراكي‪،‬‬ ‫وفلسفة اإلدراك‪ ،‬هو تفصيلها‬ ‫الفسيولوجي لطبيعة تدخل عدد‬ ‫كبير من الحواس في عملية وعينا‬ ‫بالوجود‪ . .‬البروفسور الفرنسي‬ ‫فرانسوا لوكري‪ ،‬صاحب أطروحة‬

‫الحواس المنسية‪ ،‬يتحدث عن أربعة‬ ‫ضرورية يضيفها للخمسة المعروفة‪:‬‬

‫بالحرارة والبرودة والتي ال يحتاج‬

‫تدخلها أن يكون الوعي منصب ًا على‬

‫‪ – 1‬حاسة الوعي بتموضع األعضاء‪،‬‬

‫موضوع الحرارة ‪ ،‬ولكن أيض ًا عندما‬

‫أو بأمكنة أعضائنا‪ ،‬وهو المصطلح‬

‫تأتي المؤثرات الحرارية من حيث ال‬

‫الذي سبق أن طرحه عام ‪1906‬‬

‫يدري الشخص ‪ ،‬كأن يسقط على‬

‫عالم الفسيولوجيا اإلنجليزي تشارلز‬

‫رأسه قضيب ساخن‪ ،‬او ُيلقى على‬

‫شيرينجتون‪ ،‬والتي يصفها آخرون‬

‫ظهره بمكعب من الثلج ‪،‬حيث سيكون‬

‫باإلحساس العضلي‪ ،‬أو الحركي‪ ،‬أو‬

‫لدى الجسد القدرة وفق هذه‬

‫حاسة استقبال الحس العميق‪.‬‬

‫الحاسة على معرفة موضوع الحرارة‬

‫وهي تستند إلى مستقبالت حسية‬

‫وموضوع البرودة وإن لم تبصر العين‬

‫بالعضالت تُعرف «بالمغازل» العضلية‪،‬‬

‫ذلك‪ ،‬وبالتالي القدرة على التعامل‬

‫وظيفتها تزويد المخ بتفاصيل طول‬

‫معها بما يضمن السالمة‪.‬‬

‫العضلة‪ ،‬ومدى قدرتها على التمدد‪.‬‬

‫‪- 4‬حاسة الشعور باأللم والتي تسمح‬

‫يشرح لوكري‪ :‬إنه «لفتح الباب نحتاج‬

‫بتحديد مؤشرات الخطر الذي قد‬

‫لفتح اليد بطريقة معينة‪ ،‬إللزام قوة‬

‫يداهم الجسد‪ ،‬فإن األلم الشديد‬

‫معينة»‪ .‬على أن هذا الكشف عن‬

‫الذي يصاحب لمس وعاء ساخن هو‬

‫معلومات التحفيز نادر ًا ما يكون واعيا‪،‬‬

‫الذي يسمح بإبعاد اليد‪ ،‬وتجنبها‬

‫وربما لهذا السبب تم تجاهل هذه‬

‫االحتراق‪ .‬حيث تعمل المنظومة‬

‫الحاسة لفترة طويلة‪.‬‬

‫الحسية المنتشرة على مساحة الجلد‪،‬‬

‫‪ – 2‬حاسة التوازن‪ ،‬وهي ذات أهمية‬

‫دور الحارس الذي يبعث للمخ إشارات‬

‫لبرمجة عالقة الجسم بالمكان والحركة‪،‬‬

‫الخطر‪ ،‬وتدفعه للتحرك لتجنب ذلك‪.‬‬

‫أي ًا كانت المتغيرات الحركية‪ ،‬ذات‬

‫فاأللم ال يمثل مشكلة‪ ،‬بل هو باألحرى‬

‫العالقة الثابتة أو المتغيرة مع الجاذبية‪،‬‬

‫صفارة إنذار بشأنها وهو الدور الذي‬

‫فلو تم الدفع بشخص معصوب‬

‫يعطي لهذه الحاسة أهمية كبرى‪.‬‬

‫العينين ببطء لألمام‪ ،‬سيكون بإمكانه‬

‫غير هذه الحواس التسع‪ ،‬ثمة حواس‬

‫الشعور بالتغير الذي يطرأ على وضع‬

‫أخرى صنفها عديد العلماء‪ ،‬منها ما‬

‫جسمه‪ ،‬وعالقته بالجاذبية‪ .‬وهي‬

‫يتعذرعلى اإلنسان إدراكها على نحو‬

‫تستند «للنظام الدهليزي» باألذن‪،‬‬

‫واع‪ ،‬كالمؤشرات الواردة للمخ بشأن‬ ‫ٍ‬

‫الضابط للتوازن أثناء الحركة‪ ،‬وكذلك‬

‫مستوى ضغط الدم‪ ،‬ومستوى‬

‫الشعور بالحركة‪ ،‬والتسارع في الفراغ‪.‬‬

‫الحموضة في السائل النخاعي‪ ،‬وما‬

‫كما تعتمد‪ ‬العين على هذه الحاسة‬

‫إلى ذلك غير إننا لن نتوسع هنا‪ ،‬ونختم‬

‫لمحو تأثير حركتنا على المستقبالت‬

‫بالتذكير بأنه‪ ،‬ومهما تعددت حواس‬

‫الواردة‪ ،‬هكذا ال تؤثر حركة الرأس‬

‫اإلنسان‪ ،‬فإنه لن يستطيع رؤية إال أقل‬

‫يمين ًا ويسار ًا خالل القراءة‪ ،‬على رؤية‬

‫‪ ٪‬من الطيف الكهرومغناطيسي‪،‬‬ ‫من ‪ 1‬‏‬

‫السطور‪ ،‬وال على الحفاظ على التركيز‬

‫‪ ٪‬من الطيف‬ ‫ولن يسمع إال أقل من ‪ 1‬‏‬

‫أثناء القراءة‪.‬‬

‫‪ ٪‬من‬ ‫الصوتي‪ .‬وإن ما يفوق‪ 99‬‏‬

‫‪- 3‬الحاسة الترمومترية أو الشعور‬

‫جسده‪ ‬ليس إال فراغ ًا‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫حوار‬ ‫رئيس المركز الوطني لمكافحة األمراض بدرالدين النجار لــ “الليبية”‬

‫مسؤوليــة ارتفـاع‬ ‫عدد الوفيــات‬ ‫يتحمل المواطن جزء ًا منها والباقي على الجهات المختصة‬ ‫في‬

‫الشهرين األولين النتشار فيروس كورونا‬

‫عالميا‪ ،‬اعتقدت شرائح واسعة من الليبيين أن‬

‫خطر تفشي فيروس كورونا اليهدد األراضي‬

‫الليبية‪ ،‬وأن الليبيين محصنون بتطعيمات سابقة‬

‫ضد هذا الوباء‪ ..‬وبتسجيل أول حالة إصابة‬

‫في شهر مارس تبدد هذا االعتقاد‪ ،‬ودب الذعر‬

‫في األوساط الشعبية ما حدا بالجهات الرسمية‬ ‫إلى تطبيق حزمة من التدابير واإلجراءات‬

‫مداها بفرض حظر التجول العام والجزئي في‬

‫أكثر من مرة‪..‬حول جائحة كورونا وتفشيها‪،‬‬

‫والتدابير الوقائية واالحترازية التي فرضها‬

‫المركز لمقاومة المرض‪ ،‬والخطط المستقبلية‬ ‫للحد من انتشاره‪ ،‬والعوائق التي ساهمت‬

‫في تعثر احتوائه‪ ،‬ومواضيع أخرى‪ ،‬كان لنا هذا‬ ‫الحوار مع السيد بدر الدين النجار ‪ ،‬رئيس المركز‬ ‫الوطني لألمراض‪.‬‬

‫الوقائية لمواجهة هذه الجائحة‪ ،‬التي بلغت‬ ‫هــل عــودة العالقيــن أدت إلــى انتشــار‬ ‫المــرض ؟‬

‫كانــت هنــاك مشــكلة كبــرة يف رجــوع‬ ‫العالقــن بالخــارج‪ .‬طبعــاً‪ ..‬تــم تشــكيل‬ ‫لجنــة تــرف عــى عودتهــم مــع اللجنــة‬ ‫األمنيــة االستشــارية ملجابهــة كورونــا‪ ،‬حيث‬ ‫تــم التنســيق عــى أن يبقــى كل العالقــن‬ ‫يف حجــر صحــي يف الفنــادق خــارج الوطــن‬ ‫لعــدم توفــر الفنــادق يف الداخــل‪ ،‬بــرط أن‬ ‫يبقــى العالــق أســبوعني يف الحجــر الصحــي‪،‬‬ ‫وأن يجــري لــه تحليــل ( بــي يس آر ) مرتــن‪،‬‬ ‫فــإذا كانــت النتيجــة ســلبية أمكنــه العــودة‪،‬‬ ‫ولألســف‪ ..‬لــم تكــن التحاليــل دقيقــة‪ ،‬فعنــد‬ ‫عــودة العالقــن بعــد تحليالتهــم الســلبية‬ ‫ظهــرت النتائــج مغايــرة‪ ،‬وكانــت أغلبهــا‬ ‫موجبــة مــا أدى إىل تفــي املــرض يف أكثــر‬ ‫مــن منطقــة ‪.‬‬ ‫ماذا عن مراكز العزل ؟‬

‫مــن الطبيعــي أن الحــاالت املصابــة‬ ‫(اإليجابيــة) التــي يتــم تســجيلها تحتــاج إىل‬ ‫رعايــة صحيــة داخــل مراكــز العــزل‪ ،‬حيــث‬ ‫إن حــوايل ‪ ٪ 20‬منهــا يف حاجــة إىل عنايــة‬ ‫طبيــة ومــن ‪ ٪ 5-3‬يحتاجــون إىل الدخــول‬ ‫إىل العنايــة الفائقــة‪ ،‬ويف أغلــب األحيــان‬

‫‪14‬‬

‫يحتاجــون إىل التنفــس الصناعــي‪.‬‬ ‫وبالنســبة ملراكــز العــزل فقــد تأخــر‬ ‫تجهيزهــا‪ ،‬خاصــة يف املناطــق الريفيــة التــي‬ ‫لــم تصــل إىل التجهيــز الكامــل‪ ،‬ولــم يتــم‬ ‫تدريــب األطبــاء للعنايــة الفائقــة‪ ،‬فكانــت‬ ‫جهوزيتهــا وأداؤهــا غــر فعــال‪ ،‬إيل جانــب‬ ‫أزمــة توفــر اســطوانات األكســجني‪ ،‬فمــرىض‬ ‫كورونــا محتاجــن إىل اســتهالك األكســجني‬ ‫إذ يحتــاج املريــض الواحــد أحيانــا إىل “‪”10‬‬ ‫أســطوانات يف اليــوم الواحــد‪.‬‬ ‫وفيمــا يتعلــق بمراكــز العــزل يف‬ ‫طرابلــس‪ ،‬فهنــاك “‪ ”4‬مراكــز‪ ،‬إال أن الضغــط‬ ‫كبــر‪ ،‬وتفتقــد فيهــا الحــاالت املصابــة‬ ‫لألكســجني وجهوزيــة العنايــة الطبيــة‪ ،‬عــدا‬ ‫مركــز عــزل ( معيتيقــة ) الــذي يشــتغل‬ ‫بشــكل منظــم وصحيــح‪ ،‬أمــا بقيــة املراكــز‬ ‫فتعانــي مــن مشــاكل كثــرة مــع األطبــاء‬ ‫واالختصاصيــن‪ ،‬خاصــة مــع عــدم وجــود‬ ‫قــرار بدفــع الحوافــز واملكافــآت‪ ،‬وهــذا أحــد‬ ‫أســباب عرقلــة تشــغيل املراكــز بطاقتهــا‬ ‫القصــوى‪.‬‬

‫لمــاذا توقــف فــرض الحظــر علــى الرغــم‬

‫مــن ازديــاد حــاالت اإلصابــة؟‬

‫الحظــر لــن يعطــي نتائــج إيجابيــة‪،‬‬

‫حاورته ‪ :‬جميلة محمد حسن‬


‫واملواطــن ســئم منــه وأمــد الجائحــة طــال‪،‬‬ ‫فيفــرض الرتكيــز والعمــل عــى برامــج‬ ‫التعايــش مــع الفــروس باتبــاع الضوابــط‬ ‫الصحيــة‪ ،‬وإن اضطررنــا لفــرض الحظــر‬ ‫فيمكــن أن ننفــذه يف نطــاق ضيــق وبــن‬ ‫املــدن‪.‬‬ ‫حســب رأيــك‪ ..‬مــن يتحمــل مســؤولية‬ ‫ازديــاد عــدد الوفيــات بســبب فيــروس‬ ‫كورونــا ؟‬

‫تحاليل العائدين من السفر لم‬ ‫تكن دقيقة وكانت سببا في‬ ‫انتشار المرض‬

‫مســؤولية ازديــاد عــدد الوفيــات يتحمــل‬ ‫املواطــن جــزءا منهــا‪ ،‬ويقــع الباقــي عــى‬ ‫الجهــات املختصــة‪ ،‬ومــع دخــول فصــل‬ ‫الشــتاء وانتشــار األنفلونــزا املوســمية‬ ‫الحــادة ســيتفاقم الوضــع الوبائــي والتوجــد‬ ‫منظومــة موحــدة بــن مراكــز مكافحــة‬ ‫األمــراض ومراكــز العــزل نســتطيع االســتناد‬ ‫عليهــا يف الحصــول عــى إحصائيــة حقيقيــة‬ ‫ودقيقــة عــن أعــداد الوفيــات التــي شــملت‬ ‫أطبــاء وممرضــن توفــوا بعــد إصابتهــم‬ ‫بالفــروس‪.‬‬ ‫ولألســف الشــديد هنــاك أكثــر مــن‬ ‫“‪ ”6‬جهــات تشــكلت عــن وزارة الصحــة كل‬ ‫منهــا تعمــل عــى مجابهــة كورونــا‪ ،‬منهــا‬ ‫جهــاز الطــب العســكري‪ ،‬والطــب امليدانــي‪،‬‬ ‫وإدارة الطــوارئ‪ ،‬واللجنــة العليــا‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إيل اللجنــة االستشــارية ومركــز االســتجابة‬ ‫الرسيعــة‪ ،‬وهــذا ســبب ربكــة للمركــز‬ ‫الوطنــى الــذي مهمتــه األصليــة املحافظــة‬ ‫عــى األمــن القومــي الصحــي ‪.‬‬ ‫ومــاذا عــن أســباب تفشــي الفايــروس‬

‫بمدينــه ســبها ومناطــق الجنــوب بهــذا‬ ‫الشــكل المســتفحل؟‬

‫طبعــا ً منطقــة ســبها انتــر فيهــا‬ ‫الفايــروس بشــكل رسيــع جــدا ً لعــدة‬ ‫أســباب أهمهــا عــدم وجــود الوعــي الــكايف‬ ‫مــن خظــورة الفــروس ولــم تتخــذ مناطــق‬ ‫الجنــوب أيــة إجــراءات وقائيــة احرتازيــة‬ ‫والتثقيفيــة‪ ،‬وكذلــك اســتهتار املواطنــن‬ ‫باملــرض ونفــي وجــود الفــروس أصــاً‬ ‫وكانــت التجمعــات كبــرة يف املقاهــي‬ ‫واألســواق واملناســبات االجتماعيــة والتــي‬ ‫أدت إىل تفاقــم الوضــع وانتشــار الفــروس‬ ‫بشــكل رسيــع وبــدأت اإلصابــات باملئــات‬ ‫يف اليــوم الواحــد ولألمانــة كانــت الخدمــات‬ ‫الطبيــة والرعايــة ضعيفــة جــدا ً وبــدأت‬ ‫الحــاالت التــي تحتــاج إىل رعايــة صحيــة‬ ‫تتزايــد يومــا بعــد يــوم مــع وجــود مركــز‬ ‫واحــد فقــط بســبها ولــم يكــن هنــاك أطبــاء‬ ‫متخصصــون بالعنايــة الفائقــة والتدابــر‬ ‫الكورونــا بشــكل جيــد ‪ ،‬وحصلــت مشــكلة‬ ‫يف إيــواء الحــاالت الحرجــة حتــى زاد عــدد‬ ‫الوفيــات بالجنــوب وأصبــح الوضــع كارثي ـا ً‬ ‫ممــا أدى إىل تدخــل وزارة الصحــة بارســال‬ ‫أطبــاء وبعــض التجهيــزات ولكــن الوقــت‬ ‫كان متأخــرا ً ودفعــت مناطــق الجنــوب‬ ‫الثمــن وكان باهظــاً‪.‬‬

‫ماهو فايروس كورونا المستجد ؟‬

‫الفــروس ظهــر يف الصــن يف مدينــة‬ ‫ووهــان والفــروس جديــد غــر معــروف‬ ‫والتســاؤالت كثــرة حــول طــرق انتشــاره‬ ‫فهــل انتقــل مــن الحيــوان إىل اإلنســان كمــا‬ ‫يشــاع بأنــه انتقــل مــع الخفــاش إىل اإلنســان‬

‫‪15‬‬


‫ولكــن هنــاك كالم كثــر حــول انتقــال‬ ‫الفــروس بأنــه مُصنّــع بواســطة اإلنســان‬ ‫وتــرب مــن مختــرات ووهــان وانتــر بــن‬ ‫البــر وســبب الكارثــة والجائحــة الكبــرة‬ ‫غــر املســبوقة يف تاريــخ البرشيــة بهــذا‬ ‫الشــكل والرعــب الــذي ســببه والخســائر‬ ‫البرشيــة االقتصاديــة يف العالــم ‪.‬‬ ‫ماهـــي طبيعـــة فيـــروس كورونـــا‬

‫المســـتجد ؟‬

‫الفــروس غامــض فيــه الكثــر مــن‬ ‫األشــياء حــول تركيبتــه البيولوجيــة‬ ‫والســلوكية والوراثيــة والوبائيــة أشــياء‬ ‫فيهــا غمــوض كبــر وفيهــا أشــياء الزالــت‬ ‫مجهولــة عنــد العلماء وفيــه اختالفــات كثرية‬ ‫بــن الــدول وهــذا دليــل عــى أنــه مــن ُ‬ ‫صنــع‬ ‫اإلنســان حيــث أن الفايــروس عــادة يُهاجــم‬ ‫جهــاز واحــد لــدى اإلنســان ولكــن هــذا‬ ‫الفايــروس يهاجــم عــدة أجهــزة يف آن واحــد‬ ‫فهــو يهاجــم الجهــاز التنفــي والجهــاز‬ ‫الهضمــي والجهــاز التناســي وأجهــزة أخــرى‬

‫‪ 4000 -3000‬عينــة‪ ،‬وهــذا العــدد غــر كايف‪،‬‬ ‫واملفــروض أن يتــم تحليــل عينــات أكثــر‪،‬‬ ‫أســوة بجارتنــا تونــس التــي تحلــل أكثــر‬ ‫مــن ‪ 10‪.‬000‬عينــة يف اليــوم ‪.‬‬ ‫ويعتــر التحليــل املعمــي هــذا خطــوة‬ ‫أساســية مهمــة للتعــرف عــى الحــاالت‬ ‫املوجبــة ‪ ،‬ويرتتــب عــى هــذا التحليــل تتبــع‬ ‫الحــاالت املوجبــة واملخالطــة وحجرهــا‬ ‫وعزلهــم ومعرفــة الحــاالت التــي تحتــاج إىل‬ ‫العنايــة الفائقــة ‪.‬‬ ‫وماذا بعد الحظر ؟‬

‫عــودة الحيــاة إىل طبيعتهــا مثــل‬

‫وماذا بشأن عودة الطالب للمدراس ؟‬

‫كمــا نعــرف بــأن طلبــة املــدارس عــادت‬ ‫للدراســة يف العالــم كافــة‪ ،‬ولكــن بضوابــط‬ ‫صحيــة محــددة… ففــي ليبيــا كان فيــه‬ ‫تمهــل لعــودة الطلبــة للمــدارس‪ ،‬وشــكلت‬ ‫لجنــة فنيــة بــن وزارة التعليــم واملركــز‬ ‫الوطنــي ملكافحــة األمــراض تدارســت كل‬ ‫الــروط والضوابــط الصحيــة التــي يجــب‬ ‫تفعيلهــا‪ ،‬كمــا أن وزارة التعليــم بذلــت كل‬ ‫الجهــود يف توفــر االحتياجــات الالزمــة‬ ‫لتنفيــد هــذه الضوابــط‪ ،‬ويكــون فيــه‬ ‫رجــوع تدريجيــا للتعليــم وفقـا ً لخطــة فنيــة‬

‫العـالج ببــالزمــا المتعافـين مــن كورونـــا لم‬ ‫ينجـح فـي بعض الـدول لكـن التجـربة الليبيــة‬

‫كانت ناجحة‬

‫المتوفى بالكورونا بعد تغسيله وتكفينه ال ينقل‬ ‫المرض‪ ،‬ويجب معاملته كأي متوفي عادي‬ ‫وترصفــه غريــب عنــد دخولــه الجســم ‪.‬‬

‫كيف يتم تشخيص فايروس كورونا؟‬

‫فيمــا يتعلــق بتشــخيص الفــروس‬ ‫هــو التشــخيص الــذي أوصــت بــه منظمــة‬ ‫الصحــة العامليــة هــو« بــي يس آر » وهــو‬ ‫املعتمــد الدقيــق‪ ،‬ولألمانــة كانــت اســتجابة‬ ‫وزارة الصحــة والحكومــة متأخــرة جــداً‪،‬‬ ‫فقــد حاولــت اســترياد بعــض األجهــزة‪،‬‬ ‫ونظــرا للشــح العاملــي يف أجهــزة املعامــل‬ ‫فقــد كانــت هنــاك صعوبــة يف الحصــول‬ ‫عــى األجهــزة واملشــغالت الكافيــة ماانعكــس‬ ‫عــى قــدرات مختــرات صحــة املجتمــع‬ ‫يف تشــخيص حــاالت كورونــا املحــدودة يف‬ ‫الشــهور األوىل التــي لــم تتجــاوز ألــف عينــة‪،‬‬ ‫وملــا أصبــح األمــر أكثــر رسا يف الحصــول‬ ‫عــى األجهــزة واملشــغالت فقــد طــرأ بعــض‬ ‫التطويــر للمختــرات وارتفعــت القــدرة إىل‬

‫‪16‬‬

‫عــودة الطلبــة للتعليــم‪ ،‬وفتــح كل املحــال‪،‬‬ ‫وممارســة األنشــطة كاف‪ ،‬وحســب مــا‬ ‫نالحــظ فــإن هنــاك موجــات متتــاىل‬ ‫مــن انتشــار الفــروس‪ ،‬وتشــهد أوروبــا‬ ‫تســجيل أعــداد كبــرة يف حــاالت اإلصابــة‬ ‫والوفيــات‪ ،‬وأصبحــت يف حــرة مــن أمرهــا‪،‬‬ ‫هــل ترجــع إىل اإلغــاق التــام أو تســتمر يف‬ ‫سياســة التعايــش مــع الفــروس‪ ،‬حيــث‬ ‫تختلــف طرائــق مكافحــة هــذه الجائحــة‬ ‫مــن دولــة ألخــرى‪ ،‬ويف ليبيــا األمــر يختلــف‪،‬‬ ‫فنحــن النملــك التجمعــات الكبــرة‪ ،‬والنملــك‬ ‫القطــارات‪ ،‬وال األســواق الكبــرة التجمعــات‪،‬‬ ‫وكل ماهــو مطلــوب مــن الحكومــة هــو‬ ‫توفــر الكمامــات للمواطــن‪ ،‬والرتكيــز عــى‬ ‫برامــج التوعيــة‪ ،‬وعــى املواطــن االلتــزام‬ ‫بالضوابــط الصحيــة ومنــع التجمعــات‪.‬‬

‫وضعتهــا اللجنــة الفنيــة بــن وزارة التعليــم‬ ‫واملركــز الوطنــي ملكافحــة األمراض‪ ،‬وســوف‬ ‫يكــون الرجــوع آمنــا إذا تمــت متابعــة‬ ‫الضوابــط الصحيــة‪ ..‬هــذا فيمــا يتعلــق‬ ‫بالتعليــم األســايس واملتوســط‪ ،‬أمــا بالنســبة‬ ‫لطــاب الجامعــة فالعــودة آمنــة بعــد إجــراء‬ ‫امتحــان يضــم حــوايل ‪ 50‪.‬000‬طالــب‪ ،‬تحــت‬ ‫رعايــة صحيــة ومتابعــة الضوابــط‪ ،‬وكانــت‬ ‫النتيجــة لــم تظهــر أي اصابــات بــن الطلبــة‪.‬‬ ‫وبحســب آخــر المســتجدات العلميــة‪ ..‬هــل‬ ‫يوجــد عــاج معتمــد وجاهــز لمرضــى‬ ‫الكورونــا ؟‬

‫ال يوجــد عــاج ناجــح ومعتمــد ملــرىض‬ ‫الكورونــا‪ ،‬إال أن هنــاك الكثــر مــن التجــارب‬ ‫التــي أجريــت عــى الكثــر مــن األدويــة نجح‬ ‫عــدد منهــا يف بعــض الــدول ولــم ينجــح يف‬


‫أخــرى‪ ،‬وعــى ســبيل املثــال فالعــاج ببالزمــا‬ ‫املتعافــن مــن كورونــا لــم ينجــح يف بعــض‬ ‫الــدول لكــن التجربــة يف ليبيــا نجحــت‪،‬‬ ‫فقــد كانــت عندنــا تجربــة كبــرة قادهــا‬ ‫املركــز الوطنــي ملكافحــة األمــراض وأرشف‬ ‫عليهــا‪ ،‬وهــي جمــع البالزمــا مــن املصابــن‬ ‫املتعافــن بتجميــع الــدم وفصــل البالزمــا‬ ‫منــه وإعطاءهــا للمصابــن‪ ،‬ومــن خــال‬ ‫األطبــاء واللجنــة العلميــة الطبيــة يف مركــز‬ ‫مكافحــة األمــراض التــي أرشفــت وتابعــت‬ ‫هــذا املوضــوع فقــد كان هنــاك نجــاح كبــر‬ ‫يف عــاج وشــفاء حــوايل ‪ ‪%‬60‬مــن املــرىض‪،‬‬ ‫خاصــة إذا تــم إعطــاء البالزمــا للمريــض قبل‬ ‫أن يدخــل يف مرحلــة حرجــة‪ ،‬وهــذا مؤكــد‬ ‫ومســجل يف مركــز عــزل معيتيقــة‪ ،‬ومركــز‬ ‫عــزل زاويــة الدهمانــي ‪ ،‬وثــم اعتمادهــا مــن‬ ‫قبــل مركــز مكافحــة األمــراض عــى أســاس‬ ‫أنهــا عــاج فعــال وقمنــا بأكثــر مــن حملــة‬ ‫لحــت النــاس املتعافــن للتقــدم والتــرع‬ ‫بالــدم ‪.‬‬ ‫وماذا بشأن التطعيمات ؟‬

‫إجراءات مكافحة‬ ‫المرض انهارت‬ ‫بدخول المسافرين العالقين في الخارج‬ ‫يف بدايــة الجائحــة يف فربايــر شــهر‬ ‫مــارس ســاهم املركــز الوطنــي ملكافحــة‬ ‫األمــراض بالتواصــل مــع كل الســلطات يف‬ ‫الدولــة والرئــايس اإلصــدار قــرارات وتنفيــد‬

‫مــن املواطنــن حتــى تفــى املــرض شــيئا‬ ‫فشــيئاً‪ ،‬وصــارت املشــكلة الكبــرة أو‬ ‫االنفجــار الكبــر يف منطقــة ســبها وجنــوب‬ ‫ليبيــا ‪.‬‬ ‫مــاذا عــن صحــة عــدد الوفيــات ؟ وكيــف‬

‫يتــم التعامــل مــع المتوفــي ؟‬

‫إىل حــد اآلن لــم يتــم إنتــاج أي تطعيــم‪،‬‬ ‫ولكــن هنــاك تجــارب تطعيميــة تحــت‬ ‫اإلنجــاز‪ ،‬وليبيــا ســاهمت مــن خــال اللجنــة‬ ‫العلميــة االستشــارية لــراء ثالثــة ماليــن‬ ‫جرعــة‪ ،‬ودفعــت الثمــن وهــي يف انتظــار‬ ‫الحصــول عــى التطعيــم بصــورة مبكــرة‪ ،‬ويف‬ ‫حالــة عــدم الحصــول عــى التطعيــم ســوف‬ ‫يتــم إرجــاع املبلــغ مــع خصــم‬ ‪‪ ٪ 20‬مــن‬ ‫املبلــغ الــكيل‪ ،‬ولكــن مــن الواضــح وحســب‬ ‫منظمــة الصحــة العامليــة فلــن يكــون هنــاك‬ ‫تطعيــم قبــل منتصــف ســن ‪ 2021‬ألن‬ ‫الصحــة العامليــة التعتمــد أي تطعيــم إال بعــد‬ ‫مــرور ثمانيــة عــر شــهرا ً مــن بروتوكوالت‬ ‫التجريــب لضمــان ســامة التطعيــم والتأكــد‬ ‫مــن فاعليتــه ‪.‬‬

‫كيف تفشي المرض رغم الحرص ؟‬

‫كل اإلجــراءات الوقائيــة واالحرتازيــة التــي‬ ‫تتعلــق بمنع دخــول املســافرين بصفــة عامة‬ ‫لليبيــا حتــى تتــم تقويــة وتجهيــز املختــرات‬ ‫ومراكــز العــزل‪ ،‬وإغــاق كل املنافــذ‪ ،‬وفــرض‬ ‫منــع التجــول والحجــر املنــزيل‪ ،‬وللحقيقــة‬ ‫فاالســتجابة مــن قبــل املواطنــن كانــت‬ ‫كبــرة جــداً‪ ،‬حتــى أعلــن عــى أول حالــة‬ ‫إصابــة يــوم ‪ ،2020‪/‬3‪/‬24‬علمــا بــأن ليبيــا‬ ‫مــن آخــر الــدول يف إقليــم رشق املتوســط‬ ‫التــي ســجلت أول إصابــة‪ ،‬ولكــن بعــد ذلــك‬ ‫انهــارت كل إالجــراءات بمجــرد الســماح‬ ‫بدخــول املســافرين العالقــن‪ ،‬وجلبهــم‬ ‫للفــروس‪ ،‬وتفــي بذلــك املــرض ولــم يكــن‬ ‫هنــاك موقــف جــاد للحكومــة التــي ســمحت‬ ‫للمســافرين بالعــودة دون اتخــاذ إجــراءات‬ ‫حاســمة ولــم تكــن هنــاك اســتجابة فعالــة‬

‫بالنســبة للوفيــات تــم إإلعــان عــن أكثــر‬ ‫مــن ‪ 900‬حالــة وفــاة حتــى نهايــة مطلــع‬ ‫نوفمــر لكــن العــدد الحقيقــي أكثــر مــن‬ ‫ذلــك ألن املركــز يعلــن علــن الحــاالت التــى‬ ‫يتــم اإلبــاغ عنهــا‪ ،‬وهنــاك حــاالت وفــاة‬ ‫العلــم للمركــز بهــا ‪.‬‬ ‫وبالنســبة لطريقــة التعامــل‪ ..‬فإنــه‬ ‫املتــوىف بمــرض كورونــا حســب الربوتوكــول‬ ‫الــذي أصـــدره املركــز الوطنــي ملكافحــة‬ ‫األمــراض والدليــل اإلرشــادي ملنظمــة الصحة‬ ‫العامليــة فــإن املتــويف بالكورونــا بعد تغســيله‬ ‫وتكفينــه ال ينقــل املــرض‪ ،‬ويجــب معاملتــه‬ ‫كأى متــويف عــادي‪ ،‬ويتــم دفنــه بصــورة‬ ‫عاديــة‪ ،‬ربمــا يجــب أخــذ بعــض االحتيــاط‬ ‫أثنــاء تغســيله فقــد تكــون هنــاك بعــض‬ ‫الفريوســات يف الجســم أو الوجــه‪ ،‬ويتــم‬ ‫التغســيل بارتــداء القفــازات والكمامــات‬ ‫الوقائيــة ألن املريــض بعــد الوفــاة ال يخــرج‬ ‫منــه رذاد ينقــل العــدوى‪ ،‬وبعــد تكفينــه‬ ‫تقــام الجنــازة والدفــن بطريــق عاديــة مــع‬ ‫رضورة التباعــد االجتماعــي‪.‬‬ ‫النصحيــة األخــرة لــكل املواطنــن تتعلق‬ ‫بــأن كورونــا فــروس قاتــل اليرحــم‪ ،‬وكبــار‬ ‫الســن والذيــن يعانــون مــن أمــراض مزمنــة‬ ‫هــم األكثــر إصابــة بالفــروس وقــد يــؤدي‬ ‫إيل وفاتهــم‪ ،‬وقــد ثبــت اآلن بمراكــز العــزل‬ ‫أن هنــاك أشــخاص صغــارا يف العرشينــات‬ ‫والثالثينــات وال يعانــون مــن أمــراض لــم‬ ‫تقــاوم أجســادهم الفــروس وتوفــوا‪،‬‬ ‫فعــى الجميــع اتخــاذ اإلجــراءات الوقائيــة‬ ‫واالحرتازيــة‪ ،‬وننصــح بارتــداء الكمامــات‬ ‫والقفــازات وتعقيــم األســطح واليديــن‬ ‫والتباعــد الجســدي يف املســاجد واألســواق‬ ‫والجامعــات واملــدارس‪ ،‬فالتباعــد الجســدي‬ ‫هــو الوســيلة الوحيــدة لضمــان عــدم انتقــال‬ ‫الفــروس مــن شــخص آلخــر‪ ،‬وتقليــل‬ ‫انتشــاره‪ ،‬ومالــم نلتــزم بهــذه الضوابــط‬ ‫ســوف ندفــع الثمــن بــأرواح عزيــزة علينــا‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫القانونيــة‬

‫المـوقف القــانونــي‬ ‫د‪ .‬فائزة يونس الباشا‬

‫فـي مواجهـة وباء كورونا "كوفيد ‪" 19‬‬

‫تعيــش ليبيــا منــذ شــهر مــارس ‪2020‬م حيــاة مضطربــة‬

‫بحســب النشــرة الرســمية المركــز الوطنــي لمكافحــة‬

‫تعطــل فيهــا الحيــاة وانتهكــت فيهــا الحقــوق وســط‬

‫األمراض‪..‬ويفــاد مــن متابعــة االحصائيــات والتقاريــر تزايــد‬

‫رعــب عالمــي بســبب إنتشــار فيــروس كورونــا الــذي ينتقــل‬

‫ســوء ألســباب متعــددة‪ ،‬منهــا حالــة‬ ‫الوضــع الوبائــي‬ ‫ً‬

‫باالختــاط ‪ ،‬مــع تزايــد عــدد اإلصابــات التــي بلغــت ‪ 10‬حاالت‬

‫المريــض وضعــف مناعتــه‪ ،‬وعــدم اتخــاذ المواطنيــن‬

‫علــى مســتوى اإلقليــم الليبــي يــوم الثالثــاء الموافــق ‪31‬‬

‫اإلجــراءات الوقائيــة لمنــع انتشــار الوبــاء‪ ،‬ارتفــاع أســعار‬

‫مــارس لتتجــاوز يــوم ‪ 23‬يوليــو ‪ 2020‬م حصيلــة مــن قضــوا‬

‫األدويــة والفيتامينــات التــي ترفــع مناعــة جســم اإلنســان‬

‫نحبهــم بســبب الفيــروس ‪ 67‬وحــاالت اإلصابــة النشــطة‬

‫وعــدم توفرهــا فــي بعــض المــدن‪.‬‬

‫‪ 2371‬واجمالــي اإلصابــات ‪ ،3017‬وتضاعفــت اإلصابــات‬

‫ولقــد كان للوبــاء (نســأل اهلل الســامة للجميــع ) تأثيــره‬

‫وحــاالت الوفــاة لتصــل بتاريــخ ‪ 2‬أكتوبــر إلــى عــدد ‪370‬‬

‫المباشــر علــى حقــوق أساســية لإلنســان فــي مقدمتهــا‬

‫حالــة موجبــة منهــم ‪ 224‬جديــدة و‪ 146‬مخالطــة منهــم‬

‫حقــه فــي الصحــة وفــي التنقــل والحركــة والحــق فــي‬

‫‪ 8‬وفــاة ‪ ،‬وبتاريــخ األحــد ‪ 29‬نوفمبــر عــدد العينــات التــي‬

‫االختــاط ‪ ،‬والحــق فــي عدالــة ناجــزة وســريعة لتعطــل‬

‫تــم فحصهــا ‪ 3565‬الحــاالت الموجبــة ‪379‬حالــة والوفيــات‬

‫المحاكــم ‪ ،‬وتعطــل الدراســة واصابــة الحيــاة العامــة بشــلل‬

‫‪ 17‬والمتعافيــن ‪ ،552‬ليكــون مجمــوع الوفيــات منــذ بــدء‬

‫انعكــس علــى اإلنســان والدولــة الهشــة الضعيفــة بســبب‬

‫الجائحــة حتــى تاريخــه ‪1183‬واالصابــات التراكميــة ‪82809‬‬

‫الظــروف التــي تمــر بهــا ليبيــا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬حقوق اإلنسان زمن كورونا‬

‫إن حــق اإلنســان يف الصحــة وحريتــه يف‬ ‫تلقــي العــاج مــن عدمــه وطلبــه الرضــا‬ ‫كــرط للعــاج ال تلــزم الطبيــب والدولــة يف‬ ‫حــال األوبئــة التــي لهــا أن تتخــذ إجــراءات‬ ‫صارمــة يف مقدمتهــا عــدم توقــف العــاج‬ ‫عــى رضــا املريــض أو وليــه بحســب قانــون‬ ‫املســؤولية الطبيــة ‪1986‬م متــى كان مرضــه‬ ‫مهــددا ً للســامة العامــة أو معديــا ً ‪.‬‬ ‫ووزارة الصحــة ملزمــة باتخــاذ تدابــر‬ ‫حجــر ملنــع الوبــاء مــن االنتشــار وفــرض‬ ‫القيــود عــى حريــة غــر املصــاب وأن‬ ‫تنتهــك خصوصيــة املريــض بنــر بياناتــه‬ ‫أو صورتــه بمــا يتعــارض والقاعــدة العامــة‬ ‫التــي تجــرم « إفشــاء أرسار املريــض‬ ‫التــي يطلــع عليهــا بســبب مزاولــة املهنــة‬ ‫إال للجهــات القضائيــة وفقــا ً للقانــون»‬ ‫وهــو مــا يجــد أساســه فياحــرام حقــوق‬ ‫اإلنســان الخصوصيــة وهــو حــق أســايس‬ ‫مرتبــط بالحــق يف الــر الــذي تقلــص زمــن‬ ‫كورونــا لصالــح الســامة العامــة للمواطنــن‬ ‫واملجتمــع بأكملــه‪.‬‬ ‫ولألطبــاء يف ظــل الظــروف االســتثنائية‬ ‫الخــروج عــن القواعــد واألصــول العلميــة‬ ‫والفنيــة الطبيــة إال أن ذلــك ال يمنحهــم حــق‬ ‫التــرف برعونــة ودون درايــة‪.‬‬ ‫ولقــد ألــزم وزيــر الصحــة بموجــب‬ ‫القانــون رقــم ‪ 106‬لســنة ‪1973‬م بفــرض‬ ‫ضوابــط املراقبــة الصحيــة واإلجــراءات يف‬ ‫حــال االشــتباه بوجــود مــرض معــدى ولــه‬ ‫إصــدار القــرارات الالزمــة لعــزل أو رقابــة أو‬

‫‪18‬‬

‫مالحظــة األشــخاص القادمــن مــن الخــارج‬ ‫ملنــع انتقــال أو انتشــار األمــراض املعديــة‬ ‫إعمــاال للمــادة ‪ ، 33‬ولــه التنســيق مــع وزير‬ ‫الداخليــة واالســتعانة برجــال األمــن والجيش‬ ‫ملنــع انتقــال املــرض أو انتشــاره ومســاعدته‬ ‫يف منــع دخــول غــر املــرىض‪ ،‬ولــه أن يأمــر‬ ‫بتفتيــش املنــازل واألماكــن املشــتبه يف وجــود‬ ‫املــرض بهــا وعــزل املــرىض ومخالطيهــم‬ ‫وإجــراء التطعيمــات والتحصينــات الالزمــة‬ ‫والقيــام بأعمــال التطهــر والتعقيــم وإعــدام‬ ‫مــا يتعــذر تطهــره‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬نشر الوباء‬

‫‪ .. 1‬الصــورة األوىل ‪ :‬بحســب املــادة ‪305‬‬ ‫عقوبــات املعنونــة ( الوبــاء) جــرم ســلوك‬ ‫مــن ســبب وقــوع وبــاء بنــر الجراثيــم‬ ‫الضــارة‪ ،‬وهــي جريمــة عمديــة ال يســأل‬ ‫فاعلهــا إذا وقعــت بســبب إهمــال وعــدم‬ ‫درايــة باللوائــح الصحيــة الخاصــة بآليــات‬ ‫الوقيــة ‪ ،‬أمــا مــن يعلــم بإصابتــه بوبــاء‬ ‫كورونــا الــذي أصبــح مؤكــدا ً انتشــاره عــن‬ ‫طريــق الــرذاذ الــذي يخــرج مــن اإلنســان‬ ‫املصــاب وملســه األســطح ‪ ،‬ويخــرج دون‬ ‫كمامــة ويختلــط بالنــاس متعمــدا تســبب‬ ‫نــر الوبــاء فأنــه يســأل عنــه جنائيــا ‪ ،‬و ال‬ ‫يعتــر تهاونــه يف الوقايــة قرينــة عــى تحقــق‬ ‫إهمالــه ‪ ،‬ألن علمــه بخطــورة خروجــه‬ ‫واختالطــه دون إبــاغ الغــر بإصابتــه‬ ‫وهــو يعلــم أنــه مصــاب بفــروس كورونــا‪،‬‬ ‫وإرادتــه الخــروج كافيــا لتحقــق مســؤوليته‬ ‫الجنائيــة متــي كان مــدركا واعيــا لترصفاتــه‬

‫لــم يكــره أو يفقــد القــدرة عــى التحكــم يف‬ ‫ترصفاتــه‪ ،‬كمــا يف حــال أغمــي عليــه وتــم‬ ‫نقلــه دون مراعــاة لســبل الوقايــة ‪.‬‬ ‫وإذا تحققــت املســؤولية الجنائيــة عــن‬ ‫جريمــة نــر الوبــاء للقــايض أن يعاقــب‬ ‫الجانــي مــن ثــاث ســنوات إىل عــر ســنوات‬ ‫ولــه إعمــال ظــروف التخفيــف وفــق القواعــد‬ ‫العامــة ‪.‬‬ ‫‪ .. 2‬الصــورة الثانيــة ‪ :‬وهــي ظــرف‬ ‫تشــديد لجريمــة نــر الوبــاء يف حــال نتــج‬ ‫عــن ســلوك الفاعــل املتســبب عمــدا يف نــر‬ ‫الوبــاء‪ ،‬وفــاة شــخص واحــد ‪ ،‬وللقــايض أن‬ ‫يرفــع الحــد األقــى للعقوبــة إىل الســجن‬ ‫املؤبــد‪ ،‬وتصــل العقوبــة إىل اإلعــدام تعزيــرا‬ ‫إذا نتــج عــن نــر الوبــاء مــوت أكثــر مــن‬ ‫شــخص‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬نشر الوباء بطريق الخطأ‬

‫‪ .. 1‬خطأ المريض‬

‫لــم يتهــاون املــرع يف مواجهــة‬ ‫الجرائــم الخطيئــة ضــد الصحــة العامــة‬ ‫وقــرر ملــن نســب إليــه ارتــكاب جريمــة‬ ‫نــر الوبــاء بطريــق الخطــأ دون أن يرتتــب‬ ‫عــى ذلــك عقوبــة الحبــس ملــدة ال تزيــد عــى‬ ‫ســنة أو الغرامــة التــي ال تجــاوز خمســن‬ ‫دينــارا ً ( املــادة ‪ 316‬عقوبــات)‬ ‫وقــرر الســجن ملــدة أقصاهــا ســنتان إذا‬ ‫تســبب بطريــق الخطــأ يف وفــاة شــخص بدل‬ ‫الســجن املؤبــد ‪ ،‬واســتبدل عقوبــة اإلعــدام‬ ‫بالحبــس ملــدة أقصاهــا خمــس ســنوات‪.‬‬ ‫و القــايض ملــزم بتطبيــق أحــكام‬


‫قانــون القصــاص والديــة إذا ترتــب عــى‬ ‫نــر الوبــاء القتــل عمــدا أو بطريــق الخطــأ‬ ‫‪ ،‬وألوليــاء الــدم املطالبــة بالقصــاص إذا‬ ‫ثبــت للقــايض توافــر القصــد الجنائــي لــدي‬ ‫الفاعــل ولهــم التنــازل والعفــو مقابــل‬ ‫الديــة أو بــدون مقابــل وإذا توافــرت العالقــة‬ ‫الســبيبية بــن القتــل الخطــأ وســلوك نــارش‬ ‫الوبــاء فــإن الديــة حــق ألوليــاء الــدم ‪.‬‬ ‫مصداقــا لقــول اللــه تعــاىل «ومــا كان‬ ‫ـن أن يقتــل مؤمن ـا ً إال خطــأ ً ومــن قتــل‬ ‫ملؤمـ ٍ‬ ‫مؤمنــا ً خطــأ ً فتحريــر رقبــة مؤمنــة وديــة‬ ‫مسـ َّلمة إىل أهلــه إال أن َّ‬ ‫يصدقــوا ‪ ،‬فهــذا أصــل‬ ‫يف تضمــن الــرر الواقــع بالخطــأ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬خطأ الطبيب‬

‫الخطــأ هــو “إخــال الجانــي عنــد‬ ‫ترصفــه اإلرادي بواجبــات الحيطــة والحــذر‬ ‫التــي يفرضهــا املــرع عــى كافــة األفــراد‬ ‫فيمــا يبارشونــه مــن أفعــال‪ ،‬حرصــا ً عــى‬ ‫الحقــوق واملصالــح التــي يحميهــا القانــون‪،‬‬ ‫وعــدم حيلولتــه تبعــا ً لذلــك دون إفضــاء‬ ‫ســلوكه إلحــداث النتيجــة املعاقــب عليهــا”‪.‬‬ ‫ومــن الثابــت فقه ـا ً وقضــاء أن القواعــد‬ ‫واألصــول الطبيــة هــي تلــك املبــادئ والقواعد‬ ‫األساســية الثابتــة واملســتقرة نظريـا ً وعمليـا ً‬ ‫بــن أهــل مهنــة الطــب ولــم تعــد محــاً‬ ‫للجــدل واملناقشــة بينهــم‪ .‬غــر أن هــذا ال‬ ‫يعنــي أن الطبيــب يلتــزم بتطبيــق األصــول‬ ‫العلميــة والفنيــة كمــا يطبقهــا غــره مــن‬ ‫األطبــاء‪ ،‬ويــرك للطبيــب قــدر مــن الحريــة‬ ‫واالســتقالل الختيــار الطريقــة التــي يــرى‬ ‫إنهــا أصلــح مــن غريهــا يف عــاج مريضــه‪،‬‬ ‫مــادام أنــه قــد التــزم يف اختيــاره بالثابــت‬ ‫علمي ـا ً وفني ـا ً يف مهنــة الطــب وفيمــا يتعلــق‬ ‫بفــروس كورونــا نــرت منظمــة الصحــة‬ ‫العديــد مــن الربوتوكــوالت الطبيــة للتعامــل‬ ‫مــع الوبــاء ‪.‬‬ ‫ولقــد قــرر املــرع يف قانــون املســؤولية‬ ‫الطبيــة مســؤولية الطبيــب عــى كل خطــأ‬ ‫مهنــي ناشــئ عــن ممارســة نشــاط طبــي‬ ‫ســبب رضرا ً للغــر « ويعتــر خطــأ مهنيــا‬ ‫كل إخــال بالتــزام تفرضــه الترشيعــات‬ ‫النافــذة أو األصــول العلميــة املســتقرة‬ ‫للمهنــة‪ ،‬كل ذلــك مــع مراعــاة الظــروف‬ ‫املحيطــة واإلمكانيــات املتاحــة»‪.‬‬ ‫وتقديــرا لخطــورة اآلثــار املرتتبــة عــى‬ ‫األخطــاء الطبيــة ومــا يتمتــع بــه األطبــاء‬ ‫مــن إمكانــات إلخفائهــا قــرر املــرع‬ ‫قرينــة‪ ،‬إن نشــوء الــرر قرينــة عــى‬ ‫ارتــكاب الخطــأ أو اإلخــال بإلتزاماتــه‪ ،‬بمــا‬ ‫يف ذلــك جهــل قواعــد الطــب وأشــار الفقــه‬ ‫الرشعــي إىل حكــم مــن يجهــل الطــب‬

‫ختاما‬

‫‪AFP‬‬ ‫ويمارســه دون درايــة وعلــم بأصــول وقواعــد‬ ‫مهنــة الطــب واجمعــوا عــى تضمــن‬ ‫الطبيــب الجاهــل ومــن يتســبب يف إلحــاق‬ ‫الــرر‪ ،‬وروي عــن اإلمــام الخطابــي قولــه‬ ‫«ال أعلــم خالفـا ً يف أن املعالــج إذا تعــدى فتلــف‬ ‫املريــض كان ضامنــاً»‪.‬‬ ‫مــع مراعــاة أن مســؤولية الطبيــب‬ ‫املتعلقــة بوبــاء كورونــا تتحقــق إذا علــم‬ ‫بإصابــة الشــخص ولــم يتخــذ اإلجــراءات‬ ‫الوقائيــة الالزمــة وتســبب برعونتــه وعــدم‬ ‫درايتــه يف انتشــار الوبــاء ‪ ،‬كمــا يســأل‬ ‫جنائيــا إذا رضــخ ملعارضــة املريــض ورفضــه‬ ‫العــاج ‪ ،‬أو عــدم إتباعــه للتعليمــات الطبيــة‬ ‫رغــم نصحــه بالقبــول ألن الوبــاء يهــدد‬ ‫الســامة العامــة ‪.‬‬ ‫ويســأل الطبيــب وفق أحــكام املســؤولية‬ ‫العقديــة جــزاء اإلخــال بعقــد صحيــح قائــم‬ ‫بــن املســؤول وبــن مــن وقــع عليــه الــرر‬ ‫ووفــق أحــكام املســؤولية التقصرييــة عــن‬ ‫فعلــه غــر املــروع الــذي ألحــق رضر‬ ‫بالغــر جــزاء اإلخــال بواجــب عــام وهــو‬ ‫بــذل العنايــة وأخــرا يســأل جنائيــا الرتكابه‬ ‫فعــا جرمــه املــرع بموجــب احــكام قانون‬ ‫العقوبــات أو قانــون املســؤولية الطبيــة أو‬ ‫القانــون الصحــي ‪.‬‬

‫‪ - 3‬مسؤولية المستشفي‬

‫نظــم املــرع املســؤولية القانونيــة‬ ‫للمستشــفى الــذي يعمــل فيــه الطبيــب‬ ‫املهمــل أو الــذي ال يوفــر للطبيــب املعــدات‬

‫واألجهــزة الوقائيــة لحمايتــه وحمايــة‬ ‫األطقــم الطبيــة املســاعدة أو يتهــاون يف‬ ‫اتخــاذ تدابــر الوقايــة ملنــع انتشــار الوبــاء‬ ‫باعتبــاره املــكان الــذي يعالــج فيــه املريــض‬ ‫ويعمــل فيــه الطبيــب املعالــج ولــه حــق‬ ‫التوجيــه واإلرشاف وهــم متضامنــون مــع‬ ‫املمرضــن والفنيــن وغريهــم ممــن ترتبــط‬ ‫أعمالهــم باملهــن الطبيــة عــن األرضار التــي‬ ‫تلحــق باملريــض بســبب خطئهــم املهنــي‪،‬‬ ‫عــاوة عــى مســؤولية املستشــفى«بالتضامن‬ ‫عــن األرضار التــي تنجــم عــن اســتعمال‬ ‫األدوات واألجهــزة الطبيــة واألدويــة كل مــن‬ ‫وزارة الصحــة والجهــات املــوردة واملصنعــة‬ ‫واملوزعــة واملســتعملة»‪.‬‬ ‫ويتعــن اإلشــارة إىل موقــف املحكمــة‬ ‫العليــا مــن إســناد إثبــات الخطــأ الطبــي‬ ‫للمجلــس الطبــي التابــع لــوزارة الصحــة‬ ‫واملبــدأ الحديــث الــذي أرســته وألغــت‬ ‫بموجبــه املــادة ‪ 27‬مــن قانــون املســؤولية‬ ‫الطبيــة وتقييــد حريــة القضــاء يف إثبــات‬ ‫الخطــأ الطبــي بقولهــا « قــررت املحكمــة –‬ ‫بـــدوائرها مجتمعــة – العــدول عــن املبــادئ‬ ‫التــي تقــي بإلــزام املحكمــة بعــرض‬ ‫قضايــا املســؤولية الطبيــة عــى املجلــس‬ ‫الطبــي وااللتــزام بمــا يــرد يف تقريــره بشــأن‬ ‫مــدى قيــام املســؤولية الطبيــة وإرســاء‬ ‫مبــدأ مفــاده حــق املحكمــة يف اختيار طـــريق‬ ‫اإلثبــات الــذي تـــراه مـــؤديا ً إىل ذلــك»‬

‫نذكـــر الجميـــع وفـــي مقدمتهـــم الســـلطة‬

‫الجيـــل الجديـــد جســـمي ًا وعقليـــ ًا ونفســـي ًا‬

‫التنفيذيـــة بـــأن التهـــرب مـــن المســـؤولية‬

‫ومنـــع انتقـــال الوبـــاء مـــن شـــخص إلـــى آخـــر‬

‫واإلهمـــال والتســـبب فـــي إنتشـــار الوبـــاء‬

‫أو مـــكان أو شـــيء ملـــوث إلـــى اإلنســـان‬

‫ال قـــدر اهلل يجعـــل المســـؤولين واألطبـــاء‬

‫ناهيـــك عـــن مســـؤولية األطقـــم الطبيـــة‬

‫مســـؤولين قانونيـــا وزارة الصحـــة مســـؤولة‬

‫‪ ،‬والمصـــاب فـــي اتخـــاذ التدابيـــر لحمايـــة‬

‫عـــن عـــدم توفيـــر الخدمـــات الصحيـــة‬

‫نفســـه وإســـرته ومنـــع نقـــل العـــدوى ونشـــر‬

‫الوقائيـــة منهـــا والعالجيـــة لضمـــان ســـامة‬

‫الوبـــاء فـــي حـــال إصابتـــه ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫رصد‬

‫تراجيديا النزوح‬

‫مرارة الفقد والحسرة‬

‫بعشر أمثالها !‬

‫إعداد ‪ :‬قسم االستطالعالت‬

‫الفـــرار‬

‫مـــن أخطـــار تهـــدد حيـــاة النـــاس‬

‫غريـــزة بقـــاء‪ ،‬وردة فعـــل طبيعيـــة تجـــاه أي إنـــذار‬ ‫بوق ــوع مك ــروه محتم ــل‪ ،‬خاص ــة ف ــي زم ــن الح ــروب‬ ‫والصراعـــات المســـلحة التـــي تجبـــر النـــاس علـــى‬ ‫الهـــروب االضطـــراري مـــن بيوتهـــم‪ ،‬مســـتكفيين‪،‬‬ ‫أحيانـــا‪ ،‬بأوراقهـــم الثبوتيـــة‪.‬‬ ‫وماحـــدث فـــي طرابلـــس قبـــل أكثـــر مـــن عـــام‬ ‫وأجبـــر ســـكان جنـــوب العاصمـــة‪ ،‬حيـــث اندلعـــت‬ ‫شـــرارة الصـــراع المســـلح بيـــن الفرقـــاء الليبييـــن‪،‬‬ ‫هـــو إحـــد ىالمشـــاهد التـــي تجســـد ســـيناريوهات‬ ‫النـــزوح الجماعـــي التـــي شـــهدتها المنطقـــة‪،‬‬ ‫وماجرتـــه مـــن فقـــد ‪ ،‬وطـــول بحـــث وعنـــاء‪ ،‬ذاقـــت‬ ‫مرارتـــه األســـر النازحـــة‪ ،‬مـــن أجـــل الحصـــول علـــى‬ ‫مســـتقر بديـــل يكفـــل لهـــم مواصلـــة الحيـــاة بســـام‬ ‫فـــي بيئـــة آمنـــة‪ ،‬رغـــم كل تلـــك الشـــروخ النفســـية‬ ‫واالجتماعيـــة التـــي خلفهـــا تركهـــم لبيوتهـــم‬ ‫وذكرياتهـــم‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫هكـــذا‪ ..‬وعلـــى حيـــن غـــرة‪ ،‬وبالســـابق إنـــذار‬ ‫باإلخـــاء‪ ،‬فـــرت عشـــرات العائـــات تباعـــا‪ ،‬تبتغـــي أرض‬ ‫اهلل الواســـعة‪ ،‬فتوزعـــوا عبـــر مســـارب شـــتى‪ ،‬منهـــم‬ ‫مـــن لجـــأ إلـــى بيـــت العائلـــة الكبيـــر‪ ،‬ومنهـــم مـــن‬ ‫الحـــق المجهـــول‪ ،‬فتقطعـــت بهـــم الســـبل‪ ،‬بيـــن‬ ‫الجـــئ فـــي مدرســـة اتخـــذوا أحـــد فصولهـــا ســـكنا‪،‬‬ ‫وميســـور آثـــر اســـتئجار بيـــت ‪ ،‬وثالـــث لـــم يجـــد مفـــرا‬ ‫مـــن االفتـــراق عـــن زوجتـــه وأطفالـــه بعـــد تركهـــم‬ ‫فـــي بيـــت أهلهـــا أوقريبـــة لهـــا‪.‬‬ ‫فـــي رصدنـــا التالـــي لواقـــع األســـر الليبيـــة التـــي‬ ‫أجبرتهـــا الحـــرب‪ ،‬جنـــوب طرابلـــس‪ ،‬علـــى تـــرك‬ ‫بيوتهـــا ‪ ،‬ومواطـــن ســـكنها‪ ،‬نســـتقرئ مفهـــوم‬ ‫النـــزوح وأثـــره عبـــر شـــهادات حيـــة‪ ،‬نقـــارب مـــن‬ ‫خاللهـــا البعديـــن النفســـي واالجتماعـــي لهـــذه‬ ‫المعانـــاة‪ ،‬وانعكاســـها علـــى واقـــع األســـرة‪،‬‬ ‫ومايترتـــب عليهـــا‪ ،‬مـــن أنمـــاط عيـــش وســـلوك‬ ‫طارئيـــن ‪.‬‬


‫هدى جمعة ‪ ..‬موظفة ‪:‬‬

‫حــن زحفــت آلــة الحــرب نحــو‬ ‫مدينتنــا الهادئــة‪ ،‬لــم تــأت عــى‬ ‫املبانــي واملســاكن وســيارات املواطنــن‬ ‫وممتلكاتهــم وحدهــا‪ ،‬بــل تســللت إىل‬ ‫مــا هــو أعــز وأشــد حساســية وأهميــة‬ ‫يف حياتنــا‪ ،‬كمواطنــن اعتدنــا العيــش‬ ‫وســط مجتمعنــا‪ ،‬وفــق نمــط بــدا لنــا‬ ‫لســنوات أنــه ترابطــي‪ ،‬تالحمــي‪ ،‬تجمعنــا‬ ‫عالقــات أرسيــة عميقــة‪ ،‬ومتأصلــة‪ ،‬بــدءا ً‬ ‫مــن العائلــة «النــواة»‪ ،‬وتمتــد إىل أفرادهــا‬ ‫املمتديــن إىل مــاال نهايــة‪.‬‬ ‫كانــت الحــرب تفجعنــا كل يــوم‬ ‫بنتائجهــا الداميــة‪ ،‬وتجربنــا مرغمــن‬ ‫عــى تغيــر مســار حياتنــا‪ ،‬بــدأت‬ ‫بتهجرينــا مــن بيوتنــا‪ ،‬والبحــث عــن‬ ‫مأمــن يســتوعب مقــدار نكبتنــا بعــد‬ ‫مشــاهدتنا ملنازلنــا وهــي تتهــاوى‬ ‫لتدفــن تحــت ركامهــا كل مــا حــوت مــن‬ ‫تفاصيــل حياتنــا الهانئــة التــي ضمتنــا‬ ‫وعائلتنــا يف «قــر الدنيــا» البــاذخ‪.‬‬ ‫مضيفــة‪ :‬ولعــل أكــر مــا أفجعنــا‬ ‫بعــد خســارة كل تلــك الســنني التــي‬ ‫مضــت‪ ،‬هــو التحــول الصــادم الــذي‬ ‫قابلنــا بــه أهلنــا‪ ،‬ممــن توســمنا فيهــم‬ ‫الخــر‪ ،‬وترقبنــا نجدتهــم حــن هرعنــا‬ ‫إليهــم فاريــن مــن ويــات الحــرب‪،‬‬ ‫ظنــا ً منــا أنهــم سيســتقبلون قدومنــا‪،‬‬ ‫لعلمهــم بــأن هــذه الحــرب هــي نكبــة‬ ‫عــى كل ســكان طرابلــس‪ ،‬ومــن لــم‬ ‫تطلــه القذائــف اليــوم‪ ،‬قــد تصيبــه ذات‬ ‫يــوم‪ ،‬ويضطــر حينهــا أن يلجــأ إىل الغــر‬ ‫كمــا فعلنــا نحــن اآلن‪ ،‬ولكــن‪ ،‬تســتدرك‬ ‫وتواصــل‪ :‬اعتقادنــا وتصورنــا لتطــور‬ ‫األحــداث لــم يكــن متوافق ـا ً مــع النزعــة‬ ‫األنانيــة التــي اتســمت بهــا معامــات‬ ‫أغلــب النــاس‪ ،‬فعنــاء الحــرب ولــد بعــض‬ ‫القســاوة والغلظــة والجشــع يف قلــوب‬ ‫الكثرييــن‪.‬‬

‫تفاصيل حيـــاتنا الهانئة‬ ‫هـوت تحت ركام منازلنا‬

‫وتسترسل السيدة هدى قائلة‪:‬‬

‫هــذا مــا عانيتــه‪ ،‬لألســف‪ ،‬خــال‬ ‫‪ 14‬شــهرا متواصلــة‪ .‬منعنــي أهــي مــن‬ ‫الســكن يف بيــت العائلــة الكبــر‪ ،‬والبعيــد‬ ‫عــن منطقــة الخطــر‪ ،‬ملجــرد أنهــم عــى‬ ‫خــاف مــع زوجــي!‪ .‬خريونــي‪ ،‬إمــا أن‬ ‫أبقــى‪ ،‬أنــا وأطفــايل فقــط‪ ،‬دون الســماح‬ ‫لزوجــي باإلقامــة معنــا‪ ،‬أو دفــع إيجــار‬ ‫بمبلــغ تعجيــزي‪ ،‬ويف كال الوضعــن‪ ،‬تؤكد‪،‬‬ ‫ســأكون متــررة‪ ،‬وال يخفــى عــى أحــد‬ ‫كيــف كانــت أحــوال النــاس يف تلــك الفرتة‪،‬‬ ‫فاضطــررت للجــوء ألحــد أصدقــاء الوالــد‬ ‫رحمــه اللــه‪ ،‬ويالألســف‪ ،‬فقــد خذلنــا‬ ‫هــو أيضــا‪ ،‬ولــم يكــن أفضــل رحمــة مــن‬ ‫أهــي‪ ،‬فاســتأجرنا منــه مجربيــن «غرفــة‬ ‫بحمــام» بمبلــغ وقــدره!‪.‬‬ ‫وتمــي قائلــة‪ :‬كنــا حينهــا يف فصــل‬ ‫الشــتاء‪ ،‬وكانــت تنقصنــا عــدة أغــراض‪،‬‬ ‫واملــكان لــم يســعنا مــع طفلينــا‪ ،‬فماكان‬ ‫مــن صديــق والــدي يف آخــر املطــاف إال أن‬ ‫جاءنــا مطالب ـا ً بخروجنــا‪ ،‬بحجــة عزمــه‬ ‫عــى صيانــة البيــت!‪.‬‬ ‫لــم أجــد أيــة بــادرة إعانــة مــن أهــي‬ ‫وأقاربــي‪ -‬تضيــف‪ -‬غابــوا عــن املشــهد‬

‫تمامــا‪ ،‬وتعمــدوا مقاطعتنــا‪ ،‬وأجربتنــا‬ ‫األوضــاع هــذه عــى حجــز غرفــة يف‬ ‫فنــدق لبعــض األيــام حتــى النرغــم عــى‬ ‫النــوم يف الشــارع!‪.‬‬ ‫ألول مــرة يف حياتــي‪ ،‬أدرك معنــى‬ ‫التــرد‪ ،‬وماكنت أقــــرأ عنــه يف القصص‪،‬‬ ‫وأشــاهد ضحايــاه يف األفــام‪ ،‬أصبــح‬ ‫واقعــا مجانيــا‪ ،‬نشــاهده بــأم أعيننــا‬ ‫واليحتــاج أليــة وســائط تكشــف عنــه‬ ‫وتريــه للنــاس‪.‬‬ ‫ترشدنــا يف بالدنــا بــكل معنــى الكلمة‪،‬‬ ‫بــاع زوجــي ســيارته‪ ،‬مكســبه الوحيــد‬ ‫بعــد بيتــه‪ ،‬لتغطيــة مصاريــف اإليجــارات‬ ‫التــي تراكمــت‪ ،‬ومازلنــا ندفعهــا يف الوقت‬ ‫الحــايل‪ .‬الحــرب لــم تنقــض بعــد‪ ،‬تركــت‬ ‫بصمتهــا الغائــرة‪ ،‬ولــن تفارقنــا‪.‬‬ ‫وفاء على ‪ ..‬عاملة‬

‫يف بدايــة انــدالع الحــرب قاومــت‬

‫صمدنــا شهـور ًا‬ ‫للبقـاء مع ًا ‪ ..‬وأبى‬ ‫النــــــزوح إال أن‬

‫يشتتنا!‬ ‫‪21‬‬


‫مــن أجــل البقــاء أنــا وأبنائــي رافضــن‬ ‫الخــروج مــن بيتنــا‪ ،‬وكلمــا اشــتدت‬ ‫الحــرب يــزداد صربنــا وتوكلنــا عــى‬ ‫اللــه‪ ،‬أخذنــا مــا يلزمنــا مــن تمويــن‬ ‫كاف وقررنــا البقــاء والصمــود يف منزلنــا‪،‬‬ ‫لــم يبــق يف حينــا ذلــك الوقــت ســوى‬ ‫ثــاث عائــات‪ ،‬كانــوا املؤنــس يل وألوالدي‬ ‫حتــى منتصــف شــهر رمضــان‪ ،‬عندمــا‬ ‫قــررت عائلتــان الخــروج بعــد ارتفــاع‬ ‫شــدة الــرب وتســاقط الصواريــخ‬ ‫والقذائــف العشــوائية‪ ،‬وال ألومهــم‬ ‫عــى نفــاد صربهمــا‪ ،‬فالحــرب مدمــرة‬ ‫وللصــر حــدود‪ ،‬والنجــاة بأرواحهــم‬ ‫التحتمــل البقــاء تحــت تهديــد القذائــف‬ ‫والصواريــخ‪ ،‬واصلنــا العيــش مذعوريــن‬ ‫أنــا وأوالدي صحبــة العائلــة الوحيــدة‬ ‫التــي بقيــت معنــا‪.‬‬ ‫ويف نهايــة شــهر رمضــان‪ ،‬قبــل عيــد‬ ‫الفطــر بثالثــة أيــام تحديــدا‪ ،‬اتصــل‬ ‫بــي أخــي وأرص عــى خروجنــا مــن‬ ‫املنــزل‪ ،‬وأن عـي ّ إنقــاذ عائلتــي ومغــادرة‬ ‫منطقــة االشــتباك‪ ،‬ونصحنــي بعــدم‬ ‫املخاطــرة أكثــر‪ ،‬وطلــب منــي أن نلتقــي‬ ‫كــي أتســلم منــه مفتــاح منزلــه ألســكن‬ ‫فيــه وأوالدي‪.‬‬ ‫تقــول‪ :‬أوالدي ‪ 4‬شــباب وبنتــان‪،‬‬ ‫وأربــع متزوجــات‪ ،‬منهــن مــن تســكن‬ ‫يف مناطــق االشــتباك‪ ،‬ونزحــن مــع‬ ‫أزواجهــن وعائالتهــم‪.‬‬ ‫أنــا أم نازحــة‪ ،‬تضيــف متحــرة عىل‬ ‫مــا آلــت إليــه حياتهــا‪ ،‬تشــتتت عائلتــي‬ ‫بــن مناطــق الوطــن الواحــد‪ ،‬والنقطــاع‬ ‫التغطيــة يف املدينــة‪ ،‬وانغــاق املنافــذ‬ ‫والطــرق املتعــارف عليهــا للدخــول‬ ‫والخــروج منهــا‪ ،‬صعبــت علينــا معرفــة‬ ‫أخبــار بناتــي‪ ،‬ســواء النازحــات منهــن‬ ‫أوالقاطنــات داخــل طرابلــس‪ .‬كنــت‬ ‫طــوال الوقــت محتــارة أفكــر بقلــق يف‬ ‫هــذا الشــتات الــذي ال أحــد يعــرف متــى‬ ‫يلتــم شــمله إال اللــه‪.‬‬ ‫وبعــد فــرة‪ ،‬تقــول‪ :‬اضطــر اثنــان‬ ‫مــن أبنائــي لرتكــي وااللتحــاق بعملهمــا‬ ‫بمدينــة طرابلــس‪ ،‬كان أحدهمــا يعمــل يف‬ ‫ورشــة «بــي ‪ .‬يف ‪ .‬يس»‪ ،‬اتخــذ منهــا مكانا ً‬ ‫يعمــل فيــه صباحـاً‪ ،‬ويقــي فيــه ليلتــه‬ ‫وحيــدا‪ ،‬بعــد مغــادرة العمــال‪ ،‬أمــا ابنــي‬ ‫األكــر‪ ،‬وألنــه يعمــل يف وظيفــة حكومية‪،‬‬ ‫كان يــردد يف بعــض األيــام عــى صديــق‬ ‫لــه اعتــره وعائلتــه أحــد أفــراد أرستهــم‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫منعني أهلــي مــن السكن ببيت العائلـة‬ ‫الكبيـر والبعيــد عن منطقـة الخطر لمجرد‬

‫أنهم على خالف مع زوجي!‬ ‫كان ابنــي يقــول يل‪ :‬إنــه «مســريح» مــع‬ ‫عائلــة صديقــه‪ ،‬ويؤكــد أنهــم أشــعروه‬ ‫بحبهــم لــه‪ ،‬وهكــذا أمــى ابنــي فــرة‬ ‫النــزوح‪ ،‬تــارة مــع أختــه وزوجهــا‪ ،‬وتارة‬ ‫أخــرى مــع صديقــه‪ ،‬ويأتينــا أحيانــا‬ ‫ليقــي معنــا بضعــة أيــام رسعــان مــا‬ ‫تمــر ويعــود لعملــه بطرابلــس‪ ،‬ومــا إن‬ ‫يذهــب ‪-‬تتحــر األم املكلومــة‪ -‬ويأخــذ‬ ‫معــه قطعــة مــن قلبــي‪ ،‬وأظــل أفكــر‬ ‫فيــه ويف مخاطــر الطريــق والعــودة‪.‬‬ ‫مضيفــة بحرقــة وألــم‪ :‬لقــد حدثــت‬ ‫يف مجتمعنــا تصدعــات اجتماعيــة‬ ‫وانشــقاقات لــن تلتئــم بســهولة‪ ،‬رغــم‬ ‫تظاهرنــا بعكــس هــذا‪.‬‬ ‫لقــد زوجــت ابنــي‪ ،‬وخاطــري‬ ‫مكســور حتــى هــذه اللحظــة‪ .‬اســتأجر‬ ‫ابنــي بيتــا ً بعــد إرصار والــد العــروس‬ ‫أن يتــم الــزواج خــال هــذا العــام‪،‬‬ ‫متعلــا بــأن الخطبــة طالــت‪ ،‬وألن‬ ‫املســافة طويلــة قــررت املجــيء إىل‬ ‫مدينــة طرابلــس حتــى نكمــل العــرس‪.‬‬ ‫لــم نجــد مكانــا ً نقيــم فيــه مراســم‬

‫العــرس‪ .‬وال حتــى بيتــا ً نســتأجره يف‬ ‫ذلــك الوقــت الزدحــام املدينــة بالنازحــن‪،‬‬ ‫لهــذا قررنــا البقــاء يف منــزل العريــس‪،‬‬ ‫وإقامــة مراســم العــرس فيــه بشــكل‬ ‫محــدود جــدا ً حتــى ليلــة الزفــاف‪ ،‬يف تلــك‬ ‫الليلــة خرجنــا مــن منــزل ابنــي إىل بيــت‬ ‫إحــدى صديقــات العائلــة‪ ،‬اســتقبلتنا‬ ‫هــذه الصديقــة بــكل ود‪ .‬نمنــا ليلــة‬ ‫هادئــة بعــد تعــب العــرس واملســافة‬ ‫التــي قطعناهــا‪ ،‬و»التخميــم» أيضــا ً‬ ‫هــو الــذي أرهقنــا‪ ،‬ويف مســاء اليــوم‬ ‫التــايل ذهبنــا إىل بيــت العروســن لنكمــل‬ ‫معهمــا مراســم العــرس ومــا يســمى‬ ‫بيــوم «املحــر» حتــى ال يشــعر ابنــي‬ ‫أمــام عروســه بفقــدان إخوانــه وأخواتــه‬ ‫وأمــه بالدرجــة األوىل‪ ،‬أحيينــا لهــم تلــك‬ ‫الليلــة باســتقبال أهــل العــروس وتقديــم‬ ‫مــا أمكننــا تقديمــه‪ ،‬رغــم كل املنغصــات‬ ‫والضغوطــات يف تلــك اآلونــة‪.‬‬ ‫بتنــا تلــك الليلــة مــع العروســن‬ ‫يف منزلهمــا‪ ،‬ورغــم ترحيبهمــا بنــا‬ ‫وبوجودنــا إال أننــا وبناتــي كنــا‬

‫ألول مرة في حياتي‪ ،‬أدرك معنى‬ ‫التشرد‪ ،‬وماكنت أقــرأ عنه في القصص‪،‬‬ ‫وأشاهد ضحاياه في األفالم‪ ،‬أصبح‬ ‫واقعا مجانيا‪ ،‬نشاهده بأم أعيننا‬ ‫واليحتاج ألية وسائط تكشف عنه‬ ‫وتريه للناس‪.‬‬


‫أنا أم نازحة‪ ،‬تشتتت عائلتي بين مناطق‬ ‫الوطن الواحد‪ ،‬وصعبت علينا معرفة‬ ‫أخبار بناتي!‬ ‫تعــوض‪ ،‬فقدنــا الوطــن ونعيــش الغربــة‬ ‫يف زمــن نزوحنــا وعنــد عودتنــا ايضــا‪،‬‬ ‫نحــن لســنا نحــن‪ ،‬فقدنــا أغــى مــا‬ ‫يمتلكــه املــرء وهــو االنتمــاء إىل نفســه‬ ‫واملجتمــع‪ ،‬وهــذا الوطــن‪.‬‬ ‫مبروكة علي ـ ربة بيت‬

‫مســتاءات مــن هــذا املوقــف املخجــل‪ ،‬ويف‬ ‫الصبــاح الباكــر أعددنــا لهــم «صفــرة»‬ ‫اإلفطــار التــي تليــق بعروســن وخرجنــا‬ ‫مــن البيــت وهمــا نائمــان‪ ،‬ويف الطريــق‪،‬‬ ‫وعــى رأيس لحــايف «الفراشــية» ودون‬ ‫أن يلحظنــي أبنائــي‪ ،‬انهالــت عينــاي‬ ‫بالدمــوع للتقصــر الــذي حــدث يف عــرس‬ ‫ابنــي‪ ،‬ألنــه أول زفــاف ألحــد أوالدي‬ ‫األربعــة‪ ،‬ولــم يكــن كمــا أريــد‪ ،‬وكمــا‬ ‫تريــد كل أم أن يكــون أول عــرس ألوالدها‪،‬‬ ‫كنــت يف الطريــق مكســورة الخاطــر‪،‬‬ ‫طالــت بنــا ولــم تنتــه‪ ،‬ال الطريــق وال‬ ‫دموعــي‪ ،‬كنــت أتمنــى أن يحــر أحبابي‬ ‫زفــاف ابنــي وفرحتــي بــه‪.‬‬ ‫هــذه الحــرب كــرت كل الليبيــن‪،‬‬ ‫عدنــا إىل منازلنــا فاقديــن أشــياء ال‬

‫كنــت يف زيــارة ألهــي حيــث بقيــت‬ ‫ملــدة يومــن‪ ،‬وعنــد عودتــي ملنــزيل‪ ،‬بعــد‬ ‫أن ســمعت أن هنــاك اشــتباكات‪ ،‬تفاجــأت‬ ‫بمنعــي مــن الدخــول للمنطقــة‪ ،‬وتــم‬ ‫إغالقهــا بســواتر ترابيــة‪ ،‬كانت املــرة األوىل‬ ‫التــي أشــاهد فيهــا مثــل هــذه املناظــر‬ ‫املخيفــة‪ ،‬عــدت أدراجــي ملنــزل أهــي‪ ،‬كان‬ ‫زوجــي حينهــا يعانــي مــن فشــل كلــوي‪،‬‬ ‫ويعالــج يف مستشــفى الــكىل‪ .‬بقيــت يف‬ ‫منــرل أهــي مــدة أســبوع‪ ،‬وكان املنــزل‬ ‫صغــرا‪ ،‬خــرج زوجــي يبحــث لنــا عــن‬ ‫ســكن لإليجــار‪ ،‬ولــم نكــن نملــك شــيئاً‪،‬‬ ‫ســوى املالبــس التــي خرجنــا بهــا‪.‬‬ ‫وتضيــف‪ :‬تحصلنــا عــى نصــف‬ ‫«حــوش» ب ‪ 700‬دينــار‪ ،‬أخذنــا بعــض‬ ‫حاجياتنــا مــن أهــي‪ ،‬مضــت األيــام‬ ‫ولــم نوفــق يف دفــع اإليجــار إال لشــهر‬ ‫واحــد‪ ،‬تعــب زوجــي‪ ،‬فحاولــت أن‬ ‫ألتجــىء إىل وزارة الشــؤون االجتماعيــة‪،‬‬ ‫وبعــض الجمعيــات الخرييــة التــي لــم‬ ‫يكــن باســتطاعتها مســاعدتنا بإعانــة‬ ‫اجتماعيــة‪ ،‬لينتهــي بنــا املــآل‪ ،‬عــن‬ ‫طريقهــم‪ ،‬يف مدرســة‪.‬‬ ‫كانــت الحيــاة صعبــة‪ ،‬واملدرســة‬ ‫ليســت مهيــأة ألن تكــون ســكنا‪ ،‬بقينــا‬ ‫فيهــا مــدة ‪ 9‬أشــهر‪ ،‬كلهــا عــذاب‬ ‫وشــقاء وحــرة‪ ،‬وبلــغ شــقاؤنا حــد‬

‫عجزنــا عــن تأمــن مايســد رمــق الجــوع‬ ‫الــذي ألــم بنــا‪ .‬عشــنا أيامــا ً صعبــة‪،‬‬ ‫حســب وصفهــا‪.‬‬ ‫تــويف زوجــي ونحــن يف املدرســة‪ ،‬ولــم‬ ‫يكــن عنــده أحــد يف مدينــة طرابلــس‪.‬‬ ‫أقمــت العــزاء يف بيــت أهــى‪ ،‬وكانــت‬ ‫مشــكلتي أننــي ال أعــراف مــاذا أفعــل‬ ‫يف فــرة العــدة!‪ ،‬وأيــن ســأقضيها؟‪.‬‬ ‫بقيــت الجئــة يف وطنــي‪ ،‬ولــم ألتــزم‬ ‫بالعــدة الرشعيــة نتيجــة ظــرويف‪ ،‬عــدت‬ ‫إىل املدرســة التــي كنــت فيهــا‪ ،‬وهنــاك‬ ‫رفضونــي بحجــة أن املدرســة ممتلئــة وال‬ ‫يوجــد مــكان شــاغر‪ ،‬لــم يعــد يل مــكان‬

‫توفي زوجــي ونحن‬ ‫في المدرســـة‬ ‫فأقمنــا العزاءفـي بيت‬ ‫أهلي وقضينا العـــدة‬

‫على شاطئ‬ ‫البحــر!‬ ‫ألتجــىء إليــه‪ ،‬فوجــدت أفضــل حــل أن‬ ‫أذهــب إىل أحــد الشــواطىء حيــث أقــي‬ ‫فيــه بعــض الليــايل بصحبــة أبنائــي‪،‬‬ ‫وهكــذا فعلــت‪ ،‬حتــى وجــدت شــخصا ً‬ ‫دلنــي عــى عمــارات «الســكة»‪ ،‬فذهبــت‬ ‫هنــاك وأخــذت شــقة لــم تكتمــل‪ ،‬ال يوجد‬ ‫بهــا ال أبــواب وال نوافــذ وال ميــاه‪ ،‬عانيــت‬ ‫األمريــن‪ ،‬قمــت بنقــل املــاء يف «قاللــن»‪،‬‬ ‫وأغلقــت النوافــذ بــورق مقــوى‪ ،‬وعــى‬ ‫كل حــال ســكنت فيهــا‪ ،‬كنــت ال أملــك‬ ‫إال «منداريــن» وقطعــة حصــر‪. .‬عشــت‬ ‫فيهــا أيامــا ً «ســوداء» حتــى انتهــت‬ ‫الحــرب‪ ،‬وعندمــا رجعــت إىل بيتــي‬ ‫وجدتــه «خرابــة»‪ ،‬رسقــت كل ممتلكاتــي‪،‬‬ ‫حتــى األبــواب والنوافــذ والحنفيــات تمــت‬ ‫رسقتهــا‪ ،‬وهكــذا كانــت الحــرب وبــاال ً‬ ‫علينــا يف أولهــا وآخرهــا‪ .‬فمــن ياتــرى‬ ‫ســيتحمل مســؤولية كل مــا حــدث لنــا‬ ‫ومثــي الكثــرات؟‬

‫‪23‬‬


‫الغـــالف‬ ‫عدسة ‪ :‬عيوش فوتوغرافي‬

‫المسرح‬ ‫هو البراح‬

‫الوحيد الذي‬ ‫ال يشعرني‬ ‫بالقيد حين‬ ‫أقف عليه‬ ‫حوار ‪ :‬خديجة حامـد‬

‫مبتسمة‬

‫مطمئنة وواثقة ‪ ،‬والحديث‬ ‫معها يشي بكل احتماالت‬ ‫النجاح والنجومية !‬ ‫وما إن تخوض غمار الحديث‬ ‫عن الفن تدرك أن المجال‬ ‫لتغيير وجهتها ‪ ..‬فالتمثيل‬ ‫ملعبها ‪ ،‬والمسرح بيتها‬ ‫المريح‪.‬‬ ‫تختار الجميل من كل شيء‪،‬‬

‫غـادة علـي‬

‫المسـرح بيتـي‬ ‫أعشق التمثيل وركوب الخيل‬

‫وال تستهويني‬ ‫األدوار العاطفية‬

‫‪24‬‬

‫وتعلم أن « الفن » ولو كان‬ ‫ممتع ًا إال أن الطريق إليه‬ ‫صعب‪ ،‬ولكونها المؤمنة‬ ‫والعاشقة له فقد اتخذت‬ ‫من الصبر والتفاني زاد ًا في‬ ‫رحلتها نحو الحبيب ‪ ،‬و تردد‬ ‫قولها «ثق في نفسك‬ ‫دائم ًا » فالحياة واألحالم‬ ‫التقف عند إحباطات‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬واجعل هدفك‬ ‫الوصول للقمر ‪،‬فإن لم تنجح‪،‬‬ ‫سينتهي بك المطاف‬ ‫وسط النجوم ‪،‬‬ ‫فدفعت بنفسها لبداية‬ ‫مسيرة فنية زاخرة ‪ ،‬ومتنوعة‬ ‫‪ ،‬بخطى واسعة ‪ ،‬وواثقة ‪.‬‬


‫الليبية ‪ :‬حدثينا عن بدايتك كيف كانت ؟‬

‫حلقــة «البوبجــي» ألكثــر مــن مــرة‪ ،‬وأنــا‬ ‫أفتخــر بمــا قدمــت‪.‬‬ ‫التخلــو التجربــة مــن بعــض النقــد‬ ‫وألنــي أحــب مــن ينتقدنــي فأنــا أبحــث‬ ‫عــن تلــك األخطــاء حتــى الأكررهــا‪ ،‬فكلنــا‬ ‫بــر ونخطــئ‪ ،‬فالنقــد يقوينــي ويدفعنــي‬ ‫لألمــام‪ ،‬وهــذا مــا حصــل معــي‪.‬‬

‫بدايتــي كانــت مــن نــادي ابــن خلــدون‬ ‫مــع املخــرج طــارق مــادي‪ ،‬عندمــا كان‬ ‫يبحــث عــن ممثــل يــؤدي دور ثعلــب‪ ،‬وأنــا‬ ‫كنــت أهــوى تأديــة األدوار الصعبــة‪ ،‬و‬ ‫الثعلــب شــخصية ماكــرة‪ ،‬فقلــت لــه‪ ،‬أنــا‬ ‫أســتطيع أن أقــوم بهــذا الــدور عــى الوجــه‬ ‫الصحيــح‪ ،‬وفع ـاً قدمــت الــدور ونجحــت‪،‬‬ ‫الليبية‪ :‬مسلسل «أوالد ناس» لديه شعبية كبيرة‪،‬‬ ‫ومــن هنــا كانــت انطالقتــي‪.‬‬ ‫وألنها تجربتك األولى تلفزيوني ًا‪ ،‬ماذا أضافت لك؟‬ ‫كمــا الأنــى دعــم أرستــي يل‪ ،‬التــي‬ ‫املسلســل يحظــى بمتابعــن بشــكل‬ ‫شــجعتني ودعمتنــي‪ ،‬وبعــد ذلــك التقيــت كبــر‪ ،‬فالجميــع يشــهد بنجــاح املسلســل‬ ‫باملمثــل جمــال حمــدي الــذي أبــدى ألنــه يتنــاول قضايــا ليبيــة تمــس املواطــن‬ ‫إعجابــه الشــديد باملشــهد الــذي قدمتــه يف الليبــي‪ ،‬واألهــم كيــف يمكــن طــرح هــذه‬ ‫دور الثعلــب‪ ،‬وعــرض عـي ّ أن أكــون ضمــن القضايــا بالطريقــة التــي تؤثــر يف الشــارع‬ ‫املمثلــن يف مسلســله‪ ،‬ألننــي أملــك الجــرأة العــام‪ ،‬وبالتــايل مناقشــة مــا يهــم املواطن‬ ‫والتألــق ومقومــات املمثــل‪ ،‬كمــا يصفنــي‪ ،‬كان العنــر األســايس يف مسلســل «أوالد‬ ‫وكنـ ُ‬ ‫ـت يف غايــة الســعادة ألننــي ســأظهر يف النــاس» ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـاه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أتمن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الليبي‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫التلفزي‬ ‫أمــا عــن اإلضافــة التــي اكتســبتها فهــي‬ ‫ولكــن تأتــي الريــاح بمــا التشــتهي بــدون شــك محبــة النــاس وســعادتهم‬ ‫الســفن‪ ،‬فعندمــا أخــرت أرستــي بأنــي بمــا قدمتــه‪ ،‬ناهيــك عــن النصائــح‬ ‫ســأكون ممثلــة بأحــد املسلســات‪ ،‬رفضــوا واإلرشــادات يف رســم الخطــوط العريضــة‬ ‫ُ‬ ‫ذلــك ألننــي‬ ‫كنــت يف مرحلــة الدراســة‪ ،‬لــكل شــخصية قدمتهــا‪ ،‬فكنــت أســر عــى‬ ‫ونصحونــي بالرتكيــز يف دراســتي‪ ،‬ومــن ثم نفــس الســياق‪ ،‬وحققــت النجــاح‪ ،‬وهــذا‬ ‫دعــم زمالئــي‪ ،‬ورغــم‬ ‫يل مطلــق الحريــة يف دخــول مجــال الفــن ‪ .‬بفضــل‬ ‫بعــد ذلــك شــاء القــدر يف ســنة ‪ 2019‬أن‬ ‫أن املسلســل ينفــذ‬ ‫ألتقــي ب« كاســتنك»‬ ‫بإمكانــات بســيطة‬ ‫النــاس»‬ ‫«أوالد‬ ‫إال أننــا دخلنــا قلــوب‬ ‫أصيــل‬ ‫الفنــان‬ ‫النــاس‪ ،‬وكانــت‬ ‫أحرص على‬ ‫بحــر‪ ،‬وأيمــن‬ ‫لنــا مكانــة خاصــة‬ ‫ا لشــعتا ني ‪،‬‬ ‫عندهــم‪.‬‬ ‫تقديم كل ما يليق‬ ‫وعــي عربــة‪،‬‬ ‫الليبية‪ :‬قدمت عديد‬ ‫واملمثلــة هــدى‬ ‫األدوار‪ ،‬فهل هناك‬ ‫عبــد اللطيــف‪ ،‬بالمجتمع الليبي‬ ‫شخصية ظلت‬ ‫يف معهــد الفنــون‬ ‫مسيطرة على‬ ‫بزاويــة الدهمانــي‪،‬‬ ‫غادة ولم تستطع‬ ‫فكتبـ ُ‬ ‫ـت اســمي عــى‬ ‫التخلص منها؟‬ ‫قســيمة لتقديــم‬ ‫أبــداً‪ ..‬عــى‬ ‫األداء‪ ،‬فتقــدم إيل ّ‬ ‫العكــس‪ ،‬كل األدوار التــي قدمتهــا كانــت‬ ‫املمثــل أيمــن الشــعتاني‬ ‫تمــس غــادة مــن الداخــل‪ ،‬وتؤثــر بشــكل‬ ‫وســألني‪ ،‬مــاذا ســأقدم؟‪ .‬يف ا لحقيقــة كبــر يف حياتــي‪ ،‬لكــن بمجــرد االنتهــاء من‬ ‫كنـ ُ‬ ‫ـت متوتــرة جــداً‪ ،‬ولكنهــا كانــت خطــوة املســلس ينتهــي الــدور معــه‪ ،‬فالبعــض‬ ‫ً‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫دورا‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أدي‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫وفع‬ ‫يل‪،‬‬ ‫ـبة‬ ‫ـ‬ ‫بالنس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مهم‬ ‫يظــل حبيــس الشــخصية التــي قدمهــا‬ ‫عــن‬ ‫الفكــرة‬ ‫وكانــت‬ ‫الفتيــات‪،‬‬ ‫إحــدى‬ ‫بــكل املقاييــس‪ ،‬ولكــن عــن نفــي فأنــا‬ ‫صفة«النميمــة» التــي اليملهــا بعــض عكــس ذلــك تمامــاً‪ ،‬أقــدم الــدور ســواء‬ ‫النــاس‪ ،‬والتــي هــي شــغلهم الشــاغل‪ ،‬أكان بالدرامــا أو الكوميديــا‪ ،‬وفــور انتهــاء‬ ‫والحمــد للــه‪ ،‬الجميــع يف املــرح أبــدو املسلســل ينتهــي الــدور معــه ‪.‬‬ ‫إعجــا بهــم بمــا قدمــت‪ ،‬ولــن أنــى‬ ‫الليبيــة‪ :‬شــاركت يف مسلســل «بارانويا»‬ ‫االبتســامة التــي لــم تفارقهــم‪.‬‬ ‫مــن إخــراج محمــد الرتكــي وتأليــف رساج‬ ‫وبعــد مــرور يومــن تحــدث إيل ّ املمثــل هويــدي‪ ،‬وتــدور شــخصية (رجــاء) التــي‬ ‫أيمــن الشــعتاني وأخربنــي أنهــم يرغبــون قدمتهــا حــول فتــاة تبحــث عــن املشــاكل‬ ‫يف انضمامــي إىل أرسة «أوالد النــاس» فكانت وســط العائلــة‪ ،‬وتســبب اإلزعــاج والقلــق‪،‬‬ ‫أول حلقــة يل تلــك التــي أديــت فيهــا دور وعنــد انتهــاء الــدور أتــرك الشــخصية‬ ‫الفتــاة املهووســة بلعبــة «البوبجــي»‪ ،‬جانبـا ً كــي أكــون مهيــأة وجاهــزة ألعمال‬ ‫فكانــوا يطلقــون عــي ّ إســم «كتيــب أخــرى ‪.‬‬ ‫البــودري» والحقيقــة أن ردود فعــل النــاس‬ ‫الليبية‪ :‬أين ترى غادة نفسها في الدراما أم‬ ‫كانــت قمــة يف الروعــة‪ ،‬فالجميــع أبــدى‬ ‫الكوميديا ؟‬ ‫إعجابــه بمــا قدمــت ‪،‬وكانــت هــذه بدايــة‬ ‫ســؤال جميــل‪ .‬يف الحقيقــة أنــا أرى‬ ‫الصعــود إىل ســلم النجــاح‪ ،‬ناهيــك عــن نفــي يف اإلثنــن معــاً‪ ،‬ففــي شــهر‬ ‫ذلــك‪ ،‬فقــد كســبت محبــة النــاس‪ ،‬فأغلــب رمضــان املــايض شــاركت بمسلســل‬ ‫مــن قابلتهــم أخربونــي أنهــم يشــاهدون‬

‫أتفحص‬ ‫الشخصية‬

‫وأعيشها‬

‫ولكن ال أضل‬

‫حبيسة لها‬


‫(خــوذ وإال خــي) فــكان دوري (بنــت‬ ‫مجنونــة ) مــع محمــد الرتكــي‪ ،‬ويف‬ ‫هــذا املشــهد أذهلــت الجميــع وأقنعتهــم‬ ‫أننــي مجنونــة بالفعــل‪ ،‬والحقيقــة‪،‬‬ ‫أُعجــب الجميــع بمــا قدمــت‪ ،‬فالقالــب‬ ‫الكوميــدي أُبــدع فيــه‪ ،‬خاصــة حــن‬ ‫يكــون النــص واإلخــراج يف غايــة‬ ‫السالســة والروعــة واإلتقــان‪ ،‬ولكــن لــو‬ ‫لــم أشــعر بالــدور الــذي أقدمــه‪ ،‬أو لــم‬ ‫أجــد نفــي فيــه‪ ،‬فإنــي أقــدم إعتــذاري‬ ‫دون تــردد‪ ،‬فربأيــي‪ ،‬نجــاح أي‬ ‫مسلســل يعتمــد عــى نجــاح األدوار‪،‬‬ ‫وإقنــاع املتلقــي بهــا‪.‬‬ ‫كمــا كان هنــاك دور األم بحلقــة‬ ‫(الصبــاغ والدبــاغ) الــذي أديتــه بــكل‬ ‫إحســاس ودقــة وتفانــى يف العمــل‪،‬‬ ‫وقدمــت دور األم التــي أجربهــا أوالدهــا‬ ‫عــى تــرك منزلهــا والعيــش بعيــدا ً‬ ‫عنهــم يف دار العجــزة دون أن يــرف لهــم‬ ‫جفــن‪ ،‬تأثــرت بهــذه الشــخصية كثــراً‪،‬‬ ‫فهــي ظاهــرة أصبحنــا نراهــا ونلمســها‬ ‫بتخــي أبنائهــا عنهــا‪ ،‬وينســون أن‬ ‫الجنــة تحــت أقــدام األمهــات‪ ،‬فــاألم هــي‬ ‫الحضــن الدافــئ الــذي نلجــأ إليــه عندمــا‬ ‫نشــعر بالحــزن أو الفــرح‪ ،‬وهــي تتمنــى‬ ‫أن تــرى أوالدهــا يف أجمــل صــورة حتــى‬ ‫تفتخــر بهــم‪ ،‬وباملقابــل علينــا أن نفتخــر‬ ‫جميع ـا ً بأمهاتنــا وأتمنــى مــن اللــه تعــاىل‬ ‫أن يحفظهــن‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬قدمتِ دور الزوجة واألخت واألم رغم‬

‫أن دور األم يحتاج إلى خبرة وإتقان في اإللقاء‬ ‫ونجحتى في ذلك‪ ،‬ماتعليقك؟‬

‫طاملــا أن املوهبــة موجــودة أســتطيع‬ ‫أن أقــدم كل تلــك األدوار‪ ،‬ويمكــن أيضــا ً‬ ‫أن أتقمــص شــخصية رجــل مســن وأقنــع‬ ‫املتلقــي بهــا‪ ،‬فاملمثــل املوهــوب والناجــح‬ ‫عليــه أن يبــدع يف كل األدوار‪ ،‬والتنوع جميل‪،‬‬ ‫ويعطــي طابعــا ً خاصــا ً يف كل شــخصية‬ ‫عــى حــدة كــي يتقــن دوره‪ ،‬فاالجتهــاد يف‬ ‫ذلــك مفتــاح نجــاح كل ممثــل‪ ،‬والفنــان‬ ‫عليــه أن يعطــي كل مالديــه‪ ،‬واملتلقــي‬ ‫كلمــا زاد إعجابــه واقتناعــه بمــا يقدمــه‬ ‫الفنــان ازداد عطــاؤه أكثــر‪ ،‬وهــذه مــن‬ ‫الخطــوات الهامــة تجعــل املمثــل يثابــر‬ ‫لتقديــم األفضــل‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬ما هي األعمال الجديدة التي ستقدمها‬

‫غادة مستقبالً؟‬

‫برصاحــة عرضــت عــي ّ بعــض األدوار‬ ‫لكننــي لــم أجــد فيهــا نفــي‪ ،‬أهــوى‬ ‫تلــك األدوار التــي تحتــاج لدفــق مشــاعر‬ ‫كاأللــم‪ ،‬والحرقــة ‪،‬واملــرارة‪ ،‬أكثــر مــن‬ ‫األدوار العاطفيــة‪ ،‬فهــي التــي تمســني‬ ‫مــن الداخــل‪ ،‬وأنــا بفضــل اللــه‪ ،‬ومحبــي‬ ‫«غــادة»‪ ،‬بــدأت بخطــوات جيــدة‪ ،‬وأســر‬ ‫بخــط مســتقيم‪ ،‬وهــذا شــجعني عــى‬ ‫املــي قدمــا ً نحــو النجــاح‪ ،‬فاالختيــار‬ ‫الصائــب يجعــل النــاس تتابعــك أكثــر ألنــك‬ ‫تركــت بصمــة رائعــة لديهــم‪.‬‬ ‫فمثــاً مرسحيــة «الكابــوس» للكاتــب‬ ‫نــور امليســاوي ومــن إخــراج ســيف‬

‫‪26‬‬

‫النقد‬

‫يقويني ويدفعني‬ ‫لتصحيح أخطائي‬ ‫العلوانــي فهــي‬ ‫تــدور حــول أربعــة‬ ‫أشــخاص مجانــن مــع دكتــور يف‬ ‫حالــة هســترييا‪ ،‬وفيهــا أجســد شــخصية‬ ‫فتــاة ُقتلــت والدتهــا أمــام عينيهــا‪ ،‬ولــم‬ ‫تســتطع أن تفعــل لهــا أي يشء‪ ،‬بــل ظلــت‬ ‫مختبئــة لتحمــي نفســها كمــا طلبــت‬ ‫منهــا والدتهــا‪ ،‬كذلــك الشــخصيات األخرى‬ ‫الجميــع عانــى مــن نوبــات هســترييا‬ ‫لدرجــة أنــي تأملــت كثــرا ً بهــذا الــدور‪،‬‬ ‫طبع ـا ً عرضنــا العمــل املرسحــي يف تونــس‬ ‫يف مدينــة «الــكاف» ونجحنــا كأفضــل‬ ‫عــرض مرسحــي‪ ،‬وكانــت مــن نصيبنــا‬ ‫جائــزة أفضــل ممثــل‪ ،‬كمــا تــم عرضهــا‬ ‫يف املغــرب والجزائــر‪ ،‬والقــت إعجــاب‬ ‫الجميــع‪ ،‬وهــذا بفضــل اللــه‪ ،‬واملجهــودات‬ ‫التــي بذلــت مــن كل املمثلــن‪ ،‬وهــذا ســبب‬ ‫نجــاح العمــل‪ ،‬عندمــا يكــون الجميــع يــدا ً‬ ‫واحــدة معــاً‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬بمن تتأثر غادة من الممثلين سواء على‬

‫المستوى الوطني أو العربي؟‬

‫َّ‬ ‫وأكــن‬ ‫كل املمثلــن واملمثــات أحبهــم‪،‬‬ ‫لهــم كل اإلحــرام‪ ،‬فهــم يعكســون كل‬ ‫اإلضــاءات الســاطعة التــي تجعلنــا نــرز‬ ‫أفضــل مــا لدينــا‪ ،‬ولكــن حبــي للممثلــة‬ ‫الســورية «منــى واصــف» كبــر جــداً‪،‬‬ ‫فهــي دائمــا ً تبــدع يف كل مــا تقدمــه‬ ‫وتفاجئنــا بالجديــد واملثــر والنــادر يف كل‬ ‫مــا تقدمــه مــن أدوار‪ ،‬متنوعــة‪ ،‬جميلــة‬ ‫وهادفــة‪ ،،‬قدمــت كل حياتهــا للفــن‪،‬‬ ‫مقنعــة يف كل يشء‪ ،‬وباألخــص دورهــا‬ ‫يف رشيــط «الرســالة»‪ ،‬فأنــا ال أمــل مــن‬ ‫مشــاهدتها ومراقبــة كل خطواتهــا‪،‬‬ ‫وأتمنــى أن أحقــق النجــاح الــذي وصلــت‬ ‫إليــه‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬خبر تخصين به الليبية فقط‪..‬‬

‫أنــا بصــدد العمــل عــى «مرسحيــة‬ ‫كوميديــة» بقالــب جديــد‪ ،‬ومتنــوع‪ ،‬وهــي‬ ‫قيــد التنفيــذ‪.‬‬

‫أنــا أحــب املــرح‪ ،‬فاملــرح هــو الروح‬ ‫التــي تحلــق بداخــي ألعطــي أفضــل مــا‬ ‫لــدي‪ ،‬فاملمثــل عليــه أن يمتلــك مقومــات‬ ‫جيــدة حتــى يــؤدي الــدور بالشــكل‬ ‫املناســب ويصــل إىل قلــوب النــاس‪ ،‬ويؤثــر‬ ‫فيهــم‪ ،‬واملــرح هــو الــراح الوحيــد الــذي‬ ‫ال أشــعر فيــه بقيــد حــن أقــف عليــه‪،‬‬ ‫ألنــه يمدنــي بطاقــة إيجابيــة كبــرة‪،‬‬ ‫وحديثــي يطــول ألصــف هــذا الشــعور‪،‬‬ ‫فلهــذا أعشــق الركــح‪ ،‬ألنــه البيــت الــذي‬ ‫تجــد فيــه (غــادة عــي) نفســها‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬ماذا قدم اإلعالم والثقافةللفنان عموما؟‬

‫بــكل أســف لــم يقــدم أي يشء مقارنــة‬ ‫بالــدول األخــرى‪ ،‬ولــم يأخــذ بيــد الفنــان‪،‬‬ ‫فــكل مــا يتــم تقديمــه مــن مسلســات‬ ‫هــي مجهــودات ذاتيــة ليــس إال‪ ،‬فحــن‬ ‫نعمــل ضمــن مسلســل فالجميــع يعمــل‬ ‫يف منــاخ األرسة الواحــدة‪ ،‬نســاعد‬ ‫بعضنــا إن لــزم األمــر‪ ،‬وأن نكــون معــا ً‬ ‫يف الــراء والــراء حتــى ينتهــي العمــل‪،‬‬ ‫كذلــك اإلعــام والثقافــة يجــب أن تكــون‬ ‫يــد العــون لــكل فنــان‪ ،‬وعليهــم دعمنــا‬ ‫ومســاندتنا‪ ،‬فــإن لــم يقفــوا جانبنــا فمــن‬ ‫سيشــد عــى يــد الفنــان‪ ،‬ويكــون ســندا ً‬ ‫لــه يف كل األوقــات‪ ،‬ولكــن لــن نــكل يف‬ ‫طلــب الدعــم‪ ،‬فهــذا حــق‪ ،‬والبــد للفنــان أن‬ ‫يحصــل عليــه‪.‬‬

‫الليبية‪ :‬وماهي رسالتك لفئة الشباب ممن يريد‬ ‫أن يدخل مجال التمثيل؟‬

‫أنصحهــم بعــدم اإلســتماع لــآراء‬ ‫الســلبية‪ ،‬وأن يخلقــوا منهــا حافــزا ً يدفــع‬ ‫بهــم خطــوة لألمــام نحــو النجــاح‪ ،‬انظــر‬ ‫إىل األمــام ثــق بنفســك وبمــا تقدمــه‪ ،‬وإن‬ ‫شــاءالله النجــاح حليفــك‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬ماذا تحب أن تقدم غادة أو ماذا تفضل؟‬

‫الحقيقــة أحــب األدوار اإلنســانية للفتاة‬ ‫التــي حرمــت مــن حقوقهــا‪ ،‬أو تركــت‬ ‫دراســتها مــن أجــل إخوتهــا وتربيتهــم‪،‬‬ ‫أو الفتــاة التــي تعانــي مــن مشــاكل يف‬ ‫حياتهــا وتعثــرت يف إيجــاد حلــول لهــا‪،‬‬ ‫تلــك األدوار أميــل إليهــا دائمــاً‪ ،‬فهــي‬ ‫تمســني جــداً‪ ،‬وتتحــدث عــن املشــاكل أو‬ ‫الظواهــر االجتماعيــة يف البيــت الليبــي أو‬ ‫العربــي‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬ما رأيك بالفضائيات الليبية؟ وهل عُرض‬

‫عليك العمل فيها؟‬

‫بالنســبة لقنــاة (وعــد) فقــد عرضــت‬ ‫عــي ّ برنامــج عــن املطبــخ مــع وجــود‬ ‫ضيــف يف كل حلقــة‪ ،‬ولكــن رفضــت‪ ،‬ألننــى‬ ‫أركــز اهتمامــي اآلن بالتمثيــل‪ ،‬فهــو األهــم‬ ‫بالنســبة إيل ّ‪ ،‬فمــازال لــديّ الكثــر ألقدمــه‪،‬‬ ‫أمــا أن أقــدم برامــج فهــذا االقــراح غــر‬ ‫وارد اآلن‪ ،‬ربمــا يف املســتقبل ‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬كممثلة بمسلسل «أوالد الناس» ماذا كان‬

‫ينقص المسلسل برأيك؟‬

‫املسلســل عمــره أربــع ســنوات‪ ،‬لــه‬ ‫نجاحــات متتاليــة‪ ،‬كنــا بمثابــة أرسة‬ ‫واحــدة‪ ،‬والشــباب لــم يقــروا بجهودهم‪،‬‬ ‫أيمــن كان يكتــب الفكــرة‪ ،‬وكذلــك أصيــل‬ ‫وحــازم ورنــدة‪ ،‬ونلتقــي ملناقشــة األفــكار‪،‬‬


‫نبلــور املشــاهد ونراجعهــا‪ ،‬حتــى تظهــر‬ ‫باملســتوى الــذى نطمــح إليــه‪ ،‬فالحقيقــة‬ ‫الجميــع كانــوا ىف غايــة اللطــف والتعــاون‬ ‫كأرسة واحــدة‪ ،‬وكانــت النتيجــة أن وصلنــا‬ ‫إىل قلــوب النــاس ومحبتهــم وتشــجيعهم‬ ‫لنــا ‪.‬‬

‫الليبية‪ :‬هل لديك هوايات أخرى؟‬

‫نعــم‪ ،‬يســتهويني فــن «الــراب»‪ ،‬وأحــب‬ ‫تأليــف الكلمــات التــي يســهل عــى أي‬ ‫أحــد أن يفهمهــا‪ ،‬إىل جانــب هوايــة ركــوب‬ ‫الخيــل‪ ،‬فهــى الرياضــة التــى أحبهــا‪،‬‬ ‫ألننــى أعشــق الخيــل بــكل معنــى الكلمــة ‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬بعيد ًا عن الفن‪ ،‬هل لديك مبادرات أو‬

‫مشاركات توعوية لما يحدث اآلن ؟‬

‫كانــت لــدي سلســلة توعويــة ضــد‬ ‫فــروس كورونــا ىف شــهر رمضــان املــايض‬ ‫صحبــة الفنانــن‪ ،‬عبــد الباســط بوقنــدة‪،‬‬ ‫وصــاح األحمــر‪ ،‬وزبيــدة قاســم‪ ،‬ومحمــد‬ ‫كارة‪ ،‬قدمنــا خاللهــا خمــس حلقــات‪،‬‬ ‫أرشنــا فيهــا إىل كيفيــة الوقايــة مــن‬ ‫هــذا الوبــاء‪ ،‬واتبــاع اإلرشــادات الصحيــة‬ ‫الالزمــة حتــى يكــون املواطــن ىف أمــان‬ ‫وبصحــة جيــدة‪ ،‬والحمــد اللــه‪ ،‬كان جــل‬ ‫املتابعــن ىف غايــة الــرىض ‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬علمت «الليبية» بمشاركتك في عملين‬

‫سينمائيين‪ ،‬أحدهما شريط «أمواج صحراء»‪،‬‬ ‫واآلخر بعنوان «عرق أسود»‪ ،‬هل لك أن تحدثينا‬ ‫عنهما؟‬

‫كيــف علمتــم برشيــط « عــرق أســود»؟‬ ‫يبــدو أن لديكــم مصــادر ممتــازة‪ ،‬هــذا‬ ‫الرشيــط مــن إخــراج حاتــم العالقــي‬ ‫وشــارك فيــه بــدور «رواد»‪ ،‬يتنــاول‬ ‫قضايــا مهمــة‪ ،‬وأنــا ســعيدة‬ ‫بمشــاركتي معهــم‪ ،‬فقــد أضــاف‬ ‫يل الكثــر‪ ،‬وشــارك فيــه شــباب‬ ‫ُ‬ ‫أحببــت‬ ‫بفكــرة جديــدة‪ ،‬ولهــذا‬ ‫هــذه التجربــة‪ ،‬أمــا عــن رشيــط‬ ‫«أمــواج الصحــراء» فهــو مــن تأليــف‬ ‫وإخــراج شــهد بريــك‪ ،‬صحبــة أيمــن‬ ‫الرابطــي‪ ،‬وتنــاول الفيلــم الهجــرة غــر‬ ‫الرشعيــة‪ ،‬والرشيــط مــازال بمرحلــة‬ ‫املونتــاج‪ ،‬كمــا أنــوه أن أن هــذه التجرية‬ ‫األوىل ل«شــهد» يف التأليــف واإلخــراج‪،‬‬ ‫وأنــا أتمنــى لهــا التوفيــق والنجــاح ‪.‬‬ ‫الليبية‪ :‬التجاذبات واختالف االتجاهات طالت‬

‫الوسط الفني أيض ًا حتى وصلت حد التباعد‬ ‫والفرقة‪ ،‬فماتعليقك؟‬

‫املشــاكل الشــخصية بــن الفنانــن‬ ‫يجــب تركهــا خــارج العمــل أو املــرح‪،‬‬ ‫وعلينــا أن نتســامح معــاً‪ ،‬فلــن يكــون‬ ‫العمــل هادفــا ً إال بالعمــل الجماعــي ‪.‬‬ ‫الليبيــة‪ :‬وبعــد كل هــذا‪ ،‬متــى ســنرى‬ ‫الدرامــا الليبيــة ىف املســتوى املطلــوب‪،‬‬ ‫أســوة بالدرامــا الســورية واملرصيــة‪،‬‬ ‫وتكــون لهــا مكانتهــا عــى مســتوى‬ ‫الوطــن العربــى؟‬ ‫فعــاً الدرامــا الليبيــة تعانــي فقــدان‬ ‫النــص الجيــد واملخــرج املحــرف‪ ،‬وحــن‬ ‫توفــر هذيــن العاملــن األساســيني فقــط‬ ‫ســنرى درامــا ترتقــي وتنافــس الدرامــا‬

‫أعشق‬ ‫الزي التراثي التقليدي‬ ‫وأفتخر بارتدائه‬ ‫وتأخــذ‬ ‫العربيــة‪،‬‬ ‫مكانتهــا وســط الدرامــا‬ ‫بالوطــن العربــى ‪.‬‬

‫الليبية‪ :‬ماذا تقول غادة لمتابعيها من خالل منبر‬ ‫الليبية؟‬

‫انتظــروا كل جديــد ومفيــد‪ ،‬وســأظل‬ ‫أقــدم كل مايليــق باملجتمــع الليبــي‪،‬‬ ‫ســواء يف القالــب الكوميــدي أو الرتاجيــدي‪،‬‬ ‫أنــا أقــول لــكل مــن يحبنــي ويتابعنــي‪،‬‬ ‫أحبكــم‪ ،‬وســأواصل طريقــي مــن أجــي‬ ‫وأجلكــم‪ ،‬ومــن اليتقبلنــي فأنــا أقابلــه‬ ‫بالحــب أيضــاً‪ ،‬وعفويتــى تلمســينها‬ ‫ببســاطة‪.‬‬ ‫الليبية ‪ :‬هل لديك إضافة أخرى؟‬

‫أشــكرك عــى هــذه املقابلــة الخفيفــة‬ ‫والجميلــة‪ ،‬فقــد م ـ ّر الوقــت برسعــة دون‬ ‫أن أشــعر بالقلــق أوامللــل‪ ،‬أود أن أنــوه عــى‬

‫التماســك‪ ،‬وبيــد واحــدة‪ ،‬ىف كل املشــاركات‪،‬‬ ‫وكل التوفيــق لــكادر الليبيــة‪ ،‬كذلــك أتوجــه‬ ‫بــكل الشــكر ألرسة «أوالد نــاس»‪ ،‬فقــد‬ ‫كانــوا يل العائلــة الحقيقيــة دون منــازع‪،‬‬ ‫أيضــا ً أحــب أن أشــكر األطفــال الذيــن‬ ‫يشــاهدوني ويتابعونــي‪ ،‬فالفــن رســالة‬ ‫موجهــة لــكل فئــات املجتمــع‪ ،‬األطفــال‪،‬‬ ‫النســاء ‪،‬الشــباب‪ ،‬فالفــن اليقتــر عــى‬ ‫فئــة معينــة‪ ،‬وكلمــا ازداد حــب النــاس لنــا‬ ‫زادت نجاحاتنــا‪.‬‬ ‫شكر خاص للمصممة التقليدية‬ ‫ابتسام الدغيس‪ ،‬التي هيأت‬ ‫لفريق الليبية فسحة المكـان‪،‬‬ ‫وتكرمــت بتـأميـــن أزيـــاء‬ ‫"اللبسة التراثية"‪ ،‬وأشرفت على‬ ‫لمسات الميك آب للفنانــة‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫تحت المجهر‬ ‫جراحة التجميل من التخصصات الخطيرة‬

‫والحساسة‪ ،‬و تتوقف عليها في أحيان كتيرة‬ ‫حياة اإلنسان‪ ،‬سواء من الناحية الصحية و‬ ‫النفسية‪ ،‬أو االجتماعية‪..‬‬ ‫وبالتالي فإن أطباء التجميل يتحملون عبأ كبيرا‬ ‫في إجراء عملية تجميل معقدة بعد تقديم‬ ‫إيضاحات كاملة للمريض‪ ،‬لالحتماالت المتوقع‬

‫حدوثها أثناء العملية وبعدها‪ .‬ولذا على‬ ‫الجميع‪ ،‬نساء ورجال‪ ،‬أن يدركوا أن استشارة‬ ‫دكتور أواختصاصي تجميل تساعدهم في‬ ‫معرفة أدق التفاصيل عن أية عملية جراحية‪،‬‬ ‫كي ال يتعرضوا لعمليات نصب أواحتيال‪ ،‬قد‬ ‫تحيل حيواتهم إلى جحيم وكوابيس مرضية‬ ‫مزمنة‪.‬‬

‫آمنة ارحومـــة‬

‫بوتكس‪ ...‬فيلر ‪ ..‬ترميم وشفط دهون!‬

‫اختلفت المسميات و"التلفيق" واحد‬

‫عمليــات ترقيــع‬ ‫وأخــرى عـقـدة نقص‬ ‫‪28‬‬


‫أميمة رمضان‬

‫أشجع عمليات التجميل‬ ‫لتحسين المظهر الخارجــي وتجربتي مع حقن‬ ‫الفيلر مشجعـــة ‪.‬‬

‫ولتســليط الضــوء علــى واقــع الجراحــات‬ ‫التجميليــة‪ ،‬ومــا يصاحبهــا‪ ،‬أحيانــا‪ ،‬مــن مشــاكل‬ ‫صحيــة ونفســية واجتماعيــة‪ ،‬اســتتهللنا رصدنــا‬ ‫هــذا بحزمــة لقــاءات متنوعــة‪ ،‬ســبرنا مــن‬ ‫خاللهــا آراء ووجهــات نظــر مختلفــة‪.‬‬

‫أميمة رمضان ـ موظفة‬

‫أشــجع عــى إجــراء العمليــات التجميلية‬ ‫التــي تختــص بتعديــل الشــكل الخارجــي‬ ‫لألفضــل‪ ،‬ألن كثــرا ً مــن النســاء لديهــن‬ ‫تجاعيــد وترهــات وتشــوهات يف بعــض‬ ‫مناطــق الجســم‪ ،‬ولــذا مــن الــروري أن‬ ‫يقمــن بمعالجتهــا يف وقــت مبكــر كــي يكــن‬ ‫يف حالــة صحيــة ونفســية جيــدة‪.‬‬ ‫وبرصاحــة‪ ،‬تضيــف‪ ،‬أنــا قمــت‬ ‫باســتعمال مــادة (الفيلــر) عــي شــفتاي‪،‬‬ ‫وفرحــت بالنتيجــة التــي تحصلــت‬ ‫عليهــا بعــد عمليــة الحقــن‪ ،‬فقــد أصبــح‬ ‫مظهرهمــا جميــل‪ ،‬وســعدت بالتغيــر الــذي‬ ‫أعطانــي طاقــة إيجابيــة‪ ،‬وزاد مــن معــدالت‬ ‫ثقتــي بنفــي‪ .‬أمــا عــن أســعار هــذه‬ ‫املنتجــات‪ ،‬تشــر أميمــة‪ ،‬فإنهــا ولألســف‬ ‫الشــديد مرتفعــة جــداً‪ ،‬وهــذا ماحــدث معــي‬ ‫حــن قمــت بعمليــة الحقــن‪ ،‬فقــد دفعــت‬ ‫عــي ‪ 1‬مــي مبلــغ (‪ )700‬دينــار ليبــي‪..‬‬ ‫ولكــي أن تتخيــي إذا أردت حقــن (‪2‬مــي)‬ ‫مــن نفــس املــادة‪ ،‬فبالتأكيــد ســيتضاعف‬ ‫املبلــغ ويكــون (‪ )1400‬دينــار ليبــي‪..‬‬ ‫وباملناســبة هنــاك عمليــات حقــن أخــرى‬ ‫تكلــف أكثــر مــن (‪ )2000‬دينــار ليبــي‪،‬‬ ‫وارتفــاع أســعار تلــك املنتجــات حســب‬ ‫قولهــم يرجــع لنوعيــة املــادة املصنعــة‪ ،‬إيل‬ ‫جانــب ارتفــاع ســعر الــدوالر يف الســوق‬ ‫املــوازي وتذبدبــه بــن فــرة وأخــري‪ ،‬ومــن‬ ‫خاللكــم‪ ،‬تــويص‪ ،‬أنصــح كل فتــاة قبــل أن‬ ‫تقــدم عــي مثــل هــذه الخطــوة أن تختــار‬ ‫الدكتــور الــذي يمتلــك خــرة طويلــة يف هــذا‬ ‫املجــال‪ ،‬وتبتعــد عــن األشــخاص الذيــن‬ ‫يتدربــون يف دورات بســيطة‪ ،‬وغــر كافيــة‪،‬‬ ‫لقيامهــم بمثــل هــذه العمليــات الدقيقــة‪،‬‬ ‫واملهمــة‪ ،‬التــي قــد يصاحبهــا تشــوهات‬ ‫تؤثــر عــي املريضــة مــن الناحيــة النفســية‬ ‫واالجتماعيــة والعمليــة‪.‬‬ ‫منال منصور ـ موظفة‬

‫أصبحــت عمليــات التجميــل ظاهــرة‬ ‫ملحوظــة يف الفــرة األخــرة‪ ،‬وهنــاك مــن‬ ‫تريــد أن تعــدل شــكلها‪ ،‬ســواء يف وجههــا‬

‫أو جســدها بحجــة الحصــول عىل(لــوك‬ ‫جديــد)‪..‬‬ ‫وهنــاك‪ ،‬مضيفــة‪ ،‬مــن تقــوم بتقليــد‬ ‫الفنانــات‪ ،‬منهــن مــن تريــد أن تغــر أنفهــا‬ ‫ليشــبه أنــف الفنانــة نانــي عجــرم‪ ،‬مثــا‪،‬‬ ‫أو أن تكــون خدودهــا وشــفاهها عــى‬ ‫مقــاس الفنانــة هيفــاء وهبــي‪ ..‬الــخ‪..‬‬ ‫وهــذا أمــر مســتحيل‪ ،‬حســب قولهــا‪،‬‬ ‫فلــكل شــخص مالمحــه الخاصــة بــه‪،‬‬ ‫فعمليــات التجميــل يجــب أن تســتخدم‬ ‫بالشــكل الصحيــح‪ ،‬وهــي تختــص بعــاج‬ ‫التشــوهات وتعديلهــا لتتمكــن الفتــاة مــن‬ ‫مواجهــة املجتمــع‪ ،‬وليــس لتغيــر شــكلها‬ ‫الــذي ال يعانــي مــن أيــة تشــوهات ال لــيء‬ ‫ســوى التشــبه بفنانــة تحبهــا‪..‬وأري‪ ،‬تشــر‬ ‫منــال‪ ،‬أن بعــض الــدول العربيــة تقدمــت يف‬ ‫هــذا املجــال‪ ،‬مثــل لبنــان‪ ،‬التــي يوجــد بهــا‬ ‫أطبــاء جيديــن‪ ،‬ومراكــز تجميــل متعــددة‪،‬‬ ‫بينمــا يف ليبيــا فــازال هــذا املجــال يحتــاج‬ ‫للكثــر مــن التدريــب والتطويــر‪.‬‬ ‫أمل صالح ـ دكتورة أسنان‬

‫العمليــة التجميليــة لهــا جانبــن أحدهما‬ ‫جيــد وآخــر ســيئ‪ ،‬وأنــا مــع العمليــة‬ ‫املتعلقــة بتحســن املظهــر الخارجــي إلبــراز‬ ‫التفاصيــل وتجمليهــا‪ ،‬خاصــة تلــك التــي‬ ‫تعانــي مــن عيــوب يف (الوجــه‪ ،‬والصــدر‪،‬‬ ‫واملؤخــرة‪ ،‬والبطــن‪ ،‬واألرداف‪..‬الــخ)‪،‬‬ ‫وبالتــايل أشــجع عــى اســتخدام (الفيلــر‬ ‫والبوتكــس) ألنــه يتــم حقنهما بنفــس املادة‬ ‫املوجــودة يف الجســم بــدون أرضار جانبيــة‪،‬‬ ‫إال أن عيوبهمــا‪ ،‬أنهمــا يحتاجــان إىل املداومــة‬ ‫واالســتمرارية‪ ،‬مــع التكلفــة الباهظــة التــي‬ ‫ســترصفها الفتــاة يف كل مرة‪..‬وللتأكيــد عــى‬ ‫ذلــك‪ ،‬تنــوه أمــل‪ ،‬فــإن إبــرة واحــدة مــن‬ ‫الفيلــر قــد يصــل ســعرها ألكثــر مــن (‪)600‬‬ ‫دينــار ليبــي‪ ،‬وهــي ال تكفــي‪ ،‬لــذا تضطــر‬ ‫املريضــة لحضــور عــدة جلســات يف العيــادة‪،‬‬ ‫ورصف مبالــغ ماليــة‪ ،‬وكل هــذا مرهــون‬ ‫بمهــارة وخــرة الدكتــورة املعالجــة‪..‬‬ ‫والفيلــر‪ ،‬حســب قولهــا‪ ،‬لــه عــدة أنــواع‬ ‫منهــا‪ ،‬الصينــي واالنجليــزي والســويرسي‪،‬‬ ‫وحســب اطالعــي‪ ،‬أرى أن أجودهــا هــو‬ ‫الفيلــر الســويرسي‪ ،‬ولهــذا فعــى كل ســيدة‬ ‫تــود إجــراء مثــل هــذه العمليــات أن تختــار‬ ‫طبيبـا ً متخصصـا ً يف مجــال التجميــل كــي ال‬ ‫تتعــرض لعمليــة نصــب يف تركيبــة مادتــي‬

‫(الفيلــر أو البوتكــس)‪ ،‬وتنهــي أمــل رأيهــا‬ ‫بالقــول‪ :‬التجميــل يكــون أفضــل يف حالــة‬ ‫اســتخدامه كلمســات تجميليــة خفيفــة مثــل‬ ‫(تكبــر الشــفاه‪ ،‬وإبــراز الخــدود‪ ،‬وتعديــل‬ ‫عيــوب األنــف والرقبــة‪ ..‬الــخ)‪ ،‬وعــي‬ ‫العكــس تمامــاً‪ ،‬عنــد اســتخدامه بطريقــة‬ ‫ســيئة مبالــغ فيهــا‪ ،‬فتصبــح بذلــك عمليــة‬ ‫تخريبيــة بــدل أن تكــون تجميليــة‪.‬‬ ‫زهيرة أبو العز ـ مهندسة‬

‫اهتمــام املــرأة بعمليــات التجميــل لــه‬ ‫عــدة أســباب‪ ،‬البعــض منهــا مايتعلــق‬ ‫بالجانــب الصحــي لعــاج التشــوهات‬ ‫واآلخــر وهــو األكثــر انتشــارا ً بــن النســاء‪،‬‬ ‫بســبب التقليــد‪ ،‬وعــدم الرضــا عــن النعمــة‬ ‫التــي وهبهــا اللــه لهــن‪ ،‬وأيضـا ً للفــت نظــر‬ ‫الــزوج بإغــراءات الشــفاه املمتلئــة مثــا‪..‬‬ ‫وأنــا‪ ،‬تضيــف شــهرية‪ ،‬مــع التجميــل يف‬ ‫حــدود االهتمــام بنظــارة البــرة أو تصحيح‬ ‫عيــب خلقــي‪ ،‬أو أثــر لحــادث‪ ،‬وضــد املبالغــة‬

‫منال منصور‬

‫أنا مع عالج‬ ‫التشوهات وتعديلها‬

‫وضد ظاهرة‬

‫"اللوك‬ ‫الجديد"‬

‫فيــه‪ ،‬وتغيــر الشــكل بالســبب‪ ..‬وأري أنــه‬ ‫البــد مــن وجــود دورات توعيــة يف هــذا‬ ‫املجــال ألن كثــر مــن األشــخاص الذيــن‬ ‫يقلــدون بعــض الشــخصيات املشــهورة عنــد‬ ‫قيامهــا بعمليــة تجميــل غــرت مــن شــكلها‬ ‫إىل األفضــل‪ ،‬ويجهلــون عواقــب مــا يفعلونــه‬ ‫بأنفســهم‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫خالد محمد‬

‫نساء أجرين عمليات تجميل ولم يلحظن أي تغيير‬

‫لعـــدم تقبلهــن ألنفسهـن‬ ‫أســاس ًا!‬ ‫خالد محمد أحمد ‪..‬‬ ‫أستاذ علوم إدارية ومالية‪.‬‬

‫يعتمـــد ذلـــك عـــي عنـــر التقبـــل‪ ،‬أي‬ ‫كيـــف تتقبـــل املـــرأة نفســـها‪ ،‬وهـــذا لـــه‬ ‫عالقـــة باملقارنـــة باآلخريـــن‪ ،‬وأيضـــا ً الثقـــة‬ ‫العاليـــة بالنفـــس‪ ،‬واستكشـــاف مـــا لديهـــا‬ ‫مـــن مميـــزات‪ ..‬وبشـــكل عـــام‪ ،‬يضيـــف‪،‬‬ ‫لـــكل إنســـان كنـــز خـــاص بـــه‪ ،‬ويملـــك‬ ‫خصوصيـــة تميـــزه عـــن الغـــر‪ ،‬ولـــذا أرى‬ ‫أن اإلشـــكالية يف عمليـــة املقارنـــة‪ ،‬وعالجهـــا‬ ‫ال يك ــون مب ــارشة‪ ،‬ب ــل بالخض ــوع تدريجيــا ً‬ ‫لعمليـــة التحليـــل النفـــي‪ ،‬أو الرتكيـــز عـــي‬ ‫النواقـــص واملميـــزات‪ ،‬وكيفيـــة التعامـــل‬ ‫معهـــا‪ ،‬فهنـــاك مـــن هـــي مقبلـــة عـــي‬ ‫الـــزواج وخطيبهـــا يريدهـــا أن تغـــر جـــزءا ً‬ ‫مـــا مـــن شـــكلها‪ ،‬أو جســـمها‪ ،‬ومنهـــن‬ ‫مـــن تعرضـــن لإلهانـــة والســـخرية مـــن‬ ‫قبـــل الصديقـــات واألقربـــاء عـــى تشـــوهات‬ ‫يف أجســـادهن‪ ،‬وهنـــاك مـــن تمتلـــك حســـا ً‬ ‫قويـــا ً للمقارنـــة‪ ،‬فتنظـــر دائمـــا ً للمـــرآة‪،‬‬ ‫وترك ــز ع ــي العي ــوب‪ ،‬وترغ ــب يف تحس ــينها‬ ‫عـــن طريـــق عمليـــات التجميـــل‪ ،‬فالعمليـــة‬ ‫يف حـــد ذاتهـــا‪ ،‬كمـــا يقـــول خالـــد‪ ،‬ال تطـــرح‬ ‫أو تعالـــج مبـــارشة‪ ،‬ألننـــا إذا اســـتطعنا‬ ‫عـــاج هـــذه املداخـــل النفســـية يمكننـــا‬ ‫حينهـــا تجـــاوز أيـــة عوائـــق قـــد يقـــع‬ ‫فيهـــا اإلنســـان‪ ،‬فكثـــر مـــن النســـاء قمـــن‬ ‫بعمليـــات تجميـــل لكنهـــن لـــم يلحظـــن‬ ‫أي تغـــر‪ ،‬وأعتقـــد أن الســـبب الرئيـــس يف‬ ‫ذلـــك يعـــود ألنهـــن لـــم يتقبلـــن أنفســـهن‬ ‫مـــن األســـاس‪ ،‬ويمكننـــي القـــول بـــأن‬ ‫الخلـــل نفـــي‪ ،‬بالدرجـــة األوىل‪ ،‬وليـــس‬ ‫عضويــاً‪ ،‬أي (ظاهريــاً)‪ ،‬فالتقب ــل أح ــد أه ــم‬ ‫أدوات التصالـــح مـــع الـــذات‪ ،‬وتعزيـــز الثقـــة‬ ‫بالنف ــس‪ ،‬ألن اإلط ــار الع ــام للجم ــال ه ــو كل‬ ‫الشـــخصية بســـلبياتها وإيجابياتهـــا‪ ،‬وعلينـــا‬ ‫بتقبـــل أنفســـنا والتصالـــح مـــع ذواتنـــا‬ ‫قبـــل إجـــراء أيـــة عمليـــات تجميليـــة‪ ،‬حتـــى‬ ‫نعيـــش يف راحـــة وســـام‪.‬‬ ‫أمل محمد ـ موظفة‬

‫خضعـــت يف الســـابق لعمليـــة تجميـــل يف‬ ‫دولـــة أذربيجـــان ســـنة ‪2013‬م‪ ،‬وكلفتنـــي‬ ‫مبلـــغ ‪ 3000‬يـــورو‪ ،‬إضافـــة إىل تكاليـــف‬ ‫الســـفر واإلقامـــة‪ ،‬بـــإرشاف دكتـــور رويس‪،‬‬ ‫وكانـــت فكرتهـــا عالجيـــة وتجميليـــة‪،‬‬ ‫بنســـبة ‪ 40%‬تجميـــل و‪ 60%‬عـــاج‪،‬‬ ‫وأجريـــت العمليـــة يف الجانـــب األيـــر‬ ‫للوجـــه‪ ،‬بســـبب انســـداد يف مجـــري العـــن‪،‬‬ ‫الـــذي أدى إىل بـــروز (انتفـــاخ) يف منطقتـــي‬ ‫األن ــف والخ ــد‪ .‬يف البداي ــة‪ ،‬تش ــر أم ــل‪ ،‬كن ــت‬ ‫راضيـــة عـــي النتيجـــة‪ ،‬ولكـــن بعـــد فـــرة‬ ‫شـــعرت بمضاعفـــات جانبيـــة‪ ،‬منهـــا ضيـــق‬ ‫يف التنفـــس‪ ،‬وحاليـــا ً أعانـــي مـــن مـــرض‬

‫‪30‬‬

‫(اآلزمـــا)‪ ،‬وبـــدأ شـــكل الخـــد يتغـــر نســـيباً‪،‬‬ ‫إيل جان ــب أل ــم يف الجي ــوب األنفي ــة‪ ١،‬وي ــزداد‬ ‫الوجـــع أكثـــر عندمـــا يكـــون الطقـــس‬ ‫بـــارداً‪ ،‬ممـــا جعلنـــي ال اســـتطيع الذهـــاب‬ ‫إىل عمـــي يف الوقـــت املناســـب‪..‬األمر الـــذي‬ ‫ســـبب يل الضيـــق والقلـــق واالنزعـــاج‪ ،‬ويف‬ ‫الحقيقـــة ندمـــت كثـــرا ً عـــي إجـــراء هـــذه‬ ‫العمليـــة‪ ،‬ومـــن خاللكـــم أحـــذر الســـيدات‬ ‫بـــأن الفكـــرة ليـــس بالســـفر خـــارج البـــاد‬ ‫إلجـــراء عمليـــة تجميـــل ألجـــل الحصـــول‬ ‫ع ــي نتيج ــة مبه ــرة‪ ،‬ب ــل باختي ــار الدكت ــور‬ ‫الخبـــر‪ ،‬مـــع العلـــم أن الدكتـــور الـــذي‬ ‫أجـــري يل العمليـــة حســـب مـــا قيـــل عنـــه‬ ‫أنـــه عـــي مســـتوي عـــايل مـــن الخـــرة يف‬ ‫هـــذا املجـــال‪.‬‬ ‫حنان محمد عبد المجيد ـ موظفة‬

‫برصاح ــة أن ــا أش ــجع عملي ــات التجمي ــل‬ ‫التصحيحيـــة‪ ،‬التـــي تعمـــل عـــى تعديـــل‬ ‫التشـــوهات الخلقيـــة‪ ،‬أو التـــي حدثـــت‬ ‫بس ــبب ح ــادث م ــا‪ ،‬فع ــى س ــبيل املث ــال أن ــا‬ ‫عاني ــت لس ــنوات طويل ــة م ــن تش ــوه خلق ــي‬ ‫باألنـــف منـــذ الـــوالدة‪ ،‬ســـبب يل عقـــدة‬ ‫نفســـية يف كيفيـــة التعامـــل مـــع النـــاس‪،‬‬ ‫وكنـــت أتعـــرض للســـخرية مـــن زميالتـــي يف‬ ‫الدراســـة والعمـــل بشـــكل مســـتمر‪ ،‬ويف كل‬ ‫مـــرة يأتـــي فيهـــا شـــاب لخطبتـــي‪ ،‬عـــن‬ ‫طريـــق املعـــارف‪ ،‬وبعـــد أول لقـــاء‪ ،‬يقـــول‬ ‫أنـــي ال أعجبـــه ألن أنفـــي ليـــس جميـــا‪،‬‬ ‫وتعبـــت مـــن جـــراء ذلـــك الـــكالم الجـــارح‪،‬‬ ‫لدرجـــة أنـــي تمنيـــت املـــوت عـــى أن أرى‬ ‫نف ــي أضحوك ــة لبع ــض األش ــخاص الذي ــن‬ ‫خلـــت نفوســـهم مـــن اإلنســـانية‪ ،‬أصبـــت‬ ‫باإلحبـــاط ومرضـــت‪ ،‬وذات مـــرة جاءتنـــي‬ ‫أختـــي وقالـــت يل هنـــاك دكتـــور تجميـــل‬ ‫ليبـــي ذو كفـــاءة عاليـــة ربمـــا يســـاعدك يف‬ ‫حالتـــك هـــذه‪ ،‬يف البدايـــة رفضـــت لخـــويف‬ ‫م ــن اآلث ــار الس ــلبية الت ــي ترتكه ــا عملي ــات‬

‫أمل صالح‬

‫التجميل‬ ‫أفضل‬ ‫كلمسات‬ ‫خفيفة!!‬

‫التجميـــل‪ ،‬ولكـــن بعـــد إلحـــاح مـــن أختـــي‬ ‫اتخـــذت قـــراري بالذهـــاب إليـــه‪ ،‬ومـــن أول‬ ‫ي ــوم ارتاح ــت نفس ــيتي‪ ،‬فق ــد كان طبيب ــا ذو‬ ‫حنك ــة وش ــخص حالت ــي بطريق ــة مبس ــطة‬ ‫جعلتنـــي أرص عـــى إجـــراء العمليـــة‪ ،‬وبعـــد‬ ‫ع ــدة جلس ــات م ــع الدكت ــور ح ــدد يل موع ــدا‬ ‫للعمليـــة‪ ،‬وقمـــت بإجـــراء التحاليـــل كافـــة‪،‬‬ ‫وبصـــدق‪ ،‬تسرتســـل حنـــان‪ ،‬كان يـــوم‬ ‫العمليـــة فاصـــا يف حياتـــي‪ ،‬خفـــت بشـــكل‬ ‫كبـــر‪ ،‬ولكـــن والـــدي وأهـــي والطبيـــب‬ ‫ســـاعدوني عـــى تخطـــي مرحلـــة الخـــوف‪،‬‬ ‫وبعـــد العمليـــة عشـــت آالم ال تطـــاق‪،‬‬ ‫وبفضـــل اللـــه جـــاء اليـــوم الـــذي انتظرتـــه‬ ‫بفـــارغ الصـــر‪ ،‬وأزيلـــت الضمـــادة‪ ،‬ورأيـــت‬ ‫أنفـــي ألول مـــرة‪ ،‬فلـــم أصـــدق أن التـــي يف‬ ‫يف الصـــورة هـــي أنـــا‪ ،‬وتغـــرت حياتـــي مـــن‬ ‫بعدهـــا‪ ،‬ومـــن خاللكـــم أنصـــح كل فتـــاة‬ ‫تعانـــي مـــن تشـــوه يف جســـدها بـــأن ال‬ ‫تذه ــب إىل الخ ــارج‪ ،‬وأن تخت ــار طبيب ــا ليبي ــا‬ ‫متخصصـــا‪ ،‬فلدينـــا أطبـــاء عـــى درجـــة‬ ‫عاليـــة مـــن املهـــارة والكفـــاءة‪.‬‬ ‫مروة عبد السالم ـ موظفة‬

‫ذهبـــت ملـــر لشـــفط دهـــون البطـــن‪،‬‬ ‫وبعـــد أن قمـــت بعمليـــة الشـــفط حـــدث يل‬ ‫ترهـــل يف منطقـــة البطـــن‪ ،‬وعندهـــا قـــرر‬ ‫الطبيـــب إزالـــة الرتهـــات الزائـــدة‪ ،‬وبالفعـــل‬ ‫قم ــت بالعملي ــة‪ ،‬ولك ــن بع ــد م ــرور س ــنوات‬ ‫أصبحـــت أشـــعر بأوجـــاع يف البطـــن‪ ،‬كنـــت‬ ‫أعتقـــد بأنهـــا أوجـــاع عاديـــة‪ ،‬لكـــن األلـــم‬ ‫وبم ــرور الوق ــت زاد‪ ،‬ول ــم أع ــد ق ــادرة ع ــى‬ ‫احتمالـــه‪ ،‬شـــكوت لبعـــض الصديقـــات عـــن‬ ‫األوج ــاع الت ــي أعانيه ــا‪ ،‬فنصحنن ــي بدكت ــور‬ ‫تجمي ــل ليب ــي‪ ،‬وع ــى الف ــور ذهب ــت للعي ــادة‪،‬‬ ‫وبع ــد الكش ــف ع ــن حالت ــي ق ــال يل الدكت ــور‬ ‫أن العمليـــة التـــي أجريـــت لـــك كانـــت‬ ‫خاطئـــة‪ ،‬وفاشـــلة‪ ،‬وأن الطبيـــب املعالـــج‬ ‫قـــد أزال جـــزءا كبـــرا مـــن الجلـــد‪ ،‬وتـــم‬ ‫خياطتـــه بصـــورة خاطئـــة ســـببت تشـــوه‬ ‫لهـــذا العضـــو وخلـــل يف وظائـــف األعضـــاء‬ ‫الداخلي ــة ول ــذا يج ــب إج ــراء عملي ــة لتعدي ــل‬ ‫هـــذا الخلـــل وضمـــان عمـــل تلـــك األعضـــاء‬ ‫بشـــكل ســـليم‪ ..‬وطلـــب منـــي عـــدد مـــن‬ ‫التحاليـــل وصـــور األشـــعة‪ ،‬فبعـــد ســـماع‬ ‫كالم الدكتـــور صدمـــت وندمـــت كثـــرا ً عـــى‬ ‫إجـــراء العمليـــة خـــارج ليبيـــا وعـــى عـــدم‬ ‫ثقتـــي يف األطبـــاء الليبيـــن‪.‬‬ ‫وألهميـــة هـــذا املوضـــوع‪ ،‬وتوضيـــح‬ ‫الـــرأي العلمـــي لـــذوي االختصـــاص‪ ،‬التقينـــا‬ ‫الدكت ــور عب ــد الس ــام التهام ــي استشـــ ــاري‬ ‫جراحـــة التجميـــل والحـــروق‪ ،‬الـــذي‬ ‫لخـــص واقـــع عمليـــات التجميـــل وآثارهـــا‬ ‫واإلرشـــادات العلميـــة الواجـــب العمـــل بهـــا‪،‬‬ ‫وذلـــك مـــن خـــال الحـــوار التـــايل ‪:‬‬


‫د‪ .‬عبد السالم التهامي‬

‫استشـــاري جراحة التجميل والحروق ‪:‬‬

‫التجميـل ليس‬

‫قصــة مظهـر‬ ‫عمليات التجميل إحدى‬ ‫التخصصات الجراحية‬ ‫المعروفة عالمي ًا‬

‫تستخدم صالونات ومراكز‬ ‫التجميل أجهزة متنوعة‬ ‫من الليزر والمشرفون‬

‫ليسوا جراحي تجميل‬ ‫وال أطباء جلدية‬ ‫وليست لديهم‬

‫خبرة!‬

‫حدثن ــا بش ــكل مختص ــر ع ــن تخص ــص عملي ــات‬ ‫التجمي ــل ‪..‬‬

‫ـ عمليــات التجميــل هي احــدي التخصصات‬ ‫الجراحيــة املعروفــة عاملي ـاً‪ ،‬ومصطلــح جراحــة‬ ‫التجميــل ال يعرفــه البعــض‪ ،‬ويعتقــد األغلــب‬ ‫أنهــا تهتــم بالشــكل واملظهــر فقــط‪ ،‬بينمــا‬ ‫جراحــة التجميــل عبــارة عــن تخصــص كبــر‬ ‫يضــم عــدة فــروع جراحيــة مــن بينهــا‪،‬‬ ‫«جراحــة اليــد‪ ،‬جراحــة الوجــه والفكــن‪ ،‬الطــب‬ ‫وجراحــة الحــروق‪ ،‬جراحــة الجلــد‪ ،‬الجراحــة‬ ‫املجهريــة وإعــادة األطــراف املبتــورة‪ ،‬جراحــة‬ ‫التشــوهات الخلقيــة الخارجيــة»‪ ،‬وأيضــا هنــاك‬ ‫جراحــة التجميــل البحثيــة التــي تهتــم باملظهــر‬ ‫والشــكل‪.‬‬ ‫مـــا الفـــرق بيـــن عمليـــة الترقيـــع والترميـــم‬

‫فـــي جراحـــة التجميـــل؟‬

‫ـ أوال هنــاك مشــكلة يف الرتجمــة‬ ‫القاموســية للمصطلــح‪ ،‬فمثــا العــرب لــم‬ ‫يســتطيعوا توحيــد تخصــص جراحــة التجميــل‪،‬‬ ‫ففــى ليبيــا وســوريا يســمى هــذا التخصــص‬ ‫(بالحــروق والتجميــل)‪ ،‬أمــا يف مــر فيســمى‬ ‫( جراحــة التجميــل واإلصــاح)‪ ،‬بينمــا يف تونــس‬ ‫فيعــرف (بجراحــة التجميــل والرتميــم)‪ ،‬أمــا‬ ‫يف الــدول األوروبيــة فــإن ( التجميــل‪ ،‬الرتميــم‪،‬‬ ‫الرتقيــع‪ ،‬اإلصــاح) هــو نفــس التخصــص‪ ،‬إذا‪،‬‬ ‫وفــق ذلــك‪ ،‬يمكننــا القــول أن االختــاف يكمــن‬ ‫يف الرتجمــة الصحيحــة للتخصــص‪.‬‬ ‫هـــل فـــي اإلمـــكان أن توضـــح لنـــا أكثـــر عـــن‬

‫جراحـــة المظهـــر والشـــكل التـــي ذكرتهـــا ســـابق ًا؟‬

‫ـ بالنســبة لجراحــة الشــكل واملظهــر فهــي‬ ‫جراحــة يطلبهــا بعــض األشــخاص‪ ،‬ســواء‬ ‫مــن عنــر النســاء أو الرجــال أو األطفــال‪،‬‬ ‫لتصحيــح أي شــكل غــر طبيعــي يف الجســم‪،‬‬ ‫مثــل اعوجــاج أو تشــوه يف األذنــن أو األنــف‪،‬‬ ‫وغريهــا مــن التشــوهات التــي تصيــب اإلنســان‬ ‫وتؤثــر عليــه ســلبا مــن الناحيــة النفســية‬ ‫واالجتماعيــة‪ ،‬وتجعلــه عنــرا غــر فعــال يف‬ ‫حياتــه‪.‬‬ ‫مـــا هـــي الدواعـــي المســـموح بهـــا إلجـــراء‬

‫عمليـــة تجميـــل؟‬

‫ـ نتيجــة لبعــض التشــوهات أو التغــرات‬ ‫التــي تحــدث يف أجــزاء مــن الجســم وبســببها‬ ‫يصبــح مظهــره غــر طبيعــي‪ ،‬هنــا يضطــر‬ ‫املريــض إلجــراء عمليــة جراحيــة لتعديــل الجزء‬ ‫املصــاب‪ ،‬وعــادة مــا يصاحــب تلــك التغــرات‬

‫‪31‬‬


‫شــخص آلخــر‪.‬‬

‫مـــا مـــدي تأثيـــر عمليـــة تجميـــل علـــي‬

‫وظيفـــة الجـــزء الـــذى أجريـــت لـــه الجراحـــة ؟‬

‫ـ إذا نتــج عــن العمليــة مضاعفــات أو‬ ‫أجريــت بشــكل غــر صحيــح‪ ،‬ســواء كان‬ ‫ذلــك يف األنــف أو غريهــا مــن أعضــاء الجســم‬ ‫فســيكون لهــا تأثــر عــي األداء الوظيفــي‪،‬‬ ‫ونحــن بدورنــا كأطبــاء نعطــي الحالــة‬ ‫املرضيــة مــدة زمنيــة للمراجعــة الطبيــة مــن‬ ‫ســتة أشــهر لســنة‪ ،‬خاصــة لعمليــات األنــف‪،‬‬ ‫كــي نتأكــد ونطمــن املريــض أن حالتــه‬ ‫الصحيــة جيــدة‪.‬‬ ‫مـــا هـــي اإلرشـــادات الطبيـــة التـــي تعطـــى‬

‫للمريـــض قبـــل وبعـــد العمليـــة؟‬

‫من األمور‬ ‫الخطيرة‬

‫أن تقوم سيدة‬ ‫بإزالة حواجبها‬ ‫ووضع وشم‬

‫لغرض تقليد‬

‫فنانــة !‬

‫‪32‬‬

‫الجماليــة تغــرا يف الوظائــف‪ ،‬أي أن الشــخص‬ ‫املصــاب عندمــا يأتــي لجــراح التجميــل فهــو‬ ‫يريــد أن يصحــح الشــكل والوظيفــة‪ ،‬وعليــه‬ ‫أن يعــرف كل تفاصيــل األعــراض التــي تحــدث‬ ‫بعــد العمليــة‪ ،‬فعــي ســبيل املثــال‪ ،‬عمليــات‬ ‫جراحــة األنــف لألشــخاص الذيــن يعانــون مــن‬ ‫اعوجــاج يف األنــف وضيــق التنفــس‪ ،‬يجــب أن‬ ‫ال تكــون عمليــة لتجميــل األنــف فقــط‪ ،‬بــل‬ ‫لتجميــل وتحســن األداء الوظيفــي لألنــف‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫هل دائما تنجح عمليات تجميل األنف؟‬

‫ـ عمليــات تجميــل األنــف متنوعــة‪،‬‬ ‫فبعضهــا ال يحتــاج إىل زراعــة األنســجة مثــل‬ ‫زراعــة الغــروف‪ ،‬وبالتــايل فهــو يحتــاج إىل‬ ‫عمليــة تجميليــة يف نفــس املــكان املصــاب‪،‬‬ ‫وهنــاك حــاالت أخــري تســتدعي زراعــة‬ ‫غــروف وعظــم لتصحيــح الشــكل‪ ،‬ويجــب‬ ‫أن يقــوم بهــا جــراح تجميــل متخصــص وذو‬ ‫كفــاءة‪ ،‬وجراحــة التجميــل خاصــة‪ ،‬يجــب أن‬ ‫تــدار بأيــدي أمينــة وذات خــرة‪ ،‬ألن الشــكل‬ ‫الخارجــي واضــح لآلخريــن‪ ،‬وإن حــدث أدنــي‬ ‫خطــأ وتكــون نتائــج العمليــة غــر ســليمة‬ ‫فــإن املريــض يصبــح عرضــة لالنتقــاد مــن‬ ‫اآلخريــن‪.‬‬ ‫ه ــل هن ــاك ح ــاالت يطل ــب أصحابه ــا إج ــراء‬

‫عملي ــة تجمي ــل أن ــف تش ــبها بفن ــان معي ــن‪.‬؟‬

‫ـ نعــم هنــاك بعــض الحــاالت تطلــب‬ ‫ذلــك‪ ،‬ودورنــا هنــا تصحيــح الــرأي واملعلومــة‬ ‫لهــم‪ ،‬ألن كل شــخص لديــه مقاســات معينــة‬ ‫تتمــايش مــع تقاســيم الوجــه‬ ‫مــن‬ ‫وتختلــف‬

‫ـ ســؤال مهــم جــدا‪ ،‬ومــن املؤكــد أن‬ ‫هنــاك إرشــادات طبيــة نعطيهــا للمريــض‬ ‫قبــل وأثنــاء وبعــد العمليــة‪ ،‬وعــي ســبيل‬ ‫املثــال‪ ،‬عمليــة جراحــة األنــف‪ ،‬يعطــي الطبيــب‬ ‫معلومــة مســبقة عــى ردة فعــل األنــف بعــد‬ ‫إجــراء العمليــة كتــورم األنــف‪ ،‬وهــو يحتــاج‬ ‫لفــرة معينــة ليعــود لوضعــه الطبيعــي‪.‬‬ ‫نـــرى هـــذه األيـــام أن كثيـــرا مـــن النســـاء‬

‫يلجـــأن إلـــى عمليـــات التجميـــل التحســـينية‬ ‫حســـب ظنهـــم‪ ،‬مثـــل (البوتكـــس والفلـــر) ‪ ،‬فمـــا‬ ‫مـــدي نجاحهـــا فـــي بالدنـــا؟‬

‫ـ لألســف‪ ،‬إن أغلبهــن ال يعرفــن مــا هــو‬ ‫(البوتكــس)‪ ،‬خاصــة اللواتــي لديهــن شــغف‬ ‫لتغيــر مظهرهــن‪ ،‬ف(البوتكــس) باختصــار‪،‬‬ ‫هــو عبــارة عــن ُ‬ ‫«ســم»‪ ،‬تُقتــل أو تُشــل بــه‬ ‫أنواعــا مــن العضــات‪ ،‬وباألخــص املوجــودة‬ ‫حــول العينــن أو أعــي األنــف بحيــث يقــل‬ ‫انكماشــها‪ ،‬وبالتــايل تختفــي التجاعيــد لفــرة‬ ‫معينــة‪ ،‬تحديــدا ً بعــد ســتة أشــهر‪ ،‬وتعــود‬ ‫العضلــة لعمليهــا مــن جديــد ولكــن الغالبيــة‬ ‫منهــن حســب اعتقادهــن أن البوتكــس يزيــل‬ ‫التجاعيــد ويغــر شــكل الوجــه وهــذا اعتقــاد‬ ‫خاطــئ ‪ ،‬ومــن الــروري عمــل البوتكــس‬ ‫لحــاالت خاصــة فقــط ويجــب أن يكــون تحــت‬ ‫إرشاف أخصائــي تجميــل لــه خــرة طويلــة‬ ‫وليــس كمــا يحــدث يف أغلــب األماكــن حيــث‬ ‫يتــم اســتخدامه بأيــدي غــر مدربــة ومؤهلــة‬ ‫وخبــرة يف هــذا املجــال ويُعطــي بطريقــة غــر‬ ‫مدروســة ممــا ســبب مشــاكل خطــرة لبعــض‬ ‫الحــاالت ‪ ..‬وللعلــم أصبــح اســتعمال البوتكــس‬ ‫يقــل مــع مــرور الزمــن نظــرا لتطــور الحاصــل‬ ‫اآلن يف عمليــات التجميــل بأغلــب مستشــفيات‬


‫العالــم (( وهــو مــا يســمي بحقــن الدهــون‬ ‫مــن الجســم)) ‪ ..‬فهــو عــادة مــا يؤخــذ مــن‬ ‫الجســم خاليــا جدعيــة ويتــم زراعتهــا يف وجــه‬ ‫املريــض لتحســن الحالــة وتســتمر يف لنمــو‬ ‫بشــكل آمــن وســليم خــال فــرة مــن ســتة‬ ‫أشــهر إىل ســنة بنســبة خمســن يف املئــة ‪،‬‬ ‫بينمــا املنتجــات الصناعيــة بمــا فيهــا الفلــر‬ ‫تحقــن يف الوجــه لفــرة أربــع أشــهر وبعدهــا‬ ‫تختفــي إضافــة إىل مشــاكلها املتعــددة منهــا‬ ‫الحساســية االلتهابات الرتســبات ‪ ،‬ويســتعمله‬ ‫األشــخاص الذيــن يســعون للربــح الرسيــع‬ ‫والغــر مختصــن يف جراحــة التجميــل‪.‬‬ ‫هل لليزر أضرار على الجلد ؟‬

‫ـ الليــزر أحــد العالجــات املكملــة للتجميــل‬ ‫لتحســن الجــروح بعــد العمليــة وأوكــد يجــب‬ ‫أن يقــوم بهــا أخصائــي متــدرب ‪ ،‬ولكــن‬ ‫لألســف بعــض صالونــات ومراكــز التجميــل‬ ‫يســتخدمون أجهــزة متنوعــة مــن الليــزر‬ ‫والذيــن يقومــون بــاإلرشاف عــي الحــاالت‬ ‫باســتخدام أحــد أجهــزة الليــزر هــم أشــخاص‬ ‫ليســوا جراحــي تجميــل وال أطبــاء جلديــة‬ ‫وليــس لديهــم خــرة ‪ ،‬ومــن تمــا تصاحــب‬ ‫هــذه العمليــة أعــراض ســلبية وعواقــب‬ ‫خطــرة واحــراق الجلــد لبعــض الحــاالت ‪..‬‬ ‫ألنــه مــن املفــرض قبــل اســتعمال الليــزر‬ ‫أن يخضــع املريــض لعــدة ترتيبــات الختيــار‬ ‫درجــة الليــزر املناســبة لنــوع بــرة املريــض‬ ‫بــإرشاف خبــر متخصــص‪.‬‬ ‫برأيـــك مـــا مـــدي فعاليـــة اســـتخدام‬

‫أجهـــزة الليـــزر إلزالـــة الشـــعر الزائـــد والغيـــر‬ ‫مرغـــوب فيـــه؟‬

‫ـ فعــا هنــاك أجهــزة ليــزر متخصصــة‬ ‫إلزالــة الشــعر الغــر مرغــوب فيــه ولكــن‬ ‫يجــب ان تســتخدم بــإرشاف مختصــن‬ ‫متمكنــن يف مجالهــم‪.‬‬ ‫هـــل لليـــزر عالقـــة فـــي تنشـــيط الخاليـــا‬

‫الســـرطانية بالجســـم؟‬

‫ـ ال أعتقــد ذلــك ‪ ..‬ولكــن املشــاكل املتوقــع‬ ‫حدوثهــا احــراق الجلــد بدرجــات مختلفــة‬ ‫أو التصبغــات وذلــك لعــدم وجــود الخــرة‬ ‫والكفــاءة‪.‬‬ ‫ماذا عن عمليات شفط الدهون؟‬

‫ـ شــفط الدهــون مــن الحــاالت التجميليــة‬ ‫الشــائعة وهــو الحــل األمثــل للبعــض ‪ ،‬وهنــا‬ ‫يقــوم الدكتــور بشــفط الدهــن الزائــد بجهــاز‬ ‫خــاص لجــزء معــن مــن الجســم مثــل البطــن‬ ‫أو األرداف ‪..‬ولكــن ليــس كل حالــة تعانــي‬ ‫مــن الدهــون الزائــدة يمكنهــا أن تقــوم بهــذه‬ ‫العمليــة الجراحيــة التجميليــة كالتــى تعانــي‬ ‫مــن الرتهــل ألنــه بمجــرد القيــام بهــذه‬ ‫العمليــة ســتزيد نســبة الرتهــات ‪.‬‬ ‫هـــل شـــفط الدهـــون يعـــد بالمتعـــارف‬

‫عليـــه إنقـــاص للـــوزن؟‬

‫ـ بالطبــع ال ‪ ..‬بــل هــو لتعديــل شــكل‬ ‫الجســم ‪ ،‬ألن شــفط الدهــون يتــم بطريقــة‬ ‫منظمــة بــأرشاف دكتــور مختــص الســتخراج‬ ‫الدهــن املرتاكــم مــن كيلــو إىل ثالثــة كيلــو يف‬ ‫أجــزاء معينــة مــن الجســم وليــس الدهــن‬ ‫كلــه‪.‬‬ ‫فتحـــت مؤخـــرا العديـــد مـــن مراكـــز‬

‫التجميـــل فـــي بالدنـــا فهـــل برأيـــك هـــي الحـــل‬ ‫المناســـب؟‬

‫ـ هــذا ســؤال مهــم جــدا‪،‬‬ ‫وأنــا أري أن هنــاك بعــض مراكــز‬ ‫التجميــل والذيــن يســعون للربــح‬ ‫الرسيــع يقومــون باســتجالب‬ ‫معــدات وآالت للتخســيس وإنقــاص‬ ‫الــوزن حســب ظنهــم أنهــا تســاعد‬ ‫عــى شــفط الدهــون بينمــا أن هــذه‬ ‫اآلالت ىف الحقيقــة دعائيــة تجاريــة‪،‬‬ ‫ويف أغلــب األحيــان يخــر املريــض‬ ‫مالــه وال يســتفيد مــن هــذه التجربة‬ ‫الفاشــلة‪ ،‬ألن الذيــن يقومــون بمثــل‬ ‫هــذه العمليــات أشــخاص غــر‬ ‫مختصــن أو مؤهلــن يف تخصــص‬ ‫جراحــة التجميــل‪ ،‬ويتاجــرون‬ ‫باملريــض‪ ،‬لــذا أنصــح املــرىض الذيــن‬ ‫يريــدون إجــراء عمليــة جراحيــة‬ ‫لشــفط الدهــون بالذهــاب إىل دكتــور‬ ‫تجميــل أفضــل مــن ضيــاع الوقــت يف‬ ‫مراكــز تجميــل غــر متخصصــة‪.‬‬ ‫لمـــاذا تنســـب عمليـــات التجميـــل‬

‫للنســـاء فقـــط ؟!‬

‫ـ بالعكــس‪ ،‬فعمليــات التجميــل‬ ‫متاحــة لجميــع الفئــات‪ ،‬رجــال‪،‬‬ ‫ونســاء‪ ،‬وأطفــال ‪ ،‬فمنهــم مــن‬ ‫يكــون لديــه تشــوه خلقــي يف أحــد‬ ‫أجــزاء الجســم مثــل‪ ،‬األذن أو األنــف‪،‬‬ ‫ويريــد تعديلــه‪ ،‬وهنــا يأتــي دور‬ ‫استشــاري التجميــل ليُعطــي املريض‬ ‫رشحــا مفصــا عــن العمليــة التــي‬ ‫ســيقوم بإجرائهــا‪.‬‬

‫كثــرت فــي اآلونــة األخيــرة‬ ‫اســتخدام تقنيــة (التاتــو) عنــد‬ ‫النســاء‪ ،‬و مــا يعــرف بتعبئــة ورســم‬ ‫وتغييــر شــكل الحواجــب؟‬

‫ـ مهمــة جراحــي التجميــل‬ ‫أن يقومــوا بإبــراز العنــر غــر‬ ‫املوجــود أو تحســن الشــكل املشــوه‪،‬‬ ‫ويف األغلــب هــذا يســبب مشــاكل‬ ‫نفســية لــدي املريــض‪ ،‬ولكــن أن‬ ‫تقــوم ســيدة بإزالــة حواجبهــا‬ ‫ووضــع مكانــه وشــم‪ ،‬أو تُغــر شــكله‬ ‫باســتعمال (التاتــو) لغــرض تقليــد فنانــة‬ ‫أو ممثلــة‪ ،‬فهــى مــن األمــور الخطــرة التــي‬ ‫تســبب أمراضــا يف املســتقيل‪ ،‬إضافــة أنــه‬ ‫يتعــارض مــع احــكام ديننــا االســامي‪.‬‬ ‫مـــا هـــو الحـــل األمثـــل‪ ،‬صحيـــا وقانونيـــا‪،‬‬

‫لوضـــع مراكـــز التجميـــل؟‬

‫ـ يجــب أوال أن تكــون هنــاك رقابــة عــي‬ ‫مراكــز التجميــل التجاريــة مــن قبــل الجهــات‬ ‫املختصــة‪ ،‬وأن تعطــى لهــم تراخيــص بعــد‬ ‫اســتيفاء الــروط‪ ،‬وإذن مزاولــة املهنــة‬ ‫مــن نقابــة األطبــاء لفتــح صالــون تجميــل‪،‬‬ ‫وباختصــار‪ ،‬املوضــوع ليــس باألمــر البســيط‪،‬‬ ‫بــل يحتــاج إىل دارســة دقيقــة ومســتفيضة‬ ‫كــى ال يتعــرض املريــض لعمليــة نصــب‬ ‫واحتيــال وانعــكاس ذلــك عــي صحتــه وحالته‬ ‫النفســية‪.‬‬ ‫ه ــل األطب ــاء األوروبيي ــن أكث ــر كف ــاءة م ــن‬

‫األطب ــاء الع ــرب ف ــي جراح ــة التجمي ــل؟‬

‫ـ أغلــب النــاس أخــذوا فكــرة ســطحية‬ ‫عــن األطبــاء املحليــن‪ ،‬وعــدم الثقــة يف‬ ‫كفاءتهــم كجراحــي تجميــل‪ ،‬لــذا فــإن‬

‫البوتكس‬

‫سم‬ ‫قاتل‬ ‫وأحد أسباب‬ ‫شل العظالت‬ ‫معظمهــم يفضلــون العــاج يف الخــارج‪ ،‬ومــن‬ ‫هنــا نســتطيع القــول أن الكفــاءة املهنيــة‬ ‫والخــرة العمليــة موجــودة يف كل البلــدان‪،‬‬ ‫فمثــا‪ ،‬يف دولــة تشــاد‪ ،‬نجــد جــراح جيــد‬ ‫وآخــر غــر جيــد‪ ،‬ونفــس الوضــع ينطبــق‬ ‫عــي أمريــكا وليبيــا ‪..‬ألــخ‪ ،‬وذلــك الختــاف‬ ‫الكفــاءات الطبيــة بــن دول العالــم‪ ،‬وإذا نظرنا‬ ‫للموضــوع مــن ناحيــة أخــرى فنجــد أن دولــة‬ ‫أملانيــا تفوقنــا بالتقنيــة املتطــورة والحديثــة‪،‬‬ ‫لكــن براعــة وتفــوق وإتقــان األداء الجراحــى‬ ‫موجــودة يف كل دولــة بمــا فيهــا ليبيــا‪ ،‬فكــم‬ ‫مــن متفــوق ليبــي يــرأس العمــل بمستشــفى‬ ‫أو مصنــع يف بلــد أوروبــي وهــم ُكثــر‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة تود قولها؟‬

‫ـ يجــب عــي املــرىض أن يذهبــوا إىل‬ ‫اختصــايص تجميــل ذو خــرة وكفــاءة عاليــة‪،‬‬ ‫ومــن الــروري أن يقومــوا بطــرح األســئلة‬ ‫عــى الدكتــور املعالــج ملعرفــة سلســلة‬ ‫املضاعفــات بعــد العمليــة مثــل‪( ،‬االحتقــان‪،‬‬ ‫واالنتفــاخ‪ ،‬وتغــر لــون الجلــد ‪..‬الــخ)‪ ،‬وكــم‬ ‫يســتغرق بقــاء تلــك األعــراض يف الجــزء التــي‬ ‫تجــرى لــه العمليــة‪ ،‬ويف الختــام أشــكركم عــى‬ ‫هــذا اللقــاء‪ ،‬وبالتوفيــق‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫ليبيون‬

‫بـــدشــــداشة‬ ‫خليجيــــــــــــــة‬

‫مـن‬

‫إعداد ‪ :‬محبوبة مسعود‬

‫منـا لـم تؤثـر فيـه‬

‫وسـائل اإلعـالم المختلفة‪ ،‬سـواء‬ ‫المرئيـة أو المسموعـة أو حتـى‬ ‫المكتوبـة‪ ،‬والمتمثلة في الراديــو‪،‬‬ ‫والتلفزيـون‪ ،‬و الجرائـد و المجـالت‪،‬‬ ‫واإلنترنت بجميــع مواقعه‪ ،‬من‬ ‫فيسبوك‪ ،‬و تويــتر‪ ،‬وانستغــرام‪،‬‬ ‫و كل وسائل التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫و نوافذ الدردشة مثل‪ ،‬الفايــبر و‬ ‫الوايشــات‪ ،‬و اليوتــيوب‪،‬‬ ‫و الواتــس أب‪... ،‬الخ ؟‪..‬و التـي‬ ‫اجتــازت المكـان و الزمـان‬

‫و لـــو رصـدنـــا آثــــار هذه امليديا عــــر‬ ‫حـركـــة مجتـمعاتـــنا‪ ،‬ومـــا الـــذي تغــري‬ ‫فيـــها واختفــــى؟ و مــا الــــذي استجـــد؟‬ ‫ربمـا ســـــندرك حقـيقـة ترعبـنا أن تـــلك‬ ‫الوسـائـــل‪ ،‬بقـــدر مـا اخـرتعـت لتعـــزز‬ ‫الـتواصـل‪ ،‬كونهــا وسيلــة اتصـال‪ ،‬بقــدر‬ ‫مـا جعلتـــنا منعزلـــن حتـى علـــى أقــرب‬ ‫األهــل والجـــران‪ ،‬عـــدا مــا غرســـته فيـــنا‬ ‫مــن قـــيم‪ .‬ففــي واحــدة مــن أكثــر املقــاالت‬ ‫جــدال عــن عمليــة التواصــل‪ ،‬نرشتهــا احــدى‬ ‫الصحــف الغربيــة‪ ،‬خلصــت إىل أن وســائل‬ ‫التواصــل تعــزز العزلــة‪ ،‬جعلــت هــده املقالــة‬ ‫وســائل اإلعــام املختلفــة محــط دراســات‬ ‫وبحــوث عــن عمليــة التأثــر و التأثــر و مــا‬ ‫آىل إليــه عــر تطورهــا التقنــي املتالحــق‪،‬‬

‫و اخترقــت القوانــين و الحـــدود‬

‫يحرص الليبيـون على ارتداء‬

‫و مـن مـنا لـم تسلب عقلـه التقنـية‬

‫الزي الوطني أيـام الجمعة‬

‫و البيــوت‪ ،‬و حتـى القلــوب ‪،‬‬ ‫بجنونها و تطــورها المتالحــق‬ ‫عـبر االنترنـت‪ ،‬و الحواســيب‬ ‫والهواتـف الذكــية و الغبـية على‬ ‫حد سواء‪ ،‬و غـيرها ‪..‬؟‬

‫‪34‬‬

‫واليستسيغــون المطبــخ‬ ‫الخليجـي‬


‫خاصــة الوســائل املرئيــة‪ ،‬حيــث تحظــى‬ ‫الصــورة بالنصيــب األوفــر مــن التأثــر‪،‬‬ ‫فظهــرت طفــرة مــن القنــوات التلفزيونيــة‬ ‫بشــكل مبالــغ‪ ،‬أثــرت يف مناحــي الحيــاة‬ ‫املختلفــة‪ ،‬وبرتــم متســارع‪ ،‬فغــرت بعــض‬ ‫الســلوكيات العامــة لكثــر مــن الشــعوب‪،‬‬ ‫فكثــرة هــي القنــوات التــي تســوق ملــا ال‬ ‫يحــى مــن القيــم و الســلوكيات الجديــدة‬ ‫عــى مجتمعاتنــا‪ ،‬وكــي نكــون منصفــن‬ ‫و أكـــثر تفــاؤال‪ ،‬فــإن هنــاك يف املقابــل‬ ‫ســلوكيات إيجابيــة لتلــك القنــوات‬ ‫جديــرة بــأن تذكــر‪ ،‬فعــى ســبيل املثــال‪،‬‬ ‫اهتــم بعــض رجــال األعمــال و التجــار و‬ ‫أصحــاب رشكات تبلــغ إيراداتهــم املاليــن‬ ‫بدفــع الــزكاة‪ ،‬وحرصهــم عــى معرفــة‬ ‫كل شــاردة و واردة عــن الــزكاة و فيمــن‬ ‫تجــب ؟‪ ،‬ومــن األســباب لهــذا االهتمــام و‬ ‫هــذا الحــرص هــو ظهــور طفــرة القنــوات‬ ‫الدينيــة املتخصصــة‪ ،‬و دورهــا يف توعيــة‬ ‫النــاس بأمــور دينهــم‪ ،‬و إحســاس األغنيــاء‬ ‫بمســؤوليتهم تجــاه الفقــراء‪ ،‬ولعلهــا مــن‬ ‫القيــم و اآلثــار الحميــدة لهــذه الوســائل ‪.‬‬ ‫و مــن جملــة القنــوات اإلعالميــة‬ ‫الدوليــة االكثــر تاثــرا و تاثــرا‪ ،‬والتــي‬ ‫لهــا صداهــا وجمهورهــا وعــدد متتبعيهــا‬ ‫بشــكل ملفــت‪ ،‬هــي القنــوات الخليجيــة‪،‬‬ ‫فيــكاد يكــون خطهــا وتوجهــا واحــدا‪ ،‬ألن‬ ‫القيــم أومــا يســوقون لــه مــن قيــم‪ ،‬هــي‬ ‫واحــدة‪ ،‬و لــو تمعنــا يف األثــر الــذي تحدثــه‬ ‫هــذه القنــوات‪ ،‬خاصــة يف املجتمــع الليبــي‪،‬‬ ‫ســنجده واضح ـا ً يف كثــر مــن الســلوكيات‪،‬‬ ‫مثــل اللبــاس‪ ،‬و طريقــة املعيشــة‪ ،‬و محاولة‬ ‫الوصــول للرفاهيــة بالطريقــة الخليجيــة‪،‬‬ ‫ســواء‪ ،‬وأيضــا يتضــح مــن خــال الــزي‪،‬‬ ‫عــر لبــاس العبايــة‪ ،‬أو الجلبــاب‪ ،‬مــن قبــل‬ ‫كبــار الســن‪ ،‬خاصــة النســاء‪ ،‬بمايوحــي‬ ‫أن هــذا الــرداء هــو اللبــاس الرشعــي عــى‬ ‫عكــس اللبــاس التقليــدي الليبــي الــذي‬ ‫يرتدينــه‪. .‬أمــا أكثــر القيــم التــي غرســتها‬ ‫هــده القنــوات بحســب الظاهــر‪ ،‬فهــي‬ ‫تحســن التعامــل مــع الوالديــن بشــكل‬ ‫ملفــت لألنظــار‪ ،‬فقــد ركــزت يف فــرة مــا‬ ‫جملــة مــن املسلســات و الربامــج العامــة و‬ ‫الدينيــة‪ ،‬عــى فضــل التعامــل مــع الوالديــن‪،‬‬ ‫و انعكاســه عــى صحــة الفــرد‪ ،‬و زيــادة‬ ‫رزقــه لــريض والديــه عليــه‪ ،‬حتــى أن كثــر‬ ‫مــن العائــات أصبحــت تهتــم باصطحــاب‬ ‫الوالديــن يف املنتزهــات والحدائــق‪ ،‬فكنــا‬ ‫ال نــري هــذا املشــهد يف الشــارع الليبــي‬ ‫كثــرا‪ ،‬غــر أنــه يف الســنوات األخــرة أصبــح‬ ‫مشــهدا ً اعتياديــا‪ ،‬كمــا أن هنــاك تأثــرات‬ ‫يف مناحــى أخــرى لتلــك القنــوات‪ ،‬تتعلــق‬ ‫بطريقــة تصميــم املنــازل و ديكوراتهــا‪،‬‬ ‫وتصميــم البنــاء عــى غــرار منــازل دول‬ ‫الخليــج‪ ،‬ووضــع األثــاث وفقــا للــذوق‬ ‫الخليجــي و هكــذا‪.‬‬ ‫أمــا اختيــار موديــات الســيارات فحــدث‬ ‫و الحــرج‪ ،‬فقــد أصيــب املجتمــع الليبــي‬ ‫بهــوس رشاء الســيارات بشــتى أنواعهــا‬ ‫الحديثــة منهــا والقديمــة الكالســيكية‪،‬‬ ‫وبألــوان الطيــف جميعهــا‪ ،‬فــا تجد‬ ‫لونــا يف الطبيعــة حتــى الفــي‬

‫الفضائيـات ومواقع التـواصل أثرت‬ ‫في السلوك العـام وسوقت لقيـم‬

‫هجينة ودخيلة‬

‫و الذهبــي و الالمــع لــم يجــذب أذواقهــم‪،‬‬ ‫أمــا فيمــا يتعلــق بالقيــادة املجنونــة و‬ ‫املتهــورة فــا نعتقــد أن لهــا صلــة بثقافــة‬ ‫املجتمعــات الخليجيــة‪ ،‬إال إن كـــانت يف‬ ‫ســاحات مخصصــة لذلــك ‪ ،‬فهــذا النــوع‬ ‫مــن الهــوس بالقيــادة لــه يف النهايــة‬ ‫جمهــوره و محبيــه‪ ،‬و مقنــن‬ ‫ضمــن ضوابــط واشــراطات‬ ‫تحمــي الســائق و مــن حوله‬ ‫مــن متفرجــن‪ ،‬ممــن‬ ‫يســتمتعون بمشــاهدته‪،‬‬ ‫أو مــا يطلــق عليــه بــن‬ ‫الشــباب ب « التمتيــع»‬ ‫و نرجــع بالقيــم األكثــر‬ ‫تأثــرا ً عــر تلــك القنــوات‬ ‫يف املجتمــع الليبــي ‪ ..‬الحــرص عــى‬ ‫اللباس«العربــي» يف أيــام الجمعــة و األعيــاد‪،‬‬ ‫و االجتمــاع للصــاة يف الســاحات الكبــرة‬ ‫يف األعيــاد‪ ،‬خاصــة يف رمضــان‪ ،‬و يف الغالــب‬ ‫هــذا الــزي املوحــد بهيئــة‪ ،‬قميــص أبيــض‬ ‫طويــل‪ ،‬وهــو ذات القميــص الــذي يرتديــه‬ ‫رجــال شــبه الجزيــرة و مــن حولهــا‪.‬‬ ‫غــر أن الــذي لــم يتأثــر بــه‪ ،‬أو يستســيغه‬ ‫املجتمــع الليبــي‪ ،‬فهــو عــادات األكل لــدى‬ ‫الخليــج‪ ،‬وطبيعــة أكالتهــم الشــعبية‪ ،‬ولعــل‬ ‫مــرد ذلــك أن جميــع الــدول العربيــة ال‬ ‫تستســيغ أكل أي دولــة أخــرى إال بمــرور‬ ‫وقــت طويــل حتــى تعتــاده ‪.‬‬ ‫عــدا ذلــك فــإن كل مــا تبثــه تلــك‬ ‫القنــوات يشــكل مــؤرشا إيجابيــا لصــد أي‬ ‫ســلوكيات غــر مستســاغة ومســتهجنة‬ ‫تبتهــا قنــوات أخــرى‪ ،‬فأعتقــد أن مــا تبثــه‬ ‫بعــض الوســائل األخــرى مــن إفــراط و‬ ‫مبالغــة يف التخــي عــن مــا هــو ســائد‬ ‫و طبيعــي يهــدد بعــض القيــم املحببــة‪،‬‬ ‫ترممــه هــذه القنــوات بطريقتهــا يف‬ ‫معالجــة كثــر مــن الظواهــر و الســلوكيات‬ ‫عــر برامــج التوعيــة والربامــج الدينيــة‪،‬‬ ‫أوحتــى برامــج الرتفيــه واملسلســات التــي‬ ‫تعالــج كثــر مــن القضايــا‪ ،‬التــي تتشــابه‬ ‫يف طبيعتهــا مــع معظــم دولنــا العربيــة‪.‬‬ ‫و تظــل حقيـــقة يجــب االعـرتاف بها‬ ‫ضمنيــا‪ ،‬وهـــي أن التقنــــية و جمــــيع‬ ‫وسائـــل اإلعــــام بجميــع صنوفهــا و‬ ‫ألوانهـــا بقدر ما هدمـــت فينـــا الكثــــر‬ ‫مـــن القــــيم‪ ،‬فقد هذبـــت فيـــنا قيــــم‬ ‫أخـرى‪ ،‬فنحن البـــر بطبيعـتنا‪ ،‬نرضـخ‬ ‫أحيـانـــا ً لرغباتـــنا‪ ،‬كمــا نقـــاوم ذات‬ ‫الوقــت‪ ،‬رغبـــات أخــرى‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫رشاقة‬

‫اجتماعيات‬

‫من واقع سجالت المرارة‬ ‫صدفة‬

‫وجدناها تسأل‬

‫عن مرتبها المجمد بسبب عدم‬ ‫توقيعها اإلقرار السنوي‪ ،‬تطلب‬ ‫حال سريعا عاجال‪ ،‬لفتت انتباهنا تلك‬ ‫العيون الحزينة‪ ،‬والنفس المنكسرة‪،‬‬ ‫والصوت الذي يكاد يخرج بصعوبة‪..‬‬ ‫أمسكت بيدنا بقوة الغريق الباحث‬ ‫عن قشة‪ ،‬سلمت علينا كأنها لم‬ ‫تصافح أحدا منذ سنين‪ ..‬اشتياق‬ ‫ال حدود له‪ ،‬ومحبة عميقة تائهة‪،‬‬ ‫تبحث عن شراع ودفة لم تجد مرفأ‪..‬‬ ‫خطوات مرتعشة ونفس كسيرة‪،‬‬ ‫وصمت تفصح عن وجع وألم‪،‬‬ ‫يفضحه وجه متغضن‪ ،‬حفرت عليه‬ ‫سنوات عمرها مالمح طافحة باأللم‪،‬‬ ‫ممثلئة مرارة‪ ،‬من الجحود والنكران‬ ‫والنسيان الذي جنته من أبنائها‬ ‫الذين تناسوها وتناسوا أن “الزمن‬ ‫دوار”‪ ،‬وكما تدين تدان!‬ ‫بعد حديث ذي شجون ‪ ..‬أشاحت‬ ‫بوجهها عنا‪ ،‬في محاولة منها‬ ‫لتستجمع قواها وتخفي دموعها‬ ‫بشكل مس مشاعرنا‪ ،‬وخدش‬ ‫وجداننا‪ ..‬ورغم ذلك‪ ..‬آثرنا نشر‬ ‫هذه القصة الحقيقية‪ ،‬بعد أن‬ ‫رويت تفاصيلها‪ ،‬من فم األم التي‬ ‫عاشت فصول مأساتها يوما بيوم‪،‬‬ ‫قصة جحود األبناء لألم التي حملت‬ ‫وأرضعت‪ ،‬وكانت القلب الدافئ‬ ‫الذي احتواهم واحتضنهم‪..‬‬

‫فصول درامية موجعة‬

‫هــذه قصــة أم ترتنــح أملــا مــن ســياط‬ ‫أبنائهــا‪ ،‬عاشــت فيهــا فصــوال دراميــة‬ ‫موجعــة‪ ،‬أفقدتهــا القــدرة عــى الوقــوف‬ ‫بوجــه الضعــف الــذي أذلهــا وكرسهــا‪،‬‬ ‫وجعلهــا تبحــث عــن مــأوى‪ ،‬بعــد أن خرجــت‬ ‫مــن بيتهــا مطــرودة‪ ،‬منبــوذة‪ ،‬تجــوب‬ ‫الشــوارع وســط الصمــت الــذي ال يســمح‬ ‫للصــوت أن يتحــرر مــن حرشجــة أحــزان‬ ‫الذكريــات املريــرة‪.‬‬ ‫بــدأت األم حديثهــا بكلمــات مبحوحــة‬

‫‪36‬‬

‫قرار‬

‫ال تتخذه أية‬

‫امـرأة!‬

‫سرد ‪ :‬كوثر الفرجاني‬

‫متقطعــة‪ ،‬وتمتمــات مبهمــة‪ ،‬تخنقهــا‬ ‫“العــرة”‪ ،‬وهــي تســرجع ذكرياتهــا التــي‬ ‫عاشــت فيهــا معــززة مكرمــة‪ ،‬زوجــة‬ ‫مدللــة بمملكتهــا‪ ،‬ســعيدة ببيتهــا وزوجهــا‬ ‫الــذي توجهــا ملكــة‪ ،‬تربعــت عــى عــرش‬ ‫قلبــه قبــل بيتــه‪ ،‬كأي رجــل حقيقــي يــرى‬ ‫يف رشيكــة عمــره الســكن والرحمــة‪ ،‬وكيــف‬ ‫عاشــت حياتهــا مثــل كل أم وزوجــة ترفــل يف‬ ‫نعيــم الــزوج واألوالد األبنــاء منهــم والبنــات‪،‬‬ ‫حتــى شــاءت األقــدار أن تلعــب لعبتهــا‪،‬‬ ‫فأخــذت هــذا الــزوج الحنــون لتبــدأ فصــول‬ ‫املأســاة‪ ،‬فتعصــف بهــا ريــاح القســوة مــن‬ ‫كل جانــب‪ ،‬ومــن أقــرب األقــارب‪ ،‬شــقيقها‬

‫وولدهــا‪ ،‬اللذيــن مارســا عليهــا أشــد صنــوف‬ ‫القهــر والغبــن‪ ،‬لدرجــة أنهمــا بــدآ يف البحــث‬ ‫عــن “ســبلة” للتخلــص منهــا‪ ،‬وســمح‬ ‫ابنهــا البكــر بتحريــض مــن شــقيق قــاس أن‬ ‫يتلفــظ بمــا يحــرج األم ويهينهــا‪ ،‬بلــغ حــد‬ ‫حبســها ومنعهــا أن تعيــش كأيــة إنســانة‬ ‫لهــا الحــق يف العيــش والحيــاة بكرامــة‪،‬‬ ‫وكأنهــا اقرتفــت إثمــا برتملهــا‪ ،‬وكأنــه‬ ‫خيارهــا وليــس قدرهــا‪.‬‬

‫جرعات يومية‬

‫من سم الكالم الجارح‬

‫بــدأت املأســاة منــذ ذلــك اليــوم الــذي‬


‫اقرتعــوا فيــه عــى إعالتهــا‪ ،‬مثلمــا اقرتعــوا‬ ‫عــى إرثهــا‪ ،‬آخذيــن بعــن االعتبــار أن األجــل‬ ‫ســيوافيها عاجــا‪ ،‬طــال الزمــان أم قــر‪،‬‬ ‫وتحولــت األم‪ ،‬تلــك الســيدة املدللــة املرفهــة‬ ‫إىل مــا يمكــن تشــبيهه بســقط املتــاع‪ ،‬ال حق‬ ‫لهــا يف التــرف يف ممتلكاتهــا وأموالهــا‪،‬‬ ‫وال حــق لهــا فيمــا تركــه زوجهــا لهــا‪ ،‬وألن‬ ‫األجــل لــم يــأت‪ ،‬وتأخــر مخيبــا آمالهــم‪،‬‬ ‫أصبحــت حواراتهــم كلهــا تــدور حــول تدقيق‬ ‫حســاب املرصوفــات‪ ،‬إقامتهــا وتكاليــف‬ ‫مأكلهــا ومرشبهــا‪ ،‬خروجهــا ودخولهــا‪،‬‬ ‫مفارقــات مؤملــة تــؤذي مشــاعرها الرقيقــة‪،‬‬ ‫خاصــة عندمــا كانــت تســمعهم وهــم‬ ‫يقرتعــون عليهــا كســلعة باليــة‪ ،‬أو قطعــة‬ ‫أثــاث مســتعملة نخرهــا الســوس‪ ،‬وبهــذا‪..‬‬ ‫تحولــت حياتهــا وإقامتهــا ببيتهــا إىل جحيم‪.‬‬ ‫كان البــد لــأم أن تجــد حــا‪ ،‬فهــي لــم‬ ‫تكــن أبــدا شــيئا مهمــا‪ ،‬وبعــد أن تعــزز يف‬ ‫أعماقهــا أنهــا مهمشــة ال قيمــة لهــا‪ ،‬كأم‬ ‫وأخــت‪ ،‬ومــع ازديــاد الجرعــات اليوميــة‬ ‫مــن ســم الــكالم الجــارح الــذي تتعــرض‬ ‫لــه دون ذنــب اقرتفتــه‪ ،‬ولكونهــا الحلقــة‬ ‫األضعــف‪ ،‬فقــد نفــد لديهــا رصيــد الصــر‪،‬‬ ‫فبــدأت هائمــة‪ ،‬تبحــث عــن مخــرج‪ ،‬ثقــب‬ ‫تنفــذ منــه بعيــدا عــن القســوة التــي تلمــع‬ ‫مــن ســيوف ذوي القربــى‪ ،‬وكل مشــاعرها‬ ‫وأفكارهــا تتأرجــح بــن عاطفــة األمومــة‪،‬‬ ‫وبــن كيانهــا كإنســانة‪ ،‬فمــا كان منهــا أال‬ ‫أن تتخــذ قرارهــا‪ ،‬وأي قــرار!‬

‫ولــم يضمــدوا جراحهــا‪ ،‬وأصمــوا آذانهــم‬ ‫عــن صــوت أنينهــا‪ ،‬ولــم يحرتمــوا قرارهــا‪،‬‬ ‫أن يجــدوا لــه مــررا‪ ،‬حتــى بعــد أن عرفــوا‬ ‫أنهــا تزوجــت‪ ،‬ووجــدت رجــا ينقذهــا‬ ‫مــن ســياط ابــن وأخ قاســيني‪ ،‬ومجتمــع ال‬ ‫يرحــم‪.‬‬ ‫لــم يــرروا حتــى موقفهــا‪ ،‬أمــام‬ ‫املحيــط األصغــر‪ ،‬والبيئــة القرويــة التــي ال‬ ‫تحتمــل وال تتقبــل أن تتخــذ ســيدة هكــذا‬ ‫قــرار‪ ،‬حتــى وإن تزوجــت بالحــال‪ ،‬وعــادت‬ ‫إليهــم تجربهــا أمومتهــا املكلومــة‪ ،‬تحمــل‬ ‫شــوق الدنيــا وحــب األم‪ ،‬وكلمــا عــادت‬ ‫فتحــوا الجــرح الــذي اعتقــدت أنــه اندمــل‬ ‫مــع مــرور كــم ســنة‪ ،‬لــم يقبلوهــا‪ ،‬ولــم‬ ‫يعرتفــوا بوجودهــا‪ ،‬كلمــا زارتهــم مدفوعــة‬

‫عتبات الوجع‬

‫الفرار إلى المدينة الكبيرة‬

‫فلــم تجــد بــدا مــن الهــروب‪ ،‬حملــت‬ ‫صغريتهــا ذات األشــهر القليلــة‪ ،‬وهربــت‪،‬‬ ‫لتجــد يف املدينــة الكبــرة وأن كان مؤقتــا‪،‬‬ ‫براحــا ومتنفســا لكينونتهــا وقيمتهــا‬ ‫كامــرأة‪ ،‬بــن يديهــا تلــك القطعــة الصغــرة‬ ‫منهــا التــي وإن تخلــت عــن أمومتهــا‪ ،‬بقــي‬ ‫يشء منهــا منعهــا مــن أن تــرك رضيعتهــا‬ ‫‪ ،‬وليكــن مــا يكــون ‪ ،‬فهــو أهــون مــن‬ ‫حيــاة محجــور عليهــا فيهــا‪ ،‬ومحكــوم‬ ‫عليهــا باإلعــدام يف قــر اإلهمــال واالحتقــار‪،‬‬ ‫ومقيــدة باطمــاع غــر مــررة‪ ،‬وســلب‬ ‫مالديهــا‪ ،‬ممــا خلفــه لهــا زوجهــا املرحــوم‪،‬‬ ‫هربــت ببــن يديهــا طفلــة رضيعــة ‪ ،‬الزالــت‬ ‫لحمــة حمــراء‪ ،‬إىل مجهــول ال تعــرف كنهــه‪،‬‬ ‫ومصــر بــا وجهــة معلومــة‪ ،‬ومســتقبل‬ ‫مظلــم‪.‬‬ ‫هربــت‪ ،‬وكانــت وجهتهــا املدينــة‬ ‫الكبــرة‪ ،‬تتــوه فيهــا وتــذوب‪ ،‬أوتنصهــر بــا‬ ‫عــودة‪ ،‬تاركــة وراءهــا كل يشء‪ ،‬ولــم تأخــذ‬ ‫معهــا إالطفلتهــا الرضيعــة‪ ،‬خوفــا عليهــا‪،‬‬ ‫وخوفــا عــى نفســها مــن أن تتخــى يومــا‬ ‫عــن أمومتهــا‪ ،‬وكأنهــا تقنــع نفســها بــأن‬ ‫هروبهــا يرشعــن تركهــا ألوالدهــا‪ ،‬ولتثبــت‬ ‫كينونتهــا وأمومتهــا معــا‪.‬‬

‫طوفان الجحود‬

‫انفجــر طوفــان الجحــود‪ ،‬وبــركان‬ ‫النكــران‪ ،‬مــن أقــرب وأحــب النــاس‪ ،‬مــن‬ ‫أوالدهــا وبناتهــا‪ ،‬لــم يرحمــوا ضعفهــا‪،‬‬

‫مــن البحــث عــن مخــرج لســيدة ليبيــة‬ ‫مهمــا حمّ لهــا مجتمعهــا مــن أخطــاء‬ ‫وذنــوب وإن لــم تذنــب‪.‬‬ ‫وكان مــا كان‪ ،‬التقينــا ببناتهــا أوال‪،‬‬ ‫خمــس بنــات يف ريعــان الشــباب‪ ،‬وأجمــل‬ ‫ســنوات العمــر ‪ ،‬حتــى طفلتهــا التــي‬ ‫شــاركتها قصتهــا يف أولهــا‪ ،‬لــم تقبلهــا‪،‬‬ ‫ولــم نجــد أحــدا مــن أوالدهــا وبناتهــا‬ ‫يشــعر تجاههــا بــأي عاطفــة‪ ،‬حتــى‬ ‫الشــفقة والتعاطــف اســتكثروهما عليهــا‪،‬‬ ‫ورفضــوا رفضــا باتــا وجودهــا وحضورهــا‪،‬‬ ‫واســتقبلونا واســتقبلوها عــى مضــض ‪،‬‬ ‫بعــد عــدة “واســطات” مــن شــيخ الجامــع‬ ‫بمنطقتهــم ‪ ،‬وأهــل الــر مــن أهــايل البلــدة‪.‬‬ ‫وبعــد شــد وجــذب ‪ ..‬ومزيــج مــن‬ ‫املشــاعر املتناقضــة مــن الحــب والكــره‪..‬‬ ‫اقرتبــوا منهــا لتتالمــس أياديهــم للمصافحــة‬ ‫والســام‪ ،‬وانفجــر الشــوق الفطــري بــن‬ ‫األم وبناتهــا بشــكل مفاجــىء ليؤكــد تلــك‬ ‫الطبيعــة اإلنســانية التــي ال يمكــن إنكارهــا‬ ‫مهمــا اتقــن الناكــر جحــوده‪ ،‬ولتؤكــد تلــك‬ ‫املشــاهد يف ذلــك اليــوم أن األمومــة والبنــوة‬ ‫كفعــل وانفعــال إنســاني ال يمكــن إلغــاؤه أو‬ ‫تجاهلــه و نكرانــه‪ ،‬مهمــا تراكمــت األحقــاد‪،‬‬ ‫واشــتعلت األزمــات ببيــت األرسة الواحــدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الــري نفســه الــذي‬ ‫وكأنــه ذلــك الحبــل‬ ‫ربطهــم بهــا واحــدا واحــدا عندمــا كانــوا‬ ‫يف أحشــائها تغذيهــم مــن دمهــا‪ ،‬وتــروي‬ ‫عطشــهم مــن نبضــات قلبهــا‪.‬‬

‫بعاطفتهــا‪ ،‬وبحــب غريــزي كــي تكتمــل‬ ‫فرحتهــا بحياتهــا الجديــدة مــع أوالدهــا‬ ‫وبناتهــا‪ ،‬ولــم تطــق الفــراق حتــى بعــد‬ ‫أن أنعــم اللــه عليهــا بــزوج عطــوف‪ ،‬وكأن‬ ‫القلــب بقــي معلقــا هنــاك‪ ،‬حيــث هــم‪ ،‬ولــم‬ ‫تــرض بالســعادة وهــم بعيــدون عنهــا‪،‬‬ ‫فرجعــت إليهــم يف كل مــرة كلهــا حــب‬ ‫وأمــل‪ ..‬ولكــن‪!! ..‬‬

‫لقاء األبناء‬

‫بعــد تلــك الســاعات مــن رسد الحكايــة‪،‬‬ ‫ومــع لحظــات الصمــت املوجــع‪ ،‬التــي كانــت‬ ‫تتوقــف فيهــا لتســرجع ذاتهــا التائهــة‪ ،‬و‬ ‫أنفاســها التــي تلهــث نفســا وراء نفــس‪،‬‬ ‫وكأنهــا روح تتطلــع للتحــرر مــن ســجن‬ ‫الجســد الواهــن‪ ،‬يف تلــك الســاعات كان البــد‬

‫بقيــت شــهرين يف بيتهــا مــع بناتهــا‬ ‫وأوالدهــا‪ ،‬وهــي فــرة مــا بــن عيديــن‪،‬‬ ‫واملشــاعر تنقســم وتتناقــض‪ ،‬بــن الحــب‬ ‫الفطــري والكــره املكتســب‪ ،‬بــن االنفعــال‬ ‫الصــادق واالنفعــال املغلــف بالغضــب‬ ‫والحقــد‪ ،‬الــذي يفرضــه واقــع مريــض‬ ‫ملجتمــع ال يرحــم‪.‬‬ ‫شــهران معهــم‪ ،‬نتصــل ونتواصــل‬ ‫عــن طريــق الهاتــف‪ ،‬نســأل عــن حالهــا‬ ‫وأحوالهــا‪ ،‬دون أن تفصــح أنهــا تتلظــى بنــار‬ ‫الــكالم الجــارح‪ ،‬وتشــوى وتحــرق يف محرقــة‬ ‫النظــرات املهينــة الجاحــدة‪ ،‬وليــس هــذا‬ ‫فحســب‪ ،‬فقــد تناقلــوا فيمــا بينهــم وبــن‬ ‫أقاربهــم والجــران أنهــا مصابــة بفــروس‬ ‫نقــص املناعــة املكتســب‪ ،‬وال نــدري حقيقــة‬ ‫ذلــك‪ ،‬وعــى أي أســاس تــم تلفيــق هــذه‬ ‫التهمــة ومــا يتبعهــا مــن آالم‪ ،‬دون أن‬ ‫يرحمــوا ضعفهــا وعمرهــا وقــد بلغــت مــن‬ ‫العمــر عتيــا‪.‬‬

‫وتساءلنا في خضم‬

‫هذا الجحود‪ ،‬كم يحتاج الحب‬

‫إلى قرار لكي يبقى ويصمد‪!..‬‬

‫وكم يحتاج حب األم من قلوب‬ ‫رحيمة‪ ،‬وهو حب فطري‬

‫ينتمي ألمنا األرض‪ ،‬لكي يرسخ‬ ‫ويتجذر‪ ..‬؟!‬

‫‪37‬‬


‫طفولة‬

‫فــي بيتنا‪ ..‬متنمر‬ ‫تشــير‬

‫الدراســات النفســية واالجتماعيــة إلــى أن التنمــر‬

‫ســلوك عدوانــي ينطــوي علــى ممارســة العنــف مــن قبــل‬ ‫فــرد أو مجموعــة تجــاه آخــر‪ . ،‬وتؤكــد اســتطالعات ميدانيــة‬ ‫أن الســلوك المتنمــر ينتشــر بدرجــة أكبــر بيــن طــاب المــدارس‬ ‫وفــي فئــات عمريــة متفاوتــة‪ ،‬يمارســه الطفــل والمراهــق‬ ‫علــى حــد ســواء بطرائــق وأســاليب متنوعــة تتســم‬ ‫بالقســوة واألذى اللفظــي والجســدي‪،‬‬ ‫اليغيــب علــى أغلــب األمهــات أن الطفــل فــي ســنوات نمــوه‬ ‫البيولوجــي األولــى تطغــى علــى تصرفاتــه الحياتيــة اليوميــة‬

‫صفــات الغيــرة وحــب التملــك مايــؤدي فــي أحاييــن كثيــرة‬ ‫إلــى ردود أفعــال ال إراديــة تغلــب عليهــا الحــدة والقســاوة‬ ‫خاصــة حيــن الشــعور بانتهــاك مملكتــه الطفوليــة ســواء مــن‬ ‫خــال اســتحواذ أخ جديــد مثــ ًا علــى اهتمــام الوالديــن‬ ‫أو محاولــة أي كان الســيطرة علــى ممتلكاتــه مــن ألعــاب‬ ‫وخالفهــا‪ ،‬وهــذا الســلوك فــي المحصلــة مرهــون بمرحلــة‬ ‫النشــأة والنمــو فمــاذا لــو تنامــى وتصاعــدت حــدة عدائيتــه‬ ‫فــي مراحــل عمريــة متقدمــة‪..‬؟ فكيــف لألســرة والوالديــن‬ ‫تحديــد ًا ومــن ثــم المدرســة أن يضبطــوا هــذا الســلوك قبــل‬

‫تفاقمــه وتطــوره إلــى حالــة مرضيــة مؤذيــة ؟!‬

‫إعداد ‪:‬نجاة الريشي‬

‫يعـــد التنمـــر بشـــكل عـــام ظاهـــرة‬ ‫عدوانيـــة‪ ،‬تنطـــوي عـــى ممارســـة العنـــف‬ ‫والســـلوك العدوانـــي مـــن قبـــل فـــرد أو‬ ‫مجموعـــة أفـــراد نحـــو غريهـــم‪.‬‬ ‫وتنتـــر هـــذه الظاهـــرة بشـــكل أكـــر‬ ‫بـــن طـــاب املـــدارس‪ ،‬وبتقييـــم وضـــع‬ ‫هـــذه الظاهـــرة‪ ،‬يتبـــن أن ســـلوكياتها‬ ‫تتصـــف بالتكـــرار‪ ،‬بمعنـــى أنهـــا تحـــدث‬ ‫أكثـــر مـــن مـــرة مـــن الشـــخص املتنمـــر‬ ‫ع ــى الش ــخص الضحي ــة‪ ،‬كم ــا أنه ــا تع ــر‬ ‫عـــن افـــراض وجـــود إختـــال يف ميـــزان‬ ‫القـــوى والســـلطة بـــن األشـــخاص‪ ،‬إذ أن‬ ‫األف ــراد الذي ــن يمارس ــون التنم ــر يلج ــؤون‬ ‫إىل اس ــتخدام اآلخري ــن‪ ،‬ويف كلت ــا الحالت ــن‪،‬‬ ‫ســـواء أكان الفـــرد مـــن املتنمريـــن أو‬ ‫تعـــرض للتنمـــر‪ ،‬أي «الضحيـــة»‪ ،‬فإنهمـــا‬ ‫معرضـــان ملشـــاكل نفســـية خطـــرة‬ ‫ودائمـــة!‬

‫‪38‬‬

‫وللتنمـــر أنـــواع عـــدة ومحـــددة‬ ‫لســـلوكياته التـــي تشـــمل اإلســـاءة‬ ‫اللفظيـــة أو الخطيـــة ‪ ..‬مثـــل اســـتخدام‬ ‫األســـماء أو األلقـــاب‪ ،‬كنـــكات‪ ،‬أو عـــرض‬ ‫ملصقـــات مســـيئة لآلخريـــن ‪.‬‬ ‫‪ -‬اســـتخدام العنـــف ‪ :‬يشـــمل التهديـــد‬

‫بالعن ــف‪ ،‬وه ــذا يؤث ــر ع ــى الطف ــل تأث ــرا ً‬ ‫نفســـيا ً وســـلبياً‪ ،‬ويجعـــل منـــه شـــخصا ً‬ ‫خائفـــاً‪ ،‬ومرتبـــكا ً دائمـــاً‪ ،‬يعتمـــد عـــى‬ ‫ح ــل مش ــاكله باله ــروب منه ــا‪ ،‬وباالختب ــاء‬ ‫أو الغيـــاب الدائـــم مـــن املدرســـة‪ ،‬إذا كان‬ ‫العنـــف املســـلط عليـــه‪ ،‬يتعـــرض لـــه مـــن‬


‫عالمات تعرض الطفل للتنمر‬ ‫هنالـــك العديـــد مـــن اإلشـــارات والعالمـــات التـــي قـــد يالحظهـــا‬ ‫األهـــل أو املعلمـــون‪ ،‬والتـــي تدلهـــم عـــي أن هـــذا الطفـــأو ذاك‬ ‫يتعـــرض للتنمـــر‪ ،‬وتســـاعدهم عـــى اتخـــاذ الخطـــوات الالزمـــة‬ ‫لعـــاج األمـــر ‪ ،‬وإرجـــاع الطفـــل إىل طبيعتـــه قبـــل الدخـــول يف‬ ‫دوامـــة مشـــاكل وأزمـــات نفســـية ‪.‬‬ ‫ومن هذه املؤرشات والعالمات‪:‬‬ ‫تحـــول الطالـــب لشـــخص عدوانـــي‪ ،‬وافتعالـــه للشـــجارات‪،‬‬ ‫والرتاجـــع يف املســـتوي الـــدرايس‪ ،‬و الوحـــدة‪ ،‬أو مـــن خـــال أن يتـــم‬ ‫اســـتبعاده مـــن مجموعـــات الصداقـــة يف املدرســـة‪،‬‬ ‫إىل جانـــب الشـــعور بالخـــوف أو عـــدم األمـــان يف املدرســـة‪ ،‬وأحيانـــا ً‬ ‫يف الحـــي الـــذي يقطـــن فيـــه‪..‬‬ ‫باإلضاف ــة إىل ع ــدم املش ــاركة يف املناش ــط الصيفي ــة‪ ،‬والخ ــوف م ــن‬ ‫التع ــرض الس ــتهزاء وس ــخرية اآلخري ــن‪ ،‬و التغ ــر يف أنم ــاط الن ــوم‬ ‫واألكل وانهم ــار الدم ــوع املتك ــررة‪،‬‬ ‫إيل جانـــب وجـــود الكدمـــات غـــر املـــررة‪ ،‬أحيانـــا‪ ،‬والخـــدوش‬ ‫عـــى جســـم الطفـــل‪ ،‬وفقـــدان املمتلـــكات الخاصـــة أو جلبهـــا‬

‫للمنـــزل بصـــورة فاســـدة‪ ،‬وهـــذا ماينحـــدر بالطفـــل إىل االنحـــراف‬ ‫والدخـــول يف عالـــم الجريمة‪،‬واللجـــوء‪ ،‬أيضـــا ً إىل رسقـــة املـــال مـــن‬ ‫املنـــزل‪.‬‬ ‫كم ــا يبل ــع االضط ــراب النف ــي ح ــد ال ــردد يف اس ــتعمال االنرتن ــت‪،‬‬ ‫وه ــذا يح ــدث عن ــد التع ــرض للتس ــلط األلكرتون ــي ‪..‬‬ ‫واالضطـــراب عنـــد اســـتخدام الهاتـــف أو الكمبيوتـــر ‪،‬واللجـــوء‬ ‫الخفـــاء الهاتـــف أو اغـــاق االجهـــزة عنـــد دخـــول أحـــد للغرفـــة ‪.‬‬ ‫أوقضـــاء ســـاعات طويلـــة عـــى األنرتنـــت وتلقـــي الرســـائل‬ ‫واالتصـــاالت املشـــبوهة ‪.‬‬ ‫وه ــذا يجع ــل م ــن الطف ــل‪ ،‬أو الش ــخص الضحي ــة خائفــا ً ومرتب ــكا‪،‬‬ ‫ً حتـــى داخـــل املنـــزل‪ ،‬فهـــو مطـــارد مـــن قبـــل املتنمريـــن‪ ،‬عـــن‬ ‫طريـــق هـــذه الرســـائل االلكرتونيـــة‪...‬‬ ‫و هنالـــك بعـــض األطفـــال‪ ،‬خاصـــة املتعرضـــن لنـــوع محـــدد مـــن‬ ‫التنمـــر « التحـــرش الجنـــي »‪ ،‬والعنـــف قـــد يلجـــؤون للقيـــام‬ ‫بمح ــاوالت االنتح ــار‪ ،‬كأخ ــذ بع ــض األق ــراص العالجي ــة للتخل ــص‬ ‫مـــن حياتـــه أو يضـــع نفســـه يف دوائـــر الخطـــر ‪.‬‬

‫قبـــل زمالئـــه ‪.‬‬ ‫التحـــرش الجنســـي ‪ :‬يعتـــر ســـلوكا ً‬ ‫مرضيـــا شـــاذاً‪ ،‬لـــه تأثرياتـــه التـــي تكـــون‬ ‫ســـببا يف الخـــوف والشـــعور باإلهانـــة‬ ‫للضحيـــة «الطفـــل » وقـــد ينتـــج عنـــه‬ ‫جريمـــة مـــا ‪.‬‬ ‫التمييـــز العنصـــري ‪ :‬الـــذي ينطـــوي عـــى‬ ‫معاملـــة النـــاس بشـــكل مختلـــف‪ ،‬وحســـب‬ ‫هوياتهـــم‪ ،‬أو لـــون البـــرة‪ ،‬وهـــذا النـــوع‬ ‫مـــن التنمـــر يؤثـــر جـــدا ً عـــي األطفـــال‬ ‫مـــا يجعلهـــم مرتبكـــن ومتشـــائمني مـــن‬ ‫هوياتهـــم أو أنســـابهم ‪.‬‬ ‫التســـلط االلكترونـــي ‪ ..‬وذلـــك‬ ‫باســـتخدام األنرتنـــت أو الهاتـــف للتهديـــد‬ ‫أواإلجبـــار ‪.‬‬

‫طرق عالج التنمر‬

‫أوال‪ :‬للوالديـــن أهميـــة قصـــوى يف‬ ‫العـــاج أو الوقايـــة مـــن التنمـــر‪.‬‬ ‫التواصـــل الجيـــد بـــن اآلبـــاء واألبنـــاء‬ ‫‪،‬والحـــرص عـــى تقديـــم النصائـــح الالزمـــة‬ ‫بكيفيـــة تعامـــل االطفـــال مـــع زمالئهـــم‬ ‫ســـواء داخـــل املدرســـة أو خارجهـــا ‪،‬‬ ‫وه ــذا يت ــم عن ــد وع ــي الوالدي ــن بخط ــورة‬ ‫التنمـــر‪ ،‬والتزامهمـــا بأهميـــة خـــروج‬ ‫طفلهمـــا مـــن هـــذه املحنـــة‪ ،‬أو الوقايـــة‬ ‫منهـــا‪.‬‬ ‫يجـــب العمـــل مـــع املتنمـــر بصـــورة‬ ‫أك ــر‪ ،‬وتفصي ــل أكث ــر‪ ،‬خاص ــة بم ــا يخ ــص‬ ‫تنميـــة التعاطـــف لـــدى الطفـــل‪ ،‬ويحتـــم‬

‫عالجـــه مراقبـــة شـــخصية‪ ،‬ومراقبـــة‬ ‫املشـــاكل النفســـية واالجتماعيـــة املحيطـــة‬ ‫ب ــه‪ ،‬والت ــي تدفع ــه ملمارس ــة التنم ــر‪ ،‬مث ــل‬ ‫تبنيـــه العنـــف‪ ،‬ألنـــه تـــم ممارســـة العنـــف‬ ‫عليـــه باملنـــزل‪ ،‬كأن يكـــون األب مهيمنـــا ً أو‬

‫متســـلطاً‪ ،‬وهـــذا مـــا يخلـــق منـــه شـــخصا ً‬ ‫معنفـــاً‪ ،‬وهنـــا‪ ..‬علينـــا البـــدء بدعمـــه‬ ‫وإصـــاح مفاهيمـــه الخاطئـــة‪ ،‬واملشـــاكل‬ ‫الس ــلوكية والنفس ــية الت ــي تدفع ــه للتنم ــر‬ ‫‪.‬ثانيـــا ً تقـــع أهميـــة الحـــد مـــن‬ ‫ظاهـــرة التنمـــر يف املـــدارس‪ ،‬فالتنمـــر‬ ‫بإمكانـــه أن يشـــوه شـــخصية الطفـــل وأن‬ ‫يجعلـــه كارهـــا ً للمدرســـة والدراســـة ‪.‬‬ ‫ومـــن الـــرورة البالغـــة وجـــود‪،‬‬ ‫أوخلـــق مجموعـــة مـــن األنشـــطة داخـــل‬ ‫امل ــدارس‪ ،‬مكون ــة م ــن ع ــدد م ــن املعلم ــن‬ ‫والطلبـــة‪ ،‬تكـــون مســـؤولة عـــن وضـــع‬ ‫أنشـــطة خاصـــة ضـــد التنمـــر‪ ،‬لتوعيـــة‬ ‫األطفـــال باملفاهيـــم الصحيـــة للتنمـــر‪،‬‬ ‫وذلـــك بعـــد الحصـــول عـــى تدريبـــات مـــن‬ ‫قبـــل جهـــات مختصـــة للقضـــاء عـــى‬ ‫هـــذه الظاهـــرة‪ ،‬والحـــد منهـــا يف املـــدارس‪،‬‬ ‫وحيـــث أن كميـــة الخســـائر املرتتبـــة عـــى‬ ‫حـــدوث التنمـــر تكـــون فادحـــة‪ ،‬فمهمـــا‬ ‫حاولــت األرس بنــاء‪ ،‬وتقويــة ودعــم طفلهــا‪،‬‬ ‫فهنـــاك شـــخص آخـــر يقابلـــه الطفـــل يف‬ ‫املدرســـة‪ ،‬يقـــوم بهـــدم كل مـــا تبنيـــه‬ ‫األرسة‪ ،‬باإلضافـــة إىل حصـــول اضطـــراب يف‬ ‫أرسة الطفـــل نتيجـــة وجـــود طفـــل آخـــر‪،‬‬ ‫أو مجموعـــة مـــن الزمـــاء‪ ،‬يتنمـــرون عـــى‬ ‫طفله ــم‪ ،‬له ــذا يج ــب ع ــى املعلم ــن داخ ــل‬ ‫املدرســـة إتخـــاذ إجـــراءات رادعـــة مـــع‬ ‫الطفـــل املتنمـــر‪ ،‬وتعزيـــز الثقـــة بالنفـــس‬ ‫لـــدى األطفـــال املتنمـــر عليهـــم‪ ،‬والعمـــل‬ ‫عـــى عـــاج نقـــاط الضعـــف لديهـــم‪.‬‬

‫أخير ًا ‪:‬‬

‫األنترنت ومواقع التواصل‬

‫من الحلول اإليجابية التي انتهجها بعض األطفال المتنمر عليهم‪ ،‬من خالل تشكيل مجموعات‬

‫عبر مواقع التواصل اإلجتماعي للتواصل ‪ ،‬ودعم بعضهم البعض‪ ،‬والعمل معا من أجل‬

‫مقاومة مايتعرضون له من مضايقات أو عنف‪ ،‬ومشاركة طرق حل هذه المشاكل بما يعزز‬

‫ثقة األطفال بأنفسهم‪ ،‬ويجعلهم أقوى وأكثر قدرة على الوقوف في وجه المتنمر ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫بورتريه‬

‫محمود درويش‬ ‫ولد كبيرا‪ ،‬ومات طفال‪،‬‬ ‫ال يمكن أن تذكر الشعر الفلسطيني‬ ‫وال تذكره‪ ،‬وال يمكن أن تذكره‬ ‫وال تذكر الشعر الفلسطيني‪.‬‬

‫درويش ليس شاعرا فقط‪ ،‬إنه حالة انفجار شعري‪ ،‬البد أن يقول لك ليس للشعر وطن‪:‬‬

‫كل قلوب الناس ‪..‬جنسيتي‪ ..‬فلتسقطوا عني جوار السفر‬ ‫«أحنّ إلى خبز أمي‪ .‬و قهوة أمي‪ .‬و لمسة أمي‪ .‬و تكبر فيَّ الطفولة‪.‬‬ ‫يوما على صدر أمي ‪ .‬و أعشق عمري ألني‪ .‬إذا متّ‪ .،‬أخجل من دمع أمي»‬

‫هذا هو محمود درويش‬ ‫يكاد يعطي للكلمات‬ ‫رائحتها‪ ،‬وحرارتها‪،‬‬ ‫وأنفاسها‪.‬‬

‫ولد محمود درويش في ربيع عام‬

‫‪ 1941‬على بعد سبعة اعوام من االحتالل‬

‫بقرية البروة الفلسطينية‪ ،‬القريبة على‬ ‫ساحل عكا‪.‬‬ ‫تبدل عنوانه قبل أن تتبدل أسنانه‪،‬‬ ‫وخرج مع آالف النازحين ليستقر مؤقتا‬ ‫في قرية كفر ياسين بالجليل‪ ،‬تحت‬ ‫وطأة قصف العصابات اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫تاركا تحت الركام ذاكرة والدة ال‬ ‫تعوض‪.‬‬ ‫قبل أن ينتقل درويش مع أسرته إلى‬ ‫الملجأ الثاني في حيفا‪ ،‬كان قد أنهى‬ ‫مرحلة التعليم االبتدائي في الجليل‪.‬‬ ‫‪a‬لم تكن حيفا فقط محطة إلتمام‬ ‫مرحلة التعليم الثانوي‪ ،‬بل كانت بداية‬

‫‪40‬‬

‫نشاط سياسي‪ ،‬وبرزخا من العذابات‪ ،‬ال‬

‫الشاعر من نفسه‪ ،‬أو من وطنه‪ ،‬ليأخذ‬

‫شيء يتغير فيه إال أرقام الزنازين‪.‬‬

‫حقيبة سفره إلى عمان‪ ،‬ثم يعود إلى‬

‫الشاعر الذي صار وطنه حقيبة يخرج‬

‫رام اهلل‪ ،‬يشيد بعضا من حلمه‪ ،‬على‬

‫من غربته داخل الوطن إلى غربته‬

‫بعض من وطنه‪.‬‬

‫خارجه‪ ،‬يترك ليمون حيفا‪ ،‬ليتجه إلى‬

‫يتوقف قلب الشاعر في هيوستن‬

‫ثلج موسكو‪ ،‬ولكنه لم يتخل عنسخونة‬

‫بمستشفى المدينة األمريكية‪ ،‬بعد‬

‫فلسطين التي ولد فيها لتولد فيه‪.‬‬

‫جراحة قلب مفتوح‪ ،‬لقلب ال ينغلق‪.‬‬

‫عاد درويش إلى القاهرة‪ ،‬ليواصل‬

‫ولكن سيظل محمود درويش يقاوم‬

‫التحليق قرب فلسطين عندما يستقر‬

‫موته حتى وهو في قبره‪ ،‬فالشعر‬

‫في بيروت‪ ،‬ليغادر إلى دمشق مع‬

‫أقوى‪ ،‬وأذكى من دبابات المركاتا‪،‬‬

‫مغادرة آالف الفلسطينيين في مخيم‬

‫وطائرات ال «أف ‪ »18‬وصواريخ‬

‫صبرا وشاتيال إلى السماء‪ ،‬لتكون‬

‫الباتريوت‪.‬‬

‫تونس ليست محطة أخيرة‪ ،‬ثم باريس‪.‬‬

‫سجل أنا عربي‪ ،‬وحيرة العائد‪ ،‬وأثر‬

‫تولى محمود درويش رئاسة تحرير‬

‫الفراشة‪ ،‬لماذا تركب الحصان وحيدا‪،‬‬

‫مجلة شؤون فلسطينية‪ ،‬وأسس‬

‫عصافير بال أجنحة‪ ،‬وأطفال آخرين‪ ،‬أو‬

‫مجلة الكرمل‪ ،‬كما كان رئيسا التحاد‬

‫وأطفال رائعين‪ ،‬هم أبناء شرعيون‬

‫الكتاب الفلسطينيين‪ ،‬وقدم‬

‫لشاعر البد أن يكون عظيما‪.‬‬

‫استقالته من عضوية منظمة التحرير‬

‫ترك درويش أكثر من ‪ 30‬كتابا‪ ،‬وهي‬

‫الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو‪.‬‬

‫أكثر فاعلية من ثالثة آالف كتيبة‪.‬‬

‫تكسر قصيدة عابرون في كالم عابر‪،‬‬

‫وترك درويش أكثر من ثالثين سحابة‬

‫جدار الفوالذ اإلسرائيلي‪ ،‬ويقترب‬

‫تمطر علينا ذهب الكلمات‪.‬‬


‫ثقافةوفنون‬ ‫هل العزلـة‬

‫بقرار مسبق‬

‫تعزز من شغف المبدع أم تساهــم‬

‫في إجهاضــــه؟‬

‫سا‬

‫في كتاب‬

‫كم‬

‫القلب ما ين‬

‫مقاالت "الككلي"‬

‫الغريب‬ ‫يسرد سير أعـالم المألوف‬ ‫والغناء في طرابلس‬

‫بوق‬

‫األصفر‬

‫سالم يا سالم‬


‫مكتبة‬

‫الغريب‬ ‫يسـرد سيــر أعـالم المألوف والغناء في طرابلس‬ ‫عـــن دار الكـــون يف القاهـــرة‬ ‫صـــدر للكاتـــب بشـــر عبدالعزيـــز‬ ‫الغريـــب كتـــاب “مـــن أعـــام‬ ‫املالـــوف ورواد فنـــون الغنـــاء يف‬ ‫مدينـــة طرابلـــس”‪ ،‬والـــذي يحكـــي‬ ‫ســـرا ً ذاتيـــة ملجموعـــة مختـــارة‬ ‫مـــن أعـــام ورواد فـــن املالـــوف‬ ‫والغنـــاء يف طرابلـــس‪ ،‬ممـــن أثـــروا‬ ‫املكتبـــة الفنيـــة بروائـــع الفنـــون‬ ‫املوســـيقية‪..‬‬ ‫يقـــول الدكتـــور عبداللـــه‬ ‫الســـباعي يف تصديـــره للكتـــاب‪:‬‬ ‫امللفـــت للنظـــر يف هـــذه املجموعـــة‬

‫املختـــارة التـــي وردت يف هـــذا‬ ‫الكتـــاب‪ ،‬التنـــوع الكبـــر بينهـــم‪،‬‬ ‫فبع ــض منه ــم مواطن ــون عادي ــون‪،‬‬ ‫يمتهنـــون مختلـــف املهـــن اليدويـــة‬ ‫البســـيطة‪ ،‬ويعيشـــون حياتهـــم‬ ‫العاديـــة يف أرسهـــم وبيوتهـــم‪،‬‬ ‫ولكنه ــم يمارس ــون ه ــذه الفن ــون يف‬ ‫أوق ــات فراغه ــم‪ ،‬إش ــباعا لرغباته ــم‬ ‫وأهوائهـــم‪ ،‬وتحقيقـــا لذواتهـــم‬ ‫ومواهبهـــم‪ ،‬وال يطلبـــون الكثـــر‬ ‫مـــن املـــال يف مقابـــل مســـاهماتهم‬ ‫الفعالـــة يف إحيـــاء عديـــد املناســـبات‬ ‫الهامـــة‪ ،‬وبعضهـــم اآلخـــر أســـاتذة‬

‫مؤهلـــون‪ ،‬وخريجـــو معاهـــد‬ ‫متخصصـــون‪ ،‬درســـوا دراســـة‬ ‫نظاميـــة‪ ،‬وتحصلـــوا عـــى شـــهادات‬ ‫عاليـــة‪ .‬وشـــمل الكتـــاب ســـر عـــدد‬ ‫كبـــر مـــن أعـــام ورواد املالـــوف‬ ‫والغنـــاء ومـــن بينهـــم‪ :‬الشـــيخ‬ ‫إمحمـــد أبوحوليـــه‪ ،‬والفنـــان‬ ‫إمحمـــد القماطـــي‪ ،‬والعـــارف‬ ‫الجمـــل‪ ،‬وبشـــر فهمـــي (فحيمـــه)‪،‬‬ ‫والفنـــان حســـن عريبـــي‪ ،‬والشـــيخ‬ ‫عبـــد اللـــه جمـــال الديـــن امليـــادي‪،‬‬ ‫والشـــيخ محمـــد قنيـــص‪ ،‬وغريهـــم‪.‬‬

‫المنقذ‬ ‫في العملية التعليمية‬ ‫ع ــن مكتب ــة طرابل ــس العلمي ــة العاملي ــة يف طرابل ــس‪ ،‬ص ــدر‬ ‫مؤخـــرا كتـــاب‫«‬املنقـــذ يف العمليـــة التعليميـــة» ملرحلـــة التعليـــم‬ ‫األســايس‫‬لألديــب يوســف الرشيــف ‪ ‬ ،‬والــذي يضــاف إىل رصيــده‬ ‫املتميـــز املوجـــه للطفـــل والناشـــئة‪ ،‬يف إســـهام منـــه لدعـــم‬ ‫العمليـــة التعليميـــة‪ ،‬وهـــو الـــذي لـــه العديـــد مـــن القصـــص‬ ‫واإلصـــدارات واملعاجـــم املميـــزة‫‪‬.‬‬ ‫‫ يف هـــذا الكتـــاب «يقـــدم األســـتاذ يوســـف الرشيـــف رؤيتـــه‬ ‫إلنقـــاذ العمليـــة التعليميـــة لتالميـــذ مرحلـــة التعليـــم األســـايس‪،‬‬ ‫وهـــو ال يدعـــي شـــموليتها بقـــدر مـــا يؤكـــد صدقهـــا‪ ،‬وهـــو‬ ‫يتوقـــع مـــن الذيـــن يشـــغلهم ســـؤال التعليـــم يف ليبيـــا أن‬ ‫يقرتبـــوا مـــن هـــذا املـــروع مـــن أجـــل رؤيـــة أكثـــر اكتمـــاال»‫‪‬.‬‬

‫‪42‬‬


‫طاحونة‫"‬الهنداوي"‬ ‫الطبعة الثالثة‬

‫صــدر عــن دار “الــروق” األردنيــة‪/‬‬ ‫الفلســطينية”‪ ،‬مؤخــرا‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‬ ‫مــن روايــة “الطاحونــة” للروائــي ســالم‬ ‫الهنــداوي‪.‬‬ ‫تتمحــور الروايــة حــول حيــاة الفقــراء‬ ‫واملهمشــن‪ ،‬الذيــن تقــام عــى أكتافهــم‬ ‫القريــة التــي تجــري فيهــا األحــداث‪ ،‬ومــع‬ ‫ذلــك يتــم تغييبهــم وتجاهلهــم واســتغاللهم‬ ‫مــن قبــل صاحبــي الســلطة “مختــار‬ ‫القريــة‪ ،‬والــوايل” اللذيــن يســيطران عــى‬ ‫القريــة بقــوة الســاح والبطــش‪ ،‬والتعتيــم‬ ‫عــى مــا يجــري فيهــا مــن نهــب أصحــاب‬

‫الســلطة لخرياتهــا‪ ،‬إذ تشــغل املواطنــن‬ ‫بالبحــث املســتمر عــن املــاء‪ ،‬والســعي وراء‬ ‫لقمــة العيــش‪ ،‬يف الوقــت الــذي يقــوم فيــه‬ ‫املســتعمر بالبحــث والتنقيــب عــن البــرول‬ ‫يف أرض القريــة‪ ،‬وتقاســم خرياتهــا مــع‬ ‫الســلطة املحليــة‪ .‬‬ ‫وتشــر الروايــة‪ ،‬التــي يغيــب فيهــا‬ ‫الزمــن‪ ،‬إىل موقــف ســكان القريــة الذيــن‬ ‫يســيطر عليهــم الخــوف مــن مواجهــة‬ ‫الســلطة التــي ترعبهــم بالقمــع والقتــل‪،‬‬ ‫حتــى تحــن لحظــة كــر الخــوف والتمــرد‬ ‫عــى هــذه الســلطة بالطريقــة الســلمية‬ ‫ويتســلم الشــعب قيــادة شــؤون حياتــه‬ ‫بنفســه‪ .‬‬ ‫يشــار إىل أنــه صــدر لســالم الهنــداوي‬

‫خــال هــذا العــام روايتيــان جديدتيــان همــا‬ ‫“رحلــة نــوح األخــرة” و”ليــل بيزنطي”‪،‬عــن‬ ‫املؤسســة العربيــة للدراســات والنــر يف‬ ‫بــروت‪.‬‬

‫مقاالت “الككلي”‬

‫فـي كتاب‬ ‫بوق األصفر‬ ‫صــدرت مؤخــرا يف تونــس روايــة ‫”‬بــوق‫”‬‬ ‫للروائــي محمــد األصفــر‪ ،‬والتــي تنضــم إىل‬ ‫سلســلة نتاجــه اإلبداعــي الــذي بــدأه ســنة‬ ‫‪ 2004‬بروايــة ‫“‬املداســة‫”‪‬.‬‬ ‫يف أحد مقاطع الرواية يرسد األصفر‫‪‬:‬‬ ‫وعندمــا احتــاج الجيــش إىل عازفــن‬ ‫للســفر إىل شــمال أفريقيــا‪ ،‬حيــث ســتنتقل‬ ‫الحــرب رفــع بوقــه موافقــا‪ ،‬إذ رغبت نفســه‬ ‫يف طــرق آفــاق جديــدة دافئــة طاملــا قــرأ عنها‬ ‫يف آثــار مــن األدبــن‪ ،‬األملانــي واألوروبــي‪،‬‬ ‫تتحــدث عــن الــرق‪ ،‬بعضهــا لجوتــه‬ ‫وتولســتوي وفولتــر وكفافيــس‪ ،‬وآثــار‬ ‫أخــرى عديــدة بعضهــا يونانــي وبعضهــا‬ ‫إيطــايل‪ .‬فهــم منهــا‪ ،‬يف مــا فهــم‪ ،‬أن الريــاح‬ ‫هنــاك تعــزف املوســيقى يف كل فصول الســنة‪،‬‬

‫ومــوج البحــر يغنــي‪ ،‬واألشــجار ترقــص‪ ،‬أما‬ ‫العصافــر فتجاهــل مــا جــاء بشــأنها عــى‬ ‫ألســنة الشــعراء‪ ،‬ألنّــه يعتــر مجــرد النظــر‬ ‫إليهــا قصيــدة‫‪‬.‬‬ ‫ويصــف رضــا الحســني “البــوق” يف‬ ‫كلمتــه عــى الغــاف‪ :‬البــوق يف هــذه الروايــة‬ ‫عنــر فصــل ووصــل‪ ،‬أرواح معلقــة يف‬ ‫نفخــات بــوق قاتلــة ترشدهــا‪ ،‬ونفخــة‬ ‫واحــدة توعــز بانبعــاث جماعــي‪ .‬واليشء‬ ‫يشــيع صاحــب البــوق‪ ،‬وقــد أودى بــع لغــم‬ ‫مــن غــر إيعــاز‪ ،‬ســوى مــا أورث مــن بديــع‬ ‫األلحــان‪ ..‬يشــار إىل أن الروايــة صــدرت عــن‬ ‫دار مســكيلياني التونســية بلوحــة غــاف‬ ‫للفنــان التشــكييل “عدنــان معيتيــق‫”‬‪،‬‬ ‫وتصميــم الشــاعر ‫”‬محمــد النبهــان‫”‪‬.‬‬

‫التجريــف الثقــايف “مقــاالت متنوعــة”‪،‬‬ ‫كتــاب صــدر هــذا العــام للكاتــب والقــاص‬ ‫عمــر أبــو القاســم الــككيل عــن سلســلة‬ ‫كتــاب الوســط‪ ،‬يحــوي مختــارات فكريــة‬ ‫منتقــاة مــن نتــاج الكاتــب التــي ســبق‬ ‫نرشهــا يف موقــع بوابــة الوســط اإللكرتونــي‬ ‫وصحيفــة الوســط الورقيــة‪.‬‬ ‫الكتــاب‪ ،‬الــذي جــاء يف “‪ ”527‬صفحــة‬ ‫مــن القطــع الصغــر‪ ،‬يصفــه الكاتــب يف‬ ‫تقديمــه بأنــه مجموعــة مقــاالت متنوعــة‬ ‫تخريهــا أن تكــون ذات صبغــة فكريــة‪،‬‬ ‫مشــرا إىل أن نســبة كبــرة منهــا يغلــب‬ ‫عليهــا الطابــع الســجايل‪ ،‬والســلك الناظــم‬ ‫ملعظمهــا‪ ،‬هــو دفاعهــا عــن حريــة الــرأي‬ ‫والفكــر والعقيــدة‪ ،‬مؤكــدا عــى أن الــرأي ال‬ ‫يواجــه إال بالــرأي‪.‬‬ ‫يذكــر أن سلســلة كتــاب الوســط‬ ‫انطلقــت إصداراتهــا ســنة “‪ ،”2018‬ويــرف‬ ‫عــى تحريرهــا األديــب أحمــد الفيتــوري‪،‬‬ ‫وتصدرهــا مؤسســة الوســط اإلعالميــة‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫هل العزلـة بقرار مسبق‬ ‫تعــزز مــن شغف المبــدع‬

‫أم تساهم في إجهاضــه؟‬ ‫في‬

‫امتداح العزلة يخبرنا العالم الكبير «توماس‬

‫إديسون» أن أفضل أشكال التفكير تكون في العزلة‬

‫وأسوأها ما يكون في الزحام‪ً ،‬‬ ‫إذا نفهم أن العزلة ضالة‬

‫المبدع التي ينشدها ويبذل مساعيه لتحقيق أقصى‬ ‫وجه منها‪ ،‬ويدفع في سبيل ذلك أثمانًا باهظة كي‬ ‫يحرص على اتقاد جذوة فكرته من احتماالت الضوضاء‬ ‫ّ‬ ‫يُعكر أرجاءها‬ ‫وفوضى الزحام العارم‪ ،‬تحت هدأة سماء ال‬ ‫سوى حفيف شجر متقطع أو قطرات ندىً تنساب على‬

‫األديم‪ ،‬فهذا المبدع ال يستطيع أن يواجه ذاته ويعارك‬ ‫شخوص أعماله إال بفكرة الذهاب بعيدًا وبعيدًا جدًا خارج‬ ‫التوقع الملموس‪ ،‬يوارب األبواب خلف خطواته‪ ،‬وال يكترث‬ ‫بالتهم المُكالة إليه‪ ،‬تارة بالجنون وتارة أخرى بالجُبن‪ ،‬إنه‬ ‫وسط عزلته يستنطق األشياء من حوله‪ ،‬يقدح النار في‬ ‫سطر خامد‪ ،‬ويُعجّل بقصيدة طال مخاضها ‪..‬العزلة تمنح‬ ‫المبدع قرار السيطرة على ذاتيته‪ ،‬والوقوف إزاء المرآة‬ ‫عوض تحطيمها‪ ،‬لتلتئم الحقيقة المتشظية بين يديه‪.‬‬

‫استطالع‪ :‬مهند شريفة‬

‫بال حل‪.‬‬ ‫هي فعال مسألة بال حل وال مجال فيها‬ ‫لعزلة آمنة‪ ،‬كثريا ما توقفت عند هذه املقولة‬ ‫العمالقة ألني أدركت أنها تكشف مأزقا‬

‫مجرد‬

‫أن تصير عزلتك مفروضة‬ ‫تصاب بحالة قلق‬

‫وأرق وتفقد هدوءك‬ ‫سونيا الفرجاني‬ ‫شاعرة وكاتبة تونسية‬

‫«خذ الحياة بقوة»‬

‫يف مقالة شهرية لفرجينيا وولف‬ ‫بعنوان‪«:‬غرفة تخص املرء وحده»‪،‬حول‬ ‫النساء والكتابة‪ »،‬بدا الحديث يف األمرصعبا‬ ‫جدا‪ ،‬واتضح أن فيه عائقا قاتال‪”.‬‬ ‫قالت‪ :‬عىل املرأة أن تمتلك بعض املال وغرفة‬ ‫تخصها وحدها إذا أرادت الكتابة ‪،‬وهكذا‬ ‫سوف تٌرتك املشكلة ملسألة طبيعية‪.‬املرأة‬ ‫وطبيعة كتابة األدب‪ ،‬الحقيقة هي مسألة‬

‫‪44‬‬

‫المتربص بك ‪.‬تنتهي‬ ‫السكينة وتصاب بصخب‬ ‫عالمي يواكبه طنين‬ ‫حيرة وخوف‪.‬‬

‫حقيقيا ومستم ّرا مهما اختلفت مسالك العزلة‬ ‫أو تعددت‪.‬‬ ‫اليوم يف هذه الظروف الخرافية التي‬ ‫رسمتها لنا جائحة كورونا صارت العزلة‬ ‫املنشودة مطلبا مضحكا‪ ،‬أو وضعا مفزعا‪ ،‬أو‬

‫هي حالة ثقيلة وجدت نفيس مدفوعة إليها‬ ‫‪.‬ليست هذه الوحدة التي نختارها ونبحث‬ ‫عنها ونتصيدها لنعيش حاالتنا القصوى مع‬ ‫بياض الورق وألوان التجيل‪.‬‬ ‫هذه عزلة مشلولة أو ناقصة‪ ،‬مكت ّ‬ ‫ظة‬ ‫ّ‬ ‫وهشة فيها مجموعة من األصوات املوازية‬ ‫والحركات املتنافرة‪ ،‬عزلة مشرتكة‪ ،‬غري ح ّرة‪.‬‬ ‫وضع جماعي ‪،‬تكتّل برشيّ غريب لم يحدث‬ ‫من قبل‪.‬‬ ‫مجرد أن تصري عزلتك مفروضة تصاب‬ ‫بحالة قلق وأرق وتفقد هدوءك املرتبص‬ ‫بك ‪.‬تنتهي السكينة‪ ،‬وتصاب بصخب عاملي‬ ‫يواكبه طنني حرية وخوف وهلع‪ ،‬ودوامات‬ ‫ترسم يف الفراغ املفتعل مشاهد املوت وتشظي‬ ‫القيم يف مناطق من العالم جعلت املوت اختيارا‬ ‫ال قدرا‪.‬‬ ‫يف هذه العزلة الرضيرة‪ ،‬تعكر مزاج الرؤية‪،‬‬ ‫واختنق املشهد البعيد يف مخيال املبدع حتى‬ ‫اختزل العالم يف نقطة واحدة وصوت واحد‬ ‫وغد واحد‪.‬‬ ‫كابدت كل هذه التفاصيل الخانقة بعرس‬ ‫كي أكون نقطة القوة يف بيت أحبه وأرسة‬ ‫أهبها وقتي حتى حينما تكون الخلوة رضورة‬ ‫وأتركها ألجلهم‪.‬‬ ‫لم أستطع أن أسري نحو طقويس بهدوء‪،‬‬ ‫فتجمّ ع العائلة يف مكان وزمن مشرتكني يجعل‬ ‫الكتابة عندي متعطلة‪.‬‬ ‫العالم مخيف والكائنات اآلن تواكب رحلتها‬ ‫األعرس عرب التاريخ‪ ،‬وهذه الصورة تسيطر‬ ‫عىل مسار الخرافات القادمة ووقائع التاريخ‪.‬‬


‫هل سنكتب هذا بحيادية أم بذعر أم بافتعال‬ ‫وانفعال؟‬ ‫املسألة أكرب من هذا يف اعتقادي‪ ،‬وفكرة‬ ‫أن العالم يتجه مستقبال نحو األفضل مسألة‬ ‫مشكوك فيها‪.‬‬ ‫بالنسبة يل عشت مع املجهول الرشيد داخيل‬ ‫اليومي‬ ‫وسجنته بني الحجر والزجر‪ ،‬ألن ّيف‬ ‫ّ‬ ‫الفارط من حياتي كانت تفاصيل جميلة لم‬ ‫أستطع االعتناء بها رغم ولعي بالتفاصيل‪.‬‬ ‫كانت زحمة السري تؤرقني‪ ،‬ومشاوير كل‬

‫يوم تفزعني‪ ،‬ظننتها تشغلني عن قصيدتي‪.‬‬ ‫لقاءات الطريق العابرة مع الجارات واألصدقاء‬ ‫تخنق رزنامة وقتي‪،‬‬ ‫كنت جبانة‪ ،‬ولم أنتبه أن تلك املشاوير‬ ‫البسيطة املوسومة بالحرية واليومي الجميل‪،‬‬ ‫بدت يل لحظات مرسوقة من وقتي الخاص‬ ‫بالشعر‪ ،‬وعشت أركض كل يوم بني أمومتي‬ ‫وشؤوني والتزاماتي وعالقاتي األرسية‬ ‫الرضورية والواجبة‪،‬عشتها عىل أنها واجبات‬ ‫واكتشف اليوم أنها مستوجبات ورضورات‬

‫ال يمكن للقصيدة أن تتكون خارجها‪ ،‬وال‬ ‫يمكنني أن أسعد بفقدانها‪.‬‬ ‫اليوم يف هذه العزلة الغامضة صار لكل‬ ‫جزء من املعاش قيمته التي تكال بمعيار‬ ‫الذهب‪ ،‬وبتنا ننتظر لحظة الحرية التي لم‬ ‫ندرك مزاياها الحقيقية إال حني سلبت منا‪،‬‬ ‫واتضحت صورتها العمالقة أمامنا أكثر جالء‬ ‫ووضوحا‪.‬‬ ‫كانت نظرتنا للسعادة غائمة‪ ،‬صارت أكثر‬ ‫وضوحا وأبعد دالالت‪.‬‬

‫الحقيقة‪ ،‬وال التحقق من مصادر الخرب‪،‬‬ ‫فالصورومقاطع الفيديو املبهمة أصبحت‬ ‫بديال عن اللغة وهي تتصدر املشهد العاملي‪.‬‬ ‫لكن يف كثري من األحيان ما يُساء ذكر أعداد‬

‫الراعي الرسمي لهذا «الفريوس التاجي»‬ ‫تناقلته األكاذيب ووجوه امليديا من فنانني‬ ‫ويوتيوبرز ورياضيني‪ ،‬أكثر من غريهم‪،‬‬ ‫والسؤال املطروح‪ ،‬متى تنقلوا لتزويدنا بتلك‬ ‫املعلومات يف كلتا الحالتني‪ ،‬هم مصدر شك‬ ‫وطعن‪ ،‬إن تنقلوا هذا يعني أنهم لم يلتزموا‬ ‫بالحجر الصحي املفروض علينا جميعا ً بقرار‬ ‫منظمة الصحة العاملية‪ ،‬وإن لم يتنقلوا من أين‬ ‫استقبلوا تلك اإلمالءات أوالرخصة للحديث‪،‬‬ ‫مع الخوض فيما هو ليس من اختصاصهم!‬ ‫»فقط عندما يعم الظالم بشكل كامل‪،‬‬ ‫يمكنك رؤية النجوم‪«.‬‬ ‫من السهل التحقق من هذا األمر‪ ،‬فإسقاط‬ ‫هذا االقتباس عىل جوانب عديدة من حياتنا‪.‬‬ ‫طاملا أن األعمال الكاملة تسبقها عدة ليال‬ ‫لم يعرف النوم طريقه إليك‪ ،‬أيضا تعرف‬ ‫قيمة اليشء بعد فقده‪ ،‬أو عندما توشك عىل‬ ‫خسارته‪ .‬الخسارة هنا ال تقيم ألنها تعكس‬ ‫مكانة أب‪ ،‬أم‪ ،‬أخ‪ ،‬حبيب‪ ،‬صديق‪ ،‬شخص مهم‬ ‫نطمنئ بوجوده‪.‬‬ ‫الخسارة تشمل ذاتك‪ ،‬مغادرة الحياة دون‬ ‫سابق إنذار‪ ،‬حتى أنك تحرم من دق الطبول‪،‬‬ ‫أو هز األجراس دون تلويحة ملن سيعز عليهم‬ ‫فراقك‪ .‬دون كتابة وصية أو أن تحظى بحضن‬ ‫أخري‪ ،‬قبلة أخرية‪ ،‬كلمة وداع حارة‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬الستدراك النجوم التي تكاد تخفت‬ ‫من سماء األمل‪ ،‬عليك أن تكون مرشدا لذاتك‪،‬‬ ‫عليك أن تطفىء جميع األصوات الرباقة‬ ‫املخادعة واالصطناعية‪ ،‬أن تخرج منك نورك‬ ‫الحقيقي الذي سينعكس عىل أعمدة بلور تتدىل‬

‫إنها‬ ‫لمحنة عظيمة أن تقتاد‬ ‫كنعجة إلى إسطبل‪،‬‬ ‫أن يتم عزلك كأي آفة‬

‫عنفوان فؤاد‬ ‫شاعرة ومترجمة جزائرية‬

‫“العزلة تحيي‪،‬‬ ‫االنعزال يقتل”‬ ‫إذا كنت من مستخدمي وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬من املستحيل أنك لم تصادف‬ ‫باستمرار مفردة «الجائحة»‪ ،‬والتي اجتاحت‬ ‫بدورها العالم وال ّلغة قوال ً وفعالً‪ .‬عادة ما‬ ‫تكتب بلون أحمر مع رقم «‪.»19‬‬ ‫لألسف لم يعد يهم القارئ تقيص‬

‫أو شبهة تشكل خطر ًا‬

‫على اآلخرين وبالتحديد‬ ‫الطبيعة‬

‫الضحايا‪ ،‬سواء من كانوا قد فارقونا أو ظلوا‬ ‫قيد العدوى‪.‬‬ ‫تلك األرقام والتي كانت ستبدو أكثر‬ ‫مصداقية لو كانت قادمة من أفواه أطباء‬ ‫ومسؤولني وصحفيني موثوق بهم‪ .‬إال أن‬

‫‪45‬‬


‫من سقف روحك‪ ،‬حتما ً تلك النجوم ستكون‬ ‫ناصعة الحقيقة‬ ‫“العزلة تحيي‪ ،‬االنعزال يقتل”‬ ‫كلمة عزلة غري محددة تماما ً مثل كلمة‬ ‫«ماء» أو «برتقالة”‪.‬‬ ‫إنما هي دعوة للتنقل بني عوالم داخلية‬ ‫وخارجية‪.‬‬ ‫ثمة شعرة رفيعة بني املعنيني‪ ،‬العزلة‬ ‫واالنعزال‪ ،‬فاألوىل تكون اختيارية بطلب من‬ ‫الذات لالكتفاء باألنا وإعادة رسكلة املخيلة‬ ‫بما تحتويه‪ ،‬من أجل نتاج ملفت‪ ،‬وإبداع يثري‬ ‫إهتمام اآلخر‪.‬‬ ‫أما الثانية‪ ،‬فهي مفروضة بشكل إجباري‬ ‫تحت وطأة األمر‪ ،‬القهر‪ ،‬القمع‪ ،‬وإسقاط تلك‬ ‫الرغبة االختيارية بني العودة أو املكوث‪.‬‬ ‫إنها ملحنة عظيمة أن تقتاد كنعجة إىل‬ ‫إسطبل‪ ،‬أن يتم عزلك كأي آفة أو شبهة تشكل‬ ‫خطرا ً عىل اآلخرين وبالتحديد الطبيعة‪..‬‬ ‫جميعنا يعرف بأن العزلة بعمر الشباب مع‬ ‫فورة الدم الذي يتدفق يف رشايني التجربة‬

‫واملغامرة تكون مؤملة وشاقة بل مهدرة لتلك‬ ‫الطاقة العجيبة‪ .‬أما بتسلقنا جذع النضج‬ ‫واالتزان‪ ،‬تصبح العزلة مثمرة بل محببة‬ ‫وفيها شيئًا من السالم الروحي‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬العزلة إما خالّقة أو قاتلة‪ ،‬ثمة‬ ‫َشعرة صوت ‪،‬عليك اإلمساك بها‪ ،‬لتنجو منك‪.‬‬ ‫يعيشون ُ‬ ‫يحس َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ون بالعزلة‪،‬‬ ‫ألنف ِسهم ال‬ ‫أما مَ ن‬ ‫وال بمن هم حولهم‪ ،‬أنا من ضمن هذه الفئة‬ ‫التي تعيش عزلتها االختيارية منذ البداية قبل‬ ‫فرضها بدعوى الحيطة والخوف‪.‬‬ ‫مطلقا ً لم تؤثر عيل‪ ،‬وطقوس عزلتي كما‬ ‫هي أقبل عليها فتقبل عيل‪ ،‬أرتب اهتماماتي‬ ‫ومعها أفكاري وما يمكن أن أقدمه للقارئ‬ ‫عىل وجه التحديد‪.‬‬ ‫مفهوم العزلة يف قامويس الحياتي‪ ،‬هي أن‬ ‫أجلس وراء ِمقود الصمت وأراقب من املرآة‬ ‫الجانبية رسب ظالل يحلق باالتجاه املعاكس‬ ‫للحياة‪ ،‬وقد نصبت لها فخاخا‪ ،‬ما علق‬ ‫ُ‬ ‫أمسكت بجناحيه‪ ،‬خلصته‬ ‫بالنقطة العمياء‬ ‫من شباكي ثم حررته يف أرض الكتابة‪ .‬ما‬

‫رشدت عنه واصل التحليق يف سماوات أخرى‪.‬‬ ‫كم أشفق عىل املتشبثني بعاداتهم وتنقالهم‬ ‫بني فضاءات التسوق‪ ،‬الهوس باملوضة‪،‬‬ ‫الذين يحجون طوال السنة إىل املهرجانات‬ ‫وامللتقيات‪ ،‬والسهر والعديد من العادات التي‬ ‫ْ‬ ‫طارت من بني أيديهم‬ ‫بني عشية وضحاها‬ ‫بل منعوا من مزاولتها فوجدوا أنفسهم بني‬ ‫أربعة جدران وجها ً لوجه مع الضجر‪ ،‬مع‬ ‫امللل‪ ،‬مع الاليشء ‪،‬االنعزال املفروض عامليا ً‬ ‫أطاح باألفراد قبل املؤسسات‪ ،‬أطاح باﻷخالق‬ ‫والعالقات قبل اإلقتصاد والسياسة‪ ..‬لهذا‬ ‫يجب استدراك األمور والغفلة املدفوعة الثمن‬ ‫من أعمارنا التي رسقت املزيد واملزيد ‪..‬أن‬ ‫تطهّ ر العزلة روحَ املر ِء وحياته قبل يديه‬ ‫وثيابه‪ ،‬وهذا نداء إىل كل شخص يواجه‬ ‫الوحدة بكل أشكالها االجتماعية واالفرتاضية‪،‬‬ ‫عليه أن يتحىل بالفكر والفن واملوسيقى‪ ،‬ﻷن‬ ‫حمل هم قرار اإلفراج متعب كذلك اقتطاع‬ ‫تكلفة الليل والنهار من عمرك بال يشء أو عائد‬ ‫ألمر مفزع‬

‫يمكنني أن أستأمن أحدا عليها‪ .‬نصعد الحافلة‪،‬‬ ‫أؤدي ثمن تذكرتني‪ ،‬يل ولها‪ ،‬بعد ساعة نعود‬ ‫أدراجنا محملني بأكياس ملونة كقوس قزح‪.‬‬ ‫تنظر إيل باستغراب واستعطاف “ ‪:‬ال أحب َك‬ ‫بهذه الكمامة‪ ،‬تبدو يل كلص‪ .‬وما هذه العادة‬

‫السخيفة عن الفريوس‪ ،‬وإحصاء عدد املوتى‪،‬‬ ‫لن أزعجك‪ .‬يمكن أن تسألني عن كلمة غامضة‬ ‫استغلقت عليك أو أقلب صفحات كتابك‬ ‫الضخم‪...‬‬ ‫هيّا‪ ،‬صب يل كأس نبيذ‪ .‬ما شأني أنا إن‬ ‫كنت انقطعت عن الرشب‪ .‬أي غباء هذا أن ال‬ ‫يرشب املرء يف باريس! ليس الخمر من قتل‬ ‫“بودلري” وليست جدتي الكربى وال الكورونا‪.‬‬ ‫إنه الزهري‪ ،‬أغلب أصدقائك ماتوا بالزهري‪.‬‬ ‫ياله من اسم!‬ ‫ملاذا ال تكتب عني أنت ً‬ ‫أيضا كما هي العادة‬ ‫هذه األيام وتفضح حياتي وحياتك‪ ،‬كيف‬ ‫تسهر الليل وسط كومة من األوراق‪ ..‬تتحدث‬ ‫إىل حبيبتك البعيدة يف الهاتف‪ ،‬ترتجم قصيدة‬ ‫أو قصيدتني‪ ،‬لم أعد أطيق “آالن بوسكي”‬ ‫مللت كلمات‪ :‬الندى‪ ،‬الالزورد‪ ،‬أشجار الجميز‪،‬‬ ‫الله‪ .‬تنام إىل منتصف النهار‪ ..‬تغسل وجهك ثم‬ ‫تجلس أمام كتابك الذي يشبه الكتاب املقدس‪.‬‬ ‫قل عني ما شئت‪ ،‬قل إنني حيوان رشس‪ ،‬قل‬ ‫عني مومس‪. .‬قل عني سيئة املزاج وحادة‬ ‫الطبع‪ .‬أما أنا‪ ،‬فلن أتحدث عنك بأي سوء كما‬ ‫فعلت هنا‪ .‬ولن أكشف أرسارك‪ .‬ال تنس أن تبلغ‬ ‫سالمي ألصدقائي يف ليبيا‪ .‬فأبناء عمومتي‬ ‫هناك‪ .‬رفقة شعراء طيبني أنهكتهم الحروب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وقعت هذا النص باسمك فقط‪،‬‬ ‫وال بأس إن‬ ‫فلقد تعودت عىل الخذالن‪”.‬‬

‫العزلة‬ ‫حيوان شرس‪ ،‬ذو أنياب‬ ‫حادة‪ ،‬سنوات من‬ ‫الترويض وها هي ذي‬ ‫خالد الشبيهي‬ ‫شاعر ومترجم مغربي‬ ‫مقيم في فرنسا‬ ‫العزلة حيوان رشس‪ ،‬ذو أنياب حادة‪،‬‬ ‫وآثار دم عىل وبره تأبى أن تزول‪ .‬سنوات من‬ ‫الرتويض وها هي ذي اآلن بلونها املرقط يف‬ ‫البيت كسحلية تحسن التخفي‪ ،‬تصعد فوق‬ ‫الكتب القليلة وفوق الكنبة‪ ،‬تميض معي‬ ‫للمطبخ لغسل الصحون بل ترافقني ً‬ ‫أيضا‬ ‫لرمي االزبال يف القمامة‪ .‬نأخد املصعد معا‬ ‫فتسبقني إىل البيت‪ .‬تموء كقط‪ ،‬يزعجها‬ ‫األطفال بضجيجهم‪ ،‬وأحيانا يجرون ذيلها‪،‬‬ ‫فرسعان ما تعود لطبيعتها الرشسة‪.‬‬ ‫والستلطافها‪ ،‬يقدمون لها بعض الطعام‪،‬‬ ‫لكنها ال تأكل سوى من يدي ككلب ويف ‪. .‬رغم‬ ‫كل يشء‪ ،‬ال يمكن أن نستأمنها مهما حصل‪،‬‬ ‫فهي كحيوان سريك يمكن أن ينقض يف لحظة‬ ‫مجنونة عىل مروضه أمام ذهول الجمهور‬ ‫الذي ال يفهم ملاذا“‪. .‬‬ ‫نحتاج بعض اللحم والبيض والدقيق” تقول‬ ‫أختي الصغرى حنان‪ :‬التي أقاسمها البيت‬ ‫مع أبنائها‪ ،‬منذ شهور قليلة‪ .‬أخرجُ للتبضع‪،‬‬ ‫أشري للعزلة برأيس‪ ،‬نخرج سويا‪ .‬فأنا ال‬

‫‪46‬‬

‫كسحلية تحسن التخفي‪،‬‬ ‫تصعد فوق الكتب و‬ ‫الكنبة نأخد المصعد معا‪،‬‬ ‫فتسبقني إلى البيت‪.‬‬

‫الغريبة املتمثلة يف غسل اليدين كل مرة؟ هل‬ ‫أنا قذرة لهذا الحد؟ نحن صديقان منذ مدة‪ .‬قل‬ ‫يل‪“ :‬ملاذا لم نعد نذهب معا إىل املكتبات‪ ،‬وعند‬ ‫بائعي الكتب املستعملة‪ ،‬إىل الخزانات؟ ‪ ..‬أحب‬ ‫رائحة الكتب يف مركز “بومبيدو” ومكتبة‬ ‫“الفونطني ‪” ..‬ملاذا لم نعد نذهب إىل حانة‬ ‫(القط األسود) يف زقاق “سان دوني”؟‬ ‫زياد صاحب الحانة طيب والقط يذكرني‬ ‫ببودلري‪..‬ملاذا لم نعد نتمىش ليال يف املدينة من‬ ‫“شاتيل” إىل محطة “سان الزار” قبل أن نأخد‬ ‫معا قطار الضاحية‪ .‬متى سريفع هذا الحجر‪،‬‬ ‫أللتقي بأخواتي‪ .‬وسط الحشود؟‬ ‫إقرأ عيل قصيدة (العزلة) لبودلري‪ ،‬إنه‬ ‫شاعري املفضل‪ .‬لقد تحدث عنا جيدا‪ ..‬ملاذا‬ ‫ال ترتجم قصائده بدل مشاهدة الفيديوهات‬


‫مزمن‪ ..‬التمرين عىل الوحدة كان صعبا وقاتال‬ ‫يف البدايات‪ ،‬بعد ذلك جربت أن أضيع وسط‬ ‫الناس أو يف حياة صاخبة جدا ليس ليشء إال‬

‫فكرت‬ ‫أثناء تأمالتي في‬ ‫هذه الفترة في كل‬ ‫المسجونين في العالم‪..‬‬ ‫منى وفيق‬

‫شاعرة وقاصة مغربية‬

‫أغبط الذين يعتربون «جائحة كورونا» أكرب‬ ‫ُ‬ ‫لست أصنفها من األساس كأزمة‬ ‫أزماتهم‪،‬‬ ‫‪ ..‬بالنسبة إيل وقياسا بما شهدته يف حياتي‬ ‫هي ال ترقى ملستوى أزمة حتى‪ ..‬هذا الحجر‬ ‫الصحي لم يضف إيل ولم ينقص شيئا يُذكر‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت كائنا كان يحلم بمد من البرش يتعبون له‬ ‫وبه مثلما دأب هو عىل الفعل مع كثريين‪ ،‬نعم‬ ‫بمد ‪ ..‬منهم ال ينتهي‪ ..‬كان ذلك األخرض الذي‬ ‫حلمت به وليتني ما حلمت‪ ،‬النار الخرضاء‬ ‫قد تسبب أذى أكرب لهذا ثقبت الحلم األخرض‬ ‫بأول دبوس عثرت عليه يف األرض‪ .‬و أنا‬ ‫أتمىش‪ ،‬إنني أتمىش وأنا أنظر إىل األرض‪ ،‬لم‬ ‫تعد الناس توقع املال بل الدبابيس وهذا ما‬ ‫تعلمته من العزلة االختيارية التي كانت رضبة‬ ‫استباقية لكل جائحة محتملة ككورونا مثالً‪..‬‬ ‫تعلمت أن أميش و أنا أنظر إىل األرض أللتقط‬ ‫الدبابيس أو اإلبر عوض التحديق يف الوجوه‪،‬‬ ‫تمريناتي عىل الوحدة كانت قاسية جدا‪ ..‬يف‬ ‫األيام األوىل لعزلتي قبل ‪ 3‬سنوات ونيف‪ ،‬ويف‬ ‫غرفتي الكبرية التي كانت تشبه «املايكرويف»‬ ‫كانت تنفذ أشعة الشمس إىل عظامي‬ ‫ورشاييني وتحرقني‪ ،‬كان صوت العصافري‬ ‫ينقر قلبي وروحي بوحشية وكنت أختنق‬ ‫ولنقل أنني خرجت من األيام األوىل بفوبيا‬ ‫نفاذ األوكسجني مع العلم أنني مريضة بربو‬

‫كأن روح مسجون ما‬ ‫في عالم ما‪ ،‬في زمان‬ ‫ما‪ ،‬هي صاحبة فكرة‬ ‫«كورونا”‪..‬‬

‫ألعود و أخترب قدرتي عىل االنعزال وكان ثمة‬ ‫يف كل مرة ثقب يف مكان مختلف من روحي‪،‬‬ ‫لكنني أخريا مألت كل الثقوب بأغطية من‬ ‫الفلني أشتاق أحيانًا لسحبها لسماع الطقة‪،‬‬ ‫أحيانا ً ‪..‬أستطيع أن أكون بني حشد هائل من‬ ‫الناس وعيناي معهما لكنهما يف عالم آخر‬ ‫مع أناس آخرين أو ربما حيوانات أو نباتات‬ ‫أو كائنات هالمية‪ ..‬يل من املهارة ما يجعلني‬ ‫أدخل يف نقاش ثقيل بنَفس طويل يف حني أنني‬ ‫يف الواقع أرى وأفكر وأكلم أشخاصا ً آخرين‬ ‫ال يراهم أحد سواي‪ ،‬ال أحد يكشفني و إذاك‬ ‫تتحقق بهجتي التي تكلم عنها «فرانسيس‬ ‫بيكون» بهجتي يف الوحدة كوحش بري أو‬ ‫كإله ‪..‬لست مدينة لكورونا بأي يشء لم أجلس‬ ‫ألتفكر يف دروس تعلمتها ليس لدي أي دروس‬ ‫ألتعلمها ألنني كائن يحب أن يخترب ويجرب‬ ‫دون أن يحاذر شيئا‪ ،‬تستهويني املخاطرات‪،‬‬ ‫أحب أن أخطئ وماملانع يف أن أكرر خطئي مرة‬ ‫واثنني وعرشة ‪..‬لم أقلع إال مجربة ومؤقتا عن‬ ‫ارتياد مقهاي املفضل‪ ..‬أفتقد مكاني‪ ،‬إنني‬

‫أجلس عىل نفس الطاولة يوميا ً ونفس املقعد‬ ‫هناك بمحاذاة املطبخ‪ .‬أرشب نفس فنجان‬ ‫القهوة منسما بما أعرصه من رشائح الليمون‪،‬‬ ‫مستمتعة ومستأنسة بالعاملني يف املقهى‪،‬‬ ‫هناك سحر غريب وتوليفة غريبة خلقت بيني‬ ‫وبني «بالص بييرتي ‪”..‬مالذي استكشفته أو‬ ‫الجديد الذي ملسته يف هذا الحجز الصحي؟‬ ‫ربما هذا الدمل الذي انفجر فجأة يف قلبي‬ ‫حبا ً «املغرب»‪ ،‬أفكر كل يوم يف املغرب‪ ،‬الحبّ‬ ‫بيننا أنا وهو كان أملا دائماً‪ ..‬أحيانًا كنت أقول‬ ‫أنه حب من طرف واحد أو أنه حب نبيل أن‬ ‫أحب من أعرف أنه لن يحبني يوما‪ ،‬لكن اليوم‬ ‫أنا واملغرب يف أفضل حاالتنا العاطفية عىل‬ ‫اإلطالق وحبنا متوهج‪ .‬عاد إيل أخريا ذلك‬ ‫اإلحساس الذي كان يغمرني وأنا طفلة تذيقها‬ ‫أمها الشاي األخرض بالنعناع رشفة رشفة‬ ‫فأنزل بوجهي وطاقيتي املزركشة ولساني‬ ‫عىل كأس الشاي املنعنع يف حني أن عويطة‬ ‫هناك يف ساحة سباق بعيدة يجري ويجري‬ ‫ألجلنا كعادة املغاربة مع بعضهم‪ ،‬يسبق‬ ‫الجميع ألجل أمي مثالً‪ ..‬كأنه كان يراها وهي‬ ‫تتغافل عن نوبة ربو صعبة لتشجعه «يا ربي‪،‬‬ ‫يا ربي‪ ،‬يا ربي”‬ ‫منذ شهرين «مدة الحجر الصحي» يف حالة‬ ‫عشق وهيام غري مسبوقة مع املغرب ‪..‬فكرت‬ ‫أثناء تأمالتي يف هذه الفرتة يف كل املسجونني‬ ‫يف العالم‪..‬كأن روح مسجون ما يف عالم ما‪ ،‬يف‬ ‫زمان ما‪ ،‬هي صاحبة فكرة «كورونا‪”..‬‬ ‫ستمر األزمة و سنعود لحياتنا الكئيبة‬ ‫من جديد لكنني ككل املساجني يف هذا الكون‬ ‫الواسع لم يهز السجن الذي فرضته كورونا‬ ‫يف رأيس أي شعرة ألنني أعرف أننا محبوسون‬ ‫سلفا يف بيت واحد كل ثانية تتم املناداة عىل‬ ‫أحدنا ليغادر وكم أتمنى ال ُ‬ ‫زلت الخروج من‬ ‫البيت اللعبة إىل الحديقة ‪..‬أقيض أغلب يومي‬ ‫يف املطبخ‪ ،‬أحب جدا الطبخ‪ ،‬وأعشق الطبخ‬ ‫ملن أحبهم‪ ..‬أطباق عاملية ومغربية‪ ،‬أستمتع‬ ‫باألمر ويشعرني بالسعادة‪ ،‬عندما أرى عائلتي‬ ‫الصغرية وهم يتسابقون إىل طبق حرضته‬ ‫أشعر بأنهم يتسابقون ليأكلوا من قلبي‬ ‫وتستغرق روحي يف دغدغة عجيبة‪ ..‬ثم بني‬ ‫األوقات أقرأ الشعر وأتفحص يف وقت واحد‬ ‫ديوانني و رواية قبل أن أجلس مع العائلة عىل‬ ‫مائدة اإلفطار و أكتشف أنني الزلت قادرة عىل‬ ‫البكاء بسبب بطل مسلسل مغربي يشبه أبي‪..‬‬ ‫نفس املسافة بني الكفني ونفس شكل الصدر‬ ‫ولون الشعر‪ ،‬واملشية‪ ،‬والعينني الدامعتني‪،‬‬ ‫فتدمع عيناي‪..‬‬ ‫يحصل هذا منذ أسبوع تقريبا‪..‬‬ ‫سينتهي الحجر الصحي يف املغرب بعد أيام‬ ‫كما هو مفرتض وال ترعبني إال فكرة واحدة‬ ‫بل وتخنقني أيضاً‪ ،‬أنا ال أتخيل نفيس أعيش‬ ‫و أتنقل بكمامة لأليام املقبلة القادمة‪ .‬املرور‬ ‫من تجربة كورونا أهون بكثري‪ ،‬ال تخيفني‬ ‫الحياة و ال يخيفني املوت بل أن تقيدني كمامة‬ ‫إنه نفس قلق تجار وصانعي أحمر الشفاه يف‬ ‫املرحلة القادمة‪ ..‬الكمامة ها!!‬ ‫حمالة أفواه سخيفة!!‬

‫‪47‬‬


‫قراءات‬ ‫فــي روايــة « ميالنين»” لفتحيــة دبش‬

‫"الهوية"‬

‫كفعل مقاومـــــة‪..‬‬ ‫ابتسام القشوري‬

‫هــل ّ‬ ‫إن اإلنســان مســؤول عــى لــون‬ ‫برشتــه‪ ،‬أبيــض كان أم أســود؟ هــل هــو‬ ‫مســؤول عــن جنســيته رشقيــا كان أم غربيــا‬ ‫أم إفريقيــا؟ هــل هــو مســؤول عــن جنســه‬ ‫ذكــرا كان أم انثــى؟‬ ‫تبــدو اإلجابــة طبيعيــة ومعروفــة تجيــب‬ ‫عنهــا الطبيعــة وامليالنــن‪ ،‬غــر أن املجتمــع‬ ‫والبيئــة والثقافــة تحــدد قيمــة اإلنســان‬ ‫بهويتــه ولونــه وجنســه‪.‬‬ ‫يف روايتهــا األوىل “ميالنــن “حاولــت‬ ‫االقاصــة والروائيــة التونســية “فتحيــة‬ ‫دبــش” أن تفــكك هــذه املنظومــة الظاملــة‬ ‫يف كثــر مــن األحيــان مــن خــال تطرقهــا‬ ‫ملوضــوع الهويــة يف تنوعاتــه املختلفــة‪ ،‬ومــن‬ ‫خــال الــراع الحضــاري بــن الــرق‬ ‫والغــرب يف تنــاص مــع نــص شــهري هــو‬ ‫“موســم الهجــرة إىل الشــمال” للطيــب‬ ‫الصالــح‪ ،‬إذ ّ‬ ‫إن هــذا الــراع مــازال قائمــا‬ ‫وازداد بقــوة بعــد الثــورات العربيــة‪ ،‬أو مــا‬ ‫ُ‬ ‫ـمي بالربيــع العربــي‪ ،‬مــن خــال تنامــي‬ ‫سـ ّ‬ ‫اإلرهــاب والهجــرة غــر املرشوعــة أو مــا‬ ‫عُ ــرف ب “ســفن املــوت”‪ ،‬وبالتــاىل تنامــي‬ ‫العنرصيــة بأشــكالها املختلفــة‪.‬‬ ‫تتبــع فتحيــة دبــش “أنيســة عــزوز”‬ ‫الشــخصية الرئيســة يف الروايــة اآلتيــة مــن‬ ‫عمــق الجنــوب التونــي (مــارث ‪/‬قابــس)‬ ‫فبعــد دراســتها للصحافــة تذهــب لفرنســا‬ ‫لكتابــة تحقيــق حــول موضــوع الهويــة‬ ‫الــذي أصبــح فعــل مقاومــة ازداد حــدة بعــد‬ ‫الثــورات العربيــة‪.‬‬ ‫تتوغــل أنيســة عــزوز يف عمــق مــدن‬ ‫فرنســا لتبــن املعانــاة التــي يعيشــها العــرب‬ ‫املســلمون واألفارقــة الســود الذيــن يُطحنــون‬ ‫يوميــا مــن فــرط االســتغالل الفاحــش‬ ‫وســوء املعاملــة‪ ،‬أو ماأســمته الكاتبــة‬ ‫ّ‬ ‫ب”الــرق الجديــد “‪.‬‬ ‫التكتفــي الكاتبــة بهــذه النظــرة النقديــة‬ ‫للغــرب وإنمــا تعــود إىل تونــس لتتطــرق إىل‬ ‫ماهــو مســكوت عنــه‪ ،‬أو مــا ســمّ اه أحــد‬

‫‪48‬‬

‫النقــاد ب”الجــدران الــا مرئيــة”‪ ،‬فتفتــح‬ ‫ملــف االغــراب الــذي يعيشــه الســود يف‬ ‫تونــس ‪ ،‬فــإن كانــوا يف فرنســا يعتــرون‬ ‫أقليــة فإنهــم يف تونــس ليســوا أقليــة مرئيــة‬ ‫ولكــن “مجــرد ظــال” كاشــفة عــن العزلــة‬ ‫التــي يعيشــونها‪ ،‬وهــم التونســيون‪ ،‬أبــا عــن‬ ‫جــد‪ ،‬ولكــن املجتمــع والســلط والقوانــن ال‬ ‫تــرى فيهــم ذلــك وتعتربهــم غربــاء نتيجــة‬ ‫هــذا االختــاف اللونــي فيعيــش التونــي‬ ‫األســود شــتى أنــواع العنرصيــة يف الدراســة‬ ‫ويف العمــل‪ ،‬إن وجــدوا عمــا‪ ،‬ويف الشــارع‬ ‫أيضــا‪.‬‬ ‫تنفتــح الروايــة عــى مواضيــع أخــرى‬ ‫لتمثــل الهويــة‪ :‬مثــل عالقــة املــرأة بالرجــل‪،‬‬ ‫عالقــات الحــب والخيانــة‪ ،‬الحريــة والعبودية‪،‬‬ ‫وذلــك مــن خــال رقيــة‪ ،‬وشــيماء‪ ،‬وســهيل‪،‬‬ ‫و غريهــم‪ ،‬شــخصيات عربيــة وغــر‬

‫عربيــة‪ ،‬مســلمة ويهوديــة ومســيحية‪،‬‬ ‫وهــي شــخصيات خلقتهــا أنيســة عــ ّزوز‬ ‫مــن خــال مســودات لكتابــة روايتهــا األوىل‬ ‫فتصبــح الروايــة نفســها مختــرا ً صغــرا ً‬ ‫لكتابــة روايــة أخــرى‪ ،‬ومح ـاً للتنظــر لهــا‬ ‫يف عالقــة الروائــي بشــخصياته‪ ،‬ويف عالقــة‬ ‫الروايــة الجديــدة بــكل ماهــو رقمــي‪ ،‬ويف‬ ‫عالقــة الكاتــب بالقــارئ‪ ،‬وهــذا مــا خلــق‬ ‫ديناميكيــة يف الروايــة‪ ،‬وكان مجــاال لتعــدد‬ ‫األصــوات‪ ..‬روايــة “ميالنــن “وظفــت فيهــا‬ ‫فتحيــة دبــش لغــة شــعرية راقيــة لــم‬ ‫تنقــص مــن عمــق الروايــة وأهدافهــا‪ ،‬فيهــا‬ ‫الكثــر مــن التكثيــف والجــرأة يف التطــرق إىل‬ ‫مواضيــع مســكوت عنهــا‪ ،‬روايــة تؤســس‬ ‫لفكــرة الثــورة و العــدل وإنصــاف الــذات‬ ‫وانتــزاع الهويــة‪.‬‬ ‫ناقدة وباحثة تونسية‬


‫فضائيات‬

‫سالم‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫سال‬

‫م!‬

‫جمي ــل أن تهت ــم قن ــاة ليبي ــة باملش ــاهد‬ ‫وتقـــدم لـــه وجبـــة دســـمة مـــن الربامـــج‬ ‫خـــال شـــهر رمضـــان املبـــارك ‪،‬وجميـــل‬ ‫أيضـــا أن نشـــاهد قنـــاة ليبيـــة تعمـــل‬ ‫مـــن خـــال ماتقدمـــه مـــن أجـــل إحـــال‬ ‫الســـام بـــن الليبيـــن ليعيـــش الوطـــن يف‬ ‫ســـام‪.‬‬ ‫«ســـام»‪ ،‬هـــذه القنـــاة التـــى بـــدأت‬ ‫نشـــاطها اإلعالمـــي منـــذ فـــرة ليســـت‬ ‫بالطويلـــة‪ ،‬نراهـــا اليـــوم تخطـــو خطـــوة‬ ‫جبـــارة اســـتطاعت أن تشـــد املشـــاهد‪،‬‬ ‫وهـــي تعمـــل مـــن أجـــل تقديـــم خارطـــة‬ ‫برامجيـــة تتمـــاىش وفـــق عاداتنـــا‬ ‫وتقاليدنـــا‪ ،‬برامـــج التخـــدش الحيـــاء‪،‬‬ ‫تحـــرم املشـــاهد وتقـــدره‪.‬‬ ‫ســـام‪ ،‬تضـــم باقـــة مـــن الربامـــج‪،‬‬ ‫واألعمـــال‪ ،‬والنجـــوم‪ ،‬لتجمـــع األرسة‬ ‫الليبيـــة حولهـــا باللهجـــة الليبيـــة‪.‬‬ ‫ومـــن الربامـــج الجديـــدة بالقنـــاة‪،‬‬ ‫برنامـــج «القلـــب ماينســـاكم»‪،‬‬ ‫وبرنام ــج «دج ــرة»‪ ،‬و«س ــام الخ ــر»‪،‬‬ ‫إىل جانـــب برنامـــج «تكنوليبيـــا»‪،‬‬ ‫و«إدوي ليبـــي»‪ ،‬وبرنامج«الـــوردة‬ ‫البيض ــاء»‪ ،‬و«ل ــا»‪ ،‬و«الدني ــا حكاي ــة»‪،‬‬ ‫وبرنام ــج «دكت ــور»‪ ،‬و«أربع ــة ون ــص»‪،‬‬ ‫و«املطبخ»‪،‬باإلضافـــة إىل عـــدد مـــن‬ ‫الربامـــج املنوعـــة واملسلســـات‪.‬‬ ‫كل هـــذا ورائـــه جهـــد‬ ‫وعمـــل وســـهر وحـــرص‬ ‫عـــى تقديـــم كل ماهـــو‬ ‫جديـــد‪ .‬ومفيـــد للمشـــاهد‬ ‫الكريـــم ‪...‬‬

‫‪49‬‬


‫أخبار فنية‬

‫جديد الكاتب عبد الحميد الشتيوي‬ ‫يعكـــف الكاتـــب التلفزيونـــي‬ ‫والسيناريســـت عبـــد الحميـــد‬ ‫الشـــتيوي هـــذه االيـــام عـــى‬ ‫كتابـــة مسلســـل جديـــد بعنـــوان‬ ‫( اليتيمـــة)‪ .‬املسلســـل يطـــرح‬ ‫قضايـــا اجتماعيـــة حـــول الـــراع‬ ‫بـــن الخـــر والـــر‪ ،‬وأكـــد الكاتـــب‬ ‫أن حلقـــات املسلســـل ســـتكون‬ ‫بـــن التشـــويق واملتعـــة واإلثـــارة‪،‬‬ ‫وســـيضم العمـــل العديـــد مـــن‬ ‫الفنانـــن مـــن الجيلـــن‪ ،‬الذيـــن‬ ‫سيجســـدون شـــخصيات املسلســـل‪.‬‬ ‫ومـــن الجديـــر ذكـــره أن العمـــل‬ ‫ســـيكون مـــن إنتـــاج إحـــدى‬ ‫القنـــوات املرئيـــة الليبيـــة بعـــد أن‬

‫تـــم االتفـــاق املبدئـــي عليـــه مـــع‬ ‫الكاتـــب‪ ،‬ليكـــون أحـــد األعمـــال‬ ‫الدراميـــة الضخمـــة لشـــهر‬ ‫رمضـــان القـــادم‪.‬‬ ‫الكاتـــب الشـــتيوي قـــدم‬ ‫للمـــرح اإلذاعـــة املرئيـــة العديـــد‬ ‫مـــن األعمـــال نذكـــر منهـــا‬ ‫مسلســـل(ياريت)‪ ،‬و(كالم يجيـــب‬ ‫كالم)‪،‬كمـــا كتـــب ايضـــا مسلســـا‬ ‫كرتونـــي بعنـــوان (حويتـــه) لثالثـــة‬ ‫مواســـم‪ ،‬وعـــدد مـــن املرسحيـــات‬ ‫منهـــا‪( :‬ليلـــة وفراقهـــا صبـــح)‪،‬‬ ‫وغريهمـــا مـــن األعمـــال‪ ،‬إىل جانـــب‬ ‫تقديمـــه للعديـــد مـــن األفـــكار‬ ‫للعدســـة الخفيـــة ‪.‬‬

‫القلب ماينساكم‬

‫بحــرص شــديد وبجهــود واثقــة مــن‬ ‫فريــق الربنامــج‪ ،‬بــدأ منــذ أيــام املخــرج‬ ‫«فــوزي الرجبانــي» يف تصويــر الحلقــة‬ ‫األوىل مــن برنامــج (القلــب ماينســاكم)‬

‫الــذي تنتجــه قنــاة «ســام» ويســتمر‬ ‫كسلســلة تتضمــن العديــد مــن املواضيع‬ ‫القديمــة املتجــددة‪ ،‬التــي تعبــق بالتاريخ‬ ‫القديــم والذكريــات الجميلــة‪ ،‬مــن خــال‬

‫قرفال ومـــا وراء الطبيعـة‬ ‫ألنــه فنــان أكاديمــي عــارص وشــارك الفنانــن العــرب يف‬ ‫العديــد مــن األعمــال العربيــة املشــركة‪ ،‬وبعــد عودتــه بقــوة يف‬ ‫مسلســل (زنقــة الريــح) الــذي أبــدع فيــه يف شــخصية‬ ‫مختلفــة وصعبــة‪ ،‬تــم اختيــاره مؤخــرا لعمــل عربــي‬ ‫ليكــون إحــدى الشــخصيات املشــاركة يف هــذا العمــل‬ ‫الــذي عرضتــه منصة(نتفلكــس) الفــرة املاضيــة‪،‬‬ ‫وكان بعنــوان (مــا وراء الطبيعة)‪،‬والــذي شــارك فيــه‬ ‫الفنــان الليبــي القديــر حســن قرفــال مــع نخبــة مــن‬ ‫الفنانــن العــرب‪ ..‬العمــل مســتوحى مــن روايــات‬ ‫الكاتــب أحمــد توفيــق‪ ،‬وإخــراج عمــرو ســامة‪،‬‬ ‫وتــدور أحداثــه بمــر يف ســتينيات القــرن املــايض‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫الحــوارات والتقاريــر التــي تــرد حقبــة‬ ‫مــن حقبــات الزمــن الجميــل يف ليبيــا‪.‬‬ ‫الربنامــج يقدمــه اإلعالمــي الكبــر عطيه‬ ‫بانــي‪.‬‬


‫لوكيشن‬

‫درنة تستضيف فريق "دباير"في نسخته الحديثة‬

‫يعــود الكاتــب والسيناريســت «أمــن‬ ‫بــورواق» إىل الكتابــة للمرئيــة بعــد عامــن‬ ‫مــن التوقــف عــر مسلســل «دبايــر» الــذي‬ ‫ســيجري تصويــر حلقاتــه يف مدينــة درنــة‪.‬‬ ‫وقــال بــورواق‪« :‬العمــل قديــم‪ ،‬قمنــا‬ ‫بتحديثــه بشــكل بســيط‪ ،‬يتحــدث عــن الحــال‬ ‫الراهــن للمواطــن الليبــي‪ ،‬يتطــرق إىل املشــاكل‬ ‫املعتــادة التــي يواجههــا املواطــن‪ ،‬مثــل‬ ‫إنقطــاع امليــاه ‪،‬و شــح الســيولة‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل الصعوبــات التــي تقابلــه خــال املناســبات‬ ‫االجتماعيــة»‪.‬‬ ‫وأضــاف‪« :‬كلمــة دبايــر» يف العمــل تعنــي‬ ‫آراء أو مقرتحــات يســتمع لهــا بطــل العمــل‬ ‫مــن جــاره الــذي يدّعــي معرفــة كل يشء‪،‬‬ ‫فيدبــر عليــه‪ ،‬وكل «ادبــارة» توقعــه يف مطــب‬ ‫أو مقلــب‪.‬‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬قــال الفنــان رمضــان‬ ‫الطــرة مســاعد مخــرج املسلســل‪ :‬املسلســل‬ ‫كوميــدي‪ ،‬اجتماعــي‪ ،‬منــوع‪ ،‬يتكــون «مــن ‪15‬‬ ‫حلقــة»‪ ،‬ســيعرض يف شــهر رمضــان املقبــل‬ ‫‪ ،2021‬وســيكون التصويــر يف مدينــة درنــة ‪.‬‬ ‫ولفــت الفنــان رمضــان الطــرة إىل أن‬ ‫الهــدف مــن التصويــر يف مدينــة درنــة للتأكيــد‬ ‫عــى أن املدينــة بهــا العديــد مــن املواهــب‬ ‫والقــدرات الفنيــة الكثــرة‪ ،‬وليســت مغيبــة‬ ‫عــن الشاشــة‪ ،‬وهــا هــي تتنفــس مــن جديــد‪.‬‬

‫وقــدم الطــرة الشــكر والتقديــر إىل كل‬ ‫مــن ســاهم يف الدعــم إلنجــاح العمــل‪.‬‬ ‫يذكــر أن مسلســل «دبايــر» مــن إخــراج‬ ‫«فائــز الفريطيــس»‪ ،‬وبطولــة كل مــن‬ ‫‪ :‬الفنــان نــزار الهنيــد‪ ،‬واملمثلــة هويــدا‬ ‫الشــكري‪ ،‬واملمثــل عصــام العــام وبمشــاركة‬ ‫ضيــوف الــرف باملسلســل‪ :‬الفنــان محمــد‬ ‫الصــادق‪ ،‬والفنــان عبدالســيد آدم‪ ،‬والفنــان‬ ‫خالــد الفاضــي‪ ،‬والفنــان فــرج عبدالكريــم‪،‬‬ ‫ويشــارك أيضــا يف التمثيــل فنانــون مــن‬ ‫مدينــة درنــة منهــم‪ ،‬الفنــان فــرج املاجــري‪،‬‬ ‫والفنــان فــوزي املباركــي‪ ،‬والفنــان بوبكــر‬ ‫تركيــة‪ ،‬والفنــان حمــدي املســماري ‪،‬والفنــان‬ ‫ســالم تركيــة‪ ،‬والفنــان الصالحــن املقصبــي‪،‬‬ ‫والفنــان قاســم املنصــوري‪ ،‬والفنــان عــي‬ ‫الشــلوي‪ ،‬والفنــان نــرت البــاح‪ ،‬والفنــان‬ ‫عصــام مكــراز‪ ،‬باإلضافــة إىل املواهــب‪،‬‬ ‫عبدالوهــاب الهــادي‪ ،‬ورساج الشــاعري‪،‬‬ ‫وحمــزة تربــح‪ ،‬وبــإدارة‬ ‫إنتــاج محســن الشــيخ‪.‬‬ ‫وســوف يعــرض‬ ‫بشــهر‬ ‫املسلســل‬ ‫رمضــان القــادم ‪.2021‬‬ ‫«ودبايــر خــر‬ ‫الخــر»‪.‬‬ ‫ياوجــوه‬

‫‪51‬‬


‫نصوص‬

‫أتعرفيــن‬ ‫لمــاذا أحبـك‪..‬؟‬

‫أجمل‬

‫النساء تلك التي نراها داخلنا‬

‫وأجمل األوطان ذلك الذي يرانا داخله‬

‫وأجمل قصة حب هي التي تكون أصدق من‬ ‫المحبين‬

‫***‬

‫في الليلة الظلماء أفتقدك‬

‫تستدعيك ذاكرة لم يأكلها النسيان‬

‫فيلوح نهارك‬

‫يطيح بعتمة المكان‬

‫***‬

‫لو حاولوا فحص كلماتي في أقرب معمل جنائي‪،‬‬ ‫الكتشفوا بصمات عينيك من أول جملة ‪..‬‬

‫لو حاولوا اقتفاء أثر امرأة ما بين سطور تعابيري‪،‬‬

‫لتعثروا في أهداب عينيك من أول خطوة ‪..‬‬

‫لو حاولوا تحليل حبر كتاباتي‪ ،‬لوجدوا كحل عينيك‬ ‫من أول قطرة ‪..‬‬

‫لهذا ال داعي لإلنكار فعيناك سيد األدلة‪.‬‬ ‫***‬

‫عندما تضايقك وحدتك خذ حقيبة حيرتك‬ ‫وأامضي إليها‬

‫امرأة تقرأ في عينيها قصائد‪ ،‬وأغنيات‪ ،‬وأشياء‬ ‫أخرى‬

‫تستأنس بها تضع الكحول‪ ،‬والشاش على جرح‬ ‫غربتك‪ ،‬وتنام‬

‫***‬

‫قلبي ليس محطة ترانزيت مجهزة الستقبال كل‬ ‫العابرات‪ ،‬و ليس ساح ً‬ ‫ال مفتوح ًا تمزق المهاجرات‬

‫غير الشرعيات أوراقهن الثبوتية قبل الوصول إليه ‪.‬‬

‫قلبي مثل غرفة فردية ال تصلح إال لساكن واحد‪ ،‬من‬ ‫يستطيع دخوله يستطيع قفل بابه وبإحكام ‪.‬‬

‫قلبي يكون صدرية نجاة لبحار واحد أو ال يكون‬ ‫***‬

‫قلبي ليس عربة عسكرية مصفحة ضد الحب ‪ ..‬ولم‬ ‫أزوده بمانعة صواعق لتفريغ الشحنات العاطفية‬ ‫بعيد ًا عن صماماته ‪.‬‬

‫و أنت ال تحتاجين لخلع بابه أو دفع رشوة لبوابه‪،‬‬

‫أو خلو رجل المرأة تسكنه بأوراق عقارية مزورة ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫لهذا فهو بناء عشوائي يرفض العالقات المرتبة‬

‫ألنه يدرك أن الحب ال يمكن أن يجيء مع سابق‬ ‫اإلصرار والترصد ‪.‬‬

‫قلبي ليس مكيف ًا على درجة حرارة محددة ‪..‬‬ ‫وال مرسوما وفق خارطة مسبقة اإلعداد ‪.‬‬

‫فادخلي بقدمك اليمنى أو اليسرى فأنت صاحبة‬ ‫البيت‬

‫***‬

‫لو افترقنا ‪ ..‬هل ستحافظ األرض على دورانها‬

‫‪ ..‬وهل ستحافظ السماء على زرقتها ‪ ..‬و هل‬ ‫ستحافظ الشمس على طلوعها ؟‬

‫كل ما أعرفه أن القمر يكسب استدارته من شفتيك‪ ‬‬

‫‪ ..‬وأن البحر يكتسب عمقه من عينيك‪ ،‬وأن‬ ‫الصحارى تأخذ اتساعها من راحة كفيك‪.‬‬

‫فابقي لئال تفقد الوردة عطرها ‪..‬و لئال يفقد المطر‬

‫غيمته‪ .. ‬ولئال يفقد السكر طعم السكر ‪.‬‬ ‫الذي يحب ال يختار ‪.‬‬

‫***‬

‫فالحب ليس بضاعة معروضة في «فترينات»‬

‫السوبر ماركت مثل معاجين الحالقة و الشامبو‬ ‫وأصناف الجبنة ‪.‬‬

‫نحن يا سيدتي لم نختر أوطاننا و ال آباءنا و ال‬ ‫حبيباتنا ‪.‬‬

‫الذي اختار وطنه البد أن يكون من «البدون» أو‬ ‫الغجر‪.‬‬

‫والذي اختار أبويه البد أن يكون لقيطا‪ ،‬أو ساقط‬ ‫قيد‪ ،‬والذي اختار حبيبته البد أن يكون لقيط ًا‬ ‫عاطفي ًا أو ساقط حب ‪.‬‬

‫نحن أبناء الصدفة البيولوجية نحب بدون سابق‬

‫إصرار وترصد‪ ،‬ونتعلق بدون أقراص جالبة للمحبة‪.‬‬ ‫***‬

‫ترسم رج ً‬ ‫ومساء‪ ،‬وتنتظر مولود ًا ال يأتي‬ ‫ال وامرأة‬ ‫ً‬ ‫ترسم شجرة وجدول ماء‪ ،‬وتنتظر بلح ًا ال يجيء‬ ‫وسماء زرقاء‪ ،‬وتنتظر غيمة ال تمطر‬ ‫ترسم براح ًا‬ ‫ً‬

‫تتسكع داخل نفسك‬

‫تقف على ناصية انتظارك‬

‫مسكون بشيء آيل للنهوض‬ ‫***‬

‫دفاع ًا عن حق كل وردة في غواية العيون‬ ‫دفاع ًا عن حق كل غيمة في حرية التسكع‪ ‬‬

‫دفاع ًا عن حق كل نسمة في مشاكسة الصمت‬ ‫دفاع ًا عن حق كل عصفورة في غريزة التحليق‬

‫نحبك‬

‫ع‪.‬د‬

‫‪53‬‬


‫كتاب‬

‫تصرفــــــــي‬ ‫كسيدة‬ ‫وفكــــــــري‬ ‫كرجـل‬

‫ستيف هارفي‬

‫منذ أكثر من عشرين عام ًا وأنا أكسب رزقي‬ ‫من خالل حمل الناس الضحك على أنفسهم‬ ‫وعلى بعضهم بعضا وعلى العائلة واألصدقاء‬ ‫وبالتأكيد على الحب والجنس والعالقات !‬ ‫فدعاباتــي دائمــا ً صادقــة وحكيمــة‬ ‫مســتمدة مــن واقــع الحيــاة واملراقبــة‬ ‫والتعلــم واملعرفــة ‪ ،‬ويقــال إن دعــا باتــي‬ ‫تــرب عــى الوتــر الحســاس لــدى النــاس‬ ‫ألنهــم يتفاعلــون معهــا وبصــورة خاصــة‬ ‫الدعابــات التــي تالمــس ديناميــات العالقــة‬ ‫بــن الرجــل واملــرأة ‪.‬‬

‫مختــارات ‪ :‬نعيمـــة علي‬

‫يجب أن اعترف بأنني لم أر في‬

‫البداية منفعةمن تأليف كتاب‬

‫يتناول مسألة العالقة بين الرجل‬

‫يذهلني دائم ًا كم يتحدث الناس‬

‫عن العالقات‪ ،‬ويفكرون فيها‬ ‫ويقرؤون ويسألون عنها ‪ ،‬وحتى‬ ‫يتورطون فيها من دون أن تكون‬ ‫لديهم أدنى فكرة عن كيفية‬ ‫تطويرها بالتأكيد ‪.‬‬ ‫إذا كان هنــاك يشء اكتشــفته مــن خالل‬ ‫رحلتــي القصــرة عــى هــذه األرض فهو ‪.:‬‬ ‫إن عــددا ً كبــر مــن النســاء يجهلــن‬ ‫طبيعــة الرجــال ‪.‬‬ ‫وإن الرجــال يرتكبــون الكثــر مــن‬ ‫الســخافات يف عالقاتهــم مــن غــر أن‬ ‫يتعرضــوا للعقــاب ألن النســاء ال يفهمــن‬ ‫قــط طريقــة تفكــر الرجــال ‪ ..‬وأننــي أملــك‬ ‫بعــض املعلومــات القيمــة لتغيــر ذلــك كلــه ‪.‬‬ ‫بعــد أخــذ هــذه املســألة بعــن االعتبــار‬ ‫توقفــت عــن املداعبــة واملــزاح وبــدأت التعامل‬ ‫مــع املســتمعني بجديــة كبــرة ومــن خــال‬ ‫إجاباتــي بــدأت أنقــل خربتــي ومعرفتــي‬ ‫بالرجــال مــن خــال عمــي مــدة أكثــر مــن‬ ‫نصــف قــرن عــى مفهــوم واحــد كيــف‬ ‫يكــون املــرء رجــاً ؟!‬ ‫فأنا قد أمضيت ساعات ال تعد‬

‫وال تحصى في التحدث إلى‬ ‫أصدقائي وجميعهم من الرجال ‪،‬‬ ‫رياضيين ونجوم سينما وتلفزيون‬ ‫وسماسرة ومصرفيين وسائقي‬ ‫شاحنات ومدربي كرة سلة وكهنة‬ ‫وقادة كشاف وأمناء مخازن‬ ‫ومدنيين سابقين ونزالء سجون‬ ‫وحتى محتالين !‬

‫‪54‬‬

‫الرجــال املســتعدين لتلــك العالقــات عــى‬ ‫إدراك مــا يســتطيعون ويرغبــون يف تقديمــه ‪.‬‬

‫وقد توصلت إلى حقيقة واحدة‬ ‫بسيطة تتعلق بكل واحد منا أال‬

‫وهي أننا أشخاص بسطاء جد ًا ‪..‬‬ ‫ونفكــر جميعــا ً إجمــاال ً بطريقــة‬ ‫مماثلــة وعندمــا أختــار إجاباتــي بدقــة‬ ‫بنــاء عــى رؤيــة الرجــال للعالقــة مــع املــرأة‬ ‫تبــدأ مســتمعاتي يفهمــن ملــاذا التعقيــدات‬ ‫واملفارقــات التــى يســقطنها عــى عالقاتهــن‬ ‫بالجنــس اآلخــر ليســت يف مصلحتهــن فعـاً ‪.‬‬ ‫وأنــا أخربهــن برسعــة بأنــه مــن غــر‬ ‫املمكــن عــى اإلطــاق أن يتوقعــن أن تكــون‬ ‫اســتجابة الرجــل للمــرأة تماثــل اســتجابتها‬ ‫لــه‪ ،‬وعندئــد يدركــن بــأن اتبــاع مقاربــة‬ ‫ذكيــة وحكيمــة يف التعامــل مــع الرجــال‬ ‫وفــق رشوطهــن ومــن مناطــق نفوذهــن‬ ‫وعــى طريقتهــن يمكنهــن مــن الحصــول‬ ‫عــى مــا يرغبــن فيــه بالضبــط ‪.‬‬ ‫بالفعــل باتــت نصائحــي للنــاس الذيــن‬ ‫يشــاركون يف فقــرة ( اســأل ســتيف) ضمــن‬ ‫برنامــج ســتيف هــاريف الصباحــي رائجــة‬ ‫جــدا ً إىل حــد أن املعجبــن مــن رجــال ونســاء‬ ‫بــدأوا يســألونني متــى ســأضع كتاب ـا ً حــول‬ ‫العالقــات مــن شــأنه أن يســاعد النســاء‬ ‫اللواتــي يرغبــن فعـاً يف إقامــة عالقــة متينــة‬ ‫وملتزمــة عــى معرفــة كيفيــة الحصــول‬ ‫عليهــا ‪ ،‬ويســاعد ذلــك يف الوقــت نفســه‬

‫والمرأة ‪..‬‬ ‫فمــاذا عســاني أن أضيــف إىل املوضــوع‬ ‫غــر اإلجابــات التــي أقرتحهــا ملاليــن‬ ‫املســتمعني صبــاح كل يوم؟واألهــم مــن ذلــك‬ ‫كيــف ســيتمكن النــاس مــن أخذأرائــي عــى‬ ‫محمــل الجديــة؟ فأنــا لســت كاتبــا ً ‪.‬‬ ‫لكــن بعــد ذلــك بــدأت أفكــر يف طبيعــة‬ ‫العالقــات التــي أقمتهــا يف حياتــي وتحدثــت‬ ‫إىل بعــض أصدقائــي مــن الرجــال والنســاء‬ ‫وبعــض زميالتــي يف العمــل‪ ،‬وجمعــت‬ ‫اســتطالعات غــر رســمية أخــذت بعــن‬ ‫االعتبــار األثــر الــذي ترتكــه العالقــات يف كل‬ ‫واحــد منــا والســيما األثــر الــذي تركتــه‪.‬‬ ‫يف الواقــع فــإن قلقــي عــى بناتــي وعــى‬ ‫مســتقبلهن هــو همــي الدائــم يف الحيــاة‪،‬‬ ‫فهــن ســيكربن وسيســعني إىل تحقيــق الحلــم‬ ‫الــذي يــراود معظــم النســاء وهــو الحصــول‬ ‫عــى زوج وأوالد ومنــزل وحيــاة ســعيدة‬ ‫وحــب حقيقــي‪ ،‬وأنــا أتمنــى مــن كل قلبــي‬ ‫أال تقــع بناتــي فريســة الخــداع والتضليــل‬ ‫اللذيــن يمارســهما الرجــال ملجــرد التعبــر‬ ‫عــن الطمــع واألنانيــة‪.‬‬ ‫أنــا أعــرف بفضــل والدتــي وزوجتــي‬ ‫وبناتــي وماليــن النســاء اللواتي يســتمعن إىل‬ ‫برنامجــي اإلذاعــي صبــاح كل يوم أن النســاء‬ ‫يحتجــن إىل صــوت أي شــخص يســاعدهن‬ ‫عــى تخطــي الصعوبــات وحــل اللغــز لكــي‬ ‫يســتطعن الوصــول إىل مــا يســعني وراءه‬ ‫فعـاً‪ ،‬وأنــا اتصــور أننــي أســتطيع أن أكــون‬ ‫ذلــك الشــخص الــذي يلــوح يف الجانــب اآلخــر‬ ‫مــن الســياج ويقــول‪:‬‬ ‫سأكشف لكن األسرار‪..‬‬

‫حقيقة الرجال‪ ،‬واألمور التي نتمنى‬ ‫لو أنكن تعرفنها عنا‪ ،‬لكننا ال نرغب‬ ‫فع ً‬ ‫ال في أن تعرفنها مخافة أن‬

‫نكشف اللعبة‪.‬‬


‫العـالج النفسـي‬

‫جرعـة مـن نثـر‬ ‫و حبوب كاملةمـن الشعــر‬ ‫هل‬

‫وجدت نفسك يوما في‬

‫عنق الزجاجة؟ دون أن تدري متى‬ ‫و كيف حدث هذا؟ متمنيا لو أن‬ ‫أحدا يمد يده ويخلصك! تتحدث‬ ‫لنفسك بصوت عال و كأنك على حافة‬ ‫الجنون وال من يعنيه أن يستمع إليك‪،‬‬ ‫فيسمعك؟ أو هل شعرت بأن حالتك‬ ‫عصية على الفهم متمنيا أن تجد‬ ‫من تتحدث إليه لعل ما عنده يفسر‬ ‫ما لديك؟ لو كانت إجابتك بنعم فقد‬ ‫يكون هذا إشارة لحالة قد ال تستدعي‬ ‫مصحة أو طبيبا‪ ،‬ولكن إن تركتها قد‬ ‫تكبر وتصبح شيئا مدمرا‪ .‬وربما هنا خير‬ ‫ما تفعله هو عمل أدبي تختاره و تقرأه‬ ‫على مهل‪ ،‬عمال بنصيحة الخبراء‪.‬‬ ‫اطلعت مؤخرا في دورة تعليمية على‬ ‫بيت و زوجته د‪.‬بوال بيرن بعنوان‪:‬‬ ‫األدب و الصحة النفسية‪ :‬القراءة‬ ‫من أجل راحة البال‪ ،‬على اتفاق بين‬ ‫أهل العلم و أهل األدب من ذوي‬

‫التخصص في جدوى إدراج قراءة‬ ‫األعمال األدبية بنية التعامل مع مثل‬ ‫هذه اإلشارات و غيرها من األشياء‬ ‫المسببة للتوتر النفسي في ذروة‬ ‫األوقات العصيبة‪ .‬فهي دعوة‬

‫صريحة إلى قراءة روائع األدب من‬ ‫شعر و نثر‪ ،‬المتعمق في هذا اإلعطاب‬ ‫الذي يصيب الروح و يظهر على‬ ‫البدن‪ ،‬كوسيلة إلدارة هذه األمراض‬ ‫في مرحلة الظهور قبل أن تتمدد في‬ ‫الجسد تتحول إلى أمراض عضوية‬ ‫مستفحلة‪.‬‬ ‫استعان هذان الزوجان العمالقان‬ ‫في األدب بمجموعة من المهرة‬

‫النفسية و العصبية و أمراض القلب‪،‬‬ ‫كذلك بأصحاب التجارب الشخصية‪،‬‬

‫الذين وقعوا فريسة سهلة لهذه‬ ‫اإلشارات المرضية ثم قادتهم‬ ‫المصادفة إلى قراءة هذا العمل‬ ‫األدبي أو ذاك فغير حالهم بالكامل‬ ‫من المرض و حافة االنهيار إلى الصحة‬ ‫واإلنتاج األدبي الذي وضعهم‬ ‫على خريطة اإلبداع المعرفي عن‬ ‫استحقاق وجدارة‪ ،‬و أيضا بوجوه‬ ‫شهيرة من عمالقة المسرح و‬

‫مريم سالمة‬

‫التلفزيون ممن خاضوا تجارب عميقة‬ ‫في تقديم هذه األعمال مرئيا‪ ،‬و كيف‬ ‫أنقذهم اللجوء للقراءة من هالك‬ ‫اإلدمان أو المرض‪.‬‬ ‫وما يزيد هذه الدورة جماال و إمتاعا‬ ‫أنها على األنترنت‪ ،‬فكان هناك آالف‬ ‫المشاركين من كافة أنحاء العالم‪،‬‬ ‫ممن أدلوا بأصواتهم و شهاداتهم‬ ‫و تحدثوا عن تجاربهم بكثير من‬ ‫العفوية متكئين على مشورة هؤالء‬ ‫المتخصصين في مساعدتهم‬ ‫للوصول إلى حبل النجاة و التشبث به‬ ‫و مشاركته مع اآلخرين‪.‬‬ ‫يقول األديب الفذ صموئيل جونسون‬ ‫‪« 1784 - 1709‬أن المغزى من األدب‬ ‫هو أن نستمتع بالحياة بشكل أفضل‬ ‫أو نتحملها على نحو أفضل»‪ .‬فالحياة‬ ‫فيها الراحة و فيها األلم‪ ،‬األدب في‬ ‫مواجهة هذين الثنائيين تعمق كثيرا‬ ‫و أنتج كثيرا‪ ،‬و هذا الكثير مهيؤ للقراءة‬ ‫التي تغذي العقل و تعين النفس و‬ ‫الجسد معا على تخطي الكثير من‬ ‫العوارض األليمة‪.‬‬

‫عنق الزجاجة‬

‫األنترنت أدارها أستاذ األدب جوناثان‬

‫المتخصصين في عالج األمراض‬

‫‪55‬‬


‫حوار‬

‫صلحية أحمد الشماخـي‬

‫الليبيةشخصيــة قويـة‬ ‫واإلخالص أساس النجاح‬ ‫حاورتها ‪ :‬حميدة سالم‬ ‫ـة‪ ،‬شــاعرة وكاتبــة‪ ،‬تســتعمل لغــة األدب فــي‬ ‫محاميـ‬ ‫كتابــة مذكــرات الدفــاع والعرائــض‪ ،‬تســتعين باأللفــاظ‬

‫القانونيــة فــي كتاباتهــا األدبيــة‪ ،‬وتتســلل مــن خاللهــا‬ ‫إلــى نصوصهــا الشــعرية‪.‬‬

‫القاســم الشــابي‪ ،‬ونــزار قبانــي األثــر األكبــر فــي‬

‫أشــعارها ‪ ،‬تشــعرك فــي قصائدهــا أن الحــرف لــه روح‬ ‫تنبــض بالعاطفــة‪ ،‬تكــره التقيــد بالقافيــة‪ ،‬فهــي تــرى‬

‫امتهنــت أجمــل المهــن‪ ،‬فجمعــت بجمالهــا و جمــال‬

‫أنهــا‪ ،‬ورغــم جمالهــا‪ ،‬إال أنهــا تجبــرك علــى التصنــع‬

‫عشــقت المحامــاة‪ ،‬وســارت فــي دروبهــا حتــى‬

‫إنهــا المحاميــة‪ ،‬والمستشــارة القانونيــة‪ ،‬الشــاعرة‬

‫مهنتهــا‪ ،‬بيــن قســوة القانــون ورقــة األنثــى ‪.‬‬

‫تمكنــت مــن الوصــول إلــي فنهــا وأســرارها ‪ ،‬فكانــت‬ ‫كالفراشــة فــي بســتان العدالــة الشــامخ‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫تأثــرت بالمدرســة الحــرة فــي كتاباتهــا‪ ،‬فــكان ألبــي‬

‫مراعــاة لهــا ‪.‬‬

‫اإلعالميــة‪ ،‬صلحيــة الشــماخي‪ ،‬التقتهــا الليبيــة وكان‬

‫لهــا معهــا هــذا الحــوار ‪.‬‬


‫فلنتحـــدث أوال ً مـــع األســـتاذة صلحيـــة‬ ‫املحاميـــة القانونيـــة ‪.‬‬

‫دخولك في مجال القانــون‬ ‫والمحـاماة‪،,‬هل كان برغبـــة شخصيـة أم‬ ‫بدافــع من العائلــة ‪ ..‬؟‬

‫يف الحقيقـــة كانـــت لـــدى رغبـــة‬ ‫عارمـــة يف خـــوض مجـــال القانـــون‪،‬‬ ‫خاصـــة املحامـــاة‪ ،‬رغبـــة منـــى يف الدفـــاع‬ ‫ع ــن حق ــوق املظلوم ــن‪ ،‬ويف نف ــس الوق ــت‬ ‫كان هنـــاك تشـــجيع مـــن العائلـــة‪ ،‬إذ أننـــى‬ ‫أنحـــدر مـــن عائلـــة أكثرهـــم قضـــاة‪.‬‬

‫من أى نقطة بدأت حياتك العملية في‬ ‫مجال المحاماة؟‬

‫بـــدأت بفرحـــة عارمـــة كمحاميـــة‬ ‫مـــن خـــال التســـجيل يف نقابـــة املحاميـــن‬ ‫بطرابلـــس‪ ،‬وحلـــف اليمـــن القانونـــي ألداء‬ ‫املهنـــة‪ ،‬إىل جانـــب التمريـــن عـــى املحامـــاة‬ ‫مل ــدة س ــنتني ل ــدى مكت ــب محام ــى ملعرف ــة‬ ‫أص ــول املهن ــة وتقاليده ــا‪ ،‬والتم ــرس ع ــى‬ ‫املرافعـــة‪ ،‬وأخـــذ الخـــرة الكافيـــة‪ ،‬ومـــن‬ ‫ثـــم بعـــد إكمـــال املـــدة القانونيـــة فتحـــت‬ ‫مكتـــب محامـــاة خـــاص بـــى‪ ،‬ومســـتمرة‬ ‫يف العمـــل فيـــه حتـــى األن‪.‬‬

‫يرى البعض أن مكاتب المحاماة الخاصة‬ ‫أصبحت تجارة وربح مالى أكثر منها مهنة‪،‬‬ ‫وأن فيها الكثير من االستغالل المادى‬ ‫للموكل‪ ..‬ماتعليقك على ذلك؟‬

‫املحامـــاة تمثـــل ركنـــا ً أساســـيا ً‬ ‫يف بســـط العدالـــة وحمايـــة القانـــون‪،‬‬ ‫بوصفهـــا القضـــاء الواقـــف‪ ،‬ومـــن يكـــون‬ ‫محاميــا ً علي ــه أن يخت ــص ب ــأدب املحام ــاة‬ ‫وأخالقهـــا‪ ،‬ويحافـــظ عـــى وقارهـــا‪،‬‬ ‫وهـــى ليســـت مهنـــة للثـــراء بـــل مســـتوى‬ ‫كريـــم يعيـــش فيـــه املحامـــى‪ ،‬ويحافـــظ‬ ‫عـــى كرامتـــه واحرتامـــه ىف املجتمـــع‪ ،‬وىف‬ ‫اعتقـــادى أن كل املهـــن واملجـــاالت توجـــد‬ ‫بهـــا عنـــارص تســـئ إىل املهنـــة‪ ،‬ولكـــن‬ ‫الخطـــأ مهمـــا شـــاع ال يتحـــول إىل الصـــح‪.‬‬

‫للدفاع عدة تخصصات «شرعى ومدني‬ ‫وجنائى»‪ ..‬فى أي من هذه تجدي‬ ‫نفسك؟‪.‬‬

‫مـــن حيـــث عمـــى كمحاميـــة‬ ‫ومستشـــارة قانونيـــة أنـــا أمـــارس املهنـــة‬ ‫مـــن خـــال مكتـــب خـــاص صباحـــا ً‬ ‫وأكـــون ىف املحاكـــم‪ ،‬ويف املســـاء أســـتقبل‬ ‫املوكلـــن‪ ،‬وبعدهـــا أعـــد مذكراتـــي وأطلـــع‬ ‫عـــى مايجـــب االطـــاع عليـــه‪ .‬وبالنســـبة‬ ‫للشـــغل فأنـــا أقبـــل القضايـــا التـــى أقتنـــع‬ ‫بهـــا‪ ،‬ســـواء كانـــت مدنيـــة أو رشعيـــة أو‬ ‫جنائيـــة‪ ،‬فكلهـــا مـــن فـــروع القانـــون‪،‬‬ ‫ولـــكل منهـــا طابعـــه املمميـــز‪ ،‬واملحامـــى‬ ‫يجـــب أن يكـــون موســـوعيا ىف كل مجـــاالت‬ ‫القانـــون‪ ،‬وال يقتـــر عـــى فـــرع واحـــد‪.‬‬ ‫كمـــا أننـــى أعطـــى استشـــاراتى القانونيـــة‬ ‫مـــن خـــال مكتبـــي ملـــن أي استشـــارة‪.‬‬

‫خالل مسيرتك المهنية استلمت منصب‬ ‫رئيس شئون المرأة فى النقابة العامة‬

‫للمحامين‪ ..‬حدثينا عن تجربتك فى هذا‬ ‫المنصب؟‬

‫بـــكل رسور‪ ..‬عملـــت كأخـــت لـــكل‬ ‫املحامي ــات‪ ،‬وكل م ــن كان ــت لديه ــا مش ــكلة‬ ‫كانـــت تلجـــأ إيل ملســـاعدتها‪ ،‬فللمـــرأة‬ ‫خصوصيتهــا ومشــاكلها الخاصــة كا امــرأة‪،‬‬ ‫باإلضافـــة إىل أنهـــا محاميـــة‪ ،‬كمـــا أعـــد‬ ‫لهـــم املحـــارضات‪ ،‬والنـــدوات‪ ،‬واألمســـيات‬ ‫مـــن أجـــل املســـاهمة ىف رفـــع املســـتوى‬ ‫القانونـــى والثقـــاىف‪ ،‬وتشـــجيعهن عـــى‬ ‫املشـــاركة‪ ،‬خاصـــة املحاميـــات الحديثـــات‬ ‫باملهنـــة‪ ،‬واملحاميـــة الليبيـــة‪ ،‬امـــرأة‬ ‫ذات شـــخصية قويـــة‪ ،‬وال ينقصهـــا ىشء‬ ‫إطالقـــاً‪.‬‬

‫مـن وجهـة نظر البعض للجمال دور كبير‬ ‫فى تسهيل سبل النجـاح‪ ..‬هل كـان‬ ‫لجمـالك وحضــورك دور فـي نجاحـك‬ ‫وتقلـدك لبعض المنـاصب ؟‬

‫أســـاس النجـــاح ســـببه الثقـــة يف‬ ‫النفـــس‪ ،‬وقـــوة الشـــخصية‪ ،‬واإلخـــاص ىف‬ ‫العمــل‪ ،‬والصــدق ىف التعامــل‪ ،‬والتــوكل عــى‬ ‫اللـــه‪ .‬وبالشـــك فـــإن لشـــخصية املحامـــى‬ ‫دور كبـــر ىف التعاطـــى مـــع املوكلـــن‬ ‫والزم ــاء‪ ،‬ولك ــن ح ــن أق ــول الش ــخصية‪،‬‬ ‫فأن ــا أعن ــى األخ ــاق الرفيع ــة‪ ،‬واألس ــلوب‬ ‫الجيـــد املهـــذب‪ ،‬واالحـــرام املتبـــادل‪،‬‬ ‫والجمـــال ىف الجوهـــر قبـــل املظهـــر‬ ‫الحســـن‪.‬‬

‫مهمة‬ ‫المحامية‬ ‫ليست فقط الترافع‬ ‫فــي المحاكــم‬ ‫فهناك ما هــو‬ ‫أكبر من ذلك‬

‫من العادة أن يكون عمل المحامي الخاص‬ ‫في الفترتين الصباحية والمسائية‪ ،‬هل أثر‬ ‫ذلك على حياتك الخاصة‪ ،‬وعلى عالقتك‬ ‫بزوجك وأبنائك؟‬

‫إىل حـــد مـــا‪ ..‬نعـــم ‪ .‬فمهنتـــي تأخـــذ‬ ‫أغلـــب وقتـــي‪ ..‬ففـــي الصبـــاح مرافعـــات‬ ‫يف املحاكـــم‪ ،‬ويف املســـاء مقابلـــة املوكلـــن‬ ‫وإعـــداد املذكـــرات وصحائـــف الدعـــوى‪،‬‬ ‫وأقـــي جـــزءا مـــن الليـــل يف التفكيـــز يف‬ ‫حـــل القضايـــا واإلعـــداد لربنامـــج ليـــوم‬ ‫التايل‪..‬ولكـــن‪ ،‬تفهـــم زوجـــي وابنتـــي‬ ‫وعائلتـــي‪ ،‬وتشـــجيعهم يل‪ ،‬ووقوفهـــم إىل‬ ‫جانبـــي‪ ،‬ســـاعدني كثـــرا يف مواصلـــة‬ ‫العمـــل نحـــو النجـــاح‪.‬‬

‫هل فع ً‬ ‫ال القضاء الليبي يتسم بتأخر الفصل‬ ‫في القضايا‪ ،‬وباألخص المدنية والشرعية؟‬ ‫ولماذا؟‬

‫لفـــظ تأخـــر يعتـــر فضفاضـــا‪ ..‬كل‬ ‫قضيـــة تحتـــاج إىل إجـــراءات معينـــة يف‬ ‫التق ــايض م ــن أج ــل الوص ــول إىل الحقيق ــة‪،‬‬ ‫والبـــد مـــن مراعـــاة اإلجـــراءات القانونيـــة‬ ‫الشـــكلية منهـــا واملوضوعيـــة‪ ،‬والبـــد مـــن‬ ‫منـــح كل خصـــم حقـــه مـــن الوقـــت يف‬ ‫الدفـــاع عـــن نفســـه‪ ،‬أو توكيـــل محامـــي‬ ‫للدفـــاع عنـــه‪ ،‬ويف تحضـــر أوراقـــه‬ ‫ومســـتنداته التـــي تؤيـــده يف الدعـــوى‪،‬‬ ‫وه ــذا بالتأكي ــد س ــيأخذ وقت ــه‪ ،‬إضاف ــة إىل‬ ‫ازدحـــام املحاكـــم فهـــو يســـاهم يف زيـــادة‬ ‫الوقـــت‪ ،‬أمـــا القضايـــا الرشعيـــة‪ ،‬فأحيانـــا ً‬

‫ّ‬

‫‪57‬‬


‫يكـــون التأجيـــل فيهـــا لغـــرض تهدئـــة‬ ‫النفـــوس‪ ،‬ومراجعـــة الـــذات لغـــرض‬ ‫الصلـــح‪ ،‬والبعـــد عـــن الطـــاق مـــا أمكـــن‬ ‫نظـــرا ً ملســـاوىء الطـــاق التـــي نعرفهـــا‬ ‫جميعـــا ً خاصـــة عـــى األطفـــال‪.‬‬

‫عادة لكل شخص ناجح نقطة تحول في‬ ‫مسيرته للنجاح‪ ..‬فهل توجد قضية معينة‬ ‫شكلت عالمة فارقة في مسيرتك المهنية؟‬

‫نعـــم‪ ..‬كل قضيـــة ترافعـــت فيهـــا‬ ‫ومس ــحت فيه ــا دم ــوع األل ــم م ــن عي ــون‬ ‫املظلومـــن أثـــرت يف تجربتـــي‪ ،‬و كلمـــا‬ ‫أرجعـــت الحـــق إىل أصحابـــه‪ ،‬وســـاهمت‬ ‫يف تحقيـــق العدالـــة‪ ،‬أشـــعر بالفخـــر‬ ‫والـــرور‪.‬‬ ‫هل من مشاكل أو صعوبات تواجه‬ ‫المحامي الخاص بالتحديد؟‬

‫ب ــا ش ــك هن ــاك بع ــض الصعوب ــات‬ ‫التـــي تواجـــه املحامـــي يف العمـــل‪ ،‬ســـواء‬ ‫مـــع املوكلـــن أو مـــع املجتمـــع‪ ،‬أو بعـــض‬ ‫العاملـــن يف املحاكـــم‪.‬‬ ‫وهـــذا ناتـــج عـــن عـــدم فهـــم طبيعـــة‬ ‫عملـــه تحديـــدا‪ ً،‬ولكـــن يف املجمـــل هـــذه‬ ‫أمـــور موجـــودة عنـــد كل املحامـــن يف‬ ‫العالـــم‪ ،‬وقـــد ملســـت هـــذا مـــن خـــال‬ ‫حضـــوري ملؤتمـــرات االتحـــاد الـــدويل‬ ‫للمحامـــن الشـــباب ومنتـــدي املحاميـــات‬ ‫العربيـــات لدرجـــة أنـــى أحسســـت كأن‬ ‫املحامـــن يعيشـــون يف نفـــس املـــكان‬ ‫مـــع االختالفـــات طبعـــاً‪ ،‬حســـب طبيعـــة‬ ‫وثقافـــة املجتمـــع الـــذي يعيـــش فيـــه‬ ‫املحامـــي‪.‬‬ ‫فاملحامـــي يف بعـــض الـــدول املتقدمـــة يتـــم‬ ‫دفـــع أتعابـــه حســـب الوقـــت‪ ،‬فالدقيقـــة‬ ‫لهـــا ثمنهـــا‪ ،‬واالستشـــارة القانونيـــة‬ ‫لهـــا ثمنهـــا ووقتهـــا‪ ،‬ويصنـــف املحامـــي‬ ‫يف أعـــى طبقـــات املجتمـــع‪ ،‬ويف املقابـــل يف‬ ‫بعـــض الـــدول األخـــرى املحامـــي ال يتـــم‬ ‫اللجـــوء إليـــه لالستشـــارات القانونيـــة‪ ،‬إال‬ ‫بعـــد حـــدوث املشـــكلة‪ ،‬وتتـــم مســـاومته‬ ‫يف أتعابـــه بشـــكل مخجـــل‪ ،‬وال يقـــدر كمـــا‬ ‫يجـــب‪.‬‬ ‫إلى جانب مهنتك كمحامية هل لديك‬ ‫نشاطات واهتمامات أخرى؟‬

‫إيمانـــا ً منـــي بـــأن مهمـــة املحاميـــة‬ ‫ليســـت فقـــط الرتافـــع يف املحاكـــم ولكـــن‬ ‫أكـــر مـــن ذلـــك‪ ،‬إذ أن املحاميـــة شـــخصية‬ ‫متعلمـــة ومثقفـــة‪ ،‬وعليهـــا املســـاهمة‬ ‫يف توعيـــة املواطـــن بحقوقـــه‬ ‫وواجباتـــه‪ ،‬وتســـليط الضـــوء عـــى‬ ‫القانـــون‪ ،‬وذلـــك مـــن خـــال عقـــد‬ ‫النـــدوات‪ ،‬وإلقـــاء املحـــارضات‪،‬‬ ‫وعقـــد حلقـــات نقـــاش ‪.‬‬ ‫حدثينا بداية عن اهتماماتك في‬ ‫الشعر والكتابة واألدب ؟‬

‫منـــذ نعومـــة أضافـــري وأنـــا أكتـــب‬ ‫الش ــعر والقص ــص القص ــرة واملق ــاالت‪،‬‬ ‫وقـــد شـــاركت يف مســـابقات النشـــاط‬ ‫املـــدريس عندمـــا كنـــت أدرس باملرحلـــة‬

‫‪58‬‬

‫منذ نعومة أظافري‬

‫وأنا أكتب‬ ‫الشعر و القصة‬ ‫ا لثا نو يـــة ‪،‬‬ ‫عـــى‬ ‫وتحصلـــت‬ ‫الرتاتيـــب األول‪ ،‬واســـتمريت يف‬ ‫هـــذا‪ ،‬وصـــدر يل ديـــوان «أنفـــاس» إىل‬ ‫جانـــب ديـــوان «إىل رجـــل واحـــد» وهـــو‬ ‫عبـــارة عـــن خواطـــر شـــعرية‪ .‬كمـــا لـــدي‬ ‫حاليـــا ديـــوان تحـــت الطبـــع بعنـــوان‬ ‫«ســـايل» ‪.‬‬ ‫كمـــا أننـــي نـــرت كتاباتـــي الشـــعرية‬ ‫واألدبيـــة‪ ،‬وكذلـــك الكتابـــات القانونيـــة يف‬ ‫عـــدة صحـــف ليبيـــة‪ ،‬ومســـتمرة حتـــى‬ ‫األن‪.‬‬

‫بأي من المدارس تأثرث في كتاباتك‬ ‫األدبية والشعرية ؟‬

‫من ــذ صغ ــري كان ــت أوقات ــي املفضل ــة‬ ‫هـــي التـــي أقضيهـــا يف االطـــاع والقـــراءة‬ ‫ل ــكل كت ــاب تق ــع علي ــه عين ــاي‪ ،‬ووج ــدت‬ ‫أن حب ــي لكت ــب الش ــعر واألدب كان ممي ــزاً‪،‬‬ ‫فركـــزت عليـــه أكثـــر‪ ،‬وقـــرات لكتـــاب‬ ‫عاملي ــن مث ــل ‪ ..‬فيكت ــور هيغ ــو‪ ،‬وأرنس ــت‬ ‫همنغـــواي‪ ،‬وتشـــارلز ديكنـــز‪ ،‬وغريهـــم‪..‬‬ ‫إيل جانـــب اهتمامـــي بقـــراءة أعمـــال‬ ‫كتـــاب وشـــعراء عـــرب مـــن‬ ‫عصـــور مختلفـــة‪،‬‬

‫الجمال في الجوهر‬ ‫قبل المظهر‬

‫وال يصح‬ ‫إال الصحيح‬

‫مثـــل بـــدر شـــاكر الســـياب‪ ،‬وأبوالقاســـم‬ ‫الشـــابي‪ ،‬ونـــزار قبانـــي‪ ،‬وأبـــي فـــراس‬ ‫الحمدان ــي‪ ،‬وعن ــرة ب ــن ش ــداد واملتنب ــي‪،‬‬ ‫وأحمـــد شـــوقي‪ ،‬وغـــادة الســـمان‪.. ،‬‬ ‫وكتـــاب ليبيـــن مثـــل إبراهيـــم الكونـــي‪،‬‬ ‫وعـــي مصطفـــى املرصاتـــي‪ ،‬وتأثـــرت‬ ‫كثـــرا ً باملدرســـة الحـــرة‪ ،‬وأشـــعار نـــزار‬ ‫قبانـــي وأبولقاســـم الشـــابي‪ ،‬فهـــي‬ ‫املدرســـة التـــي تنطـــق فيهـــا الكلمـــة‪،‬‬ ‫ونشـــعر مـــن خاللهـــا أن للحـــرف روح‬ ‫تنبـــض بالعاطفـــة دون تقيـــد بالقافيـــة‪،‬‬ ‫التـــي رغـــم جمالهـــا لغويـــا ً إال أنهـــا‬ ‫أحيانـــا ً تلـــزم الشـــاعر عـــى مراعاتهـــا ‪،‬‬ ‫فالقافيـــة جميلـــة شـــكالً ولكنهـــا غالبـــا ً‬ ‫تكـــون بـــدون إحســـاس ‪.‬‬

‫من تفضلين من الكتاب والشعراء؟‬

‫كمـــا ســـبق وذكـــرت أقـــرأ لـــكل مـــن‬ ‫يعجبنـــي شـــعره وكتاباتـــه بغـــض النظـــر‬ ‫عـــن اســـمه‪ ،‬فإعجابـــي عـــادة يكـــون‬ ‫بالكلمـــة والجملـــة والتفعيلـــة التـــي‬ ‫تحمـــل مشـــاعر تنطـــق بهـــا القصيـــدة‬ ‫بـــكل حريـــة‪ ،‬ولكـــن يمكننـــي ذكـــر أكثـــر‬ ‫املفضلـــن لـــدي‪ ،‬ومنهـــم عـــى ســـبيل‬ ‫املثـــال الكاتـــب باولـــو كويلهـــو‪ ،‬وإبراهيـــم‬ ‫الكونـــي‪ ،‬والشـــاعر نـــزار قبانـــي‪ ،‬وجميـــل‬ ‫حمـــادة‪ ،‬وإبراهيـــم الرشيـــف‪ ،‬وعـــي‬ ‫صدقـــي عبـــد القـــادر‪ ،‬وبـــدر شـــاكر‬ ‫الســـياب‪ ،‬وأبـــو القاســـم الشـــابي‪.‬‬

‫قمت باإلعداد واإلشراف على عدة‬ ‫صفحات في صحف يومية‪..‬‬ ‫كيف استطعت التوفيق بين مهنتك‬ ‫كمحامية وهوايتك كإعالمية؟‬

‫هـــذا ناتـــج عـــن حبـــي للمحامـــاة‪،‬‬ ‫فهـــي رســـالة ومهنـــة شـــيقة وشـــاقة‬ ‫يف آن‪ ،‬وحبـــي كذلـــك للكتابـــة والصحافـــة‬ ‫منـــذ نعومـــة أظافـــري باعتبـــار أن‬ ‫املحامـــاة هـــي القضـــاء الواقـــف‪ ،‬وهـــو‬ ‫أحـــد الســـلطات الثـــاث‪ ،‬والصحافـــة هـــي‬ ‫الســـلطة الرابعـــة‪ ،‬وكلهـــا ذات رســـالة‬ ‫مهمـــة يف الحيـــاة‪ ،‬تســـاهم يف توعيـــة‬ ‫املجتمـــع لألفضـــل ‪.‬‬

‫وماذا عن تجربتك في تقديم وإعداد‬ ‫البرامج التلفزيونية واإلذاعية؟‬

‫كانـــت تجربـــة رائعـــة وأحببتهـــا‬ ‫كثـــراً‪ ،‬لشـــعوري بأننـــي قريبـــة مـــن‬ ‫النـــاس عـــى مختلـــف درجاتهـــم‪ ،‬وســـبق‬ ‫أن قدمـــت وأعـــددت برنامـــج «أنـــت‬ ‫والقانـــون» يف التلفزيـــون‪ ،‬حيـــث ســـلطت‬ ‫فيـــه الضـــوء عـــى كثـــر مـــن املواضيـــع‬ ‫القانونيـــة التـــي بحاجـــة إىل أن يعرفهـــا‬ ‫النـــاس عـــن قـــرب‪ ،‬كمـــا شـــاركت يف‬ ‫عـــدة نـــدوات ومؤتمـــرات قانونيـــة يف‬ ‫التلفزيـــون‪.‬‬ ‫كلمة اخير ًا‬

‫أشـــكركم جميعـــا ً بـــا اســـتثناء‪،‬‬ ‫وأشـــكر عائلتـــي وأهـــي‪ ،‬وكل مـــن‬ ‫ســـاعدني ووقـــف معـــي يف مســـرة‬ ‫حياتـــي العلميـــة والعمليـــة‪.‬‬


‫المرأة ليست جزء ًا من التاريخ‬

‫بـل التاريخ‬ ‫جــزء مــن المـرأة‬

‫لقد‬

‫جرّت النساء العاديات عربة الزمن‬

‫الثقيلة خلفهن‪ ،‬محملة بحركة المجتمع‬ ‫واألفكار الفردية والصراع والتدافع‬

‫األيديولوجي والعرقي‪ ،‬صوب اللحظة‬ ‫التي انولدت فيها اآلثار الكبرى التي‬

‫ثبتتها أخواتهن وبناتهن من الطليعيات‬

‫في جدار الميز الجندري الصلد‪ ،‬ثم قمن‬ ‫جميع ًا بدق ذلك السد العالمي لتبدأ‬

‫االنفراجات التي فاض منها دفق‬

‫الوعي والمساواة بمد الضمير والتشهير‬ ‫اإليجابي بالنفوذ‪ ،‬فلم يعد العالم بعد‬

‫اتحاد العاديات بالطليعيات كما قد كان؛‬

‫ولم يفلح التوثيق منذ ذلك الوقت في‬ ‫السقوط من مجلد المرأة‪ ،‬الذي يحوي‬

‫سلسلة حقيقية من سيرة النساء قائدات‬ ‫العالم‪ ،‬ال حاكماته‪.‬‬

‫التي تحمل النهضة‪ ،‬وترفع بنيان‬

‫التحول البطيء‪ ،‬ومثلت حكاياتهن‬

‫وتوجيهاتهن وحنانهن العملي عتبة‬

‫أولى لكن واسعة للصعود باتجاه حلم‬ ‫وطن‪ ،‬ونجاح عقل‪ ..‬ولهــن يــدين‬ ‫المجتمــع كله باإللهــام‪.‬‬

‫إن النســاء العاديات أتين من صلب‬

‫هؤالء الجدات‪ ،‬لكنهن لم يكن مثلهن‬

‫في الحكمة أو التحكم‪ ،‬وال حتى في‬ ‫درجة الحنان الغامر‪ ،‬بل أسسن العتبة‬

‫الثانية التي تنقل من سفح البداية إلى‬ ‫قمة النضج‪ ،‬فكن تمام ًا ممثالت مرحلة‬

‫التجربة‪ ،‬ومرشدات نحو العلم والرأي‪،‬‬

‫وأول معلمات الديمقراطية في جو‬ ‫آمن‪.‬‬

‫من هناك انطلق الجيل الطليعي من‬ ‫النساء‪ ،‬ولم يكن بالتدقيق رائدات‪،‬‬

‫بل كن بنات الرائدات‪ ،‬قياديات ولو‬

‫من صلب أولئك العاديّات‪ ،‬وحفيدات‬

‫مؤكدات للحكيمات المتحكمات‪ ،‬وظل‬

‫الحراك مرهون ًا بالنساء جي ً‬ ‫ال تلو جيل‪،‬‬

‫بما في ذلك نشاط الرجل على رقعة‬ ‫األرض المحروثة أو فوق كرسي‬

‫السلطة‪ ..‬ألهمت المرأة العادية الكتب‪،‬‬

‫واخترع الحب والتفاني والتمعن والصبر‬

‫الثقيل ضرورة هذه الكتب وجدواها‪،‬‬ ‫وألهمت البناء‪ ،‬وحتى الحرب‪ ،‬لكنها‬ ‫دوم ًا كانت شعلة حرب قيم ال حرب‬

‫صالح قادربوه‬

‫مطامع‪ ،‬والطريف أن نساء عاديات‬

‫صرن شخصيات قيادة كجان دارك؛ حتى‬

‫وإن ظلت هذه القيادة ذات أساس‬

‫روحي‪ ،‬أو بيداغوجي مثل ماليين النساء‬ ‫اللواتي أنجزن في كل مجال‪ ،‬هنا في‬

‫وطننا أو في أي مكان من هذا العالم‬ ‫الفسيح‪.‬‬

‫النساء المكلومات‪ ،‬ليس بسبب الثكل‬

‫أو فقدان اإلخوة واألحبة في جنون‬ ‫الحروب أو الصراعات الفارغة‪ ،‬بل من‬

‫أجل قيمة اإلنسان في المجتمع الذي‬ ‫يتلمس دربه نحو ضوء ما‪ ،‬مكلومة تلك‬

‫المرأة باألمل‪ ،‬وبالغد‪ ،‬وبمن يتساقطون‬ ‫حولها من اليأس‪..‬‬

‫لكنها تظل تجر عربة الزمن الثقيلة خلفها‪،‬‬

‫وتنتشل الغرقى في العتمة بيد بيضاء‬

‫من غير سوء‪ ،‬وترفعهم لتعلمهم ثانية‬

‫المشي والتحليق‪ ،‬وتنفخ في قلوبهم‬ ‫المسرة لتخفف سم البغضاء والغضب‪.‬‬

‫لذا ظل التاريخ وسيقى جزء ًا من المرأة‪،‬‬ ‫مدين ًا للعاديّات من النساء في كل‬

‫المجتمعات بشفاء المجتمع الكسيح‪،‬‬

‫وتعليمه السير واالرتفاع‪ ،‬وإعادة الحياة‬ ‫إلى الحياة‪.‬‬

‫فاصلة منقوطة‬

‫في ليبيا كانت الجدات دوم ًا العواميد‬

‫في حيز مجتمعي عام وضيق لكنهن‬

‫‪59‬‬


‫تراث‬ ‫ارتبط اللباس التقليدي «الجرد» بفترة الجهاد‬ ‫الليبي حيث تميز معظم المجاهدين الليبيين بلباس‬ ‫الجرد وهذا األمر ميزهم كثير ًا فقداعتقل عمر المختار‬ ‫شيخ الشهداء رمز الجهاد مرتديا الجرد الليبي‬ ‫المميز ‪.‬‬

‫الجرد‬ ‫الليبي‬ ‫هو عبارة عن لحاف‬ ‫كبير مستطيل الشكل‬ ‫مصنوع من خيوط‬ ‫الصوف المغزولة يدويا‪ً،‬‬ ‫والمنسوجة بدقة وإحكام‪،‬‬ ‫حيث تستغرق صناعته‬ ‫سنة كاملة‪ ،‬وقد تفوقت‬ ‫المرأة الليبية في صناعة‬ ‫النسيج الذي يتم نسج تلك‬ ‫خيوطه من صوف األغنام‬ ‫بعد تنظيفها وغزلها وتتم‬ ‫حياكته بكل دقة وإبداع‬ ‫فني راق ‪ ،‬بأشكال مختلفة‬ ‫ومميزة ‪ ،‬ونقوش وزخارف‬ ‫جميلة على إيقاع أعمدة‬ ‫المسدة التي تميزت فيها‬ ‫المرأة الليبية وأكسبتها‬ ‫صفة الصناعة المحلية‬ ‫بامتياز إلى يومنا هذا‪،‬‬ ‫والجرد لباس تقليدي‬ ‫شعبي يرتديه الرجال منذ‬ ‫أزمنة طويلة‪ ،‬ويتميز به‬ ‫الليبيون حيث يرتدونه في‬ ‫مناسباتهم االجتماعية‪،‬‬ ‫في األفراح واألتراح‬ ‫والمناسبات الدينية‪ ،‬كعيدي‬ ‫الفطر واألضحى‪ ،‬وغيرهما‬ ‫‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬س امبـارك‬

‫طريقة لبسه‬ ‫لبس الرجل الجرد بالكيفية اآلتية‪:‬‬ ‫يلـف الجـرد علـى كامـل الجسـد‪ ،‬ويتـم‬ ‫تمريـر أطرافـه مـن تحـت اإلبـط ليلتقـي‬ ‫بالطـرف المتدلي منه علـى الكتف والتقائهما‬ ‫فـي ربطـة علـى الصدر مـن الجهة اليسـرى‪،‬‬ ‫والتـي تكـون مكورة بحجـم صغيـر اليتجاوز‬

‫حجمهـا حجـم العملـة المعدنيـة‪ ،‬وتسـمى‬ ‫بالتكاميـة‪ ،‬امـا النهايـات الخاصـة بالجـرد‬ ‫فتسـمى الجـداد‪ ،‬حيـث يربـط بطريقـة فنية‬ ‫جميلـة‪ ،‬ويعـد الجـرد اللبـاس المكمـل للـزي‬ ‫الليبـي المتكـون مـن بدلـة عربيـة وفرملـة‬ ‫وطاقيـة‪ ،‬وكثيـرا ً مايلبـس الجـرد فـي فصـل‬ ‫الشـتاء‪ ،‬حيـث يكـون طـرف الجـرد مسـدال ً‬ ‫فـوق الـرأس يلـف الوجـه والـرأس ‪.‬‬

‫أنواعه ‪:‬‬

‫الجــرد األبيــض يصنــع مــن الصــوف‬ ‫األبيــض ويلبــس فــي كل المناســبات واألوقــات‬ ‫وتحديــدا فــي فصــل الصيــف ‪ ،‬أمــا العبــاءة‬ ‫البنيــة فتصنــع مــن الصــوف البنــي‪ ،‬وتلبــس‬ ‫فــي الشــتاء‪ ،‬إلــى جانــب العبــاءة الحمــراء‬ ‫التــي تصنــع مــن الصــوف األحمــر ‪.‬‬ ‫أمــا الحولــي الجبالــي فتتــم صناعتــه فــي‬ ‫المناطــق الجبليــة‪ ،‬ويحــاك بدقــة وإتقــان‬ ‫بلــون أبيــض ناصــع ‪.‬‬

‫تاريخه ‪:‬‬ ‫أشــار أحــد المورخيــن االيطالييــن‬ ‫أن اللبــاس الرومانــي منقــول عــن‬ ‫اللبــاس اإلغريقــي وكذلــك منقــول عــن‬ ‫اللبــاس اليونانــي نقــا عــن الليبييــن‬ ‫القدامــى‪..‬‬ ‫ويقــال أن االمبراطــور الليبــي‬ ‫ســيبتيموس ســيفيروس أهــدى‬ ‫«كــراكال» شــريكه فــي الحكــم هــذا‬

‫اللبــاس وهــو الجــرد الليبــي المصنــوع‬ ‫مــن الصــوف‪ ،‬ووجــد المورخــون أن‬ ‫هنــاك نقــاط تشــابه بيــن الجــرد‬ ‫الليبــي والرومانــي اللذيــن يشــتركان‬ ‫فــي كونهمــا يصنعــان مــن الصــوف ‪..‬‬ ‫وتصــدرت أشــكال الــرداء الرومانــي‬ ‫كمــا هــو واضــح عبــر التماثيــل‬ ‫الرومانيــة واإلغريقيــة ‪.‬‬


‫أناقة‬

‫خبيرة التجميل‬

‫سميرة الطوير‬

‫إشراف‪ :‬عبير المحجوب‬

‫ال توجد‬

‫‪9‬‬

‫امرأة قبيحة‬

‫قواعد إتيكيت‬ ‫للفتاة العصرية‬ ‫والسيدة الراقية‬

‫المكياج عالم جميل‬

‫والنجاح‬ ‫فيه صعب‬


‫لقاء‬

‫خبيرة التجميل‪..‬سميرة الطوير ‪:‬‬

‫ال توجد امرأة قبيحة‬ ‫والغـرور بدايـــة السقـوط‬

‫التقتها ‪:‬عبير المحجوب‬

‫تنتمي‬

‫إلى مدينة ظلت عبر تاريخها العريق تحاكي الجمال والخيال‪.‬‬

‫عاشـــت طفولتهـــا ترســـم علـــى جـــدران أحالمهـــا ‪ ،‬وترصعهـــا بألـــوان قـــوس قزح‪.‬وعندمـــا‬

‫كبـــرت نضـــج طموحهـــا‪ ،‬وترســـخ حبه ــا لـــكل مـــا هـــو ســـاحر وجـــذاب‪..‬‬ ‫هـــي الزالـــت فـــي بداياتهـــا‪ ،‬كمـــا تصـــف نفســـها‪ ،‬وبتصصاضعهـــا يرتفـــع مقامهـــا فـــي‬ ‫قل ــوب محبيها‪..‬تس ــتقبل الجمي ــع بمحب ــة عفوي ــة‪ ،‬وتغ ــدق عل ــى مجلس ــها لمس ــة أن ــس‬ ‫وجمـــال‪.‬‬ ‫فـــي هـــذا اللقـــاء الخاطـــف مـــع «بنـــت» مدينـــة الخمـــس‪ ،‬خبيـــرة التجميـــل‪ ،‬ســـميرة‬ ‫الطويـــر‪ ،‬نقـــف علـــى أهـــم خطواتهـــا فـــي دنيـــا الجمـــال‪ ،‬وواقـــع أحالمهـــا‪ ،‬ومشـــاريعها‬ ‫المســـتقبلية‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫كيف كانت البداية يف عالم التجميل؟‬ ‫أوال ً أحــب أن أشــكركم عــى االســتضافة‬ ‫الجميلــة وأهــا وســهالً بكــم ‪..‬‬ ‫بداياتــي كانــت وأنــا عمــري ‪ 10‬ســنوات‪،‬‬ ‫كنــت أحــب الرســم عــى الــورق والجــدران‪،‬‬ ‫«شــفايف‪ ،‬عيون‪ ،‬وحواجــب»‪ ،‬بعدهــا‬ ‫تطــورت الفكــرة‪ ،‬وأصبحــت أرســم صديقاتي‬ ‫يف الفصــل‪ ،‬فضبطنــي أســتاذ اللغــة العربيــة‬ ‫أيــام الثانــوي وطردنــي مــن الفصــل‪.‬‬ ‫لقــد كانــت أيــام الصبــا‪ ‬كلهــا مفعمــة‬ ‫بالحيويــة والشــغب‪.‬‬ ‫مــن مهنتــك كمعلمــة صاحبــة رســالة‬ ‫ســامية إىل خبــرة تجميــل‪ ..‬أي املجالــن‬ ‫تفضلــن؟‬ ‫أحــرم وظيفتــي كمعلمــة‪ ،‬لكــن أجــد‬ ‫نفــي يف هوايتــي كخبــرة تجميــل‪،‬‬ ‫وأســتمتع يف شــغيل مــع الصعوبــات التــي‬ ‫أواجههــا يف املجــال‪.‬‬ ‫لــكل يشء وصفــة للنجــاح والتألــق‪ ،‬وبــن‬ ‫كل األدوار كأم وربــة بيــت وســيدة ناجحــة‪،‬‬ ‫ماهــو رس نجاحــك وتألقــك ؟‬ ‫املكيــاج لعبــة‪ ،‬وفــن خطــر‪ ،‬إن لــم تتقــن‬ ‫هــذا الــر فأنـ ِ‬ ‫ـت يف دائــرة الخطــر‪.‬‬ ‫ماهو رس نجاح خبرية التجميل؟‬ ‫رس اســتمراري هــو مواكبــة كل ماهــو‬ ‫جديــد يف عالــم وفــن «امليــك آب»‪ ،‬وتطويــر‬ ‫الــذات‪.‬‬ ‫ســبق وأن تحصلــت عــى شــهادة‬ ‫أكاديميــة‪ ..‬حدثينــا عــن تجربتــك يف املجــال‬ ‫األكاديمــي فيمــا يتعلــق بفــن التجميــل‪!..‬‬ ‫كانــت تجربــة ممتعــة وشــيقة‪ ،‬وتحصلــت‬ ‫عــى معلومــات اســتفدت منهــا كثــراً‪،‬‬ ‫وكان يل رشف االلتحــاق بأكاديميــة ليبيــة‪،‬‬ ‫وترشفــت بمعرفــة املهندســة «ســمرية‬ ‫الدويــب» التــي كانــت معــي ومــع الجميــع‬

‫المكياج عالم جميل‬

‫والنجاح‬ ‫فيه صعب‬

‫إنســانة أكثــر مــن رائعــة‪ ،‬ومــا بخلــت ع ـي َّ‬ ‫باملعلومــات‪ ،‬فهــي وجــه مــرف لعالــم‬ ‫التجميــل يف ليبيــا‪ ،‬وأســعدني جــدا ً التعامــل‬ ‫معهــا ‪.‬‬ ‫آفــاق جديــدة بالتأكيــد اقرتبــت نهايــة‬ ‫ســنة ‪ ..2020‬ألــوان وملســات خاصة‪..‬مــاذا‬ ‫عــن بصمــة ســمرية الطويــر خــال الســنة‬ ‫القادمــة؟‬ ‫هــذا خــر حــري أخصكــم به‪..‬قريبــا‬ ‫أنتــم عــى موعــد مــع افتتــاح أكاديميــة‬ ‫ســمرية الطويــر‪.‬‬ ‫طبعــا ً هــذا مرشوعــي الخــاص الــذي‬ ‫أشــتغل عليــه منــذ فــرة‪ ،‬وأخــذ منــي وقت ـا ً‬ ‫وجهــدا ً طويلــن ليكــون باملســتوى املطلــوب‪.‬‬ ‫كخبــرة تجميــل‪ ،‬ماهــي األساســيات التــي‬ ‫يجــب عــى املــرأة اتباعهــا يف عالــم املكيــاج؟‬ ‫أهــم يشء أن تكون‪ ‬قريبــة مــن طبيعتهــا‪،‬‬ ‫وال تحــاول أن تغــر مــن شــكلها‪ ،‬أو تنتقــي‬ ‫مــن املوضــة مايتمــاىش معهــا‪.‬‬ ‫كلمة تختمني بها لقائنا‪..‬‬ ‫أحــب أن أقــول‪ :‬إن محبــة النــاس كنــز‪ ،‬وأنا‬ ‫أســتمد قوتــي منهــم‪ ،‬ورس اســتمراري بــكل‬ ‫فخــر‪ ،‬هــو تواضعــي مــع النــاس‪ ،‬ألن الغــرور‬ ‫أول درجــات ســلم الســقوط‪ ،‬وأحــب أن أقــول‬ ‫لكــم «هاشــتاق» خــاص بــي‪ # :‬الغــرور بدايــة‬ ‫الســقوط يف عالــم النجــاح‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫مطبخ تسنيم‬

‫أصابــع‬ ‫جبـن الموزاريــال‬ ‫نــوع مــن أنــواع املقبــات ممكــن‬ ‫تعتمــدوه وقــت عزوماتكــم فيديــو‬ ‫تفضيــي عــى قناتــي يف اليوتيــوب‬ ‫رابــط تلقــوه يف البايــو ويــن محبني‬ ‫الجبــن املكونــات‪ :‬قطــع جينــة‬ ‫املوزاريــا م ص اوريجانــو (زعــر‬ ‫بــري) م ص‪ ،‬بربيــكا حــاره م ص‪،‬‬ ‫بــودرة الثــوم ‪ 1/4‬م ص‪ ،‬فلفــل‬ ‫أســود‪ ،‬رشــة ملــح‪ ،‬بيضتــان‪،‬‬ ‫كــوب بقســماط (خبــز مرحــي )‬ ‫طريقــة التحضــر‪ :‬نحطــو عــى‬ ‫البقســماط كل التوابــل و نخلطهــم‪،‬‬ ‫نقطــع الجبــن عــى شــكل أصابــع‪،‬‬ ‫يف صحــن نضــع البيــض‪ ،‬ونضيــف‬ ‫عليــه امللــح و فلفــل اســود‪ ،‬نأخــذ‬ ‫قطــع الجبنــة ونضعــه يف البيــض‪،‬‬ ‫و مــن بعــد يف البقســماط‪ ،‬و نكــرر‬ ‫العمليــة لــكل قطعــه مرتــن‪،‬‬ ‫ندخلهــا الفريــر ملــدة ‪ 30‬دقيقــة‪،‬‬ ‫نســخن الزيــت‪ ،‬وأول مــا يوصــل‬ ‫درجــة الغليــان‪ ،‬نضــع أصابــع‬ ‫املوزاريــا‪ ،‬و نرتكهــا ملــدة ‪ 3‬دقائــق‬ ‫‪،‬نخرجهــا و نقدمهــا ‪.‬‬ ‫وصحتني وعافيه عليكم‬

‫سموثي المنجا‬ ‫‪ 1‬منجــا ـ ‪ 8‬حبــات كاجــو م ك رشائــح لــوز عــر تفاحتــن‬ ‫‪ 5‬حبــات تمــر منــزوع نــواة‬ ‫توضــع كل املكونــات يف الخــاط‪ ،‬و تخلــط ملــدة ثــاث دقائــق‪،‬‬ ‫و تقــدم بــاردة‪..‬‬

‫كيكة البرتقال‬

‫المقادير‬

‫‪ 2‬كوب دقيق أبيض‬ ‫‪ 1‬كوب عصري برتقال‬ ‫‪ 1‬كوب سكر أبيض‬ ‫‪ 4‬بيضات‬ ‫‪ 3‬مالعــق كبــرة زبــدة ‪ -‬أو‬ ‫كــوب زيــت درة‬ ‫‪1‬ملعقة كبرية باكينغ باودر‬ ‫‪ 1‬ملعقة كبرية قشور برتقال‬ ‫ملعقة عصري ليمونةوبرشها‬ ‫‪1‬ملعقة صغرية فانيال‬ ‫رشة ملح‬

‫‪64‬‬

‫طريقة التحضير‬

‫نخفــق الزبــدة مــع الســكر‬ ‫حتى يصبــح قوامهــا كريـــميا‪ً،‬‬ ‫نضيــف البيــض بالتدريــج مــع‬ ‫الفانيليــا‪ ،‬ثــم نضيــف عصــر‬ ‫الربتقالــة وقشــورها املبشــورة‪،‬‬ ‫ثــم نضيــف الطحــن والبيكنــج‬ ‫بــاودر‪ ،‬ونضــع الخليــط يف‬ ‫القالــب‪ ،‬وندخلهــا الفــرن‬ ‫مســبق التســخني مــن تحــت‬ ‫وفــوق‪ ،‬عــي درجــة حــرارة‬ ‫‪ 180‬ملــدة ‪ 45‬دقيقــة‪ ،‬ثــم‬ ‫نخرجهــا ونرتكهــا تــرد‪.‬‬


‫شوربــة البصل‬ ‫على الطريقــة الفرنسيـــة‬

‫المكونات ‪..‬‬

‫‪ 2‬بص ــل مقط ــع جوان ــح ‪ 2 ،‬ك ــوب مرق ــة لح ــم ‪ 2 ،‬م ك طح ــن‪،‬‬ ‫‪ 1\2‬م ص ملـــح‪ 1\4 ،‬م ص فلفـــل اســـود‪ 1\4 ،‬م ص جـــوز‬ ‫الطيـــب‪ 1 ،‬م ك زبـــده‪..‬‬ ‫طريقة التحضير‪..‬‬

‫يف طنجـــرة نضيـــف الزبـــدة‪ ،‬وأول مـــا تـــذوب الزبـــدة نضيـــف‬

‫إليهـــا البصـــل‪ ،‬و نقعـــد نحـــرك فيـــه لـــن يـــويل لونـــه بنـــي‪،‬‬ ‫نضيـــف عليـــه الطحـــن‪ ،‬و نحركهـــم‪ ،‬ونصـــب عليهـــم مرقـــة‬ ‫لحـــم‪ ،‬و نســـتمر يف تحريكهـــا‪ ،‬بعديـــن نخليهـــا عـــى نـــار‬ ‫متوس ــطة مل ــدة ‪15‬دقيق ــه‪ ،‬أول م ــا يثق ــل ق ــوام الرشب ــة نصك ــر‬ ‫عليه ــا الن ــار و نرحيه ــا‪ ،‬و نقدمه ــا‪ ،‬أن ــي قدمته ــا يف خب ــز ع ــى‬ ‫الطريقـــة الفرنســـة‪ ،‬مـــع جبنـــة موزاريـــا‪ ،‬و دخلتهـــا الفـــرن‪.‬‬

‫محلبيـة األرز بالمستكــة‬ ‫المكونات‬ ‫‪ 3‬م ك أرز مطحــون‪ 1/2 ،‬كــوب ســكر ‪ 4،‬أكــواب‬ ‫حليــب‪ ،‬رشــة مســتكة مطحونــه‪ 1/4 ،‬كــوب مــاء‬ ‫زهــر ‪.‬‬ ‫طريقة التحضير‬ ‫فــي صحــن نضــع الحليــب و األرز المطحــون‪،‬‬ ‫والســكر‪ ،‬و المســتكة ‪،‬و نحركهــم حتــى تــذوب‬ ‫جميــع المكونــات‪ ،‬و نســتمر فــي التحريــك‬ ‫علــى نــار هادئــة لمــدة ثــاث دقائــق‪ ،‬ثــم‬ ‫نضيــف مــاء الزهــر‪ ،‬و نســتمر فــي التحريــك‬ ‫حتــى يصبــح عنــدي خليــط كريمــة نســكب‬ ‫الخليــط فــي صحــون التقديــم‪ ،‬و نزيــن‬ ‫بالفســتق‪ ،‬والــورد المجفــف‪..‬‬

‫‪65‬‬


‫‪9‬‬

‫إتيكيت‬ ‫فــي الماضــي‪ ،‬كانــت هنــاك قواعــد‬

‫تختــار أســلوبها هــذه األيــام‪ ..‬نحــن علــى‬

‫أفــراد المجتمــع‪ .‬ولكــن مثــل تلــك القيــود‬

‫الحســن واللبــق ليســت حكــر ًا علــى‬

‫إتيكيــت صارمــةت يفتــرض أن يتبعهــا كل‬ ‫قــد تالشــتت شــيئ ًا فشــيئ ًا‪ ،‬مــن مجتمعاتنــا‬

‫يقيــن أن قواعــد اإلتيكيــت والســلوك‬ ‫الملــكات واألميــرات وحدهــن‪ ،‬وليســت‬

‫قواعد إتيكيت‬

‫الحديثة‪،‬وتغيــرت آداب الســلوك‪ ،‬ونشــأت‬

‫موضــة قديمــة عفــا عليهــا الزمــن‪ .‬فهنــاك‬

‫للفتاة العصرية‬

‫الحيــاة المعاصــرة‪ .‬رغــم تراجــع أهميــة‬

‫وحتــى إرســال الرســائل النصيــة التــي‬

‫والسيدة الراقية‬

‫الكثيــر مــن الرقــي للفتــاة أو الســيدة التــي‬

‫آداب جديــدة لتتــواءم مــع تغيــرات‬

‫االلتــزام بهــذه اآلداب‪ ،‬إال أنهــا تضيــف‬

‫وســائل ناجعــة تقتــرن بالمظهر والســلوك‪،‬‬ ‫يمكــن لفتيــات اليــوم تطبيقهــا للتصــرف‬ ‫كمــا األميــرات‪.‬‬

‫ال تنحني إلى الخلف عند الجلوس على الكرسي‬ ‫إن جلســت الســيدة‪ ،‬فيفــرض بهــا التموضــع يف منتصــف الكــريس‪ .‬مــن‬ ‫املهــم جــدا ً تــرك بعض‪ ‬املســاحة‪ ‬بني الكــريس ومســند الظهر‪ .‬تشــبه‪ ‬هذه‬ ‫الجلســة مــا يســمى ب»جلســة الدوقــة»‪.‬‬ ‫يجــب أن تجلــي مســتقيمة‪ ،‬ولكــن باســرخاء‪ ،‬ويجــب أن تكــون املســاحة‬ ‫بــن جســمك وحافــة الطاولة‪ ‬تساوي‪ ‬املســاحة بــن معصمــك وأطــراف‬ ‫أصابعــك‪.‬‬ ‫زيــادة عــى ذلــك‪ ،‬يمكــن التعــرف عــى الســيدة الراقيــة مــن وضعيــة‬ ‫جلوســها‪ :‬إن قمــت باالتــكاء عــى مســند ظهــر الكــريس طــوال الوقــت‪ ،‬فلــن‬ ‫تتمكــن مــن الحفــاظ عــى ظهــرك مســتقيماً‪.‬‬

‫اتبعي القواعد المناسبة‬ ‫عند وضع المكياج‬ ‫ظــال العيــون الداكنــة‪ ،‬وأحمــر الشــفاه الصــارخ‪ ،‬هــي‬ ‫تركيبــة لــن تالحظيهــا عــى وجــه ســيدة راقيــة‪.‬‬ ‫مــن املمكــن وضــع هــذه املنتجــات التجميليــة بشــكل‬ ‫منفصــل حتى‪ ‬تربزي‪ ‬ســمات جمالــك‪ ،‬لكــن ال تجمــع بينهمــا‬ ‫يف وقــت واحــد‪.‬‬

‫ال تهابي العمل الذي‬ ‫يتطلب مجهود ًا جسدي ًا‬ ‫ال تتجنــب الســيدة الراقيــة األعمــال الجســدية قــط‪ .‬فمث ـاً‪،‬‬ ‫يف زمــن الحروب‪ ،‬عملت‪ ‬الدوقــات واألمــرات كممرضــات‬ ‫يف املستشــفيات‪ .‬كانــت الدوقــة “إيلينــا بافلوفنــا” تــزور‬ ‫املستشــفيات يوميــاً‪ ،‬حتــى أنها‪ ‬ضمدت‪ ‬بنفســها جــروح‬ ‫املــرىض‪ .‬أمــا يف عاملنــا الحديــث‪ ،‬فلربمــا يمكنــك القيــام ببعــض‬ ‫أعمــال البســتنة‪.‬‬

‫احترمي نفسك ووقتك الثمين‬ ‫إن حــر الضيــوف دون ســابق إنــذار‪،‬‬ ‫بمقابلتهــم‬ ‫يمكنك‪ ‬السماح‪ ‬لنفســك‬ ‫بمالبــس البيــت‪ ،‬وشــعر ملفــوف‪ ،‬ببكــرات‬ ‫تمويــج الشــعر‪ .‬ننصحــك‪ ،‬أيضــاً‪ ،‬أن تعتمــد‬ ‫بريطانيــة‪:‬‬ ‫هذه‪ ‬الحيلة‪ ‬لســيدة‬ ‫عندمــا يظهــر زوار دون دعــوة أمــام بــاب‬

‫‪66‬‬

‫منزلهــا‪ ،‬فإنهــا تســارع إىل ارتــداء األحذيــة‪،‬‬ ‫ووضــع قبعــة‪ ،‬وحمــل مظلــة‪.‬‬ ‫إن ســعدت برؤيــة الــزوار‪ ،‬ســتقول‪“ ،‬آه‪،‬‬ ‫لحســن الحــظ لقــد عــدت للتــو إىل املنــزل!”‬ ‫وإن لــم يكــن األمــر كذلــك‪ ،‬ســتقول‪“ ،‬آه‪ ،‬مــن‬ ‫املؤســف أنــي مضطرة للخــروج!”‬


‫ال تضعي هاتفك على الطاولــة‬

‫ال‪ ‬تضع‪ ‬الســـيدة العرصيـــة هاتفهـــا عـــى الطاولـــة عنـــد التواجـــد يف‬ ‫مـــكان عـــام‪ ،‬مثـــل مقهـــى أو مطعـــم‪ ،‬ألنهـــا لـــن تـــويل ذلـــك الجهـــاز‬ ‫الكثـــر مـــن االهتمـــام‪.‬‬ ‫زيـــادة عـــى ذلـــك‪ ،‬فإنهـــا تعتـــر املعلومـــات عـــى هاتفهـــا الذكـــي جـــزء‬ ‫مـــن حياتهـــا الشـــخصية ومـــن األفضـــل إخفاؤهـــا عـــن الغربـــاء‪.‬‬

‫ال تضعي يديك على خصرك‬

‫ال تستديري إن لم يناديك أحد باسمك‬ ‫لــن تســتدير ســيدة راقيــة ومهذبــة بعــد ســماع كلمــة “مرحب ـاً!” يف الشــارع‪.‬‬ ‫هــذا النــداء الســوقي املتــداول هــو شــكل الشــخيص يعتمــده الغربــاء للفــت انتباه‬ ‫غربــاء آخريــن‪ ،‬ومــن غــر الالئــق للســيدة الراقيــة اعتمــاده أو االســتجابة لــه‪،‬‬ ‫وفق ـا ً لقواعــد اآلداب‪.‬‬

‫تعرفي على‬ ‫قواعد المراسلة‬

‫ســاهمت التغــرات التكنولوجيــة يف‬ ‫تغيــر وتعديــل آداب اإلتيكيــت‪ ،‬واســتحداث‬ ‫آداب جديــدة‪ ،‬كتلــك الخاصــة بالرتاســل‪ .‬ال‬ ‫ينبغــي أن تــر ّد الســيدات الراقيــات عــى‬ ‫الرســائل فــورا ً لســببني‪ .‬أوال ً وقبــل كل‬ ‫يشء‪ ،‬حتــى يعلــم الشــخص الــذي تتحــدث‬ ‫إليــه أن لديهــا مهمــات شــخصية يجــدر‬ ‫القيــام بهــا‪ ،‬األمــر الــذي يمنعهــا مــن الرد‬ ‫عــى رســائله عــى الفــور‪ .‬وثاني ـاً‪ ،‬تعــرف‬ ‫الســيدة الراقيــة أنــه يف حــال كان األمــر‬ ‫مســتعجالً‪ ،‬فمــن األفضل‪ ‬االتصال‪ ‬بشــكل‬ ‫مبــارش‪ .‬ولكنهــا لــن تؤجــل الرد‪ ‬ألكثــر‬ ‫مــن‪ 20 ‬دقيقــة‪ ،‬مــن بــاب االحــرام‬ ‫للشــخص الــذي ترتاســل معــه‪.‬‬

‫يعـــد الوقـــوف مـــع وضـــع اليديـــن حـــول‬ ‫الوركـــن وضعيـــة نـــادرا ً مـــا تتخذهـــا الســـيدة‬ ‫الراقيـــة‪ .‬بطبيعـــة الحـــال‪ ،‬قـــد نجـــد أنفســـنا‬ ‫جميعـــا ً يف مواقـــف حيـــث يتعـــذر علينـــا معرفـــة‬ ‫مـــكان وضـــع أيدينـــا‪ .‬ولكـــن يف هـــذه الحالـــة‪،‬‬ ‫من‪ ‬األفضل‪ ‬اإلمســـاك بيديـــك أمـــام جســـمك‪،‬‬ ‫حتـــى تتوافـــق وضعيـــة الجســـم مـــع قواعـــد‬ ‫اإلتيكيـــت‪.‬‬

‫استعملي كلمات‬ ‫االمتنان والتقدير باعتدال‬ ‫بينمـــا قـــد يبـــدو أنـــه يجـــب عـــى الســـيدة‬ ‫املهذب ــة والراقي ــة أن تع ــر ع ــن امتنانه ــا وتك ــرر‬ ‫عب ــارات الش ــكر‪ ،‬إال أن ذل ــك غ ــر صحي ــح‪ .‬م ــن‬ ‫األفضـــل أال‪ ‬تفرطـــي يف اســـتعمال‪ ‬كلمات مـــن‬ ‫قبيـــل‪« ،‬شـــكراً»‪ ،‬و»أرجـــوك»‪ .‬وإال‪ ،‬ســـتتالىش‬ ‫معانيهـــا الصادقـــة وقـــد يعتربهـــا النـــاس‬ ‫مج ــرد ش ــكل م ــن أش ــكال التمل ــق االجتماع ــي‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫ديكور‬

‫ديكور مطبخك‬

‫بلمسات سحريــــــة‬

‫‪ ‬يجــب عــي حــواء الحــرص عــي جعــل‬ ‫ديكــور املطبــخ بســيط و االثــاث بــه محــدد‬ ‫بمــا فيــه خزائــن املطبــخ املمتــدة مــن االرض‬ ‫للســقف ‪..‬‬ ‫الضافــة املزيــد مــن املســاحة عــي ديكــور‬ ‫املطبــخ يجــب اســتخدام الخشــب االبيــض‬ ‫الالمــع و للمزيــد مــن العرصيــة يمكــن ادخــال‬ ‫اللــون الرمــادي اليــه ‪.‬‬ ‫املركزيــة يف ديكــور املطبــخ تأتــي مــن‬ ‫الطاولــة الضخمــة التــي تتضمــن حــوض‬ ‫الجــي و الفــرن و فوقهــا الشــفاط ‪ ،‬ميزتهــا‬ ‫يف ديكــور املطبــخ تــرك مســاحة للخزائــن عــي‬ ‫الجــدار و اســتعمالها العــداد الطعــام و هــي‬ ‫التــي ســتتجه االعــن اليهــا ‪.‬‬ ‫يجــب عــي حــواء تخصيــص جــزء مــن‬ ‫الطاولــة املركزيــة يف ديكــور املطبــخ لتنــاول‬ ‫الطعــام لتصبــح اكثــر عمليــة ‪.‬‬ ‫االتجــاه العــري يف ديكــور املطبــخ اليــوم‬ ‫اخفــاء الثالجــة ببــاب مــن خشــب الخزائــن‬ ‫التــي قلنــا ســابقا يفضــل ان تكــون االبيــض‬ ‫لينســجم ديكــور املطبــخ معــا و يزيــد‬ ‫االحســاس باالتســاع ‪.‬‬ ‫عــي حــواء اســتخدام االضــاءة الصناعيــة‬ ‫لتــىء بهــا ديكــور املطبــخ بديــا الشــعة‬

‫الشــمس و ال مانــع مــن تــديل الســتاينلس‬ ‫ســتيل فــوق الطاولــة‪ ‬املطبــخ املركزيــة كمــا‬ ‫يمكــن اضافــة اضــاءة مخفيــة يف ســقف‬ ‫املطبــخ ‪.‬‬ ‫يمكــن حــواء اســتغالل ديكــور املطبــخ‬ ‫ليصبــح اكثــر عمليــه بصنــع رف عــي احــد‬ ‫الجــدران لحمــل كتــب الطهــو ‪.‬‬ ‫لزيــادة جمــال املطبــخ و عطــره االخــاذ يجب‬ ‫عــي حــواء تزيــن الطاولــة املركزيــة يف ديكــور‬ ‫املطبــخ بالنباتــات الطازجــة املســتخدم يف‬ ‫الطبــخ مثــل الحبــق و اكليــل الجبــل و الزعــر‬ ‫الــري كمــا يمكــن وضــع النباتــات الكبــرة يف‬ ‫الزوايــا مثــل الزيتــون و الربتقــال ‪.‬‬ ‫اخــرا حــواء تنبهــك مهندســة الديكــور‬ ‫جمانــة ابــو فاضــل مــن اســتعمال االشــياء‬ ‫التاليــة يف ديكــور املطبــخ ‪:‬‬ ‫ال تســتعميل حــواء يف ديكــور املطبــخ اطالقــا‬ ‫خشــب الســنديان املحفــور و الحديــد املطــروق‬ ‫‪/‬الفريفورجيــه و املقابــض املطليــة بالذهــب ‪.‬‬ ‫ال تســتعميل حــواء الضــاءة ديكــور املطبــخ‬ ‫اطالقــا الثريــا يف الســقف ‪.‬‬ ‫ال تقومــي حــواء بتغطيــة ارضيــة ديكــور‬ ‫املطبــخ بالســجاد فاالفضــل ابــراز االرضيــة‬ ‫ذات الســراميك كبــر الحجــم‪.‬‬


69


‫محطة‬ ‫فوزية الهوني‬

‫تونـس التـي أحب‬ ‫وأنت تنطلق من تونس العاصمة ‪،‬‬ ‫عليك أن تعرب ‪ 550‬كلم باتجاه الجنوب لتصل‬ ‫اىل دوز ‪ ،‬بوابة الصحراء وعروس الواحات ‪،‬‬ ‫ومدينة الشعراء ‪ ،‬وموطن املرازيق والقبائل‬ ‫العربية األخرى التي استوطنت تلك املنطقة ‪،‬‬ ‫وإحدى حوارض نفزاوة التي اختلطت فيها دماء‬ ‫العرب باألمازيغ عرب تاريخ طويل ‪ ،‬ويف منطقة‬ ‫جغرافية تصل بني شط الجريد وطرابلس الغرب‬ ‫‪..‬‬ ‫تقع مدينة دوز يف والية قبيل يف الجانب الجنوبي‬ ‫من األرايض التونسية‪ ،،‬وتمتاز بمناخها‬ ‫الصحراوي الحار والجاف‪ ،‬ووصل تعدادها‬ ‫السكاني تبعا ً إلحصائيات عام ‪ 2014‬للميالد‬ ‫حوايل ‪ 47.182‬فرداً‪ ،‬وتحتوي دوز عىل واحة‬ ‫كبرية كما يتبعها عدد من القرى‪ ،‬وهي معروفة‬ ‫لدى زوارها بطيبة وكرم أهلها املجبولني عىل‬ ‫حب الصحراء واإلبل والنخيل ‪ ،‬واملعروفني‬ ‫بفصاحة اللسان وصالبة الجنان ‪..‬‬ ‫يف دوز الجميلة ‪ ،‬يقابلك شموخ النخيل كشموخ‬ ‫هامات السكان املحليني ‪ ،‬وتسمع من وراء‬ ‫اآلفاق عزف الناي وقصائد الشعر الشعبي‬ ‫املتوهجة بروح املكان مع صهيل الخيل العابرة‬ ‫للمسافات ورغاء اإلبل ‪ ،‬ويفاجئك جمال‬ ‫الغروب من وراء كثبان الرمال الذهبية الحاملة‬ ‫لبصمات إرث تاريخ عريق من الصرب والنضال‬ ‫والتحدي وقوة االحتمال والتعلق بإرادة الحياة‬ ‫‪ ،‬وهناك ستجد يف انتظارك املهرجان الدويل‬ ‫للصحراء الذي ينتظم أواخر شهر ديسمرب من‬ ‫كل عام ‪ ،‬عندما تكون الصحراء يف أيام اعتدال‬ ‫طقسها نهارا ‪ ،‬بعد أن يكون املزارعون قد‬ ‫جمعوا محصول تمورهم املعروفة باسم « دقلة‬ ‫النور » ‪ ،‬وعندما تكون املؤسسات التعليمية يف‬ ‫كامل البالد قد دخلت إجازة فصل الشتاء ‪ ،‬بينما‬ ‫يستعد السواح األجانب لقضاء ليلة رأس العام‬ ‫امليالدي يف فنادق الجنوب العامرة من جنسيات‬ ‫عربية وأجنبية ‪ ،‬يتدافع عرشات اآلالف من‬ ‫عشاق الطبيعة والباحثني عن مكامن أرسارها‬ ‫والراغبني يف االكتشاف واالحتفاء بالرتاث ‪،‬‬ ‫لزيارة دوز ‪ ،‬ولحضور فعاليات مهرجانها الذي‬ ‫يستقطب مبعوثي املئات من وسائل اإلعالم‬ ‫املحلية واألجنبية ‪ ،‬والذي تتنوع فعالياته بني‬

‫‪70‬‬

‫الشعر والغناء واملرسح والندوات الفكرية‬ ‫ومنوعات األطفال وعروض الفروسية واأللعاب‬ ‫الشعبية التقليدية والصيد بالسلوقي‬ ‫يعود تاريخ املهرجان الدويل للصحراء بدوز اىل‬ ‫أواخر القرن التاسع عرش ‪ ،‬وبرز كتظاهرة‬ ‫رسمية يف العام ‪ 1910‬عندما كانت البالد تحت‬ ‫االحتالل الفرنيس ‪ ،‬حيث كان يحمل اسم عيد‬ ‫الجمل تقديرا لسفينة الصحراء التي تمثل‬ ‫جانبا أساسيا من الصورة املتكاملة للمنطقة‪،‬‬ ‫وكان الهدف من املهرجان اختيار أجمل الخيول‬ ‫والجمال يف مسابقة استعراضية كانت تحظى‬ ‫باهتمام كبري ‪ ،‬وكذلك التجارة يف اإلبل من خالل‬ ‫إجتماع البدو الرحل والتجار العابرين وسكان‬ ‫نفزاوة ‪..‬ومنذ العام ‪ 1967‬أخذ املهرجان‬ ‫طابعا شموليا‪ ،‬حيث بات متعدد املضامني‬ ‫واالهتمامات ‪ ،‬مع اهتمام خاص باملوروث‬ ‫الشعبي للسكان املحليني ‪ ،‬وللمسابقات‬ ‫الرياضية والعكاظيات الشعرية التي يجتمع‬ ‫فيها فحول الشعر الشعبي للتنافس يف ما‬ ‫بينهم حول مواضيع يتم عرضها عليهم مسبقا‬ ‫‪ ،‬ثم يتم توزيع جوائز تقديرية عىل الفائزين‬ ‫‪ ..‬وتعرف دوز بأنها مدينة الشعراء حتى‬ ‫أنها سميت بمدينة الخمسة آالف شاعر من‬ ‫جميع األجيال ‪ ،‬فالشعر هناك يقال بالسليقة‬ ‫وهو جانب مهم من الفطرة البدوية ومن‬ ‫خصوصيات السكان ‪ ،‬ومن أبرز الشعراء‬ ‫الشعبيني الذي أنجبتهم دوز محمد الربغوثي‬ ‫وسالم الربغوثي ومحمد الطويل وبلقاسم بن‬ ‫عبد اللطيف وعيل األسود املرزوقي والبشري‬ ‫بن عبد العظيم ومحمد الوحييش والباحث يف‬ ‫األدب الشعبي والشاعر محمد املرزوقي وشعراء‬ ‫الفصحى كاملهدي بن نصيب وجمال الصليعي‬ ‫وغريهما كثري ممن سجلوا أسماءهم يف ذاكرة‬ ‫األرض واملجتمع ‪.‬‬ ‫ويتجمع سنويا بساحة حنيش التي تتجاوز‬ ‫مساحتها ‪ 15‬فدانا نحو ‪ 100‬ألف متفرج من‬ ‫عدد من الجنسيات لالستمتاع بمشاهد مميزة‬ ‫تجمع بني التقاليد والحداثة ‪ ،‬وتعطي للزوار‬ ‫صورة عن عادات وتقاليد سكان الصحراء ‪،‬‬ ‫اىل جانب العروض العربية واألجنبية املتنوعة‬ ‫التي بدأت منذ سبعينيات القرن املايض تعطي‬ ‫للمهرجان صفته الدولية‪ .. .‬ويشهد املهرجان‬

‫يف كل عام عرضا خاصا مستقى من املوروث‬ ‫يتحدث عن الفروسية واإلبل وسرية بني‬ ‫هالل وعن قصص النضال والتعلق باألرض‬ ‫وعن سري األبطال ومالحم التضحية يف سبيل‬ ‫األرض والعرض ‪ ،‬ويمتزج يف تلك العروض‬ ‫االستعراضية الغناء باملوسيقى ورقص الفتيات‬ ‫بشعرهن املتديل يف مشهد راق بينما يمتطي‬ ‫الفرسان صهوات الخيول ‪ ،‬وتتمايل الهوادج‬ ‫من عىل ظهور اإلبل يف تشكيل للعرس التقليدي‬ ‫‪،‬كما ترتفع أصوات النساء بالزغاريد وهن‬ ‫يرتدين مالبسهن التقليدية املزدانة بألوان‬ ‫الحياء والحياة ‪ ..‬وعرفت ساحة املهرجان‬ ‫خالل دوراتها املتالحقة حفالت فنية كربى‬ ‫شارك فيها فنانون من تونس وليبيا والجزائر‬ ‫واملغرب ومرص واملغرب ودول أخرى ‪ ،‬وفرق‬ ‫فنية تحمل شواهد من تراث قبائلها وبلدانها ‪،‬‬ ‫وكان من أبرز نجوم تلك الحفالت الفنان الليبي‬ ‫الراحل محمد حسن والفنان التونيس لطفي‬ ‫بوشناق والفنان الجزائري عبد الله املناعي‬ ‫وغريهم ‪..‬ومن أهم مميزات املهرجان عروض‬ ‫ومسابقات املهاري التي تسمى يف دول الخليج‬ ‫العربي بالهجن ‪ ،‬وهي نوع من اإلبل يمتاز‬ ‫بالقوة والرسعة ‪ ،‬وتوحد فصائل متميزة منه‬ ‫يف شمال إفريقيا ودول الصحراء الكربى ‪..‬‬ ‫وتعترب املهرية من أشهر سالالت اإلبل وجمعها‬ ‫ومَهار ومَها َرى‪ ,‬وتُعد من خري مزايني‬ ‫مَهاريُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اإلبل ‪ ،‬أما اسمها فيعود إىل قبيلة مَهْ ر َة بن‬ ‫حَ ي َ‬ ‫ْدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة باليمن‬ ‫حيث تشكل بالد املهرة اليوم إحدى محافظات‬ ‫الجمهورية اليمنية ‪،‬وتبعد عن العاصمة صنعاء‬ ‫مسافة (‪1318‬كم)‪ ,‬يحدها من الشمال اململكة‬ ‫العربية السعودية ومن الغرب حرضموت ومن‬ ‫الجنوب الخليج العربي ومن الرشق سلطنة‬ ‫عمان‪ .,‬وحول قوة اإلبل املهرية وصفاتها تزعم‬ ‫العرب أن فحوال ً من اإلبل املتوحشة أَوالحوشية‬ ‫ّ‬ ‫الجن رضبت يف إبل ملهرة بن حيْدان فنُتجَ ت‬ ‫إ ِبل‬ ‫النجائب ا َملهْ ريَّة التي ال يكا ُد يُدركها التَّعب وهي‬ ‫تسبق الخيل وزاد بعضهم يف صفاتها فقال ال‬ ‫يعدل بها يشء يف رسعة جريانها وعدوها من‬ ‫كرام اإلبل ‪ ،‬ومن غريب ما ينسب إليها أنها‬ ‫تفهم ما يراد منها بأقل أدب تعلمه ولها أسماء‬ ‫إذا دعيت‪.‬‬


‫سياحـة‬

‫يفرن‬

‫أفران‬

‫‪ ،‬هكذا يذكرها التاريخ‪ ،‬وبعدها سميت‬

‫يفرن‪ ،‬أما أفران فهي كلمة أمازيغية معناها كهوف‪،‬‬ ‫أي مدينة الكهوف‪ ،‬وقيل يفرن نسبة إلى بني يفرن‪،‬‬ ‫قوم سكنوها‪ ،‬نصف قاطنيها تقريبا يتكلمون األمازيغية‬

‫لــن أنصحــك بــأن تبــدأ زيارتــك ليفــرن‬ ‫بمنطقــة كــذا أو كــذا‪ ،‬ألنهــا جميعهــا‬ ‫جمــال عــى جمــال‪ ،‬ابــدأ ان شــئت بقصبــت‬ ‫صفيــت‪ ،‬واســتمتع بآثــار الرومــان فيهــا‪،‬‬ ‫وزر قلعــة الــوادي وقلعــة ارنــون‪ ،‬وقصبــة‬ ‫عكــة ظاهــرة القلعــة‪.‬‬ ‫فــإذا جــاء موعــد الصــاة‪ ،‬فلديــك‬ ‫املســاجد التــي تفــوح بعبــق التاريــخ‬ ‫وخصوصيــة الحــارض‪ ،‬مثــل مســجد‬ ‫«ارنــون»‪ ،‬ومســجد «ال ال معيوفه»‪ ،‬ومســجد‬ ‫«كودجــات»‪ ،‬وجامــع‪ ،‬امزيــز والقلعــاوي‪.‬‬ ‫وعندمــا تريــد املــاء فــا تــرب إال مــن‬ ‫ميــاه عيونهــا العذبــة‪ ،‬مثــل عــن «تفتشــنا»‬ ‫و«عــن كودجــات» و«عــن الوســط» و«عــن‬ ‫نانــا تــاال»‪ ،‬أمــا إن اردت أن تســتمتع بســماع‬ ‫إرث اهــل املــكان الثقــايف مــن أســاطري‬ ‫وحكايــات فســتجد الكثــر‪ ،‬منهــا اســطورة‪،‬‬ ‫«اقجــي عــن»‪.‬‬ ‫يحكــى أنــه كانــت هنــاك عــن تســمى‬ ‫اال اقجــن‪ ،‬كانــت مصــدرا للمــاء‪ ،‬رشبــا‬ ‫وســقيا‪ ،‬ويف يــوم مــا اختلــف أهــل املــكان‬ ‫يف كيفيــة إدارة هــذه العــن‪ ،‬فشــب بينهــم‬ ‫الخــاف والنزاعــات إىل أن وصلــوا إىل االقتتال‬ ‫فجفــت العــن‪ ،‬فــورا وشــدت رحالهــا‬ ‫وظهــرت يف الركــن الرشقــي ملدخــل املدينــة‪.‬‬

‫والباقي عرب‪ ..‬هي مدينة الحضارة التي يفوح منها‬ ‫عبق التاريخ‪ ،‬وخصوصية وألق الحاضر‪ ،‬فإن أردت‬ ‫زيارتها ‪،‬فأجمل الفصول هما الربيع والخريف‪ ،‬وإن أردت‬ ‫االستمتاع بالثلوج والطقس البارد‪ ،‬فمالك إال الشتاء ‪.‬‬

‫يف غابــة يقــال لهــا «اكال كومــن»‪ ،‬وهــي‬ ‫غابــة صغــرة نســبيا‪ ،‬يف غايــة الجمــال‪،‬‬ ‫مليئــة بنباتــات شــتى مــن شــوكيات ونخيــل‬ ‫وزهــر وغريهــا‪ ،‬وبهــا أكثــر مــن عــن‪،‬‬ ‫فغــدت متنفســا ألهــل يفــرن ومقصــدا‬ ‫مهمــا للســياح ‪.‬‬ ‫ومــن أشــهر معالــم املدينــة قممهــا‬ ‫وأشــهرها قمــة تاملــوت‪ ،‬وتاكلــة العرســان‪،‬‬ ‫وقمــة الظاهــر‪ ،‬والروميــة‪.‬‬ ‫وإن زرت يفــرن ســتبتهج برؤيــة قطعان‬ ‫الضــان واملاعــز وهوتتجــول عــى جبالهــا ويف‬ ‫وديانهــا‪ ،‬ووســط مراعيهــا‪ ،‬فهــذا ممـــــا‬ ‫اشتهـــــــرت بــه هـــــذه املدينــة‪ ،‬ومــن‬ ‫أجمــل املشــاعر التــي ستشــعر بهــا وأنــت‬ ‫تالمــس الســحب التــي تغــرق فيهــا الجبــال‬ ‫واملســاكن‪ ،‬فتحتضــن البــر والحجــر‪ ،‬كمــا‬

‫إعداد‪ :‬إسمهان بن عاشور‬

‫أن املــكان ال يخلــو مــن الحداثــة‪ ،‬فســتجد‬ ‫املطعــم واملقهــى والفنــدق‪ ،‬والــكالم عــن‬ ‫يفــرن‪ ،‬وخصوصيــة ســحرها يطــول‪،‬‬ ‫وإن حاولنــا االختصــار لقلنــا أن لهرقــل يف‬ ‫يفــرن أثــراً‪ ،‬وإن القريــة األثريــة الرومانيــة‬ ‫يف «تقربســت» ســتكون مــن أولويــات‬ ‫الزيــارة أيضــا‪ ،‬والتنــى قــر «ماجــر»‬ ‫بتناغمــه ولــذة الــرب مــن ميــاه «تامديــت»‬ ‫الرقراقــة الصافيــة‪ ،‬البــاردة‪ ،‬املنحــدرة مــن‬ ‫اعــى الجبــل‪.‬‬ ‫كمــا أن بيــت «ســيليني» جديــر بالزيــارة‬ ‫وأم جرســان‪ ،‬وآثارهــا‪ ،‬وســنخترص الــكالم‬ ‫ونقــول‪ ،‬لســت بحاجــة للســفر بعيــدا‬ ‫لالســتمتاع بجمــال الطبيعــة‪ ،‬والوديــان‪،‬‬ ‫والعيــون‪ ،‬والثلــوج‪ ،‬فيفــرن قريبــة‪ ،‬فشــد‬ ‫إليهــا الرحــال‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫صحة‬

‫األطعمــةوالمـــزاج‪..‬‬

‫ماينصحبهاألطباءإلنتاجالسعادة‬

‫هل هناك أطعمــــ‬ ‫قالت خبرية تغذية أسرتالية إن‬ ‫الشوكوالتة والرقائق واألطعمة الرسيعة‬ ‫يمكن أن تمنحك شحنة نشاط مؤقتة ‪،‬‬ ‫وتؤدي إىل اإلفراط يف تناول الطعام‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك أطعمة يمكنك تناولها من شأنها‬ ‫أن تنتج هرمونات تدوم طويالً وتشعرك‬ ‫بالسعادة و تجعل مزاجك جيدا و من هذه‬ ‫األطعمة‬

‫إكليل الجبل‬

‫يحتــوي الفلفــل عــى نســبة عاليــة‬ ‫مــن فيتامــن يس الــذي يســاعد عــى‬

‫عشــبة إكليــل الجبــل تســتخدم‬ ‫يف طــب األعشــاب منــذ قــرون ألنهــا‬ ‫تســاعد يف تخفيــف التوتــر وتعزيــز‬

‫الفلفل الرومي‬

‫تهتم‬

‫إنتــاج هرمونــات الســعادة و يعــزز‬ ‫مناعــة الجســم يف مقاومــة األمــراض‪.‬‬ ‫بــذور الكتــان بــذور الكتــان تحتــوي‬ ‫عــى نســبة عاليــة مــن أحمــاض أوميغــا‬ ‫‪ 3‬الدهنيــة التــي تســاعد عــى ضبــط‬ ‫تــوازن الهرمونــات وإنتــاج الطاقــة‬ ‫وتجنــب تشــويش الذهــن‪.‬‬

‫األم دائم ًا بصحة طفلها‪ ،‬وتختار له أفضل‬

‫أنواع األطعمةالتي تضمن مد جسمه بما يحتاج‬ ‫من فيتامينات ومعادن ومن البرامج الغذائية‪..‬‬

‫المشروبات الصحية فهذه مهمة جد ًا لصحة‬

‫األطفال‪ ،‬فهي تحمي اجسامهم من الجفاف‬ ‫وتمدهم بالرطوبة التي يحتاجها الجسم ‪ ،‬وأجسام‬ ‫أوال‪:‬الماء‬

‫املــاء رضوري للصحــة ورضوري‬ ‫لعمليــات حيويــة ال حــر لهــا يف جســم‬ ‫طفلــك‪ ،‬بمــا يف ذلــك تنظيــم درجــة‬ ‫الحــرارة ووظيفــة األعضــاء‪ ،‬وفيمــا‬ ‫يتعلــق بــوزن الجســم‪ ،‬يحتــاج األطفــال‬ ‫للميــاه أكثــر مــن البالغــن حتــى نمــو‬ ‫أجســامهم برسعــة‬ ‫وعــى عكــس عديــد املرشوبــات‬ ‫األخــرى‪ ،‬ال يوفــر املــاء ســعرات حراريــة‪،‬‬ ‫ممــا يقلــل مــن احتماليــة شــعور‬ ‫طفلــك بالشــبع ورفــض تنــاول الطعــام‬ ‫الصلــب‪ ،‬كمــا إن رشب كميــة كافيــة مــن‬ ‫املــاء يرتبــط بــوزن صحــي للجســم‪،‬‬ ‫ويقلــل مــن مخاطــر تســوس األســنان‪،‬‬ ‫ويحســن وظائــف املــخ لــدى األطفــال‬ ‫‪ ،‬كمــا يمكــن أن يؤثــر الجفــاف ســلبا ً‬ ‫عــى صحــة طفلــك بعــدة طــرق‪ ،‬ممــا‬ ‫قــد يــؤدي إىل تقليــل وظائــف املــخ‬ ‫واإلمســاك والتعــب‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫املناعــة ‪ ،‬وهــي عشــبة مثاليــة تضيفهــا‬ ‫إىل وجباتــك و طبــق الدجــاج بالزعــر‪.‬‬

‫الشوفان‬

‫الشــوفان يحتــوي عــى نســبة‬ ‫عاليــة مــن فيتامــن بــي ‪ 12‬الــذي يعــزز‬ ‫إنتــاج الطاقــة ويدعــم بطانــة األمعــاء‬ ‫ويحــارب االلتهابــات‪ .‬الــكاكاو يزيــد مــن‬ ‫ناقــل الســروتونني العصبــي يف الدمــاغ‪،‬‬ ‫ممــا يمنحنــا الشــعور بالســعادة ويقلــل‬ ‫مــن مســتويات التوتــر‪ .‬كمــا أن الــكاكاو‬ ‫الخــام يحتــوي عــى نســبة عاليــة مــن‬

‫األطفال تتكون من نسبة أكبر من السوائل بالمقارنة‬ ‫مع األشخاص البالغين‪ ،‬كما أن األنشطة الحركية‬ ‫ودرجات الحرارة العالية تتسبب بتبخبر جزء كبير‬ ‫من السوائل الموجودة لديهم‪ ،‬مما يستدعي‬ ‫تزويدهم بالكمية التي يحتاجونها من السوائل‬ ‫بشكل يومي‪...‬‬

‫الماء المنكه طبيعيا‬

‫ألن املــاء العــادي قــد يبــدو ممــاً‪،‬‬ ‫فمــن املحتمــل أن يكــره طفلــك هــذا‬ ‫الســائل األســايس‪ ،‬ولجعلــه أكثــر‬ ‫متعــة دون إضافــة املزيــد مــن الســكر‬ ‫والســعرات الحراريــة‪ ،‬جربــي إضافــة‬ ‫الفواكــه الطازجــة واألعشــاب إىل املــاء‪،‬‬ ‫بذلــك ســيحصل طفلــك عــى تغذيــة‬ ‫معــززة ببعــض الفواكــه كاألنانــاس‬ ‫والنعنــاع‪ ،‬والخيــار والبطيــخ‪ ،‬والتــوت‪،‬‬ ‫والفراولــة والليمــون‪ ،‬والربتقــال‬ ‫والجرجــر‪.‬‬ ‫ماء جوز الهند‬

‫رغــم أن مــاء جــوز الهنــد يحتــوي‬ ‫عــى ســعرات حراريــة وســكر‪ ،‬إال أنــه‬ ‫يعــد خيــارا ً صحيـا ً أكثــر مــن املرشوبــات‬ ‫األخــرى مثــل املرشوبــات الغازيــة‬ ‫والرياضيــة فهــو يوفــر كميــة جيــدة‬ ‫مــن العنــارص الغذائيــة كاملغنيســيوم‬

‫والبوتاســيوم والكالســيوم و الصوديــوم‬ ‫وغريهــا مــن الفيتامينــات ‪،‬وهــذا‬


‫ــــة تحسن المزاج ؟‬ ‫الحديــد واملغنيســيوم والكالســيوم‪.‬‬

‫األسماك الزيتية‬

‫تعتــر األســماك الدهنيــة مثــل‬ ‫الســلمون والرسديــن مفيــدة للدمــاغ‬ ‫ألنهــا غنيــة بأحمــاض أوميغــا ‪3‬‬ ‫الدهنيــة‪ ،‬وتعــزز مســتويات الدوبامــن‬ ‫وهــي مــواد يطلقهــا املــخ اســتجابة‬ ‫للتجــارب املمتعــة مثــل األكل‪.‬‬

‫األفوكادو‬

‫مــيء بالتريوزيــن‪ ،‬وهــو مــادة‬ ‫يجعــل مــاء جــوز الهنــد بديــل ترطيــب‬ ‫ممتــاز للمرشوبــات الرياضيــة الســكرية‬ ‫لألطفــال النشــطني‪ ،‬ومفيــدا ً أيضــا ً‬ ‫عندمــا يكــون طفلــك مريضــاً‪ ،‬خاصـ ً‬ ‫ـة‬ ‫إذا كان يحتــاج إىل إعــادة الرتطيــب بعــد‬ ‫نوبــة مــن اإلســهال أو القــيء‬ ‫العصائر الطبيعية‬

‫هــي طريقــة شــهية إلدخــال‬ ‫الفواكــه والخــروات واألطعمــة‬

‫تســاعد الجســم عــى إنتــاج الدوبامــن‬ ‫املعــروف باســم هرمــون املتعــة يف‬ ‫الدمــاغ‪ ،‬ومعــزز طبيعــي للهرمونــات‪،‬‬ ‫ويســاعدنا أيضــا ً عــى امتصــاص‬ ‫العنــارص الغذائيــة التــي نأكلهــا‪،‬‬ ‫وخاصــة الفيتامينــات التــي تــذوب يف‬ ‫الدهــون‪.‬‬

‫العدس‬

‫هــو «كربوهيــدرات بطيئــة الهضــم»‬ ‫تســاعد عــى تعزيــز مســتويات‬ ‫الســروتونني الــذي يجعــل اإلنســان‬

‫الصحيــة األخــرى يف نظــام طفلــك‬ ‫الغذائــي فالعصائــر املصنوعــة منزليــا ً‬ ‫غنيــة باملكونــات املغذيــة وتعــد خيــارات‬ ‫ممتــازة لألطفــال ويمكنــك مــزج‬ ‫عديــد الخــروات كاللفــت والســبانخ‬ ‫والقرنبيــط يف عصــر حلــو املذاق ســيحبه‬ ‫طفلــك ‪ ،‬كأن يكــون العصــر مزيــج مــن‬ ‫‪.‬كرنــب وأنانــاس‪ ،‬ســبانخ وتــوت‪ ،‬خــوخ‬ ‫وقرنبيــط‪ ،‬فراولــة وشــمندر‪ ..‬امزجــي‬ ‫املكونــات مــع الحليــب غــر املحــى‪،‬‬ ‫واســتخدمي اإلضافــات الصحيــة مثــل‬ ‫بــذور الكتــان أو األفــوكادو أو مســحوق‬ ‫الــكاكاو أو جــوز الهنــد غــر املحــى‬ ‫الحليب غير المحلى‬

‫الحليــب العــادي ذو قيمــة غذائيــة‬ ‫عاليــة‪ ،‬حيــث يوفــر عديــد العنــارص‬ ‫الغذائيــة الرضوريــة للنمــو والتطــور‪،‬‬ ‫فهــو يحتــوي عــى الربوتــن‪،‬‬ ‫والكالســيوم‪ ،‬والفوســفور واملغنيســيوم‪،‬‬ ‫وهــي عنــارص مغذيــة أساســية لصحــة‬ ‫العظــام ومهمــة بشــكل خــاص لنمــو‬ ‫األطفــال الن غالبــا مــا يتــم تعزيزهــا‬ ‫بفيتامــن د املهــم جــدا لصحــة العظــام‪.‬‬ ‫كمــا ان الحليــب الــذي يحتــوي‬ ‫عــى نســبة عاليــة مــن الدهــون قــد‬ ‫يكــون أكثــر صحــة لألطفــال األصغــر‬ ‫ســناً‪ ،‬فالدهــون رضوريــة لنمــو الدمــاغ‬

‫ســعيدا ً وهادئــا ً ومســتقر عاطفيــاً‪،‬‬ ‫والعــدس مــن البقوليــات منخفضــة‬ ‫الســعرات الحراريــة واملليئــة بالعنــارص‬ ‫الغذائيــة املفيــدة‪.‬‬

‫الزعفران‬

‫هومــن التوابــل التــي تعــزز املــزاج‪،‬‬ ‫والتــي أثبتــت فعاليتهــا يف تخفيــف‬ ‫أعــراض الــدورة الشــهرية مثــل تقلــب‬ ‫املــزاج واالكتئــاب‪ ،‬ويعتقــد الباحثــون أن‬ ‫الزعفــران يســاعد يف إنتــاج الســروتونني‬ ‫الــذي يجعلنــا نشــعر بالســعادة‪.‬‬

‫الســليم والنمــو العــام‬ ‫لهــذه األســباب‪ ،‬فــ ٕان خيــارات‬ ‫الحليــب عاليــة الدســم مثــل الحليــب ‪2٪‬‬ ‫الدســم‪ ،‬هــي خيــار أفضــل مــن الحليــب‬ ‫الخــايل مــن الدســم ملعظــم األطفــال‪.‬‬

‫الحليب النباتي غير المحلى‬

‫يمكــن اســتخدام الحليــب النباتــي‬ ‫غــر املحــى بمفــرده كمــروب‬ ‫منخفــض الســعرات الحراريــة أو‬ ‫كأســاس للعصائــر الصديقــة لألطفــال‬ ‫ووجبــات الشــوفان والحســاء‬ ‫شاي األعشاب‬

‫عــى الرغــم مــن أن الشــاي ال يُنظــر‬ ‫إليــه عــاد ًة عــى أنــه مــروب مناســب‬ ‫لألطفــال‪ ،‬إال أن بعــض أنــواع شــاي‬ ‫األعشــاب آمنــة وصحيــة لألطفــال‬ ‫مثــل عشــبة الليمــون‪ ،‬والنعنــاع‪،‬‬ ‫واملرميــة والبابونــج وهــي بدائــل رائعــة‬ ‫للمرشوبــات املحــاة‪ ،‬ألنهــا خاليــة مــن‬ ‫الكافيــن وتوفرالراحــة لألطفــال املــرىض‬ ‫مثــا شــاي البابونــج وعشــبة الليمــون‬ ‫لتهدئــة األطفــال مــن القلــق‪ ،‬شــاي‬ ‫البابونــج كعــاج طبيعــي ألعــراض‬ ‫األمعــاء بمــا يف ذلــك الغثيــان والغــازات‬ ‫واإلســهال وعرسالهضــم‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫طب وتكنولوجيا‬

‫اختراعات طبية‬ ‫ن‪‭‬اآلباء‬‪‭‬مـن‬‪‭‬التوصـل‬‪‭‬إىل‬‪‭‬حـل‬‪‭‬بعض‬‪‭‬املشــاكل‪‭‬‬ ‫تمكـ ‬‬ ‫‬الطبيـــة‬‪‭‬بمســـاعدة‬‪‭‬التكنولوجيـــا‬‪‭‬الحديثـــة‬‪‭‬للقضـــا ‪‭‬ء‬ ‫ي‪‭‬تواجههـم‬‪‭‬يف‬‪‭‬تشــخيص‬‪‭‬بعـض‪‭‬‬ ‫‬عـى‬‪‭‬الصعوبــات‬‪‭‬التـ ‬‬ ‫‬األم ــراض‬‪‭‬وتطبيــق‬‪‭‬العلــم‬‪‭‬والتكنولوجيــا‬‪‭‬والتقني ــات‪‭‬‬ ‫‬املبتك ــرة‬‪‭‬يحس ـن‬‪‭‬نوعي ـ ‬ة‪‭‬الرعاي ـة‬‪‭‬الصحي ـة‬‪‭‬والنتائ ـج‪‭‬‬ ‫‬الصحيـة‬‪‭‬للمــرىض‬‪‭‬مـن‬‪‭‬التشــخيص‬‪‭‬ومـن‬‪‭‬أمثلـة‬‪‭‬ذلـك‪‭‬‬ ‫ىل‪‭‬اخـــراع‬‪‭‬جهـــاز‬‪‭‬اصطناعـــي‬‪‭‬ملســـاعدة‪‭‬‬ ‫‬التوصـــل‬‪‭‬إ ‬‬ ‫‬مريــض‬‪‭‬الرئــة‬‪‭‬ويع ــرف‬‪‭‬بالرئــة‬‪‭‬االصطناعيــة‬‪‭‬حيــث‪‭‬‬ ‫‬يتـم‬‪‭‬زراعتـه‬‪‭‬يف‬‪‭‬الجسـم‬‪‭‬ليحـل‬‪‭‬محـل‬‪‭‬الرئـة‬‪‭‬البيولوجية‪‭‬‬ ‫‬وهـو‬‪‭‬جهــاز‬‪‭‬مصمـم‬‪‭‬للقيــام‬‪‭‬بوظائـف‬‪‭‬الرئتـن‬‪‭‬لفرتات‪‭‬‬

‫‬طويلـة‬‪‭‬مـن‬‪‭‬الزمـن‬‪‭‬وليـس‬‪‭‬لفــرات‬‪‭‬مؤقتـة‬ ‪‭،‬وتشــك ‪‭‬ل‬ ‫‬أحــدث‬‪‭‬التطــورات‬‪‭‬يف‬‪‭‬هــذا‬‪‭‬املجــال‬‪‭‬عـى‬‪‭‬جهاز‬‪‭‬يســتخد ‪‭‬م‬ ‫‬األلي ــاف‬‪‭‬املجوفــة‬‪‭‬الصغ ــر ‬ة‪‭‬وق ــو ‬ة‪‭‬الضــخ‬‪‭‬الخاصــة‪‭‬‬ ‫‬بالقلـــب‬‪‭‬لتزويـــد‬‪‭‬الـــدم‬‪‭‬باألكســـجني‬‪‭‬وقـــ ‬د‪‭‬يلـــزم‪‭‬‬ ‫‬تركيـــب‬‪‭‬الجهـــاز‬‪‭‬الرئـــوي‬‪‭‬االصطناعـــي‬‪‭‬ألي‬‪‭‬إنســـان‪‭‬‬ ‫‬إذا‬‪‭‬أصيبــت‬‪‭‬رئت ــاه‬‪‭‬بم ــرض‬‪‭‬أو‬‪‭‬تعرضتــا‬‪‭‬للتلــف‬‪‭‬أو‬‪‭‬لــم‪‭‬‬ ‫‬تعــد‬‪‭‬هن ــاك‬‪‭‬إمكانيــة‬‪‭‬لعالجهمــا‬‪‭‬ومــن‬‪‭‬ه ــذا‬‪‭‬الس ــياق‪‭‬‬ ‫‬أجهــزة‬‪‭‬التنفـس‬‪‭‬التـي‬‪‭‬تســاعد‬‪‭‬يف‬‪‭‬املستشــفيات‬‪‭‬يف‬‪‭‬وباء‪‭‬‬ ‫‬وجائحـــة‬‪‭‬كورونـــا‬‪‭‬وأجهـــزة‬‪‭‬التنفـــس‬‪‭‬يف‬‪‭‬غـــرف‪‭‬‬ ‫‬العناية‬‪‭‬الفائق ـ ‬ة‪‭‬لبعض‬‪‭‬الحاالت‬‪‭.‬‬

‫ت‪‭‬األشيــاء‬ ‫انتـرنـ ‬‬

‫‪Internet of thing‬‬

‫‪‬‭‬مــن‪‬‭‬بــن‪‬‭‬االخرتاعــات‪‬‭‬الحديثــة‪‬‭‬مــا‪‭‬‬ ‫‬يعتمــد‪‬‭‬عــى‪‬‭‬الــذكاء‪‬‭‬االصطناعــي‪‬‭‬وأجهــز ‪‭‬ة‬ ‫‬االستشــعا ‪‭‬ر‬أو‪‬‭‬مــ ‪‭‬ا‬يعــرف‪‬‭‬باســم‪‬ ‭‬‮»‬إنرتنــت‪‭‬‬ ‫‬األشــياء‮‬وهـو‪‬‭‬مصطلـح‪‬‭‬بــرز‪‬‭‬حديثـ ‪‭‬ا ً‬يقصـد‪‭‬‬ ‫‬بــه‪‬‭‬التفاهــم‪‬‭‬بــن‪‬‭‬األجهــزة‪‬‭‬املرتابطــة‪‬‭‬مــع‪‭‬‬ ‫‬بعضهـا‪‬ ‭‬‮«‬عـر‪‬‭‬بروتوكــول‪‬‭‬االنرتنـت‮‬‪‬‭‬وتشــمل‪‭‬‬ ‫‬هــذه‪‬‭‬األجهــزة‪‬‭‬واملستشــعرات‪‬‭‬والحساســات‪‭‬‬ ‫‬وأدوات‪‬‭‬الــذكاء‪‬‭‬االصطناع ـي‪‬‭‬املختلف ـة‪‬‬‭‬ولق ـد‪‭‬‬ ‫‬ســاهمت‬تقنيــات‪‬‭‬انرتنـت‪‬‭‬األشــياء‪‬‭‬يف‪‬‭‬مجــال‪‭‬‬ ‫‬الرعايـة‪‬‭‬الصحيـة‪‬‭‬يف‪‬‭‬تحسـن‪‬‭‬العمـل‪‬‭‬اليومـي‪‭‬‬ ‫يف‬املستشــفيات‪‬‭‬الســيما‪‬‭‬يف‪‬‭‬رعايــة‪‬‭‬املــرىض‪‭‬‬ ‫‬‪‭‬‬ ‫‬ويف‪‬‭‬هــذا‪‬‭‬اإلطــار‪‬‭‬تش ـر‪‬‭‬مؤسس ـة‪‬ ‭‬‮«‬جارتن ـر‮»‬‪‭‬‬ ‫‬العامليـة‪‬‭‬لألبحــاث‪‬‭‬أن‪‬‭‬يكــون‪‬‭‬مـا‪‬‭‬يزيـد‪‬‭‬عىل‪‭02‬‬ ‫‬مليــار‪‬‭‬متصـل‪‬‭‬يف‪‬‭‬عــام‪‬)‭0202‬( ‭‬وأن‪‬‭‬التوقعات‪‭‬و‬

‫‬أن‪‬‭‬تصــل‪‬‭‬قاعــدة‪‬‭‬االجهــزة‪‬‭‬الطبيــ ‪‭‬ة‬املــزودة‪‭‬‬ ‫‬بانرتن ـت‪‬‭‬األشــياء‪‬‭‬إىل‪‬ ‭‬‮«‬‪646‬‮»‬‪‬‭‬مليون ـا‪‬‭‬يف‪‬‭‬العــا ‪‭‬م‬ ‫ن‬ ‫‬نفســه‪‬‭‬مــا‪‬‭‬يعنــي‪‬ ‭‬أن‪‬‭‬القطــاع‪‬‭‬الطبــي‪‬‭‬مــ ‪‭‬‬ ‫‬املتوقـع‪‬‭‬أن‪‬‭‬يشــكل‪‬%‭52‬‭‬مـن‪‬‭‬ســوق‪‬‭‬انرتنـت‪‭‬‬ ‫‬االشــياء‪‬‭‬حيــث‪‬‭‬إنــه‪‬‭ToI‬‭‬يربــط‪‬‭‬أي‪‬‭‬جهــا ‪‭‬ز‬ ‫ك‬ ‫‬بجهــاز‪‬‭‬آخــر‪‬‭‬عــر‪‬‭‬االنرتنــت فيشــكل‬بذلــ ‪‭‬‬ ‫‬شــبكة‪‬‭‬عمالقـة‪‬‭‬مـن‪‬‭‬االشــياء‪‬‭‬املتصلـة‪‬‭‬التـي‪‭‬‬ ‫‬تشــمل‪‬‭‬عالقــات‪‬‭‬متصلـة‪‬‭‬بـن‪‬‭‬النــاس‪‬‭‬والناس‪‭‬‬ ‫‬أو‪‬‭‬بــن‪‬‭‬األشــياء‪‬‭‬واألشــياء‪‬‭‬هــذا‪‬‭‬التكامــل‪‬‭‬يف‪‭‬‬ ‫‬األجهــزة‪‬‭‬الطبي ـة‪‬‭‬وتواف ـر‪‬‭‬االمكانــات‪‬‭‬لتبــادل‪‭‬‬ ‫ىل‬ ‫‬البيانــات‪‬‭‬كان‪‬‭‬لـه‪‬‭‬الــدور‪‬‭‬املهـم‪‬‭‬يف‪‬‭‬الحفاظ‪‬‭‬ع ‪‭‬‬ ‫‬ســامة‪‬‭‬املرىض‪‬‭‬وصحتهـم‪‬‭‬إضافة‪‬‭‬إىل‪‬‭‬تحسـن‪‭‬‬ ‫‬كيفيــة‪‬‭‬تقديــم‪‬‭‬األطبــاء‪‬‭‬للدعايــة‪ ‭‬و‬تعزيــز‪‭‬‬ ‫‬مشــاركة‪‬‭‬املــرىض‪‬‭‬ورضاه ـم‪‬‭‬وتســتخدم‪‬‭‬هذه‪‭‬‬ ‫‬التكنولوجيــا‪‬‭‬لتحديــد‪‬‭‬املشــاكل‪‬‭‬الصحيــة‪‭‬‬ ‫‬ورصـد‪‬‭‬أنماط‪‬‭‬معــدل‪‬‭‬رضبات‪‬‭‬القلـب‪‬‭‬والنبض‪‭‬‬ ‫ى‬ ‫‬والحرارة‪‬‭‬والجهاز‪‬‭‬الهضمي‪‬‭‬والضغط‪‬‭‬ومستو ‪‭‬‬ ‫‬الســكري‪‬‭‬بالد ‪‭‬م‪‬.‬‬ ‫‪‬-‭‬وكذل ـك‪‬‭‬تســاعد‪‬‭‬يف‪‬‭‬تشــخيص‪‬‭‬الحــاالت‪‭‬‬ ‫‬الصحيــة‪‬‭‬وإمكانيــة‪‬‭‬إرســال‪‬‭‬املعلومــات‪‬‭‬إىل‪‭‬‬

‫‬الطبيــب‪‬‭‬لتحليلهــا‪‬‭‬واتخــا ‪‭‬ذ‬اإلجــراء‪‬‭‬الطبــ ‪‭‬‬ ‫ي‬ ‫‬املناســب‪‬‭‬هــذه‪‬‭‬األجهــزة‪‬‭‬املتصلــة‪‬‭‬تأخــ ‪‭‬ذ‬ ‫‬البيانــات‪‬‭‬الحيويـة‪‬‭‬بالجسـم‪‬‭‬عـى‪‬‭‬مــدار‪‬‭‬اليو ‪‭‬م‬ ‫ب‬ ‫‬ليتــم‪‬‭‬نقلهــا‪‬‭‬الســلكي ‪‭‬ا ً‬إىل‪‬‭‬أجهــزة‪‬‭‬الطبيــ ‪‭‬‬ ‫‬مثـل‪‬‭‬الكمبيوتـر‪‬‭‬والهاتـف‪‬‭‬الذكـي‪‬.. .‭‬وهنــاك‪‭‬‬ ‫‬العديــد‪‬‭‬مــن‪‬‭‬التطبيقــات‪‬‭‬النرتنــت‪‬‭‬االشــيا ‪‭‬ء‬ ‫‬وهـي‪‬: ‭‬‬ ‫‪‬-‭‬التحكم‪‬‭‬بأجهزة‪‬‭‬االستشعار‪‬‭‬الذكية‪‬.‭‬‬ ‫ىل‬ ‫‪‬-‭‬نقــل‪‬‭‬بيانــات‪‬‭‬املريــض‪‬‭‬مــن‪‬‭‬املنــزل‪‬‭‬إ ‪‭‬‬ ‫ى‪‬.‬‬ ‫‬العيــادة‪‬‭‬أو‪‬‭‬املستشــف ‪‭‬‬ ‫‪‬-‭‬تكامــل‪‬‭‬األجهــزة‪‬‭‬الطبيــة‪‬‭‬وإمكانيــات‪‭‬‬ ‫‬تبــادل‪‬‭‬البيانات‪‬‭‬فيم ـا‪‬‭‬بينها‪‬.‭‬‬ ‫‪‬-‭‬تحسني‪‬‭‬طرق‪‬‭‬تقديم‪‬‭‬األطباء‪‬‭‬للرعاية‪‬.‭‬‬ ‫‪‬-‭‬تعزيــز‪‬‭‬مشــاركة‪‬‭‬املــرىض‪‬‭‬وتفاعلهــم‪‭‬‬ ‫‬م ـع‪‬‭‬األطبــا ‪‭‬ء‪‬.‬‬ ‫‪‬-‭‬إدارة‪‬‭‬أجهزة‪‬‭‬متعددة‪‬.‭‬‬ ‫‪‬-‭‬تشــخيص‪‬‭‬أكثـر‪‬‭‬دقـة‪‬‭‬ورصـد‪‬‭‬رضبــات‪‭‬‬ ‫‬القلــب‪‬‭،‬مســتوى‪‬‭‬الســكري‪‬‭،‬‭‬ضغــط‪‬ ‭‬الــد ‪‭‬م‬ ‫‬ومشــاكل‪‬‭‬جهــاز‪‬‭‬الهض ـم‪‬‭‬وإمكاني ـة‪‬‭‬إرســال‪‭‬‬ ‫ب‪‬.‬‬ ‫‬املعلومــات‪‬‭‬إىل‪‬‭‬الطبيــ ‪‭‬‬

‫زراعة صاعق يخفف آالم الظهر المزمنة‬ ‫توصــل العلمــاء الربيطانيــون إىل فكــرة‬ ‫مبتكــرة لعــاج ألــم الظهــر املزمــن تجعــل‬ ‫املريــض يشــعر بالراحــة مــن خــال غــرس‬ ‫صاعــق يف الجســم بطريقــة مشــابهة لجهــاز‬ ‫تنظيــم رضبــات القلــب يصــدر طنينــا‬ ‫للعضــات مرتــن يوميــا ً مــن خــال نبضــات‬ ‫كهربائيــة ‪ ..‬وتقــوم الفكــرة عــى إســتخدام‬ ‫أقطــاب كهربائيــة لربــط فــرع مــن العصــب‬ ‫الشــوكي القريــب مــن الفقــرة ‪ L2‬لجعــل‬ ‫العضلــة القطنيــة املتعــددة األوتــار تنضغــط‬ ‫بشــكل متكــرر وهــو مايمكــن أن يخفــف األلــم‬ ‫عــى املــدى الطويــل مــن خــال شــحذ التحكــم‬ ‫يف حركــة أســفل الظهــر ‪.‬‬ ‫وقــد أثبتــت الفكــرة نجاحــا ً فعليــا‬ ‫عــى مــدى عــام مــن التجربــة عــى مــرىض‬ ‫متطوعــن شــعروا بتحســن كبــر يف آالمهــم‬

‫‪74‬‬

‫وعجزهــم ونوعيــة حياتهــم ويقــول‬ ‫األطبــاء إنــه بعــد ثــاث أو أربــع‬ ‫ســنوات مــن تركيــب الجهــاز‬ ‫الــذي اليتداخــل بشــكل كبــر‬ ‫مــع األنشــطة اليوميــة‬ ‫ينبغــي أن تكــون عضــات‬ ‫املــرىض قــد قويــت‬ ‫للتوقــف عــن العــاج ‪..‬‬ ‫ويشــار إىل أن آالم الظهــر‬ ‫هــي أكــر ســبب لإلعاقــة‬ ‫يف العالــم وجــرت الدراســة‬ ‫يف بريطانيــا فكانــت‬ ‫النتائــج بــأن حــوايل ‪% 1.7‬‬ ‫أي حــوايل نحــو عــر الســكان‬ ‫يف اململكة املتحدة‬ ‫هم من يعانون من ألم الظهر ‪.‬‬


‫رياضة‬

‫األهلي طرابلس‬

‫إشراف ‪ :‬كمال الدريك‬

‫فى انتظار‬ ‫منافسه‬ ‫القادم‬

‫النصر يجدد الحوار‬

‫مع بلوزداد‬

‫واألهلي ب في رابع‬

‫مواجهة‬ ‫ليبية أثيوبية‬

‫زوبي‬

‫دوري‬ ‫الطائرة‬ ‫ينطلق في‬ ‫موعده‬

‫االتحاد في أول لقاء‬

‫بممثل الكرة‬ ‫الصومالية‬

‫فــرحات سالـم‬

‫كمال الدريك‬

‫م‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ألجيال‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د‬ ‫ث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫جـــ‬ ‫إقالة الرئيس!‬ ‫كثـر الحديـث ىف اآلونـة األخيرة عـن‬ ‫املختنقـات التـى تواجه الكرة الليبيـة وتأثريها‬ ‫محليـا وخارجيا على واقع النتائـج املتواضعة‬ ‫ملنتخبنـا ىف االسـتحقاقات األفريقيـة‪ .‬وفسر‬ ‫البعـض أسـباب ذلـك بضعـف األداء والفوىض‬ ‫اإلداريـة التى تصاحـب عمل اتحـاد الكرة منذ‬ ‫انتخابـه حتـى اآلن‪...‬وكان البعـض قـد نـادى‬ ‫يف البدايـة بضرورة تصحيـح مسـار الرياضة‬ ‫مـن خلال انتخـاب عنـارص بديلـة تمتلـك‬ ‫القـدرة واالحرتافية يف تسـيري العمـل الرياىض‬ ‫للنهـوض بالكـرة الليبيـة مـن سـباتها‪ ،‬األمر‬ ‫الـذى دعا‪ ،‬يف ذلك الوقت‪ ،‬النائـب األول وأعضاء‬ ‫االتحـاد إىل عقـد جلسـة طارئـة دون حضـور‬ ‫الرئيـس‪ ،‬وتحميـل كل اإلخفاقـات واملشـاكل‬ ‫التـى تعصـف باتحـاد الكـرة على الرئيـس‬ ‫املنتخـب‪ ،‬وقرروا حجـب الثقة عـن الجعفري‪،‬‬ ‫بصفتـه رئيسـا لالتحـاد‪ ،‬وتكليـف نائبـه عبد‬ ‫الحكيم الشـلمانى بـإدارة االتحـاد حتى موعد‬

‫انتخـاب بديل‪ ،‬ىف سـابقة هـي األوىل من نوعها‬ ‫ىف تاريـخ الرياضـة الليبية‪ ..‬لقـد تناىس املكتب‬ ‫التنفيـذي باقرتافـه هذه السـابقة أنـه رشيك‪،‬‬ ‫وجـزء ال يتجـزأ مـن هـذا التخبـط‪ ،‬بكونـه‬ ‫مكتبـا تنفيذيـا يتكون مـن أعضـاء منتخبني‪،‬‬ ‫وكان األوىل تحملهـم املسـؤولية‪ ،‬واإلعلان عن‬ ‫اسـتقالتهم الجماعيـة بـدال من عقـد اجتماع‬ ‫للجمعيـة العموميـة‪ ،‬والتـي بدورهـا قامـت‬ ‫بتزكيتهم السـتكمال املشـوار يف غياب الرئيس‬ ‫املقـال مـن فريقه‪..،‬وبعـد أقـل مـن شـهرين‬ ‫صوبـت الكـرة مـن جديـد إىل مرمـى االتحـاد‬ ‫الحـايل الذي وجهـت لرئيسـه املكلـف وفريقه‬ ‫التنفيـذي‪ ،‬تهـم التقصري ىف ظـل توقف الدوري‬ ‫ملسـابقتي املمتـاز والدرجـة األوىل‪ ،‬وعجزه عن‬ ‫سـداد التزاماتـه املاديـة للمدربين املحليين‪،‬‬ ‫وغريهم‪..‬ولهـذا تنـادت أصـوات أخـرى مـن‬ ‫املنطقتين الغربيـة والرشقيـة‪ ،‬مطالبـة بعقد‬ ‫اجتمـاع للجمعيـة العموميـة‪ ،‬وانتخاب رئيس‬

‫ـ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫د‬

‫بديـل وأعضـاء آخريـن‪ ،‬وحيـال هـذا األمـر‬ ‫أعلـن الشـلمانى عـن مشروع إقامـة الدوري‬ ‫ملسـابقتي املمتـاز والدرجة األوىل‪ ،‬ليجد نفسـه‬ ‫ىف قبضـة كماشـة أخـرى‪ ،‬وانقسـام آخـر‪،‬‬ ‫بني مؤيـد ومعـارض للدورى!‪..‬املشـهد يتكرر‬ ‫ىف أكثـر مـن مناسـبة ليعـود بنـا إىل املربـع‬ ‫األول‪ ،‬خصوصـا بعـد النتائـج املخيبـة لآلمال‬ ‫للمنتخـب‪ ،‬وخسـارته أمـام غينيا اإلسـتوائية‬ ‫يف مناسـبتني ذهابـا وإيابـا‪ ،‬ضمن منافسـات‬ ‫بطولـة أمـم إفريقيـا‪ ،‬نتيجـة التخبـط‬ ‫املسـترشي ىف أروقـة االتحـاد املوقـر‪ ،‬بجانـب‬ ‫االسـتعدادات املتواضعـة للفريـق الوطنـي‪.‬‬ ‫ورغـم إعالن االتحـاد عن انطلاق الدوري‬ ‫يف ينايـر مطلـع العام القـادم‪ ،‬ودعـوة أعضاء‬ ‫الجمعيـة العمومية لالجتماع يوم ‪ 22‬ديسـمرب‬ ‫الجـاري‪ ،‬إال أن املهتمين بالشـأن الريـايض‬ ‫الزالـوا يصرون على رضورة انتخـاب اتحـاد‬ ‫جديـد لتصحيـح مسـار الرياضة!‪.‬‬


‫سيــرة‬

‫فرحـات سالم‬

‫مدرب األجيال ورائد ثورة التجديـــــ‬ ‫يعد‬

‫المدرب الوطنى فرحات‬

‫سالم أحد أبرز وأهم األسماء‪،‬‬ ‫والخبرات التدريبية الكبيرة‪،‬‬ ‫على صعيد كرة القدم الليبية‪.‬‬

‫تولى تدريب عدد كبير من فرقنا‬ ‫المحلية‪ ،‬وحقق معها نجاحات‬ ‫كبيرة‪ ،‬وقاد بعض الفرق المحلية‬ ‫إلى منصات التتويج‪ ،‬وساهم‬ ‫فى صعود فرق أخرى إلى‬ ‫مالعب دوري األضواء‪ ،‬وهو من‬ ‫أكثر المدربين المحليين الذين‬ ‫عملوا بالمنتخبات‪ ،‬حيث عمل‬ ‫تارة مدربا‪ ،‬وتارة مدربا مساعدا‪،‬‬ ‫وعاصر أجياال‪ ،‬وقدم لمالعبنا‬ ‫المحلية نجوما وأسماء كبيرة‪.‬‬

‫زين العابدين بركان‬

‫توج باأللقاب مع‬ ‫المدينة واألهلي ط‬ ‫وساهــم فــي‬ ‫صعود فــرق إلـى‬

‫دوري‬ ‫األضواء‬

‫‪76‬‬

‫البداية‬

‫بــدأت حكايــة وقصــة املــدرب‬ ‫الوطنــى فرحــات ســالم‪ ،‬عميــد املدربــن‬ ‫املحليــن‪ ،‬مــع كــرة القــدم عــام‬ ‫‪ 1958‬مــع فريــق االهــى بطرابلــس‪،‬‬ ‫واســتمرت مســرته كالعــب حتــى عــام‬ ‫‪ ،1963‬حيــث ارشف عــى تدريبــه ىف هذه‬ ‫املرحلــة املــدرب الوطنــى الراحــل حســن‬ ‫االمــر‪ ،‬ويذكــر فرحــات ســالم الالعــب‬ ‫ابــرز الالعبــن الذيــن كانــوا معــه ىف‬ ‫تلــك املرحلــة املبكــرة‪ ،‬وابرزهــم ســعد‬ ‫الرستــاوى‪ ،‬ومحمــد وريــث‪ ،‬والصديــق‬ ‫البســكى‪ ،‬ويوســف الشــح‪ ،‬ومختــار‬ ‫الســكاىل ‪،‬لينتقــل بعدهــا فرحــات‬ ‫ســالم للعــب ضمــن صفــوف فريــق‬ ‫بــاب البحــر‪ ،‬ثــم تحــول بعدهــا لفريــق‬ ‫الجزيــرة بــزواره الــذى كان محطتــه‬ ‫الكرويــة الثالثــة قبــل ان يعتــزل ويغادر‬ ‫املالعــب بهــدوء عــام ‪.1968‬‬ ‫رحلة تدريبية مبكرة‬

‫بــدأت رحلــة فرحــات ســالم يف‬ ‫مجــال التدريــب ىف وقــت ومرحلــة‬ ‫مبكــرة‪ ،‬كمــدرب لفريــق أشــبال األهــى‬ ‫بطرابلــس‪ ،‬ويذكــر العديــد مــن النجــوم‬ ‫الذيــن أرشف عــى تدريبهــم‪ ،‬وهــم‬ ‫مخلــوف املــروك‪ ،‬وحســن الجدايمــى‪،‬‬

‫ورضــا الســنوىس‪ ،‬ووجــدى ســعيد‪،‬‬ ‫وجمــال العزابــى‪ ،‬ومصطفــى الحــارس‪،‬‬ ‫وجمــال ابونــوارة‪ ،‬وصالــح صولــة‪،‬‬ ‫وناجــى وعيــاد القــاىض‪ ،‬كمــا تــوىل‬ ‫تدريــب فريــق االحتياطــى بالنــادى‬ ‫االهــى بطرابلــس‪ ،‬و اســتعانت بهــإدارة‬ ‫النــادى األهــى بطرابلــس كمــدرب‬ ‫للفريــق األول ضمــن الجهــاز الفنــى‬ ‫للفريــق‪ ،‬برفقــة املــدرب الرومانــى‬ ‫تيتــوس‪ ،‬كمــا أرشف عــى تدريــب‬ ‫الفريــق بمفــرده للعديــد مــن املباريــات‪،‬‬ ‫ثــم مدربــا مســاعدا مــع املــدرب‬ ‫اليوغســاىف بافــى عــام ‪، 1974‬وخــال‬ ‫تلــك املرحلــة ســاهم ىف اكتشــاف‬ ‫وتقديــم العديــد مــن النجــوم واألســماء‬ ‫البــارزة‪.‬‬ ‫مدرب للمنتخبات‬

‫وىف عــام ‪ 1975‬شــارك املــدرب‬ ‫املخــرم فرحــات ســالم ىف أول دورة‬ ‫تدريبيــة تأهيليــة باملجــر رفقــة زميلــه‬ ‫املــدرب محمــد الخمــى ملــدة ســتة‬ ‫أشــهر‪ ،‬ثــم أرشف ألول مــرة عــى تدريب‬ ‫املنتخــب الليبــى للشــباب عــام ‪1975‬‬ ‫خــال مشــاركته ىف بطولــة كأس العــرب‬ ‫للشــباب بالعــراق‪ ،‬وضــم الفريــق وقتها‬ ‫العديــد مــن األســماء البــارزة‪ ،‬أمثــال‬


‫ــــــــد‬ ‫أحمــد الفــاح‪ ،‬وصــاح الفيتــورى‬ ‫‪،‬وعــى رمضــان القوبــو‪ ،‬وعبــد الفتــاح‬ ‫الفرجانــى‪ ،‬وعيــى مخلــوف‪ ،‬وعــى‬ ‫امليــار‪ ،‬وصالــح صولــة‪ ،‬وعيــى‬ ‫الصــارى‪ ،‬وعبــد اللــه ناصــوف‪ ،‬وبشــر‬ ‫غريبــة‪ ،‬والرشيــف العقــورى‪.‬‬ ‫قائد ثورة التجديد مع برادلى‬

‫ثــم مــع مجــيء وقــدوم املــدرب‬ ‫االنجليــزى (رون بــرادىل) تــم تكليفــه‬ ‫بالعمــل معــه كمــدرب مســاعد‪ ،‬وكان‬ ‫فرحــات شــاهدا عــى ثــورة التغيــر‬ ‫والتجديــد‪ ،‬والنقلــة والقفــزة الكبــرة‬ ‫التــى طــرأت عــى مســتوى املنتخــب‬ ‫الليبــى عقــب إقصــاءه مــن تصفيــات‬ ‫بطولــة كاس العالــم عــام ‪ 1976‬أمــام‬ ‫املنتخــب الجزائــرى‪ ،‬وكان وقتهــا عــى‬ ‫الزقــوزى مدربــا للفريــق‪ ،‬ونهايــة جيل‬ ‫العمالقــة الذيــن كان الكثــر منهــم‬ ‫عــى أعتــاب االعتــزال‪ ،‬وهــو جيــل‬ ‫الهاشــمى البهلــول‪ ،‬وســعد الفزانــى‪،‬‬ ‫وعــى مرســال‪ ،‬والتهامــى وعــى محمد‬ ‫‪،‬وعــى االســود‪ ،‬وحســن الرشيــف‪،‬‬ ‫حيــث تــم تجديــد الفريــق وضــخ دمــاء‬ ‫شــابة واعــدة بــن صفوفــه‪ ،‬والقيــام‬ ‫بعمليــة اإلحــال والتبديــل بإتاحــة‬ ‫الفرصــة أمــام جيــل جديــد مــع اإلبقاء‬ ‫عــى عنــارص قليلــة مــن أصحــاب‬ ‫الخــرة والتجربــة امثــال الفيتــورى‬ ‫رجــب قائــد الفريــق‪ ،‬واملهاجــم بشــر‬

‫الريانــى‪ ،‬حيــث خــاض الفريــق العديــد‬ ‫مــن املعســكرات التدريبيــة ىف ســوريا‪،‬‬ ‫وايطاليــا‪ ،‬وبلغاريا‪،‬ثــم شــارك الفريــق‬ ‫ىف دورة مارديــكا بماليزيــا‪ ،‬وأحــرز‬ ‫منتخبنــا القــادة الذهبيــة بالــدور‬ ‫املدرســية بطرابلــس عــام ‪ 77‬عقــب‬ ‫فــوزه ىف املبــاراة النهائيــة عــى منتخــب‬ ‫الكويــت بهــدف لصفــر‪ ،‬وشــهدت‬ ‫هــذه البطولــة بدايــة تألــق وبــروز‬ ‫الجيــل الجديــد‪ ،‬جيــل ابوبكــر بانــى‪،‬‬ ‫وصالــح صولــة‪ ،‬وفــوزى العيســاوى‪،‬‬ ‫ونــارص بلحــاج ‪،‬والعائــب‪ ،‬واملرحــوم‬ ‫محمــد حســن‪ ،‬وعزالديــن بســيكرى‪،‬‬ ‫وجمعــة الشوشــان‪ ،‬ويوســف‬ ‫الشوشــان‪ ،‬وســعيد الشوشــان‪،‬‬ ‫وغريهــم‪ ،‬واســتغرق إعــداد هــذا‬ ‫الفريــق وتطويــره وقتــا طويــا‪،‬‬ ‫وحقــق نتائــج ونجاحــات باهــرة عــى‬ ‫مختلــف الواجهــات والتصفيــات لعــل‬ ‫أبرزهــا إقصــاءه للمنتخــب التونــى‬ ‫ىف مناســبتني مختلفتــن ضمــن‬ ‫تصفيــات دورة األلعــاب‬ ‫األفريقيــة وتصفيــات‬ ‫أوملبيــاد موســكو‪،‬‬ ‫و ا ســتمر ت‬ ‫بتــه‬ ‫تجر‬ ‫كمــدرب مســاعد‬ ‫مــع املــدرب‬ ‫اإلنجليــزى (رون‬

‫قاد ثورة التجديد‬ ‫والنقلة الكبيـــرة‬ ‫لمنتخبنا الوطنـي‬ ‫رفقة اإلنجليزي برادلي‬

‫بــرادىل) حتــى عــام ‪ ،1980‬ثــم عــاد من‬ ‫جديــد للمنتخــب الليبــى مــع جيــل آخر‬ ‫عقــب انتهــاء منافســات بطولــة أمــم‬ ‫أفريقيــا بليبيــا عــام ‪ ،1982‬عندمــا‬ ‫عــاد بعــد رحيــل املــدرب املجــرى(‬ ‫بيــا) ىف‬ ‫عــام‬


‫‪ ،1983‬وتــم تكليفــه كمــدرب مؤقــت‬ ‫للفريــق الوطنــى‪ ،‬ثــم مــدرب مســاعد‬ ‫للمــدرب الرومانــى (مانوالكــى)‪،‬‬ ‫كمــا عمــل مدربــا مســاعدا لعــدد‬ ‫مــن املدربــن املحليــن خــال أواخــر‬ ‫الثمانينــات والتســعينات‪ ،‬أمثــال‬ ‫محمــد الخمــى ‪،‬وأحمــد بــن صويــد‪،‬‬ ‫وعبــد الجليــل الحشــانى‪ ،‬ويف اخــر مرة‬ ‫ســجل فيهــا تواجــده ضمــن الجهــاز‬ ‫الفنــى ملنتخبنــا الوطنــى كانــت عــام‬ ‫‪ 2000‬كمــدرب مســاعد برفقــة املــدرب‬ ‫الوطنــى( محمــد الخمــى)‬ ‫منصات التتويج‬

‫وعــى صعيــد األنديــة‪ ،‬فقــد تــوىل‬ ‫املــدرب فرحــات ســالم مهمــة تدريــب‬ ‫أغلــب فرقنــا املحليــة‪ ،‬حيــث ســاهم ىف‬ ‫تتويــج وقيــادة فريــق املدينــة بلقــب‬ ‫بطولــة الــدورى الليبــى لكــرة القــدم ىف‬ ‫املوســم الريــاىض ‪ 83 – 82‬عقــب فــوزه‬ ‫ىف املبــاراة النهائيــة الشــهرية عــى فريق‬ ‫األهــى بطرابلــس بهدفــن لهــدف كمــا‬ ‫أحــرز بطولــة كأس اإلنتفاضــة مــع‬ ‫فريــق املدينــة عــام ‪ ،1990‬وتــوج مــع‬ ‫فريقــه األهــى بطرابلــس ببطولتــن ىف‬ ‫منتصــف التســعينات عــى مســتوى‬ ‫بطولــة الــدورى الليبــى كمديــر فنــى‬

‫شارك في الكثير من الدورات‬ ‫التأهيلية ومن أكثر المدربين‬ ‫حضور ًا بإشراف االتحاد األفريقي‬ ‫برفقــة املدربــن التشــيكى (اوتــكار)‬ ‫والبلغــارى (بوريــس اتاســوف)‪،‬‬ ‫كمــا تــوج مــع األهــى طرابلــس‬ ‫بالعديــد مــن األلقــاب والبطــوالت‬ ‫عــى مســتوى األشــبال واألواســط‪،‬‬ ‫كمــا أحــرز بطولــة كأس ليبيــا مــع‬ ‫األهــى بطرابلــس عــام ‪ 94‬وعــام ‪2001‬‬ ‫‪،‬وبطولــة األواســط عــى مســتوى‬ ‫ليبيــا عــام ‪، 2001‬وتــوىل تدريــب فريــق‬ ‫اإلتحــاد لفئــة األواســط‪ ،‬ثــم مدربــا‬ ‫مســاعدا بالفريــق األول بنــادى اإلتحــاد‬ ‫‪،‬ومــدرب أول عــام ‪ ،2009‬وســاهم‬ ‫ىف صعــود فريــق املجــد لــدورى‬ ‫األضــواء ‪،‬والجزيــرة ‪،‬واملســتقبل‪،‬‬ ‫ورفيــق‪ ،‬والشــباب العربــى‪ ،‬والريمــوك‪،‬‬ ‫والظهــرة‪ ،‬واملحلــة‪ ،‬ومنتخــب الشــباب‪،‬‬

‫واملنتخــب العســكرى‪.‬‬

‫دورات تدريبية‬

‫شــارك فرحــات ســالم ىف الكثــر من‬ ‫الــدورات التدريبيــة التأهيليــة‪ ،‬وهــو منــأ‬ ‫كثــر املدربــن املحليــن حضورا للــدورات‬ ‫بــإرشاف اإلتحــاد األفريقــى (الــكاف)‪،‬‬ ‫واإلتحــاد الــدوىل (الفيفــا )‪،‬حيــث شــارك‬ ‫ىف خمــس دورات دوليــة ســنوية متتاليــة‬ ‫بالربازيــل كمرتجــم‪ ،‬ومنســق للــدورات‪،‬‬ ‫بمشــاركة كبــار املدربــن العامليــن ىف‬ ‫الربازيــل‪ ،‬ومشــاهري التدريــب أمثــال‬ ‫زاغالــو‪ ،‬وتيــى ســانتانا‪ ،‬وايفرســتو‪،‬‬ ‫ولوبيــز‪ ،‬كمــا شــارك ىف العديــد مــن‬ ‫الــدورات التأهيليــة ىف املانيــا‪ ،‬واســبانيا‬ ‫‪،‬وتركيــا‪ ،‬وهــو محــارض معتمــد مــن‬ ‫(الــكاف)‪ ،‬و(الفيفــا)‪ ،‬وســبق أن ســجل‬ ‫حضــوره ومشــاركته ىف أربعــة مؤتمرات‬ ‫دوليــة‪ ،‬وعامليــة‪ ،‬بــإرشاف (الفيفــا) ىف‬ ‫كل مــن اســبانيا‪ ،‬والنمســا‪ ،‬وانجلــرا‪،‬‬ ‫واملانيــا‪ ،‬إىل جانــب إرشافــه عــى إقامــة‬ ‫العديــد مــن الــدورات التدريبيــة للمدربني‬ ‫املحليــن ىف مختلــف مــدن ليبيــا‪ ،‬وعملــه‬ ‫بالعديــد مــن اللجــان الفنيــة باإلتحــاد‬ ‫الليبــى لكــرة القــدم‬ ‫حكم معتمد فى سبع ألعاب‬

‫وإىل جانــب تخصصــه ىف كــرة‬ ‫القــدم كمــدرب ‪،‬وخبــر‪ ،‬ومستشــار‪،‬‬ ‫ومحــارض معتمد‪،‬فهــو مــدرس تربيــة‬ ‫بدينــة‪ ،‬وموجــه تربيــة بدينــة‪ ،‬وحكــم‬ ‫معتمــد رســميا ىف ســبع العــاب‪،‬‬ ‫ورياضــات فرديــة وجماعيــة‪ ،‬وهــى‬ ‫كــرة اليــد كحكــم دوىل إىل جانــب حكــم‬ ‫معتمــد رســميا ىف ألعــاب القــوى‪،‬‬ ‫والكــرة الطائــرة‪ ،‬وكــرة القــدم‪ ،‬وتنــس‬ ‫الطاولــة‪ ،‬والتنــس األرىض واملالكمــة‪.‬‬

‫‪78‬‬


‫مالعب‬ ‫تأهل مستحق لالتحاد‬

‫على حساب هورسيد‬

‫تغلــب فريــق االتحــاد عــى هورســيد‬ ‫الصومــايل‪ ،‬بنتيجــة ( صفــر ‪ ،)3‬يف اللقــاء‬ ‫الــدي احتضنــة ملعــب الســام يف القاهــرة‬ ‫مطلــع االســبوع املــايض لحســاب إيــاب‬ ‫الــدور التمهيــدي األول للكونفيدراليــة‬ ‫األفريقيــة‪ ..‬ودخــل االتحــاد رسيعــا يف أجــواء‬ ‫املبــاراة‪ ،‬وافتتــح التســجيل يف الدقيقــة‬ ‫الثانيــة عــر املهاجــم املخــرم محمــد‬ ‫زعبيــه‪.‬‬

‫ويف الشــوط الثانــي‪ ،‬ويف أول ملســة للبديــل‬ ‫يوســف كاره نجــح يف تســجيل الهــدف‬ ‫الثانــي بالدقيقــة (‪ ،)57‬بعــد تلقيــه تمريــرة‬ ‫مميــزه مــن عــي مــادي‪ ..‬وبعــد سلســله مــن‬ ‫التمريــرات يف الدقيقــه (‪ ،)85‬بــن زعبيــه‬ ‫وعمــران ســالم‪ ،‬نجــح األخــر يف وضــع‬ ‫الكــرة يف الشــباك معلنــا عــن الهــدف الثالــث‪.‬‬ ‫وكان االتحــاد قــد حقــق الفــوز ذهابــا‬ ‫بنتيجــة (‪ ،)4-1‬وســيكون الفريــق الليبــي‬

‫عــى موعــد مــع مواجهــة قويــة يف الــدور‬ ‫املقبــل‪ ،‬حــن يواجــه برياميــدز املــري‬ ‫بــدور الـــ‪.32‬‬ ‫ومــن املنتظــر أن يحــل برياميــدز‬ ‫ضيفــا عــى االتحــاد الليبــي أحــد يومــي‬ ‫‪ 22‬أو ‪ 23‬كانــون األول‪/‬ديســمرب الجــاري‬ ‫خــارج األرض‪ ،‬عــى أن تقــام مبــاراة اإليــاب‬ ‫بالقاهــرة أحــد يومــي ‪ 5‬أو ‪ 6‬كانــون الثانــى‪/‬‬ ‫ينايــر املقبــل‪.‬‬ ‫وكانــت قرعــة الــدور التمهيــدى قــد اعفــت‬ ‫فريــق االهــى بطرابلــس مــن خــوض مباريــات‬ ‫االدوار التمهيديــة االوىل وإمامــه متســع مــن‬ ‫الوقــت لإلعــداد والتحضــر وخــوض املزيــد‬ ‫مــن املباريــات التحضرييــة وســينتظر الفريــق‬ ‫املتأهــل مــن مباراتــى فريــق فاســيل كينيمــا‬ ‫االثيوبــى وفريــق االتحــاد املنســتريى واملتأهــل‬ ‫منهمــا ســيواجه فريــق االهــى طرابلــس‬ ‫ىف الــدور الثانــى لبطولــة الكونفدراليــة‬ ‫حيــث ســيدور لقــاء الذهــاب االول ىف الثالــث‬ ‫والعرشيــن مــن شــهر نوفمــر املقبــل بينمــا‬ ‫ســيدور لقــاء االيــاب الحاســم ىف الســادس مــن‬ ‫شــهر ينايــر املقبــل‪.‬‬

‫األهلي طرابلس‬

‫في انتظار‬

‫منافسه القادم‬

‫خروج مبكر للنصــــــــــــر‬ ‫من دوري أبطال أفريقيا‬

‫خــرج النــر الليبــي مبكــرا مــن دوري‬ ‫أبطــال أفريقيــا‪ ،‬عقــب خســارته االســبوع‬ ‫املــايض أمــام شــباب بلــوزداد الجزائــري‬ ‫بنتيجــة هدفــن دون رد عــى ملعــب بــرو‬ ‫ســبورت بالعاصمــة املرصيــة القاهــرة‪ ،‬يف‬ ‫ايــاب الــدور التمهيــدي للمســابقة‪.‬‬ ‫وانتهــى القــاء الذهــاب بتفــوق بلــوزداد‬ ‫أيضــا بنفــس النتيجــة‪ ،‬ليصبــح املجمــوع‬ ‫النهائــي (‪ )-0 4‬للفريــق الجزائــري‪.‬‬ ‫ســجل أهــداف بلــوزداد قــداد يف الدقيقــة‬ ‫‪17‬وصــاح فكــرون يف مرمــى فريقــه يف‬ ‫الوقــت بــدل الضائــع‪.‬‬ ‫الدقيقــة العــارشة شــهدت أول فرصــة‬ ‫للنــر بعــد تســديدة قويــة مــن عبــد اللــه‬ ‫الرشيــف‪ ،‬نجــح حــارس بلــوزداد يف التصــدي‬ ‫‪.‬وف الدقيقــه ‪ 13‬كاد فتحــي الطلحــي‬ ‫لهــا‪ِ .‬‬ ‫أن يتســبب بهــدف يف مرمــى فريقــه بعــد أن‬ ‫اخطــا يف اســتقبال كــرة مــن أحــد مدافعــي‬ ‫النــر‪.‬‬ ‫أول هــدف يف املبــاراة كان لبلــوزداد يف‬ ‫الدقيقــة ‪ 17‬برأســيه للمدافــع شــعيب قــداد‪.‬‬ ‫وكثــف النــر محاوالتــه يف الربــع‬ ‫ســاعة األخــر مــن الشــوط األول وكاد‬ ‫يتعــادل يف الدقيقــة ‪ 30‬بعــد تســدية مــن‬ ‫صــدام الورفــي‪ ،‬أبعدهــا حــارس بلــوزداد‬ ‫للركنيــة‪.‬‬

‫ازدادت متاعــب النــر الليبــي يف الدقيقة‬ ‫‪ 36‬بعــد طــرد الظهــر األيمــن للنــر فائــز‬ ‫الشــيخي باإلنــذار الثانــي‪.‬‬ ‫فرصــة التعديــل الحــت للنــر يف‬ ‫الدقيقــة ‪ 60‬بعــد حصولــه عــى ركلــة جــزاء‬ ‫أهدرهــا أحمــد الهــرام‪ ،‬بعــد تصــدي حــارس‬ ‫بلــوزداد لكرتــه برباعــة‪.‬‬ ‫وأضــاع بلــوزداد فرصــة مضاعفــة‬

‫النتيجــة‪ ،‬إثــر كــرة ألمــر ســعيود أبعدهــا‬ ‫الحــارس البديــل إســام الهــرام للركنيــة‪.‬‬ ‫وعــاد بلــوزداد لتهديــد مرمــى النــر يف‬ ‫الدقيقــة ‪ ،79‬لكــن املدافــع فكــرون نجــح يف‬ ‫إبعــاد كــرة الفريــق الحزائــري قبــل ولوجهــا‬ ‫للشــباك‪. .‬وجــاء الهــدف الثانــي لبلــوزداد‬ ‫يف الدقيقــة ‪ 92‬عــن طريــق الخطــأ ملدافــع‬ ‫النــر صــاح فكــرون‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫أخبار‬

‫الطائــرة‬

‫تحلق من جديد‬

‫بعـــد إعـــان االتحـــاد العـــام للكـــرة الطائـــرة عـــن موعـــد انطـــاق مســـابقاته يف الثلـــث األخـــر مـــن هـــذا الشـــهر‪ ،‬رشعـــت أغلـــب‬ ‫األنديـــة يف تدريباتهـــا اســـتعدادا للموســـم الريـــايض الجديـــد ‪ .. 21 - 20‬وتعتـــر لعبـــة الطائـــرة مـــن األلعـــاب التـــي تحظـــى بالشـــعبية‬ ‫واملتابعـــة املرموقـــة‪ ،‬كونهـــا إحـــدى االلعـــاب التـــي تتميـــز باإلثـــارة‪ ،‬والنديـــة‪ ،‬والتنافـــس بـــن األنديـــة‪.‬‬

‫البوسيفي‬ ‫رئيسا للمسابقات‬

‫وفقا لترسيبات شبه‬ ‫مؤكدة‪ ،‬تتجه النية إىل إسناد‬ ‫مهمة رئاسة لجنة املسابقات‬ ‫العامة لكرة القدم للسيد‬ ‫حسني البوسيفي‪ ،‬وهو من‬ ‫الكفاءات التي يشهد لها‬ ‫الجميع بحنكتها اإلدارية‬ ‫ونجاحه السابق يف إدارة هدا‬ ‫املنصب يف أكثر من مناسبة‬

‫‪80‬‬

‫الشلماني في ضيافة القنطري‬ ‫اجتم ــع الدكت ــور بش ــر القنظ ــري رئي ــس‬ ‫الهيئ ــة العام ــة للش ــباب والرياض ــة األس ــبوع‬ ‫املـــايض بالســـيد عبـــد الحكيـــم الشـــلماني‬ ‫رئيـــس االتحـــاد العـــام لكـــرة القـــدم‪..‬‬ ‫وتن ــاول االجتم ــاع جمل ــة م ــن املواضي ــع‪،‬‬ ‫اهمهـــا االســـتعانة بمـــدرب أجنبـــي لقيـــادة‬ ‫املنتخـــب الليبيـــي ىف استحقاقــــــــاته‬ ‫القادمـــة‪..‬‬ ‫إال أن هـــذا االجتمـــاع لـــم يســـفر عـــن‬ ‫نتائـــج نهائيـــة حـــول التعاقـــد مـــع املـــدرب‪،‬‬ ‫ويرجـــح أســـباب ذلـــك إىل عـــدة أســـباب‪،‬‬

‫أبرزهـــا القيمـــة املاليـــة التـــي تقـــدر ب ‪53‬‬ ‫ألـــف دوالر شـــهريا بخـــاف مســـتحقات‬ ‫الطاق ــم املصاح ــب ل ــه‪ ،‬واملرش ــح م ــن ط ــرف‬ ‫املـــدرب‪.‬‬ ‫كم ــا ت ــم التط ــرق خ ــال ه ــذا االجتم ــاع‬ ‫إىل نقـــاط مهمـــة‪ ،‬مـــن بينهـــا التجهيـــز‬ ‫الجتمـــاع الجمعيـــة العموميـــة التحـــاد‬ ‫الكـــرة‪ ،‬وتحديـــد مـــكان انعقـــاده‪ ،‬يف الوقـــت‬ ‫الـــذي تنـــادت فيـــه عديـــد األنديـــة برفضهـــا‬ ‫لحضـــور هـــذا االجتمـــاع املحـــدد يف الثانـــي‬ ‫والعرشيـــن مـــن هـــذا الشـــهر‬


‫تقرير‬

‫سان بيدرو‬

‫يعسكر في ليبيا‬

‫ويلتقي‬

‫أهلي طرابلس وديا ‪ ‬‬

‫أكــد املديــر الفنــي لســان بيــدرو اإليفــواري‪،‬‬ ‫التونــي‪ ،‬طــارق الجانــي‪ ،‬أن فريقــه اختــار اإلعــداد‬ ‫ملســابقة كأس الكونفيدراليــة بخــوض معســكر‬ ‫يف ليبيــا‪ ،‬يتخللــه مقابلتــن وديتــن مــع أهــي‬ ‫طرابلس‪.‬مشــرا يف يف ترصيــح تناولتــة إحــدى‬ ‫املواقــع الرياضيــة‪:‬‬ ‫«أنــه بعد خوضــه معســكرا يف غينيا االســتوائية‪،‬‬ ‫ولعــب مبــاراة وديــة ضــد فريــق فوتــورو كينجــس‪،‬‬ ‫ســيتحول الفريــق الحقــا إىل ليبيــا وســيواجه فريــق‬ ‫أهــي طرابلــس‪ ،‬وديــا يومــي ‪ 6 – 2‬مــن هــذا الشــهر‬ ‫بملعــب طرابلــس الدويل‪.‬‬ ‫مؤكــدا أن فريقــة والفريــق الليبــي لــن يلعبــا‬

‫الــدور التمهيــدي األول للمســابقة القاريــة‪ ،‬التــي‬ ‫يطمــح أن يذهــب فيهــا بعيــدا‪ ،‬وألجــل ذلــك‪ ،‬عــزز‬ ‫فريقــة بالهــداف الكامريونــي كيفــن اســيجا‪،‬‬ ‫ويوســف أومــارو‪ ،‬االعــب الــدويل النيجــري‪ ،‬والــدويل‬ ‫البوركينــي إيمانويــل زونجــو‪ ،‬كمــا انتــدب مــن‬ ‫تونــس الالعــب يوســف املــؤدب‪ ،‬الــذي يمتلــك‬ ‫إمكانــات طيبــة‪ ،‬ويــراه قــادرا عــى تقديــم‬ ‫اإلضافــة»‪.‬‬ ‫يذكــر أن مالــك نــادي ســان بيــدرو اإليفــواري‪،‬‬ ‫هــو رجــل األعمــال التونــي محمــد عــي حشيشــة‪،‬‬ ‫كمــا أن املديــر الريــايض لــه‪ ،‬هــو الالعــب الــدويل‬ ‫الســابق للرتجــي الريــايض‪ ،‬هيثــم عبيــد‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫إسالم شعائر أم ضمائر ‪ ..‬؟‬ ‫بالضبط ‪ 6236‬آية‪..‬لو أخذنا مجموع اآليات‬

‫الذين يرفعون اسعار السلع الغذائية‪،‬‬

‫التي تتناول العبادات‪ ،‬فسنكتشف أنها‬

‫واألدوية‪ ،‬ويحسبون الدوالر على قيمته‬

‫أقل من ‪ 130‬آية‪،‬‬

‫في السوق الموازي‪ ،‬رغم انهم حصلوا‬

‫اما اذا احصينا عدد اآليات التي تتعلق‬

‫عليه بالسعر الرسمي‪ ،‬هم مسلمين‪ ،‬وقد‬

‫باالخالق فسنصل إلى رقم ‪ 1500‬أية‪،‬‬

‫يسبقونك على الصف االول في الجامع‪.‬‬

‫يعني أننا أمام قرابة ربع آيات القرآن‬

‫الذين يطلبون من اصحاب المصانع‬

‫الكريم‪.‬‬

‫في الصين‪ ،‬كتابة صنع في ايطاليا‪ ،‬ثم‬

‫ولكن إذا سألنا أيا من الفقهاء عن نقائض‬

‫يمتنعون عن أكل اللحوم غير المذبوحة‬

‫الوضوء‪ ،‬أو مبطالت الصوم‪ ،‬فلن يأتي ال‬

‫على الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ألنها حرام‪ ،‬هم‬

‫على ذكر الغش‪ ،‬وال الكذب‪ ،‬وال السرقة‪.‬‬

‫مسلمين‪.‬‬

‫يعني قد يفتي لنا الفقيه بوجوب قضاء‬

‫الذين يقدمون الرشاوي لعناصر الجمارك‪،‬‬

‫يوم صيام افسدته ذبابة عابرة‪ ،‬وصلت‬

‫كي يدخلوا سلعا غير صالحة الستهالك‬

‫إلى الحلق ذات غفوة منا‪..‬وفي السياق‬

‫البشري‪ ،‬ويصومون رمضان‪ ،‬وستة ايام‬

‫نفسه سوف نسمع كل يوم مواعظ حول‬

‫من شوال‪ ،‬هم مسلمين‪.‬‬

‫ضرورة المحافظة على مواقيت الصالة‪،‬‬

‫الذين يديرون شبكات الفساد المالي‬

‫ولكن جميعنا ال يلتزم بمواعيد العمل‪ ،‬بما‬

‫والسياسي‪ ،‬على حساب معانات الناس‪،‬‬

‫في ذلك الواعظ‪.‬‬

‫وعذاباتهم‪ ،‬هم مسلمين‪ ،‬ينطقون‬

‫نحن في أمة هي أكثر من يستهلك‬

‫بالشهادتين‪ ،‬ويؤدون العمرة في‬

‫الساعات‪ ،‬وأكثر من يسرق الوقت‪ ،‬وأكثر‬

‫العشرة األواخر من كل رمضان‪.‬‬

‫من يخالف المواعيد‪.‬‬

‫الكل يقول لك ان الصالة تنهى عن‬

‫المنظومة الفقهية صعّبت علينا الدين‪،‬‬

‫الفحشاء والمنكر‪ ،‬ولكن في الواقع الحال‬

‫وحولته من عمل إلى علم‪ ،‬واختزلت‬

‫هي تساعد على ذلك‪..‬ألننا حولنا الدين‬

‫االسالم كله في العبادات‪ ،‬ولهذا جرى‬

‫إلى صالة وصوم وحج‪ ،‬ولم نحول هذه‬

‫إهدار البعد االخالقي‪ ،‬والمقاصدي‪.‬‬

‫العبادات إلى دين بمنظومته االخالقيا‪،‬‬

‫المشكلة ليست في الشعائر الدينية‪،‬‬

‫تأسيسًا على قول النبي (ص)‪“ :‬إنما‬

‫ولكنها في اختزال الدين االسالمي في‬

‫بعثت ألتمم مكارم األخالق”‪.‬‬

‫هذه الشعائر‪ ،‬أو تحويل الشعائر إلى دين‪.‬‬

‫اإلسالم سلوك واتزان‪ ،‬وليس صكوك‬

‫نقول في اليوم الواحد‪“ :‬اهدنا الصراط‬

‫غفران‪ ،‬وتبييض ذنوب وصيام ليلة تجعلك‬

‫المستقيم” على األقل ‪ 17‬مرة‪ ،‬أي في‬

‫كما ولدتك أمك‪.‬‬

‫كل ركعة صالة‪ ،‬فماذا نفعل بين كل صالة‪،‬‬

‫نعم اإلسالم ضمائر‪ ،‬قبل أن يكون شعائر‪.‬‬

‫إلى اللقاء‬

‫بلغة األرقام فإن عدد آيات القرآن الكريم‬

‫وصالة؟‬

‫عبدالرزاق الداهش‬


‫‪info@lpb.ly‬‬ ‫‪www.lpb.ly‬‬

‫إصـدارات الهيئة العامة للصحافــة‬

‫شهري‬

‫شهري‬

‫معكم في كل وقت‬

‫يومي‬

‫اسبوعي‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.